Dawdaa magazine 8

Page 1

‫صور من الحراك السلمي في السويداء‬

‫شهرية مستقلة تصدر عن المركز السوري للصحافة والنشر‬

‫العدد (‪ 20 )8‬شباط ‪2014‬‬

‫‪ 3‬ستة عشر قتيال ً تحت التعذيب حصة‬ ‫السويداء في معتقالت النظام‬ ‫‪ 14‬فضل زين الدين وفارس البني في‬ ‫السنوية األولى لمعركة ظهر الجبل‬ ‫ملف العدد‪:‬‬ ‫الثروة الوطنية في خدمة الثورة‬ ‫‪ 2‬منذر ماخوس‪ 15« :‬مليون دوالر يوميا ً‬ ‫نفط المناطق المحررة»‬ ‫‪ 8‬تحقيق‪:‬‬ ‫انعكاس األزمة السورية على الحياة‬ ‫الخضراء‬ ‫‪ 18‬ضوضاء تستضيف رئيس الحكومة‬ ‫د‪.‬أحمد طعمة في منتدى المعرفة وحرية‬ ‫التعبير‬

‫لسنا منبرًا ألحد‪ ..‬لسنا ملكًا ألحد‪ ..‬نسعى لكي نكون أحد أصوات العقل والتوازن في سوريا الجديدة‬

‫‪https://www.facebook.com/daw.daa.35‬‬

‫‪dawdaa.syria@gmail.com‬‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬


‫ومضة‬ ‫افتتاحية‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫عام على رحيل (عمر عزيز)‬

‫أ‬ ‫‪ 17‬شباط‪ ،‬الذكرى الولى لمقتل (عمر عزيز) في سجون‬ ‫آ أ‬ ‫�ل الس ــد‪ ،‬بعد ‪ 89‬يــومـ ًـا مــن االعـتـقــال‪( ،‬عمر عزيز)‬ ‫صاحب فكرة المجالس المحلية فــي ســوريــا‪ ،‬وواضــع‬ ‫أ‬ ‫أ آ‬ ‫أ‬ ‫الوراق الولى ل ليات إنشائها‪ ،‬بل المساهم الساسي‬ ‫أ‬ ‫فــي إنـشــاء المجالس المحلية الول ــى فــي عـمــوم سوريا‬ ‫(برزة ودوما)‪.‬‬ ‫يقول (عمر عزيز)‪« :‬الثورة بحد ذاتها حدث استثنائي‪،‬‬ ‫يـبــدل تــاريــخ الـمـجـتـمـعــات كـمــا تـتـبــدل فـيــه الــذاتـيــات‬ ‫البشرية‪ ،‬هي قطيعة في الزمان والمكان ً‬ ‫معا‪ ،‬خاللها‬ ‫يعيش البشر بين زمنين‪ ،‬زمن السلطة وزمن الثورة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫�ما انتصار الثورة فهو رهن بتحقيق استقاللية زمنها‪،‬‬ ‫لينتقل المجتمع إلى عهد جديد»‪.‬‬ ‫ثــم يـقــول‪( :‬عـمــر) ابــن الـرابـعــة والـسـتـيــن‪ ،‬ال ــذي عاد‬ ‫أ‬ ‫مــن �مــريـكــا ليعيش الـثــورة الـســوريــة ويقتل فيها‪« ،‬ال‬ ‫تكمن الخطورة بالتداخل بين الزمنين فهذا من طبيعة‬ ‫الثورات‪ ،‬وإنما في غياب التوازن بين الخطين الحياتي‬ ‫والـثــوري للجمهور‪ ،‬فما يخشاه الـحـراك خــال الفترة‬ ‫أ أ‬ ‫الـقــادمــة هــو �ح ــد �مــريــن‪ ،‬ملل البشر مــن استمرارية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الثورة لت�ثيرها على �عمالهم وحياة �سرهم‪� ،‬و اللجوء‬ ‫إلى استخدام مكـثف للسالح تصبح فيه الثورة رهينة‬ ‫البندقية»‪ ،‬مــرت تغيرات ك ـثـيــرة‪ ،‬مـفــاجـ آـ� ٌت صــدمـ ٌ‬ ‫ـات‬ ‫أ‬ ‫ٌ أ‬ ‫ً‬ ‫جميعا‪ ،‬لكن يبدو �نها‬ ‫ـات‪� ،‬كـثر مما توقعنا‬ ‫وخــذالنـ‬ ‫أ‬ ‫ليست �ك ـثــر مما نستطيع االحـتـمــال بدليل استمرار‬ ‫السوريين وثورتهم‪.‬‬ ‫يشاهد العالم صور آ�الف المعتقلين‪ ،‬وقد قتلوا ً‬ ‫جوعا‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وتشويها وإذابـ ًـة بالسيد‪ ،‬ويعلم �ن نظام �ل‬ ‫وتعذيبا‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫الســد في سوريا قتل‪ ،‬وسيتابع قتل عشرات ال الف‬ ‫من معتقلي الثورة السورية بنفس الطريقة‪ ،‬بل بطرق‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�كـثر ابتكا ًرا‪( ،‬بالمراض والفيروسات وتجارب السلحة‬ ‫أ‬ ‫البيولوجية إليران وروسيا وغيرها‪ ،‬ويسيطر ب�جسادهم‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫على �سواق بيع العضاء البشرية)‪ ،‬كل ذلك ليمول قتل‬ ‫أ‬ ‫الباقين من �هلهم‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ويعلم العالم �ن ال شيء يمنع تحالف ماللي إيران مع‬ ‫أ‬ ‫آ أ‬ ‫عتاة نظام �ل الس ــد عــن ذلــك‪ ،‬فمن يقطع العـضــاء‬ ‫أ‬ ‫التناسلية ويفق� عيون المعتقلين‪ ،‬للحقد فقط‪ ،‬للتدرب‬ ‫على التعذيب‪ ،‬وإنتاج الكوادر الستخالص المعلومات‬ ‫وإرهاب الناس والتحشيد الديني والمذهبي والعرقي‪ ،‬ما‬ ‫أ‬ ‫الذي سيمنعه من بيع العضاء؟‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫السوريون �ربــاب النظافة‪ ،‬النيقون‪ ،‬اللبقون‪� ،‬هل‬ ‫أ‬ ‫الكرم‪ ،‬من استقبلوا كافة جنسيات الالجئين‪� ،‬غاثوا‬ ‫الملهوفين‪ ،‬حاملو الورود في المظاهرات‪ ،‬يموتون في‬ ‫أ أ‬ ‫سجون السد و�قبية التعذيب‪ ،‬باإلسهال والسل وذات‬ ‫ً‬ ‫الرئة والجرب‪ُ ،‬وي َقتلون ً‬ ‫وعطشا‪ ،‬يبدو الواقع مري ًرا‬ ‫جوعا‬ ‫ً‬ ‫مظلما‪ ،‬لكن يلفتنا فيما كـتبه (عمر عزيز) بصيص من‬ ‫أ‬ ‫تفاؤل‪ ،‬حيث يقول‪« :‬دخلت الثورة في‬ ‫�مل وشيء من‬ ‫ٍ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫سوريا شهرها الثامن‪ ،‬وال يزال �مامها �يام من الصراع‬ ‫إلسقاط النظام وفتح مساحات جديدة للحياة»‪ ،‬ونحاول‬ ‫أ‬ ‫الوقوف على �رضية التفاؤل التي يستند إليها الرجل‪.‬‬ ‫ذهبت المعارضة الـســوريــة إلــى جنيف‪ً 2‬‬ ‫مكبلة بكل‬ ‫تناقضات العالم‪ ،‬لكنها مستندة بوضوح إلى مجموعة‬ ‫أ‬ ‫من نقاط القوة‪ ،‬منها إنهاك نظام السد‪ ،‬يظهر ذلك في‬ ‫المعارك التي يخوضها الجيش الحر وكـتائب إسالمية‬ ‫ك ـث ـيــرة ف ــي ال ــداخ ــل الـ ـس ــوري‪ ،‬ض ــد تـنـظـيــم «ال ــدول ــة‬ ‫اإلسالمية في الـعـراق والـشــام»‪ ،‬حيث تستهلك هذه‬ ‫المعارك طاقة سالح الثورة‪ ،‬وتفتح جبهات جديدة ضدها‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫تستنزف قواها في �كـثر من مدينة في �ن واحد‪ ،‬لكن‬ ‫أ‬ ‫رغم كل ذلك لم يستطع نظام السد ومعه المليشيات‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫اللبنانية العراقية اإليرانية‪ ،‬إحراز �ي تقدم على �ي من‬ ‫الجبهات‪ ،‬بل يخسر مواقع كـثيرة كما في درعا والقنيطرة‬ ‫وحلب وإدلب وريف حماه‪ ،‬وال زالت معارك القلمون‬ ‫ً‬ ‫مفتوحة‪.‬‬

‫أ أ‬ ‫ويـتـبــدى إن ـهــاك وعـجــز نـظــام الس ــد �ي ـض ـ ًـا‪ ،‬فــي حــرب‬ ‫البراميل التي يقودها على المدن السورية ً‬ ‫خاصة حلب‪،‬‬ ‫آ‬ ‫وتنتج �الف القتلى والجرحى وماليين الالجئين‪ ،‬ويتبدى‬ ‫بــالـمـسـيـرات الـهــزيـلــة الـتــي يحشد لـهــا تـحــت الترهيب‬ ‫والترغيب بقية من موظفي النظام وشبيحته وعناصر‬ ‫أ‬ ‫�مـنــه فــي بعض مـراكــز الـمــدن‪ ،‬ومــن شــاهــد صــور هذه‬ ‫المسيرات يعلم مــا نـقــول عــن مسيرات هزيلة‪ ،‬لكن‬ ‫ليست هز ً‬ ‫لية بمقدار ما يمكن القول عن مسير ٍات كالتي‬ ‫أ‬ ‫صورت لهل ببيال (عشر دقائق من الهتاف مقابل تزويد‬ ‫المخابز بالطحين)‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫نقطة قوة �خرى نود الحديث عنها‪ ،‬تت�تى من انعكاس‬ ‫الوضع السوري على الوضع اإلقليمي والدولي‪ ،‬فإذا كان‬ ‫أ‬ ‫جنيف‪ً 1‬‬ ‫عضا على الصابع بين محاور الصراع اإلقليمية‬ ‫أ‬ ‫والدولية‪ ،‬فإن جنيف‪ 2‬بعد �كـثر من عام ونصف من‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫سابقه‪ ،‬هو التعبير الوضح عن صراخ العالم وقد �تعبته‬ ‫أ‬ ‫قضية السوريين‪ ،‬و�تعبه مــوت السوريين‪ ،‬جوعهم‬ ‫وتشردهم والوحشية التي يتعرضون لها‪ ،‬وال يغير في‬ ‫نقاط القوة والضعف إنهاء جنيف‪ 2‬دون الوصول إلى‬ ‫أ‬ ‫ما ُن ِ ّظ َر له‪ ،‬فلم يكن �حــد ينتظر ذلــك‪ ،‬من هنا على‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المعارضة �ن تعلم �ن معتقلي سوريا‪ ،‬شهداءها تحت‬ ‫أ‬ ‫التعذيب جــوعـ ًـا وتـعــذيـبـ ًـا و�م ـراض ـ ًـا‪ ،‬قتلى البراميل‪،‬‬ ‫الـفــارون مــن البراميل‪ ،‬ماليين المهجرين الجائعين‬ ‫والمحاصرين في الداخل‪ ،‬إعالميو الداخل الذين لم‬ ‫يسمحوا بمرور كل تلك الجرائم واالنتهاكات بصمت‪،‬‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫متكلفين بذلك �الف حاملي �جهزة الموبايل والكاميرات‪.‬‬ ‫كل هــؤالء هم قضية سوريا‪،‬هم ثــورة سوريا‪ ،‬ليست‬ ‫ال ـم ـعــارضــة الـسـيــاسـيــة وال ال ـم ـن ـظــريــن‪ ،‬وال نــاشـطــي‬ ‫الفيسبوك‪ ،‬مــن علم ذلــك واسـتـنــد إلـيــه‪ ،‬حــاز القوة‬ ‫أ‬ ‫ووقــف على ما يشبه الرضية التي وقف عليها في يوم‬ ‫مضى (عمر عزيز)‪.‬‬ ‫رئيس التحرير‬

‫منذر ماخوس‪« :‬ما نراه اليوم في مجال استخدام النفط مرعب»‬ ‫ال ّبد من وضع إمكانيات مادية في يد الحكومة الستثمار الثروات الوطنية‬ ‫¶خاص ضوضاء‬

‫أ‬ ‫في لقاء �جرته (ضــوضــاء) مع سفير اال ئ ـتــاف الوطني‬ ‫لقوى الثورة والمعارضة في باريس‪ ،‬منذر ماخوس‪،‬‬ ‫أ‬ ‫على هامش مؤتمر السلم الهلي في اسطنبول‪ ،‬منتصف‬ ‫نيسان ‪ ،2013‬تحدث عن ضرورة تشكيل حكومة تدير‬ ‫المناطق المحررة‪ ،‬وتعبئ الموارد والثروات الوطنية‪،‬‬ ‫لتضعها فــي خــدمــة الـمــواطــن‪ ،‬بما يساهم فــي إنجاح‬ ‫الثورة‪ ،‬وبناء مستقبل البالد‪ ،‬دون الحاجة للرهان على‬ ‫أ‬ ‫الغرب �و الدول الداعمة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫«مـعـظــم ال ـت ـراب ال ـســوري مـحــرر ال ـيــوم‪ ،‬و�ه ــم حقول‬ ‫النفط‪ ،‬وصوامع الحبوب والقطن والتبغ‪ ،‬وسد الطبقة‬ ‫أ‬ ‫والكهرباء‪ ،‬كلها بيد الثوار‪ ،‬لذا يجب �ن تتجه الجهود‬ ‫أ‬ ‫إلى تعبئة المصادر الداخلية‪ ،‬ما �ن تتشكل الحكومة‬

‫‪2‬‬

‫العدد (‪ 20 )8‬شباط ‪2014‬‬

‫وتستلم مهامها في إدارة المناطق المحررة»‪ ،‬هذا ما قاله‬ ‫أ‬ ‫السفير (ماخوس) لـ(ضوضاء) قبل نحو عشرة �شهر‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وقبل تشكيل المعارضة حكومتها بحوالي خمسة �شهر‪.‬‬ ‫اليوم وبعد تشكيل اال ئـتالف الوطني حكومة‪ ،‬مطلع‬ ‫شهر تشرين الثاني ‪ ،2013‬التقت (ضــوضــاء) السفير‬ ‫ً‬ ‫مجددا‪ ،‬خالل اللقاء التشاوري للهيئة‬ ‫منذر ماخوس‬ ‫السياسية لال ئـتالف الوطني لقوى الثورة والمعارضة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫في اسطنبول في شهر كانون الول‪ ،‬لبحث مشاركة‬ ‫اال ئـتالف في مؤتمر جنيف‪ ،‬وكان لها حوار معه حول‬ ‫مــوضــوع الـثــروة الــوطـنـيــة‪ ،‬وسـبــل توظيفها فــي خدمة‬ ‫أ‬ ‫الشعب السوري وتحقيق �هداف ثورته‪.‬‬

‫تتمة ‪21‬‬

‫خاص ضوضاء‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫ً‬ ‫ستة عشر قتيال تحت التعذيب حصة السويداء في معتقالت النظام‬

‫أخبار‬

‫خاص ضوضاء‬ ‫¶ فريق تحرير ضوضاء‬

‫ارتفع عدد ضحايا التعذيب في سجون‬ ‫أ‬ ‫النظام‪ ،‬من �بناء محافظة السويداء‬ ‫إلى ستة عشر ً‬ ‫قتيال‪ ،‬وشهد شهر كانون‬ ‫الـثــانــي ‪ ،2014‬وح ــده‪ ،‬مقتل ثالثة‬ ‫مدنيين من السويداء تحت التعذيب‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫(شادي �بو رسالن‪ ،‬نورس هندي �بو‬ ‫سعيد‪ ،‬صفوان راوند)‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫توفي (شــادي �بو رســان‪ 32 /‬عاما)‪،‬‬ ‫من قرية بارك في الريف الشمالي‪ ،‬في‬ ‫أ‬ ‫سجون فرع المن العسكري بدمشق‪،‬‬ ‫وذلك بعد عشرين ً‬ ‫يوما على اعتقاله‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وكــان (�بــو رســان) اعتقل في الثالث‬ ‫من كانون الثاني ‪ ،2014‬على طريق‬ ‫دمشق بيروت خالل عودته من ليبيا‬ ‫إلى سوريا‪.‬‬ ‫أ‬ ‫جاء ذلك بعد �يام على مقتل (نورس‬ ‫أ‬ ‫ه ـنــدي �بـ ــو سـعـيــد‪ 25 /‬ع ــام ـ ًـا)‪ ،‬من‬ ‫قــريــة ام ـتــان‪ ،‬المعتقل منذ حــزيـران‬ ‫‪ ،2013‬دون توجيه تهمة لــه‪ ،‬وذكــر‬ ‫أ‬ ‫مصدر لـ(ضوضاء) � ّن (نورس) اعتقل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ثـنــاء عــودتــه مــن الردن إلــى سوريا‪،‬‬ ‫دون مـعــرفــة سـبــب اعـتـقــالــه‪ ،‬ودون‬ ‫مـعــرفــة عــائـلـتــه الـجـهــة ال ـتــي اعتقلته‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�و مكان احـتـجــازه‪ ،‬إلــى �ن تلقوا نب�‬ ‫مقتله منتصف الشهر الماضي‪ ،‬حيث‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫معتقال لدى فرع المن‬ ‫تبين �نه كان‬ ‫العسكري بدمشق‪.‬‬ ‫في حين قضى الناشط اإلغاثي (صفوان‬ ‫راوند‪ً 32 /‬‬ ‫عاما)‪ ،‬من قرية‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫ذيبين‪ ،‬في فرع المن السياسي بدمشق‪ ،‬مطلع الشهر الماضي‪ ،‬بعد ثالثة �شهر‬ ‫من اعتقاله‪ ،‬على خلفية نشاطه في مجال اإلغاثة‪ ،‬وتقديم المساعدات للنازحين‬ ‫في السويداء من مختلف المدن والبلدات السورية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫كذلك توفي طبيب أالسنان (رافع بريك) تحت التعذيب في فرع المن العسكري‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫بدمشق‪ ،‬التاسع من شباط الجاري‪ ،‬بعد �كـثر من �ربعة �شهر على اعتقاله‪ ،‬حيث‬ ‫أ‬ ‫داهمت دورية تابعة للمن العسكري مكان إقامته في بلدته القريا واعتقلته‪ ،‬نتيجة‬ ‫نشاطه في مجال اإلغاثة وتقديم العناية الطبية ً‬ ‫مجانا للنازحين في السويداء‪.‬‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬ذكرت «تنسيقية محافظة السويداء»‪ ،‬عبر صفحتها الرسمية على موقع‬ ‫التواصل االجتماعي (فايس بــوك)‪ ،‬أ� ّن (علي زين الدين‪ً 37 /‬‬ ‫عاما)‪ ،‬من قرية‬ ‫الرحا‪ ،‬وهو منشق عن جيش النظام‪ ،‬قتل تحت التعذيب في سجن صيدنايا‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫قبل �ربعة �شهر‪ ،‬وذلك بعد اعتقاله وتنقله بين عدد من فروع المن في دمشق‪،‬‬

‫لينتهي في سجن صيدنايا حيث قضى‬ ‫ً‬ ‫تعذيبا‪ ،‬وقالت التنسيقية ّإن قوات‬ ‫النظام‬ ‫أ‬ ‫منعت �هــل (زيــن الــديــن) مــن إقامة‬ ‫ّ أ‬ ‫أ‬ ‫وإن �هله‬ ‫مراسم عزاء �و دفن البنهم‪،‬‬ ‫يعلمون أنب� وفاته منذ أ�ربعة أ�شهر‪ ،‬إالّ‬ ‫أ‬ ‫�نهم تحفظوا على نشر الخبر‪ ،‬نتيجة‬ ‫الضغوطات والتهديد‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ي ــ�ت ــي ه ــذا بــال ـت ـزامــن م ــع ن ـشــر وكــالــة‬ ‫أ‬ ‫الن ــاض ــول الـتــركـيــة وشـبـكــة (س ــي إن‬ ‫أ‬ ‫إن)‪ ،‬خمسة وخمسين �ل ــف صــورة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫لحد عشر �لف معتقل ومعتقلة‪ ،‬قضوا‬ ‫تحت التعذيب فــي سـجــون النظام‪،‬‬ ‫أ‬ ‫و� ّك ــد مختصون مــن مختبر بريطاني‬ ‫أ‬ ‫فحصوا ستة وعشرين �لف صورة منها‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ّإن الصور حقيقية‪ ،‬لم تجر عليها �ي‬ ‫أ‬ ‫عمليات تـعــديــل �و تــركـيــب‪ ،‬وتثبت‬ ‫ّإن القتلى تـعــرضــوا لتعذيب ممنهج‬ ‫أ‬ ‫وتجويع حتى الموت‪ ،‬كما �نها تشكل‬ ‫أ‬ ‫�دلة إدانة «قوية» على ارتكاب النظام‬ ‫جرائم حرب‪ ،‬على حد تعبيرهم‪.‬‬ ‫وذك ــرت منظمة ســواسـيــة (المنظمة‬ ‫السورية لحقوق اإلنسان)‪ ،‬في تقرير‬ ‫ً‬ ‫معتقال واحـ ًـدا يموت‬ ‫صادر عنها‪ّ ،‬إن‬ ‫ت ـحــت ال ـت ـعــذيــب ف ــي س ـج ــون ق ــوات‬ ‫النظام كل عشر ساعات‪ّ ،‬‬ ‫وإن بين كل‬ ‫‪ 8300‬مدني‪ ،‬يقتل مدني واحد تحت‬ ‫التعذيب‪ ،‬وال تشمل هذه اإلحصائيات‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫المفقودين �و �ول ـئــك الــذيــن �عــدمــوا‬ ‫ً‬ ‫ميدانيا دون محاكمة‪.‬‬ ‫العدد (‪ 20 )8‬شباط ‪2014‬‬

‫‪3‬‬


‫إضاءة‬

‫أخبار‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫محامو السويداء يجبرون قوات النظام على إطالق سراح زميلين لهم اعتقال في دمشق‬

‫¶فريق تحرير ضوضاء‬ ‫ش ـهــدت مــديـنــة ال ـســويــداء مـنـتـصــف كــانــون الـثــانــي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫نقابتهم بالمدينة‪ ،‬على‬ ‫اعتصاما للمحامين في مقر أ‬ ‫(معين �بو درغم) و(حسام‬ ‫خلفية اعتقال المحاميين أ‬ ‫غانم)‪ ،‬استمر االعتصام ثالثة �يــام‪ ،‬وانتهى بإطالق‬ ‫سراح المحاميين المعتقلين أدون توجيه تهم إليهما‪.‬‬ ‫وكان المحامون المعتصمون‪� ،‬صدروا ً‬ ‫بيانا خالل فترة‬ ‫أ‬ ‫االعتصام‪ّ � ،‬كــدوا فيه استنكارهم حادثة االعتقال‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ومخالفا للقانون‬ ‫معتبرين إياها «إجر ًاءا غير مسؤول‪،‬‬ ‫أ‬ ‫والصــول‪ ،‬التي تحفظ للمحامي أحصانته وحريته»‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تمسكهم «بــ�ح ـكــام الـقــانــون‪،‬‬ ‫وجـ ــددوا عـبــر الـبـيـ أـان أ‬ ‫باعتبارها المرجع الول والخير»‪ ،‬على حد تعبيرهم‪.‬‬ ‫الجدير ذكــره‪ّ ،‬إن المخابرات أالجوية التابعة لقوات‬ ‫النظام‪ ،‬اعتقلت المحاميين (�بــو درغــم) و(غــانــم)‪،‬‬ ‫ظهر الثالثاء ‪ 14‬كانون‬ ‫من كراج أالسومرية في دمشق‪ ،‬أ‬ ‫الثاني‪ ،‬و�طلق سراحهما بعد أثالثة �يام‪.‬‬ ‫ول ــم يـكــن ه ــذا االع ـت ـصــام الول مــن نــوعــه لمحامي‬ ‫السويداء‪ ،‬إذ سبقه اعتصامات عدة أفي مبنى النقابة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫اعتقال زمــاء لهم في �وقــات سابقة‪،‬‬ ‫احتجاجا على آ‬ ‫أمنذ بداية الثورة في �ذار ‪ ،2011‬إلى جانب اعتصامات‬ ‫السورية‪،‬‬ ‫�خرى إلحياء المناسبات المتعلقة بالثورة‬ ‫أ‬ ‫إضافة النخراطهم في الحراك الثوري‬ ‫السلمي منذ اليام‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫الولى‪ ،‬حيث كان اعتصامهم بتاريخ ‪� 27‬ذار ‪،2011‬‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ول ح ـراك ثــوري تشهده محافظة الـســويــداء‪ ،‬و�ول‬ ‫مستوى البالد‪.‬‬ ‫اعتصام نقابي على أ‬ ‫وف ــيأ سـيــاق مـتـصــل‪ّ � ،‬ك ــد تجمع (مـحــامــو الـســويــداء‬ ‫مــن �جــل الـ أحــريــة)‪ّ ،‬إن المحكمة الميدانية الثانية‬ ‫حكما بالسجن مــدة ‪ً 15‬‬ ‫في دمشق‪� ،‬صــدرت ً‬ ‫عاما‪،‬‬ ‫بحق الناشط المعارض (موفق زاعور)‪ ،‬بتهمة النيل‬ ‫من هيبة الدولة والتحريض على التمرد والعصيان‪،‬‬ ‫ودعــم وتمويل اإلرهــاب‪ ،‬وكــان (زاعــور) اعتقل نهاية‬ ‫أنيسان ‪ 2012‬مــن مدينة جرمانا فــي ريــف دمشق‪،‬‬ ‫أو�مضى معظم فترة اعتقاله في سجن صيدنايا‪ ،‬قبل‬ ‫�ن ينقل إلى السجن المركزي في السويداء‪ ،‬ويصدر‬ ‫بحقه الحكم بالسجن‪.‬‬ ‫عناصر قوات النظام‬ ‫كذلك‪ ،‬اعتقل أ‬ ‫الناشط والكاتب (�جــود عامر)‪،‬‬ ‫‪ 17‬شباط ‪ ،2014‬عند حاجز سليم‬ ‫بالتزامن مع‬ ‫في مدينة السويداء‪ ،‬أ‬ ‫حملة اعتقاالت شنتها الخيرة‬ ‫صحنايا وجــرمــانــا بريف‬ ‫فــي أ‬ ‫دمشق‪� ،‬سفرت عن اعتقال‬ ‫ال ـشــاعــر وال ـنــاشــط (نــاصــر‬ ‫بندق)‪ ،‬والناشط (مروان‬ ‫الـحــاصـبــانــي)‪ ،‬مــن مدينة‬ ‫صحنايا‪ ،‬واقتيادهما إلى‬

‫أجهة مجهولة‪ ،‬ولم يعرف حتى اللحظة سبب اعتقالهما‬ ‫الجهة التي اعتقلتهما‪ ،‬وفي وقت سابق اعتقلت‬ ‫�و أ‬ ‫قوات المن المعالج الفيزيائي (فايز رافع) أمن عيادته‬ ‫في مدينة جرمانا واقتادته إلى جهة مجهولة � ً‬ ‫يضا‪.‬‬

‫قصف بالبراميل المتفجرة يستهدف مناطق درعا وريفها‬ ‫غرفة العمليات المشتركة في حوران تعلن بدء معركة «جنيف حوران»‬ ‫أ‬ ‫¶فريق تحرير ضوضاء‪ -‬وكالة سمارت للنباء‬

‫أ‬ ‫صـ ّـعــدت ق ــوات الـنـظــام أالـقـصــف بــالسـلـحــة الثقيلة‬ ‫والـطـيـران الـحــربــي‪ ،‬على �حـيــاء مدينة درع ــا‪ ،‬ومــدن‬ ‫والشمالي‪،‬‬ ‫وبلدات الريف‪ ،‬خاصة الريفين الغربي أ‬ ‫وشـهــدت مدينة جــاســم شـمــال غــرب ًدرع أــا‪ ،‬السـبــوع‬ ‫الماضي مجزرة‪ ،‬راح ضحيتها ‪ 13‬قتيال و�كـثر من ‪20‬‬ ‫ً‬ ‫جريحا‪ ،‬جـراء قصف براجمات الصواريخ من الفوج‬ ‫(‪ )175‬في مدينة إزرع‪ ،‬إضافة إلــى قصف أبالبراميل‬ ‫المتفجرة‪ ،‬حسب ما نقلت وكالة سمارت للنباء‪.‬‬ ‫الريف الغربي لغارات‬ ‫كذلك تعرضت بلدة تسيل أفي أ‬ ‫الحربي‪ ،‬قبل �يــام �سـفــرت عن مقتل‬ ‫شنها الطيران‬ ‫آ‬ ‫استهدفت‬ ‫بجروح‪ ،‬فيما‬ ‫عشرة مدنيين وإصابة �خرين‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫غارة �خرى مدرسة تابعة لمنظمة «الونروا‪ /‬وكالة المم‬ ‫الفلسطينيين»‪،‬‬ ‫وتشغيل الالجئين‬ ‫أ‬ ‫المتحدة لغوث أ‬ ‫في بلدة المزيريب‪� ،‬سفرت عن إصابة ثمانية �طفال‬ ‫بجروح‪.‬‬ ‫ب ــدوره ــا ت ـعــرضــت مــدي ـنــة ال ـش ـيــخ مـسـكـيــن لقصف‬ ‫الثقيلة‪ ،‬من اللواء (‪ )82‬وتل حمد وكـتيبة‬ ‫بالمدفعية‬ ‫أ‬ ‫الـرادار‪ ،‬خالل السابيع الثالثة الماضية‪ ،‬كما دارت‬ ‫اشتباكات عنيفة في المدينة‪ ،‬خــال محاولة قوات‬ ‫الـنـظــام اقـتـحــامـهــا‪ ،‬قـتــل خــا لـهــا ع ـش ـرات مــن قــوات‬ ‫النظام‪ ،‬وامتدت االشتباكات إلى الطريق الواصل بين‬ ‫مدينتي الشيخ مسكين ونوى‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫العدد (‪ 20 )8‬شباط ‪2014‬‬

‫أ‬ ‫وكالة سمارت للنباء‬

‫أ‬ ‫غ ــارات الطيران الحربي استهدفت �يـضـ ًـا حــي طريق‬ ‫السد في درعا المحطة‪ ،‬حيث ال تزال االشتباكات بين‬ ‫مقاتلي الجيش الحر وقـ أـوات النظام متواصلة‪ ،‬وقال‬ ‫مراسل وكالة سمارت لل أنباء ّإن الحي تعرض لقصف‬ ‫من عائلة واحدة‬ ‫بالصواريخ الفراغية‪ ،‬خلف � ًربعة ًقتلى أ‬ ‫أ أ‬ ‫(�م و�طفالها الثالثة)‪ ،‬ودمارا كبيرا في البنية السكنية‬ ‫التحتية في الحي‪.‬‬ ‫والبنية أ‬ ‫إل ــى ذل ــك �ع أـل ـنــت «غ ــرف ــة الـعـمـلـيــات الـمـشـتــر أكــة في‬ ‫حــوران»‪ ،‬الول من شباط ‪ ،2014‬بدء معركة �طلق‬ ‫عليها اسم «جنيف حــوران»‪ ،‬وقــال المتحدث باسم‬ ‫غــرفــة الـعـمـلـيــات ف ــي شــريــط م ـصــور ب ــث عـلــى مــوقــع‬

‫أ‬ ‫وكالة سمارت للنباء‬

‫التواصل االجتماعي (يــو أتـيــوب)‪ّ ،‬إن كافة الفصائل‬ ‫أ‬ ‫وال ل ــوي ــة الـمـقــاتـلــة عـلــى �رض حـ ــوران‪ ،‬مـشــاركــة في‬ ‫المعركة‪ ،‬التي تهدف إلــى السيطرة على ما تبقى من‬ ‫مـنــاطــق تـحــت سـيـطــرة ق ــوات الـنـظــام فــي ري ــف درعــا‬ ‫أالغربي‪ ،‬وفتح الطريق باتجاه محافظة القنيطرة‪.‬‬ ‫و�فــاد مصدر إعالمي من المنطقة الغربية ّإن مقاتلي‬ ‫ال ـك ـتــائــب الـتــابـعــة لـلـمـجـلــس الـعـسـكــري ف ــي درع ــا‪،‬‬ ‫والمشاركة في معركة «جنيف حوران»‪ ،‬سيطروا على‬ ‫وقتلوا عشرة من‬ ‫الحاجز الشمالي في بلدة عتمان‪ ،‬أ‬ ‫عناصر قــوات النظام هـنــاك‪ ،‬فيما قتل �حــد مقاتلي‬ ‫الجيش الحر‪.‬‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تجمع القوى الوطنية في السويداء يدين مقتل المعتقلين تحت التعذيب‬ ‫أ‬ ‫�ًص ـ ــدر ت ـج ـمــع الـ ـق ــوى ال ــوط ـن ـي ــة ف ــي ال ـس ــوي ــداء‬ ‫بـيــانــا‪ ،‬نـ ّـدد فيه بـمـراوغــة الـنـ أظــام‪ ،‬وتضييعه الوقت‬ ‫المعتقلين‬ ‫فــي مـفــاوضــات جنيف‪ ،‬كما �دان مقتل أ‬ ‫ت ـح ــت ال ـت ـع ــذي ــب‪ ،‬م ـت ــوج ـه ـ ًـا ب ــالـ ـعـ ـزاء إل ـ ــى �ه ــال ــي‬ ‫المعتقلين األــذيــن قـضــوا تحت التعذيب منذ بداية‬ ‫الـسـنــة مــن �ب ـن ــاء مـحــافـظــة ال ـس ــوي ــداء‪ ،‬وه ــذا نـصــه‪:‬‬ ‫محاوالت النظام حرف الثورة السورية عن‬ ‫«رغم كل‬ ‫أ‬ ‫مسارها‪ ،‬وبلوغ �هدافها في الحرية والكرامة‪ ,‬وقيام‬ ‫الدولة أالوطنية المدنية الديمقراطية‪ ,‬أهذه المحاوالت‬ ‫مني‪ ,‬وممارسة‬ ‫التي بد�ت بإصراره على اعتماد الحل ال أ أ‬ ‫درعا‬ ‫طفال‬ ‫ب�‬ ‫كل صنوف القتل الممنهج‪ ،‬الذي لم يبد�‬ ‫كما ولــم ينته بالكيماوي والبراميل المتفجرة‪ ,‬مــرو ًرا‬ ‫والتدمير‪,‬‬ ‫بكل ًحاالت التعذيب والتنكيل والتهجير أ‬ ‫وص ــوال إلــى ســاح التجويع الــذي فــاق كــل السلحة‪,‬‬ ‫ليس هذا وحسب‪ ,‬فإن حجم الكارثة اإلنسانية التي‬ ‫نـفــذهــا ه ــذاأ الـنـظــام الـمـجــرم بـحــق الـشـعــب ال ـســوري‬ ‫الـ آحــر‪ ،‬هـ أـو �كـبــر بكـثير مما بــرز لــإعــام‪،‬أ خــاصـ ًـة في‬ ‫ـورة‬ ‫الون ـ أـة الخ ـيــرة‪ ،‬وبـعــد نشر وتــوثـيــق أ‪� 55‬ل ــف صـ ٍ‬ ‫ل ــ‪� 11‬لــف شهيد تحت التعذيب‪ ،‬في �قبية النظام‪،‬‬ ‫مارس فيها ما ال يتخيله إنسان من صنوف التعذيب‬ ‫الــوح ـشــي حـتــى ال ـم ــوت‪ ,‬ف ــإن ك ــل ه ــذه ال ـم ـحــاوالت‬ ‫وإنساني‪ ،‬لم ولن تنفع‪،‬‬ ‫وطني‬ ‫المنفلتة من كل ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫عقال ٍ‬ ‫مع هــذا الشعب العظيم الــذي اختار طريق الحرية‬ ‫ـفاح حتى النصر‪.‬‬ ‫والكرامة ولم تثنه عن مواصلة الك أ‬ ‫إن إصـ ـرار الـنـظــام واع ـت ـمــاده الـحــل الم ـنــي فـ ًـي قمع‬ ‫تطلعات الشعب الـســوري إلــى الـحــريــة معتمدا على‬ ‫ـن روسـيــا وإيـ ـ أران‪ ,‬حيث‬ ‫أالحلف ا ألــدولــي واإلقليمي مـ أ‬ ‫�مــدتــه الول ــى بكل صنوف السـلـحــة‪ ،‬وت�مين غطاء‬

‫دولي له باستخدامها الفيتو أعدة مرات‪ ,‬ومدته الثانية‬ ‫بــالـمــال وال ـســاح مــن خــال �ذرع ـهــا العسكرية‪ ,‬من‬ ‫الـحــرس ال ـثــوري وح ــزب الـلــه والمليشيات الـعـر أاقـيــة‪,‬‬ ‫كــان ذلــك فــي ظــل تـخــاذل غـيــر مـسـبــوق مــن الس ــرة‬ ‫ال ــدول ـي ــة وت ـغــاض ـي ـهــم وت ـعــام ـي ـهــم وع ـ ــدم اكـ ـت ـراث ـهــم‬ ‫ـورة‪.‬‬ ‫ـازف مـنــذ بـ‬ ‫لـكـ أـل ه ــذا ال ــدم ال ـس ــوري ال ـن ـ أ‬ ‫ـداـيـ ًـاـة ال ـثـ ً‬ ‫سياسيا‬ ‫إال �ن المجتمع الدولي حــاول �ن يقدم ح‬ ‫حيث‬ ‫يحرج فيه المعارضة‬ ‫والنظام عبر “جنيف ‪ ,”2‬أ‬ ‫أ‬ ‫يستجب إلــى �ي‬ ‫استجاب النظام‪ ،‬أوقناعتنا �نــه لــم‬ ‫سياسي إال ً‬ ‫مرغما‪ ,‬ويسعى‬ ‫حل‬ ‫حل ًولم يذهب إلى �ي ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وإضاعة الوقت‪ ،‬لإلبقاء‬ ‫والتسويف‬ ‫دومــا للمماطلة‬ ‫ً‬ ‫متحكما في مصير البالد‬ ‫على نظام القهر واالستبداد‬ ‫والعباد‪ ,‬وموقف النظام المرتبك‪ ,‬المراوغ واالستفزازي‬ ‫خير دليل على ذلك‪ ،‬واستجاب اال ئـتالف‬ ‫في‬ ‫المؤتمر ً‬ ‫إيمانا منه بالحل أالسياسي السلمي‪ ,‬وثقته‬ ‫أالوطني‬ ‫�ن ال ـن ـظــام لــم يـسـتـجــب لــ�س ـبــاب ال ـتــي تــم ذكــرهــا‪.‬‬ ‫أإن سلوك النظام اإلعالمي وترويجه لما سمي بحماية‬ ‫الق ـل ـي ــات ب ــال ـت ــوازي م ــع ك ــل م ـمــارســاتــه الـتــدمـيــريــة‬

‫أخبار‬

‫لـلـمــدن‪ ،‬وترحيله للسكان وتــرويــع مــن لــم يقف‬ ‫باب ذر ًالرماد في العيون‪,‬‬ ‫إلى جانبه‪ ,‬كان ذلك من أ‬ ‫ه ــذا ال ـن ـظــام الـ ــذي ل ــم ي ـحــم �ح ـ ــدا م ــن الـمــواطـنـيــن‬ ‫ال ـســوري ـيــن‪ ,‬ل ــن يـحـمــي س ــوى مـصــالـحــه ف ــي الـفـســاد‬ ‫واإلفساد أواستمرار تسلطه‪ ،‬وإن سعيه في زج المزيد‬ ‫أ‬ ‫من �بناء القليات من خالل ما سمي أبجيش الدفاع‬ ‫الوطني‪ ،‬لم يكن إال محاولة الختطاف �بنائها للدفاع‬ ‫أ‬ ‫مين بعض المصالح الرخيصة للبعض منهم‪,‬‬ ‫وت�‬ ‫عنه‬ ‫أ‬ ‫إن فـكــرة القـلـيــات هــي بــدعــة مــن بــدع هــذا الـنـظــام ‪.‬‬ ‫تجمع القوى الوطنية في السويداء لم نكن‬ ‫إننا ً‬ ‫يومافيإال جـ ً‬ ‫ـزءا من الشعب السوري‬ ‫وحلمنا‬ ‫العظيم‪,‬‬ ‫ـع‪ ،‬بـعـيـ ًـدا‬ ‫ه ــو إق ــام ــة دولـ ــة ال ـحــق وال ـع ــدال ــة لـلـجـمـيـ أ‬ ‫عــن الـطــائ ـفــة والـمــذهــب وال ـعــرق ومـفـهــوم القـلـيــات‪,‬‬ ‫وإنـنــا نرحب بموقف اال ئ ـتــاف الوطني لقوىأ الثورة‬ ‫والـمـعــارضــة لحضوره مؤتمر جنيف ‪ ،2‬على �ســاس‬ ‫جنيف ‪ ،1‬لتطبيق كل بنوده الستة لتشكيل هيئة‬ ‫الحكم االنتقالية أكاملة الصالحيات ال يكون فيها مكان‬ ‫تلطخت �يديهم بمال ودمــاء السوريين‪ ,‬كما‬ ‫للذين آ‬ ‫وإننا ندين �لة القتل أالتي طالت كل نشطاء الثورة وال‬ ‫سيما الذين قتلوا في �قبية االعتقال‪ ،‬تحت التعذيب‪،‬‬ ‫نشطاء السويداء حيث التحق في‬ ‫والتي طالت‬ ‫بعض أ‬ ‫الشهر الماضي أ� ٌ‬ ‫الشهداء‬ ‫بركب‬ ‫المحافظة‬ ‫بناء‬ ‫�‬ ‫من‬ ‫ربع‬ ‫الـســوريـيــن أالب ـ ـرار‪ ،‬فــي سـجــون الـنـظــام‪ ،‬ولــم َ‬ ‫تسلم‬ ‫أ‬ ‫الجثث إلى ذويهم فقط لنهم سوريون‪ ،‬لم يرتكبوا‬ ‫ً‬ ‫سوريا الحرية والكرامة‪,‬‬ ‫ذنبا سوى محبتهم لوطنهم أ‬ ‫أوإنـنــا فـ أـي التجمع إذ نتقدم مــن �هــل وذوي شهدائنا‬ ‫البرار ب�حر ًالتعازي الصادقة وإن دماءهم الزكية دين‬ ‫علينا جميعا”‪ .‬‬

‫كتيبة سلطان باشا األطرش تعلن إيقاف عملها العسكري حتى إشعار آخر‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�صدرت كـتيبة سلطان باشا الطرش‪ ،‬عبر صفحتها‬ ‫على موقع التواصل االجتماعي (فايس‬ ‫الرسمية ً أ‬ ‫العسكري‪ ،‬في‬ ‫بوك)‪ ،‬بيانا �علنت فيه وقف أعملها‬ ‫أ‬ ‫محافظتي درعا والسويداء‪ ،‬و�وضح البيان �سباب‬ ‫قرارها‪ ،‬وهذا نصه‪:‬‬ ‫أ‬ ‫«ت ـ ـع ـ ـلـ ــن ك ـ ـتـ ـيـ ـب ــة س ـ ـل ـ ـطـ ــان ب ـ ــاش ـ ــا الطـ ـ ـ ــرش‬ ‫ع ـ ــن إيـ ـ ـق ـ ــاف عـ ـمـ ـلـ ـه ــا ال ـ ـع أـ ـس ـ ـكـ ــري ف ـ ــي درع ـ ــا‬ ‫والـ ـ ـس ـ ــوي ـ ــداء وذلـ ـ ـ ــك ل ـ ــ�س ـ ـب ـ ــاب ال ـ ـتـ ـ أـال ـ ـيـ ــة ‪:‬‬ ‫ التخاذل الذي لمسناه من قبل هيئة الركــان‪،‬‬‫بـ ـع ــدم دع ـ ــم ال ـم ـج ـل ــس ال ـع ـس ـك ــري ل ـم ـحــاف ـظــة‬ ‫السويداء‪ ،‬على عكس بقية المجالس العسكرية ‪.‬‬ ‫ محاولة تجنيب محافظة السويداء المسير بركب‬‫المحافظات الـسـ أـوريــة ‪.‬‬ ‫ال ـثـ آـورة واال لـتـحــاق ببقية‬ ‫أ‬ ‫ تــ�مــر اإلسالميين المتطرفين على �ح ـرار �بـنــاء‬‫السويداء‪ ،‬واالدع ــاء أبعمالتهم للنظام‪ ،‬والعداء‬ ‫الـ ــواضـ ــح والـ ـص ــري ــح له ـ ــل الـ ـس ــوي ــداء ع ــام ــة ‪.‬‬ ‫ مـحــاولــة إب ـقــاء ال ـســويــداء أ خ ــارج ن ـطــاق العمل‬‫ال ـع ـس ـكــري‪ ،‬وذل ــك ل ـعــدة �س ـب ــاب مـنـهــا الـحـقــن‬ ‫ال ـط ــائـ ـف ــي ب ـي ــن م ـحــاف ـظ ـتــي درع ـ ــا والـ ـس ــوي ــداء‬

‫أ‬ ‫وم ـ ـحـ ــاولـ ــة تـ ــ�ج ـ ـيـ ــج نـ ـ ــار الـ ـفـ ـتـ ـن ــة وال ـ ـ ـ أعـ ـ ــداوة‪.‬‬ ‫وب ـعــد كــل مــا ذك ـرن ــاه ذهـبـنــا إل ـأـى هـيـئــة الركـ ــان‪،‬‬ ‫للوقوف على حقيقة كل أهذه المور فلم يستجيبوا‬ ‫نحاول منذ �كـثر من شهر‪ ،‬أوإننا إذ‬ ‫لنا‪ ،‬وال زلنا أ‬ ‫ـور‬ ‫نلمس حقيقة أالمـ التي ذكرناها‪ ،‬ونضع �حـرار‬ ‫ســوريــا عــامــة و�ح ـ ـرار ال ـســويــداء خــاصــة‪ ،‬بـصــورة‬ ‫ه ــذه ال ـم ــواق ــف الــدن ـي ـئــة والــرخ ـي ـصــة‪ ،‬م ــن قبل‬ ‫الشخصيات الـتــي حسبت عـلــى ال ـثــورة الـ أســوريــة‬ ‫المباركة‪ ،‬والتي أالتحقنا بها منذ الشرارة الولــى‪،‬‬ ‫ول ـكــن مــع بــالــغ السـ ــف نـك ـتـشــف م ــؤخ ـ ًرا مـقــدار‬ ‫وح ـج ــم ال ـم ــؤام ــرة ال ـت ــي ت ـح ــاك ف ــي ال ـخ ـف ــاء ضد‬ ‫السهل والجبل‪ ،‬وعلى إثر ما ذكر أناه‪ ،‬قررنا إيقاف‬ ‫العمل العسكريأ لحين تر أتيب المــور من أجديد‪.‬‬ ‫كما نعلم كافة الح ـ أرار أمن �بـنــاء ســوريــا‪� ،‬ننا لم‬ ‫بالتحدث‬ ‫نفوض في يوم من اليام �يأ شخص كانأ أ أ‬ ‫في الداخل �و الخارج‪� ،‬و �ي �مر‬ ‫باسم الكـتيبة أ‬ ‫يخص أشؤونها‪ ،‬و�ننا في كـتيبة سلطان باشا نعلن‬ ‫باسم الكـتيبة‬ ‫للجميع �ن أالمفوض الوحيد للتحدث أ‬ ‫هو المالزم �ول فضل زين الدين‪ ،‬وال �حد غيره‪،‬‬

‫مهما كانت صفته ونشاطه‪ .‬أ‬ ‫ون ــدع ــو الـ ـل ــه ال ـع ـل ــي ال ـق ــدي ــر �ن ي ـح ـفــظ ب ـلــدنــا‬ ‫أالـحـبـيــب م ــن ك ــل ش ــر وف ـت ـنــة وال ـل ــه ال ـمــوفــق”‪.‬‬ ‫�علن وحرر يوم الجمعة ‪2014 – 1 – 10‬‬ ‫العدد (‪ 20 )8‬شباط ‪2014‬‬

‫‪5‬‬


‫‪www.dawdaa.com‬‬ ‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫إضاءة‬

‫تحقيق‬

‫الذهب األسود الثروة الضائعة على المواطنين في سوريا‬

‫مصافي مكلفة لتكرير النفط ‪ ..‬وشركات في الحسكة تستخرجه‬

‫¶ محمود الدرويش‬

‫أ‬ ‫مرة‪ :‬ماذا تفعلون بالنفط؟‬ ‫ذات‬ ‫سد‬ ‫ال‬ ‫سئل حافظ‬ ‫أ أ‬ ‫فكانت اإلجابة‪« :‬إنه ب� ٍيد �مينة»‪!!!!..‬‬ ‫النفط بسوريا كـثير من الحلقات‬ ‫طالما كان في ملف أ‬ ‫أالمفقودة‪ ،‬وال يعرف �حد كيف يتم استثماره وال‬ ‫�ين يذهب مردوده‪.‬‬ ‫النفط ال ـ أســوري ال ــذي يـقــدر إنـتــاج الحكومة منه‬ ‫بــ(‪� )300‬لف برميل ً‬ ‫يوميا‪ ،‬حسب رئيس الوزراء‬ ‫أالسابق (محمد ناجي عـطــري)‪ ،‬عندما خــرج في‬ ‫�حــد المؤتمرات الصحفية‪ ،‬واستفاض ً‬ ‫شرحا عن‬ ‫النفط ومشتقاته و»معاناة الحكومة» في استخراجه‬ ‫ودعمه‪ ،‬كي يصل بسعر رخيص إلى آالمواطنين‪.‬‬ ‫السورية في �ذار ‪،2011‬‬ ‫اليوم‪ ،‬وبعد اندالع الثورة أ‬ ‫أوتحوالتها الميدانية‪ ،‬بــات �غـلــب حـقــول النفط‬ ‫بــ�يــدي فصائل معارضة مسلحة‪ ،‬خاصة شمال‬ ‫وشــرق سوريا‪ ،‬حتى بــات النظام السوري يعتمد‬ ‫آعلى البترول المستورد‪ ،‬لتسيير احتياجاته وتحريك‬ ‫�الته العسكرية في الحرب أالدائرة في البالد‪.‬‬ ‫كـثير من السوريين يعلمون �ن هذه الثروة ضائعة‪،‬‬ ‫وتذهب لجيوب خفية في عهد النظام‪ ،‬رغم أتوافرها‬ ‫أ‬ ‫الثورة‪ ،‬ورغم وجود أ وزارة �نشئت‬ ‫قبل‬ ‫سواق‬ ‫ال‬ ‫في‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫واليوم �يضا أيتداول‬ ‫في ظل حكم أبشار الســد‪،‬‬ ‫أ‬ ‫السوريون في �حاديثهم اليومية‪� ،‬خبار الموال‬ ‫أ‬ ‫التي ت�تي عن طريق النفط‪ ،‬أ المستخرج من قبل‬ ‫فصائل مـعــارضــة‪ ،‬وجـهـأـات �خ ــرى محسوبة أعلى‬ ‫أالـمـعــارضــة‪ ،‬وي ـكــررون �ن نفطهم ال ي ـزال «بــ�يـ ٍـد‬ ‫�مينة»‪ ،‬لكن ال يعود شيء من ريعه للمواطنين‬ ‫السوريين‪.‬‬ ‫فصائل معارضة وعشائر تسيطر على النفط‬ ‫في محافظة دير الزور أ�كبر المدن السورية إنتاجاً‬ ‫آ‬ ‫للنفط‪ ،‬حـيــث تـتــركــز �ب ــار كـبـيــرة‪ ،‬كبئر الملح‪،‬‬

‫‪6‬‬

‫‪20142014‬‬ ‫شباط‬ ‫‪20 20‬‬ ‫(‪)8( )8‬‬ ‫العدد‬ ‫شباط‬ ‫العدد‬

‫الخاضع لسيطرة عشيرة العنابرة التابعة لقبيلة‬ ‫العكيدات‪ ،‬النفط اليوم موزع بين سيطرة الك أـتائب‬ ‫تقوم باستثماره وت�خذ‬ ‫المسلحة والعشائر‪ ،‬التي أ‬ ‫عــائــداتــه‪ ،‬دون لـجــان آ مـراقـبــة �و لـجــان إش ـراف‪،‬‬ ‫ويعتبر النفط حتى الن مــن ال ـثــروات المنهوبة‬ ‫في سوريا‪ ،‬منذ عهد النظام وحتى خــال الثورة‬ ‫السورية‪.‬‬ ‫أ أ‬ ‫خــالــد (‪ 28‬عــامـ ًـا)‪� ،‬حــد �بـنــاء ديــر ال ــزور‪ ،‬يقول‪:‬‬ ‫«تملك عشيرتنا بئر نفط‪ ،‬أنقوم بالتناوب عليه‬ ‫للعمل فيه واالستفادة من المــوال التي يدرها‪،‬‬ ‫فـكــل بـيــت ف ــي الـعـشـيــرة يـصـلــه مـبـلــغ مــالــي من‬ ‫عـ أـائــدات البئر‪ ،‬ويضيف خالد‪« :‬هناك قسم من‬ ‫الموال يذهب لدعم الكـتائب أالتي تواجه النظام‬ ‫في المدينة‪ ،‬وعلى الخطوط الأمامية‪ ،‬كما نقوم‬ ‫للدفاع عن �نفسنا‪ ،‬في حال‬ ‫نحن بشراء السالح أ‬ ‫تعرضنا لهجوم من قبل �ي كـتيبة تحاول السيطرة‬ ‫على البئر»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫سامي الخليل (‪ 40‬عاما)‪ ،‬يعمل على �حد صهاريج‬ ‫ويقوم بشراء النفط‬ ‫النفط التي تذهب لدير الزور‪ ،‬أ‬ ‫(الخليل) �نــه يذهب مرة‬ ‫الملح‪ ،‬يقول أ‬ ‫مــن بئر أ‬ ‫واحدة في السبوع على القل‪ ،‬لجلب النفط من‬ ‫بئر الملح‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وعــن تـصــريــف الـنـفــط ال ــذي يجلبه‪ ،‬يـقــول‪�« :‬نــا‬ ‫بـشـكــل شـخـصــي م ـت ـعــاقــد م ــع إحـ ــدى الـمـصــافــي‬ ‫وتحويله‬ ‫الكهربائية‪ ،‬ا لـتــي تـقــوم بتكرير النفط أ‬ ‫ـادة المازوت والبنزين أالمكرر‪ ،‬حيث �نني‬ ‫إلى أمـ أ‬ ‫بعد �ن �صــل من ديــر الــزور �تــوجــه إلــى المصفاة‬ ‫إلفراغ حمولتي»‪( ،‬الخليل) يشتري برميل النفط‬ ‫آمن مصدره بسعر يتراوح بين (‪ )2500‬و(‪)3000‬‬ ‫سورية‪ ،‬ويبيعه للمصفاة بسعر (‪)7500‬‬ ‫�الف ليرة‬ ‫أ‬ ‫ليرة‪ ،‬أويوضح �ن الفرق بين السعرين عائد لوجود‬ ‫نفقات �خرى‬ ‫كالترفيق‪ ،‬وهو عناصر مسلحة تقوم‬ ‫أ أ‬ ‫بمرافقة قافلة نفط �ي �كـثر من صهريج ويتقاضون‬

‫أ‬ ‫مايقارب المئة وخمسين �لف ليرة سورية في كل‬ ‫سفرة بحسب الخليل‪.‬‬ ‫أ‬ ‫موال ونفوذ‬ ‫� آ‬ ‫تحت سيطرة كـتائب مسلحة‪،‬‬ ‫تقع �بار نفط عدة أ‬ ‫حقول النفط في محافظة‬ ‫ومنها حقل العمري‪� ،‬كبر أ‬ ‫دير الزور‪ ،‬تسيطر عليه كـتائب �حرار الشام وتنظيم‬ ‫جبهة النصرة منذ ‪ 23‬أتشرين الثاني ‪ ،2013‬ويقول‬ ‫حركة � أحرار الشام‪« :‬من الطبيعي‬ ‫أمصدر خاص من أ‬ ‫تساعدنا في حربنا‬ ‫�ن نستثمر النفط‪ ،‬لن �مواله أ‬ ‫ضد النظام‪ ،‬وهو ليس ملك عائلة السد‪ ،‬بل هو‬ ‫تعبيره‪.‬‬ ‫ملك‬ ‫المسلمين»‪ ،‬على حد أ‬ ‫حقل العمري ينتج مايقارب ‪� 30‬لف برميل قبل‬ ‫الثورة السورية‪ ،‬وفيه عنفات غاز لتوليد الكهرباء‬ ‫للقرى والمدن المحيطة به‪.‬‬ ‫أ‬ ‫كان هناك اتفاق بين الجيش الحر والهــالــي من‬ ‫جهة‪ ،‬وبين الجيش النظامي وإدارة المعمل من‬ ‫أ‬ ‫يقضي بتزويد القرى بالكهرباء والغاز‪،‬‬ ‫خرى؛‬ ‫�‬ ‫جهة‬ ‫أ‬ ‫مقابل ترك المنش�ة تحت حراسة جيش النظام‪،‬‬ ‫حيث أيقع الحقل ضمن معاقل الجيش الحر‪ ،‬وال‬ ‫طريق لخروج قــوات النظام‪ ،‬ولــم يتم‬ ‫يوجد �ي أ‬ ‫ً‬ ‫مهاجمة المنش�ة خوفا من تدميرها‪.‬‬ ‫ويعمل حقل الغاز بشكل‪ ‬جيد‪ ،‬وتقوم بحراسته‬ ‫لجان مدنية تحت تصرف هيئة شرعية‪.‬‬ ‫أصراع‪...‬‬ ‫�ما حقل (كونيكو) النفطي‪ ،‬الحقل الرئيسي الذي‬ ‫الشرعية في أالمنطقة الشرقية‪،‬‬ ‫تسيطر عليه الهيئة‬ ‫أ‬ ‫والتي تشكل جبهة النصرة �حد �ركانها الهامة‪ ،‬يعد‬ ‫الحقل من الموارد الهامة لجبهة النصرة‪ ،‬سيطر‬ ‫أعليه مقاتلو الدولة اإلسالمية في العراق والشام‪،‬‬ ‫و�ص ــدرت «النصرة» ً‬ ‫بيانا حــول سيطرة التنظيم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫على الحقل‪ ،‬و�فادت �نه كان تحت سيطرة الهيئة‬

‫خاص ضوضاء‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تحقيق‬

‫الشرعية‪ ،‬و»تـعــود م ــوارده على عــوام المسلمين‬ ‫أ‬ ‫قبل �ن تسيطر عليه جماعة الــدولــة»‪ ،‬كما جاء‬ ‫البيان‪ ،‬كما طالب البيان مقاتلي الدولة «برد‬ ‫في‬ ‫أ‬ ‫الحق إلى �هله‪ ،‬والتوقف عن البغي والعبث بغير‬ ‫وجه حق»‪.‬‬ ‫وطرق بدائية‬ ‫ٍ‬ ‫مصاف كهربائية آ‬ ‫يستخرج النفط من البار المسيطر عليها من أقبل‬ ‫الـمـعــارضــة‪ ،‬بطريقة بــدائـيــة‪ ،‬مــن الـمـعــروف �ن‬ ‫بئر النفط يقوم بالضخ بقوة إلى الخارج‪ ،‬فيحفر‬ ‫العاملون على البئر حـفــرة كبيرة ويبنون حولها‬ ‫سواتر ترابية‪ ،‬يتجمع النفط داخل تلك الحفرة‪،‬‬ ‫ثــم ينقل إلــى نــاقــات النفط كالصهاريج‪ ،‬تنقل‬ ‫المصافي الكهربائية‪ ،‬التي‬ ‫أالصهاريج النفط إلى‬ ‫أ‬ ‫�دخلت ً‬ ‫حديثا إلــى سوريا‪� ،‬واخــر أالعام ‪،2012‬‬ ‫ويشرف على هــذه المصافي خبر أاء �ت ـر أاك‪ ،‬عملوا‬ ‫ً‬ ‫سابقا في شمال العراق‪ ،‬حسب (�‪ .‬ح) �حد مالكي‬ ‫محافظة الرقة الشمالي‪.‬‬ ‫المصافي‪ ،‬في ريف‬ ‫أ‬ ‫أتلك أ‬ ‫ً‬ ‫(�‪.‬ح‪� /‬ربعون عاما)‪ ،‬استطاع �ن يمتلك مصفاة‬ ‫كهربائية اشتراها من تركيا‪ ،‬وكلفته مائـتين‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫وخمسين �ل ــف دوالر �مــريـكــي‪ ،‬ويـشــرف أ عليها‬ ‫الشهري يـتـراوح بين �ربعة‬ ‫آمهندس تركي‪ ،‬آ راتبه‬ ‫أ‬ ‫�الف وخمسة �الف دوالر �مــريـكــي‪ ،‬كما يعمل‬ ‫في المصفاة ما يقارب (‪ً )15‬‬ ‫عامال ً‬ ‫سوريا‪ ،‬راتبهم‬ ‫أ‬ ‫أالشهري بين ثالثين �لــف ليرة سورية وخمسين‬ ‫� ًلفا‪ ،‬حسب عمل كل عامل واختصاصه‪.‬‬ ‫محمد (‪ً 32‬‬ ‫عاما)‪ ،‬يعمل في مجال تكرير النفط في‬ ‫ريف الرقة‪ ،‬ولكن ليس في أالمصافي الكهربائية‪،‬‬ ‫إنما بالطريقة البدائية‪ ،‬وهي �ن يكون هناك خزان‬ ‫كبير مملوء بالنفط‪ ،‬ويقوم محمد بإشعال النار‬ ‫تحته حتى يغلي‪ ،‬ثم يخرج منه مشتقات كالبنزين‬ ‫أوالمازوت‪.‬‬ ‫�ما في محافظة الرقة فهناك عدة حقول‪ ،‬كحقل‬ ‫صفيان وتوينان‪ ،‬الذان يقعان في الريف الغربي‬ ‫لمحافظة الرقة‪ ،‬ويبعدان عنها حوالي (‪ )80‬كم‪،‬‬ ‫ويسيطر عليهما ل ــواء الـتــوحـيــد‪ ،‬يـقــدر إنتاجهما‬ ‫اليومي بين ‪ 400‬برميل و‪ 600‬برميل‪ ،‬وسيطرت‬ ‫الكـتائب المسلحة على جميع حقول النفط في‬ ‫الرقة‪ ،‬في الشهر الثالث من العام الفائت‪.‬‬

‫أشركة مستثمرة في الحسكة‬ ‫�ما في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا‪ ،‬آيقع‬ ‫حقل رمـيــان النفطي‪ ،‬الــذي تسيطر عليه الن‬ ‫وحدات حماية الشعب الكردية (‪.)YPG‬‬ ‫كــانــت حـكــومــة الـنـظــام ال ـس ــوري هــي مــن يشرف‬ ‫على استخراج النفط في الحقل المذكور‪ ،‬ويقوم‬ ‫باستخر أاج النفط شركة شيل البريطانية الهولندية‪،‬‬ ‫الـتــي ب ــد�ت العمل منذ عـ أـام ‪ ،1960‬وبـلــغ إنتاج‬ ‫الحقل عام ‪ 2010‬تسعين �لف برميل ً‬ ‫يوميا‪.‬‬ ‫تقوم ً‬ ‫حاليا شركة توزيع محروقات الجزيرة‪ ،‬التابعة‬ ‫لحزب االتـحــاد الديمقراطي الـســوري‪ ،‬باستخراج‬ ‫الـنـفــط مــن حـقــل رم ـي ــان‪ ،‬وت ـكــريــره عــن طريق‬ ‫المصافي الكهربائية‪ ،‬التي جلبتها مؤخ ًرا وتقوم‬ ‫ببيع المحروقات في السوق المحلي حسب مصدر‬ ‫خاص‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ـ(‪،)KSC‬‬ ‫وكشف المصدر �ن الشركة‬ ‫المعروفة ب ـ أ‬ ‫ض ـخــت ال ـن ـفــط لـلـنـظــام ال ـس ــوري ع ـبــر النــاب ـيــب‬ ‫أالمخصصة‪ ،‬أمقابل الـحـصــول على الـغــاز ومــواد‬ ‫لكن «المجموعات‬ ‫�خــرى‪ ،‬تفيد �بناء المنطقة‪ ،‬أ‬ ‫ً‬ ‫المسلحة»‪ ،‬قامت بتفجير تلك النابيب إمعانا في‬ ‫سياستها ل ـ «خنق المنطقة»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫غامضا أ‪ ،‬وغير‬ ‫النفط‪ ،‬الملف الذي كان وال يزال‬ ‫مـسـمــوح لــإعــام االطـ ــاع عـلـيــه‪ ،‬يـعــانــي �زم ــات‬ ‫أحـقـيـقـيــة‪ ،‬وح ـســب دراسـ ــات رسـمـيــة حـكــومـيــة‪،‬‬ ‫�صدرها النظام السوري‪ ،‬االحتياطي النفطي في‬ ‫الجزيرة ينضب عام ‪ ،2025‬وفق خطط إنتاجية‬ ‫كانت موضوعة قبل الثورة السورية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫مجهوال‪ ،‬في ظل غياب‬ ‫يبقى مصير الذهب السود‬ ‫اإلشـراف عليه‪ ،‬ووضع خطط لحماية تلك الثروة‬ ‫الوطنية الضائعة والمهدورة‪.‬‬

‫العدد (‪ 20 )8‬شباط ‪2014‬‬

‫‪7‬‬


‫إضاءة‬

‫تحقيق‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫انعكاس األزمة السورية على الحياة الخضراء‬

‫¶ رنا خليل‬

‫يعيش ال ـســوريــون شـتــاء قــاسـيـ ًـا ه ــذا ال ـعــام‪ ،‬انـعــدام‬ ‫م ــوارد الـتــدفـئــة وغ ــاء أ�سـعــارهــا يــزيــد أالم ــور س ـ ً‬ ‫ـوءا‪،‬‬ ‫ُيحرم السوريون‪ ،‬الذين يسكنون المناطق المحررة‬ ‫ً‬ ‫خصوصا‪ ،‬من الحصول على مــادة الـمــازوت‪ ،‬حيث‬ ‫أ‬ ‫تتوفر بــ�سـعــار خيالية نسبة لـلــدخــوالت المنخفضة‬ ‫لـسـكــان هــذه الـمـنــاطــق‪ .‬الــوضــع االقـتـصــادي الـســيء‬ ‫فــي مناطق الـنـظــام‪ ،‬جعل معظم الـعــائــات عــاجـ ًـزة‬ ‫عن دفع تكاليف مازوت الشتاء‪ ،‬حتى بالسعر الذي‬ ‫تقدمه الـحـكــومــة‪ ،‬يـ َ‬ ‫ـات طويلة في‬ ‫ـرهــق الـنــاس ســاعـ ٍ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫إيجاد الحلول‪ ،‬التي من ش�نها �ن تعينهم على ّ‬ ‫تحمل‬ ‫برد الشتاء‪ ،‬ويتصرف كل شخص بالطريقة التي يراها‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مناسبة لتدبر �م ــوره‪ ،‬مــا ينذر بفوضى عــارمــة بــد�ت‬ ‫معالمها بالظهور‪ .‬قطع أالشجار أ�ينما وجدت كان ً‬ ‫مالذا‬ ‫للكـثيرين‪ ،‬للحصول على الحطب كمصدر للطاقة‪،‬‬ ‫أ أ‬ ‫الس ــو� حــدث على يــد ق ــوات الـنـظــام ال ـســوري‪ ،‬التي‬ ‫اتخذت من حرق المحاصيل وسيلة لعقاب السوريين‪،‬‬ ‫وقد تعرضت مناطق الريف في دير الزور‪ ،‬وحمص‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ودرعا‪ ،‬وإدلب‪ ،‬وحماة لعمليات حرق واسعة‪� ،‬دت‬ ‫لخسائر فادحة في المحاصيل الزراعية‪ .‬معظم عمليات‬ ‫الحرق تتزامن مع المداهمات التي تشنها قوات النظام‬ ‫على أالريــاف‪ ،‬وتترافق مع تخريب‪ ،‬وسرقة‪ ،‬وحرق‬ ‫للممتلكات‪ ،‬عمدت قوات الجيش السوري أ� ً‬ ‫يضا إلى‬ ‫أ‬ ‫حــرق غــابــات يتواجد فيها عناصر الجيش الـحــر‪� ،‬و‬ ‫التسبب في اشتعال حرائق بغابات ومناطق زراعية‬ ‫أ‬ ‫�خرى جراء القصف‪ .‬الغابات الواقعة بين قرية الملند‬ ‫وقرية الزوف في جسر الشغور بمحافظة إدلب‪ ،‬على‬ ‫الشريط الحدودي مع تركيا‪ ،‬هي إحدى الغابات التي‬ ‫أ‬ ‫تعرضت لضـ ـرار بــالـغــة‪ ،‬تركيز الـنـظــام على افتعال‬ ‫الحرائق في الغابات المحاذية للحدود التركية‪ ،‬التي‬ ‫يتواجد فيها عناصر الجيش الحر‪ ،‬يعود لعدم قدرة‬ ‫أ‬ ‫قوات المن على مهاجمة تلك المناطق‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ت�تي غابات الالذقية وإدلب وحماه في المرتبة الولى‪،‬‬ ‫أ‬ ‫مــن حيث الضـ ـرار التي لحقت بالغابات السورية‪،‬‬ ‫وتـشـكــل ال ـغــابــات الطبيعية فــي مـحــافـظــة الــاذقـيــة‬ ‫‪28.94%‬مــن إجمالي مساحة الغابات الطبيعية في‬ ‫أ‬ ‫سوريا‪ ،‬وت�تي غابات حماه في المرتبة الثانية بنسبة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫‪ ،% 18.76‬وإدلب بنسبة ‪ .18%‬يقول الستاذ �حمد‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وهو مهندس زراعي‪“ :‬ما ال يدركه الجميع هو �همية إبعاد‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الشجار والغطاء الخضر عن تداعيات الصراع الدائر‪،‬‬ ‫أ‬ ‫حيث تؤدي الشجار خدمات عديدة للبيئة التي نعيش‬ ‫أ‬ ‫فيها‪ ،‬فهي تمتص ثاني �كسيد الكربون‪ ،‬كما تمدنا‬ ‫أ‬ ‫بال كسجين‪ ،‬وهذا مهم ً‬ ‫جدا في المناطق الصناعية‪،‬‬ ‫كما تقوم بالعمل ّ‬ ‫كصادات للرياح لحماية المزروعات‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وتوفر الظل‪ ،‬وتمدنا بالخشب‪ .‬وتــؤدي الشجار في‬

‫‪8‬‬

‫العدد (‪ 20 )8‬شباط ‪2014‬‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫الغابات خدمات �خرى هامة للبيئة‪ ،‬فهي تفقد �وراقها‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫دوريا‪ ،‬وهذه الوراق الساقطة تتحلل مكونة «الدبال»‬ ‫الــذي يغذي التربة‪ ،‬ويحافظ على خصوبتها‪ ،‬وهي‬ ‫تؤمن درجــة ح ـرارة ثابتة ً‬ ‫تقريبا للحيوانات البرية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مناسبا لحياتها”‪ .‬يذكر‬ ‫ومكانا‬ ‫التي تجد الغابة ملج�‬ ‫أ‬ ‫�ن قرار وزير االقتصاد في بداية العام الفائت‪ ،‬بمنع‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫تصدير �ي نوع من الخشاب خارج القطر‪ ،‬جاء ليؤكد‬ ‫النقص الكبير في أالخشاب المحلية الذي باتت البالد توفر المسكن المالئم لها‪.‬‬ ‫تعاني منه‪.‬‬ ‫أ أ‬ ‫يتحدث الستاذ �حمد‪ ،‬وهو خبير في الموارد البيئية‪:‬‬ ‫“تـخـضــع ســوريــا للمناخ الـمـتــوسـطــي‪ ،‬ال ــذي يتصف‬ ‫في سوريا ‪ 25‬محمية طبيعية‬ ‫بـحــدوث هـطــول على شكل زخــات قــويــة متفرقة في‬ ‫أ‬ ‫مساحتها ‪ 283326‬هكـتا ًرا موزعة‬ ‫حال كان سطح الرض غير مغطى بالنبات الحراجية‪،‬‬ ‫على ‪ 13‬محافظة‬ ‫الهطول الغزير سيقود إلى انجراف التربة‪ ،‬ونقلها إلى‬ ‫المناطق المنخفضة‪ ،‬وتراكمها على الطرقات وخلف‬ ‫الـســدود‪ ،‬وقــد تؤثر ً‬ ‫سلبا على الممتلكات الخاصة‪،‬‬ ‫التداعيات االجتماعية واالقتصادية والبيئية المنتظرة‬ ‫أ‬ ‫فيمكن �ن تتحول التربة في هذه الحالة من نعمة إلى‬ ‫من حرق الغابات والمحاصيل‬ ‫نقمة حقيقية‪ .‬غياب الغابة يؤدي أ� ً‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يضا إلى انخفاض‬ ‫تؤدي اإلزالة الجزئية �و الكلية للشجار إلى انخفاض‬ ‫الحرارة في الفصول الـبــاردة‪ ،‬وارتفاعها في الفصول كمية المياه‪ ،‬التي تمر ضمن التربة‪ ،‬وتغذي المياه‬ ‫الجوفية‪ ،‬أ�ي ً‬ ‫أ‬ ‫الحارة‪ ،‬أتت�ثر أ� ً‬ ‫عوضا عن مرور ماء المطر ضمن التربة‬ ‫يضا حركة الهواء‪ ،‬وكمية �شعة الشمس‪،‬‬ ‫ً‬ ‫والرطوبة الجوية ضمن الغابة‪ ،‬بإزالة الغابة ً‬ ‫كليا أ�و وصوال إلى الخزانات الجوفية”‪.‬‬ ‫جز ًئيا‪ .‬لحرق الغابات أت� ٌ‬ ‫ثير كبير على التنوع الحيوي‬ ‫في هذه المناطق‪ ،‬حيث تقود الحرائق إلى انجراف المحميات الطبيعية السورية في خطر‬ ‫فــي ال ـتــربــة‪ ،‬وبــالـتــالــي تـصـبــح عـمـلـيــة نـمــو الـنـبــاتــات يوجد في سوريا ‪ 25‬محمية طبيعية‪ ،‬تبلغ مساحتها‬ ‫الحراجية في المنطقة المحروقة أ�صعب‪ .‬ومن نتائج اإلجمالية حوالي ‪ 283.326‬هكـتا ًرا‪ ،‬موزعة على ‪13‬‬ ‫أ ً أ‬ ‫الت�ثير على الحياة البرية‪ ،‬فقد محافظة‪ ،‬تمتد معظمها في المحافظات الساحلية‪،‬‬ ‫هذه التغيرات �يضا‪،‬‬ ‫تقتل النار بعض الطيور والحيوانات وتدمر مساكنها‪ ،‬ح ـيــث ت ـت ــواج ــد ال ـم ـنــاطــق ال ـح ـراج ـي ــة‪ .‬ت ـقــع خـمــس‬ ‫وت ــؤدي الـنــار إلــى زي ــادة فــي إنـتــاج ال ـمــواد الخضرية محميات فــي محافظة الــاذقـيــة وحــدهــا‪ ،‬وهــي أالرز‬ ‫أ‬ ‫المستساغة مــن قبل الـحـيــوانــات العاشبة‪ ،‬وهكذا والـشــوح والبسيط والفرنلق وســوالس و�م الطيور‪،‬‬ ‫أ‬ ‫تــؤدي الحرائق ً‬ ‫الحقا إلى تزايد في أ�عــداد الحيوانات هناك محمية بالقرب من تدمر لطائر �بو منجل ذي‬ ‫أ‬ ‫العاشبة في البداية‪ ،‬ومن ثم الحيوانات الالحمة إذا الهمية العالمية‪ ،‬والمهدد باالنقراض‪ ،‬والذي يقضي‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تحقيق‬

‫جـ ً‬ ‫ـزءا من رحلته في سورية‪ُ ،‬‬ ‫اعتمدت هذه المحمية‬ ‫أ‬ ‫بغية ت�مين البيئة المناسبة لهذا الطائر خالل فترة‬ ‫إقامته في سوريا‪ ،‬كما ُ‬ ‫اعتمدت محمية خاصة بالنحل‬ ‫الـ ـس ــوري‪ ،‬واعـ ُـت ـمــدت مـحـمـيــة ال ـل ـجــاة فــي محافظة‬ ‫أ‬ ‫الـســويــداء ك ــ�ول محمية إنـســان ومـحـيــط حـيــوي في‬ ‫سوريا‪ ،‬من قبل المنظمة العالمية للتربية والثقافة‬ ‫والـعـلــوم “الـيــونـسـكــو” سنة ‪ .2009‬تحصن الجيش‬ ‫أ‬ ‫الحر ضمن محمية اللجاة‪َّ ،‬‬ ‫وتمكن من الصمود �مام‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫اجتياح القوات النظامية العنيف في �واخر شهر �ذار‬ ‫من السنة نفسها‪ ،‬على الرغم من اشتراك ثالث فرق‬ ‫من الجيش باالجتياح‪ ،‬وذلك بسبب طبيعتها المليئة‬ ‫ً‬ ‫قانونيا‪،‬‬ ‫بالصخور العالية‪ ،‬والمغارات‪ ،‬والكهوف‪.‬‬ ‫أ‬ ‫يجب �ن تخضع المحميات لنظام ص ــارم‪ ،‬والهدف‬ ‫أ‬ ‫هو حماية التنوع الحيوي‪ ،‬وقد اعتمد �سلوب إنشاء‬ ‫أ أ‬ ‫المحميات ً‬ ‫عالميا كواحد من �هم الدوات المتبعة في‬ ‫أ‬ ‫إدارة عملية الحفاظ على التنوع الحيوي‪ ،‬و�صبحت‬ ‫أ‬ ‫المحميات ضرورة ملحة تؤدي �دوا ًرا مهمة‪.‬‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫المتنوعة‪ ،‬فمن المعلوم �ن النظم البيئية ب�نواعها‬ ‫تقدم ً‬ ‫قيما مهمة ثقافية واجتماعية‪ ،‬ما يؤدي إلى تدفق‬ ‫السلع والمواد ذات القيمة االقتصادية واالجتماعية‪،‬‬ ‫إضافة إلى خدمات جمالية وسياحية وترفيهية وتعليمية‬ ‫ونفسية”‪.‬‬

‫الحرائق تقضي على النباتات الطبية التي يستفيد منها‬ ‫بعض السكان المحليون‬ ‫الحرائق تقضي على النباتات‬ ‫استعمل الـعــديــد مــن الـســوريـيــن الـنـبــاتــات الطبية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫والعشاب المفيدة‪ ،‬التي تنمو في محيطهم الجغرافي‪،‬‬ ‫الطبية التي يستفيد منها السكان‬ ‫وسيلة لكسب العيش‪ .‬تباع هذه النباتات للعطارين‪،‬‬ ‫المحليون‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�و للمختبرات والبحاث الصيدالنية‪ ،‬وتستخدم من‬ ‫أ‬ ‫لدواع طبية متعددة‪ .‬من �هم النباتات‬ ‫يمتد خط التماس بين قوات النظام والجيش الحر في قبل السكان أ ٍ‬ ‫التي تنمو في الراضي السورية‪ :‬الميرمية (وهي تنمو في‬ ‫ً‬ ‫خصوصا‪ ،‬ويعد‬ ‫الكـثير من هذه المحميات‪ ،‬ما أيجعلها في خطر دائم المناطق الساحلية في ريف الالذقية‬ ‫أ‬ ‫نتيجة االشتباكات والقصف وال‬ ‫ً‬ ‫مضادا للجراثيم)‪ ،‬و�زهــار البابونج‬ ‫ذى المفتعل‪ ،‬الذي منقوع الميرمية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وهو‬ ‫خيري‪،‬‬ ‫ستاذ‬ ‫ال‬ ‫يقول‬ ‫وقت‪.‬‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫قد تتعرض له في‬ ‫(والتي يشيع شرب مغليها لعالج التهابات الحلق)‪،‬‬ ‫مهندس زراعي‪“ :‬بلغ‬ ‫عدد الحرائق الحر ًاجية خالل عام والمليسة (ويفيد شرابها في عالج التشنج والصداع)‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫‪2013‬‬ ‫حوالي ‪ 76‬حريقا‪ ،‬و‪ 216‬حريقا ز اعــي‪ ،‬منها الخشخاش (وهو يستعمل لصنع شراب الشقشقيق)‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫‪ 70‬حريقا خارج السيطرة‪ ،‬هذه اإلحصائيات خاصة‬ ‫ّ‬ ‫والسنامكي (وهو ّ‬ ‫ملين كما �نه ينشط المعاء)‪ ،‬والمتة‬ ‫أ‬ ‫ز ر‬ ‫بــو ارة الز اعة‪ ،‬وتشمل المناطق التي يسيطر عليها (وشرابها شائع وله ت�ثير منبه ومدر للبول)‪ ،‬السعتر‬ ‫النظام فقط‪ .‬جميع الحرائق التي نشبت في‬ ‫مناطق الـبــري (ومغلي السعتر مقشع فــي حــاالت السعال)‪.‬‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫غـيــر �م ـنــة بالنسبة ل ـقـ‬ ‫ـوات حـكــومـيــة‪ ،‬لــم تـبــذل �يــة يقول عالء‪ ،‬وهو �حد العطارين في الالذقية‪�“ :‬دت‬ ‫ُ أ‬ ‫أ‬ ‫جهود‬ ‫إلخمادها‪ ،‬أوترك المر للسكان أالذين يقطنون الحرائق الكبيرة التي نشبت في �راضي النباتات الطبية‬ ‫أ‬ ‫تكون‬ ‫ـان‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫ال‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـثير‬ ‫ك‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ـ‬ ‫ت‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫�‬ ‫المنطقة‪،‬‬ ‫والعطرية إلى انخفاض كمياتها‪ ،‬وتراجع اهتمام العديد‬ ‫مفتعلة بيد عناصر تابعة لـقــوات الـنـ أظــام‪ ،‬والدليل مــن السكان بجمعها‪ ،‬فقد كــانــوا يــزودونـنــا بكميات‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫هو ما نراه من سلبية في التعامل مع �ي مشكلة قد �كبر بكـثير خــال العــوام السابقة‪ .‬معظم النباتات‬ ‫أ‬ ‫تواجه المناطق التي ال تبسط قوات النظام سيطرتها المتواجدة عندي وفي جميع الســواق هي مستوردة‬ ‫أ‬ ‫الكاملة عليها»‪.‬‬ ‫من الخارج‪ ،‬ما اضطرنا إلى رفع �سعارها بسبب ارتفاع‬ ‫سعر التكلفة والنقل»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يتحدث الستاذ خيري عن �همية حماية المحميات‬ ‫أ‬ ‫الطبيعية ًفي ًبالدنا‪“ :‬المحميات الطبيعية والغابات الجدير بالذكر �ن حماية البيئة وإقرار القواعد الوطنية‬ ‫أ أ‬ ‫تلعب دورا هاما من‬ ‫خالل مجموعة الخدمات أالمتنوعة والدولية التي من ش�نها �ن توفر الحماية‪ ،‬هما من‬ ‫أ‬ ‫أالتي تقدمها في تحقيق الهداف اإلنمائية‪ ،‬و�هم هذه ال ـمــوضــوعــات ال ـتــي ح ــازت اهـتـمــامـ ًـا ك ـب ـي ـ ًرا مــن قبل‬ ‫أ‬ ‫الدوار هي الحفاظ على مكونات التنوع الحيوي في العديد من الدوائر الدولية‪ ،‬في إطار المم المتحدة‬ ‫بيئتها الطبيعية‪ ،‬والحفاظ على خدمات النظم البيئية‬

‫أ‬ ‫�و خارجها‪ ،‬يعود هذا إلى ضــرورة اتخاذ العديد من‬ ‫الخطوات للحد من خطر الصراعات المسلحة على‬ ‫البيئة‪ ،‬منها ض ــرورة إب ـرام اتفاقية خــاصــة ومنفردة‬ ‫أ‬ ‫لحماية البيئة �ثناء النزاعات المسلحة‪ .‬كما ترى بعض‬ ‫أ‬ ‫المنظمات المستقلة ضرورة منح مجلس المن الدولي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫دو ًرا �كبر في تحديد المسؤولية عن الضرار البيئية‪،‬‬ ‫أ أ‬ ‫التي تقع �ثناء �ي نزاع مسلح‪ ،‬واتخاذ عقوبات صارمة‬ ‫أ ًأ‬ ‫يضا �ن المادة الثامنة من‬ ‫تجاه المسؤول عنها‪ .‬يذكر �‬ ‫أ‬ ‫النظام الساسي للمحكمة الجنائية الدولية‪ ،‬والتي‬ ‫تتحدث عن جرائم الحرب‪ ،‬تضم النص التالي‪“ :‬إن‬ ‫أ‬ ‫شن هجوم متعمد ‪،‬مع العلم �ن هذا الهجوم سيحدث‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫فقدا للحياة‪� ،‬و إصابة للمدنيين‪� ،‬و �ضرا ًرا بالشياء‬ ‫وممتدا ً‬ ‫المدنية أ�و ضر ًرا ً‬ ‫ً‬ ‫زمنيا بالبيئة الطبيعية‪،‬‬ ‫واسعا‬ ‫أ‬ ‫هو جريمة حــرب»‪ ،‬بهذا يقر القانون بــ�ن ما تحدثه‬ ‫قوات النظام من إضرار بالبيئة الطبيعية السورية هو‬ ‫واحدة من جرائم الحرب التي يرتكبها بحق السوريين‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و �رض ـهــم‪ .‬يــذكــر �ي ـضـ ًـا ضـمــان الـعــديــد مــن المواثيق‬ ‫أ‬ ‫الدولية ضرورة احترام البيئة‪ ،‬وحمايتها �ثناء النزاع‬ ‫المسلح ومنها‪ ،‬اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية‬ ‫أ‬ ‫المدنيين وقت الحرب ‪ ،1949‬واتفاقية المم المتحدة‬ ‫أ‬ ‫للبحار لعام ‪ ،1982‬والبروتوكول الول لعام ‪( 1977‬م‬ ‫‪ ،)55 ،35‬والميثاق العالمي للطبيعة عــام ‪،1982‬‬ ‫واتفاقية حظر استخدام وسائل التغيير العسكري‪،‬‬ ‫أ أ‬ ‫�و �ي استخدام عدائي للبيئة عام ‪.1976‬‬

‫العدد (‪ 20 )8‬شباط ‪2014‬‬

‫‪9‬‬



‫ضوء‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫السويداء « رأس االفعى» منزوعة األنياب‬

‫رأي‬

‫¶ عادل رشيد‬ ‫أ‬ ‫لعبت محافظة السويداء �دوا ًرا متعددة في الحياة السياسية‬ ‫السورية‪ ،‬وكانت حاضرة وبقوة بالمعنيين الوطني العام‬ ‫واالجتماعي الخاص‪ ،‬في غالبية المفاصل التاريخية التي‬ ‫أمرت بها سوريا الدولة‪ ،‬إن لم تكن في مفاصلها كافة‪ ،‬ولعل‬ ‫�وضح حضور لها كان إسهامها في الثورة السورية الكبرى‬ ‫‪ ،1925‬ومرحلة ما بعد االستقالل وفترة الحكم الوطني‪.‬‬

‫نافذة على الماضي‪:‬‬ ‫كان لتلك أالمحافظة الجبلية الجنوبية‪ ،‬صوت وطني مرتفع‪،‬‬ ‫يسمع في �رجاء سوريا كلها!!‬ ‫ً‬ ‫الحياة السياسية السورية بكافة‬ ‫أتاريخيا عاشت السويداء أ‬ ‫ونمت فيها تيارات و�حزاب سياسية عدة‪ ،‬جمعها‬ ‫�بعادها‪ ،‬أ‬ ‫الوطنية ومحاكاة‬ ‫صفة‬ ‫السياسية‪،‬‬ ‫يديولجياتها‬ ‫�‬ ‫على اختالف‬ ‫أ‬ ‫أهموم وتطلعات الطبقة المتوسطة العاملة‪ ،‬ذلك لن معظم‬ ‫�بنائها في الواقع هم من نزالء هذه الطبقة االجتماعية‪.‬‬

‫استغرقت المحافظة في العمل‬ ‫ال ـس ـي ــاس ــي وتـ ـبـ ـل ــورت داخ ـل ـه ــا‬ ‫تجمعات وكـتل سياسية عدة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أانطالقا ًمن هذا نجد �ن التيارين التقليديين الساسيين‬ ‫الثيرين أفي محافظة السويداء هما‪ :‬التيار القومي العروبي‪،‬‬ ‫ـدءا من الناصري وصـ ً‬ ‫بمختلف �لــوانــه‪ ،‬بـ ً‬ ‫ـوال إلــى البعثي‪،‬‬ ‫آ‬ ‫والتيار الخــر هو االشتراكي من اليساري إلى الشيوعي‪،‬‬ ‫إضافة إلى بعض التيارات التي اعتمدت في جوهرها على‬ ‫االنتماء الطائـفي العشائري‬ ‫بلبوسه السياسي‪ ،‬والذي بقي‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ضعيفا ال حضور يذكر له‪ ،‬غير �نه قد تم تفعيله واالستناد‬ ‫أعليه‪ ،‬وم ــازال‪ ،‬منذ بداية االنتفاضة الشعبية ضد نظام‬ ‫السد‪.‬‬ ‫أ أ‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫منذ انقالب الثامن من �ذار ‪ ،1963‬إلى �أن است�ثر السد‬ ‫بالسلطة عام ‪ 1970‬وخلصت له‪ ،‬بقيت الحزاب التقليدية‬ ‫على أ�رض السويداء خالل هذه الفترة الزمنية‪ً ،‬‬ ‫امتدادا لحالة‬ ‫أ�حزابها أالم في سوريا كلها‪ ،‬تائهة ّ‬ ‫متقلبة بين مواالة السلطة‬ ‫القوية الناشئة ً‬ ‫معارضتها لها ورفضها سياساتها‪،‬‬ ‫وبين‬ ‫‪،‬‬ ‫حينا‬ ‫ًآ‬ ‫ً‬ ‫حينا �خر‪ ،‬وذلك لمختلف الظروف‬ ‫خصوصا الداخلية منها‪،‬‬ ‫الموضوعية التي استحكمت بسوريا حينها‪ ،‬أوالعديد من‬ ‫الظروف الذاتية الداخلية‪ ،‬التي ّمرت بها هذه الحزاب في‬ ‫تلك الفترة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫االنشقاقات العامودية الحادة ت�خذ سياقها داخل‬ ‫ت‬ ‫وبد�‬ ‫أ‬ ‫صـفــوفـهــا‪ ،‬إلــى �ن تـبـلــورت مــواقـفـهــا بــوضــوح‪ ،‬واسـتـقــرت‬ ‫توجهاتها مع تشكيل ما ّ‬ ‫سمي بالجبهة الوطنية التقدمية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫والتي �صبحت بمثابة صك البراءة‪ ،‬وعامل التصنيف للعمل‬ ‫السياسي السوري الوطني‪ ،‬عن العمل السياسي التخريبي‪،‬‬ ‫وذلك ً‬ ‫عدمه‪.‬‬ ‫من‬ ‫لها‬ ‫الحزب‬ ‫النتماء‬ ‫وفقا‬ ‫ً أ‬ ‫عددا من أالحزاب‬ ‫التقدمية‬ ‫وعليه شملت الجبهة الوطنية‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫السياسية السورية‪ ،‬على اعتبارها �حـزابــا موالية و�خــرى‬ ‫ً‬ ‫مختصرة العمل السياسي السوري داخل‬ ‫معارضة وطنية‪،‬‬ ‫هــذا القمقم‪ ،‬بصاحبه «حــزب البعث العربي االشتراكي‬ ‫الحاكم‪ ،‬القائد للدولة والمجتمع»‪.‬‬

‫السرب‪:‬‬ ‫آخارج‬ ‫أ‬ ‫بعض الحزاب السياسية عدم االنضمام إلى الحظيرة‪،‬‬ ‫�ثرت أ‬ ‫ً‬ ‫أودفـعــت �ثـمــانــا باهظة إثــر ذلــك‪ ،‬وتـعــرض نشطاؤها من‬ ‫أ�بناء محافظة السويداء‪،‬‬ ‫�سوة برفاقهم من مختلف‬ ‫الـمـحــافـظــات ال ـســوريــة‪،‬‬ ‫ل ـل ـك ـث ـيــر م ــن الـتـضـيـيــق‬ ‫واالعـ ـتـ ـق ــال وال ـت ـعــذيــب‬ ‫أوالتهجير‪ ،‬يذكر من هذه‬ ‫الحزاب‪:‬‬ ‫•االتحاد االشتراكي العربي‬ ‫ال أــديـ ـمـ ـقـ ـراط ــي (جـ ـم ــال‬ ‫التاسي)‪.‬‬ ‫•الحزب الشيوعي السوري‬ ‫ ال ـم ـك ـتــب ال ـس ـيــاســي‪،‬‬‫والذي تحول فيما بعد إلى‬ ‫حزب الشعب الديمقراطي‪.‬‬ ‫•حزب العمال الثوري العربي‪.‬‬ ‫شكلت هذه أالحزاب الثالثة ً‬ ‫تحالفا ّ‬ ‫سمي بالتجمع الوطني‬ ‫أالديمقراطي‪ ،‬إضافة إلى بعض المجموعات الحزبية‪ ،‬التي ال‬ ‫�ثر كبير لها على ساحة المحافظة‪ ،‬كاالشتراكيين العرب على‬ ‫سبيل المثال ال الحصر‪ ،‬وبقي التجمع الوطني الديمقراطي‬ ‫يشكل العمود الفقري لجماعة إعالن دمشق للتغيير الوطني‬ ‫أ أ‬ ‫الديمقراطي‪ .‬أ‬ ‫بقيت هذه الحـزاب طيلة فترة حكم السد ال آب واالبن‪،‬‬ ‫وحتى تاريخ اندالع االحتجاجات الشعبية في �ذار‪،2011‬‬ ‫ّ‬ ‫وتحولها إلى ثــورة ّعمت المدن والقرى السورية‪ ،‬كيانات‬ ‫ّ‬ ‫صورية آقليلة العدد‪ ،‬تتعرض لالنشقاقات المختلفة بين‬ ‫الحين والخر‪.‬‬ ‫الغائب‪:‬‬ ‫الحاضر‬ ‫السويداء‬ ‫حراك‬ ‫أ‬ ‫محافظة الـســويــداء ذات الـطــابــع �صـيــل التمرد‬ ‫لــم تكن أ‬ ‫بعيدة عن حم� أة الـثــورة‪ ،‬بل ربما كــان ألبعض التوقعات‬ ‫المحافظات‬ ‫واالستقراءات‪� ،‬ن تعتبر السويداء إحدى �كـثر‬ ‫أ‬ ‫المؤهلة النطالقة الربيع السوري‪ ،‬ويذكر في هذا السياق �ن‬ ‫أ‬ ‫خلفية سياسية‬ ‫كانوا اعتقلوا على أ‬ ‫طفال المحافظة أ‬ ‫بعض � أ‬ ‫أمتطابقة مع �سباب اعتقال �طفال درعــا‪ ،‬إال �ن التعامل‬ ‫ً‬ ‫متشابها‪ ،‬وفق توجه مدروس من قبل‬ ‫يكن‬ ‫المني أ‬ ‫معهم لم أ‬ ‫النظام‪ ،‬لسباب و�هداف باتت معروفة للجميع‪.‬‬ ‫بعد اشتعال فتيل الثورة في جارتها درعــا‪ ،‬ســارع شباب‬

‫السويداء من المحافظات القليلة التي‬ ‫حافظت على حراكها المدني السلمي‬ ‫السويداء لتنفيذ الوقفات االحتجاجية‪ ،‬وتنظيم االعتصامات‬ ‫العمالية والنقابية والتظاهرات الطالبية والشعبية‪ ،‬والكـثير‬ ‫أ‬ ‫أمن العمال الثورية‪ ،‬وتوالت االنشقاقات العسكرية بين‬ ‫�بنائها‪ ،‬مــن ضباط وصــف ضـبــاط‪ ،‬عــن صفوف الجيش‬ ‫وتشكيلهم وانضمامهم للعديد من التجمعات‬ ‫النظامي‪ ،‬أ‬ ‫العسكرية‪ ،‬إال �ن نشاط المحافظة السياسي والميداني‬ ‫بقي آضمن النهج المدني السلمي‪ ،‬ولم تدخل دوامة العنف‬ ‫الذي �ثر النظام إبعادها عنه‪ ،‬وذلك على قاعدة سياسية‬

‫تكـتيكية‪ ،‬م ـحـ ً‬ ‫ـاوال اح ـتــواء حراكها‬ ‫ف ــي سـبـيــل إ أظ ـه ــار ال ـث ــورة ال ـســوريــة‬ ‫ككل‪ ،‬على �نها حالة تمرد عصبوي‬ ‫طــائ ـفــي إره ــاب ــي س ـنــي‪ ،‬ض ـ ّـد الــدولــة‬ ‫التعددية حامية‬ ‫أالمدنية الديمقراطية أ‬ ‫القـلـيــات‪ ،‬إضــافــة إلــى �سـبــاب لسنا‬

‫في صدد ذكرها‪ .‬أ‬ ‫لكن الجدير بالذكر �ن عدم دخول المحافظة دوامة العنف‬ ‫المحافظات السورية الباقية‪ ،‬منح‬ ‫الميداني‪ ،‬على طريقة‬ ‫أ‬ ‫السويداء فرصة إلنجاز أ معركة �خــرى‪ ،‬ولوضع الخطوات‬ ‫بتلمسه ً‬ ‫على طريق‪ ،‬ربما ستبد� باقي المحافظات ّ‬ ‫الحقا‪.‬‬ ‫استغرقت المحافظة في العمل السياسي‪ ،‬وتبلورت داخلها‬ ‫التحالفات‬ ‫تجمعات وكـتل سياسية عدة‪ ،‬وصاغت الكـثير من أ‬ ‫الداخلية الوطنية والتوافقات الفاعلة العاملة أعلى الرض‪،‬‬ ‫انطالقا من القاعدة الموجودة � ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫صال لبعض‬ ‫منها ما تشكل أ‬ ‫التقليدية سالفة الذكر‪ ،‬حيث‬ ‫الكـتل السياسية والحزاب أ‬ ‫أعملت على إع ــادة إنـتــاج ذاتــي �ك ـثــر حيوية وراهـنـيــة على‬ ‫�رضية الثورة السورية‪ ،‬ومنها أما شكلته وبلورت توجهاته‬ ‫ومنهجية عمله التطورات التي �فرزتها المرحلة الراهنة‪،‬‬ ‫ومن هذه الكـتل‪:‬‬ ‫‪ – 1‬التجمع الوطني لقوى المعارضة‪ :‬وهو تجمع للكيانات‬ ‫القديمة سابقة الذكر‪ً ،‬‬ ‫مضافا إليها مجموعات من الحراك‬ ‫الشبابي ذي الحضور الميداني الفاعل‪ ،‬كـتنسيقية الطالب‬ ‫في محافظة السويداء‪ ،‬وتنسيقية المحافظة‪ ،‬وتنسيقية‬ ‫شهبا‪ ،‬وتنسيقية صلخد‪.‬‬ ‫‪ – 2‬المبادرة الوطنية في جبل العرب‪ :‬عمادها الر أئيسي‬ ‫الشيوعيون المنشقون عن الحزب الرسمي‪ ،‬ويشكلون �هم‬ ‫كــوادر حزبهم القديم‪ ،‬إضافة إلى مجموعة من أالبعثيين‬ ‫ً‬ ‫الذين اتـخــذوا ً‬ ‫ايجابيا من الـثــورة‪ ،‬وسموا �نفسهم‬ ‫موقفا‬ ‫أ‬ ‫وكذلك مجموعة من الشيوعيين‬ ‫«تجمع البعثيين أالحرار»‪ ،‬أ‬ ‫المنضوين داخل �حزابهم‪ ،‬سموا �نفسهم «كوادر من الحزب‬ ‫الشيوعي السوري»‪ّ ،‬‬ ‫وانضم مؤخ ًرا فرع هيئة التنسيق في‬ ‫السويداء إلى صفوف المبادرة‪.‬‬ ‫تتمة ‪23‬‬

‫العدد (‪ 20 )8‬شباط ‪2014‬‬

‫‪11‬‬


‫ضوء‬

‫ترجمة‬

‫سوريا‪ :‬يستمر الصراع‬

‫القاعدة الشعبية للمعارضة المدنية السورية‬

‫أ‬ ‫الــوضــع فــي ســوريــا خــاضــع لـحــديــث الـعـسـكــرة والسـلـمــة‬ ‫والطائـفية والمخاوف الجيوسياسية‪ ،‬وعلى العكس كان‬ ‫ً‬ ‫على مستوى القاعدة الشعبية‬ ‫هناك تركيز ضئيل نسبيا‪ ،‬أ‬ ‫للمعارضة المدنية السورية‪� ،‬دى هذا لنقص في المعرفة‬ ‫ـور‬ ‫الوقوف‬ ‫خــارج ً سـ يــا‪ ،‬لــدى الناشطين الــذيــن يــريــدون أ‬ ‫تضامنا مع الثوار السوريين‪ ،‬لكنهم ال يعرفون من �ين‬ ‫أ‬ ‫يبد�ون‪.‬‬ ‫يحاول هذا المقال توفير مقدمة للبعض أمن المبادرات‬ ‫وجهود‬ ‫المدنية المقاومة العديدة‪ ،‬التي تعمل على الرض‪ ،‬أ‬ ‫التنظيم الذاتي الثوري لها‪ ،‬وهو ال يعني لمحة شاملة‪ ،‬لنه‬ ‫يركز على المبادرات غير السياسية وغير المنحازة ً‬ ‫دينيا‪.‬‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يجب �ن نتذكر �نه قبل �ذار ‪ ،2011‬لم يكن هناك مجتمع‬ ‫مدني عامل في سورية‪ ،‬حيث كانت حقوق أحرية التعبير‬ ‫والتجمع مقيدة بكـثير من العقبات والعواقب لولئك الذين‬ ‫ال يمتثلون للقيود المفروضة في هذه المجاالت‪.‬‬ ‫من هي القاعدة الشعبية السورية للمعارضة المدنية؟‬ ‫جوهر القاعدة الشعبية للمعارضة المدنية هم الشباب‪،‬‬ ‫معظمهم م ــن الـطـبـقــة الـعــامـلــة والـمـتــوسـطــة‪ ،‬وتلعب‬ ‫النساء والجماعات الدينية والعرقية المتنوعة دو ًرا ً‬ ‫نشطا‬ ‫أفيه‪ ،‬معظم هؤالء الناشطين ال يزالون غير منتمين إلى‬ ‫�يديولوجيات سياسية تقليدية‪ ،‬لكنهم مدفوعون للعمل‬ ‫على الحرية والكرامة والعدالة االجتماعية‬ ‫نتيجة مخاوف أ‬ ‫وحقوق اإلنسان الساسية‪.‬‬ ‫اللجان والمجالس المحلية‪:‬‬ ‫التشكيالت الرئيسية للتنظيمات الثورية في سوريا كانت‬ ‫المحلي‪ ،‬أمن خالل عمل اللجان والمجالس‬ ‫على المستوى أ‬ ‫المحلية‪ ،‬أالتي ت�ثرت ب�فكار الثائر السو أري عمر عزيز‪،‬‬ ‫الــذي قــال �نــه من غير المنطقي للثوار‪� ،‬ن يشاركوا في‬ ‫االحتجاجات في النهار‪ ،‬ومن ثم يعودون للعيش داخل‬ ‫الهياكل الهرمية واالستبدادية‪ ،‬أالتي تفرضها الدولة‪ ،‬يعتقد‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫متغلغال في كافة‬ ‫عزيز �ن النشاط الثوري يجب �ن يكون‬ ‫جوانب الحياة‪ ،‬ودعا إلى تغييرات جذرية في العالقات‬ ‫االجتماعية والتنظيم‪ ،‬ودعــا لالستقالل والتنظيم غير‬ ‫الهرمي والحكم الــذاتــي‪ ،‬اسـتـنـ ً‬ ‫ـادا أ على مـبــادئ التعاون‬ ‫والتضامن والمساعدة المتبادلة‪ ،‬و� أسس مع رفاقه اللجنة‬ ‫أ‬ ‫نشئت اليوم المئات‬ ‫المحلية الولى في برزة بدمشق‪ ،‬وقد � أ‬ ‫التنسيقيات واللجان المحلية‪ ،‬في الحياء والبلدات‬ ‫من أ‬ ‫البالد‪ ،‬اشترك الناشطون الثوريون‪ ،‬في‬ ‫نحاء‬ ‫�‬ ‫بجميع‬ ‫أ‬ ‫اللجان المحلية ب�نشطة مـتـعــددة‪ ،‬مــن توثيق وإع ــداد‬ ‫تقارير عن االنتهاكات التي يقوم بها النظام‪( ،‬وبشكل‬ ‫مـتـزايــد عناصر مــن الـمـعــارضــة)‪ ،‬لتنظيم االحتجاجات‬ ‫وحمالت العصيان المدني‪( ،‬مثل اإلضرابات واالمتناع عن‬ ‫المساعدات‬ ‫دفع فواتير الماء والكهرباء)‪ ،‬وجمع وتقديم‬ ‫أ‬ ‫الواقعة تحت القصف �و‬ ‫اإلنسانية واإلمــدادات للمناطق‬ ‫أ‬ ‫الحصار‪ ،‬وعملوا كمجموعات بتنظيم �فقي دون قيادة‪،‬‬ ‫مكونة من كافة شرائح المجتمع‪ ،‬بينما كان التنظيم على‬ ‫مستوى محلي‪ ،‬أفقد بـنــوا شبكات تضامن ومساعدات‬ ‫أمتبادلة في جميع �نحاء البالد‪.‬‬ ‫ت�سست مجالس على أمستوى محلي في المدن والمناطق‪،‬‬ ‫مجلسا في �نحاء سورية‪ً ،‬‬ ‫هناك ‪ً 128‬‬ ‫غالبا ما تكون الهيكل‬ ‫اإلداري المدني الرئيسي‪ ،‬في المناطق المحررة من الدولة‪،‬‬ ‫فـضـ ًـا عــن بعض المناطق‪ ،‬الـتــي ال ت ـزال تحت سيطرة‬

‫‪12‬‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫العدد (‪ 20 )8‬شباط ‪2014‬‬

‫أ‬ ‫الدولة‪ ،‬تضمن هذه المجالس توفير الخدمات الساسية‪،‬‬ ‫والتنسيق مع اللجان المحلية‪ ،‬أوالتنسيق مع فصائل‬ ‫المقاومة المسلحة‪ ،‬والحفاظ على المن‪ ،‬وتتبع ً‬ ‫شكال ما‬ ‫أ‬ ‫من �شكال النموذج الديموقراطي التمثيلي‪،‬أ وقد حصلت‬ ‫انتخابات محلية حرة في بعض المناطق التي � أنشئت فيها‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وهو المر الذي لم يحدث في سورية‪ ،‬خالل �ربعة عقود‬ ‫من حكم البعث‪.‬‬ ‫أ‬ ‫بعض المجالس ّ‬ ‫تغير ممثليها المنتخبين كل ثالثة �شهر‪،‬‬ ‫أوليس هناك من زعيم فيما بينهم‪ ،‬وفي الوقت الذي تزداد‬ ‫الوضاع اإلنسانية تدهو ًراأ‪ ،‬يزداد حجم المهام الملقى على‬ ‫عاتق هذه أالمجالس‪ّ ،‬إال �نها تواجه تحديات عدة‪ ،‬كنقص‬ ‫الـمــؤن‪ ،‬مــا �دى إلــى وجــوب توقف البعض عــن العمل‬ ‫ً‬ ‫مؤقتا‪ ،‬كما حدث في حلب‪.‬‬

‫ه ـنــاك ‪ 128‬مـجـلـسـ ًـا مـحـلـيـ ًـا ف ــي ســوريــا‬ ‫تشكل الهيكل اإلداري المدني الرئيسي‬ ‫في المناطق المحررة من الدولة‬

‫في نداء لدعم المجالس المحلية قالت رزان زيتونة (ناشطة‬ ‫فــي حـقــوق اإلن ـســان)‪« :‬ال نستطيع االسـتـمـرار بمطالبة‬ ‫المجالس المحلية في القيام أبدورها‪ ،‬أدون دعم وخطط‬ ‫عمل تساعدهم على القيام ب�بسط العمال‪ ،‬في خدمة‬ ‫على قيد الحياة تحت القصف والحصار‪،‬‬ ‫المدنيين للبقاء أ‬ ‫هذه الخطط يجب �ن تشمل توفير المياه الصالحة للشرب‬ ‫وجمع القمامة من المناطق السكنية‪ ،‬ودعم المشاريع‬ ‫التي توفر الغذاء في قلب المناطق المحاصرة التي تتعرض‬ ‫للتجويع»‪.‬‬ ‫سلطت (رزان) الـضــوء على أ نقص ال ـمــوارد الـتــي تجعل‬ ‫المجالس المحلية عرضة للت�ثر بالمجموعات المسلحة‪،‬‬ ‫مستقلة عن‬ ‫أوهم بحاجة لتلك المساعدة «لتكون المجالس أ‬ ‫سيس‬ ‫الحزاب الداعمة‪ ،‬التي‬ ‫تسليح المنطقة لت� أ‬ ‫تحاول أ‬ ‫سلطة لها على أالرض‪ ،‬بـ ً‬ ‫من �ن تتيح للمجالس �ن‬ ‫ـدال‬ ‫أ‬ ‫تكون أعلى الحياد قدر اإلمكان و�ن تتخذ قرارات مستقلة‪.‬‬ ‫على القــل مجلس محلي وحيد في منبج بحلب‪ ،‬علق‬ ‫العمل احـتـجــاجـ ًـا على تـزايــد نـفــوذ الـجـمــاعــات الجهادية‬ ‫والشام»‬ ‫المتشددة كـتنظيم «الدولة اإلسالمية في العراق أ‬ ‫(داعش) في البلدة‪ ،‬بعض المجالس المحلية كانت �كـثر‬ ‫ً‬ ‫وشمولية من غيرها التي ابتليت بسبب االقتتال‬ ‫نجاحا‬ ‫أ‬ ‫الداخلي �و وجدت نفسها غير قادرة على إزاحة الهياكل‬ ‫للنظام القديم‪.‬‬ ‫البيروقراطية أ‬ ‫أ‬ ‫رغم �ن القاعدة الساسية للنشاط كانت إلى حد كبير على‬ ‫المستوى المحلي‪ ،‬أ هناك العديد من المجموعات الشاملة‬ ‫المختلفة‪ ،‬التي نش�ت للتنسيق والتواصل على المستوى‬

‫عمر عزيز‬

‫اإلقليمي والوطني‪ ،‬وتشمل هذه التنظيمات لجان التنسيق‬ ‫المحلية (‪ ،)LCC‬لجان العمل الوطنية (‪ )NAC‬واتحاد‬ ‫لجان تنسيق الثورة السورية (‪ )FCC‬والهيئة العامة للثورة‬ ‫السورية (‪ ،)SRGC‬وال تمثل هــذه التنظيمات مجمل‬ ‫الـلـجــان والـمـجــالــس المحلية‪ ،‬ولــديـهــا هياكل تنظيمية‬ ‫مختلفة‪ ،‬ومستويات متفاوتة من المشاركة وعدم المشاركة‬ ‫مع المعارضة السياسية الرسمية‪ ،‬على سبيل المثال‪ :‬لجان‬ ‫التنسيق المحلية تضم ‪ 14‬لجنة محلية‪( ،‬ولجان التنسيق‬ ‫المحلية هي شبكة ال مركزية من الناشطين من مختلف‬ ‫الخلفيات العرقية واالجتماعة والدينية‪ ،‬أ التي تركز على‬ ‫المدني‪ ،‬وتقوم ب�عمال إعالمية‬ ‫تنظيم حمالت العصيان أ‬ ‫ً‬ ‫وبتوفير المساعدات اإلنسانية أ�يضا‪ ،‬مثل توزيع الطرود‬ ‫الغذائية والـمـعــدات الطبية الســاسـيــة التي تعتمد على‬ ‫التبرعات الفردية‪ ،‬وقد عارضت لجان التنسيق المحلية‬ ‫أ‬ ‫المقاومة المسلحة المحلية والتدخل‬ ‫في ال‬ ‫ساس كل من أ‬ ‫العسكري‬ ‫الضربات العسكرية‬ ‫ً الدولي‪ ،‬رغم �نها دعمت ً أ‬ ‫سياسيا‪ ،‬الخيرة للجان‬ ‫مؤخرا‪ ،‬رغم حملة عدم االنحياز‬ ‫التنسيق المحلية)‪.‬‬ ‫وهي كذلك واحدة من قواعد جماعات المعارضة الشعبية‪،‬‬ ‫المشاركة في اال ئـتالف الوطني لقوى الثورة والمعارضة‬ ‫(المعارضة البرجوازية في المنفى)‪ ،‬فقد كانت‬ ‫السورية‬ ‫أ‬ ‫الهجوم الكيماوي‬ ‫سلحة الكيماوية بعد أ‬ ‫تندد باستخدام ال آ‬ ‫عـلــى الـغــوطــة فــي ‪� 13‬ب ‪ 2013‬وتــدعــو الم ــم المتحدة‬ ‫إلجراء تحقيق كامل‪ ،‬وحمل المشاركون في االحتجاجات‬ ‫أالسبوعية الفتات كـتبت فيها تلك الرسائل‪ ،‬في تموز‬ ‫‪ّ 2013‬‬ ‫لعدم الحياد عن‬ ‫الناس‬ ‫تدعوا‬ ‫حملة‬ ‫اللجان‬ ‫ذت‬ ‫نف‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الهداف الساسية للثورة‪ ،‬وتدين تصرفات �مراء الحرب‬ ‫الــذيــن ادع ــوا الفعل‪ ،‬فقط لتحقيق مكاسب شخصية‬ ‫وصاروا ال يقلون ً‬ ‫سوءا عن النظام‪.‬‬ ‫ائ أـتالف شباب أ الثورة السورية أ‬ ‫الذين‬ ‫تــ�ســس فـ أـي ‪� 1‬ي ــار ‪ ،2012‬وتـتــ�لــف مــن الـشـبــاب أ‬ ‫يساريين‪ ،‬ولكنها ليست تابعة لي‬ ‫يعتبرون �نفسهم ً أ أ‬ ‫الثورة عفوية إلى‬ ‫«إن‬ ‫عضائها‪:‬‬ ‫�‬ ‫حزب سياسي‪ ،‬وفقا لحد‬ ‫أ‬ ‫كبير‪ ،‬أإنها ليست أثورة جماعات سياسية �و معارضة‬ ‫حد أ‬ ‫تقليدية �و �أو جماعات �يديولوجية معينة‪ ،‬نحن نواصل‬ ‫العمل من أ�جل الثورة ككل‪ ،‬والمشاركة في المظاهرات‬ ‫االحتجاج»‪.‬‬ ‫وغيرها من �شكال‬ ‫أ‬ ‫وتــركــز نشاطها فــي تعزيز الهـ ـ ــداف ال ـس ـيــاس ـيــة لـلـثــورة‬ ‫(الرغبة في الحرية)‪،‬‬ ‫أ‬ ‫واله ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداف‬ ‫االج ـ ـت ـ ـمـ ــاع ـ ـيـ ــة‬ ‫االق ـ ـت ـ ـص ـ ــادي ـ ــة‬ ‫(ال ـ ـ ـ ـعـ ـ ـ ــدالـ ـ ـ ــة‬ ‫االج ـت ـم ــاع ـي ــة)‪،‬‬ ‫وي ـتــواجــد التنظيم‬ ‫ف ـ ــي ج ـم ـيــع‬


‫ضوء‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫ترجمة‬

‫أ‬ ‫�نحاء البالد‪ ،‬لكن تواجدهم الرئيسي في دمشق وحمص‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وتلعب النساء دورا فاعال في نشاط المجموعات ويشاركن‬ ‫في االحتجاجات‪.‬‬ ‫أ‬ ‫اتحاد طلبة سوريا الحرار‬ ‫لعب الـطــاب دو ًرا ر ً‬ ‫ئيسيا فــي ال ـثــورة‪ ،‬وقــامــوا بتنظيم‬ ‫احتجاجات أ في الحرم الجامعي‪ ،‬مطالبين بإسقاط النظام‬ ‫أ‬ ‫منذ اليام الولى للثورة‪ ،‬حظر النظام التنظيمات السياسية‬ ‫الحرم الجامعي (باستثناء حزب البعث)‪ ،‬واضطهدت‬ ‫في أ‬ ‫قــوات المــن الطالب أالمشاركين في الـثــورة‪ ،‬وبالتعاون‬ ‫لقي القبض على كـثيرين منهم‬ ‫مع سلطات أ‬ ‫الجامعة‪ � ،‬أ‬ ‫واعتقلوا‪ ،‬لهذه السباب بد� أالطالب بالتنظيم س ًرا أ‪ ،‬وتم‬ ‫طلبة سورية الح ـرار أ(‪ )UFSS‬في �يلول‬ ‫تشكيل اتحاد أ‬ ‫‪ ،2011‬وتم تحديد �هدافه في بيان الت�سيس بـ‪ :‬التنسيق‬ ‫بين الطالب وبين الجامعات‪ ،‬لتنظيم مظاهرات سلمية‬ ‫ابات‪ ،‬والتنسيق بين االتحادات واللجان ومجموعات‬ ‫وإضر أ‬ ‫ثــوريــة �خ ــرى‪ ،‬والـعـمــل على بـنــاء دول ــة مدنية متعددة‬ ‫وديمقراطية تضمن الحرية والعدالة أوالمساواة لجميع‬ ‫المواطنين‪ ،‬نظم اتحاد طلبة سورية الح ـرار عـ ً‬ ‫ـددا من‬ ‫أ‬ ‫االحتجاجات في كافة �نـحــاء البالد وخــاصـ ًـة في جامعة‬ ‫أ‬ ‫حلب‪ ،‬و�سسوا مجلتهم الخاصة (صوت الحرية)‪ ،‬وثقوا‬ ‫انتهاكات حقوق اإلنـســان التي ارتكبت بحق الطالب‪،‬‬ ‫ونظموا حملة لإلفراج عن الطالب المعتقلين‪ ،‬وشاركوا‬ ‫السجينات المضربات عن أالطعام‬ ‫في حملة التضامن مع‬ ‫في عدرا‪ ،‬وهناك اتحادات أ�خرى أ� ً‬ ‫يضا مثل اتحاد �ساتذة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الجامعة أالحرار واتحاد �طباء سورية الحرار واتحاد حرفيــي‬ ‫سورية الحرار‪.‬‬

‫أ‬ ‫ً‬ ‫المدونين‪.‬‬ ‫اعتقال‬ ‫نسب‬ ‫على‬ ‫�‬ ‫إحدى‬ ‫مسجلة‬ ‫أ‬ ‫جريدة ومجلة ثورية تصدر‪ ،‬منها‪�( :‬وكسجين)‬ ‫اليوم‪ 59 ،‬أ‬ ‫أ‬ ‫مجلة أ�سبوعية ت�سست من قبل الشباب في الزبداني‪،‬‬ ‫مجلة �خرى (عنب بلدي) تصدر في داريا قرب دمشق‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وت�سست عدد من المحطات اإلذاعية مثل راديو (‪)ANA‬‬ ‫وراديو يبرود الحر‪ ،‬وازدهرت الصحافة الشعبية‪ ،‬كالتصوير‬ ‫مــن عــدســة الـشـبــاب وه ــي ع ـبــارة عــن شبكة مجموعات‬ ‫المصورين الـمــوجــودة فــي مــدن مختلفة لتوثيق الحياة‬ ‫والحرب في سورية‪ .‬أ‬ ‫م ـشــروع (ك ـيــانـ أـي) هــو �ح ــد مـشــاريــع اإلعـ ــام المستقلة‬ ‫العديدة‪ ،‬ينتج � ً‬ ‫فالما وثائـقية قصيرة عن الحركات الثورية‬ ‫السورية مترجمة إلى اللغة اإلنكليزية‪( ،‬قمح) هي مجموعة‬ ‫من الصحفيين الشعبيين أالتي تركز على بناء المجتمع‬ ‫السوري وليس الثورة‪ ،‬تنتج �شرطة فيديو متحركة وبرامج‬ ‫إذاعية لتشجيع العصيان المدني واستراتيجيات المقاومة‬ ‫وفي إحدى الحمالت قاموا‬ ‫السلمية والحقوق المدنية‪ ،‬أ‬ ‫أبصبغ نوافير دمشق باللون أالحـمــر لترمز إلــى خسارة‬ ‫ـال االنتفاضة‪ .‬كما �قــامــوا حمالت لتشجيع‬ ‫الرواح خـ أ‬ ‫احترام كافة الديــان ووضــع حد للتحريض على االنتقام‬ ‫ولغة الكراهية‪.‬‬

‫إغالق الطرقات والشوارع وعدم ذهاب الناس إلى مراكز‬ ‫عملهم بين الساعة الثانية عشر ظه ًرا والسادسة ً‬ ‫مساء‪،‬‬ ‫إضراب المحالت التجارية والمتاجر‪ ،‬إضراب الجامعات‪،‬‬ ‫إغالق الطرقات التي تصل المدن والريف ببعضها‪ ،‬إضراب‬ ‫الخدمات المدنية‪ ،‬ثم العصيان المدني المستمر‪ ،‬أحتى‬ ‫بإسقاط النظام‪ ،‬كان اإلضراب العام الول‬ ‫تلبية المطلب أ‬ ‫أالذي يحدث خالل �ربع عقود من حكم البعث‪.‬‬ ‫�علن عن حملة الكرامة على وسائل التواصل االجتماعي‬ ‫ومن خالل الرسائل النصية القصيرة‪ ،‬وحقق ً‬ ‫نجاحا أباه ًرا‬ ‫من حيث المشاركة‪ ،‬ووثقت لجان التنسيق المحلية �كـثر‬ ‫من ‪ 600‬منطقة شاركت باإلضراب في ‪ 10‬محافظات‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وحشيا‪ ،‬وكانت االعتقاالت واسعة االنتشار‬ ‫كان رد النظام‬ ‫وهاجمت عناصر قــوات النظام مــن شــارك بــاإلضـراب‪،‬‬ ‫محرقين ‪ً 178‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ومصنعا في‬ ‫تجاريا في مدينة درعــا‬ ‫محال‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ـات الـمـشــاركــة في‬ ‫حـلــب‪ ،‬و�تـلـفــت ق ــوات الم ــن الـمـحـ‬ ‫اإلضراب‪ ،‬في الشهرين التاليين أ�غلق أالسد ‪ 187‬مصنعاً‬ ‫ً أ‬ ‫أ‬ ‫(وفقا لرقام رسمية)‪ ،‬في‬ ‫وسرح �كـثر من ‪ 85000‬عامل‬ ‫محاولة للقضاء على حركة االحتجاج‪.‬‬ ‫أ‬ ‫النظام وكل‬ ‫أ(تجمع نبض) وهي منظمة ت�سست لمقاومة أ‬ ‫أ�شـكــال التمييز‪ ،‬بما فــي ذلــك الديني و العرقي �و على‬ ‫جنسي‪ ،‬وتدعيم تنوع المجتمع السوري والتعايش‬ ‫�ساس أ‬ ‫ان عام ‪ ،2011‬ينظم تجمع‬ ‫السلمي‪ ،‬ت�سست في حزير أ‬ ‫نبض االحتجاجات التي تضم �عضاء من كل الطوائـف‪،‬‬ ‫وال سيما في المدن ذات الغالبية العلمانية والمجتمعات‬ ‫المختلطة‪ ،‬مثل حمص ويبرود والسلمية والزبداني‪.‬‬ ‫أ‬ ‫‪� 16‬يلول‬ ‫منشور من قبل ‪tahriricn‬‬ ‫شرومس لـ ‪Tahrir-ICN‬‬ ‫بقلم ليلى‬ ‫أ‬ ‫بستان أالقصر ‪� 13‬يلول ‪2013‬‬ ‫المصدر‪� :‬حرار بستان القصر والكالسة‬ ‫¶ ضوضاء فريق الترجمة من اإلنكليزية‪ :‬مراد عيد‬

‫حركة أالشباب الكورد (‪)TCK‬‬ ‫عانى ال كـراد السوريون ً‬ ‫عقودا من الحرمان من حقوقهم‬ ‫السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬فضالً‬ ‫أ‬ ‫تقرير المصير على يد نظام البعث‪� ،‬كبر‬ ‫عن حقهم في أ‬ ‫أتجمع للشباب ال ك ـراد هو حركة الشباب الكورد‪ ،‬والتي‬ ‫ت�سست عام ‪ 2005‬بعد االنتفاضة الكردية‪ ،‬التي قامت‬ ‫أفي العام أالــذي سبقه‪ ،‬حيث أقتل العديد منهم واعتقل‬ ‫�كـثر من �لفين من قبل قوات �من الدولة‪ ،‬أتدافع حركة‬ ‫الشباب الكرد عن حقوق اإلنسان والعدالة لل كراد والحل‬ ‫الفدرالي للشعب الكردي في سورية‪ ،‬ولعبت حركة الشباب‬ ‫الكرد دو ًرا ً‬ ‫المناهضة للنظام منذ‬ ‫االحتجاجات‬ ‫فاعال في‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫أالي ــام الول ــى لالنتفاضة‪ ،‬وفــي الســابـيــع الخـيــرة قامت‬ ‫�يـضـ ًـا بتنظيم مظاهرات ضد حــزب االتـحــاد الديمقراطي‬ ‫ال نستطيع االستمرار بمطالبة المجالس‬ ‫(‪ ،)PYD‬ال ـح ــزب ال ـرئ ـي ـســي الـمـسـيـطــر ف ــي الـمـنــاطــق‬ ‫أ‬ ‫ر‬ ‫الـمـحـلـيــة ال ـق ـيــام ب ــدو ه ــا دون دع ــم �و‬ ‫الكردية‪ ،‬وفــي احتجاجات على سياسات حــزب االتحاد‬ ‫أ‬ ‫ذلك اعتقال النشطاء‬ ‫خطط عمل تساعدهم على القيام ب�بسط‬ ‫أالديموقراطي االستبدادية‪ ،‬بما في أ‬ ‫في‬ ‫الشباب‬ ‫اد‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫ال‬ ‫ال كراد الشباب‪ ،‬كما شارك أالنشطاء‬ ‫أ‬ ‫العمال‬ ‫فعاليات اللجان المحلية‪ ،‬و�سسوا لجانهم الخاصة في‬ ‫المناطق الكردية‪ ،‬ولعبوا دو ًرا ً‬ ‫فاعال في مبادرات المعارضة جماعات المقاومة السلمية المدنية أالخرى‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ي ــام الـحــريــة تــ�سـســت فــي تـشــريــن الول ع ــام ‪،2011‬‬ ‫الشعبية الخرى‪.‬‬ ‫جمعت بين عدد من المجموعات السلمية منها (لجان‬ ‫التنسيق المحلية وحركة الالعنف السورية‪ ،‬وتجمع نبض‬ ‫الصحف والمجالت ووسائل اإلعالم‬ ‫كان هناك قيود شديدة مفروضة على وسائل اإلعالم وحق والشعب السوري عارف طريقه)‪ ،‬وتهدف لإلطاحة بالحكم‬ ‫سلمية‬ ‫التعبير قبل الثورة‪ ،‬وكان هناك ثالث صحف تسيطر عليها االستبدادي أوإقامة دولة مدنية من خالل مقاومة أ‬ ‫الحكومة‪ ،‬إضافة للقيود والرقابة على اإلنترنت‪ ،‬هذه مدنية‪ ،‬وتعد �كبر مبادرة لنبذ العنف في سورية‪� ،‬هم ‪http://tahriricn.wordpress.com/2013/09/16/‬‬ ‫العوامل قادت لجنة حماية الصحفيين لتصنيف سورية مساهماتها في االنتفاضة السورية كان (إضراب الكرامة)‪syria-the-struggle-continues-syr- ،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الول ‪ ،2011‬وتم على مراحل هي‪/ias-grass-roots-civil-opposition :‬‬ ‫كـثالث �كـثر الــدول رقابة على حرية اإلعــام في العالم‪ ،‬بين ‪ 14‬و‪ 30‬كانون‬ ‫العدد (‪ 20 )8‬شباط ‪2014‬‬

‫‪13‬‬


‫إضاءة‬

‫لقاء‬

‫(ضوضاء) تلتقي المالزم أول (فضل الله زين الدين) والمساعد (فارس البني)‬ ‫في الذكرى السنوية األولى لمعركة ظهر الجبل‬

‫¶ هالة درويش ‪ -‬فريق تحرير ضوضاء‬ ‫عام مضى على معركة أظهر الجبل‪ ،‬التي خاضها مقاتلو‬ ‫كـتيبة سلطان باشا الطــرش وعــدد من كـتائب درعا‬ ‫ّ‬ ‫منطقة ظهر الجبل بالسويداء‪،‬‬ ‫ضد قوات النظام‪ ،‬في أ‬ ‫واستشهد خاللها الـمــازم أ�ول خـلــدون زيــن الدين‬ ‫والمساعد سامر ّ‬ ‫البني من �بناء أمحافظة السويداء‪،‬‬ ‫ً‬ ‫إضافة إلى ثالثة عشر شهيدا من �بناء محافظة درعا‪.‬‬ ‫معركة ظهر الجبل كــانــت نقطة تـحــول فــي الـحـراك‬ ‫الثوري لمحافظة السويداء‪ ،‬على الصعيد العسكري‬ ‫أ‬ ‫والمعنوي‪ ،‬وفــي الــذكـ أـرى السنوية الول ــى‪ ،‬توجهت‬ ‫الدين‪،‬‬ ‫(ضــوضــاء) إلــى المالزم � أول فضل الله زيــن أ‬ ‫قائد كـتيبة سلطان باشا الطرش وتجمع أكـتائب �حرار‬ ‫خلدون‬ ‫الشهيد أ‬ ‫المالزم �ول أ‬ ‫السهل والجبل‪ ،‬وشقيق أ‬ ‫زين الدين‪ ،‬واستعادت معه �هم الحداث التي �دت‬ ‫إلى المعركة ونتائجها منذ انشقاق (خـلــدون)‪ ،‬حتى‬ ‫اليوم‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ متى فكر المالزم �ول خلدون زين الدين باالنشقاق؟‬‫وما الفكر الذي كان يحمله قبل الثورة؟‬ ‫توقفات وانتقادات كـثيرة للمؤسسة‬ ‫كان لدى خلدون أ‬ ‫آالعسكرية‪ ،‬ولتصرفات �شخاص كـثر داخلها‪ ،‬منتصف‬ ‫�ذار ‪ّ 2011‬قدم طلب تسريح من الجيش‪ ،‬إلى قائد‬ ‫ال ـل ــواء ‪ 240‬أإش ــارة فــي دم ـشــق‪ ،‬حـيــث ك ــان يــؤدي‬ ‫خدمته‪ّ ،‬إال � ّن طلبه رفــض‪ ،‬في تلك المرحلة كان‬ ‫ً‬ ‫للظلم والخلل في المؤسسة العسكرية نفسها‪.‬‬ ‫معارضا أ‬ ‫أ‬ ‫مع بداية الحداث �رسل خلدون في مهمة إلى حمص‬ ‫استمرت قـرابــة شهر‪ ،‬إلــى محطة اتـصــال وليس إلى‬ ‫جبهة مواجهات‪ً ،‬‬ ‫تبعا الختصاصه‪ ،‬بعد نهاية هذه‬ ‫قطعته العسكرية في دمشق‪ ،‬قبل‬ ‫أالمهمة عاد إلى‬ ‫أ‬ ‫�ن يرسل في مهمة �خرى إلى إدلب‪.‬‬ ‫ً‬ ‫متواجدا في معسكر ّ‬ ‫يضم إلى جانب‬ ‫في إدلب كان‬ ‫ضباط وعناصر الجيش‪ ،‬عناصر من المخابرات الجوية‬ ‫ال ـج ـم ـه ــوري وال ـفــرقــة‬ ‫وال ـ ـحـ ــرس‬ ‫الرابعة‪ ،‬كان هذا‬ ‫الـ ـهـ ـج ــوم عـلــى‬ ‫بداية‬ ‫محافظة إدلب‬ ‫أ‬ ‫ف ـ ـ ــي �يـ ـ ـل ـ ــول‬ ‫‪ ،2011‬وهناك‬ ‫شهد خلدون ما‬

‫‪14‬‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫العدد (‪ 20 )8‬شباط ‪2014‬‬

‫تكبت‬ ‫والجرائم التي ار أ‬ ‫يحدث للمعتقلين والمعتقالت‪ ،‬أ‬ ‫يدي عناصر المن‬ ‫بحقهم من تعذيب واغتصاب‪ ،‬أعلى ً� أ‬ ‫يضا بــد�ت الخالفات‬ ‫والمخابرات‪ ،‬وفي تلك الفترة �‬ ‫أ‬ ‫تنش� بينه وبـيــن المحيطين بــه مــن عناصر الجيش‬ ‫والمخابرات‪ ،‬نتيجة موقفه من الثورة واعتراضاته على‬ ‫أبعض التصرفات والممارسات‪.‬‬ ‫�ثناء تواجده في إدلــب لم يتمكن من التواصل مع‬ ‫ضباط منشقين‪ ،‬حيث كانت حركة انشقاق الضباط‬ ‫عن أالجيش في بدايتها وكان الضباط المنشقون يعدون‬ ‫على �صابع اليدين‪ ،‬كذلك لم يتمكن من الهرب من‬ ‫المعسكر‪ ،‬الــذي كان في أمنطقة غالبية سكانها من‬ ‫الموالين للنظام‪ ،‬فلم يجد �مامه خيا ًرا ّإال االنتظار‬ ‫إلى السويداء ومنها‬ ‫فذهب أ‬ ‫حتى أحصل على إجــازة‪ ،‬أ‬ ‫إلى أالردن‪ ،‬دون التنسيق مع �حد �و تلقي المساعدة‬ ‫مــن �ح ــد‪ ،‬إذ لــم يكن الجيش أالحر تشكل أحينها‪،‬‬ ‫حتى ّإنه كان يعبر الطريق إلى الردن للمرة الولى في‬ ‫حياته‪ ،‬وتعرض إلطالق نار أمن الهجانة السوريين‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ّإال � ّنه تمكن من عبور الحدود �خي ًرا‪.‬‬ ‫– ما الــذي فعله بعيد انشقاقه ومــا الصعوبات التي‬ ‫واجهها؟‬ ‫أ‬ ‫ظل (خلدون) حوالي شهر في الردن‪ ،‬قدم خاللها‬ ‫ً‬ ‫طلبا للعودة إلى سوريا‪ ،‬وعندما حصل على الموافقة‬ ‫درعا‪ ،‬عبر درعا البلد ومخيم أدرعا‪،‬‬ ‫توجه إلى محافظة‬ ‫وقتا ً‬ ‫باتجاه الحراك‪ ،‬حيث أ�قام ً‬ ‫طويال‪ ،‬واستقبله �هلها‬ ‫أ‬ ‫بحفاوة‪ ،‬إذ كان �ول ضابط منشق يدخل المدينة‪،‬‬ ‫بعيد وصــولــه تشكلت كـتيبة ش ـهــداء الـحــريــة وكــان‬ ‫ضمنها‪ ،‬بعد الحراك انتقل إلــى بصر الحرير ثـ ّـم إلى‬ ‫منطقة اللجاة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫علن (خـلــدون) انشقاقه‬ ‫في تشرين الثاني ‪ � ،2011‬أ‬ ‫وانضمامه إلــى لــواء الضباط الحـ ـرار‪ ،‬الــذي‬ ‫تشكل حينها على يد المقدم أالمنشق‬ ‫حسين أهرموش‪ ،‬وفي كانون الول‬ ‫‪ ،2011‬أ�علن تشكيل كـتيبة سلطان‬ ‫بــاشــا الط ـ ــرش‪ ،‬وك ــان مـعــه حينها‬ ‫مجموعة شباب مدنيين متطوعين‬ ‫آمن محافظة السويداء‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫�خرين من شباب درعا‪ ،‬من‬ ‫الحراك وبصر الحرير‬ ‫واللجاة‪ ،‬وباشرت‬ ‫الكـتيبة عملها‬ ‫منذ ذلك‬

‫أ‬ ‫الحين‪ ،‬ولم تكن ّ‬ ‫تضم عسكريين من �بناء السويداء‬ ‫خلدون‪.‬‬ ‫حتى ذلك الوقت عدا أ‬ ‫وفــي وقــت الحــق انـشــق (�مـيــر الـجـبــر) وتبعته بعد‬ ‫فـتــرة‪ ،‬تمكنت مــن االنـشـقــاق عــن الجيش فــي تموز‬ ‫‪ ،2012‬وحين وصلت إلى درعا حيث الكـتيبة‪ ،‬كان‬ ‫خلدون ً‬ ‫مصابا‪.‬‬ ‫– كيف كــان وضعك فــي الجيش خــال الفترة بين‬ ‫انشقاق خلدون وانشقاقك؟ هل تعرضت لمضايقات؟‬ ‫وماذا أكان اختصاصك؟‬ ‫خدمتي في كـتيبة أاإلشــارة الجوية ‪636‬‬ ‫كنت �مضي أ‬ ‫حمص‪ ،‬لم �تعرض خاللها لي مضايقات‪ّ ،‬إال في‬ ‫في أ‬ ‫الفترة الخيرة التي سبقت انشقاقي‪ ،‬حيث تعرضت‬ ‫للمساءلة‪ ،‬خاصة بعد العملية التي ّنفذها خلدون في‬ ‫القريا‪ ،‬واستهدف حاج ًزا لقوات النظام‪.‬‬ ‫أ‬ ‫– مـتــى ف ـكــرت بــاالن ـش ـقــاق وه ــل نـ ّـسـقــت المـ ــر مع‬ ‫شقيقك؟‬ ‫كنت على اتصال شبه دائم بـ(خلدون)‪ ،‬حتى عندما‬ ‫أينقطع التواصل المباشر‪ ،‬كنا نتواصل مــن خالل‬ ‫شخاص‪ ،‬وعندما تعرض ألإلصابة بعيد عملية القريا‪،‬‬ ‫� أ‬ ‫قــررت �ن الوقت حان كي �نشق بــدوري‪ ،‬جئت من‬ ‫حمص مـكــان خدمتي‪ ،‬إلــى الـســويــداء‪ ،‬ومــن هناك‬ ‫توجهت إلى أالحراك‪ ،‬حيث كان خلدون تلقى العالج‬ ‫ويقيم بانتظار �ن يشفى ً‬ ‫تماما من إصابته‪.‬‬ ‫أ‬ ‫التخطيط لمعركة ظهر الجبل وما الهداف‬ ‫– كيف تم أ‬ ‫التي كان يجب �ن تحققها؟‬ ‫بعد الحادثة الشهيرة التي اشتبك خاللها مقاتلو جبهة‬ ‫النصرة مــع شبيحة المجيمر فــي الـســويــداء وشبيحة‬ ‫ب ـصــرى ال ـشــام فــي درعـ ــا‪ ،‬عـنــد حــاجــز المجيمر‪،‬‬ ‫اختطف عناصر من جبهة النصرة ‪ً 17‬‬ ‫مدنيا‬ ‫بحالة من الشحن‬ ‫من السويداء‪ ،‬ما تسبب أ‬ ‫دفعت (خلدون) لن يقرر نقل‬ ‫الطائـفي‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫المعركة إلــى �رض الـســويــداء‪ ،‬منعا لظهور‬ ‫النفس الطائـفي في الثورة‪.‬‬ ‫تقرر القيام بعمل عسكري يستهدف نقطتين‬ ‫في منطقة ظهر الجبل‪ ،‬هما كـتيبة رادار‬ ‫وكـتيبة دفاع جوي‪ ،‬بالتنسيق‬ ‫م ــع كـ ـت ــائ ــب م ــن درعـ ــا‪،‬‬ ‫إ أض ــاف ــة إلـ ــى مـتـطــوعـيــن‬ ‫�صروا على الذهاب معنا‬ ‫والمشاركة في المعركة‪.‬‬ ‫بــالـ أتــالــي ك ــان الـهــدف‬ ‫الس ـ ــاس ـ ــي إدخ ـ ــال‬ ‫محافظة السويداء‬ ‫ف ـ ـ ـ ـ ـ ــي ال ـ ـع ـ أـم ـ ــل‬ ‫الـعـسـكــري �ســوة‬ ‫ببقية المحافظات‬ ‫السورية الثائرة‪،‬‬ ‫وت ـط ــوي ــق الـفـكــر‬ ‫خاص ضوضاء‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫لقاء‬

‫أ‬ ‫الطائـفي والتعصب تجاه المحافظة والقليات بشكل‬ ‫عام‪.‬‬ ‫ّأ‬ ‫ّ‬ ‫توجهنا إلــى منطقة ظهر الجبل إال �ن حــالــة الطقس‬ ‫وتساقط الثلج أ�عاقنا ّ‬ ‫وغير مخطط المعركة‪ ،‬واضطررنا‬ ‫أ‬ ‫للبقاء ثالثة �يام هناك‪ ،‬نفذت خاللها مؤونتنا‪ ،‬ولم يكن‬ ‫لدينا وقود للتدفئة‪.‬‬ ‫يــوم الجمعة بتاريخ ‪ 11‬كــانــون الثاني ‪ ،2013‬جــاءت‬ ‫مجموعة من المخابرات الجوية‪ ،‬نتيجة «إخبارية» تفيد‬ ‫بتواجدنا في المنطقة جنوب سد الروم‪ ،‬كنا متمركزين‬ ‫أفي ثالثة مـقـرات‪ ،‬داهمت مجموعة المخابرات المقر‬ ‫أ‬ ‫الول وبد� االشتباك أ بيننا وبينهم‪.‬‬ ‫أ‬ ‫استشهد في اليوم الول من المعركة تسعة �شخاص‪،‬‬ ‫واستمرت االشتباكات منذ الصباح حتى المساء‪ ،‬عند‬ ‫المساء انتقلنا إلــى شمال السد‪ ،‬وكــان التحرك ً‬ ‫صعبا‬ ‫للغاية نتيجة الثلج المتراكم‪ ،‬الــذي وصــل في بعض‬ ‫أ‬ ‫الـنـقــاط إلــى ارتـفــاع متر �و مـتــريــن‪ ،‬إضــافــة إلــى وعــورة‬ ‫المسالك الجبلية بطبيعة الـحــال‪ ،‬مــا جعل الطريق‬ ‫أ‬ ‫�مــامـنــا صـعـبـ ًـا لـلـغــايــة‪ ،‬ف ـج ـ ًرا تمكنا مــن الــوصــول إلــى‬ ‫ثــاثــة مـنــازل بقينا فيها حتى مـســاء الـيــوم الـتــالــي‪ ،‬ثم‬ ‫أ‬ ‫بد�نا التحرك وعبرنا الطريق بين قريتي قنوات ومفعلة‬ ‫متجهين إلــى شــرق اسليم‪ ،‬وفــي صباح الـيــوم الثالث‬ ‫ا كـتشفت ق ــوات ا لـنـظــام ومليشيات الشبيحة مكاننا‬ ‫شرق قرية اسليم‪ ،‬وتجددت االشتباكات بيننا وبينهم‪،‬‬ ‫مساء اليوم الثالث استشهد خلدون‪ ،‬وبعد ساعة ً‬ ‫تقريبا‬ ‫انسحبنا باتجاه قرية (بريكة) ثم (صالخد) فاللجاة‪،‬‬ ‫المنشق (فــارس‬ ‫المساعد‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـذ‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫التقت‬ ‫ـاء)‬ ‫ـ‬ ‫ض‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫ض‬ ‫(‬ ‫ومن اللجاة عدنا إلى مقراتنا في درعا‪.‬‬ ‫أ‬ ‫البني)‪ ،‬المقاتل في كـتيبة سلطان باشا الطــرش‪،‬‬ ‫أ‬ ‫– هل‬ ‫حققت هذه المعركة �هدافها سواء على الصعيد وشقيق الشهيد (سامر البني)‪ ،‬للحديث عن انشقاقهما‬ ‫العسكري أ‬ ‫�و المعنوي؟‬ ‫عن قوات النظام‪ ،‬وذكرياته عن معركة ظهر الجبل‪.‬‬ ‫أ‬ ‫كنا نطمح إلى �كـثر مما تحقق في هذه المعركة‪ ،‬لكن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الالفت فيها كان المتطوعين المتحمسين الذين �‬ ‫صروا – حدثنا عــن وضعكما �نــت وشقيقك فــي الجيش؟‬ ‫أ‬ ‫شخصا‪ ،‬نعرف جميعاً‬ ‫ً‬ ‫�ن يكونوا معنا‪ ،‬كنا حينها ‪120‬‬ ‫أوكيف قررتما االنشقاق؟‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�ننا قد ال نعود �حياء‪ ،‬وهــذا صمود يحسب ألكل من �نــا و(سامر) كنا متطوعين في الجيش‪ ،‬نخدم برتبة‬ ‫شــارك في المعركة‪ ،‬خاصة من‬ ‫صمدوا أثالثة �يــام في صف ضابط منذ ‪ 2001‬حتى نهاية ‪ ،2012‬خالل عشر‬ ‫الثلج‪ ،‬دون طعام أ�و شراب أو� ً‬ ‫حذية‪.‬‬ ‫�‬ ‫دون‬ ‫حيانا‬ ‫ً ّ سنوات بين دخولنا المؤسسة العسكرية وبداية الثورة‬ ‫خسارتنا كانت كبيرة‪ ،‬خسرنا ‪ً 20‬‬ ‫شهيدا ومعتقال‪ ،‬إال‬ ‫شهدنا كـثي ًرا من مظاهر الفساد‪ ،‬وانطالق‬ ‫السورية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ� ّن المعركة حققت جـ ً‬ ‫أ‬ ‫ـزءا من الهـ‬ ‫ـداف المرجوة منها‪ ،‬الثورة كان باب �مل بالنسبة لنا‪.‬‬ ‫أ‬ ‫إذ نجحنا في إقامة عمل عسكري على �رض السويداء‪،‬‬ ‫ـر‪ ،‬ومتفائلين‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫الجيش‬ ‫لتشكيل‬ ‫متحمسين‬ ‫كنا‬ ‫أ‬ ‫وكبدنا قوات النظام خسائر كبيرة‪ ،‬كما ساهمت المعركة‬ ‫والمجندين‪ّ ،‬إال � أننا في تلك‬ ‫في أو�د النفس الطائـفي والفتنة التي كانت على وشك بحركة انشقاق الضباط أ أ‬ ‫ً‬ ‫المرحلة لم نكن على صلة ب�حد‪� ،‬ف ـرادا �و جهات‪،‬‬ ‫االشتعال حينها‪.‬‬ ‫في أالجيش الحر‪ .‬أ‬ ‫بعد �ن شكل أالمالزم �ول خلدون زين الدين كـتيبة‬ ‫– ماذا تقول عن خلدون القائد واإلنسان؟‬ ‫ـرش‪ ،‬رغبنا باالنضمام إليها‪ ،‬لكن‬ ‫«شـهــادتــي فيه مـجــروحــة»‪ ،‬كــل مــن عمل مــع خلدون سلطان باشا الطـ أ‬ ‫عـ أـائــق الـضـغــوطــات الم ـ أن ـيــة وصـعــوبــة ال ـأتــواصــل أمع‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫من درعا �و السويداء يمكن �ن يجيب �فضل مني أعلى الشخاص المناسبين لت�مين االنشقاق �خــرت المر‬ ‫ً‬ ‫هذا السؤال‪ ،‬خلدون أبطل بكل المقاييس‪ ،‬قائد و�خ‬ ‫نوعا ما‪.‬‬ ‫ً أ‬ ‫ومقاتل في الصفوف الولــى بشكل دائــم‪ ،‬يضاف إلى نهاية ‪ 2012‬وبداية ‪ ،2013‬تحديدا الول من كانون‬ ‫ذلك إحساسه‬ ‫بالمسؤولية تجاهي‪ ،‬عندما كنا نخرج في الثاني ‪ ،2013‬كنت مع سامر في المنزل واتخذنا قرار‬ ‫عملية ً‬ ‫معا‪ ،‬كان ّ‬ ‫لذلك‬ ‫مسؤولياته‪،‬‬ ‫يضاعف‬ ‫حمايتي‬ ‫هم‬ ‫االنـشـقـ أـاق واال لـتـحــاق بالجيش الـحــر‪ ،‬وتواصلنا مع‬ ‫كان يحرص على أ�ن يكون أ�مامي دائما‪ً.‬‬ ‫خلدون بالنسبة إلي أ�كـثر من أ�خ‪ ،‬أ�كـثر من قائد أو�كـثر شخص � ّمن إيصالنا إلى مقر للكـتيبة‪ ،‬وكانت حينها في‬ ‫منطقة ظهر الجبل‪ ،‬حيث كانت التحضيرات للمعركة‬ ‫من بطل‪.‬‬

‫قائمة‪ ،‬فالتحقنا بهم مباشرة‪.‬‬ ‫خالل الوقت القصير الذي فصل بين انشقاقنا مطلع‬ ‫كانون الثاني وبداية معركة ظهر الجبل‪ ،‬يوم الجمعة‬ ‫‪ 11‬كانون الثاني‪ ،‬انخرطنا ضمن عمل المجموعة‪،‬‬ ‫وكلف كل منا بمهمة‪.‬‬ ‫سامر كان شديد الحماس‪ ،‬وسرعان ما توثقت عالقته‬ ‫بـمـجـمــوعــة ش ـبــان مــن أ ال ـ أح ـراك‪ ،‬ص ــار يـعـمـ آـل معهم‬ ‫ً‬ ‫قام معهم في مقر �خر غير‬ ‫ويالزمهم دائما‪ ،‬حتى �نه � أ‬ ‫أ‬ ‫الذي كنت فيه‪ ،‬مقرهم كان ال أقرب إلى الطريق العام‪،‬‬ ‫المالزم �ول خلدون زين الدين‬ ‫أوكانوا مكلفين بنقطة الحراسة الولى‪ ،‬وكان هذا المقر‬ ‫– ما الذي تغير وضع الكـتيبة بعد معركة ظهر الجبل؟ الول الذي داهمته مجموعة من المخابرات الجوية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وقتلت الشباب المتواجدين فيه‪.‬‬ ‫وهل ت�ثرت باستشهاد خلدون؟‬ ‫عـنــدمــا عــدنــا مــن الـمـعــركــة كـنــا قــد وصـلـنــا مــرحـلــة من‬ ‫انكشاف المقر؟‬ ‫خبر‬ ‫وصلكم‬ ‫فعلتم‬ ‫ماذا‬ ‫–‬ ‫الضعف نتيجة خسارة كمية كبيرة من الذخيرة‪ ،‬حاولنا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بعدها أ�ن نعمل أب�كـثر مــن طريقة‪ّ ،‬إال أ�ن المعركة أتمكن �حد الشباب في المقر الول (كان فيه تسعة‬ ‫نتلق �شخاص)‪ ،‬من الهرب ووصل إلينا ليخبرنا ّإن المقر‬ ‫تزامنت مع تغير في الظرف العام المحيط بنا‪ ،‬لم ّ‬ ‫أ�ي دعم‪ ،‬رغم أ�ننا تلقينا ً‬ ‫وسيطرت عليه مجموعة أ من المخابرأات‬ ‫لهجوم‬ ‫تعرض‬ ‫وعودا بتعويض الذخيرة التي‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫يكون الشباب �ســرى‪ّ ،‬إال � ّنه‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫مل‬ ‫ن�‬ ‫كنا‬ ‫الجوية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫فقدناها في ظهر الجبل‪ ،‬للسف لم يحدث هذا‪ ،‬وبقي أ‬ ‫ّ‬ ‫�خبرنا إن عناصر المخابرات �عدموهم‪ ،‬حتى إن الشاب‬ ‫سالحنا على بساطته وقلته‪.‬‬ ‫شاركنا في معارك مثل معركة علما‪ ،‬معركة حصار اللواء نفسه ال ــذي تمكن مــن الـهــرب ووص ــل إلـيـنــا‪ ،‬وصل‬ ‫مصابا واستشهد بعد نصف ساعة ً‬ ‫ً‬ ‫تقريبا من وصوله‪.‬‬ ‫‪ ،52‬معركة خربة غزالة‪ ،‬معركة الدويرة في السويداء‪،‬‬ ‫مرتين بعد معركة ظهر الجبل الــذهــاب إلى‬ ‫حــاولـنــا‬ ‫أ‬ ‫السويداء‪ّ ،‬إال � ّن العمليتين فشلتا‪.‬‬

‫المساعد سامر البني‬

‫أ‬ ‫– كيف تلقيت نب� استشهاد (سامر)؟‬ ‫ً‬ ‫استشهاد (ســامــر) كــان صــدمــة كبيرة أ بالنسبة إلــي‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫جميعا‬ ‫حدث في البداية‪ّ ،‬إال � ّننا كنا‬ ‫لم �ستوعب ما أ‬ ‫هناك‪ ،‬وكنا نعرف �ن كل واحــد منا معرض للموت‬ ‫في أ�ي لحظة‪ ،‬هذه الفكرة ساعدتني كـثي ًرا على تجاوز‬ ‫صدمة خسارته‪ ،‬وفــي أ النهاية رغــم حزننا على فـراق‬ ‫وخلدون‪ ،‬نؤمن �نهما انطلقا من مبادئهما ومن‬ ‫سامر أ‬ ‫قيمهما‪ ،‬و�نهما ضحيا في سبيل قضية يؤمنان بها‪ ،‬ال‬ ‫ّأ‬ ‫اضيين‪ ،‬ونحن راضون كذلك‪.‬‬ ‫بد �نهما ر أ‬ ‫ً‬ ‫الدين‪ ،‬مؤكدا على‬ ‫وعلق المالزم �ول فضل الله زين‬ ‫أ‬ ‫خوان لكل‬ ‫�‬ ‫وسامر‬ ‫أكالم المساعد (فارس)‪« ،‬خلدون‬ ‫أ‬ ‫ال أحرار في سوريا‪ ،‬خسارتنا الشخصية كبيرة بالت�كيد‪،‬‬ ‫السير في درب الكرامة‪ ،‬ومن يختار هذا‬ ‫ّإال �نهما‬ ‫اختارا أ‬ ‫الطريق ّ‬ ‫معرض في �ي لحظة للخطر وللموت‪ ،‬نتمنى‬ ‫أ‬ ‫فقط �ن نمتلك القوة والقدرة على متابعة مشوارهما‪،‬‬ ‫والسير على نفس الدرب التي اختاراها»‪.‬‬ ‫العدد (‪ 20 )8‬شباط ‪2014‬‬

‫‪15‬‬


‫ضوء‬

‫رأي‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫منذ البداية وضعوا الوطن في خدمة النظام‪ ..‬هكذا كانت خطتهم‬

‫¶ فريق تحرير ضوضاء‬ ‫فــي مفصل هــام عـ َـبــر تــاريــخ ســوريــا كما الـيــوم‪( ،‬في‬ ‫آ‬ ‫خمسة حزيران ‪ ،)1967‬كان النظام وجــزء منه �ل‬ ‫أ‬ ‫السـ ــد حـيـنـهــا‪ ،‬يـصـنـعــون كـلـمــات واص ـطــاحــات‪،‬‬ ‫يفصلون فيها الـحــاكــم عــن الــوطــن‪ ،‬الـعـصــابــة عن‬ ‫الشعب‪ ،‬ويقايضون كل شيء في الوطن‪ ،‬بما فيه‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الرض ودمــاء الشهداء لخدمة «�ال يسقط النظام»‪.‬‬ ‫(ســركـيــس ســركـيــس) وعـلــى وقــع الـحــديــث عــن نكبة‬ ‫سوريا اليوم‪ ،‬وكيف يصبح الفرز ً‬ ‫عميقا على المستوى‬ ‫الوطني واإلنساني‪ ،‬يتذكر مع ضوضاء هذا الموقف‪:‬‬

‫في حزيران ‪ 1967‬كنت في المعتقل‪ ،‬يوم ‪ 5‬حزيران‬ ‫أ‬ ‫�خرجونا‪ ،‬خرجت وذهبت إلى الجامعة‪ ،‬في الجامعة‬ ‫أ‬ ‫شكلت لجنة‪ ،‬وقلنا �ننا نريد القتال ضد إسرائيل‪،‬‬ ‫التي لم يبق شيء يمنعها من احتالل دمشق حينها‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫�مام �عيننا ونحن نتفرج‪ ،‬لن الجميع كانوا قد هربوا‬ ‫أ‬ ‫وتركوا الجبهة‪ ،‬هرب (�حمد المير)‪ ،‬وهرب الباقون‪،‬‬ ‫أ‬ ‫لذلك شكلنا في الجامعة لجنة من تسعة �شخاص‪،‬‬ ‫لبدء المقاومة ضد الصهاينة لو دخلوا‪ ،‬وكان ينقصنا‬ ‫السالح‪.‬‬ ‫أ‬ ‫كانوا قد وزعوا السالح على البعثيين‪� ،‬عطوهم بنادق‬ ‫كالشينكوف‪ ،‬وعــدد «الكالشينات» فــي الجامعة‬ ‫أ‬ ‫لم يكن يتجاوز العشر‪ ،‬لن البعثيين المسلحين‬ ‫كانوا قد ذهبوا إلى القرى‪ ،‬بينما ذهب البعض إلى‬ ‫مناطقهم‪.‬‬

‫فــي الـجــامـعــة‪ ،‬حـصــل الجميع عـلــى ال ـســاح‪ ،‬حتى‬ ‫أ‬ ‫اإلخوان المسلمون‪ ،‬لكنهم �عطوا بواريد نوع (‪)36‬‬ ‫أ‬ ‫منسقة‪ ،‬وهي غير مهي�ة للقتال‪( ،‬نوع سيء رديء‬ ‫منسق)‪ ،‬فكانت بـنــادق الكالشينكوف للبعثيين‬ ‫والبنادق المنسقة للشباب الباقين‪.‬‬ ‫كان مسؤول المقاومة في الجامعة من عائلة (حمد)‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ذهبت إليه رفقة �عضاء اللجنة التي شكلتها‪ ،‬وضمت‬ ‫ثمانية من كل االتجاهات السورية‪ ،‬حتى الجزائريين‬ ‫أ‬ ‫�شــرك ـتـهــم فــي اللجنة‪ ،‬وكـنــت الــوحـيــد بينهم الــذي‬ ‫أ‬ ‫�حمل (كالشينكوف)‪ ،‬استلمتها تقدي ًرا لي كـقيادي‪،‬‬ ‫ودخلنا نحن الثمانية إلى مسؤول المقاومة‪ ،‬الشاب‬ ‫من آ�ل (حمد)‪ ،‬وقلت له أ�ن يقف إلى الجدار‪ّ ،‬‬ ‫ظن‬ ‫أ أ‬ ‫في البداية �ني �مازحه‪ ،‬لكنني نهرته مكر ًرا‪« :‬قف إلى‬ ‫الجدار»‪ ،‬فوقف‪.‬‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫تــابـعــت‪« :‬عـلـيــك �ن تــوقــع ورق ــة الن‪ ،‬تثبت فيها‬ ‫استعادة البنادق المنسقة التي لدينا‪ ،‬وتسلمنا بنادق‬ ‫كالشينكوف ً‬ ‫بدال عنها»‪ ،‬وبالفعل وقع الورقة‪ ،‬ونزل‬ ‫أ‬ ‫إلــى المخزن‪ ،‬فكسروا صناديق السلحة‪ ،‬وسلمنا‬ ‫بنادق الكالشينكوف‪ ،‬وتشكلت كـتيبة الجامعة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫لم نكد ننتهي‪ ،‬حتى �تانا الدكـتور (ابراهيم ماخوس)‪،‬‬ ‫ومعه شخص من حماة يدعى (نصري الشمالي)‪ ،‬وكان‬ ‫(نصري) مسؤول الدفاع عن مدينة دمشق‪ ،‬كنت قد‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫حارسا على الباب‪ ،‬فجاء الحارس و�خبرني‬ ‫وضعت‬ ‫أ‬ ‫� ّن الدكـتور ابراهيم ماخوس ونصري الشمالي يريدان‬ ‫مقابلتي‪ ،‬قلت له أ�ن أي�خذ منهما سالحهما‪ً ،‬‬ ‫وفعال‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�خذ السالح ودخال‪ ،‬ظننت بداية �نهما لن يعطياه‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫سالحهما‪ ،‬و�نهما سيعودان‪ّ ،‬إال �نهما دخال‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫عندما دخال �خذني (ابراهيم ماخوس) بالحضان‪،‬‬

‫‪16‬‬

‫العدد (‪ 20 )8‬شباط ‪2014‬‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫(يعلق سركيس ً‬ ‫قائال‪« :‬منافق»)‪ ،‬و�خذ يقدم العذار‪:‬‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫«يا رفيق سركيس �خط�نا بحقكم يا �خــي‪ ..‬صدقني‬ ‫أ‬ ‫كانوا خارجيات‪ ..‬ولم يكن لي ر�ي فيما حدث»‪ ،‬لم‬ ‫أ‬ ‫�رد عليه بشيء‪ ،‬ثم تابع‪ « :‬هل تسمح لنا بمقابلة‬ ‫رفاقكم والتحدث إليكم؟»‪ ،‬كان قد وصله ما قمنا به‬ ‫من تشكيل الكـتيبة‪ ،‬ومن موضوع استالم البنادق‪،‬‬ ‫قلت له ال مانع لدي‪ ،‬ودخلنا إلى النادي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫جميعا‪،‬‬ ‫كان الشباب ممن تواجدوا معنا يستمعون‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وبـ ــد� ه ــو ال ـك ــام‪ ،‬ع ــن (ديـ ـغ ــول) و�نـ ــه ات ـصــل به‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫هاتفيا‪ ،‬وما قال له‪ ،‬حول ضرورة �ن يتركوا الجبهة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وينسحبوا‪ ،‬و�نـهــم يجب �ن يتركوا اسرائيل تحتل‬ ‫أ‬ ‫الهضبة‪ً ،‬‬ ‫تجنبا لضرب سوريا ضربة كبيرة‪ ،‬و�لقى‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ال ـلــوم عـلــى �ج ـهــزة الـمـخــابـرات ال ـســوريــة‪ ،‬و�ن ـهــا لم‬ ‫تزودهم بالمعلومات عبر السنوات السابقة‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫أ‬ ‫«يا �خي فوجئنا‪ ،‬لم نعلم بقوة إسرائيل وال بتجهيزها‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الـعـسـكــري‪ ،‬ويـجــب �ن تعلموا يــا إخ ــوان � ّن ستة‬ ‫(صمودة) بحوران (محاريث خشبية تشبه في توضعها‬ ‫سبطانة مدفع)‪ ،‬قامت إسرائيل بقصفها بالطيران ً‬ ‫ظنا‬ ‫أ‬ ‫منها �نها سبطانات مدافع‪ ،‬يعني فوجئنا‪ ،‬لكن ما‬ ‫أ‬ ‫العمل ال بد �ن نقاوم‪( ،‬المهم ما يسقط النظام)»‪،‬‬ ‫هكذا قالها‪ ،‬بهذه الصيغة وهذه المفردات‪ ،‬اعتراني‬ ‫أ‬ ‫غضب شديد من خداعه وكذبه‪ ،‬و�ن ال لحظة صدق‬ ‫لــديــه ول ــدى عـصــابـتــه‪ ،‬حـتــى فـيـمــا يـتـعــرض الــوطــن‬ ‫للضياع‪ ،‬قلت له‪« :‬دكـتور إنتو طلعتونا من الحبس‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و�نــا هذه هويتي»‪ ،‬وقمت بتمزيقها‪ ،‬وتابعت �مام‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫دهشته‪ ،‬وكنت �قصده و�عضاء عصابته‪ ،‬الذين عادوا‬ ‫واعتقلوني مرات بعدها‪« ،‬نحنا بدنا نموت‪ ،‬بدنا نقاوم‬ ‫إسرائيل‪ ،‬ولن تسقط دمشق ّإال على دمائنا‪ ،‬وبدنا‬ ‫أ‬ ‫نقاوم إسرائيل من هون من هالجامعة‪ ،‬و�ملي إذا‬ ‫استشهدت وفي تقمص متل عندكن‪ ،‬ما نرجع نلتقي‬ ‫أ‬ ‫على �رض وحدة»‪ ،‬وانتهت الجلسة‪.‬‬


‫ضوء‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫االئتالف الوطني السوري إلى أين‬ ‫¶ شمس الدين الكيالني‬ ‫آ‬ ‫عانت الثورة السورية منذ انطالقتها‪ ،‬في �ذار ‪ ،2011‬من‬ ‫الـفـراغ فــي جسمها القيادي السياسي‪ ،‬رغــم بــروز هيئات‬ ‫ميدانية‪ ،‬فتشكل (المجلس الوطني) إثر اجتماع‬ ‫قيادية‬ ‫أ‬ ‫للمعارضين‪� 2 ،‬كـتوبر‪ ،2011‬في اسطنبول‪ ،‬تحت ضغط‬ ‫المتظاهرين السوريين‪ ،‬الذين وضعوا كرديف للنظام (هيئة‬ ‫مجموعات صغيرة‬ ‫التي تشكلت من أ‬ ‫التنسيق الوطني)‪ ،‬أ‬ ‫يسارية وقومية‪ ،‬وطالبوا �طراف المعارضة الخرى أبالوحدة‬ ‫َّ‬ ‫سيسية‬ ‫في (جمعة وحدة المعارضة)‪ ،‬وتضمنت وثيقتها الت� أ‬ ‫الدعوة إلسقاط النظام وبناء دولة مدنية ديمقراطية‪ .‬ف�علن‬ ‫الوطني‬ ‫الثائرون مباركـتهم أله في مظاهرات جمعة (المجلس ً أ‬ ‫المجلس نفسه عــاج ـزا �مــام‬ ‫يمثلني)‪ ،‬مــا لبث �نآ وجــد‬ ‫أ‬ ‫ثقل المسؤوليات‪ ،‬فت�كلت شرعيته �مام الجمهور بمقدار‬ ‫أانكشاف عجزه‪.‬‬ ‫الثورة والمعارض ة‬ ‫لقوى‬ ‫الوطني‬ ‫ـتالف‬ ‫أت�سيس اال ئ‬ ‫أ‬ ‫(المجلس) لتؤكد‬ ‫في خضم �زمة‬ ‫أ‬ ‫أ�تت مبادرة رياض أ سيف أ‬ ‫�ن «الحاجة تبرز �كـثر من �ي وقــت مضى‪ ،‬لن تتداعى‬ ‫السياسية والقوى الثورية‪ ،‬التي تناضل‬ ‫فصائل المعارضة أ‬ ‫أ‬ ‫من �جل إسقاط نظام السد واالنتقال نحو دولة ديمقراطية‪،‬‬ ‫لتلتقي في إطار قيادي جامع»‪ ،‬فغدت هذه المبادرة جس ًرا‬ ‫لوصل القوى المختلفة‪ ،‬التي نجحت في اجتماع الدوحة‬ ‫تشكيل‬ ‫(ما بين ‪ 8‬و‪ 11‬تشرين الثاني‪ / ‬نوفمبر ‪ّ ،)2012‬في أ‬ ‫(اال ئـتالف الوطني لقوى الثورة والمعارضة)‪ ،‬وضمت هي�ته‬ ‫العامة معظم تكـتالت المعارضة ّ‬ ‫السورية (باستثناء هيئة‬ ‫وانتخب الشيخ (معاذ الخطيب) رئيساً‬ ‫الوطنية)‪ُ ،‬‬ ‫التنسيق ّ‬ ‫لالئـتالف‪ ،‬في ‪ 11‬نوفمبر ‪ ،2012‬واعترفت الجامعة العربية‬ ‫باال ئـتالف‪ً ،‬‬ ‫ممثال ً‬ ‫شرعيا‪ ‬لتطلعات الشعب السوري‪ ،‬وهي‬ ‫صيغة مختلفة عن تلك التي قدمتها دول الخليج العربي‪،‬‬ ‫التي اعتبرت اال ئ ـتــاف الممثل الشرعي للسوريين‪ ،‬كما‬ ‫اعترفت به فرنسا‪ ،‬وإيطاليا‪ّ ،‬‬ ‫وحيد‬ ‫شرعي ٍ‬ ‫وتركيا ك ـ ٍ‬ ‫«ممثل ّ ٍ‬ ‫للشعب ال ـســو ّري»‪ ،‬أف�حيطت والدة اال ئ ـتــاف بمظاهر‬ ‫من الحفاوة‪ ،‬رافقها نوع من التفاؤل‪ ،‬بدعم عربي ودولي‬ ‫فاعلين‪.‬‬ ‫أ‬ ‫�زمة التردد القيادي أ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ودخلت‬ ‫القــى انتخاب (الخطيب) ت�ييدا شعبيا واسـعــا‪ ،‬أ‬ ‫هيئات جديدة إلــى اال ئ ـتــاف‪ ،‬وفـ أـي مقدمتها هيئة �ركـ أـان‬ ‫الجيش الـحــر‪ ،‬بعد تشكيل قـيــادة �رك ــان عــامــة‪ ،‬غير �ن‬ ‫المشكالت الكبرى‬ ‫الجسام‪ ،‬التي واجهت‬ ‫والمسؤوليات أ‬ ‫اال ئـ ـت ــاف وت ــوازن ــات ال ـقــوى داخ ـلــه‪� ،‬ثـقـلــت عـلــى قـيــادة‬ ‫اال ئـتالف‪ ،‬ال سيما الحصول على الدعم العربي والدولي‪،‬‬ ‫أوانتزاع الشرعية من أالنظام‪ ،‬فعبر (الخطيب) عن خيبة‬ ‫�مـلــه‪ ،‬منذ اجتماعه ب�صدقاء سوريا في أبــاريــس‪ ،‬فتقدم‬ ‫شريطة‪�« :‬ن يطلق النظام‬ ‫بمبادرة للحوار ‪ 30‬أ يناير ‪ ،2013‬أ‬ ‫وستين �لف معتقل»‪ ،‬غير �ن مبادرته لم يكـترث‬ ‫سراح مائة‬ ‫بها النظام‪ ،‬أو�حدثت ً‬ ‫مزيدا من الخالف في (اال ئـتالف)‪،‬‬ ‫بينما ُقوبلت مبادرته بقدر أكبير من الدعم الشعبي‪ ،‬إذ‬ ‫الحت معها بارقة سياسية‪ ،‬و�عادت (السياسة) إلى ميدان‬ ‫التداول‪.‬‬ ‫محور‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫المؤقتة‬ ‫الحكومة‬ ‫تشكيل‬ ‫موضوع‬ ‫تحول‬ ‫ثم‬ ‫ٍ‬ ‫لالختالف‪ ،‬فقد اشترط مجلس وزراء الخارجية آالعرب منح‬ ‫مقعد سورية لالئـتالف الوطني‪ ،‬في قراره في ‪� 6‬ذار‪ /‬مارس‬

‫‪ ،2013‬بتشكيل حكومته المؤقتة‪ ،‬أعــارض (الخطيب)‬ ‫لضيق اليد‪ ،‬وخشيته �ن تفضي إلى تقسيم‬ ‫تشكيل الحكومة آ‬ ‫الـبــاد‪ ،‬وبانتظار مــ�ل ( جنيف)‪ ،‬لكن مضى اال ئ ـتــاف‬ ‫الــوطـنــي قــدمـ ًـا‪ ،‬وانـتـخــب (غـســان هـيـتــو) رئـيـسـ ًـا للكومة‬ ‫المؤقتة‪ّ ،‬‬ ‫فعلق اثنا عشر ً‬ ‫عضوا في الهيئة العامة لالئـتالف‬ ‫ً‬ ‫عضويتهم احتجاجا‪ ،‬وشكوا من سلوك الهيمنة من جانب‬ ‫جماعة اإلخوان المسلمين‪ ،‬لم َ‬ ‫تلق حكومة (هيتو) الدعم‬ ‫أ‬ ‫الداخل السو ّري‪،‬‬ ‫من‬ ‫الترحيب‬ ‫وال‬ ‫الدولي‪،‬‬ ‫و‬ ‫�‬ ‫أاإلقليمي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫من العسكريين �و المدنيين‪ ،‬ما لبثت �ن استقالت‪.‬‬ ‫�كان أ‬ ‫ً‬ ‫ازداد المــر أ تعقيدا عندما قــدم (الخطيب)‪ ،‬على إثرها‪،‬‬ ‫استقالته‪� ،‬ي قبل يومين من انعقاد القمة العربية في‬ ‫الدوحة‪ ،‬وكانت قطر دعت المعارضة السورية لحضور‬ ‫أ‬ ‫الـقـمــة‪ ،‬وســط �ن ـبــاء عــن إمكانية تسلمها مقعد سـ ّـوريــا‪،‬‬ ‫ولم يحضر (الخطيب) أمؤتمر القمة في الدوحة‪ ،‬إل بعد‬ ‫وساطات من قادة قطر‪ ،‬ف� أدخل التردد أ والضعف القياديين‬ ‫ـ(الخطيب)‪ ،‬اال ئ ـتــاف‪ ،‬لشـهــر فــي �زم ــة شاملة‪ ،‬ولــوال‬ ‫ل‬ ‫أ‬ ‫اعتراف المم المتحدة باال ئ أـتالف كممثل للشعب السوري‪،‬‬ ‫لكانت خـ أســارة أاال ئ ـتــاف �ك ـثــر جسامة‪ ،‬وكــان دعــا قبل‬ ‫استقالته ب�ربعة �يام أجبهة النصرة «إلى فك ارتباطها بتنظيم‬ ‫القاعدة»‪ ،‬وجدد الت�كيد على رفض قوى الثورة في سوريا‬ ‫صراحة لفكر تنظيم القاعدة‪ ،‬فكان كإسالمي معتدل ً‬ ‫مؤهال‬ ‫لتقديم نقد محسوب للمتطرفين اإلسالميين‪.‬‬ ‫أ‬ ‫قيادة إدارة تسيير العمال‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تركت استقالة الخطيب إرباكا وفراغا قياديا‪ ،‬وقرر اال ئـتالف‬ ‫تكليف « أج ــورج صـبــرة» بـتــولــي مـهــام رئــاسـتــه‪ ،‬فــي حين‬ ‫ـاف‪ ،‬وبتوسيعه‬ ‫ارتفعت الص ــوات إلع ــادة تجديد اال ئ ـتـ أ‬ ‫ليشمل قوى وشخصيات جديدة‪ ،‬وكانت �كـثر من ما أئـتي‬ ‫ً‬ ‫تشاوريا في القاهرة‪ ،‬في �يار‬ ‫شخصية سورية عقدت لقاء‬ ‫أ‪ ،2013‬تشكل بموجبه «اتحاد الديمقراطيين السوريين»‪،‬‬ ‫يقضي بضم عدد‬ ‫اتفاق أ‬ ‫و� أسفر تفاوضه مع اال ئـتالف عن أ‬ ‫من �عضائه إلــى هيئة اال ئ ـتــاف‪ ،‬و�ص ــدرت �ثناءها قوى‬ ‫ري ً‬ ‫طالبت فيه منحهم نسبة ال تقل عن‬ ‫الحراك الثو بيانا‪ ،‬أ‬ ‫(صبرة) في ختام اجتماع‬ ‫‪ 50%‬من مقاعد اال ئـتالف‪� ،‬علن أ‬ ‫لالئـتالف المعارض باسطنبول‪ ،‬في ‪� 31‬يار ‪ ،2013‬إضافة‬

‫رأي‬

‫أ‬ ‫خاص ضوضاء ‪� -‬رشيف‬

‫أ‬ ‫‪ً 43‬‬ ‫عضوا جــديـ ًـدا‪ 15 ،‬منهم من هيئة الرك ــان‪ ،‬و‪ 14‬من‬ ‫ري‬ ‫الديمقراطي ‪ ‬بـ‪14‬‬ ‫الحر ًاك الـ أثــو ‪ ،‬وكذلك قائمة االتحاد أ‬ ‫عضوا‪ ،‬يتر�سها المعارض (ميشيل أ كيلو)‪ ،‬و�صدر وثيقتين‬ ‫هما الرؤية السياسية والمبادئ الت�سيسية وخطة المرحلة‬ ‫االنتقالية‪ ،‬تضع ً‬ ‫هدفا لها قيام آ«دولة مدنية ديمقراطية»‪،‬‬ ‫أوكان جيش النظام وحزب الله �نئذ يحاصران القصير‪.‬‬ ‫�حمد عاصي الجربا ر ً‬ ‫ئيسا لالئـتالف (تكـتالت وانقسامات‬ ‫أ‬ ‫أ�مام مشاكل أكبرى)‬ ‫ً‬ ‫�تى انتخاب (�حمد عاصي الجربا) رئيسا ً‬ ‫جديدا‪ ،‬السبت‬ ‫‪ 6‬يوليو‪ً ،2013‬‬ ‫تتويجا لتوسعة اال ئـتالف‪ ،‬في غمرة حصار‬ ‫النظام لحي الخالدية في حمص بعد سيطرته على القصير‪،‬‬ ‫حصل على ‪ً 55‬‬ ‫صوتا مقابل ‪ ،52‬لمصطفى الصباغ حليف‬ ‫اإلخ ــوان المسلمين‪ ،‬كما ُانت ِخ أب ثالثة نــواب للرئيس‪،‬‬ ‫لم يكن فوز (الجربا) ً‬ ‫توافقيا‪ ،‬ف�وحى بغلبة فريق الجربا‬ ‫على الصباغ أ واإلخوان المسلمين‪ ،‬وإن كان انتخاب (بدر‬ ‫جاموس) للمانة العامة خفف الصدمة‪.‬‬ ‫كان اال ئـتالف يواجهه مهام جسام تتعلق بتوثيق العالقة مع‬ ‫مساندي الثورة من العرب‪ ،‬وفي مقدمتهم قطر والسعودية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫لمالقاة تبعات‬ ‫سوريا‪ ،‬طلبا للدعم السياسي أ‬ ‫ومع �صدقاء أ‬ ‫ً‬ ‫جنيف ‪ ،2‬و�يـضــا الدعم العسكري‪ ،‬ال سيما �ن أالنظام‬ ‫انتقل إلــى مــواقــع هجومية فــي حمص والقصير‪ ،‬و�يـضـ ًـا‬ ‫لمواجهة تصاعد خطورة تطرف (داعش) وانفصالية (االتحاد‬ ‫الديمقراطي) الكردي‪ ،‬ولمعالجة ضرورات ترتيب العالقة‬ ‫أمع المناطق المحررة‪ ،‬والمشاكل اإلنسانية للسوريين‪ ،‬غير‬ ‫�ن تراجع مؤشرات الحل السياسي مع بروز هجوم النظام‪،‬‬ ‫باشتراك حزب الله ً‬ ‫علنا إلى جانب الميليشيات الشيعية‬ ‫أ‬ ‫الخ ـ أـرى فــي القصير وحـمــص‪ ،‬والتهيئة لمعركة حلب‪،‬‬ ‫الجربا إلــى توفير مستلزمات المواجهة‪،‬‬ ‫نقلت �ولــويــات أ‬ ‫فقام بجوالت عربية و�وربية‪ ،‬حاول إقناع الرئيس الفرنسي‬ ‫العسكرية‪ ،‬لكن فر أنسا –كحال‬ ‫نسوا‬ ‫هوالند) بمساعدة أ‬ ‫أ‬ ‫أ(فر أ‬ ‫�مريكا‪ � -‬أعربت �نها لن «تسلم �سلحة فتاكة»‪ ،‬و�علن الجربا‬ ‫الجسم العسكري‪،‬‬ ‫أبوضوح‪� ،‬مام مخاطر تصاعد التطرف في أ‬ ‫بالثورة‪،‬‬ ‫ضرت‬ ‫و�‬ ‫منظمة متطرفة وتكـفيرية‪،‬‬ ‫�ن «داعش» أ‬ ‫أ‬ ‫وفــي كـثير من المــاكـ أـن كانت تقاتل الجيش الحر‪ ،‬و�نها‬ ‫ستنتهي إذ لم يعد لها �ي حاضنة شعبية‪ .‬تتمة ‪23‬‬ ‫العدد (‪ 20 )8‬شباط ‪2014‬‬

‫‪17‬‬


‫إضاءة‬

‫تحقيق‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫«أحمد طعمة» في منتدى المعرفة وحرية التعبير‬ ‫الحكومة المؤقتة رؤيتها وآلياتها‬

‫¶ مجيد محمد‬ ‫بالتزامن مــع مــا يعيشه المدنيون الـســوريــون الـيــوم‪ ،‬من‬ ‫وموت جراء البرد والجوع في‬ ‫قصف بالبراميل المتفجرة‪ٍ ،‬‬ ‫المخيمات‪ ،‬ومناطق ال ـنــزوح‪ ،‬مــا يلحقنا بــذاكـ أـرة الموت‬ ‫اإلفريقي‪ ،‬الذي شهدناه كلنا على الشاشات‪ ،‬دون �ن يخطر‬ ‫ببالنا أ�نه قد يبعث ً‬ ‫يوما بيننا‪ ،‬بالتزامن مع كل هذا يغدو‬ ‫ً‬ ‫عمل سياسي‪ ،‬وتمثيل وبــدائــل‪ ،‬قفزا فوق‬ ‫الحديث عن ّ ٍ‬ ‫والملح‪ ،‬في ظل الثغرات والضعف الذي اتسم به‬ ‫أالراهن‬ ‫�داء المعارضة السورية‪ ،‬أفالمتابع للمسائل السياسية ضمن‬ ‫المشهد السوري‪ ،‬يجد الزمة مفتوحة على احتماالت أعدة‪،‬‬ ‫إذ تفشل معظم المحاوالت في تجميل الصورة‪ّ ،‬‬ ‫وبث المل‬ ‫أ‬ ‫في النفوس‪ ،‬إال �ن االستسالم والتراخي وهجر المتوفر‪ ،‬رغم‬ ‫آ‬ ‫ض�لته‪ ،‬بدعوى قلة الجدوى‪ ،‬هو سلبية وضعف‪ ،‬والجدير‬ ‫ً‬ ‫موضعيا‬ ‫العمل‪ ،‬أحتى وإن كان هذا العمل‬ ‫بمن ً آ‬ ‫يستيطع ً أ‬ ‫ومحدودا و�نيا‪� ،‬ن ال يت�خر‪ ،‬فالحاجات ملحة وإسعافية‬ ‫في كـثير من الحاالت‪ ،‬وهذا العمل قد يسد ثغرة في الجدار‬ ‫السوري المتهالك‪ ،‬الذي تعصف به ريح السياسات واإلرادت‬ ‫اإلقليمة والدولية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫يحيلنا كل ما سبق إلى نقاط البد أمن طرح السئلة حولها‪،‬‬ ‫المؤقتة‪� ،‬داؤهــا وفعالية دورها‪،‬‬ ‫عمل أالحكومة السورية أ‬ ‫مــا منش� شرعيتها‪ ،‬مــا هــي �دوات ـهــا المعتمدة لفرض هذه‬ ‫الشرعية‪ ،‬وحشد الجهود إلنجاز ما هو متراكم على طريق‬ ‫ّ‬ ‫السوريين؟‬ ‫أالبحث عما هو مفقود؟ ما هي فرصها في خدمة أ‬ ‫حسابات الالعبين الدوليين؟ والهم من‬ ‫تتموضع في أ‬ ‫�ين أ‬ ‫كل هذا �ين هي من الرض؟‬ ‫فحسابات السوريين باتت مبنية على جملة من التناقضات‪،‬‬ ‫منهم من ّ‬ ‫يسفه قيام حكومة في المنفى‪ ،‬ويعتبرها حكومة‬ ‫توجهات خاصة‪،‬‬ ‫افتراضية‪ ،‬في ظل استئثار فصائل ذات أ‬ ‫على قرار المعارضة العسكري‪ ،‬بل وحكمها الرض‪ ،‬منشئة‬ ‫إدارتها‪ ،‬محاكمها‪ ،‬مدارسها وقطاعاتها الخدمية‪ ،‬إضافة‬ ‫لقمع النظام ومضيه أفي عمليات التدمير أالممنهج‪ ،‬ومنهم‬ ‫من بات ر ً‬ ‫اضيا بنشوء �ي تشكيل يمكن �ن يكون مرتك ًزا‬ ‫لعمل وبناءٍ مستقبلي‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫المؤقتة استمداد الشرعية وتفعيل الدور»‪ ،‬تحت‬ ‫«الحكومة‬ ‫أ‬ ‫هذا اإلطار‪ ،‬بد�ت فعالية منتدى المعرفة وحرية التعبير‪،‬‬ ‫الذي استضافت فيه مجلة «ضوضاء» في الجلسة الأرابعة‬ ‫للمنتدى في مدينة غــازي عنتاب التركية‪ ،‬الدكـتور �حمد‬ ‫طعمة رئيس الحكومة السورية المؤقتة‪ ،‬بحضور جمع‬ ‫ومـمـثـلـيــن ع ــن وســائــل‬ ‫م ــن ال ـســوري ـيــن‪،‬‬

‫‪18‬‬

‫العدد (‪ 20 )8‬شباط ‪2014‬‬

‫خاص ضوضاء ‪ -‬منتدى المعرفة وحرية التعبير‬ ‫أإعــام ومنظمات ومؤسسات المجتمع المدني‪ ،‬ليتعمق‬ ‫المواطن السوري‪،‬‬ ‫�كـثر في محاور رئيسية تتبادر أ لذهن‬ ‫أ‬ ‫في ظل التعقيد الذي تشهده الزمة أالسورية‪� ،‬همها دواعي‬ ‫وجود هذه الحكومة المؤقتة‪ ،‬ومن �ين تستمد شرعيتها‪،‬‬ ‫والضمانات التي حصلت عليها وممن‪ ،‬إلى جانب المعوقات‬ ‫وفعاليتها في الداخل والخارج على‬ ‫التي تعترض سبيل عملها‬ ‫حد ســواء‪ ،‬لتصل إلى الملف أال كـثر ً‬ ‫تعقيدا‪ ،‬وهو كيفية‬ ‫ٍ‬ ‫أ‬ ‫العسكرية المتنفذةأ على الرض‪ ،‬وقابلية‬ ‫القوى‬ ‫مع‬ ‫تعاملها‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫التنسيق‪� ،‬و التعاون‪� ،‬و االندماج‪� ،‬و الذوبان‪.‬‬

‫صمود السوريين وتصميمهم على‬ ‫أ‬ ‫الخروج من العبودية رغم الثمان‬ ‫أ‬ ‫�ث ـب ــت ع ـكــس م ــا تــوقــع المجتمع‬ ‫الدولي‬ ‫المنتدى الذي يعقد ً‬ ‫شهريا بالتشارك بين مجلة «ضوضاء»‬ ‫ومجلتي «صور» و «حنطة»‪ ،‬وجدت إدارته في هذا السؤال‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حيثيات‬ ‫العملياتي والقانوني مدخال جوهريا للبحث في أ‬ ‫تشكيل الحكومة السورية المؤقتة‪ ،‬في ظل انسداد �فق‬ ‫الحل السياسي‪ ،‬وتفاقم معاناة السوريين داخــل البالد‬ ‫وفي مخيمات اللجوء في دول اإلقليم‪ ،‬وسط تشكيك كبير‬ ‫حد سواء‪ ،‬في قدرة هذه‬ ‫من القوى المدينة والعسكرية على ٍ‬ ‫الحكومة على التعاطي مع الملفات الكبيرة‪ ،‬التي تنتظر بدء‬ ‫العمل فيها بشكل ّ‬ ‫جدي‪.‬‬ ‫استهل طعمة اللقاء بالحديث عن الصعوبات التي تواجه‬ ‫حكومته‪ّ ،‬‬ ‫وكم التفاؤل أالذي يتحلى به فريقه الوزاري رغم‬ ‫أكل الصعوبات‪ ،‬فالمس�لة ليست كما تبدو للبعض على‬ ‫�نـهــا إنـشــاء كيان جديد للمعارضة أوحـســب‪ ،‬بــل النجاح‬ ‫فــي الــوصــول إل ــى الـنـتــائــج الف أـض ــل‪ ،‬والـنـجــاح في‬ ‫المدنية‬ ‫المشروع الوطني القائم على �ساس الدولة أ‬ ‫الديمقراطية التعددية‪ ،‬والتي يمكن للحكومة �ن‬ ‫تساهم فيه بشكل كبير وفعال حسب «طعمة»‪،‬‬ ‫ومهما كانت الصعاب فإنه يمكن تذليلها والتغلب‬

‫خاص ضوضاء ‪ -‬منتدى المعرفة وحرية التعبير‬

‫عليها‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وجيزة‪� ،‬دركت‬ ‫طعمة إلى �نه «منذ بداية الثورة بفترة أ‬ ‫يشير أ‬ ‫المعارضة �نها لن تحصل على كل أما تريد‪� ،‬و حتى على‬ ‫نصف مــا تــريــد‪ ،‬فــالـثــورة قــامــت مــن �ج ــل اقـتــاع النظام‬ ‫بشكل كامل‪ ،‬واستبداله بنظام جديد قائم على الحريات‬ ‫العامة‪ ،‬حقوق اإلنـســان‪ ،‬الــدولـ أـة المدنية‪ ،‬الفصل بين‬ ‫متحضر‬ ‫السلطات‪ ،‬استقاللية أالقضاء‪ ،‬و�ن يبنى مجتمع يرى أ‬ ‫يستحقه السوريون‪ ،‬إال �ن أالمجتمع الدولي آكان �نه‬ ‫من المبكر للشعب السوري �ن ينال الحرية �نذاك‪ ،‬لكن‬ ‫السوريين وتصميمهم على الخروج من العبودية رغم‬ ‫أصمود أ‬ ‫الثمان‪� ،‬ثبت عكس ما توقعه المجتمع الدولي»‪.‬‬ ‫الحكومة المؤقتة وصراع الشرعية الدولية‬ ‫تحدث أطعمة عن نقص التمويل الذي تعاني منه حكومته‪،‬‬ ‫فقال‪ّ �« :‬ي حكومة مؤقتة ينقصها التمويل‪ّ ،‬‬ ‫ستشل يمينها‬ ‫ويسارها‪ ،‬ولتدارك هذه المشكلة‪ ،‬قام الفريق الحكومي‬ ‫خالل الفترة الماضية‪ ،‬بجولة أموسعة بين الدول الداعمة‬ ‫أوالصديقة أ للشعب الـســوري‪ ،‬لن المجتمع الــدولــي وفي‬ ‫السابيع الولى من تشكيل هذه الحكومة‪ ،‬كان لديه تصور‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫السورية المؤقتة لن أ تحقق أ�هدافها‪ ،‬وبالتالي لن‬ ‫�ن الحكومة أ‬ ‫ثالثة‪� :‬ولها‪� ،‬ن الحكومة ال تملك‬ ‫يقدم الدعم أ‬ ‫لها‪ ،‬لسباب أ‬ ‫الحكومة المؤقتة ستحظى‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫وثانيها‪،‬‬ ‫رض‪،‬‬ ‫ال‬ ‫السيطرة على‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بشعبية لدى السوريين‪ّ � ،‬ما ثالثها‪ ،‬فهو �ن الحكومة المؤقتة‬ ‫ال تستطيع تنفيذ المعاهدات أالدولية في أالجو والبحر‪ ،‬كما‬ ‫السورية»‪،‬‬ ‫ال تستيطع منع تنقل بعض الفراد على الراضي‬ ‫أ‬ ‫وه ــذه الجملة تـحــديـ ًـدا بحسب وصــف طعمة «تعني �ن‬ ‫ـور‬ ‫للمجتمع‬ ‫الحكومة الـسـ يــة يتوجب أ‬ ‫عليها إعـطــاء صــك أ‬ ‫الدولي بمحاربة اإلرهاب على الراضي السورية‪ ،‬وهذا �مر‬ ‫ـاق»‪ ،‬الحكومة المؤقتة ردت بدورها‬ ‫غير وارد على اإلطـ‬ ‫على المجتمع الدولي‪ ،‬أب� ّ‬ ‫وصلت‬ ‫ما‬ ‫تبعات‬ ‫يتحمل‬ ‫من‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫إليه الزمة السورية من تعقيد وتشابك‪ ،‬وانسداد في �فق‬ ‫الحل العسكري والسياسي أعلى حد سواء‪ ،‬نتيجة الالمباالة‬ ‫والسلبية في التعاطي مع الزمــة‪ ،‬والتهرب من وضع حل‬ ‫أجذر أي لها منذ البداية‪.‬‬ ‫� ّم ــا الس ـبــاب الحقيقية وراء عــدم رغـبــة المجتمع الــدولــي‬


‫إضاءة‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تحقيق‬

‫أ‬ ‫اف بهذه الحكومة‪ ،‬فيقول أ«طعمة» ب�نها‪« :‬تتمثل في‬ ‫االعتر أ‬ ‫احتمال �ن تشكل أالحكومة عائ ًـقا �مام مؤتمر جنيف‪ ،2‬وهم‬ ‫يريدون للمعارضة �ن تذهب إلى جنيف‪ 2‬بسقف متوسط‪،‬‬ ‫يتمحور‬ ‫وبالتوافق‬ ‫االنتقالي‪ ،‬أ‬ ‫حول القبول بجسم الحكم ً أ‬ ‫بين الطرفين‪ ،‬وهذا التوافق يعني ضمنا �ن بشار السد لن‬ ‫االنتقالي‪ ،‬وفق تفسيرات‬ ‫يكون له مكان في هذا الجسم أ ً أ‬ ‫يضا �ن كل وفد يمكنه‬ ‫المعارضة وحلفائها‪ ،‬لكن آهذا يعني �‬ ‫وضع الفيتو على طلبات الخر»‪.‬‬

‫أ‬ ‫كلما تحسن �داء الحكومة ازداد‬ ‫ص ـم ــود الـ ـن ــاس وق ــدرت ـه ــم عـلــى‬ ‫مواجهة النظام‬

‫أ‬ ‫يؤكد طعمة �ن «الحكومة المؤقتة عندما تكون قادرة على‬ ‫خدماتها لـلـنــاس‪ ،‬فــإن الـمـعــارضــة لــن تــذهــب إلى‬ ‫تقديم أ‬ ‫جنيف‪ ،‬لنها لن تعود بحاجة للذهاب إلى مؤتمر قد تتنازل‬ ‫عندما ستكون قادرة على إدارة‬ ‫فيه عن بعض ثوابت الثورة‪ ،‬أ‬ ‫المناطق أالمحررة‪ ،‬وكلما تحسن �داء الحكومة ازداد صمود‬ ‫الناس‪ ،‬و�صبحت لديهم القدرة على مواجهة النظام‪ ،‬فلماذا‬ ‫تذهب المعارضة حينها‪ ،‬إلى اتفاق مع النظام قد ال يرضى‬ ‫عنه الشعب»‪.‬‬ ‫التطبيق العملي لبرامج الحكومة‬ ‫يـقــول «طـعـمــة» فــي مـعــرض الـحــديــث عــن بـرامــج وخطط‬ ‫الحكومة المؤقتة‪« :‬المشكلة ال تكمن في الخطط‪ ،‬فهي‬ ‫جــاهــزة‪ ،‬والـفــريــقأ الحكومي فــريــق مميز‪ ،‬ويملك كــوادر‬ ‫مهمة‪ ،‬إضافة إلى �ن الكـثير من كوادر المجالس المحلية‬ ‫في الداخل تملك قــدرات هائلة‪ ،‬والحكومة على تواصل‬ ‫معهم‪ ،‬المشكلة الحقيقية‪ :‬كيف تنفذ الحكومة برامجها‬ ‫النظرية على الواقع؟»‪.‬‬ ‫يسهب طعمة هنا فـ أـي اإلش ــارة إلــى حــاجــة الحكومة ألقوة‬ ‫غطاء � ً‬ ‫عسكرية توفر ً‬ ‫منيا لها‪ ،‬كي تكون قــادرة على �داء‬ ‫دور‬ ‫تكن هناك قــوة عسكرية تحمي‬ ‫هــا الخدمي‪« ،‬إن لم أ‬ ‫ً‬ ‫الحكومة‪ ،‬أفإنها لن تستطيع �ن تنفذ شيئا‪ ،‬وكل الجهود‬ ‫آ‬ ‫ً‬ ‫عسكريا‪ ،‬فعندما تؤمن مقرات‬ ‫تبذل الن لت�مين الحكومة‬ ‫الـحـكــومــة عـسـكــريـ ًـا‪ ،‬سـتـكــون ق ــادرة عـلــى تنفيذ خططها‬ ‫سوف تعتمد الحكومة‬ ‫ومشاريعها‪ ،‬وحتى يتحقق ذلك‪ ،‬أ‬ ‫عمال اإلغاثية التي‬ ‫كال‬ ‫المشاريع البسيطة والمتوسطة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫المجالس المحلية بشكل �ساسي‪ ،‬وهذه‬ ‫فيها على‬ ‫تعتمد‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫المجالس �صبحت جزءا �ساسيا من وزارة اإلدارة أالمحلية‪،‬‬ ‫والحكومة تبحث مع المجالس كيفية التعاون‪ ،‬المر الذي‬ ‫سيؤدي إلى نتائج إيجابية ً‬ ‫حتما»‪.‬‬ ‫بالنسبة العتماد أالفريق الحكومي على الموارد الداخلية‪،‬‬ ‫ّنوه «طعمة» إلى �ن الفريق الحكومي «يملك خطة وتصو ًرا‬ ‫ً‬ ‫متكامال‪ ،‬لالستفادة من أالـمــوارد النفطية الموجودة في‬ ‫ً‬ ‫المنطقة الشرقية»‪ ،‬مشيرا �ن هناك ّ‬ ‫«عدة شركات أومنظمات‬ ‫أ‬ ‫دولية بد�ت بفتح خطوط بهذا االتجاه»‪ ،‬وهذا المر يتعلق‬ ‫بنظرة المجتمع الدولي للحكومة المؤقتة في الفترة المقبلة‪،‬‬ ‫تغي ًرا ً‬ ‫هذه النظرة التي شهدت حسب «طعمة» ّ‬ ‫واضحا خالل‬ ‫أ‬ ‫اليام القليلة الماضية‪.‬‬ ‫وصرح مدير المركز السوري للمجتمع المدني ودراسات حقوق‬ ‫اإلنسان ‪/‬خضر عبد الكريم‪ً ،/‬‬ ‫تعقيبا على حديث طعمة‪:‬‬

‫«بالنسبة للمجالس المحلية‪ 60% ،‬منها مجالس شكلية‬ ‫ـتور‬ ‫ولديه الرغبة في‬ ‫وغير فاعلة‪ ،‬الدك طعمة إنسان صادق‪ ،‬أ‬ ‫على الرض‪ ،‬سوف‬ ‫العمل‪ ،‬لكن عندما يتم البدء بالعمل أ‬ ‫مني المتدهور‪،‬‬ ‫ال‬ ‫تصطدم حكومته بالواقع‪ ،‬بسبب الوضع أ‬ ‫من‪ ،‬خاصة‬ ‫وعدم قدرة الحكومة وال اال ئـتالف على تحقيق ال‬ ‫أ�ن كـثي ًرا من الكـتائب مرتبطة أب�جندات دولية‪ ،‬وهي أ� ً‬ ‫ساسا‪،‬‬ ‫ضد أحكومة طعمة‪ ،‬ناهيك عن وجود قوات النظام التي ألن‬ ‫تقبل �ن تقوم الحكومة باستثمار الثروة النفطية‪ ،‬كما �ن‬ ‫الشركات الدولية أإن لم تحصل على ضمانات‪ ،‬لن تتورط في‬ ‫استثمارات كهذه لنها في النهاية شركات تجارية»‪.‬‬ ‫خاص ضوضاء ‪ -‬منتدى المعرفة وحرية التعبير‬

‫الـمـشــروع الــوحـيــد‪ ،‬القابل للتطبيق والمقبول ً‬ ‫عالميا‪،‬‬ ‫أ‬ ‫خاطبت‬ ‫والبد لنا �ن نكون واقعيين وعقالنيين‪ ،‬والحكومة أ‬ ‫العديد من التشكيالت العسكرية حول هذا المشروع‪ ،‬لن‬ ‫الخروج عن هــذا المشروع سيؤدي إلــى نتائج كارثية على‬ ‫ري‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫الشعب السو »‪ .‬أ‬ ‫أ‬ ‫المطروح الن هو التوافق مع �كبر‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫إلى‬ ‫كما �شار طعمة‬ ‫أ‬ ‫عدد ممكن من الكـتائب واللوية الموجودة‪ ،‬بحيث تتوافق‬ ‫مع مشروع المعارضة أالوطني لتشكيل قوة تحمي الحكومة‪،‬‬ ‫ن‬ ‫المشروع‬ ‫من هذا أ‬ ‫وتحقق التواز على الرض‪ ،‬لكن الهدف ً أ‬ ‫أ‬ ‫السوريون بعضهم بعضا‪� ،‬و السعي لن‬ ‫ليس �ن يقتل‬ ‫آ‬ ‫يتغلب بعضهم على الخر ويسيطر عليه‪.‬‬

‫التواصل مع‬ ‫المنظمات الدولية أ أ‬ ‫المحور أ‬ ‫�كــد «طـعـ أمــة»‪� ،‬ن مس�لة الـتــواصــل مع‬ ‫فــي هــذا‬ ‫المنظمات الدولية تحظى ب�همية بالغة‪ ،‬آفيقول «الحكومة‬ ‫دولية‪� ،‬خرها عقد ستة‬ ‫فتحت ّعدة خطوط مع‬ ‫منظمات أ‬ ‫أ‬ ‫اجتماعات مع منظمات فرنسية و�وربية‪� ،‬همها وكالة التنمية‬ ‫الفر آنسية‪ ،‬التي ستدعم الحكومة من خالل توفير التدريب‬ ‫مليون‬ ‫على �ليات الحكم الرشيد‪ ،‬أتقديم منحة بقيمة (‪ )10‬أ‬ ‫يــورو لصندوق اال ئـتمان ال لماني اإلمــاراتــي‪ ،‬الــذي ير�سه‬ ‫وزير االقتصاد والمالية في الحكومة المؤقتة إبراهيم ميرو‪،‬‬ ‫دعم الحكومة في ميزانية تشغيل الموظفين‪ ،‬إعادة إحياء‬ ‫المشاريع التي تم إيقافها بعد اتخاذ تلك المنظمات ً‬ ‫موقفا‬ ‫من النظام على خلفية انتهاكاته لحقوق اإلنسان‪ ،‬والتي تم‬ ‫جبهة النصرة وتنظيم دولة العراق أوالشام والجبهة اإلسالمية‬ ‫توقيعها قبل الثورة»‪.‬‬ ‫حسب طعمة «فالمشكلة تكمن ب�ن هناك مشاريع مختلفة‬ ‫تمام االختالف‪ ،‬فإن كان ثمة إمكانية للتوافق على أمشروع‬ ‫ال ـفــريــق الـحـكــومــي يـمـلــك ت ـصــو ًرا‬ ‫ري‬ ‫كل الطراف‬ ‫مـتـكــامــا لــاسـتـفــادة مــن ال ـمــوارد‬ ‫ما لمصلحة الشعب السو ‪ ،‬ستتوافق عليه أ‬ ‫بينها الحكومة‪ ،‬ولكن كيف ستتفق الحكومة �و تتوافق‬ ‫ومن‬ ‫أ‬ ‫النفطية في المنطقة الشرقية‬ ‫مع من ي�خذ بفكرة بيعة العقد وبيعة الطاعة؟»‪ ،‬أ في أإشارة‬ ‫ً‬ ‫إلى تنظيم الدولة اإلسالمية أوجبهة النصرة‪ ،‬مؤكدا �ن «�بعاد‬ ‫ّ‬ ‫يعقب على هــذه النقطة الـنــاشــط السياسي وخبير حل المشكلة كبيرة أوعميقة»‪� ،‬ما بالنسبة للجبهة اإلسالمية‬ ‫أ‬ ‫الـنـزاعــات بـســام القوتلي فـيـقــول‪« :‬الــدك ـتــور �حـمــد طعمة شــدد طعمة على �نهم «حلفاء الحكومة المؤقتة‪ ،‬حيث‬ ‫شخصية ممتازة وقادرة على تقديم الكـثير‪ ،‬ولكن الحكومة أعقدت ّعدة لقاءات مع قيادات من الجبهة اإلسالمية‪ ،‬في‬ ‫�جواء ّ‬ ‫آ‬ ‫ما تزال في حالة ّ‬ ‫ودية‪ ،‬حاولت فيها الحكومة تقريب وجهات النظر‪،‬‬ ‫تخبط‪ ،‬ولم تقم إلى الن بدعوة الجهات‬ ‫ّ‬ ‫المانحة للقاء‪ ،‬تقدم فيه رؤيتها وبرامجها لهذه الجهات‪ ،‬والدفع باتجاه تبني المشروع المدني الديمقراطي التعددي»‪.‬‬ ‫كل هذه المحاور والتساؤالت ّ‬ ‫أ‬ ‫الملحة والعميقة ناقشها طعمة‬ ‫المبادرة‪ ،‬وعدم انتظار الدعوات‬ ‫زمام‬ ‫خذ‬ ‫ل‬ ‫الحكومة بحاجة‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫التفاعل‪ ،‬بعيدا عن التجاذبات‬ ‫من‬ ‫جو‬ ‫في‬ ‫الحضور‪،‬‬ ‫مع‬ ‫تستقر‬ ‫عندما‬ ‫هذا‬ ‫يتغير‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫نتمنى‬ ‫المانحة‪،‬‬ ‫من الجهات‬ ‫أ‬ ‫واالتهامات‪ ،‬ليتسنى للجميع إدراك �بعاد تشكيل الحكومة‪،‬‬ ‫الحكومة وتنتقل إلى مقرها الجديد”‪.‬‬ ‫آوالصعوبات التي تعترضها في ظروف استثنائية وقاسية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫الن وفي المستقبل‪.‬‬ ‫مس�لة الجيش الوطني‬ ‫أ‬ ‫يقول طعمة‪« :‬إن طرح مفهوم الجيش الوطني �ثار الكـثير من‬ ‫الحساسية‪ ،‬لكن الجيش الوطني ال يعني تشكيل صحوات‬ ‫أنقتل من خاللها إخواننا‪ ،‬والحكومة تحاول التوافق مع‬ ‫�ي ج ـه ــة عـسـكــريــة‬ ‫رغ ـ ــم وجـ ـ ــود م ـ أش ــاري ــع‬ ‫مـخـتـلـفــة ع ـلــى الرض‬ ‫ال ـســوريــة‪ ،‬للسير في‬ ‫ت ـح ـق ـي ــق الـ ـمـ ـش ــروع‬ ‫ال ــوطـ ـن ــي ال ـم ـت ـم ـثــل‬ ‫في الدولة المدنية‬ ‫ال ــديـ ـمـ ـقـ ـراطـ ـي ــة‬ ‫ال ـ ـت ـ ـعـ ــدديـ ــة‪،‬‬ ‫وه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــو‬

‫خاص ضوضاء ‪ -‬منتدى المعرفة وحرية التعبير‬

‫العدد (‪ 20 )8‬شباط ‪2014‬‬

‫‪19‬‬



‫إضاءة‬

‫لقاء‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫منذر ماخوس‪« :‬ما نراه اليوم في مجال استخدام النفط مرعب»‬ ‫ال ّبد من وضع إمكانيات مادية في يد الحكومة الستثمار الثروات الوطنية ‪ ..‬تتمة‬

‫هــل تــدرس هيئات المعارضة الـســوريــة سبل توظيف‬ ‫ثروات المناطق المحررة‪ ،‬كالنفط؟‬ ‫يعتبر ه ــذا ال ـمــوضــوع تـحــديـ ًـا ك ـب ـي ـ ًرا‪ ،‬نــاقـشـنــاه خـ أـال‬ ‫اجتماعات اال ئـتالف والمجلس الوطني‪ّ ،‬إال أ� ّن المور‬ ‫أ‬ ‫تغيرت اليوم‪ ،‬حيث �صبح لدينا حكومة‪ ،‬وبــات أهذا‬ ‫الموضوع من مهام الحكومة‪ ،‬بغض النظر عن الطر‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ضعيفا‪.‬‬ ‫السابقة التي كان �داؤها‬ ‫يمكنني الحديث بشكل خاص عن النفط‪ ،‬كوني دكـتور‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مهندس نفط‪ ،‬و�ستاذ مدرس في جامعات �وروبية‪� ،‬نا‬ ‫ّ أ‬ ‫مطلع بدقة على معلومات منها‪ ،‬إن �فضل حقول النفط‬ ‫في سوريا تقع في المناطق المحررة‪ ،‬خاصة في محافظة‬ ‫ديــر ال ــزور‪ ،‬حيث الحقول الغنية والنفط ذو النوعية‬ ‫الجيدة‪ ،‬إضافة إلى الحقول في الشمال الشرقي للبالد‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وهي �قل جودة وغنى‪ ،‬و�صبحت مستهلكة إلى حد كبير‪.‬‬ ‫خــال الـعــام الماضي ناقشنا فــي جلسات اال ئ ـتــاف‪،‬‬ ‫إمكانية إنـتــاج النفط فــي المناطق التي تسيطر عليها‬ ‫أ‬ ‫المعارضة‪ ،‬وتوصلنا إلى تقدير اإلنتاج بـ‪ 100‬إلى ‪� 150‬لف‬ ‫برميل‪ ،‬ما يعادل ‪ 10‬إلى ‪ 15‬مليون دوالر بشكل يومي‪.‬‬ ‫لو كانت أقوى المعارضة هي المسيطر الفعلي على هذه‬ ‫الحقول لمكن الحصول على مبلغ يومي يتراوح بين ‪10‬‬ ‫و‪ 15‬مليون دوالر ً‬ ‫يوميا‪ ،‬وهذا بحد ذاته مصدر تمويل‬ ‫أ‬ ‫�كـثر من ممتاز للثورة‪ .‬أ‬ ‫ما هي مصادر الدخل الخــرى‪ ،‬التي يمكن للحكومة‬ ‫االعتماد عليها‪ ،‬وتوظيفها؟‬ ‫أ‬ ‫هناك مصادر �خرى كصوامع الحبوب‪ ،‬سوريا كما نعرف‬ ‫أ‬ ‫�صبحت منذ زمن طويل مصد ًرا للحبوب‪ ،‬هناك صوامع‬ ‫تحوي مخزونات من السنوات السابقة‪ ،‬لم تصدر في‬ ‫حينها‪ ،‬إضافة إلى المواسم الجديدة‪ ،‬هذه بدورها أ� ً‬ ‫يضا‬ ‫أ‬ ‫مصدر ثروة حقيقية‪ ،‬لكن للسف نهب قسم كبير منها‪.‬‬ ‫هــل يمكن لهيئات المعارضة التحكم بهذه المصادر‬ ‫واستثمارها؟‬ ‫أ‬ ‫للسف معظم هــذه الـثــروات سرقت‪ ،‬وحقول النفط‬ ‫اليوم تحت سيطرة مجموعات‪ ،‬ال تخضع لال ئـتالف وال‬ ‫ّآ‬ ‫تحد �خر‪.‬‬ ‫المجلس وال الحكومة‪ ،‬وهذا‬ ‫أ‬ ‫لدينا تحديات �خرى‪ ،‬ومصادر هامة تتطلب السيطرة‬ ‫عليها وإدارتـهــا‪ ،‬كالمعابر‪ ،‬التي يمكن اتباع منظومة‬ ‫جمركية لالستفادة منها‪ ،‬فهي مصدر دخــل هــام يرفد‬ ‫مختلف مجاالت االقتصاد‪.‬‬ ‫لدينا كذلك القطن والتبغ‪ ،‬أوكل هذه المصادر تحتاج‬ ‫إضــافــة إل ــى الـسـيـطــرة عليها ت�مينها وحـمــايـتـهــا‪ ،‬وهــي‬ ‫ال ـ ـ ـح ـ ـ ـك ـ ـ ــوم ـ ـ ــة‬ ‫مهمة كبيرة ستواجه‬

‫أ‬ ‫الجديدة‪ ،‬بالطبع المس�لة معقدة‪ ،‬والحكومة تواجه‬ ‫أ‬ ‫صعوبات كبيرة في هــذا المجال‪ ،‬إذ ينبغي �ن يكون‬ ‫أ‬ ‫لدى الحكومة سلطة � أمنية لتفرض سيطرتها وحمايتها‬ ‫المصادر‪ ،‬المــر الــذي يبدو صعب التحقيق‬ ‫على أهذه ً أ‬ ‫حاليا للسف‪.‬‬ ‫على القل‬ ‫ما اإلجراءات التي يتوجب على الحكومة اتخاذها إلنجاز‬ ‫هذه المهمة؟‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫سريعا على مرحلتين‪،‬‬ ‫الحكومة �ن تعمل‬ ‫أينبغي على‬ ‫أ‬ ‫الولى هي المرحلة المنية ووضع اليد‪ ،‬الثانية هي مرحلة‬ ‫تنظيم االستثمار‪.‬‬ ‫ما نراه اليوم في مجال استخدام النفط مرعب‪ ،‬حيث‬ ‫يتم استعماله بشكل عشوائي‪ ،‬يضر بالحقول وقد يؤدي‬ ‫إلــى تدميرها فــي حــال اسـتـمــرت الـمـمــارســات الهمجية‬ ‫والفوضوية‪ ،‬لذا يتوجب السيطرة عليها ً‬ ‫سريعا وإعادة‬ ‫المنظومات التقنية الحديثة‪ ،‬فالصناعة النفطية تتطلب‬ ‫منظومة تقنية متكاملة‪ ،‬خــاصــة االس ـت ـخ ـراج‪ ،‬الــذي‬ ‫يتطلب منظومة ضغط ومنظومة ح ـرارة ومنظومات‬ ‫أ‬ ‫�نابيب ومنظومات تصفية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫إعادة بناء هذه المنظومات يتطلب وقتا وجهودا كبيرة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ّإال �نها تستحق بذل الوقت والجهد‪ ،‬فهي مصادر واعدة‪،‬‬ ‫لطالما كانت الدولة قائمة عليها‪.‬‬ ‫يضاف إلى مصادر الثروة السابقة‪ ،‬الصناعات اليدوية‬ ‫أ‬ ‫والصناعات التحويلية‪ ،‬ومرة �خرى‪ ،‬لالستفادة من كل‬ ‫ّ‬ ‫إمكانيات مادية في يد‬ ‫هذه‬ ‫أ‬ ‫المصادر‪ ،‬ال بد من وضع أ‬ ‫الحكومة‪ ،‬وب�سرع وقت ممكن‪ ،‬لن االستثمار في كل‬ ‫إلى ميزانيات كبيرة‪ ،‬وكل هذا غير‬ ‫هذه المجاالت يحتاج أ‬ ‫متوفر أللحكومة اليوم للسف‪.‬‬ ‫ما تم ت�مينه حتى اليوم متواضع للغاية‪ ،‬لكن الحكومة‬ ‫ّأ‬ ‫أ أ‬ ‫ً‬ ‫لنرى‪.‬‬ ‫في �ول �يامها‪ ،‬ال ًبد �ن ننتظر قليال أ‬ ‫تكلمنا قليال عن جنيف‪ ،‬دون ت�طير الحديث‬ ‫ماذا لو أ‬ ‫أ‬ ‫بكـثير من السئلة‪ ،‬ما ر�يك بجنيف؟‬ ‫أّ‬ ‫المؤتمر بحد ذاته‬ ‫جنيف اليوم‬ ‫مشكلة المشاكل‪ً ،‬رغم �ن أ‬ ‫أ‬ ‫بالضرورة �ن يكون سلبيا‪ ،‬لكن الطراف الراعية‬ ‫ليس‬ ‫أ‬ ‫له‪ ،‬التي هي�ت للمؤتمر بمشاركة المعارضة والنظام‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫لتقول �ن ال خيارات �خرى سوى الحل السياسي‪ ،‬وال‬ ‫مجال لحل عسكري للنزاع‪ ،‬فال النظام قادر على سحق‬ ‫الثورة‪ ،‬وال الثورة قادرة على إسقاط النظام بقوة السالح‪.‬‬ ‫أ‬ ‫نحن ندرك �كـثر من الغرب ما هي اإلشكاليات أوالتفاصيل‬ ‫وطبيعة الثورة‪ ،‬الغرب يتعامل مع الثورة ك�نها صراع‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫طرفين على حــدود �و مصالح اقتصادية �و مناصب‪،‬‬ ‫أ‬ ‫والمــر ليس كذلك‪ ،‬الـثــورة هي ثــورة شعب ضـ ّـد نظام‬ ‫مستبد وفاسد‪ ،‬وكل ما ينتج عن المقاربة الخاطئة ال‬ ‫يؤدي بالضرورة إلى استنتاج‬

‫أ�و طرح حلول حقيقية‪ ،‬نحن في المعارضة لسنا ّ‬ ‫ضد‬ ‫أ‬ ‫جنيف‪ ،‬شرط �ن يؤمن مطامح الشعب السوري‪.‬‬ ‫أ‬ ‫� ســا سـيــات جنيف هــي تشكيل حكومة انتقالية بين‬ ‫المعارضة والنظام‪ ،‬كاملة الصالحيات‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫أ‬ ‫أصالحيات الرئاسة واإلشراف الكامل على الجيش و�جهزة‬ ‫جوهر اتفاق جنيف‪ ،1‬الذي قبله الروس‬ ‫المــن‪ ،‬فهذا‬ ‫أ‬ ‫أ� ً‬ ‫يضا‪ ،‬وجنيف‪ 2‬ي�تي لتنفيذ مقررات جنيف‪.1‬‬ ‫أ‬ ‫ج ـن ـيــف‪ 2‬ي ـجــب �ن يـضـمــن عـمـلـيــة ان ـت ـق ــال سـيــاســي‬ ‫أ‬ ‫(‪� ،)Political transition‬ي التحول من نظام الحكم‬ ‫الـحــالــي إلــى نـظــام ديـمـقـراطــي ت ـعــددي‪ ،‬نـظــام القانون‬ ‫والتساوي والحقوق والواجبات والتعددية السياسية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وهنا قد يقول النظام نعم نريد �ن نغير لكن بمعنى‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫اإلصالح‪ ،‬لذا ال يجب �ن ندخل لعبة النظام‪ ،‬و� ّال نقبل‬ ‫أ‬ ‫�ن يكون المؤتمر عملية إصــاح جــديــدة‪ ،‬كانتخابات‬ ‫أ‬ ‫مجلس الشعب التي تعرف �نها مزورة‪ ،‬واالستفتاء على‬ ‫أ‬ ‫الدستور الذي نعرف � ّنه مزور‪.‬‬ ‫أ‬ ‫المهم �ن يـكــون الـهــدف مــن هــذا الـتـحــرك السياسي‪،‬‬ ‫االنتقال إلى دولة ديمقراطية بما يقطع نظام االستبداد‬ ‫آ‬ ‫أ ًأ‬ ‫يضا �ن يكون هناك �ليات تنفيذية‪،‬‬ ‫والفساد‪ ،‬والمهم �‬ ‫تضمن تنفيذ ما قد يتم االتفاق عليه‪ ،‬فالنظام وعبر ثالث‬ ‫محاوالت سياسية‪ ،‬أمن مبادرة الجامعة العربية إلى بعثة‬ ‫أ‬ ‫كوفي عنان و�خي ًرا الخضر االبراهيمي‪ ،‬لم يترك فرصة‬ ‫للنجاح‪ ،‬وولدت هذه المبادرات ميتة أ� ً‬ ‫صال نتيجة عدم‬ ‫آ‬ ‫وجود �ليات آتنفيذية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫يك؟‬ ‫ما هي هذه ال‬ ‫ليات التنفيذية بر� أ‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫تبنى على �ســاس‬ ‫ن‬ ‫ـ�‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ملزمة‪،‬‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫�‬ ‫ـود‬ ‫ال بــد مــن وجـ‬ ‫أ‬ ‫الـفـصــل ال ـســابــع مــن مـيـثــاق مـجـلــس المـ ــن الــدولــي‪،‬‬ ‫بمعنى استخدام القوة إلجبار الطرف الــذي لن يلتزم‬ ‫باالتفاقيات‪ ،‬على تنفيذها‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ال ّبد أ� ً‬ ‫يضا من ضمانات لعدم وجود السد في العملية‬ ‫السياسية‪ ،‬إضافة إلى إدخال المساعدات وفتح الممرات‬ ‫اإلنسانية وإطالق سراح المعتقلين‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ال �رى فــرصـ ًـا لـنـجــاح جـنـيــف‪ ،2‬فــي ظــل الـمـعــادالت‬ ‫ً‬ ‫الموجودة حاليا‪ ،‬فالنظام ال يكـف عن التصريح على‬ ‫أ‬ ‫�لسنة مسؤوليه‪ّ ،‬إن المطروح هــو حكومة «شـراكــة»‬ ‫أ‬ ‫بين المعارضة والنظام‪� ،‬و «حكومة موسعة»‪ ،‬والقراءة‬ ‫أ‬ ‫الـقــانــونـيــة للحكومة الـمــوسـعــة يعني إضــافــة �شـخــاص‬ ‫المعارضة إلــى حكومة النظام أالقائمة‬ ‫محسوبين على أ‬ ‫حــالـيـ ًـا‪ ،‬إضــافــة إلــى تــ�كـيــدهــم على بـأقــاء بـشــار الس ــد‪،‬‬ ‫بالمقابل المعارضة ال تقبل وجود السد ال في المرحلة‬ ‫االنتقالية وال بعدها‪ ،‬وهذه الشروط غير متوفرة‪ ،‬لذا ال‬ ‫أ�رى ً‬ ‫فرصا لنجاح جنيف ‪.2‬‬

‫العدد (‪ 20 )8‬شباط ‪2014‬‬

‫‪21‬‬


‫ضوء‬

‫رأي‬

‫السوريون والدولة بين الوهم وااللتباس‬

‫¶ بيروز بريك‬ ‫تموضع مفهوم (الــدولــة) فــي ذهــن الـمــواطــن الـســوري‬ ‫ً‬ ‫معجونا بذاكرة سنوات االستبداد المديدة‪ ،‬التي أشيطنت‬ ‫–خاللها– عشرات المفاهيم والمصطلحات والسماء‪،‬‬ ‫إذ استنسبت الذائـقة الشعبية المنفعلة مع واقع القهر‬ ‫للدولة‪ ،‬من‬ ‫اليومي‪ ،‬المدلوالت الصادمة والخادشة أ‬ ‫حيث كونها الحيز الــذي يـمــارس فيه الحاكم و�عــوانــه‬ ‫رغباتهم‪ ،‬ويفرضون توجهاتهم‪.‬‬

‫الــدولــة فــي نسختها الـســوريــة غــول‬ ‫جاثم فوق الصدور‬ ‫واختزلت هذه الذائـقة تلك المضامين‪ ‬عبر تكـثيفات بات‬ ‫أ‬ ‫لها �كـثر من مدلول‪ ،‬كانت في مجملها فقيرة بالمزايا‬ ‫التعاقدية فــي الدولة‬ ‫اإليجابية‪ ،‬بحكم انتفاء الصفة أ‬ ‫السورية المختزلة في تعبير (سوريا السد)‪ ،‬فالدولة في‬ ‫نسختها السورية غول جاثم فوق الصدور‪ ،‬وقدر مالزم‬ ‫لكل السكنات والحركات‪ ،‬ابتداء من تسديد مواطن يقبع‬ ‫تحت خط الفقر لفاتورة الكهرباء‪ ،‬وانتهاء ُّ‬ ‫بتقلد أ سوري ما‬ ‫لمنصب حساس‪ ،‬مرو ًرا أبمراجعة أمثقف لفرع �مني عدة‬ ‫مرات ليحقق معه عنصر �من لم يقر� ً‬ ‫مقاال في جريدة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أالدولة التي ّعرفها هيغل بـ «�ن الروح تحقق حريتها فيها‪،‬‬ ‫أو�نها إحدى منجزات العقل‪ ،‬وال وجود لإلرادة الفردية‬ ‫لن الــدولــة ّ‬ ‫تعبر عن روح الجماعة واإلأرادة العامة»‪،‬‬ ‫انـكـمـشــت إل ــى هـيـكــل م ـت ـهـ ٍـاو‪ ،‬إال فــي �ذهـ ــان مــن لم‬ ‫يستوعبوا طرائق المستبدين أفي توطيد حكمهم؛ إذ إنها‬ ‫ّ‬ ‫المتجمع على �رواح السوريين‪ ،‬المعيق‬ ‫باتت الطحلب أ‬ ‫لحركـتهم المصادر لية إرادة حرة‪ ،‬وشذت عن تعريفها‬ ‫كإطار سياسي وجغرافي‪ ،‬وحيز يجتمع فيه البشر ضمن‬ ‫نواظم للتعايش والتجاور‪ ،‬تتطور العالقات االجتماعية‬ ‫العصبوي مــن عــاقــات إنتاج‬ ‫ضمنها على مــا هــو فــوق أ أ‬ ‫وسياق سياسي وتاريخي‪� ،‬و بالمن والرفاه‪.‬‬ ‫ـور أ‬ ‫ـة‪� ،‬و م ــا تـبـقــى م ـن ـهــا‪ ،‬بـفـعـ أـل عـ أقــود‬ ‫ال ــدول ــة ال ـس ـ ي ـ أ‬ ‫ـداد‪ ،‬والـتــي �شـيــع عنها قبل ال ـثــورة‪/‬الزمــة �نها‬ ‫االسـتـبـ‬ ‫أ�كـثر الدول أ� ً‬ ‫مانا‪ ،‬باتت اليوم مفتقدة لهذه الصفة التي‬ ‫وتداعى‬ ‫لطالما تبجح بها مؤيدو االستبداد ومشرعنوه‪ ،‬أ‬ ‫–بذلك‪ -‬الركن الركين للعقد بين الحاكم والمحكوم‪� ،‬ال‬ ‫وتوفير‬ ‫أوهو تقديم الوالء للدولة مقابل احتكار ًالعنف أ‬ ‫واضعا النظام �مام‬ ‫المن‪ ،‬وهذا استدام إلى حد كارثي‪،‬‬ ‫محك الشرعية مـجـ ً‬ ‫ـددا؛ فحتى لو تغاضينا عن كل ما‬

‫‪22‬‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫العدد (‪ 20 )8‬شباط ‪2014‬‬

‫يخل بالشرعية ً‬ ‫سابقا‪ ،‬يكـفي فقدان هذه السمة النتفاء‬ ‫الشرعية لدى «حكام الدولة السورية»‪ ،‬يضاف إلى ذلك‬ ‫أ�ن هاجس (الــدولــة) ال يـزال يتملك المواطن السوري‬ ‫ويـعـكــر صـفــو حـيــاتــه‪ ،‬بــالــرغــم مــن تـعــدد م ـصــادر هــذه‬ ‫الهواجس واالنزياحات‪ ،‬التي طالت مدلولها وتتابعت‬ ‫االستيالءات الغاشمة عليها‪ ،‬فخريطة الدولة السورية‬ ‫الحديثة الناشئة في رحم اتفاقات االستعمار الكولونيالي‬ ‫ُشـ ِّـكـلــت قـســريـ ًـا‪ ،‬وس ـيــرورة تحولها الديمقراطي كانت‬ ‫متلكـئة ومتعثرة‪ ،‬ثم مغتالة‪ .‬‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫يتعثر بقوة أالمنقلبين‬ ‫تعثر الحكم الوطني‪� ،‬و �ريد له � أن أ‬ ‫العسكر المتتالين‪ ،‬والــذيــن هـيأــ�وا الرض لن تحكم‬ ‫انتهى المطاف بهم‬ ‫أذهنية التغالب والتصارع‪ ،‬إلى �‬ ‫ـرون أ‬ ‫لن يتصدر المشهد‪ ،‬حــزب عـ بــوي‪� ،‬ســس على يد‬ ‫ى‬ ‫وانتهى باقتسام هواء الشعوب‬ ‫سكار في مقهى الهافانا‪ ،‬أ‬ ‫على طرفي دجلة والفرات*‪ ،‬و�دى ذلك إلنتاج عقود من‬ ‫التصميت والقولبة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ش ـك ـلــت خـ ــال ف ـت ــرة ال ـت ـغ ــول االسـ ـتـ ـب ــدادي � أص ـن ــام‬ ‫واستحكامات للديكـتاتورية بوصفها التعبير (المثل)‬ ‫الديمقراطية» سوى‬ ‫عن الدولة‪ ،‬ولم تعد «الدولة المدنية أ‬ ‫واد‪ ،‬تلهج بها �لسنة المثقفين‬ ‫متالزمة تتردد كصيحة في ٍ‬ ‫والنخب السياسية المعارضة في السجون والمنافي‪.‬‬

‫أ‬ ‫مــن ي ـجــدر بــه �ن يـحـمــي ال ــدول ــة وهــو‬ ‫أ‬ ‫الـجـيــش يـشــرف عـلــى تــدمـيــرهــا ويــ�تـمــر‬ ‫أب�وامر الدكـتاتور‬

‫آ‬ ‫على الطرف الخر نجد الموالين للنظام يتشبثون بترداد‬ ‫مصطلح (الــدولــة) والحفاظ عليها‪ ،‬ويعتبرون الخارج‬ ‫ً‬ ‫يكون لضعف‬ ‫على النظام خــارجــا أ على الــدولــة‪ ،‬وربما أ‬ ‫الثقافة السياسية أ � و للعصبوية الطا ئـفية � أو العامل‬ ‫المصلحي الدور‪ ‬ال كبر في هذا أالخلط‪ ،‬بيد �ن هناك‬ ‫جزءا من الحقيقة في كالمهم‪ ،‬لنهم لم يعيشوا ً‬ ‫ً‬ ‫مطلقا‬ ‫أ أ‬ ‫ـدوال سلمي للسلطة‪� ،‬و �جريت‬ ‫مرحلة حصل فيها تـ أ‬ ‫فيها انتخابات نزيهة على �ي مستوى كان‪،‬أ وقلما تجد‬ ‫المبادىء أوالســس التي‬ ‫بين السوريين من ال يصنف‬ ‫أ‬ ‫تقوم عليها الــدول الديمقراطية على �نها �حــام يقظة‪،‬‬ ‫وفصل السلطات وحرية‬ ‫كاالنتخابات وتدوال السلطة أ‬ ‫اإلع ــام‪ ،‬وهـنــا تكمن المعضلة الخ ــرى ويظهر أمدى‬ ‫ضعف البنية الديمقراطية في المجتمع‪ ،‬والتي ست�خذ‬ ‫وقـتـ ًـا طــويـ ًـا مــن دعــاة الديمقراطية وناشطي المجتمع‬ ‫المدني والمثقفين كي يؤسسوها‪.‬‬ ‫في حديث للصحافة من جنيف يوم‪ّ ،2014 - 1 - 26‬كرر‬ ‫أ‬ ‫عمران الزعبي وزير إعالم النظام السوري �ن (الحكومة‬ ‫السورية) تتعامل مع الوقائع من خالل تحكيم «عقل‬ ‫الدولة»‪ -‬على حد تعبيره‪ -‬إذ لم ّ‬ ‫يتخل مسؤولو النظام‬ ‫عن صلفهم واستعالئهم وادعائهم تمثيل الدولة شعبا‬ ‫الفظاعات الـتــي ارتكبت‪،‬‬ ‫وحـكــومــة‪ ،‬بالرغم مــن كــل‬ ‫أ‬ ‫والسياسات التمييزية المطبقة بحق �طياف واسعة من‬ ‫الشعب السوري‪.‬‬

‫أ‬ ‫ع ــا ال ـص ــوت قـلـيـ ًـا ف ــي رب ـيــع د أم ـشــق وم ــا �ع ـق ـبــه من‬ ‫حـراك متقطع ومتعثر‪ ،‬ما لبث �ن ُق ِمع‪ ،‬هذا التعبير‬ ‫الذي استهلك من فرط أترداده‪ ،‬لم يفقد بريق المعنى‬ ‫وجاذبية اإلغراء لمن يريد �ن تتجسد الديمقراطية ً‬ ‫واقعا‬ ‫الدقيقة‪ ،‬ولــذلــك هتف الشباب في‬ ‫يـعــاش بتفاصيله أ‬ ‫ً‬ ‫(النخبوية نوعا ما)‪ ،‬المترافقة‬ ‫اعتصامات دمشق الولى‬ ‫آ‬ ‫مع احتجاجات درعا الشعبية في آ�ذار ‪ّ ،2011‬‬ ‫وشكل هذا مــازال عشرات �الف الموظفين يداومون في مواقعهم‬ ‫الوظيفية ضمن مؤسسات دولة يطالها الكـثير من الوهم‬ ‫التقاطع مرتكز الحراك السلمي السوري في باكورة الثورة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫في �دائها لواجبها من خالل مؤسسات حكمها وإداراتها‬ ‫ـواردهـ أـا الموظفة –بعمق و أجــذريـأـة – في‬ ‫ينحو المواطن السوري المعارض الذي‬ ‫يعيش‪ ‬اليوم‪ً ‬في وجيشها ومـ أ‬ ‫مناطق طالها القصف والدمار‪ ،‬أ�و في مناطق أ�قل تضررا‪ ،‬الصراع لصالح �حد �طرافه‪ ،‬وال يخفى على �حد �ن أنسبة‬ ‫غالبة ت ـزاول أعملها بحكم واقعها االقتصادي والمني‬ ‫باتجاه تبني فكرة زوال الدولة السورية المختزلة في شكل‬ ‫أ‬ ‫الحكم وشخوصه‪ ،‬ألن من يجدر به أ�ن يحمي ال ـمــ�زوم‪ ،‬غير �ن مــن يستتبع النظام المستولي على‬ ‫العصبوي‪ ،‬ما زال يشارك‬ ‫تدميرها‪« ،‬عقل الدولة» وفق المنطق أ‬ ‫الــدولــة أ ‪-‬وهــو الجيش‪ -‬يشرف على أ‬ ‫وي�تمر في تغذية النظام ويديم الحالة الم�ساوية‪.‬‬ ‫أويقوم ب�فعال مشينة وجرائم وحشية‪،‬‬ ‫ب�وامر الديكـتاتور‪ ،‬وهذا ينطوي على معضلة‬ ‫كبرى‪ ،‬إذ إن االستبداد استطاع من خالل *التعبير مقتبس من مقال «نكبات العقل» لسليم بركات‬ ‫آ�لة القمع العاري‬ ‫والمبطن أعلى مر العقود‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وخالل فترة الثورة‪/‬الزمة‪� ،‬ن يختزل الدولة‬ ‫في نفسه وعلى كل الصعد سواء من خالل‬ ‫أاستئثار حزب واحد أبقيادة الدولة والمجتمع‪،‬‬ ‫�و عبر الممارسات المنية الممنهجة والشكل‬ ‫الشمولي الغاشم‪.‬‬


‫ضوء‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫تتمات‬

‫أ‬

‫أ‬

‫أ‬

‫السويداء ر�س الفعى منزوعة النياب‪ ..‬تتمة‬ ‫أهــم بمجملهم مــن الـشـبــاب الـثــائــر غـيــر الـمـنـضــوي تحت‬ ‫‪ – 3‬الهيئة االجتماعية للعمل الــوطـنــي‪ :‬وهــي كـتلة من �يديولوجية تنظيمية تقليدية معينة‪ ،‬ويتركز عمل هذه‬ ‫المعارضين أالف ـراد‪ ،‬تحوي بعض العناصر المنتمية إلى التجمعات والحركات والهيئات على أالنشاطات الميدانية‬ ‫معظم التجمعات السابقة‪ ،‬حاولت‪ ،‬وما زالت‪ ،‬التعاون الثورية‪ ،‬واإلغاثية اإلنسانية بكافة �شكالها‪ ،‬واإلعالمية‬ ‫أمع بعض الوجهاء التقليديين والهيئة الدينية‪ ،‬للتخفيف ما‬ ‫�مكن من الغلو الطائـفي الذي ّ‬ ‫يصب في مصلحة النظام‪،‬‬ ‫إلى جانب القيام ببعض النشاطات اإلغاثية المتعلقة بضيوف‬ ‫المحافظة من النازحين إليها‪.‬‬ ‫مختلفة)‪ :‬ثمة تجمعات وحــركــات وهيئات‬ ‫‪ 4‬ـ (تجمعات‬ ‫أ‬ ‫ع ــدي ــدة‪ ،‬تـعـمــل عـلــى �رض مـحـ أـافـظــة ال ـســويــداء‪ ،‬وتحت‬ ‫أمسميات مختلفة‪ ،‬مثل تجمع �ح ـرار الـســويــداء‪ ،‬وتجمع‬ ‫�حرار سوريا في جبل العرب‪ ،‬والمجلسين المدني أوالمحلي‬ ‫لمحافظة السويداء‪ ،‬ورابـطــة مغتربي السويداء الح ـرار‪،‬‬ ‫االئتالف الوطني السوري إلى أين ‪ ..‬تتمة‬

‫من مذبحة الكيماوي إلى استحقاقات جنيف‬ ‫آ أ‬ ‫واجه اال ئـتالف في ‪� 21‬ب‪�/‬غسطس مجزرة الكيماوي‪ ،‬التي‬ ‫ارتكبتها قوات النظام في الغوطة‪ ،‬وضعت المذبحة اإلدارة‬ ‫أ‬ ‫المريكية على المحك‪ ،‬فشرعت في ترتيب المسرح لضربة‬ ‫عسكرية للنظام‪ ،‬فتشابكت االتصاالت‪ ،‬بين قيادة االئـتالف‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وقيادة �ركــان الجيش الحر‪ ،‬مع الفصائل الثورية الخــرى‪،‬‬ ‫أ‬ ‫لتنسيق المواقف واالستفادة ما �مكن من (الضربة) المتوقعة‪،‬‬ ‫العسكري أ‬ ‫المريكي من هشاشة‬ ‫ورغم ما كشف عنه التصعيد‬ ‫أ‬ ‫الثقل الروسي عند االختبار‪ ،‬تلقفت اإلدارة المريكية (مبادرة‬ ‫أ‬ ‫روسيا)‪ ،‬واتفقت الدولتان على ملف الكيماوي‪ ،‬وبعد �ن‬ ‫أ‬ ‫اطم�نت الدولتان لمصير الكيماوي‪ ،‬شرعتا في فتح كوة إلى‬ ‫آ‬ ‫جنيف ‪ ،2‬دون ترتيبات و�فاق واضحة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�فضى عدول �مريكا عن (الضربة)‪ ،‬وانفتاح النقاش حول‬ ‫المشاركة في‪ ‬مؤتمر جنيف‪ ،‬إلــى تعميق الخالفات داخل‬ ‫أ‬ ‫مكونات اال ئ ـتــاف‪ ،‬فتفاج� الـســوريــون فــي سبتمبر‪ ‬ببيان‬ ‫صادر عن عدد من (الكـتائب اإلسالمية)‪ ،‬تعرب خالله عن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫�حقيتها في تمثيل الـثــورة‪ ،‬كما �علنت عن رؤيتها تشكيل‬ ‫إطــار تنظيمي يقوم على المبادئ اإلسالمية‪ ،‬تبعها إعالن‬ ‫أ‬ ‫تجمع ثــوري عسكري ومدني عن ضم صوته للبيان الول‪،‬‬ ‫ثم تبعه إعالن (جيش اإلسالم) عدم اعترافه باالئـتالف‪ ،‬في‬ ‫ظل هذا المسار الجديد اتخذت الهيئة العامة (لالئـتالف) في‬ ‫نوفمبر‪ ،2013‬ثالث خطوات سياسية مهمة‪ :‬دخول المجلس‬ ‫الوطني الكردي في اال ئـتالف‪ ،‬وإق ـرار موقف اال ئـتالف من‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الذهاب إلى جنيف‪ ،2‬شريطة �ن يفضي إلى رحيل السد‪،‬‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫كما � َّقرت تشكيل الحكومة المؤقتة رغم تباين الراء‪ ،‬وإبالغ‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫السفير الميركي (روبــرت فــورد) قادة اال ئـتالف �ن واشنطن‬ ‫لن تعترف بها‪.‬‬ ‫أ‬ ‫بين االرتقاء إلى موقع القيادة السياسية للثورة �و التحول إلى‬ ‫ممثل دبلوماسي لها‪ّ ،‬‬ ‫يتمتع االئـتالف الوطني بشرعية محلية‬ ‫أ‬ ‫كبيرة واعتراف دولي واسع‪ ،‬غير �ن دوره يقتصر على التمثيل‬ ‫النسبي للمعارضة والثورة‪ ،‬ولم يتمكن من قيادة الثورة‪ ،‬وال‬ ‫من قيادة المعارضة بطريقة فعلية‪ ،‬فهو ال يملك المقدرة على‬ ‫أ أ‬ ‫توجيه قرارات الحرب والسلم‪ ،‬وال توقيتها �و �ماكن انطالقها‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ويفتقد إلى أ�طر تنظيمية تربط عمله بالوطن‪ ،‬المر الذي َّ‬ ‫سهل‬ ‫ٍ‬ ‫هيمنة السالح على التنظيم المدني‪ ،‬وبروز الروابط االجتماعية‬ ‫ما قبل الوطنية‪.‬‬ ‫اتسمت مرحلة (الخطيب) بالتردد والضعف القيادي‪ ،‬حتى‬ ‫أ‬ ‫كادت استقالة الخطيب �ن تطيح بمستقبل االئـتالف‪ ،‬وفي‬ ‫المرحلة التالية‪ ،‬مرحلة التهيئة النتخاب رئــاســة جديدة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫�صابته االهتزازات‪ ،‬واتسمت الثالثة ببروز المحاور والكـتل‬ ‫واالفتقار للعمل المؤسسي‪ ،‬ولهيئات قيادية راسخة توكل إليها‬ ‫أ‬ ‫مسؤولية اتخاذ القرار مع الرئيس والمين العام‪ ،‬فلم تملك‬ ‫(الهيئة السياسية) سوى صالحيات استشارية‪ ،‬وظلت معظم‬ ‫مكاتب ولجان اال ئـتالف الوطني ً‬ ‫عموما مجرد حبر على ورق‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫باستثناء وحدة تنسيق المساعدات الدولية‪ ،‬وبدرجة �قل‪،‬‬ ‫َ‬ ‫لجنتي اإلغاثة ومجالس المحافظات‪ ،‬فاقتصرت مساهمات‬ ‫اال ئـتالف في الداخل على تقديم بعض الخدمات في مجال‬ ‫تنظيم التعليم والحصول على االعتراف بالشهادات الدراسية‬ ‫في بعض المدارس في المناطق المحررة وفي دول اللجوء‪ ،‬قام‬ ‫كذلك بتقديم بعض المساعدات لبعض المناطق المنكوبة‪،‬‬

‫أ‬ ‫بمختلف �نواعها‪.‬‬ ‫تبقى محافظة ال ـســويــداء بـكــل خصوصيتها االجتماعية‬ ‫والـجـغـرافـيــة‪ ،‬حــاضــرة فــي المشهد الـسـيــاســي والـمـيــدانــي‬ ‫السوري‪ ،‬وهي من المحافظات القليلة التي حافظت على‬ ‫حراكها المدني السلمي‪ ،‬ورغــم ما يحيط أبهذا الحراك من‬ ‫محاوالت أالتعتيم اإلعالمي المقصود‪ ،‬إال �نه ال أيخفى على‬ ‫كل متابع �نها تعيش ثورة في قلب الثورة‪ ،‬ال تلبث �ن ّ‬ ‫تشيع‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫ً‬ ‫شهيدا‪ ،‬حتى أي�تي خبر شاب �خر قتل تحت التعذيب في‬ ‫أ‬ ‫�قبية نظام الس ــد‪ ،‬وال تدفن محاولة إذك ــاء فتنة‪ ،‬حتى‬ ‫بغيرها‪ .‬أ‬ ‫تؤتى أ‬ ‫أالسويداء «ر�س الفعى السورية» كما أوصفها الرئيس الراحل‬ ‫�ديــب الشيشكلي‪ ،‬متى ّ‬ ‫تكشر عــن �نيابها؟ ســؤال تبقى‬ ‫إجابته برسم الثورة‪.‬‬ ‫َّ أ‬ ‫أ‬ ‫من خالل مكاتبه و�جهزته المختلفة‪ ،‬إل �ن إمكانياته كانت‬ ‫أ‬ ‫�ضعف بكـثير من حجم الكارثة السورية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫وعلى هذا‪ ،‬يبدو �ن استمرارية االئـتالف الوطني في تولي قيادة‬ ‫أ‬ ‫الثورة السورية �و حتى تمثيلها يتوقف على تمكنه من حل‬ ‫أ‬ ‫المشاكل الربعة الراهنة والمزمنة‪ ،‬وإضافة إلى المشكالت‬ ‫أ‬ ‫الداخلية المتعلقة بضرورة م�سسة العمل وطريقة اتخاذ القرار‪،‬‬ ‫واالبتعاد عن الفردية والشللية‪ ،‬وإعطاء دور حاسم (للهيئة‬ ‫السياسية)‪ ،‬واالستعانة بلجان متخصصة في الشؤون المناطة‬ ‫أ‬ ‫بــه‪ ،‬لتقوم بــدور إرش ــادي لصـحــاب الـقـرار‪ ،‬اختبار صوابية‬ ‫قراره بتشكيل حكومة مؤقتة يتوقف نجاحها على قدرتها على‬ ‫أ‬ ‫ت�مين الخدمات الفعلية للمواطنين‪ ،‬من مياه وكهرباء وطب‬ ‫أ‬ ‫ودواء وتنظيم إداري وقضائي واإلشراف على �من المواطن‪،‬‬ ‫وبناء جسم إداري وإدارة تعطي صورة عن مستقبل سوريا‪،‬‬ ‫ال عن ماضيها االستبدادي الفاسد‪ ،‬وحماية مؤسسات الدولة‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫والمنش�ت العمومية والحصول على الم ــوال المجمدة في‬ ‫الخارج‪ ،‬واالختبار الثالث يتعلق بترتيب العالقة مع الجيش‬ ‫أ‬ ‫الحر والقوى العسكرية والسير ً‬ ‫قدما في إطار مظلة هيئة �ركان‬ ‫واحدة‪ ،‬واالختبار الثالث يتعلق بما يتخذه االئـتالف من قرار‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫صائب بش�ن مؤتمر جنيف ‪ ،2‬ب�ن يرسم استراتيجية سياسية‬ ‫أ‬ ‫وتفاوضية مالئمة و�ن ُيعد للمفاوضات تشكيلة وفد موحد‬ ‫أ‬ ‫منسجم‪ ،‬يملك القدرات الفنية والتقنية ووضوح الهدف‪ ،‬و�ن‬ ‫أ‬ ‫يدير معركة التفاوض بطريقة مدروسة وفعالة‪ ،‬و�ن يحرص على‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫إيصال تلك الصورة اإليجابية عن �دائه إلى الر�ي العام‪ ،‬و�ن‬ ‫ُيدرك أ�ن الماليين من السوريين المنكوبين ينتظرون ً‬ ‫حال‬ ‫أ َّ‬ ‫ً أ‬ ‫انطباعا ب�نه سبب لفشل جنيف!‬ ‫فيجب �ل ُيعطي‬ ‫مستقبل سوريا يتعلق بطبيعة القوى القائدة والممثلة للثورة‪،‬‬ ‫فهل يمكن تعديل اتجاه سير االئـتالف‪ ،‬من التقهقر إلى التقدم‬ ‫أ‬ ‫واإلمساك بزمام المبادرة السياسية؟ المر كما يبدو يحتاج إلى‬ ‫إصالح جذري‪ ،‬وهذا يتطلب تحويل (الهيئة السياسية) إلى‬ ‫أ‬ ‫هيئة قيادية لها صالحيات ُمقررة وتوسعتها‪ ،‬و�ن تعتمد في‬ ‫أ‬ ‫عملها على �جهزة ولجان فنية استشارية رديفة متفرغة تعمل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫في شتى المجاالت‪ ،‬و�ن تكون فاعلة على الرض بطريقة‬ ‫أ‬ ‫ُمجزية‪ ،‬و�ن يستعين بلجان متخصصة في الشؤون المناطة‬ ‫به يقومون بدور إرشادي التخاذ القرار المالئم‪ ،‬وبرعاية هيئات‬ ‫أ‬ ‫مجتمعية جديدة‪ ،‬كـتنظيم الصحفيين والطباء والفنانين‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الحرار‪ ،‬وتجمعات �خرى‪ ،‬وضم ممثليهم إليه‪ ،‬مع تفعيل‬ ‫مكاتبه القائمة‪ :‬التربية والتعليم العالي‪ ،‬القانوني‪ ،‬المجالس‬ ‫أ‬ ‫المحلية‪ ،‬اإلعالمي‪ ،‬السلم الهلي‪ ،‬لجنة السفارات والحج‪.‬‬ ‫العدد (‪ 20 )8‬شباط ‪2014‬‬

‫‪23‬‬


‫قبس من نور‬

‫‪www.dawdaa.com‬‬

‫أ أ‬ ‫لؤلؤتان �و �كـثر‬

‫قصة قصيرة _ مهند الخالد‬ ‫من مجموعته القصصية «ساعات الليل»‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫نقلوا له الخبر َّ‬ ‫بمشقة ‪ ،‬في البداية لم يكن لديهم وسيلة ممكنة أإلبالغه ‪ ،‬ثم فيما بعد لم يمتلك �حد الجر�ة إلخباره‪ ،‬فالجميع يعرفون ما الذي‬ ‫يمكن أ�ن يفعله خبر كهذا برجل مثل سالم العلي‪ ،‬لكنهم قرروا �ن ّ‬ ‫يسربوا أله رسالة مهما كانت النتائج ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫المدجج بالسالح بصحبة الضابط الفرنسي ألي�خذوا ّ‬ ‫جده «�بو يوسف»‪ ،‬لم يكن سالم قد ولد بعد ‪ّ ،‬‬ ‫حين جاء العسكر ّ‬ ‫ترجلت الدورية من سيارة‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫طوقت الدار الحجرية الصغيرة من كل صوب ‪ ،‬ثمانية رجال يتر�سهم رجل نحيل مجدور الوجه ‪ّ ،‬‬ ‫الجيب المكشوفة ‪َّ ،‬‬ ‫وصف من النجوم الالمعة‬ ‫يلوح فوق كـتفيه ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫َّ‬ ‫الجنود صوب الباب ‪ ،‬ركله �حدهما بحذائه وصاح ‪:‬‬ ‫توجه اثنان من َّأ‬ ‫ضوء شحيح من باب المضافة الخشبي ‪ ،‬أ‬ ‫شع أ‬ ‫افتح الباب سعادة الجنرال يريد �ن يراك ‪ ،‬وت�هب في وقفته ويده على زناد البندقية ‪.‬‬ ‫_ أيا �با يوسف َّ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫كان يفتح الباب بهدوء َّ أ‬ ‫أ _ �هال وسهال ‪ ..‬رد �بو يوسف بينما أ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫نهضت �م يوسف من فورها ‪ ،‬غطت ر�سها ‪ ،‬لفت اللثام حول فمها ‪ ،‬و�شارت للصغار ب�ن ال يحدثوا صوتا ‪،‬‬ ‫�يقظت الجلبة كل من في الدار ‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫مذهولة بينما كان �بو يوسف يتوجه مع الدورية نحو سيارة الجيب ‪.‬‬ ‫فتحت الباب ‪،‬أ وقفت‬ ‫حينأ صرخ بها �بو يوسف ‪:‬‬ ‫يوسف ‪ ..‬بعد الرجال ما انقطعوا ‪ ...‬فوتي لعند والدك ‪ ،‬كانت قد ّ‬ ‫تعلقت بكـتف الضابط شاتمة ‪ً:‬‬ ‫_ �م‬ ‫أ‬ ‫_ إلكن يوم يا �والد أالكلب‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫الذي انكسر إثر لطمة منه ‪ ،‬من �ن تبصق عليه وهو يقفز إلى سيارته ‪.‬‬ ‫لم يمنعها الدم الذي مل‬ ‫فمها ‪ ،‬أ وسنها أ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫طويلة تحت شجرة التوت الهرمة ‪ ،‬تجتر العمر بسكينة ‪ ،‬سالم وحده‬ ‫الباحة الخلفية للدار تدبرت �م يوسف �مر الوقت ‪ ،‬جلست لساعات‬ ‫أ‬ ‫في أ‬ ‫استطاع �ن يخرجها من صمتها الدائم ‪ ،‬يلقى بثالثينه في حجرها ‪ ،‬فتعبق في �نفه رائحة ثيابها ‪ ،‬وينبعث الدفء في ثنايا روحه ‪.‬تفتح له صدر‬ ‫حزنها فيسيل‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الكالم‪ ....‬أ أ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫حكت له كيف جاؤوا لي�خذوا �باه ‪ ،‬طوقوا البيت ‪� ،‬كـثر من عشرة رجال على هيئات مختلفة ‪ ،‬انزرعوا حول الدار ‪ ،‬ر�ت وجه �حدهم يتلصص‬ ‫من إحدى النوافذ ‪ ،‬عرفت فو ًر‬ ‫فتظاهرت بالنوم ‪ ، ...‬حين اختفى الوجه ‪ ،‬نهضت بسرعة متجهة الى غرفة يوسف ‪:‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫عجل ‪ّ ..‬‬ ‫الشباك على دار ّعمك حمد ‪ّ ..‬‬ ‫_ يوسف ‪ ..‬يوسف ‪ّ ..‬‬ ‫مطوقين الدار يا أ�مي ‪ ،‬هروب من ّ‬ ‫عجل‪...‬‬ ‫فرك يوسف عينيه ‪ ،‬رمى بالغطاء من فوقه أ‪َّ ،‬ربت أ على كـتف زهرة ‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫حالك ‪ ،‬أوعطي الوراق لمي‬ ‫_ زهرة ‪ ..‬لبسي شي على‬ ‫الشباك الغربي لغرفته ‪ ،‬أ�حنى ر�سه ً‬ ‫قليال وقفز خارجا ‪ً.‬‬ ‫فتح ّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫لملمت أ�م يوسف الور‬ ‫المتناثرة في صندوق المالبس ‪ ،‬جمعتها تحت ثوبها الداخلي ‪ ،‬اتجهت نحو الباب المفضي إلى �رض الدار ‪� ،‬ضاءت‬ ‫اق‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫مستجمعة ّ‬ ‫ستينها الذابلة ‪:‬‬ ‫المصابيح وخرجت‪،‬صرخت بالشباح الذين ملؤوا المكان‬ ‫ّ‬ ‫_ خير بنص الليل مثل الحر أامية ‪ ..‬شو ما بتخجلوا ؟؟ أ‬ ‫لمحت حركة قوية ‪ ،‬وخياالت لشخاص يتراكضون ‪ ،‬وصلتها �صواتهم متقطعة ً ‪:‬‬ ‫لحقوه ‪ .....‬قفز عن الحيط ‪َ ....‬كمشو سيدي َكمشو ‪)....‬‬ ‫(‬ ‫دما ً‬ ‫غادر أالشباح البيت تتبعهم شتائمها ‪ ،‬بصقت عليهم ً‬ ‫وسنا آ�خر مكسورا ‪ً.‬‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫‪:‬‬ ‫�‬ ‫ر‬ ‫فض الرسالة السرية وق‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫‪ /‬وجدناها أتحت شجرة التوت الكبيرة ‪ ،‬مستلقية على جنبها اليمن ‪ ،‬وقد طوت ذراعها تحت ر�سها‪ .....‬ركبتاها مضمومتان إلى بطنها ‪ ،‬ورائحة‬ ‫الموت تمل المكان ‪/ .‬‬ ‫‪2005/9/12‬‬

‫‪24‬‬

‫العدد (‪ 20 )8‬شباط ‪2014‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.