Dawdaa magazine 15

Page 1

‫اعتصام في عريقة بالسويداء‬

‫شهرية مستقلة تصدر عن المركز السوري للصحافة والنشر‬

‫العدد(‪)11‬‬ ‫‪20142014‬‬ ‫حزيران‬ ‫أيار‬ ‫العدد ( ‪) 15‬‬ ‫تشرين‪-‬ثاني‬

‫‪4‬‬

‫قتيل تحت التعذيب واعتصامات في‬ ‫السويداء والكفر‬

‫‪6‬‬

‫الحر يسيطر على نوى والشيخ مسكين‬

‫‪20‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪18‬‬

‫العمل النقابي العالمي‬ ‫بتهم أقلو ّية‬ ‫ملف العدد مؤتمرات‬ ‫ٍ‬ ‫ تحقيق‬‫اللقاء التشاوري الوطني السوري‪..‬‬ ‫مؤتمر قرطبة‬ ‫إطالق مؤسسة تنموية‪ ..‬مؤتمر سنديان‬ ‫في اسطنبول‬

‫صورة الغالف‪ :‬أماكن الثورة السورية‬

‫لسنا منبرًا ألحد‪ ..‬لسنا ملكًا ألحد‪..‬نسعى لكي نكون أحد أصوات العقل والتوازن في سوريا الجديدة‬

‫‪ www.facebook.com/dawdaanewspaper‬أحد أصوات العقل والتوازن في سوريا الجديدة‬ ‫لسنا منبرًا ألحد‪ ..‬لسنا ملكًا ألحد‪ ..‬نسعى لكي نكون‬ ‫‪dawdaa.syria@gmail.com‬‬ ‫‪dawdaa.syria@gmail.com‬‬ ‫‪www.facebook.com/dawdaanewspaper‬‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬ ‫‪www.dawdaa.com‬‬


‫أ‬ ‫�خبار المحليات‬ ‫قتيل جديد تحت التعذيب واعتصامات في السويداء والكـفر‬ ‫قوات النظام تشن حمالت دهم وتعتقل مطلوبين للخدمة ا إل لزامية واالحتياطية‬

‫رئيس التحرير‬ ‫محمد مالك‬

‫«الحر» يسيطر على نوى والشيخ مسكين ومواقع لقوات النظام قرب دير العدس بدرعا‬ ‫ويحاصر اللواء ‪82‬‬

‫مدير التحرير‬ ‫هالة درويش‬ ‫أ‬ ‫ر�ي‬

‫سكرتير تحرير‬ ‫زويا منصور‬

‫أ‬ ‫مؤتمرات التمثيل المعارض للقليات في غياب التعبير السياسي الوطني سحر حويجة‬ ‫أ‬ ‫حبيب صالح‬ ‫إ�ذا نزف الدم فب�ي حبر نكـتب‪ ..‬مقدمة حول سوريا‬ ‫مؤتمر قرطبة‪ :‬أ�سطرة الكيان السوري أ� ً‬ ‫محمد الجرف‬ ‫قلويا‬

‫أ‬ ‫الخبار المحلية بالتعاون مع مركز‬ ‫سويدا خبر اإلعالمي في المنطقة‬ ‫الجنوبية‬

‫ترجمة زويا منصور‬

‫العمل النقابي العالمي‬ ‫آ‬ ‫لماذا تحركت الدبلوماسية الروسية الن؟!‬ ‫أ‬ ‫�سئلة «دي مستورا» وا إلجابات المستحيلة!‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫جالل زين الدين‬ ‫جبر الشوفي‬

‫تحقيق‬ ‫دروز في مدريـد‪ ..‬حلقة في لقاء قرطبة التشاوري‬

‫‪dawdaa.syria@gmail.com‬‬

‫يوسف شيخو‬

‫التعليم في مناطق سيطرة تنظيم «الدولة ا إلسالمية»‬ ‫الم أر�ة في القانون السوري‬ ‫ائيا واجتماعياً‬ ‫التناقض بين القوانين والدستور السوري �جر ً‬ ‫إ‬

‫‪www.facebook.com/dawdaanewspaper‬‬

‫فريق تحرير ضوضاء‬ ‫مجيد محمد‬

‫تقرير خاص‬ ‫إ�طالق مؤسسة تنموية‪ ..‬مؤتمر سنديان في اسطنبول‬ ‫أ‬ ‫مئة �لف شجرة‪ ..‬تشجير لتعويض القطع في المزيريب‬

‫فريق تحريرضوضاء‬ ‫تقرير‪ :‬فريق تحرير ضوضاء‬

‫معركة «كسر العظم» في مطار دير الزور العسكري‬ ‫التنظيم يواصل محاوالت االقتحام والنظام يستقدم تعزيزات جديدة‬ ‫وكالة سمارت ‪ -‬خاص ضوضاء‬ ‫غالبية السوريين يعارضون نظام الحكم الحالي ويؤيدون إ�نشاء دولة ّ‬ ‫مدنية‬ ‫وكالة سمارت ‪ -‬خاص ضوضاء‬

‫أ�دب‬ ‫كاخر الضوء ‪ -‬موت طبيب‬

‫‪www.saiedetsouria.com‬‬

‫قصتان قصيرتان ‪ -‬مهند الخالد من مجموعته القصصية «ساعات الليل»‬

‫صدر العدد العاشر من مجلة سيدة سوريا‬ ‫أ‬ ‫سيدة سوريا شهرية مستقلة تعنى بالمر�ة السورية تصدر عن المركز السوري للصحافة والنشر‬


‫ومضة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫في الحيرة السياسية والمبادرات‪ ..‬نموت‬

‫افتتاحية‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بكلمته التي �لقاها في «منتدى االتجاهات التحولية» بواشنطن‪ ،‬يقول وزير الخارجية المريكية جون كيري‪ ،‬لمن يظن �ن الضربات‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الجوية للتحالف بقيادة �ميركا ضد داعش في سوريا‪ ،‬سيكون لها ت�ثير عكسي‪ ،‬وهو �نها ستساعد الديكـتاتور بشار السد الجاثم‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫على صدر البالد‪« ،‬بشار» الذي �نتج بقمعه ووحشيته �كبر �زمة في هذا القرن‪ ،‬يقول جون كيري‪« :‬إن هذا الر�ي يقوم على قراءة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫خاطئة للوضع في سوريا» وذلك لن تنظيم داعش ونظام بشار السد يعتمدان على بعضهما‪ ،‬والدليل �ن قوات بشار السد تقصف‬ ‫أ‬ ‫المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر‪ ،‬فيما ال تقاتل ضد توسع داعش‪ ،‬فالسد يتابع «كيري» يقدم نفسه اليوم كبديل مدني‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫لداعش المتطرفة‪ ،‬وهي تقدم نفسها كبديل عنه‪ ،‬من هنا ي�خذ كل منهما شرعيته في نظر �عداء الخر‪.‬‬ ‫ويضيف «كيري» إن التحالف بضرباته‪ ،‬يقدم خيا ًرا ً‬ ‫ثالثا بدل االثنين‪ ،‬وهو دعم قوى معتدلة كما يريد معظم السوريين‪ ،‬الذين‬ ‫يسعون نحو المدنية والسالم والعيش المشترك‪ ،‬والخالص من الفوضى والقتل والدمار‪ .‬هنا ينتهي قول «كيري» فيما نرى على‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫الرض‪ ،‬انحسار دور الفصائل المعتدلة في ريف إدلب وحلب وريفها والقلمون‪ .‬وفي نفس الن يصرح السفير السابق في سوريا‬ ‫أ‬ ‫روبيرت فورد‪ ،‬وهو أال كـثر ً‬ ‫دراية بما يحصل‪� ،‬ن الضربات الجوية الهادفة إلى تحطيم قفوة تنظيم «الدولة»‪ ،‬تعزز نظام بشار‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مناقضا‬ ‫خالصا إلى نتيجة �نه من الصعب القضاء على التنظيم طالما استمر نظام بشار السد في حكم سوريا‪ ،‬ويؤكد فورد‬ ‫السد‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وزير خارجية بالده‪� ،‬ن ضربات التحالف الذي تقوده �ميركا ضد داعش‪� ،‬ضعف المعارضة المعتدلة وقلل من مصداقيتها حيث‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يقول‪« :‬إننا نساعد بشكل مباشر قوات السد‪ ،‬ونقوم بدور القوات الجوية لنظام السد» وعلى الرض مع كل قصف على داعش‬ ‫آ أ‬ ‫أ‬ ‫تتقدم قوات نظام �ل السد وتحسن من تواجدها على صعيد المواقع في الداخل وتنفتح اإلمكانية والمبررات �مام الميليشيات‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً أ‬ ‫ً‬ ‫اقية و�فغانية وحوثية‪ ،‬كي تتحرك بحرية �كـثر فتصعد من تواجدها على �رض سوريا‪،‬‬ ‫لبنانية وعر‬ ‫اإليرانية بجنسياتها المختلفة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وبفارق �يام قليلة ينطق وزير الدفاع الميركي تشاك هيغل‪ ،‬هذه المرة «ب�ن قوات السد استفادت بشكل غير مباشر من ضربات‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫أ�ن «ال ً‬ ‫ً‬ ‫عسكريا في سوريا‪ ،‬و�ن ال �حد يريد‬ ‫حال‬ ‫التحالف الدولي ضد داعش» وتحت قصف طائراته الحربية‪ ،‬ال يخجل �ن يصرح‬ ‫أ‬ ‫بقاء السد في السلطة»‪.‬‬ ‫بين هذه التناقضات في الخطابات الصادرة عن إدارة واحدة ناهيك عن التناقض في بنية كل خطاب على حدى‪ ،‬يموت السوريون‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫بيوت تهدمها البراميل والصواريخ والطائرات من كل‬ ‫وتبتعد �مالهم في الحرية والمان والعيش المشترك ويدفنون تحت �نقاض ٍ‬ ‫أ‬ ‫حدب وصوب‪ ،‬فال يكـتفي الساسة «الروس» بتصدير الصواريخ والذخائر والقرارات المجرمة لقتل السوريين وت�بيد نظام الطغيان‪،‬‬ ‫أ‬ ‫بل ها هم يتحفوننا بمبادرات للتفاوض والحوار والتي تتلقاها شخصيات �هملها الوقت‪ ،‬ال تفكر إال بعودتها الشخصية إلى ساحة‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫متناسية ّ‬ ‫هم السوريين وقضيتهم‪.‬‬ ‫فتنة تشق الصف‬ ‫إشاعة �و ٍ‬ ‫الحدث تناور حول ٍ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫تغرق المعارضة بالتسريبات واإلشاعات‪ ،‬ويصعد النظام قتله للناس في محاولة إثبات قوته و�نه قادر على فرض شروط التفاوض‬ ‫أ‬ ‫وبهذا يعاني السوريون من موت إضافي‪ ،‬وال نكـتفي بل ي�تينا السيد «دي مستورا» بمبادرته وخطته لتجميد القتال في مدينة‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫وك�نها في كوكب آ�خر وليست ً‬ ‫محاوال إنجاز‬ ‫جزء من موت السوريين ودمار بالدهم‪ُ ،‬ويدخل الجميع في دوامته‬ ‫حلب وحدها‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫إضافي لنفس السباب السابقة‪ ،‬حيث حاولت قواته اقتحام‬ ‫ٍ‬ ‫شيء يضيفه إلى سجله ربما‪ ،‬ما يدفع نظام السد وميليشياته إلى ٍ‬ ‫قتل ٍ‬ ‫ً‬ ‫مدينة حلب مصعدة القصف والموت‪.‬‬ ‫آ أ‬ ‫ً‬ ‫خطة دي مستورا المجزوءة بكل ما فيها‪ٌ ،‬‬ ‫فائدة لنظام �ل السد‪ ،‬فإيقاف جبهة حلب يعطي النظام فرصة للضغط على جبهات‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫اهتماما من العالم‪ ،‬فما إن يرفضوا تلك‬ ‫درعا وريف حماة وريف دمشق‪ ،‬ويموت السوريون �كـثر‪ ،‬يصبحون �كـثر عزلة‪ ،‬و�قل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المبادرات التافهة‪ ،‬حتى يظهرون معادين للحلول والهدن وإيقاف الحرب �مام احترف الكذب و�تقنه وفيما يقتل ويؤسس اإلرهاب‬ ‫أ‬ ‫والعنف‪ ،‬يسارع إلى قبول مبادرات يسارع إلى كسب رضا الدولي بقبول المبادرات التي تبدو ك�نها فصلت على قياس مصالحه‪.‬‬ ‫رئيس التحرير‬

‫تشرين ثاني ‪ 2014‬العدد (‪)15‬‬

‫‪3‬‬


‫إضاءة‬

‫أخبار‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫قتيل جديد تحت التعذيب واعتصامات في السويداء والكفر‬ ‫قوات النظام تشن حمالت دهم وتعتقل مطلوبين للخدمة اإللزامية واالحتياطية‬

‫تقرير‪ :‬فريق تحرير ضوضاء‬

‫أ‬ ‫الخيرة سحب شبان من السويداء وريفها إلى الخدمة‬ ‫اإللزامية واالحتياطية في صفوفها‪ ،‬بالقوة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�فاد مراسل “ضوضاء” � ّن دوريات �من مشتركة‪،‬‬ ‫تابعة لـقــوات الـنـظــام‪ ،‬شنت حملة دهــم فــي قرية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫عريقة‪ ،‬الربـعــاء ‪ 29‬تشرين �ول الفائت‪ ،‬طالت‬ ‫م ـن ــازل ش ـب ــان مـتـخـلـفـيــن ع ــن ال ـخــدمــة ف ــي جـيــش‬ ‫أ‬ ‫النظام‪ ،‬وسط انتشار �مني كـثيف في القرية‪ ،‬وقال‬ ‫أ‬ ‫المراسل ّإن الدوريات اعتقلت شابين على القل من‬ ‫أ‬ ‫المطلوبين للخدمة االحتياطية‪ ،‬ونقل عن � هالي‬ ‫أ‬ ‫البلدة وناشطين فيها‪ّ � ،‬ن هناك حالة استياء بين‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الهالي جراء المداهمات‪ ،‬و� ّن بعضهم توعد بمواجهة‬ ‫المداهمات على غرار ما دار في قرى مجاورة‪.‬‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫قضى “�سامة سعيد �بو لطيف” من قرية الغارية في‬ ‫ريف السويداء الغربي‪ ،‬الخميس ‪ 13‬تشرين الثاني‬ ‫الجاري‪ ،‬تحت التعذيب في سجن لقوات النظام‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بعد �شهر على اعتقاله‪ ،‬في حين �طلق سراح الطالب‬ ‫“طليع أ�بــو الحسن” (‪ً 18‬‬ ‫عاما)‪ ،‬من مدينة شهبا‪،‬‬ ‫أ‬ ‫في السابع من الشهر الجاري‪ ،‬بعد عشرة �يام على‬ ‫اعـتـقــالــه عـنــد حــاجــز فــي الــاذق ـيــة‪ ،‬خ ــال توجهه‬ ‫للتسجيل في جامعة تشرين‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إلــى ذل ــك‪ ،‬اعتقلت ق ــوات الـنـظــام كــا مــن “وجيه‬ ‫نصر الدين” و”جديع نوفل”‪ ،‬على الحدود السورية‬ ‫أ‬ ‫الـلـبـنــانـيــة‪ ،‬يــوم الـجـمـعــة ‪ 1‬تـشــريــن أالول‪ ،‬خــال وكــانــت دوري ــة تابعة لــ�مــن العسكري والـشــرطــة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫شنت يــوم السبت ‪ 25‬تشرين الول حملة دهــم‪،‬‬ ‫توجههما إلى لبنان‪.‬‬ ‫طالت منازل في قرية المزرعة‪ً ،‬‬ ‫بحثا عن مطلوب‬ ‫أ‬ ‫في سياق آ�خر‪ ،‬انفجرت عبوة ناسفة ليل الخميس– للخدمة‪ّ ،‬إال � ّن والــد المطلوب تصدى لها‪ ،‬ومنع‬ ‫الـجـمـعــة‪ ،‬مطلع الـشـهــر‪ ،‬فــي قــريــة عــريـقــة بالريف عـنــاصــرهــا مــن اقـتـحــام الـمـنــزل‪ ،‬وق ــال مـراسـلـنــا ّإن‬ ‫الغربي‪ ،‬ما أ�سفر عن أ�ض ـرار مادية‪ ،‬دون تسجيل مشايخ مــن الـمــزرعــة والـقــرى الـمـجــاورة تجمعوا في‬ ‫إصــابــات‪ ،‬أو�وض ــح م ـراســل “ضــوضــاء” أ� ّن العبوة القرية بعيد الحادثة‪ ،‬واتجهوا إلى المخفر‪ ،‬حيث‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الناسفة انفجرت في بناء مكون من ثالث طبقات‪ � ،‬علموا مدير الناحية �نهم لن يسمحوا ل ي دوريــة‬ ‫بمزرعة يملكها “منصور الفارس”‪ ،‬بين قرى عريقة دخول القرية بغرض المداهمات‪ ،‬محذرين من مغبة‬ ‫أ‬ ‫والخرسا ووقم (المنطقة التي أ�صبحت تعرف باسم الصدام مع الهالي‪.‬‬ ‫مثلث الـمــوت)‪ ،‬مــا أ�دى لــدمــار البناء كــامـ ًـا‪ ،‬ولم جــاء ذلــك بعد يومين على اعتقال قــوات النظام‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يسجل سقوط ضحايا‪ ،‬حيث كان المبنى أ�فرغ من الشابين “ر�فت وليد شقير” و”�شرف �بو زهرة” من‬ ‫ساكنيه في وقت سابق‪ ،‬جراء الحوادث التي شهدتها بلدة القريا‪ ،‬بغرض سوقهما إلى الخدمة اإللزامية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫كذلك �شــار مراسلنا لشن قــوات النظام مداهمات‬ ‫المنطقة خالل الشهرين الماضيين‪.‬‬ ‫هذا ورجح ناشطون ضلوع عناصر من مليشيا اللجان‬ ‫أ‬ ‫الشعبية في التفجير‪ ،‬وذلك بعد التضييق المني‬ ‫أ‬ ‫عليهم‪ ،‬وحــالــة االسـتـيــاء فــي صـفــوف الهــالــي جـراء‬ ‫ممارساتهم‪ ،‬والمطالبة بنزع سالحهم وتنظيم عمل‬ ‫المسلحين منهم‪ ،‬في محاولة لتخويف المدنيين‬ ‫وإبعاد انتباههم عن هذه الممارسات‪.‬‬ ‫آ‬ ‫مــن جانب �خــر‪ ،‬شهدت محافظة الـســويــداء نهاية‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫متصاعدا‪،‬‬ ‫تشرين �ول ومطلع تشرين ثاني تــوتـ ًرا‬ ‫أ‬ ‫بين الهــالــي ورج ــال الــديــن (الـمـشــايــخ) مــن جهة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وقوات النظام من جهة �خرى‪ ،‬على خلفية محاولة‬

‫‪4‬‬

‫تشرين ثاني ‪ 2014‬العدد (‪)15‬‬

‫ًأ‬ ‫الفتا �ن معظم المطلوبين‬ ‫مماثلة في مدينة شهبا‪،‬‬ ‫للخدمة االحتياطية يحملون شهادات عليا‪.‬‬ ‫كذلك شهدت السويداء احتجاجات تمثلت باعتصام‬ ‫أ‬ ‫صــامــت �م ــام بـنــك “بـيـمــو” فــي مــديـنــة ال ـســويــداء‪،‬‬ ‫أ‬ ‫للمطالبة بتحسين ا لـخــد مــات و تــ� مـيــن احتياجات‬ ‫أ‬ ‫المواطنين الساسية‪ ،‬فيما قطع مدنيون من قرية‬ ‫الكـفر طريق السويداء – صلخد‪ ،‬للمطالبة بتوزيع‬ ‫أ‬ ‫مادتي الغاز والمازوت ووقف قطع الشجار في القرية‬ ‫أ‬ ‫و�حراشها‪.‬‬ ‫وتوجه عدد من قيادات حزب البعث في السويداء‬ ‫إلى الكـفر‪ ،‬بينهم‪ :‬عضو قيادة فرع الحزب اسماعيل‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫أخبار‬

‫الحناوي‪ ،‬رئيس لجنة المحروقات وعضو المكـتب‬ ‫التنفيذي في الفرع ماهر عمر‪ ،‬رئيس اتحاد الفالحين‬ ‫خطار عماد‪ ،‬مدير مديرية الزراعة بسام الجرمقاني‪،‬‬ ‫ورئيس شعبة الحزب رسمي العيسمي‪ ،‬لسماع شكوى‬ ‫المعتصمين‪.‬‬ ‫أ‬ ‫مــن جــانـبـهــم‪ ،‬طــالــب الهــالــي المعتصمون بوقف‬ ‫أ‬ ‫الفساد سواء في عملية توزيع المحروقات �و المياه‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وسرقة معونات الرامل‪ ،‬إضافة إلى إصالح طرقات‬ ‫القرية‪ ،‬وخنادق الصرف الصحي‪ ،‬ومدرج ساحتها‬ ‫العامة‪ ،‬في حين وعد القياديون بتوزيع كمية من‬ ‫المازوت ومصادرة الحطب من التجار ليتم توزيعه‬ ‫بشكل منظم‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫يــذكــر � ّن اعـتـصــامــا سـبــق ه ــذا االع ـت ـصــام فــي قــريــة‬ ‫الكـفر‪ ،‬نفذه أ�كـثر من خمسين ً‬ ‫شابا‪ ،‬اجتمعوا عند‬ ‫بــوابــة الـحــرش ومـنـعــوا تـجــار الحطب مــن دخــولــه‪،‬‬ ‫أ‬ ‫مع السماح للهالي بالدخول بشكل منظم لجمع‬ ‫الحطب‪ ،‬فــي محاولة للحد مــن الـضــرر الــذي لحق‬ ‫الثروة الحراجية في القرية‪ ،‬جراء التحطيب الجائر‬ ‫أ‬ ‫على مدى �كـثر من سنة‪.‬‬ ‫وفي سياق حوادث الخطف المتبادل في مناطق عدة‬ ‫أ‬ ‫من الريف الغربي‪� ،‬طلق سراح ثالثة مختطفين من‬ ‫قرية دامــا‪ ،‬يوم اإلثنين ‪ 10‬تشرين الثاني ‪،2014‬‬ ‫حسب مراسل “ضــوضــاء”‪ ،‬الــذي قــال ّإن “حافظ‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫�سد القنطار”‪ ،‬و”فراس �سد القنطار”‪ ،‬و”ربيع فهد‬ ‫القنطار”‪ ،‬المختطفين منذ معركة دامــا وديــر داما‬ ‫أ‬ ‫قبل نحو شهرين‪� ،‬طلق سراحهم وعادوا إلى القرية‪.‬‬ ‫وكانت مجموعة تابعة لمليشيا اللجان الشعبية في‬ ‫أ‬ ‫قريتي عريقة وداما‪ ،‬اختطفت الربعاء ‪ 30‬تشرين‬ ‫أالول‪ً ،‬‬ ‫مدنيا من البدو‪ ،‬على الطريق الواصل بين‬ ‫قريتي مجادل وعريقة‪ ،‬بهدف المفاوضة عليه لفك‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�سر عدد من المخطوفين من �هالي قرية دير داما‪،‬‬ ‫أ‬ ‫منذ المعركة المذكورة‪ ،‬بين �هالي قرى الريف الغربي‬ ‫مدعومين برجال الدين (المشايخ)‪ ،‬وبين مسلحين‬

‫من البدو‪.‬‬ ‫أ‬ ‫إثر ذلك‪� ،‬رسلت قوات النظام دوريــات مشتركة‪،‬‬ ‫آ‬ ‫مزودة ب�ليات ورشاشات ثقيلة‪ ،‬اقتحمت قرية داما‬ ‫وحــاصــرت م ـن ـز ًال احـتـجــز فـيــه ال ـبــدوي الـمـخـطــوف‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫شخاصا كانوا‬ ‫وتمكنت من فك �ســره‪ ،‬واعتقلت �‬ ‫ضالعين في عملية خطفه‪.‬‬ ‫واقـتـحـمــت الــدوريــة ذات ـهــا قــريــة عــريـقــة ظـهــر الـيــوم‬ ‫الـ ـت ــال ــي‪ ،‬وحـ ــاصـ ــرت م ـن ــزل ع ـن ـصــر ف ــي “ال ـل ـج ــان‬ ‫أ‬ ‫الشعبية”‪ ،‬بتهمة المشاركة في خطف �حد البدو‪،‬‬ ‫أ أ‬ ‫ّإال � ّن � قــارب وعائلة العنصر اجتمعوا في المكان‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وت ـصــدوا لـلــدوريــة‪ ،‬مــا �سـفــر عــن اشـتـبــاك بــاليــدي‬ ‫والحجارة بين الطرفين‪ ،‬وإطالق قوات النظام النار‬ ‫في الهواء لتفريق المجتمعين‪.‬‬ ‫وقال مراسل “ضوضاء” إن قائد الدورية هدد باقتحام‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫مجددا “العتقال كل من شارك وتواط� في هذه‬ ‫عريقة‬ ‫العملية”‪ ،‬على حد تعبيره‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الجدير ذكره‪ّ � ،‬ن قرية عريقة وقرى �خرى في الريف‬ ‫الغربي‪ ،‬شهدت حمالت دهــم واعـتـقــاالت‪ ،‬طالت‬ ‫عـنــاصــر مــن مليشيا الـلـجــان الـشـعـبـيــة‪ ،‬معروفين‬ ‫بسوء سمعتهم وممارساتهم‪ ،‬بينهم “سعد ر بــاح”‬ ‫و”م ــروان نـصــر” مــن قــريــة نـجـران‪ ،‬بتهمة ممارسة‬ ‫أ‬ ‫�عمال احتيال وابتزاز والتورط في قضايا خطف‪،‬‬ ‫إضافة إلى مالحقة “فادي المحيثاوي” من عريقة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫الشتراكه بالعمال السابقة‪.‬‬ ‫تشرين ثاني ‪ 2014‬العدد (‪)15‬‬

‫‪5‬‬


‫إضاءة‬

‫أخبار‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫«الحر» يسيطر على نوى والشيخ مسكين ومواقع لقوات النظام قرب دير العدس بدرعا‬ ‫ويحاصر اللواء ‪28‬‬

‫تقرير‪ :‬فريق تحرير ضوضاء‬

‫أ‬ ‫�علن «الجيش السوري الحر الموحد في المنطقة‬ ‫أ‬ ‫الجنوبية» الحد ‪ 9‬تشرين الثاني ‪ ،2014‬السيطرة‬ ‫الكاملة على مدينة نوى وما حولها في ريف درعا‪،‬‬ ‫حسب بيان مصور بث على «يوتيوب»‪ ،‬وجاء في‬ ‫أ‬ ‫البيان �ن مقاتلي «الحر» سيطروا على كل من‪ :‬تل‬ ‫أ‬ ‫�م حوران‪ ،‬تل الهش الشمالي‪ ،‬تل الهش الجنوبي‪،‬‬ ‫كـتيبة الدبابات (الحجاجية)‪ ،‬حقل الرمي‪ ،‬الرحبة‪،‬‬ ‫سرية «الكونكورس»‪ ،‬الطبية‪ ،‬الشؤون اإلدارية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫حاجز حوي‪ ،‬بعد ساعات من إعالن فصائل و�لوية‬ ‫فــي الـجـيــش ال ـحــر‪ ،‬ب ــدء مـعــركــة «ه ــدم ال ـجــدار»‪،‬‬ ‫للسيطرة على نقاط عسكرية لـقــوات النظام‪ ،‬في‬ ‫مــديـنــة ن ــوى ومـحـيـطـهــا‪ ،‬حـســب م ــا نـقـلــت وكــالــة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫«سـمــارت» لــ�نـبــاء‪ ،‬ومــن �ب ــرز الفصائل وال لــويــة‬ ‫أ‬ ‫المشاركة في المعركة‪ « :‬لواء بني �مية‪ ،‬الفرقة ‪90‬‬ ‫أ‬ ‫مشاة‪� ،‬حفاد اإلمام النووي»‪.‬‬ ‫ودارت اش ـت ـب ــاك ــات ع ـن ـي ـفــة ب ـي ــن ق ـ ــوات ال ـن ـظــام‬ ‫و»الحر»‪ ،‬في مدينة الشيخ مسكين‪ ،‬بعد سيطرة‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫الخير على «بناية الساحر»‪� ،‬خر النقاط العسكرية‬ ‫أ‬ ‫لقوات النظام على طريق مدينة نوى‪ ،‬ما �سفر عن‬ ‫سقوط قتلى في صفوف الطرفين‪.‬‬ ‫أ‬ ‫في السياق‪� ،‬علنت «جبهة ثــوار سوريا» الثالثاء‬ ‫‪ 11‬تشرين الثاني‪ ،‬سيطرتها على كامل المنطقة‬ ‫الشمالية الشرقية لمدينة الشيخ مسكين‪ ،‬حسب‬

‫‪6‬‬

‫تشرين ثاني ‪ 2014‬العدد (‪)15‬‬

‫بـيــان نشرته الجبهة‪ ،‬بمشاركة « ل ــواء سيف الله‬ ‫أ‬ ‫المسلول»‪ ،‬و»غرفة عمليات فال تولوهم الدبار»‪،‬‬ ‫وجـ ــاءت ال ـس ـي ـطــرة ب ـعــد اش ـت ـبــاكــات ب ـيــن مـقــاتـلــي‬ ‫الـفـصــائــل الـثــاثــة وبـيــن ق ــوات الـنـظــام‪ ،‬فــي الحي‬ ‫الشمالي الشرقي لمدينة لشيخ مسكين‪ ،‬حسب‬ ‫أ‬ ‫مراسل وكالة «سمارت» في المنطقة‪ ،‬الذي �وضح‬ ‫أ‬ ‫� ن المقاتلين نـفــذوا عملية نــو عـيــة‪ ،‬بعد تسللهم‬ ‫إلى مواقع قوات النظام في الحي الشمالي الشرقي‬ ‫لـلـمــديـنــة‪ ،‬مــا أ�وق ــع ع ـ ً‬ ‫ـددا مــن الـقـتـلــى فــي صفوف‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫الخيرة‪ ،‬وانسحاب الخرين من الحي‪.‬‬

‫على نقاط عدة فيها‪ ،‬تمكن الجيش الحر خاللها من‬ ‫السيطرة بشكل كامل على كل الحواجز داخلها‪،‬‬ ‫وبينها حــاجــز جـســر الــزفــة وحــاجــز بـنــايــة الــدك ـتــور‬ ‫غـســان‪ ،‬وحــاجــز ال ــدوار‪ ،‬وت ــدور الـمـعــارك التالية‬ ‫للسيطرة على مساكن الضباط واللواء ‪.»82‬‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�ض ــاف «ع ـلــوش»‪ « :‬تكمن �هـمـيــة م ـعــارك نــوى‬ ‫والشيخ مسكين‪ ،‬في هروب قوات النظام من اللواء‬ ‫أ‬ ‫‪ ،112‬ومفرزة المــن العسكري بنوى‪ ،‬وسقوط ما‬ ‫تبقى من عناصر قــوات النظام بين قتيل وجريح‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�سير‪ ،‬إضافة إلى �همية المدينتين االستراتيجية‪،‬‬ ‫وقال العقيد «ياسين علوش» القيادي في الجيش بحكم موقعهما الجغرافي وقربهما من مدينة ازرع‪،‬‬ ‫أ‬ ‫«بد�ت المعارك حيث يعتبر محور نوى الشيخ مسكين ازرع ً‬ ‫خطا‬ ‫الحر في تصريح خاص لـ»ضوضاء»‪:‬‬ ‫ًأ‬ ‫أ‬ ‫في مدينة الشيخ مسكين قبل �سبوع من السيطرة دفاعيا � ول بالنسبة لقوات النظام‪ ،‬ويمكن من‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫أخبار‬

‫خــال هــذا الخط االنتقال إلــى مدينة الصنمين‪،‬‬ ‫وبعدها إلى دمشق‪ ،‬والمعارك متواصلة في الشيخ‬ ‫مسكين لتحقيق هذا الغرض»‪.‬‬ ‫بدوره قال قائد ميداني في الجيش الحر‪ ،‬شارك في‬ ‫معارك السيطرة على نوى ومعارك الشيخ مسكين‪،‬‬ ‫في تصريح خاص لـ»ضوضاء»‪« :‬سيطرنا على نقاط‬ ‫هامة وكـثيرة في الشيخ مسكين بينها تل حمد‪ ،‬ما‬ ‫أ‬ ‫�دى لقطع طريق اإلمداد عن قوات النظام في مدينة‬ ‫أ‬ ‫ن ــوى‪ ،‬وحـصــار عـنــاصــرهــا هـنــاك‪ ،‬قـبــل �ن نحكم‬ ‫السيطرة على نــوى بشكل كامل‪ ،‬ونتقدم باتجاه‬ ‫اللواء ‪ 82‬قرب الشيخ مسكين»‪.‬‬ ‫ك ــذل ــك‪ ،‬سـيـطــر ال ـج ـيــش ال ـحــر ع ـصــر ال ـس ـبــت ‪15‬‬ ‫تشرين الثاني ‪ ،2014‬على مــواقــع لـقــوات النظام‬ ‫قــرب بـلــدة ديــر ال ـعــدس‪ ،‬حـســب بـيــان ص ــادر عن‬ ‫أ‬ ‫«الفيلق الول»‪ ،‬وفق ما نقلت وكالة «سمارت»‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫للنباء‪ ،‬وجاء في البيان‪ّ � ،‬ن مقاتلي فصائل غرفة‬ ‫عمليات معركة «الـيــوم الـمــوعــود»‪ ،‬سيطروا على‬ ‫حاجز عين عفا وخــربــة عين عفا‪ ،‬قــرب بلدة دير‬ ‫أ‬ ‫العدس‪ ،‬بعد اشتباكات مع قوات النظام‪ ،‬بد�ت‬ ‫قــوات النظام فــي كــل مــن‪ :‬تــل عــريــد وتــل الخربة‬ ‫صباح اليوم ذاته‪.‬‬ ‫وحاجزي الخربة ومعمل الكلور شمالي بلدة دير‬ ‫أ‬ ‫وكانت فصائل وكـتائب من الجيش الحر � علنت الـعــدس‪ ،‬فيما تهدف معركة «فــاضــرب الــرقــاب»‪،‬‬ ‫صباح السبت‪ ،‬بــدء معركـتين ضــد قــوات النظام للسيطرة على «الكـتيبة ‪ 60‬م‪/‬د وكـتيبة الهندسة‬ ‫في درعا وريفها‪ ،‬حسب مراسل «سمارت» هناك‪ ،‬وحــاجــزي الــدراوشــة واللجان» قــرب مدينة الشيخ‬ ‫أ‬ ‫وقــال المراسل إن الجيش الحر �علن عن معركة مسكين‪ ،‬إضافة إلى بلدتي السحيلية والدلي‪ ،‬فيما‬ ‫«اليوم الموعود»‪ ،‬التي تهدف للسيطرة على مقرات تتواصل االشتباكات بين قــوات النظام ومقاتلي‬

‫الجيش الـحــر‪ ،‬فــي محيط ال ـلــواء ‪ 82‬قــرب مدينة‬ ‫الشيخ مسكين‪.‬‬ ‫سـيــاسـيـ ًـا‪ ،‬اعـتـبــر نــائــب رئ ـيــس اال ئـ ـت ــاف الــوطـنــي‬ ‫لقوى الـثــورة والمعارضة السورية‪ ،‬محمد قــداح‪،‬‬ ‫أ‬ ‫� ّن االنتصارات التي حققها الجيش الحر في درعا‪،‬‬ ‫خالل الفترة الماضية‪« ،‬منعطف في مسيرة الحراك‬ ‫العسكري في المنطقة»‪ ،‬وقال «قداح» في تصريح‬ ‫للمكـتب اإلعالمي لال ئـتالف‪ّ ،‬إن «المناطق التي‬ ‫أ‬ ‫سيطر عليها الحر‪ ،‬ليست مناطق عادية �و سكنية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫بل تحمل رمزية القوة العسكرية لقوات السد»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وحذر اال ئـتالف في بيان نشر على موقعه الرسمي‪،‬‬ ‫من استهداف محتمل لقوات النظام‪ ،‬لكل منطقة‬ ‫يسيطر عليها الجيش الحر‪ ،‬وارتكاب المزيد من‬ ‫القتل والتدمير على غرار ما حدث في مدينة الحارة‪،‬‬ ‫وطالب بضرورة دعم الجيش الحر بكل ما يحتاجه‬ ‫أ‬ ‫للدفاع عن المدنيين‪ ،‬خاصة «السلحة النوعية»‪.‬‬ ‫تشرين ثاني ‪ 2014‬العدد (‪)15‬‬

‫‪7‬‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫بيانات‬

‫الوثيقة النهائية الصادرة عن اللقاء التشاوري الوطني ألبناء جبل العرب‬ ‫مدريد ‪ 15 – 13‬تشرين الثاني ‪2014‬‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يؤكد المشاركون في هذا اللقاء �ن جبل العرب جزء �صيل ال يتجز� من سوريا‪ ،‬والتاريخ‬ ‫أ‬ ‫يشهد على ذلك‪ ،‬من خالل وقوف �بنائه بوجه الظلم واالستبداد ومشاريع التقسيم‪ ،‬على‬ ‫ً‬ ‫وصوال إلى المشاركة في ثورة الكرامة‪.‬‬ ‫مر المراحل التاريخية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وقــد عانى جبل العرب‪ ،‬كما عانى الشعب السوري بكافة مكوناته و�طيافه‪ ،‬من قمع‬ ‫وتهميش وظلم واستبداد وسلب حريات في ظل هذا النظام‪.‬‬ ‫لذلك فإن رؤانا وتطلعاتنا لتحقيق الكرامة والحرية والعيش المشترك‪ ،‬ال تتحقق إال بوجود‬ ‫أ‬ ‫دولة مواطنة ديمقراطية حرة‪ ،‬تضم كافة �طياف الشعب السوري بال استثناء‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وبناء على ما سبق تم التوافق على ما يلي ‪:‬‬ ‫أ‬ ‫‪ 1‬التمسك ب�هداف الثورة ومتابعة العمل على إسقاط النظام بكافة رموزه‪.‬‬‫أ‬ ‫‪ 2‬الت�كيد على الحل السياسي‪ ،‬الذي يفضي إلى إقامة هيئة حكم انتقالية‪ ،‬تدير شؤون‬‫الدولة‪ ،‬بهدف تحقيق العدالة االنتقالية والوصول إلى دولة المواطنة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫الت�كيد على وحدة سورية أ� ً‬ ‫وشعبا‪ ،‬بما في ذلك كل الراضي السورية المحتلة‪،‬‬ ‫رضا‬ ‫‪3‬‬‫أ‬ ‫والعمل على إعادتها إلى الوطن الم‪.‬‬ ‫أ‬ ‫‪ 4‬نبذ التطرف بكل �شكاله ومحاربة اإلره ــاب‪ ،‬والعمل على طــرد كل المقاتلين غير‬‫السوريين من سوريا‪.‬‬ ‫‪ 5‬الملفات السيادية‪ ،‬وبينها شكل الحكم السياسي والحدود وعلم الدولة واسمها ‪ .....‬هي‬‫مواضيع يقررها الشعب السوري باستفتاء‪ ،‬بعد إقرار دستور جديد‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫‪ 6‬مطالبة �صدقاء سوريا والمجتمع الدولي‪ ،‬بتقديم كافة �شكال الدعم للمعارضة الوطنية‬‫وتجفيف منابع اإلرهاب‪.‬‬ ‫أ‬ ‫‪ 7‬إعادة بناء مؤسسات الدولة‪ ،‬بما فيها المؤسستين العسكرية والمنية‪ ،‬لتقوم بدورها‬‫في حماية وخدمة الوطن والمواطن‪.‬‬ ‫‪ 8‬العمل مع كافة القوى الوطنية ومختلف مكونات النسيج السوري‪ ،‬لبناء دولة المواطنة‪،‬‬‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫ً‬ ‫بعيدا عن المحاصصة السياسية على �ي �ساس طائـفي �و ديني �و عرقي‪.‬‬ ‫‪ 9‬احترام حقوق مختلف مكونات المجتمع السوري‪ ،‬القومية والدينية والمذهبية‪ ،‬وحريتها‬‫في ممارسة شعائرها وطقوسها‪.‬‬ ‫‪ 10‬توصية مجموعة عمل قرطبة بإحداث مجموعات في الداخل‪ ،‬تعمل بالتوازي مع‬‫المجموعة في الخارج‪ ،‬وتكـثيف التواصل مع نشطاء الداخل‪.‬‬ ‫الرحمة لشهدائنا والشفاء لجرحانا والحرية لمعتقلينا والنصر لثورتنا‬ ‫أ‬ ‫عاشت سوريا حرة �بية‪2014 - 11 – 14 /‬‬

‫‪8‬‬

‫تشرين ثاني ‪ 2014‬العدد (‪)15‬‬

‫البيان الختامي ألعمال مؤتمر دروز من حول العالم‬ ‫لتأسيس سنديان‬ ‫أ‬ ‫مع استمرار تمدد الخطار التي تعصف بالمنطقة عموما وبسوريا‬ ‫خصوصا وفــي ظل توسع مفاعليها وســط عجز دولــي عن وقفها‬ ‫أ‬ ‫�وإيجاد حلول لها؛ وتلبية لدعوة حضور مؤتمر إطالق مؤسسة‬ ‫أ‬ ‫سـنــديــان الـتـنـمــويــة‪ ،‬بهدفالمساهمة فــي التخفيف مــن الث ــار‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الضاغطةوالمؤلمة لــ�حــداث على �هــل ســوريــا ؛ وبمعزل عن‬ ‫أ أ‬ ‫التصنيفات وبـعـيــدا عــن �ي �رضـيــة سياسية ؛ ّعـقــد فــي مدينة‬ ‫اسطنبول بين التاسع والعشرين والثالثين من شهر تشرين‬ ‫أ‬ ‫الثاني مؤتمر حضره عــدد مــن �بـنــاء محافظة الـســويــداء وبعض‬ ‫أ‬ ‫المحافظات السورية االخــرى إضافة إلى عدد من �بناء الطائـفة‬ ‫الدرزية حول العالم ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�كد المؤتمر الذي يعتبر �ول خطوة �هلية نموذجية مستقلة في‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫سبيل م�سسة العمل التنموي الهلي منذ ما يقارب السبعين‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫عاماعلى �ن مهام مؤسسة سنديان ترتكز على المور التالية‪:‬‬ ‫أ‬ ‫‪ 1‬العمل على دعــم احتياجات �هلنا في جميع مناطق العمل‬‫وبشكل عاجل‪.‬‬ ‫أ‬ ‫‪ 2‬الجاهزية واالستجابة للحاجات الملحة والطارئة ك�ولوية في‬‫أ‬ ‫عملها بهدف التخفيف من معاناة �هلنا ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫‪ 3‬تحديد �هداف سنديان وعملها بالمسائل والقضايا الهلية النية‬‫والمتوسطةوالمستقبلية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫‪ 4‬الت�كيد على ضرورة االسراع بتنفيذ برنامج سنديان الذي تقدمت‬‫أ‬ ‫به اللجنة المنظمة ليشمل جميع مناطق سوريا في �قرب وقت‪.‬‬ ‫وقد تم تشكيل لجنة متابعة النجاز جميع الخطوات التنفيذية‬ ‫الالزمة الطالق سنديان كمؤسسة تنموية ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�عضاء المؤتمر الـت�سيسي‬ ‫لمؤسسة سنديان‬


‫تشرين األول ‪ 2014‬العدد (‪)14‬‬

‫‪9‬‬


‫إضاءة‬

‫تحقيق‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫دروز في مدريـد‪ ..‬حلقة في لقاء قرطبة التشاوري‬

‫يوسف شيخو‬ ‫ضـمــن سلسلة الـمــؤتـمـرات وال ـل ـقــاءات الـتــي تعقدها‬ ‫أ‬ ‫المعارضة السورية في الخارج‪ ،‬منذ نحو �ربع سنوات‪،‬‬ ‫أ‬ ‫عقد فــي شهر �ي ــار مــن الـعــام ‪ ،2013‬مؤتمر «اللقاء‬ ‫الـتـشــاوري الوطني الـســوري» فــي العاصمة االسبانية‬ ‫مدريد‪ ،‬وتبع اللقاء التشاوري‪ ،‬عقد مؤتمر بمدينة قرطبة‬ ‫االسبانية في كانون الثاني الفائت‪ ،‬حضره ممثلون عن‬ ‫«الـحـراك الثوري وقــوى سياسية ومنظمات المجتمع‬ ‫أ‬ ‫المدني»‪ .‬و�صدر‪ ،‬حينها‪ ،‬وثيقة عرفت باسم «إعالن‬ ‫أ‬ ‫قرطبة»‪� ،‬كــدت على سعي المجموعة لعقد «مؤتمر‬ ‫أ‬ ‫وطني سوري جامع»‪ ،‬ينش� عن «تحالف وطني للقوى‬ ‫السياسية والحراك الثوري» في البالد‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وهكذا بــد�ت مجموعة «إعــان قرطبة» بعقد سلسلة‬ ‫أ‬ ‫من المؤتمرات‪ ،‬استهلتها بعقد مؤتمر ل ك ـراد سوريا‬ ‫في حزيران الماضي‪ ،‬كما نظمت في تموز الماضي‪،‬‬ ‫أ‬ ‫مؤتم ًرا ً‬ ‫خاصا بالطائـفة اليزيدية‪ ،‬تبعه مؤتمر خاص‬ ‫أ‬ ‫بتركمان سوريا‪ ،‬و�خي ًرا مؤتم ًرا لدروز سوريا في تشرين‬ ‫الثاني الفائت‪ .‬والواقع طالت عقد المؤتمرات الخاصة‬ ‫بمكونات الشعب السوري‪ ،‬انتقادات عدة‪ ،‬من بينها‬ ‫اعتبار تلك المؤتمرات «مقدمة لصيغة طائـفية»‪ ،‬فيما‬ ‫أ‬ ‫اعتبر البعض �ن المدعوين لهذه المؤتمرات «ال يمثلون‬ ‫طوائـفهم وقومياتهم عبر الطريقة التي تمت الدعوات‬ ‫آ‬ ‫من خاللها للمؤتمر»‪ .‬كما لفت منتقدون �خرون لعقد‬ ‫أ‬ ‫مثل هــذه الـمــؤتـمـرات إلــى �ن الغالبية العظمى من‬ ‫أ‬ ‫المشاركين فيها استغلوا فرصة وصولهم إلــى �وروبــا‬ ‫أ‬ ‫وتقدموا بطلبات لجوء إلى دول �وروبية‪.‬‬ ‫إ�عالن مدريد‬ ‫أ‬ ‫خالل يومي ‪� 21-20‬يار في العام ‪ ،2013‬عقد ما يعرف‬ ‫ب ـ «الـلـقــاء الـتـشــاوري الوطني ال ـســوري» فــي العاصمة‬ ‫االسـبــانـيــة مــدريــد‪ ،‬واس ـت ـجــاب لـلــدعــوة نـحــو ثمانين‬ ‫شـخـصـ ًـا‪ ،‬بينهم ضـبــاط منشقون عــن جـيــش النظام‬ ‫أ‬ ‫الـســوري وممثلون عــن �حـ ـزاب وجـمــاعــات سياسية‪،‬‬ ‫وكــذلــك شـخـصـيــات مـسـتـقـلــة‪ .‬وبـحـســب الـمـعـلــومــات‬ ‫ال ــواردة من المؤتمر‪ ،‬اختار المنظمون والمشاركون‬ ‫أ‬ ‫الشكل االخراجي لنشاطهم‪ ،‬توزع المشاركون الى �ربع‬ ‫ورشات‪ ،‬ناقشت كل منها موضوع المعارضة والعملية‬

‫‪10‬‬

‫تشرين ثاني ‪ 2014‬العدد (‪)15‬‬

‫السياسية‪ ،‬ووضعت في محصلة النقاش تصورها عن‬ ‫أ‬ ‫العملية‪ ،‬وقام المشاركون بعرض التصورات الربعة‪،‬‬ ‫ومن ثم كلفوا مجموعة مختلطة من الورشات االربع‬ ‫بمهمة صياغة الخالصات العامة‪ ،‬ونقاشها في جلسة‬ ‫عامة‪ ،‬ومــن ثم صيغت تحت عنوان «إعــان مدريد‬ ‫‪.»2013‬‬ ‫ويركز إعــان مدريد‪ ،‬على خريطة طريق تعتمد على‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مرتكزات �ساسية‪ ،‬لعل �بــرزهــا‪« :‬انتصار الثورة على‬ ‫أ‬ ‫�س ــاس بـنــاء قـ ـرار س ــوري مـسـتـقــل‪ ،‬وإس ـق ــاط الـنـظــام‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫بكل رمــوزه‪ ،‬وإقامة نظام ديمقراطي بديل»‪ .‬كما �كد‬ ‫أ‬ ‫اإلعالن على �ن «الدور االقليمي والدولي في التعامل‬ ‫أ‬ ‫مع الثورة‪ ،‬مطالب بت�كيد التزاماته وضمانته الكاملة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫من �جل قيامه بلعب دور في رعاية �ية عملية سياسية‬ ‫تتعلق بسوريا‪ ،‬وضمان نتائجها‪ ».‬كما يسبق «تشكيل‬ ‫أ‬ ‫الحكومة االنتقالية‪ ،‬ت�سيس مجلس حكماء‪ ،‬تتمثل فيه‬ ‫أ‬ ‫مكونات الشعب السوري برعاية المم المتحدة‪ ،‬ويتمتع‬ ‫بالصالحيات الكاملة في تسمية الحكومة االنتقالية من‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�صحاب الكـفاءات‪ ،‬واإلش ـراف والمراقبة على �عمال‬ ‫الحكومة‪ ،‬والتمهيد إلعالن دستوري إلطالق جمعية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ت�سيسية خالل عام من ت�سيس مجلس الحكماء»‪.‬‬ ‫وتتولى الحكومة االنتقالية «ش ــؤون الحكم بسلطة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫كاملة‪ ،‬وتقوم بــإدارة البالد إلى �ن يتم تحديد �سس‬ ‫النظام السياسي الجديد‪ ،‬والقائم على الديمقراطية‬

‫والتعددية والعدالة والمساواة وسيادة القانون»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ول ـفــت إع ــان مــدريــد إل ــى مـســ�لــة «خ ـضــوع الج ـهــزة‬ ‫أ‬ ‫الـعـسـكــريــة والم ـن ـيــة لسلطة الـحـكــومــة االنـتـقــالـيــة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وه ــي تـلـتــزم ب ــإع ــادة هيكلة ه ــذه الج ـه ــزة ومحاسبة‬ ‫المسؤولين عن الجرائم المرتكبة»‪ .‬كما تمارس الحكومة‬ ‫«مسؤوليتها الكاملة في الحفاظ على مؤسسات الدولة‬ ‫والعمل على إعادة هيكلتها وإصالحها‪ ،‬بهدف توفير‬ ‫المصلحة العامة‪ ،‬وتحقيق الديمقراطية واستقالل‬ ‫القضاء»‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وخلص إعالن مدريد إلى �ن تنبثق عن المؤتمر‪ ،‬لجنة‬ ‫متابعة هدفها «رفع مستوى التنسيق بين قوى الثورة‬ ‫والمعارضة»‪ ،‬تدعو إلى عقد مؤتمر مصغر لها‪ ،‬لوضع‬ ‫آ‬ ‫استراتيجية و�ليات موحدة إلدارة االستحقاقات المقبلة ‪.‬‬ ‫لجنة المتابعة لمؤتمر مدريد‬ ‫عـقــدت لجنة المتابعة لـلـقــاء ال ـت ـشــاوري فــي مــدريــد‪،‬‬ ‫اجتماعا في مدينة اسطنبول التركية بتاريخ ‪ 24‬و‪25‬‬ ‫أ‬ ‫�يلول ‪ ،2013‬وانتهى االجتماع باالتفاق على عقد مؤتمر‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يستند إلى مبادئ �ساسية مقترحة‪ ،‬من �جل مؤتمر‬ ‫للوفاق الوطني‪ ،‬ولعل أ�بــرزهــا‪ّ :‬‬ ‫«تبني ما تم التوافق‬ ‫عليه فــي (وثـيـقــة العهد الــوطـنــي)‪ ،‬و (رؤي ــة المرحلة‬ ‫أ‬ ‫االنتقالية)‪ ،‬الموقعتين بين �طراف المعارضة السورية‬ ‫في القاهرة في الثالث من تموز ‪ ،2012‬أ� ً‬ ‫ساسا لتطويرها‬ ‫ومرجعا ر ً‬ ‫ً‬ ‫ئيسا فيما ّ‬ ‫يخص‬ ‫وبناء الوفاق الوطني عليها‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫الكردية»‪ ،‬والت�كيد على «تطلعات الشعب‬ ‫القضية‬ ‫الـســوري المشروعة‪ ،‬إلــى دولــة الـمـســاواة والمواطنة‬ ‫وال ـح ــري ــات‪ ،‬ون ـظ ــام حـكــم يــؤســس الح ـت ـرام حـقــوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬ويكـفل التداول السلمي للسلطة والفصل‬ ‫ساسا لكل عملية سياسية‪ً ،‬‬ ‫بين السلطات‪ ،‬أ� ً‬ ‫وهدفا‬ ‫لها ال يمكن التنازل عنه»‪.‬‬ ‫كما تضمنت المبادئ‪« ،‬الدعوة إلى عملية سياسية في‬ ‫سوريا»‪ ،‬واعتبار التفاوض «وسيلة سياسية مشروعة‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تحقيق‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫من �جــل رحيل السلطة الحاكمة‪ ،‬واالنتقال ال كيد‬ ‫من نظام االستبداد الراهن‪ ،‬إلى الديمقراطية»‪ .‬وضرورة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والمدنية‪ ،‬وكذلك‬ ‫السياسية‬ ‫«مشاركة جميع القوى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الفعاليات أال هـلــيــة‪ ،‬على المستويين ّ‬ ‫الكلي‬ ‫ممثلي‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫والمحلي‪ ،‬مهما كان موقفها الحالي»‪ ،‬والت�كيد على‬ ‫«وحــدة الدولة والشعب والجيش على نطاق سوريا‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫ب�كملها»‪ .‬ووضع � ّليات واضحة للمحاسبة والمصالحة‬ ‫الوطنية‪« ،‬تنطلق من محاسبة جرائم الحرب والجرائم‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬على أ�سس الشرعات ّ‬ ‫ّ‬ ‫الدولية»‪ ،‬والت�كيد‬ ‫ضد‬ ‫على أ�ن «إعــادة اإلعمار‪ ،‬هو مشروع ّ‬ ‫وطني بامتياز‪،‬‬ ‫يجب التفاوض والتوافق عليه»‪.‬‬ ‫مؤتمر قرطبة‬ ‫عـقــد فــي مــديـنــة قــرطـبــة االسـبــانـيــة فــي يــومــي ‪10 - 9‬‬ ‫كانون الثاني من العام الجاري‪ ،‬لقاء تشاو ّري «لقوى‬ ‫الحراك الـثــو ّ‬ ‫وشخصيات ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وطنية‬ ‫سياسية‬ ‫ري‪ ،‬وقــوى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المدني»‪ ،‬وقد خرج المجتعمون‬ ‫ومنظمات المجتمع‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بالتوافق على نقاط عدة‪� ،‬برزها «الت�كيد على وحدة‬ ‫رضا ً‬ ‫سوريا أ� ً‬ ‫وشعبا‪ ،‬وتوفير ّ‬ ‫ّ‬ ‫استقاللية القرار‬ ‫مقومات‬ ‫الوطني السو ّري وتحصينه‪ ،‬بهدف وقف ّ‬ ‫ّ‬ ‫التدخل في‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اإلقليمية‬ ‫السورية‪ ،‬من كافة القوى‬ ‫الداخلية‬ ‫الشؤون‬ ‫ّ‬ ‫والــدولـ ّـيــة»‪ ،‬و»تشكيل لجان تواصل مهمتها القيام‬ ‫تنسيقية في الداخل السو ّري‪ ،‬للتشاور مع ّ‬ ‫بجوالت ّ‬ ‫كافة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫القوى ّ‬ ‫والمدنية‪ ،‬ومع‬ ‫والعسكرية‬ ‫السياسية‬ ‫الوطنية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫السورية‪ ،...‬والدعوة إلى‬ ‫الشركاء من �جسام المعارضة‬ ‫وطني شامل لإلنقاذ‪ ،‬قوامه ّ‬ ‫عقد مؤتمر ّ‬ ‫ممثلي الثورة‬ ‫ّ‬ ‫السورية بجميع ّ‬ ‫مكوناتها لمتابعة ّ‬ ‫المتغيرات المتسارعة‬ ‫أ‬ ‫في المشهد السو ّري‪ّ ،‬واتخاذ القرارات المناسبة بش�نها‪،‬‬ ‫وتقديم ّ‬ ‫سياسي أب�جندة ّ‬ ‫ّ‬ ‫وطنية»‪.‬‬ ‫حل‬

‫وعقد المؤتمر برعاية وتمويل وزارة الخارجية والتعاون‬ ‫أ‬ ‫في المملكة االسبانية واالتحاد الوروبي‪ .‬وجرى التوافق‬ ‫فيه على «محاولة أت�مين أ�وسع تحالف للقوى ّ‬ ‫الممثلة‬ ‫للثورة الـسـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫السياسية‬ ‫ـوريــة‪ ،‬ومواجهة االستحقاقات‬ ‫برؤية ّ‬ ‫موحدة»‪ ،‬و»البناء على المشتركات في الوثائق‬ ‫التي اتفقت عليها المعارضة الـسـ ّ‬ ‫ـوريــة‪ ،‬فــي المشهد‬ ‫السياسي»‪ ،‬ومن بينها أ�ن ّ‬ ‫السياسي الذي ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يحقق‬ ‫«الحل‬ ‫أ‬ ‫ساسي ورئيس ّ‬ ‫أ�هداف شعبنا وثورته‪ ،‬هو مطلب � ّ‬ ‫لكنه‬ ‫أ‬ ‫ّ أ‬ ‫ليس ّ‬ ‫ّ‬ ‫سياسي يجب �ن‬ ‫وإن � ّي حـ ّـل‬ ‫الحل الــوحــي‪،‬‬ ‫ُيفضي إلى إسقاط النظام بكامل رمــوزه»‪ ،‬و»العمل‬ ‫على إخراج ّ‬ ‫كافة الميليشيات الطائ ّـفية التابعة إليران‪،‬‬ ‫وحزب الله‪ ،‬والعراق‪ّ ،‬‬ ‫وكافة القوى الغريبة الخارجة‬ ‫عن إرادة الـثــورة الـسـ ّ‬ ‫ـوريــة‪ ،‬والتي تفرض نفسها على‬ ‫أ‬ ‫ّ أ أ‬ ‫ّ‬ ‫سياسي «يجب � ّال‬ ‫الداخلية‪ ،‬و� ّن � ّي حـ ّـل‬ ‫الساحة‬ ‫أ‬ ‫يكون تسوية تشجع على مـبــد� اإلف ــات مــن العقاب‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫والمحاسبة‪ ،‬وبالتالي ت�كيد مبد� محاسبة المجرمين‬ ‫على جرائمهم»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫المستقبلي‪ ،‬جــرى التوافق على �ن‬ ‫وحــول المشهد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫«سوريا دولة الحق والقانون والمواطنة والتعددية‪،‬‬ ‫ُت ـ ِـق ـ ّـر‪ -‬وف ــق عـقــد اجـتـمــاعـ ّـي جــديــد‪ -‬الـحـقــوق ّ‬ ‫القومية‬ ‫واالثنية ّ‬ ‫والدينية ّ‬ ‫ّ‬ ‫لمكونات الشعب السو ّري‪ ،‬وتحترم‬ ‫ّ‬ ‫كافة الديانات والمعتقدات‪ ،‬وفق العهود والمواثيق‬ ‫أ‬ ‫الــدولـ ّـيــة فــي مــا يحفظ وح ــدة ســوريــا �رض ـ ًـا وشـعـبـ ًـا»‪،‬‬ ‫و»اع ـت ـبــار كـ ّـافــة الـقــوانـيــن والـ ـقـ ـرارات واإلجـ ـ ـراءات‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وخاصة التي ّتمت بعد اندالع الثورة من ِق َبل النظام‬ ‫أ‬ ‫و�عوانه‪ ،‬محل إعادة نظر من قبل الممثلين الشرعيين‬ ‫للشعب السوري»‪ ،‬باالضافة إلى «إعادة هيكلة وبناء‬ ‫ّ أ‬ ‫وال ّ‬ ‫منية‪ ،‬إلعادتهما إلى دورهما‬ ‫المؤسستين العسكرية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫الطبيعي في حماية الوطن والمواطنين»‪ ،‬و»ت�كيد مبد�‬

‫ّ‬ ‫االنتقالية‪ ،‬والمحاسبة‪ ،‬واحترام ِشرعة حقوق‬ ‫العدالة‬ ‫ّ‬ ‫اإلنسان‪ ،‬وضمان حقوق جميع المتضررين من إجرام‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫القمعي»‪ .‬كما �شار اللقاء إلى انه سيكون للمر�ة‬ ‫النظام‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫«دور‬ ‫السياسية المؤثرة‬ ‫مستقبلي في صياغة المواقف‬ ‫في المجتمع السو ّري»‪.‬‬ ‫اللقاء الكردي في مدريد‬ ‫عقد اللقاء التشاوري الكردي في مدينة مدريد‪ ،‬بتاريخ‬ ‫‪/ 30 - 29 – 28‬حــزيـران‪ .2014 /‬وتضمنت الوثيقة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫«الت�كيد على الحل السياسي للزمة السورية‪ ،‬الذي‬ ‫يلبي طموحات الشعب الـســوري فــي إسـقــاط النظام‬ ‫الديكـتاتوري وتحقيق البديل الديمقراطي التعددي‬ ‫أ‬ ‫ونبذ العنف ومحاربة اإلره ــاب بكل �شـكــالــه»‪ .‬كما‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�وضـحــت �ن «الجمهورية الـســوريــة اإلتـحــاديــة دولــة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫متعددة القوميات والديان والثقافات»‪ ،‬و�ن «سوريا‬ ‫دولــة اتحادية ذات نظام برلماني رئاسي (مختلط)‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ديمقراطي تعددي يقر بمبد� التداول السلمي للسلطة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ومبد� فصل السلطات‪ ،‬وتعتمد ً‬ ‫ً‬ ‫ونشيدا وطنيين‬ ‫علما‬ ‫يعبران عن التنوع الثقافي والديني والقومي»‪ .‬ولفتت‬ ‫الوثيقة إلى «إلغاء كافة المشاريع والسياسات العنصرية‬ ‫والشوفينية‪ ،‬الـتــي طبقت بحق الشعب الـكــردي‪،‬‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫وإزالــة �ثارها السلبية‪ ،‬وإعــادة الوضــاع الى ما كانت‬ ‫عليه‪ ،‬قبل تطبيق تلك السياسات‪ ،‬وإعادة الحقوق‬ ‫أ‬ ‫الى �صحابها»‪.‬‬ ‫ودعت إلى «اإلقـرار الدستوري بالمساواة بين الرجل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫والمر�ة»‪ ،‬و»إقرار دستور توافقي يكرس مبادئ و�حكام‬ ‫القانون والمواثيق الدولية‪ ،‬التي تضمن حقوق جميع‬ ‫مكونات الشعب السوري‪ ،‬ويضمن للشعب الكردي‬ ‫حقوقه القومية في اقليمه وفق نموذج الدولة االتحادية‬ ‫التي تحدد صيغة العالقة بين المركز واالقليم‪ .‬واعتماد‬ ‫اللغة الكردية لغة رسمية إلى جانب اللغة العربية في‬ ‫الـبــاد»‪ .‬والعمل «مــن اجــل مـشــروع وطني للعدالة‬ ‫االنتقالية في البالد‪ ،‬ومحاسبة مرتكبي الجرائم ضد‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫االنسانية بحق الشعب السوري»‪ .‬كما �شارت إلى �ن‬ ‫«دسـتــور الــدولــة اإلتحادية يضمن المشاركة الفعلية‬ ‫للكرد‪ ،‬وتمثيلهم فــي مؤسسات الــدولــة االتـحــاديــة‪،‬‬ ‫ويضمن لكافة مكونات الشعب السوري المشاركة في‬ ‫أ‬ ‫عملية صنع القرار السياسي‪ ،‬وفي كل المور المصيرية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫والسيادية»‪ ،‬والت�كيد على «وحدة الراضــي السورية‬ ‫أ‬ ‫الجغرافية‪ ،‬والوقوف بوجه �ية مشاريع لتقسيم سوريا»‪.‬‬ ‫تشرين ثاني ‪ 2014‬العدد (‪)15‬‬

‫‪11‬‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تحقيق‬

‫التشاوري ا إليزيدي السوري في مدريد‬ ‫عقد اللقاء التشاوري اإليــزيــدي السوري في مدريد‪،‬‬ ‫خالل الفترة (‪ 27 – 26 – 25‬تموز)‪ ،‬وذلك بحضور‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الم ـي ــر تـحـسـيــن ب ــك‪� ،‬م ـيــر اإليــزيــديــة فــي الـعــالــم‪،‬‬ ‫وشخصيات حقوقية وإعالمية وضيوف من ايزيدية‬ ‫إقليم كردستان الـعـراق‪ ،‬ومجلس إيــزيــديـ ــي سوريا‪.‬‬ ‫تــم الــوصــول إلــى الوثيقة النهائية قبل عرضها على‬ ‫اللجنة التحضيرية لمجموعة عمل قرطبة‪ .‬ونصت‬ ‫أ‬ ‫الوثيقة‪ ،‬التي القت ترحيب المير تحسين بك‪ ،‬على‬ ‫«حق المكون اإليزيدي في ممارسة شعائره الدينية‬ ‫آ‬ ‫أ أ أ‬ ‫بكل حرية‪ ،‬ش�نه ش�ن �ي مكون �خر في المجتمع‬ ‫السوري»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫كـمــا نـصــت الــوثـيـقــة عـلــى «تـشــريــع قــانــون الح ــوال‬ ‫الشخصية الخاص باإليزيديين‪ ،‬الــذي يمكنهم من‬ ‫أ‬ ‫تدوين الحكام والقواعد الفقهية الخاصة بهم‪ ،‬تحت‬ ‫أ‬ ‫إشراف وزارة العدل»‪ ،‬باإلضافة إلى «اعتبار العياد‬ ‫ً‬ ‫اإليزيدية أ� ً‬ ‫وعطال رسمية لإليزيديين‪ ،‬وتحدد‬ ‫عيادا‬ ‫أ‬ ‫هذه العياد والمناسبات وفق قانون خاص»‪ .‬ونص‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�حد البنود على «اعتبار الماكن والمقامات الدينية‬ ‫اإليزيدية المقدسة‪ ،‬من ضمن الممتلكات الثقافية‪،‬‬ ‫التي يجب حمايتها ورعايتها من قبل وزارة الثقافة»‪،‬‬ ‫أ‬ ‫باإلضافة الى بنود �خــرى تتعلق «برفع الظلم الذي‬ ‫تعرض له االيزيديين من قبل الحكومات المتعاقبة‪،‬‬ ‫تعويضا ً‬ ‫ً‬ ‫عادال»‪.‬‬ ‫وتعويضهم‬ ‫اللقاء التركماني في غازي عنتاب‬ ‫عـقــد ال ـل ـقــاء ال ـت ـشــاوري الـتــركـمــانــي فــي مــديـنــة غــازي‬ ‫أ‬ ‫عينتاب التركية يومي ‪� 7-6‬يلول ‪2014‬؛ برعاية اللجنة‬ ‫أ‬ ‫المنظمة لمجموعة عمل قرطبة‪ ،‬وبحضور �كـثر من‬ ‫أ‬ ‫مئة شخصية‪ ،‬ممثلة لــ�حـزاب والقوى التركمانية‪،‬‬ ‫إضــافــة إلــى شخصيات مستقلة‪ .‬وخــرج اللقاء بورقة‬ ‫سياسية قدمت «رؤيــة المكون التركماني لمستقبل‬ ‫أ‬ ‫سوريا»‪� ،‬كدت على «حتمية انتصار الثورة‪ ،‬والحفاظ‬ ‫أ‬ ‫على وحدة سوريا التاريخ‪ ،‬وإعادة بناءها على �سس‬ ‫أ‬ ‫سليمة»‪ .‬إضــافــة إلــى الت�كيد على «اسـتـمـرار نضال‬ ‫الشعب السوري‪ ،‬بمختلف مكوناته»‪ ،‬حتى تحقيق‬ ‫أ‬ ‫�ه ــداف ــه فــي إس ـقــاط الـنـظــام ال ـم ـجــرم‪ ،‬وب ـنــاء ســوريــا‬ ‫المستقبل (العدل – الكرامة – الحرية – المساواة)‬ ‫أ‬ ‫لـلـجـمـيــع»‪ .‬و�ش ـ ــارت ال ــورق ــة إل ــى ضـ ــرورة «مــواجـهــة‬ ‫أ‬ ‫كافة �عـمــال النظام القمعية االرهابية والتنظيمات‬ ‫المتطرفة‪( ،‬حزب الله اللبناني – التنظيمات الشيعية‬

‫‪12‬‬

‫تشرين ثاني ‪ 2014‬العدد (‪)15‬‬

‫العراقية وااليرانية – مرتزقة النظام – ما يسمى جيش‬ ‫الدفاع الوطني)‪ ،...‬والمجموعات المتطرفة التي تدعي‬ ‫محاربة النظام‪ ،‬وهي في حقيقتها من مفرزات إرهاب‬ ‫أ‬ ‫النظام و�عوانه»‪.‬‬ ‫وطــالــب المجتمعون بــاالعـتـراف الــدسـتــوري بتركمان‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫سوريا «كمكون �ساسي و�صيل من مكونات الشعب‬ ‫أ‬ ‫الـســوري»‪ ،‬وكذلك «التعاون الجاد مع جميع �بناء‬ ‫الوطن المخلصين‪ ،‬ومن كافة مكوناته»‪ ،‬للعمل على‬ ‫إسقاط النظام‪ ،‬وتقديم كافة رموزه‪ ،‬الذين «تلطخت‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�يــديـهــم بــدمــاء الشعب ال ـســوري‪� ،‬وش ــارك ــوا بتدمير‬ ‫الوطن وبناه السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫� وساهموا في تمزيق وحدته الوطنية‪ ،‬للمحاكمة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مع الت�كيد على العدالة االنتقالية والمحاسبة‪ ،‬على �ال‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫يكون للمجرم بشار السد و�عوانه �ي دور في سوريا‬ ‫أ‬ ‫المستقبل»‪ .‬كما �ك ــدت الــورقــة «العمل على بلورة‬ ‫مشروع وطني شامل‪ ،‬من خالل مؤتمر عام تشارك‬ ‫أ‬ ‫فيه كل مكونات الشعب السوري دون إقصاء لحد‪،‬‬ ‫أ‬ ‫تحت �ي ذريعة»‪ .‬كما نصت الورقة على «االعتراف‬ ‫ا لــد سـتــوري بالحقوق القومية والثقافية للتركمان‪،‬‬ ‫واعتماد اللغة التركية كلغة رسمية»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫لقاء «�بناء جبل العرب» في مدريد‬ ‫أ‬ ‫عـقــد الـلـقــاء ال ـت ـشــاوري الــوطـنــي لب ـنــاء جـبــل الـعــرب‬ ‫«الــدروز» في مدريد ‪ 15 – 13‬تشرين الثاني ‪.2014‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�كدت الوثيقة النهائية للقاء على‪« ،‬التمسك ب�هداف‬ ‫ال ـثــورة ومـتــابـعــة الـعـمــل عـلــى إس ـقــاط الـنـظــام بكافة‬ ‫أ‬ ‫رمــوزه‪ ،‬والت�كيد على الحل السياسي‪ ،‬الــذي يفضي‬

‫إلى إقامة هيئة حكم انتقالية‪ ،‬تدير شؤون الدولة‪،‬‬ ‫بهدف تحقيق العدالة االنتقالية والوصول إلى دولة‬ ‫المواطنة»‪ .‬كما أ�كدت الوثيقة على «وحدة سورية أ� ً‬ ‫رضا‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫وشعبا‪ ،‬بما في ذلك كل الراضي السورية المحتلة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫والعمل على إعادتها إلى الوطن الم»‪ ،‬و»نبذ التطرف‬ ‫أ‬ ‫بكل �شكاله ومحاربة اإلرهاب‪ ،‬والعمل على طرد كل‬ ‫المقاتلين غير السوريين من سوريا»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫كما تطرقت الوثيقة إلى �ن «الملفات السيادية‪ ،‬وبينها‬ ‫شكل الحكم السياسي والحدود وعلم الدولة واسمها‬ ‫‪ ،..‬هي مواضيع يقررها الشعب السوري باستفتاء‪،‬‬ ‫أ‬ ‫بعد إقـرار دستور جديد»‪ .‬وطالبت «�صــدقــاء سوريا‬ ‫أ‬ ‫والـمـجـتـمــع ال ــدول ــي‪ ،‬بـتـقــديــم كــافــة �ش ـك ــال الــدعــم‬ ‫لـلـمـعــارضــة الــوطـنـيــة‪ ،‬وتـجـفـيــف مـنــابــع اإلرهـ ــاب»‪،‬‬ ‫باالضافة إلى إعــادة بناء مؤسسات الدولة‪ ،‬بما فيها‬ ‫أ‬ ‫المؤسستين العسكرية والمنية‪ ،‬لتقوم بدورها «في‬ ‫حماية وخدمة الوطن والـمــواطــن»‪ ،‬وكذلك العمل‬ ‫مع «كافة القوى الوطنية ومختلف مكونات النسيج‬ ‫السوري‪ ،‬لبناء دولة المواطنة‪ً ،‬‬ ‫بعيدا عن المحاصصة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫السياسية على �ي �ســاس طائـفي �و ديني �و عرقي‪،‬‬ ‫واحترام «حقوق مختلف مكونات المجتمع السوري‪،‬‬ ‫القومية والدينية والمذهبية‪ ،‬وحريتها في ممارسة‬ ‫شعائرها وطقوسها»‪.‬‬ ‫أ أ‬ ‫وسـبــق �ن �ك ــد رئـيــس الـلـجـنــة الـتـحـضـيــريــة لمؤتمر‬ ‫أ‬ ‫قرطبة‪« ،‬محمد برمو»‪� ،‬نه «البد من البناء على ما‬ ‫أ‬ ‫تــم الـتــوافــق عليه ضمن الـقــوى الوطنية‪ ،‬والت�كيد‬ ‫ً‬ ‫على وحدة سوريا أ� ً‬ ‫وشعبا ورفض التقسيم»‪ .‬كما‬ ‫رضا‬ ‫لفت «برومو»‪ ،‬وهو رئيس الحزب الوطني السوري‪،‬‬ ‫أ‬ ‫إلــى �ن الدعوة لمؤتمر وطني جامع‪ ،‬هدفه اجتماع‬ ‫«كافة القوى السياسية والمدنية والعسكرية‪ ،‬إلقرار‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�هــداف الثورة السورية وكيفية الحفاظ عليها في �ي‬ ‫حــل سـيــاســي ق ــادم‪ ،‬وإن ـشــاء ص ـنــدوق مــوحــد لدعم‬ ‫الشعب السوري وثورته‪ ،‬في كافة المجاالت»‪ .‬لكن‪،‬‬ ‫بالعودة إلى تداعيات مؤتمر مدريد‪ ،‬يقول الكـثير من‬ ‫المشاركين فيه‪ ،‬انهم فوجئوا بخروج معاذ الخطيب‪،‬‬ ‫الرئيس السابق لال ئـتالف الوطني السوري‪ ،‬بمبادرته‬ ‫أ‬ ‫الشخصية‪ ،‬بعد يومين من انتهاء �عمال المؤتمر‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫ضمن فيها «مـبــادئ الـتــاقــي» التي �قــرهــا المؤتمر‪،‬‬ ‫وهو تصرف القى انتقادات‪ ،‬كون الخطيب ّ‬ ‫«تصرف‬ ‫أ‬ ‫بشكل فــردي و�صــدر المبادرة دون الرجوع لزمالئه‬ ‫في المؤتمر»‪.‬‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تشرين ثاني ‪ 2014‬العدد (‪)15‬‬

‫‪13‬‬


‫ضوء‬

‫رأي‬

‫مؤتمرات التمثيل المعارض لألقليات في غياب التعبير السياسي الوطني‬

‫سحر حويجة‬ ‫بحضور شخصيات سورية معارضة تنتمي إلى الطائـفة‬ ‫الدرزية‪ ،‬وباسم أ�هالي جبل العرب ‪ ،‬تم عقد ً‬ ‫واحدا من‬ ‫اجتماعات عمل قرطبة‪ ،‬صدر ً‬ ‫بيانا عن نتائج االجتماع‪:‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�كد فيه المؤتمرون باسم �هالي جبل العرب‪ ،‬على �نهم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�وفـيــاء لهــداف الثورة التي قــام بها الشعب السوري‪،‬‬ ‫أ‬ ‫حتى نيل حريته و تحقيق �هدافه ضد نظام االستبداد‬ ‫أ‬ ‫والديكـتاتورية‪ .‬من الجدير ذكره هنا �ن هذا المؤتمر ال‬ ‫يختلف في شكله و نتائجه عن مؤتمرات قامت بها نخبة‬ ‫من العلويين في فترة سابقة أو�صدروا ً‬ ‫بيانا باسم الطائـفة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫العلوية‪ .‬وكذلك مؤتمرات عقدت تمثل �قليات �ثنية‬ ‫أ‬ ‫سريان �شور وغيرها ‪.....‬الخ‪.‬‬ ‫هذه المؤتمرات أ�ثارت حفيظة ً‬ ‫قسما كبي ًرا من الشارع‬ ‫السوري والمعارضة‪ ،‬عن غايتها وتوقيتها وماذا تخدم‬ ‫أ‬ ‫الثورة وغيرها من السئلة؟ ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫نجد �ن المشترك في هذه المؤتمرات هي الزمــة التي‬ ‫أ‬ ‫تعيشها مجتمعات القليات في سوريا‪ ،‬بعد الجهد الذي‬ ‫أ‬ ‫بذله النظام في تعبئتها وراءه على �نه حاميها‪ ،‬من تمدد‬ ‫أ‬ ‫الطائـفيين التكـفيريين الذين يهدون هذه القليات في‬ ‫وجودها ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫فإن كان من إيجابيات هذه المؤتمرات‪ ،‬إشاراتها إلى �ن‬ ‫جسدا ً‬ ‫أ� ألقليات ليست ً‬ ‫موحدا خلف النظام‪ ،‬في رسالة‬ ‫إلــى العالم الـخــارجــي الـراعــي لهذه المؤتمرات االتحاد‬ ‫أ‬ ‫الوروب ــي‪ ،‬الــذي يرغب بوجود معارضة واضحة لهذه‬ ‫أ‬ ‫القليات‪ ،‬في سعيه إليجاد تسوية مرتقبة في سوريا‪،‬‬ ‫أ‬ ‫هذا من جهة‪ ،‬و من جهة �خرى إن هناك نخب معارضة‬ ‫أ‬ ‫حية‪ ،‬في صفوف القليات‪ ،‬موجودة اليوم ولها تاريخ‬ ‫طويل مشرف ضد الديكـتاتورية‪ ،‬في وجه من يحاول‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وضع هذه القليات في سلة واحدة ويبرر �عمال القتل‬ ‫أ‬ ‫لفرادها‪.‬‬ ‫هــذه الحقيقة ترتبط بتاريخية الـعــاقــة بين السلطة‬ ‫أ‬ ‫ثمنا ً‬ ‫والقـلـيــات‪ ،‬حيث دفعت نخب أالقـلـيــات ً‬ ‫غاليا‬ ‫أ‬ ‫في مواجهة الديكـتاتورية ولــن تدعي طائـفة ال كـثرية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�نهم كانوا �كـثر معارضة للدكـتاتورية من القليات‪ ,‬و‬ ‫أ‬ ‫لم يكن االختالف إال في االنتماء‪ ،‬حيث نجد �ن نخب‬ ‫أ‬ ‫القليات المعارضة في سوريا ضد الدكـتاتورية اتجهت‬ ‫أ‬ ‫للعمل في صفوف منظمات حقوقية و صفوف الحزاب‬ ‫اليسارية‪ ،‬نشير هنا على سبيل المثال‪ :‬إلى حزب العمل‬ ‫أ‬ ‫الشيوعي الذي يمكن إطالق عليه تسمية حزب �قليات‬ ‫أ‬ ‫رغم انضمام عناصر إلى صفوفه من طائـفة ال كـثرية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مــع مالحظة �ن ــه مــن الحـ ـزاب الـتــي تــم تصفيتها في‬

‫‪14‬‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تشرين ثاني ‪ 2014‬العدد (‪)15‬‬

‫أ‬ ‫الـمـعـتـقــات‪ ،‬وعــانــى ال ـحــزب مــن �زم ــة تشتت ق ــواه‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وعدم القدرة على لملمتها قبل الثورة و�ثنائها‪ ،‬رغم بروز‬ ‫شخصيات بــارزة وتـيــارات متعددة كانت في صفوفه‪،‬‬ ‫كما ضم حزب البعث ‪ 23‬شباط أ� ً‬ ‫عدادا كبيرة من نخب‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫القليات‪ ،‬وقد دفع العضاء المنتمين إلى هذه القوى‬ ‫عشرات السنين من عمرهم في سجون النظام ‪ .‬وفي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المقابل كان الخوان المسلمون وقوى يسارية �خرى‪،‬‬ ‫ممثلة بالتجمع الوطني الديمقراطي االتحاد االشتراكي‬ ‫والمكـتب السياسي حزب الشعب ً‬ ‫حاليا وحزب العمال‬ ‫أ‬ ‫الثوري ‪ ،‬نخب �غلبها من الطائـفة السنية‪ ,‬استقطاب غير‬ ‫مقصود بالنسبة لليسار سوى منبت الرموز المؤسسين‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وهـنــا نـتــذكــر �ن ــه فــي ال ـص ـراع الـمـحـتــدم بـيــن السلطة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫والخوان المسلمون �وائل ثمانينات القرن الماضي قام‬ ‫حزب العمل بتجميد شعار إسقاط النظام الذي رفعه‬ ‫أ‬ ‫منذ ت�سيسه‪ ،‬واستبدله بشعار دحــر الديكـتاتورية‬ ‫أ‬ ‫والحلف الرجعي الس ــودـ في ظل جذر يسود الشارع‬ ‫أ‬ ‫السوري خاصة القليات التي كانت ترزح تحت حكم‬ ‫الدكـتاتورية والخوف من وصول اإلخوان المسلمين إلى‬ ‫السلطة‪ ،‬و انه على رغم من التباين في ظروف الطائـفة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫العلوية وغيرها من القليات الدرزية �و االسماعلية حيث‬ ‫أ‬ ‫الطائـفة العلوية كانت ممسوكة ‪ ،‬عبر السلك المني‬ ‫العسكري والمناصب الحساسة خاصة الرئاسة‪ ،‬بينما‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫تم تهميش باقي القليات‪ .‬بل الصح تهميش المجتمع‬ ‫السوري بكامله‬ ‫أ‬ ‫بعد الحراك الثوري في سوريا‪� ،‬خذ النظام يلعب على‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الوتر الطائـفي‪ ،‬بتعبئة وتسليح �بناء القليات في وجه‬ ‫التمدد الجهادي والتشدد ‪ ،‬هذه القضية ‪ ،‬مع انتقال‬ ‫أ‬ ‫الحراك الثوري إلى مرحلة العمل المسلح‪ ،‬وبعد �ن‬ ‫تحول العمل المسلح إلى الشكل الوحيد للصراع بين‬ ‫أ‬ ‫النظام والمعارضة‪ ،‬وبعد عسكرة المجتمع‪� ،‬صبح‬ ‫العمل السياسي السلمي في الداخل ال وزن له‪ ،‬حتى‬ ‫في المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام‪ .‬هذا الوضع‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫كان له ت�ثي ًرا كبي ًرا على مناطق القليات وعلى النخب‬ ‫المعارضة فيها‪ ،‬التي فشلت في تعبئة الشباب في‬ ‫صـفــوف العمل العسكري ‪ ،‬اللهم إال أ�ف ـ ـر ً‬ ‫ادا انشقوا‬ ‫أ‬ ‫�والتحقوا بتنظيمات عسكرية تابعة للجيش الحر‪ ،‬ولم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫تستطع قــوى القليات باستثناء ال ك ـراد من بناء قوة‬ ‫ً‬ ‫وامتدادا شعبيا‪ ،‬على العكس‬ ‫عسكرية تمتلك حضو ًرا‬ ‫أ‬ ‫من ذلك استطاع النظام تعبئة شباب مناطق القليات‬ ‫تحت مسمى لـجــان الــدفــاع الــوطـنــي‪ ،‬منها الـســويــداء‬ ‫ومناطق الساحل‪ ،‬التي من مهامها رصد حركة المعارضة‬ ‫ومنع نشوء ظاهرة مسلحة خارج إطار لجان الدفاع‪.‬‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫كل هذا �ربك وقيد نشاط المعارضة في الشارع القلوي‪،‬‬ ‫أ‬ ‫التي من الصعب عليها‪� ،‬ن تكون إال معارضة بوسائل‬ ‫سلمية‪ ،‬ليس لها صــدى فــي الــواقــع الـســوري ً‬ ‫حاليا ‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�صبحت القليات ممسوكة بقوة من قبل النظام الذي‬ ‫أ‬ ‫يعمل على رصد حركة الناشطين في القليات وقمعها‬ ‫آ‬ ‫وكــان �خــرهــا اعتقال عــدد مــن الشخصيات الحقوقية‬ ‫والناشطة ‪ :‬جديع نوفل ‪ /‬ولؤي حسين \ وماريا شعبو‪,‬‬ ‫وغيرهم‪ ,,‬على الرغم من معارضتهم لكل تطرف وتشدد‬ ‫أ أ أ‬ ‫‪ .‬ال بد هنا من الت�كيد �ن القليات موقفها ليس ثابت‬ ‫وجامد‪ ،‬ما هي إال جزء من فئات واسعة من الشعب‬ ‫الـســوري الصامتة ‪ ،‬فــي المناطق الخاضعة لسيطرة‬ ‫أ‬ ‫النظام‪ .‬التي بد�ت بالتذمر من ظروف ال يمكن االستمرار‬ ‫فيها‪ ،‬بعد فشل النظام في إرضاءها ‪ ،‬نتيجة الخسائر‬ ‫أ‬ ‫الكبيرة التي دفعتها في الرواح ‪ ،‬ونتيجة الفقر‪ ،‬وسوء‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الـخــدمــات وع ــدم المـ ــان‪ .‬وتبقى الحقيقة �ن الـحـراك‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الثوري الذي بد� بوحدة الشعارات‪ ،‬من �جل الحرية‬ ‫أ‬ ‫وعــودة الحقوق‪ ،‬يعيش اليوم �زمــة تكوينات جهادية‬ ‫ومتشددين‪ ،‬في غياب تيارات وحركات سياسية تخترق‬ ‫الطوائـف‪ ،‬ذات حضور على الصعيد الوطني‪ .‬تتمتع‬ ‫بدور قيادي‪ .‬واقع الحراك السياسي هذا يهدد المجتمع‬ ‫السوري‪ ،‬باالتجاه نحو المحاصصة الطائـفية وغيرها من‬ ‫محاصصات ‪ ،‬في حال فرضت تسويات برعاية دول‬ ‫أ‬ ‫كبرى ‪ ،‬حيث ال بد قبل ذلك من تهيئة الجواء ومعرفة‬ ‫القوى الفاعلة‪ ،‬وهذه المؤتمرات ناتجة عن هذا الواقع‬ ‫أ‬ ‫وتصب في هذا االتجاه‪ ،‬غير �ن هذا التوجه ال يخدم‬ ‫قــوى الـثــورة‪ ،‬بــل يصب فــي خــدمــة الـقــوى المحافظة‬ ‫أ‬ ‫التقليدية لن هذا مشروعها‪.‬‬


‫ضوء‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫إذا نزف الدم فبأي حبر نكتب‪ ..‬مقدمة حول سوريا‬ ‫حبيب صالح‬ ‫ن ــذر االقـ ـتـ ـراب م ـمــا ي ـج ــري ف ــي س ــوري ــة خ ـط ـيــرة ومـلـيـئــة‬ ‫أ‬ ‫بالمنزلقات‪ ،‬اليكاد �حد يقتحمها حتى يشفق على نفسه‪،‬‬ ‫وهو يتيه بين المحظور والعاصف والمتحرك‪ ،‬مثل كـثبان‬ ‫تذروها الرياح‪.‬‬ ‫أ‬ ‫منذ اندالع الحداث في سوريا حتى هذه الساعة‪ ،‬كـثير هم‬ ‫الذين اقتحموا الثورة باسئلة الساعة‪ ،‬مشفقين يستطردون‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫سائلين «�نـتــم تــريــدون إسـقــاط النظام فــي ســوريــا‪ ..‬بــ�ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫خلفيات و�جندات خارجية �و سلفية!»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫�سئلة حائرة مثلما هي مشروعة وإشكالية‪ ،‬تجاه نظام لم‬ ‫أ‬ ‫يتعودوا على طرح �سئلته‪ ،‬والبحث في سقوطه‪ ،‬إذ تعود‬ ‫الـنــاس أ�ن يراكموا الــزمــن ليصنعوا ً‬ ‫قانونا للحياة‪ ،‬ومن‬ ‫أ‬ ‫عادتهم �ن يطرحوا الراهن وال يستحضرون الذاكرة‪ .‬قلت‬ ‫أ‬ ‫لمحدثي‪ ،‬نحن نقوم بثورة‪ ،‬استطعنا �ولم نستطع إسقاط‬ ‫أ‬ ‫النظام‪ ،‬قمنا بها مرة ضد فرنسا‪ ،‬دون �جندة خارجية‪،‬‬ ‫ونحن نثور اليوم لتثبيت حقنا في تقرير المصير‪ ،‬في الحرية‬ ‫والكرامة والخيارات الحرة فيما يحكمنا‪ ،‬ولتكريس حقوقنا‬ ‫أ‬ ‫في إعادة هيكلة وم�سسة الحياة في بالدنا‪ ،‬بما يضمن‪،‬‬ ‫باستمرار‪ ،‬إنتاج آال ليات الديمقراطية التي تكـفل ً‬ ‫بنيويا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ووطنيا‪ ،‬إنتاج قدرات وديناميات ذاتية‪ ،‬تصحح‬ ‫وحقوقيا‬ ‫وتعيد تصحيح مكونات التغيير ومنظوماته العصرية‪ ،‬التي‬ ‫تخرج شعبنا وتجربتنا الديمقراطية من مجاهل السلفية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وثقافة المجتمعات القبلية والعشائرية الحادية‪ ،‬إلى رحابة‬ ‫المؤسسات والبنى الديمقراطية‪ ،‬وتعدديات الوصول إليها‪،‬‬ ‫وشمولية اتساعها وتمثيلها لكل الطيف السياسي السوري‪.‬‬ ‫ً أ‬ ‫ً‬ ‫وبما يؤكد ً‬ ‫ومنظوماتيا‪� ،‬ن حكم الفرد‬ ‫تشريعيا‬ ‫بنيويا‬ ‫وظاهرة اإلستبداد‪ ،‬سوف تسقط بكل بناها وثقافتها‪ ،‬ولن‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫يعود ممكنا �ن يختزل فرد �مــة �و مؤسسة‪� ،‬و يستطيع‬ ‫أ‬ ‫تعطيل دورها �و تجييره‪ ،‬بحيث تكون مؤسسات الرقابة‬ ‫التشريعية‪ ،‬والقانونيه والصحفية والثقافية والقضائية‪ ،‬في‬ ‫أ‬ ‫�على مستويات وطنيتها وسيادة قرارها واستقالله‪ ،‬حيث‬ ‫تعمل هذه المؤسسات بالتناغم والتكامل واالستقالل‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وت�كيد فصل السلطات‪ ،‬ووالءها المطلق للروح الجمعية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�نا الجماعة‪ ،‬بحيث يظل مبد� تناوب السلطة مصانا غير‬ ‫قابل لإلختراق‪.‬‬ ‫ً‬ ‫استبد بنا االستبداد‪ ،‬وجاءنا العسكر يوما بخطاب العروبة‬ ‫أ‬ ‫والقومية‪ ،‬واتهموا مشروع االستقالل الوطني ب�نه إنجاز‬ ‫ً‬ ‫منطلقا لمخططاته‪ ،‬وال‬ ‫استعماري‪ ،‬اعتمد الدولة ُالقطرية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫خروج منه �و انعتاق إال بالدولة القومية‪ .‬وبد�نا رحلة التيه‪،‬‬ ‫أ‬ ‫مشروعا ً‬ ‫ً‬ ‫قوميا‪ ،‬وعسكر يريد تحرير‬ ‫عسكر يريد �ن يطلق‬ ‫فلسطين‪ ،‬وعسكر يريد صنع وطن من مداميك الجثث‪،‬‬ ‫ًأ‬ ‫ـادا �ذرتــه الــريــاح‪ ،‬فاندثرت المواطنة‪،‬‬ ‫فما صنعوا إال رمـ‬ ‫أ‬ ‫وتمزقت وحــدة اإلنتماء إلــى وطــن‪ ..‬بــل الــوالء لحاكم �و‬

‫أ‬ ‫نظام‪ ،‬وتمظهر فيها والء كاذب‪ ،‬لمشروع كاذب‪ ،‬و�حزاب‬ ‫أ‬ ‫صنعوها من جزمهم و�عقاب بنادقهم‪ .‬كان الوطن هو الكذبة‬ ‫مشروعا إنما كان ً‬ ‫ً‬ ‫سجنا‪ ،‬والتحرير‬ ‫الكبرى‪ ،‬وكل ماسمى‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وهما‪ ،‬واإلنسان �داة‪ ،‬المدماكا وال بداية �و نهاية!‬ ‫يــاسـيــدي‪ ،‬نحن جيل اإلسـتـقــال‪ ،‬عمرنا مــن عمر هذا‬ ‫أ‬ ‫الــوطــن‪ ،‬أ�مضيناه ً‬ ‫عبيدا‪ ،‬وقضيناه رعــايــا الش ــ�ن لنا في‬ ‫ش ــيء‪ ،‬ســوى السير على هــدي الــزعـيــم‪ ،‬سـ ٍـمــه القيصر‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫سمه الفرعون‪ ،‬سمه المــل والــرمــز‪ ،‬سمه ســان لــوران �و‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫فيرساتشي‪ ،‬سمه كازانوفا �وراسـبــوتـيــن‪ ،‬سافونا روال �و‬ ‫أ‬ ‫ميكافللي‪ ،‬عنترة �و الزير سالم‪،‬‬ ‫كان االنتماء إلى المشروع القومي اليحتاج منا إال لصورة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫حائط‪ ،‬تنزل صــورة �بيك‪� ،‬و صــورة الخضر وهو يطعن‬ ‫التنين‪ ،‬وتضع صورة الزعيم‪ ،‬مع خريطة الوطن العربي‪،‬‬ ‫أ‬ ‫تـخــرج مــن دمـشــق �سـهــم باتجاهات البوصله‪ ،‬فيتوحد‬ ‫الوطن العربي‪ ،‬من دمشق‪ ،‬على جــدار منزلك الطيني‪.‬‬ ‫تحية العلم كنا نؤديها والعلم العربي مشرع فوق رؤوسنا‪،‬‬ ‫وصورة القائد الملهم في مستوى ناظرينا‪ ،‬فنؤدي التحية‬ ‫للقائد بحضور العلم‪ ،‬الغير‪ ،‬وعندما تطورت مطابع الغرب‪،‬‬ ‫أ‬ ‫الذي نشتمه كل ليلة‪� ،‬صبحت صور القائد تطبع في وسط‬ ‫العلم‪ ،‬فيتحد القائد بالعلم‪ ،‬ويختزل اإلثنان في واحد‪ .‬ومن‬ ‫آ‬ ‫عجائبنا الثالثية المطرزة في دهاليز الجهزه «الله‪..‬سورية‪..‬‬ ‫بشار‪..‬وبس»‪ ،‬وهكذا فالله وبشار صنوان‪ ،‬وكذلك سورية‬ ‫وبشار‪ ،‬هذا كل مابقى من ميثولوجيا علوم الجدل والوطنية‬ ‫وحكم العائله‪ ،‬هو تكلم ً‬ ‫عودا على بدء‪ ،‬في سورية اليوم‬ ‫كان هذا ً‬ ‫قداسا إلبيه من قبل‪ ،‬ومن بعد يتلى ويرتل كـترانيم‬ ‫الميالد‪ ،‬ونداء الحجيج‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�دب الشعوب على مراحل نش�تها من الفلكلور‪ ،‬وفنون‬ ‫المحاكاة حتى عصر الرواية والمسرح‪ ،‬كلها كانت تحاكي‬ ‫مولد فجر القائد‪ ،‬وكاريزما القائد‪ ،‬نحن الشعب فشلنا‬

‫رأي‬

‫أ‬ ‫في �ن نشكل ثنائية مع القائد‪ ،‬فبقينا دون وطن ننتظر‬ ‫مشيئة القائد‪.‬‬ ‫وعندما يتجلى في خطبه ومزاميره‪ ،‬يتزوجنا جميعا ذكوراً‬ ‫أو� ً‬ ‫ناثا‪ ,‬ونحن نتلوى من نشوة اإلنفعال بعباراته وحكمه‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫واستشراقاته المستقبلية‪ ،‬كنا نؤمن �ن علة الحداث في‬ ‫هذا العالم‪ ،‬أ�ن تحصل ً‬ ‫طبقا لسيناريو القائد‪ ،‬فال عجب‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بعدها �ن تتالقى البحار الرب ـعــة‪ ،‬ومــن بعدها الجهات‬ ‫أ‬ ‫الربع‪ ،‬والمحيطات بعد ذلك‪.‬‬ ‫أ‬ ‫عندما كانت السماء تحبس �نفاسها فال تهطل‪ ،‬كان القائد‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يدعو»مؤسسات» االستمطار‪ ،‬فإن �مطرت‪ ،‬قلنا �ن الله‬ ‫والقائد على وفاق واقتراب‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫كان المواطنون «تحت الت�سيس»‪ ،‬يلتهمون �وراق التقويم‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫بحثا عن مناسبات القائد و�براجه وطالعه‪ ،‬فال يعقدون‬ ‫مشاريع الحب والخصب‪ ،‬إال في «دورته» الزمنية‪.‬‬ ‫وعند حزيران الهزيمه‪ ،‬عندما انهار كل شيء‪ ،‬وتعرى حتى‬ ‫أ‬ ‫النخاع كل شيء‪ ،‬واتسعت عورات المة والقائد والماضي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫والص ــال ــة وال ـج ــذر الـتــاريـخــي‪ ،‬وام ـت ــ�ت كــل قواميسنا‬ ‫بمصطلحات الهزائم‪« ،‬النكسه» المهجرين «الوافدين»‬ ‫ً‬ ‫«الالجئين» «النازحين»‪ ،‬يومها أ�صدر القائد ً‬ ‫انقالبيا‬ ‫فرمانا‬ ‫أو�صبح ر ً‬ ‫ئيسا للجمهورية‪ .‬لم تحاسب أالمــة على ماجرى‬ ‫يومها‪ ،‬وتراكم كل شيء‪ ،‬حتى لم يعد حولنا سوى الهائمين‬ ‫والظاعنين تحت سماء الوطن الوطن لهم‪.‬‬ ‫أ‬ ‫عندما كان �بناؤنا من المالحقين والمطرودين والمطاردين‬ ‫والمسافرين والمهاجرين‪ ،‬يؤمون شواطئ الغرب الجئين‪،‬‬ ‫أ‬ ‫كانت ترسل إلى صنايق بريدهم �حاجي في حب القائد‪،‬‬ ‫أ‬ ‫�يقونات يتعانقونها لتنام‪ ،‬كلمات ترسمها جوازات سفرهم‬ ‫في المهاجر‪.‬‬ ‫كان القائد يقرر االستفتاء‪ ،‬فنذهب إلى االستفتاء حيث‬ ‫أ‬ ‫تكون لوائح الشطب قد شطبت‪ ،‬ونجد �ن كل الصناديق‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫قد امتلت‪ ،‬ولما تبد� ساعة الستفتاء بعد‪.‬‬ ‫كــل شــيء فــي بــادنــا عــاش الملك‪ ،‬مــات الملك‪ ،‬فلماذا‬ ‫الشعوب ولـمــاذا ال ـثــورات‪ ،‬القائد يـثــور لــوحــده‪ ،‬ويمنح‬ ‫ويمسك ويثيب ويعاقب بمشيئته‪.‬‬ ‫الفرعون المسجى في توابيت العالم االخر الزال بيننا‪ ،‬مقيم‬ ‫أ‬ ‫في ذاكرتنا‪ ،‬موشوم على صدورنا‪،‬إلى �ن يتوقف الزمان‬ ‫أ‬ ‫«البــدي»‪ ،‬ونعود إلى جدران بيوتنا‪ ،‬نعيد معلقاتنا من‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫صور الباء والنبياء‪.‬‬ ‫عندها فقط «تعود» الحرية قد ًرا وتغدو الشرعية غائية وجود‬ ‫وخالصة استمرار‪ ،‬فال يمنحها قائد بمرسوم‪ ،‬وال تعلق على‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الصدور بوسام‪ ،‬وال تعطى هبة �و رتبة �و منحة‪ ،‬بل تعود‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫قيمة أ�سمى ً‬ ‫وجوديا اليقابله ثمن �و بديل‪ ،‬كواقعة‬ ‫وحقا‬ ‫أ‬ ‫ميالد وسمة من سمات الخلق‪� ،‬و بطاقة تعريف‪ ،‬دون‬ ‫بصمات‪ ،‬ولون بشرة‪ ،‬وضي عيون‪ ،‬ودقــات قلوب وهي‬ ‫تخفق لتهب الحياة‪ ،‬وتهزم الموت‪.‬‬ ‫تشرين ثاني ‪ 2014‬العدد (‪)15‬‬

‫‪15‬‬


‫ضوء‬

‫رأي‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫ً‬ ‫مؤتمر قرطبة‪ :‬أسطرة الكيان السوري أقلويا‬

‫محمد الجرف‬ ‫ف ــي ‪ 14‬تـشــريــن الـثــانــي‪/‬نــوفـمـبــر ال ـمــاضــي‪ُ ،‬ع ـقــد في‬ ‫العاصمة اإلسبانية مدريد ٌ‬ ‫مؤتمر تشاو ّري جمع ناشطين‬ ‫وسياسيين درو ًزا سوريين لمناقشة موقف السوريين‬ ‫الدروز من الثورة‪ ،‬والتعرف إلى وجهة نظرهم في سورية‬ ‫الجديدة تحت رعاية «مجموعة إعالن قرطبة»‪.‬‬ ‫قبل مؤتمر ال ــدروز جــرى ُ‬ ‫عقد مــؤتـمـرات عــديــدة لعدة‬ ‫مكونات سورية‪ ،‬فقد ُعقد في حزيران ‪/‬يونيو الماضي‬ ‫ُ أ‬ ‫مؤتمر لل كراد السوريين‪ ،‬تاله في تموز‪ /‬يوليو مؤتمر‬ ‫للطائـفة أالزيدية أو� ً‬ ‫يضا مؤتمر للتركمان السوريين‪ ،‬ويتم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫التحضير في هذه الونة إلى مؤتمرين‪� ،‬حدهما يخص‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫السياسي‪ ،‬وتفضيل االنتداب‬ ‫اسماعيليــي سوريا‪ ،‬فيما يتوجه الخر إلى العلويين‪ .‬سورية‪ ،‬ورفض االنتداب‬ ‫ّأ‬ ‫ّ‬ ‫أال ّ‬ ‫البريطاني‪ .‬وبذلك كان المؤتمر‬ ‫نسي �و‬ ‫مريكي على الفر‬ ‫يعتبر القيمون على «مجموعة إعالن قرطبة» أ�و (اللقاء السوري الذي امتد على ثالث دورات ‪ً 1920-1919‬‬ ‫ممثال‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫التشاوري الوطني السوري) كما يحبون �ن ُيطلق عليهم‪،‬‬ ‫ودستوريا للسوريين في سورية الطبيعية‪ ،‬ومن‬ ‫سياسيا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ن هذه الطريقة هي الطريقة المثل للوصول إلى مؤتمر رحمه تشكلت الكـتل والحزاب البرلمانية الالحقة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫كافة مكونات الشعب السوري‪ ،‬أو�ن ً‬ ‫سوري عام ُي ّمثل ّ‬ ‫إذا‪ ،‬العامل الساسي في إنجاح هكذا مؤتمر يكمن في‬ ‫غاية هذه اللقاءات هي بحث الرؤى المختلفة التي يحملها ضمان وجود تمثيل حقيقي يعبر عن إرادة السوريين‪،‬‬ ‫أ‬ ‫مختلف السوريون إلى دولتهم القادمة‪ ،‬وهي بالتالي والمعيار الساسي هو في التمثيل المناطقي ال الطائـفي‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ ً أ‬ ‫وال‪ ،‬و�ن يكون الشخاص القائمين على تمثيل‬ ‫ليست مؤتمرات بقدر ما ُيمكن اعتبارها ورشات عمل هذا �‬ ‫أ‬ ‫ونقاشات مفتوحة لسبر الغوار والوصول إلى مقترحات مناطقهم منتخبين‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ـس يتفق عليها‬ ‫يتم في النهاية جمعها واستخالص �سـ ٍ‬ ‫كافة السوريين‪.‬‬ ‫كان هناك حضور من دروز إدلب إلى المؤتمر ( يتركز‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫إذا‪ ،‬الهدف هو المؤتمر الوطني العام‪ ،‬ومن هنا م�خذنا وجــود ال ــدروز فــي جبل السماق بمنطقة ح ــارم‪� ،‬هــم‬ ‫الرئيس على هذه آال لية‪ ،‬إذ ال يمكن أ�ن يقوم مؤتمر القرى والبلدات التي ّ‬ ‫يشكل فيها الــدروز أ� ّ‬ ‫غلبية‪ :‬قلب‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وطني عام بدون تمثيل حقيقي للسوريين‪ ،‬كما �ن من لــوزة وبشندلنتي وكـفر كيال وعبريتا ومـعــارة الخــوان‬ ‫العوائق الكبيرة التي تقف في وجه هذا المؤتمر تحويل وجدعين وبشنداليا وكـفر مــارس وبيرة كـفتين وتلتيتا‬ ‫أ‬ ‫التنوع الطائـفي في سورية‪ ،‬إلى طائـفية سياسية‪.‬‬ ‫والدوير وعرشين وكـفربني وغيرها)‪ ،‬كما كان ُيفترض �ن‬ ‫ّ‬ ‫الحقيقي‬ ‫ضرورة التمثيل‬ ‫تتم دعوة مسيحيــي وبدو جبل العرب إلى تمثيل جبل‬ ‫ُ‬ ‫طـبـعـ ًـا‪ ،‬كلما ذكـرنــا «مــؤتـمــر وطـنــي س ــوري ع ــام» فإننا العرب في مؤتمر يمثل السوريين ككل‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫نستذكر الموتمر السوري الول الذي عقد في حزيران ‪ /‬هذا على صعيد الشكل‪� .‬ما على صعيد اللية‪ ،‬فحقيقة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫يونيو ‪ .1919‬والذي كانت غايته تهيئة البالد الستقبال ال �ح ــد يستطيع اإلدع ــاء بــ�نــه يمتلك هـكــذا �لـيــة في‬ ‫أ‬ ‫لجنة كينغ‪ -‬غرين‪ ،‬وتقديم رؤيــة سورية واضحة لها‪ .‬هكذا ظرف‪ .‬كيف سيقوم المرشحون بتقديم �سمائهم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫حينها �رسلت المناطق والقضية ممثليها الذين حضر وبرامجهم لجمهورهم‪ ،‬وكيف سيقوم الناخبون بانتخاب‬ ‫ً أ‬ ‫منهم ‪69‬‬ ‫مندوبا من �صل ‪ 85‬الجلسة االفتتاحية في ممثليهم‪ .‬هذا ما كان يجب إضاعة الجهد عليه‪ ،‬التفكير‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫ً‬ ‫دمشق‪ .‬وقد عادت اللجنة بتقريرها الذي �شار إلى موافقة في �لية تضمن تمثيال شبه واقعي للناس في اإلقليم �و‬ ‫‪ 75%‬من السوريين على توصيات المؤتمر العام التي القضاء‪.‬‬ ‫أ‬ ‫كان �برزها االعتراف باستقالل سورية الطبيعية‪ ،‬وبحكم في خطورة تحويل التنوع الطائفي إ�لى طائفية سياسية‬ ‫أ‬ ‫فيصل ً‬ ‫ذاتي في لبنان تابع لسورية‪ ،‬وتنصيب َ‬ ‫ملكا على ال �حــد يستطيع نكران وجــود الطوائـف في سورية‪،‬‬

‫‪16‬‬

‫تشرين ثاني ‪ 2014‬العدد (‪)15‬‬

‫ولكن أالمر ال يتطلب ّ‬ ‫حل المسائل الطائـفية بطريقة‬ ‫طائـفية‪ ،‬فالطائـفية السياسية هنا تعني توظيف الدين‬ ‫أ‬ ‫مــن منطلق طــائ ـفــي لغـ ـراض سياسية دنـيــويــة‪ ،‬وقــد‬ ‫ال يكون هــذا التوظيف يصب بــالـضــرورة فــي مصلحة‬ ‫الطائـفة‪ .‬فالطائـفية السياسية هي نمط من التحيزات‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫السياسية‪ ،‬ولكن بغطاء مذهبي �و ديني‪ ،‬يلج� إليها‬ ‫بعض الزعماء السياسيين‪ ،‬الذين قد ال يكونون في‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫شخاصا تغلب عليهم‬ ‫�غلبهم متدينين بقدر ما يكونون �‬ ‫المصالح الشخصية‪ ،‬في اللعب على إثارة مشاعر الناس‬ ‫أ‬ ‫الطائـفية من �جل تحقيقها‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ومعظم الح ـيــان تـكــون الطائـفية السياسية مكرسة‬ ‫أ‬ ‫من ساسة ليس لديهم التزام ديني �و مذهبي بل هو‬ ‫موقف انتهازي للحصول على «عصبية» كما يسميها‬ ‫أ‬ ‫ابــن خـلــدون‪� ،‬و شعبية كما يطلق عليها فــي عصرنا‬ ‫هــذا‪ ،‬ليكون االنتهازي السياسي قــادرا على الوصول‬ ‫‪1‬‬ ‫إلى السلطة‪.‬‬ ‫كانت معاهدة ياسي سنة ‪ 1792‬هي الثغرة التي ُفتحت‬ ‫في قلب الدولة العثمانية‪ ،‬إذ بموجب هذه المعاهدة‬ ‫اعترف العثمانيون لكاترين الثانية بحق الــروس في‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫وعمليا‪ :‬مرض‬ ‫حماية القلية الرثوذوكسية العثمانية‪،‬‬ ‫ّالرجل‪ ،‬ومات‪ .‬ولوال الخالفات التي وقعت ْبين الدول‬ ‫‪ 1‬عبد احلسني صالح الطائي‪ :‬مفهوم الطائفية‬ ‫السياسية‪ ،‬حتليل جذورها الفكرية‪ ،‬والثقافية‪،‬‬ ‫واالجتماعية‪ ،‬واالقتصادية – على الرابط ‬ ‫‪http://www.iraqicp.com/index.php/sections/‬‬ ‫‪objekt/17761-2014-08-02-20-49-26‬‬


‫ضوء‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫رأي‬

‫أالوروبية حول اقتسام تركة الدولة ّ‬ ‫العلية‪ُ ،‬ألعلنت نهاية السلطنة من يومها‪.‬‬ ‫إثر انهيار الدولة العثمانية‪ ،‬اتخذت فرنسا وبريطانية ذريعة لما اعتبرته ً‬ ‫حقا لها‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫في احتالل سورية‪� ،‬ي حقها في الدفاع عن القليات المذهبية فتم تقسيم البالد‬ ‫وفق خطوط طائـفية إلى خمس دويالت‪ :‬دولتان للسنة في دمشق وحلب‪ ،‬ودولة‬ ‫للمسيحيين في لبنان الكبير‪ ،‬ومنطقتا حكم ذاتي للدروز والعلويين‪ .‬هنا‪ ،‬ال ّبد‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وال ّقل ّيات الطائ ّـفية إلى كيانات ّ‬ ‫سياسية‪ ،‬كان له الثر‬ ‫من ذكر � ّن تحويل الجماعات‬ ‫أ‬ ‫بد� ّ‬ ‫ّ‬ ‫المباشر في نكوص المجال ّ‬ ‫العثمانية‪ ،‬وما‬ ‫بالتطور مع التنظيمات‬ ‫العام الذي‬ ‫ـتف بإقرار صيغ ّ‬ ‫ّ‬ ‫للهوية‬ ‫زلنا نعاني منه إلى اليوم‪ ،‬فهذه الكيانات‬ ‫السياسية‪ ،‬لم تك ِ‬ ‫ٍ‬ ‫والتضامن ذات طبيعة ما دون ّ‬ ‫قومية (‪ )Sub-National‬لتكون المستودع الطائ ّـفي‬ ‫أ أ‬ ‫ّ‬ ‫المحسوبيات‬ ‫للحقوق والواجبات‪ ،‬بل � ّنها � ّسست‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬شبكات‬ ‫أ‬ ‫نمو ّ‬ ‫التي أ�سهمت في ّ‬ ‫وتطور الوجهاء‪ ،‬الذين ّتبنوا لعب �دوار وساطة ملتبسة بين‬ ‫الدولة والمجتمع‪ ،‬ولم ّ‬ ‫تتمتع الجماعات ال باالستقالل الكامل‪ ،‬وال بالتمثيل الكامل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫هم من ذلك‪ ،‬أ� ّن أالفراد ّ‬ ‫وال ّ‬ ‫ظلوا في جميع الحوال في وضع التابع‪.‬‬ ‫لفرادها‪،‬‬ ‫ُيخال أ� ً‬ ‫حيانا أ�ن البلدان ُتبنى على أالساطير‪َ ،‬لم ال‪ ،‬فترى ً‬ ‫نخبة ما تنبري لتوظيف‬ ‫ساس في الواقع ً‬ ‫ً‬ ‫توظيفا يسعى لخلق مزاج عام يمتلك ً‬ ‫حكاية ما قد ال يكون لها أ� ٌ‬ ‫قوة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫قد ال نستطيع منها ً‬ ‫فكاكا‪ .‬من هذه الروايات‪ -‬الساطير نستطيع �ن ُنميز اثنتين‪:‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫القلية وال كـثرية‪ ،‬والطائـفية المت�صلة في السوريين‪ .‬وللبرهان على صحة هذه‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الساطير يتم الت�كيد على � ّن سورية هي بلد الطوائـف واإلثنيات‪ ،‬و� ّن الهدوء الذي‬ ‫شهدته البالد ً‬ ‫سابقا لم يكن ليستمر لوال قوة القمع‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫فتكريس فكرة القلية وال كـثرية هو تكريس لنظرة استشراقية‪ -‬استعمارية انقدنا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫إليها‪ ،‬ومن خصائص الطائـفية � ّن المرء يبد� في استخدامها‪ ،‬لكنه ال يلبث �ن‬

‫أ‬ ‫ينزلق إلى خدمتها‪ ،‬رغم � ْح َسن نياته الوطنية‪.2‬‬ ‫لم تعرف البالد حوادث طائـفية ً‬ ‫سابقا‪ ،‬والحادثة الطائـفية الوحيدة التي عرفتها سورية‬ ‫أ‬ ‫كانت العام ‪ ،1860‬حيث وقعت اعتداءات على الحياء المسيحية في دمشق وحلب‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫تحت ت�ثير عاملين‪ ،‬اقتصادي نتيجة استقدام �الت حديثة لصناعة الحرير ‪،‬المر‬ ‫الذي عنى طرد كـثير من العمال (المسلمين) من المعامل التي يملكها (مسيحيون)‪،‬‬ ‫آ‬ ‫أ أ‬ ‫والعامل الخر كان نتيجة ت�ثير �حداث ُمشابهة وقعت في لبنان‪ ،‬واستعرت بسبب‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫تدخل القوى الغربية التي ر�ت ّكل منها � ّن لها الحق في حماية �قلية ما تتبع لها‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ولكن تلك أالحداث انتهت ً‬ ‫سريعا بفضل حكمة المير عبد القادر الجزائري الالجئ‬ ‫ً‬ ‫حديثا من الجزائر إلى دمشق‪.‬‬ ‫لم تتكرر تلك الحوادث‪ ،‬على عكس ما جرى في لبنان الذي عانى من تكرار شبه دوري‬ ‫آ‬ ‫لحروب طائـفية كان �خرها حرب ‪ 1991-1976‬التي انتهت باتفاق الطائـف الشهير‪ .‬وما‬ ‫ً‬ ‫خصوصا‪ ،‬ال يندرج تحت‬ ‫جرى في ستينات وثمانينات القرن الماضي‪ ،‬في مدينة حماة‬ ‫بند الصراع الطائـفي بقدر ما هو مبالغة في استخدام العنف من قبل النظام‪ ،‬ضد‬ ‫حركة أ�رادت مقاومته بالسالح ً‬ ‫بعيدا عن السياسة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ال يمكننا والحال هذه الوثوق في مؤتمر ُيحاول �سطرة طائـفية غير موجودة‪ ،‬على‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫القل عند النخبة التي من المفترض �نها ستمثل الشعب السوري في مؤتمر إنقاذ‪.‬‬ ‫ماذا يقول القيمون على المؤتمر‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يقول جمال قارصلي‪ ،‬النائب اللماني عن حزب الخضر‪ ،‬و�حد المتحمسين للمؤتمر‪،‬‬ ‫ّإن مجموعة عمل قرطبة تعمل تحت السقف الوطني‪ ،‬على جمع كل القوى الديمقراطية‬ ‫أ أ‬ ‫السورية من �جل �ن توحدها في تحالف سياسي معارض “للنظام”‪ ،‬وهي تضع كل‬ ‫أ‬ ‫إمكانياتها لدعم الثورة السورية من إجل إزالة الطاغية و�عوانه والوصول إلى مجتمع‬ ‫ديمقراطي تعددي‪.‬‬ ‫ويضيف في تصريح لـ «كلنا شركاء» بتاريخ ‪ 11‬تشرين الثاني‪ /‬نوفمبر‪« :‬بناء على‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫تجربتي السياسية في �لمانيا فإنني �جد ما تقوم به مجموعة عمل قرطبة هو الطريق‬ ‫الصحيح لبناء وطن ديمقراطي تسوده العدالة والمساواة ويطمئن له كل سوري ويجد‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫ً أ‬ ‫متساويا مع �خيه السوري الخر‪ .‬طريقة العمل هذه لها إيجابية إضافية �خرى‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وهي تطمين المجتمع الدولي ب�ن الشعب السوري واحد‪ ،‬و�ن المخاوف التي زرعها‬ ‫أ أ‬ ‫«النظام» في عقول الكـثير من السياسيين في العالم‪ ،‬ب�ن ال كـثرية السورية ستقضي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫على القلية إذا ما إنتصرت الثورة السورية‪ ،‬ال �ساس لها وال تمت للواقع بصلة‪ .‬ومثل‬ ‫هكذا لقاءات توضح الرؤية وتزيل الكـثير من المخاوف التي زرعها «النظام» في عقولنا‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وفي كل لقاء �حضره تنتابني سعادة عارمة عندما �رى كيف يدافع الكردي عن التركماني‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫والمسلم عن المسيحي والشوري عن العربي‪ ،‬وكل سوري يدافع عن �خيه السوري‪،‬‬ ‫مهما كانت قوميته ودينه وطائـفته … هذه هي مجموعة عمل قرطبة‪.‬‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫بين �خذ ورد تجري المشاورات الن لعقد مؤتمر لإلسماعيليين المعارضين‪ ،‬ويتم‬ ‫التحضير كذلك لمؤتمر علوي مناهض للنظام السوري‪ .‬ستصدر وثائق وخطط عمل‪،‬‬ ‫آ‬ ‫لكن الرؤى الحقيقية‪ ،‬وبحسب المؤتمرات التي ُعقدت حتى الن تحت راية قرطبة‪،‬‬ ‫لن تصدر‪.‬‬ ‫‪ 2‬ياسني احلاج صالح‪ :‬صناعة الطوائف بوصفها استراتيجية سيطرة‬ ‫سياسية‪ -‬اآلداب‪ -‬فبراير ‪2007‬‬ ‫تشرين ثاني ‪ 2014‬العدد (‪)15‬‬

‫‪17‬‬


‫إضاءة‬

‫تقرير‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫إطالق مؤسسة تنموية‪ ..‬مؤتمر سنديان في اسطنبول‬

‫فريق تحرير ضوضاء‬

‫في التاسع والعشرين والثالثين من تشرين الثاني‪،‬‬ ‫وبحضور عدد من السوريين الدروز جاؤوا من بقاع‬ ‫أ‬ ‫كـثيرة انعقد المؤتمر الت�سيسي لمؤسسة «سنديان»‬ ‫التنموية في العاصمة التركية (اسطنبول)‪ ،‬وشارك‬ ‫أ‬ ‫في المؤتمر مجموعة من المدعوين من كافة �نحاء‬ ‫ســوريــا‪ ،‬حـســب م ـراســل ضــوضــاء فــي اسـطـنـبــول‪.‬‬ ‫الذي قال «إن حوالي ‪ 80‬شخصية من دروز سوريا‬ ‫أ‬ ‫وال ـجــوالن المحتل والردن ولـبـنــان‪ ،‬ومغتربين‬ ‫قدموا من فنزويال وبريطانيا‪ ،‬وشخصيات درزيــة‬ ‫من الداخل شاركت في المؤتمر‪ .‬والذي حضره أ� ً‬ ‫يضا‬ ‫حسب المراسل‪( ،‬ممثلون عن تشكيالت حراك‬ ‫أ‬ ‫ثوري وتيارات و�حزاب سياسية سورية)‪.‬‬ ‫هــذا وشملت الجلسة االفتتاحية للمؤتمر كلمات‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫عــديــدة‪ ،‬بــد�هــا ممثل إدارة سـنــديــان «نجيب �بــو‬ ‫فخر» قدم من خاللها رؤية عامة حوال المشروع‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ح ـيــث �صـ ــر ع ـلــى وص ـف ــة بــال ـت ـن ـمــوي الـ ــذي يـهـتــم‬ ‫باالقتصاد‪ ،‬دون أ� ن يكون ً‬ ‫معنيا بالسياسة‪ّ ،‬إال‬ ‫من خالل عالقتها بالتنمية االجتماعية‪ ،‬دل على‬ ‫ذلــك عبارة كـتبت على ستاند وضــع خــارج القاعة‬ ‫أ‬ ‫كـتب فيه‪ ...»:‬الرجاء �ن تخلع عباءتك السياسية‬ ‫أ‬ ‫والتحزبية‪ ،‬عند هــذه العتبة مع االمتنان»‪ .‬و�كــد‬

‫‪18‬‬

‫تشرين ثاني ‪ 2014‬العدد (‪)15‬‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫«�بــو فخر» في تصريح لضوضاء �ن تحضيرات طويلة معقدة سبقت المؤتمر‪ ،‬و�شــار إلــى حملة عداء‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫شنها البعض ضد «سنديان»حيث قال‪»:‬بد� التحضير لسنديان من �شهر عديدة‪ ،‬حاولنا �ن نعقده في‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫شخاصا‬ ‫شروطا‪ ،‬منها انتقاء الشخاص‪ ،‬دول �خرى لم تقترح �‬ ‫�كـثر من دولة‪ ،‬لكن البعض وضع علينا‬ ‫أ‬ ‫باالسم‪ ،‬لكنها اشترطت حصولهم على فيزا‪ ،‬فاعتبرناها طريقة لبقة في اختيار الشخاص‪ ،‬وعندما عرضنا‬ ‫آ أ‬ ‫الموضوع على إخوتنا في تركيا‪( ،‬والذين استضافوا حتى الن‪� ،‬كـثر من مليون سوري‪ ،‬ال زالوا يطلقون‬ ‫أ‬ ‫ً أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫جزءا من �ي مشروع تقسيم‪،‬‬ ‫عليهم اسم الهل)‪� ،‬جابونا‪� :‬بواب تركيا مفتوحة لكم‪ ،‬شرط �ال تكونوا‬ ‫أ‬ ‫ًأ‬ ‫أ أ‬ ‫تماما �ن تركيا مستهدفة بالتقسيم في الخطوة‬ ‫لن �ي تقسيم في سوريا سيضر بتركيا‪ ،‬والتراك يعرفون‬ ‫الثانية بعد سوريا‪ ،‬في حال تم ذلك في سوريا‪ ،‬ومن هنا قدمت لنا تركيا مشكورة االستضافة‪ ،‬فيما كان‬ ‫أ‬ ‫متطوعا‪ٌ ،‬‬ ‫ً‬ ‫وكل‬ ‫علينا �ن نتحمل مسؤولية التحضير والتنسيق والمطبوعات‪ ،‬وكان فريق التحضير بمجمله‬ ‫عمل من بيته‪ ،‬ألننا لم نكن نملك مق ًرا أ�و مك ً‬ ‫ـتبا»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ويتابع «�بو فخر»‪ :‬سنديان ليست مجموعة �شخاص حضروا مؤتمرها الت�سيسي‪ ،‬فقد كنا حصلنا على‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ًأ‬ ‫شخصا � رادوا � ن يحضروا مؤتمر سنديان‪ ،‬لكن العديد منهم انسحب بت� ثير الضغوط‬ ‫موافقة ‪217‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫واإلشاعات‪ ،‬و�رسلوا لنا‪ :‬قلوبنا معكم لكن وضعنا االجتماعي ال يسمح لنا �ن نكون ضمن هذه المجزرة‬ ‫ً‬ ‫شخصا‪ ،‬هم الذين يشاركون معنا اليوم‪.‬‬ ‫الكالمية‪ .‬في النهاية وصل إلى المؤتمر فقط حوالي ‪80‬‬ ‫أ‬ ‫وحول العداء الذي تعرضت له المؤسسة الوليدة يوضح «�بو فخر»‪ :‬في الحقيقة تعرضت سنديان لعمليات‬ ‫أ‬ ‫تخطيط لتخريبها‪ ،‬قبل المؤتمر و�ثنائه‪ ،‬فناهيك عن فضائية العربية التي قالت‪« :‬كيان جديد ينبثق‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تقرير‬

‫أ‬ ‫تصريح لـضــوضــاء‪ ،‬وقــد جــاء مــن �لـمــانـيــا‪« :‬انعقد‬ ‫المؤتمر بهدف إنشاء مؤسسة تنموية‪ ،‬تعنى بدعم‬ ‫وتشجيع مؤسسات المجتمع المدني في سوريا‪،‬‬ ‫في حــال كــان ً‬ ‫ممكنا في الوقت الحالي‪ ،‬وتتوجه‬ ‫ل ـل ـعــائــات ال ـف ـق ـيــرة‪ ،‬ال ـتــي ت ـعــانــي م ــن إره ــاص ــات‬ ‫أ‬ ‫الزمة التي يمر بها الشعب السوري‪ ،‬وتعتمد على‬ ‫أ‬ ‫الـشـبــاب‪ ،‬حـيــث نـظــن �نـهــم ال ـق ــادروو عـلــى إج ـراء‬ ‫التغيير الفعلي‪ ،‬تحتاج السويداء إلى مشاريع تنمية‬ ‫اقتصادية‪ ،‬فقد همشها النظام طــوال الوقت‪ .‬وال‬ ‫نرى ً‬ ‫مانعا من تجيير طاقات المغتربين‪ ،‬وحبهم‬ ‫أ‬ ‫للبلد واندفاعهم تجاه �هلهم‪ ،‬ليبدؤوا عملية تنمية‬ ‫حقيقية»‪.‬‬

‫عن مؤتمر للدروز في اسطنبول»‪ ،‬وتوافقت معها‬ ‫الفضائية السورية‪ ،‬حيث اعتبرت مؤتمر سنديان‬ ‫«مؤامرة تركية قطرية»‪ ،‬وإسرائيل تبث بالتزامن مع‬ ‫انعقاد المؤتمر تقري ًرا ضد سنديان «مؤتمر دروز من‬ ‫حول العالم‪ ،‬له خلفيات مشبوهة»‪ .‬حزب الله الذي‬ ‫أ‬ ‫أ�سس مك ً‬ ‫ـتبا في السويداء قبل �يام سبقت المؤتمر‪،‬‬ ‫هدد المشاركين من لبنان‪ ،‬بالتعرض للتحقيق حال‬ ‫عودتهم‪ ،‬ولهذا السبب اعتذر الكـثيرون من دروز‬ ‫أ أ‬ ‫لبنان‪ ،‬بعد �ن �تممنا معهم كل إجراءات القدوم‪،‬‬ ‫بما فيها حجز الطائرة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫نحن في سنديان نرى جزءا كبيرا من هذا العداء‪،‬‬ ‫أ‬ ‫يعود إلــى �ن إسرائيل وحــزب الله وسوريا وغيرها‬ ‫من جهات ودول‪ ،‬ليسوا ً‬ ‫جزءا من سنديان وليسوا‬ ‫ً أ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مهيمنا عليها‪.‬‬ ‫طرفا‬ ‫وردا على � ن سنديان تمثل د عــوة طا ئـفية يقول‬ ‫أ‬ ‫ويقول العقيد المنشق‪ ،‬الدكـتور سالم السعد في العقيد «السعد»‪« :‬سنتحمل هذا الكالم اليوم‪ ،‬لننا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مت�كدون �ننا سنثبت للجميع في الجزء العملي‪� ،‬ن‬ ‫أ‬ ‫همنا الول هو حاجات الناس‪ ،‬وتنشيط مجتمع‬ ‫أ‬ ‫�هلي يساهم في بناء حكم ديمقراطي ودولة رشيدة‪.‬‬ ‫أو�ننا أ�كـثر الناس ً‬ ‫حرصا على وحدة سوريا»‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬وتنطلق سنديان من رؤية بخصوص التنمية‬ ‫ّ‬ ‫المشكلة من مجموع الجهود الفكرية‬ ‫االجتماعية‪،‬‬ ‫وال ـمــاديــة الـمـخـطـطــة والـمـنـظـمــة والـمـبــذولــة وفــق‬ ‫ترتيب مرسوم‪ ،‬للتنسيق بين اإلمكانات البشرية‬ ‫والمادية المتاحة في وسط اجتماعي معين‪ ،‬بهدف‬ ‫أ‬ ‫تحقيق مستويات �على لدخل الفرد والمجموعة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وس ــوي ــة �ع ـل ــى ع ـلــى ص ـع ـيــد ال ـم ـع ـي ـشــة والـتـعـلـيــم‬ ‫أ‬ ‫والصحة‪ ،‬واالهتمام بالطفولة والســرة‪ ،‬كل ذلك‬

‫دون المساس بالهوية التراثية والثقافية التي تميز‬ ‫مجتمعا ً‬ ‫ً‬ ‫محليا ما‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وتعرف سنديان نفسها من خالل مطبوعاتها‪ ،‬على‬ ‫أ‬ ‫� نـهــا مؤسسة تنموية غير حكومية و غـيــر ربحية‪،‬‬ ‫تسعى إلعــداد وتنفيذ برامج اجتماعية واقتصادية‬ ‫تخفف من معاناة سكان المناطق التي تعمل بها‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وتقدم الدوات واالحتياجات والمصادر المطلوبة‬ ‫لتدعيم اكـتفائهم الذاتي‪ ،‬وذلك تحت سبعة محاور‪:‬‬ ‫التنمية المجتمعية‪ ،‬االستقرار االجتماعي‪ ،‬التنمية‬ ‫االقتصادية‪ ،‬االستجابة الطارئة‪ ،‬التمكين التقني‪،‬‬ ‫التنمية المستدامة‪ ،‬التنمية البشرية‪.‬‬ ‫وعن قيم المؤسسة تطرح المطبوعات عناوين‬ ‫مثل‪:‬‬ ‫أ‬ ‫‪ .1‬الشفافية‪ ،‬فــي إدارة ال ـمــوارد وتــ�ديــة المهام‪،‬‬ ‫والعالقة مع المستفيدين والجهات الشريكة‪.‬‬ ‫‪ .2‬الحيادية‪ ،‬التي تستند إلى الحقوق وعدم التمييز‬ ‫أ‬ ‫بين المستفيدين �و العاملين‪.‬‬ ‫أ‬ ‫‪ .3‬الشمول‪ ،‬وذلك بقبول التنوع دون إقصاء �حد‪.‬‬ ‫آ‬ ‫‪ .4‬االبتكار‪ ،‬ويتجلى في خلق طرق و�ليات جديدة‬ ‫للعمل‪.‬‬ ‫‪ .5‬التطور‪ ،‬وهو استعداد المؤسسة الدائم للتكيف‬ ‫مع متطلبات التغيير والبحث عن تحسين القدرات‬ ‫أ‬ ‫والداء‪.‬‬ ‫تقييما ً‬ ‫‪ .6‬الشراكة المجتمعية‪ ،‬التي تضمن ً‬ ‫دائما‬ ‫أ‬ ‫لداء المؤسسة ومخف ًزا على تطوير عملها‪.‬‬ ‫‪ .7‬التواصل‪ ،‬من خالل العالقة مع جميع الشركاء‬ ‫والمستفيدين بروح المسؤولية والتقدير واالهتمام‪.‬‬ ‫تشرين ثاني ‪ 2014‬العدد (‪)15‬‬

‫‪19‬‬


‫ضوء‬

‫ترجمة‬

‫العمل النقابي العالمي‬

‫مــن المهم فــي هــذه المرحلة الـتــي نشهد فيها والدة‬ ‫أ‬ ‫االتحاد النقابي العالمي الجديد‪� ،‬ن نستعرض مسار‬ ‫العمل النقابي على مستوى العالم‪ .‬وهذا الحدث مهم‬ ‫جدا‪ ،‬ليس فقط إلرضاء فضول المؤرخين‪ ،‬وإنما أ� ً‬ ‫ً‬ ‫يضا‬ ‫أ‬ ‫لـضــرورة تسليط الضوء على عملية ت�سيس االتحاد‬ ‫النقابي العالمي‪ ،‬الــذي تم في إطــار دينامية طويلة‬ ‫أ‬ ‫المد من العمل النقابي العالمي‪.‬‬ ‫وراء كل تغيير يحصل في العالم قصة‪ ،‬وهنا سنضع‬ ‫أ‬ ‫أ ً أ‬ ‫وال‪� ،‬ن العملية الجارية هي �كـثر من‬ ‫فرضية مفادها �‬ ‫مجرد عملية دمج‪ ،‬بين منظمتين نقابيتين عالميتين‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫تلفظان �نفاسهما الخيرة‪ ،‬االتحاد العالمي للنقابات‬ ‫أ أ‬ ‫الحرة‪ ،‬واالتحاد العالمي للعمل‪ ،‬وب�ن المر يتعلق‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ثانيا بديناميات �خرى‪ .‬ولكي نفهم هذه الديناميات‪،‬‬ ‫أ‬ ‫علينا �ن نضع هذه المرحلة في موقع غير بعيد عن‬ ‫مجموعة العوامل االقتصادية والسياسية والثقافية‬ ‫الـمـتـشــابـكــة‪ ،‬ال ـتــي ح ــددت شـكــل ت ـطــور الـعــاقــات‬ ‫النقابية العالمية‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى التضخم الملحوظ في عالقات التبادل‬ ‫العالمية‪ ،‬على الصعيدين اال قـتـصــادي والثقافي‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ً أ‬ ‫شهد القرن التاسع عشر أ� ً‬ ‫تداوال للفكار والت�ثير‬ ‫يضا‬ ‫ال ـس ـيــاســي ال ـل ــذي ــن ولـ ــدا م ــن ال ـث ــورت ـي ــن الـفـرنـسـيــة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫حقيقة‬ ‫والمـيــركـيــة‪ .‬هــذا التضخم فــي الـعــاقــات بــد�‬ ‫في العام ‪ 1848‬خالل بدء تشكل الحركة العمالية‪،‬‬ ‫التي انبثقت عنها في العام ‪ 1864‬الجمعية العالمية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫للعمال‪ .‬وهذه الخيرة‪ ،‬ال تميز النقابات عن الحزاب‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫على اعتبار �ن االختالف بينهما لم يكن بعد قد �خذ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�بعاده �ثناء تشكل الحركات العمالية الوطنية‪.‬‬ ‫عــام ‪ 1889‬تــم تطوير مــا يسمى بالتنسيق التعاوني‬ ‫حسب المهنة والحرفية‪ ،‬ووفـقـ ًـا لهذا التنسيق يتم‬ ‫ت ـبــادل الـمـعـلــومــات والـتـنـظـيــم فــي قـطــاعــات تسمح‬ ‫أ‬ ‫للعامل � ن يكون له امـتــداد على الصعيد العالمي‪.‬‬ ‫يـلـتـقــي الـقـيـمــون عـلــى ه ــذا الـتـنـسـيــق ال ـت ـعــاونــي في‬ ‫المؤتمرات العالمية‪ ،‬وغالبيتهم تشارك في العمل‬ ‫السياسي‪ ،‬ويقبلون تقسيم المهام وفق مبادئ العمل‬ ‫الــديـمـقـراطــي واالش ـت ـراك ــي‪ .‬وبـحـســب ه ــذه الـمـبــادئ‬ ‫ً‬ ‫متمثال بمكافحة الطبقية‪،‬‬ ‫يصبح دور العمل النقابي‬ ‫والوقوف في وجه أ�حزاب الطليعة‪ ،‬التي تلعب دور‬ ‫الحمل الوديع‪ ،‬المدافع عن حقوق وحرية العمال‪.‬‬ ‫أ‬ ‫�ما اإلدارات الرئيسية الممثلة لهذا التنسيق التعاوني‪،‬‬

‫‪20‬‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تشرين ثاني ‪ 2014‬العدد (‪)15‬‬

‫أ‬ ‫فهي في معظمها من ال لمان‪ ،‬الذين لهم باع طويل في‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫العمل النقابي ال كـثر قوة في القارة الوروبية‪.‬‬ ‫بعد مضي ست سنوات على تطوير التنسيق التعاوني‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بــد�ت عملية �خــرى قــادت إلى والدة االتحاد النقابي‬ ‫أ‬ ‫العالمي عام ‪ ،1913‬الذي يمثل �ول تجمع اتحادات‬ ‫حـقـيـقــي مـنـظــم عـلــى الـصـعـيــد الـعــالـمــي‪ .‬لـكــن والدة‬ ‫منظمة عالمية خاصة بالنقابيين‪ ،‬استلزمت معركة‬ ‫أ‬ ‫طاحنة بد�ت تتوضح معالمها عام ‪ ،1895‬عندما تم‬ ‫ً‬ ‫وتحديدا كل من‬ ‫اإلعالن عن استبعاد الفوضويين‪،‬‬ ‫أ‬ ‫يرفض تفوق الحزب على النقابة‪ ،‬وذلك خالل �عمال‬ ‫مؤتمر االشتراكية الدولية الثانية‪ .‬وهنا ظهرت قوتان‬ ‫معارضتان لهذا التوجه‪ :‬اإلنكليز الذين ال يعترفون‬

‫باالنتماء للتوجه االشتراكي‪ ،‬والثوريون الفرنسيون‬ ‫أ‬ ‫واإلي ـرل ـنــديــون الـمــدعــومــون مــن الم ـي ــرك ــان‪ ،‬الــذيــن‬ ‫أ‬ ‫يدافعون عن مبد� استقاللية العمل النقابي‪ .‬وهكذا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫تــم تــ�سـيــس المــانــة النقابية العالمية عــام ‪،1901‬‬ ‫أ‬ ‫وكانت في بدايتها متواضعة‪ ،‬ليس لديها �ي مشروع‬ ‫نحو التحول الديمقراطي في المجتمع‪ ،‬وكانت تعمل‬ ‫أ‬ ‫فقط على إنجاز مهام بسيطة وتبادل المعلومات‪� ،‬ما‬ ‫كل ما يتعلق بالمسائل والقضايا السياسية‪ ،‬فكان‬ ‫يتم تحويله إلى االشتراكية الدولية الثانية‪ .‬واستمر‬ ‫أ‬ ‫الــوضــع على هــذا الـحــال إلــى حين تــ�سـيــس االتـحــاد‬ ‫الـنـقــابــي الـعــالـمــي ع ــام ‪ ،1913‬لـكــن نـشــوب الـحــرب‬ ‫أ‬ ‫في العام ‪� ،1914‬دى إلى انهيار االتحاد بشكل تام‬ ‫واختزال العالقات بين النقابات خالل الحرب‪ ،‬إلى‬ ‫مجرد لقاءات متفرقة بين نقابيين من دول التحالف‬ ‫آ‬ ‫و�خرين من دول المحور‪.‬‬ ‫العمل النقابي العالمي في العصر الحديث‬ ‫شهدت مرحلة مــا بين الحربين تغيرات كبيرة على‬ ‫صعيد العمل النقابي العالمي على وجه الخصوص‪،‬‬ ‫أ‬ ‫فقد تم ت�سيس ما يسمى باالتحاد العالمي للنقابيين‬ ‫المسيحيين بــإرادة من الفاتيكان وبدعم كامل من‬


‫ضوء‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫ترجمة‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫ال لمان‪� ،‬ما السويسريون‪ ،‬اإليرلنديون‪ ،‬النروجيون‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ضئيال فــي العمل‬ ‫والبلجكيون‪ ،‬فقد كــان ت� ثيرهم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫النقابي الوروبي‪ .‬كما وشهدت هذه المرحلة ت�سيس‬ ‫اتحاد النقابيين الدوليين الحمر في موسكو‪ ،‬وذلك‬ ‫أ‬ ‫في شهر تموز من العام ‪ ،1921‬وت�سيس هذا االتحاد‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ي�تي كـثمرة من ثمرات ديناميكية ثورة �كـتوبر وت�سيس‬ ‫أ‬ ‫الحزاب الشيوعية‪ .‬لم يكن لهذا االتحاد الكـثير من‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الـفــروع فــي �وروب ــا الغربية‪ ،‬وبسرعة �صـبــح االتحاد‬ ‫العام للعمل الموحد يشكل مصدر قوته الرئيسية في‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الدول النامية‪ .‬وخالل العوام الولى من الت�سيس‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫حاول المين العام التحاد النقابيين الحمر «�لكسندر‬ ‫لــوزوف ـس ـكــي» تـخـفـيــف قـبـضــة وس ـي ـطــرة الـشـيــوعـيــة‬ ‫الـعــالـمـيــة‪ ،‬وعـلــى الــرغــم مــن ح ــذر بـعــض النقابيين‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الثوريين (�لفريد روزمير‪� ،‬نــدرس نين‪ ،‬توم مان)‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ّإال � نهم انتهوا بالمشاركة في حياة اتحاد النقابيين‬ ‫الدوليين الحمر‪ ،‬وذلك بهدف توحيد جميع من كان‬ ‫يرفض منطق اندماج االتحاد العالمي للنقابيين في‬ ‫مؤسسات جنيف‪ .‬وقد وقع اتحاد النقابيين الحمر هو‬ ‫أ‬ ‫أ� ً‬ ‫يضا ضحية التطهير المتكرر‪ ،‬و�صبح لعبة تكـتيكية‬ ‫في سياسة الشيوعية العالمية المتغيرة باستمرار‪ .‬وبعد‬ ‫اختياره لالستراتيجية الجبهوية عام ‪ ،1934‬تم التخلي‬ ‫عنه وبالتالي دخوله في دورة الموت البطيء‪.‬‬ ‫ع ــام ‪ ،1919‬تـمــت إع ــادة تشكيل االت ـحــاد العالمي‬ ‫أ‬ ‫للنقابيين في �مستردام‪ ،‬وهذه المرة كان يجمع ‪80‬‬ ‫أ‬ ‫دول ــة مــركــزيــة تمثل ‪ 20‬مـلـيــون مــن الع ـض ــاء‪ .‬ومــن‬ ‫أ‬ ‫اللحظة التي ت�سست فيها منظمة العمل الدولية‪،‬‬

‫بــدء الـعـمــل عـلــى سـيــاســة الـحـضــور وإث ـبــات الــوجــود‬ ‫ً ًر أ ً أ‬ ‫ساسيا في �نشطة المنظمة‪.‬‬ ‫التي ستلعب الحقا دو ا �‬ ‫ً‬ ‫وسنوات العشرينيات‪ 1920 ،‬تحديدا‪ ،‬كــان العام‬ ‫أ‬ ‫الذي واجه فيه االتحاد العالمي للنقابيين �زمة التفكك‬ ‫ودخوله في سبات عميق‪.‬‬ ‫أ‬ ‫عام ‪ ،1920‬وخــال �عمال المؤتمر الــدوري‪ ،‬يعلن‬ ‫االتحاد العالمي للنقابيين عن تبنيه قـرار اإلضـراب‬ ‫أ‬ ‫العام والمقاطعة العالمية في إطار المحاربة من �جل‬ ‫العمل والـتـقــدم‪ .‬وفــي السنة التالية يتم التصويت‬ ‫أ‬ ‫على مبد� اإلضراب العام في حال دخول الفرنسيين‬ ‫إلى «وادي رور (‪ .»)Ruhr‬وترافقت هذه المطالبات‬ ‫الكالمية مــع حملة المقاطعة العالمية لهنغاريا‪،‬‬

‫وذل ــك بـعــد الـضـغــط ال ــذي مــارس ـتــه حـكــومــة «بـيــا‬ ‫أ‬ ‫ًأ‬ ‫نجاحا �كبر‪� ،‬دت إلى‬ ‫كــون»‪ .‬ثم تلتها حملة القت‬ ‫امتناع عمال الموانئ والبحارين عن تحميل وتفريغ‬ ‫السفن المتوجهة لدعم الحرب التي تشنها بولونيا على‬ ‫الحكومة في موسكو‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫كما �ن غزو «رور» �دى إلى تحول كبير‪ ،‬إذ إن قادة‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫اعتداال‪ ،‬رفضوا الدعوة‬ ‫االتحاد العالمي للنقابين ال كـثر‬ ‫أ‬ ‫لإلضراب العام‪ ،‬وهذا ما تسبب ً‬ ‫الحقا بإحداث �زمة‬ ‫حقيقية‪ .‬وجاء بعدها اإلضراب العام في بريطانيا عام‬ ‫‪ 1926‬ليزيد من حدة التوتر الذي انفجر بشكل كامل‬ ‫أ أ‬ ‫في العام التالي‪� ،‬ثناء �عمال مؤتمر االتحاد العالمي‬ ‫أ‬ ‫للنقابيين‪ .‬و تــم على � ع ـقــاب هــذا المؤتمر استبعاد‬ ‫أ‬ ‫مشروع اإلصالح‪ ،‬ولم يعد لهذه القضية �ي وجود في‬ ‫أ‬ ‫�جندة العمل النقابي العالمي‪ .‬بعد عام ‪ ،1927‬بدء‬ ‫االتحاد العالمي للنقابيين باالنطواء على مؤسساته‬ ‫وعلى السياسة الخاصة بمنظمة العمل الدولية‪ ،‬لكن‬ ‫هذا االنطواء لم يمنع من الكشف عن جوانب أ�خرى‬ ‫أ‬ ‫لها وزنها و�هميتها على صعيد التداول العالمي‪.‬‬ ‫بعد عــام ‪ ،1933‬وعلى الرغم من نجاحه في التمدد‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫خارج القارة الوروبية‪ ،‬بد� االتحاد العالمي للنقابيين‬ ‫أ‬ ‫بفقدان فروعه في �لمانيا والنمسا وفي بعض البلدان‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الخ ـ ــرى‪ ،‬وابـتـلــع دون إب ــداء �ي ردة ف ـعــل‪� ،‬كـبــر‬ ‫المؤامرات التي حدثت في المنظمة العالمية للعمل‪،‬‬ ‫أ‬ ‫كاالعتراف ب�حد القادة الفاشيين اإليطاليين‪ ،‬ال بل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫اعتقال � حــد قادته النقابيين في � لمانيا واستبداله‬ ‫أ‬ ‫بممثل عن جبهة العمل ال لمانية‪ .‬واستمر االتحاد‬ ‫أ‬ ‫في عجزه عن مواجهة الزمــة وعن مواجهة التصعيد‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫في الحرب‪ ،‬إلى �ن وجد لنفسه طريقة يت�قلم فيها مع‬ ‫هذا العجز ً‬ ‫الحقا‪.‬‬ ‫يتبع في العدد القادم‪:‬‬ ‫من مرحلة ما بعد الحرب إلى التسعينيات‬ ‫نحو اتحاد عالمي‬ ‫المصدر‪Les Cahiers d’Histoire Sociale :‬‬ ‫_‪http://www.ihs.cgt.fr/IMG/pdf_Pages‬‬ ‫‪pdf.024-de_CHS100_001‬‬

‫إ�عداد جون ماري بيرنو (‪)Jean-Marie PERNOT‬‬

‫ترجمة‪ :‬زويا منصور‬ ‫تشرين ثاني ‪ 2014‬العدد (‪)15‬‬

‫‪21‬‬


‫إضاءة‬

‫تقرير‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫مئة ألف شجرة‪ ..‬تشجير لتعويض القطع في المزيريب‬

‫تقرير‪ :‬فريق تحرير ضوضاء‬ ‫أ‬ ‫تستمر منذ حوالي شهر‪ ،‬حملة تشجير يقوم بها �هالي‬ ‫أ‬ ‫مدينة المزيريب‪ ،‬تستهدف زراعــة مئة �لــف شجرة‬ ‫أ‬ ‫حراجية‪ ،‬في محاولة لتعويض القطع الجائر للشجار‬ ‫أ‬ ‫الحراجية‪ ،‬الذي فرضه نقص الوقود �و انعدامه في‬ ‫أ‬ ‫�وقات كـثيرة‪ ،‬بسبب حصار النظام للمحافظة وحربه‬ ‫عليها‪ ،‬حسب مراسل مجلة ضوضاء‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وعن سير الحملة يخبرنا «�مين‪ .‬ع» وهو �حد شبان‬ ‫المزيريب المشاركين في الحملة‪ ،‬أ�ن َ‬ ‫شبانا من مدينة‬ ‫الـمــزيــريــب وريـفـهــا‪ ،‬يـقــومــون بجمع غ ـراس الصنوبر‬ ‫والسرو ونخيل الزينة‪ ،‬من المشاتل الموجودة في‬ ‫المنطقة لزراعتها‪ ،‬ويساهم في نقل الغراس كـتائب‬ ‫للجيش الحر في المنطقة‪ ،‬بتقديم العناصر والسيارات‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ويـســاهـمــون فــي ال ــزراع ــة �ح ـيــانـ ًـا‪ ،‬و�ض ــاف «�م ـيــن»‬ ‫أ أ أ‬ ‫لمراسلنا �ن �حد �بناء مدينة المزيريب من المغتربين‬ ‫الفلسطينيين السوريين‪ ،‬هو الذي ّمول الحملة بدفع‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ثمن مئة �لــف غرسة‪ ،‬فيما يتطوع الهــالــي لجمعها‬ ‫ونقلها وزراعتها‪.‬‬ ‫وتـعــد الـمــزيــريــب وهــي إح ــدى مــدن محافظة درعــا‪،‬‬ ‫أ‬ ‫القريبة من الحدود السورية الردنية‪ ،‬من المناطق‬ ‫أ‬ ‫السياحية الولى في المحافظة‪ ،‬بسبب كـثرة المياه‬ ‫ً‬ ‫خاصة بحيرة المزيريب‪.‬‬ ‫فيها‬ ‫هذا وتتبع للمزيريب تسعة قرى‪ ،‬يبلغ مجموع سكانها‬ ‫أ‬ ‫حــوالــي ‪� 72‬لــف نسمة‪ ،‬وفــي المدينة مجتمع كبير‬ ‫أ‬ ‫من الالجئين الفلسطينيين‪ ،‬معظمهم لج� إليها عام‬

‫‪22‬‬

‫تشرين ثاني ‪ 2014‬العدد (‪)15‬‬

‫جزءا أ� ً‬ ‫‪ ،1967‬ويعتبرون ً‬ ‫ساسيا من نسيج المدينة‪،‬‬ ‫وهم مشاركون في الثورة السورية بقوة وشكلوا كـتائب‬ ‫تعمل فــي المدينة وجــوارهــا‪ ،‬انضمت إلــى الجيش‬ ‫الحر‪ ،‬وساهمت بتحرير المدينة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ويـقــدر المهندس الــزراعــي «م‪ .‬خ» �ن مــا نسبته ‪25‬‬ ‫أ‬ ‫بالمئة من الشجار الحراجية‪ ،‬في منطقة المزيريب‬ ‫ًأ‬ ‫خاصة �شجار الكينا والتي يبلغ‬ ‫طالها القطع الجائر‪،‬‬ ‫عمر بعضها حوالي ‪ 100‬عام‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ويـضـيــف �ن الـقـطــع وإن ك ــان ج ــائ ـرا‪ ،‬اقـتـصــر على‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الش ـجــار غـيــر الـمـثـمــرة‪ ،‬فـلــم يـطــل �ش ـجــار الــزيـتــون‬ ‫مثمرة أ�خــرى‪ .‬أو�ن جـ ً‬ ‫والرمان أو�شـجــا ًرا ً‬ ‫ـزءا كبي ًرا من‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫القطع الــذي طــال �شـجــار الـمــديـنــة‪ ،‬خــاصـ ًـة �شـجــار‬ ‫الـكـيـنــا عـلــى طــريــق الـمــزيــريــب درع ــا‪ ،‬م ـســؤول عنه‬ ‫أ‬ ‫تجار الخـشــاب الجشعون‪ ،‬والذين ينتمي بعضهم‬ ‫أ‬ ‫لفصائل من المقاتلين‪ ،‬استفادت من تجارة الخشاب‬ ‫أ‬ ‫والحطب بقطع الشجار‪.‬‬ ‫وي ــؤك ــد أ«�م ـي ــن» أ�ن مـعـظــم أاله ــال ــي ش ـبــانـ ًـا ورج ـ ً‬ ‫ـاال‬ ‫أو� ً‬ ‫ً‬ ‫مستغربا‪،‬‬ ‫طفاال‪ ،‬شاركوا في الحملة‪ ،‬وذلك ليس‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف ـهــم �صـ ـح ــاب الرض وع ـلــى عــاتـقـهــم ي ـقــع هــاجــس‬ ‫تخضيرها وبنائها‪ ،‬فهم من سيبقى ويعيش عليها إلى‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫البــد‪ ،‬فيما سيذهب إلــى غير رجعة النظام و�زالمــه‬ ‫الذين يدمرون البالد ويقتلون الناس‪.‬‬


‫ضوء‬

‫لماذا تحركت الدبلوماسية الروسية اآلن؟!‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫رأي‬

‫جالل زين الدين‬ ‫بعد زيارة «سعود الفيصل» لروسيا‪ ،‬وطلب «المعلم» من قبل «بوتين» وعقد اجتماع مغلق‪ ،‬وزيارة‬ ‫أ‬ ‫بوتين ل نـقــرة‪ ،‬نجد «بغدانوف» يتوجه للجامعة العربية‪ ،‬ويتحدث عن وساطة روسية بين النظام‬ ‫السوري والمعارضة السورية (التي كـثفت رحالتها لموسكو) بشقيها الداخلي والخارجي‪ ،‬فما هو الحل‬ ‫أ‬ ‫السحري الذي يحمله بغدانوف لبناء البيت الداخلي السوري ب�يدي سوريين‪.‬‬ ‫ّ أ‬ ‫الدبلوماسية الروسية تدرك أ� ً‬ ‫ّ‬ ‫وال أ� َّن أالزمة السورية لم يعد باإلمكان حلها في اإلطار السوري‬ ‫شك � َّن‬ ‫ال‬ ‫أ أ‬ ‫منذ زمن بعيد‪ ،‬بعد �ن �صبحت سوريا ساحة لتصفية الحسابات‪ ،‬وورقة للتجاذبات اإلقليمية والدولية‪،‬‬ ‫وتدرك ً‬ ‫ثانيا استحالة جلوس المعارضة السورية الحقيقية مع النظام ا لسوري بعد كل هذه الدماء دون‬ ‫شروط مسبقة (وهي التي حضرت جنيف‪ 2‬على مضض‪ ،‬وعقب ضغوط دولية)‪َ ،‬‬ ‫فعالم تستند المبادرة‬ ‫الروسية الجديدة‪ ،‬وما مقومات نجاحها‪ ،‬وما الهدف منها؟‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫وسيطا ً‬ ‫ً‬ ‫نزيها‪ ،‬فهي شريك للنظام‪ ،‬بل �حد العمدة الساسية التي ارتكز عليها‬ ‫ال يمكن �ن تكون روسيا‬ ‫أ‬ ‫في الحفاظ على بقائه‪ ،‬وال يمكن لها طرح حل سياسي يرضي السوريين‪ ،‬وهي التي وقفت عائ ًـقا �مام‬ ‫كل الحلول السياسية‪ّ ،‬‬ ‫وحرفت كل القرارات‪ ،‬وفسرتها على نحو يخدم النظام السوري‪ ،‬بل دعمته‬ ‫أ‬ ‫بالحل المني العسكري‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مخرج ما‪ ،‬بعدما‬ ‫المبادرة الروسية تستند على �مرين‪ :‬أالول ضعف النظام السوري الذي يبحث عن ٍ‬ ‫وجد نفسه يدور في حلقة مفرغة‪ ،‬وبعد �ن نفدت جعبته من كل اإلصالحات السياسية (الوهمية)‪ ،‬من‬ ‫أ‬ ‫رفع لحالة الطوارئ إلى تعديل للدستور‪ ،‬إلى انتخابات برلمانية ورئاسية‪ ،‬وفشلت كل حلوله المنية‬ ‫أ‬ ‫العسكرية‪ ،‬والثاني ضعف المعارضة السياسية الداخلية والخارجية بعد �ن عال صوت البندقية‪ ،‬وبات‬ ‫ً‬ ‫مقدما على الجميع‪.‬‬ ‫هاتان الورقتان اللتان تستند عليهما روسيا غير كافيتين للحل‪ ،‬ليس ألن الحل لم يعد ً‬ ‫سوريا فحسب‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫مشاريعا فضفاضة‪ ،‬تتمحور حول حق الشعوب في تقرير مصيرها دون‬ ‫بل ل ّن روسيا ما زالت تقدم‬ ‫أ‬ ‫وجود خطة واضحة المعالم تمكن المعارضة من تبرير موقفها بالحوار مع النظام �و الجلوس معه‪،‬‬ ‫أ‬ ‫روسيا اليوم ال تريد كسب الوقت‪ ،‬فهذا كان ً‬ ‫هدفا في الماضي‪ ،‬والوقت ما عاد في صالح نظام السد‪،‬‬ ‫وال في صالحها‪.‬‬ ‫أ‬ ‫َّإن الدبلوماسية الروسية تهدف من المبادرة إلى حفظ ماء وجهها ووجه نظام السد‪ ،‬فروسيا لم يعد‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫بإمكانها الدفاع عن السد �كـثر من هذا الحد‪ ،‬و�مريكا تالعبت بالروس وبدول المنطقة واستخدمت‬

‫الموقف الروسي لتبرير مواقفها مما يحدث في سوريا‪،‬‬ ‫ما سينعكس ً‬ ‫سلبا على عالقة روسيا بدول المنطقة التي‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫تت�ثر بشظايا الزمة السورية‪ ،‬وال سيما � َّن المور بد�ت‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫ً آ‬ ‫منحى �خــر‪ ،‬بعد �ن بــد�ت دولــة الســد بالتالشي‬ ‫ت�خذ‬ ‫آ أ‬ ‫والت�كل �مام ضربات الثوار‪ ،‬وتمدد تنظيم الدولة على‬ ‫حساب الجمهورية العربية السورية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫روسيا ال تريد �ن تجد نفسها خارج اللعبة‪ ،‬فالحرب على‬ ‫ًأ‬ ‫الحقا �مرين‪ :‬وجود قوات برية‬ ‫تنظيم الدولة سيتطلب‬ ‫أ‬ ‫على ال رض‪ ،‬وتدخل تركيا بعد الموافقة على شروطها‬ ‫أ‬ ‫وفــي مقدمتها الحظر الـجــوي‪ ،‬ومــن المؤكد � َّن القوات‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫البرية لن تكون من طرف السد‪ ،‬كما �ن الحظر الجوي‬ ‫لن ينتظر موافقة الروس‪.‬‬ ‫ً‬ ‫َّإن الدبلوماسية الروسية لم تتغير نهائيا تجاه ما يحدث‬ ‫فــي ســور يــا‪ ،‬فروسيا تريد الحفاظ على مصالحها ضمن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الحد الدنــى‪ ،‬وال شـ ّـك � ّن االتـفــاق الــذي تسعى إلبرامه‬ ‫بين النظام والمعارضة سينص على الحفاظ على المصالح‬ ‫أ‬ ‫الــروسـيــة مـقــابــل ضغطها عـلــى الس ــد لـلـتـنــازل‪ ،‬وقـبــول‬ ‫المعارضة ببقاء جزء من النظام السوري الحالي‪.‬‬ ‫أ‬ ‫كــان يمكن للمبادرة الــروسـيــة �ن تنجح لــو كــانــت قبل‬ ‫أ‬ ‫أ آ‬ ‫عامين‪ّ � ،‬ما الن فقد تغيرت موازين القوى على الرض‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�ص ـبــح مـسـتـحـيـ ًـا حــل الزم ــة الـســوريــة داخ ــل البيت‬ ‫أ‬ ‫ً ً أ‬ ‫دوليا‪ ،‬ل ّنه ال يمكن لي‬ ‫السوري‪ ،‬فالحل يتطلب اتفاقا‬ ‫قــوة ســوريــة دحــر الـقــوى الجديدة دون مساعدة الــدول‬ ‫اإلقليمية والدولية‪.‬‬ ‫تشرين ثاني ‪ 2014‬العدد (‪)15‬‬

‫‪23‬‬


‫إضاءة‬

‫تحقيق‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫التعليم في مناطق سيطرة تنظيم «الدولة اإلسالمية»‬

‫فريق تحرير ضوضاء‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫في نهاية شهر �ب الماضي �صــدرت مديرية المناهج‬ ‫التابعة لديوان التعليم في لتنظيم الدولة اإلسالمية‬ ‫تعليمات تخص العملية التعلمية في مناطق سيطرة‬ ‫التنظيم بعد إصــدار التنظيم في وقــت سابق بيان‬ ‫يخص التعليم في مناطق «الدولة اإلسالمية»‪.‬‬ ‫وجــاء ضمن بيان التنظيم «إلغاء العديد من المواد‬ ‫الموسيقية والتربية ّ‬ ‫ّ‬ ‫الدر ّ‬ ‫الدينية‬ ‫اسية» مثل التربية‬ ‫وال ـم ـس ـي ـحـ ّـيــة وال ـ ــدراس ـ ــات االج ـت ـم ــاع ـ ّـي ــة «ال ـت ــاري ــخ‬ ‫والجغرافيا»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مواد بديلة تحل مكان‬ ‫و�ضاف البيان «�نه سيتم إنشاء ٍ‬ ‫أ‬ ‫تلك التي ّتم إلغاؤها من �جل سير العملية التعليمية»‪.‬‬ ‫وقــال البيان انــه سيتم قريبا توفير المناهج البديلة‬ ‫من قبل التنظيم‪ ،‬في حين ينبغي االستعاضة عن‬ ‫ّ‬ ‫كلمة «الجمهورية ّ‬ ‫السورية» بمصطلح «الدولة‬ ‫العربية‬ ‫ّ‬ ‫اإلسالمية» وتغيير مصطلح وزارة التربية بوزارة التربية‬ ‫والتعليم‪ ،‬وإلغاء ّكل الصور الموجودة في المناهج‬ ‫ّ‬ ‫اإلسالمية‪.‬‬ ‫التدريسية والتي ال تتفق مع الشريعة‬ ‫وتعكس هــذه الخطوة الجهود التي يبذلها التنظيم‬ ‫أ‬ ‫لترسيخ نفسه في مناطق سيطرته في سوريا بعد �علن‬ ‫ما يسمى بـ «الخالفة اإلسالمية»‪.‬‬ ‫فمنذ ان ــدالع الـثــورة ب ـ أـد�ت ّ‬ ‫تتوتر أالنـظـمــة التعليميةَّ‬ ‫أ‬ ‫وتـخـتـلــف ال ـم ـنــاهــج م ــن مـنـطـقــة إل ــى �خ ـ ــرى حسب‬ ‫أ‬ ‫«سلطة المر الواقع» التي تحكم المنطقة في مختلف‬ ‫أ‬ ‫المحافظات السورية وكل سلطة �مــر واقــع تفرض‬ ‫جدلها التعليمي ففي سوريا هناك ما يقارب سبعة‬ ‫ً‬ ‫مناهج دراسـ َّـيــة بـ ً‬ ‫وانتهاء‬ ‫ـدء مــن التفكير السلفي‬ ‫َّ أ‬ ‫بالمناهج الكردية و�غلبية هذه المناهج تنظر إلى‬ ‫آالخــر الــذي ال ّ‬ ‫يتفق مع فكرها نظرة إبــادة وليس‬ ‫أ‬ ‫تعايش ومن هذه التنظيمات وسلطات المر الواقع‪.‬‬ ‫يسيطر تنظيم الدولة اإلسالمية على مناطق واسعة‬ ‫من سوريا تقدر بحوالي ثلث مساحة البالد‪ ،‬وتتركز‬ ‫سيطرته فــي كــل مــن شــرق حلب ومحافظة الرقة‬ ‫أ‬ ‫بشكل كامل و�كـثر من ‪ % 90‬من محافظة ودير‬ ‫أ‬ ‫الزور و�كـثر من نصف مساحة محافظة الحسكة‪.‬‬ ‫قام التنظيم بعد سيطرته على كل تلك المناطق‬ ‫بــإلـغــاء الـمــؤسـســات التعلمية الــرسـمـيــة المتمثلة‬ ‫أ أ‬ ‫بـمــديــريــات الـتــربـيــة و�ن ـشــ� دي ــوان التعليم الجهة‬ ‫الرئيسة المخولة ب ــإدارة عملية التعليم فــي تلك‬

‫‪24‬‬

‫تشرين ثاني ‪ 2014‬العدد (‪)15‬‬

‫المناطق‪.‬‬ ‫وقامت مديرية المناهج التابعة لديوان التعليم بإصدار‬ ‫تعليماتها الخاصة بخصوص المقررات الدراسة حيث‬ ‫تم الغاء وتعديل كـثير من مواد المناهج السوري‪.‬‬ ‫يـقــول محمد الـخــالــد ‪ 36‬سنة وهــو معلم فــي منطقة‬ ‫َّ‬ ‫جـرابـلــس ‪« :‬ل ــم يـعــد بــإمـكــان ال ـط ــاب فــي منطقتنا‬ ‫أ‬ ‫ج ـراب ـلــس وف ــي مـنــاطــق سـيـطــرة الـتـنـظـيــم تـلـ ّـقــي �ي‬ ‫دروس تعليمية فــي مــواد الـتــاريــخ والفلسفة كما لم‬ ‫يعد بمقدورهم ّ‬ ‫تعلم فنون الرسم والموسيقى أ�و ّ‬ ‫حتى‬ ‫الحديث عن االنتخابات والديمقراطية»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ويـضـيــف الـخــالــد‪�« :‬ن التعليم لــدى تنظيم الــدولــة‬ ‫اإلســامـيــة ّيتسم بالعنف ويـنـظــر هــذا التنظيم إلى‬ ‫التعليم من زاويــة َّ‬ ‫دينية ويطبق منهجه على اعتباره‬ ‫أ‬ ‫“مـنـهـجـ ًـا �م ـم ـيـ ًـا” يمكن تطبيقه عـلــى تــامـيــذ ســوريــا‬ ‫والعراق وغيرهم»‪.‬‬ ‫وك ـ ّـل ه ــذه الـ ـقـ ـرارات والـتـعـمـيـمــات هــي سـلـسـلــة من‬ ‫أ‬ ‫محاوالت فرض الفكر الديني المتشدد‪ ,‬والهالي بشكل‬ ‫عام ليسوا مرتاحين لهكذا تعليمات َّ‬ ‫وخاص ًة فيما ّ‬ ‫يخص‬ ‫بالتربية والتعليم كما ّ‬ ‫يحدثنا مواطن سوري نزح من‬ ‫ِ‬

‫مدينة ديــر الــزور إلــى مدينة الــرقــة الخاضعة لتنظيم‬ ‫الــدولــة اإلســامـيــة‪« :‬كــل هــذه التعليمات الـتــي َّ‬ ‫تقرر‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫بالقوة ّ‬ ‫مستقبال بسبب‬ ‫تسبب ضر ًرا بالنسبة للطفال‬ ‫خلل طرائق التعليم المعتمدة على الجانب الشرعي‬ ‫ّ‬ ‫فقط‬ ‫والمتدين ومدى خطورة هذه التعليمات في حال‬ ‫ِ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫متشدد ّ‬ ‫وسلفي»‪.‬‬ ‫تطبيقها لنها تساهم في ت�سيس جيل ِ‬ ‫َّ‬ ‫«تضمنت التعليمات عــدم تدريس مفهوم‬ ‫ويــوضــح‪:‬‬ ‫أ‬ ‫َّ‬ ‫الوطنية والقومية وإنما شعور االنتماء لإلسالم و�هله‬ ‫أ‬ ‫والبراءة من الشرك و�هله وإن بالد اإلسالم هي البالد‬ ‫أ‬ ‫التي يحكم فيها شــرع الله و�ن يـحــاول المعلم على‬ ‫الــدوام ّ‬ ‫سد منابع النقص بالنسبة لمادة قواعد اللغة‬ ‫أ‬ ‫َّ‬ ‫العربية المترتبة على الحذف وب�مثلة ال تتعارض مع‬ ‫أ‬ ‫َّ‬ ‫اإلسالمية‪.‬‬ ‫الشريعة �و سياسة الدولة‬ ‫أ‬ ‫وكانت باحثة سورية �عــدت دراســة لجامعة «سانت‬ ‫أ‬ ‫�ن ــدروز» البريطانية‪ ،‬تحدثت فيها عن نظرة تنظيم‬ ‫الدولة اإلسالمية إلى التعليم الديني وتطبيقه باعتباره‬ ‫أ‬ ‫«منهجا �مميا» ينطبق على تالميذ سورية والعراق‬ ‫أ‬ ‫وغيرهما‪ ،‬ويتبع كما بات معروفا‪ ،‬نظاما �قرب إلى نظم‬ ‫ّ أ‬ ‫ويعلم الطفال‬ ‫البداوة الجاهلية‪ ،‬منه إلى اإلسالم‪،‬‬ ‫مـنــذ ســن الـعــاشــرة كيفية اسـتـخــدام الـمــديــة للذبح‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى ثقافة العمليات االنتحارية وغيرها‪.‬‬ ‫ويسعى التنظيم من كل تلك الـقـرارات والخطوات‬ ‫التي يقوم بها لفرض رؤيته االيدلوجية وعقيدته على‬ ‫جوانب الحياة في مناطق سيطرته وتتضمن تلك الرؤية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بشكل عام قطع الصلة باي منهاج �و مواد �و معلومات‬ ‫تخالف «منهجهم»‬ ‫حيث تضمن البند العاشر من التعميم «يحذف من‬ ‫أ‬ ‫مادة العلوم‪ ،‬كل شيء يتعلق بنظرية دارون‪� ،‬و رد‬ ‫أ‬ ‫الخلق للطبيعة‪� ،‬و الخلق من عدم‪ ،‬ورد كل الخلق‬ ‫أ‬ ‫لله سبحانه وتعالى»‪ ،‬و�ن «يقوم المعلم بتنبيه‬ ‫ً أ‬ ‫دائما إلى �ن قوانين الفيزياء والكيمياء هي‬ ‫الطالب‬ ‫قوانين الله في الخلق‪».‬‬ ‫كـمــا فــرض التنظيم عـلــى المعلمين والمتعلمين‬ ‫اال لـتـزام باللباس «الشرعي» حيث وثقت مصادر‬ ‫حقوقية منع التنظيم « الدولة اإلسالمية في العراق‬ ‫أ‬ ‫والشام « البنات من مستوى التعليم الساسي وما‬ ‫فوق من الدوام في المدرسة ما لم يرتدين اللباس‬ ‫الشرعي والمؤلف من العباءة والقفازات والحجاب»‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫‪�.‬مــا الوالد‪ ،‬فقد ُطلب منهم هم �يـضـ ًـا ارت ــداء ما‬ ‫ً‬ ‫تعتبره الجماعة ً‬ ‫إسالميا‪.‬‬ ‫لباسا‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تحقيق‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�فـ ــادت تـلــك ال ـم ـصــادر �ي ـضـ ًـا ب ــ�ن تنظيم “الــدولــة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫اإلسالمية” �لــزم النساء “باللباس الشرعي”‪ .‬كما �قر‬ ‫التنظيم على من ال تلتزم باللباس عقوبة ومخالفة قدرها‬ ‫‪ 5000‬ليرة سورية»‪.‬‬ ‫ً ًأ‬ ‫أ‬ ‫كما �ن تنظيم الدولة اإلسالمية منع منعا باتا �ن يقوم‬ ‫معلمون ذكور بتعليم الطالبات‪ ،‬كما منع المعلمات‬ ‫أ‬ ‫�يـضـ ًـا مــن تعليم الــذكــور فــوق ســن الـست سـنــوات‪،‬‬ ‫أ‬ ‫و �وج ــب عــزل المعلمين الــذكــور عــن الـطــالـبــات في‬ ‫المدارس مع فرض نصب كاميرات َّ‬ ‫خاصة بالمراقبة‬ ‫ً أ‬ ‫أ‬ ‫منعا لي اختالء غير شرعي كما �جبر‬ ‫في الـمــدارس‬ ‫التنظيم كل العاملين بالكادر التدريسي باجتيازهم‬ ‫«لــدورة شرعية» يخضعون لها لتلقينهم المحظورات‬ ‫في العمل التعليمي‪.‬‬ ‫تـقــول عـلـيــاء خ معلمة مــن الــرقــة‪ « :‬الـغــى التنظيم‬ ‫المناهج الذي كنا ندرسه العام الماضي‪ ،‬بتعديل بعض‬ ‫أ‬ ‫المواد وإلغاء البعض الخر»‪.‬‬ ‫وعــن ظــروف عملهم فــي ظــل هــذه التغيرات تخبرنا‬ ‫أ‬ ‫عـلـيــاء ‪ :‬بــالـنـسـبــة ل ـنــا نـحــن الـمـعـلـمـيــن ت ــم �ج ـبــارنــا‬ ‫بالخضوع لدورات شرعية إجبارية في معاهد التنظيم‬ ‫أ‬ ‫الـمـنـتـشــرة‪ ،‬مــن �ج ــل الـسـمــاح لـنــا بــالـتــدريــس وفــي‬ ‫نهاية الدورة الشرعية يتوجب علينا اجتياز االمتحان‬ ‫التحريري‪ ،‬كما الزمنا التنظيم بتدريس الطالب من‬ ‫أ‬ ‫نفس الجنس بعد المرحلة الساسية‪ ،‬إضافة لاللتزام‬ ‫باللباس «الشرعي» الكامل»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫كما �وجــب التنظيم فاصل زمني يبلغ نصف ساعة‬ ‫أ‬ ‫على القل بين دوامي الطالب والطالبات في حال‬ ‫اشتراكهما بنفس البناء‪ ,‬ما تسبب باستياء من قبل‬ ‫المواطنين في تلك المناطق‪.‬‬ ‫أ‬ ‫يقول �بو محمد من منطقة الباب الخاضعة لسيطرة‬ ‫التنظيم‪ « :‬كل ممارساتهم في ما يخص التعليم‬ ‫أ أ أ‬ ‫باإلكراه واإلرهــاب ‪ ،‬ال يمكن ل ّي �حد �ن يعترض‬ ‫أ‬ ‫من المعلمين �و الهيئات التدريسية في المدارس‬ ‫على ما يفعلونه خاصة مداهماتهم على المدارس»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ويضيف �بو محمد « كل وسائلهم وظروف الحرب‬ ‫أ‬ ‫والنزوح �دت النخفاض نسبة االلتحاق في المدارس‬ ‫الواقعة تحت سيطرتهم»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وتتحدث تقديرات منظمة «اليونيسيف» إلــى �ن‬ ‫أ‬ ‫التدهور الحاصل في قطاع تعليم الطفال السوريين‬ ‫أ أ أ‬ ‫هو «الســو� والســرع في تاريخ المنطقة»‪ ،‬في بلد‬ ‫كان مستوى االلتحاق بالمدارس االبتدائية فيه‪،‬‬

‫يزيد عن ‪ 97‬في المئة قبل بدء الصراع في العام ‪.2011‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ويشير خبراء إلــى �ن «جيال من الطـفــال دون الــ‪15‬‬ ‫أ‬ ‫سيكون من ضحايا المية»‪ ،‬ما يعني احتمال وقوع‬ ‫أ‬ ‫هذه الشريحة تحت ت�ثير الدعاية الدينية المتطرفة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بينما يــرى �بــو خالد وهــو �حــد الموظفين فــي ديــوان‬ ‫التعليم التابعة للتنظيم‪ « :‬هناك ميزات كـثيرة للمنهاج‬ ‫المعدل والمناهج المزمع إقـرارهــا منها التخلص من‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫كل �ثــار نظام الســد وصــوره وريته الخاصة المتمثلة‬ ‫أ‬ ‫بالقومية وبــالـتــاريــخ والدب وحـتــى بالجغرافية في‬ ‫المنهاج السابق»‪.‬‬ ‫ويـضـيــف أ�ب ــو خ ــال ‪ « :‬ق ـرار ع ــزل تعليم الـمـ ّ‬ ‫ـدرسـيــن‬ ‫والمدرسات في نفس المدرسة ً‬ ‫ّ‬ ‫منعا لالختالط بين‬ ‫الجنسين وكانت قيادات تنظيم الدولة َ‬ ‫الموكل إليها‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫مهمة التغيير الجذري لقواعد و�سس ومناهج التعليم‬ ‫ـات مكـثفة إلن ـهــاء ال ـجــدل حــول‬ ‫قــد قــامــت بــاجـتـمــاعـ ٍ‬ ‫التعليم وإدراج مناهج تربوية إسالمية» ‪.‬‬ ‫ومـنــع «ديـ ــوان الـتـعـلـيــم» الـمـســؤول عــن ف ــرض هــذه‬ ‫التعليمات وغيرها على السلك التعليمي‪ ،‬تدريس‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫اللغة االنكليزية �و �ية لغة �جنبية �خرى من الصف‬ ‫أ‬ ‫الول االبتدائي وحتى الصف الرابع االبتدائي‪ ،‬ومنع‬ ‫أ‬ ‫تدريس الفلسفة والقومية والتاريخ ً‬ ‫مطلقا‪ ،‬كما �درج‬ ‫مادتي الفقه والتوحيد كمادتين رئيسيتين على أ�ن ّ‬ ‫يتم‬ ‫التعويض عن المواد التي ُق ّ ِر َر منعها‪.‬‬ ‫واختتم تنظيم «داعش» تعميمه بالتشديد‪ ،‬في بنده‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الثاني عشر والخـيــر‪ ،‬على �ن ُ«يعتبر هــذا التعميم‬ ‫ملزم‪ ،‬ويستوجب على المخالف المحاسبة»‪ ،‬دون‬

‫أ‬ ‫�ن يوضح طبيعة العقاب الذي قد يفرضه على مخالفي‬ ‫تعليماته‪ .‬باإلضافة إلى ما نشرته المواقع والصفحات‬ ‫أ‬ ‫المؤيدة لهذا التنظيم �نه على كل من يرى في نفسه‬ ‫الخبرة الكافية لتقديم مـشــروع لمناهج دراسـيــة في‬ ‫الدنيوية أ�ن ّ‬ ‫َّ‬ ‫يقدمها إليهم لمناقشته‪.‬‬ ‫العلوم‬ ‫ً‬ ‫وفرض التنظيم الحجاب على الفتيات بدء من الصف‬ ‫الخامس االبـتــدائــي وع ـ ً‬ ‫ـادة مــا يقتحم مسلحو الدولة‬ ‫ال ـمــدارس للرقابة على مــدى تنفيذ التعليمات التي‬ ‫يصدرونها وقد ساد بين الناس هذا المنهج التعليمي‬ ‫أ‬ ‫بفعل الـقــوة واإلره ــاب الـمـمـ َـارسـيــن لج ــل التطبيق‬ ‫ّ‬ ‫الفعلي وحرق كل مناهج التعليم الصادرة عن حكومة‬ ‫أ‬ ‫ّ أ‬ ‫ّ‬ ‫السد‪ .‬بحجة �ن تلك المناهج هي مناهج ال تتفق‬ ‫أ‬ ‫َّ‬ ‫اإلسالمية‪.‬‬ ‫مع �فكار الدولة‬ ‫ّكل المنهاج التي تقوم داعــش بتدريسه هو عبارة‬ ‫ّ‬ ‫المتشدد‪ ,‬وقد ّ‬ ‫عن مواد مستندة على الفكر‬ ‫تخوف‬ ‫ِ‬ ‫تــربــويــون ســوريــون مــن سـطــوة هــذه المنهاج على‬ ‫أ‬ ‫الط ـفــال فــي المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم‬ ‫داعــش ألن هــذه المناهج تؤسس الكراهية وتعزز‬ ‫أ‬ ‫ّْ‬ ‫الديني‪ ،‬إضافة لضياع ما تبقى من‬ ‫مبد� التشدد‬ ‫هوية وطنية سورية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وبإعالن التنظيم عن منهاجه الخاص �صبح في‬ ‫ّ أ‬ ‫ـوريــا �كـ ـثــر مــن مـنـهــاج تعليمي وه ــي «المنهاج‬ ‫سـ‬ ‫النظام‪ ،‬منهاج اال ئـتالف‪ ،‬المنهاج الليبي‪ ،‬المنهاج‬ ‫الكردي‪ ،‬ومنهاج داعش»‪ ،‬ويتو ّزع الطلبة في ّ‬ ‫سوريا‬ ‫أ‬ ‫بين هذه المناهج الربعة حسب المنطقة الجغرافية‬ ‫التي ينتمون إليها والقوى المسيطرة عليها‪.‬‬ ‫تشرين ثاني ‪ 2014‬العدد (‪)15‬‬

‫‪25‬‬


‫إضاءة‬

‫تحقيق‬

‫المرأة في القانون السوري‬ ‫التناقض بين القوانين والدستور السوري إجرائياً واجتماعياً‬

‫مجيد محمد‬ ‫أ‬ ‫ينص الدستور السوري على �ن «الحرية حق مقدس‬ ‫وتكـفل الدولة للمواطنين حريتهم الشخصية وتحافظ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫على كرامتهم و�مـنـهــم»‪ .‬و�ن «سـيــادة القانون مبد�‬ ‫أ‬ ‫�ساسي في المجتمع والدولة» و «المواطنون متساوون‬ ‫أ‬ ‫�م ــام القانون فــي الحقوق والــواجـبــات»‪ .‬كما تكـفل‬ ‫أ‬ ‫«الدولة مبد� تكافؤ الفرص بين المواطنين»‪ .‬في حين‬ ‫تنص المادة (‪ )44‬على‪« :‬تحمي الدولة الزواج وتشجع‬ ‫عليه وتعمل على إزالة العقبات المادية واالجتماعية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وتحمي المومة والطفولة وترعى النش� والشباب وتوفر‬ ‫لهم الظروف المناسبة لتنمية ملكاتهم»‪ ،‬بينما تنص‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المادة (‪ )45‬على �ن «الدولة تكـفل للمر�ة جميع الفرص‬ ‫التي تتيح لها المساهمة الفعالة والكاملة في الحياة‬ ‫السياسية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬الثقافية واالقتصادية‪ ،‬وتعمل‬ ‫على إزالة القيود التي تمنع تطورها ومشاركـتها في بناء‬ ‫المجتمع العربي االشتراكي»‪.‬‬ ‫آ‬ ‫هذا فيما يتعلق بالدستور‪ ،‬ولكن وفي الجانب الخر‪،‬‬ ‫فــإن الـقــانــون الـســوري يتناقض ً‬ ‫كليا مــع الكـثير من‬ ‫أ‬ ‫المبادئ الدستورية وخاصة قانون الحوال الشخصية‬ ‫وبعض مواد قانون العقوبات وقانون الجنسية وغيرها‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وفــي هــذا ال ـشــ�ن‪ ،‬استقبل منتدى المعرفة وحرية‬ ‫التعبير‪ ،‬الذي تقيمه مجلة «ضوضاء» باالشتراك مع‬ ‫مجلتي «سيدة سوريا» و «شــار» في جلسته الثالثة‬ ‫عشر بمدينة غازي عنتاب التركية‪ ،‬المحامية «ملك‬ ‫قاسم» والمحامي «غزوان قرنفل» للحديث عن تناقض‬ ‫المبادئ الدستورية واالتفاقيات الدولية التي وقعتها‬ ‫أ‬ ‫سوريا‪ ،‬مع القانون المطبق في البالد في ش�ن قانون‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الحوال الشخصية وحقوق المر�ة غيرها‪.‬‬ ‫تستهل المحامية ملك قاسم حديثها باإلشارة إلى وجود‬ ‫الكـثير من المعوقات التي تعترض الوصول إلى إنصاف‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ال ـم ـر�ة فــي الــدسـتــور ال ـســوري‪ ،‬وتــرى قــاســم �ن هذه‬ ‫المعوقات سياسية‪ ،‬قانونية‪ ،‬اجتماعية واقتصادية‪،‬‬ ‫ال يمكن الفصل بينها كونها متداخلة ومترابطة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وقــالــت قــاســم‪ ،‬إن «الـك ـثـيــر مــن الف ـك ــار طــرحــت‬ ‫أ‬ ‫لتطوير قانون الح ــوال الشخصية السوري الصادر‬ ‫بالمرسوم التشريعي ‪ 59‬عــام ‪ ،1963‬وكيفية ضمه‬ ‫إلى القانون المدني وتعديله‪ ،‬بحيث يضمن إنصاف‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المر�ة فيما خص حقوقها»‪ .‬وتعتقد قاسم �ن تعديل‬ ‫القوانين سيكون «ترجمة إلرادة المجتمع وتقنينها‪،‬‬

‫‪26‬‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تشرين ثاني ‪ 2014‬العدد (‪)15‬‬

‫أ‬ ‫لن القوانين هي تحويل إرادة ورغبات المجتمع إلى‬ ‫أ‬ ‫نصوص قانونية‪ .‬وللسف‪ ،‬ففي ظل نظام مستبد‬ ‫حكم البالد خمسين ً‬ ‫عاما‪ ،‬كانت التشريعات غير‬ ‫أ‬ ‫صادرة عن إرادة الشعب‪ ،‬لن السلطة التشريعية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�س ــاس ـ ًـا لــم يـخـتــرهــا الـشـعــب �و ينتخبها‪ ،‬وكــانــت‬ ‫تفصلها ً‬ ‫القوانين تخص مجموعة أ�و فئة ّ‬ ‫وفقا لمزاجها‬ ‫ومصالحها»‪.‬‬ ‫الناشطة والـمـعــارضــة السياسية «تهامة مـعــروف»‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�عقبت على حديث قاسم بالقول‪« :‬مــن المهم �ن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ن ــدرك �ن ســوريــا لــم يكن فيها حــركــة نسوية‪ ،‬لن‬ ‫المجتمع كان ً‬ ‫مغيبا‪ ،‬ولم تكن هناك حياة سياسة‬ ‫أ‬ ‫�و اجتماعية نتيجة لالستبداد‪ ،‬فيما كانت الحركات‬ ‫النسائية القائمة‪ ،‬تعمل تحت مظلة النظام‪ ،‬الذي‬ ‫كــان يسعى لمحاصرتها ومنعها مــن الـحــركــة‪ ،‬ومع‬ ‫أ‬ ‫الثورة حازت المر�ة السورية على دور بارز في المرحلة‬ ‫السلمية مـنـهــا‪ ،‬بينما ُهـمــش دوره ــا وت ـضــاءل مع‬ ‫أ‬ ‫عسكرتها‪ ،‬في صيرورة مشابهة لما حدث �يام النظام»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ويتضمن قانون الحــوال الشخصية بالنسبة للمر�ة‬ ‫أ‬ ‫ّعدة قضايا �همها الوالية والحضانة والطالق التعسفي‬ ‫والزواج والعدة والنفقة والشهادة وتعدد الزوجات‪،‬‬ ‫فتتحدث قاسم عن الوالية من خالل المادة (‪)88‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫من القانون‪ ،‬والتي تنص على �ن (الـمـر�ة ال تتمتع‬ ‫أ‬ ‫بوالية كاملة‪ ،‬وال يحق لها �ن تقعد عقد زواج حتى لو‬ ‫أ‬ ‫كانت بالغة‪ ،‬إال بوجود ولي �مرها‪ ،‬والزواج يتوقف‬ ‫على إجــازة الولي‪ ،‬فإذ أ�جــاز الــزواج ُعـ ّـد ً‬ ‫نافذا‪ ،‬وإذا‬ ‫رفص ُع ّد ً‬ ‫باطال)‪ ،‬و»هذا إجحاف كبير في حقها»‪،‬‬ ‫حسب قاسم‪.‬‬ ‫أ‬ ‫تنتقل قاسم للحديث عن الطالق و�نواعه في التشريع‬

‫خاص ضوضاء‪ /‬منتدى المعرفة وحرية التعبير‬

‫السوري‪ ،‬وبالنسبة للطالق «بإرادة الزوج المنفردة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫فتنص المادة (‪ )85‬على �ن (الرجل متمتع بالهلية‬ ‫الكاملة بالطالق في تمام الثامنة عشر من عمره)‪،‬‬ ‫وهذا القانون لم أي�تي على ذكر الم أر�ة ً‬ ‫بتاتا‪ ،‬والرجل‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫منفردا له الحق في الطالق‪� ،‬ما المادة (‪ )87‬فتعطي‬ ‫الحق للزوج بالتطليق أو�ن ّ‬ ‫يفوض غيره‪ ،‬كما يحق‬ ‫أ أ‬ ‫للمر�ة �ن تـفـ ّـوض بتطليق نفسها‪ ،‬لكن هــذا النص‬ ‫أ‬ ‫معطل بسبب العادات والتقاليد والعراف»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وفــي ال ـشــ�ن ذات ــه‪ ،‬تنص ال ـمــادة (‪ )117‬مــن قانون‬ ‫أالحوال الشخصية على أ�نه «إذا ّ‬ ‫طلق الرجل زوجته‬ ‫أ‬ ‫وتبين للقاضي �ن ــه سيصيبها بــذلــك بــؤس وفــاقــة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫جــاز للقاضي �ن يحكم على مطلقها بحسب الحال‬ ‫ودرجة تعسفه بتعويض ال يتجاوز مبلغ ثالث سنوات‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫لمثالها فوق نفقة العدة‪ ،‬وللقاضي �ن يجعل دفع‬ ‫أ‬ ‫جملة أ�و ً‬ ‫هذا التعويض ً‬ ‫شهريا»‪ ،‬قاسم ترى �ن هذه‬ ‫أ‬ ‫المادة «تمنح القاضي سلطة قضائية‪ ،‬و�نها حددت‬ ‫ً‬ ‫سقفا للتعويض‪ ،‬بغض النظر عن درجة الفقر والفاقة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫والبؤس التي قد تعترض المر�ة‪ ،‬وال كـثر صعوبة هنا‪،‬‬

‫خاص ضوضاء‪ /‬منتدى المعرفة وحرية التعبير‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تحقيق‬

‫خاص ضوضاء‪ /‬منتدى المعرفة وحرية التعبير‬

‫خاص ضوضاء‪ /‬منتدى المعرفة وحرية التعبير‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫كيفية إثبات �ن المر�ة تعاني من الفقر والفاقة والبؤس‬ ‫من الناحيتين اإلجرائية والقانونية»‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بالطالق الرجعي‪ ،‬تنص المادة (‪)118‬‬ ‫أ‬ ‫على �ن «الطالق الرجعي ال يزيل الحياة الزوجية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وللزوج �ن يراجع مطلقته بالقول �و الفعل»‪ .‬وتذهب‬ ‫أ‬ ‫المحامية قــاســم إلــى �ن «ه ــذه ال ـمــادة تـتــرجــم عــدم‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫االحـتـرام للمر�ة وإلرادت ـهــا»‪ ،‬وتنوه إلــى مس�لة �كـثر‬ ‫أ‬ ‫حساسية وخطورة يمكن �ن تعترض المحامين في‬ ‫أ‬ ‫حياتهم المهنية وهي المسكن‪« ،‬ف�ثناء رفع الزوجة‬ ‫أ‬ ‫دعوة الطالق �و التفريق‪ ،‬ال تستطيع البقاء في نفس‬ ‫المسكن مع الزوج‪ ،‬بسبب النزاع‪ ،‬فترجع إلى منزل‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�هلها‪ ،‬وهنا تبد� سلسلة من المتاعب وال الم‪ ،‬خاصة‬ ‫أ‬ ‫إن كان لديها �طفال في حضانتها‪ ،‬وهذه الحالة تفترض‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ن يتضمن التشريع ت�مين مسكن للحاضنة من �جل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�طفالها على القل»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وفي مس�لة العدة‪ ،‬تذكر قاسم �ن «الشريعة اإلسالمية‬ ‫تعتبر ّ‬ ‫العدة مرحلة إثبات بـراءة الرحم‪ ،‬وهــذه أ�مــور‬ ‫ً آ‬ ‫علميا الن‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك‪،‬‬ ‫يمكن تجاوزها‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ال يجوز �ن تفرض هــذه المس�لة على الـمـر�ة‪ ،‬إذ قد‬ ‫تتضارب القوانين فيما بينها ويظهر هــذا في المادة‬ ‫أ‬ ‫(‪ )127‬التي تنص على‪« :‬تنتقل المر�ة المطلقة في حالة‬ ‫أ‬ ‫وفاة الزوج من ّعدة الطالق الرجعي ثالثة �شهر إلى ّعدة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫الوفاة �ربعة �شهر وعشرة �يام»‪ ،‬وهذا المر يحدث في‬ ‫حالة وجود حكم طالق رجعي وتوفي الزوج قبل انتهاء‬ ‫أ‬ ‫العدة ب�يام قليلة‪ ،‬وفي هذه المادة ضرر كبير لحياة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الم أر�ة ٌ‬ ‫وحجر لحريتها بدون �ي مبرر شرعي �و قانوني»‪.‬‬

‫خاص ضوضاء‪ /‬منتدى المعرفة وحرية التعبير‬

‫ً‬ ‫أ�ما تعدد الزوجات‪ ،‬فوضع ّ‬ ‫المشرع السوري‬ ‫شروطا‬ ‫لذلك‪ّ ،‬‬ ‫تمثلت «بإمكانية اإلنـفــاق‪ ،‬ووجــود مسكن‬ ‫أ‬ ‫مستقل للزوجة الثانية‪ ،‬وموافقة الزوجة الولى‪ ،‬وهذا‬ ‫القانون مفرغ من محتواه وشروطه‪ ،‬بااللتفاف عليه عن‬ ‫طريق تثبت عقد الزواج الثاني بشاهدين من خالل‬ ‫دعوة ترفعها الزوجة الثانية على الرجل في المحكمة»‬ ‫بحسب قاسم‪.‬‬ ‫وتختتم المحامية ملك قاسم حديثها بالقول‪« :‬نحن‬ ‫أ‬ ‫بحاجة إلــى ثــورة تشريعية قانونية‪ ،‬إلعـطــاء الســرة‬ ‫أ‬ ‫حقها‪ ،‬ولكي يتمتع �فرادها باإلنصاف‪ ،‬حتى تكون‬ ‫جهدا كبي ًرا ً‬ ‫ً‬ ‫انعكاسا لمجتمعنا‪ ،‬وهذا يتطلب ً‬ ‫وعمال‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫تشاركيا من المجتمع كله‪ ،‬لن تعديل قانون الحوال‬ ‫الشخصية يحتاج إلى مجتمع واع لما يريده ّ‬ ‫ويعبر عن‬ ‫ٍ‬ ‫الشيء الذي يريده»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�مــا المحامي غ ــزوان قرنفل فـبــد� حديثه بالقول إن‬ ‫أ‬ ‫«حــريــة ال ـم ـر�ة وحقها فــي الـمـســاواة مرتبطة بشكل‬ ‫أ‬ ‫وثيق بحرية الرجل‪ ،‬وهي ليست مجرد نصوص �و‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫منظومة قانونية تشرعن الحقوق الســاسـيــة للمر�ة‬ ‫ّ‬ ‫وتحصنها وتسبغ الحماية القانونية عليها‪ ،‬هي إدراك‬ ‫معرفي واستعداد فكري واجتماعي الستصالح التربة‬ ‫المجتمعية وجعلها صالحة الستنبات تلك المفاهيم‬ ‫وحصاد محصولها ً‬ ‫جيال بعد جيل‪ ،‬وترتبط بالضرورة‬ ‫بحرية الــرجــل‪ ،‬فالبد للعقل من خلق بناء تراكمي‬ ‫أ‬ ‫للمعرفة ّ‬ ‫وتمثل منظومة القيم التي يتحصل عليها �و‬ ‫أ‬ ‫يصوغها‪ ،‬لن مساحة الحرية العقلية ترتبط وتتوسع‬ ‫اضطر ً‬ ‫ادا مع اتساع مساحة المعرفة»‪.‬‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫يعتبر رئيس «تجمع المحامين السوريين الحرار» �ن‬ ‫أ‬ ‫«العنف ٌ‬ ‫وجه واحد من �وجــه كـثيرة من االنتهاكات‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫التي تتعرض لها المر�ة‪ ،‬ورغم �نه الوجه ال كـثر ً‬ ‫قبحا‬ ‫ودمــامــة‪ ،‬لكن مساحة االنتهاكات وسلوك التمييز‬ ‫ضدها ال يقتصر فقط في بعض منظومتنا القانونية‪،‬‬ ‫إنما هو جزء من منظومة اجتماعية ترتكز على منظومة‬ ‫مفاهيم»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫قرنقل ركز على موضوعين �ساسيين في مداخلته‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الولــى عدم منح المر�ة السورية الحق في �ن تعطي‬ ‫أ‬ ‫جنسيتها لوالده ـ ــا فــي ح ــال زواج ـه ــا بشخص غير‬ ‫سوري‪« ،‬فقانون الجنسية الصادر بالمرسوم التشريعي‬ ‫أ‬ ‫‪ 276‬لعام ‪ ،1969‬ينطوي على تمييز ضد المر�ة على‬ ‫أ‬ ‫مستويين‪ ،‬الول هــو على مستوى التمييز بسبب‬ ‫أ‬ ‫الجنس‪ ،‬والثاني بسبب االنتماء القومي �و العرقي‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وبالتالي يمكن القول إنــه قانون غير دسـتــوري لنه‬ ‫يتناقض مع أ�بسط المبادئ التي نص عليها الدستور‬ ‫السوري»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫�ما المادة الثالثة من قانون الجنسية السوري فجاء‬ ‫أ‬ ‫سوريا ً‬ ‫عربيا ً‬ ‫فيها‪« :‬يعتبر ً‬ ‫حكما من ولد في القطر �و‬ ‫خارجه من والد عربي سوري»‪ ،‬ويعقب قرنفل‪« :‬إن‬ ‫أ‬ ‫ً أ‬ ‫هذه المادة ّ‬ ‫وجها من �وجه التمييز‪ ،‬وك�ن غير‬ ‫تمثل‬ ‫أ‬ ‫العربي ليس له جنسية‪ ،‬وك�ن سوريا ال تمتاز بالتنوع‬ ‫العرقي واإلثني»‪ ،‬والفقرة الثانية من المادة تنص على‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�نه «من ولد في القطر من �م عربية سورية ولم تثبت‬ ‫نسبته إلــى أ�بيه ً‬ ‫قانونا»‪ ،‬تثبت هــذه الفقرة بحسب‬ ‫أ أ‬ ‫قرنفل «�ن للب دور مطلق في نقل الجنسية للمولود‬ ‫تشرين ثاني ‪ 2014‬العدد (‪)15‬‬

‫‪27‬‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تحقيق‬

‫خاص ضوضاء‪ /‬منتدى المعرفة وحرية التعبير‬

‫أ‬ ‫سواء تمت الوالدة داخل سوريا �و خارجها‪ ،‬بينما ال‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫يمنح هــذا الحق للمر�ة‪� .‬مــا إن تمت الــوالدة للمر�ة‬ ‫خــارج ســوريــا‪ ،‬فال تمنح الجنسية لمولدها بعكس‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الب‪ ،‬وإن حصلت الوالدة داخل سوريا‪ ،‬فيجب �ال‬ ‫يثبت نسب الطفل حتى يستطيع اكـتساب الجنسية‬ ‫أ‬ ‫لبيه بشكل قانوني»‪.‬‬ ‫هــذه المواد تخالف نص المادة (‪ )25‬من الدستور‬ ‫السوري لعام ‪ 1973‬والمادة (‪ )33‬من الدستور الحالي‪،‬‬ ‫أ‬ ‫واللتان تنصان على �ن «المواطنون متساوون في‬ ‫الحقوق والواجبات ال تمييز بينهم في ذلك بسبب‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ أ‬ ‫الجنس �و الصل �و اللغة �و الدين �و العقيدة»‪ ،‬وهذا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المبد� الدستوري هو �سمى من القانون ومن المفروض‬ ‫أ‬ ‫�ن تنسجم القوانين مع المبادئ الدستورية‪ ،‬وقانون‬ ‫الجنسية مخالف لنص الفقرة ‪ 2‬من المادة (‪ )44‬من‬ ‫الدستور‪ ،‬والتي اعتبرت من واجــب الدولة حماية‬ ‫أ‬ ‫الطفولة والمــومــة‪ ،‬وهــذا ال يظهر في المادة الثالثة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫التي تسلب المر�ة الحق في منح الجنسية لطفالها‪،‬‬ ‫كما يخالف ال ـمــادة ‪ 7‬مــن اتفاقية حـقــوق الطفل‪،‬‬ ‫أ‬ ‫والـتــي تنص على �ن يتمتع الطفل بحق الحصول‬ ‫على اســم وجنسية ويـكــون لــه قــدر اإلم ـكــان الحق‬ ‫بمعرفة والديه ورعايتهما‪ ،‬ويخالف نص المادة (‪)15‬‬ ‫من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪ .‬ويخالف نص‬ ‫الفقرة ‪ 2‬من المادة (‪ )9‬من اتفاقية سيداو عام ‪»1979‬‬ ‫حسب قرنفل‪.‬‬ ‫وينوه قرنفل إلــى المفارقة هنا «حيث يمنح قانون‬ ‫أ‬ ‫الجنسية السوري في المادة الرابعة الجنسية للجنبي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بشروط ميسرة ً‬ ‫جدا‪ ،‬ويكـفي �ن يكون الجنبي كامل‬ ‫أالهلية ً‬ ‫ومقيما في سوريا خمسة سنوات سابقة للطلب‬ ‫أ‬ ‫وخال من المراض السارية وحسن السيرة والسلوك‬ ‫ٍ‬ ‫والقليل من اإللمام بالعربية كـتابة وقراءة»‪ ،‬في حين‬

‫‪28‬‬

‫تشرين ثاني ‪ 2014‬العدد (‪)15‬‬

‫خاص ضوضاء‪ /‬منتدى المعرفة وحرية التعبير‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫ال تستطيع الم السورية منح جنسيتها لطفالها‪،‬‬ ‫أ‬ ‫والـمــدهــش �ي ـضـ ًـا باعتقاد قرنفل «حـجــم التساهل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫لزوجة الجنبي المجنس في سوريا‪ ،‬بشروط �كـثر‬ ‫من ميسرة‪ ،‬وهي عبارة عن طلب استدعاء من وزير‬ ‫أ‬ ‫الداخلية و�ن تستمر الحياة الزوجية بينهما لسنتين‬ ‫أ‬ ‫من تاريخ طلب الجنسية‪ ،‬و�ن تكون إقامتها مشروعة‬ ‫في البالد»‪.‬‬

‫نحن بحاجة إلــى ث ــورة تشريعية قانونية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫إلعطاء الســرة حقها‪ ،‬ولكي يتمتع �فرادها‬ ‫ً‬ ‫انعكاسا لمجتمعنا‪،‬‬ ‫باإلنصاف‪ ،‬حتى تكون‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وهذا يتطلب ً‬ ‫جهدا كبيرا وعمال تشاركيا من‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المجتمع كله‪ ،‬لن تعديل قانون الحــوال‬ ‫واع لما يريده‬ ‫الشخصية يحتاج إلى مجتمع ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ويعبر عن الشيء الذي يريده‬ ‫أ‬ ‫والمس�لة الثانية‪ ،‬هي التمييز أال كـثر ً‬ ‫قبحا في حق‬ ‫ّ أ‬ ‫أ‬ ‫تعرف ب�نها‪:‬‬ ‫المر�ة والمتمثلة بجرائم الشرف والتي‬ ‫(فعل جرمي يفضي إلى الموت‪ ،‬مبرر ومسبغ عليه‬ ‫مشروعية قانونية تحت دعوى غسل العار)‪ ،‬والقانون‬ ‫ال ـس ــوري لــم يـطـلــق اس ــم ج ـرائــم ال ـشــرف عـلــى هــذا‬ ‫النوع‪ ،‬ولكنه حصرها بجرائم االعتداء على العرض‬ ‫أ‬ ‫و�ورده ــا في الباب السابع من القانون وهــي المواد‬ ‫من ‪ 489‬حتى ‪ ،507‬وكلها جرائم تتعلق باالغتصاب‬ ‫والخطف والفحشاء واإلغــواء وهتك العرض وخرق‬ ‫أ‬ ‫حرمة الماكن الخاصة بالنساء‪ ،‬والجرائم المقصودة‬ ‫هنا هي جرائم اإليذاء المقترفة بدافع الشرف‪ .‬حيث‬ ‫نصت المادة ‪ 548‬من قانون العقوبات السوري على‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ما يلي‪« :‬يستفيد من العذر المحل من فاج� زوجه �و‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫�حد �صوله �و فروعه �و �خته في جرم الزنا المشهود �و‬

‫آ أ‬ ‫في صالت جنسية فحشاء مع شخص �خر ف�قدم على‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫قتلهما �و إيذائهما �و قتل �و إيذاء �حدهما بغير قصد»‪،‬‬ ‫أ‬ ‫فيما تنص الفقرة الثانية «يستفيد مرتكب القتل �و‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ أ‬ ‫الذى من العذر المخفف إن فاج� زوجه �و �حد �صوله‬ ‫آ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫�و فروعه �و �خته في حالة مريبة مع شخص �خر»‪،‬‬ ‫ويتساءل قرنفل‪« ،‬عن وجه الريبة وحدودها‪ ،‬والتي‬ ‫يعود تقديرها ً‬ ‫حكما إلى الشخص المرتكب للجريمة؟»‪.‬‬ ‫المعارض واإلعالمي السوري «محمد مالك» تحدث‬ ‫أ أ‬ ‫ً‬ ‫معقبا على حديث قرنفل بالقول �ن «�ي فعل له‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�دوات‪ ،‬تتمثل في االتجاه والقوة‪ ،‬والقوة تبد� من‬ ‫قدرتنا على القيام بالفعل‪ ،‬بينما االتجاه يمثل قدرتنا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫على المعرفة‪� ،‬ما بالنسبة للقوة‪ ،‬فالمر�ة بحاجة إلى‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ن تبحث عن حقها وتثبيته وتحصيله‪ ،‬وهذا يبد� من‬ ‫التمكين االقتصادي‪ ،‬عن طريق اإلسهام في استقالل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المر�ة وبناء تجمعات نسائية ور�ي عام نسائي بدون‬ ‫أ‬ ‫�وصياء عليها‪ ،‬فيما يستند االتجاه على المنجز العلمي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫والمعرفي‪ ،‬فكما سلبت المر�ة من حقوقها‪ ،‬يجب �ن‬ ‫تعود هذه الحقوق من خالل الوعي ونشر ثقافة مغايرة‬ ‫للفكر الذكوري السائد»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫يخلص قرنفل إلى �ن «التعديالت القانونية ليست‬ ‫وحدها ً‬ ‫حال لهذه المسائل‪ ،‬رغم ضرورتها على قاعدة‬ ‫إلغاء العذر المحل والمخفف لتلك الجريمة‪ ،‬وتغليظ‬ ‫أ‬ ‫عقوبة الزنا‪ ،‬ك�حد الحلول المقترحة‪ ،‬وهذا يحتاج إلى‬ ‫تنمية وعي مجتمعي بما يسمح لتطوير مفاهيم عبر‬ ‫أ‬ ‫عمل تراكمي يؤدي إلى تغير نوعي في �نماط التفكير‬ ‫أ‬ ‫والتعاطي مع مفاهيم الشرف والعفة على �نها سلوكيات‬ ‫أ‬ ‫ال تـرتـبــط بــالـبـعــد الـجـنـســي لــ�ف ـعــال فحسب وإنـمــا‬ ‫أ‬ ‫بمجموع السلوكيات التي تصدر عن الفراد‪ ،‬بصرف‬ ‫النظر عن جنسهم وتصنيفات تلك السلوكيات ما بين‬ ‫ً‬ ‫اجتماعيا»‪.‬‬ ‫فعل مقبول ومشروع وفعل مشين ومؤذي‬


‫ضوء‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫أسئلة «دي مستورا» واإلجابات المستحيلة!‬ ‫جبر الشوفي‬ ‫تطرح خطة المبعوث الدولي «ستيفان دي ميستورا»‬ ‫أ‬ ‫لحل أالزمــة في سوريا‪ ،‬ما يسميه ً‬ ‫هدنا متنقلة‪ ،‬تبد�‬ ‫بإخراج مدينة حلب من دائرة النزاع‪ ،‬عبر تجميد الصراع‬ ‫أ‬ ‫واحتفاظ كل طرف من الطراف المتنازعة بالمساحة‬ ‫أ‬ ‫الخاضعة له‪ ،‬دون �ن يكون بإمكانه استعمال السالح‬ ‫مدة االلتزام بالهدنة‪ ،‬أ�ي تشكل اعتر ًافا ً‬ ‫مبدئيا بنتائج‬ ‫أ أ‬ ‫الصراع‪ ،‬ريثما تنفذ منها إلى حلول �كبر و�شمل‪ .‬وتقوم‬ ‫هــذه الـمـبــادرة إمــا على «حسن الـنـيــة»‪ ،‬وهــذا سبب‬ ‫أ‬ ‫كاف لنجاحها‪� ،‬و على النفاق الهادف إلى تمكين‬ ‫غير ٍ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫النظام من التقاط �نفاسه‪ ،‬وتجميع قواته و�سلحته‪،‬‬ ‫لرجم مناطق خارجة عن سيطرته‪ ،‬والسيما في الغوطة‬ ‫ودرعــا‪ ،‬وهي أ�سـ أـو� من سابقتها‪ ،‬أو�قــل منها ً‬ ‫حظا في‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫والطراف أالخرى‬ ‫النجاح‪ ،‬هذا إذا افترضنا �ن النظام‬ ‫المعنية قبلت بها‪ ،‬ووافقت على تنفيذها‪ ،‬وضمنت‬ ‫أ‬ ‫تـ ّ‬ ‫ـدفــق اإلغــاثــة وتــ�مـيــن الـخــدمــات إلــى تلك المناطق‬ ‫المحتجزة‪ ،‬بضمانات محلية ودولية‪.‬‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫الواضح � ّن هذه الخطة المقترحة‪ ،‬الغامضة حتى الن‪،‬‬ ‫أ‬ ‫الزال ــت تـطــرح كمحاولة لــدراســة إمكانية �ن تتحول‬ ‫أ‬ ‫إلــى مـســودة‪ ،‬لوثيقة مكـتوبة‪ ،‬تعرض على الط ـراف‬ ‫ّ أ‬ ‫ًأ‬ ‫تمر عبر �ية‬ ‫علما �نها ال‬ ‫المعنية لدراستها وتعديلها‪،‬‬ ‫اشـتـراطــات على النظام‪ ،‬ســوى التزامه بتنفيذ وقف‬ ‫القتال في المناطق المحتجزة‪ ،‬وهي بالتالي ال تبتعد‬ ‫في مطالبها المتواضعة‪ ،‬عما قام به النظام مع مناطق‬ ‫ً أ‬ ‫أ‬ ‫إذا هو ت�هيل المناخ لقبولها‬ ‫�خرى كحمص‪ .‬المطلوب‬ ‫ً‬ ‫اجتماعيا‪ ،‬من المحاصرين بالموت والجوع والمخاطر‬ ‫أ‬ ‫المتعددة المصادر‪ ،‬ومن الطراف العسكرية المتقاسمة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫لمناطق النفوذ على الرض‪� ،‬و رفضها والتفتيش عن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫خطة �كـثر واقعية‪ ،‬و�كـثر مالمسة لحاجات السوريين‪،‬‬ ‫وهذا أ�مر يبدو ً‬ ‫بعيدا وغير منظور‪ ،‬فهي مبادرة جزئية‪،‬‬ ‫وال ترتبط بالتوجه االستراتيجي لحل جــذري لمعاناة‬ ‫السوريين‪.‬‬ ‫أ‬ ‫عسكريا ومادياً‬ ‫ً‬ ‫لقد �فشل النظام والحلف الداعم له‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ومعنويا حتى آالن‪ ،‬كل الجهود المبذولة‪ ،‬بـ ً‬ ‫ـدءا من‬ ‫«جنيف» الــذي استمر اللعب على ورقـتــه والتدافع‬ ‫ً ً أ‬ ‫أ‬ ‫مريعا‪ ،‬و�سقط معها‬ ‫حولها‪ ،‬حتى �سقطت سقوطا‬ ‫كل دور للمجتمع الدولي في أالزمــة السورية‪ً ،‬‬ ‫ممثال‬ ‫أ‬ ‫بمجلس المن‪ ،‬المرهون لسياسات الدول المتنازعة‪،‬‬ ‫والعاجز عج ًزا ً‬ ‫بنيويا عن القيام بدور وسيط وحيادي‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يبني �ولــويــاتــه الخــاقـيــة‪ ،‬على حــل قضايا المعاناة‬ ‫أ‬ ‫اإلنسانية ً‬ ‫بعيدا عن النانية السياسية‪ ،‬ويولف مواقفه‬

‫أ‬ ‫الدبلوماسية بالتوافق مع القانون الدولي‪ ،‬الذي �وجد‬ ‫حكما ً‬ ‫هذه الحكومة الدولية‪ ،‬لتكون ً‬ ‫نزيها في النزاعات‬ ‫بين ال ــدول والـشـعــوب‪ ،‬وهــذا مــا فشل «جنيف‪« 2‬‬ ‫وال ـقــوى الـتــي وقـفــت خـلـفــه‪ ،‬فــي الــوصــول إل ــى حـ ّـده‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫الدنى‪ ،‬وتتضاعف الن فرص انهياره في ظل استعادة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�جواء الحرب الباردة‪ ،‬لكن مع قوة تدمير ممنهجة �و‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫عشوائية �كبر و�خطر‪ ،‬لنها باتت تتعلق بمصير خرائط‬ ‫اعترف الجميع بحدودها‪ ،‬فها هي الصراعات الدولية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بين الروس والميركان‪ ،‬وبين الميركان والصين القابلة‬ ‫بدور هامشي‪ ،‬يضمن لها مصالحها ويحفظ خط الرجعة‬ ‫لحمايتها حين اللزوم‪ ،‬وبين إيران ودول «الخمسة ‪+‬‬ ‫أ‬ ‫‪ »1‬في الملف النووي‪ ،‬والتناحر على الدوار اإلقليمية‬ ‫والدولية المتعددة ال ــرؤوس‪ ،‬بين تركيا والغرب من‬ ‫أ‬ ‫جهة‪ ،‬وبينها وبين إيـران وحلفائها‪،‬من جهة �خرى‪،‬‬ ‫كذلك مــع التحالف الــدولــي المنطوي على المشكلة‬ ‫الكردية‪ ،‬وغيرها و غيرها‪!..‬‬ ‫أ‬ ‫في ظل هذه النزاعات المت�زمة‪ ،‬تبقى إسرائيل الالعب‬ ‫االحتياط المتربص بقوة‪ ،‬بكل التطورات وبمجريات‬ ‫ال ـص ـراع‪ ،‬تـسـ ّـخــر فــرصــة انـشـغــال الـجـمـيــع بالملفات‬ ‫العالقة‪ ،‬لتحقيق مكاسب سياسية ولوجستية‪ ،‬وفرض‬ ‫أ‬ ‫الم ــر الــواقــع عـلــى الفلسطينيين‪ ،‬بتوسيع مساحة‬ ‫االستيطان‪ ،‬وبمحاولة تهويد الدولة‪ ،‬والسيطرة النهائية‬ ‫على القدس‪ ،‬مستفيدة من استمرار الصراع المعلن‬ ‫والخفي بين حماس ومنظمة التحرير‪ ،‬ومــن بعض‬ ‫أ‬ ‫العمال االنتقامية‪ ،‬للتهرب من كل التزام واالنقالب‬ ‫على االتفاقات والحدود الدولية المعترف بها‪.‬‬ ‫وبالعودة إلى «دي مستورا» الذي اكـتفى بعرض فكرته‬ ‫أ‬ ‫على النظام‪ ،‬وهــو يعلم �نــه نظام بــارع فــي المراوغة‬

‫رأي‬

‫واستنفاذ الوقت‪ ،‬واستنقاع الحلول والخروج إلى فراغ‬ ‫أ‬ ‫اليد‪ ،‬من �ي شيء إذا لم يخدم تطلعاته‪ ،‬وتطلعات‬ ‫«قاسم سليماني»‪ ،‬و«واليــة الفقيه» المتحكمة بقرار‬ ‫أ‬ ‫النظام‪ ،‬والمدير الفعلي لدفة الصراع منذ �مــد بعيد‪.‬‬ ‫أ‬ ‫بينما اكـتفى السيد «دي مستورا» �و من يمثله‪ ،‬بعرض‬ ‫أ‬ ‫مشروعه على شخصيات معارضة‪ ،‬ال نــدري على �ية‬ ‫معايير اختارها‪ ،‬وال على من تستطيع هذه الشخصيات‬ ‫أ‬ ‫�ن تملي خيارها‪ .‬وبغض النظر عن إجابات بعض القوى‬ ‫الثورية المهيمنة في حلب‪ ،‬التي قد نتقاطع معها من‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫حيث المضمون‪ ،‬لم يقدم �حد حتى الن رؤية كافية‬ ‫شافية‪ ،‬واكـتفى الجميع بطرح احتماالت‪ ،‬تقوم على‬ ‫أ‬ ‫مـبــد� «إن كــان كــذا فسيكون ك ــذا»‪ ،‬مـمــا يــدلـنــا مــرة‬ ‫أ‬ ‫�خرى على مواقع الخلل والعجز البنيوي المستحكم‪،‬‬ ‫أ‬ ‫الذي يعيق الوصول إلى توافق بين �طراف المعارضة‬ ‫السياسية والعسكرية ً‬ ‫معا‪ ،‬في وقــت إعــان الموت‬ ‫السريري لالئـتالف‪ ،‬والبحث في تشكيل كـتل إنقاذية‬ ‫أ‬ ‫طارئة‪ ،‬قد تبتدع الحلول‪ ،‬وقد تخطو خطواتها الخيرة‬ ‫في مسار جنازته المرتقبة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وإذا لــم يـكــن هـنــاك مــن يستطيع �ن يضمن قبول‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الط ـ ـراف المعنية بـهــذه الـخـطــة‪� ،‬و يضمن �ه ــداف‬ ‫أ‬ ‫مطلقيها ورائحة تثبيت واقع التقسيم على الرض التي‬ ‫أ‬ ‫تفوح منها‪ ،‬فالحري بنا �ن نعلن عن موقف موحد ال‬ ‫أ‬ ‫يقوم على التخوين و�سـطــوانــة الرفض المطلق‪ ،‬بل‬ ‫على الدراسة الجدية المبررة‪ ،‬وطرح البديل السوري‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫الرافض لي بادرة تقسيم سياسي‪ ،‬باعتباره �حد �هم‬ ‫أ‬ ‫�هداف هذه الحرب الدائرة مع النظام من جهة‪ ،‬ومع‬ ‫أ‬ ‫القوى القاعدية والمتطرفة من جهة �خرى‪ ،‬هو صيانة‬ ‫أ‬ ‫الهوية الوطنية‪ ،‬ومنع �ي تقسيم‪.‬‬ ‫ال ـســؤال الـمـلـ ّـح هـنــا‪ :‬هــل ستستمر حــالــة اإلربـ ــاك و‬ ‫االنشغال بالصراعات البينية‪ ،‬وانتظارنا لقدرنا الذي‬ ‫يــرسـمــونــه لـنــا‪ ،‬وص ـ ً‬ ‫ـوال إل ــى تفكيك بــادنــا‪ ،‬وتــوزيــع‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�شــا ئـهــا بـيــن ال ـقــوى الـمـتـنــازعــة عـلــى الرض‪ ،‬وبين‬ ‫أ‬ ‫النظام‪ ،‬سواء إذا قيض التنفيذ لهذا المخطط‪� ،‬و لما‬ ‫ًأ أ‬ ‫حكما �سو� منه؟‬ ‫يتلوه من مخططات‪ ،‬والتي ستكون‬ ‫أ‬ ‫ذلك �نه كلما طال علينا الوقت‪ ،‬كلما ضاقت خياراتنا‬ ‫أ‬ ‫وخارت قوانا وازداد تشتتنا‪� .‬ليس هذا واقع السياسيين‬ ‫أ أ‬ ‫السوريين هذه اليام ؟ �ليس هو واقع القوى العسكرية‬ ‫المشتتة والمتنازعة؟ حتى ولو كان النظام في دمشق‪،‬‬ ‫أ‬ ‫قد بــات يواجه �ضيق فرصه وانـعــدام خياراته‪ ،‬ولن‬ ‫ينقذه نظام الماللي المنهك بحرب البترول‪ ،‬فمسار‬ ‫الدم والقتل والجرائم‪ ،‬استنفد كل غاياته وسقط كخيار‬ ‫نهائي ولن يعول عليه بعد اليوم‪.‬‬ ‫تشرين ثاني ‪ 2014‬العدد (‪)15‬‬

‫‪29‬‬


‫إضاءة‬

‫تقرير‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫معركة «كسر العظم» في مطار دير الزور العسكري‬ ‫التنظيم يواصل محاوالت االقتحام والنظام يستقدم تعزيزات جديدة‬

‫وكالة سمارت ‪ -‬خاص ضوضاء‬ ‫في وقت يخوض فيه تنظيم «الدولة اإلسالمية» معارك‬ ‫عنيفة في مدينة كوباني (عين العرب)‪ ،‬ضد الوحدات‬ ‫أ‬ ‫الكردية‪ ،‬ومواجهات �خرى عند حقول الغاز في ريف‬ ‫حمص‪ ،‬تخللتها سلسلة هجمات على مطار (‪)T4‬‬ ‫بحمص أ� ً‬ ‫يضا‪ ،‬تستمر معركة مطار ديرالزور العسكري‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وتشهد معارك المطار استخدام الطرفين لكافة �نواع‬ ‫أ‬ ‫السلحة الثقيلة‪ ،‬وســط محاوالت تنظيم «الدولة»‬ ‫أ‬ ‫التقدم في المنطقة‪ ،‬فيما يبدو �ن قوات النظام التزال‬ ‫تمتلك القدرة على صد هجمات التنظيم‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ويتبادل الطرفان معارك الكر والفر و�عمال القصف‬ ‫أ‬ ‫والتفجير في المطار العسكري ومحيطه‪ .‬ي�تي ذلك بعد‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫�ن شهدت اليام الولى من المعارك؛ تقدم التنظيم‬ ‫الــذي سيطر على الجبل المجاور لمدينة ديــر الــزور‬ ‫أ‬ ‫ومطارها‪ ،‬ونجح في اقتحام �سوار المطار‪ ،‬لكن قوات‬ ‫النظام تمكنت من استعادة المنطقة ً‬ ‫الحقا‪.‬‬ ‫ومــع بداية الهجوم على المطار العسكري في مطلع‬ ‫الشهر الجاري‪ ،‬تمكن تنظيم «الدولة» من السيطرة‬ ‫على قرية الجفرة‪ ،‬ذات الموقع االستراتيجي والقريبة‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫هجوما‬ ‫من المطار‪ .‬كما شن نهاية السبوع الفائت‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫جديدا على المطار العسكري‪ ،‬بد�ه بتفجير مقاتل‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ليبي الجنسية‪ ،‬نفسه بــد بــا بــة مفخخة عند � ط ــراف‬ ‫الـمـطــار ال ــذي يعتبر آ�خ ــر مـعــاقــل الـنـظــام فــي شــرق‬ ‫سوريا‪ .‬جاء ذلك مع قصف عناصر التنظيم‪ ،‬المطار‬ ‫العسكري‪ ،‬بالمدفعية وراجـمــات الصواريخ‪ ،‬وسط‬ ‫معلومات عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات‬ ‫أ‬ ‫النظام‪ ،‬بالتزامن مع قصف الخيرة مناطق في محيط‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ال ـم ـطــار‪ ،‬و�م ــاك ــن �خ ــرى فــي منطقة حــويـجــة صكر‬ ‫الـمـجــاورة لـلـمـطــار‪ ،‬مــع اسـتـهــداف الـطـيـران الحربي‬ ‫مناطق في محيطه‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ويؤكد مراسلو «سمارت» في المنطقة‪ ،‬سقوط �كـثر‬ ‫م ــن ‪ 200‬قـتـيــل م ــن ال ـطــرف ـيــن‪ ،‬خ ــال مــواج ـهــات‬ ‫أ‬ ‫مطار ديرالزور العسكري حتى اللحظة‪ ،‬حيث � ّدت‬ ‫المواجهات العسكرية هـنــاك‪ ،‬إلــى مقتل العشرات‬ ‫من عناصر تنظيم «الدولة»‪ ،‬من جنسيات محلية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫غالبيتهم من �بناء ريف دير الزور‪ .‬كما قتل في المعارك‬ ‫أ‬ ‫عــدد مــن الضباط فــي صـفــوف قــوات الـنـظــام‪ .‬و�شــار‬ ‫المراسلون إلى صعوبة تحديد حجم خسائر الطرفين‬ ‫بدقة‪ ،‬بسبب صعوبة الــوصــول إلــى المنطقة‪ ،‬التي‬ ‫تعتبر واحدة من أ�خطر المناطق في سوريا ً‬ ‫حاليا‪.‬‬ ‫وبحسب مراسلينا هناك‪ ،‬استقدمت قــوات النظام‬

‫‪30‬‬

‫تشرين ثاني ‪ 2014‬العدد (‪)15‬‬

‫أ‬ ‫نهاية السبوع الفائت‪ ،‬العشرات من ميليشيا «الدفاع‬ ‫ً‬ ‫الوطني» إلى مدينة ديرالزور‪ ،‬أو�جرت ً‬ ‫عسكريا‬ ‫عرضا‬ ‫أ‬ ‫«بهدف رفــع معنويات قواتها»‪ .‬و�ض ــاف المراسلون‬ ‫ً أ‬ ‫أ‬ ‫ـددا م ــن �ب ـن ــاء قــري ـتــي «ح ـط ـلــة» و»ال ـج ـف ــرة»‬ ‫�ن ع ـ ـ‬ ‫المواليتين‪ ،‬انضموا إلى «الدفاع الوطني» في الفترة‬ ‫أ‬ ‫الخيرة‪ .‬تزامن ذلك مع استقدام قوات النظام عناصر‬ ‫جديدة من «الحرس الجمهوري» إلى ديرالزور‪ .‬كذلك‬ ‫أ‬ ‫استقدمت قوات النظام �خيرا‪ ،‬نحو ‪ 100‬عنصر من‬ ‫عشيرة «الشعيطات»‪ ،‬من معسكر في منطقة تدمر‪،‬‬ ‫والــذيــن انضمو لـقــوات النظام بعد مـعــارك خاضتها‬ ‫«الشعيطات» ضد عناصر «الدولة اإلسالمية»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫في هــذه الثـنــاء‪� ،‬كــد ناشطون محليون �ن قيادات‬ ‫المطار العسكري‪ ،‬استشعرت خطورة الوضع‪ ،‬فقررت‬ ‫ترحيل عائالتها إلى دمشق ومناطق الساحل‪ ،‬خوفا‬ ‫من سيطرة التنظيم على المطار والتنكيل بهم‪ .‬في‬ ‫المقابل‪ ،‬تحدث ناشطون عن حاالت نزوح جماعي‬ ‫أ‬ ‫لسر عناصر تنظيم «الدولة» من مدينة دير الزور إلى‬ ‫أ‬ ‫مدينة الرقة التي يسيطر عليها التنظيم‪ .‬و�رجعوا ذلك‬ ‫أ‬ ‫إلى تطور المعارك وورود �نباء عن خسارة التنظيم‬ ‫مواقع كان قد سيطر عليها في بداية المعارك‪ ،‬ال سيما‬ ‫الجبل القريب من المطار‪ ،‬وخشية مؤيدي التنظيم‬ ‫من خسارته المعركة وانتقام قوات النظام منهم‪.‬‬ ‫والالفت في هــذه المواجهة‪ ،‬هو انتشار صــور تظهر‬

‫مــدى ضـ ـراوة الـمـعــارك وإن ـحــدارهــا لـمـسـتـ ٍـوى القتال‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الث�ري‪ ،‬حيث بــد�ت قوات النظام تستخدم �سلوب‬ ‫تنظيم «الدولة»‪ .‬فقد ُنشرت‪ ،‬صور تظهر عناصر قوات‬ ‫النظام فــي المطار وهــم يحملون ً‬ ‫سيوفا‪ ،‬ويقومون‬ ‫بــإس ـت ـع ـراض جـثــث قـتـلــى مـنـهــا مـقـطــوعــة الـ ــرؤوس‪،‬‬ ‫ٌأ‬ ‫أ‬ ‫ـورة �خ ــرى قـيــام عنصر باستعراض‬ ‫فيما �ظ ـهــرت ص ـ‬ ‫ً أ‬ ‫ممسكا بر�سين لعنصرين تابعين للتنظيم تم‬ ‫نفسه‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫قطعهما‪ ،‬و�مامه عدد �خــر من الــرؤوس المقطوعة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫حسب ما �وردت المواقع التي نشرت الـصــور‪ ،‬هذا‬ ‫فـضـ ًـا عــن إسـتـعـراض جـثــث لمقاتلي التنظيم عبر‬ ‫أ‬ ‫وضعها فــي شاحنات والـتـجــول بها فــي بعض �حياء‬ ‫مدينة ديرالزور‪.‬‬ ‫و فــي المقابل‪ ،‬يستمر التنظيم بنشر مشاهد تظهر‬ ‫قيام عناصره بـإحتزاز رؤوس عناصر قــوات النظام‪.‬‬ ‫وقــال مـراســل «سـمــارت»‪ ،‬إن تنظيم «الــدولــة» قام‬ ‫أ‬ ‫يــوم الـرابــع من كانون الول الـجــاري‪ ،‬بــإعــدام تسعة‬ ‫عشر عنص ًرا لقوات النظام في قرية حويجة المريعية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بدير الــزور‪ .‬و�وضــح المراسل �ن التنظيم تمكن من‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�سر العناصر �ثناء محاولتهم الفرار من حاجز في قرية‬ ‫أ‬ ‫الجفرة قرب مطار دير الزور العسكري‪ ،‬مؤكدا �نه تم‬ ‫إعــدام العناصر فور أ�سرهم‪ً ،‬‬ ‫ذبحا بالسكاكين‪ ،‬كما‬ ‫أ‬ ‫استولى عناصر «الدولة» على �سلحة وذخائر وعربة‬ ‫مدرعة كانت بحوزتهم‪.‬‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫غالبية السوريين يعارضون نظام الحكم الحالي ويؤيدون إنشاء دولة ّ‬ ‫مدنية‬ ‫وكالة سمارت ‪ -‬خاص ضوضاء‬ ‫أ‬ ‫كشف استطالع حديث للر�ي‪ ،‬استهدف شريحة‬ ‫أ‬ ‫واس ـعــة مــن ال ـســوري ـيــن‪� ،‬ن غــالـبـيــة الـمــواطـنـيــن‬ ‫يعارضون نظام الحكم الحالي في سوريا ويؤيدون‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫إنشاء دولة ّ‬ ‫مدنية‪ ،‬كما �كــدت النسبة ال كبر من‬ ‫أ‬ ‫المجيبين على ضــرورة خــروج المقاتلين الجانب‬ ‫من البالد‪ .‬أي�تي ذلك في ّ‬ ‫ظل ُالم ّ‬ ‫تغيرات المتسارعة‬ ‫أ‬ ‫بـشــ�ن مــا يحيط بالقضية الـســوريــة داخــل البالد‬ ‫أ‬ ‫وخارجها‪ ،‬و�مام جملة من المقترحات والمبادرات‬ ‫الـتــي تنبثق بـصــورة شـبــه يــومـيــة‪ ،‬مـحـ ِـاولـ ًـة إيـجــاد‬ ‫طريق ما للخروج من النفق النظام الــذي دخلته‬ ‫أ‬ ‫البالد �خي ًرا‪.‬‬ ‫االس ـت ـطــاع انـطـلــق مــن ال ـســؤال الـرئـيـســي «م ــاذا‬ ‫يريد السوريون؟»‪ ،‬استهدف خالله «مركز حوار‬ ‫أ‬ ‫لـلــدراســات والب ـح ــاث»‪ ،‬ومـقــره مدينة اسطنبول‬ ‫ً‬ ‫شخصا (‪ 2823‬ذكـ ًرا‬ ‫بتركيا‪ّ ،‬عينة شملت ‪4081‬‬ ‫أ‬ ‫و‪� 1258‬نـثــى)‪ ،‬يقيم ‪ 69.5%‬منهم خــارج سوريا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و‪ 30.5%‬داخلها‪ .‬و�ظهرت النتائج �ن ‪ 66.5%‬من‬ ‫العينة يـعــارضــون نـظــام الحكم الـحــالــي ويــؤيــدون‬ ‫إنشاء دولة ّ‬ ‫مدنية‪ ،‬و‪ 23.7%‬يؤيدون النظام مع‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ض ــرورة إج ـراء إصــاحــات �ســاسـيــة فـيــه‪ ،‬فيما �يــد‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫إسالمية‪ ،‬و‪ 1.3%‬لت�ييد نظام‬ ‫‪ 8.4%‬إنشاء دولة‬ ‫الحكم كما هو دون تعديل‪.‬‬ ‫واستخدم االستطالع طريقتين في استبيان العينة؛‬ ‫أ‬ ‫�ولـهـمــا الـك ـتــرونــي وبـلـغــت نسبة الـمـشــاركـيــن فيه‬ ‫‪ 78.6%‬من إجمالي العينة‪ ،‬واالستبيان الورقي‬ ‫أ‬ ‫الذي وزع في مخيم «الزعتري» لالجئين في الردن‬ ‫أ‬ ‫(‪ 14.5%‬من العينة)‪ ،‬باإلضافة إلى �ماكن اللجوء‬ ‫أ‬ ‫في لبنان (‪ 6.9%‬من العينة)‪ .‬واعتبر ‪� ،26.5%‬ن‬

‫ما يجري في سوريا هو «حرب بالوكالة» بين دول‬ ‫ّ‬ ‫خارجية‪ ،‬بينما وصف ‪ 22.9%‬منهم الواقع‬ ‫وقوى‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫«بالثورة المسلحة»‪ ،‬وعد ‪� 5.2%‬ن ما يحدث هو‬ ‫أ‬ ‫«حرب �هلية»‪ ،‬فيما وصفه ‪ 4.1%‬بـ «الحرب على‬ ‫أ‬ ‫اإلرهاب»‪ ،‬لكن النسبة العلى‪ ،‬والبالغة ‪،41.4%‬‬ ‫قــالــت إن م ــا ي ـجــري «خ ـل ـيــط يـجـمــع الـتــوصـيـفــات‬ ‫السابقة ّكلها»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�ظـهــرت النتائج �ن ‪ 31%‬يــرون الحل فــي سوريا‬ ‫«سياسيا أ� ً‬ ‫ً‬ ‫ساسيا مع دور عسكري‪ ،‬فيما يراه ‪22.4‬‬ ‫‪ %‬عـسـكــريـ ًـا مــع دور سـيــاســي»‪ ،‬فــي حـيــن بعتقد‬ ‫أ‬ ‫‪ّ � 21.5%‬ن ــه يـتـمـ ّـثــل فــي الـمـفــاوضــات بـيــن ال ــدول‬ ‫أ‬ ‫والـجـهــات الــدولـيــة المختلفة وال ـمــؤيــدة لــ�ط ـراف‬ ‫سياسيا ً‬ ‫ً‬ ‫صرفا‪،‬‬ ‫المتنازعة في سوريا‪ ،‬و‪ 14.9%‬يرونه‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بينما يرى ‪ّ � 10%‬نه ال حل للزمة في الفترة الحالية‪.‬‬ ‫كما توقع ‪ 36.8%‬من المجيبين أ�ن ّ‬ ‫«يعم السالم‬ ‫في سوريا» خالل فترة سنتين إلى ‪ 5‬سنوات‪ ،‬بينما‬ ‫أ‬ ‫يــرى ‪� ،% 38.9‬ن الـمــدة سـتـطــول إلــى مــا بـيــن ‪6‬‬ ‫أ‬ ‫و‪ 10‬سنوات‪ ،‬في حين يذهب ‪ 13.2%‬للقول ب�ن‬ ‫السالم بحاجة إلى زمن يتراوح بين ‪ 11‬و‪ 15‬سنة‪،‬‬ ‫فيما يعتقد ‪ ،11.1%‬أ�ن ذلك سيستغرق ً‬ ‫زمنا يزيد‬ ‫عن ‪ 15‬سنة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وحــول تزايد «دور المقاتلين الجــانــب إلــى جانب‬ ‫ط ــرف ــي الـ ـنـ ـزاع ف ــي سـ ــوريـ ــا»‪ ،‬يـ ــرى ‪ 83.6%‬مــن‬ ‫أ‬ ‫المجيبين‪� ،‬ن خروج هؤالء المقاتلين من صفوف‬ ‫أ أ‬ ‫المعارضة المسلحة �مر �ساسي للحل في سوريا‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ويرى ‪� 81.8%‬ن خروجهم من صفوف النظام �مر‬ ‫ضروري للحل أ� ً‬ ‫يضا‪ .‬ويضيف البحث أ�نه َّ‬ ‫«البد من‬ ‫أ‬ ‫�ن هناك سوريين اختاروا الدفاع عن بقاء المقاتلين‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫آ‬ ‫الجانب‪ ،‬وسوريين �خرين ر�وا �ن الحل في سوريا‬ ‫ٌّ‬ ‫عسكري بحت‪ ،‬وسوريين طالبوا بإسقاط النظام‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫السياسي كمدخل �ولـ ّـي للحل‪ ،‬وغيرهم ممن ر�وا‬

‫تقرير‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ن بقاءه شرط لضمان الخروج من الزمة الراهنة‪.»...‬‬ ‫أ‬ ‫ويـقــول �ح ــد المشاركين فــي البحث لـ ــ‪« : ....‬قمنا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بتمييز �ربـعــة �مــاكــن لـتــو ّزع السوريين‪ ،‬الــداخــل‪:‬‬ ‫الـمــواطــن الـمـقـيــم عـلــى أالراضـ ــي ال ـسـ ّ‬ ‫ـوريــة‪ ،‬س ـ ٌ‬ ‫ـواء‬ ‫أ‬ ‫نازحا أ�و ً‬ ‫كــان ً‬ ‫مقيما في مسكنه الصـلـ ّـي‪ ،‬المهجر‪:‬‬ ‫أ�ي المقيم خــارج أالراض ــي الـسـ ّ‬ ‫ـوريــة‪ ،‬س ـ ٌ‬ ‫ـواء غــادر‬ ‫آ‬ ‫ال ـبــاد قـبــل ان ــدالع االحـتـجــاجــات فــي �ذار ‪2011‬‬ ‫المخيمات‪ :‬أ�ي الـســو ّ‬ ‫أ�و بعدها‪ّ ،‬‬ ‫ري الالجئ ضمن‬ ‫أ‬ ‫إح ــدى مـخـ ّـيـمــات الـلـجــوء الــرسـمـ ّـيــة‪� ،‬ي المعترف‬ ‫عليها من قبل ّ‬ ‫المفوضية السامية لشؤون الالجئين‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫المتحدة) فقمنا باستهداف الالجئين‬ ‫التابعة للمم‬ ‫أ‬ ‫السوريين المقيمين ّ‬ ‫بمخيم الزعتري في الردن‪..‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫السورية‬ ‫�ماكن اللجوء‪� :‬ي المقيم خارج الراضــي‬ ‫بـصـفـتــه الج ـئ ـ ًـا وال يـقـيــم ضـمــن مـخـ ّـيـمــات الـلـجــوء‬ ‫ا لــرسـمـ ّـيــة) فقمنا باستهداف الالجئين السوريين‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫اللبنانية‬ ‫المقيمين في �ماكن اللجوء على الراضــي‬ ‫ً‬ ‫تحديدا في منطقة البقاع»‪.‬‬ ‫وي ــرى االسـتـطــاع انــه فــي ظــل مــا يحيط بالمشهد‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ـادرة‬ ‫ـاب ل ّي تـصـ ُّـور �و بـ ٍ‬ ‫الـســوري «مــن ٍ‬ ‫تعقيد وغـيـ ٍ‬ ‫لحل يكـفل إنـهــاء الـصـراع الــدامــي فــي ســوريــا‪ ،‬بدا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مــن الــواضــح �ن الـنـســاء �كـ ـثــر إيـمــانـ ًـا مــن الــرجــال‬ ‫أ‬ ‫ب ـشــ�ن إمـكــانـيــة الـحــل فــي ســوريــا بنسبة ‪%92.4‬‬ ‫المشاركات في االستبيان مقابل ‪ %88.8‬من‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫المشاركين‪ .‬ولم تتجاوز نسبة اللواتي أر� َين أ� ّنه ال حلّ‬ ‫ًأ‬ ‫حاليا �كـثر من ‪ ،7.6%‬مقابل ‪ %11.2‬من الرجال‪.‬‬ ‫ومــع ذلــك‪ ،‬عكست النتائج «تـخـ ُّـوفـ ًـا واضـحـ ًـا لدى‬ ‫آ‬ ‫النساء من العامل العسكري ك�لية رئيسية للحل‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وات َ‬ ‫جهن الفـتـراض الحلول التي ترتكز عى العامل‬ ‫أ‬ ‫السياسي‪ُ ،‬‬ ‫حيث ترى ‪ %18‬منهن فقط �ن الحل‬ ‫عـسـكــري رئـيـســي مــع دور سـيــاســي‪ ،‬بينما ّرجـحــت‬ ‫‪ّ %31.6‬‬ ‫منهن الحل السياسي مع دور عسكري‪،‬‬ ‫ّ أ‬ ‫و‪ 22 %‬أ�ن ُ‬ ‫«المفاوضات بن الدول المعنية بالزمة»‬ ‫السورية‪ ،‬و‪ّ %20.7‬‬ ‫ّ‬ ‫السياسي َ‬ ‫ّ‬ ‫الصرف»‪.‬‬ ‫فضلن الحل‬ ‫تشرين ثاني ‪ 2014‬العدد (‪)15‬‬

‫‪31‬‬


‫قصتان قصيرتان ‪ -‬مهند الخالد‬ ‫من مجموعته القصصية «ساعات الليل»‬ ‫كآخر الضوء‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫في رنين الصبح ‪ ..‬تقدمت‪ّ ،‬‬ ‫يغلفها رذاذ خفيف ينقر مشيها الرتيب ‪� .‬رجلها الثالث تقضم الشارع الممتد �مام مكـتبي الجديد ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ تك ‪ ...............‬تك ‪ ...................‬تك ‪......‬‬‫ً ًأ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫راقبتها وهي ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تتوقف لحظات ‪ ....‬كما لو أ�ن المشي �نهكها ‪ّ ،‬‬ ‫تضم عصاها تحت إبطها ‪ ،‬وتبد� تسوي شاال غطت به شعرا متعبا �شيب ‪ ،‬ظفرت بعضه فتهدل على كـتفين ذابلين ‪.‬‬ ‫ك َّـفزاعة حقل بدت داخل تلك الخرق المتنافرة التي تنسدل حول جسدها الناحل ‪ ،‬ام أر�ة متالشية آك�خر الضوء ‪ ،‬ثوبها لوحة ملونة ّ‬ ‫خطها طفل على عجل ‪ ،‬وفي عنقها‪،‬علقت‬ ‫ً‬ ‫قماشيا ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مزموما على هيئة كرة عتيقة‪.‬‬ ‫باليا‬ ‫كيسا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫إصبعي ‪ ،‬تنبهت ‪ ..‬انشغلت لحظات بهسيس أال لم ‪ ،‬وخيط من ّ‬ ‫ّ‬ ‫التكهنات لمع في ر�سي فج�ة ‪:‬‬ ‫سرى دبيب الحرق بين‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ �ال يمكنها �ن تنتظر يوما دافئا لتتسول ؟!‬‫أ‬ ‫�جبت ‪:‬‬ ‫أ‬ ‫حل المساء ‪ّ ،‬‬ ‫تبكر في الخداع ‪ ..‬تقتنص عطف هذا وذاك ‪ ،‬حتى إذا َّ‬ ‫ هذا عملها ‪ّ .‬‬‫حلت عقدة كيسها عن مال ال نكاد نجمعه في �يام ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�يقنت عبر شرودي �نني الضحية الولى لهذا النهار‪ ،‬حدست ‪:‬‬ ‫أ‬ ‫أ ًأ‬ ‫أ‬ ‫تبد� بتحية الصباح دون شك ‪ ،‬تلقيها بكل شفافية وبراءة ‪ ،‬فهم ّ‬ ‫يضا �نها ستجلس على �قرب كرسي‬ ‫متملقون بما يكـفي إلثارة عواطفك وشفقتك ‪ ،‬ومن المؤكد �‬ ‫ سوف‬‫آ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫مدعية التعب ‪ ،‬ولسوف يفر الكالم من شفتيها‪ ،‬تحكي لي عن �بنائها الذين سافروا ‪ ،‬وعن بناتها الجاحدات اللواتي تركنها فريسة الكهولة‪ ،‬ولربما قفز الدمع من م�قيها‬ ‫ّ‬ ‫المغضنة ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫لكنني ّ‬ ‫حضرت جوابي الذي س�رميه في وجهها‪:‬‬ ‫ إلك الله يا خالة‪ ،‬الله يرزقك ‪......‬‬‫َّ أ‬ ‫آ أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ولـكـنـهــا لــن ت ـت ـراجــع ب ـهــذه الـبـســاطــة ‪� ،‬عـ ــرف ذل ــك ‪ ،‬س ــوف تــرمـيـنــي بــ�خــر �سـلـحـتـهــا ‪ ،‬بـتـلــك ال ـن ـظــرة ال ـتــي ال ب ــد و�ن ـك ــم تـعــرفــونـهــا مـثـلــي ت ـمــامــا ت ـل ــك‪ ....‬الـكـسـيــرة‬ ‫آ‬ ‫ال ــوادع ــة وال ـتــي تـطــوف عـلــى وج ــه تـطـ ُّـل مـنــه الخيبة ‪ ،‬ول ـســوف تــذبــل عيناها ‪ ،‬فـتـبــدو كغصن نــاعــم مـكـســور تـلــوح فــي �خ ــره وردة صـغـيــرة‪ ،‬ول ـســوف تـمـ ّـد لــك يدها‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ـالزرق لتساعدها عـلــى الـنـهــوض‪ ،‬هــي الــذابـلــة المتعبة تـئــن مفاصلها بـ ـ ً‬ ‫ال ـمـ َّ‬ ‫ـردا‪ ،‬وعـنــدهــا ‪ ...‬ال ب ـ َّـد مــن �ن ـنــي سـ ــ�ر ّق‪ ،‬وســ�غـ ِّـيــر ر�يـ ـ ــي ‪ ...‬مـ َّـؤكــد ســ�غـ ِّـيــر ر�يـ ـ ــي ‪.‬‬ ‫ـوشــاة بـ ـ‬ ‫‪2008/3/14‬‬ ‫موت طبيب‬ ‫إ�لى صديقي الميت الحي‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫ً‬ ‫معروفا ‪ ،‬كان يحلو له في جلسات العرق �ن يذكرنا ‪:‬‬ ‫وحتى بعد �ن �صبح طبيبا ً‬ ‫ ال حدا ينسى يا شباب ‪ ...‬الحمار بيظل حمار‪ ،‬ثم يسلم قلبه للبكاء‪.‬‬‫أ‬ ‫ّمرت على ذلك المساء سنوات‪ّ ،‬‬ ‫وكنا قد بد�نا ننفر منه‪ ،‬تهامسنا مرات‪:‬‬ ‫أ‬ ‫ �خي ‪ّ ..‬بدو يلفت النظر بس ‪ّ ..‬ملينا‪.‬‬‫أ‬ ‫آ‬ ‫مات أ�بوه‪ ،‬لكنه لم ّ‬ ‫ويبد� ّ‬ ‫بتفقد نفسه‪ ،‬يقرب وجهه منها حتى يالمسها‪ ،‬يفتح عينيه‪ ،‬ينظر‬ ‫يتخل عن عادته تلك‪ ،‬بل صار حين تغفل زوجته‪ ،‬يسرع إلى المر�ة ‪ ..‬يقابلها‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫فيها‪ ،‬يتراجع ً‬ ‫ً‬ ‫متفحصا أ�سنانه كلها‪ ،‬فتحتي أ�نفه‪ ،‬شفتيه‪ ،‬ثم يخرج إلى الشرفة‪ّ ،‬‬ ‫يلم يديه‬ ‫قليال ‪ ...‬يمسك ب�ذنيه ويشدها إلى السفل يت�كد من شكلها ‪ ...‬طولها‪ ،‬يفتح فمه‬ ‫كالبوق حول فمه الممطوط ويو ّ ِزع همسه ‪:‬‬ ‫أ‬ ‫_ �نا حماااااااااااااار ‪ ..‬والله العظيم حماااااااااااااااااااااااااار‪.‬‬ ‫حين عدنا تلك الظهيرة من المدرسة‪ّ ،‬‬ ‫وكل منا يطوي قلبه على نتائج االمتحانات النهائية‪ ،‬كان وجهه يعبق بالكمد رغم عالماته العالية‪ ،‬ضحكنا ‪ ..‬تبادلنا ّالنكات ‪...‬‬ ‫والشتائم وتواعدنا ً‬ ‫مساء‪:‬‬ ‫ شو شباب ‪ ...‬المسا بالملعب ‪..‬؟‬‫ بالملعب ‪ ..‬هكذا قلنا بصوت واحد ‪ ..‬ثم تفرقنا‬‫أ‬ ‫أ‬ ‫مثل ّ‬ ‫ُّ‬ ‫قطة هاجعة كانت الحارة حين نبشنا قيلولتها‪ ،‬بد�نا نتوافد إلى نهاية الزقاق‪ ،‬ندحرج كرتنا بيننا و �حالمنا تفر قبلنا إلى الجامعة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫لكنه ت� ّخر‪.‬‬ ‫ أ�خي ما رح يجي ‪ّ ..‬‬‫خلونا نروح‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ولم ي�ت‪.......‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫تناقلت الحارة الخبر‪� ،‬بوه ‪ ..‬لم ترق له النتيجة‪ّ ،‬علق له في رقبته لوحة من الكرتون و�طلقه في �زقة الحارة‪ ..‬على اللوحة لمعت الحروف الكبيرة‪:‬‬ ‫أ‬ ‫ �نا حمار ‪ ...‬حمار‪ ...‬حمار‪.‬‬‫‪2008/2/25‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.