فى يوم من األيام ,كان أحد الفالحين يعمل فى حقله .وفجأة شاهد أرنبا يجرى ,ثم يصطدم بشجرة ضخمة فى الحقل ,فأنكسرت رقبة األرنب ,وخر على األرض صريعًا . وبدون أدنى جهد ,التقط الفالح األرنب ,وحمله متوجها الى منزله . وبدون هذه التجربة ,ألقى الفالح بفأسه جانبا ,وجلس تحت الشجرة الضخمة ضاما رجليه الى صدره ,منتظ ًار مرور ارنب اخر كى يصطدم بالشجرة .
ولكن ارنبا آخر لم يأت ويصطدم بالشجرة أبدًا . * * * * أنتهى
المعرفــــــــــــة جـــــــــــــدران المعرفــــــــــــة جـــــــــــــدران
واستطرد الحكيم " ان دولتك أكثر فسادا من غيرها ,وضعيفة عسكريا أكثر من غيرها . وأنت تخطط لمهاجمة والية … Yoأال يشبه هذا األمر تلك العين التى تعجر عن رؤية أهدابها ...؟
وعندما سمع الملك من الحكيم زو هذا الحديث المقنع ,توقف عن مخططاته لمهاجمة
والية Yoفو اًر .
* * * *
كان الملك زو انج كان حاكم مملكة شو يعد العدة لمهاجمة والية يو ,فسأله الحكيم زانج
زى " موالى العزيز ,لماذا تنوى مهاجمة والية Yo؟".
فرد الملك قائال " الن والية Yoتعانى من الفساد السياسى ,وهى ضعيفة عسكرياً " . فعلق الحكيم زانج لى قائال " يبدو لى يا موالى العزيز ,أن االنسان الذكى يجب عليه أن
يكون منسجمًا مع تصوراته .وأحيانا ,فأن العيون التى تستطيع رؤية األشياء على بعد مئات الخطوات ,ال تستطيع رؤية أهدابها " .
وواصل الحكيم عباراته " رجاءآ يا موالى ,فكر قليال ...ماهى قدرة جيشك أزاء قوة جيش والية Yo؟ ففى الماضى غير البعيد ,دخلت فى حرب مع والية كين ,والية جين .
ولم تخسر فقط قدرة جيشك ,بل خسرت مئات األميال من األراضى ألم يكن ذلك بسبب
ضعف قواتك العسكرية ؟ " . وواصل الحكيم زى حديثه " أليس زونج كياو قاطعًا للطريق ينتهك القانون ويقترف الجرائم فى دولتك ,وكل المسئولين لديك يتظاهرون ازاءه بالعمى والصمم ,وال يعملون شيئاً لردعه ؟ أليس هذا الشئ ُيدعى فسادآ ؟ " .
* * * *
كان أحد الرسامين ُيرسم لوحة ألحد الملوك فى احدى األيام .فسأله الملك " من فضلك اخبرنى ,ما هو أصعب شئ يمكن رسمه ؟ " . رد الرسام " الكالب ...والخيول ...وما شابهها من الحيوانات ,هى أصعب شئ يمكن رسمه " . فواصل الملك سؤاله " اذن ,ما هو أسهل شئ يمكن رسمه ؟ " .
وبدون تردد ,أجاب الرسام قائال " الشياطين واألشباح ,هى بال ريب اسهل ما يمكننى رسمه ". فتساءل جاللة الملك فى حيرة " ماذا ؟ وكيف االمر هكذا ؟ " . رد الرسام " ألننا يا موالى نشاهد الكالب والخيول وما شببها من حيوانات كل يوم . وبالتالى – فهى مألوفة فى أذهاننا .ولو أخطانا أدنى خطأ فى رسم تلك الحيوانات ,فسوف يكتشف الناس ببساطة تلك األخطاء .أما بالنسبة للشياطين واألشباح ,فأننا –جميعاُ – لم نشاهدها .وال شك ,أنه ال يوجد شكل مألوف لها فى أذهاننا " . وواصل الرسام حديثه " ولهذا السبب يا موالى العزيز ,فأن الشياطين واألشباح هى أسهل ما
يمكن رسمه لهؤالء الذين يتساءلون دائما ,هل هذا الرسم مطابق ألصل أم ال ؟ " .
وما أن مرت فترة قصيرة جدا على وصول الجرس الهدية ,حتى كانت مملكة شو ياو
قد احتلت من قبل تلك الدولة صاحبة الهدية .
* * * *
" يا موالى ,يجب علينا ان ال نقبل تلك الهدية تحت أى ظرف من الظروف ,النه بسبب وعورة طرقنا ..ضعب غزونا على الممالك القوية .وهذا الجرس – يا موالى – مكيدة ,هدفها الحقيقى هو شق ذلك الطريق حتى يسهل اختراق مملكتنا "
فعلق الملك قائال : " ما هذا الهرج والمرج ! بدون أن ننفق فلسًا واحدًا .سوف تقتنى مملكة صغيرة مثل مملكتنا جرسًا عمالقا مثل هذا الجرس ! أتسمى هذا االمر مكيدة ؟ أمن اللياقة فى شئ أن يتقدم الينا ملك دولة بتلك الهدية الثمينة ,متمنيًا عالقات دبلوماسية وثيقة معنا , ونرفض هديته ؟ كيف تجرؤ على تسمية ذلك االمر مكيدة ...ها ؟ .
ثم انهى الملك كالمه بضحكة هازئة .. لكن ملك شو ياو لم يكن مستعدًا القتناع بامر اخر ,غير هدية الجرس .لذا ,امر
الرجل الحكيم بمغادرة مجلسه ,وأصدر اوامره بتعليق المصابيح ,ورفع الرايات ,وعزف
األلحان ,فى أنتظار وصول الجرس العمالق .
أما المواطن الحكيم ,فقد كان فى أشد الغضب .مما دفعه الى تحطيم عربته ,وامتطاء
صعوة حصانه ..ومن ثم ,توجه الى الدول المجاورة .
تقع مملكة شو ياو الصغيرة فى منطقة الجبال العالية ,وال يربطها بالعالم الخارجى
ومنعطفات وعرة .ولذا ,كان الوصول أليها من األمور الصعبة . سوى ممرات ُ
وذات مرة ,قررت أحدى الدول غزو مملكة شاو ياو بحيلة ماكرة .فحشدت أعدادًا ضخمة من الجند والخيول س ًار ,وأرسل ملكها مبعوثًا يبلغ مملكة شو ياو بأنه يرسل له أكبر جرس تملكه دولته عربون صداقة .ولكن محيط الجرس أكبر عدة مرات من
عرض الممرات التى تقود الى مملكتهم .لذا ,نصح الملك بأن تقوم مملكة شو ياو
بتوسعة الطريق ...حتى يمكن ارسال الهدية .
وعندما سمع ملك شو ياو بأنباء الهدية ,أصدر أوامره – وهو شديد االبتهاج – بأن
تقطع األشجار فو آر ,وأن يتم شق الطريق وتوسعته ,لتسهيل مرور أضخم جرس فى
احتفال مهيب . وعندما سمع هذا رجل زكى حكيم – من مملكة شو ياو – بأنباء الجرس الهدية ,سارع بطلب مقابلة الملك ,وحذره قائال :
.وعندما عاد الى منزله تطلع الى مرآته ,وأحس بأنه ال يمكن مقارنة نفسه بسيد القصر . وفى الليل ,عندما استلقى على سريره ,وغرق فى تفكير عميق ...اكتشف االجابة الشافية عن سواله ,وتمتم يخاطب نفسه " زوجتى قالت اننى األكثر وسامة ,ألنها تحبنى وتريدنى
أن أشعر بالراحة" .
وخليلتى َمدحتنى النها تخاف منى ,أو تريد االحتفاظ بى .أما ضيفى ,فقد قال ما أحب سماعه النه يريد حاجته ٍمنى".
* * * *
ذات صباح ,سأل رجل زوجته وهو يرتدى مالبسه ويضبط وضع ُقبعته أمام المرآة " : انظرى الى يا زوجتى ...من أكثر وسامة ؟ أنا أم سيد القصر الذى يسكن فى الجزء الشمالى من المدينة ؟ " . فردت الزوجة قائلة " :انت بال شك ,أكثر الرجل وسامة ...كيف يجرؤ شخص على بك ". مقارنته َ وبرغم أن سيد القصر كان مشهو آر فى كل المقاطعة بأنه أكثر الرجال وسامة ..فأن الرجل
َتشكك فى أن يكون هو أكثر وسامة من سيد القصر .لذا ,وجه السؤال الى خليلته قائال " َمن أكثر وسامة ,انا ام صاحب القصر ؟ " . -كيف يمكن أن يقارن ذلك الرجل بك ؟ " .
بعد فترة ,ازره أحد الضيوف ...فسأله نفس السؤال .ورد عليه بنفس الجواب ! . وفى اليوم التالى ,شاهد الرجل سيد القصر ..فأخذ يتمعن النظر فيه بدقة وأهتمام ,مقارنا
نفسه بهذا السيد ! .لكنه لم يستطع فهم كيف يكون هو أكثر وسامة من هذا السيد الوسيم
سر الخلود .فأرتحل الرجل منذ زمن بعيد ,علم أحدى الرهبان بأن هناك رجال يعرف ّ للبحث عنه ,حتى يتعلم منه هذا السر . وعندما وصل الراهب – فى نهاية المطاف – الى مكان الشخص المطلوب ,أكتشف أنه مات بسبب مرض ألم به ,قبل أن يصل َّ بعدة أيام .
أحس الراهب بالبؤس والحزن ,حيث أنه قدم من مكان بعيد ألجل هذا السر .وفى النهاية ,لم يحصل على شئ ,ولم يعرف سر الخلود . وصار يلوم نفسه ,النه كان السبب فى التأخر "...لو كنت ارتحلت مبك آر ,لكنت وجدته حيآ ! .ولو لم أواصل السفر ,ولم اتوقف لكنت وصلت ....الخ " وبينما هو منصرف الى نفسه يلومها ,سمعه أحد القرويين ..فقال له " ان هدفك من المجئ هنا هو تعلم سر الخلود .ولكن الرجل الذى جئت من أجله قد مات ,ولم يستطيع
كنت تتعلم أى شئ منهَ...فعالم أن يفيد نفسه بالسر .وحتى لو ألتقيت به فعال ,فأنك ما َ تتأسف أذن ؟ " .
َّ ردت الحمامة " :أنه أمر واضح أيتها البومة ,النك لم تستطيعى تغيير صوتك .فمن المؤكد أن الناس فى الشرق سيكرهونك – هم أيضًا – مثل الناس فى الغرب ".
* * * *
ومتوجهة – بقدر ما كانت أجنحتها تستطيع حملها – فى طريقها الى طارت بومة ُمرتحلة ُ الشرق . وفى نهاية األمر ,تعبت البومة من الطيران .فتوقفت تستريح فى غابة ! وهى تلهث من
التعب .فتساءلت حمامة كانت -هى االخرى – واقفة على الشجرة " :يبدو أنك مستعجلة أيتها البومة ؟ الى اين تنوين الرحيل ؟ " .
َّ فردت البومة " :أنى اود االرتحال شرقًا ". وتساءلت الحمامة ثانية " :لماذا أيتها البومة ؟ " .
فقالت البومة " :يقول الناس – فى الغرب – أن صوتى قبيح .ولذا ,فهم يتشائمون منه
.وأنا ال استطيع العيش هناك ,وهم يكرهوننى..ولهذا قررت الرحيل بعيدًا عنهم "
فتساءلت الحمامة " :هل رحيلك – من هناك – سيحل لك المشكلة ؟ أعتقد أن االمر ست َتًوجهين اليه ...ولن يحل مشكلتك االتجاه شرقاً ". ليس له عالقة بالمكان الذى َ
حست البومة بأن الحمامة تتحدث بثقة .لذا ,تساءلت بذهول " :كيف عرفت هذا سلفاّ أ ّ أيتها الحمامة ؟ ".
فففكر الفقيرللحظة ,وكانه يجرى عملية حسابية ....وقال له " لكن فى هذه الحالة ’,
سأكون مساويا لك فى الثروة .فلماذا أذن امدحك ؟ ".
فقال الغنى " :أحترت معك ايه الفقير الشريف ...ولم يبقى فى يدى ,غير أن اعطيك كل ما أملك حتى أستطيع أسمع منك كلمة مدح واحدة ؟ .فما هو رأيك " . فتبسم الفقير الشريف ,وسكت برهة اطول من البرهة السابقة ...وقال له : " فى تلك الحالة ,سأكون أنا الغنى .وبالتالى ,فال يوجد أى سبب يدعونى ألنفاقك " .
* * * *
اشتهر رجل فقير بأنه لم يمدح فى حياته أيا من األثرياء .وفى أحدى المرات ,قال له
أحد األغنياء :
" أنا انسان ثرى ,لماذا ال تمدحنى ؟ " . رد الفقير : ملكك .وأنت لن تعطينى أياه بدون مقابل .فلماذا أمدحك أذن ؟" "المال الذى بحوزتك هو َ . أعطيتك ربع ثروتى ,فهل تمدحنى ؟ " . فقال الغنى " اذن ,لو َ رد الفقير " سيدى العزيز ,لقد أكتسبت شهرة من عدم نفاق األثرياء ...أعتقد انها اغلى من ربع ثروتك ". فقال الغنى " ولو أعطيتك نصف ثروتى ,فهل تمدحنى ؟ " .
رد الوزير بدون تردد " ان " Key.yهو أنسب شخص لهذه الوظيفة ".
ومرة أخرى تعجب الوزير ,وتساءل " أليس هذا الشخص ...هو أبنك ؟ " .
فرد الوزير " :سيدى العزيز .أنت سألتنى عمن يصلح لهذا المنصب ,لذا فقد رشحت
لك , Key.yولم تسأل أن كان هذا ابنى ,أم ال " .
ومرة أخرى ,عين الوزير هذا الشخص فى منصب القاضى . وحدثت مفأجاة مبهرة ,اذ أن key .yعندما تسلم منصبه ,أدى واجبه بشكل جعل الناس تثنى عليه .
وعندما سمع كونفوشيوس ,عن هذا الرجل وما فعله فى الحادثتين ,مدح الوزير قائال "
أن عباراته رائعة .فعندما طلب رأيه ,اختار الجدراة مقياسآ للحكم ,ولم يمتنع عن دعم مرشح معين النه عدوه الشخصى ,كما لم يمنعه األنتقاد من ترشيح أبنه .ان انس ــانا
مثله ,لهو فعال الرجل النزيه " .
* * * *
خاطب األمير حاكم والية genوزيره قائال " :لقد فضى منصب حاكم والية المقاطعة , فمن فى رأيك يصلح لشغل هذا المنصب ؟ .
وبدون تردد ,أجاب الوزير " أننى ارشح , Zy.Hoفهو الرجل المناسب لهذا المنصب "
.
فتساءل األمير بأستغراب " ولكن أليس هذا الرجل عدوك؟ فلماذا تختاره لهذا المنصب اذن
؟" .
فرد الوزير ":لقد طلبت نصحيتى فيمن يصلح لتلك الوظيفة .ولم تسأل أن كان صديقى
أم عدوى الشخصى "
وهكذا ,عين األمير الرجل حاكمآ على المقاطعة .وفعأل ساهم فى حل مشكالت الشعب فى مقاطعته ,ويروا به واثنوا عليه .
وبعد فترة من الزمن ,طلب األمير من الوزير استشارة لمرة الثانية " هناك وظيفة فاضية
لقاض فى المحكمة األمبرواطورية ,فمن يا ترى يصلح لشغل هذا المنصب ؟ " .
وبعد ثالث سنوات ,قرر ملك Genأن الوقت قد آن لتحريك قواته تجاه مملكة Yoفى خجوم مباغت ,مما أدى الى أستسالمها فى الحال ! فنقل الوزير حجر اليشب النفيس
والجواد المطهم ,واعادهما ثانية الى ملكه .
تأمل الملك المنتصر حال الجواد وحجر اليشب ,وقال بغطرسة " هذا الحجر من اليشب هو نفس الحجر لم يتغيير كثي آر ,اال ان جوادى قد كبر فى السن قليال ,وظهر له مزيد
من األسنان ".
وفيما بعد ,علق الحكماء قائلين " أن السبب الذى حطم مملكة yoهو غلبة شهوة اللحظة على ملكها ,الذى لم يقدر عواقب الزمن " .
* * * *
وواصل الوزير حديثه " حتى لو رفض ,واحتفظ بالهدايا .فاألمر ال يهم ,فسيظل الحصان واليشب فى حوزته فترة مؤقتة فقط .اذ انهما ال يعنى اكثر من نقله من غرفة
داخلية الى غرفة خارجية .وتقديم الحصان الى مملكة Yoال يعنى أكثر من أيؤائه فى
اسطبل خارجى ,بدال من األسطبل الداخلى .وبالتالى ,فانه سيكون من السهولة – انذالك –استرجاع الحصان وحجر اليشب " .
اخذ الملك بنصحية وزيره ’,وقدم الهدايا الى ملك . Yoوبعدها ; طلب األذن لجيوشه
باستعمال أراضيه الى مملكة . JO
وبما أن الملك قد تسلم حجر اليشب والجواد المطهم ,فقد وافق على تلك الرغبة ! ولكن
وزيره العجوز – المقرب من ملك – Yoاحتج قائال " :أنه خطآ يا موالى – الموافقة
على هذا االمر .أن مملكة JOجارة لنا ,وعالقتنا وثيقة مثل عالقة األسنان بالشفة . واذا سمحت لمملكة جين بأستعمال ارضينا لمهاجمة JOوهزيمتها .فما أملنا نحن فى
الصمود فيما بعد ؟ وبدون شك ,يجب عليك – يا موالى – اال تسمح بحدوث مثل هذا األمر " . لكن ملك yoلم يعر الحديث أى اهتمام ,وهكذا سمح بعبور قوات مملكة Genحدود مملكته ,ومهاجمة جو واحتاللها .
كانت مملكة YOهى الدولة الحاجزة بين مملكة Ginومملكة . Jo وذات مرة ,تمنى ملك Ginلو أن ملك Yoيسمح له بعبور أراضى مملكته ,ليهاجم مملكة , Joاأل انه خشى أن مملكة Yoلن تسمح له بعبور أراضيها ! ولكن وزيره الماكر رسم له خطة بارعة بكلمات محددة ,قائال :
" يا موالى لو أهديت الى ملك Yoقطعة من اليشب الثمينة ,والجواد المطعم الذى لديك
.فأنا متأكد أنه سوف يسمح لك بعبور أراضيه " .
فأعترض الملك ,قائال " ولكن قطعة اليشب هى ثروة ورثتها عن أجدادى .والجواد
المطهم هو أحسن خيولى ...فماذا سنفعل لو قبل الملك الهدايا ,ولم يسمح لنا بعبور
أراضيه ؟ " . رد الوزير " لو رفض فهو ببساطة لن يجسر على األحتفاظ بهداياك .ولو احتفظ بالهدايا فهذا معناه السماح لنا بعبور أراضيه " .
سأل تلميذ – معلمه " يا سيدى .هل لثرثرة فضيلة ؟ .فاجاب المعلم " ما الفضيلة فى الثرثرة ؟ " . رد المعلم السؤال بسؤال ,ثم واصل حديثه " لنأخذ الضفدع – كمثال .أن الضفدع ينق وينق طوال الليل والنهار ,حتى ينشف حلقه ويتخشب لسانه ,وال احد يكترث له " . ثم واصل المعلم حديثه " ,ومن الجهة األخرى ,انظر الى الديك فى حظيرة الفراخ .أنه ال يصيح اال مرة او مرتين او حتى ثالث فى اليوم .ولكن كل انسان ينصت الى
لصياحه ; الن الناس تدرك أنه متى صاح الديك ,فسيطلع النهار فى التو ". فلذا تكلم يا بنى فقط ,عندما يكون لكالمك معنى "
وعندما سمع ما تمتم به الجنرال ,سارع بالدخول الى الخيمة وانحنى الى الجنرال وهو يقول -: سيدى ,أننا نستطيع أن نستدل على اختالف حالة الطقس من موقعنا الذى نقف فيه . وان كنت ال تصدق ما أقول ,فارجو ان تحضر الى الخارج وتشاهد بنفسك .....
* * * *
استرخى الجنرال فى احدى الليالى الباردة – بداخل خيمته يحتسى مشروبآ ساخنآ ,
واشعل شمعتين كبيرتين على الجانبين ,والمدفأءة تدفئ الخيمة بنارها .
وكان المشروب قد جعل الح اررة تسرى فى جسد الجنرال ,الى درجة أن العرق اصبح
يتساقط من حاجبيه .
فمسح الجنرال العرق من على جبينه ,وهو يدمدم : -ما هذا الجو الغريب فى مثل هذا الوقت من السنة ؟ المفروض أن يكون الجو شديد
البرودة ...وليس العكس !
وفى نفس اللحظة كان الجندى المكلف بحراسة خيمة الجنرال يقف بخارج الخيمة ,وهو
يرتجف واسنانه تصط من الريح الباردة .
فى يوم من األيام ,استاجر شخص قبيح –ذات مرة – أحد الرسامين حتى يرسم له صورته ,اال انه احس –بعد انتهاء اللوحة – بان هذا الفنان لم ينصفه .لذا طلب منه أن يعيد رسمها مرة ثانية .
وهكذا ,ظل الفنان – كلما انتهى من رسم صورة الرجل – اعترض ,واتهمه بعدم األنصاف .وظل هكذا الحال مرة والثانية ,ولكن ليس الثالثة ! .
اذا انفجر الرسام من الغيظ ,صارخآ فى وجه : أجملك بما ليس فيك ,اال انك " هذا امر ال يحتمل ,فى كل مرة ارسم لك الصورة ُ ال تقدر الجميل ! .لو انى رسمتك كما تبدو حقيقة ,فستكون النتيجة كارثة " .
( أها ,لقد أسات فهمى ,النك ال تعرف كيف أكون ؟ .فحينما اكون لطيفآ فى
مظهرى الخارجى ,فهذا يعنى – فى ق اررة نفسى انى شديدة الخشونة .وعندما اريد
حقيقى ان اكون لطيفآ ,فال احتاج –عند ذلك – الى التظاهر بالخشونة فى مظهرى الخارجى ).
وتصادف ان ذلك الشخص كان يحمل عكازه فى يده .وعندما سمع هذا القول , رفع عصاه ,وخبط بها راس الراهب عددة خبطات ,وهو يقول :
( عندما أضربك فهذا يعنى أنى احبك .لذا ,ال يوجد –لدى خيار سوى أن استمر
فى ضربك ,اذا سمحت لى ) .
* * * *
ذهب شخص –ذات يوم – لزيارة المعبد .وعندما عرف الراهب انه ليس مسئوال ذا
منصب كبير ;
لم يعطيه أى اهتمام ,بل كان فظآ غليظآ معه .
وبعد حين وصل أبن مسئول كبير ,يبدو عليه الثراء .وحاآل تغيرت سحنة الراهب ..فابتسم بنعومة للقادم الجديد . اما ذلك الش خص ,فقد اصابه األشمئزاز من تصرف الراهب ,وحالما غادر ابن المسئول ,توجه الى الراهب بسؤاله قائال : ( لماذا عاملتنى بهذه الفظاظة ,فى حين كنت لطيفآ جدآ للغاية مع ذلك الشخص ؟ ) ويبدو أن رد الراهب كان جاهزآ ,حيث قال بسرعة :
تظاهر أحدى موظفى الدولة الفاسدين بانه غير قابل ألرتشاء ,وعندما تمت
ترقيته ألول مرة ,أقسم يمينا باهلل قائال :
* لو قبلت أى رشوة بيدى اليمنى ,فسأقطع اليسرى .ولو قبلتها بيدى اليسرى ,
لقطعت اليمنى *
وعندما تسلم الرجل مركزه الجديد ,عرض عليه أحدى األشخاص رشوة عشر
قطع من الفضة .
وبالرغم انه تمنى بداخل نفسه بأن يأخذها ,اال انه رفض ذلك وهو يعلن أمام
الموظفين : لقد اقسمت بان اليد التى تقبل النقود ,يجب قطع اختها األخرى . اال ان احد الموظفين الذين يعملون تحت يده ,أحس بان رئيسه يظهر غير ما يبطن .فاقترح عليه " ...خذ النقود بكم ردائك ,وبهذا يقطع الكم االخر ".
وف ــى اخـر االمـر ,الحـظ "
A.z
" قـدوم حـاوى ثعـابين ومعـه أحـدى السـحرة
وهما يرتديان ثيابآ بالية ,والقذراة تكللهما ;
;
فسحب صـاحبه مـن يـده كمـا كـان يفعـل
معه ,وهو يقول " لنختبئ قليال ,فال اريـد ان اثقـل علـيهم فاحـدهما قريبـى واالخـر
صديقى ".
فرد عليه صديقه مستكب ـرآ ...اف ,هل كل أقاربك وأصحابك من الفقراء ؟ . فرد عليه
A.z
" بعد ان ادعيت أن كل األغنياء أما أقاربك أوأصدقائك ...... ماذا تبقى لى ؟ .
* * * *
خرج "
;
A.z
" م ع احد اصحابه للنزهة .وبينما كانا يتمشيان فى شوارع المدينة
اقبلت عربة فخمة فى اتجاههما تحمل احد األشخاص األغنياء .
فشده صديقه الى احدى الشوارع الجانبية ,وقال له " انه احدى اقربائى ,وال أريد
أن اثقل عليه بالوقوف والنزول لتحيتى ...لنختبئ حتى يمضى " .
ثم واصال سيرهم ,فاذا بشخص اخر يتجه اليهم بعربة اغلى ثراءآ من العربة
االخرى .
فجذبه صديقه الى شارع جانبى – مرة اخرى – وهو يقول " انه صديق عزيز على ,وال اريد ان اثقل عليه بالنزول لتحيتنا ...لنختبئ قليآل حتى يمضى ".
وهكــذا ,ظل صديق "
A.z
" يجرره فى الشوارع الجانبية عددة مرات .
ذات مرة ,نصب بائع الحراب والدروع بضاعته فى السوق ,ونادى الناس وهو يرفع
درعه " تعالوا ....انظروا ...درعى من أقوى الدروع ,ولن تقدر أقوى الحراب على أختراقها ".
وعندما انتهى من ندائه ;
وضع الدرع ,ورفع احدى الحراب ,وهو يصرخ " ...أن
حرابى من أقوى الحراب ,وال يهم ما تكون قوة الدرع ,الن حرابى ستخترقه من اول
طعنة ". وعندما سمع أحدى المشتريين هذه النداءات ,كتم ضحكته وقال : " بناء على حديثك ,فان حرابك قوية الى درجة تستطيع ان تخترق اقوى الدروع
....وبالمقابل فان دروعك بالجودة الى درجة أن اقوى الحراب ال تقدر على اختراقها
,فماذا سيحدث لو جربنا أن نخرق درعك باحدى حرابك ؟". فتعلثم البائع ,ولم يعرف ماذا يقول.....
وبعد فترة ; مر الصياد من نفس المكان .فلم يتمالك نفسه من الضحك ,حينما شاهد منظر الشجرة ,وقد أحاطت بها الشموع والرايات .
فحدث نفسه " سم ــكة مقدسة ! ه ـراء ! لقد وضعت هذه السمكة فى ثقب السمكة بنفسى ". فخاف ان يخبرهم بما فى نفسه ,ليضربوه او يقتلوه ! فتركهم ومضى فى طريقه . وأصبحت سمكته " السمكة المقدسة ,التى تأخذ النذور وتلبى الدعوات " .
*
*
*
*
*
على
قارعة الطرق نمت شجرة ضخمة وكان فى داخلها ثقب كبير يمتلئ بالماء ,كلما
هطل المطر . وفى يوم من األيام ,تصادف مرور صياد سمك فجلس يستريح قرب تلك الشجرة .وعندما الحظ تجمع المياه فى ثقب الشجرة ,قرر وضع سمكة حية فى الماء ...على سبيل
التسلية وتمضية الوقت !
ومضى الصياد فى طريقه ,ونسى أن ياخذ السمكة . وحينما عبر أحد المارة بقرب تلك الشجرة وشاهد السمكة حية تسبح فى ثقب الماء ,
استغرب االمر ,وتساءل " كيف تستطيع سمكة حية العيش فى ثقب شجرة ؟ البد انها
سمكة مقدسة " .
وسرت االخبار بسرعة فى كل األرجاء .وجاء الناس من على بعد أميال .لكى يشعلوا
الشموع ويطلقون البخور .وازداد الهرج والمرج حول الشجرة .فصار المكان كما لو انه
سوق مزدحم.
فحاول صديقه ان ينصحه " تخلص منها . .ارميها بعيدآ " .اال ان صاحب النقود هز رأسه بالرفض ,برغم من تعبه وعدم قدرته على شق الطريق حامآل اياها . وحينما وصل بعض رفاقه الى ضفة النهر األخرى ; رأوه يغطس سريعآ فى المياه ; فصاحوا فيه " ألق بالنقود ! ال تكن غبيآ ! " .
لكن صاحب النقود ظل غير قادر على مواصلة طريقه بها ,ورفض ايضآ ان يرميها ....فغرق فى النهر ,وهو السباح الماهر !
*
*
*
*
*
اشتهر
سكان قرية تقع على النهر بمهارتهم فى السباحة .وذات يوم ; هاج النهر
وارتفع الماء وتالطمت االمواج ; فتراهن مجموعة من االصدقاء على ان يستقلوا قاربآ
صغي آر ,ويغامروا بعبور النهر الى الضفة األخرى .
ولسؤء الحظ ; انقلب بهم القارب ,وبدآ يغرقوا قبل وصولهم الى منتصف النهر ; فقفز الجميع الى الماء ليسبحوا باقى المسافة .
األ ان احدهم كان يسبح ببطء ,برغم من مصارعته ألمواج بكل قوته .فساءله أحد
اصحابه ,وهو يسبح " أنت افض لنا قدرة على السباحة ,فما الذى حدث لك اليوم ؟ لماذا
تتتخلف عن مالحقتنا ؟ .
فرد عليه قائال " أننى أحمل ألف قطعة من النقود حول خصرى ,وهى ثقيلة ,وتكاد تعيقنى عن السباحة .......ولهذا السبب ال استطيع ان ألحق بكم ".
تصادف
ان مر رجل على صديق قديم له ,اكتسب صفة القدسية .
وعندما علم الرجل المقدس أن صديقه يعانى من ضنك العيش ; أشار بأصبعه الى قطعة من الطوب ملقاة على قارعة الطريق ; فتحولت الى قطعة من الذهب ,فوهبها الى صاحبه
القديم أال ان الرجل المقدس الحظ ان صديقه لم يكن راضيآ بما قدم اليه ; فأشار – ثانية بأصبعه الى نصب منحوت من الصخر على هيئة أسد ضخم ; فتحول ذلك النصب الى
كتلة من الذهب ; فوهبها ايضآ هدية الى صاحبه القديم .........ولكن الرجل لم يظهر اى عالمات من الرضا !!!.
فتساءل الرجل المقدس قائال :
" كيف اقدر على أرضائك يا صديقى القديم ؟
فتردد الرجل لحظة ,ثم قال " اعطنى اصبعك " * * *
-رحم هللا أمرئ ,عرف قدر نفسه
فى الصين ,قد يكون طروادة جرس -وليس حصان -األصعب واألسهل
العين ال ترى أهدابها -وجلس ينتظر أرنبآ اخر
* * * *
الفهرس :
( أضغط على .. Ctrl + Left Clickللوصول الى موقع من على الفهرس ) -ولن يرضى الطماع مهما فعلت
تخلص مما يعيقك فى الحياة قبل ان تغرق وانت سباح ماهر سمكة مقدسة تعيش فى الشجر ...تخيل ! -تاجر ذكــى ,وزبون أذكى منه
-اذا كان كل االغنياء اقاربك ...فماذا تبقى لــى ؟
المرتشون يدخلون النار ...لكن فى الصين لهم رأيآ أخر ! -ال ارهـ ــب المنافق .
-صدقنى ...العيب فى األصل !
-ناس تعيش فى نعيم ,وناس فى جحيم !
تكلم فقط ...عندما يكون لكالمك معنى ؟ بدون الشفاه – تتضيع األسنان رج ــل نزيه ! -المدح
أن هللا ال يغير ما بقومًا ,حتى ال يغيروا ما فى أنفسهم -البحث عن الخلود عند فانى
قام بتحويل هذا الكتاب – الى نص ألكترونى ,سلسلة جدران المعرفة . 2006العدد الثانى .
المعرفــــــــــــة جـــــــــــــدران المعرفــــــــــــة لزيارة موقعنا :جـــــــــــــدران لمراستنا Theknowledge_walls@yahoo.com :
* * *
كتاب خرافات ونوادر من الصين القديمة ,هو كتاب مترجم ألستاذ ابراهيم بشمى .صدرت الطبعة االولى منه سنة . 1990عن دار الفتى العربى .وهو كتاب جميل بيحتوى على
ستين نادرة وحكاية من نوادر الصين
وقد قمت بانتقاء مجموعة من هذه النوادر الجميلة ,حيث انه كان من الصعب ان أنقل الكتاب كله ,وهو حوالى مائة صفحة من الحجم المتوسط .
ومن الجدير بالذكر ,أن دار الفتى العربى – الناشر االصلى للكتاب -قد ساهمت فى
ترجمة أعمال ادبية شهيرة جدآ مثل ( رحالت جلفر ) ,وأعمال ( أندرسون ) ,و (االخوان
جريم ومغامراتهم الخرافية) ..
باألضافة الى ( حكايات العرب ومالحمهم ) ,مثل سيرة بنى هالل وغيرها .....مقدمة على يد أستاذة ثقات ,مشروحآ ومسهلة بلغة أقليمية بقدر األمكان .