Dawdaa magazine 10

Page 1

‫صور من الحراك السلمي في السويداء‬

‫شهرية مستقلة تصدر عن المركز السوري للصحافة والنشر‬

‫نيسان ‪ 2014‬العدد(‪)10‬‬

‫‪6‬‬

‫مدنيون دروز يشكلون فصائل «فداء» للدفاع األهلي‬

‫‪ 4‬النظام يقابل صدام المشايخ والشبيحة‬ ‫بالمماطلة مبقيا ً على رئيـس فرع األمـن‬ ‫العسكري‬

‫‪2‬‬ ‫‪8‬‬

‫النقيب طالل الخلف شاهـد على تحريـر سجن‬ ‫غرز‬ ‫ملف العدد‪ :‬تحوالت سوريّة‬ ‫تحقيــق‪ :‬نشــطـاء مـدنيـون انضموا لتنظيم‬ ‫«الدولة»‬

‫‪ 12‬عـائلة األسد تبدأ عملية التنظيف الذاتي‬ ‫‪ 15‬قوميون سوريون يقاتلون مع النظام‬ ‫سدنة واهمون لعلمانية طائفية‬ ‫لسنا منبرًا ألحد‪ ..‬لسنا ملكًا ألحد‪ ..‬نسعى لكي نكون أحد أصوات العقل والتوازن في سوريا الجديدة‬

‫‪https://www.facebook.com/daw.daa.35‬‬

‫‪dawdaa.syria@gmail.com‬‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬


‫ومضة‬ ‫افتتاحية‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫سجين شاهد على عملية تحرير سجن غرز‬

‫مجرمو إعالم القتلة‬

‫النقيب طالل الخلف لضوضاء‪ :‬استولينا على السجن من الداخل‬ ‫واقتحمه الحر من الخارج‬

‫ات ـخــذت ق ـنــاة الـمـيــاديــن ق ـ ـرا ًرا بتقليص تغطيتها ألخ ـب ــار س ــوري ــا‪ ،‬إث ــر قـ ـرار ســوري‬ ‫السماح لها بالبث المباشر للمعارك دون تصريح رسـمــي‪ ،‬وطــال ق ـرار المنع‬ ‫بعدم‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫قـنــاة الـمـنــار �ي ـض ــا‪ ،‬وذل ــك اسـتـجــابــة ألقلق الـقـنــوات الـســوريــة مــن ع ــدم ال ـقــدرة على‬ ‫مـنــافـســة الـقـنــاتـيــن فــي ســرعــة وإن ـت ــاج الخـ ـب ــار‪ ،‬وم ـجــارات ـهـمــا‪ ،‬حـســب م ـ أصــادر عــدة‬ ‫«الميادين» سلسلة إج ـراءات بد� أتها بوقف‬ ‫منها قناة الميادين‪ .‬وهكذا نفذت قناة أ‬ ‫برنامج «حــديــث دمـشــق» ال ــذي يبث كــل �س ـبــوع‪ ،‬ثــم سحبت مراسلتها الساسية‬ ‫«دي ـمــا نــاص ـيــف»‪ ،‬وبــاقــي الـمـراسـلـيــن‪ ،‬مــن ســوريــا إل ــى ب ـيــروت حـيــث مـقــر الـقـنــاة‪.‬‬

‫¶ فريق تحرير ضوضاء‬ ‫أ‬ ‫الجيش الحر‬ ‫مقاتلو‬ ‫تمكن‬ ‫عليه‪،‬‬ ‫والسيطرة‬ ‫القتحامه‬ ‫عدة‬ ‫ومحاوالت‬ ‫الحصار‪،‬‬ ‫من‬ ‫شهر‬ ‫�‬ ‫بعد‬ ‫أ‬ ‫من آ السيطرة على سجن غرز المركزي‪ ،‬جنوب بلدة النعيمة بريف درعا الشرقي‪ ،‬الربعاء‬ ‫أ‪� 19‬ذار ‪ ،2014‬عقب اشتباكات مع قوات النظام في محيط السجن ومنطقة الصوامع‪،‬‬ ‫و�سفرت السيطرة على السجن عن تحرير السجناء السياسيين‪ ،‬وإحالة السجناء الجنائيين‬ ‫إلى المحكمة الشرعية بدرعا‪.‬‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫تناولت عديد وسائل اإلعالم الخبر في أنقد الذع للقنوات السورية «المت�خرة» في �دائها‪،‬‬ ‫الميادين وقناة المنار ال كـثر تطو ًرا وقوة وقدرة على التغطية‪ ،‬أو تقاسمت‬ ‫الحاسدة لقناة أ‬ ‫وسائل إعالمية ال ـر�ي حــول ســوء وتضليل قناتي»المنار» و»الميادين»‪� ،‬و دقتهما‬ ‫وجدارتهما في العمل والمصداقية‪ ،‬كل وسيلة حسب ارتهانها وتمويلها وتموضعها‪.‬‬ ‫وال نرى أ�ن قناتي الميادين والمنار يمكن أ�ن تخرجا عن التخندق مع النظام السوري‬ ‫الرهينة بيد ساسة إيران ومالليها‪.‬‬ ‫فبينما حولت قناة المنار الناطقة باسم حزب الله اللبناني الشيعي التابع إليران‪ ،‬جل‬ ‫عملها وبرامجها للمشاركة في الحرب ضد الشعب السوري‪ ،‬أ� ِنشئت قناة الميادين لدعم‬ ‫حرب النظام السوري والنظام اإليراني ضد الشعب ري‬ ‫ولحظة افترقت المصالح‬ ‫التحررالسو ‪ ،‬آ‬ ‫من نظام أ �ل االسد‪،‬أ غادر غسان‬ ‫وبات السوريون يلحون على حقهم المؤجل في‬ ‫بن جدو قناة الجزيرة إلدارة محطة الميادين‪ ،‬بتمويل إيراني‪ً � ،‬‬ ‫سماء خلف‬ ‫ال‬ ‫كانت‬ ‫يا‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫هذا التمويل «رجل �عمال بحريني �وشيعي �و لبناني» ‪ ،‬كما يعلنون ويسربون للخرين‬ ‫عن قصد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫خاسرة ماديا‪ ،‬أ وهي بمصروفها‬ ‫«الميادين» كما كل القنوات المؤدلجة المحاربة‪ ،‬أ أ‬ ‫فقناة أ‬ ‫جزء من �عباء الحرب‪ ،‬ويصرف عليها لذلك‪ ،‬كونها من �هم السلحة و�خطرها‪.‬‬

‫ضوضاء التقت النقيب طالل الخلف‪ ،‬قائد لواء درع اللجاة‪ ،‬الذي كان ً‬ ‫معتقال في سجن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫وشاهدا على الحــداث التي‬ ‫غرز‪ ،‬وكان �حد الفاعلين في عملية السيطرة على السجن‪،‬‬ ‫دارت داخل جدرانه‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ثناءها؟‬ ‫�‬ ‫بداية‪ ،‬من هو طالل الخلف قبل بدء الثورة السورية و‬ ‫أ‬ ‫نقيب‪،‬‬ ‫تبة‬ ‫ر‬ ‫حمل‬ ‫�‬ ‫‪،1982‬‬ ‫عام‬ ‫اللجاة‬ ‫ولدت في محافظة درعا بقرية جدل الواقعة في منطقة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أكنت قائد سرية النقل في مطار دير الزور العسكري‪ ،‬وضابط �من الوحدة وضابط �مان‬ ‫�رضي‪ ،‬متزوج ولدي ولدان‪.‬‬

‫أ آ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وال خالف اليوم على �ن ال لة اإلعالمية المعولمة‪ ،‬جزء �ساسي من �دوات الصراع ‪،‬‬ ‫وهي العابرة للقوميات والحدود ممثلة بكل صفاقة‪ ،‬مصالح القادرين والممولين ً‬ ‫دوال‬ ‫ِ‬ ‫أ‬ ‫اد‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫و�‬ ‫ومنظمات‬ ‫آ‬ ‫وفي سوريا فرز‬ ‫واضح ال ُيلتبس فيه‪ ،‬من جهة‪ ،‬نظام يملك ميليشيا طائـفية ومئات الالف‬ ‫أ أ‬ ‫من عناصر المن‪� ،‬عدوا على شكل جيش لم يقم بشيء طوال فترة تشكيله ووجوده‬ ‫كنمط من مافيوزو يخدم‬ ‫سرقة الناس والتنمر عليهم وإخافتهم ولجم إرادتهم‪ ،‬أ‬ ‫سوى أ‬ ‫بما جهزت لجله‪ ،‬قتل الشعب‬ ‫المافيا السدية ‪ ،‬وهاهي هذه الميليشيا تقوم اليوم‬ ‫السوري والدفاع عن النظام أالشبه باحتالل‪ ،‬ومن جهة أ�خرى‪ ،‬هناك الشعب السوري‬ ‫بكل ما فيه‪ ،‬من يحارب ومن يصمت‪ ،‬ومن خدع بالوالء‪ ،‬وحتى شهود الزور‪ ،‬الذين‬ ‫وإن كانوا اليوم في طور التسمين‪ ،‬معدين للذبح بسكين النظام ً‬ ‫غدا‪ ،‬فإن لم يكن‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أفبسكين إيـران وتابعيها‪ ،‬يشمل ذلك من يعدون �نفسهم طائـفة النظام وهم ليسوا‬ ‫�كـثر من مطية له‪.‬‬ ‫أ‬ ‫والمنار والعالم والدنيا وسما‪ ،‬وقنوات �خرى تقف موقفها‪،‬‬ ‫الميادين‬ ‫فإن قنوات‬ ‫من هنا‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫ليست إال �سلحة في حرب �ل السد وحلفائه ضد الشعب السوري‪.‬‬ ‫أ‬ ‫فليس ابــن جــدو وقناته والقنوات اإليرانية والمنار التابعة ألحزب الله منحازين‪� ،‬و‬ ‫موضوعيين‪ ،‬إذ ال يمكن تصنيفهم في هذا السياق‪ ،‬بل هم �سلحة فتاكة ال تقل عن‬ ‫الصواريخ والبراميل والغاز السام‪ ،‬كل ما يقومون به هو الكذب الخداع والتجني وتزوير‬ ‫وغطاء ً‬ ‫الحقائق والتغطية على الجرائم‪ ،‬لمنح القتلة فرصة ً‬ ‫ووقتا إضافيا للقتل‪.‬‬ ‫بالنسبة لنا ابن أ جدو وديمة ناصيف ولونا الشبل وشريف شحادة وبشار الجعفري وفيصل‬ ‫عبد الساتر والخوة قنديل‪ ،‬أوغيرهم كـثر ال يقلون إجر ًاما عن علي خامنئي ونصر الله‬ ‫وماهر وبشار ورفعت وهالل السد‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫قاطع �عناق‪ ،‬وكل متشدد مفصل‬ ‫وكل‬ ‫داعشي‪،‬‬ ‫كل‬ ‫المقابل‬ ‫في‬ ‫إليهم‬ ‫نضيف‬ ‫طبعا‬ ‫آ‬ ‫شرعيات على مقاس مصالحه‪ ،‬ولكن لهذا الكالم مقام �خر‪.‬‬ ‫رئيس التحرير‬

‫‪2‬‬

‫نيسان ‪ 2014‬العدد (‪)10‬‬

‫استشهد اثنان من إخوتي خالل الثورة‪ ،‬وهما الشهيدان صفوان وصقر الخلف‪ ،‬استشهد‬ ‫صفوان في معارك بصر الحرير‪ ،‬في حين استشهد صقر في معركة الترعة عند مدخل اللجاة‪.‬‬ ‫كنا نشعر باالستياء قبل الثورة‪ ،‬بسبب المعاملة القائمة على التمييز في الجيش بيننا وبين‬ ‫الضباط المنحدرين من الطائـفة العلوية‪ ،‬وخالل خدمتي في مطار دير الزور‪ ،‬الحظت‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫مستغال عنصري الجهل والفقر‪ ،‬لذا‬ ‫حركة أالتشيع التي كان النظام يشجع أالناس عليها‪ ،‬أ‬ ‫كنت �حاول محاربة هذه الظاهرة منذ �ن كنت على ر�س عملي‪ ،‬واعتقلت بعد فترة على‬ ‫بدء الثورة السورية‪.‬‬ ‫ما هو سبب اعتقالك؟ وما هي تفاصيل ما حدث معك حينها؟‬ ‫يدور‬ ‫مصر وليبيا‪ ،‬ونتطلع لبدء الحراك في سوريا‪ ،‬ومنذ‬ ‫كنا نتابع أما في آ‬ ‫قبل بدء الثورة آ‬ ‫عشر من �ذار بد�ت أمع ضباط �خرين في مطار دير الزور العسكري االستعداد‪،‬‬ ‫الخامس آ‬ ‫وتواصلنا مع �خرين في لواء الت�مين اإللكـتروني الثالث واللواء ‪ ،137‬إضافة إلى لواء الدفاع‬ ‫تنسيق بيننا وبين ضباط شرطة وتنسيقيات مدنية‪ ،‬عملت حينها‬ ‫الجوي‪ ،‬وكان هناك أ‬ ‫ضابط ارتباط بين هذه ال لوية والتنسيقيات‪.‬‬ ‫كان معنا قائد سرية المشاة أفي اللواء ‪ ،137‬النقيب باسل عبد القادر البيد‪ ،‬استدعي‬ ‫للتحقيق من أقبل رئيس فرع المن العسكري بدير الزور (جامع جامع)‪ ،‬ونتيجة التحقيق‬ ‫ذكر اسمي على �ني ضابط االرتباط بين المجموعات المذكورة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫صدرت �وامر بالقبض علي‪ ،‬واعتقلت في مدينة دير الزور نهاية حزيران ‪ ،2011‬من قبل‬ ‫عناصر فرع المخابرات الجوية مكافحة اإلرهــاب‪ ،‬ونقلت إلى فرع المخابرات الجوية في‬ ‫المزة بدمشق‪.‬‬ ‫تتمة صفحة ‪22‬‬

‫سجن غرز ‪ -‬درعا‪/‬خاص ضوضاء‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫ً‬ ‫النظام يقابل صدام المشايخ والشبيحة بالمماطلة مبقيا على رئيس فرع األمن العسكري‬

‫أخبار‬

‫¶ فريق تحرير ضوضاء‬ ‫أ‬ ‫شهدت محافظة السويداء احتجاجات‪ ،‬منذ الربعاء ‪9‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أنيسان ‪ ،2014‬استمرت �كـثر من �سبوع‪ ،‬وشهد اليوم‬ ‫الول من االحتجاجات انشقاق نحو أثالثين عنص ًرا من‬ ‫عناصر ما يسمى جيش الدفاع الوطني ب�سلحتهم‪ ،‬وفق‬ ‫أ‬ ‫ما �فاد ناشطون وشهود عيان‪.‬‬ ‫وفي التفاصيل‪ ،‬ذكرت تنسيقية محافظة السويداء على‬ ‫«فيسبوك»‬ ‫أ ّصفحتها في موقع التواصل االجتماعي أ‬ ‫�ن عـشـرات مــن رجــال الــديــن (المشايخ) والهــالــي‪،‬‬ ‫تجمعوا في منزل رجل دين (لورنس ســام) اعتقلته‬ ‫قوات النظام من مكان عمله في مدينة السويداء‪ ،‬على‬ ‫اشتباكات دارت بين عدد من المشايخ وعناصر‬ ‫خلفية‬ ‫أ‬ ‫من قــوات المــن ومليشيا الشبيحة‪ ،‬التابعة لقوات‬ ‫أ‬ ‫المدينة‪ ،‬قبل �يــام على اعتقاله‪ ،‬خالل‬ ‫النظام في‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫احتفاالت تقيمها الخـيــرة دعما لترشح رئيس النظام‬ ‫السوري لوالية جديدة‪.‬‬ ‫رجال الدين واجهوا عناصر من مليشيا‬ ‫وكان عدد من أ‬ ‫الشبيحة وق ــوات الم ــن‪ ،‬فــي «ســاحــة السير» وسط‬ ‫مدينة السويداء‪ ،‬وحطموا مكبرات الصوت والكراسي‬ ‫أ‬ ‫أالمجهزة لالحتفاالت المذكورة‪ ،‬بعد �ن جــاء عناصر‬ ‫أ‬ ‫الم ــن بــامـر�ة تــرتــدي مالبس النساء المتدينات لدى‬ ‫طائـفة الموحدين الــدروز إلى الساحة‪ ،‬للمشاركة في‬ ‫أ أ‬ ‫االحتفاالت‪ ،‬وقال مراسلنا في السويداء ّإن المر�ة � ّدت‬ ‫حركات راقصة‪ ،‬حاملة صورة رئيس النظام السوري‪،‬‬ ‫أ‬ ‫«المر الذي أ�غضب ً‬ ‫عددا من رجال الدين‪ ،‬ودفعهم‬ ‫أإلى مهاجمة مكان االحتفال وطرد الشبيحة وعناصر‬ ‫أ‬ ‫المن‪ ،‬بعد ضربهم»‪ ،‬وفق ما �فاد شهود عيان مراسلنا‪.‬‬

‫أ‬ ‫من اعتصام المشايخ �مام مقام عين الزمان في السويداء‬

‫إلى عناصر انشقت عن«جيش الدفاع الوطني»‪ ،‬خرج ومشاريع التقسيم»‪ ،‬وفق ما نقلت التنسيقية‪.‬‬ ‫من مدينة السويداء إلى قرية سهوة بالطة‪ ،‬بعد التجمع‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫في منزل لورنس سالم‪ ،‬متجهين إلى منزل شيخ عقل و�كــد مراسل ضوضاء في السويداء‪� ،‬ن شيخ العقل‬ ‫مرددين يوسف جربوع‪ ،‬قال للمعتصمين أ� ّنه تلقى ً‬ ‫طائـفة الموحدين الدروز (حمود الحناوي)‪ّ ،‬‬ ‫اتصاال من‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫هتافات تطالب بإقالة رئيس فــرع المــن العسكري‪« ،‬الجهات المختصة» حسب ما �سماها‪ ،‬يفيد بنيتها‬ ‫أ‬ ‫وإطالق سراح المعتقلين‪ ،‬وسط إطالق نار كـثيف من إقالة وفيق ناصر من منصبه‪ ،‬في حين �علن المشايخ‬ ‫أ‬ ‫إقالته‪ ،‬مؤكدين‬ ‫قبل‬ ‫الزمان‬ ‫عين‬ ‫مقام‬ ‫يغادروا‬ ‫لن‬ ‫نهم‬ ‫�‬ ‫العناصر المنشقين‪.‬‬ ‫أ‬ ‫على «مسؤولية وفيق ناصر عن الصدامات الخيرة بين‬ ‫أ‬ ‫في الغضون‪ ،‬أ�طلقت قوات النظام سراح ّ‬ ‫سالم‪ ،‬وذلك �هالي السويداء والبدو»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أبعد تهديدات من قبل الهالي والمشايخ اقتحام فرع‬ ‫ّأ‬ ‫ّ‬ ‫الم ــن العسكري وإخـ ـراج المعتقلين بــالـقــوة‪ ،‬بينما التنسيقية ذكرت في وقت سابق‪� ،‬ن المشايخ هددوا‬ ‫أ‬ ‫تنسيقية السويداء قالت ّإن ً‬ ‫موكبا من المحتجين إضافة اعتصم المحتجون في منزل الشيخ الحناوي‪ ،‬و�صروا «بمواجهة النظام بمثل ما واجهه في محافظة درعا‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫على مطلبهم فــي إقــالــة وفيق الناصر وإط ــاق سـراح بعد إهــانــة عــاطــف نجيب �هـلـهــا»‪ ،‬و�نـهــم قــالــوا ّ‬ ‫«إن‬ ‫أ‬ ‫المعتقلين‪ ،‬قبل �ن يتحرك الموكب ذاتــه إلــى قرية سلوك وفيق ناصر ال يقل عن سلوك عاطف نجيب‬ ‫ً‬ ‫سوءا»‪.‬‬ ‫عرى‪ ،‬في طريق العودة إلى مدينة السويداء‪.‬‬ ‫وف ــي ع ــرى‪ ،‬تــوقــف الـمـحـتـجــون ف ــي ســاحــة الـقــر أيــة‪،‬‬ ‫ليكرروا هتافاتهم المطالبة بإسقاط رئيس فرع المن‬ ‫أ‬ ‫العسكري‪ ،‬فحاول �حد عناصر الشبيحة الدخول بين‬ ‫أ‬ ‫المحتجين ر ً‬ ‫افعا صورة رئيس النظام‪ّ ،‬إال � ّنهم تصدوا‬ ‫له ومزقوا الصورة‪.‬‬

‫أ‬ ‫من اعتصام المشايخ �مام مقام عين الزمان في السويداء‬

‫أ‬ ‫مــن جهة �خ ــرى‪ ،‬صــدر بيان تــداولــه الناشطون عبر‬ ‫«فايسبوك»‪ُ ،‬ونـ ِـسـ َـب إلــى مشيخة عقل الطائـفة في‬ ‫محافظة السويداء‪ ،‬ورد فيه إدانــة تحرك المشايخ‪،‬‬ ‫وانتقاد لحمل السالح إضافة إلى تحريم حمله من قبل‬ ‫رجــال الدين‪ ،‬ويحمل البيان المذكور توقيع مشايخ‬ ‫العقل الثالثة في المحافظة‪ :‬حمود الحناوي‪ ،‬يوسف‬ ‫جربوع‪ ،‬حكمت الهجري‪ ،‬وفي الوقت الذي تضاربت‬ ‫فيه المواقف حيال البيان بين مؤيد لما جاء فيه ورافض‬ ‫أ‬ ‫له‪ ،‬نفى ناشطون �ن يكون صاد ًرا عن المشيخة‪.‬‬

‫أ‬ ‫� ّمــا أفي السويداء‪ ،‬فــدارت مواجهات بين المحتجين‬ ‫من الهــالــي ورجــال الدين من جهة‪ ،‬وبين عــدد من‬ ‫عناصر مليشيا الشبيحة من جهة ثانية‪ ،‬الذين حاولوا‬ ‫منع المحتجين مــن ا ألــدخــول إلــى مـقــام عين الــزمــان‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫(مكان زيــارة خاص ب�بناء الطائـفة الدرزية) ومتابعة جدير ذكره �ن مشايخ العقل الثالثة‪ :‬حمود الحناوي‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫اعتصامهم‪� ،‬سفرت عن هروب عناصر الشبيحة بعد يوسف جربوع‪ ،‬حكمت الهجري‪ ،‬لم يؤكدوا �و ينفوا‬ ‫تعرضهم للضرب‪ ،‬ومــواصـلــة المحتجين اعتصامهم صحة البيان المنسوب إليهم حتى اللحظة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وهتافاتهم‪ ،‬مؤكدين على «وحــدة سوريا وو�د الفتنة‬ ‫نيسان ‪ 2014‬العدد (‪)10‬‬

‫‪3‬‬


‫إضاءة‬

‫أخبار‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫محام معتقل بعد اعتصام محامين في السويداء والمطالبة بإطالق سراحه‬ ‫اإلفراج عن‬ ‫ٍ‬

‫¶فريق تحرير ضوضاء‪/‬وكالة سمارت‬

‫أ‬ ‫�فرجت قوات النظام عن المحامي المعتقل لديها «طرودة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫قيسية»‪ ،‬عصر الربعاء ‪ 16‬نيسان ‪ ،2014‬بعد ستة �يام‬ ‫على اعتصام ّنفذه محامون من السويداء‪ ،‬في مقر نقابتهم‬ ‫أ‬ ‫بالمدينة‪ ،‬وفق ما �علنت مجموعة محامو السويداء من‬ ‫أ‬ ‫�جل الحرية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫مـجـمــوعــة مـحــامــو ال ـســويــداء مــن �ج ــل ال ـحــريــة‪ ،‬كانت‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�علنت قبل �سبوعين فــي بيان نشر على صفحتها في‬ ‫ّأ‬ ‫موقع التواصل االجتماعي «فايسبوك»‪� ،‬ن دورية تابعة‬ ‫أ‬ ‫للمن العسكري داهمت منزل المحامي «طرودة قيسية»‬ ‫وفتشته واعتقلته‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫وجاء في البيان ذاته‪� ،‬ن المحامين يعتبرون ما قام به‬ ‫أ‬ ‫عناصر فرع المن العسكري من مداهمة المنزل واعتقال‬ ‫ً‬ ‫مخالفا للقوانين‪ ،‬مشيرين إلــى قــانــون مزاولة‬ ‫زميلهم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مهنة المحاماة (المادة ‪ )�/78‬وقانون �صول المحاكمات‬ ‫أ‬ ‫الـجـزائـيــة‪ ،‬الـتــي ال تصنف الم ــن الـعـسـكــري فــي عــداد‬ ‫أّ أ‬ ‫أ‬ ‫الضابطة العدلية‪ ،‬و�ضاف البيان �ن السباب السابقة‬ ‫دفعت المحامين إلى بدء اعتصام مفتوح منذ العاشر من‬

‫السويداء‬

‫أ‬ ‫وشهدت داما حركة نزوح بين المدنيين‪ ،‬في حين �رسلت‬ ‫قوات النظام تعزيزات مكونة من عناصر مليشيا الشبيحة‬ ‫أ‬ ‫والمــن‪ ،‬مدعومين بسيارات مزودة برشاشات دوشكا‪،‬‬ ‫ّ أ‬ ‫ً‬ ‫وقال مراسل (ضوضاء) إن الهالي يبدون تخوفا من وقوع‬ ‫اشتباكات مع البدو في المناطق المحاذية لقرى الريف‬ ‫الغربي عامة وداما خاصة‪.‬‬ ‫في السياق ذاتــه‪ ،‬قتل عنصر من قــوات النظام وجرح‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫ثالثة �خرون الربعاء ‪ 9‬نيسان ‪ ،2014‬جراء استهداف لواء‬ ‫«مغاوير السويداء» عربة عسكرية كانت تقلهم‪ ،‬حسب ما‬ ‫أ‬ ‫نقلت وكالة «سمارت» للبناء‪ ،‬وقال المراسل إن مقاتلي‬ ‫لواء «مغاوير السويداء» التابع للجيش الحر‪ ،‬استهدفوا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بالسلحة الخفيفة والمتوسطة سيارة عسكرية للمن‬ ‫أ‬ ‫العسكري في قرية «وقم» بالريف الغربي‪ ،‬ما �سفر عن‬ ‫آ‬ ‫مقتل عنصر لقوات النظام وجرح ثالثة �خرين‪ ،‬في حين‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�صيب �حد مقاتلي اللواء‪ ،‬و�سعف إلى مستشفى �ردني‪.‬‬

‫نيسان‪ ،‬والمطالبة بإطالق سراح «قيسية»‪.‬‬ ‫المحامون المعتصمون ّعلقوا اعتصامهم ظهر اليوم التالي‪،‬‬ ‫أ‬ ‫بعد تلقيهم ً‬ ‫وعودا بإطالق سراح «قيسية» �و إحالته إلى‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫القضاء في موعد �قصاه ثالثة �يام‪ ،‬ليجددوا اعتصامهم‬ ‫أ‬ ‫يوم الحد التالي‪ ،‬جراء استمرار اعتقال «قيسية» وعدم‬ ‫أ‬ ‫إحالته إلى القضاء‪ ،‬قبل إطالق سراحه عصر الربعاء‪.‬‬ ‫آ‬ ‫على صعيد �خر‪ ،‬تعرضت قرية داما في ريف السويداء‬ ‫الغربي لسقوط عدد من قذائـف الهاون مجهولة المصدر‪،‬‬ ‫أ‬ ‫مطلع نيسان ال ـجــاري‪� ،‬سـفــرت عــن قتلى وجــرحــى في‬ ‫صفوف المدنيين‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫وقــال مراسل (ضــوضــاء) إن عنصرا من «جيش الدفاع‬ ‫الوطني» قتل في داما‪ ،‬جراء سقوط قذيفة دبابة‪ ،‬عن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫طريق الخط�‪ ،‬على محرس كان فيه‪ ،‬ما �دى لمقتله‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫و�ضاف المراسل ّإن عددا من قذائـف الهاون سقطت على‬ ‫البلدة في اليوم التالي‪ ،‬خالل تشييع عنصر جيش الدفاع‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫الوطني‪� ،‬دت إلى مقتل ثالثة مدنيين وجرح �خرين‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مساء اليوم ذاته‪ ،‬سقطت مزيد من القذائـف‪ ،‬اثنتان منها و�شارت الوكالة �ن «مغاوير السويداء»‪ ،‬بقيادة ماهر سعد‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫قرب القلعة وسط القرية و�خرى على �طرافها‪ ،‬مستهدفة الدين‪ ،‬لواء ضمن جبهة ثوار سوريا التابعة للجيش الحر‪،‬‬ ‫يتمركز في منطقة اللجاة‪.‬‬ ‫تجمعات لعناصر جيش الدفاع الوطني‪،‬‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫اعتصام �مام نقابة المحامين في السويداء _ �رشيف‬

‫قرية داما‬

‫خسائر بشرية ومادية لقوات النظام في ريف درعا‪..‬‬ ‫وجبهة النصرة تعدم مدنيين بتهمة العمالة للنظام‬ ‫¶فريق تحرير ضوضاء‪/‬وكالة سمارت‬ ‫أ‬ ‫تعرضت درعا وريفها أخالل اليام الماضية لقصف جوي‬ ‫ومدفعي وصاروخي‪� ،‬سفر عن مقتل وجرح عشرات من‬ ‫المدنيين ومقاتلي الجيش الحر‪.‬‬ ‫بالمقابل‪ ،‬قتل عشرة من عناصر قوات النظام‪ ،‬بانفجار‬ ‫أ‬ ‫ألغم �رضي قرب بلدة الشيخ سعد‪ ،‬زرعه مقاتلو لواء «بني‬ ‫�مية»‪ ،‬وفق ما ذكرت وكالة «سمارت»‪ ،‬وفي التفاصيل‬ ‫قــال مراسل «سـمــارت» ّإن اللغم انفجر بعربة ذخيرة‬ ‫النظام‪ ،‬بين تل الجموع وك أـتيبة‬ ‫على طريق إمداد قوات‬ ‫أ‬ ‫الدبابات قرب الشيخ سعد‪ ،‬ما �وقع القتلى العشرة و�دى‬ ‫إلى تدمير العربة‪.‬‬ ‫كذلك تمكن مقاتلو الجيش الحر من تدمير دبابة لقوات‬ ‫النظام‪ ،‬شمالي مدينة نوى‪ ،‬وذلك بزراعة أعبوة ناسفة‬ ‫العسكري بين تل الجابية وتل �م حوران‪،‬‬ ‫على الطريق أ‬ ‫انفجرت آبالدبابة و�دت إلى تدميرها ومقتل طاقمها‪.‬‬ ‫في سياق �خر‪ّ ،‬نفذت الهيئة الشرعية في بلدة اليادودة‬ ‫بــريــف درع ــا ‪ 12‬نـيـســان ‪ ،2014‬حـكـمـ ًـا ب ــاإلع ــدام على‬

‫‪4‬‬

‫نيسان ‪ 2014‬العدد (‪)10‬‬

‫أ‬ ‫أّ‬ ‫ناشطون � ّن قوات النظام تقف‬ ‫من عائلة واحــدة‪� ،‬كــد ّأ‬ ‫ُ‬ ‫وراء التفجير‪ ،‬موضحين �ن السيارة التي فـجــرت هي‬ ‫حافلةأ نقل ركــاب (ميكروباص)‪ ،‬كانت محتجزة لدى‬ ‫فرع المن العسكري‬ ‫درعا‪ ،‬ولم يتمكن صاحبها من‬ ‫في أ‬ ‫سورية ألعناصر‬ ‫ليرة‬ ‫لف‬ ‫�‬ ‫مئة‬ ‫نحو‬ ‫استعادتها أقبل دفع‬ ‫أ‬ ‫من الفرع‪ ،‬و� ّن صاحب الحافلة استقلها مع �فراد �سرته‬ ‫الطريق بين‬ ‫في اليوم التالي بعد‬ ‫استعادتها‪ ،‬لتنفجر على أ‬ ‫اليادودة والمزيريب قرب مفرق‬ ‫اليادودة‪ ،‬ورجح �حدهم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ـ(ضوضاء) �ن تكون السيارة ُف ّخخت �ثناء احتجازها لدى‬ ‫ل‬ ‫أ‬ ‫قوات المن‪.‬‬

‫شخصين متهمين بالتخابر مع قوات النظام‪ ،‬والتورط في‬ ‫تنفيذ تفجيرين استهدفا مدنيين أداخل البلدة‪.‬‬ ‫وكالة «سمارت» للنباء في المنطقة‪ :‬إن‬ ‫وقــال مراسل أ‬ ‫«الهيئة الشرعية �عدمت شخصين متهمين بالتخابر مع‬ ‫قوات النظام‪ ،‬وتفجير سيارة تنقل مدنيين على مفرق‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫اليادودة»‪ ،‬ما �وقع سبعة أقتلى من �سرة واحدة‪.‬‬ ‫بلدة‬ ‫أ‬ ‫وذكر تحقيق �جرته الهيئة الشرعية � ّن المتهمين «كانا وراء‬ ‫التفجير الذي استهدف أ مسجد اليادودة قبل نحو شهر»‪،‬‬ ‫وكان التفجير المذكور‬ ‫سفر عن مقتل خمسة وخمسين‬ ‫� آ‬ ‫ً‬ ‫شخصا‪ ،‬وجـ أـرح عشرات �خــريــن‪ ،‬وفــق ما نقلت وكالة‬ ‫«سمارت» للنباء‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وفيما ّ‬ ‫تبادل مع قوات‬ ‫صفقة‬ ‫النصرة‬ ‫جبهة‬ ‫نفذت‬ ‫ذلك‪،‬‬ ‫إلى‬ ‫سبعة‬ ‫مقتل‬ ‫عن‬ ‫سفرت‬ ‫�‬ ‫التي‬ ‫السيارة‬ ‫تفجير‬ ‫يخص‬ ‫ي أ‬ ‫النظام في التاسع أ من نيسان الجار أ ‪ ،‬و�وضــح مراسل‬ ‫وكالة «سـمــارت» � ّن قــوات النظام �طلقت سـراح ثمان‬ ‫مقاتلي جبهة النصرة سـراح‬ ‫معتقالت‪ ،‬مقابل إطــاق‬ ‫أ‬ ‫ضابط من عناصر قوات النظام‪� ،‬سره مقاتلو «الجبهة»‬ ‫حاجز المستشفى أالوطني في أمدينة‬ ‫بعد سيطرتهم على‬ ‫جاسم‪ ،‬قبل أ�شهر‪ ،‬أو�شار المراسل � ّن التبادل �جري‬ ‫أ‬ ‫قرب مفرزة المن العسكري جنوبي مدينة الحارة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وكالة سمارت للنباء‬


‫إضاءة‬

‫ً‬ ‫بيان الشيخ وحيد البلعوس ردا على الشائعات‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫بيانات‬

‫أ‬ ‫ً‬ ‫نتساعد لحقن الدم والعيش والمن أالمشترك‪.‬‬ ‫ردا على‬ ‫أ‬ ‫الشائعات التي أتداولها ناشطون ومعنيون ووسائل ولسنا منه‪ .‬أ‬ ‫‪ -3‬ندعو جميع �بناء الطائـفة إلى ًلم الشمل‪ ،‬ووحدة الكلمة‪ ،‬ما يخص زيارة السيد وئام وهاب من �راد زيارتنا ال نرده‪،‬‬ ‫إعالم‪ ،‬حول الحداث الخيرة التي شهدتها محافظة‬ ‫وهذه الطائـفة الكريمة من شيمها الكرم‪ً ،‬ومن عاداتها‬ ‫ورص الصفوف‪ ،‬والتعاون جميعا بدون تمييز بين روحاني‬ ‫السويداء‪ ،‬وحول «عزل مشايخ عقل الطائـفة الدرزية‬ ‫ضيفا إذا جاء إلينا‬ ‫وزمني‪ ،‬لصد كل عدوان على جبلنا‪ ،‬الذي تتهدده المكائد‪ ،‬إكرام الضيف والترحيب به‪ ،‬وال نصد‬ ‫وحيد‬ ‫رجال دين‪ ،‬و»تعيين‬ ‫أ‬ ‫من قبل أ‬ ‫الثالثة»‪ً ،‬‬ ‫الشيخ ً‬ ‫بنية صافية‪ ،‬ولكن زياراته تزيد من االحتقان والتحريض‪،‬‬ ‫أوندعو �ن ال يبقى الحمل على المشايخ وحدهم‪ ،‬ولتجمعنا‬ ‫بيانا هذا نصه‪.‬‬ ‫الشيخ البلعوس‬ ‫صدر‬ ‫�‬ ‫منهم»‪،‬‬ ‫بدال‬ ‫أ‬ ‫البلعوس أ‬ ‫وتجعلنا نحيد عن توازن أالعالقة مع إخوتنا السوريين‪ ،‬ولهذا‬ ‫(مع اإلشارة إلى � ّن هذا النص أم�خوذ من صفحة التوحيديون ال لفة والمحبة والعطف والحنان‪.‬‬ ‫نؤكد عدم رغبتنا باستقبال �ي شخصية تزيد من فاتورة الدم‬ ‫‪ -4‬نقتدي بقول مشايخنا وسلفنا الصالح‪ ،‬نحرم التعدي‬ ‫الجدد بعد العودة إلى الصورة الصلية للبيان التي تحمل‬ ‫ونحرم التعدي علينا‪ ،‬أوليعلم أجميع من تسول له نفسه السوري‪.‬‬ ‫منا‬ ‫توقيع الشيخ البلعوس‪ ،‬وفي صفحة التوحيديون الجدد‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫اإلعالم‪:‬‬ ‫مايخص‬ ‫منه‬ ‫اقترب‬ ‫من‬ ‫حمر‪،‬‬ ‫�‬ ‫خط‬ ‫شم‬ ‫ال‬ ‫جبلنا‬ ‫حدود‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫ذيتنا‪،‬‬ ‫�‬ ‫ئيس‬ ‫تعديل على نص الشيخ‪ ،‬ففي بند ما يخص «بيان ر‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بسوء سيدفع الثمن ً‬ ‫الصادقين)‪� ،‬لم‬ ‫مع‬ ‫وكونوا‬ ‫الله‬ ‫اتقوا‬ ‫منوا‬ ‫�‬ ‫الذين‬ ‫يها‬ ‫�‬ ‫(يا‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫بدخول‬ ‫النقبل‬ ‫ننا‬ ‫ب�‬ ‫العلم‬ ‫مع‬ ‫‪،‬‬ ‫غاليا‬ ‫يخص‬ ‫«ما‬ ‫المجلس العسكري بدرعا» نشرت الصفحة البند‬ ‫ً أ‬ ‫آ‬ ‫ّ‬ ‫تتفكروا بفحوى هذه ال أية‪ ،‬إن كنت صادقا ف�نت مؤمن‪،‬‬ ‫ليقاتل فيها‪ ،‬وهذا ما حرمه الشيخ‬ ‫ما يسمى رئيس المجلس العسكري في درعا‪ ،‬وفضلنا العودة مدني إلى محافظة درعا أ‬ ‫وإن أكنت غير صادق ف�نت غير مؤمن‪ ،‬فاتقوا الله يقيكم من‬ ‫‪.‬‬ ‫حداث‬ ‫ال‬ ‫جربوع منذ بداية‬ ‫أ‬ ‫يوسف أ‬ ‫لحرفية النص)‪ .‬أ‬ ‫‪ -5‬سالحنا �رواحنا‪ ،‬لن نتخلى عنه إال بانتهاء السباب التي عذاب �ليم‪.‬‬ ‫بيان خاص بالشيخ �بو فهد وحيد البلعوس‪:‬‬ ‫وقياداتها نطلب منها ًمايلي ‪:‬‬ ‫ما يخص الدولة‬ ‫دعتنا لحمله‪ ،‬أمن التهديدات التي تلم بنا والضرورة هذه‬ ‫بسم الله الرحمن الرحيم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‪ -1‬إقالة رئيس فرع المن العسكري فورا‪ ،‬لوقف الفتنة وحفظ‬ ‫وما توفيقي إال بالله بناء على ماتقدم من �حداث في محافظتنا يتطلبها واقع ال أحوال‪.‬‬ ‫أ‬ ‫�من المحافظة الذي عبث به‪.‬‬ ‫وحمية‬ ‫وغيرة‬ ‫نخوة‬ ‫صحاب‬ ‫�‬ ‫المزرعة‬ ‫الكريمة‪ ،‬محافظة السويداء‪ ،‬جبل العزة والكرامة والوطنية‪ -6 ،‬بني معروف و�بناء‬ ‫أ‬ ‫المعروفية والوطنية وال يستطيع �حد ‪ -2‬تحييد مشايخ الدين والنساء المتدينات عن الظهور في‬ ‫مبادئهم‬ ‫جبل الثورة السورية الكبرى‪ ،‬وبناء على ما نسب إلي من قبل اليتخلون عن‬ ‫أ‬ ‫كل مسيراتها واحتفاالتها‪ ،‬وإلغاء ظهورهم العشوائي في‬ ‫استخدامهم ضد الوطن و�بنائه‪.‬‬ ‫أجهات إعالمية وغيرأ أإعالمية‪ ،‬أمن داخل أالوطن وخارجه‪،‬‬ ‫بمشاركات مشايخ العقل في المناسبات‬ ‫اإلعالم‪ ،‬واال ك‬ ‫�قول وبحوله تعالى �بد� وبقوته �توفق وبه �ستعين ‪:‬‬ ‫ما يخص وطننا أالغالي سوريا‪ :‬أ‬ ‫ـتفاء احتر ً‬ ‫الدين وقدسيته‪.‬‬ ‫لهيبة‬ ‫اما‬ ‫الرسمية‪،‬‬ ‫الوطنية‬ ‫الشعب‬ ‫دماء‬ ‫يحقنوا‬ ‫ن‬ ‫ب�‬ ‫الوطن‬ ‫بناء‬ ‫�‬ ‫جميع‬ ‫نناشد‬ ‫‪-1‬‬ ‫ما يخص مشيخة العقل‪:‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫‪ -3‬النظر في �حوال العسكريين من �بناء الطائـفة‪ ،‬وطبيعة‬ ‫السوري إخوانهم و�خواتهم ويطفئوا نار الفتنة‪ ،‬ويلملموا‬ ‫‪ - 1‬مشيخة العقل إرث تاريخي قائم منذ عشرات السنين‪،‬‬ ‫معاملتهم ومعاناتهم‪ ،‬واحترام رغبتهم في الدفاع عن‬ ‫ويعودوا كما كانو‬ ‫الجراح ويحافظوا على سوريا الغالية‪،‬‬ ‫متفق عليه من قبل أمشايخ الطائـفة المعروفية‪ ،‬وزعمائها‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫الغرباء المعتدين إليها‪.‬‬ ‫طيافهم‪،‬‬ ‫مت�خين متحابين أمتصافين أبكافة طوائـفهم و�‬ ‫التقليديين‪ ،‬وعموم �بنائها البررة الميامين ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫محافظتهم‪ ،‬ألمنع تسلل أ‬ ‫أ‬ ‫وحرام على السوري �ن أيقتل �خاه السوري وليحفظ دم �خيه ‪ -4 .‬إنا نس�لكم �ين الدولة والمن والجيش في الحدود الغربية‬ ‫‪ -2‬مشيخة العقل ممثلة في وقتنا هذا بكل من سماحة‬ ‫من الجبل‪ ،‬التي تعد من مناطق االشتباكات والخطف‪،‬‬ ‫نرفض دخول �ي شخص من خارج الوطن لقتل‬ ‫الشيخ حكمت الهجري وسماحة الشيخ يوسف جربوع‬ ‫أ‪ -2‬نحن أ‬ ‫‪.‬‬ ‫وداما‬ ‫ان‬ ‫ر‬ ‫ح‬ ‫وقعتي‬ ‫في‬ ‫وخاصة‬ ‫المعنية‬ ‫الدول‬ ‫جميع‬ ‫ونطالب‬ ‫كانت‪،‬‬ ‫جهة‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫من‬ ‫بنائه‪،‬‬ ‫�‬ ‫وسماحة الشيخ حمود الحناوي‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫مواطنيها‪ ،‬بمختلف الشكال والصنوف (�فرادا ‪ -5‬ألماذا عندما يخطف �و أيقتل �حد من �بناء الطائـفة ال �حد‬ ‫‪ -3‬تنصيب شيخ العقل ليس بهذه السهولة والبساطة‪ ،‬لن بوقف إرسال أ‬ ‫يس�ل عنه بشكل جدي‪ ،‬أ�و يتم أالتحرك بإخالص لكشف‬ ‫هذه الطائـفة عظيمة جبارة ذات ثقل ومواقف تاريخية‪ ،‬ولها ومجموعات و�حز ًابا ومليشيات)‪ ،‬للقتال في أوطننا سوريا‪.‬‬ ‫عاداتها وتقاليدها‪ ،‬وبها قوتها‪ ،‬وندعو إلى قيام مجلس مذهبي ‪ -3‬نحن نحزن على كل قطرة دم تسيل على � أرض الوطن‪ ً ،‬الحقيقة‪ ،‬وعندما يخطف �و يقتل �حد من غيرنا تقوم الدولة‬ ‫وننبذ القمع والعنف واإلرهاب‪ ،‬ونطمح لزوال �سبابه جذريا‪ .‬وال تقعد‪.‬‬ ‫ينظم شؤون الطائـفة‪ ،‬ينتخب مشايخه حسب مرتبتهم‬ ‫أ‬ ‫‪ -6‬لن نقبل �ن يتكرر ماحدث في عام ‪ ،2000‬من ضعف‬ ‫بدرعا‪:‬‬ ‫الدينية ودون تدخل من غيرهم‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ما يخص بيان رئيس المجلس العسكري أ أ‬ ‫دفعت إلى‬ ‫التي‬ ‫والرشوة‪،‬‬ ‫والتغاضي‬ ‫المسؤولين‬ ‫نفوس‬ ‫ان‬ ‫ر‬ ‫وجي‬ ‫هل‬ ‫�‬ ‫ننا‬ ‫ل‬ ‫هذا‬ ‫نستغرب‬ ‫ولم‬ ‫تنا‪،‬‬ ‫ر‬ ‫بنص‬ ‫ينادي‬ ‫الذي‬ ‫العقل‬ ‫مشايخ‬ ‫ن‬ ‫ب�‬ ‫معترف‬ ‫البلعوس‬ ‫‪ -4‬العبد المفتقرلله وحيد‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫التمييز بين الفالحين والرعيان‪ ،‬ما �ثار فتنة ال �حد كان‬ ‫زل‪ ،‬وسنبقى آكذلك مهما حصل‪ ،‬ونحن نس�لكم‬ ‫ال‬ ‫منذ‬ ‫نعوت‬ ‫من‬ ‫إليه‬ ‫نسب‬ ‫ما‬ ‫كل‬ ‫ويرفض‬ ‫هم‬ ‫بريئا من دين الله إن قبل على بدورنا أ� ً‬ ‫ومرجعيته‪،‬ويكون ً‬ ‫رفضا ً‬ ‫مشايخه ً‬ ‫يرغب بها‪.‬‬ ‫الدين» ورفاقه‬ ‫عز‬ ‫«جمال‬ ‫الحلبي‬ ‫ل‬ ‫�‬ ‫شيخ‬ ‫عن‬ ‫وال‬ ‫‪،‬‬ ‫قطعيا‬ ‫وصفات‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫‪ -7‬نطالبكم بوقف حاالت التعذيب والتسبب بالموت‬ ‫مدنيون �خذوا‬ ‫المخطوفين في‬ ‫نفسه ذلك‪� ،‬و حتى اختلج في قلبه ‪-‬وحاشا الله‪� -‬ن نتعدى‬ ‫مناطق سيطرتكم‪ ،‬فهم أ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫في المعتقالت‪ ،‬ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم‪ ،‬وبإظهار‬ ‫غدرا وظلما وعدوانا وال نعرف مصيرهم‪ ،‬ونس�لكم بالرد‬ ‫أ‬ ‫طورنا‪ ّ .‬أ‬ ‫وماقدمته‬ ‫تضحياتها‬ ‫وتقدير‬ ‫ـفة‪،‬‬ ‫ئ‬ ‫الطا‬ ‫اتجاه‬ ‫نيتكم‬ ‫حسن‬ ‫التي‬ ‫النصرة‪،‬‬ ‫كجبهة‬ ‫تكم‪،‬‬ ‫ر‬ ‫سيط‬ ‫مناطق‬ ‫في‬ ‫المعتدين‬ ‫على‬ ‫يكونوا‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫منهم‬ ‫تجي‬ ‫ر‬ ‫ون‬ ‫العقل‪،‬‬ ‫مشايخ‬ ‫يادي‬ ‫�‬ ‫‪ ً -5‬نشد على‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وتقدمه لسوريا‪ ،‬ومن �عظمها كظم الغيظ والصبر على �ذية‬ ‫بهدم‬ ‫خاسئة‪،‬‬ ‫فيها‬ ‫تهدد‬ ‫مشبوهة‬ ‫عديدة‬ ‫بيانات‬ ‫صدرت‬ ‫�‬ ‫التي‬ ‫المحن‬ ‫لمواجهة‬ ‫الصف‬ ‫توحيد‬ ‫على‬ ‫ويعملوا‬ ‫يدا واحدة‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أبيوتنا أوسبي نسائنا وقتل �طفالنا‪ ،‬فعن �ي إشارة تتحدثون المت�مرين‪ ،‬لكن نقول (الله من جهد البال والضيم النصبر‬ ‫تمر بها طاـئفتنا ويمر بها وطننا‪.‬‬ ‫عليه)‪.‬‬ ‫تتكلمون؟‬ ‫فزعة‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫عن‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫من‬ ‫يمنعنا‬ ‫ال‬ ‫المدني‬ ‫‪ -6‬بيان المشايخ حول سالحنا‬ ‫أ‬ ‫المحافظة على سالحنا لحماية أالرض والعرض‪ ,‬وفق ما أ�كده كـفوا شر العابثين في أ�رضكم‪ ،‬ونحن ألرضنا ّ‬ ‫ويدافع عن �رض الجبل‪ ،‬ونسعى‬ ‫دافع‬ ‫من‬ ‫جميع‬ ‫نشكر‬ ‫وإننا‬ ‫اس‬ ‫حر‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أصامدون‪ ،‬وليعلم الجميع �ننا لن نسمح ب�ي اعتداء داخل للحفاظ على �من وكرامة جبلنا الشم‪ ،‬فنحن مع الوطن‬ ‫لنا مشايخ العقل بعد حوارهم الشخصي‪.‬‬ ‫الوطني ومكافحة العنف واإلرهاب‪ ،‬ونرفض‬ ‫�راضي الجبل‪ ،‬أونبين حرصنا على كل مؤسساتنا العامة‬ ‫مايخص الطا أ�ئفة المعروفية الكريمة‪:‬‬ ‫وضمن الخط أ‬ ‫القتل واالقتتال أون�مل وقف حمام الدم في سوريا‪.‬‬ ‫والخاصة داخل �راضي الجبل‪ ،‬فهي ملك للشعب‪ ،‬ملك‬ ‫جميع �بناء الطاـئفة في داخل الوطن وخارجه‬ ‫نناشد أ‬ ‫ولكن‬ ‫دم‪،‬‬ ‫دعاة‬ ‫وال‬ ‫قتل‪،‬‬ ‫هواة‬ ‫لسنا‬ ‫ننا‬ ‫ب�‬ ‫الجميع‬ ‫وليعلم‬ ‫ونحن‬ ‫عليها‪،‬‬ ‫باالعتداء‬ ‫نسمح‬ ‫ولن‬ ‫عنها‬ ‫وسندافع‬ ‫لنا‪،‬‬ ‫التاريخ‪،‬‬ ‫عبر‬ ‫وجودنا‬ ‫ومنذ‬ ‫معروفية‬ ‫ـفة‬ ‫ئ‬ ‫طا‬ ‫بناء‬ ‫ك�‬ ‫‪ -1‬نحن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫نساء أو� ً‬ ‫حماتها كعاداتنا‪ ،‬ونحمي آال الف من أ�سركم‪ً ،‬‬ ‫طفاال‪ ،‬تسلحنا بإيماننا ونقاوم ّونتصدى وننتصر أبهمة قائدنا (�بو‬ ‫مائه‪،‬‬ ‫من‬ ‫ونشرب‬ ‫اته‬ ‫ر‬ ‫خي‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫ون�‬ ‫فيه‬ ‫نسكن‬ ‫وطن‬ ‫كل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫اهيم)‪ ،‬الذي لم يتخل عن نصرتنا في �ي معركة وميدان‪،‬‬ ‫أاستقبلناهم أفي بيوتنا وهم بيننا �منون على �رواحهم‬ ‫وطننا‪ ،‬وكم‬ ‫ابر أ أ‬ ‫نضحي بدمائنا من � أجله وال نخونه‪ ،‬وسوريا أ‬ ‫‪.‬‬ ‫تعلمون‬ ‫ال‬ ‫كنتم‬ ‫إن‬ ‫الذكر‬ ‫هل‬ ‫�‬ ‫لوا‬ ‫واس�‬ ‫شيم‬ ‫وهذه‬ ‫امتهم‪،‬‬ ‫ر‬ ‫بك‬ ‫بيننا‬ ‫ويعيشون‬ ‫موالهم‪،‬‬ ‫و�‬ ‫اضهم‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫و�‬ ‫منعتها‬ ‫جل‬ ‫�‬ ‫ونضحي من � ًجلها‪ ،‬وسنبقى نضحي من‬ ‫ضحينا‬ ‫أ‬ ‫أو�خي ًرا ندعو جميع أ�بناء الجبل الشرفاء‪ ،‬أ�ن نتعاون ً‬ ‫ووحدتها‪ ،‬أ� ً‬ ‫معا أعلى‬ ‫‪.‬‬ ‫الدين‬ ‫يوم‬ ‫إلى‬ ‫عنها‬ ‫نتخلى‬ ‫ولن‬ ‫القدم‪،‬‬ ‫منذ‬ ‫الجبل‬ ‫هل‬ ‫�‬ ‫‪.‬‬ ‫وشعبا‬ ‫رضا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫حماية الوطن وسالمة شعبه و�رضه‪ ،‬و�ن نكون حماة الرض‬ ‫للذين يتعدون منهم علينا ويخطفون‬ ‫وفي إحدى‬ ‫‪ -2‬نحن �صحاب مبد�‪ ،‬ومنذ أبداية الحداث أ‬ ‫أمايخص البدو نقول أ‬ ‫والعرض والدين‪.‬‬ ‫�بناءنا‪ ،‬كـفوا عن ذلك لن الكيل قد طفح‪ ،‬وبلغ السيل‬ ‫المزرعة‪ ،‬التي �فتخر أبتاريخها وب�هلها‪،‬‬ ‫مضافات بلدتنا أ‬ ‫الزبا‪ ،‬ال تمتحنوا أصبرنا فربما دقت ساعة الصفر وثار بركان والله ولي التوفيق عليه توكلنا وبه استعنا وهو حسبنا وكـفى‬ ‫ووسط جمع غفير من �هالي البلدة‪� ،‬وضحنا موقفنا بال‬ ‫ّ‬ ‫والسالم عليكم ورحمة الله وبركاته‪.‬‬ ‫ريب والشك‪ ،‬نحن لسنا مؤيدين وال معارضين‪ ،‬بل نحن‬ ‫غضبنا‪ ،‬وهيهات �ن يسكن‪ ،‬ونحمل المسؤولية لزعماء أ‬ ‫تعد يحدث‪ ،‬مع العلم ب� أننا أالسويداء في ‪2014\4\15‬‬ ‫بكل‬ ‫المطالبون‬ ‫فهم‬ ‫عشائرهم‪،‬‬ ‫لنا‬ ‫ز‬ ‫وطنيون‪ ،‬ومن ال يغار على طائـفته ال أيغار على وطنه‪ ،‬وما‬ ‫ٍ‬ ‫أ‬ ‫سائرين على هذا النهج‪ ،‬وكل من يضر �بناء الطائـفة ليس منا وإياكم �بناء محافظة واحدة ونعيش سوية‪ ،‬فواجب علينا �ن �خوكم وحيد البلعوس‬ ‫نيسان ‪ 2014‬العدد (‪)10‬‬

‫‪5‬‬


‫ضوء‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫بيانات‬

‫بيان صادر عن مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز‬ ‫حول األحداث األخيرة في المحافظة‬ ‫عاشت محافظة السويداء خالل الساعات الماضية‪ ،‬حالة من التوتر تدرج في إطار المحاولة‬ ‫والسعي لخلق الفتنة‪ ،‬التي تحمل في مضمونها الجمر المتقد من الحقد والكراهية‪ ،‬وحقن جسم‬ ‫الوطن عامة والسويداء خاصة‪ ،‬بداء التهلكة والدمار‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وفي اليام القليلة الماضية لوحظ وجود بعض اليــادي الخفية الشريرة‪ ،‬التي تهدف إلى إيقاع‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الفتنة بين �بناء المحافظة و�جهزة الدولة‪ ،‬لتحقيق ما عجز �عداء الوطن عن تحقيقه من الخارج‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ونحن من �تباع العقل وعلينا التقيد بتعاليمه في كل لحظة‪ ،‬والخوف من ضعاف النفوس‬ ‫أ‬ ‫وانجرارهم إلى الفتنة‪ّ ،‬‬ ‫وإال كيف يرضى المؤمن الديان �ن يعيش في ظلمة الشبهة‪ ،‬ولو كان‬ ‫ً‬ ‫صحيحا‪ ،‬لكن باطنها ّ‬ ‫سم زعاف‪.‬‬ ‫ظاهرها‬ ‫أ‬ ‫تيقظوا من الغفلة واستبداد الظلمة في الليل الحالك‪ ،‬لن الفتن تسري في النفوس كدبيب‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫نملة سوداء على سطح �سود وفي ليلة ظلماء‪ ،‬وقيل في عرفنا الديني والخالقي واالجتماعي‬ ‫أب� ّن الفتنة أ� ّ‬ ‫شد من القتل‪.‬‬ ‫أ‬ ‫لذا تطلب مشيخة عقل طائـفة المسلمين الموحدين من �بناء المحافظة‪ ،‬التقيد بالتوجيهات التالية‪:‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫التقيد بتعميمنا رقم ‪/44/‬ص بتاريخ ‪ 2013/1/7‬المتضمن تحريم إطالق النار في الفراح والتراح‪،‬‬ ‫تحت طائلة الحرم الديني‪.‬‬ ‫تحريم حمل السالح بالتزامن مع لباس الزي الديني‪.‬‬ ‫أ‬ ‫االلتزام بتعليمات المرجعية الدينية التي تقضي بعدم التجمع وحمل السالح لي هدف دون‬ ‫موافقتها‪.‬‬ ‫أ أ‬ ‫ّإن الحفاظ على المن والمان في الوطن والمحافظة يقتضي التعاون مع الجهات المختصة لكشف‬ ‫الحقيقة‪ ،‬ومن واجب أ�ي مواطن التعاون مع هذه الجهات ال أ�ن يكون ً‬ ‫معوقا لقيامها بمهامها‪.‬‬ ‫غطاءا ً‬ ‫ترفض مشيخة العقل أ�ن تقدم ً‬ ‫دينيا ألي شخص ّ‬ ‫يستغل لباس الزي الديني الرتكاب مخالفات‬ ‫ّأ‬ ‫تمس �من الوطن والمواطن وتخالف القانون‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ّأ‬ ‫ّإن تطبيق القوانين والنظمة هي الضمانة الحقيقية لكل مواطن‪ ،‬لذا تعتبر مشيخة العقل �ن‬ ‫القانون يطال جميع مخالفيه من كل فئات وشرائح المجتمع مهما كانت صفتهم‪.‬‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫إخواننا يا �صحاب المر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ّ ،‬إن �باءكم و�جدادكم قد دحروا بالماضي‬ ‫االستعمارين العثماني والفرنسي‪ ،‬باإليمان والصبر والتالحم والمحبة‪ ،‬ومن يكن اإليمان ومحبة‬ ‫يشد أ�زر بعضكم ً‬ ‫الله والوطن سالحه‪ ،‬فال غالب له‪ ،‬فكونوا كالبنيان المرصوص ّ‬ ‫بعضا‪ ،‬وال‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يغرنكم مظاهر الكالم‪ ،‬ف�لسنتهم �حلى من العسل و�فعالهم � ّمر من الصبر‪ ،‬نجدد المحافظة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫على المن وترك المظاهر التي تحمل المواجهات مع غير �عداء الوطن‪.‬‬ ‫والسالم عليكم ورحمة الله وبركاته‬ ‫السويداء‪ -‬الموافق ليوم الخميس ‪2014/4/10‬‬ ‫شيوخ عقل‬ ‫المسلمين الموحدين الدروز‬ ‫حمود الحناوي يوسف جربوع حكمت الهجري‬

‫‪6‬‬

‫نيسان ‪ 2014‬العدد (‪)10‬‬

‫تشكيل فصائل الدفاع األهلي‪ /‬فداء في السويداء وريفها‬ ‫نشرت صفحة التوحيديون الجدد على صفحتها في موقع التواصل االجتماعي «فايسبوك»‬ ‫ً‬ ‫بيانا‪ ،‬يعلن تشكيل فصيل للدفاع عن السويداء وريفها‪ ،‬على حد تعبير البيان‪ ،‬تحت اسم‬ ‫أ‬ ‫«فصائل الدفاع الهلي‪ /‬فداء»‪ ،‬وهذا نص البيان‪:‬‬ ‫أ‬ ‫“نعلن في جبل العرب عن تشكيل فصائل الدفاع الهلي (ف ــداء)‪ ,‬فدائيو بني معروف‪,‬‬ ‫مشكلين من مختلف شرائح المجتمع أالهـلــي‪ ,‬رجـ ً‬ ‫ـاال ً‬ ‫ونساء مسلحين‪ ,‬متعاضدين مع‬ ‫ً أ‬ ‫ً أ‬ ‫َ أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫حماية لعراضنا و�رزاقنا‪ ,‬ال نستعدي �حدا وال‬ ‫اسا لرضنا وبيوتنا‪,‬‬ ‫مشايخنا الميامين‪ ,‬حر‬ ‫أ‬ ‫َ‬ ‫نعتدي على �حد‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫ونصب نارنا على كل ّ‬ ‫نتعاون مع كل من يعمل على حماية �هله وناسه دون تمييز‪ّ ,‬‬ ‫معتد‪,‬‬ ‫أ ٍ‬ ‫أ‬ ‫ومن �ي مصدر كان‪ ,‬فعدونا «كل من يعتدي علينا»‪ ,‬وليس كما يروج البعض من �صحاب‬ ‫ً أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الغراض والمكائد وإثارة الفتن عن عداء الحوارنة‪� ,‬و البدو مثال‪ ,‬لن طبيعة الصراع انفتحت‬ ‫على تعقيدات ّ‬ ‫جمة‪ ،‬ال يسعنا ّالتفصيل بها ولكننا ندرك بشاعتها‪ ,‬ويعرف الجميع حجم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الجهات والدوات التي تستهدف جبلنا وسلمنا الهلي‪.‬‬ ‫عدونا بمسمى‪ّ ,‬‬ ‫نعرف ّ‬ ‫ولهذا لن ّ‬ ‫فكل من يحيك المكائد علينا‪ ,‬ويخطف ويحجز ويسرق‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫ويعذب ّ‬ ‫ويهدد ويشيع الفوضى‪ ،‬ويمنعنا من الوصول الى �رزاقنا ومزارعنا‪ ،‬ويشيع الفتنة بيننا‬ ‫وبين غيرنا ّ‬ ‫حزبية أ�و ّ‬ ‫ويشجع على ذلك‪ ،‬هو ّ‬ ‫تحالفية أ�و والءات ّ‬ ‫عدونا‪ ,‬بدون مسبقات ّ‬ ‫جهوية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫نؤكد أ� ّن كل أ�بناء الوطن �خوة لنا‪ ,‬كل الجوار لنا في درعا ومحيطنا والبدو بيننا‪ ,‬ومن ّ‬ ‫السنة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والعلويين وغيرهم‪ ،‬ال فرق بينهم‪ ,‬إنهم إخوة لنا‪ ,‬لهم ما لنا وعليهم ما علينا‪,‬‬ ‫والشيعة‬ ‫نستقبلهم في بيوتنا سالمين غانمين طالما جاؤوا بسالم‪ ،‬فالدين لله والوطن للجميع‪.‬‬ ‫أ‬ ‫بنو معروف يد واحدة وقلب واحد‪ ,‬لن نسمح ب�ي خلل يفرق بيننا وسنقطع دابر الفتنة‪,‬‬ ‫أ آ‬ ‫ولن يستطع �ي مت�مر النيل من صالبة وحدتنا الداخلية‪ ,‬فال مناصب تشغلنا‪ ,‬وال لجان‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�طماع تعبث بيننا‪ ,‬كلمتنا واحدة‪ ,‬نقف على مسافة واحدة من �بنائنا الموالين والمعارضين‪,‬‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫ّ أ‬ ‫ولن نسمح لحد منهم االعتداء على الخر‪ ,‬نحفظ عهدنا «دم المعروفي على �خيه حرام»‪.‬‬ ‫وبـ ـمـ ـق ــدار ت ـع ــاظ ــم الـ ـ ّـت ـ ـهـ ــديـ ــدات‪ ,‬س ـت ـكـ ـث ــر ال ـ ّـت ـش ـك ـي ــات ال ـم ـس ـ ّـل ـح ــة‪ ،‬وب ـم ـخ ـت ـلــف‬ ‫أ‬ ‫الـمـسـمـيــات فــي الســاب ـيــع ال ـقــادمــة‪ ,‬حـيــث سـنـجــد الـمـسـ ّـلـحـيــن فــي كــل عــائـلــة وعـشـيــرة‬ ‫م ـعــروف ـيــة‪ ,‬وك ــل ق ــري ــة وبـ ـل ــدة‪ ,‬ف ــي ك ــل نــاح ـيــة ومـنـطـقــة ب ـع ـمــوم ال ـج ـبــل‪ ,‬لـنـصــل الــى‬ ‫أ‬ ‫ق ـ ـ ّـوات م ــوح ــدة‪ ,‬يـجـمـعـنــا والؤن ـ ــا لـلـجـبــل وإرث ق ــائ ــدن ــا (س ـل ـط ــان ب ــاش ــا الطـ ـ ــرش)‪,‬‬ ‫لـنــقــ�ف وق ـفـ ـ�ة رج ـ�ل واحـ ـ�د ب ـ�وج ـ�ه ك ـ ّ�ل ب ـ ـ ٍ�اغ‪ ,‬نـحــمــ�ي الـ ّ�طـ�اـ ـفــ�ة ولـكــ ّ�نـ�ا لـســنــ�ا طـ�اـ ـفــيــيــ�ن‪.‬‬ ‫تتحالف مجموعاتنا ّ‬ ‫المسلحة وتتعاضد مع كل من يحمل ّ‬ ‫السالح من بني معروف‪ ,‬بشكل‬ ‫ـردي أ�و ضمن منظومة مــا‪ ,‬بغض النظر عن مسمياتهم من ّاللجان أالهلية ّ‬ ‫فـ ّ‬ ‫والشعبية‬ ‫أ‬ ‫المحلية المختلفة‪ ,‬وال نقبل الوصاية من �حد‪ ,‬ترشدنا حكمة عقالئنا ومشايخنا المحترمين‪.‬‬ ‫نفرط بهم أ� ً‬ ‫أ�بناؤنا فلذات أ�كبادنا‪ ,‬أ�رضنا وعرضنا غال‪ ,‬وسالحنا أ�رواحنا‪ ,‬لن ّ‬ ‫بدا‪ ,‬ولن نترك‬ ‫ٍ‬ ‫أ‬ ‫ًأ‬ ‫ختطفا وال ُم ً‬ ‫فينا ُم ً‬ ‫ً‬ ‫دوما �حـرارا بيننا يدافعون عن‬ ‫عتقال وال ُم ّعذ ًبا‪ ,‬ليشمخ الجبل ب�بنائه‬ ‫أ‬ ‫بيوتهم و�هلهم‪ ,‬والله من وراء القصد»‪.‬‬

‫السويداء‪ -‬رجال دين دروز يحملون السالح‬



‫إضاءة‬

‫تحقيق‬

‫حزب البعث انتماء مزيف وتدجين ظاهر‬

‫¶ بهزاد حاج حمو‬ ‫كاتب طفل‪:‬‬ ‫شهادة ٌ أ ٍ‬ ‫ّ‬ ‫«تـلـمـيــذ �نـ ـي ــق»‪ ..‬ه ـكــذا كــانــت م ــدرس ــة الــريــاضـيــات‬ ‫تصفني في االبتدائية‪ ..‬أ� ُ‬ ‫عتمر القبعة التي تحوي شعار‬ ‫«طالئع البعث»‪ ،‬وكذلك َّ‬ ‫صدريتي‪ ،‬التي كان جيبها‬ ‫أ‬ ‫َّ ًز أ‬ ‫ُ أ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حيث �ضــع الـبــزر دائـمــا‪ ،‬مـطــر ا �يـضــا بــذات‬ ‫اليـمــن ‪،‬‬ ‫الـشـعــار‪ .‬بـنـ ًـاء على مــا سـبــق‪ ،‬كـنـ ُـت الـمـفـ َّـوض‪ ،‬غالبا‪ً،‬‬ ‫أ أ‬ ‫بحمل الـصــورة الكبيرة لحافظ الس ــد �ثـنــاء المسيرات‬ ‫ِ‬ ‫ال ـتــي ك ــان يـنـظـمـهــا ف ــرع طــائــع الـبـعــث ف ــي مــديـنـتــي‪.‬‬ ‫الشارع ذاته اليوم‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫حيث كنا ُ‬ ‫نسير أفيه وحناجرنا الصغيرة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫تصدح بال لقاب ُ‬ ‫ُ‬ ‫الحسنى لحافظ السد‪ُّ � ،‬مر به‪ ،‬و�نا �رى‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫وجه طفولتي الثمة تدوسه القدام العابرة دون اكـتراث‪..‬‬ ‫وصنع من أ�صابعي َّ‬ ‫َمن َّلوث طفولتي‪َ ،‬‬ ‫الطرية بنادق على‬ ‫جبهاته؟ إنه البعث‪.‬‬ ‫النهاية‪:‬‬ ‫أ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫«لي خالة كبيرة في العمر‪� ،‬صيبت بالحمى فوصف لها‬ ‫ْ‬ ‫تماثلت خالتي للشفاء قبل‬ ‫الطبيب علبة «تحاميل»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ن ُتنهي العلبة‪ .‬إال �نها احتارت‪ ،‬ماذا عساها تفعل بما‬ ‫تبقى مــن «تحاميل» فائضة عــن حاجتها ؟ فــي اليوم‬ ‫جمعت ابنائها في الغرفة‪ ،‬و َ‬ ‫ْ‬ ‫«د َح َش ْت» تحميلة‬ ‫التالي‬ ‫في مؤخرة كل واحــد منهم‪ .‬هكذا ارتــاح ضمير الخالة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫يختصر اإلعالمي السوري المعارض ماهر‬ ‫بهذه الحكاية‬ ‫الدين‪ ،‬الــدور المتداعي لحزب البعث في الحياة‬ ‫شرف‬ ‫أ‬ ‫السياسية والح ــداث المفصلية فــي ســوريــا الـيــوم‪ .‬إنها‬ ‫الوصفة التي يستخدمها النظام‪ ,‬حين يرى نفسه «حائ ًرا»‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�مام استحقاقات الوطنية �و القومية‪.‬‬ ‫الوالدة من الجرح‪:‬‬ ‫في السابع من نيسان عام ‪َ ،1947‬‬ ‫عقد «حــزب البعث‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ال ـعــربــي» مــؤتـمــره الـتــ�سـيـســي الول بـحـضــور كــل من‬ ‫مــؤسـ َـسـ ْـيــه الـفــاعـلـ ْـيــن‪ ،‬ص ــاح بـ أيـطــار ومـيـشـيــل عفلق‪.‬‬ ‫ً‬ ‫«عميدا» للحزب‪.‬‬ ‫ليتم في هذا المؤتمر انتخاب الخير أ‬ ‫وهو المنصب أالذي يصبح فيما بعد «المين العام القومي‬ ‫للحزب» بعد ت�سيس فروع له في عدة بلدان عربية منها‬ ‫العراق ولبنان‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ك ــان ــت ال ـم ـن ـط ـق ــة �ث ـ ـن ـ ــاء ت ــ�سـ ـي ــس ح ـ ّــزب ال ـب ـع ــث‪،‬‬ ‫ت ـش ـه ــد اخ ـ ـتـ ــاجـ ــات وت ـ ـخـ ــرصـ ــات مـ ــؤل ـ ـمـ ــة‪ .‬وك ــان ــت‬

‫‪8‬‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫نيسان ‪ 2014‬العدد (‪)10‬‬

‫الـ ـجـ ـراح ال ـعــرب ـيــة ال ت ـ ـزال ت ـن ـ أـزف ب ـش ــدة‪ .‬ف ـفــي وصــف‬ ‫ال ـم ــرح ـل ــة الـ ـت ــي تـ ــم ف ـي ـه ــا ت ــ�سـ ـي ــس وإع ـ ـ ــان ح ــزب‬ ‫الـبـعــث ي ـقــول ال ـكــاتــب ال ـع ـراقــي ط ــه جــابــر الـعـلــوانــي‪:‬‬ ‫أ‬ ‫«لعل معرفة هذه الوالدة العجيبة للحزب تثير �كـثر من‬ ‫عالمة استفهام! ّ‬ ‫وتنبه بشدة إلــى ذلــك المناخ الفكري‬ ‫َ‬ ‫والسياسي المضطرب‪ .‬فقد ولد في سنوات الحرب العالمية‬ ‫الثانية وفــي ظل احتالل الجيوش البريطانية‪ ،‬وبقايا‬ ‫أ‬ ‫القوات الفرنسية لقلب العالم العربي‪ ،‬وعلى �يــد قادة‬ ‫تحيط بهم الشبهات من كل جانب‪ ،‬وال يخفى عجزهم‬ ‫الفكري والجهادي على متابع لتلك الفترة الدقيقة الحرجة‬ ‫من تاريخ سوريا ولبنان والمنطقة»‪ .‬ويضيف العلواني‪،‬‬ ‫البعث) والتي‬ ‫في محاضرة له تحت عنوان (حقيقة حزب‬ ‫أ‬ ‫أ�لقاها في العام ‪ 2003‬في أ�ميركا ً‬ ‫جاعال من تزامن ت�سيس‬ ‫ّ‬ ‫البعث مع «والدة إسرائيل» نقطة تستوجب التوقف‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫قائال‪« :‬إضافة إلى �ن المرحلة كانت مرحلة إرهاصات‬ ‫سبقت بقيام إسرائيل ووالدتها‪ ،‬التي لم يكن يخفى على‬ ‫آ‬ ‫قــادة النظام العالمي‪� ،‬نــذاك‪ ،‬ضــرورة تهيئة المنطقة‬ ‫أ‬ ‫الطارئ وتبنيه‪ ،‬وضمه إلى �سرة‬ ‫الستقبال أذلك الوليد أ‬ ‫أ‬ ‫حاضنة هي �سرة الشرق الوسط الجديد �و الكبير»‪ .‬على‬ ‫حد تعبير العلواني‪.‬‬

‫أ أ‬ ‫كانت المنطقة �ثناء ت�سيس حزب البعث‬ ‫اختالجات وكانت الجراح العربية‬ ‫تشهد‬ ‫ٍ‬ ‫ال تزال تنزف‪ ...‬كانت مرحلة إرهاصات‬ ‫سبقت بقيام إسرائيل‬ ‫في العام ‪ 1952‬اندمج حزب البعث العربي مع الحزب‬ ‫ّ أ‬ ‫يتزعمه �كرم الحوراني‪ ،‬في‬ ‫العربي اإلشتراكي الذي كان‬ ‫حزب واحد تحت اسم «حزب البعث العربي اإلشتراكي»‪.‬‬ ‫حيث كــان الـحــورانــي مــن ابـنــاء مدينة حـمــاه‪« ،‬وكانت‬ ‫أ أ‬ ‫تتلخص �هم �هداف ذلك الحزب في مقاومة أمن سموهم‬ ‫باإلقطاعيين في حماة‪ .‬والوصول إلى الحكم ب�ية وسيلة‬ ‫مـتــاحــة»‪ .‬بحسب الكاتب مطاع صفدي فــي ك ـتــاب له‬ ‫تحت عنوان «حــزب البعث» حيث يتطرق في إحدى‬ ‫فقراته إلــى دور التيار الــذي كــان يتزعمه الـحــورانــي في‬ ‫ً‬ ‫متحدثا‬ ‫ذلك الوقت‪ .‬ويضيف صفدي في الكـتاب ذاته‬ ‫عــن الوسائل التي كــان يعتمدها الـحــزب لبلوغ غاياته‬ ‫أ‬ ‫قــائـ ًـا‪« :‬كــان الـحــورانــي يركز على وسيلتين �ساسيتين‬

‫أعنده هما‪ :‬العمل على تحريض الفالحين ضــد مالك‬ ‫ال أراضي‪ ،‬ومحاولة الوصول إلى عناصر عسكرية يمكن‬ ‫أ‬ ‫الت�ثير عليها‪ ،‬وتحويلها إلى �دوات في اللعبة السياسية»‪.‬‬ ‫عقب فشل المشروع الــوحــدوي بين سوريا ومصر تم‬ ‫فصل الـحــورانــي مــن الـحــزب بحجة تـ ّـزعـمــه لتيار يدعو‬ ‫أ‬ ‫لالنفصال‪ .‬إال �ن طه جابر العلواني‪ ،‬يرى في (حقيقة‬ ‫أ‬ ‫حزب البعث) �ن ميشيل عفلق ومجموعته كانوا من دعاة‬ ‫ً‬ ‫االنفصال والمحرضين عليه‪ ،‬قائال‪« :‬وقد كان عفلق حين‬ ‫أ‬ ‫تبنى دعوات عبد الناصر و� َّيد سياساته يستهدف ركوب‬ ‫أ‬ ‫الموجة لتحقيق وحدة مستعجلة‪ ،‬يمكن فكها في �قل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫برمت فيه‪ ،‬كما �ن عفلق كان‬ ‫من الوقت السريع‬ ‫الذي � أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫يظن �نه سيكون قادرا على الت�ثير في عبد الناصر بذات‬ ‫أ‬ ‫المستوى الذي �ثر فيه على الضباط السوريين‪ ،‬وبذلك‬ ‫يجير عبد الناصر وشعبيته ومكانته‪ ،‬ومــا كــان له من‬ ‫أ�مجاد في تلك المرحلة لصالح ذاتــه وحــزبــه»‪ .‬ويـ ُ‬ ‫ـردف‬ ‫أ‬ ‫العلواني ً‬ ‫واصفا «خيبة» ميشيل عفلق‪« :‬ولما ر�ى من عبد‬ ‫الناصر غير ما كان يتوهم سرعان ما َّنبه الخاليا النائمة‬ ‫للحزب الذي كان قد وافق على ّ‬ ‫حله‪ ،‬نبه تلك الخاليا‬ ‫أ‬ ‫إلى خيبة �مله في عبد الناصر وضرورة النهوض بالحزب‬ ‫من جديد‪ ،‬والتخلي عن عبد الناصر‪ .‬وإذا بعفلق يضحي‬ ‫بالوحدة وينضم آومن كان معه من عسكريين ومدنيين‬ ‫إلى خصوم لها‪ ،‬يت�مرون لفكها حتى حققوا االنفصال»‪.‬‬ ‫آ‬ ‫‪� 8‬ذار ‪ 1963‬قامت اللجنة العسكرية في «حزب البعث»‬ ‫بانقالب عسكري ضد الرئيس ناظم القدسي والحكومة‬ ‫المنتخبة في سوريا برئاسة خالد العظم‪ .‬بحجة «رجعية‬ ‫ال ـن ـظــام واالن ـف ـصــال عــن م ـصــر»‪ .‬ك ــان مــن نـتــائــج هــذا‬ ‫آ‬ ‫االنقالب‪ -‬والذي أ� ْ‬ ‫صبحت تسميته الرسمية «ثورة ‪�8‬ذار»‬ ‫في سوريا‪ -‬إلغاء التعددية السياسية واالقتصادية في‬ ‫البالد وقيام دولة الحزب الواحد‪ ..‬ناهيك عن نفاذ قانون‬ ‫ئ‬ ‫السورية‬ ‫الـطــوار منذ ذلــك التاريخ حتى بداية الثورة أ‬ ‫بداية العام ‪ 2011‬في محاولة يائسة من نظام بشار السد‬ ‫المتصاص االحتقان الشعبي ضد حكمه‪.‬‬ ‫تعبئة االنسان السوري ‪( ..‬تدجينه)‪:‬‬ ‫(الطالئع‪-‬اتحاد الشبيبة‪-‬اتحاد الطلبة)‬ ‫أ‬ ‫ي ـقــف ال ـطــالــب ف ــي س ــوري ــا ك ــل ص ـبــاح �م ـ ــام زمــائــه‪،‬‬ ‫أ‬ ‫مـ ّـرد ًدا «تراتيل» بعثية قوامها (�مة عربية واحــدة‪-‬ذات‬ ‫رســالــة خ ــال ــدة) ليعلن بــذلــك قـبــولــه غـيــر الـمـشــروط‪،‬‬ ‫ال ــدخ ــول ب ـقــدم ـيــه ال ـطــري ـت ـيــن إلـ ــى م ـم ـل ـكــة ال ـب ـعــث‪.‬‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تحقيق‬

‫يخضع الطالب السوري في المدارس لقواعد وضوابط‬ ‫أ‬ ‫�ق ـ ــرب إلـ ــى ال ـح ـي ــاة ال ـع ـس ـكــريــة‪ .‬ف ــي ع ـم ـل ـيـ ٍـة تـعـبــويـ ٍـة‬ ‫ممنهجة‪ ،‬تـهــدف السيطرة على عقل الطفل وطريقة‬ ‫إدراك ــه للمحيط ناهيك عــن التحكم بسلوكه‪ ،‬أتسمى‬ ‫البعث» تشمل المرحلة االبتدائية ب�كملها‬ ‫بـ «طالئع أ‬ ‫(من الصف أالول وحتى السادس)‪ .‬وعن هذه المرحلة‬ ‫ّ أ‬ ‫َ‬ ‫–طلب عدم الكشف عن اسمه‪-‬‬ ‫يحدثنا �حد الساتذة‬ ‫ًِ‬ ‫قائال‪« :‬في هذه المرحلة يقوم البعث بتجسيد المقولة‬ ‫الشعبية الـتــيأ تـقــول‪ :‬الـ ِـعـلــم فــي الصغر كالنقش على‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫مباشرة»‪ .‬ويضيف‬ ‫أالحجر‪ .‬لكن ب�قسى صورها و�ك أـثرها‬ ‫ً‬ ‫مستدركا‪« :‬لكن وبكل ت�كيد‪ ،‬العلم لدى هذه‬ ‫الستاذ‬ ‫المنظومة البعثية‪ ،‬هــو تــدجـيــن الـطــالــب عــن طريق‬ ‫تــرسـيــخ م ـبــادئ ال ـحــزب ال ــواح ــد فــي وع ـيــه وضـم ـيــره»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫بعد �ن ينهي الطالب المرحلة االبـتــدائـيــة‪ ,‬ويـكــون أ قد‬ ‫أ‬ ‫َّ‬ ‫تشبع‪ ،‬ولــو بالقليل مــن مـبــادئ و�ف ـكــار البعث‪ ,‬ت�تي‬ ‫المرحلة التالية من مراحل «تدجين» االنسان السوري‪،‬‬ ‫أ‬ ‫�ال وهي مرحلة انتسابه إلى «اتحاد شبيبة الثورة»‪ .‬وهي‬ ‫منظمة شبابية رديفة لحزب البعث‪« ،‬تكون فيها جرعة‬ ‫أ أ‬ ‫ً‬ ‫تنسيقيا وعبثية‬ ‫للطالب �كبر و�ك ـثــر‬ ‫الغسل الدماغي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بنفس الوقت»‪ .‬بتعبير الستاذ (م‪.‬ن) الذي شارك �ثناء‬ ‫هذه المرحلة في تنظيم العديد من النشاطات الشبابية‬ ‫لالتحاد في مدينة القامشلي‪ /‬شمال شرق سوريا‪ .‬وفي‬ ‫ســؤالـنــا لــه عــن أمــاهـيــة ه ــذه الـنـشــاطــات والـغــايــة منها‪.‬‬ ‫حدثنا (م‪.‬ن) مت� ً‬ ‫َّ‬ ‫سفا على مشاركـته في «ترويض العقل‬ ‫السوري بما يتناسب وقوالب البعث» على حد تعبيره‪:‬‬ ‫« جميع المراحل البعثية‪ ،‬بـ ً‬ ‫ً‬ ‫وانتهاء‬ ‫ـدءا من الطالئع‬ ‫باتحاد الطلبة الجامعيين‪ ،‬تكون مصحوبة بنشاطات‬ ‫ومعسكرات تهدف إلى استالب القدرات الفردية للطالب‬ ‫وزجه في معركة عبثية يكون خاس ًرا فيها ذاته مهما فعل»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ومــن النشاطات التي د�بــت «منظمة طالئع البعث»‬ ‫أ‬ ‫على تنظيمها كانت مسابقات الـ ّـرواد‪ .‬وهنا يحدثنا � أحد‬ ‫التالميذ الذين شاركوا في مسابقة للرسم‪ :‬أ«� ُ‬ ‫عتقد ب�ني‬ ‫ُ أ أ أ‬ ‫أ‬ ‫ُ‬ ‫كنت �تمنى �ن �كون عندما‬ ‫كنت مشروع رسام‪� ،‬و هكذا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المسابقة بالقرب مني في‬ ‫مشرف‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ـر‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫�‬ ‫الصف أو�مرني برسم صــورة لحافظ أالســد كانت َّ‬ ‫معلقة‬

‫متحس ًرا‪ُ :‬‬ ‫على حائط الغرفة»‪ .‬ثم يردف ّ‬ ‫«خ ّيل المشرف‬ ‫ِ أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫مسدسا فوق ر�سي أبينما كنت �هيم بالرسم‪،‬‬ ‫لي يحمل‬ ‫أ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الكبرى‬ ‫كانت‬ ‫خسرت أالمسابقة لكن �عتقد ب�ن خسارتي‬ ‫الحياة ب�كملها»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫�ثناء الدراسة الجامعية ينتسب الطالب إلى ما يسمى بـ‬ ‫أ‬ ‫«االتحاد الوطني لطلبة سوريا»‪ .‬وقد �ثبت هذا االتحاد‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وقت مضى �نه مجرد‬ ‫خالل الثورة السورية �كـثر من �ي ٍ‬ ‫«حظيرة لتفريخ الشبيحة الـصـغــار»‪ .‬بتعبير الطالب‬ ‫«سعيد» المستقيل من هذا االتحاد‪/‬فرع حلب مع بدء‬ ‫الحراك الثوري في الجامعة‪ً .‬‬ ‫مضيفا‪« :‬يرتبط هذا االتحاد‬ ‫بصالت قوية مع الفروع أالمنية‪ ،‬وقد تبلور دوره تماماً‬ ‫في قمع الحراك الطالبي في جامعة حلب‪ ،‬حيث ّ ِوزعت‬ ‫بطاقات على المنتسبين لهذا االتحاد والذين أ�ظهروا ً‬ ‫والء‬ ‫ً‬ ‫مطلقا للنظام‪ ،‬بطاقات ّ‬ ‫تخولهم تفتيش زمالئهم وتشفع‬ ‫أ ِ‬ ‫أ‬ ‫لهم �ثناء قيام قوات المن بحمالت اعتقال عشوائية في‬ ‫أ‬ ‫فردية خفيفة‬ ‫الجامعة‪ .‬ناهيك عن حصولهم على �سلحة أ‬ ‫ورشاشات تدربوا على استعمالها في الفروع المنية»‪.‬‬

‫آ‬ ‫‪� 8‬ذار ‪ 1963‬قامت اللجنة العسكرية‬ ‫فــي «ح ــزب الـبـعــث» بــانـقــاب عسكري‬ ‫ضــد الرئيس نــاظــم القدسي والحكومة‬ ‫المنتخبة في سوريا برئاسة خالد العظم‪.‬‬ ‫بحجة «رجعية النظام واالنفصال عن‬ ‫مصر» وسمي هذا االنقالب ثورة الثامن‬ ‫آ‬ ‫من �ذار‬

‫وتـنـتـشــر فــي بــاحــات الـجــامـعــات ال ـســوريــة مـجـمــوعــات‬ ‫مـ ــن ال ـط ـل ـب ــة ي ـح ـم ــل ب ـع ـض ـه ــم ه ـ ـ ـ ـ ـراوات‪ ,‬بـحـســب‬ ‫شـ ـ ـه ـ ــادات م ـ ــن الـ ـ ـط ـ ــاب‪ .‬ي ـ ـشـ ــاركـ ــون ف ـ ــي م ـراق ـب ــة‬ ‫أ‬ ‫وقـ ـم ــع �ي حـ ـ ـراك ش ـب ــاب ــي ب ــاإلض ـأـاف ــة إلـ ـ أـى إطــاق ـهــم‬ ‫ل ـش ـع ــارات اس ـت ـف ـزازي ــة ت ـم ـ ِ ّـج ــد الس ـ ــد الب واالب ـ ــن‪.‬‬ ‫وبهذه المنهجية يكون الحزب قد َّ‬ ‫«دجن» شريحة واسعة‬

‫من المجتمع‪ ،‬من خالل متابعة المواطن السوري منذ‬ ‫المرحلة االبتدائية وص ـ ً‬ ‫ـوال إلــى المرحلة الجامعية من‬ ‫أ‬ ‫تنظيمية تزرع فيه «حب القائد»‬ ‫خالل ت�طيره في هياكل‬ ‫أ‬ ‫وال ـحــزب‪ .‬وتـحـ َّـدثـ ْـت إحــدى الرق ــام ُبعيد ان ــدالع الثورة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫السورية عن �كـثر من ‪� 180‬لف منتسب لحزب البعث‬ ‫أ‬ ‫في إحدى المحافظات السورية �ي ما يقارب ربع إجمالي‬ ‫عدد سكان المحافظة بالكامل!‬ ‫أ‬ ‫البعث و�زمة المادة (‪:)8‬‬ ‫كان إلغاء المادة الثامنة من الدستور السوري‪ ،‬والتي‬ ‫تجعل من حزب البعث ً‬ ‫«قائدا للدولة والمجتمع» إحدى‬ ‫المطالب التي نادى بها الثوار منذ بدء الثورة السورية‪،‬‬ ‫وبالفعل تم إلغاء هذه المادة بعد حوالي عام من ذلك‪.‬‬ ‫آ‬ ‫ً ًأ‬ ‫تماما �مــام مـر�ة الواقع‪ ،‬بعد‬ ‫فوجد الحزب نفسه عاريا‬ ‫أ�ن أ� ْ‬ ‫ز‬ ‫زيحت عنه ستائر الشرعية الدستورية‪ .‬و اد الجدل‬ ‫أ‬ ‫في الوســاط المحيطة بالنظام حول مصير االتحادات‬ ‫والـمـنـظـمــات الـحــزبـيــة الـتــي كــانــت ت ـمـ َّـول مــن ميزانية‬ ‫الدولة وتتحرك تحت غطائها‪ ..‬وفي هذا السياق يقول‬ ‫ً‬ ‫محاوال استدراك‬ ‫رئيس منظمة «اتحاد شبيبة الـثــورة»‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫متحدثا عــن مصير االت ـحــاد‪�« :‬عتقد‬ ‫هــذه «الـهــزيـمــة»‪,‬‬ ‫أ‬ ‫�ن ـنــا بـحــاجــة لصيغ جــديــدة تــؤطــر ه ــذا الـعـأمــل كاتحاد‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫عــام للشباب‪� ،‬و مجلس �عـلــى للشباب كــ�حــد الصيغ‬ ‫المطروحة‪ ،‬كما هناك حاجة إلطــار حكومي يعبر عنه‬ ‫أ‬ ‫مــن خــال وزارة أالـشـبــاب (عـلــى سبيل الـمـثــال)‪ ،‬و�نــا‬ ‫أ‬ ‫�ميل للمجلس العـلــى للشباب يضم مجموعة وزارات‬ ‫أ‬ ‫ُّ‬ ‫ويستشف الـقــارئ من‬ ‫�و هيئات حكومية وشعبية»‪. ‬‬ ‫هــذا التصريح لرئيس االت ـحــاد‪ ،‬عــدم اسـتـعــداد البعث‬ ‫التسلطية للدولة والمجتمع السوري‪.‬‬ ‫للتنازل عن قيادته أ أ‬ ‫القطري‬ ‫المساعد لحزب‬ ‫وفي تصريح مشابه �كد المين‬ ‫أ‬ ‫البعث العربي االشـتـراكــي محمد سعيد بخيتان‪�« :‬ن‬ ‫الحزب الحاكم في سورية منذ حوالي خمسين ً‬ ‫عاما لم‬ ‫يستمد قــوتــه مــن الـمــادة الثامنة فــي الــدسـتــور الـتــي تم‬ ‫أ‬ ‫استبدالها في المشروع الجديد‪ ،‬و�ن الغاء هذه المادة‬ ‫لن يؤثر على دور الحزب»‪.‬‬ ‫نيسان ‪ 2014‬العدد (‪)10‬‬

‫‪9‬‬


‫‪www.dawdaa.com‬‬ ‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫إضاءة‬

‫تحقيق‬

‫تحوالت سورية في الثورة‬ ‫نشطاء مدنيون انضموا لتنظيم «الدولة» ومواطنون سوريون ينضمون ألجل « المعيشة»‬

‫¶ محمود الدرويش‬ ‫أ‬ ‫م ـع ــارض لـنـظــام السـ ــد وم ـش ــارك بــال ـثــورة ال ـســوريــة منذ‬ ‫أ‬ ‫انطالقتها‪ ،‬يهتف ب�على صوته في المظاهرات سوريا حرة‪.‬‬ ‫هكذا كانت بدايته مع الثورة السورية ناشط مدني‪ ،‬مشارك‬ ‫أ‬ ‫بالمظاهرات‪ ،‬ومسعف في بعض الحيان للجرحى الذين‬ ‫أ‬ ‫يصابون خالل المظاهرات برصاص المن في حلب‪.‬‬ ‫أ‬ ‫محمد (السم مستعار‪ 23‬عاما) طالب جامعي في جامعة‬ ‫أ‬ ‫حلب من محافظة الرقة �نخرط في صفوف العمل السلمي‬ ‫منذ بدايته في مدينة حلب مع زمالء له‪.‬‬ ‫أ‬ ‫يـقــول محمد ‪ :‬بـعــد تـحــريــر محافظة الــرقــة ب ــد�ت بنشاط‬ ‫أ‬ ‫كناشط مدني في �حد التجمعات المدنية وكنا نساعد في‬ ‫أ‬ ‫إدارة المدينة وتلبية �حـتـيــاجــات الـنــازحـيــن بــل نعارض‬ ‫بعض تصرفات الجيش الحر وجبهة النصرة ونتكلم عنها في‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫جريدتينا التي �طلقها تجمعنا ( �خفي �سم الجريدة والتجمع‬ ‫أ أ‬ ‫حفاظا على �من �هل محمد حيث مازالوا في مناطق تحت‬ ‫سيطرة تنظيم الدولة اإلسالمية في العراق والشام)‬

‫تحول‪..‬‬

‫محمد كان يرتاد مقرات جبهة النصرة كـثيرا بسبب قراباته‬ ‫أ‬ ‫مع �حد القادة العسكريين لمناقشة بعض المشاكل معهم‪،‬‬ ‫لكن مــع زيــاراتــه المتكررة تــوطــدت عالقته مــع كـثير من‬ ‫أ‬ ‫العناصر والقادة والشرعيين داخل التنظيم‪ ،‬وبد� يحضر‬ ‫معهم الدروس العقائدية التي تتضمن دروس دينية عقائدية‬ ‫لفهم الدين الصحيح كما يقول محمد‪.‬‬ ‫يتابع محمد حديثه‪ :‬شدتني تلك الــدروس وتلك الحماسة‬ ‫في إعطاء ال ــدروس وخاصة تلك التي تتحدث عن حفظ‬ ‫دمــاء المسلمين وضــرورة الجهاد في سبيل ذلك ومقاتلة‬ ‫أ‬ ‫العدو الذي ينتهك العراض ويقصف المسلمين في سوريا‪.‬‬ ‫أ‬ ‫بد� محمد في التحول في الشهر الخامس من العام ‪2013‬‬ ‫أ‬ ‫فبد� نشاطه مع تجمعه المدني ينعدم شيئا فشيئا حتى‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وصل القطيعة النهائية وبد� تواجده �كـثر مع تنظيم الدولة‬ ‫أ أ‬ ‫اإلسالمية في العراق والشام كما �صبح �سمهم بعد مبايعتهم‬ ‫للبغدادي‪.‬‬

‫أ‬ ‫�خيرا قرر محمد االنضمام أبشكل رسمي للتنظيم فخضع خوارج‬

‫آ أ‬ ‫يعتقد محمد الن �ن تنظيم الدولة هو من الخوارج الذين‬ ‫يضعون شعا ًرا «ومــا الحكم إال لله» ويتسترون باإلسالم‬ ‫للوصول للحكم ولكنهم بالحقيقة ال يعملون بالشريعة‬ ‫اإلسالمية الصحيحة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ظهر مذهب الخوارج في عصر الخليفة علي بن �بي طالب‬ ‫بعد حادثة التحكيم بينه وبين معاوية حيث قبلوا بالتحكيم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ� ً‬ ‫وال ولكنهم عند العودة �رادوا من علي بن �بي طالب الرجوع‬ ‫ومقاتلة معاوية لكنه رفض‪ .‬فقاموا باالنشقاق عنه ودبروا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مكيدة لقتل علي بن �بــي طالب ومعاوية بن �بــي سفيان‬ ‫وعمرو بن العاص في يوم واحد ولكنهم فشلوا مع معاوية‬ ‫أ‬ ‫وعمرو بن العاص وقتلوا علي بن �بــي طالب‪ .‬ومنذ ذاك‬ ‫الوقت وهم يرفعون شعارا « وما الحكم إال لله»‪.‬‬

‫لمعسكر تدريبي وعقائدي و�صبح مقاتال في صفوف الدولة‬ ‫اإلسالمية في العراق والشام أ�و ً‬ ‫جنديا في صفوف الدولة‬ ‫على حد تعبير محمد‪.‬‬ ‫أ‬ ‫عــن الس ـبــاب الـتــي جعلته ينظم لـصـفــوف الــدولــة يقول‬ ‫محمد‪ :‬إن ما شاهدته من إلتزام في صفوف المقاتلين في‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫تنظيم الدولة وثباتهم جعلني �قتنع ب�نهم هم الحل المثل‬ ‫لهكذا نظام‪.‬‬ ‫أ‬ ‫يتابع محمد‪ :‬جرائم النظام الطائـفية ضد �هــل السنة في‬ ‫أ‬ ‫ســوريــا كــانــت �يـضـ ًـا دافـعــا لالنتساب للتنظيم‪ ،‬فالنظام‬ ‫أ‬ ‫يستهدف �هــل السنة بمذابح جماعية ويغتصب النساء‬ ‫أ‬ ‫ويذبح الطفال بالسكاكين في كل اقتحام يقوم به للمدن‬ ‫أ‬ ‫السورية‪ .‬يضيف محمد‪ً � :‬‬ ‫يضا مشاركة الميليشيات الشيعية‬ ‫أ‬ ‫من حزب الله ولواء �بو الفضل العباس في الحرب بجانب‬ ‫أأ‬ ‫ًأ‬ ‫أالنظام جعلني �ت�كد كـثيرا �ن هذه الحرب هي حرب ضد يـصــف ك ـثـيــر م ــن الـعـلـمــاء الـمـسـلـمـيــن ال ــدي ــن اإلســامــي‬ ‫بالوسطية‪ ،‬بل يقولون أ� ً‬ ‫�هل السنة والمسلمين‪.‬‬ ‫يضا إن الوسطية من الخصائص‬ ‫أ آ‬ ‫العامة للدين اإلسالمي ومستندين في ذلك على �ية قر�نية‬ ‫«وكذلك جعلناكم أ�مة ً‬ ‫البدايات ‪..‬‬ ‫وسطا لتكونوا شهداء على الناس»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫محمد ورفاقه طالبوا بالحرية‬ ‫منذ بداية الثورة كما �نهم أ طالبوا (البقرة‪)143 :‬‬ ‫أ‬ ‫بدولة ديمقراطية ومدنية كما �نهم طالبوا بتدخل �جنبي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ضد قوات السد ولكن يقول محمد أخذالن المجتمع الدولي �ما التطرف في اإلسالم بحسب علماء كـثير فهو �مر مرفوض‬ ‫وصمته على مذابح‬ ‫السوريين جعلني �ضع المجتمع الدولي في الدين ويعبر عنه في النصوص الشرعية بـ «الغلو» وكـثير‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫في خانة النظام وبد�ت �سميه الغرب الكافر‪.‬‬ ‫من الحاديث المروية عن الرسول �ثبت العلماء صحتها‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫محمد الن ترك صفوف تنظيم الدولة وعن السباب التي تحذر من الغلو في الدين كحديث رواه المــام �حمد في‬ ‫جعلته يترك أالتنظيم يقول‪ :‬لقد كنت دائما من المدافعين مسنده والنسائي وابــن ماجه فــي سننهما‪ ،‬والـحــاكــم في‬ ‫أ‬ ‫عن الدولة و�قــول في كل‬ ‫محفل إن هذه اإلشاعات التي مستدركه «عن ابن عباس رضي الله عنهما �ن النبي صلى‬ ‫أ‬ ‫يطلقونها عن الدولة ما هي إال �مر باطل كون التنظيم يرفع الله عليه وسلم قال‪ :‬إياكم والغلو في الدين‪ ،‬فإنما هلك‬ ‫أ‬ ‫راية اإلسالم‪ ،‬ولكن مع بداية حربهم مع‬ ‫الجيش الحر في من قبلكم بالغلو في الدين‪ .‬وقال المناوي وهو �حد علماء‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫الرقة وخاصة �حفاد‬ ‫الرسول والـفــاروق بــد�ت �قــف جانبا الدين اإلسالمي في كـتابه « فيض القدير» هــذا الحديث‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وال �دلي بتصريحات‪ ،‬كما �ن التكـفير الذي‬ ‫اتبعه التنظيم صحيح على شرط مسلم‪.‬‬ ‫أ‬ ‫في مواجهة خصومه جعلني �تراجع للخلف كـثي ًرا فاإلسالم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫جعل التكـفير من المور الكبيرة وليس من السهل تكـفير �سباب �خرى‬ ‫مسلم بحسب محمد‪.‬‬ ‫عند سيطرة تنظيم الدولة اإلسالمية في العراق والشام على‬ ‫كامل محافظة الرقة وتغلبه على الجبهة اإلسالمية وفصائل‬ ‫أ‬ ‫من الجيش الحر في شهر كانون الثاني من العام �لفين‬ ‫أ‬ ‫و�ربـعــة عشر‪ ،‬بــادر كـثير من شيوخ العشائر العربية في‬ ‫المحافظة بمبايعة الدولة اإلسالمية وسببت تلك الخطوة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ستياء النشطاء المدنيين في المدينة الذين �يضا غادروها‬ ‫بسبب التضيق عليهم وعبروا عن ذلك كـثي ًرا على صفحاتهم‬ ‫الشخصية في الفيس بوك إن شيوخ العشائر في بداية الثورة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ� ً‬ ‫يضا اجتمعوا في الرقة وبايعوا بشار السد «بيعة �بدية»‬ ‫أ‬ ‫والن يبايعون تنظيم الدولة نفس البيعة‪.‬‬

‫سوريا‪ -‬مقاتلون لتنظيم «الدولة اإلسالمية في العراق والشام»‬

‫‪10‬‬

‫شباط‬ ‫نيسان ‪20‬‬ ‫العدد (‪)8‬‬ ‫‪)10(2014‬‬ ‫العدد‬ ‫‪2014‬‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تحقيق‬

‫أ‬ ‫يرجع ناشط مدني من محافظة الرقة متابع للمور هناك‬ ‫اليريد اإلفصاح عن اسمه‪ :‬إن سبب مبايعة شيوخ العشائر‬ ‫في الرقة لتنظيم الدولة هو المحافظة على مكانتهم لدى‬ ‫أ‬ ‫صناع القرار بالمحافظة والتمتع ببعض االمتيازات‪ .‬و�يضا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫من �سباب المبايعة المحافظة على �بناء العشيرة ووجود‬ ‫شخص يستطيع حل المشاكل مع تنظيم الدولة في حال‬ ‫حدثت مع العشيرة‪.‬‬

‫ومعيشة‬ ‫مال‬ ‫أ‬ ‫أ‬

‫عدة �سباب �خرى تدفع بعض الشباب السوري لإلنضمام‬ ‫أ‬ ‫لتنظم الدولة وإحدى تلك السباب هو وجود دخل مادي‬ ‫أ‬ ‫يستطيع من ينتسب إلى التنظيم �ن يقتات منه‪.‬‬ ‫خالد (‪ )17‬يعمل ككاتب للمحكمة اإلسالمية التابعة لتنظيم‬ ‫الدولة اإلسالمية في العراق والشام في مدينة منبج بريف‬ ‫حلب الشرقي التي يسيطر عليها التنظيم‪.‬‬ ‫أ‬ ‫عاما ً‬ ‫يقول خالد‪ً :‬‬ ‫كامال دون عمل و�صبحت الحال ضيقة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫على اله ــل فــاضـطــررت إلــى البحث عــن عمل ولــم �جــد‪،‬‬ ‫أ‬ ‫فتوجهت إلى مقر تنظيم الدولة و�بديت رغبتي في اإلنضمام‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫لصفوف الدولة فلم يعارض المير الذي يكنى ب�بي قتادة‬ ‫أ أ أ‬ ‫أ‬ ‫المر وطلب مني بعض البيانات الشخصية السم و�سم الب‬ ‫أ‬ ‫ومكان السكن ثم �خبرني بالعودة بعد يومين‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يتابع خالد‪ :‬عدت بعد يومين و�خبرني مسؤول التجنيد �بو‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫قتادة �نه علي الخضوع لتدريب عقائدي وقتالي لكي �صبح‬ ‫أ‬ ‫جاهزا ووافقت وبعد ثالثة �يام ذهبت لمعسكر للتدريب‬ ‫(لــم يفصح عــن مكانه) وكــانــت الـمــدة شهر كــامــل تتنوع‬ ‫فيه التدريبات في اليوم الواحد بين القتالية والعقائدية‪.‬‬ ‫بعد االنتهاء تم فرزي إلى المحكمة اإلسالمية ككاتب عند‬ ‫قاضي شرعي‪ ،‬ومن مهامي تسجيل الدعاوي وترتيب مواعيد‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الجلسات للتحاكم �مــام القاضي ويبد� دوامــي من الساعة‬ ‫أ‬ ‫العاشرة صباحا وحتى الثالثة عصرا و�تقاضى راتبا شهريا‬ ‫أ‬ ‫يصل إلى خمسة وعشرون �لف ليرة سورية‪.‬‬ ‫يستقطب تنظيم الــدولــة ويــرحــب ك ـثـيـ ًرا بإنضمام صغار‬ ‫أ‬ ‫السن الذين يتراوح �عمارهم بين الخامسة عشر والعشرين‬ ‫أ‬ ‫عاما كون هذه الفئة من الممكن الت�ثير عليها بشكل كبير‬ ‫أ‬ ‫وزرع �فكار التنظيم داخل عقولهم من خالل التدريبات‬ ‫والمعسكرات التي يقيمها للمنتسبين حديثا إلى صفوفه‪،‬‬ ‫حيث تكون في الغالب خلفيتهم الدينية ضعيفة‪.‬‬

‫سوريا‪ -‬مقاتلون لتنظيم «الدولة اإلسالمية في العراق والشام»‬

‫توبة‬

‫ال ينظر كـثي ًرا تنظيم الدولة في الخلفية الثورية للمنتسبين‬ ‫أ‬ ‫لــه‪ ،‬بــل يعتمد ك ـثـيـرا على مـبــد� الـتــوبــة ال ــذي يظهر فيها‬ ‫الشخص توبته عن معاصيه السابقة وإنضمامه إلى الدولة‬ ‫أ‬ ‫يجب ماقبله فهي تسعى إلقامة الدولة اإلسالمية على مبد�‬ ‫أ‬ ‫�ن اإلسالم يجب ماقبله‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يذكر �حــد النشطاء فــي مدينة الــرقــة �نــه تعرف على �حــد‬ ‫أ‬ ‫المنتسبين لتنظيم الدولة واتضح له ب�نه كان من ميلشيا‬ ‫ال ــدف ــاع الــوط ـنــي ال ــذي شـكـلــه ال ـن ـظــام قـبــل خــروجــه من‬ ‫أ‬ ‫المحافظة وعند مراجعته لحد معارفه في التنظيم ليشرح له‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ن الشخص كان من الدفاع الوطني �جابه‪ :‬إن الله سبحانه‬ ‫وتعالى يقبل توبة العبد‪.‬‬ ‫أ‬ ‫يقدر ناشطون �ن عدد ميلشيات الدفاع الوطني في محافظة‬ ‫أ‬ ‫الرقة وصل إلى �لف وخمسمئة شخص‪ ،‬اختفوا عند دخول‬ ‫أ‬ ‫الجيش الحر والكـتائب اإلسالمية إلى المدينة في شهر �ذار‬ ‫من العام الفائت‪.‬‬ ‫يقول الناشطون في المدينة إن كـثير من عناصر الدفاع‬ ‫أ‬ ‫الوطني انتسبوا لصفوف الدولة والعـمــال «التشبيحية»‬ ‫أ‬ ‫التي قاموا بها على زمــن النظام‪ ،‬يقومون بها الن بإسم‬

‫أ‬ ‫تنظيم الدولة اإلسالمية في العراق والشام بل باتت �عمالهم‬ ‫أ‬ ‫�كـثر تشبيحا حيث يقومون بخطف الناشطين المعارضين‬ ‫للنظام السوري منذ إنطالقة الثورة كما حدث مع الناشط‬ ‫فـراس الحاج صالح وابراهيم الـغــازي والدكـتور اسماعيل‬ ‫أ‬ ‫الحامض واغتيال الناشط مهند حبايبنا كل تلك السماء‬ ‫من المعارضين للنظام السوري منذ بدء الثورة وبعضها قبل‬ ‫قيامه وعرفوا بنشاطهم المدني واإلغاثي واإلعالمي‪.‬‬ ‫أ‬ ‫يبقى الـك ـثـيــر مــن الس ـب ــاب فــي تـحــول بـعــض السوريين‬ ‫أ‬ ‫من العتدال في الدين إلى انتسابهم لتنظيمات متطرفة‬ ‫كـتنظيم الدولة في العراق والشام غامضة بسبب التكـتم‬ ‫الشديد الذي يمارسه التنظيم حول نفسه‪ ،‬مما جعل كـثير‬ ‫من الباحثين يدرسون تلك الظاهرة بشكل جدي حيث‬ ‫أ‬ ‫�صبح التطرف يهدد المجتمع السوري بشكل واضح بعد‬ ‫أ أ‬ ‫�ن العـتــدال والتسامح هو سمة السوريين بشكل عام‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ولكن كـثير من المعارضين يرجعون �سباب تطرف بعض‬ ‫السوريين هو تخاذل الجميع في نصرة الشعب وثورته ضد‬ ‫نظام يقتل شعبه بشكل يومي بكل مايتوفر له من سالح‬ ‫دون أ�ن يجد من يردعه أو� ً‬ ‫يضا استنجاده بميليشيات طائـفية‬ ‫أ‬ ‫شيعية جعلت الكـثير من السنة يعتقدون �ن هذه الحرب‬ ‫هي موجهة ضدهم‪ ،‬و إن المجازر التي تحدث في سوريا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫تحدث بحقهم دون �ن يقدم �حد لهم يد المساعدة‪.‬‬

‫نيسان ‪ 2014‬العدد (‪)10‬‬

‫‪11‬‬


‫ضوء‬

‫ترجمة‬

‫سلسلة تفكك النظام السوري‬ ‫الحلقة األولى‪ :‬عائلة األسد تبدأ عملية التنظيف الذاتي‬

‫أ‬ ‫مهما حاول بشار السد إخفاء العيوب والضعف في‬ ‫أ أ‬ ‫نظامه فــإن المؤشرات تــدل على �ن الم ــور بالنسبة‬ ‫ً‬ ‫تدريجيا نحو االنهيار‪ .‬لقد تم تخصيص هذه‬ ‫له تسير‬ ‫أ‬ ‫السلسلة الستعراض مجموعة الحــداث التي تشكل‬ ‫مــن وجـهــة نظرنا مــؤشـ ًرا واضـحـ ًـا على تفكك النظام‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مــن داخـلــه‪ .‬كما �نـهــا موجهة لدعم �ولـئــك الــذيــن ما‬ ‫زال ــوا يـعــانــون وب ــدؤوا يـفـقــدون صبرهم ولـنـقــول لهم‬ ‫أ‬ ‫بــ�ن نصرهم ال مفر منه‪ .‬ورئيس الدولة الــذي يستمر‬ ‫أ‬ ‫بالكذب والقتل‪ ،‬الشياء التي ال يتقن فعل غيرها‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ال يمكن له وال بــ�ي حال من الحــوال �ن يعيد بناء‬ ‫أ‬ ‫الـعــاقــة مــع الـســوريـيــن الــذيــن ك ــان باستطاعته �ن‬ ‫أ‬ ‫يكسبهم إلى جانبه لو �نه استجاب لصرخات الشباب‬ ‫آ‬ ‫والنساء والرجال عندما خرجوا إلى الشوارع في �ذار‬ ‫‪ 2011‬ليطالبوا باحترام حقهم في الحرية والعدالة‪ .‬حق‬ ‫حرموا منه منذ ما ما يقرب الخمسين ً‬ ‫عاما من قبل‬ ‫والده ومن قبله فيما بعد‪.‬‬ ‫أ‬ ‫نـبــد� إذن هــذه السلسلة‪ ،‬التي تــروي تفكك النظام‬ ‫أ‬ ‫السوري‪ ،‬من العائلة الرئاسية التي على ما يبدو �نها‬ ‫أ‬ ‫ليست بمن�ى عن التنظيف الذاتي‪.‬‬

‫رئـيــس الــدولــة ال ــذي يستمر بالكذب‬ ‫أ‬ ‫وال ـق ـتــل ال يـمـكــن ل ــه �ن يـعـيــد بـنــاء‬ ‫العالقة مع السوريين‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫وفقا لموقع ‪ All4Syria‬غادرت بشرى السد‪ ،‬شقيقة‬ ‫أ‬ ‫الرئيس السوري‪ ،‬البالد لتستقر مع �والدها في دبي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مصطحبة معها الموظفين ذاتهم الذين رافقوها في عام‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫‪ 2008‬عندما حاولت �ن تعبر لخيها عن عدم رضاها‬ ‫آ‬ ‫عن إذالل زوجها �صــف شوكت المعروف بكبريائه‬ ‫أ‬ ‫وعـنـفــوانــه‪ .‬سجلت �والده ــا فــي م ــدارس محلية وهي‬ ‫آ‬ ‫اليوم تتمتع بالحماية الكاملة من قبل �ل مكـتوم في‬ ‫دولة اإلمارات‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫نيسان ‪ 2014‬العدد (‪)10‬‬

‫أ‬ ‫في العام ‪ 2008‬بــد� رئيس الدولة السورية بتهميش‬ ‫زوج شقيقته‪ ،‬الذي كان يتولى حينها قيادة المخابرات‬ ‫ال ـع ـس ـكــريــة‪ ،‬ال ـت ــي تـم ـثــل ف ــي ذل ــك ال ــوق ــت وكــالــة‬ ‫أ‬ ‫االسـتـخـبــارات الـســوريــة الرئيسية‪ .‬كــان بـشــار الســد‬ ‫أ‬ ‫يخشى من �ن يستفيد صهره من العالقات التي بناها‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫�ثناء �داء واجباته مع عــدد من السياسيين و�جهزة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫محتمال‬ ‫المخابرات الجنبية ومــن �ن يشكل بــديـ ًـا‬ ‫أ‬ ‫له‪ ،‬ال سيما لدى الدول التي تميل إلى استبدال ر�س‬ ‫واضحا ً‬ ‫ً‬ ‫وجليا‬ ‫النظام‪ .‬وعدم ثقته في زوج بشرى بدا‬ ‫عندما أ�قصاه ً‬ ‫ُ‬ ‫بعيدا عن لجنة التحقيق التي شكلت‬ ‫أ‬ ‫وقتها لتسليط الضوء على سلسلة الحداث الكارثية‬ ‫فــي س ــوري ــا‪ :‬قـصــف س ــاح ال ـجــو اإلس ـرائـيـلــي لمحطة‬ ‫الطاقة النووية قيد اإلنشاء في منطقة كابار على الضفة‬ ‫الشمالية لنهر الفرات (‪ 6‬سبتمبر ‪ ،)2007‬التفجير‬ ‫آ‬ ‫الذي وقع في منطقة �منة للغاية من كـفر سوسة في‬ ‫أ‬ ‫دمشق بالقرب من إدارة االستخبارات ‪ ،‬و�ودى بحياة‬ ‫أ أ‬ ‫عماد مغنية‪ ،‬رجل الجيش والمن الول في حزب الله‬ ‫اللبناني (‪ 12‬فبراير ‪ ،)2008‬وتصفية الجنرال محمد‬ ‫أ‬ ‫سليمان في بيته الواقع على �حد شواطئ طرطوس‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وهذا الخير كان المستشار العسكري لرئيس الدولة‬ ‫أ‬ ‫والمسؤول عن إمــدادات السلحة إلى سوريا وحزب‬ ‫الله‪ ،‬باإلضافة إلى مسؤوليته عن جميع برامج تطوير‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫السلحة المحظورة‪ ،‬بما في ذلك السلحة النووية‪،‬‬ ‫التي كان ينفذها مركز الدراسات والبحوث العلمية (‪1‬‬ ‫أ‬ ‫�غسطس ‪.)2008‬‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫الجوالن) �ن يثير إعجاب بعض الــدول العربية و�ن‬ ‫يجذب بعض دوائر اليسار الفرنسي من خالل لعب‬ ‫أ‬ ‫دور الـمـقــاوم والمتحدي للعدو ال كـبــر فــي المنطقة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫«اسرائيل»‪ .‬لكن عائلة السد تعلم حق العلم ب�ن تل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�بيب ال ت�خذ هذا الدور على محمل الجد‪ ،‬و�نه ليس‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�كـثر من غطاء للبقاء في السلطة �طول مدة ممكنة‪.‬‬ ‫وقد أ�شار تقرير اللجنة المذكورة إلى أ�ن النظام ٌ‬ ‫مستاء‬ ‫أ‬ ‫من الهجمات االسرائيلية‪ ،‬لكنه كالعادة ومنذ �يــام‬ ‫أ‬ ‫الب يحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين‪،‬‬ ‫بمعنى آ�خر‪ ،‬أ� ً‬ ‫بدا‪.‬‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫كان بشار السد يخشى من �ن يستفيد‬ ‫أ أ‬ ‫صهره من العالقات التي بناها �ثناء �داء‬ ‫أ‬ ‫واجباته مع عدد من السياسيين و�جهزة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المخابرات الجنبية ومــن �ن يشكل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫محتمال له‬ ‫بديال‬

‫أ‬ ‫ً‬ ‫غاضبة من وضــع والــد �طفالها الخمسة على الــرف‪،‬‬ ‫ً‬ ‫فضال عن تعيين العقيد حافظ مخلوف ابن خالها‪،‬‬ ‫ـرى آ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫رئـيـســا للجنة الـتــي كــانــت تـ فيها �ل ــة للحرب ضد‬ ‫أ‬ ‫زوجها‪ ،‬وال سيما بعد �ن ُسمح لها بالدخول إلى كل‬ ‫مكان والبحث فــي الـخـزائــن ونبش كــل السجالت‪،‬‬ ‫أ‬ ‫غ ــادرت بشرى لمدة عــام ً‬ ‫تقريبا لتقيم فــي �بوظبي‪،‬‬ ‫ًأ‬ ‫ً‬ ‫ومحتقرة �خيها الصغير الذي لم يكن‬ ‫تاركة لهم العنان‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫ً‬ ‫يوما بمستوى �بيه �و حتى �خيه الراحل باسل‪ .‬ونعتته‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بالدونية وبالخضوع تحت ت�ثير امر�تين‪ ،‬زوجته �سماء‬ ‫أ‬ ‫الخ ــرس‪ ،‬ومستشارته السياسية واالعــامـيــة بثينة‬ ‫شعبان الطموحة‪ .‬وصـلــت كلماتها الـقــويــة ووصفها‬ ‫آ‬ ‫البذيء إلى �ذان بشار‪ ،‬فقرر في نهاية ديسمبر ‪2008‬‬ ‫أ‬ ‫�ن ــه مــن ال ـض ــروري إجـ ـراء مـنــاقـشــة حــازمــة وصريحة‬ ‫مــع صهره المحجوز ً‬ ‫طبعا فــي ســوريــا‪ ،‬رجـ ًـا لرجل‪،‬‬ ‫أ‬ ‫المناقشة التي �دت إلى ّهز جدران الرئاسة‪.‬‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫هل من الضروري �ن نذكر بــ�ن اللجنة المزعومة لم‬ ‫ًأ‬ ‫تفصح عن النتائج التي توصلت لها ؟ وهل حقا �رادت‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ن تعرف ما حدث؟ لسنا مت�كدين‪ .‬النظام لم يشعر‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫يوما بواجب الشفافية �و بواجب مواجهة الشعب‬ ‫أ‬ ‫السوري بالحقيقة وفي جميع الحوال‪ ،‬الشعب فقد‬ ‫أ‬ ‫حقه في التعبير عن ر�يه في موضوع نقل وإدارة الطاقة‬ ‫أ‬ ‫منذ الـعــام ‪ .1963‬كما �ن النظام ومـنــذ فـتــرة طويلة‬ ‫أ‬ ‫جدا لم يعد ً‬ ‫ً‬ ‫معنيا كـثي ًرا بجارته اسرائيل �و بتدخالتها‬ ‫أ أ‬ ‫وهجماتها على سوريا‪ ،‬حتى وإن كان قد استطاع منذ في صيف عام ‪ ،2009‬هد�ت الجواء العائلية وعادت‬ ‫أ‬ ‫عام ‪ 1974‬تاريخ (اتفاقية فك االشتباك في مرتفعات بشرى مع �والدها إلى دمشق وبقيت هناك‪ ،‬على الرغم‬


‫ضوء‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫ترجمة‬

‫من الشتائم الجديدة التي ُوجهت لزوجها‪« ،‬المخلوع»‬ ‫من منصبه في االستخبارات العسكرية والمعين في \‪\1‬‬ ‫أ‬ ‫حزيران كمساعد لرئيس الركان في القوات المسلحة‬ ‫أ‬ ‫السورية‪ .‬وعلى الرغم من ترقيته في اللحظة الخيرة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫إلى درجة �على‪ّ ،‬إال �ن هذه النقلة بدت وك�نها جنازة‬ ‫أ‬ ‫من الدرجة الولى‪ .‬وبعد ذهابه إلى الالذقية إعر ًابا منه‬ ‫آ‬ ‫عــن استيائه‪ ،‬عــاد �صــف شوكت إلــى دمـشــق‪ ،‬لكن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جديدا‬ ‫منصبا‬ ‫هذه المرة لم يكن لديه الكـثير ليحتل‬ ‫أ آ‬ ‫فــي المقر‪ .‬وكــان واضـحـ ًـا جـ ًـدا للجميع �ن �صــف فقد‬ ‫أ‬ ‫�هميته وذلــك بعد تخفيض عــدد الـحــرس الشخصي‬ ‫المسؤول عن حماية منزله وتخفيض عدد السيارات‬ ‫أ‬ ‫الفاخرة �مام منزله‪.‬‬

‫أ‬ ‫النظام لم يشعر ً‬ ‫يوما بواجب الشفافية �و‬ ‫بواجب مواجهة الشعب السوري بالحقيقة‬ ‫أ‬ ‫وفي جميع الحــوال‪ ،‬الشعب فقد حقه‬ ‫أ‬ ‫في التعبير عن ر�يه‬

‫تلكلخ الـمـجــاورة يضفي المصداقية على الخبر‪ .‬وتم‬ ‫اإلعــان عن وفاته مساء يــوم عملية التفجير في مقر‬ ‫الخلية في ‪ 18‬حزيران ‪ ،2012‬العملية التي قد تكون‬ ‫ُدبرت لتغطية خبر موته بصورة رسمية‪.‬‬ ‫وبينما ي ــزداد الــوضــع س ـ ً‬ ‫ـوءا فــي ســوريــا على الشعب‬ ‫وعلى النظام غير القادر على استعادة سلطته بالرغم‬ ‫من الثمانية عشر شه ًرا من القمع غير المسبوق‪ ،‬تقرر‬ ‫ًأ‬ ‫مرة �خرى لتوجه بذلك ضربة‬ ‫بشرى إذن مغادرة البالد‬ ‫أ‬ ‫قوية لخيها‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ً أ‬ ‫مالءمة‪� ،‬ن تكون‬ ‫من الممكن‪ ،‬وهي الفرضية ال كـثر‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫مستقبال‬ ‫الرم ـلــة ق ــررت ال ـم ـغــادرة لتضمن لوالدهـ ــا‬ ‫ً‬ ‫تعليميا مـنــاسـبـ ًـا‪ .‬و إذا ك ــان ه ــذا هــو ال ـح ــال‪ ،‬فهذا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يعني �نه‪ ،‬على القل بالنسبة لها‪ ،‬سوريا لم تعد في‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫وضع �من يمكن الطفال والشباب من الوصول إلى‬ ‫المدارس وربما لن يعود هناك مدرسين في المدارس‪.‬‬ ‫أ‬ ‫خــاصـ ًـة و�ن ـهــا تمتلك الـخـبــرة فــي مـجــال التعليم من‬ ‫خــال دراستها للصيدلة وافتتاحها لمدرسة خاصة‬ ‫أ‬ ‫(مــدرســة البشائر) في منطقة قــرى الس ــد حيث كل‬ ‫شيء معفى من الضرائب هناك‪ ،‬المحالت التجارية‬ ‫أ‬ ‫والبنية والهواتف المحمولة‪ ...‬إلــخ‪ .‬وهــذه المنطقة‬ ‫أ‬ ‫كانت مفتوحة لالستثمار الخاص وال سيما لصحاب‬ ‫أ‬ ‫المشاريع في العائلة الرئاسية‪ .‬لكن وزير التعليم �علن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وك�ن ً‬ ‫شيئا لم يحدث و�ن‬ ‫استئناف الفصول الدراسية‬ ‫الحياة طبيعية في سوريا والسلطة لم تردع نفسها عن‬ ‫اإلعالن عن إجراء االنتخابات المحلية إليصال صورة‬ ‫مختلفة عن الوضع في الداخل السوري‪ .‬ولطالما كان‬ ‫إيصال الصورة عن الحياة المستمرة في سوريا يمثل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ولوية من �ولويات النظام على الرغم من تهدم ما يقارب‬ ‫ً‬ ‫خاصة‬ ‫‪ 10%‬من المؤسسات التعليمية في الـبــاد‪،‬‬ ‫في المناطق الخارجة عن سيطرته‪ .‬وإذا كانت هذه‬ ‫الصورة تخدع البعض من الباحثين عن السالم‪ ،‬فإنها‬ ‫أ‬ ‫ال تستطيع �ن تخدع شقيقة رئيس الدولة‪.‬‬

‫أ‬ ‫آ‬ ‫عندما اندلعت الثورة ضد بشار السد في �ذار ‪،2011‬‬ ‫أ‬ ‫لم يكن هذا الخير يعلم بعد ما سيفعله مع صهره‪.‬‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫و�صــف شوكت كان يطمح �ن يحتل منصب المين‬ ‫أ‬ ‫العام لمجلس المــن القومي الجديد الذي حل محل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مكـتب المن القومي في صيف ‪ .2009‬ولكن الحداث‬ ‫أ‬ ‫لم تترك لبشار �ي خيار لمواجهة التحدي الذي تفرضه‬ ‫االنتفاضة الشعبية ضد النظام تتطلب وحدة العائلة‬ ‫أ‬ ‫وتضامنها‪ .‬وفي ‪� 13‬يلول ‪ ،2011‬يقوم رئيس الدولة‬ ‫بتعيين آ�صف شوكت ً‬ ‫نائبا لوزير الدفاع داود راجحة‪،‬‬ ‫المسيحي‪ ،‬الذي حل محل اللواء علي حبيب‪ ،‬العلوي‬ ‫المقال من منصبه بسبب تعبيره عن شكوك وتوقفات‬ ‫حــول حجم وشكل مشاركة الجيش في الحملة‪ .‬في‬ ‫نهاية شهر أ�يــار ‪ ،2012‬يصبح آ�صــف شوكت ً‬ ‫عضوا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫في الخلية المركزية إلدارة الزمات التي �دت إلى موته‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫مسموما‪ .‬ولكن خبر موته غير مؤكد‪ّ ،‬إال �ن سلوك‬ ‫ً أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫شبيحة قرية المدحلة بصب جام غضبهم على �هالي وهناك فرضية �خرى لن نستبعدها‪ ،‬خاصة و�ن بشار‬

‫أ‬ ‫السد نفسه افتتح الكالم بها عندما تحدث عن انشقاق‬ ‫رئيس الــوزراء ريــاض حجاب‪ ،‬وهي فرضية التنظيف‬ ‫الذاتي‪ .‬صحيح أ�ن الوقت ينفذ أو�نه إذا كانت بشرى‬ ‫ترغب بإزالة اسمها عن قائمة العقوبات المفروضة من‬ ‫أ‬ ‫قبل االتحاد الوروبي‪ ،‬فمن المستحسن بالنسبة لها‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ن تبتعد �و على القل �ن تعلن ابتعادها عن �خيها‪.‬‬

‫أ‬ ‫عندما اندلعت الثورة ضد بشار السد في‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫�ذار ‪ ،2011‬لم يكن هذا الخير يعلم بعد‬ ‫مــا سيفعله مــع صـهــره الــذي كــان يطمح‬ ‫أ‬ ‫الحتالل منصب المـيــن العام لمجلس‬ ‫أ‬ ‫المن القومي‬ ‫باإلضافة إلــى كل ذلــك‪ ،‬ومنذ فترة ليست ببعيدة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�علن العقيد الطيار يوسف الســد‪ ،‬وهو من العائلة‬ ‫ال ـرئــاس ـيــة‪ ،‬انـشـقــاقــه عــن الـنـظــام وانـضـمــامــه لـلـثــورة‬ ‫ً أ‬ ‫احتجاجا على �وامــر القصف الجوي المفروضة على‬ ‫أ‬ ‫الطيران العسكري السوري‪ .‬هذا االنشقاق يعد � ً‬ ‫يضا‬ ‫ً‬ ‫جزءا من عملية التنظيف الذاتي‪.‬‬ ‫أ‬ ‫كذلك الخبر غير المؤكد عن انشقاق رجــل العمال‬ ‫أ‬ ‫نزار السعد‪ ،‬المسؤول عن القضايا المتعلقة بالنفط‪،‬‬ ‫أ‬ ‫صحيح �نه ليس من العائلة الرئاسية‪ ،‬لكنه وبحكم‬ ‫جدا من هذه العائلة‪ً ،‬‬ ‫مسؤولياته مقرب ً‬ ‫تماما كرامي‬ ‫أ‬ ‫مخلوف المقرب من بشار السد ومحمد حمشو المقرب‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫من ماهر الســد‪ .‬نـزار السـعــد هو شريك غسان مهنا‬ ‫خال رامي مخلوف في شركة «ليد» ‪ LEAD‬للخدمات‬ ‫النفطية‪.‬‬ ‫يتبع‪....‬‬ ‫ضوضاء‪/‬فريق الترجمة من الفرنسية‪ :‬زويا منصور‬ ‫المصدر‪ :‬مدونة صحيفة اللوموند الفرنسية‬

‫نيسان ‪ 2014‬العدد (‪13 )10‬‬


‫ضوء‬

‫ترجمة‬

‫ّ‬ ‫ينضمون إلى جبهة النصرة‬ ‫ثوار من الجيش السوري الحر‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫تنويه‪ :‬الرقام واإلحصائيات واللقاءات �جريت في �يار‪/‬مايو ‪2013‬‬ ‫التنظيم جيد الموارد‪ ،‬والمر أتبط بتنظيم القاعدة‪ ،‬يستدرج أالعديد‬ ‫من المقاتلين المناهضين للسد‪ ،‬حسب ما قاله قادة أال لوية‪.‬‬ ‫الجيش الـســوري الحر (الجهة المعارضة المسلحة الساسية‬ ‫في سوريا)‪ ،‬يخسر المقاتلين والـقــدرات لصالح جبهة النصرة‬ ‫أ‬ ‫أ(التنظيم اإلسالمي المرتبط بالقاعدة)‪ ،‬الذي يبرز على �نه القوة‬ ‫ً‬ ‫وتمويال ودافـعـ ًـا‪ ،‬بين القوى التي تقاتل ضد‬ ‫تجهي ًزا‬ ‫الفضل أ‬ ‫أنظام بشار السد‪.‬‬ ‫الدلة التي جمعتها «الغارديان» عن ازدياد قوة جبهة النصرة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫من خالل مقابالت مع قادة في الجيش السوري الحر في �نحاء‬ ‫المعضلة بالنسبة للواليات المتحدة وبريطانيا‬ ‫سوريا‪ ،‬تؤكد أعلى‬ ‫أ‬ ‫أوالحكومات الخ ــرى‪ ،‬لنها تفكر بتسليح الـثــوار المناهضين‬ ‫للسد‪.‬‬ ‫قال وزير خارجية الواليات المتحدة «جون كيري»‪« :‬إن سارت‬ ‫والمعارضة بشكل جيد‪ ،‬كما‬ ‫المحادثات بين الحكومة السورية‬ ‫أ أ‬ ‫ّ‬ ‫اقترحت الواليات المتحدة وروسيا‪ ،‬فإننا ن�مل �ن تسليح الثوار‬ ‫السوريين لن يكون ً‬ ‫ضروريا»‪.‬‬ ‫مشكلة لبريطانيا وفرنسا‪،‬‬ ‫خلقت االتفاقية‬ ‫بين واشنطن وموسكو أ‬ ‫أ‬ ‫اللتين اقترحتا رفع �و تعديل حظر أاالتحاد الوروبي تسليح الثوار‬ ‫ز‬ ‫الخارجية‬ ‫في سوريا‪ ،‬لمساعدتهم ضد أنظام السد‪ ،‬أورحبت و أارة ّ أ‬ ‫باالتفاق كخطوة محتملة إلى المام‪ ،‬لكنها �صرت على �ن «السد‬ ‫والمقربين منه فقدوا الشرعية‪ ،‬وليس لديهم مكان في مستقبل‬ ‫سوريا»‪ ،‬أوكانت قادة المعارضة قلقة حول توقعات المحادثات‪،‬‬ ‫إن بقي السد في السلطة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫حين معاناتهم‪ ،‬قال قادة من الجيش السوري الحر‪�« :‬ن‬ ‫موض أ‬ ‫آ‬ ‫وحدات ب�كملها انضمت لجبهة النصرة‪ ،‬في حين خسر �خرون‬ ‫أ أ‬ ‫النصرة»‪.‬‬ ‫لصالح‬ ‫ـثر‬ ‫ك‬ ‫�‬ ‫ربع قوتهم �و‬ ‫آ‬ ‫يقول أ«�بو أ�حمد» ّ‬ ‫(معلم سابق من دير حافر)‪ ،‬الذي يقود الن‬ ‫ً‬ ‫ري‬ ‫حلب‪« :‬المقاتلون‬ ‫لواءا في الجيش السو الحر‪ ،‬بالريف قرب أ‬ ‫يشعرون أبالفخر النضمامهم إلى جبهة النصرة‪ ،‬لن ذلك يعني‬ ‫القوة والت�ثير»‪ ،‬ويضيف‪« :‬مقاتلو النصرة نــاد ًرا ما ينسحبون‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بسبب نقص في الذخيرة �و المقاتلين‪ ،‬وال يتركون هدفهم قبل �ن‬ ‫يحرروه‪ ،‬فهم يتنافسون لتنفيذ عمليات استشهادية (انتحارية)»‪.‬‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫يقول «�بــو �حـمــد» و�خ ــرون �ن الجيش الـســوري الحر «خسر‬ ‫مقاتلين لصالح النصرة فــي حلب وحـمــاه وإدلــب وديــر الــزور‬ ‫ّ‬ ‫الباشا واللواء‬ ‫عائشة» عالء أ‬ ‫ودمشق»‪ ،‬وحذر قائد لواء أ«السيدة أ‬ ‫سليم إدريس رئيس هيئة الركان‪ ،‬بش�ن هذه المس�لة‪ ،‬وقال‬ ‫آ‬ ‫«الباشا» إن‪ :‬أ«ثالثة �الف مقاتل من الجيش الحر انضموا أ لجبهة‬ ‫النصرة‪ ،‬في الشهر القليلة الماضية‪ ،‬بسبب نقص في السلحة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫والذخيرة بشكل �ســاســي»‪ ،‬و�ضــاف إن مقاتلي الجيش الحر‬ ‫في مناطق بانياس كانوا يهددون بالرحيل‪« ،‬بسبب عدم ّ‬ ‫توفر‬ ‫الذخيرة لوقف المجزرة في البيضا»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫لواء �حرار الشمال‪ ،‬التابع للجيش السوري الحر‪ ،‬انضم إلى جبهة‬ ‫النصرة ً‬ ‫كامال‪ ،‬في حين خسر لواء سفيان الثوري في أإدلب ‪65‬‬ ‫ً‬ ‫مقاتال لصالح النصرة قبل شهور قليلة‪« ،‬بسبب نقص السلحة»‪،‬‬ ‫وحسب إحدى التقديرات خسر الجيش السوري الحر «ربع عدد‬

‫سوريا‪ -‬عناصر لجبهة النصرة في التدريب‬

‫‪14‬‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫نيسان ‪ 2014‬العدد (‪)10‬‬

‫مقاتليه اإلجمالي»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫لــدى جبهة النصرة �عضاء يخدمون بشكل ســري مع وحــدات‬ ‫الـجـيــش ال ـســوري الـحــر حـتــى يتمكنوا مــن تـحــديــد المجندين‬ ‫أ‬ ‫المحتملين‪ ،‬حسب ما قاله «�بو حسن» من لواء التوحيد التابع‬ ‫للجيش السوري الحر‪.‬‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫أ أ‬ ‫«اليديولوجيا» هي عامل مؤثر �خــر‪ ،‬وقــال �حــد �عضاء لواء‬ ‫التوحيد التابع للجيش السوري الحر في حلب‪« :‬إن المقاتلين‬ ‫واإلخالص‪،‬‬ ‫النصرة بسبب العقيدة اإلسالمية‪،‬‬ ‫يتوجهون لجبهة أ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫والتمويل الجيد‪ ،‬والسلحة المتطورة»‪ ،‬و�ضاف‪« :‬س�لني �حد‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫زمالئي‪ ،‬وكان يقاتل مع �حرار سوريا �نا �قاتل أمع �حرار سوريا‬ ‫ًأ‬ ‫أ أ أ‬ ‫لكن �ريد �ن �عرف إن قتلت في المعركة هل س�عتبر شهيدا �م‬ ‫ال؟ لم يستغرقه الوقت ً‬ ‫طويال حتى ترك الجيش السوري الحر‬ ‫أ‬ ‫وانضم إلى جبهة النصرة‪ ،‬بعد �ن طلب بندقية قناصة فحصل‬ ‫عليها ً‬ ‫مباشرة»‪.‬‬ ‫ري أ‬ ‫الجيش السو الحر �نهم يعانون من طبيعة‬ ‫يقول قــادة في‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫متقطعة في إمدادات السلحة‪�« ،‬دهم البازي» مقاتل من أ الجيش‬ ‫السوري الحر في حماه قال لـ «الغارديان»‪« :‬مشكلتنا الساسية‬ ‫حيانا يكون ً‬ ‫أ�ن ما نحصل عليه من الخارج كالصنبور‪ ،‬أ� ً‬ ‫مفتوحا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫وهــذا يعني �ننا نحصل على السلحة ونتقدم‪ ،‬ثم فج�ة يغلق‬ ‫أ‬ ‫الصنبور‪ ،‬ونتوقف عن القتال �و حتى ننسحب من مواقعنا»‪.‬‬ ‫الواليات المتحدة (التي حظرت جبهة النصرة واعتبرتها جماعة‬ ‫إرهابية)‪ ،‬كانت مترددة بتسليح الجيش السوري الحر‪ ،‬حيث‬ ‫حــاول «اال ئ ـتــاف الـســوري الـمـعــارض» (الـمــدعــوم مــن الخليج‬ ‫أوالغرب) تهدئة المخاوف‪ ،‬من خالل وعود برقابة صارمة على‬ ‫«إدريس» للراديو العام أالوطني «‪« :»NPR‬نحن‬ ‫السلحة‪ ،‬وقال‬ ‫أ‬ ‫جاهزون لتقديم الئحة بالسلحة وكـتابة الرقام التسلسلية لها»‪،‬‬ ‫أ‬ ‫و�أضاف‪« :‬الجيش السوري الحر منظم أبشكل جيد وعندما نوزع‬ ‫ً أ‬ ‫تماما لي � ٍياد تذهب»‪.‬‬ ‫السلحة والذخيرة‪ ،‬فنحن نعلم‬ ‫السورية من االنقسام بين أالواليات المتحدة‬ ‫استفادت الحكومة أ‬ ‫أ‬ ‫والوروبيين حول حظر السلحة‪ ،‬من خالل الت�كيد على «الرواية‬ ‫أ‬ ‫االحتجاجات السلمية‬ ‫موجودة منذ بداية‬ ‫الجهادية»‪ ،‬على �نها أ‬ ‫آ‬ ‫ً‬ ‫شخصيا في المقابلة أالخيرة أ�نهّ‬ ‫في �ذار ‪ ،2011‬وادعى السد‬ ‫القاعدة»‪ ،‬ولعب‬ ‫«ال يوجد جيش حر في سوريا‪ ،‬فقط تنظيم أ‬ ‫اإلعالم الرسمي السوري على تعهد جبهة النصرة الخير بالوالء‬ ‫للقاعدة في العراق‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ذكرت حكومات �وروبية �نها تدرك مشكلة جبهة النصرة‪ ،‬التي‬ ‫تتم مر أاقبتها من قبل وكاالت االستخبارات‪ ،‬لكن هذه الحكومات‬ ‫غير مت�كدة من امتدادها‪.‬‬ ‫قال دبلوماسي يراقب الوضع السو أري عن كـثب‪« :‬من الواضح‬ ‫أ‬ ‫�ن المقاتلين ينتقلون من مجموعة لخرى عندما تصبح إحداها‬ ‫ناجحة»‪ ،‬وتابع‪« :‬لكنها منطقة محددة‪ ،‬ال تستطيع الحديث‬ ‫أ‬ ‫عن االتجاه العام من الزخم الذي تملكه جبهة النصرة �كـثر من‬ ‫أ‬ ‫غيرها‪ ،‬إن ما يقوله البعض حقيقي‪ ،‬حــول �ن جبهة النصرة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫«�نظف و�فضل» من مجموعات �خرى‪ ،‬لكن هناك العديد من‬

‫أ‬ ‫القصص التي تقول �نها سيئة»‪ ،‬ويشير النقاد إلى العقوبات التي‬ ‫تفرضها أالمحاكم الشرعية أواستخدامها للتفجيرات االنتحارية‪.‬‬ ‫نقص السلحة والموارد الخرى في الجيش السوري الحر مقارنة‬ ‫بجبهة النصرة‪ ،‬هو موضوع متكرر‪ ،‬كخسارة «خربة غزالة»‬ ‫أ‬ ‫درعا في جنوب سوريا‪ ،‬حيث �لقيأ اللوم‬ ‫الطريق الرئيسي قرب أ‬ ‫وكان المدافعون عنها ي�ملون‬ ‫سلحة‪،‬‬ ‫بال‬ ‫في خسارتها على النقص‬ ‫أ‬ ‫بالحصول على اإلمدادات عن طريق الردن‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يشتكي «�ب ــو تميم» �حــد مقاتلي الجيش الـحــر‪ ،‬الــذي انضم‬ ‫ّأ‬ ‫ً‬ ‫إلى جبهة النصرة في إدلب من �نه «دائما هناك سالح لك إن‬ ‫أ‬ ‫النصرة‪ ،‬لكن العديد من �لــويــة الجيش‬ ‫انضممت إلــى جبهة‬ ‫أ‬ ‫السوري الحر ال تستطيع حتى ت�مين الذخيرة لمقاتليها»‪ ،‬ويتابع‪:‬‬ ‫أ‬ ‫«ابن �خي في مصر‪ ،‬ويريد القدوم إلى سوريا للقتال‪ ،‬لكنه ال‬ ‫ً‬ ‫يملك نقودا كافية‪ ،‬قالت له جبهة النصرة تعال وسنؤمن ألك‬ ‫حتى بطاقة الطائرة‪ ،‬لذا هو قادم للقتال إلى جانب النصرة‪ ،‬لنه‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ال يملك �ي طريقة �خرى»‪.‬‬ ‫تربح جبهة النصرة الدعم في دير الزور‪ ،‬حسب ما قاله «حذيفة»‬ ‫آ‬ ‫منشق �خــر عن الجيش الـســوري الحر‪« :‬إنهم يحمون الناس‬ ‫آ‬ ‫ويساعدونهم ً‬ ‫بمعظم �بار النفط‬ ‫ماليا‪ ،‬وتتحكم جبهة النصرة‬ ‫أ‬ ‫ً ّأ‬ ‫في المدينة»‪ ،‬الفتا إلى �ن إعالم جبهة النصرة والغاني حول‬ ‫الجهاد واالستشهاد «مؤثر للغاية»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫«�بو جهاد» الذي كان يقود «لواء المجاهدين» التابع للجيش‬ ‫الـســوري الحر فــي مناطق دمـشــق‪ ،‬قــاد جميع مقاتليه (‪420‬‬ ‫عنص ًرا) إلى جبهة النصرة‪ ،‬ويقول‪« :‬منذ انضمامنا لجبهة النصرة‬ ‫أ‬ ‫نحصل �نا ورجالي على كل شيء نحتاجه لمتابعة القتال‪ ،‬بهدف‬ ‫أ‬ ‫تحرير سوريا وتغطية نفقات عائالتنا‪ ،‬رغم �ن القتال مع النصرة‬ ‫أ‬ ‫بقواعد صارمة للغاية‪ ،‬صــادرة عن قيادة العمليات �و‬ ‫محكوم أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫المقاتلين الجانب»‪ ،‬ويسير إلى �نه «ال يوجد حرية �بدا‪ ،‬لكنك‬ ‫أ‬ ‫تحصل على �ي شيء تريده»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ويختم حديثه‪« :‬ال يجب �ن يلومنا �حد على انضمامنا إلى جبهة‬ ‫أ‬ ‫النصرة‪� ،‬لقوا اللوم على الغرب‪ ،‬إن كانت سوريا ستتحول أ إلى‬ ‫جنة للقاعدة والمتطرفين‪ ،‬فالغرب هو من سمح لعصابات السد‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ن تذبحنا‪ ،‬لم يزعجوا �نفسهم بتسليح الجيش السوري الحر‪ ،‬لقد‬ ‫خيبوا ظن المحتجين السوريين العاديين الذين كانوا يريدون‬ ‫أ‬ ‫حريتهم فقط‪ ،‬و�ن تصبح سوريا لكل السوريين»‪.‬‬ ‫ضوضاء‪/‬فريق الترجمة من اإلنكليزية‪ :‬مراد عيد‬ ‫‪http//:www.theguardian.com/world/2013/may/08/‬‬ ‫‪free-syrian-army-rebels-defect-islamist-group‬‬


‫ضوء‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫قوميون سوريون يقاتلون مع النظام‬ ‫سدنة واهمون لعلمانية طائفية‬ ‫¶ علي سفر‬ ‫منذ نهاية العام ‪ ،2013‬ومع بيان نعي من قيادة الحزب‬ ‫السوري القومي االجتماعي للمقاتل من الحزب محمد علي‬ ‫ّعواد الذي قتل في سوريا‪ ،‬تدفق الحديث عن مشاركة‬ ‫هذا الحزب في القتال إلى جانب النظام‪ ،‬ضد الجيش‬ ‫الحر والفصائل اإلسالمية‪ ،‬ليصبح مادة إعالمية‪ ،‬يذهب‬ ‫آ‬ ‫بعضها نحو التمجيد بالحزب‪ ،‬ويذهب بعضها الخر إلى‬ ‫إدانة هذا التدخل ومساواته بتدخل حزب الله‪.‬‬ ‫المقاربة هنا وكما يشير الكـثيرون‪ ،‬تمضي نحو الغرابة‬ ‫أ‬ ‫عبر تعدد �هداف المتدخلين‪ ،‬فحزب الله الشيعي يدافع‬ ‫عن النظام «العلوي»‪ ،‬بينما يدافع القوميون السوريون‬ ‫عن النظام «العلماني»‪ !..‬وإذا كان حزب الله قد جاء إلى‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫مدفوعا بنبض المرشد العلى في طهران‪ ،‬فإن خانة‬ ‫سوريا‬ ‫النبض الملهم تبقى ً‬ ‫فارغة لدى حملة راية الزوبعة‪ ،‬إذ ال‬ ‫أ‬ ‫يكـفي هنا �ن يستعيد بعض منظري الصحافة الحزبية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بعض التفاصيل من مدونات �نطون سعادة‪ ،‬ليقولوا �ن‬ ‫ً أ‬ ‫الرجل قد حذر من خطر الوهابية تاريخيا‪ ،‬و�ن الوقت‬ ‫قد حان ليقوم رجــال الحزب بتطبيق فكره‪ )1(.‬بل إن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المر يحتاج لمطالعة السباب الكامنة وراء قيام القوميين‬ ‫السوريين برفع سالحهم في سوريا بعد نصف قرن من‬ ‫استخدامهم له في حادثة قتل العقيد البعثي «عدنان‬ ‫المالكي» قبل ستين سنة ً‬ ‫تقريبا‪ .‬فقد سنحت لهم الفرصة‬ ‫أ‬ ‫عدة مرات ولكنهم لم يفعلوا‪ ،‬رغم �نهم قد تعرضوا لقمع‬ ‫لوقت مديد‪،‬‬ ‫تاريخي‪ ،‬وضعهم خارج أمسارات السلطة ٍ‬ ‫أ‬ ‫قبل �ن يفسح لهم بشار السد الفرصة ليكون جناح من‬ ‫أ‬ ‫�جنحة حزبهم المنقسم على نفسه عـضـ ًـوا فــي الجبهة‬ ‫ً‬ ‫الوطنية التقدمية‪ ،‬وليجد لهم مقعدا في الوزارة السورية‪.‬‬

‫أ‬ ‫بــه محازبوهم مــن �سـبــاب‪ ،‬إذ ال يكـفي‬ ‫أ‬ ‫�ن يدعي هؤالء بوجود خطر «العصابات‬ ‫أ‬ ‫المسلحة» كي يحملوا السالح‪ ،‬فالحزاب‬ ‫السورية التي لم تفرز ً‬ ‫موقفا جــذريـ ًـا من‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الـحــل العسكري والم ـنــي لــ�زمــة‪ ،‬وقد‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�دى بها ضباب الموقف لن تكون عرضة‬ ‫لالستهداف‪ ،‬لم تحمل السالح كما فعل‬ ‫أ‬ ‫القوميون‪ .‬وعليه فإنه من الحري بنا �ن‬ ‫نـحــاول تلمس الــدوافــع خــارج مــا يدعيه‬ ‫أ‬ ‫الخطاب الـحــزبــي‪ ،‬الــذي يــريــد بالت�كيد‬ ‫أ‬ ‫وبطريقة عصبوية �ن يضع المبررات للقرار‬ ‫ً أ‬ ‫فرديا كان �م جماعي‪.‬‬ ‫الحزبي‬ ‫منذ بداية الثورة نقل ناشطون عن وجود شبيحة يضعون‬ ‫على سواعدهم شارة الزوبعة يقومون بقمع المتظاهرين‬ ‫فــي بعض مناطق الــريــف الدمشقي‪ ،‬وقــد خلقت هذه‬ ‫أ‬ ‫الخبار استياء الكـثيرين من جمهور القوميين‪ ،‬القياديون‬ ‫الذين تمت مراجعتهم حول القصة نفوا في البداية وقوع‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المر‪ ،‬ومن ثم نفوا �ن يكون هناك قرار حزبي يشرع هذه‬ ‫التصرفات‪ ،‬أو�ن أالمر ال يعدو أ�ن يكون ً‬ ‫تصرفا من قومي‬ ‫أ‬ ‫سوري متحمس لنظام السد‪ ،‬فالحزب بعالقته العميقة‬ ‫أ‬ ‫مع كل �طياف المجتمع السوري‪ ،‬وكما عبر هؤالء‪ ،‬يريد‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫�ن يبقى صافيا في عالقته مع الجميع‪.‬‬

‫أ‬ ‫وفيما بعد‪ ،‬ظهر �ن اإلصرار على صفاء صورة الحزب لم‬ ‫يمنع ظهور مالمح تمرد على سياسته الرسمية المعلنة‪،‬‬ ‫فجاءت التسريبات عن استقاالت ومـحــاوالت انشقاق‬ ‫في منفذية حماة في منتصف العام ‪ .2011‬ولكن قدرة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الحزبيين على ضبط المــور كانت �قــوى على ما يبدو‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ما الذي حرك نزعة العسكرة لدى القوميين السوريين فالحزب الــذي قــدم الـشـعـراء والـشـهــداء يجب �ن يبقى‬ ‫أ‬ ‫حزبا ً‬ ‫ً‬ ‫ناصعا ال تشوب صورته شائبة‪ .‬ولكن الوقائع على‬ ‫المنقسمين على �نفسهم فــي ثالثة جماعات حزبية‪،‬‬ ‫السؤال واجـ ٌـب هنا‪ ،‬مع ضــرورة مراجعة كل ما تحدث أالرض كانت تذهب ً‬ ‫حقا إلى وجود تيار شبابي يريد من‬ ‫أ‬ ‫الحزب �ن يصطف إلى جانب الثورة‪ ،‬وقد ظهر البعض‬ ‫أ‬ ‫من �عضاء هذا التيار في مظاهرات حمص وكــان منهم‬ ‫الشهيد فادي عطاونة والشهيد اسماعيل حيدر‪ ,‬ابن د‪.‬‬ ‫أ أ‬ ‫علي حيدر رئيس �حــد �جنحة الحزب الـســوري القومي‬ ‫االجتماعي وال ــذي تــولــى وزارة المصالحة الوطنية في‬ ‫حكومة النظام‪ .‬ومع ذهاب الثورة نحو عتبتها المسلحة‬ ‫انضم قوميون سوريون لبعض فصائل الجيش الحر‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ولم يكن باإلمكان معرفة هذا المــر لوال �نهم قد قتلوا‬ ‫في المعارك مع قوات النظام (‪ )2‬وفي الوقت نفسه ظهر‬ ‫البعض من القوميين السوريين في مظاهرات مناهضة‬ ‫للنظام في حلب‪ ،‬وهــم يرفعون الشعارات التي تؤكد‬ ‫وقوفهم إلى جانب الشعب في ثورته‪.‬‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫ومـقــابــل هـ ــؤالء‪ ،‬ودون م ـفــاجــ�ت ك ــان الـتـيــار الق ــوى‬ ‫ً‬ ‫تاريخيا شعارات‬ ‫بفعل تحالف المصالح والــذي غلفته‬ ‫أ‬ ‫«الممانعة»‪ ،‬يذهب نحو ت�كيد وقوفه إلى جانب النظام‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫إن كان عبر �دبيات الحزب‪� ،‬و عبر السماح ب�ن يشكل‬ ‫وبشكل مناطقي قوامها‬ ‫القوميون ميليشيا خاصة بهم‬ ‫ٍ‬ ‫حزبيون وبعض من فئات المجتمع‪ ،‬بمهمة معلنة هي‬ ‫الدفاع عن مناطقهم من هجمات التكـفيريين‪ ،‬وقد سجل‬ ‫عناصر للقومي السوري يقاتلون إلى جانب النظام‬

‫رأي‬

‫فادي عطاونة‬

‫اسماعيل الشيخ حيدر‬

‫ـودا مك ً‬ ‫الناشطون وجـ ً‬ ‫ـثفا لهذه الميليشيات في مناطق‬ ‫أ‬ ‫السويداء‪ ،‬وبعض مناطق ريف حماة‪ ،‬غير �ن السؤال‬ ‫الذي طرح نفسه ومنذ بداية المغامرة العسكرية لهؤالء‪،‬‬ ‫هــل كــان هــؤالء ملتزمين بحماية مناطقهم مــن الخطر‬ ‫أ أ‬ ‫المزعوم �م �نهم تحولوا إلى فئة مقاتلة تخوض المعارك‬ ‫أ‬ ‫إلى جانب النظام؟ سقوط القتلى من هؤالء وفي �ماكن‬ ‫أ‬ ‫ال تخصهم‪ ،‬باإلضافة إلى تورط قوميين سوريين �توا من‬ ‫أ‬ ‫لبنان يوضح �ن قيادات الحزب القومي تورطت في الدم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫السوري‪ ،‬و�ن مخيلة هؤالء قد داعبتها �حالم الحصة التي‬ ‫أ‬ ‫سينالونها فيما لو �نتصر النظام في حربه ضد الجيش الحر‬ ‫والفصائل اإلسالمية المقاتلة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫لقد انضم هؤالء وبقرار واضح إلى النظام‪ ،‬وبادعاء �نهم‬ ‫يحمون علمانيته‪ ،‬ولكنهم تجاهلوا وجود فئات طائـفية‬ ‫تقاتل إلى جانبهم‪ ،‬وإذا كان لهذا الموقف صفة التحول‬ ‫فإنه ليس ً‬ ‫ً‬ ‫حقيقيا وإنما َت َك ٌ‬ ‫شف في صورة العقل‬ ‫تحوال‬ ‫السياسي المعطل‪ ،‬والــذي يستخدم ببراغماتية ضحلة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫مستخدما بعضها‪ ،‬وبما يخدم‬ ‫�فـكــار �نـطــون سـعــادة‪،‬‬ ‫لحظة مصلحية تافهة‪.‬‬ ‫هوامش‪:‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�نظر مقالة فـراس الشوفي في جريدة الخبار اللبنانية‬ ‫العدد ‪ ٢٢١٣‬االثنين ‪ ٣‬شباط ‪ ،٢٠١٤‬التي يقول فيها‪:‬‬ ‫أ‬ ‫«وكان سعاده من �وائــل المحذرين من «خطر الدعوة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الــوهــابـيــة» وتــ�ثـيــرهــا على الـمـشــرق‪ ،‬وفــي �ح ــد مقاالته‬ ‫أ‬ ‫(نفوذ اليهود في الفاتيكان‪ ،‬كـتاب مقاالت في المس�لة‬ ‫الفلسطينية‪ ،)1944 ،‬يقول إن «الدعوة التي يتزعمها‬ ‫ابن السعود العربي‪ ،‬هي من الدعوات التي تحمل خط ًرا‬ ‫ً‬ ‫سياسيا على سوريا‪ .‬ومن مدهشات الدعوة السياسية‪،‬‬ ‫الالبسة لبوس الدين‪ ،‬محاولة إظهار الحركة الوهابية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫الـتــي هــي ليست ســوى رج ــوع بالمحمدية إلــى �ولـيــات‬ ‫التفكير الـعــربــي الـصـحـراوي الـمـحــدود‪ ،‬بمظهر حركة‬ ‫إصالحية في الدين»‪.‬‬ ‫عالء القاضي‪ ،‬من الحزب السوري القومي االجتماعي في‬ ‫محافظة ادلب‪ ,‬انضم إلى كـتيبة «عثمان ذي النورين»‬ ‫استشهد بعدما صور مقطع فيديو بث على موقع اليوتيوب‬ ‫أ‬ ‫يتلو فيه وصيته الصغيرة وهي �ن يدفن بثياب القتال ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وهــذا ما حصل بعد �ن دفــن بقريته في معرة مصرين‬ ‫بريف ادلب ‪ ،.‬انظر ‪“ :‬القوميون السوريون‪ :‬بين قيادة‬ ‫متخاذلة وعضويات «ثورجية”‪ ،‬مجلة “سوريا بدا حرية”‬ ‫أ‬ ‫بتاريخ ‪�4‬ب ‪2012‬‬ ‫نيسان ‪ 2014‬العدد (‪)10‬‬

‫‪15‬‬


‫إضاءة‬

‫رأي‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫الثورة السورية‪ :‬إعادة فرز لتحالفات قوى اليسار‬

‫¶ مجيد محمد‬ ‫مع بداية ثورات الربيع العربي حاولت القوى الشيوعية‬ ‫أ‬ ‫في منطقة الشرق الوسط بلورة مواقف حاسمة وقطعية‬ ‫تجاه القضايا الكبرى والجوهرية التي تمر بها المنطقة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وذلــك انـطــاقـ ًـا مــن حجم الـحــدث الكبير الــذي �طــاح‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ب�نظمة لطالما د�ب الفكر الشيوعي و�حزابه على محاربة‬ ‫طغيانها وفسادها واستئثارها بالسلطة وبناءها لحواجز‬ ‫تحد من قدرة الشعوب في إدارة مقدراتها ومشاركـتها في‬ ‫أ‬ ‫عملية الحكم‪ ،‬تلك الحـزاب التي تباهت بوقوفها في‬ ‫أ‬ ‫صف العمال والكادحين والسواد العظم للشعب ضد‬ ‫أ‬ ‫هيمنة طبقة الر�سماليين الجدد الذين تحكموا في البالد‬ ‫خصوصا والعالم ً‬ ‫ً‬ ‫عموما‪.‬‬ ‫والعباد في المنطقة‬

‫اإلرادة الشعبية بقيادة قدري جميل والحزب الشيوعي‬ ‫«الموحد» يوسف فيصل‪ ،‬من الثورة السورية‪ ،‬فوقفت‬ ‫ً‬ ‫تلك أالحزاب ً‬ ‫عضويا مع النظام ّ‬ ‫وتبنت رؤيته في‬ ‫موقفا‬ ‫ً‬ ‫وصف الثورة مؤامرة تحاول اإلطاحة بالوطن بعيدا عن‬ ‫أ‬ ‫هموم �غلبية الشعب السوري الذي خرج في ثورة عنوانها‬ ‫الحرية والكرامة والعدالة االجتماعية‪.‬‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫بــال ـعــودة إل ــى الـ ــوراء قـلـيـ ًـا نـجــد �ن مــواقــف الح ـ ـزاب‬ ‫أ‬ ‫الشيوعية السورية كانت تمتاز بقدر �كبر من النفس‬ ‫ال ـم ـعــارض لـلـنـظــام قـبـيــل ال ـث ــورة وإن ك ــان ه ــذا ال ــدور‬ ‫المعارض مقتص ًرا في بعض الملفات االقتصادية ومحاربة‬ ‫أ‬ ‫الفساد ومـحــاولــة كشفه‪ ،‬والـتــي اتضح بعد الـثــورة �ن‬ ‫أ‬ ‫النظام كان قد ّكلف تلك الحزاب بممارسة دور اللوبي‬ ‫أ‬ ‫المعارض في �روقــة الجبهة الوطنية التقدمية‪ ،‬إلظهار‬ ‫آ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫في �يار‪/‬مايو عام ‪ ،2011‬عقد ‪ 54‬حزبا شيوعيا وعماليا‪ ،‬تلك الجبهة على �نها ائـتالف حاكم يمارس الضغط على‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اجتماعا موسعا في بروكسل لمناقشة حدثين رئيسيين‪ ،‬حزب البعث قائد الدولة والمجتمع‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�همهما موقف الحزاب الشيوعية والعمالية من الثورات‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫التي تستعر في البلدان العربية تباعا‪ ،‬حيث �يد البيان الزم ــة السورية �ف ــرزت اصطفافات حــادة وجــذريــة في‬ ‫الختامي للمؤتمر ثورة الشعبين التونسي والمصري ولكن خارطة التحالفات بين القوى اليسارية والنظام‪ ،‬منها‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫المور اختلطت على المؤتمرين كـثيرا حين تعلق المر الحـ ـزاب الشيوعية‪ ،‬ومــرد ذلــك لسببين رئيسيين‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ًأ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بالثورتين الليبية والسورية‪ ،‬وكان جليا �ن تلك الحزاب �ن تلك الحـزاب ما تزال �سيرة السياسة الروسية ولم‬ ‫أ‬ ‫ما تزال تؤمن بوهم التحالف المفترض بين الكادحين تستطع فيما خلى من الزمن �ن تتخلص من التبعية‬ ‫أ‬ ‫والبرجوازية الصغيرة في سبيل اإلطاحة بالبرجوازية للصراع الــذي شرعن وجــودهــا السياسي والشعبي �ي‬ ‫الكبيرة ومن ثم التفاف طبقة الكادحين على حليفتها ال ـص ـراع بـيــن المعسكر الـشــرقــي االش ـت ـراكــي (االت ـحــاد‬ ‫أ‬ ‫البرجوازية الصغرى لتقضي عليها وتقصيها وتستولي على السوفيتي) والمعسكر اإلمـبــريــالــي الـر�سـمــالــي الغربي‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫الحكم وتبني ما ّ‬ ‫سماه ماركس «ديكـتاتورية البروليتاريا»‪( .‬الواليات المتحدة و�وروبــا الغربية)‪ ،‬والسبب الخر‬ ‫أ‬ ‫�ن منظومة المصالح الشخصية التي تحكمت بالمعادلة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫التزام الحـزاب الشيوعية على مستوى العالم ب�دبيات الهرمية للتنظيمات الستالينية السورية عموما كانت‬ ‫آ‬ ‫أ أ‬ ‫التحول الجذري «الثورة» كما ر�ها ماركس في الحالتين العامل ال كـثر ت�ثي ًرا في دورة اتخاذ القرارات التي تتعلق‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫السورية والليبية انعكس كذلك على موقف الحـزاب بالسياسية العامة لتلك الحزاب‪ ،‬حيث تحكمت عائلة‬ ‫أ‬ ‫الشيوعية السورية الرئيسية متمثلة بالبكداشيين وحزب بـكــداش بمصير الفصيل ال ك ـبــر مــن الشيوعيين من‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫خالل دورة التوريث التي بد�ت منذ وفاة بكداش الب‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مرو ًرا بالزوجة وصال ومن ثم االبن عمار المر الذي �فرغ‬ ‫مفهوم القيادة والتداولية في الحزب من مضمونه‪ ،‬فيما‬ ‫أ‬ ‫تحكم قدري جميل الر�سمالي الشيوعي بعملية اتخاذ‬ ‫ً‬ ‫ورسم القرارات في حزبه‪ ،‬كال السببين تكاتفا جنبا إلى‬ ‫جنب في اتخاذ مواقف بعيدة كل البعد عن مواقف‬ ‫اليسار المعروفة تجاه القضايا المصيرية والتحوالت‬ ‫الجذرية في المجتمعات وقيادة عملية التغيير الثوري‬ ‫فيها‪.‬‬ ‫أ‬ ‫كان من المفترض على الحزاب الشيوعية في سوريا على‬ ‫أ‬ ‫أالقل أ�ن تدعم ً‬ ‫وفقا لمناهجها السياسية و�طرها النظرية‬ ‫أ‬ ‫نضال الشعب السوري من �جل التغيير والتحول إلى‬ ‫الحياة المدنية والديمقراطية وإرس ــاء مفاهيم حقوق‬ ‫اإلنسان وترسيخ التعددية السياسية والفكرية والعدالة‬ ‫أ‬ ‫االجتماعية‪ ،‬و�ن تقف ضد إرهاب النظام وإرهاب القوى‬ ‫الظالمية ً‬ ‫الحقا‪ ،‬والعمل على إنهاء حكم االستبداد‪ ،‬ال‬ ‫أ‬ ‫�ن تتبنى نظرية المؤامرة المنسوخة عن رؤيــة النظام‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫للم�ل الذي وصلت إليه الوضاع في سوريا‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫نيسان ‪ 2014‬العدد (‪)10‬‬

‫على العكس ً‬ ‫تماما‪ ،‬حافظ الحزب الشيوعي الرئيسي‬ ‫ج ـن ــاح خ ــال ــد ب ـك ــداش ع ـلــى حـصـصــه ف ــي الـحـكــومــات‬ ‫السورية المتعاقبة بواقع وزيرين في كل حكومة فيما‬ ‫شارك حزب اإلرادة الشعبية في الحكومة بوزارة التجارة‬ ‫الداخلية وحماية المستهلك والتي ّمثلها رئيس الحزب‬ ‫الحقا ً‬ ‫قدري جميل الذي ّعين ً‬ ‫نائبا للشؤون االقتصادية‬ ‫أ‬ ‫لرئيس الـ ــوزراء‪ ،‬هــذا ال ـتــازم الـعـضــوي بين الح ـزاب‬ ‫أ‬ ‫الشيوعية والنظام السوري انعكس على الداء السياسي‬ ‫للشيوعيين السوريين‪ ،‬فباتوا أ�كـثر ً‬ ‫بعدا عن الشارع‬ ‫وهمومه أو�صبحوا أ�كـثر ار ً‬ ‫تباطا بالنظام ومنظومة الفساد‬ ‫أ‬ ‫التي كانوا و�حزابهم يحاربونها ‪ -‬على ما يبدو ‪ -‬في اإلطار‬ ‫النظري وحسب‪.‬‬ ‫وعــوضـ ًـا عــن تـقــديــم رؤي ــة واض ـحــة للحل وف ــق منظور‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الح ـزاب الشيوعية السورية لــ�زمــة الراهنة‪ ،‬شاركت‬ ‫أ‬ ‫�ح ـزاب الحركة الشيوعية في مؤتمرات الحوار الوطني‬ ‫التي نظمها وعقدها النظام واخـتــار المندوبين فيها‪،‬‬ ‫أ‬ ‫فـمـ ّـرت ثــاث سـنــوات على �ول مؤتمر للحوار الوطني‬ ‫أ أ‬ ‫برعاية النظام في دمشق دون �ن ت�تي تلك المؤتمرات‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ب�ي جديد‪ ،‬وهذا يدفعنا لالفتراض‪ ،‬لو كانت الحزاب‬ ‫الشيوعية تملك من الحس الوطني القليل لكانت ّ‬ ‫فضلت‬ ‫أ‬ ‫على الق ــل الـحـيــاد على االن ـخ ـراط فــي مـشــروع النظام‬ ‫القائم على محاربة الشعب السوري وتهجيره وتدمير‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بنى مجتمعه التحتية‪ ،‬ال �ن تقدم هذه الحزاب الغطاء‬ ‫السياسي لمثل هذه المنهجية التدميرية‪ ،‬ناهيك عن‬ ‫االغتراب السياسي الذي طغى على خطاب الشيوعيين‬ ‫والذين لم ينفكوا من تحليل سياسات الواليات المتحدة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المريكية واالتحاد الوربي اإلمبريالية الداعمة للسياسات‬ ‫اإلسرائيلية ضــد الفلسطينيين فــي الــوقــت الــذي كان‬ ‫يتعرض فيه الشعب السوري لحرب إبادة جماعية‪.‬‬ ‫تتمة صفحة ‪23‬‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫النخبة والثورة‬ ‫¶ حمزة المصطفى‬ ‫العربية باعتبارها انفجارات وهبات ّ‬ ‫طرحت الثورات ّ‬ ‫شعبية‬ ‫أ‬ ‫غير مخططة ومنظمة �سئلة كـثيرة حــول دور النخبة‬ ‫أ أ‬ ‫في إطالقها ومسارها والموقف منها ت�ييدا �و معارضة‪.‬‬ ‫يمكن االنـطــاق مــن بديهية ماثلة فــي الـراهــن وتتمثل‬ ‫أ‬ ‫�ن النخب لم تكن شـرارة الثورات وال ساهمت بشكل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مباشر في إطالقها‪ .‬ال يعني هذا ب�ي حال من الحوال‬ ‫أ‬ ‫أ�ن الـثــورات هي انفجار ّ‬ ‫شعبي غير مسيس �و مطالب‬ ‫ّ‬ ‫اجتماعية كما يدعي البعض‪ .‬فالحراك غير المنظم والذي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫انطلق على خلفيات مطلبية في كـثير من الحوال‪ ،‬ت�طر‬ ‫سياسيا بفعل نخبة مثقفة شبابية أت�ثرت بقيم ّ‬ ‫الحرية‬ ‫والديمقر ّ‬ ‫اطية‪ .‬هذا ما حصل في تونس من خالل شباب‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫المدني‪ ،‬وهذا‬ ‫الح ـزاب والنقابات ومنظمات المجتمع‬ ‫ما حصل في ّ‬ ‫سورية من خالل الدور الذي لعبه نشطاء‬ ‫سياسيين فاعلين في المجتمعات ّ‬ ‫المحلية التي انطلقت‬ ‫فيها االحتجاجات‪.‬‬

‫رأي‬

‫ثـمــة قـصــور ل ــدى ك ـثـيــر مــن المثقفين فــي فـهــم طبيعة‬ ‫أ‬ ‫الشعوب والمجتمعات العربية مع �نهم ينتمون إليها‪.‬‬ ‫فالبعض يــرى الشعوب ّ‬ ‫العربية والجمهور كــرعــاع غير‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫السياسية‪.‬‬ ‫م�طرين سياسيا‪� ،‬و منعدمي الثقافة والتنشئة‬ ‫وبناء عليه‪ ،‬يسارع هؤالء إلى معاداة الثورات والحراك‬ ‫الشعبي أت� ً‬ ‫ّ‬ ‫سيسا على النظرة الفوقية السابقة‪ ،‬ويتجاهلون‬ ‫دور المثقف العضوي‪ ،‬والــذي يتوجب عليه االلتحام‬ ‫بالجمهور أ‬ ‫وت�طيره وتوجيه ً‬ ‫ّ‬ ‫التعالي عليه‪.‬‬ ‫بدال من‬ ‫أ‬ ‫ي ــدور نـقــاش كبير‪ ،‬وبــاسـتـمـرار‪ ،‬فــي الوس ــاط الفكرية‬ ‫والسياسية عن دور المثقف‪ .‬فمنهم من يتبنى الفكرة‬ ‫التي انطلق منها إدوارد سعيد عن المثقف الحيادي “‬ ‫المنعزل» عــن المجتمع‪ ،‬والمتفرغ لمراقبة ظــواهــره‪،‬‬ ‫ونـقــده‪ .‬انطالقا مــن ذلــك‪ ،‬يحجم ك ً‬ ‫ـثيرا مــن المثقفين‬ ‫عن االنخراط الفاعل في الثورات ويتفرغون لوظيفتهم‬ ‫التقليدية بالكـتابة عنها ونقدها‪ .‬وما يزيد الطين بلة هنا‪،‬‬ ‫أ‬ ‫مس�لة الوظيفة ّ‬ ‫النقدية‪ ،‬واللجوء للنقد من‬ ‫المبالغة في‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�جــل “ النقد” فقط‪ .‬المثلة كـثيرة وحاضرة في واقعنا‬ ‫االحتجاجي في ّ‬ ‫ّ‬ ‫سورية‬ ‫الراهن‪ ،‬فغداة انطالق الحراك‬ ‫كحركة شعبية سلمية تفرغ كـثير من المثقفين النتقاده‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫باعتباره �فقي وليس له ر�س �و قيادة‪ ،‬وال ينطوي على‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫سياسي حقيقي‪ .‬ولج� بعضهم‬ ‫نظرة مستقبلية‪ ،‬وبرنامج‬ ‫إلــى تصيد بعض االنحرافات كالشعارات المرفوعة هنا‬ ‫وهناك لتبرير نقدهم الالذع‪ ،‬واحجامهم عن المشاركة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المفارقة �نه عندما دخلت الثورة مرحلة العسكرة‪ ،‬لج�‬ ‫أ‬ ‫بعض المثقفين إلى التغني إلى حد « السطرة» بالمرحلة‬ ‫السلمية وجماليتها‪ ،‬وانتقاد خيار العسكرة ‪ ..‬الخ‪ .‬في‬ ‫المقابل يتبنى بعض المثقفين نظرة غرامشي إلــى دور‬ ‫المثقف ( المثقف العضوي)‪ ،‬ونجدهم ملتحمون بالحراك‬ ‫الشعبي ويسعون إلى توجيهه وانتقاد انحرافاته لكن مع‬ ‫أ‬ ‫اإلشادة به وت�ييدهم والتعامل مع ايجابيا‪.‬‬

‫أ‬ ‫�ما النخبة‪ ،‬ونقصد بها المثقفين والمفكرين‪ ،‬فقد تباينت‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مواقفهم من الثورات لعوامل عدة �بزرها؛ مفاج�ة الثورات‬ ‫لهم‪ ،‬ومدى إدراكهم لطبيعة الشعوب العربية‪ ،‬ونظرتهم‬ ‫ّ‬ ‫كحيادي‬ ‫المتخيلة عن الجمهور‪ ،‬ونظرتهم إلى دور المثقف‬ ‫أ‬ ‫« منعزل» �و عضوي‪ ،‬االتجاهات الفكرية والـمــدارس‬ ‫أ‬ ‫االيديولوجية‪ ،‬النظرة إلى النظمة وعالقتهم‪ ،‬اختالف‬ ‫أ‬ ‫الولويات ما بين اإلصالح التدريجي والتغيير الشامل‪،‬‬ ‫الخصائص الشخصية والكارزماتية‪ .‬تحاول هذه المقالة‬ ‫تفنيد العوامل السابقة مع محاولة اسقاطها على الواقع‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الشك �ن الثورات كانت مفاج�ة صادمة للجميع؛ النظمة‬ ‫القائمة‪ ،‬والقوى الدولية واإلقليمية‪ ،‬والنخب السياسية‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫والثقافية‪ .‬لم يسطع كـثير من المثقفين �مام صدمة الثورة‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫�ن يتخذوا موقفا مؤيدا لهم‪ ،‬فنظرتهم للثورة تنطلق من‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫نخبوي منتظم ومقيد بشروط موضوعية‪،‬‬ ‫�نها ح ـراك‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بمعنى وجود طليعة ثورية تمتلك �يديولوجية محددة تختلف الـمــدارس اليديولوجية و المرجعيات الفكرية‬ ‫وبرنامج سياسي ورؤي ــة للتغيير‪ ،‬وتمتلك الـقــدرة على للمثقفين العرب‪ ،‬وهو ساهم في اختالف مواقفهم من‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الت�ثير‪ .‬وللوهلة الولى يصطنع بعض المثقفين مقاربات‬ ‫غــريـبــة بــوضــع ال ـثــورات ضـمــن نـمــاذج مـعــروفــة كــالـثــورة‬ ‫أ‬ ‫البلشفية‪ ،‬او الثورة الفر ّ‬ ‫نسية‪ .‬المفارقة هنا‪� ،‬ن المثقفين‬ ‫الذي يدعون إلى ضرورة استحضار هذه النماذج يتجاهلون‬ ‫أ‬ ‫سيرورتها والتي كانت في كـثير من الوجه متشابهة مع‬ ‫الثورات العربية‪.‬‬

‫الـثــورات وارئـهــم‪ .‬فعلى سبيل المثال تحفظ كـثير من‬ ‫المثثقفين اليساريين على الـثــورات والـحـراك الشعبي‬ ‫النــه لم يـراع نظرياتهم ورؤيتهم للتغير على الرغم من‬ ‫أ‬ ‫�ن عوامل كالفقر والتهميش واالستبداد كانت الدافع‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫والمحرض على الثورة‪ .‬لقد ر�ى معظم هؤالء �ن التغير‬ ‫أ‬ ‫سوف تساهم بوصول �حـزاب دينية وإسالمية للسلطة‬ ‫لذلك انحازوا إلى أالنظمة القائمة ً‬ ‫خوفا من بعبع قادم‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وهذا ينطبق �يضا إلى النخب القومية‪ ،‬والليبرالية‪� .‬ما‬ ‫النخب ذات المرجعيات اإلسالمية‪ ،‬فقد تعامل بعضها‬ ‫ّ ً أ‬ ‫ظنا �نها وسيلة‬ ‫بانتهازية وركــب الموجة الديمقراطية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫لتحقيق �يديولوجية هذا الحزب �و ذاك بعض النظر عن‬ ‫برامجه‪ ،‬ومدى التزامهم بالمبادئ الثابتة للديمقراطية‪.‬‬ ‫كما تعامل بعضهم بانتقائية في دعــم الـثــورات والنظر‬ ‫إليها كما حصل بالنسبة للحراك االحتجاجي في البحرين‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وظيفيا أ�و ً‬ ‫بالنظمة القائمة ً‬ ‫معاشيا‬ ‫كان لعالقة المثقف‬ ‫ر‬ ‫دور في تحديد موقفه من الثو ات‪ .‬ال نتكلم هنا عن مثقفي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫النظمة والذين يعيشون وينش�ون في حضن االستبداد‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وتستخدمهم االنظمة للدفاع عنها في �زماتها‪ ،‬بل عن‬ ‫المثقف العامل ضمن مؤسسات الــدولــة كالجامعات‬ ‫أ‬ ‫والمعاهد التعليمية‪ .‬فكـثير من هؤالء يحجم إما خوفا �و‬ ‫حرصا على استمرار المستوى المعيشي والوضع االجتماعي‬ ‫الــذي يعيش ضمنه عن إبــداء مواقف داعمة للثورات‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ولربما يدلي بمواقف وتصريحات خارج قناعاته و�فكاره‪.‬‬ ‫نـ ً‬ ‫ـادرا ما يتحمس المثقفون للتغيير الثوري‪ ،‬ويفضلون‬ ‫اإلصــاح التدريجي والسيما في البلدان المتعددة اثنيا‬ ‫وطائـفيا‪ .‬لكن البعض يوظف هذه النقطة في إطار مختلف‬ ‫عن سياقه‪ ،‬فمثال يتذرع بها للوقوف في وجه التغيير‬ ‫ً‬ ‫الـثــو ّ‬ ‫ري‬ ‫متجاهال سياق المسار الـثــوري كما حصل في‬ ‫ّ‬ ‫الثورة السورية عندما خرج الشعب في احتجاجات طالبا‬ ‫بالحرية وباإلصالح‪ ،‬لكن النظام رفض اإلصالح والتغيير‬ ‫فتصاعدت المطالبة إلى إسقاط النظام‪.‬‬ ‫تلعب الخصائص الكارزماتية دورا مهما في تحديد موقف‬ ‫المثقف من الـثــورة‪ .‬فالخوف والشجاعة‪ ،‬والـقــدرة على‬ ‫المبادرة‪ ،‬الرغبة بالتضحية‪ ،‬مراعاة مواقف المحيط‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫االنـتـمــاء الـطــائ ـفــي �و االثـنــي عــوامــل �ســاسـ ّـيــة ال يمكن‬ ‫تجاهلها‪.‬‬

‫نيسان ‪ 2014‬العدد (‪)10‬‬

‫‪17‬‬


‫إضاءة‬

‫رأي‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫من محدثي النعمة إلى محدثي الثقافة إلى محدثي السياسة‬

‫¶ عبد الكريم بدرخان‬ ‫عندما قــام ضـ ّـبــاط حــزب البعث بــاالنـقــاب على السلطة‬ ‫آ‬ ‫الشرعية في سوريا يوم ‪� 8‬ذار ‪1963‬؛ قالوا إنه انقالب على‬ ‫“اليمين المشبوه”‪ ،‬والمقصود بهذا المصطلح البعثي هم‬ ‫البرجوازية الوطنية التي بنت المعامل والمصانع ُ‬ ‫والبنى‬ ‫التحتية بعد االستقالل‪ ،‬فاستفاد منها الشعب السوري‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫عندما كانت تحت ملكية �صحابها‪ ،‬وحتى بعد ت�ميمها‪.‬‬ ‫وعندما ّ‬ ‫اشتد الـصـراع العلوي‪-‬العلوي بين ضباط حزب‬ ‫أ‬ ‫البعث‪ ،‬قام حافظ السد باالنقالب على رفيق دربه صالح‬ ‫آ‬ ‫جديد‪ً ،‬‬ ‫قائال إنها حركة تصحيحية لما ّ‬ ‫سموه “ثورة ‪� 8‬ذار”‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫مصطلحا‬ ‫وإنها انقالب على “العقلية ُالم ِناورة”!‪ ،‬وهنا �ضاف‬ ‫ً‬ ‫جديدا للقاموس البعثي‪ ،‬باإلضافة إلى “اليمين المشبوه”!‬ ‫أ‬ ‫تكاد االنقالبات التي قام بها حافظ السد ورفاقه ثم حافظ‬ ‫أالسد على رفاقه‪ ،‬ثم بشار أالسد على رفاق أ�بيه‪ ...‬ال ُتعدّ‬ ‫وال ُتحصى‪ ،‬منها انقالبات ّ‬ ‫متكررة داخــل حــزب البعث‬ ‫نفسه‪ ،‬وانقالبات ّ‬ ‫متكررة داخل الجيش السوري وقياداته‬ ‫العسكرية‪ ،‬وانقالبات داخــل الطائـفة العلوية وزعاماتها‬ ‫الـعـشــائــريــة‪ ،‬وان ـقــابــات اقـتـصــاديــة م ـت ـكــررة‪ ،‬م ـ ًـرة على‬ ‫البرجوازية الوطنية واإلقطاع‪ ،‬ومـ ًـرة انقالب البعث على‬ ‫مؤسسات الدولة وسيطرته الكاملة عليها‪ ،‬وما تبعها من‬ ‫أ‬ ‫سيطرة لكبار القادة العسكريين والمنيين والحزبيين على‬ ‫أ‬ ‫اقتصاد القطاع العام‪ .‬وال ّبد أ�ن ّ‬ ‫نذكر � ّن كل انقالب ُ‬ ‫يعقبه‬ ‫خلل ّ‬ ‫بنيوي في الدولة والمجتمع‪ ،‬خلل في ُالبنى السياسية‬ ‫والعسكرية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬باإلضافة‬ ‫أ‬ ‫والخالقي‪ .‬فاالنقالب ُ‬ ‫يرفع من يشاء‪،‬‬ ‫إلى الخلل ِالق َيمي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ويسحق من يشاء‪ .‬يقد ُس من يشاء‪ ،‬ويدنس من يشاء‪.‬‬

‫أ‬ ‫من �ين جاء محدثو النعمة؟‬ ‫أ‬ ‫من كبار القادة العسكريين والمنيين والحزبيين الذين‬ ‫سيطروا على مؤسسات الدولة‪ ،‬وراحوا يسرقون وينهبون‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫من المال العام‪ ،‬حتى �صبحوا في فترة قصيرة �غنى �غنياء‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫البلد‪ ،‬بعد �ن كانوا قبل سنوات �فقر فقرائه‪ .‬والواضح � ّن‬ ‫أ‬ ‫ًأ‬ ‫أ‬ ‫�بناء هؤالء القادة جميعا �صبحوا اليوم رجال �عمال‪ ،‬بل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫هم �كبر رجال العمال في سوريا‪ ،‬وكل واحد منهم يملك‬ ‫عدة شركات ومصانع ومعصرة زيتون (للبركة)‪ ،‬حتى قام‬

‫‪18‬‬

‫نيسان ‪ 2014‬العدد (‪)10‬‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ ُ أ‬ ‫كبرهم و�ك ُـثرهم إثر ًاء على حساب الشعب‪� ،‬ي بشار السد‪،‬‬ ‫�‬ ‫الحر ً‬ ‫باعتماد اقتصاد السوق ّ‬ ‫بدال من االقتصاد االشتراكي‬ ‫الذي ّ‬ ‫ينص عليه دستور عام ‪ ،1973‬لكي يتناسب مع حجم‬ ‫أ‬ ‫الرساميل المستثمرة في القطاع الخاص‪ ،‬والتي �صبحت‬ ‫تفوق حجم الرساميل المستثمرة فــي القطاع الـعــام‪ .‬وال‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ضـ َ‬ ‫ـرورة للتذكير ب�ن طبقة رجال العمال الشابة “الذئاب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫الشابة”‪ ،‬التي عاشت مرفهة في المدن السورية‪ ،‬وتعلمت‬ ‫في أ�فضل المدارس والجامعات‪ ،‬ولم تعرف الفقر أ�و العوز‬ ‫ً‬ ‫يوما؛ هي الطبقة التي أ� ْ‬ ‫سست ميليشيات الشبيحة‪ ،‬وهي‬ ‫التي قادتها خالل ثالثة أ�عوام الرتكاب أ�بشع الجرائم ّ‬ ‫بحق‬ ‫اإلنسان السوري‪ .‬وهكذا استبدل نظام أال َ‬ ‫سدين البرجوازية‬ ‫آ‬ ‫الوطنية بالبرجوازية المجرمة‪ ،‬وبمعنى �خر؛ البرجوازية‬ ‫ّ‬ ‫البناءة بالبرجوازية ّ‬ ‫المدمرة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫من �ين جاء محدثو الثقافة؟‬ ‫عندما يسيطر محدثو النعمة على مؤسسات الدولة بما فيها‬ ‫أ‬ ‫المؤسسات الثقافية واإلعالمية‪ ،‬فال ّبد �ن يوجهوها لدعم‬ ‫الثقافة والفنون التي ترضي أ�ذاوقهم‪ ،‬وتناسب ّ‬ ‫خلفياتهم‬ ‫أ‬ ‫االجتماعية‪ .‬كما أ�ن كل ُم َ‬ ‫حدث نعمة يحاول �ن يظهر بمظهر‬ ‫ّ‬ ‫الكماليات والبرستيج‪،‬‬ ‫كنوع من‬ ‫داعــم الثقافة والـفــن‪،‬‬ ‫ٍأ‬ ‫ولذلك ر ْ‬ ‫احت طبقة رجال العمال الشابة تفتتح شركات‬ ‫اإلنتاج الفني‪ ،‬وتدعم المهرجانات الثقافية والسياحية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وتمول بعض الموسيقيين والك ّـتاب والدراميين‪ .‬قد يبدو‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫سلوكهم داعما للثقافة حقا‪ ،‬لكن ثقافة محدثي النعمة ال‬ ‫أ‬ ‫الثقافة الصيلة‪ .‬ولذلك سيطرت الموسيقى الهابطة والدراما‬ ‫أ‬ ‫الهابطة والدب الهابط على المشهد الثقافي الـســوري‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫و�صبح عندنا طبقة حقيقية من محدثي الثقافة‪ ،‬اصطف ْت‬ ‫أ‬ ‫بمعظمها مع نظام السد‪ ،‬وراحت ّتبرر جرائمه إلى اليوم‪.‬‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫سبب �خ ـ َـر لظهور طبقة محدثي الثقافة‪،‬‬ ‫كما �شـيــر إلــى‬ ‫ٍ‬ ‫أ‬ ‫وهــو ٌ‬ ‫سبب سابق لظهور طبقة محدثي النعمة‪� ،‬ال وهو‬ ‫أ� ّن الـنـظــام الـقــائــم عـلــى قـمــع كــل ص ــوت يـعــارضــه‪ ،‬يـبـ ّـرر‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ساليبة اإلجرامية بذرائع مختلفة‪ ،‬ف�ي صوت معارض من‬ ‫أ‬ ‫البرجوازية الوطنية ّ‬ ‫يتم اتهامه ب�نه من “اليمين المشبوه”‪،‬‬ ‫أ‬ ‫و�نه عميل لإلمبريالية‪ ،‬وكل صوت معارض من الطائـفة‬ ‫ّ‬ ‫السنية ّ‬ ‫يتم اتهامه باالنتماء لجماعة اإلخوان المسلمين‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫وكل صوت معارض من ال كـراد يتم اتهامه ب�نه انفصالي‪.‬‬ ‫وكان للنظام مقاربة أ�خرى فيما ّ‬ ‫يتعلق بالصوت المعارض‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫وخاصة في بداية حكمه الذي‬ ‫من �بناء الطائـفة العلوية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫تضمن انقالبا اجتماعيا على زعماء العشائر العلوية‪ .‬حيث‬ ‫أ َ أ‬ ‫أ‬ ‫ّر أ أ‬ ‫ْ‬ ‫قر الســد �ن يفتح لبناء الطائـفة العلوية �وســع البــواب‬ ‫للدخول في المجال الثقافي والفني واإلعالمي‪ ،‬لكي ُت ّفرغ‬ ‫وفنيا‪ً ،‬‬ ‫دبيا ً‬ ‫أالصوات المعارضة طاقاتها أ� ً‬ ‫بدال من تفريغها‬ ‫ًأ‬ ‫ً‬ ‫عسكريا‪.‬‬ ‫سياسيا �و‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وهكذا �صبحت نسبة وجود �بناء الطائـفة في وزارة الثقافة‬ ‫ووزارة اإلعالم والتلفزيون السوري ووكالة “سانا” والصحف‬

‫أ‬ ‫ً‬ ‫ونتيجة‬ ‫والمجالت �كبر بكـثير من نسبتهم الديموغرافية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫لهذا التوجه من السلطات؛ �صبح بإمكان �ي شخص من‬ ‫ً ْأ‬ ‫ًأ‬ ‫ًأ‬ ‫أ�بناء الطائـفة ‪-‬سـ ً‬ ‫ـواء كان معارضا �و مؤيدا �و شبيحا‪� -‬ن‬ ‫مخرجا أ�و ً‬ ‫ناقدا أ�و ً‬ ‫يصبح شاع ًرا أ�و ً‬ ‫صحفيا أ�و ً‬ ‫ممثال‪ ،...‬طالما‬ ‫أ‬ ‫�ن مؤسسات القطاع العام والقطاع الخاص مفتوحة له‪.‬‬

‫أ‬ ‫من �ين جاء محدثو السياسة؟‬ ‫أ‬ ‫بعد �ن قضى حــزب البعث على الحياة السياسية لمدة‬ ‫أ‬ ‫خمسين ً‬ ‫عاما‪ ،‬توالدت �جيال كاملة لم تمارس السياسة‬ ‫في حياتها‪ ،‬وال تملك الثقافة الالزمة لممارسة السياسية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وال تهتم بالسياسة أ� ً‬ ‫صال‪ .‬ولم َ‬ ‫يبق ّ‬ ‫سياسيون في البلد إل‬ ‫بقي ّحي ًا من ُقدامى البعثيين ْ‬ ‫(إن ّ‬ ‫من َ‬ ‫صح تسميتهم برجال‬ ‫َ ًّ أ‬ ‫أ‬ ‫سياسية)‪� ،‬و من بقي حيا من �ح ـزاب “الجبهة الوطنية‬ ‫ّ أ‬ ‫أ أ‬ ‫السياسية � ْن‬ ‫التقدمية”‪ ،‬وهــؤالء كانت �قصى �حالمهم‬ ‫يسمح لهم النظام بتوزيع منشورات في مقهى الروضة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫�و إصدار صحيفة من ورقتين‪ ،‬هم َم ْن يكـتبونها وهم َم ْن‬ ‫يقرؤنها‪.‬‬ ‫أ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ومــع انطالق الثورة السورية وجــد النظام نفسه في �زمــة‬ ‫سياسية‪ ،‬لـكـ ْـن ال يــوجــد عـنــده سياسيين‪ ،‬يــوجــد عنده‬ ‫ّ أ‬ ‫أ‬ ‫الحل المني‬ ‫جيش و�من فقط‪ ،‬فلم يكن يملك خيا ًرا غير‬ ‫سياسي ًا ً‬ ‫والعسكري‪ .‬ولم يجد النظام ّ‬ ‫واحدا ليدافع عنه في‬ ‫أ‬ ‫وسائل اإلعــام‪ .‬و�ثـنــاء هــذه الزوبعة العارمة التي تجتاح‬ ‫سوريا منذ ثالث سنوات‪َ ،‬‬ ‫وجد الكـثيرون الفرصة المناسبة‬ ‫ّ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫بمهن‬ ‫للتسلق‬ ‫والوصول‪ ،‬فركب الموجة َم أن كانوا يعملون ٍ‬ ‫مختلفة‪َ ،‬وم ْن كانوا ال يسمعون نشرة �خبار من قبل‪ ،‬وخرج‬ ‫سياسيا أ�و استر ً‬ ‫ً‬ ‫منهم َم ْن أ� َ‬ ‫اتيجيا‪ ،‬ومنهم‬ ‫صبح اليوم ُم ّحل ًال‬ ‫ً‬ ‫شكل ً‬ ‫َم ْن ّ‬ ‫سياسيا “تحت سقف الوطن”‪ ،‬ومنهم َم ْن‬ ‫حزبا‬ ‫وصل إلى القصر الجمهوري بمرتبة مستشار‪ .‬هؤالء هم طبقة‬ ‫محدثي السياسة التي ّ‬ ‫ّ‬ ‫السياسية للنظام‬ ‫تشكل اليوم الواجهة‬ ‫أ‬ ‫السوري‪ً ،‬‬ ‫سواء على وسائل اإلعالم �و في المحافل الدولية‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الفطنة لكي أ�شير إلــى أ� ّن بعضَ‬ ‫ُ‬ ‫في النهاية‪ ،‬ال تنقصني‬ ‫المحسوبين على الثورة والمعارضة يعملون بنفس عقلية‬ ‫الـنـظــام‪ ،‬ويحاربونه بنفس أ�ساليبه‪ ،‬وبالتالي ب ـ ْ‬ ‫ـرزت في‬ ‫أ‬ ‫الثورة ظواهر شبيهة بظواهر النظام‪� ،‬ي يوجد في الثورة‬ ‫اليوم‪ :‬محدثو نعمة ومحدثو ثقافة ومحدثو سياسة‪ ،‬وهذا‬ ‫ًأ‬ ‫مقاال �خر‪.‬‬ ‫ما يحتاج‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫اللحمة الطائفية أو العصبية في أوضاعنا الراهنة‬ ‫¶ سعود المولى‬

‫لم ّ‬ ‫يقدم التراث السوسيولوجي الغربي المعاصر مقاربة‬ ‫ناجحة لفهم الظاهرة االجتماعية الكلية التي تمثلها‬ ‫الجماعات والطوائـف في بالدنا‪ ،‬فالمقاربة الماركسية‬ ‫بمختلف تالوينها لــم تكن تــرى المجتمعات إال من‬ ‫خالل نظارات االنقسام والصراع الطبقي وفق المعيار‬ ‫االقتصادي‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ما المقاربة الفيبرية (نسبة إلى ماكس فيبر) فإنها ر�ت‬ ‫المجتمعات على قــاعــدة انقسامها الــى فئات وشرائح‬ ‫وفــق معيار السلطة والـجــاه وال ـث ــروة‪ ...‬وسمحت لنا‬ ‫أ‬ ‫سوسيولوجيا بيار بورديو بمقاربة مختلفة و�كـثر واقعية‬ ‫أ‬ ‫و�مانة إذ إنه اقترح معيار المجال االجتماعي والحقول‬ ‫االجتماعية‪ ...‬وما يعنينا هنا هو تعريفه للثقافة باعتبارها‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫هرما من القيم والممارسات و�نها تملك كل خصائص‬ ‫أ‬ ‫الر�سمال‪ ،‬وبالتالي فهي تدخل في إطار الصراعات التي‬ ‫تدور في حقل استقل بذاته‪ ،‬فالحقل الثقافي حسب‬ ‫آ‬ ‫بورديو هو ككل حقل �خــر يعمل مثل السوق حيث‬ ‫هناك عرض وطلب ومنتج ومستهلك‪ ....‬فالمنتجون‬ ‫أ‬ ‫مهمتهم إنتاج إشارات و�مارات (كودات) رمزية منظمة‬ ‫أ أ‬ ‫في �طــر و�نظمة ثقافية مختلفة‪ :‬هــذه النظم الثقافية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫تـتــ�لــف مــن �ش ـكــال نـظــر وإح ـســاس وتـعـقــل وتــدبــر ‪..‬‬ ‫إنها عالم رمزي ينمو ويتطور مع الوقت ليتشكل عبر‬ ‫مؤسساته ومنظماته وطـرائــق هيمنته وسيطرته على‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫استقالال يسمح‬ ‫الفـ ـراد‪ ،‬والـتــي يكـتسب مــن خاللها‬ ‫له بهيكلة وبناء العالقات االجتماعية‪ ..‬فالثقافة هي‬ ‫أ‬ ‫طريقة خاصة إلدرااك العالم ولوصفه وفهمه‪�..‬ي إن‬ ‫أ‬ ‫الـثـقــافــة هــي فــي النتيجة مجموعة مـنــاهــج و�ط ــر نظر‬ ‫أ‬ ‫وإدراك تتم صياغتها وبلورتها من قبل �فراد يمتلكون‬ ‫أر�سـمـ ً‬ ‫ثقافيا ً‬ ‫ـاال ً‬ ‫رفيعا وسلطة شرعية معترف بها (من‬ ‫المرجعيات الدينية والفقهاء والعلماء الى كبار المثقفين‬ ‫والصحفيين الى القادة والزعماء)‪ ..‬وتتطور المعتقدات‬ ‫والقيم والنظريات أ� ً‬ ‫وال في حلقة ضيقة ثم تنتشر الى‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫عموم الجماعة ‪..‬غير �ن هذه الراء العامة والمعتقدات‬ ‫أ‬ ‫والف ـك ــار ال ـرائ ـجــة ال تـفــرض نفسها عـلــى الـجـمــاعــة إال‬ ‫بعد‪ ،‬ومن خالل‪ ،‬عملية تلقين تتوقف فاعليتها على‬ ‫عنصرين اثنين‪ ،‬أ� ً‬ ‫وال‪ :‬عقلنة المحددات والضوابط‬

‫ميرتشيا إليادة‬

‫رأي‬

‫الخصوصية بعبارات عامة وكونية تنسجم وبيئتها‪ ..‬وهنا‬ ‫أ‬ ‫تلعب اللغة الدور المركزي‪ :‬إذ إن كيفية تسمية الشياء‬ ‫آ‬ ‫تعني إيجادها بطريقة مختلفة وفي القر�ن الكريم‪( :‬إن‬ ‫أ آ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫هي إال �سماء سميتموها �نتم و�باؤكم ما �نزل الله بها‬ ‫ً‬ ‫من سلطان)‪....‬ثانيا‪ :‬إن تعميم المعتقدات يتم من‬ ‫خــال مــؤسـســات‪ ،‬والـمــؤسـســات هــي وســائــط سلطة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مهمتها ت�سيس الواقع‪� ،‬ي اإليجاد الرسمي لعالقات‬ ‫أ‬ ‫اجتماعية‪ ،‬وتدعيمها‪ ..‬وهي تستطيع �ن تؤسس‪ ،‬وفي‬ ‫مجاالتها المختلفة‪ ،‬تعريفات شرعية للواقع‪،‬‬ ‫تفرضها مظاهرة أ�مام الجامع العمري‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫على فاعلين يمنحونها ً‬ ‫وتسليما طوعيا‪...‬‬ ‫سلفا صدقية‬ ‫لقدسيتها ومثاليتها النموذجية ومعناها الرمزي‪ ،‬فهي‬ ‫(على حد ما شرح بيار بورديو)‪...‬‬ ‫ّ أ‬ ‫ً‬ ‫نموذجا للسلوك البشري‪ ،‬وبذا تعطي معنى‬ ‫تشكل �‬ ‫ولكن‪ ،‬ليست الثقافات كيانات حقيقية يمكن رسم وقيمة للوجود‪.‬‬ ‫أ‬ ‫خريطة لها ووضــع حــدود فاصلة بينها‪ ،‬إذ ال يمكن أ‬ ‫تحديد حــدود أ�يــة مجموعة اجتماعية (جـمــاعــة) يقع �مــا مالينوفسكي فهو يصف السـطــورة ليس كـتفسير‬ ‫أ‬ ‫وجــودهــا خ ــارج الــزمــن وت ـكــون مستقلة عــن إرادات �و كـتعبير عــن حشرية علمية‪ ،‬بــل كـســرد – روائــي‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫الفاعلين الذين يشكلونها‪ ،‬وهي إرادات متغيرة‪ ،‬أ�ما يعيد إحياء واقعة �ولية‪ ،‬ويجيب في الن نفسه على‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫انطالقا من آ�لية مزدوجة من التمايز إحتياجات دينية عميقة وتطلعات �خالقية ‪ ،‬وقيود‬ ‫الهوية فهي تنبني‬ ‫وضوابط اجتماعية‪ ،‬ال بل وحتى على متطلبات عملية‪.‬‬ ‫والتماهي مع المحيط‪.‬‬ ‫كما أ�ن للطقس وظيفة الدمج وبناء الهوية‪ ،‬فهو يعزز‬ ‫والمحيط هنا هــو عامل فاعل أ�ول ــي فــي إدام ــة هوية الروابط‪ ،‬ويؤطر ويقود المشاعر‪ ،‬ويعطي قوة لمبادىء‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫خاصة أ(�ي إنــه ال وجــود للطائـفة‪/‬الجماعة إال داخل و�فكار ثقافة الجماعة‪ ،‬وهو يحدد الدوار االجتماعية‬ ‫منظومة طائـفية‪ ،‬أ�ي داخل حقل صراع على السلطة)‪ ، ..‬ويهيكل ويـحـ ّـفــز الـسـلــوكـيــات ‪ ،‬ويـســاهــم فــي تركيز‬ ‫الهوية هي إذن‪ ،‬وبشكل ما‪ ،‬نتاج المجتمع والتراث سلطة ما‪.‬‬ ‫ًأ‬ ‫دورا �ك ـثــر تعبوية‬ ‫الثقافي‪ .‬بعض العناصر قد تلعب‬ ‫ً‬ ‫خصوصا‪ ،‬غير أ�ن التركيز على وللطقس وظيفة إعالمية تربوية إذ هو يجدد ويحيــي‬ ‫واستثارة للهوية‪ :‬الدين‬ ‫العنصر الديني في بناء وتعبئة واستثارة الهوية ال يكون العقيدة ويقونن الـمـبــادىء العامة لتكوين السلوك‬ ‫الفردي والجماعي‪ ،‬ويبلور الشخصية الجماعية‪ ،‬أو� ً‬ ‫ساسا‬ ‫من باب اإليمان او التقوى بل من باب استراتيجيات‬ ‫الهوية وإثبات الذات‪ ..‬وهنا يبرز شيوع التفسير النصي يبلور الــذاكــرة الجماعية‪ ..‬إن الــرمــوز التي تستخدمها‬ ‫الحرفي للدين (السلفية الجهادية المعاصرة وجماعات ال ــذاك ــرة ال ـج ـمــاع ـيــة مـحـ ّـمـلــة بــالـمـعــانــي وال ـ ــدالالت‪،‬‬ ‫القاعدة في المشرق والمغرب)‪ ،‬أ�و انفالت المظاهر والذكريات التي تستعيدها تلك الرموز‪ ،‬هي في الغالب‬ ‫الشعائرية وا لـطـقــوس الخارجية كمعبر للتمايز على مـشــاعــر جماعية عميقة وعـنـيـفــة‪ ،‬فـهــي لــذلــك مصدر‬ ‫حساب الجوهر الروحي للدين‪ ،‬فالجماعة ‪ -‬الطائـفة لالتحاد النفسي – البيولوجي الــذي يلحم الجماعة‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫ومجردة”‬ ‫تتشكل من خالل استحضار شعائري‪ -‬طقسي لذاكرة إن اعتبار الذاكرة “حقيقة موضوعية مطلقة‬ ‫‪ ،‬والمماهاة بينها وبين “التاريخ” ‪ ،‬قد ّ‬ ‫حول التاريخ‬ ‫تاريخية محملة بالخصوصية التي تؤسطر الذات ( في‬ ‫ز ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫مضخمة انقسامية فار ة ومولدة‬ ‫والساطير المؤسسة الى ذاكرة ايديولوجية‬ ‫المكان والزمان) إلى حد القداس‪..‬‬ ‫أ‬ ‫هلية‪.‬‬ ‫ال‬ ‫للحروب‬ ‫للجماعات – الـطــوائ ــف هــي بحسب ميرتشيا إلـيــاده‬ ‫تتمة صفحة ‪23‬‬ ‫حقائق حية وقصص حقيقية ثمينة وجوهرية‪ ،‬نظ ًرا‬

‫بيار بورديو‬

‫برونسيالف مالينوفسكي‬ ‫نيسان ‪ 2014‬العدد (‪)10‬‬

‫‪19‬‬


‫ضوء‬

‫رأي‬

‫حال المعارضة السورية عند قيام الثورة‬

‫¶ شمس الدين الكيالني‬ ‫أ‬ ‫دخلت سوريا مع استالم السد السلطة عام ‪1970‬م مرحلة‬ ‫جديدة َّ‬ ‫تعزز فيها الطابع المركزي االستبدادي للسلطة‪.‬‬ ‫نجح في تشكيل (جبهة وطنية تقدمية) انشطرت على‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ثرها الحزاب القائمة إلى شطرين‪ ،‬حمل ٌّكل منها االسم‬ ‫نفسه(االتحاد االشتراكي ‪،‬الحزب الشيوعي‪،‬البعث)‪،‬شطر‬ ‫اشترك في (الجبهة الوطنية التقدمية)‪ ،‬التي تحولت مع‬ ‫أاليام إلى استطالة من الدرجة الثانية لحزب السلطة ترتزق‬ ‫ً أ‬ ‫بدال من �ن تخدمها‪ ،‬تقتصر عضويتها على‬ ‫على السياسية‬ ‫آ‬ ‫مئات تنتظر دورها في (الغنيمة)‪ ،‬وقسمها الخر انتقل إلى‬ ‫المعارضة‪ ،‬وشكل عام ‪1980‬م صيغة تحالفية تحت يافطة‬ ‫أ‬ ‫«التجمع الوطني الديمقراطي» على �ساس برنامج ديمقراطي‬ ‫لـيـبـرالــي‪ ،‬يــدعــو إل ــى قـيــام سلطة دسـتــوريــة ديمقراطية‪،‬‬ ‫آ‬ ‫والتقى هذا البرنامج مع ما طرحته‪�،‬نئذ‪ ،‬النقابات المهنية‪:‬‬ ‫أ‬ ‫الطـبــاء‪ ،‬المهندسين‪ ،‬المحامين‪،‬التي مازالت مستقلة‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫نسبيا عن هيمنة �جهزة السلطة المخابراتية‪ ،‬وهو ما فتح‬ ‫أ‬ ‫الطريق �مام هذه القوى الحزبية والمدنية لتشكيل خيار‬ ‫ثالث ديمقراطي في خضم الصراع ما بين قوى استعملت‬ ‫اإلرهاب المسلح (الطليعة المقاتلة لإلخوان المسلمين)‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وطريق العنف الشامل لسلطة �رادت به �ن تقضي على‬ ‫أ‬ ‫الحياة السياسية و�ن تروض المجتمع السوري عبر قضائها‬ ‫على ( الطليعة المقاتلة لإلخوان المسلمين)‪ ،‬ولجماعة‬ ‫ّ‬ ‫اإلخوان المسلمين التي لم تشترك بالقتال إل بعد استهدفت‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫السلطة �عضائها‪،‬فما لبثت الجهزة �ن حاصرت �حـزاب‬ ‫(التجمع الوطني الديمقراطي)‪ ،‬باإلضافة إلى تصفيتها(حزب‬ ‫العمل الشيوعي‪ ،‬والتنظيم الشعبي الناصري)‪ ،‬في طريقها‬ ‫أ‬ ‫للقضاء على �ي نشاط سياسي حي في المجتمع السوري‪.‬‬ ‫فهيمن في الثمانينات والتسعينات شبح الموت والمذلة على‬ ‫أ‬ ‫سماء سوريا‪ ،‬بعد �ن قضوا على مسلحي اإلخوان‪ ،‬وختموا‬ ‫آ‬ ‫ذلك بمذبحة حماه‪ ،‬ذهب ضحيتها عشرات ال الف من‬ ‫أ‬ ‫الرجال والنساء والطفال‪ ،‬ودمروا فيها قلب المدينة وتركوا‬ ‫الدمار ليشاهده السوريون المارون في طريقهم إلى مدنهم‪،‬‬ ‫أ أ‬ ‫ليكون عبرة‪ ،‬وإلدخال الرعب في قلوبهم‪ .‬بل �جبروا �هالي‬ ‫الضحايا أ�ن يرفعوا أ�صواتهم ً‬ ‫عاليا لشكر جالدهم‬ ‫الكبير (بــالــروح بالدم نفديك ياحافظ )‪ ،‬فصمتت‬ ‫سوريا وشعبها صمت القبور‪ ،‬يجثم فوقهم التهديد‬ ‫والرعب‪.‬قامت السلطة إثر انهيار النموذج السوفياتي‬ ‫آ‬ ‫الشمولي‪ ،‬في التسعينات‪ ،‬باإلفراج عن �الف من‬ ‫أ‬ ‫المعتقلين السياسيين‪ ،‬و�جرت ببعض (اإلصالحات‬ ‫أ‬ ‫االقتصادية) على طريق تبييض �موال رجال النظام‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫في �على هرم السلطة و�جهزتها‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ثـ ــم �ط ـ ـل ـ ــق الس ـ ـ ــد االبـ ـ ـ ــن‪ ،‬فـ ــي بـ ــدايـ ــة ع ـهــده‬ ‫وعـ ـ ـ ـ ً‬ ‫ـودا ب ـ ــاإلص ـ ــاح ت ـط ـل ـبـ ًـا‬ ‫ل ـل ـشــرع ـيــة‪،‬ل ـع ـبــور مـشـكـلــة‬ ‫الـتــوريــث الـفــاســدة‪ ،‬فساهم‬ ‫ذلك في والدة حراك سياسي‬ ‫اجتماعي ومدني‪ ،‬وإلى جدل‬ ‫ثقافي ثــري‪ ،‬قــام بــه مثقفون‬ ‫يـ ـس ــاري ــون‪ ،‬ول ـي ـب ـرال ـي ــون‪،‬‬ ‫وقــوم ـيــون‪ ،‬ف ـعـ َّـزز ذل ــك من‬

‫‪20‬‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫نيسان ‪ 2014‬العدد (‪)10‬‬

‫احتمال تكوين أ�ح ـزاب ليبرالية جــديــدة‪ّ ،‬‬ ‫متحلقة حول‬ ‫ِ‬ ‫النائب المعارض الـبــارز ريــاض سيف‪ ،‬صاحب منتدى‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫«الـحــوار الوطني»‪ ،‬وحــول (الهيئة الت�سيسية لصدقاء‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫َّ أ‬ ‫المجتمع المدني)‪ .‬إل �ن السلطة �غلقت الباب �مام التحول‬ ‫الديمقراطي باسترجاعها للطرائق المعتادة االستبدادية‪:‬‬ ‫العنف والسجون ‪.‬‬ ‫لــم تستسلم المعارضة‪ ،‬استجمعت قــواهــا وشــرعــت في‬ ‫أت�سيس مـ ُ‬ ‫ـاسـ ِّـمــي (إع ــان دمـشــق) عــام ‪ ،2005‬بمشاركة‬ ‫أ‬ ‫�حزاب(التجمع الوطني الديمقراطي)‪ ،‬ووجوه ثقافية من‬ ‫نشطاء (هيئة المجتمع المدني)‪ ،‬وشخصيات ليبرالية بارزة‬ ‫مثل النائب رياض سيف( دمشق)‪ ،‬والشيخ نواف البشير‬ ‫( دير الــزور)‪ ،‬كما انضم إليه أ� ً‬ ‫يضا (اإلخــوان المسلمون)‬ ‫على ضوء تبنيهم فكرة (الدولة المدنية الديمقراطية)‪ .‬وعلى‬ ‫أ‬ ‫هذا انعقد (المجلس الوطني) لـ «إعالن دمشق» في �واخر‬ ‫أ‬ ‫‪ ،2007‬وضم �غلب القوى السياسية السورية‪ ،‬فاكـتمل‬ ‫أ‬ ‫بذلك عقد المعارضة السورية بكافة �طيافها باستثناء بعض‬ ‫المجموعات اليسارية الراديكالية‪.‬‬ ‫خلق هذا التحالف الديمقراطي‪ ،‬على قلة حيلة المعارضة‪،‬‬ ‫إطا ًرا ً‬ ‫جامعا لتوجهات النخب السورية ‪،‬صار بإمكانها‪ ،‬لو‬ ‫ّ‬ ‫حافظت على وحدتها في هذا اإلطار الجامع‪ ،‬لكانت ِوفرت‬ ‫آ‬ ‫للثورة السورية في انطالقتها في �ذار ‪ 2011‬وحدة القيادة‪،‬‬ ‫وهيكلية سياسية وتنظيمية لتمثيل الـثــورة في الداخل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�مام العالم‪.‬غير �ن هذا التحالف الوطني الكبير لم يدم‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫طويال‪ ،‬ما لبث �ن واجه المصاعب‪� .‬تت �ولى المصاعب‬ ‫إثــر ق ـرار حــزب االتـحــاد االشتراكي (وهــو جــزء من التجمع‬ ‫أ‬ ‫الوطني الديمقراطي)‪ ،‬بتجميد عضويته بحجة �ن النافذين‬ ‫في اإلعــان تقصدوا تهميش موقعه في الهيئة القيادية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫باإلضافة إلى خالف سياسي‪َّ ،‬عبر عنه �حد قياديــي حزب‬ ‫االتـحــاد عــن ذلــك بالقول‪ :‬إن (االت ـحــاد) معني «بالعمل‬ ‫أ‬ ‫لمواجهة المخاطر الخارجية التي تستهدف سورية و�متها‬ ‫العربية ‪ ..‬فال معنى للحديث عن الديمقراطية بمواجهة‬ ‫المتطلبات الــوطـنـيــة وال ديـمـقـراطـيــة فــي ظــل االحـتــال‬ ‫والهيمنة الـخــارجـيــة»‪.‬فـ أـ�بــدت قـيــادة هــذا الـحــزب العجوز‬

‫أ‬ ‫انشغالها ‪-‬على حساب التغيير‪ ،‬ب�وهامها بوجود مؤامرة‬ ‫ضــد ســوريــا تستهدف (مــن جملة مــا تستهدف) سياسة‬ ‫النظام (الممانعة)‪ ،‬وبتبنى رؤية عدمية للعالم ال ترى في‬ ‫ًأ‬ ‫ً‬ ‫الغرب أو�مريكا سوى ً‬ ‫سطوريا‪،‬ال يخضع‬ ‫شيطانيا �‬ ‫عالما‬ ‫لمنطق السياسية المعهودة‪ ،‬حيث استعاد‪،‬على غرار القوى‬ ‫الناصرية العربية‪ ،‬شعارات (جبهة الرفض) التي وقفت ً‬ ‫دائما‬ ‫آ‬ ‫ضد استراتيجية عبدالناصر‪ :‬إزالة �ثار العدوان‪ ،‬وقبول خيار‬ ‫السالم وقرار ‪ 242‬ومشروع روجرز التفاوضي‪ ،‬واالنفتاح على‬ ‫أ‬ ‫العالم والتعامل معه على �ساس الممكن والمصالح وميزان‬ ‫القوى‪ .‬وبالنتيجة انحازت( قيادة حزب االتحاد) إلى سياسة‬ ‫أ‬ ‫حماس وحزب الله وربما إيران‪ ،‬مع ت�ييد خجول للسياسة‬ ‫أ‬ ‫الخارجية للسلطة‪ .‬مع استخفاف بت�ثير العامل الخارجي‪،‬‬ ‫والتشكك بمعارضة الخارج!‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ما الضربة الخرى لهذا التحالف الوطني الكبير‪ ،‬ف�تت من‬ ‫أ‬ ‫(اإلخوان المسلمين)‪،‬حين فاج�وا الجميع‪ ،‬في حزيران‪/‬‬ ‫أ‬ ‫يونيو ‪ ،2006‬بت�سيس (جبهة الخالص) مع النائب خدام‪،‬‬ ‫أ‬ ‫دون اكـتراث بالتزامهم بإعالن دمشق‪ ،‬ثم لم يطل المر‬ ‫أ‬ ‫بهم حتى �عـلـنــوا (بشكل مفاجئ) فــي السابع مــن يناير‬ ‫كانون الثاني ‪ ،2009‬بمناسبة حرب غزة‪،‬انسحابهم من‬ ‫أ‬ ‫جبهة الخالص‪ « ،‬توفي ًرا لكل الجهود للمعركة الساسية»!‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫إلــى �ن �نهوا هــذه الهدنة بعد سنتين‪ ،‬ف�حدث اإلخــوان‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫خالل ذلك ‪-‬نوعا من اإلرباك للمعارضة‪ ،‬و�ثاروا التشكك‬ ‫بتقلباتهم السياسية‪.‬ووقف اليسار الراديكالي يبحث عن‬ ‫هــويـتــه الـضــائـعــة‪.‬واسـتـمــر الـعــديــد مــن الناشطين بحمل‬ ‫مسؤولية إعــان دمشق بما فيهم نشطاء ماسمي ربيع‬ ‫دمشق وحزب الشعب الديمقراطي‪ .‬فذهب الكـثيرون‪ ،‬إلى‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�نه من المفترض بـ(اإلخوان ) �ن ال يبقوا �سرى تعلقهم‬ ‫أ‬ ‫بمكانتهم قبل محنة الثمانينات‪،‬و�ن يتوقفوا عن محاوالتهم‬ ‫أ‬ ‫للهيمنة على المعارضة فــي ال ـخ ــارج‪،‬و�ن يتوقف(حزب‬ ‫ً‬ ‫االتحاد) عن النظر لمكانته في المستقبل قياسا على ماضيه‬ ‫في الستينات‪،‬وعن فرملة حركة المعارضة الداخلية ً‬ ‫قياسا‬ ‫على توجهاته المترددة‪ ،‬ليساهم االثنان بذلك في التحول‬ ‫السياسي الكبير الراهن‪.‬‬ ‫كانت المعارضة بهذا الحال من التشتت عندما انفجر‬ ‫الشعب السوري ُالمذل المهان في وجه نظام االستبداد‪،‬‬ ‫وشق طريقه دون انتظار مشاركة المعارضة التقليدية‬ ‫ونصائحها‪ ،‬فــاجـتــرح لنفسه ق ـيــادات على تــاحــم مع‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫تجربته الفعلية‪ ،‬و�كـثر التز ًاما وثقة بمستقبله وب�هدافه‪،‬‬ ‫أ‬ ‫إلــى �ن توصل إلــى تشكيل (هيئته العامة) القيادية‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫فمستقبل ســوريــة شــرع بالتشكل بجهود نشطاء لم‬ ‫أ‬ ‫يربكوا �نفسهم بإيديولوجيات المعارضة وبتكـتيكاتها‪،‬‬ ‫وال بتجاربها ُالمخفقة‪ ،‬وال بماضيها اإلشكالي‪ .‬وهم يرون‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫تشكيال‬ ‫�ن كل ما يحتاجونه‬ ‫ً‬ ‫جامعا للتيارات السياسية‬ ‫كــافــة‪ ،‬بـمــا فـيــه المعارضة‬ ‫القديمة والجديدة‪ ،‬يستطيع‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫تمثيليا‬ ‫� ن يـشـكــل ق ـط ـبـ ًـا‬ ‫للشعب السوري يساهم في‬ ‫ق ـيــادة عملية االنـتـقــال إلــى‬ ‫الديمقراطية‪.‬‬



‫إضاءة‬

‫لقاء‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫سجين شاهد على عملية تحرير سجن غرز‬ ‫النقيب طالل الخلف لضوضاء‪ :‬استولينا على السجن من الداخل واقتحمه الحر من الخارج‪ ..‬تتمة‬

‫ماذا حدث في الفترة التي سبقت نقلك إلى المزة؟ وهل كان‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫هناك تعذيب في الشهر الولى للثورة؟‬ ‫تعرضنا للتعذيب واإلهانة في شعبة المخابرات‪ ،‬ووجهت‬ ‫إلي كـثير من التهم‪ ،‬منها‪ :‬محاولة السيطرة على مطار دير‬ ‫الزور ومستودعات عياش للذخيرة‪ ،‬وتصفية ضباط علويين‪،‬‬ ‫واالتصال مع الشيخ العرعور والشيخ نواف البشير‪ ،‬وغيرها‬ ‫كـثير من التهم لم أ�عد أ�تذكرها ً‬ ‫جميعا‪.‬‬ ‫في الفرع ‪ 293‬حقق معنا اللواء رفيق شحادة رئيس الفرع‪،‬‬ ‫أ‬ ‫واللواء عماد ميهوب ورائــد ال �تذكر اسمه‪ ،‬كان التحقيق‬ ‫ً‬ ‫قاسيا وتعرضنا خالله للضرب واإلهــانــة‪ ،‬استمر شهرين‬ ‫أ‬ ‫ويومين‪� ،‬مضيتها في زنزانة منفردة‪.‬‬ ‫كيف وصلت إلى سجن غرز ً‬ ‫الحقا؟‬ ‫تم تحويلي إلى ‪ 248‬وبقيت فيه خمسة عشر ً‬ ‫يوما‪،‬‬ ‫الفرع‬ ‫نقلت بعدها إلى فرع الشرطة العسكرية بالقابون‪ ،‬حيث تم‬ ‫تقديمنا إلى محكمة الميدان‪ ،‬ووجهت إلي التهم التي ذكرتها‬ ‫ً‬ ‫سابقا‪ ،‬وصدر بحقي حكم بالسجن مدة ‪ 13‬سنة‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫الطرد من الجيش والحجر والعزل والتجريد‪ ،‬بعدها حولوني‬ ‫أ‬ ‫إلى سجن صيدنايا العسكري‪ ،‬بتاريخ ‪� 6‬يلول ‪.2011‬‬

‫أ‬ ‫الحر‪ ،‬وكان يفترض �ن يقتحم مقاتلو «الحر» السجن خالل‬ ‫االستعصاء‪ ،‬فنسيطر نحن من الداخل بينما يسيطرون من‬ ‫الخارج‪ ،‬وبالفعل نفذنا الخطة وتمكنا من القبض على رئيس‬ ‫الفرع المقدم عدنان الحسن وعدد من الضباط والعناصر‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�جبرت رئيس الفرع على إعطاء �وامر للحرس باالستسالم‬ ‫وعدم إطالق النار على الجيش الحر‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ّإال �ن التعزيزات التي وصلت قــوات النظام مــن منطقة‬ ‫الـصــوامــع والـمـخــابـرات الـجــويــة‪ ،‬دفـعــت بمقاتلي الجيش‬ ‫الحر إلــى االنسحاب‪ ،‬فاستعادت قــوات النظام السيطرة‬ ‫أ‬ ‫على السجن‪ ،‬و�سـفــرت الحادثة عــن تسليم المسؤولين‬ ‫عن االستعصاء للجنة تحقيق حكمت علينا بالسجن في‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المنفردات ستة �شهر‪ ،‬عانينا خاللها كل �شكال التعذيب‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫والـتـجــويــع‪� ،‬مـضـيــت فـتــرة حكمي و�ع ــادون ــي بـعــدهــا إلــى‬ ‫المهاجع‪.‬‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫فــي صيدنايا‪ ،‬ر�ي ــت بــ�م عيني مــا كنت �سـمــع عنه حول‬ ‫الممارسات التي يقوم بها النظام منذ الثمانينات‪ ،‬وضعوني‬ ‫في البناء أالحمر‪ ،‬أو�مضيت قرابة السنة فيه‪ ،‬لم أ� َر خاللها خاص ضوضاء‬ ‫وجه عسكري‪ ،‬حيث كانوا يلبسوننا عصابات سوداء على‬ ‫أ‬ ‫�عيننا ويقيدوننا عند االنتقال من مكان إلى مكان‪ ،‬عانينا‬ ‫حيانا عشرين ً‬ ‫البرد والجوع والتعذيب الممنهج‪ ،‬وكنا أ� ً‬ ‫سجينا‬ ‫في المهجع يعطوننا ملعقة رز فقط‪ ،‬ثم تم تحويلي إلى سجن‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫غرز في �ب ‪ ،2012‬بعد �ن بصمت على طردي من الجيش‪.‬‬ ‫هل عرفتم عن إعدامات ميدانية كانت تتم في صيدنايا؟‬ ‫أ‬ ‫وهل كنتم تتواصلون مع السجناء في البناء البيض؟‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫كنا نسمع � ّن هناك غرفة إعدام في البناء البيض‪ ،‬لكن لم‬ ‫أ‬ ‫يكن لدينا �ي سبل للتواصل‪ ،‬لم نكن نعرف ما الذي يحدث‬ ‫في الخارج‪ ،‬ولم َنر الشمس في صيدنايا‪ ،‬كنا في غرف مغلقة‬ ‫أ‬ ‫في بناء فوالذي‪� ،‬بوابه وجدرانه وكل شيء فيه من حديد‪.‬‬

‫خاص ضوضاء‬

‫بالعودة إلى سجن غرز‪ ،‬ما الذي تغير بعد انتقالك إليه؟‬ ‫فــي سجن غــرز وضعونا فــي المنفردات‪ ،‬بعدها نقلنا إلى‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ينقلونا‬ ‫قسم العزل‪� ،‬مضيت في العزل شهرين‪ ،‬قبل �ن‬ ‫ً خاص ضوضاء‬ ‫أ‬ ‫إلى الجنحة‪ ،‬وضعونا في الجناح التاسع‪ ،‬كنا ‪ 21‬شخصا‬ ‫تم نقلنا من سجن صيدنايا إلى سجن غرز‪ ،‬بيننا عسكريان‬ ‫آ�خران غيري‪ ،‬وضعنا ً‬ ‫جميعا مع المحكومين بجرائم قتل‪.‬‬ ‫أ‬ ‫هنا كــان التحرك والتواصل مع الخارج �سهل من سجن‬ ‫صيدنايا‪ ،‬فتواصلت مع عائلتي ومع مقاتلين من الجيش‬ ‫أ‬ ‫الحر‪ ،‬عرفت � ّن درعا مقسمة إلى قطاعات‪ ،‬وتواصلت مع‬ ‫قادة الجيش الحر المسؤولين عن قطاع غرز‪.‬‬

‫خاص ضوضاء‬

‫آ‬ ‫قبل تحرير السجن في �ذار ‪ 2014‬قمنا بمحاولة لتحريره قبل‬ ‫سنة ً‬ ‫ً‬ ‫استعصاءا بالتنسيق مع الجيش كيف كانت الفترة التي تلت االستعصاء؟‬ ‫تقريبا‪ ،‬حيث نفذنا‬

‫‪22‬‬

‫نيسان ‪ 2014‬العدد (‪)10‬‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫زادت الحراسة والتدقيق علينا و�صبح ت�مين وسائل االتصال‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�صعب بكـثير‪ّ ،‬إال �نني وبمساعدة �خرين استطعت ت�مين‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫مجددا‪ ،‬وفي الثناء كان‬ ‫قنوات اتصال مع الجيش الحر‬ ‫عدد كبير من ضباط السجن يرسلون إلي خفية‪ ،‬يطلبون‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مني ت�مين حياتهم فيما لو سقط السجن‪ ،‬وذلك �نني خالل‬ ‫أ‬ ‫االستعصاء فاوضت الرهائن الذين �مسكنا بهم على حفظ‬ ‫حياتهم مقابل التسليم‪.‬‬ ‫أ أ‬ ‫في يوم اقتحام السجن جاءني �حــد الشخاص الذين كنا‬ ‫أ‬ ‫ً أ‬ ‫معا و�خبرني � ّن قوات النظام انسحبت إلى منطقة‬ ‫نعمل‬ ‫الصوامع‪ ،‬فقمنا بمساعدة عناصر من السجن باالستيالء على‬ ‫السجن من الداخل‪ ،‬وفتحنا ً‬ ‫طريقا عبر القبو إلى السور‪،‬‬ ‫وكان هناك باب في السور تمكنا من فتحه‪ ،‬عندها تواصلت‬ ‫مع سرية من الجيش الحر وعرفت عن نفسي‪ ،‬بينما جمعنا‬ ‫أ‬ ‫المساجين في الساحة قرب السور‪ ،‬و�خبرنا مقاتلي «الحر»‬ ‫أ‬ ‫أ�ننا أ�منا ً‬ ‫طريقا للخروج‪ ،‬فحضر عدد منهم و�خلوا السجناء‪.‬‬ ‫تعرضنا إلطالق نار خالل اإلخالء من جهة الصوامع‪ ،‬وسقط‬ ‫أ‬ ‫عــدد من الجرحى وقتل �ربعة من مقاتلي الجيش الحر‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وبعد الخروج �طلق سراح السجناء السياسيين بينما �حيل‬ ‫أ‬ ‫السجناء الجنائيون إلى الهيئة الشرعية للنظر في �مرهم‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫طوال الفترة التي �مضيتها في السجن سواء في صيدنايا �و‬ ‫أ‬ ‫في غرز‪ ،‬ما هي �هم المحطات التي مرت بها الثورة‪ ،‬وكيف‬ ‫كنتم تتفاعلون معها؟‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫سمعنا �خ ـبــا ًرا عــن �ن مناطق فــي ريــف دمشق تعرضت‬ ‫لقصف بالسالح الكيمائي ً‬ ‫مثال‪ ،‬وغيرها من المجازر التي‬ ‫أ‬ ‫كان النظام يرتكبها‪ ،‬لكن لم يكن من السهل وصول الخبار‬ ‫إلينا‪ ،‬خاصة في مرحلة سجن صيدنايا‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫لكن �كـثر ما فاج�ني هو وضع الجيش الحر‪ ،‬فبعد ثالث‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫سنوات من الثورة توقعت �ن يكون �كـثر تنظيما وقوة‪ ،‬و�ن‬ ‫يكون حقق درجة جيدة من االنضباط والهيكلية‪ ،‬وصدمني‬ ‫الواقع‪ ،‬يلزمنا الكـثير من العمل للوصول إلى ما يفترض‬ ‫أ‬ ‫بالجيش الحر �ن يكون عليه‪.‬‬ ‫أ‬ ‫اليوم �ين يجد النقيب طالل الخلف نفسه؟ وكيف ينظر‬ ‫إلى الثورة؟‬ ‫أ‬ ‫�تابع اليوم العمل مع الجيش الحر‪ ،‬بعد تحرير السجن‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�عدت هيكلة لواء درع اللجاة و�نا قائده الن‪ ،‬موقفي من‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الثورة لم يتبدل‪ ،‬كما ذكرت لدي �خوان شهيدان‪� ،‬حضرت‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بدلة صفوان وبندقيته‪� ،‬لبس بدلته و�قاتل ببندقيته‪ ،‬ولن‬ ‫أ‬ ‫�خلعهما قبل سقوط هذا النظام‪.‬‬ ‫هــل تلمح خـطــر الـتـطــرف فــي درع ــا وم ــا هــو موقفكم من‬ ‫المتطرفين؟‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫توصلنا إلــى قناعة � ّن تنظيم «داع ــش» �داة وقــوة تابعة‬ ‫للنظام‪ ،‬لذلك لن نسمح بدخوله إلى درعــا‪ ،‬دخوله درعا‬ ‫آ‬ ‫يعني عودة النظام إليها‪ ،‬وحتى الن ليس في درعا متطرفين‬ ‫ولن نسمح بوجودهم‪.‬‬


‫ضوء‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تتمات‬ ‫اللحمة الطائفية أو العصبية في أوضاعنا الراهنة ‪ ..‬تتمة‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫ولئن كانت نقطة انطالق الطوائـف في الصل تجمعات عبادة دينية �و مذهبية خاصة‬ ‫(الشيعة ‪ ،‬الموارنة ‪ ،‬الدروز ‪ ،‬العلويون‪ ،‬على سبيل المثال ال الحصر‪ ،)..‬فان عامل‬ ‫أ‬ ‫العبادة لم يعد هو الذي يحافظ على تماسك الطائـفة‪ ،‬وال هو الذي يحيــي نشاطها �و‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يحدد �هدافها‪ .‬ولم يعد التعلق بمضمون العقيدة الدينية الصلية الذي كان في �ساس‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫نش�تها هو ما يؤمن تماسك الطوائـف‪ ،‬بل انه ذلك الشعور فيما بين �بناء الطائـفة‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫الواحدة بارتباطهم الواحد باالخر برباط الدين‪ ،‬وهو ما ّ‬ ‫إحساسا‬ ‫ينمي عندهم �يضا‬ ‫بالفرادة والخصوصية‪ ،‬ويتعزز التماسك الطائـفي هذا من جراء سيادة الزواج اللحمي‬ ‫فيما بين أ�بناء الطائـفة الواحدة‪ ..‬وهكذا فإن الدين يؤدي هنا دو ًرا ً‬ ‫شبيها لذلك الذي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫اسنده ابن خلدون إلى النساب القبلية ‪“ :‬النسب �مر وهمي ال حقيقة له‪ :‬ونفعه انما هو‬ ‫في هذه الوصلة وااللتحام”‪ ..‬اي ان المهم هو الثمرة او النتيجة وهي االلتحام‪ ..‬والعامل‬ ‫أ‬ ‫الرئيسي اذن في ديمومة وتماسك الطائـفة كما القبيلة إنما هو االلتحام وليس العبادة �و‬ ‫النسب‪ ..‬فالعقيدة الدينية تلعب في المحافظة على الطائـفة الدور الذي يلعبه النسب‬ ‫أ‬ ‫(�و التوهم به حسب ابن خلدون) في المحافظة على القبائل‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وتسعى الطوائـف إلى إثبات نفسها‪ ،‬وإلــى ت�بيد دورهــا‪ ،‬من خالل تواريخ �سطورية‬ ‫أ‬ ‫وقصص و�ساطير تعطي الستمراريتها معنى وتكسبها شرعية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫فلم تعد الطوائـف تستمد ديناميكيتها من تقوى �فرادها‪� ،‬و علم وفقه وورع مراجعها‪� ،‬و‬ ‫انضباطها بموازين الشرع‪ ،‬ال بل إن التركيز على التزام ممارسة بعض الشعائر والطقوس‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫غالبا ما يكون القصد منه الت�كيد على الهوية الطافية الجماعية ( شكل من �شكال‬ ‫النرجسية الجماعية)‪ ،‬في حين إن الديناميكية الحقيقية للطوائـف ترتكز على العصبية‬ ‫آ‬ ‫ً‬ ‫مزيجا ً‬ ‫بمعناها الخلدوني‪ ،‬أ�ي باعتبارها ( أ�ي العصبية) ً‬ ‫سوسيولوجيا هو في الن‬‫نفسيا‬ ‫نفسه قوة تماسك الجماعة‪ ،‬وشعورها بخصوصيتها‪ ،‬ووعيها لطموحاتها الجماعية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫كما هي تعبير عن ذلك التوتر الذي يحركها ويدفعها ً‬ ‫تدريجا‪ ،‬ومن دون �ن يكون لها‬ ‫حرية االختيار‪ ،‬نحو السيطرة على السلطة‪ ،‬فما يحرك الطوائـف ليس الدعوة الدينية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫(نشر إيمانها �و عقيدتها �و هداية الناس) وليس التدين والتقوى الفردية‪ ،‬وانما هي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫العصبية التي غايتها السلطة وبتعبير ابن خلدون نقول ‪ “ :‬اعلم �ن الملك (�ي السلطة)‬ ‫غاية طبيعية للعصبية‪ ،‬ليس وقوعه عنها باختيار إنما هو بضرورة الوجود وترتيبه”‪..‬‬

‫الثورة السورية‪ :‬إعادة فرز لتحالفات قوى اليسار‪ ..‬تتمة‬ ‫ربما يكون الترهل التنظيمي وتقلص دور القاعدة الجماهيرية في تحديد سياسات‬ ‫أ‬ ‫الحزاب السورية إلى جانب تقمص الخطاب السلطوي الممانع‪ ،‬طيلة الخمسين‬ ‫عاما الماضية واالستسالم للمغريات التي قدمها النظام‪ً ،‬‬ ‫عامال ً‬ ‫ً‬ ‫مهما في مواقف‬ ‫تلك أالحزاب طوال أ�مد الثورة السورية‪ .‬لكن ذلك ال يشفع ً‬ ‫إطالقا هذه المواقف‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫�مام استفحال �لة القتل والتدمير‪ ،‬في تشريد وتهجير ماليين السوريين وقتل‬ ‫آ‬ ‫واعتقال مئات ال الف منهم‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫عموما‪ ،‬القوى اليسارية في سوريا تتوزع على محورين‪ :‬الول تحالف مع النظام‬ ‫ً‬ ‫علنا‪ ،‬ودافــع عن سياساته بكل قــوة وتبنى روايته في تفسير الحراك والثورة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫السورية‪ ،‬قبل الثورة و�ثناءها وقد يستمر ذلك حتى �مد طويل‪ ،‬الثاني ضعيف‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫أ� ً‬ ‫ساسا وال يملك من �دوات الفاعلية الكـثير‪ ،‬فيما انخرط فصيل �خر يدعى «تجمع‬ ‫أ‬ ‫اليسار الماركسي» في صفوف هيئة التنسيق الوطنية والتي شكلتها �حزاب وقوى‬ ‫أ‬ ‫يسارية سورية ضمت قوى مختلفة من المكونات السورية لكنها لم تستطع �ن‬ ‫أ‬ ‫العبا ً‬ ‫تصبح ً‬ ‫قويا على الساحة الوطنية السورية لن خطابها المعارض لم يكن‬ ‫بالجذرية التي ّميزت مطالب الناس حين خرجوا منشدين التغيير‪.‬‬ ‫أ أ‬ ‫ال تظهر في الفق �ية بوادر على تغيير في تعاطي قوى اليسار عامة والشيوعيين‬ ‫أ‬ ‫خاصة مع مجريات الحــداث في سوريا‪ ،‬على العكس‪ ،‬تــزداد مواقف الحركة‬ ‫تصلبا بالمضي ً‬ ‫الشيوعية ً‬ ‫قدما في تحالفها مع النظام‪ ،‬وتــزداد حـ ّـدة الخطاب‬ ‫أ‬ ‫السياسي للقوى الشيوعية في وصف الثورة السورية على � ّنها مشروع إسالموي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫متطرف مدعوم من قوى إقليمية ودولية على ر�سها الواليات المتحدة المريكية‬ ‫وإسرائيل والسعودية وقطر‪.‬‬

‫ماكس فيبر‬

‫نيسان ‪ 2014‬العدد (‪23 )10‬‬


‫قبس من نور‬

‫الخروج من دار البلدية‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫قصة قصيرة _ مهند الخالد‬ ‫من مجموعته القصصية ساعات الليل‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫َّ أ‬ ‫سره �ن يراه �خي ًرا ‪ ،‬فمنذ �كـثر من ثالثة �شهر وهو يفكر في �مر غيابه‪ ،‬وحين فوجئ به ذلك الصباح �سرع يبادره التحية وك�نه صديق قديم ‪:‬‬ ‫_ الحمد لله على السالمة‪ ،‬وينك يا رجل‪ ،‬والله اشتقنا لقهوتك‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫_ �خي ‪ ..‬الله يرضى عليك‪ ..‬القهوة ّبطلناها‪ ..‬والشاي كمان بالمثل‪ ..‬عيفني يا ّعمي يرحم �هلك ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بهت الستاذ رياض‪ّ ،‬‬ ‫ودبت قشعريرة في بدنه الخمسيني‪ ،‬كما لو �نه خارج من نوبة ّ‬ ‫حمى‪ ،‬فيما الحيرة طافت فوق وجهه الودود‪ ،‬ما الذي فعله كي يخاطبه‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ�بو أ�يمن بهذه اللهجة ّ‬ ‫لمجرد �نه �لقى عليه تحية الصباح‪ ،‬وهو الذي لم ُي ِقدم عبر مسيرة حياته على إيذاء نملة !!! خلع نظارته السميكة ‪ ..‬قال بعتاب ّ‬ ‫ندي ‪:‬‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫_ خير �بو �يمن ؟؟ �نا شو غلطت معك ال سمح الله؟؟!!‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫يشرب الستاذ قهوته عند �بو �يمن خالل انتظاره لموعد انطالق الحافلة إلى دمشق‪ ،‬يخرج من البيت باك ًرا كي ال يفوته الموعد‪ ،‬وحين يدلف من فم محطة‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫االنطالق تلتقطه عيون �بو �يمن‪ّ ،‬‬ ‫يلوح له ‪ ..‬فيومئ بر�سه موافقا‪ ،‬ويشرع �بو �يمن بإعداد القهوة ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫في المرة الخيرة (وذبالة الكالم تعلن موتها بينهما)‪ ،‬ظلت عيون �بو �يمن معلقة على الستاذ رياض وهو يطرد من حوله الذباب الذي مل المكان ‪ ،‬وفج�ة‬ ‫أ‬ ‫خطرت للستاذ تلك الفكرة الرائعة ‪:‬‬ ‫يرشولك حواليك ؟؟! بعرف مهندس خواجة وخدوم‪ ،‬وما رح يقول ال أ� ً‬ ‫_ أ�بو أ�يمن ‪ ..‬شو أر�يك إبعث لك جماعة البلدية ّ‬ ‫بدا ؟؟‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫للستاذ‪ ،‬ولسوف يكبر في عينيه �كـثر ‪ ..‬هذه صحة الناس يا ّعمي‪ ،‬مش لعبة‪َّ .‬‬ ‫راقته الفكرة‪ ،‬لن ّ‬ ‫حدث نفسه‪.‬‬ ‫يكسر كلمة‬ ‫أ أ‬ ‫راح �بو �يمن يهلل مثل طفل حين توقفت الشاحنة الصفراء قرب عربته في زاوية المحطة‪ ،‬سحب فوطة بيضاء من بطن العربة‪ ،‬وراح يدور حولها كالفراشة ‪..‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫والباريق ّ‬ ‫المثبتة فوق ّ‬ ‫والحلة الكبيرة ّ‬ ‫صائحا ‪ :‬يا جبار ‪ ..‬يا كريم ‪..‬‬ ‫الطباخ‬ ‫يمسح الكؤوس‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫ترجل من الشاحنة شاب عبوس دقيق الوجه عيناه مدورتان وك�نهما قطعتي زجاج راحتا تجوسان المكان‪� ،‬وم� للسائق �ن ينتظره‪ ،‬واتجه من فوره نحو �بو‬ ‫أ�يمن الذي انهمك في إعداد الشاي لضيوفه ّ‬ ‫المهمين ‪.‬‬ ‫_ شو ‪ّ ..‬‬ ‫خبرونا إنك مجعوز من البرغش ؟! هات صب شاي هات ‪ .‬قال الرجل‪.‬‬ ‫أ أ أ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫�سرع �بو �يمن يسحب الكرسي نحو الظل‪ ،‬وهو يغالب توجسا عبق من لهجة ذلك الرجل‪.‬‬ ‫مشرفين أ�ستاذ ّ‬ ‫_ ّ‬ ‫مشرفين‪ ،‬والله ّنورتو الكراج ‪.‬‬ ‫التفت نحو الشاحنة الصفراء ‪ ،‬صاح ‪:‬‬ ‫تفضلو شباب ّ‬ ‫_ ّ‬ ‫تفضلو َ‬ ‫شربو شاي‪.‬‬ ‫خيطا ً‬ ‫لكن ً‬ ‫واهيا من القلق كان يمتد في ثنايا روحه الشفيفة ‪.‬‬ ‫ إي حبيبي ‪ ..‬هات لنشوف ‪ ...‬قبل الشاي والقهوة ‪ ..‬والبرغش‪ ..‬وين رخصتك؟‬‫أ‬ ‫أ‬ ‫�شهر مرت بين �روقة البلدية ودار المحافظة ‪ ،‬تحن إليه وشوشات الصبح ‪ ..‬الشموس ‪ ..‬حبات المطر الناعم ‪..‬وجوه المسافرين ورذاذ النهار وهو يتمسح بعربته‬ ‫مثل قط هرم ‪ ،‬يلجم إطاراتها بقطع من خشب متهرئ‪ ،‬يهزها ‪ ..‬فيعبق منها السكون ‪..‬ثم يقوم ينفث بخار روحه على زجاجها المشدود بلصاقات ّ‬ ‫ملونة ‪..‬‬ ‫أ‬ ‫يسحب منديله ويمسح عنه الغبش‪ ،‬يداه تحتفيان بكاسات الشاي وفناجين القهوة‪ ،‬وب�باريق من عمره‪ ،‬مثل عجوز ترِّتب ذكريات حلوة‪ ،‬ومن عيونه يسيل‬ ‫ّ‬ ‫حنو يرتق شقوق العمر حين يهمس لها ‪:‬‬ ‫ٍ ّ‬ ‫_ تدللي ‪ ..‬والله بتستاهلي الدالل‪.‬‬ ‫ثم ً‬ ‫رويدا يعلو غبار صوته ‪:‬‬ ‫_ يا كريم‪.....‬‬ ‫ً‬ ‫مشيحا بوجهه ّرد ‪:‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫_ �خي إنت ما غلطت ‪� ..‬نا الغلطان ‪ ..‬بس خليني بحالي يا ّعمي كرمال النبي‪.‬‬ ‫أ‬ ‫�واخر العمر‬ ‫‪2006‬‬

‫‪24‬‬

‫نيسان ‪ 2014‬العدد (‪)10‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.