البئر

Page 1

‫‪39‬‬ ‫هارون‬

‫قل له ‪ ..‬التنفيذ فورا ‪ ..‬هيا‬

‫مسرور‬

‫أمر موالي‬

‫هارون‬

‫مل اي هارون ؟ ألي ذنب ؟ ال أعرف ‪ ..‬ال أعرف ‪..‬افرتاءات زبيدة ؟ أم دسائس الفضل ‪..‬أم ماذا ؟‬ ‫والنفس الىت حرم هللا قتلها إال ابحلق ‪ ..‬أهو املقتول فعال ‪ ..‬أم أان ‪..‬من حيمل رأس من ؟ هارون ‪ ..‬جعفر ‪ ..‬هيا اي جعفر‬ ‫‪ ..‬قطع جسد هارون ثالاث ‪..... ..‬وعلق كل جزء على سور من أسوار بغداد ‪ ..‬متاما كما أمرتك سيدتك زبيدة ‪ ..‬هيا‬ ‫اي جعفر ‪ ..‬ال أتخذنك شفقة به ‪..‬كان مساملا أكثر مما جيب ‪ ..‬تضاءل ‪ ..‬مل يكن له قلب جسور ‪ ..‬كان خيشى الدم ‪..‬‬ ‫يكره أن يلغ فيه ‪..‬كان حيب زبيدة حب العبادة ‪ ..‬وحيب غادرا حمظية اهلادي ‪ ..‬وهيالنة وغيهن ‪ ..‬وداننيا اليت‬ ‫ترفضه دائما ‪ ..‬حىت جارية أبيه ‪..‬ما تركها ‪..‬أحل احلرام‪..‬كما أحل دمك‪..‬كان خيشاك ‪..‬ترعبه أبفكارك اجلريئة‬ ‫‪..‬يؤرق وميوت كلما مسع مدحا فيك ‪ ..‬هيا صادر األمالك ‪ ..‬وعىبء كل من له صلة به ‪ ..‬هيا ال ترتدد ‪ ..‬أقتلهم‬ ‫‪ ..‬أو ألقهم ىف البئر ‪..‬ال أتخذنك فيهم شفقة و ال رمحة ‪..‬احبسهم ‪ ..‬واقتلهم صبا ‪.‬ال ‪..‬ال ‪..‬هذا هارون أخي‬ ‫‪..‬صنو روحي ‪ ..‬ال أستطيع ‪ ..‬كيف فعلت ذلك ايجعفر ؟ أى قلب كنت‪ ..‬أى مسخ أنت ‪ ..‬سبع عشرة سنة ‪..‬‬ ‫منذ اعتالئه العرش ‪..‬يعذبك ويضنيك ‪..‬سبع عشرة سنة وهو يشك فيك ‪..‬ويتمىن موتك ‪ ..‬فوت عليه فرص‬ ‫القتل‪ ..‬فوت عليه ممارسة رايضاته‪..‬وجاهدت للسمو بروحه ‪ ..‬ما استطعت ‪ ..‬كان يبكى ‪ ..‬فيغتسل قلبه وامها ‪..‬‬ ‫ويلغ ىف الدم ‪ ..‬حيج ويعود‪ ..‬يصلى ويعود ‪ ..‬وكنت تقف حجرا أمام نزواته الكبى ‪ ..‬هيا اي جعفر ‪ ..‬هارون ‪..‬‬ ‫جعفر ‪ ..‬هارون ‪ ..‬جعفر ( يصرخ ) جعفر‬

‫علية‬

‫( تسرع إليه ‪ ..‬تفاجأ ابلرأس ) هارون ‪..‬‬

‫هارون‬

‫( يلملم نفسه ‪ ..‬يبتعد ) أبعدوا هذه الرأس ‪ ..‬أبعدوها‬

‫علية‬

‫فعلتها اي هارون ‪..‬مل ‪ ..‬مل ( تواجه ) مل ( أتخذ بناقه ) اي جبار ‪ ..‬ايظامل‪ ..‬حسيب هللا و نعم الوكيل ‪ ..‬حسيب هللا (‬ ‫ترتنح بعيدا )‬

‫هارون‬

‫علية ‪ ..‬هذه رأس جعفر ‪ ..‬أبعديها عىن ‪ ..‬أرجوك اي أخيت‬

‫علية‬

‫( تنهار‪ ..‬وتبتعد عنه ) أبعدها أنت ‪ ..‬ألست قاتل جعفر ‪ ..‬حسيب هللا‬

‫هارون‬

‫( يصرخ ) افرحي ايزبيدة ‪ ..‬أهبجت قلبك احلزين ‪ ..‬قتلت الطفل و األب ‪ ..‬اي بنت جعفر‪..‬طىب نفسا ‪..‬اي فضل ‪..‬‬ ‫ايابن الربيع ‪..‬ايسوسة الفساد ‪ ..‬فلحت لعبتك الدنيئة ‪ ..‬خلصتكم من اجملوس ‪ ..‬وانرهم ‪..‬خلصتكم من جعفر(‬ ‫تدخل زبيدة والفضل بن الربيع ‪ ..‬ميسكان به )‬

‫زبيدة‬

‫تعال اي موالي‬

‫هارون‬

‫أمل تقيمي أفراحك بعد ‪ ..‬هذه رأس جعفر ‪ ..‬أتمليها جيدا ‪ ..‬لن يقض مضجعك بعد اآلن !‬

‫الفضل‬

‫موالي ‪ ..‬أمي املؤمنني !!‬

‫هارون‬

‫و أنت اي فضل‪..‬اتسعت لك الدنيا ‪..‬وفتحت ذراعيها ‪ ..‬مارس ما تريد دون رقيب ‪ ..‬هيا ‪ .‬هذا األمني تالعب برأسه‬ ‫‪ ..‬هيا ‪..‬ليقتل أخاه ‪ ..‬هيا اي رجل ‪..‬كل شيء مباح من الليلة ‪..‬من الليلة ‪..‬من الليلة ‪..‬مباح كل شيء ‪..‬مباح‪..‬مباح‬ ‫اي جعفر ‪..‬ورثناكم كالعقار‪ ..‬وسنحكمكم ابلعصا والنار ‪ ..‬نقتل من نريد وحنى من نريد ‪ ..‬هيا اغرب عن وجهي أيها‬ ‫الغراب ( للرأس ) هيا ‪ ..‬ال تقف ىف سبيلي ‪ ..‬امحلوه ‪ ..‬امحلوه ‪ ..‬ال أريد رؤيته ‪ ..‬هيا ( يسقط )‬ ‫أقام على املسي وقد أنيخت‬

‫مطاايه وغرد حادايها‬

‫وقال أخاف عادية الليايل على نفسي وأن ألقى رداها‬ ‫مشيناها خطا كتبت علينا ومن كتبت عليه خطا مشاها‬

‫ومن كانت منيته أبرض ‪...‬فليس ميوت يف أرض سواها‬ ‫( ستار ختام )‬


‫‪38‬‬ ‫اللوحة العاشرة‬

‫بين مخالب عق اب‬ ‫اخلليفة جالسا يصلى وهو يبكى‬ ‫برخلة‬

‫موالي أمي املؤمنني‬

‫هارون‬

‫هيه ‪ ..‬أهنيت املهمة ‪ ..‬هل أهنيتها ‪ ..‬تكلم ؟‬

‫برخلة‬ ‫هارون‬

‫قد أخذت رأسه اي موالي ‪ ..‬وهاهو ذا ابحلضرة !‬ ‫ائتىن هبا و إال قتلتك قبله ‪ ..‬مل يعد جعفر ( يقهقه ) التعويذة والقارورة ‪ ..‬خدعن الشيخ ‪ ..‬خدعن ‪ ..‬بل خدعت‬ ‫نفسك اي هارون !‬

‫جعفر‬

‫مل ؟ ( بينما ستارة شفافة )‬

‫هارون‬

‫ليس إال أن أريد ‪ ..‬أمل تقلها ؟‬

‫جعفر‬

‫واحلب ‪ ..‬واألحالم ‪ ..‬والعشرة الطويلة ؟‬

‫هارون‬

‫لو كنت مكاىن ؛ فعلت ما أفعله !‬

‫هارون‬

‫ولدى !‬

‫جعفر‬

‫وأان ما اعرتضت على ولدك ‪ ..‬مل يكن أصال قسيما لصداقتنا !!‬

‫هارون‬

‫قضى األمر !‬

‫جعفر‬

‫فلتنه جرميتك !‬

‫هارون‬

‫جرمييت ؟‬

‫جعفر‬

‫ألجل ماذا ؟‬

‫جعفر‬

‫تقتلن ألجل الشيء سوى اخلوف ‪ ..‬تقتلن حيا كل يوم ‪ ..‬واليوم ‪ ..‬أمل تشبع من دمى بعد ؟‬

‫هارون‬

‫ال ‪ ..‬مل أشبع ‪ ..‬ومستعد أن أفىن شعبا ؛ ألجل ولدى !!‬

‫جعفر‬

‫ليحكم ‪ ..‬ويتسلط على عباد هللا ‪ ..‬ويدون التاريخ أكاذيبكم ‪ ..‬حيج سنة ‪ ..‬ويغزو سنة ‪ ..‬وكان كثي البكاء ‪ ..‬كثي‬

‫هارون‬

‫اسكت ‪ ..‬برخلة ( صرخة وهو يرتنح بني أرجاء املسرح )‬

‫برخلة‬

‫( من الداخل ) أمسعت أبذنك ؟‬

‫جعفر‬

‫( من الداخل ) شأنك وما أمرت به ( خيرج منديال فيعصب عينيه وميد رقبته ‪ ..‬فيضرهبا برخلة )‬

‫برخلة‬

‫( حيمل الرأس ‪ ..‬ويدخل هبا على الرشيد ) هاك رأسه !‬

‫جعفر‬

‫ال ‪.........‬‬

‫هيا اي برخلة ؛ فيهوذ ا يبكى ‪ ..‬يبكى على جعفر ‪ ..‬وجعفر لن يتحمل رؤيته ابكيا !!‬

‫هارون‬

‫( جاحظ العينني ‪ ..‬كأنه ال يصدق ) اي مسرور ‪ ..‬اي حنني ؟‬

‫مسرور‬

‫( خيرج مع حنني ) موالي‬

‫هارون‬

‫اضراب عنق برخلة ‪ ..‬فإىن ال أقدر أن أنظر إىل قاتل جعفر !‬

‫برخلة‬

‫موالي‬

‫مسرور‬

‫( يسحبانه إىل اخلارج )‬

‫مسرور‬

‫أمر موالي‬

‫مسرور‬

‫هاك رأسه !‬

‫هارون‬

‫أبعدها عىن ‪ ..‬وامحل كتايب هذا إىل عبد هللا بن مالك اخلزاعى دون أن حيس بك أحد !!‬

‫مسرور‬

‫أمر موالي‬

‫هارون‬ ‫هارون‬

‫( حيمل الرأس ) أأأنت جعفر ‪ ..‬اي مسرور ؟‬

‫هل اهنيت على برخلة ؟‬


‫‪37‬‬ ‫دانني‬

‫ال ‪ ..‬ىف األمر شيء غي طبيعي ‪.‬‬

‫جعفر‬

‫ال شيء ‪ ..‬يبدو أن اخلمر لعبت برأسي ‪ ..‬ال تنتظرين ‪ ..‬انمي إذا ما أتخرت !!‬

‫دانني‬

‫كأنك ذاهب ولن تعود !‬

‫جعفر‬

‫رمبا خرجت مع الرشيد ‪ ..‬نعس ىف األسواق واحلارات ‪ ..‬أستودعك هللا ( يفلت يدها )‬

‫دانني‬

‫( تسمع صوت بومة ) جعفر ‪ ..‬انتظر ( تتشبث به ) لن ترج ‪ ..‬لن‬

‫جعفر‬

‫دانني ‪ ..‬أرجوك !‬

‫دانني‬

‫لن ترج اي جعفر‪..‬لن ترج ؛ حىت لو انطبقت السماء على األرض‬

‫جعفر‬

‫دانني ‪ ..‬ما عاهدتك هكذا ‪ ..‬دعيىن أمضى !‬

‫دانني‬

‫من برخلة هذا ؟‬

‫جعفر‬

‫عبد من عبيد موالي اخلليفة‬

‫دانني‬

‫أنت تكذب ‪ ..‬تكذب ‪ ..‬اي أىب ‪ ..‬اي أاب الفضل ( تنادى )‬

‫جعفر‬

‫دانني ‪ ..‬أرجوك‬

‫دانني‬

‫ليس قبل جميء أىب ‪ ..‬اي أاب الفضل‬

‫جعفر‬

‫حىت لو وقف ىف وجهي جيش ‪ ..‬لن يستطيع منعي !!‬

‫دانني‬

‫جعفر !‬

‫جعفر‬

‫دانني ‪..‬ما كنت يوما حلما متنيت ‪ ..‬وال رغبتك ىف نفسي ‪ ..‬أنت تعرفني أين تذهب مشاعري ‪ ..‬أنت على وجه‬ ‫اخلصوص ‪ ..‬لذا اعتبتك أختا يل دائما ‪ ..‬دانني ‪ ..‬هذا أمر اخلليفة الذي ال مرد له إال هللا ‪..‬فال تفضحي أمري ؛‬ ‫فتقتلني اجلميع ‪ ..‬اجلميع ‪ ..‬رمبا كان هزال فال تعجلي جبدته ‪ ..‬أرجوك !!‬

‫دانني‬

‫أال تسمع الصوت اي جعفر ؟‬

‫جعفر‬

‫بومة ‪ ..‬مالنا هبا ‪ ..‬أعدك لن أأتخر ‪ ..‬لن أأتخر ؛ مبجرد االنتهاء تدينن هنا ( خيلع نفسه وخيرج بينما نرى حيى من‬ ‫خلف ستارة يبكى )‬

‫دانني‬

‫كأنه للموت ميضى ‪ ..‬تغىن‬ ‫ليت شعرى دروا‬

‫أى قلب ملكوا‬

‫أتراهم سلموا‬

‫أم تراهم هلكوا‬

‫وفؤادى لو درى‬

‫حار أرابب اهلوى‬

‫أى شعب سلكوا‬ ‫ىف اهلوى وارتبكوا‬

‫إظـالم‬


‫‪36‬‬ ‫دانني‬ ‫جعفر‬

‫كل احمليطني ينعمون بك ‪ ..‬ىف سكك بغداد ‪..‬ىف قصور اخلليفة ‪ ..‬جدران بيته ‪ ..‬ىف كل درب ‪ ..‬وأان‬ ‫دعك من هذا اجلدل العقيم ‪ ..‬وهيا إىل الغناء ‪ ..‬امسعين ‪ ..‬غىن ىل‬

‫احلاجب‬

‫موالى ‪ ..‬برخلة ‪ ..‬غالم موالى اخلليفة !‬

‫جعفر‬

‫برخلة ‪ ..‬هييه سبق السيف ‪ ..‬دعه يدخل ‪ ..‬هيا اي دانني إىل الداخل‬

‫برخلة‬

‫موالي الوزير ‪ ..‬إن موالي أمي املؤمنني ‪.............‬‬

‫جعفر‬

‫( يقف فزعا ) تكلم اي غالم ‪ ..‬مل سكت ؟‬

‫برخلة‬

‫أمرين أمي املؤمنني أن ‪..............‬‬

‫جعفر‬

‫مل سكت ‪ ..‬تكلم ؟‬

‫برخلة‬

‫أن آتيه برأسك فورا !‬

‫جعفر‬

‫رأسي ‪ ..‬هيه ‪ ..‬قل لن يصيب نا إال ما كتب هللا لنا ‪ ..‬إن أمي املؤمنني ميازحن أبصناف من املزاح ؛ فأحسب أن هذا‬ ‫جنس منه ؟‬

‫برخلة‬

‫وهللا ما رأيته إال جادا‬

‫جعفر‬

‫جادا ‪ ..‬إذا هو سكران ؟‬

‫برخلة‬

‫ال و هللا ‪ ..‬ما افتقدت من عقله شيئا ‪..‬و ال ظنننته شرب نبيذا ىف يومه مع ما رأيت من عبادته !‬

‫برخلة‬

‫تدين إىل ذلك سريعا ‪ ..‬إال فيما خالف أمي املؤمنني !‬

‫جعفر‬

‫فارجع إليه فأعلمه أنك قد نفذت ما أمرك به !!‬

‫برخلة‬

‫موالي !!‬

‫جعفر‬

‫فإن أصبح اندما كانت حياتى على يديك جارية‪ ..‬وكانت لك عندي نعمة جمددة ‪ ..‬وإن أصبح على مثل هذا الرأي ‪..‬‬

‫جعفر‬

‫امسع اي برخلة ‪ ..‬إن ىل عليك حقوقا مل تد هلا مكافأة ىف يوم من األايم إال هذا الوقت !‬

‫نفذت ما أمرت به ىف غد ؟!!‬ ‫برخلة‬

‫ليس إىل ذلك سبيل !‬

‫جعفر‬

‫أصي معك إىل مضرب أمي املؤمنني ‪ ،‬حىت أقف حبيث أمسع كالمه ‪ ..‬ومراجعته إايك ‪ ..‬فإذا أبديت عذرا ‪ ..‬ومل يقنع إال‬ ‫مبسيك إليه برأسي ‪ ..‬خرجت ؛ فأخذت رأسي من قرب !!‬

‫برخلة‬

‫أما هذا فنعم !!‬

‫جعفر‬

‫انتظرين ىف اخلارج ‪ ..‬حلظات !‬

‫برخلة‬

‫أمر موالي ( يتحرك خارجا )‬

‫جعفر‬

‫دانني ‪ ..‬تعاىل‬

‫دانني‬

‫( تقبل مسرعة ) جعفر ‪ ..‬أترج اثنية ؟‬

‫جعفر‬

‫أمي املؤمنني ينتظرين‬

‫دانني‬

‫هل جد جديد ؟‬

‫جعفر‬

‫هذا أمره ‪ ..‬وما علينا سوى الرضا !!‬

‫دانني‬

‫جعفر ‪ ..‬عيناك تدمع !‬

‫جعفر‬

‫بعوضة طرف ت ها‬

‫دانني‬

‫أبلغه أنك ستأيت ىف وقت الحق !‬

‫دانني‬

‫ال ‪ ..‬ولكن ‪ ..‬أحس مبرارة عجيبة ما أحسستها من قبل !!‬

‫دانني‬

‫جعفر ‪ ..‬هذه أول مرة ؟‬

‫جعفر‬

‫دعيىن أقبل جبهتك‬

‫جعفر‬ ‫جعفر‬

‫أكذب ؟‬

‫هى حلظات ‪ ..‬وأعود ( ضمين إىل صدرك )‬


‫‪35‬‬ ‫جعفر‬

‫تقول ىل ارحل ‪ ..‬وتعرف أىن لكى أرحل على محل الرشيد معى !!‬

‫حيى‬

‫حسىب هللا ونعم الوكيل ‪ ..‬حسىب هللا ونعم الوكيل ( وهو يدخل )‬

‫جعفر‬

‫ما وقع وقع ‪ ..‬ألول مرة يتحدث أبو الفضل ىف أمر مضى هبذه الطريقة !‬

‫دانني‬

‫خياف عليك اي جعفر ‪ ..‬كما أخاف ( تبكى )‬

‫جعفر‬

‫مل تبكني اآلن ؟‬

‫دانني‬

‫جعفر ‪ ..‬مل يتكلم حيي هكذا من قبل !‬

‫جعفر‬

‫خوف الوالد ‪ ..‬ال أكثر و ال أقل !‬

‫دانني‬

‫لكىن معه ىف كل ما ذهب إليه ‪ ..‬ارحل اي جعفر !‬

‫جعفر‬

‫والرشيد ؟!!‬

‫دانني‬

‫أال تش املوت ؟‬

‫جعفر‬

‫إن كان على يد الرشيد فما أهونه على !‬

‫دانني‬

‫جعفر ‪ ..‬ال تقامر حبياتك !‬

‫جعفر‬

‫هلل درك اي أاب الفضل ‪ ..‬قلبت صفاء الليلة !‬

‫دانني‬

‫أي صفاء اي جعفر ‪ ..‬أتضحك على أم على نفسك ؟‬

‫دانني‬

‫أعرف ‪ ..‬مل أعد أعرف شيئا !!‬

‫جعفر‬

‫سلى قلبك ؟‬

‫دانني‬

‫اإلشاعات ترتدد هنا وهناك اي موالي !‬

‫جعفر‬

‫أي إشاعات ‪ ..‬تعرفني عادات الناس !‬

‫دانني‬

‫جعفر‪ ..‬لست ملكا لنفسك ‪ ..‬أنت رجلي ‪..‬برئتيك أتنفس ‪..‬روحي ‪.‬متوت كل ليلة تغيب فيها !‬

‫جعفر‬

‫وأمي املؤمنني و ‪.............‬‬

‫دانني‬

‫قلها وعليه ؟‬

‫جعفر‬

‫إايك ‪....‬‬

‫جعفر‬

‫تعرفني ‪ ..‬ما أكثر ما ضحكت على نفسي ألجل الرشيد !!‬

‫دانني‬

‫أليست امرأة ؟‬

‫جعفر‬

‫دانني‬

‫ى‬ ‫هووووه ‪ ..‬أخت الرشيد ال تعد امرأة ‪ ..‬قوىل جنمة ‪ ..‬كوكب در ى‬ ‫اي رىب ‪..‬كان أهون على لو ظللت عند ابن كناسة ‪..‬لو أملك أمر نفسي ؟‬

‫جعفر‬

‫أعطيتك أمر نفسك فماذا أنت فاعلة ؟‬

‫دانني‬

‫أقتلك حبا اي جعفر‬

‫جعفر‬

‫حرمت احلب على نفسي !‬

‫دانني‬

‫حرمت ماذا ؟‬

‫جعفر‬

‫كلما تالطمت مشاعري حول امرأة ‪ ..‬تصبح بعيدة املنال ‪ ..‬هذا قدري ‪ ..‬وأان راضى به كل الرضي !‬

‫دانني‬

‫مل اي جعفر الروح ؟‬

‫جعفر‬

‫هارون ‪ ..‬هارون أخي !‬

‫دانني‬

‫هارون هارون ‪ ..‬وأنت ؟‬

‫دانني‬

‫إنك تقتلن صبا ‪ ..‬تقتلن‬

‫دانني‬

‫أريدك ىل وحدي‬

‫جعفر‬

‫وهللا ما اخرتت الطريق ‪ ..‬هو الذي اختارين ‪ ..‬وليس أان‪..‬‬

‫جعفر‬

‫جعفر‬

‫أان ماذا اي دانني‪ ..‬إال بعضا من هذا الرجل !‬ ‫لك أن أتمري ؛ فأكون طوع أمرك‬


‫‪34‬‬ ‫اللوحة التاسعة‬ ‫قضاء نافذ‬ ‫جعفر مع دانني وحيي ‪ ..‬وحديث ذو شجون ‪ ..‬يشرب جعفر بنهم‬ ‫حيي‬

‫ماكان جيب عليك أن تفعل ذلك !‬

‫جعفر‬

‫وهللا اي أىب ما فكرت وقتها هبذا الشكل !‬

‫حيي‬

‫انر زبيدة ‪ ..‬يتكاثر دخاهنا منذ رجوعنا من احلج !‬

‫جعفر‬

‫ومنذ مىت ‪ ..‬وحنن ‪......‬‬

‫حيي‬

‫مل تعد صغيا اي جعفر ‪..‬مل تعد صغيا‪..‬والرشيد لن يبتلع لك فعلتك !‬

‫دانني‬

‫أتظن ‪.........‬؟‬

‫حيي‬

‫ال أظن ‪ ..‬بل أجزم ايبنيىت ‪ ..‬زبيدة أسفرت عن وجهها اللئيم !‬

‫جعفر‬

‫وماذا ىف مكنتها فعله اي أىب ؟‬

‫حيي‬

‫املوت ‪ ..‬املوت اي أبله !!‬

‫دانني‬

‫جعفر !! ( حتيطه بذراعيها فجأة )‬

‫جعفر‬

‫أىب ال تفزع دانني على هذا النحو ‪ ..‬كنت مع الرشيد منذ ساعات‬

‫حيى‬

‫وماذا رأيت ؟‬

‫جعفر‬

‫ال شيء ‪ ..‬هو كالعادة ‪ ..‬مل يتكلم كثيا ‪..‬مل يشرب نبيذا ‪..‬مل ‪......‬‬

‫حيى‬

‫مل ‪ ..‬ومل ‪ ....‬ومل ‪ ..‬أتظن شيئا بينكما يشفع لك عنده ‪ ..‬أان ال أظن ‪ ..‬اي ولدى ال تنس ماقلته لك مرارا ‪..‬حنن‬ ‫كالسفراء ‪..‬نفعل ما يطلب منا ‪..‬ونبدى الرأي إذا طلب ‪..‬وحنسن القول دائما ‪..‬ونصلح ذات البني ‪..‬غي ذلك ال !!‬

‫جعفر‬

‫أىب ‪ ..‬خفف عن نفسك ‪ ..‬مل تصل األمور هلذا احلد من اخلوف !‬

‫حيي‬

‫لست خائفا ‪ ..‬لكن محأة الغضب عند امللوك غي مأمونة العواقب ايسبع الفالة ( يرتكه ويدخل‪ ..‬يعود اثنية وعلى‬ ‫وجهه آاثر خوف )‬

‫جعفر‬

‫ماذا بك اي أاب الفضل ؟‬

‫حيى‬

‫أرى أن تنزل حاال ‪ ..‬وترحل إىل الديلم !‬

‫جعفر‬

‫أىب ‪ ..‬مل أرحل ؟‬

‫جعفر‬

‫أىب ‪..‬إىل هذا احلد ؟‬

‫حيى‬

‫و أكثر !‬

‫جعفر‬

‫وأان أرفض !‬

‫حيى‬

‫ولدى ‪ ..‬ليس هذا وقتا يصلح للعناد !‬

‫جعفر‬

‫إىل الديلم ‪ ..‬هلل درك اي أاب الفضل ‪ ..‬الديلم وما أدارك ما الديلم !‬

‫حيى‬

‫أي مكان ‪ ..‬املهم أن ترحل هذه الساعة !‬

‫جعفر‬

‫منذ مىت وحنن نعمل للخوف حسااب ومقاما ؟‬

‫حيى‬

‫دانني ‪ ..‬تكلمي ‪ ..‬جيب أن يرحل !!‬

‫جعفر‬

‫هل تظن الرشيد يفعلها الليلة ؟‬

‫جعفر‬

‫أىب ‪ ..‬هل تعرف ها ىف جعفر ؟‬

‫حيى‬

‫ايبىن ‪ ..‬أشم رائحة دمك ‪ ..‬أمشه ‪ ..‬ىف كل زاوية ‪ ..‬ىف كل ركن !!‬

‫حيى‬

‫حيى‬

‫ال أريدك هنا هذه األايم !‬

‫ال أظن ‪ ..‬بل أكاد أجزم اي بن حيي !‬

‫جعفر‬

‫اي أاب الفضل ( يقهقه غصبا ) أفزعتىن ‪ ..‬وأفزعت دانني !!‬

‫حيى‬

‫ارحل اي جعفر ‪ ..‬ارحل !‬


‫‪33‬‬ ‫بال أساس و ال منطق ‪ ..‬أنت نفسك تعرف ‪ ..‬أنه يروح بال سبب ‪..‬بال سبب ‪ ..‬بال سبب ‪ ..‬إهنا شهوة القتل ىف‬ ‫آل عباس ‪ ..‬شهوة القتل (يصرخ ابكيا ويسجد بينما عليه مرعوبة ووجهها يتساءل ‪ ..‬مث حتط إىل جواره )‬ ‫إين دعوتك مضطرا فخذ بيدي اي جاعل األمر بني الكاف والنون‬

‫جنيت أيوب من بلواه حني دعا بصب أيوب اي ذا اللطف جنين‬ ‫واطلق سراحي وامنن ابخلالص كما جنيت من ظلمات البحر‬ ‫ذا النون‬

‫إ ظالم‬


‫‪32‬‬ ‫برخلة‬

‫بلى !‬

‫هارون‬

‫امض إليه الساعة ؛ ال ‪ ..‬انصرف !‬

‫هارون‬

‫انتظر ‪ ..‬أتعرف جعفر وزيري ؟‬

‫برخلة‬

‫أعرفه اي موالي‬

‫هارون‬

‫اذهب إليه الساعة ؛ فأتىن برأسه على أية حالة تلى عليها ‪ ..‬و اترك اخلالف على !!‬

‫برخلة‬

‫أمر موالي‬

‫برخلة‬

‫ماذا ؟ ( وهو يرتعد )‬

‫هارون‬

‫اي برخلة ‪ ..‬أمل أتقدم إليك برتك اخلالف على ؟‬

‫برخلة‬

‫بلى اي أمي املؤمنني ‪ ..‬لكن اخلطب أجل من ذلك ‪ ..‬واألمر الذي ندبتن إليه‪..‬وددت لو كنت مت قبل أن جيرى‬ ‫على يدي منه شيئا !‬

‫هارون‬

‫دع عنك هذا !‬

‫برخلة‬

‫موالي‬

‫هارون‬

‫امض ملا أمرتك ‪ ..‬هيا ؟‬

‫برخلة‬

‫أمر موالي ( خيرج بينما الرشيد يدور ‪ ..‬ميسك برأسه ‪ ..‬يبكى ‪..‬يسجد على األرض )‬

‫هارون‬

‫علية ‪ ..‬اي علية اي بنت املهدي ‪..‬مل أتخرت على ‪..‬اي حاجب ‪..‬اي فضل !‬

‫الفضل‬

‫( يدخل مسرعا ) موالي‬

‫هارون‬

‫علية ‪ ..‬اند علية ؟‬

‫الفضل‬

‫أمر موالي‬

‫هارون‬

‫فورا ( يروح ويغدو ىف القاعة بعصبية ) ‪.‬‬

‫علية‬

‫( وهى ترتف ) موالي ‪ ..‬أمي املؤمنني‬

‫هارون‬

‫تعاىل اي علية ‪ ..‬اجلسي ‪ ..‬غىن‬

‫علية‬

‫هارون ‪ ..‬ماذا بك ؟‬

‫هارون‬

‫غىن اي علية ‪ ..‬أرجوك‬

‫هارون‬

‫غىن اي علية ‪ ..‬غىن أرجوك اي أخت !!‬

‫علية‬ ‫عليه‬

‫أمرك ‪ ..‬لكن ‪......‬‬

‫كما حتب ( تستعد وهتىيء نفسها وتبدأ الغناء )‬

‫وكم لك من خفي اللطف لطف يدق خفاه عن فهم الذكي‬ ‫وكم يسر أتى من بعد عسر وفرج لوعة القلب الشجي‬ ‫وكم هم تعانيه صباحا‬

‫فتعقبه املسرة ابلعشى‬

‫إذا ضاقت األسباب يوما فثق ابلواحد الصمد العلى‬ ‫تشفع ابلنيب فكل عبد‬ ‫مسرور‬

‫موالي أمي املؤمنني‬

‫هارون‬

‫ما وراؤك اي مسرور ؟‬

‫مسرور‬

‫أتى كالف موالي أمي املؤمنني ‪ ..‬وأعطاين هذه األشياء !‬

‫مسرور‬

‫وجدها ىف برذعة فرس موالي اخلليفة اخلاص !‬

‫هارون‬

‫هارون‬

‫يفوز إذا تشفع ابلنيب‬

‫أرىن ‪ ..‬القارورة ‪ ..‬وهذه التعويذة ‪ ..‬القارورة ‪ ..‬التعويذة‬

‫برخلة ‪ ..‬أين برخلة ‪ ..‬برخلة ( طويلة وممتدة ‪ ..‬علية فزعة تدنو منه ‪ ..‬تربت على كتفه بينما داخله صراع حاد )‬

‫ماذا تريد من برخلة ‪ ..‬هل ستوقف األمر ؟ ال أظن ‪ ..‬أنت تكذب ‪ ..‬مل تكن ىف حاجة لتبير قتلك جعفر ‪ ..‬أو‬ ‫حىت العدول عن القتل ‪ ..‬نعم اي هارون ‪ ..‬كل الدوافع ساقطة ‪ ..‬واهية اي هارون ‪ ..‬تعرف أهنا واهية ‪ ..‬واهية ‪..‬‬


‫‪31‬‬ ‫هارون‬

‫ما نقص منه شيء ايزبيدة !‬

‫زبيدة‬

‫ال ‪ ..‬ال بد من جمازاته على فعلته !!‬

‫هارون‬

‫ال أيخذنك الغضب هكذا ‪ ..‬وانتظري إن غدا لناظره قريب ‪.‬‬

‫زبيدة‬

‫و هللا ال أرضى إال أن يكون مصلواب على ثالث كما أعادها على ابن‬

‫هارون‬

‫أدركن الرجال ‪ ..‬بعد أن قضوا على اجلارية والعبد والطفل !!‬

‫زبيدة‬

‫أية جارية و عبد وطفل اي هارون ؟‬

‫هارون‬

‫أنسيت هبذه السرعة ‪ ..‬وهللا إن نفسي لتحدثن أبشياء وأشياء !!‬

‫زبيدة‬

‫مب حتدثك اي أمي املؤمنني ‪ ..‬هناك ‪ ..‬وىف منبتنا يهان ولدى اي هارون !!‬

‫هارون‬

‫( يقف ) اكتفيت منك اآلن ‪ ..‬أريد علية على الفور !‬

‫زبيدة‬

‫وماذا تريد منها ؟‬

‫هارون‬

‫أريدها ألمر خيصها !!‬

‫زبيدة‬

‫ليس قبل أن تنهى وجع ابن حممد !‬

‫هارون‬

‫انصريف اي بومة اخلراب ‪ ..‬هيا ( بغضب )‬

‫زبيدة‬

‫أمر موالي ( بوف ترج )‬

‫هارون‬

‫أحكمت تدبيها زبيدة ‪ ..‬ومل يبق سوى رأس جعفر ‪ ..‬جعفر ‪ ..‬هل تستطيع اي هارون ؟ اندحرت أايم الصفاء‬ ‫‪..‬مضى وقت ها كأن مل تكن ‪ ..‬مل يبق أمامك سوى اهلم والكمد ‪ ..‬لقريب وقت كنا كطفلني أرعنني ‪ ..‬ال حيمالن‬ ‫للدنيا مها و ال وزان ‪ ..‬تشركه ىف كل شيء ‪ ..‬حىت دواخلك احلبيسة ‪ ..‬أخص ما حتمل ‪ ..‬ماخان معروفا‪ ..‬و ال‬ ‫نقض عهدا ‪ ..‬وال ابع قضية ‪ ..‬وال كسر أمرا ‪ ..‬حراب أو سلما ‪ ..‬وما تقاعص عن أمر حىت طلبت منه نزول بئر‬ ‫املوت ‪ ..‬فما رفض و ال عصى ‪..‬كيف ستحمل رأسه اي هارون بني كفيك ‪ ..‬وتنظر ىف عينيه ‪..‬وبعد ذلك تكتشف‬ ‫أن كل ما قيل حمض كذب وافرتاء ‪..‬ماكان جيب أن جيذب األمني على هذا النحو ‪..‬أنسى نفسه ‪..‬من يكون ‪ ..‬من‬ ‫يكون اي هارون ؟ أكسبك كل اجلوالت ‪ ..‬وأمنك طعنة الغدر فنمت آمنا ( يبكى ‪ ..‬تتهيج أعصابه ) وما انم آمنا‬ ‫‪ ..‬ىف رحى السكرة أدور ‪..‬أدور ‪ ..‬أجبىن ايمنصور هل شعرت مبا أشعر ‪ ..‬و أنت تستل روح أىب أيوب ‪ ..‬وأنت‬ ‫اي مهدى ‪..‬أمل توجعك ‪..‬أمل تبك حني جاؤك برأس بن يسار وبن داود ؟ أجيبوىن ‪ ..‬أال من جميب ؟ ستقول الناس‬ ‫عنك ‪ ..‬جمرد اتبع ‪ ..‬آل برمك هم اخلليفة والوزير ‪ ..‬تصبح أضحوكة ‪ ..‬هلم اجملد والسؤدد واجلاه والسلطان ‪..‬‬

‫سينقلبون عليك يوما ‪..‬تلص من أوجاعك ‪ ..‬هيا ‪..‬ليس إال أن تريد ( يصرخ ) اي برخلة ‪ ..‬اي برخلة ‪..‬ايبرخلة !‬

‫برخلة‬

‫( يدخل مسرعا ) أمر موالى‬

‫هارون‬

‫ال ‪ ..‬انصرف‬

‫هارون‬

‫ايبرخلة‬

‫برخلة‬

‫أمر موالي ‪ ..‬أأمر تطاع‬

‫هارون‬

‫إين اندبك ألمر ما أرى حممدا و ال القاسم له أهال وال موضعا !‬

‫برخلة‬

‫مرين ‪ ..‬ولن تد سوى طاعيت‬

‫هارون‬

‫وإىل أى مدى تكون طاعتك ؟‬

‫برخلة‬

‫لو أمرتن اي أمي املؤمنني أن أدخل السيف ىف بطن ‪ ..‬وأخرجه من ظهري بني يديك لفعلت !!‬

‫برخلة‬

‫أمر موالي‬

‫هارون‬

‫ألست تعرف ‪ ............‬؟ انصرف‬

‫برجلة‬

‫أمر موالي‬

‫هارون‬

‫( قبل أن خيتفي ) ألست تعرف جعفر بن حيي بن خالد البمكى ؟‬

‫برجلة‬

‫اي أمي املؤمنني‪..‬وهل أعرف سواه ‪..‬أو ينكر مثل جعفر الوزير ؟‬

‫هارون‬

‫أمل تر تشييعي إايه عند خروجه ؟‬


‫‪30‬‬ ‫اللوحة الثامنة‬ ‫مهمة خاصة‬ ‫الرشيد بعد عودته من احلج ‪ ..‬ىف قاعة العرش ‪ ..‬مسرور الصغي يقف نفس الوقفة الثابتة ‪ ..‬عاري الصدر ‪..‬‬ ‫جعفر‬

‫وسيفه مشدود إىل خاصرته ‪ ..‬الوزير جعفر ىف حضرة اخلليفة‬

‫موالي ‪ ..‬أقسم لك أىن حسن النية والطوية !‬

‫هارون‬

‫كأنك ال تعرف ما يرتدد بني عموم الناس ‪ ..‬آل برمك حيكمون ‪ ..‬والرشيد حمض لعبة بني أصابعهم !!‬

‫جعفر‬

‫موالي !‬

‫هارون‬

‫كأنك كنت تذبن أان ‪ ..‬ومترغ حلييت ىف الرتاب !!‬

‫جعفر‬ ‫هارون‬ ‫جعفر‬ ‫هارون‬

‫منذ زمن ‪ ..‬وأنت أتمنا على مالك وسلطانك وولدك وحرميك وجواريك ؟‬ ‫مبسلكك قضيت على بقية مالكم عندي ‪ ..‬حىت لو نسيت ما وقع ‪ ..‬لن ينساه األمني ‪ ،‬سيضغنها لكم ‪ ..‬ويكون‬

‫كل مهه تنحيتكم ‪ ..‬أو الفتك بكم !!‬

‫حياسبن موالي على تصرف ‪ ..‬قصد به ‪......‬‬ ‫دعىن اي جعفر لبعض الوقت أخلو بنفسي ‪ ..‬وأمللم أشتات روحي ‪ ..‬رمبا غفرهتا لك ‪..‬قل ىل ‪..‬أمل تعثر بعد على‬ ‫القارورة والتعويذة ؟‬

‫جعفر‬

‫ما عثرت على شيء‬

‫هارون‬

‫كان ال بد من العثور عليها ‪ ..‬أمل أطلب منك ذلك ؟‬

‫جعفر‬

‫حبثت عنها اي أمي املؤمنني ‪ ..‬ولكن دون فائدة ‪ ..‬قل ىل مل أنت مهت ىم هبا هلذا احلد ؟!!‬

‫هارون‬

‫أبدا ‪ ..‬كانت حمض عالج !‬

‫جعفر‬

‫فلنأت بغيه !‬

‫هارون‬

‫إهنا رسالة رمحة من السماء ‪ ..‬فرطنا فيها ومل حنفظها !‬

‫جعفر‬

‫موالي ‪ ..‬أنت تزيد األمر غموضا !!‬

‫هارون‬ ‫جعفر‬

‫انتهى األمر اي جعفر ‪..‬ال حول وال قوة إال ابهلل ( ينخرط ىف البكاء )‪.‬‬ ‫موالي ‪ ..‬ساحمن على تقصيي ( يدنو منه ) اهدأ اي موالي !‬

‫هارون‬

‫دعىن أنظر إليك ( أيخذ وجهه بني راحتيه ) كنا وجهني لعملة واحدة ( يقبل جبينه ) انصرف اي جعفر ‪ ..‬هيا‬

‫جعفر‬

‫أمر موالي ( لنفسه ) وصل كل شيء ملنتهاه ‪ ..‬فانتظر هنايتك اي جعفر ‪..‬لن يصارحك هبا ‪..‬إنه ميارس هوايته‬

‫‪..‬اتركن وحدي ‪ ..‬اتركن !!‬

‫كالصقور ( للخليفة ) أمر موالي ( خيرج ولكن بعد أن حياصر اخلليفة بنظرة الفاهم ) ‪.‬‬ ‫هارون‬

‫ضيقت على اخلناق اي جعفر ‪..‬وآن وقت فكه ‪ ..‬نعم ‪ ..‬ما عاد كثي وقت أحيل األمر إليه ‪..‬أرأب اببن أن يلغ ىف‬ ‫دمك ‪ ..‬ورمبا لو فعلها أوغر صدر املأمون ‪ ..‬فتكون احلرب بني األخويني ‪..‬مل ال ترتكها ؟ ملاذا البد أن حيكم أوالدك‬ ‫‪..‬أرجعها للشورى من جديد ‪ ..‬السلطة ‪ ..‬وحب الزعامة ‪ ..‬ورثتم الناس كالعقار والرتاب ؟كأن هللا خلقك خليفة‬ ‫‪ ..‬واخلباز خبازا ‪ ..‬ولكنها جمرد أحالم اي موالي ‪ ..‬هلوسات رجل أيمل ىف دنيا ال يراها إال ىف دفرت نفسه ‪ ..‬سبع‬ ‫عشرة سنة ‪ ....‬بل عشرون ‪ ..‬ثالثون ‪ ..‬عمرا بكامله ‪ ....‬وأحالم جعفر ال تنتهي ‪ ..‬للمعدمني والفقراء ‪..‬والنبالء‬ ‫‪ . .‬للسكك والبحور ‪ ..‬للتجار و األسواق ‪ ..‬دوخك جعفر اي هارون ‪ ..‬فتغىن الشعراء ‪..‬وابتكر العلماء ‪ ..‬وذلت‬ ‫هامات اجلبابرة ‪..‬رح اي جعفر إىل مصر ‪ ..‬تعال اي جعفر ‪ ..‬رح إىل الشام ‪ ..‬تعال اي جعفر ‪ ..‬الطالبيون اي جعفر ‪..‬‬

‫أبناء عمومتك اي موالي ‪ ..‬يطمعون فيها ‪..‬قرهبم اي موالي‪ ..‬جهزوا اجليوش ‪ ..‬يلعبون ‪..‬أنت حتبهم اي جعفر ‪..‬ومن‬ ‫يكره عليا والعباس ؟ جعفر اي نبتة ظامئة ىف أرض خراب ‪ ..‬اي‪ ( ......‬فجأة تدخل زبيدة كالسهم )‬ ‫زبيدة‬

‫كيف مسحت جلعفر اي هارون ‪ ..‬كيف ؟‬

‫هارون‬

‫قدر هللا ‪ ..‬وما شاء فعل !‬

‫زبيدة‬

‫ولدى ‪ ..‬وىل العهد ‪ ..‬يفعل به ذلك أمام مجع احلجيج اي هارون ؟‬


‫‪29‬‬ ‫واجلب ( جيهش ابكيا ) ‪.‬‬

‫إظـالم‬


‫‪28‬‬ ‫هارون‬

‫انصرف ‪ ..‬انتظر ‪ ..‬هل أنت واثق مما تقول ؟‬

‫الرجل‬

‫نعم اي موالي ‪ ..‬بسيفي قضيت عليهم‬

‫هارون‬

‫( يبكى ) ال حول و ال قوة إال ابهلل ‪ ..‬انصرف ال ساحمك هللا !‬

‫الرجل‬

‫( ينصرف فيمسك به الفضل بن الربيع ويشده إىل اخلارج )‬

‫جعفر‬

‫موالي أمي املؤمنني ‪ ..‬هل حدث ما يعكر صفوك ؟‬

‫هارون‬

‫( ينظر ىف وجه جعفر بقسوة ) ال ‪ ..‬ال شيء اي جعفر‬

‫جعفر‬

‫أال نعلق الصحيفة ؟‬

‫هارون‬

‫تعلق إبذن هللا و مشيئته ‪ ..‬أي ها الناس ‪ ..‬اي حجاج بيت هللا احلرام‪..‬‬ ‫هذا كتايب بوالية العهد‪ ..‬ولقد عقدته حملمد األمني ‪..‬مث ألخيه عبد هللا‬ ‫املأمون مث تركت أمر املؤمتن ألخيه عبد هللا‪ ..‬إن شاء أثبته ‪..‬وإن شاء‬ ‫نقضه ‪ ..‬أال هل بلغت ‪ ..‬اللهم فاشهد ‪ ..‬علق الكتاب اي خزاعى !!‬

‫اخلزاعى‬

‫( يعلق الكتاب ) أمر موالي ( يقع الكتاب ) أمر موالي‬

‫بدوى‬

‫( يعلو صوته من بني اجلمع ) وبيعة قد نكثت أمياهنا‬ ‫وفتنة قد سعرت نياهنا !!‬

‫جعفر‬

‫وحيك ‪ ..‬ما تقول ؟‬

‫البدوي‬

‫السيوف ستسل ‪ ..‬والفتنة ستقع ‪..‬و التنازع ىف امللك سيظهر !‬

‫جعفر‬

‫أتنجم ايرجل ‪ ..‬أمسك لسانك ؟‬

‫البدوي‬

‫أما ترى البعي واقفا‪ ..‬انظر ‪..‬هناك ‪ ..‬الرجالن يتنازعان والغراابن قد وقعا على الدم‪ ..‬والتطخا به ‪ ..‬وهللا ال يكون‬ ‫آخر هذا األمر إال حماربة وشرا !‬

‫جعفر‬

‫اصمت ايرجل ‪ ..‬و ال تشئم القوم ‪ ..‬ساحمك هللا !!‬

‫البدوي‬

‫و هللا ما كذبت ‪ ..‬وهللا ما كذبت !!‬

‫جعفر‬

‫سا حمك هللا ‪ ..‬ساحمك هللا ( يسرع حيث يكون إىل جانب األمني )‬

‫هارون‬

‫احلف اي حممد على البيعة !!‬

‫حممد‬

‫اقسم ابهلل أن أحفظ ماهبا ‪ ..‬وأصون حقوق أخي عبد هللا ‪ ..‬وحقوق العباد ‪ ..‬وهللا شهيد بصي( حممد يتحرك‬

‫للخروج )‬

‫جعفر‬

‫( جيذبه بشدة ) فإن غدرت أبخيك ‪ ..‬خذلك هللا !!‬

‫حممد‬

‫وهللا ال أ غدر !!‬

‫جعفر‬

‫( جيذبه اثنية ) فإن غدرت أبخيك ‪ ..‬خذلك هللا !‬

‫حممد‬

‫وهللا ما أغدر !!‬

‫جعفر‬

‫( جيذبه بشدة أكب ) فإن غدرت أبخيك ‪ ..‬خذلك هللا !!‬

‫حممد‬

‫وهللا ما أغدر ( وهو يكاد يبكى ‪ ..‬يتحركون )‬

‫اخلزاعى‬

‫أثقلت وهللا على األمني ‪ ..‬اي وزيران جعفر !‬

‫جعفر‬

‫ليظل املشهد حمفورا ىف رأسه ‪ ..‬ومسعه ‪ ..‬وقلبه اي عبد هللا !!‬

‫هارون‬

‫كانت تكفى واحدة اي جعفر ‪ ..‬كانت تكفى !!‬

‫هارون‬

‫والرسالة وصلت الناس ‪ ..‬وصلت الناس !‬

‫هارون‬

‫لنكمل مناسك احلج إبذن هللا ( ينخرط ىف البكاء ) موالي ال تكلىن لنفسي طرفة عني ‪ ..‬موالي إن كان ما بصدري‬

‫جعفر‬

‫جعفر‬

‫عفوا اي موالي !!‬

‫موالي ‪ ..‬أية رسالة ‪ ..‬ما قصدت سوى صاحل االثنني ؟‬

‫جمافيا للصواب ‪ ..‬فانزعه حبق سلطانك ‪ ..‬ونق قلىب من الغل والبغض واحلسد والكبايء والرايء والنفاق‪ ..‬والشح‬


‫‪27‬‬ ‫حطب اجلحيم‬ ‫أمام ابحة احلرم الشريف مبكة موكب اخلليفة يتقدم واألمني واملأمون شاابن ايفعان يسيان إىل جانبه وبقية احلاشية‬

‫على اجلانبني ‪.‬‬

‫هارون‬

‫لبيك اللهم لبيك ‪ ..‬لبيك ال شريك لك ‪ ..‬إن احلمد و النعمة لك وامللك ‪ ..‬ال شريك لك لبيك !!‬

‫اجلميع‬

‫( يردد ) لبيك اللهم لبيك ‪..................‬‬

‫اخلزاعى‬

‫( صاحب الشرطة يالحق رجال يسعى إىل الرشيد ) انتظر ايرجل‬

‫الرجل‬

‫أليس هذا خليفة املسلمني هارون الرشيد ؟‬

‫اخلزاعى‬

‫توقف ‪ ..‬هو اخلليفة ‪ ..‬ما حاجتك ؟‬

‫الرجل‬

‫هذا أمر بين وبني موالي اخلليفة !‬

‫اخلزاعى‬

‫من الرجل ؟‬

‫الرجل‬

‫كلفىن موالي اخلليفة مبهمة خاصة ‪ ..‬وقد أهنيتها !!‬

‫اخلزاعى‬

‫قل ما عندك ؟‬

‫الرجل‬

‫هذا أمر خيص اخلليفة ‪.‬‬

‫اخلزاعى‬

‫واخلليفة مشغول ‪ ..‬فانتظر حىت آذن لك ‪ ..‬لكن قل ىل ‪ ..‬من أين الرجل ؟‬

‫الرجل‬

‫من بغداد !‬

‫اخلزاعى‬

‫من أي البيوت أنت ؟‬

‫الرجل‬

‫ألست سيدي ابن مالك اخلزاعى صاحب الشرطة ؟‬

‫اخلزاعى‬

‫أان هو ‪ ..‬كيف كلفت ابملهمة اي رجل ؟‬

‫الرجل‬

‫موالى الفضل بن الربيع‪..‬أليس هو من يسي على ميسرة األمي ؟‬

‫اخلزاعى‬

‫هو ‪ ..‬مل مل تقصد موالك إذن ؟‬

‫الرجل‬

‫موالى ‪ ..‬ال أخفى عليك ‪ ..‬طمعا ىف العطاء !‬

‫اخلزاعى‬

‫( أيتى من خلف جعفر ) موالى‬

‫جعفر‬

‫ماوراؤك ايصاحب الشرطة ؟‬

‫اخلزاعى‬

‫رجل يريد موالان اخلليفة‬

‫اخلزاعى‬ ‫جعفر‬

‫إنه مص ىر على مقابلة موالى ( يهمس ) يقول أهنا مهمة خاصة !‬

‫أال أصلح هلذا األمر ؟‬

‫الرجل‬

‫موالي ‪ ..‬اخلليفة وال أحد غي اخلليفة‬

‫جعفر‬

‫( يدنو ويهمس ) رجل يطلب مقابلتكم شخصيا‬

‫هارون‬

‫دعه اي وزيري‬

‫جعفر‬

‫جعفر‬

‫أال تر اخلليفة عنده ما هو أهم ؟‬

‫ايبن مالك ‪ ..‬جهزه للمقابلة !‬

‫اخلزاعى‬

‫أرىن جيوبك ( يقلب ىف الرجل حبرص )‬

‫الرجل‬

‫سيدي جردت نفسي ىف اخلارج ‪ ..‬اطمئن !‬

‫اخلزاعى‬

‫افتح فمك ‪ ..‬أرىن ( يرى مث يرتكه ) هاهو ذا اخلليفة !!‬

‫الرجل‬

‫( يقرتب ‪ ..‬يهمس ) سيدي إين قادم من اليمن‬

‫هارون‬

‫اليمن ( حلظة ) آه ( يسحبه بعيدا ) هيه ‪ ..‬هل وجدت اجلارية والطفل ؟‬

‫الرجل‬

‫نعم اي سيدي ‪ ..‬اعرتف العبد واجلارية ‪ ..‬فأتينا عليهما !!‬

‫هارون‬

‫والطفل ؟‬

‫الرجل‬

‫قضى معهما‬


‫‪26‬‬ ‫‪ ..‬خشب ( تقهقه وتبكى ىف نفس واحد )‬ ‫أخفيت ما ألقاه وقد ظهر‬

‫والنوم يف عين تبدل ابلسهر‬

‫انديت ملا أوهنت قليب الفكر ايد هر ال تبق على و ال تذر‬ ‫هامهجىت بني املشقة واخلطر‬

‫جل العوازل فيك ماطاوعتهم وسددت كل مسامعى وعييتهم‬ ‫قالوا عشقت مهفهفا فأجبتهم اخرتته من بينهم وتركتهم‬ ‫كفوا إذا وقع القضا عمى البصر‬ ‫إظـالم‬

‫اللوحة السابعة‬


‫‪25‬‬ ‫علية‬

‫انتظر قليال ‪ ..‬إين ارتف اي جعفر ‪ ..‬ارتف !‬

‫جعفر‬

‫ال جدوى من االنتظار !‬

‫جعفر‬

‫وبعد اي علية ؟‬

‫علية‬

‫أحبك اي جعفر ‪ ..‬أشتهيك ىف كل حلظة ‪ ..‬وأنت مثل صخرة‬

‫جعفر‬

‫هللا يعلم حباىل ‪ ..‬سيظن من يراان اآلن ‪ ..‬أننا حبيبان !!‬

‫علية‬

‫جعفر ‪ ..‬ال تكن قاسيا على نفسك ‪ ..‬إهنا حياة واحدة‬

‫جعفر‬

‫حني رأى بذكائه حيب لك عقد لنا على شرطه !!‬

‫علية‬

‫لن نستمر عبيدا لشرط الرشيد مدى احلياة !‬

‫جعفر‬

‫إهنا اللعنة املقدسة اي علية ‪ ..‬كم متنيت لو أىن أخذتك بني ضلوعي ‪..‬وحتدثت معك عن أحالمي ‪ ..‬مث محلتك ‪..‬‬

‫علية‬

‫هات يدك جعفر ( وهى متد ذراعيها )‬

‫وانقطعت بك بعيدا حيث ال واشي و ال خال فة ‪ ..‬و ال خوف !!‬ ‫علية‬

‫( بفرح ) ليتك تفعلها اي جعفر ( متيل على صدره )‬

‫جعفر‬

‫( يلتفت ‪ ..‬يبتعد ) سالما‪ ..‬عليه !‬

‫علية‬

‫إىل أين ؟ ( وهى تندفع حنوه )‬

‫جعفر‬

‫أعرف أين هو !!‬

‫علية‬

‫من ؟‬

‫جعفر‬

‫الرشيد‬

‫علية‬

‫كن معي ‪ ..‬مل أعد أحتمل ‪ ..‬أكاد أموت غيظا ؟‬

‫جعفر‬

‫فلنمت معا !‬

‫علية‬

‫جعفر ‪ ..‬أان ال أهزل !‬

‫جعفر‬

‫وأان ما عهدتك ضعيفة‬

‫علية‬

‫تعال اي جعفر ‪ ..‬تعال ندخل ؛ لنجعل ومههم حقيقة‬

‫جعفر‬

‫والعهد الذي قطعته ؟‬

‫جعفر‬

‫بل تقوم عندي‬

‫جعفر‬

‫أان ال أخاف إال هللا‬

‫جعفر‬

‫ليته يفعل !‬

‫علية‬

‫سيفعل ‪ ..‬وستمضى كأي عبد من عبيده ؛ طاملا أرضاك اخلنوع وسكن قلبك !‬

‫جعفر‬

‫احلب اي علية ‪ ..‬ال اخلنوع !!‬

‫علية‬

‫أي حب ‪ ..‬أنت تكره نفسك ‪ ..‬تكرهها‬

‫جعفر‬

‫إين ذاهب ‪ ..‬إنه ينادين ‪..‬هاهو ‪ ..‬أال تسمعني الصوت ‪..‬هاهو ذا !‬

‫علية‬

‫جعفر ‪ ..‬أنت هتذى‬

‫علية‬ ‫علية‬ ‫علية‬

‫لن تقوم القيامة ألجله ؟‬

‫هو اخلوف إذن ؟‬ ‫والرشيد ‪ ..‬هيه الرشيد ‪ ..‬يقطع رقبتك !‬

‫جعفر‬

‫أان ال أهذى ( يتحرك ) ال أهذى ‪..‬إنه هناك أمام سور القصر ينتظرين !!‬

‫علية‬

‫أوحشته دانني ؟‬

‫جعفر‬

‫ال ‪ ..‬و إال ألخذها رغم رفضها له ( خيرج )‬

‫علية‬

‫هل أصابته لوثة ‪ ..‬جن جعفر حني غاب عنه الرشيد ‪ ..‬اي رىب ‪ ..‬كم أان حزينة عليه ‪ ..‬حزينة ‪ ..‬إذا أكتشفه الليلة‬ ‫‪..‬وكنا الليلة بعد الليلة نتالصق ‪ ..‬وإىل جواران الرشيد ‪ ..‬أغىن وفقط ‪ ..‬كأين قطعة خشب‪ ..‬قطعة خشب ‪ ..‬خشب‬


‫‪24‬‬ ‫علية‬

‫ال أعرف !!‬

‫جعفر‬

‫أان أعرف !‬

‫جعفر‬

‫الفتنة حتط أبثقاهلا ‪.‬‬

‫علية‬

‫أية فتنة اي جعفر ؟‬

‫جعفر‬

‫يقولون ‪ :‬لك غالم من جعفر !!‬

‫علية‬

‫ماذا ‪ ..‬من أين جئت هبذا اللغو ؟‬

‫جعفر‬

‫الرشيد نفسه !‬

‫علية‬

‫غالم ‪ ..‬ومن جعفر ‪ ..‬وجعفر ما ملس معصمي حىت هذه اللحظة !!‬

‫جعفر‬

‫مل جعلت نفسك لقمة طرية ىف أفواههم اي بنت املهدي ‪ ..‬مل ؟‬

‫علية‬

‫ومل جعلت من نفسك هدفا ملؤامراهتم الدنيئة ؟ ( تبكى )‬

‫جعفر‬

‫علت نا الرشيد ‪ ..‬الرشيد ‪ ..‬وللرشيد شياطني ومالئكة تسي ىف ركابه أينما حل‪..‬وهذه األايم تقتل مالئكته على قارعة‬

‫علية‬

‫تعرف !!‬

‫الوقت املقيت ‪..‬لتستبد به شياطينه !!‬ ‫علية‬

‫أكمل ‪ ..‬هل قالوا له أين الغالم ؟‬

‫جعفر‬

‫من السهل عليهم خلق النهاية املالئمة لقصتهم اهلابطة !!‬

‫علية‬

‫ايلزبيدة ‪ ..‬كنت ىف زايرة هلا ‪ ..‬فأحضرت الوصيفات وليدا ‪..‬أرانيه ‪ ..‬أخذته وقبلته ‪ ..‬ومحلته ‪ ..‬مث تركنىن ‪ ..‬ايرىب‬ ‫‪..‬كنت هدفا للعبيد واخلدم والوصيفات‪..‬كلهم ر أىن وأان أهد هد الوليد ‪..‬وأان ال أعرف ابن من هو ‪..‬ومن أين أتني‬ ‫به ‪ ..‬والطبيب ‪ ..‬نعم ‪ ..‬جعفر ‪ ..‬جعفر ‪ ..‬إين خائفة ‪ ..‬خائفة عليك ‪ ..‬إهنم يقتلونك ‪ ..‬يقتلونك !‬

‫جعفر‬

‫املوت رمحة ىل اي علية ‪ ..‬لكن مل ‪ ..‬مل ؟‬

‫علية‬

‫ال تقل هذا ( تبكى وتضحك هبستياي ) مغفالن ‪ ..‬أان وأنت مغفالن ابئسان اي جعفر !‬

‫جعفر‬

‫رمبا‬

‫علية‬

‫سأفتح اببه ‪ ..‬وأدخل عليه ‪ ..‬وأكشف األمر !‬

‫جعفر‬

‫علية ‪ ..‬لن يصدقك ‪ ..‬أمن على كذهبم ؛ كأنه كان يبحث عن سبب ‪ ..‬وفجأة سعى بني يديه !!‬

‫جعفر‬

‫ثكلتن أمى إذ جاءت ىب ‪ ..‬أن أرضعت هارون ‪ ..‬ماكان جيب ايأم ‪ ..‬ربطتن بقلعة من الفوالذ ‪..‬وبئر مثلومة ال تدر إال‬

‫علية‬

‫( وهى تتجه صوب جناح اخلليفة ) لن أسكت ‪ ..‬لن‬

‫دما وقروحا‪ ..‬اهدأ اي جعفر ‪ ..‬اهدأ وال تكن كمجنون أخرق ‪ ..‬شيء خطي يدبر عالنية‪ ..‬جهارا هنارا ‪ ..‬هو يعرف‬

‫‪ ..‬يوم البئر كان يعرف ‪ ..‬فلم مل يلقن ىف البئر ‪ ..‬مل محلن على كتفه حىت القصر‪ ..‬وختمت حبكاية القارورة والتعويذة‬

‫‪ ..‬يتهمىن فيها ‪..‬وأان ما رأيتها ‪..‬دائما يتهددين ابلقتل إذا مل أعثر عليها‪..‬أية قارورة وأية تعويذة اي هارون ‪..‬ماحكايتها ؟‬

‫علية‬

‫ليس هنا اي جعفر ‪ ..‬ليس هنا !‬

‫جعفر‬

‫فأين اختفى ؟ ( إظالم ‪ ..‬إضاءة على وجه الرشيد مع جانب من سور قصر جعفر )‬

‫الرشيد‬

‫تنام اي جعفر ‪..‬صدق الواشون ‪ ..‬ترتكن هائما أمام قصرك ‪ ..‬ايللولد العاق ‪ ..‬تلهو مع جوارك احلسان الالئي‬ ‫حجبتهن عىن ‪ ..‬أحرمك دائما ‪ ..‬ما تلب جارية حىت أطمع فيها ‪ ..‬وأشتهيها ‪ ..‬وأنت ليس أمامك سوى اإلجابة‬ ‫‪..‬ليتك ترفض مرة ‪ ..‬ليتك اي جعفر ‪..‬هل خنتن مع علية ‪ ..‬أم أهنا فرية من زبيدة ‪ ..‬غيظ منها ‪ ..‬أكد ابن بتيشوع‬ ‫أهنا مل تلد ‪ ..‬أكد ‪..‬لكنه حمض كالم وتمني ‪ ..‬حىت ابن الربيع ال يفتأ يسمعن ‪ ..‬جعفر بىن قصرا ‪ ..‬جعفر جلب جارية‬

‫‪ ..‬جعفر يتآمر على بىن العباس ‪ ..‬يريدها للمأمون ألن أمه فارسية مثلهم ‪ ..‬يريدها له لتكون هلم ىف هناية األمر ‪..‬‬

‫خسئت اي فضل‪ ..‬ما عرفت جعفر متام املعرفة ‪..‬ولن تعرفه ‪ ..‬له قلب من ذهب‪..‬وروح كقبس نور ‪ ..‬جعفر ‪ ..‬أنت‪..‬‬

‫أنت اخلليفة ‪ ..‬ومسرور إىل جوارك ‪ ..‬دعه يفتح الباب ‪ ..‬وابغت جعفر ‪....‬أنت تتعذب وهو يلهو ‪ ..‬ال ‪ ..‬ال أريد‬ ‫رؤيته ‪ ..‬جعفر ( بصوت عال ) جعفر ( إضاءة كاملة على جعفر وعلية )‬ ‫جعفر‬

‫سأنصرف‬


‫‪23‬‬ ‫اللوحة السادسة‬

‫دموع وآهات‬ ‫علية وجعفر ىف هبو من أهباء القصر ‪ ..‬جعفر يروح دائرا هنا وهناك كمجنون !!‬ ‫علية‬

‫جعفر ‪ ..‬مل تقف هكذا ؟‬

‫جعفر‬

‫مل أره اليوم !‬

‫علية‬

‫أمل يكن معك كالعادة ؟‬

‫جعفر‬

‫ال ‪ ..‬إنه يبتعد عىن !‬

‫علية‬

‫أظنه مل ينم ‪ ..‬هل أطرق اببه ؟‬

‫جعفر‬

‫أخشى أن يكون غي راغب ىف رؤييت اي علية !!‬

‫علية‬

‫أال تعرف ما الذي عكر صفوكما ؟‬

‫جعفر‬

‫ال ‪ ..‬ال أعرف ‪ ..‬قويل يل أنت ‪ ..‬ما الذى غي ر صفاء روحه ‪ ..‬إنه ىف حالة يصعب فهمها ‪ ..‬أهو ضيق مىن ‪ ..‬أم‬ ‫كراهية ‪ ..‬أم ماذا ؟ ‪ ..‬أريد أعرف ‪ ..‬هل حدث مىن شيء غيه ‪ ..‬وأبدل مشاعره ‪ .. ..‬كان منذ يومني على غي‬ ‫عادته ‪ ..‬جاهد كثيا إلاثريت ‪ ..‬حتملت كل شيء ىف حب ‪ ..‬لكنن مل أمن ‪ ..‬مل أمن اي علية ‪ ..‬قويل من استطاع‬ ‫زحزحة العمر من قلبه ‪ ..‬كل حلظاته ‪ ..‬أتعرفني اي علية ‪ ..‬أهلكنا سكك بغداد ليال وهنارا ‪ ..‬لنا ىف كل حارة من‬ ‫حاراهتا حكاايت ال تنتهى ‪ ..‬مننا على الطوى ىف طرقات املدينة ‪ ..‬وهناك على دجلة افرتشنا األرض ‪ ..‬عرفنا كم‬ ‫يكون حتقيق األحالم شاقا ‪ ..‬وصعبا ‪ ..‬ولكننا كنا حنققها كل ليلة ‪ ..‬مند بساط حمبتنا للمعدمني والفقراء ‪..‬نطالع‬ ‫قصور السادة املمتدة على طول اجلسر ‪ ..‬فنقول وامهني ‪ ..‬كم أصبحت بغداد مجيلة كعروس الوادي ( الدموع‬ ‫تتساقط من عينيه )‬

‫علية‬

‫جعفر ‪ ..‬اي حبيب القلب ‪ ..‬أيها الصامت ‪ ..‬كل هذا احلب هلارون ‪ ..‬وأان ؟‬

‫جعفر‬

‫أنت بعض منه اي علية ‪ ..‬أنتظر منه رضا ال أييت ‪..‬ومساحة ولو بدمى !!‬

‫علية‬

‫جعفر ‪ ..‬اتئد ‪ ..‬ال تقتلن بكالمك !!‬

‫جعفر‬

‫وماذا أفعل ‪..‬وهو يغيب وراء سحب ملبدة ‪..‬اتركي دون عاصم ‪..‬كأين ما كنت إال بعضا من حثالة أو كناسة (‬ ‫فجأة يستشاط ) هارون اي قلبا قد من صب اآلهلة‪..‬هارون اي قلبا ىف قسوة الريح اهلبوب والصاعقة ‪ ..‬ورقة الزهرة‬ ‫النابتة ( يصرخ ) أين أنت ‪ ..‬دعىن أرك !!‬

‫علية‬

‫جعفر ( حتط على مقعد مبهورة ) وأان ‪ ..‬بلت على بكلمة واحدة ‪ ..‬أان ؟‬

‫جعفر‬

‫يوم ولد مات ‪ ..‬وما جعفر سوى حثالة إذ رضى مبا ال يرضى أحدا من العامة والدمهاء ‪..‬مل مل خيرج إىل ؟( يصرخ هبا )‬ ‫قد يكون انئما ‪..‬و ال يدرى ‪ ..‬صرخيت أهاجت كوابيس اآلخرين ‪ ..‬العبيد واإلماء ‪ ..‬والطيور اهلاجعة ؟!!‬

‫علية‬

‫زارين ابألمس‬

‫جعفر‬

‫ال أعرف ماذا أصابه ‪ ..‬له تصرفات عجيبة ؟‬

‫علية‬

‫مثل ؟‬

‫جعفر‬

‫كان ميسك بتالبييب حىت ال أتركه وحده ‪ ..‬اآلن يتمىن أال يراين !!‬

‫علية‬

‫زارين ومعه الطبيب جبيل !‬

‫جعفر‬

‫مريضة ؟‬

‫جعفر‬

‫فلم زارك جبيل ؟‬

‫علية‬ ‫علية‬

‫ال‬

‫ال أعرف ‪ ..‬كان ينظر إل ى ‪..‬كأنه يعرين اي جعفر ‪ ..‬نظرات حادة ‪ ..‬إىل وجهي‪..‬فمي ‪..‬صدري‪ ..‬تواريت جفلة من‬ ‫نظراته القاسية !‬

‫جعفر‬

‫مل‬


‫‪22‬‬ ‫هارون‬

‫حاصروك ف ى ‪ ..‬فأصبحت عاجزا !!‬

‫جعفر‬

‫عاجزا ‪ ..‬أمي املؤمنني عاجزا ‪ ..‬شيء مضحك ؟‬

‫هارون‬

‫عاجز !‬

‫جعفر‬

‫ما عهدتك على هذا النحو من الضعف !!‬

‫هارون‬

‫جعفر ؟ ( حبدة )‬

‫جعفر‬

‫جعفر سئم حياته كلها ‪ ..‬أحتب علية ‪ ..‬نعم أحبها ‪ ..‬ال‪ ..‬أكرهها ‪ ..‬ال‪ ..‬أحبها ‪..‬وماذا بعد ‪..‬كرهت نفسي ‪..‬‬ ‫ماعدت أحب أحدا ‪..‬حرمته على نفسى ‪ ..‬أتعرف مل ‪ ..‬أنت تعرف ‪..‬أخشى أن أحب خملوقة ‪ ..‬فتشتهيها نفسك ‪..‬‬ ‫وعندها لن أرفض ‪ ..‬فأي شيء أفعل ‪ ..‬ألبس مهرتائ من الثياب ‪ ..‬و أدور ىف الطرقات ‪ ..‬أاندى من هجرتن ‪..‬‬ ‫جمنوان أسي ‪ ..‬حرمت على نفسي كل ملذات احلياة عدا اخلمر ‪ ..‬طبعا ‪..‬حىت تدير رأسي فال أفكر فيما تصنع يب ‪..‬‬ ‫ما تصنع ىب ‪ ..‬ما تصنع بدميتك اي هارون ‪ ..‬لعبتك العجيبة ‪ ..‬تراها تتعذب ومتوت ‪ ..‬وأنت مفعم ‪ ..‬تضغط على‬ ‫عنقها ‪ ..‬تضغط ‪ ..‬تضغط ‪ ..‬مل تنس أن متدها ببعض احلشو حىت تتحمل ضغطاتك املميتة ‪ .‬رفعت عن كاهلي كل‬ ‫ذهىب حتسد عليه ‪..‬حبا‬ ‫حب المرأة ألجلك ‪ ..‬قلت أعقد لك على علية حىت ال تستحي من جلستك معي‪ ..‬ذكاء ى‬

‫وكرامة ‪..‬هكذا أردت ‪ ..‬ماذا تريد اي هارون ‪..‬ماذا تريد ؟ هاك رقبيت ‪..‬خذها ؛ فلم أعد ىف حاجة هلا‪..‬خذها إن‬

‫كان هذا يرحيك ‪ ..‬ويطفىء هذا اجلحيم امللتهب داخلك ‪ ..‬و أنت حتاصرين كجالد ‪ ..‬نعم أحبها‪ ..‬هل هذا يرضى‬ ‫شياطني النقمة داخلك ؟ أعيش حياة زائفة ‪ ..‬زائفة‪ ..‬أصدق ما فيها أنت ‪..‬أنت اي هارون ‪ ..‬ومساءات التنكر بني‬

‫الناس ‪ ..‬نبدل ونغي ‪ ..‬وصوال إىل األمجل و األرقى ‪ ..‬ولكن العيب فينا حنن ‪ ..‬وليس الناس ‪ ..‬العيب فينا وليس‬ ‫الناس ( يبكى حبشرجة )‬ ‫هارون‬

‫( حيط جبانبه ‪ ..‬يربت على كتفه ) يقولون ‪ ..‬واقعها ‪ ..‬وأجنب غالما !‬

‫جعفر‬

‫و الغالم سيكب ‪ ..‬و بنفوذي ‪ ..‬وأتباعي ‪ ..‬وجيش الديلم ‪ ..‬يسرقها ‪ ..‬وله احلق أليست أمه بنت املهدي ‪ ..‬أخت‬ ‫الرشيد ‪ ..‬و أقتل األمني واملأمون ‪ ..‬وتنتهي أسطورة اإلسالم ‪..‬وتعلو اجملوس ‪ ..‬آه ‪ ..‬آه ‪ ..‬خلص نفسك اي هارون‬ ‫‪ ..‬مر بقتلى الساعة ‪ ..‬خلص نفسك وخلصن ( يتأرجح كالذبيح وخيرج ) ‪.‬‬

‫هارون‬

‫جعفر ‪ ..‬جعفر ‪ ..‬أجبن ‪ ..‬جعفر ‪ ..‬إىل أين ؟ مل انه حديثي معك ‪ ..‬جعفر ( يسرع خلفه مث يقعى أرضا ‪ ،‬وميد‬ ‫ذراعه األي من صارخا متهالكا ) جعفر !‬ ‫إ ظــالم‬


‫‪21‬‬ ‫هارون‬

‫حيزنن ‪ ..‬يفرحن ‪ ..‬مل تعد لشيء هبجته !!‬

‫جعفر‬

‫مل ‪ ..‬حدثن مبا حتمل اي موالي‬

‫هارون‬

‫أحدثك أبيهم ‪ ..‬اي جعفر ! ( صمت يطول ) هل وجدت األشياء الضائعة ؟‬

‫جعفر‬

‫تقصد القارورة والتعويذة ؟‬

‫هارون‬

‫نعم ‪ ..‬مل تتكلم هكذا ؟ إهنا حياتك اي جعفر ‪ ..‬البد أن تعثر عليها !‬

‫جعفر‬

‫حبثنا ىف كل مكان ‪ ..‬رجعت إىل البئر ‪ ..‬أمل تقل كانت ىف حزام وسطك عند البئر ‪ ..‬ىف كل مكان ‪ ..‬ما عثران على‬ ‫شيء !!‬

‫هارون‬

‫ال بد من العثور عليها اي جعفر ‪ ..‬ال بد !!‬

‫الكائن‬

‫( يبدو كائن البئر ىف أقصى القاعة ) احرص عليها ‪ ..‬اخرت واحدة ‪.‬وأعط صاحبك واحدة ‪..‬‬

‫هارون‬

‫ضاعت ‪ ..‬ضاعت اي شيخ !‬

‫الكائن‬

‫بل استأثرت هبا ‪ ..‬أنت حر ‪ ..‬حتمل قدرك وقضاءك !‬

‫هارون‬

‫أقسم أهنا ضا‪............‬‬

‫الكائن‬

‫( وهو يرتك مبتعدا ) مل حترص عليها ‪ ..‬اخرتت قدرك وقضاءك‬

‫جعفر‬

‫موالي ‪ ..‬ال ترتكن هكذا ‪ ..‬تكلم ‪ ..‬ما الذي يؤملك ؟‬

‫هارون‬

‫أنت ‪ ..‬أنت من يؤل من اي جعفر !!‬

‫جعفر‬

‫أان ‪ ..‬ما أيسر أن تبرت عضوا يؤل مك اي موالي‬

‫هارون‬

‫هبذه السهولة والكيفية ؟‬

‫جعفر‬

‫بكلمة ‪ ..‬ال حتتاج إىل كيفية و ال منطق ‪ ..‬ليس إال أن تريد !!‬

‫هارون‬

‫ما أكثر ما أريد اي جعفر ‪ ..‬قل ىل‬

‫جعفر‬

‫كلى آذان صاغية !‬

‫هارون‬

‫قل ىل اي جعفر ‪ ..‬وبدون خبث ‪ ..‬هل حتب علية ؟‬

‫جعفر‬

‫موالي ‪ ..‬علية حبيبة هارون ومعشوقته وأخته ‪..‬وهارون حبيب جعفر و معشوقه ‪ ..‬حيب ما حيب ‪ ،‬ويكره ما يكره !‬

‫هارون‬

‫فماذا فعلت هبارون ؟‬

‫هارون‬

‫أسألك ‪ ..‬هل حتب علية ؟‬

‫هارون‬

‫ما مسعتها !‬

‫هارون‬

‫حقيقة جديدة !‬

‫جعفر‬

‫ما أسرع منو احلقائق يف هذا القصر اي موالي ‪ ..‬أنت أمرت ‪ ..‬أنت أمي املؤمنني ‪..‬وحني أيمر أمي املؤمنني ‪ ،‬يطاع‬

‫جعفر‬ ‫جعفر‬

‫جعفر‬

‫كل خي ‪ ..‬إال إذا كانت ميين أقدمت على شيء ال تدركه مشايل !‬ ‫أمل أتتك إجابيت ؟‬

‫فرية جديدة ؟‬

‫دون مناقشة !‬ ‫هارون‬

‫أمرت مباذا اي جعفر ؟‬

‫جعفر‬

‫أن يكون الزواج غريبا من نوعه ‪ ..‬وهكذا قبلنا ‪ ..‬وليس لنا حق املراجعة على اخلليفة !‬

‫هارون‬

‫جعفر ‪ ..‬إين عزمت على احلج هذا العام ‪..‬نفسي اتقت هلل ورسوله‬

‫هارون‬

‫من ؟ ( حبدة )‬

‫هارون‬

‫حاصروك أنت اي جعفر ‪ ..‬وليس أان ‪ ..‬لو وفرت عنادك وصلفك ملا هو أكب وأقيم ؛ لفوت عليهم فرصهم الساحنة !‬

‫جعفر‬

‫جعفر‬ ‫جعفر‬

‫محلوك فوق طاقتك !‬

‫حاصروك حىت مل يرتكوا مكاان للنور ىف قلبك !‬

‫تدرك ما يفعلون إذن ؟‬


‫‪20‬‬ ‫هارون‬

‫اضرب محاره اي مسرور !‬

‫أىب‬

‫ال ‪ ..‬سيموت من أول جلدة ( ينهق )‬

‫هارون‬

‫إذا مل تصرح مبن أوحى إليك مبا قدمت ؟!!‬

‫أىب‬

‫وهللا اي موالي‬

‫هارون‬

‫يكذب ‪ ..‬نفذ اي مسرور ( يسحبه مسرور إىل اخلارج ) ال ‪ ..‬هنا ‪ ..‬أمامنا ‪ ..‬حىت نضحك من قلوبنا !!‬

‫إبراهيم‬

‫موالي ‪ ..‬إذن موالي ‪ ..‬فأان لن أحتمل ذلك !‬

‫مروان‬

‫وأان أيضا اي موالي !‬

‫هارون‬

‫اي ألهل الفن ‪ ..‬الشعراء واملبدعني ‪..‬اي حلساسيتكم ورهافة قلوبكم ‪ ..‬وإذا ماأجبتكما ؟‬

‫معا‬

‫موالي !!‬

‫هارون‬

‫سأعفو عنه هذه املرة على أن يقدم شيئا جيدا‬

‫أىب‬

‫أقدم ‪ ..‬أقدم !‬

‫هارون‬

‫هيا أران ‪ ..‬خيبك هللا !‬

‫أىب‬

‫( ينط وأيخذ كأسا مث يصبه ىف مركوبه ويشربه ) ال أستطعم ‪ ..‬إال ابملركوب ‪ ..‬فهو مركوب ذو مزاج ‪ ..‬موالي ‪..‬‬ ‫مر مسرورا أن يبتعد ‪ ..‬موالي ‪ ..‬أنه جيعل رأسي ىف مؤخريت ‪ ..‬أرجوك !!‬

‫هارون‬

‫انصرف اي مسرور ‪ ..‬حىت نرى !!‬

‫مسرور‬

‫أمر موالى‬

‫أىب‬

‫خرج احلجاج متصيدا‪ ،‬فوقف على أعرايب ‪ ..‬يرعى إبال‪ ..‬وقد انقطع عن أصحابه‪ ،‬فقال‪ :‬اي أعرايب‪ ،‬كيف سية‬ ‫أميكم احلجاج ? فقال األعرايب‪ :‬غشوم ظلوم ‪..‬ال حياه هللا وال بياه ‪ .‬قال احلجاج‪ :‬فلو شكومتوه إىل أمي املؤمنني ?‬ ‫فقال األعرايب‪ :‬هو أظلم منه ‪ ..‬وأغشم ‪ ،‬عليه لعنة هللا ! قال‪ :‬فبينا هو كذلك إذ أحاطت به جنوده ‪ ،‬فأومأ إىل‬ ‫األعرايب فأخذ ومحل ‪ ،‬فلما صار معهم قال‪ :‬من هذا ?‬ ‫قالوا ‪ :‬األمي‪ ..‬احلجاج ‪ .‬فعلم أنه قد أحيط به ‪ ،‬فحرك دابته حىت صار ابلقرب من األمي‪ ،‬فناداه‪ :‬أي ها األمي؟‬ ‫قال‪ :‬ما تشاء اي أعرايب ?‬ ‫قال‪ :‬أحب أن يكون السر الذي بين وبينك مكتوما؛ فضحك‬ ‫احلجاج ‪ ..‬وخلى سبيله ‪.‬‬

‫وخرج مرة أخرى فلقي رجال‪ .‬فقال‪ :‬كيف سية احلجاج فيكم ?‬

‫فشتمه أقبح من شتم األول ‪ ..‬حىت أغضبه‪ ،‬فقال‪ :‬أتدري من أان ?‬ ‫قال‪ :‬ومن عسيت أن تكون ?‬

‫قال‪ :‬أان احلجاج‪ ،‬قال‪ :‬أو تدرى من أان ? قال‪ :‬ومن أنت ? قال‪ :‬أان موىل بن عامر‪ ،‬أجن يف الشهر‬ ‫مرتني ‪ ..‬هذه إحدامها‪ .‬فضحك وتركه ‪.‬‬

‫هارون‬

‫اكتفينا منك ‪ ..‬هيا‬

‫جعفر‬

‫( مييل انحية اخلليفة ) ما بك اي موالي ؟‬

‫هارون‬

‫ال شيء !!‬

‫جعفر‬

‫ال شيء ‪..‬كيف ‪..‬والرجل انصرف غي مصدق أنه أفلت من قبضتك ‪ ..‬رغم أنه أحسن وأجاد !‬

‫هارون‬

‫اشرب اي جعفر ‪ ..‬و ال تراع !‬

‫هارون‬

‫ومن أنت حىت تصرف القوم ؟!‬

‫هارون‬

‫( يقف الرشيد فيتحرك اجلميع ‪ ..‬ويطلبون اإلذن ابالنصراف فيأذن هلم ) هيه ‪ ..‬انصرف اجلميع ‪ ..‬مل يبق سواك !‬

‫جعفر‬ ‫جعفر‬

‫جعفر‬

‫ال ‪..‬ال ‪ ..‬موالي على غي عادته ‪ ..‬هل أصرف القوم ؟‬

‫وزيرك ‪ ..‬أخوك ابلرضاعة ‪ ..‬وابلصعلكة ‪ ..‬وابل ‪.....‬وزيرك !!‬ ‫أحيزنك أىن مل أنصرف معهم ؟ ( مل يتخل عن روح املداعبة )‬


‫‪19‬‬ ‫اللوحة اخلامسة‬ ‫هموم ومواجدات‬

‫يف جلسة أنس وشراب مع اخلليفة ‪ ..‬ندميه عمرين العباس بن جمد ومروان بن أىب حفصة الشاعر و إبراهيم املوصلي‬ ‫املغىن وأىب بن مرمي املهرج و الطبيب جبيل بن بتيشوع والوزير جعفر ‪..‬‬ ‫إبراهيم‬ ‫اي راحلني عن احلمى خلفتمو‬ ‫ىن ونفسي ابلية‬ ‫جسمي بكم مض ى‬

‫وسكن تمو غور احلشا ف ن واظرى‬ ‫ترى مدامعها وعيىن دامية‬ ‫وأان فداء الغائبني مبهج ىت‬

‫ب دا وأش واقى إليهم ابدية‬

‫ىل مقلة مقروحة ىف حبهم‬ ‫جفت الكرى ودموعها متوالية‬ ‫ظن العدا مىن عليه تلدا‬

‫هيهات ما أذن ى إليهم واعية‬ ‫هارون‬

‫أحسنت اي إبراهيم‬

‫جعفر‬

‫اندرة مثينة اي موالي‬

‫أىب‬

‫موالي ‪ ..‬أظن ‪ ..‬دوري جاء ‪ ..‬ماء ماء ( خيتفى أىب بينما اجللسة بني شراب ومداعبة ‪ ..‬يظهر أىب ىف زى حاجب أو‬ ‫وزير ‪ ..‬يؤدى ميم ‪ ..‬عني تسعى خلف رجل أو شخصية ‪ ،‬يشهده يعطى مسكينا صدقة ‪ ،‬جيرى قاصدا عظمة‬ ‫السلطان أو اخلليفة ويبلغه أن صاحبه ضرب رجال ابحلذاء حني طلب منه صدقة ‪..‬يعود يتتبع الشخصية ‪ ،‬يراها‬ ‫تساعد مسكينا يضربه رجل قوى وخيلصه من بني أنيابه ‪ ..‬يعود راكضا ليبلغ وىل األمر أن صاحبه أفسد العالقة بني‬ ‫ضعيف وقوى مما أدى إىل موت الضعيف‪..‬يعود يتابع الشخصية ‪ ..‬يراه يدخل مسجدا‪ ،‬يعود راكضا ليبلغ أنه أوقد‬

‫انرا وسجد هلا ‪ ..‬ومازال خلف الشخصية حىت أدى لقتلها على يد السلطان ‪..‬يؤدى ذلك بطريقة مضحكة وخليعة )‬ ‫وال حول وال قوة إال ابهلل ‪.‬‬

‫هارون‬

‫املفرتض أن وىل األمر محار ‪ ..‬أذن تسمع وتعبأ ‪ .‬أليس كذلك اي أىب اي ابن مرمي ؟‬

‫أىب‬

‫موالي ‪ ..‬هكذا تقول احلدوتة ‪ ..‬وتوتة توتة ‪..‬وأان ليس على سوى ذنب النقل !!‬

‫هارون‬

‫ما رأيك اي جعفر يف أىب الليلة ؟‬

‫جعفر‬

‫أراه فيلسوفا ‪ ..‬وليس مهرجا !‬

‫هارون‬

‫فيلسوفا ‪ ..‬هيه ‪ ..‬اي مسرور‬

‫مسرور‬

‫( يقبل هبيئته االستعراضية ) لبيك اي أمي املؤمنني !!‬

‫هارون‬

‫مخسني جلدة ‪ ..‬اآلن‬

‫أىب‬

‫موالي ‪ ..‬هل مثلي يتحمل مخسني جلدة ؟‬

‫هارون‬

‫حىت تتعلم كيف تنتقى ما تقدم‬

‫جعفر‬

‫اغفر له زلته اي موالي ؟‬

‫هارون‬

‫أأتخذها عنه اي جعفر؟‬

‫جعفر‬

‫إن كان يرضى موالي ؛ فها أان بني يدي مسرور‬

‫هارون‬

‫من لقنك ما قدمت اي أىب ؟‬

‫أىب‬

‫عقلي ‪ ..‬أقصد محاري اي موالي ‪ ..‬محاري هو من أوحى يل ‪ ..‬فاضرب محاري ؟‬


‫‪18‬‬ ‫حيي‬

‫ماذا اي رجل ‪ ..‬هؤالء أبناء عمومته آل طالب ‪ ..‬وآل عباس أخوة ‪ ..‬ويوم نصلح بينهم ‪ ..‬نكون قد أمخدان الفتنة‬ ‫اليت لعن الرسول الكرمي من يوقدها !!‬

‫الفضل‬

‫دون الرجوع للخليفة ووىل األمر ؟‬

‫حيي‬

‫ال ميكن ‪ ..‬أيعقل أن نفعل شيئا مهما صغر دون علم اخلليفة ؟‬

‫الفضل‬

‫فعلتم ‪ ..‬وتفعلون ‪ ..‬وآخر أفعالكم كانت مع عبد امللك بن صاحل ‪ ..‬اي أاب الفضل !‬

‫حيي‬

‫عبد امللك العباسي اي فضل ‪ ..‬كان عندك مكبال ابحلديد ‪ ..‬وجيء به أمام اخلليفة ‪ ..‬وجيء ابلواشيني ‪ ..‬ابنه عبد‬ ‫الرمحن ‪ ..‬و قمامة كاتبه ُ‪ ..‬قاال‪ ..‬وقال ‪ ..‬ىف حضرة الرشيد ‪ ..‬وكنت أنت شاهد عيان‬

‫الفضل‬

‫ما خفي عن الرشيد تورطكم ىف أمره !!‬

‫حيي‬

‫أي أمر اي رجل ‪ ..‬اتق هللا فينا ‪ ..‬اتق هللا ايظامل ‪ ..‬حبسدك ووشايتك ظنها الرشيد ‪ ..‬وابدر إببعاد الفضل ولدى ‪..‬‬ ‫وحبسه ‪ ..‬و أنت ال حترك ساكنا ‪ ..‬هددين اببن ‪ ..‬و أان يف حول هللا ألتاذ به ‪..‬حىت أتكدت له طهارة أيدينا و نبل‬ ‫مقصدان ‪ ..‬وبرأان ساحة الرجل !!‬

‫الفضل‬

‫كان البد من موته ‪ ..‬كان يريد اخلالفة ‪ ..‬وسيظل يريدها اي حيي‬

‫حيي‬

‫من صور لك ذلك ؟‬

‫الفضل‬

‫ولده عبد الرمحن قال ذلك ‪..‬وكاتبه قمامة !‬

‫الفضل‬

‫والبيعة اليت ابركتموها حملمد األمني ‪ ،‬بوالية العهد؛ مث انقلبتم عليها ؟‬

‫حيي‬

‫وما حنن إال رعااي اخلليفة ‪ ..‬ولكن من واجبنا التنبيه واستحسان الرأي ‪ ..‬وعدم كتمان احلق ‪ ..‬إذا سئلنا عنه !!‬

‫الفضل‬

‫لك دربة يف رد السؤال كما حتب اي حيي ‪ ..‬لكن قلوبكم مع عبد هللا املأمون ‪ ..‬نعم ‪ ..‬أعلنها جعفر للخليفة !!‬

‫حيي‬

‫وما حيزنك يف ذلك اي فضل ؟ حتصى علينا األنفاس ‪ ..‬تتعقب نا كأهنا احلرب ‪ ..‬ما كنت أصدق مع ما كنت أكنه لك‬

‫حيى‬

‫عدو أبيه ‪ ..‬يقول هللا تعاىل ‪« ":‬إن من أزواجكم وأوالدكم عدوا لكم فاحذروهم» ‪ ..‬صدق هللا العظيم‬

‫من مودة وحب واحرتام ‪ ..‬أن تتحول عنا مبثل هذه الدرجة ‪ ..‬ما تدبره خطيا غي مأمون العاقبة ‪ ..‬وقدميا قالوا ‪..‬‬ ‫وعلى الباغي تدور الدوائر !!‬ ‫الفضل‬

‫على الفاشل اخلامل الضعيف ‪ ..‬اي حيي !‬

‫حيي‬

‫ليكن ‪ ..‬ولتعلم أان مع ما يقرره اخلليفة ‪ ..‬إذا قال ‪ :‬األمني فهو األمني ‪ ..‬وحنن رجاله ‪ ..‬وإن قال ‪ :‬املأمون فهو‬ ‫املأمون ‪ ..‬وحنن رجاله ‪ ..‬هذا أمر خيص اخلليفة وحده !!‬

‫الفضل‬

‫وأنت كبي وزرائه ‪ ..‬وتعرف أن قريشا قلوهبا مع حممد األمني ‪ ..‬وليس سواه !‬

‫الفضل‬

‫فلم ال تقلها وترح اخلليفة ؟‬

‫حيي‬

‫حيي‬

‫ليكن ‪ ..‬هذا ولدان واآلخر ولدان أيضا ‪ ..‬وكالمها زينة رجال بىن العباس !!‬

‫قلتها دائما اي فضل ‪ ..‬فاهدأ و ال تغال ‪ ..‬وتذكر دائما أهنا مل تدم ألحد ‪ ..‬مل تدم ألحد ‪ ..‬وإان هلل و إان إليه راجعون‬ ‫إظـالم‬


‫‪17‬‬ ‫حيي‬

‫نعم ‪ ..‬أعرفه متاما ‪ ..‬وأدرك ما حيمل ‪ ..‬فال تازف ‪ ..‬أمخدان النار ‪ ..‬وطوينا البئر على ما حتمل ‪ ..‬فال تفتحها !‬

‫الفضل‬

‫أية بئر اي كبي الوزراء ؟‬

‫الفضل‬

‫الربيع ‪ ..‬اجلميع يعرف قدر أىب ‪ ..‬ويشهد له !‬

‫حيي‬

‫نعم ‪ ..‬يشهد له ‪ ..‬كان عليها حني ذهب أبو أيوب املورايىن ‪ ..‬وأيضا أبو معاوية بن يسار ‪ ..‬ويعقوب بن داود ‪..‬‬

‫حيي‬

‫البئر اليت فتحها قدميا الربيع !‬

‫هل تذكر اي فضل ‪ ..‬أم ت راك نسيت !!‬ ‫الفضل‬

‫كالم فارغ ‪ ..‬وحديث ممجوج ‪ ..‬ال أساس له !‬

‫حيى‬

‫كانوا من خاصة اخلاصة ‪ ..‬هلم املنزلة األمسى عند املنصور واملهدي ‪ ..‬أحدهم كان قريبا إىل حد بعيد ‪..‬حىت أن املهدي‬ ‫خرج يوما على القوم وهو يهتف ‪ ..‬هذا أخي ‪ ..‬هذا أخي ‪..‬مث كان الربيع حبصافته وفصاحته ؛ فانقلب املنصور ؛ و‬ ‫انقلب املهدى من بعد‪ ..‬وسارا ىف بركة دم ؛ شوهت اترخيهما معا !!‬

‫الفضل‬

‫قل إن بىن العباس ال يروقون لك ‪ ..‬أهنم متعطشون ‪ ..‬مصاصون للدماء ؟‬

‫حيي‬

‫ها بدأت فصاحتك ‪ ..‬ويلى منك ‪ ..‬ومن ذكائك الوضيع ‪ ..‬تنيه التآويل الرخيصة ‪ ..‬ومن حنن حىت ال تعجبنا‬ ‫تصرفات سادتنا اي فضل ؟‬

‫الفضل‬

‫قلها لنفسك ‪ ..‬و ال تض ىف أمور اخللفاء !‬

‫الفضل‬

‫أان ‪ ..‬أان اي حيي ‪ ..‬ساحمك هللا ‪ ..‬ساحمك ( يتظاهر ابلبكاء )‬

‫حيي‬

‫تنكرها أيضا ‪ ..‬اي سبحان هللا ‪ ..‬أنتم أهل الفنت ومشعلو احلرائق اي فضل ‪ ..‬فال تادل !!‬

‫الفضل‬

‫وأنتم بيض ‪ ..‬ميامني ؟‬

‫حيي‬

‫تعرفنا ‪ ..‬وتعرف أجدادان‪..‬نعرف قدر السادة ‪..‬كما نعرف احلقراء !!‬

‫الفضل‬

‫إىل هذا احلد اي حيي ؟‬

‫حيي‬

‫قل كبي الوزراء اي حاجب ‪ ..‬وال تتعد حدودك ‪ ..‬أراك فأكذب نفسي ‪ ..‬وأمسع أبذين فأقول وشاية من عبد أو‬

‫حيي‬

‫صحيح ‪ ..‬دعنا من الربيع ‪ ..‬أمل تكن أنت وسواس موسى اهلادي حني كان يدبر لقتل الرشيد ؟!!‬

‫وصيف ‪ ..‬ولكنك ال تتوب ‪ ..‬و ال ترتدع ‪ ..‬حىت استطالت يداك ‪ ..‬ووصلت إلىحرمي اخلليفة ‪ ..‬إىل أم جعفر !!‬ ‫الفضل‬

‫امنعىن لو تقدر !‬

‫الفضل‬

‫أنت واهم اي حيي ‪ ..‬واهم !!‬

‫الفضل‬

‫فوق ما قد تتصور ‪ ..‬ويتصور الوزير جعفر !‬

‫الفضل‬

‫إايك تتصور أىن اترككم تنعمون بكل هذه األموال واألمالك والقصور والضياع ‪ ..‬ماذا تريدون منها ‪ ..‬تريدوهنا‬

‫حيي‬ ‫حيي‬ ‫حيي‬

‫من السهل منعك ‪ ..‬لكىن ال أتصرف بدونية ‪ ..‬فما أيسر أن أستصدر أمرا ابعتقالك حاال !‬ ‫ما حدود املؤامرة اليت تدبرها‪ ..‬هيه ؟‬ ‫جعفر ‪ ..‬هيه !!‬

‫جموسية ‪ ..‬وانرا تعبد يف أرض اإلسالم ؟!!‬ ‫حيي‬

‫هي العصبية إذن ما تتكىء عليه ؟‬

‫الفضل‬

‫هي وغيها اي حيي !‬

‫حيي‬

‫نفس اللعبة القدمية واألبيدة ‪ ..‬لكنك لن تفلح ‪ ..‬لن تفلح !‬

‫الفضل‬

‫هل تستطيع أن تبر يل موقفكم من حيي بن عبد هللا ‪ ..‬وملاذا أفلتموه من قبضة الرشيد ‪ ..‬تصرفاتكم مكشوفة أمام‬

‫حيي‬

‫كنت تريده قتيال ؟!‬

‫اجلميع ؟!‬

‫الفضل‬

‫هذا ما حيدده موالان الرشيد !‬

‫حيي‬

‫ويوم عدان به من الديلم معرتفا بذنبه ‪ ..‬راجعا عنه ‪ ،‬دون إراقة دماء ‪ ..‬أمل حيمدها لنا الرشيد ؟‬

‫الفضل‬

‫نعم ‪ ..‬ولكن ال ‪.................‬‬


‫‪16‬‬ ‫اللوحة الرابعة‬

‫خيوط اللعبة‬ ‫هبو ىف قصر احلرمي ‪ ..‬الفضل بن الربيع ينتحي جانبا بزبيدة زوج الرشيد ؛ خمافة رصد عيون اخلدم وكبي الوزراء !‬

‫الفضل‬

‫وصدقك ؟‬

‫زبيدة‬

‫طلب الوصيفات‬

‫الفضل‬

‫طلب الوصيفات ؟‬

‫زبيدة‬

‫عصرهن عصرا‬

‫الفضل‬

‫يف حضور موالتى ؟‬

‫زبيدة‬

‫يف حضوري ‪ ..‬خشيت أن ينفرد هبن ‪ ..‬ويكتشف اللعبة‬

‫الفضل‬

‫أعرف أننا نلعب لعبة خطية ‪ ..‬ولكن للضرورة أحكاما‬

‫زبيدة‬

‫وقع بني خيوطنا ‪ ..‬لكن رمبا ‪.....‬‬

‫الفضل‬

‫أطلق العيون والرجال وراء من ارحتلوا إىل مكة ؟‬

‫زبيدة‬

‫نعم ‪ ..‬هذا ما أخشاه !‬

‫الفضل‬

‫أصل إليهم ‪ ..‬وجنرى أمامه حىت اليمن وحضرموت !!‬

‫زبيدة‬

‫وإذا ما واجه عليه ‪ ..‬تعرف كم حيبها‪ ..‬وحيتفي هبا ؟‬

‫الفضل‬

‫قد يلطمها لطمتني أو ثالث ‪ ..‬وىف النهاية ‪ ..‬األمر بيده !!‬

‫زبيدة‬

‫هارون عنيد ‪ ..‬ورمبا أثر فيه جعفر أو علية ‪ ..‬ودفعه إىل استدعاء طبيب !‬

‫الفضل‬

‫هذا أمر مل أفكر فيه بعد ‪ ..‬ولكن سأجد له حال أمثل !!‬

‫زبيدة‬

‫أال تستطيع مع جبيل أو جابر بن حيان ؟‬

‫الفضل‬

‫إنه يثق مبا أييت به جبيل ‪ ..‬صعب رشوة هذا الرجل ‪.‬‬

‫زبيدة‬

‫أقول لك ‪ ..‬دع األمر يل ‪ ..‬إن حاول سأجد حال !!‬

‫الفضل‬

‫مازلت غي مطمئن ‪ ..‬هل قلن له رأينا الوليد ؟‬

‫الفضل‬

‫هل أجزلت ل هن العطاء ؟‬

‫الفضل‬

‫هذه اللعبة لو متت على خي ‪ ..‬كانت القاصمة آلل برمك مجيعا !‬

‫زبيدة‬

‫ولكن قل ىل اي فضل ‪ ..‬ما أمر القارورة والتعويذة ؟‬

‫الفضل‬

‫ال أعلم ايسيدتى ‪ ..‬إنه يشك ىف اجلميع ‪ ..‬اخلدم واجلوارى ‪ ..‬ويتهددهم بقطع الرقبة إن مل يعثروا عليها !‬

‫الفضل‬

‫إنه دائم البحث عنها ‪ ..‬البد أهنا حتمل سرا‬

‫زبيدة‬

‫أى سر ‪ ..‬رمبا كانت دهاان جديدا ‪ ..‬أو عمال لعراف أو منجم !‬

‫زبيدة‬

‫دعنا من أمرها ‪..‬ما ت كان تدبيا حتسد عليه ايبن الربيع ( تنظر بشكل ملفت ) هيا ‪..‬أرى حيي قادما‬

‫الفضل‬

‫كوين ىف طبيعتك ‪ ..‬كأن شيئا مل يكن !‬

‫زبيدة‬

‫أهال اي أاب الفضل ‪ ..‬أترككما سوية ( تنصرف )‬

‫الفضل‬

‫ومن أين أييت اهلدوء ‪ ..‬وأنتم عليها ؟‬

‫زبيدة‬

‫زبيدة‬

‫زبيدة‬

‫حيى‬

‫حيي‬

‫وأكثر من ذلك ‪ ..‬حنن محلنا الوليد ‪ ..‬هدهدانه ‪ ..‬وحنن من أعطيناه للجارية قبل رحيلها‬ ‫ابلطبع !‬

‫مل أر معه تعويذة وال قارورة ؛ اللهم عدا قوارير العطر و الدهان اخلاص به !‬

‫عفوا سيدة القصر !!‬

‫مالك اي فضل ال هتدأ ؟‬

‫حيي‬

‫احرتس اي فضل ‪ ..‬وتكلم على قدر حجمك !‬

‫الفضل‬

‫وأنت تعرف حجمي ‪.‬‬


‫‪15‬‬ ‫زبيدة‬

‫بين وبينك بينة األمر !‬

‫هارون‬

‫وما بينة األمر اي أم حممد ؟‬

‫هارون‬

‫الوليد ؟‬

‫زبيدة‬

‫وشهادة اخلدم والوصيفات !!‬

‫هارون‬

‫أرينيه ؟‬

‫زبيدة‬

‫خوفا منك دفعت به إىل جارية وغالم ‪ ..‬وارحتال به إىل مكة !‬

‫هارون‬

‫اكتفيت منك اي امرأة ‪ ..‬أصبح جملسك غما ‪ ..‬والبعد عنك غما ‪ ..‬أين أذهب ايرىب ‪..‬علية ‪ ..‬ولد ‪ ..‬ومن جعفر ‪..‬‬

‫زبيدة‬

‫الوليد !‬

‫أصبح خيالك خصبا اي بنت جعفر !!‬ ‫زبيدة‬

‫نسمع الوصيفات ‪ ..‬وصيفات علية ‪ ..‬هوووه ‪ ..‬إهنم يلعبون لعبة كبى وىف غاية اإلحكام ‪ ..‬جيش ‪ ..‬وقصور ‪..‬‬ ‫وأتباع ‪ ..‬وأموال مكدسة ‪ ..‬ووليد ‪ ..‬ذكر‪ ..‬من صلب أسرة اخلالفة !!‬

‫هارون‬

‫اي لشياطني زبيدة ‪..‬والفضل ‪..‬وابن جمد ‪ ..‬اجلميع يريد رأسك اي جعفر ‪ ..‬حىت زبيدة تريدها حاال ‪ ..‬تنجب وتون‬ ‫العهد ‪ ..‬ال أظنك تفعلها ‪ ..‬حىت لو قالت‪ ..‬هيت لك ‪..‬قد تكون صادقة اي هارون ‪..‬ايلكيد النساء‪..‬مل مل تبين إن‬ ‫كانت صادقة ؟ اشرب اي هارون ‪ ..‬ليلك سيطول ‪ ..‬سيطول ‪ ..‬سيطول ( فجأة يظهر كائن البئر )‬

‫الكائن‬

‫ستقت له شر قت لة ‪ ..‬ومتثل به !‬

‫هارون‬

‫ال ‪ ..‬ال اي شيخ !‬

‫الكائن‬

‫والقارورة والتعويذة ‪ ..‬استأثرت هبا !!‬

‫هارون‬

‫القارورة ‪ ..‬التعويذة ‪ ..‬أين مها ‪..‬أين ( يقف مهتاجا اثئرا كمن ضاع منه شيء مثني ) التعويذة و القارورة ( خيرج )‬

‫زبيدة‬

‫جن هارون ‪ ..‬أية تعويذة وأية قارورة ‪ ..‬كلما حتدثت معه ىف هذا األمر افتعل ما ينهى به حديثنا ‪ ..‬ولو ‪ ..‬لن أتركه ‪..‬‬ ‫لن أتركه ‪ ..‬ولن أدعه يرقد جبانىب إال إذا أهنى األمر و استمع مىن ‪ ..‬نعم ‪ ..‬وليعرف اجلميع من زبيدة بنت جعفر !!‬ ‫إظـالم‬


‫‪14‬‬ ‫هارون‬

‫أشياء وأشياء !‬

‫زبيدة‬

‫وهنت عليك اي هارون ؟‬

‫هارون‬

‫مل تطاوعن نفسي إبزعاجك‬

‫زبيدة‬

‫هات ما عندك‪ ..‬وال متزق قليب !‬

‫هارون‬

‫تعرفني ماشاء هللا ‪ ..‬املنجم اليهودي ‪..‬ال حول وال قوة إال ابهلل ‪.‬‬

‫زبيدة‬

‫أعرفه !‬

‫هارون‬

‫وتعرفني أن سعيه ال خييب ‪ ..‬ورؤيته صادقة ال لبس فيها ؟!‬

‫زبيدة‬

‫أعرف ‪.‬‬

‫هارون‬

‫حتدث بكالم أف زعن ‪ ..‬كابوس مريع ‪ ..‬ىف اليقظة وىف املنام ‪ ..‬ونصح بعدم عقد البيعة للصغي ‪ ..‬نصح بذلك وهو‬ ‫يرتف مما رأى !‬

‫زبيدة‬

‫وماذا رأى ؟‬

‫هارون‬

‫ابلطبع أشياء يف غاية الفظاعة‪..‬لن أقول منها شيئا ؛ خلشييت عليك !‬

‫زبيدة‬

‫ولو ‪ ..‬يكفين شرفا عقد النية عليها !!‬

‫هارون‬

‫زبيدة ‪ ..‬تعرفني كم أحب ولدى‪ ..‬ولدك ‪ ..‬انتهينا ( ينهى األمر ) ‪.‬‬

‫زبيدة‬

‫( ترعه الكأس تلو اآلخر ) قتلت شياطين ‪ ..‬هارون لزبيدة ‪ ..‬وزبيدة ملك هارون ‪..‬مليك قلبها وروحها و مهجتها‬ ‫‪ ..‬بقى شيء ( وهى تتلوى كاألفعى بني يديه )‬

‫هارون‬

‫زبيدة ‪ ..‬ماذا أصابك الليلة ؟( ترعه كأسا )‬

‫زبيدة‬

‫التضييق الذي ميارسه حيىي بن خالد ‪ ،‬وغلقه األبواب !!‬

‫هارون‬

‫ينفذ أوامري ‪ ..‬وهو ليس متهما يف حرميي !‬

‫زبيدة‬

‫أوامرك علينا ‪ ..‬وعلى ولده ‪ ..‬ال ؟‬

‫هارون‬

‫ماذا تقولني ؟‬

‫زبيدة‬

‫أقول ‪ ..‬وهل أقول إال ما يردده اجلميع ‪ ..‬اخلدم والوصيفات !!‬

‫هارون‬

‫وأي شيء يردده اخلدم والوصيفات ؟‬

‫هارون‬

‫زوجها ‪ ..‬أليس زوجها ؟‬

‫هارون‬

‫هل حدث شيء من هذا ؟‬

‫هارون‬

‫أترفني اي امرأة ؟‬

‫زبيدة‬

‫ماكنت أريد البوح مبا أعلم ؛ ملعرفيت أن األمر حيزنك ‪،‬ويثي غضبك !‬

‫هارون‬

‫دعي مكر النساء ‪ ..‬وأكملي حديثك !!‬

‫زبيدة‬

‫أجنبت ولدا !‬

‫هارون‬

‫أنت الليلة ترفني ‪ ..‬نى عىن شياطينك اي بنت جعفر !!‬

‫زبيدة‬

‫أجنبت ولدا !‬

‫زبيدة‬

‫زبيدة‬ ‫زبيدة‬

‫اتصل بعلية ‪ ..‬واختلى هبا !‬

‫زوجها ‪ ..‬منذ مىت ‪ ..‬وأين ما عقد عليه ‪ ..‬أمل تشرتط عليه عدم مواقعتها ؟‬ ‫نعم ‪ ..‬حدث وحدث ‪ ..‬وأمثر ايخليفة املسلمني !!‬

‫هارون‬

‫من أجنبت ؟‬

‫زبيدة‬

‫عليه !‬

‫هارون‬

‫ممن ؟‬

‫زبيدة‬

‫من جعفر بن حيي !!‬

‫هارون‬

‫جعفر ( يقف ‪ ..‬يقهقه ) غي صحيح ‪ ..‬جعفر ‪ ..‬مستحيل !!‬


‫‪13‬‬ ‫اللوحة الثالثة‬ ‫لعبة شيطانية‬ ‫زبيدة ىف حالة دل وجلسة غرام مع الرشيد حتيط هبما الطنافس والرايش ‪ ..‬أمامهما لوازم الشراب‪ ..‬تتهادى‬ ‫أصوات موسيقى من خلف ستارة ‪ ..‬أجواء أسطورية !‬

‫زبيدة‬

‫هارون ‪ ..‬طيب خاطري ‪ ..‬وقلها‬

‫هارون‬

‫أقول ماذا ايزبيدتى ؟‬

‫زبيدة‬

‫اي رجل ‪ ..‬أال حتب حممدا ؟‬

‫هارون‬

‫وما دخل هذا ابحلب والكره ‪ ..‬ايزبيدة ‪ ..‬ليست عقدا أو رداء ‪..‬إهنا اخلالفة ؟!‬

‫زبيدة‬

‫قاهلا ولدك عبد هللا ‪ ..‬حممد أوىل هبا مىن ‪.‬‬

‫هارون‬

‫أما رأيت تصرف االثنني ‪ ..‬دخل عبد هللا فقبل يدك ‪ ..‬ومل يتحرك حىت أذان له ‪ ..‬وحني سئل قدم أخاه على نفسه ‪..‬‬

‫زبيدة‬

‫( تستشاط غضبا ) بل قل أنك متيل البن اجلارية ؟‬

‫هارون‬

‫زبيدة ‪ ..‬مل أنت غاضبة ؟‬

‫زبيدة‬

‫غاضبة ‪..‬أو ضاحكة ‪..‬سيان ‪ ..‬مل يعد أمر زبيدة يهمك اي هارون !‬

‫هارون‬

‫ال تقوىل هذا ‪ ..‬تعرفني قدرك عندى ‪ ..‬أال تعرفني ؟‬

‫زبيدة‬

‫انتهى كل شيء ‪..‬أصبح قلبك موزعا بني جواريك وإمائك الكثر !‬

‫هارون‬

‫اي لوزة قلىب ‪ ..‬وصبوة روحي ‪ ..‬ما أحالك حني تبعدين رأسك اجلميل هذا عن مشاكل احلكم والسياسة !‬

‫زبيدة‬

‫أبعد ‪ ..‬وابن ‪ ..‬حيليت ومعاشي ‪ ..‬حممد ‪ ..‬أأتركه هنبا لرايحات اآلراء‪ ..‬و األمزجة املتقلبة ؟‬

‫هارون‬

‫كيف ‪ ..‬البد من تنغيص عيشي ‪ ..‬وإقالق راحيت ‪ ..‬أتدرين مباذا أفكر ‪ ..‬أفكر ىف تركها ‪..‬للشورى ‪..‬ليجع األمر إىل‬

‫أما حممد ‪ ..‬ال‪ ..‬ال ‪ ..‬اي أم جعفر ‪ ..‬ال يصلح ‪ ..‬ال يصلح !!‬

‫أصله كما تركه رسول هللا عليه صلوات هللا ‪ ..‬لكن الفتنة قائمة ‪..‬والصورة مل تتكشف جوانب ها بعد ‪ ..‬وأان مازلت‬ ‫أخشى املقامرة !!‬ ‫زبيدة‬

‫وولدى ‪ ..‬وأان ‪ ..‬إنك مريض ‪ ..‬مريض ‪ ..‬تفكر ىف املستحيل ‪ ..‬أمل يكفك أنك ظلمت ولدى ‪ ..‬وما أنصفته ؟!‬

‫هارون‬

‫ظلمته !!‬

‫زبيدة‬

‫نعم ‪ ..‬ولي ته العراق ‪..‬وأعري ته عن العمد والقواد ‪ ..‬وصي رت ذلك إىل عبد هللا دونه ‪ ..‬الرجال والعتاد ‪ ..‬وخراسان‬

‫هارون‬

‫ومن أنت ومتي ز األعمال واختيار الرجال ‪ ..‬إىن وليت ابنك السلم و عبد هللا احلرب ‪ ..‬وصاحب احلرب أحوج إىل‬

‫‪ ..‬و ‪..........‬‬

‫الرجال من املسامل ‪ ..‬ومع ذلك نتخوف ابنك على عبد هللا ‪ ..‬و ال نتخوف عبد هللا على ابنك ‪ ..‬إن بويع !‬ ‫زبيدة‬

‫ويل للبامكة مىن ‪..‬إهنم حواة ال يهدأون ‪..‬هذه آراؤهم ‪..‬مقاصدهم !‬

‫هارون‬

‫وما دخل البامكة ىف هذا األمر ؟‬

‫زبيدة‬

‫أليس عبد هللا بني يدي جعفر ‪ ..‬هو ربيب هم ‪ ..‬وصنيعت هم ؟‬

‫هارون‬

‫ليتىن أعطيت هم حممدا أيضا ‪ ..‬ما ندمت على شيء أشد الندم إال على ذلك ‪ ..‬ومن هلا غيي!! ‪ ..‬قاهلا ىف عظمة‬ ‫وكبايء وصلف ‪ ..‬متناسيا أخاه األكب ‪ ..‬األكب ايزبيدة !!‬

‫زبيدة‬

‫هارون حبييب ‪ ..‬انه األمر اآلن ‪ ..‬وهللا إن مل تنه اآلن ‪ ..‬هيه ( تتدلل بسرف وهتتك )‬

‫هارون‬

‫سأقتلهما ايزبيدة ‪ ..‬ولن تساحمين على ذلك !‬

‫هارون‬

‫ستحملني دمه ؟!‬

‫زبيدة‬

‫لن يكون شيء مما تقول ‪ ..‬إن هي إال أوهام !!‬

‫زبيدة‬

‫ليكن ما يكون ‪ ..‬هيه‬

‫هارون‬

‫ليست أوهاما اي أم حممد ‪ ..‬طاملا األمر انتهى بنا إىل هنا ‪ ..‬البد أن أصارحك ‪ ..‬لكىن ‪.....‬‬

‫زبيدة‬

‫مب تصارحن ‪ ..‬أو تفى عىن شيئا‪ ..‬هيه ؟‬


‫‪12‬‬ ‫جعفر‬

‫موالي ‪ ..‬ما كان الفضل بن حيي ليفعل ‪ ،‬إال ما فيه صاحل أمي املؤمنني ‪ ..‬ووىل نعمته !!‬

‫هارون‬

‫وأن ال ‪..........‬‬

‫هارون‬

‫مل أنه كالمي بعد‬

‫جعفر‬

‫موالي أرجوك ‪ ..‬دعىن أمضى الساعة !‬

‫هارون‬

‫لن متضى‬

‫جعفر‬

‫لست ركاما اي سيدي ‪ ..‬يدفن ىف بئر من مضى من ضحااي‪ ..‬أان وأنت ىف سلة واحدة ‪ ..‬جعفر والرشيد ‪ ..‬اي للسف‬

‫جعفر‬

‫دعىن أمضى !!‬

‫‪ ..‬تركت هلم أذنيك حىت امتل القلب ‪ ..‬واختلطت األنفاس !‬ ‫هارون‬

‫جعفر ‪ ..‬ال أتتى مبا يؤخذ عليك !‬

‫جعفر‬

‫وأان على أت استعداد ‪ ..‬هل أحبس نفسي ‪ ..‬هات أمرك ؟‬

‫هارون‬

‫واحللم اي جعفر ؟‬

‫جعفر‬

‫بني أصابعك اي موالي ‪ ..‬خيتنق ‪ ..‬احذر أن ميوت !!‬ ‫إظـالم‬


‫‪11‬‬ ‫زبيدة‬

‫مل انه حديثي بعد ‪ ..‬مث ما أمر اجلارية اليت جلبتها ‪ ..‬وأتويها ىف قصرك ؟‬

‫جعفر‬

‫من منهن ايموالتى ؟‬

‫جعفر‬

‫ماهلا ؟‬

‫زبيدة‬

‫مال حاهلا ‪ ..‬كل ليلة ينصب السامر ‪ ..‬ويقبل اخلليفة مرتحنا وهو ال يكاد يرى شيئا أمامه ؟‬

‫جعفر‬

‫موالتى ‪ ..‬أرجوك‬

‫زبيدة‬

‫أيعجبك ما حيدث ‪ ..‬القصر يزدحم ابجلواري والعبيد ‪ ..‬أكثر من ثالمثائة جارية ‪ ..‬يطأهن ‪ ..‬جيب عليك نصحه‬

‫زبيدة‬

‫دانني ‪ ..‬أو دراهم ‪ ..‬ال أدرى ‪ ..‬كلهن سواء !‬

‫‪ ..‬واحملافظة على وقاره وهيبته ‪ ..‬أليس هذا أول مهامك اي جعفر ؟‬ ‫جعفر‬ ‫هارون‬

‫هذا أمر ال أخوض فيه ‪ ..‬إنه خيص أمي املؤمنني ‪ ..‬فال حتملين ماال طاقة يل به ‪ ..‬أرجوك اي سيديت !!‬ ‫( فجأة كأنه كابوس ) ال ‪ ..‬ال اي شيخ ‪ ..‬هذا جعفر ‪ ..‬نعم جعفر ‪ ..‬كذب ‪ ..‬من أنت ‪ ..‬كذب ما أدعيت ‪ ..‬نعم‬ ‫كذب ‪ ..‬ابتعد أيها الشيخ ‪ ..‬ابتعد‬

‫جعفر‬

‫( يسرعون حنوه ) موالي ‪ ..‬موالي أمي املؤمنني ‪ ..‬هارون‬

‫هارون‬

‫( يقعد ‪ ..‬العرق ميل وجهه ) من ‪ ..‬جعفر ‪ ..‬يبدو أىن غفوت قليال ‪ ..‬ال حول وال قوة إال ابهلل ‪ ..‬ال حول و ال‬

‫جعفر‬ ‫هارون‬ ‫جعفر‬

‫قوة إال ابهلل !‬

‫أان سبب هذه الكوابيس ‪ ..‬معذرة اي أحب خلق هللا إىل نفسى !‬ ‫اجلس اي جعفر ‪ ..‬اجلس ‪ ..‬زبيدة ‪ ..‬مالك اي أم جعفر ‪ ..‬جمرد كابوس ‪ ..‬هيا اتركنن وجعفر ‪ ..‬هيا ( ترجان )‬ ‫أرهقتك كثيا ‪ ..‬البد أن تسرتيح ‪.‬‬

‫هارون‬

‫جعفر ‪ ..‬إين أختنق ‪ ..‬أختنق ‪ ..‬خذين معك إىل بغداد !‬

‫جعفر‬

‫بل تنام ‪ ..‬تنام ‪ ..‬وال تفكر يف شيء مهما كان !‬

‫هارون‬

‫عقلي ال يهدأ اي جعفر‪ ..‬ال يهدأ ‪ ..‬من بالد الروم ‪ ..‬إىل السند ‪ ..‬وبالد الصني ‪ ..‬إىل حاضرة الدنيا ‪ ..‬آه ‪ ..‬كم‬ ‫من األحالم يتبخر ‪ ..‬يهوى كأوراق اخلريف ‪ ..‬كم اي جعفر ‪..‬خطوة النهار نقطعها يف شهور ‪..‬نسي عكس تيارات‬ ‫عنيدة ‪..‬كل زادان اإلميان ‪ ..‬وفقط !!‬

‫جعفر‬

‫ال تقل هذا ‪ ..‬اي جبار بىن العباس ‪ ..‬خطوة النهار تكفيها حلظة لو أردت ‪ ..‬لست مكتوف األيدي ‪ ..‬أعداؤك‬

‫أيتونك هنا بني قدميك مقبلني ثيابك ‪..‬راجني رمحتك وعفوك ‪..‬ال تقل ما قلت مرة اثنية ‪ ..‬أعرف أحالمك أكب‬ ‫‪ ..‬أعرف ‪ ..‬البئر واسعة ‪ ..‬تتنق ابلرمم ‪ ..‬أعرف أننا منضى بال خطة ‪ ..‬فقط ما يقدران هللا على فعله ‪ ..‬نعم ‪..‬‬

‫فهون على نفسك !!‬ ‫هارون‬

‫ال يغرنك ما حدث مع حيي بن عبد هللا ‪ ..‬وعبد امللك بن صاحل العباسي‪ ..‬فهذا استثناء !‬

‫هارون‬

‫أرهقن أوالد العمومة ‪ ..‬آل طالب ‪ ..‬وآل عباس !!‬

‫جعفر‬

‫موالي ‪ ..‬دع عنك هذه العذاابت ‪ ..‬يعيشون عصرا ذهبيا ‪ ..‬أين أنت مما فعل اهلادي واملهدي واملنصور عليهم رمحة‬

‫جعفر‬

‫ليكن االستثناء قاعدة ‪..‬العفو مسة الدولة‪..‬والكرم عنوان حكمها ‪ ..‬والسيف على من عاداها !‬

‫هللا ‪ ..‬أين أنت ‪ ..‬أنت اتج العباسيني ‪ ..‬ومنارهتم اليت أضاءت مساءهم القامتة !‬ ‫هارون‬

‫أكاد ال أصدقك اي جعفر ‪ ..‬الفضل بن الربيع يقول عكس ذلك ‪ ..‬وابن مالك اخلزاعى صاحب الشرطة ‪ ..‬زبيدة‬ ‫‪..‬تريد حممدا ‪ ..‬وأان أريدها لعبد هللا ‪ ..‬كلهم ضدي ‪ ..‬ضد إراديت ‪ ..‬إال أنتم اي آل برمك !!‬

‫جعفر‬

‫وما حنن إال بعض من كل ‪ ..‬خنطىء كما خيطىء كل البشر ‪ ..‬لكن هللا خلق العني ؛ لرتى ‪ ..‬والقلب ؛ ليحس ‪..‬‬

‫وخلق العقل ‪ ،‬مييز ‪ ..‬والبصية إلانرة القادم ‪ ..‬مل يروا هارون كما جيب ‪ ..‬مل يعرفوه كما عرفناه ‪ ..‬مل حيسوا به كما‬ ‫أحسسنا ‪ ..‬موالي ‪ ..‬هيا بنا نغي املكان ‪ ..‬هيا !!‬

‫هارون‬

‫يقولون‪ ..‬جعفر بىن قصرا ابلذهب والفضة و‪........‬‬

‫جعفر‬

‫أقوضه لو كان صحيحا !!‬

‫هارون‬

‫و الفضل بن حيي كون جيشا من الديلم قوامه مخسمائة ألف مقاتل !!‬


‫‪10‬‬ ‫جعفر‬

‫انم أمي املؤمنني ‪ ..‬أرهقته كثيا ‪ ..‬مل يهدأ منذ خروجنا !‬

‫علية‬

‫أين كنتما ؟‬

‫جعفر‬

‫نتفقد األحوال ‪ ،‬ونعس بني اخللق كالعادة !‬

‫علية‬

‫جعفر ‪ ..‬تعس وتتفقد ؟‬

‫جعفر‬

‫هل أقسم لك ؟‬

‫علية‬

‫ال ‪ ..‬ولكن اجلس قليال‬

‫جعفر‬

‫ال ‪ ..‬ال بد من االنصراف !‬

‫علية‬

‫جعفر ‪ ..‬أنسيت أنك زوجي على سنة هللا ورسوله ؟‬

‫جعفر‬

‫أنسيت أنت عهد أمي املؤمنني ‪ ..‬ال تكوين وامهة ؟‬

‫علية‬

‫بدأت أضيق هبذا الوضع ‪ ..‬أمل ‪.........‬‬

‫جعفر‬

‫لست وحدك اي علية‬

‫علية‬

‫حني دخل علينا حيملك ‪ ..‬كدت أموت اي جعفر( وهى تعطيه يدها )‬

‫جعفر‬

‫( أيخذ يديها حبب مث يرتكها ) ليتك ماكنت علية ‪ ..‬ليتك !!‬

‫علية‬

‫أحبك اي جعفر ‪ ..‬وأنت تعرف كم أتعذب !‬

‫جعفر‬

‫لعنة اخلالفة حتاصران اي علية ‪ ..‬أال تبا هلا من لعنة !‬

‫علية‬

‫خذين اي جعفر ‪ ..‬اختطفن ‪ ..‬وأرض هللا واسعة !‬

‫جعفر‬

‫لن أختطفك وحدك ‪ ..‬البد حني أقرر ذلك ‪ ..‬أن أختطف هارون أيضا‬

‫علية‬

‫هارون ‪ ..‬هارون ‪ ..‬ضمن اي جعفر ‪ ..‬ضمن !!‬

‫جعفر‬

‫ليتن أتستطيع ‪ ..‬ليتن ( يتقدم منها ‪ ،‬يرتاجع ‪ ،‬يعطيها ظهره )‬

‫عليه‬

‫جعفر ‪ ..‬أنت خائف ‪ ..‬خائف ترتعد !!‬

‫جعفر‬

‫و ال كلمة ‪ ..‬حنن قبلنا ‪ ..‬وعلينا الطاعة حىت أيذن هللا !!‬

‫علية‬

‫إن يب شوقا إليك !!‬

‫جعفر‬

‫علية ‪ ..‬إين ‪...........‬‬

‫جعفر‬

‫إين خارج إليها فورا ( يتحرك متجها إىل اخلارج )‬

‫جعفر‬

‫أكرمك هللا اي موالتى‬

‫جعفر‬

‫الفضل يرجع ألمي املؤمنني ‪.‬‬

‫زبيدة‬

‫كنت أريدك ىف أمر هام !‬

‫جعفر‬

‫موالتى أتمر‬

‫زبيدة‬

‫( تتقدم بعيدا فيتبعها ‪ ..‬تسر إليه ) يصلن ما حتاوله إلقصاء ولدى عن والية العهد !‬

‫جعفر‬

‫موالتى ‪ ..‬ال تنسى ‪ ..‬أان آل برمك أول من طالب الرشيد ابلعقد حملمد ‪ ..‬أم‪.........‬‬

‫زبيدة‬

‫( تقاطعه )جعفر ‪ ..‬أنت لست وزيران فقط ‪ ..‬أنت أخو الرشيد وصاحبه ومسيه‪ ..‬والرشيد مييل لولدي حممد‬

‫علية‬

‫زبيدة‬ ‫زبيدة‬

‫جعفر‬

‫زبيدة‬

‫طب طب ‪ ..‬أم جعفر ‪ ..‬زبيدة ‪ ..‬يف انتظارك !!‬ ‫مرحبا بك اي جعفر ( تدخل فجأة )‬ ‫أنت بي على ما أرى ؟‬

‫‪..‬وقريش ‪ ..‬العشية كلها ‪ ..‬فكن ىف الكفة الراجحة أو أصمت ‪..‬واطلب العافية !‬ ‫موالتى ‪ ..‬إهنا األمة ‪ ..‬وإمارة املسلمني ؟‬

‫جعفر ‪ ..‬ال تقطع مابيننا من ود ورمحة ‪ ..‬كن سندا يل ‪ ..‬أكن لك أختا وأما ‪ ..‬وأكن إىل جانبك إذا ادهلمت‬ ‫اخلطوب ‪ ...‬وكشرت عن أنياب ها ذائب الليل !‬

‫جعفر‬

‫موالتى ‪ ..‬أستميحك عذرا ؛ فأان متعب ‪ ..‬يف وقت آخر ‪ ..‬سوف نقلق موالي اخلليفة !‬


‫‪9‬‬ ‫اللوحة الثانية‬

‫شجون زبيد ة‬ ‫خمدع يف قصر الرشيد – جعفر على الفرا ش _ الطبيب جبيل بن بتيشوع بن جورجيس يعوده حبضور عليه بنت‬

‫املهدى أخت الرشيد‬ ‫جعفر‬

‫أين أمي املؤمنني ‪ ..‬أين هو ؟‬

‫عليه‬

‫أمي املؤمنني ‪ ..‬حرام عليك ‪ ..‬نشفت دمه اي جعفر ‪ ..‬إنه ال يهدأ ‪..‬أتى بك وهو يصرخ ‪ ..‬قتلت جعفرا ‪ ..‬قتلت‬ ‫جعفرا ‪ ..‬و مل يقو على االنتظار هنا حىت ينتهي الطبيب !!‬

‫جعفر‬

‫انده اي علية ‪ ..‬أرجوك !‬

‫عليه‬

‫اسرتح أنت ‪ ..‬اسرتح ‪ ..‬واهدأ قليال !‬

‫جعفر‬

‫ما فعلت ذلك إال ألرى جبيل الطبيب ‪ ..‬وميرضن كما ميرض أمياملؤمنني !‬

‫علية‬

‫( بفرح ) سأاندى أمي املؤمنني ( تتجه صوب الباب ) موالي هارون ‪ ..‬اي أاب جعفر ؟‬

‫جعفر‬

‫( يضحك ) ال شيء ‪ ..‬ظننته املوت ‪ ..‬فأسلمت له عناين !‬

‫هارون‬

‫( يدخل متهلال ) هيه أيها الطبيب ‪ ..‬كيف حال مريضنا ‪ ..‬أقصد ميتنا ؟‬

‫جعفر‬

‫( يتحرك انزال ) ها أان ذا ‪ ..‬عمر الشقي ممدود ‪ ..‬وراءك ‪..‬وراءك ‪ ..‬أتظن أنك انتهيت مىن ‪ ..‬والل أبدا !‬

‫هارون‬

‫جعفر ‪ ..‬مكانك‬

‫جعفر‬

‫ليس هناك شيء اي موالي ‪ ..‬الطبيب جبيل عمل الالزم !‬

‫هارون‬

‫هل يستطيع تناول بعض النبيذ ايجبيل ؟‬

‫جبيل‬

‫يستطيع ما هو أكثر ‪ ..‬عفوا موالي ‪ ..‬الصبح أوشك على الطلوع !‬

‫هارون‬

‫( يرفع كيسا من حزامه ) خذ اي أجل األطباء ‪.‬‬

‫جبيل‬

‫من فيضك نعيش ‪ ..‬دام عزك وسلطانك ‪.‬‬

‫جعفر‬

‫وأان أيضا ( وهو ينزل هنائيا عن السرير ) ‪.‬‬

‫جبيل‬

‫سله اي موالي ؟‬

‫جبيل‬

‫عافاك هللا وشفاك اي وزيران احلبيب ( أيخذ ما يقدمه ) أستودعكم هللا !‬

‫هارون‬

‫ببثك هذا كدت تقتلن اي بن حيي !!‬

‫هارون‬

‫أال تشرب قليال من النبيذ ؟‬

‫جعفر‬

‫أخشى أن تذهب يب‬

‫هارون‬

‫أان ضامنك ( يضحكان ‪ ..‬ينادى ) اي علية ‪ ..‬ادخلي‬

‫هارون‬

‫أمسعين شيئا ‪ ..‬لو أبدعت الليلة ‪ ..‬لن أكمل ‪ ..‬سأجعلها مفاجأة‬

‫علية‬

‫( تلس إىل جانبه ‪ ،‬وتستعد للغناء )‬

‫جعفر‬

‫علية‬

‫أان ‪ ..‬قل إن قلبك ضعيف ‪ ..‬مل يعد يتحمل اي موالي !‬

‫( تدخل فرحة ترفل ) لبيك أمي املؤمنني !!‬

‫ليت اخليال على األحباب ما طرف ا‬ ‫وليت هذا ال هوى للناس ما خلق ا‬ ‫لوال ح رارة قليب من ت ذكركم‬

‫ماسال دمعي على خدي وال اندفق ا‬

‫أص ب القلب ىف يوم ي وليلته‬

‫وصار جسمي بنار احلب م حرتق ا‬ ‫( الرشيد يشرب حىت يغلبه النوم ‪ ..‬يقف جعفر لينصرف )‬ ‫عليه‬

‫أال تنتظر قليال !‬


‫‪8‬‬ ‫هارون‬

‫مات ‪ ..‬نعم مات !‬

‫جعفر‬

‫هل قال شيئا ؟‬

‫هارون‬

‫ليتنا مارف ‪.......‬‬

‫جعفر‬

‫كان حيتاج لنسمة هواء طيبة وشربة ماء ‪ ..‬فهل كنا حنرمه منها ؟‬

‫هارون‬

‫سيأخذك مىن !‬

‫جعفر‬

‫ليته فعل !‬

‫هارون‬

‫جعفر ‪ ..‬أان لن أحتمل ‪ ..‬سأربطك ىف ف رسي وأجرك جرا ‪..‬أمسعت !( خيرج قارورة ) معي نبيذ ‪ ..‬جرعة واحدة ‪..‬‬ ‫وتركض مثل فرس اشرب ( جيرعه ‪ ..‬هتيج أنفاسه ‪ ..‬يسكن متاما كأنه مات ) جعفر ‪..‬جعفر (يصرخ) !!‬ ‫إ ظـالم‬


‫‪7‬‬ ‫هارون‬

‫قل اي شيخ ؟‬

‫الكائن‬

‫مالك ال تصب ( يلتقط أنفاسه ) القارورة هبا دهان يعيد الشباب‬

‫هارون‬

‫الكائن‬

‫يعيد الشباب ‪ ..‬فلم مل تستعن به ‪ ،‬وترج من البئر؟‬

‫كان طلسما مرصودا ابمسك ‪ ،‬لن جيدي نفعا لغيك ‪ ..‬دعىن أكمل قبل الذهاب ؛ إن كنت صادقا ىف تغيي قدرك‬ ‫وقضائك !!‬

‫هارون‬

‫قل ‪ ..‬لن أقاطعك !‬

‫الكائن‬

‫التعويذة تغىن حاملها مدى حياته ‪ ..‬حبب النساء ‪ ..‬ابملال ‪ ..‬حبب الناس ‪ ..‬اخرت ما ترى أي االثنتني ترغب ‪..‬‬ ‫وأعط صاحبك األخرى ‪ ..‬واحذر من اجلمع بينها ‪..‬احذر ( يرتي جسده وميوت يف احلال )‬

‫هارون‬

‫مات ( يقلب فيه وجيس نبضه ) مات الشيخ ‪ ..‬جعفر ‪ ..‬مل ال تب ‪ ..‬مات الشيخ ‪ ..‬جعفر ‪ ..‬هل مت أنت اآلخر‬ ‫‪ ..‬جعفر !!‬

‫جعفر‬

‫موالي ‪ ..‬أتنادين ؟‬

‫هارون‬

‫جعفر ‪ ..‬مل أنت ساكن هكذا ‪ ..‬مب حتس ؟‬

‫جعفر‬

‫ابملوت ‪ ..‬ال أستطيع فكاكا ‪ ..‬حياصرين ‪ ..‬كأين حبيس يف دائرته ‪ ..‬شدين اي موالي ‪ ..‬شدىن !‬

‫هارون‬

‫جعفر ( يسحبه ) قم ‪ ..‬هيا اي جعفر‬

‫هارون‬

‫مات !!‬

‫جعفر‬

‫جعفر‬

‫هل انم الشيخ ؟‬

‫إان هلل و إان إليه راجعون ‪ ..‬خرج من املوت إىل املوت !!‬

‫هارون‬

‫وأنت ‪ ..‬أال منضى ؟‬

‫جعفر‬

‫املوت حياصرين !‬

‫هارون‬

‫جعفر قم ‪ ..‬قلت لك قم ‪ ..‬هيا‬

‫جعفر‬

‫اجلثث متل البئر اي موالي !!‬

‫هارون‬

‫سوف نردمها فورا‬

‫جعفر‬

‫ستظل تنضح اي أمي املؤمنني !!‬

‫هارون‬

‫ستزرعها معي وردا وفال وعنبا وحنطة !!‬

‫جعفر‬

‫هل تقدر ؟‬

‫هارون‬

‫ألست جبانيب ؟‬

‫جعفر‬

‫وما جدوى وجودي جبانبك ؟‬

‫هارون‬

‫جعفر ( حبدة ) هل مسعت الشيخ ؟‬

‫جعفر‬

‫أمل تقل مات ؟‬

‫هارون‬

‫هيا بنا ‪ ..‬هيا اي جعفر !‬

‫جعفر‬

‫ال أستطيع‬

‫هارون‬

‫أتتخلى عىن ؟‬

‫جعفر‬

‫( بوهن وضعف )عملت لك محارا ‪ ..‬وخناسا ‪ ..‬وصيادا ‪ ..‬واتجرا ‪ ..‬وحطااب ‪ ..‬وقائدا ‪ ..‬وسفيا ‪ ..‬ومسخا ‪..‬‬

‫هارون‬

‫ومضحكا ‪ ..‬أنيسا ‪ ..‬وندميا ‪ ..‬ومهرجا ‪ ..‬وما اجلدوى ‪ ..‬ال شيء !!‬

‫جعفر ‪ ..‬ال تثقل على‪ ..‬أمامنا طريق طويل ‪ ..‬طويل ‪ ..‬هذه البئر العفنة كيف تكون بستاان وبيوات لعباد هللا ‪..‬‬ ‫وحدي ال أستطيع ‪ ..‬ال أستطيع اي جعفر !!‬

‫جعفر‬

‫وما أان سوى اتبع ىف طابور طويل من التابعني !!‬

‫هارون‬

‫بل كل التابعني أنت ‪ ..‬قم ‪ ..‬ال تتماد ‪ ..‬هل مسعت الشيخ ؟‬

‫جعفر‬

‫أمل تقل ‪ ..‬مات ؟‬


‫‪6‬‬ ‫الكائن‬

‫لن أتخذك فيه رمحة و ال شفقة ‪ ..‬ولن يشفع له شيء ‪ ..‬كائن على وجه األرض !!‬

‫هارون‬

‫أمازلت هتذي ؟‬

‫الكائن‬

‫هارون‬

‫أان ال أهذى اي موالي ‪..‬حقيقة محلت ها معي إىل هذه البئر ‪..‬مل تتغي ر معال مها ‪ ..‬مل تتغي !!‬

‫جعفر ‪ ..‬جعفر ( يقرتب منه وقد عانق الرتاب ‪ ..‬يزحف جعفر فيسند كتفه جبدار البئر ‪ ،‬كأنه مسع ما فاه به‬ ‫الشيخ ) ‪.‬‬

‫الكائن‬ ‫هارون‬

‫أمعك عطر اي أمي ؟‬ ‫عطر ‪ ..‬حاال أتى به ( يسرع هارون ‪ ..‬خيتفي فنسمع صوت صهيل جواد ) ‪.‬‬

‫الكائن‬

‫مب حتس اي جعفر ؟‬

‫جعفر‬

‫إين أموت اي عمى ‪.‬‬

‫الكائن‬

‫مل أيت وقتك بعد ‪ ..‬لكنه قريب ‪ ..‬قريب !!‬

‫جعفر‬

‫قل ال يعلم غيب ربك إال هو ( يكح ‪ ..‬يتحشرج صوته ) ‪.‬‬

‫الكائن‬

‫حقا وصدقا ‪ ..‬لكنن أعرف ‪ ..‬أحدكما يقتل صاحبه ‪ ..‬يقتل صاحبه ‪ ..‬قضى األمر !‬

‫هارون‬

‫( يقبل ‪ ..‬يقرتب ومعه قربة ماء ‪ ..‬يقرتب من الشيخ ‪..‬جيرعه املاء ) اشرب اي شيخ ‪ ..‬اشرب‬

‫الكائن‬

‫سقاك هللا من فرات اجلنة ‪ ..‬هللا ‪ ..‬وخلقنا من املاء كل شيء حي ‪ ..‬اسق صاحبك ‪ ..‬اسق صاحبك !‬

‫هارون‬

‫دعىن أنثر عليك قليال من العطر ( يفتح قارورة ‪ ..‬يرش وجه جعفر ومالبسه ) فعال ‪ ..‬رائحة ال حتتمل ‪..‬وأنت اي‬

‫جعفر‬

‫( يقرتب منه هارون ) عفوا اي موالي ( أيخذ منه القربة ‪..‬يشرب )‬

‫شيخ ( يقرتب منه ‪ ..‬ينثر عليه العطر ) كيف كان احتمالك لكل هذا الننت ؟!‬ ‫الكائن‬

‫احتمال املؤمن بقضاء هللا وقدره ‪ ..‬جزاك هللا خيا اي ولدى‬

‫هارون‬

‫مل تقل ‪ ..‬من أنت اي عمى ؟‬

‫الكائن‬

‫املاضي واملستقبل الذي ينتظرك ‪ ..‬وتسعى إليه ‪ ..‬سل عىن املنصور والسفاح ‪ ..‬أقصد عبد هللا ‪..‬لو تقدر ‪..‬كلمة‬ ‫واحدة أقول ها لك ‪..‬سيمضى صاحبك ‪ ..‬ولن هتنأ بعيش ‪ ..‬رمبا قلت لك ابتعد عنه ‪ ..‬أو أبعده عنك ‪..‬لكنن لن‬ ‫أقول ها ‪..‬ألهنا ستكون مثل غبار الطريق ‪ ..‬لن تدي نفعا‪..‬كل ما أريد قوله ‪ ..‬إايك وألسنة السوء ‪ ..‬إايك‬

‫هارون‬

‫مث إايك من زورة الغضب ‪ ..‬إايك !!‬

‫كيف تقول ذلك ‪ ..‬أمل أقل لك ما جعفر يل ؟‬

‫الكائن‬

‫ومسعت جيدا ‪ ..‬ولكن‬

‫الكائن‬

‫قضاء هللا وقدره !‬

‫الكائن‬

‫هذا أنت ‪ ..‬لك مالئكة وشياطني ‪ ..‬تسعى ىف ركابك !‬

‫هارون‬

‫أال من خمرج اي شيخ من هذه السقطة ؟‬

‫هارون‬

‫هارون‬

‫ولكن ماذا ؟‬

‫أرفض أن أكون يدا غادرة ‪ ..‬وقلبا متقلبا !!‬

‫الكائن‬

‫األفعال للخلق ‪ ..‬والتقدير والقضاء هلل ‪..‬قد يؤخر‪ ..‬وقد يبدل !‬

‫هارون‬

‫فقل ىل ‪ ..‬دلىن ‪ ..‬ال ترتكىن‬

‫الكائن‬

‫إين أموت اي ولدى !‬

‫هارون‬

‫أرجوك ‪ ..‬ال تبخل هبا !‬

‫الكائن‬

‫معي قارورة وتعويذة ‪ ..‬هاهي ‪ ..‬خذها ‪ ..‬واقتسمها معه !!‬

‫هارون‬

‫اقتسمها معه ؟‬

‫الكائن‬

‫نعم ‪ ..‬وحاذر أن تستأثر هبا وحدك !‬

‫هارون‬

‫ال أفهم ؟‬

‫الكائن‬

‫أما القارورة ( يكح ‪ ..‬يلتقط أنفاسه )‬


‫‪5‬‬ ‫جعفر‬

‫األمر هلل ‪ ..‬هاأان ذا ( يتعلق ابحلبل وينزل به ) أعرف أن هناييت على يديك ‪..‬أعرف ‪..‬سأفتقد الشوارع ‪ ..‬والبيوت‬ ‫‪ ..‬وأنفاس الطيبني ‪ ..‬ودمعة الشكر والعرفان حني أجيب سائال‪ ..‬سأفتقدك أنت اي هارون ‪ ..‬نعم ‪..‬ليتن ابلفعل‬

‫أموت قبلك ‪ ..‬ال أكاد أتصور احلياة ‪ ..‬وأنت لست فيها ‪ ..‬ما عرفت سواك ‪ ..‬و ال أريد ( خيتفي الصوت ) ‪.‬‬

‫هارون‬

‫نزل احلبل كلُه ‪ ..‬جعفر ‪ ..‬أجبن ‪ ..‬جعفر ‪..‬كان املهدي واملنصور حيبان هذا النوع من السجون ‪ ..‬حيث يكون‬ ‫املوت صبا‪ ..‬الضحية متوت مرفوعة الرأس ‪ ..‬حىت ولو مل ترد ( احلبل يهتز ) كأنه يطلب مىن سحب احلبل ! (‬ ‫يلف بكرة احلبل ‪..‬ثقيلة بعض الشيء ) هانت ‪..‬اي هللا ‪ ..‬خفت ‪ ..‬ايهلل ( فجأة تظهر رأس شعثاء ) ما هذا ( يلف‬ ‫البكرة ) نفس اهليكل ‪..‬مل يكن له وجه ‪..‬نعم ( يسرع بسحبه خارج البئر‪..‬كائن ضئيل للغاية عبارة عن شعر ممتد‬ ‫‪ ،‬ولباس متهرىء متاما‪ ،‬وقدمني منتفختني ) من أنت ؟( حيمله ‪ ..‬يضعه إىل جدار البئر ) من أنت ‪ ..‬ومن أسقطك‬ ‫هنا ‪ ..‬ىف هذه البئر ؟‬

‫الكائن‬

‫( يلتقط أنفاسه بصعوبة ابلغة ) انتظر قليال أيها السائل !‬

‫هارون‬

‫هل أحضر لك بعض املاء ؟‬

‫الكائن‬

‫أال ترفع صاحبك ؟‬

‫هارون‬

‫لينتظر بعض الوقت !!‬

‫الكائن‬

‫رمبا نسيته كما نسين أمي املؤمنني املنصور !‬

‫الكائن‬

‫نعم ‪ ..‬أمي املؤمنني ‪ ..‬أتنكر ؟‬

‫هارون‬

‫أنكر ماذا ؟‬

‫الكائن‬

‫أال ترفع صاحبك ‪ ..‬البئر متتلىء ابجلثث ‪ ..‬أال تسمع صوته ؟‬

‫هارون‬

‫تقول أمي املؤمنني املنصور ؟‬

‫هارون‬

‫صوت من ؟‬

‫الكائن‬

‫صاحبك أو عبدك الذي رفعن ؟‬

‫هارون‬

‫أال تراين ؟‬

‫الكائن‬

‫قد ميوت بني اجليف ‪ ..‬ارفعه !!‬

‫هارون‬

‫ليمت كيف شاء ‪ ..‬املهم أنت !!‬

‫الكائن‬

‫هارون‬

‫أتوسل إليك ‪ ..‬ارفعه !!‬

‫لك ما تريد ( يدىل احلبل ) جعفر ‪ ..‬هاهو ذا احلبل يف الطريق إليك ‪ ..‬جعفر ‪ ..‬أال تسمعن !!‬

‫الكائن‬

‫جعفر ‪ ..‬إذن أنت هارون ‪ ..‬ألست هاروان ؟‬

‫هارون‬

‫أان هو ‪ ..‬فمن أنت ؟‬

‫الكائن‬

‫إذن فقد مضى املنصور ‪ ..‬واملهدي ‪ ..‬وموسى اهلادي !!‬

‫هارون‬

‫إىل رمحة الل ذهبوا ‪ ..‬فمن أنت ؟‬

‫الكائن‬

‫مل أنت متعجل ‪ ..‬هل رفعت صاحبك اي موالي ؟‬

‫هارون‬

‫لن أستطيع وحدي ‪..‬فهو ثقيل كامللح ‪ ..‬مث إنه يستطيع التسلق كالقرد ‪ ..‬هاهو ذا ‪ ..‬أمل أقل لك !‬

‫الكائن‬

‫احلمد هلل ( بينما جعفر خيرج ‪ ..‬يكح ويتقيأ بشكل موجع ) أرأيت ‪ ..‬كدت تقت له ‪ ..‬وستقت له يوما !‬

‫هارون‬

‫سأقت له يوما !!‬

‫الكائن‬

‫شر قتلة ‪ ..‬وأتكل الطي من حلمه !‬

‫الكائن‬

‫أال تصدق ‪ ..‬صدق اي ولدى ‪ ..‬ستقت له ‪ ،‬ومتثل به !!‬

‫هارون‬

‫هارون‬

‫ماذا تقول ؟‬

‫أان ‪ ..‬أنت هتذي ‪ ..‬نعم هتذى ‪ ..‬أقتل جعفرا ‪ ..‬إنه مظليت يف حر القيظ ‪ ..‬ومدفأيت ىف ثلج الشتاء ‪..‬وأنسى يف‬ ‫وحشيت ‪ ..‬وكرمي يف بلي ‪..‬وعزيت يف وجعي واهنزامي ‪..‬وآية احلق حني تستبد ىب العصبية واجللفة ‪ ..‬كيف اي‬ ‫شيخ ؟‬


‫‪4‬‬ ‫اللوحة األوىل‬

‫نبوءة‬ ‫خارج بغداد‪ ..‬بئر تظللها شجرة عتيقة ‪ ..‬صوت الريح يصفر ‪ ..‬بعض األتربة تتطاير فتخلق جوا مرتاب كالغمامة‬

‫‪ ..‬يقبل شاابن ىف زى التجار ىف العصر العباسي األول ‪ ..‬أحدمها جيذب اآلخر‬ ‫هارون‬

‫هيا ‪ ..‬أال تكف عن عنادك ؟‬

‫جعفر‬

‫موالي ‪ ..‬أت عب تن ‪ ..‬حىت غدوت عاجزا ‪ ..‬من طريق إىل طريق‪ ..‬وبال توقف ‪..‬وكلما قلت لنفسي هانت ‪ ..‬تقول‬ ‫ليس هو املكان ‪ ..‬ليس هو املكان ‪ ..‬ليس ‪...........‬‬

‫هارون‬

‫جعفر ‪ ..‬ال تعاند‬

‫جعفر‬

‫ليتن أستطيع‬

‫هارون‬

‫اقرتبنا ‪ ..‬هاهي ذي البئر ‪ ..‬نعم البئر‪ ..‬املكان كما رأيته !!‬

‫جعفر‬

‫أية بئر ‪ ..‬إنه مكان مهجور ‪ ..‬حىت الشجرة الوحيدة آيلة للسقوط !‬

‫هارون‬

‫املكان كما رأيته اي جعفر‪..‬كأنه هو‪..‬نعم‪..‬الشجرة ‪..‬البئر ‪ ..‬األتربة والغبار‪..‬أصوات الرايح !‬

‫جعفر‬

‫مكان ‪ ..‬بئر ‪ ..‬هتوى املفاجآت دائما ‪ ..‬أتذكر أايم كنا صغارا ‪ ..‬كم أريتن العفاريت ىف عز الظهر األمحر ‪..‬مث‬

‫هارون‬

‫أان ‪ ..‬دائما تعشق الكذب ‪ ..‬دائما ‪ ..‬يوما ما سأقتلك ألجل كذبك !‬

‫جعفر‬

‫أو تستطيع ذلك فعال ؟‬

‫هارون‬

‫و مل ال ‪ ..‬هل أقسم لك ؟‬

‫تلفن وحيدا ‪ ..‬أنتظر ‪ ..‬حىت تستشعر أنت سخف اللعبة فتنهيها !‬

‫جعفر‬

‫ال ‪ ..‬دعنا من هذا إىل تلك ( يعىن البئر )‬

‫هارون‬

‫انتظر اي جعفر ‪ ..‬أتمل البئر ‪ ..‬أتملها جيدا‬

‫جعفر‬

‫البئر ‪ ..‬حمض بئر نتنة ‪ ..‬اي هللا ‪ ..‬أال تشم الرائحة ؟‬

‫هارون‬

‫هذه أقلقت منامي أمس ‪ ..‬ق ت لتن !‬

‫جعفر‬

‫قتلتك ‪ ..‬ومازالت الروح فيك !!‬

‫هارون‬

‫قه قه قه ‪ ..‬وجدتن ‪ ..‬وكأن نفرا من القوم يلقون يب عنوة يف بئر دون رمحة ‪ ..‬بئر مثل هذه ‪ ..‬مثل ‪ ..‬إهنا نفس‬ ‫البئر ‪..‬وأان أصرخ ‪ ..‬وأقاومهم ‪ ..‬وأطلب النجدة ‪ ..‬و ال مغيث ‪ ..‬صرخايت ‪ ..‬أقلقت كل من ابلقصر ‪ ..‬اجلواري‬

‫‪ ..‬والعبيد ‪ ..‬و أظنها أفزعت زبيدة !‬ ‫جعفر‬ ‫هارون‬ ‫جعفر‬

‫عجيب أمر هذا احللم ‪ ..‬أقصد الكابوس ‪ ..‬لكن مرة واحدة رمبا كانت من أتثي طعام ثقيل !‬ ‫مل تكن مرة واحدة ‪ ..‬بل ثالاث ‪..‬دعىن أكمل لك ‪ ..‬فجأة تعلق برقبيت شيء‪..‬جمرد شيء ‪..‬حيوان‪..‬إنسان ‪ ..‬ال‬ ‫أعرف‪ ..‬له أظافر كاملخالب ‪ ..‬وحلية تصل إىل ‪ ..‬إىل ماذا ‪..‬كل ما أحسسته أهنا بال انتهاء !!‬

‫ليس غي الريح ‪ ..‬والغبار ‪ ..‬وأان وأنت !‬

‫هارون‬

‫جعفر ‪ ..‬كأنه احللم بكل مافيه ‪ ..‬انظر إىل البئر ؟ أال تسمع صوهتا ؟‬

‫جعفر‬

‫بئر عفا عليها الزمن ‪ ..‬هلا رائحة ال حتتمل ‪ ..‬صوت ‪ ..‬صوت عويل ‪ ..‬قد تكون الريح ‪..‬موالى ‪..‬إهنا أصوات‬ ‫متعددة ال صوات واحدا !!‬

‫هارون‬

‫ماذا لو دليت ‪ ..‬ونظرت ما حتمل ؟‬

‫هارون‬

‫جعفر ‪ ..‬أان ال أهزل !‬

‫هارون‬

‫جعفر !‬

‫جعفر‬

‫موالي ‪ ..‬ليكن شاهد واحد ‪ ..‬أت قت لن بال شهود ؟‬

‫جعفر‬

‫جعفر‬

‫هارون‬

‫ليس بعد !‬

‫ومن قال لك أىن اكتفيت ‪ ..‬وأريد املوت ‪ ..‬من يتحمل هذه الرائحة ‪ ..‬كأنه قب اي موالي !!‬

‫ال تف ‪..‬أقسم لك يوم أقت لك ؛ سيكون الشهود كثيين ‪ ..‬هيا اي جعفر ‪ ..‬احللم مل يكن عبثا !‬


‫‪3‬‬

‫الشخصيات‬ ‫هارون الرشيد‬

‫هارون بن حممد (املهدي) بن عبد اهلل (املنصور) العباسي اهلامشي‪ ،‬والرشيد لقبه‪ .‬أبو جعفر‪ .‬ويقال له أبو حممد‪.‬‬ ‫استخلف بعهد من أبيه بعد موت أخيه اهلادي‪.‬‬

‫جعفر‬

‫هو جعفر بن حيي بن خالد الربمكى ‪ ..‬وزير الرشيد وربيبه ورفيق طفولته وصباه‬

‫حيي‬

‫كبري الوزراء يف خالفة الرشيد‬

‫الفضل‬

‫هو الفضل بن الربيع بن يونس بن كيسان ‪ ..‬كبري احلجاب‬ ‫عبد اهلل بن مالك اخلزاعى ‪ ..‬صاحب الشرطة فى عهد الرشيد‬

‫عبد اهلل‬ ‫إبراهيم املوصلى‬

‫املغنى األكثر شهرة‬

‫أبى بن أبى مريم‬

‫مهرج الرشيد‬

‫عمربن العباس‬

‫بن جمد من ندماء الرشيد‬

‫مروان‬

‫مروان بن أبى حفصة ‪ ..‬شاعر الرشيد‬

‫علية‬

‫علية بنت املهدي بن املنصور‪ ،‬من بين العباس‪ ،‬أخت هارون الرشيد‪ ،‬أديبة‪ ،‬شاعرة‪ ،‬حتسن صناعة الغناء‪ ،‬كان‬ ‫أخوها إبراهيم ابن املهدي يأخذ الغناء عنها‪ .‬مولدها ووفاتها ببغداد‪.‬‬

‫زبيدة‬

‫زبيدة بنت جعفر ‪ ..‬زوج الرشيد وابنة عمه ‪..‬وأم األمني‬

‫دنانري‬

‫جارية عند حيي بن خالد ‪ ..‬حتسن الغناء ‪ ..‬جتريد األغاني من وضعها ‪.‬‬

‫مسرور‬

‫جالد الرشيد الشهري‬

‫برخلة‬

‫جالد ‪ ..‬صاحب املأمورية اخلطرية ويطلق عليه ( ياسر )‬

‫جربيل بن خبتيشوع‬

‫طبيب‬

‫األمني‬

‫االبن األصغر للرشيد من زوجه زبيدة‬

‫املأمون‬

‫االبن األكرب من جارية الرشيد ( مراجل )‬

‫بدوى‬

‫صاحب الصياح وقت تعليق البيعة فى الكعبة‬

‫الرجل‬

‫صاحب مهمة الفتك باهلاربني إىل مكة واليمن‬

‫كائن البئر‬

‫رسالة رمحة ‪ ..‬وهو من ضحايا عهود العباسيني السابقة‬

‫املكان‬

‫‪ :‬بالد العراق ‪ ..‬البصرة و بغداد ‪ ..‬مكة‬

‫الزمان‬

‫‪ :‬سبعة ومثانون و مائة هجرية‬


‫‪2‬‬

‫إهداء‬ ‫إىل صديقي‬ ‫ذاك الذي‬ ‫يتنفس املسرح قلبه وشغافه‬ ‫؛ أهدى جعفر احملب لقلب يف‬ ‫بياض الثلج ‪،‬‬ ‫و حليب الصبح أندى‬ ‫الفنان‬ ‫محدي عمر عسل‬


‫‪1‬‬ ‫مسرحية‬

‫البئـر‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.