Dawdaa magazine 13

Page 1

‫أ‬ ‫حرق تمثال حافظ السد في السويداء‬

‫شهرية مستقلة تصدر عن المركز السوري للصحافة والنشر‬

‫العدد(‪)11‬‬ ‫‪2014 2014‬‬ ‫أيلولحزيران‬ ‫آب ‪-‬أيار ‪-‬‬ ‫العدد ( ‪) 13‬‬

‫‪4‬‬

‫اثنان وعشرون قتي ً‬ ‫ال وعشرات الجرحى‬ ‫في اشتباكات وانفجارات بريف السويداء‬

‫‪5‬‬

‫مقتل قيس القطاعنة قائد ألوية العمري في‬ ‫درعا على يد ناشط إعالمي‬

‫‪24‬‬

‫سلسلة تفكك النظام حلقة ‪4‬‬ ‫في عائلة األسد االبنة ثم الوالدة‬ ‫ملف العدد‪ :‬التعليم في ظل األزمة السورية‬

‫‪12‬‬ ‫‪22‬‬

‫تحقيق‪:‬‬‫هجرة الطلبة من سوريا‬ ‫الشرطة النسائية في المناطق المحررة‬

‫لسنا منبرًا ألحد‪ ..‬لسنا ملكًا ألحد‪..‬نسعى لكي نكون أحد أصوات العقل والتوازن في سوريا الجديدة‬ ‫لسنا منبرًا ألحد‪ ..‬لسنا ملكًا ألحد‪ ..‬نسعى لكي نكون أحد أصوات العقل والتوازن في سوريا الجديدة‬

‫‪www.facebook.com/dawdaanewspaper‬‬ ‫‪www.facebook.com/dawdaanewspaper‬‬

‫‪dawdaa.syria@gmail.com‬‬ ‫‪dawdaa.syria@gmail.com‬‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬ ‫‪www.dawdaa.com‬‬


‫أ‬ ‫�خبار المحليات‬ ‫ً‬ ‫اثنان وعشرون قتيال وعشرات الجرحى في اشتباكات وانفجارات بريف السويداء الغربي‬

‫رئيس التحرير‬ ‫محمد مالك‬

‫الجيش الحر يتقدم في ريفي درعا والقنيطرة‬ ‫أ‬ ‫مقتل «قيس القطاعنة» قائد «�لوية العمري» في درعا على يد ناشط إعالمي‬

‫مدير التحرير‬ ‫هالة درويش‬ ‫سكرتير تحرير‬ ‫زويا منصور‬ ‫أ‬ ‫الخبار المحلية بالتعاون مع مركز‬ ‫سويدا خبر اإلعالمي في المنطقة‬ ‫الجنوبية‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬ ‫‪dawdaa.syria@gmail.com‬‬ ‫‪www.facebook.com/dawdaanewspaper‬‬

‫أ‬ ‫ر�ي‬ ‫الطالب السوريون ٌ‬ ‫واقع يقبل كل االحتماالت‬ ‫سلسلة تفكك النظام‪ /‬الحلقة الرابعة‬ ‫أ‬ ‫في عائلة السد االبنة ثم الوالدة‬ ‫أ‬ ‫المر�ة والثورة السورية‬ ‫البدائل والخيارات السورية المرتقبة‬

‫تحقيقات‬ ‫التعليم في السويداء واقع وتحديات‬ ‫أ‬ ‫الطالب السوري و�زمة التعليم‪ ..‬سوريون‪..‬كلهم في الهم سواء‬ ‫هجرة الطلبة من سوريا‬ ‫أ‬ ‫في تفعيل دور المر�ة‬ ‫الشرطة النسائية رؤية حضارية ضمن مشروع الشرطة الحرة‬ ‫كيف ّ‬ ‫تشوهت صورة الثورة وهل يمكن تصحيحها‬

‫وجيهة عبد الرحمن‬ ‫ترجمة‪ :‬زويا منصور‬ ‫ترجمة‪ :‬ليلى كريم‬ ‫جبر الشوفي‬

‫أ‬ ‫�يمن سليمان‬ ‫نور مارتيني‬ ‫سامي حسن‬ ‫فريق تحرير ضوضاء‬ ‫مجيد محمد‬

‫تقرير خاص‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�حمد شحادة المسالمة (�بو سما) �طف� كاميرته وتوسد تراب حوران‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫حركة �حرار الشام تفقد �هم قياديها في عملية مريبة‬

‫أ�دب‬ ‫شعر‬ ‫كخيط ضوء شحيح‬

‫‪www.saiedetsouria.com‬‬

‫كمال نصر الدين‬ ‫نصان قصصيان ‪ -‬مهند الخالد من مجموعته القصصية «ساعات الليل»‬

‫صدر العدد السابع من مجلة سيدة سوريا‬ ‫أ‬ ‫سيدة سوريا شهرية مستقلة تعنى بالمر�ة السورية تصدر عن المركز السوري للصحافة والنشر‬


‫ومضة‬

‫في الضربة األمريكية على داعش‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫افتتاحية‬

‫أ‬ ‫خارج كل التوهم واإلشاعات والخذ والرد‪ ،‬الذي تعيشه المنطقة حول التحالف الدولي لضرب داعش‪ ،‬ذلك كون السوريين قد عايشوه قبل حوالي العام‪ ،‬في ظل‬ ‫أ‬ ‫آ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫متحدثا باسم‬ ‫نية �وباما ضرب قوات نظام �ل السد‪ ،‬إثر مجازر الكيماوي التي ارتكبها في ريف دمشق‪ ،‬نقول خارج التوهم واإلشاعات �علن (الدميرال جون كيربي)‬ ‫البينتاغون عن بدء العمليات العسكرية بالمقاتالت والقاذفات وصواريخ التوماهوك‪ ،‬ضد اإلرهابيين من الدولة اإلسالمية في سوريا‪.‬‬ ‫ونساء ً‬ ‫صمت العالم عن جرائم نظام آ�ل أالسد طوال أ�ربع سنوات وطوال مئات آ�الف الضحايا‪ ،‬تركوا السوريين أ� ً‬ ‫ً‬ ‫طفاال ً‬ ‫وشيوخا للموت تحت كـثافة العنف والقهر‬ ‫رجاال‬ ‫أ ُ‬ ‫ً‬ ‫وشعلة هناك للحريق الكبير‪.‬‬ ‫حطبة هنا‬ ‫واإلبادة ‪ ،‬واكـتفى بالفرجة المريبة‪ ،‬على الحريق الذي ي�كل لحمة المجتمع وصيغ تعايشه وتسامحه عبر الزمان مكـتفيا بإضافة ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫كانت بعض الصور كافية‪ ،‬بعض أالخبار كافية‪ ،‬بعض المعلومات االستخباراتية كافية‪ ،‬بعض صور أالقمار الصناعية كافية‪ ،‬بقية من أ�خالق وإنسانية كان ً‬ ‫كافيا الجتناب‬ ‫أ أ‬ ‫كل هذا القمع والتطرف والذبح‪ ،‬قبل �ن يبد� التوماهوك حصاده‪.‬‬ ‫آ‬ ‫لكن ما الذي يحصل الن‪.‬‬ ‫آ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�مام دعم الديمقراطية والحرية والعالم المتمدن‪ ،‬والقضاء على ما لم يقض عليه نظام �ل السد من بنية تحتية وبقية منازل‪ ،‬تتزايد الجرائم واالنتهاكات‪� ،‬عداء الديمقراطية‬ ‫آ أ‬ ‫وكبت الحرية ‪ ،‬والعملية الممنهجة إلعادة سوريا إلى العصر الحجري‪ ،‬تحت قصف طائرات نظام �ل السد والغازات السامة التي الزالت تستخدم ضد المدنيين في ظل‬ ‫آ أ‬ ‫ً أ‬ ‫أ‬ ‫خاصة في �قبية‬ ‫صمت العالم المريب‪ ،‬ويحصل �مر له شيء من الخصوصية‪ ،‬يستحق تسجيل براءة اختراع للوحشية والقباحة‪ ،‬في مسالخ نظام �ل السد ومعتقالته‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر السد وجالدوه‪ُ ،‬يستخدم المعتقلون «كبنك دم» فبدل �ن يخنقوا بسيور مراوح السيارات‪ ،‬و�حزمة الجلد‪� ،‬و تهشم رؤوسهم بالحجار‬ ‫آ أ‬ ‫آ‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫والقطع المعدنية بدل �ن تثقب �جسادهم بمثاقب الحديد‪ ،‬ما ر�يناه من �ثار على صور �الف قتلى التعذيب في معتقالت نظام �ل السد‪.‬‬ ‫أ‬ ‫عضاء بشرية‪ً ،‬‬ ‫قلوبا‪ ،‬وكلى‪ ،‬أو� ً‬ ‫ُح ّول الشبان السوريون إلى مورد للمال‪ّ ،‬‬ ‫تصدر هذه المعتقالت‪ ،‬أالقبية‪ ،‬أ� ً‬ ‫كبادا‪ ،‬وقرنيات عيون‪ ،‬ونقي عظام‪ ،‬لتباع في �سواق العالم‬ ‫افدة حرب آ�ل أالسد على باقي الشعب السوري‪ ،‬ونحن على يقين أ�ن الوقت سيكشف ً‬ ‫دوال أو� ً‬ ‫ر ً‬ ‫نظمة وشبكات مافيا تعمل في هذا المجال‪.‬‬ ‫آ أ‬ ‫واليوم يسحب مصاصو الدماء في نظام �ل السد‪ ،‬دماء المعتقلين السوريين حتى الموت لرفد حاجة شبيحته وجرحى الميليشيات اإليرانية والعراقية واللبنانية‪ ،‬التي‬ ‫تذبح إخوانهم الذين ما زالوا خارج االعتقال‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫يمتص دراكوال ما في المعتقل دمك حتى الموت‪ ،‬كيسا خلف كيس‪ ،‬ويرسلها لتضخ في �وردة مصاب في مستشفى تابع للنظام‪ّ ،‬‬ ‫يورد دمك خديه‪ ،‬ويشد عضده لينهض‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫من جديد‪ ،‬فيقتل �خاك‪ ،‬ويشرد عائلتك‪ ،‬يسرق �ثاثك ويغتصب زوجتك‪.‬‬ ‫أ�تخيلها ً‬ ‫طاولة ً‬ ‫قذرة كوضم قصاب‪ ،‬رجال بال مالمح إنسانية‪ ،‬ليسو أ�طباء‪ ،‬بل حرفيون‪ ،‬آك�الت تعودت إنجاز عمل ما‪ ،‬قصابون أك�قرب تسمية‪ ،‬يمدد عليها شاب سوري‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ّ أ‬ ‫أ‬ ‫وبت�ثير الرعب آو�ثار التعذيب‪ .‬السكاكين تبقر البطن‪ّ ،‬‬ ‫تحصل العضاء‬ ‫تقطع‪،‬‬ ‫عار محطم المفاصل ربما‪ ،‬مشوش تائه بت�ثير الجوع والخوف والعتمة المستدامة لشهر‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫قلبا كبدا كليتين‪ ،‬كرة عين تجرف من حجاجها‪ ،‬فيما �كياس موصولة ب�نابيب تخرج من الذراعين‪ ،‬تمتلئ بدم الشاب‪� ،‬ربعة �و خمسة �كياس‪ ،‬يوضع كل ذلك في‬ ‫ثالجات صغيرة‪ ،‬توضع عليها اللصاقات‪ ،‬ثم يرمى ما بقي من الجسد إلى «مفرمة» ليستفاد منه كسماد‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫لكننا نحن السوريين وكما عملنا من آ�الف السنين على بناء الحياة‪ ،‬منحنا الكون أ�بجدياته أو�سماءه‪ ،‬وحكاياته الولى‪ ،‬منحوتاته الولى‪ ،‬عندما ساندنا خطوات البشري‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ليصبح ً‬ ‫إنسانا‪ ،‬نقول اليوم إننا ضد داعش‪ ،‬ضد كل التخلف والعنف والهمجية المسكون فيها‪ ،‬ضد اللصوصية والجهل‪ ،‬ونقول‪ :‬نريد �ن نربي �بناءنا ونعلمهم �ن‬ ‫أ‬ ‫يعزفوا الكمان والفلوت‪ ،‬ويرقصوا الباليه‪ ،‬في مسار مفارق لكل ما يشبه داعش و�مثالها‪.‬‬ ‫آ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫لكن سنصرخ �مام الكون �مام �مريكا وتحالفاتها‪ ،‬إنكم جزء �ساسي من الزمة‪ ،‬من المصيبة‪ ،‬من الجريمة‪ ،‬لنكم حتى اليوم تركـتم نظام �ل السد ومجرمي إيران‪ ،‬وكل‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫منتج للتخلف في الكون‪ ،‬بما فيه مصالحكم و�موالكم و�رباحكم القاسية كنصال تقطع وتذبح‪ .‬سنصرخ لن تمحوا �حالم �طفالنا‪ ،‬لن تسرقوا �يام مستقبلهم القادم‪،‬‬ ‫وإن بدا ً‬ ‫بعيدا اليوم‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ارعا إلنتاج الدماء التي تزود أ�وردة القتلة‪ ،‬كما تنتج أ�رضنا ً‬ ‫ذبائحا آل ل أالسد‪ ،‬مز ً‬ ‫ً‬ ‫نفطا يزود جيوب وترف بلدانكم ولصوصكم‪.‬‬ ‫سنصرخ ال نريد �ن نربي �بنائنا‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫اليوم‪ ،‬في نظرة مرتابة‪ ،‬وفي ظل الضربة العسكرية ضد داعش‪ ،‬ننظر إلى استيالء داعش على �كـثر من مئة قرية في ريف كوباني‪ ،‬تشريد عشرات �الف المدنيين‬ ‫ً‬ ‫وتعريضهم للموت ً‬ ‫وعطشا‪ ،‬ننظر إلى أ�زمة أ�خالقية كبرى يعيشها العالم‪ ،‬تعيشها اإلنسانية‪ ،‬أ�صحاب الخبرة يقولون ليس ذلك ً‬ ‫جديدا على التاريخ البشري‪ ،‬ربما‬ ‫جوعا‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫�زمة الخالق ليست وليدة اليوم‪ ،‬لكنها تتجلى اليوم ب�قبح صورها‪ ،‬وتنشر الموت واليباس في بلدي‪.‬‬ ‫رئيس التحرير‬

‫آب ‪ -‬أيلول ‪ 2014‬العدد (‪)13‬‬

‫‪3‬‬


‫إضاءة‬

‫أخبار‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫ال وعشرات الجرحى في اشتباكات وانفجارات بريف السويداء الغربي‬ ‫اثنان وعشرون قتي ً‬

‫فريق تحرير ضوضاء‬ ‫آ‬ ‫قـضــى سـتــة مــدنـيـيــن وج ــرح تـسـعــة �خ ـ ــرون‪ ،‬صـبــاح‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الربعاء ‪� 3‬يلول ‪ ،2014‬في تفجير عبوة ناسفة بباص‪،‬‬ ‫بين قريتي دامــا وعريقة في ريف السويداء الغربي‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�وضح مراسل «ضوضاء» � ّن عبوة ناسفة انفجرت في‬ ‫باص‪ ،‬كان ً‬ ‫متجها من قرية حران في الريف الغربي إلى‬ ‫أ‬ ‫دمشق‪ ،‬وذلك على طريق داما – عريقة‪ ،‬ما �سفر‬ ‫عن مقتل ستة مدنيين بينهم ثالثة من عائلة واحدة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫وإصابة تسعة �خرين بجروح‪� ،‬سعفوا إلى مستشفى‬ ‫السويداء‪.‬‬ ‫آ‬ ‫وج ــرح مــدنــي مـســاء الخميس ‪� 22‬ب‪ ،‬بــإطــاق نــار‬ ‫عـشــوائــي‪ ،‬فــي قــريــة جــريــن بــالــريــف الـغــربــي‪ ،‬حيث‬ ‫دخل مسلحون ملثمون مجهولو الهوية القرية‪ ،‬على‬ ‫أ‬ ‫دراجتين ناريتين‪ ،‬و�طلقوا النار بشكل عشوائي‪ ،‬ما‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�سفر عن إصابة مدني بـجــروح‪ ،‬قبل �ن يهربوا عبر‬ ‫طريق غرب القرية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫إلى ذلــك‪� ،‬طلقت قــوات النظام سـراح معتقلين من‬ ‫آ‬ ‫الـســويــداء وريفها فــي ‪� 21‬ب‪ ،‬كــانــت اعتقلتهم على‬ ‫أ‬ ‫خلفية مظاهرة �مام مبنى السرايا وسط المدينة‪ ،‬ردد‬ ‫المتظاهرون خاللها هتافات تنادي بوحدة الشعب‬ ‫السوري‪ ،‬وتطالب بالتسليح‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وجــاءت المظاهرة بعيد تشييع ‪ 16‬قتيال‪ ،‬قضوا في‬ ‫أ‬ ‫مواجهات دارت بين بدو مسلحين و�هالي قرى ريف‬ ‫السويداء الغربي‪.‬‬ ‫وكان ‪ً 16‬‬ ‫قتيال سقطوا خالل اشتباكات‪ ،‬دارت بين‬ ‫بدو مسلحين‪ ،‬وبين مليشيا «جيش الدفاع الوطني»‬ ‫أ‬ ‫و�هالي قرى الريف الغربي‪ ،‬في قريتي داما ودير داما‬ ‫ومحيطها‪ ،‬وقــال مراسل «ضوضاء» ّإن االشتباكات‬ ‫اندلعت بين الطرفين منذ صباح السادس عشر من‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫�ب‪ ،‬وتواصلت بشكل متقطع طوال يومين‪� ،‬سفرت‬

‫‪4‬‬

‫آب ‪ -‬أيلول ‪ 2014‬العدد (‪)13‬‬

‫ً‬ ‫شخصا‪ ،‬بينهم مشايخ (رجــال دين)‪،‬‬ ‫عن مقتل ‪16‬‬ ‫أ‬ ‫وجرح �كـثر من عشرين بين مدني ورجل دين وعناصر‬ ‫«جيش الدفاع الوطني»‪.‬‬ ‫كذلك‪ ،‬اندلعت مواجهات مماثلة في قرية مجادل‬ ‫أ‬ ‫بالريف الغربي‪ ،‬بعد مقتل اثنين من �بناء القرية في‬ ‫االشتباكات الدائرة بداما‪ ،‬وفي السياق ذاتــه‪ ،‬حذر‬ ‫نــاشـطــون مــن المنطقة المدنيين‪ ،‬مــن ال ـمــرور على‬ ‫طريق داما – عريقة‪ ،‬إثر انتشار قناصة تابعين للبدو‬ ‫على الطريق‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�وردت الصفحة الــرسـمـيــة ل ــ»�لــويــة الـعـمــري» على‬ ‫«فــايـسـبــوك»‪ ،‬خـبـ ًرا يفيد باستهداف مقاتليها مطار‬ ‫خلخلة وتدمير طائرة فيه وقتل طاقمها‪ ،‬بالتزامن مع‬ ‫أ‬ ‫االشتباكات‪ ،‬وذكروا � ّن بين القتلى «عالء البلعوس»‪،‬‬ ‫ف ــي ح ـي ــن ك ـ ــذب ن ــاشـ ـط ــون ومـ ـق ــرب ــون م ــن عــائ ـلــة‬ ‫أ‬ ‫«البلعوس»‪ ،‬وذوو جرحى وقتلى‪ ،‬ما ذكرته الخيرة‪،‬‬ ‫أو�كــدوا أ� ّن الشيخ «عالء البلعوس» البالغ ‪ً 34‬‬ ‫عاما‪،‬‬ ‫أ‬ ‫قتل في المواجهات بداما‪ ،‬و� ّنه شقيق الشيخ «وحيد‬ ‫البلعوس»‪ ،‬المعروف بمعارضته للنظام‪.‬‬ ‫م ــن جــان ـبــه‪ ،‬دع ــا اال ئ ـ ـت ــاف الــوط ـنــي ل ـقــوى ال ـثــورة‬ ‫والمعارضة‪ ،‬اإلثنين ‪ 18‬آ�ب‪ ،‬أ�هالي قرية داما والقرى‬ ‫الـمـجــاورة‪ ،‬فــي ريــف الـســويــداء الغربي‪ ،‬إلــى «ضبط‬ ‫النفس وتجنب الفتنة»‪ ،‬وقال عضو اال ئـتالف «جابر‬ ‫زعـيــن»‪ ،‬في تصريح للمكـتب اإلعــامــي باال ئـتالف‪،‬‬ ‫أ‬ ‫إنه يجب عدم السماح لـ»�ذناب النظام بإشعال فتيل‬

‫أ‬ ‫الفتنة بين �هالي السهل والجبل‪ ،‬الذي طالما سعى‬ ‫أالخـيــر إلــى اإليـقــاع بينهما‪ ،‬على أ�ســاس سياسة ّفرق‬ ‫تسد»‪.‬‬ ‫وطلب «زعين» من الطرفين االحتكام إلــى «العقل‬ ‫أ‬ ‫والوحدة الوطنية»‪ ،‬وعدم السماح لـ»�صوات التفريق‬ ‫والقتل التي تنادي بها سياسة النظام‪ ،‬بالتشويش على‬ ‫الصوت المنادي بإسقاطه»‪ ،‬على حد تعبيره‪.‬‬ ‫وختم «زعين» تصريحه بالقول‪ :‬إنــه «مــن المؤسف‬ ‫أ‬ ‫�ن تشهد ســوريــا مـثــل هــذه ال ـص ـراعــات‪ ،‬فــي الــوقــت‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الذي يجب �ن نوحد الصفوف من �جل إسقاط �ساس‬ ‫المشكلة‪ ،‬المتمثلة بالوجود االستبدادي والديكـتاتوري‬ ‫أ‬ ‫لنظام السد»‪.‬‬ ‫آ‬ ‫فــي س ـيــاق �خـ ــر‪ ،‬ق ــال مــركــز تــوثـيــق االن ـت ـهــاكــات في‬ ‫أ‬ ‫السويداء‪ّ ،‬إن امـر�ة محتجزة لدى جيش اإلســام في‬ ‫أ‬ ‫مدينة عــدرا العمالية بريف دمشق‪ ،‬هي «�م غسان‬ ‫لطفية شهيب»‪ ،‬من بلدة صلخد في ريف السويداء‪،‬‬ ‫أ‬ ‫�طـلــق سـراحـهــا فــي صفقة تـبــادل بين ق ــوات النظام‬ ‫والجبهة اإلسالمية في الغوطة الشرقية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وذكر المركز � ّن «شهيب» كانت محتجزة مع ابنتها «مها‬ ‫أ‬ ‫البلعوس»‪ ،‬إضافة إلى �ربــع نساء من مدينة سلمية‬ ‫فــي ريــف حـمــاة‪ ،‬لــدى جيش اإلس ــام التابع للجبهة‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬في عدرا العمالية‪ ،‬منذ نحو عام‪ ،‬وال تزال‬ ‫أ أ‬ ‫«البلعوس» والنساء الربع الخريات محتجزات‪.‬‬


‫إضاءة‬

‫الجيش الحر يتقدم في ريفي درعا والقنيطرة‬ ‫مقتل «قيس القطاعنة» قائد «ألوية العمري» في درعا على يد ناشط إعالمي‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫أخبار‬

‫فريق تحرير ضوضاء‬ ‫سيطر الجيش الحر وكـتائب إسالمية على مواقع عدة لقوات النظام في ريف القنيطرة‪ ،‬خالل معارك متواصلة‬ ‫ً أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫صبحا»‪� ،‬برز هذه المواقع‪ :‬قريتا تل الباشا وكوم الباشا‪ ،‬تل‬ ‫منذ �كـثر من �سبوعين‪ ،‬ضمن معركة «المغيرات‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مسحرة‪ ،‬تل نهيدة‪ ،‬مستشفى مجدولية‪ ،‬سرايا مجدولية وخميسة والقرع‪ ،‬وفي وقت الحق السبوع الماضي‪،‬‬ ‫سيطر «الحر» والكـتائب اإلسالمية على بلدتي الرواضي والحميدية‪ ،‬ضمن معركة «الوعد الحق»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وقالت وكالة «سمارت» للنباء ّإن �كـثر من خمسين عنص ًرا لقوات النظام قتلوا‪ ،‬خالل المعارك الدائرة في ريف‬ ‫القنيطرة‪ ،‬التي تهدف إلى الوصول لمركز محافظة القنيطرة وفتح الطريق إلى الغوطة الغربية بريف دمشق‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وفي هذه الثناء‪ ،‬خسرت قوات النظام �كـثر من عشرة عناصر باشتباكات في ريف درعا‪� ،‬سفرت عن سيطرة‬ ‫الجيش الحر على بلدة كـفرناسج قرب دير العدس‪ ،‬التابعة لمدينة الصنمين والقريبة من بلدة كناكر في ريف‬ ‫دمشق‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫في سياق �خر‪ ،‬قتل «قيس القطاعنة» قائد �لوية العمري في درعا‪ ،‬والملقب بـ»الشيخ �بو إسالم»‪ ،‬الخميس‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫‪� 28‬ب ‪ ،2014‬بإطالق نار في قرية جلين بريف درعا الغربي‪ ،‬و�علنت جبهة ثوار سوريا‪ ،‬مقتل قائد «�لوية‬ ‫العمري» التابعة للجبهة‪ ،‬في بيان صدر عنها ليل الخميس ونشر في صفحتها الرسمية على «فايسبوك»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ونقل مراسل وكالة «سمارت» للنباء عن شهود عيان‪ّ � ،‬ن الناشط اإلعالمي «قيصر حبيب» �طلق النار على‬ ‫أ‬ ‫«القطاعنة»‪ ،‬على خلفية مشادة كالمية بينهما ومحاولة مرافقة «القطاعنة» اعتقال الناشط‪ ،‬الذي �طلق النار‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫على «قيس» و�حد �فراد مرافقته‪ ،‬قبل �ن ترد المرافقة بإطالق النار عليه‪ ،‬ما �سفر عن إصابته بجروح خطيرة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�كد مراسل «سمارت» � ّن «القطاعنة» قضى بعد ساعات على إسعافه إلى مستشفى الرمثا شمال الردن‪ ،‬جراء‬ ‫أ‬ ‫إصابته في الر�س والقلب‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و»القطاعنة» من �وائل المنشقين عن قوات النظام‪� ،‬علن انشقاقه في تموز ‪ ،2011‬وكان يحمل رتبة مالزم‬ ‫أ‬ ‫�ول من مرتبات فرق االستطالع الجوي‪ ،‬شكل بعد انشقاقه «كـتيبة العمري» ثم «لواء العمري»‪ ،‬قبل انضمام‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫فصائل �خــرى إليها وتشكيل «�لــويــة العمري»‪ ،‬والتحاق الخـيــرة بجبهة ثــوار سوريا‪ ،‬التي يقودها «جمال‬ ‫معروف» في الشمال‪.‬‬ ‫أ‬ ‫قاد «القطاعنة» معارك عدة ضد قوات النظام في ريف درعا‪� ،‬برزها‪ :‬معارك السيطرة على سجن غرز ومنطقة‬ ‫الصوامع‪ ،‬كـتيبة الكيمياء‪ ،‬كما شارك في معارك عامود حوران وتل عشترة وتل الجموع والقنيطرة والشيخ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫سعد وتل الخضر‪ ،‬كذلك‪ ،‬شاركت فصائل تابعة ل لوية العمري في االشتباكات التي دارت قبل نحو �سبوعين‬ ‫في قريتي داما ودير داما بريف السويداء الغربي‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫والجدير ذكره‪ّ � ،‬ن قوام فصائل «�لوية العمري» من عشائر بدو منطقة اللجاة بين درعا والسويداء‪ ،‬وعشائر‬ ‫القنيطرة‪ ،‬وهي فصائل جيدة التسليح‪ ،‬على حد وصف مصدر مطلع‪.‬‬ ‫بدوره‪ ،‬قال الناشط اإلعالمي المستقل «قيصر حبيب» في شهادة مصورة للمرصد السوري لحقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ّإنه كان في طريقه من بلدة المزيريب إلى منطقة وادي اليرموك غرب درعا‪ ،‬حين �وقف سيارته في قرية جلين‬

‫للحديث مــع صــديــق‪ ،‬وبعد قليل مـ ّـرت بهما سيارة‬ ‫«قيس القطاعنة» ومعه مرافقته‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�ض ــاف «حبيب» � ّن «القطاعنة» ومرافقته عــادوا‬ ‫أ أ‬ ‫إليه‪ ،‬وتبين � ّن الخير غاضب من انتقادات وجهها‬ ‫«حبيب» لــه فــي منشورات على صفحته الشخصية‬ ‫أ‬ ‫فــي «فــاي ـس ـبــوك»‪ ،‬وت ـحــول الـنـقــاش إل ــى شـجــار �مــر‬ ‫«ال ـق ـطــاع ـنــة» مـرافـقـتــه عـلــى إث ــره ب ـضــرب «حـبـيــب»‬ ‫واعتقاله‪ ،‬وتابع‪« :‬كان سالحي ً‬ ‫ملقما وحذرتهم من‬ ‫إراقــة الدماء‪ ،‬وحين هاجموني وحــاول قيس بنفسه‬ ‫أ‬ ‫وضعي فــي صـنــدوق سيارتهم‪ ،‬و�طـلـقــوا الـنــار علي‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�طلقت النار‪� ،‬صبت �حد �فراد المرافقة و�صبت قيس‬ ‫بثالث رصاصات»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫في السياق ذاته‪� ،‬صدر لواء «شهداء اليرموك» السبت‬ ‫‪ 30‬آ�ب‪ً ،‬‬ ‫بيانا نفى فيه مــا تــداولــه ناشطون ومواقع‬ ‫تواصل اجتماعي‪ ،‬حول عالقة اللواء بالناشط «قيصر‬ ‫أ أ‬ ‫حبيب»‪ ،‬وجاء في البيان � ّن الخير «دخيل (دخالة‬ ‫أ‬ ‫عشائر) لدى عائلة البريدي»‪ ،‬و�نه تحت حماية العائلة‬ ‫وليس اللواء‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫إلــى ذل ــك‪� ،‬ص ــدرت «�لــويــة الـعـمــري» بـيــانـ ًـا بتعيين‬ ‫قائد مكلف لها ريثما يتم انتخاب قائد عــام‪ ،‬وقــال‬ ‫أ‬ ‫البيان ّإن قادة ال لوية والكـتائب المنضوية تحت راية‬ ‫«العمري»‪ ،‬قرروا تعيين النقيب «جهاد القطاعنة»‬ ‫أ‬ ‫قائدا ً‬ ‫ً‬ ‫مكلفا‪ ،‬إلى �ن يتم انتخاب قائد عام «حسب‬ ‫المعايير والضوابط التي ينص عليها النظام الداخلي»‪،‬‬ ‫على حد تعبيرهم‪ ،‬وذلك بعد انتهاء التحقيقات في‬ ‫أ‬ ‫مقتل القائد السابق لــ� لــويــة‪ ،‬حيث مــن المفترض‬ ‫عرض الناشط «قيصر حبيب» على محكمة «الكوبرا»‬ ‫فور تماثله للشفاء‪.‬‬ ‫آب ‪ -‬أيلول ‪ 2014‬العدد (‪)13‬‬

‫‪5‬‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫بيانات‬

‫بيان عشائر اللجاة ألهل السويداء‬ ‫أ�صدر مجلس عشائر اللجاة اليوم الثالثاء‪ً ،‬‬ ‫بيانا حصلت «ضوضاء» على نسخة منه‪ ،‬وجه‬ ‫ً أ‬ ‫نداء إلى �هالي السويداء ووجهائها‪ ،‬للتعاون وبذل جهد مشترك لدرء الفتنة‪ ،‬ومنع‬ ‫عبره‬ ‫أ‬ ‫االقتتال بين �بناء سهل وجبل حوران‪ ،‬وهذا نص البيان‪:‬‬ ‫«بسم الله الرحمن الرحيم‬ ‫أ‬ ‫إلى �هلنا الموحدين في جبل الكرامة وجبل العزة والشرف‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�يها النشامى �هل السيوف‪ ،‬و�هل الحكمة والعقل والر�ي السديد واللفظ الصادق‪ ،‬لنقف‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫جميعا كعرب يجمعنا دم واحد ولغة واحدة‪ ،‬و�رض وعادات وتقاليد واحدة‪ ،‬ظلت تحكمنا‬ ‫أ‬ ‫بكل فخر من قديم الزمان‪ ،‬علينا �ن نحترم قيمنا وعاداتنا وشهامتنا وشيمنا العربية المتوجة‬ ‫أ‬ ‫بالتسامح والمحبة‪ ،‬نداوي جراحنا ب�يدينا‪ ،‬وننزع الخالفات والحواجز المصطنعة فيما‬ ‫ً أ أ‬ ‫جميعا ونس�ل �نفسنا َلم ُي َقت ُل الشباب‪ ،‬وتهجر العائالت وتحرق البيوت‬ ‫بيننا‪ ،‬ولنتساءل‬ ‫العامرة بالعزة والكرامة؟‬ ‫أ‬ ‫علينا �ن نستيقظ وننهض من غفلة قد تودي بنا إلى فتنة عظيمة‪ ،‬ال نستطيع بعدها لملمة‬ ‫أ‬ ‫جراحنا‪ ،‬ونقف وقفة صادقة لمعالجة �خطاء البعض فيما بيننا‪ ،‬من المغرضين من يطلبون‬ ‫أ‬ ‫الخراب في خدمة مصالحهم ومن يعملون له‪ ،‬وإعادة السلم وروح الخوة‪ ،‬فيما ال تزال‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المــور تحت السيطرة‪ ،‬ومهما حصل وجــرى‪ ،‬فنحن و�نتم باقون على هذه الرض التي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ورثناها عن �جدادنا‪ ،‬بين طعن الفتن و�زيز الرصاص‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫جميعا‪ ،‬تحت راية‬ ‫و�نتم تعلمون كل العلم �ن المستعمر جاءنا في الماضي وتصدينا له‬ ‫أ‬ ‫عربية واحدة‪ ،‬وانتصرنا عليه وتم دحره وإبعاده عن بلدنا‪ ،‬بت�ييد من الله سبحانه وتعالى‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وعزيمة وإرادة البطال‪ ،‬وعلى ر�سهم الزعيم سلطان باشا الطرش‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫فال يعقل أ�ن يقتل بعضنا ً‬ ‫بعضا‪ ،‬ونسيء لعالقة الخوة وانتماء العروبة ب�يدينا‪� ،‬ال يجدر‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بنا �ن نحترم دماء شهدائنا التي سالت على هذه الرض الزكية بالخالف والشقاق فيما بيننا؟‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫�ين �هل العقل والحكمة ووجهاء العشائر و�صحاب الضميرالعامر بالحق؟ نناشدكم بالله‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫االنتباه لوقفة بين يدي الله العلي القدير‪ ،‬واالنتباه لوقفة �مــام �نفسنا و�بنائنا‪ ،‬فماذا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫سيكـتب التاريخ عنا وماذا سنزرع للجيال القادمة من �بنائنا؟‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫جميعا وبكل صراحة‬ ‫�يها الخــوة الموحدون‪ ،‬و�نتم الهل والجيران‪ ،‬علينا �ن نعترف‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وضمير صــادق ومخلص‪� ،‬ن إدارة البالد �صبحت عمياء ال تجد لنفسها نــو ًرا‪ ،‬وباتت‬ ‫أ‬ ‫السياسات تعمل على وتر الطائـفية والفتن المذهبية‪ ،‬ويجب علينا �ن ال نستنزف طاقتنا‬ ‫ً‬ ‫جميعا‪ ،‬ونساهم في زرع الخير والمحبة في‬ ‫وشبابنا في معارك ال نفع وال جدوى لنا بها‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�رضنا الطاهرة‪ ،‬ليحصد �بناؤنا فيها ثمار السالم والمن والمحبة فيما بينهم‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫جميعا في واسع رحمته‪.‬‬ ‫ونس�ل الله �ن يتقبل شهداءنا‬ ‫مجلس عشائر اللجاة‬

‫‪6‬‬

‫آب ‪ -‬أيلول ‪ 2014‬العدد (‪)13‬‬

‫ال للخدمة العسكرية في جيش يقتل شعبه‬ ‫أ‬ ‫�طلق ناشطون من محافظة السويداء حملة باسم «ال للخدمة‬ ‫أ‬ ‫العسكرية في جيش يقتل شعبه»‪ ،‬تدعو الشباب والهالي في‬

‫المحافظة لعدم االلتحاق بجيش النظام‪ ،‬والحذر من مراجعة‬ ‫أ‬ ‫الــدوائــر الحكومية �و الـمــرور على حــواجــز الـنـظــام‪ ،‬خــوفـ ًـا من‬ ‫االعتقال والسحب اإلجباري إلى الخدمة‪ ،‬أو�صدروا ً‬ ‫بيانا هذا نصه‪:‬‬ ‫«النظام يعلن التعبئة العامة بحجة محاربة تنظيم داعش‪ ،‬في‬ ‫أ‬ ‫حين تقوم المنافذ الحدودية بتوقف �ي شخص مطلوب لالحتياط‬ ‫ومنعه من السفر‪ ،‬وتحويله إلى مراكز التعبئة لاللتحاق بجيش‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫النظام‪ ،‬كما �صدرت قيادة جيش النظام �وامر باعتقال كل من‬ ‫أ‬ ‫تــم وضــع اسمه على الئحة االحتياط �و الـســوق إلــى الخدمة‪،‬‬ ‫وتخلف عن االلتحاق‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ومن المعلوم �ن كل موظف في مدينة السويداء‪ ،‬يرفض االلتحاق‬ ‫أ أ‬ ‫بخدمة االحتياط يتم فصله من عمله‪ ،‬وت�كد �مس توقيف سبعة‬ ‫شبان من السويداء‪ ،‬على منفذ المصنع الحدودي ومنعهم من‬ ‫السفر إلى لبنان‪ ،‬واعتقالهم وتحويلهم إلى مراكز التعبئة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫يــرجــى االنـتـبــاه مــن كــل �بـنــاء الـســويــداء الــذيــن تــم استدعاؤهم‬ ‫لالحتياط‪ ،‬بالحذر وعدم المرور على الحواجز التابعة للنظام‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وعدم مراجعة �ي فرع حكومي (الشرطة – الهجرة والجوازات‪،)...‬‬ ‫حتى يتجنب االعتقال والسوق إلى جيش النظام‪.‬‬ ‫أ‬ ‫من الجدير ذكــره‪� ،‬ن الجنود الذين تمت تصفيتهم في مطار‬ ‫أ‬ ‫الطبقة (من �بناء السويداء وغيرها) كان بإمكان النظام إنقاذهم‪،‬‬ ‫أ‬ ‫لكنه �خرج من يريد منهم وترك باقي العناصر فريسة لعناصر‬ ‫داعش الظالمية‪.‬‬



‫إضاءة‬

‫تحقيق‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫التعليم في السويداء واقع وتحديات‬

‫أ‬ ‫�يمن سليمان‬ ‫اتسم التعليم في سوريا بشكل عام‪ ،‬وفي السويداء بشكل خاص قبل عام ‪،2011‬‬ ‫بنوع من ّ‬ ‫التميز واالنضباط لناحية المناهج والتدريس‪ ،‬ومن حيث نسبة التحاق‬ ‫أ‬ ‫الطالب بمدارس التعليم الساسي‪ ،‬حيث كانت نسبة التسرب على سبيل المثال‬ ‫أ‬ ‫�قــل من ‪ ،% 3‬وهــي نسبة قليلة جـ ًـدا مقارنة مع كـثير من دول العالم والــدول‬ ‫المحيطة بسوريا‪.‬‬ ‫أ‬ ‫لكن بعد ‪ 2011‬ونتيجة التغيرات الهائلة التي �صابت مختلف القطاعات في سوريا‪،‬‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫مت�ث ًرا فيها‪ ،‬حيث ّ‬ ‫تحدث تقرير اليونسف (�ذار ‪ :)2014‬عن «التراجع‬ ‫كان التعليم‬ ‫أ‬ ‫في حصول الطفال السوريين على التعليم‪ ،‬ووصفه بالكارثي»‪.‬‬ ‫ويوجد اليوم نحو‪ 5‬ماليين طفل‪ ،‬في سوريا والدول المجاورة‪ ،‬غير قادرين على‬ ‫الــذهــاب للمدارس بشكل منتظم‪ ،‬ويمثل هــذا نحو نصف عــدد من هم في سن‬ ‫الدراسة في سوريا»‪.‬‬ ‫ويرجع تقرير «اليونسف» للعنف الحاصل‪ ،‬سبب تدهور الخدمات التعليمية‪ ،‬وتدهور‬ ‫الوضع االقتصادي للعائالت النازحة والالجئة‪ ،‬ما يهدد بتدمير جيل سوري كامل‪.‬‬ ‫مدارس قليلة وموجة نزوح جديدة‬ ‫حظيت السويداء بنوع من االستقرار النسبي‪ ،‬مقارنة بمناطق واسعة من سوريا‬ ‫تعرضت فيها الخدمات التعليمية للدمار الهائل‪ ،‬لكن ذلك االستقرار والهدوء جعل‬ ‫آ‬ ‫ً‬ ‫مقصدا للعديد من النازحين‪ ،‬من مناطق قصف �لة النظام العسكرية‪ ،‬وسبب‬ ‫منها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ضغطا وارتباكا في محافظة بنيتها التعليمية متواضعة كما‪ ،‬من ناحية عدد المدارس‬ ‫أ‬ ‫ُ‬ ‫والشعب الصفية‪ ،‬و�عضاء الهيئة التدريسية‪.‬‬ ‫في العام ‪ 2013‬استطاعت مــدارس السويداء‪( ،‬حوالي ‪ 500‬مــدرســة)‪ ،‬بصعوبة‬ ‫أ‬ ‫استيعاب الطالب النازحين من حمص وريف دمشق ودرعا‪ ،‬والذي بلغ �كـثر من‬ ‫أ‬ ‫‪� 60‬لف شخص‪ ،‬بفعل قصف النظام لمناطهم واحيائهم وقراهم‪ .‬ما اضطرهم اللجوء‬ ‫إلى السويداء الهادئة ً‬ ‫نسبيا‪.‬‬ ‫أ‬ ‫�ما هذا العام ‪ 2014‬فتبدو المشكلة في تزايد‪ ،‬يقول ‪ :‬مالك «وهو معلم لغة فرنسية»‬ ‫هــذه السنة هناك ضغط كبير مع موجة الـنــزوح الجديدة من جرمانا والتضامن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وصحنايا وعموم ريف دمشق‪ ،‬وهؤالء هم بالصل من السويداء �و ريفها لكنهم‬ ‫سكنوا ريف العاصمة‪ ،‬وعادوا إلى السويداء بفعل العمليات العسكرية‪ ،‬ونسبة‬ ‫من هم في سن التعليم أالساسي من العائدين عالية ً‬ ‫جدا‪ ،‬ما يزيد من الضغط‬ ‫الحاصل على المدارس خاصة في السويداء المدينة»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وبفعل الطبيعة المحافظة لبعض قرى السويداء‪ ،‬كان تركز النازحين بشكل �ساسي‬ ‫في السويداء المدينة وشهبا وبعض بلدات الريف الكبيرة‪ ،‬ما جعل المدارس في‬ ‫أ‬ ‫تلك المنطقتين تتحمل العبء ال كبر‪.‬‬

‫أ‬ ‫ويضيف صفوان ‪ « :‬من المالحظ �زدياد عدد النازحين من جرمانا‪ ،‬والذين استقر‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫معظمهم في قراهم الصلية‪� ،‬ما داريا وجوبر والهامة وكناكر الشام وغيرها من ريف‬ ‫دمشق فقد استقر معظمهم في مدينة السويداء وفي قرية عتيل»‪.‬‬ ‫هذا وتعاني الخدمات التعلمية في السويداء من عديد المشاكل والصعوبات‪ ،‬خاصة‬ ‫فيما يتعلق بالكـتاب المدرسي وعدم توفر المستلزمات التعلمية‪ ،‬إضافة لعدم توفر‬ ‫التدفئة في الشتاء‪ ،‬أو� ً‬ ‫يضا إلى ضيق المدارس مع تزايد تدفق النازحين‪.‬‬ ‫يقول (ع‪ .‬م ) وهو مدير إلحدى مدارس المدينة‪« :‬هناك مشكلة في قلة المدارس‬ ‫خاصة بالسويداء المدينة‪ ،‬وتـزايــد الـطــاب فيها‪ ،‬إضــافــة لعدم تــوافــر مستلزمات‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫النشطة»‪ .‬ويضيف «بعض المدارس تم زيادة شعبة �و اثنتين فيها حسب االمكانية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫و�كـثر المدارس ال يوجد فيها إمكانية للتوسع‪ ،‬بعض المدارس ُوضع فيها غرف مسبقة‬ ‫الصنع‪ ،‬في باحة المدرسة حسب الحي وازدحامه»‪.‬‬ ‫وينوه «المدير‪.‬ع» إلى مشكلة التسرب من التعليم‪ ،‬حيث يعتبر «إجراءات مديرية‬ ‫أ‬ ‫التربية غير كافية ً‬ ‫ابدا لمنع تسرب الطالب‪ ،‬فال يتم استدعاء �ي طالب تسرب‪ ،‬وال‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫متابعة �وضاعهم مع �ولياء �مورهم»‪.‬‬

‫فقدوا روح التعليم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�دت الصعوبات االقتصادية وتزايد معدالت الفقر‪ ،‬التي يعاني منها �هل السويداء‬ ‫باإلضافة للنازحين فيها‪ ،‬إلى تراجع الرغبة في الذهاب الى المدرسة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وخالل لقاءات مع بعض �طفال النازحين في شهبا‪ ،‬كـثير من الفكار واالهتمامات‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫التي يتداولها الطفال‪ ،‬والتي فرضتها ظروف الحرب والنزوح‪ ،‬هي �كبر من �عمارهم‪.‬‬ ‫البعض منهم لم يعد يجد بالتعليم في ظل المشاهد القاسية التي تنقلها الشاشات‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وك�نها شكلت عائـقا ً‬ ‫نفسيا لمتابعة‬ ‫�وتلك التي عاينوها في المناطق التي نزحوا منها‪،‬‬ ‫أ‬ ‫تحصيلهم التعليمي‪ ،‬كما في حالة (�مين ‪ 13‬سنة) من حمص‪.‬‬ ‫أ‬ ‫شغف التعليم أ� ً‬ ‫يضا عند هؤالء الطفال في تراجع‪ ،‬خاصة مع ظروفهم المعيشية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الصعبة‪ ،‬وتراجع �ولوية التعليم لصالح العمل إلعالة �سرهم‪ .‬كما في حالة (فؤاد‬ ‫أ‬ ‫‪ 12‬سنة) يبيع البسكويت في شــوارع شهبا في شبه تسول‪ ،‬إلعالة �سرته النازحة‬ ‫يقول صفوان وهو ناشط في مجال اإلغاثة» زاد النزوح إلى السويداء بسبب هدوئها من مخيم اليرموك‪.‬‬ ‫أ‬ ‫النسبي وخصوصا السويداء المدينة‪ ،‬التي يتمركز فيها التجمع ال كبر من النازحين‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بسبب امتالء شهبا‪ ،‬واالشتباكات المستمرة في القرى الحدودية للمحافظة‪ ،‬وصغر وال يقتصر الم ــر على الط ـفــال‪ ،‬بــل �يـضـ ًـا على المعلمين الـنــازحـيــن‪ ،‬كما تخبرنا‬ ‫حجم قرى ريف السويداء عامة حيث الطاقة االستيعابية لها ضعيفة وبعضها قرى «سوسن» وهي نازحة من ريف دمشق‪ ،‬انتقلت للتدريس في السويداء بعد نزوحها‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ال تحوي مدرسة إعدادية �و مخبز �و نقطة طبية‪ ،‬ما ركز حضور ضيوف السويداء «بالرغم من الهدوء وتعامل الناس الجيد هنا معها‪ ،‬إال �ن غالء المعيشة واإليجارات‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المرتفعة دفعتها للعمل في الخياطة أ� ً‬ ‫من النازحين في المناطق الكبرى وفي تخوم المدينة و�طرافها‪.‬‬ ‫يضا‪ ،‬لتغطية �جرة المنزل‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫آب ‪ -‬أيلول ‪ 2014‬العدد (‪)13‬‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تحقيق‬

‫أ‬ ‫التعليم في السويداء بالرقام‬ ‫آ‬ ‫عدد الطالب الوافدين‪� 10 :‬الف طالب وطالبة‬ ‫عدد المدارس بالمحافظة‪ 542 :‬مدرسة‬ ‫عدد ُّ‬ ‫الشعب‪ُ 3598 :‬شعبة‬ ‫عدد الطالب في مختلف المراحل‪86400 :‬‬ ‫أ‬ ‫عدد �عضاء الهيئة التدريسية بالمحافظة‪7768 :‬‬ ‫ظروف صعبة وتكاليف باهظة‬ ‫مع غالء المعيشة وتراجع الليرة السورية‪ ،‬بات الطالب‬ ‫الواحد يكلف العائلة مرتب شهر كامل‪ ,‬مثال اللباس‬ ‫الـمــدرســي مطلوب حسب تعليمات مــديــريــة التربية‬ ‫قبل بدء العام الدراسي الحالي‪ ،‬والعائلة التي لديها‬ ‫آ‬ ‫طالب واحد يحتاج لبدلة بـ «خمسة �الف ليرة» لطالب‬ ‫أ‬ ‫المرحلة الثانية بالتعليم الساسي والتعليم الثانوي‪.‬‬ ‫أ‬ ‫إضافة للحذاء‪ ،‬واحتياجات القرطاسية التي �صبحت‬ ‫أ‬ ‫�سعارها خيالية مع بدء العام الدراسي الحالي‪ .‬حيث‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫تقدر « سمر‪.‬م» وهي �م ومدرسة‪� ،‬ن الطالب الواحد‬ ‫أ‬ ‫يكلف حوالي «خمسة عشر �لف» ليرة سورية مدفوعات‬ ‫أ‬ ‫�ولى حتى يصل إلى باب المدرسة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ولو تكلمنا عن التدفئة‪ ،‬فسنقف �مام عائق ندرة مادة‬ ‫المازوت‪ ،‬في محافظة يتميز فيها الشتاء بالبرد الشديد‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ومن المتوقع �ن يصل سعر اللتر إلى �كـثر من ‪250‬‬ ‫ليرة سورية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و بسبب الوضاع والضغوط المنية‪ ،‬اضطر العديد من‬ ‫الناشطين الذين عملوا في إغاثة النازحين إلى مغادرة‬ ‫أ‬ ‫السويداء‪ ،‬ما شكل فر ً‬ ‫اغا كبي ًرا في ظل غياب �ي جهة‬ ‫داعمة تعنى باحتياجاتهم في المحافظة‪.‬‬ ‫يقول «رائ ــد» ‪ 28‬سنة ناشط فــي مجال اإلغــاثــة «في‬

‫السنوات الماضية قــام نشطاء مدنيين في السويداء‬ ‫بإقامة مركز تعليمي لكن هذا المجهود اغلق بسب نقص‬ ‫أ‬ ‫اإلمكانيات المادية والمخاطر المنية»‪.‬‬ ‫ويضيف رائــد «ولكن بالرغم من ذلــك يستمر بعض‬ ‫الـشـبــاب مــن الناشطين والـنــاشـطــات بــإعـطــاء دروس‬ ‫أ‬ ‫�و دورات تقوية للطالب الذين تمنعهم ظروفهم من‬ ‫االلتحاق بالمدرسة» في بيوتهم لكن ذلك ال يعوض‬ ‫عن المدرسة ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بينما تحدثنا « �روى» عــن �نـشـطــة ك ـثـيــرة فــي العام‬ ‫الماضي لشباب السويداء في مجال التعليم والدعم‬ ‫النفسي ً‬ ‫خالفا لهذا العام‪« :‬قام نشطاء مدنيين بإقامة‬ ‫عدة ورشات دعم نفسي في عام ‪ 2013‬ولكن عام ‪2014‬‬ ‫يشهد جـمـ ً‬ ‫ـودا كبي ًرا بسبب غـيــاب الشباب والصبايا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وعــدم إيجاد �ي دعــم �و تغطية‪ ،‬وعــدم وجــود نشاط‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ل ي تشكيل على الرض كالمجلس المحلي وغيره‪،‬‬ ‫أ‬ ‫بل على العكس كــان المجلس في كـثير من الوقــات‬ ‫ً أ‬ ‫معيقا للنشطة بسبب فقدان مصداقيته وعدم تعاونه‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ودعمه لي نشاط‪ ،‬إضافة لعدم ثقة الناشطين ب�عضائه‬ ‫وابتعادهم عنه»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ويعزو «ر‪.‬ف»‪ ،‬وهو إعالمي وناشط �غاثي عمل ضمن‬ ‫مجموعات إغاثية وإعالمية في المحافظة‪ ،‬ضعف العمل‬ ‫االغاثي والذي يشمل مساعدة الطالب «كنا نستطيع‬ ‫أ‬ ‫الحصول على بعض الدعم من �جل ضيوف المحافظة‬ ‫من النازحين‪ ،‬وقد عملنا مع منظمة «نجدة ناو» في‬ ‫أ‬ ‫اإلغاثة لوقت طويل‪ ،‬وحصلنا على دعم ل كـثر من مرة‬ ‫من مغتربي السويداء»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ويضيف ر‪.‬ف‪« ،‬كان الوضع في عام ‪ 2013‬جيدا‪ ،‬حتى‬ ‫أ أ أ‬ ‫�ننا �نش�نا مدرسة في إحدى بلدات المحافظة‪ ،‬تتسع‬ ‫أ‬ ‫ل كـثر من مئة طالب‪ ،‬مع فريق للدعم النفسي‪ ،‬إضافة‬ ‫أ‬ ‫إلــى وجبات يومية للطالب‪ ،‬بدعم من �حــد مغتربي‬ ‫السويداء‪ ،‬ولديه مؤسسة إغاثية تعمل في الخارج‪،‬‬ ‫أ‬ ‫استمر المشروع لعدة �شهر‪ ،‬ووثقنا كل ذلك بالفيديو‬ ‫والصور‪ ،‬وال زلنا نتحفظ عليها بسبب الظرف االمني‪،‬‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫لـكــن وج ــود المجلس المحلي �ع ــاق �ي دع ــم يصل‬ ‫أ‬ ‫للمحافظة‪ ،‬بحجة ان الدعم ي�تي عن طريق المجلس‪،‬‬ ‫والذي لم ير أ�حد منه ً‬ ‫شيئا‪ ،‬هناك الكـثير من إشارات‬ ‫آ‬ ‫االستفهام حول المجلس المحلي الذي تم حله الن‪،‬‬ ‫ما جعل الناشطين ً‬ ‫عموما يبتعدون عنه‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وتضيف «�روى» في السياق ذاته‪ « :‬للسف كل تلك‬ ‫المبادرات السابقة لشباب السويداء اختفت‪ ،‬ولم يتم‬ ‫أ‬ ‫�ي نشاط خــاص في هــذا المجال ســوى ورشــة نفسية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وحيدة �قامها الهالل الحمر في شهبا»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫بالرغم من ذلك تصر غالبية السر خاصة الفقيرة من‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�هــل السويداء على تعليم �والده ــا كما يخبرنا جهاد‪:‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫«التعليم بالنسبة لهل السويداء شيء �ساسي‪ ،‬ويحظى‬ ‫باهتمام كــل الـعــائــات حتى الفقيرة منها‪ ،‬وغــالـبـ ًـا ما‬ ‫تميزت السويداء بنسبة المتفوقين على مستوى القطر»‪.‬‬ ‫الجهات التعليمية‬ ‫مديرية التربية بالسويداء‪ ،‬تتحدث كالعادة عن توافر‬ ‫كل الشروط والخدمات الالزمة لسير العملية التعلمية‬ ‫هذا العام‪ ،‬حيث تحدث مدير التربية «هيثم نعيم» عن‬ ‫االنتهاء من التشكيالت اإلدارية والمدرسين والوظائـف‬ ‫اإلدارية كافة‪ ،‬وذلك بالتنسيق مع الموجهين التربويين‬ ‫واالختصاصيين‪.‬‬ ‫أ‬ ‫إضافة إلى تشكيل لجان لت�مين مادة المازوت إلى كافة‬ ‫أ‬ ‫المدارس‪ ،‬وت�مين الكـتاب المدرسي لكافة المراحل‪،‬‬ ‫بالتنسيق مع فــرع المؤسسة العامة للمطبوعات في‬ ‫ال ـســويــداء‪ ،‬وتــركـيــز جـهــود الـمــديــريــة عـلــى استيعاب‬ ‫أ‬ ‫جميع الطالب الوافدين من خارج المحافظة وت�مين‬ ‫احتياجاتهم‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يــذكــر �ن ك ــادر قـطــاع الـتــربـيــة ن ــال الـحــظ الوفـ ــر من‬ ‫ممارسات النظام القمعية‪ ،‬حيث تم فصل العديد من‬ ‫اإلداريـيــن والمدرسين بتاريخ ‪ 2014-4-16‬من بين‬ ‫عشرات الموظفين في القطاعات أالخرى ً‬ ‫ً‬ ‫تعسفيا‬ ‫فصال‬ ‫بسبب نشاطهم المدني الثوري منهم ‪:‬‬ ‫منى عبيد‪ ،‬هدى هنيدي‪ ،‬هيفاء دوارة‪ ،‬إياد دوارة‪،‬‬ ‫شادي صعب‪ ،‬محسن سلوم‪ ،‬غسان جنود‪ ،‬حسيبة‬ ‫أ‬ ‫س ـلــوم‪ ،‬ن ـضــال عــامــر‪ ،‬مـيــرفــت �ب ــو ال ـح ـســن‪ ،‬صخر‬ ‫الشوفي‪ ،‬مهران الشمندي‪ ،‬ربيعة عيناوي‪.‬‬ ‫أ‬ ‫مع كل تلك التحديات والمعوقات‪ ،‬يبقى الرهان ال كبر‬ ‫أ‬ ‫على تضافر جهود مدنية و�هليه لجبر جزء من «الكارثة»‬ ‫التعليمية التي حلت بالبلد‪ ،‬وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من‬ ‫جيل قادم قد ال يحسن القراءة‪.‬‬ ‫آب ‪ -‬أيلول ‪ 2014‬العدد (‪)13‬‬

‫‪9‬‬


‫إضاءة‬

‫تحقيق‬

‫الطالب السوري وأزمة التعليم‬ ‫سوريون‪..‬كلهم في الهم سواء‬

‫نور مارتيني‬ ‫أ‬ ‫مرت قرابة �ربع سنوات منذ بداية الثورة السورية‪ ،‬خالل هذه السنوات دفع‬ ‫السوريون على مختلف مشاربهم وانتماءاتهم الطائـفية والعرقية أ� ً‬ ‫ثمانا باهظة من‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�رواح‪ ،‬و�موال‪ ،‬واستقرار �سري‪ ،‬غير �ن �قسى ثمن من الممكن �ن تدفعه �ية‬ ‫أ‬ ‫�مة هو مستقبلها‪.‬‬ ‫المستقبل السوري اليوم على المحك‪ ،‬وبغض النظر عن المسببات وعن تفنيد‬ ‫أ�سباب المشكلة‪ ،‬والبحث عن المسبب الرئيسي‪ ،‬تبقى الحقيقة الدامغة أ�ن ً‬ ‫جيال‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫كامال من الطفال الذين عاشوا ويالت الحرب‪ ،‬وعانوا من تبعاتها‪ ،‬يدفعون اليوم‬ ‫أ‬ ‫مستقبلهم ً‬ ‫ثمنا لحرب لم يستشاروا في بدئها‪ ،‬وال يدرون متى تضع �وزارها‪ ،‬وال من‬ ‫أ‬ ‫هو ّ‬ ‫المخول باتخاذ قرار إيقافها‪ ،‬كل ما يدركونه �ن سنين عمرهم تسير في خطى‬ ‫أ ً أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫مالجئا‬ ‫نقاضا‪� ،‬و‬ ‫مجهولة‪ ،‬و�ن المدارس التي كانت تستقبلهم كل عام �صبحت إما �‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫في �حسن الحوال بالنسبة لمن نزحوا داخل سوريا‪.‬‬ ‫أو�ن هذه المدارس باتت ً‬ ‫حلما صعب المنال لكـثيرين ممن هم الجئون في دول‬ ‫أ‬ ‫الجوار‪ ،‬إما بسبب عدم توافرها‪� ،‬و بسبب تكلفتها المادية الكبيرة في كـثير من‬ ‫أ‬ ‫الحيان‪.‬‬ ‫مقاال تحدثت فيه ً‬ ‫في هذا السياق نشرت صحيفة الدستور أالردنية ً‬ ‫نقال عن منظمة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫(�نقذوا الطفال)‪ ،‬وهي منظمة دولية غير ربحية‪� ،‬ن «النزاع الدائر في سوريا منذ‬ ‫ثالث سنوات ونصف منع ‪ 2.8‬مليون طفل من الحصول على التعليم» موضحة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ّ أ أ أ‬ ‫أ‬ ‫«دمر �و �لحق �ضرارا ب�كـثر من ‪ 3400‬مدرسة» وذكرت �ن «القيد‬ ‫� ّن هذا الصراع‬ ‫أ‬ ‫في المدارس انخفض إلى النصف من نحو مائة بالمائة منذ بدء الزمة» مشيرة إلى‬ ‫آ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫�ن «سوريا الن‪ ،‬بها ثاني �سو� معدل لالنتظام في المدارس على مستوى العالم‪».‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وقالت المنظمة إن «التعليم في سوريا �صبح اليوم واحدا ًمن �شد المهام صعوبة‬

‫‪10‬‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫آب ‪ -‬أيلول ‪ 2014‬العدد (‪)13‬‬

‫أ‬ ‫ً‬ ‫تعرضا للموت بالنسبة للطفال والمدرسين‪ ،‬بسبب تعرض المدارس للقصف‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫والضربات الجوية»‪،‬كما ذكرت �ن «عددا من المدارس المهدمة احتلت لغراض‬ ‫عسكرية»‪.‬‬ ‫أ آ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مع هذه الرقام المخيفة حول نسبة الطفال المحرومين من التعلم لسبب �و لخر‪،‬‬ ‫أ‬ ‫قامت مجلة «ضــوضــاء» بتسليط الضوء على بعض جوانب هــذه الم�ساة‪ّ ،‬علنا‬ ‫نتمكن من وضع اليد على الجرح‪ ،‬والبحث عن اتخاذ خطوة في االتجاه الصحيح‪.‬‬ ‫التعليم في الشمال السوري‪:‬‬ ‫يقول عمر عرب‪ ،‬وهو إعالمي يقيم في القسم المحرر من مدينة حلب‪ « ،‬التعليم‬ ‫آ‬ ‫فــي مدينة حلب مستمر‪ ،‬رغــم كـ ّـل مــا تتعرض لــه مــن مــ�س ودم ــار‪ ،‬على سبيل‬ ‫المثال‪ ،‬في إحدى مدارس الفتيات في المدينة‪ ،‬والتي قصفت العام الماضي‪ ،‬عادت‬ ‫آ‬ ‫الطالبات إلى مقاعد الدراسة فيها‪ ،‬والن توجد ‪ 350‬طالبة في المدرسة‪ ،‬وتم نقل‬ ‫أ‬ ‫مقر المدرسة إلى قبو المبنى بسبب دمار القسم العلى في المجزرة الناجمة عن‬ ‫القصف الذي دمره العام الماضي»‪.‬‬ ‫عن وجود مدارس للبنات في مناطق سيطرة تنظيم الدولة اإلسالمية‪ ،‬يوضح عمر‪:‬‬ ‫«يسيطر التنظيم على مناطق منبج والباب وبعض القرى بمحيط جرابلس‪ »،‬مشي ًرا‬ ‫أ‬ ‫إلى �ن المناهج في مناطق تواجد التنظيم «يتم تعديلها بحسب الجهة التي توزع‬ ‫ًأ‬ ‫موضحا �نه «توجد في‬ ‫المناهج‪ ،‬وكانت هيئة الشام هي من تتولى هذه المهمة»‪،‬‬ ‫أ‬ ‫مدينتي منبج والباب مدارس لتعليم اإلناث‪ ،‬كما �نه هنالك مدرسات يعملن في‬ ‫هذه المدارس»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫عن واقع التعليم في إدلب‪ ،‬يتحدث الستاذ جمال الشحود مدير التربية والتعليم‬ ‫في إدلب الحرة‪ ،‬و عن المناطق التي تتبع لدائرته فهي « الريف المحرر كله باإلضافة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫إلى المخيمات‪ ،‬لدينا ثمانية مجمعات تربوية‪� ،‬حدها مجمع مخيمات الداخل‪� »،‬ما‬ ‫عدد المخيمات الموجودة في الداخل فهو» ‪ 73‬مخيم‪ ،‬منتشرة من التمانعة التابعة‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تحقيق‬

‫لخان شيخون‪ ،‬إلى جرجناز‪ ،‬إلى الغدفة‪ ،‬إلى كللي‪،‬‬ ‫إلى حارم‪ ،‬إلى سلقين‪ ،‬إلى دركوش‪ ،‬إلى التجمعات‬ ‫أ‬ ‫الموجودة في قاح و�طمة وعقربات وباب الهوى»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫فيما يتعلق بعدد الطالب يوضح الستاذ « الشحود»‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ن «في اإلحصائية قبل الخيرة كان عدد الطالب في‬ ‫المخيمات ‪17600‬طــالــب بين ســن الـســادســة وسن‬ ‫الثامنة عشرة»‪.‬‬ ‫فيما يخص الـخــدمــات الـتــي تقدمها الـمــديــريــة‪ ،‬فإننا‬ ‫«تواصلنا مــع المنظمات التي تقدم خدمة تعليمية‬ ‫فــي الـمـخـيـمــات‪ ،‬وحـقـيـقــة هــي تـقــدم ه ــذه الـخــدمــات‬ ‫أ‬ ‫قبلنا‪ ،‬وطلبنا منهم �ن يكون المنهاج الذي يدرس في‬ ‫المدارس التابعة لهم هو نفس المنهاج الذي نعتمده‬ ‫آ‬ ‫آ‬ ‫نحن وندرسه‪ ،‬وذلك منع� لالزدواجية‪ ،‬وكذلك منع�‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫لبث �فكار قد ال تعود علينا بالنفع �و الفائدة‪ ،‬وقد‬ ‫أ‬ ‫وفرنا لهم الكـتب الدراسية إن لم �قل ‪ 100%‬فالمؤكد‬ ‫أ‬ ‫‪ ،70%‬وسنعمل قبل بداية العام الدراسي على ت�مين‬ ‫أ‬ ‫الباقي إن شاء الله»‪ ،‬مشي ًرا إلى �نهم في مديرية التربية‬ ‫والتعليم في إدلب الحرة قدموا للمعلمين المنتمين إلى‬ ‫أ‬ ‫المجمع التربوي في المخيمات‪ ،‬والذين هم على ر�س‬ ‫عملهم «منحة مالية ليست مجزية‪ ،‬ولكنها كعربون‬ ‫صداقة وكسب ثقة بيننا وبينهم‪ ،‬كان مقدارها عشرة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫�الف ليرة سورية لكل مدرس»‪ ،‬و�نهم ينوون «ت�مين‬ ‫قرطاسية ومقاعد لهذه المدارس»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫�ما عن دور مديرية التربية والتعليم في انتقاء كوادر‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ال ـم ــدارس‪ ،‬يـشـيــر الس ـت ــاذ ج ـمــال الـشـحــود إل ــى �ن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫«الكوادر يقوم بانتقائها �صحاب العمل �و المنظمات‬ ‫أ‬ ‫الداعمة‪ ،‬في بعض الحاالت ّوكلوا �حد الناشطين في‬ ‫آ‬ ‫انتقاء الـكــوادر‪ ،‬ولــم يكن شفاف� في االنتقاء لدرجة‬ ‫ً أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫جامعيا و�خــذ حامل شـهــادة ثانوية‬ ‫خريجا‬ ‫�نــه تــرك‬ ‫ليدرس في المدرسة‪ ،‬لوجود سبب شخصي كالقرابة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�و المحسوبية» مــؤكـ ًـدا �نــه طالب إحــدى المنظمات‬ ‫ً‬ ‫واستنادا‬ ‫«بانتقاء الكوادر من خالل المجمع التربوي‪،‬‬ ‫إلى معيار الكـفاءة‪ ،‬ولكن هذا قد يوقع المديرية في‬ ‫أ أ‬ ‫خــاف مــع المنظمة» مـبــر ًرا ر�ي ــه بــ�ن «مــن الصعب‬ ‫على هذه المنظمة التخلي عن كوادرها دفعة واحدة»‬ ‫وكان الحل المقترح هو»تغيير ‪ 50%‬من الكادر وفق‬ ‫ً أ‬ ‫قائال‪�« :‬تابع معهم‬ ‫معطيات ومقاييس علمية وشفافة»‬ ‫لتغيير الــوضــع السابق كــامـ ًـا‪ ،‬ولـكــن الــذي جعلني‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�قبل هذه الكوادر �ن مرتباتهم ليست من المديرية‪،‬‬

‫أ‬ ‫لو كانت المديرية التي تقدم المرتب لهم‪ ،‬لما �خذت‬ ‫أ‬ ‫إال الخريجين والمستحقين وعلى رؤوس الشهاد»‪.‬‬ ‫الطالب السوريون في المخيمات اللبنانية‪..‬وجع‬ ‫على وجع‬ ‫أ‬ ‫السيدة سمية سميسم‪� ،‬م ســوريــة تقيم فــي إحــدى‬ ‫المخيمات في عرسال اللبنانية‪ ،‬عن وضع المدارس‬ ‫أ أ‬ ‫في عرسال تقول‪ « :‬لدينا في المخيم مدرسة �نش�ها‬ ‫أ‬ ‫اال ئـتالف‪ ،‬تدرس الصفوف من الول وحتى الثانوية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫العامة‪ ،‬فيما تقدم المم المتحدة للطالب بعض القالم‬ ‫أ‬ ‫وال لــوان ليس إال‪ ،‬في العام الماضي بلغ عدد طالب‬ ‫كل من الصفين الثالث والتاسع عدد ‪ً 25‬‬ ‫طالبا‪ ،‬هذا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مــا �عــرفــه عــن عــدد الـطــاب»‪� ،‬مــا عــن طريقة انتقاء‬ ‫أ‬ ‫المدرسين توضح السيدة سميسم �ن معيار «الكـفاءة‬ ‫لـيــس ضـمــن االع ـت ـبــارات فــي انـتـقــاء الـمــدرسـيــن‪ ،‬بل‬ ‫المعيار هو المحسوبيات»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫فيما يتعلق ب�طفالها‪ ،‬توضح �ن «ابني الذي يبلغ ‪8‬‬ ‫آ‬ ‫سنوات التحق بالدوام في الصف الثالث‪ ،‬ولكن الخر‬

‫أ‬ ‫البالغ من العمر ‪11‬سـنــة‪ ،‬لم يبد� دوامــه في الصف‬ ‫أ‬ ‫الـســادس بعد» موضحة �ن الـطــاب فــي عــرســال «ال‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يتلقون �ي نوع من �نواع الدعم النفسي»‪ ،‬و�ن الحوافز‬ ‫أ‬ ‫هي عبارة عن « بعض الهدايا للمتفوقين‪ ،‬بدون �ي‬ ‫أ‬ ‫نشاطات �و ترفيه»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫م ــن نــاحـيـتـهــا‪ ،‬ذك ــرت الـنــاشـطــة م ـزنــة ال ــزه ــوري �ن‬ ‫«ال ـس ــوري ـي ــن ي ـت ـل ـقــون الـتـعـلـيــم ف ــي ل ـب ـنــان بــإحــدى‬ ‫أ‬ ‫طريقتين‪ ،‬مدارس تابعة لالئـتالف‪� ،‬و مدارس لبنانية‬ ‫أ‬ ‫تستقبل الطالب ليام محددة بناء على رغبة الحكومة‬ ‫أ‬ ‫اللبنانية‪ ،‬وتـقــوم المفوضية العامة لــ�مــم المتحدة‬ ‫بدفع التكاليف»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وتشير الناشطة زهوري إلى �نه «بعرسال بالتحديد‪،‬‬ ‫تــوجــد م ــدارس بـحـيــث ي ــداوم ال ـطــاب عـلــى حساب‬ ‫أ‬ ‫مفوضية المم المتحدة‪ ،‬ويدرسوا المنهاج اللبناني‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ما بالنسبة لمدرسة الشهيد الستاذ مهدي عباس‪ ،‬وهي‬ ‫تابعة لال ئـتالف يدرسون المنهاج السوري‪ ،‬وميزتها‬ ‫أ‬ ‫�ن الطالب يدرسون فيها حتى البكالوريا‪ ،‬وهنالك‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مــدرســة ســوريــة �خ ــرى لبـنــاء الشهداء بجانب مخيم‬ ‫الشهداء‪ ،‬موظفوها اإلداريون من القصير ودعمها من‬ ‫أ‬ ‫عبد المانع العجمي‪ ،‬ولكن لست مت�كدة من كونها‬ ‫تابعة لالئـتالف»‪.‬‬ ‫وعن عدد الالجئين السوريين في عرسال تشير إلى‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ن عددهم «‪� 100‬لف الجئ على �قل تقدير‪ ،‬الطفال‬ ‫ً أ‬ ‫تقريبا ‪� 25‬لف‪ ،‬موزعون على ‪ 75‬مخيم لغاية ما قبل‬ ‫أالحداث أالخيرة في عرسال‪ ،‬والتي أ�سفرت عن حرق‬ ‫آ‬ ‫‪ 6‬مخيمات بالكامل وتضرر ‪� 20‬خرين بشكل كبير‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وحتى البقية لم تسلم من الذى» وتؤكد مزنة �ن «عدد‬ ‫آب ‪ -‬أيلول ‪ 2014‬العدد (‪)13‬‬

‫‪11‬‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تحقيق‬

‫أ‬ ‫الــاجـئـيــن الـســوريـيــن فــي عــرســال هــو ال ك ـبــر‪ ،‬تليها‬ ‫أ‬ ‫البقاع وطرابلس» مشيرة إلــى �ن «لبنان على وشك‬ ‫االنـفـجــار مــن ج ـ ّـراء ك ـثــرة عــدد المخيمات»‪،‬حسب‬ ‫وصفها‪ ،‬وبخصوص الطالب السوريين الذين يتلقون‬ ‫أ‬ ‫التعليم خــارج المخيمات تقول «وضعهم بالت� كيد‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�فضل من �طفال المخيمات فهم يدرسون على حساب‬ ‫أ أ‬ ‫المفوضية‪ ،‬المدارس هنا باهظة التكاليف‪� ،‬ما �طفال‬ ‫أ‬ ‫المخيمات في�تون إلى هذه المدارس للحصول على‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الترفيه فقط ً‬ ‫مجانا‪ ،‬وفــي �يــام محددة» موضحة �نه‬ ‫«حتى من يتلقون التعليم في الـمــدارس ال يسلمون‬ ‫من المضايقات»‪.‬‬ ‫وعن المضايقات التي يتعرض لها الطلبة السوريين‬ ‫تسرد الــزهــوري حادثة طالبة في المرحلة الثانوية «‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫بالكاد تمكن الهل من ت�مين �قساط كـتبها وتكاليف‬ ‫أ‬ ‫مــواصــاتـهــا‪ ،‬نـظـ ًرا لنـهــم يقيمون فــي منطقة بعيدة‬ ‫عن مكان المدرسة ‪ ،‬هذه الفتاة تتعرض لمضايقات‬ ‫كبيرة من قبل سائق المدرسة‪ ،‬ومــع ذلــك فهم غير‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫قــادريــن عـلــى التبليغ عـنــه‪ ،‬خــوفـ ًـا مــن �ن يـلـجــ� إلــى‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مضايقة الهــل في حــال تم فصله من العمل»‪� ،‬ما‬ ‫أ‬ ‫فيما يتعلق بـمــوضــوع الــدعــم النفسي‪ ،‬فتوضح �ن‬ ‫ً ً أ‬ ‫نفسيا‪� ،‬ما‬ ‫«الطالب السوريين في البقاع يتلقون دعما‬ ‫أ‬ ‫في عرسال فال تواجد لية نشاطات للدعم النفسي»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫�يــه مهنا‪�،‬خصائية بعلم النفس العيادي ومعالجة‬ ‫نفسية‪ ،‬تعمل مع منظمات غير حكومية‪ ،‬وتتعاون‬ ‫مــع العديد مــن الجهات الـســوريــة فــي هــذا المجال‪،‬‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫عن الطفال السوريين الذين تقوم �ية بتقديم الدعم‬

‫النفسي لهم‪ ،‬تـقــول‪ « :‬عــادة مــا تكون بـرامــج الدعم‬ ‫أ‬ ‫النفسي للطفال السوريين بالتعاون مع اليونيسيف‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ولهذا تتلقى المنظمات الهلية اللبنانية مساعدات من‬ ‫أ‬ ‫قبل اليونيسيف لدمج الطفال السوريين في المدارس‬ ‫اللبنانية»‬ ‫أ‬ ‫عن شعورها بالجدوى تجاه ما تقوم بتقديمه للطفال‬ ‫أ أ‬ ‫السوريين من دعم نفسي‪ ،‬تقول «مهنا»‪ :‬ال �عتقد �ن‬ ‫أ‬ ‫كاف على اإلطالق‪ ،‬ولكن‬ ‫ما يتلقاه الطفال السوريين ٍ‬ ‫ما يجري القيام به أ�فضل من عدم القيام بشيء ً‬ ‫نهائيا‪،‬‬ ‫أ‬ ‫مع �خذ الظروف التي تتعرض لها الدول التي تستقبل‬ ‫الالجئين السوريين‪ ،‬والوضع المتوتر في المنطقة‬ ‫أ أ أ‬ ‫ككل بعين االعتبار‪ ،‬ولهذا �عتقد �ن ما �قوم به مفيد‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫للغاية‪ ،‬إذا اعتبرنا �نه يحسن وضعهم بشكل �ني‪،‬‬ ‫أ أ‬ ‫وضمن الظروف الحالية‪ ،‬مع �ملي ب�ن يحظوا بمزيد‬ ‫أ‬ ‫من االهتمام من هــذه الناحية ‪ ،‬من �جــل تنشئتهم‬ ‫بشكل صحي في المستقبل»‪.‬‬ ‫الزعتري‪ ..‬طالب الشهادات خارج الزمان‬ ‫تعمل الناشطة خ‪.‬غ مع وكالة تعنى بشؤون التعليم‪،‬‬ ‫أ‬ ‫والتي تحفظت على ذكر اسمها لسباب تتعلق بعملها‪،‬‬ ‫في معرض حديثها عن التعليم في مخيم الزعتري‪،‬‬ ‫تقول‪ « :‬يوجد في المخيم ‪ 12‬قطاع‪.،‬القطاع الخامس‬ ‫توجد فيه مدرسة سعودية‪ ،‬وفي القطاع الرابع مدرسة‬ ‫كويتية والقطاع الثالث مدرسة بحرينية‪ ،‬القطاع الثامن‬ ‫مدرسة قطرية‪ً ،‬‬ ‫طبعا في القطاعات الباقية‪ ،‬يضطر‬ ‫الطالب لقطع مسافات بعيدة‪ ،‬ما يؤدي إلى ضعف‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫الرغبة بمتابعة المدرسة سواء من الطفال والهل»‪.‬‬ ‫ع ــن ع ــدد س ـك ــان مـخـيــم ال ــزع ـت ــري ت ـق ــول «خ‪.‬غ»‪:‬‬ ‫أ‬ ‫«عدد سكان المخيم كان ‪ً � 80‬لفا‪ ،‬وانخفض مؤخ ًرا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫إلى ‪ً � 60‬لفا بفعل الهجرة إلى �وروبــا �و الدخول إلى‬ ‫أ‬ ‫الردن‪ ،‬الـمــدارس ال تغطي احتياجات المخيم على‬ ‫اإلطالق‪ ،‬توجد صفوف عدد طالبها ‪ 100‬طالب‪ ،‬كما‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�نــه هنالك إهمال وتفشي لــ�مـراض بسب االزدحــام‬ ‫أ‬ ‫فــي الـصـفــوف»مـشـيــرة إلــى �ن ــه‪« :‬فيما يتعلق بطلبة‬ ‫الشهادات ال توجد لهم صفوف‪ ،‬لذلك فهم محرومون‬ ‫من الحصول على شهاداتهم»‪.‬‬ ‫وفي سؤال عن مصادر دعم هذه المدارس والمناهج‬ ‫أ‬ ‫التي تدرس فيها توضح (خ‪.‬غ) �ن «الممول الرئيس‬ ‫أ‬ ‫لهذه المدارس هو مفوضية المم المتحدة‪ ،‬والمناهج‬ ‫أ‬ ‫الـمـعـتـمــدة ه ــي ال ـم ـنــاهــج الردنـ ـي ــة ف ــي ك ــل م ــدارس‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المخيم‪� »،‬مــا «المدرسين ‪ 75%‬منهم �ردنــي‪ ،‬وهو‬ ‫أ‬ ‫مــدرس �ســاســي في الصف ويساعده مــدرس ســوري‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ســواء متخرج �و طالب جامعي‪ ،‬حسب الواسطة‪،‬‬ ‫والنشاط الفردي‪.‬‬ ‫أ‬ ‫والمفوضية هي من ينتدب المدرسين الردنين بناء‬ ‫أ‬ ‫على اتفاق مع الحكومة الردنية‪ ،‬باعتبار لهم الحق‬ ‫أ‬ ‫فــي ذل ــك‪ ،‬لطالما هــي بــادهــم ولـهــم الـفــرصــة و�نـهــم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫القدر على تدريس المنهاج الردني المعتمد»‪،‬موضحة‬ ‫أ‬ ‫�ن المدرسين السوريين المقيمين في المخيم «لهم‬ ‫أ‬ ‫مكان‪ ،‬ولكن «بشكل خفيف»‪ ،‬والراتب للمدرس �و‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫الموظف الردني �ضعاف ما ي�خذه السوري‪ ،‬بما انه‬ ‫أ‬ ‫ًأ‬ ‫دعما ً‬ ‫الجئ ويتلقى ً‬ ‫علما �ن‬ ‫ماديا على هذا الســاس‪،‬‬ ‫المبلغ الذي يتقاضاه الالجئ السوري ال يكاد يذكر»‪،‬‬ ‫وفيما يتعلق ببرامج الدعم النفسي‪ ،‬تقول (خ‪.‬غ)‪:‬‬ ‫أ‬ ‫«برامج الدعم التي تقدمها الوكالة مخصصة لعمار ‪14‬‬ ‫إلــى ‪ ،25‬ما تبقى ممن هم دون الرابعة عشرة‪ ،‬لهم‬ ‫أ‬ ‫مراكز ترفيهية خاصة و�ن إدراكهم لما يجري حولهم‬ ‫أ�قل بكـثير من الفئة أالخرى‪ ،‬ذلك أ� ّن ّ‬ ‫جل تفكيرهم‬ ‫منحصر باللعب»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ي ـب ـقــى الـتـعـلـيــم ع ــام ــا �س ــاسـ ـي ـ ًـا ف ــي ب ـن ــاء ال ـش ـعــوب‬ ‫والمجتمعات‪ ،‬وفي ظل اإلحصائيات الخطيرة التي ترد‬ ‫أ‬ ‫عن تدهور وضع التعليم‪ ،‬والتي تقرع �جراس اإلنذار‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وتــؤذن بخراب �جيال الحقة‪ ،‬يصبح التعليم �ولوية‬ ‫والبحث عن حلول بخصوصه حاجة ملحة‪ ،‬ويظل ما‬ ‫ذكر آ� ًنفا ال يعدو أ�ن يكون ً‬ ‫غيضا من فيض في المعاناة‬ ‫الحقيقية التي تقتضي ً‬ ‫فصوال لشرح تبعاتها‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫آب ‪ -‬أيلول ‪ 2014‬العدد (‪)13‬‬


‫ضوء‬

‫الطالب السوريون ٌ‬ ‫واقع يقبل كل االحتماالت‬ ‫وجيهة عبد الرحمن‬

‫وغرف سرية ضمن المخططات الدكـتاتورية‪ ،‬وهدم الباقي‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫حياة لم تكن‬ ‫وماض يقتاتون والقلة الخــرى من �بنية المدارس لم تعد تمنح الطالب‬ ‫بين كونهم عالقين في ٍ‬ ‫لهم‪ ،‬أ ٍ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫والتسيب واختالل المعايير‪.‬‬ ‫عليه‪ ،‬حين تستبد بهم الحاجة إلى حياة �كـثر �مانا‪ ،‬تتناثر العلم‪ ،‬نتيجة تفشي الفوضى‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�حالمهم الصغيرة �و الكبيرة ربما‪ ..‬وتتحطم على صخرة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫خيمة التلبي �دنى احتياجات �رواحهم‪.‬‬ ‫وضع الطالب في الداخل اليختلف كـثي ًرا عنه في الدول‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫هذا ما فعلته الثورة السورية ب�طفال كـتبوا ذات يوم هذه التي لج� إليها الـســوريــون‪ ،‬ففي المخيمات الم ــر �قسى‬ ‫أ‬ ‫الجملة ( يسقط النظام) نتيجة العدوى الفضائية لثورات بكـثير‪ ،‬إذ �نـهــم فــي المخيم عالقون بــا مــدارس رسمية‬ ‫ً‬ ‫مستقبال ً‬ ‫غامضا‪ ،‬وإن وجد‬ ‫الربيع العربي فــي مصر وتــونــس وليبيا (يسقط النظام) يمكنهم االلتحاق بها‪ ،‬يواجهون‬ ‫أ‬ ‫ٌ‬ ‫جملة كــانــت الشيفرة الـتــي فتحت �ب ــواب الجحيم على في بعض مراكز اإليواء مايشبه المدرسة‪ ،‬فإنها تكون بدائية‬ ‫شعب أ�عزل‪ ،‬اعتاد الصمت طوال أ�ربعين ً‬ ‫ً‬ ‫عاما‪َّ ،‬ثم كانت‬ ‫تماما الفتقارها إلى الكادر التعليمي المناسب والمناهج‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المهزلة‪ ،‬وانتشر الـســوريــون فــي �نـحــاء العالم‪ ،‬يناجون الدراسية‪ ،‬المر الذي ينعكس على التزام الطالب بالدروس‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫البشرية �ن تحميهم من القتل والدمار‪� ،‬ن تمنحهم المان واالهتمام بالدراسة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الــذي فقدوه بالمطلق في بلدهم‪ ،‬وقد ُحرموا من حياة وهـنــا ربـمــا بــات علينا �ن نـقــر‪� ،‬ن ــه لـيــس الـجـيــل الـقــادم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫كاملة بما فيها التعليم الذي هو �هم حق يجب �ن يتمتع فـحـســب‪ ،‬بــل عــدة �ج ـيــال قــادمــة هــي عـلــى شفير هــاويــة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫به الفرد في العالم وعلى ّ ِمر العصور‪.‬‬ ‫السقوط في شرك المية وتردي القيم الخالقية والبطالة‬ ‫التي قــد تــؤدي إلــى مشكالت اجتماعية هــدامــة للسلوك‬ ‫آ‬ ‫خيام في عـراء دول الجوار ومدنها‪ ،‬اإلنـســانــي مثل ( الـســرقــة والـجــريـمــة والـتـعــاطــي والــدعــارة‬ ‫الن وقــد باتوا نـزالء ٍ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مــاذا عسى �ولئك الطفال �ن يفعلوا حيال مستقبلهم‪ ،‬وغيرها من تبعات مايشغل الفرد) �يضا التحاق بعض‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مــاذا بـشــان الت ــي مــن حياتهم وهــم بين �نـيــاب العطالة الطفال بالجهات المتطرفة‪ ،‬والتغرير بهم لحمل السالح‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫االجتماعية والحاجة‪ ،‬والحلم بحياة تشبه حياة �قرانهم ‪ ،‬لن المدارس كانت ستساعد على إشغال وقت الطفال‪،‬‬ ‫أ‬ ‫في العالم‪ ،‬وهم محرومون من التعليم الذي �صبح حلم تعليمهم وتربيتهم وتوجيههم لمنحهم فيما بعد مستقبل‬ ‫أ‬ ‫كل طفل سوري‪ ،‬ما الذي سيعوضهم حرمانهم من العلم؟ �فضل وحياة مثالية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫هل يكـفيهم ما تمنحهم منظمات اإلغاثة من طعام وملبس التبعات �كـثر بكـثير على مصير الدولة ذاتها‪ ،‬لن الدولة‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وخيمة إيواء‪ ،‬على �نها �نقذت حياتهم‪ .‬الطعام يبقيهم على نتاج �فـعــال وسـلــوك الف ـراد القاطنين فيها المشكلين‬ ‫قيد الحياة ‪ ،‬يتنفسون ‪ ،‬ولكن هل يمنحهم المستقبل؟ لجسدها‪.‬‬ ‫أ‬ ‫تلك كانت تدابير وقائية لإلبقاء على حياة الفرد‪ ،‬ولكنها ونحن اليوم على بعد �يام من بدء الموسم الدراسي الجديد‪،‬‬ ‫التقيه من التخلف والجهل والضياع‪.‬‬ ‫وقد حدث ماحدث ‪ ،‬وفقد الكـثير من الطالب الرغبة في‬ ‫أ‬ ‫ّ أ‬ ‫أ‬ ‫ونحن على يقين وإدراك ِكلي �ن التعليم من �هم المعايير الدراسة نتيجة اإلنشغال ب�مور الداخل‪ ،‬والعمل الذي‬ ‫ُّ‬ ‫لتقدم المجتمعات وتطورها العلمي والحضاري‪ ،‬والمعيار يحفظ لهم ً‬ ‫شيئا ما ماء الوجه‪ ،‬ما الذي يجدر بنا القيام به‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الساسي لحفظ كرامة اإلنسان‪ ،‬وحمايته من الحاجة مهما من �جل إعادة العملية التعليمية إلى سياقها �و االقتراب‬ ‫أ‬ ‫ضاقت به سبل العيش‪.‬‬ ‫مــن نـصــابـهــا؟ للحفاظ فــي �ق ــل تـقــديــر عـلــى مــا تـبـ َّـقــى من‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫اشتركوا‬ ‫ومن‬ ‫سدي‬ ‫ال‬ ‫النظام‬ ‫به‬ ‫ماقام‬ ‫اليخفى على العالم‬ ‫رغبة جيل كامل بالتعليم‪ ،‬وقد بد� يتوجه إلى مستقبل‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫معه دوال وجماعات في استفحال الزمة السورية‪ ،‬من هدم مجهول مقلق‪.‬‬ ‫للبنية التحتية التي أ�دت بدورها إلى تراجع في المنظومة تدابير َّ‬ ‫ملحة‬ ‫أ‬ ‫االجتماعية ما �ثر على العملية التعليمية‪ ،‬خاصة حين َّتم يقع على عاتق وزارة التربية والتعليم في الحكومة السورية‬ ‫أ‬ ‫تحول المدارس من بيوت للعلم والمعرفة إلى معتقالت المؤقتة‪ ،‬ت�مين كل مستلزمات التعليم للطالب السوريين‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫رأي‬

‫الذين هربوا من العنف وقد حرموا من التعليم‪ ،‬وذلك‬ ‫بتخصيص مبالغ طائلة من مخصصاتها‪ ،‬للعملية التعليمية‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫على �نها العملية ال كـثر �همية لإلنتصار في الثورة‪ ،‬فإذا ما‬ ‫استمر العلم فإن الوعي يتزايد باستمراره‪ ،‬وبالتالي تتزايد‬ ‫وتيرة الرفض للظلم والتوق إلى الحرية والعمل على نيل‬ ‫المكاسب الشرعية للشعب‪ ،‬والعمل على التعاقد مع‬ ‫الجامعات والكليات في دول منحت السوريين اللجوء‬ ‫أ‬ ‫من �جل الطالب الذين لم يتمكنوا من استكمال دراستهم‬ ‫أ‬ ‫الجامعية‪ ،‬والعمل على ت�مين فــرص الــدراســة لطالب‬ ‫الدراسات العليا ( ماجستير – دكـتوراة)‬ ‫ومن هنا كانت بعض‪ :‬المقترحات الضرورية‪:‬‬ ‫أ‬ ‫ ت�مين الـمــدارس المناسبة لكافة الـمـراحــل التعليمية‬‫للطالب السورين الذين سكنوا المدن في دول اللجوء‪.‬‬ ‫ إنشاء مدارس مناسبة في المخيمات على اختالف الدول‪،‬‬‫بحيث تلبي هذه المدارس احتياجات الطالب‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ ت�مين المناهج الدراسية الساسية‪ ،‬بدل االستعاضة‬‫عنها بطرائق تعليم وتدريس بدائية التفيد الطالب‪ ،‬على‬ ‫أ‬ ‫�نها عملية تعويضية‪.‬‬ ‫ االعـتـمــاد على ذوي الـك ـفــاءات والـخـبـرات مــن الجالية‬‫السورية والـك ـفــاءات في الــدول المستضيفة في العملية‬ ‫التعليمية‪.‬‬ ‫ تقديم برامج تعليمية مكـثفة للطالب لتعوضهم مافاتهم‬‫من دراسة وتعليم‪ .‬بحيث تتناسب مع المراحل العمرية‬ ‫المختلفة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫اجتماعيا لئال يكونوا عرضة للتخلف‬ ‫ ت�هيل الـطــاب‬‫االجتماعي‬ ‫أ‬ ‫ ورشــات تدريب وت�هيل نفسي لكافة الطالب‪ ،‬خاصة‬‫المناطق التي شهدت حاالت عنف قاسية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ استهداف المرحلة الثانوية‪ ،‬على �نها المرحلة الصعب‬‫في ظل ظروف المخيمات واللجوء‪.‬‬ ‫هذا واليخفى علينا التدابير المبدئية التي انتهجتها الثورة‬ ‫لتقي الطالب من التخلف الفكري وحرمان التعليم‪ ،‬على‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�نها كانت بمثابة الرمد للعين بالمقارنة مع العمى‪ ،‬ل َّن كل‬ ‫تلك التدابير لن تكـفي لتحقيق الغاية المرجوة من العملية‬ ‫التعليمية‪ ،‬وضرورتها لبناء اإلنسان الذي يعد وقود التقدم‬ ‫أ‬ ‫العلمي والحضاري والفكري للوطان‪.‬‬

‫آب ‪ -‬أيلول ‪ 2014‬العدد (‪)13‬‬

‫‪13‬‬


‫إضاءة‬

‫تحقيق‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫هجرة الطلبة من سوريا‬

‫سامي حسن‬ ‫َّ‬ ‫السورية ومنذ اندالعها كان في الحسابات أ�ن تنعكس قسوة وخسارات كبرى‬ ‫الثورة‬ ‫أ‬ ‫على المواطن السوري‪� ،‬كـثر بكـثير مما جرى ببقية الدول العربية التي قامت فيها‬ ‫أ‬ ‫الثورات‪ ،‬وذلك بسبب قبضة المــن السوري المتشددة داخل كل المؤسسات‪,‬‬ ‫أ‬ ‫�ضف إلى ذلك بطش النظام وسعيه بكل الوسائل إلفشال الحراك الشعبي مهما‬ ‫شعبي من وجهة نظر النظام هو ٌ‬ ‫َّكلف أالمر‪ ,‬أف�ي حر ٍاك ّ‬ ‫تهديد لبقائه وهو الجهاز‬ ‫المدبرة داخل النظام ً‬ ‫المؤسس على الفساد‪ ،‬لذا عملت العقول ّ‬ ‫عمال ُم ْت َق َن ًا من‬ ‫أ‬ ‫َّ‬ ‫الحيوية‪ ،‬ومــن �ك ـثــر المؤسسات التي َّ‬ ‫تضررت‬ ‫خــال تعطيل مؤسسات الــدولــة‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫خالل مراحل الثورة هي المؤسسة التعليمية‪ ،‬حيث نالها قسط وافر من التهميش‬ ‫(الع َ‬ ‫َّ‬ ‫واإلهمال و َ‬ ‫عسكرية وموالو النظام‬ ‫سكرة) بمعنى تحويل الجامعات الى مناطق‬ ‫من الطلبة إلى «شبيحة» كما حصل في جامعات مدينة حلب ودير الزور و الحسكة‬ ‫َّ‬ ‫ودمشق‪ ،‬وغيرها من مناطق سوريا‪ ،‬وما جرى فيها من اعتقاالت للطلب‪ ،‬وسوء‬ ‫الظروف أال َّ‬ ‫منية‪ ،‬وخاصة في تلك المناطق التي ّاتسمت بسخونة النزاع فيها‪ ،‬ولم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫تكد تغيب عن الذاكرة �حداث تشبه ما حصل مع «�يهم غزول الذي عذب حتى‬ ‫شارف الموت في مكـتب اتحاد الطلبة جامعة دمشق‪ ،‬وليفارق الحياة بعدها في‬ ‫أ‬ ‫فرع �من قريب‪ ،‬نضيف على ذلك اعتقال الطالب على الحواجز‪ ،‬والتصفية في‬ ‫أ‬ ‫بعض الحيان بذريعة االنتماء إلى المناطق الثائرة‪ ،‬ومع قصف المدارس واشتداد‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫وتيرة المعارك في معظم المناطق السورية‪ ،‬بد� الوضع التعليمي ينحدر نحو السو�‬ ‫وكجزء منه التعليم العالي‪.‬‬ ‫آ‬ ‫يقول (إسماعيل ّ‬ ‫حسي) «طالب ماجستير في قسم الثار والمتاحف جامعة حلب»‪:‬‬ ‫آ‬ ‫آ‬ ‫«بعد ّ‬ ‫تخرجي من كلية الداب والعلوم اإلنسانية وتقدمي للدراسات العليا لقسم الثار‬ ‫والمتاحف‪ّ ،‬تم تعييني في جامعة الفرات ‪ /‬دير الزور‪ /‬كمعيد جامعي‪ ،‬وتخصيص‬ ‫مرتب يساعدني على إتمام دراستي العليا‪ ،‬بعدها اندلعت الثورة َّ‬ ‫السورية‪ ،‬وانقطعت‬ ‫َأ‬ ‫بعد �ن قصف النظام دير‬ ‫سبل التواصل مع جامعة الفرات النعدام المواصالت‬ ‫الــزور‪َّ ،‬‬ ‫وتحولت المدينة إلى ساحة معركة ما بين النظام السوري وبين الجيش‬ ‫الحر‪ ،‬وفيما بعد تنظيم الدولة اإلسالمية‪ ،‬بعد ذلك قررت إتمام الدراسات العليا‬ ‫في جامعة دمشق‪ ،‬عن طريق تقديم طلب إيفاد داخلي‪ ،‬وتم قبول الطلب‪ ،‬لكن‬

‫‪14‬‬

‫آب ‪ -‬أيلول ‪ 2014‬العدد (‪)13‬‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫برزت مشاكل عدة منها خطف الطلبة وقتلهم على �سس عرقية ومذهبية‪ ،‬ما �عاق‬ ‫آ أ‬ ‫وصولي الى هناك‪ ،‬وعطل حركـتي‪ ،‬ويتابع إسماعيل‪ « :‬الن �بحث عن فرصة إلتمام‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫دراستي خارج سوريا‪ ،‬و�نا �عرف تمام المعرفة �نني ال �قوى على ت�مين المستلزمات‬ ‫المادية الضرورية إلتمام الدراسة في الخارج‪ ،‬وفي انتظار ما يمكن أ�ن ّ‬ ‫َّ‬ ‫تقدمه لنا‬ ‫دول الخارج من فرص وتسهيالت تساعدنا على إتمام الدراسة»‪.‬‬ ‫بات ّ‬ ‫الجامعية في سوريا بالنسبة للطلبة السوريين‪َ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫يشكل‬ ‫إذن إكمال الدراسة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫في الحقيقة العبء ال كـثر تعقيدا‪ ،‬كما قلنا سابقا‪ ,‬لسباب عدة منها صعوبة الطرق‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫باإلضافة إلــى المعاملة السيئة‬ ‫السورية‪،‬‬ ‫الواصلة إلــى مناطق تمركز الجامعات‬ ‫التي من الممكن أ�ن َّ‬ ‫يتعرض لها الطالب الجامعي‪ ،‬لمجرد دخوله صفحات مواقع‬ ‫أ‬ ‫التواصل االجتماعي‪ ،‬والتشديد المني ُالم َم َارس على الطلبة بالتحديد‪ ،‬ما يؤثر في‬ ‫ِّ‬ ‫المحصلة على الدراسة‪ ،‬كل هذه أالسباب جعلت الطالب يفكر في سبل أ�خرى‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫إلتمام الدراسة في الخارج‪ ،‬فهذه الخيرة لها تعقيداتها‪ ،‬حيث تبد� بالتكاليف َّ‬ ‫المادية‬ ‫أو�مور القبوالت وال تنتهي بطرق السفر الى الخارج والتي على أالغلب تكون بطرق‬ ‫آ‬ ‫غير شرعية ّ‬ ‫«مهربي البشر»‪ ،‬يقول (�مانوس زرادشت) «طالب في كلية الحقوق‬ ‫ِ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بجامعة حلب»‪ :‬بــد� ْت الثورة السورية وكنت ال �زال أ�كمل في حلب دراستي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫قصف وســواه‪ ،‬ومن صعوبة التنقل بين المناطق‪،‬‬ ‫ونظرا لصعوبة الظروف من ٍ‬ ‫آ‬ ‫لم استطع الذهاب إلى حلب لتقديم امتحاناتي في �خر عام دراسة بالنسبة لي‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫المتطرفة‪ ،‬كونها تعتقل الكورد‬ ‫تحديدا في المجموعات اإلسالمية‬ ‫وتجلت الصعوبة‬ ‫ِ‬ ‫على حواجزها في الطريق الواصلة إلى حلب‪ ،‬ناهيك عن الحرب الدائرة في حلب‬ ‫ذاتها بين الجيش الحر و قوات النظام‪ .‬ويتابع زرادشت‪« :‬بعد مرور ثالث سنين من‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تحقيق‬

‫أ‬ ‫الت�جيل الدراسي‪ ,‬أ�فكر آالن ّ‬ ‫جد ًيا في السفر إلى دولة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�وربية �ستطيع من خاللها متابعة تحصيلي الجامعي‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫جل غير مسمى‪.‬‬ ‫لن الوضع على ما يبدو سيستمر إلى � ٍ‬ ‫وه ـنــا يـكـشــف ال ــواق ــع ع ــن مـشـكـلـ ٍـة ج ــدي ــدة‪ ،‬يـتــابــع‬ ‫«زرادش ــت»‪ ،‬وهي كيف السبيل للخروج‪ ،‬فوضعي‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫مطلوبا للجيش بما �نــي استنفدت‬ ‫مــن حيث كوني‬ ‫أ‬ ‫فــرص ت�جيلي من الخدمة العسكرية اإل لـزامـيــة‪ ،‬قد‬ ‫أ أ‬ ‫انتهت بانتهاء فرصي في التقديم الجامعي‪� ،‬ي �نني‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫ال �ستطيع �ن �حظى بجواز سفر‪ ،‬وبالتالي س�ضطر‬ ‫إلى سلك وسائل غير شرعية للوصول إلى الخارج‪،‬‬ ‫وما يكـتنف ذلك من خطورة‪.‬‬ ‫ويبقى السؤال أال ّ‬ ‫هم بالنسبة الستكمال الدراسة في‬ ‫أ‬ ‫الخارج‪ ،‬هل هناك من مغريات للطلبة السوريين �و‬ ‫أ‬ ‫خدمات ُت َّقدم لهم كمساعدة لجل إتمام الدراسة؟‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫«�ح ـمــد الـمــا» طــالــب مقيم فــي �لـمــانـيــا‪ ،‬وهــو �حــد‬ ‫ال ـطــاب الــذيــن تقطعت بـهــم سـبــل إت ـمــام التعليم‬ ‫فــي ســوريــا‪ ،‬مــا اضـطــره للتوجه إلــى الـخــارج‪ ،‬يقول‪:‬‬ ‫أ‬ ‫«في �لمانيا يؤخذ الالجئون دون سن الثامنة عشر‬ ‫أ أ‬ ‫إلــى مــدارس رسمية‪� ،‬ي �نهم يــداومــون مع الطالب‬ ‫أال لمان‪ ،‬لكن في البدء ثمة مــدارس ّ‬ ‫تركز على اللغة‬ ‫ِ‬ ‫أ‬ ‫ال لمانية‪ ،‬وعند اجتياز هذه المرحلة وتعلم اللغة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يذهب الطالب إلى المدرسة الصلية‪� ،‬ما الالجئون‬ ‫فــوق سن الثامنة عشرة‪ّ ،‬‬ ‫فيتلق َ‬ ‫ون دروسـ ًـا في اللغة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ال لمانية‪� ،‬و كورس االندماج كما يسمونه‪ ،‬ولديهم‬

‫بالتحديد ‪ 600‬ساعة الجتياز مرحلة «‪ ،»p1‬وفي حال‬ ‫لم يتم اجتيازها ُيمنح المرء ‪ 300‬ساعة إضافية‪ .‬ويتابع‬ ‫أ‬ ‫�حمد ‪ :‬يتكون تعلم اللغة من عدة مراحل‪ ،‬وجميع‬ ‫أ‬ ‫الدول الوربية تعمل على هذا النظام‪،A1-A2-B1-B2‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ومن الجدير بالذكر هنا‪� ،‬ن المرحلة الخيرة من تعلم‬ ‫اللغة هي التي تؤهل المرء للدخول إلــى الجامعات‬ ‫وال ـتــي هــي مــرحـلــة ‪ ,DSH‬وه ــي ع ـبــارة عــن امتحان‬ ‫مـك ـثــف‪ ،‬بــاإلمـكــان تقديمه فــي معهد الجامعة التي‬ ‫أ‬ ‫يرغب المرء بالدخول إليها‪� ،‬و في معاهد متخصصة‬ ‫بهذا االمتحان‪.‬‬

‫أ‬ ‫لم تكد تغيب عن الذاكرة �حداث تشبه‬ ‫أ‬ ‫ما حصل مع «�يهم غزول الذي عذب‬ ‫حتى شارف الموت في مكـتب اتحاد‬ ‫الطلبة جامعة دمشق‪ ،‬وليفارق الحياة‬ ‫أ‬ ‫بعدها في فرع �من قريب‬ ‫أ‬ ‫عندما يصبح المرء ً‬ ‫طالبا في جامعة �لمانية‪ ،‬ستتكـفل‬ ‫شركة حكومية تدعى (البافوك) َّ‬ ‫بكافة مصاريفه‪ُ ،‬ويمنح‬ ‫ّ أ‬ ‫الحق في �ن يختار جامعة‬ ‫الطالب الجامعي بعد نجاحه‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫في �ي دولة �وربية يكمل فيها دراسته‪.‬‬ ‫مغريات الــدراســة في الـخــارج كـثيرة منها على سبيل‬ ‫المثال‪ ،‬أ� َّنه ّ‬ ‫يحق للطالب الجامعي ما يقارب ‪/120/‬‬ ‫أ‬ ‫يوم عمل في السنة‪ ،‬وبهذه الطريقة ّ‬ ‫يتمكن من ت�مين‬

‫تكاليف الدراسة‪ ،‬والكـثير من الطلبة الذين وصلوا إلى‬ ‫أ�لمانيا أ� ً‬ ‫صال‪ ،‬قاموا بتقديم طلب لجوء دراسي‪ ،‬كي‬ ‫َّ‬ ‫المخصص‪،‬‬ ‫تتك َّـفل الدولة فيما بعد بالراتب الدراسي‬ ‫عدا عن سمعة الجامعات أال َّ‬ ‫لمانية‪ .‬وبشكل عام هناك‬ ‫أ‬ ‫تسهيالت كبيرة للطالب السوريين في �وروبا‪ ،‬وخاصة‬ ‫أ‬ ‫في �لمانيا‪ ،‬حيث تتواجد منظمات دراسية‪ ،‬بإمكان‬ ‫الطلبة التقدم إليها للحصول على الدعم والمساعدة‪,‬‬ ‫وهـنــاك مــن ُتـمـ ّـكــن ظــروفـهــم الـمـ َّ‬ ‫ـاديــة مــن استكمال‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الدراسة في �لمانيا عن طريق إيداع مبلغ مالي في �حد‬ ‫َّ أ‬ ‫البنوك‪ ،‬حيث ّ‬ ‫ولمجرد �ن ينفد حسابه‬ ‫يتم استقبالهم‬ ‫المالي تقوم المنظمة بتقديم منحة دراسية له‪ ،‬ويتم‬ ‫منحه مبلغ ‪ /600/‬يورو كمرَّتب شهري يعينه على إتمام‬ ‫الدراسة‪ ،‬في هذه الحالة يتم تقسيم المبلغ إلى جزء‬ ‫آ‬ ‫يعتبر منحة‪ ،‬وجزء �خر بمثابة قرض يدفعه الطالب‬ ‫حال انتهاء مدة الدراسة‪ ،‬والسفارات تقوم بتسهيل‬ ‫أ‬ ‫�مور كـثيرة‪ ،‬منها دورات اللغة‪ ،‬وذلك بعد الحصول‬ ‫أ‬ ‫على ت�شيرة دخــول‪ ،‬فقبل بــدء الـثــورة ‪ ،2011‬كان‬ ‫الطالب السوري ّ‬ ‫يتمم دورة اللغة في سوريا‪ ،‬بعدها‬ ‫يتم قبوله في الجامعات‪ ،‬ولكن ّتم إلغاء هذا الشرط‬ ‫آ‬ ‫بالنسبة للطلبة السوريين الن‪ ،‬ويتم قبول الطالب‬ ‫أ‬ ‫م ــادون ‪ /28/‬عــامـ ًـا‪ ،‬جــرت الـعــادة �ن تكون رواتــب‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الالجئين السوريين في �لمانيا مت�رجحة‪ ،‬مابين الـ‪360‬‬ ‫أ‬ ‫َّ‬ ‫وبمجرد‬ ‫الــى ‪ 390‬ي ــورو‪ ،‬إلــى �ن ينهي دورة اللغة‪،‬‬ ‫دخوله الجامعة ّ‬ ‫يتم رفع الراتب الى ‪ 600‬يورو‪ ،‬ويمكن‬ ‫أ‬ ‫�ن يــزداد حسب متطلبات الطالب ونــوع دراسته‪،‬‬ ‫آب ‪ -‬أيلول ‪ 2014‬العدد (‪)13‬‬

‫‪15‬‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تحقيق‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫باإلضافة إلى ت�مين السكن الجامعي‪َّ � ،‬ما في النمسا‬ ‫فالوضع مختلف‪ ،‬حيث تقوم الحكومة النمساوية‬ ‫أ‬ ‫بالتك ُّـفل بدراسة القاصر‪ ،‬شرط �ن يكون قد وصل‬ ‫في مرحلة دراسة اللغة إلى المرحلة الثانية‪ ،‬حتى ّ‬ ‫يتم‬ ‫قبوله في الجامعة‪ ،‬بينما ال تمنح هذه المساعدة لباقي‬ ‫الفئات َّ‬ ‫العمرية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫لكن كما �سلفنا القول � َّنه ال يمكن إال لطلبة معينين‬ ‫تساعدهم ظروفهم المادية الميسورة على إتمام الدراسة‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫في �وروبــا‪ ،‬والكـثير من الطلبة السوريين في الونة‬ ‫أ‬ ‫الخ ـيــرة بــاتــوا يـتــوافــدون إلــى جــامـعــات إقليم شمال‬ ‫العراق‪/‬كردستان‪ ،/‬وذلــك للمنح ُالم َّقدمة من ِق َبل‬ ‫أ‬ ‫الدولة للطالب لمساعدتهم في إكمال الدراسة‪ ،‬إال �ن‬ ‫هذه السنة وحتى اللحظة لم ُيفتح باب التسجيل في‬ ‫أ‬ ‫جامعات اإلقليم للطلبة السوريين‪ ،‬ومن الممكن �ن‬ ‫ال ّ‬ ‫يتم فتح باب التسجيل هذه السنة‪ ،‬وذلك لصغر‬ ‫حجم جامعاتهم وعدم استيعابها سوى عدد معين من‬ ‫اس للطلبة السوريين‪.‬‬ ‫الطلبة‪ ،‬وال توجد كر ٍ‬

‫أ‬ ‫عندما يصبح المرء ً‬ ‫طالبا في جامعة �لمانية‪،‬‬ ‫ستتكـفل شركة حكومية تدعى (البافوك)‬ ‫َّ‬ ‫بكافة مصاريفه‪ُ ،‬ويمنح الطالب الجامعي‬ ‫ّ أ‬ ‫الحق في �ن يختار جامعة في‬ ‫بعد نجاحه‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ي دولة �وربية يكمل فيها دراسته‪.‬‬ ‫مغريات الدراسة في الخارج كـثيرة منها على‬ ‫سبيل المثال‪ ،‬أ� َّنه ّ‬ ‫يحق للطالب الجامعي‬ ‫ما يقارب ‪ /120/‬يوم عمل في السنة‪ ،‬وبهذه‬ ‫أ‬ ‫الطريقة ّ‬ ‫يتمكن من ت�مين تكاليف الدراسة‪,‬‬ ‫أ‬ ‫والكـثير من الطلبة الذين وصلوا إلى �لمانيا‬ ‫أ� ً‬ ‫صال‪ ،‬قاموا بتقديم طلب لجوء دراسي‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫فــي �ي ـلــول‪ /‬سبتمبر ‪� ،2014‬عـلــن رؤس ــاء جامعات‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫«إينونو» و «�ديمان» و «نجم الدين �ربكان» التركية‪،‬‬ ‫قـبــولـهــم تـسـجـيــل ال ـط ــاب ال ـســوري ـيــن الـمـتـقــدمـيــن‬ ‫لـلــدراســة فيها‪ ،‬حسب مــا نشر على مــوقــع الحكومة‬ ‫ال ـســوريــة الـمــؤقـتــة‪ .‬وق ــال «جـمـيــل جـيـلـيــك» رئيس‬ ‫جامعة «إينونو» بمدينة مالطيا التركية‪ ،‬إن «الجامعة‬ ‫واف ـقــت عـلــى قـبــول تسعين طــالـبـ ًـا ســوريـ ًـا فــي وقــت‬ ‫أ‬ ‫سابق‪ ،‬و�نها مددت فترة تسجيل الطالب السوريين‬ ‫أ‬ ‫حـتــى عـيــد الضـ ـح ــى»‪ .‬كـمــا وع ــد «جـيـلـيــك» ممثلي‬ ‫الحكومة السورية المؤقتة‪ ،‬بقبول طالب الدراسات‬

‫‪16‬‬

‫آب ‪ -‬أيلول ‪ 2014‬العدد (‪)13‬‬

‫العليا في االختصاصات المعتمدة‪ ،‬وحسب القدرة‬ ‫أ‬ ‫االستيعابية للكليات‪ .‬هــذا وفتحت الجامعة �بوابها‬ ‫أ‬ ‫الستقبال ال كاديميين السوريين الراغبين بــإجـراء‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بحوث علمية مشتركة مع نظرائهم الت ـراك‪ ،‬على �ن‬ ‫أ‬ ‫يقدموا مقترحات لهذه المشاريع‪ .‬من جهته‪� ،‬علن‬ ‫أ‬ ‫رئيس جامعة «�ديمان» التركية‪« ،‬نيازي قهوجي»‪،‬‬ ‫عن قبول الطالب السوريين في الجامعة في المقاعد‬ ‫الشاغرة التي لم يسجل عليها الطالب المقبولون ً‬ ‫سابقا‪.‬‬ ‫وكانت الجامعة قبلت ستين ً‬ ‫طالبا‪ ،‬لم يسجل منهم‬ ‫سوى خمسة طالب‪ ،‬مع تمديد موعد قبولهم حتى عيد‬ ‫أ‬ ‫الضحى‪ .‬وقال «قهوجي»‪ ،‬إن الجامعة على «استعداد‬ ‫أ‬ ‫لقبول طالب الدراسات العليا المستجدين �و الراغبين‬ ‫بمتابعة دراستهم في حال توفر االختصاصات‪ ،‬شريطة‬ ‫إحضارهم الثبوتيات المطلوبة»‪ .‬في السياق ذاتــه‪،‬‬ ‫أ‬ ‫مــدد رئيس جامعة «نجم الدين �ربـكــان» في مدينة‬

‫قــونـيــا الـتــركـيــة «مـظـفــر ش ـكــر»‪ ،‬فـتــرة قـبــول الـطــاب‬ ‫أ‬ ‫السوريين حتى بداية شهر تشرين الول القادم‪ ،‬في‬ ‫االختصاصات المعتمدة في الجامعة وبحسب قدرتها‬ ‫االستيعابية‪ .‬إضافة‪ ،‬إلى قبول طالب الدراسات العليا‬ ‫أ‬ ‫المستجدين �و الراغبين بإكمال دراستهم‪.‬‬ ‫أ‬ ‫الـجــامـعــات الـتــركـيــة ه ـيــ�ت ظــروفـ ًـا وخـطـطـ ًـا وضعتها‬ ‫الستقبال الطلبة السوريين في جامعاتها‪ ،‬وهــذا ما‬ ‫أ‬ ‫دفع بالطالب السو ّ‬ ‫ري صاحب الدخل المحدود �ن‬ ‫يفكر بإتمام دراسته في تركيا‪ ,‬ففي تركيا ً‬ ‫ّ‬ ‫سابقا كانت‬ ‫تصل تكاليف الدراسة في جامعاتها إلى ما يربو فوق‬ ‫الثالثة آ�الف دوالر أ�مريكي‪ ،‬لكن آالن السوري ّ‬ ‫معفي‬ ‫من هذه التكاليف‪ ،‬عدا عن المساعدات التي َّ‬ ‫تقدم من‬ ‫مؤسسات خيرية دينية‪ ،‬والتي باتت تساعد الطالب‬ ‫أ‬ ‫ال ـســوري �كـ ـث ــر‪ ،‬وذل ــك مــن خ ــال تـقــديــم السكن‪،‬‬ ‫أ‬ ‫باإلضافة إلى وجبات بتكاليف �رخص‪.‬‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫تشير �خر تقارير المم المتحدة بمنظماتها المختلفة‬ ‫أ‬ ‫العاملة في هــذا المجال‪ ،‬إلــى وجــود �ك ـثــر من ثالثة‬ ‫أ‬ ‫ماليين طفل في سوريا هم في ّ‬ ‫سن الدراسة‪ ،‬غير � َّن ُهم‬ ‫أ‬ ‫محرومون من الدراسة‪ ،‬ويحتاج إعــادة ت�هيل قطاع‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫التعليم إلــى �ك ـثــر من ستة مليارات دوالر‪ ،‬كما �ن‬ ‫المعاناة السورية ال تقتصر على التعليم فقط فالالجئون‬ ‫السوريون يتدفقون نحو دول الجوار‪ ،‬حيث يتكـفل‬ ‫مهربون بنقلهم مقابل مبالغ مالية‪ ،‬وتحولت المساجد‬ ‫والمقاهي والحدائق العامة‪ ،‬وغيرها إلى «مــاذات»‬ ‫للسوريين الذين يتواجدون في دول الجوار‪،‬ما يجعل‬ ‫التعلم والدراسة على أ�هميته لديهم أ�م ًرا ً‬ ‫ثانويا ‪.‬‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫أحمد شحادة المسالمة (أبو سما) أطفأ كاميرته وتوسد تراب حوران‬

‫أ‬ ‫ولد �حمد شحادة المسالمة في الخامس من كانون‬ ‫فريق تحرير ضوضاء ‪ -‬مكـتب درعا‬ ‫آ‬ ‫الـثــانــي عــام ‪ 1985‬بمدينة درع ــا‪ ،‬وتــوفــي فــي ‪� 18‬ب‬ ‫أ أ‬ ‫ّ أ‬ ‫ظن � ّن الموت �خط�ه حين نجا من اإلصابة بشظايا ‪ ،2014‬بعد تعرضه إلصابات خطيرة‪ ،‬جراء اصطدام‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫قذيفة‪� ،‬صابته �ثناء تغطية المعارك بين قوات‬ ‫دراج ـتــه الـنــاريــة بـجـرار زراع ــي‪ ،‬خــال مـغــادرتــه حي‬ ‫النظام والجيش الحر في درعا البلد‪.‬‬ ‫المنشية في درعا البلد‪ ،‬حيث كان يغطي االشتباكات‬ ‫وقرر أ ّ أ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫استيقظ متحسسا جراحه‪� ،‬ن ال لم ليس شديدا الدائرة هناك‪.‬‬ ‫جدا‪ ،‬يمكنه المشي ورفع الكاميرا ً‬ ‫ً‬ ‫إذا سيخرج لمتابعة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫عمله‪ ،‬فالمعارك على �شدها في درعا البلد‪.‬‬ ‫كــان �حمد المسالمة (�بــو سما) �حــد مؤسسي وكالة‬ ‫أ‬ ‫نب� اإلخبارية في مدينة درعا‪ ،‬التي هدفت إلى توحيد‬ ‫كـعــادتــه كــل ي ــوم‪ ،‬رك ــب أ�ح ـمــد ش ـحــادة المسالمة‪ ،‬جهود الناشطين اإلعالميين في المدينة ونقل أ�بــرز‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الـمـلـقــب ب ــ«�ب ــو سـمــا» �و «سـمــا حـ ــوران»‪ ،‬المصور الحداث والتطورات بالصورة والفيديو‪ ،‬وقبل ت�سيس‬ ‫والناشط اإلعالمي‪ ،‬دراجته النارية‪ ،‬وتوجه إلى درعا وكالة أنب� عمل أ«�بــو سما» مر ً‬ ‫اسال لوكالة «سمارت»‬ ‫أ‬ ‫البلد لتغطية االشتباكات هناك‪ ،‬بعد توقفه يومين لــ�ن ـبــاء‪ ،‬ثــم م ـراسـ ًـا لشبكة م ـســارات ثــم مجموعة‬ ‫عن العمل جراء إصابته بشظايا قذيفة سقطت قربه‪ .‬بصمة سوريا‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫«�بــو �حمد» صديق «�بــو سما» وزميله في �كـثر من‬ ‫آ‬ ‫وكـتب �خر منشور في حسابه على «فايسبوك» قبل محطة خالل عمله اإلعالمي‪ ،‬قال لـ«ضوضاء»‪« :‬حاول‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫يــوم واحــد‪ ،‬تعليقا على صــورة لطـفــال يلعبون قرب �بــو سما تغطية �ح ــداث درعــا وريفها الغربي‪ ،‬وكان‬ ‫ً‬ ‫دبــابــة مــدمــرة‪ ،‬التقطها بعدسته‪« :‬رغ ــم كــل الــدمــار‬ ‫متواجدا في كـثير من المعارك والنقاط الساخنة‪،‬‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫ابتسامتك يا صغيرتي ستحطم كبرياء السد‪� ..‬طفال تـعــرض ل كـ ـثــر مــن إصــابــة منها فــي درع ــا الـبـلــد وتــل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫سوريا حماكم الله قامت ثورتنا لتعيشوا �عزاء»‪.‬‬ ‫شهاب‪ ،‬و�خرها اإلصابة التي �ودت بحياته»‪.‬‬

‫تقرير‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫ويــروي «�بــو �حـمــد» حــادثــة تعود إلــى الشـهــر الولــى‬ ‫أ‬ ‫للثورة السورية‪ ،‬حيث كانت قوات النظام تداهم �حياء‬ ‫أ‬ ‫مدينة درعا ً‬ ‫بحثا عن مطلوبين‪ ،‬ويضيف‪« :‬كان �بو سما‬ ‫أ‬ ‫ورفاقه مطلوبين لقوات النظام‪ ،‬وخالل اقتحام الخيرة‬ ‫أأ‬ ‫درعا البلد ً‬ ‫بحثا عنهم‪ ،‬اختب� �بو سما في مكان استطاع‬ ‫منه رؤية عناصر قوات النظام ودباباتهم‪ ،‬ووثق من‬ ‫ً‬ ‫مختبئا‬ ‫مكان اختبائه ذاك عمليات اعتقال عدة‪ ،‬وظل‬ ‫مع كاميرته حتى انسحاب قوات النظام من المنطقة»‪.‬‬ ‫أ أ‬ ‫�نتج «�بــو سما» خــال عمله اإلعــامــي مــواد مصورة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ك ـثـيــرة‪ ،‬وع ـ ً‬ ‫ـددا مــن الـتـقــاريــر اإلنـســانـيــة �بــرزهــا‪� :‬زمــة‬ ‫الطحين في درعا‪ ،‬ومواسم الحصاد‪ ،‬كما غطى معارك‬ ‫هامة‪ ،‬منها معركة «شهداء الخندق» في درعا البلد‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ومعركة «تحرير نوى» الولى‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ويقول الناشط اإلعالمي «�حمد المسالمة» (وهو عم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫«�بو سما)‪« :‬عمل �بو سما في مجال اإلعالم وكان له‬ ‫مداخالت تلفزيونية وتقارير وفيديوهات‪ ،‬كان يحب‬ ‫التصوير وب ــرع بــه خــال ال ـثــورة‪ ،‬ثــم وثــق بالكاميرا‬ ‫انتهاكات قوات النظام‪ ،‬ولم يكن يحب الظهور فعمل‬ ‫ً‬ ‫متحدثا ً‬ ‫جيدا وطالما ساعد من حوله‬ ‫بصمت‪ ،‬كان‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫ورفدهم بمهارته في الكـتابة والتصوير والفكار‪� ،‬خر‬ ‫معركة غطاها بين قوات النظام والجيش الحر في حي‬ ‫المنشية بدرعا البلد‪ ،‬وكان تعرض إلصابة قبل وفاته‬ ‫أ‬ ‫بثالثة �يام وعاد إلى العمل»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫يبتسم «�بــو �حـمــد» بينما يستعيد ذكرياته مع «�بــو‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫سما»‪« :‬كــان يحب �ن يصور الطـفــال كـثي ًرا‪ ،‬وكان‬ ‫متحمسا ألن يـتــزوج وينجب أ�ط ـفـ ً‬ ‫ً‬ ‫ـاال‪ ،‬وك ـثـيـ ًرا مــا كرر‬ ‫أ‬ ‫�مامنا بسعادة جملة (الحجة عم تدورلي على عروس)»‪،‬‬ ‫أ أ‬ ‫ً‬ ‫مقتبسا‬ ‫وبنفس االبتسامة يختم «�بــو �حمد» حديثه‬ ‫أ‬ ‫قول «�بو سما»‪« :‬إيه خليها لـ الله»‪.‬‬ ‫آب ‪ -‬أيلول ‪ 2014‬العدد (‪)13‬‬

‫‪17‬‬


‫إضاءة‬

‫تقرير‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫حركة أحرار الشام تفقد أهم قياديها في عملية مريبة‬

‫وكالة سمارت ‪ -‬خاص ضوضاء‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�علنت وزارة الخارجية المريكية‪ ،‬الربـعــاء ‪- 9-24‬‬ ‫‪ّ ،2014‬‬ ‫ضم مجموعتين مقاتلتين في سوريا إلى «قائمة‬ ‫اإلره ــاب» التي تحظر التعامل معهم وتفرض عليهم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫قيودا عديدة‪ .‬وذكرت شبكة الخبار الميركية (سي إن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫إن) �ن الخارجية الميركية وضعت كل من مجموعة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫«جيش المهاجرين والنصار» التي �سست في شباط‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫‪ ،2013‬وحركة «شــام اإلســام» التي �سست في �ب‬ ‫‪ ،2013‬في قائمة اإلرهاب‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وك ــان �ن تعرضت حــركــة �حـ ـرار الـشــام‪ ،‬إح ــدى �كبر‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫المقاتلة‪ ،‬قبيل بدء الضربة المريكية‬ ‫المجموعات‬ ‫ضد تنظيم «الدولة اإلسالمية في العراق والشام»‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وتز ً‬ ‫امنا مع مساع �مريكية لتوحيد المعارضة السورية‪،‬‬ ‫بهدف تشكيل جبهة مناهضة «للتنظيم»‪ ،‬تعرضت‪،‬‬ ‫أ‬ ‫لضربة موجعة �فقدتها معظم قيادييها‪ ،‬وسط تزايد‬ ‫أ‬ ‫عمليات االغتيال التي تطال قـيــاديـ ــي الصف الول‬ ‫والثاني للفصائل المقاتلة في مناطق عــدة‪ ،‬وخاصة‬ ‫في ريف إدلب‪.‬‬ ‫وفي حين أ�طلقت الكـثير من التكهنات حول حصول‬ ‫أ‬ ‫اختراق في صفوف �حرار الشام‪ ،‬كشف قيادي بارز في‬ ‫الحركة عن تفاصيل حادثة االنفجار حسب وصفه‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الذي وقع يوم ‪� 9‬يلول الفائت في المقر السري والهم‬ ‫للحركة‪ ،‬ويسمى بالمقر «صفر» في مدينة رام حمدان‬ ‫بريف إدلــب‪ ،‬حيث قضى زعيم الحركة حسان عبود‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫(الملقب ب�بي عبد الله الحموي) وشقيقيه مع �كـثر من‬ ‫‪ 45‬قياديا آ�خرين ‪،‬كانوا في اجتماع لمجلس الشورى‬ ‫التابع للحركة‪.‬‬

‫هذه اللجنة‪ ،‬تتحرى‪ ،‬ولم نتوصل بعد للخالصة ومعرفة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الحقيقة كاملة‪ .‬و�ضــاف‪« :‬ال نوجه �صابع االتهام إلى‬ ‫أ‬ ‫�حد‪ ،‬ولكن قوات النظام وخوارج العصر‪ ،‬هم الشامتين‬ ‫بما حصل»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ونقل مراسل «سمارت» عن مصدر عسكري مطلع �ن‬ ‫أ‬ ‫القادة اجتمعوا في مقر «تحت الرض‪ ،‬مكون من غرفة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫كبيرة لالجتماعات و�خرى لالستقبال»‪ .‬و�ضاف «�ثناء‬ ‫أ‬ ‫االجتماع انفجرت مــادة ما داخــل المقر‪� ،‬دت لمقتل‬ ‫أ‬ ‫سبعة قــادة‪ ،‬وسط تصاعد دخــان �ســود كـثيف‪ ،‬ولم‬ ‫أ‬ ‫يمض �كـثر من ‪ 10‬دقائق حتى قضى كل من بداخل‬ ‫أ‬ ‫المقر»‪ .‬و�كــد المصدر «وجــود ‪ 75‬شخصا في المقر»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وقــال‪�« :‬خرجنا شخصا واحــدا على قيد الحياة‪ ،‬فيما‬ ‫قضى آالخرون»‪ ،‬مشي ًرا إلى أ�نه «لم يدخل أ�ي انتحاري‬ ‫إلى االجتماع‪ ،‬وال توجد سيارة مفخخة وال قصف جوي»‪.‬‬

‫نبذة عن الحركة‬ ‫أ‬ ‫حــركــة �ح ـ ـرار ال ـشــام هــي إح ــدى الـفـصــائــل العسكرية‬ ‫أ‬ ‫اإلسالمية ت�سست يوم ‪ 11‬تشرين الثاني ‪ .2011‬وفي‬ ‫أ‬ ‫‪ 31‬كانون الثاني ‪� ،2014‬علنت الحركة اندماجها مع‬ ‫تشكيالت إسالمية ضمن الجبهة اإلسالمية‪ ،‬وهي لواء‬ ‫التوحيد وحركات الفجر اإلسالمية‪ ،‬وكـتائب اإليمان‬ ‫المقاتلة‪ ،‬وجيش اإلسالم‪ ،‬وصقور الشام وغيرها‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وتعرف حركة �حرار الشام نفسها ب�نها «حركة إسالمية‬ ‫إصالحية تجديدية»‪ ،‬و«تكوين عسكري‪ ،‬سياسي‪،‬‬ ‫اجتماعي‪ ،‬إسالمي شامل‪ ،‬يهدف إلى إسقاط النظام‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫السدي‪ ،‬وبناء دولة إسالمية»‪ .‬وكانت تعتبر من �قوى‬ ‫الجماعات المسلحة في سوريا قبل تنامي قوة تنظيم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الدولة اإلسالمية‪ .‬ومنذ ت�سيسها فرضت نفسها ك�حد‬ ‫أ أ‬ ‫�هــم و�قــوى الفصائل العسكرية‪ ،‬إذ خاضت معارك‬ ‫كـثيرة مع قوات النظام‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وقال �بو عبد الرحمن الغاب‪ ،‬قائد «لواء المهاجرين وتتركز قــوة �ح ـرار الـشــام فــي محافظتي إدلــب وحلب‬ ‫أ‬ ‫والنصار» في الحركة‪ ،‬إن القادة اجتمعوا في مقر‬ ‫مصنعة ً‬ ‫قريب من مستودع يحتوي ذخيرة ّ‬ ‫محليا‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ويتضمن م ــواد تـتــ�ثــر بـشــدة ال ـح ـرارة‪ ،‬مـشـيـ ًرا إلــى‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ن انفجارا حصل في المستودع‪ ،‬ما �ودى بحياة‬ ‫قياديــي الحركة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�وض ــح �بــو عبد الرحمن لــ«سـمــارت»‪� ،‬ن هناك‬ ‫حاالت اختناق بين الضحايا نتجية تسرب الغازات‬ ‫أ‬ ‫الناتجة عن االنفجار‪ .‬و�ض ــاف «تــم تشكيل لجنة‬ ‫أ‬ ‫تقصي حقائق‪ ،‬ومنهم �طباء وكيمائيين‪ ،‬وال تزال‬

‫‪18‬‬

‫آب ‪ -‬أيلول ‪ 2014‬العدد (‪)13‬‬

‫شمالي سوريا‪ ،‬حيث بــرزت قوتها في مواجهة جيش‬ ‫النظام في مواقع عدة مثل طعوم وتفتناز وجبل الزاوية‬ ‫أ‬ ‫وسراقب و�ريحا وبنش وغيرها من قرى إدلــب‪ .‬ومن‬ ‫أ‬ ‫�هم المعارك التي خاضتها الحركة معركة تحرير مدينة‬ ‫أ‬ ‫الرقة‪ ،‬التي كانت �ول مدينة تخرج عن سيطرة النظام‬ ‫السوري‪ ،‬ومعركة مطار تفتناز العسكري بريف إدلب‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وتشتمل الحركة على عدد من ال لوية والكـتائب‪ ،‬ومن‬ ‫أ‬ ‫�نشطها لواء التمكين شمال مدينة إدلب‪ ،‬الذي يعتبر‬ ‫أ‬ ‫نــواة تشكيل كـتائب �ح ـرار الـشــام‪ ،‬ومــن الكـتائب‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ج ـنــاد ال ـشــام فــي ط ـعــوم‪ ،‬و�ح ـفــاد عـلــي فــي تفتناز‪،‬‬ ‫أ‬ ‫والكـتيبة الخضراء وعباد الرحمن في �ريحا‪ ،‬وسارية‬ ‫الجبل في جبل الـزاويــة‪ ،‬والشيماء في معردبسية‪،‬‬ ‫والتوحيد واإليمان في معرة النعمان‪ ،‬وكـتيبة الفرقان‬ ‫في سراقب‪ ،‬وجميعها في ريف إدلب‪ ،‬إضافة إلى لواء‬ ‫اإليمان وكـتيبة صالح بريف حماة‪.‬‬ ‫محاربة تنظيم «الدولة»‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫تـقــاتــل حــركــة �ح ـ ـرار ال ـشــام �ي ـضــا تنظيم «الــدولــة‬ ‫اإلسالمية» في سوريا‪ .‬وبرز الخالف بين الطرفين‬ ‫أ أ‬ ‫بعد قيام التنظيم بقطع ر�س �مير الحركة في تل‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫�بيض �بو ريان (الطبيب حسين سليمان)‪� ،‬واخر‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫‪ 2013‬لتبد� الحرب بين الطرفين بعد �ن �مهل قائد‬ ‫الحركة حسان عبود‪ ،‬تنظيم «الدولة» مهلة لتسليم‬ ‫أ‬ ‫قتلة �بو ريان‪ ،‬ومن ثم قام التنظيم بتصفية العديد‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تقرير‬

‫من قادة الحركة وعناصرها‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وسبق �ن اتهمت الحركة‪ ،‬التنظيم بالمسؤولية عن‬ ‫أ‬ ‫هـجــوم وق ــع فــي شـبــاط الـفــائــت‪� ،‬ودى بـحـيــاة بعض‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�عضائها بينهم القيادي �بــوخــالــد الـســوري‪ .‬كما ُقتل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫المدفعية والصواريخ في �حرار‬ ‫�بو المقدام‪ ،‬قائد لواء‬ ‫أ‬ ‫الشام‪ً ،‬‬ ‫ذبحا على يد تنظيم الدولة في �يار الفائت‪ .‬جاء‬ ‫ذلك بعد معارك عنيفة بين الجانبين في محافظات‬ ‫الرقة وحلب وإدلب‪ ،‬قتل خاللها المئات من الطرفين‪.‬‬ ‫ونفى «تنظيم الدولة» مسؤوليته عن اغتيال قياديــي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫«�حرار الشام» في التفجير الخير‪ ،‬بعدما وجهت �صابع‬ ‫أ‬ ‫االتهام إليه من قبل البعض‪ ،‬في حين اتهم المين‬ ‫العام لال ئـتالف الوطني لقوى الثورة والمعارضة نصر‬ ‫الحريري‪ ،‬النظام السوري بتدبير التفجير‪ ،‬عـ ّـاد ًا إياه‬ ‫أ‬ ‫«استهدافا ً‬ ‫ً‬ ‫واضحا من نظام بشار السد لصوت االعتدال‬ ‫أ‬ ‫في سوريا الذي تقوده (حركة �حرار الشام)‪ ،‬في مقابل‬ ‫صوت التطرف الذي يقوده تنظيم الدولة اإلسالمية»‪.‬‬ ‫كما نعى قياديون بجماعة اإلخوان المسلمين في سوريا‬ ‫قــادة الحركة‪ ،‬متهمين من وصفوه بـ«المستبد بشار‬ ‫أ أ‬ ‫السد و�دواته الشريرة» بالوقوف خلف العملية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ومــن جانبه‪� ،‬صــدر الجيش الحر وكـتائب إسالمية‪،‬‬ ‫بيانات نــددت باغتيال القائد العام للحركة وعــدد من‬ ‫الـقـيــاديـيــن فـيـهــا‪ ،‬وق ــدم قــائــد «جـبـهــة ث ــوار ســوريــا»‪،‬‬ ‫جمال معروف‪ ،‬العزاء لـلحركة‪ً ،‬‬ ‫واصفا عملية االغتيال‬ ‫ً‬ ‫مستشهدا بــدور الـقــادة في‬ ‫«بالخسيسة والجبانة»‪،‬‬ ‫القتال ضد قوات النظام‪ .‬ونعت «الجبهة اإلسالمية»‬ ‫أ‬ ‫في بيانها‪ ،‬مقتل القائد العام لحرار الشام‪ ،‬وعدد من‬ ‫أ‬ ‫بالث�ر لهم‪ ،‬كذلك نشرت حركة نور‬ ‫قيادييها‪ ،‬واعــدة‬ ‫أ‬ ‫ً أ‬ ‫الدين زنكي بيانا‪� ،‬كدت فيه على «مشاركة حركة �حرار‬

‫أ‬ ‫الشام مصابها في مقتل قيادييها»‪ ،‬و�نها «لن تتوانى‬ ‫أ‬ ‫عن نصرتها والث�ر للقياديين»‪.‬‬

‫أ‬ ‫رموزه و�ركانه‪ ،‬وإقامة دولة العدل والقانون والحريات‬ ‫بمعزل عن الضغوط واإلمالءات‪ ،‬تكون ذات سيادة»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫كما قضى في االنفجار الخير كل من‪� :‬بو طلحة (القائد‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫العسكري)‪� ،‬بــو يزن الشامي (�مير الحركة في حلب‬ ‫أ‬ ‫سابقا ‪ -‬عضو مجلس شــورى الجبهة اإلسالمية)‪� ،‬بو‬ ‫أ أ‬ ‫الزبير (قائد لواء اإليمان في حماة)‪� ،‬بو �يمن (قائد لواء‬ ‫بدر ومسؤول مكـتب التخطيط للحركة)‪ ،‬وتضمنت‬ ‫أ‬ ‫أ ًأ‬ ‫يضا �حمد يوسف بدوي (�مير إدلب سابقا)‪،‬‬ ‫القائمة �‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�بو حذيفة الرقة (�مير الرقة)‪� ،‬بو عبد الملك الشرعي‬ ‫أ‬ ‫(شرعي في الجبهة اإلسالمية و�حد قيادات الحركة)‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�بــو طلحة (رئـيــس المؤسسة العسكرية)‪� ،‬بــو الخير‬ ‫طعوم أ(�مير الحركة ً‬ ‫حديثا بعد استقالة ابــو عبد الله‬ ‫أ‬ ‫الحموي)‪� ،‬بو سارية الشامي‪ ،‬محب الدين الشامي‪،‬‬ ‫ابو حمزة الرقة‪.‬‬

‫قياديون قضوا في االنفجار‬ ‫أ‬ ‫وحـ ــول قـ ــادة حــركــة �ح ـ ـرار ال ـش ــام ال ــذي ــن ق ـضــوا في‬ ‫الحادثة‪ ،‬حسب مصادر الحركة نفسها‪ ،‬حسان عبود‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫(�بي عبدالله الحموي )‪ ،‬وهو قائد حركة �حرار الشام‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وتزعم عبود �حرار الشام‪ ،‬التي انشئت بعد اتحاد �ربع‬ ‫أ‬ ‫فصائل سورية‪ ،‬وهي كـتائب �حرار الشام وحركة الفجر‬ ‫اإلسالمية وجماعة الطليعة اإلسالمية وكـتائب اإليمان‬ ‫المقاتلة‪.‬‬ ‫وكــان حـســان عـبــود مــدرس للغة االنكليزية‪ ،‬اعتقله‬ ‫النظام في منتصف عام ‪ ،2004‬وقام باالفراج عنه بعد‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫قرابة الثالثة �شهر من انطالق الثورة السورية في �ذار‬ ‫‪ .2011‬وينتهج عبود الفكر السلفي‪ ،‬وقد «نبذ العنف‬ ‫والتطرف والغلو»‪ ،‬من خالل الميثاق الثوري الذي وقع قيادات جديدة للحركة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫عليه الى جانب فصائل مقاتلة في سوريا‪ ،‬حيث نص بـعــد حــادثــة االن ـف ـجــار الخ ـي ــر‪� ،‬ع ـل ـنــت ال ـحــركــة عن‬ ‫ً ً أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫عاما‪ ،‬و«�بو‬ ‫في �برز بنوده على �ن «الهدف هو إسقاط النظام وكافة تعيين المهندس «هاشم �بو جابر» قائدا‬ ‫عسكريا ً‬ ‫ً‬ ‫صالح طحان» ً‬ ‫عاما‪ .‬وعزى القائد العام‬ ‫قائدا‬ ‫الجديد‪ ،‬عناصر الحركة بمقتل قيادييها‪ ،‬وقــال ّإن‬ ‫القادة الذين قضوا في ريف إدلب «كانوا دعاة تجمع‬ ‫ال فرقة‪ ،‬وقضوا على ما اجتمعوا عليه»‪ .‬وتوجه القائد‬ ‫العام الجديد لمن أ�سماهم «مجاهدي الشام»‪ً ،‬‬ ‫مؤكدا‬ ‫أ‬ ‫التزام الحركة بعهودها و�هدافها‪ ،‬فيما طالب عناصر‬ ‫الحركة «بالصبر والثبات رغم المحنة‪ ،‬وعــدم التفرق‬ ‫أ أ‬ ‫جراء المصيبة»‪ .‬و�كد «�بو جابر» على استمرار الحركة‬ ‫في العمل والقتال‪ ،‬ومواصلة «الطريق التي رسمها‬ ‫الشهداء بدمائهم»‪ ،‬في إشارة إلى قادة وعناصر الحركة‬ ‫الذين قضوا في الحادثة‪.‬‬ ‫آب ‪ -‬أيلول ‪ 2014‬العدد (‪)13‬‬

‫‪19‬‬


‫ضوء‬

‫ترجمة‬

‫سلسلة تفكك النظام‪ /‬الحلقة الرابعة‬ ‫في عائلة األسد اإلبنة ثم الوالدة‬

‫أ‬ ‫وصلت مؤخ ًرا إلى دبي �نيسة مخلوف‪ ،‬زوجة «حافظ‬ ‫أالسد» ووالدة «بشار أالسد»‪ً .‬‬ ‫ووفقا لصحيفة القدس‬ ‫أ‬ ‫العربي اللندنية‪� ،‬ن هذه الرحلة ليست ّإال زيارة عائلية‬ ‫بسيطة تقوم بها أ�نيسة مخلوف إلبنتها الكبرى بشرى‬ ‫أ‬ ‫السد التي تقيم في دولة االمــارات العربية المتحدة‪.‬‬ ‫آ‬ ‫وك ــان ــت ب ـشــرى بـعــد وف ــاة زوج ـه ــا‪� ،‬ص ــف شــوكــت‪،‬‬ ‫والهجوم الذي وقع في ‪ 18‬يوليو‪/‬حزيران ‪ 2012‬داخل‬ ‫أ‬ ‫مكـتب الم ــن الـقــومــي فــي دمـشــق‪ ،‬فضلت مـغــادرة‬ ‫ً أ‬ ‫خاصة و�نها كانت تشتبه في الواقع بوجود‬ ‫سوريا‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ٍيد لشقيقها الصغر «�بــو حافظ»‪ ،‬وراء وفــاة زوجها‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وهذا الخير‪ ،‬كما هو معروف‪ ،‬كان له وزن كبير داخل‬ ‫أ‬ ‫النظام واستطاع �ن يحقق الكـثير على صعيد العالقات‬ ‫أ‬ ‫قلق ليس فقط لبشار السد‬ ‫الخارجية مما شكل مصدر ٍ‬ ‫أ‬ ‫ولكن أ� ً‬ ‫يضا لشقيقه ماهر‪ .‬وماهر السد يتسم بالعنف‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وسرعة الغضب‪ ،‬حتى �نه في �حد فورات غضبه قبل‬ ‫أ‬ ‫سنوات فتح النار على صهره و�صابه في بطنه ليسافر‬ ‫بعد ذلك ويتلقى العالج في مستشفى فال دو جراس‬ ‫(‪ )Val-de-Grâce‬في باريس‪.‬‬

‫أ‬ ‫لحافظ السد‪.‬‬ ‫وقــد عملت الصحيفة على تبرير استقبال االم ــارات‬ ‫أ‬ ‫ًأ‬ ‫موضحة �ن السلطات في دبي ال تمنع‬ ‫لنيسة مخلوف‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ� ً‬ ‫حدا من زيارة عائلته وب�ن السيدة مخلوف ليست ّإال‬ ‫مواطنة سورية عادية تزور ابنتها‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ن بشار السد ّعبر عن ترحيبه �قل بكـثير برنا ورغدة‪،‬‬ ‫آ‬ ‫ابنتا الدكـتاتور الخر صدام حسين عندما حاولتا طلب‬ ‫اللجوء في بالده في نهاية شهر حزيران عام ‪ ، 2003‬ال‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫بتجريدهن من جميع‬ ‫بل قامت �جهزة المن السورية‬ ‫أ‬ ‫وجود بشرى السد في دولة اإلمارات العربية المتحدة المدخرات الصغيرة التي حملنها في حقائبهن ّ‬ ‫وهن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫كــان قبل بضعة �شـهــر‪ ،‬موضع تكهنات‪ ،‬لكن هذه متجهات نحو الردن‪.‬‬ ‫الـمــرة‪ ،‬الخبر مــؤكــد ولــم يعد مــوضــع شــك‪ ،‬ال سيما‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫�ن الت�كيد لصحيفة القدس العربي جــاء على لسان وكي تثبت الصحيفة �ن هذه الزيارة عادية‪ ،‬ال تختلف‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الجنرال ضاحي خلفان‪ ،‬المدير العام ألشرطة إمــارة عن غيرها من الــزيــارات لي مواطن عــادي‪� ،‬شــارت‬ ‫أ‬ ‫دبي‪ ،‬والذي دارت حوله وحول بشرى السد في بداية إلى �ن االمارات العربية تستقبل بشكل دائم ودون‬ ‫أ‬ ‫شهر ديسمبر ‪ 2012‬الك أـثير من الشائعات التي يصفها �ي موانع عدد كبير من شخصيات معروفة من رجال‬ ‫أ‬ ‫هو بالخبيثة والتي تفيد ب�نه الزوج الجديد لإلبنة البكر العمال المقربين من السلطة السورية‪ .‬لكن الصحيفة‬

‫‪20‬‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫آب ‪ -‬أيلول ‪ 2014‬العدد (‪)13‬‬

‫تجاهلت وبشكل واض ــح السياسات الـصــارمــة التي‬ ‫فرضتها دولة االمــارات العربية المتحدة على العمال‬ ‫أ‬ ‫الج ــان ــب والـســوريـيــن بشكل خ ــاص‪ ،‬فيما يتعلق‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بمنح ت�شيرات الدخول إلى �راضيها‪ .‬ال بل �كـثر من‬ ‫ذلــك‪ ،‬تجاهلت الصحيفة أ� ً‬ ‫يضا التهديدات المعلنة‬ ‫والصريحة التي وجهتها الدولة المذكورة للسوريين‬ ‫أ‬ ‫المعارضين لنظام بشار الس ــد‪ ،‬حيث تــم إنــذارهــم‬ ‫بالطرد من عملهم وإخراجهم من البالد‪ .‬وتستشهد‬ ‫أ‬ ‫الصحيفة‪ ،‬لدعم حجتها بحالة رجل العمال فراس‬ ‫طالس‪ ،‬نجل وزير الدفاع السابق مصطفى طالس‪،‬‬ ‫الذي «يتحرك بحرية بين دبي وباريس»‪ .‬المثال ليس‬ ‫ً‬ ‫اعتباطيا‪ ،‬والقصد منه إثبات الطبيعة غير السياسية‬ ‫أ‬ ‫لعادات الضيافة في اإلمــارات‪ ،‬على اعتبار �ن عائلة‬ ‫أ‬ ‫طالس ن�ت بنفسها عن النظام واصطفت إلى جانب‬ ‫المعارضة‪،‬حسب ما تريد الذهاب اليه القدس العربي‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وذكــرت الصحيفة �يـضـ ًـا‪ ،‬مع بعض ســوء النية‪� ،‬ن‬ ‫أ‬ ‫«السفارة السورية في �بوظبي تعمل بشكل طبيعي‪،‬‬


‫ضوء‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫ترجمة‬

‫وتقوم بحماية مصالح المواطنين السوريين وتجديد‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫صحيحا‪ ،‬فــإن هذا‬ ‫جــوازات سفرهم»‪ .‬إذا كــان المــر‬ ‫سـيـكــون ويـجـعــل مــن ال ـس ـفــارة اس ـت ـث ـنـ ًـاء مـلـحــوظـ ًـا‪.‬‬ ‫فبحسب الـقــاعــدة الـســائــدة فــي كــل مـكــان‪ ،‬بما فيها‬ ‫سفارة سورية في فرنسا قبل إغالقها‪ ،‬يجب على كل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫س ــوري مغترب �و الجــئ �و منفي �ن يــذهــب بنفسه‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫إلى سوريا الستصدار �وراق رسمية �و شخصية‪ ،‬بما‬ ‫فيها وثائق الحالة المدنية‪ .‬وبالطبع‪ ،‬من المستحيل‬ ‫بالنسبة للكـثيرين منهم االمتثال لهذا الـشــرط‪ ،‬وال‬ ‫سيما الممنوع منهم من مغادرة البالد بسبب انتهاء‬ ‫آ‬ ‫ًأ‬ ‫جيدا �نه‬ ‫صالحية جواز السفر‪ ،‬والبعض الخر يعرف‬ ‫سيتم اقتياده فــو ًرا من المطار حــال وصوله وإذال لــه‬ ‫أ‬ ‫بجميع الساليب التي باتت معروفة في شتى فروع‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫معارضا يعني إعفاء‬ ‫المخابرات الـســوريــة‪� .‬ن تكون‬ ‫السفارات والقنصليات من متابعة شؤونك واالستجابة‬ ‫لطلباتك‪ً ،‬‬ ‫ووفقا لشهادة الصحفي الـســوري‪ ،‬موسى‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫العمر‪ ،‬منذ �قل من �سبوع‪� ،‬ن هذا هو بالضبط ما‬ ‫أ‬ ‫يحدث في �بوظبي!‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بشار السد ّعبر عن ترحيبه �قل بكـثير‬ ‫�ن تمكنت في نهاية المطاف من حل هذه المشكلة‪،‬‬ ‫آ‬ ‫آ‬ ‫لكنها لم تفعل ً‬ ‫برنا ورغدة‪ ،‬ابنتا الدكـتاتور الخر صدام‬ ‫شيئا عندما تم ترقية �صــف شوكت‬ ‫إلى الصف التالي‪ّ ،‬‬ ‫ولمح عن استيائه لتقليص مهامه‬ ‫حسين عندما حاولتا طلب اللجوء في‬ ‫كرئيس لالستخبارات العسكرية وتعيينه في منصب‬ ‫بالده في نهاية شهر حزيران عام ‪2003‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مساعد القائد العام للقوات المسلحة‪.‬‬ ‫‪ ،‬ال بل قامت �جهزة المن السورية‬ ‫وكــان آ�صــف شوكت قــد اتخذ موقعه السابق ً‬ ‫بتجر ّ‬ ‫رسميا‬ ‫يدهن من جميع المدخرات الصغيرة‬ ‫التي حملنها في حقائبهن ّ‬ ‫في ‪ 14‬فبراير ‪ ،2005‬يــوم حــدث التفجير في بيروت‬ ‫وهن متجهات‬ ‫أ‬ ‫والــذي راح ضحيته رفيق الحريري وموكبه‪ ،‬وتوليه‬ ‫نحو الردن‪.‬‬ ‫أ‬ ‫المنصب الجديد كان يعني بالنسبة له حرمانه من �ي‬ ‫أ‬ ‫كان موقع ‪ All4Syria‬على االنترنت‪� ،‬ول من لفت سلطة حقيقية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫االنتباه إلى مغادرة بشرى الســد لسوريا في سبتمبر‬ ‫‪ 2012‬واالنتقال إلى دبي واالستقرار فيها‪ ،‬وبهذا الخبر وحسب مــا جــاء على موقع ‪ ،All4Syria‬فــإن زيــارة‬ ‫أ أ أ‬ ‫ً أ‬ ‫يكون موقع المعلومات هذا قد �ثبت �نه �قل‬ ‫سذاجة �نيسة مخلوف البنتها كانت متوقعة‪ ،‬فمنذ وصول‬ ‫من صحيفة القدس العربي اللندنية‪ .‬وقد أ�كد الموقع أ�ن بـشــرى إل ــى دب ــي ب ـ أـد�ت تحضر وتـعــد مــا هــو ض ــروري‬ ‫رحيل بشرى ليس ّإال ً‬ ‫رسالة واضحة موجهة إلى شقيقها الستقبال والدتها‪ .‬وكانت قد زارتها في دمشق خالل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫الذي لم يتردد في إعطاء المر لقتل زوجها‪ ،‬جنبا إلى عيد الضـحــى في نهاية تشرين ‪ 2012‬واتفقت معها‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫جنب مع ضباط كبار �خرين‪ .‬كما و�شــار الموقع إلى حول تفاصيل العملية‪ .‬هذا هو السبب الــذي جعل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ن الصيدالنية كانت قد عاشت بالفعل في �بوظبي الموقع ال يتردد في عنونة مقالته عن هذا الموضوع بـ ــ‪:‬‬ ‫ً أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫لمدة سنة تقريبا في �واخر عام ‪ 2007‬احتجاجا منها «والدة بشار السد تترك ابنها المجرم وتلتحق بابنتها»‬ ‫أ‬ ‫على التهميش المستمر لزوجها‪ .‬وعادت إلى دمشق بعد �نيسة مخلوف قد تكون بحاجة إلى الراحة‪ ،‬كما زعمت‬

‫بعض وسائل اإلعــام التي تحدثت عن «زيــارة» من‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بضعة �يام لالستجمام‪ .‬من المحتمل �نها لم تعد تطيق‬ ‫أ‬ ‫�ص ــوات وضجيج الـطــائـرات التي تحلق فــوق المدن‬ ‫أ أ‬ ‫السورية وتقصفها‪� ،‬و �نها ربما منزعجة من ضجيج‬ ‫أ‬ ‫القذائـف والقنابل التي تسقط على �ج ـزاء كبيرة من‬ ‫البالد‪ ،‬و ربما لم تعد تحتمل نداءات االستغاثة التي‬ ‫يطلقها السوريين لتوقف حماقة ابنها المدمرة‪ .‬ولكننا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وبكل ت�كيد ال نستبعد �نها اخـتــارت العيش لبعض‬ ‫أ‬ ‫الوقت في مكان �كـثر استقرا ًرا من «السفينة الحربية‬ ‫المبحرة في البحر المتوسط تحت الحماية الروسية»‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫التي يقول البعض �ن بشار السد اتخذها الن كملج�‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وب�نه سيبقى ً‬ ‫مقيما فيها إلى‬ ‫له مع زوجتة و�طفاله‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫حين �ن يجد شيء �فضل للقيام به‪.‬‬

‫آ‬ ‫كان �صف شوكت قد اتخذ موقعه السابق‬ ‫ً‬ ‫رسميا في ‪ 14‬فبراير ‪ ،2005‬يوم حدث‬ ‫التفجير في بيروت والذي راح ضحيته‬ ‫رفيق الحريري وموكبه‪ ،‬وتوليه المنصب‬ ‫الجديد كان يعني بالنسبة له حرمانه من‬ ‫أ‬ ‫�ي سلطة حقيقية‪.‬‬ ‫إال إذا كانت قد زارت دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫أ‬ ‫للمضي ً‬ ‫قدما‪ ،‬طالما �نه ما زال هناك وقت‪ ،‬واالستثمار‬ ‫أ‬ ‫في بعض الصــول الشخصية‪ .‬وعائلة مخلوف‪ ،‬مثل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫عائلة الســد‪ ،‬عقالء جـ ًـدا‪ ،‬على القــل عندما يتعلق‬ ‫أ‬ ‫المــر بالمال‪ ،‬لوضع جميع بيضهم في سلة واحــدة‪.‬‬ ‫ســواء كــان فــي فـنــزويــا‪ ،‬حيث يقيم رامــي مخلوف‪،‬‬ ‫ابن أ�خيها‪ ،‬ويدير ثمرة أ�كـثر من ‪ً 40‬‬ ‫عاما من النهب‬ ‫أ أ‬ ‫الجماعي‪ ،‬والــذي قيل ب�نه �رســل مؤخ ًرا ‪ 6‬مليارات‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫دوالر‪� ،‬عيد استثمارها في عام ‪ 2011‬في �عمال خيرية‬ ‫مــن نــوع جــديــد‪ .‬وك ــان االب ــن الـبـكــر لمحمد مخلوف‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�عـطــى �وام ــر لرجله مصعب نويعش لالستثمار في‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�عمال مربحة‪ ،‬مثل النوادي الليلية وقاعات ال لعاب‬ ‫أ‬ ‫والمنتجعات فــي مختلف بـلــدان �مــريـكــا الالتينية‪،‬‬ ‫لتقديم الدعم البن عائلته رئيس الدولة‪.‬‬ ‫ترجمة‪ :‬زويا منصور‬

‫آب ‪ -‬أيلول ‪ 2014‬العدد (‪21 )13‬‬


‫ضوء‬

‫ترجمة‬

‫المرأة والثورة السورية‬

‫ترجمة‪ :‬ليلى كريم‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫عن �ي امر�ة يجب �ن نتكلم في هذا الوقت من الزلزال الذي يهز سورية منذ ثالث‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫سنوات؟ الفالحة‪� ،‬م المراة المتمدنة العاملة‪� ,‬م المعلمة‪� ,‬م ربة منزل‪ ...‬؟‬ ‫أ‬ ‫منذ بداية الثورة في مارس ‪ ،2011‬كان الخط الوحيد الفاصل‪ ،‬كما هو المر بالنسبة‬ ‫لجميع السوريين‪ ،‬هو الخط ما بين اللواتي شاركن في الثورة‪ ،‬واللواتي تدعمن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫النظام الدكـتاتوري‪ :‬بين المر�ة التي تعمل‪ ،‬والمر�ة التي تصعد فج�ة»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫كانت سورية تخضع منذ عام ‪ 1963‬لنظام �مني يمسك المجتمع بنسائه‪ ،‬رجاله‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�طفاله‪ ،‬بقبضة حديدية عبر مجموعة من الجهزة المنية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫اتـخــذت الـمـر�ة فــي ســوريــة الطريق نحو حريتها‪ ،‬للحصول على حقوقها‪ ،‬منذ‬ ‫أ‬ ‫االستقالل في عام ‪ ،1946‬طالبت بإصرار من �جل مكان حقيقي في المجتمع‪،‬‬ ‫ومن أ�جل حقها في العمل‪ ،‬إلصالح وضع الم أر�ة البالغة بإعطائها ً‬ ‫حقوقا على وجه‬ ‫المساواة مع الرجل‪ .‬حركة المجتمع بمجملها‪ ،‬ببطء ولكن بثبات‪ ,‬كانت تسير‬ ‫في هذا االتجاه‪.‬‬ ‫أ‬ ‫حقوق المر�ة المصادرة‬ ‫أ‬ ‫منذ عام ‪ ،1970‬نظام ديكـتاتوري استولى على البالد‪ .‬هناك �جيال عاشت وتعيش‬ ‫التحول إلى الدكـتاتورية‪ ،‬الخضوع التام للسلطة‪ ،‬حظر للتفكير المغاير‪ ،‬حظر‬ ‫بالتالي لكل مبادرة فردية‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬نجح النظام بزرع الخوف في قلب‬ ‫تحد من خالل ارتكاب مجازر قاسية‪ً ،‬‬ ‫المواطن‪ ،‬وردع أ�ي ّ‬ ‫خاصة تلك المرتكبة‬ ‫آ‬ ‫عام ‪ 1982‬في حماة‪ ،‬وهي مدينة في وسط سورية‪ُ ،‬قصفت بالمدفعية وفقد الالف‬ ‫أ‬ ‫من المدنيين حياتهم‪� .‬عقب هــذه المجزرة على الفور تصفية لجميع محاوالت‬ ‫أ‬ ‫االحتجاجات السياسية‪ ،‬و�رسل الكـثير من الرجال والنساء والمثقفين واليساريين‬ ‫واإلسالميين‪ ,‬للموت في السجون لسنوات عديدة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫في هذا النظام الشمولي‪ ،‬قضية حقوق المر�ة‪ ،‬مثلها مثل بقية القضايا‪ ،‬تمت‬ ‫مصادرتها من قبل المؤسسات الرسمية للنظام (االتحاد النسائي)‪ ،‬ولم يكن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫للنساء المتظاهرات مكان في هذه المؤسسة‪ ،‬ولم يتح لي جماعة �و جمعية �ن‬ ‫توجد خارج هذا الكيان الرسمي‪.‬‬ ‫أ‬ ‫النظام الذي ُيفترض �نه علماني‪ ,‬عمل على تعزيز قبضته على النساء من خالل‬ ‫تعزيز حركة إسالمية رجعية «القبيسيات»‪ ،‬هدفها هو التلقين الديني للنساء عن‬ ‫أ‬ ‫طريق مشرفات تربطهن عالقة وثيقة مع ضباط المن‪ .‬وهكذا‪ ،‬أ�نشئت في دمشق‬ ‫أ‬ ‫وحدها‪ ،‬ثمانين مدرسة تابعة لهذه المجموعة‪ ،‬و تم ت�سيس مــدارس الطائـفة‬ ‫السنية‪ ،‬وتوفير التعليم الديني للفتيات من سن الرضاعة (بالتوازي مع تعليمهم‬ ‫آ‬ ‫الرسمي)‪ .‬واستقبلت هذه المدارس حتى الن‪ 750،000 ،‬طالبة ‪.‬‬ ‫لم َير أ�ي إصالح يستطيع تغيير وضع الم أر�ة النور خالل ‪ً 45‬‬ ‫عاما من حكم عائلة‬ ‫أ‬ ‫الســد‪ .‬وما زالت الشريعة اإلسالمية سارية المفعول‪ ،‬في الميراث (حيث ترث‬ ‫أ‬ ‫الفتاة نصف ما يرث �خيها)‪ ،‬وتعدد الزوجات شبه مسموح به‪ ،‬كما يمكن للرجل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ن يطلق زوجته حسب مزاجه‪ ،‬وغيرها من التشريعات المجحفة بحق المر�ة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫على المر�ة �ن تقود معركة مزدوجة‪ُ ،‬تطالب بحقوقها كإمر�ة (على المستوى الفردي‬

‫‪22‬‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫آب ‪ -‬أيلول ‪ 2014‬العدد (‪)13‬‬

‫والجماعي) إلعطائها قيمة في المجتمع‪ ،‬والنضال من أ�جل حقوقها ككائن بشري‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫في وجه قمع السلطة‪ ،‬ومن نافل القول‪� ،‬ن العقبة الرئيسية �مام حقوق المر�ة‬ ‫في سورية هي غياب الديمقراطية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫النساء في الصف الول‬ ‫أ‬ ‫بطبيعة الحال‪ ،‬ومهما كانت حالتها وبيئتها االجتماعية‪ ،‬كانت المر�ة في طليعة‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫االحتجاج عندما بــد�‪ .‬المر�ة هي التي نظمت �ولــى االحتجاجات السلمية مارس‬ ‫‪ 2011‬في العاصمة دمشق‪ ،‬رمز قوة السلطة‪ .‬من بين النساء المنظمات‪ ،‬أ� ٌ‬ ‫سماء‬ ‫أ‬ ‫غدت معروفة اليوم‪ ،‬سهير التاسي‪ ,‬رزان زيتونة‪ ،‬وغيرهما‪ .‬وعندما ّتم تفريق‬ ‫أ‬ ‫المظاهرة واعتقال المتظاهرين والمتظاهرات‪ ،‬نظمت النساء اعتصاما �مام وزارة‬ ‫الداخلية للمطالبة باإلفراج عن المعتقلين‪.‬‬ ‫لم ينقص الجموع السورية الثائرة‪ ،‬وجود الوجوه النسائية فيها‪ .‬فدوى سليمان‪-‬‬ ‫وهــي ممثلة‪ -‬كانت تقود المظاهرات في حمص وضواحيها‪ ،‬وكانت تهتف مع‬ ‫أ‬ ‫الجماهير‪»،‬نحن السوريين‪� ،‬ننا متحدون جميعا ضد المافيا في السلطة»‪،‬‬ ‫ُمكذبة خطاب النظام عن الشعب السوري ‪ .‬لكنها‪ ،‬وتحدت التهديد بالقتل‪،‬‬ ‫غادرت سورية خالل عام ‪.2012‬‬ ‫اختيار هذه الممثلة من حمص ال يعود للصدفة‪ ،‬بل هو خيار سياسي ومدروس‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ففدوى سليمان علوية (إنها من القلية التي تنتمي إليها عائلة السد)‪ ،‬وحمص هي‬ ‫أ‬ ‫رمزالثورة‪ ،‬وهي مدينة التي يعيش فيها بسالم سكان من جميع الديان‪ .‬وفيها‪،‬‬ ‫في شهر نيسان ‪ ،2011‬ارتكب النظام المذبحة الثانية له ‪ ،‬بعد تلك التي ارتكبها‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫في درعا ً‬ ‫جنوبا‪ .‬وذلك بعد �ن احتل ال الف من نشطاء السالم الميدان الرئيسي‬ ‫في المدينة‪ ،‬على طريقة ميدان التحرير في القاهرة‪ ،‬مصر‪.‬‬ ‫أ‬ ‫�طلق مسلحون النار على الحشد مما تسبب في مقتل العشرات‪ ،‬ومئات الجرحى‪،‬‬ ‫آ‬ ‫كما تم اعتقال ال الف زجوا في السجون‪.‬‬ ‫فترة المظاهرات السلمية‬ ‫أ‬ ‫شاركت النساء من جميع الطبقات االجتماعية‪ ،‬ومن كافة العمار‪ ،‬بنشاط منذ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫اليوم الول للثورة السورية‪ .‬في الريف كما في المدينة‪ً � ،‬يا كانوا‪� :‬مهات‪ ،‬طالبات‪،‬‬ ‫موظفات‪ ،‬عامالت‪ ،‬معلمات‪ ،‬محاميات‪ ،‬طبيبات‪ ،‬شاركت النساء في تنظيم‬ ‫المظاهرات‪ ،‬وشاركن في التظاهرات‪ ،‬قدمن المساعدة للجرحى‪ ،‬وساهمن في‬


‫ضوء‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫ترجمة‬

‫أ‬ ‫إخفاء الرجال والنساء الغرباء الهاربين من الجهزة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المنية‪� ،‬و من القناصة‪.‬‬ ‫لم تكن المتظاهرات مرئيات في الصور التي نقلتها‬ ‫وسائل اإلعالم الغربية‪ ،‬لكن المراقب الدقيق اليالحظ‬ ‫ً‬ ‫وجودا مستم ًرا للنساء في مظاهرات حاشدة في‬ ‫فقط‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫شوارع المدن والقرى‪ ،‬لكن عددا كبيرا من التظاهرات‬ ‫أ‬ ‫التي تم تنظيمها من قبل النساء باسم المر�ة السورية‪،‬‬ ‫( تـجــدر اإلش ــارة الــى ظــاهــرة مثيرة لالهتمام رمــزيـ ًـا‪،‬‬ ‫أ‬ ‫الوجود الدائم على ر�س المتظاهرين لصبي ولفتاة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫و‪13‬عاما‪ ،‬ينشدان في محاولة‬ ‫تتراوح �عمارهم بين ‪11‬‬ ‫لحشد الجماهير)‪.‬‬ ‫في المناطق ذات الوجود المكـثف للمنظمات الرسمية‬ ‫أ‬ ‫يكون من الصعب ً‬ ‫جدا إجراء المظاهرات‪ ،‬فقد �ظهرت‬ ‫النساء ابتكارات جديدة لتحفيز العمل‪ ،‬في دمشق‬ ‫قمن بوضع مكبرات الصوت فوق المباني وفي الحدائق‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫العامة‪ ،‬لتبث الغاني الثورية‪ ،‬كما �طلقن بالونات‬ ‫تحمل مـنـشــورات ُتـشـجــع الـنــاس عـلــى االنـضـمــام إلــى‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫تكريما‬ ‫المتظاهرين‪ ,‬وقمن بطالء الجدران بالحمر‬ ‫أ‬ ‫للثورة والسرى والمفقودين‪.‬‬

‫في هذه الحرب التي شنها النظام‪ ،‬ضد‬ ‫أ‬ ‫الشعب‪ ،‬كانت معاناة المر�ة بشكل‬ ‫أ‬ ‫خاص وحشية �ليمة‪ .‬فبغض النظر عن‬ ‫أ‬ ‫عمرها �و عن وضعها االجتماعي‪ ،‬كانت‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المر�ة ضحية لالغتصاب الجماعي �مام‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫زوجها و�طفالها و�هلها‪ ،‬في مجتمع‬ ‫أ‬ ‫محافظ حيث شرف المر�ة هو في غاية‬ ‫أ‬ ‫الهمية‪ ،‬بل هو السالح الذي يستخدمه‬ ‫أ‬ ‫النظام إلذالل رجال السرة‬ ‫في السويداء (مدينة في جنوب ســوريــة)‪ ،‬ليلة عيد‬ ‫الميالد‪ ،‬فتيات صغيرات‪ ،‬ارتدين لباس بابا نويل‪,‬‬ ‫وقـمــن بـتــوزيــع مـنـشــورات تــدعــو سـكــان الـمــديـنــة إلــى‬ ‫التضامن مع الثوار‪ً ،‬‬ ‫إضافة إلى العديد من اإلجراءات‬ ‫أ‬ ‫التي تبدو هنا سلمية وغير مــؤذيــة‪ّ ،‬إال � ّن مؤلفوها‬ ‫أ‬ ‫كانوا يخاطرون بحياتهم إذا ما اتخذت على �نها حقائق‬ ‫ُتدينهم‪.‬‬ ‫أ‬ ‫هناك �يضا ظاهرة المظاهرات داخل البيت‪ ،‬هناك‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫الالف من �شرطة الفيديو للهواة على ‪ ،youtube‬تظهر‬ ‫نساء بوجوه مغطاة (لعدم الكشف عن هوياتهن)‪،‬‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫تقر�ن البيانات‪ ،‬وترددن الشعارات‪ ،‬وتغنين الغاني‬ ‫الثورية‪ ،‬تلوحن ّ‬ ‫بالالفتات‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ضاعفت النساء �نشطتهن االعتيادية في المدينة كما‬ ‫أ‬ ‫في الريف‪ ،‬في التظاهر �و تنظيم اعتصامات للمطالبة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫باإلفراج عن �بنائهن وبناتهن و�زواجهن المسجونين‬ ‫ظلما‪ .‬وكما في داخل البالد‪ ،‬في الخارج أ� ً‬ ‫ً‬ ‫يضا نظمت‬ ‫النساء نشاطهن الداعم للثورة في تنظيمات عديدة كـ‬ ‫«نساء سوريات للدفاع عن الثورة السورية»‪« ،‬نساء‬ ‫أ‬ ‫سوريات من �جل الديمقراطية»‪.‬‬

‫السنوات!‬ ‫فترة الكـفاح المسلح‬ ‫أ‬ ‫دور ال ـم ـر�ة بـلــغ ذروتـ ــه فــي ع ــام ‪ ،2012‬فـقــد عــانــى‬ ‫السوريون من االعتقال واالغـتـيــال‪ ،‬واختفاء معظم‬ ‫أ‬ ‫ناشطي الصف الول في المعارضة السلمية‪ ،‬خاصة‬ ‫الرجال‪ ،‬فقابل ذلك حركة النساء اللواتي انتظمن في‬ ‫شبكات لنقل المساعدات الطبية والمواد الغذائية‪،‬‬ ‫إلى المناطق المحاصرة والمقصوفة من قبل النظام‪،‬‬ ‫كذلك لدعم الحركة السلمية‪.‬‬

‫فــي هــذه الـحــرب التي شنها الـنـظــام‪ ،‬ضــد الشعب‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫كــانــت مـعــانــاة ال ـم ـر�ة بشكل خــاص وحشية �ليمة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫فبغض النظر عن عمرها �و عن وضعها االجتماعي‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫كانت المر�ة ضحية لالغتصاب الجماعي �مام زوجها‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�طفالها و�هـلـهــا‪ ،‬فــي مجتمع محافظ حيث شرف‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ال ـم ـر�ة هــو فــي غــايــة الهـمـيــة‪ ،‬بــل هــو الـســاح الــذي‬ ‫أ‬ ‫يستخدمه النظام إلذالل رجال السرة‪ ،‬وردع الناس‬ ‫عن القيام أب�ي عمل ضده‪ ،‬لكن أ� ً‬ ‫يضا لكسر حماسة‬ ‫ٌ‬ ‫السياسة‬ ‫واندفاع النساء ومنعهن من العمل‪ ،‬وهذه‬ ‫ً أ‬ ‫جزئيا‪ ،‬لن الكـثيرين تركوا كل شيء‬ ‫حققت هدفها‬ ‫أ‬ ‫وذهبوا للجوء إلى المناطق المحررة‪� ،‬و في البلدان‬ ‫المجاورة‪ .‬وقام النشطاء في مخيمات الالجئين بتنظيم‬ ‫حمالت دورية لمساعدة النساء المغتصبات‪ ،‬وحملهن‬ ‫أ‬ ‫للتحدث ورواية محنتهن‪ ،‬أو� ً‬ ‫يضا لشرح فكرة �ن العار‬ ‫الوحيد هو في دعمنا لهذا النظام المجرم‪ ،‬كل هذه‬

‫أ‬ ‫فيما بــد�ت الـثــورة باتخاذ منعطف الكـفاح المسلح‪،‬‬ ‫هناك نساء ثوريات قررن االستقرار في المناطق المحررة‬ ‫أ‬ ‫ً أ‬ ‫أ‬ ‫تشاركية فــي �نشطة‬ ‫الـتــي �صبحت المناطق ال ك ـثــر‬ ‫اإلدارة الذاتية من حياة الناس‪ ،‬وكانت هي الشاهد‬ ‫على وحشية الـنـظــام‪ .‬فعلى سبيل المثال ال الحصر‬ ‫ُعــرفــت سميرة خليل ورزان زيتونه فــي دوم ــا‪ ،‬وعن‬ ‫طريقهما اطلع العالم الخارجي على مايعانيه الشعب‬ ‫السوري المحاصر من قبل جيش النظام والميليشيات‬ ‫التابعة له‪ ،‬حيث يتعرض المدنيون للقصف بالطائرات‬ ‫وال ـمــدافــع‪ ,‬مـحــاصــريــن جــوعـ ًـا‪ ،‬مـحــرومـيــن مــن الـمــاء‬ ‫والكهرباء والدواء‪ ،‬هذا أ� ً‬ ‫يضا حال مارسيل شحوارو في‬ ‫أ‬ ‫حلب‪ ،‬وغيرها الكـثير من السماء المجهولة‪.‬‬ ‫مــديـنــة جــرمــانــا الـقــريـبــة مــن دم ـشــق‪ ،‬ذات الغالبية‬ ‫المسيحية والدرزية‪ ،‬لعبت لفترة طويلة دو ًرا ً‬ ‫هاما في‬ ‫دعم الحاضنة الشعبية لمقاتلين من عدة بلدات مجاورة‬ ‫آب ‪ -‬أيلول ‪ 2014‬العدد (‪)13‬‬

‫‪23‬‬


‫ضوء‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫ترجمة‬

‫أ‬ ‫ثــائــرة‪ ،‬وبفضل شبكة نساء جرمانا‪� ،‬صبحت هذه‬ ‫المدينة المطبخ الخلفي لتغذية العائالت المحاصرة‪،‬‬ ‫وعمل النظام وشبيحته على تصفية هذه الشبكات‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫التنقصنا �مثلة النساء الـلــواتــي لــم يكن لديهن �ي‬ ‫أ‬ ‫نشاط ظاهر قبل الثورة والتزمن عندما �صبحت الثورة‬ ‫أ‬ ‫مسلحة‪ ،‬هذا هو حال �م خالد في كـفر نبل (مدينة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫م ـحــررة فــي شـمــال غــرب ال ـبــاد)‪ .‬حيث �سـســت �م‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫خالد �ول مركز للنساء‪ ،‬يجتمعن لمناقشة �وضاعهن‬ ‫في وقت الحرب‪ ،‬ويشاركن ً‬ ‫طوعيا في ورشات العمل‬ ‫أ‬ ‫المجانية لــإسـعــافــات الول ـي ــة‪ ،‬وكــذلــك ورش عمل‬ ‫تصفيف الشعر والحياكة‪ ،‬اللغة اإلنجليزية‪ ،‬وغيرها‬ ‫من النشاطات‪ ،‬كما يحتوي المركز أ� ً‬ ‫يضا مكـتبة جيدة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�م خالد دليل على �ن النساء في المنطقة‪ ،‬قــادرات‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫على التعبير عــن �نفسهن فــي المــاكــن الـعــامــة التي‬ ‫خلقتها الثورة‪ ،‬وذلك على الرغم من العسكرة المتزايدة‬ ‫أ‬ ‫وهيمنة الذكور‪ ،‬كانت المر�ة قادرة على ايجاد مكانها‬ ‫وعـلــى لعب دوره ــا‪ ،‬الــذي كــان ســرق منها منذ فترة‬ ‫طويلة من قبل النظام‪.‬‬ ‫وتستمر المعركة‬ ‫أ‬ ‫فــي نيسان عــام ‪ ،2013‬عندما ظهرت على الراضــي‬ ‫الـســوريــة جماعات جهادية تابعة لتنظيم القاعدة‪،‬‬ ‫التختلف ممارستها عــن مـمــارســات الـنـظــام‪ ،‬ورفــض‬ ‫أ‬ ‫السوريين اسـتـبــدال ديـك ـتــاتــوريــة بــ�خــرى‪ .‬اشتعلت‬ ‫أ‬ ‫العمال السلمية‪ ،‬مظاهرات واعتصامات ووقفات‪.‬‬ ‫هذا هو الحال بشكل خاص في مدينة الرقة (شمال‬ ‫شرق) التي جعلها تنظيم «الدولة اإلسالمية في العراق‬ ‫والشام» قاعدتها الرئيسية‪ ،‬حيث لم يتوقف الحراك‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫السلمي للهالي ضد تصرفات «التنظيم»‪ .‬لكن امر�ة‬ ‫واح ــدة ق ــررت ال ـخــروج عــن التعبئة الجماعية‪ ،‬إنها‬ ‫أ‬ ‫سعاد نوفل‪ ،‬مدرسة‪ ،‬وقفت ضد الر�ي العام‪ ،‬وقررت‬ ‫أ‬ ‫�ن تعبر عــن معارضتها عــن طــريــق الـقـيــام باعتصام‬

‫‪24‬‬

‫آب ‪ -‬أيلول ‪ 2014‬العدد (‪)13‬‬

‫أ�مــام المقر العام «للتنظيم»‪ً ,‬‬ ‫حاملة الفتات موجهة‬ ‫إلى المتنفذين في «تنظيم الدولة»‪ .‬وعلى الرغم من‬ ‫التهديدات المتكررة ضدها‪ ،‬واالعتداء الجسدي الذي‬ ‫أ‬ ‫عانته‪ّ ،‬إال �نها رفضت ترك مدينتها‪ ،‬واستمرت كل‬ ‫يوم بمضايقتهم بالفتاتها وشعاراتها‪ .‬حتى تم تهديدها‬ ‫أ‬ ‫بالقتل وإجبارها على الرحيل‪ ،‬هكذا �صبحت «سعاد»‬ ‫أ‬ ‫رم ًزا لقوة ونضال المر�ة السورية التي تناضل على عدة‬ ‫جبهات‪ ،‬النظام‪ ،‬تنظيم الدولة‪ ،‬المافيا اإلسالمية‪ ،‬الميليشات الخاصة بالنظام‪.‬‬ ‫ك ــان الـمـتـظــاهــرون مــن جـمـيــع الـفـئــات االجـتـمــاعـيــة‬ ‫والمجتمع الذكوري‪.‬‬ ‫يجتمعون فــي حلقات دبـكــة‪ ،‬وكــانــوا يتعلمون معاً‬ ‫أ‬ ‫التغلب على خوفهم ومواجهة القمع الدموي‪ .‬مكان‬ ‫ت�ثير الثورة ونتائجها على النساء‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بضع نقاط للمالحظة‪ ،‬لفترة وجـيــزة‪ ،‬والتي ينبغي ال ـم ـر�ة فــي هــذه الـحــركــات الجماهيرية لــم يكن �قــل‬ ‫من مكان الرجل‪ .‬كان هذا وضع غير مسبوق حيث‬ ‫وضعها على حدة‪:‬‬ ‫أ‬ ‫النساء المحاميات‪ ،‬الطبيبات‪ ,‬الطالبات‪ ،‬الموظفات‬ ‫مسؤوليات جديدة اضطلعت بها المر�ة‪.‬‬‫أ‬ ‫الدراما التي انغمست فيها الم أر�ة السورية (لقد فقدت ال ـم ـس ــؤوالت‪ ،‬تـ ــرددن ف ــي ال ـمــواكــب م ــع الم ـه ــات‪,‬‬‫الــزوج أ�و أالب أ�و االبــن) لم تضعفها بقدر ما أ�عطتها العامالت‪ ,‬الموظفات‪ ،‬والفالحات‪ .‬هي حالة يعمل‬ ‫فيها نــاشـطــون مــن وســط المدينة‪ً ،‬‬ ‫أ‬ ‫جنبا إلــى جنب‬ ‫المزيد من السباب للعمل‪.‬‬ ‫أ‬ ‫مشاركـتها النشطة في العمل اإلنساني‪ ،‬والحكم الذاتي مــع رج ــال الح ـي ــاء الـبـعـيــدة للتحضير لـلـمـظــاهـرات‪.‬‬‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫معا يعيشون الهــوال التي تلحق بهم من قبل �تباع‬ ‫المحلي‪ّ ،‬غير بشكل ّكلي قدرتها على العطاء ووضعها‬ ‫النظام‪ ،‬يختبئون عند بعضهم البعض منتظرين حتى‬ ‫في موقف قوي‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫هذا الوضع الرهيب ميز‪ ,‬وسيميز �جياال من النساء‪ ،‬يهد� الوضع (في دوما‪ ،‬وبرزة‪ ،‬والغوطة)‪.‬‬ ‫ويعد شكل إيجابي لكـفاح الم أر�ة من أ�جــل مستقبل هذا التنوع‪ ،‬هذا التفاعل االجتماعي‪ ،‬لم يكن ليجد له‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫مكانا دون هذه الحركة الجماعية لالحتجاج‪.‬‬ ‫�فضل‪.‬‬ ‫أ‬ ‫من السابق لوانــه التنبؤ بنتائج الثورة السورية‪ .‬مع‬ ‫أ‬ ‫ذل ــك‪ ،‬مــن الـمــؤكــد �ن ــه بالنسبة لـك ـثـيــر مــن النساء‬ ‫لقاء غير محتمل!‬ ‫أ‬ ‫خالل النضال السلمي‪ ،‬اتخذت المظاهرات ال كـثر السوريات‪ ،‬فإن خطوط التماس االجتماعي سقطت‬ ‫عددا ً‬ ‫ً‬ ‫مكانا لها في وسط المدن‪ .‬بالمقابل في دمشق‪ ،‬جز ًئيا من خالل عملهن الحاسم‪.‬‬ ‫كانت غالبا تتخذ ً‬ ‫مكانا لها في أالحـيــاء البعيدة عن الرابط‪:‬‬ ‫أ‬ ‫المن ونقاط تجمع ‪http://www.emancipation.fr/spip.php?article1009‬‬ ‫الثكنات العسكرية‪ ،‬وعن مباني‬


‫ضوء‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫البدائل والخيارات السورية المرتقبة‬ ‫جبر الشوفي‬ ‫أ‬ ‫ما هي خياراتكم وماهي البدائل للخروج من �زمتكم‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫�م �نكم لستم مقتنعين �نكم م�زمون؟!‬ ‫هو ذا سؤال السوريين الذين ترقبوا وانتظروا‪ ،‬وتمتعوا‬ ‫أ‬ ‫ـالنــاة والحكمة وسعة الـصــدر حتى آالن‪ً ،‬‬ ‫ظنا منهم‬ ‫بـ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�نهم يتيحون بذلك الفرصة‪ ،‬ليتسنى لمن ندبوا �نفسهم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫لتمثيلهم �ن يتقدموا واعدين �و يتراجعوا معتذرين‪ ،‬كما‬ ‫أ‬ ‫يفعل عــادة المسؤولون الذين يقدرون �ن المسؤولية‬ ‫أ‬ ‫عـهــد ووثـ ــاق‪ ،‬ال ينقضه �و يتنصل مـنــه م ـســؤول نــذر‬ ‫أ‬ ‫نفسه للتعبير عــن إرادة �هـلــه فــي التغيير السياسي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وصوال إلى ّ‬ ‫حل توافقي جامع مانع‪ ،‬يحفظ وحدة بالدنا‬ ‫وسيادتها واستقاللها‪ ،‬حيث ثبت لكل متبصر أ�ن ال ّ‬ ‫حل‬ ‫أ‬ ‫سوى باالنتقال إلى نظام حكم رشيد يقوم على �سس‬ ‫ديمقراطية‪ّ ،‬‬ ‫تجسد التعدد والمشاركة والتداول‪.‬‬ ‫لقد تكالبت قوى استبدادية سلطوية وظالمية مجلوبة‬ ‫ومحلية‪ ،‬وارتهنت لسياسات داعميها العرب والدوليين‪،‬‬ ‫إلــى درجــة حصرت فيها المواجهة أ�و تكاد‪ ،‬بين مزق‬ ‫أ‬ ‫الجماعات المسلحة و�يديولوجياتها المتباينة‪ ،‬وبتنا‬ ‫نفتش عن صوتنا الديمقراطي المدني‪ ،‬وعمن يمثلنا على‬ ‫أ‬ ‫محور الصراع المسلح �و من نمثلهم ‪ -‬نحن السياسيين‬ ‫أ‬ ‫الـمـلـتــزمـيــن خــط ال ـث ــورة مـنــذ يــومـهــا الول‪ -‬بـيــن هــذه‬ ‫الجماعات المنقضة على جسد الـثــورة السورية باسم‬ ‫أ‬ ‫ال ـثــورة‪ ،‬والمغيبة لهــدافـهــا فــي الحرية والديمقراطية‬ ‫والـعــدالــة‪ ،‬وقيمها فــي الشفافية والـصــدق واالستقامة‬ ‫وصالبة الثبات على المبادئ‪ ،‬كما بتنا أ� ً‬ ‫يضا نفتش عن‬ ‫ً‬ ‫دبلوماسيا في المنابر الدولية‪ ،‬ولم‬ ‫صوتنا وعمن يمثلنا‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫نجد حتى الن ال هؤالء المقاتلين على الرض‪ ،‬وال من‬ ‫يقبضون بإرادتهم السياسية الحرة‪ ،‬على خط دفاعنا‬ ‫أ‬ ‫الوحيد‪ ،‬عن قيم الثورة و�هدافها ومبادئها السامية‪.‬‬ ‫آ‬ ‫والن ومع بروز مالمح تحالف دولي لمحاربة «داعش»‪،‬‬ ‫أ‬ ‫بقيادة الواليات المتحدة المريكية وحلفائها الدوليين‬ ‫واإلقليمين‪ ،‬ورغــم التردد واالرتـبــاك والنقص في هذه‬ ‫الـحـمـلــة الـجــويــة وه ــذا الـتـجـيـيــش‪ ،‬هــل بــإمـكــان قــوى‬ ‫الـمـعــارضــة السياسية والعسكرية اج ـت ـراح المعجزة‪،‬‬ ‫بالعمل لمالقاة هذا التحالف واالستفادة من إحراجه‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫وعسكريا‪ ،‬وذلــك عبر تثقيل‬ ‫لنظام الســد دبلوماسيا‬ ‫أ‬ ‫وجــودهــا السياسي واإلعــامــي والعسكري على الرض‬ ‫السورية‪ً ،‬‬ ‫علما أ� ّن هذا التثقيل‪ ،‬لن ّ‬ ‫يتم إال بالوصول‬ ‫إلى صيغة توافقية فعالة‪ ،‬تبنى على إعادة إحياء وثيقتي‬ ‫مؤتمر المعارضة السورية (‪ 2،3‬يوليو‪ -‬تموز ‪ 2012‬في‬

‫القاهرة)‪ ،‬في صيغة جديدة‪ ،‬تراعي المستجدات الظرفية‬ ‫وتبني على تراكم الخبرة‪ ،‬للوصول إلــى التنسيق بين‬ ‫أ‬ ‫الـقــوى العسكرية والـسـيــاسـيــة‪ ،‬فــي حــده الدن ــى على‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫طموحا‬ ‫القــل‪ ،‬بعد �ن بات خضوع السالح للسياسة‬ ‫إعالميا‪ً ،‬‬ ‫ً‬ ‫دوليا‬ ‫غير واقعي‪ ،‬وال ّبد من كسب المعركة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وداخليا‪ ،‬بانتهاج سياسة إعالمية مهنية ومدروسة‬ ‫وعربيا‬ ‫تخرج مــن اللعب فــي ف ـراغ الــزمــن‪ ،‬وخديعة الكلمات‬ ‫الكبيرة التي ال تضيف ً‬ ‫شيئا ً‬ ‫جديدا‪ ،‬وخالل ذلك وقبله‬ ‫وبعده‪ّ ،‬‬ ‫البد من تمتين العالقة والصالت البينية‪ ،‬بين‬ ‫أ‬ ‫المعارضة وهشيم المجتمع (المدني والهلي) إلخراجه‬ ‫من عطالته‪ ،‬ومشاركـته بفعالية في تقرير مستقبل سورية‬ ‫أ‬ ‫الــدولــة الديمقراطية والـهــويــة الوطنية الــواحــدة‪ ،‬لنها‬ ‫السبيل الوحيد لبقاء كياننا السوري واستعادة سيادته‬ ‫ودوره الحضاري‪.‬‬ ‫إن اإلطاللة الخجولة للمبعوث الدولي الجديد‪ ،‬ومحاولته‬ ‫لملمة الملف السياسي الـســوري وإعــادة اإلمـســاك به‪،‬‬ ‫ً أ‬ ‫معلوما‪� ،‬نه‬ ‫يشير إشارة واضحة إلى نية دولية لما بات‬ ‫ال بديل عن الحل السياسي القائم على بعث مفاهيم‬ ‫«جنيف‪1‬و‪ً »2‬‬ ‫وفقا للمستجدات الظرفية الواقعية‪ ،‬من‬ ‫دون التخلي عن جوهره‪ ،‬في إقامة هيئة حكم انتقالية‬ ‫أ‬ ‫ليس فيها بشار السد وال غيره من الزمرة الحاكمة‪ ،‬وجاء‬ ‫أ‬ ‫الت�كيد عبر تنحية النظام عن المشاركة في هذه الحرب‪،‬‬ ‫واعـتـبــاره عملة منتهية الـصــاحـيــة‪ ،‬ورك ـيــزة مــن ركــائــز‬ ‫أ‬ ‫اإلرهاب‪ ،‬سواء بما وفره ونسقه مع القوى اإلرهابية‪� ،‬و‬ ‫بما ارتكبه ويرتكبه من مجازر وجرائم طائـفية موصوفة‪،‬‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫�ما إعالنه الالفت عن وجود ثالث منش�ت كيمياوية لم‬ ‫يعلن عنها ً‬ ‫سابقا‪ ،‬فلن تؤدي به إلى جنيف جديد‪ ،‬يطيل‬ ‫آ‬ ‫بعمره حتى تسليمها وإزالة �ثارها‪.‬‬ ‫أ‬ ‫فالنظام الذي جهد ويجهد للفت نظر �مريكا‪ ،‬واسترضائها‬ ‫أ‬ ‫واستجدائها‪ ،‬إلع ــادة ت�هيله فــي الـحــرب على اإلرهــاب‬ ‫واالعتراف به من دون جدوى‪ ،‬بات يشعر باالختناق‪،‬‬ ‫ودليل ذلك استجداؤه‪ ،‬من استهدفوا ممانعته وصموده‬ ‫أ‬ ‫وقــادوا المؤامرة الدولية على نظامه‪ ،‬ويبدو � ّن انتقال‬ ‫مقاتلي الجيش الحر إلى داخل دمشق‪ ،‬وضربها مقا ًرا‬ ‫رسمية للنظام‪ ،‬جرس إنذار لحلف النظام والمراهنين‬ ‫عليه‪ ،‬ولمنع مجرد التفكير بمشاركـته في الحرب على‬ ‫أ‬ ‫داع ــش مــن جـهــة‪ ،‬ورســالــة واضـحــة إلــى الـتـحــالــف �نـنــا‬ ‫مستعدون للذهاب في المعركة على جبهتي النظام وقوى‬ ‫أ‬ ‫الظالم‪ ،‬وبإمكان التحالف �ن يثق بقدراتهم‪ ،‬ويمدهم‬ ‫بالسالح والمال‪.‬‬

‫رأي‬

‫ّإن تجميع إرادة السوريين وتوظيف طاقاتهم على منهجية‬ ‫أ‬ ‫عمل واضحة‪ ،‬ال يقف عند ت�كيد المؤكد‪ ،‬بل يتجاوزه‬ ‫إلى كل الضرورات المرحلية والمستقبلية‪ ،‬وهذه تشكل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الخطوة الولى في طريق �خذ مسؤولياتنا ب�يدينا وتحرير‬ ‫إرادتنا وقـرارانــا الوطني‪ ،‬والدخول عبره موحدين إلى‬ ‫الدول الصديقة العربية والدولية المساعدة والباحثة عن‬ ‫حلول حقيقة‪ ،‬تضمن حقوق الشعب السوري الثابتة في‬ ‫الحرية والديمقراطية والعدالة‪ ،‬وإنهاء االستبداد والعنف‬ ‫وحصار الموت ً‬ ‫جوعا ومختلف أ�نواع االنتهاكات والمجازر‬ ‫التي لم يشهد لها التاريخ الحديث ً‬ ‫مثيال‪.‬‬ ‫لقد كشف المحك السياسي فــي واج ـهــات المعارضة‬ ‫آ‬ ‫السياسية ومفاعيله الواقعية حتى الن‪ ،‬كم الظالمية‬ ‫الداعشية واالستبداد السلطوي المختبئ تحت جلود‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ملمسا من جلد الفــاعــي‪ ،‬وكــم اللغة‬ ‫ديمقراطية �نعم‬ ‫المواربة المنمقة التي نستهلكها في التنظير والتعبير‪،‬‬ ‫وك ــم الـنـقــص فــي مـنـهـجـيــة عـمـلـنــا الـمــؤسـســي وال ــورش‬ ‫العملية‪ ،‬وكم الطاقات الشبابية من الجنسين المهدورة‬ ‫ًأ‬ ‫أ‬ ‫علما �ن‬ ‫�و التي لم تستثمر والسيما في صفوف النساء‪،‬‬ ‫الم أر�ة بحكم ظروفها االجتماعية‪ ،‬أ�مـ ًـا وزوجــة أو� ً‬ ‫ختا‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫كانت ولم تزل الغارم ال كبر في كل المستويات‪ ،‬و�نها‬ ‫قبل الجميع هــي البنية التحتية المجتمعية والسند‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الســاســي ومتك� الـثــورة‪ ،‬ومــن دونـهــا لــن يكون هناك‬ ‫استمرار لمسار التضحية‪ ،‬وال عمل على تثبيت القيم‬ ‫الوطنية واالجتماعية وتوفير الحاجات الروحية والمادية‪،‬‬ ‫ـدادا ً‬ ‫وإعــداد الجيل إعـ ً‬ ‫سليما‪ ،‬في ظرف كل شيء فيه‬ ‫استثنائي‪ ،‬وال يمت إلــى الـحـيــاة الطبيعية اإلنسانية‬ ‫أ‬ ‫ب�ية صلة!‬ ‫ق ــد ي ـجــد بـعـضـنــا ت ــرف ـ ًـا س ـيــاس ـيـ ًـا ف ــي ه ــذه ال ـتــوج ـهــات‬ ‫والضرورات‪ ،‬وقد يكون ً‬ ‫محقا في ذلك‪ ،‬ولكن الحقيقة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يجب �ن تقال كاملة‪ ،‬و�ن يعمل عليها بجد‪ ،‬فمن دون‬ ‫ذلك لن نراكم تجربة ولن نتقدم خطوة واحدة‪.‬‬ ‫تموز ‪ 2014‬العدد (‪)12‬‬

‫‪25‬‬


‫إضاءة‬

‫تحقيق‬

‫في تفعيل دور المرأة‬ ‫الشرطة النسائية رؤية حضارية ضمن مشروع الشرطة الحرة‬

‫فريق تحرير ضوضاء‬ ‫توطئة‬ ‫ّ‬ ‫ال تزال عالقة في الذهن صورة صدرها النظام عن هدنة‬ ‫أ‬ ‫تجري احداثها في حي الحجر الســود جنوبي دمشق‪،‬‬ ‫تظهر بها فتاة إعالنية بارعة الجمال بشعرها المسبل‬ ‫الطويل‪ ،‬وبسمتها المشرقة وتبرجها الظاهر‪ ،‬مرتدية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عسكريا يمثل « ميليشيا جيش الدفاع الوطني‪،‬‬ ‫لباسا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يقابلها رجــل ملتح‪ ،‬بعمامة على ال ـر�س‪ ،‬ك�نه خارج‬ ‫مــن مسلسل تــاريـخــي‪ ،‬وسبحة اليكـترونية فــي احد‬ ‫اصابعه‪ ،‬يبتسم مقابل الفتاة‪ ،‬في مشهد للمصالحة‬ ‫للتقابل على طرفي حرب‪ ،‬حتى اليوم‪ ،‬لم يحسم العام‬ ‫المتقدم ً‬ ‫موقفا منها‪.‬‬ ‫انتشرت الصورة بشكل كبير‪ ،‬وتناولتها صحافة الغرب‬ ‫ليس فقط حول موضوع هدنة تجري فيما يموت الناس‬ ‫أ‬ ‫داخل الحي نفسه من الجوع والمرض والوبئة وقصف‬ ‫المدافع‪ ،‬بل بمحاولة النظام تقديم نفسه ً‬ ‫وصيا على‬ ‫الـمــدنـيــة وال ـح ـض ــارة وال ـت ـق ــدم‪ ،‬وص ـي ـ ًـا عـلــى الـحــريــات‬ ‫والجمال والنظافة والحداثة‪ ،‬وإرث الدولة‪ ،‬فيما يبدو‬ ‫الطرف االخر‪»،‬الثوار» كما يحلو للبعض تسميتهم‪ ،‬او‬ ‫« المتمردون كما يحلو للغرب تسميتهم‪ ،‬يبدون كشيء‬ ‫غابر متخلف ال ينتمي للحياة والمدنية‪.‬‬ ‫أ حضور أ‬ ‫أ‬ ‫المر�ة تحررها‬ ‫في مفردات تلك الصورة �مرين‪� :‬وال‬ ‫ودورهــا‪ ،‬ثانيا أ�ن تكون هذه الم أر�ة الحاضرة ً‬ ‫جزءا من‬ ‫المشهد الكوني اليوم باعتداله وتوازنه وقربه من روح‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الــزمــن‪ ،‬ونــؤكــد هـنــا‪� ،‬ن لـيــس فــي كــامـنــا (�ي اش ــارة‬ ‫للحجاب مثال)‪ ،‬لكنه يمكن ان يتناول ويعترض على‬ ‫أ‬ ‫صــورة نساء �و رجــال باحزمة ناسفة تزين الخصر‪ ،‬او‬ ‫لباس بات يدل على نمط من الجهاديين والمتشددين‪،‬‬ ‫أ‬ ‫كــالــذي يرتديه �هــل باكستان وطالبان والـقــاعــدة‪ ،‬في‬ ‫أ‬ ‫منفاها الذي ال تفت� ان ترفدنا بسمومه حتى ابواب بيوتنا‬ ‫في سوريا‪.‬‬ ‫حضور أ‬ ‫أ‬ ‫المر�ة عامة‪ ،‬فالثورة تفتقد الى حضوره‬ ‫�ما عن‬ ‫ظاه أر� ً‬ ‫رسميا‪ ،‬ممثال بشكل حقيقي في كافة القطاعات‪،‬‬ ‫لالسف كلما بذلت الم أر�ة السورية ً‬ ‫جهدا اكـثر‪ ،‬وكلما‬ ‫قدمت مزيدا من التضحيات‪ ،‬عمل شركاؤها في الثورة‬ ‫أ‬ ‫و�خوتها في الدين على تهميشها واقصائها‪ ،‬وبظننا‪،‬‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫�ن عشرات �الف الشهيدات والمعتقالت والجريحات‪،‬‬ ‫ومئات االالف من النساء اللواتي تسندن االسر‪ ،‬تسندن‬ ‫حياة أالطفال‪ ،‬أ�وجــاع الرجال وقهرهم‪ ،‬تسندن عرى‬ ‫المجتمع السوري من االنهيار‪ ،‬تستحققن حضو ًرا يليق‬ ‫أ‬ ‫بما قدمن‪ ،‬وافضل بالت�كيد مما تتيح الثورة السورية‬ ‫من تمثيل لهن اليوم‪.‬‬

‫‪26‬‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫آب ‪ -‬أيلول ‪ 2014‬العدد (‪)13‬‬

‫وقائع‬ ‫مضى وقت على «تحرير» غالبية الشمال السوري‪ ،‬دون‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ن تظهر منظومة �منية حقيقية تضبط وضع الهالي‬ ‫ً‬ ‫خاضغا لتجاذبات‬ ‫والمجتمع السوري هناك‪ ،‬والذي بات‬ ‫أ‬ ‫قوى دينية وعسكرية مختلفة‪ ،‬تكون المر�ة في غالب‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الحـيــان ضحيتها‪ .‬فما تتعرض له الـمـر�ة السورية في‬ ‫المناطق المحررة اليوم من زواج مبكر‪ ،‬تقييد مفروض‬ ‫من الحركات المتطرفة كإقامة جبرية في البيوت‪ ،‬عنف‬ ‫قائم على الجنس‪ ،‬وغيرها من المشاكل‪ ،‬تتطلب اليوم‪،‬‬ ‫وبإلحاح‪ ،‬انشاء وتفعيل جسم قضائي حقيقي‪ ،‬يكون‬ ‫أ‬ ‫لهذا الجسم �دوات تنفيذية تعمل على تحقيق وتنفيذ‬ ‫أ‬ ‫قراراته‪ ،‬من هذه الدوات الشرطة الحرة‪ ،‬وهذا مشروع‬ ‫بـ أـد� في حلب وإدلــب قبل عــام ونصف ً‬ ‫تقريبا‪ ،‬وقطع‬ ‫بعض الخطوات في التنظيم واالنشاء وتدريب الكوادر‪،‬‬ ‫أ‬ ‫دون ان تتيح ظروف الرض في المناطق المحررة انتقاله‬ ‫أ‬ ‫الى طور الفعالية الحقيقية على الرض‪ ،‬في كل المناطق‬ ‫رغم الحاجة الماسة له‪ .‬وحين نتكلم عن الشرطة المدنية‬ ‫أ‬ ‫الثورية‪ ،‬سيكون لزاما البحث في �ن يكون هناك شرطة‬ ‫مدنية نسائية ثورية‪.‬‬ ‫الشرطة النسائية‬ ‫آ‬ ‫في سوريا وفي ظل نظام �ل االسد‪ ،‬كانت هناك شرطة‬ ‫أ‬ ‫نسائية قبل الثورة‪ ،‬لكنها لم تكن موجودة على الرض‬ ‫أ‬ ‫وفي الميدان‪ ،‬بل �قتصر عملها على الجانب اإلداري‪،‬‬ ‫فغابت عن المشهد الميداني لدرجة جهل الكـثير من‬ ‫الـســوريـيــن وجــودهــا‪ ،‬وبـعــد الـثــورة بسبب مــن تدهور‬ ‫أالوض ــاع لــم يعد لها وج ــود‪ .‬فيما أ�نـشـ أـ� النظام ك ً‬ ‫ـتائبا‬ ‫مكملة لعمل «ميليشيات الشبيحة»‪ ،‬وال تختص بالعمل‬ ‫أ أ‬ ‫الشرطي �و المن المجتمعي‪.‬‬ ‫وبالنظر لما يسود المناطق المحررة اليوم من فوضى‪،‬‬ ‫ون ـزاع مسلح ومــد ديني متطرف‪ ،‬انعكست كلها على‬ ‫أ‬ ‫النساء بالتهميش والظلم االجتماعي‪ ،‬فإن مشاركة المر�ة‬ ‫أ‬ ‫في منظومة شرطة مدنية‪� ،‬مر ضــروري‪ ،‬مثال ضرورة‬ ‫وج ــود الـنـســاء فــي ح ــاالت اعـتـقــال الـنـســاء‪ ،‬وسجنهن‬

‫أ‬ ‫ليكون التعامل �كـثر مهنية وإنسانية مع السجينة‪.‬‬ ‫ت ـقــول الـمـحــامـيــة االسـ ـت ــاذه مـلــك قــاســم وه ــي إح ــدى‬ ‫أ‬ ‫المهتمات بموضوع الشرطة النسائية «الملفت �نه في‬ ‫غياب شرطة نسائية عن المناطق المحررة الخاضعة‬ ‫لسيطرة قوى ليبرالية ً‬ ‫نسبيا‪ ،‬يمتلك تنظيم «داعش»‬ ‫ك ـتـيـبـتـيــن م ــن ال ـن ـســاء يـسـتـخــدمـهــن كـشــرطــة نسائية‬ ‫أ‬ ‫للتحقيق مع النساء والتفتيش على الحواجز‪ ،‬للسف‬ ‫داعش مدركة لدور الشرطة النسائية وكيفية استغالل‬ ‫النساء في هذا المجال على عكسنا نحن المدنيين في‬ ‫المناطق الخارجة عن سيطرة النظام‪ ،‬حيث لم نتمكن‬ ‫من تشكيل شرطة نسائية مدنية تقوم بمهمتها‪ ،‬وتحقق‬ ‫أ‬ ‫مستوى مقبول من المن المجتمعي»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وتعلل « قاسم» �همية دور النساء في المساهمة باالمن‬ ‫المجتمعي‪ »،‬كون الم أر�ة أ�كـثر قدرة على أ�حتواء أالمور‬ ‫واستيعاب الضغوط فــي ظــل الـصـراعــات والـنـزاعــات‪،‬‬ ‫أو�كـثر ً‬ ‫هدوءا وقدرة على إيصال وجهات النظر المتنازعة‪،‬‬ ‫وإدراك طبيعة المشاكل ضمن المجتمع‪ ،‬وهي جديرة‬ ‫بشغل دور الشرطة المدنية في المناطق الخارجة عن‬ ‫سيطرة النظام‪.‬‬ ‫أ‬ ‫�ما السيدة «فاطمة عسكر»وهي مؤسسة فكرة المراكز‬ ‫أ‬ ‫الشرطية النسائية‪ ،‬ومشرفة على عملية ت�سيسها في‬ ‫حلب‪ ،‬وقد شغلت ً‬ ‫سابقا منصب رئيسة قسم التحقيق‬ ‫مع النساء التابع للقضاء الموحد‪.‬‬ ‫أ‬ ‫فتقول عن �همية المشروع‪« :‬وجــود النساء في سلك‬ ‫أ‬ ‫الشرطة هو حق من حقوق المر�ة‪ ،‬من جهة‪ ،‬العاملة‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تحقيق‬

‫في هذا المجال‪ ،‬وحقها في أ�ن تخوضه كالرجل ً‬ ‫تماما‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وحق للمر�ة المتهمة �و المدانة في الحصول على معاملة‬ ‫أ‬ ‫ال تمس إنسانيتها‪ ،‬وتليق بها كــام ـر�ة‪ ،‬وتتماشى مع‬ ‫العادات والتقاليد في مجتمعنا»‪.‬‬ ‫وتضيف‪« :‬وجود النساء في هذه القطاعات يساهم في‬ ‫الوقوف بوجه المتطرفين وحججهم»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫الفكرة الهداف والمهام‬ ‫ً‬ ‫تعريفا الشرطة المدنية سلطة تنفيذية في يد القضاء‬ ‫أ‬ ‫تتبع المحاكم والقضاء‪� ،‬و هو الجهاز التنفيذي للقضاء‬ ‫أ‬ ‫�و ما يسمى بالتعبير القضائي «الضابطة العدلية»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وعلى الرغم �ن القضاء بصيغته المدنية‪ ،‬غير موجود‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫حتى الن على الرض بالمناطق المحررة في سوريا‪،‬‬ ‫آ‬ ‫لكن علينا العمل منذ الن على تهيئة هذه البنى‪ ،‬وهذا‬ ‫ما يحصل من خالل مشروع الشرطة المدنية الحرة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫موجودا في وقت من االوقات‬ ‫فالقضاء المدني سيكون‬ ‫أ‬ ‫ولو بعد �عوام‪ ،‬ينبثق وجوده ونستدل عليه من حاجة‬ ‫الناس له‪.‬‬ ‫أ‬ ‫الهدف من مشروع الشرطة النسائية ‪ ،‬هي ت�مين كادر‬ ‫أ‬ ‫نسائي للمساهمة في ت�دية مهام الشرطة المدنية‪ ،‬بحيث‬ ‫يضيف وجــود النساء عناصر جــدد للشرطة ‪ ،‬ويقدم‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حضاريا من خالل اثبات مشاركة للمر�ة ‪،‬وتمثيلها‬ ‫وجها‬ ‫ً‬ ‫تمثيال حقيقيا متواز ًنا‪ ،‬في هذا الجزء من البناء الذي يعد‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ًأ‬ ‫جزءا �ساسيا من �مان المجتمع ‪ ،‬إضافة الى ت�مين فرص‬ ‫أ‬ ‫عمل ودخول لمئات السر‪ ،‬والتي لم يعد لها معيل‪.‬‬ ‫أ‬ ‫من ناحية �خــرى إن مشروع شرطة نسائية هو مدخل‬ ‫أ‬ ‫لتعرف المر�ة حقوقها و واجباتها وإمكاناتها وكي تعي‬ ‫دورها في بناء البلد والمساهمة للنهوض به‪.‬‬ ‫من كل ذلك تبدو مهام الشرطة المدنية النسائية الثورية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫تحقيق الم ــن المجتمعي‪ ،‬حماية المناطق الخارجة‬ ‫عن سيطرة النظام على مستوى العمل الشرطي المدني‬ ‫ً‬ ‫طبعا‪ ،‬إذ ال يطلب من الشرطة القتال كجيش يدافع‬ ‫عن الحدود‪ ،‬فذلك ليس عملها‪ ،‬وإن احتاج الوطن كل‬ ‫أ‬ ‫عناصره عند الخطر الشديد‪ ،‬تنفيذ الوامر التي تصدر‬ ‫أ‬ ‫لهم مــن القضاء‪ .‬وبالتالي سيكون هناك محضرامر�ة‬ ‫أ‬ ‫تبلغ المحاضر‪ ،‬وحارسات للمنش�ت المدنية التي تتبع‬ ‫ملكيتها لـلـمــواطـنـيــن‪ ،‬وسـيـكــون هـنــاك سـجــانــات في‬ ‫سجون النساء‪ ،‬ومحققات جنائيات يبحثن في الجرائم‬ ‫والمخالفات‪ ،‬والجنح بما في ذلك تحقيقات حوادث‬ ‫السير وغيرها‪.‬‬ ‫ولن يكون هناك مهام خاصة بالنساء‪ ،‬بل مهام خاصة‬ ‫أ أ‬ ‫بالعمل‪� ،‬ي �ن الرجال والنساء يقمن بالعمل الشرطي‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫�يا كان على قدم المساواة‪،‬كل ذلك إذا ما قسنا المر‬ ‫على عمل الشرطة في البلدان االخرى‪.‬‬ ‫أ‬ ‫عالقة المر�ة الشرطية بالسالح‬ ‫أ‬ ‫وجــود النساء في الشرطة المدنية النسائية يعني �ن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫تحمل المر�ة السالح الفردي كشرطية ‪ ،‬وال بد �ن يتم‬ ‫ً‬ ‫سالحا‬ ‫تدريبها على استخدام هذا السالح‪ ،‬لكنه ليس‬ ‫أ‬ ‫لالقتتال‪ ،‬إنما لضمان المن المجتمعي فقط‪.‬‬ ‫تقول السيدة «عسكر» المراكز النسائية قيد اإلنشاء‬ ‫أ أ‬ ‫آ‬ ‫الن‪ ،‬وقد بد�نا بت�سيس المكان ولدينا فريق مكون من‬ ‫ً‬ ‫شخصا‪ 20 ،‬منهم نساء يحملن شهادات جامعية في‬ ‫‪25‬‬ ‫اختصاصات مختلفة‪ ،‬بينها الحقوق والطب واإلرشاد‬ ‫النفسي واالجـتـمــاعــي‪ ،‬جميعهن عملن فــي نشاطات‬ ‫أ‬ ‫سابقة إغاثية وطبية وخدمية‪ ،‬وبعضهن قمن بــ�دوار‬ ‫شرطية مع بعض كـتائب الجيش الحر‪ ،‬حتى قبل تشكل‬ ‫الشرطة الحرة»‪.‬‬ ‫الشرطة الثورية على مستوى التطبيق‬ ‫أ‬ ‫يخبرنا قــائــد الـشــرطــة ال ـحــرة فــي حـلــب العميد �دي ــب‬ ‫الـشــاف «نـحــن فــي صــدد إنـشــاء مـراكــز للنساء تابعة‬ ‫للشرطة الحرة في حلب‪ ،‬هناك عدد من النساء يتابعن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المر بشكل مباشر ‪ ،‬وبد�نا التفكير بإنشاء هذه المراكز‬ ‫أ‬ ‫مؤخ ًرا بعد �ن تعرفنا إلى حاالت فردية لنساء يعملن مع‬ ‫الرجال في الشرطة‪ ،‬هناك ‪ 3‬نساء قائمات ً‬ ‫حاليا على‬

‫أ‬ ‫ر�س العمل‪ ،‬في كل من بلدة حريتان وحيــي الفردوس‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫والصالحين‪� ،‬ول امر�ة دخلت هذا المجال كانت في‬ ‫بلدة حريتان وال تزال‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫توافق ذلك مع رغبة الهالي‪ ،‬الذين �بدوا ترحيبهم بل‬ ‫ومطالبتهم بوجود النساء في الشرطة وبإقامة مراكز‬ ‫خاصة لهن‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ك ــذل ــك ه ـن ــاك خ ـطــة ل ـضــم حـقــوقـيـيــن و�خ ـصــائ ـي ـيــن‬ ‫اجتماعيين إلى هذه المراكز‪ ،‬كوجود محامية ومرشدة‬ ‫اجتماعية في كل مركز‪ ،‬لكن العمل بشكل عام ال يزال‬ ‫أ‬ ‫في بدايته‪ ،‬كما � ّن هناك خطة إلقامة نظارة خاصة‬ ‫للنساء‪ ،‬تشرف عليها وتحرسها النساء‪.‬‬ ‫وحسب ما يذكره» ناجي الجرف» وهــو إعالمي متابع‬ ‫للمشروع «تشكل ضمن مشروع شرطة حلب الحرة‬ ‫أ‬ ‫ستة عشر مخف ًرا ثمانية منها في حلب و�ربعة في كل‬ ‫مــن ريــف حلب الشمالي وريــف حلب الغربي‪ ،‬قــوام‬ ‫كل مخفر منها ضابط وصفي ضابط من الكوادر التي‬ ‫كانت في سلك الشرطة وانشقت عن النظام‪ ،‬إضافة‬ ‫الى عدد من المدنيين المتطوعين الذين اتبعوا دورات‬ ‫تدريبية مكـثفة‪ ،‬يتراوح عددهم في المخفر الواحد بين‬ ‫أ‬ ‫�ربعة عناصر وخمسة وعشرين‪ ،‬حسب ظرف المخفر‬ ‫والمنطقة التي يغطيها‪.‬‬ ‫ويتابع الجرف ان هناك توافق بين الكـتائب والقوات‬ ‫التي تقاتل في حلب بما فيها المجلس العسكري حول‬ ‫دعم الشرطة الحرة للقيام بعملها‪.‬‬ ‫آب ‪ -‬أيلول ‪ 2014‬العدد (‪)13‬‬

‫‪27‬‬


‫إضاءة‬

‫تحقيق‬

‫تشوهت صورة الثورة وهل يمكن تصحيحها‬ ‫كيف ّ‬

‫مجيد محمد‬ ‫مع فقدان الـثــورة السورية جـ ً‬ ‫ـزءا كبي ًرا من تعاطف‬ ‫أ‬ ‫الـ ـر�ي الـعــام الـغــربــي بـعــد م ــرور سـنــوات ثــاث على‬ ‫معاناة السوريين‪ ،‬ال تزال المعارضة السورية بعيدة‬ ‫عن الخطاب النقدي‪ ،‬المؤسس لمرحلة جديدة في‬ ‫إعــادة هيكليتها‪ ،‬لمواجهة استراتيجيات النظام‪،‬‬ ‫التي نجحت إلى حد بعيد في إشاعة حالة من الملل‬ ‫أ‬ ‫والالمباالة داخل الـر�ي العام الغربي‪ ،‬فقدت معها‬ ‫الـثــورة صدارتها فــي وســائــل اإلعــام مقارنة بملفات‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫�خــرى � ّقــل �همية‪ ،‬كما تشوهت صورتها في مقابل‬ ‫جزئيات طارئة ّعمت كامل المشهد الثوري السوري‪.‬‬ ‫منتدى المعرفة وحــريــة التعبير الــذي تقيمه مجلة‬ ‫«ضوضاء» بمشاركة مجلتي «شار» و «سيدة سوريا»‬ ‫فــي جلسته الـحــاديــة عشر فــي مدينة غ ــازي عنتاب‬ ‫التركية‪ ،‬وبحضور عدد من السوريين المقيمين فيها‪،‬‬ ‫أ‬ ‫حاول تسليط الضوء على هذه المس�لة‪ ،‬باستقبال‬ ‫السياسية الـســوريــة بسمة قضماني مــديــرة منظمة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫«مـبــادرة من �جــل سوريا جديدة» و�سـتــاذة العلوم‬ ‫أ‬ ‫السياسية فــي جــامـعــات فــرنـســا‪ ،‬للغوص �ك ـثــر في‬ ‫تفاصيل المشهد السياسي وحتى العسكري للحالة‬ ‫السورية الراهنة‪ ،‬وحجم المهمات الملقاة على عاتق‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وسياسيا‪ ،‬للنهوض بالمشهد الثوري‬ ‫إعالميا‬ ‫المعارضة‬ ‫ً‬ ‫السوري مجددا‪ ،‬ليعود إلى استثمار عدالة قضيته في‬ ‫مواجهة النظام االستبدادي القائم‪.‬‬ ‫ركزت قضماني على صورة الثورة وإعادة بناء الثقة بها‬ ‫بالقول أ«� ً‬ ‫وال ال نزال نعاني من تشويه لصورة الثورة‬ ‫في الخارج‪ ،‬وهــذا له مجرى تاريخي متسلسل منذ‬ ‫بــدايــة ال ـثــورة‪ ،‬البــد مــن تحليله‪ ،‬ومعرفة المدخل‬ ‫أ‬ ‫الرئيسي الذي يمكننا من تصحيح هذه الصورة‪ ،‬لنه‬ ‫قــد يختلف لربما مــع المدخل ال ـضــروري لتصحيح‬ ‫أ‬ ‫الصورة لدى اإلعالم �و الخارج عامة»‪.‬‬ ‫تنطلق قضماني لتحليل هذه الصورة بتساؤل جوهري‬ ‫أ‬ ‫أ«� ً‬ ‫وال ما هو شكل الثورة في الخارج؟‪ ،‬إذا بد�نا من‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫وصوال إلى الدول الوربية‪ ،‬والتي تملك رؤى‬ ‫�مريكا‬ ‫أ‬ ‫مختلفة ومتباينة وتنوع كبير من دولة إلى �خرى‪،‬‬ ‫أ‬ ‫فـهـنــاك ف ــوارق بـيــن رؤي ــة ال ل ـمــان عــن رؤي ــة ونـظــرة‬ ‫اإليطاليين والبريطانيين والفرنسيين وغيرهم إلى‬ ‫أ‬ ‫الثورة السورية‪ .‬فالصدقاء الذين يعرفون طبيعة هذه‬ ‫أ‬ ‫الثورة‪ ،‬يدركون �ننا انتقلنا من ثورة ديمقراطية شارك‬

‫‪28‬‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫آب ‪ -‬أيلول ‪ 2014‬العدد (‪)13‬‬

‫أ‬ ‫فيها كل �طياف الشعب السوري‪ ،‬وكان لها خطاب‬ ‫ديمقراطي واضح ال لبس فيه‪ ،‬ولم يكن لها مضمون‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�يديولوجي‪ ،‬إلى حالة من التطور اليديولوجي نتيجة‬ ‫عوامل خارجية منها ّ‬ ‫التسلح والتسليح والتمويل‬ ‫بمصادره المتنوعة‪ ،‬إضافة إلى تصرفات وممارسات‬ ‫النظام الـســوري الــذي يتحمل المسؤولية الكبرى‬ ‫خاص ضوضاء‪ /‬منتدى المعرفة وحرية التعبير‬ ‫في تشويه صــورة الثورة من خالل تشجيع دخول‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫واليديولوجية إلى سمعتها إعالميا‪ ،‬هي فعال تحت منزلقات خطرة جدية‬ ‫بعض القوى المتطرفة الجهادية‬ ‫وحقيقية»‪.‬‬ ‫الساحة السورية»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ويضيف الزيات «ما ينقص عناصر التشريح النهيار‬ ‫من جهته يقول مدير مكـتب عنتاب للتحالف المدني القيم العام ما بين ما كان وما صار‪ ،‬هو دور عنصرين‬ ‫الـســوري عــاء الــديــن الــزيــات «ككل السياسيين‪ ،‬كبيرين وهو دور سلبي على العموم‪ ،‬ويجب نقدهما‬ ‫أ‬ ‫تــرغــب قضماني ً‬ ‫علميا بــاسـتـقـراء الــواقــع ب ـ ً‬ ‫ـدءا من لن عليهما يمكن تطوير الـحــدث لتقليل الخسائر‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫السؤال‪ :‬آالن كيف يرى الغربيون الحدث السوري �و مزيد من االنكسار‪ ،‬الول‪ ،‬المجموع السياسي‬ ‫( كـحــرب أ�هـلـيــة ‪ ،‬أ�و كـصـراع مـتـعــدد أالق ـطــاب ‪ ...‬الـســوري الكلي (مـعــارضــة وم ــواالة) الــذي فشل في‬ ‫ً‬ ‫تاريخيا‪ ،‬وإن كان‬ ‫إل ــخ)‪ ،‬وترجيحها أ�نــه بالرغم مــن اخـتــاف النظرة ابتداع منظومات وقاية مجتمعية‬ ‫أ‬ ‫يحلو للبعض جعل النظام ً‬ ‫دوما مبصقة للخطاء‪،‬‬ ‫بـيــن الغربيين (والـمـقـصــود التحليل وفــق الئحة‬ ‫أ أ‬ ‫مصالح كــل دولــة وتوازناتها مــع الـقــوى المؤثرة)‪ ،‬ف�نا �فضل تحميل هــؤالء مسؤولية العجز الطويل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫فإن هناك شبه إجماع أ�ن الثورة أت�سلمت وتسلحت عــن ابـتــداع حمايات وطنية كافية لنـنــي مقتنع �ن‬ ‫أ‬ ‫نظاما دك ً‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫ـتاتوريا لن يناط به صناعة من هذا النوع‪� .‬ما‬ ‫وبــالـتــالــي تــ�دل ـجــت وف ـقــدت خـطــابـهــا الــديـمـقـراطــي‬ ‫الــذي لفت أالنـظــار إليها في البداية‪ ،‬هــذا التحول الثاني‪ ،‬فهي قوى العمل المدني الناشئة والناهضة‪،‬‬ ‫سببه عدة عوامل‪ ،‬التسلح والتسليح‪ ،‬التمويل‪ ،‬هــي تحملت الـك ـثـيــر مــن الـمـشــاق والـمـســؤولـيــات‪،‬‬ ‫أ‬ ‫الفعل الضاغط للنظام وتسهيل حركة وتمدد القوى وحملت عبء الدولة المنهارة‪ ،‬وتحملت �شكال ما‬ ‫الـعـسـكــريــة عـلــى ح ـســاب الـمــدنـيــة ثــم الـعـسـكــريــة قبل الدولة البائسة من هيئات وشرعيات وكـتائب‪،‬‬ ‫تطرفا ً‬ ‫المتطرفة على حساب أالقل ً‬ ‫وصوال إلى الخالفة هذه القوى ما تزال ضائعة المالمح ما بين مفهومها‬ ‫آ�خ ًرا‪ ،‬وهي ثالث عناصر صحيحة أ�ودت بالحال إلى للسياسة التقليدية المتوارثة‪ ،‬وخوفها من التعبير‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫ما صار‪ ،‬وبالتالي تصبح عبارة «تشويه» الثورة في بحرية �كبر عن رؤيتها لمسارات الحل‪ ،‬ورغم �نها �قل‬ ‫القوى صناعة للكوارث أو�قلها ً‬ ‫فسادا‪ ،‬لكنها حائرة‬ ‫الخارج عبارة نافرة‪ ،‬فالثورة ليست قاصر يراد تلويث‬

‫خاص ضوضاء‪ /‬منتدى المعرفة وحرية التعبير‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تحقيق‬

‫خاص ضوضاء‪ /‬منتدى المعرفة وحرية التعبير‬

‫خاص ضوضاء‪ /‬منتدى المعرفة وحرية التعبير‬

‫أ‬ ‫ومرتبكة وتـراكــم تجاربها ببطء ال يمكن �ن يكون‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫مناسبا لحركة مجتمع في عمق الزمة»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫تـضـيــف قـضـمــانــي �ن «ه ــؤالء الص ــدق ــاء الــدولـيـيــن‬ ‫ي ــرزح ــون ت ـحــت ض ـغــط م ـت ـزايــد م ــن ق ــوى م ـت ـزايــدة‬ ‫ونشيطة‪ ،‬حيث يوجد خطابان ينموان ويتطوران في‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الغرب‪� .‬حدهما يقول �ن هذه الثورة كانت فيها القليل‬ ‫أ‬ ‫من العناصر الديمقراطية‪ ،‬و�ن القوى الحقيقية فيها‬ ‫كانت إسالمية‪ ،‬لذلك تحولت إلى ثورة ذات طبيعة‬ ‫أ‬ ‫إسالمية وهي تشكل خط ًرا على القليات في المنطقة‬ ‫برمتها‪ ،‬ومع هذا الخطاب تختلف الحلول والمخارج‬ ‫أ‬ ‫ومس�لة التعامل والتعاطي معها»‪.‬‬ ‫وفي هذا الجانب تضيف قضماني أ� ً‬ ‫يضا ما اصطلح‬ ‫على استخدامه في الغرب «الضامن العلماني‪ ،‬والذي‬ ‫يجب التعامل معه بحساسية شديدة‪ ،‬وهــذا ليس‬ ‫بسبب وجود حساسية في مجتمعنا تجاه مصطلح‬ ‫العلمانية بحد ذاته‪ ،‬ولكن بسبب استخدامه بصورة‬ ‫أ‬ ‫خطيرة في الغرب‪ ،‬بــ�ن سوريا تحتاج إلــى علمانية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫حقيقية‪ ،‬لنـهــا الـضــامــن الــوحـيــد لحماية القـلـيــات‬ ‫أ‬ ‫والـمـحــافـظــة عـلــى وح ــدة ســوريــا‪ ،‬و�ن ه ــذه الـثــورة‬ ‫تمضي في غير صالح هذا المشروع‪ ،‬لذلك ننتقل من‬ ‫التخوف المؤطر داخل الحدود السورية إلى امتدادات‬ ‫هذا الصراع الخطير ً‬ ‫جدا‪ ،‬ونجدها في كل المنطقة‬ ‫كمصر ودول الخليج‪ ،‬وهذا يمثل انحر ًافا للثورة»‪.‬‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫�ما فيما يتعلق بالخطاب الخر‪ ،‬فإنه يتمحور حول‬ ‫«إن ســوريــا ليست وطـنـ ًـا‪ ،‬وهــي عـبــارة عــن طوائـف‬ ‫تحارب بعضها منذ القدم»‪ ،‬وهذان التصوران القائمان‬

‫خاص ضوضاء‪ /‬منتدى المعرفة وحرية التعبير‬

‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫على �ن الثورة إسالمية �و �ن سوريا تتجه إلى االنقسام‬ ‫حسب الطوائـف والقوميات‪ّ ،‬‬ ‫«يوظف لصالح دول‬ ‫إقليمية‪ ،‬إضــافــة إلــى خطر إنـتــاج نـمــوذج للتقسيم‬ ‫فــي الـمـنـطـقــة‪ ،‬ه ــذا الـخـطــر ي ـحــدق ب ــدول الخليج‬ ‫وإسرائيل وتركيا ومصر‪ ،‬والتي تملك مشاريع كبرى‬ ‫آ‬ ‫في المنطقة‪ .‬الن‪ ،‬هناك خصوصية لجزء من هذا‬ ‫المجتمع السوري المتعدد‪ ،‬ويتعلق بالمكانة الخاصة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫للمسيحيين السوريين في �وربــا‪ ،‬ومــدى ت�ثير هذا‬ ‫العامل في سياساتها‪ ،‬وكلنا يدرك هذا»‪.‬‬ ‫يوجد خطابان ينموان ويتطوران في‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الغرب‪� .‬حدهما يقول �ن هذه الثورة كانت‬ ‫أ‬ ‫فيها القليل من العناصر الديمقراطية‪ ،‬و�ن‬ ‫القوى الحقيقية فيها كانت إ�سالمية‪ ،‬لذلك‬ ‫تحولت إ�لى ثورة ذات طبيعة إ�سالمية وهي‬ ‫أ‬ ‫تشكل خط ًرا على القليات في المنطقة‬ ‫برمتها‪ ،‬ومع هذا الخطاب تختلف الحلول‬ ‫أ‬ ‫والمخارج ومس�لة التعامل والتعاطي معها‬ ‫تردف قضماني أب�ن «التصدي لهذا الواقع بات ً‬ ‫صعبا‬ ‫ً‬ ‫جدا‪ ،‬فالتحدي كبير في هذا االتجاه‪ ،‬لذلك نحاول‬ ‫التنبيه بـطــرق مختلفة‪ ،‬وا لـتـصــدي لمجموعة من‬ ‫االستراتيجيات التي يتبعها النظام في كافة البلدان‬ ‫أ‬ ‫الوربية وخاصة في فرنسا وبريطانيا‪ .‬والتي تتحالف‬ ‫مــع ج ـهــات كـنــائـسـيــة ومـخــابـراتـيــة تـشـكــل شبكات‬ ‫تـحـ َـرض على التخويف مــن مصير المسيحيين في‬

‫سوريا‪ ،‬وتخرج بانتقادات إلــى مهاجمة شخصيات‬ ‫معتدلة في المعارضة‪ ،‬وهذا ناتج عن تجربة شخصية‬ ‫حدثت معي»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫هذه الساليب تفرض على المعارضة «استراتيجية‬ ‫إعالمية خاصة‪ ،‬والتي فشلت فيها ً‬ ‫فشال ً‬ ‫ذريعا وال‬ ‫أ‬ ‫ت ـزال‪ ،‬لن التصدي لهذه االستراتيجيات يتم عن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫طريق �فراد بدون إمكانيات كاملة لتوظيف �شخاص‬ ‫أ أ‬ ‫يتصدون لهذه الممارسات‪ ،‬لذلك ت�ثر الـر�ي العام‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الوربــي باستراتيجيات النظام‪ ،‬ومــن المعروف �ن‬ ‫النظام الديكـتاتوري يحاول شرعنة وجوده من خالل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫اإلعالم والت�ثير بالر�ي العام» تقول قضماني‪.‬‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫وفي هذا السياق تؤكد قضماني �نها على يقين الن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ن «الـر�ي العام عندما يفتقد إلى الجواب الناجع‪،‬‬ ‫يصاب بالالمباالة وتفقد القضية جوهرها‪ ،‬فملف‬ ‫كملف ضحايا التعذيب داخــل السجون السورية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫مهم للغاية‪ ،‬ولــم يتم استثماره بشكل جيد‪ ،‬لن‬ ‫أ‬ ‫الجزئيات باتت مشتتة لدى الـر�ي العام‪ ،‬وتحولت‬ ‫القضية السورية إلى صراع بين قوى متطرفة‪ ،‬تقوم‬ ‫بعملية تصفية ذاتية لبعضها البعض»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫كما تــذهــب قضماني إلــى �نـهــم «فـشـلــوا فــي إيصال‬ ‫أ‬ ‫رسالتهم بشكل صحيح‪ ،‬وال يملكون �يـضـ ًـا حـ ًـا‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وهذا مرده إلى فشلهم في مجاالت �خرى‪ ،‬فلم تخرج‬ ‫المعارضة بخطاب قــوي قــادر على مواجهة النظام‬ ‫القائم‪ ،‬وهذا أ�مر مقلق جـ ًـدا‪ً ،‬‬ ‫فمثال انتصار تنظيم‬ ‫الدولة اإلسالمية في كل من العراق وسوريا‪ ،‬دفع‬ ‫أ‬ ‫إلــى فتح الملف ال ـســوري دول ـيـ ًـا مــرة �خ ــرى‪ ،‬وفتح‬ ‫آب ‪ -‬أيلول ‪ 2014‬العدد (‪)13‬‬

‫‪29‬‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تحقيق‬

‫خاص ضوضاء‪ /‬منتدى المعرفة وحرية التعبير‬

‫أ‬ ‫الـبــاب �م ــام الـعــديــد مــن االحـتـمــاالت‪ ،‬والـنـظــام لم‬ ‫أ‬ ‫يكن ليصدق �نــه وصل لمرحلة يمكنه فيها القول‬ ‫أ‬ ‫للعالم �نه في مواجهة جيش منظم كـتنظيم الدولة‬ ‫اإلسالمية اإلرهــابــي‪ ،‬فيما لــم تنجح المعارضة في‬ ‫أ‬ ‫استثمار هــذا الملف‪ ،‬و�م ــام تـطــور قــوة التنظيم‪،‬‬ ‫أ‬ ‫والـنـظــام ال ــذي �عـلــن اسـتـعــداده لمقاومة التنظيم‬ ‫ومشاركة الغرب في الحرب عليه‪ ،‬لم تنجح المعارضة‬ ‫أ‬ ‫فــي تشكيل البديل السياسي والمـنــي والتنفيذي‬ ‫لـيـحــل مـحــل ال ـن ـظــام‪ ،‬نـتـيـجــة ث ــاث س ـن ــوات من‬ ‫معارضة بينها تناحرات ومشاكل كـثيرة ظهرت على‬ ‫آ‬ ‫اإلعالم‪ ،‬يدفع ثمنها الن الشعب السوري»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ومع كل هذا‪« ،‬هناك دول‪ ،‬تجد �عذا ًرا للمعارضة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بـحـجــة وجـ ــود �سـ ـب ــاب حـقـيـقـيــة �دت لـمـثــل هــذه‬ ‫النتيجة‪ ،‬فلم يكن هناك حل سياسي يمثل أ� ً‬ ‫فقا‬ ‫لـلـخــروج مــن ال ـص ـراع‪ ،‬وم ــع اخ ـتــاف المعارضين‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫حول الفق الدولي المطروح خالل سنوات الزمة‪،‬‬ ‫لم تنجح المعارضة السورية في خلق بيئة مناسبة‬ ‫أ‬ ‫لتحقيق انتصارات سياسية‪ .‬ما �دى إلى وصولها إلى‬ ‫مرحلة المراوحة في المكان‪ .‬وإن فشلنا في اإلعالم‬ ‫الغربي لم يمكنا من تحقيق نجاح من خالل مخاطبة‬ ‫اإلعالم الغربي بشكل مختلف‪ ،‬وكذلك كان فشلنا‬ ‫الرئيسي في الداخل السوري وتوجهنا لباقي المجتمع‬ ‫ال ـســوري فــي الـمـنــاطــق الـتــي يسيطر عليها النظام‬ ‫أ‬ ‫والمحايدين‪ ،‬ولــذلــك فــإن الـصــورة ال ك ـثــر خطورة‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫في الخارج اليوم‪ ،‬هي �ن هناك مجتمع موالي و�خر‬ ‫مـعــارض‪ ،‬لذلك لم يعد هناك صــوت لشيء اسمه‬ ‫أ‬ ‫الشعب السوري �و المجتمع السوري‪ ،‬وهذا نفتقده‬ ‫فــي خـطــابـنــا الـسـيــاســي وف ــي تـعــامـلـنــا مــع اإلع ــام‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وافتقدنا إلى الكالم المناسب و�خطئنا في الخطاب‬

‫‪30‬‬

‫آب ‪ -‬أيلول ‪ 2014‬العدد (‪)13‬‬

‫خاص ضوضاء‪ /‬منتدى المعرفة وحرية التعبير‬

‫أ‬ ‫التوصيفي للحداث‪ ،‬ما دفعنا إلى مواجهة فراغ‪،‬‬ ‫تمثلت بمعارضة ضعيفة ال تشكل ً‬ ‫ّ‬ ‫بديال نحن بحاجة‬ ‫إليه‪ ،‬ولم ننجح في بناء هكذا خطاب‪ ،‬والذي كان‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مــن الممكن �ن يدفع الـجــزء ال كـبــر مــن المجتمع‬ ‫السوري الذي ال يريد الدكـتاتورية ويريد العيش في‬ ‫حرية إلى تبنيها»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫قضماني �وضحت �ن «هناك خطورة في التعامل مع‬ ‫أ‬ ‫اإلعالم والمصطلحات‪ ،‬كالعلمانية‪ ،‬التي �شرت إلى‬ ‫أ‬ ‫حساسيتها وخطورتها‪ ،‬لن النظام يقتل السوريين‬ ‫أ‬ ‫باسم العلمانية‪ ،‬المر الذي يدفع الغرب ‪ -‬الذي بات‬ ‫يحمل ً‬ ‫مواقفا سلبية من التصور اإلسالمي ‪ -‬إلى عدم‬ ‫أ‬ ‫التحرك �مــام قتل السوريين بالسالح الكيماوي‪،‬‬ ‫نحن بحاجة ماسة إلى خطاب جديد من الداخل‪،‬‬ ‫أو�ص ــوات مشتركة تتكلم ب ــإرادة الشعب الـســوري‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ورغـبــاتــه و�ولــويــاتــه‪ ،‬وهــذا مــن الممكن �ن يقودنا‬ ‫أ‬ ‫إلى تغيير الصورة في الخارج‪ ،‬لن كلمة ثورة عادلة‬ ‫وديمقراطية باتت بعيدة عن الضمير الغربي»‪.‬‬ ‫وحول تحمل المعارضة السورية كامل المسؤولية‬ ‫آ‬ ‫هنا‪ ،‬تقول قضماني «ال نستطيع الن لوم المعارضة‬ ‫أ‬ ‫على عدم قدرتها في تقديم صورة مثالية �و إيجابية‬ ‫أ‬ ‫ل ـل ـثــورة‪ ،‬لن وظـيـفــة الـمـعــارضــة هــي إدارة جـيــدة‬ ‫أ‬ ‫للثورة و�وجهها المختلفة في الشق اإلعالمي والشق‬ ‫أ‬ ‫الــدب ـلــومــاســي الـ ــذي فـشـلــت ف ـيــه‪ ،‬والخـ ـط ــاء في‬ ‫التواصل مع جهات عديدة كانت تنتظر التواصل‬ ‫مـعـهــا‪ ،‬كـمــا لــم تـعــي ت ـطــورات فــي نـشــوء المجالس‬ ‫المحلية داخل المجتمعات المحلية التي تشكلت‬ ‫في الداخل‪ ،‬إضافة إلى الفشل في تلبية الحاجات‬ ‫اإلنسانية واإلغاثية‪ ،‬وعــدم امتالكنا مؤسسة نثق‬ ‫ً‬ ‫وشخصيا كنت على خالف‬ ‫فيها لتلبية هذا الجانب‪،‬‬ ‫مــع المعارضين الـقــدامــى‪ ،‬الــذيــن زاودوا فــي حجم‬

‫التضحيات التي يقدمها الشعب لتحقيق الشرعية‬ ‫والتراتبية فــي قـيــادة المعارضة‪ ،‬والـتــي يقول عنها‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫«ماكس فيبر» �ن هناك �ربعة مستويات للشرعية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وهي التقليدية كالشيخ والمجتمع الهلي‪ ،‬والشرعية‬ ‫الـكــاريــزمـيــة‪ ،‬والـشــرعـيــة الديمقراطية القائمة على‬ ‫االنتخابات والخيار الشعبي‪ ،‬والمصدر الـرابــع هي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫شرعية اإلنـجــاز‪ ،‬وهــي الهــم‪ ،‬والتي افتقدناها‪� .‬ي‬ ‫أ‬ ‫�ننا لم نملك القدرة على بناء شرعية حقيقية لتمثيل‬ ‫الشعب‪ .‬فاعتمدنا على الخارج لبناء قوة وقدرة لفرض‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫رؤية نؤمن بها‪ ،‬المر الذي �ضر بنا �يما ضرر»‪.‬‬ ‫و«المؤسف أ�ننا فشلنا أ� ً‬ ‫يضا في تنظيم العالقات مع‬ ‫أ‬ ‫الــداخــل ولــم نقتنع �نـنــا إذا فشلنا فــي اإلنـجــاز فإن‬ ‫آ‬ ‫الشعب السوري سيلفظنا كما يلفظ النظام الن»‪.‬‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫والن «ال يمكن �ن نلوم الر�ي العام الغربي بشكل‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫عـ ــام‪ ،‬لن ال ـت ـحــريــض ال ـقــائــم الن بــات ـجــاه وضــع‬ ‫أ‬ ‫المسيحيين والجهاديين فــي ســوريــا‪ ،‬هــو �مــر قائم‬ ‫ويملك شبكات كبيرة تدفع باتجاهه‪ ،‬ورغم ذلك‪،‬‬ ‫أ‬ ‫كــان ال ـر�ي العام الغربي متعاطف مع السوريين‪،‬‬ ‫ولكننا لم نكن على قدر هذا التعاطف واستثماره‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ففقدت القضية السورية صدارتها في مس�لة التضامن‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�صاب الر�ي العام حالة من الملل والالمباالة تجاه‬ ‫أ‬ ‫الثورة»‪ .‬أو� ً‬ ‫يضا «فشلت المعارضة في مس�لة غياب‬ ‫الدقة في خطابها الذي كان ً‬ ‫سببا في فشلها بالتعاطي‬ ‫مــع ال ـغــرب‪ ،‬ال ــذي يملك قــاعــدة كبيرة وهــائـلــة من‬ ‫أ‬ ‫المعلومات القادمة من �جهزة استخباراته‪ ،‬والتي‬ ‫تـمـلــك ص ــورة كــامـلــة ع ــن طـبـيـعــة ال ـص ـراع وال ـث ــورة‬ ‫السورية‪ ،‬في حين اعتمدت المعارضة على خطاب‬ ‫خشبي يعتمد على التزييف أ� ً‬ ‫حيانا‪ ،‬وهو ما دفع إلى‬ ‫أ‬ ‫حالة �خرى من فقدان الثقة بين المتعاطفين والقضية‬ ‫السورية وتشكيالت المعارضة»‪.‬‬


‫قبس من نور‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫قبس من نور‬

‫‪1‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الصباح‬ ‫قال‬ ‫أ‬ ‫المسافة �ن تبقى‬ ‫على‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫و ُ‬ ‫الريح ستنجز صمتها‬ ‫آ‬ ‫َ‬ ‫لينتفض ال ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫قاح‬ ‫العنب‬ ‫نهدين من ِ‬ ‫ترسم أ أِ‬ ‫على ال لوان �ن تعدو في تضاريس الطفولة‪ ،‬تك ُ‬ ‫ـتب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫في جدارية آال الم َ‬ ‫خبز مـن رحلو‪ ..‬قال‬ ‫ِ ِ‬ ‫ال ُ‬ ‫حالم أ� ً‬ ‫نام عنها الماءُ‬ ‫تكمل أال ُ‬ ‫غنية لو َ‬ ‫أ‬ ‫َ‬ ‫القمح‬ ‫أ�و ضلت سبيل ِ‬ ‫�و َ‬ ‫كان يسكنها ُ‬ ‫النواح‬ ‫ُ‬ ‫العشب‬ ‫هكذا يقتاتنا‬ ‫يلوكنا ُ‬ ‫الحزن‬ ‫ُ‬ ‫الصباح‬ ‫يهجرنا‬ ‫‪2‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫هل تك َ‬ ‫الرغيف‬ ‫وجع‬ ‫ـتبين حكاية �خرى على‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ما ز َال متكـئا على ظل السنابل تعتريه ُ‬ ‫ُ‬ ‫يشاغب ‪..‬‬ ‫الماء‬ ‫دهشة ِ‬ ‫ِ َ ِ ُ ِ‬ ‫تعتصر الحديقةَ‬ ‫يعرف أ� َّن الريحَ‬ ‫ُ‬ ‫مالمحه ‪ ..‬الخر ُاب ما كان‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫َ ُ أ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫المدائن‬ ‫جسد‬ ‫ما كان يدرك �ن الذل ‪ ..‬حين يبذره على ِ‬ ‫ِ‬ ‫سوف ُ‬ ‫تفاصيل العراة‬ ‫ينبت نا ًرا من‬ ‫ِ‬ ‫ًأ‬ ‫َ‬ ‫الخريف‬ ‫صوت‬ ‫هل‬ ‫تنثرين وشاية �خرى على ِ‬ ‫ِ‬ ‫أ‬ ‫َ‬ ‫ُّكل المعاول �صبحت ُ‬ ‫السهول‬ ‫تنخر خاصرة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ثقب ً‬ ‫منه البر ُ‬ ‫حلما أ�خ ًرا ُ‬ ‫فيسيل ُ‬ ‫أ� ُ‬ ‫تقال‬ ‫لت أ�ر ُ‬ ‫ال ز ُ‬ ‫تجل المعاني‬ ‫أ‬ ‫أ� ُ‬ ‫َ‬ ‫حصد َ‬ ‫شفاه القحوان ‪..‬‬ ‫الوجع‬ ‫المبارك عن ِ‬ ‫َ‬ ‫الفقير‬ ‫ُّكل‬ ‫ِ‬ ‫المناجل تقتفي عجز ِ‬ ‫ُ‬ ‫الطفولة‬ ‫جثامين‬ ‫سنغرس في‬ ‫ماذا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قتل الطريق ‪..‬‬ ‫ما الذي ِ‬ ‫نجنيه من ِ‬ ‫َ أ‬ ‫ترجمين �غنيتي‬ ‫هل‬ ‫ُ‬ ‫أ�م تك َ‬ ‫الفضاء ُ‬ ‫ُ‬ ‫المالح‬ ‫سيفعله‬ ‫ـتفين بما‬ ‫َ أ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ايين الوصول؟‬ ‫حين يعري صمتنا و يعيد تركيب الزقة في شر ِ‬ ‫الشمس ٌ‬ ‫شروق ٌ‬ ‫ال تجزعي‪ ،‬ما ز َال في الليل ٌ‬ ‫ُ‬ ‫كافية ‪ ..‬لكي تبقى الفصول‬ ‫باذخ و‬ ‫ِ‬

‫‪3‬‬ ‫ُ أ‬ ‫ً‬ ‫الخريف‬ ‫جسد‬ ‫ما زالت تكـتب �قمارا على ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫وجه الحقيبة‬ ‫الموت تغني‬ ‫تخرج من ِ‬ ‫دائرة ِ‬ ‫ِ‬ ‫للعصافير في ِ‬ ‫ما زالت ُ‬ ‫تعاند الحزن ‪ُ ..‬‬ ‫تنتظر الحكايا‬ ‫َ أ َ‬ ‫ُ‬ ‫وجع المرايا‬ ‫ترسم فرسان الساطير على ِ‬ ‫الفضاء ُ‬ ‫ُ‬ ‫الثاقب ‪..‬‬ ‫ما ز َال لعينيها‬ ‫الريح ‪ ...‬و ُ‬ ‫ُ‬ ‫تنحني له ُ‬ ‫القصائد‬ ‫مالمحه‬ ‫تشرق من‬ ‫ِ‬ ‫و تر ُ‬ ‫اتيل الخصوبة‬ ‫ُ‬ ‫تخترق الحنايا‬ ‫ما زالت‪ ،‬و ما زالت‬ ‫ُ‬ ‫و ما ز َال ُ‬ ‫الوقت‪ ،‬يبحث في الخطايا‬ ‫جنون ِ‬ ‫المسافة‬ ‫ذات‬ ‫لم نكن على ِ‬ ‫ِ‬ ‫نرصد َ‬ ‫ُّ‬ ‫كلنا ُ‬ ‫القتل‪ ،‬و نعد الضحايا‪،‬‬ ‫ُ أ‬ ‫لم تعد للحقل أ� ٌ‬ ‫تختزل الماني‪،‬‬ ‫غنية‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫تفتح‪ ،‬في التراتيل عبوراً‬ ‫َ‬ ‫وحدها أ�مي تظنُ‬ ‫الشمعة ُ‬ ‫‪4‬‬ ‫الشمس‪ُ ،‬‬ ‫يعاند الريحَ‬ ‫اليمام سيبهرُ‬ ‫و ُ‬ ‫َ‬ ‫و يجتاز القذيفة ً‬ ‫شوقا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫أ‬ ‫تعيد تشكيل حديقتها الصغيرةَ‬ ‫الماء ُ‬ ‫ستظفر َ‬ ‫ُ‬ ‫وحدها �مي‬ ‫تنتظر َ‬ ‫ُ‬ ‫وجع الحكايا‬ ‫رجوع‬ ‫ِ‬ ‫الغائب في ِ‬ ‫كمال نصر الدين‬

‫آب ‪ -‬أيلول ‪ 2014‬العدد (‪)13‬‬

‫‪31‬‬


‫كخيط ضوء شحيح‬ ‫نصان قصصيان ‪ -‬مهند الخالد‬ ‫من مجموعته القصصية «ساعات الليل»‬ ‫جهاد مع الحب‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫صباحا ً‬ ‫ضمة من جعبة الوقت الذي ّ‬ ‫جديدا من صباحاته القليلة الباقية ‪ّ ،‬قرر أ�ن يسرق ّ‬ ‫تبدى له مثل سراج ذابل ‪.‬‬ ‫لما كان يغالب ضجة المدينة التي �تلفت‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫منتحيا ذلك الركن الدافئ ‪ّ ،‬تلفه الحالم ودخان السجائر ونبض الحياة ‪ ،‬انتثر في غبش‬ ‫غلبه حنين غامض إلى مقهى البرج حيث كان قد � فرغ حزمة من كيس شبابه‬ ‫الحلم ‪ ...‬ومثل ّ‬ ‫ظل وقف أ�مام الباب الزجاجي للمقهى على هيئة رجل ‪ّ ،‬مرر أ�صابعه عبر بياض شعره ‪َّ ،‬‬ ‫سوى لحيته الك َّـثة َّ‬ ‫تسرب إلى قلب المقهى كخيط ضوء شحيح ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫قصية يلوذان بالهمس وبهجة االستتار ‪ ،‬أ�شعل لفافة ‪ ،‬أ�سلم ّ‬ ‫احتل طاولة ِّ‬ ‫ستينه لفوضى الرؤى وقد دهمته وحشة مربكة ‪.‬‬ ‫عصفوران صغيران كانا قد‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫خب الوقت عبر نبض الذاكرة اليابسة ‪ ،‬وسال هسيس الحب على خد المكان‪ ،‬ليس ثمة ما يشي بوجوده في خاصرة المقهى سوى دخان سجائره‪ ،‬وحيدا جلس‬ ‫ُّ‬ ‫يمتص رحيق العمر في حضرة الخواء‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫وخزته �شواك الحيرة حين ت�خر النادل عنه‪ ،‬نقر ب�صابعه على خشب الطاولة بإيقاعات َّ‬ ‫مشوشة‪ ،‬متشاغال عن زغب السئلة التي عربشت على جدران ر�سه ّلما‬ ‫أ‬ ‫حدق صوب المشرب ً‬ ‫وك�نه لم يره‪َّ ،‬بدل وجهته وجلس قبالته مباشرة‪ ،‬أ�شعل سيجارة خامسة‪ ،‬و َّ‬ ‫باحثا عن نثاره في عيون الشبان الثالثة‬ ‫زاغت عين النادل عنه‬ ‫ًأ‬ ‫ً‬ ‫الذين تشاغلوا بالهمس تارة وباالبتسام تارة �خرى‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫فتح المقهى ذراعيه للهاربين من بطش العيون الواشية‪ ،‬يتسللون فيمتلئ الفراغ برائحة الحب والرغبة واندلق الغادون ممسكين بحبال الوهم باتجاه بئر الشارع‪،‬‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫استيقظ فجاه وانتبه إلى ضياعه وسط صليل اليوم وشجار أالمس وترتيب وداعه إلى نهر الموج آال ّ‬ ‫دمي الذي احتواه دون رحمة حتى الن‪ ،‬لكنه في هذه الثناء وهو‬ ‫يراقب أالنفاس أالخيرة للسيجارة وسط المرمدة تذكر روحه التي تتصاعد وسط هذا الوجيب ّ‬ ‫المتدفق لقلبه الحزين‪ ،‬أو�رسلته الخيوط ّ‬ ‫الفضية للدخان المتصاعد‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إلى حياته التي بد�ت ترتاد الن مخاضات من وحل‪� ،‬سرج خيول عينيه و�طلقها في الصالة الكبيرة يتملى المشهد السري للداخلين إلى رحم اللذة‪ ،‬ولذ ّ له الصخب‬ ‫الناعم الذي عبق حوله‪.‬‬ ‫ًأ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫لم تفلح اإلشارات الخفية لعينيه في اجتذاب النادل‪ ،‬رفع يده قليال‪ ،‬لوح برقة ٍمحركا �نامله‪ ،‬انحنى بكامل قامته ليتمكنوا من رؤيته‪ ،‬لكن رذاذا من مجهول تناثر‬ ‫في مدى عينيه وغطى رخام المسافة‪.‬‬ ‫ّ َّ أ‬ ‫خفي‪ ،‬هز �غصان يقينه‪،‬‬ ‫ربما كانت هيئته الغريبة ؟! جاس المكان‪ ،‬جدرانه الخشبية‪ ،‬الطاوالت‪ ،‬الوجوه الغارقة في الحب‪،‬‬ ‫الموسيقى الدافئة المنبعثة من ركن ٍ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫الرخامي العريض دون �ن يلحظه �حد‪.‬‬ ‫ّلفه الضباب‪ ،‬نهض ‪ ..‬مرق صوب الباب‪َّ ،‬لوح للشبان الثالثة‪ ،‬و هبط الدرج‬ ‫‪2005/11/27‬‬ ‫صباح عادي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يتمدد في ثنايا العتمة ً‬ ‫بد� ضوء الصباح ّ‬ ‫معلنا بداية يوم جديد من �يام الصيف القائظ ‪ .‬دلفت �فواج العمال والباعة والناس إلى السوق حيث‬ ‫أ‬ ‫َّ‬ ‫اصطفت صناديق الخضار و�كياس الفاكهة المتنوعة في مشهدها المعتاد‪.‬‬ ‫أ‬ ‫لم يكن أ�بو سناء قد انتهى بعد من إفراغ حمولة الشاحنة الموكلة إليه ‪ ،‬تناثرت َّ‬ ‫حبات العرق على جبينه المحروث بالسنين ‪ ،‬وتثنى جسده الكهل تحت وط�ة التعب‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫تلك أ� ً‬ ‫الممض ‪،‬شعر أب�نه َّ‬ ‫ّ‬ ‫قليال وهو يفكر بالبنات وعليه �ن ينجز عمله قبل �ن يحضر المعلم ياسر وتبد� حفلة التقريع المعتادة ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ لكن تدخين لفافة ال يغير كـثي ًرا ؟؟؟؟ س�ل نفسه‬‫أ�شعل لفافته ‪ ،‬أ�سند ظهره إلى حافة الشاحنة ‪ ،‬عاوده الهاجس القديم ‪ ...‬لو قدر لسناء أ�ن تكون ً‬ ‫ولدا ؟؟؟‬ ‫أ‬ ‫ ّربك له إرادة يا �بو سناء ‪ ...‬عاتب نفسه‬‫ َ‬‫ونعم بالله ‪ ...‬همس‬ ‫نفسا ً‬ ‫سحب ً‬ ‫عميقا ‪ ،‬نفثه ‪ ،‬استطرد ‪:‬‬ ‫عاما ‪ ،‬أ�طول ً‬ ‫قليال ‪ ،‬أو�متن بنية ‪ ،‬أو�كـثر ً‬ ‫تقريبا‪ ،‬واحد وعشرون ً‬ ‫ كان سيكون بمثل سن المعلم ياسر ً‬‫لطفا ‪ ،‬وما أ�دراك ‪...‬؟ ربما كان أ�لعن أو� ّ‬ ‫دق رقبة ‪ ،‬النفس‬ ‫أ ً أ‬ ‫ختا لحد ‪.‬‬ ‫ليست �‬ ‫أ‬ ‫أ رأ‬ ‫ن أ‬ ‫ والله صحيح يا ِّعمي ‪ ،‬كما يقولون البطن بستان ‪ ،‬هل تقار سناء �و هند �و نو ا �و نوال �و مها بهذه القردة الصغيرة ختام ؟؟؟!! !‬‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مسح العرق المنثال على وجهه بكمه ‪ ،‬اجتاحته �فكار كـثيرة ‪ ،‬تراءت له �عراس القرية الكـثيرة التي اليت�خر عن � ٍي منها ‪ ،‬الطفال وهم يتزاحمون على باب المضافة‬ ‫نفسا ً‬ ‫عب ً‬ ‫ليشاركوا في أالهازيج والدبكات ‪ّ ،‬‬ ‫عميقا ‪..‬‬ ‫أ‬ ‫ ولكن في النهاية ال ّ‬‫يصح إال الصحيح ‪،‬الولد ال غنى عنه ‪ ،‬سند يا �خي‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ارتفعت الشمس على خد الشرق ببهاء ‪ ،‬انهمك الباعة في ترتيب بضاعتهم اليومية ‪ّ ،‬‬ ‫شده الحلم �كـثر ‪ ...‬انهمرت في ذاكرته الشياء ‪،‬وحين وصل المعلم ياسر ‪،‬‬ ‫أ‬ ‫بد�ت حفلة التقريع اليومية ‪.‬‬ ‫‪2005/6/3‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.