Dawdaa magazine 12

Page 1

‫صور من الحراك السلمي في السويداء‬

‫شهرية مستقلة تصدر عن المركز السوري للصحافة والنشر‬

‫‪ ) 12‬العدد(‪)11‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫حزيران‬ ‫تموزأيار ‪-‬‬ ‫العدد (‬ ‫‪2014‬‬

‫‪4‬‬

‫تزايد حوادث الخطف واالعتداء‬ ‫على مدنيين في السويداء‬

‫‪ 5‬الحر وكتائب إسالمية يسيطرون‬ ‫على اللواء ‪ 61‬بدرعا‬

‫‪24‬‬

‫سلسلة تفكك النظام حلقة ‪3‬‬ ‫الجيش السوري «العمالق» أقدام‬ ‫من صلصال‬

‫‪14‬‬

‫ملف العدد‪ :‬مؤسسات الثورة‬ ‫ في الدولة والدولة العميقة‬‫ القوى السياسية السورية‬‫محكومة بقوى ضغط متعددة‬

‫‪8‬‬

‫تحقيق‪:‬‬‫االئتالف الوطني‪ :‬مقتضيات الدور‬ ‫وتحديات الثورة‬

‫فلسطين‬

‫سوريا‬

‫لسنا منبرًا ألحد‪ ..‬لسنا ملكًا ألحد‪..‬نسعى لكي نكون أحد أصوات العقل والتوازن في سوريا الجديدة‬ ‫لسنا منبرًا ألحد‪ ..‬لسنا ملكًا ألحد‪ ..‬نسعى لكي نكون أحد أصوات العقل والتوازن في سوريا الجديدة‬

‫‪www.facebook.com/dawdaanewspaper‬‬ ‫‪www.facebook.com/dawdaanewspaper‬‬

‫‪dawdaa.syria@gmail.com‬‬ ‫‪dawdaa.syria@gmail.com‬‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬ ‫‪www.dawdaa.com‬‬


‫أ‬ ‫�خبار المحليات‬ ‫تزايد حوادث الخطف واالعتداء على مدنيين من قبل عصابات بدو مسلحين‬ ‫ً‬ ‫قوات النظام ّ‬ ‫اعتصاما في شهبا بريف السويداء‬ ‫تفض بالقوة‬

‫رئيس التحرير‬ ‫محمد مالك‬

‫أ‬ ‫«الحر» وكـتائب إسالمية يسيطرون على اللواء ‪ 61‬بدرعا و�جزاء واسعة من اللواء ‪ 90‬بالقنيطرة‬

‫مدير التحرير‬ ‫هالة درويش‬ ‫سكرتير تحرير‬ ‫زويا منصور‬ ‫أ‬ ‫الخبار المحلية بالتعاون مع مركز‬ ‫سويدا خبر اإلعالمي في المنطقة‬ ‫الجنوبية‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫لقاءات‬

‫بسمة‪ :‬مشروع الدعم النفسي واالرتقاء البشري‬ ‫في حوار مع ضوضاء‬

‫أ‬ ‫ر�ي‬

‫من فضاء الطغيان إلى فضاء الحرية واقعها دون سقف التحالفات‪..‬‬ ‫القوى السياسية السورية محكومة بقوى ضغط متعددة‬ ‫في الدولة والدولة العميقة‬ ‫أ‬ ‫دستور سوريا عام ‪ 1950‬ومس�لة الدين والدولة‬ ‫الحلقة الثالثة‬ ‫سلسلة تفكك النظام‪ :‬أ‬ ‫الجيش السوري العمالق �قدام من صلصال‬

‫جبر الشوفي‬ ‫علي سفر‬ ‫بكر صدقي‬ ‫شمس الدين الكيالني‬ ‫ترجمة‬

‫‪dawdaa.syria@gmail.com‬‬ ‫‪www.facebook.com/dawdaanewspaper‬‬

‫تحقيقات‬ ‫اال ئـتالف السوري‪ :‬مقتضيات الدور وتحديات الثورة‬

‫أ‬ ‫�يمن سليمان‬

‫الزراعة السورية تراجع كبير وصعوبات تواجه الفالحين‬

‫محمود الدرويش‬

‫الحرب اإلعالمية في سوريا والصراع اإلقليمي‬

‫مجيد محمد‬

‫تقرير خاص‬ ‫عشائر اللجاة باالشتراك مع الجيش الحر ومشايخ من السويداء يحاولون وضع حد‬ ‫أ‬ ‫لحاالت الخطف واالنفالت المني‬

‫أ‬ ‫�دب‬

‫بيسان ابو حمدان‬ ‫جدتي واالسد‪ ..‬طغاة العيد‬ ‫قصة قصيرة _ مهند الخالد من مجموعته القصصية «ساعات الليل»‬ ‫حرفا‬ ‫من علمني ً‬

‫‪www.saiedetsouria.com‬‬

‫صدر العدد السادس من مجلة سيدة سوريا‬ ‫أ‬ ‫سيدة سوريا شهرية مستقلة تعنى بالمر�ة السورية تصدر عن المركز السوري للصحافة والنشر‬


‫ومضة‬

‫في اإلعالم واإلعالم الثوري‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫افتتاحية‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫المكان‪ :‬الواليات المتحدة المريكية‪ ،‬مدينة شيكاغو‪ ،‬الزمان‪ :‬يومين بعد ‪� 30‬يلول‪ /‬سبتمبر عام ‪ ،2000‬الحدث‪ :‬شاشة إسقاط على جدار بناء عمالق في مركز‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫مختبئا خلف �حد البراميل‪ ،‬لكن مع فارق بسيط‪،‬‬ ‫المدينة‪ ،‬تعرض فلم من خمسين ثانية لعملية قنص الطفل الفلسطيني محمد الدرة وهو في حضن �بيه‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫خبراء اإلعالم الصهاينة المتمرسون ببناء ال كاذيب وصناعة البروباغندا‪ ،‬اختاروا �ن يضيفوا بشكل متقن‪ ،‬قبعة يهودي في منتصف ر�س والد محمد الدرة‪ ،‬نعم‬ ‫الحقيقة التي عشناها وتفاعلنا معها بعواطفنا حينها‪ ،‬كانت في شيكاغو وعلى تلك الشاشة العمالقة‪ ،‬تحكي عن الفلسطينيين القذرين القساة‪ ،‬الذين اغتالوا‬ ‫ً‬ ‫طفال ً‬ ‫يهوديا في حضن والده‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫آالن‪ ،‬وبعد توقف القتال في غزة‪ ،‬تكـفي نظرة سريعة لنقول كان الغزاويون الفلسطينيون أ�فضل من السوريين ً‬ ‫إعالما‪ ،‬وفي بحث عن السباب‪ ،‬نعرف �ن‬ ‫تزق ٌ‬ ‫فاشل غير مؤمن بقضية‪ ،‬مثله مثل كل قطاعات ومؤسسات النظام اإلعالمية‪ ،‬فضائيات وإذاعات وصحف‪ً ،‬‬ ‫إعالم النظام مر ٌ‬ ‫مضافا إليها تلك التي يملكها‬ ‫أ‬ ‫مرتزقته‪ ،‬أو� ً‬ ‫يضا تلك التي تعمل تحت سقوفه‪ ،‬وكلها قد نخرها سوس الطائـفية والعالقات المشبوهة (المحسوبية والمصالح الفردية)‪� ،‬ما اإلعالم السوري الجديد‬ ‫أ‬ ‫ويسميه البعض اإلعالم السوري البديل‪ ،‬فإنه لما يزل في خطواته الولى يبتعد عن المهنية والحيادية والعمق‪ ،‬وإن كان يتمتع بالثورية واالندفاع والحماسة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫فإن تكلمنا هنا عن المشاريع اإلعالمية المستقلة وجدنا معظمها يتبع أ�فر ً‬ ‫ادا تتمركز قوتهم من عالقتهم بالجهة الممولة‪ ،‬ربما استغرقهم ضيق الفق‪ ،‬ضحالة‬ ‫التجربة‪ ،‬والتعنت والتعالي‪ ،‬ولمسة من جنون العظمة ال يوقظها إال اإلفالس واالصطدام بالجدر واإلهمال‪ ،‬وهي في معظمها تنطلق من ثورية تعيق الحياد‬ ‫واالتزان والموضوعية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫وبخصوص ما حصل في حرب غزة الخيرة‪ ،‬فالشبه كبير مع ما يحصل في سوريا‪� ،‬وال فارق فاحش في القوة بين �لة الحرب اإلسرائيلية وبين مدينة العزل في‬ ‫ً‬ ‫صاروخا‪ ،‬فوق أ�نها لم تكد تقتل أ� ً‬ ‫غزة‪ ،‬إال من أ�سلحة فردية خفيفة‪ ،‬عدا عن صواريخ ال ترد ً‬ ‫حدا‪ ،‬وفي هذا تطابق تام مع الحالة السورية حيث‬ ‫طائرة وال تصد‬ ‫ًأ‬ ‫علما �ن كـثيرين‬ ‫خارقة‪ ،‬نفذها جنود الفصائل الفلسطينية التي حاربت في غزة‪،‬‬ ‫النظام السوري كالصهاينة‪ ،‬فمعظم قتلى الجيش اإلسرائيلي سقطوا في عمليات ٍ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫ً‬ ‫يتحدثون عن توازن رعب صنعته صواريخ حركة حماس هناك‪ ،‬وهو �حد السباب البعيدة وراء اندالع القتال في غزة بحثا عن كسر الحصار الخانق طويل المد‪،‬‬ ‫آ أ‬ ‫أ‬ ‫الذي تمارسه إسرائيل على قطاع غزة‪ ،‬وهذه نقطة تشابه �خرى بين الحصار اإلسرائيلي‪ ،‬وبين حصار نظام �ل السد ماليين السوريين‪ ،‬بما فيهم فلسطينيو‬ ‫ً أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ًأ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫علما �ن بعض �صوات تعلل خلق �سباب الحصار‪،‬‬ ‫جوعا وي�كلون القطط والكالب‪،‬‬ ‫المخيمات في دمشق ومدن سورية �خرى‪ ،‬حتى وصل الحال �ن يموت الناس‬ ‫أ‬ ‫وإغالق معبر رفح كي يكسب ٌ‬ ‫قادة في غزة من تجارة النفاق والتي ريعها بعشرات ماليين الدوالرات‪.‬‬ ‫وما زلنا في وضع مقاربتنا فيما يخص اإلعالم‪ ،‬حرب غزة كانت قصيرة خاطفة‪ ،‬إذا ما قيست بسنوات الثورة السورية‪ ،‬لم يطل الوقت بها كي تترهل وتنتج‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مصنعة من النظام أو�حالفه‪ ،‬أ�م أ�نها ثمرة القمع والعنف واالنفالت والمال السياسي‪ً ،‬‬ ‫جاهال كان أ�م ً‬ ‫ٌ‬ ‫خبيثا‪.‬‬ ‫قباحات �نتجتها الثورة السورية‪ ،‬بغض النظر عن �نها‬ ‫أ‬ ‫ما بدا في غزة شيء رائع‪ ،‬تالحم رسم الفلسطينيون عبر عشرات السنين أ� ً‬ ‫مثلة رائعة عنه‪ ،‬فالكل في سياق واحد‪ ،‬في خطاب واحد‪ّ ،‬‬ ‫وحدهم المل‪ ،‬الضيق‪،‬‬ ‫أ‬ ‫الظلم‪ ،‬القهر‪ ،‬والعدو المشترك‪ ،‬ثم إن خسائر اإلسرائيليين لم تصل لهذا الحد ً‬ ‫ُّ ُ‬ ‫لتصريحات شدت من �زر الفلسطينيين‬ ‫الوضع‪ ،‬فتح الباب‬ ‫يوما‪،‬‬ ‫وهكذا تعقد ِ‬ ‫ٍ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً أ‬ ‫عالميا‪� ،‬ما في سوريا وهذه إحدى �زمات اإلعالم ومعوقاته‪� ،‬ن معظم الصراع بات خارج �يدي المعارضة والجيش الحر‪ ،‬فالحدث السوري الذي يشد اإلعالم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وهو حدث عسكري بالضرورة‪ ،‬لن كل شيء عداه متوقف‪ ،‬بما فيها اإلنجازات على صعد السياسة واإلغاثة والنشاطات الخرى‪ ،‬وهذا الحدث العسكري مرهون‬ ‫آ أ‬ ‫أ‬ ‫بيد طائرات وبراميل نظام �ل السد وسفاحي داعش‪ ،‬صور قطع الرؤوس من جهة‪ ،‬وصور قتلى التعذيب والجوع من جهة �خرى‪ ،‬كانت الصور من غزة عالية‬ ‫شخصنة‪ ،‬ودون سعي لمكاسب‬ ‫الجودة‪ ،‬وكانت حرية التحرك بالكاميرات ال يعيقها قيد‪ ،‬عدا القصف اإلسرائيلي‪ ،‬عملت كوادر اإلعالم ككل متكامل دون‬ ‫ٍ‬ ‫أ‬ ‫فردية‪ ،‬وإن لم تستغن عن خصوصيتها‪ ،‬لكنك كإعالمي في سوريا إن تخطيت النظام �مسكت بك كـتائب وفصائل ومتشددون وتكـفيريون وجهاديون‪ ،‬لتتراوح‬ ‫عقوبتك من االعتقال إلى الجلد إلى الموت تحت التعذيب إلى الذبح كالخراف إلى الصلب في الساحات العامة‪.‬‬ ‫آ أ‬ ‫أ‬ ‫لن يزاود �حد على السوريين في الشجاعة والتضحية‪ ،‬من واجهوا البنادق ومدافع الدبابات ليصوروا بشاعات نظام �ل السد‪ ،‬والميليشيات الطائـفية وجرائم‬ ‫التكـفيريين‪ ،‬فشملت الفتاتهم كل المخاطر‪ ،‬عندما اشتملت على نقد وفضح الجميع‪ ،‬لكن على اإلعالم السوري الجديد في سوريا‪ ،‬وهو موجود ً‬ ‫حقا‪ ،‬وقد بذل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫جهدا كبي ًرا‪� ،‬ن يستفيد من قفزة الحرية والديمقراطية المتاحة‪ ،‬ليكون صوت الناس‪ ،‬كل الناس‪ ،‬هاجسه الول المهنية والصدق لبناء سوريا جديدة‪ ،‬دون‬ ‫أ�ن يستغرقه االنحياز والتعاطف وروح االنتقام‪ ،‬وقبول أالقل أ‬ ‫خط�‪ ،‬عليه أ�ن يوسع آ�فاقه‪ ،‬ما دام يحمل ً‬ ‫حصة من مسؤولية بناء سوريا التعددية الديمقراطية‬ ‫المدنية القادمة‪ ،‬حيث ال ديكـتاتور وال طغيان‪.‬‬ ‫أ‬ ‫لكن بعد كل ذلك �ين نحن من لعبة اإلعالم‪ ،‬من فهم ثقافات العالم للوصول إلى مراكز القوى والشرائح المؤثرة في الحكومات الكبرى‪ ،‬فلو كان النظام رغم‬ ‫سوئه بفضل الدعم الروسي والصيني واإليراني أ�فضل من إعالم المعارضة‪ ،‬وكان إعالم الفلسطينيين أ�فضل منهما‪ ،‬فالجميع ال زال ً‬ ‫غارقا بمفردات عتيقة‪ ،‬وجمل‬ ‫أ‬ ‫فقدت معناها من التكرار‪ ،‬نستند في كل ذلك إلى رؤيا خاطئة‪ ،‬نظن فيها �ن العالم يتحرك بالعاطفة ال بالمصالح‪ ،‬ويستند على مجرد الحقائق ال على إدارتها‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وال زلنا نريد �ن نوهم الناس مستهترين بذكائهم‪.‬‬ ‫أ‬ ‫يغرق المشاهد العربي اليوم بين إعالمين‪ ،‬جزيرة ال تغادر ميدان رابعة‪ ،‬وال ترى خارجها‪ ،‬وعربية غارقة في محاولة تقديم كل الغرابات المصرية على �نها منطق‪،‬‬ ‫ً أ‬ ‫من عالج الفيروسات بالكـفتة‪ ،‬إلى الم أر�ة العجيبة الناطقة باإلنكليزية ً‬ ‫وفضحا لوباما‪.‬‬ ‫دعما للسيسي‬ ‫تموز ‪ 2014‬العدد (‪)12‬‬

‫‪3‬‬


‫إضاءة‬

‫أخبار‬

‫تزايد حوادث الخطف واالعتداء على مدنيين من قبل عصابات بدو مسلحين‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫قوات النظام تفض بالقوة اعتصاما في شهبا بريف السويداء‬

‫حاولت قوات أالمن التابعة للنظام‪ّ ،‬‬ ‫فض اعتصام في‬ ‫مدينة شهبا بريف السويداء‪ ،‬يوم االثنين ‪ 14‬تموز‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وطوق عناصرها المعتصمين‪ ،‬بعد تجمعهم �مام فرع‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫احتجاجا على سياسات‬ ‫المــن العسكري في شهبا‪،‬‬ ‫أ‬ ‫الحكومة والمطالبة بعودة التيار الكهربائي‪ ،‬بعد �ن‬ ‫تـجــاوزت ساعات التقنين اليومي ‪ 14‬ساعة‪ ،‬حسب‬ ‫مراسل «ضوضاء» هناك‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫استمر االعـتـصــام �ك ـثــر مــن ســاعــة‪ ،‬قبل �ن تتمكن‬ ‫ق ــوات الـنـظــام مــن فضه بــالـقــوة‪ ،‬وق ــال الـمـراســل ّإن‬ ‫ناشطين ومدنيين دعوا في وقت سابق مطلع الشهر‪،‬‬ ‫أ‬ ‫إلى اعتصام مشابه في مدينة السويداء‪ّ ،‬إال � ّن قوات‬ ‫أ أ‬ ‫المن �غلقت الساحات الرئيسية في المدينة‪ ،‬وقطعت‬ ‫الطرقات المؤدية إليها‪.‬‬ ‫إلــى ذلــك‪ ،‬تـزايــدت ح ــوادث الخطف واالع ـتــداء على‬ ‫مدنيين‪ ،‬من قبل عصابات مسلحة من البدو‪ ،‬خاصة‬ ‫في ريف السويداء الغربي‪ ،‬حيث قتل مدني وجرح‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫�خرون في حوادث متفرقة‪ ،‬واختطف �كـثر من ستة‬ ‫أ‬ ‫في حوادث �خرى‪.‬‬ ‫وكان مدني قتل برصاص عصابة من البدو المسلحين‪،‬‬ ‫أ‬ ‫يوم الربعاء ‪ 9‬تموز‪ ،‬في قرية لبين بالريف الغربي‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ثناء عمله في �رض زراعية يملكها قرب القرية‪ ،‬وقال‬ ‫مراسل «ضوضاء» ّإن الضحية «موفق المحيثاوي»‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ابن ٍعم لشابين (�سامة ومحمود المحيثاوي) اختطفا‬ ‫في وقت سابق‪ ،‬خالل تواجدهما على الطريق بين‬ ‫قريتي حران ولبين‪ ،‬وطالب الخاطفون بفدية قدرها‬ ‫‪ 5‬ماليين ليرة سورية لكل منهما‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫كذلك �صيب مدني الحد ‪ 6‬تموز‪ ،‬بجروح بليغة‪ ،‬في‬ ‫كمين بقرية عريقة‪ ،‬إثر استهداف سيارته برصاص بدو‬ ‫مسلحين‪ ،‬يقيمون ً‬ ‫كمينا على طريق داما – جرين‪.‬‬ ‫وكانت مجموعة مسلحة من الـبــدو‪ ،‬اختطفت ظهر‬ ‫الجمعة ‪ 4‬تموز‪ ،‬مدنيين اثنين‪ ،‬من قرية نجران في‬ ‫ريف السويداء الغربي أ� ً‬ ‫يضا‪ ،‬على الطريق بين قريتي‬ ‫أ‬ ‫«وقم والخرسا»‪� ،‬ثناء عودتهما من «وقم»‪ ،‬حسب‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫ما �كد �هالي القرية لمراسل «ضوضاء»‪ ،‬الذي �شار‬ ‫إن عــدد المخطوفين المدنيين مــن الــريــف الغربي‬ ‫للسويداء‪ ،‬ارتفع إلى ستة‪ ،‬خالل ‪ 48‬ساعة فقط‪.‬‬ ‫أ‬ ‫�عقب حادثتي الخطف في نجران ووقــم‪ ،‬إطالق نار‬ ‫عشوائي‪ ،‬من قبل عناصر مليشيا اللجان الشعبية‬

‫‪4‬‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تموز ‪ 2014‬العدد (‪)12‬‬

‫أ‬ ‫والشبيحة التابعة لقوات النظام‪ ،‬في �كـثر من قرية‬ ‫بــالــريــف ال ـغــربــي‪ ،‬بــالـتـزامــن مــع حــالــة فــوضــى وتــوتــر‬ ‫استمرت ساعات‪.‬‬ ‫آ‬ ‫جــاء ذلــك بعد يومين على اختطاف شــاب �خــر من‬ ‫ن ـج ـران‪ ،‬طــالــب خــاطـفــوه بـفــديــة قــدرهــا ‪ 10‬ماليين‬ ‫أ‬ ‫لـيــرة ســوريــة‪ ،‬وفــق مــا نقل مراسلنا عــن الهــالــي في‬ ‫القرية‪ ،‬في حين تعرضت سيارة لنقل الخضار على‬ ‫طريق عريقة – نجران‪ ،‬إلطالق نار من قبل عصابة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بدو مسلحين‪ ،‬ما �سفر عن إصابة �حد ركابها إصابة‬ ‫خطيرة‪ ،‬نقل إثرها إلى مستشفى السويداء‪.‬‬ ‫أ‬ ‫في السياق ذاته‪ ،‬اختطف مجهولون صباح الربعاء‬ ‫‪ 2‬ت ـمــوز‪ ،‬عـضــو حــزب الـشـعــب الــديـمـقـراطــي وإعــان‬ ‫دمـشــق‪ ،‬مشهور نصر‪ ،‬مــن مزرعته فــي قرية سميع‬ ‫غرب السويداء‪ ،‬مع حارس المزرعة‪ ،‬حسب مراسل‬ ‫«ضوضاء» في المنطقة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�فاد ناشطون محليون‪ّ � ،‬ن «الجهة المرجح وقوفها‬ ‫خلف العملية‪ ،‬عصابة من السويداء تعمل بتوجيهات‬ ‫أ‬ ‫من قوات �من النظام‪ ،‬وال عالقة لفصائل الجيش الحر‬

‫وجهاء من السويداءفي اللجاة‬

‫د‪ .‬مشهور نصر‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�و جبهة النصرة �و غيرها بعملية االختطاف»‪ ،‬ويذكر‬ ‫أ‬ ‫� ّن مشهور نصر‪ ،‬ناشط سياسي ومعتقل سابق لدى‬ ‫قوات النظام‪ ،‬وذلك على خلفية نشاطاته خالل الثورة‪.‬‬ ‫آ‬ ‫من جانب �خر‪ ،‬قتل عناصر من مليشيا «جيش الدفاع‬ ‫أ‬ ‫الوطني» �ربعة مسلحين‪ ،‬إثر كمين قرب قرية ذيبين‬ ‫بالريف الجنوبي‪ ،‬وقال ناشطون محليون إنهم عصابة‬ ‫أ‬ ‫سبق �ن خطفت مدنيين من ريف السويداء‪ ،‬وجد‬ ‫ً أ‬ ‫آ‬ ‫آ‬ ‫مقتوال قبل �شهر‪.‬‬ ‫�خرهم (وهو من �ل المحيثاوي)‬ ‫آ‬ ‫في سياق �خر‪ ،‬تصدى رجال دين (مشايخ) من قرية‬ ‫المزرعة في ريــف السويداء الغربي‪ ،‬لمحاولة دوريــة‬ ‫أ‬ ‫من المــن العسكري التابع لقوات النظام‪ ،‬اعتقال‬ ‫أ‬ ‫�حــد مشايخ القرية‪ ،‬عصر الجمعة ‪ 5‬تـمــوز‪ ،‬حسب‬ ‫مراسل «ضوضاء»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫و�وضــح المراسل � ّن شجارا دار بين مشايخ في قرية‬ ‫أ‬ ‫المزرعة وعناصر الدورية‪ ،‬على خلفية محاولة الخيرة‬ ‫اع ـت ـقــال ش ـيــخ شـ ــاب‪ ،‬ومـ ـص ــادرة م ـســدس اش ـت ـراه‪،‬‬ ‫وذلك بعد اعتراف معتقل لدى فرع أالمن العسكري‬ ‫ببيع مسدس للشيخ‪ ،‬وح ــاول مشايخ أو�هــالــي ّ‬ ‫فض‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الشجار‪ّ ،‬إال � ّن العناصر �صـ ّـروا على اعتقال الشيخ‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ما دفع بعض الموجودين إلى االشتباك معهم باليدي‬ ‫أ‬ ‫وضربهم‪ ،‬قبل �ن يتمكنوا من الفرار بسيارتهم‪.‬‬ ‫ريــف الـســويــداء الـغــربــي شهد كــذلــك‪ ،‬خــافــات بين‬ ‫قــوات النظام وعناصر من مليشيا ما يسمى «جيش‬ ‫الدفاع الوطني»‪ ،‬واستقالتهم بشكل جماعي في بلدة‬ ‫أ‬ ‫المزرعة‪ ،‬يوم الحــد ‪ 6‬تموز‪ ،‬بعد توقف النظام عن‬ ‫أ‬ ‫دفــع رواتبهم منذ شهرين‪ ،‬و�ف ــاد مصدر من داخل‬ ‫أ‬ ‫البلدة مراسل «سويدا خبر»‪ّ � ،‬ن قوات النظام وضعت‬ ‫عناصر تابعين لها من خارج البلدة على الحواجز‪ً ،‬‬ ‫بدال‬ ‫من العناصر المستقيلين‪.‬‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫«الحر» وكتائب إسالمية يسيطرون على اللواء ‪ 61‬بدرعا وأجزاء واسعة من اللواء ‪ 90‬بالقنيطرة‬

‫سيطر مقاتلو الجيش الحر وكـتائب إسالمية‪ ،‬على اللواء‬ ‫‪ 61‬في بلدة الشيخ سعد بريف درعا الغربي‪ ،‬الثالثاء ‪15‬‬ ‫تموز الماضي‪ ،‬بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام‪،‬‬ ‫أ‬ ‫�سفرت عن مقتل عشرات من قــوات النظام‪ ،‬وسقوط‬ ‫عدد من القتلى والجرحى في صفوف «الحر» والكـتائب‬ ‫اإلسالمية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وجاءت السيطرة بعد �قل من يوم على إعالن الفصائل‬ ‫أ‬ ‫ال ـم ـقــات ـلــة‪ ،‬م ـعــركــة بــاســم «بـ ــدر ال ـق ـصــاص ع ـلــى �رض‬ ‫النحاس»‪ ،‬بهدف السيطرة على اللواء ‪ 61‬وبلدة الشيخ‬ ‫س ـعــد‪ ،‬وف ــق ب ـيــان م ـصــور نـشــر عـلــى مــوقــع الـتــواصــل‬ ‫االجتماعي «يوتيوب»‪.‬‬ ‫وحسب ما جاء في البيان‪ ،‬فإن الفصائل المشاركة في‬ ‫المعركة هي‪« :‬جبهة ثوار سوريا‪ ،‬حركة المثنى اإلسالمية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫فرقة الحمزة‪ ،‬فوج المدفعية الول‪ ،‬لواء الحبيب محمد‪،‬‬ ‫أ‬ ‫لــواء عمر المختار‪ ،‬لــواء المهاجرين والنـصــار‪ ،‬كـتيبة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫العقاب‪ ،‬كـتيبة �نصار السنة‪ ،‬كـتيبة المــة الواحدة‪،‬‬ ‫وكـتيبة سعد»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وكانت معارك السيطرة على اللواء ‪ ،61‬بد�ت منذ شهر‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�يلول ‪ ،2013‬عندما �علنت «جبهة ثوار سوريا» سيطرتها‬ ‫على «ســريــة الــدرعـيــات» التابعة لــه‪ ،‬جـنــوب محافظة‬

‫أ‬ ‫القنيطرة‪ ،‬حسب وكالة «سـمــارت» للنباء‪ ،‬وشملت‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫المعركة الخـيــرة �خــر مقرات قــوات النظام في اللواء‪،‬‬ ‫وهي كـتيبة الدبابات‪ ،‬الكـتيبة ‪ 26‬مشاة‪ ،‬كـتيبة النقل‬ ‫آ‬ ‫وال ليات‪ ،‬وجميعها في بلدة الشيخ سعد‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وفي وقت سابق من الشهر ذاته‪� ،‬علنت ّعدة فصائل من‬ ‫الجيش الحر‪ ،‬تشكيل «فرقة القادسية» بدرعا‪ ،‬في بيان‬ ‫ّ أ‬ ‫وحدد �هداف تشكيل الفرقة‬ ‫مصور نشر عبر اإلنترنت‪،‬‬ ‫أ‬ ‫«بت�مين الحماية‪ ،‬من خالل تشكيل قضاء عسكري‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وتشكيل قوة �منية لمالحقة الخارجين عن القانون‪،‬‬ ‫والقتال حتى إسقاط النظام»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وتضم الفرقة �لــويــة‪« :‬فــرســان الـحــق‪ ،‬حمص الوليد‪،‬‬ ‫جسر حــوران‪ ،‬عمر بن عبد العزيز»‪ ،‬وتجمع «شهداء‬ ‫الكرامة»‪ ،‬وكـتيبتي «مغاوير المسيفرة‪ ،‬والحق»‪.‬‬ ‫آ‬ ‫في سياق �خر‪ ،‬حاول مسلحون مجهولون فجر الجمعة‬ ‫‪ 18‬تموز‪ ،‬اغتيال ثالثة من قادة الجيش الحر في ريف‬ ‫أ‬ ‫درعــا‪ ،‬حسب ما �كــد مراسل وكالة «سـمــارت» هناك‪،‬‬ ‫أ‬ ‫حيث �طلق ملثمون النار على منزل نائب قائد «فرقة‬ ‫أ‬ ‫اليرموك» في بلدة نصيب‪�« ،‬بو كنان الشريف»‪ ،‬بينما‬ ‫أ‬ ‫ً أ أ‬ ‫موجودا مع �فـراد �سرته‪ ،‬وبينهم نساء و�طفال‪،‬‬ ‫كان‬ ‫دون وقوع إصابات‪ ،‬فيما تمكن مقاتلو الفرقة من القبض‬

‫أخبار‬

‫أ‬ ‫على �حد الملثمين‪.‬‬ ‫أ‬ ‫كذلك �علنت الهيئة اإلعالمية في «لواء مغاوير حوران»‪،‬‬ ‫أ‬ ‫عــن مـحــاولــة اغـتـيــال طــالــت قــائــده الميداني «�ب ــو علي‬ ‫العبود»‪ ،‬وذلــك بــزرع عبوة ناسفة قــرب مقره في بلدة‬ ‫الجيزة‪ ،‬انفجرت فج ًرا‪ ،‬ودارت اشتباكات بين مقاتلي‬ ‫اللواء ومسلحين مجهولين‪.‬‬ ‫أ‬ ‫بالتزامن مع العمليتين‪� ،‬طلق مجهولون النار على منزل‬ ‫قائد «لواء شباب السنة» في بلدة الطيبة‪« ،‬عبد الرحيم‬ ‫الزعبي»‪ ،‬دون تسجيل إصابات‪.‬‬ ‫وفــي محافظة القنيطرة القريبة‪ ،‬سيطر الجيش الحر‬ ‫أ‬ ‫وكـتائب إسالمية الربـعــاء ‪ 9‬تموز‪ ،‬على مواقع لقوات‬ ‫أ‬ ‫ال ـن ـظــام‪ ،‬حـســب مــا ذك ــر الـمـك ـتــب اإلع ــام ــي ل ــ«�لــويــة‬ ‫أ‬ ‫وك ـتــائــب �بــابـيــل ح ــوران»‪ ،‬عبر صفحته الرسمية على‬ ‫موقع «فيسبوك»‪.‬‬ ‫ودارت اشتباكات عنيفة‪ ،‬سيطر إثرها مقاتلو «الحر»‬ ‫وكـتائب إسالمية على سرية خان الحالبات وقرية رسم‬ ‫أ‬ ‫ال ــدرب‪ ،‬ضمن معركة �طـلــق عليها تسمية «الشمس‬ ‫وضحاها»‪ ،‬وكانت «غرفة عمليات الفاتحين» في المنطقة‬ ‫أ‬ ‫الجنوبية الغربية‪� ،‬علنت في بيان لها في اليوم ذاته‪ ،‬بدء‬ ‫معركة «الشمس وضحاها»‪ ،‬بهدف السيطرة على مواقع‬ ‫قوات النظام في اللواء ‪ ،90‬وسرايا كودنة ومزارع عين‬ ‫الباشا وبلدة عين الدرب ورسم المقبرع وكـتيبة الدبابات‪.‬‬ ‫وقال البيان ّإن الفصائل المشاركة في المعركة هي‪« :‬غرفة‬ ‫أ أ‬ ‫عمليات الفاتحين‪ ،‬التي تضم �لــويــة �بابيل حــوران‪،‬‬ ‫ج ـيــدور حـ ــوران‪ ،‬ش ـهــداء دم ـشــق‪ ،‬الـمــديـنــة الـمـنــورة‪،‬‬ ‫السبطين‪ ،‬الـحـســن بــن عـلــي‪ ،‬وغــرفــة عمليات الفتح‬ ‫أ‬ ‫المبين التي تضم الفرقة ‪� ،24‬لوية الحرمين الشريفين‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�حباب الرسول وشباب الهدى‪ ،‬إلى جانب �لوية تبارك‬ ‫أ‬ ‫الرحمن‪ ،‬المجاهدين‪� ،‬حفاد عمر»‪.‬‬

‫كـتيبة الطبية ‪ -‬اللواء (‪)61‬‬

‫في اليوم الثاني من المعركة‪ ،‬سيطر الجيش الحر على‬ ‫سرية عين الدرب التابعة للواء ‪ ،90‬وقريتي عين الدرب‬ ‫أ‬ ‫ومجدولية‪ ،‬حسب وكالة «سمارت»‪ ،‬و�وضحت الوكالة‬ ‫أ‬ ‫� ّن السيطرة جاءت بعد اشتباكات بين قوات النظام‪،‬‬ ‫ومـقــاتـلــي «ل ــواء الـسـبـطـيــن» و«لـ ــواء ش ـهــداء الـحــريــة»‬ ‫التابعين «للحر»‪ ،‬وسط قصف لقوات النظام بقذائـف‬ ‫الدبابات والقنابل العنقودية على منطقة المواجهات‪.‬‬ ‫هذا وقصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة‪ ،‬القرى التي‬ ‫سيطر عليها «الحر» وكـتائب إسالمية خالل المواجهات‪،‬‬ ‫من مقارها في تالل مسحرة والشعار ّ‬ ‫والحارة‪ ،‬في ريفي‬ ‫القنيطرة ودرعا‪.‬‬ ‫تموز ‪ 2014‬العدد (‪)12‬‬

‫‪5‬‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫بيانات‬

‫بيان «محامو السويداء من أجل الحرية»‬ ‫أ‬ ‫توضيح للر�ي العام ‪:‬‬ ‫أ‬ ‫ُس ّربت وثيقة من اال ئـتالف ُتفيد ب�ن المجلس المحلي (المزعوم) في السويداء‬ ‫أ‬ ‫يضم كافة فعاليات الثورة في المحافظة ومنها المحامون الحرار‪ ،‬لم نستغرب ما‬ ‫جاء في تلك الوثيقة من كذب وتزوير‪ ،‬باعتبارنا لم َنر في حالة المجلس المحلي‬ ‫اضية ُم ّ‬ ‫تسلقة على الثورة أو�حرارها‪ ،‬ولن ّ‬ ‫المذكو سوى حالة افتر ّ‬ ‫نتحدث هنا عن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫دور محامي السويداء من �جل الحرية في الدفاع عن معتقلي الثورة ‪ ...‬فعن �ي‬ ‫ّ‬ ‫مكـتب قانوني تولى شؤون ُمعتقلي الثورة يتحدثون ؟!!‬ ‫أو�مام هذا التزوير الفاضح للحقائق‪ ،‬يهم هيئة محامي السويداء من أ�جل ّ‬ ‫الحرية‬ ‫الحرية لم يكونوا ً‬ ‫أ�ن ُتبلغ ال أر�ي العام أ�ن محامي السويداء من أ�جل ّ‬ ‫يوما ضمن‬ ‫ُمكونات هذا المجلس المزعوم‪ ،‬وسنكـتفي بنشر رسالة لهيئة محامي السويداء من‬ ‫أ�جل ّ‬ ‫الحرية مؤرخة في ‪ 2013/9/8‬أ�رسلت إلى تجمع القوى ّ‬ ‫الوطنية في السويداء‬ ‫ُوتليت ً‬ ‫علنا في اجتماع أ�مانته العامة ُت ّبين موقفنا مما ُي ّ‬ ‫سمى مجلس محلي‪.‬‬ ‫الرسالة الى تجمع القوى المؤرخة في ‪2013/9/8‬‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫(إن هيئة محامي السويداء من �جل الحرية وباعتبارها �حد �صوات وهيئات الثورة‬ ‫السورية التي ثارت على النظام المستبد الالديمقراطي‪ ,‬فإنها تتخذ من تجسيد‬ ‫قوال ً‬ ‫الديمقرطية ً‬ ‫وفعال وممارسة‪ ,‬وترى فيما يتعلق بموضوع المجلس المحلي‬ ‫المزعوم التابع لال ئـتالف حالة شكلت وتكونت بشكل غير ديمقراطي‪ ,‬وإنما‬ ‫أ‬ ‫ُبنيت على دهاليز اال ئـتالف و�فراده السياسية‪ ,‬وعليه فإن هيئة محامي السويداء‬ ‫أ‬ ‫من �جل الحرية ال تعترف بمكون اسمه المجلس المحلي في السويداء وال تعتبره‬ ‫شرعي وممثل للثورة والمعارضة والحراك المدني في محافظة السويداء‪ ,‬وعليه‬ ‫أ‬ ‫فإننا نسجل تحفظنا على التعامل �و التنسيق معه وفق حالته الراهنة كونه غير‬ ‫منتخب‪ ,‬ونسجل تحفظنا أ� ً‬ ‫يضا فيما إذا سار تجمع القوى الوطنية في السويداء‬ ‫على التعامل والتنسيق معه)‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫قـرار متخذ من المكـتب التنفيذ بتاريخ ‪ ,2013/9/8‬وصــدق من الهيئة بتاريخ‬ ‫‪2013/10/6‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يسقط النظام وتعيش الثورة الحرة النقية من المتسلقين‬

‫‪6‬‬

‫تموز ‪ 2014‬العدد (‪)12‬‬

‫موقف «تجمع المهندسين األحرار في السويداء»‬

‫أ‬ ‫موقف تجمع المهندسين الح ـرار بخصوص كـتاب المجلس المحلي المنتهية‬ ‫والمتجددة واليته لترشيح الدكـتور رفعت عامر‬ ‫بعد اطالعنا على الكـتاب المرسل من المجلس القديم الجديد في السويداء إلى‬ ‫اال ئـتالف ووزارة اإلدارة المحلية المؤرخ بتاريخ ‪ 2014/7/3‬تبين ما يلي‪:‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫‪ )1‬لقد تم إنشاء هذا المجلس بطريقة افتراضية على �ساس �ن يلعب دورا في‬ ‫أ‬ ‫بناء وت�سيس قاعدة مدنية وإدارية تخضع لعمل مؤسساتي وهذا لم ينجز وكان‬ ‫أ‬ ‫أ�داؤه ً‬ ‫بعيدا كل البعد عن �ي عمل مؤسساتي لغياب المعايير العلمية واإلدارية‬ ‫في ذهنية القائمين على العمل ضمن المجلس‪.‬‬ ‫‪ )2‬مارس المجلس ذهنية التهميش واإلقصاء لكـثير من القوى الفاعلة والحقيقية‬ ‫أ‬ ‫في العمل المدني السلمي إذ كانت إدارة المجلس المذكور تسير من قبل �فراد‬ ‫ضمن مزاج ورغبات ونوازع شخصية ال ترتقي إلى مستوى العمل المهني واإلداري‬ ‫والشعبي أ� ً‬ ‫يضا‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫‪ )3‬لم تسخر المــوال لي عمل تنموي �و تفعيل حقيقي لوظيفتها المخصصة‬ ‫بل كانت ً‬ ‫سببا في االنقسامات داخل بعض المكونات المدنية والسياسية في‬ ‫المحافظة كــون صــرف أالم ــوال خضع للمحسوبيات وخلق ً‬ ‫حالة من الشللية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الواضحة �و لتشكيل مكون جديد يخدم مصالح �شـخــاص بعينها‪ ...‬واعتماد‬ ‫الصالحيات المطلقة في الصرف لغياب الرقابة والمحاسبة في إدارة المجلس‪..‬‬ ‫أ‬ ‫‪ )4‬استخدام ذريعة القبضة المنية الستالب القرارات واعتماد الصالحيات المطلقة‬ ‫أ‬ ‫في إدارة المجلس وطريقة صرف الموال‪.‬‬ ‫‪ )5‬نحن كمهندسين نعلن استنكارنا الستخدام تجمع المهندسين كمكون من‬ ‫أ أ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫مكونات العمل �و إدارته ولم يتم إعالمنا ال باللجنة التحضيرية �و �خذ الر�ي ب�ي‬ ‫عمل يتعلق بالمجلس‪ ...‬لذلك إن ما ورد في كـتاب المكـتب التنفيذي المزعوم‬ ‫هو تزوير واستخدام مكونات وهمية لتمرير قرارات جديدة تخدم حالتهم فقط‪...‬‬ ‫أ‬ ‫وإعادة إنتاج مجلس جديد مفصل على مقاسهم ويديره نفس الشخاص من قريب‬ ‫أ‬ ‫�و بعيد حسب المصالح الفردية‪ ...‬لذلك نؤكد على عدم شرعية المجلس بتركيبته‬ ‫القديمة الجديدة‪ ...‬وعدم اعترافنا على كل ما يصدر عنه‪.‬‬ ‫السويداء‪2014/7/20‬‬ ‫أ‬ ‫تجمع المهندسين الحرار في السويداء‬



‫إضاءة‬

‫تحقيق‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫االئتالف الوطني‪ :‬مقتضيات الدور وتحديات الثورة‬

‫أ‬ ‫�يمن سليمان‬ ‫أ‬ ‫فــي ‪ 11‬كــانــون الثاني ‪� ،2012‬عـلــن فــي العاصمة القطرية الــدوحــة عــن تشكيل‬ ‫أ‬ ‫«اال ئـتالف الوطني لقوى الثورة والمعارضة»‪ ،‬وهو التشكيل الوسع لقوى المعارضة‬ ‫آ‬ ‫السورية منذ اندالع الثورة السورية في ‪� 15‬ذار عام ‪2011‬‬ ‫أ‬ ‫فهل كان اال ئـتالف الوطني لقوى الثورة والمعارضة بعد �كـثر من عام ونصف على‬ ‫أ‬ ‫ت�سيسه‪ ،‬المرجعية السياسية للشعب السوري الساعي للحرية والكرامة؟ ماهي‬ ‫أ‬ ‫المقتضيات التي دعت إلى تشكيله؟ وماهي التحديات التي رافقت �دائه؟ ‪.‬‬ ‫مبادرة فورد ‪ -‬سيف‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بعد سبعة �شهر من انطالق الثورة السورية‪ ،‬ت�سس المجلس الوطني السوري في ‪2‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫تشرين الول ‪ ،2011‬في مدينة إسطنبول التركية‪ ،‬ك�ول مؤسسة للمعارضة السورية‬ ‫بعد الثورة معترف بها‪.‬‬ ‫أ‬ ‫صاغ المجلس رؤيته من خالل وثيقته الت�سيسية‪ ،‬التي تضمنت إسقاط النظام وبناء‬ ‫أ‬ ‫دولة ديمقراطية‪ .‬لكن سرعان ما وجهت انتقادات داخلية لداء المجلس الوطني‬ ‫خاصة اعتماده على المحاصصة في تشكيله ‪.‬‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫«الحاجة �كـثر من �ي وقت مضى‪ ،‬لن تتداعى فصائل‬ ‫أ‬ ‫المعارضة السياسية والقوى الثورية التي تناضل من �جل‬ ‫أ‬ ‫اسقاط نظام السد‪ ،‬و إ�نهاء معاناة شعبنا‪ ،‬واالنتقال نحو‬ ‫دولة ديمقراطية مدنية تعددية قوية مستقرة‪ ،‬كي تلتقي‬ ‫في إ�طار قيادي جامع»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وبد�ت تحركات من معارضين سوريين ودول غربية‪ ،‬إليجاد كيان سياسي �وسع من‬ ‫أ‬ ‫المجلس الوطني السوري‪ ،‬كان �برزها مبادرة النائب السابق والمعارض السوري رياض‬ ‫سيف‪ ،‬كنواة لتشكيل جسم سياسي يستوعب قوى ثورية جديدة ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫«الحاجة �كـثر من �ي وقت مضى‪ ،‬لن تتداعى فصائل المعارضة السياسية والقوى‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الثورية التي تناضل من �جل اسقاط نظام السد‪ ،‬وإنهاء معاناة شعبنا‪ ،‬واالنتقال‬ ‫نحو دولة ديمقراطية مدنية تعددية قوية مستقرة‪ ،‬كي تلتقي في إطار قيادي جامع»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫بهذا التعريف وضح المعارض السوري رياض سيف السباب والتحديات التي دعت‬ ‫لطرح مبادرته‪ .‬وسميت مبادرته «مشروع هيئة المبادرة الوطنية السورية»‪ ،‬وتقترح‬ ‫المبادرة قيادة سياسية مقرها عمان‪ ،‬تكون ً‬ ‫بديال عن «المجلس الوطني»‪ .‬وكان‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫متمثال بالسفير المريكي السابق روبرت فورد‪،‬‬ ‫واضحا‪،‬‬ ‫الدعم المريكي للمبادرة‬ ‫آ‬ ‫وتصريحات وزيرة الخارجية �نــذاك هيالري كلنتون‪ ،‬حيث دعت وزيرة الخارجية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫«لت�سيس كيان معارض أ�وسع‪ ،‬يكون «المجلس الوطني» ً‬ ‫طرفا فيه وال‬ ‫الميركية‪،‬‬ ‫يقوده»‪ ،‬لكن رياض سيف قال في تصريحات صحفية‪«:‬إن المبادرة تم طرحها قبل‬ ‫أ‬ ‫�ربعة شهور داخل «المجلس»‪ ،‬وإنها ذات خلفية وطنية بحتة»‪ .‬هكذا شكلت تلك‬ ‫أ‬ ‫المبادرة التي طرحها « سيف» النواة الولى نحو تشكيل اال ئـتالف الوطني لقوى الثورة‬ ‫والمعارضة والتي تفعلت في مؤتمر الدوحة‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫تموز ‪ 2014‬العدد (‪)12‬‬

‫إ�عالن الدوحة‬ ‫أ‬ ‫عقدت في العاصمة القطرية الدوحة ما بين ‪ 11-8‬تشرين الثاني ‪� ،2012‬عمال‬ ‫أ‬ ‫مؤتمر موسع للمعارضة السورية كان محوره الساسي مبادرة رياض سيف‪ ،‬لعبت‬ ‫أ‬ ‫الواليات المتحدة المريكية دو ًرا كبي ًرا في تنظيمه‪ .‬وشارك في مؤتمر الدوحة الموسع‬ ‫‪ 420‬شخصية‪ ،‬تمثل ‪ 23‬كـتلة سياسية‪ ،‬بينها ‪ 13‬كـتلة ستشارك فيه للمرة االولى‪.‬‬ ‫واتفق في نهاية المؤتمر ‪ 11‬تشرين الثاني ‪ ،2012‬كل من المجلس الوطني السوري‬ ‫أ‬ ‫المعارض‪ ،‬وباقي �طراف المعارضة الحاضرة في هذا االجتماع‪ ،‬على إنشاء اال ئـتالف‬ ‫أ‬ ‫الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية‪ ،‬تكون عضويته مفتوحة لكافة �طياف‬ ‫أ‬ ‫المعارضة السورية‪ ،‬حيث يوضح النظام الساسي لالئـتالف نسب تمثيل كل طرف‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ويهدف هذا «اال ئـتالف» إلى إسقاط النظام القائم برموزه‪ ،‬وحل �جهزته المنية‪،‬‬ ‫والعمل على محاسبة المسؤولين عن دماء الشعب السوري‪.‬‬ ‫أ‬ ‫كما نص النظام الساسي لالئـتالف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية‪ ،‬على‬ ‫أ�ن يختار اال ئـتالف حكومة مؤقتة تعمل على إسقاط النظام القائم ً‬ ‫حاليا‪ ،‬ال يجوز لها‬ ‫الدخول في حوار أ�و التفاوض مع هذا النظام‪ً ،‬‬ ‫فضال عن تسيير القطاعات المختلفة‬ ‫أ‬ ‫المتعلقة بالشؤون السورية‪ ،‬وضمان وحدة وسيادة الراضي السورية‪.‬‬

‫طرحت الموافقة على �جراء التفاوض مع النظام‪ً ،‬‬ ‫خالفا‬ ‫إ‬ ‫في المعارضة حول خروج «االئتالف» عن مبادئ ميثاقه‬ ‫أ‬ ‫الت�سيسي‪ ،‬التي اتفق عليها في الدوحة‪ ،‬والتي تنص على‬ ‫عدم التفاوض مع النظام‪.‬‬

‫رياض سيف‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تحقيق‬

‫رئيس اال ئـتالف هادي البحرة‬

‫أ‬ ‫وجــرى انتخاب معاذ الخطيب إمــام المسجد المــوي‬ ‫أ‬ ‫ســابـقـ ًـا‪� ،‬ول رئـيــس لــا ئ ـتــاف الــوطـنــي لـقــوى الـثــورة‬ ‫صوتا من أ�صل ‪ً 63‬‬ ‫والمعارضة بـ ‪ً 45‬‬ ‫صوتا‪.‬‬ ‫نائبا للرئيس بـ ‪ً 37‬‬ ‫كما انتخب كل من رياض سيف ً‬ ‫صوتا‬ ‫وسهير أالتاسي نائبة ثانية للرئيس بـ ‪ً 32‬‬ ‫صوتا‪ ،‬وحصل‬ ‫مصطفى الصباغ على منصب أالمين العام بـ ‪ً 28‬‬ ‫صوتا‪.‬‬

‫أ‬ ‫جرى انتخاب معاذ الخطيب إ�مام المسجد الموي‬ ‫ً أ‬ ‫سابقا‪� ،‬ول رئيس لالئتالف الوطني لقوى الثورة‬ ‫صوتا من أ�صل ‪ً 63‬‬ ‫والمعارضة بـ ‪ً 45‬‬ ‫صوتا‪.‬‬ ‫كما انتخب كل من ريــاض سيف ً‬ ‫نائبا للرئيس‬ ‫أ‬ ‫ب ــ‪ً 37‬‬ ‫صوتا وسهير التــاســي نائبة ثانية للرئيس‬ ‫بـ‪ً 32‬‬ ‫صوتا‪ ،‬وحصل مصطفى الصباغ على منصب‬ ‫أالمين العام بـ ‪ً 28‬‬ ‫صوتا‪.‬‬

‫جورج صبرا‬

‫احمد معاذ الخطيب‬

‫الوطني لقوى الثورة والمعارضة كممثل وحيد وشرعي‬ ‫للشعب السوري‪.‬‬ ‫وفي ‪ 12‬تشرين الثاني ‪ ،2012‬اعترفت كل من المملكة‬ ‫العربية السعودية‪ ،‬وقطر والبحرين واإلمارات العربية‬ ‫المتحدة والكويت وعمان «باال ئـتالف» كممثل شرعي‬ ‫للشعب السوري‪ ،‬وسحبت اعترافها من النظام السوري‪،‬‬ ‫وبعد بضع ســاعــات‪ ،‬اعترفت دول الجامعة العربية‬ ‫باستثناء العراق ولبنان والجزائر « باال ئـتالف» كممثل‬ ‫شرعي للشعب السوري‪.‬‬ ‫كما حظي «اال ئ ـتــاف» بدعم من قبل كل من فرنسا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�لمانيا وبريطانيا والواليات المتحدة المريكية‪ ،‬التي‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫صحافيا‪ ،‬تهنئ فيه الممثلين عن الشعب‬ ‫�صدرت بيانا‬ ‫السوري على تشكيل «اال ئ ـتــاف»‪ .‬ونص البيان على‬ ‫«إننا نتطلع إلــى دعــم «اال ئ ـتــاف الوطني»‪ ،‬في خط‬ ‫أ‬ ‫طريقه نحو نهاية حكم السد الدموي‪ ،‬وبداية مستقبل‬ ‫سالم وعادل وديمقراطي الذي يستحقه كل السوريين‪.‬‬ ‫أ‬ ‫و�كد البيان على التزام الواليات المتحدة بالمساعدات‬ ‫اإلنسانية وغير القتالية‪ ،‬وشكر قطر على دوره ــا في‬ ‫المؤتمر‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫لكن االعتراف البرز «لالئـتالف الوطني» جاء من المم‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫المتحدة في ‪� 14‬يار ‪ 2013‬بقرار �ممي �يدته ‪ 107‬دول‬ ‫أ‬ ‫وعارضته ‪12‬دولــة والــذي اعترفت فيه المــم المتحدة‬ ‫«باال ئـتالف» ً‬ ‫ممثال ً‬ ‫شرعيا للشعب السوري‪.‬‬

‫غياب الدعم الدولي الحقيقي للثورة السورية‪ ،‬وتشتت‬ ‫أ‬ ‫الفصائل العسكرية على الرض‪ ،‬كانت وحشية النظام‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و دمويته تزداد تجاه الثوار بكل �نواع السلحة الفتاكة‪.‬‬ ‫حاول معاذ الخطيب خالل توليه‪ ،‬توحيد الفصائل‬ ‫المسلحة وتشكيل قيادة لها‪ ،‬وبالفعل تم تشكيل‬ ‫القيادة الموحدة للجيش السوري الحر في ‪ 28‬كانون‬ ‫الثاني ‪ ،2013‬بقيادة سليم إدريس‪.‬‬ ‫قدم الخطيب مبادرة للتفاوض مع النظام في ‪ 30‬كانون‬ ‫الثاني ‪ 2013‬عبر فيها عن استعداده للجلوس والتفاوض‬ ‫أ‬ ‫مــع ممثلين للنظام‪ ،‬بشرط إطــاق سـراح ‪� 160‬لف‬ ‫معتقل في سجونه‪ ،‬واإليعاز لسفاراته بمنح جوازات‬ ‫سفر للسورين في الخارج وتجديدها‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ومع تفاقم الزمــة اإلنسانية في سورية‪ ،‬وازديــاد عدد‬ ‫الـنــازحـيــن فــي ال ــداخ ــل‪ ،‬دع ــا الخطيب فـتــح مـمـرات‬ ‫إنسانية لــوصــول المساعدات إلــى المناطق المحررة‬ ‫والمحاصرة من قبل النظام السوري‪.‬‬ ‫االنقسامات الحادة التي واجهت «اال ئـتالف» خاصة‬ ‫أ‬ ‫فــي مــوضــوع تشكيل حكومة مــؤقـتــة‪� ،‬دت لتقديم‬ ‫معاذ الخطيب استقالته من رئاسة اال ئـتالف‪ ،‬في ‪22‬‬ ‫آ‬ ‫�ذار ‪ ،2013‬قبل يومين فقط من انعقاد القمة العربية‬ ‫في الدوحة‪.‬‬ ‫وبـعــد وســاطــة قطرية قبل الخطيب حـضــور القمة‪،‬‬ ‫وتمثيل اال ئ ـتــاف بتسلم مقعد ســوريــا فــي الجامعة‬ ‫العربية‪.‬‬

‫أ‬ ‫الكـتل المشكلة له حال ت�سيسه‬ ‫يـتـكــون اال ئـ ـتــاف الــوطـنــي لـقــوى ال ـثــورة والـمـعــارضــة‬ ‫أ‬ ‫مــن ‪ً 63‬‬ ‫مقعدا‪ ،‬ويمثل �عـضــاؤه معظم التشكيالت‬ ‫والكيانات السياسية المعارضة والثورية‪ ،‬وهي‪ :‬المجلس‬ ‫الوطني ال ـســوري‪ ،‬والهيئة العامة للثورة السورية‪،‬‬ ‫ولجان التنسيق المحلية‪ ،‬والمجلس الثوري لعشائر‬ ‫سوريا‪ ،‬ورابطة العلماء السوريين‪ ،‬واتحادات الكـتاب‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫والمنتدى السوري للعمال‪ ،‬وتيار مواطنة‪ ،‬وهيئة �مناء‬ ‫الثورة‪ ،‬وتحالف معا‪ ،‬والكـتلة الوطنية الديمقراطية معاذ الخطيب‪ :‬مبادرات وتحديات‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الـســوريــة‪ ،‬والـمـكــون التركماني‪ ،‬والمجلس الوطني برزت تحديات كـثيرة �مام «اال ئـتالف» منذ ت�سيسه‪ ،‬فمع‬ ‫الـكــردي‪ ،‬والمنبر الديمقراطي‪ ،‬والمجالس المحلية‬ ‫لكافة المحافظات‪ ،‬إضــافــة إلــى بعض الشخصيات‬ ‫الوطنية وممثل عن المنشقين السياسيين‪.‬‬ ‫االعتراف الدولي‬ ‫بــدعــم خـلـيـجــي ( ق ـط ــري) وبــالـتـنـسـيــق م ــع الـجــامـعــة‬ ‫أ‬ ‫العربية‪ ،‬طالب المين العام لجامعة الدول العربية‬ ‫« نبيل العربي» دول العالم‪ ،‬لالعتراف باال ئـتالف احمد الجربا‬

‫ئيسا ً‬ ‫جورج صبرة‪ :‬ر ً‬ ‫مؤقتا‬ ‫أ‬ ‫تولى جورج صبرة في ‪� 13‬يار ‪ 2013‬رئاسة «اال ئـتالف»‬ ‫مؤقتا‪ ،‬إلى حين انتخاب الهيئة العامة ر ً‬ ‫ً‬ ‫ئيسا ً‬ ‫جديدا له‪.‬‬ ‫وخ ــال تـلــك الـفـتــرة ع ــادت ال ــدع ــوات «لــائ ـتــاف»‬ ‫أ‬ ‫باستيعاب قوى جديدة‪ ،‬تشكلت مؤخ ًرا �همها الكـتلة‬ ‫الديمقراطية (اتحاد الديمقراطيين السوريين ً‬ ‫الحقا)‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وبالفعل �قــرت الهيئة العامة لال ئـتالف في اجتماعها‬ ‫أ‬ ‫المنعقد باسطنبول في ‪� 31‬يار ‪ 2013‬توسعة بإضافة‬ ‫أ‬ ‫عضوا ً‬ ‫‪ً 43‬‬ ‫جديدا (‪ 15‬من هيئة الركان)‪ 14(،‬من الحراك‬ ‫تموز ‪ 2014‬العدد (‪)12‬‬

‫‪9‬‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تحقيق‬

‫الثوري) ‪ 14( ،‬من اتحاد الديمقراطيين)‪.‬‬ ‫الحكومة المؤقتة‬ ‫أ‬ ‫كان تشكيل الحكومة المؤقتة‪ ،‬من �برز التحديات التي واجهت «اال ئـتالف الوطني»‪،‬‬ ‫خاصة بعد تسلم «اال ئـتالف» مقعد سوريا في الجامعة العربية‪ ،‬والتي اشترط وزراء‬ ‫خارجيتها تشكيل حكومة مؤقتة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وبدعم من المجلس الوطني السوري‪(،‬كـتلة الخــوان المسلمين)‪ ،‬عين اال ئـتالف‬ ‫آ‬ ‫غسان هيتو ر ً‬ ‫ئيسا للحكومة السورية المؤقتة‪ ،‬ما أ�ثار حفيظة بعض أ�عضاء اال ئـتالف الصمود في مواجهة �لة النظام الدموية‪.‬‬ ‫كما شهدت هذه الفترة ازدياد تدخل ميليشيا حزب الله اللبناني إلى جانب النظام‬ ‫وعلقوا عضويتهم‪.‬‬ ‫أ‬ ‫في جبهات عديدة‪ ،‬وازدياد نفوذ تنظيم داعش الذي تغلغل و سيطر على �جزاء من‬ ‫أ‬ ‫المناطق المحررة‪.‬‬ ‫المنعقد‬ ‫اجتماعها‬ ‫في‬ ‫لالئتالف‬ ‫العامة‬ ‫الهيئة‬ ‫ـرت‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫�‬ ‫ً‬ ‫باسطنبول في ‪ 31‬أ�يار ‪ 2013‬توسعة ب�ضافة ‪ً 43‬‬ ‫اجتماعا في إسطنبول‬ ‫في ‪ 11‬تشرين الثاني ‪ 2013‬عقدت الهيئة العامة «لالئـتالف»‬ ‫عضوا‬ ‫إ‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫واتخذت قرارا بقبول المجلس الوطني الكردي ضمن تركيبة اال ئـتالف‪ ،‬وقبول ‪11‬‬ ‫جديدا (‪ 15‬من هيئة الركان)‪ 14(،‬من الحراك الثوري)‬ ‫ً‬ ‫عضوا منه في الهيئة العامة‪ .‬ومناقشة الدعوة لحضور جنيف ‪.2‬‬ ‫‪ 14( ،‬من اتحاد الديمقراطيين)‪.‬‬ ‫تشكيل الحكومة المؤقتة برئاسة هيتو‪ ،‬عارضه رئيس «اال ئـتالف» معاذ الخطيب‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ورفضته كـثير من القوى الثورية في الداخل‪ ،‬من �بــرز تلك القوى الهيئة العامة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫للثورة السورية‪ ،‬وهيئة الركــان في الجيش السوري الحر‪ ،‬ما دفع هيتو �خي ًرا إلى‬ ‫تقديم استقالته‪.‬‬ ‫ـتور أ‬ ‫أ‬ ‫اجتمع «اال ئـتالف الوطني» في ‪� 14‬يلول ‪ ،2013‬وانتخب الدك �حمد طعمة‬ ‫ر ً‬ ‫ئيسا للحكومة المؤقتة‪.‬‬ ‫الجربا‪ :‬سلطة الغرف السرية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ان ـ ـت ـ ـخـ ــب �حـ ـ ـم ـ ــد ع ـ ــاص ـ ــي ال ـ ـج ـ ــرب ـ ــا رئ ـ ـي ـ ـس ـ ــا جـ ـ ــديـ ـ ــد� «لـ ـ ــائ ـ ـ ـتـ ـ ــاف» فــي‬ ‫‪ 6‬تـ ـ ـم ـ ــوز ‪ 2013‬و حـ ـ ـص ـ ــل عـ ـ ـل ـ ــى ‪ 55‬صـ ـ ــو تـ ـ ـ َـا مـ ـ ـق ـ ــا ب ـ ــل ‪ 52‬لـ ـمـ ـن ــا فـ ـس ــه‬ ‫مصطفى الصباغ‪.‬‬ ‫اتسمت فترة تولي الجربا بالكـثير من الخالفات واالنقسامات والتحديات‪ ،‬ووجهت‬ ‫أ‬ ‫كالفترتين السابقتين انتقادات لطريقة عمل «اال ئـتالف»‪ ،‬و�ن «اال ئـتالف» لم يكمل‬ ‫أ‬ ‫حتى اليوم عملية الم�سسة في عمله‪.‬‬ ‫يضاف إلى ذلك التعقيدات التي عبرت فيها الثورة السورية في الفترة االخيرة‪ ،‬على‬ ‫َ‬ ‫صعيدي أالرض والمجتمع الدولي‪ ،‬حيث شهدت تر ً‬ ‫عسكريا للثوار في الجبهات‪،‬‬ ‫اجعا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫خاصة في حمص وريفها‪ ،‬دون �ن يستطيع «اال ئـتالف» تقديم الكـثير للثوار من �جل‬

‫‪10‬‬

‫تموز ‪ 2014‬العدد (‪)12‬‬

‫جنيف‪2‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بعد �خذ ورد وضغوط غربية خاصة من الواليات المتحدة المريكية‪ ،‬قرر «اال ئـتالف‬ ‫الوطني» المشاركة في مؤتمر جنيف ‪ ،2‬في اجتماع عقده بمدينة اسطنبول في ‪18‬‬ ‫كانون الثاني ‪.2014‬‬ ‫شكلت موافقة «اال ئـتالف الوطني» انقسامات جديدة في المعارضة السورية‪ ،‬وفي‬ ‫ً أ‬ ‫عضوا من �عضائه االنسحاب من «اال ئـتالف»‪،‬‬ ‫جسد اال ئـتالف نفسه‪ ،‬حيث قرر ‪44‬‬ ‫ري أ‬ ‫يمثلون كـتل‪ :‬الحركة التركمانية‪ ،‬المنتدى السو للعمال‪ ،‬المجالس المحلية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المجلس العلى لقيادة الثورة السورية‪� ،‬عضاء من هيئة �ركان الجيش الحر‪ ،‬شخصيات‬ ‫وطنية مستقلة‪ ،‬كـتلة الحراك الثوري‪ ،‬كـتلة الحراك الثوري المستقل في المجلس‬ ‫الوطني السوري‪ ،‬التجمع الوطني الحر للعاملين في مؤسسات الدولة السورية‪.‬‬ ‫كما طرحت الموافقة على إجراء التفاوض مع النظام‪ً ،‬‬ ‫خالفا في المعارضة حول خروج‬ ‫أ‬ ‫«اال ئـتالف» عن مبادئ ميثاقه الت�سيسي‪ ،‬التي اتفق عليها في الدوحة‪ ،‬والتي تنص‬ ‫على عدم التفاوض مع النظام‪.‬‬ ‫واليوم ومع تولي هادي البحرة رئاسة اال ئـتالف السوري لقوى الثورة والمعارضة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يواجه اال ئـتالف وقيادته الجديدة تحديات كبيرة‪ ،‬على ر�سها تالشي دور هيئة الركان‬ ‫بصيغتها القديمة‪ ،‬وخسارة مناطق محررة لصالح تنظيم داعش‪ ،‬وفشل مؤتمر جنيف‬ ‫أ‬ ‫‪ ،2‬وتشكيل حكومة جديدة‪ ،‬بعد �ن افتتحت فترة رئاسة البحرة بحل الحكومة‬ ‫القديمة‪ ،‬فهل يستطيع «اال ئـتالف» استعادة القرار الوطني‪ ،‬لمواجهة تلك المتغيرات‬ ‫والتحديات الخطيرة التي تواجه الثورة السورية؟!هو سؤال برسم االيام القادمة‪.‬‬


‫ضوء‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫من فضاء الطغيان إلى فضاء الحرية‬ ‫جبر الشوفي‬ ‫ككل الطغاة عبر التاريخ القريب والبعيد‪ ،‬عمل حافظ‬ ‫أ‬ ‫الس ــد منذ انـقــابــه على زمــا ئــه البعثيين قـيــادة صالح‬ ‫أ‬ ‫ج ــدي ــد‪ ،1970/10/16‬بما �طـلــق عليه إعــامــه المبرمج‬ ‫والـمــدروس بعناية‪« ،‬الحركة التصحيحية»‪ ،‬وقد ّ‬ ‫روعي‬ ‫أ‬ ‫في داللة هذه التسمية �ن تشي باستمرار سلطة البعث‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫وتصحيح مسارها في �ن واحد‪ ،‬بعد �ن حرفته «العقلية‬ ‫المناورة «‪ ،‬حسب تعبيره‪ ،‬للقيادة التي كان هو نفسه‬ ‫ً أ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وعضوا‬ ‫ئيسيا من �ركانها‪ ،‬حيث كان وزي ًرا للدفاع‬ ‫ركنا ر‬ ‫ً‬ ‫طبيعيا‬ ‫في القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم‪ ،‬وكان‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ن يرجع حافظ السد خالفه مع زمالئه‪ ،‬إلى الخالف في‬ ‫أ‬ ‫المس�لة الوطنية ومهمة تحرير الـجــوالن من االحتالل‬ ‫الصهيوني‪ ،‬أو�ن ّ‬ ‫يروج لنفسه بصفته رجل التحرير مستثم ًرا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫كل البعد الرمزي والوجداني لهذه المس�لة الوطنية الهم‪،‬‬ ‫وبها وعبرها وسع لنفسه مساحة تماس شعبية مع قضية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫من �هــم قضايا الش�ن الوطني العام ب�بعاده القومية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫والمتمثلة بالموقف من الصهيونية‪ ،‬ورغبة الث�ر لهزيمة‬ ‫حزيران المذلة‪.‬‬ ‫من هنا حرص أالسد على خروجه للناس ً‬ ‫محاطا بهالة من‬ ‫أ‬ ‫العظمة ّ‬ ‫والتميز‪ ،‬وبها �قــام الجبهة الوطنية التقدمية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫بصفتها صفقة ضمنت لــه سـكــوت الح ـ ـزاب التقليدية‬ ‫ووال ئـهــا‪ ،‬على خط التحرير والصمود في وجــه العدو‪،‬‬ ‫والتحالف الوطيد مع االتحاد السوفييتي بوصفه ً‬ ‫قائدا‬ ‫أ‬ ‫لخط النضال الممي في مواجهة اإلمبريالية العالمية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ور�س حربتها إسـرائـيــل‪ ،‬وفـقـ ًـا لدبـيــات تلك المرحلة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫واسـتـنـ ً‬ ‫ـادا إلــى هــذه الــركــائــز ب�بعادها الوطنية والقومية‬ ‫والعالمية‪ ،‬وضع نظامه في ّ‬ ‫صف المواجهة مع اإلمبريالية‬ ‫والرجعية والصهيونية‪ ،‬وكسب ثقة االتحاد السوفييتي‬ ‫ودول المنظومة االشتراكية ودول حركة التحرر العربية‬ ‫والدولية‪ ،‬وحافظ على عالقات مرنة مع محيطه العربي‬ ‫والدولي خارج هذه المنظومة‪ ،‬حيث اتسمت سياساته‬ ‫بالبراغماتية‪ ،‬و بـهــا ّ‬ ‫تخلص مــن عصابية مرحلة صالح‬ ‫جديد‪ ،‬التي ساهمت بعزل سورية عن محيطها العربي‬

‫رأي‬

‫التقليدي في دول الخليج تحديدا‪ً ،‬‬ ‫ممهدا بذلك لدعم‬ ‫أ‬ ‫عربي في حرب تشرين «التحريرية» التي �عد لها بالتنسيق‬ ‫مع أ�نور السادات‪ ،‬ليبرز بصفته رم ًزا ً‬ ‫وطنيا ً‬ ‫وقائدا محر ًرا‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وبــاالسـتـنــاد إلــى هــذه المهمة الــوطـنـيــة النبيلة‪� ،‬عـطــى‬ ‫لنظامه مشروعية القبض بيد من حديد على السلطات‬ ‫كلها‪ ،‬وليضيق الخناق على عنق البالد‪ً ،‬‬ ‫منتقال بموجبها‬ ‫ً‬ ‫وتكميال لها إلى احتالل ممنهج للفضاء الوطني العام‪،‬‬ ‫ال ــذي ب ــات مــزدحـمـ ًـا ب ـصــوره المتباينة الــدال لــة والــرمــوز‬ ‫وبتماثيله أو�قواله‪ ،‬مع الحرص أ�ن يكون ّ‬ ‫تنوعها وتعددها‬ ‫ً‬ ‫خادما لرمزية صاحبها‪ ،‬وقوة حضوره وصالبته وقيادته‬ ‫أ‬ ‫الذات والمجتمع‪ ،‬عبر تحرير فضاء الوطن من �صنامه‪،‬‬ ‫الفذة الحكيمة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫بعد �ن �حتلت فضاء عقولهم بمختلف �ساليب الترويج‬ ‫والترغيب والترهيب‪ ،‬حتى اعتادوا على رؤيتها وساكنوها‬ ‫من هنا ومن هذه الدالالت الرمزية اكـتسب تحطيم الثوار‬ ‫في الساحات والمنعطفات‪ ،‬وعلى التالل والمؤسسات‪،‬‬ ‫أ‬ ‫لتماثيله صفة رمــزيــة‪ ،‬تندرج في �همية تحرير الفضاء‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫وتدريجيا غدت �و كادت �ن تصبح من ضمن المكونات‬ ‫أ‬ ‫الوطني من صوره و�وثانه الصادمة للبصر‪ ،‬معبرين عن‬ ‫الثابتة لفضاءاتهم كلها‪.‬‬ ‫أ‬ ‫حالة ث�ر وانتقام ممن استقر حضوره المديد في وجدان‬ ‫كرها‪ ،‬وخلف عند خصومه وضحاياه ًّ‬ ‫الجماعة ً‬ ‫غال‪ ،‬طال‬ ‫لذا فحينما تحرر الثورة السورية فضاءها من التماثيل‪،‬‬ ‫احتباسه في النفوس‪ ،‬حتى لم تعد هذه الجموع تطيق‬ ‫تكون قد حررت البصر من ثبوتيات المكان وسكونيته‪،‬‬ ‫رؤية تمثال لطاغية أ�ذلها ً‬ ‫زمنا‪ ،‬حينما لم تكن تسطيع‬ ‫ً‬ ‫ومن منعكساته النفسية الضاغطة سلبا على وجدانهم‪،‬‬ ‫أ‬ ‫�ن تنظر حتى إلى تمثاله شز ًرا ولو بينها وبين ذاتها‪ ،‬وقد‬ ‫أ‬ ‫وتكون قد �طلقت العقل من معيقاته وعوائـقه‪ ،‬والوجدان‬ ‫أّ‬ ‫آ‬ ‫حان الوقت الن إلسقاط هذا الوثن المت�له المتعالي من‬ ‫ال ـفــردي والـجـمـعــي الــوطـنــي مــن تقيته ونـفــاقــه‪ ،‬لحاكم‬ ‫منصته الصادمة للبصر‪.‬‬ ‫أ‬ ‫اضـطــرت �ك ـثــريــة السورييين إلــى النفاق لــه‪ ،‬ليكسبوا‬ ‫لــذلــك فــإن هــذه الجموع الغاضبة وهــي تعمل فؤوسها‬ ‫رضاه وينالوا منه ولو النزر القليل من حقوقهم وحقوق‬ ‫شخص‬ ‫بالتمثال‪ ،‬لم تكن تعبر عن مجرد انتقام قام به‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�والدهم و�سرهم‪ ،‬حيث بات الوالء «للرئيس» شرط من‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�و مجموعة‪ ،‬بعد �ن تحررت من خوفها وعجزها‪ ،‬وغدت‬ ‫شروط الوصول إلى بعض المنافع الهزيلة‪ ،‬والتي ليس من‬ ‫أ‬ ‫لول مــرة فــي موقع إثـبــات ال ــذات‪ ،‬وتحقيق الرغبة‪ ،‬و‬ ‫أ‬ ‫بينها حقوق المواطنة‪ ،‬لن هذه الحقوق ال تمنح كلها وال‬ ‫التحرر من شلل اإلرادة‪ ،‬والـخــوف المتوارث منذ زمن‬ ‫تمنح جز ًئيا إال مقابل خدمات جليلة يؤديها الفرد للنظام‪.‬‬ ‫طــويــل‪ ،‬وقــد اع ـتــادوا فيه على الـسـكــوت عــن حقوقهم‬ ‫بـقــولـهــم‪« ،‬ال ـيــد الـتــي ال تـقــدر عليها قبلها ُ‬ ‫وادع عليها‬ ‫أ‬ ‫إنـهــا رغـبــة �ضـمــرت وتـراكـمــت عبر الــزمــن‪ ،‬بعضها فوق‬ ‫بالكسر» ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫بعض‪ ،‬واختلط فيها الكره والث�ر واالنتقام‪ ،‬من مرحلة‬ ‫نعم قد يكون لالنتقام من تماثيل المستبد دالالت كـثيرة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫الحيادية السلبية‪ ،‬وترك الش�ن العام لهم يتحكمون به‬ ‫أ‬ ‫وعــوامــل واع ـيــة و�خ ــرى غـيــر واع ـيــة‪ ،‬ولـكــل سـبــب من‬ ‫كما يشاؤون‪ ،‬فإن حاربوا حاربنا وإن سالموا سالمنا‪ ،‬وإن‬ ‫أ‬ ‫السباب ودافع من الدوافع نصيب من الصحة واإلصابة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫�ورث ابنه السلطة وعدل الدستور سكـتنا‪ ،‬وفي وعينا وال‬ ‫ولكن الثورة والثوار عندما يطهرون فضاء البصر‪ ،‬ال يقفون‬ ‫وعينا صور ضاغطة لمجازر حماة وتدمر وحي المشارقة‬ ‫عند حدودها‪ ،‬بل إنهم يتجاوزونها ليدشنوا مرحلة تحرير‬ ‫أ‬ ‫وجسر الشاغور‪ ،‬وفي ذاكرتنا مئات السجناء البديين‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وشبه البديين‪ ،‬ال ذنب لهم إال �نهم لم يبايعوا السد‬ ‫ولم يوالوه‪ ،‬بل هناك بعض من وقفوا محايدين سلبيين‪.‬‬ ‫وإذا كــان زرع الفضاءات البصرية والسمعية والعقلية‬ ‫والوجدانية كلها‪ ،‬ضروري لترسيخ جذور االستبداد في‬ ‫وعــي المجتمع ووجــدانــه‪ ،‬فــإن تحرير هــذه الفضاءات‪،‬‬ ‫يكـتسب ضرورته ومشروعيته من كونه خطوة هامة لتحرير‬ ‫أ‬ ‫كرامة المواطن وإرادتــه من �ساليبه المذلة‪ ،‬واالنتقال‬ ‫إلى إحياء ما قد مات أ�و ّ‬ ‫تكسر من هشيم نفسه المرهقة‬ ‫بالتواكل والكسل‪ ،‬واستجداء سارقي النعمة ومحتكريها‪.‬‬ ‫تموز ‪ 2014‬العدد (‪)12‬‬

‫‪11‬‬


‫ضوء‬

‫رأي‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫واقعها دون سقف التحالفات‪..‬‬ ‫القوى السياسية السورية محكومة بقوى ضغط متعددة‬

‫علي سفر‬ ‫أ‬ ‫إلى ت ــاري ــخ كـتــابــة هذه السطــور‪ ،‬وربم ــا سيبقى المـر‬ ‫تحالف سيـ ــاسي مست ــدام‬ ‫بعده‪ ،‬لم نعثر على واقـ ــعة ٍ‬ ‫بين قوى المعارضة السورية‪.‬‬ ‫وجــود الـصـراعــات يستدعي وجــود التحالفات‪ ،‬هذه‬ ‫أ�ولية من أ�ولـيــات تحليل أالمــر‪ً ،‬‬ ‫وطبقا لها نستطيع‬ ‫تفسير الحراك السياسي الــذي تهادى في سوريا من‬ ‫مرحلة مــا قبل االسـتـقــال‪ ،‬فـصـراع الكـتلة الوطنية‬ ‫تحالفات شتى بين‬ ‫مع حزب الشعب‪ ،‬كان يستدعي‬ ‫ٍ‬ ‫أ‬ ‫هاتين القوتين وبين قوى �خرى‪ ،‬ولكن الوقائع سرعان‬ ‫ما كانت تفضي إلــى انفراط العقد بين المتحالفين‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وبــالـتــ�كـيــد ك ــان إل ـغــاء الـحـيــاة الـسـيــاسـيــة فــي مرحلة‬ ‫أ‬ ‫ال ــوح ــدة‪ ،‬هــو ال ـبــاب ال ــذي �غ ـلــق عـلــى المتحازبين‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫معلن قــوامــه الالحركة‬ ‫ليعيشوا تحالفا صامتا وغير ٍ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫تمهيدا للموات‪ ،‬إذ لم تستطع مرحلة االنفصال �ن‬ ‫تعيد ال ـح ـراك السياسي وصـراعــاتــه إلــى سكة تمكن‬ ‫السوريين من صياغة مشروعهم الوطني‪ ،‬بسبب عدم‬ ‫تبلور أالهداف التي تجعل من الصراع السياسي صر ً‬ ‫اعا‬ ‫ً أ‬ ‫ثانويا على �رضية تحالف غير معلن على الثوابت في‬ ‫آ‬ ‫�ليات بناء الدولة السورية‪ ،‬ولهذا كان من السهل على‬ ‫أ‬ ‫العسكر �ن يقوموا بفرط الحكاية كلها‪ ،‬وليتم االستغناء‬ ‫أ‬ ‫عن السياسة‪ ،‬مقابل مركزة �دوات الحكم في يد حزب‬ ‫البعث الذي سرعان ما تخلص من تحالفاته عبر مذبحة‬

‫قام بها بعد فبركة محاولة انقالبية في ‪ 1963/7/18‬ضد‬ ‫الناصريين وبعض المستقلين مــن ضباط الجيش‪.‬‬ ‫أ أ‬ ‫وبتتبع مسار الحراك البعثي ذاته نرى كيف �ن الجنحة‬ ‫الـتــي شكلت ال ـقــوة الفعلية للبعث كــانــت تتصارع‬ ‫أ‬ ‫وال تتحالف‪ ،‬مــا �دى إلــى انقالبين داخليين طحنا‬ ‫أ‬ ‫المقدرات الباقية للحراك السياسي‪ ،‬ما �وصل البالد‬ ‫إلــى مرحلة الديكـتاتورية المطلقة‪ ،‬التي تم تزيينها‬ ‫بإكسسوارات من نوع الجبهة الوطنية التقدمية‪ ،‬والتي‬ ‫ً‬ ‫يراها البعض ً‬ ‫مصلحيا مستم ًرا بقوة دفع القمع‬ ‫تحالفا‬ ‫ذاته أ� ً‬ ‫وال وبرخص مصالح المنضوين تحتها ً‬ ‫ثانيا‪ ،‬عبر ولكنه ال يقيم ً‬ ‫تحالفا‪ ،‬فمنطق التطور الطبيعي لحركة‬ ‫الجعاالت التي يقدمها البعث للمتصاغرين‪.‬‬ ‫الحياة يفرض انفكاك عرى التقارب حال زوال القوة‬ ‫أ‬ ‫الدافعة إليه‪ ،‬وبالعودة إلى �صل التعبير فإن التحالف‬ ‫والتكاتف ّ‬ ‫عالقة تبنى على ّالتعاون ّ‬ ‫واالتفاق‪ُ ،‬تعقد بين‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫كــان إ�ل ـغــاء الـحـيــاة السياسية فــي مرحلة‬ ‫طرفين �و �كـثر من الــدول �و الجماعات في المجال‬ ‫أ‬ ‫ّ أ‬ ‫العسكري أ ّ ّ أ‬ ‫على‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫�‬ ‫الـ ــوحـ ــدة‪ ،‬ه ــو الـ ـب ــاب ال ـ ــذي‬ ‫ّ‬ ‫االقتصادي �و غيرهما من‬ ‫ياسي �و‬ ‫الس‬ ‫و‬ ‫�‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫تحالفا صامتا وغير‬ ‫المتحازبين ليعيشوا‬ ‫المجاالت‪ ،‬بمعنى �ن �طراف التحالف يفترض فيه �ن‬ ‫ً‬ ‫معلن قــوامــه الــاحــركــة تمهيدا للموات‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫تكون في وضع يسمح لها بممارسة ذواتها التي تتحول‬ ‫أ‬ ‫تعيد‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫االنفصال‬ ‫مرحلة‬ ‫تستطع‬ ‫لم‬ ‫إ�ذ‬ ‫فــي الــواقــع السياسي إلــى بـرامــج سياسية واقتصادية‬ ‫أ‬ ‫الحراك السياسي وصراعاته إ�لى سكة تمكن‬ ‫واج ـت ـمــاع ـيــة‪ .‬وطــال ـمــا �ن ال ـع ـمــل ال ـس ـيــاســي تحت‬ ‫ظالل الديكـتاتورية قد جرى ابتساره ليصبح تعبيراً‬ ‫السوريين من صياغة مشروعهم الوطني‬ ‫أ‬ ‫عن �فضل الطرق في التخفي والـهــروب من مالحقة‬ ‫أ‬ ‫عاشت سوريا ومنذ سبعينيات القرن الفائت مخاضات �جـهــزة القمع‪ ،‬فــإن التحالف بين الـقــوى السياسية‬ ‫عدة‪ ،‬والسيما من جهة القوى السياسية المعارضة‪ ،‬المعارضة‪ ،‬كــان ً‬ ‫تحالفا غير سياسي‪ ،‬فالبرامج التي‬ ‫أ‬ ‫فالقمع ومواجهة الديكـتاتورية يوحدان المتضررين‪ ،‬كــانــت تـنـشــر كـمـهـمــات مــرحـلـيــة ل ــ�ح ـزاب الـيـســاريــة‬

‫مروان حديد‬

‫اجمللس الوطني السوري‬

‫‪12‬‬

‫تموز ‪ 2014‬العدد (‪)12‬‬

‫عصام عطار‬

‫خالد بكداش‬


‫ضوء‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫رأي‬

‫علي حيدر‬

‫ً‬ ‫مثاال للفكرة الواقعية‪ ،‬والتي كانت تعلوها من حيث‬ ‫أ‬ ‫الترتيب �هداف التخلص من السلطة الديكـتاتورية‪،‬‬ ‫والمطالبة بعودة الحياة السياسية إلى البالد‪ ،‬كانت‬ ‫أ‬ ‫تظهر وبشكل واضح �ن مسار العمل السياسي الظاهر‬ ‫أ‬ ‫هــو �ق ــل مــن عتبة السياسة بمعناها العميق ذاتــه‪.‬‬ ‫وهكذا تحت وقــع اإللغاء والتهميش‪ ،‬ووقــع الصراع‬ ‫المسلح بين «الطليعة المقاتلة لحزب الله»‪ ،‬وبين‬ ‫الـنـظــام ال ـســوري فــي سبعينيات وثـمــانـيـنـيــات الـقــرن‬ ‫الماضي‪ ،‬بات الحديث عن تحالفات سياسية فاعلة‬ ‫أ‬ ‫�شبه بمزحة ثقيلة الظل‪ ،‬فالحزب الشيوعي‪-‬المكـتب‬ ‫السياسي (حــزب الشعب الديموقراطي ً‬ ‫حاليا) وجد‬ ‫نفسه في جبهة واحــدة غير معلنة مع حركة اإلخوان‬ ‫المسلمين‪ ،‬فمواجهة السلطة الديكـتاتورية‪ ،‬التي‬ ‫فتكت بالتنظيمين بشكل عنيف جعلتهما يجتمعان‬ ‫أ‬ ‫تحت سقف واحــد وليس في تحالف‪ ،‬إذ �ن تحالف‬ ‫الـتـيــاريــن السياسيين المتناقضين‪ ،‬لــم يـكــن لديه‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مقومات حقيقية �و مادية على الرض‪ ،‬وحتى صيغة‬ ‫التجمع الوطني الديموقراطي الــذي تشكل فــي عام‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫‪ 1979‬بين هذا الحزب وبين �حـزاب �خــرى هي حزب‬ ‫االتحاد االشتراكي العربي الديموقراطي‪ ،‬وحزب العمال‬ ‫الثوري‪ ،‬وفصيل من حزب االشتراكيين العرب‪ ،‬والتي‬ ‫استمرت أل كـثر من ربع قرن‪ ،‬لم تكن ً‬ ‫تحالفا بقدر ما‬ ‫كانت نوع من التراص السياسي المنجز بسبب قوة‬ ‫الدفع الهائلة للقمع‪ ،‬تحت شعار المطالبة بـ»إرساء‬ ‫ال ـح ـيــاة الــدي ـمــوق ـراط ـيــة الـسـلـيـمــة ف ــي س ــوري ــا»‪ .‬هــذه‬ ‫الصيغة من اللقاء‪ ،‬والتي وجدت صداها قبل الثورة‬ ‫في «إعالن دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي» الذي‬ ‫أ‬ ‫�يده اإلخوان المسلمون‪ ،‬وقد شكل ركيزة من ركائز‬ ‫تشكيالت المعارضة الراهنة‪ ،‬إن كــان في المجلس‬ ‫أ‬ ‫الــوط ـنــي‪� ،‬و فــي ائـ ـت ــاف ق ــوى ال ـث ــورة والـمـعــارضــة‪.‬‬

‫الــداعـمــة ً‬ ‫ماليا والـتــي تصر على بقاء قــوى المعارضة‬ ‫أ‬ ‫ضمن إطار واحد‪ ،‬لكنها ال تسمح لها �ن تكون على‬ ‫قلب رجل واحد‪ ،‬بحكم تعدد المصالح واختالفها‪،‬‬ ‫مما يخلق حالة رزوح وسكون في المكان‪.‬‬ ‫أ أ‬ ‫ولكي ال يظن �حد �ن هذه الحالة ملصوقة بالمعارضة‬ ‫أ‬ ‫وحدها‪ ،‬نرى كيف �ن واقــع هيئة التنسيق الوطنية‬ ‫في الــداخــل يتشابه مع واقــع التشكيالت السياسية‬ ‫أ‬ ‫في الـخــارج‪ ،‬وضمن هــذه الهيئة ثمة �ص ــوات تخرج‬ ‫أ‬ ‫عــن جمعها‪ ،‬لـتـراوح بين �قـصــى يمين الموقف من‬ ‫قدري جميل‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫النظام إلى �قصى يساره‪ ،‬فضال عن خروج البعض عن‬ ‫غير أ�ن مقومات هذه االستمرارية تبدو مفتوحة على المسار‪ ،‬ليشكل مبادرات منفردة كهيئة العمل الوطني‬ ‫احتماالت أ�صعب من الوضع السابق (النضال ضد التي ظهرت مؤخ ًرا‪.‬‬ ‫الديكـتاتورية)‪ ،‬فبعد تفجر الواقع السوري على فوضى‬ ‫التحالف بين القوى السياسية المعارضة‪،‬‬ ‫التنظيمات والـقــوى العسكرية‪ ،‬وتـغــول النظام في كان ً‬ ‫تحالفا غير سياسي‪ ،‬فالبرامج التي كانت‬ ‫قتل السوريين‪ ،‬وتدخل القوى الخارجية من دول‬ ‫أ‬ ‫وتنظيمات إقليمية في أش�ن المعارضة‪ ،‬وفي ظل فشل تنشر كمهمات مرحلية للحزاب اليسارية‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫مثاال للفكرة الواقعية‪ ،‬والتي كانت تعلوها‬ ‫التشكيالت المعارضة ذاتها عن إنجاز �ي شيء على‬ ‫أ‬ ‫أالرض ً‬ ‫فعليا‪ ،‬يبدو للمتابع أ�ن عرى العالقة بين القوى مــن حيث الترتيب �ه ــداف التخلص من‬ ‫تحالفات حقيقية وموصفة‪ ،‬السلطة الديكـتاتورية‪ ،‬والمطالبة بعودة‬ ‫السياسية والتي لم تكن‬ ‫ٍ‬ ‫قد باتت تعيش تالصقها بحكم قــوى دفــع مختلفة‪ ،‬الحياة السياسية إ�لــى البالد‪ ،‬كانت تظهر‬ ‫أ‬ ‫أ�ولها الضغط العالي المستوى من استحقاقات الواقع وبشكل واضح �ن مسار العمل السياسي‬ ‫أ‬ ‫ومطالب الجماهير السورية‪ ،‬وثانيها القوى اإلقليمية الظاهر هو �قل من عتبة السياسة بمعناها‬

‫العميق ذاته‪.‬‬

‫مصطفى الصباغ‬

‫علي البيانوني‬

‫وفي جهة النظام‪ ،‬والقوى المتحالفة معه‪ ،‬لم يستمر‬ ‫أ‬ ‫عقد الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير التي ت�سست‬ ‫في ‪ 9‬أ�ذار ‪ 2011‬في دمشق‪ ،‬كائـتالف ّ‬ ‫يضم الحزب‬ ‫السوري القومي االجتماعي‪ ،‬وحزب اإلرادة الشعبية‪،‬‬ ‫إذ لم يتحمل القوميون تماي ًزا من نوع ما في موقف‬ ‫حزب اإلرادة الشعبية من النظام‪ ،‬ما جعل علي حيدر‬ ‫وزير المصالحة الوطنية يسارع إلى التبرؤ من موقف‬ ‫شريكه قدري جميل‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ووفقا لما سبق‪ ،‬يبدو لنا �ن عتبة المشهد السياسي‬ ‫السوري‪ ،‬ال تحمل مقدرات التحالف السياسي بالمعنى‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الحقيقي للتعبير‪ ،‬وطالما �ن الوقوف على الوليات في‬ ‫المشروع الوطني العام‪ ،‬هو ساحة صـراع وسجال‪،‬‬ ‫فإن التفكير بإنشاء التحالفات سيبقى ً‬ ‫مرتهنا للقوى‬ ‫أ‬ ‫الـخــارجـيــة‪ ،‬والـتــي سيبقى بيدها �يـضـ ًـا مفتاح الحل‬ ‫والربط في الواقع السوري‪.‬‬ ‫تموز ‪ 2014‬العدد (‪)12‬‬

‫‪13‬‬


‫ضوء‬

‫رأي‬

‫في الدولة والدولة العميقة‬

‫بكر صدقي‬ ‫في العام ‪ ،1996‬وقع حادث سير في منطقة « ُ​ُسسرلك»‬ ‫فــي اسـطـنـبــول‪ ،‬كـشــف الـنـقــاب عــن فضيحة كبيرة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫فالسيارة التي تعرضت للحادث كانت لحد الضباط‬ ‫في جهاز االستخبارات وبرفقته تاجر مخدرات مطلوب‬ ‫أ‬ ‫للعدالة‪ .‬سيتضح �ن العالقة «العميقة» بين الرجلين‬ ‫أ‬ ‫تقوم على تكليف الول للثاني بتصفية مواطنين يشتبه‬ ‫في تعاطفهم مع حزب العمال الكردستاني الذي كان‪،‬‬ ‫حينذاك‪ ،‬يخوض حرب عصابات ضد الجيش التركي‪.‬‬ ‫فضيحة سسرلك هذه‪ ،‬التي رد عليها المجتمع المدني‬ ‫أ‬ ‫التركي بإطفاء النوار في المنازل كل يوم في التاسعة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مـسـ ًـاء‪ ،‬على مــدى �ســابـيــع‪� ،‬دخـلــت تعبير «الــدولــة‬ ‫أ‬ ‫العميقة» إلى اللغة السياسية التركية‪ ،‬ف�صبحت تطلق‬ ‫أ‬ ‫على كل الفعاليات الغامضة المرتبطة ب�جهزة الدولة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وعلى رغم تصفية حكومة �ردوغان‪ ،‬على مدى السنوات‬ ‫السبع المنصرمة‪ ،‬لكـثير من مراكز القوة الغامضة‬ ‫داخل الجيش وفي مؤسسات مدنية‪ ،‬ما زال مصطلح‬ ‫ً‬ ‫وعموما تطلق التيارات‬ ‫«الدولة العميقة» موضع جدل‪.‬‬ ‫الــديـمــوقـراطـيــة المدنية على كــل مــا هــو ســيء وخفي‬ ‫داخل جهاز الدولة‪ ،‬اسم الدولة العميقة‪ ،‬التي ّ‬ ‫ترد‬ ‫إليها مختلف العمليات القذرة‪ ،‬من غير االتفاق على‬ ‫مدلول واضح ومحدد‪.‬‬ ‫أ أ‬ ‫هناك من يربط «الدولة العميقة» في تركيا ب�حد �نشطة‬ ‫مؤسسة حلف الناتو في حقبة الحرب الباردة‪ ،‬حيث‬ ‫كانت هناك منظمة سرية تحت إشراف الناتو وبتمويله‬ ‫أ‬ ‫للقيام بالعمال القذرة ضد الحركات اليسارية‪ ،‬من‬ ‫أ‬ ‫اغـتـيــات و�ع ـم ــال تحريضية واس ـت ـف ـزازيــة وحـمــات‬ ‫تضليلية وغيرها‪ .‬يطلق على تلك المنظمة اسم «كونتر‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫غريل»‪ .‬وال يعرف مصيرها اليوم‪ ،‬هل تم إلغاؤها �م‬ ‫أ‬ ‫�نها ما زالت موجودة وفعالة‪.‬‬ ‫هذا النوع من منظمات الكونتر غريال نشطت أ� ً‬ ‫يضا‬ ‫أ‬ ‫في بلدان �ميركا الالتينية في السبعينات والثمانينات‬ ‫بهدف تصفية الحركات اليسارية‪ .‬وفي إيطاليا كان ثمة‬ ‫منظمة سرية مماثلة باسم «غالديو» مرتبطة بالناتو‪،‬‬ ‫أ‬ ‫تنفذ العمال القذرة ضد الشيوعيين‪ .‬لكنها باتت في‬ ‫خبر كان‪.‬‬ ‫أ‬ ‫نعود إلى تركيا‪« ،‬بلد المنش�» للمصطلح‪ .‬في العام‬

‫‪14‬‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تموز ‪ 2014‬العدد (‪)12‬‬

‫أ‬ ‫‪ ،2007‬جرت حملة �منية كبيرة ومنسقة شملت ضباط‬ ‫أ‬ ‫جيش كبا ًرا متقاعدين ورجال �عمال وصحافيين وقادة‬ ‫أ‬ ‫�حزاب يسارية‪ ،‬بتهمة االنتماء إلى «منظمة إرهابية»‬ ‫تـهــدف إلــى قـلــب الـحـكــومــة بــوســائــل غـيــر مـشــروعــة‪،‬‬ ‫اسمها أ«�رغ ـن ـكــون» المستوحى مــن جبل فــي شرق‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫�سيا حيث الموطن الصلي المفترض للتراك‪ .‬كان‬ ‫أ‬ ‫يجمع هــذا الطيف المتنوع مــن الشـخــاص عداؤهم‬ ‫للتيار اإلســامــي‪ ،‬وخــاصـ ًـة حــزب الـعــدالــة والتنمية‬ ‫الحاكم‪ ،‬واستعدادهم للقيام بكل ما يلزم للتخلص‬ ‫أ‬ ‫منه‪ .‬تال ذلك موجات �خــرى من االعتقاالت‪ ،‬ركزت‬ ‫أ‬ ‫�كـثر على مجموعات والء سرية داخــل بنية الجيش‬ ‫التركي خططت للقيام بانقالبات عسكرية على الحكومة‬ ‫أ‬ ‫المدنية‪ .‬هذا الوجه من الدولة العميقة‪ ،‬يتطابق �كـثر‬ ‫مع المؤسسة العسكرية التي تــرى في نفسها وريثة‬ ‫اإلرث أالتاتوركي‪ ،‬ومهمتها حماية النظام الجمهوري‬ ‫العلماني من المخاطر التي قد يتعرض لها‪.‬‬

‫أ‬ ‫العسكرية المسؤولة عن �ربع انقالبات عسكرية في‬ ‫أ‬ ‫تــاريــخ الجمهورية فــي الع ــوام ‪ 1960‬و‪ 1971‬و‪1980‬‬ ‫و‪ .1997‬إضافة إلى منظمة «‪ »jitem‬وهي استخبارات‬ ‫قوات الجندرمة (الشرطة الريفية) التي اغتالت مئات‬ ‫مــن ال ـكــرد المتهمين بــالـتـعــاطــف مــع ح ــزب العمال‬ ‫الكردستاني‪.‬‬

‫عـمــومـ ًـا يـمـكــن ال ـقــول إن ال ــدول ــة الـعـمـيـقــة هــي تلك‬ ‫المنظمة الـســريــة داخ ــل بنية الــدولــة الـظــاهــرة التي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫حماية لما تعتقد �نها‬ ‫تقوم بالعمال غير المشروعة‬ ‫أ‬ ‫«المصالح العليا للدولة» التي ال يمكن تركها لهواء‬ ‫الناخبين‪ .‬هــي إذن مجموعة معادية للديموقراطية‬ ‫أ‬ ‫ال تـثــق بــالـشـعــب‪ ،‬وت ــرى �ن ــه بـحــاجــة إل ــى وصــايـتـهــا‪.‬‬ ‫أ‬ ‫يعيد البعض جذور الدولة العميقة إلى �واخر الحقبة‬ ‫العثمانية حين شكل حزب االتحاد والترقي الحاكم‪،‬‬ ‫ما يسمى «تشكيالتي مخصوصة» (المنظمة الخاصة)‬ ‫أ‬ ‫التي كانت تقوم باالغتياالت لخصوم الحزب �و من قد‬ ‫هناك تصريح شهير للجنرال كنعان إيفرين‪ ،‬قائد يشكلون خط ًرا على سلطته‪.‬‬ ‫أ‬ ‫االنقالب العسكري الذي وقع في ‪� 12‬يلول ‪ ،1980‬وال ـي ــوم ي ـخــوض رئ ـيــس ال ـ ــوزراء الـتــركــي رج ــب طيب‬ ‫أ‬ ‫قال فيه‪« :‬الدولة العميقة هي نحن» يقصد المؤسسة �ردوغ ــان صـراعـ ًـا ضــاريـ ًـا ضــد جماعة «الـخــدمــة» التي‬


‫ضوء‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫رأي‬

‫راتب الشالح‬

‫يقودها الــداعـيــة اإلســامــي المعتدل فتح الله غولن‬ ‫أ‬ ‫المقيم في فيالدلفيا‪ .‬ويتهم �ردوغ ــان هــذه الجماعة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ب�نها شكلت «بنية موازية» داخل الدولة‪ ،‬في �جهزة‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫متوعدا‬ ‫المن ومؤسسات القضاء وبيروقراطية اإلدارة‪،‬‬ ‫باستئصالها‪.‬‬ ‫ً أ‬ ‫شكال من �شكال الدولة داخل‬ ‫وتعني البنية الموازية‬ ‫الــدولــة‪ ،‬حيث هرمية والءات ال تتطابق مع الهرمية‬ ‫البيروقراطية الظاهرة‪.‬‬ ‫وإذا كانت جماعة غولن تدافع عن نفسها بالقول إنها‬ ‫ً‬ ‫سياسيا وال تطمح للحكم‪ ،‬فإنه يبقى‬ ‫ليست حــز بـ ًـا‬ ‫آ‬ ‫ًأ‬ ‫صحيحا �ن مريدي غولن الذين يعدون بال الف داخل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الجهزة البيروقراطية‪ ،‬تمكنوا من إيقاع �ذى شديد‬ ‫أ‬ ‫بحكومة �ردوغان‪ ،‬من خالل كشفهم لفساد عدد من‬ ‫ً أ‬ ‫ً‬ ‫شخصيا‪.‬‬ ‫وصوال إلى �ردوغان وعائلته‬ ‫وزرائها‬ ‫قد يمكن إطالق وصف «الدولة العميقة الجديدة» على‬ ‫جماعة غولن‪ ،‬لكنها مختلفة ً‬ ‫جدا عن الشكل التقليدي‬ ‫للدولة العميقة في التاريخ السياسي لتركيا‪.‬‬ ‫هل هناك قرينات للدولة العميقة التركية في دول‬ ‫أ‬ ‫�خرى؟‬

‫طريف االخرس‬

‫جميل االسد‬

‫أ‬ ‫في مصر شاع المصطلح �ثناء ثورة ‪ 25‬يناير وبعدها‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ف�طلق على المؤسسة العسكرية التي كانت الحاكم‬ ‫الفعلي للبلد منذ ثــورة ‪ 23‬يوليو‪/‬تموز‪ .‬حيث تتمتع‬ ‫هذه المؤسسة‪ ،‬وضباطها الكبار خاصة‪ ،‬بامتيازات‬ ‫كبيرة في بلد يعاني الفقر الشديد‪.‬‬

‫ً‬ ‫عموما يمكن القول إ�ن الــدولــة العميقة‬ ‫هــي تـلــك المنظمة الـســريــة داخ ــل بنية‬ ‫أ‬ ‫الدولة الظاهرة التي تقوم بالعمال غير‬ ‫أ‬ ‫المشروعة ً‬ ‫حماية لما تعتقد �نها «المصالح‬ ‫أ‬ ‫العليا للدولة» التي ال يمكن تركها لهواء‬ ‫الـنــاخـبـيــن‪ .‬هــي إ�ذن مـجـمــوعــة مـعــاديــة‬ ‫للديموقراطية ال تثق بالشعب‬ ‫أ‬ ‫�ما في سوريا‪ ،‬فلم يستخدم مصطلح الدولة العميقة‬ ‫كـثي ًرا‪ ،‬وحين استخدم كان من باب التشبيه بالنموذج‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫التركي‪� .‬جهزة المخابرات التي �طلق حافظ �سد يدها‬ ‫في المجتمع‪ ،‬قد ينطبق عليها وصف الدولة العميقة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫من غير �ن يعني ذلك وجود مستويين فيها‪ ،‬شرعي‬ ‫أ‬ ‫علني‪ ،‬وغير شرعي سري‪ .‬فهذه الجهزة الكـتيمة تقوم‬

‫بكل انتهاكاتها تحت جنح الظالم‪ ،‬وتجند شبكة كبيرة‬ ‫من المخبرين في كافة مفاصل المجتمع‪ ،‬وتتحكم‬ ‫بجميع «العمليات السياسية» كالترشيحات إلى مجلس‬ ‫الشعب والمجالس المحلية وغيرها من الفعاليات‪،‬‬ ‫إضــافــة إلــى شبكة فـســاد و»خـ ــوات» تحت تصرفها‪.‬‬ ‫أ‬ ‫غير �ن ـهــا‪ ،‬على رغــم كــل هــذا الـجـبــروت فــي التحكم‬ ‫بالمجتمع‪ ،‬ال تشكل مرك ًزا لصناعة القرار‪ ،‬بل ً‬ ‫نوعا من‬ ‫الجهاز التنفيذي الموازي للحكومة العلنية ووزاراتها‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ما مركز صناعة القرار فهو في طبقة �خــرى‪ .‬وإذا كان‬ ‫«رئيس الجمهورية» هو الذي يملك كل المناصب‪،‬‬ ‫والصالحيات التشريعية والتنفيذية ً‬ ‫وفقا للدستور‪،‬‬ ‫فهناك نوع من القيادة الجماعية العائلية تشكل النواة‬ ‫أ‬ ‫العليا لصناعة القرار‪ ،‬وتتشكل من الرئيس و�خوته‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�مــه وخاله محمد مخلوف و�بنائه‪ .‬يقال إن الخال‬ ‫هو بمثابة الحاكم الفعلي الــذي يمون على الرئيس‪.‬‬ ‫هذا ما كان رامي مخلوف كشف النقاب عنه في إحدى‬ ‫ظهوراته اإلعالمية في مطلع الثورة السورية‪ .‬هذه النواة‬ ‫العائلية الصغيرة‪ ،‬وجهازها التنفيذي المتمثل في‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�جهزة المخابرات‪ ،‬هي ما يمكن �ن نطلق عليه الدولة‬ ‫العميقة في سوريا التي ال يطالها القانون‪.‬‬ ‫تموز ‪ 2014‬العدد (‪)12‬‬

‫‪15‬‬


‫رأي‬

‫رأي‬

‫دستور سوريا عام ‪ 1950‬ومسألة الدين والدولة‬

‫شمس الدين الكيالني‬ ‫أ‬ ‫وضــع اإلخــوان المسلمون �نفسهم ضمن إطــار التجديد‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫الديني الذي بد�ه الفغاني ومحمد عبده ‪�،‬و على الصح في‬ ‫لحظة انتكاسته على يد رشيد رضا‪ ،‬فالدين لدى هؤالء لم‬ ‫يتمثل باإليمان وإنما في العمل أ� ً‬ ‫يضا‪ .‬واستمد هذا المنطق‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫التجديدي �هم دوافعه من الشعور بالضعف �مام تقدم‬ ‫أ‬ ‫المجتمع الوربــي‪ ،‬والتساؤل في ما إذا بإمكان اإلسالم‬ ‫أ‬ ‫الت�خر القائم‪ ،‬ليشكل المرتكز المتجدد ألمور‬ ‫استدراك‬ ‫الدين والثقافة والهوية‪ .‬فكان جــواب هــؤالء باإليجاب‪.‬‬ ‫أ‬ ‫السيما �ن اإلســام الصحيح بنظرهم هو إســام السلف‬ ‫الصالح‪ ،‬الــذي ّ‬ ‫تمثل بالفترة النبوية‪ ،‬وبالعلماء الكبار‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫للقرون الربعة الولى لإلسالم‪� .‬ما عن اإلخوان السوريين‬ ‫فتعود جذورهم إلى الثالثينيات حين تشكلت العديد من‬ ‫النوى الجمعياتية الدعوية‪ ،‬وقد تم بيان مفهومهم عن‬ ‫اإلســام‪ ،‬في مؤتمرهم الخامس عام ‪ ،1939‬بالقول ‪:‬إن‬ ‫آ‬ ‫اإلسالم نظام شامل متكامل‪ ،‬يرتكز على القر�ن وسيرة‬ ‫الرسول‪ .‬تحشول اإلسالم بذلك إلى إيديولوجية شمولية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫صلبة ترفض وجود �ي توافق بين اإلسالم والقيم الوربية‬ ‫آ‬ ‫الحديثة‪ ،‬على النقيض مما �من به محمد عبده وناضل‬ ‫أ‬ ‫من �جله‪ .‬وانبثق عن مؤتمر جمعيات (شباب محمد)‬ ‫ع ــام ‪ 1944‬تنظيم (اإلخـ ــوان الـمـسـلـمـيــن)‪ ،‬وك ــان أ�ب ــرز‬ ‫أ‬ ‫شخصياته الت�سيسية مصطفى السباعي(المراقب العام)‪.‬‬ ‫الذي تمتعت الجماعة في عهده باستقالل عن (مكـتب‬ ‫المرشد العام) في مصر‪ .‬وعلى هذا لم ترفع فكرة (تطبيق‬ ‫الشريعة) بل اكـتفت بالدعوة إلى(إقامة الحكم الصالح)‪،‬‬ ‫ثم تحولت من جمعية دعوية إلــى حــزب سياسي باسم‬ ‫أ‬ ‫(الجبهة االشتراكية اإلسالمية)‪ ،‬فهي�ت نفسها لخوض‬ ‫أ‬ ‫انتخابات نهاية الربعينات‪.‬‬ ‫وفي سوريا شارك اإلخوان المسلمون‪ ،‬منذ عام ‪ 1947‬حتى‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�وائــل ‪ 1952‬بنجاح في السياسة �ثناء فترة الديمقراطية‬ ‫البرلمانية‪ ،‬ذلك بغض النظر عن الهزة التي تعرضت لها‬ ‫أ‬ ‫الحياة البرلمانية إثر االنقالب الول بقيادة حسني الزعيم‪،‬‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫في نهاية �ذار‪/‬مارس ‪ ،1949‬ويمكن اعتبار �ن هذه الحقبة‬ ‫تمثل ذروة النشاط السياسي في تاريخ اإلخوان المسلمين‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وبما �نه تم انتخاب ثالثة من مرشحيهم للبرلمان في عام‬ ‫‪ ،1947‬أو�ربعة في عام ‪ ،1949‬وشاركوا ال ً‬ ‫حقا في الوزارة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫فإن عالقتهم بالبرلمان كانت �كـثر إيجابية َّعما هي عليه في‬ ‫مصر‪ .‬ومع ذلك لطالما صدرت عنهم تصريحات معادية‬ ‫أ‬ ‫للديمقراطية‪ .‬والتشكيك بالحياة الحزبية‪ ،‬ور�وا حركـتهم‬ ‫أ‬ ‫�وسع من الحزب‪ ،‬هي حركة شاملة‪ ،‬دعوة جديدة تبشيرية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫«روح ينبعث في المــة»‪ ،‬على غـرار الح ـزاب الشيوعية‬ ‫والقومية العقائدية المعاصرة‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تموز ‪ 2014‬العدد (‪)12‬‬

‫وقد خاض اإلخوان المسلمون في مناقشة دستور‪.1950‬‬ ‫أ‬ ‫وبد�ت مناقشة الدستور الجديد إثر تسلم حكومة خالد‬ ‫العظم مقاليد الحكم‪ ،‬بمشاركة محمد المبارك(القيادي‬ ‫اإلخــوانــي) فــي ال ــوزارة‪ ،‬ولــم يكن اشـتـراك اإلخ ــوان في‬ ‫الحكومة تعبي ًرا عن نفوذهم السياسي‪ ،‬وإنما لتشتت‬ ‫أ‬ ‫الـقــوى السياسية فــي هــذه الث ـنــاء‪ .‬وقــد شــارك مصطفى‬ ‫السباعي‪ ،‬من أ�صل ‪ً 33‬‬ ‫عضوا‪ ،‬في اللجنة الدستورية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫فاتفقت اللجنة ب�كـثريتها على النقاط الرب ــع التالية‪:‬‬ ‫أ‬ ‫‪.1‬المحافظة على النظام الجمهوري‪ .2 ،‬مس�لة العالقة مع‬ ‫أ‬ ‫الدول العربية‪ .3 ،‬التصريح ب�ن دين الدولة هو اإلسالم‪،‬‬ ‫أ‬ ‫‪ .4‬تحديد الملكية‪ .‬وهي مس�لة لم يستطاع حلها ببند في‬ ‫الدستور‪.‬‬ ‫أ‬ ‫�ث ــار الـمــوضــوع حينها مـنــاقـشــات وت ـس ــاؤالت صاخبة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وذلــك لهمية الـمــوضــوع وخـطــورتــه‪ ،‬وضـعــت اإلخــوان‬ ‫أ‬ ‫قاس‪ ،‬فقد اضطروا لتحديد وظيفة اإلسالم‬ ‫�مام امتحان‬ ‫ٍ‬ ‫أ‬ ‫في المجتمع‪ .‬فحاولوا اإلجابة على التساؤالت التي �ثارتها‬ ‫أ أ‬ ‫المناقشات‪� .‬كدوا �مام الخوف من إثارة النعرات الطائـفية‬ ‫أ‬ ‫على ضرورة �ن يتضمن الدستور تحديد حقوق وواجبات‬ ‫أ‬ ‫متساوية بين المواطنين‪ .‬ونفوا �ن يكون إعالن اإلسالم‬ ‫أ‬ ‫دينا للدولة ً‬ ‫ً‬ ‫سببا في ازدياد نفوذ الشرع اإلسالمي‪ ،‬ف�وضح‬ ‫أ‬ ‫السباعي �ن سوريا دولة برلمانية‪ ،‬وحق التشريع يعود‬ ‫فقط للبرلمان‪ .‬فــا تــوجــد سلطة دينية بإمكانها إرغــام‬ ‫البرلمان على قبول دستور ال يقره البرلمان وال يرضى به‪.‬‬ ‫إن تشديد السباعي على استقاللية البرلمان في التشريع‪،‬‬ ‫أ‬ ‫يتعارض مع نظرة اإلسالميين ب�ن الله هو المشرع الوحيد‬ ‫أو� ً‬ ‫يضا مع مطالبتهم بنظام إسالمي يستند إلى الشريعة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�ج ــاب السباعي على مــن يظن �ن إعــان ديــن الدولة‬ ‫اإلسالم سيفضي إلى تطبيق (الحدود)‪ :‬قطع يد السارق‬ ‫ورجم الزاني‪ ،‬بالقول‪« :‬إننا ال نفكر أ� ً‬ ‫بدا بإدخال عقوبات‬ ‫ً أ‬ ‫فضال عن �ن تطبيقها مشروط بنشوء مجتمع‬ ‫الحدود»‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مثالي‪ ،‬ثم �ن اإلسالم �حاط عقوبات الحدود بشروط شبه‬ ‫مستحيلة‪ .‬ثم يقول‪« :‬إن الهدف من تسمية دين الدولة هو‬ ‫أ‬ ‫لمنحها مسحة روحية و�خالقية تساعد في تحديد النظام‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫والقانون»‪� .‬مــا عن مس�لة تحديد دين الدولة‪ ،‬فربطها‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ب�كـثرية السكان‪ .‬وبما �ن تسعين بالمائة من سكان سورية‬

‫مصطفى السباعي‬

‫تلقائيا اإلســام ً‬ ‫إســام يصبح ً‬ ‫دينا للدولة‪ .‬فكانت هذه‬ ‫الردود دفاعية بشكل جلي‪ .‬لم توجد أ�ية فئة حزبية أ�خرى‬ ‫ًأ‬ ‫أ‬ ‫رسميا �ن يكون الدين الرسمي للدولة هو اإلسالم ‪.‬‬ ‫�رادت‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫فقد �عطى حزب الشعب‪� ،‬هم �حزاب البرلمان‪� ،‬عضاءه‬ ‫أ‬ ‫حرية االختيار في تلك المس�لة‪ .‬بينما عارضها الحزب‬ ‫أ‬ ‫الوطني و�كرم الحوراني (حزب الشباب) وحزب البعث‪.‬‬ ‫ولكن في الختام‪َّ ،‬قررت الكـتل البرلمانية إلغاء المادة‬ ‫المتعلقة بدين الدولة‪ ،‬لتصبح كما يلي ‪ .1« :‬دين رئيس‬ ‫الجمهورية اإلسالم‪ .2 .‬الفقه اإلسالمي هو المصدر الرئيسي‬ ‫للتشريع‪ .3 .‬حرية االعتقاد مصونة‪ ،‬والدولة تحترم جميع‬ ‫أ‬ ‫الديــان السماوية‪ .‬وتكـفل حرية القيام بشعائرها‪ ،‬على‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ن اليخل ذلــك بالنظام الـعــام‪ .4 .‬الح ــوال الشخصية‬ ‫للطوائـف الدينية مصونة ومرعية»‪ .‬ورغم التعديالت التي‬ ‫أ�جريت على اقتراحات اإلخوان بالربط بين الدين‪/‬اإلسالم‬ ‫والدولة‪ ،‬فإن مصطفى السباعي دافع عن هذا الدستور‬ ‫ً‬ ‫نموذجا يمكن‬ ‫على الرغم من مسحته العلمانية‪ ،‬واعتبره‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ن ُيقتدى بــه‪ .‬وظــل هــذا حــال الجماعة إلــى �ن دخلت‬ ‫أ‬ ‫سوريا زمــن حكم الحزب الــواحــد‪ ،‬الــذي �فقد المجتمع‬ ‫السوري حياته السياسية وجرده من كل روح حرة‪ ،‬فدخل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫اإلخوان في طور جديد‪َّ ،‬تلقف بعض �جنحتها �طروحات‬ ‫أ‬ ‫سيد قطب و�ف ــرزت ظــاهــرة (الطليعة المقاتلة ‪.)1980‬‬ ‫فكانت بمثابة الوجه المقابلة لحزب البعث «القائد للدولة‬ ‫أ‬ ‫والمجتمع»‪ .‬وظل هذا الحال‪ ،‬إلى �ن حدثت المراجعة‬ ‫الشاملة لإلخوان في بداية القرن الجديد‪ ،‬وتبنت فكرة‬ ‫الدولة المدنية الديمقراطية‪ ،‬في سياق المراجعة الشاملة‬ ‫للفكر العربي بعد انهيار نموذج االتحاد السوفياتي‪ ،‬نموذج‬ ‫(النظام القومي التقدمي) العربي‪ .‬ولعل الوقائع هي التي‬ ‫أ‬ ‫ستحكم على صدق تلك التوجهات الجديدة‪ ،‬والهم من‬ ‫أ‬ ‫ذلــك ت�ثير التوازنات االجتماعية الكبرى التي ستفرزها‬ ‫تحوالت االنتفاضة السورية‪.‬‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫عشائر اللجاة باالشتراك مع الجيش الحر ومشايخ من السويداء‬ ‫يحاولون وضع حد لحاالت الخطف واالنفالت األمني‬ ‫شكلت عشائر منطقة اللجاة شمال درعا‪ ،‬باالتفاق مع فصائل من الجيش الحر‪ ،‬ومشايخ ووجاهات من محافظة‬ ‫أ‬ ‫السويداء‪ ،‬حواجز في المنطقة‪ ،‬بهدف ضبط حاالت الخطف المتبادلة لمدنيين من �هالي السويداء ودرعا‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�فاد مراسل «ضوضاء» � ّن عشائر المدالجة والرماح والعوران‪ ،‬بالتنسيق مع مشايخ من السويداء وفصائل من‬ ‫أ‬ ‫الجيش الحر‪� ،‬قاموا ثالثة حواجز في منطقة اللجاة تشرف كل عشيرة منها على حاجز‪ ،‬وهي‪ :‬حاجز الشياحة تشرف‬ ‫عليه عشيرة العوران‪ ،‬حاجز المسيكة عند مدخل اللجاة الجنوبي تشرف عليه عشيرة المدالجة‪ ،‬حاجز مشترك‬ ‫للعشائر على طريق بلدة صور‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أّ أ أ‬ ‫ونقل المراسل عن مشايخ من العشائر‪� ،‬ن من �ولى �هداف تشكيل الحواجز سابقة الذكر‪« ،‬مالحقة �شخاص‬ ‫أ‬ ‫معروف عنهم قيامهم بعمليات خطف �و سرقة‪ ،‬ووضع حد لهذه الممارسات التي تهدد عالقة الجوار المميزة بين‬ ‫المحافظتين»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫في السياق‪� ،‬صدرت عشائر اللجاة بيانا مصورا في ‪ 18‬تموز‪ ،‬تال االتفاق على تشكيل الحواجز‪� ،‬وضحت فيه موقفها‬ ‫ً‬ ‫من جرائم الخطف ومرتكبيها‪ ،‬أو�دانتها على اعتبارها ً‬ ‫واضحا للقيم اإلنسانية والعادات والتقاليد»‪ ،‬وجاء في‬ ‫«خرقا‬ ‫البيان أ� ً‬ ‫يضا‪« :‬نحن عشائر منطقة اللجاة‪ ،‬تربطنا بجيراننا الدروز عالقات وثيقة قائمة على المحبة والسلم الدائمين‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وبناء عليه قمنا بالتعاون مع عناصر من الجيش الحر المتواجد في المنطقة‪ ،‬بمالحقة اللصوص و�صحاب الغايات‬ ‫التخريبية‪ ،‬والمتسلقين على الثورة‪ ،‬والدليل هو تواصلنا المستمر مع جوارنا‪ ،‬وإعادة عدد من المخطوفين خالل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫فترات سابقة‪ ،‬كما نؤكد إدانتنا لي عمل من هذا النوع‪ ،‬وسنالحق الفاعلين �ينما وجدوا‪ ،‬بالتعاون مع جوارنا‬ ‫من الطرفين في السهل والجبل»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مراسلنا �وضح � ّن االتفاق يشمل فقط العشائر ومشايخ السويداء والجيش الحر‪ ،‬وال يشمل فصائل �خرى كجبهة‬ ‫أ أ‬ ‫ًأ‬ ‫مؤكدا � ّنه ليس لـ«النصرة» �ي ت�ثير في منطقة اللجاة‪.‬‬ ‫النصرة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫يذكر � ّنــه سبق صــدور هذا البيان‪ ،‬محاوالت للقاء بين وجهاء ومشايخ من درعــا والسويداء‪ ،‬والتوصل إلى حل‬ ‫أ‬ ‫واتفاق حول الحوادث المنية المتكررة‪ ،‬بما فيها الخطف والسرقة وإطالق النار على مناطق سكن المدنيين‪ّ ،‬إال‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫� ّن تصاعد وتيرة حوادث الخطف وإطالق النار خالل النصف الثاني من شهر تموز الماضي‪ ،‬واالستنفار المني في‬ ‫ريف السويداء الغربي عقبها‪ ،‬حال دون التمكن من االجتماع وإصدار البيان في حينه‪.‬‬ ‫أ‬ ‫كذلك تواترت �نباء عن تشكيل مكـتب سري خاص في درعا والسويداء واللجاة‪ ،‬لمالحقة عمليات الخطف والسرقة‬ ‫أ‬ ‫ومحاسبة المسؤولين عنها في القرى الواقعة بين المحافظتين‪ ،‬ونقل ناشطون عن مصادر مطلعة � ّن التحريات‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الولية تفيد بوجود �كـثر من مجموعة تمتهن الخطف والسرقة‪ ،‬بينها مجموعة من البدو بالتعاون مع «شبيحة»‬ ‫أ‬ ‫من السويداء‪« ،‬يقومون بهذه العمال بدافع الكسب غير المشروع»‪ ،‬ومجموعة من المحسوبين على الجيش الحر‬ ‫في درعا‪ ،‬بالتعاون مع شخصيات من السويداء تابعة للنظام‪ ،‬إضافة إلى مجموعة وصفها الناشطون بـ«مرتزقة من‬ ‫الجيش الحر في درعا يعملون لحساب المخابرات الجوية»‪ ،‬بهدف زرع الفتنة والنعرات الطائـفية‪.‬‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫ورغــم الجهود المبذولة تواصلت حــوادث الخطف والقتل‪ ،‬ففي ‪ 22‬تموز قتل مدني و�صـيــب �خــرون بجروح‪،‬‬ ‫باستهداف باص نقل مدني‪ ،‬على طريق الدويرة ‪ -‬حران في ريف السويداء الغربي‪ ،‬من قبل مسلحين مجهولين‪،‬‬ ‫أو�وضــح مراسل «ضوضاء» في السويداء أ� ّن مسلحين مجهولين أ�طلقوا النار على باص ينقل ً‬ ‫ركابا مدنيين‪ ،‬بين‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫قريتي الدويرة وحران‪ ،‬ما �دى لمقتل السائق وانقالب الباص‪ ،‬إضافة إلى إصابة عدد من الركاب بجروح‪� ،‬سعفوا‬ ‫أ‬ ‫إثرها إلى المستشفى الوطني في السويداء‪ ،‬مشي ًرا إلى تبادل إطالق نار �عقب الحادث‪ ،‬بين المسلحين وعدد من‬ ‫أ‬ ‫�هالي المنطقة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫من جانبه �كد مراسل «ضوضاء» في درعا‪ّ � ،‬ن عصابة مسلحة تتخذ من إحدى قرى درعا مق ًرا لها‪ ،‬مسؤولة عن‬ ‫أ‬ ‫عدد من ركابه بغرض طلب فدية‪.‬‬ ‫إطالق النار‪ ،‬وقال ّإن العصابة كانت تنوي خطف الباص �و ٍ‬ ‫أ‬ ‫للحداث‪ ،‬عثر أ�هالي قرية مجادل في ريف السويداء الغربي ‪ 28‬تموز‪ ،‬على جثة شاب ً‬ ‫مقتوال‪،‬‬ ‫وفي تطور الفت‬

‫قرى اللجاة‬

‫قرى اللجاة‬

‫تقرير‬

‫بيان عشائر اللجاة يدين الخطف‬

‫بعد يوم على اختطافه من قبل عصابة مسلحة من البدو‪.‬‬ ‫وق ــال م ـراســل «ض ــوض ــاء» ّإن ال ـشــاب «وسـ ــام مــرســل‬ ‫عماشة» الــذي قتل على يد عصابة من البدو بعد يوم‬ ‫على اختطافه‪ ،‬تلقى ً‬ ‫اتصاال من بدو مقيمين بين قريتي‬ ‫مـجــادل والـخــرســا‪ ،‬اعـتــاد إيـصــال الـمــاء إليهم بصهريج‬ ‫يعمل عليه‪.‬‬ ‫وتوجه «عماشة» إلى المنطقة المذكورة مساء اليوم ذاته‬ ‫أ‬ ‫إليصال المياه حسب العادة‪ ،‬قبل �ن تختطفه عصابة‬ ‫أ‬ ‫من بدو «السبتي»‪ ،‬الذين اتصلوا بعد ساعات ب�خيه‬ ‫ً‬ ‫صباحا الستالم الجثة‪.‬‬ ‫ليطلبوا منه المجيء‬ ‫أ‬ ‫صباح اليوم التالي‪ ،‬عثر الهالي على جثة «عماشة» غربي‬ ‫القرية‪ ،‬وكان توفي بطلق ناري في الصدر‪ ،‬وتظهر على‬ ‫آ‬ ‫جثته �ثار تعذيب‪ ،‬ما دفع بعض عناصر مليشيا «جيش‬ ‫الدفاع الوطني» إلى التوجه لمنطقة حوش حماد‪ ،‬حيث‬ ‫أ‬ ‫خطفوا ثمانية من البدو من عشيرة «السبتي» و�خذوهم‬ ‫إلى مجادل‪.‬‬ ‫أ‬ ‫و�عـ ــدم عـنــاصــر «ال ــدف ــاع الــوط ـنــي» مـبــاشــرة فــي ساحة‬ ‫القرية ً‬ ‫كال من‪« :‬تيسير محيسن السبتي وجزاع محسن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫السبتي»‪ ،‬وهما من �قارب �حد الخاطفين‪ ،‬بينما سلم‬ ‫أ‬ ‫الستة الباقون لفرع المن العسكري بمدينة شهبا‪ ،‬حسب‬ ‫ما نقل مراسلنا‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وفي �عقاب الحادثة‪ ،‬توجه عناصر مليشيا الشبيحة من‬ ‫عدة قرى إلى قرية مجادل‪ ،‬ووقعت حوادث إطالق نار‬ ‫أ‬ ‫متفرقة على بدو في �كـثر من قرية‪ ،‬من قبل عناصر ما‬ ‫يسمى «اللجان الشعبية» و»جيش الدفاع الوطني»‪.‬‬ ‫تموز ‪ 2014‬العدد (‪)12‬‬

‫‪17‬‬


‫إضاءة‬

‫لقاء‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫بسمة‪ :‬مشروع الدعم النفسي واالرتقاء البشري‬ ‫جهود النتشال األطفال من أجواء الحرب وإعادة جزء من طفولتهم المفقودة‬

‫فريق تحرير ضوضاء‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫ما هي �برز نشاطاتها و�هدافها؟‬ ‫نقوم بنشاطات ترفيهية كـثيرة وبشكل دوري‪ ،‬حيث‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫نلعب مع الطفال ونترك لهم �ن يلعبوا ويرسموا‪،‬‬ ‫أ‬ ‫لــديـنــا �ي ـضـ ًـا نـشــاطــات تتضمن التمثيل والـغـنــاء‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وتقديم الهدايا للطفال في العـيــاد والمناسبات‬ ‫المختلفة‪.‬‬

‫أ‬ ‫من غرفة صغيرة في مدينة طفس بريف درعا‪ ،‬بد�‬ ‫متطوعون العمل «إلعادة رسم البسمة على وجوه‬ ‫أ‬ ‫الطفال في ظل الحرب»‪ ،‬حسب وصفهم‪ ،‬من‬ ‫خالل مشروع «بسمة – الدعم النفسي واالرتقاء‬ ‫أ‬ ‫البشري»‪ ،‬الــذي بــد� بالتوسع وامـتــدت نشاطاته‬ ‫أ أ‬ ‫إلى بعض المناطق المجاورة لطفس كمدينة داعل من �بــرز �هدافنا تعزيز الصحة النفسية الشاملة‬ ‫أ‬ ‫وبلدتي صيدا وزيزون‪ّ ،‬‬ ‫ليخرج خالل عشرة �شهر وتطوير خدماتها من خالل مساعدة السوريين‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ضـحــايــا ال ـحــرب والزمـ ــة والـحـصــار وال ـت ـشــرد‪ ،‬في‬ ‫من العمل �كـثر من ‪ 600‬طفل‪.‬‬ ‫آ‬ ‫التخفيف مــن معاناتهم و�المـهــم بـصــورة إنسانية‬ ‫آ‬ ‫ويتوجه مشروع «بسمة» ببرامج دعم نفسي عدة ومهنية‪ ،‬والتعامل مع الثــار المستقبلية للحرب‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫لــ�طـفــال واليافعين‪ ،‬حيث يعمل المتطوعون الدائرة‪ ،‬وخلق جو مالئم للطفال في ظل الحرب‪.‬‬ ‫أ‬ ‫في المشروع مع الطفال من عمر خمس إلى عشر نسعى كذلك للمساهمة في تقديم بعض الخدمات‬ ‫سنوات على إيجاد «مساحات صديقة للطفل»‪ ،‬التشخيصية والعالجية للمتضررين ً‬ ‫نفسيا‪ ،‬من‬ ‫أ‬ ‫بينما يعملون مع الطفال فوق عشر سنوات على مختلف الفئات العمرية‪ ،‬إلى جانب دعم وتقوية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مشروع «�ساليب البقاء»‪ ،‬إضافة إلى برامج �خرى السرة والمدرسة والتجمعات الشبابية والعمالية‬ ‫لذوي االحتياجات الخاصة والتوحديين‪ ،‬وزيارات والمهنية‪ ،‬في مواجهة الضغوط والصدمات الناجمة‬ ‫اجتماعية للخارجين من االعتقال أ�طـفـ ً‬ ‫ـاال ونساء عن الوضع الـراهــن‪ ،‬من قصف وقتل واغتصاب‬ ‫أ‬ ‫ور ً‬ ‫جاال‪ ،‬إلى جانب الدعم النفسي لبناء وزوجات وتشرد‪.‬‬ ‫نعمل أ� ً‬ ‫يضا على تطوير كادر مهني في مجالي العلوم‬ ‫الشهداء‪.‬‬ ‫النفسية واالجتماعية داخل مراكزنا‪ ،‬ونشر وتطوير‬ ‫«ضــوضــاء» التقت المتطوعة ومسؤولة المكـتب الـثـقــافــة النفسية الصحيحة‪ ،‬مــن خــال تعميم‬ ‫اإلع ــام ــي ف ــي م ـش ــروع «ب ـس ـم ــة»‪« ،‬هـ ـي ــام‪.‬ك»‪ ،‬الممارسات الوقائية للصحة النفسية في المجتمع‪،‬‬ ‫وتحدثت إليها عن المشاريع التي يقوم بها الفريق وتقديم االستشارة النفسية لمن يحتاجها‪.‬‬ ‫والتحديات التي تواجه عمله‪.‬‬ ‫كيف يتم تمويل هذه النشاطات؟ وهل من دعم‬ ‫أ‬ ‫متى وكيف بد�ت مؤسسة «بسمة»؟‬ ‫أ‬ ‫«بسمة» هو مشروع شبابي تطوعي‪ ،‬بد� قبل نحو‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫عشرة �شهر‪ ،‬وهو بالساس مشروع ترفيهي للطفال‬ ‫من عمر خمس سنوات إلى ‪ 12‬سنة‪ ،‬لمساعدتهم‬ ‫على التكيف مع الظروف الراهنة‪ ،‬وحاالت فقدان‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�فراد العائلة �و بتر الطراف‪ ،‬ويتضمن كذلك برامج‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�خرى للكبار ولبناء وزوجات الشهداء‪.‬‬ ‫أ‬ ‫تم ت�سيس المشروع كمؤسسة غير ربحية‪ ،‬بهدف‬ ‫تقديم الخدمات النفسية واالجتماعية‪ ،‬والعمل على‬ ‫رفع مستوى الصحة النفسية والرعاية االجتماعية‬ ‫للشعب السوري‪ ،‬الذي عانى ثالث سنوات‪ ،‬وال‬ ‫أ‬ ‫زال يعاني ويــات الـحــرب والزم ــات والتفجيرات‬ ‫والدمار والقتل والتشرد والنزوح‪.‬‬ ‫‪18‬‬

‫تموز ‪ 2014‬العدد (‪)12‬‬

‫يتلقاه المشروع؟‬ ‫أ‬ ‫حتى اللحظة ال نحصل على دعــم �و تمويل من‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ي جهة‪ ،‬نتلقى معونات من �شخاص �و منظمات‬ ‫تكـفي فقط إلنجاز بعض النشاطات‪ ،‬كشراء هدايا‬ ‫أ‬ ‫للطفال‪ ،‬وال نزال حتى اليوم نحصر نشاطاتنا في‬ ‫غرفة واحــدة بمدينة طفس‪ ،‬حصلنا على تبرعات‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫لت�ثيثها بشكل مناسب لهداف العمل‪ ،‬بالمقابل‬ ‫أ‬ ‫يعمل الكادر ً‬ ‫كامال بشكل تطوعي دون �جر مادي‪،‬‬ ‫رغم تفرغ معظمه للعمل في المشروع‪.‬‬ ‫مـ ــن هـ ــم الـ ـع ــامـ ـل ــون مـ ــع «بـ ـسـ ـم ــة» وم ـ ــا هــي‬ ‫أ‬ ‫اختصاصاتهم وماذا يقدمون للطفال؟‬ ‫الـعــامـلــون فــي م ـشــروع «بـسـمــة» مـتـطــوعــون من‬ ‫اختصاصات مختلفة‪ ،‬بينهم مختصون في مجال‬ ‫اإلرش ــاد النفسي وعلم النفس‪ ،‬وبينهم معلمون‬ ‫وخ ــري ـج ــو م ـع ـلــم صـ ــف‪ ،‬إض ــاف ــة إلـ ــى نــاشـطـيــن‬ ‫وإعالميين‪.‬‬ ‫وي ـس ـع ــى الـ ـمـ ـش ــروع ب ـش ـك ــل ع ـ ــام ل ـل ـب ـحــث عــن‬ ‫المختصين في هــذه المجاالت‪ ،‬ويـحــاول ضمهم‬ ‫إلى الفريق‪ ،‬لالستفادة من خبراتهم وتطوير الكادر‬ ‫بشكل مهني واحترافي‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يـعـمــل �ف ـ ـراد كـ ــادر «ب ـس ـمــة» م ــع الطـ ـف ــال على‬ ‫أ‬ ‫مواضيع مختلفة‪ ،‬بينها �ساليب التكيف والتعافي‪،‬‬ ‫المساحات الصديقة للطفل‪ ،‬تقليل التوتر والخوف‬ ‫من خــال النشاطات الترفيهية‪ ،‬تنمية الجانب‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫اإلدراكي لدى �هالي الطفال ليكونوا قادرين على‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫لقاء‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫مساعدة �طفالهم ب�نفسهم‪ ،‬إضافة إلــى المسرح‬ ‫والدمى المتحركة والرسم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تدريبا وجلسات تثقيفية بشكل‬ ‫ويتلقى الـكــادر‬ ‫دوري من قبل مختصين‪.‬‬ ‫أ‬ ‫كيف يتفاعل الهالي مع المؤسسة وكيف يقيمون‬ ‫أ‬ ‫�داءها؟‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ه ـنــاك إق ـبــال كـبـيــر مــن اله ــال ــي والطـ ـف ــال على‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ال ـم ـشــروع‪ ،‬إذ يشعر اله ــال ــي بــ�هـمـيـتــه وفــائــدتــه‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫لطفالهم‪ ،‬وي�تي إلينا �طفال كـثيرون لالشتراك‬ ‫بالنشاطات التي نقيمها‪ ،‬وفي بعض الحاالت يذهب‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الفريق إلى الماكن التي يتواجد بها الطفال‪ ،‬للقيام‬ ‫أ‬ ‫ببعض النشاطات �و توزيع الهدايا‪.‬‬ ‫بشكل عــام إمكانياتنا مـحــدودة للغاية‪ ،‬وبالكاد‬ ‫أ‬ ‫نتمكن مــن ش ـراء الهدايا وبعض الـلــوازم‪ّ ،‬إال � ّن‬ ‫أ أ أ‬ ‫التفاعل مع المشروع سواء من الهالي �و الطفال‬ ‫جيد ً‬ ‫جدا‪ ،‬ويدفعنا لالستمرار في العمل‪.‬‬ ‫ما هي الصعوبات التي تواجه استمرار «بسمة»؟‬ ‫كما سبق وذكرت يقف العامل المادي أك�ول ّ‬ ‫تحد‬ ‫لـلـعـمــل‪ ،‬ويـعـتـبــر غـيــاب الـتـمــويــل ونـقــص الــدعــم‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫العائق الول �مام استمرار المشروع‪� ،‬و حتى تطوره‬ ‫آ‬ ‫وانتشاره‪ ،‬حتى الن استطعنا مواصلة العمل رغم‬ ‫كل ذلك‪ ،‬لكن لو كان هناك دعم لتطور المشروع‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�كـثر واستفاد منه عدد �كبر من الطفال‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وتعتبر الخطار الميدانية كالقصف وغارات الطيران‬ ‫أ‬ ‫الحربي والـمــروحــي‪ ،‬صعوبات تـضــاف إلــى �عـبــاء‬ ‫أ‬ ‫العمل اليومي‪ ،‬وسبق �ن تعرضت المدينة لغارات‬

‫أ‬ ‫هل تقدم «بسمة» خدمات تغني الطفال عن‬ ‫الذهاب إ�لى المدرسة‪ ،‬في حال كانوا محرومين‬ ‫من الذهاب إ�ليها؟‬ ‫بالطبع لو توفر الدعم لمشروعنا يصبح من الممكن‬ ‫أ‬ ‫�ن تعوض «بسمة» المحرومين من الدراسة‪ ،‬إذ‬ ‫أ‬ ‫يتوفر لدينا الكادر المؤهل ً‬ ‫مهنيا لتدريس الطفال‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫وسد الفراغ الناجم عن التسرب الدراسي � ًيا كانت‬ ‫أ‬ ‫�سبابه‪.‬‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫خالل �وقات عملنا‪ ،‬في هذه الحاالت نحاول �ن‬ ‫أ‬ ‫نشغل الطفال ونبعد عنهم الخوف‪ ،‬من خالل‬ ‫أ أ‬ ‫الضحك واللعب‪ ،‬وكـثي ًرا ما يقول لنا الهالي � ّن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�طفالهم يشعرون بالمان خالل وجودهم في مركز‬ ‫أ‬ ‫«بسمة»‪ ،‬وبعضهم يقول � ّن الطائرة لن تقصفهم‬ ‫أ‬ ‫طالما �نهم في المركز‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫طبعا يضاف إلى ذلك الخطار التي تلحق العاملين‬ ‫أ‬ ‫في المؤسسة‪ ،‬حيث ال يعود ً‬ ‫ممكنا لنا التنقل �و‬ ‫الذهاب إلى مناطق يسيطر عليها النظام‪ً ،‬‬ ‫خوفا‬ ‫أ‬ ‫ما هي الخطط والنشاطات المقبلة هل من �فكار‬ ‫من االعتقال‪.‬‬ ‫أ‬ ‫لتطوير المشروع في اليام القادمة؟‬ ‫أ‬ ‫بد�نا بالعمل على إنشاء مراكز تابعة للمشروع‪ ،‬في‬ ‫داعل وصيدا وزيزون‪ ،‬ولدينا فرع في قرية الرفيد‬ ‫أ‬ ‫بريف القنيطرة �يـضـ ًـا‪ ،‬كما نسعى لتطوير برامج‬ ‫آ‬ ‫جديدة لتخفيف الثار النفسية واالجتماعية الناجمة‬ ‫أ‬ ‫عن الزمات التي نمر بها‪.‬‬ ‫نحلم بتخفيف معاناة السوريين والمساهمة في‬ ‫تنشئة جيل فاعل ومنظم‪ ،‬وتهيئة بيئة نفسية‬ ‫واجتماعية وتعليمية واقتصادية متكافلة ومتطورة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫للنهوض بالفراد واالرتقاء بالسرة والمجتمع‪ ،‬في‬ ‫جو خال من الصدمات النفسية‪.‬‬ ‫تموز ‪ 2014‬العدد (‪)12‬‬

‫‪19‬‬


‫إضاءة‬

‫تحقيق‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫الزراعة السورية‬ ‫تراجع كبير وصعوبات تواجه الفالحين‬

‫محمود الدرويش‬ ‫التي تبلغ عشرة هكـتارات بين عدة محاصيل كالقمح‪ ،‬الشعير‪ ،‬العدس والكمون‪.‬‬ ‫ًأ‬ ‫أ‬ ‫ر أ‬ ‫في هذا العام ز ع �بو طالل �رضه معتمدا �كـثر على المحاصيل البعلية كالشعير‬ ‫آ أ‬ ‫ًأ‬ ‫أ أ‬ ‫والكمون دون أ�ن يــزرع نصف أ�رضــه ً‬ ‫ّ‬ ‫علما �ن القمح‬ ‫قمحا‪ ،‬كما اعتاد كل عــام‪.‬‬ ‫لو �ردنــا �ن نعدد اإلنجازات الزراعية في زمن البعث وزمن نظام �ل الســد الذي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫سيطر عليه‪ ،‬نذكر (دون وقوف على التفاصيل) قطع الشجار المثمرة في منطقة هو المحصول الرئيسي في �غلب المحافظات السورية‪ ،‬ويعتبر من المحاصيل‬ ‫أ‬ ‫الغاب للقيام بزراعة قطن لم تحصل ولم تكـتمل‪ ،‬إغراق عشرات القرى‪ ،‬بما فيها االستراتيجية التي تحقق المن الغذائي لسوريا‪.‬‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫مــن �ثــار تعود للعصر الحجري والنيوليتي والــزراعــات الول ــى فــي تــاريــخ الكون‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وتهجير السكان‪ ،‬وخلط الوراق عبر تقسيم الراضــي بحق وغير حق‪ ،‬ما خلق فساد وانعدام للمسؤولية‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫تعقيدا وعداوات بين سكان شمال سوريا عامة‪ .‬ثم تجفيف نهر الخابور ومنع زراعة اعتمد النظام في سوريا على مؤسسات محددة لشراء القمح وت�مين زراعته بشكل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫متحدثا عن دور هذه المؤسسة‪:‬‬ ‫الشـجــار في معظم مناطق الجزيرة السورية‪ ،‬ثم استغالل الفالحين والسماح دوري‪ ،‬منها مؤسسة إكـثار البذار‪ ،‬يقول �بو طالل‬ ‫أ‬ ‫بسرقتهم والتحكم ب�رزاقهم ومقدرات عيشهم من خالل شراء المحاصيل‪ ،‬وفساد «كانت المؤسسة تزودنا ببذار القمح من خالل عقود مع الفالحين الذين يملكون‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫�لية اإلقراض في المصارف الزراعية والموافقات المنية التي تحكم عملية الزراعة‪ ،‬رخـصـ ًـا لراضـيـهــم‪ ،‬إذ تقدم لهم الـبــذار المحسنة‪ ،‬وبالمقابل تــ�خــذ اإلنـتــاج عند‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫بدءا من الموافقات المنية لحفر البار‪ ،‬إلى �خذ القروض من البنوك الغارقة في حصاده»‪ ،‬ويضيف‪ :‬كان لدى المؤسسة مهندسون يخرجون بشكل دوري لإلشراف‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫�ليات الفساد اإلداري خاصة موضوع اإلقـراض‪ ،‬ثم �زمة البذار المغشوشة‪ ،‬إلى على الراضي وتقديم النصائح للفالحين»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً أ‬ ‫وصوال إلى �سعار بيع المحاصيل واحتكار �وجــد النظام مثل هــذه المؤسسات (إك ـثــار الـبــذار‪ -‬المصارف الــزراعـيــة‪ -‬صوامع‬ ‫الهيمنة المنية حتى على نظام الري‪،‬‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫أ أ‬ ‫جهات البيع‪ ،‬كان ذلك قبل �ن تبد� ثورة السوريين في �ذار ‪ 2011‬بعد ذلك‪ ،‬تطور ال ـح ـبــوب)فــي ب ــداي ــة الـسـبـعـيـنــات بـعــد ق ـيــام حــافــظ السـ ــد بـمــا يـسـمــى «الـحــركــة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المر على نحو شديد السوء‪ ،‬فسرق النظام ماليين الطنان من القمح ومحاصيل التصحيحية»‪ ،‬لتقدم تسهيالت للفالحين باإلضافة إلى قروض يمنحها المصرف‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫استراتيجية �خ ــرى‪ ،‬ليخزنها فــي الساحل الـســوري‪ ،‬ثــم قصف مـخــازن الحبوب الزراعي لهم لتسهيل �مور الزراعة‪ .‬لكنها كباقي مؤسسات نظام السد كانت غارقة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫والطحين‪ ،‬وكذلك الفران في المناطق التي لم يعد يسيطر عليها‪ ،‬ناهيك عن قيام بالفساد‪ ،‬يقول �حد الموظفين السابقين‪« :‬كانت ت�تي موازنة قروض سنوية خاصة‬ ‫قوات النظام بسرقة أ�و قتل الحيوانات ً‬ ‫وصوال إلى الدواجن‪ ،‬وحرق مؤونة البيوت‪ ،‬لدعم الفالحين‪ ،‬لكن المسؤولين كانوا يراوغون واليعطونها إال لمن يدفع الرشاوي»‪.‬‬ ‫أ آ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫كل ذلك في محاولة لتركيع الشعب السوري عبر سياسة �علنت عن نفسها واضحة �ما الن وخاصة في المناطق المحررة لم يبق لتلك المؤسسات �ي دور‪ .‬النظام‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بشعارات محددة ومصاغة من مثال «الجوع �و الركوع» �ثناء حصار المدن والقرى السوري قطع الدعم عن كافة الفالحين الذين يعملون خارج سيطرته‪ ،‬ومن يريد‬ ‫السورية التي يموت سكانها من الجوع اليوم‪ ،‬ماضين في الثبات على عدم الركوع‪ .‬الدعم عليه مراجعة المؤسسات الموجودة في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام‬ ‫ًأ‬ ‫أ‬ ‫خمسة وعشرون ً‬ ‫مقسما �رضه في ظل إجراءات معقدة تفرض على الفالحين‪.‬‬ ‫عاما قضاها �بو طالل في عمله كمزارع في ريف إدلب‪،‬‬

‫‪20‬‬

‫تموز ‪ 2014‬العدد (‪)12‬‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تحقيق‬

‫غالء وتراجع المساحات المزروعة‬ ‫أ‬ ‫خالد المحمد �حد المزارعين في ريف الرقة‪ ،‬لم يزرع‬ ‫أ‬ ‫هذا العام سوى ‪ 10‬هكـتارات من �رضه التي تبلغ (‪)30‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫هكـتا ًرا‪ ،‬ليس �مامه خيار سوى تقليص مساحة �رضه‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المزروعة‪ ،‬فغالء �سعار البذور والسمدة والمحروقات‬ ‫جعلت ميزانه الزراعي «خاس ًرا بكل المقايس» على‬ ‫حد تعبيره‪.‬‬ ‫أ‬ ‫يقول «المحمد»‪« :‬هبوط سعر الليرة السورية �مــام‬ ‫أ‬ ‫الدوالر هذا العام رفع �سعار كافة السلع‪ ،‬سعر طن‬ ‫السماد لم يكن يتجاوز (‪ )5000‬ليرة سورية‪ ،‬واليوم‬ ‫يتعدى (‪ )17000‬ليرة سورية‪ ،‬وكلما ارتفع سعر صرف‬ ‫الدوالر كلما زاد ثمن طن السماد‪.‬‬ ‫أ‬ ‫السـمــدة والـبــذور ليست مشكلة المحمد الوحيدة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫فغالء المحروقات �دى إلى ارتفاع �جور الحراثة �ضعاف‬ ‫مــا كــانــت عـلـيــه‪« ،‬كـلـفــة ح ـراثــة هـك ـتــار واح ــد ً‬ ‫سابقا‬ ‫أ آ‬ ‫كانت تتراوح بين (‪ )3000‬و(‪� ،)3500‬ما الن فهي‬ ‫تتجاوز(‪ )14000‬ليرة سورية» بحسب خالد المحمد‪.‬‬

‫خاص ضوضاء‬

‫في العام ‪.2007‬‬ ‫وفي ظل المعطيات الحالية للزراعة في سوريا حذرت‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫منظمة المم المتحدة للغذية والزراعة «‪ »FAO‬من‬ ‫أ‬ ‫�ن ظروف الجفاف مقرونة في الصراع القائم في سوريا‬ ‫ستفاقم وضع أالمن الغذائي المتردي أ� ً‬ ‫صال في البالد‬ ‫وتــزيــد احـتـمــاالت االنـخـفــاض الـحــاد فــي إنـتــاج القمح‬ ‫أ‬ ‫والشعير‪ .‬وجــاء في البيان الصادر في ‪� 15‬يــار ‪2014‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫«�ن مساحة الراضي المزروعة بالقمح تراجعت بنسبة‬ ‫أ أ‬ ‫(‪ ،)15%‬و�ن النتاج المتوقع لهذا العام قد اليتجاز‬ ‫أ‬ ‫(‪ )1.97‬مليون طــن �ي مــا يقل عــن متوسط اإلنتاج‬ ‫للسنوات العشر السابقة للعام ‪ 2011‬بنسبة تراجع‬ ‫تقترب من ‪.52%‬‬

‫ه ــذه ال ـظ ــروف دفـعــت بالكـثير مــن الـمـزارعـيــن إلــى‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫خفض نسبة �راضيهم المزروعة‪ ،‬فالزمات التي تمر‬ ‫بها ا لـبــاد تجعل الكـثير مــن الفالحين السوريين‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يراجعون �نفسهم قبل اإلقدام على �ي خطوة كبيرة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الراضي المزروعة وخاصة في �وقات الحصاد تثير قلق‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�صحابها من الحرائق �و القصف في مناطق المواجهات جفاف ومشاريع متوقفة‬ ‫أ‬ ‫العسكرية كريف إدلب وحماة وحلب‪ ،‬مما قد يؤدي في محافظة الحسكة التي تحتل المرتبة الولى في زراعة‬ ‫إلى تلفها وخسارة المحصول بشكل كامل‪.‬‬ ‫القمح بين المحافظات السورية‪ ،‬والتي تعرضت في‬ ‫أ‬ ‫السنوات الخيرة لموجة جفاف قاسية‪ ،‬حاول النظام‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫هذا التراجع �ثــر بشكل كبير على القتصاد السوري تقديم تسهيالت للمزارعين بتقديم القروض والدعم‬ ‫الــذي كــان يعتمد على الــزراعــة التي تشكل (‪ )26%‬وال ـبــذار‪ ،‬لكن ذلــك لــم َيـ ُـحــل دون تـضــاؤل مساحة‬ ‫مــن الــدخــل الـقــومــي‪ ،‬حيث يعمل بــالــزراعــة حوالي أالراضي المزروعة بحسب محمد الخليل (‪ً )40‬‬ ‫عاما‪.‬‬ ‫مليون عامل بحسب اإلحصائيات الرسمية للنظام‬ ‫يقول «الخليل»‪« :‬قــدم لنا النظام عــدة مـزايــا‪ ،‬لكن‬ ‫أ‬ ‫المصاعب تتخطى المزايا المقدمة‪ ،‬و�همها انعدام‬ ‫أ‬ ‫المن‪ ،‬ما يعسر تسويق اإلنتاج‪ ،‬إضافة إلى غالء كل‬ ‫أ‬ ‫شيء ما سيسبب للمزارعين الخسارة ال كيدة في هذا‬ ‫أ أ أ‬ ‫أ‬ ‫العام‪ ،‬رغم �ن القمح كان يعتبر (في �ســو� الوقــات)‬ ‫من المزروعات الناجحة ومضمونة الربح‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ ًأ‬ ‫يضا �حد دعائم المن‬ ‫محافظة الحسكة التي تعتبر �‬ ‫أ‬ ‫الغذائي الهامة لسوريا �هملها النظام لعقود طويلة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وغامر في بعض الحيان ب�راضيها‪ ،‬ما جعلها عرضة‬ ‫أ‬ ‫للجفاف واضطر الكـثير من �هاليها إلى هجر قسم كبير‬

‫أ‬ ‫من الراضي لتصبح بو ًرا‪.‬‬ ‫كــانــت هـنــاك عــدة مشاريع تخص الــري فــي محافظة‬ ‫الحسكة كمشروع ري الخابور الذي صمم ليروي (‪)150‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�لف هكـتار من الراضــي في المحافظة‪ ،‬لكنه توقف‬ ‫ً‬ ‫نهائيا في نيسان ‪ .2001‬أو�طلقت حكومة النظام ً‬ ‫وعودا‬ ‫آ‬ ‫بتحسين مشاريع الري في المحافظة‪ ،‬وكان �خرها في‬ ‫أ‬ ‫زيارة بشار السد للحسكة الفتتاح مشروع «ري دجلة‬ ‫الكبير»‪ ،‬وتبعتها زيــارة لوزير الــري المهندس جورج‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫صومي في ‪� 17‬ب ‪ 2011‬الذي صرح حينها �ن العمل‬ ‫يجري على قدم وساق ووفق الجدول الزمني الموضوع‬ ‫أ آ‬ ‫له‪� ،‬ما الن فهذا المشروع متوقف بشكل كامل بسبب‬ ‫المعارك التي تشهدها المحافظة بين النظام وكـتائب‬ ‫أ‬ ‫الجيش الحر وصراعات �خرى تتمثل في معارك بين‬ ‫تنظيم «الدولة اإلسالمية» وقوات الحماية الشعبية‬ ‫الكردية المسمية بـ«‪.»YPG‬‬ ‫حصاد وتسويق‬ ‫أ‬ ‫عبد الكريم البدر �حد مالكي الحصادات يقول‪« :‬إن‬ ‫أ‬ ‫إنـتــاج هــذا الـعــام �قــل مــن النصف‪ ،‬فالعام الماضي‬ ‫أ‬ ‫كان الهكـتار يتنج (‪ 4‬طن) �ما هذا العام فال يتعدى‬ ‫‪ (2‬طن)»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وعن ارتفاع �جور الحصاد لهذا العام يقول البدر‪ :‬إن‬ ‫أ‬ ‫ارتفاع اجور الحصاد يعود لعدة اسباب �همها ارتفاع‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�س ـعــار الـمـحــروقــات وارت ـف ــاع �ج ــور الـعـمــالــة كسائق‬ ‫آ‬ ‫الحصادة‪ ،‬باإلضافة إلى ارتفاع قطع الغيار ال الت‪،‬‬ ‫أ‬ ‫فكل قطعة نقوم بتبديلها بات سعرها �كـثر من عشرة‬ ‫أ‬ ‫�ضعاف‪ ،‬وعملنا يقتصر على شهر واحد في العام‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ما بالنسبة للتسويق فيقول المزارع �بو طالل‪« :‬فيما‬ ‫مضى كنا نقوم بتسويقه عبر مؤسسة إكـثار البذار‪ ،‬في‬ ‫العام الماضي قمنا بسؤال الهيئة الشرعية عن إمكانية‬ ‫شرائها للمحصول وكانت إجابتهم بعدم القدرة على‬ ‫تموز ‪ 2014‬العدد (‪)12‬‬

‫‪21‬‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تحقيق‬

‫شراء المحاصيل‪ ،‬فتوجهنا نحو النظام في مدينة إدلب‬ ‫أ أ‬ ‫عبر مؤسسة إك ـثــار الـبــذار رغــم �نهم تــ�خــروا في دفع‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المستحقات وقاموا بتحويلنا من قسم �من إلى �خر‬ ‫أ‬ ‫بحجة براءة الذمة‪� .‬ما هذا العام فكـثير من المزارعين‬ ‫أ أ‬ ‫لن يتوجهوا نحو النظام وذلك بسبب عدة �مور �همها‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫انعدام المن على الطرقات وت�خير مؤسسة إكـثار البذار‬ ‫أ‬ ‫في دفــع ثمن المحاصيل‪ ،‬باإلضافة إلــى الج ـراءات‬ ‫الطويلة التي تعمل عليها المؤسسة من خالل تحويلنا‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫من فرع إلى �خر من �جل براءة الذمة �و الت�كد من عدم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وجــود �سمائنا كمطلوبين»‪ .‬يضيف �بــو طــال‪« :‬قد‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫نعتقل على الحواجز لن قيدنا في الريف �و المناطق‬ ‫الثائرة على النظام»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وعن وجهة المحصول لهذا العام يقول �بو طالل إن‬ ‫الفالحين قد يبيعونه في السوق السوداء للتجار الذين‬ ‫سيبعونه بدورهم للمطاحن‪ ،‬ثم يباع كطحين أ�و يخزن‬ ‫أ‬ ‫�و ربما يباع للنظام‪.‬‬ ‫أ‬ ‫يقول �حد التجار في ريف الرقة (وقد رفض الكشف‬ ‫عــن اس ـمــه)‪« :‬ال ـن ـظــام يـشـتــري مـحـصــول الـقـمــح من‬ ‫الـمـنــاطــق ال ـخــارجــة عــن سـيـطـرتــه عــن طــريــق بعض‬ ‫التجار الموجودين في كل منطقة‪ ،‬حيث يقومون‬ ‫أ‬ ‫بشراء القمح من الفالحين ب�سعار السوق وشحنها‬ ‫لـلـمـنــاطــق الـخــاضـعــة لـسـيـطــرة ال ـن ـظــام وخــاصــة إلــى‬ ‫أ‬ ‫محافظة الحسكة‪ ،‬يدفع النظام (‪ )5000‬ليرة �جرة‬ ‫توصيل الطن الواحد للمناطق الخاضعة لسيطرته‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ويقدم سع ًرا �على من سعرالسوق‪.‬‬ ‫أ‬ ‫الذهب البيض‬ ‫آ‬ ‫إلــى جانب القمح والشعير هناك محصول �خــر هو‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫القطن �و مايعرف بالذهب البيض‪ ،‬ويعتبر من �هم‬ ‫أ‬ ‫المحاصيل فــي ســوريــا و�قــدمـهــا‪ ،‬إذ يـعــود إلــى زمن‬ ‫أ‬ ‫صناعة الغزل والنسيج في عهد الكنعانيين في ال لف‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الرابع قبل الميالد‪ ،‬كما �نه من �كـثر المحاصيل التي‬ ‫أ‬ ‫تؤمن القطع الجنبي لالقتصاد السوري نتيجة تصديره‪.‬‬ ‫بلغت المساحة المزروعة ً‬ ‫قطنا قبل العام ‪250( 2011‬‬ ‫أ‬ ‫�لف هكـتار) حسب اإلحصائية الصادرة عن مؤسسات‬ ‫النظام نهاية ‪.2010‬‬ ‫أ‬ ‫كـبــاقــي الـمـحــاصـيــل الخ ـ ــرى يــواجــه م ـزارع ــو القطن‬ ‫صعوبات كبيرة‪ ،‬العتماد هــذا المحصول على الري‬ ‫بشكل كبير‪ ،‬لذلك هجره معظم الفالحين‪ .‬يقول‬ ‫الـمـزارع مــازن الحج موسى من مدينة سراقب بريف‬

‫‪22‬‬

‫تموز ‪ 2014‬العدد (‪)12‬‬

‫إدل ــب‪« :‬إن زراع ــة القطن لـهــذا الـعــام شبه معدومة‬ ‫أ‬ ‫والسـ ـب ــاب كـ ـث ـي ــرة‪ ،‬مـنـهــا اع ـت ـمــاد ال ـم ـزارع ـيــن على‬ ‫المحاصيل البعلية وإحجامهم عن الزراعات المروية‬ ‫بسبب نقص الكهرباء وغالء المحروقات»‪ .‬الجدر بالذكر‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ن القطن ال يتداول في السواق السورية كالقمح �و‬ ‫أ‬ ‫الشعير‪ ،‬إنما كان يباع للنظام الذي يصدره بدوره‪� ،‬و‬ ‫يباع للمعامل التي كانت تعمل فيما مضى‪.‬‬

‫حقق محصول القطن حركة تجارية كبيرة في محافظة‬ ‫الرقة العام الماضي‪ ،‬فقد تم تسويقه في تركيا‪ .‬وقام‬ ‫عــدد من التجار بجلب محالج للقطن وتعاقدوا مع‬ ‫أ‬ ‫المزارعين لحلج محصولهم وبيعه في السواق التركية‪.‬‬ ‫هذا العام‪ ،‬وبعد سيطرة تنظيم الدولة اإلسالمية في‬ ‫العراق والشام على محافظة الرقة‪ ،‬قامت السلطات‬ ‫التركية بإغالق المعبر‪ ،‬ما تسبب بشل الحركة التجارية‬ ‫في مدينة تل أ�بيض أو�ثــر ً‬ ‫سلبا على زراعــة القطن في‬ ‫المحافظة‪.‬‬ ‫خسائر كبيرة يتعرض لها القطاع الــزراعــي في سوريا‬ ‫أ‬ ‫فحسب منظمة المم المتحدة «‪»FAO‬‬

‫بــاإلضــافــة إلــى الـصـعــوبــات الـتــي ذكــرهــا الـحــج موسى‬ ‫أ‬ ‫نذكر نقص البذار وغالء �سعاره‪ ،‬فبعد خروج النظام‬ ‫من مناطق عديدة في سوريا امتنع عن تقديم الدعم‬ ‫للفالحين بما فيه بذار القطن‪ ،‬ليتجه المزارع الذي‬ ‫أ‬ ‫يــريــد زراع ــة القطن نحو ال ـبــذار الـمـسـتــوردة وخاصة «إن الزمة التي تعيشها سوريا كبدت القطاع الزراعي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫التركية‪ ،‬إال �ن مشاكل الري والتسويق جعلت غالبية خسائر تقدر بـ (‪ )1،8‬مليار دوالر �مريكي‪ .‬وجاء في‬ ‫بيانها الصادر نهاية العام ‪« :2013‬إن الصراع تسبب‬ ‫الفالحين يحجمون عن زراعة القطن‪.‬‬ ‫في دمــار كبير بالبنية التحتية ونظم الــري‪ .‬ويواجه‬ ‫عيسى المحمود من ريف الرقة الشمالي يقول‪« :‬في المزارعون صعوبات في زراعة جميع المحاصيل بسبب‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫معتمدا انعدام المن ونقص الوقود»‪.‬‬ ‫العام الماضي استطعت زراعة (‪ 15‬هكـتا ًرا)‪،‬‬ ‫على البذار التركية‪ ،‬باإلضافة إلى توفر المحروقات للري‬ ‫أ‬ ‫مشاكل عديدة تعترض القطاع الــزراعــي الـســوري في‬ ‫رغم ارتفاع �سعاراها»‪.‬‬ ‫ظل استمرار الحرب وغياب مؤسسات دولة حقيقية‬ ‫أ‬ ‫وعن تسويق إنتاجه قال المحمود‪« :‬توجد في منطقتنا تعتني بهذا القطاع الحيوي بالنسبة للسوريين‪ ،‬ف�كبر‬ ‫أ‬ ‫عــدة محالج‪ ،‬تعاقدت مــع �حــدهــا وتــم حلج القطن الخطوات التي قدمت في هذا المجال كانت اإلعالن‬ ‫أ‬ ‫وتعبئته‪ ،‬وبعته لتجار �تـراك من خالل معبر مدينة من قبل اال ئـتالف الوطني عن مكـتب للقمح لم ُي َّفعل‪،‬‬ ‫أ‬ ‫والي ـعــول الـســوريــون ك ـثـيـ ًرا عـلــى الـحـكــومــة الـســوريــة‬ ‫تل �بيض»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يضيف المحمود حول هذا العام‪« :‬لم �زرع بسبب المؤقتة‪ ،‬فكما يقول �حد المزارعين «لن يستطيعوا‬ ‫إغــاق معبر تــل أ�بـيــض ‪،‬فــا يــوجــد سبيل لتسويق فعل شيء في ظل الدوامة التي نعيشها ً‬ ‫حاليا»‪.‬‬ ‫اإلنتاج»‪.‬‬


‫تموز ‪ 2014‬العدد (‪)12‬‬

‫‪25‬‬


‫ضوء‬

‫ترجمة‬

‫سلسلة تفكك النظام‪ :‬الحلقة الثالثة‬ ‫الجيش السوري العمالق أقدام من صلصال‬

‫في الثالث من شهر أ�يلول ‪ّ ،2012‬‬ ‫صرح جنرال توجيه‬ ‫العمليات العسكرية فــي حلب لوكالة فـرانــس بــرس‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫شريطة عدم الكشف عن اسمه‪� ،‬نه من المتوقع « �ن‬ ‫يتمكن الجيش النظامي» من فرض سيطرته على المدينة‬ ‫آ‬ ‫ًأ‬ ‫أ‬ ‫موضحا �نه يستند في �ماله‬ ‫«في غضون عشرة �يــام»‪.‬‬ ‫على العملية التي قــام بها الجيش وتمكن من خاللها‬ ‫اسـتـعــادة منطقة صــاح الــديــن‪ ،‬واالجـتـيــاح الوشيك‬ ‫لحي سيف الدولة الحمداني‪ .‬بعد ثالثين ً‬ ‫يوما من هذا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫التصريح‪ ،‬وعلى الرغم من �ن الوضع على الرض يظهر‬ ‫أ‬ ‫الدمار الــذي �لحقه «مرتزقة النظام»‪ ،‬بحسب وصف‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المعارضة‪ ،‬بالمدينة �ثناء قصفه لمناطق عدة‪ّ ،‬إال �ن‬ ‫جيش النظام ال ي ـزال غير قــادر على اقتحام المنطقة‬ ‫ومطاردة مقاتلي المعارضة‪.‬‬ ‫وبـهــدف رفــع معنويات جيش النظام‪ ،‬قامت صحيفة‬ ‫الديار‪ ،‬الصحيفة اللبنانية المدعومة من النظام السوري‬ ‫الذي يتحمل تكلفة نسخ طباعتها وتوزيعها في سوريا‪،‬‬ ‫بتلفيق ونشر قصة «زيارة بشار أالسد إلى حلب»‪ً ،‬‬ ‫علما‬ ‫أ‬ ‫�ن هذا لم يحدث قط‪.‬‬ ‫أ‬ ‫تم نشر هذه القصة الملفقة والتي ال تحمل �ي مصداقية‬ ‫بإيعاز من شــارل أ�يــوب‪ ،‬عضو حزب الشعب السوري‬ ‫المعروف أ�كـثر في سوريا باسم السوري الحزب السوري‬ ‫أ‬ ‫القومي االجتماعي‪ .‬وشارل �يوب هذا‪ ،‬هو نفسه الذي‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫آ‬ ‫ّادعى في الول من شهر �ب‪ ،‬عندما �راد �ن يقدم خدماته‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫لصحابه من النظام السوري‪� ،‬ن زيارة الجنرال مناف‬ ‫طالس‪ ،‬الذي أ�حدث انشقاقه ً‬ ‫ضجة كبيرة‪ ،‬إلى واشنطن‬ ‫أ‬ ‫مخطط لها من قبل وزارة الخارجية السورية وب�نه مكلف‬ ‫أ‬ ‫تكليفا ً‬ ‫ً‬ ‫رسميا بزيارة الواليات المتحدة الميركية‪ ،‬وقد‬ ‫تــم استقباله فــي واشنطن بعدة سـيــارات مــن السفارة‬ ‫أ‬ ‫السورية‪ ،‬وواحدة من وزارة الخارجية الميركية‪.‬‬ ‫أ أ أ‬ ‫وفي الثاني من شهر تشرين الول � ّكد �نه وعلى الرغم‬ ‫من التقارير الموجهة للقيادة العامة‪ ،‬عن الصعوبات‬ ‫التي واجهها الجنود في حلب‪ ،‬فإن رئيس الدولة تجاهل‬ ‫نصيحة موظفيه أو� ّ‬ ‫صر بكل شجاعة‪ ،‬على القيام بواجبه‬ ‫كـقائد عــام للقوات المسلحة الـســوريــة‪ ،‬وزي ــارة حلب‬ ‫بطائرة مروحية لتقديم الدعم النفسي والمعنوي لرجاله‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وتــابــع «�ي ــوب» مــؤكـ ًـدا‪� ،‬نــه وخــال ال ـ ‪ 48‬ساعة التي‬ ‫قضاها الرئيس في المدينة‪ ،‬قاد العمليات العسكرية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫و�شرف بنفسه على عمليات القصف‪ ،‬وإعطاء اإلرشادات‬ ‫أ‬ ‫للطيارين‪ ،‬والوام ــر بقصف جميع مــواقــع المعارضة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المسلحة بكافة �نواع السلحة من القنابل والصواريخ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بالت�كيد ال �حــد يعطي قيمة لهذه القصة الجديرة ب�ن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫تكون من قصص �لف ليلة وليلة‪ .‬شارل �يوب لم يكن‬

‫‪24‬‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تموز ‪ 2014‬العدد (‪)12‬‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يعلم �نه ومن خالل مخيلته الخصبة �و مخيلة �ولئك‬ ‫أ‬ ‫الــذيــن بــاعــوه‪ ،‬دون تحمل �ي مـســؤولـيــة‪ ،‬كــل هــذه‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ال كــاذيــب إلطـعــامــه وقــد �عـمــاه الـخـنــوع‪« ،‬الس ـطــورة‬ ‫المذهبة» عن رئيس الدولة‪ ،‬أ�نه يقدم للسوريين أت� ً‬ ‫كيدا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫على �م ــر عــرفــوه منذ زمــن بعيد‪ :‬بـشــار الس ــد يتحمل‬ ‫المسؤولية الكاملة والمباشرة‪ ،‬عن كل التدمير والخسائر‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫في الرواح التي �لحقها جيشه بالبالد‪.‬‬ ‫أ‬ ‫فيما يتعلق بالدعاية الكاذبة‪ ،‬تجدر اإلش ــارة إلــى �ن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وك ــاالت الن ـب ــاء والـصـحــف ال كـ ـث ــر شـهــرة فــي الـعــالــم‪،‬‬ ‫والمعروفة بحرفيتها ومستواها العالي من المهنية‪ ،‬لم‬ ‫تسلم مــن كــذب إعــام النظام‪ ،‬واالنـسـيــاق فــي بعض‬ ‫أ‬ ‫المرات وراء هذه ال كــاذيــب‪ .‬وكانت هذه الوكاالت قد‬ ‫أ�ثارت‪ ،‬يوم السبت ‪ 6‬تشرين أ�ول‪ ،‬موضوع «الظهور‬ ‫أ‬ ‫النادر لرئيس الدولة �مام جمهور غفير»‪ ،‬يظهر حسب‬ ‫الـتـلـفــزيــون ال ـس ــوري‪ ،‬وه ــو يـصــافــح كـبــار المسؤولين‬ ‫أ‬ ‫العسكريين والمدنيين‪ ،‬ويقبل الفتيات الصغار �مام‬ ‫نـصــب الـجـنــدي الـمـجـهــول»‪ .‬مصطلح «ظ ـهــور ن ــادر»‬ ‫‪،‬مصطلح مـنــاســب تـمــامـ ًـا لـلـهــروب مــن مصير غالبية‬ ‫الضباط الذين رافقوه في العام الماضي‪ ،‬خالل نفس‬ ‫الحفل إلحياء ذكرى «انتصار حرب تشرين ‪،« 1973‬‬ ‫وفــي المقابل‪ ،‬فــإن مصطلح» الجمهور «ليس مبالغ‬ ‫فيه فحسب‪ ،‬بل أ� ً‬ ‫يضا يعبر عن كذبة مفضوحة‪ّ ،‬إال‬ ‫أ‬ ‫إذا اعتبرنا �ن القلة القليلة مــن الضباط الـتــي كانت‬ ‫حاضرة‪ ،‬برفقة مجموعة من الفتية الصغار من بنات‬ ‫أ‬ ‫و�بناء الشهداء‪ ،‬تمثل الشعب السوري‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بعبارة �خرى‪ ،‬وحتى بالنسبة لولئك الذين ال يعرفون‬ ‫أ‬ ‫المنطقة ّإال ً‬ ‫قليال ‪ ،‬هم على يقين �ن جميع الشوارع‬ ‫المؤدية إلى ضريح الجندي المجهول‪ ،‬ستكون مغلقة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بالكامل وهم ال يملكون وال �دنى فكرة‪� ،‬و فرصة لرؤيته‬ ‫وهو يمر من المنطقة‪.‬‬

‫أ‬ ‫�مــا القاطنين فــي منطقة المهاجرين‪ ،‬فقد يفاجئون‬ ‫بظهوره‪ ،‬كما حدث في الحادي عشر من شهر كانون‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الثاني ‪ ،2012‬عندما ظهر فج� ًة في ساحة المويين‪،‬‬ ‫أ‬ ‫�و عندما توجه إلى الرقة في السادس من شهر تشرين‬ ‫أ‬ ‫الثاني ‪، 2011‬لداء صالة العيد هناك‪ ،‬وعندما ظهر‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫�خي ًرا في التاسع عشر من شهر �ب ‪� ،2012‬ثناء توجهه‬ ‫أ‬ ‫لجامع حمد في حي المهاجرين لداء صالة عيد الفطر‪.‬‬ ‫وبالعودة إلى حلب والجيش‪ ،‬ال هذا الحضور وال هذه‬ ‫أ أ‬ ‫النصائح �و الوامـ ــر الموجهة مــن قبل هــذا المقاتل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫االستثنائي‪ ،‬الذي انتقل في �قل من �حد عشر دقيقة‬ ‫في الحادي عشر من شهر حزيران ‪ ،2000‬من رتبة عقيد‬ ‫أ أ‬ ‫إلى رتبة فريق �ول‪� ،‬على رتبة في الجيش السوري‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫دون �ن تـطــ� قــدمــه ولــو لـمــرة واح ــدة �رض المعركة‪،‬‬ ‫كانت كافية للسماح لقواته باستعادة السيطرة على‬ ‫المدينة‪ .‬هم يؤمنون بكل شيء ّإال النصر النهائي‪ .‬محيط‬ ‫أ‬ ‫العاصمة دمشق نفسه تم ت�مينه بشبكة من الشوارع‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�فضل الوحدات العسكرية والمعدات ال كـثر تطو ًرا‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ومــع ذلــك لم تسلم من هجمات ال لــويــة المتمردة في‬ ‫المناطق المحيطة بها‪ .‬ففي الخامس من شهر تشرين‬ ‫أ‬ ‫�ول‪ ،‬استولى مقاتلو دوما على قاعدة للدفاع الجوي تقع‬ ‫في الغوطة‪ .‬وحمص‪ ،‬التي تم «اقتحامها من جديد» لم‬ ‫أ‬ ‫تهد� بعد بشكل كامل ولم يتم السيطرة عليها ً‬ ‫تماما‪،‬‬ ‫فــاالشـتـبــاكــات تـحــدث هنا وهـنــاك مـ ـرا ًرا وت ـك ـرا ًرا‪ .‬وفي‬ ‫أ‬ ‫السادس من تشرين الول فقد حزب الله عشرين من‬ ‫مقاتليه في حمص‪ ،‬ووجود هذه الميليشيات يمثل بحد‬ ‫ً أ‬ ‫دليال على �ن قوات النظام نفسها لم تعد تجد من‬ ‫ذاته‬ ‫يدعمها من الداخل لتستنجد بالمساعدات الخارجية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫لقد بــات مــن الــواضــح �ن قــوات النظام لــم تعد قــادرة‬ ‫على السيطرة على الـمــدن التي استولت عليها قــوات‬ ‫المعارضة‪ ،‬ال بل أ�صبحت هي نفسها ً‬ ‫عرضة للهجمات‬ ‫أ‬ ‫المتكررة‪ ،‬وهذا ما جعلها تلج� إلى سياسة واستراتيجية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الرض المحروقة‪ .‬هــذه السياسة مهدت الطريق �مــام‬


‫ضوء‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫ترجمة‬

‫المنحبكجية لتهديد العامة‪ ،‬وهــؤالء وكما نعلم‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ال إله لهم ّإال بشار‪ ،‬واستراتيجية الرض المحروقة‬ ‫تشمل ح ــرب اإلبـ ــادة الـجـمــاعـيــة‪ ،‬الـقـتــل والطعن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بالسالح البيض‪ ،‬سحق الناس تحت �نقاض منازلها‪،‬‬ ‫القنص واالغتيال‪ ،‬قصف الناس في المخابز والتدمير‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المنهجي للحياء ب�كملها وفوق رؤوس سكانها‪ .‬قوات‬ ‫أ‬ ‫النظام تعاقب الهالي على ايوائهم لقوات المعارضة‬ ‫المسلحة‪ ،‬وتتهمهم بدعم اإلرهاب‪ ،‬وتطالبهم بطرد‬ ‫أ‬ ‫المقاتلين من الحياء‪.‬‬ ‫لقد فقد الجيش قيمه وقيمته لدى الناس عندما اختار‬ ‫أ‬ ‫�ن يتنازل عن دوره في حماية الــديــار ‪ ،‬كما تعود‬ ‫الشعب التغني بهم في كل مناسبة وترديد النشيد‬ ‫الوطني (حماة الديار عليكم ســام)‪ ،‬ليتحول إلى‬ ‫اليد الضاربة لهذا النظام المجرم والقمعي‪ .‬القيادة‬ ‫العامة لم تعد تعلم ما عليها فعله‪ ،‬إذ لم يكن من‬ ‫السهل إقحام جيش غالبيته من السنة في مواجهة مع‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الشعب‪ ،‬في �حلك الوقات و�صعب الظروف‪.‬‬ ‫عدا عن التشكيك بوالءات هذا الجيش والمخاوف من‬ ‫أ‬ ‫االنشقاقات واالنضمام إلى الجيش السوري الحر‪ ،‬يلج�‬ ‫أ‬ ‫النظام الـيــوم إلــى جميع �ن ــواع الــذرائــع‪ ،‬لسد النقص‬ ‫الناجم عن حجم وعدد الفارين من الجيش منذ بداية‬ ‫الثورة‪ ،‬كما أ�نه بحاجة أ� ً‬ ‫يضا لتعويض الخسائر البشرية‬ ‫التي تكبدها في هذه الحرب‪.‬‬ ‫يحاول النظام إغــواء الشباب وجذبهم من خالل دفع‬ ‫أ‬ ‫الم ـ ــوال وتـقــديــم وع ــود بــدفــع ‪ 30،000‬لـيــرة ســوريــة‬ ‫دون تكاليف الطعام والشراب مقابل القتل والوقوف‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ع ـلــى ال ـح ــواج ــز‪ .‬ك ـمــا �نـ ــه ي ـل ـجــ� إل ــى ال ـل ـعــب بــالــورقــة‬ ‫أ‬ ‫الطائـفية ويشجع القليات على تشكيل الميليشيات‬ ‫أ‬ ‫المسلحةلتوفير الحماية لمناطقها‪ .‬كما � ن ــه يحاول‬ ‫أ‬ ‫التخلص من رمــوز المعارضة التي يمكن �ن تؤثر على‬ ‫أ‬ ‫ر�ي الشارع وتقلبه ضده‪ .‬وحتى داخل الطائـفة العلوية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫التي ترفض �ن ُتختزل لتصبح الممون الرئيسي للقتلة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫والمجرمين ومنفذي �عمال النظام القذرة‪� ،‬صبح من‬ ‫الصعب عليه إقناعها‪ .‬وعدد كبير‪ ،‬يكاد ال يحصى‪ ،‬من‬ ‫الشباب يبحثون عن جواز سفر لمغادرة البالد والسفر‬ ‫أ‬ ‫إلى �ي مكان في العالم للهرب من التجنيد واالنخراط‬ ‫في المواجهة المسلحة مع الشعب‪ .‬لكن القلة منهم‬ ‫أ‬ ‫ينجح في الفرار‪ ،‬فقط من لديه اليد الطائلة‪� ،‬و الذين‬ ‫أ‬ ‫يعيشون أ� ً‬ ‫صال في الخارج للدراسة �و للعمل في الخليج‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫من المؤسف �ن قوات النظام قادرة بالت�كيد على المضي‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫قدما في القتل والتدمير‪ ،‬فهي تمتلك السلحة الثقيلة‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫وكذلك مواقع تخزين السلحة الكيميائية المخب�ة في‬ ‫العاصمة دمشق‪.‬‬ ‫أ‬ ‫يخطط النظام وبتحريض من �صدقائه لتشكيل قوة‬ ‫عسكرية تشبه إلى حد ما «حرس الثورة اإلسالمية»‪،‬‬ ‫مؤلفة مــن مــا يـقــارب ‪ 2000‬مــن الخبراء اإليرانيين‬ ‫المتواجدين ً‬ ‫حاليا في البالد‪ ،‬وسيتم تقسيم هذه‬ ‫أ‬ ‫القوة إلى �ربع شعب‪ ،‬موزعة على الحرس الجمهوري‪،‬‬ ‫والقوات الخاصة‪ ،‬وتشكيل جيش داخل الجيش‪.‬‬ ‫وستكون هذه القوة خاضعة ً‬ ‫كليا للسلطة ومكرسة‬ ‫لخدمتها‪ ،‬كما سيتم تنظيم الشبيحة في ميليشيات‬ ‫مشابهة ً‬ ‫تماما لقوات الباسيج اإليرانية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫في مقابل هذه االجراءات‪ ،‬ولتكون قادرة على �داء‬ ‫مهمتها فــي حماية المدنيين وال ـثــورة وال ـثــوار من‬ ‫تهديدات قوات النظام‪ ،‬افتتح الجيش السوري الحر‬ ‫‪ ،‬س ًرا‪ ،‬مكاتب للتجنيد في جميع المدن والمناطق‬ ‫التي مازالت خاضعة لسيطرة النظام‪ ،‬وهذه المكاتب‬ ‫مفتوحة للشباب من عمر ‪ً 16‬‬ ‫عاما ولكل من يرغب‬ ‫بالتطوع وااللتحاق بصفوف الثورة ومحاربة النظام‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وحتى ال يتم اكـتشافها‪� ،‬صبحت هذه المكاتب متنقلة‬ ‫وهي تلقى ً‬ ‫ً‬ ‫خاصة في المدن‬ ‫نجاحا كبي ًرا لدى الثوار‪،‬‬ ‫والمناطق الممنوع فيها الخروج في مظاهرات سلمية‪،‬‬ ‫وبعد االنتهاء من عملية التجنيد‪ ،‬يتوجه المجندون‬ ‫الجدد إلــى معسكرات التدريب ومــن ثم يتم إرسالهم‬ ‫أ‬ ‫إلى �رض المعركة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫متفائال وغير نادم‪� ،‬كد وزير الدفاع السوري «فهد جاسم‬ ‫أ‬ ‫الـفــريــج»‪ ،‬وبمناسبة ذكــرى حــرب تشرين ‪� ،‬ن بــاده‬ ‫ستنتصر ً‬ ‫قريبا على «الحرب الكونية» التي تخوضها‪،‬‬ ‫أ‬ ‫م ــؤك ـ ًـدا �ن «مــوعــد الـنـصــر ق ــري ــب‪ ».‬وق ــال «ال ـفــريــج»‬ ‫للتلفزيون السوري بالمناسبة‪« ،‬إن قيادة الجيش «تؤكد‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫تصميمها على استعادة المن والمان إلى ربوع سورية‬ ‫الحبيبة»‪ً ،‬‬ ‫مضيفا‪« :‬إننا على موعد مع نصر قريب‪ ».‬كما‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫و�كد «�ن الفصول الخطر في هذه المؤامرة تداعت‪،‬‬ ‫وسعار الترهيب والقتل في طريقه إلى التالشي‪ ،‬وفلول‬ ‫أ‬ ‫المرتزقة من قاعدة و�صحاب فكر تكـفيري ُتسحق تحت‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�قدام جنودنا البطال»‪ ،‬مشي ًرا إلى �ن «قوات الجيش‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫تصميما على إعادة المن واالستقرار‬ ‫العربي السوري �كـثر‬ ‫إلى ربوع سورية‪».‬‬ ‫أ‬ ‫مثير للسخرية‪ ،‬ومن المستحسن �ن نذكره بكالم الشاعر‬ ‫أ‬ ‫التونسي �بو القاسم الشابي‪:‬‬ ‫أ‬ ‫ًأ‬ ‫يوما �راد الحياة ‪ ..‬فالبد �ن يستجيب القدر‪.‬‬ ‫إذا الشعب‬

‫ً‬ ‫مجتمعة‪ ،‬ال‬ ‫والمعدات التي ال تملكها قوات المعارضة‬ ‫الجيش السوري الحر وال الكـتائب المستقلة‪ .‬باإلضافة‬ ‫أ‬ ‫إلــى معرفتها الـجـيــدة بــالجــواء الـســوريــة وبالمناطق‪،‬‬ ‫وتحرق ً أ‬ ‫أ‬ ‫مدنا ب�كملها‪ .‬وفي‬ ‫وبإمكانها �ن تقصف وتدمر‬ ‫أ‬ ‫الـمـقــابــل‪ ،‬ال �ح ــد يستمع لمطالب ال ـثــوار بالتسليح‬ ‫أ‬ ‫والــدعــم‪ ،‬وال �ي دولــة تريد التدخل لحماية الشعب‬ ‫أ أ‬ ‫السوري‪ ،‬وال حتى من يدعون �نهم �صدقاء هذا الشعب‪.‬‬ ‫لكن وعلى الرغم من المعدات التقنية وتعبئة عشرات‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ال الف مــن المخبرين و�ج ـهــزة الـمـخــابـرات‪ ،‬يـبــدو �ن‬ ‫الجيش اليوم غير قــادر على حماية نفسه من ضربات‬ ‫أ‬ ‫المعارضة المسلحة‪ ،‬ب�سلحتها التقليدية والخفيفة مقار ًنة‬ ‫بما تمتلكه قوات النظام‪.‬‬ ‫لقد تمكنت قوات المعارضة من قتل العشرات من كبار‬ ‫الضباط في الجيش والمخابرات‪ ،‬وإحدى هذه العمليات‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫كانت في �واخر شهر �يار ‪ 2012‬حيث تم تسميم �عضاء‬ ‫أ‬ ‫خلية إدارة الزمات التي كانت مجتمعة في مقر القيادة‬ ‫أ‬ ‫القطرية لحزب البعث‪ ،‬وعملية �خرى في منتصف شهر‬ ‫أ‬ ‫حزيران ‪ 2012‬داخل مكـتب المن القومي‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى العشرات من الضباط وصف الضباط الذين قتلوا في‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫هجمات مختلفة (‪� 15‬ب‪ ،‬الثاني من شهر �يلول‪26 ،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�يلول ‪ )...‬منها انفجار سيارة مفخخة‪� ،‬و تفجير مبان‬ ‫تابعة للقوات المسلحة والمخابرات في العاصمة دمشق‪.‬‬ ‫أ‬ ‫والمور ال تسير باتجاه التحسن بالنسبة للنظام‪ ،‬فالكـثير‬ ‫مــن الـفــاريــن مــن ضـبــاط الجيش والـمـخــابـرات وضعوا‬ ‫أ‬ ‫�نفسهم تحت تصرف الثورة والثوار‪ ،‬وبــدؤوا يسربون‬ ‫أ‬ ‫والسـ ـرار ‪ ،‬ويقدمون لهم إحداثيات ضوضاء‪/‬فريق الترجمة من الفرنسية‪ :‬د‪.‬زويــا منصور‬ ‫لهم المعلومات‬ ‫أ‬ ‫مخازن أالسلحة والذخيرة‪ ،‬و�ماكن تدريب العسكريين‪ ،‬المصدر‪ :‬صحيفة اللوموند‬ ‫تموز ‪ 2014‬العدد (‪)12‬‬

‫‪25‬‬


‫إضاءة‬

‫تحقيق‬

‫منتدى المعرفة وحرية التعبير‬ ‫الحرب اإلعالمية في سوريا والصراع اإلقليمي‬

‫مجيد محمد‬ ‫أ‬ ‫مـمــا ال شــك فـيــه �ن اإلع ــام عــامـ ًـة‪ ،‬وإع ــام النظام‬ ‫خــاصـ ًـة‪ ،‬مــدعــومـ ًـا بــإمـكــانــات وخ ـب ـرات وتكنولوجيا‬ ‫تحالفات تصطف في سياق يسانده في لعبة التوازنات‬ ‫الكبرى‪ ،‬يساهم بقوة في هذه الحرب‪ ،‬هذه المذبحة‪.‬‬ ‫ولكن أ� ً‬ ‫يضا ضعف إعالم الثورة والمعارضة‪ ،‬وحالة‬ ‫الطفولية التي لم يتجاوزها بعد‪ّ ،‬‬ ‫تمزقه بين دقة الفهم‬ ‫وحسن التعبير‪ ،‬االرتهان للتمويل‪ ،‬وضعف الخبرة‬ ‫أ‬ ‫العاطفية التي تنافي �ولــى بديهيات اإلعــام وعملية‬ ‫أ‬ ‫اإلخبار‪� ،‬ي الموضوعية والحيادية والتوازن‪ ،‬ربما‬ ‫تعيق خدمة ثورة السوريين وتقديم صورتها بشكل‬ ‫أ‬ ‫جيد‪ ،‬وفي �حيان كـثيرة ربما تسيء إليها‪.‬‬ ‫وبين رحى التوازنات العالمية والصراع اإلقليمي لكل‬ ‫أ‬ ‫مــا يسببه ويـنـتــج عـنــه‪ ،‬يطحن �م ــل الـســوريـيــن في‬ ‫أ‬ ‫االستقرار والمان والحرية‪ ،‬ومع تصاعد وتيرة الصراع‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وإعالميا‪ ،‬وتفاقم الزمة‬ ‫وسياسيا‬ ‫عسكريا‬ ‫في سوريا‪،‬‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬بــات الحديث عن مشهد إعالمي سوري‬ ‫شائكا ومك ً‬ ‫بديل‪ً ،‬‬ ‫ـتنفا بالكـثير من الجدل‪ ،‬في ظل‬ ‫ً‬ ‫إعالميا‪،‬‬ ‫ما يردده البعض‪ ،‬عن تحقيق النظام انتصا ًرا‬ ‫أ‬ ‫والــذي كــان له ت�ثيرات سياسية‪ ،‬دولية وإقليمية‪،‬‬ ‫مستدلين في ذلــك‪ ،‬على بقاء النظام ثالث سنوات‬ ‫كاملة‪ ،‬رغم الثورة العارمة التي اجتاحت كل مفاصل‬ ‫الحياة السورية‪.‬‬ ‫حاول منتدى المعرفة وحرية التعبير الذي تقيمه مجلة‬ ‫«ضوضاء» بمشاركة مجلتي «شار» و «سيدة سوريا»‬ ‫فــي جلسته التاسعة بمدينة غــازي عنتاب التركية‪،‬‬ ‫وبحضور عــدد من السوريين المقيمين فيها‪ ،‬شرح‬ ‫مالبسات هذه القضية‪ ،‬فاستقبل المنتدى اإلعالمي‬ ‫أ‬ ‫والستاذ الجامعي زياد ماجد‪ ،‬للحديث عن إرباكات‬ ‫المشهد اإلعالمي وما رافقه من تبعات سياسية جذرية‬ ‫في خارطة العالقات الدولية واإلقليمية المرافقة للنزاع‪.‬‬ ‫أ‬ ‫استعرض زياد ماجد في بداية حديثه �سباب وجود‬ ‫صراع إقليمي كبير حول سوريا‪ ،‬في ظل لحظة عالمية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫انكـف�ت فيها الواليات المتحدة في الشرق الوسط من‬ ‫أ‬ ‫جهة‪ ،‬ومحاولة روسيا التقدم من جهة �خرى‪ ،‬وامتالك‬ ‫إيران استراتيجية هجومية‪ ،‬في ظل غياب رؤية عربية‬ ‫مماثلة‪ ،‬وكيف وقع النظام السوري في الفخ الذي كان‬ ‫آ‬ ‫ّيدعي نصبه للخرين‪.‬‬

‫‪26‬‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تموز ‪ 2014‬العدد (‪)12‬‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫فــرض حافظ الســد‪ ،‬في �يــام حكمه‪ ،‬سوريا كالعب‬ ‫أ‬ ‫إقليمي‪ ،‬وك ــدور ووظيفة مــن �جــل تغييب المجتمع‬ ‫ً‬ ‫كليا‪ ،‬فيما لم تكن هناك نظرة عالمية‪ ،‬ترى في سوريا‬ ‫ومجتمعا ووجــوهـ ًـا‪ ،‬بل كــان هناك ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫دائما نظرة‬ ‫شعبا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫تتمحور حــول مــا كــان يصنعه الس ــد الب‪ ،‬كالعب‬ ‫إقليمي‪ ،‬واإلمساك بملفات قضايا مجاورة يعتمد فيها‬ ‫على تناقضات كـثيرة‪ ،‬فاجتاح لبنان‪ ،‬ودرب المقاومة‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬وهــاجــم اإلمـبــريــالـيــة وات ـفــق فــي ذات‬ ‫الــوقــت مــع كيسنجر‪ ،‬وتحالف مــع إي ـران بعد الـثــورة‬ ‫أ‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬من �جل فرض طوق وحصار على شبيهه‬ ‫وخصمه اللدود في العراق صدام حسين‪ ،‬واستخدم‬ ‫ً‬ ‫محاوال إدارة كل هذه‬ ‫هــذا التحالف البتزاز الخليج‪،‬‬ ‫أ‬ ‫التناقضات من �جــل تغييب الــدور السوري الداخلي‬ ‫أ‬ ‫وتحويل سوريا إلى مجرد دور �و وظيفة خارجية‪ ،‬حيث‬ ‫نجح في تطبيع هذه الصورة مع الوقت في العالقات‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫وسيطا في المس�لة اللبنانية‪ ،‬والقضية‬ ‫الدولية‪ ،‬ف�صبح‬ ‫أ‬ ‫الكردية‪ ،‬والموضوع الفلسطيني‪ ،‬وفي كـثير من المور‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫وسيطا‪،‬‬ ‫التي �راد استغالل اإلرباكات فيها لفرض نفسه‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫من �جل ت�مين استمرار النظام‪ ،‬وت�مين عالقات مع‬ ‫أ‬ ‫الغرب وخاصة مع الواليات المتحدة المريكية‪ ،‬التي‬ ‫هاجسا ً‬ ‫ً‬ ‫دائما له‪.‬‬ ‫شكلت‬ ‫ّ‬ ‫وفــي هــذا الـسـيــاق يـقــول زكــريــا الــسـقــال عـضــو الهيئة‬ ‫أ‬ ‫السياسية فــي اال ئـ ـت ــاف الــوطـنــي‪� ،‬ن ــه متفق مــع ما‬ ‫أ‬ ‫ذهب إليه «ماجد» من حيث النتائج‪ ،‬إال �نه يختلف‬ ‫أ‬ ‫فــي المقدمات التي تفسر طبيعة الـنـظــام‪ ،‬حيث �ن‬ ‫أ‬ ‫«برنامج التسوية الذي بد� في بداية السبعينات كان‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يفترض تطويع المنطقة على �يدي وكالء الر�سمالية في‬ ‫أ أ‬ ‫المنطقة‪ ،‬وبرهن النظام السوري �نه الجــدر بذلك‪،‬‬ ‫من خالل تقويض الحركة الوطنية اللبنانية والمقاومة‬

‫خاص ضوضاء‪ /‬منتدى المعرفة وحرية التعبير‬

‫أ‬ ‫الفلسطينية مقابل بـقــائــه‪ ،‬وحـفــظ �م ــن اسـرائـيــل‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وقــد فعل ذلــك‪ ،‬ولــم يكن يحمل �يــة رؤيــة للتطوير‬ ‫والـتـحــريــر‪ ،‬فـقــط بـقــائــه‪ ،‬إل ــى جــانــب مساهمته في‬ ‫تخريب العراق واحتالله»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ويــرى «ماجد» �ن «هــذه المعادلة‪ ،‬انقلبت اليوم‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�ن نجاح السد انحصر في تغييب المجتمع لفترة من‬ ‫الزمن‪ ،‬ليعود المجتمع إلى الحياة مع بدء الثورة‪ ،‬رغم‬ ‫أ�نه عاد وهو يحمل أ�جمل ما فيه‪ ،‬أو�بشع ما فيه أ� ً‬ ‫يضا‪،‬‬ ‫وليكـتشف العالم السوريين والسوريات»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مــؤكـ ًـدا �ن «كــل الـعــاقــات الـتــي نسجها الس ــد الب‬ ‫من خالل المخابرات السورية والجهد الدولي‪ ،‬لبناء‬ ‫أ‬ ‫التحالفات وتوظيفها ضــد بعضها‪ � ،‬صبحت اليوم‬ ‫أ‬ ‫مــوجــودة على الرض الـســوريــة‪ ،‬مــن خــال تدخل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫معظم دول الجوار في الش�ن السوري‪ ،‬بما فيها �حد‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مكونات لبنان‪ .‬و�صبحت معظم الطـراف اإلقليمية‬ ‫أ‬ ‫تحاول التدخل في المسار السوري‪ ،‬كما بات السد‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫االبن �سير حلفائه و�سير هذه التدخالت‪ ،‬ولم يعد‬ ‫يملك هــامـشـ ًـا للتحرك إال فيما خــص بـعــض أالم ــور‬ ‫أ‬ ‫الداخلية‪ ،‬وباتت إدارة الملف السوري خارج �يدي‬ ‫السوريين»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫مشي ًرا �ن كل هذا «جاء في لحظة تبدل في العالقات‬ ‫الــدول ـيــة‪ ،‬وال ـتــي لــم تـكــن لـصــالــح الـســوريـيــن حين‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بــد�ت الـثــورة‪ ،‬فالواليات المتحدة المريكية كانت‬ ‫أ‬ ‫في مرحلة إعــادة تقييم لسياساتها الشرق �وسطية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫والر�ي العام الذي �وصل �وباما إلى الحكم‪ ،‬هو ر�ي‬ ‫أ‬ ‫عام انكـفائي عن السياسة الخارجية �يام جورج بوش‬ ‫أ‬ ‫هاجسا ً‬ ‫ً‬ ‫مهما‬ ‫االبن‪ ،‬وموضوع الشرق الوسط لم يعد‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تحقيق‬

‫خاص ضوضاء‪ /‬منتدى المعرفة وحرية التعبير‬

‫خاص ضوضاء‪ /‬منتدى المعرفة وحرية التعبير‬

‫أ‬ ‫للمريكيين‪ ،‬في ظل رغبة واضحة لتخفيف التورط‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫فيه‪ ،‬المــر الــذي عكسه االنسحاب من �فغانستان‬ ‫وال ـع ـراق‪ ،‬ومحاوالتهم الخجولة إلع ــادة الحياة إلى‬ ‫المسار التفاوضي في الملف الفلسطيني اإلسرائيلي‪،‬‬ ‫ًأ أ‬ ‫منوها �ن «المريكيين كانوا مترددين‬ ‫والتي لم تثمر»‪،‬‬ ‫كـثي ًرا مع بدء الثورات العربية‪ ،‬ليعودوا لفرملة كل‬ ‫أ‬ ‫مـحــاولــة تسعى لـجــر �مــري ـكــا إل ــى تــدخــل مـبــاشــر في‬ ‫المنطقة‪ ،‬بعد تورطهم في ليبيا»‪.‬‬

‫«هذه المعادلة‪ ،‬انقلبت اليوم‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�ن نجاح السد انحصر في تغييب‬ ‫المجتمع لفترة من الزمن‪ ،‬ليعود‬ ‫المجتمع إ�لى الحياة مع بدء الثورة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫رغم �نه عاد وهو يحمل �جمل ما فيه‪،‬‬ ‫أو�بشع ما فيه أ� ً‬ ‫يضا‪ ،‬وليكـتشف العالم‬ ‫السوريين والسوريات»‬ ‫أ‬ ‫«مــاجــد» يجد �ن «روسـيــا بوتين فــي نفس الوقت‪،‬‬ ‫كــانــت ت ـحــاول ال ـعــودة إل ــى حلبة ال ـص ـراع الــدولــي‪،‬‬ ‫مــدفــوعــة ب ـشــيء مــن االن ـت ـقــام مــن إه ــان ــات ســابـقــة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫فحلفائها الـصــرب ضــربــوا ولــم تستطع �ن تتدخل‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وحـ ــرب الـخـلـيــج الول ـ ــى ج ــرت م ــع س ـقــوط االت ـحــاد‬ ‫السوفيتي‪ ،‬وحرب الخليج الثانية نفذت رغم الفيتو‬ ‫الروسي‪ ،‬ومؤخ ًرا كان القرار الذي قضى بالتدخل في‬ ‫ليبيا‪ ،‬والــذي لم يكن يفترض اسقاط النظام الليبي‬

‫خاص ضوضاء‪ /‬منتدى المعرفة وحرية التعبير‬

‫بــل حـمــايــة الـمــدنـيـيــن مــن الـطـيـران الـحــربــي لـقــوات‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫القذافي‪ ،‬فاعتبرت روسيا �ن كل هذه المور ستدفع‬ ‫أ‬ ‫بـهــا إلظ ـهــار مــوقــف مـعــاكــس‪ ،‬وت ـحــديـ ًـدا فــي ال ـشــ�ن‬ ‫أ‬ ‫السوري‪ ،‬يستفيد من تقدم حدث في �وكرانيا‪ ،‬ومن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫لحظة التراجع المريكي‪ ،‬ويحاول �ن يظهر �ن حلفاء‬ ‫روسيا يمكن دعمهم ومنع إسقاطهم‪ ،‬وبالتالي إظهار‬ ‫أ�مريكا واالتحاد أالوربي عاجزتين عن فرض كل أالمور‬ ‫في بعض المناطق»‪.‬‬ ‫وجهة روسيا هذه شجعتها بشكل غير مباشر الواليات‬ ‫المتحدة بسياستها االنكـفائية‪ ،‬في حين لم تستطع‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ورب ــا بسبب صـعــوبــة إيـجــاد مــوقــف �ورب ــي مــوحــد‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مــن مواجهتها �و لجمها‪ ،‬فالمحاور الورب ـيــة كانت‬ ‫أ‬ ‫واضحة منذ البداية‪� ،‬لمانيا والسويد والنمسا‪ ،‬لم‬ ‫تـكــن متحمسة لـمـمــارســة ضـغــط كـبـيــر عـلــى الـنـظــام‬ ‫ً‬ ‫جهودا دولية‬ ‫السوري‪ ،‬فيما قادت فرنسا وبريطانيا‬ ‫للضغط عليه‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫إقليميا‪ ،‬نوه «ماجد» �ن «توازنات القوى في المنطقة‬ ‫أ‬ ‫كــانــت فــي حــالــة تـبــدل‪ ،‬فالسعودية كــانــت منكـف�ة‬ ‫أ‬ ‫بسبب الوض ــاع الــداخـلـيــة‪ ،‬وتركيزها على الساحة‬ ‫أ‬ ‫العراقية نتيجة التقدم اإليراني الكبير هناك‪� ،‬ما تركيا‬ ‫أ‬ ‫فكانت في مرحلة إعادة تموضع‪ ،‬بعد �ن بدت الالعب‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الساسي الصاعد في السنوات الخيرة‪ ،‬وقطر بدورها‬ ‫أ‬ ‫اعتبرت �نها اللحظة المواتية لها مع بداية الثورات‬ ‫وتقدم تيار اإلخوان المسلمين‪ ،‬ليكون لها قدرة على‬ ‫أ‬ ‫الت�ثير‪ ،‬يتخطى حجمها وتعكس إمكاناتها النفطية‬ ‫أ‬ ‫والغازية‪ ،‬و�ن توظف الكـثير من اإلمكانيات لدعم‬

‫أ‬ ‫بعض الـثــورات‪ ،‬رغــم ت�خر دعمها للثورة السورية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وت�خر التغطية اإلعالمية في محطة الجزيرة‪ ،‬كل هذه‬ ‫اإلرباكات العربية والغربية كانت تصب في مصلحة‬ ‫روسيا وإيران»‪.‬‬ ‫من جهتهم‪ ،‬بلور اإليرانيون منذ فترة‪ ،‬وقبل وصول‬ ‫أ‬ ‫محمود �حـمــدي نجاد إلــى الرئاسة‪ ،‬وفــي مؤسسات‬ ‫م ــوازي ــة لـمــؤسـسـتــي ال ـح ـكــومــة وال ـرئ ــاس ــة‪ ،‬سـيــاســة‬ ‫شــرق أ�وسطية تعتمد على ثالثة أ�م ــور‪ :‬أ«� ً‬ ‫وال‪ :‬البعد‬ ‫أ‬ ‫االسـتـراتـيـجــي ال ــذي يـمـكــن �ن يــربــط إيـ ـران بالبحر‬ ‫الـمـتــوســط‪ ،‬خــاصــة بـعــد س ـقــوط ال ـن ـظــام ال ـع ـراقــي‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وسـقــوط حــركــة طــالـبــان فــي �فـغــانـسـتــان‪ ،‬وامتالكها‬ ‫حليفا ً‬ ‫ً‬ ‫قويا ويتمتع بنوع من الدعم الشعبي في لبنان‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ثانيا‪ :‬البرنامج النووي اإليراني الذي يرغب اإليرانيون‬ ‫ً‬ ‫تحقيقا لمفخرة وطنية‪ ،‬بغض‬ ‫بإتمامه والمضي فيه‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫النظر عن �بعاده العسكرية‪ ،‬والمــوال الهائلة التي‬ ‫أ‬ ‫استثمروها في هذا البرنامج‪ ،‬والمر الثالث‪ ،‬هو ضرورة‬ ‫رفــع العقوبات‪ ،‬ما قد يؤمن للنظام اإليـرانــي قاعدة‬ ‫شعبية تقيه من االنحدار‪ ،‬كما حدث في احتجاجات‬ ‫العام ‪.»2009‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫واعتبر «مــاجــد» �ن هــذه الم ــور الثالثة تدفع إيـران‬ ‫العتبار «سوريا دولة مفتاحية‪ ،‬فهي الرابط بين إيران‬ ‫والعراق وحزب الله والبحر المتوسط‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫كان معظم حلفاء إيران عبارة عن منظمات وليست‬ ‫حكومات‪ ،‬وكــانــت ســوريــا الــدولــة الحليفة الوحيدة‬ ‫إليران‪ ،‬لذلك كان الدفاع عنها ً‬ ‫دفاعا عن كل المشروع‬ ‫آ أ‬ ‫اإليراني‪ ،‬وهذا ال يعني بالضرورة الدفاع عن �ل السد‪،‬‬ ‫تموز ‪ 2014‬العدد (‪)12‬‬

‫‪27‬‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تحقيق‬

‫أ‬ ‫لوال �ن االرتباك العربي والعجز الغربي والدعم الروسي‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫الكبير دفعها لالعتقاد ب�نها قادرة على الدفاع عن �ل‬ ‫أالسد أ� ً‬ ‫يضا»‪.‬‬ ‫كـمــا ب ـلــور اإلي ـران ـيــون خـطـطـ ًـا لـلــدفــاع عــن الـنـظــام‪،‬‬ ‫لــم تكن فــي الـبــدايــة مرتبطة بــاالنـخـراط العسكري‬ ‫أ‬ ‫المباشر‪ ،‬ومــع عسكرة الـثــورة‪ ،‬لــم تبدو �نـهــا قــادرة‬ ‫على تغيير النظام‪ ،‬كونها كانت ثورة دفاعية‪ ،‬وفي‬ ‫أ�عقاب الهجوم الكيماوي في آ�ب ‪ ،2013‬نما الشعور‬ ‫اإليراني بضرورة حماية النظام‪ ،‬فلم يعد الدفاع عن‬ ‫الـنـظــام يكـتفي بــإرســال خ ـب ـراء وتقنيين يشوشون‬ ‫االنترنت على النشطاء‪ ،‬وصــار من الضروري بلورة‬ ‫أ‬ ‫سياسة �خرى‪ ،‬تقتضي بدفع حزب الله إلى المعركة‬ ‫أأ‬ ‫إلى جانب ميليشيات عراقية أ� ً‬ ‫يضا‪ ،‬كل هذا بد� �واخر‬ ‫عام ‪.»2012‬‬ ‫ري أ‬ ‫ترافق ذلك مع «نصح اإليرانيين النظام السو �ن‬ ‫أ‬ ‫يبد� بالتركيز في إعالمه‪ ،‬على مواجهته إسالميين‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وقطر والسعودية‪ ،‬و�ن يخفف الـكــام عــن الغرب‬ ‫أ‬ ‫و�مريكا وإسرائيل‪ ،‬وهذا ما انعكس في إعالم النظام‬ ‫أ‬ ‫ومداخالت حلفائه في اإلعالم الغربي‪ ،‬ف�نتجوا ماكينة‬ ‫تخويف من صعود تيارات إسالمية ووصول جهاديين‬ ‫إلى سوريا»‪.‬‬ ‫كما قــام كــل مــن النظام واإليـرانـيــون بتقسيم مهام‬ ‫العمل اإلعالمي المضاد‪ ،‬وذلك لمخاطبة ثالث شرائح‬ ‫أ‬ ‫مــن ال ـر�ي الـعــام العربي والـعــالـمــي‪ ،‬وهــي «شريحة‬ ‫أ‬ ‫يسارية‪ُ :‬ي ّزين لها‪� ،‬ن النظام هو نظام مقاومة ويرسل‬ ‫السالح إلى حزب الله وله الفضل الكبير في تحرير‬ ‫أ‬ ‫جنوب لبنان‪ ،‬و�نه رفض توقيع اتفاقيات استسالم‬ ‫أ‬ ‫مع إسرائيل‪ ،‬رغم عدم إطالقه رصاصة منذ �ربعين‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫عاما في الجوالن‪ ،‬و�ن االستهداف الذي يطاله‪ ،‬ي�تي‬ ‫أ‬ ‫بسبب رفضه الشروط المذلة»‪� ،‬ما الشريحة الثانية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ُ«ي ّزين لها �ن النظام نظام علماني تقدمي‪ ،‬و�ن بديله‬ ‫نظام ظالمي سلفي جهادي‪ ،‬قادم من القرن السابع‪،‬‬ ‫أ أ‬ ‫بحيث يخلق إشكاالت للحكومات الغربية �مام ر�يها‬ ‫أ‬ ‫العام»‪ ،‬والشريحة الثالثة‪«ُ ،‬ي ّزين لها �ن هذا النظام‬ ‫أ‬ ‫هو حامي القليات»‪.‬‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫بالمقابل‪ ،‬لم تمانع �مريكا بقاء نظام السد �و رحيله‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وهذا ارتبط بمجموعة عناصر لها عالقة بالر�ي العام‬ ‫أ‬ ‫المريكي‪ ،‬ولها عالقة بتحول سوريا لحلبة صراع دولي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫تستنزف خصوم �مريكا‪ ،‬سواء كانوا إيرانيين �و حزب‬ ‫أ‬ ‫الله �و من القاعدة والجماعات الجهادية‪ ،‬وهذا الصراع‬ ‫أ‬ ‫ال يضعف الـمــوقــف المــريـكــي فــي المنطقة‪ ،‬حيث‬ ‫أ أ‬ ‫تحدث أ�وباما ً‬ ‫قائال‪« :‬إن الذين يعتبرون �ن �مريكا‬

‫‪28‬‬

‫تموز ‪ 2014‬العدد (‪)12‬‬

‫خاص ضوضاء‪ /‬منتدى المعرفة وحرية التعبير‬

‫أ‬ ‫تخسر فــي ســوريــا هــم واهـمــون‪ ،‬ف�مريكا لــم تخسر‬ ‫حليفا ألن النظام كان ً‬ ‫ً‬ ‫حليفا لروسيا وإيران‪ ،‬ونحن‬ ‫أ‬ ‫لم نخسر بعد»‪ .‬هذه الوجهة يفسرها «ماجد» ب�نها‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫«تبرر التقاعس الغربي والمريكي‪ ،‬رغم �ن البعض‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يرون �ن المس�لة غير مرتبطة بالحلف الروسي اإليراني‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫السوري‪ ،‬إنما مرتبطة بالهيبة المريكية المت�كلة في‬ ‫العالم‪ ،‬فلم يعد يخشى منها‪ ،‬من كــان يتحداها‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ما � ّثر في مكانة �مريكا وقوتها الرادعة في العالم»‪.‬‬

‫«االستسالم لمنطق انتهاء الحرب‬ ‫أ‬ ‫ا إلعالمية‪ ،‬و�ن النظام تقدم‪ ،‬غير‬ ‫أ‬ ‫صحيح‪ ،‬لن الوقت ما زال مبك ًرا»‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ر ً‬ ‫افضا القول �ن «الصراع في سوريا‬ ‫تحول إ�لى صراع بين بربريتين كما‬ ‫يتردد في ا إلعالم الغربي»‬ ‫محمد خليل رئيس المنظمة الكردية لحقوق اإلنسان‬ ‫(‪ )DAD‬في سوريا‪ ،‬قــال‪« ،‬إن وجهة النظر هذه‬ ‫أ‬ ‫واقعية‪ ،‬فال شيء يبرر تقاعس الغرب و�مريكا تجاه‬ ‫معاناة السوريين‪ ،‬سوى مصالحها في تحول سوريا‬ ‫إلــى حلبة صـراع تستقطب جميع القوى المناهضة‬ ‫ألمريكا والغرب‪ .‬وبالتالي تكون هناك ٌ‬ ‫حرب بالوكالة‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫عنها‪ ،‬في بالد ليس لمريكا �و للغرب �ي ضرر منها»‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫مضيفا‪« ،‬إن هيبة �مريكا واعتبارها القوة الضاربة في‬ ‫العالم‪ّ ،‬‬ ‫تغير خالل السنوات القليلة الماضية‪ ،‬حيث‬ ‫انتهت سيطرة القطب الواحد على العالم‪ ،‬وباتت‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫هناك ّعدة �قطاب‪ ،‬ما جعل �مريكا تعيد حساباتها‬ ‫في التعامل مع القضايا الدولية»‪.‬‬ ‫كل هذا التردد والتقاعس في المشهد الدولي الخاص‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫بالمس�لة السورية مرده حسب «ماجد» �ن «سوريا‪،‬‬ ‫أ‬ ‫�صـبـحــت مــؤش ـ ًرا عـلــى نـهــايــة حقبة مــن الـعــاقــات‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الدولية‪ ،‬ونهاية وظيفة لمجلس المن‪ ،‬وتعطيل �ي‬ ‫أ‬ ‫إمكانية لحل نزاع دموي قائم ومستجد‪ ،‬و�ظهرت‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫المجلس ك�نه مؤسسة تنتمي لعصر �خر»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وتساءل «ماجد» «لو �ن الغرب والواليات المتحدة‬ ‫قــرروا منذ البداية التصعيد ضد النظام السوري‪،‬‬ ‫أ‬ ‫هل كان الروس واإليرانيون سينكـفؤون �و يقبلون‬ ‫ًأ‬ ‫«تهديدا ً‬ ‫ً‬ ‫جديا لمرة‬ ‫مجيبا �ن‬ ‫التضحية بالنظام؟»‪،‬‬ ‫أ‬ ‫واح ــدة بعد الهجوم الكيماوي لـقــوات الس ــد على‬ ‫آ‬ ‫الغوطة الشرقية في �ب من العام ‪ ،2013‬دفعت‬ ‫الروس إلى البحث عن صفقة إلنقاذ النظام‪ ،‬فقبل‬ ‫النظام بتسليم منظومته من السالح الكيماوي‪،‬‬ ‫أ‬ ‫والذي نفى امتالكه في البداية‪ ،‬هذا التهديد �ظهر‬ ‫أ‬ ‫�نه كان من الممكن لجم االندفاع الروسي اإليراني‬ ‫أ‬ ‫في دعم النظام‪ ،‬ولكن للسف هذا لم يحدث»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫اختتم «ماجد» حديثه‪ ،‬ب�ن «االستسالم لمنطق‬ ‫أ‬ ‫انتهاء الـحــرب اإلعــامـيــة‪ ،‬و�ن النظام تـقــدم‪ ،‬غير‬ ‫صحيح‪ ،‬ألن الوقت ما زال مبك ًرا»‪ ،‬ر ً‬ ‫افضا القول‬ ‫أ‬ ‫�ن «الصراع في سوريا تحول إلى صراع بين بربريتين‬ ‫كما يتردد في اإلعالم الغربي»‪ ،‬وإنما هو صراع بين‬ ‫«البربريتين (النظام وداعش) اللذان يرتبطان بحلف‬ ‫موضوعي قائم على المصلحة المتبادلة‪ ،‬والخالص‬ ‫منهما‪ ،‬لطي صفحة التدخالت اإلقليمية والدولية‬ ‫أ‬ ‫في سوريا‪ ،‬وتقاطر الوافدين إليها من قرون �خرى‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وتدخل الميليشيات المذهبية‪ ،‬المر الذي قد يحتاج‬ ‫زمنا ً‬ ‫ً‬ ‫طويال»‪.‬‬


‫قبس من نور‬

‫جدتي واألسد‪ ..‬طغاة العيد‬ ‫أ‬ ‫بيسان �بو حمدان‬ ‫فــي تلك الـقــريــة البعيدة ال ـراكــدة فــي قعر حــوران‬ ‫أ‬ ‫السورية‪ ،‬كانت �مل الفتاة التي كرهت العيد لفرط‬ ‫ما يحمله من ثقل العادات والتقاليد‪ ،‬كانت تشتري‬ ‫المالبس الجديدة والحلي والحلويات والسكاكر‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫كسائر الطـفــال‪ ،‬لكن فرحتها الليلية �ثـنــاء وقفة‬ ‫منغصة‪ ،‬أل نها ببساطة ُ‬ ‫العيد كانت ّ‬ ‫ستجر باكرًا‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫رغما عنها من قبل �هلها صباح العيد‪ ،‬لتلقي تحية‬ ‫العيد على جدتها الساخطة المتسلطة ذات الوجه‬ ‫المكـفهر‪ ،‬والقلب المتحجر‪ ،‬والسحنة الخالية من‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ية معالم نسائية‪ ،‬كـفيلة بإفساد فرحة �ي طفل‬ ‫أ‬ ‫يدرك الشياء بمشاعره ال بعقله الصغير‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫كبرت �م ــل‪ ،‬تــزوجــت‪� ،‬نجبت طفلتها‪ ،‬والزال‬ ‫أ‬ ‫العيد يحمل تلك الصبغة المقيتة في مخيلتها‪ ،‬لن‬ ‫جدتها لم تمت‪ ،‬ولم يذب وجهها المجمد ً‬ ‫كرها‪ ،‬ثمة‬ ‫طغاة على مستوى العائلة الواحدة يعيشون بيننا‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وعلى كاهلنا عم أر� ً‬ ‫كامال‪ ،‬يسلبوننا �جمل اللحظات‪.‬‬ ‫أ أ‬ ‫حرصت �مل �ن تربي ابنتها على االحتفال بالعيد‬ ‫أ‬ ‫ً أ‬ ‫بعيدا عــن �يــة قيود اجتماعية �و‬ ‫كما يحلو لها‪،‬‬ ‫آ‬ ‫ً أ‬ ‫عــادات قمعية‪ ،‬ظنا منها �ن هــذه إحــدى الم�سي‬ ‫أ‬ ‫التي يجب عليها حماية ابنتها منها‪ ،‬لم تعرف �ن‬ ‫أ‬ ‫ابنتها ستواجه طاغية �كبر‪.‬‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫قبس من نور‬

‫والقتل والتشرد والجوع‪ ،‬وصعوبة التنقل والغالء الخرافي لمختلف المنتجات في المناطق التي‬ ‫أ‬ ‫يسيطر عليها النظام‪ ،‬وت�ثير كل هذه البشاعة على حياة وشعور الصغار‪ ،‬هناك ما يشابهه من حيث‬ ‫أ‬ ‫الفاجعة النفسية‪ ،‬في حياة الطفال في كـثير من المناطق المحررة على امتداد جغرافية سوريا‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫السيما �جواء العيد حيث اقتصرت �لعاب الطفال على القتال والمعارك والمراجيح المعلقة على‬ ‫أ‬ ‫فوهات المدافع والدبابات وغيرها‪ ،‬هذا الطابع العسكري‪ ،‬بات يحاصر عظامهم الناعمة �ينما‬ ‫أ‬ ‫ذهبوا‪ ،‬وبات الصورة القرب إلى وجدانهم وواقعهم المعاش‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حقيقيا عندما يكبر‪ ،‬لعنة العنف التي تترك‬ ‫سالحا‬ ‫البندقية الخشبية في يد ذلك الصغير ستغدو‬ ‫أ‬ ‫ندوبها في الوعي والالوعي ستالحق حياته إلى �جل غير مسمى‪ ،‬إذا لم تلحقه رحمة ما‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ� ً‬ ‫يضا على الرض السورية‪ ،‬وعلى خط التماس بين بقعة محررة و�خرى محتلة‪ ،‬هناك من يعيش‬ ‫أ‬ ‫بعضا من الهدوء‪ ،‬وينعم ً‬ ‫ً‬ ‫نسبيا بحياة مستقرة ال يشوب تفاصيلها �ي مظهر للعنف‪ ،‬هنا يعيش‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الطفال فرحتهم الطبيعية ب�جواء العيد المتنوعة‪ ،‬لكن يبقى السؤال‪ ،‬ماذا علينا �ن نقول �و نفعل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫تجاههم‪ ،‬وهم يطلعون على كل �وضاع وطنهم سوريا‪ ،‬هل نمنعهم من شراء ثياب العيد‪� ،‬سوة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫تضامنا مع إخوتهم من �طفال الوطن‪،‬من ال يلعبون‪،‬‬ ‫بباقي الطفال‪ ،‬هل نحرمهم من اللعب‬ ‫أ أ‬ ‫حيانا أ�خــرى‪ ،‬هل نغرقهم في أ�جــواء أم�ساتنا ً‬ ‫حيان� والواعية أ� ً‬ ‫دوما‬ ‫هل نقمع طفولتهم العابثة �‬ ‫آ أ‬ ‫كي ال يبتعدوا عن واقعهم‪ ،‬ويتبلد إحساسهم بالخر‪� ،‬م نبعدهم عن كل ما يجول في خاطرهم‬ ‫وحولهم وننكر أ� ً‬ ‫لما البد منه؟‬ ‫أ‬ ‫تكـثر التساؤالت ويكـثر الحديث عن كيفية التعاطي مع الطفال‪ ،‬في ظل هذه الظروف البائسة‬ ‫أ‬ ‫واالستثنائية بكل ما تحتويه من مشاهد صادمة‪ ،‬للكبير قبل الصغير‪ ،‬فكما يحتاج �طفال سوريا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫للمطهرات والدوية والغذاء والمسكن والملبس والتعليم والمان‪ ،‬يحتاجون كذلك كافة �شكال‬ ‫الدعم النفسي والروحي لحماية مراحل حياتهم المقبلة‪ ،‬وتخليصها من شوائب الحرب الضارية‪،‬‬ ‫فالعنف النفسي ال يقل خطورة عن العنف الجسدي‪.‬‬ ‫أ‬ ‫يتحمل �طفال سوريا في هذه المرحلة العصيبة من التاريخ اإلنساني المخزي‪ ،‬ما لم تتحمله‬ ‫أ‬ ‫جبابرة الرض‪.‬‬

‫أ‬ ‫في صباح العيد‪ ،‬وبينما كانت تلعب مع �صدقائها‬ ‫أ‬ ‫نزلت قذيفة النظام السدي على الحديقة‪ ،‬لتحصد‬ ‫أ‬ ‫روحـهــا ومــن معها مــن �ط ـفــال‪ ،‬هــي حــادثــة تشبه‬ ‫آ�الف الحوادث التي يعيشها أ�طفال سوريا ً‬ ‫يوميا‪،‬‬ ‫منذ اندالع الصراع الذي كان ثورة‪ ،‬أو�مسى ً‬ ‫مذبحا‬ ‫لـلـســوريـيــن‪ ،‬الـمــوت هــو الـخـطــب الـجـلــل فــي هــذا‬ ‫أ‬ ‫المذبح‪ ،‬وال كلمات ترقى إلــى مستواه �و شدته‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫لكن إذا �معنا النظر في حال الطفال الذين مازالوا‬ ‫على قيد الحياة‪ ،‬سنجد تفاصيل حياتهم على مدار‬ ‫الساعة والـيــوم‪ ،‬حدثا ً‬ ‫مرعبا خاصة مــع استبعاد‬ ‫وجود حل لما يعيشونه في المدى المنظور‪.‬‬ ‫وكل ما يعيشه الناس من همجية القصف اليومي‪،‬‬

‫تموز ‪ 2014‬العدد (‪)12‬‬

‫‪29‬‬


‫ً‬ ‫من علمني حرفا‬

‫قصة قصيرة _ مهند الخالد‬ ‫من مجموعته القصصية «ساعات الليل»‬

‫أ‬ ‫خلف مكـتبه العريض ‪ّ ،‬‬ ‫تمغط غيث الزعر كالدودة ‪:‬‬ ‫أ‬ ‫ بشرفي يا شباب ‪ .‬بعرضي ‪ّ ..‬‬‫سيطق عقلي بسببه‪ ،‬وحياة «حياة» وعمر «نجوى فؤاد» ما زدت وال َّنقصت ‪ ..‬تعرفونني‪ ،‬ال �كذب‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ولو على قطع راسي ‪ ،‬هكذا ‪ ..‬كما �خبرتكم بالحرف ‪ ....‬ساعدوني ‪ ..‬داخل على �عراضكم‪ ،‬بماذا �خط�ت مع ذلك الناقص ابن‬ ‫الناقص؟؟!!! ‪ ،‬أ�شفقت عليه؟! احترمته؟! والله يا شباب أ�وقفت سيارتي «البويك»‪..‬هذه التي أ�مام المكـتب ‪ ..‬أ�وقفتها في ّ‬ ‫نص دين‬ ‫يهمني ال شرطي وال مرطي‪ ،‬ومثل السهم والله‪ ،‬مثل السهم هجمت عليه ّ‬ ‫رب الطريق‪ ،‬تعرفونني ‪ ..‬ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫هالديوس‪:‬‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ �ستاذنا ‪ ...‬حبيبنا ‪ ..‬هذا �نت؟! لعنة الله على هيك بلد ‪� ..‬ستاذ �ضرب و�طرح ‪ ..‬معقول؟! هات ّعنك روحي ‪ ..‬هات‪.‬‬‫ تعرفونه كم هو نحيل ‪ ..‬وضعيف ‪ ..‬يعني إذا لبطه الديك كسره‪ ،..‬ومع ذلك دحش نفسه تحت «العربانة»‪ ،‬وضع كـتفه على حافتها‬‫وال أ�بوك وال أ�بو الشيطان‪ ،‬شد ورخي‪ ..‬شد ورخي‪ ،..‬العرق يزرب من طيزو‪ ،‬وهو ّ‬ ‫كالتيس‪ ،‬شد ورخي‪ ..‬شد ورخي‪ ،‬المهم ما لكم‬ ‫أ‬ ‫بالطويل‪ ،‬وضعت يدي معه‪ ،‬لكزتها لكزة‪ ،‬فصارت فوق الرصيف‪ ،‬المهم ‪ ..‬من ناحية شكرني ‪ ..‬نعم ‪ ..‬شكرني الرجل‪ ،‬للمانة‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ ّغلبناك يا عمي‪ ..‬ممنونك‪� ،‬دار قفاه‪ ،‬وبد� يرتب خضرته ببرود ‪.‬‬‫ طار عقلي يا شباب ‪ ..‬كمشته من ذراعه ‪ ..‬قلت‪:‬‬‫أ‬ ‫ًأ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫ شو ّعمي وما ّعمي ‪..‬؟ �ستاذ �نا عبدك �ستاذ‪ .‬من علمني حرفا �ستاذ ؟! شو ممنون وما ممنون ‪ .‬دخيلك �ستاذنا هذا واجب على‬‫راسي من فوق ‪..‬‬ ‫غمزته‪:‬‬ ‫ّ أ‬ ‫ لكنك ما تعلمت �بو عضل‪ ،‬طلعت من السادس شو بنا؟؟‬‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يعلمني طول‬ ‫ يعني ‪ ..‬معنى الكالم يا �خي‪ ،‬الرجل علمني في الصف الخامس‪ ،‬على كل حال هذا مبد� يا �خي‪ ،‬يعني ضروري ِ‬‫أ‬ ‫أ‬ ‫العمر‪ ،‬حتى �صبح عبده؟؟!! المهم ‪ ..‬ما لكم بالطويل ‪ ..‬هجمت عليه‪ ،‬وعلى بوس ‪ ..‬وكرامات ‪ ..‬و�سئلة ‪ ..‬كيف صار معك هيك ‪..‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وين التعليم وما تعليم ؟ وعلى هذا المعدل حتى نشف ريقي‪ ،‬وهو يا شباب‪ ..‬مسطول ‪ ..‬ك�نك تحكي مع حيط دك‪ ،‬ك�نه ال يعرفني‬ ‫أ أ‬ ‫ابن الحرام ‪ ،‬لم �فقد المل ‪ ..‬قلت له‪:‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫_ �ستاذ نعيم ‪� ..‬نا غيث ‪� ..‬لم تعرفني؟!‬ ‫ ليس ‪ ..‬المهم ‪ ..‬بكل براءة قلت له ‪:‬‬‫أ‬ ‫ أ�ستاذ ‪ ..‬والله وضعك هيك ال ّ‬‫يسر الخاطر ‪ ..‬خليني ساعدك ّ‬ ‫خيو ‪ ..‬هات ضع كل هذه الخضروات في صندوق السيارة ‪� ،..‬خي ‪..‬‬ ‫ندبر لك ً‬ ‫شغال ً‬ ‫اشتريتها كلها‪ ،‬أ�طلب السعر الذي يعجبك أ�ستاذ‪ ..‬أ�نا ال أ�وافيك والله العظيم‪ ،‬وهذا رقم هاتفي ‪ ..‬كلمني ‪ ..‬وسوف ّ‬ ‫مناسبا‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ سحبت من جيبي مئة دوالر‪ ،‬ورقة خضراء يا شباب بعرضي‪ ،‬مع �ن بضاعته كلها ال تساوي صرماية‪ ،‬والله يا شباب‪ ،‬وحياة‬‫الشحاذ ابن ّ‬ ‫«حياة» وشرف « شريفة فاضل» ال أ� ّزل عليكم‪ ،‬ورقة خضراء كما هي‪ ،‬ولكن تعرفون ماذا؟ الكلب ‪ّ ..‬‬ ‫الشحاذ‪ ،‬من راس‬ ‫مناخيره رد علي‪:‬‬ ‫ روح ّعمي روح ‪ ..‬البضاعة مش للبيع ‪.‬‬‫ بشرفي ‪ ..‬بعرضي يا شباب ‪ ..‬مثل الخازوق ‪ ..‬ال‪ ..‬ال ‪ ..‬أ�ي خازوق؟ أ�صعب من الخازوق والله‪ ،‬بعرضكم ‪ ..‬قولوا لي أ�حسن ما ّ‬‫يطق‬ ‫عقلي ‪ ...‬شو غلطت مع هالعكروت ابن العكروت؟‬ ‫‪2008/4/10‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.