Dawdaa magazine 7

Page 1

‫صور من الحراك السلمي في السويداء‬

‫شهرية مستقلة تصدر عن مركز سويداء خبر‬ ‫المكتب اإلعالمي في السويداء والمنطقة الجنوبية‬

‫العدد (‪ 31 )7‬كانون األول ‪2013‬‬

‫‪ 3‬مشايخ دروز وأهالي ينقذون‬ ‫أبناءهم في سد العين‬ ‫‪ 6‬تحقيق‪:‬‬ ‫الهيئات الشرعية ودورها في‬ ‫الحياة السورية‬ ‫‪ 8‬تحقيق‪:‬‬ ‫ضوضاء تستضيف غليون في‬ ‫منتدى المعرفة وحرية التعبير‬ ‫ملف العدد‪:‬‬ ‫األحزاب واألحزاب في سوريا‬ ‫‪ 14‬مالحظات حول األحزاب السياسية‬ ‫والحركات االجتماعية‬ ‫‪ 21‬التطرف‬

‫صورة الغالف ‪ :‬أماكن الثورة السورية‬ ‫لسنا منبرًا ألحد‪ ..‬لسنا ملكًا ألحد‪..‬نسعى لكي نكون أحد أصوات العقل والتوازن في سوريا الجديدة‬

‫‪https://www.facebook.com/daw.daa.35‬‬

‫‪dawdaa.syria@gmail.com‬‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬


‫ومضة‬

‫افتتاحية الذاكرة ضد النسيان في أربعين «سركيس سركيس»‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫قبل عدة �يام أمر �ربعون «سركيس سركيس» في فرنسا‪ ،‬كنت قد التقيته لعدة �يام‬ ‫في باريس منذ �شهر‪ ،‬تحدثنا كـثي ًرا ليس كما يجب وليس بما يكـفي ألرجل الزال رغم‬ ‫خمسة وسبعين ً‬ ‫بالحكايات طازجة‪ ،‬دقيقة‪ ،‬مدججة بالسماء والتواريخ‪،‬‬ ‫يحتفظ‬ ‫‪،‬‬ ‫عاما‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫والماكن‪ ،‬والحضور‪ ،‬والدعابات التي �طلقت خاللها‪ .‬نعم‪ ،‬لم يسعفنا الوقت‪ ،‬فالحديث‬ ‫مع سركيس سركيس هام وخاص‪ ،‬ويحمل في هذا الوقت خاصة‪ً ،‬‬ ‫عبقا من سوريا ربما‬ ‫نبحث عنها اليوم فال نجد منها ً‬ ‫شيئا‪.‬‬ ‫أ‬ ‫سوريا‪ ،‬رحل الرجل دون �ن يسمح برحيلها‪ ،‬كحقيقة‪ ،‬كوجود عاشه ودفع الكـثير مع‬ ‫شبان جيله في سبيلها‪.‬‬ ‫آ‬ ‫سركيس وسجن (تسعة وعشرين) مرة‪� ،‬خرها كانت التي هرب فيها‬ ‫اعتقل سركيس أ‬ ‫سد‪.‬‬ ‫ال‬ ‫من سجن حافظ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تخللها ذهابه منفيا هاربا إ�لى العراق‪ ،‬ثم إ�لى لبنان‪ ،‬ثم إ�لى بالد �خرى ليستقر به المقام‬ ‫في باريس رفقة مرض السكري والقلب‪.‬‬ ‫سركيس ٌ‬ ‫قامة كبيرة من قامات سوريا‪ ،‬خزن الكـثير من الحكايا‪ ،‬عن سوريا ناصعة أ�مُّ‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫أ�بنائها ال قاتلتهم‪ ،‬سور‬ ‫صدرت سوريا‬ ‫فقد‬ ‫للكوابيس‪،‬‬ ‫ال‬ ‫حالم‬ ‫لل‬ ‫ومسارب‬ ‫فاق‬ ‫�‬ ‫ذات‬ ‫يا‬ ‫أ‬ ‫قامات كبيرة في ذلك الوقت‪ ،‬قامات كبيرة تستحق من الوقوف عند فكرها و�فعالها‬ ‫التي نفتقد جلها لدى ساسة اليوم ومحدثو أالسياسة منهم‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫تستضيف ضوضاء تلك الحكايا على مدى �عداد قادمة‪ ،‬استنادا إ�لى حوارات �جرتها‬ ‫معه قبيل وفاته‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ينظر سركيس إ�لى شبان سوريا اليوم‪ ،‬يملؤه المل‪ ،‬تدمع عيناه يتوقف عن الكالم‬ ‫انذبح ‪..‬‬ ‫لحظات‬ ‫بحزن كبير‪ ،‬ويقول‪« :‬شعب آ‬ ‫ليبتلع غصة فخر في الحلق ممزوجة أ‬ ‫ذبحوه ‪ ..‬وسوريا ضيعانها‪ ،‬قيم و تاريخ ومليانة جر�ة‪ ،‬وهي الثورة على ما فيها من ت�مر‬ ‫ضدها‪ ..‬بقاءها بهالطريقة وصمودها بهالطريقة ‪ ..‬دليل على إ�رادة هالشباب وقدرتو‬ ‫بالميت؟‪ ..‬شباب سوريا بياخذوا الميت‬ ‫بيرقص أ‬ ‫على الحياة ‪ ..‬يعني إ�نت أشفت واحد أ‬ ‫شفت �نا من هالنوع أ يا �خي‪ ..‬أ�نا والله كنت شجاع‪ ،‬وكنا شجعان‪،‬‬ ‫وبيرقصوا فيه‪ ..‬ما أ‬ ‫ً‬ ‫لكن مو من هالمستوى �بدا‪ ..‬من هون �نا مليان �مل»‪.‬‬ ‫رئيس التحرير‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫ً‬ ‫مخرج فلسطيني شهيدا‬ ‫تحت التعذيب‬

‫حسان حسان‬

‫أ‬ ‫السورية بنكهة‬ ‫الثورة‬ ‫اليرموك‬ ‫مخيم‬ ‫فلسطينيو‬ ‫غنى‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫خاصة لعبق نضال مــوروث وفكر استطاع �ن يرهب‬ ‫بالكلمة مالم يستطع السالح هزيمته‪ .‬يقول الشهيد‬ ‫«اليرموكي» حسان حسان‪،‬أ « إ�ذا قدرت اشتغل كل‬ ‫سنة بــس مسرحية وحــدة و�عــرضـهــا بــس بالمخيم ما‬ ‫مبسوط وكـتير سعيد‪ ..‬وما حدت‬ ‫عندي مشكلة بكون‬ ‫أ‬ ‫يعرفني وال بدي انشهر وال �صير شي بس بدي اضل‬ ‫عايش بهذا المكان واكون عادي مو اكـتر من عادي‪.»..‬‬ ‫حسان أمخرج و ممثل كوميدي من مخيم اليرموك في‬ ‫دمشق‪� .‬سس هو و رفاقه مجموعة «ردة فعل» ضمت‬ ‫الشباب السوريين والفلسطينيين الذين‬ ‫العديد من‬ ‫أ‬ ‫عبروا عن معاناة �هاليهم وحصار بالدهم ومخيمهم‬ ‫أبالكوميديا السوداء «مسرح ‪ ،‬فوتوغراف‪ ،‬سينما»‪ .‬ومن‬ ‫المخرج التي تبنتها تلك المجموعة‪ :‬فلم تغطية‪،‬‬ ‫�عمال أ‬ ‫الذي تدور �حداثه في مكان ال توجد فيه تغطية لشبكة‬ ‫االتصاالت يتحدث عن الموت و الحياة في سوريا‪ ،‬على‬ ‫هوا الحكي و هو برنامج نقدي ساخر‪ ،‬على هوا الحصار‬ ‫الــذي يتحدث عن اللصوص المحسوبين على الثورة‬ ‫فــي المخيم و مـمــارســات الـنـظــام و فلم «راب ــع فني»‬ ‫للثقافة عــام ‪.2013‬‬ ‫الــذي حصل على منحة بدايات أ‬ ‫ترك حسان المخيم مع زوجته بعد �ن اشتد الحصار‬ ‫عليه قوات أالنظام على حاجز السبينة‬ ‫لكن‬ ‫و أ‬ ‫تعرفت ً‬ ‫انتشرت على‬ ‫التي‬ ‫فالمه‬ ‫�‬ ‫بسبب‬ ‫مطلوبا‬ ‫كان‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫بعد‬ ‫أ‬ ‫صفحات إالنترنت‪ .‬تم اعتقاله هو و زوجته التي �خلي‬ ‫«اليرموكي»‬ ‫سبيلها فيما بعد و لـ أـم يعرف شــيء عــن أ‬ ‫حتى تم االتصال مع � أهله من قبل قــوات المــن في‬ ‫فرع فلسطين ليخبرهم �ن لديهم جثة بهذا االسم منذ‬ ‫أ‪ ، 2013/10/15‬جثة شاب قتل تحت التعذيب في‬ ‫االستبداد‬ ‫�قبية القمع و‬ ‫أ‬ ‫“ال ننعيـك‪ ..‬بـل ننعـي �نفسنـا! وسنمضـي ‪ ..‬على الط أريـق‬ ‫معك ‪ ..‬وبظـل روحـك �يهـا‬ ‫الذي رسمتـه ‪ ..‬وعلمتنـا إ�ياه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الشهيـد الرفيق‪ ،‬الصديق‪ ،‬المعلم‪ .‬مـاضون ‪ ..‬معـك يا‬ ‫حس ّـان” كان هذا ما نعى به شباب «ردة فعل» صديقهم‬ ‫المرح‪.‬‬ ‫فريق ضوضاء‬

‫‪2‬‬ ‫‪ 2‬العدد (‪ 31 )7‬كانون األول ‪2013‬‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫أخبار‬ ‫ســـد الــعــيــن فــي الــســويــداء‬ ‫أكــثــر مــن ‪ 400‬مــجــنــد يـــغـــادرون معسكر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لشن هجوم على المعسكر واتهام «جبهة النصرة»‬ ‫والنظام يخطط‬ ‫`‬

‫¶ ضوضاء _ سويداء خبر‬

‫أ‬ ‫السويداء‪،‬‬ ‫في‬ ‫(ضوضاء)‬ ‫اسل‬ ‫ر‬ ‫لم‬ ‫مطلع‬ ‫مصدر‬ ‫فاد‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ّإن ق ــوات الـنـظــام وضـعــت ‪ 426‬شــابـ ًـا مــن �بـنــاء‬ ‫السويداء‪ ،‬ممن التحقوا بجيش قوات النظام‪ ،‬بعد‬ ‫المتخلفين عن الخدمة‬ ‫الصادر بخصوص‬ ‫أ‬ ‫العفو أ‬ ‫اإللزامية �و الفارين منها‪ ،‬وممن �لقي القبض عليهم‬ ‫على حواجز قــوات النظام المنتشرة في المدينة‬ ‫وريفها‪ ،‬في معسكر ّ‬ ‫سد ّ‬ ‫العين جنوب أشرق مدينة‬ ‫الـســويــداء‪ ،‬قبيل العاصفة الثلجية (�لـ أيـكـســا)‪،‬‬ ‫الجوار‪ ،‬في السبوعين‬ ‫التي ضربت سوريا ودول‬ ‫أ‬ ‫كانون الول‪ ،‬دون طعام‬ ‫أالثاني والثالث من شهر أ‬ ‫�و وســائــل تدفئة‪ ،‬فــي ظــرف �ق ــرب إلــى االعتقال‬ ‫حسب المصدر‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وتــابــع‪ّ :‬إن �هــالــي الشبان توجهوا إلــى رجــال دين‬ ‫المحافظة‪ ،‬طالبين وساطتهم إلرسال الطعام‬ ‫من‬ ‫والمؤن ألبنائهم المحتجزين في المعسكر‪ ،‬وإنّ‬ ‫أ‬ ‫الهالي مدعومين بعدد من رجال الدين‪ ،‬ضغطوا‬ ‫عـلــى شـيــخ عـقــل ال ـطــائ ـفــة ال ــدرزي ــة ف ــي محافظة‬ ‫ال ـس ــوي ــداء ال ـش ـيــخ (ي ــوس ــف ج ــرب ــوع) م ــا دفـعــه‬ ‫قوله‪:‬‬ ‫ونقل المصدر عن الشيخ (جربوع) أ‬ ‫للتدخل‪ ّ ،‬أ‬ ‫أ‬ ‫أ«سمعنا �أن �والدن ــا فــي المعسكر دون طعام �و‬ ‫�غطية‪ ،‬و� ّن سعر مبيع علبة التونة للعساكر تجاوز‬ ‫‪ 500‬ليرة سورية‪ ،‬فاتصلت بمحافظ السويداء‪،‬‬ ‫وطـلـبــت مـنـ أـه الـتــوجــه رف ـقــة بـعــض الـمـشــايــخ إلــى‬ ‫المعسكر‪ ،‬و�بــدى موافقته على طلبي‪ ،‬فتوجهنا‬ ‫إلى المكان حاملين ً‬ ‫طعاما وبطانيات»‪.‬‬ ‫ويــروي مجند ممن كانوا في معسكر ّ‬ ‫سد ّ‬ ‫العين‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫� ّن خــافـ ًـا وقــع بين �حــد المجندين و أحــارس أمن‬ ‫المعسكر‪ ،‬تطور إلى اشتباك باليدي‪ ،‬و� ّن‬ ‫أ‬ ‫حرس أ‬ ‫ّ‬ ‫الحرس �شهروا �سلحتهم في وجه المجند وهددوه‪،‬‬ ‫وبسبب المشكلة أاجتمع عدد كبير من المجندين‬ ‫في الساحة‪ ،‬وقبل �ن ينفض أاجتماعهم وصل وفد‬ ‫من رجــال الدين (المشايخ) و�هــالــيأ المجندين‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫غان شعبية‬ ‫الذين اقتربوا من المعسكر مرددين � ٍ‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫حماسية (جوفيات)‪ .‬أ ّ أ‬ ‫ويؤكد المجند نفسه �ن �حــد الهــالــي �طلق النار‬ ‫في الهواء من بندقيته‪ ،‬تعبي ًرا عن الحماسة‪ ،‬ما‬ ‫أتسبب بـحــالــة مــن الـتــوتــر مــع وص ــول الــو أفــد‪ّ ،‬إال‬ ‫ّ‬ ‫المعسكر استقبل الوفد وسمح لعضائه‬ ‫�ن قائد أ‬ ‫حقيقة ما يحدث‪ ،‬واجتمع‬ ‫بالدخول بعد �ن تبين أ‬ ‫معهم ألبعض الــوقــت‪ ،‬و� ّن ــه خــرج مــن االجتماع‬ ‫ً‬ ‫معلنا � ّنه يسمح لمن يريد المغادرة مع الوفد في‬ ‫إجازة بالمغادرة‪ ،‬فغادر المجندون ً‬ ‫جميعا وعددهم‬ ‫‪ ،426‬وتوجهوا مع الوفد إلى مقام (عين الزمان)‬ ‫فــي مدينة الـســويــداء‪ ،‬حيث طلب منهم الشيخ‬ ‫(يوسف جربوع) عــدم العودة إلــى المعسكر بعد‬ ‫انتهاء إجازاتهم‪.‬‬ ‫وق ــال الـمـصــدر‪ّ :‬إن رئـيــس فــرع أالم ــن العسكري‬ ‫أ‬ ‫فــي الـســويــداء العميد (وفـيـ أـق نــاصــر)‪� ،‬م ــر بفتح‬ ‫تـحـقـيــق ح ــول ال ـحــادثــة‪ ،‬و� ّنـ ــه اس ـتــدعــى الشيخ‬ ‫(يــوســف جــربــوع) والـشـيــخ (حـكـمــت الـ أهـجــري)‪،‬‬ ‫معتب ًرا الحادثة تجاو ًزا لن يسكت عنه‪ ،‬و� ّنهم «لن‬

‫آ‬ ‫أ‬ ‫أيتسامحوا مع �حد بعد ال أن»‪ ،‬على حد تعبيره‪.‬‬ ‫و� ّكد المصدر لـ (ضوضاء) � ّ‬ ‫الحادثة لم تسفر عن‬ ‫ن‬ ‫اعتقال أ�ي شخص‪ ،‬كما لم يستدع أ� ٌ‬ ‫حد للتحقيق‬ ‫يصر العميد (ناصر)‪ ،‬مدعوماً‬ ‫حتى اللحظة‪ ،‬وفيما ّ‬ ‫بالشيخ (حكمت الهجري)‪ ،‬على عودة كل ّ‬ ‫مجند‬ ‫إلــى القطعة العسكرية الـتــي كــان ي ــؤدي خدمته‬ ‫اإل ل ـزام ـيــة فـيـهـ أـا‪ ،‬يــرفــض الـشـيــخ (ج ــرب ــوع) الـقـرار‬ ‫ويطالب ببقاء �بـنــاء المحافظة إلكمال خدمتهم‬ ‫داخلها‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ّ أ‬ ‫أ‬ ‫صرح � ّن سبب إصرار الهالي‬ ‫وكان �حد أ(المشايخ)‬ ‫المعسكر‪ ،‬هي معلومات‬ ‫على إخـراج �بنائهم من‬ ‫أ‬ ‫داخل فرع المن العسكري عبر‬ ‫أتسربت إليهم من أ‬ ‫ّ‬ ‫�حد العاملين فيه‪ ،‬تفيد �ن «النظام يخطط إلرسال‬ ‫لمهاجمة المعسكر‪،‬‬ ‫مسلحين ملثمين مجهولين أ‬ ‫وقـتــل عــدد مــن المجندين مــن �بـنــاء الـســويــداء‪،‬‬ ‫وتـ أـوجـيــه التهمة لجبهة الـنـصــرة»‪ ،‬وق ــال الشيخ‬ ‫ّإن �م ًرا كهذا لو حدث «ستكون تداعياته كارثية‪،‬‬ ‫حيث سيحكم‬ ‫خــاصــة على محافظة الـســويـ أ‬ ‫ـداء‪ ،‬أ‬ ‫النظام قبضته عليها‪ ،‬ويتحكم ب�هاليها �كـثر»‪.‬‬

‫العدد (‪ 31 )7‬كانون األول ‪2013‬‬

‫‪3‬‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫قادة الكتائب التابعة للمجلس العسكري الثوري في السويداء يجتمعون ويعيدون‬ ‫أخبار‬ ‫هيكلة المجلس‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�وضح البيان كذلك � ّن قيادة المجلس تتكون من قائد المجلس العسكري‪ ،‬نائب‬ ‫اجتمع قــادة الكـتائب المنضوية تحت قيادة المجلس‬ ‫القائد الميداني والعسكري‪ ،‬القائد الثوري‪.‬‬ ‫العسكري أالـثــوري في محافظة السويداء‪ ،‬نهاية الشهر‬ ‫قائد المجلس العسكري‪ ،‬أ‬ ‫المجلس تشكيل الهيئة المالية‪ ،‬من المساعد‬ ‫علن‬ ‫�‬ ‫الشهر‪،‬‬ ‫هذا‬ ‫الحق‬ ‫وقت‬ ‫وفي‬ ‫لجان‬ ‫الماضي‪ ،‬و�عادوا هيكلة أالمجلس‪ ،‬بتوزيع عمله على‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫�ول أفارس البني رئيسا‪ ،‬وكل من الرقيب �ول راجي الجبر‪ ،‬صافي الحسين‪ ،‬هشام‬ ‫وهيئات محددة المهام‪ ،‬و�علن المجلس التشكيل الجديد‬ ‫مراد � ً‬ ‫‪.‬‬ ‫عضاء‬ ‫االجتماعي‬ ‫موقع التواصل‬ ‫في بيان نشر على صفحته على‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫(فايس بوك)‪ ،‬وحسب البيان‪ ،‬يت�لف المجلس العسكري‬ ‫وكان رئيس هيئة �ركان الجيش السوري الحر (سليم إدريس)‪� ،‬صدر قرارا بتعيين‬ ‫العقيد (سالم السعد) ً‬ ‫رئيسا للمجلس العسكري الثوري‬ ‫محافظة السويداء‪،‬‬ ‫في‬ ‫الجديد من‪ :‬الهيئة السياسية العليا‪ ،‬الهيئة المالية‪ ،‬هيئة‬ ‫خلفا للعقيد (مروان الحمد)‪ ،‬الذي أ�صدر بدوره بياناً‬ ‫مطلع تشرين الثاني الفائت‪ً ،‬‬ ‫التسليح وشؤون المقاتلين‪ ،‬الهيئة أاإلعالمية‪.‬‬ ‫متابعة‬ ‫وذكر البيان أ� ّن الهيئة السياسية العليا هي � ّ‬ ‫هم اللجان وصاحبة السلطة العليا في نشره على صفحة المجلس‪ ،‬ينفي من خالله ما تداولته مواقع إخبارية وصفحات‬ ‫أ‬ ‫ـقائد للمجلس‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫ك‬ ‫مهامه‬ ‫من‬ ‫إعفائه‬ ‫حول‬ ‫االجتماعي‪،‬‬ ‫التواصل‬ ‫مواقع‬ ‫على‬ ‫تعادل‬ ‫حال‬ ‫وفي‬ ‫واحد)‪،‬‬ ‫ائد‬ ‫ز‬ ‫(النصف‬ ‫غلبية‬ ‫بال‬ ‫المجلس‪ ،‬قراراتها ملزمة وتتخذ‬ ‫أالصوات‪ ،‬يرجح صوت قائد المجلس قبول القرار أ�و رفضه‪ّ ،‬إال في حالة القرارات ّإنه كان ينتظر الفرصة المناسبة‪ ،‬إلعالن «اعتذاره عن متابعة أ�عماله ومهماته ً‬ ‫قائدا‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫أ«المصيرية» على حد تعبير البيان‪ ،‬حيث يتخذ القرار باإلجماع‪ ،‬و�وضح البيان للمجلس‪ ،‬والعودة إلى صفوف الثوار والمقاتلين»‪ ،‬و�شار أ� ّن إعالن قراره هذا ت�خر‬ ‫السياسية العليا تتكون من قائد المجلس العسكري ونائبه‪ ،‬ممثل بسبب حادثة خطف مقاتلين من كـتيبة سلطان باشا الطــرش التابعة للمجلس‬ ‫� ّن الهئية‬ ‫أ‬ ‫المجلس في هيئة الركــان‪ ،‬القائد العسكري والميداني‪ ،‬القائد الثوري‪ ،‬وخمسة العسكري‪ ،‬من قبل عناصر من جبهة النصرة والهيئة الشرعية في المسيفرة بدرعا‪،‬‬ ‫احهم‪.‬‬ ‫من قادة الكـتائب‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أومحاوالته التوسط إلطالق سر أ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫السياسية أالعليا بالتصويت‪ ،‬و�شــار العقيد (الحمد) في بيانه �ن السبب الساسي الــذي دفعه لالستقالة من‬ ‫بينما تتكون الهئية المالية من �عضاء تسميهم الهئية أ‬ ‫أومهمتها متابعة الشؤون المالية واستالم الدعم من هيئة الركان �و الجهات الداعمة منصبه‪« ،‬الحصار المفروض على تسليح أ الـثــوار والمقاتلين التابعين للمجلس‬ ‫الخرى‪ ،‬واإلشراف على توزيعها وتقديم تقارير أ مالية إلى الهئية العليا‪ ،‬وكذلك تتكون العسكري في محافظة السويداء‪ ،‬عن أقصد �و غير قصد‪ ،‬بالتزامن مع جهود النظام‬ ‫المحافظة‪ ،‬وتصوير الثورة على �نها ثورة سنية طائـفية»‪.‬‬ ‫وشؤون المقاتلين من �عضاء تسميهم الهيئة العليا‪ ،‬وتحدد ألتحييد‬ ‫هيئة متابعة أالتسليح‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مهامهم‪ ،‬كما �وضــح البيان �ن مهمة الهيئة اإلعالمية متابعة الصفحات التابعة أو�كد كذلك �ن المجلس العسكري الثوري أفي محافظة السويداء‪ ،‬استلم من هيئة‬ ‫للمجلس‪ ،‬والتواصل مع القنوات بعد التنسيق مع قائد المجلس‪ ،‬إضافة إلى متابعة �ركان الجيش السوري الحر ر ً‬ ‫اتبا ً‬ ‫واحدا‪ ،‬و� ّن المجلس وزع المبلغ «بمعرفة قادة‬ ‫تواصل‪ ،‬تكون مسؤولة عن الكـتائب التابعة له»‪.‬‬ ‫صفحة المجلس وكـتابة البيانات‪ ،‬وتتفرع عنها لجنة أ‬ ‫ضوضاء _ سويداء خبر‬ ‫التواصل والتنسيق مع القوى والفعاليات العاملة على الرض‪.‬‬

‫الجيش الحر يخوض معارك عنيفة في ريف درعا الغربي لفتح الطريق إلى القنيطرة‬ ‫ضوضاء _ سويداء خبر‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�علنت كـتائب و�لوية (حمزة �سد الله‪� ،‬سود إالسالم‪ ،‬غرباء حوران‪ ،‬البابيل‪،‬‬ ‫تشكيل غرفة عمليات معركة «فتح من الله‬ ‫المرابطين)‪ ،‬التابعة للجيش الحر‪ ،‬أ‬ ‫ونصر قريب»‪ ،‬بمشاركة كل من «حركة �حرار الشام إالسالمية» «وجبهة النصرة»‪،‬‬ ‫بهدف السيطرة على منطقة جيدور حوران‪ ،‬في ريف درعا الشمالي الغربي‪ ،‬التي‬ ‫تضم مدن جاسم و إ�نخل ونمر والحارة‪ ،‬وبلدات سملين وزمرين وبسطاس وقيطة‬ ‫وكـفر شمس‪ ،‬وفتح الطريق إ�لى محافظة القنيطرة‪.‬‬ ‫وتهدف المعركة التي انطلقت نهاية شهر تشرين الثاني كذلك‪ ،‬إ�لى السيطرة على‬ ‫الحواجز التي تفصل قرى وبلدات ومدن منطقة جيدور حوران عن بعضها‪ ،‬وهي‬ ‫ً‬ ‫جميعا‬ ‫حواجز‪ :‬الراعي‪ ،‬الكسارة‪ ،‬المزارع‪ ،‬الكونسروة‪ ،‬المستشفى الوطني‪ ،‬وتتبع‬ ‫للواء ‪ ،15‬الواقع شمال شرق مدينة إ�نخل‪.‬‬ ‫الجيش الـحــر مــن السيطرة على حــواجــز الـكـســارة وال ـم ـزارع‬ ‫وتمكن مقاتلو أ‬ ‫والكونسروة‪ ،‬فيما �طبقوا الحصار على حاجز المستشفى الوطني‪ ،‬شمال غرب‬ ‫مدينة جاسم‪ ،‬حيث تدور اشتباكات عنيفة بشكل يومي‪ ،‬بينهم وبين قوات النظام‪،‬‬ ‫سابق‪ ،‬وحولته إ�لى‬ ‫التي استولت أعلى مبنى المستشفى الوطني بجاسم في وقت أ أ‬ ‫ثكنة عسكرية و�قامت عنده الحاجز المسمى باسمه‪ ،‬ويعتبر �حد �هم الحواجز‬ ‫في المنطقة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و� ّكــد مصدر إ�عالمي من غرفة عمليات المعركة لـ (ضوضاء)‪ّ � ،‬ن قوات النظام‬ ‫كـثفت القصف المدفعي والصاروخي‪ ،‬من مقراتها في اللواء ‪ ،15‬والفوج ‪79‬‬ ‫التابع للفرقة التاسعة في الصنمين‪ ،‬على مدن وبلدات المنطقة‪ ،‬إ�ضافة لغارات‬ ‫أيومية بالطيران الحربي‪ ،‬واستهداف المناطق السكنية بالبراميل المتفجرة‪ ،‬ما‬ ‫�سفر عن سقوط عشرات المدنيين بين قتيل وجريح‪ ،‬منهم ‪ً 18‬‬ ‫مدنيا سقطوا في‬ ‫مجزرة بمدينة جاسم‪ ،‬وقال المصدر � ّن ً‬ ‫شارعا في مدينة إ�نخل‪ ،‬بات يعرف باسم‬ ‫إ‬ ‫‪4‬‬

‫العدد (‪ 31 )7‬كانون األول ‪2013‬‬

‫أ‬ ‫«شارع أالميغ» بين الهالي‪ ،‬نتيجة تعرضه لقصف بطيران الميغ الحربي‪ ،‬وتدمير‬ ‫معظم البنية السكنية فيه‪.‬‬ ‫يذكر أ� ّن معارك جيدور حوران‪ ،‬أ�سفرت حتى اللحظة‪ ،‬عن مقتل أ�كـثر من ‪ 70‬عنصراً‬ ‫من قوات النظام بينهم ضباط‪ ،‬وتدمير ‪ 15‬دبابة أ وعربة لقوات النظام‪ ،‬بينما سقط‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يح من المدنيين‬ ‫‪ 35‬قتيال من الجيش الحر و‪ 40‬مدنيا‪ ،‬إ�ضافة إ�لى �كـثرومن ‪ 100‬جر أ‬ ‫ومقاتلي الجيش الحر‪ ،‬كما شهدت المنطقة حركة نز ح كبيرة في اليام الماضية‪،‬‬ ‫باتجاه قرى وبلدات الريف الغربي‪ ،‬التي يسيطر عليها الجيش الحر‪.‬‬

‫وبالتزامن مع معارك الجيدور‪ ،‬تتواصل االشتباكات بين (الحر) وقوات النظام‪،‬‬ ‫في حي طريق السد بدرعا المحطة‪ ،‬حيث يحاصر مقاتلو الجيش الحر حاجز‬ ‫الوطني‪ ،‬بهدف السيطرة عليه واستعادة مبنى المستشفى‪ ،‬الذي‬ ‫المستشفى‬ ‫حولته قوات النظام أ� ً‬ ‫يضا إ�لى ثكنة عسكرية‪ ،‬تقصف منه حي طريق السد ومخيم‬ ‫أ‬ ‫درعا و�حياء درعا المحطة‪.‬‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تجمع القوى الوطنية في السويداء يؤيد قرار االئتالف والمجلس الوطني الذهاب إلى مؤتمر جنيف‪2‬‬

‫أ�صدر تجمع القوى الوطنية في السويداء ً‬ ‫بيانا‪،‬‬ ‫يوضح فيه موقف التجمع من مؤتمر جنيف‪،2‬‬ ‫وهذا ّ‬ ‫نصه‪:‬‬ ‫«إن ال ـش ـعــب الـ ـس ــوري الآـ ــذي ثـ ــار ض ــد نـظــام‬ ‫االسـتـبــداد والـفـســاد‪ ،‬فــي �ذار ‪ ،2011‬قــد تبنى‬ ‫سياسيا ً‬ ‫ً‬ ‫سلميا لالنتقال إلى‬ ‫منذ البداية‪ ،‬خيا ًرا‬ ‫الديمقراطية‪ ،‬حيث صدحت حناجر الشباب‬ ‫فــي كـ أـل الـســاحــات على ام ـتــداد الــوطــن‪ ،‬وعلى‬ ‫مدى �شهر عديدة‪ ،‬بشعارات «سلمية‪ ..‬سلمية‪/..‬‬ ‫والشعب السوري واحد»‪ ،‬لكن رغم تحذير أجميع‬ ‫الغيارى‪ ،‬للنظام‪ ،‬من مغبة ترجيح الحل المني‬ ‫والعسكري في التسوية مع الشعب السوري؛ إال‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�نه لم ي�به! بل سعى إلى محاولة سحق الثورة‬ ‫بكافة وسائل العنف واإلرهاب‪.‬‬ ‫آ‬ ‫أوالن‪ ,‬وبعد فشله في محاولة سحق الثورة‪ ،‬وبعد‬ ‫�ن قتل واعتقل ّ‬ ‫وشرد نصف‬ ‫ّ‬ ‫أالشعب السوري‪ ،‬ودمر البنى االقتصادية لسوريا‬ ‫و�هــدر ثرواتها في حربه العبثية‪ ،‬نجده يسعى‬ ‫إلى ّ‬ ‫حل سلمي يضمن له اإلفالت من العقاب‪،‬‬ ‫والـمـشــاركــة فــي صـيــاغــة مستقبل ســوريــا‪ ،‬رغــم‬

‫رضا ً‬ ‫تدميره لها أ� ً‬ ‫ً‬ ‫مستندا في ذلك إلى دعم‬ ‫وشعبا‪،‬‬ ‫حلفائه اإلقليميين والدوليين‪ ،‬ومن ّ‬ ‫يستظلون به‬ ‫أ‬ ‫ممن ّيدعون المعارضة‪ ،‬وبعد �ن جعل من سوريا‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والظالمية‪،‬‬ ‫الحضارة‪ ،‬مقصدا للقوى المتشددة أ‬ ‫الـتــي تسعى الستثمار ال ـثــورة لصالح �جنداتها‬ ‫المتطرفة والغريبة ً‬ ‫كليا عن ذهنية السوريين‪.‬‬ ‫إضــافــة لمن استقدمهم مــن مرتزقة ومليشيات‬ ‫طائـفية وقوى احتالل‪ ،‬تعمل على ترجيح كـفته‬ ‫وتحسين موقفه التفاوضي‪ ،‬إن الحذر الذي يبديه‬ ‫السوريون حيال ما يطرح عليهم من مقترحات‪،‬‬ ‫يرجع إلى خبرتهم الطويلة بهذا النظام المناور‬ ‫والـمـخــادع‪ ،‬الــذي ال يؤمن ّإال بمنطق الغلبة‪،‬‬ ‫إضافة إلــى شعورهم بالخذالن من مواقف كل‬ ‫من ّادعوا صداقة الشعب السوري!‬ ‫أ‬ ‫ما دفــع النخب السورية إلــى التمسك بالسس‬ ‫الموضوعية كــي ال تهدر فرصة مؤتمر جنيف‪2‬‬

‫بيانات‬

‫لـلـتـســويــة فأــي س ــوري ــا‪ ,‬فــي ظــل اس ـت ـم ـرار القتل‬ ‫ً‬ ‫تطبيقا للمثل الشعبي‬ ‫والتهجير لبناء شعبنا‪،‬‬ ‫البيدر»‪،‬‬ ‫القائل «شرط‬ ‫بالحقل‪ ,‬وال قتال على أ‬ ‫ً‬ ‫ـرو‬ ‫فما اعتبر شـ طــا مسبقة للمعارضة ّمــن �جــل‬ ‫ال ـم ـشــاركــة ف ــي جـنـيــف أ‪ ،2‬م ــا ه ــي إل تـمـ ّـســك‬ ‫بحقوق الشعب السوري وت�كيد لبنود جنيف ‪،1‬‬ ‫المتضمنة رحيل النظام بكافة رموزه ومرتكزاته‪.‬‬ ‫كــان تجمع الـقـ ّـوى الوطنية فــي الـســويــداء‪ ،‬وال‬ ‫يـ ـزال‪ ،‬يــؤيــد ح ـ ًـا سـيــاسـيـ ًـا سـلـمـيـ ًـا فــي ســوريــا‪،‬‬ ‫يكـفل االنتقال الناجز إلى الديمقراطية ويحقق‬ ‫ال ـعــدالــة لـلـشـعــب الـ ـس ــوري‪ ،‬وي ـن ـ ّـوه بــالـمــوقــف‬ ‫ّ‬ ‫المتقدم للمجلس الوطني‪ ،‬الذي شكل الضمانة‬ ‫لـعــدم الـتـفــريــط بـحـقــوق الـسـ آـوريـيــن‪ ،‬كـمــا يـنـ ّـوه‬ ‫بموقف اال ئـتالف الــذي ترجم �مــال وطموحات‬ ‫السوريين بالمشاركة في جنيف ‪ ،2‬بما ينسجم‬ ‫مــع أبــوصـلــة ال ـثــورة ال ـســوريــة‪ ،‬ويــؤكــد التجمع‪،‬‬ ‫إن � ّي حـ ـ ّـل ال ي ـض ـمــن ال ـح ـق ــوق الـسـيــاسـيــة‬ ‫للسوريين وال يحقق العدالة للمظلومين‪ ،‬لن‬ ‫يـبـصــر ال ـنــور مـهـمــا تـعــاظـمــت ال ـقــوى الـخــارجـيــة‬ ‫ال ـت ــي ت ـ أـدع ـم ـ آـه‪ ،‬ف ـم ـن ـطــق الـ ـت ــاري ــخ يـ ـق ــول‪ :‬إن‬ ‫ال ـق ـرار � ً‬ ‫وال و�خ ـ ـ ًرا هــو لـلـشـعــب ول ـيــس لـغـيــره‪.‬‬ ‫تحيا سوريا حرة ديمقراطية»‪.‬‬

‫بيان مفتوح للمطالبة بإطالق سراح مقاتلي كتيبة سلطان باشا األطرش‬ ‫المحتجزين لدى الهيئة الشرعية في المسيفرة‬ ‫وقـعــت تنسيقيات وهـيـئــات وتـجـمـعــات سياسية الـمـحـتـجــزيــن فــي الـمـسـيـفــرة‪ ،‬خــالــد رزق ورائـ ــف‬ ‫مـخـتـلـفــة‪ ،‬ب ـيــانـ ًـا م ـف ـتــوحـ ًـا مــوج ـهـ ًـا إل ــى الـهـيـئــات نـصــر وبــاســل طـ ـراد‪ ،‬وف ــاء لتلك الــدمــاء وإك ـرامـ ًـا‬ ‫أ‬ ‫والشخصيات الفاعلة في محافظة درعا‪ ،‬للتدخل لتاريخنا وجـيـرتـنــا ووفـ ـ ً‬ ‫ـاءا لـكــل الصـ ــوات الـحــرة‬ ‫أ‬ ‫وإطالق سراح المختطفين من كـتيبة سلطان باشا م ــن �بـ ـن ــاء هــات ـيــن ال ـم ـحــاف ـظ ـت ـيــن ال ـكــري ـم ـي ـتــن‪.‬‬ ‫أ‬ ‫الطــرش‪ ،‬خالد سلمان رزق ورائ ــف نصر وباسل إنـنــا ال ـيــوم فــي محنة وه ــذه المحنة ال بــد زائـلــة‪،‬‬ ‫طراد‪ ،‬الذين اختطفتهم “جبهة النصرة”‪ ،‬قبل أ�ن وحين تزول سيبقى أالهل أ� ً‬ ‫هال والجيران جير ًانا‪.‬‬ ‫تحتجزهم الهيئة الشرعية في المسيفرة‪ ،‬وال يزال نتوجه إليكم اليوم بنداء لضميركم ولشهامتكم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫مجهوال حتى اللحظة‪ ،‬وهذا نص البيان‪ :‬و�خـ ــاق ـ ـكـ ــم‪ ،‬م ــن �ج ـ ــل ال ـع ـم ــل ع ـل ــى إط ــاق‬ ‫مصيرهم‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫س ـ ـ ـراح ال ـم ـح ـت ـج ــزي ــن و�ن ن ـع ـم ــل م ـ ـعـ ــا‪ ،‬مــن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫«ف ــي مـثــل هــذه اليـ ــام‪ ،‬اختلطت الــدمــاء الزكية �جـ ـ ــل ال ـ ـخـ ــاص مـ ــن نـ ـظ ــام الس ـ ـ ــد ال ـط ــاغ ـي ــة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫م ــن �بـ ـن ــاء درع ـ ــا والـ ـس ــوي ــداء‪ ،‬ف ــي م ـعــركــة ظهر النصر لثورتنا والمجد لشهدائنا والشفاء لجرحانا»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الـ ـجـ ـب ــل‪ ،‬ح ـي ــث ق ـ ــام �ب ـ ـطـ ــال كـ ـت ـي ـب ــة س ـل ـطــان ومــن �ب ــرز الـجـهــات الموقعة على الـبـيــان‪ :‬كـتيبة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الطـ ــرش بــالـتـعــاون مــع �ب ـط ــال درع ــا الش ـ ـراف‪ ،‬سلطان باشا الطرش‪ ،‬كـتيبة الشهيد خلدون زين‬ ‫أ‬ ‫بـعـمـلـيــة ع ـس ـكــريــة‪ ،‬اسـتـشـهــد خــا ل ـهــا الب ـط ــال الــديــن‪ ،‬تنسيقية الـســويــداء‪ ،‬تنسيقية محافظة‬ ‫خ ـل ــدون زيـ ــن ال ــدي ــن وس ــام ــر ال ـب ـنــي وع ـ ــدد من الـســويــداء‪ ،‬تنسيقية طــاب الـســويــداء‪،‬‬ ‫تنسيقية جبل حوران لدعم ّالثورة السورية‪ ،‬نساء السويداء‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫رف ــاق ـه ــم البـ ـط ــال م ــن �بـ ـن ــاء درعـ ــا وال ـس ــوي ــداء‪ .‬شهبا وق ـراهــا‪ ،‬هيئة محامي الـســويــداء مــن �جــل للتغيير الديمقراطي‪.‬‬ ‫أ‬ ‫إن الـمــوقـعـيــن ع ـلــى ه ــذا ال ـب ـيــان يـنــاشــدونـكــم‪ ،‬الـحــريـأـة‪ ،‬اتـحــاد تنسيقيات أ المنطقة الجنوبية‪ ،‬ومـ ــن الف ـ ـ ـ ـراد‪ :‬ق ــائ ــد كـ ـت ـي ـبــة خ ــال ــد ب ــن الــول ـيــد‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ويـ ـن ــاش ــدون وجـ ـه ــاء أدرع ـ ــا وه ـي ـئ ــات ـه ــا ال ـث ــوري ــة تجمع �حرار السويداء‪ ،‬تجمع �حرار الريف الغربي‪ ،‬الـمــازم �ول حـمــود المصري �بــو خــالــد (الملقب‬ ‫وال ـم ــدن ـي ــة وكـ ـب أ ــاره ــا و�حـ ـ ـ ـراره ـ ـ ــا‪ ،‬ال ـع ـم ـ أـل عـلــى مجلس اإلدارة المدنية فــي أمحافظة الـســو أيــداء‪ ،‬بالصحن)‪،‬والمقاتل موفق سلمان رزق (شقيق‬ ‫إط ـ ــاق س ـ ـراح �بـ ـن ــاء ك ـت ـي ـبــة س ـل ـطــان الط ـ ــرش رابـطــة مغتربي الـســويــداء الح ـ ـرار‪ ،‬تجمع �ح ـرار المقاتل المختطف خالد سلمان رزق)‪.‬‬ ‫العدد (‪ 31 )7‬كانون األول ‪2013‬‬

‫‪5‬‬


‫إضاءة‬

‫تحقيق‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫الهيئات الشرعية ودورها في الحياة السورية‬

‫¶ كمال محمد‬

‫الـهـيـئــة الـشــرعـيــة سـبـيــل الـســوريـيــن لعرض‬ ‫شكواهم‪.‬‬ ‫اقتضتها الحاجة‪.‬‬ ‫ضرورة‬ ‫الشرعية‬ ‫أالهيئات‬ ‫أ‬ ‫�حكام سريعة وتنفيذها على �رض الواقع‪.‬‬ ‫قضاة شرعيين والوجود لقضاة سابقين‪.‬‬ ‫محكمة إ�سالمية تابعة لدولة العراق والشام‪.‬‬ ‫طالما كان القضاء في سوريا نقطة نقاش حادة‬ ‫بين النشطاء‪ ،‬فانطالقة الثورة السورية ‪ 2011‬في‬ ‫أ‬ ‫أ‪� 15‬ذار فتحت باب النقاش في هذا المجال على‬ ‫� أوسع نطاق وخاصة بعد خروج جزء كبير من‬ ‫الراضي السورية من سيطرة النظام السوري‪،‬‬ ‫ووقوعها تحت سيطرة قوات المعارضة بفصائلها‬ ‫المسلحة الكـثيرة‪.‬‬ ‫دعت الحاجة الكبيرة في المناطق المحررة كما‬ ‫يصفها النشطاء الـســوريــون‪ ،‬إلــى وجــود كيان‬ ‫يمثل الجسم القضائي‪ ،‬وكانت هناك محاوالت‬ ‫حثيثة لتشكيل هــذا الكيان الــذي البــد منه‪،‬‬ ‫ليجد الناس جهة ما يتوجهون إليها للمطالبة‬ ‫بحقوقهم وفض المنازعات فيما بينهم‪.‬‬ ‫الهيئات الشرعية التي وجدت في المناطق التي‬ ‫كبديل للقضاء‪،‬‬ ‫تسيطر عليها قوات المعارضة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فالهيئة الشرعية اليوم تلعب دورا كبيرا في مجال‬ ‫القضاء وفض النزاعات بين السوريين‪ ،‬وحتى‬ ‫بين فصائل أالمعارضة السورية المسلحة‪.‬‬ ‫مــديـنــة ت ــل �ب ـي ــض ف ــي ري ــف مـحــافـظــة الــرقــة‬ ‫الشمالي وعلى الحدود السورية التركية‪ :‬خرجت‬ ‫هذه المدينة عن سيطرة قوات النظام في الشهر‬ ‫الـتــاســع مــن الـعــام ‪ .2012‬يــوجــد فــي المدينة‬ ‫تتكون أمــن شرعيين‪ ،‬وبحسب‬ ‫هيئة شرعية أ‬ ‫الرحمن كما يحب‬ ‫عبد أ‬ ‫أإبراهيم السرمودي �و �بو ً أ‬ ‫الهيئة‬ ‫�ن يسمي نفسه (‪ 55‬عاما) �حــد �‬ ‫عضاء قاضياً‬ ‫الشرعية فــي المدينة‪ ،‬فــإن فــي الهيئة‬ ‫لـلـشــؤون الـمــديـنــة وقــاض ـيـ ًـا للتحقيق وقــاضـيـ ًـا‬ ‫للشؤون أالعسكرية‪.‬‬ ‫يتحدث �بــو عبد الرحمن عن تشكيل الهيئة‬ ‫أالشرعية ‪ :‬تشكلت الهيئة الشرعية في مدينة تل‬ ‫�بيض في الشهر ‪ 11‬لعام ‪ ، 2012‬وجاءت نتيجة‬ ‫توافق بين الفصائل المقاتلة‪ ،‬والهيئة الشرعية‪.‬‬ ‫ضــرورة اقتضتها الحاجة كي يجد المواطن من‬ ‫يلتجئ إليه ومن يعرض عليه شكواه‪.‬‬ ‫محاكمات سريعة‬ ‫يبدو للهيئة الشرعية في المدنية دور كبير في‬ ‫الحياة العامة كجهة مسؤولة يعرض عليها الناس‬ ‫‪6‬‬

‫العدد (‪ 31 )7‬كانون األول ‪2013‬‬

‫شكاويهم‪ ،‬فسالم أالحمد (‪ً 24‬‬ ‫عاما) يتجه إلى‬ ‫الهيئة الشرعية لـعــرض أقضيته أالـتــي تتضمن‬ ‫مطالبة أ َبدين قديم له على �حد الشخاص‪.‬‬ ‫ـول الحـ ـم ــد‪« :‬ق ــدم ــت ش ـكــوى للهيئة منذ‬ ‫ي ـقـ أ‬ ‫أثالثة �يام‪ ،‬وقام كاتب الهيئة بتسجيل دعواي‬ ‫و�عطاني ورقة فيها تاريخ الجلسة ‪2013 -11 - 11‬‬ ‫مــوافــق ‪1435 -1 -01‬ه»‪( ،‬الـهـيـئــة تستخدم‬ ‫والهجري)‪.‬‬ ‫التاريخ الميالدي‬ ‫أ‬ ‫التاريخ حضر الحمد إلى الهيئة وجلس‬ ‫في نفس أ‬ ‫هو وخصمه �مــام القاضي المدني‪ ،‬الذي رفض‬ ‫منعنا من تصوير الجلسة‪.‬‬ ‫الكشف عن اسمه كما أ‬ ‫أ‬ ‫بد� الطرف المدعي (سالم أالحمد) بالكالم وقال‪:‬‬ ‫«طلبت المدعى عليه ‪� 200‬لف ليرة سورية منذ‬ ‫تاريخه‪ ،‬وقدمت‬ ‫أ(‪ً 4‬سنوات) ولــم يوفها حتى أ‬ ‫�يضا أمجموعة من الثبوتيات كسند �مانة وغيرها‬ ‫كالمه‬ ‫وجه‬ ‫من الوراق‬ ‫للقاضي‪ ،‬حينها أ‬ ‫ً‬ ‫القاضيشيئا‪ً،‬‬ ‫للمدعى عليه سائال هل يريد �ن يقول‬ ‫أواك ـتـفــى المدعى عليه بتصديق كــام المدعي‬ ‫و�رجع السبب في عدم إيفائه إلى ضيق الحال»‪.‬‬ ‫دقائق قليلة ًتفصل عن النطق بالحكم الذي‬ ‫أ‬ ‫لم يت�خر كـثيرا‪ ،‬حيث كانت النتيجة لصالح‬ ‫المدعي بتثبيت الدين وإعطاء مهلة شهر لإليفاء‪،‬‬ ‫االلتزام بالحكم‪ ،‬تتصرف الهيئة‬ ‫وفي حال عدم أ‬ ‫بالحجز على بعض �موال المدعى عليه لتحصيل‬ ‫الدين‪.‬‬ ‫ً تستغرق أ‬ ‫�كـثر من‬ ‫كانت الجلسة سريعة جدا لم‬ ‫القاضي‬ ‫ساعات قليلة للنطق بالحكم‪ ،‬ويعلق أ‬ ‫الـمــدنــي ال ــذي رف ــض الـكـشــف عــن اس ـمــه‪� ،‬نــه‬ ‫السبب إلطالة المحاكمات كما كان في النظام‬

‫أ‬ ‫الفاسد»‪ ،‬فالمور واضحة واإلطالة‬ ‫السابق و«‬ ‫أ‬ ‫تضيع الحق‪ ،‬كما �ن كل شخص في المحكمة‬ ‫هو محامي نفسه‪ ،‬ويضيف‪« :‬القاعدة العامة التي‬ ‫نستخدمها هي البينة على من ادعى واليمين‬ ‫أ‬ ‫على من �نكر»‪.‬‬ ‫قضية مــن الـقـضــايــا الـك ـثـيــرة التي‬ ‫كــانــت ه ــذه أ‬ ‫تتناولها الهيئة‪ ،‬ف�غلب القضايا التي تعرض على‬ ‫الهيئة هي تحصيل ديون أقديمة‪ ،‬وتثبيت عقود‬ ‫بيع أ وزواج‪ ،‬وغيرها من المور المستعجلة‪.‬‬ ‫إن �غلب القضايا في بداية عرضها تعرض على‬ ‫لجنة تسمى بلجنة الصلح‪ ،‬وإليها توكل القضية‬ ‫أفي البداية‪ ،‬وفي أظل هذه الظروف «الصلح سيد‬ ‫بحسب �بو عبد الرحمن عضو الهيئة‬ ‫الحكام» أ‬ ‫«اليوجد‬ ‫يضيف‪:‬‬ ‫الذي‬ ‫بيض‪،‬‬ ‫�‬ ‫أالشرعية في تل‬ ‫أ‬ ‫الن دولة بمعنى أالدولة الحقيقة لتنفيذ � أحكام‬ ‫الهيئة‪ ،‬لذلك نلج� إلــى الصلح كوسيلة �ولــى‬ ‫لحل المنازعات»‪.‬‬ ‫وسجناء‬ ‫شريعة إ� أسالمية أ‬ ‫ً‬ ‫لم يكن لي شخص �ن يكون عضوا أفي الهيئة‬ ‫الشرعية‪ ،‬أفهناك مواصفات معينة يجب �ن تتوفر‬ ‫أفي القاضي �و الشرعي كما يسمونه في الهيئة‪،‬‬ ‫المواصفات‬ ‫ف�بو عبد الرحمن أيخبرنا عن أ‬ ‫تلكيكون شرعيا‪ً،‬‬ ‫«بالدرجة الولى أيجب �ن‬ ‫أويقول‪:‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫�ي‪ :‬متفقها ب�مور الدين �و حاصال على إ�جازة‬ ‫في الشريعة إالسالمية‪ ،‬ولديه خبرة في هذا‬ ‫ويخضع ًلــدورة تدريبة ربما تمتد ل‬ ‫المجال‪ ً ،‬أ‬ ‫(‪ 51‬يوما) أ �و شهرا بحسب أمقدرة الشرعي‪،‬‬ ‫حيث إن الحكام المطبقة هي �حكام الشريعة‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تحقيق‬ ‫أ‬ ‫اإلسالمية أ وا ًلـعـ أـرف‪� ،‬مــاأ القانون الوضعي فال‬ ‫أيطبق هنا �بدا‪ ،‬و�غلب الحكام التي نطلقها هي‬ ‫�حكام تعزيرية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وعــن المعتقلين لــدى الهيئة حيث رفــض �بــو‬ ‫االسم‪ ،‬قال‪« :‬نحن‬ ‫الرحمن ًتسميتهم بهذا أ‬ ‫عبد أ‬ ‫ً‬ ‫النعتقل �حـ ـ أـدا وال أنخطف �حـ ــدا‪ ،‬إنـمــا لدينا‬ ‫محاكمة‬ ‫عليهم �حكام �طلقتها الهيئة بعد أ‬ ‫سجناء أ‬ ‫عــادلــة‪ ،‬و�غ ـلــب الـجـ أرائــم المرتكبة‪ ،‬ســرقــة �و‬ ‫مشاجرة‪ ،‬وهكذا بعد �حقاق الحق ورد المظلمة‬ ‫أ‬ ‫يعزر‬ ‫بالسجن إلقدامه على‬ ‫الجاني‬ ‫هلها‪،‬‬ ‫�‬ ‫إلى‬ ‫أ‬ ‫عبد الرحمن‪:‬‬ ‫ارتكاب جريمة ما»‪ .‬كما كشف �بو‬ ‫أ‬ ‫«الت ـجــري محاكمة جـنــود الـ أنـظــام السـ ــرى في‬ ‫الهيئة‪ ،‬بل يبقون في الكأـتيبة �و الفصيل المقاتل‬ ‫أ‬ ‫الذي �سرهم»‪ ،‬حسب �بي عبد الرحمن‪.‬‬ ‫تمر الدعوى بعدة مراحل إجرائية قبل عرضها‪،‬‬ ‫فالبداية تكون بتسجيل الــدعــوى في الديوان‬ ‫وإعطاءها رقم وتاريخ للجلسة‪ ،‬وهناك عاملون‬ ‫في هذا المجال‪ ،‬حيث‬ ‫في الهيئة لديهم خبرة أ‬ ‫عملوا في أ القصر العدلي �يــام النظام السابق‪،‬‬ ‫هنا يشير �بو عبد الرحمن إلى القضاة السابقين‪،‬‬ ‫حيث أيقول‪« :‬ليس لدينا مانع من تواجدهم‪،‬‬ ‫ـرط �ن يكونوا مــن ذوي السمعة الحسنة‪،‬‬ ‫شـ أ‬ ‫تواجد محاميين في الهيئة‪،‬‬ ‫كما �نه ال آ‬ ‫مانع من أ أ‬ ‫ولكن لغاية الن لم ي�تنا �حد من قضاة ومحامين‬ ‫يعرضون العمل معنا»‪.‬‬

‫أ‬ ‫الهيئة‬ ‫من‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫يقول أ�بو عبد الرحمن ً‬ ‫معلقا على الحداث التي‬ ‫ج ــرت فــي الـمــديـنــة مــن اشـتـبــاكــات بـيــن قــوات‬ ‫المعارضة وق ــوات ال‪ YPG‬الـكــورديــة‪« :‬لسنا‬ ‫ضد أ�حد‪ّ ،‬‬ ‫السالح ضدنا‪،‬‬ ‫أ‬ ‫لكننا ضد من حمل أ‬ ‫أ‬ ‫وال ك ـراد هم �خوتنا في أالــديــن‪ ،‬أو� أصــدرنــا عدة‬ ‫رواحهم �و �موالهم»‪.‬‬ ‫بيانات تحرم ُالمساس ب� أ‬ ‫ثــم يـتــابــع‪« :‬ســرقــت بـيــوت �ك ـ ـراد‪ ،‬لكن ليس‬ ‫فقط بيوتهم‪ ،‬بيوت عرب كـثيرين كذلك‪ ،‬وفي‬ ‫الهيئة سيرنا عدة دوريــات لحماية ممتلكات‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫سارقين ًو�رجعنا‬ ‫العامة‪ ،‬حيث � ألقينا القبض على أ‬ ‫المسروقات إلى �صحابها»‪ ،‬ويتابع �يضا أ«لدينا‬ ‫محاكمات عديدة بهذا الخصوص أوغيره‪ ،‬و�طلقنا‬ ‫أ‬ ‫عــدة �حـ أكــام بل لدينا قــوة تسمى �مــن الهيئة‪،‬‬ ‫لتنفيذ الحام الصادرة عنا‪ ،‬ونطلب مؤازرة من‬ ‫الكـتائب إذا دعت الحاجة»‪.‬‬

‫تنسيق‬ ‫ومتابعةمجرد هيئة قضائية‪ ،‬فهي أ� ً‬ ‫يضا‬ ‫الهيئة‬ ‫تكن‬ ‫لم‬ ‫أ‬ ‫تقوم بدور متابعة �عمال الخدمات في المدينة‪،‬‬ ‫المجلس المحلي‪،‬‬ ‫حيث ت أـقــوم‬ ‫ـور بالتنسيق مــع أ‬ ‫وتتابع �مـ مكاتبه‪ ،‬ويقول �بــو عبد الرحمن‬ ‫في هــذا الـصــدد‪ :‬لدينا مكـتب خدمي‪ ،‬مكـتب‬ ‫لــاجـئـيــن‪ ،‬مـك ـتــب إغ ــاث ــي‪ ،‬أ مـك ـتــب للتربية‬ ‫المدينة‪.‬‬ ‫والتعليم‪ ،‬ولإلشراف ومتابعة �مور أ‬ ‫ت ـجــاوب ال ـنــاس كبير حـســب مــا ق ــال �ب ــو عبد‬ ‫الرحمن‪ ،‬فالسوريين فــي المدينة وج ــدوا من‬ ‫الضياع استغرقت‬ ‫يتوجهون إليه بعد حالة من‬ ‫أ‬ ‫شـ ـه ــو ًرا ق ـبــل «ال ـت ـح ــري ــر»‪ ،‬ك ـمــا �ن فـصــائــل‬ ‫الجيش الحر تتجه إلــى أالهيئة الشرعية لفض‬ ‫الـنأـزاعــات بينها‪ ،‬تمثل �م ــام الهيئة‪ ،‬وترضى‬ ‫بالحكام الصادرة عنها‪ ،‬حيث جرت الكـثير من‬ ‫الجيش الحر‪ ،‬وردت‬ ‫المحاكمات أبين فصائل أ‬ ‫الحقوق إلى �صحابها‪ ،‬بحسب �بو عبد الرحمن‪.‬‬ ‫هيئة أ�خرى‬ ‫الوحيدة التي تمثل القضاء‬ ‫لم تكن تلك أالهيئة‬ ‫أ‬ ‫في مدينة تل �بيض‪ ،‬بل �نشئ منذ فترة قصيرة‬ ‫مايسمى «بالمحكمة اإلسالمية» التابعة لتنظيم‬ ‫«الدولة اإلسالمية في العراق والشام»‪.‬‬ ‫خطت أعبارة المحكمة اإلسالمية على جدار بنائها‬ ‫باللون البيض على خلفية سوداء‪ ،‬وعلى الباب‬ ‫َ‬ ‫دخولي عبر‬ ‫رجال مسلحون أغير أمقنعين‪ ،‬وبعد أ‬ ‫س�لنا �حدهم وكان يتوض�‪ ،‬هل‬ ‫الباب الر‬ ‫ئيسي أ‬ ‫ً‬ ‫تحمل سالحا‪ ،‬ف�جبته بالنفي‪.‬‬

‫االنتظار‪ ،‬وحين عرف الشخص‬ ‫أدخلت إلى غرفة‬ ‫أ‬ ‫�نني صحفي قال لي‪ « :‬س�جعلك تنتظر في غرفة‬ ‫خاصة»‪ ،‬كانت غرفة صغيرة آبمكـتبين وكرسيين‬ ‫خلف أالمكـتبين‪ ،‬وكرسيين �خرين للمراجعين‪.‬‬ ‫ملتح بلحية خفيفة‬ ‫وخلف �حد‬ ‫المكاتب رجل ٍ‬ ‫أ‬ ‫يلبس اللباس ال أفغاني‪ ،‬كان ًدوره في ًالمحكمة‬ ‫تسجيل الدعاوي و�عطاؤها رقما وموعدا ووضعها‬ ‫مجموعة من‬ ‫في ملف خاص بالدعوى‪ ،‬كمايوجد أ‬ ‫المصنفات كـتب عليها عقود بيع‪ ،‬عقود �يجار‪،‬‬ ‫عقود زواج‪ ،‬سرقة سيارات وغيرها من المصتفات‬ ‫التي تحتوي على دعاوى وشكاوي‪.‬‬ ‫توجه الناس‬ ‫ـذي كان يجب علي أمقابلته‬ ‫انتظرت القاضي الـ أ‬ ‫مــدة نصف ســاعـأـة‪ ،‬لي�تي أرجــل أبلباس � أفغاني‬ ‫أغير ملثم‪ ،‬ويس�لني مــاذا �ري ــد؟ �جبته ب�نني‬ ‫�عمل على تحقيق صحفي عن عمل المحكمة‪،‬‬ ‫بالكالم «ليس لدينا شيء لنقدمه لإلعالم‪،‬‬ ‫ويرد أ‬ ‫وبكلمات �خيرة قالها «خليها غير مرة»‪ ،‬لتختتم‬ ‫الزيارة إلى المحكمة اإلسالمية»‪.‬‬ ‫«المحكمة اإلسالمية» كـثيفة‪،‬‬ ‫حركة الناس في‬ ‫أ‬ ‫فالكـثير من الناس بد�وا يقدمون لها دعاويهم‬ ‫أوشكاويهم بسبب القوة التي تمتلكها في تنفيذ‬ ‫�حكامها‪ ،‬فهي تتبع «الــدولــة إالسالمية في‬ ‫العراق والشام» التي لها نفوذ كبير في المدينة‪.‬‬ ‫تبقى الهيئات الشرعية محل نقاش الكـثيرين في‬ ‫مدى قوتها وفعاليتها في أالمجتمع أالسوري‪،‬آ لكن‬ ‫الحقيقة تقول‪ :‬إنها تعمل �كـثر من �ي كيان �خر‪،‬‬ ‫بسبب تواجدها واحتكاكها مع السوريين بشكل‬ ‫مـبــاشــر‪ ،‬وه ــذا يـضــع ت ـســاؤالت كـبـيــرة لهيئات‬ ‫المعارضة‪ ،‬عن مدى جديتها في تشكيل جسم‬ ‫قضائي نزيه ودعمه‪ ،‬فحتى وقتنا الحاضر اليوجد‬ ‫دالئل حقيقية لتشكيل مثل هذا الجسم‪ ،‬لذلك‬ ‫تبقى الهيئات الشرعية المالذ الوحيد الذي يتوجه‬ ‫إليه السوريون في الداخل لحل منازعاتهم‪.‬‬

‫العدد (‪ 31 )7‬كانون األول ‪2013‬‬

‫‪7‬‬


‫إضاءة‬

‫تحقيق‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫برهان غليون رؤيا في المأزق السوري‬

‫¶ مجيد محمد‬

‫مدخل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫معرفة‬ ‫بات أ‬ ‫السوريون الذين اتخذوا قرار الثورة على أ‬ ‫عميقة بالم�زق الذي يعيشون تفاصيله‪ ،‬مدركين �ن‬ ‫المعادالت ّالدولية‪ ،‬واشتراطات المحاور‬ ‫اإلقليمية‪،‬‬ ‫والوضع الجيوسياسي مرهقة وصعبة ّ‬ ‫الحل‪ ،‬مع أ�نّ‬ ‫ّ‬ ‫المضي في هذا المضمار الشاق والدامي قائمة‬ ‫رغبة أ‬ ‫أ‬ ‫ال تهد�‪ .‬أ‬ ‫فالخيار المني الحاصد للرواح‪ ،‬الناسف لبنىأ الدولة‬ ‫الملمح البرز في‬ ‫ومقدراتها‬ ‫والذي تبناه النظام‪ ،‬بات آ‬ ‫المشهد السوري المكـتنز بالعذابات والم�سي‪ ،‬والتي‬ ‫باتت زاد المواطن السوري المعايش للقتل والتنكيل‬ ‫والحصار‪.‬‬ ‫والجوع‬ ‫آ‬ ‫على الجانب الخر تعيش قوى المعارضة حالة من‬ ‫وضياع البوصلة‪ ،‬واالرتهان للقرار الخارجي‬ ‫التفكك أ‬ ‫ّ‬ ‫ف ــي مـعـظــم �دائـ ـه ــا‪ ،‬ي ـطــال حـتــى تـشــكــل هياكلها‬ ‫الداخل‬ ‫الجامعة‪ ،‬عــدا عن‬ ‫خسارتها لمواقعها في أ‬ ‫أ‬ ‫السوري الذي يواجه جملة �خطار إضافية‪� ،‬همها‬ ‫بروز القوى المتطرفة ذات التوجه الماضوي المغرق‬ ‫في إقصائه للموزاييك السوري الغني بتمايزاته القومية‬ ‫والدينية والمذهبية والفكرية‪ .‬كل آهذا السياق يفضي‬ ‫سؤال صادم في كل لحظة و�ن على الرغم من‬ ‫إلى أ‬ ‫الحل‪ ،‬وما هي الجهود التي تبذل‬ ‫تكراره؛ �ين يكمن أ‬ ‫في هــذا المنحى؟ بــد�ت به فعالية منتدى المعرفة‬ ‫وحرية التعبير‪ ،‬فاستضافت مجلة «ضوضاء» في‬ ‫جلسة المنتدى الثالثة بمدينة غازي عنتاب التركية‪،‬‬ ‫أالسياسي والمفكر السوري الدكـتور برهان غليون‪،‬‬ ‫�س ـتــاذ االقـتـصــاد الـ أسـيــاســي فــي جــامـعــة الـســوربــون‬ ‫بباريس‪ ،‬والرئيس السبق للمجلس الوطني السوري‪،‬‬ ‫وعضو اال ئـتالف الوطني لقوى الثورة والمعارضة‪.‬‬ ‫المنتدى ال ــذي يعقد شـهــريـ ًـا بــالـتـشــارك أبين مجلة‬ ‫«ضوضاء» ومجلتي «صور» و”حنطة” ارت�ت إدارته‬ ‫فــي ســؤال ـهأــا ال ـص ــادم مــدخـ ًـا جــوهــريـ ًـا لـل أـبـحــث في‬ ‫حيثيات الزمة السورية‪ ،‬في ظل انسداد �فق الحل‬ ‫السياسي‪ ،‬المترافق مع انتفاء قدرة طرفي الصراع على‬ ‫بحسم عسكري‪ ،‬وتفاقم معاناة السوريين‬ ‫اإلتيان ٍ‬ ‫داخل البالد‪ ،‬وفي مخيمات اللجوء في دول اإلقليم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وانطالقا من ســؤال المنتدى ذو البعد اإلشكالي؛‬ ‫استهل غليون حديثه عن الربيع العربي وما رافقه‬ ‫من تغيرات بنيوية في المجتمعات التي شهدت ثورات‬ ‫الربيع‪ ،‬كـتونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا على‬ ‫هذا‬ ‫أ‬ ‫اختالف الوضــاع والخصوصية التي يتسم بها كل‬ ‫مجتمع‪ ،‬من حيث تشكيالت أالمعارضة السياسية‬ ‫الفاعلة في تلك البلدان‪ ،‬قبل و�ثناء ثورات الربيع‬ ‫العربي‪ ،‬إلى جانب الظروف الذاتية والموضوعية التي‬ ‫ّميزت كل تجربة منها بشكل مختصر‪ ،‬ليجعل منها‬ ‫ً‬ ‫موسعا للغوص ً‬ ‫ً‬ ‫عميقا في تجاذبات وتفرعات‬ ‫مدخال‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫السورية وم�زق (الربيع) السوري‪.‬‬ ‫زمة‬ ‫ال‬ ‫أ‬ ‫يرى غليون � ّن من الضروري الدخول في مقارنة بين‬ ‫تجربتي مصر وتونس‪ ،‬وإسقاطها على واقع الحالة‬ ‫‪8‬‬

‫العدد (‪ 31 )7‬كانون األول ‪2013‬‬

‫خاص ضوضاء _ منتدى المعرفة وحرية‬

‫آ‬ ‫السورية وما �لــت إليه‪“ :‬المعارضة السورية كانت‬ ‫خطا ً‬ ‫ترسم ً‬ ‫شبيها بالخط الذي سارت فيه الثورتان‬ ‫خالل النضال السلمي في‬ ‫المصرية أوالتونسية‪ ،‬من أ‬ ‫مواجهة النظمة الدكـتاتورية‪� ،‬ي خروج الشعب في‬ ‫مظاهرات واعتصامات لفترات محدودة ً‬ ‫زمنيا أ‪ ،‬أومن‬ ‫أ‬ ‫ثــم فترة مــن عــدم االسـتـقـرار المـنــي‪ ،‬مــن ش�نها �ن‬ ‫تفضي إلى انتقال ديمقراطي تدريجي للسلطة وانهيار‬ ‫في بنية السلطة الشمولية”‪ .‬لكن ما حدث في سوريا‬ ‫كان عكس التصور‬ ‫وضعته المعارضة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫المثالي الذي أ‬ ‫حداث‪ ،‬بانتقال‬ ‫ال‬ ‫اتخذته‬ ‫الذي‬ ‫بالمنحى‬ ‫ت‬ ‫فتفاج�‬ ‫أ‬ ‫الثورة من السلمية إلى العسكرة‪ ،‬بعبارة �دق تحولها‬ ‫إل ــى ع ـ ّـدة ثـ ــورات مـسـلـحــة‪ ،‬ف ـبــات ه ـنــاك ع ـ ٌ‬ ‫ـدد من‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المشاريع على الرض تتنافس مع المشروع الساسي‬ ‫المعلن للمعارضة والشعب السوري في نيل الحرية‬ ‫والكرامة حسب تعبير غليون‪.‬‬

‫مــا ح ــدث فــي ســوريــا ك ــان عـكــس التصور‬ ‫أ‬ ‫المعارضة‪ ،‬فتفاج�ت‬ ‫المثالي الذي وضعته أ‬ ‫بالمنحى الــذي اتخذته الح ــداث‪ ،‬بانتقال‬ ‫أالثورة من السلمية إ�لــى العسكرة‪ ،‬بعبارة‬ ‫�دق تحولها إ�لى ّعدة ثورات مسلحة‬

‫أ‬ ‫يرى غليون �ن فترات الجمود في خطوط أالمواجهة‪،‬‬ ‫جعلت النظام يوحي للمجتمع الــدو ألــي ب�نه يتقدم‬ ‫عـلــى ع ــدد مــن ال ـج ـب ـهـ أـات‪ ،‬ويـ ــروج بــ�نــه ق ــادر على‬ ‫الحسم العسكري‪ ،‬وب�نه يمتلك المبادرة‪ ،‬وقــادر‬ ‫بموقف قــوي‪ ،‬لكن هذا‬ ‫على حضور مؤتمر جنيف‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫الترويج واإليحاء الذي ّ‬ ‫يسوقه النظام ليس دقيقا‪ ،‬فهو‬ ‫ليس ً‬ ‫السابق‪ ،‬إذ ّإن الحقيقة تكمن في‬ ‫في‬ ‫كما‬ ‫قويا‬ ‫أ‬ ‫صمود “الثوار” على الرض‪ ،‬هذا الصمود الذي ّدمر‬ ‫الجهاز الدفاعي للنظام وفككه‪ ،‬ما دفعه لالستنجاد‬ ‫بقوى خارجية كـ «حزب الله» و”الميليشيات الشيعية‬ ‫العراقية”‪ ،‬إلى جانب «الخبراء اإلي أرانين” الذين كانوا‬ ‫موجودين منذ البداية‪ .‬هذا يؤكد �ن النظام تعرض‬ ‫الهتزازات قوية‪ ،‬وبالتالي لن يتمكن من استعادة‬

‫أ‬ ‫أالمبادرة‪ ،‬ولن يستطيع تحقيق الهداف التي يعتقد‬ ‫“ضربات‬ ‫بــ�نــه قــادر على تنفيذها‪ ،‬وذلــك أ‬ ‫بتوجيه أ أ‬ ‫والمر ال كيد �ن‬ ‫عسكرية حاسمة ونهائية للثوار”‪ ،‬آ‬ ‫العودة إلى ما قبل �ذار من العام‬ ‫النظام لن يستطيع أ‬ ‫(‪ .)2011‬هذا ال ينفي بــ�ن النظام ال يحلم بإمكانية‬ ‫السياسي مـ أـن خــال الترويج‬ ‫الـعــودة إلــى المشهد‬ ‫إلعــادة بنائه‪ ،‬عبر إشـراك أ�ط ـراف �خــرى‪“ ،‬منطلقاً‬ ‫من فكرة اشتراك مكون كبير من النظام في العملية‬ ‫السياسية التي قد تتمخض عن المفاوضات التي يتم‬ ‫التحضير لها‪ ،‬بالشكل أالذي يتوافق مع ما تطرحه‬ ‫روسيا”‪ .‬ويــردف غليون �ن «النظام فقد الشرعية‪،‬‬ ‫العسكرية”‪ ،‬وهــذا يضفي‬ ‫وفقد الكـثير من قدراته‬ ‫أ‬ ‫الكـثير مـ أـن المبالغة والتخويف مــن �نــه سيكسب‬ ‫طرفين‪« ،‬فمن الممكن‬ ‫أالحرب‪ ،‬لنها سجال بين أ‬ ‫�ن يتقدم في فترة‪ ،‬ويتر أاجع في �خرى”‪ ،‬لكنه “لن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عسكريا حتى مع وجود‬ ‫سياسيا �و‬ ‫يكسب الحرب‬ ‫حزب الله وباقي الميليشيات أالتابعة له”‪.‬‬ ‫فــي هــذا الـصــدد يشير غليون �ن المعارضة قامت‬ ‫«بجهد الفت إلعادة تنظيم وتدريب المقاتلين”‪،‬‬ ‫حـيــث أ�جـ ــري ع ــدد مــن ال ـل ـقــاءات جـمـعــت ضـبــاطــاً‬ ‫عسكريين ومقاتلين مدنين‪ ،‬لكن كل هذه الجهود‬ ‫فـشـلــت ‪ -‬عـألــى ح ـ ّـد وص ــف غـلـيــون ‪ -‬وخــاصــة بعد‬ ‫االجتماع الخير مع اللواء محمد حاج علي‪ً ،‬‬ ‫مؤكدا‬ ‫أ‬ ‫�ن “الدول الداعمة لعدد من الكـتائب المقاتلة لم‬ ‫تكن تميل لمثل هــذه الخطوة”‪ ،‬فتمت “محاربة‬ ‫مـشــروع توحيد الـقــوى المقاتلة”‪ .‬أوبحسب غليون‬ ‫ك ــان ه ــذا «ال ـت ـح ــدي وق ـت ـئـ ٍـذ ه ــو ال ك ـ ـبـ ــر»‪ ،‬أ وج ــاء‬ ‫«ضـ ـ ـ ً‬ ‫ـرورة مـلـحــة لـتـحـقـيــق االن ـت ـصــار عـلــى الرض‪،‬‬ ‫ولـتـقــويــة مــوقــف الـمـعــار آضــة ال ـت ـفــاوضــي”‪ ،‬مـنــوهـ ًـا‬ ‫ّ‬ ‫ـاســة الن‪ ،‬لـبـنــاء جبهة مــوحــدة‬ ‫أإل ــى «الـحـ‬ ‫ـاورـاجــة الـمـ أ‬ ‫�و م ـحـ عـسـكــريــة �و تـجـمـعــات بـي أــن الـك ـتــائــب‪،‬‬ ‫وإعـ ـ ــادة ب ـن ــاء ال ـج ـيــش ال ـح ــر ع ـلــى �س ـ ــس وطـنـيــة‬ ‫جــام ـعــة‪ ،‬لـيـكــون ج ــاه ـ ًزا ل ـحــرب تـحــريــر شـعـبـيــة”‪.‬‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تحقيق‬ ‫تحقيق‬ ‫في الجانب السياسي‬ ‫تطرق غليون إلى وضع المعارضة المتراجع سياسيا‪ً،‬‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫المعارضة في بداية الثورة آكانت‬ ‫حيث �كد ًعلى ً«�ن ً أ‬ ‫ودوليا �كبر مما هو الواقع الن”‪،‬‬ ‫تملك دعما عربيا أ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫باإلضافة المتالكها ر�يا عاما عالميا مناصرا لها‪ ،‬على‬ ‫الروسي والصيني الداعم للنظام‪،‬‬ ‫الرغم ّمن الموقف أ‬ ‫والمعطل لمجلس المن‪ ،‬فاستطاعت عبر ممارسة‬ ‫الضغط على ال ــدول الفاعلة فــي المجتمع الــدولــي‬ ‫أ“استصدار ثالثة ق ـرارات إدانــة واضحة من مجلس‬ ‫الم ــن‪ ،‬رغــم عــدم كونها ق ـرارات ملزمة تحت البند‬ ‫الـســابــع»‪ ،‬نتيجة للتدخل الــروســي أ الـرامــي لتجنب‬ ‫عمل عسكري ضد النظام‪ .‬وتمكنت � ً‬ ‫يضا من «دفع‬ ‫أ‬ ‫الجمعية العمومية للمم المتحدة الستصدار قرارين‬ ‫يدينان النظام‪ ،‬وتدعوه من خاللهما أللتوقف عن‬ ‫السوريين”‪ .‬و�شار غليون‬ ‫انتهاكاته الصارخة بحق أ‬ ‫إلى ّ‬ ‫«تجمع �صدقاء سوريا‪ ،‬الذي‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫يسمى‬ ‫ما‬ ‫ل‬ ‫تشك‬ ‫أ‬ ‫راهنت عليه المعارضة من �جل الحصول على الدعم‬ ‫الـسـيــاســي والـعـسـكــري‪ ،‬وتـجـنــب أاسـتـخــدام الفيتو‬ ‫(الروسي – الصيني) في مجلس المن‪ ،‬والحصول‬ ‫على مستوى‬ ‫على قرار دولي أ‬ ‫يقضي بحماية المدنيين أ‬ ‫الجمعية العامة لــ�مــم العامة وفــق (مـأبــد� االتحاد‬ ‫أ‬ ‫من �جــل الـســام)‪ ،‬والــذي ينص على �ن الجميعة‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫لت إحدى‬ ‫على اتخاذ قرار في حال عط أ‬ ‫العامة قادرة َ أ‬ ‫مجلس المن عن ممارسة وظيفته الساسية‬ ‫الدول أ‬ ‫أفي حماية المن العالمي بشكل واضح ومقصود”‪.‬‬ ‫� ّم ــا م ــؤخ ـ ًرا‪ ،‬فـقــد طـغــى مــؤتـمــر جـنـيــف عـلــى كامل‬ ‫النقاشات والحوارات فيما يتعلق بالمحور السياسي‬ ‫منذ ما يقارب العام‪ ،‬مؤتمر جنيف الذي زعزع وحدة‬ ‫أ‬ ‫ال ـر�ي لــدى الـثــوار والمعارضة السياسية‪ ،‬بحسب‬ ‫وصف غليون‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ُيعقب الصحفي كـمــال �وس ـكــان أعلى هــذه النقطة‬ ‫فـيـقــول‪“ :‬إن دع ــوة غـلـيــون تجمع �صــد أقــاء سوريا‬ ‫الدعم العسكري للجيش الحر من �جل تقوية‬ ‫لتقديم أ‬ ‫موقفه على �رض الميدان‪ ،‬وإيجاد المبررات لتوحيد‬ ‫صفوفه‪ ،‬هو طرح غير واقعي في ظل الظروف التي‬ ‫تعيشها سوريا من تدخالت إقليمة ودولية‪ ،‬وارتهان‬ ‫قـرارهـ أـا الوطني لمشاريع متناقضة‪ .‬وفــي ظــل عدم‬ ‫قــدرة �ي من الطرفين على تحقيق حسم عسكري‬ ‫تقدم المعارضة ً‬ ‫ً‬ ‫لصالح أ�ي منهما‪ّ ،‬‬ ‫إضافيا على‬ ‫دليال‬ ‫بعدها عن نبض الشارع وتطلعاته‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫يطالب فيه المجتمع الدولي ً‬ ‫عامة‪ ،‬والشعب السوري‬ ‫أ‬ ‫خاصة‪ ،‬وقف العنف من جميع الطراف‪ ،‬والخروج‬ ‫إلى حل مستدام»‪.‬‬ ‫وموقف المعارضة منه‬ ‫مؤتمر جنيف أ‬ ‫أ‬ ‫ٌ‬ ‫�كـ ّـد غليون على أ�ن مؤتمر جنيف‪ 2‬هو “وهــم كبير‬ ‫يعتقدون ب�نه محاولة لضرب صمود الثوار على‬ ‫أللذين أ‬ ‫الرض‪ ،‬وب�نه لن يتمخض عن نتائج كبيرة”‪ ،‬لكن‬ ‫التضخيم الذي رافق فكرة المؤتمر ّ‬ ‫قسم المعارضة‬ ‫بشكل كبير‪.‬‬ ‫وق ــال غ ـل ـيــون‪“ :‬إن ف ـكــرة الـمــؤتـمــر ج ــاءت نتيجة‬

‫ّ‬ ‫تخلي المجتمع الــدولــي عــن مسؤولياته فــي حماية‬ ‫ً‬ ‫“متوافقا مع رؤية‬ ‫السوريين”‪ ،‬لذلك كان المؤتمر‬ ‫المجتمع ا ألــدولــي الـرامــي إليـجــاد حــل تفاوضي بين‬ ‫السوريين �نفسهم حتى وإن كان ً‬ ‫طويال”‪ ،‬باعتباره‬ ‫أ‬ ‫المفتوح” لحل الزمة‪.‬‬ ‫“المسار الوحيد أ‬ ‫أ ّ‬

‫�كد غليون على �ن مؤتمر أجنيف‪ 2‬هو‬ ‫ٌ‬ ‫محاولة‬ ‫“وهم كبير للذين يعتقدون أب�نه أ‬ ‫لضرب صمود الثوار على الرض‪ ،‬وب�نه‬ ‫لن يتمخض عن نتائج كبيرة”‬

‫أ‬ ‫كما شـ ّـدد غليون على �ن أالمعارضة غير قــادرة على‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫رفض الذهاب إلى جنيف‪ ،‬لنها بذلك «تهدي النظام‬ ‫النصر الذي ينتظره”‪ ،‬وتظهر بمظهر الجهة الرافضة‬ ‫لفكرة الحوار‪ ،‬أ والمعرقلة لكل الحلول السياسية‪،‬‬ ‫ـارضــة صــاحـبــة المصلحة‬ ‫أبينما الحقيقة �ن «الـمـعـ أ‬ ‫الولــى في وقــف العنف‪ ،‬لنـ أـه يمارس ضد الشعب‬ ‫ونوه غليون إلى �ن المعارضة ُ‬ ‫الذي تمثله”‪َّ .‬‬ ‫“ستخطئ‬ ‫إذا ذهبت لجنيفأ باعتبارها قادرة على دفع أ النظام‬ ‫لتقديم تنازالت‪ ،‬لنه لن ُيقدم على ذلك‪ ،‬و�ن على‬ ‫المعارضة حضور جنيف في أإطار المحاولة إلحباط‬ ‫مناورات النظام‪ ،‬وليس من �جل تشكيل حكومة‬ ‫النظام”‪.‬‬ ‫مشتركة مع أ‬ ‫أينتهي غليون إلى �ن خارطة الحل قد تمر أبطريقين‪،‬‬ ‫السوريين‪� ،‬ي إيجاد‬ ‫الول يتمحور حــول تفاهم‬ ‫أ‬ ‫خرى‬ ‫تفاهم ما بين طرفي الصراع‪ ،‬بعبارة � «تفاهم‬ ‫بين الـجــاد والضحية»‪ ،‬وهــذا مستحيل على حد‬ ‫ً‬ ‫من حالة فقدان الثقة التامة‬ ‫منطلقا‬ ‫وصف غليون‪،‬‬ ‫أ‬ ‫والمعارضة‪� .‬مــا الثاني فيتمحور حول‬ ‫بين النظام‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫تفاهم دولي‪( ،‬روسي ‪� -‬مريكي) تحديدا‪ ،‬والوصول‬ ‫لـ «الصيغة الذهبية» التي لم تتبلور بعد‪.‬‬ ‫الحكومة المؤقتة‬ ‫أ‬ ‫يــؤكــد غـلـيــون عـلــى «�ه ـم ـيــة تـمـتــع وزي ــر ال ــدف ــاع في‬ ‫الحكومة المؤقتة بإمكانيات كبيرة وم ــوارد ودعــم‬ ‫من الدول الصديقة‪ ،‬ليكون قاد ًرا على تشكيل قوة‬ ‫طليعية منظمة قادرة على التدخل بفعالية‪ ،‬وتملك‬ ‫غــرفــة عـمـلـيــات مــوحــدة منظمة وخـطـطـ ًـا عسكرية‬ ‫ً‬ ‫مشددا على “تركيز‬ ‫واضحة على مستوى الوطن»‪،‬‬ ‫الدعم للجهد القتالي لتفادي الهزيمة في جنيف‪،2‬‬ ‫مــن خــال اسـتـعــادة الـمـبــادرة السياسية‪ ،‬بسبب‬ ‫خسارة نقاط قوة كـثيرة كانت تتمتع بها المعارضة‬

‫خاص ضوضاء _ منتدى المعرفة وحرية التعبير‬

‫خاص ضوضاء _ منتدى المعرفة وحرية التعبير‬

‫ً‬ ‫سابقا”‪ً ،‬‬ ‫خاصة مع أانتقال الثورة من الحالة السلمية‬ ‫الدول بتمويل‬ ‫إلى العسكرة‪،‬‬ ‫بعد �ن قام عدد أمن آ‬ ‫ً‬ ‫بعض الكـتائب وفقا لمصالحها‪ ،‬ما �ثر على �لية القرار‬ ‫الوطني للمعارضة‪ ،‬حسب غليون‪.‬‬ ‫اختتم غليون محاضرته داعـيـ ًـا لتركيز الجهود على‬ ‫والعسكرية‪،‬‬ ‫إع ــادة تــوحـيــد الـمـعــارضــة السياسية أ‬ ‫واستعادة الوحدة السياسية‪ ،‬وتشكيل قوة �و أتكـتل‬ ‫سياسي جديد‪ ،‬يقف وراء القرار الوطني‪ ،‬بعد الخطاء‬ ‫التي وقعت فيها المعارضة‪ .‬وكذلك «التركيز على‬ ‫الحوار بين مكونات الشعب السوري عبر مبادرات‬ ‫محلية”‪ ،‬و”تجاوز النزعة المتزايدة والعميقة لقبول‬ ‫حالة التفتت”‪ ،‬ما يتطلب ً‬ ‫ً‬ ‫عمال ً‬ ‫وفكريا كبي ًرا‬ ‫ثقافيا‬ ‫الستعادة الفكرة الوطنية واستعادة فكرة سوريا‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫الـتــي طـحـنــت فــي الـمــواجـهــة الـمـسـتـمــرة مـنــذ ثــاث‬ ‫سنوات ً‬ ‫تقريبا‪.‬‬ ‫يـقــول المهندس عــاء الــديــن الــزيــات‪ً ،‬‬ ‫معقبا على‬ ‫أ‬ ‫� أهمية مثل هــذه الجهود المبذولة مــن السوريين‬ ‫لت�سيس حالة ثقافية توعوية‪ ،‬تفضي الستعادة فكرة‬ ‫أالوطنية المستترة وراء انتماءات ال يمكن وصفها إال‬ ‫ب�نها انتماءات ما قبل وطنية‪“ :‬فــي زمــن العربات‬ ‫المتثاقلة المنسحبة للخلف‪ ،‬مرحلة فيها من شارات‬ ‫االستفهام ما يعجز عن الحمل والرمي والحل‪ ،‬يقوم‬ ‫الشباب‪ ،‬بــود الهامسين عن إطالق‬ ‫من‬ ‫أ‬ ‫مجموعة أ‬ ‫تبويب السئلة‪ ،‬هل المنتدى صدى‬ ‫الدعوة لنبد�‬ ‫لتجارب سابقة‪ ،‬أ�م لديه مبرر‬ ‫الكافية لالستمرار؟‬ ‫اته‬ ‫أ‬ ‫ليس من استعجال ّ‬ ‫ملح لإلجابة طالما �ن التجريب‬ ‫اليوم يصبح مدرسة مشرعة وشرعية‪ ،‬ودرجــة البد‬ ‫منها لالرتقاء»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ُ‬ ‫فــي نـهــايــة الـفـعــالـيــة ف ـتــح الـمـجــال �مـ ــام مــداخــات‬ ‫الحضور‪ ،‬في جـ ٍ ّـو من التفاعل بين الدكـتور أبرهان‬ ‫غليون والعديد من أالحاضرين‪ ،‬عبر طرح السئلة‬ ‫السياسي‪ ،‬وفيما‬ ‫اإلشكالية المتعلقة ب�داء المعارضة أ أ‬ ‫الثورة‪� ،‬م �نها ما آتزال‬ ‫إذا فقدت المعارضة بوصلة‬ ‫أ‬ ‫ـذي رسمه السوريين لنفسهم في �ذار‬ ‫في الخط الـ أ‬ ‫قبل عامين‪ ،‬و�فق الحل المتوقعة‪ ،‬والتحضيرات‬ ‫ال ـجــاريــة لـمــؤتـمــر جـنـيــف‪ ،‬ومــوقــف اال ئـ ـت ــاف من‬ ‫عـ ّـدة مشاريع إسالمية صاعدة على أحساب مشروع‬ ‫المعارضة العسكري المتمثل بهيئة الركان العامة‪،‬‬ ‫وكذلك الموقف من التنظيمات اإلسالمية المتشددة‪،‬‬ ‫ومــوقــف اال ئ ـتــاف مــن مـشــروع اإلدارة الــذاتـيــة في‬ ‫المناطق الكردية‪.‬‬ ‫العدد (‪ 31 )7‬كانون األول ‪9 2013‬‬


‫ضوء‬

‫رأي‬

‫التوحد عند األطفال‬

‫¶ جيان حج يوسف‬

‫التوحد (الذاتوية ‪ :)Autism -‬التوحد ال يعني العزلة‪،‬‬ ‫بقدر ما يعني رفض التعامل مع المحيط االجتماعي‪،‬‬ ‫وهــو إعــاقــة مرتبطة أ بالنمو‪ ،‬ناتج عــن اضـطـراب في‬ ‫الجهاز العصبي‪ ،‬وت�ثيراته على وظائـف أالمخ‪ .‬التوحد‬ ‫أ‬ ‫طفال قبل‬ ‫ال‬ ‫لدى‬ ‫عادة‬ ‫يظهر‬ ‫اب‬ ‫ر‬ ‫اضط‬ ‫الذاتوية‬ ‫و‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫بلوغ الثالثة من العمر‪ ،‬إذ يالحظ الوالدان ت�خ ًرا في‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫اللغة �و اللعبأ �و التفاعل االجتماعي لدى الطفل‪.‬‬ ‫المصابين‬ ‫وقــد تختلف الع ـ ـراض الـتــي تظهر عـلــى أ‬ ‫بالتوحد بدرجات متفاوتة‪ ،‬وعادة ما تكون الع أراض‬ ‫واضحة‪ ،‬وتشخص خالل السنوات الثالث الولــى‬ ‫من عمر الطفل‪ .‬يميل الطفل التوحدي إلى العزلة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ويعجز عن التعبير عن عواطفه‪ ،‬ويختلف عن �قرانه‬ ‫في القدرة على النطق‪ .‬وتبلغ نسبة اإلصابة بين الذكور‬ ‫أ أ‬ ‫� أربعة �ضعافها بين اإلناث‪ .‬ال يرتبط هذا االضطراب‬ ‫أ‬ ‫ب� أية عوامل اجتماعية �و ثقافية‪ ،‬ويقدر انتشاره مع‬ ‫أ‬ ‫الع ـراض السلوكية المصاحبة بنسبة ‪� 4‬طفال من‬ ‫كل ‪ 1000‬طفل ً‬ ‫تقريبا‪ ،‬وقد تزايدت النسبة لتصل‬ ‫إلى ‪ 6‬من كل ‪.1000‬‬ ‫الـتــوحــدي يـعــانــي مــن صـعــوبــات فــي ثــاثــة مـجــاالت‬ ‫أ‬ ‫تطورية �ساسية‪ ،‬هي‪ :‬التواصل االجتماعي‪ ،‬اللغة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫السلوك‪ .‬تختلف �عـراض مرض التوحد من شخص‬ ‫آ‬ ‫إلــى �خــر‪ ،‬وبالتالي تختلف المهارات التي يمتلكها‬ ‫كل طفل توحدي‪ ،‬لكن الحاالت الشديدة لمرض‬ ‫أ‬ ‫التوحد تتميز بانعدام آالقدرة على التواصل � أو إقامة‬ ‫عــاقــات مـتـبــادلــة مــع الخ ــري ــن‪ ،‬ويـمـيــل آالط ـفــال‬ ‫خرين‪،‬‬ ‫المصابون بالتوحد إلى أ العزلة‬ ‫واالبتعاد عن ال أ‬ ‫أ‬ ‫فال يرغب التوحدي ب�ن يحضنه � آحــد‪ ،‬يظهر وك�نه‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�صــم‪ ،‬يتجنب النظر في وجــوه الخــريــن‪ ،‬كما �نه‬ ‫يجد صعوبة فــي تفسير إيـمــاءات الــوجــه التي تعبر‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫عن مشاعر الحزن �و الفرح �و غيرها‪ ،‬فهو ال يستطيع‬

‫‪10‬‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫العدد (‪ 31 )7‬كانون األول ‪2013‬‬

‫تفسير الوجوه عند أالنظر إليها‪ .‬ال يستجيب للتعبيرات‬ ‫اللفظية‪ ،‬يتعلق بالشياء‪ ،‬ويكون لديه إما فرط في‬ ‫أ‬ ‫الـنـشــاط‪� ،‬و خمول مبالغ فيه‪ ،‬ال يشعر بالخطر‬ ‫الحقيقي‪ ،‬بل أإن هــذا الشعور معدوم لديه‪ .‬ينزعج‬ ‫التوحدي من الصوات المرتفعة‪ ،‬يردد العبارات التي‬ ‫أ‬ ‫ينطقها المتحدث �مامه‪ ،‬يظهر انفعاالت مفاجئة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫نــوبــات غضب �و تضايق شــديــدة مجهولة السبب‪.‬‬ ‫المهارات الحركية الكبيرة والدقيقة متفاوتة لديه؛ فقد‬ ‫تراه ال يجيد ركل الكرة‪ ،‬بينما لديه مهارة عالية في‬ ‫ترتيب أالمكعبات وتجميعها‪ ،‬وهو ما يميز التوحديين‬ ‫عن المت�خرين ً‬ ‫علقيا‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وقــد بــد�ت بعض الجمعيات الخاصة بالتوحديين‬ ‫مؤخ ًرا‪ ،‬إخضاع مصابي التوحد لبرنامج مكـثف لنظام‬ ‫اليوم الكامل‪ ،‬تحت مسمى «هيدستارت»‪ ،‬يعتمد‬ ‫على ثالثة برامج تربوية‪ ،‬تقوم على نظام المواجهة‬ ‫المباشرة‪ ،‬وتمثل البرامج الثالثة وسائل للتدخل‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫تقوم على �سس قوية‪ ،‬وترتكز على �دلة‪ ،‬وقد أ�ثبتت‬ ‫قدرتها على تحسين التحصيل التعليمي لدى الطفال‬ ‫مدارس وطرائق لعالج‬ ‫المصابين بالتوحد‪ ،‬اعتمدت أ‬ ‫الحاالت‪ ،‬منها مركز بيت السالم للطفال التوحديين‬ ‫بــدم ـشــق‪ ،‬تـحــت إش ـ ـراف ال ــدكـ ـت ــور ســامــر أ جهشان‬ ‫اختصاصي االضـطـرابــات السلوكية لــدى الطـفــال‪،‬‬ ‫اعتمدت على برنامج «‪ ،»TEACCH‬وهو اختصار‬ ‫لمصطلح «عالج وتعليم مصابي التوحد واإلعاقات‬ ‫أ‬ ‫المرتبطة بــالـتــواصــل»‪ ،‬الــذي ظهر فــي �وائ ــل فترة‬ ‫أالسبعينيات من القرن الماضي على يد طبيب النفس‬ ‫المريكي إريك شوبلر‪ ،‬يوفر هذا البرنامج تقييمات‬ ‫أ‬ ‫تـشـخـيـصـيــة‪ ،‬وورش ـ ــات ع ـمــل‪ ،‬و�ن ـش ـطــة ترفيهية‬ ‫للمصابين‪ ،‬باإلضافة إلى تكوين فرق تدريب ودعم‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫من �سر الطفال التوحديين �نفسهم‪ ،‬ومن خالل‬ ‫تحليل السلوك التطبيقي (‪ ،)ABA‬الذي يهدف إلى‬

‫أ‬ ‫تدخل يعتمد على تعليم الطفال المهارات اللغوية‪،‬‬ ‫واإلد أراك ـي ــة‪ ،‬واالجـتـمــاعـيــة‪ .‬ويعتمد الـبـرنــامــج على‬ ‫مكاف�ة التوحديين على ِف ْعل السلوكيات المرغوب‬ ‫وح ْم ِلهم على ّ‬ ‫فيها‪َ ،‬‬ ‫تجنب غير المرغوب منها‪ ،‬كما‬ ‫ِ‬ ‫أ‬ ‫عن طريق تبادل‬ ‫�ن هناك ما يسمى برنامج ّالتواصل أ‬ ‫الصور(‪ ،)SCEP‬الذي يس ِهل تعلم الطفال مهارات‬ ‫التواصل‪ ،‬من خالل خلق بيئات ُّ‬ ‫تعلم فردية‪.‬‬ ‫مــا ي ـزال العلم حتى الـيــوم عــاج ـ ًزا عــن تفسير نوع‬ ‫الخلل الذي يصيب الدماغ والجهاز العصبي‪ ،‬والذي‬ ‫ي ــؤدي إلــى اإلصــابــة بـمــرض الـتــوحــد‪ ،‬ويعتمد مركز‬ ‫بحوث التوحد التابع لجامعة كامبردج البريطانية‬ ‫سلسلة من الرسوم المتحركة الموجهة للصغار من‬ ‫أ‬ ‫التوحد‪ ،‬حيث يتوقع الباحثون أفي المركز �ن‬ ‫مرضى‬ ‫أ‬ ‫تسهم تلك الفــام أفي مساعدة هؤالء الطفال على‬ ‫شاف‬ ‫قـراءة أتعابير وجوه الشخاص‪ .‬ال يوجد عالج ٍ‬ ‫َّللت َو ُّحد �و الذاتوية‪ ،‬لكن هناك معالجات للحد من‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�عراضه‪ ،‬فلكل حالة �سلوب لمعالجتها‪ ،‬يمكن �ن‬ ‫تكون معالجة طفل مصاب بالتوحد مختلفة كـثي ًرا عن‬ ‫آ‬ ‫طفل �خر‪ ،‬بسبب التنوع الكبير في الحاجات‬ ‫معالجة أ‬ ‫أ‬ ‫الخاصة للطفال التوحديين‪ .‬تكون المعالجة �كـثر‬ ‫فعالية عندما يوضع العالج لكل طفل بما يناسب‬ ‫أ‬ ‫حــال ـتــه‪ ،‬يـمـكــن �ن ت ـكــون الـمـعــالـجــة مــزي ـجـ ًـا مــن‪:‬‬ ‫المعالجة السلوكية التي تساعد على ّ‬ ‫تعلم المهارات‪،‬‬ ‫الطبيعية‪ ،‬التدريب على‬ ‫والحد من التصرفات غير أ‬ ‫المهارات اليومية واعتماد الطفال التوحديين على‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�نفسهم أ(تنظيف �سنانهم‪ ،‬ارتداء مالبسهم)‪ ،‬وقد‬ ‫تتطور لت�هيل بعضهم واكـتسابهم مهارات للعمل‬ ‫في بعض الــوظــائ ــف‪ ،‬مثل إعــداد شندويشات) في‬ ‫ظل شروط مناسبة‪ .‬وال بد من التركيز على معالجة‬ ‫أ‬ ‫الفيزيائية‪،‬‬ ‫النطق‪ ،‬والعالج‬ ‫الطبيعي �و المعالجة أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫وتــ�مـيــن �دوي ــة مــن �جــل تخفيف بعض الع ـراض‪،‬‬ ‫وتغيير النظام أالغذائي عند الحاجة‪.‬‬ ‫لكن ال بد من الت�كيد على ان مصابي التوحد‪ ،‬بحاجة‬ ‫إلى رعاية مستمرة أومتابعة من قبل فريق مختص‪،‬‬ ‫يقدم الدعم لهم ولسرهم‪.‬‬ ‫‪13‬‬



‫ضوء‬

‫ترجمة‬

‫المعارضة وحركات المجتمع المدني في سوريا‬

‫•ضوضاء فريق الترجمة من الفرنسية‪ :‬د‪ .‬زويا منصور‬ ‫المصدر‪:‬‬ ‫‪http://www.mom.fr/guides/syrie/syrie005.htm‬‬ ‫أ‬ ‫�حزاب التجمع الوطني الديمقراطي‬ ‫أ‬ ‫يعد التجمع الوطني الديمقر أاطي الــذي ت�سس عــام ‪،1979‬‬ ‫الحزب الوحيد الذي استطاع �ن يشكل وحتى العام أ‪2000‬‬ ‫إطــا ًرا ً‬ ‫منظما من المعارضة السورية‪ .‬وهو يضم ستة �حزاب‬ ‫يسارية ناصرية معارضة غير معترف بها (غير شرعية)‪:‬‬ ‫ •حزب االتحاد االشتراكي العربي الديمقراطي في سوريا‪،‬‬ ‫حزب ناصري يقوده حسن عبد العظيم‪.‬‬ ‫ •الحزب الشيوعي السوري‪-‬المكـتب السياسي بقيادة‬ ‫رياض الترك‬ ‫ •حزب البعث العربي االشتراكي الديمقراطي‪ ،‬الذي‬ ‫بقي وفـيـ ًـا لقيادة حــزب البعث مــن عــام ‪ 1956‬وحتى‬ ‫العام ‪.1970‬‬ ‫أ‬ ‫ •حزب االشتراكيين العرب‪ ،‬امتداد لتيار �كرم الحوراني‬ ‫ •حزب العمال الثوري‪ ،‬ماركسي وطني‬ ‫ •حزب العمل الشيوعي السوري‬ ‫ •االتـ ـح ــاد االش ـت ـراك ــي الـعـأربــي‬ ‫أالديمقراطي فــي ســوريــة‪� ،‬حــد‬ ‫الحـ ـ ـزاب الـمـنـتـمـيــة للتجمع‪،‬‬ ‫يصدر مجلة الحوار أالديمقراطي‬ ‫الـتــي تنشر بــدورهــا �عـ ـ ً‬ ‫ـدادا من‬ ‫أ‬ ‫مجالت �خرى يسارية معارضة‪.‬‬ ‫ •ح ــزب ال ـع ـمــل ال ـش ـيــوعــي في‬ ‫سورية الــذي انضم إلى التجمع‬ ‫فـ آـي الـعــام ‪ ،2006‬يصدر مجلة‬ ‫الن اإل ل ـك ـتــرون ـيــة‪ ،‬بــاإلضــافــة‬ ‫إلى منتدى النقاش المتاح على‬ ‫موقعه اإللكـتروني‬ ‫(‪.)/http://www.syriaalaan.com‬‬ ‫الح أراك الديمقراطي أ‬ ‫العام ‪ 2000‬إلى سدة الحكم‬ ‫في‬ ‫سد‬ ‫ال‬ ‫لقد �ثار وصول بشار‬ ‫أ‬ ‫بعد مــوت وال ــده‪ ،‬موجة مــن الم ــل والتعبئة والـمـنــاداة‬ ‫باالنفتاح السياسي الذي تجسد من خالل منتديات النقاش‬ ‫التي قادتها مجموعة من المثقفين والشخصيات المعارضة‪،‬‬ ‫ّأ‬ ‫سرعان ما تم قمعها من قبل السلطة‪.‬‬ ‫الحركة‬ ‫هذه‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫إال‬ ‫أ‬ ‫أومنذ العام أ‪ 2000‬وفي �عقاب حركة «ربيع دمشق» قصيرة‬ ‫جل‪ ،‬بد� المشهد السياسي في سوريا بالتنوع من خالل‬ ‫ال أ‬ ‫أظهور �حزاب جديدة مشكلة من عدة لجان ودوائر حوار‬ ‫�و جمعيات للدفاع عن حقوق اإلنسان منبثقة عن الحركة‬ ‫ً‬ ‫ونتيجة‬ ‫الديمقراطية‪ ،‬اليسارية والليبرالية على حد سواء‪.‬‬ ‫للحذر الذي يتطلبه التشكيل الحزبي التقليدي‪ ،‬والضغوط‬ ‫المعارضة‪ ،‬فضل النشطاء في‬ ‫الممارسة على‬ ‫مجموعات أ‬ ‫أ‬ ‫خرى‬ ‫أالداخل االنخراط في �شكال � من العمل السياسي‬ ‫فضاء ً‬ ‫ً‬ ‫انفتاحا‪ ،‬مما شكل ً‬ ‫هشا من الديمقراطية‪،‬‬ ‫القــل أ‬ ‫أ‬ ‫الكـثير من الحزاب فيه زائلة و�خرى يكاد نشاطها ال يذكر‪.‬‬ ‫وبسبب التضييق السياسي على المعارضة في الداخل‪،‬‬

‫‪12‬‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫العدد (‪ 31 )7‬كانون األول ‪2013‬‬

‫أ‬ ‫عن الحريات الديمقراطية وحقوق اإلنسان في‬ ‫تم تشكيل الكـثير من الحـزاب بمبادرات من أ السوريين لجان الدفاع أ‬ ‫سورية وذلك‬ ‫المقيمين في الخارج‪ ،‬والقليل منها فقط تم ت�سيسه في سوريا ‪ :‬تعد من �ولى المنظمات التي ظهرت في‬ ‫سورية‪ .‬لقد شهدت مرحلة ربيع دمشق ازدها ًرا في منتديات من خالل مبادرة أ�طلقها نزار نيوف عام ‪ ،1989‬وي أر�سها ً‬ ‫حاليا‬ ‫أ‬ ‫أ�كـثم ّ‬ ‫نعيش وهي تنشر �خبارها عن طريق البريد اإللكـتروني‪.‬‬ ‫النقاش السياسي التي تم حظرها فيما بعد‪.‬‬ ‫مركز دمشق لــدراســات حقوق‬ ‫تشكيالت الداخل‬ ‫أ‬ ‫لـقــد �س ــس إ�ع ــان دمـشــق للتغيير الــوطـنــي الديمقراطي إأالنسان ‪ :‬على عكس المنظمات‬ ‫الخ ــرى‪ ،‬ال يخفي مــركــز دمشق‬ ‫(‪ )www.damdec.org‬الــذي‬ ‫نشاطه السياسي ويستقطب ً‬ ‫عددا‬ ‫ات ـف أـقــت ال ـع ــدي ــد م ــن ال ـحــركــات‬ ‫ً‬ ‫والح ـزاب المعارضة‪ ،‬اليسارية‬ ‫كبيرا من المثقفين السوريين‪ ،‬أ‬ ‫ويعمل على تطوير برامج نظرية و�كاديمية لنشر ثقافة حقوق‬ ‫م ـن ـهــا وال ـم ـق ــرب ــة م ــن اإلخ ـ ــوان‬ ‫اإلنسان في سوريا‪.‬‬ ‫المسلمين على حد ســواء‪ ،‬على‬ ‫توقيعه في العام ‪ ، 2005‬لــوالدة مـبــادرة توحيد المعارضة‬ ‫أجمعية حقوق أ إالنسان في سوريا‪:‬‬ ‫المنقسمة‪.‬‬ ‫السورية التقليدية‬ ‫أ‬ ‫ويعتبر منتدى جمال التــاســي للحوار الديمقراطي الــذي يـر�سـهــا الــدك ـتــور �حـمــد فــايــز الـفــواز‪،‬‬ ‫الناشط الشيوعي السابق‪ ،‬والذي جاء‬ ‫أتم حظره في العام ‪ ،2005‬من‬ ‫ً‬ ‫خلفا للمحامي هيثم المالح المعروف‬ ‫�واخ ـ ــر الـنــاجـأيــن مــن مـنـ أتــديــات‬ ‫بنشاطه في الدفاع عن حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫النقاش التي �طلقت في �عقاب‬ ‫نشاطه‬ ‫رب ـيــع دم ـشــق‪ ،‬وي ـتــابــع‬ ‫ر أ‬ ‫السياسي ً‬ ‫المنظمة العربية لحقوق إالنسان في سو يا‪ :‬ت�سست عام‬ ‫حاليا من خالل موقعه‬ ‫‪ 2004‬في حلب وهي غنية ً‬ ‫جدا بالوثائق وتندرج تحت التيار‬ ‫على شبكة االنترنت‪.‬‬ ‫الناصري‪ .‬للمنظمة أمجلة تصدر‬ ‫أ‬ ‫الرؤية السورية‪ ،‬حركة تم ت�سيسها من أ قبل أالمركز السوري عنها وهي بعنوان «�طياف»‪.‬‬ ‫للدراسات والتنمية الديمقراطية الــذي �ســس � ً‬ ‫يضا لمبادرة‬ ‫ري‬ ‫وهي عبارة عن مجموعة من النصوص‬ ‫«سو من دمشق» أ‬ ‫الـ ـ ـمـ ـ ـ أنـ ـ ـظـ ـ ـم ـ ــة ال ـ ـ ـ ـسـ ـ ـ ــوريـ ـ ـ ــة ل ـ ـ ـح ـ ـ ـقـ ـ ــوق إالن ـ ـ ـ ـ ـسـ ـ ـ ـ ــان‪:‬‬ ‫التحليلية المرتبطة بالمس�لة الديمقراطية‪.‬‬ ‫تـ ــم ت ــ�س ـي ـس ـه ــا ع ـل ــى يـ ــد بـعــض‬ ‫العاملين فــي المنظمة السابقة‬ ‫م ـج ـمــوعــة مأـنــاه ـضــة ال ـعــول ـمــة‪،‬‬ ‫وهي تتيح مجموعة من الوثائق‬ ‫م ـج ـمــوعــة ت ــ�س ـس ــت ف ــي دمـشــق‬ ‫العامة المتعلقة بموضوع حقوق‬ ‫وك ــانــت تـعـمــل مــن خ ــال مــوقــع‬ ‫اإلنسان‪ ،‬بعضها يتناول الوضع‬ ‫«البديل» اإللكـتروني ‪.‬‬ ‫في سورية‪ً ،‬‬ ‫خاصة التقارير المتعلقة بوضع المعتقلين في‬ ‫السجون السورية لعام ‪.2004‬‬ ‫المعارضة الليبرالية الجديدة‬ ‫المعارضة‬ ‫إطار‬ ‫في‬ ‫تندرج‬ ‫الجديدة‬ ‫إذا كانت غالبية التشكيالت‬ ‫أ‬ ‫الـيـســاريــة‪ ،‬فــإن هـ أـذا ال يمنع مــن وج ــود بـعــض الـمـبــادرات المنظمة الوطنية لحقوق إالنسان‪ :‬يتر�سها الدكـتور عمار‬ ‫الـلـيـبـرالـيــة الـتــي ب ــد�ت بــالـظـهــور‪ ،‬كـحــزب الـنـهـضــة الــوطـنــي القربي الذي ينشر من خالل بريده اإللكـتروني جميع الوثائق‬ ‫الخاصة بالمنظمة‪.‬‬ ‫الــديـمـقـراطــي ومــؤس ـســه عـبــد الـعــزيــز‬ ‫المسلط الذي غادر أسوريا ليعيش في‬ ‫المركز الوطني للدفاع عــن حرية‬ ‫الواليات المتحدة الميركية‪ ،‬وكذلك‬ ‫أ‬ ‫الصحافة والصحفيين في سوريا‪:‬‬ ‫تجمع الحرار الوطني الديمقراطي‪.‬‬ ‫هدفه الدفاع عن حرية التعبير وحرية‬ ‫العمل الصحفي في سوريا‪.‬‬ ‫حركات الدفاع عن حقوق إالنسان‬ ‫تشكيالت الداخل‬ ‫ً‬ ‫الجديدة بدفاعها عن‬ ‫اطية‬ ‫ر‬ ‫الديمق‬ ‫المعارضة‬ ‫غالبا ما تتميز‬ ‫أ‬ ‫التمييز بين التشكيالت الخارجية‬ ‫حقوق اإلنسان‪ ،‬ومن الصعب في بعض الحيان أ‬ ‫اإلنسان في‬ ‫حقوق‬ ‫عن‬ ‫للدفاع‬ ‫منظمتان‬ ‫بريطانيا‬ ‫في‬ ‫يوجد‬ ‫شائع‬ ‫مر‬ ‫�‬ ‫أاالتجاهات المتداخلة إلى حد كبير‪ .‬تعدد أالعضوية‬ ‫أ‬ ‫� ً‬ ‫يضا بين صفوف الناشطين‪ ،‬وعلى عكس الحزاب والحركات‪ ،‬سوريا‪ ،‬ووجودهما في أ المملكة المتحدة يمنحهما حرية �كبر‬ ‫أترفض المنظمات المدافعة عن حقوق اإلنسان االنضواء تحت في الخطاب ومساحة �وسع في مجال العمل السياسي‪ .‬كال‬ ‫�ي نشاط سياسي‪ .‬لكن في هذا المجال تبدو حدود السياسة المنظمتين تدوران في فضاء اإلخوان المسلمين‪.‬‬ ‫غير واضحة‪ً .‬‬ ‫اليسارية‪،‬‬ ‫والمعارضة‬ ‫اطية‬ ‫ر‬ ‫الديمق‬ ‫كالحركة‬ ‫وتماما‬ ‫أ‬ ‫بين منظمات الدفاع عن حقوق اإلنسان‪ .‬اللجنة السورية لحقوق إالنسان وير�سها وليد صفوري الذي‬ ‫يوجد انقسامات أ‬ ‫يمتلك الكـثير مــن الــوثــائــق والمعلومات المتعلقة بحقوق‬ ‫وفيما يلي نستعرض �هم هذه المنظمات ونشاطاتها‪:‬‬

‫‪11‬‬


‫ضوء‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫ترجمة‬ ‫اإلنسان في سوريا‪.‬‬ ‫الـ ـم ــرص ــد الـ ـ ـس ـ ــوري ل ـح ـقــوق‬ ‫أ إالنسان‪ :‬أالمعلومات التي يمتلكها‬ ‫�وس ـ ــع و�ع ـ ــم م ــن ال ـم ـع ـلــومــات‬ ‫المتعلقة بحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫و‬ ‫مشر ع الثروة‪ :‬أ‬ ‫مـ ـب ــادرة مـسـتـقـلــة و�ص ـي ـل ــة تم‬ ‫أإطالقها مــن الــواليــات المتحدة‬ ‫الم ـي ــرك ـي ــة ع ـلــىأ ي ــد ع ـم ــار عبد‬ ‫أال ـح ـم ـيــد ال ـ ــذي �س ـ ــس مــدونــة‬ ‫�م ــارج ــي‪ .‬يـهــدف ه ــذا الـمـشــروع‬ ‫أ‬ ‫إلى تنمية الوعي أالمدني لدى شعوب الشرق الوسط والمغرب‬ ‫خاصة و�نه يوفر لهذه الشعوب منب ًرا ً‬ ‫العربي‪ً ،‬‬ ‫مفتوحا للنقاش‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ويتبنى المشروع مبد� « الثروة هي أالتي تشكل الفار أق» وقد‬ ‫انبثق عنه مجموعة الثروة ومجموعات �خرى تعمل على �هداف‬ ‫خاصة بكل منها‪ .‬ويقدم تغطية إعالمية للتطورات أاإلقليمية‪،‬‬ ‫كصوت مــن القامشلي‪ ،‬وذلــك بعد مــا جــرى مــع ال ك ـراد في‬ ‫منطقة شمال شرق سوريا‪ .‬وكذلك صوت اإلنسان السوري‬ ‫الذي يقوم برصد الوضع اإلنساني في سوريا‪.‬‬ ‫تشكيالت المعارضة الخارجي‬ ‫حزب إالصالح السوري‪ :‬يقدم نفسه‬ ‫ك ـحــزب بــديــل أعــن ال ـحــزب الـحــاكــم‬ ‫ف ــي س ــوري ــا‪ ،‬ت ــ�س ــس هـ ـ أـذا ال ـحــزب‬ ‫ـات ال ـم ـت ـحــدة الم ـيــرك ـيــة‬ ‫ف ــي ال ــوالي ـ أ‬ ‫أويعتبر من الحزاب المقربة لإلدارة‬ ‫ي‬ ‫ومعروف بالمحافظة واإلصرار‬ ‫الميركية‪ .‬يقوده فريد الغادر ً أ‬ ‫على مبادئه العلمانية‪ ،‬خاصة بعد ت�سيس جبهة الخالص‬ ‫الوطني في سوريا‪.‬‬ ‫الوطني في سوريا‪:‬‬ ‫جبهة الخالص‬ ‫أ‬ ‫تعتبر الجبهة أمن الحزاب المعارضة التي لها وزنها وثقلها في‬ ‫الخارج‪ ،‬وقد ت�سست في العام ‪ 2006‬بمبادرة من عبد الحليم‬ ‫خ ــدام ومـجـمــوعــة من‬ ‫ت ـ ـي ـ ــارات ال ـم ـع ــارض ــة‬ ‫السورية فــي المنفى‪،‬‬ ‫بما فيهم علي البينوني‬ ‫أ‬ ‫مرشد اإلخوان المسلمين المنفي إلى لندن‪ .‬تدعي الجبهة أب�نها‬ ‫اطي وتؤكد ب�نها‬ ‫جزء من إعالن دمشق للتغيير الوطني الديمقر أ‬ ‫على صلة بقوى المعارضة في الداخل‪ ،‬وهذه الخيرة ال تؤكد‬ ‫هذا الموضوع‪.‬‬

‫الـمـجـلــس الــوط ـنــي ال ـس ــوري‪:‬‬ ‫أ‬ ‫يـتــ�لــف الـمـجـلــس مــن مجموعة‬ ‫م ــن ال ـســوري ـيــن الـ أمـقـيـمـيــن في‬ ‫الواليات المتحدة الميركية‪ ،‬وقد‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫تم ت�سيسه في حزيران ‪ ،2005‬وينضوي �يضا تحت مظلة‬ ‫ً‬ ‫إعالن دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي جنبا إلى جنب مع‬ ‫جبهة الخالص الوطني في سورية‪ .‬يعتبر هذا المجلس نقطة‬ ‫‪12‬‬

‫التقاء بين المعارضة الداخلية والخارجية‪.‬‬ ‫التيار الديمقراطي السوري‪:‬‬ ‫أ ً‬ ‫ـوي تـحــت ل ــواء إع ــان دمـشــق للتغيير الوطني‬ ‫�ي ـضــا يـنـضـ أ‬ ‫المتحدة‬ ‫الديمقراطي‪ .‬ت�سس عام ‪ 2005‬ومقره في المملكة أ‬ ‫اطية السورية ونشرة �خبار‬ ‫‪ .‬يوفر‬ ‫منتدى للمعارضة الديمقر أ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وعددا كبيرا من النصوص التي قام بت�ليفها مثقفون من سوريا‪،‬‬ ‫أ‬ ‫�و مــن الصحافة العالمية‪ ،‬ويـقــوم كــذلــك بــإحـيــاء نصوص‬ ‫ومنشورات إعالن دمشق‪.‬‬

‫حركة العدالة والبناء‪:‬‬ ‫أ‬ ‫حــركــة أت�سست بـمـبــادرة ســور‬ ‫عضائها‬ ‫�‬ ‫وغالبية‬ ‫جماعية‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫يعيشون في البالد العربية �و‬ ‫من اإلخوان المسلمين الذين‬ ‫الغربية‪ .‬ومن الواضح أ�ن هذه الحركة أمت�ثرة ً‬ ‫جدا بحزب العدالة‬ ‫أ‬ ‫والتنمية التركي الذي يقوده رجب طيب �ردوغان‪ .‬تنشر الحركة‬ ‫منذ العام ‪ 2006‬نشرة معلومات نصف شهرية ‪.‬‬ ‫مركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق رالمدنية‪ :‬مقره في أ‬ ‫الكردية‪:‬‬ ‫اب‬ ‫ز‬ ‫ح‬ ‫ال‬ ‫السويد ويتيح النفاذ إلى عدد كبير من المنشو ات والتحليالت‬ ‫أ‬ ‫وتشتمل على �قل‬ ‫مقسمة‬ ‫حركة‬ ‫الكردية‬ ‫السياسية‬ ‫الحركة‬ ‫تعد‬ ‫ال ـم ـق ــدم ــة م ــن ق ـب ــل ال ـم ـعــارضــة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫من ‪ 21‬حزب‪ ،‬وجميع هذه الحزاب ليس لها �ي حضور على‬ ‫السورية‪ .‬كما وينشر المركز مجلة‬ ‫الساحة السياسية في سوريا‪.‬‬ ‫«مقاربات» وهي متاحة على شبكة‬ ‫اإلنترنت‪.‬‬ ‫حزب االتحاد الديمقراطي الكردي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫باإلضافة إلى أهذه الحزاب الخمسة الساسية‪ ،‬ظهرت العديد فــي ســوريــة (يـكـيـتــي)‪ :‬مـسـجــل في‬ ‫ً‬ ‫من اللجان والنشطة التي تدعي انتماءها إلى إعالن دمشق هولندا وينشر عددا من الدراسات غير‬ ‫ليست ّإال عبارة عن مبادرات شخصية غير المؤرخة تصدر عنه صحيفة الوحدة‬ ‫والتي في غالبيتها أ‬ ‫حيث المبادئ‪ .‬من بين التي يمكن االطالع عليها على موقع‬ ‫من‬ ‫وال‬ ‫هداف‬ ‫ال‬ ‫واضحة ال من حيث‬ ‫هذه اللجان والتي تعتبر من اللجان أال كـثر ً‬ ‫نشاطا‪ ،‬اللجنة النيروز الثقافي المرتبط بالحزب‪.‬‬ ‫أ‬ ‫نشاطها في‬ ‫وتركز‬ ‫ردن‪،‬‬ ‫ال‬ ‫السورية للعمل الديمقراطي ومقرها‬ ‫أ‬ ‫الدفاع عن إعالن دمشق‪ .‬يوجد أ� ً‬ ‫يضا لجنة التنسيق من �جل الـحــزب الديمقراطي ال ـكــردي في‬ ‫التغيير الديمقراطي في سوريا ‪ ،‬أت�سست عام ‪ 2005‬ومقرها س ــوري ــا‪ :‬وهـ ــو حـ ــزب يـتـمـتــع ب ــوزن‬ ‫أ‬ ‫في باريس ‪ .‬هناك أ� ً‬ ‫اطية لسورية وثقل سياسي ومقره �لمانيا ويقوم‬ ‫ر‬ ‫والديمق‬ ‫الحداثة‬ ‫حزب‬ ‫يضا‬ ‫أ‬ ‫الذي يصعب تحديد موقعه أ�و فهم مبادئه وقد تم ت�سيسه في بـنـشــر مـعـلــومــات تـتـســم بــالـحــداثــة‬ ‫أ‬ ‫والمصداقية‪.‬‬ ‫�لمانيا عام ‪.2001‬‬ ‫الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي‬ ‫ف ــي س ــوري ــا‪ :‬ال ـ ــذي ي ـخ ـصــص مــوق ـعـ ًـا‬ ‫إلـك ـتــرونـيـ ًـا خــاصـ ًـا بمنشوراته وبمجلة‬ ‫«الديمقراطي» التي تصدر عنه‪.‬‬

‫الحركات أالسياسية ‪ -‬الدينية‪:‬‬ ‫جميع الح ـزاب ذات الطابع الديني ممنوعة في أسورية‪ .‬حزب االتحاد الشعبي الكردي السوري‪:‬‬ ‫وتعد جماعة اإلخوان المسلمين في سورية التي ت�سست المسجل في التشيك وينشر مجلة اتحاد‬ ‫عام ‪ 2491‬جماعة غير قانونية‪ ،‬وعلي صدر الدين البينوني الشعب‬ ‫سورية تم نفيهأ إلى لندن‪ .‬وعلى الرغم من‬ ‫قائد الجماعة في ّ أ‬ ‫اعتدالها الديني‪ ،‬إال �ن معظم الحزاب والتيارات السياسية‬ ‫العلمانية تتعامل بحذر مع الجماعة‪ .‬وتقوم هذه أالخيرة التحالف الديمقراطي الكردي في سوريا‪ :‬ويضم عـ ً‬ ‫ـددا من‬ ‫بنشر الخطوط العريضة لبرامجها السياسية التي تدافع عنها التشكيالت الكردية في سوريا‪.‬‬ ‫عبر موقعها على شبكة اإلنترنت ويصدر عنها كذلك مجلة‬ ‫إلكـترونية تشتمل على تحليالت غير مسبوقة ومنشورات أتيار المستقبل الكردي في سوريا‪:‬‬ ‫من الصحافة العالمية تعنى بالوضع في سوريا بشكل عام ت�سس عام ‪ 2005‬ومسجل في الالذقية ويقدم برنامجه على‬ ‫موقعه اإللكـتروني مع العديد من منشورات الصحف العالمية‬ ‫وبوضع اإلخوان المسلمين بشكل خاص‪.‬‬ ‫المتعلقة بالوضع السياسي في سوريا‪.‬‬

‫حقوق إالنسان الكردي‪ ،‬مسجلة في القامشلي‪ ،‬قلب‬ ‫لجنة أ‬ ‫منطقة ال كراد في سورية‪.‬‬ ‫العدد (‪ 31 )7‬كانون األول ‪2013‬‬

‫‪13‬‬


‫ضوء‬

‫رأي‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫مالحظات سريعة حول األحزاب السياسية والحركات االجتماعية‬

‫¶ د‪ .‬سعود المولى‬

‫ليس هناك معرفة علمية مسبقة‪ ،‬ناجزة‪ ،‬تفسيرية‬ ‫العربي‪ .‬وبالتالي‬ ‫واستنتاجية‪ ،‬حول الحزب السياسي أ أ‬ ‫يمكن‬ ‫السياسي العربي ال يخضع �و �نه ال أ‬ ‫فإن الحزب أ‬ ‫أ�ن ُ‬ ‫علموي شائع‪ .‬وهذا المر‬ ‫تصنيف‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫ضمن‬ ‫درج‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫إيجاد إطار‬ ‫نحاول‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫منا)‬ ‫يتطلب‬ ‫و‬ ‫(�‬ ‫يقضي بالتالي‬ ‫أ‬ ‫نظري مرجعي مختلف وجديد ومناسب لقراءة الحزاب‬ ‫السياسية وفهمها وتحليل سياساتها‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و أمــن فرضياتنا الســاسـيــة �نــه ال وجــود �ص ـ ًـا للحزب‬ ‫العربية‪ ،‬سواء‬ ‫الوروبي الحديث والصافي في البالد‬ ‫أ‬ ‫الليبرالي الــذي يـقــوم على �ســاس‬ ‫بالمعنى أالعلماني أ‬ ‫العقيدة ال أيديولوجية �و السياسية (بحسب موريس‬ ‫الماركسي اللينيني الذي يقوم‬ ‫دوفرجيه)‪� ،‬م بالمعنى‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫على �ســاس التمثيل الطبقي �و الــوحـ أـدة االقتصادية‬ ‫(بحسب لينين وتروتسكي وستالين و�شياعهم)‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫لحاجة‬ ‫كما �ن الحزب الحديث قــام في �وروب ــا تلبية أ‬ ‫موضوعية داخلية‪ .‬بينما الحزب الحديث عندنا نش� في‬ ‫فترة غلبة القوى االستعمارية الخارجية على الداخل‬ ‫بعد انهيار الدولة العثمانية‪ ،‬فلم يتواجد هذا الحزب‬ ‫على المستوى الواقعي بــل كــان على هامش الحياة‬ ‫السياسية للبالد وقضاياها‪.‬‬ ‫أ‬ ‫الحزب العربي الحديث كان مجرد جهاز �يديولوجي‬ ‫مركزي يعكس حاجات ورغبات نخب مثقفة في قطاعات‬ ‫ز‬ ‫ويستند‬ ‫وكـتل حديثة؛ وفي الوقت نفسه يتو ع أ‬ ‫على‪ ،‬أ‬ ‫عالقات تقليدية ال صلة ألها بنصه الت�سيسي �و‬ ‫إلى‪،‬‬ ‫أب�حالم أو�مــانــي مناضليه‪ ...‬والح ـزاب العربية عموماً‬ ‫أ‬ ‫منظمة تقوم على‬ ‫تشكيالت مركزية أ أ‬ ‫ليست �كـثر من أ‬ ‫يديولوجية»‪� ،‬ي � أن لحمتها‬ ‫تكـتالت وتجمعات «� أ‬ ‫وعصبها وعشيرتها هي اليديولوجية دون �ن يعني‬ ‫أ‬ ‫ذلك �نها تخرج عن السياق العام لإلنقسامات التقليدية‬ ‫في البالد والتي تفعل أفيها عوامل االنقسام أالداخلي‬ ‫الخارجي ‪ ،‬المر الذي يجعل هذه الحزاب‬ ‫أوالتدخل‬ ‫أ‬ ‫�سيرة (عن وعي �و عن غير وعي‪ :‬ال فرق) للتجاذبات‬ ‫والمحاور الطائـفية كما للتدخالت الخارجية‪.‬‬

‫أالحزب العربي الحديث كــان مجرد جهاز‬ ‫�يديولوجي مركزي يعكس حاجات ورغبات‬ ‫نخب مثقفة في قطاعات وكـتل حديثة؛‬ ‫ز‬ ‫ويستند إ�لى‪،‬‬ ‫وفي الوقت نفسه يتو ع على‪ ،‬أ‬ ‫تقليدية ال صلة لها بنصه الت�سيسي‬ ‫أ أ‬ ‫عالقات أ‬ ‫�و ب�حالم و�ماني مناضليه‪.‬‬

‫أالواسع عن الحزب السياسي باعتباره يضم مختلف‬ ‫�نـ ــواع ال ـك ـتــل وال ـع ـصــب واالتـ ـح ــادات والأـتـجـمـعــات‬ ‫والتشكيالت‪ ،‬التي تهتم بممارسة السلطة �و بالكـفاح‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫مفهوما‬ ‫من �جل السلطة‪..‬وهم أبذلك كانوا يعكسون‬ ‫أعن الظاهرة السياسية يرى �نها ولدت مع والدة البشرية‬ ‫(�ي منذ انقسام المجتمعات البشرية ما بين حكام‬ ‫ومحكومين‪ ...‬ووالدة السلطة السياسية)‪.‬‬ ‫وعلى مقلب آ�خــر تبنى علماء سياسة آ�خــرون مفهوماً‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫تحديدا ودقة يربط الحزب السياسي ببروز ظاهرة‬ ‫�كـثر‬ ‫المؤسسات التشريعية والنظم االنتخابية‪ ..‬وهم بذلك‬ ‫ً‬ ‫مفهوما عــن الـظــاهــرة الحزبية‬ ‫عكسوا فــي الحقيقة أ‬ ‫وليدة القارة الوروبية وجاعلين تاريخ ظهورها‬ ‫يعتبرها‬ ‫أ‬ ‫ال يرقى إلى �بعد من القرن‬ ‫عشر‪..‬‬ ‫أالتاسع أ‬ ‫أ‬ ‫وكان ماكس فيبر �ول من �شار الى الصل البرلماني‬ ‫للحزب السياسي وتبعه فــي ذلــك أمــوريــس دوفرجيه‬ ‫الــذي ناقش فــي عمله الرئيس مس�لة تحول أالكـتل‬ ‫البرلمانية ونوادي النخب السياسية إلى تلك الحزاب‬ ‫الحديثة‪ .‬وقامت نظرية هذه المدرسة على‬ ‫السياسية‬ ‫أ‬ ‫مسلمة انقسام أالحزاب السياسية الى شكلين ال غير‬ ‫ً أ‬ ‫تبعا لصل منش� والدتها‪:‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الحـ ـزأاب ذات المنش� الداخلي وهــم يقصدون بها‬ ‫تلك الحزاب التي ولدت من أ رحم تطور داخلي عرفته‬ ‫وروب ـ ــا‪ ..‬وقـ أـالــوا إن هذا‬ ‫الـمــؤسـســات التشريعية فــي � أ‬ ‫الشكل هو الذي عرفته معظم الحزاب الوروبية منذ‬ ‫‪.1789‬‬ ‫أالثورة الفرنسية أ‬ ‫أالحزاب ذات المنش� الخارجي‪ :‬وهم يقصدون بها تلك‬ ‫الحزاب التي ولدت من خارج المؤسسات التشريعية‬ ‫وشكلت ً‬ ‫تحديا في وجه النظام القائم وهدفت أللوصول‬ ‫الــى التمثيل الـبـرلـمــانــي‪ ..‬هـكــذا ول ــدت كــل أالح ـزاب‬ ‫اإلشتراكية في القرن التاسع عشر‪ ،‬وتلتها ال أح ـزاب‬ ‫الشيوعية ً‬ ‫الحقا (بعد الثورة الروسية)‪ ،‬ثم الحزاب‬ ‫المسيحية والـمـسـيـحـيــة‪-‬الــديـمــوقـراطـيــة بـعــد الـحــرب‬ ‫العالمية الثانية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وعلى العموم فقد جعل علماء السياسة �حز أاب العالم‬ ‫ً‬ ‫خصوصا و�نها كلها‬ ‫تنتمي الــى النمط الثاني‬ ‫الثالث أ‬ ‫أ‬ ‫حركات استقالل وطني �و تجمعات‬ ‫ساس‬ ‫ال‬ ‫كانت أفي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫فيما بعد‬ ‫دينية �و طائـفية �و إثنية �و عشائرية تطورت أ‬ ‫خارج إطار أالنظام البرلماني الشرعي السائد والذي �قامه‬ ‫االستعمار �و االنتداب الخارجي‪.‬‬ ‫شيئا أ� ً‬ ‫وهذه المقاربة البرلمانية افتقدت ً‬ ‫ساسيا حين لم‬ ‫أ‬ ‫تستطع �ن تفهم سبب وجود وقوة الظاهرة الحزبية‬ ‫السياسية في العالم الثالث‪.‬‬

‫وكخالصة نقول‪ :‬إن مصطلح الحزب السياسي قد ولد‬ ‫أ‬ ‫يفات‬ ‫ر‬ ‫التع‬ ‫بعض‬ ‫السياسية‪:‬‬ ‫اب‬ ‫ز‬ ‫ح‬ ‫ال‬ ‫النظريات السالفة الذكر في القرن التاسع‬ ‫هذه‬ ‫بحسب‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫تطور أ‬ ‫ظـهــرت فــي �وروب ـ ــا مـبـكـ ًرا مـقــاربـتــان ح ــول الحـ ـزاب‬ ‫ومؤسساته‬ ‫السياسي‬ ‫التمثيل‬ ‫لة‬ ‫مس�‬ ‫مع‬ ‫عشر‬ ‫أ‬ ‫الـسـيــاسـيــة‪ :‬بـعــض عـلـمــاء الـسـيــاســة فـضـلــوا المفهوم وانـتـشــار ظــاهــرة االنـتـخــابــات والـتـصــويــت فــي �وروب ــا‬ ‫‪14‬‬

‫العدد (‪ 31 )7‬كانون األول ‪2013‬‬

‫وال ــوالي ــات الـمـتـ أحــدة‪ .‬وك ــان الـمـقـصــود بــالـحــزب تلك‬ ‫استالم‬ ‫المنظمات ذات الهداف السياسية المتمثلة في أ‬ ‫أاإلدارة أ العامة بواسطة تنافس انتخابي مع حــزب �و‬ ‫�حزاب �خرى‪ ..‬ومع الوقت صار مصطلح الحزب يطلق‬ ‫على كل منظمة سياسية حتى تلك غير المنخرطة في‬ ‫السلطة‪ ..‬من‬ ‫نشاط انتخابي في سياق عملية تداول‬ ‫مثل أالحزاب الصغيرة التي ال تملك توقعات أ�و حظوظاً‬ ‫جدية موضوعية بــالــوصــول إلــى مــواقــع سلطوية من‬ ‫والمنظمات الثورية التي تدعو إلى‬ ‫خالل االنتخابات‪،‬‬ ‫تدمير النظام االنتخابي أ� ً‬ ‫صال‪ ،‬والجماعات الحاكمة في‬ ‫أ‬ ‫النظمة الشمولية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫السياسية هي‬ ‫اب‬ ‫ز‬ ‫ح‬ ‫ال‬ ‫إن‬ ‫تقول‬ ‫التي‬ ‫النظرية‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ويبدوالتطور أ‬ ‫في �نظمة االنتخابات البرلمانية الوروبية‬ ‫ثمرة‬ ‫وه ــي عــامــة عـلــى الـتـحــديــث الـسـيــاســي‪ ،‬قــد جعلت‬ ‫وللتتطورية السياسية يركزون‬ ‫أالمنظرين للتحديث‬ ‫أ‬ ‫اسة الحزاب في البلدان النامية‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫�كـثر من غيرهم على أ أ‬ ‫ليس أفقط باعتبارها �داة �و أوسيلة للتحديث والتطوير‬ ‫وإنما � ً‬ ‫يضا باعتبارها أثمرة لو أضــاع وسياقات مختلفة‬ ‫أ‬ ‫عن �وضاع وسياقات �وروبا و�ميركا الشمالية للقرنين‬ ‫التاسع عشر والعشرين‪.‬‬ ‫وممارسة الحركة االجتماعية‪:‬‬ ‫حول مفهوم أ‬ ‫يكاد معظم أالذين �سهموا في تقديم تعريف للحركات‬ ‫أاالجتماعية �ن يجمعوا على وجود عدد من العناصر‬ ‫الس ــاس ـي ــة ال ب ــد م ــن ت ــواف ــره ــا ف ــي ت ـعــريــف الـحــركــة‬ ‫العناصر هــي‪ :‬جـهــود أمنطمة‪،‬‬ ‫االجـتـمــاعـيــة‪ ...‬وه ــذه أ‬ ‫مجموعة من المشاركين‪� ،‬هــداف سياسية‪� ،‬وضــاع‬ ‫تـغـيـيــر‪ ،‬مـكــونــات فـكــريــة مـحــركــة‪ ،‬ووس ــائ ــل تعبئة‪.‬‬ ‫فــالـحــركــات االجـتـمــاعـيــة هــي تـلــك الـجـهــود المنظمة‬ ‫الـتــي يبذلها مجموعة مــن الـمــواطـنـيــن بـهــدف تغيير‬


‫ضوء‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫رأي‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أالوضاع‪� ،‬و السياسات‪� ،‬و الهياكل القائمة‪ ،‬لتكون‬ ‫�كـثر اقتر ًابا من القيم الفلسفية التي تؤمن بها الحركة»‪.‬‬ ‫العناصر نفسها نجدها فــي التعريف الـتــالــي‪ :‬يمكن‬ ‫باعتبارها القيام‬ ‫اإلشارة الى الحركة بالمعنى‬ ‫االجتماعي أ‬ ‫أ‬ ‫بعدد من االنشطة للدفاع عن مبد� ما‪� ،‬و للوصول‬ ‫الحركة االجتماعية وجود‬ ‫إلى هدف ما‪ ،‬كما تتضمن أ‬ ‫ً‬ ‫وهي تشمل �يضا مجموعات من‬ ‫اتجاه عام للتغيير‪ ،‬أ‬ ‫البشر يحملون أعقيدة �و افكا ًرا مشتركة‪ ،‬ويحاولون‬ ‫تحقيق بعض الهــداف العامة‪ .‬كما يشير البعض إلى‬ ‫ان الحركة االجتماعية هي محاولة متصدية للتدخل في‬ ‫االجتماعي‪ ،‬وهي تتكون من مجموعة‬ ‫عملية التغيير‬ ‫أ‬ ‫من الناس يندرجون في �نشطة محددة‪ ،‬ويستعملون‬ ‫َ‬ ‫خطابا يستهدف تغيير المجتمع‪ ،‬وتحدي سلطة النظام‬ ‫السياسي القائم‪ .‬كما يقترن‬ ‫الحركة االجتماعية‬ ‫مفهوم أ‬ ‫بفهوم القوة االجتماعية‪ ،‬والقدرة على الت�ثير وإحداث‬ ‫التغيير‪.‬‬

‫في الكون‪ ،‬وتنطوي الحركة االجتماعية في التحليل‬ ‫الماركسي على التغيير الــذي يمس بنية المجتمع‪ ،‬وقد اهتم بلومر في سياق تعريفه للحركة االجتماعية‬ ‫وهي تظهر للمجتمع الحاصلة فيه روابط ووظائـف من بكونها أتعد «مشاريع جمعية لنظام جديد في الحياة»‪،‬‬ ‫وبـ َّـيــن �ن ال ـحــركــات االجـتـمــاعـيــة هــي بـمـثــابـ أـة سلوك‬ ‫نوعية جديدة‪.‬‬ ‫«المالءمة االجتماعية �و القلق‬ ‫عدم‬ ‫عن‬ ‫يعبر‬ ‫جمعي‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫االجتماعية واالضطراب االجتماعي‪� ،‬و عدم الرضا الشخصي‪ ،‬وهي‬ ‫الحركة‬ ‫فإن‬ ‫نفسه‬ ‫ماركس‬ ‫لتحليل‬ ‫ووفقا‬ ‫أ‬ ‫تعني ذلــك التحرك الجماهيري الــذي ينش� كنتيجة أتتماشى مع النظام الديناميكي للسلوك االجتماعي في‬ ‫الطبقي‪ ،‬ويستدل ماركس على أذلك من التاريخ �ثناء نموها‪ ،‬ومــن ثم هــي‪-‬اي الحركات االجتماعية‪-‬‬ ‫للصراع أ أ‬ ‫كنتيجة لكون تتضمن كل مظاهر السلوك الجمعي‪.‬‬ ‫حيث ر�ى �ن الحركة التاريخية تنش�‬ ‫أ‬ ‫كل مرحلة تاريخية يسبقها ثورة جديدة في أالساليب‬ ‫والعالقات االجتماعية لإلنتاج‪ ،‬والتي يمكن �ن تفسر وي ــرى‬ ‫رودول ــف هيبرل فــي نـطــاق تعريفه للحركات‬ ‫«نوعا ً‬ ‫كاستجابة جدلية للتغيرات في الظروف المجتمعية االجتماعية أ�نها تعد ً‬ ‫جماعات الفعل‬ ‫من‬ ‫خاصا‬ ‫والواقعية والصراعات الطبقية للمجتمع‪ .‬هذا النمط المتسق والتي تستمر مدة أ�طول وتكون أ�كـثر ً‬ ‫تكامال‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫وهي ليست‬ ‫من رد الفعل يتخذ‬ ‫شكل الفكرة ونقيضها ثم الت�ليف �و تماسكا من أ حركات الغوغاء والجمهرة أ‬ ‫فإن ظهور البورجوازية وعملية التجمع منظمة مثل أالندية السياسية والجمعيات الخرى”‪.‬‬ ‫بينهما‪ .‬هكذا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ويرى هيبرل �ن مجرد التشابه في المشاعر والتعاضد‬ ‫كانت‬ ‫وهذه‬ ‫اجتماعية‪،‬‬ ‫حركة‬ ‫يعتبر‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫يمكن‬ ‫سمالي‬ ‫�‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫نقيضا للحركة الثورية للبروليتاريا والتي تنب� ماركس من أبين �عــداد كبيرة من الناس ال يعد حركة اجتماعية‪،‬‬ ‫خاللها بميالد المجتمع الشيوعي الالطبقي الجديد‪ .‬و�ن مجرد تقليد العمل الجماهيري‬ ‫حركة وإنما‬ ‫أ‬ ‫ال يشكل أ‬ ‫تتحد المشاعر والهداف‬ ‫تنش� أ‬ ‫الحركة االجتماعية حيث أ‬ ‫أ‬ ‫إن التحليل الماركسي �عطى الغلبة والــدور الرئيسي فيعمل الفـراد في ظل مشاعر و�هــداف مشتركة تعبر‬ ‫في التعريف بالحركات االجتماعية للمادة‪ ،‬وللظروف عن تماسك الجماعة‪.‬‬ ‫االق ـت ـصــاديــة‪ ،‬واع ـت ـبــر حـتـمـيــة سـيـطــرة الـبــرولـتـيــاريــا‬ ‫يرى أ ً أ‬ ‫أ‬ ‫ركــائــز التنظير للحركات االجتماعية الـثــوريــة وغيب كما �ن هيبرل �يضا �ن الحركة االجتماعية تعد‬ ‫بعض العناصر المهمة في التعريف بمكونات الحركة بمثابة سلوك جمعي تكون بدايته في ظرف من القلق‬ ‫االجتماعية‪ .‬وبـهــذا يـكــون أالتحليل الماركسي افتقد ويشتق قــوتــه الــدافـقــة مــن السخط الجماهيري على‬ ‫أللنموذج المتكامل الــذي يــ�خــذ فــي اعتباره مختلف النظام االجتماعي القائم‪ ،‬ويبحث عن نسق جديد‬ ‫للعالقات االجتماعية وللحياة‪.‬‬ ‫السس المنهجية‪.‬‬

‫إ�ن التحليل الماركسي أ�عطى الغلبة والدور‬ ‫الرئيسي في التعريف بالحركات االجتماعية‬ ‫لـلـمــادة‪ ،‬ولـلـظــروف االق ـت ـصــاديــة‪ ،‬واعتبر‬ ‫حتمية سيطرة البرولتياريا ركائز التنظير‬ ‫للحركات االجتماعية الثورية وغيب بعض‬ ‫العناصر المهمة فــي التعريف بمكونات‬ ‫الحركة االجتماعية‬

‫إن الحركات االجتماعية هي تنظيمات شاملة مؤلفة من‬ ‫جماعات متنوعة المصالح‪ ،‬تضم حال تشكلها طبقات‬ ‫مهمة في المجتمع مثل العمال والجماعات النسائية‬ ‫والطالب الى جانب العنصر الفكري‪ .‬والشيء الذي‬ ‫سيجمع هذه القطاعات المختلفة من المجتمع ذات‬ ‫اك‬ ‫المصالح المتنوعة هو شعور عام أ بالضيم قوامه اإلدر ووفـقـ ً‬ ‫الليبرالي فــإن هيربرت بلومر يعرف‬ ‫للتحليل‬ ‫ـا‬ ‫المشترك لغياب الديموقراطية �و العدالة في وضعية‬ ‫أ‬ ‫أالحركة االجتماعية ب�نها ذلك النشاط االجتماعي الذي‬ ‫سياسية بعينها‪.‬‬ ‫ي�خذ ً‬ ‫غالبا شكل التصور‬ ‫المنظمة‪،‬‬ ‫غير‬ ‫والمشاعر‬ ‫ات‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫تدريجيا معب ًرا عن �شكال‬ ‫إ�ن الحركات االجتماعية هي تنظيمات شاملة وهو النشاط الــذي يصبح‬ ‫مؤلفة من جماعات متنوعة المصالح‪ ،‬تضم جديدة من االعتقاد والسلوك الجمعي التي ال تجد منافذ‬ ‫مطالبها‪ ،‬من خاللها‪ ،‬فتتحول إلى حركة‬ ‫حال تشكلها طبقات مهمة في المجتمع مثل للتعبير عن أ‬ ‫أمنظمة تهدم النماط االجتماعية الموجودة وتستبدلها‬ ‫العمال والجماعات النسائية والطالب إ�لى ب�خرى تتفق ومصالحها الفعلية‪.‬‬

‫جانب العنصر الفكري‪.‬‬

‫والـحــركــة االجتماعية فــي التحليل الماركسي‪ ،‬تعني‬ ‫الصفة التي تالزم المادة ً‬ ‫عنها‪ ،‬بل‬ ‫تنفصل‬ ‫وال‬ ‫‪،‬‬ ‫باطنيا‬ ‫أ‬ ‫تشكل أ� ً‬ ‫سلوبا لوجودها‪ ،‬وهي تعني في معناها الوسع‬ ‫« التغيير» عــامــة‪ ،‬فتشمل كافة العمليات الجارية‬

‫إن الحركة االجتماعية عند بلومر تعد بمثابة سلوك‬ ‫المعايير الخاصة بالبناء‬ ‫جماعي ٍ‬ ‫واع أيهدف‬‫إلى تغيير أ‬ ‫االجتماعي والنماط النظامية والدوار والمكانات في‬ ‫مجتمع معين‪ ،‬ولهذا فالحركات االجتماعية تعد هيئات‬ ‫مهمة للتغيير االجتماعي‪.‬‬

‫يـتـضــح مــن ه ــذا الـتـعــريــف ال ــذي قــدمــه هـيـبــرل دور‬ ‫االجتماعي الذي يتمثل في اإلحساس واالنتماء‬ ‫الوعي‬ ‫أ‬ ‫يتحقق بدرجات‬ ‫الذي‬ ‫الجماعة‬ ‫عضاء‬ ‫�‬ ‫بين‬ ‫والتماسك‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫االجتماعية‪ ،‬إذ �من هيبرل‬ ‫الحركة‬ ‫عضاء‬ ‫�‬ ‫متفاوتة بين‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫بــ�ن �هــم سمات الحركة االجتماعية �نـهــا تهدف إلى‬ ‫إحداث تغييرات راديكالية في النظام االجتماعي العام‬ ‫وبخاصة في مجاالت توزيع الثروة وعالقات العمل‪.‬‬ ‫أ أ‬ ‫مما سبق يتبين �ن �بــرز التعريفات الغربية لمفهوم‬ ‫الحركة االجتماعية قد اتفقت فيما بينها على خمسة‬ ‫ع ـنــاصــر تـشـكــل مـجـتـمـعــة ال ـج ــوان ــب ال ـرئ ـي ـس ـيــة في‬ ‫التحليالت الغربية المعاصرة لمفهوم الحركة االجتماعية‬ ‫وهي‪:‬‬ ‫أ‬ ‫إن الحركة االجتماعية تعد بمثابة مجموعة من الفعال‬ ‫لجماعة من الناس‪.‬‬ ‫أإن تلك الحركة تهدف عــادة إلــى التغيير االجتماعي‬ ‫لنماط الحياة القائمة‪.‬‬ ‫ضرورة توافر عنصر الوعي‪.‬‬ ‫تنبع الـحــركــة مــن واق ــع اجـتـمــاعــي ســيء مــن الناحية‬ ‫االقتصادية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫إن �هم اسباب الحركات أ االجتماعية هو اإلحساس بعدم‬ ‫الرضى والسخط على الوضاع القائمة‪.‬‬ ‫العدد (‪ 31 )7‬كانون األول ‪2013‬‬

‫‪15‬‬


‫ضوء‬

‫رأي‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫خـارج التـصنيف‬

‫¶ علي سفر‬ ‫ر‬ ‫السياسية السورية‪،‬‬ ‫خا ج التصنيف‪ ،‬بقيت الحياة أ‬ ‫طيلة سنوات حكم نظام حافظ الســد‪ ،‬فسوى‬ ‫سياسي‬ ‫الملفات الحزبية الخاصة بكل تنظيم أ‬ ‫أعلى حدة‪ ،‬وسوى الملفات المتر أاكمة لدى الجهزة‬ ‫اب‪ ،‬كان من‬ ‫المنية أ عن كل التنظيمات ًوالحـز ً أ‬ ‫ً‬ ‫تصنيفيا‬ ‫دعائيا �و‬ ‫أالنادر �ن يجد‬ ‫أ‬ ‫الباحث كـتابا أ‬ ‫�و ً‬ ‫بحثيا‪ ،‬يــروي سيرة �حــد الح ـزاب السياسية‬ ‫ـور‬ ‫الجبهة الوطنية‬ ‫ال ـسـ يــة ال ـخــارجــة عــن جـنــة أ‬ ‫التقدمية‪ ،‬الـتــي كرسها حــافــظ الس ــد كواجهة‬ ‫لتحكم أالبعث بمجمل الحياة السياسية السورية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫بعد �ن �سس لهذا التحكم عبر المادة الثامنة في‬ ‫دستور عام ‪.1973‬‬ ‫أ‬ ‫وجود أالمدونة‪� ،‬و الكـتاب الحزبي المتداول بين‬ ‫واضح ألشيئين‬ ‫أالناس‪� ،‬و غيابهما‪ ،‬يؤشر أ ٍ‬ ‫بشكل ٍ‬ ‫ساسيين يتصالن بالمس�لة الحزبية‪ ،‬الول هو‬ ‫� آ‬ ‫نوع ما للنشاط السياسي‪،‬‬ ‫من‬ ‫دعائية‬ ‫لية‬ ‫�‬ ‫وجود‬ ‫ً ٍ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫وهو �مر بات مفقودا تماما تحت سلطة البعث‬ ‫وجبهته‪ ،‬التي حصرت النشاط الحزبي العلني‬ ‫بــا ألـبـعــث نـفـســه‪ ،‬بينما منعت ذل ــك عــن آباقي‬ ‫متفاوت بين أحزب و�خر‬ ‫الح ـزاب‪ ،‬مع تساهل أ‬ ‫بحسب رض ــى الـقـيــادة و الج ـه ــزة المـنـيــة عن‬ ‫أدرجــة والء الـحــزب الشريك‪ ،‬وتقليمه الطوعي‬ ‫والثاني هو ديناميكية عمل الحزب نفسه‪،‬‬ ‫لظافره‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وباتت عرضة‬ ‫فقد ترهلت الح ــزاب الجبهوية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫لالنقسامات واالن ـش ـطــارات‪ ،‬وقـضــت الحـ ـزاب‬ ‫ً ً‬ ‫النشاط السري‪ ،‬الذي‬ ‫المتمردة حقبة كاملة من أ‬ ‫كانت تـحــاول مـ أـن خالله بــث �فـكــارهــا‪ ،‬بشكل‬ ‫محدود‪ ،‬وضمن �طــر ضيقة‪ ،‬خشية انكشافها‪،‬‬ ‫مما يعرض كوادرها إ�لى خطر االعتقال‪.‬‬ ‫وه ـكــذا بـ أـاتــت ص ــورة العمل السياسي الحزبي‬ ‫الجمهور مقسمة إ�لــى مشهدين‪،‬‬ ‫الـســوري �م ــام‬ ‫أ‬ ‫مشهد السخرية من الحزاب التي باتت مملوكة‬ ‫لـصــاحـبـهــا ح ــزب ال ـب ـعــث ال ـع ـربــي االش ـت ـراكــي‪،‬‬ ‫ـور‬ ‫ومشهد‬ ‫كما تـقــول النكـتة الـسـ يــة الـشـ أهـيــرة‪ ،‬أ‬ ‫جهزة ال أمنية‬ ‫أ‬ ‫الزنازين المعتمة‪ ،‬الذي كرسته ال أ‬ ‫بعد �ن شنت وخـ أـال عقود أحكم الســد الب‬ ‫مئات الحمالت المنية‪ ،‬التي �ودت بالحزبيين‬ ‫والمستقلين من النشطاء إ�لى غياهب السجون‪.‬‬ ‫نتحدث هنا عن فترة حكم حافظ أالسد‪ّ ،‬‬ ‫ونرحل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫حكم السد أاالبن‪،‬‬ ‫زمن‬ ‫لى‬ ‫�‬ ‫ذاتها‬ ‫والوقائع‬ ‫فكار‬ ‫ال‬ ‫إ‬ ‫أ‬ ‫مع تفاوتات في طبيعة تعاطي الجهزة المنية‬ ‫(ربيع‬ ‫مع الحراك السياسي‪ ،‬أفمن القضاء على أ‬ ‫دمـشــق) فــي السنوات الول ــى مــن حكم ال ـر�س‬ ‫الجديد للنظام‪ ،‬إ�لــى حمالت اعتقال تستهدف‬ ‫‪16‬‬

‫العدد (‪ 31 )7‬كانون األول ‪2013‬‬

‫أ‬ ‫بـعــض الـتـنـظـيـمــات‪ ،‬والف ـ ـ ـراد‪ ،‬إ�ل ــى اسـتـهــداف‬ ‫الموقعين على بيان «دمشق بـيــروت» الشهير‬ ‫أفي عام ‪ ،2005‬ظل التفكير أبالحزب السياسي‬ ‫�م ًرا ً‬ ‫عصيا على التحقق‪ ،‬سيما و�ن مشروع قانون‬ ‫أ‬ ‫الحزاب الذي تمت إالشارة إ�ليه في وثائق المؤتمر‬ ‫القطري‬ ‫حبيس‬ ‫أ لحزب أالبعث أفي تلك الفترة ظل أ‬ ‫أالدراج‪ ،‬وفي اليام الولى لثورة الكرامة‪ ،‬بد�ت‬ ‫�ج ـهــزة إ�ع ــام النظام تبشر الشعب الـ أســوري‪،‬‬ ‫ر‬ ‫نشاء الحزاب‬ ‫بقرب إ�مكانية السماح للسو يين إب� أ‬ ‫السياسية الـتــي يــرغـبــون بـهــا‪ ،‬ورغ ــم �ن قسوة‬ ‫الديكـتاتورية والكلف الباهظة من أسجن وقمع‬ ‫حزبية‬ ‫لم تمنع‬ ‫السوريين أ من العمل ضمن �طر أ‬ ‫ً‬ ‫مكونة تاريخيا‪ ،‬إ�ال �ن سماح النظام للبعض ب�ن‬ ‫يقوم بتشكيل الحزب السياسي‪ ،‬أ قد اقتصر على‬ ‫تكوينات سياسية كرتونية‪ ،‬قررت �ن تعمل تحت‬ ‫السقف الذي يتيحه النظام ذاته‪ ،‬تحت مانشيتات‬ ‫فضفاضة و عــا مــة‪ .‬بينما بقيت الكـتل‬ ‫سياسية أ‬ ‫السياسية الساسية بعيدة عن الترخيص العتيد‪،‬‬ ‫ال ــذي منحته أوزارة داخـلـيــة الـنـظــام للبعض‪،‬‬ ‫وحجبته عن ال كـثرية‪.‬‬

‫ر‬ ‫الحزبي السوري‪،‬‬ ‫في نظرة من الخا ج للمشهد أ‬ ‫بــدت ســوريــا ولسنين طويلة بــا �حـ ـزاب سوى‬ ‫الوطنية‬ ‫الـبـعــث وم ــن الـتـحــق بــه فــي الـجـبـهــة أ‬ ‫التقدمية‪ ،‬بينما قدم لنا الباحث إ�سماعيل �حمد‬ ‫في بحثه غير المنشور‪ ،‬والمتداول فقط على شبكة‬ ‫النترنت منذ عشر سنوات ً‬ ‫تقريبا تحت عنوان‬ ‫إ‬ ‫ً‬ ‫«أ الخارطة السياسية السورية»‪ ،‬لوحة واسعة‬ ‫ً‬ ‫السياسية السورية‪،‬‬ ‫القوى‬ ‫من‬ ‫مشكلة‬ ‫الرجــاء‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وكــذلــك نشرت مجلة (�س ــود و�ب ـيــض) الخاصة‬ ‫‪ ،2005‬ومع بداية تلويح النظام بقرب‬ ‫في العام‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫صــدور قانون الح ـزاب‪ ،‬ملفا كبيرا عرضت فيه‬ ‫للعشرات أمن التنظيمات السياسية التي عملت‬ ‫من تحت الرض طيلة عشرات السنين‪ .‬ومع مرور‬ ‫ما يقارب ‪ 1000‬يــوم على بــدء الثورة السورية‪،‬‬ ‫الحزبي السابق لها‪،‬‬ ‫المشهد‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بات الحديث عن آ‬ ‫وك�نه حديث عن بلد �خــر‪ ،‬بعد �ن ظهرت إ�لى‬ ‫العلن مئات التشكيالت السياسية‪ ،‬والتي توزعت‬ ‫مذاهبها بين تلك التي تنتمي للحراك أالثوري‪،‬‬ ‫وبين تلك التي طمحت إلعــادة إ�حياء الحـزاب‬ ‫الميتة منذ عقود‪ ،‬عبر ضخ الدم فيها‪ ،‬في سبيل‬ ‫استرجاع ما قام البعث والديكـتاتورية بدفنه‪.‬‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫غير �ن الغالبية العظمى من هذه القوى والحزاب‬ ‫ً‬ ‫نفسها بوصفها قوى‬ ‫التي ظهرت راهنا‪ ،‬لم تكرس آ‬ ‫سياسية تعمل ببرنامج مرحلي‪ ،‬و�خر استراتيجي‪،‬‬ ‫أبل قدمت نفسها بوصفها قوة ثورية‪ ،‬تعمل ضمن‬ ‫�طر الح أراك الثوري الذي يهدف إ�لى إ�سقاط نظام‬ ‫التقديم بالحديث‬ ‫بشار الســد‪ ،‬ولم تـ أـردف هذا أ‬ ‫عن برامج اقتصادية �و اجتماعية �و ثقافية وغير‬ ‫ذلك‪ ،‬فالسياسي الراهن ظل أعنوانها العريض‪،‬‬ ‫ر‬ ‫همية راهنة‪ ،‬إ�ال‬ ‫أو غم ما يحوزه هذا الجانب من � أ‬ ‫�نه لم يتمكن هذا التشكيل الحزبي أ�و ذاك من‬ ‫أالتفرد عن المجموع الكلي للقوى الخــرى‪ ،‬مما‬ ‫�عاد المشهد الحزبي إ�لى ما يشبه الصورة السابقة‬ ‫التي تم تكريسها في ظالل الديكـتاتورية‪.‬‬ ‫وه ـكــذا ب ـ أـدا ال ـج ــواب بــرفــض الـعـمــل الـحـزبــي‪،‬‬ ‫من قبل � ك ـثــر من دزينة من الشباب السوري‬ ‫ً‬ ‫طبيعيا وغير مفاجئ‪ ،‬فهؤالء‬ ‫المنضوي في الثورة‬ ‫أ‬ ‫ال يــرون �ن القوى الحزبية مقنعة‪ ،‬ال من جهة‬ ‫البرامج السياسية‪ ،‬وال من جهة عملها الثوري‪،‬‬ ‫ولعل يقين هؤالء بعدم وجود بديل مقنع‪ ،‬يضع‬

‫نشطة‬ ‫جميع المراهنين على والدة مرحلة سياسية‬ ‫فــي مرحلة مــا بعد سـقــوط الـنـظــام‪ ،‬أ�م ــام مـ أـ�زق‬ ‫كبير‪ ،‬إ�ذ كيف يمكن أللقوى التي تنادي بعملية‬ ‫سياسية ديموقراطية‪� ،‬ن تترجم طموحاتها في‬ ‫فيها‪ ،‬وعدم اقتناع‬ ‫ظل انكماش عدد المنضوين أ‬ ‫الشباب أ الــذي شكل المحرك الساسي للثورة‪،‬‬ ‫براهن الحزاب هذه؟‬ ‫هل سيتحول الحراك السياسي السوري في أ مرحلة‬ ‫ما بعد أسقوط النظام إ�لى لعبة سياسية ب�حزاب‬ ‫فاقدة للهلية الجماهيرية؟ أقد يبدو السؤال مبك ًرا‬ ‫ً‬ ‫متجنيا على قوى‬ ‫للبعض‪ ،‬وقد يراه أالبعض الخر‬ ‫سياسية لم يتح لها �ن تمارس نشاطها العلني في‬ ‫ظــروف طبيعية‪ ،‬ولكن في الحقيقة ومع تتالي‬ ‫الوقائع المحلية والدولية التي تفيد بحدوث توافق‬ ‫المرحلة االنتقالية في‬ ‫دولــي على ضــرورة قيام‬ ‫أ‬ ‫سوريا‪ ،‬إف�ن السؤال عن واقع الحزاب السياسية‬ ‫مشروعا ً‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫ومهما‪ ،‬حتى و إ�ن‬ ‫امجها يبدو‬ ‫أالسو ية وبر أ‬ ‫ر�ى البعض ب�ن الزمن الذي سيعقب السقوط‬ ‫العتيد‪ ،‬سيشكل بحد ذاته موجة مد جماهيري‬ ‫أ‬ ‫كبيرة‪ ،‬ستضع الجميع �مام أاستحقاق المستقبل‪،‬‬ ‫كــامـتـحــان سيقف الجميع �م ــام ــه‪ ،‬بــانـتـظــار ما‬ ‫سينبثق عنه من احتماالت وخيارات‪.‬‬


‫ضوء‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تونس تشهد صراع ًا سياسي ًا حول اإلسالم‬ ‫بقلم‪ :‬إي ــدوارد كــودي (واشـنـطــن بــوســت ‪ 16‬حــزيـران‬ ‫‪ / )2013‬ضــوضــاء‪ /‬فــريــق الترجمة عــن اإلنكليزية‪:‬‬ ‫مراد عيد‪ .‬رابط المقال‪:‬‬ ‫‪-http://articles.washingtonpost.com/2013‬‬ ‫‪world/40012817_1_tunisians-habib-/16-06‬‬ ‫‪bourguiba-constitution‬‬ ‫تونس‪ ،‬عامان ونصف العام بعد إشعال الثورة التي‬ ‫أ‬ ‫توهجت في �نحاء الوطن العربي‪ ،‬انتقل التونسيون إلى‬ ‫أ‬ ‫الفصل الثاني‪ ،‬نزاع سياسي بين اإلسالميين الصوليين‬ ‫واإلسالميين المعتدلين‪ ،‬التي ميزت ‪ً 57‬‬ ‫عاما من عمر‬ ‫أ‬ ‫�متهم كدولة مستقلة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫رغم �ن تونس دولة صغيرة‪ ،‬بعدد سكان ال يتجاوز ‪11‬‬ ‫مليون نسمة‪ّ ،‬إال أ�ن قراراتها حول الهوية القومية‪ ،‬ودور‬ ‫الدين ولمسة التنظيم السياسي تبدو واضحة‪ ،‬ومن‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫نموذجا للتحديات الرئيسية‪ ،‬التي‬ ‫المرجح �ن تصبح‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫تواجه المصلحين عبر شمال �فريقيا والشرق الوسط‪.‬‬ ‫في الواقع‪ ،‬وصل التونسيون إلى نقطة في الديمقراطية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫حيث يريد المعارضون السوريون �ن يصلوا‪ ،‬بعد انتهاء‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الـحــرب الهـلـيــة‪ ،‬وحيث يريد الليبيون �ن يكونوا‪،‬‬ ‫فــي دول ــة مــا بعد الـقــذافــي‪ ،‬وحـيــث يــريــد المصريون‬ ‫أ‬ ‫العلمانيون �ن يـكــونــوا‪ ،‬عند نـشــوء مـعــارضــة فعالة‬ ‫لإلخوان المسلمين‪.‬‬ ‫«هــذا مختبر»‪ ،‬حسب ما يقول (منار اسكندراني)‪،‬‬ ‫وهو ناشط سابق في حزب النهضة اإلسالمي الحاكم‪،‬‬ ‫أ‬ ‫انشق عنه في محاولة لت�سيس حزب‪ ،‬يدعو للحوار بين‬ ‫أ‬ ‫الصوليين والعلمانيين‪.‬‬ ‫الخيارات السياسية واضحة المعالم بشكل خاص في‬ ‫تونس‪ ،‬جزء منها بسبب العدد الكبير لناشطي الطبقة‬ ‫الوسطى‪ ،‬التي كانت تتطلع ً‬ ‫طويال نحو فرنسا‪ ،‬القوة‬

‫االستعمارية السابقة‪ ،‬للمزيد من اإللهام‪ ،‬عالوة على‬ ‫ذلك‪ ،‬عزز (حبيب بورقيبة) زعيم االستقالل التونسي‬ ‫المقدس‪ ،‬التقاليد العلمانية واإلسالم المعتدل خالل‬ ‫عهده‪ ،‬الذي استمر حتى تفوقت الشيخوخة عليه في‬ ‫عام ‪ ،1987‬واستبعده (زين العابدين بن علي)‪ ،‬وهو‬ ‫أ‬ ‫جنرال حيادي �صبح ديكـتاتو ًرا‪.‬‬ ‫لكن في عيون كـثير من التونسيين‪ ،‬كانت الطبقة‬

‫المتوسطة ذات التوجه الغربي وتقاليدها العلمانية‬ ‫«ملوثة»‪ ،‬خــال ما يقارب ربــع قــرن من حكم (زين‬ ‫العابدين بن علي) بالفساد والقمع‪ً ،‬‬ ‫وفقا لـ (عمر شعبو)‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫الذي يت أر�س ً‬ ‫علمانيا «حركة الدستوريين الحرار»‪.‬‬ ‫حزبا‬ ‫ونتيجة ذلــك‪ ،‬بعد اإلطــاحــة ب ـ (بــن علي) فــي كانون‬ ‫الثاني عام ‪ ،2011‬جلبت االنتخابات لتشكيل جمعية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ت�سيسية إلى السلطة‪ ،‬حزب النهضة‪ ،‬الــذي يتر�سه‬ ‫(راشد الغنوشي)‪ ،‬العائد من المنفى ً‬ ‫إضافة للعديد من‬ ‫أ�عضائه الذين أ�فرج عنهم ً‬ ‫حديثا من سجون (بن علي)‪.‬‬ ‫بسجله الحافل بمحاربة (بن علي)‪ ،‬كان حزب النهضة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المرجح ال كبر لتطهير السياسة‪ ،‬لكن منذ �ن تولت‬ ‫أ‬ ‫الحكومة الجديدة والجمعية الت�سيسية السلطة‪ ،‬في‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫تشرين �ول عام ‪ ،2011‬غاصت الثورة عميقا في نزاعات‬ ‫ال نهاية لها‪ ،‬ومعظمها حول دور اإلسالم في الدستور‬ ‫في المستقبل‪ ،‬ولكن أ� ً‬ ‫يضا على السلطات الرئاسية‪.‬‬

‫ترجمة‬

‫أ‬ ‫و�يــدت تنظيم القاعدة في المغرب اإلسالمي‪ ،‬ويتبع‬ ‫تنظيم القاعدة في المغرب للشبكة اإلرهابية العالمية‬ ‫أ‬ ‫في شمال �فريقيا‪.‬‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫ات ـهــم ال ـم ـســؤولــون الـحـكــومـيــون �ت ـب ــاع زع ـيــم �ن ـصــار‬ ‫أ‬ ‫ال ـشــري ـعــة‪( ،‬س ـيــف ال ـلــه بــن حـسـيــن‪ /‬الـمـلـقــب بــ�بــو‬ ‫أ‬ ‫عياض)‪ ،‬والمطلوب للمن التونسي‪ ،‬وسجن بتهمة‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫ك ــان ح ــزب الـنـهـضــة مـصـمـمــا ع ـلــى ت ـج ــاوز الــدس ـتــور الهجوم على السفارة المريكية في �يلول‪( ،‬قتل في‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫بالشريعة‪ ،‬المبنية على مبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬الهجوم �ربعة �شخاص‪ ،‬و�صيبت فيه السفارة ب�ضرار‬ ‫أ‬ ‫لكن بعد خالفات طويلة مع القليات العلمانية‪ ،‬تم جسيمة)‪.‬‬ ‫أ‬ ‫االتفاق مؤخ ًرا على صيغة‪� ،‬ن القانون في البالد يقوم‬ ‫أ‬ ‫على «التعاليم اإلسالمية»‪ ،‬رغم �ن هذه الصيغة مؤقتة‪ .‬إضافة لذلك‪ ،‬اكـتشفت عصابة مسلحة‪ ،‬تطلق على‬ ‫أ‬ ‫نفسها اسم عقبة بن نافع‪ ،‬تتدرب للجهاد �و للحرب‬ ‫أ‬ ‫قــدمــت مـســودة الــدسـتــور الـجــديــد فــي شهر حــزيـران‪ ،‬المقدسة‪ ،‬حول جبل شعانبي في �قصى غرب تونس‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مت�خرة عن الموعد‪ ،‬لكن العديد من بنوده ال تزال قرب الحدود الجزائرية‪ ،‬قالت وزارة الداخلية �نها قامت‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫خاضعة للنقاش‪ ،‬يجب �ن تتم الموافقة على الوثيقة بعدد مــن االعـتـقــاالت‪ ،‬وتبحث عــن ‪ 20‬تونسيا و‪11‬‬ ‫أ‬ ‫ـدة بمناقشات مطولة جز ً‬ ‫مــن قبل أ�غلبية الثلثين‪ ،‬واع ـ ً‬ ‫ائريا‪ ،‬معروف �نهم ضمن المقاتلين‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫مستقبال‪ ،‬كنتيجة توقعت الشخصيات السياسية �ن‬ ‫أ‬ ‫االنتخابات الجديدة‪ ،‬والتي من المفترض �ن تجري هذا الجيش التونسي المؤلف من ‪ 18000‬رجــل‪ ،‬والــذي‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫العام‪ ،‬من المرجح �ن تت�جل إلى عام ‪� 2014‬و حتى إلى كان يجوب المنطقة الجبلية ل كـثر من شهر لتفريق‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫عام ‪،2015‬‬ ‫مفاقمة االنجراف إلى الشعور بخيبة المل‪ .‬المخيمات‪ ،‬عانى من ثالث حاالت وفاة في تفجيرات‬ ‫قــال (الـغـنــوشــي) فــي محادثة مــع صحفيــي واشنطن عبوات ناسفة مزروعة على جانب الطريق‪ ،‬توفي جندي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫آ‬ ‫بــوســت‪ ،‬خ ــال زي ــارة لـلــواليــات الـمـتـحــدة فــي �ي ــار‪� ،‬خر بعد �ن �طلق النار عليه بالخط� من قبل جندي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫إن حزبه �جـبــر على تقديم «تـنــازالت عــدة» لــ�حـزاب �خر خالل كمين‪.‬‬ ‫ً‬ ‫متضمنة التخلي عن محاولة تثبيت الشريعة‬ ‫العلمانية‪،‬‬ ‫كمصدر للقانون‪ ،‬وقبول اللغة التي ترسخ عهد (بورقيبة) «نريد الشريعة»‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫فيما يتعلق بحقوق المساواة بين المر�ة والرجل‪.‬‬ ‫المدينة الداخلية (القيروان) تبعد ‪ 120‬كيلو مترا جنوب‬ ‫العاصمة تــونــس‪ ،‬هــي المركز التاريخي لــإســام منذ‬ ‫لكن خ ــارج الجمعية‪ ،‬سمح حــزب (الـغـنــوشــي) على وصوله تونس‪ ،‬في القرن السابع الهجري‪ ،‬وكان جامع‬ ‫أ‬ ‫مدى العامين الماضيين‪ ،‬بظهور حركات سلفية قوية‪ ،‬عقبة بن نافع الكبير‪ ،‬الذي �مر (عقبة) ببنائه باستخدام‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المتشددون المكرسون لفرض شكل حاد من اإلسالم‪� ،‬عمدة من الثار الرومانية‪ ،‬مق ًرا شهي ًرا لإلسالم وللتعاليم‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫أ أ‬ ‫تنظم بعضهم فــي مجموعة تسمى �نـصــار الشريعة‪ ،‬العامة‪ ،‬و�صبح �حد مزارات اإلسالم الرئيسية‪.‬‬ ‫ما يصل إلــى ثلث ال ـ ‪ً 150000‬‬ ‫مقيما في الـبــاد‪ ،‬هم‬ ‫أ أ‬ ‫سـلـفـيــون بــدرجــة �و ب ــ�خ ــرى‪ ،‬يـظـهــرون فــي ال ـشــوارع‬ ‫الـضـيـقــة‪ ،‬بـكــامــل لـحــاهــم وعــامــاتـهــم ال ـس ــوداء على‬ ‫أ‬ ‫رؤوسهم‪ ،‬يقول �حد السكان‪ ،‬وهو محاسب (ممتلئ‬ ‫أ‬ ‫الجسم ذو لحية مائلة إلــى االح ـم ـرار)‪ ،‬وال ــذي �نهى‬ ‫أ‬ ‫صالة الظهر للتو في جامع الفرات‪� ،‬ن هدف السلفية‪:‬‬ ‫أ‬ ‫«استكمال ما بد�ناه باالنقالب على بن علي»‪.‬‬ ‫العدد (‪ 31 )7‬كانون األول ‪2013‬‬

‫‪17‬‬


‫ضوء‬

‫رأي‬ ‫¶‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫حزب البعث والسلطة‬

‫شمس الدين الكيالني‬

‫لم يكن (الحزب) ً‬ ‫دوما في هذه الحالة من التبعية‬ ‫المطلقة للسلطة‪ ،‬إذ إنه ّمر بمراحل ومحطات‪ ،‬قبل‬ ‫أ‬ ‫�ن يصل إلى هذه الحال‪ .‬فقد ولى ذلك الزمن الذي‬ ‫كان لحياة الحزب الداخلية دورها الحاسم في تطور‬ ‫أ أ‬ ‫ً‬ ‫تدريجيا بعد‬ ‫استراتيجيته‪ ،‬بعد �ن ت� ّكلت هذه الحياة‬ ‫أ‬ ‫(الجهزة النافذة)‪ّ ،‬‬ ‫وتحول‬ ‫استالمه السلطة لحساب‬ ‫أ‬ ‫إلى غطاء إيديولوجي‪ ،‬و�داة للضبط االجتماعي‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ش�نه في ذلك شــ�ن النقابات المختلفة على تعدد‬ ‫وظائـفها‪ ،‬والتي يتمثل جوهرها في النهاية بصياغة‬ ‫آ‬ ‫�الت الضبط االجتماعي‪.‬‬

‫أ‬ ‫على مس�لة الــوحــدة‪ /‬االنفصال‪ ،‬لم يترك للقوى‬ ‫الوسطية كالبعث مــن وزن‪ ،‬فكان على تنظيمه‬ ‫العسكري أ�ن ّ‬ ‫يعوض هــذا الفراغ والـقــوة‪ ،‬ال سيما‬ ‫في ظل وضع سياسي دراماتيكي خاطف‪ ،‬قامت‬ ‫فيه‪ ،‬خالل سنتين (‪ )1963 -1961‬ثالث محاوالت‬ ‫انـقــابـيــة الس ـت ـعــادة ال ــوح ــدة‪ .‬اسـتـبــق (الـتـنـظـيــم‬ ‫العسكري) البعثي ّ‬ ‫تحرك الناصريين‪ ،‬في التوقيت‬ ‫أ‬ ‫االنـقــابــي‪ ،‬وهــو مــا اضـطــر الخـيــريــن لمساندتهم‬ ‫مــن موقع الصف الـثــانــي‪ ،‬فــي انـقــاب الثامن من‬ ‫آ‬ ‫�ذار ‪ ،1963‬ومهد هذا للبعثيين التفرد بالسلطة‪،‬‬ ‫وإزاحة شركائهم‪ ،‬فكان ال بد‪ ،‬في ظل عزلة البعث‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الجماهيرية والتنظيمية‪� ،‬ن تغدو الرجحية لتنظيمه‬ ‫أ‬ ‫العسكري‪ ،‬الذي �بقى القيادة التاريخية (ميشيل‬ ‫عفلق وصالح البيطار) في واجهة المسرح الحزبي‬ ‫أ‬ ‫السياسي‪ ،‬وتفرغ هو لبناء قواعد السلطة‪ ،‬و�جهزتها‬ ‫أ‬ ‫المنية الضاربة‪ ،‬وإلحاق النقابات وهيئات المجتمع‬ ‫خطا يسراوياً‬ ‫المدني بالسلطة‪ .‬وفــي النهاية طــرح ً‬ ‫عاكسا عزلته‪ ،‬أو� ً‬ ‫ً‬ ‫يضا بهدف االستيالء‬ ‫في الداخل‬ ‫على القاعدة االجتماعية للناصرية‪ .‬ولكي ينافس‬ ‫عبد الناصر ً‬ ‫عربيا‪ُ ،‬ويسكت المد الناصري المحلي‬ ‫المطالب باسترجاع الوحدة مع مصر‪ ،‬رفع شعاره‬ ‫المدوي‪ :‬عبر تحرير فلسطين بالحرب الشعبية نحو‬ ‫الــوحــدة‪ ،‬وهــي استراتيجية قــادت في النهاية إلى‬ ‫هزيمة ‪.1967‬‬

‫كــانــت حـقـبــة الـخـمـسـيـنـيــات ه ــي الـعـصــر الــذهـبــي‬ ‫للبعث‪ّ ،‬‬ ‫تحول فيها إلى حزب جماهيري بالفعل‪،‬‬ ‫أ‬ ‫إثــر اندماجه مــع حــزب �ك ــرم الـحــورانــي (االشتراكي‬ ‫العربي)‪ ،‬ومالقاته لعبد الناصر‪ .‬ثم سطع نجمه‬ ‫ً‬ ‫في خضم ّ‬ ‫متوافقا‬ ‫التحرك باتجاه الوحدة مع مصر‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ومدعوما من اندفاع وحدوي هائل للسوريين‪،‬‬ ‫مع‪،‬‬ ‫لكنهم ابتعدوا عن قيادة عبد الناصر‪ ،‬وزادوا من‬ ‫تحفظاتهم على الــوحــدة‪ ،‬واستقال وزراؤه ــم عام‬ ‫‪ ،1959‬فيما كانت قــواعــد الـحــزب‪ ،‬وقـيــاداتــه من‬ ‫الصف الثاني قد نقلت والءها إلى زعامة عبد الناصر‪.‬‬ ‫من هنا‪ ،‬عندما عقد الحزب مؤتمره القومي الثالث‬ ‫فــي بـيــروت عــام ‪ ،1959‬عقب استقالة قــادتــه من‬ ‫أ‬ ‫حكومة المتحدة‪ ،‬خرج منه ثلث �عضاء المؤتمر‬ ‫بقيادة الريماوي‪ ،‬متهمين ميشال عفلق والمؤتمر استمر التعايش الصعب بين الـقـيــادة التاريخية‬ ‫ً‬ ‫آ‬ ‫تنظيميا وف ـكــريـ ًـا‪ ،‬وبين‬ ‫بالت�مر على الــوحــدة‪ ،‬وه ــذا يفسر تـراجــع الحزب لـلـحــزب والـمــؤسـســة لــه‬ ‫ًآ‬ ‫ً‬ ‫العسكرية اليسراوية المتطرفة حتى عــام ‪،1966‬‬ ‫وشعبيا‪.‬‬ ‫تنظيمي�‬ ‫أ‬ ‫عـنــدمــا �ط ــاح ــت حــركــة ش ـبــاط الـعـسـكــريــة (بـهــذه‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وع ـنــدمــا قــامــت حــركــة االن ـف ـصــال ف ــي س ــوري ــا عــام القيادة التي �صبحت مهددة ب�حكام اإلعدام فلج�ت‬ ‫آ‬ ‫‪ ،1961‬أ�ب ــدى الـقــادة تعاطفهم مــع الحركة‪ ،‬بينما للمنافي)‪( ،‬وخطفت �خر المؤسسين للبعث‪ /‬شبلي‬ ‫ذه ـبــت ق ــواع ــده بــات ـجــاه م ـض ــاد‪ ،‬أ�ي ــده ــا الـبـيـطــار العيسمي من لبنان مع بداية الثورة السورية ‪.)2011‬‬ ‫والحوراني ً‬ ‫علنا‪ ،‬واستغرق عفلق في صمته سبعة وعلى الرغم من ذلك االنقالب الدراماتيكي‪ ،‬بقيت‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ�ي ــام خ ــرج بـعــدهــا بـمــوقــف ضـبــابــي أ�دان الـحــركــة‪ ،‬الحياة الداخلية للحزب مفتوحة �مام صراع الفكار‬ ‫وح ـ ّـم ــل ع ـبــد ال ـن ــاص ــر م ـســؤول ـي ـت ـهــا‪ .‬ق ـبــالــة ذلــك والسياسات‪ ،‬وحرص قادة هذه المرحلة على إبقاء‬ ‫وقـفــت كـتلة الـحــزب أالســاسـيــة فــي صــف (الحركة ا لـحــزب (منظمة طليعية مغلقة)‪ ،‬بتوسيع فترة‬ ‫عضوا ً‬ ‫(النصير) لكي يصبح ً‬ ‫عامال‪ ،‬واستلهام التجربة‬ ‫الـنــاصــريــة) الــداع ـيــة ل ـعــودة ال ــوح ــدة‪ ،‬فانحسرت‬ ‫عضوية الـحــزب المؤيدة لقيادته القومية الممثلة السوفياتية في بناء صرح االستبداد الشمولي‪ ،‬مع‬ ‫ً‬ ‫تدريجيا‪.‬‬ ‫بعفلق والبيطار بعد خسارته الكـتلة الناصرية‪ ،‬ترييف الحزب‬ ‫أ‬ ‫وجماعة أ�ك ــرم الـحــورانــي‪ ،‬إلــى مــا يـقــارب الثمانين وعملت على ارتداء ثوب النتلجنسيا التي ّ‬ ‫تحركها‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫عضوا‪ ،‬عشية انقالب الثامن من آ�ذار عام ‪ .1963‬الفـكــار ال المصالح‪ ،‬مستخدمة االرتـقــاء فــي سلم‬ ‫أ‬ ‫لكن انقسام الحياة السياسية السورية بشكل صارم السلطة لخدمة هذه الفكار‪ ،‬وليس لجني الثروة‪،‬‬

‫شبلي العيسمي‬

‫‪18‬‬

‫العدد (‪ 31 )7‬كانون األول ‪2013‬‬

‫أكرم حوراني‬

‫صالح بيطار‬

‫ميشيل عفلق‬

‫متجنبة مظاهر البذخ واال كـتناز والفساد‪ .‬وكانت‬ ‫الـمـعــارضــة بـكــل اتـجــاهــاتـهــا نــاشـطــة فـعــالــة‪ ،‬على‬ ‫الــرغــم مــن مفاعيل قوانين ال ـطــوارئ‪ ،‬والتضييق‬ ‫أ‬ ‫الم ـن ــي‪ ،‬ووراء ذل ــك كـلــه كــانــت تـرتـفــع تــدريـجـيـ ًـا‬ ‫أ‬ ‫مــدام ـيــك «ال ــدول ــة الم ـن ـي ــة»‪ ،‬وت ـتــوطــد فــي شتى‬ ‫المجاالت سطوة مراقبة المجتمع وقهره التدريجي‪.‬‬ ‫دخـلــت السلطة بعد (الـحــركــة التصحيحية) عام‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً أ‬ ‫جديدا‪� ،‬صبحت فيه الجهزة المنية‬ ‫‪ 1970‬مسا ًرا‬ ‫هي المشرف الحقيقي على الحياة الداخلية للحزب‪،‬‬ ‫وبالتالي غدا االرتقاء الحزبي واالجتماعي مرتبطين‬ ‫أ‬ ‫بالوالء لها‪ ،‬و�صاب الجمود دورة تجديد النخب في‬ ‫أ‬ ‫الحزب وخارجه‪ ،‬وتعزز الــدور المحوري (للجهزة‬ ‫أ‬ ‫المنية)‪ ،‬وقيادتها الفعلية للدولة والمجتمع تحت‬ ‫يافطة «قيادة الحزب للدولة والمجتمع»‪.‬‬ ‫وت ــم تقنين ذل ــك بــالــدسـتــور ال ــدائ ــم‪ ،‬والـقــوانـيــن‬ ‫االستثنائية المتكاثرة‪ ،‬وارتبط االرتـقــاء السياسي‬ ‫أ‬ ‫وتـراكــم الـثــروة بالقرب مــن الج ـهــزة المخابراتية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وبقمم المؤسسة العسكرية التي تلونت مع اليام‬ ‫بمجموعات من الطائـفة العلوية الكريمة‪ ،‬ما لبثت‬ ‫تلك المجموعات ‪-‬ومن خالل سيطرتها على الجسم‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الساسي للمؤسسة العسكرية والمنية‪� -‬ن نش�ت‬ ‫ما بينها عصبية سلطوية علوية تغلب عليها نزعة‬ ‫الهيمنة والسيطرة على المجتمع‪ ،‬وغدت سيطرتها‬ ‫تلك تقف عقبة أك�داء أ�مام صبوات الشعب السوري‬ ‫نـحــو الـتـغـيـيــر الــدي ـم ـق ـراطــي‪ ،‬وع ـلــى ه ــذا واجـهــت‬ ‫الـمـتـظــاهــريــن ال ـثــائــريــن ب ـكــل مــاتـمـلــك م ــن قــوة‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫تهديدا‬ ‫وبطش‪ ،‬لنها وجدت في الثورة الديمقراطية‬ ‫ً‬ ‫جديا لتفردها في السيطرة على قمة هرم السلطة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫و�جهزتها القمعية في الجيش والمخابرات‪ ،‬وبالتالي‬ ‫ً‬ ‫تهديدا لثرائها القائم على استغالل النفوذ والفساد‪.‬‬ ‫لم تتبدل صورة العالقة بين الحزب والسلطة‪ ،‬في‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫عهد السد االبن‪ ،‬الذي �طلق في بداياته إشارات‬ ‫التغيير‪ ،‬كي يحصل على شرعية ما تؤهله لوراثة‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫الحكم ب�قل الخسائر الممكنة‪ ،‬لكن المال تراجعت‬ ‫أ‬ ‫مــع اليـ ــام‪ ،‬عقب تطويقه ظــاهــرة (المنتديات)‪،‬‬ ‫ً أ‬ ‫أ‬ ‫واعتقال �بــرز نشطائها‪ ،‬فخلق هذا انطباعا وك�ننا‬ ‫أ‬ ‫�مــام دورة جديدة للركود‪ ،‬ولتعويم منطق الدولة‬ ‫أالمنية‪ .‬وعندما واجه الثورة ّ‬ ‫ضحى بالحزب‪ ،‬الذي‬ ‫لم يحكم ً‬ ‫يوما ما سوريا سوى على الورق (قائد الدولة‬ ‫أ‬ ‫للمجتمع)‪ ،‬ف�ظهر بذلك من هم الحكام الفعليين‬ ‫أ‬ ‫لسوريا منذ خمسين ً‬ ‫عاما! فبجرة قلم �زاح الحزب‬ ‫أ‬ ‫من السلطة بعد �ن صادر كل صالحيته‪ ،‬وجيرها‬ ‫لمنصب الرئاسة‪ ،‬فجمع الرئيس بين‬ ‫يديه ‪-‬بحسب (قانونه الجديد) لعام‬ ‫‪ – 2012‬السلطات الثالث التنفيذية‬ ‫والتشريعية والـقـضــاء‪ ،‬فـحــاز ً‬ ‫علنا‬ ‫ماكان يملكه ً‬ ‫دائما بالفعل!‬

‫زكي األرسوذي‬


‫ضوء‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫أي حزب نريد؟!‬ ‫• حازم نهار‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫عام‪ ،‬وثمة �شكال‬ ‫ن‬ ‫ش�‬ ‫الحديث‬ ‫السياسة في المجتمع أ‬ ‫أ‬ ‫اب من � أهم المؤسسات‬ ‫عديدة‬ ‫لممارستها‪ ،‬وتعد الحز أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ـثرها حداثة و�كبرها ت�ثي ًرا في إحداث‬ ‫ك‬ ‫و�‬ ‫البشر‬ ‫نتجها‬ ‫�‬ ‫التي‬ ‫أ‬ ‫التغييرات السياسية الم�مولة‪ ،‬وهي في بلداننا تنظيمات‬ ‫مجتمعية ضرورية لالنتقال بمجتمعاتنا التقليدية إلى‬ ‫عصر الحداثة‪ ،‬كونها تساهم في تغليب االنتماء الوطني‬ ‫على غـيــره مــن االنـتـمــاءات الضيقة‪ ،‬فـضـ ًـا عــن كونها‬ ‫إحدى وسائل التغيير السلمي في المجتمع‪ ،‬وحل كافة‬ ‫المشكالت المجتمعية بطرق حضارية‪.‬‬ ‫أ أ‬ ‫السياسي‬ ‫إذا �ردن ــا �ن نعرض تصورنا لمالمح الـحــزب أ‬ ‫الحديث‪ ،‬فإن المدخل سيكون بالضرورة نقد الحزاب‬ ‫فمن خالل هذا أالنقد تتكشف‬ ‫التي عرفناها في السابق‪ ،‬أ‬ ‫ً‬ ‫وضوحا‬ ‫لنا مالمح الحزب السياسي الم�مول على نحو �كـثر‬ ‫ً‬ ‫وتحديدا‪.‬‬ ‫أ‬ ‫‪� -1‬حزاب غير وطنية‪ :‬أ‬ ‫يمكن القول إن جميع الحزاب التي تشكلت في سورية‬ ‫خالل قرن من الزمان لم أتعترف بسورية كدولة قائمة‬ ‫بذاتها ولذاتها‪ ،‬فكان لدينا �حزاب تنظر أ لسورية باعتبارها‬ ‫منها‪ ،‬سواء‬ ‫أحالة مؤقتة ينبغي الذهاب أإلى ما هو �كبر أ‬ ‫� أك ــان دولــة القومية أ العربية �و دولــة اإلس ــام �و دولــة‬ ‫تعترف بالفضاء السياسي‬ ‫الممية االشتراكية‪� ،‬ي إنها لم أ‬ ‫وسع منها‪ ،‬ويبدو‬ ‫�‬ ‫أالذي تتيحه سورية وبحثت عما هو أ‬ ‫�ن سورية ألم تشكل حالة إشباع ألهذه الحزاب‪ .‬وهذا ما‬ ‫يفسر نشوء � أحزاب عديدة كامتداد لحزاب خارج سورية‪،‬‬ ‫أوكذلك قيام �حـزاب سورية بإنشاء فــروع لها في أبلدان‬ ‫�خرى‪ ،‬وهذا ما يجعلنا نقول إنها ً‬ ‫جميعا لم تكن �حز ًابا‬ ‫وطنية سورية‪ ،‬والوطنية هنا ليست صفة قيمية بل صفة‬ ‫قانونية مرتبطة بوجود الدولة الوطنية‪.‬‬ ‫إن االع ـت ـراف بــالــدولــة الوطنية القائمة وقبولها شرط‬ ‫ي‬ ‫سياسي‬ ‫ضرور للعمل السياسيأ الوطني‪ ،‬فكل حزب أ‬ ‫–مهما كانت توجهاته و�يديولوجيته‪ -‬ينبغي عليه �ن‬ ‫يستمد صفاته العامة وهويته الوطنية من الدولة القائمة‬ ‫ً‬ ‫منفصال‬ ‫المعترف بها‪ ،‬من دون أذلك سيكون هذا الحزب‬ ‫عن الواقع‪ ،‬ال ينتج إال الوهام والترهات‪.‬‬ ‫‪ -2‬الحزب القبيلة‬ ‫ال يوجد أمفهوم حديث إال وجــرى تشويهه في أالمنطقة‬ ‫الـعــربـيــة �و إعـ ــادة إن ـتــاجــه وف ـقـ ًـا ل ـل ـشــروط والح ـ ــوال‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫مفهوم الحزب السياسي عن أ‬ ‫التقليدية‪ ،‬وال يشذ أ‬ ‫إذ كــان الحزب السياسي �قــرب إلــى مفهوم العشيرة �و‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يستمد هويته‬ ‫الـطــائ ـفــة الدينية ولـيــس تنظيما مــدنـيــا أ‬ ‫من الدولة الوطنية بمعناها العمومي‪ ،‬فالمبد� الناظم‬

‫رأي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫لـلـعــاقــات الــداخـلـيــة بـيــن الع ـض ــاء فـ أـي ال أح ـ ـزاب التي‬ ‫تشكلت هــو العصبية‪ ،‬حتى لنشعر �نـنــا �م ــام عصبة‬ ‫مغلقة ومتكورة على نفسها‪ً ،‬‬ ‫تماما كالعشائر والقبائل‬ ‫التي نعرفها فــي تاريخنا‪ ،‬يظهر ذلــك ً‬ ‫جليا فــي طريقة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫عضائه مع �ي عضو يترك الحزب‪ ،‬إذ‬ ‫و�‬ ‫أ‬ ‫تعامل الحزبأ‬ ‫يعامل ككافر �و مرتد �و خارج أعن تقاليد العشيرة‪ ،‬وال‬ ‫تترك وسيلة لتشويهه وحرقه‪� ،‬و العكس عندما يتعامل‬ ‫تجربة كان‬ ‫العضو التارك للحزب بعدائية شديدة مع أ‬ ‫جـ ً‬ ‫للحزب وك�نهأ تطهر‬ ‫تركه‬ ‫لحظة‬ ‫إلى‬ ‫وينظر‬ ‫منها‪،‬‬ ‫ـزءا‬ ‫أ‬ ‫أ ً‬ ‫المبد� الذي‬ ‫وولد من جديد‪ .‬أمبد� العصبية هو ذاته �أيضا أ‬ ‫عالقات �ي حزب سياسي مع الحزاب الخرى‪،‬‬ ‫ينتظم أ‬ ‫أ‬ ‫وهذا �حد �سباب فشل معظم حاالت العمل الجبهوي‬ ‫والتحالفات واال ئـتالفات‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫سياسية‬ ‫صولية غير‬ ‫‪� -3‬حزاب � أ‬ ‫أ‬ ‫في بلداننا المت�خرة‪ ،‬أ تحضر ال أيديولوجية في الحزب‬ ‫بكـثافة هائلة‪ ،‬وهذه اليديولوجية �صولية بحكم ارتكازها‬ ‫إلى النصوص ً‬ ‫بدال من أالواقع‪ ،‬وبطريقة ال تختلف عن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الرغم من االدعاءات‬ ‫�صوليــي �ي دين من الديان‪ ،‬على ّ أ‬ ‫الأـفــاقـعــة بالعلمانية‪ ،‬وي ـكــون ال ـهــم الس ـ أـاس ــي للحزب‬ ‫الحوادث‬ ‫و�عضائه هو أفي توكيد صوابية معتقدهم و�ن أ‬ ‫الواقعية ال ت�تي إال متطابقة معه‪ .‬هنا يتحول �عضاء‬ ‫الحزب إلى مسوخ بشرية متشابهة‪ ،‬ومفتقدة للتفكير‬ ‫الحر واإلبداع‪ ،‬في الوقت ذاته تسود حالة من االنفصال‬ ‫عن الواقع الحي المتغير‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ال ـ أهــدف الس ــاس ــي‪ ،‬الـظــاهـ أـر �و الـكــامــن‪ ،‬لـهــذا الـحــزب‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الصولي (سواء كان دينيا �م علمانيا) هو الوصول إلى‬ ‫السياسية‬ ‫جميع مفاصل الحياة أ‬ ‫الحكم والسيطرة على أ‬ ‫واالقـتـصــاديــة‪ ،‬وتعميم �يــديــولــوجـيـتــه ‪-‬الـتــي ال ي�تيها‬ ‫والتحشيد‬ ‫الـبــاطــل‪ -‬عـلــى‬ ‫المجتمع‪ ،‬مــن ثــم التعبئة أ‬ ‫أفي ضــوء مقوالتها وتصوراتها‪ ،‬على الرغم أمن �ن كل‬ ‫�يديولوجية تتسم بداهة بالجزئية وال يمكن �ن تشكل‬ ‫ً‬ ‫معتقدا لجميع المواطنين‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫بمعنى �خ ــر‪ ،‬تغيب عــن الح ـ ـزاب القائمة �ه ــم صفة‬ ‫للحزب‪ ،‬وهي الصفة السياسية‪ ،‬فال وجود لبرامج واقعية‬ ‫ومطلبية‪ ،‬وال لخطط عمل مرحلية واستراتيجية‪ ،‬وال‬ ‫اهتمام بمصالح الفئات االجتماعية المختلفة‪ ،‬وكل ما‬ ‫هو موجود مجرد‬ ‫أ‬ ‫تصورات عامة مشتقة من اليديولوجية ال من الواقع‪.‬‬

‫التقنية‪ .‬بالتالي فإن بناء‬ ‫وليس االستغراق في أ‬ ‫الحلول أ‬ ‫عملية فحسب‪،‬‬ ‫تقنية �و أ‬ ‫ليس مس�لة أ‬ ‫الحزب السياسي أ‬ ‫حزب �ن يتوافر على �رضية �و رؤية فكرية‪.‬‬ ‫بل ال بد لكل‬ ‫بمعنى آ�خــر ال بد أ�ن تتمظهر رؤ‬ ‫الفكرية في‬ ‫الحزب‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫نظامه الداخلي‪ ،‬الــذي يصوغ العالقات بين العضاء‬ ‫والهيئات‪.‬‬ ‫أ‬ ‫في الغالب العم كان هناك انفصال بين الرؤية الفكرية‬ ‫ً‬ ‫والنظام الداخلي‪ ،‬فكـثيرا ما يقول الحزب بحرية الفرد‪،‬‬ ‫تجسيدا ً‬ ‫ً‬ ‫قانونيا آلتلك الحرية‪ ،‬ويتحدث‬ ‫لكننا ال نجد لديه‬ ‫عن الديمقراطية‪ ،‬فيما ال تتوافر �ليات واضحة لحجب‬ ‫الثقة عن قيادته ً‬ ‫مثال‪ ،‬وهكذا‪..‬‬

‫أ‬ ‫وشمولية‬ ‫ادوية‬ ‫ر‬ ‫�‬ ‫اب‬ ‫ز‬ ‫ح‬ ‫�‬ ‫‪-5‬‬ ‫إ‬ ‫ً أ‬ ‫ً‬ ‫نـكــاد ال نــذكــر حــزبــا تـعــامــل واقـ أعـيــا عـلــى �ن ــه جــزء من‬ ‫المجتمع‪ ،‬فكل حزب ال يقبل ب�قل من تمثيل جميع‬ ‫فئات المجتمع وكل الشعب‪ ،‬وهذا التمثيل بالضرورة‬ ‫صفة ادعائية غير واقعية‪ ،‬يجعل منه مشروع حزب‬ ‫مستبد بــداهــة‪ ،‬حتى لــو كــان فــي المعارضة‪ ،‬ونتيجة‬ ‫القناعة الشائعة يسود شعور عميق لدى الحزب‬ ‫ألهذه أ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫و�عضائه‪� ،‬نهم يفتتحون أتاريخا جديدا ال عالقة له بما‬ ‫قبله‪ ،‬فحزبهم شكل من �شـكــال إعــادة خلق العالم‬ ‫وتكوينه‪.‬‬ ‫أ‬ ‫الحقيقة السياسية الواقعية تقول �ن كل حزب بالضرورة‬ ‫السياسية الوطنية والفضاء الوطني‬ ‫هو جزء من الحركة‬ ‫أ‬ ‫العام في البلد‪ ،‬وال يمكن � أن يكون معب ًرا عن سائر‬ ‫الفئات االجتماعية واالقتصادية �و عن جميع المواطنين‪.‬‬ ‫ـوال ً‬ ‫وإن اعتراف الحزب بهذه الحقيقة قـ ً‬ ‫وعمال‪ ،‬يجنبه‬ ‫التحول إلى تنظيم استبدادي يسعى للهيمنة وفرض رؤاه‬ ‫وتصوراته وعقيدته على الدولة والمجتمع‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أهذا يعني �نه يفترض ب�ي حزب سياسي �ن يحدد الفئة‬ ‫�و الفئات االجتماعية التي يعبر عن مصالحها‪ ،‬ويعمل‬ ‫في سبيل تحقيقها في إطار المصلحة الوطنية العامة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ينبغي‬ ‫ألكن االعتراف بجزئيةرؤالتمثيل كي يكون صحيا أ‬ ‫�ن يـنــدرج فــي إطــار يــة عامة للحزب حــول المس�لة‬ ‫الوطنية في كل جوانبها‪ ،‬وفي هذا تجسيد منطقي لعالقة‬ ‫الخاص بالعام‪.‬‬ ‫أ‬ ‫‪� -6‬حزاب بال قيمة للفرد‪:‬‬ ‫أيضع الحزب الشمولي أ نصب عينيه أإعادة تدوير وإنتاج‬ ‫�عضائه مــن خــال اليديولوجية والوه ــام‪ ،‬وطرائق‬ ‫‪ -4‬انفصال الفكر عن التنظيم‬ ‫الواقع هي العمل غير الديمقراطية‪،‬‬ ‫في‬ ‫نواجهها‬ ‫التي‬ ‫جميع المشكالت أالعملية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫مشكالت فكرية بالساس‪ ،‬وعالجها يبد� بالفكر �وال‪ ،‬تتمة ص‪23‬‬

‫العدد (‪ 31 )7‬كانون األول ‪2013‬‬

‫‪19‬‬



‫ضوء‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫ترجمة‬

‫التـــطرف‬ ‫¶ كوثر جودت سعيد‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ي ـجــب �ن ن ـع ــرف الب ـج ــدي ــة ل ـكــل م ــوض ــوع حتى‬ ‫أ‬ ‫نستطيع الدخول إليه‪ ،‬مثال البد �ن نعرف العد إلى‬ ‫أ‬ ‫العشرة ك�بجدية للدخول الــى عالم الرياضيات‪...‬‬ ‫أ‬ ‫ل ــذل ــك ي ـج ــب �ن نـ ـع ــرف مـ ــا هـ ــو االن ـ ـس ـ ــان بــل‬ ‫أ‬ ‫�بـجــديـتــه حتى نستطيع فهم الـتـطــرف اإلنـســانــي‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وم ــن �ب ـجــديــات اإلن ـس ــان �ن كــل �دوات اال كـ ـراه‬ ‫والـظـلــم وع ــدم ال ـعــدل ال سـلـطــان لـهــا عـلــى عقله‪،‬‬ ‫بـ ــل ت ـح ــول ــه إل ـ ــى ح ــال ــة مـ ــن الـ ـتـ ـط ــرف وال ـغ ـل ــو‪.‬‬ ‫ه ـ ـ ـ ـ ــل يـ ـ ـ ـ ـ ــولـ ـ ـ ـ ـ ــد اإلنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان م ـ ـ ـت ـ ـ ـط ـ ـ ــرف ـ ـ ـ ًـا؟‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ال‪ ،‬ف ــالـ ـتـ ـط ــرف يـ ـ ـطـ ـ ـر� ع ـل ـي ــه كـ ـم ــا ف ـ ــي الـ ـمـ ـب ــد�‬ ‫أ‬ ‫آ أ‬ ‫السـ ـ ـ ــاسـ ـ ـ ــي فـ ـ ـ ــي ال ـ ـ ـ ـق ـ ـ ـ ـر�ن (�خـ ـ ـ ــرج ـ ـ ـ ـكـ ـ ـ ــم م ــن‬ ‫أ‬ ‫بـ ـ ـط ـ ــون �م ـ ـه ـ ــات ـ ـك ـ ــم ال ت ـ ـع ـ ـل ـ ـمـ ــون ش ـ ـ ـي ـ ـ ـئـ ـ ـ ًـا) ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ومع السف فإن البشر خالل التاريخ كانوا يتعاملون‬ ‫أ أ‬ ‫مع اإلنسان ب�ن �فضل استثمار له يكون بتهديده‬ ‫أ‬ ‫وإك ـراه ــه‪ ،‬ولـيــس تــرشـيــده وإق ـنــاعــه‪ ،‬لن اإلقـنــاع‬ ‫يحتاج إلى علم ومعرفة بطبيعة اإلنسان والتعامل‬ ‫معه‪ ،‬ولكن إكراهه ال يحتاج إال إلى قوة العضالت‪.‬‬ ‫ولكن هــذا التعامل مــع االنـســان “يـ ّ‬ ‫ـدسـيــه» وينزع‬ ‫أ‬ ‫عـنــه ن ــور الـلــه ال ـمــودعــة فـيــه‪ ،‬فيجعله فــي �سـفــل‬ ‫أ‬ ‫ســاف ـل ـيــن ح ـيــث ي ـن ـشــ� م ــؤم ـن ـ ًـا ب ــال ـق ــوة واإل ك ـ ـ ـراه‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وه ـ ـكـ ــذا ي ـ ـبـ ــد� الـ ـسـ ـل ــوك الـ ـتـ ـط ــرف ــي مـ ــن ال ـم ـهــد‬ ‫أ‬ ‫وع ــش ال ــزوج ـي ــن إل ــى �ك ـب ــر مــؤس ـســة عــالـمـيــة في‬ ‫أ‬ ‫ال لـ ـ ـ ــف ال ـث ــال ـث ــة ب ـع ــد مـ ـي ــاد ال ـم ـس ـي ــح‪ ،‬فـكـيــف‬ ‫أ‬ ‫بـمــن يــولــد فــي ه ــذه الـثـقــافــة الـعــالـمـيــة �ن يتمكن‬ ‫م ـ ــن ت ـم ـي ـي ــز الـ ـمـ ـتـ ـط ــرف م ـ ــن غـ ـي ــر ال ـم ـت ـط ــرف؟‬ ‫أ‬ ‫والفكر المتطرف ش�ن كل مسيرة فكرية‪ ،‬هو عامل‬ ‫أ‬ ‫مؤثر ومت�ثر ومرتبط بالظروف التاريخية والمعرفية‬ ‫واالقتصادية‪.‬‬ ‫ي ــزداد خطر التطرف حين ينتقل مــن طــور الفكر‬ ‫واالعـتـقــاد والـتـصــور الـنـظــري‪ ،‬إلــى طــور الممارسة‬ ‫أ‬ ‫والتطرف السلوكي الــذي يعبر عن نفسه ب�شكال‬ ‫أ‬ ‫مادية من �عمال قتل وتفجيرات وتصفيات واستخدام‬ ‫لوسائل العنف الـمــادي المختلفة لتحقيق بعض‬ ‫أ‬ ‫الهداف‪ .‬وعادة ما يكون التطرف السلوكي والمادي‬ ‫ً‬ ‫وانعكاسا للتشبع بتطرف سابق في الفكر‬ ‫نتيجة‬ ‫والقناعات واالعتقاد والتكبر‪.‬‬ ‫أ‬ ‫فالتكبر هو الذي يمنع اإلنسان من �ن يجعل نفسه‬ ‫أ‬ ‫من عــداد البشر‪ ،‬التكبر ليست صفة إسالمية �و‬ ‫أ‬ ‫دينية �و وطنية‪ ،‬التكبر صفة إنسانية بشرية وقضية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫إنسانية يمكن �ن تصيب �ي إنسان‪.‬‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫وتوجد الن وجهة نظر مشوهة وخاطئة تزعم �ن‬ ‫بداية التطرف كانت عند الدين اإلسالمي‪ ،‬ويتم ربط‬ ‫أ‬ ‫التطرف باﻹسالم كوكالة حصرية‪ ،‬في حين �ن قاتل‬ ‫أ‬ ‫إسحق رابين يهودي ومفجر �وكالهوما مسيحي ومن‬ ‫أ‬ ‫بث غاز السارين السام ياباني كونفوشيوسي من �تباع‬ ‫مذهب الحقيقة المطلقة ومن قتل غاندي من السيخ‬ ‫أ‬ ‫الهنود ومن قتل �نور السادات مسلم‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫�ظــن �ن اإلنـســان الــذي يصاب بالتكبر يرفض �ن‬

‫يكون مثل بقية البشر‪ ،‬ويرفض أ�ن ّ‬ ‫يطبق عليه ما‬ ‫ّ‬ ‫يطبق على غيره من البشر‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫إذا س�لنا �نفسنا من �ين ينش� التطرف والغلو؟!‬ ‫أ‬ ‫ينش� التطرف من الظلم والحرمان االجتماعي‪ ،‬ومن‬ ‫اضطراب العالقة بين الفرد ورموز السلطة وجعلهم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫�ل ـهــة فــي السـ ــرة وال ـمــدرســة �و فــي الـمـسـجــد‪ ،‬كما‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ينش� التطرف من الفهم الخاطئ �و جهل المعتقد‬ ‫أ‬ ‫والمذهب كذلك ينش� التطرف من الظلم ومشاعر‬ ‫االضطهاد والعدوان واستعمال القسوة ضد البشر‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ويساعد انعدام الحوار �و رفضه والفقر والبطالة التي‬ ‫أ‬ ‫يعاني منها الشخص �و الجماعة على التطرف‪ ،‬كما‬ ‫أ‬ ‫ينش� التطرف من التمركز حول هوية الجماعة‪ ،‬من‬ ‫أ‬ ‫خالل تفضيلها على بقية الجماعات الخرى‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ونمو ظاهرة التطرف الفكري لدى الفراد يعود بصورة‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ساسية إلــى ثقافة النــا وإقـصــاء الخ ــر‪ .‬وتجد هذه‬ ‫أ‬ ‫الظاهرة جذورها أال كـثر ً‬ ‫عمقا في التنشئة الولــى‪،‬‬ ‫آ‬ ‫البعيدة عن حب الخرين‪ ،‬واإلصغاء لما يقولون‬ ‫أ‬ ‫وم ــن هـنــا نـصــل إل ــى �ن ال ـت ـطــرف ظــاهــرة مرضية‬ ‫اجتماعية بـكــل معنى الكلمة و عـلــى المستويات‬ ‫النفسية الـثــاثــة‪ ،‬المستوى العقلي‪ ،‬والمستوى‬ ‫العاطفي‪ ،‬والمستوى السلوكي‪ .‬فعلى المستوى‬ ‫أ‬ ‫العقلي يتسم المتطرف بعدم الـقــدرة على الت�مل‬ ‫والتفكير وإعـمــال العقل بطريقة مبدعة وبـنــاءة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وعلى المستوى الوجداني �و العاطفي يتسم المتطرف‬ ‫باالندفاعية الوجدانية وبشدة االندفاع والمبالغة فيه‪.‬‬ ‫أ أ‬ ‫فالكراهية المطلقة للمخالفة في الر�ي �و للمعارضة‬ ‫أ‬ ‫الـشــديــدة‪� ،‬و حتى لإلنسان بصفة عــامــة‪ ،‬بما في‬ ‫ذلك الذات‪ ،‬هي كراهية مدمرة‪ ،‬والغضب يتفجر بال‬ ‫أ أ‬ ‫مقدمات ليدمر كل ما حوله �و �مامه‪ .‬وعلى المستوى‬ ‫السلوكي تظهر االندفاعية من دون تعقل‪ ،‬ويميل‬ ‫السلوك ً‬ ‫دائما إلى العنف‪.‬‬ ‫آ‬ ‫الن بعد مــرور سنوات صعبة على الوطن العربي‬ ‫والعالم االسالمي بشكل خاص والعالم بشكل عام‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫(الربيع العربي)؛ نجد �نفسنا في «�زمة» على مستوى‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الفكار والممارسة‪ ،‬والشباب هم وقود هذه الزمة‬ ‫أ‬ ‫و�كـثر من يحترق بها بسبب غياب الوعي‪.‬‬ ‫أ أ‬ ‫ً أ‬ ‫إذا الفكار والمفكرون هما منش� الزمة‪ ،‬سواء فيما‬ ‫أ‬ ‫يقدمونه �و فيما ال يقدمونه للناس‪ ،‬ولذلك فإنه من‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫التزوير الكبير �ن يحضر المثقف في الزمات كمنقذ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫إن مــن الج ــدر بــه �ن يحضر كمتهم‪� ،‬ن يحضر‬

‫للمراجعة واتهام الــذات والبحث الجذري‪ ،‬وإعادة‬ ‫النظر في المنطلقات ومعالجة تلك الظاهرة بفتح‬ ‫أ‬ ‫سبل صحيحة للحوار والسعي لنشر �دب االختالف‬ ‫وثقافة الحوار وإلى ترسيخ قيم التفاهم ونشر روح‬ ‫أ‬ ‫التسامح بين �فراد المجتمع‪ ،‬وذلك بترسيخ مناخ‬ ‫من الحرية والديمقراطية في مراحل التعليم االولى‬ ‫مما ينعكس ذلك على المجتمع‪.‬‬ ‫أ‬ ‫والدليل على �ن العدل واإلحسان والديمقراطية هي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الحل في ضبط هذه الظاهرة هو �ن هذه الظاهرة �قل‬ ‫انتشا ًرا في الدول الديمقراطية وكلما صاحب ذلك‬ ‫مزيد من الشفافية كلما تراجعت ظاهرة التطرف‪،‬‬ ‫أ‬ ‫والمشكلة �ننا كعرب حتى لما نمارس الديمقراطية‬ ‫أ‬ ‫على استحياء تكون ديمقراطيتنا �قــرب لالستبداد‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫والـغــاء اﻵخــر متناسين �نـنــا بنظر اﻵخــريــن �خ ــر‪...‬‬ ‫أ‬ ‫فنكون بهذا السلوك وك�ننا ننتحر‪.‬‬ ‫عندما يتيح المجتمع المجال لحرية اﻷفكار بدون‬ ‫إكراه فهو يسحب الذرائع من اﻷفكار المتطرفة التي‬ ‫أ‬ ‫يعتقد حاملوها �نهم يمثلون المجتمع ويدافعون عنه‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫كما �نهم يعتقدون �ن معظم الناس تؤمن ب�رائهم‬ ‫ولكن ضمن مناخ الحرية والديمقراطية وال إكراه في‬ ‫آ‬ ‫الدين فإنهم يصبحون مدعوون لطرح �رائهم على‬ ‫االستفتاء العام بحيث يظهر بشفافية مــدى تقبل‬ ‫المجتمع ﻷفكارهم وعندما ال يتمكنون من إقناع‬ ‫أ‬ ‫الناس فال يلوموا إال �نفسهم‪ ،‬ويضطرون لتطوير‬ ‫أ‬ ‫�فـكــارهــم بما يتناسب مــع حــاجــات اﻹن ـســان بدل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ن يلعبوا دور الضحية المضطهدة ضمن �جــواء‬ ‫االستبداد‪.‬‬ ‫وإذا ك ــان ال ـس ـلــوك الـتـطــرفــي هــو نتيجة طبيعية‬ ‫أ‬ ‫ل ــ�ف ـك ــار ف ـهــل يـمـكــن م ـحــاربــة ال ـت ـطــرف بـسـلــوك‬ ‫ًأ أ‬ ‫أ‬ ‫قمعي �كـثر تطرفا �م ب�فكار مقابلة تحل المسائل‬ ‫المستعصية عـلــى نـظــام الـفـكــر الـمـتـطــرف فننصر‬ ‫ال ـحــق ون ــرح ــم ال ـخ ـلــق ب ــدل ال ــدخ ــول ف ــي دوام ــة‬ ‫م ــن ال ـع ـنــف وال ـع ـنــف ال ـم ـضــاد ال تـبـقــي وال ت ــذر‪.‬‬ ‫وفـ ــي ال ـن ـهــايــة نـصـيـحـتــي ل ـكــل ال ـع ــال ــم الـمـسـتـبــد‬ ‫لكي تسحبوا القنبلة من يد متطرف أ�عطوه ً‬ ‫بدال عنها‬ ‫ورقة انتخابية ذات مصداقية‪.‬‬ ‫العدد (‪ 31 )7‬كانون األول ‪2013‬‬

‫‪21‬‬


‫ضوء‬

‫تحقيق‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫هراء القفز إلعادة اإلعمار‬

‫¶ علي حمرة‬ ‫تفكك جزء كبير من االقتصاد السوري وتعطل‬ ‫آ‬ ‫ولعل �خر مؤشر كان قآرار سحب الليرة السورية‬ ‫المعدنية من التداول و�ثاره التي لم تظهر بعد‪.‬‬ ‫اتسمت السياسة النقدية التي يتبعها مصرف سورية‬ ‫المركزي باالرتباك الكبير خالل العام ‪ ،2013‬نظ ًرا‬ ‫النفالت سعر صرف الليرة إلى حدود فلكية‪ ،‬إضافة‬ ‫أ‬ ‫إلى �نه لم يكن هناك ما يسمى أبالسياسة النقدية‬ ‫الحقيقية‪ ،‬القادرة على استخدام �دواتها قبل عام‬ ‫‪ 2011‬بكـفاءة عالية‪ ،‬ومؤثرة في السوق السورية‪،‬‬ ‫تحسس االقـتـصــاد ال ـســوري او‬ ‫والــدلـيــل هـ أـو عـ أـدم أ‬ ‫استجابته ل ي � ث ــر لــ� زمــة المالية العالمية عام‬ ‫والمالية‪،‬‬ ‫‪ ،2008‬آ‬ ‫حينها تفاخرت السلطات النقديةري أ‬ ‫وعكست أالية بتصوير االقتصاد السو على �نه‬ ‫لضعفه في‬ ‫االقتصاد أ‬ ‫ثر‪ ،‬بينما كــان أ‬ ‫قــوي لم أيت� أ‬ ‫حقيقة المر‪� ،‬قل من مستوى �ن تطاله الزمة‪.‬‬ ‫آ‬ ‫الـ أـدلـيــل الخ ــر هــو عــدم ق ــدرة مـعأــدل الـفــائــدة على‬ ‫الت�ثير أفي السوق المصرفية‪ ،‬لنــه لم يكن لهذا‬ ‫المعدل �ية حساسية تجاه السوق‪ ،‬بسبب تعطيله‬ ‫وتثبيت سعر الصرف‪ ،‬فلم يكن‬ ‫منذ زمن طويل أ‬ ‫معدل الفائدة سوى �داة نقدية معطلة‪.‬‬ ‫بعد عــام ‪ 2011‬تعطل االقتصاد وتــم العمل أعلى‬ ‫ترشيد السياسة النقدية باتجاه هــدف وا أحــد‪� ،‬ال‬ ‫وهــو الحفاظ على السيولة مــن القطع الجنبي‪،‬‬ ‫ل ــدع ــم ال ـ أن ـظ ــام وت ـم ــوي ــل ع ـم ـل ـيــاتــه ال ـع ـس ـكــريــة‪،‬‬ ‫وبالتالي � صـبـحــت السياسة النقدية تعمل على‬ ‫وقع المعارك‪ ،‬بينما تقلصت الموارد وانخفضت‬ ‫اإلي ـ ـرادات السياحية والـصـنــاعـيــة والــزراع ـيــة بعد‬ ‫تعطله‪ ،‬أإلى إن مرت الليرة السورية بهزات كبيرة‬ ‫وضخمة‪� ،‬دت إلــى تفتت جــزء كبير مــن قيمتها‬ ‫ز‬ ‫المحلي االجمالي‬ ‫تجاو أ ال ‪ ،%70‬وانخفض الناتج أ‬ ‫إل ــى �كـ ـثــر مــن ‪ ،%50‬وه ــذا يعني �ن االقـتـصــاد‬ ‫السوري فقد ‪ %50‬من قدرته على العمل‪.‬‬ ‫الدوالر إلى مستوى‬ ‫اليوم وبعد انخفاض سعر صرف‬ ‫أ‬ ‫شبه مستقر منذ حوالي الشهر‪ ،‬ثمة �صــوات غير‬ ‫أمطمئنة حتى ممن هم موالون للنظام تقف أ عند‬ ‫لقيمة الــدوالر �مــام‬ ‫�سـبــاب‬ ‫االنخفاض المصطنع ّ أ‬ ‫يعبر �ب ـ ًـدا عــن الــواقــع‬ ‫الليرة الـســوريــة‪ ،‬الــذي لــم‬ ‫الحقيقي لالقتصاد أ وال عكس مشكالت االقتصاد‬ ‫الـســوري‪ ،‬التي بــد�ت من تعطله وتوقفه وتفكك‬ ‫صناعاته وتراجع إنتاج النفط إلى ‪ ،%90‬ولم تنته‬ ‫اق الزراعة وتوقف السياحة‪ ،‬بل وصلت إلى‬ ‫بإحر أ‬ ‫هروب �موال السوريين خارج البلد‪ ،‬جراء الحرب‬ ‫‪22‬‬

‫العدد (‪ 31 )7‬كانون األول ‪2013‬‬

‫وضرب المدن وتدمير البيوت على رؤوس ساكنيها‪.‬‬ ‫أ‬ ‫يقول �حــد االقتصاديين‪ :‬آ “تــم تعطيل االقتصاد‬ ‫ال ـس ــوري وج ــرى تـجــاهــل �ث ــار الـعـمــل العسكري‬ ‫عليه‪ ،‬ثــم جــرى تفتيته مــن خــال ضــرب الـقــدرة‬ ‫على إع ــادة تشغيله على مستوى ســوريــا كاملة‪،‬‬ ‫فــانـسـحـبــت االس ـت ـث ـمــارات ‪ ،‬فـتــوقـفــت الـصـنــاعــة‬ ‫وتـعـطــل ال ـت ـصــديــر‪ ،‬وارت ـف ـعــت الـبـطــالــة أبشكل‬ ‫كبير‪ ،‬وازداد التضخم وهــربــت رؤوس الم ــوال‬ ‫إل ــى خـ ــارج ال ـح ــدود ال ـس ــوري ــة‪ ،‬وت ــدم ــرت الـبـنــى‬ ‫التحتيتة كنتيجة حتمية لـلـحــرب ا لـمـفــرو ضــة”‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أالرقام التي تطلقها «اإلسكوا» �رقام غير واقعية‪،‬‬ ‫حقيقة مايجري كما يرى متابعون‪،‬‬ ‫تعكس أ‬ ‫لنها أال أ‬ ‫فعلى �ي �ســاس �و معيار تم قياس رقــم البطالة‬ ‫الـبــالــغ حـســب دراسـ ــة لــإ أسـكــوا ‪%44‬؟ هــل أتم‬ ‫أإج ـراء استبيان على كافة الراض ــي الـســوريــة‪� ،‬م‬ ‫�ن االستبيان اقتصر أعلى المناطق التي أيسيطر‬ ‫النظام؟ أهل هي �رق ــام معتمدة على �رقــام‬ ‫عليها‬ ‫أ‬ ‫قوة العمل‪� ،‬م �نها تعتمد على نسبة آ قوة العمل‬ ‫ً‬ ‫العاملة‬ ‫من السكان‪ ،‬قياسا إلى نسبة المنش�ت أ أ‬ ‫فــي المناطق الخاضعة لسيطرة النظام‪� ،‬و �نها‬ ‫أ‬ ‫ـذت عــن المركزي لإلحصاء؟ وفــوق كــل ذلك‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ه ــل �خ ـ ــذت دراس ـ ــة اإلس ـك ــوا بــالـحـسـبــان نسبة‬ ‫ال ـش ـبــاب الـمـعـتـقـلـيــن وال ـش ـه ــداء والـمـه ـجــريــن؟‬

‫كانت نسبة البطالة التي تخفيها الحكومة ّ‬ ‫تقدر‬ ‫أ‬ ‫بــ�ك ـثــر مــن ‪ ، %22‬ذل ــك عـنــدمــا أ ك ــان االقـتـصــاد‬ ‫يعمل بـكــامــل نـشــاطــه وقــدرتــه‪� ،‬م ــا ال ـيــوم وبعد‬ ‫ثالث سنوات من توقف االقتصاد‪ ،‬تخرج دراسة‬ ‫لتغرد خارج السرب‪ ،‬تقول لنا‪ :‬إن نسبة البطالة‬ ‫وصلت ‪.%44‬‬ ‫أ أ‬ ‫السورية‬ ‫العملة‬ ‫حجم‬ ‫يقدر‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫ال يستطيع �حــد‬ ‫أ‬ ‫روسيا وترمى بين � أيدي‬ ‫المتداولة التي تطبعأ في ّ أ‬ ‫تعاف‪ ،‬وال �حد‬ ‫السوريين بال ضابط �و عداد‪� ،‬ي ٍ‬ ‫العملة السـ ــورية النازحة‬ ‫يستطيع معرفة مقدار أ‬ ‫إلـ أـى لبنان‪ ،‬والعمالت الجنبية التي تدخل إلى‬ ‫تخضع لسيطرة النظام‪،‬‬ ‫الراضي «المحررة» التي ال أ‬ ‫تعاف‪ ،‬وال يوجد‬ ‫‪� .%65‬ي ٍ‬ ‫وهي مناطق تصل إلى أ‬ ‫أمعايير اقتصادية تستطيع �ن تبني عليها استنتاج‬ ‫�ي رقم في سوريا‪ ،‬مادام االقتصاد الكلي تفتت‪.‬‬ ‫حتى سعر صرف الليرة بات سعر صرف بالقياس‬ ‫على مدينة دمشق‪ ،‬وليس سع ًرا معب ًرا عن سعر‬ ‫صرف مكافىء لقيمة حقيقية لليرة‪.‬‬ ‫لدينا استثمارات وال صناعات وال‬ ‫أنعم‪ ،‬ال يوجد أ‬ ‫الحركة‬ ‫أ�عمال‪ ،‬أتدل على �ن االقتصاد قــادر على أ‬ ‫كل ذلــك تبعثر‪ ،‬وهــذا المــر‬ ‫�و جلب �ي إي ـراد‪ ،‬أ‬ ‫ـان‪ ،‬لن االسـتـثـمــار بـحــاجــة إلــى‬ ‫لــن يـعــود كـمـ أـا ك ـ أ‬ ‫ً‬ ‫ثقة واستقرار �مني �وال‪ ،‬ولفترة ال تقل عن خمس‬ ‫سنوات‪.‬‬ ‫يقفز اليوم كـثيرون في المعارضة المتدرجة من‬ ‫م ـعــارضــة شـبــه م ــؤي ــدة إل ــى شـبــه م ـعــارضــة‪ ،‬عــدة‬ ‫قـفـزات فــي الـهــواء دونـمــا ج ــدوى‪ ،‬يحملون عبارة‬ ‫يتهدم فيه‬ ‫ـذي أ‬ ‫إعــادة إعمار سورية‪ ،‬في الوقت الـ أ‬ ‫االقتصاد السوري ومــوارده وثرواته �كـثر و�كـثر‪،‬‬ ‫وفي الوقت الذي مازالت فيه المعارك والكوارث‬


‫ضوء‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تتمة‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫اللجوء والشتات‪ ،‬يتم الحديث أعن إعادة اإلعمار وكم ستكون تكلفتها‪ ،‬وإلى �ن ي�تي يوم تسكت‬ ‫السورية في �وجها‪.‬‬ ‫عميقة بم�ساة السوريين‪ ،‬فيه المدافع والبنادق‪ ،‬يمكن الحديث عن إعادة‬ ‫أ عن بعد‪ ،‬دون معرفة أ‬ ‫ًأ‬ ‫أ‬ ‫كالم عن إعادة إعمار دون ذلك‪ ،‬هو‬ ‫�عتقد جازما �ن التفكير في إعادة إعمار سوريا يبد� وكم ستكلف الحرب من � ًموال وتقديرات الخراب اإلعمار‪ .‬وكل ٍ‬ ‫محض هراء وسخرية وقفز في الهواء‪.‬‬ ‫بوقف الـحــرب‪ ،‬وليس بعقد مؤتمرات ونــدوات‪ ،‬الذي حصل ومازال حاصال‪.‬‬ ‫وعمل دراسات عن بعد‬ ‫يتم الحديث عن اإلعمار‪ ،‬في الوقت الذي لم يتم‬ ‫تفتقد للدقة والموضوعية‪ ،‬مليئة بالكالم اإلنشائي أفيه إقــامــة صـنــدوق مالي واحــد قــادر على توجيه‬ ‫ال ــذي ال يـخـتـلــف عـمــا كــانــت تـطـلـقـ أـه الـحـكــومــات الم ــوال بشكل ك ــفء في مجاالت اإلغــاثــة‪ ،‬ولو‬ ‫الـســوريــة فـ أـي مــا مـضــى‪ ،‬فثمة مــن �طـلــق خارطة إقــامــة قــريــة ســوريــة فــي بـلــد م ـ آجــاور‪ ،‬ق ــادرة على‬ ‫شهر‪ ،‬كذلك ثمة من عقد مؤتمرات في أتشغيل مشاريع صغيرة ومعامل �منة‪ ،‬من الممكن‬ ‫لإلعمار منذ �‬ ‫أ‬ ‫ُ‬ ‫الوقت الذي ال �حد يعرف فيه كيف يسرق النفط �ن تكـفي الالجئين وعائالتهم عوز التشرد‪.‬‬ ‫السوري بطرق بدائية‪ ،‬وفي الوقت الــذي يحتاج‬ ‫أ‬ ‫فيه السوريون مئات ماليين ال ــدوالرات في بالد ال �ح ــد يـعــرف كــم سـتـسـغــرق ال ـحــرب فــي ســوريــة‬

‫أي حزب نريد ‪ ...‬تتمة‬ ‫أ‬ ‫وتكون الحصيلة طمس الـفــروق الفردية بين �عضاء‬ ‫الحزب ومحو التباينات‪ً ،‬‬ ‫تماما كمعمل الزجاج الذي‬ ‫ينتج ً‬ ‫كؤوسا بمقاس واحد‪.‬‬ ‫ًأ‬ ‫أ‬ ‫طوعا �و قس ًرا‪،‬‬ ‫يصبح �فراد الحزب في الحزب الشمولي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ذواتهم لمصلحة الجماعة‬ ‫متشابهين‪ ،‬ويذوبون وتمحي أ أ‬ ‫الحزبية‪ ،‬متحولين إلى مسوخ �و �رقــام ال قيمة لها‪،‬‬ ‫عاجزين‬ ‫يرددون شعارات الحزب ويحفظون مقوالته‪ ،‬أ‬ ‫عن التفكير خارج الصندوق الحزبي وتعاليم المين‬ ‫العام‪ ،‬ويجري‬ ‫االستهتار بالذات الفردية على الرغم‬ ‫أهذا أ‬ ‫أ‬ ‫من �ن الفرد هو �ساس �ي تشكيل جماعي‪.‬‬ ‫أ‬ ‫تشير الحقيقة العلمية أ�ن شخصية الفرد ال تستنفد‬ ‫أ‬ ‫أفي �ي عمل جماعي‪ ،‬و�ن كل عضوية لهذا الفرد في‬ ‫�ي مؤسسة جماعية‪ ،‬تمثل فحسب ً‬ ‫وجها من وجوه‬ ‫شخصيته ونشاطه المتعددة‪ ،‬بالتالي فــإن الجماعة‬ ‫الصحية هــي تلك الـتــي تنطلق مــن االع ـت ـراف بالفرد‬ ‫واحترام خصوصيته وذاتيته‪ ،‬وهذا هو ما يقيم وحدة‬ ‫متينة للجماعة‪ ،‬ويجنبها أاالنشقاقات غير الصحية‪،‬‬ ‫وحدة تقوم على مبد� االختالف والتغاير‪ ،‬ليس‬ ‫كونها أ‬ ‫على مبد� التماثل والتطابق الوهمي‪.‬‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫مــن جــانــب �خ ــر‪ ،‬ال ـحــزب الـسـيــاســي بنية حــديـثــة �و‬ ‫جدلية الحرية‬ ‫منظومة تتشكل عالقاتها الداخلية وفق أ‬ ‫والـقــانــون‪ ،‬فــالـحــزب كشخصية اعـتـبــاريــة �و كسلطة‬ ‫بالقانون الداخلي‪ ،‬وهــذا القانون يحد بدرجة‬ ‫يتمثل‬ ‫أ‬ ‫ما من حرية العـضــاء‪ ،‬ويمارس سلطته عليهم‪ ،‬مما‬ ‫تعارضا ً‬ ‫ً‬ ‫دائما بين الفرد والحزب قد يتحول إما‬ ‫ينشئ‬ ‫طغيان الحزب وإذعان الفرد‪ ،‬كما حصل في معظم‬ ‫أإلى‬ ‫أ‬ ‫الحزاب‪� ،‬و إلى جدل القانون والحرية الذي يؤدي إلى‬ ‫تحديث دائم للقانون‪ ،‬وتوسيع نطاق الحرية أالفردية‬ ‫وتطور الفرد بشكل مستمر‪ .‬وفي هذه الحالة الم�مولة‬

‫آ‬ ‫�مال الناس وطموحاتهم‪ ،‬ومن أالبديهي القول – خاصة‬ ‫ما بعد الربيع العربي‪ -‬إن هذه الحزاب لن تكون قادرة‬ ‫على اإلمساك بزمام المبادرة في المجتمع‪ ،‬فالشكل‬ ‫الشعبوي مصيره االضمحالل مع تطور وعي الناس‪،‬‬ ‫وانــدراجـهــم فــي صلب العملية السياسية بعد غياب‬ ‫طويل‪ ،‬والشكل النخبوي المرضي ال يحتاجه الواقع‬ ‫المتغير باستمرار‪ ،‬وال يحتاجه البشر المنهمكون في‬ ‫الواقع ً‬ ‫بحثا عن مصالحهم الطبيعية‪.‬‬

‫يغدو الحزب ً‬ ‫ميدانا من ميادين ممارسة الحرية باعتبارها‬ ‫أ‬ ‫وعي الضرورة �و وعي القانون‪.‬‬ ‫أ‬ ‫‪� -7‬حزاب عنفية أ‬ ‫االسـتـغـراق فــي اليديولوجية وسـيــادة روح العصبية‬ ‫العشائرية في الحزب‪ ،‬يجعالن من خطابه السياسي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ومتطرفا على الدوام‪ ،‬أويتمظهر‬ ‫متشنجا وموتو ًرا‬ ‫خطابا‬ ‫رفضا �و ً‬ ‫ذلك في المواقف السياسية اإلقصائية‪ً ،‬‬ ‫قبوال‬ ‫عـلــى طــول ال ـخــط‪ ،‬ويـحـضــر فــي الــوعــي ال ـعــام مفهوم‬ ‫«العدو السياسي» ً‬ ‫بدال من مفهوم «الخصم السياسي»‪،‬‬ ‫وتغيب المعاني الحقيقية للعمل السياسي‪ ،‬كالتوافق‬ ‫والتسويات والتشارك والقواسم المشتركة وغيرها‪،‬‬ ‫وتـلـكــم هــي إح ــدى ج ــذور إنـتــاج الـعـنــف بـيــن الـفــر أقــاء‬ ‫السياسيين في المجتمع‪ ،‬والــذي يبقى ً‬ ‫باطنا إلى �ن‬ ‫ً‬ ‫متنفسا له‪.‬‬ ‫يجد‬

‫ال ـحــزب ال ـم ـراد هــو ح ــزب شـعـبــي مـنـغــرس فــي هـ أمــوم‬ ‫الشعب ومعضالت الــواقــع‪ ،‬وهــذا يختلف بالت�كيد‬ ‫عــن أالشعبوية‪ ،‬بالتالي تكمن قــوة أ هــذا الـحــزب في‬ ‫عدد �صدقائه ومؤيديه ومناصريه‪� ،‬ي بحجم الكـتلة‬ ‫أاالنتخابية التي تؤيد برنامجه السياسي‪ ،‬وليس في عدد‬ ‫�عضائه فحسب‪.‬‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫‪� -8‬حزاب نخبوية �و أشعبوية‬ ‫الشكل الـســائــد مــن الحـ ـزاب هــو الشكل الشعبوي‬ ‫ومالمسة الغرائز‬ ‫والتجييش‬ ‫أ‬ ‫الــذي يقوم على التعبئة آ‬ ‫الجماهيرية‪ ،‬وهناك شكل �خر قام على مبد� النخبة‬ ‫–بمعناها المرضي‪ -‬العارفة بكل شيء‪ ،‬والمستغرقة‬ ‫في النظريات ً‬ ‫بعيدا من الواقع وتغيراته‪ ،‬المنعزلة عن‬

‫تلك هي بعض مالمح التجربة الحزبية أالسابقة‪ ،‬وهي‬ ‫بحاجة لدراسة تفصيلية معمقة‪ ،‬يمكن أ�ن نخرج منها‬ ‫بـتـصــورات جــديــدة مـثـمــرة‪ ،‬تستجيب لسـئـلــة العقل‬ ‫مستمر تطوي ًرا لمفاهيمنا‬ ‫أوالــواقــع‪ ،‬وتقدم لنا بشكل أ‬ ‫و�فكارنا بينما نحن في سياق بناء �حزاب جديدة تساهم‬ ‫في تغيير المعادالت السياسية القائمة‪.‬‬

‫العدد (‪ 31 )7‬كانون األول ‪2013‬‬

‫‪23‬‬


‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫أمنيات و طاولة فارغة‬

‫قبس من نور‬

‫قصة قصيرة _ مهند الخالد‬

‫من مجموعته القصصية «ساعات الليل»‬

‫بتأن ‪ ،‬مقرفصة على باب الق ّن ‪ ،‬أحكمت إغالقه جيداً‪ ،‬نهضت ‪ ،‬حلّت عقدة ثوبها المشجر ‪ ،‬فانفلت فوق قميصها‬ ‫تفقّدت دجاجاتها ٍّ‬ ‫الداخلي‪ ،‬س ّوته قليالً‪ ،‬ودلفت إلى الباحة األمامية للدار الحجرية‪ .‬صاحت ‪:‬‬ ‫ أبو محمود ‪ .‬ما رح تنزل‪ّ ...‬‬‫تأخرنا ؟‬ ‫هبط أبو محمود السلم الخشبي المتصدّع ‪ ،‬حامالً بين أسنانه كيس القنبز ‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ نازل ‪ ..‬نازل ‪ ،‬جهزوا األوالد ؟‬‫ من ساعة واقفين على باب الدار ‪ ،‬بقيت حنان ونوال وإنت ‪ ،‬دقيقة بيجهزو ‪.‬‬‫خيّم الليل وغمر الح ّي المنهك المتمدّد على طرف المدينة اإلسمنتية الالهبة ‪.‬‬ ‫تقافز األوالد على جانبي الطريق الترابي المؤدي إلى المدينة ‪ ،‬غير عابئين بتهديدات أم محمود وهي تصرخ محذرة ‪:‬‬ ‫ انتبهوا ‪ ،‬ال توسخوا ثيابكم ‪ ..‬هذي ثياب المدرسة‪.‬‬‫ خلّيهم أم محمود ‪ ،‬خلّيهم يفرحوا شي مرة بالسنة ‪ ،‬قال مواسياً‪.‬‬‫رجال ‪ ،‬بنفضح مع المعلمات !؟‬ ‫ ما عندهم غيرها يا ّ‬‫تلقّف األوالد الطريق اإلسفلتي بفرح غامر ‪ ،‬دقّوا أرجلهم على األرض الصلبة متحلّقين حول بعضهم ‪ ،‬نافضين غبار الطريق الذي حملته‬ ‫أحذ يتهم في بداية الرحلة الموعودة إلى مطعم أبو سليم ‪.‬‬ ‫ازدحم المكان بالناس الجالسين إلى الطاوالت البالستيكية المتناثرة على الرصيف ‪ ،‬يثرثرون ويأكلون ‪ .‬تناثر الفتات على األرض ‪،‬‬ ‫وانقلبت زجاجات العصير على الطاوالت ‪ ،‬فبدت الفوضى وكأنها سيّدة المكان ‪.‬‬ ‫انتشر األوالد يفتشون عن كرسي فارغ ألمهم بين الطاوالت بحماس شديد ‪.‬‬ ‫م ّر وقت قبل أن يتم ّكن أبو محمود من سؤال البائع الشاب ‪:‬‬ ‫ أخي ما ثمن لفّة الكباب لو سمحت ؟‬‫ خمسين ‪ ..‬عيني ‪ ..‬خمسين‬‫أجرى حساباً سريعاً للمبلغ المطلوب قبل أن ّ‬ ‫يتخذ القرار األخير ‪ ،‬بدا المبلغ كبيراً ‪ ،‬همهم بحيرة ‪ ،‬سأل‪:‬‬ ‫ والقلوب باهلل ‪ ،‬بكم القلوب ؟؟‬‫ بخمسين عيني بخمسين‪ ،‬شو أمرت ؟ أجاب البائع بنزق‪ ،‬تركه في حيرته والتفت للر ّد على اآلخرين الذين تك ّوموا حوله كأنه‬‫نجم معروف ‪.‬‬ ‫ظ ّل أبو محمود ساكناً يستعرض باقي المأكوالت التي تمأل البراد الزجاجي الكبير‪ ،‬متمسكاً بحافة الطاولة ليحتمي من التدافع الذي بدأ‬ ‫يهدّده من كل صوب ‪.‬‬ ‫ ال تؤاخذنا معلم كثرنا أسئلة ‪ ،‬بكم المرتديال باهلل ؟؟؟‬‫ كله بخمسين أخي‪ ،‬كله بخمسين ؟ والفالفل بعشرين ‪ ،‬شو أمرت ؟؟‬‫لم يعد من الممكن أن يتخلّى عن مكانه بعد ما عاناه في الوصول إليه ‪ ،‬بدا له وكأن أهل المدينة كلهم قد تواعدوا معه على هذا اللقاء ‪،‬‬ ‫سجان ‪ ،‬حاصرت األرقام رأسه ‪ ،‬وشعر بأنها بدأت تط ّوق حلمه وحلم العائلة ‪.‬‬ ‫لفّه الوقت مثل َّ‬ ‫نهش األوالد اللفّات وهم يتصايحون ويتضاحكون ‪ ،‬راقبهم وهم يملؤون المكان بالفرح والبهجة ‪.‬‬ ‫أعلنت أم محمود نهاية الرحلة وسط تثاؤبها واعتراض األوالد‪:‬‬ ‫ دارنا فاضية يا رجال ‪ ،‬شو منتركها للحرامية ؟ عللت موقفها أمام نظرات زوجها المتسائلة‪.‬‬‫ وشو ممكن يسرقو دخلك ؟ جاجتين وفراش ؟‬‫نهض يلملم األوالد عن الرصيف وضحكة متعبة تدحرجت فوق وجهه‪.‬‬ ‫دفعت أم محمود األوالد أمامها ‪ ،‬في طريق العودة ‪،‬تفقّدتهم‪ ،‬صرخت فجأة‪:‬‬ ‫ وين وائل يا أبو محمود‪ .......‬دخلك ؟‬‫التفت الجميع مذعورين ‪ ،‬لكنها هدأت حين شاهدوه قرب الطاولة التي أكلوا عليها واقفاً على رؤوس أصابعه يفتّش كومة األوراق‬ ‫التي خلّفوها وراءهم ‪.‬‬ ‫‪2005‬‬

‫‪24‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.