Dawdaa magazine 11

Page 1

‫صور من الحراك السلمي في السويداء‬

‫شهرية مستقلة تصدر عن المركز السوري للصحافة والنشر‬

‫أيار ‪ -‬حزيران ‪ 2014‬العدد(‪)11‬‬

‫‪5‬‬

‫قتلى وجرحى بانفجـار منزل في لبين بريف‬ ‫السويداء‬

‫‪ 29‬تجمع غصن زيتون‪ ..‬استمرارية العمل‬ ‫المدني في سوريا‬

‫‪24‬‬

‫سلسلة تفكك النظام حلقة ‪2‬‬

‫‪28‬‬

‫اللبنانيون وأسئلة الثورة السورية‬

‫ملف العدد‪ :‬السويـداء بين االستحقاقـات‬ ‫وغياب التمثيل‬ ‫‪ 15‬تحقيق‪ :‬الجنوب السوري بين خيارات‬ ‫النصرة والنظام‬ ‫‪ 12‬مآالت المجلسين المحلي والعسكري في‬ ‫السويداء‬

‫لسنا منبرًا ألحد‪ ..‬لسنا ملكًا ألحد‪ ..‬نسعى لكي نكون أحد أصوات العقل والتوازن في سوريا الجديدة‬

‫‪www.facebook.com/dawdaanewspaper‬‬

‫‪dawdaa.syria@gmail.com‬‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬


‫أ‬ ‫�خبار المحليات‬

‫رئيس التحرير‬ ‫محمد مالك‬ ‫مدير التحرير‬ ‫هالة درويش‬ ‫سكرتير تحرير‬ ‫زويا منصور‬ ‫أ‬ ‫الخبار المحلية بالتعاون مع مركز‬ ‫سويدا خبر اإلعالمي في المنطقة‬ ‫الجنوبية‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫أ‬ ‫رئيس فرع المن العسكري في السويداء يحاول تبرير ممارسات الفرع‬ ‫والمشايخ يرفضون المساس بسالحهم‬ ‫قتلى وجرحى بانفجار منزل في لبين بريف السويداء‬ ‫لواء «الرعد» ينسف مق ًرا لـ»الدفاع الوطني» في عرى‬ ‫أ‬ ‫مقاتلو الجيش الحر يسيطرون على تل الجموع والجابية و�م حوران ويفتحون الطريق إلى نوى بدرعا‬

‫لقاءات‬ ‫ضوضاء تلتقي قائد المجلس العسكري الثوري في السويداء العقيد سالم السعد‬ ‫المهندس يحيــى القضماني لضوضاء‪:‬‬ ‫قلة في السويداء من يدعمون النظام ويؤيدون ممارساته‬ ‫السويداء بين االستحقاقات وغياب التمثيل في التشكيالت السياسية‪ ..‬وجهود توحيد‬ ‫المعارضة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫في لقاء ضوضاء مع �عضاء رابطة مغتربي السويداء الحرار‬

‫أ‬ ‫ر�ي‬

‫أ‬ ‫اللبنانيون و�سئلة الثورة السورية‬

‫د‪ .‬سعود المولى‬

‫سلسلة تفكك النظام‬ ‫أ‬ ‫الحلقة الثانية‪ :‬تصفية حسابات ضمن عائلة السد‬

‫ترجمة‬

‫االقتصاد السياسي للنزاعات والحروب‬

‫د‪ .‬رفعت عامر‬

‫‪dawdaa.syria@gmail.com‬‬ ‫‪www.facebook.com/dawdaanewspaper‬‬

‫تحقيقات‬ ‫«الجنوب السوري بين خيارات ُالنصرة والنظام ‪ُّ ..‬‬ ‫وتعثر الثوار»‬ ‫آ‬ ‫خطة التحول الديمقراطي‪ :‬خطوات و�ليات‬

‫مجيد محمد‬

‫تجمع غصن زيتون‪ ..‬مثال استمرارية العمل المدني في سوريا‬

‫مالذ الزعبي‬

‫بهزاد حمو‬

‫تقارير‬ ‫لقاء السهل والجبل في عمان‪ ...‬حدود على حافة البركان ومحاوالت للضبط‬ ‫في ريف حمص الشمالي ‪ ...‬سوريون على حافة الموت‬

‫أ‬ ‫�دب‬ ‫كالوشوشات‬

‫‪www.saiedetsouria.com‬‬

‫قصة قصيرة _ مهند الخالد من مجموعته القصصية «ساعات الليل»‬

‫صدر العدد الخامس من مجلة سيدة سوريا‬ ‫أ‬ ‫سيدة سوريا شهرية مستقلة تعنى بالمر�ة السورية تصدر عن المركز السوري للصحافة والنشر‬


‫إضاءة‬

‫الثورة السورية في التشخيص والنقد الذاتي‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫افتتاحية‬

‫بعد استيالء تنظيم الدولة اإلسالمية في العراق والشام على الموصل ً‬ ‫ومدنا حولها في العراق‪ ،‬وانسحاب جيش المالكي منها‪ ،‬ما يعتبره بعض من ال يريدون التعلم‬ ‫أ‬ ‫انتصا ًرا ً‬ ‫نهائيا‪ ،‬سرت إشاعات حول إعدام القاضي رؤوف عبد الرحمن الذي حكم على صدام حسين باإلعدام‪ ،‬بعض الخبار قالت إن القاضي المذكور موجود في‬ ‫أ‬ ‫ًأ‬ ‫أ أ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫�وروبا‪ ،‬الحقيقة لم نسع كـثيرا للتيقن ما إذا كان القاضي قد �عدم �م ال‪ ،‬فليس إعدامه الحدث ال كـثر �همية‪ ،‬بل بدء ارتشاح هكذا إشاعات دالة �ن االنتقام في ر�س‬ ‫ممكنا أ(�عد َم القاضي) ً‬ ‫موقدة جم ًرا تحت الرماد‪ .‬فما إن صار ً‬ ‫القائمة‪ ،‬وال تزال ناره ً‬ ‫انتقاما في ذاكرة الناس الموتورة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫في الحديث الشريف «وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين» في حين يقول السيد المسيح «من يعش بالسيف‪ ،‬بالسيف يموت»‪.‬‬ ‫آ‬ ‫ال شك لدينا أ�ن رموز نظام أالسد سينتهون ً‬ ‫يوما ما إلى نفس النهاية‪ ،‬لصورة عدي وقصي صدام حسين جثتين على سيارة بيك �ب‪ ،‬كإعدام صدام‪ ،‬كموت القذافي‪،‬‬ ‫موسوليني‪ ،‬تشاوشيسكو‪ ،‬وكموت غيرهم من القتلة والمجرمين عبر التاريخ‪.‬‬ ‫مزيدا من القتل‪ ،‬كل عنف يفرز تدمي ًرا ً‬ ‫وفيما يخص الناس‪ ،‬كل تستجلب أ�خرى‪ ،‬كل قتل يستجلب ً‬ ‫عميقا لبنية المجتمع ّ‬ ‫ويضيق صيغ العيش المشترك‪.‬‬ ‫دماءٍ‬ ‫ٍ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بمقدار ما يبدو ما ورد �عاله بدهيات �نتجتها تجارب التاريخ‪ ،‬يبدو �ن ال حل مع النظام السوري إال فرض وقائع ونقاط قوة على الرض‪ ،‬و�ول ما يجب التفكير فيه هو‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫حدا‪ ،‬ال تقصي أ� ً‬ ‫وحدة السوريين خلف صيغة يتشاركها الجميع‪ ،‬ال تلغي أ� ً‬ ‫حدا‪ ،‬ال تهضم حق �حد‪ ،‬وال تمحو الوجه الحضاري واإلنساني لسوريا‪ ،‬ولكن �ين وحدة‬ ‫ٍ‬ ‫السوريين اليوم من هذه المشتركات المفقودة خلف صوت البنادق‪.‬‬ ‫المستغرق أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫بالت�خر على المستوى الحضاري والثقافي والعلمي‪ً ،‬‬ ‫واجتماعيا من‬ ‫دينيا‬ ‫السنة الرابعة من ثورة السوريين وقد ُظ ّهرت �خاديد الفرز العميق إلعاقات الذهن‬ ‫أ‬ ‫مسيحيا ً‬ ‫ً‬ ‫سنيا في السياق المذهبي‪ ،‬ودرز ًيا ً‬ ‫شيعيا أ�و ً‬ ‫جهة يبرز ذلك بالعوامل التي أ�نتجت التحشيد الديني‪ ،‬والتطييف بكل اتجاهاته ً‬ ‫قلوية‬ ‫كرديا في‬ ‫علويا‬ ‫ٍ‬ ‫سياقات � ٍ‬ ‫بنكهات دينية مذهبية‪ ،‬ومن جهة أ�خرى ظهر ّ‬ ‫تبلد أاليديولوجيات التي احتواها الفرز السياسي الوهمي‪ ،‬من ماركسية بكل اعوجاجاتها عن الناظم‪ً ،‬‬ ‫شاملة بذلك‬ ‫ٍ‬ ‫آ أ ٍ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫مدعي اليسار ٍ االشتراكي‪ ،‬بعثيين ٍ وناصريين وقوميين وصوال إلى شيوعيين َّورثوا الحكم في سابقة َّ‬ ‫تمثلها �ل السد وال نقول قلدوها‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫أ‬ ‫بتحالفات تبقيه في السلطة ً‬ ‫معبرة عن زيف خطابه‪َ ،‬‬ ‫فهو‬ ‫وجاء عنف النظام ضمن انتماءاته الالوطنية منذ استيالئه على الحكم‪ ،‬من حيث هو طائـفي �قلوي‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫أ‬ ‫خارج مفهومه (�مة عربية واحدة ذات رسالة خالدة) بتحالفه مع النظام اإليراني‪ ،‬وخارج مقولة المقاومة في استناده إلى إسرائيل نفسها في توازنات تبقي عليه في‬ ‫ر أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫السلطة‪ ،‬وهذا ما بات اليوم واضحا للعيان وإن خفي على بعض السذج في العقود الماضية‪ ،‬إذن جاء عنف النظام ليحصد ما ز ع وهي� له خالل حكم عائلة السد‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫ففرض بعنفه الممنهج وانتهاكه العراض واعتقال عشرات �الف الشبان �و قتلهم �مام ذويهم‪ ،‬العسكرة على الثورة التي ال يختلف اثنان على �نها ظلت سلمية طالما‬ ‫ً أ‬ ‫وصوال حتى �يامنا هذه‪.‬‬ ‫استطاعت‪،‬‬ ‫أ‬ ‫يذكر الجميع الفيديوهات المسربة عن قتل وتعذيب الهالي والناشطين‪ ،‬االغتصابات المصورة والمنشورة على يوتيوب‪ ،‬استقدام الميليشيات الطائـفية من لبنان‬ ‫آ‬ ‫آ‬ ‫والعراق وإيران‪ ،‬تقطيع أ�وصال المدن بالدبابات وحواجز الموت‪ ،‬تهديم أ�حياء ومدن بكاملها بالمدفعية والصواريخ‪ ،‬ما ّ‬ ‫خلف عشرات �الف القتلى‪ ،‬ومئات �الف‬ ‫النازحين والالجئين‪ ،‬وكلنا يذكر كيف خرج كـثير من قادة الجيش الحر في بدايات تشكيله‪ ،‬يتحدثون عن شرائهم السالح من شبيحة النظام وضباط في جيشه‬ ‫حسب قادة «الحر»‪ ،‬وحكايات أ�خرى عن ترك قوات النظام سيارات من أالسلحة بين أ�يدي متظاهرين تعففوا عن أ�خذها ً‬ ‫إيمانا بسلمية الثورة‪ ،‬وتلقفها فيما بعد‬ ‫أ�صحاب رؤية أ�ن ال حل مع النظام إلزاحته إال بالمواجهة‪ ،‬بدا كل شيء ً‬ ‫ممكنا في ذلك الحين‪ ،‬فقد ُف ِتح الفضاء االحتمالي على عشرات السيناريوهات‪ ،‬لكن‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫سو� الخيارات‪ ،‬هكذا تحول خذالن السوريين ً‬ ‫دوليا‪ُ ،‬‬ ‫وتصاع ُد عنف النظام والميليشيات‬ ‫الموقف الدولي واإلقليمي والعربي جهد كي ال يحصل على الرض إال �‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫لكل من‬ ‫أالشيعية الطائـفية من آخارج الحدود‪ ،‬إلى كـفر بكل التوازنات لدى السوريين‪ ،‬ففتحوا الباب للمال السياسي‪ ،‬وقوافل المتشددين نصرة وداعش وغيرها‪ِ ،‬‬ ‫�يديولوجيته الخاصة و�فاقه الضيقة وارتهانه لتمويله‪ٌ ،‬‬ ‫سكين لذبح الشعب السوري‪.‬‬ ‫نعلم أ�ن العسكرة لم تكن خيا ًرا للثورة السورية‪ ،‬لكنها ُفرضت عليها‪ ،‬نعلم أ�ن أ�صوات التشدد ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫مباشرة للعنف غير المحدود الذي مورس على الناس‪ ،‬ونعلم‬ ‫نتيجة‬ ‫أ‬ ‫أ ًأ‬ ‫يضا �ن ال حل في سوريا إال بإزالة نظام السد‪ ،‬بكل ارتباطاته الالوطنية والنفعية حد الجريمة‪.‬‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫دقيقا‪ ،‬وإن ً‬ ‫وصفا ً‬ ‫توصف ً‬ ‫الت�ثير‪ ،‬تنظر في كل المشترك‪ ،‬وفي كل َ‬ ‫المخت َلف عليه‪ّ ،‬‬ ‫قاسيا‪ ،‬عالقة السوريين‬ ‫تحتاج الثورة السورية اليوم إلى مشاريع مديدة وعميقة‬ ‫أ‬ ‫بعضهم ببعض‪ ،‬في ظل ما كان‪ ،‬وفي ظل ما حدث بت�ثير الثورة السورية‪ ،‬البحث في المنتاقض اإلقليمي والدولي لتحليل نقاط القوة والضعف‪ ،‬وبالتالي ما يمكن‬ ‫سمة أ� ً‬ ‫تحقيقه في الراهن‪ ،‬وما ال يمكن‪ ،‬والخروج عن االرتجال ما كان ً‬ ‫ساسية من سمات الثورة السورية‪ ،‬يشمل ذلك المعارضين المخضرمين‪ ،‬والسياسيين ذوي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الدوات البالية‪ ،‬والشبان الذين ّغرتهم الوهام والمثلة الخادعة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫واستماع حد اإلنصات‪ ،‬وحب كبير‪.‬‬ ‫صادقة مع الذات‪ ،‬بنقد حد التجريح‪،‬‬ ‫بوقفة‬ ‫إنقاذ ما يمكن إنقاذه من سوريا منوط اليوم‪ ،‬بما لم نعهده وعلينا �ن نتعلمه‪ٍ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫أيار ‪ -‬حزيران ‪ 2014‬العدد (‪)11‬‬

‫‪3‬‬


‫إضاءة‬

‫أخبار‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫رئيس فرع األمن العسكري في السويداء يحاول تبرير ممارسات الفرع‬ ‫والمشايخ يرفضون المساس بسالحهم‬

‫فريق تحرير ضوضاء‬ ‫بعد موجة احتجاجات شهدتها محافظة السويداء الشهر‬ ‫الماضي‪ ،‬والمطالبة بإقالة رئيس فرع أالمن العسكري‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫في المحافظة‪ ،‬وفيق ناصر‪ ،‬ال يزال الخير على ر�س‬ ‫أ‬ ‫وعود بإقالته‪� ،‬طلقها النظام على‬ ‫عمله‪ ،‬وذلك عقب ٍ‬ ‫لسان شيخ عقل طائـفة الموحدين ال ــدروز‪ ،‬حكمت‬ ‫الهجري‪ ،‬للمشايخ الذين ّ‬ ‫فجروا االحتجاجات‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وفي �عقاب التوتر المتصاعد في صفوف عدد كبير من‬ ‫المشايخ‪ ،‬وجه الشيخ حكمت الهجري‪ ،‬دعوة باسمه‬ ‫لمشايخ السويداء‪ ،‬في السابع والعشرين من نيسان‬ ‫‪ ،2014‬لحضور اجتماع في المركز الثقافي بالمدينة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫يجمعهم برئيس فرع المخابرات العسكرية‪ ،‬وفق ما �فاد‬ ‫مصدر مطلع مراسل «ضوضاء» في السويداء‪.‬‬ ‫الشيخ حكمت الهجري في أت�بين الشيخ أ�حمد الهجري‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أو�كد المصدر ذاته لمراسلنا‪ ،‬أ� ّن ً‬ ‫عددا من المشايخ‪ ،‬واعتبر �حد رجال الدين الحاضرين‪ّ � ،‬ن المثال الذي‬ ‫أ‬ ‫بينهم الشيخ حكمت الهجري والشيخ يوسف جربوع‪ ،‬قدمه «نــاصــر»‪ ،‬دليل �كـبــر على فشل قــوات النظام‬ ‫في حماية السويداء‪ً ،‬‬ ‫قائال ّإن ً‬ ‫عددا كبي ًرا ممن يطلق‬ ‫حضروا االجتماع‪ ،‬إضافة إلــى بعض «الــوجــاهــات»‪،‬‬ ‫كعبدالله أالطــرش وسيطان نصر‪ ،‬ومدير الثقافة في النظام عليهم اسم «عصابات مسلحة»‪ ،‬تمكنوا من‬ ‫أ‬ ‫السويداء الدكـتور ثائر زين الدين‪ ،‬وفي التفاصيل‪ ،‬الهرب دون �ن يلقى القبض عليهم‪ ،‬في المعركة المشار‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بد� إليها‪ ،‬في الوقت الذي ال يتدخل جيش النظام �و قوات‬ ‫قال المصدر الذي حضر االجتماع‪ّ ،‬إن وفيق ناصر‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫حديثه بتبرير تصرفات الفرع وممارسات عناصره‪ ،‬ز ً‬ ‫اعما �منه‪ ،‬عندما يعتدي البدو �و غيرهم على قرى في ريف‬ ‫أ‬ ‫المحافظة‪.‬‬ ‫� ّن الغاية هي حماية السويداء‪.‬‬ ‫أ‬ ‫حديث «ناصر» أ�ثار استياء عدد من الحضور‪ ،‬ما دفع ل ــدى ســؤالــه عــن المختطفين مــن �ب ـنــاء الـســويــداء‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ�حدهم لالعتراض على كالم أالخير‪ ،‬ووجــه له ً‬ ‫سؤاال وبينهم �حد الوجاهات المحلية (جمال عز الدين)‪ّ ،‬رد‬ ‫«ناصر» أ� ّنه عمل على قضية المختطفين أو� ّن أ�شخاصاً‬ ‫أ‬ ‫حول المدنيين من �بناء المحافظة‪ ،‬الذين قضوا تحت‬ ‫أ‬ ‫التعذيب في سجون قوات النظام‪ ،‬وهل كان قتلهم وصفهم بــ»�والد الحرام»‪ ،‬تدخلوا إلفشال المساعي‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫جزءا مما تحدث عنه «ناصر» من حماية المحافظة‪ ،‬وشكك عدد من الحاضرين بادعاءات رئيس فرع المن‬ ‫أ‬ ‫ّإال أ� ّن رئيس فرع أالمن العسكري تجاهل السؤال ولم العسكري‪ ،‬الذي سبق �ن تحدث عن معرفته الوثيقة‬ ‫بمحافظة درعا وما يدور فيها‪ ،‬خالل االجتماع ذاته‪،‬‬ ‫يجب‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وقال هؤالء ّإن المن العسكري متهم بقضية الخطف‪،‬‬ ‫وليس ً‬ ‫أ‬ ‫بريئا منها‪ ،‬نتيجة اإلهمال المتعمد‪.‬‬ ‫كذلك‪ّ ،‬رد رئيس الفرع على سؤال �حد الحضور‪ ،‬حول‬ ‫أ‬ ‫تستر عناصر الم ــن العسكري على عمليات تهريب‬ ‫الـمــازوت‪ ،‬واشتراكهم بشكل ملحوظ في التهريب‪ ،‬إلى ذلك‪ ،‬انتقد بعض الحاضرين إجراءات تفتيش رجال‬ ‫أ‬ ‫فرفض أ�ن يكون لعناصره عالقة بعمليات مشابهة‪ ،‬الدين على حواجز قــوات النظام والمــن العسكري‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وكرر أ‬ ‫بد� به من حجج حماية المحافظة‪ ،‬أو�ن أالمن وانتشار عناصر الخير في السويداء‪ ،‬إضافة إلى سوء‬ ‫ما‬ ‫ـور أ ّ أ‬ ‫العسكري يشرف مباشرة على حل مشكلة التهريب‪ ،‬تعاملهم مــع الـمــدنـيـيــن‪ ،‬ولـفــت الـحـضـ �ن الم ــن‬ ‫وذكر في معرض كالمه حــوادث تستهدف السويداء‪ ،‬العسكري يقيم حواجز في مناطق تجعلها بحاجة لحماية‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ملمحا إلى معركة ظهر الجبل (التي دارت بين مقاتلي �كـثر مما تؤمن الحماية لجوارها‪ ،‬مشيرين إلى حاجز‬ ‫أ‬ ‫الجيش الحر وقوات النظام في السويداء مطلع ‪ ،)2012‬قرية كناكر‪ ،‬وذكروا بما دار من �حداث في المحافظة‪،‬‬

‫أ‬ ‫ك�حداث تعارة والدويرة وداما‪ ،‬وغيرها من االحتكاكات‬ ‫أ‬ ‫بين �هالي السويداء والبدو المسلحين‪ ،‬دون تدخل من‬ ‫أ‬ ‫المن وال حماية المدنيين هناك‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ف ــي م ـعــرض االج ـت ـم ــاع‪� ،‬ب ـ ــدى ال ـح ـضــور اسـتـيــاءهــم‬ ‫أ‬ ‫مــن وجــود عناصر تابعين لفرع المــن العسكري في‬ ‫أ‬ ‫السويداء‪ ،‬يسجلون كل ما يدور من نقاشات‪ ،‬و�سماء‬ ‫أ‬ ‫المتكلمين من رجال الدين خالل اللقاء‪ ،‬معتبرين � ّن‬ ‫أ‬ ‫هذا عينة من ممارسات الفرع‪ ،‬و�نهم لو كانوا خائـفين‬ ‫من تسجيل أ�سمائهم‪ ،‬لما كانوا حضروا االجتماع أ� ً‬ ‫صال‪.‬‬ ‫واق ـتــرح وفـيــق نــاصــر فــي نهاية الـلـقــاء‪ ،‬االجـتـمــاع مع‬ ‫أ أ‬ ‫المشايخ والوجاهات بشكل دوري كل شهر‪ّ ،‬إال � ّن �حد‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫الحضور ّرد ب�ن ال داعي لمسايرة �حد الطرفين الخر‪،‬‬ ‫ً‬ ‫قائال‪« :‬نعلم أ�نكم ال تطيقوننا‪ ،‬ونحن ال نطيقكم‪َ ،‬‬ ‫فلم‬ ‫نجتمع كل شهر؟»‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وصرح �حد الحاضرين لـ «ضوضاء» بعد اللقاء‪ّ � ،‬ن بين‬ ‫من حضر كـثر جاؤوا لمدح وفيق ناصر ودعمه‪ ،‬فيما‬ ‫آ‬ ‫حضر �خــرون بهدف إحراجه وإظهار موقفهم الرافض‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫لممارسات الفرع في المحافظة‪ ،‬و�ضاف � ّن الحصيلة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الـتــي �رادهـ ــا منظمو االج ـت ـمــاع‪ ،‬عـلــى ر�س ـهــم الشيخ‬ ‫حكمت الهجري‪« ،‬تلميع صورة وفيق ناصر وتقديمه‬ ‫أ‬ ‫على � ّنه يهتم بحماية السويداء»‪ ،‬إضافة إلى «تحميل‬ ‫أ‬ ‫المسؤولية عن االحتجاجات الخيرة في المحافظة‪،‬‬ ‫للمشايخ المسلحين‪ ،‬ومطالبتهم بتسليم سالحهم»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫في السياق ذاتــه‪� ،‬فــاد مراسلنا � ّن ثالثة مشايخ من‬ ‫المشاركين في االحتجاجات المطالبة بإقالة «ناصر»‪،‬‬ ‫أ‬ ‫�حدهم حضر االجتماع‪ ،‬توجهوا في اليوم التالي إلى‬ ‫ّأ‬ ‫أ‬ ‫منزل الشيخ «الهجري»‪ ،‬و�بلغوه �ن سالح المشايخ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫«خط �حمر» على حد تعبيرهم‪ ،‬و� ّنهم ال يقبلون �ي‬ ‫طرح يقضي بتخليهم عن سالحهم‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫أيار ‪ -‬حزيران ‪ 2014‬العدد (‪)11‬‬

‫من اجتماع وفيق ناصر وعدد من المشايخ في المركز الثقافي بالسويداء‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫قتلى وجرحى بانفجار منزل في لبين بريف السويداء‬ ‫لواء «الرعد» ينسف مقرًا لـ»الدفاع الوطني» في عرى‬ ‫أ‬ ‫فريق تحرير ضوضاء آ‬ ‫ق ـتــل مـ أـدن ـيــان وجـ ــرح اث ـن ــان �خ ـ ـ ـران‪ ،‬بـيـنـهـمــا ام ـ ـر�ة‪،‬‬ ‫صباح الحــد ‪ 51‬حزيران‪ ،‬جـ ّـراء انفجار في منزل بقرية‬ ‫لـبـيــن ف ــي ري ــف ال ـس ــوي ــداءأ ال ـغ ــرب ــي‪ ،‬ح ـسـ أـب م ـراســل‬ ‫«ضوضاء» في السويداء‪ ،‬أو�وضح المراسل � ّن االنفجار‬ ‫وق ــع بـعــد منتصف لـيـ أـل الحـ ــد‪ ،‬فــي مـنــزل مــؤلــف من‬ ‫طــاب ـق ـيــن‪ ،‬ول ــم ي ـكــن �حـ ـ أـد م ــن ال ـس ـكــان ف ـيــه حـيـنـهــا‪.‬‬ ‫صاحب المنزل‬ ‫وفــي وقـ أـت الحــق صباح الح ــد‪ ،‬توجه أ‬ ‫لتفقده‪ ،‬رفقة زوجته و�مين الفرقة‬ ‫«مروان �بو سرحان» أ‬ ‫الحزبية في القرية «مازن �بو سرحان»‪ ،‬ومدني من البلدة‬ ‫أ‬ ‫المنزل وقع انفجار‬ ‫آ«نبيل أ�بو سرحان»‪ ،‬وبعيد وصولهم أ‬ ‫ـب الـمـنــزل و�م ـيــن الفرقة‬ ‫�خ ــر‪� ،‬سـفــر عــن مقتل صــاحـ أ‬ ‫الحزبية‪ ،‬وإصابة زوجة «مروان �بو سرحان» في كـتفها‪،‬‬ ‫أ‬ ‫و»نبيل �بو سرحان» في يده‪ ،‬نقال إثرها إلى المستشفى‪.‬‬ ‫وقال مراسل «ضوضاء» ّإن انفجا ًرا ً‬ ‫ثالثا وقع في المنزل‪،‬‬ ‫وقت قصير من االنفجار الثاني‪ ،‬دون وقوع إصابات‬ ‫بعد أ‬ ‫خرى‪.‬‬ ‫�‬ ‫بشرية آ أ‬ ‫في سياق �خر‪� ،‬علن لواء «الرعد» العامل في المنطقة‬ ‫الجنوبية‪ ،‬الخميس ‪ 21‬حزيران‪ ،‬استهداف مقاتليه مق ًرا‬ ‫لعناصر ما يسمى «جيش الدفاع الوطني»‪ ،‬في قرية عرى‬

‫أ‬ ‫بريف السويداء الغربي‪ ،‬وقتل عدد من عناصر الخير‪.‬‬ ‫وجــاء في بيان مصور أنشره الـلــواء على موقع التواصل‬ ‫االجتماعي «يوتيوب»‪ّ � ،‬ن فرقة الهندسة التابعة له تسللت‬ ‫فج ًرا إلــى خ ـزان مــاء في القرية‪ ،‬أاتخذه عناصر «الدفاع‬ ‫الوطني» مق ًرا لهم‪ ،‬وفخخوه قبل �ن يفجروه وينسحبوا‪.‬‬ ‫أ‬ ‫«ضوضاء» قال ّإن اشتباكات بالسلحة الخفيفة‬ ‫مراسل أ‬ ‫والرشاشة �عقبت التفجير‪ ،‬دون التمكن من تحديد خسائر‬ ‫بدقة‪.‬‬ ‫الطرفين أ‬ ‫إل ــى ذل ــك‪� ،‬فــرجــت ق ــوات الـ أنـظــام عــن الـشـيــخ «كـمــال‬ ‫سلوم»‪ ،‬المعتقل لدى فرع المن السياسي بالسويداء‪،‬‬

‫تفجير في قرية عرى ‪ - 2014/6‬خاص ضوضاء‬

‫أخبار‬

‫وكــان الشيخ أ «سـلــوم» اعتقل فــي الثاني مــن الشهر‬ ‫الجاري‪ ،‬من �مام منزله في قرية الهيات‪ ،‬خالل احتفاالت‬ ‫«الشبيحة» بفوز رئيس النظام السوري باالنتخابات التي‬ ‫عشوائي‪ ،‬ما دفع الشيخ‬ ‫نظمها‪ ،‬وإطالق الرصاص أ‬ ‫بشكل أ‬ ‫لالحتجاج على تصرفهم‪ ،‬أالمر الذي �دى إلى اعتقاله‪،‬‬ ‫أ‬ ‫قبل �ن أيطلق سراحه بعد �يام‪.‬‬ ‫كذلك‪� ،‬طلق سراح الدكـتور أجالل نوفل في ‪ 21‬حزيران‬ ‫الجاري‪ ،‬بعد منذ نحو ستة �شهر‪ ،‬للمرة الثالثة‪ ،‬بعد‬ ‫اعتقاله مــن شــارع بـغــداد فــي العاصمة دمـشــق‪ ،‬خالل‬ ‫عودته أمن العمل‪ ،‬حيث يعمل «نوفل» في مستشفى‬ ‫الهالل الحمر بدمشق‪.‬‬

‫تفجير في قرية عرى ‪ - 2014/6‬خاص ضوضاء‬

‫مقاتلو الجيش الحر يسيطرون على تل الجموع والجابية وأم حوران ويفتحون الطريق إلى نوى بدرعا‬ ‫فريق تحرير ضوضاء‬ ‫سيطر مقاتلو الجيش الحر صباح السبت ‪ 14‬حزيران‪،‬‬ ‫العسكري‪ ،‬قرب أ مدينة نوى في ريف‬ ‫على تل الجموع‬ ‫أ‬ ‫درعا الغربي‪ ،‬ضمن معركة �طلقها الخير في وقت سابق‪،‬‬ ‫باسم «يرموك خالد الطريق إلى فسطاط المسلمين»‪،‬‬ ‫شارك فيها ثالثة وعشرون ً‬ ‫فصيال‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ومــن �بــرز الفصائل المشاركة في معارك السيطرة على‬ ‫الجموع‪ :‬لواء شهداء اليرموك‪ ،‬لواء االعتصام بالله‪،‬‬ ‫تل أ‬ ‫بني �مية‪ ،‬لواء سيف أالله المسلول‪ ،‬فوج المدفعية‬ ‫ألواء أ‬ ‫الول‪� ،‬لوية تسيل ولواء �حرار نوى‪ ،‬حسب ما جاء في‬ ‫بيان إعالن المعركة‪ ،‬الذي بثه لواء شهداء اليرموك على‬ ‫موقع التواصل االجتماعي «يوتيوب»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وق ــال مـراســل وكــالــة «س ـمــارت» لــ�نـبــاء فــي ريــف درعــا‬ ‫الغربي‪ّ ،‬إن عشرات آمن قــوات النظام قتلوا وجرحوا‪،‬‬ ‫أ أ‬ ‫و�سر �كـثر من عشرين �خرين‪ ،‬خالل تجدد المواجهات‬ ‫السبت‪ ،‬التي انتهت بسيطرة «الحر» على التل‪،‬‬ ‫فجر‬ ‫أو�ضاف أ� ّ‬ ‫خمسة‬ ‫ن‬ ‫مقاتلين من الجيش الحر قتلوا‪ ،‬وجرح‬ ‫أ‬ ‫قائد فوج المدفعية الول ومراسل قناة العربية‪.‬‬ ‫«غرفة عمليات المنطقة الجنوبية الغربية»‪ ،‬نشرت ً‬ ‫بيانا‬ ‫في صفحتها الرسمية على «فايسبوك»‪ ،‬في وقت سابق‬

‫تل الجموع ‪ -‬درعا‪/‬خاص ضوضاء‬

‫أ‬ ‫يوم السبت‪� ،‬علنت فيه سيطرة مقاتليها‪ ،‬على منطقة‬ ‫تل الجموع‪.‬‬

‫سبق السيطرة على التل‪ ،‬قصف بالبراميل المتفجرة‬ ‫من الطيأران المروحي‪ ،‬إضافة‬ ‫على بلدة تسيل القريبة أ‬ ‫إلى سقوط تسعة صواريخ �رض �رض على البلدة‪ ،‬من‬ ‫مـقـرات ق ــوات الـنـظــام فــي الـلــواء ‪ 175‬فــي إزرع‪ ،‬وطــال‬ ‫قصف صاروخي‪ ،‬من الطيران الحربي‪ ،‬المزارع الممتدة‬ ‫بين بلدة تسيل ومدينة نوى‪ ،‬بالتزامن مع االشتباكات‬ ‫في محيط تل الجموع‪.‬‬

‫المروحي عشرات البراميل المتفجرة‪ ،‬فيما قصف الطيران‬ ‫الحربي المناطق المذكورة بالصواريخ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وقال مراسل لوكالة «سمارت» ّإن الطيران الحربي �لقى‬ ‫براميل تحوي غاز الكلور السام‪ ،‬على قرى في ريف درعا‬ ‫الغربي‪ ،‬في حين تعرضت بلدة تسيل لقصف بصاروخ‬ ‫‪ 155‬فــي الـقـلـمــون بــريــف دمـشــق‪،‬‬ ‫ـواء أ‬ ‫س ـكــود مــن ال ـل ـ أ‬ ‫وعشرات صواريخ �رض �رض‪ ،‬منذ سيطرة مقاتلي «وبشر‬ ‫الصابرين» على معسكر تل الجابية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مقاتلو الجيش الحر و�ك ـثــر مــن عشرة فصائل �خــرى‪،‬‬ ‫أ‬ ‫يوم واحد من السيطرة‬ ‫بد�ت معركة «فزعة حوران»‪ ،‬بعد‬ ‫أ‬ ‫على تل الجابية‪ ،‬للسيطرة على تل �م حوران القريب‪،‬‬ ‫وسيطرت عليه في اليوم ذاته‪ ،‬الستكمال فتح الطريق‬ ‫إلى مدينة نوى‪ ،‬وفق ما جاء في البيان الصادر عن غرفة‬ ‫عمليات الفاتحين‪ ،‬في المنطقة الجنوبية الغربية‪.‬‬

‫وكــان مقاتلو الجيش الحر وكـتائب إسالمية‪ ،‬أسيطروا‬ ‫على تل الجابية االستراتيجي‪ ،‬قرب مدينة نوى � ً‬ ‫يضا‪،‬‬ ‫بعد إعالن الفصائل المقاتلة هناك‪ ،‬بدء معركة «وبشر‬ ‫الصابرين»‪ ،‬بهدف السيطرة على معسكر تل الجابية‬ ‫بمشاركة أ«جبهة النصرة‪،‬‬ ‫وفتح طريق نــوى دمـشــق‪ ،‬أ‬ ‫أوغرفتي عمليات نوىأ والفاتحين‪ ،‬و�لوية �حفاد ابن الوليد وتبعد مدينة نوى ‪ 85‬كيلو مت ًرا عن دمشق‪ ،‬و‪ 40‬كيلومت ًرا‬ ‫عــن درع ــا‪ ،‬و‪ 10‬كيلومت أرات عــن القنيطرة‪ ،‬تحيط بها‬ ‫و�هل السنة وحركة �حرار الشام اإلسالمية»‪.‬‬ ‫تالل الجابية والجموع و�م حوران إضافة إلى تل السن‬ ‫في السياق ذاته‪ ،‬كـثفت قوات النظام غاراتها الجوية‪ ،‬وتل الهش‪.‬‬ ‫القريبة من مدينة‬ ‫على مدن وبلدات ريف درعا الغربي‪ ،‬أ‬ ‫نــوى‪ ،‬وعلى مدينة نــوى نفسها‪ ،‬حيث �لـقــى الطيران‬

‫أيار ‪ -‬حزيران ‪ 2014‬العدد (‪)11‬‬

‫‪5‬‬


‫ضوء‬

‫بيانات‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫ً‬ ‫اليوم أنا وغدا أنت‪ :‬بيان احتجاج من موظفي السويداء المصروفين من الخدمة‬

‫بعد القرار الصادر بحقهم‪ ،‬والذي قضى بإعفاء ثالثة يصنع الوطن تاريخه بإخالص مواطنيه‪ ,‬ويبنى‬ ‫أ‬ ‫بنزاهة من سهر الليالي‪ً ،‬‬ ‫وثالثين ً‬ ‫قلقا على جدارة عمله‬ ‫موظفا في السويداء من وظائـفهم‪� ،‬صدر‬ ‫ً أ‬ ‫الموظفون ً‬ ‫مثاال بين �هله وذويه‪ ،‬فكيف لمن‬ ‫وعطائه‪ ،‬ليكون‬ ‫بيانا للتعليق على القرار واالحتجاج‬ ‫َ َُأ‬ ‫ُّ‬ ‫شهد له كل من عرفه �نه شريف على مدى سنوات‬ ‫عليه‪ ،‬جاء فيه‪:‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫«نحن المصروفون من الخدمة بقرار رئيس مجلس خدمته‪� ،‬ن يصبح بين ليلة ٍوضحاها فاقدا مصدر‬ ‫ً‬ ‫استنادا إلى رزقه ‪.‬‬ ‫الوزراء رقم ‪ /1231/‬تاريخ ‪،2014/4/16‬‬ ‫المادة ‪ /137/‬من قانون العاملين في الدولة رقم ‪ 50‬فواقعة الصرف من الخدمة شكلت عمالً‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫تعسفيا‪ ،‬بدون إبداء السباب المهنية‬ ‫لعام ‪.2004‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫والخالقية‪ ،‬دون محاكمة وال �دلة وال‬ ‫يا �خوتنا في الوطن ‪:‬‬ ‫شهود‪ ،‬وهذا القرار مخالف للدستور‬ ‫يوم ذاتنا خارج السياق الوطني العام‬ ‫لم َنر في ٍ‬ ‫والمبادئ القانونية العامة وشرعة حقوق‬ ‫لسوريا الحبيبة‪ ,‬لكم ما لنا وعليكم ما علينا‪،‬‬ ‫مستلهمين ثبات مواقفنا من تاريخنا الوطني الضارب اإلنسان‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫في العمق‪ ،‬المتحدي لكل محاوالت النيل من هذا الظلم ال يقبله عاقل‪ ،‬وفرض علينا تبيانه‬ ‫نصرة للمظلوم‪ً ،‬‬ ‫ً‬ ‫وإيقافا للظلم عند حده‬ ‫الوطن الغالي‪.‬‬ ‫أ‬ ‫بالكلمة الحقة‪ ،‬وهي سبيلنا‪ ،‬لذا نضع الهيئة‬ ‫�ما بعد‪:‬‬

‫أ‬ ‫الدينية المتمثلة بمشايخ العقل الفاضل‪ ،‬والنقابات‬ ‫أ‬ ‫المهنية وكافة الهيئات االجتماعية‪� ،‬مام مسؤولياتها‬ ‫أ‬ ‫التاريخية والخالقية إللغاء هذا القرار التعسفي‬ ‫الجائر‪ ،‬ونتقدم بالشكر والتقدير واالحترام لكل من‬ ‫تضامن معنا‪ ،‬ويعمل لرفع الظلم عنا‬ ‫السويداء في ‪.”2014/ 5 /8‬‬

‫مشايخ من السويداء ينددون بالخيم االنتخابية للنظام مشايخ السويداء المنتفضون ينفون عقد مصالحة مع‬ ‫رئيس فرع األمن العسكري‬ ‫والمظاهر االحتفالية‬ ‫أ�صدر مشايخ من السويداء ً‬ ‫بيانا‪ ،‬عبروا من خالله عن رفضهم المظاهر‬ ‫االحتفالية التي يقيمها النظام في المحافظة‪ ،‬بمناسبة االنتخابات الرئاسية‬ ‫المزمع إجراؤها‪ ،‬وهذا نص البيان‪:‬‬ ‫ً‬ ‫«ردا على خيم المهزلة والدعوة النتخابات رئاسية في سوريا‪ ،‬وفي لقاء جمع‬ ‫أ‬ ‫بعض مشايخ التوحيد من مشايخ الكرامة في جبل العرب‪� ،‬عرب المجتمعون‬ ‫أ‬ ‫ومنهم الشيخ «�بوفهد وحيد البلعوس»‪ ،‬عن تنديدهم بإجراء انتخابات رئاسية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫في سوريا‪ ،‬في ظل هذه الوضاع الم�ساوية‪ ،‬وهذا النزاع المسلح الذي يحصد‬ ‫ً‬ ‫وصوال‬ ‫البشر والحجر‪ ,‬والدعاء متضرعين إلى الله‪ ،‬لنشر المحبة بين السوريين‪,‬‬ ‫إلى حل سياسي للصراع في سوريا‪ ،‬ينقذ ماتبقى من البالد‪ ،‬ويحفظ تنوع‬ ‫النسيج الوطني‪« ،‬فالدين لله والوطن للجميع»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ويكون على ر�س هذا الحل محاكمة كل من ساهم بالدم السوري‪ ،‬وقيام حكومة‬ ‫انتقالية مدعومة ً‬ ‫دوليا وكاملة الصالحيات‪ ،‬تخرج غير السوريين من البالد‪،‬‬ ‫وترعى انتخابات رئاسية وبرلمانية الحقة‪ ،‬وتؤسس لعقد اجتماعي يزيد من‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫والعراف القانونية المتبعة ً‬ ‫عالميا‪،‬‬ ‫الترابط الخوي السوري‪ ،‬وفق الصول‬ ‫وذلك بعد إيقاف حمام الدم السوري‪ ،‬ورحيل لغة السالح وكل المسلحين‬ ‫الغرباء‪.‬‬ ‫وعليه يدعو مشايخ الكرامة إلى مقاطعة هذه المهزلة المسرحية‪ ،‬ويهيبون ببني‬ ‫أ‬ ‫معروف التحلي بالعقل والحكمة والتبصر‪ ،‬بما ينتظر البالد من �يام صعبة‪.‬‬ ‫السويداء في ‪.2014-5-26‬‬

‫أ‬ ‫أ�صدر مشايخ السويداء المنتفضون‪ ،‬الذين فجروا احتجاجات ّ‬ ‫ضد قوات المن‬ ‫العسكري ورئيس فرعهم في السويداء‪ ،‬الشهر الماضي‪ً ،‬‬ ‫بيانا نشرته صفحة‬ ‫«التوحيديون الجدد» على موقع التواصل االجتماعي أ«فايسبوك»‪ ،‬نفوا عبره‬ ‫شائعات حول مصالحة تمت بينهم وبين رئيس فرع المن العسكري في‬ ‫فيه‪:‬‬ ‫السويداء‪ ،‬وفيق ناصر‪ ،‬وجاء أ‬ ‫«حول أ ما يشاع عن اجتماع في المن العسكري‪ ،‬مع بعض مشايخ الكرامة‪،‬‬ ‫العميد وفيق ناصر‪ ،‬ننفي‬ ‫ومنهم �بوً فهد وحيد البلعوس‪ ،‬كلقاء مصالحة مع أ‬ ‫ً‬ ‫قاطعا اإلشاعات التي روجت حول مشاركة الشيخ �بو فهد وغيره من مشايخ‬ ‫نفيا‬ ‫امة بهذا اللقاء‪.‬‬ ‫الكر أ‬ ‫ونؤكد �ن اللقاء الذي جمع العميد “ناصر” وبعض المشايخ‪ ،‬ومنهم مشايخ‬ ‫العقل‪ ،‬في أالمركز الثقافي بالسويداء‪ ,‬كان بتوجيه من القصر‪ ،‬وكان قد أ� ِع ّد له‬ ‫مبنى فرع المن أالعسكري كمكان للقاء “مصالحة مع المشايخ المنتفضين”‪,‬‬ ‫اللقاء إلى المركز‬ ‫ولكن لم يحضره �حد من مشايخ الكرامة‪ ,‬وتم تعديل مكان أ‬ ‫الثقافي‪ ،‬بعد رفض مشيخة العقل القطعية‪ ،‬مهزلة اللقاء بفرع المن‪ ،‬التي‬ ‫تنعكس ً‬ ‫سلبا على سمعتهم‪ ,‬واكـتفي بمشايخ وشخصيات اجتماعية من غير‬ ‫المنتفضين‪.‬‬ ‫أ‬ ‫حيث فبرك هذا اللقاء وك�نه “لقاء المصالحة مع مشايخ الكرامة”‪ ،‬الذين يؤكدون‬ ‫وقوفهم الحازم ضد استمرار وفيق ناصر في منصبه‪ ،‬وضد لقاء هذا المسؤول‬ ‫ومن معه‪ ،‬على تسعير الفتنة‪ ،‬وتسليح “البدو”‪ ،‬وعمليات السطو واالختطاف‬ ‫والقتل‪ ،‬التي أ تمارس في تخوم جبل العرب‪ ،‬وذلك وفق ما ورد في البيان‬ ‫الوحيد الذي �صدره الشيخ وحيد البلعوس في وقت سابق بتاريخ ‪.2014-4-15‬‬

‫أ‬ ‫�رشيف‬

‫أ‬ ‫�رشيف‬

‫‪6‬‬

‫أيار ‪ -‬حزيران ‪ 2014‬العدد (‪)11‬‬



‫ضوء‬

‫تقرير‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫لقاء السهل والجبل في عمان‬ ‫حدود على حافة البركان ومحاوالت للضبط‬

‫تقرير خاص‪ /‬ضوضاء‬ ‫أ‬ ‫التشاوري لبناء أالسهل والجبل‪ ،‬الذي انعقد‬ ‫ظل اللقاء أ‬ ‫ردنية عمان‪� ،‬يام التاسع والعاشر والحادي‬ ‫ال‬ ‫في العاصمة أ‬ ‫عشر من تشرين الول ‪ ،2013‬وجمع معارضين سوريين‬ ‫من محافظتي السويداء ودرعا‪ّ ،‬‬ ‫وانتقادات‬ ‫تساؤالت‬ ‫محط‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫كـثيرة‪ً ،‬‬ ‫بدءا من توجيه الدعوات لحضوره‪ ،‬مرورا بما أدار‬ ‫الغموض في نتائجه ومقرراته‪ ،‬ما �ثار‬ ‫فيه‪ ،‬إضافة إلى أ‬ ‫السويداء‪ ،‬بين‬ ‫ردود فعل متباينة في �وســاط معارضة أ‬ ‫آمن اعتبره خطوة في سبيل تعزيز السلم الهلي‪ ،‬ومن‬ ‫ر�ه ً‬ ‫التقليدية إلى الواجهة‪ ،‬وتمرير‬ ‫الزعامات‬ ‫إلعادة‬ ‫نافذة‬ ‫أ‬ ‫مشروعات خارجية‪ ،‬ربما كــان �بــرزهــا تجميد المجلس‬ ‫العسكري الثوري في السويداء‪ ،‬ما يمهد الطريق إلنشاء‬ ‫مليشيا درزية في السويداء‪ ،‬حسب وجهة نظر الفريق‬ ‫الثاني‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫عضو لجنة السلم الهلي بين السويداء ودرعا‪ ،‬نجيب �بو‬ ‫الفخر‪ ،‬قال لضوضاء في حديث معه‪ّ ،‬إن‪« :‬الفكرة من‬ ‫لقاء السهل والجبل كانت جمع المعارضين المقيمين في‬ ‫الخارج‪ ،‬واالتفاق على وجهات نظر ّ‬ ‫محددة‪ ،‬وتشكيل‬ ‫أ‬ ‫كيان يجمع مختلف الـقــوى‪ّ ،‬إال � ّن اللقاء انتهى دون‬ ‫ٍ‬ ‫االتفاق على شيء‪ ،‬ودون تشكيل هذا الكيان»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ويضيف أ «�بــو الفخر»‪« :‬فهمت من أطرح فكرة تشكيل‬ ‫ّ‬ ‫ـاء حــزب �و هيئة سياسية‪،‬‬ ‫كـ ُيـ ٍـان‪� ،‬ن المطلوب إنـشـ أ‬ ‫وطلب مني العمل على أنقاط �ساسية لتشكيله‪ ،‬فك أـتبت‬ ‫ً‬ ‫مستندا أ إلى �فكار تيار سياسي كنت �نوي‬ ‫أهذه النقاط‬ ‫أت�سيسه‪ ،‬ووجــدت �ن ال مانع من أاالستفادة منها‪ّ ،‬إال‬ ‫ّ‬ ‫منظمي اللقاء اعترضوا‪ ،‬وتبين �ن المطلوب إنشاء‬ ‫�ن أ‬ ‫راب ـطــة �و جمعية ول ـيــس هـيـئــة سـيــاسـ أيــة‪ ،‬وف ــي نهاية‬ ‫المطاف لــم يسفر اللقاء عــن تشكيل � ّ ٍي مما سبق»‪.‬‬

‫أ‬ ‫اللقاء الوطني لبناء السويداء‬ ‫أ‬ ‫ناشطين ومعارضين‬ ‫جمع أ‬ ‫بد� لقاء السهل والجبل‪ ،‬الذي أ‬ ‫من درعا والسويداء‪ ،‬بلقاء بين �بناء أالخيرة في اليوم‬ ‫«اللقاء الوطني لبناء السويداء»‪،‬‬ ‫السابق‪ ،‬تحت عنوان‪ :‬أ‬ ‫أبهدف التعارف وتبادل الفكار والرؤى‪ ،‬حسب الوثيقة‬ ‫الولى من مسودة محضر االجتماع ذاته‪.‬‬ ‫ٌ أ أ‬ ‫تلخيص لب ــرز الف ـكــار أالـتــي تناولها‬ ‫فــي هــذه الوثيقة‪،‬‬ ‫الحاضرون‪ ،‬حيث طرحت موضوعات عدة‪� ،‬برزها ضعف‬ ‫المحافظة‪ ،‬ضرورة‬ ‫الحراك والتمثيل في السويداء وتحييد‬ ‫سلميا أ�و حتى عسكرياً‬ ‫تحرير السويداء من قبضة النظام ً‬ ‫أ‬ ‫وطنية‬ ‫لو لزم المر‪ ،‬ضرورة التوحد واالتفاق على كلمة‬ ‫واحدة‪ ،‬عدم تجاهل دور أ�بناء المحافظة كسوريين أ�والً‬ ‫ثم كــدروز‪ ،‬البناء على جهود ورشــة توحيد المعارضة‪،‬‬ ‫الوعي بحقيقة الحروب التي أ قد تمر بالسويداء‪ ،‬سواء‬ ‫أضد المتطرفين التكـفيريين �و الطائـفيين من جماعات‬ ‫�خرى كالبدو‪.‬‬ ‫إضافة إلى ما سبق‪ ،‬تحدث بعض الحاضرين عن تغيير‬ ‫خطاب المعارضة‪ ،‬وتوجيهه لمختلف مكونات الشعب‬ ‫السوري‪ ،‬من مؤيدين ومعارضين‪ ،‬لكسر حالة أالعزلة‬ ‫المجتمعية للمعارضة في الـســويــداء‪ ،‬واالهتمام ب�من‬ ‫المحافظة ومواردها الغذائية‪ ،‬على اعتبارها ً‬ ‫هموما تقلق‬ ‫أ�بناءها وغيرهم ممن نزح إليها‪ً ،‬‬ ‫هربا من القصف والدمار‪،‬‬ ‫أ‬ ‫والتنسيق في مجال المن والغذاء مع الجيران خاصة في‬ ‫محافظة درعا‪.‬‬ ‫ّ أ‬ ‫ونوه «�بو الفخر»‪ ،‬حسب الوثيقة نفسها‪ ،‬إلى ما يتعرض‬ ‫له لقاء السهل والجبل من هجوم قبل بــدءه‪ ،‬وواجب‬ ‫تحمل الـحــاضــريــن أ مسؤولية حـضــوره ومــا ينتج عنه‪،‬‬ ‫واختتم لقاء اليوم الول باقتراح تشكيل مكـتب تنفيذي‪،‬‬ ‫وهيئة تشريعية ورقابية للقاء‪.‬‬

‫مظاهرة في الحراك بدرعا نيسان ‪ 2011‬بمشاركة ناشطين من السويداء‬

‫معارضو السويداء والمجلس العسكري الثوري‬ ‫المجلس العسكري الثوري في محافظة السويداء‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ك ــان ح ــاض ـ ًرا عـلــى ر�س ال ـمــواض ـيــع ال ـتــي تـنــاولـهــا‬ ‫الحاضرون في اليوم الثاني‪ ،‬وتصدر الحديث اللواء‬ ‫أ‬ ‫فــرج المقت‪ ،‬ال ــذي اعتبر � ّن مــا سماها «الخاليا‬ ‫النائمة» غير مستعدة للعمل ما لم يتغير المجلس‬ ‫العسكري الحالي (وكــان المجلس المقصود حينها‬ ‫بقيادة العقيد م ــروان الـحـمــد)‪ ،‬وحـ ّـمــل «المقت»‬ ‫المغتربين مسؤولية البحث عن مصادر تمويل‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بـ ــدوره �ضـ ــاف عـضــو تـجـمــع �ح ـ ـرار س ــوري ــا‪ ،‬و�ح ــد‬ ‫ممثلي السويداء في اال ئـتالف الوطني لقوى الثورة‬ ‫أ‬ ‫ـة‪« ،‬زي ـ ــاد �بـ ــو حـ ـم ــدان»‪ ،‬ع ـلــى كــام‬ ‫وال ـم ـع ــار أض ـ أ‬ ‫أ‬ ‫«المقت» � ّن ت�مين التمويل يبد� أ«بتشكيل المجلس‬ ‫أ‬ ‫ً أ‬ ‫الفتا إلــى �همية ت�مين تمويل لسر‬ ‫العسكري»‪،‬‬ ‫أ‬ ‫المقاتلين‪ ،‬واعتبر الدكـتور «سعود الطرش» عضو‬ ‫أ ً أ‬ ‫أ‬ ‫يضا‪ّ � ،‬ن المخاطر التي تهدد‬ ‫تجمع �ح ـرار سوريا �‬ ‫أ‬ ‫جبل العرب‪ ،‬يجب �ن تؤخذ باالعتبار عند تحديد‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المعيار الــذي تبنى على �ســاســه �ه ــداف المجلس‬ ‫العسكري‪.‬‬ ‫أ‬ ‫العقيد «سالم السعد» (الذي �صبح قائد المجلس‬ ‫العسكري)‪ ،‬قال ّإن من الضروري بمكان‪ ،‬القيام‬ ‫بـمــا يشبه دراس ــة ال ـجــدوى للمطلوب مــن العمل‬ ‫أ‬ ‫الـعـسـكــري‪ ،‬وتــابــع العقيد «حــافــظ ف ــرج» � ّن ــه من‬ ‫أ‬ ‫الطبيعي �ن يتبع المجلس العسكري في السويداء‬ ‫أ‬ ‫قـيــادة الركـ ــان‪ ،‬مــع الـحــرص على «ك ــون المجلس‬ ‫العسكري حالة رمزية‪ ،‬تنسق مع الكيان السياسي‬ ‫واالجتماعي في الجبل»‪ ،‬على حد تعبيره‪.‬‬ ‫واق ـتــرح بعض الـحـضــور ض ــرورة تشكيل المجلس‬ ‫آ‬ ‫ً‬ ‫مناصفة بين ممثلين مدنيين و�خرين عسكريين‪،‬‬ ‫فيما عاد العقيد «حافظ فرج» لطرح ســؤال‪« :‬هل‬ ‫جديدة؟»‪،‬‬ ‫نجحنا في القتال بدرعا‪ ،‬لندخل تجربة‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫في حين لفت �خرون إلى االهتمام بموضوع ت�مين‬ ‫المنشقين‪.‬‬ ‫بعض الحضور أ�صــروا على أ� ّن المجلس العسكري‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫فــاشــل‪ ،‬بينما ذهــب �خ ــرون العتبار � ّن ليس في‬ ‫السويداء عسكر‪ ،‬كـ «ريما فليحان»‪ ،‬إحدى ممثلي‬ ‫أ‬ ‫السويداء في اال ئـتالف حينها‪ ،‬التي قالت‪« :‬يجب �ن‬ ‫ال نكذب على بعضنا‪ ،‬فهذه الخاليا نسمع بها منذ‬ ‫أ‬ ‫سنيتن‪ ،‬هل استيقظت هذه الخاليا؟»‪ ،‬و�ضافت‪:‬‬ ‫«تشكيل المجلس العسكري ضرورة‪ ،‬لكننا ال ّ‬ ‫نعول‬ ‫أ‬ ‫ًأ‬ ‫عليه كـثي ًرا‪ ،‬لننا غير مقتنعين بجدواه»‪ ،‬مضيفة �نه‬ ‫أ‬ ‫يجب إعادة تقييم الوضع في أالسويداء‪ ،‬على �مل‬ ‫الحصول على دعــم‪ ،‬نتيجة الت�خر في «االلتحاق‬ ‫تعبيرها‪ ،‬وقالت‪« :‬الـجــوار لن‬ ‫بالثورة»‪ ،‬على حد‬ ‫ينصفنا مهما فعلنا‪ ،‬بحجة أت�خرنا‪ ،‬لذلك يجب أ�نّ‬ ‫نعمل ضمن المصلحة الوطنية‪ ،‬وضمن مصلحة‬

‫‪8‬‬

‫أيار ‪ -‬حزيران ‪ 2014‬العدد (‪)11‬‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تقرير‬

‫السويداء»‪.‬‬ ‫بدورها‪ّ ،‬‬ ‫شنت «ميس كريدي»‪ ،‬التي عادت إلى صفوف‬ ‫الحقا‪ً ،‬‬ ‫نظام أالسد ً‬ ‫هجوما على وضع السويداء في الثورة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫معتبرة �نها «محافظة موالية للنظام بالمطلق»‪ ،‬حسب‬ ‫أ ـرى أ‬ ‫وصفها‪ ،‬و�نها تـ �فضل ما يمكن عمله للسويداء هو‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫إعــادتـهــا للحياة‪ ،‬دون �ن تــوضــح كيف يمكن �ن يتم‬ ‫ذلك‪ ،‬وقالت «كريدي» إنها ال توصي بغير العمل على‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫موضوع السلم الهلي‪ ،‬رافضة «�ي عمل عسكري يتم‬ ‫باسم السويداء»‪.‬‬ ‫وختم الحديث بهذا الخصوص‪ ،‬اللواء «فرج المقت»‪،‬‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫معتب ًرا � ّن كل ما طرح من �راء يجب �خذه بعين االعتبار‪،‬‬ ‫العسكري أ‬ ‫أ ّأ‬ ‫ّ‬ ‫�مر ال بد منه‪،‬‬ ‫لكنه �كد �ن تشكيل المجلس‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مع مراعاة تجاوز الخطاء السابقة‪ ،‬و�ن يكون «المجلس‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫تنسيقية بصر الحرير‬ ‫الجديد معب ًرا عن مخاوف و�مال �هالي السويداء»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫الـتــواصــل على تــ�مـيــن ك ــوادر وم ــواد طبية ومـســاعــدات‬ ‫أ‬ ‫للمشافي الميدانية والهالي‪ ،‬عبر المجالس المحلية‪.‬‬ ‫لجنة المتابعة‬ ‫مكونة‬ ‫لجنة‬ ‫اجتمعت‬ ‫ذاته‪،‬‬ ‫اليوم‬ ‫من‬ ‫الحق‬ ‫وفي وقت‬ ‫أ‬ ‫من‪ :‬ريما فليحان‪ ،‬نجيب أ�بو الفخر‪ ،‬الدكـتور رفعت عامر‪ ،‬وحددت اللجنة �ولوية قبل كل ما سبق‪ ،‬هي عملية تحرير‬ ‫أ‬ ‫ميس كريدي‪ ،‬زياد أ�بو حمدان‪ ،‬لتحديد ما أ�سمته اللجنة المختطفين من الطرفين‪ ،‬فيما �ثارت إحدى النقاط التي‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫والهداف المرجوة منها»‪ .‬تتحدث عن تقديم المجلس العسكري في درعا‪ ،‬الدعم‬ ‫«�ليات التواصل مع الداخل‬ ‫ّأ‬ ‫بالسالح والتدريب‪ ،‬للكـتائب التي تضم �بناء السويداء‬ ‫وتتبع للجيش الحر‪ ،‬انتقادات ً‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ورفضا من البعض‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫اتفق �عضاء اللجنة أعلى مجموعة من النقاط‪� ،‬برزها طرح‬ ‫نتائج اللقاء الوطني لبناء جبل العرب‪ ،‬في ورشة توحيد‬ ‫أ‬ ‫جهود المعارضة‪ ،‬واالستفادة من المناخ الدولي «المؤيد في هذه الجلسة سجلت اعتراضات رسمية‪� ،‬ولها اعتراض‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫للقليات»‪� ،‬ك ــرم �بــو حـمــدان‪ ،‬الــذي حــاول تــوزيــع وثيقة للمطالبة‬ ‫للصوت المعتدل واالتجاه اإليجابي بالنسبة‬ ‫أ‬ ‫وفــق اللجنة‪ ،‬للحصول على دعــم لمشاريع تساهم في بالمقاتلين المختطفين من كـتيبة سلطان باشا الطرش‪،‬‬ ‫أ‬ ‫تغيير النظرة إلى مشاركة أالقليات في الثورة‪ ،‬والتحالف مع «خالد رزق ورائـف نصر»‪ّ ،‬إال � ّن إدارة الجلسة وكـثير من‬ ‫القوى المعتدلة في عموم سوريا‪ ،‬والحفاظ على مؤسسات الحاضرين من الطرفين‪ ،‬اعتبروا الوقت غير مناسب‬ ‫أ‬ ‫لتوزيع مثل هذه الوثيقة‪ً ،‬‬ ‫الدولة المدنية ً‬ ‫تجنبا للحساسيات‪ ،‬خاصة و� ّن‬ ‫منعا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫لوقوع الفوضى في حال سقط النظام‪ .‬آ ً أ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫إضافة إلى كل ما سبق‪� ،‬كدت اللجنة على تفعيل الخطاب �الفا من �بناء درعا قتلوا �و اختطفوا �و اعتقلوا‪ ،‬فسجل‬ ‫أ«�بو حمدان» اعتر ً‬ ‫اضا‪.‬‬ ‫اإلعالمي‪ ،‬وتقديم المصلحة الوطنية ومصلحة المجتمع‬ ‫على الخالفات السياسية‪.‬‬ ‫االعتراض الثاني سجله ممثل المجلس العسكري السابق‬ ‫لدى اال ئـتالف‪ ،‬يامن الجوهري‪ ،‬على نقطة تلقي المجلس‬ ‫لقاء السهل والجبل‬ ‫أ‬ ‫العسكري في السويداء ً‬ ‫أ‬ ‫تدريبا من مجلس درعا‪ ،‬معتب ًرا � ّن‬ ‫الطرفان‬ ‫خاللها‬ ‫تبادل‬ ‫تعارف‪،‬‬ ‫بجلسة‬ ‫اللقاء التشاوري بد�‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫قصصا وتجارب‪ ،‬تؤكد على العالقات الطيبة بين �بناء لدى السويداء مجلسا قــادرا على تدريب عناصره وإيفاء‬ ‫أ‬ ‫السهل والجبل‪ ،‬وتقرر خاللها تشكيل لجنة متابعة لوضع احتياجاتهم‪ ،‬وكان «الجوهري» � ّ‬ ‫صر في وقت سابق خالل‬ ‫ً‬ ‫المحاور أالساسية للعمل خالل اللقاء‪ّ ،‬‬ ‫ومثل السويداء في الجلسة‪ ،‬الحصول على توثيق لشبيحة درعــا‪ ،‬ردا على‬ ‫اللجنة‪ :‬ريما فليحان‪ ،‬نجيب أ�بو الفخر‪ ،‬مالك أ�بو خير‪ ،‬طلب قائد المجلس العسكري السابق في درعا‪ ،‬العقيد‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫حافظ فرج‪ ،‬سالم السعد وشفيق عامر‪ ،‬بينما ّمثل درعا‪� :‬حمد النعمة‪ ،‬الحصول على �سماء شبيحة السويداء‪.‬‬ ‫سميرة المسالمة‪ ،‬طــارق خلف‪ ،‬مــازن الجوفي‪ ،‬محمد‬ ‫أ‬ ‫نورالدين محمود الحريري‪ ،‬أ�حمد النعمة‪ ،‬غازي أ�بو السل‪ .‬ب ــدوره اعـتــرض «نجيب �بــو الفخر» على تولي المجلس‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ووضعت اللجنة المذكورة عشر نقاط �ساسية‪ ،‬على ر�سها‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أتشكيل لجنة للسلم الهلي‪ ،‬وتوثيق �سماء المتورطين‬ ‫بــ�ع ـمــال عـنــف وج ـرائ ــم مــن الـطــرفـيــن‪ ،‬لتقديمهم إلــى‬ ‫المحاكمة أ�مام قضاء مدني‪ ،‬ويعمل المجلس العسكري‬ ‫أ‬ ‫فــي درعــا على ت�مين ظــروف مالئمة لمن يرغب بزيارة‬ ‫أ‬ ‫درعا والتواصل مع الهالي هناك‪ ،‬بالمقابل تعمل لجنة‬ ‫مختطفون من السويداء لدى جبهة النصرة في درعا‬

‫أ‬ ‫المحلي في السويداء مهمات إغاثية في درعا‪ ،‬معتب ًرا � ّن‬ ‫حجم المسؤوليات المترتبة على المجلس المحلي تجاه‬ ‫السويداء نفسها‪ ،‬تفوق إمكانيات المجلس كـثي ًرا‪ ،‬فكيف‬ ‫أ‬ ‫له �ن يقدم الدعم في درعا‪.‬‬ ‫ما الذي حققه لقاء السهل والجبل؟‬ ‫باستثناء لجنة المتابعة والنقاط التي حددتها‪ ،‬لم ينتج‬ ‫أ‬ ‫عن لقاء السهل والجبل �ي نتائج جدية‪ ،‬وكذلك الحال‬ ‫أ‬ ‫بالنسبة للقاء الوطني لبناء السويداء الذي سبقه‪ ،‬وذلك‬ ‫وفق مسودات محاضر جلسات اللقاءين‪ ،‬وحسب بعض‬ ‫الحضور‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وفي الجلسة الخيرة باللقاء‪ ،‬طرحت فكرة إنشاء صندوق‬ ‫لدعم المتضررين من الناشطين والعسكريين‪ ،‬الذين‬ ‫أ أ‬ ‫اضطروا لترك سوريا‪ ،‬بعد �ن �صبحوا مطلوبين للنظام‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ّإال � ّن االقتراح جوبه بالرفض‪ ،‬بحجة صعوبة التحويالت‬ ‫ّأ‬ ‫المالية والرقابة عليها‪ ،‬و�ن مغتربي السويداء لن يقدموا‬ ‫الدعم للصندوق‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وخـتــم «�ب ــو الـفـخــر» شـهــادتــه ل ـ «ضــوضــاء»‪« :‬ال يمكننا‬ ‫الـقــول ّإن كــل مــن حضر لـقــاء السهل والـجـبــل موافق‬ ‫على مــا جــاء فـيــه‪ ،‬هـنــاك مــن حضر لـيـراقــب مــا سيدور‬ ‫خــال اللقاء ومــا سينتج عنه‪ ،‬وهـنــاك مــن حضر ليرى‬ ‫ما إذا كان اللقاء يشكل خط ًرا على مشروعه الشخصي»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫الجدير ذكــره � ّن‪ ،‬ثالثة وعشرين شخصية من معارضة‬ ‫أ‬ ‫السويداء حضروا اللقاء‪ ،‬من �صل قرابة ثالثين دعوا إليه‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ظروف خاصة‪ ،‬و� ّن‬ ‫لم يتمكن بعضهم من الحضور نتيجة ٍ‬ ‫الدعوات وجهت بالبداية لمعارضي السويداء المقيمين‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫في الردن‪ ،‬ثـ ّـم توسعت لتشمل �خــريــن‪ ،‬وفــق ما ذكر‬ ‫المهندس «يحيــى القضماني» الذي ّ‬ ‫وجه الدعوات بنفسه‪.‬‬ ‫(تـنــويــه‪ :‬يستند هــذا التقرير فــي معلوماته إلــى محاضر‬ ‫أ‬ ‫االجتماع ذاتــه‪ ،‬التي كـتبها نجيب �بــو الفخر‪ ،‬بموافقة‬ ‫الحاضرين‪ ،‬وتليت خالل الجلسات وتوافق الحاضرون‬ ‫على محتواها)‪.‬‬ ‫أيار ‪ -‬حزيران ‪ 2014‬العدد (‪)11‬‬

‫‪9‬‬


‫إضاءة‬

‫لقاء‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫المهندس يحيى القضماني‪ :‬قلة في السويداء من يدعمون النظام ويؤيدون ممارساته‬

‫حاورته‪ :‬ضوضاء‬ ‫أ‬ ‫بعد مــرور �كـثر من عــام على معركة «ظهر الجبل»‪،‬‬ ‫أ‬ ‫التي دارت بين مقاتلي الجيش الحر من �بناء محافظة‬ ‫أ‬ ‫السويداء ومحافظات سورية �خرى من جهة‪ ،‬وقوات‬ ‫تضييقا أ� ً‬ ‫ً‬ ‫منيا‬ ‫النظام من جهة ثانية‪ ،‬شهدت السويداء‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫كبي ًرا‪ ،‬قسم الـشــارع المعارض إلــى ر�يـيــن‪ ،‬الول ال‬ ‫أ‬ ‫يمانع من وجود حراك مسلح في السويداء �سوة بباقي‬ ‫أ‬ ‫المحافظات‪ ،‬بينما يــرى الثاني � ّن باإلمكان تجنب‬ ‫أ‬ ‫بـطــش الـنـظــام وصــواري ـخــه‪ ،‬عـلــى اعـتـبــار � ّن العمل‬ ‫أ‬ ‫العسكري في السويداء لن يقدم �و يؤخر في مسار‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الثورة‪ ،‬وفق وجهة نظر �صحاب هذا الر�ي‪.‬‬ ‫أ‬ ‫يضاف إلى كل ذلك‪ ،‬التحوالت التي طر�ت على الثورة‬ ‫أ‬ ‫الـســوريــة على مــدى �ك ـثــر مــن عــام‪ ،‬صـعــدت خاللها‬ ‫أ‬ ‫تيارات إسالمية متشددة‪ ،‬وباتت قوية على الرض في‬ ‫مناطق عدة بسوريا‪ ،‬منها محافظة درعا المجاورة‪ ،‬ما‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫مخاوفا وتساؤالت لدى معظم �هالي السويداء‪.‬‬ ‫خلق‬ ‫ف ــي ظ ــل هـ ــذا الـ ـظ ــرف‪ ،‬ول ـ ــدت م ـ ـبـ ــادرات وع ـقــدت‬ ‫اجتماعات ولقاءات عدة‪ ،‬لبحث الوضع في المحافظة‪،‬‬ ‫«ضوضاء» التقت المهندس يحيــى القضماني‪ ،‬رئيس‬ ‫أ‬ ‫الـمـجـلــس الـمـحـلــي لـلـسـلــم اله ـل ــي‪ ،‬ورئ ـيــس اللجنة‬ ‫الثقافية للجالية العربية السورية في دولــة اإلمــارات‬ ‫العربية المتحدة‪ ،‬في مدينة اسطنبول التركية‪ ،‬على‬ ‫هامش حضوره المؤتمر السنوي إلعــان دمشق في‬ ‫المهجر‪ ،‬وحاورته حول معظم التغيرات التي عبرت‬ ‫بها السويداء‪ ،‬خالل الفترة الماضية‪.‬‬ ‫كيف ّ‬ ‫تقيم الحراك في السويداء حتى اليوم‪ ،‬خاصة في‬ ‫ظل المتغيرات التي عبرت بها الثورة؟‬ ‫أ‬ ‫أ أ أ‬ ‫بداية � ّود �ن �ؤكد على �نني من المؤيدين والمخلصين‬ ‫لسلمية الثورة‪ ،‬وحالة السلمية التي ميزت الحراك في‬ ‫السويداء‪ ،‬تعود إلى الخلفية الثقافية الوطنية‪ ،‬التي‬ ‫أ أ‬ ‫ر�ت �ن يكون التغيير على شكل احتجاجات سلمية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وكان يمكن لهذا الحراك �ن يقود إلى نتائج �فضل‪،‬‬ ‫أ أ‬ ‫لكن شاءت القدار �ن يتحول الحراك في سوريا إلى‬ ‫حـراك عسكري‪ ،‬بينما لم تتحقق نفس الظروف في‬ ‫أ‬ ‫السويداء‪ ،‬حيث امتنع النظام عن مواجهة الهالي‬ ‫بالقتل‪ ،‬في الوقت الذي ّ‬ ‫حيد فيه كل الشرفاء‪ ،‬إما‬ ‫أ‬ ‫بالسجون �و التضييق حتى خرج معظمهم من البالد‪.‬‬ ‫فــي ال ــواق ــع قـلــة فــي ال ـســويــداء مــن يــدعـمــون الـنـظــام‬ ‫أ أ‬ ‫ويؤيدون ممارساته‪� ،‬و �نهم مستفيدون بشكل مباشر‬ ‫أ‬ ‫مــن الـنـظــام‪ ،‬وه ــم مـعــروفــون للجميع‪ ،‬رج ــال �مــن‬ ‫وحزبيون وبعض الهيئات الدينية‪ ،‬بينما يرى البقية‬ ‫أ‬ ‫� ّن النظام فاسد ويجب التخلص منه‪ ،‬دون تدمير البلد‬ ‫للوصول إلى هذا الهدف‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫أيار ‪ -‬حزيران ‪ 2014‬العدد (‪)11‬‬

‫يحيــى القضماني ‪ -‬خاص ضوضاء‬

‫أ‬ ‫بالطبع النظام دفع السوريين في مناطق �خرى للدفاع‬ ‫أ‬ ‫عن �نفسهم‪ ،‬وشارك شباب من السويداء في القتال‬ ‫إلى جانبهم في مناطقهم‪ ،‬وهؤالء نحن ندعمهم ونؤيد‬ ‫آ‬ ‫موقفهم‪ ،‬بعضهم قــاتــل فــي درعــا و�خ ــرون فــي ريف‬ ‫أ‬ ‫دمشق وحمص �و إدلب و غيرها‪.‬‬

‫الـحــس الــوطـنــي ال ــذي حـكــم ق ـرار‬ ‫الـبـطــل خ ـل ــدون زي ــن ال ــدي ــن هو‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الوحيد الــذي �عترف بــه‪ ،‬قــرر �ن‬ ‫أ‬ ‫يشارك �هل حوران ثورتهم‪ ،‬وبنى‬ ‫أ ً ً أ‬ ‫ثوريا لبناء السويداء‪ ،‬كانت‬ ‫�ساسا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫لحظة نفتخر بها لنها نش�ت عن‬ ‫حس وطني صادق‬

‫الواليات المتحدة‪ ،‬وماهر شرف الدين‪ ،‬كذلك فاضل‬ ‫المنعم من فرنسا‪ ،‬وجبر الشوفي من مصر‪ ،‬لم يتمكن‬ ‫أ‬ ‫ماهر وفاضل وجبر من الحضور لسباب شخصية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫دعــونــا �يـضـ ًـا شبلي الط ــرش مــن اإلم ــارات‪ ،‬زيــاد �بــو‬ ‫حمدان وريما فليحان‪ ،‬جميعهم حضروا‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫عسكريين مثل خالد الحلبي وخالد العلي وفرج المقت‬ ‫أ‬ ‫وحافظ فرج وسالم السعد‪ ،‬بينما لم يحضر �حد من‬ ‫جهة وليد جنبالط‪.‬‬ ‫أ‬ ‫قبل اللقاء التشاوري لبناء السهل والجبل بيومين‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫نـ ّـظـمــت ل ـقـ ًـاء �خ ــر‪� ،‬سـمـيـنــاه الـلـقــاء الــوطـنــي لبـنــاء‬ ‫السويداء‪ ،‬فاجتمعنا على مدى اليومين وكانت نتائجه‬ ‫طيبة‪ ،‬طرحنا خالله فكرة تشكيل كيان باسم اللقاء‬ ‫الــوطـنــي ألب ـنــاء جبل ال ـعــرب‪ ،‬لكن لـ أـ�ســف لــم ّ‬ ‫يتم‬ ‫أ‬ ‫ت�سيس هذا الكيان حتى اللحظة‪.‬‬

‫أ‬ ‫باعتقادي لن تستطيع �ي قوة اإلساءة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫للجبل‪ ،‬يمكن �ن يغدروا ب�فراد خارج‬ ‫أ‬ ‫المحافظة‪ ،‬لكن التاريخ يثبت � ّن‬ ‫أ‬ ‫�بـنــاء جبل الـعــرب تـصــدوا لكل من‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫حاول االقتراب من �رضهم �و كرامتهم‬

‫الرهان في السويداء ومحيطها كان ً‬ ‫دائما على السلم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الهلي‪ ،‬وهذا ما د�ب عليه النظام‪ ،‬وكان ظهور بعض‬ ‫الجماعات المتطرفة‪ ،‬كجبهة النصرة‪ ،‬باتجاه خلق فتنة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بين �هالي المحافظة وجيرانهم في درعا‪ ،‬لكن الهالي‬ ‫مــن الجهتين فهموا اللعبة‪ ،‬وقمنا بمساعي لضبط‬ ‫أ‬ ‫وت�طيرها‪ ،‬ضمن مؤتمر للسلم أالهـلــي ّ‬ ‫يضم‬ ‫الحالة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الطرفين‪ ،‬وبالفعل بــد�ت بالتنسيق مع �حــد وجهاء‬ ‫أ‬ ‫ًأ‬ ‫درعــا الوطنيين‪ ،‬إلقــامــة لقاء فــي العاصمة الردنـيــة الح ـقــا �ق ـم ـنــا ل ـقــاء الـسـهــل وال ـج ـبــل‪ ،‬بــال ـت ـعــاون مع‬ ‫أ‬ ‫المهندس وليد الزعبي‪ ،‬كانت نتائجه جيدة‪ ،‬وبالتزامن‬ ‫عمان‪ ،‬وحصلنا على موافقة السلطات الردنية‪.‬‬ ‫مع لقاء السهل والجبل طرحت مبادرة رص الصفوف‪.‬‬ ‫أ‬ ‫بالنسبة للقاء التشاوري لبناء السهل والجبل‪ ،‬كيف وكان من اإلرهاصات التي تلت تلك المبادرة‪ ،‬شائعات‬ ‫أ‬ ‫تم الترتيب له ومن هي الشخصيات التي حضرت؟ انتشرت في السويداء وعلى «فيس بــوك»‪ ،‬حتى � ّن‬ ‫أ‬ ‫اخترنا الشخصيات العائلية والسياسية والعسكرية كـثيرين تواصلوا معي وس�لوني إذا كانت الشائعات‬ ‫أ‬ ‫والثورية‪ ،‬من المتواجدين في عمان بشكل خاص‪ ،‬صحيحة‪ ،‬حول دور �لعبه في تشكيل لجنة تسليح‬ ‫ومن الخارج عامة‪ ،‬دعونا الدكـتور سعود أالطرش من في السويداء‪ ،‬وحديث من هذا القبيل‪ ،‬كـتبت رداً‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫لقاء‬

‫أ‬ ‫على «فيس بــوك»‪ّ ،‬‬ ‫وضحت فيه � ّن كل هذا الكالم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫شائعات‪ ،‬و� ّن ــه ليس لــي �ي عالقة ال مــن قريب وال‬ ‫ًأ‬ ‫أ‬ ‫من بعيد بموضوع التسليح‪ ،‬و�ؤكد اليوم مجددا �ني‬ ‫أ أ‬ ‫ّأ‬ ‫ضد �ي تجييش طائـفي‪ ،‬و�ي ت�سيس لجيش طائـفي‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�دين كل من يقوم عليه �و يطرحه �و يروج له‪.‬‬

‫أ‬ ‫في المرحلة التي تلت وفاة خلدون زين الدين‪� ،‬صبح‬ ‫أ‬ ‫للجيش الحر نفسه إشكاليات تنظيمية‪ ،‬مــن � على‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الهرم �ي هيئة الركان‪ ،‬إلى �سفل التنظيم‪ ،‬وفي ذات‬ ‫أ‬ ‫المرحلة انتهت المرحلة الذهبية لن يكون للسويداء‬ ‫جيش حر‪.‬‬

‫وك ــل م ــا ي ـقــال ع ـكــس م ــا ذك ـ ــرت‪ ،‬ه ــو ك ــام مـغــرض‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫والشخاص الذين يقفون وراءه معروفون‪ ،‬و�نا �رفضه‬ ‫رفضا ً‬ ‫ً‬ ‫قطعيا‪.‬‬

‫ً أ‬ ‫جزءا من �ي تشكيل سياسي‪،‬‬ ‫لست‬ ‫أ‬ ‫وال �وافق على ما طرح في مبادرة رص‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الصفوف‪ ،‬كما �ني لم �دعم الجيش‬ ‫الحر في السويداء وال في درعا وال في‬ ‫أ‬ ‫�ي مكان بالسالح‬

‫بالعودة إلى مبادرة رص الصفوف‪ ،‬ماذا كان موقفك‬ ‫منها؟‬ ‫أ‬ ‫ســ�جـيــب بــاخـتـصــار‪ ،‬خــال التحضير للقاء السهل‬ ‫والـجـبــل كنت فــي كـنــدا‪ُ ،‬‬ ‫وطـلــب مني الـمـشــاركــة في‬ ‫أ‬ ‫شخصيات ك ً‬ ‫ـثيرة‬ ‫اجتماع بخصوصها‪ ،‬أو�خـبــرت � ّن‬ ‫ٍ‬ ‫أ‬ ‫وافقت على حضوره حسب ما قال من دعاني‪ّ ،‬إال �ن‬ ‫موقفي كان ً‬ ‫نهائيا‪ ،‬فقد رفضت الحضور والمشاركة‪.‬‬

‫أ أ أ‬ ‫التاريخ �ثبت � ّن �بناء جبل العرب‬ ‫ت ـص ــدوا ل ـكــل م ــن حـ ــاول االق ـت ـراب‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫م ــن �رض ـه ــم �و ك ـرام ـت ـهــم‪ ،‬ال �دع ــو‬ ‫أ‬ ‫لـحـمــل ا ل ـس ــاح‪ ،‬لكنني مقتنع � ّن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�هل السويداء يمكنهم التصدي لي‬ ‫م ـحــاولــة م ــن ق ــوى مـتـطــرفــة دخ ــول‬ ‫ً‬ ‫عاطفيا ‪،‬‬ ‫الجبل‪ ،‬ربما يبدو كالمي‬ ‫أ‬ ‫لكن لدي إيمان بما �قول‬

‫أ‬ ‫لــو تـحــدثـنــا عـمــن �س ـ ــاؤوا‪ ،‬س ــواء مــن رم ــوز ال ـمــواالة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫والمنيين �و من شبيحة السويداء‪ ،‬ومن تلوثت �يديهم‬ ‫بدماء السوريين‪ ،‬كيف يفترض التعامل معهم؟‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫يجب �ن يمثل كل من �ساء �مام القانون‪ ،‬ويعاقب‬ ‫أ‬ ‫كل منهم حسب جريمته �مام قانون مدني‪ ،‬سواء كانوا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ال ترى �ن المجلس العسكري حاجة لبناء السويداء‪ ،‬من المعارضة �و من النظام‪.‬‬ ‫كحالة ناظمة للمنشقين من الــدروز‪ ،‬خاصة في ظل‬ ‫ً أ‬ ‫ُ‬ ‫نـشــوء مجلس عسكري نظير مــن إخــوانـنــا الـبــدو في لو طلب مثال من �بناء السويداء تسليم المسيئين‪،‬‬ ‫المحافظة‪ ،‬إضافة إلــى تدخل السياسيين بالجيش ب ـ ً‬ ‫ـدءا بـمــن ســاهــم فــي ض ــرب الـمـتـظــاهــريــن وتعذيب‬ ‫أ‬ ‫الحر‪ ،‬ومحاوالت تحييد المقاتلين من �بناء السويداء‪ ،‬المعتقلين‪ ،‬انتهاء بمن قتلوا المدنيين‪ ،‬هل يمكن‬ ‫حيث يقرر السياسيين ً‬ ‫تسليمهم للمحاكم؟‬ ‫بدال عن العسكريين؟‬ ‫أ‬ ‫نحن كناشطين اجتماعيين ليس لنا عالقة بالعسكرة‪ ،‬كما ذكرت‪ ،‬سيعامل الجميع وفق القانون‪ ،‬وهذا �مر‬ ‫أ‬ ‫أ أ أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫نحن نؤمن � ّن �ي فعل ثوري عسكري يجب �ن يكون يقرره القضاء‪ ،‬وليس �فراد �و �بناء السويداء �و غيرهم‪،‬‬ ‫أ‬ ‫له حاضنة شعبية‪ ،‬وعندها سنرحب به‪ ،‬لكن حتى عندما يكون هناك قضاء عادل‪ ،‬بالضرورة يجب �ن‬ ‫اللحظة ليس هناك حاضنة شعبية للجيش الحر في يكون هناك سلطة تنفيذية تنفذ قراراته‪ ،‬في مثل هذه‬ ‫الحالة يتم استدعاؤهم بالطرق القانونية‪.‬‬ ‫السويداء‪.‬‬

‫أ أ‬ ‫�عتقد � ّن وجود مجلس عسكري للسويداء‪ ،‬ينظم عمل‬ ‫أ‬ ‫المقاتلين من �بناء السويداء في المناطق التي تشهد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫شخصيا‬ ‫قتاال‪ ،‬كحوران وإدلب وغيرها‪ ،‬ضروري‪ ،‬لكن‬ ‫المجلس العسكري في السويداء‪ ،‬هل تراه ضرورة مثل أ�عتقد أ�ن ضرب الحواجز على حدود السويداء قد ّ‬ ‫يمس‬ ‫أ‬ ‫أ ّ أ أ‬ ‫ظن � ّن �بناء المحافظة يجب‬ ‫حالة السلم الهلي‪ ،‬وال �‬ ‫كل المجالس العسكرية في باقي المحافظات؟‬ ‫أ‬ ‫الحس الوطني الــذي حكم قـرار البطل خلدون زين �ن يشاركوا فيه‪.‬‬ ‫أ‬ ‫الدين‪ ،‬هو الوحيد الذي �عترف به‪ ،‬هذا الرجل الذي‬ ‫أ‬ ‫قرر أ�ن يشارك أ�هلنا حوران ثورة سوريا ‪ ،‬وبنى أ� ً‬ ‫ساسا ماذا تقول لبناء السويداء‪ ،‬ممن لديهم تخوفات من‬ ‫أ‬ ‫ً أ‬ ‫ثوريا لبناء السويداء‪ ،‬كانت لحظة نفتخر بها لنها القوى المتطرفة في المناطق المحيطة بالمحافظة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وفي سوريا بشكل عام؟‬ ‫نش�ت عن حس وطني صادق‪.‬‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫�رشيف ضوضاء ‪ /‬مؤتمر السلم الهلي ‪ -‬اسطنبول‬

‫أ‬ ‫باعتقادي لن تستطيع �ي قوة اإلساءة للجبل‪ ،‬يمكن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ن يغدروا ب�فراد خارج المحافظة‪ ،‬لكن التاريخ �ثبت‬ ‫أّ أ‬ ‫�ن �بناء جبل العرب تصدوا لكل من حاول االقتراب‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مــن �رضـهــم �و كرامتهم‪ ،‬صحيح �نــي ال �دعــو لحمل‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫الـســاح‪ّ ،‬إال �نني مقتنع � ّن �هــل السويداء يمكنهم‬ ‫أ‬ ‫الـتـصــدي لي مـحــاولــة مــن ه ــذه ال ـقــوى المتطرفة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫عاطفيا‪ ،‬لكن لدي‬ ‫لدخول الجبل‪ ،‬ربما يبدو كالمي‬ ‫أ‬ ‫إيمان بما �قول‪.‬‬

‫أ‬ ‫فــي الـخـتــام‪ ،‬يـحـيـ ــى الـقـضـمــانــي‪� ،‬ي ــن هــو ال ـيــوم من‬ ‫المبادرات والتشكيالت السياسية في السويداء‪ ،‬وهل‬ ‫ساهمت بدعم الجيش الحر في السويداء؟‬ ‫أ‬ ‫ً أ‬ ‫جزءا من �ي تشكيل سياسي‪ ،‬وال �وافــق على‬ ‫لست‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ما طرح في مبادرة رص الصفوف‪ ،‬كما �نــي لم �دعم‬ ‫أ‬ ‫الـجـيــش الـحــر فــي الـســويــداء وال فــي درع ــا وال فــي �ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مكان بالسالح‪ّ ،‬إال �نني ساهمت في دعم �سر الشهداء‬ ‫والجرحى‪.‬‬

‫أيار ‪ -‬حزيران ‪ 2014‬العدد (‪)11‬‬

‫‪11‬‬


‫إضاءة‬

‫استطالع‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫ضوضاء تستطلع آراء معارضة السويداء حول مآالت المجلسين العسكري والمحلي في المحافظة‬ ‫أ‬ ‫أيقول أ«�‪.‬ع» ‪:‬‬ ‫«�عتقد � ّن تجميد عمل المجلس العسكري وخنقه في‬ ‫درعا‪ ،‬إضافة لقطع الدعم عنه‪ ،‬مقصود‪ ،‬وما يجري‬ ‫مخطط له ً‬ ‫مسبقا‪ ،‬من قبل أقيادات عليا ومخابرات‬ ‫عربية وإقليمية‪ ،‬للوصول إلى � أهداف خبيثة مرسومة‬ ‫لتطويق الثورة السورية‪ ،‬وإطالة �مد الصراع‪ ،‬وتمرير‬ ‫مشاريع «كنتونات» على مدى عقد ً‬ ‫تقريبا»‪.‬‬

‫ت ــدور مـ ـش ــاورات وم ـبــاح ـثــات بـيــن ص ـفــوف مختلف‬ ‫التشكيالت الـمـعــارضــة فــي الـســويــداء ال ـيــوم‪ ،‬حول‬ ‫إعــادة هيكلة المجلس المحلي بالشخوص القديمة‪،‬‬ ‫ـد‪ ،‬وذل ــك بعد‬ ‫والمطالبة بــإعــادة تشكيله مــن جــديـ أ‬ ‫اإلشكاليات الكـثيرة التي رافقت نشوء و�داء المجلس‬ ‫السابق‪ ،‬والذي تشكل بعد اجتماع يصفه ناشطون‬ ‫من السويداء «بالطارئ والمكوكي»‪ ،‬في العاصمة‬ ‫اللبنانية بيروت‪ ،‬ويتزامن هذا مع تعطيل المجلس‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫العسكري ري‬ ‫محافظة السويداء‪ ،‬وحله أتقريبا‪ّ ،‬وبر�ي «غ‪ .‬ن»‪ :‬أ‬ ‫الثو أفيبرز أ‬ ‫خاصة بعد إعالن � أو�هم فصائله‪ ،‬تجميد �عمالها إن ما حصل في �روقة المجلس العسكري‪ ،‬لن يؤدي‬ ‫القتالية‪ ،‬بانتظار حل الزمات الشائكة المحيطة به‪ .‬في النهاية أ إلى تشكيل مليشيات طائ أـفية خاصة في‬ ‫ـل‪ ،‬لن االنـ ـزالق إلــى مثل هــذا الم ــر ليس من‬ ‫الـجـبـ أ‬ ‫مصلحة �ح ــد‪ ،‬والـخــوض فــي صـراعــات جانبية‪ ،‬من‬ ‫«ض ــوض ــاء» راس ـل ــت وال ـت ـقــت نــاشـطـيــن مستقلين أ‬ ‫ومنتمين عن آمعظم تشكيالت الحراك في المحافظة‪ ،‬ش�نها إضعاف السهل والجبل‪ ،‬وتحييد النظام عن‬ ‫واسـتـطـلـعــت �راءه ـ ــم ح ــول تـجـمـيــد عـمــل آالمجلس الصراع‪.‬‬ ‫ـري‬ ‫ـري‬ ‫أ‬ ‫الـعـسـكـ فــي ظــل ق ـيــام مـجـلــس عـسـكـ �خ ــر في أ‬ ‫ّ‬ ‫ال ـســويــداء مــن ب ــدو الـمـحــافـ أظــة‪ ،‬إضــافــة إل ــى طريقة �ما «م‪.‬ب» فيظن‪� ،‬ن هناك معطيات تؤكد قصدية‬ ‫تشكيل المجلس المحلي و�دائـ ــه وإع ــادة هيكلته‪ .‬تجميد المجلس العسكري‪ ،‬وو ق ــف تمويل كـتائبه‬ ‫شخصيات رسمية بهدف الضغط إلنشاء مليشيا درزية‪.‬‬ ‫تجنبت طــرح ال ـســؤال عـلــى أ‬ ‫وقــد أ‬ ‫في‬ ‫فخرية‬ ‫و‬ ‫�‬ ‫رسمية‬ ‫مناصب‬ ‫)‬ ‫شغلت‬ ‫و‬ ‫�‬ ‫(تشغل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المعارضة‪ ،‬شمل االستطالع �كـثر من خمسة عشر أو يؤكد «م‪: »�.‬‬ ‫ً‬ ‫جهات مختلفة‪ ،‬امتنع البعض عن � ّن تجميد المجلس العسكري وعــدم دعــم الكـتائب‬ ‫يمثلون‬ ‫‪،‬‬ ‫شخصا‬ ‫أ‬ ‫تقديم اإلجابات‪ ،‬فيما �جاب الباقون عن السؤالين التابعة له‪ ،‬عمل ممنهج ومحسوب‪ ،‬يهدف إلخراج‬ ‫محافظة الـســويــداء مــن ال ـح ـراك‪ ،‬وإظـهـ أـارهــا بمظهر‬ ‫التاليين‪:‬‬ ‫الـمـحــافـظــة ال ـمــوال ـيــة لـلـنـظــام «ح ــام ــي الق ـل ـي ــات»‪،‬‬ ‫ً‬ ‫هــل تعتبر أ� ّن تجميد و تـحـجـيــم عـمــل المجلس واستعمالها خز ًانا ً‬ ‫مستعمال الترهيب‬ ‫بشريا في حربه‪،‬‬ ‫أ‬ ‫العسكري ال ـثــوري فــي ال ـســويــداء‪ ،‬ووق ــف أتمويل �و الـتــرغـيــب‪ ،‬ويـعــود ذلــك إلــى غـيــاب الجيش الحر‬ ‫ً‬ ‫مقصودا � م غير المعتدل‪ ،‬وعدم وجود قوة ترتكز عليها المعارضة‪.‬‬ ‫الكـتائب العاملة فيه‪ ،‬إ� ن كــان‬ ‫ز‬ ‫مقصود‪ ،‬خطوة على طريق إ�نـتــاج مليشيا در يــة‬ ‫أ‬ ‫)‪:‬‬ ‫س‪�.‬‬ ‫(‬ ‫ويضيف‬ ‫بذريعة «الــدفــاع عن الـســويــداء»؟ خاصة في ظل‬ ‫مجلسا محلياً‬ ‫ً‬ ‫نشوء مجلس عسكري آ�خر في السويداء من البدو نفس المتسلقين الذين أ�صبحوا الحقاً‬ ‫أ‬ ‫أكانوا يعملون إلنهاء المجلس العسكري‪ ،‬و�صروا على‬ ‫في المحافظة؟‬ ‫� أنــه ليس من مسؤوليتهم دعم المجلس العسكري‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫حبطوا عمله ورفضوا أالعمل العسكري في الداخل‪،‬‬ ‫ف�‬ ‫دائه‬ ‫و�‬ ‫المحلي‪،‬‬ ‫المجلس‬ ‫تشكيل‬ ‫بطريقة‬ ‫يك‬ ‫ر�‬ ‫ما‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وذات الشخاص الذين �فشلوا العمل العسكري‪ ،‬هم‬ ‫وطريقة عمله؟ وما ر�يك إب�عادة هيكلته؟‬ ‫أ‬ ‫من �فشل الحراك المدني‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ردا ع ـل ــى ا ل ـ ـسـ ــؤال ال ول ا ل ـم ـت ـع ـ آل ــق بــا ل ـم ـج ـلــس‬ ‫الـعـسـ أكــري ال ـث ــوري للمحافظة أوم ــا �ل إل ـيــه حــالــه‪ ،‬ويقول «ص‪.‬ش»‬ ‫تروق لي نظرية المؤامرة‪ ،‬التي تربط بين اال ئـتالف‬ ‫المستطلعين على � ّن تهميشه وتجفيف ال‬ ‫اتفق �غلب‬ ‫أ‬ ‫م ـص ــادر دع ـم ــه‪ ،‬ك ــان أ�مـ ـ ـ ًرا م ـق ـص ـ ً‬ ‫وهيئة �رك ــان الجيش الـســوري الـحــر‪ ،‬وبـيــن مــا حل‬ ‫ـودا ولــه‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ـاف الس ـبــاب‬ ‫ـات و�هـ ـ ــداف‪ ،‬رغ ــم اخ ـتـ أ‬ ‫غــايـ أ‬ ‫الـ ـت ــي �رجـ ـ ــع ال ـم ـس ـت ـط ـل ـعــون المـ ـ ــر إل ـي ـهــا‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫أيار ‪ -‬حزيران ‪ 2014‬العدد (‪)11‬‬

‫العسكري أفي السويداء‪ ،‬أمن تجفيف منابع‬ ‫بالمجلس أ أ‬ ‫الدعم‪ّ ،‬إال � ّن �هــم السـبــاب التي �دت لما هو عليه‬ ‫اليوم من وجهة نظري‪ ،‬هو وجود عدم توافق ملموس‬ ‫ـل‪ ،‬وغـيــاب‬ ‫بـيــن الـعـسـكــر‪ ،‬داخ ــل وخ ــارج الـتـشـكـيـ أ‬ ‫الشخصية القيادية التوافقية‪ ،‬القادرة على �ن تكون‬ ‫رافعة حقيقية لتشكيل عسكري في المحافظة‪ ،‬يحتوي‬ ‫أالجميع ويعمل ضمن رؤية ثورية مشتركة‪ ،‬لتحقيق‬ ‫�هداف الثورة في السويداء‪.‬‬ ‫أ أ‬ ‫�عتقد �ن هناك مـحــاوالت‪ ،‬كانت وال ت ـزال‪ ،‬تعمل‬ ‫على تحويل الكـفاح المسلح ضد نظام قتل شعبه‪،‬‬ ‫إلــى اقـتـتــال مناطقي وفـئــوي‪ ،‬بين مجموعات ذات‬ ‫خلفيات دينية وطائـفية‪ ،‬وتعمل على هذا المشروع‬ ‫وداخلية‪ ،‬خاصة في السويداء‪.‬‬ ‫قوى إقليمية أ‬ ‫هناك من يحاول �ن يجعل البندقية الثائرة ضد نظام‬ ‫تعشة خائـفة‪ ،‬ال ّهم لها سوى الدفاع‬ ‫طائـفي‪ ،‬بندقية مر أ‬ ‫عــن وجــود الطائـفة ك�قلية‪ ،‬وســط محيط يناصبها‬ ‫العداء‪ ،‬كما قد يبدو نتيجة ممارسات بعض الجماعات‬ ‫ذات الخلفيات الدينية‪ ،‬والمرهونة لجهات خارجية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫(اسماعيل الشقر) يقول ‪:‬‬ ‫بعد ما وصلت إليه فوضى العمل العسكري وتسلط‬ ‫الـمـتـشــدديــن عـلـيــه‪ ،‬وع ـجــز الـجـيــش ال ـحــر فــي درعــا‬ ‫مجموعات المقاتلين من شباب‬ ‫والغوطة عن حماية‬ ‫أ‬ ‫الرحيل‪،‬‬ ‫السويداء‪ ،‬سواء من الخطف �و اإلجبار على‬ ‫أ‬ ‫وصلنا إلى حالة من ال جدوى الدعوة إلى التسليح �و‬ ‫االنضمام إلى العمل المسلح‪ ،‬ليس قبل اتضاح بنية‬ ‫جيش حر وطني قادر على فرض نفسه في مواقعه‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ويوضح نجيب �بو الفخر‪:‬‬ ‫العسكري الثوري في أالسويداء‪ ،‬لم يحصل‬ ‫المجلس أ‬ ‫على تمويل �صـ ًـا‪ ،‬حتى نقول � ّن التمويل توقف‪،‬‬ ‫يستثنى من ذلك ً‬ ‫طبعا المبالغ المتواضعة أالتي وصلته‬ ‫من جهات أمدنية‪ ،‬لم يصل هذا المبلغ ‪� 100‬لف دوالر‬ ‫خالل ثالثة � أعوام من عمر الثورة‪ ،‬وهذا المبلغ ال يكاد‬ ‫يكـفي الحد الدنى للتسليح الفردي‪.‬‬ ‫كــان هـنــاك منع متعمد لتنشيط الـحـراك العسكري‬ ‫أ‬ ‫بين صفوف �أبناء السويداء‪ ،‬ومن قبل من يتظاهرون‬ ‫فــي الـعـلــن بــ�نـهــم حــريـصــون عـلــى تنشيطه‪ ،‬خاصة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ودوليا من‬ ‫إقليميا‬ ‫أالقوى التي تولت ملف السويداء‬ ‫�بناء المحافظة‪ ،‬حيث سعوا ليكون المجلس مجرد‬ ‫يفصل نهايته عن‬ ‫ورقة ضغط‪ ،‬أمع الحفاظ على رمق أ‬ ‫حياته‪ ،‬وليس �دل على ذلــك من «ت�ليف وتوليف‬ ‫وتزوير» تمثيل الحراك الثوري العسكري‪ً ،‬‬ ‫بعيدا عن‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫استطالع‬

‫اإلرادة الحقيقية لـثــوار الـســويــداء‪ً ،‬‬ ‫تماما كما حدث‬ ‫للتمثيل المدني‪.‬‬ ‫بحق المقاتلين‬ ‫مورست سياسة القطيعة أوالتهديد آ‬ ‫الحقيقيين الذين ثبتوا على الرض‪ ،‬حتى �خر لحظات‬ ‫تواجدهم‪ ،‬بهدف دفعهم إلــى مـغــادرة ساحة الثورة‬ ‫العسكرية‪ ،‬وهذا ما حدث في نهاية المطاف‪.‬‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يتابع «�بو الفخر»‪� ،‬ما تشكيل مجلس عسكري �خر‬ ‫للبدو‪ ،‬فكان المقصود منه‪ ،‬حسب ما يستنتج المتابع‬ ‫من صفحته منذ بداية تشكيله‪ ،‬إثارة النعرة الطائـفية‪،‬‬ ‫م ــن خـ ــال االسـ ـتـ ـح ــواذ ع ـلــى ال ـت ـمــويــل الـعـسـكــري‬ ‫المخصص للسويداء‪ ،‬ونتيجة غياب الشخصيات القوية‬ ‫الواعية في تمثيل السويداء‪ ،‬تمدد هذا المجلس اليوم‬ ‫عبر بادية ريف دمشق شرقي محافظة السويداء‪ ،‬من‬ ‫بادية ملح ً‬ ‫وصوال إلى تل دكوة‪ ،‬بتنسيق مع المجالس‬ ‫العسكرية المجاورة‪ ،‬وكنتيجة طبيعية لكل ذلك‪،‬‬ ‫أ‬ ‫عسكرية داخل‬ ‫بد� التركيز على إعــادة إنتاج فصائل‬ ‫أ‬ ‫السويداء‪ ،‬يتبع بعضها زعامات تقليدية و�خرى زعامات‬ ‫دينية‪ ،‬إضافة إلــى ما كــان ً‬ ‫قائما مما يسمى «جيش‬ ‫الدفاع الوطني» وغيره من التشكيالت‪ ،‬ذات القيادة‬ ‫ز‬ ‫مهامها لحساب النظام‪،‬‬ ‫الدر ية اللبنانية‪ ،‬التي تؤدي أ‬ ‫خالل قيادة المسلحين من �بناء المحافظة أفي‬ ‫من‬ ‫فترة أالزمة‪ ،‬كحل بديل عن إنتاج قيادات محلية‪ ،‬لنّ‬ ‫أ‬ ‫أالنظام يريد �ن تبقى السويداء تحت قيادات ضعيفة‪،‬‬ ‫�و بال قيادات محلية‪.‬‬ ‫ربا الشوفي‪:‬‬ ‫بالنسبة لـ أـ�مــور العسكرية ُ‬ ‫لست أمتابعة لتفاصيلها‬ ‫أ‬ ‫بدقة‪ ،‬وال خبرة لي فيها‪ ،‬لكن �عتقد �ن تحجيم عمل‬ ‫المجلس العسكري فــي المحافظة وو ق ــف تمويله‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وت� أسيس مجلس عسكري قوامه من البدو‪ ،‬يراد بها‬ ‫البحث عن شكل ما للحماية‬ ‫جر �هالي السويداء إلى أ‬ ‫الــذاتـيــة‪ ،‬وذل ــك بتسليح �نـفـسـهــم‪ ،‬مــا يفيد النظام‬ ‫ويشغل السويداء عن الهم السوري العام‪ ،‬بجعلها‬ ‫تركز على شؤونها الداخلية كمحافظة‪ ،‬وبنفس الوقت‬ ‫يعيد الدور لزعامات محلية معينة‪ ،‬كونها قد تساهم‬ ‫في قيادة وإدارة عمل كالتسليح‪.‬‬ ‫المتعلق بالمجلس‬ ‫السؤال‬ ‫إجاباتهم على‬ ‫أ‬ ‫وفيما يخص أ‬ ‫المحلي‪ :‬تشكيله‪� ،‬داؤه‪ ،‬إعادة هيكلته‪� ،‬بدى معظم‬ ‫ال ـم ـس ـت ـط ـل ـع ـيــن اع ـت ـراض ـه ــم‬ ‫ع ـل ــى ط ــري ـق ــة تـشـ أكـيــل‬ ‫أا ل ـ ـم ـ ـج ـ ـلـ ــس‪ ،‬و� داء‬ ‫�ع ـضــائــه ومـمـثـلـيــه في‬ ‫اال ئـتالف‪ ،‬كما انتقدوا‬ ‫الطريقة التي يتم من‬ ‫ـوم‪ ،‬إع ــادة‬ ‫خــا لـهــا ال ـي ـ أ‬ ‫هيكلة المجلس �و حتى‬ ‫تشكيل مجلس جديد‪.‬‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫نجيب �بو الفخر ‪� /‬رشيف‬

‫أ‬ ‫«الشبيحة»‪.‬‬ ‫بعض عناصر‬ ‫يقول «�‪.‬ع» ‪:‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫فيما ّ‬ ‫يخص تشكيل المجلس المحلي‪ ،‬فإنه يعكس المجلس المحلي �نجز �مرين فقط منذ تشكيله‪ :‬سرق‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫ناشطيها‪ ،‬ويقدم نفسه‬ ‫واالنـقـســامــات العميقة‪،‬‬ ‫حبط أ‬ ‫مخصصات المحافظة و� أ أ‬ ‫أ‬ ‫واق ــع مـعــارضــة ال ـســويــداء‪ ،‬أ‬ ‫وهي أسابقة خطيرة من نوعها‪� ،‬قصت كل المكونات اليوم على � ّنه الوحيد‪�« ،‬نا �و ال �حد»‪.‬‬ ‫واست�ثرت بكل شيء‪.‬‬ ‫أ‬ ‫المجلس المحلي لم ينجز ً‬ ‫شيئا يذكر‪ ،‬ولم نسمع به ويتابع « س‪ »�.‬بعد الـتـجــاوزات الكـثيرة للمجلس‪،‬‬ ‫سوى من خالل السلبيات والمشاكل‪ ،‬التي افتعلها طالبنا بدخول ناشط من الحراك ليمارس دو ًرا ً‬ ‫رقابيا‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫شخصا أليشغل‬ ‫داخل الشارع المعارض في المحافظة‪� ،‬ما إنجازاته عليه ويكون ضمنأ تشكيله‪ ،‬ورشحنا‬ ‫إدارة المجلس �عاقت‬ ‫هــذه المهمة‪ّ ،‬إال � ّن فوضى‬ ‫فال يذكر منها شيء‪.‬‬ ‫ّأ‬ ‫المبالغ تصرف‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫وتبين‬ ‫ـي‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫العمل‬ ‫محاولة‬ ‫استبعاد‬ ‫بعد‬ ‫لكن‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ج‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫و‬ ‫ـرورة‬ ‫إع ــادة الهيكلة ض ـ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫القديم‪ ،‬لنه ال يجوز إعادة التشكيل على مبد� أدون إيصاالت‪ ،‬والأ يمكن إثبات صرف أ �ي مبلغ على‬ ‫المجلس‬ ‫التوسعة‪ ،‬أ�و إعادة إنتاج المجلس القديم باستبدال �عضاء المجلس‪ ،‬المر الذي استخدموه � ً‬ ‫يضا ليحبطوا‬ ‫أ‬ ‫بعض الوجوه‪ ،‬واإلبقاء على نفس المعوقات‪ ،‬يجب �ن محاوالتنا الرقابية‪.‬‬ ‫اختيار المجلس بشكل يغطي كامل المحافظة‪،‬‬ ‫يتم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واحتواء الشخاص الذين قدموا كـثيرا لخدمة الثورة‪ ،‬بعد أهذا �رسلنا عريضة موقعة من ‪ 55‬ناشطا باالسم‪،‬‬ ‫وتم تحييدهم من قبل القائمين على المجلس الحالي‪ .‬حول � ّن المجلس المحلي في شهبا وقراها‪ ،‬يهمش‬ ‫الناشطين ويهدر أ المخصصات المالية‪ ،‬في البداية‬ ‫حملت العريضة �كـثر من ‪ً 150‬‬ ‫اسما‪ ،‬لكن اشترط‬ ‫أ«غ‪ .‬ن» يعتبر‪:‬‬ ‫بيروت‪ ،‬الـتــوقـيــع عليها بــاالســم الـثــاثــي الـصــريــح‪ ،‬فــوقــع ‪55‬‬ ‫�ن تشكيل المجلس المحلي‪ ،‬أمنذ اجتماع‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ناشطا‪ ،‬وطالبنا من أخاللها بحل المجلس المحلي‬ ‫ال يوحي بحالة ديموقراطية‪ ،‬لنــه تشكل على مبد�‬ ‫ً‬ ‫مجلسا ً‬ ‫جديدا‪،‬‬ ‫الـمـعــارف والـمـحـســوبـيــات‪ ،‬ولــم ينجز إال الـخــافــات أومحاسبته‪ ،‬ثم سمعنا �نهم يشكلون أ‬ ‫والصراعات ضمن البيت الواحد ‪ ،‬بل كان المعرقل أ�و يعيدون هيكلة أالمجلس القديم‪ ،‬وفج�ة قبل نحو‬ ‫الجهود‪ ،‬للخروج �سبوعين‪ ،‬قيل لنا � ّنــه لم يعد هناك مجلس‪ ،‬وكل‬ ‫لكـثير من مساعي لم الشمل وتوحيد أ أ‬ ‫بعمل جاد للمعارضة في السويداء‪ ،‬و�تمنى �ن يكون مطالبنا مؤجلة إلى حين تشكيل مجلس جديد‪.‬‬ ‫المجلس الجديد مــدركـ ًـا لمشاكل مــن سبقه‪ ،‬ويقوم‬ ‫أ‬ ‫بانتقاء الشخاص الذين بإمكانهم النهوض بهذا العمل‪ .‬ويقول» ص‪.‬ش» في هذا الخصوص المجلس المحلي‬ ‫فــي الـســويــداء تشكل بطريقة أمشبوهة منذ والدتــه‬ ‫ئ‬ ‫بيروت‪ ،‬والشـخــاص الذين كانوا‬ ‫ويقول» م‪.‬ب»‬ ‫وبشكل طــار في أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫على عاتقهم استكمال‬ ‫بالنسبة‬ ‫المحلي تشكل �ساسا بطريقة غير نــواة مجلس بيروت‪ ،‬و�خــذوا أ‬ ‫للمجلس أ‬ ‫أ‬ ‫صحيحة‪ ،‬وال �عتقد �ننا قادرون على هيكلته بشكل التشكيل في الداخل‪ ،‬تسلطوا و�قصوا كل النشطاء‬ ‫ً‬ ‫حقيقيا‬ ‫أالمؤثرين في الداخل‪ ،‬ممن قد يشكلون عائ ًـقا‬ ‫ديمقراطي صحيح‪.‬‬ ‫�مــام تطلعاتهم غير المشروعة‪ ،‬بالسيطرة على دفة‬ ‫أ‬ ‫الحراك الثوري في السويداء من خالل بوابة المجلس‬ ‫ويشرح «م‪»�.‬‬ ‫لــم تـتــم إعـ ــادة هـيـكـلــة الـمـجـلــس الـمـحـلــي بـ أـل مـجــرد المحلي‪.‬‬ ‫ترميمه‪ ،‬كي ال يسقط المنتفعون‪ ،‬وليلمعوا �عمالهم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫السابقة‪ ،‬المتسمة بالسرقة وشراء الــوالءات‪ ،‬إضافة لذلك لج� هؤالء لشراء الــوالءات‪ ،‬وانتقاء الشخاص‬ ‫أ أ‬ ‫اإلمالءات عليهم‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى � ّن �داء المجلس سيء‪ ،‬وعمله بعيد كل البعد عن للمجلس‪ ،‬ممن يسهل فرض‬ ‫أ‬ ‫العمل المؤسساتي‪ ،‬إلخفاء السرقات‪ ،‬والقائمون عليه إلى تزويدهم بسيل مادي وضع بين �يديهم‪ ،‬ليسهل‬ ‫إفسادهم وقيادتهم فيما بعد‪.‬‬ ‫ليسوا ثوا ًرا‪ ،‬ويشك بنزاهتهم‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫«س‪ »�.‬فيذكر أ�ن المجلس المحلي ّ‬ ‫وفـ ـ ــي سـ ـن ــة مـ ـض ــت ع ـلــى‬ ‫تشكل بسرية‪،‬‬ ‫�ما‬ ‫أ‬ ‫أأ‬ ‫تـ ـشـ ـكـ ـيـ ـل ــه‪ ،‬ل ـ ــم ي ـن ـ أجــز‬ ‫بـحـجــة ال ـ أظ ــروف الم ـن ـيــة‪ ،‬واخ ـت ـبــ� �ع ـض ــاؤه خلف‬ ‫ال ـم ـج ـلــس ال ـم ـح ـلــي �ي‬ ‫النشاطات المدنية التي حاولنا‬ ‫اإلغاثة‪ ،‬و�حبطوا كل أ‬ ‫نـشــاط مــدنــي يــذكــر‪ ،‬بل‬ ‫بحجة العمل‬ ‫ات‪،‬‬ ‫ر‬ ‫مظاه‬ ‫و‬ ‫�‬ ‫تنظيمها‪ ،‬من اعتصامات‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ع ـل ــى ال ـع ـك ــس‪ ،‬ســاهــم‬ ‫النازحين‪ ،‬لنفاج� بعدها �ن هناك‬ ‫اإلغاثي ومساعدة‬ ‫أ‬ ‫القائمون عليه بعرقلة كل‬ ‫الوافدين‬ ‫نصف‬ ‫من‬ ‫ـثر‬ ‫ك‬ ‫و�‬ ‫اإلغاثة‪،‬‬ ‫سرقات هائلة في آ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫ال ـم ـســاعــي‪ ،‬وه ــدم ما‬ ‫إلــى المحافظة ال أن ال يحصلون على إغاثة‪ ،‬كما �ن‬ ‫كان منج ًزا‪،‬‬ ‫المجلس ال يدعم � ًيا من الناشطين الحقيقيين‪ ،‬بل‬ ‫بقصد‬ ‫ناشطين‪،‬‬ ‫مجموعة ممن يعتبرهم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يجمع حوله أ‬ ‫�و‬ ‫«المتحكمين» �و‬ ‫عضائه‬ ‫�‬ ‫قارب‬ ‫�‬ ‫معظمهم من‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫المقربين منهم‪ ،‬ما يجعل الدعم �حيانا يصل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫اسماعيل الشفر ‪� /‬رشيف‬

‫أيار ‪ -‬حزيران ‪ 2014‬العدد (‪)11‬‬

‫‪13‬‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫استطالع‬

‫حتى توقف العمل أاإلغاثي في المحافظة‪،‬‬ ‫دون قصد‪ ،‬أ‬ ‫للضيوف �و الفقراء من �بـنــاء المحافظة‪ ،‬كما‬ ‫ســواء أ‬ ‫توقفت النـشـطــة الـتــي كــان نــاشـطــون مــن الـســويــداء‬ ‫قائمين عليها‪ ،‬نتيجة تجفيف منابع الدعم وحصره‬ ‫المحلي‪ ،‬الــذي طـ ّـوق العمل المدني في‬ ‫بالمجلس أ‬ ‫السويداء إلى �ن توقف بشكل نهائي‪.‬‬ ‫والمحاولة التي تجري اليوم إلعادة إنتاج المجلس من‬ ‫جديد‪ ،‬بنفس الوجوه السابقة مع تغييرات طفيفة‪ ،‬من‬ ‫المزعومة التي يقوم بها بشكل سري‪،‬‬ ‫خالل التوسعة‬ ‫أ‬ ‫الجدد وفــق سياسته‬ ‫كي يتسنى له اختيار العـضــاء أ أ‬ ‫المشبوهة‬ ‫عماله‬ ‫�‬ ‫ومصالحه التي تسمح له بطمس أ�ثار‬ ‫أ‬ ‫جديد �و‬ ‫فــي سنة مضت‪ ،‬ولــذلــك قبل �ي تشكيل أ‬ ‫توسعة ينبغي تشكيل لجنة حوكمة‪ ،‬لمحاسبة �عضاء‬ ‫المجلس منتهي الصالحية‪ ،‬والتدقيق في نتاج عملهم‪.‬‬ ‫تشكل المجلس المحلي في‬ ‫ويوضح «سلمان فرهود»‪،‬‬ ‫أ‬ ‫‪ 22‬نيسان ‪ ،2013‬بعد دعوة الشخاص المقترحين‬ ‫ألتشكيله لالجتماع في لبنان‪ ،‬وكانوا نواة مجلس اقترح‬ ‫�عضاؤه بناء على عالقات شخصية لبعض المعارضين‬ ‫ـور‬ ‫تسمية‬ ‫أالمقيمين خــارج سـأ يــا‪ ،‬في االجتماع تمت أ‬ ‫رؤساء مكاتب‪ ،‬على �ن‬ ‫شخاص‬ ‫الشخاص هؤالء ال‬ ‫أ‬ ‫يشكل كل منهم المكـتب الذي ير�سه بعد آعودته إلى‬ ‫سوريا‪ً ،‬‬ ‫الحقا تشكلت المكاتب بنفس ال لية‪ ،‬كل‬ ‫رئيس مكـتب شكل مكـتبه حسب رؤيـتــه وعالقاته‬ ‫الشخصية‪.‬‬ ‫تعاون المجلس بالجانب اإلغاثي مع صندوق المحافظة‬ ‫ً‬ ‫المشكل ً‬ ‫معترضا على تشكيل‬ ‫مسبقا‪ ،‬والــذي كــان‬ ‫المجلس المحلي‪ ،‬والمكـتب اإلغاثي هو الوحيد الذي‬ ‫عمل من بين مكاتب المجلس الكـثيرة‪( ،‬المالي‪،‬‬ ‫الـطـبــي‪ ،‬الـقــانــونــي‪ ،‬اإلع ــام ــي‪ ،‬الـخــدمــات وال ـمــوارد‬ ‫ال ـب ـشــريــة‪ ،‬ال ـتــرب ـيــة‪ ،‬ال ــدف ــاع ال ـمــدنــي‪ ،‬وال ـتــواصــل‬ ‫االجتماعي)‪.‬‬ ‫في وقــت الحــق‪ ،‬تشكلت مجالس محلية للمناطق‬ ‫تابعة للمجلس‪ ،‬فــي كــل مـ آـن شهبا وصلخد والقريا‬ ‫والــريــف ال ـغــربــي‪ ،‬ب ــذات ال ل ـي ــة‪ ،‬وكــذلــك المكـتب‬ ‫التنفيذي للمجلس‪ ،‬الذي ّ‬ ‫يضم رؤساء المكاتب‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ونتيجة لهيمنة �شخاص على عمل المجلس المحلي‪،‬‬

‫‪14‬‬

‫أيار ‪ -‬حزيران ‪ 2014‬العدد (‪)11‬‬

‫أ‬ ‫انسحب بعض رؤساء المكاتب‪ ،‬دون ذكر السباب‪،‬‬ ‫ً‬ ‫حفاظا على‬ ‫ودون إث ــارة ضــوضــاء حــول انسحابهم‪،‬‬ ‫المجلس‬ ‫سالمتهم‪ ،‬في هذه المرحلة انحصرت عالقة أ‬ ‫فــي الــداخـ أـل مــع ال ـخــارج بشخص واح ــد‪ ،‬هــو �مـيــن‬ ‫سره‪ً ،‬‬ ‫علما � ّنه كان هناك مساعد لممثل المجلس في‬ ‫اال ئـتالف الوطني لقوى الثورة والمعارضة‪ ،‬عن كل‬ ‫أمكـتب حسب اختصاصه‪ ،‬لكن دون تفعيل عمل‬ ‫� أي منها حتى فــي الجانب اإلعــامــي‪ ،‬بحجة الظرف‬ ‫المني للمحافظة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�عـضــاء المجلس ال �حــد يعرف من هــم‪ ،‬حتى ممثل‬ ‫المجلس في اال ئ ـتــاف‪ ،‬وال يمكن لرؤساء المكاتب‬ ‫االط ــاع على م ـراســات المجلس مــع اال ئ ـتــاف على‬ ‫المثال‪ ،‬كل هذا إضافة إلى هيمنة البعض على‬ ‫سبيل أ‬ ‫المجلس‪� ،‬ثــار أنقمة لــدى البعض‪ ،‬داخــل المجلس‬ ‫وخارجه‪ ،‬على الشخاص المسيطرين على عمله‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وبـ ـر�ي أاسماعيل الش ـقــر فــإن ال ـح ـراك فــي الـســويــداء‬ ‫تشكل � ً‬ ‫ساسا مع بداية الثورة من الشباب والطالب‪،‬‬ ‫أوالتف حولهم معارضون من تيارات وهيئات سياسية‬ ‫�خ ـ ــرى‪ ،‬وتـشـكـلــت حـيـنـهــا «ل ـج ـنــة ال ـع ـمــل الــوطـنــي‬ ‫بــالـســويــداء»‪ ،‬بــالـتــوازي مــع ح ـراك نقابتي المحامين‬ ‫والمهندسين‪ ،‬وفــي ال ـخــارج انـخــرط مــن انـخــرط في‬ ‫دعــم الحراك كــان يتواصل مع لجنة العمل الوطني‬ ‫والتنسيقيات‪ ،‬حيث كــان يــدور نقاش حــول تسمية‬ ‫ممثلين في الخارج‪.‬‬ ‫مــع م ــرور الــوقــت وب ــدء الـعـمــل الـعـسـكــري وتشكيل‬ ‫الـهـيـئــات السياسية للمعارضة أكــاال ئ ـتــاف‪ ،‬أ انقسم‬ ‫أالـحـراك وتشتت التشكيالت‪ ،‬لسـبــاب عــدة �بــرزهــا‪:‬‬ ‫�نــانـيــات ضيقة عند بعض الـشـبــاب‪ ،‬حديثي العهد‬ ‫بالعمل الثوري‪ ،‬ونزعة االستحواذ لدى المعارضين‬ ‫المتكلسين‪.‬‬ ‫لدى تشكيل أاال ئـتالف‪ ،‬سمي ممثلي السويداء دون‬ ‫ً‬ ‫مستندا على‬ ‫العودة للداخل �و النظر لمرشحي الحراك‪،‬‬ ‫السياسي‪ ،‬فتكرست‬ ‫والمال ّ أ‬ ‫عوامل طائـفية خارجية أ‬ ‫فجوة بينه أ وبين الـحـراك‪ ،‬و�ظــن �ن هــذا حصل مع‬ ‫محافظات �خرى‪ ،‬ومن وصلوا إلى اال ئـتالف لم يهتموا‬ ‫ً‬ ‫ليس‬ ‫بالتواصل وردم هــذه الـفـجــوة‪ ،‬وه ــؤالء جميعا أ‬ ‫من مصلحتهم تشكيل مرجعية سواء في الداخل �و‬ ‫الخارج‪ ،‬تحاسبهم وتطالب بتغييرهم‪ ،‬لذا اختاروا‬ ‫لخدمتهم‪.‬‬ ‫مجموعاتهم أ‬ ‫أ‬ ‫لذلك عندما نس�ل كـثيرين ر�يهم في تشكيل مجلس‬ ‫محلي تابع لال ئـتالف بهذه التركيبة‪ ،‬تجدهم رافضين‬ ‫له‪.‬‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫ويقيم نجيب �بو الفخر الوضع حسب ر�يه ب�ن حالة‬ ‫غـيــاب الديمقراطية‪ ،‬هــي الـقــريــن الــواضــح للمجلس‬ ‫المحلي في محافظة السويداء‪ ،‬في كل تفاصيل عمله‬ ‫منذ نشوئه حتى اليوم‪ ،‬ويصب هذا في صالح إرادة من‬ ‫يدير ملف السويداء من دروز لبنان‪ ،‬الذين يريدون‬

‫سلمان فرهود‪ /‬خاص ضوضاء‬

‫للمجلس المحلي كما العسكري أ�ن يظل ً‬ ‫شكال ً‬ ‫واهيا‬ ‫أوهـمـيـ ًـا‪ ،‬يـخــدم مصالح الـبـعــض‪ ،‬أويـفــرض شـكـ ًـا من‬ ‫�شـكــال ال ــوالءات بشكل مباشر �و غير مباشر على‬ ‫الناشطين‪.‬‬ ‫أ‬ ‫المجلس يتهم‬ ‫واقع‬ ‫مناقشة‬ ‫ناشط‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫وعندما يحاول‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف ــو ًرا بــالـعــداء الشخصي لبعض �فـ ـراده‪ ،‬وبــ�نــه يضع‬ ‫العجالت‪ ،‬في فترة أسابقة وبعد اقتراحنا‬ ‫العصي في أ‬ ‫إجراء تقييم لداء المجلس على �رضيةأ حسن النية‪،‬‬ ‫أجوبهت دعوتنا بالعدائية‪ ،‬وتـطــور المــر للنيل منا‬ ‫ك�شخاص‪.‬‬ ‫بيانا ً‬ ‫في هذه المرحلة‪ ،‬أ�صدرت تنسيقية الطالب ً‬ ‫قويا‬ ‫أ‬ ‫وحاد اللهجة‪� ،‬علنت فيه مقاطعة المجلس المحلي‪،‬‬ ‫نتيجة غياب الحالة الديمقراطية‪ ،‬وسطوة التهميش‬ ‫واإلقصاء‪.‬‬ ‫أ‬ ‫السويداء فرصتها في إنتاج حالة‬ ‫فقد‬ ‫�‬ ‫هــذا المجلس‬ ‫ًأ‬ ‫مــدنـيــة م ـت ـطــورة‪ ،‬ع ـمـ أـدا �و نـتـيـجــة ان ـع ــدام الـخـبــرة‪،‬‬ ‫واسـتـخــدام أالــذريـعــة المـنـيــة لتغطية التقصير ومنع‬ ‫المحاسبة‪� ،‬ما بالنسبة إلعــادة هيكلته فليس هناك‬ ‫أ أ‬ ‫ً‬ ‫حقيقيا لـلـحـراك الـمــدنــي في‬ ‫�م ــل لن يـكــون مأـمـثـ ًـا‬ ‫ّ‬ ‫القائمين عليه لم يتواصلوا مع‬ ‫أالسويداء‪ ،‬حيث �ن أ‬ ‫�ي جهة تختلف معهم بالر�ي ويبحثون عن توافقات‬ ‫داخلية‪ ،‬ضمن التشكيالت التي تــدور فــي فلكهم‪،‬‬ ‫ويدفعون بشخصيات ضعيفة عديمة الخبرة إلى واجهة‬ ‫التمثيل للمجلس في الخارج‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫ن�مل �ن يتم استدراك الخطاء آالجسيمة‪ ،‬وإشراك كل‬ ‫القوى بتشكيل المجلس ووضع �ليات عمله‪ ،‬والرقابة‬ ‫عليه واالتفاق على معايير التقييم‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ـرى‬ ‫المجلس‬ ‫وتـ ربــا الـشــوفــي هنا �ن طريقة تشكيل أ‬ ‫المحلي لم تكن كما ينبغي وحصل العديد من الخطاء‬ ‫وضعف التواصل‪ ،‬وكان للسرية الكبيرة‬ ‫وسوء الفهم‬ ‫دور فــي ذل ــك‪ ،‬أالم ــر ال ــذي اعـتـبــره الـبـعــض ً‬ ‫تغييبا‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫ً‬ ‫مقصودا لبعض الشخاص والتكـتالت‪ .‬أ�داء المجلس‬ ‫ً‬ ‫ضعيفا بسبب عدم وجود �هداف ورؤى‬ ‫المحلي كان‬ ‫ً‬ ‫واضحة لمهامه‪ ،‬ربما كان سببا في ذلك خصوصية‬ ‫ظروف السويداء كونها منطقة غير محررة والمجلس‬ ‫المحلي فيها لـيــس بــديـ ًـا عــن الـمــؤسـســات الخدمية‬ ‫ـؤدي عملها هناك‪ ،‬باإلضافة‬ ‫واإلداري ــة أالتي مــا أزات تـ أ‬ ‫للظروف ال أمنية‪� .‬عتقد ب�نه كــان ال بد من التجربة‬ ‫تمت إعادة‬ ‫ال كـتشاف الخطاء‪ ،‬وإنآ إعادة الهيكلة إذا أ‬ ‫واالستفادة من الخطاء‬ ‫تقييم شاملة للعمل والداء‬ ‫أ‬ ‫الـســابـقــة ووض ــع أمـعــايـيــر ل ـك ــوادره و�ه ـ ــداف وخطط‬ ‫لظروف السويداء‪ ،‬قابلة‬ ‫مرحلية وطويلة المد مناسبة آ أ‬ ‫للتحقيق أوللقياس‪ ،‬سيكون �داءه �فضل‪ .‬وبالنهاية‬ ‫أ أ‬ ‫�ن ــا �ق ـ ّـدر و�ش ـجــع فـكــرة مـحــاولــة العمل بحد ذاتـهــا‪،‬‬ ‫النقد والعمل على‬ ‫المرونة وتقبل أ‬ ‫والتجريب‪ ،‬بشرط ً أ‬ ‫التطوير‪ ،‬وبشرط طبعا �ن تكون اله ــداف وطنية‪.‬‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫«الجنوب السوري بين خيارات النصرة والنظام ‪ ..‬وتعثر الثوار»‬ ‫بهزاد حمو‬ ‫أ‬ ‫«�رب ـع ــة شـ َّـبــان متدينين ومـهـ َّـذبـيــن‪ ،‬قـ ِـدمــوا إلـيـنــا‪،‬‬ ‫أ أ‬ ‫تونسي وس ـعـ َ‬ ‫ـوديــان‪ ،‬ج ــاؤوا مــع �ح ــد �ب ـنــاء اللجاة‪،‬‬ ‫الذي كان يقاتل معهم في العراق»‪ ،‬هكذا يصف لنا‬ ‫أ‬ ‫«�بو الجود»‪ ،‬قائد إحدى الكـتائب العسكرية التابعة‬ ‫للجيش السوري الحر في درعا‪ ،‬بدايات ظهور «جبهة‬ ‫النصرة» في المنطقة‪.‬‬ ‫َّ أ‬ ‫ويتابع أ�بــو الجود شهادته ً‬ ‫«استقر الربـعــة في‬ ‫قائال‪:‬‬ ‫إحدى قرى اللجاة‪ ،‬التي كانت إضافة إلى مدينة بصر‬ ‫الحرير‪ ،‬من المناطق القليلة في محافظة درعا‪ ،‬حيث‬ ‫يمكن للثوار التواجد فيها بحرية والتحرك منها وإليها»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وعــن تزايد نشاطهم وعددهم يقول �بــو الجود‪« :‬مع‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الي ـ ــام‪ ،‬تـمـ َّـكــن ه ــؤالء الربـ ـع ــة‪ ،‬الــذيــن اسـتـشـهــدوا‬ ‫جميعهم فيما بعد‪ ،‬من نشر رسالتهم‪ ،‬واستقطاب‬ ‫الـك ـثـيــريــن إلـيـهــم‪ ،‬حـتــى وصــل عــددهــم إلــى ثالثين‬ ‫أ أ‬ ‫م ـقــاتـ ًـا‪ ،‬ف ـتـ َّ‬ ‫ـوج ـهــوا إل ــى مـنـطـقــة الـمـسـيـكــة و�نـ ـش ــ�وا‬ ‫مـعـسـكـ ًرا تــدري ـب ـيـ ًـا‪ ،‬ه ـنــاك ان ـضــم إلـيـهــم ع ـش ـرات»‪.‬‬ ‫تعتبر جبهة النصرة الفرع الـســوري لتنظيم القاعدة‬ ‫المتشدد‪ ،‬لــذا فهي تتمتع بـقـنــوات تمويل وتسليح‬ ‫أ أ‬ ‫خاصة ومستمرة‪ .‬و�ق ــل تــ�ثـ ًرا بــالـقـرارات السياسية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫التي تلقي بظاللها على مس�لة تمويل كـتائب الثوار‬ ‫ً‬ ‫في سوريا ً‬ ‫خصوصا‪.‬‬ ‫عموما‪ ،‬والمحافظات الجنوبية‬ ‫أ‬ ‫وي ـت ـح ــدث «�ب ـ ــو الـ ـح ــارث الـ ـح ــوران ــي» ع ــن «ض ـلــوع‬ ‫أ‬ ‫المخابرات الجنبية في ضخ المال وتسهيل دخول‬ ‫أ‬ ‫مقاتلين �جانب‪ ،‬لالنخراط في صفوف جبهة النصرة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫المر الذي يناقض الحديث المتكرر للدول اإلقليمية‬ ‫عــن مـخــاوفـهــا مــن ت ـزايــد نـفــوذ ال ـقــاعــدة فــي الـجـنــوب‬ ‫أ‬ ‫الـ ـس ــوري»‪ .‬ويـضـيــف �ب ــو ال ـح ــارث م ـس ـتــدركـ ًـا‪« :‬لكن‬ ‫أ‬ ‫علينا �ن ال نهمل التصريحات الرسمية مــن الــدول‬ ‫اإلقليمية‪ ،‬بخصوص تزايد نشاط جبهة النصرة في‬

‫أ‬ ‫الـمـنـطـقــة‪ ،‬فـمــا تـقــوم بــه الـمـخــابـرات الجـنـبـيــة‪ ،‬من‬ ‫ّ‬ ‫بث رجاالت قريبة منها في صفوف الجبهة‪ ،‬وتمويل‬ ‫ِ‬ ‫نـشــاطـهــا بغية ش ـراء وال ئ ـهــا‪ ،‬ال يـعــدو كــونــه مـحــاولــةً‬ ‫لالستحواذ على هذه الورقة المقلقة»‪ ،‬حسب وصف‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ب ــو ال ـح ــارث ال ــذي ي ـقــدم نـفـســه‪ ،‬ك ــ�ح ــد المقاتلين‬ ‫فــي «ك ـتـيـبــة محلية» تــابـعــة للجيش ال ـســوري الـحــر‪.‬‬ ‫وذكــرت مصادر مقربة من الـثــوار وصــول طالئع من‬ ‫«الــدولــة االســامـيــة فــي الـعـراق وال ـشــام»‪ ،‬المعروفة‬ ‫اخ ـت ـص ــا ًرا بـ ـ «داع ـ ــش» إل ــى مـحــافـظــة درع ــا م ــؤخ ـ ًرا‪،‬‬ ‫وعرضها الــوقــوف إلــى جانب الـثــوار في معاركهم ضد‬ ‫أ‬ ‫قــوات النظام وشبيحة «حــزب الله» اللبناني‪ ،‬المــر‬ ‫أ‬ ‫الذي رفضه مقاتلوا الجيش الحر‪ ،‬بل �كـثر من ذلك‪،‬‬ ‫إذ قاموا على الفور بتعزيز حواجزهم‪ ،‬على مداخل‬ ‫البلدات المحررة‪ ،‬لمنع تسلل قــوات «داعــش» إلى‬ ‫أ‬ ‫الـمـنـطـقــة‪� ،‬و ال ـمــوجــودة عـلــى طــريــق وصــولـهــم من‬ ‫أ‬ ‫الـشـمــال �و ريــف دمـشــق‪ ،‬والـتـسـبــب بـحــالــة فوضى‬ ‫«لن يكسب منها غير النظام»‪ ،‬وفق تلك المصادر‪.‬‬ ‫وفــي حديثه عن التمويل الــذي تتلقاه جبهة النصرة‬ ‫أ‬ ‫في درعــا يقول �بــو الحارث الحوراني‪« :‬لهذا التمويل‬ ‫أ‬ ‫�ثره المباشر في استقطاب مقاتلين جدد إلى صفوف‬ ‫النصرة‪ ،‬ممن يجبرهم ضيق الـحــال‪ ،‬وشـ ّـح تمويل‬ ‫فصائل الثوار‪ ،‬إلى صعود مركب الجبهة»‪ ،‬على حد‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫تعبير �بــو ال ـحــارث‪ ،‬الــذي �ش ــار بــ�ن جبهة النصرة‪:‬‬ ‫«تدفع مرتبات شهرية لعناصرها بحدود دنيا تبلغ ‪15‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�لف ليرة سورية‪� ،‬ي ما يعادل مئة دوالر‪ ،‬عدا عن‬ ‫السالح والذخائر»‪ ،‬في وضع ال يجد فيه الشبان هناك‬ ‫ما يشترون به سجائرهم‪.‬‬

‫تحقيق‬

‫«لـكــن كـثيرين مــن ه ــؤالء انتمو إليها فــي النهاية»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وكانت «المخابرات الجنبية» قبل غيرها‪� ،‬عطت‬ ‫أ‬ ‫�ول ــوي ــة خــاصــة لـتـزايــد نـفــوذ «ال ـقــاعــدة» فــي مناطق‬ ‫أ‬ ‫الجنوب الـســوري‪ ،‬وتـحـ َّـدث الكاتب الردن ــي عريب‬ ‫الرنتاوي في مقالة له تحت عنوان «تـطــورات مقلقة‬ ‫على حدودنا الشمالية»‪ ،‬عن مخاوف الدول اإلقليمية‬ ‫إزاء موجة تعاظم نفوذ وقوة جبهة النصرة في محافظة‬ ‫ً أ أ‬ ‫درعــا‪ً ،‬‬ ‫قائال‪« :‬يبدو أ�ننا نقترب ً‬ ‫فشيئا من �سو�‬ ‫شيئا‬ ‫كوابيسنا»‪ ،‬في إشارة إلى تمادي الجبهة على الجانب‬ ‫الـســوري مــن الـحــدود‪ ،‬وإقــدامـهــا مــؤخـ ًرا على اعتقال‬ ‫القائد السابق للمجلس العسكري في محافظة درعا‪،‬‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫«العقيد �حمد النعمة»‪ ،‬والذي كانت المال العربية‬ ‫والغربية معقودة عليه‪.‬‬

‫في الوقت الــذي كنا نبحث فيه عن‬ ‫طـلـقــة واح ـ ــدة‪ ،‬ل ـنــواجــه ب ـهــا جيش‬ ‫أ‬ ‫الس ــد‪ ،‬كانت جبهة النصرة تسرف‬ ‫في استهالك الذخيرة الحية‪ ،‬خالل‬ ‫تــدريـبــاتـهــا ف ــي إح ــدى الـمـعـسـكـرات‬ ‫القريبة‬

‫أ‬ ‫وكانت مجموعة تابعة لجبهة النصرة‪� ،‬قدمت على‬ ‫اعـتـقــال العقيد «الـنـعـمــة»‪ً ،‬‬ ‫متهمة إي ــاه «بتشكيل‬ ‫مــا يـمـكــن وصـفــه بـمـجــالــس ال ـص ـحــوات»‪ ،‬وتستذكر‬ ‫الجبهة هـنــا‪ ،‬مـجــالــس الـصـحــوات الـعـشــائــريــة غربي‬ ‫أ‬ ‫ال ـع ـراق بـيــن �ع ـ ــوام ‪ ،2008-2005‬ال ـتــي ك ــان لها‬ ‫أ‬ ‫ال ـ ــدور البـ ـ ــرز ف ــي ت ـق ــوي ــض ن ـف ــوذ الـ ـق ــاع ــدة ه ـن ــاك‪.‬‬ ‫أ‬ ‫بالمقابل كانت فصائل محلية مــن ال ـثــوار‪� ،‬علنت وكــانــت فـصــائــل محلية وت ـقــاريــر إعــام ـيــة‪ ،‬تحدثت‬ ‫أ‬ ‫ع ــن تـعـلـيــق عـمـلـهــا ال ـع ـس ـكــري الن ـق ـط ــاع الـتـمــويــل مؤخ ًرا‪ ،‬حول مسؤولية العقيد «�حمد النعمة» عن‬ ‫أ‬ ‫ال ـمــادي والـعـسـكــري عـنـهــا‪ ،‬وف ــي ه ــذا ال ـصــدد يقول تسليم بـلــدة خــربــة غ ـزال ــة‪ ،‬الــواق ـعــة عـلــى �تــوس ـت ـراد‬ ‫أ‬ ‫�ب ــو ال ـحــارث‪« :‬فــي الــوقــت ال ــذي كنا نبحث فيه عن‬ ‫أ‬ ‫طـلـقــة واح ـ ــدة‪ ،‬ل ـنــواجــه ب ـهــا ج ـيــش الس ـ ــد‪ ،‬كــانــت‬ ‫جبهة النصرة تسرف في استهالك الذخيرة الحية‪،‬‬ ‫خ ــال تــدريـبــاتـهــا فــي إح ــدى الـمـعـسـكـرات القريبة‪،‬‬ ‫بــل كــانــت تسمح للراغبين بــالـتــدريــب‪ ،‬ال ـقــدوم إلى‬ ‫معسكراتها الستخدام السالح واستعمال الذخيرة‪،‬‬ ‫دون اشـتـراط االنتساب إلــى صفوفها»‪ ،‬ثــم يضيف‪:‬‬

‫أيار ‪ -‬حزيران ‪ 2014‬العدد (‪15 )11‬‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تحقيق‬

‫أ‬ ‫دمشق – عمان‪ ،‬ذات الهمية االستراتيجية والمعنوية‬ ‫أ أ أ‬ ‫للنظام‪ ،‬وهي مسقط ر�س �حد �عتى رجاالت المخابرات‬ ‫أ‬ ‫السورية «رستم غزالة»‪ ،‬المر الذي يراه الناشط المدني‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫«جابر ‪.‬م‪.‬س»‪ ،‬من �بناء مدينة درعا‪« :‬ما يمنع الهالي‬ ‫والثوار من مطالبة جبهة النصرة اإلفراج عن النعمة»‪.‬‬ ‫ويضيف جابر‪« :‬النعمة كان القناة الرسمية‪ ،‬وربما‬ ‫الوحيدة‪ ،‬التي كان التمويل يصب فيها من دول عربية‬ ‫وغربية‪ ،‬لكن وقوفه وراء تسليم بلدة خربة غزالة‪،‬‬ ‫والخسائر الالحقة التي ُمني بها الثوار في المحافظة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫قتلى وجرحى‪� ،‬حرقت �وراقه لدينا»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ما «رائد �بو ذياب»‪ ،‬فيقول‪« :‬في الظروف التي تمر بها‬ ‫الثورة السورية ومعظم جبهاتها من الخذالن‪ ،‬سيحمل‬ ‫شخص في موقع النعمة‪ ،‬وزر كل الخسارات ما كان‬ ‫تسبب به وما لم يتسبب»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ويتحدث الكاتب الردني في مقالته‪ ،‬المنشورة بجريدة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الدستور الردنية‪ ،‬عن التحضيرات المنية التي سبقت‬ ‫أ‬ ‫بروز «النصرة» في مناطق محاذية للحدود الردنية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫قائال‪« :‬فــي قراءتنا للسياسة الردنـيــة حيال سوريا‪،‬‬ ‫أ‬ ‫قلنا مبك ًرا‪ ،‬إن �كـثر ما يخشاه مطبخ القرار السياسي‬ ‫أ‬ ‫والمني في أالردن‪ ،‬هو ّ‬ ‫تحول جنوب سوريا‪ ،‬إلى ما‬ ‫كان عليه غرب العراق في السنوات العجاف المذكورة»‪.‬‬ ‫ويختتم «الرنتاوي» مقالته بما يشبه التحذير‪ ،‬واقتراح‬ ‫الحلول التي ال تخلو من التنسيق مع النظام أ� َّ‬ ‫مني ًا‪:‬‬ ‫«تـطــور جــديــد على حــدودنــا الشمالية‪ ،‬يــدعــو للقلق‬ ‫واالستنفار والتحسب‪ ،‬وربـمــا يملي مقاربة جديدة‬ ‫أ‬ ‫في التعامل مع الزمة السورية‪ ،‬ال تستبعد التنسيق‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مــع الـنـظــام‪ ،‬مـيــدانـيـ ًـا على الق ــل‪ ،‬س ــواء �ك ــان مثل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫هذا التوجه‪ ،‬مثار ارتياح �م قلق الحلفاء والشقاء‪،‬‬ ‫أ ً أ‬ ‫فالمصلحة الوطنية �وال‪ ،‬المــن الوطني فــي المقام‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الول والخير»‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫أيار ‪ -‬حزيران ‪ 2014‬العدد (‪)11‬‬

‫تعكس النظرة السابقة حجم اإلرب ــاك الــذي يحكم‬ ‫أ‬ ‫الـقـرار اإلقليمي المتعلق بملفاتها المـنـيــة‪ ،‬فالذعر‬ ‫المصاحب لعالقاتها السياسية‪ ،‬واستراتيجياتها‪،‬‬ ‫ومواقفها من الـثــورة السورية بشكل عــام‪ ،‬ومسائل‬ ‫الدعم والتمويل بشكل أ�خص‪ً ،‬‬ ‫غالبا ما يكون سببه‬ ‫ب ــروز الـمـجـمــوعــات الـسـلـفـيــة‪ ،‬وتـصــدرهــا المشهدين‬ ‫العسكري والمجتمعي في البيئات الثائرة‪ ،‬ما يخلق‬ ‫ً‬ ‫فضاء يتسع لتبريرات العواصم العربية والغربية‪،‬‬ ‫أ أ‬ ‫المتناعها عن تقديم التمويل �و السلحة النوعية التي‬ ‫أ‬ ‫يطالب بها الـثــوار‪ ،‬من �جــل مواجهة عنف النظام‪.‬‬ ‫الـ ـم ـ ـح ـ ـكـ ـم ــة ال ـ ـش ـ ــرع ـ ـي ـ ــة‪ :‬قـ ـ ـس ـ ــوة لـ ـ ــم يـ ـعـ ـه ــده ــا‬ ‫اإلسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام ال ـ ـس ـ ـم ـ ــح إال لـ ـ ـ ــدى الـ ـتـ ـك ـ ـفـ ـي ــريـ ـي ــن‬ ‫في كل مكان حلت فيه جبهة النصرة‪ ،‬وازدادت قوتها‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�و هيمنت على منطقة �و بلدة‪� ،‬نش�ت محكمة شرعية‬ ‫أ‬ ‫تابعة لها‪ ،‬ولطالما عانى الجوار من �حكامها القاسية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫التي يعتبر القصاص واإلعدامات ً‬ ‫معتمدا بكـثافة‬ ‫تقليدا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫فيها‪ ،‬وإن كان ليس بقدر «داعــش»‪� ،‬و على القل‬ ‫أ‬ ‫المل‪ ،‬كما تفعل أالخيرة ً‬ ‫يوميا‪.‬‬ ‫ليس على‬

‫في كل مكان حلت أفيه جبهة‬ ‫وازدادت أقوتها أ �و هيمنت‬ ‫النصرة‪ ،‬أ‬ ‫على منطقة �و بلدة‪� ،‬نش�ت محكمة‬ ‫تابعة لها‪ ،‬ولطالما عانى‬ ‫شرعية أ‬ ‫الجوار من �حكامها القاسية‪ ،‬التي‬ ‫يعتبر القصاص واإلعدامات ً‬ ‫تقليدا‬ ‫ً‬ ‫معتمدا بكـثافة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫عــن ه ــذا يـخـبـرنــا «�ب ــو ن ـ ـزار»‪ ،‬وه ــو �ح ــد الــوجــاهــات‬ ‫المحلية في منطقته‪« :‬لم تصل محكمة النصرة إلى‬ ‫أ‬ ‫الحد الــذي تدير به �مــور الناس القضائية‪ ،‬بل قلما‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫يلج� إليها الـنــاس‪ ،‬وإن ادعــى شخص على �خــر في‬ ‫مناطق نفوذ النصرة‪ ،‬فإن المحكمة تتدخل‪ ،‬لكن‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫الـســيء الــذي يـحــدث �ن النصرة فــي �ك ـثــر مــن مــرة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫احـتـجــزت �ش ـخــاصـ ًـا �و مـقــاتـلـيــن‪� ،‬ع ــدم ــت بعضهم‬ ‫أ‬ ‫ب ـع ــد م ـح ــاك ـم ــات س ــري ــة �و ص ــوري ــة‪ ،‬وب ـع ــد ع ــرض‬ ‫فيديوهات بــاعـتـرافــات انتزعت منهم بعد التعذيب‬ ‫الشديد‪ ،‬الــذي طالما بــدا على وجوههم بال مــداراة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مجهوال»‪ ،‬وللنصرة‬ ‫وال يـزال مصير الكـثيرين منهم‬ ‫الـ ـي ــوم م ـح ـك ـم ـتــان ف ــي قــري ـتــي ال ـم ـس ـي ـفــرة وك ـح ـيــل‪.‬‬ ‫قامت في درعا محكمة مدنية وحيدة ما بعد سيطرة‬ ‫الـجـيــش الـحــر هـنــاك وانـسـحــاب ق ــوات الـنـظــام‪ ،‬وال‬ ‫آ‬ ‫أ أ‬ ‫تزال موجودة إلى الن‪ ،‬ويقول «�بو �حمد»‪« :‬عندما‬ ‫تشكلت المحكمة فــي الـحـراك‪ ،‬قــام النظام بقصف‬ ‫أ‬ ‫الشارع الذي يحويها بكل �نواع القذائـف‪ ،‬حتى محا‬ ‫أ أ‬ ‫معالمه نـهــائـيـ ًـا»‪ ،‬ويستدل «�ب ــو �حـمــد» بــذلــك على‬ ‫أ‬ ‫«سعي النظام لنشر التطرف والت�خر والتشدد‪ ،‬في‬ ‫أ‬ ‫المناطق المحررة‪ ،‬مـحـ ً‬ ‫ـاوال إثبات �نــه الوحيد الذي‬ ‫ينتمي إلــى المدنية‪ ،‬لكن الشعب الـســوري سيثبت‬ ‫العكس»‪ ،‬ينهي حديثه بنفحة من التفاؤل‪.‬‬ ‫السويداء بين خيارات النصرة والنظام‪:‬‬ ‫غـ ـض ــب الـ ـجـ ـب ــل ال يـ ـق ــل ع ـ ــن غـ ـض ــب الـ ـسـ ـه ــل‪:‬‬ ‫أ‬ ‫كـثي ًرا ما غمز الثوار إلى «خذالنهم من �بناء الجبل في‬ ‫أ‬ ‫ح ــوران»‪ ،‬بــإشــارة إلــى �بـنــاء محافظة السويداء ذات‬ ‫أ‬ ‫الغالبية الدرزية‪ ،‬وكانت المحافظة شهدت �وائل شهر‬ ‫اكا أ� ً‬ ‫نيسان من العام الجاري (‪ ،)2014‬حر ً‬ ‫هليا تصدره‬ ‫مشايخ الطائـفة الدرزية‪ ،‬بسبب اعتراضهم على نصب‬ ‫خيمة ضمن حملة إعــادة انتخاب بشار أالســد ً‬ ‫رئيسا‬ ‫أ‬ ‫لسوريا‪ ،‬قرب مبنى المحافظة في المدينة‪ ،‬وكان المن‬ ‫الـســوري الــذي َّنظم االحتفالية سابقة الــذكــر‪ ،‬جلب‬ ‫أ‬ ‫امـر�ة ترتدي الزي الديني الــدرزي‪ ،‬لرفع صورة رئيس‬ ‫أ‬ ‫النظام بشار الس ــد‪ ،‬مــا عــده مشايخ الطائـفة إهانة‬ ‫ً‬ ‫لزي الدين‪ ،‬تزامنا مع تزايد المعتقلين الدروز الذين‬ ‫يقتلون في سجون النظام السوري‪ ،‬تحت التعذيب‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وي ــرى ال ـنــاشــط (�‪.‬ج) مــن �ب ـن ــاء مــديـنــة ال ـســويــداء‪:‬‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تحقيق‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫«�ن مــا ق ــام بــه الـنـظــام �ث ـنــاء مسرحياته االنتخابية‬ ‫ف ــي ال ـمــدي ـنــة‪ ،‬ي ــرم ــي إل ــى إي ـص ــال رس ــال ــة إل ــى بــاقــي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ه ـل ـن ــا ف ــي س ــوري ــا فـ ـح ــواه ــا‪ ،‬ت ــ�ي ـي ــد ال ـ ـ ــدروز ل ــه»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وف ــي ت ـصــريــح ل ـجــريــدة «الـ ـش ــرق الوس ـ ـ ــط»‪� ،‬ش ــار‬ ‫عـضــو المجلس الــوطـنــي ال ـســوري «جـبــر الـشــوفــي»‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ال ــذي يـتـحـ َّـدر مــن �ص ــول درزيـ ــة‪ ،‬إل ــى �ن «مـشــايــخ‬ ‫الطائـفة ليسوا على استعداد لمواجهة النظام‪ ،‬لكن‬ ‫أ‬ ‫عندما يتعلق المــر بإهانة المعتقدات الدينية‪ ،‬ولو‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫كــان فــي �حــد مـراكــز ترشح الس ــد‪ ،‬فــإن ردود الفعل‬ ‫ستكون قاسية كما حصل فــي ســا حــة المحافظة»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�ض ــاف الـشــوفــي ل ــ»ال ـشــرق الوسـ ــط» حــول موقف‬ ‫أ‬ ‫شـيــوخ الـطــائ ـفــة مــن تــرشــح السـ ــد‪ ،‬قــائـ ًـا‪« :‬مشايخ‬ ‫أ‬ ‫ال ـ ــدروز ي ـض ـمــرون رف ـض ـ ًـا لـتــرشــح ب ـشــار الس ـ ــد‪ ،‬ومــا‬ ‫ق ــام ــوا ب ــه ي ـع ــد إشـ ـ ــارة م ـه ـمــة ف ــي هـ ــذا ال ـس ـي ــاق»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وكــانــت دوري ــة تابعة لــ�مــن ال ـســوري‪ ،‬أ�ج ـبــرت على‬ ‫الـخــروج من ساحة المحافظة‪ ،‬بعد ضــرب عناصرها‬ ‫وتكسير محتويات الخيمة االنتخابية‪ ،‬ثــم اعتصم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الهالي برفقة شيوخ من الطائـفة‪ ،‬ما دفع فرع المن‬ ‫العسكري‪ ،‬برئاسة العميد وفيق ناصر‪ ،‬إلى اعتقال‬ ‫الشيخ لورانس سالم وشقيقه‪ ،‬الذي قاد عملية طرد‬ ‫أ‬ ‫المن من الساحة‪ ،‬إضافة إلى تزعمه وتحريضه على‬ ‫أ‬ ‫التظاهر ضد النظام والــدخــول في االعتصام‪ ،‬المــر‬ ‫أ‬ ‫الذي زاد من احتقان الهالي‪ ،‬الذين طالبوا باإلفراج‬ ‫عن الشيخ المعتقل‪ ،‬وطــرد وفيق ناصر رئيس فرع‬ ‫أ‬ ‫المن العسكري من المدينة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫واستجاب النظام السوري لمطالب �هالي السويداء‪،‬‬ ‫ب ــاإلف ـراج عــن الـشـيــخ الـمـعـتـقــل «س ــام وشـقـيـقــه»‪،‬‬ ‫وتـحــدثــت تـقــاريــر عــن إقــالــة العميد وفـيــق نــاصــر من‬ ‫أ‬ ‫منصبه‪ ،‬نـ ً‬ ‫ـزوال عند رغبه الهــالــي‪ ،‬وخــوفـ ًـا من تكرار‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫تجربته السئية مع درعــا �ثناء مطالبة الهــالــي هناك‬ ‫أ‬ ‫بإقالة عاطف نجيب رئيس فــرع المــن السياسي في‬ ‫المحافظة‪ ،‬آ�ذار ‪ ،2011‬ما َّ‬ ‫فجر االحتجاجات التي‬ ‫كانت الشرارة أالولى النطالق الثورة السورية ً‬ ‫بدءا من‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫درعا‪ ،‬منذ �كـثر من ثالثة �عوام‪.‬‬ ‫وك ــان نــاشـطــون ن ـشــروا م ــؤخ ـ ًرا‪ ،‬قــائـمــة تـضــم حــوالــي‬ ‫ً أ‬ ‫اسما من �بناء الطائـفة الدرزية‪ ،‬ممن قضوا‬ ‫عشرين‬ ‫أ‬ ‫تحت التعذيب في �قبية النظام‪ ،‬ما يدحض دعايات‬ ‫النظام عن حمايته للدروز من الجوار ُ‬ ‫السني‪ ،‬ويؤكد‬ ‫أ‬ ‫حديث الثوار في سوريا عن «�ن النظام ال يحابي إال‬ ‫من يواليه»‪.‬‬ ‫قذائف النصرة ُتنقذ النظام‪:‬‬ ‫وب ــالـ ـتـ ـزام ــن مـ ــع ال ـغ ـل ـي ــان الـ ـ ــذي ش ـه ــدت ــه مــدي ـنــة‬ ‫أ‬ ‫ال ـســويــداء نـيـســان‪/‬إبــريــل الـمــاضــي‪� ،‬صـ ــدرت جبهة‬ ‫ً‬ ‫النصرة فــي محافظة درعــا الـمـجــاورة بيانا ُت ـهـ ِّـدد فيه‬

‫عناصر لقوات النظام في درعا‬

‫أ‬ ‫بـقـصــف «مـ ـقـ ـرات الم ـ ــن والـشـبـيـحــة داخـ ــل مــديـنــة‬ ‫ال ـســويــداء‪ ،‬إذا مــا اسـتـمـ َّـر الـنـظــام بقصف المناطق‬ ‫الـمـحــررة فــي درع ــا»‪ ،‬وجــاء الـبـيــان قبل ســاعــات من‬ ‫ق ـصـ ٍـف ب ـصــواريــخ «غـ ـ ـراد»‪ ،‬ط ــال مـحـيــط الـمـلـعــب‬ ‫الـ ـبـ ـل ــدي فـ ــي ال ـ ـسـ ــويـ ــداء لـ ــم ي ـس ـف ــر عـ ــن ض ـح ــاي ــا‪.‬‬ ‫واعـتـبــر نشطاء ســوريــون مــا قــامــت بــه جبهة النصرة‬ ‫من تهديد وقصف المدينة‪ ،‬التي تشهد اعتصامات‬ ‫أ‬ ‫وص ــدام ــات بـيــن اله ــال ــي وق ــوات الـنـظــام ال ـســوري‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫محاولة من الجبهة «لبث الخوف في صفوف الهالي‬ ‫أ‬ ‫هناك‪ ،‬ودفعهم للتراجع عن الحراك الذي بــد�وه»‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�وضـ ـ ــح م ـراق ـب ــون �ن م ـم ــارس ــات ال ـن ـصــرة الخ ـي ــرة‬ ‫تـهــدف إلــى تـقــويــض ال ـح ـراك الـمــدنــي فــي الـســويــداء‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫«وإخماد شرارة انتفاض �بناء الجبل في وجه السد»‪.‬‬ ‫وكانت مصادر محلية‪ ،‬نقلت عن قيادات في الجيش‬ ‫أ‬ ‫السوري الحر في محافظة درعا‪« ،‬رفضهم قرارات �مير‬ ‫جبهة النصرة‪ ،‬بمهاجمة حواجز النظام في السويداء»‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫معللين رفضهم بوجود �كـثر من خمسين �لف نازح من‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫محافظة درعا في المدينة‪ ،‬و�ردفت المصادر ذاتها‪�« :‬ن‬ ‫آ‬ ‫جبهة النصرة رضخت �نذاك لمعارضة الثوار مهاجمة‬ ‫السويداء‪ ،‬نتيجة ضعف الجبهة حينها»‪.‬‬

‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫ويضيف الناشط «ف ــؤاد الش ـقــر»‪� :‬ن �حــداثـ ًـا كالتي‬ ‫قــامــت وت ـقــوم بـهــا الـنـصــرة‪ ،‬ســاهـمــت فــي رف ــع وتـيــرة‬ ‫الـقـلــق مــن الـمـحـيــط فــي ال ـســويــداء‪ ،‬فــا يـ ـزال ملف‬ ‫الـمـخـتـطـفـيــن الـمــدنـيـيــن ال ــذي ــن تـحـتـجــزهــم الـنـصــرة‬ ‫مـفـتــوحـ ًـا‪ ،‬إضــافــة إل ــى اخـتـطــاف مـقــاتـلـيــن دروز من‬ ‫أ‬ ‫كـتيبة سلطان الط ــرش‪ ،‬الـتــي تنتمي إلــى المجلس‬ ‫ً‬ ‫مجهوال‬ ‫العسكري في السويداء‪ ،‬وال يـزال مصيرهما‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�يـ ـض ـ ًـا»‪ ،‬نــاهـيــك عــن تـصــريـحــات لـبـعــض الصـ ــوات‬ ‫أ‬ ‫الـتــي يصفها «بــالمـنـيــة والعميلة للنظام‪ ،‬بــاإلســاءة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫إلــى �هــالــي الـســويــداء وتـهــديــدهــم‪ ،‬مــا �قـلــق الـنــاس»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫وإجابة عن سؤال هل تظنون �ن جبهة النصرة ستقوم‬ ‫أ‬ ‫بمهاجمة قرى تابعة للسويداء‪� ،‬و ستسعى للسيطرة‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫عليها‪ ،‬يــرد «�بــو �حمد» وهــو �حــد قــادة المجموعات‬ ‫آ‬ ‫هناك‪« :‬هذا كالم غير مؤكد حتى الن‪ ،‬لكن ما نتوقع‬ ‫أ‬ ‫�ن النصرة تسعى له‪ ،‬هو السيطرة على القرى التي تمتد‬ ‫باتجاه ريف دمشق من جهة قرية بـراق وما حولها‪،‬‬ ‫على طريق السويداء دمشق‪ ،‬في محاولة لالتصال‬ ‫بمجموعاتها التي تعمل هناك‪ ،‬وكسر التضييق عليها‬ ‫في درعا»‪.‬‬ ‫همية استر ً‬ ‫هذا وتحتل المحافظات الجنوبية‪ ،‬أ� ً‬ ‫اتيجية‬ ‫بالنسبة لطرفي المعادلة في سوريا‪ ،‬الثوار والنظام‪،‬‬ ‫أ‬ ‫فمتاخمة هذه المناطق للحدود الردنية‪ ،‬يجعل من‬ ‫أ‬ ‫الخ ـيــرة مجبرة على االن ـخ ـراط فــي ال ـص ـراع «لحماية‬ ‫أ‬ ‫�منها الوطني»‪ ،‬حسب تبريرات إعالمية قريبة من‬ ‫دائرة القرار السياسي في المملكة‪ ،‬ناهيك عن تدخل‬ ‫أ‬ ‫�طراف إقليمية ودولية‪ ،‬في وقف منابع التمويل عن‬ ‫أ أ‬ ‫هذه الجبهة‪ ،‬إذا ما تعلق المر ب�من اسرائيل‪ ،‬التي‬ ‫نشرت بدورها مؤخ ًرا بطاريات صواريخ على حدودها‬ ‫كل من سوريا ولبنان‪.‬‬ ‫الشمالية مع ٍ‬ ‫أيار ‪ -‬حزيران ‪ 2014‬العدد (‪)11‬‬

‫‪17‬‬


‫إضاءة‬

‫لقاء‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫ضوضاء تلتقي قائد المجلس العسكري الثوري في السويداء العقيد سالم السعد‬

‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫يمكن �ن ي�تي من هو �قدر مني على جمع الناس وتوحيد الجهود‪ ،‬و� أرى �ن ما يحدث في أسوريا‪� ،‬كبر من‬ ‫مجرد ثورة ضد النظام‪ ،‬إنها تحول في تاريخ وحياة شعب ب�كمله‪ ،‬بل منطقة ب�كملها‬ ‫المجلس العسكري الثوري في السويداء‪ ،‬والظروف‬ ‫أ‬ ‫التي �حاطت التغييرات في بنيته وقيادته‪ ،‬كانت وال‬ ‫محط تساؤالت كـثيرة‪ ،‬ولغط َ‬ ‫تزال ّ‬ ‫شغل المهتمين‬ ‫ٍ ٍ أ ٍ‬ ‫من معارضي السويداء‪ ،‬ودارت �حــاديــث وجــداالت‬ ‫وشائعات‪ ،‬حول مؤامرة تستهدف السويداء والحراك‬ ‫المسلح فيها‪ ،‬وترمي إلى تحييدها‪.‬‬ ‫توجهت «ضوضاء» إلى قائد المجلس العسكري في‬ ‫السويداء‪ ،‬العقيد سالم السعد‪ ،‬وحاورته حول عدد‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫من القضايا الراهنة‪ ،‬وخلفيات الحــداث التي �دت‬ ‫بــدورهــا إلــى ما هو عليه الوضع اليوم في السويداء‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وعسكريا‪.‬‬ ‫سياسيا‬ ‫أ‬ ‫(تنويه‪� :‬جري اللقاء مع العقيد سالم السعد في شهر‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫كانون الول ‪ ،2013‬في منزله بمدينة إربد في الردن‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫قبل نحو ستة �شهر من سفره إلى �لمانيا)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫معروفا‪ ،‬وال ظروف‬ ‫بداية لم يكن اسم سالم السعد‬ ‫ومالبسات انشقاقه‪ ،‬وبــرز بالتزامن مــع الظروف‬ ‫الصعبة التي عبرت بالمجلس العسكري الثوري في‬ ‫السويداء‪ ،‬من هو العقيد سالم السعد‪ ،‬وماذا كان‬ ‫اختصاصك قبل االنشقاق؟‬ ‫قبل سـفــري إلــى روسـيــا خــدمــت فــي إدارة التسليح‪،‬‬ ‫وفي عام ‪ 2009‬ذهبت إلى روسيا في بعثة دراسية‪،‬‬ ‫ل ـل ـح ـصــول ع ـلــى شـ ـه ــادة الـ ــدك ـ ـتـ ــوراه‪ ،‬خـ ــال ف ـتــرة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وبد�ت تظهر ميولنا ّ‬ ‫وتوجهاتنا‬ ‫دراستي بد�ت الثورة‪،‬‬ ‫الـسـيــاسـيــة‪ ،‬فـ ُـطـلـبــت إل ــى الـتـحـقـيــق ل ــدى الملحق‬ ‫العسكري في السفارة السورية بروسيا‪ً ،‬‬ ‫طبعا التحقيق‬ ‫فــي ال ـخ ــارج يـتــم ب ـحــذر‪ ،‬إذ رغ ــم كــل مــا تـعــانــي منه‬ ‫أ‬ ‫روسيا‪ ،‬هناك صحافة ور�ي عام‪ ،‬لذا يكونون حذرين‬ ‫أ‬ ‫فــي التعامل �ث ـن ــاء الـتـحـقـيــق‪ ،‬وف ــي وق ــت الحــق‬ ‫خ ـ ــال ال ـش ـه ــر ال ـخ ــام ــس‬ ‫‪ ،2013‬انشقيت وجئت‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫إلــى الردن‪ ،‬ولــم �علن‬ ‫انشقاقي عبر اإلعالم‪.‬‬ ‫أ‬ ‫بعد انشقاقي ب�سبوع‬ ‫ت ـح ـم ــس ك ـ ـثـ ـي ــرون‬ ‫من الضباط الذين‬ ‫ك ــان ــوا ف ــي روس ـي ــا‪،‬‬ ‫وانشقت مجموعة‬ ‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن‬

‫‪18‬‬

‫أ‬ ‫�ربعة ضباط دفعة واحــدة‪ ،‬وهم من حماة وحمص يسعى لتحييد المحافظة؟‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ومناطق �خرى‪ ،‬قبل انشقاقي كنا معا وعرضت عليهم المحافظة محيدة سلفا‪ ،‬نتيجة ضعف الحراك فيها‪،‬‬ ‫أ�ن نعلن انشقاقنا ً‬ ‫معا‪ ،‬من منطقة معروفة في روسيا وطبيعته الخاصة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�مــام كاميرا وكالة إعــام حيادية‪ ،‬خاصة �ننا نتكلم‬ ‫الـلـغــة الــروسـيــة ويمكننا عــرض وجـهــة نـظــر شعبنا‪ ،‬ن ـقــص ال ـت ـس ـل ـيــح وال ــذخـ ـي ــرة‪ ،‬جـعــل‬ ‫ّأ‬ ‫ويمكننا الحصول على الحماية في هذه الحالة‪ ،‬إال � آنهم كـتائب السويداء مستهدفة وضعيفة‬ ‫تخوفوا فهم‬ ‫يعرفون ممارسات النظام‪ ،‬ومنهم من ر�ها والدليل على ذلــك خطف اثنين من‬ ‫أ‬ ‫و سمع عنها من �هله‪ ،‬حيث كان معنا ضابط من درعا‬ ‫أ‬ ‫من تسيل‪ ،‬ذهب في إجازة إلى درعا وحضر خاللها كـتيبة سلطان باشا الطــرش‪ ،‬ما دفع‬ ‫عزاء أ�حد الشهداء‪ ،‬وسمع ً‬ ‫لوما من الناس حول بقائه بالكـتيبة للخروج من سوريا وتعليق‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مع قوات النظام‪ ،‬ور�ى خالل إجازته ب�م عينه حقيقة‬ ‫عملها العسكري‬ ‫ما يحدث‪ ،‬في حينها كان لدى الجميع مخاوف حول‬ ‫ً أ ّ أ‬ ‫أ‬ ‫�هاليهم‪ ،‬ممن ال يزالون في سوريا‪ ،‬وبعد انشقاقي ماذا عن العمل العسكري تحديدا؟ �ال تظن �ن هناك‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫سعيا لتحييد الحراك المسلح فيها؟‬ ‫جميعا‪.‬‬ ‫ب�سبوع انشقوا‬ ‫أ‬ ‫لو راجعنا بداية الحراك المسلح في سوريا‪ ،‬نجد �نه‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫الحراك المسلح في سوريا بد� ب�شخاص‬ ‫بد� من الرض‪ ،‬بد�ه �شخاص يريدون حماية �هلهم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أو�نفسهم‪ ،‬كانوا أ�فر ً‬ ‫أ‬ ‫ادا‪ ،‬وبعد �ن زاد عددهم و�صبحوا‬ ‫يــريــدون حـمــايــة �هـلـهــم وزاد عــددهــم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بحاجة لمن يمدهم بالسالح‪ ،‬نش�ت فكرة المجالس‬ ‫فصاروا بحاجة السالح‪ ،‬من هنا نش�ت‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫العسكرية‪ ،‬مــن هنا نــرى � ن العمل العسكري في‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫فكرة المجالس العسكرية‪ ،‬والعمل‬ ‫الـســويــداء‪ ،‬لــم ينش� كما نـشــ� العمل العسكري في‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫العسكري في السويداء لم ينش� كما‬ ‫مناطق �خرى‪ ،‬وهذا هو مصدر الخلل‪.‬‬

‫في مناطق أ�خرى‬

‫ما هي أالزمات التي أ�عاقت عمل المجلس العسكري‬ ‫القديم‪ ،‬كيف تشكل المجلس الجديد‪ ،‬وما الذي‬ ‫آ‬ ‫يحدث الن؟‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫جئت من روسيا مباشرة إلى الردن‪ ،‬على اعتبار � ّن‬ ‫أ‬ ‫مقاتلي الجيش الحر وناشطين مــن �بـنــاء السويداء‬ ‫موجودون هنا‪ ،‬وذلك نتيجة القرب من محافظة درعا‪،‬‬ ‫وبالتالي محافظة السويداء‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بــد�ت بالتعرف على الشباب‪ ،‬ثم اطلعت �كـثر على‬ ‫الوضع‪ ،‬وتبدى لي الخالف القائم‪ ،‬الذي أ�خذ ً‬ ‫شكال‬ ‫أ أ‬ ‫ً‬ ‫واضحا منذ الشهر الخامس ‪ ،2013‬حاولنا �ن نر�ب‬ ‫الصدع‪ ،‬اجتمعت مع الشباب‪ ،‬واستمعت إلى كل‬ ‫أ‬ ‫الط ـ ـراف‪ ،‬فــي مـحــاولــة لبناء تـصــور عــن مــا يحدث‪،‬‬ ‫وكانت الفكرة في البداية إصــاح الوضع القائم‪ ،‬ثم‬ ‫أ‬ ‫تبين � ّن المجلس بحاجة إ لــى هيكلة نتيجة عمق‬ ‫الخالفات القائمة‪ ،‬وتعصب كل طرف لوجهة نظره‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫واتضح � ّن في المر جوانب �خرى‪ ،‬فهناك استقطاب‬ ‫أ‬ ‫سياسي‪ ،‬وادوار لعديد من الجهات‪ ،‬لكل جهة �هدافها‬ ‫أ‬ ‫وغاياتها‪ ،‬و�دواتها للحصول على مصالحها‪.‬‬

‫ماذا عن تشكيل المجلس العسكري الجديد؟‬ ‫أ‬ ‫اس ـت ـقــال الـعـقـيــد م ـ ــروان ال ـح ـمــد‪ ،‬و�ع ـل ــن ذل ــك في‬ ‫أ‬ ‫بيان �وضــح فيه وجهة نظره في التهم الموجهة له‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وبموضوع التسليح وتقصير هيئة الركان‪.‬‬

‫فــي الحقيقة‪ ،‬كنت حــاضـ ًرا فــي جــزء مــن اجتماعات‬ ‫أ‬ ‫الرك ــان بخصوص مــوضــوع التسليح‪ ،‬ودار حديث‬ ‫أ‬ ‫عن � ّن السويداء ليست وحدها التي لم تحصل على‬ ‫أ‬ ‫دعــم بالسالح‪ ،‬إذ سمعت من �حــد المسؤولين في‬ ‫أ‬ ‫غوطة دمشق‪ّ � ،‬نهم لم يحصلوا إال على كميات من‬ ‫الذخيرة‪ ،‬وبالتالي من ال يعرف حقيقة الوضع يبني‬ ‫أ‬ ‫�فكا ًرا واستنتاجات غير صحيحة‪.‬‬ ‫إ� ًذا السويداء ليست مستهدفة بذاتها بالتقصير في‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ال تشعر � ّن التحرك خالل الفترة الماضية‪ ،‬كان التسليح؟‬ ‫العقيد سالم السعد ‪ -‬خاص ضوضاء‬

‫أيار ‪ -‬حزيران ‪ 2014‬العدد (‪)11‬‬

‫أ‬ ‫حتى � ّن المرحوم خلدون زيــن الــديــن‪ ،‬الــذي انشق‬ ‫عن قوات النظام‪ ،‬ذهب ليقاتل في درعا‪ ،‬لم يذهب‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫إلى السويداء‪ ،‬لن �هل السويداء ليسوا مهي�ين حتى‬ ‫ّأ‬ ‫اللحظة الحتضان الـحـراك المسلح‪ ،‬إضــافــة إلــى �ن‬ ‫هناك مشكالت لها عالقة بالممولين والجهات التي‬ ‫تمد بالسالح‪ ،‬كل هذا خلق شقاقات‪ّ ،‬‬ ‫وعمق االنقسام‬ ‫واختالف وجهات النظر‪.‬‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫لقاء‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫ب ـر�يـ ــي الشخصي ليست كــذلــك‪ ،‬ولــو � ّن الـســويــداء‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫شهدت حر ً‬ ‫ً‬ ‫وتواجدا لمقاتلي الجيش‬ ‫مختلفا‬ ‫مسلحا‬ ‫اكا‬ ‫الحر بشكل مختلف‪ ،‬لكان لدينا ما نبني عليه‪ ،‬صحيح‬ ‫أ‬ ‫� ّن الشباب حاولوا القيام بعمل ما في هذا الصدد‪ ،‬ولم‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫يوفقوا نتيجة الظروف‪ ،‬إال �ن المور سارت باتجاه �خر‪.‬‬ ‫وبالعودة إلى السؤال السابق‪ ،‬بعد استقالة العقيد‬ ‫أ‬ ‫مــروان الحمد كلفت بقيادة المجلس‪ ،‬بد�نا محاولة‬ ‫االتصال بداعمين‪ ،‬لمساعدة الكـتائب على العمل‪،‬‬ ‫أ‬ ‫إضافة لتقويتها على الرض‪ ،‬فكما يعرف الجميع نتيجة‬ ‫أ‬ ‫نقص التسليح والذخيرة‪� ،‬صبحت الكـتائب مستهدفة‬ ‫أ‬ ‫وضعيفة على الرض‪ ،‬والدليل على ذلك خطف اثنين‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫مــن كـتيبة سلطان بــاشــا الط ــرش‪ ،‬قبيل نهاية �ب‬ ‫‪ ،2013‬هــذه الحادثة دفعت بالكـتيبة للخروج من‬ ‫أ‬ ‫سوريا إلى الردن وتعليق عملها العسكري‪.‬‬

‫خلدون زين الدين ومروان الحمد‬

‫خلدون زين الدين‬

‫فضل زين الدين‬

‫أ أ‬ ‫عند الحديث عن داعمين‪ ،‬من نقصد بذلك؟ وهل �يدينا �دوات لتنفيذ ما نخطط له‪.‬‬ ‫أ‬ ‫يمر موضوع البحث عن دعم من خالل هيئة الركان‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫سرت شائعات حول رغبتك في االستقالة‪ ،‬هل هذا‬ ‫�م � ّن ثمة قنوات �خرى للتواصل؟‬ ‫أ‬ ‫موضوع التمويل معقد‪ ،‬وحتى تمويل هيئة الركــان صحيح؟‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مـ ّ‬ ‫ـوجــه‪ ،‬هيئة الرك ــان وجــدت �ص ـ ًـا لتنظيم العمل نتيجة الخلل الملموس في معظم �جهزة الثورة‪ ،‬سواء‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الـعـسـكــري‪ ،‬وضـبــط حــركــة ال ـســاح فــي المستقبل‪ ،‬الجهاز اإلغاثي �و الخدمي �و العسكري‪� ،‬صبحنا نفكر‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫وبنفس الوقت ُي ّ‬ ‫سهل وجودها ضبط الحالة وتوجيه � ّن المور يمكن �ن تتغير بتغير الشخاص‪ ،‬لعل المل‬ ‫أ أ‬ ‫ًأ‬ ‫ً أ‬ ‫ّ‬ ‫التمويل والسيطرة‪ ،‬والتحكم بمناطق الضغط على يصبح موجودا‪� ،‬فكر فعال �نه يمكن �ن ي�تي من هو‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫النظام ومناطق تخفيف الضغط‪ّ � ،‬ي الجبهات يجب �قدر مني على جمع الناس وتوحيد الجهود‪ ،‬وفي الختام‬ ‫أ‬ ‫أ ىأ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ر �ن ما يحدث في سوريا‪� ،‬كبر من مجرد ثورة ضد‬ ‫تقويتها و�يها يجب �ن تتوقف‪.‬‬ ‫أ‬ ‫النظام‪ ،‬ثمة تحول في تاريخ وحياة شعب ب�كمله‪،‬‬ ‫أ‬ ‫بل منطقة ب�كملها‪.‬‬

‫القراءة العامة في الوضع تدفع الناس‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫عسكريا‪،‬‬ ‫لالعتقاد � ّن السويداء محيدة‬ ‫أ‬ ‫لكن معظمنا يعرف � ّن المعارضة فيها‬ ‫ذات طبيعة نـخـبــويــة تــرفــض الـقـتــال‬ ‫وحمل السالح‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫إ� ًذا �نت ترى �ن التقصير تجاه السويداء‪ ،‬من ضمن‬ ‫ر أ أ‬ ‫التقصير العام تجاه كل الجبهات في سو يا؟ �م �ن‬ ‫شيئا ً‬ ‫هناك ً‬ ‫خاصا بالسويداء كجبهة وليس كمنطقة‬ ‫أ‬ ‫�قليات؟‬ ‫ال يمكننا الـحــديــث عــن ال ـســويــداء كـجـبـهــة‪ ،‬وحـتــى‬ ‫أ‬ ‫محاولة خلق جبهة �مــر معقد كما تحدثنا‪ ،‬فالظرف‬ ‫أ ى ّأ‬ ‫أ‬ ‫في السويداء مختلف عن مناطق �خرى‪ ،‬لذا �ر �ن حافظ فرج‬ ‫التقصير تجاه المجلس العسكري في السويداء‪ ،‬جاء‬ ‫أ‬ ‫في سياق تقصير هيئة الركان بشكل عام‪.‬‬ ‫ّأ‬ ‫الـقـراءة العامة فــي الــوضــع تدفع الـنــاس لالعتقاد �ن‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫عسكريا‪ ،‬لكن معظمنا يعرف � ّن‬ ‫السويداء محيدة‬ ‫المعارضة في السويداء ذات طبيعة نخبوية‪ ،‬ترفض‬ ‫أ أ‬ ‫الـقـتــال وحـمــل الـســاح‪ ،‬لــذا �ج ــد �ن مــن اإلجـحــاف‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫االعتبار � ّن هيئة الركــان تتعمد تحييد السويداء عن‬ ‫العمل العسكري‪.‬‬ ‫أ آ‬ ‫ماذا في الفق الن‪ ،‬هل سيظل الحراك المسلح في‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فارس البني‬ ‫مجمدا �م �ن هناك خططا �خرى؟‬ ‫السويداء‬ ‫آ أ‬ ‫ُت ّ‬ ‫ّ‬ ‫وجه إلي تهم الن‪ ،‬ب�ني من حيدت الحراك المسلح‬ ‫أ‬ ‫في المحافظة‪ ،‬و�ني السبب وراء خروج كـتيبة سلطان‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بــاشــا الط ــرش مــن درع ــا‪ ،‬بــالـتــ�مــر مــع قــوى و�ط ـراف‬ ‫أ أ‬ ‫خــارجـيــة‪ ،‬و�نـنــي �عـمــل على تسفير مقاتلي الكـتيبة‬ ‫وإبعادهم عن جبهات القتال‪.‬‬ ‫نتيجة تعقيد الوضع في الداخل‪ ،‬يجب تغيير خطابنا‬ ‫أ‬ ‫إل ــى �هـلـنــا فــي ال ــداخ ــل‪ ،‬حـتــى نتمكن مــن تحريك‬ ‫الوضع‪ ،‬الضمان الوحيد هو االنخراط بالثورة واالندماج‬ ‫مع المحيط‪ ،‬هــذا يتطلب منا القيام بــإجـراءات على‬ ‫أ‬ ‫الرض‪ ،‬لكن ما يعيقنا هو موضوع الدعم‪ ،‬ليس بين سامر البني‬

‫أيار ‪ -‬حزيران ‪ 2014‬العدد (‪19 )11‬‬


‫إضاءة‬

‫لقاء‬

‫السويداء بين االستحقاقات وغياب التمثيل في التشكيالت السياسية‪ ..‬وجهود توحيد المعارضة‬ ‫في لقاء ضوضاء مع أعضاء رابطة مغتربي السويداء األحرار‬

‫أ‬ ‫مـنــذ تـشـكـيــل �ولـ ــى الـهـيـئــات الـسـيــاسـيــة للمعارضة‬ ‫ري أ‬ ‫السورية‪ ،‬سواء المجلس الوطني السو �و اال ئـتالف‬ ‫الوطني لـقــوى الـثــورة والـمـعــارضــة‪ ،‬م ــرو ًرا بغيره من‬ ‫مجالس وهيئات‪ ،‬بــدت السويداء غائبة بشكل من‬ ‫أ‬ ‫الش ـك ــال‪ ،‬لناحية نسبة التمثيل وطــريـقــة اختيار‬ ‫أ‬ ‫الممثلين مــن جـهــة‪ ،‬ومــن جهة �خ ــرى وربـمــا كانت‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الهم‪ ،‬لناحية الداء السياسي لممثلي المحافظة في‬ ‫أ‬ ‫هذه الهيئات‪ ،‬الداء الذي اتسم بالضعف والقصور‪،‬‬ ‫أ‬ ‫بل وشــيء من العجز �مــام كل االستحقاقات الهامة‬ ‫التي عبرت بالسويداء خــال ثــاث سنوات من عمر‬ ‫الثورة السورية‪.‬‬ ‫اليوم يكـثر الحديث وترتفع إشارات االستفهام‪ ،‬حول‬ ‫أ‬ ‫كـثير مــن التشكيالت والسـمــاء والممثلين‪ ،‬وتكبر‬ ‫أ‬ ‫ال ـهــوة كــل ي ــوم بـيــن الـنــاشـطـيــن عـلــى الرض داخــل‬ ‫أ‬ ‫المحافظة‪ ،‬والسياسيين والمعارضين من �بنائها في‬ ‫الـخــارج مــن جهة‪ ،‬وبين الممثلين السياسيين من‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫جهة �خرى‪ ،‬لدرجة �صبح كـثيرون منهم‪ ،‬غير عابئين‬ ‫بمن سيمثلهم‪ ،‬في حالة تعيدنا إلــى ما كانت عليه‬ ‫أ‬ ‫الحال في ظل النظام وقبضته المنية‪ ،‬حيث كان‬ ‫الممثلون موجودين ً‬ ‫سلفا‪ ،‬يتم اختيارهم من قبل‬ ‫أ‬ ‫النظام (بالتزكية)‪ ،‬فال يعب� المعنيون من المواطنين‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�صـحــاب الحق في التمثيل‪ ،‬بالتفكير في �مرهم‪،‬‬ ‫حسب ما يقول ناشطون من السويداء‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ضوضاء حملت السئلة السابقة‪ ،‬وتوجهت بها إلى‬ ‫أ‬ ‫رابطة مغتربي السويداء الحرار‪ ،‬وتحدثت إلى رئيس‬ ‫أ أ‬ ‫الرابطة غالب الحسين‪ ،‬و�حــد �عضائها المؤسسين‬ ‫أ‬ ‫والفاعلين‪ ،‬رضوان �بو فخر‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وتناول الحديث ً‬ ‫بداية‪ ،‬المبادرة التي �طلقتها الرابطة‪،‬‬ ‫وهي ورشــة توحيد معارضة السويداء‪ ،‬التي حاولت‬ ‫أ‬ ‫فيها جمع �كبر عــدد ممكن من الكـتل الناشطة في‬ ‫أ‬ ‫المحافظة‪ ،‬والسياسيين والمستقلين من �بنائها في‬ ‫الداخل والخارج‪ ،‬بهدف خلق نواة لتنظيم وتنسيق‬ ‫الجهود والنشاطات المشتركة‪ ،‬وضبط مسائل التمثيل‬ ‫السياسي وغيرها‪ ،‬عبر مكـتب تنفيذي‪ ،‬تحظى كل‬ ‫الكـتل والتنسيقيات والمستقلين فيه بنسبة تمثيل‬ ‫أ‬ ‫محددة‪ ،‬حسب حجم الكـتلة وفاعليتها على الرض‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ويقول عضو الرابطة رضــوان �بــو فخر‪ ،‬عن ت�سيس‬

‫‪20‬‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫أيار ‪ -‬حزيران ‪ 2014‬العدد (‪)11‬‬

‫أ‬ ‫ال ــورش ــة‪« :‬شـعـرنــا فــي ال ـراب ـطــة � ّن ه ـنــاك ضـعـفـ ًـا في‬ ‫أ‬ ‫�داء المعارضة بالسويداء وفي الحراك بشكل عام‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫وبــالـتـحـلـيــل الـمــوضــوعــي لــ�س ـبــاب ر�ي ـن ــا �ن تشتت‬ ‫م ــواق ــف وج ـه ــود ال ـم ـعــارضــة‪ ،‬وعـ ــدم تــوحــدهــا على‬ ‫خ ـطــاب يـجـمــع ال ـن ــاس‪ ،‬ه ــو الـسـبــب الـرئـيـســي وراء‬ ‫ضعفها‪ ،‬ولجمع الناس على كلمة واحدة واستقطاب‬ ‫الرماديين والحياديين‪ ،‬كــان ال بـ ّـد مــن بــذل جهود‬ ‫لتوحيد المعارضة‪ ،‬في ذلك الحين لم نكن معنيين‬ ‫بالموالين للنظام»‪.‬‬ ‫عن الصعوبات التي واجهت بداية العمل في الورشة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫يقول «�بو فخر»‪« :‬طبعا دار جدال في البداية حول‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫يتابع «�بو فخر» شارحا ظروف نش�ة فكرة ورشة توحيد �مــور إجرائية‪ ،‬كـتمثيل الــداخــل والمغتربين بنفس‬ ‫المعارضة‪« :‬بعد التفكير بالموضوع‪ ،‬ومناقشته مع النسب‪ ،‬وما إلى هنالك‪ ،‬تلك كانت مشكالت بسيطة‬ ‫عــدد كبير مــن الناشطين والـمـعــارضـيــن‪ ،‬اتـضــح لنا تجاوزناها بسهولة‪ ،‬لكن المشكلة الحقيقية برزت عندما‬ ‫أ‬ ‫ـثيرة‪ ،‬ال مصلحة لها ً‬ ‫شخصيات ك ً‬ ‫صعوبة جمع الكل في هيكل تنظيمي له شكل‬ ‫فعال في‬ ‫مؤسسة اكـتشفنا � ّن‬ ‫ٍ‬ ‫أ�و حزب أ�و ما شابه‪ ،‬ف أر�ينا أ�ن نجد على أالقــل إطا ً‬ ‫آ‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫توحيد المعارضة‪ ،‬واصطدمنا كذلك بالفة المستشرية‬ ‫أ‬ ‫يجمع الناس على موقف محدد»‪.‬‬ ‫عند الجميع‪ ،‬وهي المقارنة وادعاء �وسع تمثيل‪ ،‬من‬ ‫ز أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫الـ ـ ــدعـ ـ ــوات وج ـ ـهـ ــت تـ ـق ــريـ ـب ـ ًـا ل ـكــل �نا وما هو و ني و�ريد كذا مقعدا في المكـتب التنفيذي‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وهذا ما لم يكن يمكن لنا �ن نقيسه‪ ،‬إذ ال تتوفر بين‬ ‫أ‬ ‫أ أ أ‬ ‫التنسيقيات والتجمعات والكـتل في �يدينا �و �يدي غيرنا‪� ،‬ي وسيلة إلجراء مسح حقيقي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫السويداء‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫المستقلين من ومعرفة حجم القوى على الرض‪ ،‬فوضعنا �مامنا و�مام‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫ال ــداخ ــل والـ ـخ ــارج‪ ،‬م ــؤك ــدا عـلــى عــدم الجميع ستة �شهر تجريبية‪ ،‬يتضح خاللها حجم كل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫نشاطا ً‬ ‫ً‬ ‫معينا‬ ‫إغ ـفــال �ي ط ــرف إال فيما ن ــدر‪ ،‬الم ــر قــوة على الرض‪ ،‬وذلــك عندما ننظم‬ ‫الذي تم تداركه في بعض الحاالت في وتنزل تلك القوى إلى الشارع»‪.‬‬

‫وقت الحق‬

‫ويوضح أ� ّن الدعوات وجهت ً‬ ‫تقريبا لكل التنسيقيات‬ ‫وال ـت ـج ـم ـعــات وال ـكـ ـت ــل ف ــي ال ـس ــوي ــداء‪ ،‬إض ــاف ــة إلــى‬ ‫المستقلين مــن الــداخــل والـخــارج‪ ،‬مــؤكـ ًـدا على عدم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫إغفال �ي طرف ّإال فيما ندر‪ ،‬المر الذي تم تداركه في‬ ‫أ‬ ‫بعض الحاالت في وقت الحق‪ ،‬ويشير إلى � ّن الرابطة‬ ‫ال تزال تحتفظ بالمراسالت ويمكنها إثبات هذا الكالم‪.‬‬

‫أ‬ ‫ويـشـيــر رض ــوان �ب ــو فـخــر‪ ،‬إلــى اش ـت ـراط ك ـتــل كهيئة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ال ـت ـن ـس ـيــق‪ ،‬ع ـ ــددا مـ ـح ــددا لـمـمـثـلـيـهــا ف ــي الـمـك ـتــب‬ ‫أ‬ ‫التنفيذي‪ ،‬بحجة �نها هيئة على مستوى سوريا ولها‬ ‫أ‬ ‫أّ أ‬ ‫ّ ّأ‬ ‫وزن على الرض‪ ،‬إال �ن شرطها رفض‪ ،‬حيث �ن مبد�‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المحاصصة من �صله مرفوض‪ ،‬على حد تعبير «�بو‬ ‫فخر»‪ ،‬الذي لفت إلى صعوبات أ�منية أ� ً‬ ‫يضا واجهت‬ ‫جهود جمع معارضي الـســويــداء‪ ،‬لها عالقة بظروف‬ ‫الناشطين داخل سوريا‪ ،‬تحت قبضة النظام‪.‬‬

‫رغــم كــل الصعوبات السابقة‪ ،‬يعبر «رض ــوان» عن‬ ‫تفاؤله بإمكانية تفعيل الحوار بين التنسيقيات والقوى‬ ‫المعارضة‪ ،‬وتظل الورشة ب أر�يه‪ً ،‬‬ ‫فرصة لحوار مستمر‬ ‫أ‬ ‫واجتماعات تعقد ً‬ ‫دائما‪ ،‬خاصة عندما يتعلق المر‬ ‫أ‬ ‫باستحقاق هام‪ ،‬كـتشكيل مجلس محلي‪� ،‬و ترشيح‬ ‫أ‬ ‫عضو لالئـتالف‪� ،‬و غيره من هيئات المعارضة السورية‬ ‫أ‬ ‫وتشكيالتها‪� ،‬و توجيه دعم مادي باتجاه معين‪.‬‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫لقاء‬

‫أ‬ ‫ويختم «�ب ــو فـخــر» حديثه فــي هــذا الـصــدد بالقول‪:‬‬ ‫آ‬ ‫«الف ــاق غير مـســدودة‪ ،‬يمكن العمل والتركيز على‬ ‫أ‬ ‫الص ــوات الـتــي تعمل بــإخــاص‪ ،‬دون التوقف عند‬ ‫أ‬ ‫مــن يضعون حصص التمثيل �مــام كــل شــيء‪ ،‬وهم‬ ‫أ‬ ‫معروفون لن نذكر �سماء»‪.‬‬ ‫وبــال ـســؤال عــن الـ ــدور ال ــذي لـعـبــه الـسـيــاسـيــون من‬ ‫مـعــارضــي الـســويــداء والــوجــوه ال ـبــارزة فيها وممثليها‬ ‫السياسيين في هيئات المعارضة السورية‪ ،‬في ورشة‬ ‫توحيد معارضة السويداء‪ ،‬يتفق غالب ورضوان‪ ،‬على‬ ‫أ�نهم لعبوا دو ًرا ً‬ ‫سلبيا‪ ،‬عكس ما كان ُينتظر منهم‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫وتعاملوا بطريقة تــوحــي �نـهــم الس ــاس‪ ،‬و�نـهــم �هــم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�برز من غيرهم‪ ،‬لذا يجب �ن يحصلوا على امتيازات‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫في التمثيل‪ ،‬وعلق غالب الحسين‪« :‬حاولنا �ن نشرح‬ ‫أ‬ ‫لهم �ن معاملتهم بالمثل مع كل الكـتل‪ ،‬لن يؤثر على‬ ‫مواقعهم‪ ،‬ولسنا بصدد المنافسة على المناصب‪ ،‬ولن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫تضغط الورشة في سبيل �ي جهة على حساب �خرى‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وعندما تبين �ننا لن ننفذ طلباتهم‪ ،‬علقوا مشاركـتهم‬ ‫أ‬ ‫في الورشة‪ً ،‬‬ ‫الحقا طالب معظم العضاء بوقف عضوية‬ ‫من ال يشاركون في الورشة وليسوا فعالين فيها‪ ،‬فتم‬ ‫حذف من جمدوا عضويتهم‪ ،‬ما تسبب بعتبهم ً‬ ‫الحقا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وتحميلنا المسؤولية‪ ،‬وك�ننا من �قصيناهم وليسوا‬ ‫هم المنسحبين»‪.‬‬

‫إليه‪ ،‬لفصل حراك المحافظة عن امتدادها الوطني‪،‬‬ ‫ًأ‬ ‫أ‬ ‫شخاصا �و فئات‬ ‫دون حسابات تاريخية‪ ،‬بما يخدم �‬ ‫أ‬ ‫مـحــددة‪ ،‬لكنهم بعد �ن وج ــدوا النفس الوطني هو‬ ‫الغالب‪ ،‬حاولوا تحويل موضوع اللقاء إلى العالقة مع‬ ‫درعا والمخطوفين»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ويكمل رض ــوان �ب ــو فخر الـحــديــث عــن لـقــاء السهل‬ ‫والجبل وموقف الرابطة منه‪ ،‬قــائـ ًـا‪« :‬كــان للرابطة‬ ‫مــوقــف مــوضــوعــي متكامل مــن الـلـقــاء‪ ،‬طــرحـنــاه في‬ ‫ورشــة توحيد المعارضة‪ ،‬وذلــك بعد عقد جلستين‬ ‫في عمان دعــي إليها بالسر‪ ،‬وتـزامــن ذلــك مع جهود‬ ‫تشكيل الورشة‪ ،‬حيث عرض ّ‬ ‫علي المشاركة بشكل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫شخصي‪ ،‬من قبل الستاذ يحيــى القضماني‪ ،‬و�جبته‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫ً أ‬ ‫ب�ني‬ ‫شخصيا ال �ريد الحضور‪ ،‬بينما يمكن �ن �طرح‬ ‫أ‬ ‫المر للرابطة للتشاور حول إمكانية حضورها اللقاء من‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫عدمه‪ ،‬وعد �يام ُن ِش َر جدول العمال والوراق و�سماء‬ ‫الشخصيات المشاركة‪ ،‬والتحضير المسبق الذي تبين‬ ‫أ‬ ‫�نه يتم منذ شهور»‪.‬‬

‫البعض لعب اللعبة بطريقة أ�ذكى ً‬ ‫قليال‪،‬‬ ‫فسجل اسمه فــي الــورشــة أمنذ البداية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ناشطا �و حاض ًرا‬ ‫مثال‪ ،‬لكنه لم يكن‬ ‫أفيها‪ ،‬وانـتـظــر مـرا أقـبـ ًـا مــا سـتــؤول إليه‬ ‫المور‪ ،‬ليرى على �ي جانب سيكون‪،‬‬ ‫الشخصيات المعروفة‬ ‫بالتالي معظم‬ ‫أ‬ ‫كــانــت تعرقل العمل �ك ـثــر مما كانت‬ ‫تساهم في اإلنجاز‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�ضاف «الحسين»‪« :‬البعض لعب اللعبة بطريقة �ذكى‬ ‫قليال‪ ،‬فسجل اسمه في الورشة منذ البداية ً‬ ‫ً‬ ‫مثال‪ ،‬لكنه‬ ‫ناشطا أ�و حاض ًرا فيها‪ ،‬وانتظر مر ً‬ ‫لم يكن ً‬ ‫اقبا ما ستؤول‬ ‫أ‬ ‫ليرى أ‬ ‫إليه الم ــور‪ ،‬على �ي جانب سيكون‪ ،‬بالتالي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫معظم الشخصيات المعروفة كانت تعرقل العمل �كـثر يوضح «�بو فخر» ما تال ذلك من مواقف‪« :‬نحن في‬ ‫أ‬ ‫الرابطة عقدنا اجتماع مكـتب تنفيذي‪ ،‬وناقشنا المر‬ ‫مما كانت تساهم في اإلنجاز»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫من كل جوانبه‪ ،‬فمايزنا بين الجلستين‪ ،‬حيث �ثنينا‬ ‫بــالـنـسـبــة لـمــوقــف ال ـراب ـطــة مــن م ـب ــادرة ل ـقــاء السهل‬ ‫والجبل‪ ،‬أ� ّكد غالب الحسين‪ ،‬أ� ّن الرابطة وقفت ّ‬ ‫ضد‬ ‫اللقاء منذ البداية ً‬ ‫تقريبا‪ ،‬حيث تسربت إليها معلومات‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫تفيد �ن ظاهر اللقاء هو اجتماع مع �هل درعا‪ ،‬للعمل‬ ‫ّ ّأ‬ ‫على موضوع المختطفين من الطرفين‪ ،‬إال �ن باطن‬ ‫أ‬ ‫المر كان «محاولة عمل انعزالي سياسي انفصالي»‪،‬‬ ‫على حد تعبيره‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وتابع‪« :‬عندما ر�ى منظمو اللقاء موقفنا‪� ،‬ضافوا فقرات‬ ‫تتعلق بالنظام‪ ،‬وفشل التوجه الــذي كانوا يسعون‬

‫أ‬ ‫على ما جاء في جلسة لقاء السهل والجبل‪ ،‬و�كدنا‬ ‫على ضــرورة التقارب والتنسيق لــدرء الفتنة وإطــاق‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الـمـحـتـجــزيــن‪� ،‬م ــا فـيـمــا يتعلق بالجلسة الخ ــرى‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وهــي اللقاء الوطني لبناء السويداء‪ ،‬التي نتج عنها‬ ‫تشكيل لجنة ومكـتب تنفيذي ونظام داخلي‪ ،‬نشرها‬ ‫أالستاذ نجيب أ�بو الفخر‪ ،‬الذي كان سكرتير أ�و محرر‬ ‫الجلسات»‪.‬‬ ‫ويبرر «رضــوان» موقف الرابطة الرافض لما نتج عن‬ ‫أ‬ ‫اللقاء الوطني لبناء السويداء‪« :‬في الوقت الذي كنا‬ ‫نعمل فيه على توحيد جهود المعارضة‪ ،‬كانت هناك‬ ‫شخصيات مشاركة بالورشة وحضرت اللقاء‪ ،‬ولم يطرح‬ ‫أ‬ ‫أ�ي منهم ً‬ ‫شيئا بخصوص اللقاء على الورشة‪ ،‬وك� ّن في‬ ‫أ‬ ‫المر نوع من التكـتم‪ ،‬واعتبرنا ذلك بادرة غير طيبة‪،‬‬ ‫وفيها قفز على الجهود‪ ،‬كذلك دققنا في الخطاب الذي‬ ‫تمخض عنه اللقاء‪ ،‬والذي يركز على رفاهية السويداء‬ ‫أ‬ ‫و�ن تـعـيــش ب ـس ـعــادة‪ ،‬وقـلـنــا ّإن ال ـطــريــق لــرفــاهـيــة‬ ‫السويداء واستقرارها‪ ،‬هو ذات الطريق لرفاهية سوريا‬ ‫أ‬ ‫واستقرارها‪ ،‬ورفضنا �ي طرح يتعلق بالسويداء بمعزل‬ ‫عن الوطن‪ ،‬وفيما بعد اعترفت بعض الشخصيات في‬ ‫رسائل خاصة‪ ،‬بصحة المالحظات التي وجهناها‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بينما حاججنا البعض ب�نه ال يمكن لنا �ن نحملهم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫الــوزر‪ّ ،‬إال �ننا �وضحنا � ّن موقفنا هذا للتاريخ‪ ،‬و� ّن‬ ‫ً‬ ‫من يريد تشكيل حزب أ�و كـتلة ويضع ً‬ ‫داخليا‪،‬‬ ‫نظاما‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫وتشكيال وتجمعاً‬ ‫ال يمكن � ن يتجاوز ‪ 16‬تنسيقية‬ ‫أ‬ ‫تعمل على الرض»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الحوار مع �عضاء رابطة مغتربي السويداء الح ـرار‪،‬‬ ‫تطرق أ� ً‬ ‫يضا إلى طريقة ترشيح ممثلين عن المحافظة‬ ‫لــا ئ ـتــاف‪ ،‬واالن ـت ـقــادات الـتــي وجـهــوهــا‪ ،‬وال يـزالــون‬ ‫يــؤكــدون عليها ال ـيــوم‪ ،‬منذ توسعة اال ئـ ـتــاف العام‬ ‫الماضي‪ ،‬وترشيح ممثلين جــدد عن طريق ممثلين‬ ‫أ‬ ‫موجودين ً‬ ‫سلفا باال ئـتالف‪ ،‬واعتبر �عضاء الرابطة هذه‬ ‫الطريقة بمثابة توسيع كـتلة ال غير‪ ،‬تقطع الطريق على‬ ‫أ‬ ‫فرصة ضخ دماء جديدة‪� ،‬و تقديم مرشح توافقي على‬ ‫أ‬ ‫صلة حقيقية بالناشطين على الرض إضافة إلى اختيار‬ ‫ممثل ً‬ ‫حاليا‪ ،‬ليحل محل ريما فليحان‪ ،‬المستقيلة‬ ‫أ أّ أ‬ ‫مؤخ ًرا‪ ،‬في اال ئـتالف‪ ،‬و�كــدوا �ن المــر ذاته ينطبق‬ ‫على تشكيل المجلس المحلي الذي نوافق على فكرة‬ ‫وجوده‪ ،‬لكن ليس بالطريقة التي ّ‬ ‫تشكل وعمل فيها‬ ‫أ‬ ‫المجلس الحالي‪ ،‬وكيفية اختيار �عضائه‪.‬‬

‫أيار ‪ -‬حزيران ‪ 2014‬العدد (‪21 )11‬‬



‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫االقتصاد السياسي للنزاعات والحروب‬ ‫د‪ .‬رفعت عامر‬ ‫مثلت قضية الحرية السياسية واالقتصادية واالجتماعية‬ ‫أ‬ ‫جــوهــر الـثــورة الـســوريــة‪ ،‬إال �ن الـحــرمــان مــن الحريات‬ ‫السياسية وغياب المؤسسات القادرة على إتاحة الفرصة‬ ‫لكافة قوى المجتمع للمشاركة في صناعة القرار المتعلق‬ ‫بـحـيــاتـهــم ومـصـيــرهــم‪ ،‬دف ــع الـشـعــب ال ـس ــوري إلطــاق‬ ‫أ‬ ‫شعار «الشعب يريد إسقاط النظام»‪ ،‬بعد �ن تعثرت‬ ‫أ‬ ‫مـطــالــب اإلص ــاح سـيــاسـيـ ًـا واق ـت ـصــاديـ ًـا‪ ،‬وبـعــد �ن ولــغ‬ ‫النظام بــالــدم الـســوري‪ ،‬فصار ً‬ ‫مطلبا ال يمكن التراجع‬ ‫ع ـنــه ب ــوع ــود إصــاح ـيــة اس ـت ـهــدف ال ـن ـظــام م ــن خــا لـهــا‬ ‫الفقراء والمهمشين‪ ،‬وحتى البعض من الطبقة الوسطى‬ ‫والمنتفعة من اقتصاديات النظام كانت معنية بالتغيير‬ ‫ومرحبة به‪ ،‬وإن لم تعلن ذلك صراحة‪ ،‬باعتبارها مسلوبة‬ ‫اإلرادة ومصادرة القرار لمعاناتها من االضطهاد والقهر‬ ‫أ‬ ‫واالغتراب اإلنساني‪ ،‬لن الجميع في نظر النظام عبيد‬ ‫يعيشون لتلبية حاجاته البيولوجية (حاجات البقاء)‪.‬‬

‫رأي‬

‫أ‬ ‫االقتصادية هي المحرك الساسي للصراع والعامل الحاسم العدد الكبير من الموظفين في مؤسسات المعارضة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ت�قلم مع بنية تلك المؤسسات الوليدة الفاقدة للكـفاءة‬ ‫في استمرارها‪.‬‬ ‫أ‬ ‫والفاعلية‪ ،‬فقد �صـبــح اسـتـمـرار العمل فيها هاجسهم‬ ‫الحوافز االقتصادية الستمرار النزاع‬ ‫ت ـج ــارة ال ـس ــاح ال ـتــي تـشـكــل م ـ ـ ً‬ ‫ـوردا م ـه ـمـ ًـا لـلـقـيــادات الوحيد في ظل نــدرة فــرص العمل‪ ،‬وحاجتهم الماسة‬ ‫ال ـع ـس ـكــريــة‪ ،‬ول ـل ـك ـثــريــن م ــن الـعــاطـلـيــن ع ــن الـعـمــل للمال لهم ولذويهم‪.‬‬ ‫والباحثين عنه‪.‬‬ ‫نهب وتـقــاســم ال ـثــروات النفطية بين الـنـظــام وكـتائب‬ ‫أ‬ ‫مسلحة وعشائر‪ ،‬وهي �طراف تجمعها الحرب والفوضى‬ ‫كمصلحة مشتركة‪.‬‬ ‫سرقة صوامع الحبوب ذات المخزون االستراتيجي‪.‬‬ ‫أ‬ ‫النهب والسرقة من قبل �فـراد ومجموعات وجــدت في‬ ‫الفوضى بيئة مناسبة لالغتناء‪.‬‬ ‫أ‬ ‫تجارة تهريب البشر من قبل مجموعات و�فراد مختلفة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ضـمــن الراضـ ــي الـســوريــة وخــارجـهــا‪� ،‬صـبـحــت معنية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫لقد شكلت مجموعة العوامل االقتصادية المذكورة �عاله‬ ‫باستمرار الزمة واستفحالها‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫استغالل النساء والطـفــال واإلتـجــار بالبشر من خالل حافزا للنظام وشبيحته وبعض �طراف المعارضة من �جل‬ ‫استمرار الحرب والنزاع‪ ،‬وهذا ما ساهم في حرف الثورة‬ ‫الخطف وعمليات االبتزاز‪.‬‬ ‫السورية عن مسارها الديمقراطي ومطالبها في الحرية‬ ‫والـكـرامــة‪ ،‬وتسبب فــي استمرار الـثــورة وإع ــادة إنتاجها‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫سياسيا‪ ،‬وكان من‬ ‫لنفسها‪ ،‬مع �ن العامل الساس كان‬ ‫أ‬ ‫الممكن حله لو �ن النظام انتهج الحل السياسي بدل‬ ‫أ‬ ‫الحل المني والعسكري‪ ،‬يضاف إلى تلك العوامل كل‬ ‫التعقيدات الدولية واإلقليمية المتصارعة على الساحة‬ ‫السورية‪ ،‬والتي لها مصلحة أ� ً‬ ‫يضا في استمرار النزاع‪.‬‬

‫تتسم اقتصاديات الحروب والنزاعات بتدميرها االقتصاد‬ ‫المنظم لصالح اال قـتـصــاد غير المنظم‪ ،‬حيث يصبح‬ ‫ً‬ ‫ممارسا من قبل‬ ‫النهب واالبتزاز والعنف ضد المدنيين‬ ‫أ‬ ‫النظام وقــوى الغلو والتطرف المتصارعة على الرض‪،‬‬ ‫والتي أ�صبحت تخوض ً‬ ‫حربا متخلفة‪ ،‬ضحيتها اإلنسان‬ ‫السوري قبل الجميع‪ ،‬للسيطرة على الموارد والممتلكات‬ ‫آ‬ ‫والمنش�ت‪ ،‬واستغالل ظروف الفوضى وتفشي الفساد‬ ‫أ‬ ‫وانعدام حالة المــن‪ ،‬مما نشط اإلتجار غير المشروع‪،‬‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫وجعل أالطراف المتصارعة �كـثر ً‬ ‫تمسكا باستمرار الحرب االستحواذ على المنش�ت والمصانع‪ ،‬واحتكار توزيع‬ ‫أ‬ ‫الخدمات والمواد في ظل غياب المن والفوضى والهجرة‬ ‫والفوضى‪.‬‬ ‫القسرية‪.‬‬ ‫آ‬ ‫والكنوز‬ ‫وتهريبها عبر الحدود‪.‬‬ ‫سرقة الثار‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫انتشار البنية المخالفة وش ـراء �مــاك الــدولــة ب�سعار‬ ‫بخسة‪.‬‬ ‫الدخل االستثنائي للكـثيرين من رموز المعارضة نتيجة‬ ‫تدفق المال السياسي والدعم الموجه من دول ومنظمات‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫موضوعيا‬ ‫لها �ه ــداف و�ج ـنــدات خــاصــة بـهــا‪� ،‬صبحت‬ ‫أ‬ ‫صاحبة المصلحة باستمرار الزمة‪.‬‬ ‫غـيــاب التمويل الــذاتــي للنشطاء الــذيــن كــانــوا فاعلين‬ ‫أ‬ ‫مارس نظام أالسد على مدار أ�كـثر من أ�ربعين ً‬ ‫عاما الفساد ومحركين للثورة السلمية المدنية‪ ،‬والحاملين لفكار‬ ‫الممنهج‪ ،‬في ظل غياب العدالة االجتماعية وسوء توزيع وطنية ســوريــة جامعة‪ ،‬والبعيدين عــن الـتـطــرف‪ ،‬مما‬ ‫الــدخــل وال ـم ــوارد‪ ،‬واإلق ـصــاء الكبير لـشـرائــح المجتمع دفعهم للهجرة والنزوح خارج البالد‪ ،‬متسولين الرواتب‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫السوري‪ ،‬واستمرت هذه السياسة الممنهجة ب�ساليب والجور في سوق الدعم والمساعدات الوافدة من الجهات‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�كـثر ذكاء في السنوات الربع من الثورة السورية‪ ،‬حتى الوربية على شكل وظائـف و�عمال في منظمات المجتمع‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�صبحت سوريا تربة خصبة لنمو االستبداد والفساد في المدني‪ ،‬حيث غير هــذا الدعم من طبيعة �نشطتهم‪،‬‬ ‫بنية النظام‪ ،‬وكــان لها ارتدادتها على القوى المعارضة وجعلهم مدراء لشركات‪ ،‬هدفهم البقاء فيها والنجاح في‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وت�دية أالعمال المنوطة بهم‪ ،‬متوهمين أ�ن دور‬ ‫السياسية والعسكرية‪ ،‬و�صبحت الحرية تقاس حسب إنجاز‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫إرادات المتصارعين‪ ،‬بل أت�تي أ� ً‬ ‫مهما ملقى على �كـتافهم‪ ،‬تاركين الساحة الثورية السورية‬ ‫حيانا بقوالب جاهزة مثلما‬ ‫أ‬ ‫تستدعيها مصالح الجهات الممولة‪ ،‬و�صبحت الحوافز في الداخل للمسلحين والسياسيين المتطرفين‪.‬‬

‫أ‬ ‫إن التحليل الـمــوضــوعــي لــ�زمــة وتـحــديــاتـهــا ال يعفي‬ ‫المعارضة السورية من مسؤولية عدم قدرتها على امتالك‬ ‫أ‬ ‫الحد الدنــى من زمــام المبادرة‪ ،‬فقد شهد التاريخ في‬ ‫الكـثير من محطاته استعصاءات وتحديات لشعوب كـثيرة‬ ‫آ أ‬ ‫ولكن الحسم في المسار والـمــ�ل الخـيــر كــان للعامل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الذاتي‪ ،‬الذي وللسف لم ينضج ويتبلور بالحد الدنى‬ ‫لدى المعارضة الوطنية السورية‪ ،‬مما يستدعي وقفة مع‬ ‫أ‬ ‫الذات ومراجعة نقدية للتجربة الماضية‪� ،‬فر ًادا ومنظمات‬ ‫ومؤسسات‪ ،‬بروح من المسؤولية العالية والشفافية‪،‬‬ ‫مـعـيــدة بـنــاء نفسها ومــا تــرهــل مــن مؤسساتها‪ ،‬وبعث‬ ‫الثقافة الوطنية الجامعة‪.‬‬

‫أيار ‪ -‬حزيران ‪ 2014‬العدد (‪)11‬‬

‫‪23‬‬


‫ضوء‬

‫ترجمة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫سلسلة تفكك النظام‬ ‫الحلقة الثانية‪ :‬تصفية حسابات ضمن عائلة األسد‬

‫قبل التحول إلى المواجهة المسلحة بين المليشيات‬ ‫المحلية‪ ،‬شعر كـثير من السوريين بالبهجة واالرتياح‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ع ـنــدمــا ب ـ ــد�ت ال ـم ـظ ــاه ـرات ال ـم ـنــاه ـضــة لـلـنـظــام في‬ ‫أ‬ ‫القرداحة‪ ،‬في التاسع والعشرين من شهر �يلول عام‬ ‫أ أ‬ ‫‪ ،2013‬وال يخفى على �حد الهمية الرمزية التي تتمتع‬ ‫أ‬ ‫ًأ‬ ‫خاصة �نها مسقط ر�س‬ ‫بها هــذه المدينة الصغيرة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫غالبية عائلة السد‪.‬‬ ‫أ‬ ‫الخـبــار الجيدة تتتابع‪ ،‬والسوريون سعداء لمعرفة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ن محمد توفيق السد‪ ،‬ابن عم رئيس الدولة‪ ،‬قضى‬ ‫أ‬ ‫فــي المواجهات الــدائــرة بين الش ـقــاء فــي الـقــرداحــة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ومحمد الســد هــذا (والملقب بشيخ الجبل)‪ ،‬ليس‬ ‫ّإال ً‬ ‫مجرما ورجل مافيا سيء السمعة‪ ،‬ومن المعروف‬ ‫أ‬ ‫عنه �ن ــه كــان مـحــاطـ ًـا بـعــدد كبير مــن الشبيحة‪ ،‬هو‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫واثـنـيــن مــن �ب ـنــاء عـمــه جميل الس ــد وم ـنــذر الس ــد‬ ‫أ‬ ‫الملقب بسيد القرداحة‪ ،‬وفواز السد المعروف باسم‬ ‫«ملك الحقوق»‪ ،‬وتم تجنيد هؤالء الشبيحة‪ ،‬ليس‬ ‫أ‬ ‫فقط بسبب عضالتهم السميكة بسماكة �دمغتهم‪،‬‬ ‫وإنما أ� ً‬ ‫يضا لترهيب عموم الشعب السوري‪ ،‬ومعاقبة‬ ‫ًأ‬ ‫أ أ أ‬ ‫خاصة �ولئك الذين‬ ‫المتظاهرين ب�سو� و�بشع الطرق‪،‬‬ ‫أ‬ ‫�صروا على إنكار شرعية النظام وطالبوا برحيله‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وفرض محمد السد قوانينه على منطقة الجبل المطلة‬ ‫على الـســاحــل ال ـســوري‪ ،‬وذل ــك بحماية عمه حافظ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫السد‪ ،‬ومن ثم بنيل الرضا من ابن عمه بشار السد‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وجنى أ� ً‬ ‫رباحا طائلة من اإلتجار بالسلحة والمخدرات‬ ‫بـيــن لـبـنــان وتــرك ـيــا‪ ،‬إضــافــة إل ــى ف ــرض سـطــوتــه على‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫المهربين الخرين ومشاركـتهم الربــاح‪ ،‬في كل مرة‬ ‫كانوا يضطرون فيها الستخدام الطريق السريع الواقع‬ ‫تحت سيطرته‪.‬‬ ‫أ‬ ‫كــل ذل ــك ول ــم يـحـصــل ول ــو لـمــرة واح ــدة �ن تدخل‬ ‫أ‬ ‫�حد المسؤولين المحليين الستعادة النظام في هذه‬ ‫المنطقة‪ ،‬وبسب اعتياده على عبور الحدود اللبنانية‬

‫‪24‬‬

‫أيار ‪ -‬حزيران ‪ 2014‬العدد (‪)11‬‬

‫عبد العزيز الخير‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫السورية دون �ي تباطؤ‪ ،‬قــام محمد الســد في �حد شخص يتجر� على التشكيك بوجود رئيس الدولة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫اليام‪ ،‬وبترتيب من عمه جميل السد‪ ،‬بقتل اثنين‬ ‫أ‬ ‫من ضباط المخابرات العسكرية‪ُ ،‬‬ ‫وطوي ملف الجريمة ي ــوم الـسـبــت ‪� 29‬ي ـلــول ‪ ،2013‬ووف ـقـ ًـا للمعلومات‬ ‫أ‬ ‫في حينها‪ ،‬تحت ادعــاء �ن الضابطين قتال على يد المتاحة‪ ،‬حدثت في مقهى القرداحة مشادة كالمية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫وبدم بين �فراد عائلة السد وعائلة شاليش من جهة‪ ،‬وعائلة‬ ‫مجهولين خارجين عن القانون‪ ،‬وفي يوم �خر قام‬ ‫ٍ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بارد بطعن صفوان العسر‪ ،‬طالب شاب من المنطقة الـخـ ّـيــر وعـثـمــان وعــائـلــة عـبــود مــن جهة �خ ــرى‪ ،‬ولم‬ ‫بسكين وقتله‪ ،‬وذلك ألن هذا أالخير تج أر� على الرد يتحمل «سيد الجبل» سماع أ�حــد أ�فـراد عائلة ّ‬ ‫الخير‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ينتقد‪ ،‬وبصوت عــال‪ ،‬سوء إدارة الزمــة والبالد من‬ ‫بضرب �حد المعتدين عليه من عائلة السد‪.‬‬ ‫قبل ابــن عمه رئيس الــدولــة‪ ،‬ويطالب برحيله لعدم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫قبل موت «الرئيس الخالد» حافظ السد‪ ،‬وتوريث ابنه ك ـفــاءتــه‪ ،‬التي تسببت بــدمــار وخ ـراب الـبــاد‪ ،‬وبــ�ن‬ ‫أ‬ ‫بشار أالسد‪ ،‬وتسليمه أر�س الدولة في حزيران ‪ ،2000‬هــذا الــدمــار والـخـراب سيصل ً‬ ‫حتما إلــى مسقط ر�س‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫كان محمد السد يتدخل كـثي ًرا لدى �فرع المخابرات رئيس الدولة‪.‬‬ ‫لصالح الُأ ســر الراغبة بالحصول على معلومات‪ ،‬عن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫صحة ومكان السجناء �و المختطفين من �قاربها منذ ووفـ ًـاء منه لسمعته‪ ،‬قــام محمد الســد بإطالق النار‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫�مد بعيد‪ ،‬وكان هناك سعر واضح لكل خدمة يقدمها فو ًرا على هذا الذي تجر� و�دلــى بهذه التصريحات في‬ ‫أ أ‬ ‫أ آ‬ ‫من هذا النوع‪ ،‬ويعتمد السعر على إمكانيات وموارد المقهى‪ ،‬لكنه �خط� الهدف‪ ،‬في حين �ن الخــر رد‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الســر المادية‪ ،‬وبعض �ولئك الذين اضطروا للجوء عليه بــإطــاق الـنــار‪ ،‬و�صــابــه بـجــروح بالغة تسببت‬ ‫إلى خدماته‪ ،‬ودفع ماليين الليرات السورية لقاء هذه بعد ذلك بموته‪ ،‬ودرات مواجهات مسلحة بين هذه‬ ‫أ‬ ‫الخدمات‪ ،‬لم ينسوا سخريته منهم واالستفادة من العائالت‪� ،‬دت إلى وقوع عدد من القتلى واإلصابات‬ ‫مصيبتهم وشعورهم بالحزن‪ ،‬وتزويدهم بمعلومات من كال الجانبين‪.‬‬ ‫أ آ أ أ‬ ‫أ‬ ‫مطمئنة عن �بنائهم �و �بائهم �و �شقائهم في السجون‬ ‫أ‬ ‫الذين كانوا أ� ً‬ ‫على عكس عائلة السد‪ ،‬التي تؤكد سلوكياتها المعتادة‬ ‫صال قد لقوا حتفهم منذ زمن‪.‬‬ ‫على تدني مستواها‪ ،‬تتمتع عائلة ّ‬ ‫الخير بسمعة طيبة‬ ‫أ‬ ‫وقـبــل بــدء الـمـظــاهـرات فــي عـمــوم ســوريــا‪ ،‬وكــواحــدة في القرداحة وفــي عموم سوريا‪ ،‬وتضم بين �فرادها‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫من �خر حركاته الجريئة‪ ،‬قام محمد السد وبمناسبة مجموعة من المثقفين والطباء ورجال الدين‪ ،‬كما �نه‬ ‫عيد الفصح المجيد في الرابع من نيسان عام ‪ ،2010‬يوجد بين العائلتين روابط زوجية ومصاهرة‪ ،‬فإحدى‬ ‫بتنظيم مظاهرة مؤلفة من عشرات من رجاله‪ ،‬على درج زوجات رفعت أالسد‪ ،‬العديدات‪ ،‬من عائلة ّ‬ ‫الخير‪،‬‬ ‫أ‬ ‫الكاتدرائية أالرثوذكسية اليونانية في الالذقية‪ ،‬وخالل «لين ّ‬ ‫الخير»‪ ،‬وكذلك واحدة من بنات �خيه جميل‪،‬‬ ‫أ‬ ‫دقائق أ�فرغوا في الهواء ذخيرة أ�سلحتهم التي أ�حضروها «فــوزيــة أالس ــد»‪ ،‬متزوجة مــن حسن ّ‬ ‫الخير‪ّ ،‬إال �ن‬ ‫معهم إلى الكنيسة‪ ،‬كان عليه أ�ن يثبت للمسيحيين العالقة بين العائلتين لم تكن ً‬ ‫يوما عالقة حميمية‪.‬‬ ‫من خالل هذه المظاهرة المحظورة ً‬ ‫نظريا في سوريا‪ ،‬وحسب موقع «السورية المندسة» الذي نشر في الرابع‬ ‫أ�ن العلويين موجودون هنا وحاضرون ومجهزون بكافة والعشرين من شهر تشرين الثاني ‪ً ،2011‬‬ ‫مقالة مفادها‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�نواع السلحة‪ ،‬وب�نه لن يتردد بمالحقة وسحق �ي‬


‫ضوء‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫ترجمة‬

‫أ‬ ‫�ن الـعــداء والـخــاف بين العائلتين احتدم منذ عام‬ ‫‪ ،1979‬وذلك في أ�عقاب تصفية الشاعر حسن ّ‬ ‫الخير‪،‬‬ ‫البعثي العقائدي والمؤمن بحزب البعث إلــى درجة‬ ‫أ أ‬ ‫تسمية �حد �بنائه «بعث»‪ ،‬بسبب انتقاده الدائم من‬ ‫خالل قصائده فساد السلطة‪ ،‬الذي تجاوز الحدود‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وفساد رجال العمال من العائلة الرئاسية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ولنه غير راغب في كسب عداء المدينة التي نش� فيها‪،‬‬ ‫تجاهل حافظ أالســد ً‬ ‫طويال انتقادات الشاعر‪ ،‬لكنه‬ ‫شعر أ�خي ًرا أ�نه لم يعد هناك إمكانية للمماطلة‪ ،‬وقرر‬ ‫أ‬ ‫في أ�واخر السبعينيات تصفية العديد من السوريين‪ .‬قاسم سليماني يزور زوجة هالل السد‬ ‫عمليات القتل استهدفت سوريين من كافة الطوائـف‪،‬‬ ‫لكن غالبيتهم كانوا من الطائـفة العلوية‪ ،‬واتهم النظام‬ ‫في حينها «الطليعة المقاتلة»‪ ،‬بتنفيذ عمليات القتل‬ ‫أ‬ ‫والـتـصـفـيــة‪ ،‬وه ــذه الخ ـيــرة عـبــارة عــن مجموعة من‬ ‫اإلسالميين المتطرفين‪ ،‬الذين تم استبعادهم من‬ ‫أ أ‬ ‫تنظيم اإلخوان المسلمين‪ ،‬وال يخفى على �حد‪� ،‬ن‬ ‫أ أ‬ ‫رفعت السد و�خاه رئيس الدولة‪ ،‬قد استفادوا كـثي ًرا‬ ‫أ‬ ‫هالل السد‬ ‫من هذه العمليات للقضاء على الخصوم السياسيين‬ ‫ّ‬ ‫وحملت وسائل إعالم النظام في حينها عناصر تنتمي‬ ‫المحتملين‪.‬‬ ‫إلــى الجيش السوري الحر مسؤولية اختطافه‪ ،‬لكن‬ ‫أ‬ ‫ويشكل محمد فاضل‪ ،‬رئيس جامعة دمشق الذي هذا االتهام لم يقنع �حـ ًـدا‪ ،‬وتسببت هذه االتهامات‬ ‫تمت تصفيته عام ‪ ،1976‬المثال أالشهر على ذلك‪ ،‬بــزيــادة القلق على مصير الــرجــل الــذي ال ي ـزال حتى‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً أ‬ ‫وبعد وفاة أ�حد أ�صدقائه‪ ،‬لم َ‬ ‫مختفيا‪ ،‬وال �حد يعلم �ي شيء عنه �و عن زميليه‬ ‫يتوان الشاعر «الخير» عن اليوم‬ ‫التعبير عن غضبه‪ ،‬أو�طلق العنان لنفسه في قصيدة اللذين اعتقال معه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫محمال فيها السلطة وحزب البعث وعائلة‬ ‫مشهورة‪،‬‬ ‫أالس ــد مسؤولية مقتل صديقه‪ .‬وبترتيب مــن رئيس الدكـتور عبد العزيز الخيرّ‬ ‫يتسن لعائلته بعدها رؤيته أ�سباب اعتقال الدكـتور عبد العزيز ّ‬ ‫الدولة‪ ،‬تم اختطافه ولم َّ‬ ‫الخير غير مفهومة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫حيا وال ً‬ ‫ال ً‬ ‫ميتا‪ ،‬لكنهم علموا من بعض المعتقلين ال لعائلته وال لصــدقــائــه‪ ،‬صحيح �نــه من المعارضة‬ ‫السابقين‪ ،‬أ�نهم قاموا بقطع لسانه‪ ،‬ومن ثم تصفيته السورية وقد يكون من المنافسين السياسيين للنظام‪،‬‬ ‫أ‬ ‫الخير ً‬ ‫بالت�كيد ليس ً‬ ‫عدوا له‪ ،‬كان ّ‬ ‫عضوا في حزب‬ ‫لكنه‬ ‫في سجون النظام‪.‬‬ ‫العمل الشيوعي‪ ،‬واعتقل عــام ‪ ،1992‬وحكم عليه‬ ‫أ‬ ‫بالسجن مدة ‪ً 22‬‬ ‫كما أ�ن اعتقال الدكـتور عبد العزيز ّ‬ ‫عاما‪ ،‬خرج من المعتقل �واخر العام‬ ‫الخير في العشرين‬ ‫من أ�يلول ‪ ،2012‬بينما كــان ً‬ ‫عائدا من الصين بعد ‪ ،2005‬وانضم إلــى «إعــان دمشق»‪ ،‬لكن التوجه‬ ‫زيارة قام بها مع وفد من هيئة التنسيق لقوى التغيير الليبرالي لدى إعــان دمشق كان يزعجه وابتعد عن‬ ‫آ‬ ‫الوطني الديمقراطي‪ ،»CCFCND« ،‬زاد من التوتر المجموعة‪ ،‬ليؤسس مع يساريين �خــريــن في العام‬ ‫‪« 2007‬تجمع اليسار الماركسي»‪ ،‬وهو عضو مؤسس‬ ‫الحاصل بين العشائر المختلفة في المدينة‪.‬‬ ‫في هيئة التنسيق لقوى التغيير الوطني الديمقراطي‪،‬‬ ‫الخير ّ‬ ‫وكان ّ‬ ‫يحضر نفسه للمشاركة في أ�عمال مؤتمر ومـســؤول الـعــاقــات الخارجية فيها‪ ،‬والهيئة تدعم‬ ‫أ‬ ‫الحوار الوطني‪ ،‬الذي سمح النظام بإقامته في دمشق‪ ،‬الحل السياسي للزمة‪ ،‬وتدعو إلى إقامة حوار وطني‬ ‫أ‬ ‫لكن المخابرات الجوية أ�لقت القبض عليه في المطار‪ ،‬بين جميع الطراف‪.‬‬

‫أ‬ ‫محمد السد‬

‫أ‬ ‫برفضه لي حل تفاوضي عند بدء االنتفاضة في درعا‬ ‫آ‬ ‫�ذار ‪ ،2011‬وضع النظام السوري النار فوق البارود‪،‬‬ ‫وفجر حركة االحتجاج في البالد‪ ،‬التي تحولت فيما‬ ‫بعد إلى ثورة شعبية عارمة‪ ،‬واعتقال الدكـتور ّ‬ ‫الخير‪،‬‬ ‫الذي تسبب بانتقادات الذعة وغير مسبوقة لنظام ال‬ ‫أ‬ ‫يريد االعتراف ب�ن الطاعة والخنوع تؤديان إلى الشقاق‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫داخل جماعته‪ ،‬المؤلفة من �كـثر الشخاص ت�ثي ًرا في‬ ‫مجتمعه‪.‬‬ ‫يترقب كـثير من السوريين اليوم‪ ،‬وباهتمام كبير‪،‬‬ ‫آ‬ ‫تطور الحالة لدى الطائـفة العلوية وينتظرون �ملين‬ ‫أ‬ ‫منذ شهور �ن تثور الطائـفة ضد هذا النظام الذي لم‬ ‫يقم بحمايتها كما يدعي‪ ،‬وإنما استفاد منها واستغلها‬ ‫أ‬ ‫كما فعل مع جميع القليات في البالد‪ ،‬لحماية نفسه‬ ‫والتمسك بسلطته‪.‬‬ ‫يتبع في الحلقة القادمة من سلسلة تفكك النظام‪:‬‬ ‫أ‬ ‫الجيش السوري‪ّ ،‬‬ ‫جبار على �سس واهية‬ ‫ضوضاء‪/‬فريق الترجمة من الفرنسية‪ :‬د‪ .‬زويا منصور‬ ‫المصدر صحيفة اللوموند‬

‫أيار ‪ -‬حزيران ‪ 2014‬العدد (‪25 )11‬‬


‫إضاءة‬

‫تحقيق‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تجمع غصن زيتون‪ ..‬مثال استمرارية العمل المدني في سوريا‬

‫مالذ الزعبي‬ ‫أ‬ ‫�ربع عشرة حملة توعوية وإغاثية وثالثة مراكز تعليمية‬ ‫أ‬ ‫دائمة ومجلة شهرية للطفال ودورات تدريبية‪ ،‬هي‬ ‫أ‬ ‫إنجازات تجمع غصن زيتون الذي �سسه ثالثة ناشطين‬ ‫مدنيين في محافظة درعا قبل نحو عام ونصف‪ ،‬ثم‬ ‫رويدا لتضم هيئته العامة اليوم ‪ً 26‬‬ ‫رويدا ً‬ ‫توسع ً‬ ‫فردا‪.‬‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ساسي على مجالي الطفال والتعليم‪ ،‬لتحمل ثاني‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الحمالت بعد العودة اسم «جاي عبالي �لعب و�رسم»‬ ‫والـتــي لــم تقتصر عـلــى مــديـنــة درع ــا هــذه ال ـمــرة‪ ،‬بل‬ ‫امتدت أ� ً‬ ‫يضا لمنطقتي الزبداني والتل بريف دمشق‪،‬‬ ‫بما يشمل تنظيم فعالية في المناطق الثالث لتعليق‬ ‫رسوم أالطفال المشاركين بالحملة ودعوة أ�ولياء أالمور‬

‫أ‬ ‫في جلسة منزلية بشهر تشرين الول من العام ‪،2012‬‬ ‫أ‬ ‫انبثقت فكرة التجمع خالل نقاش جمع ثالثة �صدقاء‬ ‫حول ضرورة «إيجاد مكان لجمع الشبان والشابات من‬ ‫الناشطين السلميين وتفعيل الطاقات ورؤية ما يمكن‬ ‫تقديمه» للثورة السورية بجانبها المدني‪ ،‬وفق ما يقول‬ ‫أ‬ ‫�حد مؤسسي التجمع صهيب الزعبي لـ «ضوضاء»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫متطوعا ومتطوعة‬ ‫بــد� التجمع نشاطه بمشاركة ‪15‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫عبر حملتين‪ ،‬الولى لتوزيع �لعاب على الطفال في‬ ‫العيد والثانية بعنوان «غرفتي صفي» والتي هدفت‬ ‫إلــى تعويض حــالــة الـنــزوح إلــى ال ـمــدارس إثــر اقتحام‬ ‫قوات النظام لحيــي «درعا البلد» و «طريق السد»‪،‬‬ ‫فتم توزيع مواد قرطاسية على الطالب والتعاون مع‬ ‫بعض المدرسين االختصاصيين لتوفير دروس منزلية‬ ‫أ‬ ‫لطالب المرحلة النهائية في التعليم الساسي والثانوي‪.‬‬ ‫لـكــن ه ــذه االن ـطــاقــة لــم تستمر ط ــوي ـ ًـا‪ ،‬إذ توقف‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫نشاط التجمع بعيد اعتقال �حد مؤسسيه وإصابة �خر‬ ‫آ‬ ‫وانشغال الثالث‪ ،‬حتى شهر �ب من العام الماضي‬ ‫أ‬ ‫است�نف التجمع نشاطه‪ .‬جمع أ�عـضــاؤه ً‬ ‫مبلغا‬ ‫حين‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫زه ـيــدا مــن جيوبهم الشخصية �مــوالـهــم الـخــاصــة ال‬ ‫آ‬ ‫يتجاوز عشرة �الف ليرة سورية إلطالق حملة «خلقنا‬ ‫أ‬ ‫لنعيش» للتذكير بحقوق الطفل و�بسطها حق الحياة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫لمشاهدة إنتاج �طفالهم‪ .‬تلتها حملتان‪ ،‬الولى بعنوان‬ ‫في مدينة درعا‪.‬‬ ‫أ‬ ‫«�مل جديد وضحكة عيد» تضمنت تنظيم نشاطات‬ ‫أ‬ ‫للطفال في المناطق الثالث السابقة خالل العيد‪،‬‬ ‫عودة موفقة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يوضح صهيب �ن االنطالقة الجديدة ركــزت بشكل ك�لعاب الخفة والرسم والغاني‪ ،‬والثانية حملة «ال‬

‫‪26‬‬

‫أيار ‪ -‬حزيران ‪ 2014‬العدد (‪)11‬‬

‫تنسونا الشتوية بلشت» والتي تم خاللها توزيع مالبس‬ ‫شتوية لنحو ‪ 200‬طفل فــي مخيم «نصيب» الــذي‬ ‫أ‬ ‫تقطنه عائالت سورية عالقة على الحدود الردنية‪ ،‬وكل‬ ‫أ‬ ‫ذلك باالعتماد على التبرعات الفردية من الصدقاء‬ ‫والمعارف‪.‬‬ ‫نجاح الحمالت الثالث ّ‬ ‫مكن تجمع غصن زيتون من‬ ‫أ‬ ‫الحصول على تمويل من منظمة «مبادرة من �جل‬ ‫سورية جديدة» ومــن ثم توسيع نشاطاته والتحول‬ ‫أ‬ ‫بشكل �كبر إلى العمل المؤسسي‪ ،‬فتم إنشاء «دار‬ ‫أ‬ ‫الــزيـتــون الول ــى للتعليم والترفيه» بقرية صيدا في‬ ‫ريف درعا‪ ،‬جاذبة نحو ‪ 350‬طفل يشرف عليهم كادر‬ ‫ً‬ ‫شخصا‪،‬‬ ‫مدرسين ومرشدين نفسيين يتكون من ‪15‬‬ ‫أ‬ ‫فيما يضم بـنــاؤهــا مـســرحـ ًـا وحــديـقــة �ل ـعــاب مصغرة‪.‬‬ ‫جذبت فكرة المدرسة متطوعين مــن قريتي تسيل‬ ‫واليادودة الذين عرضوا التعاون مع التجمع إلنشاء‬ ‫مدارس مشابهة‪ ،‬وهو ما تحقق ً‬ ‫فعال عبر «دار الزيتون‬ ‫الثانية للتعليم والترفيه» باليادودة و «دار الزيتون‬ ‫الثالثة للتعليم والترفيه» في تسيل والتي ضمت أ� ً‬ ‫يضا‬ ‫أ‬ ‫للطفال أالصغر ً‬ ‫سنا‪.‬‬ ‫حضانة‬ ‫مزيد من الحمالت‬ ‫قبيل إط ــاق داري الــزيـتــون الثانية والـثــالـثــة‪ ،‬نفذ‬ ‫التجمع حملة «بـك ـتــابــي بيعمر ب ـلــدي» عـبــر تــوزيــع‬ ‫أ�لف حقيبة مدرسية تحتوي أ� ً‬ ‫يضا مواد قرطاسية في‬ ‫حيــي «درعا البلد» و «طريق السد» وبلدتي اليادودة‬ ‫أ‬ ‫وتسيل‪ .‬جاءت الحملة في البلدتين الخيرتين كخيار‬ ‫بديل حينها عن إطالق الدارين التعليميتين نتيجة‬ ‫نقص التمويل وعدم القدرة على افتتاح مدارس جديدة‪.‬‬ ‫قبل وبعد‪ ،‬وبالتزامن مع‪ ،‬إطالق الدور التعليمية‪،‬‬ ‫واص ــل «غ ـصــن زي ـت ــون» تـنـفـيــذ حـمــاتــه فــي درع ــا‪،‬‬ ‫أ‬ ‫فبعيد رواج عادة قطع الشجار الستخدامها كحطب‬ ‫للتدفئة في ظل غالء وندرة مادة المازوت واالنقطاع‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تحقيق‬

‫أ‬ ‫المتواتر للتيار الكهربائي‪� ،‬طلق التجمع حملة «غراس‬ ‫المستقبل» لزرع شتالت زيتون في عدة مناطق بهدف‬ ‫أ‬ ‫التوعية ب�همية الثروة الشجرية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�دار التجمع حملة موجهة للفراد ذوي اإلعاقة بعنوان‬ ‫أ‬ ‫«تحدي وإب ــداع»‪ ،‬ثم �تــت فعالية «بوالين الفرح»‬ ‫كمشاركة رمزية بحملة «‪ »With Syria‬التي هدفت‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫لتوعية الر�ي العام العالمي بالش�ن السوري‪ ،‬و�قيمت‬ ‫فعالياتها في العديد من المدن والعواصم العالمية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫كما �شــرف التجمع على حملة بعيد الم تحت شعار‬ ‫أ‬ ‫«الم السورية كلنا والدك»‪ ،‬وحملتين مخصصتين‬ ‫أ‬ ‫للطفال هما «ضحكة ورسمة» و»بإيدي ارسم بلدي»‪.‬‬ ‫بــالـتــوازي مــع هــذه الـحـمــات‪ ،‬نظم التجمع ورشــات‬ ‫تدريب شارك فيها نحو ‪ً 80‬‬ ‫طفال من بلدة «اليادودة»‬ ‫وتــم خاللها تطبيق نـظــام دعــم نفسي للتعامل مع‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الطفال خالل الحرب يتضمن ‪ 16‬جلسة‪ ،‬على �ن‬ ‫يتم نقله لمناطق أ�خرى ً‬ ‫قريبا‪.‬‬

‫أ‬ ‫عن مكان لطفالهم كي يفرحوا ويتعلموا ويلعبوا‪ ..‬فال‬ ‫أ‬ ‫�حد يرى ابنه يلعب ويرسم ويدرس وسيرفض الفكرة»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫لكن صهيب يتحدث � ي ـضــا عــن مجموعة مصاعب‬ ‫أ‬ ‫واج ـه ــت وت ــواج ــه ال ـت ـج ـمــع‪� ،‬ول ـه ــا ع ـلــى الـمـسـتــوى‬ ‫أ‬ ‫الشخصي لكافة الفاعلين فيه لتجاوز «هاجس» �ن‬ ‫هذا ليس الوقت المناسب لهذا النوع من النشاطات‪،‬‬

‫تــردف غاردينيا أ�ن ً‬ ‫تحديا كبي ًرا يواجه العاملين في‬ ‫آ‬ ‫التجمع يتمثل بإيجاد «مكان �من» للقيام بالفعاليات‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫مع الطفال‪ ،‬ولذلك يتم االعتماد على �قبية �و منازل‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫سكنية �م ـنــة‪ .‬وتـتــابــع �ن االنـقـطــاع الـمـتـكــرر للتيار‬ ‫الكهربائي وخدمة اإلنترنت واالتـصــاالت وغيابها في‬ ‫بعض المناطق تحت سيطرة الجيش الحر يؤدي إلى‬ ‫أ‬ ‫إعــاقــة الـتــواصــل وتنظيم العمل وتــ�خـيــره‪ ،‬عــدا عن‬ ‫صعوبة التنقل بسبب انتشار حواجز النظام وفصلها‬ ‫أ‬ ‫بين الحياء داخل المدينة من جهة‪ ،‬وبين المدينة‬ ‫أ‬ ‫وبعض البلدات والقرى من جهة �خرى‪.‬‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫إضافيا يصفه‬ ‫مشروعا‬ ‫قبل ثالثة �شهر‪ ،‬بد� التجمع‬ ‫صهيب بالمشروع «الرائد»‪ ،‬وهو مجلة «قوس قزح»‬ ‫أ‬ ‫للطفال‪ ،‬التي تطبع ‪ 1500‬نسخة ً‬ ‫شهريا‬ ‫الشهرية‬ ‫وت ــوزع م ـجــانــا‪ ً،‬كـمــا تـتــوفــر منها نسخة إلـك ـتــرونـيــة‪.‬‬ ‫تتضمن المجلة ً‬ ‫قصصا مصورة وفقرات لتعليم اللغتين‬ ‫ً‬ ‫اإلنجليزية والعربية أو�خرى لفن الخط ً‬ ‫توضيحيا‬ ‫وبابا‬ ‫لحقوق الـطـفــل‪ ،‬كــل ذلــك وفــق مــا يشير صهيب‪،‬‬ ‫عبر إسهام متفاوت لكادر إداري وفني مكون من ‪25‬‬ ‫ً‬ ‫شخصا يشاركون في خروج المجلة إلى النور لقاء مقابل‬ ‫مادي بسيط‪.‬‬ ‫تحديات‬ ‫ي ـقــول صـهـيــب لـ ـ «ض ــوض ــاء» إن كــافــة الـنـشــاطــات‬ ‫ً‬ ‫«تعاونا ممي ًزا»‬ ‫والفعاليات التي نظمها التجمع شهدت‬ ‫من قبل أالهالي في مختلف المناطق‪ ،‬ويضيف داعياً‬ ‫المجتمع المحلي فــي كــل مكان بسوريا إلــى تناسخ‬ ‫أ‬ ‫أ آ‬ ‫الفكرة وتطبيقها‪ ،‬يضيف �ن الباء والمهات «يبحثون‬

‫للناشطين في التجمع والفاعلين داخل سوريا مصاعب‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫تحديدا‪ ،‬غاردينيا وهي عضو في الهيئة‬ ‫عملية �كـثر‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫العامة للتجمع تــرى �ن �بــرز المخاطر التي تواجهها‬ ‫أ‬ ‫يتعلق ب�منها الشخصي من خالل مرورها عبر الحواجز‬ ‫أ‬ ‫المنية والعسكرية التابعة للنظام السوري كي تصل‬ ‫إلــى المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة‪ ،‬بما‬ ‫أ‬ ‫يشتمل عليه ذلك من خطورة �منية عالية‪ ،‬الفتة إلى‬ ‫أ‬ ‫�ن مداخل مناطق المعارضة كـثي ًرا ما تكون مراقبة‪،‬‬ ‫عدا عن سهولة انكشافها كونها ال تضع الحجاب‪ ،‬وهو‬ ‫ما يزيد من احتمال مالحظتها نظ ًرا لقلة عدد الفتيات‬ ‫اللواتي ال يغطيهن رؤوسهن في تلك المناطق‪.‬‬

‫وثانيها عبر صعوبات توفير التمويل لمجال ترفيه‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الطفال «الذي ال يعتبره كـثيرون �ولوية رغم �ن الجيل‬ ‫يتعرض لعملية تشوه»‪ ،‬وفق تعبيره‪ ،‬والثالث يتعلق‬ ‫بنقص الخبرة بشكل عــام‪ ،‬وهــو مــا يتم تالفيه عبر‬ ‫أ‬ ‫االستفادة من الخطاء‪.‬‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫تــ�مــل غــارديـنـيــا �ن يساهم التجمع فــي «بـنــاء جيل‬ ‫أ‬ ‫الـمـسـتـقـبــل» ودعـ ــم الطـ ـف ــال «ل ـي ـكــونــوا نــاجـحـيــن‬ ‫وفاعلين في المجتمع وقادرين على بناء مجتمع مدني‬ ‫يسوده العدل والـســام والكرامة واحـتـرام الحريات‬ ‫أ‬ ‫والمعتقدات»‪ ،‬وهــي توضح �ن «اإلرادة والتصميم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫لتحقيق �هدافنا كانت �قوى من الصعوبات»‪ .‬يتفق‬ ‫أ‬ ‫معها صهيب الذي يؤكد �ن «اإلصرار والحب ينجزان‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�كبر شيء في الدنيا»‪ ،‬ويشدد على �ن الفريق يحاول‬ ‫أ‬ ‫التوسع إلى مناطق �خرى في درعا‪ ،‬وسيكمل المشروع‬ ‫«مهما حصل‪ ..‬حتى لو لم َ‬ ‫يبق معنا سوى ليرة واحدة‬ ‫فقط»‪.‬‬

‫أيار ‪ -‬حزيران ‪ 2014‬العدد (‪27 )11‬‬


‫إضاءة‬

‫رأي‬

‫اللبنانيون وأسئلة الثورة السورية‬

‫د‪ .‬سعود المولى‬ ‫أ‬ ‫ينتظر الـلـبـنــانـيــون‪ ،‬بكـثير مــن الـخــوف والـتــرقــب‪� ،‬يــة‬ ‫آ‬ ‫إشــارة ولــو بسيطة‪ ،‬تسمح لهم بفهم مــ�الت الــوضــع في‬ ‫أ‬ ‫سوريا‪ .‬وخبرتهم الطويلة وتجاربهم ال ليمة هي التي تملي‬ ‫عليهم موقف الترقب والـحــذر‪ ،‬ال بل حتى الخوف من‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مجرد الحالم والمنيات‪ ،‬فالمر يتعلق بسوريا‪ ،‬وهم ما‬ ‫أ‬ ‫تعودوا‪ ،‬وال تجر�وا‪ ،‬ومنذ عقود‪ ،‬على مجرد اإلشارة إليها‬ ‫تصريحا أ�و ً‬ ‫ً‬ ‫تلميحا‪.‬‬ ‫آ أ‬ ‫منذ أ�كـثر من أ�ربعين ً‬ ‫عاما (تاريخ وصــول �ل الســد إلى‬ ‫السلطة)‪ ،‬تحولت سوريا الشقيقة الجارة إلى «طوطم‪/‬‬ ‫تابو»‪ ،‬عملت الطبقة السياسية‪ ،‬التي حكمت وال تزال‬ ‫تحكم لبنان‪ ،‬على إخراجها من نسيج حياتنا اليومية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫�ي مــن نسيج عــاقــات الـقــربــى والــرحــم وال ـج ــوار‪ ،‬ومــن‬ ‫إطــار التاريخ والجغرافيا‪ ،‬ومن االستراتيجية والمصالح‬ ‫سياسيا‪ -‬أ� ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫منيا بامتياز‪،‬‬ ‫«موضوعا»‬ ‫والمنافع‪ ،‬لتحيلها‬ ‫أ‬ ‫حيث ال ناقة للمجتمع الهلي وال جمل (ال في لبنان وال‬ ‫في سوريا)‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ومـنــذ �ك ـثــر مــن �ربـعـيــن عــامـ ًـا غــابــت ســوريــا الحقيقية‪،‬‬ ‫سوريا الناس البشر‪ ،‬عبق التراث‪ ،‬وحاضر الشرق‪ ،‬قلب‬ ‫أ‬ ‫العروبة النابض‪ ،‬تظاهرات الشوارع‪ ،‬قوافل التجار‪� ،‬فراح‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫العراس‪� ،‬نموذج العيش المشترك والتفاعل بين الديان‬ ‫أ‬ ‫والمذاهب والتيارات‪ ،‬وحل محلها في �ذهان اللبنانيين‬ ‫وعقولهم‪ :‬ســوريــا الـمـخــابـرات واالغـتـيــاالت والتعديات‪،‬‬ ‫والـتــدخــات السياسية‪ ،‬وغير السياسية‪ ،‬فــي تفاصيل‬ ‫أ‬ ‫الحياة اللبنانية‪ :‬الخاصة والعامة‪ ،‬و�صبح الكالم «عن»‬ ‫ً‬ ‫«همسا» في صالونات الطبقة‬ ‫سوريا و «حــول» سوريا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫السياسية‪� ،‬و «نك ًـتا» شعبية ساهمت وتساهم في ت�جيج‬ ‫نار العنصرية‪ ،‬التي ال ينجو منها شعب من الشعوب‪،‬‬ ‫فكيف إذا ابتلي‪ ،‬هو وجاره الشقيق‪ ،‬بالوبال االقتصادي‬ ‫أ‬ ‫واالنهيار السياسي واالنحطاط الخالقي للطبقة السياسية‪-‬‬ ‫أ‬ ‫المنية‪-‬العسكرية الحاكمة ؟‬ ‫أ‬ ‫الحديث ً‬ ‫إذا عــن تــ�ثـيـرات مــا يجري فــي ســوريــا علينا في‬ ‫لبنان‪ ،‬هــو حــديــث خطير‪ ،‬لكن يحتمه تصاعد الـثــورة‬ ‫أ‬ ‫الشعبية الشجاعة النبيلة‪ ،‬مجبولة بدماء شهدائها البطال‬ ‫الشرفاء‪ ،‬وسط تمادي العجز العربي وتخاذل المجتمع‬ ‫الدولي عن مجرد النصرة بالقلب واللسان‪.‬‬

‫‪28‬‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫أيار ‪ -‬حزيران ‪ 2014‬العدد (‪)11‬‬

‫أ‬ ‫أ� ً‬ ‫وال‪ :‬يكـفي �ن الثورة السورية المجيدة‪ ،‬وبغض النظر عن‬ ‫أ‬ ‫خواتيمها‪� ،‬سقطت اإلرهاب الفكري‪-‬المعنوي والعسكري‪-‬‬ ‫أ‬ ‫المني المتمثل بشعار المقاومة والممانعة الكاذب‪ ،‬لقد‬ ‫أ‬ ‫صال «الممانعون» وجالوا في إنتاج خطاب سياسي‪� -‬مني‬ ‫(هو مشروع سلطوي بامتياز) مفارق للمجتمع‪ ،‬متغلب‬ ‫عليه وقــاهــر لــه‪ ،‬يفكك مرجعياته الرمزية والتاريخية‪،‬‬ ‫د‪ .‬سعود المولى‬ ‫ويضرب ذاكــرتــه الجمعية‪ ،‬ويقهر قــواه الحية‪ ،‬ويصادر‬ ‫أ‬ ‫حـقــوقــه الســاس ـيــة‪ :‬خـطــاب احـتـكـرتــه نـخــب «قومجية»‬ ‫ً‬ ‫«إسالموية»‪ ،‬قمعت الفكر وال أر�ي والتعبير وحتى أالحالم‪ .‬ثالثا‪ :‬همشت النخبة الحاكمة في سوريا‪ ،‬وضربت وقهرت‬ ‫أ‬ ‫المجتمع اله ـلــي والمجتمع الـمــدنــي فــي لـبـنــان وســوريــا‬ ‫ً أ‬ ‫أ‬ ‫معا‪ ،‬و�فقدت اإلنسان حريته وكرامته وحتى لقمة عيشه‬ ‫والحق �نها ما كانت غير قوى تبعية واستزالم واستقواء‪ ،‬أ‬ ‫ً‬ ‫خــارج التاريخ والجغرافيا والمصالح المشتركة والــرؤيــة وم�واه‪ ،‬وصوال إلى احتقار وجوده وإنسانيته‪ .‬هذه النخبة‬ ‫أ‬ ‫الواقعية‪ ،‬نجحت في أت�جيج نار الديماغوجية الشعبوية‪ ،‬الطاغية‪ ،‬لن تخلي الطريق �مام دواعي اإلصالح والتغيير‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫بحيث استطال الوهم واستحال ً‬ ‫حقيقيا‪ ،‬لم يعدم والحرية والديموقراطية‪ ،‬وبالتالي فإن بقاءها �و ذهابها‬ ‫رعبا‬ ‫ً يهم اللبنانيين كـثيرا‪ً.‬‬ ‫ًأ‬ ‫ً‬ ‫بعض الحزبيين وسيلة لجعله إرهابا �رعنا‪ ،‬نشهد يوميا والحال أ�نه ال تغيير ً‬ ‫حقيقيا في لبنان‪ ،‬دون حصول تغيير‬ ‫عينات منه فــي حـمــات التكـفير والـتـخــويــن واستباحة‬ ‫دم ــاء المعترضين‪ ،‬أ�ك ــان بــاالغـتـيــال الـجـســدي المباشر حقيقي في سوريا‪.‬‬ ‫أ‬ ‫�م المعنوي‪-‬اإلعالمي‪ ،‬ضد المثقفين الداعمين لحرية‬ ‫أ‬ ‫فالسلطة السورية‪ ،‬كانت وال تزال هي المسؤولة الولى‬ ‫الشعب السوري‪.‬‬ ‫والمباشرة‪ ،‬عن إنتاج السلطة السياسية الحالية في لبنان‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ثانيا‪ :‬بينت الثورة السورية المجيدة أ�ن محاربة اإلمبريالية وهذه الخيرة جرى تركيبها ببطء و�ناة‪ ،‬منذ بداية التدخل‬ ‫والصهيونية ومخططاتهما‪ ،‬ال تكون في اإلرهــاب أالعمى السوري في لبنان عام ‪ ،1973‬وعبر محطات دراماتيكية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫واإلج ـرامــي‪ ،‬الــذي يستهدف قتل البشر وتدمير الحجر �همها الـحــرب الهلية ‪ ،76-75‬ثــم حــرب إخ ـراج منظمة‬ ‫وإنـهــاك الـنــاس‪ ،‬وتمزيق نسيج المجتمعات واستنزاف التحرير الفلسطينية من لبنان ‪ ،1988-1983‬فاالنقالب‬ ‫على الطائـف ‪ً ،1992‬‬ ‫وصوال إلى اغتيال الرئيس الحريري‬ ‫خـيـراتـهــا وتــاري ـخ ـهــا‪ ،‬وتــوت ـيــر الـمــذهـبـيــات والـعـصـبـيــات‬ ‫أ‬ ‫الـجــاهـلـيــة‪ ،‬أو�ن ال مـقــاومــة وال مـمــانـعــة فــي ظــل القمع في ‪ ،2005‬وعدوان تموز ‪ ،2006‬وعملية ‪� 7‬يار ‪،2008‬‬ ‫أ‬ ‫واإلرهــاب والسجون والمعتقالت والتخوين والتكـفير‪ ،‬واالنقالب الخير في كانون الثاني ‪.2011‬‬ ‫أ أ‬ ‫امة‪،‬‬ ‫ر‬ ‫وك‬ ‫وعدالة‬ ‫وحرية‬ ‫اطية‬ ‫ر‬ ‫ديموق‬ ‫دون‬ ‫مقاومة‬ ‫ال‬ ‫نه‬ ‫�‬ ‫�ي‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫وبالتالي فإن �ليات التغيير الديموقراطي في لبنان‪ ،‬كانت‬ ‫ودون سلم �هلي راسخ ووحدة وطنية متينة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وال ت ـزال معطلة �و «مـكــربـجــة»‪ ،‬بفعل الـيــد الضابطة‬ ‫نعم‪ :‬الخارج االستعماري يتربص بنا‪ ،‬يمنع تقدمنا‪ ،‬يعرقل ال ـســوريــة‪-‬اإلي ـران ـيــة‪ ،‬لـكــون التغيير فــي لـبـنــان سيطيح‬ ‫وحــدتـنــا‪ ،‬يجهض ثــوراتـنــا‪ ،‬يتدخل فــي شــؤونـنــا‪ ،‬ولكن برموز الوصاية السورية‪ ،‬ومن خالل ذلك بكل المنافع‬ ‫المشكلة هي فينا نحن! فهل يعقل أ�ن نقارع اإلمبريالية واالمتيازات التي حصلت عليها الطبقة الجديدة الحاكمة‬ ‫والصهيونية‪ ،‬عبر قتل أالبــريــاء وتدمير المدن والقرى‪ ،‬في البلدين‪ ،‬من هنا ما يجري في سوريا سيدفع المثقفين‬ ‫وترويع الناس وإرهابهم‪ ،‬وعبر الظلم واإلذالل واإلفقار‪ ،‬والناشطين اللبنانيين والسوريين‪ ،‬إلى إعادة التفكير في‬ ‫تــازم المسارين‪ :‬االستقالل والسيادة للبنان‪ ،‬والحرية‬ ‫والتهميش والتجويع والتشريد؟‬ ‫نعم ال معنى ألي ثورة أ�و مقاومة أ�و نضال إن لم يكن من والكرامة لسوريا‪.‬‬ ‫أ�جل اإلنسان‪ :‬حياته أ� ً‬ ‫وال ثم كرامته ثم حريته ثم حقوقه *الـمـقــال تحية إلــى الصديقين سمير قصير (‪ 2‬حزيران‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫‪ )2005‬وجورج حاوي (‪ 21‬حزيران ‪ )2005‬بمناسبة الذكرى‬ ‫في المن والمان وفي االستقرار واالزدهار‪.‬‬ ‫التاسعة الستشهادهما (مالحظة الكاتب)‪.‬‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫في ريف حمص الشمالي سوريون على حافة الموت‬ ‫أ‬ ‫وكالة سمارت للنباء‬ ‫تعاني مدن وبلدات ريف حمص الشمالي منذ حصار قوات النظام لها بداية الشهر السابع‬ ‫عام ‪ً ،2012‬‬ ‫بالمواد الغذائية والطبية أومستلزمات الحياة اليومية‪ ،‬ما فاقم العجز‬ ‫نقصا أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫حاجات الطفال الساسية‪ ،‬السيما بعد �ن وصل عددهم في مدينة الرستن وريفها‬ ‫مام‬ ‫�‬ ‫إلى ‪ 16‬أ�لف طفل دون الثانية عشر ً‬ ‫عاما‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الرستن يقول أ لمراسل «سمارت»‪« :‬إننا هنا في ريف أحمص‬ ‫(�بو محمد) أوهو �حد سكان ً أ‬ ‫الشمالي شبه �موات»‪ ،‬موضحا �ن الهم الساسي لإلنسان في هذه المنطقة هو «ت�مين‬ ‫غذاء اليوم وترك الغد على الله»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�ضاف (�بو محمد) �ن المجلس المحلي والجمعيات وشعبة الهالل الحمر قدمت القليل‬ ‫من المساعدات والسلل الغذائية‪ ،‬خاصة بعد توقف مصادر رزق المواطنين بسبب‬ ‫والقصف‪ ،‬مشي ًرا إلى معانات المنطقة من تالعب التجار وإخفائهم بعض المواد‪،‬‬ ‫الحصار‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ما �دى الرتفاع �سعارها‪ ،‬بالتالي عجز المواطنين عن شرائها‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ خرى أ أ‬ ‫المدينة «لسمارت»‪� ،‬ن ارتفاع سعر صرف الدوالر �دى‬ ‫تجار‬ ‫حد‬ ‫�‬ ‫ومن جهة � �وضح‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫الغذائية‬ ‫الرتفاع المواد الغذائية من المصدر الساسي‪ ،‬مبر ا « أالنستطيع إدخال المواد أ‬ ‫من إدخالها‪ ،‬وهذا المر‬ ‫إال بعد المرور بالكـثير من الحواجز التي تقوم بسلبها �و منعنا أ‬ ‫أيعرض العاملين على إدخالها للخطر من جهة‪ ،‬ويساهم في رفع �سعار السلع من جهة‬ ‫�خرى‪ ،‬ولكن ما باليد حيلة»‪.‬‬ ‫ ‬ ‫وتعرض الكـثير من الموظفين في الدوائر الحكومية بالريف الشمالي للفصل التعسفي‬ ‫وقطع الرواتب عنهم‪ ،‬بتهمة انتمائهم للثورة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫حمص (خالد) «لسمارت»‪ « :‬ك آــانأ الراتب هو‬ ‫مديرية التربية في‬ ‫يشرح �حــد موظفي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫زق‬ ‫الخمسة‪ ،‬ألكنني الن �عمد لزراعة‬ ‫إلطعام �والدي‬ ‫عتمد عليه‬ ‫ًأ‬ ‫أ‬ ‫مصدر الر الوحيد الذي � أ‬ ‫المحاصيل البعلية في قطعة �رض‪ ،‬لنكـفي �نفسنا»‪ ،‬أمشيرا �نه �جبر على النزوح نحو‬ ‫منطقة المز أارع حيث ال يستطيع شراء معظم المواد الساسية للحياة اليومية‪ ،‬بسبب‬ ‫ّقلتها وإرتفاع �سعارها ال ّ‬ ‫سيما مادة الخبز‪.‬‬ ‫يتكون الريف الشمالي لحمص من مدن تلبيسة والحولة وقرى منها (الزعفر أانة‪ ،‬الغنطو‪،‬‬ ‫والدار الكبيرة‪ ،‬ديرفول‪ ،‬غرناطة‪ ،‬السعن وعزدين) إضافة إلى قرى عديدة �خرى‪ ،‬تتبع‬ ‫جميعها ً‬ ‫إداريا ألمدينة الرستن‪ ،‬وفي الوقت الراهن بسبب حاالت النزوح الكبيرة للريف‬ ‫وتداخل المدن �صبح لكل قرية ومدينة مجلس محلي مستقل تتبع له‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ّ أ أ‬ ‫الديك)‪� ،‬ن‬ ‫سعود‬ ‫(القاضي‬ ‫الرستن‬ ‫مدينة‬ ‫في‬ ‫المحلي‬ ‫المجلس‬ ‫عضاء‬ ‫�‬ ‫هذا وصرح �حد‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المؤقتة هي ‪� 30‬لف أدوالر �مريكي‬ ‫المخصصات ًالمالية ألمدينة الرستن من الحكومة أ‬ ‫ً‬ ‫طفال الذين‬ ‫ال‬ ‫من‬ ‫كبيرة‬ ‫عداد‬ ‫«�‬ ‫وجود‬ ‫بسبب‬ ‫كافية‬ ‫غير‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫مشي‬ ‫‪،‬‬ ‫شهريا‬ ‫أ‬ ‫يحتاجون إلى المستلزمات الساسية‪،‬‬ ‫إضافة لعائالت الشهداء والمحتاجين‬ ‫الذين ُيعتبرون تحت خط الفقر»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ويـضـيــف ال ـقــاضــي (ال ــدي ــك)‪� ،‬ن‬

‫تقرير‬

‫أ‬ ‫وكالة سمارت للنباء‬

‫أ‬ ‫تقصي ًرا كبي ًرا يقع على عاتق المعارضة السياسية‪ ،‬والتي لم تقدم للهالي ما يكـفي لسد‬ ‫حاجاتهم‪ ،‬ويقول «ناشدناهم كـثي ًرا ولم ّ‬ ‫نتلق منهم سوى الوعود»‪.‬‬ ‫أ�ما ً‬ ‫طبيا فيعاني الريف الشمالي من نقص بالمواد الطبية واإلسعافية بسبب ارتفاع اعداد‬ ‫المصابين جراء القصف اليومي الذي تتعرض له المدن والقرى في المنطقة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫طبيب في �حد المستشفيات الميدانية في الريف الدكـتور (يحيــى)‪« :‬اضطررنا‬ ‫وكشف أ‬ ‫الستعمال �كياس الطحين وتعقيمها وغسلها واستعمالها كشاش طبي بسبب قلتها»‪،‬‬ ‫ًأ‬ ‫موضحا �ن بعض الهيئات والجمعيات تمد يد المساعدة لكن يعيق وصولها‪ ،‬الحصار‬ ‫المفروض وانقطاع الطرقات‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وبالنسبة لطفال الريف الشمالي كشفت أإحصاءات ألمكـتب رعاية الطفل والمومة وذوي‬ ‫االحتياجات الخاصة في الرستن وريفها‪� ،‬ن عدد الطفال دون سن الثانية عشر‪ ،‬وصل‬ ‫أ‬ ‫إلى ‪ً � 16‬لفا ‪ ،‬بينهم ‪ 500‬طفل من ذوي االحتياجات الخاصة‪.‬‬ ‫أ أ‬ ‫وصـ ّـرحــت مــديــرة أالمكـتب (مـهــا) ل ـ «سـمــارت»‪� « ،‬ن الطـفــال هــم مــن «يــدفــع ضريبة‬ ‫الحرب»‪ً ،‬‬ ‫خاصة � أن قوات النظام ترفض تحييدهم عن القصف واالشتباكات والحصار‪،‬‬ ‫قائلة‪« :‬المعاناة ال كبر هي وجود ما يقارب ‪ 500‬طفل ذوي احتياجات خاصة‪ ،‬ونحن‬ ‫شبه عاجزين عن مد يد العون لهم»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫الهيئات والجمعيات‪ ،‬مشيرة �نها قليلة في‬ ‫وتتابع (مها)‪ ،‬إن بعض المساعدات تصل من أ‬ ‫والعكازات‬ ‫المعاقين‬ ‫اسي‬ ‫ر‬ ‫وك‬ ‫طفال‬ ‫ال‬ ‫السيما حليب‬ ‫أ‬ ‫ظل النقص الكبير باالحتياجات أ‬ ‫والفرشات الهوائية‪ ،‬و بشكل خاص الطراف الصناعية للمصابين بحاالت بتر الطراف‪.‬‬ ‫أ‬ ‫والجدير ذكره �ن الريف الشمالي آيعاني من تضخم سكاني كبير بسبب حاالت النزوح‬ ‫�خرها المدنيون والمقاتلون الذين نزحوا مـ ـ ــن‬ ‫أالكبيرة إلـيــه‪ ،‬والـتــي كان‬ ‫الـمـحــاصــرة وفــق اتفاقية مــع قــوات‬ ‫�ح ـ ـي ـ ــاء م ــديـ ـن ــة حـمــص‬ ‫ناشطين محليين‪.‬‬ ‫ال ـن ـظ ــام‪ ،‬وذل ـ ــك حـســب‬

‫أيار ‪ -‬حزيران ‪ 2014‬العدد (‪)11‬‬

‫‪29‬‬


‫إضاءة‬

‫تحقيق‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫خطة التحول الديمقراطي‪ :‬خطوات وآليات‬

‫مجيد محمد‬ ‫ّ‬ ‫السوريين ‪ -‬تلون أ الديمقراطية‬ ‫على مدى عقود خبرنا نحن ‪-‬‬ ‫آ‬ ‫في مجال انتقالها من المفهوم إلى اللية وفق �هواء النظام‬ ‫وهمية ُمـ ّـدعــاة وباطلة‪،‬‬ ‫الحاكم‪،‬‬ ‫وعرفناها ديمقراطية أ‬ ‫وحلمنا بها َ‬ ‫هاجس‬ ‫إلى‬ ‫ذهاننا‬ ‫�‬ ‫في‬ ‫تحولت‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫حقيقة‬ ‫ٍ‬ ‫أ‬ ‫نعيش �ه ــوال النفي‬ ‫نسعى نـحــوه منذ سـنــوات ث ــاث‪ ،‬أ‬ ‫والتشرد والــدمــاء والقصف وفـقــدان الحـبــة‪ ،‬لتكريسه‬ ‫وتحويله إلى مناخ يكـتنف مستقبل سوريا السياسي‪.‬‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫رغم فداحة خسارة أالسوريين وشدة �المهم‪ ،‬إال �نهم ما‬ ‫زال فيهم من أيرى الفــق في الحل أالسياسي يستند إلى‬ ‫تغيرات على الرض‪ ،‬يسعى إلى بناء �رضية لتحول سوريا‬ ‫إلى نظام ديمقراطي حقيقي‪ ،‬أوذلك من خالل نشر التوعية‬ ‫السياسية‪ ،‬وتشكيل نوى لجسام سياسية وإداريــة في‬ ‫الداخل‪،‬‬ ‫وتشجيع مشاركة النساء‪ .‬أ‬ ‫أ‬ ‫لكننا مــن جـهــة �خـ ــرى‪ ،‬نـلـمــح فــي �وسـ ــاط الـمـعــارضــة‬ ‫التسلط والمحاباة وااللتفاف على الحقائق‬ ‫السياسية مالمح أ‬ ‫ـاوز‬ ‫السياسية‪،‬‬ ‫الهياكل‬ ‫تشكيل‬ ‫ـاء‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ـ‬ ‫ث‬ ‫�‬ ‫ـاءات‬ ‫أ‬ ‫وت ـ أجـ الـك ـفـ أ‬ ‫والخطر من ذلك �ن الكـتل السياسية التي يفترض �ن‬ ‫يكون وجودها أحالة صحية تتجلى في المنافسة ووصول‬ ‫أ أ‬ ‫الحادة‪،‬‬ ‫أال كـف�‪ ،‬خلخلت �جواء الثورة جراء استقطاباتها أ‬ ‫و�ضاعت بوصلة الكـثير من النشطاء والعاملين في الش�ن‬ ‫العام‪ ،‬ودفعت ببعضهم للتوقف عن العمل‪.‬‬ ‫ينتظر سوريا اليوم انتخابات رئاسية ال شرعية‪ُ ،‬ت ّ‬ ‫فصل‬ ‫آ أ‬ ‫كما َّمر ً‬ ‫سابقا على مقاس نظام �ل الســد‪ ،‬لكنها مدعمة‬ ‫أالـيــوم بـطــائـرات ومــدافــع وبـرامـيــل الـنـظــام‪ ،‬الـتــي تحصد‬ ‫�رواح السوريين‪ ،‬وتجويعه للمناطق بالحصار ُالمضني‪،‬‬ ‫ونتساءل ماذا لدينا لمواجهتها؟ هل ُ‬ ‫سيجبر السوريون‬ ‫النتخاب قاتلهم ً‬ ‫مجددا؟ هل يمكننا اعتبار ما تم تداوله‬ ‫في حرا ك السوريين وحتى معارضتهم السياسية ً‬ ‫كافيا‬ ‫ألتكريس ديمقر أاطية حقيقية ُتنسي السوريين عذابات‬ ‫العوام الفائـتة‪� ،‬م ال زالت سوريا تدور في فلك االستبداد‬ ‫وإن اختلفت مصادره والقائمون عليه؟‬ ‫بهذه التساؤالت الجوهرية بعد ثــاث سنوات من عمر‬ ‫الثورة السورية وإمكانية تطبيق طموحات السوريين في‬ ‫التحول الديمقراطي وتحقيق مجتمع العدالة والحرية‬ ‫والكرامة‪ ،‬استقبل منتدى المعرفة وحرية التعبير في‬ ‫جـلـسـتــه ال ـثــام ـنــة‪ ،‬وال ـ ــذي تقيمه‬ ‫مجلة «ضوضاء» بمشاركة كل من‬ ‫مجلتي «شــار» و «سيدة سوريا»‬ ‫في مدينة غــازي عنتاب بتركيا‪،‬‬ ‫ب ـح ـضــور نـخـبــة م ــن الـســوريـيــن‬ ‫المقيمين هناك‪ ،‬الدكـتور رضوان‬ ‫زيـ ــادة مــديــر الـمــركــز‬ ‫السوري للدراسات‬ ‫الـ ـ ـسـ ـ ـي ـ ــاسـ ـ ـي ـ ــة‬ ‫واالستراتيجية‪.‬‬

‫خاص ضوضاء‪ /‬منتدى المعرفة وحرية التعبير‬

‫زيــادة في بداية حديثه الفكرة التي قادتهم إلنتاج خطة‬ ‫ال ـت ـحــول الــدي ـم ـق ـراطــي ف ــي ال ـب ــاد ع ـبــر ش ــرح ال ـظــروف‬ ‫والمالبسات التي ّمرت بها سوريا خالل الفترة الممتدة بين‬ ‫عامي (‪ )2013/2012‬بالقول‪« :‬مع بداية سقوط المعابر‬ ‫الهوى‬ ‫السورية – التركية‪ ،‬وخاصة أمعبر باب أ‬ ‫الحدود أ‬ ‫على آ‬ ‫في العام �ب ‪� /‬غسطس ‪ ،2012‬بدا وك�ن سوريا بد�ت‬ ‫فيها ما يمكن تسميته حالة صومالية بنسبة ‪ ،% 5‬أ والتي‬ ‫تعني انهيار السلطة المركزية وعدم وجود سلطة �خرى‬ ‫بديلة قادرة على حماية مؤسسات الدولةأ سواء أالقانونية‪،‬‬ ‫أاإلداري ــة‪ ،‬أاالجتماعية والقضائية على �همية الخـيــرة‪،‬‬ ‫لنه‪ ،‬كلما ت�خر ظهور آوبروز هذه أالسطلة المركزية فإن‬ ‫أنسبة الصوملة تزداد‪ ،‬الن‪ ،‬نحن �مام نسبة تفوق الـ ‪40‬‬ ‫�و ‪ 60‬أبالمائة من الصوملة في المناطق المحررة بسوريا‪،‬‬ ‫نتيجة ت�خر والدة الحكومة المؤقتة‪ ،‬لكن في تلك الفترة‬ ‫المبكرة‪ ،‬عقدنا مؤتم ًرا ً‬ ‫موسعا في أاستانبول باسم مؤتمر‬ ‫االنتقالية‪ ،‬وكانت من �هم توصياته‪ :‬تشكيل‬ ‫إدارة المرحلة أ‬ ‫حكومة مؤقتة ب�سرع وقت ممكن وتشكيل بيت الخبرة‬ ‫السوري»‪.‬‬

‫تشكلت الحكومة المؤقتة في ظل ظرف‬ ‫دولي غير مساعد فلم يعد من الممكن‬ ‫للمعارضة تشكيل حكومتها التي تعتبر‬ ‫ممثلة للشعب السوري‬

‫أ‬ ‫فيما يتعلق بالتوصية الولــى للمؤتمر تحدث زيــادة عن‬ ‫ظ ــروف تشكيل الحكومة ا ألـســوريــة وتـقــاطـعــات الملف‬ ‫ً‬ ‫موضحا �ن «عقد المؤتمر ت أزامن مع‬ ‫الــدولــي واإلقليمي‬ ‫بدء النقاشات لتشكيل اال ئـتالف‪ ،‬الذي بدى وك�نه يكرر‬ ‫أ‬ ‫لماذا ننتج نفس‬ ‫التساؤل‪:‬‬ ‫فكان‬ ‫الوطني‪،‬‬ ‫المجلس‬ ‫خطاء‬ ‫�‬ ‫آ‬ ‫الجسم السابق‪ ،‬وبحسب قيادات اال ئـتالف �نذاك‪ ،‬كان‬ ‫استعرض الـ أـدافــع مــن وراء اال ئ ـتــاف هــو تشكيل الحكومة‪ ،‬لكن‬ ‫تر�س معاذ الخطيب اال ئـتالف‪ ،‬الذي عارض ً‬ ‫تماما فكرة‬ ‫أ‬ ‫تشكيل الحكومة‪ .‬وظل اال ئـتالف ستة �شهر ضد فكرة‬

‫‪30‬‬

‫أيار ‪ -‬حزيران ‪ 2014‬العدد (‪)11‬‬

‫خاص ضوضاء‪ /‬منتدى المعرفة وحرية التعبير‬

‫الحكومة‪ ،‬في هذا الوقت ازدادت النسبة من ‪ % 5‬إلى‬ ‫‪ ،%‬وظهر تنظيما داعش والنصرة والخالفات الكبيرة‪،‬‬ ‫‪ 40‬أ‬ ‫كما بد� الدعم الكبير من قبل المجتمع الدولي وخاصة‬ ‫فرنسا التي طالبت بتشكيل الحكومة أ االنتقالية مع بداية‬ ‫ظهور اال ئـتالف بالخفوت‪ ،‬بعد ستة �شهر دخلنا مرحلة‬ ‫والذي انعكس في‬ ‫الصراع اإلقليمي «القطري – السعودي»‬ ‫اال ئـتالف بشكل أ�و آب�خر‪ ،‬كل هذه أالمور أ� ّ‬ ‫تشكيل‬ ‫رت‬ ‫خ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الحكومة ثالثة �شهر إضافية‪ ،‬في النهاية وبعد تسعة �شهر‬ ‫أتشكلت حكومة في ظل ظرف دولــي غير مساعد‪ ،‬وفي‬ ‫�جواء طرحت فيها فكرة مؤتمر أ جنيف وتشكيل هيئة حكم‬ ‫انتقالية‪ ،‬فلم يعد من الممكن �ن ُيسمح للمعارضة تشكيل‬ ‫حكومتها التي تعتبر نفسها ممثلة الشعب السوري»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫�ردف زيادة في شرح العراقيل والصعوبات التي اكـتنفت‬ ‫عملية تشكيل الحكومة بالقول‪« :‬وصل الداخل السوري‬ ‫أ‬ ‫إلى �قصى لحظات االنقسام والتشتت‪ ،‬وظهرت أتنظيمات‬ ‫غريبة عن جسد الثورة بل تعارض الثورة في مبد�ها مثل‬ ‫ً‬ ‫داعش‪ ،‬في نفس الوقت اعتبر اال ئـتالف ً‬ ‫خارجيا‪،‬‬ ‫جسما‬ ‫فكانت الحكومة ضعيفة‪ ،‬لعدم تمكننا من اتخاذ القرار‬ ‫المناسب في الوقت المناسب»‪،‬‬ ‫توصية مؤتمر استانبول الثانية أتمحورت حول تشكيل‬ ‫ب ـيــت ال ـخ ـبــرة الـ ـس ــوري‪« ،‬ال ـ ــذي �ن ـت ــج خ ـطــة الـتـحــول‬ ‫الديمقراطي‪ ،‬والــذي يضم ً‬ ‫شخص من قادة‬ ‫‪300‬‬ ‫تقريبا‬ ‫أ‬ ‫المعارضة السياسية والعسكرية‪ ،‬إضافة ل كاديميين‪،‬‬ ‫منشقين‪ ،‬نشطاء حقوق إنسان‪ ،‬حقوقيين‪ ،‬وباحثين‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ويـتــ�لــف مــن ستة فــرق رئيسية‪ ،‬فــريــق العمل الخاص‬ ‫ـاح السياسي‪ ،‬اإلصــاح الأــدسـتــو أري‪ ،‬االنتخابات‬ ‫بــاإلصـ أ‬ ‫ونظام الحـزاب‪ ،‬إعادة هيكلة الجهزة المنية‪ ،‬العدالة‬ ‫االنتقالية وفريق اإلصالح االقتصادي‪ .‬وشكلت التوصيات‬ ‫ال أرئيسية لهذه الفرق التي اجتمعت على مدار عام كامل‪،‬‬ ‫الساس الذي ُبنيت عليه خطة التحول الديمقراطي»‪.‬‬ ‫آ‬ ‫باالنتقال إلى �ليات فرق العمل التي شكلها بيت الخبرة‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تحقيق‬

‫ال ـســوري والـتــوصـيــات النهائية لـكــل فــريــق قــال زي ــادة‪:‬‬ ‫«تــوص ـيــة اإلص ـ ــاح ال ـس ـيــاســي ت ـم ـحــورت ح ــول الـنـظــام‬ ‫الـبـرلـمــانــي‪ ،‬فبعد ‪ 45‬عــامـ ًـا مــن ســوء اسـتـخــدام السلطة‬ ‫التنفيذية ممثلة في رئيس الدولة‪ ،‬يعتبر النظام البرلماني‬ ‫أ‬ ‫هو النسب لسوريا‪ ،‬والذي يكون فيه رئيس الــوزراء هو‬ ‫ئيس تكون فخرية‪،‬‬ ‫السلطة العليا‪ ،‬وبينما صالحيات آالر أ‬ ‫وتختلف مــن نـظــام بـرلـمــانــي إل ــى �خ ــر‪� .‬م ــا فيما يتعلق‬ ‫باإلصالح الدستوري‪ ،‬فإن عدد السوريينأ يبلغ ‪ 24‬مليون‬ ‫حسب إحصاء عام ‪ّ ،2011‬‬ ‫ويمثل عدد � أعضاء البرلمان‬ ‫أالجذر التكعيبي لعدد السكان‪ ،‬لذلك يجب �ن يكون عدد‬ ‫�عضاء الجمعية الدستورية المناط بها كـتابة الدستور ‪290‬‬ ‫ً‬ ‫عضوا‪ ،‬يتم انتخابهم وفق النظام النسبي‪ ،‬وقمنا بتقسيم‬ ‫الصغرى)‪،‬‬ ‫سوريا إلى ‪ 32‬دائرة انتخابية بنظام (الدائرة‬ ‫أ‬ ‫ولــم يتم اعتماد المحافظة أكــدائــرة انتخابية‪ ،‬مــن �جــل‬ ‫ضمان المشاركة الشعبية الوســع لكل فئات المجتمع‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وقد �كد الدارسون والباحثون في تاريخ الثورات العالمية‬ ‫أ أ‬ ‫�ن �على نسبة مشاركة شعبية في كل الثورات هي الثورة‬ ‫بلغت ‪ 10‬بالمائة من مجموع السكان‪،‬‬ ‫اإليرانية والتي أ‬ ‫ً‬ ‫وبحسب الــدراســات �يـضــا فــإن الـثـ أـورة السورية وبسبب‬ ‫اتساع رقعتها وانتشارها في القرى والرياف‪ ،‬بلغت نسبة‬ ‫المشاركة فيها نحو ‪ 26‬بالمائة من عدد أالسكان‪ ،‬فكيف‬ ‫أ‬ ‫والمؤسسات‬ ‫طر‬ ‫ال‬ ‫في‬ ‫الشعبية‬ ‫المشاركة‬ ‫هذه‬ ‫طير‬ ‫ت�‬ ‫يمكن‬ ‫تعتري أ‬ ‫مس�لة‬ ‫والهياكل السياسية‪ ،‬في ظل الصعوبة التي‬ ‫التمثيل‪ ،‬لذلك كان نظام أالدوائر الصغرى أونظام التمثيل‬ ‫النسبي الضامن لمشاركة القليات بشكل �كبر‪ ،‬وضمان‬ ‫بحيث ال يسيطر على‬ ‫وصولهم إلى الجمعية‬ ‫الدستورية‪ ،‬أ‬ ‫أ أ‬ ‫هــذه الجمعية تلوين سياسي �و �ثني �و طائـفي معين‪،‬‬ ‫أفالعملية السياسية ستكون بذلك تشاركية وغير إقصائية‬ ‫ل ّ ٍي من مكونات المجتمع السوري‪ ،‬وفيما يتعلق بكـتابة‬ ‫الدستور‪ ،‬وكي ال تمر سوريا بفراغ دستوري ُّ‬ ‫البد أمن العودة‬ ‫آإلى دستور عام ‪ ،1950‬فمنذ استقالل سوريا الول وحتى‬ ‫الن شهدت البالد ظهور ‪ 16‬دستو ًرا‪ ،‬لكن دستور ‪1950‬‬ ‫كان الوحيد الذي تم كـتابته من جمعية أدستورية منتخبة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫متقدما‪ ،‬منح الـمـر�ة حق التصويت‬ ‫لذلك كــان دسـتــو ًرا‬ ‫قبل دولة السويد‪ ،‬وهذا يوضح أكيف كانت فكرة العدالة‬ ‫آاالجتماعية وفكرة الحق راسخة �ثناء كـتابة الدستور عند‬ ‫التغيرات‬ ‫الباء‬ ‫آ‬ ‫المؤسسين لسوريا‪ ،‬لكن هناك الكـثير من أ‬ ‫االجتماعية الن غير القابلة للتطبيق في تلك الفترة‪ � ،‬أهمها‬ ‫أ‬ ‫المس�لة الكردية‪ ،‬في ذلك الوقت لم تكن هناك مس�لة‬ ‫أكردية‪ ،‬فقد كان سبعة من أرؤساء أورؤساء وزراء البالد من‬ ‫�صــول كردية‪ ،‬وهــذه المس�لة نش�ت مع وصــول البعث‬ ‫إلى السلطة‪ ،‬الذي أتبنى سياسة عنصرية تجاههم‪ ،‬وعليه‬ ‫فإن الكرد لن يجدوا �نفسهم ً‬ ‫حاليا في دستور عام ‪،1950‬‬ ‫لذلك على الجمعية الدستورية أ�ن تكـتب دستور ً‬ ‫جديدا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ي�خذ بعين االعتبار �هم التغيرات االجتماعية والسياسية‬ ‫في المجتمع»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫تعقيبا على هذه النقطة يقول الصحفي كمال �وسكان‪« :‬إن‬ ‫أ‬ ‫مس�لة العودة إلى دستور عام ‪ 1950‬والذي يعتبر الدستور‬ ‫الشرعي الوحيد في تاريخ سوريا الحديث‪ ،‬هو أ�مر جوهري‬ ‫أ‬ ‫و�ساسي‪ ،‬وإن حديث الدك أـتور زيــادة عن أوجــوب إجراء‬ ‫تعديالت على ذلك الدستور �مر في غاية الهمية‪ ،‬وذلك‬

‫من أ�جل إفساح المجال أ�مام كل مكونات الشعب السوري‬ ‫ّ‬ ‫لتعبر عن نفسها في الدستور الجديد»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫جهزة المنية من �هم‬ ‫واعتبر زيادة ملف إعادة هيكلة ال أ‬ ‫ملفات خطة التحول الديمقراطي «فبعد �ن أشهدت سوريا‬ ‫أ أ‬ ‫أ�سو� ‪ 44‬سنة من تاريخها بعد حكم عائلة السد‪ ،‬والتي‬ ‫�ثرت بشكل كبير على حياة السوريين‪ ،‬وعلى دور سوريا‬ ‫المستقبل أويؤثر بــدوره على النمو االقتصادي‪ ،‬أفإن‬ ‫في أ‬ ‫يجب �ن‬ ‫حكم الجهزة المنية التي سيطرت على البالد أ‬ ‫ينتهي أمن خــال إعــادة الهيكلة‪ ،‬وذلــك بتشكيل �ربــع‬ ‫إدارات �منية رئيسية وه ــي‪ :‬إدارة الـمـخــابـرات العامة‪،‬‬ ‫العسكرية‪ ،‬السياسية أوالجوية‪ ،‬والتي تدمج في إدارتين‬ ‫رئيسيتين هي‪ :‬إدارة المــن الوطني وإدارة أاالستخبارات‬ ‫الخارجية‪ ،‬وتتبع لمجلس مدني هو أ مجلس المن الوطني‬ ‫ّ‬ ‫ـوز‬ ‫منتخبة‪،‬‬ ‫سلطة أ‬ ‫برئاسة رئيس الـ راء الــذي يمثل �على أ‬ ‫وفي نفس الوقت ستكون المالية الخاصة بالجهزة المنية‬ ‫قبل البرلمان‪ ،‬أ تفرض‬ ‫تحت إش ـراف لجنة منتخبة مــن أ‬ ‫الرقابة المالية واإلداريــة على تلك الجهزة‪ ،‬بعد �ن يتم‬ ‫تطبيق خطوات التطهير والمحاسبة وفق تصورات خطة‬ ‫التحول الديمقراطي»‪.‬‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫ملف أ إعــادة هيكلة الجـهــزة المنية‬ ‫م ــن �هـ ـ ــم م ـل ـف ــات خ ـط ــة ال ـت ـحــول‬ ‫الديمقراطي في سوريا‬

‫توصيات فــرق عمل خطة التحول الديمقراطي‬ ‫أبمتابعة‬ ‫أ‬ ‫�شــار زيــادة إلى �ن «العدالة االنتقالية أعملية متكاملة‪،‬‬ ‫المجتمعات‬ ‫هــدفـهــا تحقيق المصالحة الــوطـنـيــة‪ ،‬لن‬ ‫أ‬ ‫المنقسمة مثل المجتمع الـســوري حــالـيـ ًـا‪ ،‬ال يمكن �ن‬ ‫يحقق النمو واالستقرار دون أ إنجاز ملف المصالحة‪ ،‬ويتم‬ ‫ذلك من خالل ّعدة برامج‪ً � :‬‬ ‫وال‪ ،‬بناء ملف (داتا) مركزية‬ ‫لتوثيق االنتهاكات واستخدامها لهدفين هما المحاسبة‬ ‫والتعويضات‪ً .‬‬ ‫ثانيا‪ ،‬قضية المفقودين والبحث عنهم‬ ‫خــاصــة مــع انتشار عمليات الخطف والقتل العشوائي‬ ‫والجثث مجهولة الهوية من طرفي الصراع‪ ،‬وهذا يمثل‬ ‫السوريين‪.‬‬ ‫خطوة رئيسية لتحقيق جسر المصالحة بين‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ثالثا‪ ،‬بناء نموذج للمحكمة الدولية الخاصة بسوريا‪ ،‬لننا‬ ‫أ‬ ‫محكمة الجنائيات‬ ‫إلى‬ ‫الملف‬ ‫إحالة‬ ‫إما‬ ‫ات‪،‬‬ ‫ر‬ ‫خيا‬ ‫ثالثة‬ ‫مام‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫نستطيع تنفيذه‪ ،‬لن سوريا غير‬ ‫الدولية‪ ،‬وهذا خيار ال أ‬ ‫موقعة على «اتفاق رومــا ال أســاســي»‪ ،‬وفي هذه الحالة‬ ‫نحتاج إحالة من آمجلس المــن ‪ ،‬والخيار الثاني‪،‬‬ ‫مـحـلـيــة‪،‬‬ ‫هــو االعتماد على �لـيــات قضائية‬ ‫وهـ ــذا غ ـيــر وارد نتيجة‬

‫خاص ضوضاء‪ /‬منتدى المعرفة وحرية التعبير‬

‫أ‬ ‫ضعف الجهاز القضائي‪ّ � ،‬ما الخيار الثالث فهو المحكمة‬ ‫أالسورية الدولية الخاصة من خالل الجمعية العمومية‬ ‫للمم المتحدة»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وقال �حمد شيخ سيدي مدير البرامج أفي مركز المجتمع‬ ‫الـمــدنــي والديمقراطية «‪� »CCSDS‬ن «بـيــت الخبرة‬ ‫السوري انتهى من وضع الخطة العام الماضي‪ ،‬بمشاركة‬ ‫تكمن في أعدم‬ ‫أحقوقيينآ وخبراء دوليين‪ ،‬لكن المشكلة أ‬ ‫ً‬ ‫�خذهم بـ أـ�راء السوريين في الداخل والخارج �يضا‪ ،‬لن‬ ‫العامل الهم في التخطيط للوصول إلى العدالة االنتقالية‬ ‫أيكمن أفي مشاركة السوريين بشكل حقيقي‪ ،‬إلى جانب‬ ‫ً‬ ‫متسائال‬ ‫�همية �خذ التطورات والتغيرات بعين االعتبار‪،‬‬ ‫العدالة االنتقالية المستقبلية وما إذا كانت‬ ‫عن خطة هيئة آ‬ ‫ستشرك الطرف الخر «النظام» بشكل فعلي بعد فشل‬ ‫تشكيل هيئة حكم انتقالية»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫اإلصالح السياسي يعتمد بشكل �ساسي على الكيفية التي‬ ‫يمكن بها «تحويل سوريا إلى دولة متقدمة من حيث الناتج‬ ‫والمعدل الوسطي لدخل الفرد‪ ،‬فسوريا ال‬ ‫اإلجمالي العام أ‬ ‫تملك مواد نفطية �و طبيعية‪ ،‬بل تكمن قوتها الرئيسية‬ ‫في مواردها البشرية‪ّ ،‬‬ ‫فالبد من االستثمار في اإلنسان‪،‬‬ ‫وذلك من خالل التطوير الذي يطال قطاعيين رئيسيين‬ ‫وهما قطاع التعليم والصحة‪ ،‬والتركيز على زيادة إنتاجية‬ ‫المواطن السوري برفع نسبتها من ‪ 2.3‬إلى ‪ ،7.6‬لتحقيق‬ ‫القدرة على التنافس والوصول لنسبة نمو مرتفعة بعد‬ ‫كل هذا الدمار»‪.‬‬ ‫اختتم زيادة حديثه قبل فتح باب النقاش مع الحضور‪،‬‬ ‫بتساؤل هام عن كيفية تطبيق توصيات خطة التحويل‬ ‫الــدي ـم ـق ـراطــي‪ ،‬وحــاجـتـهــا لـمــؤسـســات قــويــة قـ ــادرة على‬ ‫ذلــك‪ ،‬والـحـصــول على دعــم للخطة مــن خــال الـحــوار‬ ‫مــع كــل مـكــونــات الـمـعــارضــة ال ـســوريــة‪ ،‬وال ــزي ــارات إلــى‬ ‫المناطق المحررة في إدلب ودرعا‪ ،‬إلى جانب جوالت في‬ ‫العواصم الدولية‪ ،‬خاصة بعد خروج الملف السوري من‬ ‫يد السوريين «كواشنطن‪ ،‬بروكسل‪ ،‬موسكو‪ ،‬لندن‪،‬‬ ‫للحصول على الدعم الدولي لتطبيق توصيات‬ ‫وبرلين»‪ ،‬أ‬ ‫الخطة‪ ،‬من �جل بناء دولة سورية مدنية متعددة لكل‬ ‫السوريين‪.‬‬

‫أيار ‪ -‬حزيران ‪ 2014‬العدد (‪31 )11‬‬


‫كالوشوشات‬

‫قصة قصيرة _ مهند الخالد‬ ‫من مجموعته القصصية «ساعات الليل»‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫كان النعاس ال يزال ّ‬ ‫يتمطى في محجريه ‪ ،‬حين �يقظه صداع شديد‪ ،‬عبرت أمراكب الصبح مسامات جلده ‪ ،‬بينما استسلم �بو نايف لذكرى سهرة المس وهي تنهش‬ ‫لحم صحوه ‪ ،‬خرج إ�لى باحة الدار ّ‬ ‫يشم رائحة الترف التي وشت بها وعود الستاذ وديع ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫نفش �بو نايف ريشه مثل طاووس حين هرع النادل إ�ليه ‪ ،‬سحب له الكرسي ‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫شرف باشا ‪ّ ...‬‬ ‫ ّ‬‫شرف‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بدا أالمكان �صغر من فرحته ‪ ،‬فالحلم الذي راود مخيلته دائما قد صار سهل التحقق برجوع وديع المفاجئ ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫مناسبا ‪ ،‬سحب من جيبه ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫وسرح شع ًرا وخطه الشيب ‪ّ ،‬‬ ‫مشطا صغي ًرا ّ‬ ‫حرر ياقة القميص قليال من ربطة العنق المخططة التي‬ ‫شد �كمام الجاكيت كي يبدو أطوله‬ ‫هذه السنين ألجل هذه الدعوة ‪.‬‬ ‫لبسها أبعد كل أ‬ ‫وديع �مامه فج�ة‪ :‬أ‬ ‫نبق الستاذ أ‬ ‫_ مسا الخير �بو نايف ‪ ،‬شو ت� ّخرت عليك ؟؟؟‬ ‫ً‬ ‫مطمئ ًنا ‪:‬‬ ‫وقف كالملد أوغ ‪ ،‬مد‬ ‫يده مصافحا ِ‬ ‫_ ال ‪..‬ال‪ً � ...‬‬ ‫شرف أ�ستاذ ّ‬ ‫بدا ّ‬ ‫ف‬ ‫شر‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫جلس قبالته ‪ّ ..‬‬ ‫بسهولة �كـثر‪.‬‬ ‫ليتنفس‬ ‫فك �زرار‬ ‫ٍ‬ ‫الجاكيت أ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫حوم النادل حوله مستجيبا إلشارة الستاذ وديع الخفية ‪:‬‬ ‫أ‬ ‫؟؟؟‬ ‫بيك‬ ‫يا‬ ‫مر‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫مت� ً‬ ‫هبا أ‪ ،‬بينما انشغل �بو نايف برنين الوصف ‪ »،‬بيك ‪ ...‬باشا ‪ ...‬وما الحياة بدون بيك و�غا وباشا ؟؟؟»‬ ‫سحب دفتره الصغير من جيب قميصه‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫_ ابني ‪ ..‬هات حضر لنا عشا مناسب لمقام الستاذ ‪ ،‬وبدا له الجواب حال مناسبا لذلك السؤال المحرج ‪.‬‬ ‫أ _ أخواجة ‪ ..‬المشروب ‪ ،‬ما مشروبكم المفضل عرق ‪ ..‬ويسكي؟‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�يقن �نه وقع من عقل هذا النادل ً‬ ‫موقعا كبي ًرا ‪َّ ،‬ود لو ّ‬ ‫يصدق نفسه ‪ ،‬فكر ( خواجه يعني ويسكي ‪ ،‬صحيح �ن ما جمعه لهذه الم�دبة ليس بالكـثير‪ ،‬ولكن ليلة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫كهذه ستدخله التاريخ بالت�كيد) أ‬ ‫ّ‬ ‫ويسكي ابني أويسكي ‪ ،‬حسم المر وتطلع نحو الستاذ وديع بخيالء وفخر ‪.‬‬ ‫_ أ‬ ‫‪:‬‬ ‫حديثه‬ ‫وبد�‬ ‫ستاذ‬ ‫ال‬ ‫سعل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫سري ‪ ..‬فالعمل كما تعلم �سرار ‪ ..‬و�نت بالنسبة لي صديق‬ ‫‪،‬‬ ‫نايف‬ ‫بو‬ ‫�‬ ‫خي‬ ‫�‬ ‫_‬ ‫المشروع الذي �فكر فيه كبير جدا ‪ ..‬و�نا بصراحة بحاجة إ�لى رجل �ثق به و�ودعه ِ‬ ‫أ أ‬ ‫يوجد من هو �كـف� منك لهذه المهمة ‪.‬‬ ‫وال‬ ‫غال‬ ‫هز ٍ أ�بو نايف أر�سه ً‬ ‫قائال ‪:‬‬ ‫سيدي القلوب عند بعضها‬ ‫_ يا‬ ‫أ‬ ‫_ صحتك أ�بو نايف صحتك‬ ‫أ‬ ‫‪.‬‬ ‫جوفه‬ ‫في‬ ‫س‬ ‫الك�‬ ‫نصف‬ ‫_ أصحتك �ستاذ ‪ ..‬أودلق‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫_ �بو نايف والله أس�زعل أمنك ‪ ..‬يا �خي نادني وديع فقط �و �بو ميسر‪ ،‬نحن �خوة يا رجل ‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫بغض النظر عن الشغل والمصاري ‪،‬يعلم الله ما في القلوب‬ ‫_ االحترام أ واجب �ستاذ و�نت تعرف معزتك ‪ ،‬والله ِ‬ ‫_ صحتك � أخي‬ ‫_ ِّ‬ ‫صحتكن �ستاذ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫ومر الليل ‪ .....‬أ أ‬ ‫همس النادل في � أذن الستاذ وديع ‪ ،‬استدار نحو الباب ‪ ،‬لوح بيده لربعة �شخاص ‪ ،‬اتجهوا من فورهم إ�لى الطاولة التي امتلت من جديد بطريقة مبهمة ‪.‬‬ ‫_ بتثاقل نادى �بو نايف النادل المتربص ‪:‬‬ ‫هات ويسكي ابني هات ‪.‬‬ ‫_‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ذكرى آعالقته بوديع قبل �ن يسافر ‪.‬‬ ‫دارت ا لقداح ‪ ،‬عال الضحك ‪ ،‬وغرق �بو‬ ‫نايف في الحلم ‪ ..‬مكـتب ‪ ..‬سيارة ‪ ...‬موظفين‪ ..‬عاودته أ‬ ‫تورط نفسك أو�هلك يا وديع ‪ ،‬الغربة ّ‬ ‫_ ال ّ‬ ‫من يحميك إ�ال القانون ‪ ،‬و�نت �خر من يعرف القانون ‪.‬‬ ‫تجد‬ ‫لن‬ ‫هناك‬ ‫‪،‬‬ ‫رجال‬ ‫ها‬ ‫بد‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ ّ أ‬ ‫فارس ‪ ،‬الناس �كلت وجهي أ‪ ،‬هناك س�عرف كيف �تدبر المر‬ ‫_ الزم سافر يا ّ أ‬ ‫عليك‬ ‫الخليج‬ ‫هل‬ ‫�‬ ‫ويعين‬ ‫‪،‬‬ ‫وديع‬ ‫يا‬ ‫فكارك‬ ‫�‬ ‫_ أالله يكـفينا شر‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ملوحا من جديد ‪ ..‬عاد �بو نايف من حلمه‪ ..‬نظر نحو الباب فعرف نديم الدل ل صديق وديع من بين القادمين الثالثة ‪:‬‬ ‫رفع الستاذ وديع يده‬ ‫شرِفو ّ‬ ‫_ إ�لى هنا إ�لى هنا ‪ّ ..‬‬ ‫فو‬ ‫شر‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أتصافح الجميع وقبل �ن يفتح الدل ل فمه لالعتذار كان الستاذ وديع قد حلف يمين الطالق ليشاركوهم السهرة الجميلة ‪.‬‬ ‫فسح الليل‬ ‫المكان للخمر والثرثرة ‪ .‬أ‬ ‫أ‬ ‫� أ‬ ‫ً‬ ‫مضطرا للعمل بعد الظهر ‪ ،‬س�ترك حتى الوظيفة وقرفها ‪ ،‬جاءت البحبوحة يا « �بو نايف «)‬ ‫( لن �كون أ‬ ‫ستاذ وديع ‪:‬‬ ‫ال‬ ‫انتشله صوت‬ ‫أ‬ ‫_ معلم فارس ‪ ..‬ك�نك ال تشرب معنا ؟؟ صحتك شريك ‪..‬‬ ‫_ صحتك وديع أ بيك صحتك ‪ ،‬هات ويسكي يا ولد هات‬ ‫ّأ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫_ كما قلت لك �خي ‪ ..‬أالمشروع كبير وبدو تعب ‪ ،‬يعني مجمع كامل �بو نايف ‪ ،‬غسيل ‪ ..‬تشحيم ‪ ..‬صيانة ‪ ..‬والذي منو‪ ..‬فهمان علي �بو نايف ؟؟‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مستسلما لدروب الحلم ‪ ،‬بينما غرق الساهرون في ما بدا له كالوشوشات ‪.‬‬ ‫مستجمعا قواه التي بددها الخمر‬ ‫_ مفهوم ‪ ..‬مفهوم‪ّ ..‬ردد �بو نايف برخاوة واضحة‬ ‫‪2006‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.