خرافات ونوادر من الصين القديمة

Page 1

‫فى يوم من األيام ‪ ,‬كان أحد الفالحين يعمل فى حقله ‪ .‬وفجأة شاهد أرنبا يجرى ‪ ,‬ثم‬ ‫يصطدم بشجرة ضخمة فى الحقل ‪ ,‬فأنكسرت رقبة األرنب ‪ ,‬وخر على األرض صريعًا ‪.‬‬ ‫وبدون أدنى جهد ‪ ,‬التقط الفالح األرنب ‪ ,‬وحمله متوجها الى منزله ‪.‬‬ ‫وبدون هذه التجربة ‪ ,‬ألقى الفالح بفأسه جانبا ‪ ,‬وجلس تحت الشجرة الضخمة ضاما‬ ‫رجليه الى صدره ‪ ,‬منتظ ًار مرور ارنب اخر كى يصطدم بالشجرة ‪.‬‬

‫ولكن ارنبا آخر لم يأت ويصطدم بالشجرة أبدًا ‪.‬‬ ‫* * * *‬ ‫أنتهى‬

‫المعرفــــــــــــة‬ ‫جـــــــــــــدران المعرفــــــــــــة‬ ‫جـــــــــــــدران‬


‫واستطرد الحكيم " ان دولتك أكثر فسادا من غيرها ‪ ,‬وضعيفة عسكريا أكثر من غيرها ‪.‬‬ ‫وأنت تخطط لمهاجمة والية ‪… Yo‬أال يشبه هذا األمر تلك العين التى تعجر عن رؤية‬ ‫أهدابها ‪...‬؟‬

‫وعندما سمع الملك من الحكيم زو هذا الحديث المقنع ‪ ,‬توقف عن مخططاته لمهاجمة‬

‫والية ‪ Yo‬فو اًر ‪.‬‬

‫* * * *‬


‫كان الملك زو انج كان حاكم مملكة شو يعد العدة لمهاجمة والية يو ‪ ,‬فسأله الحكيم زانج‬

‫زى " موالى العزيز ‪ ,‬لماذا تنوى مهاجمة والية ‪ Yo‬؟"‪.‬‬

‫فرد الملك قائال " الن والية ‪ Yo‬تعانى من الفساد السياسى ‪ ,‬وهى ضعيفة عسكرياً ‪" .‬‬ ‫فعلق الحكيم زانج لى قائال " يبدو لى يا موالى العزيز ‪ ,‬أن االنسان الذكى يجب عليه أن‬

‫يكون منسجمًا مع تصوراته ‪.‬وأحيانا ‪ ,‬فأن العيون التى تستطيع رؤية األشياء على بعد‬ ‫مئات الخطوات ‪ ,‬ال تستطيع رؤية أهدابها " ‪.‬‬

‫وواصل الحكيم عباراته " رجاءآ يا موالى ‪ ,‬فكر قليال ‪...‬ماهى قدرة جيشك أزاء قوة جيش‬ ‫والية ‪ Yo‬؟ ففى الماضى غير البعيد ‪ ,‬دخلت فى حرب مع والية كين ‪ ,‬والية جين ‪.‬‬

‫ولم تخسر فقط قدرة جيشك ‪ ,‬بل خسرت مئات األميال من األراضى ألم يكن ذلك بسبب‬

‫ضعف قواتك العسكرية ؟ " ‪.‬‬ ‫وواصل الحكيم زى حديثه " أليس زونج كياو قاطعًا للطريق ينتهك القانون ويقترف الجرائم‬ ‫فى دولتك ‪ ,‬وكل المسئولين لديك يتظاهرون ازاءه بالعمى والصمم ‪ ,‬وال يعملون شيئاً‬ ‫لردعه ؟ أليس هذا الشئ ُيدعى فسادآ ؟ " ‪.‬‬


* * * *


‫كان أحد الرسامين ُيرسم لوحة ألحد الملوك فى احدى األيام ‪ .‬فسأله الملك " من فضلك‬ ‫اخبرنى ‪ ,‬ما هو أصعب شئ يمكن رسمه ؟ " ‪.‬‬ ‫رد الرسام " الكالب ‪...‬والخيول ‪...‬وما شابهها من الحيوانات ‪ ,‬هى أصعب شئ يمكن‬ ‫رسمه " ‪.‬‬ ‫فواصل الملك سؤاله " اذن ‪ ,‬ما هو أسهل شئ يمكن رسمه ؟ " ‪.‬‬

‫وبدون تردد ‪ ,‬أجاب الرسام قائال " الشياطين واألشباح ‪ ,‬هى بال ريب اسهل ما يمكننى رسمه‬ ‫"‪.‬‬ ‫فتساءل جاللة الملك فى حيرة " ماذا ؟ وكيف االمر هكذا ؟ " ‪.‬‬ ‫رد الرسام " ألننا يا موالى نشاهد الكالب والخيول وما شببها من حيوانات كل يوم ‪.‬‬ ‫وبالتالى – فهى مألوفة فى أذهاننا ‪ .‬ولو أخطانا أدنى خطأ فى رسم تلك الحيوانات ‪ ,‬فسوف‬ ‫يكتشف الناس ببساطة تلك األخطاء ‪ .‬أما بالنسبة للشياطين واألشباح ‪ ,‬فأننا –جميعاُ – لم‬ ‫نشاهدها ‪.‬وال شك ‪ ,‬أنه ال يوجد شكل مألوف لها فى أذهاننا " ‪.‬‬ ‫وواصل الرسام حديثه " ولهذا السبب يا موالى العزيز ‪ ,‬فأن الشياطين واألشباح هى أسهل ما‬

‫يمكن رسمه لهؤالء الذين يتساءلون دائما ‪ ,‬هل هذا الرسم مطابق ألصل أم ال ؟ " ‪.‬‬


‫وما أن مرت فترة قصيرة جدا على وصول الجرس الهدية ‪ ,‬حتى كانت مملكة شو ياو‬

‫قد احتلت من قبل تلك الدولة صاحبة الهدية ‪.‬‬

‫* * * *‬


‫" يا موالى ‪ ,‬يجب علينا ان ال نقبل تلك الهدية تحت أى ظرف من الظروف ‪ ,‬النه‬ ‫بسبب وعورة طرقنا ‪ ..‬ضعب غزونا على الممالك القوية ‪ .‬وهذا الجرس – يا موالى –‬ ‫مكيدة ‪ ,‬هدفها الحقيقى هو شق ذلك الطريق حتى يسهل اختراق مملكتنا "‬

‫فعلق الملك قائال ‪:‬‬ ‫" ما هذا الهرج والمرج ! بدون أن ننفق فلسًا واحدًا ‪ .‬سوف تقتنى مملكة صغيرة مثل‬ ‫مملكتنا جرسًا عمالقا مثل هذا الجرس ! أتسمى هذا االمر مكيدة ؟ أمن اللياقة فى شئ‬ ‫أن يتقدم الينا ملك دولة بتلك الهدية الثمينة ‪ ,‬متمنيًا عالقات دبلوماسية وثيقة معنا ‪,‬‬ ‫ونرفض هديته ؟ كيف تجرؤ على تسمية ذلك االمر مكيدة ‪...‬ها ؟ ‪.‬‬

‫ثم انهى الملك كالمه بضحكة هازئة ‪..‬‬ ‫لكن ملك شو ياو لم يكن مستعدًا القتناع بامر اخر ‪ ,‬غير هدية الجرس ‪ .‬لذا ‪ ,‬امر‬

‫الرجل الحكيم بمغادرة مجلسه ‪ ,‬وأصدر اوامره بتعليق المصابيح ‪ ,‬ورفع الرايات ‪ ,‬وعزف‬

‫األلحان ‪ ,‬فى أنتظار وصول الجرس العمالق ‪.‬‬

‫أما المواطن الحكيم ‪ ,‬فقد كان فى أشد الغضب ‪ .‬مما دفعه الى تحطيم عربته ‪ ,‬وامتطاء‬

‫صعوة حصانه ‪..‬ومن ثم ‪ ,‬توجه الى الدول المجاورة ‪.‬‬


‫تقع مملكة شو ياو الصغيرة فى منطقة الجبال العالية ‪ ,‬وال يربطها بالعالم الخارجى‬

‫ومنعطفات وعرة‪ .‬ولذا ‪ ,‬كان الوصول أليها من األمور الصعبة ‪.‬‬ ‫سوى ممرات ُ‬

‫وذات مرة ‪ ,‬قررت أحدى الدول غزو مملكة شاو ياو بحيلة ماكرة ‪ .‬فحشدت أعدادًا‬ ‫ضخمة من الجند والخيول س ًار ‪ ,‬وأرسل ملكها مبعوثًا يبلغ مملكة شو ياو بأنه يرسل له‬ ‫أكبر جرس تملكه دولته عربون صداقة ‪ .‬ولكن محيط الجرس أكبر عدة مرات من‬

‫عرض الممرات التى تقود الى مملكتهم ‪ .‬لذا ‪ ,‬نصح الملك بأن تقوم مملكة شو ياو‬

‫بتوسعة الطريق ‪...‬حتى يمكن ارسال الهدية ‪.‬‬

‫وعندما سمع ملك شو ياو بأنباء الهدية ‪ ,‬أصدر أوامره – وهو شديد االبتهاج – بأن‬

‫تقطع األشجار فو آر ‪ ,‬وأن يتم شق الطريق وتوسعته ‪ ,‬لتسهيل مرور أضخم جرس فى‬

‫احتفال مهيب ‪.‬‬ ‫وعندما سمع هذا رجل زكى حكيم – من مملكة شو ياو – بأنباء الجرس الهدية ‪ ,‬سارع‬ ‫بطلب مقابلة الملك ‪ ,‬وحذره قائال ‪:‬‬


‫‪ .‬وعندما عاد الى منزله تطلع الى مرآته ‪ ,‬وأحس بأنه ال يمكن مقارنة نفسه بسيد القصر‬ ‫‪.‬‬ ‫وفى الليل ‪ ,‬عندما استلقى على سريره ‪,‬وغرق فى تفكير عميق ‪...‬اكتشف االجابة الشافية‬ ‫عن سواله ‪,‬وتمتم يخاطب نفسه " زوجتى قالت اننى األكثر وسامة ‪ ,‬ألنها تحبنى وتريدنى‬

‫أن أشعر بالراحة‪" .‬‬

‫وخليلتى َمدحتنى النها تخاف منى ‪ ,‬أو تريد االحتفاظ بى‪ .‬أما ضيفى ‪,‬فقد قال ما أحب‬ ‫سماعه النه يريد حاجته ٍمنى"‪.‬‬

‫* * * *‬


‫ذات صباح ‪ ,‬سأل رجل زوجته وهو يرتدى مالبسه ويضبط وضع ُقبعته أمام المرآة ‪" :‬‬ ‫انظرى الى يا زوجتى ‪...‬من أكثر وسامة ؟ أنا أم سيد القصر الذى يسكن فى الجزء‬ ‫الشمالى من المدينة ؟ " ‪.‬‬ ‫فردت الزوجة قائلة ‪ " :‬انت بال شك ‪ ,‬أكثر الرجل وسامة ‪...‬كيف يجرؤ شخص على‬ ‫بك "‪.‬‬ ‫مقارنته َ‬ ‫وبرغم أن سيد القصر كان مشهو آر فى كل المقاطعة بأنه أكثر الرجال وسامة ‪..‬فأن الرجل‬

‫َتشكك فى أن يكون هو أكثر وسامة من سيد القصر ‪ .‬لذا ‪ ,‬وجه السؤال الى خليلته قائال‬ ‫" َمن أكثر وسامة ‪ ,‬انا ام صاحب القصر ؟ " ‪.‬‬ ‫‪ -‬كيف يمكن أن يقارن ذلك الرجل بك ؟ " ‪.‬‬

‫بعد فترة ‪ ,‬ازره أحد الضيوف ‪...‬فسأله نفس السؤال ‪ .‬ورد عليه بنفس الجواب ! ‪.‬‬ ‫وفى اليوم التالى ‪ ,‬شاهد الرجل سيد القصر ‪..‬فأخذ يتمعن النظر فيه بدقة وأهتمام ‪ ,‬مقارنا‬

‫نفسه بهذا السيد !‪ .‬لكنه لم يستطع فهم كيف يكون هو أكثر وسامة من هذا السيد الوسيم‬


‫سر الخلود ‪ .‬فأرتحل الرجل‬ ‫منذ زمن بعيد ‪ ,‬علم أحدى الرهبان بأن هناك رجال يعرف ّ‬ ‫للبحث عنه ‪ ,‬حتى يتعلم منه هذا السر ‪.‬‬ ‫وعندما وصل الراهب – فى نهاية المطاف – الى مكان الشخص المطلوب ‪ ,‬أكتشف أنه‬ ‫مات بسبب مرض ألم به ‪ ,‬قبل أن يصل َّ‬ ‫بعدة أيام ‪.‬‬

‫أحس الراهب بالبؤس والحزن ‪ ,‬حيث أنه قدم من مكان بعيد ألجل هذا السر ‪ .‬وفى النهاية‬ ‫‪ ,‬لم يحصل على شئ ‪ ,‬ولم يعرف سر الخلود ‪.‬‬ ‫وصار يلوم نفسه ‪ ,‬النه كان السبب فى التأخر‪ "...‬لو كنت ارتحلت مبك آر ‪ ,‬لكنت وجدته‬ ‫حيآ ! ‪ .‬ولو لم أواصل السفر ‪ ,‬ولم اتوقف لكنت وصلت ‪....‬الخ "‬ ‫وبينما هو منصرف الى نفسه يلومها ‪ ,‬سمعه أحد القرويين ‪..‬فقال له " ان هدفك من‬ ‫المجئ هنا هو تعلم سر الخلود ‪ .‬ولكن الرجل الذى جئت من أجله قد مات ‪ ,‬ولم يستطيع‬

‫كنت تتعلم أى شئ منه‪َ...‬فعالم‬ ‫أن يفيد نفسه بالسر ‪ .‬وحتى لو ألتقيت به فعال ‪ ,‬فأنك ما َ‬ ‫تتأسف أذن ؟ " ‪.‬‬


‫َّ‬ ‫ردت الحمامة ‪" :‬أنه أمر واضح أيتها البومة ‪ ,‬النك لم تستطيعى تغيير صوتك ‪ .‬فمن‬ ‫المؤكد أن الناس فى الشرق سيكرهونك – هم أيضًا – مثل الناس فى الغرب "‪.‬‬

‫* * * *‬


‫ومتوجهة – بقدر ما كانت أجنحتها تستطيع حملها – فى طريقها الى‬ ‫طارت بومة ُمرتحلة ُ‬ ‫الشرق ‪.‬‬ ‫وفى نهاية األمر ‪ ,‬تعبت البومة من الطيران ‪ .‬فتوقفت تستريح فى غابة ! وهى تلهث من‬

‫التعب ‪ .‬فتساءلت حمامة كانت‪ -‬هى االخرى – واقفة على الشجرة ‪ " :‬يبدو أنك مستعجلة‬ ‫أيتها البومة ؟ الى اين تنوين الرحيل ؟ " ‪.‬‬

‫َّ‬ ‫فردت البومة ‪ " :‬أنى اود االرتحال شرقًا "‪.‬‬ ‫وتساءلت الحمامة ثانية ‪ " :‬لماذا أيتها البومة ؟ " ‪.‬‬

‫فقالت البومة ‪ " :‬يقول الناس – فى الغرب – أن صوتى قبيح ‪ .‬ولذا ‪ ,‬فهم يتشائمون منه‬

‫‪ .‬وأنا ال استطيع العيش هناك ‪ ,‬وهم يكرهوننى‪..‬ولهذا قررت الرحيل بعيدًا عنهم "‬

‫فتساءلت الحمامة ‪ " :‬هل رحيلك – من هناك – سيحل لك المشكلة ؟ أعتقد أن االمر‬ ‫ست َتًوجهين اليه ‪...‬ولن يحل مشكلتك االتجاه شرقاً "‪.‬‬ ‫ليس له عالقة بالمكان الذى َ‬

‫حست البومة بأن الحمامة تتحدث بثقة ‪ .‬لذا ‪,‬تساءلت بذهول ‪" :‬كيف عرفت هذا سلفاّ‬ ‫أ ّ‬ ‫أيتها الحمامة ؟ "‪.‬‬


‫فففكر الفقيرللحظة ‪ ,‬وكانه يجرى عملية حسابية ‪....‬وقال له " لكن فى هذه الحالة ‪’,‬‬

‫سأكون مساويا لك فى الثروة ‪ .‬فلماذا أذن امدحك ؟ "‪.‬‬

‫فقال الغنى ‪ " :‬أحترت معك ايه الفقير الشريف ‪...‬ولم يبقى فى يدى ‪ ,‬غير أن اعطيك‬ ‫كل ما أملك حتى أستطيع أسمع منك كلمة مدح واحدة ؟ ‪.‬فما هو رأيك " ‪.‬‬ ‫فتبسم الفقير الشريف ‪ ,‬وسكت برهة اطول من البرهة السابقة ‪...‬وقال له ‪:‬‬ ‫" فى تلك الحالة ‪ ,‬سأكون أنا الغنى ‪.‬وبالتالى ‪ ,‬فال يوجد أى سبب يدعونى ألنفاقك " ‪.‬‬

‫* * * *‬


‫اشتهر رجل فقير بأنه لم يمدح فى حياته أيا من األثرياء ‪ .‬وفى أحدى المرات ‪ ,‬قال له‬

‫أحد األغنياء ‪:‬‬

‫" أنا انسان ثرى ‪ ,‬لماذا ال تمدحنى ؟ " ‪.‬‬ ‫رد الفقير ‪:‬‬ ‫ملكك ‪.‬وأنت لن تعطينى أياه بدون مقابل ‪.‬فلماذا أمدحك أذن ؟"‬ ‫"المال الذى بحوزتك هو‬ ‫َ‬ ‫‪.‬‬ ‫أعطيتك ربع ثروتى ‪ ,‬فهل تمدحنى ؟ " ‪.‬‬ ‫فقال الغنى " اذن ‪ ,‬لو‬ ‫َ‬ ‫رد الفقير " سيدى العزيز ‪ ,‬لقد أكتسبت شهرة من عدم نفاق األثرياء ‪...‬أعتقد انها اغلى‬ ‫من ربع ثروتك "‪.‬‬ ‫فقال الغنى " ولو أعطيتك نصف ثروتى ‪ ,‬فهل تمدحنى ؟ " ‪.‬‬


‫رد الوزير بدون تردد " ان ‪ " Key.y‬هو أنسب شخص لهذه الوظيفة "‪.‬‬

‫ومرة أخرى تعجب الوزير ‪ ,‬وتساءل " أليس هذا الشخص ‪...‬هو أبنك ؟ " ‪.‬‬

‫فرد الوزير ‪ " :‬سيدى العزيز ‪ .‬أنت سألتنى عمن يصلح لهذا المنصب ‪ ,‬لذا فقد رشحت‬

‫لك ‪ , Key.y‬ولم تسأل أن كان هذا ابنى ‪ ,‬أم ال " ‪.‬‬

‫ومرة أخرى ‪ ,‬عين الوزير هذا الشخص فى منصب القاضى ‪.‬‬ ‫وحدثت مفأجاة مبهرة ‪ ,‬اذ أن ‪ key .y‬عندما تسلم منصبه ‪ ,‬أدى واجبه بشكل جعل الناس‬ ‫تثنى عليه ‪.‬‬

‫وعندما سمع كونفوشيوس ‪ ,‬عن هذا الرجل وما فعله فى الحادثتين ‪ ,‬مدح الوزير قائال "‬

‫أن عباراته رائعة ‪ .‬فعندما طلب رأيه ‪ ,‬اختار الجدراة مقياسآ للحكم ‪ ,‬ولم يمتنع عن دعم‬ ‫مرشح معين النه عدوه الشخصى ‪ ,‬كما لم يمنعه األنتقاد من ترشيح أبنه ‪ .‬ان انس ــانا‬

‫مثله ‪ ,‬لهو فعال الرجل النزيه " ‪.‬‬

‫* * * *‬


‫خاطب األمير حاكم والية ‪ gen‬وزيره قائال ‪ " :‬لقد فضى منصب حاكم والية المقاطعة ‪,‬‬ ‫فمن فى رأيك يصلح لشغل هذا المنصب ؟ ‪.‬‬

‫وبدون تردد ‪ ,‬أجاب الوزير " أننى ارشح ‪ , Zy.Ho‬فهو الرجل المناسب لهذا المنصب "‬

‫‪.‬‬

‫فتساءل األمير بأستغراب " ولكن أليس هذا الرجل عدوك؟ فلماذا تختاره لهذا المنصب اذن‬

‫؟" ‪.‬‬

‫فرد الوزير ‪ ":‬لقد طلبت نصحيتى فيمن يصلح لتلك الوظيفة ‪ .‬ولم تسأل أن كان صديقى‬

‫أم عدوى الشخصى "‬

‫وهكذا ‪ ,‬عين األمير الرجل حاكمآ على المقاطعة ‪ .‬وفعأل ساهم فى حل مشكالت الشعب‬ ‫فى مقاطعته ‪ ,‬ويروا به واثنوا عليه ‪.‬‬

‫وبعد فترة من الزمن ‪ ,‬طلب األمير من الوزير استشارة لمرة الثانية " هناك وظيفة فاضية‬

‫لقاض فى المحكمة األمبرواطورية ‪ ,‬فمن يا ترى يصلح لشغل هذا المنصب ؟ " ‪.‬‬


‫وبعد ثالث سنوات ‪ ,‬قرر ملك ‪ Gen‬أن الوقت قد آن لتحريك قواته تجاه مملكة ‪ Yo‬فى‬ ‫خجوم مباغت ‪ ,‬مما أدى الى أستسالمها فى الحال ! فنقل الوزير حجر اليشب النفيس‬

‫والجواد المطهم ‪ ,‬واعادهما ثانية الى ملكه ‪.‬‬

‫تأمل الملك المنتصر حال الجواد وحجر اليشب ‪ ,‬وقال بغطرسة " هذا الحجر من اليشب‬ ‫هو نفس الحجر لم يتغيير كثي آر ‪ ,‬اال ان جوادى قد كبر فى السن قليال ‪ ,‬وظهر له مزيد‬

‫من األسنان "‪.‬‬

‫وفيما بعد ‪ ,‬علق الحكماء قائلين " أن السبب الذى حطم مملكة ‪ yo‬هو غلبة شهوة‬ ‫اللحظة على ملكها ‪ ,‬الذى لم يقدر عواقب الزمن " ‪.‬‬

‫* * * *‬


‫وواصل الوزير حديثه " حتى لو رفض ‪ ,‬واحتفظ بالهدايا ‪ .‬فاألمر ال يهم ‪ ,‬فسيظل‬ ‫الحصان واليشب فى حوزته فترة مؤقتة فقط ‪ .‬اذ انهما ال يعنى اكثر من نقله من غرفة‬

‫داخلية الى غرفة خارجية ‪ .‬وتقديم الحصان الى مملكة ‪ Yo‬ال يعنى أكثر من أيؤائه فى‬

‫اسطبل خارجى ‪ ,‬بدال من األسطبل الداخلى ‪ .‬وبالتالى ‪ ,‬فانه سيكون من السهولة –‬ ‫انذالك –استرجاع الحصان وحجر اليشب " ‪.‬‬

‫اخذ الملك بنصحية وزيره ‪ ’,‬وقدم الهدايا الى ملك ‪ . Yo‬وبعدها ; طلب األذن لجيوشه‬

‫باستعمال أراضيه الى مملكة ‪. JO‬‬

‫وبما أن الملك قد تسلم حجر اليشب والجواد المطهم ‪ ,‬فقد وافق على تلك الرغبة ! ولكن‬

‫وزيره العجوز – المقرب من ملك ‪ – Yo‬احتج قائال ‪ " :‬أنه خطآ يا موالى – الموافقة‬

‫على هذا االمر ‪ .‬أن مملكة ‪ JO‬جارة لنا ‪ ,‬وعالقتنا وثيقة مثل عالقة األسنان بالشفة ‪.‬‬ ‫واذا سمحت لمملكة جين بأستعمال ارضينا لمهاجمة ‪ JO‬وهزيمتها ‪ .‬فما أملنا نحن فى‬

‫الصمود فيما بعد ؟ وبدون شك ‪ ,‬يجب عليك – يا موالى – اال تسمح بحدوث مثل هذا‬ ‫األمر " ‪.‬‬ ‫لكن ملك ‪ yo‬لم يعر الحديث أى اهتمام ‪ ,‬وهكذا سمح بعبور قوات مملكة ‪ Gen‬حدود‬ ‫مملكته ‪ ,‬ومهاجمة جو واحتاللها ‪.‬‬


‫كانت مملكة ‪ YO‬هى الدولة الحاجزة بين مملكة ‪ Gin‬ومملكة ‪. Jo‬‬ ‫وذات مرة ‪ ,‬تمنى ملك ‪ Gin‬لو أن ملك ‪ Yo‬يسمح له بعبور أراضى مملكته ‪ ,‬ليهاجم‬ ‫مملكة ‪ , Jo‬األ انه خشى أن مملكة ‪ Yo‬لن تسمح له بعبور أراضيها ! ولكن وزيره‬ ‫الماكر رسم له خطة بارعة بكلمات محددة ‪ ,‬قائال ‪:‬‬

‫" يا موالى لو أهديت الى ملك ‪ Yo‬قطعة من اليشب الثمينة ‪ ,‬والجواد المطعم الذى لديك‬

‫‪ .‬فأنا متأكد أنه سوف يسمح لك بعبور أراضيه " ‪.‬‬

‫فأعترض الملك ‪ ,‬قائال " ولكن قطعة اليشب هى ثروة ورثتها عن أجدادى ‪ .‬والجواد‬

‫المطهم هو أحسن خيولى ‪...‬فماذا سنفعل لو قبل الملك الهدايا ‪ ,‬ولم يسمح لنا بعبور‬

‫أراضيه ؟ " ‪.‬‬ ‫رد الوزير " لو رفض فهو ببساطة لن يجسر على األحتفاظ بهداياك ‪ .‬ولو احتفظ بالهدايا‬ ‫فهذا معناه السماح لنا بعبور أراضيه " ‪.‬‬


‫سأل تلميذ – معلمه " يا سيدى ‪ .‬هل لثرثرة فضيلة ؟ ‪ .‬فاجاب المعلم " ما الفضيلة فى‬ ‫الثرثرة ؟ " ‪.‬‬ ‫رد المعلم السؤال بسؤال ‪ ,‬ثم واصل حديثه " لنأخذ الضفدع – كمثال ‪ .‬أن الضفدع ينق‬ ‫وينق طوال الليل والنهار ‪ ,‬حتى ينشف حلقه ويتخشب لسانه ‪ ,‬وال احد يكترث له " ‪.‬‬ ‫ثم واصل المعلم حديثه ‪ " ,‬ومن الجهة األخرى ‪ ,‬انظر الى الديك فى حظيرة الفراخ ‪ .‬أنه‬ ‫ال يصيح اال مرة او مرتين او حتى ثالث فى اليوم ‪ .‬ولكن كل انسان ينصت الى‬

‫لصياحه ; الن الناس تدرك أنه متى صاح الديك ‪ ,‬فسيطلع النهار فى التو "‪.‬‬ ‫فلذا تكلم يا بنى فقط ‪ ,‬عندما يكون لكالمك معنى "‬


‫وعندما سمع ما تمتم به الجنرال ‪ ,‬سارع بالدخول الى الخيمة وانحنى الى الجنرال وهو‬ ‫يقول ‪-:‬‬ ‫سيدى ‪ ,‬أننا نستطيع أن نستدل على اختالف حالة الطقس من موقعنا الذى نقف فيه ‪.‬‬ ‫وان كنت ال تصدق ما أقول ‪ ,‬فارجو ان تحضر الى الخارج وتشاهد بنفسك ‪.....‬‬

‫* * * *‬


‫استرخى الجنرال فى احدى الليالى الباردة – بداخل خيمته يحتسى مشروبآ ساخنآ ‪,‬‬

‫واشعل شمعتين كبيرتين على الجانبين ‪ ,‬والمدفأءة تدفئ الخيمة بنارها ‪.‬‬

‫وكان المشروب قد جعل الح اررة تسرى فى جسد الجنرال ‪ ,‬الى درجة أن العرق اصبح‬

‫يتساقط من حاجبيه ‪.‬‬

‫فمسح الجنرال العرق من على جبينه ‪ ,‬وهو يدمدم ‪:‬‬ ‫‪ -‬ما هذا الجو الغريب فى مثل هذا الوقت من السنة ؟ المفروض أن يكون الجو شديد‬

‫البرودة ‪...‬وليس العكس !‬

‫وفى نفس اللحظة كان الجندى المكلف بحراسة خيمة الجنرال يقف بخارج الخيمة ‪ ,‬وهو‬

‫يرتجف واسنانه تصط من الريح الباردة ‪.‬‬


‫فى يوم من األيام ‪ ,‬استاجر شخص قبيح –ذات مرة – أحد الرسامين حتى يرسم له‬ ‫صورته ‪ ,‬اال انه احس –بعد انتهاء اللوحة – بان هذا الفنان لم ينصفه ‪ .‬لذا طلب‬ ‫منه أن يعيد رسمها مرة ثانية ‪.‬‬

‫وهكذا ‪ ,‬ظل الفنان – كلما انتهى من رسم صورة الرجل – اعترض ‪ ,‬واتهمه بعدم‬ ‫األنصاف ‪ .‬وظل هكذا الحال مرة والثانية ‪ ,‬ولكن ليس الثالثة ! ‪.‬‬

‫اذا انفجر الرسام من الغيظ ‪ ,‬صارخآ فى وجه ‪:‬‬ ‫أجملك بما ليس فيك ‪ ,‬اال انك‬ ‫" هذا امر ال يحتمل ‪ ,‬فى كل مرة ارسم لك الصورة ُ‬ ‫ال تقدر الجميل ! ‪ .‬لو انى رسمتك كما تبدو حقيقة ‪ ,‬فستكون النتيجة كارثة " ‪.‬‬


‫( أها ‪ ,‬لقد أسات فهمى ‪ ,‬النك ال تعرف كيف أكون ؟ ‪ .‬فحينما اكون لطيفآ فى‬

‫مظهرى الخارجى ‪ ,‬فهذا يعنى – فى ق اررة نفسى انى شديدة الخشونة ‪ .‬وعندما اريد‬

‫حقيقى ان اكون لطيفآ ‪ ,‬فال احتاج –عند ذلك – الى التظاهر بالخشونة فى مظهرى‬ ‫الخارجى )‪.‬‬

‫وتصادف ان ذلك الشخص كان يحمل عكازه فى يده ‪ .‬وعندما سمع هذا القول ‪,‬‬ ‫رفع عصاه ‪ ,‬وخبط بها راس الراهب عددة خبطات ‪ ,‬وهو يقول ‪:‬‬

‫( عندما أضربك فهذا يعنى أنى احبك ‪ .‬لذا ‪ ,‬ال يوجد –لدى خيار سوى أن استمر‬

‫فى ضربك ‪ ,‬اذا سمحت لى ) ‪.‬‬

‫* * * *‬


‫ذهب شخص –ذات يوم – لزيارة المعبد ‪ .‬وعندما عرف الراهب انه ليس مسئوال ذا‬

‫منصب كبير ;‬

‫لم يعطيه أى اهتمام ‪ ,‬بل كان فظآ غليظآ معه ‪.‬‬

‫وبعد حين وصل أبن مسئول كبير ‪ ,‬يبدو عليه الثراء ‪ .‬وحاآل تغيرت سحنة الراهب‬ ‫‪ ..‬فابتسم بنعومة للقادم الجديد ‪.‬‬ ‫اما ذلك الش خص ‪ ,‬فقد اصابه األشمئزاز من تصرف الراهب ‪ ,‬وحالما غادر ابن‬ ‫المسئول ‪ ,‬توجه الى الراهب بسؤاله قائال ‪:‬‬ ‫( لماذا عاملتنى بهذه الفظاظة ‪ ,‬فى حين كنت لطيفآ جدآ للغاية مع ذلك الشخص ؟‬ ‫)‬ ‫ويبدو أن رد الراهب كان جاهزآ ‪ ,‬حيث قال بسرعة ‪:‬‬


‫تظاهر أحدى موظفى الدولة الفاسدين بانه غير قابل ألرتشاء ‪ ,‬وعندما تمت‬

‫ترقيته ألول مرة ‪ ,‬أقسم يمينا باهلل قائال ‪:‬‬

‫* لو قبلت أى رشوة بيدى اليمنى ‪ ,‬فسأقطع اليسرى ‪ .‬ولو قبلتها بيدى اليسرى ‪,‬‬

‫لقطعت اليمنى *‬

‫وعندما تسلم الرجل مركزه الجديد ‪ ,‬عرض عليه أحدى األشخاص رشوة عشر‬

‫قطع من الفضة ‪.‬‬

‫وبالرغم انه تمنى بداخل نفسه بأن يأخذها ‪ ,‬اال انه رفض ذلك وهو يعلن أمام‬

‫الموظفين ‪:‬‬ ‫لقد اقسمت بان اليد التى تقبل النقود ‪ ,‬يجب قطع اختها األخرى ‪.‬‬ ‫اال ان احد الموظفين الذين يعملون تحت يده ‪ ,‬أحس بان رئيسه يظهر غير ما‬ ‫يبطن ‪ .‬فاقترح عليه ‪ " ...‬خذ النقود بكم ردائك ‪ ,‬وبهذا يقطع الكم االخر "‪.‬‬


‫وف ــى اخـر االمـر ‪ ,‬الحـظ "‬

‫‪A.z‬‬

‫" قـدوم حـاوى ثعـابين ومعـه أحـدى السـحرة‬

‫وهما يرتديان ثيابآ بالية ‪ ,‬والقذراة تكللهما ;‬

‫;‬

‫فسحب صـاحبه مـن يـده كمـا كـان يفعـل‬

‫معه ‪ ,‬وهو يقول " لنختبئ قليال ‪ ,‬فال اريـد ان اثقـل علـيهم فاحـدهما قريبـى واالخـر‬

‫صديقى "‪.‬‬

‫فرد عليه صديقه مستكب ـرآ ‪ ...‬اف ‪ ,‬هل كل أقاربك وأصحابك من الفقراء ؟ ‪.‬‬ ‫فرد عليه‬

‫‪A.z‬‬

‫" بعد ان ادعيت أن كل األغنياء أما أقاربك أوأصدقائك ‪......‬‬ ‫ماذا تبقى لى ؟ ‪.‬‬

‫* * * *‬


‫خرج "‬

‫;‬

‫‪A.z‬‬

‫" م ع احد اصحابه للنزهة ‪ .‬وبينما كانا يتمشيان فى شوارع المدينة‬

‫اقبلت عربة فخمة فى اتجاههما تحمل احد األشخاص األغنياء ‪.‬‬

‫فشده صديقه الى احدى الشوارع الجانبية ‪ ,‬وقال له " انه احدى اقربائى ‪ ,‬وال أريد‬

‫أن اثقل عليه بالوقوف والنزول لتحيتى ‪ ...‬لنختبئ حتى يمضى " ‪.‬‬

‫ثم واصال سيرهم ‪ ,‬فاذا بشخص اخر يتجه اليهم بعربة اغلى ثراءآ من العربة‬

‫االخرى ‪.‬‬

‫فجذبه صديقه الى شارع جانبى – مرة اخرى – وهو يقول " انه صديق عزيز على‬ ‫‪ ,‬وال اريد ان اثقل عليه بالنزول لتحيتنا ‪ ...‬لنختبئ قليآل حتى يمضى "‪.‬‬

‫وهكــذا ‪ ,‬ظل صديق "‬

‫‪A.z‬‬

‫" يجرره فى الشوارع الجانبية عددة مرات ‪.‬‬


‫ذات مرة ‪ ,‬نصب بائع الحراب والدروع بضاعته فى السوق ‪ ,‬ونادى الناس وهو يرفع‬

‫درعه " تعالوا ‪ ....‬انظروا ‪...‬درعى من أقوى الدروع ‪ ,‬ولن تقدر أقوى الحراب على‬ ‫أختراقها "‪.‬‬

‫وعندما انتهى من ندائه ;‬

‫وضع الدرع ‪ ,‬ورفع احدى الحراب ‪ ,‬وهو يصرخ ‪ " ...‬أن‬

‫حرابى من أقوى الحراب ‪ ,‬وال يهم ما تكون قوة الدرع ‪ ,‬الن حرابى ستخترقه من اول‬

‫طعنة "‪.‬‬ ‫وعندما سمع أحدى المشتريين هذه النداءات ‪ ,‬كتم ضحكته وقال ‪:‬‬ ‫" بناء على حديثك ‪ ,‬فان حرابك قوية الى درجة تستطيع ان تخترق اقوى الدروع‬

‫‪ ....‬وبالمقابل فان دروعك بالجودة الى درجة أن اقوى الحراب ال تقدر على اختراقها‬

‫‪ ,‬فماذا سيحدث لو جربنا أن نخرق درعك باحدى حرابك ؟"‪.‬‬ ‫فتعلثم البائع ‪ ,‬ولم يعرف ماذا يقول‪.....‬‬


‫وبعد فترة ; مر الصياد من نفس المكان ‪ .‬فلم يتمالك نفسه من الضحك ‪ ,‬حينما شاهد‬ ‫منظر الشجرة ‪ ,‬وقد أحاطت بها الشموع والرايات ‪.‬‬

‫فحدث نفسه " سم ــكة مقدسة ! ه ـراء ! لقد وضعت هذه السمكة فى ثقب السمكة بنفسى "‪.‬‬ ‫فخاف ان يخبرهم بما فى نفسه‪ ,‬ليضربوه او يقتلوه ! فتركهم ومضى فى طريقه ‪.‬‬ ‫وأصبحت سمكته " السمكة المقدسة ‪ ,‬التى تأخذ النذور وتلبى الدعوات " ‪.‬‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬


‫على‬

‫قارعة الطرق نمت شجرة ضخمة وكان فى داخلها ثقب كبير يمتلئ بالماء ‪ ,‬كلما‬

‫هطل المطر ‪.‬‬ ‫وفى يوم من األيام ‪ ,‬تصادف مرور صياد سمك فجلس يستريح قرب تلك الشجرة ‪ .‬وعندما‬ ‫الحظ تجمع المياه فى ثقب الشجرة ‪ ,‬قرر وضع سمكة حية فى الماء ‪ ...‬على سبيل‬

‫التسلية وتمضية الوقت !‬

‫ومضى الصياد فى طريقه ‪ ,‬ونسى أن ياخذ السمكة ‪.‬‬ ‫وحينما عبر أحد المارة بقرب تلك الشجرة وشاهد السمكة حية تسبح فى ثقب الماء ‪,‬‬

‫استغرب االمر ‪ ,‬وتساءل " كيف تستطيع سمكة حية العيش فى ثقب شجرة ؟ البد انها‬

‫سمكة مقدسة " ‪.‬‬

‫وسرت االخبار بسرعة فى كل األرجاء ‪ .‬وجاء الناس من على بعد أميال ‪ .‬لكى يشعلوا‬

‫الشموع ويطلقون البخور ‪ .‬وازداد الهرج والمرج حول الشجرة ‪ .‬فصار المكان كما لو انه‬

‫سوق مزدحم‪.‬‬


‫فحاول صديقه ان ينصحه " تخلص منها‪ . .‬ارميها بعيدآ " ‪.‬اال ان صاحب النقود هز رأسه‬ ‫بالرفض ‪ ,‬برغم من تعبه وعدم قدرته على شق الطريق حامآل اياها ‪.‬‬ ‫وحينما وصل بعض رفاقه الى ضفة النهر األخرى ; رأوه يغطس سريعآ فى المياه ;‬ ‫فصاحوا فيه " ألق بالنقود ! ال تكن غبيآ ! " ‪.‬‬

‫لكن صاحب النقود ظل غير قادر على مواصلة طريقه بها ‪ ,‬ورفض ايضآ ان يرميها‬ ‫‪....‬فغرق فى النهر ‪ ,‬وهو السباح الماهر !‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬


‫اشتهر‬

‫سكان قرية تقع على النهر بمهارتهم فى السباحة ‪ .‬وذات يوم ; هاج النهر‬

‫وارتفع الماء وتالطمت االمواج ; فتراهن مجموعة من االصدقاء على ان يستقلوا قاربآ‬

‫صغي آر ‪ ,‬ويغامروا بعبور النهر الى الضفة األخرى ‪.‬‬

‫ولسؤء الحظ ; انقلب بهم القارب ‪ ,‬وبدآ يغرقوا قبل وصولهم الى منتصف النهر ; فقفز‬ ‫الجميع الى الماء ليسبحوا باقى المسافة ‪.‬‬

‫األ ان احدهم كان يسبح ببطء ‪ ,‬برغم من مصارعته ألمواج بكل قوته ‪.‬فساءله أحد‬

‫اصحابه ‪ ,‬وهو يسبح " أنت افض لنا قدرة على السباحة ‪ ,‬فما الذى حدث لك اليوم ؟ لماذا‬

‫تتتخلف عن مالحقتنا ؟ ‪.‬‬

‫فرد عليه قائال " أننى أحمل ألف قطعة من النقود حول خصرى ‪ ,‬وهى ثقيلة ‪ ,‬وتكاد‬ ‫تعيقنى عن السباحة ‪.......‬ولهذا السبب ال استطيع ان ألحق بكم "‪.‬‬


‫تصادف‬

‫ان مر رجل على صديق قديم له ‪ ,‬اكتسب صفة القدسية ‪.‬‬

‫وعندما علم الرجل المقدس أن صديقه يعانى من ضنك العيش ; أشار بأصبعه الى قطعة‬ ‫من الطوب ملقاة على قارعة الطريق ; فتحولت الى قطعة من الذهب ‪ ,‬فوهبها الى صاحبه‬

‫القديم‬ ‫أال ان الرجل المقدس الحظ ان صديقه لم يكن راضيآ بما قدم اليه ; فأشار – ثانية‬ ‫بأصبعه الى نصب منحوت من الصخر على هيئة أسد ضخم ; فتحول ذلك النصب الى‬

‫كتلة من الذهب ; فوهبها ايضآ هدية الى صاحبه القديم ‪ .........‬ولكن الرجل لم يظهر‬ ‫اى عالمات من الرضا ‪!!!.‬‬

‫فتساءل الرجل المقدس قائال ‪:‬‬

‫" كيف اقدر على أرضائك يا صديقى القديم ؟‬

‫فتردد الرجل لحظة ‪ ,‬ثم قال " اعطنى اصبعك "‬ ‫* * *‬


‫‪ -‬رحم هللا أمرئ ‪ ,‬عرف قدر نفسه‬

‫ فى الصين ‪ ,‬قد يكون طروادة جرس ‪ -‬وليس حصان‬‫‪ -‬األصعب واألسهل‬

‫ العين ال ترى أهدابها‬‫‪ -‬وجلس ينتظر أرنبآ اخر‬

‫* * * *‬


‫الفهرس ‪:‬‬

‫( أضغط على ‪ .. Ctrl + Left Click‬للوصول الى موقع من على الفهرس )‬ ‫‪ -‬ولن يرضى الطماع مهما فعلت‬

‫ تخلص مما يعيقك فى الحياة قبل ان تغرق وانت سباح ماهر‬‫ سمكة مقدسة تعيش فى الشجر ‪...‬تخيل !‬‫‪ -‬تاجر ذكــى ‪ ,‬وزبون أذكى منه‬

‫‪ -‬اذا كان كل االغنياء اقاربك ‪ ...‬فماذا تبقى لــى ؟‬

‫ المرتشون يدخلون النار‪ ...‬لكن فى الصين لهم رأيآ أخر !‬‫‪ -‬ال ارهـ ــب المنافق ‪.‬‬

‫‪ -‬صدقنى ‪...‬العيب فى األصل !‬

‫‪ -‬ناس تعيش فى نعيم ‪ ,‬وناس فى جحيم !‬

‫ تكلم فقط ‪ ...‬عندما يكون لكالمك معنى ؟‬‫ بدون الشفاه – تتضيع األسنان‬‫ رج ــل نزيه !‬‫‪ -‬المدح‬

‫ أن هللا ال يغير ما بقومًا ‪ ,‬حتى ال يغيروا ما فى أنفسهم‬‫‪ -‬البحث عن الخلود عند فانى‬


‫قام بتحويل هذا الكتاب – الى نص ألكترونى ‪ ,‬سلسلة جدران المعرفة ‪ . 2006‬العدد‬ ‫الثانى ‪.‬‬

‫المعرفــــــــــــة‬ ‫جـــــــــــــدران المعرفــــــــــــة‬ ‫لزيارة موقعنا ‪ :‬جـــــــــــــدران‬ ‫لمراستنا ‪Theknowledge_walls@yahoo.com :‬‬

‫* * *‬


‫كتاب خرافات ونوادر من الصين القديمة ‪ ,‬هو كتاب مترجم ألستاذ ابراهيم بشمى ‪ .‬صدرت‬ ‫الطبعة االولى منه سنة ‪ . 1990‬عن دار الفتى العربى ‪.‬وهو كتاب جميل بيحتوى على‬

‫ستين نادرة وحكاية من نوادر الصين‬

‫وقد قمت بانتقاء مجموعة من هذه النوادر الجميلة ‪ ,‬حيث انه كان من الصعب ان أنقل‬ ‫الكتاب كله ‪ ,‬وهو حوالى مائة صفحة من الحجم المتوسط ‪.‬‬

‫ومن الجدير بالذكر ‪ ,‬أن دار الفتى العربى – الناشر االصلى للكتاب ‪ -‬قد ساهمت فى‬

‫ترجمة أعمال ادبية شهيرة جدآ مثل ( رحالت جلفر ) ‪ ,‬وأعمال ( أندرسون ) ‪ ,‬و (االخوان‬

‫جريم ومغامراتهم الخرافية) ‪..‬‬

‫باألضافة الى ( حكايات العرب ومالحمهم ) ‪ ,‬مثل سيرة بنى هالل وغيرها ‪.....‬مقدمة‬ ‫على يد أستاذة ثقات ‪ ,‬مشروحآ ومسهلة بلغة أقليمية بقدر األمكان ‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.