Dawdaa magazine 14

Page 1

‫أ‬ ‫اقتالع تماثيل حافظ السد في السويداء‬

‫شهرية مستقلة تصدر عن المركز السوري للصحافة والنشر‬

‫العدد(‪)11‬‬ ‫‪20142014‬‬ ‫حزيران‬ ‫أيار‬ ‫العدد ( ‪) 14‬‬ ‫تشرين‪-‬األول‬

‫‪4‬‬

‫شخصيات سياسية واجتماعية ودينية تعقد‬ ‫اجتماع ًا في السويداء‬

‫‪6‬‬

‫الجيش الحر يسيطر على تل الحارة ويبدأ‬ ‫معركة للوصول إلى مركز مدينة درعا‬

‫‪24‬‬

‫سلسلة تفكك النظام ح‪5/5 -‬‬ ‫دمشق ترد على الهجوم اإلسرائيلي بقصف‬ ‫حافلة في سوريا‬ ‫ملف العدد‪ :‬رؤيا في منظمات المجتمع‬ ‫المدني‬

‫‪10‬‬

‫ منظمات المجتمع المدني رؤية ومسار‬‫وحل‬

‫‪12‬‬

‫ آثار العنف الدائر في سوريا على المجتمع‬‫المدني‬

‫لسنا منبرًا ألحد‪ ..‬لسنا ملكًا ألحد‪..‬نسعى لكي نكون أحد أصوات العقل والتوازن في سوريا الجديدة‬

‫‪ www.facebook.com/dawdaanewspaper‬أحد أصوات العقل والتوازن في سوريا الجديدة‬ ‫لسنا منبرًا ألحد‪ ..‬لسنا ملكًا ألحد‪ ..‬نسعى لكي نكون‬ ‫‪dawdaa.syria@gmail.com‬‬ ‫‪dawdaa.syria@gmail.com‬‬ ‫‪www.facebook.com/dawdaanewspaper‬‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬ ‫‪www.dawdaa.com‬‬


‫أ‬ ‫�خبار المحليات‬

‫رئيس التحرير‬ ‫محمد مالك‬ ‫مدير التحرير‬ ‫هالة درويش‬ ‫سكرتير تحرير‬ ‫زويا منصور‬ ‫أ‬ ‫الخبار المحلية بالتعاون مع مركز‬ ‫سويدا خبر اإلعالمي في المنطقة‬ ‫الجنوبية‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬ ‫‪dawdaa.syria@gmail.com‬‬

‫أ‬ ‫شخصيات سياسية واجتماعية ودينية تعقد اجتماعات في السويداء لمناقشة الخطار التي‬ ‫تواجهها بمعزل عن قوات النظامالجيش الحر يتقدم في ريفي درعا والقنيطرة‬ ‫أ‬ ‫الجيش الحر يسيطر على تل الحارة ويبد� معركة للوصول إلى مركز مدينة درعا‬

‫أ‬ ‫ر�ي‬ ‫أ‬ ‫عالء الدين زيات‬ ‫منظومات المجتمع المدني ‪ ..‬رؤية ومسار وحل ‪� ..‬م مجرد استنساخ‬ ‫آ‬ ‫سحر حويجة‬ ‫�ثار العنف الدائر في سوريا على المجتمع المدني‬ ‫محمد الجرف‬ ‫المجتمع المدني في سوريا‪ ،‬العقدة المستعصية‬ ‫جديع نوفل‬ ‫منظمات المجتمع المدني ودورها في البالد التي تعاني النزاعات المسلحة‬ ‫شمس الدين الكيالني‬ ‫العصبية الطائفية السلطوية‬ ‫أ‬ ‫ترجمة‬ ‫المنظمات غير الحكومية من خالل تاريخ حركة التضامن‪ ,‬مبادئها و�نماطها‬ ‫سلسلة تفكك النظام‪ /‬الحلقة الخامسة‬ ‫ترجمة‬ ‫دمشق ترد على الهجوم االسرائيلي ‪ ...‬بتفجير حافلة في سوريا‬

‫تحقيق‬ ‫أ‬ ‫سمير عيطة‪ :‬الحرب ال تصنع الحرية وإيقافها هو الهم‬

‫مجيد محمد‬

‫‪www.facebook.com/dawdaanewspaper‬‬

‫لقاء‬ ‫أ‬ ‫اللجاة مجلس إداري و�مني وتوحد العشائر في تشكيل عسكري واحد‬ ‫فريق تحرير ضوضاء‬

‫تقرير خاص‬ ‫تماس ‪ -‬اللجنة اإلعالمية‬ ‫التحالف المدني السوري (تماس)‬ ‫وكالة سمارت‪ -‬خاص ضوضاء‬ ‫ضربات التحالف على داعش فعل ورد فعل‬ ‫النصرة بين قتال النظام والسير على خطا تنظيم «الدولة» وكالة سمارت‪ -‬خاص ضوضاء‬

‫ادب‬ ‫النصب‬

‫‪www.saiedetsouria.com‬‬

‫قصة قصيرة ‪ -‬مهند الخالد من مجموعته القصصية «ساعات الليل»‬

‫صدر العدد الثامن من مجلة سيدة سوريا‬ ‫أ‬ ‫سيدة سوريا شهرية مستقلة تعنى بالمر�ة السورية تصدر عن المركز السوري للصحافة والنشر‬


‫ومضة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫سيناريوهات إلمارة النصرة‬

‫افتتاحية‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫اقتحام جبهة النصرة لقرى جبل الزاوية‪ ،‬ومنها قرية «دير سنبل» مسقط ر�س جمال معروف‪ ،‬ثم �سره على يد صقور الشام‪ ،‬بعد ذلك‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بفارق يوم واحد نسمع عن انشقاقات كبيرة بين تشكيالت حركة حزم‪ ،‬ثم انسحاب قائد الحركة مع عشرات العناصر ليس �كـثر وبقية �سلحة‬ ‫تال تسيطر النصرة على قرى وقرى جديدة‪ .‬نتائج العملية حصول جبهة النصرة على عشرات الدبابات التي كانت بحوزة‬ ‫نحو حلب‪ ،‬وفي يوم ٍ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫جبهة ثوار سوريا وحركة حزم‪ ،‬إضافة إلى مستودعات من السلحة‪ ،‬والهــم منظومة صواريخ «تــاو»‪ ،‬والتي تسلح بها الواليات المتحدة‬ ‫أ‬ ‫المريكية حركة حزم‪.‬‬ ‫آ‬ ‫ً أ‬ ‫أ‬ ‫مختطفا‪ ،‬و�نه موجود في مكان �من لم يفصح عنه‪ ،‬لن يغير بالمعادلة على‬ ‫وإن كان جمال معروف قد ظهر بعد ساعات ليؤكد �نه ليس‬ ‫أ‬ ‫أالرض ً‬ ‫شيئا‪ ،‬فمعظم مناطق الريف اإلدلبي قد باتت تحت نفوذ جبهة النصرة‪ ،‬وما تبقى بيد كـتائب إسالمية‪ ،‬ك�حرار الشام وصقور الشام‬ ‫وغيرها‪ ،‬فيما انسحبت التشكيالت المعتدلة من المنطقة برمتها‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫هذا التدهور المسرع لتجمع قوى كـ «جبهة ثوار سوريا» وحلفائها القوياء «حركة حزم» الفضل تسليحا ليس وليد الصدفة‪ ،‬فقد قامت جبهة‬ ‫النصرة قبل البدء بعمليتها الكبرى بتحالفات مع كـتائب إسالمية في المنطقة بريف إدلب‪ ،‬بهدف إخراج قوات جمال معروف من المنطقة‬ ‫أ‬ ‫ومن الحدث العسكري فيها على حد سواء‪ ،‬يظهر ذلك من تشكيل محكمة للفصل في �سباب االشتباكات بين «جبهة ثوار سوريا» قوات‬ ‫جمال معروف‪ ،‬وبين جبهة النصرة‪ ،‬ويكون رئيس هذه المحكمة «الشيخ عبد الله المحيسني» رجل النصرة‪ً .‬‬ ‫إذا لم تقاتل جبهة النصرة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وحدها في هذه المعركة‪ ،‬ونس�ل هنا‪ :‬هل كان ما حصل نتيجة �خطاء ارتكبها جمال معروف ممثل الجيش الحر كجزء من هيئة الركان‪،‬‬ ‫أ�م هي نتيجة مطامح النصرة إلنشاء إمارتها في شمال غرب سوريا أ�سوة بداعش في شرقها‪ ،‬أ�م أ�ن هناك ً‬ ‫العبا أ�كـثر أت�ثي ًرا على الحدث السوري‬ ‫أ‬ ‫في هذه الوقات؟‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫فمنذ بد�ت تصريحات اإلدارة المريكية التي تنوس بين إرادة تسليح وتدريب المعارضة المعتدلة‪ ،‬وبين عدم جدوى وضع السالح بيد‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫فالحين و�طباء �سنان حسب الرئيس �وباما‪ ،‬ثم بدء بناء التحالف لضرب تنظيم الدولة اإلسالمية‪ ،‬بعد السماح باالنهيار الكبير في العراق‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫في صفوف الجيش الذي �شرفت الواليات المتحدة على بنائه في السنوات العشر الماضية‪ ،‬كانت تصريحات اإلدارة المريكية تلك إرهاصات‬ ‫أ�ولى ومقدمات لهذه النتيجة‪ .‬فجمال معروف بصفته ً‬ ‫ممثال للقوى المعتدلة‪ ،‬في جبهة تعج بالقوى والتشكيالت اإلسالمية‪ ،‬راكم الكـثير‬ ‫باستحواذه على الدعم الغربي‪ ،‬ما يجعل من احتمال تضخم قوته ً‬ ‫عامال ً‬ ‫مقلقا‪ ،‬حين ينظر إليه كحليف ألمريكا‪ ،‬و أر�س حربة للحسم البري‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مبد� أ�ن تتغدى النصرة وحلفاؤها بعدوهم البري‬ ‫ضد اإلسالميين‪ ،‬ما إن تستكمل الضربات الجوية المريكية مهمتها‪ ،‬ذاك في �قله من‬ ‫أ‬ ‫المحتمل‪ ،‬قبل �ن يتعشى بها‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وال يتوقف �ثر التدخل الغربي عند هذا الحد‪ ،‬فقصف مقرات النصرة مع بدء ضربات التحالف‪ ،‬فتح الباب على تعاطف الخزان البشري في‬ ‫أ‬ ‫المنطقة‪ ،‬وجله من المسلحين‪ ،‬مع جبهة النصرة‪ ،‬خاصة عندما تمتلك النصرة الحنكة لخلط الوراق بشكل جيد‪ ،‬بإظهار نفسها ضحية‬ ‫بين مطرقة طائرات التحالف وسندان قوات النظام‪.‬‬ ‫ً أ‬ ‫فقد سارع النظام للضغط على جبهة مورك‪ ،‬مك ً‬ ‫ً‬ ‫ـثفا غاراته الجوية وقصفه‪ ،‬حارقا الرض ومجبرا مرابطي التشكيالت عامة على االنسحاب‪ ،‬ما‬ ‫جعل الناس تزيد التعاطف مع النصرة‪ ،‬التي كانت عناصرها في مقدمة التشكيالت ضد النظام جنوب إدلب وشرقي حماه والقلمون‪ .‬وعززت‬ ‫النصرة انسحابها من مورك باقتحام مدينة إدلب‪ ،‬واحتالل مؤسسات النظام بما فيها قصر المحافظ لساعات‪ ،‬ما رفع رصيدها بين السكان‬ ‫أ‬ ‫القلقين من اجتياح النظام‪ ،‬وقد ُزرع في ظنهم �ن ليس كالنصرة من يحميهم منه‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يقول البعض إن حرب �مريكا وحلفاءها ضد «داعش» ضرورية‪ ،‬وهي المل الوحيد لوقف استشراء وحشية وقباحة الداعشيين‪ ،‬وهي من‬ ‫باب ما نصر للثورة السورية من استحواذ «داعش» عليها‪.‬‬ ‫أ‬ ‫آ أ‬ ‫آ‬ ‫لكن ً‬ ‫منطقا ما يسكن وجهة نظر �خرين‪ ،‬حين يقولون‪« :‬انظروا إلى دو َري طائرات التحالف وطائرات نظام �ل السد‪ ،‬حيث تقصف الولى‬ ‫أ‬ ‫�عداء في الرقة ودير الزور وريف حلب الشرقي‪ ،‬فيما تكمل الثانية المهمة بقصف درعا وريف دمشق وحماه وإدلب وباقي حلب‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يستنتج البعض من هذه التداوالت خط� ترتكبه اإلدارة المريكية في التعامل مع الحالة السورية‪ ،‬دون تحليل عناصرها وعواطف سكانها‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫بشكل صائب‪ ،‬فيما يقول �خرون‪« :‬يس ذلك الر�ي إال زاوية السوريين في النظر‪ ،‬فماذا لو كانت السياسة المريكية تعلم ما تفعل‪ ،‬وتعرف‬ ‫ما تريد‪ ،‬وال زالت تنضج سوريا على نار هادئة‪.‬‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫تشرين األول ‪ 2014‬العدد (‪)14‬‬

‫‪3‬‬


‫إضاءة‬

‫أخبار‬

‫شخصيات سياسية واجتماعية ودينية تعقد اجتماعات في السويداء لمناقشة األخطار‬ ‫التي تواجهها بمعزل عن قوات النظام‬

‫تقرير‪ :‬فريق تحرير ضوضاء‬ ‫قـطــع عــدد مــن ســائ ـقــي شــاحـنــات الـنـقــل اإلثـنـيــن ‪13‬‬ ‫أ‬ ‫تشرين الول ‪ ،2014‬الطريق العام شرق المنطقة‬ ‫ً‬ ‫احتجاجا‬ ‫الصناعية في مدينة السويداء‪ ،‬بشاحناتهم‪،‬‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫على نقص مادة المازوت المخصصة ل لياتهم‪ ،‬ما �سفر‬ ‫عن تعطلهم عن العمل‪ ،‬وتشهد محافظة السويداء‬ ‫ً‬ ‫نقصا في المحروقات مع اقتراب فصل الشتاء ونهاية‬ ‫أ‬ ‫عيد الضحى‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ميدانيا‪ ،‬سادت حالة من الهدوء قرى المحافظة منذ‬ ‫مطلع تشرين أالول‪ ،‬وكــان شهر أ�يـلــول شهد ً‬ ‫حدثا‬ ‫أ� ً‬ ‫منيا ً‬ ‫وحيدا‪ ،‬حيث دارت اشتباكات بين قوات النظام‬ ‫ومليشيا “جيش الــدفــاع الوطني”‪ ،‬وبين مسلحين‬ ‫مجهولي الهوية‪ ،‬غرب قرية عرى في الريف الغربي‪،‬‬ ‫ونقل مراسل “ضوضاء” عن ناشطين من المنطقة‬ ‫أ‬ ‫� ّنهم لم يتمكنوا من تحديد هوية المسلحين‪.‬‬ ‫آ أ‬ ‫في سياق �خر‪� ،‬طلق سراح المعتقل “وضاح عزام”‪،‬‬ ‫أ‬ ‫بـعــد اعـتـقــال دام نـحــو سـنــة وع ـشــرة �ش ـه ــر‪ ،‬وذلــك‬ ‫بقرار إخــاء سبيل من قاضي التحقيق في دمشق‪،‬‬ ‫أ‬ ‫واعتقل “ع ـزام” مــن قبل فــرع �مــن الــدولــة‪ ،‬بتاريخ‬ ‫أ‬ ‫‪ 9‬كانون الول ‪ ،2012‬من منزله في مدينة جرمانا‬ ‫بريف دمشق‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تشرين األول ‪ 2014‬العدد (‪)14‬‬

‫أ‬ ‫ً‬ ‫سياسيا‪ ،‬وبعد �كـثر من شهر على المواجهات الدامية‬ ‫أ‬ ‫التي شهدتها محافظة السويداء‪ ،‬بين عدد من الهالي‬ ‫ورجــال الدين ومليشيا “جيش الدفاع الوطني” من‬ ‫أ‬ ‫جهة‪ ،‬وبدو مسلحين من جهة �خرى‪ ،‬راح ضحيتها‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫شخصا بين مدني ورجل دين من �بناء‬ ‫نحو عشرين‬ ‫الـمـحــافـظــة‪ ،‬ظـهــرت م ـب ــادرات وتـحــركــات اجتماعية‬ ‫أ‬ ‫– سياسية‪ ،‬بــ�هــداف وتـصــريـحــات مختلفة‪ ،‬تتفق‬ ‫بمعظمها على إنشاء تحالفات وتجمعات إلدارة شؤون‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫المحافظة وجــوارهــا بمعزل عن قــوات النظام‪ ،‬على ‪ .3‬ت ـقــديــم ال ــدع ــم ل ــ�س ــر ال ـم ـح ـتــاجــة ع ـم ــوم ــا قــدر‬ ‫المستطاع‪.‬‬ ‫الصعيدين االجتماعي والسياسي الضيق‪.‬‬ ‫‪ .4‬حث القيادات الروحية للطائـفة للتوحد والوقوف‬ ‫وك ــان آ�خ ــر ه ــذه ال ـل ـق ــاءات‪ ،‬اج ـت ـمــاع فــي قــريــة من بوجه كل طاغية‪.‬‬ ‫قــرى ريــف الـســويــداء الشمالي‪ ،‬وفــق مــا ذكــر مصدر‬ ‫آ‬ ‫مــن داخ ــل االجـتـمــاع ل ــ”ضــوضــاء”‪ ،‬دون ذكــر اســم سبق هذا اللقاء اجتماع �خر يوم الجمعة ‪ 10‬تشرين‬ ‫أ‬ ‫بد� صباح أالحد أالول‪ ،‬ف ــي م ـن ــزل “م ــاج ــد أالط ـ ـ ــرش”‪ ،‬وب ـح ـضــور‬ ‫القرية‪ ،‬وقال المصدر ّإن االجتماع‬ ‫أ‬ ‫‪ 12‬تشرين الول ‪ ،2014‬بحضور عــدد من مشايخ شخصيات سياسية وعسكرية تابعة لقوات النظام‪،‬‬ ‫جماعة “عمار بن ياسر”‪ ،‬وخرج المجتمعون باتفاق إضــافــة إلــى صحفيين وشخصيات دينية وعــدد من‬ ‫آ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وجاهات “�ل الطرش”‪ ،‬بينهم‪ :‬إبراهيم �بو عسلي‪،‬‬ ‫على نقاط �برزها‪:‬‬ ‫‪ .1‬عدم التعاون مع أ�ي جماعة توالي النظام أ�و تتبع طالل نعيم‪ ،‬اللواء مجيد الزغبي‪ ،‬منهال الشوفي‪،‬‬ ‫أ‬ ‫نهى سلوم‪ ،‬إضافة إلى “سايس مجلس رساس” حمزة‬ ‫له‪ّ ،‬إال إذا �علنت وقوفها ضده‪.‬‬ ‫أ‬ ‫‪ .2‬دعم السر الفقيرة والمضطهدة‪ ،‬أو�سر المعتقلين حمزة (رجل دين)‪ ،‬ومشايخ من قرية مياماس‪ ،‬لم‬ ‫أ‬ ‫والقتلى من المعارضين السياسيين والمتخلفين عن يسفر هذا اللقاء عن اتفاق على �ي موضوع‪ ،‬نتيجة‬ ‫أ‬ ‫خالفات بين الحاضرين دفعت �غلبهم للمغادرة‪.‬‬ ‫الخدمة اإللزامية والجيش‪.‬‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫أخبار‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�فاد مصدر لـ”ضوضاء” � ّنه ترددت �حاديث عن �ن “القيادة السياسية للنظام”‬ ‫تريد تشكيل جيش في قرى السويداء‪ ،‬تابع للحرس الجمهوري‪ ،‬لكن االقتراح ال‬ ‫ً‬ ‫ترحيبا في صفوف المعنيين بالمحافظة‪.‬‬ ‫يلقى‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫وكان السبوع الخير من شهر �يلول الماضي (‪� 24‬يلول)‪ ،‬شهد اجتماعا في منزل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫“فضل الله هنيدي‪�/‬بو منصور” بقرية المجدل‪ ،‬حضره عدد من �هالي قرى الريف‬ ‫أ‬ ‫الغربي‪ ،‬بهدف التشاور حول الحداث الدائرة في المحافظة والتي مرت بها‪ ،‬ونقل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�حد الحاضرين لمراسل “ضوضاء” � ّن المجتمعين اتفقوا على “متابعة احتضان‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫السلم الهلي‪ ،‬واإلسراع في عقد الصلح بين جميع الطراف المتنازعة‪ ،‬وبين �هالي‬ ‫أ‬ ‫السهل والجبل ً‬ ‫قطعا لدابر الفتنة التي حاولت اليدي الجبانة فبركـتها”‪ ،‬إضافة‬ ‫أ‬ ‫إلى االتفاق على عقد لقاءات �خرى‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مطلع شهر �يـلــول شهد اجـتـمــاعـ ًـا �يـضـ ًـا يــوم الخميس ‪� 2‬ي ـلــول‪ ،‬تحت عنوان‬ ‫“السويداء في دائرة الخطر‪ -‬مقترحات وحلول”‪ ،‬عقده “تجمع مثقفي جبل العرب‬ ‫ومكوناتهم االجتماعية”‪ ،‬وقال التجمع في بيان صادر عنه‪“ :‬تداعت مجموعة من‬ ‫أ‬ ‫مثقفي المحافظة ومكوناتها االجتماعية‪ ،‬للتباحث في مشاكل جوهرية‪ ،‬تهم المن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫“انطالقا‬ ‫الوطني العام‪ ،‬وتزعزع السلم الهلي”‪ ،‬و�ضاف البيان � ّن االجتماع ي�تي‪:‬‬ ‫أ‬ ‫من حرص �هلنا في محافظة السويداء على النسيج االجتماعي والوحدة الوطنية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫التي �ورثنا إياها �جدادنا‪ ،‬وبذلوا دماءهم للحفاظ عليها”‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ ًأ‬ ‫يضا � ّن المجتمعين توافقوا على ما �سموه “تشخيص وتوصيف‬ ‫وجاء في البيان �‬ ‫أ‬ ‫الواقع المني للمحافظة وهواجس بنائها”‪ ،‬وحددوا التوصيف في نقاط منها‪:‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واقتصاديا‪.‬‬ ‫واجتماعيا‬ ‫وسياسيا‬ ‫عسكريا‬ ‫‪ّ � .1‬ن ما يحدث في سوريا هو حرب مركبة‬ ‫أ‬ ‫رقما ً‬ ‫‪ .2‬شكلت محافظة السويداء ً‬ ‫صعبا في معادلة الوطنية‪ ،‬كجزء ال يتجز� من‬ ‫سوريا الوطن‪.‬‬ ‫آ أ أ‬ ‫‪ .3‬ازدادت في الونة الخيرة �عداد الفصائل المسلحة‪ ،‬ورغم مساهمة بعضها في‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الدفاع عن الوطن‪ ،‬تشعبت مرجعياتها‪ ،‬ما �دى لغياب وحدة الر�ي‪ ،‬خاصة �نها‬ ‫تضم في صفوفها كوادر غير مؤهلة للعمل العسكري‪.‬‬ ‫أ‬ ‫‪ .4‬اتساع الهوة بين �صحاب القرار في المحافظة وبين المكونات االجتماعية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫‪ .5‬وجود �ياد خفية تعمل لتفتيت وحدة الصف في المحافظة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫‪ .6‬تتعرض القرى المحاذية لمحافظات �خرى العتداءات متكررة‪ ،‬بين نهب وخطف‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وقتل‪� ،‬دت إلى تهجير الهالي من منازلهم‪.‬‬ ‫‪ .7‬رغبة عامة في المحافظة بالتسلح‪ ،‬الستشعارهم الخطر القائم‪.‬‬ ‫‪ .8‬ازدياد ظاهرة الخطف مقابل طلب الفدية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫‪ .9‬تخلف كـثيرين من �بناء المحافظة عن الخدمة اإللزامية �و االلتحاق بقطعاتهم‬ ‫أ‬ ‫العسكرية‪ ،‬لسباب متعددة‪.‬‬

‫القادة والضباط المتقاعدين في المحافظة‪ ،‬لتنظيم الفصائل المسلحة تحت قيادة‬ ‫أ‬ ‫مجلس عسكري موحد وغرفة عمليات مشتركة‪ ،‬التزام �صحاب القرار بمشاكل‬ ‫الـنــاس ومالمسة همومهم ضمن سياق العدالة والـقــانــون‪ ،‬نبذ حــاالت التفرقة‬ ‫والتشكيك بين شرائح المجتمع وتعزيز االنفتاح على كل مكوناته”‪.‬‬ ‫كذلك تضمنت التوصيات‪“ :‬دعــم القرى الحدودية بالسالح والمعدات الالزمة‬ ‫لحمايتها إضافة إلى الكوادر والمعدات الطبية واإلغاثية‪ ،‬تنظيم دورات تدريبية‬ ‫على استخدام السالح الفردي والمتوسط‪ ،‬ثم تسليح الناس عبر غرفة العمليات‬ ‫أ‬ ‫المشتركة وبشكل منظم وم ــدروس‪ ،‬تــ�ديــة المتخلفين عــن الـخــدمــة اإل لـزامـيــة‬ ‫واالحـتـيــاطـيــة خدمتهم داخ ــل محافظة ال ـســويــداء‪ ،‬وبــإش ـراف غــرفــة العمليات‬ ‫المشتركة”‪.‬‬

‫وختم المجتمعون البيان بتوصية حول ضــرورة إنشاء صندوق دعم خيري في‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫السويداء‪ ،‬للمتضررين من الحرب‪ ،‬ووضــع �صحاب القرار في المحافظة �مــام‬ ‫أ‬ ‫ومما سبق‪ ،‬خلص البيان إلى توصيات حول ما �سماها “إجراءات حازمة وفورية”‪ ،‬مسؤولياتهم‪ ،‬ومحاسبة المقصرين منهم‪ ،‬على حد تعبير البيان‪ ،‬إلــى جانب‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫تتلخص بتسع اقتراحات �ساسية‪ ،‬و�خرى مكملة‪� ،‬همها‪ّ �“ :‬ن نتائج الحرب التي الت�كيد على �همية الدور الذي لعبه ويلعبه رجال الدين في السويداء‪ ،‬واعتبره‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫تمر بها البالد تحتاج ً‬ ‫عالجا‬ ‫جذريا وليس مراهم سطحية‪ ،‬االستفادة من خبرة المجتمعون “صمام المان للوحدة الوطنية”‪.‬‬ ‫تشرين األول ‪ 2014‬العدد (‪)14‬‬

‫‪5‬‬


‫إضاءة‬

‫أخبار‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫الجيش الحر يسيطر على تل الحارة ويبدأ معركة للوصول إلى مركز مدينة درعا‬

‫تقرير‪ :‬فريق تحرير ضوضاء‬ ‫سيطر الجيش الحر وكـتائب إسالمية على مدينة الحارة‬ ‫وتــل الـحــارة ومـفــرزة الـحــارة فــي ريــف درع ــا الشمالي‬ ‫أ‬ ‫الغربي‪ ،‬إضافة إلى مواقع �خرى كانت تحت سيطرة‬ ‫أ‬ ‫قوات النظام‪ ،‬بينها‪ :‬حاجزي الجديرة و�م العوسج‪،‬‬ ‫بلدة زمرين‪ ،‬تلي زمرين الغربي والشمالي‪ ،‬الحاجز‬ ‫الرباعي‪ ،‬قرية جدية‪ ،‬كـتيبة جدية ومزرعة حمادة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫يومي الخامس والسادس من تشرين الول الجاري‪.‬‬ ‫وجاءت السيطرة ضمن معركـتي «والفجر وليال عشر»‬ ‫أ أ‬ ‫و«لبيك اللهم لبيك»‪ ،‬التي سبق � ن � عـلــن عنهما‬ ‫الجيش الحر وكـتائب إسالمية‪ ،‬بهدف السيطرة على‬ ‫مواقع لقوات النظام في ريف درعا الشمالي الغربي‪،‬‬ ‫أ‬ ‫و�سفرتا إضافة إلى السيطرة على المواقع سابقة الذكر‪،‬‬ ‫أ‬ ‫عــن مقتل �ك ـثــر مــن خمسين عنص ًرا لـقــوات النظام‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫وجرح عشرات �خرين‪ ،‬ومقتل �كـثر من عشرة مقاتلين‬ ‫آ‬ ‫للجيش الحر وجرح �خرين‪ ،‬فيما استولى المهاجمون‬ ‫أ‬ ‫على �سلحة وذخائر في النقاط التي سيطروا عليها‪.‬‬ ‫أ‬ ‫يذكر �ن الفصائل المشاركة في معركة «والفجر وليال‬ ‫عـشــر» ه ــي‪« :‬جـبـهــة ث ــوار ســوريــا‪ ،‬ل ــواء المهاجرين‬ ‫أ‬ ‫والنصار‪ ،‬غرفة فتح الشام‪ ،‬سرايا الفاتحين‪ ،‬غرفة‬ ‫المثنى‪ ،‬غرفة الفتح المبين‪ ،‬غرفة الفاتحين‪ ،‬غرفة‬ ‫الـيــرمــوك‪ ،‬غــرفــة سجيل‪ ،‬فــرقــة الـحـمــزة وغــرفــة فجر‬ ‫الـتــوحـيــد»‪ ،‬بينما تـشــارك فــي مـعــركــة «لـبـيــك اللهم‬ ‫لـبـيــك»‪« :‬جـبـهــة ث ــوار ســوريــا‪ ،‬فــرقــة ال ـح ـمــزة‪ ،‬لــواء‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المهاجرين والن ـصــار‪ ،‬فــوج المدفعية الول‪ ،‬لــواء‬

‫أ‬ ‫�حباب عمر‪ ،‬لواء ذو النورين‪ ،‬سرايا الفاتحين وكـتيبة‬ ‫الشهيد نزار سمير الطيبة»‪.‬‬ ‫وقال قائد الفرقة ‪ 24‬مشاة التابعة للجيش الحر المقدم‬ ‫«نجم» لـ«ضوضاء»‪ّ ،‬إن‪« :‬تل الحارة يرتفع ‪ 1200‬متر‬ ‫عــن سطح البحر‪ ،‬تغطيه غابة تميزه عــن غيره من‬ ‫التالل الجرداء في حوران‪ ،‬يشرف على دائرة نصف‬ ‫قطرها ‪ 15‬كيلومت ًرا‪ ،‬وتطال مدفعيته بشكل فعال‬ ‫كل القرى والبلدات التي يسيطر عليها الجيش الحر‪،‬‬ ‫جنوبا‪ :‬أ�نخل وجاسم والعالية‪ً ،‬‬ ‫ً‬ ‫غربا‪ :‬ريف القنيطرة‪،‬‬ ‫ً أ‬ ‫وصوال إلى �م باطنة‪،‬‬ ‫الرفيد وقراها إلى بئر عجم وبريقة‬ ‫ً‬ ‫شماال‪ :‬تل المال والطيحة وكـفرناسج ودير العدس‪،‬‬ ‫ً‬ ‫شرقا‪ :‬كـفرشمس»‪.‬‬ ‫أو�ضاف «نجم»‪ّ :‬‬ ‫«إن ارتفاع التل وقربه من الجوالن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�كسبه �همية استراتيجية كبيرة‪ ،‬يفصل �لوية الحيطة‬

‫في الجوالن عن عمقها العملياتي واالستراتيجي في‬ ‫حــوران‪ ،‬كما تتوضع عليه منظومة حرب إلكـترونية‬ ‫تابعة للفوج الثالث في جيش النظام‪ ،‬مع مقر عمليات‬ ‫أ‬ ‫مـتـقــدم ي ـحــوي راشـ ــدات و�ج ـه ــزة تـنـصــت وتـشــويــش‬ ‫وتوجيه للطيران‪ ،‬إضــافــة إلــى منظومة إن ــذار مبكر‬ ‫ً‬ ‫جميعا‬ ‫ومـنـظــومــة السـلـكــي والسـلـكــي مــوجــه‪ ،‬تتبع‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫لمنظومة الكشف اإللكـتروني‪� ،‬ي كشف �ي اتصال‬ ‫والتشويش عليه والكشف عن الطائرات حتى ‪1600‬‬ ‫كيلومتر»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وتابع «نجم» حديثه عن الهمية االستراتيجية لتل‬ ‫الـحــارة‪« :‬سقوط هــذا التل يعني سقوط معقل كبير‬ ‫للنظام فــي المنطقة‪ ،‬ورمــز كــان يتغنى بــه النظام‪،‬‬ ‫ومنه سيتم االنطالق باتجاه دمشق ً‬ ‫شماال والصنمين‬ ‫ً‬ ‫شرقا»‪.‬‬

‫خاص ضوضاء ‪ -‬مكـتب درعا‬

‫‪6‬‬

‫تشرين األول ‪ 2014‬العدد (‪)14‬‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫أخبار‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫كذلك �وضح قائد الفرقة ‪ 24‬لـ«ضوضاء»‪ّ � ،‬ن الفصائل‬ ‫أ‬ ‫المشاركة في معركة تل الحارة استولت على �سلحة‬ ‫كـثيرة‪ ،‬بينها دبابات ومدفعية محمولة وذاتية الحركة‬ ‫أ‬ ‫ومضادات وذخائر‪ ،‬و� ّن تعداد المجموعات المشاركة‬ ‫في المعارك لم يتجاوز ‪ 350‬إلى ‪ 400‬مقاتل‪ ،‬في حين‬ ‫أ‬ ‫تحفظ عن ذكر عدد �سرى قوات النظام لحين انتهاء‬ ‫العمليات العسكرية في المنطقة‪.‬‬ ‫بدوره‪ ،‬قال القائد الميداني في «فرقة فجر اإلسالم»‪،‬‬ ‫أ�بو عمر الزعبي‪ ،‬في تصريح خاص لـ«ضوضاء»‪ّ :‬‬ ‫«إن‬ ‫تل الحارة من المواقع االستراتيجية الهامة لدى قوات‬ ‫أ‬ ‫النظام‪ ،‬كانت ترصد منه تحركات الثوار على كل �رض‬ ‫حوران والقنيطرة وريف دمشق‪ ،‬وتقصف منه جميع‬ ‫القرى المحيطة على مسافة ‪ 40‬كيلومت ًرا‪ ،‬وتشوش‬ ‫أ‬ ‫على جميع �جهزة الالسلكي في المنطقة‪ ،‬بحيث يتم‬ ‫إيقاف تقدم الثوار»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫من جانبه‪ ،‬شرح «الزعبي» �هم التجهيزات والعتاد‬ ‫أ‬ ‫الــذي كانت قــوات النظام زودت التل به‪ ،‬و�ضــاف‪:‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫«التل مجهز ب�حدث �جهزة التنصت وبغرف عمليات‬ ‫أ‬ ‫يشرف عليها �كبر ضباط المخابرات السورية واإليرانية‬ ‫والــروس ـيــة‪ ،‬عـلــى الـتــل ثــاثــة مــدافــع مـيــدانـيــة وعشر‬ ‫دبــابــات مــن طـ ـرازي «‪ »T62‬و«‪ ،»T55‬كـمــا يوجد‬ ‫أ‬ ‫منصتي صواريخ نوع «كورنيت»‪ ،‬إضافة إلى �ربعة‬ ‫مدافع رشاشة ‪ ،23‬وعربتي «فوزديكا» ومستودعات‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫للذخيرة و�خرى لوجستية‪� ،‬ما بالنسبة لعناصر قوات‬ ‫النظام ً‬ ‫غالبا ما كان يتواجد منهم ‪ 1500‬عنصر‪ ،‬مع‬ ‫ضابط برتبة عالية»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�وضــح «الزعبي» �هــداف السيطرة على تل الحارة‪،‬‬ ‫بقطع طرق إمداد قوات النظام وفتح الطريق باتجاه‬

‫خاص ضوضاء ‪ -‬مكـتب درعا‬ ‫أ‬ ‫العاصمة دمشق‪ ،‬ومنع قصف المدنيين‪� ،‬مــا عن‬ ‫الـنـتــائــج فـقــال «الــزع ـبــي»‪« :‬حـقـقــت الـمـعــركــة تـعــزيـ ًزا‬ ‫لقدرات الجيش الحر في حاضنته االجتماعية‪ ،‬وكسرت‬ ‫شوكة النظام‪ ،‬إلى جانب الغنائم الكبيرة التي استولى‬ ‫عليها الجيش الحر‪ ،‬والعدد الكبير للقتلى والجرحى في‬ ‫أ‬ ‫صفوف قوات النظام‪ ،‬وبينهم رئيس �ركان اللواء ‪.»15‬‬ ‫وفي السياق‪ ،‬ارتكبت قوات النظام مجزرة في مدينة‬ ‫أ‬ ‫الحارة يوم الجمعة ‪ 10‬تشرين الول‪ ،‬راح ضحيتها‬ ‫‪ً 18‬‬ ‫قتيال وع ـش ـرات الـجــرحــى مــن المدنيين‪ ،‬وذلــك‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫جـ ـراء اس ـت ـهــداف الـمــديـنــة ب ـصــاروخ �رض – �رض‪،‬‬ ‫وإلقاء الطيران المروحي براميل متفجرة عليها‪ ،‬وقال‬ ‫أ‬ ‫مراسل وكالة «سـمــارت» للنباء ّإن معظم الجرحى‬ ‫الذين سقطوا في القصف إصاباتهم خطيرة‪ً ،‬‬ ‫الفتا إلى إلــى ذلــك‪ ،‬سيطر مقاتلو «الـحــر» الثالثاء ‪ 8‬تشرين‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫حركة نزوح للهالي تشهدها المدينة‪ ،‬باتجاه القرى الول‪ ،‬على مواقع لقوات النظام في مدينة درعــا‪،‬‬ ‫ضمن معركة «ذات السالسل»‪ ،‬بعد اشتباكات دارت‬ ‫والبلدات المجاورة‪.‬‬ ‫بين قوات النظام والجيش الحر في درعا المحطة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�دان اال ئـ ـتــاف الــوطـنــي لـقــوى ال ـثــورة والـمـعــارضــة �سفرت عن سيطرة الخير على �بنية عدة كانت قوات‬ ‫أ‬ ‫الـســوريــة الجمعة ‪ 11‬تشرين الول‪ ،‬الـمـجــزرة التي النظام تتمركز فيها‪.‬‬

‫ارتـكـبـتـهــا ق ــوات ال ـن ـظــام ف ــي مــديـنــة ال ـح ــارة‪ ،‬وق ــال‬ ‫اال ئـتالف في بيان صادر عنه نشر على الموقع الرسمي‪:‬‬ ‫«في استغالل مفضوح للحرب التي يشنها التحالف‬ ‫الدولي على إرهاب تنظيم الدولة اإلسالمية‪ ،‬يستمر‬ ‫أ‬ ‫المنبع الحقيقي لإلرهاب‪ ،‬والمتمثل بنظام السد‪،‬‬ ‫آ‬ ‫في شن حمالته وغاراته الهمجية التي استهدف �خرها‬ ‫مدينة الحارة‪ً ،‬‬ ‫مخلفا ‪ً 18‬‬ ‫شهيدا وعشرات من الجرحى‬ ‫أ‬ ‫ودما ًرا ً‬ ‫هائال»‪ ،‬معتب ًرا �ن قصف قوات النظام «انتقام‬ ‫أ‬ ‫من المدنيين»‪ ،‬بعد التقدم الذي �حرزه الجيش الحر‬ ‫في المنطقة‪ ،‬وجدد مطالبته التحالف الدولي حماية‬ ‫المدنيين من «سالح الجو التابع لقوات النظام»‪.‬‬

‫أ‬ ‫وكان الجيش الحر �علن في اليوم السابق بدء معركة‬ ‫«ذات السالسل»‪ ،‬بهدف السيطرة على مواقع قوات‬ ‫النظام في منطقة درعا المحطة‪ ،‬والوصول إلى مركز‬ ‫أ‬ ‫الـمــديـنــة ثــم الـمــربــع الم ـنــي ل ـقــوات الـنـظــام هـنــاك‪،‬‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫ويشارك فيها‪« :‬فرقة ‪� 18‬ذار‪ ،‬جماعة �نصار الهدى‪،‬‬ ‫أ‬ ‫حركة المثنى اإلســامـيــة‪ ،‬حركة �ح ـرار الـشــام‪ ،‬لــواء‬ ‫المعتصم بالله‪ ،‬جيش اإلسالم‪ ،‬كـتيبة درع الحارث‪،‬‬ ‫أ‬ ‫تجمع اإليمان الفيلق الول»‪.‬‬ ‫تشرين األول ‪ 2014‬العدد (‪)14‬‬

‫‪7‬‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫بيانات‬

‫تشكيل لواء «مغاوير جبل العرب» التابع لفرقة «جبل العرب» وانضمام‬ ‫لواء «عشائر السويداء» إلى لواء «عشائر اللجاة»‬ ‫أ‬ ‫�علنت فرقة «جبل العرب – السويداء» في بيان مصور بث على موقع التواصل االجتماعي «يوتيوب»‬ ‫أ‬ ‫في ‪ 14‬تشرين الول الجاري‪ ،‬تشكيل لواء «مغاوير جبل العرب» التابع للفرقة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وجاء في بيان التشكيل � ّن «الخالص من نظام السد ال يتم ّإال باجتماع القوى المقاتلة»‪ ،‬و�وضح � ّن‬ ‫اللواء يعلن انضمامه إلى فرقة جبل العرب التابعة للمجلس العسكري الثوري في جبل العرب – السويداء‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بدوره‪� ،‬علن لواء «عشائر السويداء» المستقل في ‪� 27‬يلول الفائت‪ ،‬انضمامه إلى لواء «عشائر اللجاة»‪،‬‬ ‫أ‬ ‫بقيادة النقيب طالل عوض خلف (�بو سليمان)‪ ،‬في منطقة اللجاة بدرعا‪ ،‬وذلك في بيان مصور بث‬ ‫أ‬ ‫على «يوتيوب»‪ ،‬جاء فيه � ّن لواء «عشائر السويداء»‪ ،‬انضم إلى «عشائر اللجاة» بهدف «توحيد الصف‬ ‫أ‬ ‫والكلمة‪ ،‬وتجنب الفتنة‪ ،‬وحقن دماء الهالي»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وفي سياق متصل‪� ،‬علنت كـتيبة «�نصار السنة»‪ ،‬انشقاقها عن لواء «سيف الله المسلول»‪ ،‬وانضمامها‬ ‫إلى لواء «عشائر اللجاة» بقيادة النقيب طالل خلف‪ ،‬وذلك في‬ ‫بيان مصور بث على موقع التواصل االجتماعي «يوتيوب»‪ ،‬جاء‬ ‫أ‬ ‫فيه‪« :‬نحن كـتيبة �نصار السنة التابعة للواء سيف الله المسلول‪،‬‬ ‫نعلن انشقاقنا عن لواء سيف الله المسلول وانضمام كـتيبتنا إلى‬ ‫لواء عشائر اللجاة‪ ،‬والله ولي التوفيق»‪.‬‬

‫ً‬ ‫هيئة التنسيق الوطنية ‪ -‬فرع السويداء‪ :‬معا إلفشال المؤتمرات الطائفية‬ ‫أ�صدرت هيئة التنسيق الوطنية ‪ -‬فرع السويداء ً‬ ‫بيانا‪ ،‬عبرت فيه عن رفضها المؤتمرات التي تعقد تحت‬ ‫أ‬ ‫شعارات طائـفية‪ ،‬وتؤكد على موقفها من وحدة الراضي السورية‪ ،‬وهذا نصه‪:‬‬ ‫«عادت الدعوات لعقد مؤتمرات ذات طابع مناطقي طائـفي للظهور من جديد‪ ،‬فهناك دعوة لمؤتمر يعقد في‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫اسطنبول و�خر في بروكسل‪ ،‬مخصصة لبناء محافظة السويداء (طائـفة الموحدون الدروز)‪ ،‬وهذه الدعوات‬ ‫أ‬ ‫المشبوهة ليست جديدة‪ ،‬بل هي استكمال لدعوات سابقة تم إفشالها من قبل الشرفاء والحـرار في‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫محافظة السويداء‪ ،‬لنها ذات طبيعة مناطقية وطائـفية‪ ،‬وتحت رعاية �جهزة استخباراتية إقليمية ودولية‪،‬‬ ‫تسعى إلى تمزيق النسيج االجتماعي السوري‪ ،‬تحت شعارات وتسميات مختلفة‪ ،‬لكن جوهرها واحد‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫والمستغرب بالمر �ن بعض هذه الدعوات تتبناها جهات تدعي �نها معارضة للنظام‪ ،‬إن هذه الدعوات‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المغرضة مكشوفة الهداف تسعى إلى �ن تبعد السويداء عن واقعها وموقعها داخل الوطن السوري الواحد‪.‬‬ ‫إننا في هيئة التنسيق الوطنية ‪ -‬فرع السويداء‪ ،‬إذ نستنكر وندين مثل هذه الدعوات والجهات التي تقف‬ ‫أ أ‬ ‫وراءها‪ ،‬ونعتبرها محاولة يائسة لتكريس الفكر الطائـفي داخل النسيج السوري الواحد‪ ،‬ونؤكد �ن �ي‬ ‫ً أ‬ ‫مؤتمر ال تكون له الصفة الوطنية السورية‪ ،‬والهدف السوري الواحد‪ ،‬فهو مرفوض جملة وتفصيال‪ ،‬لنه‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مؤتمر تقسيمي وذو �بعاد طائـفية‪ ،‬وإن �بناء السويداء بكل توجهاتهم السياسية واالجتماعية‪ ،‬يرفضون‬ ‫أ أ‬ ‫مثل هذه المؤتمرات‪ ،‬و�ي �شخاص يتم التواصل معهم وإغراؤهم بحضور مثل هذه اللقاءات‪ ،‬ال يمثلون‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫إال �نفسهم‪ ،‬وهم بالغلب موجودون خارج سوريا‪.‬‬ ‫رضا ً‬ ‫ومحافظة السويداء كما كانت على مر التاريخ‪ ،‬جزء أ�ساسي من سوريا أ� ً‬ ‫وشعبا‪ ،‬لم ولن تسمح للمارقين‬ ‫بحرف مسارها وتشويه تاريخها‪ ،‬وستتكسر هذه المحاوالت القذرة على صخور البازلت والتاريخ يشهد»‪.‬‬ ‫رضا ً‬ ‫عاشت سوريا حرة موحدة أ� ً‬ ‫وشعبا‬ ‫والنصر لثورة شعبنا على طريق إقامة سوريا دولة وطنية ديمقراطية‬ ‫أ‬ ‫والرحمة لشهدائنا البرار‬ ‫هيئة التنسيق الوطنية ‪ -‬فرع السويداء‬ ‫‪2014/10/10‬‬

‫‪8‬‬

‫تشرين األول ‪ 2014‬العدد (‪)14‬‬

‫الهيئة االجتماعية للعمل الوطني في السويداء تؤكد‬ ‫على ضرورة التعاون لدرء الفتنة بين السهل والجبل‬ ‫أ�صدرت الهيئة االجتماعية للعمل الوطني في السويداء ً‬ ‫بيانا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ردا على بـيــان لمجلس عشائر الـلـجــاة‪ ،‬وجــه عـبــره ن ـ ً‬ ‫ـداء إلى‬ ‫أ‬ ‫�هالي السويداء ووجهائها‪ ،‬للتعاون وبذل جهد مشترك لدرء‬ ‫أ‬ ‫الفتنة‪ ،‬ومنع االقتتال بين �بناء سهل وجبل حوران‪ ،‬وجاء‬ ‫في بيان الهيئة‪:‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫«إلى �خوتنا �بناء عشائر بدو اللجاة حفظكم الله‪:‬‬ ‫بيانكم ليس بجديد عليكم‪ ,‬وال مستغرب منكم‪ ،‬صــادر عن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�هله‪ ,‬صادق فيما ينبي‪ ،‬هذا االنتماء الصيل والوعي العميق‪,‬‬ ‫واإلدراك الحقيقي للفتنة والمكيدة التي يسعى إليها المغرضون‪،‬‬ ‫الذين فشلوا بتحقيقها في كل محطات االختبار‪ ،‬التي تزامنت‬ ‫مع محن الوطن‪ ،‬ومنذ قرابة المئة عــام‪ ،‬قــال سلطان باشا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الطرش‪ :‬ال تنافس في الهواء وال خصومات وال �حقاد طائـفية‬ ‫بعد اليوم(‪ )....‬ثم ليس هناك درزي وعلوي ومسيحي ومسلم‪،‬‬ ‫أ أ‬ ‫ليس هناك إال �بناء �مة واحدة ولغة واحدة ومصالح واحدة‪,‬‬ ‫ليس هناك إال عرب سوريين‪ ,‬ولتحيا سوريا حرة مستقلة‪ ،‬كما‬ ‫قال الدين لله والوطن للجميع‪.‬‬ ‫تـحــت ه ــذا الـشـعــار ان ــدح ــرت كــل الـفـتــن‪ ،‬وتـقـهـقــرت جموع‬ ‫ً‬ ‫جميعا‬ ‫الطامعين والغزاة والمستعمرين‪ ,‬نعم بدمائنا العربية‬ ‫جبلنا تراب الوطن‪ ،‬وبلساننا العربي افتخرنا بعاداتنا وتقاليدنا‬ ‫أ‬ ‫وتاريخنا المشترك‪ ،‬نعم علينا �ن نحترم قيمنا وعاداتنا وشيمنا‪.‬‬ ‫أ‬ ‫واليوم يجب �ن نفصح عن شهامتنا‪ ,‬نعم إن من ينذر ويحذر‬ ‫من الفتنة ناصح غيور شهم‪ ،‬وإننا نقول للذين ما زالوا يراهنون‬ ‫عليها لعنهم الـلــه‪ ،‬إن المجتمع الـســوري بشكل عــام‪ ،‬وفي‬ ‫أ‬ ‫الجنوب بشكل خاص‪ ،‬مجبول بدماء �هليه وكما هي طبيعته‪,‬‬ ‫أ‬ ‫صهر بركانه مكوناته و�نتجها ممزوجة متجانسة بتراب السهل‬ ‫أ‬ ‫من صخر الجبل وصبات اللجا‪ ,‬وتاريخ الجداد شاهد صادق‬ ‫على وحدة هذا المجتمع بمواجهة كل االحــداث المصيرية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫كل الغزاة من حملة ابراهيم باشا‪ ،‬إلى �حداث الثورة السورية‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫جميعا موحدة‬ ‫الكبرى‪ ,‬وفي كل تلك الحــداث كانت دماؤنا‬ ‫وستبقى كذلك في سبيل الوطن‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫نعم �يها الشرفاء‪ ,‬لقد �صبحت إدارة البلد عمياء‪ ,‬نعم لقد ارتفع‬ ‫صوت العزف على وتر الطائـفية والفتن المذهبية البغيضة‪,‬‬ ‫وإننا نضم صوتنا إلــى صوتكم الـرافــض لكل هــذه المشاريع‬ ‫أ‬ ‫المشبوهة‪ ،‬والتي رفضها �جــدادنــا من قبل‪ ،‬وإننا نناشدكم‬ ‫ولكي تثمر جهودنا الوطنية المشتركة والمخلصة‪ ،‬لنتعاون ً‬ ‫معا‬ ‫أ أ‬ ‫على وضع الحلول الالزمة لتطويق الفتنة وو�دها �ينما وجدت‪,‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ولنحقق السلم الهلي الذي نسعى له‪ ,‬ولنورث �بناءنا المحبة‬ ‫والوئام‪ً ،‬‬ ‫بدال من العداء والضغينة‪ ,‬منسجمين ً‬ ‫جميعا مع ذاتنا‬ ‫ومعتقداتنا وتاريخنا الوطني المشترك المشرف‪ ،‬الرحمة لكل‬ ‫أ‬ ‫شهداء الوطن‪ ،‬عاشت سوريا حرة �بية‪.‬‬ ‫الهيئة االجتماعية للعمل الوطني في السويداء»‪.‬‬


‫تشرين األول ‪ 2014‬العدد (‪)14‬‬

‫‪9‬‬


‫ضوء‬

‫رأي‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫منظومات المجتمع المدني ‪ ..‬رؤية ومسار وحل ‪ ..‬أم مجرد استنساخ‬

‫عالء الدين زيات‬ ‫واحد من جبهات اليوم ماتخوضه منظومات العمل‬ ‫المدني من صراع داخلها‪ ،‬هي بالكاد تكـتشف مالمحها‬ ‫وت ـحــاول رس ــم خـطــوطـهــا الـفــاصـلــة عــن بــاقــي تعابير‬ ‫آ‬ ‫التشكيالت الجماعية ‪ ،‬كـقيمة وكبنية وكم�ل سيكون‬ ‫أ‬ ‫لهذه المرحلة المفصلية �ثرها الكبير في اإلجابة عن‬ ‫السؤال الذي عنونا به هذا المقال‪.‬‬ ‫علي بداية إيراد فارق بين متداولين وهما منظومات‬ ‫الـمـجـتـمــع الـمــدنــي ونـقـصــد بـهــا مـجـمــوعــة الـفـعــالـيــات‬ ‫أ‬ ‫الوطنية المؤهبة لتحسين دور القيادة الذاتية والداء‬ ‫العالي للمجتمع‪ ،‬وبين منظمات العمل المدني وهي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫تلك الداة المساعدة كرافعة على تحقيق الهــداف‬ ‫المشار اليها في البند السابق‪ ،‬بعض مساحة عمل‬ ‫أ‬ ‫المنظومات تقوم به المنظمات‪ ،‬وس�تناول بالبحث‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الفكرة الوسع والشمل �ي المنظومات ‪.‬‬ ‫ماهي مكونات الجهاز المدني االجتماعي؟‬ ‫بتجربة البحث اإلحصائي التي حاولتها في الرقة بعد‬ ‫أ‬ ‫«تـحــريــرهــا» الول‪ ،‬وعـبــر الـبـحــث اإلحـصــائــي الــذي‬ ‫أ‬ ‫�جريناه في مؤسسة «مدني» لم تكن العينات بنسبة‬ ‫كافية للوصول إلى إحكام عالية الموثوقية‪ ،‬وسيكون‬ ‫أ‬ ‫الحديث عــن الس ـبــاب الحـقـ ًـا‪ ،‬ولـكــن يمكن اعتبار‬ ‫أ‬ ‫الناتج العام عن البحثين عجينة �ولية طيعة‪ ،‬سيكون‬ ‫أ‬ ‫لمتابعة الـحــوار ومــاقــاة تـجــارب �خــرى متعددة كل‬ ‫الفرصة لصناعة خبز قابل للتسويق حول المنظومات‬ ‫ووحداتها البنائية‪ ،‬ومساراتها ‪.‬‬ ‫‪ -١‬اتجاهات معكوسة‪:‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�عــاقــت المؤسسة المنية بكل حماس �ي تشكيل‬ ‫مـسـتـقــل للمجتمع ال ـمــدنــي‪ ،‬كــانــت خ ـيــوط اللعبة‬ ‫السياسية واالجتماعية موصولة بحلقة وحـيــدة هي‬ ‫حلقتها‪ ،‬ربما هو كالم معاد إلى درجة الملل‪ ،‬ولكن‬ ‫أ‬ ‫مــا �ري ــد تــركـيــزه هـنــا هــو الـمـســؤولـيــة عــن ذل ــك وهــي‬ ‫مسؤولية مشتركة تماما ‪ .‬جرى تواطؤ اجتماعي كبير‬ ‫بين تطور بنية العنف والرغبة بضبط على مستوى‬ ‫التفاصيل‪ ،‬وبين االستكانة العامة للمجتمع وفقدانه‬

‫‪10‬‬

‫تشرين األول ‪ 2014‬العدد (‪)14‬‬

‫القدرة على االبداع ‪ ،‬كان شلال ناتجا عن الخوف ‪،‬‬ ‫أ‬ ‫�ثمر عن مستنقع اجتماعي ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫إن استمرار نجاح منظومة المن باالحتفاظ بكونترول‬ ‫مفرط ‪ ،‬يمكن هنا اعتباره فشال لمنظومات المجتمع‬ ‫أ‬ ‫الـمــدنــي عــن االبـتـكــار لن مسؤوليتها الـكـبــرى تتركز‬ ‫بسحب مهام التحكم اليها وليس التفريط المتتابع‬ ‫لها ‪ ،‬كــان فشل كل المنظومة يتعاظم‪ ،‬والمنتوج‬ ‫الـجـمــاعــي ال ـعــام يحقن بــالـمـمــارســة ذات ـهــا فانسحب‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الضبط المفرط على �داء الكل نقابات و�حزاب وقوى‬ ‫أ‬ ‫مهجر وإدارات تنفيذية وحتى على مستوى السرة‪.‬‬ ‫اليوم في انتقال اإلخضاع من حالة القاهر والمقهور الى‬ ‫أ‬ ‫حالة النزاع العسكري متعدد الطراف تخرج تجليات‬ ‫المجتمع المدني لتكون منفعلة على هامش الصراع‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ولنه ما يزال ً‬ ‫وإقصائيا وبمنطق الحياة �و الموت‬ ‫حادا‬ ‫أ‬ ‫وبالذخيرة الحية‪ ،‬يغدو الطموح العلى للمنظومة‬

‫أ‬ ‫المدنية هو اإلغاثة ‪ (،‬وهي �يضا ماتزال تحت ظروف‬ ‫استهداف عالية)‪ ،‬ولكن هذا المتاح يبقي المنظومة‬ ‫أ‬ ‫المدنية تحت عنوان المنظمات الهلية إن لم تستطع‬ ‫خلق فضاء مدني عام‪ ،‬وهو ما يصعب تحقيقه مع نزاع‬ ‫بهذا االتساع والتنوع ‪.‬‬ ‫‪ -٢‬الغرب والرهان‪:‬‬ ‫يبدي الغرب تعاطيا كالسيكيا في نظرته العامة لما‬ ‫هو غير مجتمعه‪ ،‬لذلك يحدد عالقته مع المجتمع‬ ‫السوري وفق تجارب سابقه ( الهند ‪ -‬صربيا ‪ -‬جنوب‬ ‫أ‬ ‫�فريقيا) وهذه االستباقية هي ماتصنع ذهنية تعاطي‬ ‫أ‬ ‫جامدة مع ش�ن سوري لديه العديد من الخصوصيات‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وبعضها يتعلق ب�سس تكوينية للصراع ‪ ،‬وامتداداته‬ ‫اإلقليمية الشائكة ‪.‬‬ ‫ومنذ ‪ ١٤‬شهرا نجد تلك التحوالت في التعاطي تتعاظم‬ ‫بحيث يـجــري تركيز مـتـنــام لفهم منظومات العمل‬ ‫المدني المختلفة وتحديد نقاط قوتها وضعفها ‪ ،‬وقياس‬ ‫مساهمتها الحالية والمقبلة في التعاطي مع الحلول ‪.‬‬ ‫ليس مــن طــرح العتماد هــذه المنظومات كمنفذين‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫للفكار المعدة مسبقا‪ ،‬ولكن يجري تحديد �ولويات‬ ‫ت ـقــدم ك ـم ـح ـف ـزات الع ـت ـمــادهــا وه ـنــا مـشـكـلــة تـكــويــن‬ ‫أ‬ ‫منظومات العمل‪� ،‬ن مرونتها العامة تسمح بالتكيف‬ ‫الـمـسـتـمــر وف ــق ع ــروض ال ـقــوى الـضــاغـطــة (ممولين‬


‫ضوء‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫رأي‬

‫أ‬ ‫ داعمين ‪ -‬محفزين) مما يخلق بنى غــرو يــة تفتقر وسـيـكــون التمسك بالشعار ال كـبــر حــول المجتمع‬‫أ‬ ‫السوري منصة اجتماعية موحدة للعمل �صعب كل‬ ‫للمشروع الوطني في رسم السياسات ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫يبقى رهان الغرب على تدعيم الجهاز المدني �مرا مرغوبا يــوم ‪ ،‬مــادام ذلــك الـصـراع العنيف دائ ـرا ‪ ،‬عــدد من‬ ‫ورئيسيا مع االنتباه للتشوه الناتج عن تبعثر خيارات التجارب المحدودة في مناطق جغرافية ساخنة برهن‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫تماما مــدى نجاعة تمثل هــذا الشعار بخفض درجــة‬ ‫الخرين لنها تعكس مصالح غير متسقة‪.‬‬ ‫العنف والــدفــع بــاتـجــاه التفكير السياسي لمفردات‬ ‫أ‬ ‫الزمــة وتجلياتها ‪ ،‬ولكن تحول ذلك الى تيار كبير‬ ‫جرى تواطؤ اجتماعي كبير بين تطور‬ ‫أ‬ ‫ليس متاحا اليوم �مام مكنة حربية متعددة الرؤوس‬ ‫بنية العنف والرغبة بضبط على‬ ‫ورضى دولي عن مجريات الحدث ‪.‬‬ ‫مستوى التفاصيل‪ ،‬وبين االستكانة‬

‫العامة للمجتمع وفقدانه القدرة على‬ ‫اإلبداع‪ ،‬كان ً‬ ‫شلال ً‬ ‫ناتجا عن الخوف‪،‬‬ ‫أ‬ ‫�ثمر عن مستنقع اجتماعي ‪.‬‬

‫‪ -٣‬التسلل الخطر لعقل السياسي ‪:‬‬ ‫تنحدر العديد من منظمات العمل المدني في ارومتها‬ ‫أ‬ ‫الفكرية الى مرجعيات غير مدنية (سياسية و�هلية‬ ‫وشللية وتنسيقية) هذه المصادر تمنح الجهاز المتنامي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫تنوعا هــو سمته بــالســاس وتمنحه �يـضــا إعــاقــة عن‬ ‫التطوير المتوازي وهي حاجة موضوعية اليوم‪ ،‬من‬ ‫هـنــا تــرث المنظومة ال ـص ـراع الـشـكــانــي غـيــر المنتج‬ ‫أ‬ ‫لمنظومات ايديوحية متصارعة بالساس على كامل‬ ‫الجسم االجتماعي (حزبيا ‪ -‬طائـفيا ‪ -‬اثنيا ‪ -‬معارضة‬ ‫ومواالة ‪ ،‬معارضة ‪ ،‬مواالة ‪ ...‬الخ ) ان تخلي المنظومة‬ ‫المدنية عن هذا االرث يزداد صعوبة مع تجاوز الصراع‬ ‫أ‬ ‫سنته الرابعة والضخ المستمر لدوات عنف جديدة‪،‬‬

‫‪ -٤‬جمع مستحيالت البنية ( مرنة ‪ -‬ثابتة ‪ -‬مفتوحة‬ ‫ تراكمية) ‪:‬‬‫أ‬ ‫سـيـكــون االن ـج ــاز الهـ ــم لـتـحــالـفــات الـعـمــل الـمــدنــي‬ ‫العريضة (وهي ظاهرة بعمر سنة ً‬ ‫تقريبا) هو التركيز‬ ‫أ‬ ‫المنهجي حول البنية‪ ،‬وتحديها ال كبر (بالنظر النحسار‬ ‫أ‬ ‫عالقة موسعة بالسكان) هو خلق بيئة تجمع ما �شرنا‬ ‫له هنا بمستحيالت البنية‪:‬‬ ‫أ‬ ‫ م ـرنــة‪ :‬بـحـيــث ت ــدرك �ن ـهــا عـتـبــات مــؤقـتــة فــي بـنــاء‬‫أ‬ ‫منظومات ارقى و�كمل مع تحول الظروف لصالح مدنية‬ ‫المجتمع ‪ ،‬لذلك ال قدسية لالسم واللوغو والذكريات‬ ‫أ‬ ‫الرفاقية هنا بل الفعالية هي المحدد الســاســي‪ ،‬وال‬ ‫أ‬ ‫ب�س من تطوير مفاهيم قياس منذ اليوم ‪ ،‬كاالعتمادية‬ ‫ودرجات النضج وعالمات التقييم للحضور بجاهزية‬ ‫تكـفي القالع سريع‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ ثابتة‪� :‬ن تـقــدر على وضــع �ولــويــات مـحــددة قابلة‬‫للتنظيم والقياس والمتابعة والتقييم (نظم ‪ -‬هيكليات‬

‫ قــواعــد عمل ‪ -‬تــواصــل بيني) وستكون تخصصية‬‫المنظومات عامل مساعد على تقديم حلول مريحة‬ ‫تشمل اللقاء والحوار والدمج واالنفصال والتفكيك‪.‬‬ ‫ مفتوحة‪ :‬معطى يتعلق بطبيعة ودور المنظومة‬‫سـتـكــون بعالقتها الـمـفـتــوحــة مــع ال ـخــارج (محيطها‬ ‫أ‬ ‫االجـتـمــاعــي �و مــن تـمـثــل مــن ف ـئــات) وعــاقـتـهــا مع‬ ‫مكوناتها الداخلية اختبارين هامين فــي الممارسة‬ ‫الديمقراطية ‪ ،‬ال يمكن وضع نتائج نجاح ً‬ ‫سلفا اليوم‪،‬‬ ‫سيكون خــوض التجربة وتعمقها مـعـيــارًا هــامـ ًـا‪ ،‬مع‬ ‫أ‬ ‫التنبيه �ن مغادرة عباءة التحزب شرط ملزم لتحقيق‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫ تـراكـمـيــة‪ :‬الـعـنـصــر ال ـراب ــع وه ــو مــا يـمـكــن تسميته‬‫أ‬ ‫بالم�سسة‪ ،‬وهــو تعبير ينتشر الـيــوم بشكل واســع‬ ‫وساهمت منظمات العمل المدني في نشره‪ ،‬ولكن‬ ‫أ‬ ‫قواعد تلك الم�سسة ما تزال رهن بوجود ظروف صراع‬ ‫سياسي سلمي يجعل من التنافس على الخدمة العامة‬ ‫أ‬ ‫واحدا من دوافع الم�سسة‪.‬‬

‫تنحدر العديد من منظمات العمل‬ ‫المدني في ارومتها الفكرية إلى‬ ‫أ‬ ‫مرجعيات غير مدنية (سياسية و�هلية‬ ‫وشللية وتنسيقية)‬ ‫‪ -٥‬الحلقات أالهم اليوم بحيث ال امكانية للعبور‬ ‫أ� ً‬ ‫ماما دونها‪:‬‬ ‫‪ -١‬منطلق التفكير منصة سورية موحدة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫‪ -٢‬إلى �ن يستعيد العقل السياسي المغيب وظائـفه‬ ‫على العمل المدني ترتيب بيته الداخلي بتمعن‪.‬‬ ‫‪ -٣‬ل ـيــس م ــن عـ ـ ــداوات وصـ ــداقـ ــات خ ـ ــارج مـفـهــوم‬ ‫المصالح‪ ،‬ومسطرة القياس مصالح اوسع الفئات‪.‬‬ ‫آ‬ ‫‪ -٤‬تعاطي بناء مع جهد الخرين وهم يعملون لسورية‬ ‫ديمقراطية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫‪ -٥‬من الممكن �قل شرط �ن يكون �حسن ولكن بال‬ ‫تشنج وال غرف مغلقة‪.‬‬ ‫‪ -٦‬كل نقد هو مشروع بناء‪ ،‬ويكـتمل دوره مع مشروع‬ ‫البدائل‪.‬‬ ‫آ‬ ‫‪ -٧‬تجريبية واعية مخرج �مــن من عبث التكرار غير‬ ‫المنتج‪.‬‬

‫تشرين األول ‪ 2014‬العدد (‪)14‬‬

‫‪11‬‬


‫ضوء‬

‫رأي‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫آثار العنف الدائر في سوريا على المجتمع المدني‬

‫سحر حويجة‬ ‫رزح الشعب السوري خالل عقود تحت سلطة حكم االستبداد‪ ،‬في دولة الحزب‬ ‫أ أ‬ ‫القائد الحاكم بمفرده‪ ،‬كان من �هم �ولويات نظام الديكـتاتورية صياغة المجتمع‬ ‫المدني في نطاق المجتمع الشمولي على الصورة الحصرية للفئة الحاكمة‪ ،‬باعتبارها‬ ‫أ‬ ‫حقيقة خالدة حد التقديس‪ ،‬حتى تضمن استمرارها وبقاءها للبد‪ .‬في هذا السياق‬ ‫أأ‬ ‫عملت سلطة االستبداد على إنتاج المجتمع على عكس المبد� �ن المجتمع من‬ ‫أ‬ ‫ينتج السلطة‪ ،‬حيث عملت على تهميش وإقصاء المجتمع المدني عن �ي فعل‬ ‫أ‬ ‫إال ب�مر من السلطة‪ ،‬وامتيازاتها في عملية احتواء ورقابة صارمة‪ ،‬فقتلت روح‬ ‫المبادرة واإلب ــداع‪ ،‬وتمت مالحقة المعارضين على اعتبارهم خونة‪ ،‬ومنعت‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الحزاب والجمعيات والنقابات عن �ي فعل مستقل عن السلطة‪ ،‬وكانت النتيجة‬ ‫القضاء على حركة المجتمع المدني‪.‬‬ ‫في المقابل المجتمع المدني ال يكون إال حيث تتحقق حرية الفرد وحقوق اإلنسان‬ ‫وص ـراع الطبقات واسـتـقــال التنظيمات والـنـقــابــات والجمعيات والمؤسسات‬ ‫اإليديولوجية‪ ،‬عندما يكون حق المعارضة في الوجود ً‬ ‫منبثقا من حق السلطة‬ ‫ً‬ ‫ومساويا لها‪.‬‬ ‫أ‬ ‫كما �ن المجتمع المدني في جوهره هو مجتمع اإلنتاج ‪ :‬إنتاج الثروة المادية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫الثقافة‪ ،‬الفكر‪ ،‬الدب‪ ،‬الفن‪،‬العالقات االجتماعية وإنتاج السياسة بوصفها‬ ‫محصلة ذلك كله‪ .‬كل ذلك يعكس مستوى تطور المجتمع ونمط عالقاته في‬ ‫أ‬ ‫وحدته الناتجة عن التعارض ‪ .‬تقوم وحدة المجتمع المدني على التعدد بين �فراده‬ ‫واختالف المصالح بينهم‪ ،‬على أ�ن هذا االختالف واقع طبيعي قبل أ�ن يكون ً‬ ‫واقعا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وسياسيا يتعايشان على �ساس المساواة �مام القانون‪ ،‬المواطنة �حد‬ ‫اجتماعيا‬ ‫أ‬ ‫تجليات نمو المجتمع المدني‪ ،‬الذي ينمو في �جــواء الديمقراطية ليس بوصفها‬ ‫ً‬ ‫شكال للحكم فحسب‪ ،‬بل على اعتبارها محتوى للعالقات اإلراديــة الضرورية‬ ‫أ‬ ‫للتيارات والقوى والحزاب‪.‬‬ ‫من رحم االستبداد والظلم انتفض الشعب السوري‪ ،‬في حراك ثوري ضم مكونات‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المجتمع السوري بجميع �طيافه‪ ،‬وإن تباينت نسبة المشاركة بين منطقة و �خرى‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مطالبا باستعادة حقوقه المسلوبة في الحرية والعدالة والكرامة اإلنسانية‪ ..‬حيث‬ ‫أ‬ ‫استفاقت الكـتلة الهامدة من الشعب وشاركت في المعترك السياسي من �جل‬ ‫أ‬ ‫حياة �فضل‪ .‬كانت والدة صعبة للمجتمع المدني‪ ،‬نمت بذور الحياة وتم نثرها‬ ‫أ‬ ‫في الرجاء‪ ،‬وعملت قوى االستبداد كل ما في وسعها لخنق حراك المجتمع في‬

‫‪12‬‬

‫تشرين األول ‪ 2014‬العدد (‪)14‬‬

‫أ‬ ‫مهده‪ ،‬وحرفه عن مساره على �مل عودة االبن الضال إلى رشده‪ .‬وكان في جر‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الحراك إلى العنف المخرج الوحيد �مــام النظام‪ ،‬بــد� االقتتال والعنف‪ ،‬وامتد‬ ‫أ‬ ‫ليشمل مساحة الوطن‪ ،‬على مدى �كـثر من ثالث سنوات من العنف الشامل‪،‬‬ ‫وإن كان في جوهره صر ً‬ ‫اعا على السلطة‪ ،‬فهذه القضية ال تنفصل عن الصراع ضد‬ ‫آ‬ ‫المجتمع المدني ودوره‪ ،‬وما يجري سيترك �ثا ًرا كارثية على المجتمع المدني حاض ًرا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ومستقبال‪ ،‬حيث إن العنف الشامل الذي �دى إلى تدمير البنية والقتل العشوائي‬ ‫ً أ‬ ‫وعدم حماية المدنيين‪ ،‬دفع الشعب إلى الهرب ً‬ ‫وغريزيا من �جل البقاء‬ ‫قسريا‬ ‫على قيد الحياة‪ .‬مايزيد على نصف السكان تركوا بيوتهم إلى مناطق أ�كـثر أ� ً‬ ‫منا‪،‬‬ ‫خمسة ماليين منهم تحولوا إلى النزوح الداخلي‪ 15% ،‬من سكان سوريا تحولوا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫إلى الجئين في دول الجوار حتى �صبح السوريون اليوم �كبر جماعة الجئين في‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫العالم‪� .‬دى ذلك إلى تغيرات في الخارطة السكانية في سوريا بواقع �عقبته تغييرات‬ ‫أ‬ ‫ديمغرافية كارثية‪ ،‬ف�دت إلى تهشيم المجتمع المدني من جهة‪ ،‬والنكوص باتجاه‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الروابط أالهلية ً‬ ‫بدال من المدنية لت�مين الحماية و�سباب المعيشة من جهة �خرى‪،‬‬ ‫أ أ‬ ‫كما �ن �غلب الالجئين يعيشون في فقر مدقع وشروط بائسة‪ ،‬يتعرض الكـثير‬ ‫أ‬ ‫والطفال‪ً ،‬‬ ‫فضال عن تعرض الالجئين‬ ‫منهم لالستغالل واالتجار‪ ،‬خاصة النساء‬ ‫للتمييز والعنصرية كما حصل في لبنان ومخيم الزعتري وبعض المناطق التركية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫عدا عن اللجوء‪ ،‬هاجر �كـثر من مليون وربع المليون من السوريين إلى �صقاع‬ ‫أ‬ ‫مختلفة من العالم‪ ،‬من ضمن المهاجرين �صحاب الكـفاءات العلمية والمهنية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�صحاب رؤوس الموال‪ ،‬ونخبة كبيرة من المثقفين والناشطين‪ .‬يسبب ذلك‬ ‫خسارات كبيرة للمجتمع من النخبة والقادة‪ ،‬ويترك المجال للقوى التقليدية‬ ‫أ‬ ‫لتسيير المجتمع‪ ،‬إلى جانب الخسارة في الرواح البشرية وارتفاع الوفيات لمئات‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫ال الف نتيجة الزمة التي خلقت حالة م�ساوية عند الشعب السوري‪ ،‬نمت نتيجتها‬ ‫آ‬ ‫النزعة اإلقصائية ورفض الخــر‪ ،‬والرغبة في االنتقام‪ ،‬ليستفيد من هذه الحالة‬ ‫القوى المتطرفة المتشددة والنظام الذين يعادون المجتمع المدني وقيمه‪ .‬اختل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫التوازن بين �عداد الرجال و�عداد النساء بسبب التفاوت في �عداد القتلى بين‬ ‫أ‬ ‫الجنسين‪ ،‬وبسبب الهجرة ً‬ ‫هربا من الخدمة اإللزامية‪� ،‬و للعمل في الخارج‪.‬‬


‫ضوء‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫رأي‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫على الصعيد االقـتـصــادي‪� :‬دت الزم ــة إلــى تدمير وتفكيك قسم كبير مــن البنية‬ ‫أ‬ ‫االقتصادية‪ ،‬حيث تم إغالق �عداد كبيرة من المؤسسات الصناعية الخاصة والعامة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وهروب رؤوس الموال‪ ،‬تراجع االستثمار الخاص والعام لدرجة كبيرة �دت إلى فقدان‬ ‫أ أ‬ ‫الوظائـف‪ ،‬لدرجة �ن �كـثر من نصف السكان فقدوا مصدر رزقهم‪ ،‬وصل الفقر إلى‬ ‫أ‬ ‫مستويات كارثية‪ ،‬ثالثة �رباع السكان تحولوا إلى فقراء‪ ،‬ربعهم في درجة الفقر المدقع‪.‬‬ ‫أ� ً‬ ‫يضا حصل تدهور وتراجع حاد في الدخل والتعليم والصحة‪ ،‬حيث لحق القطاع‬ ‫الصحي الدمار الجزئي والكامل‪.‬‬ ‫أ‬ ‫نما اقتصاد العنف عبر �نشطة غير شرعية عن طريق شبكات عابرة للحدود‪ ،‬قامت‬ ‫ببناء شبكة مصالح داخــل ســوريــا وخــارجـهــا‪ .‬مــع تنامي شبكات الجريمة المنظمة‬ ‫المنهمكة في النهب والسرقة واستغالل المساعدات اإلنسانية واالتـجــار بالبشر‪،‬‬ ‫نشاطات غير إنتاجية اغتنىت من خاللها فئات معادية للمجتمع‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الوضع االقتصادي جعل من المجتمع السوري رهينة القوى المسيطرة داخليا والقوى‬ ‫الدولية الداعمة‪ .،‬حيث أ�صبح دور المجتمع في الحياة االقتصادية ً‬ ‫سلبيا‪ ،‬انعكس‬ ‫كل ذلك في انكماش اقتصادي وشلل للنشاط النقابي والسياسي حتى في المناطق‬ ‫التي خرجت عن السلطة‪.‬‬

‫أ‬ ‫عسكرة المجتمع ونمو النزعة العسكرية‪ ،‬حيث �صبح االلتحاق بالقتال المصدر‬ ‫أ‬ ‫الساسي للمعيشة‪ ،‬وتسلم قــادة العسكر القرار‪ ،‬وتم إفـراغ المناطق المحررة من‬ ‫سكانها‪ ،‬إضافة إلى التضييق على حرية التعبير وغياب المساءلة وانتشار العنف‬ ‫والفوضى وغياب القانون وانتشار الفساد‪.‬‬ ‫يتعرض السوريون للخوف والتضييق والقسر في كل مناحي الحياة وفي كل وقت‪،‬‬ ‫أ‬ ‫بانتظار نهاية للعنف الشامل‪ ،‬والمنتصر في هذه الظروف سيفرض إرادته‪ .‬كما �نه‬ ‫نتيجة االنقسام في صفوف قوى المعارضة المسلحة وعزل المناطق عن بعضها يجعل‬ ‫من المجتمع المدني بنى اجتماعية منغلقة على ذاتها‪.‬‬ ‫هدر قيمة اإلنسان وهدر القدرات البشرية واالنتماء‪ ،‬نتيجة القتل والخطف واالعتقال‬ ‫أ‬ ‫والحصار الذي يتعرض له الشعب السوري‪ ،‬حيث إن احترام اإلنسان ي�تي في مقدمة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ي نشاط �و تنمية‪ ،‬مما يؤثر على قيم المجتمع المدني وحركـته‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫نجد �ن قوى المجتمع المدني السوري الفاعلة من ثقافية وسياسية ورؤوس �موال‬ ‫أ‬ ‫التي تعمل في الـخــارج في �ج ــواء الحرية النسبية التي تتمتع بها‪ ،‬تتميز بفاعلية‬ ‫محدودة ذات طابع نخبوي بعيدة عن الواقع‪ ،‬بعيدة حتى عن الالجئين في الخارج‪،‬‬ ‫على الرغم من إمكانية قيامها بتشكيل لوبيات ضاغطة ومؤثرة في المجتمعات التي‬ ‫أ‬ ‫تعيش فيها‪ ،‬وتساهم في عملية الت�سيس واالرتقاء في قيم المجتمع المدني‪ ،‬ضمن‬ ‫المؤسسات التي تنشئها‪.‬‬

‫أ‬ ‫منظمة حقوقية ت�سست شهر حــزيـران‪ ،2011 /‬وهــي جهة حيادية‬ ‫مستقلة غير حكومية غير ربحية تـهــدف بشكل رئيسي إ لــى توثيق‬ ‫أ‬ ‫االنتهاكات التي تحصل في سورية وإصدار دراسات و�بحاث وتقارير‬ ‫أ‬ ‫بشكل دوري‪ ،‬وضـمــن �عـلــى مستويات الـمــوضــوعـ ّـيــة واالحـتـرافـيــة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫بهدف فضح مرتكبي االنتهاكات كخطوة � و لــى لمحاسبتهم وضمان‬ ‫حقوق الضحايا‪.‬‬ ‫أ‬ ‫كما تهدف الشبكة إلــى نشر ثقافة حقوق اإلنـســان لــدى كافة �بناء‬ ‫المجتمع السوري وتعريفهم بحقوقهم المدينة والسياسية‪ ،‬من خالل‬ ‫جهدها التوثيقي والحقوقي وإصــداراتـهــا المختلفة‪ ،‬إضــافـ ًـة لتدريب‬ ‫العشرات من السوريين على النشاط والعمل الحقوقي في مختلف‬ ‫أ‬ ‫مجاالته‪ ،‬ضمن طموحها لن يتمتع جميع السوريين بكافة حقوقهم‬ ‫القانونية والدستورية‪.‬‬ ‫وتلتزم الشبكة في عملها بكافة المعايير واإلعالنات والعهود والمواثيق‬ ‫أ‬ ‫العالمية لحقوق اإلنـســان الـصــادرة عن المــم المتحدة‪ ،‬وتؤكد عدم‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫مشاركـتها في �ية �نشطة سياسية وعدم انضمامها لية جهة سياسية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وتعمل الشبكة على تحقيق �هــدافـهــا عبر وســائــل اإلع ــام و مواقع‬ ‫التواصل االجتماعي‪ ،‬وعبر التواصل مع المنظمات الحقوقية والمدنية‬ ‫السورية والدولية‪.‬‬ ‫أ أ‬ ‫تجدر اإلشــارة إلى �ن المــم المتحدة اعتمدت في جميع احصائياتها‬ ‫الصادرة عنها في تحليل ضحايا النزاع على الشبكة السورية لحقوق‬ ‫أ أ‬ ‫اإلنسان كواحدة من �هم و�برز المصادر‪ ،‬باإلضافة إلى اعتماد الشبكة‬ ‫أ‬ ‫لــدى عــدد واســع مــن وكــاالت النـبــاء العربية والعالمية‪ ،‬إضــافـ ًـة إلى‬ ‫منظمات حقوقية إقليمية ودولية‪.‬‬ ‫الــذي دفعنا في الشبكة السورية لحقوق اإلنـســان للقيام بعمليات‬ ‫التوثيق في سورية هو حفظ حقوق الضحايا ومحاسبة مرتكبي الجرائم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫من �جل ردعهم عن القيام بعمليات مماثلة في المستقبل‪ ،‬و�يضا تخليد‬ ‫أ‬ ‫ذكرى النشطاء البارزين في حقوق النسان والجانب الطبي واإلعالمي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫واإلغاثي ونحن نؤمن ب�ن هذه المور هي غاية الهمية من �جل تحقيق‬ ‫مسيرة العدالة االنتقالية فال استقرار بدون عدالة‪.‬‬ ‫مؤسس و رئيس الشبكة السورية لحقوق اإلنسان االستاذ فضل عبد‬ ‫الغني‪ ،‬ويضم فريق الشبكة ‪ 27‬فرد مابين باحث وناشط حقوقي‪.‬‬ ‫‪Fadel Abdul Ghany‬‬ ‫‪Head and founder of the Syrian network for human rights‬‬ ‫‪/http://sn4hr.org‬‬ ‫تشرين األول ‪ 2014‬العدد (‪)14‬‬

‫‪13‬‬


‫ضوء‬

‫رأي‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫المجتمع المدني في سوريا‪ ،‬العقدة المستعصية‬

‫محمد الجرف‬ ‫ال ُيـعــرف فــي ســوريــة «مجتمع مــدنــي»‪ ،‬بما يقتضيه‬ ‫تعريف هــذا المجتمع‪ ،‬إذ يشير مصطلح المجتمع‬ ‫المدني إلى المجموعة واسعة النطاق من المنظمات‬ ‫غير الحكومية‪ ،‬والمنظمات غير الربحية التي لها‬ ‫ٌ‬ ‫وجود في الحياة العامة‪ ،‬والتي تسعى لخلق مجال‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫عام يمل الفراغ بين السرة والدولة‪ ،‬تلعب هي‪� ،‬ي‬ ‫أ‬ ‫منظمات المجتمع المدني‪ ،‬الدور الهم في تشكيله‪،‬‬ ‫و فــي تشكيل سياساته بما يعبر عــن مصلحة عموم‬ ‫السكان‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫هناك إذن ركنان � ساسيان يجب � ن يستند إليهما‬ ‫«الـمـجـتـمــع ال ـم ــدن ــي»‪ ،‬الـمـجـتـمــع ك ـتــرج ـمــة لكلمة‬ ‫‪ Society‬الكلمة التي تحمل معاني التعايش السلمي‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫بـيــن الفـ ـ ـراد‪ ،‬بـيــن ال ـف ــرد والخ ــري ــن‪ ،‬وال ـم ـهــم في‬ ‫أ أ‬ ‫المجتمع �ن �ف ـراده يتشاركون اهتمامات مشتركة‪،‬‬ ‫تعمل على تطوير ثقافة ووعي مشترك‪ ،‬يطبع المجتمع‬ ‫أ‬ ‫و�فراده بصفات مشتركة تشكل شخصية هذا المجتمع‬ ‫أ‬ ‫وهويته)‪ ،‬من جهة‪ ،‬والدولة من جهة �خرى‪.‬‬ ‫أ‬ ‫مــن زاوي ــة �خ ــرى‪ُ ،‬يـقــرن المجتمع المدني بالمدنية‬ ‫أ‬ ‫‪� ،Civil‬ي ف ــي م ـقــابــل ال ـع ـس ـكــرة‪ ،‬وال ــدي ــن (كـمــا‬ ‫نصح جان جاك ّ‬ ‫روسو)‪ ،‬وكل ارتباط بجهاز الدولة‪.‬‬ ‫أ أ‬ ‫وغـنـ ّـي عــن الـقــول‪� ،‬ن �نظمة الحكم المتعاقبة في‬ ‫سورية‪ ،‬عملت جاهدة على تفريغ هذا المصطلح من‬ ‫جوهره الرئيس عبر عسكرة المجتمع‪ ،‬وتفريغه من‬ ‫مؤسساته‪ ،‬وربــط هــذه المؤسسات بعجلة الحكم‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ ً‬ ‫بالغ‪ّ � ،‬ن الترخيص الوحيد الذي‬ ‫وسنبقى نذكر ب�سى أ ٍ‬ ‫تم منحه في عهد السد االبن هو لمنظمة دينية‪.‬‬ ‫آ‬ ‫ومع اشتعال الحراك السوري في �ذار ‪ ،2011‬برزت‬

‫الحاجة الجدية لــدور فاعل لمجتمع مدني ســوري‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫خصوصا في ظل اعتكاف الدولة عن مهماتها الساسية‬ ‫أ‬ ‫تجاه مواطنيها‪ ،‬وانكـفائها إلى وظيفتها المنية فقط‪.‬‬ ‫فعادت ّ‬ ‫منظمات المجتمع المدني لتنتشر كالفطر في‬ ‫البالد‪ ،‬في ّ‬ ‫ظل ّالت ّ‬ ‫حول الجذري الذي يجتاحها‪ ،‬وال‬ ‫أ ً أ‬ ‫أ‬ ‫ُ‬ ‫يضا في �وروبا في‬ ‫يغيب عن البال � ّن هذا هو الحال �‬ ‫القرنين السابع عشر والثامن عشر‪ ،‬إذ استخدم جون‬ ‫لوك المصطلح بعد الثورة اإلنكليزية العام ‪ ،1688‬ثم‬ ‫أ‬ ‫تكرر المر مع عدد من الفالسفة كـ « هوبز‪ ،‬وروسو‬ ‫أ‬ ‫وقت كانت �وروبا تنتقل من‬ ‫وهيجل وغيرهم»‪ ،‬في ٍ‬ ‫ظالمها إلى الدولة الحديثة‪.‬‬ ‫هناك تاريخ طويل للجمعيات ومؤسسات المجتمع‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ال ـمــدنــي ف ــي س ــوري ــة‪ ،‬ف ـ ــ�ول جـمـعـيــة تــ�س ـســت في‬ ‫دمـشــق تـعــود إل ــى ع ــام ‪ ،1880‬وه ــي جمعية ميتم‬ ‫أ‬ ‫قريش الخيرية‪ ،‬حيث بــد�ت الجمعيات على شكل‬ ‫أ‬ ‫نشاطات �هلية‪ ،‬يقوم بها الناس بدافع ذاتــي وعلى‬ ‫أ‬ ‫�ساس الشعور بالواجب وعمل الخير‪.‬‬ ‫ثــم تـطــور عـمــل الـمـنـظـمــات والـهـيـئــات أالهـلـيــة ً‬ ‫تبعا‬ ‫للتغيرات السياسية واالقتصادية‪ ،‬حيث ظهرت تيارات‬ ‫أ‬ ‫واتجاهات تنادي باإلصالح االجتماعي‪ ،‬ووضع �نظمة‬ ‫التكافل االجتماعي والخدمة االجتماعية‪ ،‬وخاصة بعد‬ ‫أ‬ ‫االستقالل من االستعمار الفرنسي‪ .‬وبعد �ن وضعت‬ ‫أ‬ ‫دراس ــات عــن الوض ــاع االجتماعية واالقتصادية في‬ ‫سورية سنة ‪ 1957‬بمساعدة فنية من مكـتب العمل‬ ‫أ‬ ‫الدولي‪ ،‬صدر قانون الت�مينات االجتماعية رقم ‪92‬‬ ‫لعام ‪ .1959‬ثم تتالت القرارات والمراسيم التي تنظم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مــواضـيــع الـتــ�مـيــن الـصـحــي‪ ،‬وتــ�م ـيــن الـشـيـخــوخــة‪،‬‬ ‫والعجز‪ ،‬والــوفــاة‪ ،‬وقواعد إنشاء مؤسسات الرعاية‬ ‫االجتماعية‪.‬‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫ب ـن ـ ًـاء ع ـلــى ت ـلــك الن ـظ ـم ــة ت ــم تــ�س ـيــس ال ـعــديــد من‬ ‫أ‬ ‫الجمعيات والمؤسسات الخيرية التي قام بها الهالي‪،‬‬ ‫أ‬ ‫‪1‬‬ ‫وازداد عددها كما تعددت �دوارها ووظائـفها‪.‬‬ ‫في العام ‪ ،1974‬صدر مرسوم ّ‬ ‫رئاسي بتكليف وزارة‬ ‫الشؤون االجتماعية والعمل‪ ،‬باإلشراف على‪ ،‬ومراقبة‬ ‫أ‬ ‫مختلف نشاطات و�عـمــال الجمعيات والمؤسسات‬ ‫ً‬ ‫انتكاسا كبي ًرا للعمل‬ ‫الخيرية والتوجيه لها‪ ،‬ما ّمثل‬ ‫ّ‬ ‫المدني في سورية‪ ،‬إذ أ�لغيت الكـثير من التراخيص‪،‬‬ ‫أ‬ ‫و�صبح الحصول على ترخيص جديد يتطلب االمتثال‬ ‫للبنود الثالثة عشر‪ ،‬التي حددتها الوزارة للمنظمات‬ ‫والـجـمـعـيــات الـمــدنـيــة كــي تـعـمــل بـمــوجـبــه‪ .‬بمعنى‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫المدني ً‬ ‫ّ‬ ‫صنوا للمجتمع‬ ‫�خــر‪ :‬إما �ن يكون المجتمع‬ ‫ّ أ‬ ‫السياسي‪� ،‬و ال يكون‪.‬‬

‫خلط الناشطون بين ثالثة‪ :‬المجتمع‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المدني‪.‬‬ ‫السياسي‪ ،‬والمجتمع‬ ‫والمجتمع‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫وقد يبدو هذا م ّبررا بعد تغييب كامل‬ ‫أ‬ ‫لي فعل عام في البلد لمدة تنوف عن‬ ‫الخمسين ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المدني‬ ‫وتحول العمل‬ ‫عاما‪.‬‬ ‫في أ�غلبه لعمل إ� ّ‬ ‫اب‬ ‫غاثي ّ بوجود خر ٍ‬ ‫أ‬ ‫ودمار كبيرين �صابا كل زاوية سورية‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫تقريبا‬ ‫ورغ ــم ذل ــك‪ ،‬وف ــي إح ـصــاء رس ـم ـ ّـي لـ ــوزارة ال ـشــؤون‬ ‫أ‬ ‫االجتماعية والعمل‪ ،‬تبين �ن عــدد الجمعيات بلغ‬ ‫يضم ّ‬ ‫‪ 4089‬جمعية سنة ‪ .1994‬غير أ�ن هذا الرقم ّ‬ ‫كافة‬ ‫الجمعيات والمؤسسات الحكومية وشبه الحكومية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫واله ـل ـيــة‪ ،‬فــي حـيــن بـلــغ ع ــدد الـجـمـعـيــات الهـلـيــة‬ ‫ً‬ ‫استقالال ً‬ ‫نسبيا عن‬ ‫بالمعنى الحصري‪ ،‬والتي تملك‬ ‫‪2‬‬ ‫الدولة ‪ 625‬جمعية لنفس العام ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫طبعا هــذا الــرقــم هــو رق ـ ٌـم ُمـضـ ّـلــل‪ ،‬إذ ال تمتلك �ي‬ ‫مــن الـجـمـعـيــات الــداخ ـلــة فــي ه ــذا اإلح ـص ــاء‪ ،‬صفة‬ ‫منظمة تنطوي تحت ّ‬ ‫مظلة المجتمع المدني‪ ،‬إذ ال‬ ‫‪ 1‬جابر عوض السيد وأبو احلسن عبد املوجود‪،‬‬ ‫اإلدارة املعاصرة في املنظمات االجتماعية‪ ،‬املكتب‬ ‫اجلامعي احلديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2003،‬ص‪83‬‬ ‫‪ 2‬عبد الغفار شكر‪ ،‬اجملتمع األهلي ودوره في بناء‬ ‫الدميقراطية‪ ،‬دار الفكر املعاصر ‪ ،،2003‬ص‪98‬‬

‫‪14‬‬

‫تشرين األول ‪ 2014‬العدد (‪)14‬‬


‫ضوء‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫رأي‬

‫ً‬ ‫ُي ْسمح أل ّي منها أ� ن يلعب ً‬ ‫حقيقيا في الضغط‬ ‫دورا‬ ‫أ‬ ‫على الحكومات‪� ،‬و القيام بحمالت مناصرة‪ ،‬لرسم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫سـيــاســات عــامــة ت ـمــ� الـمـجــال ال ـعــام بـيــن الف ـ ـراد ‪-‬‬ ‫المتذررين بحسب تعبير هيجل‪ -‬وبين الدولة‪.‬‬ ‫آ‬ ‫ً‬ ‫حقيقة‪ ،‬لم ّ‬ ‫يتحسن الوضع كـثي ًرا بعد �ذار الـ ‪2011‬‬ ‫في ّ‬ ‫ظل غياب الدولة‪ ،‬إذ خلط الناشطون بين ثالثة‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المدني‪.‬‬ ‫السياسي‪ ،‬والمجتمع‬ ‫المجتمع‪ ،‬والمجتمع‬ ‫أ‬ ‫وقد يبدو هذا ُم ّبر ًرا بعد تغييب كامل لي فعل عام‬ ‫ّ‬ ‫وتحول‬ ‫فــي البلد لمدة تنوف عــن الخمسين عــامـ ًـا‪.‬‬ ‫المدني في أ�غلبه لعمل ّ‬ ‫ّ‬ ‫اب‬ ‫العمل‬ ‫إغاثي بوجود خر ٍ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ودمـ ٍـار كبيرين �صابا كــل زاويــة سورية تقريبا‪ ،‬ولم‬ ‫يتم الفصل بين السياسة بمعناها اال يــد يــو لــو جــي‪،‬‬ ‫وبين المدنية‪ ،‬فتحددت تحالفات منظمات المجتمع‬ ‫المدني‪ ،‬وتخندقت في اصطفافات سياسية عكست‬ ‫ً‬ ‫إلــى حـ ّـد كبير انتماءات ّرواده ــا‪ ،‬فبتنا نــرى‬ ‫مجتمعا‬ ‫إسالمي ًا‪ ،‬ور ً‬ ‫مواليا‪ً ،‬‬ ‫معارضا‪ ،‬آو�خر ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ابعا‬ ‫وثالثا‬ ‫مدنيا‬ ‫ّ‬ ‫يساري ًا‪..‬وهكذا‪ ،‬في خلط كبير للمفاهيم‪ ،‬والرؤى‪،‬‬ ‫أ‬ ‫والهداف‪.‬‬

‫أ‬ ‫بيانات الشجب والتنديد‪ ،‬ال �كـثر‪ .‬ونستطيع القول‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بــ�ن غياب االعتمادية‪ ،‬هو العائق ال كبر في وجه‬ ‫تحالفات منظمات المجتمع المدني‪ ،‬إذ ترى بعض‬ ‫التحالفات وقــد ضمت منظمات متعددة‪ ،‬يكاد ال‬ ‫يجمع رابط بينها‪.‬‬ ‫آ‬ ‫ال ـعــائــق الـكـبـيــر الخـ ــر‪ ،‬هــو مــوضــوع تـمــويــل هــذه‬ ‫هناك جملة من المعايير تصب في خانة االعتمادية‪ ،‬المنظمات والتحالفات‪ ،‬وهو أ�مر ّ‬ ‫يتحمل مسؤوليته‬ ‫ُ ّ‬ ‫أ‬ ‫وهي تحدد إلى درجة كبيرة هيكلية منظمات المجتمع الـطــرفــان‪ ،‬إذ تغيب ال ــرؤى الــواضـحــة‪ ،‬واله ــداف‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫المدني‪ ،‬و�ليات عملها‪� ،‬همها‪:3‬‬ ‫‪ .1‬االستقالل الــذاتــي‪ :‬االستقالل فــي اتـخــاذ الـقـرار‪،‬‬ ‫وإحصاء المصادر والسيطرة عليها‪.‬‬ ‫‪ .2‬الهيكل الديمقراطي‪ :‬اإليمان بالقيم الديمقراطية‬ ‫أ‬ ‫واتخاذ القرارات بصورة �فقية‪.‬‬ ‫آ‬ ‫‪ .3‬الـمـســؤولـيــة والـشـفــافـيــة‪ :‬وه ــي ع ـبــارة عــن �ل ـيــات‬ ‫أ‬ ‫معينة تمكن من تبرير مختلف الـقـرارات والعـمــال‬ ‫أ أ‬ ‫�مام العضاء‪.‬‬ ‫‪ .4‬االنتساب المفتوح‪ :‬ضمان حق العضوية والتسامح‬ ‫آ‬ ‫واحترام الخرين‪.‬‬ ‫أ أ‬ ‫‪ .5‬الـقــاعــدة الـشـعـبـيــة‪ :‬وتـعـنــي �ن �ه ــداف المنظمة‬ ‫ونشاطاتها يتم تجسيدها في واقع محلي‪ ،‬محدد يمنح‬ ‫خالقيا ً‬ ‫دعما أ� ً‬ ‫للمنظمة ً‬ ‫وماليا‪.‬‬ ‫تغيب االعتمادية عن هذه المنظمات‪ً ،‬‬ ‫وتاليا تغيب‬ ‫أ‬ ‫الـمــ�سـســة‪ ،‬وتـتـحــول الـتـحــالـفــات إلــى مـنــابــر إلصــدار‬

‫ال ـمـ َـحـ ّـددة والـشـفــافـيــة‪ ،‬والـتـشــاركـيــة عــن المنظمات‬ ‫ال ـم ـح ـل ـيــة‪ ،‬وي ـغ ـيــب الـتـقـيـيــم وال ـم ـتــاب ـعــة م ــن قـبــل‬ ‫المنظمات المانحة التي لعبت دورًا كبي ًرا في إفساد‬ ‫أ‬ ‫الكوادر المحلية‪ ،‬وهناك بالفعل الكـثير من الموال‬ ‫أ‬ ‫ال ـتــي ُص ــرف ــت ف ــي غـيــر مــوضـعـهــا‪� ،‬و ال ـتــي انـصـبــت‬ ‫أ‬ ‫تجاه منظمات بعينها‪ ،‬و غــا بــت عــن البقية‪ .‬كما � ن‬ ‫أ‬ ‫هناك الكـثير من ورشات العمل التي تكررت لناس‬ ‫محددين‪ ،‬وتغاضت عن البحث الجدي عن كوادر‬ ‫أ‬ ‫إضافية لت�هيلها وتدريبها‪.‬‬ ‫أ‬ ‫الـعــائــق الخ ـيــر هــو غـيــاب الـتـخـ ّـصــص عــن منظمات‬ ‫المجتمع المدني السورية‪ ،‬ولعل هذا مرتبط بشكل‬ ‫أ‬ ‫أ� ّ‬ ‫ساسي في طمع هذه المنظمات بالحصول على �كبر‬ ‫كمية من التمويل الخارجي‪ ،‬فهناك منظمات شاملة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫لكل �ن ــواع النشاط الـمــدنــي‪ ،‬وبالفعل‪ ،‬لــو �تيحت‬ ‫الفرصة لــإ طــاع على كراساتها التعريفية‪ ،‬فسنجد‬ ‫معظمها يعمل في اإلغاثة‪ ،‬والدعم النفسي‪ ،‬وتوثيق‬ ‫االنتهاكات‪ ،‬والعدالة االنتقالية‪..‬الخ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫بعد �ربع سنوات من انطالق الحراك السوري الكبير‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ال ب ـ ّـد مــن وق ـفــة جـ ّـديــة وم ـراج ـعــة مـتــ�نـيــة لـمـســارات‬ ‫ّ‬ ‫دور‬ ‫المجتمع المدني في سورية‪ ،‬إذ في ظــل غياب ٍ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مدني فاعل‪ ،‬ال يبدو � ّن هناك �مل في حلحلة عقدتنا‬ ‫ٍّ‬ ‫المستعصية‪.‬‬

‫‪ 3‬عبد الغفار شكر‪ ،‬م‪.‬س‪.‬ذ‪ ،‬ص‪88‬‬ ‫تشرين األول ‪ 2014‬العدد (‪)14‬‬

‫‪15‬‬


‫ضوء‬

‫ترجمة‬

‫المنظمات غير الحكومية من خالل تاريخ حركة التضامن‪ ,‬مبادئها وأنماطها‬

‫ترجمة ليلى كريم‬ ‫أ‬ ‫�صول إ�جراءات التضامن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫َ‬ ‫مور أ�خرى‪� ,‬وامر‬ ‫تشمل إجراءات التضامن من ضمن � ٍ‬ ‫أ‬ ‫خيرية مسيحية من القرن الخامس‪ ،‬حيث �صبحت‬ ‫المسيحية دين الدولة‪ .‬كانت هذه اإلجـراءات ّتدعي‬ ‫أ‬ ‫تقديم الـمـســاعــدات للناس ال ك ـثــر ع ــو ًزا‪ ،‬وذلــك كي‬ ‫أ‬ ‫ُت ّ‬ ‫وضح لهم كيفية تحسين �وضاعهم‪ ،‬وتشرح الطريقة‬ ‫لزيادة ثرواتهم‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ارتـبــط اســم الكنيسة بــالعـمــال الـخـيــريــة‪ .‬فــي ذلك‬ ‫الــوقــت‪ ،‬كانت المستشفيات ‪-‬فــي الــواقــع ‪ -‬مرتبطة‬ ‫أ‬ ‫تباطا ً‬ ‫ار ً‬ ‫وثيقا بالدين لنها أ�سست من قبل الكنيسة‪،‬‬ ‫وتتم إدارتـهــا مــن قبل رجــال الــديــن‪ .‬إنها تنتمي إلى‬ ‫ممتلكات الكنيسة‪ ،‬وبالتالي وضعت تحت سلطة‬ ‫أ‬ ‫السقف‪.‬‬ ‫أ أ‬ ‫إننا نــرى � ّن �ص ــول إجـ ـراءات التضامن هــذه‪ ،‬تقوم‬ ‫أ‬ ‫على خلق �وامر اختصاصية جديدة مثل وسام مشفى‬ ‫القديس يوحنا في القدس‪ ،‬ورودس ومالطا‪ ،‬كذلك‬ ‫أ‬ ‫الصوفية العلمانية ا لـتــي ب ــد�ت بالظهور فــي المدن‬ ‫أ‬ ‫التجارية الكبرى لتقديم المساعدة إلى �عضاء النقابات‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وعلى نفس المنوال‪ ،‬ومع تطور المدن‪ّ ،‬تم ت�سيس‬ ‫أ‬ ‫دور ال ـع ـجــزة م ــن قـبــل الـعـلـمــانـيـيــن الث ــري ــاءال ــذي ــن‬ ‫يـ ـق ــوم ــون‪ ،‬ب ــاإلض ــاف ــة إل ـ ــى الـ ـمـ ـس ــاع ــدة‪ ،‬بــال ـت ـبــرع‬ ‫أ‬ ‫وال كـثر شهرة بال شك كانت مؤسسة دور‬ ‫بممتلكاتهم‪.‬‬ ‫أ‬ ‫العجزة لمدينة بون‪ ،‬التي �سسها المستشار «رولين»‪،‬‬ ‫والتي ال يـزال محصولها السنوي من النبيذ يباع في‬ ‫المزاد العلني لصالح الجمعيات الخيرية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الراضي الولى والمنظمات غير الحكومية الولى‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫م ـنــذ ال ـع ــام ‪ 1812‬يـمـكـنـنــا �ن ن ـب ــد� بــال ـحــديــث عن‬ ‫أ‬ ‫اإلج ـراءات اإلنسانية الطارئة‪ ،‬فقد �رسلت الواليات‬ ‫المتحدة فــي ذلــك الـعــام‪ ،‬الـمـســاعــدات إلــى فنزويال‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الـمــدمــرة ً‬ ‫تقريبا بسبب الـهــزة الرضـيــة التي �صابتها‬ ‫‪,‬كذلك إلى ايرلندا والدول المتضررة من المجاعة‪ .‬هذه‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الراضي التي ت�ثرت بالكوارث الطبيعية كانت كذلك‬ ‫ً‬ ‫مجاال للصراع العسكري مع رجاسات حرب االستقالل‬ ‫اليونانية (‪ .)1830-1821‬وحــركــة التضامن ‪-‬والتي‬ ‫تــدعــى «الفيلهيلينيزم» كــذلــك‪ -‬ولــدت فــي الـصــاالت‬

‫‪16‬‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تشرين األول ‪ 2014‬العدد (‪)14‬‬

‫أ‬ ‫الــرومــانـسـيــة و�رس ـلــت الـمــال والـمــابــس للمتمردين‬ ‫ال ـيــونــان ـيــن الـ ــذي ك ــان ــوا ي ـنــاض ـلــون ض ــد االح ـت ــال‬ ‫العثماني‪ ،‬ولكن ما بين العامين (‪)1855 – 1854‬‬ ‫أ أ‬ ‫ر�ت �ول منظمة غير حكومية النور‪.‬‬ ‫فقد قام الثري البريطاني فلورنس نايتنجيل‪ ،‬بالتعاون‬ ‫فرق طبية‬ ‫مع ممرضة على ٍ‬ ‫قدر ما من الشهرة‪ ،‬بإنشاء ٍ‬ ‫ّ‬ ‫شاركت خالل حرب القرم (‪ ،)1856-1853‬ومن ثم في‬ ‫أ‬ ‫الواليات المتحدة خالل الحرب الهلية (‪)1865-1861‬‬ ‫أ‬ ‫وكذلك في فرنسا‪� ،‬ثناء حرب العام ‪.1870‬‬ ‫بـعــد عــدة س ـنــوات‪ ،‬قــام هـنــري دون ــان‪ ،‬وهــو نــاشـ ٌـط‬ ‫أ‬ ‫إنساني ورجل �عمال من سويسرة التي ابتليت بويالت‬ ‫معركة «سولفرينو» في ‪ 24‬حزيران عام ‪ ،1859‬بإنشاء‬ ‫أ‬ ‫مؤسسة خيرية خــا صــة يرمزلها بالصليب الحـمــر ‪،‬‬ ‫والتي ستحمل فيما بعد اإلسم ذاته‪ ،‬وبقيت معروفة‬ ‫آ‬ ‫به حتى الن‪.‬‬ ‫المنظمات غير الحكومية في القرن العشرين‬ ‫أ‬ ‫ستؤكد ا لـحــرب العالمية الثانية على � همية تكوين‬ ‫أ‬ ‫جـمـعـيــات خـيــريــة جــديــدة (م ـث ــال‪�« :‬وك ـس ـف ــام» في‬ ‫المملكة المتحدة فــي عــام ‪ ،1942‬وجمعية العناية‬ ‫في ‪.)1945‬‬ ‫كــانــت ح ــرب بـيــافـرا (‪ ،)1970-1967‬بـمـثــابــة رســالــة‬ ‫مفتوحة نــددت بــ«اإلبــادة الجماعية» وبـ«معسكرات‬ ‫أ‬ ‫ُ ً أ‬ ‫تهمة الطراف الفرنسية والدولية ب�نها لم‬ ‫الموت»‪ ،‬م‬ ‫ً أ‬ ‫تتحرك‪ ،‬ومنبهة الر�ي العام‪ .‬وكانت هذه الحرب تعيد‬ ‫السؤال حول مفهوم حياد المنظمات غير الحكومية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫عندها قرر �عضاء من الصليب الحمر‪ ،‬إنشاء منظمة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫طبية من �جل الطوارئ تكون �كـثر حرية في �قوالها‬ ‫أ‬ ‫و�ف ـعــال ـهــا‪ُ ،‬دع ـيــت ب ـ «مـجـمــوعــة الـتــدخــل الـطـبــي –‬ ‫الجراحي للطوارئ» (‪ .)GIMCU‬وهذه كانت البداية‬

‫أ‬ ‫من الطباء الفرنسيين‪.‬‬ ‫أ‬ ‫بمناسبة الزمــة التي هــزت بنغالديش (‪ ،)1970‬تم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫إطــاق نــداء من قبل الطـبــاء الفرنسيين‪� ،‬دى إلى‬ ‫أ‬ ‫والدة اإلنقاذ الطبي الفرنسي الذي سينضم إليه �عضاء‬ ‫مــن ‪ .GIMCU‬مزيج مــن هاتين المجموعتين من‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الممارسين الشباب هــو الــذي �نـجــب منظمة �طباء‬ ‫بال حدود‪.‬‬ ‫وشهدت الثمانينات ظهور موجة جديدة مع المنظمات‬ ‫غير الحكومية مع نشوء منظمات العمل ضد الجوع‬ ‫والمعونة الطبية الدولية في عام ‪ ،1979‬والمنظمة‬ ‫الدولية للمعوقين عام ‪.1982‬‬ ‫أ‬ ‫ّإن التصور االجتماعي للطبيب الذي يعمل على �راضي‬ ‫شيئا ً‬ ‫الكوارث الكبرى‪ ،‬أي�تي ً‬ ‫فشيئا على إثراء الصورة‬ ‫أ‬ ‫ال كـ ـث ــر تــواض ـعـ ًـا‪ .‬عـلــى نـحــو مـتـزايــد‪ ،‬يـجــري انضمام‬ ‫أ‬ ‫الطباء والممرضين من قبل متطوعين مع عدم وجود‬ ‫معرفة مسبقة‪ ،‬ولكن ب ــإرادة التـتــزعــزع‪ ،‬يتم إعطاء‬ ‫هؤالء المتطوعين الشباب ذوي االلتزام القوي لقب‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫«اللوجستي» �و ببساطة �كـثر «البارع»‪.‬‬ ‫ال ـ ـ ــوالدة وال ـح ـي ــاة لـمـصـطـلــح «ال ـم ـن ـظ ـمــات غير‬ ‫الحكومية»‬ ‫ظهر مصطلح «المنظمات غير الحكومية» رسمياً‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫لول مرة في الفرع ‪ 71‬من الفصل ‪ 10‬من ميثاق المم‬


‫ضوء‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫ترجمة‬

‫أ‬ ‫المتحدة عام ‪ ،1945‬في سلسلة من الحكام المكرسة‬ ‫على المجلس االقتصادي واالجتماعي (‪)ECOSOC‬‬ ‫والتي كانت تشير إلى الدور االستشاري الذي يمكن‬ ‫أ�ن تملكه المنظمات التي التشكل ً‬ ‫جزءا من الحكومة‪.‬‬ ‫وبعد نصف قــرن‪ ،‬وفي قـرار صــادر بتاريخ ‪ 25‬يوليو‬ ‫‪ ،1996‬تم إعطاء تعريف من قبل ‪ً .ECOSOC‬‬ ‫ووفقا‬ ‫له‪ّ ،‬‬ ‫فإن المنظمة غير الحكومية هي « كل منظمة لم‬ ‫أ‬ ‫يتم تشكيلها من قبل هيئة عامة‪� ،‬و بواسطة اتفاق‬ ‫بين المنظمات الحكومية الــدولـيــة‪ ,‬حـ ّـتــى لــو كانت‬ ‫أ‬ ‫تقبل �عضاء معينين من قبل السلطات الحكومية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بشرط �ال يؤثر هــؤالء على حرية التعبير‪ .‬ينبغي �ن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ت�تي وارداتها المالية بشكل �ساسي من مساهمات‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�عضائها‪ .‬ويجب إبالغ المم المتحدة عن �ي مساهمة‬ ‫مالية تلقتها مباشرة من إحدى الحكومات»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫َّ‬ ‫وفي �وائل القرن الحادي والعشرين‪ ،‬عادة ما تعرف‬ ‫أ‬ ‫المنظمات غير الحكومية (‪ )ONG‬على �نها منظمات‬ ‫المصلحة العامة التي ال تندرج تحت اسم الدولة‪ ،‬وال‬ ‫تحت اسم مؤسسة دولية‪ .‬ويستخدم هذا المصطلح‬ ‫للمؤسسات غير ربحية التي تمولها الصناديق الخاصة‪.‬‬ ‫وتكون عالقتها بالدولة وبالسلطات غامضة إلى حد‬ ‫أ‬ ‫مــا‪ ،‬يبدو �ك ـثــر منطقية اإلش ــارة إلــى المنظمات غير‬ ‫الحكومية بمصطلح ال يضعها مباشرة على المحك‬ ‫آ‬ ‫ً‬ ‫فصاعدا كل‬ ‫مع وضع غير عادي‪ .‬ويستخدم من الن‬ ‫أ‬ ‫مــن التعبير ‪ ،ASI‬وكــذلــك ‪ OSI‬مــن �جــل جمعية‬ ‫أ‬ ‫التضامن الدولي‪ ،‬وهما تسميتان تبدوان �كـثر مالءمة‬ ‫أ‬ ‫لوضع المنظمات غير الحكومية لنها تشمل جميع‬ ‫أ‬ ‫�نواع الجمعيات الناشطة في مجال التضامن الدولي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫جميعا متطابقة ؟‬ ‫المنظمات غير الحكومية هل هي‬ ‫يشمل مصطلح المنظمات غير الحكومية كيانات‬ ‫أ أ‬ ‫مختلفة فــي الـعـمــل والـحـجــم‪ .‬وال يــوجــد �ي �ســاس‬ ‫قانوني يسمح بتصنيف جمعية ما تحت اسم منظمة‬ ‫أ‬ ‫غير حكومية‪ ،‬يجب � ن نكون فــي البداية قادرين‬ ‫على التمييز مابين المنظمات غير الحكومية والجهات‬ ‫الدولية الفاعلة مثل الكنائس‪ ،‬االتحادات الرياضية‬ ‫أ‬ ‫�و االتحادات النقابية الدولية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫�خ ــذي ــن الـحـجــم بـعـيــن االع ـت ـبــار‪ ،‬يمكننا �ن نميز‬ ‫عائلتين من المنظمات غير الحكومية الكبيرة ً‬ ‫جدا‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫مثل �منستي‪ ،‬منظمة العفو‪ ،‬منظمة �طباء العالم‬

‫أ أ‬ ‫�و �وكسفام‪ ،‬وهي تمتلك مــوارد قوية بشرية ومالية‬ ‫ومجهرية‪ ،‬وغــالـبـ ًـا محلية‪ ،‬مــع القليل مــن الـمــوارد‬ ‫أ‬ ‫ودائرة عمل ذات االمتداد الجغرافي الصغر‪ .‬هاتان‬ ‫العائلتان تتفاعالن مـعـ ًـا فــي الـعــديــد مــن المشاريع‬ ‫لتجميع مــواردهــا الـمــالـيــة والـبـشــريــة والـمـعــارف في‬ ‫المنطقة المحلية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ويمكن �ن نميز المنظمات غير الحكومية من خالل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�فعالها‪ ،‬والـتــي تنتج فــي �غـلــب الحـيــان مــن قيمها‬ ‫أ‬ ‫والمبادئ الت� سيسية لها‪ .‬في المشاهد اإلنسانية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫يمكن �ن نالقي منظمات غير حكومية‪ ،‬غير سياسية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وغير دينية‪ ،‬تضمن حياد �عمالها (الصليب الحمر‬ ‫أ‬ ‫ال ــدول ــي)‪ ،‬لـكــن �ي ـض ــا الـمـنـظـمــات غـيــر الـحـكــومـيــة‬ ‫المستندة إلــى القيم الــروحـيــة (اإلغــاثــة اإلســامـيــة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫اإلغاثة الكاثوليكية)‪ .‬قبل تعقيد الزمات والصراعات‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ ًأ‬ ‫يضا �ن نميز بين �ربــع مجموعات رئيسية‬ ‫ويمكننا �‬ ‫مــن الـمـنـظـمــات غـيــر الـحـكــومـيــة مصنفة مــن خــال‬ ‫أ‬ ‫تخصصاتها‪ :‬الـطــوارئ اإلنسانية (منظمة �طـبــاء بال‬ ‫أ أ‬ ‫حدود �و �طباء العالم)‪ ،‬البيئة (التخلص التدريجي‬ ‫النووي)‪ ،‬و المدافعين عن حقوق اإلنسان (منظمة‬ ‫العفو الدولية‪ ATD ،‬العالم الـرابــع) و«التنموية»‬ ‫(‪ CCFD،TERRE SOLIDAIRE‬الـعـمــل ضد‬ ‫آ‬ ‫ً‬ ‫فصاعدا‪ ،‬فإن الكـثير من المنظمات‬ ‫الجوع)‪ .‬من الن‬ ‫أ‬ ‫اإلنسانية غير الحكومية لــم تعد مـعــدة ل داء مهام‬ ‫أ‬ ‫محددة خالل المرحلة الحرجة وفترة ما بعد الزمــة‬ ‫ولكن للعمل أ� ً‬ ‫يضاعلى فترة طويلة مثل «التنموية»‬ ‫أ‬ ‫التي تتقاسم �نشطة مماثلة‪ .‬المنظمات غير الحكومية‬ ‫أ‬ ‫لحقوق اإلنـســان والبيئة تتشارك �يـضـ ًـا النضال مع‬ ‫اإلنسانية و«التنموية»‪.‬‬

‫أ‬ ‫نشاط عبر الحدود الوطنية وتعمل في المقام الول‬ ‫عـلــى الـمـسـتــوى الـمـحـلــي‪ .‬الـجـهــات الـمــانـحــة الــدولـيــة‬ ‫الكبرى مثل ‪( ECHO‬مكـتب المساعدات اإلنسانية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫التابع للمفوضية الوروبية)‪ ،‬ومنظمة المم المتحدة‬ ‫أ�و البنك الــدولــي ً‬ ‫غالبا مــا تعطي المسؤولية إلنجاز‬ ‫مشاريعها للمنظمات غير الحكومية الشمالية بالتعاون‬ ‫أ‬ ‫مع المنظمات غير الحكومية في الجنوب �و الشرق‪.‬‬ ‫ت ـت ـســامــح ال ـ ــدول م ــع وجـ ــود ه ــذه ال ـم ـن ـظ ـمــات غير‬ ‫أ‬ ‫الحكومية المحلية شريطة �ن ال يكون لديها قدرة‬ ‫احتجاجية كـبـيــرة‪ ،‬ألنـهــا تـعــوض ً‬ ‫محليا عــن غياب‬ ‫هـيــاكــل الــدولــة فــي تنفيذ دعــم الـعـمــل والـتـضــامــن‪،‬‬ ‫أ‬ ‫كما هو الحال في مجاالت التعليم‪ ,‬والصحة �و إزالة‬ ‫أ‬ ‫ال لغام‪.‬‬ ‫تظهر المنظمات غير الحكومية القادمة من الــدول‬ ‫الناشئة مثل الصين‪ ,‬والهند‪ ،‬والبرازيل على الساحة‬ ‫اإل نـســا نـيــة‪ .‬و عـلــى عكس المنظمات غير الحكومية‬ ‫المحلية للبلدان الهشة‪ ،‬فإنها تتدول‪ .‬فالمنظمات‬ ‫أ‬ ‫غـيــر الـحـكــومـيــة الـبـرازيـلـيــة تـجــد نفسها فــي �ن ـغــوال‪،‬‬ ‫أ‬ ‫والمنظمات غير الحكومية الهندية في القرن الفريقي‪.‬‬ ‫إن المنظمات غير الحكومية الشمالية لديها صعوبة‬ ‫الــوصــول إلــى مواقع معينة‪ ،‬مثل الهند على سبيل‬ ‫ً أ‬ ‫معتبرة � ن المنظمات‬ ‫المثال التي ترفض وصولها‬ ‫غير الحكومية المحلية يمكنها القيام بنفس العمل‪.‬‬

‫ا نـطــاق المنظمات غير الحكومية مــن الجنوب‬ ‫والشرق‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ّإن الـمـســاعــدة مــن دول ــة إلــى �خ ــرى‪ ،‬والـتــي �ثـمــرت‬ ‫أ‬ ‫فــي منتصف الـقــرن العشرين‪ ،‬تميل إلــى �ن تفسح‬ ‫المجال لعالقة مبنية بين الدول ‪ /‬الجهات المانحة‬ ‫أ‬ ‫الــدولـيــة والـهـيــاكــل المحلية‪ .‬كما � ّن صـعــود مفهوم‬ ‫الحكم الرشيد والمجتمعات المدنية في بالد الشرق‬ ‫أ‬ ‫والجنوب‪ ,‬شهد ظهور هذه المنظمات المحلية التي المصدر‪ :‬شبكة المعلومات والوثائق من �جل التضامن‬ ‫ً‬ ‫غالبا ما تسمى المنظمات غير الحكومية الجنوبية والتنمية المستدامة (‪)Ritimo‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�و الشرقية‪ .‬هذه الهياكل ليس لديها في الغالب �ي ‪http://www.ritimo.org/article4541.html‬‬ ‫تشرين األول ‪ 2014‬العدد (‪)14‬‬

‫‪17‬‬


‫إضاءة‬

‫تقرير‬

‫التحالف المدني السوري (تماس)‬

‫تماس ‪ -‬اللجنة اإلعالمية‬ ‫حول التحالف‬ ‫التحالف المدني السوري (تماس) تحالف من منظمات‬ ‫ورواد المجتمع المدني السوري الفاعلين داخل سوريا‬ ‫أ‬ ‫وخارجها‪ ،‬يضم التحالف �كـثر من ‪ 60‬منظمة‪.‬‬ ‫انبثقت فكرة التحالف في نهاية عام ‪ ،2013‬وتم االعالن‬ ‫الرسمي عنه بعد مؤتمره االول الــذي عقد فــي بيروت‬ ‫نيسان عام ‪.2014‬‬ ‫أ‬ ‫يعد التحالف بمثابة منصة للمنظمات العضاء للتواصل‬ ‫والتعاون‪ ،‬ووضع االستراتيجيات‪ ،‬وطرح الرؤى للقضايا‬ ‫أ‬ ‫الرئيسية التي تواجه سوريا‪ .‬كما يهدف للت�ثير على صنع‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫القرار بش�ن سورية‪ ،‬وتعزيز دور الر�ي العام في صنعه على‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ساس الوعي بالحقوق المدنية و�همية المجتمع المدني‬ ‫في حماية هذه الحقوق‪.‬‬ ‫الرؤية‬ ‫رؤية تماس تقوم على النظر إلى المجتمع المدني السوري‬ ‫من منظور أ�صالته وعمق جذوره أو� ً‬ ‫يضا انسجامه مع روح‬ ‫العصر ‪ ،‬هذه الرؤية التي تجعل من تماس ً‬ ‫تحالفا يؤمن‬ ‫بـقــدرة المجتمع الـمــدنــي ال ـســوري على تلبية متطلبات‬ ‫أ‬ ‫واح ـت ـيــاجــات الـمـجـتـمــع ال ـس ــوري ال ـضــروريــة مــن �جــل‬ ‫التنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬كما يؤمن‬ ‫بقدرة المجتمع المدني السوري على تطوير عملية صنع‬ ‫السياسات‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ت�سيس هذا التحالف �تى بمثابة الرد على الفراغ الهيكلي‬ ‫في المجال السياسي‪ ،‬وبسبب تلمس غياب برنامج عمل‬ ‫يعبر عن الواقع السوري عن طــاوالت صنع القرار التي‬ ‫ً‬ ‫غالبا ما تضم اليها ممثلين عن التيار السياسي والعسكري‬ ‫السوريين وحسب‪.‬‬ ‫حجم وتوزع أ�عضاء المنظمات متفاوت ً‬ ‫جدا‪ ،‬منظمات‬ ‫غـيــر حكومية متوسطة وصـغـيــرة الـحـجــم‪ ،‬وم ـبــادرات‬ ‫فعالة داخل البالد وفي الدول المجاورة لها باالضافة إلى‬ ‫منظمات المغتربين السورين ‪ ،‬ذات الفاعلية الجيدة‬ ‫داخل سوريا وخارجها‪ .‬تمنح هذه المنظمات التحالف‬ ‫القدرة على الوصول الجماعي لصناع القرار بمستويات‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مختلفة‪ ،‬ب�مل تعزيز قدرات �عضائها لتشكيل كـتلة ضغط‬ ‫ومناصرة «لرمي السالح»‪.‬‬ ‫يتراوح مجال عمل العضو في هذه المنظمات بين حقوق‬ ‫االنـســان وبناء السالم والتنمية واالغــاثــة االنسانية إلى‬ ‫المناصرة واالبحاث االجتماعية‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تشرين األول ‪ 2014‬العدد (‪)14‬‬

‫آ‬ ‫يدار التحالف المدني تماس الن من قبل لجنة مؤلفة من‬ ‫أ‬ ‫‪� 9‬عضاء هي بمثابة مجلس إدارة مؤقت‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫عقد �ول مؤتمر للتحالف في بيروت بمشاركة �كـثر من‬ ‫خمسين منظمة عمل مدني مــن داخــل وخــارج سوريا‬ ‫أ‬ ‫عبر ‪ ٦٧‬مشارك حضر �كـثر من ‪ ٪٤٣‬منهم من داخل‬ ‫سوريا وبحضور نسائي قوي تجاوز الـ ‪ ٪٤٢‬من المشاركين‪.‬‬ ‫اسـتـطــاع الـمــؤتـمــرون تـجــاوز االنـقـســامــات الـتــي تعصف‬ ‫بالمجتمع الـســوري والـضـغــوط الـتــي يخضع لها معظم‬ ‫ً أ‬ ‫سوية من �جــل انقاذ‬ ‫الفاعلين‪ .‬وتوافقوا على التحالف‬ ‫أ‬ ‫سوريا من �زمتها الحالية وبناء مستقبل مشترك‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وتتركز خطط عمل ‪ SCC‬تماس على المحاور الربعة‬ ‫الرئيسية التالية‪:‬‬ ‫ المرجعية المعرفية‬‫ صناعة السالم‬‫ تلبية االحتياجات اإلنسانية والتنموية‬‫ الحوكمة و االطار القانوني‬‫أ‬ ‫وفي لقاء ممثلة التحالف مع المبعوث الممي السيد دي‬ ‫ميتسورا لتسليمه رسالة باسم التحالف استعرضت وإياه‬ ‫أ‬ ‫الرؤية العامة وحددت بحسب الرسالة الدوار التي يمكن‬ ‫أ أ‬ ‫لمنظمات العمل المدني لعبها في �ربع �دوار متكاملة هي ‪:‬‬ ‫أ‬ ‫‪ )1‬دور المحفز والضاغط على الط ـراف لكي تتجه نحو‬ ‫الحل ووضع رؤى له من جهات غير مستقطبة‬ ‫أ‬ ‫‪ )2‬دور الوسيط بين الطراف المتفاوضة‬ ‫‪ )3‬دور الرقيب‪:‬‬ ‫َ أ‬ ‫‪ )a‬الرقيب على المفاوضات الذي يحمل �جندة المجتمع‬ ‫أ‬ ‫السوري لطرحها على الطـراف المتفاوضة‪ ،‬ويرفد مسار‬ ‫أ أ‬ ‫الـمـفــاوضــات ب ــ�ي �م ــر يـسـتــدعــي الـحـيــاديــة مـثــل قــوائــم‬ ‫المعتقلين‬

‫‪ )b‬دور الرقيب على تنفيذ القرارات التي يتم التوصل إليها‬ ‫ضمن االتفاقيات‬ ‫‪ )4‬دور الشريك في تنفيذ مخرجات االتفاقات وخصوصاً‬ ‫القضايا التي تتطلب ً‬ ‫مجتمعيا ً‬ ‫ً‬ ‫والعبا غير مستقطب‬ ‫عمال‬ ‫ً‬ ‫سياسيا مثل الحوار الوطني والعدالة اإلنتقالية‪.‬‬ ‫كما ح ــددت الــرســالــة مطالب المجتمع الـمــدنــي من‬ ‫المؤسسة الدولية بالعناصر التالية ‪:‬‬ ‫مطالبنا في هذه المرحلة‬ ‫أ‬ ‫‪� .1‬هم ما نريده كمجتمع مدني هو توسيع دائرة الفضاء‬ ‫أ‬ ‫الذي نستطيع العمل ضمنه في سوريا‪ ,‬حيث �ن النشاط‬ ‫المدني السلمي ال يـزال يعرض ناشطيه إلى الكـثير من‬ ‫أ‬ ‫الخ ـطــار مثل االعـتـقــال التعسفي‪ ,‬ولـقــد خسرنا بعض‬ ‫أ‬ ‫من �هــم القيادات المدنية في سوريا بسبب اإلعتقال‪.‬‬ ‫آ‬ ‫بعض ال ليات التي نقترحها في هذا الصعيد‪:‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫‪ .a‬ت�مين غطاء �ممي للناشطين المدنيين والمجموعات‬ ‫المدنية الذين يتعهدون بااللتزام بسلمية النشاط وعدم‬ ‫انتهاك القوانين الدولية‬ ‫أ‬ ‫‪ .b‬تعيين �عضاء ضمن فريق المبعوث الدولي في داخل‬ ‫ســوريــا يتخصصون فــي التنسيق مــع المجتمع المدني‬ ‫أ‬ ‫السوري ودعم نشاطه ضمن صالحيات المــم المتحدة‬ ‫أ‬ ‫و�ن يتضمن هذا الفريق اختصاصية جندرية تهتم بقضايا‬ ‫أ‬ ‫المر�ة السورية وتفعيل دورها الجوهري في بناء السالم‪.‬‬ ‫أ‬ ‫‪ .2‬توسيع البعثة الممية في سورية وتوسيع صالحياتها‪،‬‬ ‫أ‬ ‫لـقــد ثـبــت لـنــا مــن تجربتنا مــع وك ــاالت الم ــم المتحدة‬ ‫المتواجدة في سوريا أ�ن وجودها كان ً‬ ‫دائما عامل إيجابي‬ ‫في التهدئة ويوفر “حماية بالتواجد” للمدنيين‬ ‫‪ .3‬إعادة تصنيف سوريا كدولة مستهدفة ببرامج التنمية‬ ‫وليس فقط ضمن حيز اإلغاثة اإلنسانية ضمن مشاريع‬ ‫أ‬ ‫برنامج المم المتحدة اإلنمائي‪ ,‬حيث ان مؤشرات التنمية‬ ‫في سوريا قد انخفضت بشكل كبير ً‬ ‫جدا مما يغذي جذور‬ ‫الصراع نفسها هذا عدى عن الفجوة التعليمية التي تتسع‬ ‫بشكل هــائــل وتـهــدد االسـتـقـرار وال ـقــدرة على التعافي‪.‬‬ ‫أ‬ ‫�ضافة اتساع لبؤرة العنف والجريمة وبالتالي نمو جماعات‬ ‫عنفية جديدة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫‪ .4‬إعادة إرسال بعثة مراقبين دوليين من للمم المتحدة‬ ‫مفوضين تحت البند الـســادس مماثلة للبعثة التي تم‬ ‫أ‬ ‫إرسالها في ‪ ٢٠١٢‬والتي لمسنا �ثرها الفعلي اإليجابي‬ ‫‪ .5‬العمل على إشـراك المجتمع المدني السوري بكافة‬ ‫أ‬ ‫�طيافه بشكل مباشر في مسارات الحل‪ ,‬والسعي لضمان‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫خصوصا من ناحية الجندر‬ ‫�ن يكون هذا التمثيل متواز ًنا‬ ‫ومعب ًرا قدر اإلمكان عن التوجهات واالحتياجات المختلفة‬ ‫للسوريين‪.‬‬


‫ضوء‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫شكرا غرامشي …‪..‬شكرا هيغل‪...‬‬ ‫منظمات المجتمع المدني ودورها في البالد التي تعاني النزاعات المسلحة‬

‫رأي‬

‫جديع نوفل‬ ‫قبل التعرض لدور منظمات المجتمع المدني في المناطق التي تعاني من النزاعات‬ ‫المسلحة‪ ،‬البد من المرور ً‬ ‫سريعا على تعريف هذه المنظمات‪.‬‬ ‫المجتمع المدني‪ ،‬هو مجموعة المؤسسات غير الرسمية‪ ،‬التطوعية‪ ،‬والمستقلة‪،‬‬ ‫المكونة من المنظمات الحقوقية والمؤسسات العاملة في مجال حقوق اإلنسان‬ ‫والبناء الديمقراطي‪ ،‬وتعمل على تعزيز ونشر مجموعة من القيم والمبادئ التي‬ ‫ً‬ ‫استنادا لحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫تهدف إلى تطوير وتنمية المجتمع‬ ‫منظمات مهتمة بالدفاع عن المواطن وحقوقه‪ ،‬وعن السالم وعن الحريات العامة‬ ‫أ‬ ‫والخاصة‪ ...‬والتصدي لالنتهاكات التي تقع على المواطن والمجتمع من �ية جهة‬ ‫أ‬ ‫كانت‪ ،‬وتحت �ية مبررات كانت‪.‬‬ ‫المجتمع المدني يقوم على المؤسسات السياسية‪ ،‬االقتصادية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬الثقافية‬ ‫والحقوقية‪ ...‬منظمات «تدهشك بتنوعها» كما قال عنها الفيلسوف الفرنسي توكـفيل‪.‬‬ ‫وهي مؤسسات مستقلة في عملها عن الحكومة‪ ،‬تطوعية حرة تقوم بدور الوسيط‬ ‫أ‬ ‫بين المواطن والدولة‪ ،‬من �جل تحقيق مصالحه وفق معايير القيم االجتماعية‬ ‫والتعددية الثقافية والفكرية‪ ،‬المستمدة من حقوق اإلنسان المقرة والصادرة عن‬ ‫أ‬ ‫هيئة المم المتحدة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ضعيفا نتيجة لضعف التجربة‬ ‫وعندما يكون دور مؤسسات المجتمع المدني‬ ‫أ‬ ‫وللظروف المعقدة التي نعيشها‪ ،‬يخلط العمل السياسي بالخيري باإلغاثة بالهلي‬ ‫أ‬ ‫بالمدني‪ ،‬والكل تحت سقف منظمات المجتمع المدني‪� ،‬و تمنع هذه المنظمات‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫من إنجاز مهامها نتيجة للقمع الذي تمارسه النظمة الشمولية‪� ،‬و نتيجة لعدم‬ ‫أ‬ ‫قبول فكرة منظمات المجتمع المدني ودورها من قبل الثقافة السائدة و�نصارها‬ ‫أ‬ ‫في المجتمع‪ ،‬كما هو الحال في بالدنا سوريا‪ ،‬تتعقد مهام هذه المنظمات �كـثر‬ ‫أ‬ ‫و�كـثر‪ ..‬فما بالكم إذا كانت البالد تعاني من النزاعات المسلحة‪.‬‬ ‫أ أ أ‬ ‫أ‬ ‫النزاع المسلح والــذي يمهد الطريق إلى �زمــة سياسية �و نش� من �زمــة سياسية‪،‬‬ ‫وبالتالي يدخل البالد و»العباد» في فجوة سيكولوجية كبيرة تجعل المجتمع غير‬ ‫منيا أ�و أ� ً‬ ‫تربويا‪ ،‬أ� ً‬ ‫اقتصاديا‪ً ،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خالقيا‪ ...‬إلخ‪.‬‬ ‫اجتماعيا‪،‬‬ ‫سياسيا‪،‬‬ ‫مستقر‬ ‫منظمات المجتمع المدني تستوجب وجــود دولــة القانون والمؤسسات‪ ،‬ودولة‬ ‫القانون والمؤسسات والسيادة تستوجب وجود منظمات المجتمع المدني‪ .‬نحن‬ ‫نعمل في ظروف تقف على أر�سها ورجليها ً‬ ‫معا‪.‬‬ ‫أ‬ ‫�ين نحن من هذا؟‬ ‫قلت نحن نعمل في ظروف تقف على أر�سها ورجليها ً‬ ‫معا‪ ،‬وكي ال أ�غرق في النظري‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫والتنظير س�دخل مباشرة في ما �عتقد �نه جوهر المس�لة‪ .‬وحتى نتلمس ما علينا‬ ‫أ أ أ‬ ‫أ‬ ‫القيام به في منطقة تعيش حالة نزاع مسلح ‪ ،‬س�بد� بالت�كيد على مبادىء �ساسية‬ ‫لنجاح عمل منظمات المجتمع المدني‪.‬‬ ‫أ‬ ‫تقوم مؤسسات العمل المدني‪ ،‬في �ي مجتمع‪ ،‬بتنفيذ عملها من خالل مجموعة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫متكاملة من الطر السلوكية والخالقية‪� ،‬همها‪:‬‬ ‫أ‬ ‫• مبد� العمل التطوعي والمشاركة‪.‬‬ ‫• وجود هيكلية تنظيمية‪.‬‬ ‫• االستقاللية وعدم التبعية‪.‬‬

‫• الشفافية‪.‬‬ ‫• المصداقية‪.‬‬ ‫• القبول للمحاسبة والمساءلة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫قبل �ن نخوض بما يمكن �ن نقوم به‪ ،‬لننظر لوضعنا كمنظمات مجتمع مدني على‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫ضوء الطر السلوكية والخالقية الواردة �عاله‪ .‬بمعنى �خر‪ ،‬المهمة الولى في مناطق‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫النزاع �و غيرها‪ ،‬تطوير وتعميق هذه الطــر‪� ،‬ي بناء منظمات قــادرة على القيام‬ ‫بمهامها كما يجب‪ .‬وبالعودة للواقع الذي نعيشه‪ ،‬إذا كانت الحرب العالمية الثانية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫قد �كلت المجتمع المدني في �وروبا الغربية‪ ،‬تحت مبرارت الحرب وال لويات فيها‪،‬‬ ‫وهي العريقة بتجريتها والممتلكة إلمكانيات وظروف ال نمتلكها‪ ،‬فكيف هو حالنا؟‬ ‫يقول غرامشي‪« :‬انتصرت الثورة البلشفية في روسيا لضعف وهشاشة منظمات‬ ‫أ أ‬ ‫ً‬ ‫واستنادا لما جــرى في تونس‪« :‬إن ضعف‬ ‫المجتمع المدني فيها»‪ ،‬و�نــا �قــول‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وهشاشة منظمات المجتمع المدني في سوريا هما من السباب الرئيسية لتعقد مس�لة‬ ‫االنتقال نحو الدولة العصرية الحديثة المستحقة والمنسجمة مع القرن الحادي‬ ‫أ‬ ‫والعشرين ومع حقوق اإلنسان‪ ،‬واجتياح العنف لنا بكل �شكاله ومستوياته»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫�ما مهامنا فيما يتعلق بالمحيط الذي نعيش فيه‪ ،‬فهي‪:‬‬ ‫‪ .1‬للبدء بالحياة من جديد‪ ،‬يجب إبعاد شبح الحرب والموت‪ .‬إبعاد شبح الحرب‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يتطلب بــالـضــرورة �ن نمتلك الـجـر�ة‪ ،‬ونتشارك (وبمستويات مختلفة) مــع كل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الرافضين للموت والعنف‪ ،‬مع الت�كيد على �ننا لن نمسح ذاكرتنا كي ال يفلت‬ ‫الجناة من العقاب الذي يستحقونه‪ ،‬من خالل محاكم عادلة‪ ،‬نزيهة ومحايدة‪،‬‬ ‫وليس من خالل عواطفنا‪.‬‬ ‫تتكرر أ‬ ‫ً‬ ‫الم�ساة ثانية‪،‬‬ ‫بدء الحياة من جديد تجاوزا لمرحلة الموت والعنف‪ ،‬ولكي ال‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫علينا �ن نمتلك الجر�ة ومسؤولية بناء المستقبل‪� ،‬ن نرفض كل �شكال القمع‬ ‫أ‬ ‫والتهميش‪ ،‬ونقتنع ب�ن قاطرة التطور التاريخي هي االنسجام والتوافق‪ ،‬وليست‬ ‫العنف والصراع الطبقي‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�نا مقتنع �ن ال دولة بدون منظمات مجتمع مدني‪ ،‬والعكس صحيح‪ .‬وفي ظل غياب‬ ‫آ‬ ‫أ أ‬ ‫الدولة في سوريا‪� ،‬نا �قول‪ :‬نحن زهور كاذبة لكنا نبشر بربيع قادم المحالة‪� .‬سف‬ ‫أ‬ ‫لو قلت‪« :‬ربيعنا هنا في سوريا»‪ ،‬وليس في «بالد الله الواسعة»‪ .‬من هنا س�دخل‬ ‫أ أ‬ ‫ً‬ ‫قليال على بناء منظماتنا و�س�ل‪ :‬من يتطلع لـربيع خـارج سوريــا‪ ،‬وهــذا من ح ــقه‪،‬‬

‫تتمة ص‪23‬‬ ‫تشرين األول ‪ 2014‬العدد (‪)14‬‬

‫‪19‬‬


‫إضاءة‬

‫لقاء‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫اللجاة مجلس إداري وأمني وتوحد العشائر في تشكيل عسكري واحد‬

‫فريق تحرير ضوضاء‬ ‫أ‬ ‫اللجاة «حرة ســوداء» �و «صبة بازلتية من الحمم البركانية» في جنوب سوريا‪،‬‬ ‫بين محافظتي (السويداء ودرعا)‪ ،‬حيث تبعد خمسين كيلو مت ًرا جنوب دمشق‪،‬‬ ‫وخمسة وسبعين كيلو مت ًرا شمال درعا‪ .‬تحدها شهبا في السويداء ً‬ ‫شرقا‪ ،‬وفي درعا‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫المسمية ً‬ ‫شماال وخبب ً‬ ‫ّ‬ ‫غربا‪ .‬حسب الهالي �طلق عليها اسم اللجاة‪ ،‬لنها‬ ‫تحدها‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫كانت عبر الوقت ملج� لكل هارب‪ ،‬وحصنا لكل مظلوم‪ ،‬بسبب طبيعتها وصخورها‬ ‫آ‬ ‫العصية على الخيول والجمال‪ ،‬والليات الحديثة على حد سواء‪ ،‬وقد صدت اللجاة‬ ‫الغزاة والطغاة‪ ،‬فسطر أ�هالي السويداء ودرعا أ� ً‬ ‫ياما غراء فيها‪ ،‬منها معركة المزرعة في‬ ‫ّ‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫السويداء ضد جيش فرنسا ب�الفه المؤللة‪ ،‬والذي كاد يباد في ‪ ،1925‬وكذا �هالي‬ ‫ً‬ ‫درعا ً‬ ‫وحديثا‪ .‬وما تحطيمهم لجبروت جيش النظام السوري‪ ،‬وكسر شوكـته‪،‬‬ ‫قديما‬ ‫وتحرير اللجاة‪ ،‬إال شاهد على ذلك‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫في الفترة الخيرة حصلت انفالتات �منية وصدامات بين الجيران من سكان اللجاة‪،‬‬ ‫إضافة إلى انشقاقات وتحالفات عسكرية عديدة‪ ،‬مجلة «ضوضاء» تلتقي قائد لواء‬ ‫أ‬ ‫عشائر اللجاة‪« ،‬النقيب طالل عوض خلف (�بو سليمان)»‪ ،‬لتناول هذه التغيرات‪،‬‬ ‫آ‬ ‫والبحث في �فاق االقتراحات المطروحة‪ ،‬لتحليل الوضع وضبطه في المنطقة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫يقدم النقيب طالل للحديث‪« :‬اللجاة ‪ 54‬قرية ومزرعة‪ ،‬تعداد سكانها ‪� 65‬لف‬ ‫نسمة‪ ،‬عدا النازحين إليها من القرى المجاورة‪ ،‬سكانها من عشائر البدو‪ ،‬والمنطقة‬ ‫ذات طبيعة صخرية صعبة‪ ،‬وممرات إجبارية امتدادها (‪ 70‬كيلو مت ًرا) مشرفة على‬ ‫الطرق الدولية‪ ،‬دمشق درعا‪ ،‬ودمشق السويداء‪.‬‬ ‫يعيش فيها السوريون من كل المكونات‪ ،‬فهي محاذية للسويداء‪ ،‬حيث تقطن‬ ‫كـثافة سكانية من إخوتنا الدروز‪ ،‬ومجاورة لقرى عديدة حيث تعيش كـثافة من‬

‫أ‬ ‫حاجز لمجلس العشائر على �حد مداخل السويداء في اللجاة‬

‫اجتماع مجلس عشائر اللجاة‬

‫‪20‬‬

‫تشرين األول ‪ 2014‬العدد (‪)14‬‬

‫اإلخوة المسيحيين‪ ،‬وهي البوابة الوحيدة التي تصل الشمال بالجنوب‪ ،‬والشريان‬ ‫أ‬ ‫الذي يربط دمشق والشمال السوري بالمنطقة الجنوبية‪ ،‬وطريق �ساسي لمرور السالح‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً أ‬ ‫وانطالقا من �هميتها الجغرافية والتضاريسية‪ ،‬يعتبر ضبط �منها من �من‬ ‫والالجئين‪.‬‬ ‫المنطقة الجنوبية كلها»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫هل يمكن ان تعرفنا �كـثر بنفسك؟‬ ‫أ‬ ‫�نا النقيب طالل عوض خلف‪ ،‬من عشيرة العوران قبيلة زبيد‪ ،‬ونحن شيوخ المنطقة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫�ول ضابط اعتقل في المنطقة الجنوبية‪ ،‬حكمت بالسجن ‪ 13‬سنة‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫أ‬ ‫الطرد من الجيش السوري‪ ،‬و�ودعت في سجن صيدنايا العسكري‪ ،‬ثم تم نقلي إلى‬ ‫سجن غــرز‪ .‬خرجت من السجن بعد تحريره على يد الجيش الحر وثــوار المنطقة‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫وانضمت إلى اللواء مجموعة من‬ ‫قمت بعد خروجي‪ ،‬بإعادة هيكلة لواء درع اللجاة‪.‬‬ ‫الكـتائب العاملة في المنطقة‪ ،‬بعد انشقاقها عن تشكيالتها السابقة‪ ،‬حيث انشقت‬ ‫أ‬ ‫كـتيبتا «رايات الحق»و»فتية الشام»‪ ،‬عن جبهة ثوار سوريا – �لوية العمري‪ ،‬كما‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫انشقت كـتيبتا «�حرار المدالجي» و�نصار السنة»‪ ،‬عن جبهة ثوار سوريا‪ -‬لواء سيف‬ ‫الله المسلول‪ ،‬وانضموا إلى لواء درع اللجاة‪ ،‬كما انضمت إإلى اللواء كـتيبة «قاسم‬ ‫الرماح» العاملة في منطقة اليرموك‪.‬‬ ‫بعد ذلك قمت بتغيير اسم اللواء إلى «لواء عشائر اللجاة»‪ ،‬وشكلت بالتعاون مع‬ ‫شيوخ العشائر في اللجاة‪« ،‬مجلس القبائل والعشائر» الذي يضم كل عشائر المنطقة‪،‬‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وهو مجلس لترتيب �مور المنطقة وتسيير �مور الناس‪ ،‬بعدها بد�ت �لوية وتشكيالت‬ ‫العشائر باالنضمام إلى لواء»عشائر اللجاة»‪ ،‬فانضم»لواء عشائر السويداء المستقل»‪،‬‬ ‫وكذلك لواء «عشائر الغوطة»‪.‬‬ ‫آ‬ ‫هل تم ضم كل العشائر حتى الن ضمن لواء «عشائر اللجاة»؟‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫هناك �لوية من �بناء العشائر في القنيطرة والجوالن والسويداء والغوطة ودير الزور‪،‬‬ ‫أ‬ ‫بقوام ‪� 6‬لوية‪ ،‬لكن يعيق انضمامهم عدم قدرتي على استيعاب هذا العدد في الوقت‬ ‫الحالي‪ ،‬بسبب ضعف اإلمكانيات‪ ،‬ولو توفرت‪ ،‬لكان باإلمكان احتواء الجميع‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ّ أ‬ ‫صمام �مان للجبهة والمنطقة الجنوبية ب�سرها‪،‬‬ ‫وتشكيل جيش من العشائر‪ ،‬يكون‬ ‫أ‬ ‫كما �راه‪.‬‬ ‫وال‪ ،‬وكضابط منشق عن جيش النظام ً‬ ‫طالل عوض خلف كابن لـ «اللجاة» أ� ً‬ ‫ثانيا‪،‬‬ ‫أ أ أ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�نت المسؤول المني والعسكري في اللجاة‪� ،‬ريد �ن �س�لك‪ ،‬هل يعد «لواء عشائر‬ ‫أ‬ ‫اللجاة» ً‬ ‫جزءا من الجيش الحر؟ من يساهم في إ�دارة المنطقة‪ ،‬من هم الشخاص‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫لقاء‬

‫وما هي مواقعهم؟ وما هو شكل ا إلدارة التي تنوون إ�قامتها؟‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ أ أ ًأ‬ ‫وال �ن كـتيبة الفاروق هي نواة تشكيل �لوية العشائر‪ ،‬وهي من �وائل تشكيالت‬ ‫�حب �ن �ذكر �‬ ‫ً أ‬ ‫الجيش الحر في المنطقة الجنوبية‪ .‬ثانيا‪� ،‬نا انطلقت من اللجاة‪ ،‬وقمنا بتشكيل (مجلس القبائل‬ ‫والعشائر) الذي يضم ممثلين من شيوخ وممثلين عن كل العشائر‪ ،‬وهو السلطة العليا في‬ ‫المنطقة‪ ،‬يندرج تحته الجيش الحر في المنطقة كسلطة تنفيذية (يمثلها النقيب طالل الخلف)‬ ‫أ‬ ‫كمسؤول �مني عن المنطقة بتكليف من المجلس‪ ،‬هذه السلطة التنفيذية تتبع المجلس‪ .‬كذلك‬ ‫هناك محكمة تابعة للمجلس كسلطة قضائية‪ ،‬والمجالس المحلية كسلطة إدارية‪ ،‬وسوف نقوم‬ ‫بتعميم التجربة على باقي المناطق كي تقوم بنية مؤسساتية وبنية إدارية صحيحة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫تكلمت عن المــان في المنطقة الجنوبية‪ ،‬بداية ماهو موقفكم كـ «لــواء عشائر اللجاة»‬ ‫وكـ«مجلس القبائل والعشائر» من الجيران في السويداء؟ ثم ما هي ا إلجراءات العملية على‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الرض‪ ،‬التي يمكنك القيام بها لتامين الوضع‪ ،‬خاصة بعد كل الصدامات واالنفالت المني‬ ‫الذي حصل وعمليات الخطف؟‬ ‫أ‬ ‫بالنسبة لجيراننا من الطائـفة الدرزية‪ ،‬تربطنا يهم عالقات اجتماعية قديمة قبل نظام السد‪،‬‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫اجتماعيا‪ ،‬وتبادل للتهاني والتعازي في الفراح والتراح‪ ،‬لكن النظام‬ ‫وكانت المنطقة تشهد ت� ًلفا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�جهزته المنية منذ بداية الثورة‪ ،‬بد� يلعب دو ًرا في إثارة النعرات الطائـفية‪ ،‬وجعل الطائـفة‬ ‫أ‬ ‫الدرزية تعيش في جو �ن النظام هو المنقذ لهذه الطائـفة والحامي لها‪ ،‬واستطاع تجنيد عدد‬ ‫أ أ‬ ‫من الطائـفة الدرزية بما يسمى «الجيش الوطني»‪ ،‬كما ال �نكر �ن هناك في المقابل‪ ،‬عدد من‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الشخاص الذين يدعون �نهم ثوار‪ ،‬لكنهم بالصل من الطابور الخامس‪ ،‬لعبوا دو ًرا كبي ًرا مع‬ ‫النظام‪ ،‬لتثبيت هذه القناعة لدى الطائـفة الدرزية‪.‬‬ ‫بناء عليه قام مجلس العشائر بعد التشاور‪ ،‬بالتواصل مع جيراننا من الطائـفة الدرزية وشيوخ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫العقل‪ ،‬وقمت �نا بدوري بإصدار بيان باسم اللواء‪ ،‬بينت فيه لهل السويداء �هداف النظام‪ ،‬وقام‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مجلس العشائر بوقف �ي اعتداء خطف تجاه جيراننا من الطائـفة الدرزية‪ ،‬حتى �ن «المجلس»‬ ‫أ‬ ‫قدم مساعدات إغاثية لعشر عائالت فقيرة من �هالي قرية جرين من الطائـفة الدرزية‪ ،‬ويعمل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المجلس ً‬ ‫جاهدا الستجرارهم إلى �حضان الثورة‪ ،‬لن الطائـفة الدرزية من النسيج السوري‪ ،‬وال‬ ‫أ‬ ‫نسمح للنظام الفاجر �ن يقطع هذا العضو من الجسد السوري‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وبخصوص اإلجـراءات على الرض‪ ،‬بد�نا منذ فترة بوضع حواجز على المعابر المهمة لت�مين‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المنطقة من الناحية المنية والعسكرية‪ ،‬ومن الناحية اإلنسانية لت�مين الالجئين والعابرين‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وفي خطوة لت�مين المنطقة بيننا وبين الخوة في السويداء‪ ،‬وهناك �كـثر من حاجز متنقل في‬ ‫المنطقة‪ ،‬وكذلك حاجز في منطقة بئر القصب‪.‬‬ ‫ما هو موقفكم كعشائر ومجلس عشائر‪ ،‬من التطرف والتشدد الديني الذي اعترى الثورة في‬ ‫بقاع كـثيرة؟‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫كممثل للعشائر �قول‪ :‬نحن ضد التطرف‪ ،‬وضد �ي كان جاء ليتدخل بالثورة السورية‪ ،‬ويفرض‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫عليها طقسه وشروطه‪ ،‬نحن من بد�نا بالثورة ونحن الثوار �هل لتسيير �مور شعبنا‪ ،‬نحن �صحاب‬ ‫قضية‪ ،‬مسلمون نعتز بإسالمنا‪ ،‬لكننا ال نقاتل ً‬ ‫حبا بالقتل‪ ،‬بل لندفع الظلم والهوان واالستبداد‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫عن شعبنا‪ ،‬التطرف من ش�نه �ن يشوه صورة اإلسالم السمح والمسلمين �مام العالم‪.‬‬ ‫كيف يتصور طالل خلف سوريا القادمة؟‬ ‫أ‬ ‫تصوري لسوريا الجديدة‪ ،‬سوريا تحتضن كل �طياف الشعب السوري‪ ،‬وتقوم على نظام مؤسساتي‬ ‫يضمن الحقوق لكل مواطن سوري‪ً ،‬‬ ‫بعيدا عن المركزية‪.‬‬

‫أطفال درعا في العيد‬

‫خاص ضوضاء ‪ -‬مكـتب درعا‬

‫خاص ضوضاء ‪ -‬مكـتب درعا‬

‫خاص ضوضاء ‪ -‬مكـتب درعا‬

‫خاص ضوضاء ‪ -‬مكـتب درعا‬

‫خاص ضوضاء ‪ -‬مكـتب درعا‬ ‫تشرين األول ‪ 2014‬العدد (‪)14‬‬

‫‪21‬‬


‫ضوء‬

‫رأي‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫العصبية الطائفية السلطوية‬

‫شمس الدين الكيالني‬ ‫كشفت الثورة السورية إلى حد كبير التفاوت العميق‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫في � دوار شركاء الوطن فيها‪ ،‬فبينما �ظهرت �غلبية‬ ‫الـجـمــاعــة الـسـنـيــة تـعــاطـفـهــا مــع ال ـثــورة وشــاركــت في‬ ‫أ‬ ‫فعاياتها‪ ،‬وقفت � غلبية العلويين حــذرة ومتشككة‬ ‫في الثورة ومقاصدها‪ ،‬وتضاءلت مشاركـتها المتواضعة‬ ‫مع تقدم الصراع واتساعه‪ .‬هذا التفاوت في المواقف‬ ‫أ‬ ‫والمشاركة ال تعود �سبابه إلى الفهم المختلف للدين‬ ‫أ‬ ‫�و لــاخـتــاف فــي معايير اإليـمــان‪ ،‬فــاإليـمــان يتعلق‬ ‫بــالـعــاقــة الـفــرديــة مــع الـلــه‪ ،‬بينما الـنــزعــة الطائـفية‬ ‫فـتـنـتـســب إل ــى ال ـم ـجــال ال ـس ـيــاســي‪ ،‬ح ـيــن يـتـعــامــل‬ ‫صاحبها مــع ا لـطــا ئ ـفــة كجسم سياسي صـلــب‪ ،‬ليس‬ ‫كشعيرة وإيمان تصيب المؤمن والمتحلل من الدين‪،‬‬ ‫وتزداد خطورتها بمقدار ارتكازها على تمييزات جلية‬ ‫في السلطة والمجتمع‪ ،‬وتحيزات تقوم بها السلطة‬ ‫أ‬ ‫تحابي بها جماعة طائـفية على حساب �خرى‪ .‬ويمكن‬ ‫أ‬ ‫�ن يـتـجـلــى ذل ــك ال ـت ـحـ ُّـيــز وال ـت ـم ـي ـيــز ف ــي تـمـفـصــات‬ ‫اجتماعية واقتصادية سلطوية واضحة للعيان‪ ،‬كما‬ ‫جــرى فــي عالقة النظام‪/‬السلطة بالمجتمع السوري‬ ‫بتنوعاته المختلفة‪ ،‬وعكس نفسه على تباين مواقف‬ ‫الجماعات الدينية‪ ،‬من الثورة في الالذقية والساحل‬ ‫وفي سوريا ً‬ ‫عموما‪.‬‬ ‫فما بـ أـد�تــه مـراحــل ُّ‬ ‫تكون الــدولــة السورية الحديثة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫من إعالء ش�ن الوطنية السورية على حساب الروابط‬ ‫أ‬ ‫مــاق ـبــل ق ــوم ـي ــة‪ ،‬ع ـم ـلــت مــرح ـلــة ال ـعــائ ـلــة الس ــدي ــة‬ ‫على تقويضه وتــدمـيــره‪ .‬وكـمــا هــو مـعــروف جــرى بين‬ ‫ال ـســوري ـيــن‪ ،‬فــي خـضــم مـعــركــة االس ـت ـقــال‪ ،‬نـقــاش‬ ‫صريح حول الخصوصيات والمخاوف‪ ،‬و الخيار بين‬ ‫أ‬ ‫االستقالل الذاتي �و االنضمام إلى(الوحدة السورية)‪.‬‬ ‫أ‬ ‫رفــض الـســوريــون �ن تكون الهويات المحلية قاعدة‬ ‫لــاج ـت ـمــاع ال ـس ـيــاســي‪ ،‬وإن ك ــان ــوا ح ــاف ـظ ــوا عـلـيـهــا‬ ‫أ‬ ‫كـجــزء مــن الـهــويــة الـســوريــة �و العربية الـتــي تحتوي‬ ‫آ‬ ‫التعدد‪ .‬وعندما جاءت حركة ‪�8‬ذار ‪ ،1963‬قوضت‬ ‫أ‬ ‫الـفــرص التي نـشــ�ت عــن االسـتـقــال‪ .‬وضيقت الباب‬ ‫عـلــى إمـكــانـيــات الــوفــاق بـيــن الـســوريـيــن‪ ،‬عـلــى حل‬ ‫أ‬ ‫هــذه الـمـســ�لــة بشفافية ووض ــوح‪ ،‬فـتــوســع بـيــن هــذا‬ ‫أ‬ ‫النظام والشعب شرخ كبير‪ ،‬كان �حد عوامله تفاقم‬ ‫أ‬ ‫المس�لة الطائـفية المسكوت عنها‪ ،‬لم تبرز الطائـفية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بت�ثير الدعاية‪� ،‬و بسبب التنوع المذهبي فحسب‪،‬‬ ‫فالطائـفية أ� ً‬ ‫ساسا‪ ،‬هي وليد غير شرعي للدهرية‪ .‬هي‬

‫‪22‬‬

‫تشرين األول ‪ 2014‬العدد (‪)14‬‬

‫أ‬ ‫خضوع الدين للسياسة لتحقيق �هداف دنيوية‪ .‬فال‬ ‫أ‬ ‫تحمل التمايزات «بين الطوائـف �ية شحنة سياسية‬ ‫أ‬ ‫خطيرة في �ثـنــاء االزده ــار‪ ،‬وتطوير حركة استيعاب‬ ‫واندماج قوميين‪ ،‬بما يخلقانه من فرص االقتراب من‬ ‫نموذج حياة واحدة لمختلف الجماعات‪ ،‬لكنها تنفجر‬ ‫أ‬ ‫في مجتمع عصبوي‪ ،‬لم يستطع �ن ينشئ رابطة قومية‬ ‫حقيقية تقابل التمايز بالوحدة‪ ،‬واالنغالق باالنفتاح‬ ‫أ‬ ‫دون �ن تلغيهما»‪ .‬فالطائـفية يقول غليون هي التعبير‬ ‫أ أ‬ ‫المباشر عن انحطاط الدولة‪ ،‬بقدر ما �ن الصولية هي‬ ‫أ‬ ‫التعبير عن م�زق الهوية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫فقد تشكلت في القوات المسلحة والمن الداخلي‪،‬‬ ‫عـصـبـيــة ع ـلــويــة س ـل ـطــويــة واض ـح ــة ل ـل ـع ـيــان‪ ،‬اع ـتــاد‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الـســوريــون ري ـ ًـاء �و خــوفـ ًـا �و تــواطـ ًـؤا الـسـكــوت عنها‬ ‫وتـحــويـلـهــا إل ــى م ـجــال الـثـقــافــة الـشـفــويــة‪ ،‬ف ــإذا كــان‬ ‫لكل طــائ ـفــة زمــرة مــا تنهج ً‬ ‫نهجا طــائ ـفـيــا‪ ً،‬فــإن زمــرة‬

‫ال ـع ـلــوي ـيــن ذات ال ـن ـه ــج ال ـط ــائـ ـف ــي ه ــي (ال ـع ـص ـب ـيــة‬ ‫آ أ‬ ‫العلوية السلطوية)‪ ،‬وبمعنى � خــر � ن لكل طا ئـفة‬ ‫(داع ـش ـه ــا)‪ ،‬ف ــإن داع ــش الـعـلــويـيــن ه ــو (الـعـصـبـيــة‬ ‫العلوية السلطوية)‪ .‬يقول علي ديوب‪« :‬خلقت الحركة‬ ‫ً‬ ‫التصحيحية ً‬ ‫استثنائيا في بروز (ظواهر طائـفية)‬ ‫وضعا‬ ‫أ‬ ‫لدى السلطة‪ ..‬وحالما بد�ت االنتفاضة ظهر للطائـفة‬ ‫أ‬ ‫� ّن ما يحدث موجه ضدها‪ ،‬وليس ضد النظام فقط»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ثم يخلص إلى القول‪« :‬نعترف بحقيقة �ن المتنفعين‬ ‫مــن الطا ئـفة العلوية مهما قلت نسبتهم و تــدرجــات‬ ‫أ‬ ‫تنفيعهم‪ ،‬التي تبد� من االستئثار بالسلطة على يد‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫عائلة �و بضع عائالت معروفة‪ ،‬وتنتهي عند �ذن في‬ ‫مدرسة يدير مديرها‪ ،‬تفرض علينا القول إن الطائـفة‬ ‫أ‬ ‫تشوهت‪ .‬نعم‪ .‬فال يكـفي ّ‬ ‫لتشوه الجسد �ن يكون كل‬ ‫أ‬ ‫عضو فيه قــد طــاولــه الـتـشــوه‪».‬ويــرى مـنــذر خــدام �ن‬ ‫أ أ‬ ‫أ أ‬ ‫نظام السد «�وهم كـثي ًرا من العلويين �نه �تاح لهم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ن يتسلموا السلطة‪ ،‬و�ن يستفيدوا من مزاياها ومن‬ ‫أ‬ ‫الفرص التي تتيحها‪ ،‬و�ن يتحولوا إلى قوة حقيقية في‬ ‫المجتمع والــدولــة‪ ،‬فــإذا ذهــب‪ ،‬ذهبوا معه‪ ...‬ومنذ‬ ‫ذلــك الـتــاريــخ‪ ،‬عـمــل بـصــورة ممنهجة عـلــى تكـثيف‬ ‫أ‬ ‫حضور العلويين في المؤسسات العسكرية والمنية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫فجعل منهم فقط �دوات لتثبيت حكمه»‪.‬‬ ‫هذا االقتناع أ�و التوهم‪َّ ،‬‬ ‫تحو ل بالممارسة إلى قوة‬ ‫أ‬ ‫مادية فعلية داعمة للنظام وساندة له‪ .‬ولقد �صبح‬ ‫للتمييز الطائـفي ركائزه االجتماعية‪/‬السلطوية‪ ،‬وذلك‬ ‫باحتالل العلويين مواقع اجتماعية سلطوية‪ ،‬تجلى‬ ‫هذا في الالذقية بتوزيع المواقع االجتماعية واإلدارية‬ ‫والسلطوية فــي مــا بين طوا ئـفها‪ ،‬بإعطاء العلويين‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ال ـمــوقــع الول ف ــي ال ـس ـل ـطــة وال ـم ـج ـت ـمــع‪ ،‬ف ــ�خ ــذت‬ ‫أ‬ ‫الطوائـف والمذاهب �مكنتها االجتماعية والسلطوية‬ ‫أ‬ ‫الـمـتـمــايــزة‪ ،‬و�ص ـبــح بـيــن الـهــويــات المذهبية تخوم‬


‫ضوء‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫رأي‬

‫وتراتبية اجتماعية‪ ،‬بفعل تدخل السلطة‪ ،‬نالت من‬ ‫أ‬ ‫مبد� المواطنة المتساوية‪ ،‬الحظ «كيلو» من خالل‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫(�وراق النعي) في الالذقية‪� ،‬ن �بناء الريف يكونون‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫في � غلب ال حيان من العسكريين‪ ،‬فبينما يندر � ن‬ ‫أ‬ ‫تلمس وجود عسكري ما‪ ،‬في �وراق النعي الخاصة بابن‬ ‫أ‬ ‫المدينة‪ ،‬تكاد �وراق النعي الريفية تخلو‪ ،‬من جانبها‪،‬‬ ‫أ‬ ‫من وجود �ي مدني! وهذا‪ ،‬عكس افتراقهما‪ ،‬افتراق‬ ‫أ‬ ‫ظروف واقع وحياة �بناء الريف‪ ،‬الذين يعيش معظمهم‬ ‫أ‬ ‫على ريع السلطة وخاصة العسكري منه‪ ،‬وواقع �بناء‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫المدينة‪ ،‬الذين هم غالبا �صحاب حرف �و �عمال حرة‬ ‫أ�و موظفون متوسطون وصغار»‪ً .‬‬ ‫فضال عن ذلك استغل‬ ‫أ‬ ‫السد التاريخ الطويل للقمع الذي عاشه العلويون من‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�جل تعزيز التضامن بين �بناء الطائـفة‪ .‬فكـثي ًرا ما لوح‬ ‫باحتمال حدوث حمام دم جديد‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫هكذا انطوت السلطة الســديــة (الب واالبن)‪،‬على‬ ‫تشكيل (عصبية علوية سلطوية)‪ ،‬لعبت على التنوع‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الطائـفي‪ ،‬وتحويله إلى �سوار عازلة بين الطوائـف‪ ،‬ك�ن‬ ‫أ‬ ‫متميز وقيادي‪ ،‬في‬ ‫بموقع‬ ‫العلوية‬ ‫ـفة‬ ‫ئ‬ ‫الطا‬ ‫بناء‬ ‫�‬ ‫يحظى‬ ‫ٍ‬ ‫أ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫أ‬ ‫المؤسسة العسكرية‪ ،‬وفي الجهزة المنية‪ ،‬واإلدارية‬ ‫الحكومية والمؤسسات العامة‪« ،‬فشكل العلويون‬ ‫أ‬ ‫في القوات المسلحة وال مــن الداخلي‪ ،‬قلب عصبية‬ ‫أ‬ ‫الـسـلـطــة‪ ،‬بـفـضــل سـلـطـتـهــم الـعــائـلـيــة‪� ،‬و اقـتـرابـهــم‬ ‫الجغرافي من حافظ أ�ســد‪ ،‬أو� ً‬ ‫حيانا من دون االنتماء‬ ‫أ‬ ‫إلى العشيرة �و القبيلة نفسها‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ك ـتــب الـشــاعــر محمد ديـبــو «ب ــد� الـنـظـ ُـام العمل على‬ ‫عـ ـ ّـد ِة م ـح ــاور‪ ،‬فـفــي ال ـجــانــب الــدي ـنـ ّـي ح ــاول إح ــداث‬ ‫أ َ أ‬ ‫أ‬ ‫سد الب‬ ‫مؤسسة دينية مرتبطة بسلطته‪ ،‬و�ظهروا ال‬ ‫وكـ أـ� ّنــه (ول ـ ٌّـي مــن أ�ولـيــاء الـلــه الـطــاهــريــن)‪ّ .‬‬ ‫تجلى ذلك‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫شائعة في مناطق ّ‬ ‫العلويين‬ ‫انتشرت‬ ‫لحظة وفاته‪ ،‬إذ‬ ‫أ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫تقول ّإن َ‬ ‫وجهه على القمر‪� ،‬ســوة بــاإلمــام ّ‬ ‫علي‪ .‬وفي‬ ‫الـجــانــب الـسـيــاسـ ُّـي‪ ،‬قضى على الـتـنـ ّـوع الــذي تميزت‬ ‫مني‪ :‬أ� ْ‬ ‫ُّ‬ ‫االقتصادي‪ /‬أال ّ‬ ‫خذت‬ ‫به الطائـفة‪ .‬وفي الجانب‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫السلطة تبني ّكل سياساتها على � ن يكون للعلويين‬ ‫أ‬ ‫ُ‬ ‫والمــن‪ .‬وقد َّ‬ ‫مس التمييز‬ ‫النسبة الكبرى في الجيش‬ ‫أ‬ ‫الطائـفي �هــالــي الــاذقـيــة وبــانـيــاس وجبلة وطرطوس‬ ‫من السنة‪ ،‬بسيطرة العلويين على الدوائر الرسمية‪،‬‬ ‫وعلى التوظيف والعمالة فــي دوائــر الــدولــة وشركاتها‬ ‫أ‬ ‫ومــؤسـســاتـهــا‪ ،‬وذلــك بــدعــم مــن الج ـهــزة المخابراتية‬ ‫والجيش‪ ،‬باإلضافة إلى الدور التدخلي الملموس لعائلة‬ ‫أ‬ ‫السد و مخلوف وشاليش وديب‪ ،‬والشبيحة الدائرين‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫بفلكهم‪ .‬فظاهرة سيطرة جميل السد و�بنائه و�عوانه‬ ‫أ‬ ‫على اقتصاد واجتماع الالذقية‪ً ،‬‬ ‫بدءا من المرف� وانتهاء‬ ‫أ‬ ‫بمكاتب السفر‪ ،‬ال تحتاج لشهادة �حد ‪.‬‬

‫تتمة‬

‫أ‬ ‫هل يستطيع �ن يساهم في بناء المنظمة مع المجانين الباقين في سوريا؟‬ ‫من يتطلع لربيع خارج سوريا‪ ،‬وهذا من حقه أ� ً‬ ‫يضا‪ ،‬هل يمكننا إقامة شراكة عمل معه في الداخل؟‬ ‫أ‬ ‫وفيما يخص من بقي في سوريا‪ ،‬هل يمكن العمل والتعاون مع من ارتكب منهم كل الموبقات؟ بالت�كيد ال‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يقول هيغل ما معناه �ن منظمات المجتمع المدني رافعة من �هم روافع تطور المجتمعات نحو الحريات‬ ‫والحقوق‪ ،‬منظمات المجتمع المدني مظلة وعنوان رفيع المستوى‪ ،‬ويتابع‪ :‬هناك بعض النشطاء في هذه‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫المنظمات‪ ،‬يستخدمون هذه المنظمات لغراضهم الشخصية‪ ،‬و�سف لقول ما قاله هيغل‪ :‬في هذه الحالة‬ ‫ستظهر قاذورات غير متوقعة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫السلطة في سوريا قمعية وهمجية‪ ،‬وتمارس قمعا قلما عرف التاريخ مثيال له‪ ،‬ولها �نصار ال يقلون عنها بشاعة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫يضاف لذلك تدخل خارجي سافر ومجرم‪ ،‬يستند هذا على ثقافة سائدة مصدر معرفتها السماء وعالقتها بالرض‬ ‫التي تعيش عليها عالقة عابرة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫لكن ال خيار �مامنا إال العمل‪ ،‬بما نستطيع من طاقة‪.‬‬ ‫‪ .2‬رصد االنتهاكات الواقعة على البشر والحجر‪ ،‬وتوثيقها وإيصالها للمنظمات الدولية المعنية بذلك‪ ،‬وفي‬ ‫أ‬ ‫مقدمتها المم المتحدة‪ ،‬واالستعداد للمرحلة القادمة وهي مرحلة تطبيق العدالة االنتقالية‪.‬‬ ‫‪ .3‬التواصل مع كل السوريين الرافضين للموت والمتطلعين نحو سوريا القادمة‪ ،‬وتحفيزهم على بناء‬ ‫المؤسسات المستقلة التي تعبر عن طموحاتهم وتطلعاتهم‪ ،‬وعلى التمسك بحقوقهم وعدم التفريط بها‪،‬‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫العتقادنا �ن ما جرى ويجري في بالدنا حتى اللحظة من م� ٍس‪ ،‬هو نتيجة فردانية السوريين خالل خمسين‬ ‫ً‬ ‫عاما مضت‪.‬‬ ‫‪ .4‬االهتمام بضحايا العنف‪ ،‬بما نستطيعه (مساعدات إنسانية ضرورية ومستعجلة‪ ،‬تعليم‪ ،‬نشر الوعي‬ ‫اإلنساني حول مسائل ومفاهيم كالدولة‪ ،‬المواطنة وحقوق اإلنسان‪...‬إلخ)‪.‬‬ ‫‪ .5‬التشبيك مع التكـتالت السورية المدنية‪ ،‬والتواصل مع المنظمات الدولية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫‪ .6‬عودة على بدء‪ ،‬من �جل العودة للحياة والخالص من الموت‪ ،‬نؤكد �ينما كنا �ن السالح ال يبني الدولة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫بل ينشر الموت والدمار‪ ،‬ونعبىء الناس بضرورة رفض الحل عن طريق السالح‪ ،‬ونؤكد �ن خيار السالح‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫امتدادا للسلوك الذي قامت به السلطة منذ بدء الحداث باعتمادها الحل المني‪ .‬ومن هنا نتابع تعبئة‬ ‫جاء‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الناس‪ ،‬ب�ن ال خيار �مام السوريين إال الحوار على �رضية مستقبل البلد للجميع‪.‬‬ ‫هذا ما نقوم به‪ ،‬رغم ما نمر به من ظروف صعبة‪ ،‬معقدة وعابقة برائحة الموت‪.‬‬

‫تشرين األول ‪ 2014‬العدد (‪)14‬‬

‫‪23‬‬


‫ضوء‬

‫ترجمة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫سلسلة تفكك النظام‪ /‬الحلقة الخامسة‬ ‫دمشق ترد على الهجوم االسرائيلي ‪ ...‬بتفجير حافلة في سوريا‬

‫أ‬ ‫لم تت�خر مواقع «سورية على اإلنترنت‪ ،‬بنشر مواد‬ ‫ساخرة حول سرعة الجيش السوري غير العادية‪ ،‬بالرد‬ ‫على الهجوم الجوي اإلسرائيلي الذي حدث في فجر ‪30‬‬ ‫ً‬ ‫مستهدفا مركز الدراسات‬ ‫كانون الثاني لعام ‪،2013‬‬ ‫والبحوث العلمية في جمرايا بدمشق‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ووفقا للسلطات العسكرية السورية‪ ،‬نفذت الطائرات‬ ‫ً‬ ‫هجوما استهدف مركز الدراسات والبحوث‬ ‫اإلسرائيلية‬ ‫العلمية الـتــابــع ل ــوزارة الــدفــاع الـســوريــة‪ ،‬وهــو مركز‬ ‫أ‬ ‫مخصص إلع ــداد دراس ــات و�ب ـحــاث تتعلق بتطوير‬ ‫أ‬ ‫السلحة الكيميائية والصواريخ النووية والبيولوجية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وللمركز فروع عدة في المحافظات السورية‪� .‬ما هذا‬ ‫الــذي تــم استهدافه فيقع فــي ضاحية جـمـرايــا‪ ،‬على‬ ‫طول الطريق الدولي ويتقاطع مع دمشق من الشمال‬ ‫ليلتقي في منطقة الهامة مع الطريق القديمة المؤدية‬ ‫أ‬ ‫إلــى بـيــروت‪ .‬وبحسب نفس السلطات‪ ،‬فــإن �نشطة‬ ‫أ‬ ‫المركز‪ ،‬دون التقليل من �هميتها‪ ،‬ال تستحق هذه‬ ‫المعاملة‪ ،‬فالمركز يعمل على تحسين وتعزيز القدرات‬ ‫الــدفــاعـيــة فــي الـجـيــش ال ـس ــوري‪ .‬ون ـقـ ًـا عــن الـنــاطــق‬ ‫الرسمي‪ ،‬هذا الهجوم الخبيث لم يفاجئ الدولة‪ ،‬وال‬ ‫سيما في هذه المرحلة التي تتعرض فيها البالد لمؤامرة‬ ‫يتم تنفيذها بالتعاون مع الــدول المعادية للشعب‬ ‫الـســوري‪ .‬وتستهدف إضعاف دور دمشق في دعمها‬ ‫للمقاومة والــدفــاع عن الحقوق المشروعة للمنطقة‪.‬‬ ‫ويكمل الناطق ً‬ ‫قائال‪« :‬إن اللجوء الستخدام الطائرات‬ ‫ً‬ ‫امتدادا لعمليات‬ ‫من قبل العدو االسرائيلي‪ ،‬ليس ّإال‬ ‫عسكرية تجري على أالرض منذ أ�كـثر من عامين ً‬ ‫تقريبا‪،‬‬ ‫وتنفذها الـعـصــابــات المسلحة والـحــركــات الظالمية‬ ‫المتشددة واإلرهابية‪ ،‬التي تعمل على تدمير مواقع‬ ‫مضادات الطيران وتقويض وسائل الدفاع عن البالد»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫على الرغم من ادعاء النظام �ن معظم هذه المواقع قد‬ ‫أ‬ ‫نجت ً‬ ‫فعال من مؤسسات اإلرهاب‪ّ ،‬إال �ن هذا الهجوم‬ ‫ًأ‬ ‫مرة �خرى عدم قدرة القوات المسلحة السورية‬ ‫يؤكد‬ ‫على اعتراض العدوان اإلسرائيلي‪ .‬وهذا بمثابة عنصر‬ ‫أ‬ ‫يضاف إلى مجموع العناصر الخرى التي ال تصب في‬ ‫مصلحة قوات الدفاع الجوي‪ ،‬لقد تم تنفيذ الهجوم‬ ‫على عـلـ ٍـو منخفض ج ـ ًـدا‪ ،‬ناهيك عــن عملية دخــول‬

‫‪24‬‬

‫تشرين األول ‪ 2014‬العدد (‪)14‬‬

‫ال ـطــائ ـرات مــن ف ــوق جـبــل حــرمــون وتـحـلـيـقـهــا فــوق‬ ‫أالراض ــي السورية‪ .‬وقــد أ�صــدر الجيش ً‬ ‫بيانا نفى فيه‬ ‫صحة الخبر الذي تناقلته العديد من وسائل االعالم‪،‬‬ ‫أ‬ ‫على �نه الهدف من الغارة االسرائيلية‪ ،‬والذي مفاده‬ ‫أ‬ ‫�ن الـطــائـرات االسـرائـيـلـيــة‪ ،‬شنت هـجــومـ ًـا على رتل‬ ‫من اإلمــدادات العسكرية كان ً‬ ‫متجها من سوريا إلى‬ ‫لبنان‪ .‬وكانت إسرائيل هددت بالفعل‪ ،‬قبل يومين‬ ‫من الهجوم‪ ،‬بالتدخل العسكري في حال كان النظام‬ ‫يخطط لنقل بعض معداته العسكرية من البالد‪.‬‬ ‫مــدعـيـ ًـا حـصــولــه عـلــى مـعـلــومــات مــؤكــدة مــن «مـصــدر‬ ‫أ‬ ‫عـسـكــري»‪ ،‬يـقــوم �ح ــد مــؤيــدي الـنـظــام بالنشر على‬ ‫أ أ‬ ‫صفحته في الفيسبوك �ن «المر صدر بعدم اعتراض‬

‫أ‬ ‫الطائرات اإلسرائيلية‪ ،‬وذلك من �جل مراقبة تحركات‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫اإلرهابيين على الرض وإيقاعهم في الفخ»‪ ،‬و�ن هذه‬ ‫أ‬ ‫الخطة «�ثمرت وانتهت بنجاح تام»‪ .‬لكن في الواقع‪،‬‬ ‫هــذا التخلي ولـمـ ٍـرة واحــدة عــن «الـحــق فــي الــرد على‬ ‫هــذا الهجوم في الوقت المناسب‪ ،‬وبكل الوسائل‬ ‫المناسبة»‪ ،‬المتالزمة التي لطالما استخدمها لتبرير‬ ‫أ‬ ‫تقاعسه عن الــرد على عــدو �قــوى بكـثير من لبنان‪،‬‬ ‫نجم عنه انتقام مختلف وغير متوقع من قبل الجيش‬ ‫السوري‪ :‬إذ قامت الطائرات الحربية السورية بشن‬ ‫هجوم في صباح الخميس ‪ 31‬كانون الثاني ‪،2013‬‬ ‫أ‬ ‫ليس ضد تل �بيب‪ ،‬بل ضد الحسكة ‪،‬على حافلة‬ ‫سياحية كانت تقوم بجولة وهــي متجهة إلــى بيروت‬ ‫عبر دمـشــق‪ .‬كانت السيارة تقل مجموعة مسيحية‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫�شورية‪ ،‬وقد �دى الهجوم إلى مقتل شابة و إصابة‬ ‫آ‬ ‫غالبية المسافرين الخرين بجراح خطيرة‪.‬‬ ‫أ� ّكــد نفس الموقع‪ً ،‬‬ ‫ونقال عن روايــات لشهود عيان‪،‬‬ ‫أ‬ ‫�ن قوات الدفاع الجوي ومضادات الطائرات السورية‬ ‫بقيت صامتة طوال الغارة االسرائيلية‪ .‬أ� ً‬ ‫وال‪ً :‬‬ ‫ظنا منها‬ ‫أ‬ ‫�ن الـطــائـرات الحربية التي تحلق فــوق قطاعها هي‬ ‫طائرات تنتمي إلى الجيش الوطني الباسل‪ .‬وتخيلت‬


‫ضوء‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫ترجمة‬

‫ً أ‬ ‫ثانيا‪� :‬ن وجــود الطائرات فوق هذا القطاع كان من‬ ‫أ‬ ‫�ج ــل تــدمـيــر مــواقــع تــابـعــة لـلـجـيــش ال ـس ــوري الـحــر‪.‬‬ ‫أ أ‬ ‫والمضحك في الموضوع �نها �رجعت سقوط الصاروخ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الول على مركز البحوث إلى خط� في التصويب‪ ،‬لكن‬ ‫سرعان ما استدركت وفهمت ما يحدث‪ ،‬وذلك بعدما‬ ‫أ‬ ‫بد�ت ترى عشرات القذائـف التي تتساقط على نفس‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫الموقع‪ .‬ومن الجدير بالذكر‪� ،‬ن الصاروخ الول �ثار‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ضجة كبيرة وك�نه قنبلة ذرية وتسبب في إحداث �ضرار‬ ‫جسيمة وبتدمير معظم المباني الموجودة في الموقع‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وحـســب شـهــود عـيــان‪ ،‬المتفاجئين‪� ،‬ن الــوحــدات‬ ‫ال ـع ـس ـكــريــة ال ـم ـت ــواج ــدة ع ـلــى م ـقــربــة م ــن ال ـمــوقــع‬ ‫أ أ‬ ‫كــانــت تشاهد الـغــارة وك ــ�ن الم ــر ال يعنيها‪ .‬وعندما‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�تـ ـيـ ـح ــت الـ ـف ــرص ــة ل ـل ـت ـح ــدث م ــع �ح ـ ــد ال ـض ـب ــاط‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ج ـ ـ ـ ــاب �ن الـ ـمـ ـتـ ـم ــردي ــن ال ـم ـس ـل ـح ـي ــن كـ ــانـ ــوا قــد‬ ‫أ‬ ‫خـطـطــوا لـشــن ه ـجــوم عـلــى ال ـمــركــز‪ ،‬ظ ـنـ ًـا مـنـهــم �ن‬ ‫أ‬ ‫عـنــاصــر ح ــزب ال ـلــه كــانــت ه ـنــاك‪ ،‬وبـ ــ�ن ال ـطــائ ـرات‬ ‫كــانــت تـطـلــق ال ـن ــار عـلـيـهــم لـتـمـنـعـهــم م ــن الــدخــول‬ ‫إلى المركز‪.‬‬ ‫أ أ‬ ‫آ أ‬ ‫وقال شاهد �خر‪� ،‬ن عدد ضحايا الهجوم بالت�كيد �كـثر‬ ‫بكـثير من قتيلين وثالث جرحى‪ ،‬العدد الذي ّ‬ ‫صرح‬ ‫أ‬ ‫به النظام لوسائل االعالم‪ ،‬فالمركز يحتوي على �كـثر‬ ‫من ‪ 200‬شخص بين باحث وفني وعامل‪.‬‬ ‫ويختم موقع كلنا شــركــاء مقالة بالمالحظة التالية‪:‬‬ ‫«إذا كان مركز الدراسات والبحوث العلمية السوري‪،‬‬ ‫وال ـم ـســؤول عــن تـخــريــج كـبــار الـضـبــاط العسكريين‬

‫أ أ‬ ‫سيطرته‪ .‬كما �نه � ّكد صحة الشعار الذي تردد كـثي ًرا‬ ‫ّ أ‬ ‫علي و�مام العدو تصبح كالنعامة»‪.‬‬ ‫عنه‪ « :‬تستقوي‬

‫قامت الطائرات الحربية السورية‬ ‫بشن هجوم في صباح الخميس ‪31‬‬ ‫كانون الثاني ‪ ،2013‬ليس ضد تل‬ ‫أ‬ ‫�بيب‪ ،‬بل ضد الحسكة ‪،‬على حافلة‬ ‫سياحية كانت تقوم بجولة وهي‬ ‫متجهة إ�لى بيروت عبر دمشق‪ .‬كانت‬ ‫آ‬ ‫السيارة تقل مجموعة مسيحية �شورية‬

‫القادرين عن الدفاع عن البالد‪ ،‬والحفاظ على خط‬ ‫الـمـقــاومــة فــي المنطقة‪ ،‬لــم يكن ق ــاد ًرا على حماية‬ ‫أ‬ ‫نفسه‪ ،‬بإمكاننا إذن � ن نـتـســاءل عما بقي لنا من‬ ‫سوريا»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫م ـ ًـرة �خـ ــرى‪ ،‬يـبــرهــن الـجـيــش ال ـس ــوري‪ ،‬مــن خــال‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫قتاله وتفانيه من �جــل حماية النظام وقادته‪ ،‬ب�نه‬ ‫جيشا ً‬ ‫ليس ً‬ ‫وطنيا يخدم الشعب ويحمي الوطن كما‬ ‫يزعم‪ ،‬ولهذا السبب ال يتوانى عن استخدام جميع‬ ‫الوسائل لقمع االنتفاضة الشعبية‪ ،‬ومعاقبة الناس‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وتدمير المدن والحياء‪ ،‬والقضاء على البنية التحتية‬ ‫واالق ـت ـصــاديــة‪ ،‬خــاصـ ًـة فــي الـمـنــاطــق ال ـخــارجــة عن‬

‫أ�ما المؤشر أالخير على تهاوي النظام وتفككه ً‬ ‫ذاتيا‪،‬‬ ‫أ‬ ‫فهو يتعلق بالعمليات التي بد� من خاللها العسكريون‬ ‫بالتخلص من مخزون أالسلحة ً‬ ‫تحسبا إلغالق محتمل‪،‬‬ ‫فقد ذكرت صحيفة الوطن السعودية بتاريخ ‪ 31‬كانون‬ ‫أ‬ ‫الثاني ‪� ،2013‬نها علمت من مصادر في المعارضة‬ ‫أ‬ ‫السورية‪� ،‬ن النظام وخالل عام ‪ ،2012‬قام بتحويل‬ ‫أ‬ ‫كميات كبيرة من السلحة الكيماوية إلى حزب الله‬ ‫في لبنان‪ .‬وهــذا المخزون هو عبارة عن غاز الخردل‬ ‫أ‬ ‫في المقام الول‪ ،‬وقد تم النقل تحت إشراف ضباط‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ملتزمين ً‬ ‫تماما ببشار الســد‪ .‬ومــن بين السلحة تم‬ ‫تسليمها‪ ،‬صواريخ بعيدة المدى تطلق على نطاق ‪300‬‬ ‫أ‬ ‫كم ُنقلت جميعها من مخازن «وحدة �بو الشامات»‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وقد �رسل الغاز إلى لبنان عبر الزبداني وسرغايا في‬ ‫براميل زرقــاء كـتب عليها «حمض الهيدروكلوريك»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫مسؤوال عن تلقي الحمولة‪ ،‬فهو شخص‬ ‫�ما الذي كان‬ ‫أ‬ ‫في حزب الله يدعى �بو طالل‪ ،‬ومن بين المسؤولين‬ ‫أ‬ ‫السوريين الذين �شــرفــوا على عملية النقل‪ ،‬غسان‬ ‫أ‬ ‫عباس‪ ،‬الستاذ في مركز الدراسات والبحوث العلمية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫والمشرف على برنامج السلحة الكيماوية‪ ،‬وال سيما‬ ‫برنامج ‪ ،415‬والعميد علي ونــوس الــذي كان يمضي‬ ‫وقته بين المركز والـفــوج ‪ ،105‬والعقيد في الحرس‬ ‫أ‬ ‫الجمهوري زهير حيدر ‪ ،‬المشرف على كــل � نشطة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المركز ‪ ،‬و�خي ًرا ضابط المــن في المركز عبد الحليم‬ ‫سليمان‪.‬‬ ‫ترجمة‪ :‬زويا منصور‬

‫تشرين األول ‪ 2014‬العدد (‪)14‬‬

‫‪25‬‬


‫إضاءة‬

‫تحقيق‬

‫سمير عيطة‪ :‬الحرب ال تصنع الحرية إو�يقافها هو األهم‬

‫مجيد محمد‬ ‫في ظل التشرذم الذي تعاني منه المعارضة السورية‬ ‫أ‬ ‫بعد مضي �كـثر من ثالث سنوات على ثــورة الحرية‬ ‫أ أ‬ ‫والكرامة‪ ،‬بــد�ت الصــوات المنادية بوحدة الصف‬ ‫أ‬ ‫وت�خذ اتجاهات أ�كـثر ّ‬ ‫جدية‪ ،‬لخلق‬ ‫المعارض‪ ،‬تعلو‬ ‫واقع سياسي جديد‪ ،‬يتعاطى مع الظروف الموضوعية‬ ‫والذاتية الراهنة بخطاب يتصف بقدر من المعقولية‬ ‫أ‬ ‫والواقعية‪ ،‬في ظل انسداد �فق الحل العسكري‪،‬‬ ‫وازديــاد معاناة المهجرين والنازحين داخــل البالد‬ ‫وخارجها‪ .‬من هنا‪ ،‬حاول «منتدى المعرفة وحرية‬ ‫التعبير» في جلسته الثانية عشرة في مدينة عنتاب‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫طيف‬ ‫التركية‪ ،‬الوقوف بشكل �كـثر عمقا مع خطاب ٍ‬ ‫من المعارضة السورية‪ ،‬والذي وصف منذ البدايات‬ ‫أ‬ ‫افض لكل الدعوات التي‬ ‫�نه ضد كل ما هو عسكري ور ٍ‬ ‫انصبت في سياق تسليح المعارضة‪ ،‬وعسكرة الثورة‬ ‫أ�و االستعانة بــالـخــارج‪ ،‬فاستقبل المفكر السوري‬ ‫«الدكـتور سمير عيطة‪ ،‬رئيس تحرير النشرة العربية‬ ‫من لوموند ديبلوماتيك‪ ،‬ورئيس منتدى االقتصاديين‬ ‫العرب‪،‬ورئيس مجلس إدارة موقع مفهوم»‪ ،‬لإلجابة‬ ‫على تساؤالت كبيرة‪ ،‬منها‪ ،‬ما الذي يمكن فعله في‬ ‫مسعى للم الشمل السوري وتوحيد الجهود؟ ما هو‬ ‫المشترك الــذي يمكن الوقوف عليه ليعتمد أ� ً‬ ‫ساسا‬ ‫يبنى عليه موقف ّ‬ ‫يوحد الجميع‪ ،‬وينهي هذه النيران‬ ‫التي تحرق كل شيء؟ وما الذي سنستند عليه لنبني‬ ‫أ‬ ‫�و نبحث عن سوريا تتجاوز محنتها‪ ،‬وتعيش استقرا ًرا‬ ‫ينتظره الجميع؟‪.‬‬ ‫أ‬ ‫يبد� سمير عيطة حديثه عن المشهد السوري العام‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ب ـســرد ت ـس ــاؤالت جــوهــريــة �ربـ ـع ــة‪ ،‬وف ـي ـمــا يتعلق‬ ‫أ‬ ‫بالمدخل الول يقول «عيطة»‪« :‬لم تعش شعوب‬ ‫كـثيرة مــا يعيشه الـســوريــون‪ ،‬ولــذلــك مــن الواجب‬ ‫أ‬ ‫�ن تتم مقاربة الــواقــع الـيــوم‪ ،‬بواقع الـيــوم‪ ،‬وليس‬ ‫بالواقع في بداية الثورة‪ ،‬حيث يمكننا الحديث عن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وجودها‪� ،‬ي الثورة‪� ،‬و عدم وجودها‪ .‬ولكن كل من‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫انطالقا من منظور المس‪،‬‬ ‫يتناول الثورة السورية‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫يسقط على الناس اليوم �مال و�فاق غير موجودة‪،‬‬ ‫وفيها نوع من الخداع للناس‪ .‬ففي سوريا انطلقت‬ ‫ثورة حقيقة‪ ،‬والكـثير من علماء االقتصاد واالجتماع‬ ‫أ أ‬ ‫قالوا‪ ،‬إن سوريا �حق �ن يكون فيها ثورة من تونس‬

‫‪26‬‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تشرين األول ‪ 2014‬العدد (‪)14‬‬

‫أ‬ ‫للسف نقلت هذه الثورة لتكون ً‬ ‫حربا‬ ‫ومصر‪ ،‬ولكن‬ ‫كبيرة‪ .‬وال يـزال البعض يتفاجؤون بهذه المقارنة‪،‬‬ ‫ورغم مشاركـتنا في جهود توحيد المعارضة‪ ،‬كانت‬ ‫الحرب ّ‬ ‫تحضر لها منذ ذلك الوقت‪ ،‬بداية في ريف‬ ‫حـلــب وم ــن ثــم إل ــى داخ ــل حـلــب‪ ،‬وب ــات الــوضــع‬ ‫اليوم‪ ،‬أ�ننا نعيش ً‬ ‫حربا شاملة في المناطق الخارجة‬ ‫عن سيطرة النظام‪ ،‬فيما ال يزال باإلمكان الحديث‬ ‫عن ثورة في المناطق التي تخضع لسيطرة النظام‪،‬‬ ‫حيث المعتقلون والمعارضون لبطش النظام هناك»‪.‬‬ ‫يكمل «عـيـطــة» تـصــوراتــه بـســرد تفاصيل المحور‬ ‫أ‬ ‫ال ـثــانــي‪ ،‬ح ــول الـقـصــف المــري ـكــي الـخـلـيـجــي على‬ ‫سوريا»‪ ،‬والذي ال يمكن وصفه إال ً‬ ‫عدوانا على سوريا‬ ‫أ‬ ‫ً أ أ‬ ‫ً‬ ‫شخصيا ال �قبل �ن تعتدي �ي دولة‬ ‫وخرقا للسيادة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�خرى‪� ،‬و تقصف سوريا وهذا �مر مبدئي‪ ،‬فالحرب‬ ‫لــن تنهي حــربـ ًـا قائمة‪ ،‬بــل العكس‪ ،‬هــذه الحرب‬ ‫تفتح ً‬ ‫مجاال للتعاطف مع داعش‪ ،‬وما يمكن توقعه‬ ‫مما يحصل اليوم مثير للتعجب‪ ،‬المعارضة اليوم‬ ‫أ‬ ‫باتت يتيمة ال تعرف إلى �ين تؤخذ‪ ،‬فهناك مشروع‬ ‫تقسيم‪ ،‬والدول تدفع باتجاه مصالحها الخاصة‪ ،‬عن‬ ‫طريق تقسيم البالد إلى قسمين‪ً ،‬‬ ‫بدال من خروجها‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫من سوريا بدون � ّية مكاسب تذكر‪ ،‬و�نا �رفض هذا‬ ‫الـمـشــروع الـمـطــروح جملة وتـفـصـيـ ًـا رغــم صعوبة‬ ‫إيقافه‪ ،‬فليس العراق وحــده من ال يملك إمكانية‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫�ن يمل العــب مكان �خــر داخــل صراعه المحلي‪،‬‬ ‫أ‬ ‫فليس من المعقول جلب الجيش العراقي المعب�‬ ‫أ‬ ‫المعب�ة ً‬ ‫طائ ً‬ ‫قوميا لملء الفراغ‬ ‫ـفيا‪ ،‬وقوات البيشمركة‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫في �ماكن سيطرة داعش‪ ،‬لن الخيرة نتجت عن‬

‫خاص ضوضاء‪ /‬منتدى المعرفة وحرية التعبير‬

‫أ‬ ‫خلل اجتماعي داخلي في كال البلدين‪� ،‬قصد سوريا‬ ‫أ‬ ‫والعراق‪ .‬إضافة إلى �خطاء المعارضة السورية‪ ،‬فال‬ ‫أ‬ ‫يمكن تصور �ن تنجز المعارضة البديل الذي يحل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وتعامال مع الناس‪ ،‬وإذا‬ ‫تنظيما وقوة‬ ‫محل داعش‪،‬‬ ‫أ‬ ‫لم ُينتج هــذا البديل خــال الشهر القليلة القادمة‬ ‫ً‬ ‫شيئا ممي ًزا على مستوى اال ئـتالف والحكومة المؤقتة‪،‬‬ ‫ولم يتم التعامل مع القضية بجدية‪ ،‬ولم تتحسن‬ ‫أ‬ ‫الوضـ ــاع فــي الـمـنــاطــق الـتــي تعمل فيها الحكومة‬ ‫أ‬ ‫الـمــؤقـتــة‪ ،‬فـســوف ينتصر بـشــار الس ــد‪ ،‬وه ــذه هي‬ ‫أ‬ ‫المعركة الحقيقية‪ ،‬والتي ت�تي على مستوى كيفية‬ ‫بلدا‪ ،‬ويخلق ً‬ ‫أت�سيس شيء يخدم ً‬ ‫نوعا من االستقرار‬ ‫‪ ،‬بـ ً‬ ‫ـدال من الفوضى القائمة في المناطق المحررة‪،‬‬ ‫إضافة إلى حل معضلة الصالحيات بين اال ئـتالف‬ ‫والحكومة‪ .‬والحساسية حول كيفية خدمة الناس‪،‬‬ ‫أ‬ ‫دون �ن تتحول إلى مشروع لتقسيم البالد‪ ،‬وهذه‬ ‫تحتاج الدراية الكاملة بتفاصيل الصراع‪ ،‬وتوازنات‬ ‫القوى الفاعلة فيه»‪.‬‬

‫خاص ضوضاء‪ /‬منتدى المعرفة وحرية التعبير‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تحقيق‬

‫خاص ضوضاء‪ /‬منتدى المعرفة وحرية التعبير‬

‫خاص ضوضاء‪ /‬منتدى المعرفة وحرية التعبير‬

‫من جهتها قالت الناشطة والمعتقلة السابقة هنادة‬ ‫الرفاعي «إن عيطة صاحب الــاءات الثالث‪ ،‬يؤكد‬ ‫على ضرورة التفكير بكيفية وقف الحرب في المرحلة‬ ‫مشروع للتقسيم والذي‬ ‫الراهنة‪ ،‬وتوجه البالد نحو‬ ‫ٍ أ‬ ‫نــرفـضــه جـمـيـعـ ًـا‪ ،‬ونـحــن نــؤكــد عـلــى الم ــل بطفرة‪،‬‬ ‫قــد تـغـ ّـيــر ال ـم ـســار ال ـحــالــي ال ــذي تـسـيــر فـيــه الـبــاد‬ ‫نـحــو ال ـهــاويــة‪ ،‬ويـجــب الـتـحـســس لـمــدى الـخـطــورة‬ ‫أ‬ ‫التي وصلت إليها الوضــاع‪ ،‬من تشتت المعارضة‬ ‫الخارجية وفقدان الثقة بها‪ ،‬وضرورة إشراك الشباب‬ ‫أ‬ ‫الذين بد�وا الثورة‪ ،‬في قيادتها»‪.‬‬ ‫ما الذي يمكن فعله في مسعى للم الشمل‬ ‫السوري وتوحيد الجهود؟ ما هو المشترك‬ ‫الذي يمكن الوقوف عليه ليعتمد أ� ً‬ ‫ساسا‬ ‫يبنى عليه موقف ّ‬ ‫يوحد الجميع‪ ،‬وينهي هذه‬ ‫النيران التي تحرق كل شيء؟ وما الذي‬ ‫أ‬ ‫سنستند عليه لنبني �و نبحث عن سوريا‬ ‫تتجاوز محنتها‪ ،‬وتعيش استقرا ًرا ينتظره‬ ‫الجميع؟‬ ‫يـتــابــع عيطة حــديـثــه عــن م ـحــوره الـثــالــث‪ ،‬لوصف‬ ‫الصراع السوري الراهن‪« ،‬الحرب ال تصنع الحرية‪،‬‬ ‫فالحرب لها قوانينها وسياقها وتداخالتها ومنطق‬ ‫الـمــال والـســاح والسيطرة‪ ،‬والـحــرب مــن الممكن‬ ‫أ‬ ‫ل ـهــا �ن تــؤســس لـلـحــريــة ع ـنــدمــا يــرت ـبــط الـسـيــاســي‬ ‫أ‬ ‫بالعسكري‪ ،‬لكن ما يجري في سوريا يؤكد �نه ليس‬

‫خاص ضوضاء‪ /‬منتدى المعرفة وحرية التعبير‬

‫هناك عالقة بين االثنين‪ ،‬هناك محاوالت للربط‪،‬‬ ‫أ أ‬ ‫ولكني ال �جــد �يــة معركة خاضتها قــوى المعارضة‬ ‫المسلحة لسبب سـيــا ســي‪ ،‬وبتنسيق بـيــن قـيــادة‬ ‫سياسية والقيادات العسكرية‪ ،‬والدليل على ذلك‪،‬‬ ‫االخـتــافــات الـتــي كـنــا نشهدها كلما فتحت جبهة‬ ‫أ‬ ‫جــديــدة‪ ،‬وهنا يجب �ن نستفيد مــن تجربة قريبة‬ ‫منا‪ ،‬إن ما ساهم بنجاح الثورة الفلسطينية هو ربط‬ ‫السياسي بالعسكري ‪ ،‬إلــى جــانــب نـجــاح القيادة‬ ‫أ‬ ‫السياسية لحركة فتح‪ ،‬ب�ن تحتوي في إطار منظمة‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫اختالفا عنها‬ ‫التحرير الفلسطينية �كـثر التنظيمات‬ ‫أ‬ ‫في إطار واحد‪ ،‬فإذا لم يستطع اال ئـتالف �ن يحتوي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫كل �طياف المعارضة‪ ،‬فكيف سيحتوي كل �طياف‬ ‫أ‬ ‫المجتمع السوري‪ ،‬كما �ن الحرب ال تصنع حرية إذا‬ ‫أ‬ ‫لم تكن أ� ً‬ ‫ساسا لمشروع سياسي‪ ،‬وبما �نها ليست‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫أ� ً‬ ‫ساسا لمشروع سياسي سوري‪ ،‬فإن �هم شيء الن‪،‬‬ ‫هو إيقاف الحرب‪ ،‬حتى بــدون وجــود حل سياسي‬ ‫واضح‪ ،‬إذ ليس هناك سياسة في الحرب دون الربط‬ ‫أ‬ ‫بين السياسي والعسكري‪ ،‬والهم هو إيجاد طريقة‬ ‫إليقاف الحرب»‪.‬‬ ‫وه ـنــا يـعـقــب ال ـم ـعــارض ال ـس ــوري ف ــؤاد إي ـل ـيــا على‬ ‫أ‬ ‫حديث عيطة بالقول‪« :‬صحيح �ن الحرب ال تصنع‬ ‫أ‬ ‫ال ـحــريــة‪ ،‬ول ـكــن ال ـحــرب مــن �ج ــل الـحــريــة تصنع‬ ‫الـحــريــة‪ .‬والـمـقــاربــة الـتــي ذكــرهــا عيطة عــن منظمة‬ ‫أ‬ ‫الـتـحــريــر ليست صحيحة‪ .‬وكــل ال ــذي �راد سوقه‬ ‫أ‬ ‫من خالل مناقشة الحرب‪ ،‬من �جل الحرية وعدم‬ ‫ارتباط العسكري بالسياسي‪ ،‬هو للوصول إلى فكرة‬

‫تقضي بإيقاف الحرب حتى من دون الــوصــول إلى‬ ‫حل سياسي‪ ،‬ما يدفعني للقول بالمثل الشعبي‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫((وك�نك يا �بــو زيد ما غزيت))‪ ،‬اين الديمقراطية‬ ‫التي ينشدها الشعب؟ اين الحرية التي طالب بها‬ ‫أ‬ ‫الشباب الذي استشهد؟ ثم من الذي بد� الحرب‪،‬‬ ‫هــل هــم الـشـبــاب الـسـلـمــي وه ــم يـتـعــرضــون للقتل‬ ‫واالعـتـقــال والـمــوت فــي زنــازيــن النظام وباعترافه؟‬ ‫أ‬ ‫هل الـثــورة هي التي استخدمت السلحة المحرمة‬ ‫ً‬ ‫دوليا‪ .‬إنه الهروب من محاسبة نظام دموي بحجة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ايقاف الحرب‪ ،‬وهو بر�ي خدمة مجانية لنظام �وغل‬ ‫أ‬ ‫في دم شعبه‪ ،‬و�سقط سيادة الدولة وفتح المجال‬ ‫واسعا لكل اإلرهاب ألن يعيث ً‬ ‫ً‬ ‫قتال وتدمي ًرا‪ .‬لست‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�دري ماذا يمكن �ن يخدم شعار إيقاف الحرب الن‪،‬‬ ‫وبعد كل هذا العدد من الشهداء الذين سقطوا»؟‪.‬‬ ‫آ‬ ‫ولخلق هذه ال لية والطريقة المناسبة‪ ،‬يردف عيطة‬ ‫في الحديث عن هذه الحيثية المهمة «الوضع في‬ ‫سوريا وتركيبة القوى باتت معروفة‪ ،‬وكذلك تركيبة‬ ‫أ‬ ‫المصالح الخارجية �صبحت واضحة‪ ،‬فهناك استثمار‬ ‫من دول خليجية على سوريا‪ ،‬وهناك استثمار من‬ ‫أ‬ ‫تركيا ومن إيران‪ ،‬ولن يقبل �حد الخروج من اللعبة‬ ‫السورية بدون إيرادات‪ ،‬هذا ليس أ�م ًرا ً‬ ‫جديدا‪ ،‬وهذه‬ ‫أ‬ ‫المعادلة �كبر من حجم البالد‪ ،‬وحين قمنا بصياغة‬ ‫العهد الوطني في حلبون‪ ،‬انتقدني نشطاء ثوريون‬ ‫وقالوا‪« ،‬إن الثورة تكون ثورة عندما تبحث عن نظام‬ ‫بديل»‪ ،‬يجب عدم اال كـتفاء بإسقاط النظام القائم‪،‬‬ ‫تشرين األول ‪ 2014‬العدد (‪)14‬‬

‫‪27‬‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تحقيق‬

‫خاص ضوضاء‪ /‬منتدى المعرفة وحرية التعبير‬

‫أ‬ ‫فالثورة الفرنسية لم َ‬ ‫تسم ثورة مباشرة‪ ،‬لن الثوار‬ ‫الفرنسيين احتربوا فيما بينهم‪ ،‬وجاء بعدها نابليون‬ ‫الديكـتاتور‪ ،‬وهي سميت فقط ثورة إلنتاجها ورقة‬ ‫إعــان حقوق اإلنـســان والـمــواطـنــة‪ ،‬والـتــي جــاءت‬ ‫أ‬ ‫كـحــدث فــي ظ ــروف خــاصــة‪ ،‬ومـ ّـثـلــت الث ــر النبيل‬ ‫الوحيد للثورة الفرنسية‪ .‬هــذه كانت وجهة نظرنا‬ ‫أ‬ ‫عهد وطني‪ ،‬فالثورة عندما تنطلق‬ ‫من �جل وضع ٍ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ال يمكن التحكم بها‪ ،‬لنها تبد� من الشباب‪ ،‬لذلك‬ ‫أ‬ ‫حاولنا الربط بين الرعيل الول من السياسيين‪،‬‬ ‫وبين الشباب‪ ،‬وبين السياسي والعسكري‪ ،‬وكان‬ ‫الفشل هــو المصير‪ ،‬و هــذا مــا دفعنا للتركيز على‬ ‫الخروج بالعهد الوطني في حلبون حينها»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫«شخصيا‪ ،‬حافظت مــؤخـ ًرا على‬ ‫يتابع «عـيـطــة»‪:‬‬ ‫أ‬ ‫عالقات مع دولتين فقط هما �مريكا وروسيا‪ ،‬وقلت‬ ‫لهما‪ ،‬أ�نتما البلدان أال كـثر ً‬ ‫قربا من سوريا من حيث‬ ‫التنوع الديني والعرقي والثقافي‪ ،‬وإذا زالت سوريا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫من الوجود فستزول �مريكا وروسيا بعدها‪ ،‬لنه‬ ‫لن يبقى هناك مثال في الشرق‪ ،‬عن دولة متعددة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الدي ــان والعـ ـراق تعيش هــويــة قومية بالرغم من‬ ‫تعددها‪ ،‬ذاكرتنا الجمعية من الصعب محوها‪،‬‬ ‫وهي محفوظة‪ ،‬ال يمكن إلغاؤها‪ ،‬وال يتوجب ذلك‬ ‫ألنها ليست إر ًثا ً‬ ‫سوريا فحسب بل إرث لإلنسانية»‪.‬‬ ‫والحل هنا حسب «عيطة» يتمثل في «وقف الحرب‬ ‫أب�قل الشروط ً‬ ‫سوءا‪ ،‬حتى تعود السياسة عن طريق‬ ‫آ‬ ‫وقف ال لية‪ ،‬ووقف التشنج بين الطرفين والفوضى‬ ‫الـقــائـمــة‪ ،‬ولـكــن كـيــف‪ ،‬هـنــاك عــدة طــرق لكيفية‬ ‫السير إلى أالمام‪ ،‬منها‪ ،‬ما يقول ّ‬ ‫لنوحد المعارضة‬ ‫أ� ً‬ ‫صعب ً‬ ‫وال‪ ،‬ولكن هذا ٌ‬ ‫جدا في هكذا ظرف‪ ،‬فإن‬ ‫لم نكن قادرين على التوحد في العام ‪ ،2012‬فلن‬

‫‪28‬‬

‫تشرين األول ‪ 2014‬العدد (‪)14‬‬

‫خاص ضوضاء‪ /‬منتدى المعرفة وحرية التعبير‬

‫آ‬ ‫نكون قادرين على ذلك الن‪ ،‬خاصة مع الضربة‬ ‫أ‬ ‫المــريـكـيــة وال ـتــي قـسـمــت ال ـم ــواالة والـمـعــارضــة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وقمست كذلك �عضاء كل حزب‪ ،‬سواء داخل هيئة‬ ‫أ‬ ‫التنسيق �و اال ئ ـتــاف‪ ،‬وبــات من الصعب إيجاد‬ ‫كيان جديد‪ ،‬ولذلك‪ ،‬البد من الحوار والتواصل‬ ‫وزيادة الربط بين العسكري والسياسي‪ ،‬التواصل‬ ‫بين مختلف أالطياف السياسية‪ ،‬ورغم ذلك أ� ً‬ ‫يضا‪،‬‬ ‫لن يكون بإمكاننا الوصول إلى مؤتمر وطني عام‪،‬‬ ‫يشكل جسم معارض كما تمنينا قبل مؤتمر جنيف‪،‬‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫وهــذه ليست الولــويــة الن‪ ،‬البـ ّـد من العمل على‬ ‫وقف الحرب بطرق جديدة»‪.‬‬ ‫يجب عدم اال كـتفاء إب�سقاط النظام القائم‪،‬‬ ‫أ‬ ‫فالثورة الفرنسية لم َ‬ ‫تسم ثورة مباشرة‪ ،‬لن‬ ‫الثوار الفرنسيين احتربوا فيما بينهم‪ ،‬وجاء‬ ‫بعدها نابليون الديكـتاتور‪ ،‬وهي سميت‬ ‫فقط ثورة إلنتاجها ورقة إ�عالن حقوق‬ ‫ا إلنسان والمواطنة‪ ،‬والتي جاءت كحدث‬ ‫أ‬ ‫في ظروف خاصة‪ّ ،‬‬ ‫ومثلت الثر النبيل‬ ‫الوحيد للثورة الفرنسية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫في المحور الرابع‪ ،‬يجد «عيطة» �ن من الواجب‬ ‫وج ــود «ت ـص ـ ٌـور سـيــاســي لـمــا بـعــد ال ـح ــرب‪ ،‬يـكــون‬ ‫بمثابة العملية السياسية‪ ،‬التي ستؤدي بعد إعادة‬ ‫تنشيط السياسة إلى المؤتمر الوطني‪ ،‬ويجب تصور‬ ‫آ‬ ‫ً‬ ‫انطالقا من وقف إطالق النار للوصول إلى‬ ‫ال لية‬ ‫المؤتمر الوطني‪ ،‬والبد من وجود معارضة ومواالة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫في �حسن الحــوال للت�سيس‪ ،‬وخلق التفاعالت‬ ‫أ‬ ‫داخ ــل الـجـهـتـيــن ل ـلــوصــول إل ــى ش ــيء �ن ـض ــج من‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الــوضــع الحالي‪ .‬وهنا يجب �ن نشير إلــى �ن هذه‬

‫أ أ‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫ال لية‪ ،‬يجب �ن تنطلق من الخط� الساسي الذي‬ ‫أ‬ ‫�دى إلــى الـثــورة‪ ،‬وهــو مركزية الــدولــة بشكل كبير‬ ‫ج ـ ًـدا‪ ،‬فـمـثـ ًـا‪ ،‬كــان البــد مــن تــدخــل وزي ــر الصحة‬ ‫أ‬ ‫فــي د م ـشــق‪ ،‬حـتــى يبنى مستوصف � و مشفى في‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ر�س العين �و القامشلي‪ ،‬وهذه كانت إحدى �وجه‬ ‫مركزية الدولة الصارمة‪ ،‬لذلك يجب بناء المؤسسات‬ ‫أ‬ ‫من خالل الشؤون الذاتية التي بــد�ت مع الثورة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫حيث تشكلت المجالس المحلية وبد� الناس بإدارة‬ ‫مناطقهم ً‬ ‫بعيدا عن االرتباط بالدولة المركزية‪ ،‬في‬ ‫ظل غياب قدرة الدولة على خدمة المناطق‪ ،‬وهذا‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ضروريا لضبط ما سيحصل في مرحلة وقف‬ ‫المر كان‬ ‫إطالق النار‪ ،‬فالالمركزية في المناطق المحررة مهمة‬ ‫في هــذه المرحلة‪ ،‬والمسؤولية هنا ستكون كبيرة‬ ‫أ‬ ‫جـ ًـدا‪ ،‬مــن حيث ت�مين احتياجات الـنــاس‪ ،‬وهــذا‬ ‫يحتاج إلى الكـثير من الحنكة والصبر في التعامل‬ ‫مع هذه المعضلة‪ ،‬وتلك المجالس ستتحمل هذه‬ ‫أ‬ ‫المسؤولية‪ ،‬لذلك يجب �ن يخلق التصور بين وقف‬ ‫إطــاق النار‪ ،‬والمشروع السياسي الوطني والذي‬ ‫سيقرر شكل الدستور‪ ،‬ويوازن بين الديمقراطيين‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫واإلسالميين‪ ،‬وعلى الجانبين �ن يتحملوا كل الراء‪،‬‬ ‫وهـنــا ستكون الـصـراعــات محتدمة بين المعارضة‬ ‫والتي تحمل في شكلها الجوهري المعقولية كبيرة‪،‬‬ ‫والـمـعـيــار يـجــب أ�ن يـكــون اع ـت ـمـ ً‬ ‫ـادا عـلــى التمثيل‬ ‫الديمقراطي‪ ،‬وهذه الفترة السياسية ستكون مهمة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫لت�طير السياسة في خدمة الناس‪ ،‬ولن تتفق �طياف‬ ‫المعارضة بدون المشروع الوطني السياسي السوري‪،‬‬ ‫أ‬ ‫البد أ�ن يكون ً‬ ‫والذي ّ‬ ‫جامعا لكل السوريين‪� ،‬و على‬ ‫أ أ‬ ‫ً‬ ‫حياديا وعلى مسافة واحدة من كل‬ ‫القل‪� ،‬ن يكون‬ ‫مكونات السوريين»‪.‬‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫ضربات التحالف على داعش فعل ورد فعل‬ ‫وكالة سمارت‪ -‬خاص ضوضاء‬ ‫في وقــت يواصل فيه التحالف الــدولــي عملياته ضد‬ ‫مواقع وتجمعات تنظيم «الدولة اإلسالمية» بمنطقة‬ ‫كــوبــانــي‪/‬عـيــن الـعــرب وبـعــض الـمــواقــع النفطية التي‬ ‫يسيطر عليها التنظيم بريف دير الزور‪ ،‬تسارع قوات‬ ‫النظام لتعزيز سيطرتها على مناطق حيوية في ريفي‬ ‫حلب وحماة‪ .‬وقد كـثفت قوات النظام مؤخ ًرا‪ ،‬قصفها‬ ‫أ‬ ‫الجوي على مدن وبلدات بريف إدلب‪ ،‬وسط �نباء عن‬ ‫استخدامها غازات سامة في حي جوبر بدمشق‪.‬‬ ‫وبعد مرور نحو شهرين على بدء العمليات العسكرية‬ ‫أ‬ ‫لـلـتـحــالــف ال ــدول ــي ف ــي س ــوري ــا‪ ،‬ي ــرى م ـراق ـب ــون �ن‬ ‫أ‬ ‫استراتيجية الضربات الجوية المريكية في سوريا ال‬ ‫أ‬ ‫تـزال تثير الشك والريبة‪ ،‬وذلــك لن هذه الضربات‬ ‫أ‬ ‫ال تــؤدي إلــى تغيير الوض ــاع تغيي ًرا جــذريـ ًـا‪ .‬كما يعد‬ ‫أ‬ ‫معارضون سوريون �ن هجمات التحالف‪ ،‬وسياساته‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بش�ن الحرب على اإلرهاب محدودة الثر‪ ،‬بل هناك من‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يقول ب�ثرها السلبي‪ ،‬لنها ال تستهدف النظام وقواته‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وهو هدف كان ينبغي �ن يكون في جملة �هدافها‪ ،‬بل‬ ‫أ‬ ‫لن القوى والتشكيالت العسكرية التي تقاوم النظام‬ ‫وجماعات التطرف‪ ،‬ال يتم التنسيق معها وال دعمها‬ ‫بصورة حقيقية على المستويين السياسي والعسكري‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ويــرى اال ئ ـتــاف الوطني لقوى الـثــورة والمعارضة �ن‬ ‫امتناع قوات التحالف عن دعم الجيش الحر «السيما‬ ‫في ريف حلب الشمالي»‪ ،‬يصب في مصلحة النظام‬ ‫ويـعــزز تقدمه فــي المنطقة‪ .‬وتشير بيانات اال ئ ـتــاف‬ ‫أ‬ ‫المتتالية ح ــول عمليات الـتـحــالــف �ن تــركـيــز قــوات‬ ‫التحالف على محاربة تنظيم الدولة في مدينة كوباني‪،‬‬ ‫أ�عطى الفرصة لقوات النظام بارتكاب المزيد من المجازر‬ ‫أ‬ ‫والتقدم أ�كـثر في المنطقة‪ً .‬‬ ‫وتاليا‪ ،‬فإن �ي «تقدم لقوات‬

‫النظام في جبهة حلب‪ ،‬يمثل خسارة في المعركة ضد‬ ‫داعش على المدى البعيد»‪ ،‬حسبما يفيد اال ئـتالف‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ميدانيا‪ ،‬شن مقاتلو المعارضة في ريف حلب الشمالي‬ ‫أ‬ ‫مــؤخـ ًرا‪ ،‬عمليات ضد قــوات النظام لت�مين خطوط‬ ‫أ‬ ‫إمداداتهم إلى حلب‪ ،‬بعد التقدم الذي �حرزته قوات‬ ‫أ‬ ‫النظام في الفترة الخيرة‪ .‬واشتدت حدة المعارك في‬ ‫أ‬ ‫جميع �نحاء منطقة حندرات غداة مقتل ‪ 15‬عنص ًرا من‬ ‫قوات النظام والميليشيات الموالية له‪ً ،‬‬ ‫فضال عن ‪12‬‬ ‫ً‬ ‫مقاتال من المعارضة‪ .‬ويسيطر مقاتلو المعارضة على‬ ‫مناطق في الجانب الشرقي من حلب‪ ،‬فيما تسيطر‬ ‫قوات النظام على قطاعات على الجانب الغربي للمدينة‪.‬‬ ‫وي ـشــارك ق ــوات الـنـظــام‪ ،‬عـنــاصــر مــن «ح ــزب الـلــه»‬ ‫اللبناني‪ ،‬وكذلك مقاتلون إيرانيون وفلسطينيون من‬ ‫الفصائل الموالية للنظام‪.‬‬ ‫وفــي حلب ال ـيــوم‪ ،‬تعد السيطرة على تــل حـنــدرات‬ ‫االستراتيجي أ�م ًرا ً‬ ‫مهما للمعارضة‪ ،‬حيث يطل التل على‬ ‫أ‬ ‫خط إمدادهم الرئيسي القادم من تركيا‪ ،‬كما يمكن �ن‬ ‫يساعد التل قوات النظام على حصار المناطق الخاضعة‬ ‫لسيطرة المعارضة في مدينة حلب‪.‬‬ ‫ويستغل النظام انشغال تنظيم «الدولة اإلسالمية»‬ ‫في منطقة كوباني‪ ،‬لتحقيق تقدم في مدينة ديرالزور‪.‬‬ ‫أ‬ ‫و�ف ــاد مراسلنا السبت الفائت‪ ،‬باشتداد اشتباكات‬ ‫بـيــن الـطــرفـيــن فــي منطقة حــويـجــة صـكــر بــدي ـرالــزور‪.‬‬ ‫كذلك يحاول النظام التقدم في ريــف حماة‪ .‬وتشير‬ ‫أ‬ ‫المعلومات الميدانية �ن قوات النظام سيطرت على‬ ‫أ‬ ‫معظم �حياء مدينة مورك في ريف حماة الشمالي بعد‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫محاوالت كـثيرة القتحامها‪ .‬و�فادت مصادر محلية ب�ن‬ ‫أ‬ ‫قوات النظام تكبدت �لف قتيل في حملتها التي امتدت‬ ‫أ‬ ‫تسعة �شهر على مدينة مورك‪ .‬وقالت مصادر ميدانية‬ ‫إن قوات النظام تقدمت من الجهات الشمالية والشرقية‬ ‫والجنوبية للمدينة مدعومة بعشرات الغارات الجوية‪،‬‬

‫تقرير‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫متبعة سياسة التدمير الممنهج لل بنية وال ح ـيــاء‬ ‫أ‬ ‫السكنية التي خلت من سكانها منذ �شهر‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ويذهب محللون غربيون للقول ب�ن الضربات الجوية‬ ‫ال يمكن أ�ن تكون َّإال ً‬ ‫جزءا من استراتيجية عسكرية‬ ‫أ�كبر‪ ،‬تشمل أ� ً‬ ‫يضا في نهاية المطاف وجود ّقوات برية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وال توجد في الوقت الراهن �ية دولة في العالم مستعدة‬ ‫إلرسال ّقوات إلى سوريا‪ ،‬ولذلك يبحث الغرب بشكل‬ ‫مـيــؤوس منه عــن المقاتلين «المعتدلين»‪ ،‬الذين‬ ‫أ‬ ‫يمكنه تسليحهم‪ .‬ولكن بعد �ن «سمح الغرب طيلة‬ ‫أ�ربعة أ�عوام بالقتل واإلجرام في سوريا‪ ،‬لم ّ‬ ‫يتبق هناك‬ ‫بطبيعة الحال الكـثير من االعـتــدال»‪ ،‬فالمعارضة‬ ‫المسلحة في سوريا منقسمة ومعظمها ً‬ ‫تقريبا يتبنى‬ ‫إيديولوجية إسالمية‪ .‬فمن دون المساعدة الخارجية‬ ‫أ‬ ‫«ال يبقى لغلبها سوى اإليمان والحماس إلى االنتهاء‬ ‫أ‬ ‫كشهداء في الجنة»‪ .‬وباإلضافة إلــى ذلــك فقد � ّدت‬ ‫أ‬ ‫الحياة التي يعيشها الهــالــي تحت القصف اليومي‬ ‫من قبل النظام إلى جعل بعض السوريين المتبقين‬ ‫أ‬ ‫يـنـظــرون إلــى تنظيم «الــدولــة اإلســامـيــة» عـلــى � َّنــه‬ ‫مخلص لهم‪.‬‬ ‫أ أ‬ ‫ويعتقد ه ــؤالء المحللون �ن �ي ــة مـحــاولــة لمحاربة‬ ‫تنظيم «الدولة اإلسالمية» سيكون مصيرها الفشل‪،‬‬ ‫إذا لم يهتم المرء بالسؤال حول ظهور هذا التنظيم‬ ‫أ‬ ‫اإلرهابي‪ .‬وهنا سينتهي المرء بسرعة إلى نظام السد‬ ‫والخطر الكبير الذي ّ‬ ‫يهدد بتقديم الهدية التالية إلى‬ ‫الديكـتاتور‪ ،‬وذلــك من خــال قصف وإبـعــاد طرف‬ ‫من أالطراف المعارضة للنظام‪ .‬ويرون أ�نه ّ‬ ‫يتعين على‬ ‫أ‬ ‫الغرب � َّال يقوم فقط بتشكيل قـ ّـوات برية ّفعالة من‬ ‫المعارضة فــي ســوريــا لمواجهة التنظيم‪ ،‬بــل يجب‬ ‫أ� ً‬ ‫يضا تكوين بديل سياسي معقول ليحل ّ‬ ‫محل نظام‬ ‫أ‬ ‫السد في سوريا‪ ،‬فالسوريون الذين يتمسكون بالنظام‬ ‫يفعلون ذلك ً‬ ‫غالبا بسبب خوفهم مما قد يحدث بعد‬ ‫سقوط النظام‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ويرى معارضون �نه يتم عمليا إضعاف متزايد لمناهضي‬ ‫اإلرهــاب من الناحيتين السياسية والعسكرية‪ .‬وإذا‬ ‫كان الهدف‪ ،‬كما يقال في العلن‪ ،‬محاربة اإلرهــاب‬ ‫والتطرف‪ ،‬فالمطلوب إعادة النظر فيما يتم اعتماده‬ ‫من سياسيات‪ ،‬ومــا يجري القيام به من خطوات‪،‬‬ ‫المطلوب ً‬ ‫فعال أ�ن تشمل الحرب ضد اإلرهــاب ً‬ ‫حربا‬ ‫أ‬ ‫على الـنـظــام‪ ،‬و�ن يتم تقديم دعــم حقيقي وفعال‬ ‫للقوى المناهضة لإلرهاب‪ ،‬سواء في قتالها ضد تنظيم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫«الدولة» و�خواته‪� ،‬و في قتالها ضد قوات النظام‪.‬‬ ‫تشرين األول ‪ 2014‬العدد (‪)14‬‬

‫‪29‬‬


‫إضاءة‬

‫تقرير‬

‫النصرة بين قتال النظام والسير على خطا تنظيم «الدولة»‬

‫تقرير‪ :‬وكالة سمارت ‪ -‬خاص ضوضاء‬ ‫ًأ‬ ‫جليا �ن المعارضة السورية‪ ،‬السياسية والشعبية‪،‬‬ ‫يبدو‬ ‫تختلف على تحديد موقع «جبهة النصرة» في خارطة‬ ‫الفصائل المقاتلة ضد النظام السوري‪ .‬هذا االختالف‬ ‫اتضح ً‬ ‫جليا حين استهل التحالف الدولي عملياته في‬ ‫أ‬ ‫سوريا بضرب مواقع الجبهة‪ ،‬حيث �يــد البعض تلك‬ ‫العملية في حين رفض قسم من المعارضة الضربة‪ ،‬في‬ ‫اعتبار «النصرة» ً‬ ‫فصيال يقاتل ضد النظام السوري‪ً .‬‬ ‫علما‬ ‫أ‬ ‫�ن التحالف اكـتفى بتلك العملية وتوجه لمواقع تنظيم‬ ‫«الدولة االسالمية»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫تعد «جبهة النصرة لهل الشام» من الجماعات السلفية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الـجـهــاديــة الـتــي �س ـســت �واخـ ــر ع ــام ‪ 2011‬فــي غمرة‬ ‫أ‬ ‫االنتفاضة في ســوريــا‪ .‬ودعــت الجبهة في بيانها الول‬ ‫أ‬ ‫الذي �صدرته في ‪ 24‬كانون الثاني ‪ ،2012‬السوريين‬ ‫للجهاد وحمل السالح في وجه النظام السوري‪ .‬وتبنت‬ ‫منذ إنشائها عدة هجمات وتفجيرات في مدينة حلب‪،‬‬ ‫وحــي الميدان بدمشق في كانون الثاني ‪ 2012‬وعلى‬ ‫أ‬ ‫آ أ‬ ‫منش�ت �منية في دمشق مطلع �يــار ‪ .2012‬وجــاء في‬ ‫بيان نشر على موقع «شموخ اإلسالم» الذي يستخدمه‬ ‫أ‬ ‫اإلســامـيــون تـحــت عـنــوان «الـقـصــف بــالـنـســف»‪� ،‬ن‬ ‫«جبهة النصرة تتبنى عملية فرع أالمــن ّ‬ ‫الجوي وإدارة‬ ‫أ‬ ‫المن الجنائي بدمشق»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وال يعرف على وجه التحديد �صل جبهة النصرة‪ ،‬لكن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يـبــدو �نـهــا نـشــ�ت فــي مدينة حمص وســط ســوريــا وقد‬ ‫أ‬ ‫ربطتها تقارير استخبارية �ميركية بتنظيم القاعدة في‬ ‫الـعـراق‪ .‬وسبق لنائب وزيــر الداخلية العراقي عدنان‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫السدي �ن صرح في شباط ‪� 2012‬ن مجاهدين يتسللون‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫من العراق إلى سوريا‪ ،‬و�ن هناك �سلحة يجري تهريبها‬ ‫إلى مناوئي النظام السوري‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫في كانون الثاني ‪� ،2012‬صدر المدعو «الفاتح �با محمد‬ ‫ًأ‬ ‫بيانا �علن فيه عن تشكيل «جبهة لنصرة‬ ‫الجوالني»‬ ‫أ‬ ‫�ه ــل ال ـشــام» مــن «مـجــاهــدي ال ـشــام»‪ .‬وح ــدد البيان‬ ‫الهدف من إنشاء الجبهة بالقول إنها جاءت ً‬ ‫سعيا من‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫الله إلــى � ِرض ــه‪ ،‬و�ن نث�ر‬ ‫مؤسسيها «إلع ــادة سلطان‬ ‫ِ ِ َّ َ َ أ‬ ‫َ‬ ‫طفال‬ ‫للعرض ُالمنت َهك والـ ِ‬ ‫النازف ونرد البسمة لل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـدم ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ساء الرمل»‪ .‬واستهجن البيان دعوة البعض‬ ‫ُالر َّضع ِ‬ ‫والن ِ‬ ‫لالستعانة بقوى غربية للخالص من نظام حزب البعث‬ ‫أ‬ ‫الحاكم‪ً ،‬‬ ‫واصفا إياها ب�نها «دعوة شاذة ضالة وجريمة‬ ‫ُ‬ ‫يغف ُرها الله ولن يرحم أ� َ‬ ‫صحابها‬ ‫كبرى ُومصيبة ُعظمى ال ِ‬ ‫ُأ‬ ‫التاريخ � َبد الدهر»‪.‬‬

‫‪30‬‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تشرين األول ‪ 2014‬العدد (‪)14‬‬

‫وحمل البيان بشدة على الدولة التركية‪ ،‬وعلى مشروع‬ ‫الجامعة العربية الذي حكم عليه بالفشل قبل البدء به‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫عاقل‬ ‫كما هاجم البيان إيران قائال إنه «ال يخفى على ِ‬ ‫كل ٍُ‬ ‫السعي اإلير َّ‬ ‫َ‬ ‫النظام (البعث) منذ‬ ‫اني الحثيث َمع هذا ِ‬ ‫أ‬ ‫ْ‬ ‫باركة‬ ‫رض ُالم ِ‬ ‫هذه ال ِ‬ ‫سنين قد خلت لزر ِع الصفوية في ِ‬ ‫الستعادة اإلمبراطورية الفارسية‪ ،‬فالشام إلي ـران هي‬ ‫الرئـتان‪ُ ،‬‬ ‫يتنفس بها مشروعها البائد»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وبالرغم من �ن التنظيم‪ ،‬وبلسان زعيمه الجوالني‪،‬‬ ‫أ‬ ‫بايع �يـمــن الـظــواهــري وتــم إدراج ــه فــي لــوائــح اإلرهــاب‬ ‫ً‬ ‫خصوصا من الواليات المتحدة والسعودية‪،‬‬ ‫الدولية‪،‬‬ ‫هناك جمهور واسع من السوريين المعارضين يؤيدون‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫التنظيم لنــه فصيل يقاتل من «�جــل إسقاط النظام‬ ‫وحماية السوريين المعارضين»‪ ،‬بعكس تنظيم «الدولة‬ ‫اإلسالمية»‪ ،‬التي لم يكن همها ســوى السيطرة على‬ ‫أ‬ ‫«المناطق المحررة» وفرض سلطتها على �هاليها‪.‬‬ ‫جنبالط‪ :‬النصرة ليست إ�رهابية‬ ‫اعتبر رئيس الـحــزب التقدمي االشـتـراكــي النائب وليد‬ ‫جنبالط‪« ،‬جبهة النصرة» منظمة غير إرهابية‪ .‬هذا‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫خصوصا في ظل‬ ‫الموقف �ثار استنكارات لبنانية عديدة‪،‬‬ ‫احتجاز «النصرة» عسكريين لبنانيين وإعدام إحدهم‪،‬‬

‫إضــافــة إلــى التفجيرات التي تبنتها ً‬ ‫سابقا فــي الداخل‬ ‫اللبناني‪ ،‬لكن الموقف الجنبالطي راق في الوقت عينه‬ ‫آ‬ ‫للبعض الخر‪ .‬ولم يعبر جنبالط عن وجهة نظره تجاه‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�عمال «النصرة» �و التصنيفات المسقطة عليها‪ ،‬بل‬ ‫ّ‬ ‫يعبر‪ ،‬بحسب مصادر مقربة من جنبالط‪ ،‬عن «وجهة‬ ‫أ‬ ‫نظره في ضــرورة التعاطي مع هذه المجموعة على �نها‬ ‫أ‬ ‫اصبحت في حكم �مر الواقع موجودة في سوريا»‪.‬‬ ‫وتجاوز ملف «جبهة النصرة» الحدود السورية‪ ،‬حيث‬ ‫نفذ الجيش اللبناني حمالت المداهمات واالعتقاالت‬ ‫التعسفية في ‪ 2014-9-25‬بمنطقة «الجفر» بعرسال‬ ‫أ‬ ‫بحق الالجئين السوريين‪ ،‬واعتقل مئات الشخاص‪،‬‬ ‫وتم إحـراق مخيم «البنيان» المؤلف من حوالي ‪150‬‬ ‫خيمة تــؤوي مـئــات الالجئين ومعلومات عــن إح ـراق‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مخيمات �خرى‪ .‬ور�ى النائب وليد جنبالط‪� ،‬نه لو كانت‬ ‫قد تمت إقامة المخيمات لالجئين السوريين في لبنان‪،‬‬ ‫ربما لتجنبت بلدة عرسال الوضع الحالي الذي وصفه‬ ‫أ‬ ‫بالمصيبة‪ .‬وقال «يجب � ّال تظلم عرسال‪ ،‬فهناك من‬ ‫أ‬ ‫غرر بهم من �بناء عرسال وهناك النازحون السوريون»‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مشي ًرا إلى �ن عرسال «وطنية وقومية وعربية والجهزة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المنية تقوم بكل ما يلزم من �جل درء الفتنة واالرهاب»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وي�تي ذلك تز ً‬ ‫امنا مع انشقاق ثالثة جنود من الجيش‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تقرير‬

‫اللبناني وانضمامهم إلى «جبهة النصرة»‪ .‬كما تحتجز‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫الجبهة منذ �ب الماضي عناصر مــن الجيش والمــن‬ ‫اللبنانيين كــانــت قــد خطفتهم مــن مــواقــع عسكرية‬ ‫متقدمة على الحدود اللبنانية السورية‪ ،‬وتريد مقايضتهم‬ ‫بمعتقلين إسالميين في سجن رومية اللبناني‪ ،‬واتهمت‬ ‫مؤخ ًرا «حزب الله» بتعطيل المساعي التي ُتبذل لإلفراج‬ ‫عنهم‪ .‬وبداية الشهر الجاري‪ ،‬هاجمت الجبهة مواقع‬ ‫لـ»حزب الله» في جبال لبنان الشرقية وقالت إنها قتلت‬ ‫ما ال يقل عن عشرة من عناصر الحزب‪.‬‬ ‫محاولة توسيع النفوذ في سوريا‬ ‫ال تزال «جبهة النصرة» تعمل على توسيع رقعة نفوذها‬ ‫في ريف إدلب‪ ،‬وسط مخاوف من تكرار السيناريو الذي‬ ‫فرضه تنظيم «الدولة اإلسالمية» على مساحات واسعة‬ ‫أ‬ ‫من سوريا‪ ،‬وإعالنه الخالفة اإلسالمية فيها‪ .‬وكان �بو‬ ‫فراس السوري‪ ،‬الناطق الرسمي باسم «جبهة النصرة»‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫قد �فاد في وقت سابق‪� ،‬ن المقصود من «فكرة اإلمارة‬ ‫أ‬ ‫التي �علنها الجوالني في إدلب‪ ،‬هو مجرد إعادة هيكلة‬ ‫أ‬ ‫إلدارة وتنظيم المناطق المحررة لمواجهة الجندات‬ ‫أ‬ ‫الغربية التي �تت بطليعة الدجال‪ ،‬وترمي إلقامة دولة‬ ‫علمانية وديمقراطية وتقف في وجه شرع الله»‪.‬‬ ‫أ أ‬ ‫و�كد �بو فراس السوري‪ ،‬في لقاء مصور مع قناة «المنارة‬ ‫أ‬ ‫البيضاء»‪� ،‬ن تحرك «جبهة النصرة» جاء بعد انتشار‬ ‫الحواجز وكـثرتها في ريف إدلب‪ ،‬والتي «سهلت عمليات‬ ‫تهريب المخدرات وغيرها من المحرمات ً‬ ‫شرعا‪ ،‬إضافة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫إلى الحواجز التي �رهبت �هل الشام‪ ،‬و�عاقت تنقل‬ ‫المجاهدين ونقل الجرحى»‪ ،‬فتوجب على «النصرة»‬ ‫أ‬ ‫القيام بإجراء يخفف من انتشار هذا المر بشكل سريع‬ ‫أ‬ ‫في «المناطق المحررة»‪ ،‬المــر الــذي دفع «النصرة»‬ ‫لالتفاق مع بعض الفصائل على وثيقة تحكيم الشريعة‪،‬‬ ‫والتي تهدف إلعادة تنظيم هذه المناطق‪ ،‬وإقامة «دور‬ ‫قضاء‪ ،‬وهذه كلها من متممات الجهاد»‪.‬‬ ‫وكانت «جبهة النصرة» سيطرت في السابع من تموز‬ ‫الفائت‪ ،‬على بلدة الزنبقي فــي ريــف جسر الشغور‪،‬‬ ‫بعد اشتباكات عنيفة مع «لواء ذئاب الغاب»‪ ،‬التابع‬ ‫لـ»جبهة ثوار سوريا»‪ ،‬وفق مراسل «سمارت»‪ .‬وقال‬ ‫نشطاء محليون للمراسل‪ ،‬إن «النصرة» استولت على‬ ‫مقرات اللواء في البلدة‪ ،‬وقتلت ً‬ ‫عددا من عناصره‪ ،‬فيما‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�لقت القبض على الباقين‪ ،‬كما استولت على �سلحتهم‬ ‫أ‬ ‫وذخيرتهم‪ ،‬بحجة تزايد شكوى الهالي من ممارسات‬ ‫ال ـلــواء‪ ،‬وفــرضــه إت ــاوات عليهم‪ ،‬إلــى جــانــب عمليات‬ ‫«السرقة والتشليح» التي قام بها عناصره‪.‬‬

‫وجاءت هذه الخطوة بعد سيطرة «النصرة» على حواجز‬ ‫أ‬ ‫«اللواء ‪ ،»48‬وكـتائب «�حـرار الجبل الوسطاني» في‬ ‫قــرى الــدغــالــي ومريمين والبيلعة والـضـهــر والبحوث‬ ‫ودركوش بمنطقة الجبل الوسطاني‪ .‬ونقل مراسلنا عن‬ ‫أ‬ ‫مـصــادر مقربة مــن «جبهة الـنـصــرة»‪ّ � ،‬نـهــا و»الجبهة‬ ‫اإلسالمية» وكـتائب الجيش الحر‪ ،‬تنوي تشكيل هيئة‬ ‫مشتركة إلدارة «المناطق المحررة»‪ ،‬ومواصلة العمليات‬ ‫العسكرية ضـ ّـد «الـك ـتــائــب المسيئة»‪ ،‬وســط حملة‬ ‫مشابهة في ريف حلب‪.‬‬ ‫في المقابل‪ ،‬وجهت «جبهة ثوار سوريا» في بيان لها‪،‬‬ ‫دعــوة إلــى «المجاهدين والـثــوار الـشــرفــاء‪ ،‬فــي الثورة‬ ‫الـســوريــة» بـهــدف إل ـزام «الـنـصــرة‪ ،‬لـلــرضــوخ لتحكيم‬ ‫الـشــرع»‪ ،‬بعد سيطرتها على مـقـرات «ث ــوار ســوريــا»‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وقتلها نحو ‪ 100‬مقاتل منها في ريف إدلــب‪ .‬و�ضــاف‬ ‫أ‬ ‫الـبـيــان‪� ،‬ن ب ــوادر إع ــان إم ــارة فــي ســوريــا مــن قبل‬ ‫أأ‬ ‫أ‬ ‫«الـنـصــرة»‪ ،‬ظهرت �خـيـ ًرا‪ ،‬وبــد� �بــو محمد الجوالني‬ ‫بتشكيلها من الحدود التركية‪ ،‬وقام بعد انسحابه من‬ ‫ديـرالــزور إثــر سيطرة تنظيم «الــدولــة» على المنطقة‪،‬‬ ‫بالعمل على تشكيل إمارته شمال إدلب‪ ،‬إلى جانب‬ ‫سحب «النصرة» مقاتلين تابعين لها من ّعدة جبهات‬ ‫أ‬ ‫فــي ريــف حلب الغربي باتجاه إدل ــب‪ ،‬حسب ت�كيد‬ ‫الناطق الرسمي باسمها‪ ،‬لقناة «المنارة البيضاء»‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وذلك لتنظيم وترتيب المور في «المناطق المحررة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�كدت «جبهة ثوار سوريا»‪� ،‬ن «النصرة» استقدمت‬ ‫نحو ‪ 1000‬عنصر من المقنعين‪ ،‬وداهمت «المرابطين‬ ‫في جسر الشغور ودركوش والزنبقي»‪ ،‬وقتلت العديد‬ ‫من المقاتلين‪ ،‬أو�سرت نساء أو� ً‬ ‫طفاال‪ ،‬ليتجهوا بعدها‬ ‫إلى مقرات «لــواء ذئــاب الغاب»‪ ،‬ويقوموا بسرقة كل‬ ‫محتويات تلك المقرات‪ .‬ودعت «جبهة ثوار سوريا»‪،‬‬

‫أ‬ ‫«ال ـن ـص ــرة إل ــى إع ـ ــادة ك ــل م ــا �خ ــذت ــه م ــن مـقـراتـهــا‪،‬‬ ‫واالنسحاب من تلك المناطق‪ ،‬وإطالق سراح أالسرى‬ ‫وتسليم القتلة للمحاكم الشرعية»‪.‬‬ ‫وقــال الناطق باسم المكـتب اإلعالمي لـ»جبهة ثوار‬ ‫أ‬ ‫ســوريــا»‪ ،‬إن «(ث ــوار ســوريــا) ال تـهــدف إلــى قـتــال �ي‬ ‫أ‬ ‫فصيل‪ ،‬لنـهــا تعمل على ع ـ ّـدة جـبـهــات‪ ،‬ومعركـتها‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الساسية مع النظام»‪ .‬و�ضاف الناطق باسم المكـتب‬ ‫أ‬ ‫اإلعالمي‪ ،‬في اتصال مع وكالة «سـمــارت»‪� ،‬ن على‬ ‫«جـبـهــة الـنـصــرة‪ ،‬ات ـخــاذ مــوقــف صــريــح وواض ــح من‬ ‫أ‬ ‫الحــداث العصيبة التي تمر بها المنطقة‪ ،‬من وادي‬ ‫أ‬ ‫الضيف شـمـ ً‬ ‫ـاال وحـتــى م ــورك جـنــوبـ ًـا‪ ،‬و�ن تتجه إلى‬ ‫قتال النظام‪ ،‬بدل سعيها إلى السيطرة على مناطق‬ ‫كلفت ثوار سوريا‪ ،‬الكـثير من المقاتلين والعتاد حتى‬ ‫استطاعت تحريرها من قوات النظام»‪.‬‬ ‫كان لـ»جبهة النصرة» التي ّ‬ ‫تقدر التقارير عدد مقاتليها‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ب�كـثر من ‪� 12‬لــف مقاتل‪ ،‬حصة في الغارات الولــى‬ ‫أ‬ ‫للتحالف الدولي‪ ،‬استهدفت فيها مستودعات �سلحة‬ ‫أ‬ ‫في إدلب‪ ،‬لكن المفارقة �نه منذ ذلك اليوم لم نسمع‬ ‫أ‬ ‫ب�ي ضربة جديدة وجهت إلى «النصرة»‪ .‬وهنا تضامنت‬ ‫فئة كبيرة من «المعارضة االسالمية» مع «النصرة» التي‬ ‫كانت ّ‬ ‫السباقة في مقاتلة «الدولة»‪ ،‬إلى جانب «الجيش‬ ‫ً أ‬ ‫الحر» وباقي الفصائل‪ ،‬نظرا إلى �ن غالبية عناصرها من‬ ‫السوريين‪ً ،‬‬ ‫فضال عن الخالف العقائدي والقيادي بين‬ ‫التنظيمين وبين المتحدث باسم «الدولة االسالمية»‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�بو محمد العدناني والجوالني من جهة �خرى‪ ،‬ففي �حد‬ ‫أ‬ ‫التصريحات وصف الول الثاني بـ»الصبي الخائن»‪،‬‬ ‫ً‬ ‫فضال عن الهجوم المتواصل على الظواهري‪.‬‬ ‫تشرين األول ‪ 2014‬العدد (‪)14‬‬

‫‪31‬‬


‫ُّ‬ ‫النـصب‬ ‫قصة قصيرة ‪ -‬مهند الخالد‬ ‫من مجموعته القصصية «ساعات الليل»‬

‫مشو ً‬ ‫بدا الكـتاب َّ‬ ‫شا ‪:‬‬ ‫إ�لى مجلس بلدة عرصان المحترمين‪:‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫نعلمكم �ن حكومة جاللته الرشيدة ال ترى مانعا يمنع من بناء النصب ‪ ..‬لخذ العلم و إ�عالمنا بالتنفيذ فورا ‪...‬‬ ‫«ديوان الحكومة»‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫«الله أ�كبر ‪ ..‬الله أ�كبر ‪َّ ..‬‬ ‫هب رئيس المخفر واقفا ً‪ ،‬ماذا قلت لكم يا �خوتي ؟! ال تفقدوا المل ‪ ،‬جاللته ال ينسى �حد ‪..‬‬ ‫بدا ‪ ..‬أ� ً‬ ‫الحكومة ال تنام يا أ�خي ‪ ..‬وهل تنام وتتركنا بدون رعاية ؟! أ� ً‬ ‫بدا ‪ ..‬حاشا لله «‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫ينقلون الكـتاب من واحد‬ ‫َّفرت النفاس المحبوسة ‪ ،‬وبدا الرضا والسرور على الوجوه ‪ ،‬تبادلوا التهنئة فيما بينهم وراحوا ِ‬ ‫�لى آ�خر َّ‬ ‫ليتصفحه بنفسه ‪.‬‬ ‫إ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫_ قول لكم �يها الخوة العضاء‪ ،‬بعضكم �ساء الظن بحكومتنا الرشيدة وحرصها على �بناءها كنا قد نبهنا إ�لى �ن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الحكومة ال تخفى عليها خافية‪ ،‬ال يغمض لها جفن ‪ ،‬و�نتم ماذا تفعلون؟؟ تتهمونها بالتقصير‪ ،‬ولماذا ؟؟ لمجرد �نها‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫لم ترد على مراسيلنا التي توجع الر�س ؟ خمسة عشر كـتابا ً من كعب الدست ؟ و�نا �قول لكم لماذا لم ترد ‪ ،‬لن لديها‬ ‫آ�الف الكـتب والطلبات لتنظر فيها وها هو اليوم الجواب ‪ ،‬دليل قاطع على براءتها ‪� .‬نني أ�رجوكم أ�ن ّ‬ ‫تحلوا عن ظهرها‬ ‫إ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫قليال والتفتوا إ�لى ما يجب علينا فعله لتبييض وجهنا �مامها ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫نثر خطاب التاجر‪ /‬رؤوف ‪ /‬إ�شارات خفية التقطتها آالذان ‪ ،‬فيما العيون َّ‬ ‫انصبت على الستاذ حسن وهو ينكمش في‬ ‫مقعده ‪ ،‬ينضح وجهه بالقلق‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫_ �بنائي ‪� ..‬خوتي ‪�..‬صدقائي العضاء ‪ ..‬إ�ن الواحد منا إ�ذا ذهب إ�لى الطبيب ‪ ..‬ها ؟ هل يشفى من الزيارة الولى ؟!‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫قولوا لي بربكم ‪ ..‬هل من زيارة واحدة يشفى ؟؟ �و اثنتين ؟ �و ثالثة ؟ �و خمسة ؟؟ هيا ‪ ..‬هل سيكذب �حدنا ويقول‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أأ‬ ‫دج ً‬ ‫نعم تكـفي ؟؟ هيا ‪ ..‬فليصبح الواحد منا ّ‬ ‫اال ويقول نعم ‪� .‬ر�يتم ‪� ..‬نتم في هذا المجلس �والد عالم وناس وتقولون‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫للعور �عور ‪ .‬ولكن ماذا تفعل بضعة كـتب مع حكومة طويلة عريضة ؟؟ لو لم تكن هذه الحكومة تحصي �نفاسنا ‪،‬‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫وتعرف عن ظهر قلب �المنا و�حالمنا لضاعت مراسيلنا وضاع نصبنا إ�لى البد ‪.‬‬ ‫َّ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫دجال �و ّكذاب ‪ ،‬ال ‪ ..‬ال ‪ ..‬تكـفي زيارة واحدة ‪ ،‬وال خمسة‬ ‫_ والله يا عارف �فندي معك حق ‪ ،‬حاشا لله �ن يكون بيننا‬ ‫أ‬ ‫كـتب وال عشرة ‪ ،‬هل ترون هذه الدنيا الواسعة يا �بنائي ؟ هل خلقها الله في يوم واحد ؟ في يوم واحد ؟ تفكروا إ�خواني‬ ‫أ آ‬ ‫قبل أ�ن تجيبوا ‪ ،‬أ�نظروا حولكم أ�بنائي ‪ ،‬هل َّ‬ ‫بجرة قلم تريدون بناء مستوصف ونصب وووووو ؟ ها �نتم الن ترون‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫ب�عينكم ‪ ..‬جاءكم العصفور وخيطه ‪ ،‬دعونا نرى ّهمتكم ‪ ،‬ابعثوا الن بكـتاب جديد بخصوص المستوصف وسوف ترون‬ ‫أ‬ ‫‪.‬ختم الشيخ طعيس خطبته ‪ ،‬التفت نحو الستاذ حسن ‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫_ هات أ�ستاذ ‪ ..‬هات ورقة ً‬ ‫وقلما ولنكـتب مثل العالم والبشر ‪.‬‬ ‫‪2007/7/18‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.