الجمهورية الطرابلسية

Page 1


1


2


‫اإلهداء‬ ‫إىل أبناء شعيب حىت يستفيدوا من اتريخ اآلابء واألجداد ويستلهموا الدروس والعِرب‬ ‫ويتعاملوا مع سنن هللا يف الشعوب والدول بعقول نرية وقلوب موصولة ابخلالق العظيم‬ ‫سبحانه وتعاىل‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫اِلا والَ ي ْش ِر ْك بِ ِعب َ ِ ِ‬ ‫﴿فَمن َكا َن ي رجو لَِقاء ربِ ِه فَ لْي عمل َعمالً ِ‬ ‫َد ًدا﴾‬ ‫َ ََْ ْ َ َ‬ ‫ادة َربِه ح َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ص ً َ ُ‬ ‫َ‬ ‫[سورة الكهف‪ :‬اآلية ‪]110‬‬

‫‪3‬‬


‫مقدمة‬ ‫إن احلمد هلل‪ ،‬حنمده ونستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ ابهلل من شرور أنفسنا ومن سيئات‬ ‫أعمالنا‪ ،‬من يهده هللا فال مضل له‪ ،‬ومن يضلل فال هادي له‪ .‬وأشهد أن ال إله إال‬ ‫هللا وحده ال شريك له‪ ،‬وأشهد أن حممدا عبده ورسوله ﴿ َيأايُّها الَّ ِ‬ ‫ين اآمنُوا اتَّ ُقوا‬ ‫ذ‬ ‫ً‬ ‫ا ا‬ ‫ا‬ ‫اَّللا اح َّق تُ اقاتِ​ِه اوالا اَتُوتُ َّن إِالَّ اوأانْتُ ْم ُم ْسلِ ُمو ان﴾[آل عمران‪.]102 :‬‬ ‫َّ‬

‫﴿ َيأايُّها النَّاس اتَّ ُقوا ربَّ ُ​ُم الَّ ِذي َلا اق ُ​ُم ِمن نا ْفٍ و ِ‬ ‫ َّ‬ ‫اح ادة او اَلا اق ِمْن اها اَْو اج اها اوبا َّ‬ ‫ا ا‬ ‫ا ْ ْ‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫ا ُ‬ ‫اَّللا اكا ان اعلاْي ُ​ُ ْم‬ ‫اَّللا الَّ ِذي تا اساءالُو ان بِ​ِه اواأل ْار اح اام إِ َّن َّ‬ ‫ِمْن ُه اما ِر اجاالً اكثِ ًريا اونِ اساءً اواتَّ ُقوا َّ‬ ‫ارقِيبًا ﴾[النساء‪.]1 :‬‬ ‫ِ‬ ‫﴿ َي أايُّها الَّ ِ‬ ‫صلِ ْ​ْ لا ُ​ُ ْم أ ْاع امالا ُ​ُ ْم اويا ْغ ِفْر‬ ‫ذ‬ ‫ين اآمنُوا اتَّ ُقوا َّ‬ ‫اَّللا اوقُولُوا قا ْوالً اسد ً‬ ‫يدا ۝ يُ ْ‬ ‫ا ا‬ ‫ا‬ ‫اَّللا اوار ُسولاهُ فا اق ْد فا ااَ فا ْوًَا اع ِظ ًيما ﴾[األدزاب‪.]71- 70 :‬‬ ‫لا ُ​ُ ْم ذُنُوبا ُ​ُ ْم اوام ْن يُ ِط ْع َّ‬

‫َي رب لك احلمد كما ينبغي جلالل وجهك وعظيم سلطانك‪ ،‬ولك احلمد حىت‬ ‫ترضى‪ ،‬ولك احلمد إذا رضيت‪ ،‬ولك احلمد بعد الرضى‪ .‬أما بعد‪:‬‬ ‫إن اتريخ الُف اا اللييب مليء اباط ات ا هم ة الي ينبغي الوقوا عن ده ا درس اً‬ ‫للوقائع‪ ،‬واس تئالءً للحقائق‪ ،‬واس تفادة من العرب‪ ،‬وهو ا راد من قول هللا تعاىل‪:‬‬ ‫﴿إِ َّن ِيف اذلِك لا ِذ ْكرى لِ‬ ‫الس ْم اع اوُه او اش ِهي ٌد﴾[سورة ق‪ :‬اآلية ‪.]37‬‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ب أ ْاو أالْ اقى َّ‬ ‫ا ا اْ‬ ‫ُ ٌ‬ ‫إن أمهي ة احل دي َّ عن قي ام اجلمهوري ة الطرابلس ي ة يف ذكرى مرور م ائ ة ع ام على‬ ‫أتس يس ها مناس بة ذات أمهية ابلغة وأ ر عظيم يف نفوس وعقول الش عب اللييب‪ ،‬وال‬ ‫‪4‬‬


‫س يما يف ظل الظروا الي يعيش ها ش عبنا‪ ،‬واحلالة الس ياس ية واالجتماعية واألمنية‬ ‫ا ت ةَم ة الي تفرا على الليبيك االحتُ ام للغ ة العق ل واحل ل وا نطق الس ليم‬ ‫والتفاوا حبس ن نية لبناء الس لم األهلي وإقامة وذس ميتس س اي ونظام س ياس ي‬ ‫جديد يعتد به يف ليبيا وَارجها‪ .‬وليس ت الظروا الراهنة الي َتر هبا ليبيا أبش د‬ ‫وأقس ى من الظروا الي عاش ها اآلابء ا يتس س ون س ليمان البارو ورمض ان‬ ‫الس وبلي وعبد النيب بلدري وأاد بك ا ريع حك أعلنوا بُل ش ئاعة وص مود‬ ‫عن أول مجهورية يف اتريخ ا س لمك ا عاص ر‪ ،‬وددوا كل التهديدات الي فرض ها‬ ‫ا س تعمر ا يطاي‪ ،‬والض غوخ الداَلية واخلارجية قاص دين َتُك ذلك ا ش رو‬ ‫الوطين العظيم‪.‬‬ ‫لقد برَت فُرة اجلمهوريّة الطرابلسيّة يف عام ‪1918‬م‪ ،‬إ ر القانون األساسي الذي‬ ‫أص دره ملك إيطاليا‪ ،‬وأُعلنت اجلمهوريّة بعد ا يتَتر الذي عقده قادة اجلهاد اللييب‬

‫يف اجلهة الغربيّة يف يوم ‪ 16‬نوفمرب‪1918‬م يف مس ئد الابرة يف بلدة مس التة‪.‬‬ ‫وأصبحت (اجلمهوريّة الطرابلسيّة) بعد هذا ا عالن ّأول مجهورية يف اتريخ ا سلمك‬ ‫ا عاص ر‪ ،‬وأرس لت قيادات اجلمهوريّة بالإات إىل ر س اء بريطانيا وفرنس ا والوالَيت‬

‫يُية بغرا احلص ول على االع اا هبا‪ ،‬اب ض افة إىل بالغ إىل‬ ‫ا تحدة األمر ّ‬

‫الس لطات ا يطاليّة‪ ،‬والي رفض ت مباش رة مس ةلة االع اا ابلُيان الس ياس ي‬ ‫ّ‬

‫اجلديد‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫مل تدم اجلمهورية طويالً حي َّ دام وجودها أقل من س بعة ش هور‪ ،‬وا قص ود هنا‬ ‫كانت بداية التةس يٍ يف نوفمرب ‪1918‬م‪ ،‬ويف يونيو ‪1919‬م وقع ص لْ (س وا‬ ‫بنيادم) الذي يُعد هناية للحلم اجلمهوري ا س تقل‪ ،‬ألن ارجات الص لْ كانت‬ ‫القانون ا عتمد للئمهورية (الدس تور) وتش ُيل رلٍ نواب طرابلس ي لُن دت‬

‫معك من احلُومة ا يطالية‪ ،‬أي ماَالت إيطاليا ص احبة‬ ‫انتداب إيطاي ميثله وال ٌ‬ ‫الُلمة العليا‪ ،‬فلم يس تطع القادة الطرابلس يون أن رَذوا َمام ا بادرة ويس تقلوا‬ ‫أبنفس هم‪ ،‬وماكان الدس تور أن يص در واللٍ أن يش ُل لوال اتفاو (ص لْ س وا‬ ‫بنيادم)‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬كانت اجلمهورية الطرابلس ية حماولة مبُرة قامة دولة مس تقلة‪،‬‬ ‫ُون بعع‬ ‫وعلى الرإم من قص ر ا دة إالّ أهنا اس تطاعت أن تض ع دس توراً ُا وأن تُ ّ‬

‫الالٍ وا يتس س ات ا دارية التابعة ُا‪ ،‬وبذلك أص بحت هذه احلاد ة (أتس يٍ‬

‫اجلمهورية الطرابلس ية) س بقاً اتراياً يف عا نا ا س المي‪ ،‬ولذلك البد من تس لي‬ ‫األضواء على تلك ا رحلة والتعريف هبا‪.‬‬ ‫عاش ت ليبيا اترااً حافالً ابألحدا الس ياس ية والنض الية‪ ،‬ال يف طياته رموعة‬ ‫من ا واقف وااطات الي كان ُا كبري األ ر يف حياة ا نس ان اللييب بش ُل َاص‬ ‫والعريب وا س لم بش ُل عام‪ ،‬ومن أهم هذه ااطات يف التاريخ اللييب احلدي َّ قيام‬ ‫اجلمهورية الطرابلس ية يف اجليبء الغريب من البالد يف بداَيت القرن العش رين‪ ،‬حي َّ‬ ‫تبلورت فُرة تُوينها عقب هيبمية دول ااور يف احلرب العا ية األوىل وتوقف الدعم‬ ‫ال كي‪-‬األ ا للمقاومة الليبية ضد االحتالل ا يطاي‪.‬‬ ‫‪6‬‬


‫وق د ك ان ت ب داي ة اجلمهوري ة الطرابلس ي ة مع توقيع اتف اقي ة إهن اء احلرب العثم اني ة‬ ‫ا يطالية (أوش ي – لوَان عام ‪1912‬م)‪ ،‬حي َّ ظهر اجتاهان يف ا قاومة الليبية‪،‬‬ ‫االجتاه األول كان ينادي ابلتفاوا مع إيطاليا وال كييب على العمل الس ياس ي‬ ‫والتفاوا للوص ول إىل تس وية ُمرض ية بدالً من ا واجهة العس ُرية نتيئة ض عف‬

‫القوات الوطنية عس ُرَيً أمام الوجود ا يطاي‪ ،‬بينما كان الفريق اآلَر – بقيادة‬ ‫البطل الاهد س ليمان البارو ‪-‬يرى أبن ا قاومة الوطنية البد أن تس تمر حىت ينال‬ ‫الش عب اس تقالله ويس د حريته وكرامته‪ .‬وأما الس نوس يون يف الش رو بقيادة أاد‬ ‫الش ريف الس نوس ي وعمر ا دتار‪ ،‬فقد بينت جهادهم يف كتايب الثمار اليبكية يف‬

‫اتريخ احلركة السنوسية‪.‬‬ ‫وبعد توقيع الس لطان العثما حممد رش اد اخلامٍ لقرار التناَل عن حقوقه يف‬ ‫طرابلٍ الغرب وبرقة ألهلهما ومنحهم االس تقالل الداَلي‪ ،‬وجد س ليمان ابش ا‬ ‫البارو وإريه من اليبعماء الوطنيك هذه الفرص ة س احنة لتنظيم ص فوفهم َتهيداً‬ ‫عالن اجلمهورية اجلديدة‪ .‬ولُن ا س تعمر ا يطاي يف تلك الف ة أَذ يتوس ع يف‬ ‫األراض ي الليبية‪ ،‬وامتد يف س يطرته إىل "جبل نفوس ة"‪ ،‬بعد أن تُبد أبطال ا قاومة‬ ‫الليبية َسائر فادحة نتيئة لضعف تنظيمهم وقلة الذَرية والسالا‪.‬‬ ‫وقد حاولت الدولة العثمانية اس تغالل انش غال إيطاليا ابحلرب العا ية األوىل‪،‬‬ ‫فةص در الس لطان حممد رش اد فرمادً ةعادة طرابلٍ ألراض ي الدولة العثمانية‪،‬‬ ‫وتعيك س ليمان البارو والياً عليها وفقاً التفاقية أوش ي – لوَان ‪1912‬م‪ .‬وتلبية‬ ‫‪7‬‬


‫لذلك عقد البارو اجتماعاً يف مص راته مع رمض ان الس وبلي حي َّ جتلت فُرة‬ ‫قيام اجلمهورية وإعالن االس تقالل من جانب واحد دون الرجو إىل ا س تعمر‬ ‫ا يطاي مستندين على أحد مواد اتفاقية أوشي – لوَان ‪1912‬م‪ ،‬والي منْ فيها‬ ‫السلطان العثما احلُم الذاي لليبيك‪.‬‬ ‫بدأ التواص ل بك َعماء ا قليم الطرابلس ي وقادته وأعيانه لعقد اجتما موس ع حول‬ ‫فُرة إقامة دولة مس تقلة‪ ،‬ولع اجلميع النداء واجتمعوا يف جامع (الابرة) يف مدينة‬ ‫(مسالتة)‪ ،‬وأعلنوا يف ‪ 18‬نوفمرب عام ‪1918‬م عن قيام اجلمهورية الطرابلسية أول‬ ‫مجهورية يف اتريخ ا سلمك ا عاصر‪ ،‬واُنتدب للٍ رائستها كل من‪:‬‬ ‫ سليمان عبد هللا البارو (اجلبل)‪.‬‬‫ رمضان الشتيوي السوبلي (مصراته)‪.‬‬‫ أاد بك ا ريع (ترهونة)‪.‬‬‫ عبد النيب بلدري (ورفله)‪.‬‬‫ك أن مبادت تقرير ا ص ري حينذاك‪ ،‬قد ش ئعت الطرابلس يك على اختاذ هذا‬ ‫وال ش َّ‬ ‫ا وقف‪ ،‬وقرروا إحاطة احلُومة ا يطالية علماً بذلك‪ ،‬وأهنم مصممون على مواصلة‬ ‫اجله اد إن مل تع ا إيط الي ا ابس تقالُم‪ ،‬ونتيئ ة لظروا احلرب الع ا ي ة األوىل‬ ‫اض طرت إيطاليا لالع اا هبذه احلُومة وعقدت اتفاو مسي بص لْ (س وا بنيادم‬ ‫‪1919‬م)‪ ،‬وبعد إبرام االتفاو أصدرت إيطاليا الدستور الذي نص على إهناء حالة‬ ‫‪8‬‬


‫القتال واالع اا ابالستقالل الداَلي لطرابلٍ‪ ،‬وهذا اول الطرابلسيك أن يقوموا‬ ‫حبُم مجهوريتهم بشُل ذاي‪ ،‬على أن تُون سيادهتا اتبعة يطاليا‪ ،‬وش ُّل بذلك‬ ‫الق ادة واليبعم اء رلٍ نواب حملي‪ ،‬ورلٍ حُومي تُون من (‪ )8‬أعض اء من‬ ‫الليبيك و(‪ )2‬من ا يطاليك‪.‬‬ ‫مل تدم اجلمهورية الطرابلس ية طويالً نتيئة اخلالفات بك َعمائها من جهة‪ ،‬وعدم‬ ‫اع اا إيطاليا الفعلي من جهة أَرى‪ ،‬ففي أإس طٍ عام ‪1920‬م قُتل رمض ان‬ ‫الس وبلي‪ ،‬وهو أحد أهم الش دص يات الليبية الي لعبت دوراً حمورَيً يف قيام‬ ‫دب الض عف يف قيادة اجلمهورية‪ .‬وعلى‬ ‫اجلمهورية الطرابلس ية‪ .‬ومنذ ذلك التاريخ َّ‬ ‫أ ر تلك احلالة ا تدهورة اجتمع قادة طرابلٍ يف ميتَتر إرَين يف ربيع األول نوفمرب‬ ‫‪1921‬م‪ ،‬وتقرر فيه توحيد ا قاومة الوطنية الليبية يف طرابلٍ الغرب وبرقة بيبعامة‬ ‫األمري حممد ادريٍ الس نوس ي‪ ،‬وقد أرس ل وفد إىل مقر األمري يف برقة يف أبريل‬ ‫‪1922‬م بايعته على اليبعامة وتوحيد ا قاومة دت أوامره‪ .‬وبذلك انتهت حقبة‬ ‫وجود اجلمهورية الطرابلس ية‪ ،‬ومع وص ول الفاش يك للحُم يف إيطاليا عام‬ ‫‪1922‬م‪ ،‬أمر (بينيتو موس وليين) ةلغاء مجيع االتفاق يات مع ليبيا وتعيبييب الوجود‬ ‫االيطاي فيها هناء ا قاومة الليبية‪.‬‬ ‫إذن‪ ،‬فقد جاء كتايب هذا دت عنوان (اجلمهورية الطرابلس ية حول هورية‬ ‫اتريخ املس لما املعاص ر ‪ ،‬وكان هدا االَتيار منطلقاً من أمهية الُش ف عن‬ ‫عايش الليبيون فيها ااطات ا همة الي ينبغي الوقوا عندها درس اً‬ ‫حقبة اتراية ا‬ ‫‪9‬‬


‫للوقائع‪ ،‬واس تئالءً للحقائق‪ ،‬واس تفاد ًة من العِرب‪ ،‬حي َّ كانت حماولة الطرابلس يك‬ ‫يف إقامة مجهورية مس تقلة عن ا س تعمر ا يطاي قد أ بتت وجودها يف مرحلة‬

‫الفوضى العا ية الي أعقبت احلرب العا ية األوىل يف بداَيت القرن العشرين‪.‬‬ ‫ت طبيعة البح َّ أن يُقس م الُتاب إىل رموعة من اااور‪ ،‬تس بقها مقدمة‪،‬‬ ‫اقتض ْ‬ ‫وتتبعها َاَتة‪ ،‬اب ضافة إىل ملحق‪ ،‬وقائمة ا راجع يف آَر الُتاب‪.‬‬ ‫حما ابلنسبة حملاور الكتاب‪ ،‬فقد جاءت على النحو اآليت‪:‬‬ ‫حوالً‪ :‬اجلمهورية الطرابلسية (داللة االسم وفُرة التسمية)‬ ‫اثنياً‪ :‬مقومات اجلمهورية اجلديدة (األرا‪-‬الشعب‪-‬االقتصاد)‬ ‫اثلثاً‪ :‬ظهور فُرة إنشاء اجلمهورية‬ ‫رابعاً‪ :‬تشُيل رالٍ الدولة يف اجلمهورية الطرابلسية‬ ‫خامساً‪ :‬ال اقسم اجلمهوري (اليمك الدستوري)‬ ‫سادساً‪ :‬النشاخ السياسي للئمهورية (إصدار البالإات)‬ ‫سابعاً‪ :‬القواعد األساسية للقانون (دستور اجلمهورية)‬ ‫اثمناً‪ :‬أتسيٍ حيبب ا صالا الوطين وإصدار جريدة اللواء الطرابلسي‬ ‫اتسعاً‪ :‬ميتَتر إرَين (‪1920‬م)‬ ‫‪10‬‬


‫عاشراً‪ :‬اجتما سرت (‪1922‬م)‬ ‫دادي عشر‪ :‬البيعة اب مارة للسنوسي والدعوة إىل الوحدة‪.‬‬ ‫وبعد هذه اااور‪ ،‬جاءت اخلاَت ة الي احتوت أهم النتائج الي توصل إليها الُتاب‪،‬‬ ‫وتالها ا لحق وفيه ترمجة ألعالم وَعماء اجلمهورية الطرابلس ية‪ ،‬وهم‪( :‬رمض ان‬ ‫الش تيوي الس وبلي‪ ،‬س ليمان ابش ا البارو ‪ ،‬أاد بك ا ريع‪ ،‬عبد النيب بلدري)‪،‬‬ ‫ومن مث قائمة ا صادر وا راجع ا ستفاد منها يف هذا الُتاب‪.‬‬ ‫لقد اجتهد األجداد واآلابء ورجاالت الُفاا الوطين مبا تقتض يه متطلبات ا رحلة‬ ‫الي عاشوها وتعاملوا بواقعية مع الظروا االية وا قليمية والدولية‪.‬‬ ‫وإن بالدد اليوم يف أش د احلاجة ش رو وطين جامع متماس ك مع القوى الوطنية‬ ‫الص ادقة قاومة التحدَيت الداَلية واخلارجية لتحقيق الس الم وا ص احلة بك أبناء‬ ‫ش عبنا وبناء الدولة ا دنية‪ .‬وش عبنا حباجة إىل إقامة دولة الدس تور والقض اء العادل‪،‬‬ ‫ودولة ا يتس س ات‪ ،‬ودولة احلرية وا س اواة والُرامة ا نس انية وحقوو ا نس ان‪،‬‬ ‫والدولة الي تُ ِ‬ ‫يتمن ابلتعددية والتداول الس لمي وا واطنة والعيش ا ش ك بس الم‪....‬‬ ‫اخل‪.‬‬ ‫إن بالدد حباجة ملحة لقيام مش رو وطين وقيادة وحُومة وطنية تُ ِ‬ ‫يتم ُن اب راحل‪،‬‬

‫وإن اليبمن كفيل يف معاجلة ا ش اكل الس ياس ية واالجتماعية واألمنية واالقتص ادية‪.‬‬ ‫كما أن الوطنيك من الرجال والنس اء من أص حاب ا بادت والقيم والفُر الثاقب‬ ‫‪11‬‬


‫بتاجون إىل حاض نة وطنية جتمعهم وتوحد جهودهم يف كفاحهم ونض اُم الس لمي‬ ‫العتاد بعد توفيق هللا عيب وجل‬ ‫لبناء الوطن وترقية الش عب روحياً ومادَيً وهم العُدة و ا‬

‫للوص ول إىل دولة ُجتس د ا عاي ا نس انية ا ثلى والقيم الوطنية الراس دة وا قاص د‬ ‫القرآنية العظيمة وا صاحل الفردية والتمعية ا تناسقة‪.‬‬ ‫إن ا ش رو الوطين يف حالة وجود القيادة الواعية واحلُومة الرش يدة يس تطيع أن‬ ‫يتعامل مع ا نظومة الدولية مبهارة عالية‪ ،‬ويعلي من ِ‬ ‫قيمة الس يادة الوطنية‪ ،‬وياعمل‬ ‫ُ‬ ‫ة ابية مع كل ا بادرات األممية والدولية الي تفض ي إىل توافق ومص احلة ش املة يف‬ ‫إطار لغة ا ص احل مبا يرجع ابخلري العميم على ش عبنا اقتص ادَيً واجتماعياً وس ياس ياً‬ ‫وأمنياً ودينياً وأَالقياً‪.‬‬ ‫وأَرياً‪ ،‬أرجو من هللا تعاىل أن يتقبل هذا اجلهد وأن عله َالص اً لوجهه الُر‬ ‫دفعاً لبالدي وشعيب واألحرار من بين ا نسان‪.‬‬

‫حرر يف‪ 21 :‬حمرم ‪ 1440‬هئرية‬ ‫‪ 1‬أكتوبر ‪2018‬‬ ‫علي حممد حممد الصاليب‬

‫‪12‬‬


‫حوالً‪ :‬اجلمهورية الطرابلسية (داللة االسم وفكرة التسمية ‪:‬‬ ‫إن اس م اجلمهورية الطرابلس ية من األمساء ا ركبة‪ ،‬ويتُون من لفظك (اجلمهورية)‬ ‫و(الطرابلس ية)‪ ،‬اجتمعا س وية لتُوين اس م يدل على حد معروا يف َمان‬ ‫ومُان معلومك‪ ،‬ويدل هذا احلد على كيان سياسي نشة يف طرابلٍ الغرب بعد‬ ‫احلرب العا ية األوىل‪ ،‬فما هي داللة االس م؟ و اذا جاء بلفظ اجلمهورية دون إريه‬ ‫من األلفاظ الي تدل على الُيادت واألنظمة الس ياس ية؟ ومل ُحص ر اللفظ‬ ‫اآلَر(الطرابلس ية) يف اس م طرابلٍ عن بقية أجيباء ليبيا؟ ومن أين جاءت فُرة‬ ‫التسمية ب (اجلمهورية الطرابلسية)؟‬ ‫دالالت اسم "اجلمهورية الطرابلسية"‪:‬‬ ‫ اجلمهورية‪:‬‬‫هور الناس‪:‬‬ ‫معظمه‪ُ ،‬‬ ‫ومج ُ‬ ‫هور كل ش يء‪ُ :‬‬ ‫يف ا عئم اللغوي من مص در (مجهر)‪ُ ،‬مج ُ‬

‫ُجلُّ ُهم‪ .‬ا‬ ‫ومج اهري القوم‪ :‬أاش رافهم‪ .‬ويف ح دي َّ ابن اليببري ق ال ع اوي ة‪ :‬إِد ال ن اد ْ‬ ‫مروا ان يرمي امجاهري قريش مبا اش اقِ ِ‬ ‫القوم‬ ‫ت‬ ‫ر‬ ‫ه‬ ‫ومج‬ ‫‪.‬‬ ‫ور‬ ‫ه‬ ‫مج‬ ‫ها‬ ‫احد‬ ‫و‬ ‫مجاعاهتا‪،‬‬ ‫اي‬ ‫أ‬ ‫ه‬ ‫ص‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ٌُ‬ ‫ا ا‬ ‫اْ‬ ‫ا‬

‫ت الش يء إِذا مجعته(‪ ،)1‬واجلمهرة تعبري يطلق على جتمع ييبيد‬ ‫إِذا مجعتهم‪ ،‬ا‬ ‫ومجْ اهْر ُ‬ ‫على ال ة أفراد‪ ،‬ويطلق على الش ائع وا ش هور‪ ،‬ويف االص طالا‪ :‬اجلمهورية هي‬ ‫(‪ )1‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بريوت‪ .‬لبنان‪2003 ،‬م‪ ،‬مادة (مجهر)‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫نظام حُم دميقراطي يقوم على مبدأ حُم الش عب للش عب‪ ،‬وهي نظام س ياس ي‬ ‫عرفه العامل عندما ظهر اجلمهور من الشعب على مسرا السياسة(‪.)1‬‬ ‫وقد عرفت الشعوب القدمية ‪-‬نظرَيً‪ -‬نظام اجلمهورية يف احلُم‪ ،‬كا إريق والرومان‬ ‫والص ينيك القدماء‪ ،‬لُن مل يطبق النظام عندهم على حنو ما هو عليه اليوم بس بب‬ ‫الظروا والتحدَيت الي مرت هبا تلك العص ور‪ ،‬لُن يف العص ور التاراية احلديثة‬ ‫تطورت حياة الناس بعد احلركات ا ص الحية والثورات وتغري األنظمة االقتص ادية‬ ‫حي َّ فرا النظام اجلمهوري نفس ه على اجلانب التطبيقي‪ ،‬وجتس د ألول مرة بعد‬ ‫جن اا الثورة االمريُي ة بقي ام مجهوري ة الوالَيت ا تح دة األمريُي ة ع ام ‪1789‬م‪،‬‬ ‫ك ةول مجهوري ة يف الت اريخ احل دي َّ‪ ،‬مث تلته ا مجهوري ة فرنس ا يف أورواب بع د ورة‬ ‫‪1789‬م‪،‬وأعلن النظ ام اجلمهوري فيه ا ع ام ‪1792‬م‪ ،‬وانتش ر من بع ده ا ه ذا‬ ‫النظام يف اتلف دول العامل (‪.)2‬‬ ‫وقد س ئل التاريخ أول انتقال للنظام اجلمهوري إىل قارة أفريقيا يف قيام مجهورية‬ ‫ليبريَي ‪1848‬م‪ ،‬ويف الربع األول من القرن العش رين ش هدت مناطق العامل موجة‬ ‫متس ارعة لقيام هذا النظام‪ ،‬ففي آس يا أعلنت الص ك قيام النظام اجلمهوري فيها‬

‫(‪ )1‬مصطفى هويدي‪ ،‬اجلمهورية الطرابلسية‪ ،‬مركيب جهاد الليبيك‪ ،‬طرابلٍ‪2000 ،‬م‪ ،‬ص ‪ ، 25‬وعبد الوهاب الُياي‪ ،‬موسوعة السياسة‪ ،‬الطبعة ‪ ،2‬ا يتسسة العربية للدراسات‬ ‫والنشر‪ ،‬بريوت‪1991 ،‬م‪ ،‬س‪ ،2‬ص ‪.89‬‬ ‫(‪ )2‬عبد الوهاب الُياي‪ ،‬موسوعة السياسة‪ ،‬س‪ ،4‬ص ‪ ،510‬وأيضاً‪ :‬عبد العيبييب سليمان وعبد احلميد نعنعي‪ ،‬اتريخ الوالَيت ا تحدة األمريُية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بريوت‪،‬‬ ‫‪1972‬م‪ ،‬ص‪.94‬‬

‫‪14‬‬


‫بعد ورة ‪1911‬م‪ ،‬ويف روس يا أيض اً عام ‪1917‬م‪ ،‬ويف بولندا عام ‪1918‬م‪ ،‬ويف‬ ‫أ انيا ‪1919‬م‪ ،‬ويف إيرلندا عام ‪1921‬م(‪.)1‬‬ ‫ الطرابلسية‪:‬‬‫تظهر إش ُالية التس مية وحص رها يف لفظ (الطرابلس ية) ا ةَوذ من اس م مدينة‬ ‫طرابلٍ فق ‪ ،‬ومل تشمل كل مناطق ليبيا الثال ة (طرابلٍ وبرقة وفيبان)‪ ،‬لُن الواقع‬ ‫أن منطقة طرابلٍ كانت األكثر حض وراً يف اجلانب الس ياس ي‪ .‬وجرت العادة أَيم‬ ‫احلُم العثما إنه إذا ما ذُكر اس م طرابلٍ الغرب يقص د به ليبيا كُل أبقاليمها‬ ‫الثال هذا من جهة(‪ ،)2‬ومن جهة أَرى فإن برقة يف تلك الف ة كانت منفص لة‬ ‫س ياس ياً عن طرابلٍ منذ أن جنْ االجنلييب يف القض اء على حركة الس يد أاد بن‬ ‫حممد الش ريف الس نوس ي (‪1933‬م) (‪ ،)3‬مث كانت مفاوض ات اليبويتينية (‪ )4‬بك‬ ‫الس نوس يك يف برقة بتمثيل الس يد حممد ادريٍ الس نوس ي(‪ ،)5‬دون الرجو للدولة‬ ‫العثم اني ة وبك ا جنلييب وا يط اليك صص وص ديي د برق ة الي ب دأت مع أواَر‬ ‫‪1916‬م‪ ،‬وانتهت بتوقيع اتفاقية عُرمة يف ‪ 14‬أبريل ‪1917‬م‪ ،‬ومبا أن طرابلٍ‬ ‫(‪ )1‬مصطفى هويدي‪ ،‬اجلمهورية الطرابلسية‪ ،‬ص ‪.59- 58‬‬ ‫(‪ )2‬ظهر اسم (ليبيا) بشُل رمسي يف منشور (كارلو كانيفيا) الصادر يف طرابلٍ ‪ 7‬أبريل سنة ‪1912‬م‪ ،‬مث أكدت االسم و يقة استقالل ليبيا الصادرة عن اجلمعية العامة ‪ 21‬نوفمرب‬ ‫‪1949‬م‪ ،‬وأقره الليبيون يف دستور بالدهم ‪ 7‬اكتوبر ‪ 1951‬م‪ ،‬انظر‪ :‬حممد مصطفى ابَمة‪ ،‬ليبيا هذا االسم يف جذوره التاراية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مُتبة قورينا للنشر والتوَيع‪،‬‬ ‫بنغاَي‪ ،‬ليبيا‪1975 ،‬م‪ ،‬ص ‪.96 ،15 ،14‬‬ ‫(‪ )3‬علي حممد الصاليب‪ ،‬اتريخ احلر كة السنوسية يف أفريقيا‪ ،‬خ ‪ ،5‬دار ا عرفة‪ ،‬بريوت‪2011 ،‬م‪ ،‬ص ‪.315‬‬ ‫(‪ )4‬اليبويتينة‪ :‬ميناء نفطي يقع على البحر ا توس يبعد عن مدينة أجدابيا ‪ 20‬كم‪ ،‬انظر‪ :‬حممد ا ربوك ا هدي‪ ،‬جغرافيا ليبيا البشرية‪ ،‬ا نشةة الشعبية لنشر والتوَيع وا عالن‪ ،‬طرابلٍ‪،‬‬ ‫ليبيا‪1980 ،‬م‪ ،‬ص ‪.261‬‬ ‫(‪ )5‬حممد إدريٍ بن حممد ا هدي بن السيد حممد بن علي السنوسي (‪1983-1980‬م) أول حاكم لليبيا بعد االستقالل منذ ‪ 24‬ديسمرب ‪ 1951‬إىل ‪1969‬م‪ ،‬وهو من العائلة‬ ‫السنوسية من ساللة حممد بن علي السنوسي ميتسٍ الطريقة السنوسية‪ ،‬انظر‪ :‬علي حممد الصاليب‪ ،‬اتريخ احلر كة السنوسية يف أفريقيا‪ ،‬ص ‪ ،601 – 380 – 353‬وراجع‪:‬‬ ‫حممد فيتاد شُري‪ ،‬السنوسية دين ودولة‪ ،‬مركيب الدراسات الليبية‪ ،‬اكسفورد‪2005 ،‬م‪ ،‬ص ‪.289-277‬‬

‫‪15‬‬


‫ال َالت تعا من ويالت احلرب‪ ،‬وأن السيد إدريٍ السنوسي قد عقد معاهدة مع‬ ‫ا جنلييب والطليان أص بْ مبوجبهما أمرياً على برقة نتيئة ُذا الوض ع انفص لت برقة‬ ‫عن طرابلٍ(‪.)1‬‬ ‫ويف تل ك احلقب ة اليبمني ة ق ام جيش من برق ة ابحتالل م دين ة س رت الت ابع ة آن ذاك‬ ‫ص راته‪ ،‬وكانت قوات مص راته يومها مش غولة بص راعات داَلية‪ .‬ومن حس ن احلظ‬ ‫أن احض ر س ليمان البارو يف تلك الف ة مُلفاً من الدولة العثمانية بوالية طرابلٍ‬ ‫الغرب‪ ،‬فوجد هذه ا ش ُلة أمامه‪ ،‬فعمل على ا ص احلة بك ا قاتلك يف الغرب‪،‬‬

‫وجهيب قوًة الس‬

‫جا س رت‪ ،‬ولُن الرجل حبُمته يريد أن نب الليبيك إراقة‬

‫الدماء وينيب فتيل الفتنة‪ ،‬فةرس ل رس الة إىل ادريٍ الس نوس ي جاء فيها بعد‬ ‫الس نية بطلب من‬ ‫الديباجة‪" :‬هذا وقد وص ُ‬ ‫لت مص راته مرس الً من لدن حُومتنا ُ‬ ‫األهاي بعنوان واي قمندان طرابلٍ‪ ،‬ولدى وص وي إىل ا ركيب وص ل اخلرب أبن قوة‬

‫قدمت من جهة برقة دت قيادة القائم مقام موس ى بك واحتلت قص ر س رت بعد‬ ‫أن ابرحتها القوة العثمانية الي هناك من طرا رمض ان الس وبلي ابس م الدولة‬ ‫العثمانية‪ ،‬فبادرت ةرس ال جواب إىل موس ى بك والش يخ ص احل األطيو‬

‫ألنه‬

‫بلغين أنه مع القوة ا ذكورة‪ ،‬فئاء اجلواب من الش يخ ص احل مبيناً فيه أنه ما قدم إال‬ ‫أبمر من س يادتُم ومن نوري ابش ا بعنوان(متص را س رت) فتةس فت ألنه كان أول‬ ‫أمر أص درته متعلقاً بتئهييب قوة قابلة تلك القوة ا نس وبة إليُم إال أنين أمرت‬ ‫(‪ )1‬الطاهر أاد اليباوي‪ ،‬عمر ا دتار‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار ا دار ا سالمي‪ ،‬بريوت‪2004 ،‬م‪ ،‬ص ‪ ،70 64‬وأيضاً‪ :‬حممد فيتاد شُري‪ ،‬السنوسية دين ودولة‪ ،‬ص ‪.298 290‬‬

‫‪16‬‬


‫قومندان القوة أن يتحاشى – ما أمُن‪ -‬الدَول فيما يُدر اخلواطر بك بين وطن‬ ‫واحد ودين واحد‪ ،‬رجاء أن تتدلى القوة اتارة عن القص ر بعد أن يبلغها ا نش ور‬ ‫السلطا الذي أرسلناه إليُم‪.)1("...‬‬ ‫من ذل ك نعلم أن إقليم برق ة مل يُن يف ح ال ة وف او مع طرابلٍ الغرب يف تل ك‬ ‫الف ة‪ ،‬إض افة إىل قيود اتفاقية عُرمة‪ ،‬وقد عرا بعع ا يتس س ك للئمهورية‬ ‫الطرابلس ي ة على ا ل ك ادريٍ ابد اد اجلميع د ت إم ارة واح دة‪ ،‬ولُن ه ذه‬ ‫الدعوات مل تنئْ‪ ،‬فاض طر الطرابلس يون أن يعلنوا مجهوريتهم على األجيباء ا تبقية‬ ‫من ليبيا عدا برقة‪ ،‬ومما يالحظ يف هذا الش ةن اَتالا التمعك يف ا يتَتر العام‬ ‫مبس الته حول نوعية نظام احلُم البديل للحُم العثما ‪ ،‬وَتثلوا يف رموعات من‬ ‫أمهها‪:‬‬ ‫األوىل‪ :‬رموعة ذات اجتاه وطين تنادي بوحدة الص ف اللييب‪ ،‬وقد عرا أص حاهبا‬ ‫فُرة الوحدة مع برقة‪ ،‬بل أهنم كتبوا إىل َعيمها ادريٍ الس نوس ي عدة رس ائل‬ ‫يطلبون منه االنضمام إليه‪.‬‬ ‫الث اني ة‪ :‬رموع ة تن ادي إىل قي ام حُوم ة وطني ة تتد ذ من نظ ام اجلمهوري ة نظ ام اً‬ ‫حاكماً دت اسم احلُومة الطرابلسية‪.‬‬

‫(‪ )1‬رسالة سليمان البارو إىل حممد إدريٍ السنوسي يف ‪ 29‬سبتمرب ‪1916‬م‪ ،‬انظر‪ :‬احلسيين احلسيين مع ّدي ‪ ،‬ا لك حممد إدريٍ السنوسي‪ :‬حياته وعصره‪ ،‬كنوَ للنشر والتوَيع‪،‬‬ ‫القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ص‪ .134‬ويف‪ :‬الطاهر أاد اليباوي‪ ،‬جهاد األبطال يف طرابلٍ الغرب‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار الفتْ للطباعة والنشر‪ ،‬بريوت‪1962 ،‬م‪ .‬ص ‪.289‬‬

‫‪17‬‬


‫الثالثة‪ :‬رموعة دعت إىل االتفاو مع الس لطات ا يطالية ألن إيطاليا ملُية وقد‬ ‫ال تقبل بنظام احلُم أن يُون مجهورَيً‪ ،‬مما ييتدي إىل ظهور ا ش ُل ُذا الُيان‬ ‫الوليد‪.‬‬ ‫الرابعة‪ :‬رموعة تنادي ابلنظام األمريي ألن اليبعامات القبلية ال تلتقي على َعيم‬ ‫واحد‪ ،‬ولُنها قد تتقبل نظام ا مارة‪ ،‬قياس اً على النظام الس ياس ي الذي حققه‬ ‫السنوسيون يف برقة(‪.)1‬‬ ‫يذكرد تعدد اآلراء وتباينها ابَتالا قادة الثورة األمريُية بعد جناا ورهتم‪ ،‬حي َّ‬ ‫جلٍ رفقاء الس الا مع بعض هم للتباح َّ حول نوعية الُيان الس ياس ي اجلديد‪،‬‬ ‫ومن أول االجتما انقس م التمعون إىل ال فرو فريق ددى ابلنظام ا لُي‪،‬‬ ‫وفريق ددى ابلنظ ام العس ُري‪ ،‬وفريق ددى ابلنظ ام اجلمهوري‪ ،‬ويف النه اي ة‬ ‫اعتمدت اجلمهورية لنظام احلُم يف الوالَيت ا تحدة األمريُية‪.‬‬ ‫وقد حد ذلك يف طرابلٍ الغرب‪ ،‬حي َّ اجتمع احلاض رون واتفقوا على اعتماد‬ ‫النظام اجلمهوري ا فيه من مرونة وموض وعية وبعد عن الذاتية وش دص نة فردية‪،‬‬ ‫ويناسب أوضا طرابلٍ الغرب آنذاك الغالب عليها تناَ مراكيب القوى وتصارعها‪.‬‬

‫(‪ )1‬مصطفى هويدي‪ ،‬اجلمهورية الطرابلسية‪ ،‬ص ‪.77‬‬

‫‪18‬‬


‫فكرة تسمية اجلمهورية‪:‬‬ ‫إن فُرة تس مية اجلمهورية كنظام س ياس ي متقدم مل تظهر يف الوطن العريب على‬ ‫مس توى التطبيق يف تلك الف ة ‪1918‬م‪ ،‬حي َّ إن معظم أراض يه ال َالت ترَا‬ ‫دت االحتالل األجنيب‪ ،‬ولُن الوضع يف إقليم طرابلٍ كان اتلف عما كان‪ ،‬فقد‬ ‫كانت ا دن والقرى الطرابلسية مستقلة ومتحررة إىل بداَيت سنة ‪1923‬م(‪.)1‬‬ ‫وقد كانت فُرة اجلمهورية الطرابلسية حاضرة لدى الطرابلسيك قبل عام ‪1918‬م‪،‬‬ ‫إذ نقل (جورس رميون)(‪ )2‬أ ناء َ​َيرته طرابلٍ الغرب عام ‪1912‬م معلومات تفيد‬ ‫حبض ور الفُرة عن د ا ثقفك من أمث ال حمم د فرح ات ا اطب اً‪ ...":‬ق ل عن ا إنن ا‬ ‫مواطنون يرتدون أمساالً مميبقة وميش ون حفاة األقدام َتاماً كما كان يفعل جنود الثورة‬ ‫عن للحُومة ال كية أن‬ ‫الفرنس ية‪ ،‬ولُن ال تقل إننا متعص بون للدين ‪ ...‬إذا ّ‬

‫تتدلى عنا يف هذه الظروا‪ ،‬لس وا تُعلان اجلمهورية الطرابلس ية‪ ،‬وس ى أننا‬ ‫سنثبت للعامل أمجع أننا قادرون على الذود عن اى أرضنا‪.)3("..‬‬ ‫ومن ا الحظ أن ه ذا الُالم ك ان يف ع ام ‪1912‬م ب داي ة االحتالل ا يط اي‬

‫لطرابلٍ الغرب وقبي ل توقيع مع اه دة لوَان‪ ،‬إال أن األفُ ار وا واقف تغريت بع د‬ ‫س نوات من ذلك‪ ،‬وأدرك الرأي العام الطرابلس ي أن األتراك مل ي كوا ليبيا طمعاً أو‬ ‫(‪ )1‬مصطفى هويدي‪ ،‬ا رجع السابق‪ ،‬ص ‪.53‬‬ ‫(‪ )2‬جورس رميون‪ :‬مراسل عسُري فرنسي‪ ،‬يعمل يف رلة ا صور الباريسية‪ ،‬أوفدته اللة لتغطية حروب االحتالل االيطاي يف ليبيا‪ ،‬كتب ما رآه يف تقارير صحفية ومجعها يف كتاب‬ ‫سنة ‪ 1913‬م‪ ،‬وعثر على هذه ا راسالت ا رحوم حممد عبد الُر الوايف فقام ب مجتها إىل العربية ونشرها يف كتاب (من داَل معسُرات اجلهاد يف ليبيا)‪1972‬م‪.‬‬ ‫(‪ )3‬جورس رميون‪ ،‬من داَل معسُرات اجلهاد يف ليبيا‪ ،‬ترمجة‪ :‬حممد عبد الُر الوايف‪ ،‬الطبعة ‪ ،2‬ا نشةة العامة للنشر والتوَيع‪ ،‬طرابلٍ‪1983 ،‬م‪ ،‬ص ‪.144‬‬

‫‪19‬‬


‫َوف اً ليحس ب ذل ك َ ذالدً‪ ،‬وإ ا تركوه ا مرإمك يف آَر اللحظ ات‪ ،‬وم ا أن‬ ‫حانت الفرص ة حىت رجعوا منقذين كما فعلوا يف ف ات س ابقة‪ ،‬فمع بداية َريف‬ ‫عام ‪1918‬م كانت فُرة اجلمهورية الطرابلس ية حاض رة أمام الس اس ة يف طرابلٍ‬ ‫الغرب كبديل اس اتيئي واجهة ا وقف إذا ما حد للدولة العثمانية ش يء إري‬ ‫متوقع‪ ،‬ويف هذا الس ياو يذكر عبد الران عيبام(‪ )1‬طرا هذه الفُرة على مجع من‬ ‫اليبعماء‪":‬يف بيت رمض ان الس وبلي(‪ )2‬كان معنا َعماء القبائل ‪ ...‬وكانت األنباء‬ ‫قد أَذت تتُا ر علينا يف مص راته تش ري إىل تدهور ا وقف‪ ،‬وأن هناك احتمال أن‬ ‫تتقدم الدولة العثمانية بطلب اُدنة‪ ،‬وجهت س يتاالً مباش راً إىل احلاض رين قلت ُم‬ ‫فيه‪ ... :‬لنفرا أن الدولة العثمانية قد اهنيبمت يف احلرب‪ ..‬فماذا ميُننا أن نفعل‬ ‫واجهة هذا ا وقف؟ ‪ ...‬كان س يتاالً مفاجئاً والتفت الش يخ عبد النيب بلدري‬

‫(‪)3‬‬

‫دحيي وهو يقول م ا رأي ك أن ت؟ ‪...‬قل ت ل ه بس رع ة‪ :‬ليٍ أم امن ا إال أن نقيم‬ ‫حُومة عربية يش ك فيها أعيان البالد دت رعاية العثمانيك‪ ،‬حىت إذا ما وقع مثل‬ ‫ه ذا االف اا أمُن للبالد أن تس تمر يف جه اده ا‪ ،‬وأن تط ال ب حبريته ا‬ ‫(‪ )1‬عبد الران حسن عيبام (‪1893‬م ‪ 1976‬م)‪ :‬راهد مصري ولد يف اجلييبة وسافر إىل لندن لدراسة الطب‪ ،‬وعند اندال احلرب العا ية األوىل ترك الدراسة والتحق مبيادين اجلهاد‬ ‫إىل جانب العثمانيك‪ ،‬شارك يف القتال ضد ا يطاليك‪ ،‬وأصبْ مستشار اجلمهورية الطرابلسية‪ .‬أسٍ القوات ا رابطة وقادها‪ ،‬يف ‪1923‬م عاد إىل مصر‪ .‬يف ‪1924‬م انتدب‬ ‫يف رلٍ النواب ا صري‪ .‬يف ‪ 1936‬م‪ ،‬وبعدها تقلد مناصب رفيعة يف الدولة ا صرية‪ ،‬وكان أحد أعضاء وفد مصر لوضع ميثاو جامعة الدول العربية‪ .‬وأصبْ يف ‪ 22‬مارس‬ ‫‪1945‬م األمك العام األول جلامعة الدول العربية إىل ‪1952‬م‪ ،‬بعد ذلك سافر إىل السعودية حي َّ عمل مستشاراً لُها‪ ،‬عاد إىل مصر ‪1973‬م وتويف فيها ‪1976‬م‪.‬‬ ‫(‪ )2‬رمضان السوبلي (‪1920-1880‬م)‪ :‬هو رمضان بن الشتيوي بن أاد السوبلي‪ ،‬وهو من َعماء اجلهاد يف ورات طرابلٍ الغرب على ا يطاليك‪ .‬و ا أتلفت حُومة‬ ‫اجلمهورية الطرابلسية (سنة ‪ 1918‬م) كان رمضان يف مقدمة العاملك الجناحها‪ ،‬وبعد توقيع صلْ (بين آدم) مع االيطاليك سنة ‪ 1919‬م‪ ،‬انتقل إىل (مسالتة) واختذها مركيبا‬ ‫اثنيا له بعد مصراتة‪ .‬قتل يف قرية بين وليد أبمر من عبد النيب بلدري َعيم قبيلة ورفلة أ ناء الفتنة‪.‬‬ ‫(‪ )3‬عبد النيب بلدري (‪َ )1931- 1880‬عيم قبيلة ورفلة بليبيا ف ة الغيبو االيطاي لليبيا‪ .‬شارك يف معارك ضد الغيبو ا يطاي لليبيا‪ .‬كان عضواً يف اجلمهورية الطرابلسية (‪1918‬م)‪.‬‬ ‫نشب َالا بينه وبك رمضان السوبلي ‪َ-‬عيم قبائل مصراتة ‪ -‬مما أدى ابألَري إىل مهامجة قبيلة ورفلة حي َّ قام أحد عبيد الاهد عبد النيب بلدري بقتل السوبلي‪ .‬وبعد‬ ‫احتالل الطليان بين وليد‪ ،‬فقد هاجر عبد النع بلدري متئها إىل تونٍ وانقطعت اَباره وقيل إنه مات عطشاً يف الصحراء‪ .‬انظر‪ :‬حممد ا رَوقي‪ ،‬عبد النيب بلدري داهية السياسة‬ ‫وفارس اجلهاد‪ ،‬الدار العربية للُتاب‪ ،‬تونٍ‪1978 ،‬م‪.‬‬

‫‪20‬‬


‫إي‬ ‫واس تقالُا‪ ...‬لقد س ار إىل أتييد الفُرة رمض ان الس وبلي‪ ،‬لُن بلدري نظر َّ‬ ‫نظرة شك وريبة َوفاً من أن تُون دسيسة من العثمانيك"(‪.)1‬‬ ‫أما ابلنس بة إىل مص در فُرة تس مية الُيان اجلديد ابجلمهورية الطرابلس ية‪ ،‬فهناك‬ ‫عدة احتماالت‪ ،‬وكلها حاضرة بقوة‪ ،‬وهي كما ري‪:‬‬ ‫ االدتمال األول ‪ :‬أن تُون الفُرة مس تقاة من التئربة األمريُية نتيئة‬‫لتة ر الرأي العام العا ي مببادت الرئيٍ األمريُي وودرو ولس ون (‪– 1856‬‬ ‫‪1924‬م) من جهة‪ ،‬ومن جهة أَرى تش ابه البنية اُيُلية لنظام اجلمهورية‬ ‫الطرابلس ية مع النظام األمريُي‪ ،‬وقد ذكر كالً من فيتاد ش ُري وأاد َارم‬ ‫يف مذكراهتما إن مبادت ولس ون كانت حاض رة بقوة لدى الليبيك‪ ..." :‬يف‬ ‫هذا اجلو الغائم احليبين أس ر َعماء البالد إىل اجتما فيما بينهما اس تعرض وا‬ ‫َالله مبادت الدكتور ولسن رئيٍ حُومة الوالَيت ا تحدة األمريُية‪ ،‬هذه‬ ‫ا بادت الي كانت دمل يف ظاهرها حقوو األمم والش عوب كبريها وص غريها‬ ‫يف مجيع أحناء العامل دو ا تفرقة‪ ،‬فتدارس وا األمر من مجيع جوانبه فقر قرارهم‬ ‫على دعوة لعقد ميتَتر عام ليقرر ما يراه يف صاحل الوطن"‪.‬‬

‫ االدتمال الثاين‪ :‬أن تُون الفُرة مس توحاة من التئربة الفرنس ية القريبة‬‫جداً من طرابلٍ الغرب َص وص اً بعد احتالل فرنس ا للئيبائرعام ‪ 1830‬م‬ ‫وتونٍ ع ام‪1881‬م‪ ،‬ومم ا ييتي د ه ذا التوج ه الطالب الطرابلس يون ال ذين‬ ‫(‪ )1‬عبد الران عيبام‪ ،‬ا ذكرات السرية‪ ،‬تنسيق‪ :‬مجيل عارا‪ ،‬ا ُتب ا صري احلدي َّ‪ ،‬القاهرة‪1977 ،‬م‪ ،‬ص ‪ ،198‬يراجع احلوار كامالً بك البارو والسوبلي‪ :‬مصطفى هويدي‪،‬‬ ‫اجلمهورية الطرابلسية‪ ،‬ص ‪.65‬‬

‫‪21‬‬


‫درس وا يف فرنس ا مثل الش يخ حممد فرحات وكيف كانت فُرة اجلمهورية‬ ‫الطرابلسية حاضرة يف ذهن هذا الرجل منذ سنة ‪1912‬م‪.‬‬

‫اثنياً‪ :‬مقومات اجلمهورية اجلديدة (األرض‪-‬الشعب‪-‬االقتصاد ‪:‬‬ ‫ال تقوم دولة جديدة إال على أركان اثبتة ومقومات قوية‪ ،‬دفظ ُا وجودها‪ ،‬وتنمو‬ ‫هبا وتتطور عرب التاريخ‪ ،‬ومن أهم مقومات بناء الدولة اجلديدة األرا‪ ،‬والش عب‪،‬‬ ‫وا ورد االقتصادي‪.‬‬ ‫ولو حبثنا عن هذه ا قومات يف كيان اجلمهورية الطرابلس ية‪ ،‬لوجددها حاض رة رإم‬ ‫الظروا االس تثنائية الي مرت هبا عند التش ُيل‪ ،‬فاألرا الي قامت عليها‬ ‫اجلمهورية الطرابلس ية تش مل معظم األراض ي الليبية عدا إقليم برقة الش رقي‪ ،‬وهي‬ ‫ا نطقة الغربية واجلنوبية الي كانت فعالً دت سيطرة الاهدين‪.‬‬

‫علم اجلمه ورية الطرابلسية (‪1922-1918‬م‬ ‫‪22‬‬


‫ي كيب معظم سُان ليبيا يف هذه ا ناطق صاصة اجلبل وا ناطق الساحلية ا متدة من‬ ‫مصراته إىل اليباوية الغربية‪ ،‬أما ابلنسبة إىل ا ورد االقتصادي يف اجلمهورية الطرابلسية‬ ‫فهو متوفر بشُل كاا‪ ،‬حي َّ كانت البنية األساسية للدولة من إدارة وميتسسات‬ ‫مدنية واقتص ادية وعس ُرية قائمة ابلفعل‪ ،‬إذ ور ت اجلمهورية الطرابلس ية كيادً‬ ‫جاهيباً للعمل من عدة سنوات‪ ،‬وهو حُومة مصراته الوطنية(‪.)1‬‬ ‫لقد قامت حُومة مص راته الوطنية بعد انتص ار الاهدين يف معركة القرض ابية‪ ،‬فبعد‬ ‫هذه ا عركة ونش وب ورة التطهري (مايو ‪1915‬م) مت درير مص راته بيبعامة رمض ان‬ ‫الس وبلي من س يطرة ا يطاليك يف ش هر أإس طٍ ‪1915‬م‪ ،‬ومن ذلك الوقت‬ ‫ظلت مص راته ش به عاص مة لقيادة احلركة الوطنية إىل س نة ‪1922‬م‪ ،‬وقد توىل‬ ‫رمض ان الس وبلي َعامتها‪ ،‬وهل س لطانه معظم ش رو طرابلٍ إض افة إىل منطقة‬ ‫ورفلة الي كانت تُدار بواس طة ص ديقه عبد النيب بلدري‪ ،‬وبذلك كانت حُومة‬ ‫مص راته مركيباً حلُومة قوية تش را عل مجع الض رائب والتئنيد ا جباري‪ ،‬وُا‬ ‫ميتس س اهتا ا دارية ومص انعها ا تباينة مدنية وعس ُرية وهبا مس تش فى وملحقات‬ ‫أَرى(‪ ،)2‬إضافة إىل افتتاا مدرسة لتدريج األفراد والضباخ مبنطقة ا اليطة(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬مراد أبو عئيلة القمودي‪ ،‬حُومة مصراته الوطنية‪ ،‬مُتبة اليبحف األَضر‪ ،‬مصراته‪2008 ،‬م‪ ،‬ص ‪.227‬‬ ‫(‪ )2‬مصطفى هويدي‪ ،‬اجلمهورية الطرابلسية‪ ،‬ص ‪.98‬‬ ‫(‪ )3‬علي مصطفى ا صراي‪ ،‬سعدون البطل الشهيد‪ ،‬الطبعة ‪ ،2‬ا نشةة العامة للنشر والتوَيع وا عالن‪ ،‬طرابلٍ‪1985 ،‬م‪ ،‬ص ‪.285-281‬‬

‫‪23‬‬


‫ويتض ْ ال دور الب ارَ ال ذي لعبت ه جُوم ة مص رات ه الوطني ة يف دعم اجلمهوري ة‬ ‫الطرابلس ية اجلديدة ومس اندهتا رإم الفراغ الس ياس ي والعس ُري الذي س يحد ه‬ ‫االنسحاب العثما وفق معاهدة اُدنة‪ ،‬لقد كان رمضان السوبلي رئيٍ حُومة‬ ‫مص راته يف مقدمة العاملك على إجناا اجلمهورية الطرابلس ية‪ ،‬حي َّ كانت حُومته‬ ‫بداية تُوين اجلمهورية وامتداد ُا(‪.)1‬‬

‫اثلثاً‪ :‬ظهور فكرة إنشاء اجلمهورية‪:‬‬ ‫اَتلف ا يترَون وش هود العيان وتباينت اآلراء وا واقف حول ص احب الفُرة يف‬ ‫إنش اء اجلمهورية الطرابلس ية‪ ،‬فقد ذهب حممد فيتاد ش ُري يف كتابه الس نوس ية دين‬ ‫ودول ة إىل أهن ا أفُ ار عب د الران عيبام وم ذكرات ه أكرب دلي ل على وج اه ة ه ذا‬ ‫االجتاه(‪ ،)2‬بينما يرى أاد لطفي الض اب ا ص ري الذي كان حاض راً لتلك‬ ‫األحدا يف مص راته ومش اركاً فيها إن ص احب فُرة اجلمهورية الطرابلس ية هو‬ ‫سليمان البارو ‪ ،‬وكذلك األستاذ حممد مسعود فشيُه يف كتابه اتريخ ليبيا احلدي َّ‬ ‫يرى أيضاً أن صاحب فُرة اجلمهورية الطرابلسية هو سليمان البارو ‪ ،‬مث يستدرك‬ ‫يف كتابه رمض ان الس وبلي الذي ص در بعد عش رين عاماً من ذلك التاريخ‪ ،‬وييتكد‬ ‫أبن صاحب الفُرة هو رمضان السوبلي(‪. )3‬‬ ‫(‪ )1‬مراد أبو عئيلة القمودي‪ ،‬حُومة مصراته الوطنية‪ ،‬ص ‪.228-227‬‬ ‫(‪ )2‬حممد فيتاد شُري‪ ،‬السنوسية دين ودولة‪ ،‬ص‪ ،349‬وانظر‪ :‬عبد الران عيبام‪ ،‬ا ذكرات السرية‪ ،‬ص ‪.201‬‬ ‫(‪ )3‬حممد مسعود فشيُة‪ ،‬رمضان السوبلي‪ ،‬دار الفرجا ‪ ،‬طرابلٍ‪1974 ،‬م‪ ،‬ص ‪ ،192‬وانظر‪ :‬مصطفى هويدي‪ ،‬اجلمهورية الطرابلسية‪ ،‬ص ‪.61‬‬

‫‪24‬‬


‫وقد يعود استدراك حممد فشيُة إىل حصوله على معلومات جديدة َالل العشرين‬ ‫عاماً تيتيد اجتاهه الثا ‪ ،‬وهذا أمر وارد جداً بعد ظهور مذكرات عبد الران عيبام‬ ‫الي ذكر فيها إنه هو الذي أقنع رمضان السوبلي بتبين الفُرة‪ ،‬وذكر إنه فعالً كان‬ ‫متحمساً ُا‪ ،‬وهذا كله ال يتناقع مع كون األمر كان تداوالً بك األطراا ا ذكورة‪،‬‬ ‫فقد ذهب بعع الُتاب ااد ك إىل أن فُرة اجلمهورية ظهرت من مص راته حك‬ ‫كان يتم ا عداد ُا س راً بك رمض ان الس وبلي وس ليمان البارو واألمري عثمان‬ ‫فيتاد وعبد الران عيبام‪ ،‬وكذلك احتض ان حُومة مص راته لالجتما الذي دعا إليه‬ ‫أعيان البالد وَعما ها يف مسالته(‪.)1‬‬ ‫إن ظهور فُرة إنش اء اجلمهورية الطرابلس ية جاءت مع رجو س ليمان البارو من‬ ‫ساحة اجلهاد اللييب مرسالً من قبل اخلالفة العثمانية الي َولته الوالية على طرابلٍ‬ ‫والقيادة‪ ،‬ونقص د بظهوره بعد إيابه ا فاج من س احة اجلهاد وذهابه إىل اآلس تانة‬ ‫عاص مة دار اخلالفة‪ ،‬حي َّ نيبل عن طريق إواص ة أ انية بقص ر (اد) مبص راتة يف‬ ‫مهد األتراك ُذا‬ ‫‪ 16‬أبريل ‪1916‬م (‪ .)2‬وكان رجو س ليمان البارو بعد أن َّ‬ ‫ا حلاو‪ ،‬فاستصدروا (فرمادً) مرسوماً سلطانياً من جاللة السلطان ةحلاو طرابلٍ‬ ‫ب كية‪.‬‬

‫(‪ )1‬مراد أبو عئيلة القمودي‪ ،‬حُومة مصراته الوطنية‪ ،‬ص ‪.228‬‬ ‫(‪ )2‬انظر‪ :‬رلة ا نقاذ عدد ‪ ،29‬بقلم سامل نوا‪ ،‬ص ‪.45-44‬‬

‫‪25‬‬


‫وقد جاء هذا القرار يف وقت كان الطرابلس يون حمتاجك فيه إىل ا س اعدة‪ ،‬ففرحوا‬ ‫به‪ ،‬وكانت س ياس ة ال ك واأل ان تس تهدا إذكاء در الثورة يف طرابلٍ واس تئنافها‬ ‫يف برق ة إن أمُن من طريق وجودهم يف طرابلٍ من ش غ ل أكرب ع دد ممُن من‬ ‫اجليو ا نُلييبية وا يطالية (‪.)1‬‬ ‫وقام الش يخ س ليمان البارو مبئموعة من ا جراءات ا دارية وا الية ل ش راا‬ ‫على قي ادة وتنظيم ال اه دين واجه ة درك ات اجليو ا يط الي ة‪ ،‬ويف إط ار‬ ‫التنظيمات ا دارية للوالية قام بتش ُيل اللٍ العريف الش رعي ‪-‬وكان يتُون من‬ ‫رموعة من العلماء َّ‬ ‫ليتمُنوا من حل القض اَي اجلنائية والش رعية ا علقة بس بب‬ ‫احلرب وقد ضم ذلك اللٍ كالًّ من‪:‬‬ ‫‪ 1‬الشيخ عمر ا نصوري مفتياً للوالية‪.‬‬ ‫‪ 2‬الشيخ علي اُماي قاضياً صراتة‪.‬‬ ‫‪ 3‬الشيخ حممد سعيد ا سعودي قاضياً للئبل‪.‬‬ ‫‪ 4‬الشيخ اليبروو أبو رَيص قاضياً للمنطقة الغربية‪.‬‬ ‫‪ 5‬الشيخ الشُشوكي قاضياً للنواحي األربعة‪.‬‬ ‫‪ 6‬الشيخ عبد الران َبيدة قاضياً لورفلة (‪.)2‬‬ ‫ويف تلك ا رحلة كانت األوضا العسُرية َتيل إىل صاحل الاهدين‪ ،‬فقد تصاعدت‬ ‫حركة اجلهاد ض د إيطالية‪ ،‬وقام س ليمان البارو ابالتص ال بقادة البالد وَعمائها‪،‬‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ :‬جهاد األبطال لليباوي‪ ،‬ص ‪.203‬‬ ‫(‪ )2‬انظر‪ :‬رلة ا نقاذ‪ ،‬عدد ‪ ،29‬بقلم سامل نوا‪ ،‬ص ‪.45-44‬‬

‫‪26‬‬


‫وعمل على نبذ اخلالا وتوحيد الص ف‪ ،‬وبفظ لنا التاريخ بعع الرس ائل الي‬ ‫أرسلها سليمان البارو من مصراتة إىل األعيان وا شايخ اربهم فيها بقدومه ومن‬ ‫هيتالء ا شايخ‪ :‬الشيخ سوا رئيٍ الاهدين يف العيبييبية‪:‬‬ ‫(إنه من س ليمان‪ ،‬وإنه بس م هللا الران الرحيم‪ ،‬الس الم عليُم وراة هللا وبركاته‪:‬‬ ‫عدد وهلل احلمد ‪ -‬والعود أاد ‪ -‬إىل وطننا العيبييب من دار اخلالفة العظمى‪ ،‬دملنا‬ ‫عفاريت البحر الس احبة فوو جبال األمواس اترة‪ ،‬ودت عمق مخس ك ذراعاً يف جلج‬ ‫اليم أحيادً‪ ...‬إىل أن قال‪ :‬عدد وهلل احلمد‪ ،‬ومعنا كل ما يليبم‪ ،‬واس تقبلنا أهل‬ ‫مص راتة الُرام بُل س رور وابتهاس‪ ،‬هذا وقد تفض ل أمري ا يتمنك ‪ -‬أيده هللا ‪-‬‬ ‫فةمر حُومته ةحلاو طرابلٍ الغرب بالدد ابلوالَيت العثمانية‪ ،‬واقتض ت إرادته‬ ‫السنية إرساي ألجل إجراء ال تيبات الالَمة ملُية وعسُرية‪ ،‬وتعهد أن يواي ا دد‬ ‫إىل النهاية كما تطلعون على ذلك يف منشوره العاي الشةن‪.‬‬ ‫وسنعرفُم من مركيب مسالتة بعد ا ذاكرة مع البطل الغيور رمضان بك ومن معه من‬ ‫األبطال عن ا ُان واليوم الذي يص ري فيه االجتما العمومي إن ش اء هللا‪ ،‬فانتظروا‬ ‫جوابنا‪ ،‬والسالم األسىن على العلماء األفاضل وا شايخ ورجالُم الُرام) (‪.)1‬‬ ‫‪19‬ذي اِلجة سنة (‪ 1334‬ه‬ ‫من حخيكم سليمان الباروين‬

‫(‪ )1‬انظر‪ :‬جهاد األبطال‪ ،‬ص ‪.205‬‬

‫‪27‬‬


‫وقبل س فره إىل مس التة أرس ل كتاابً يف ‪ 28- 27‬ذي احلئة س نة ‪ 1334‬ه إىل‬ ‫حممد إدريٍ الس نوس ي يطلب منه االنس حاب من س رت قطعاً للفتنة والنيبا ‪ ،‬وقد‬ ‫ذكرد النص كامالً (‪ )1‬يف الص فحات الس ابقة يف احلدي َّ عن اجلمهورية وداللة‬ ‫االسم‪.‬‬ ‫رد عليه السيد حممد إدريٍ برسالة قال فيها‪:‬‬ ‫وقد َّ‬ ‫"‪ ...‬وذكرمت نيبول عس اكرد بس رت فص حيْ ذلك قبل قدومُم‪ ،‬إذا كانت الفنت‬ ‫أبي كان‪ ،‬قال‬ ‫مش تعلة بك الس وبلي وترهونة‪ ،‬فةجربد احلال على أن نطفئها ّ‬ ‫تعاىل‪﴿ :‬وإِ ْ ِ ِ‬ ‫جرات‪ :‬اآلية ‪ ،]9‬وذكر اآلية‪ ،‬فةرس لنا اجليش ونيبل‬ ‫ن طاائ افاتان﴾ [س ورة اِلُ َ‬ ‫ا‬ ‫بسرت من دون إذن أحد‪ ...‬وها حنن أمردهم أبن يقفوا ابلقصر‪.‬‬ ‫وحنن ال إرا لنا إال اداد ا س الم وختليص رقاب ا س لمك فق ‪ ،‬كما أننا أنمل‬ ‫من جانبُم معاونتنا على إطفاء الفنت‪ ...‬وحنن وأنتم ال فرو بيننا‪ ،‬لُنا قص دد‬ ‫شريف وحمارب دت الراية ا سالمية العثمانية" (‪.)2‬‬ ‫‪ 8‬حمرم سنة (‪ 1335‬ه‬ ‫حممد إدريس بن السيد املهدي‬

‫(‪ )1‬ا صدر السابق‪.‬‬ ‫(‪ )2‬انظر‪ :‬جهاد األبطال‪ ،‬ص ‪.206‬‬

‫‪28‬‬


‫كانت تركيا حريص ة على دعم ورة ليبيا يف تلك األَيم‪ ،‬ولذلك أرس لت األمري‬ ‫عثمان فيتاد قائداً عاماً بدل البارو يف مارس ‪1918‬م‪ ،‬وكان يف ص حبته البارون‬ ‫فريد فون توندروا األ ا الذي جاء معه فريق فين لتس يري التلغراا الالس لُي‪،‬‬ ‫وكان األمري عثمان بمل لقب القائد األعلى للقوات ا فريقية(‪.)1‬‬ ‫جاء األمري عثمان فيتاد إىل مص راتة يف مارس عام ‪1918‬م‪ ،‬لتنفيذ س ياس ة متفق‬ ‫عليها بك ال ك واأل ان لتغذية الثورة يف طرابلٍ ض د الطليان‪ ،‬حىت إذا ما وافقوا‬ ‫حاولوا أن َتتد الثورة إىل برقة ل إارة على ا نُلييب يف مصر مرة اثنية‪.‬‬ ‫وكان مما تنطوي عليه هذه الس ياس ة إحياء فُرة مجهورية هال إفريقية الي قامت‬ ‫من أجلها ورة احلامة بتونٍ عام ‪1915‬م‪ ،‬وقد وجدوا من نش اخ الطرابلس يك ما‬ ‫شئعهم على ا ض ّي يف العمل من أجلها‪.‬كان االستعمار الفرنسي يف هال إفريقيا‬

‫مضرب ا ثل يف االستبداد اب سلمك وا ساءة إليهم‪ ،‬وكان األحرار من التونسيك‪،‬‬

‫واجليبائريك‪ ،‬وا راكش يك يفُرون دائماً يف التدلص من هذا الُابوس الذي جثم‬ ‫على ص دورهم‪ ،‬وس لب حقوقهم‪ ،‬وقد انتهيبوا فرص ة نش وب احلرب يف عام‬ ‫‪1914‬م‪ ،‬فةلف مجاعة منهم يف اآلس تانة وفداً أَذ يعمل نش اء مجهورية هال‬ ‫أفريقيا ينضوي دت لوائها من حدود مصر إىل حدود حبر الظلمات‪.‬‬

‫(‪ )1‬انظر‪ :‬حممد ا رَوقي‪ ،‬عبد النيب ابخلري‪ ،‬داهية السياسة وفارس اجلهاد‪ ،‬ص ‪.102‬‬

‫‪29‬‬


‫وكان يف مقدمة هيتالء الس ادة الاهدين الس يد علي ابش ا حنبه‪ ،‬والش يخ ص احل‬ ‫الش ريف‪ ،‬والش يخ إمساعيل الص فا ي‪ ،‬وهيتالء الثال ة من تونٍ‪ ،‬ومعهم مجاعة من‬ ‫اجليبائريك وا راكش يك‪ ،‬وَار الوفد دظر اخلارجية العثمانية‪ ،‬وأبلغه رإبة س ُان هال‬ ‫إفريقية يف االس تقالل‪ ،‬وإنش اء مجهورية أفريقيا متحدة‪ ،‬وطلبوا منه إبالغ ذلك إىل‬ ‫أ انيا والنمس ا رمسياً‪ ،‬وأن يس مْ ُم ابلس فر إىل برلك وفيينا لبس‬

‫مطالبهم‬

‫واحلصول على الوعود وا ساعدات الالَمة‪.‬‬ ‫وعرا اق اا الوفد على س فري أ انية يف تركية‪ ،‬فةبلغه أبن حُومته ال تتعهد ألبناء‬ ‫هال إفريقية ابالس تقالل إال إذا اثروا على الفرنس يك الذين بتلون بالدهم‪ ،‬وإادر‬ ‫الوفد اآلس تانة عقب ذلك إىل برلك وَار وَارة اخلارجية األ انية‪ ،‬وقدم طلباته‪،‬‬ ‫فقبلتها وس ئلتها رمسياً‪ ،‬كما اع فت هبا النمس ة وتركيا أيض اً‪ ،‬فُان ذلك أول‬ ‫اع اا دوي ابجلمهورية ا فريقية ا تحدة يف هال إفريقية‪ .‬وقص د الوفد بعد ذلك‬ ‫إىل الهاي مقر ااُمة الدولية‪ ،‬فس ئل هذا االع اا يف س ئالهتا ألن عص بة‬ ‫األمم مل تُن أنشئت إذ ذاك‪.‬‬ ‫وتنفيذاً لرإبة األ ان يف الثورة على الفرنس يك‪ ،‬ورجاء الوفاء مبا وعدوا به الوفد من‬ ‫ا س اعدة‪ ،‬وإمداد الثورة مبا يليبمها من ا ال وآالت احلرب وإنش اء مجهورية هال‬ ‫إفريقيا قامت ورة احلامة عام ‪1915‬م‪ ،‬فاضطرت فرنسا إىل أن ترسل من جيشها‬ ‫ال ك ألف اً مخ اد الثورة‪ ،‬وق د اَتريت احل ام ة مُ ادً للثورة لقرهب ا من احل دود‬ ‫الطرابلسية‪ ،‬وليسهل االتصال هبا واالستناد إليها‪ ،‬وكانت إذ ذاك على أشدها‪ ،‬وقد‬ ‫‪30‬‬


‫قام هبذه الثورة الش يخ س عيد دابن من أعيان جنوب تونٍ‪ ،‬وممثله يف اجلمعية‬ ‫الش ورية‪ ،‬فةإار على مراكيب الفرنس يك يف احلامة‪ ،‬وقد تداركها الفرنس يك جبيوش هم‪،‬‬ ‫فةمخدوها يف مدة مخسة أَيم‪ ،‬وأسفرت عن قتل الشيخ سعيد وابنه وَادمه‪ ،‬ومجاعة‬ ‫من رجاله‪ ،‬وعن حنو مئة قتيل من الفرنسيك‪ .‬وانتقم الفرنسيون ممن وقعوا يف أيديهم‬ ‫من أنص ار الش يخ س عيد ابلقتل والش نق والس ئن‪ .‬والتئة كثري منهم إىل احلدود‬ ‫الطرابلس ية‪ ،‬وجاهدوا مع الطرابلس يك‪ ،‬وكانوا يس موهنم ا هاجرين‪ ،‬وكان كبريهم‬ ‫الشيخ الوحيشي راه هللا (‪.)1‬‬ ‫إن هذه الثورة‪ ،‬وهذه الدعوة لقيام مجهورية هال إفريقيا دتاس إىل دراس ة واعية‪،‬‬ ‫متةنية‪ ،‬عميقة‪ ،‬لعل األجيال تس تلهم دروس اً من ا اض ي وجتعلها نرباس اً ُا يف‬ ‫ا ستقبل‪.‬‬ ‫كانت احلرب إذ ذاك قائمة يف جيبيرة العرب بك ا نُلييب والعرب من دحية‪ ،‬وبك‬ ‫ال ك من دحي ة أَرى‪ ،‬ومل يط ل األمر حىت رجح ت كف ة ا نُلييب على ال ك‪ ،‬مث‬ ‫اش تد الض غ عليهم من اجليو العربية وا نُلييبية يف الش ام‪ ،‬وتالحقت عليهم‬ ‫اُيبائم‪ ،‬ودطمت جيوش هم‪ ،‬وض عفت عيبائمهم‪ ،‬واض طروا لالس تس الم‪ ،‬وعقد ال ك‬ ‫واحللفاء معاهدة جيبيرة موندروس يف ‪ 31‬أكتوبر س نة ‪1918‬م تعهدت فيها‬ ‫بس حب جيوش ها من مجيع البالد‪ ،‬ومما جاء يف هذه ا عاهدة مما يتعلق بطرابلٍ يف‬ ‫ا ادة ‪ ( :17‬ب على مجيع الض باخ ال ك يف طرابلٍ الغرب أن يس لموا أنفس هم‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ :‬جهاد األبطال‪ ،‬ص‪ .‬ص‪.219 -218‬‬

‫‪31‬‬


‫إىل أقرب مركيب إيطاي‪ ،‬و ب على تركيا أن تقطع األرَاو وا س اعدات وكل ص لة‬ ‫مع هيتالء إذا مل يذعنوا ويسلموا)‪.‬‬ ‫وجاء يف ا ادة ‪( :19‬تسلم مجيع ا وان يف طرابلٍ ومصراتة إىل أقرب قائد جليو‬ ‫احللفاء)‪.‬‬ ‫وكانت هذه ا عاهدة آَر س الا اس تعمله احللفاء لقطع ص لة ال ك ابلعرب‪ ،‬كما‬ ‫كانت آَر عهد العرب بدولة آل عثمان الي تفُ​ُت أوص اُا‪ ،‬وتراَت هبا‬ ‫احلياة‪ ،‬وَال ظلها بعد أن حُمتها ‪416‬سنة‪ ،‬من عام ‪ 922‬ه إىل ‪1338‬ه مل‬ ‫تنقطع ص لتها هبا‪ ،‬حىت وص لت يف آَر عهدها إىل أح الدركات‪ ،‬وطوى التاريخ‬ ‫صفحاته على ماُا وما عليها (‪ ،)1‬ولقد تعرضت للدولة العثمانية يف كتايب السادس‬ ‫(الدولة العثمانية عوامل النهوا وأسباب السقوخ)‪.‬‬ ‫إن هلل س بحانه وتعاىل س نناً اثبتة يف حركة ا نس ان يف هذا الُون‪ ،‬وهذه الس نن‬ ‫عرفنا عليها القران الُر ‪-‬ذات ارتباخ و يق بقض ية ا ميان والُفر‪ ،‬والعدل‬ ‫كما ّ‬

‫والظلم‪ ،‬وقض اَي الس لوك االجتماعي واألَالقي للمئتمعات البش رية‪ ،‬والذي بدد‬

‫لنا اجتاهات الس نن الرابنية هو القران الُر فهو الذي عرفنا ابخلري والش ر وابحلق‬ ‫والب اط ل‪ ،‬والع دل والظلم (‪ ،)2‬وق د بك لن ا القران الُر أن احلي اة اُ ادئ ة ا ب ارك ة‬ ‫اآلمنة ال تُون إال يف ظل ا ميان والتقوى واالس تقامة على منهج هللا تعاىل‪ .‬هو‬ ‫(‪ )1‬ا صدر السابق نفسه‪ ،‬ص ‪.320-319‬‬ ‫(‪ )2‬انظر‪ :‬علي حممد حممد الصاليب‪ ،‬صفحات من اتريخ ليبيا ا سالمي‪ ،‬دار البيارو‪ ،‬عمان‪ ،‬الطبعة األوىل‪1998 ،‬م‪ ،‬ص ‪.83‬‬

‫‪32‬‬


‫القائل س بحانه‪ ﴿ :‬اولا ْو أ َّ‬ ‫الس ام ِاء‬ ‫ان أ ْاه ال الْ ُقارى اآمنُوا اواتَّ اق ْوا لاافتا ْحناا اعلاْي ِه ْم بااراكات ِم ان َّ‬ ‫اواأل ْار ِ‬ ‫ألعراف‪ :‬اآلية ‪.]96‬‬ ‫ا اولا ُِ ْن اك َّذبُوا فاةا اَ ْذ اد ُه ْم ِمباا اكانُوا يا ُْ ِسبُو ا‬ ‫ن*﴾ [سورة ا َ‬ ‫وإن ا عراا عن منهج هللا وترك العمل بش ريعته ييتدي ابألمة إىل مدارك اُالك‪،‬‬ ‫وض نك احلياة ا ادية منها والنفس ية‪ ،‬ويرفع التمُك والنص ر‪ ،‬وتنيبل اُيبمية واخلذالن‬ ‫بس بب ا عاص ي‪ ،‬والذنوب‪ ،‬والُبائر‪ ،‬واالبتعاد عن ص راخ هللا ا س تقيم وحبله‬ ‫ا تك‪.‬‬ ‫لق د ك ان لس قوخ تركي ا يف احلرب الع ا ي ة األوىل أ ر س ِّيء على حرك ة اجله اد‬

‫بطرابلٍ‪ ،‬وس اهم َرب س قوطه ا يف إمخ اد ج ذوة احلم اس‪ ،‬وب َّ يف قلوب‬ ‫الطرابلسيك الوهن‪ ،‬وأفيبعهم كثرياً على مصريهم ا ظلم‪.‬‬ ‫وس رعان ما انتش ر َرب هيبمية تركية يف مص راتة‪ ،‬وامتد منها إىل إريها‪ ،‬فاض طربت‬ ‫أحوال الناس‪ ،‬وهاجت نفوسهم‪ ،‬وتشوشت أفُارهم‪.‬‬ ‫كان س قوخ الدولة العثمانية س بباً رئيس ياً يف والدة مش رو اجلمهورية الطرابلس ية‪،‬‬ ‫وطرحت على بس اخ البح َّ‪ ،‬واش ك فيها رمض ان بك‪ ،‬وعيبام بك‪ ،‬والبارو‬ ‫ابش ا‪ ،‬واألمري عثمان‪ ،‬واتار بك كعبار‪ ،‬وانتهت نتائج ا باحثات اب وافقة على‬ ‫فُرة أتس يٍ اجلمهورية‪ ،‬وأرس لت الدعوة إىل ر س اء القبائل وَعمائها وش يوَها‬ ‫ابس م األمري عثمان لعقد اجتما عام يف مس التة عالن اجلمهورية‪ ،‬ويف يوم‬ ‫الس بت الثال َّ عش ر من ص فر عام ‪1337‬ه ‪ ،‬ا وافق ‪16‬نوفمرب عام ‪1918‬م‬ ‫‪33‬‬


‫اجتمعت الوفود الطرابلسية يف جامع الابرة مبسالتة‪ ،‬وهو أكرب جامع فيها‪ ،‬وحضر‬ ‫األمري عثمان فيتاد‪ ،‬وأَرب ا يتَترين أن األس تاذ عبد الران عيبام بك س يدطب فيهم‬ ‫ابلنيابة عنه‪ ،‬وأنه سيتحد نيابة عنه‪ ،‬وطلب منهم ا وافقة على ما سيطلبه منهم‪.‬‬ ‫ح َّ فيها الناس على وحدة الص ف‪ ،‬ونبذ‬ ‫وَطب األس تاذ عيبام َطبة ميت رة َّ‬ ‫اخلالا‪ ،‬وعلى العمل اجلاد للوص ول إىل اس تقالل البالد‪ ،‬وطرد الغيباة‪ ،‬مث طرا‬ ‫عليهم فُرة إنشاء حُومة وطنية تتوحد فيها الُلمة‪ ،‬وتتوىل أمور البالد‪ ،‬وتنظر يف‬ ‫ش يتون األمة‪ ،‬فلقيت الفُرة اس تئابة من اجلميع‪ ،‬وإمجاعاً بدون َالا‪ ،‬ومسيت‬ ‫اجلمهورية الطرابلسية (‪ ،)1‬وأجريت االنتداابت يف احلال الَتيار أعضاء اجلمهورية‪،‬‬ ‫فةسفرت االنتداابت عن تشُيل رالٍ الدولة يف اجلمهورية الطرابلسية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫رلٍ إدارة اجلمهورية‪.‬‬

‫‪‬‬

‫رلٍ شورى اجلمهورية‪.‬‬

‫‪‬‬

‫رلٍ اجلمهورية الشرعي‪.‬‬

‫(‪ )1‬جهاد األبطال‪ ،‬ص ‪.224‬‬

‫‪34‬‬


‫رابعاً‪ :‬تشكيل جمالس الدولة‬

‫اجلمهورية الطرابلسية‪:‬‬

‫كانت اجلمهوريّة الطرابلسيّة ذات مست ميتسسي إىل حد ما‪ ،‬إالّ ّأهنا‬

‫الوقت‬

‫ويف نفٍ‬

‫قامت يف األساس على قاعدة دالفات األعيان والقبائل‪ ،‬وبنت هياكلها‬

‫كما ّأهنا مل ديبم‪-‬بش ُل هنائي ‪-‬‬ ‫مبراعاة هذه القاعدة أكثر من ّ‬ ‫أي ش يء آَر‪ ،‬ا‬ ‫مسةلة الصرا على مقعد الرائسة‪ ،‬وال أقامت هياكل صنع القرار وميتسسات اختاذه‬ ‫على أسٍ تنظيميّة صحيحة‪.‬‬ ‫حي َّ قامت اجلهورية الطرابلس يّة على َتثيل عش ائري ومقامسة األدوار بعدما اتفق‬

‫رموعة من األعيان وعدد من مش ايخ القبائل يف بلدة مس الته على أتس يٍ‬

‫اجلمهوريّة‪ ،‬ومل َتع هذه اجلمهورية يف بناء ّس لطاهتا على أس ٍ االنتداب ا مثلة‬

‫كما ّأهنا مل تعرا مس ةلة أتس يٍ‬ ‫لُافة النَّاس إّ ا اكتفت ابنتداب الالٍ ا عينة‪ ،‬ا‬

‫الشعب‪ ،‬ومل تشركهم يف اَتيار ا مثلك الذين ينوبون عنهم‪.‬‬ ‫اجلمهورية على ّ‬ ‫تشكيل جملس إدارة اجلمهورية‪:‬‬

‫وكان أعضاء هذا اللٍ أربعة من أقوى اليبعماء نفوذاً على سُان منطقتهم وهم‪:‬‬ ‫ سليمان عبد هللا البارو (منطقة اجلبل)‪.‬‬‫ رمضان الشتيوي السوبلي (منطقة مصراته)‪.‬‬‫ أاد بك ا ريع (منطقة ترهونه)‪.‬‬‫‪35‬‬


‫ عبد النيب بلدري (منطقة ورفله)‪.‬‬‫كانت مجيع القرارات واألوامر الص ادرة من هذا اللٍ‪َُ ،‬تض ى أبمساء األعض اء‬ ‫األربعة‪ ،‬إظهاراً الداد أص حاهبا وتقويةً العتمادها بك الناس‪ ،‬وانتدب إىل جانب‬ ‫األربعة مراقب ومدير ماي الية اجلمهورية‪ ،‬هو َعيم إرَين اتار بك كعبار‪ ،‬وكان‬ ‫ذا قافة عص رية عالية درس ها اب عاهد ال كية‪ ،‬وكان أحد نواب طرابلٍ يف الرب ان‬ ‫العثما ةس تانبول‪ ،‬وجعل األس تاذ عبد الران عيبام مس تش اراً لش يتون اجلمهورية‪،‬‬ ‫وارتب مبئلٍ ا دارة مجيع ا وظفك‪ ،‬وشيتون اجلهاد‪ ،‬واألمور االجتماعية‪.‬‬ ‫جملس شورى اجلمهورية‪:‬‬ ‫ش ُلت اُيئة الثانية وهي رلٍ ش ورى اجلمهورية‪ ،‬والغاية من إ اده مس اندة‬ ‫رلٍ ا دارة احلُومية‪ ،‬يف قيامها أبعمال وواجبات تشبه إىل حد ما وظائف‬ ‫رلٍ النواب‪ ،‬والش يول يف البلدان األَرى‪ ،‬ذات األنظمة الدس تورية‪ ،‬وقد أتلف‬ ‫هذا اللٍ من أربعة وعش رين عض واً‪ ،‬ض م كافة أعيان اجلهات من فيبان جنوابً إىل‬ ‫العئيالت هاالً‪ ،‬ومن سرت شرقاً إىل دلوت وإدامٍ إرابً‪.‬‬ ‫واَتاروا الاهد الُبري‪ ،‬الش يخ حممد بك ُس وا َعيم قبيلة اااميد وحفيد إومة‬ ‫اامودي ص احب الثورة الُبرية ض د ال ك رئيس اً للٍ الش ورى‪ ،‬ودئبه بىي بك‬ ‫البارو ‪ ،‬شقيق سليمان البارو (‪ .)1‬وأما أعضاء رلٍ شورى اجلمهورية هم (‪:)2‬‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ :‬رمضان السوبلي‪ ،‬حممد فشيُة‪ ،‬ص‪ .‬ص‪.196-195‬‬ ‫(‪ )2‬انظر‪ :‬جهاد األبطال‪ ،‬ص ‪.226-225‬‬

‫‪36‬‬


‫م‬

‫االسم‬

‫الوظيفة‬

‫‪1‬‬

‫الش يخ حممد سوا‬

‫رئيٍ‬

‫بك‬

‫اللٍ‬

‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬

‫دئباً‬

‫بىي عبد هللا البارو‬

‫للرئيٍ‬

‫الشيخ عبد الصمد‬

‫عضواً‬

‫النعاس‬ ‫‪4‬‬

‫الشيخ مف تاا‬

‫عضواً‬

‫ال يُي‬ ‫‪5‬‬

‫الشيخ علي بن‬

‫عضواً‬

‫رحاب‬ ‫‪6‬‬

‫احلاس حممد بن‬ ‫َليفة‬

‫‪7‬‬

‫عبد السالم اجل ّداميي‬ ‫‪37‬‬

‫املنطقة‬ ‫ال يباوية‬ ‫ال ئبل‬ ‫تره ونة‬ ‫مسالتة‬ ‫قماطة‬

‫عضواً‬

‫الساحل‬

‫عضواً‬

‫َلينت‬


‫‪8‬‬

‫احلاس علي ال منقو‬

‫عضواً‬

‫مصراته‬

‫‪9‬‬

‫احلاس حممد ا نتصر‬

‫عضواً‬

‫سرت‬

‫‪10‬‬

‫مفتاا التايب‬

‫عضواً‬

‫أورفلة‬

‫‪ 11‬السيد حممد بن بشري‬

‫عضواً‬

‫أوالد أيب سيف‬

‫‪ 12‬عبد الران بن بركان‬

‫عضواً‬

‫مرَو – فيبان‬

‫‪13‬‬

‫حممد بن أاد‬

‫عضواً‬

‫الفايدي‬ ‫‪14‬‬

‫ال شيخ احلبيب عيب‬

‫الشاط‬

‫عضواً‬

‫إ دامٍ‬

‫‪ 15‬إبراهيم أبو االحباس‬

‫عضواً‬

‫اجلبل‬

‫‪16‬‬

‫احلاس حممد فُيين‬

‫عضواً‬

‫الرجبان‬

‫‪17‬‬

‫ال شيخ أاد البدوي‬

‫عضواً‬

‫ال يبنتان‬

‫‪18‬‬

‫سامل الربشوشي‬

‫عضواً‬

‫يفرن – اجلبل‬

‫‪19‬‬

‫علي بن عبد الرحيم‬

‫عضواً‬

‫كُله‬

‫الدين‬

‫‪38‬‬


‫‪20‬‬

‫ال شيخ شط يبة‬

‫‪21‬‬

‫ال شيخ على بن‬

‫عضواً‬ ‫عضواً‬

‫ت نت و‬ ‫‪22‬‬

‫الشيخ عبد الران‬

‫عضواً‬

‫شاليب‬ ‫‪23‬‬ ‫‪24‬‬

‫عضواً‬

‫الشيخ علي شاليب‬ ‫الشيخ عبيدة‬

‫عضواً‬

‫اائويب‬

‫إرَين‬ ‫ورشفانة‬ ‫من اليباوية‬ ‫من النواحي‬ ‫األربعة‬ ‫صرمان‬ ‫والعئيالت‬

‫جملس اجلمهورية الشرعي‪:‬‬ ‫عُرفت اُيئة الثالثة ابس م رلٍ اجلمهورية الش رعي‪ ،‬وكانت أعماله وأحُا مه‬

‫القض ائية وفقاً ألحُام الفقه ا س المي‪ ،‬على مذهب ا مام مالك وعُْرا تقاليد‬

‫البالد‪ ،‬وأسندت عضويته إىل أربعة من كبار العلماء‪ ،‬وهم‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫الشيخ اليبروو بوَريص من إرَين‬

‫‪-‬‬

‫الشيخ حممد ا مام من اليبنتان‬ ‫‪39‬‬


‫‪-‬‬

‫الشيخ عمر ا ساوي من اليباوية‬

‫‪-‬‬

‫الشيخ اتار الشُشوكي من مدينة طرابلٍ (‪.)1‬‬

‫مؤشرات ودالالت اِلدث‪:‬‬ ‫كان الَتيار اس م اجلمهورية داللة واض حة على اطال الليبيك يف ذلك الوقت‬ ‫على أنوا األنظم ة الس ائ دة يف الع امل ومنه ا‪ :‬النظ ام اجلمهوري‪ ،‬و طالو لفظ‬ ‫الشورى داللته اخلاصة الي توحي ابلتةصيل والتمسك اب صطلْ‪ ،‬وما يضيفه ذلك‬ ‫ا صطلْ من أبعاد إسالمية واتراية‪ ،‬كما تدلنا على معرفة األجداد ألمهية الشورى‪،‬‬ ‫وأهنا من قواعد النظام ا سالمي الي تساهم يف إقامة التمع ا سلم‪.‬‬ ‫َّ ِ‬ ‫الص الااة اوأ ْامُرُه ْم ُش اورى باْي نا ُه ْم اوِممَّا‬ ‫اس تا ائابُوا لِارّهبِ​ِ ْم اوأاقا ُاموا َّ‬ ‫ين ْ‬ ‫قال تعاىل‪ ﴿ :‬اوالذ ا‬ ‫اه ْم يُْن ِف ُقو ان *﴾ [سورة الشورى‪ :‬اآلية ‪.]38‬‬ ‫اراَقْ نا ُ‬ ‫لقد قرنت اآلية الُرمية الش ورى بك ا س لمك ةقامة الص الة‪ ،‬فدل ذلك على أن حُم‬ ‫الشورى كحُم الصالة واجبة شرعاً‪ ،‬فُذلك الشورى واجبة شرعاً (‪.)2‬‬ ‫إن هذه اآلية قد نيبلت يف سورة ُِمسّيت سورة الشورى‪ ،‬وهي مُية‪ ،‬ولقد جاءت ميتكدة‬ ‫أن تُون الش ورى ص فة مالَمة للئماعة ا س المية‪ ،‬وس لوكاً اجتماعياً ال يغادرهم قبل‬ ‫قيام الدولة ا سالمية وبعد قيامها‪ ،‬فإن كلمة من ألفاظ العموم تشمل مجيع شيتوهنم يف‬ ‫احلياة العامة‪ ،‬وا ش كة (‪.)3‬‬ ‫(‪ )1‬رمضان السوبلي‪ ،‬فشيُة‪ ،‬ص ‪.199‬‬ ‫(‪ )2‬انظر‪ :‬حممد عبد القادر أبو فارس‪ ،‬النظام السياسي يف ا سالم‪ ،‬دار الفرقان‪ ،‬عمان‪-‬األردن‪ ،‬الطبعة الثانية‪١٩٨٦ ،‬م‪ ،‬ص ‪.90‬‬ ‫(‪ )3‬انظر‪ :‬فقه التمُك يف القران الُر ‪ ،‬للصاليب‪ ،‬ص ‪.447‬‬

‫‪40‬‬


‫كما أن اعتماد طريقة ال ش يْ واالنتداب كوس يلة مثلى لتوي ا س يتولية والوص ول‬ ‫إىل ا ناص ب الس ياس ية اُامة يف الدولة إش ارة وداللة على اهتمام األجداد هبذا‬ ‫ا بدأ رإم أن الف ة كانت ف ة جهاد وحرب واستنفار‪.‬‬ ‫كما أن اَتيار ا سئد (جامع الابرة) لالجتما وإجراءات ال شيْ واالنتداابت‪،‬‬ ‫واالتفاو على إقامة اجلمهورية‪ ،‬والتعهد ةقامة العدل‪ ،‬ييتكد على أن نظرة الاهدين‬ ‫للئامع ال تقتص ر على اعتباره مُادً للعبادة فق ‪ ،‬وإ ا هو حملٌّ للعمل الس ياس ي‪،‬‬ ‫والنش اخ االجتماعي‪ ،‬واحلُم القض ائي‪ ،‬كانت مس اجد بالدد عامرًة ابلنش اطات‬ ‫الشاملة‪ ،‬ونرجو من هللا تعاىل أن يوفق ا سلمك للعمل الد وب حىت ترجع ا ساجد‬ ‫شعلة نور‪ ،‬وحمضن تربية‪ ،‬ومنرباً للدعوة إىل هللا‪.‬‬ ‫إن ا س اجد يف بالدد أص بحت يف أحس ن أحواُا مقتص رة على أداء الص لوات‬ ‫فيها‪ ،‬وجردت من مهامها األَرى‪ ،‬وإن ما قام به األجداد من االلتقاء واالجتما‬ ‫دليل على معرفتهم لوظائف ا سئد يف األمة‪.‬‬ ‫يف مسئد الابرة يف مسالتة ٌ‬ ‫لقد كان ا س ئد يف عهد رس ول هللا ص لى هللا عليه وس لم مُان االجتما العام‬ ‫الذي كانت جلس ات الش ورى تعقد فيه‪ ،‬وكان يتم فيه توَيع العطاَي‪ ،‬كما كانت‬ ‫التربعات جتمع للمحتاجك ‪...‬إىل آَره‪.‬‬

‫‪41‬‬


‫ومن األدلة على ذلك‪:‬‬ ‫اس تش ارة النيب ص لى هللا عليه وس لم أص حابه رض ي هللا عنهم يف إيبوة أحد‪ ،‬فقد‬ ‫اس تش ارهم يف ا س ئد بعد ص الة اجلمعة‪ ،‬وكان رأيه ص لى هللا عليه وس لم أن يبقى‬ ‫ِ‬ ‫متحص نك داَل ا دينة‪ ،‬لُن األإلبية من الش باب كانت تفض ل مالقاة‬ ‫ا س لمون‬ ‫ّ‬ ‫ا ش ركك َارس ا دينة حىت ال يفوهتم أجر الش هادة يف س بيل هللا الذي فاهتم يوم‬ ‫بدر‪ ،‬وقد فض ل النيب ص لى هللا عليه وس لم النيبول عند رإبتهم أَرياً‪ ،‬فدرس القاة‬ ‫ا شركك َارس ا دينة (‪.)1‬‬ ‫إن األدلة يف هذا ا عىن كثرية‪ ،‬ومن أراد التوس ع فعليه مراجعة كتاب الدكتور حممد‬ ‫أاد (كيف نعيد للمسئد مُانته؟)‪.‬‬ ‫كما أن تش ُيل اللٍ الش رعي للنظر يف قض اَي اجلمهورية الوليدة‪ ،‬وا دالفات‬ ‫واجلناَيت بك ا واطنك‪ ،‬ودديد العلماء الذين يش رفون على هذه ا همة لداللة‬ ‫قاطعة على اح ام األجداد للعلماء والفقهاء‪ ،‬وعلى حرص هم على جعل الش ريعة‬ ‫ا س المية هي الدس تور للئمهورية مما ييتكد اجتهاد الليبيك األص يل‪ ،‬وعدم جناا‬ ‫الغيبو الفُري يف ذلك الوقت يف التة ري على اَتيارات ا واطنك النابعة من عقيدهتم‬ ‫ودينهم وترا هم ا سالمي العظيم‪.‬‬

‫(‪ )1‬انظر‪ :‬صحيْ البداري‪ ،‬كتاب االعتصام‪.162/8 ،‬‬

‫‪42‬‬


‫إن من أَطر عوائق النهوا ابألمم‪ :‬إي اب القي ادة الرابني ة‪ ،‬وذل ك أن ق ادة األم ة‬ ‫عص ب حياهتا‪ ،‬ومبنيبلة الرأس من جس دها‪ ،‬فإذا ص لْ القادة ص لحت األمة‪ ،‬وإذا‬ ‫فسد القادة صار هذا الفساد إىل األمة‪ ،‬ولقد فطن أعداء ا سالم ألمهية القيادة يف‬ ‫حياة األمة ا س المية‪ ،‬ولذلك حرص وا كل احلرص على أال ميُنوا القيادات الرابنية‬ ‫أَمة احلُم يف األمة ا س المية ففي َطة لويٍ‬ ‫من امتالك نواص ي األمور‪ ،‬و َّ‬ ‫التاس ع أوص ى بعدم َتُك البالد ا س المية والعربية من أن يقوم هبا حاكم ص احل‪،‬‬ ‫كما أوص ى ابلعمل على إفس اد أنظمة احلُم يف البالد ا س المية ابلرش وة‪،‬‬ ‫والفساد‪ ،‬والنساء‪ ،‬حىت تنفصل القاعدة عن القمة (‪.)1‬‬ ‫إن العمل الس ياس ي عندما يُون َال من العلماء الرابنيك ال تتحقق مثاره ا رجوة‪.‬‬ ‫إن العلماء الرابنيك هم الذين جعل هللا عيب وجل عماد الناس عليهم يف الفقه والعلم‬ ‫وأمور ال دين وال دني ا‪ ،‬والعلم اء وهم‪ :‬أئم ة ال دين‪ ،‬دلوا ه ذه ا نيبل ة العظيم ة‬ ‫ِ ِ‬ ‫ص اربُوا اواكانُوا‬ ‫ابالجتهاد‪ ،‬والص رب‪ ،‬واليقك ﴿ او اج اعْلناا مْن ُه ْم أائ َّمةً يا ْه ُدو ان ِأب ْام ِراد لا َّما ا‬ ‫[السج َدة‪ :‬اآلية ‪.]24‬‬ ‫ن﴾ َّ‬ ‫ِ​ِب اَيتِناا يُوقِنُو ا‬ ‫إن العمل الس ياس ي يف بالدد َال من العلماء الرابنيك‪ ،‬وكةن العامل الراب والعمل‬ ‫الس ياس ي طريف نقيع وهذا فهم َاط ‪ ،‬بل اتريخ األمة يف ص راعها بك احلق‬ ‫والباطل‪ ،‬واُدى والضالل‪ ،‬والنور والظالم‪ ،‬خلري دليل على دور العلماء الرابنيك يف‬ ‫حركة النهوا‪.‬‬ ‫دمروا ا سالم أبيدوا أهله‪ ،‬الطبعة الثانية‪1395 ،‬ه ‪1974-‬م‪ ،‬ص ‪.63‬‬ ‫(‪ )1‬جالل العامل قادة الغرب يقولون‪ّ :‬‬

‫‪43‬‬


‫وال ب َّد من التفريق بك العلم اء‪ ،‬وا فُرين‪ ،‬وا ثقفك‪ ،‬إن مفُري األم ة ُم‬ ‫مُانتهم‪ ،‬وقد نفع هللا هبم نفعاً كبرياً‪ ،‬ولُنهم مع ذلك لن يغنوا عن العلماء ش يئاً‬ ‫إال يف حدود علمهم وقدراهتم‪ ،‬كما أن ا ثقفك‬

‫وهم فئة من األَيار الصاحلك‬

‫ذوو ختص ص ات علمية برَوا فيها‪ ،‬س واء يف العلوم التئريبية مثل‪ :‬الطب واُندس ة‬ ‫والُيمياء‪ ،‬أو يف العلوم ا سماة ب (العلوم ا نسانية) مثل‪ :‬علم النفٍ وعلم ال بية‬ ‫وعلم االجتما ‪ ،‬فهيتالء وإن ُِ‬ ‫ا اد ُم ختص ص هم يف مثل هذه العلوم فص اروا مرجعاً‬ ‫فيها‪ ،‬فإهنم إري اتص ك يف العلوم الش رعية‪ ،‬وهم يف االص طالا العلمي الش رعي‬ ‫مجهور ا س لمك وعوامهم الذين ب عليهم أن يُونوا وراء العلماء‪ ،‬و ب عليهم‬ ‫أن يرجعوا للعلماء يف أمور الش ريعة‪ ،‬ويُونوا عودً ُم يف ش را واقع ختص ص اهتم‪،‬‬ ‫فالطبيب يش را األمور الطبية‪ ،‬واالقتص ادي يش را اجلوانب االقتص ادية العص رية‪،‬‬ ‫وهُذا ليفهم العلماء والفقهاء األمور على حقيقتها‪ ،‬ويس تدرجوا احلُم الش رعي‬ ‫وفق دراس ة واعي ة ومتفتح ة‪ ،‬إن كالم ا فُرين وا ثقفك ب أن يُون حمُوم اً‬ ‫ابلش ر ‪ ،‬وأما إذا بىن هيتالء ا ثقفون وا فُرون كالمهم يف أمور الش ريعة وأحوال‬ ‫األمة العامة على أس اس من العقول واألهواء‪ ،‬وإطالو القول اب ص احل دون نظر يف‬ ‫كتاب هللا وسنة رسوله صلى هللا عليه وسلم وأقوال العلماء الراسدك فإهنم بذلك‬ ‫يُونون أشبه أبهل الُالم(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬انظر‪ :‬فقه التمُك يف القرآن الُر ‪ ،‬ص ‪.232‬‬

‫‪44‬‬


‫والبد من التفريق بك القارىء للعلوم الش رعية والفقيه فيها إن القارت لديه نتف‬ ‫وجيبئيات أمس ك هبا من َالل قراءاته لبعع الُتب‪ ،‬واطالعه على أقوال أهل‬ ‫العلم فهو مل ِ‬ ‫يعان العلم‪ ،‬ومل يشافه العلماء‪ ،‬ومل ييبااهم ابلركب يف احللق‪.‬‬ ‫أما العامل الفقيه فليٍ كةولئك بل هو ذو فهم هوي عام ل س الم‪ ،‬واطال على‬ ‫رمل األحُام الش رعية‪ ،‬فهو مل يقرأ نتفاً‪ ،‬بل درس العلوم الش رعية دراس ة ش املة‬ ‫عامة‪ .‬فمر على مسائل العلم‪ ،‬واستطا ختر ها على أصوُا‪ ،‬وأصبحت لديه ملُة‬ ‫فِهم النص وص‪ ،‬وعرا مقاص د الش ريعة‪ ،‬وأهدافها العامة‪ .‬كما أن علمه مل رتِ​ِه من‬ ‫قراءة ليلة‪ ،‬بل من س هر اللياي ومعادة األَيم‪ ،‬فش ةن العلماء أهنم ال يقفون عند‬ ‫حد يف التعليم‪ ،‬بل هم دائمو الطلب‪ ،‬دائبو التعلم (‪.)1‬‬ ‫والب د من التفريق بك العلم اء واخلطب اء والوع اظ إن الع امل ق د يُون بطبع ه قلي ل‬ ‫الُالم إري قادر على اخلطابة‪ ،‬وقد يُون من العوام من هو بليغ اللس ان يقلب‬ ‫األلفاظ كيف يشاء‪.‬‬ ‫هذا التفريق مهم جداً فيما بك العلماء الراس دك وممن يش تبه هبم‪ ،‬ولذلك البد أن‬ ‫يقود العمل ا سالمي القادة الرابنيون وعلى رأسهم العلماء الراسدون‪.‬‬

‫(‪ )1‬انظر‪ :‬عبد الران بن معال اللوبق‪ ،‬قواعد يف التعامل مع العلماء‪ ،‬دار الوراو‪ ،‬ا ملُة السعودية‪ ،‬الطبعة األوىل‪1415( ،‬ه ‪ 1994/‬م)‪ ،‬ص ‪.33‬‬

‫‪45‬‬


‫إن الشريعة اإلسالمية حعطت اعتباراً للعلماء‪ ،‬وبنته على حمرين مهما‪:‬‬ ‫‪َّ .1‬‬ ‫أن طاعتهم طاعة هلل عيب وجل ولرسوله صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فالتيبام أمرهم‬ ‫واجب‪.‬‬ ‫‪ .2‬أن طاعتهم ليست مقصودة لذاهتا‪ ،‬بل هي اتبعة لطاعة هللا ورسوله صلى هللا‬ ‫عليه وسلم‪.‬‬ ‫واألدلة على هذه ا نيبلة‪ ،‬وهذا االعتبار للعلماء يف الش ريعة إري منحص رة‪ ،‬فمنها‪:‬‬ ‫اَّلل وأ ِ‬ ‫قول ه تع اىل‪َ﴿ :‬ي أايُّه ا الَّ ِذين آمنُوا أ ِ‬ ‫ول اوأ ِ‬ ‫ُوي األا ْم ِر‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫يع‬ ‫اط‬ ‫الر ُس ا‬ ‫َّ‬ ‫اطيعُوا َّ‬ ‫ا ا‬ ‫ا ا‬ ‫ُ اا‬ ‫ِمْن ُ​ُ ْم﴾[س ورة النِ َس اء‪ :‬اآلية ‪ .]59‬وقد اَتلف ا فس رون يف أوي األمر منهم على أقوال‪:‬‬ ‫فقيل‪ :‬هم السالطك وذوو القدرة‪ ،‬وقيل‪ :‬هم أهل العلم‪.‬‬

‫يقول ا مام ابن قيم اجلوَية‬

‫راه هللا "والتحقيق أن األمراء إ ا يطاعون إذا أمروا‬

‫مبقتض ى العلم‪ ،‬فطاعتهم تبع لطاعة العلماء‪ ،‬فإن الطاعة إ ا تُون يف ا عروا وما‬ ‫أوجبه العلم‪ ،‬فُما أن طاعة العلماء تبع لطاعة الرس ول ص لى هللا عليه وس لم‬ ‫فطاعة األمراء تبع لطاعة العلماء‪ ،‬و ا كان قيام ا س الم بطائفي العلماء واألمراء‪،‬‬ ‫وكان الناس ُم تبعاً‪ ،‬كان ص الا العامل بص الا هاتك الطائفتك‪ ،‬وفس اده‬ ‫بفسادمها" (‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬انظر‪ :‬ابن قيم اجلوَية‪ :‬إعالم ا وقعك عن رب العا ك‪ ،‬ااقق‪ :‬مشهور بن حسن آل سلمان أبو عبيدة‪ ،‬دار ابن اجلوَي‪ ،‬ا ملُة العربية السعودية‪ ،‬الطبعة األوىل‪1423 ،‬ه‪،‬‬ ‫‪.10/1‬‬

‫‪46‬‬


‫إن وض ع الثقة يف العلماء الرابنيك خلطوة مباركة يف ترش يد األمة الي تس عى حنو‬ ‫دُيم شر هللا والتمُك لدينه‪.‬‬ ‫إن القيادة الرابنية‪ ،‬والي على رأس ها العلماء الذين وص لوا إىل درجة النظر يف فقه‬ ‫ا سالم من كتاب هللا وسنة رسوله صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬هم الذين ب أن يقودوا‬ ‫ِ‬ ‫مرضاة هللا‪.‬‬ ‫األمة حنو‬ ‫إن أعداءد من اليهود‪ ،‬والنص ارى‪ ،‬وا الحدة‪ ،‬والعلمانيك‪ ،‬أيقنوا أن من أس باب‬ ‫قوة ا س لمك التفافهم حول علمائهم وقادهتم‪ ،‬ولذلك ش نوا هئوماً عنيفاً من أجل‬ ‫َعيبعة قة األمة يف علمائها وقادهتا‪ ،‬واس تعملوا أس اليب متنوعة للتش ويه والطعن‬ ‫فيهم ألن العلماء هم الوص لة احلقيقية بك األمة وقراهنا وس نة نبيها ص لى هللا عليه‬ ‫وسلم‪.‬‬ ‫وقد الحظ االس تعمار األورويب احلدي َّ ذلك‪ ،‬وما الثورات الي فُئرت يف وجه‬ ‫االس تعمار إال بقي ادة العلماء‪ ،‬والقادة الرابنيك‪ ،‬من ا غرب إىل ا ش رو‪ ،‬ويف كل‬ ‫دَير ا س لمك ولذلك قام اليهود‪ ،‬والنص ارى‪ ،‬وا الحدة بتش ويه ص ورة القادة‬ ‫والعلماء بوساطة ا سرا‪ ،‬والتلفاَ‪ ،‬واللة‪ ،‬واجلريدة‪ ،‬والنوادي‪ ،‬والغناء‪ ،‬وكل وسائل‬ ‫ا عالم‪ ،‬وإذا أردت أن تعرا هئومهم ا عالمي ابت داء من العقود ا اض ي ة‪،‬‬ ‫فل اجع كتاب (ا شايخ واالستعمار) لألستاذ حسين عثمان‪ ،‬فإنه أجاد‪.‬‬

‫‪47‬‬


‫إن القي ادة احلُيم ة وهي تس عى لتحُيم ش ر هللا تع اىل‪ ،‬وإق ام ة دول ة م دني ة‬ ‫مرجعيتها ا س الم‪ ،‬وتُيتمن يقيناً جاَماً أن التمع لن يُون إس المياً جباَّرِة قلم‪ ،‬أو‬ ‫بقرار ياص در من مل ك‪ ،‬أو رئيٍ‪ ،‬أو بر ان‪ ،‬إ ا يتحقق ذل ك بطريق الت درس‪،‬‬ ‫وا عداد‪ ،‬والتهيئة الفُري ة‪ ،‬والنفس ية‪ ،‬واألَالقية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬وإقامة البدائل‬ ‫ا سالمية لألوضا اجلاهلي ة الي أتسست عليها ميتسسات عدة ألَمنة مديدة‪.‬‬ ‫فهي تعك اُدا‪ ،‬وتض ع اخلطة‪ ،‬وددد ا راحل بوعي وص دو‪ ،‬حبي َّ تنتقل من‬ ‫مرحل ة إىل مرحل ة بتدطي ‪ ،‬وتنظيم‪ ،‬وإرادة قوي ة‪ ،‬معتم دة على هللا تع اىل حىت‬ ‫تصل ا سرية إىل مرحلة النهوا الشامل لدولة ا سالم ا نشودة‪.‬‬ ‫إن القيادة الرابنية احلُيمة‪ ،‬والي تس عى لتحُيم ش ر هللا تعطي للعلوم أبنواعها‬ ‫أمهية‪ ،‬وَص وص اً يف علوم الش ر ‪ ،‬وترّكِيب على علم ا قاص د‪ ،‬وفقه ا واَدت‪ ،‬وفقه‬ ‫اخلالا‪ ،‬وفقه األولوَيت‪ ،‬وفقه الس نن الرابنية‪ ،‬ألمهيتها يف َماننا هذا‪ ،‬بل هي من‬ ‫أفضل العدة بعد تقوى هللا تعاىل للعاملك من أجل دُيم شر هللا (‪.)1‬‬ ‫إن القيادة الرابنية احلُيمة هي الي تفئر طاقات األمة‪ ،‬وهي الي دتض ن ا س الم‬ ‫وتنتهئه قلباً وقالباً‪ ،‬وعقيدة وش ريعة‪ ،‬وديناً ودولة‪ ،‬وهي الي تص بْ وَتس ي ومهُّها‬ ‫عقيدهتا وأمتها‪ ،‬وهي الي تس عى بُل ما َتلك حلل ا ش اكل الي تواجهها‪ ،‬وتعمل‬ ‫بُل جهد وإَالص للقضاء على عوائق النهوا الداَلية واخلارجية‪.‬‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ :‬فقه التمُك يف القرآن الُر ‪ ،‬ص ‪.240‬‬

‫‪48‬‬


‫إن العمل لبناء األمة وإحياء الش عوب بتاس عرفة ابلس ياس ة الش رعية‪ ،‬وأمور‬ ‫مظاهر‬ ‫اجلهاد‪ ،‬واُدنة‪ ،‬وا ص احل وا فاس د‪ ،‬وإري ذلك من األحُام الي تتناول‬ ‫ا‬ ‫احلياة‪ ،‬وهذه العلوم من ُا إن مل يُن العلماء الرابنيون ُا!؟‬

‫خامساً‪ :‬قسم اجلمهورية (اليما الدستوري ‪:‬‬ ‫مل يس تطع بعع أعض اء رلٍ الش ورى احلض ور‪ ،‬بل كان بعض هم إائباً‪ ،‬وإ ا‬ ‫انتدب توَيعاً للمس يتولية ودقيقاً للمس اواة والوحدة بك مجيع القبائل‪ .‬وقبل‬ ‫االنص راا من ا س ئد أقس م احلاض رون مجيعاً ميك الوالء وا َالص للئمهورية‪،‬‬ ‫وتوكيداً لليمك أحض روا مص حفاً‪ ،‬وكل من أراد اليمك وض ع يده عليه وهذا نص‬ ‫اليمك‪:‬‬ ‫(أقس م ابهلل العظيم قابض اً بيدي على هذا القرآن الُر أن أجعل نفس ي وماي‬ ‫فداء لوطين وحُومي اجلمهورية الطرابلس ية‪ ،‬وأن أكون لعدوها عدواً ولص ديقها‬ ‫صديقاً‪ ،‬ولقانوهنا الشرعي ُمطيعاً) (‪.)1‬‬ ‫مث وَ األمري عثمان بعع النياش ك والرتب على أعض اء اجلمهورية وكثري من‬ ‫األعيان والوجهاء‪ .‬ومن هذا التاريخ أص بحت احلُومة اجلمهورية الطرابلس ية قائمة‪،‬‬

‫(‪ )1‬انظر‪ :‬جهاد األبطال‪ ،‬ص ‪.226‬‬

‫‪49‬‬


‫وأص بْ ُا عهد يف عنق كل طرابلس ي بميها مما بمي منه نفس ه وماله‪ ،‬وأص بْ‬ ‫اجب عليه االلتيب اام مبا أقسم عليه من الوالء وا َالص (‪.)1‬‬ ‫و ٌ‬ ‫وتعبرياً عن االنطبا الذي س اد وقتها‪ ،‬وما أحد ه أتس يٍ اجلمهورية يف إرادة‬ ‫ِل ُا‪" :‬كان‬ ‫وميتر ٌ‬ ‫الش عب اللييب يقول الطاهر اليباوي وهو معاص ٌر لألحدا ُ‬ ‫للئمهورية الطرابلسية أحسن األ ر يف نفوس الشعب‪ ،‬ونشاخ سري يف مجيع مرافق‬ ‫احلياة وأحٍ الناس بتطور إريب يف حياهتم الس ياس ية اعتقدوا أن مص دره هذه‬ ‫اجلمهورية الي رأوا فيها فتحاً مبيناً‪ ،‬ومثرة من مثرات جهادهم ا وفق‪ ،‬ومل يُن سُان‬ ‫ا دن أقل فرحاً هبذه اجلمهورية من إَواهنم الاهدين‪ ،‬فقد كان شعور الليبيك مجيعاً‬ ‫متئه اً إىل دحي ة واح دة وهي التغل ب على الطلي ان‪ ،‬وك ان ت اجلمهوري ة مث االً ابرَاً‬ ‫يف التعبري عن هذا ا عىن‪ ،‬فُانت يف حمل ا جالل والتعظيم من نفٍ كل لييب"(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬انظر‪ :‬ا صدر السابق‪ ،‬ص ‪.227‬‬ ‫(‪ )2‬ا صدر السابق‪ ،‬ص ‪.227‬‬

‫‪50‬‬


‫سادساً‪ :‬النشاط السياسي للجمهورية (إصدار البالغات ‪:‬‬ ‫بدأ رلٍ إدارة اجلمهورية نش اطه الس ياس ي ‪-‬بعد االنتداابت وتس لمه احلُم ‪-‬‬ ‫ةص دار رموعة من البالإات الداَلية للش عب الطرابلس ي والض باخ الوطنيك‪،‬‬ ‫والبالإات اخلارجية إىل ر س اء الدول واحلُومات‪ ،‬وكانت مجيعها َُتض ى أبمساء‬ ‫األعضاء األربعة‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫البالغ األول‪:‬‬

‫ك ان أول م ا ق ام ب ه رلٍ ا دارة من األعم ال أن ه أذا بالإ ه األول‪ ،‬على أبن اء‬ ‫الش عب الطرابلس ي‪ ،‬عن قيام اجلمهورية الطرابلس ية‪ ،‬وذيّل بتوقيعات األعض اء‬ ‫األربعة مبئلٍ ا دارة‪ ،‬وكان هذا نصه‪:‬‬

‫بسم هللا الرمحن الرديم‬ ‫(يف الس اعة الرابعة والنص ف من يوم الس بت ا بارك‪ ،‬الثال َّ عش ر من ش هر ص فر‬ ‫س نة ‪ 1337‬ه ‪ ،‬قررت األمة تتويج اس تقالُا ةعالن حُومة اجلمهورية ابتفاو‬ ‫آراء علمائها األجالء‪ ،‬وأش رافها‪ ،‬وأعياهنا‪ ،‬ور وس اء الاهدين اا مك‪ ،‬الذين‬ ‫اجتمعوا من كل أحناء البالد‪ ،‬وقد مت انتداب أعض اء رلٍ اجلمهورية‪ ،‬وإن األمة‬ ‫الطرابلس ية تعترب نفس ها حائيبة الس تقالُا‪ ،‬الذي اكتس بته بدماء أبنائها وقوهتا‪ ،‬منذ‬ ‫س بع س نك‪ ،‬وس عيدة ابلوص ول إىل هذه الغاية الي هي أش را ما تص ل إليه األمم‪،‬‬

‫‪51‬‬


‫وهتن أبناءها بتمام جناحهم وادادهم‪ ،‬على الثبات يف الدفا عن وطنهم وحُومة‬ ‫اجلمهورية اجلديدة‪ ،‬والتوفيق من هللا تعاىل وحده)(‪.)1‬‬ ‫‪ 13‬صفر سنة (‪ 1337‬ه‬ ‫سلي مان الباروين‪ ،‬حمحد املريض‪ ،‬رمض ان الشتيوي‪ ،‬عب د النيب ابخل ري‬ ‫ويف أ ناء إعالدت البالإات الس ياس ية عن اجلمهورية‪ ،‬كانوا قد اَتاروا ا تص رفك‬ ‫والق ائم مق امك‪ ،‬ونق ل بعض هم‪ ،‬وعُِّك موظفو ا ن اطق‪ ،‬وعك ا وظفون للعم ل‬

‫مبئ الٍ اجلمهوري ة‪ ،‬كم ا عك لقي ادة اجليش اجلمهوري اللواء الفدري عب د الق ادر‬ ‫الغناي وهو من بنغاَي‪ ،‬ولُنه مل يُن من ا قدرة القتالية ا طلوبة‪ ،‬وبلغ من ض عفه‬ ‫أنه سلم اليباوية الغربية للطليان يف أول يناير ‪1919‬م (‪.)2‬‬ ‫‪2‬‬

‫البالغ الثاين‪:‬‬

‫كان البالغ الثا إىل الضباخ الوطنيك‪:‬‬ ‫"إىل حض رة‪ ............‬الوطين مبا أن جنابك وطين ص ادو‪ ،‬وراهد يف س بيل‬ ‫ال دين والوطن من ذ ابت داء احلرب الطرابلس ي ة ف إنن ا ن دعوك إىل تق د ط اعت ك‬ ‫حلُومتك اجلمهورية اجلديدة‪ ،‬والقيام مبا نقلدك إَيه من اخلدمة والدفا عن ش را‬

‫(‪ )1‬انظر‪ :‬رمضان السوبلي‪ ،‬حممد مسعود‪ ،‬ص (‪.200 ،19‬‬ ‫(‪ )2‬انظر‪ :‬جهاد األبطال‪ ،‬ص ‪.228‬‬

‫‪52‬‬


‫الوطن حىت تنال منها ش را االح ام وال فيع‪ ،‬وتربهن للعامل أنك ابن الوطن العيبييب‬ ‫وأحد رجاله الذين سيحفظ ُم التاريخ ذكرهم اليد" (‪.)1‬‬ ‫‪3‬‬

‫البالغ الثالث‪:‬‬

‫إىل رئيٍ احلُومة ا يطالية‪:‬‬ ‫"تفتدر األمة الطرابلس ية بتتويج اس تقالُا ةعالن احلُم اجلمهوري‪ ،‬وانتداب‬ ‫نواب عنها من كافة أحناء القطر للس ي احلُومة والش ورى‪ ،‬وال هدا ُا إال‬ ‫ض مان وحدهتا وحريتها داَل حدودها الس ياس ية ا عروفة‪ ،‬وال تقص د إال أن يعيش‬ ‫عيش ة هنيئة مس ا ة جلميع األمم الي ال داول إص ب حقوقها لذلك فاحلُومة‬ ‫اجلمهورية الطرابلس ية تدعو احلُومة ا يطالية إىل االع اا هبا‪ ،‬وس د كل ابب‬ ‫يضطر احلُومة الطرابلسية إىل مداومة احلرب إىل أن دقق أملها ا شرو "(‪.)2‬‬ ‫وقد حُرفقت الرسالة(البالغ ابمللحق التايل‪:‬‬ ‫ملحق‪:‬‬ ‫ووض عت موض ع ا جراء‪ ،‬فإن حُومة اجلمهورية الطرابلس ية‬ ‫إذا قُبلت ا واد اآلتية ُ‬ ‫ُمستعدة للبح َّ مع احلُومة ا يطالية يف عقد صلْ طبقاً للقواعد اآلتية‪:‬‬

‫(‪ )1‬انظر‪ :‬ا صدر السابق نفسه‪ ،‬ص ‪228‬‬ ‫(‪ )2‬انظر‪ :‬ا صدر السابق نفسه‪ ،‬ص ‪.228‬‬

‫‪53‬‬


‫‪ .1‬يف حالة دوام ا ذاكرة ب على كل من الطرفك ااافظة على مواقعه بص ورة‬ ‫هدنة‪.‬‬ ‫‪ .2‬ال تقرب السفن احلربية السواحل إري ااتلة ابلعساكر ا يطالية‪.‬‬ ‫‪ .3‬ال تتئاوَ الطائرات حدود االستحُامات‪.‬‬ ‫‪ .4‬ال تقع اابرة َص وص ية مع أي أحد كان ال من جهة ا ناطق احلربية‪ ،‬وال‬ ‫من إريها‪.‬‬ ‫‪ .5‬يقطع كل ما فيه وس يلة لالَتالخ ابألهاي من طرا احلُومة ا يطالية‬ ‫كةَذ وإعطاء البض اعة‪ ،‬وتوَيع ا عالدت على أي ص ورة وأبي طريقة‬ ‫كانت‪.‬‬ ‫‪ .6‬ا دابرات الرمسية والدَول واخلروس ال يُون إال من ا وقع الذي يصري تعيينه‬ ‫يف منطقة اخلمٍ من طرا احلُومة الطرابلسية‪.‬‬ ‫‪ .7‬احلُومة اجلمهورية الطرابلس ية مس تقلة يف ش يتوهنا وحركاهتا َتام االس تقالل‪،‬‬ ‫وإري مقيدة أبي ش رخ أو قيد تض عه حُومة أَرى أو تتعهد به حلُومة‬ ‫إيطالية يف طرابلٍ‪.‬‬ ‫‪ .8‬ض باخ ال ك واأل ان ا وجودون يف داَل طرابلٍ هم مبنيبلة ض يوا عند‬ ‫احلُومة الطرابلس ية‪ ،‬وال تس مْ بس فرهم إال بص ورة تُفل منفعة وش را‬ ‫األمة الطرابلسية وحُومتها اجلمهورية‪.‬‬

‫‪54‬‬


‫‪ .9‬مب ا أن األم ة الطرابلس ي ة ُ ا احلق يف إظه ار حقوقه ا للع امل ا نس ا‬ ‫وابخلص وص احلُومات ا وجودة قناص لها يف مدينة طرابلٍ مثل‪ :‬إنُل ا‪،‬‬ ‫وفرنس ا‪ ،‬وأمريُا فعلى احلُومة ا يطالية قبول وتوص يل ما يرس ل من‬ ‫احلُومة الطرابلس ية إليها دون اطال عليه‪ ،‬وأَذ س ندات من القناص ل‬ ‫ا ذكورين‪ ،‬وإرس اُا إىل احلُومة الطرابلس ية حىت ال تض طر إىل اختاذ طريقة‬ ‫أَرى واصلة اابراهتا ا ذكورة‪.‬‬ ‫‪.10‬‬

‫ا د ابرة مع احلُوم ة ا يط الي ة ال جتوَ إال دريراً‪ ،‬وال يعترب أي كالم‬

‫شفهي (‪.)1‬‬ ‫‪ 13‬صفر سنة (‪ 1337‬ه‬ ‫اإلمضاءات والتواقيع‬ ‫سلي مان الباروين‪ ،‬حمحد املريض‪ ،‬رمض ان الشتيوي‪ ،‬عب د النيب ابخلري‬ ‫وقد كلفت حُومة اجلمهورية الطرابلسية مندوابً عنها الشيخ اتار كعبار ابالنتقال‬ ‫الفوري إىل أقرب مدينة ُحمتلة‪( ،‬مسالتة) قابلة ا سيتولك ا يطاليك فيها وتسليمهم‬ ‫وجه إىل رئيٍ احلُومة ا يطالية بالإه إىل حُومتهم‪.‬‬ ‫البالغ ا ّ‬

‫(‪ )1‬انظر‪ :‬جهاد األبطال‪ ،‬ص‪ .‬ص ‪.229- 228‬‬

‫‪55‬‬


‫‪4‬‬

‫البالغ الرابع‪:‬‬

‫إىل الرئيٍ األمريُي ولسن‪:‬‬ ‫(نتش را أبن نعرا على فدامتُم أن األمة الطرابلس ية قد توجت اس تقالُا‬ ‫ةعالهنا حُومة ومجهورية‪ ،‬ويف ‪ 16‬نوفمرب ‪1918‬م مت انتداب رلٍ ش وراها‪،‬‬ ‫ورلٍ مجهوريتها‪.‬‬ ‫إن قواعدكم ا ش هورة ابلنس بة قدرات مجيع األمم س واء كانت يف أوروبة أو‬ ‫َارجها قد ش ئعتنا كثرياً على أن نض ع آمالنا يف مقاص دكم العظيمة‪ ،‬ونواَيكم‬ ‫العا ية ا نسانية‪.‬‬ ‫إنه ليٍ هناك حد للحقوو والواجبات البش رية لذلك فإننا متةكدون من أنه ال‬ ‫ميُنُم أن تنظروا بعدم االك ا إىل اس تعباد أمة ص غرية بقوة الس الا مثل أمة‬ ‫طرابلٍ‪ ،‬وهي تقاتل لثامن س نة ض د الغاص ب ا عتدي بُل متانة‪ ،‬وهي متةكدة‬ ‫من أن بسالة أبنائها قادرة على أن ترد قوات ا عتدين عليها يف كل َمان‪.‬‬ ‫وإننا نيتمل أن عواطفُم الس امية حنو احلُومات واألمم الص غرية احلية س تحثُم‬ ‫على أن َتنعوا تُرار س ف ك ال دم اء بينن ا وبك الطلي ان بتُليفهم ابالع اا‬ ‫حبُومتنا‪.‬‬

‫‪56‬‬


‫ويف اخلتام نرجو قبول اح امنا‪ ،‬ووض ع ا س ةلة الطرابلس ية على بس اخ مذكرات‬ ‫الصلْ العمومي)‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫البالغ اخلامس‪:‬‬

‫إىل رئيٍ الوَراء ا نُلييبي‪:‬‬ ‫"نتش را أبن حني فدامتُم علماً أبن األمة الطرابلس ية قد توجت اس تقالُا‬ ‫ةعالهن ا احلُوم ة اجلمهوري ة‪ .‬ويف ‪ 16‬نوفمرب س ن ة ‪1918‬م أعلن ت نتيئ ة‬ ‫انتداابت رلس ي ش وراها ورلٍ مجهوريتها‪ .‬ليٍ بك األمم من هو جدير حبريته‬ ‫واستقالله أكثر من األمة الطرابلسية الي تقاتل إىل اآلن مثا سنوات ضد إاصب‬ ‫أرض ها وحريتها‪ ،‬وإننا ال ش ك يف أن إحس اس اتُم العالية حنو حرية األمم‬ ‫واحلُومات الص غرية‪ ،‬كما أن إريتُم على ااية العرب جتربكم على العطف على‬ ‫جل آماُم يف إنُل ا‬ ‫مجهوريتنا اجلديدة احلرة‪ .‬وإننا نيتكد لُم أيضاً أن قومنا وضعوا َّ‬ ‫حامية حقوو األمم الص غرية‪ ،‬فرجا د أن تتفض لوا بوض ع ا س ةلة الطرابلس ية على‬ ‫بس اخ مذكرات الص لْ العمومية حىت تنال مجهوريتنا ما يض من ُا مس تقبلها‪.‬‬ ‫وا رجو قبول عظيم اح امنا" (‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬انظر‪ :‬جهاد األبطال‪ ،‬ص ‪.230‬‬

‫‪57‬‬


‫‪6‬‬

‫البالغ السادس‪:‬‬

‫إىل رئيٍ اجلمهورية الفرنسية‪:‬‬ ‫"نتش را أبن حني فدامتُم علماً أبن األمة الطرابلس ية قد توجت اس تقالُا‬ ‫ةعالن احلُم اجلمهوري‪ .‬ويف (‪ 1‬نوفمرب س نة ‪1918‬م أعلنت نتيئة انتداب‬ ‫رلسي اجلمهورية والشورى‪.‬‬ ‫إن ما قامت به فرنسا احلرة من نشر إعالن احلرية يف العامل‪ ،‬وتُبدها كل الصعوابت‬ ‫يف س بيل اايتها ال هله أحد‪ ،‬وإنه ُتوب على ص فحات القلوب مبداد احلياة‪،‬‬ ‫تتغذى به أرواا األحرار يف كل األقطار‪ ،‬ال ينس ده تواي الدهور وال َتحوه َالَل‬ ‫احلروب‪.‬‬ ‫إن من قام يف هذا العص ر بطلب حريته س واء كان بس يفه أو قلمه فإ ا هو مس تمد‬ ‫من منبع احلرية اليبالل‪ ،‬ومقتبٍ من س ناها الس اطع‪ ،‬ومغ ا من حبرها الطايف‪،‬‬ ‫ومس تدرس من معدهنا الص ايف (قاعدة فرنس ة احلرة)‪ ،‬فال عئب إذا قامت االن‬ ‫فرنس ة حلماية األمم الص غرية‪ ،‬كةمة طرابلٍ الغرب الي ما برحت تريق دماء أبنائها‬ ‫منذ سبع سنك وَ​َيدة يف سبيل نيل حريتها واستقالُا‪ ،‬ورد جيو إيطالية الغاصبة‬ ‫ألرضها ا عتدية على شرفها‪.‬‬

‫‪58‬‬


‫ترا أن تس او اآلن بعص ا‬ ‫إن األمة الطرابلس ية الي ال جتهل اتريخ فدرها القد مل ا‬

‫الذل واُوان‪ ،‬وأن تس تعبد يف َمن مادت فيه األرا ش رقاً وإرابً وجنوابً وهاالً‬ ‫ابحلروب اُائلة ألجل درير بين ا نسان‪.‬‬ ‫إن كل من يتتبع التاريخ ةنص اا د أن األمة الطرابلس ية مل َتلُها دولة من‬ ‫الدول‪ ،‬كما َتلك البالد ملُاً مطلقاً‪ ،‬بل مل تيبل منذ َلقت أو عرفت بك األمم‬ ‫يف مناضلة كل من يقصد استعبادها سواء كان من الدول ا سالمية أو ا سيحية‪،‬‬ ‫دمل الضيم واالحتقار‪.‬‬ ‫وكانت وال تيبال تفضل اجلالء وسُىن القفار على ُّ‬ ‫وها هي أطالل بالدهم اخلالية ابدية‪ ،‬وأنس اهبا ا نتش رة ش رقاً وإرابً ش اهدة فعس ى‬ ‫أن تعلم األمة ا يطالية أن وراء اس تعبادها اآلن ض رب من طلب ا س تحيل‪ ،‬ولو‬ ‫راجعت اتريخ أجدادها ااد ك وأجدادها القدماء لرأت فيه ما يص دها اآلن عن‬ ‫سفك الدماء‪.‬‬ ‫لذلك تيتمل حُومة طرابلٍ اجلديدة من جارهتا اجلمهورية الفرنس ية أن تنظر إىل‬ ‫ا سةلة الطرابلسية بنظرة االهتمام واالعتبار‪ ،‬وأن تعىن بوضعها على بساخ مذكرات‬ ‫الص لْ العمومي‪ ،‬وأن تقنع حليفة أ انيا القدمية وحليفتها هي اآلن حُومة إيطاليا‬ ‫ابالع اا حبقنا ا ش رو حىت يقف تيار إراقة الدماء بك األمتك‪ ،‬وتس يْ البالد‬

‫‪59‬‬


‫والعباد وتنال البالد الطرابلس ية نص يبها من هذه الراحة أيض ا فإن منفعة البلدين‬ ‫ومضرهتما واحدة" (‪.)1‬‬ ‫وقد أرس لت هذه البالإات إىل احلُومات ا وجهة إليها ممض اة كلها ةمض اءات‬ ‫أعض اء اجلمهورية‪ .‬وعك موظفو ا دارة يف مجيع أحناء القطر‪ ،‬وانص را األعض اء‬ ‫وا وظفون كل إىل عمله (‪.)2‬‬ ‫وجهة إىل حُومات الدول‬ ‫ونالحظ منذ القراءة األوىل ُذه البالإات والرس ائل ا ّ‬ ‫والر س اء أن حُومة اجلمهورية الطرابلس ية اجلديدة تتبىن َطاابً س ياس ياً‪ُ ،‬حمدد‬

‫وواض ْ تطّلع ابلعمل على هديه وإجناَ مض امينه يف مرحلتها التحررية‪ ،‬وهي تعترب‬ ‫الدول ا عنية مس يتولةً مس يتوليةً دولية مباش رة عما بد يف ليبيا ولش عبها‪ ،‬وتض عها‬ ‫أمام مس يتولياهتا يف إقرار الس لم واألمن الدوليك‪ .‬كما نلمٍ يف هذه الرس ائل‬ ‫والبالإات الُياس ة واحلُمة وا دراك الواعي مبا يدور وبد على الس احة‬ ‫الدولية‪ ،‬وفهم عميق للعالقات السائدة يف ظل التواَن الفعلي للقوى الدولية‪.‬‬ ‫وهذه البالإات تدل على اهتمام َعامة اجلمهورية ابلدول الُربى‪ ،‬وحرص ها على‬ ‫اس تمالتها وحماولة انتيبا االع اا هبا‪ ،‬وأتكيد حق الش عب الطرابلس ي يف مقاومة‬ ‫القوات ا حتلّة لبالده‪ ،‬حي َّ طالبت التمع الدوي ُممثالً يف هذه الدول مبس اندة‬ ‫ُ‬ ‫مطالبها الش رعية العادلة يف حق تقرير مص ريها وإعالن اس تقالُا وفق معتقدات‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ :‬جهاد األبطال‪ ،‬ص ‪.232‬‬ ‫(‪ )2‬انظر‪ :‬ا صدر السابق نفسه‪ ،‬ص ‪.232‬‬

‫‪60‬‬


‫ش عبها وانتماءاته وقناعاته الس ياس ية والفُرية العامة‪ ،‬لُن يبدو أن تلك البالإات‬ ‫مل جتد جتاواب من أمريُا وفرنس ا وبريطانيا وذهبت أدراس الرَيا‪ ،‬واس تنُرت إيطالية‬ ‫إعالن اجلمهورية الطرابلس ية‪ ،‬والتس لم ُا بش يء مما جاء يف البالغ ا وجه إليها‬ ‫وا واد ا لحقة به‪ ،‬بل ليٍ ُا من جواب على ذلك سوى استئناا احلرب الضارية‬ ‫معها إىل أن ختضع البالد حلُمها ابلقوة(‪.)1‬‬ ‫وقد أص درت احلُومة ا يطالية أوامرها إىل قواهتا يف طرابلٍ ابلعمل على إحباخ‬ ‫كافة العمليات الس ياس ية وا دارية وا جراءات الدبلوماس ية الي تتدذها َعامات‬ ‫اجلمهورية وقياداهتا يصال صوهتا َارس مناطقها‪ .‬وقد قامت احلُومة ا يطالية يف‬ ‫اليوم الت اي ةلق اء ا نش ورات الي هت دد فيه ا ابلقمع والقت ل ومط اردة من أمستهم‬ ‫ابخلارجك عن القانون… كما اس تقبلت القيادة العس ُرية ا يطالية يف طرابلٍ‬ ‫إمدادات حُومتها يف روما بيبَيدة عتادها وأعدادها من قوات ا ش اة وا دفعية ممن‬ ‫عادوا إىل إيطاليا بعد إعالن اُدنة وهناية احلرب العا ية األوىل‪.‬‬ ‫وقد اختذت حُومة اجلمهورية الطرابلس ية إجراءات دفاعية يف مواجهة ما ميُن أن‬ ‫تقوم به قوات االحتالل بناء على أوامر تص در إليها من قيادهتا الس ياس ية يف روما‬ ‫كرد فعل لقيام اجلمهورية وإعالن اس تقالل البالد فقامت بفتْ ابب التئنيد و‬ ‫التدريب على القتال‪ ،‬وأعلنت حالة االس تنفار‪ ،‬وكلفت كل عض و من أعض اء‬ ‫رلٍ رائس ة اجلمهورية اب قامة يف منطقة نفوذه‪ ،‬يُديرها ويُص ّرا أعمال مواطنيها‪،‬‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ :‬رمضان السوبلي‪ ،‬ص ‪.202‬‬

‫‪61‬‬


‫فةقام رمض ان الس وبلي يف مس الته وأاد ا ريع يف ترهونه وس ليمان البارو يف‬ ‫العيبييبية واليباوية وعبد النيب ابخلري يف أورفله‪ ...‬وقد أس ندت قيادة قوات الاهدين‬ ‫العامة إىل الض اب اللييب األمرياالي عبد القادر الغناي(‪ ،)1‬وكانت اليباوية مقراً ُذه‬ ‫القيادة‪.‬‬ ‫ومارست إيطاليا القوة ضد الطرابلسيك‪ ،‬ولُن دون جدوى‪ ،‬بعد معرفتهم ابلتدابري‬ ‫االح اَية الي تتدذها حُومة اجلمهورية‪ ،‬دس باً للهئوم على منطقة س وا‬ ‫بني ادم‪ ،‬وك ان ذل ك م ا تُع د ل ه القوات ا يط الي ة ابلفع ل… إري إهن ا أدرك ت أن‬ ‫أس لوب التهديد العس ُري واُئوم ا باإت أمر ص عب التة ري مع الليبيك الذين‬ ‫ييبدادون عناداً و قوة يف مواجهتهم فةراد ا يطاليون أن ميارس وا أس لوب الس ياس ة‬ ‫وا ناورة ولغة الس الم واض طرت لدَول مفاوض ات‪ ،‬فةوعيبوت للس يد حممد‬ ‫فرحات‪ ،‬وهم يعلمون إنه رجل س ياس ة ُحمنك‪ ،‬وأنه ص احب رأي يقول رَذ ما‬ ‫ميُن أَ ذه عن طريق احلوار واا اج اة والتف اوا للحص ول على م ا ال ميُن‬ ‫احلصول عليه ابلسالا واحلرب‪.‬‬ ‫نق ل الس ي د حمم د فرح ات إىل قي ادة حُوم ة اجلمهوري ة‪ ،‬اس تع داد ا يط اليك‬ ‫للمفاوضات وعقد اتفاو هدنة يقوم على إصدار عفو إيطاي عام‪ ،‬ورد ما أُإتصب‬ ‫من أمالك إىل أصحاهبا الطرابلسيك… وقد ردت هيئة رائسة اجلمهورية الطرابلسية‬ ‫(‪ )1‬عبد القادر الغناي‪ :‬من مواليد مدينة بنغاَي‪ ،‬تعلم يف ا دارس ال كية وخترس فيها‪ ،‬وعمل ضابطاً ابجليش ال كي إىل أن بلغ رتبة أمرياالي‪ ،‬وقد وصل إىل مصراته يف إواصة تركية‬ ‫من إسطنبول ُمُلف من الدولة العثمانية ابالتصال بقيادة احلركة السنوسية يف إقليم برقه فيما ُاص فتْ جبهة حرب ضد ا جنلييب على احلدود الشرقية لليبيا مع مصر‪ ،‬وبعد وصوله‬ ‫مصراته مل يقتنع اب همة فآ ر البقاء يف مصراته‪.‬‬

‫‪62‬‬


‫على هذا العرا برس الة قالت فيها‪" :‬إننا قوم ال أنىب الص لْ‪ ،‬ولُننا ال نرض ى‬ ‫ا ذّلة والعار… وحنن الذين ب أن نحُم العفو عن هذا االعتداء الفظيع…‬ ‫أص ر الطليان على هذا العناد‪ ،‬فسوا نواصل احلرب إىل النهاية"(‪.)1‬‬ ‫وإذا ّ‬ ‫بدأت ا فاوض ات وتواص لت بك الطرفك عن طريق الوس طاء والرس ائل عما يُون‬ ‫أس اس اً لش روخ الص لْ… ويف ‪ 18‬أبريل عام ‪1919‬م أعلن وقف احلرب‪ ،‬ومتَّ‬ ‫االتفاو على قاعدة للصلْ تقضي مبنْ الشعب الطرابلسي دستوراً ُا ّول له مباشرة‬

‫حقوقه ا دنية والس ياس ية‪ ،‬ويعطيه احلق يف القيام جبميع واجباته الُربى كالش عوب‬ ‫ا تم ّدنة‪ ،‬كما هو من شروخ احلرية احلديثة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ويف مايو اس تةنفت ا فاوض ات مرة أَرى َتام ما تض منته القاعدة ا تقدمة‬ ‫وتفاص يل ش روخ الص لْ‪ ،‬ويف يونيو ‪1919‬م ّوض ع القانون األس اس ي ووقع عليه‬

‫الطرفان يف قرية سوا بنيادم إرب مدينة طرابلٍ حنو ‪ 12‬كم‪ ،‬واعترب الطرابلسيون‬ ‫ذلك الص لْ انتص اراً س ياس ياً وحربياً على َص مهم ا تعئرا العنيد‪ ،‬وأص درت‬ ‫إيطاليا القانون األس اس ي‪ ،‬الذي جعل الفرد الطرابلس ي يف مص اا الفرد ا يطاي‬ ‫يف احلقوو السياسية واالجتماعية (‪.)2‬‬ ‫وعلق ا س يتول العس ُري ا يطاي رودولفو إرتس يا على فوَ العرب هبذا القانون‬ ‫فقال‪" :‬تالش ى به كل أمل لس يادتنا الفعلية يف طرابلٍ‪ ،‬وأص بْ الس بيل ممهداً‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ :‬جهاد األبطال‪ ،‬ص‪ .‬ص ‪.233-232‬‬ ‫(‪ )2‬انظر‪ :‬رمضان السوبلي‪ ،‬ص ‪.207‬‬

‫‪63‬‬


‫للطمات ش ديدة نتلقاها‪ .‬وقد كان من جانبنا تس ليما حقيقيا‪ ،‬وهذا الدس تور مينْ‬ ‫عرب طرابلٍ تفوقا وامتياَات مدنية وس ياس ية واس عة‪ ،‬دون أن يتحملوا كما هو‬ ‫احلال يف البالد ا تمدنة – أعباء واجبات قيلة‪ ،‬يف مقابل ممارس ة احلرية مبفهومها‬ ‫احلدي َّ" (‪.)1‬‬

‫سابعاً‪ :‬القواعد األساسية للقانون (دستور اجلمهورية ‪:‬‬ ‫اش تمل القانون األس اس ي أو الدس تور على أربعك فص الً‪ ،‬ولُن قواعده األس اس ية‬ ‫ارتُيبت يف (‪ )16‬مادة منه‪ ،‬ونصها حرفياً كما ري‪:‬‬ ‫‪ .1‬تسمى احلُومة حُومة طرابلٍ الغرب‪.‬‬ ‫‪ .2‬ي دير أمور قطر طرابلٍ رلٍ حُوم ة‪ ،‬ميتلف من مث اني ة أعض اء‬ ‫وطنيك ينتدبهم رلٍ النواب الطرابلس ي من بك أعض ائه‪ ،‬ومن عض وين‬ ‫إيطاليك ينتدبهم النائب العام‪.‬‬ ‫‪ .3‬يرأس هذا اللٍ حاكم عام بيده الس لطات ا لُية والعس ُرية‪ ،‬معك‬ ‫من جانب ملك إيطاليا (مل بدد القانون جنس ية احلاكم فقد يُون عربياً‬ ‫وقد يُون إيطالياً‪.‬‬

‫(‪ )1‬انظر‪ :‬رودولفو إراتسيا ‪ ،‬حنو فيبان‪ ،‬ترمجة‪ :‬طه فوَي‪ ،‬دار الفرجا ‪ ،‬ليبيا‪1994 ،‬م‪ ،‬ص ‪.26‬‬

‫‪64‬‬


‫‪ .4‬يس ن قوانك البالد رلٍ ينتدب ه األه اي‪ ،‬يتمتع مب ا ل الٍ ال دول‬ ‫األَرى ا تمدنة من س لطات وحقوو‪ ،‬وتُون مدته أربع س نوات‪ ،‬كلما‬ ‫جدد انتدابه‪ ،‬جدد رلٍ احلُومة من بك أعضائه‪.‬‬ ‫‪ .5‬ال تنفق ض رائب البالد إال فيها‪ ،‬حس بما يقرره رلٍ نواهبا يف وص فها‬ ‫وتوَيعها وجبايتها‪.‬‬ ‫‪ .6‬ال يطبق من القوانك ا يط الي ة يف طرابلٍ إال م ا يقبل ه رلٍ النواب‬ ‫الطرابلسي‪ .‬ويوافق عليه صلحة البالد‪.‬‬ ‫‪ .7‬ينظم من أبناء البالد جند وطين ابلتطو ‪ ،‬حس بما تقتض يه احلاجة‬ ‫وقائده هو احلاكم العام‪.‬‬ ‫‪ .8‬للوطنيك حق التوظف يف الوظائف ملُية وعسُرية وقضائية وصحية‬ ‫وإريها ابالمتحان‪.‬‬ ‫‪ .9‬التعليم األهلي حر دت إشراا احلُومة‪.‬‬ ‫‪ .10‬اللغة العربية رمسية كاللغة ا يطالية‪.‬‬ ‫‪ .11‬ينتدب األهاي ر ساء البلدَيت يف العاصمة وا لحقات‪.‬‬ ‫‪ .12‬ييتلف رلٍ ش رعي تس تةنف إليه األحُام الش رعية‪ ،‬وهو يعك‬ ‫القضاة‪.‬‬ ‫‪ .13‬للطرابلس يك احلائيبين على ش هادات عالية‪ ،‬احلق يف ميباولة ا هن احلرة‬ ‫كالطب واااماة وإريها يف إيطالية‪ ،‬كما هو يف طرابلٍ‪.‬‬ ‫‪ .14‬الطرابلسي وا يطاي متساوَين يف احلقوو‪.‬‬ ‫‪ .15‬األوقاا تدار مبعرفة هيئة إسالمية‪.‬‬ ‫‪ .16‬تراعى حرية الدين والتقاليد الوطنية احلسنة كما يف السابق‪.‬‬ ‫‪65‬‬


‫وَتمت مواد الدس تور أو القانون األس اس ي البالغ نيفاً وأربعك فص الً بتوقيعات‬ ‫اآلي أمسا هم‪:‬‬ ‫عن الطرابلسيا‪:‬‬ ‫سليمان البارو ‪ ،‬أاد ا ريع‪ ،‬رمضان الشتيوي‪ ،‬أاد الصويعي نيابة عن عبد‬ ‫النيب ابخلري‪.‬‬ ‫وعن الطليان‪:‬‬ ‫اجلنرال (ماجور اترديي) رئيٍ الدائرة السياسية‪ ،‬اجلنرال (ابسُانو) رئيٍ أركان‬ ‫حرب اجليش ا يطاي (‪.)1‬‬ ‫كانت إيطاليا تريد ختدير الرأي العام يف إيطالية الذي س ئم من احلروب وويالهتا‪،‬‬ ‫وأص بْ الش عب بعد َروجه من احلرب العا ية األوىل حمطم القوى‪ ،‬مهيع اجلناا‪،‬‬ ‫ا تُبده من َس ائر فادحة يف إمُادته احلربية‪ ،‬والعس ُرية‪ ،‬واالقتص ادية‪ ،‬مما‬ ‫جعل الرأي العام ينادي بنبذ احلروب‪ ،‬واالس تعمار‪ ،‬وتيبعم احليبب االش‬

‫اكي‬

‫ا يطاي هذه الدعوة‪ ،‬وعارا احلُومة يف الرب ان‪.‬‬ ‫وكانت احلُومة ا يطالية موطدة العيبم س راً على نقع العمل ابلقانون األس اس ي‪،‬‬ ‫بب َّ الدس ائٍ والفنت بك اليبعماء يف الظروا ا ناس بة لذلك‪ ،‬مث إَض ا البالد‬ ‫ِّ‬ ‫حلُمها والقضاء على اجلمهورية (‪.)2‬‬ ‫(‪ )1‬رمضان السوبلي‪ ،‬ص ‪.209‬‬ ‫(‪ )2‬ا صدر السابق‪ ،‬ص ‪.210‬‬

‫‪66‬‬


‫كان مما جاء يف القانون األس اس ي‪ :‬االع اا حبُومة وطنية مقرها مدينة طرابلٍ‪،‬‬ ‫وقد شُلت من مثانية أعضاء‪ ،‬وصدر أمر من الواي ا يطاي بتعيينهم‪ ،‬وهذا نصه‪:‬‬ ‫(إن واي طرابلٍ بعد اطالعه على فص ل ‪ 24 ،23‬من القانون األس اس ي للقطر‬ ‫الطرابلس ي الص ادر بتاريخ أول جونيو س نة ‪1919‬م عدد ‪ ،931‬ومبا أنه يف‬ ‫التحرير ا يترل ‪ 3‬س بتمرب اجلاري ا تقدم من أاد بك ا ريع إىل احلُومة قد ص ار‬ ‫عرا الثمانية الوطنيك ا نتدبك أعض اء يف رلٍ احلُومة‪ .‬وأن هيتالء الثمانية قد‬ ‫ص ار تقدميهم علناً مبراس م احتفالية إىل الواي من طرا رمض ان بك ش تيوي الذي‬ ‫كان برفقته مجع كثري من ر س اء وأعيان القطر الطرابلس ي‪ ،‬وحي َّ إنه من التحرير‬ ‫وا بحو ومن االحتفال الواقع دقق أن العرا ا ذكور حص ل ابتفاو من ر س اء‬ ‫جهات طرابلٍ ا دتلفة رمر مبا ري‪:‬‬ ‫إن الذوات اآلي ذكرهم قد صار تعيينهم أعضاء للٍ حُومة القطر الطرابلسي‪.‬‬ ‫عمر بك أبو دبوس‪.‬‬

‫أاد بك شتيوي‪.‬‬

‫علي بك الشنطة‪.‬‬

‫الفساطوي‪.‬‬ ‫أاد بك ّ‬

‫حممد الصويعي بك‪.‬‬

‫احلاس حممد فُيين بك‪.‬‬

‫حممد بك ابن الفقيه حسن‪.‬‬

‫‪67‬‬


‫وسيصري تعيك اصصاهتم أبمر آَر) (‪.)1‬‬ ‫حرر بطرابلٍ يف ‪ 4‬ديسمرب عام ‪1919‬م‪.‬‬ ‫الواي‬

‫صورة مطابقة لألصل‬ ‫صار االطال عليه‬

‫كاتب الواي‬

‫الواي‬

‫طابع احلُومة‬

‫الوي‬ ‫ا مضاء‪ :‬متري نيئر‬ ‫طابع احلُومة‬

‫واجتمع رلٍ احلُومة يف مدينة طرابلٍ‪ ،‬وص ارت مراكيب القطر كلها مربوطة به‪،‬‬ ‫وحاولت هيئة احلُومة أن تباش ر أعماُا يف دائرة س لطاهتا‪ ،‬ولُن الطليان س رعان‬ ‫م ا ش رعوا يف ال دس ائٍ‪ ،‬وظهرت بوادر تش ري إىل عيبمهم على ع دم الوف اء‬ ‫للطرابلسيك ابحلقوو الي اع فت ُم هبا يف القانون األساسي‪ ،‬ودليل ذلك‪:‬‬ ‫‪ .1‬أنه على الرإم من مطالبة اليبعماء ُم أبن اص ص وا مُادً للمئلٍ‬ ‫النيايب‪ ،‬وآَر ال احلُومة الوطنية‪ ،‬فإهنم ص اروا يس وفون الس تئابته أبقوال‬ ‫وأعذار كاذبة‪.‬‬ ‫‪ .2‬بينما أص َّر األعض اء العرب يف مقابلة الواي‪ ،‬أبن تُون أص وات نواهبم‬ ‫يف اللٍ النيايب قرارية حس ب ا ادة ‪ 15‬من القانون األس اس ي‪ ،‬إذ الواي‬ ‫(‪ )1‬جهاد األبطال‪ ،‬ص ‪.264‬‬

‫‪68‬‬


‫يرفع التس ليم ُم هبذا الرأي‪ ،‬ويعترب أص واهتم فيه اس تش ارية‪ ،‬ومعىن هذا أنه‬ ‫إري مليبم بتنفيذها‪ ،‬و ا اس تقال أربعة أعض اء من احلُومة الوطنية وهم‪:‬‬ ‫اتار كعبار‪ ،‬أاد الش تيوي‪ ،‬عمر أبو دبوس‪ ،‬حممد الفقيه حس ن‪ ،‬احتئاجاً‬ ‫على اعتبار أص وات النواب اس تش ارية ال قرارية‪ ،‬وجد الطليان اس تقالتهم‬ ‫فرص ة ذهبية لغاء عض وية األربعة اآلَرين رإم رض ى هيتالء أبن تُون‬ ‫أصواهتم استشارية‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫ا رأوا اجليش الوطين قد َتركيب مع رمض ان يف س وا ا ش اش طة‪ ،‬لُي‬

‫يتدلصوا من مقاومته ُم يف ا ستقبل‪ ،‬بذلوا كل مساعيهم وجهودهم بواسطة‬ ‫عمالئهم‬

‫إرائه ابالنض مام إىل اجليش ا يطاي‪ ،‬ونيبوله معه بثُناته يف‬

‫وحد بك الطرفك‪ :‬العريب وا يطاي يف كل‬ ‫ا دينة‪ ،‬بيبعم أن القانون األساسي َّ‬ ‫األمور (‪.)1‬‬

‫اثمناً‪ :‬أتسيس دزب اإلصالح الوطين وإصدار جريدة اللواء الطرابلسي‪:‬‬ ‫رأى رمض ان الس وبلي وعدد من رفاقه أبن الظروا الس ياس ية االية والدولية‪،‬‬ ‫وا وقف العس ُري ا تح ّفيب يف البالد على طرفيه‪ ،‬وكذلك ما َتارس ه س لطات‬ ‫االحتالل من أعمال إعاقة لنش اطات احلُومة الوطنية وقراراهتا وأعماُا يف طرابلٍ‬ ‫(‪ )1‬رمضان السوبلي‪ ،‬ص ‪.219‬‬

‫‪69‬‬


‫تس تدعي أتس يٍ حيبب س ياس ي يطّلع أبعباء ا رحلة الراهنة‪ ،‬ويقوم بدور فاعل قد‬ ‫هتيةت أسبابه واكبة التطور الفُري والسياسي ألساليب النضال يف مرحلة التحرر‬ ‫الوطين‪.‬‬ ‫ففي الثال ك من ش هر س بتمرب عام ‪1919‬م أعلن الطرابلس يون عن أتس يٍ حيبب‬ ‫ا ص الا الوطين الطرابلس ي من أجل الدفا عن مُاس ب البالد‪ ،‬وإيقاظ الوعي‬ ‫اجلماهريي الس ياس ي‪ ،‬وأس ندوا رَيس ته إىل أاد بك ا ريع‪ ،‬ورَيس ة ش رفه إىل‬ ‫رمض ان بك‪ ،‬وكان من أعض اء هذا احليبب النش يطك عبد الران عيبام‪ ،‬وَالد‬ ‫القرقين‪ ،‬وعثم ان الغرَي م دير جري دة اللواء الطرابلس ي‪ ،‬وأص در احليبب بي ان ه‬ ‫تضمن ألهدافه ومبادئه الي صيغت على النحو التاي‪:‬‬ ‫التةسيسي ا ّ‬ ‫‪ .1‬اا افظ ة على حقوو الطرابلس يك الواردة يف الق انون األس‬

‫اس ي‬

‫"الدستور"كاملة‪.‬‬ ‫‪ .2‬التعئيل بتنفيذ القانون األس اس ي‪َ ،‬ص وص اً ما يتعلق اب ص الا‪ ،‬وما ينص‬ ‫على تدريب الطرابلس يك على حُم أنفس هم حىت يص لوا إىل حريتهم يف أقرب‬ ‫وقت‪.‬‬ ‫‪ .3‬دقيق التض امن بك العرب وا يطاليك على أس اس ا س اواة التامة واداد‬ ‫ا صاحل‪.‬‬ ‫‪ .4‬نش ر التعليم بُل الوس ائل‪ ،‬مع ااافظة على العادات ا س المية‪ ،‬لتدعيم‬ ‫األَالو العربية‪.‬‬ ‫‪70‬‬


‫‪ .5‬بذل العناية ص الا احلالة االقتص ادية‪ ،‬وتوَيع الثروة الوطنية على أس اس‬ ‫عادل‪.‬‬ ‫وهاجم حيبب ا ص الا الوطين الطرابلس ي س لطات االحتالل العس ُري يف البالد‪،‬‬ ‫وَاطب ا نظمات ا دنية واألحيباب الس ياس ية ا يطالية يف روما ودعاها للض غ‬ ‫على حُومتها وأتييد مطالب طرابلٍ وحقوو شعبها الوطنية ا شروعة‪.‬‬ ‫وقد هيُل احليبب قواه الس ياس ية وكوادره التنظيمية يف مجعية عمومية ومُتب‬ ‫س ياس ي ورئيٍ ميثله ويدير ش يتونه‪ ،‬فُانت له ص حيفة "جريدة اللواء الطرابلس ي"‬ ‫تنطق ةمسه ونظام ُمقنن للعضوية…كما كانت للحيبب قواته العسُرية إىل جانب‬ ‫برامج عمل ه الس ّري ة والعلني ة… وتل ك هي األُطّر الي تُش ُّ ل قوام أي حيبب‬

‫س ياس ي… ومل يُن حيبب ا ص الا الوطين الطرابلس ي ررد تيار س ياس ي يض م‬ ‫رموع ة من الوطنيك الرافض ك لالحتالل األجنيب للبالد… ولُن إىل ج ان ب‬

‫ذلك‪ ،‬كان للحيبب بردره النضاي الذي يهدا إىل‪:‬‬ ‫‪ .1‬ااافظة على ا قاومة الوطنية ا سلحة‪ ،‬ودعم قدراهتا‪.‬‬ ‫‪ .2‬دعم تيار سياسي وطين يتوىل إدارة ا عارك السياسية‪.‬‬ ‫تمس ك ابلقانون األس اس ي كدطوة أوىل على طريق التحرر واالس تقالل‬ ‫‪ .3‬ال ُ‬ ‫الوطين الُامل‪.‬‬

‫‪71‬‬


‫‪ُ .4‬ااطبة ا يتس س ات وا نظمات القومية والدولية وإش راكها يف ا س ةلة الليبية مبا‬ ‫يعيق حماوالت طلينة البالد‪.‬‬ ‫كما وأن أتس يٍ حيبب ا ص الا الوطين يف إقليم طرابلٍ ‪ -‬يف ذلك الوقت ‪-‬مل‬ ‫يُن مبعيبل عن التطورات احلاد ة يف األوض ا الس ياس ية والفُرية واالجتماعية‪،‬‬ ‫ا قليمية والدولية…‪ ،‬وييتكد اتريخ نش ةته أن احليبب كان جيبءاً من حركة ا ص الا‬ ‫والنهض ة العربية وا س المية ومواكباً ُا‪ ،‬كذلك فإن طبيعة النُدبة ا يتس س ة للحيبب‬ ‫وإنتماءاهتا وتوجهاهتا يف التمع‪ ،‬وما حفل به اتراها النض اي من دور وطين فاعل‬ ‫يف مس رية حركة التحرر الوطين يف ليبيا‪ ،‬وما َتييبت به ش دص ية ا ناض ل رمض ان‬ ‫الس وبلي كيبعيم وطين ومرجعية دينية وس ياس ية واجتماعية يف البالد‪ ،‬كان ُا ابلغ‬ ‫األ ر فيما حققه نش اخ احليبب وس‬

‫اجلماهري الي منحته قتها ابعتباره امتداداً‬

‫للئمهورية الطرابلس ية الي أَعئت العدو ا س تعمر‪ ،‬وحققت قفيبة نوعية على‬ ‫طريق التحرر الوطين يف ليبيا‪.‬‬ ‫حي َّ كان احليبب يستمد قوته من الشعب‪ ،‬وقد استندت احلُومة الوطنية عليه يف‬ ‫أتييدها وإقنا الطليان مبطالبها‪ ،‬وأبدى الطليان مراوإة يف انتداب رلٍ النواب‬ ‫الذي ينص عليه القانون األس اس ي‪ ،‬فُان حيبب ا ص الا الوطين يطالب بتنفيذه‪،‬‬ ‫وكانت جريدة اللواء الطرابلس ي لس ان حاله تش ري إىل هذا ا عىن يف جرأة وش ئاعة‬ ‫فائقة‪ ،‬فُانت احلُومة الوطنية‪ ،‬واحليبب الوطين واجليش الوطين ييتيد بعض ها بعض اً‬ ‫يف ا طالبة حبقوو األمة‪ ،‬وإليبام الطليان بتنفيذ القانون األس اس ي‪ ،‬ورأى الطليان‬ ‫‪72‬‬


‫َطورة ا وقف‪ ،‬فعملوا على إفس اد هذا الص لْ(‪ ،)1‬وش ر الواي ا يطاي وأعوانه‬ ‫يبذرون بذور الش قاو بك اليبعماء‪ ،‬ويديرون الة عدائية ض د القادة‪ ،‬وبركون‬ ‫كوامن احلقد والعداء(‪.)2‬‬ ‫يقول األس تاذ التليس ي عن تلك الف ة‪" :‬ففي رال العمل الس ياس ي عملت إيطاليا‬ ‫على إاثرة الفتنة واالنش قاو واالنقس ام بك ص فوا اليبعماء‪ ،‬وس عت إىل اس تمالة‬ ‫بعع الفئ ات وأتليبه ا على الفئ ات األَرى‪ ،‬وك ان أهم م ا توَت ه يف ه ذه الف ة‬ ‫العمل على إحدا انقس ام بك مص راتة وورفلة‪ ،‬وبك ترهونة ومص راتة‪ ،‬مث بك‬ ‫َعماء اجلبل الغريب‪ ،‬وال مناص من االع اا أبن الس ياس ة ا يطالية الي فش لت‬ ‫عس ُرَيً يف هذه ا رحلة الي أعقبت القرض ابية قد جنحت جناحاً كبرياً يف إحدا‬ ‫الص د بك الص فوا‪ ،‬حبي َّ مل تس تةنف العمليات يف عهد (فوليب) إال بعد أن‬ ‫أوجدت من ذلك االنقسام قاعدة كبرية تعتمد عليها عملياهتا"(‪.)3‬‬ ‫لقد انتهيب ا يطاليون فرص ة ا هادنة ليلقوا بذور الفتنة بك العرب والرببر من جهة‪،‬‬ ‫وبك البدو واحلض ر من جهة أَرى‪ ،‬وبك س ُان البلدان الاورة أيض اً‪ ،‬واش تغل‬ ‫بعع اليبعماء ا دلص ك ةمخاد در الفنت‪ ،‬وحماولة رتق الفتوو يف كل جهة‪ ،‬ولُن‬ ‫اخلروو اتس عت على الراقع‪ ،‬وكلما حاول دعاة ا ص الا إطفاء در الفتنة من جهة‬ ‫(‪ )1‬جهاد األبطال‪ ،‬ص‪ .‬ص ‪.268 – 266‬‬ ‫(‪ )2‬السنوسة دين ودولة‪ ،‬ص ‪.252‬‬ ‫(‪ )3‬جناة سليم حممود حماسيٍ‪ ،‬معئم ا عارك‪ ،‬دار َهران للنشر والتوَيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األوىل‪2011 ،‬م‪ ،‬ص‪ .‬ص ‪.59-58‬‬

‫‪73‬‬


‫أوقد ا يطاليون دراً أَرى من جهة أَرى‪ ،‬ونفدوا يف مجرها من جديد (‪.)1‬‬ ‫وك ان ت من أكرب الفنت احلرب الط احن ة بك اليبنت ان والرببر فق دت هب ا طرابلٍ من‬ ‫أبن ائه ا م ا ال يعلم ع ددهُ إال هللا‪ ،‬ووقع ت احلرب األوىل بينهم ‪1916‬م‪ ،‬وَلف ت‬

‫من الض غائن بك الفريقك ما كان س بباً من أكرب األس باب يف احلرب الثانية الي‬ ‫دارت رحاها يف سني ‪ 1920‬م‪1921-‬م (‪.)2‬‬

‫تغل ا يطاليون ذلك الص را ‪ ،‬وتلك الفنت‪ ،‬ودركت جيوش هم للقض اء على‬ ‫اس َّ‬ ‫الطرابلس يك‪ ،‬فاحتلوا يفرن يف ‪ 31‬أكتوبر س نة ‪1922‬م‪ ،‬وكان معهم من الليبيك‬ ‫العمالء الذين انض موا إىل اجليش ا يطاي عدد كبري‪ ،‬ويف ‪ 17‬نوفمرب ‪1922‬م‬ ‫احتلت إرَين وبدأت ا دن تتس اق أمام اجليو ا يطالية‪ ،‬وانتهى الص را بك‬ ‫مص راتة وورفلة مبقتل رمض ان الس وبلي يف عام ‪1920‬م لقد كانت ف ة ما بعد‬ ‫ص لْ بنيادم (‪1919‬م) من أتعٍ الف ات الي مر هبا التاريخ اللييب ا عاص ر‪ ،‬ف ة‬ ‫سواد يتحاشى ا يترل احلدي َّ عنها‪.‬‬ ‫مل تس تطع احلُومة الوطنية الي تُونت بعد الص لْ‪ ،‬أن تص نع ش يئاً‪ ،‬وكل ما تقرره‬ ‫ال ينفذ ألن اليبعامات كانت تتناحر داَلها‪ ،‬وذلك ال يس تغرب من حُومة يف‬ ‫مجهورية ُا أربعة ر ساء‪.‬‬

‫(‪ )1‬انظر‪ :‬عبد النيب ابخلري‪ ،‬داهية السياسة وفارس اجلهاد‪ ،‬ص ‪.113-112‬‬ ‫(‪ )2‬انظر‪ :‬جهاد األبطال‪ ،‬ص ‪.285‬‬

‫‪74‬‬


‫وهُ ذا ول دت اجلمهوري ة ويف جس مه ا جرا يم هالكه ا‪ ،‬إذ إن مجهوري ة بُمه ا‬ ‫أربعة‪ ،‬البد أن تغرو س فينتها مبئرد إقالعها من الش اط ‪ ،‬فتعدد الراببنة مدعاة‬ ‫إراو السفينة (‪.)1‬‬ ‫وقد ص ور األس تاذ َليفة التليس ي تلك الف ة ا ظلمة فقال‪":‬يالحظ أن هيئة‬ ‫ا ص الا ا ركيبية مل تُن حُومة اب عىن ا فهوم للحُومة‪ ،‬وأن كثرياً من ا ناطق قد‬ ‫ظلت إري َاض عة حلُمها ونفوذها‪ ،‬كما أن بعع اليبعامات قد ظلت حمافظة‬ ‫على موقفها الفردي‪ ،‬وكانت تس تقل يف كثري من احلاالت بتقدير الوض ع الس ياس ي‬ ‫على أس اس جهوي‪ ،‬ومبا تقتض يه مص لحة منطقتها‪ ،‬أو مقاطعتها‪ ،‬وأحيادً قبيلتها‬ ‫وعش ريهتا‪ ،‬مما انعدم معه عنص ر الوحدة الوطنية ا ليبمة اب وقف ا وحد‪َ ،‬اص ة يف‬ ‫هذا الظرا العس ري‪ ،‬حبي َّ يعد اخلروس عليه أو التداذل عنه َيانة دس ب على‬ ‫اخلارس أو ا تداذل‪ ،‬وكانت هذه هي الثغرات الي نفذ منها ا يطاليون واس تطاعوا‬ ‫استغالُا أحسن استغالل‪ ،‬وقد فطن الوطنيون إىل اخلطر الُامن وراء انعدام توحد‬ ‫القي ادة‪ ،‬ولُن ذل ك ك ان بع د فوات األوان‪ ،‬وق د نتج عن ذل ك تع دد يف ا واقف‪،‬‬ ‫واَتالا يف وجهات النظر‪ ،‬وترك األمر لالجتهاد اخلاص‪ ،‬بدد ا وقف ويرس م‬ ‫الطريق‪ ،‬فرأينا بعع اليبعماء يعارض ون ‪ -‬عن اجتهاد َاص ‪ -‬ا قاومة ا س لحة‬ ‫يطالية عقب نيبوُا بقص ر أاد‪ ،‬ورأينا اَرين يقفون على احلياد‪ ،‬كةن األمر ال‬ ‫يتص ل هبم من قريب أو بعيد‪ ،‬ورأينا بعض هم يتش ب َّ أبن يُون ص احب الُلمة‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ :‬عبد النيب ابخلري‪ ،‬ص ‪.103‬‬

‫‪75‬‬


‫النهائية يف إبرام اُدنة‪ ،‬نظراً ألن االعتداء واقع على أرض ه اب عىن اجلهوي‪ ،‬وهُذا‬ ‫دددت مواقف اليبعماء يف اترانا يف كثري من احلاالت على أس اس جهوي‪ ،‬وكان‬ ‫احب يتوىل أمرها‪ ،‬ويقرر مص ريها‪ ،‬وبدد موقفها‪ ،‬وانعدام القاعدة‬ ‫لُل جهة ص‬ ‫ٌ‬ ‫الس ي اس ي ة ق د عرا مواقف اليبعم اء وش دص ي اهتم لُثري من اخللدل ة‬

‫واالهتيباَات"(‪.)1‬‬ ‫أما ابلنسبة جلريدة الل واء الطرابلسي فقد ميثل صدورها واحدة من أرو معامل التاريخ‬ ‫الطرابلسي يف النصف األول من القرن العشرين‪ ،‬فهي صدرت يف حقبة استعمارية‪،‬‬ ‫لُنها أفصحت دائما عن روا مقاوم ة لالستعمار‪ ،‬والتشب َّ حبب الوطن وكرامته‪،‬‬ ‫والتطلع الدائم للحرية‪ ،‬وظلت جريدة اللواء الطرابلس ي تص در أس بوعيا دة عامك‬ ‫ونص ف تقريب اً من أكتوبر ‪1919‬م إىل م ارس ‪1922‬م‪ ،‬فيم ا رموع ه (‪)94‬‬ ‫عددا‪ ،‬كل عدد من أربع ص فحات‪ ،‬وقد اعتمدت يف َتويلها على تربعات أعيان‬ ‫ً‬

‫اجلمهورية الطرابلسية‪.‬‬

‫وتوىل رائس ة درير اجلريدة عثمان الغرَي ‪ ،‬من مواليد طرابلٍ وا س الي األص ل‪،‬‬ ‫والذي اَتري من قبل ميتَتر إرَين لعض وية الوفد اللييب لش را القض ية الوطنية يف‬ ‫إيطاليا‪ ،‬لُن الس لطات ا يطالية منعته من الس فر‪ ،‬وبعد إإالو اللواء هاجر إىل‬ ‫تركيا وبقي فيها إىل أن وافاه األجل سنة ‪1939‬م‪.‬‬

‫(‪ )1‬انظر‪ :‬عبد النيب ابخلري‪ ،‬ص ‪.121‬‬

‫‪76‬‬


‫وش ُلت اللواء ص واتً مهاددً اترة وإاض باً اترة أَرى‪ ،‬يف ظروا ش ديدة القس وة‪،‬‬ ‫وحاولت يف مقاالهتا االفتتاحية طرا مطالب الش عب‪ ،‬وابلطبع يف س ياو ا مُن‬ ‫ومبواجهة الس لطة ا يطالية بتعهداهتا‪ .‬أي ابلتش ب َّ بتطبيق القانون األس اس ي ومنْ‬ ‫الطرا الطرابلسي حق ا شاركة الفعلية يف إدارة إقليم طرابلٍ‪.‬‬ ‫كانت اللواء تنش ر القص ائد الش عرية وا قاالت الوعظية‪ ،‬ولُن ررد ص دورها‬ ‫ابلعربية كان إجناَاً هاماً‪ ،‬كما كانت تنقل أَباراً حملية ودولية‪ ،‬وتنش ر مقاالت‬ ‫يطاليك متعاطفك مع القض ية الليبية وإن كان ذلك يف إطار دس توري‪ ،‬مطالبك‬ ‫بتطبيق القانون األساسي الذي وقعته احلُومة ا يطالية مع َعامات طرابلٍ‪.‬‬ ‫وقاس ت جريدة اللواء من الرقابة‪ ،‬وتوقفت بس ببها دة ش هرين ونص ف‪ ،‬لُن ذلك‬ ‫مل مينع الصحيفة من التنديد ابلرقابة يف العدد ‪ 37‬ووصفها أبهنا "شئرة ال تنمو إال‬ ‫يف أرا اخلوا"‪.‬‬ ‫وعلى أية حال مل تس تطع احلُومة الي تش ُلت بعد (ص لْ بنيادم) أن تنفذ‬ ‫قراراهتا ألهنا كانت حُومة ش ُلية س واء نتيئة ا طار الذي وض عته الس لطة‬ ‫ا يط الي ة أو نتيئ ة اس تقاللي ة اليبعم اء وقل ة َربهتم أبمور ال دول ة احل ديث ة‪ ،‬حي َّ‬ ‫كانت حقبة حميبنة وعنها قال سليمان البارو يف م ق ال ة له ن ش رهتا جريدة الل واء‬ ‫الطرابلس ي‪" :‬إن أعض اء احلُومة ‪ ...‬لبثوا بعد تص ديق القانون األس اس ي يف فندو‬ ‫بن إش ري َارس مركيب الوالية وانش غلوا بعيبل بعع ا ةمورين وتعيك آَرين وإص دار‬ ‫‪77‬‬


‫األوامر أبمسائهم وجباية األموال من األهاي واألعش ار الش رعية وراَاة وحماكمة‬ ‫األهاي وترفيع الضباخ"(‪.)1‬‬

‫اتسعاً‪ :‬مؤمتر غراين (‪1920‬م ‪:‬‬ ‫َالل عام ونصف من توقيع صلْ بنيادم شهدت طرابلٍ أبشع حربك أهليتك‪:‬‬ ‫حرب رمضان السوبلي ضد عبد النيب بلدري‪.‬‬ ‫حرب اليبنتان والرجبان مع الرببر يف اجلبل الغريب الي استمرت حىت عام‬ ‫‪1921‬م‪.‬‬ ‫شك‬ ‫إن ما حد كانت وليدة دييبات متدلفة وعواطف معتمة و قافة مظلمة‪ ،‬وال َّ‬ ‫أن التدَل ا يطاي لعب دوره يف إذكاء الفنت من ابب فرو تس د‪ ،‬مس تغالً‬ ‫العواطف وا ص احل ا تض اربة‪ ،‬لُن الش ُوك وجذور الفتنة وا ص رار على الثةر‬ ‫كانت قاطنة يف النفوس والثقافة القبلية الس ائدة آنذاك‪ ،‬ورافق ذلك االقتتال كل ما‬ ‫جترد فيها ا نس ان‬ ‫عرفته احلروب البدائية من حرو وختريب وس لب وهنب‪ ،‬حرب ّ‬

‫من ك ل ع اطف ة وإحس اس‪ ،‬وعص ف ت حبقوو اجلوار وأوامر ال دين‪ ،‬وتف اقم ت‬

‫(‪ )1‬انظر‪ :‬كتاب َليفة بن ع س ُ ر لل ق ش اخ‪ ،‬ص‪ .‬ص ‪.145 – 141‬‬

‫‪78‬‬


‫الشقاقات وبلغت ذروهتا يف هئوم السوبلي على عبد النيب بلدري يف ورفله‪ ،‬صباا‬ ‫يوم عيد األضحى ‪ 24‬أإسطٍ‪1920‬م‪ ،‬وهناك لقي رمضان السوبلي منيته‪.‬‬ ‫رأى عقالء طرابلٍ ض رورة االجتم ا يف ميتَتر ع ام بع د التطورات اخلطرية‬ ‫واالنش قاقات العظيمة الي وقعت بك اليبعماء وذلك ليتدارس وا األوض ا الراهنة‪،‬‬ ‫ويتدذوا حياُا موقفاً مش كاً‪ ،‬فاجتمعوا يف ميتَتر إرَين يف نوفمرب عام ‪1920‬م‬ ‫بعد أن اَتار كل بلد من ميثله‪ ،‬ما عدا بالد الرببر‪ ،‬وش ُلت فيه حُومة وطنية‬ ‫بعد أن أسفرت نتيئة االنتداابت عن األعضاء التالية أمسا هم‪:‬‬

‫م‬

‫االسم‬

‫الوظيفة‬

‫‪1‬‬

‫أاد بك ا ريع‬

‫رئيساً‬

‫‪ 2‬األستاذ عبد الران بك‬ ‫عيبام‬

‫مستشاراً‬

‫‪3‬‬

‫حممد بك فرحان‬

‫عضواً‬

‫‪4‬‬

‫الصادو بك احلاس‬

‫عضواً‬

‫‪5‬‬

‫عمر أبو دبوس‬

‫عضواً‬ ‫‪79‬‬


‫‪6‬‬

‫صاحل بن سلطان‬

‫عضواً‬

‫‪7‬‬

‫التهامي قليصة‬

‫عضواً‬

‫‪8‬‬

‫الشيخ أاد الرحييب‬

‫عضواً‬

‫‪9‬‬

‫العيساوي بوَنئر‬

‫عضواً‬

‫‪10‬‬

‫حممد التايب‬

‫عضواً‬

‫‪11‬‬

‫عثمان القييبا‬

‫عضواً‬

‫‪12‬‬

‫علي بن تنتو‬

‫عضواً‬

‫‪13‬‬

‫اتار كعبار‬

‫عضواً‬

‫‪14‬‬

‫عبد الران َبيدة‬

‫عضواً‬

‫‪ 15‬احلاس حممد بن عمر‬

‫عضواً‬

‫‪ 16‬عبد السالم اجلداميي‬

‫عضواً‬

‫‪17‬‬

‫نوري السعداوي‬

‫عضواً‬

‫‪18‬‬

‫بشري السعداوي‬

‫عضواً‬

‫‪19‬‬

‫حسك بن جابر‬

‫عضواً‬ ‫‪80‬‬


‫‪20‬‬

‫سامل البحباا‬

‫عضواً‬

‫‪21‬‬

‫الصويعي اخليتو‬

‫عضواً‬

‫وق د اَت ار ا يتَترون أا د ب ك ا ريع رئيس اً للميتَتر‪ ،‬وك ان ت الظروا إذ ذاك‬ ‫تتطلب ذلك‪ ،‬فرمض ان الس وبلي قتل‪ ،‬وس ليمان البارو امتنع عن احلض ور ألنه‬ ‫كان متة ِّراً ابحلرب الي وقعت بك اليبنتان والرببر‪ ،‬وأرس ل إليه أاد بك ا ريع بعد‬ ‫انتدابه رئيساً للميتَتر أبنه مستعد للتناَل له عن الرَيسة‪ ،‬فةىب‪ ،‬وحاول ا يتَتر إقناعه‬ ‫فامتنع‪ ،‬واس تمر ا يتَتر يف أعماله الوطنية‪ ،‬وامتنع عبد النيب ابخلري عن احلض ور‬ ‫بسبب مقتله لرمضان السوبلي‪ ،‬ومثل أرفلة عبد الران َبيدة وحممد العيساوي(‪.)1‬‬ ‫وأص در ا يتَتر بعد انتهاء جلس اته قراراً هذا نص ه‪( :‬إن احلالة الي آلت إليها البالد‬ ‫ال ميُن دسينها إال ةقامة حُومة قادرة وميتسسة على ما بقق الشر ا سالمي‪،‬‬ ‫بيبعامة مس لم ينتدب من األمة‪ ،‬وال يعيبل إال حبئة ش رعية وإقرار رلٍ النواب‪،‬‬ ‫وتُون له الس لطة الدينية وا دنية والعس ُرية أبكملها‪ ،‬مبوجب دس تور تقره األمة‬ ‫بواسطة نواهبا‪ ،‬وأن يشمل حُمه مجيع البالد حبدودها ا عروفة) (‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬انظر‪ :‬جهاد األبطال‪ ،‬ص‪ .‬ص ‪.300-299‬‬ ‫(‪ )2‬ا صدر السابق نفسه‪ ،‬ص ‪.301‬‬

‫‪81‬‬


‫انفع ا يتَتر‪ ،‬وأبلغ قراراته إىل احلاكم ا يطاي يف طرابلٍ‪ ،‬وقرر إرس ال وفد إىل‬ ‫و َّ‬ ‫روما ليطالب بتنفيذ قراراته‪.‬‬ ‫وكان الوفد يتُون من‪ :‬حممد بك فرحات اليباوي رئيس اً‪ ،‬وحممد نوري الس عداوي‪،‬‬ ‫والصادو بن احلاس‪ ،‬وَالد القرقين‪ ،‬وعبد السالم البوصريي‪.‬‬ ‫واس تطا هذا الوفد أن يتص ل بر س اء األحيباب يف إيطاليا وحمرري اجلرائد‪ ،‬وَتُن‬ ‫من إعالن قض يته يف بعع اجلرائد‪ ،‬وامتنعت احلُومة‪ ،‬وأص حاب القرار عن‬ ‫االجتما هبم‪ ،‬وقام واي طرابلٍ ةرس ال وفد لييب مناهع لوفد إرَين‪ ،‬وأس فرت‬ ‫نتيئة الوفد الوطين عن الرجو صفي حنك‪ ،‬حي َّ بقي دة تسعة أشهر‪ ،‬ومل بقق‬ ‫شيئاً فعلياً سوى مباركة توي موسوليين حُم إيطاليا!‬ ‫أتَم ا وقف بعد رجو الوفد‪ ،‬فقد اس تغل ا يطاليون نيبعات َعماء طرابلٍ وقاموا‬ ‫بنشاخ عسُري قاومة الروا الوطنية‪ ،‬واعتقلوا أدساً من حيبب ا صالا الوطين‪،‬‬ ‫واحتلوا يفرن يف ‪ 13‬أكتوبر س ن ة ‪1922‬م‪ ،‬وك ان معهم ع دد كبري من الن دين‬ ‫الليبيك الذين انض موا إىل اجليش ا يطاي‪ ،‬ويف ‪ 17‬نوفمرب من العام نفس ه اُحتلت‬ ‫إرَين‪ ،‬وبدأت ا دن تتساق واحدة تلو األَرى (‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬انظر‪ :‬جهاد األبطال‪ ،‬ص ‪.303‬‬

‫‪82‬‬


‫ك ان ت الفتن ة بك طرابلٍ وبرق ة ق د اش ت دت مع ان دال احلرب الع ا ي ة األوىل‪،‬‬ ‫وحص ل فتور بك الربقاويك والطرابلس يك اس تمر دة مخٍ س نوات‪ ،‬وترتب على‬ ‫ذلك تع ّد على األموال واألشداص (‪.)1‬‬ ‫وكان عقالء طرابلٍ وبرقة ال ترض يهم تلك احلالة ا يبرية الي ال يرض ى عنها عقل‪،‬‬ ‫وال ش ر ‪ ،‬وال عرا‪ ،‬وابدر الس يد أاد ا ريع ةرس ال رس الة ألَيه األمري حممد‬ ‫إدريٍ الس نوس ي‪ ،‬وكانت مليئة اب عا الرفيعة والعبارات الس امية‪ ،‬ورد على تلك‬ ‫الرسالة األمري حممد إدريٍ‪ ،‬وترتب بعد ذلك اجتما سرت العظيم (‪.)2‬‬

‫عاشراً‪ :‬اجتماع سرت ‪1922‬م‪:‬‬ ‫ك ان ت إم ارة برق ة تق ات ل الطلي ان وبعي دة عن ه ذه احلروب األهلي ة‪ ،‬ومع ان دال‬ ‫احلرب العا ية األوىل س اد فتور بك برقة وطرابلٍ دام مخٍ س نوات حص ل َالُا‬ ‫تعد على األش داص واألموال‪ ،‬ورأى بعع َعماء طرابلٍ أن يص لحوا األمور مع‬ ‫برقة نقاذ ما فقدوه من َعامة بعد تناَل الُثري من وجهاء طرابلٍ وش يوَها عن‬ ‫مشرو اجلمهورية ودعمهم للسلطة ا يطالية‪.‬‬

‫(‪ )1‬ا صدر السابق نفسه‪ ،‬ص ‪.304‬‬ ‫(‪ )2‬انظر‪ :‬السنوسية دين ودولة‪ ،‬ص ‪.256‬‬

‫‪83‬‬


‫ابدر أاد بك ا ريع ةرس ال رس الة إىل الس يد حممد إدريٍ الس نوس ي يف برقة‬ ‫رد الس نوس ي إ ابياً ترتب‬ ‫لتوحيد اجلهود وتص فية األجواء بك برقة وطرابلٍ‪ ،‬وكان ّ‬ ‫عليه عقد اجتما س رت‪ ،‬وقد اجتمع الوفدان الطرابلس ي والربقاوي يف مدينة س رت‬

‫يف ‪ 21‬يناير ‪1922‬م‪.‬‬ ‫كان ميثل الوفد الطرابلس ي كل من أاد بك الس وبلي‪ ،‬وعبد الران بك عيبام‪،‬‬ ‫وعمر أبو دبوس‪ ،‬وحممد نوري السعداوي‪ ،‬والشتيوي بن سامل‪ ،‬والصويعي اخليتو ‪،‬‬ ‫واحلاس صاحل بن سلطان‪ ،‬وميثل برقة كل من‪ :‬الشيخ صاحل األطيو ‪ ،‬والشيخ نصر‬ ‫الربا ‪،‬‬ ‫األعمى‪ ،‬والش يخ َالد القيص ة‪ ،‬والش يخ ص احل الس نوس ي بن عبد اُادي ّ‬ ‫وش ر التمعون يف اس تعراا احلال الي وص لت إليها البالد‪ ،‬ومعاجلة أس باب‬ ‫اخلالا وَرجوا هبذه القرارات الي اتفق عليها ممثلو طرابلٍ وبرقة‪.‬‬ ‫(احلمد هلل ا بدت ا عيد‪ ،‬الفعال ا يريد‪ ،‬ألف بك قلوب ا س لمك‪ ،‬وجعلهم َري‬ ‫أمة للعا ك‪ ،‬والص الة والس الم على رس ول اُدى والراة الذي جاء يدعود إىل‬ ‫العيبة وا ابء‪ ،‬ويعلمنا كيف نقاتل األعداء‪ ،‬وبعد‪...‬‬ ‫"فقد اجتمعنا حنن ا وقعك على هذه ا عاهدة ا فوض ك من قبل طرابلٍ وبرقة‪،‬‬ ‫وقررد بعد مداولة الفُر ا واد االتية ا تضمنة اتفاو القطر الطرابلسي الربقاوي على‬ ‫االداد والتعاون يف السراء والضراء‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫ب أن نوحد كلمتنا ضد عدود الغاصب لبالدد وضد ا فسدين‪.‬‬ ‫‪84‬‬


‫‪.2‬‬

‫ب أن يُون عدود واحداً وصديقنا واحداً‪.‬‬

‫‪ .3‬إن كافة ما وقع بك الطرفك من التئاوَ ال يطالب به أح ٌد اآلَر إىل‬ ‫أن تس تقر احلالة يف الوطن‪ ،‬وتتعك وض عية البالد العمومية‪ .‬ومع ذلك ب‬ ‫أن يس عى الطرفان يف ا س احمة بك العرابن‪ ،‬ومن يتعدى بعد االن فعلى‬ ‫احلُومة التابعة ُا أن تعاقبه مبا يستحق‪.‬‬ ‫‪ .4‬كل من االف اجلماعة ويدس الدس ائٍ األجنبية‪ ،‬على احلُومة‬ ‫ا نسوب إليها إعدامه ومصادرة أمواله حسب الشريعة ا سالمية‪.‬‬ ‫‪ .5‬يرى الطرفان أن مص لحة الوطن وض رورة الدفا ض د العدو ا ش ك‬ ‫تقض ي توحيد اليبعامة على البالد‪ ،‬ولذلك عالن إايتهما انتداب أمري‬ ‫مسلم تُون له السلطة الدينية وا دنية داَل دستور ترضاه األمة‪.‬‬ ‫‪ .6‬يتدذ الطرفان الوس ائل الالَمة لتحقيق هذه الغاية ا ذكورة يف ا ادة‬ ‫اخلامسة‪ ،‬وأن تُون تولية األمري ةرادة األمة‪.‬‬ ‫‪ .7‬مىت دققت الغاية ا ذكورة يف ا ادة اخلامس ة ب انتداب رلٍ‬ ‫أتسيسي من الفريقك لوضع القانون األساسي والنظم الالَمة دارة البالد‪،‬‬ ‫وقبل ذلك‪ ،‬وَتهيداً ُذه األعمال‪ ،‬ب على الفريقك أن يرس ل كل منهما‬ ‫مندوابً للبلدين ألجل أن يش كا يف س ياس ة البالد والتدابري ا قتض اة للدفا‬ ‫عن الوطن‪.‬‬

‫‪85‬‬


‫نفوذه‬

‫‪ .8‬يتعهد الطرفان أبال يع فوا للعدو بس لطة‪ ،‬وأن مينعوه من بس‬ ‫ِ‬ ‫تحص ن هبا االن‪ ،‬ويف حالة وقو حرب يتض افر الفريقان‬ ‫َارس األماكن ا ّ‬ ‫صلْ أو هدنة إال مبوافقة الفريقك‪.‬‬ ‫على حرب العدو‪ ،‬وأال يُعقد ٌ‬ ‫‪ .9‬إذا َرس العدو من حص ونه مهامجاً جهة من اجلهات‪ ،‬وجب على‬ ‫اجم اب هم ات احلربي ة وا ال والرج ال‪ ،‬وأن تن ذر‬ ‫اجله ة األَرى أن َت د ا ه ا‬ ‫يُف هتامجه هي بدورها‪.‬‬ ‫العدو ابلُف عن التئاوَ‪ ،‬وإذا مل َّ‬

‫‪ .10‬جتتمع هيئة منتدبة من أهاي طرابلٍ وبرقة مرتك يف كل سنة يف شهر‬ ‫اارم ورجب للنظر يف مصاحل البالد‪.‬‬ ‫‪ .11‬يش خ أن توافق على هذه ا عاهدة كل من حُومة برقة واُيئة ا ركيبية‬ ‫يف جهة طرابلٍ‪.‬‬ ‫‪ .12‬مهم ة اُيئ ة ا ذكورة أتيي د العالئق الودي ة بك الطرفك‪ ،‬وأتيي د ه ذه‬ ‫االتفاقية(‪.)1‬‬ ‫قصر سرت‬

‫يوم السبت ‪ 22‬اد األوىل سنة ‪ 1340‬ه‪ 21-‬يناير سنة (‪1922‬م "‪.‬‬

‫ك ان ت احلُوم ة ا يط الي ة تت ابع األَب ار وم ا ي دور بك برق ة وطرابلٍ‪ ،‬وَ افوا أن‬ ‫ي تب على اتفاو طرابلٍ وبرقة ما ال دمد عقباه‪ ،‬فقرر ووليب احتالل مصراتة قبل‬ ‫أن يص ل الليبيون إىل نتيئة يف ميتَتر س رت‪ ،‬واس تطا الطليان أن بتلوا قص ر اد‪،‬‬ ‫وب دأ اجله اد من ج دي د‪ ،‬وأراد الطلي ان أن ا دعوا ال اه دين ودعوا إىل عق د‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ :‬جهاد األبطال‪ ،‬ص ‪.307‬‬

‫‪86‬‬


‫ا فاوض ات يف فندو الش ريف لُس ب الوقت وإعداد العدة‪ ،‬وانتظار ا دد من‬ ‫إيطالية‪ ،‬واس تمرت ا فاوض ات‪ ،‬واتض ْ للمئاهدين أن الطليان عاَمون على‬ ‫احلرب‪ ،‬وانقطعت ا فاوض ات يف يوم ‪ 10‬أبريل عام ‪1922‬م‪ ،‬واس تعد كل من‬ ‫الطرفك ا تتمدع عنه األَيم ا قبلة‪.‬‬ ‫وكان من أقوى العوامل الي جعلت واي طرابلٍ ووليب يتشدد مع الاهدين ويرفع‬ ‫مطالبهم ظهور الفاش س تية يف إيطالية‪ ،‬وأص بحت وش يُة أن تس توي على مقدرات‬ ‫إيطاليا (‪.)1‬‬ ‫وكان من مبادئهم ا نحرفة الوص ول إىل أإراض هم بُل وس يلة‪ ،‬وال دون يف‬ ‫نفوس هم إض اض ة إذا كانت أعماُم االفة ل نس انية أو للحقوو العامة مىت كان‬ ‫فيها مص لحة ُم أو لبالدهم‪ ،‬وال يس تحيون من أن يعلنوا ص راحة أبهنم ال يعرفون‬ ‫احلرية‪ ،‬وال يقدس ون احلقوو العامة‪ ،‬وال ب مون العهود مىت كان ذلك ض رورَيً‬ ‫صلحة إيطاليا (‪.)2‬‬ ‫يقول ااقق شُيب أرسالن‪ " :‬وسوليين َطب كثرية وكتاابت بتوقيعه تيتَذ منها‬ ‫هذه ا قاص د بدون إش ُال‪ ،‬فلهذا مل تبق يف إيطالية ال حرية قول‪ ،‬وال حريةكتابة‪،‬‬ ‫وكل شيء يصادم إرادة الفاشست فهو ممنو " (‪.)3‬‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ :‬ا صدر السابق نفسه‪ ،‬ص ‪.316– 308‬‬ ‫(‪ )2‬ا صدر السابق نفسه‪ ،‬ص ‪.316‬‬ ‫(‪ )3‬انظر‪ :‬لو روب ستودارد األمريُي‪ ،‬حاضر العامل ا سالمي‪ ،‬نقله إىل العربية األستاذ عئاس نويهع‪ ،‬وعلق عليه األمري شُيب أرسالن‪ ،‬دار الفُر‪ ،‬بريوت‪.‬‬

‫‪87‬‬


‫بعد انقطا مفاوضات فندو الشريف يف ‪10‬أبريل عام ‪1922‬م استيتنفت احلرب‬ ‫من ج دي د‪ ،‬وأص بْ الطلي ان يتوإَّلون يف طرابلٍ‪ ،‬وال اه دون ي اجعون أم ام‬ ‫هئماهتم الشرسة‪.‬‬ ‫فرأى الطرابلس يون إرس ال وفد إىل األمري حممد إدريٍ ليبايعوه اب مارة تنفيذاً ا‬ ‫قررته هيئة ا ص الا ا ركيبية يف فندو الش ريف‪ ،‬وكان ذلك الوفد يتةلف من الش يخ‬ ‫حممد بن حس ن‪ ،‬والش يخ حممود ا س الي‪ ،‬والش يخ طاهر اليباوي‪ ،‬ووص ل الوفد‬ ‫إجدابية يف ش وال عام ‪1340‬ه ‪ ،‬وقابل األمري حممد إدريٍ‪ ،‬وأبلغه الوفد هدفه‬ ‫ال ذي ج اء من أجل ه‪ ،‬ف اعت ذر عن ال ذه اب إىل طرابلٍ لش دة احلر‪ ،‬واحنراا‬ ‫صحته‪ ،‬ووعد ابلسفر عندما تتحسن صحته (‪.)1‬‬ ‫وحرصت إيطالية أن تستشف ما وصل إليه َعماء برقة وطرابلٍ‪ ،‬فةرسلت أمندوال‬ ‫وَير ا س تعمرات ا يط الي ة لل دَول يف مب احث ات مع األمري إدريٍ‪ ،‬واش‬

‫خ‬

‫ا يطاليون قبل الدَول يف ا باحثات أن يغادر بش ري الس عداوي ممثل احلُومة‬ ‫الوطنية الطرابلس ية إجدابية‪ ،‬وكان األمري إدريٍ رمل أن يص ل إىل إيقاا احلرب‬ ‫بك إيطاليا والطرابلس يك‪ ،‬ولذلك طلب من بش ري الس عداوي وَمالئه أن ارجوا إىل‬ ‫الطبيل (‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬انظر‪ :‬جهاد األبطال‪ ،‬ص ‪.323‬‬ ‫(‪ )2‬انظر‪ :‬السنوسية دين ودولة‪ ،‬ص ‪.258‬‬

‫‪88‬‬


‫وبعد ذلك حض ر وَير ا س تعمرات ا يطاي إىل إوخ الس اس ابلقرب من ا رس‪،‬‬ ‫والتقى ابألمري حمم د إدريٍ يف ‪ 22‬يونيو ‪1922‬م‪ ،‬وعم ل على إقن ا أمن دوال‬ ‫بض رورة هتدئة األحوال يف طرابلٍ‪ ،‬وبعد انتهاء ا باحثات أرس ل األمري إدريٍ إىل‬ ‫بش ري الس عداوي وَمالئه كالًّ من ص احل األطيو ‪ ،‬والفض يل ا هش هش‪ ،‬وأحد أبناء‬ ‫الُيبة‪ ،‬وس لم هيتالء كتاابً لبش ري الس عداوي من مسو األمري أَربه فيه مبقابلته مع‬ ‫وَير ا س تعمرات يف إوخ الس اس‪ ،‬وحب َّ القض ية الطرابلس ية معه وأبن ا باحثات‬ ‫قد أسفرت عن إظهار إيطالية استعدادها للصلْ معها‪ ،‬وفضالً عن ذلك فقد جاء‬ ‫اجلماعة بُتاب اَر من األمري موجهاً إىل رئيٍ هيئة ا ص الا ا ركيبية هبذا ا عىن‪،‬‬ ‫فبادر بشري السعداوي أبنه يعتيبم العودة فوراً إىل طرابلٍ َتام البيعة‪ ،‬ووعد ابلعودة‬ ‫سريعاً إىل إجدابية بمل معه البيعة(‪.)1‬‬ ‫وإادر بش ري الس عداوي برقة إىل طرابلٍ‪ ،‬ومبئرد وص وله إىل مص راتة اجتمع‬ ‫ابليبعماء الطرابلس يك‪ ،‬وددى ابلبيعة لس مو األمري حممد إدريٍ‪ ،‬مس تنداً يف ذلك‬ ‫إىل أنه ال سبيل إىل اخلالص البتة إال ابالتفاو والتعاون ضد العدو ا يطاي‪ ،‬وكتب‬ ‫بش ري الس عداوي نص البيعة بنفس ه‪ ،‬مث ذهب هبا من مص راتة إىل مس التة مث إىل‬ ‫إرَين‪ ،‬وهناك كانت هيئة ا صالا ا ركيبية رتمعة برائسة أاد ا ريع‪ ،‬فقرأ عليهم‬ ‫البيعة‪ ،‬ووافق هيتالء عليها اب مجا ودون مناقشة (‪.)2‬‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ :‬السنوسية دين ودولة‪ ،‬ص ‪.258‬‬ ‫(‪ )2‬ا صدر السابق نفسه‪ ،‬ص ‪.259‬‬

‫‪89‬‬


‫وما أن علم الطليان بتلك التطورات وريء الوفد الطرابلسي إىل إجدابية حىت اثرت‬ ‫اثئرهتم‪ ،‬وأعلمت احلُومة ا يطالية األمري حممد إدريٍ أبهنا لن تتواىن عن مهامجة‬ ‫إجدابية ذاهتا‪ ،‬و ا أدرك األمري إدريٍ َطورة ا وقف بدأ يبذل قص ارى جهده‬ ‫قنا احلُومة ا يطالية‪ ،‬أبن الطرابلس يك ما قص دوا مبا فعلوه س وى حقن الدماء‬ ‫وفع َالفهم مع إَواهنم أهل برقة‪ ،‬وأن واجب احلُومة ا يطالية بتم عليها أن‬ ‫توقف اعتداءاهتا على الطرابلسيك‪ ،‬فضالً عن أنه كان لألمري على حسب اتفاو‬ ‫الرمجة‬

‫احلق يف أن يعرا ما يراه يف مصلحة البالد على احلُومة ا يطالية‪ ،‬كما‬

‫أن معاهدة الرمجة قد أليبمت الطليان كذلك أبن يضعوا موضع االعتبار كل ما يبديه‬ ‫األمري من آراء يف ذلك(‪.)1‬‬

‫دادي عشر‪ :‬البيعة ابإلمارة للسنوسي والدعوة إىل الوددة‪:‬‬ ‫رأى الطرابلس يون ض رورة إرس ال وفد إىل األمري حممد إدريٍ الس نوس ي ليبايعوه‬ ‫اب مارة تنفيذاً ا قررته هيئة ا ص الا‪ ،‬وتقرر أن يذهب الس يد بش ري الس عداوي‬ ‫بوصفه مندوابً من اُيئة على رأس وفد لتسليم كتاب البيعة إىل األمري حممد إدريٍ‪،‬‬ ‫وكان ض من هذا الوفد كل من عبد الران عيبام‪ ،‬حممد الص ادو ابحلاس‪ ،‬نوري‬ ‫الس عداوي‪ ،‬الش يخ حممد عبد ا لك‪ .‬ووقع على كتاب البيعة أاد بك ا ريع‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ :‬السنوسية دين ودولة‪ ،‬ص ‪.260-259‬‬

‫‪90‬‬


‫رئيٍ هيئة ا ص الا ا ركيبية‪ ،‬وعبد الران عيبام مس تش ارها‪ ،‬مث أعض اء اُيئة‪ :‬حممد‬ ‫بن عمر‪ ،‬وبشري السعداوي‪ ،‬وحسك بن جابر‪ ،‬وحممد فرحات‪ ،‬وعبد الران َبيدة‪،‬‬ ‫وحممد التائب‪ ،‬وس امل البحباا‪ ،‬وعثمان القييبا ‪ ،‬وعمر بودبوس‪ ،‬وحممد ص ادو بن‬ ‫احلاس‪ ،‬وحممد اتار كعبار‪ ،‬وحممد فُيين‪ ،‬والص ويعي اخليتو ‪ ،‬كما وقع على البيعة‬ ‫من األعيان حممد الديب‪ ،‬وحممد س وا‪ ،‬وعمر ض ياء‪ ،‬وعلي أبو حبيل‪ ،‬وأاد‬ ‫القاض ي‪ ،‬وحممد القرقين‪ ،‬وأاد الس ين‪ ،‬والبغدادي بن معيوا‪ ،‬وحممد الص غري‪.‬‬ ‫وهذا نص البيعة‪:‬‬ ‫مسو موالد األمري اجلليل السيد حممد إدريٍ حفظه هللا ورعاه‪:‬‬ ‫إن ه ال افى على مسوه أن اخلالا م ا ييبال ق ائم اً بينهم وبك احلُوم ة ا يط الي ة‬

‫وج هت عيبمها إىل العب َّ جبميع حقوقنا ش رعيِّها‪،‬‬ ‫وذلك ألن احلُومة ا يطالية َّ‬

‫وسياسيِّها‪ ،‬وإداريِّها‪ ،‬وجعلت من قوهتا مربراً للتصرا يف مصريد وحقوقنا الطبيعية‪،‬‬ ‫نتحمل ض يماً‪ ،‬وال نرض ى أن تض محل ش ريعتنا‪،‬‬ ‫وحنن َري أمة أَرجت للناس‪ ،‬ال َّ‬

‫وال أن يتطرو اخلل ل إىل دينن ا القو ك ائن اً م ا ك ان‪ ،‬األمر ال ذي الن ا على ركوب‬ ‫األَط ار واقتح ام احلروب ا توالي ة‪ ،‬معتم دين على قوة احلق‪ ،‬إىل أن نظفر بتحقيق‬ ‫امع‬ ‫لم ج ٌ‬ ‫أمنيتنا القومية أال وهي أتس يٍ حُومة دس تورية يرأس ها أمريٌ مس ٌ‬ ‫للس لطات الثال ‪ :‬الدينية والس ياس ية والعس ُرية‪ ،‬مع رلٍ نيايب تنتدب األمة‬ ‫أعض اءه‪ ،‬وهبذا يس لم وطننا ويتم أمر ديننا وتص لْ أحُام قض اَيد وحنفظ ش رعنا‪،‬‬ ‫وعنعنة اترانا الباهر‪.‬‬ ‫‪91‬‬


‫وه ذا ال ين ايف م ا ت دعي ه إيط الي ا وم ا دأب ت علي ه من َط ب رج اُ ا من أهن ا دت ل‬ ‫دَيرد بنية االس تعمار‪ ،‬وإ ا س اقتها دواعي الس ياس ة الدولية يف البحر ا توس ‪ ،‬ولو‬ ‫ك ان ت ص ادق ة يف دعواه ا ه ذه ا عرض ت بالدد للدراب بتواي اُئم ات‪،‬‬ ‫واس تعمال دهائها وقدرهتا للتفريق والفوض ى‪ .‬وقد حاولت فص ل األمة بعض ها عن‬ ‫بعع بطرو اتلفة‪ ،‬وأىب هللا إال أن مع كلمة القطرين الش قيقك أبن َّ‬ ‫يلتفا حول‬ ‫أمري واحد يرضيانه‪.‬‬ ‫وحي َّ كان مسوكم من أش را عائلة وأكرم بيت مع ما جتتمع يف ذاتُم الش ريف‬ ‫من ا يباَي العالية‪ ،‬واألوص اا اجلليلة فإن هيئة ا ص الا ا ركيبية احلائيبة للوكالة‬ ‫ا طلق ة من ميتَتر إرَين ال ذي ميث ل األم ة الطرابلس ي ة‪ ،‬ابنتد اب واقع منه ا ق د‬ ‫وجدت يف مسوكم أمرياً حاَماً قادراً على مجع األمة للثقة العامة‪ ،‬حمبوابً‪ ،‬فهي لذلك‬ ‫تب ايع مسوكم أمرياً للقطرين طرابلٍ وبرق ة‪ ،‬على أن تقودمه ا إىل م ا بقق أم انيهم ا‬ ‫الشريفة ا سالمية ا نوه عنها‪.‬‬ ‫على أن مبايعتُم كانت مض مرة يف كل نفٍ منذ وقع االداد بك مندويب القطرين‬ ‫يف س رت‪ ،‬وكان الس بب يف أتَري دقيقها طوارأى احلرب الي طوحت بُل واحد‬ ‫من أعضاء اُيئة‪ ،‬ورجال القطر يف منطقة شاسعة من ا ناطق احلربية‪.‬‬ ‫وهب ذه البيع ة إن ش اء هللا أص بْ مسوكم األمري اابوب للقطرين ا ب اركك‪ ،‬ومىت‬ ‫سنحت الفرصة عند تشريفُم إَيد حسب رإبة األمة تقام لُم مظاهر هذه البيعة‬ ‫‪92‬‬


‫يف موكب الئق بس موكم‪ .‬وهللا س بحانه وتعاىل ميدكم بروا من عنده‪ ،‬و عل الربكة‬ ‫يف البيت السنوسي ا يتسٍ على التقوى والصالا (‪.)1‬‬ ‫والسالم عليُم وراة هللا وبركاته‬ ‫اجلمعة ‪ 3‬ذو اِلجة ‪ 1340‬هجري‬ ‫املوافق ‪ 28‬يوليه‪ /‬متوز ‪1922‬م‬

‫املوقعون‪:‬‬ ‫أاد بك ا ريّع رئيٍ هيئة ا صالا ا ركيبية‪.‬‬ ‫عبدالران عيبام مستشار هيئة ا صالا ا ركيبية‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫حما ّمد بن عمر عضو هيئة ا صالا ا ركيبية‪.‬‬ ‫السعداوي عضو هيئة ا صالا ا ركيبية‪.‬‬ ‫بشري ّ‬ ‫حسك بن جابر عضو هيئة ا صالا ا ركيبية‪.‬‬ ‫حما ّمد فرحات عضو هيئة ا صالا ا ركيبية‪.‬‬ ‫عبدالران َبيدة عضو هيئة ا صالا ا ركيبية‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ :‬السنوسية دين ودولة‪ ،‬ص ‪.262‬‬

‫‪93‬‬


‫حما ّمد التائب عضو هيئة ا صالا ا ركيبية‪.‬‬ ‫سامل البحباا عضو هيئة ا صالا ا ركيبية‪.‬‬ ‫عثمان القييبا عضو هيئة ا صالا ا ركيبية‪.‬‬ ‫عمر بو دبوس عضو هيئة ا صالا ا ركيبية‪.‬‬ ‫حما ّمد صادو بن احلاس عضو هيئة ا صالا ا ركيبية‪.‬‬ ‫حما ّمد اتار كعبار عضو هيئة ا صالا ا ركيبية‪.‬‬ ‫حما ّمد فُيين عضو هيئة ا صالا ا ركيبية‪.‬‬ ‫الصويعي اخليتو عضو هيئة ا صالا ا ركيبية‪.‬‬ ‫حما ّمد الديب عن األعيان‪.‬‬ ‫حما ّمد سوا عن األعيان‪.‬‬ ‫عمر ضياء عن األعيان‪.‬‬ ‫علي أبو حبيل عن األعيان‪.‬‬ ‫أاد الشتيوي عن األعيان‪.‬‬ ‫حما ّمد سعدون عن األعيان وقائد اجليش الوطين‪.‬‬ ‫‪94‬‬


‫فرحات القاضي عن األعيان‪.‬‬ ‫َالد القرقين عن األعيان‪.‬‬ ‫أاد السين عن األعيان‪.‬‬ ‫البغدادي بن معيوا عن األعيان‪.‬‬ ‫حما ّمد الصغري ا ريّع عن األعيان‪.‬‬ ‫وابدر األمري حممد إدريٍ مبص افحة تلك اليد ا مدودة‪ ،‬وقابِل البيعة دون تردد‪ ،‬بعد‬ ‫مشاورات أجراها مع َعماء برقة يف ميتَتر عقده مبنطقة جردس العبيد‪ .‬وأجاب على‬ ‫كت اب البيع ة قي ‪ 22‬نوفمرب (‪1922‬م)‪ ،‬وج اء َط اب قبول البيع ة على النحو‬ ‫اآلي‪:‬‬ ‫بسم هللا الران الرحيم‬ ‫وبعد ‪...‬‬ ‫"فقد تناولت بيد الش ُر عريض تُم الي أظهرمت فيها رإبتُم اخلالص ة يف دقيق‬ ‫إايتُم الي أمجعتم عليها يف ميتَتر إرَين‪ ،‬وجاهدمت ُا جهاداً ص ادقاً ابألنفٍ‬ ‫والثمرات يف ش دص ي‪ ،‬فةَذهتا داعياً هللا أن بقق آ مال هذه األمة‪ ،‬ويُلل‬ ‫مساعيها كلها ابلنئاا‪.‬‬

‫‪95‬‬


‫و ا كان اداد الوطن وس المته مها الغاية الي طا ا س عيت إليها وجدت من واجيب‬ ‫أدمل ا س يتولية العظمى الي رأت األمة تُليفي‬ ‫أن أتلقى طلبُم ابلقبول‪ ،‬وأن َّ‬ ‫فعلي إذاً أن أعمل جبد معُم‪ ،‬ولُن ال تنس وا أنين بغري إقدامُم وج ّدكم ال‬ ‫هبا‪َّ ،‬‬

‫ق درة ي على ش يء‪ .‬إ أعلم أن احلي اة اخل ال دة هي لألمم ال لألفراد‪ ،‬وك ذل ك‬

‫األعمال العظيمة الباقية هي الي تنص را إىل ص احل اجلميع‪ ،‬فلذلك أدعوه س بحانه‬ ‫وتعاىل أن يهدينا إىل كل عمل مثرته لألمة إذ من حق كل ش عب أن يس يطر على‬ ‫شيتونه‪ ،‬والناس منذ نشيتوا أحرار‪.‬‬ ‫وقد أظهر ش عبنا يف كل أدواره مقدار حمبته للحرية‪ ،‬فدفع مهوراً إالية‪ ،‬فال يص ْ‬ ‫ألحد أن يطمع يف استعباده واالستبداد بشيتونه‪.‬‬ ‫علي الش ورى وهي أس اس ديننا‪ ،‬وس ةعمل على قاعدهتا‪ .‬هذا وقد‬ ‫لقد اش طتم َّ‬

‫أقر األمور على ما هي عليه حىت جتتمع مجعية وطنية لوض ع نظام البالد‪،‬‬ ‫رأيت أن َّ‬ ‫فلذلك أاكِ ُل إىل اُيئة ا ركيبية ا أبدت من احلمية‪ ،‬والعدل‪ ،‬والدراية أن تستمر‬ ‫على إدارة ش يتون القطر الطرابلس ي‪ ،‬وي الثقة العظيمة يف حُمة رئيس ها البطل‬ ‫احلاَم أاد بك ا ريع ورفقائه‪ ،‬والر س اء الُرام الذي أيَّدوا مس اعي اُيئة ا لية أن‬ ‫يتحملوا مش او ا س يتولية بص رب لتثبيت دعائم البناء الوطين الذي ش يدوه‪ ،‬وأس ةله‬ ‫مين ابلنص ر ا وعود‬ ‫تعاىل أن ميد اجلميع بعنايته‪ ،‬ويثبت األقدام‪ ،‬ويقهر األعداء‪ ،‬و َّ‬ ‫إنه على ما يشاء قدير"(‪.)1‬‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ :‬السنوسية دين ودولة‪ ،‬ص ‪.262‬‬

‫‪96‬‬


‫حمَمد إدريس املهدي السنوسي‬ ‫األربعاء ‪ 3‬ربيع الثاين ‪ 1341‬ه جري‬ ‫املوافق ‪ 22‬نوفمرب‪ /‬تشرين الثاين ‪1922‬م‪.‬‬

‫قابل وَير ا س تعمرات ا يطاي أميندوال يف ص يف ‪1922‬م الس يّد حممد إدريٍ‬

‫الس نوس ي يف بلدة إوخ الس اس يف حماولة لثنيه عن قبول بيعة أهل طرابلٍ وتوحيد‬ ‫ّ‬

‫التفرغ لشيتون برقة ونفع يده من شيتون طرابلٍ‪ ،‬ومل يعطه السيّد‬ ‫البالد‪ ،‬طالباً منه ّ‬ ‫إدريٍ جواابً ش افياً‪ ،‬فغادر الوَير مغض باً‪ ،‬ويف أكتوبر ‪1922‬م انفئر الوض ع يف‬ ‫إيطاليا نفسها ابستيالء الفاشيست على احلُم ‪...‬‬ ‫ويف ظ ّل ه ذه التطورات والظروا‪ ،‬أبلغ األمري يف نوفمرب من نفٍ الع ام الوف د‬ ‫الس نوس ي هبذه اخلطوة‪ ،‬حئر‬ ‫الطرابلس ي بقبول البيعة‪ ،‬فوض ع الس يّد إدريٍ ّ‬ ‫األساس لبناء الدولة اجلديدة والوحدة الليبية‪.‬‬

‫حاول مس تش ار األمري عمر منص ور الُيديا أن يوفِّق بك س ياس ة األمري حممد‬ ‫إدريٍ الس نوس ي مع الطليان‪ ،‬وحرص ه على وحدة الص ف واجتما الُلمة دت‬ ‫َعامته‪ ،‬وانعقدت اجتماعات ومناقش ات‪ ،‬واس تمر هذا ا يدان مفتوحاً حنو أربعك‬ ‫يوماً‪ ،‬ومل ِ‬ ‫يهتد الباحثون إىل احلل ا طلوب إال مب غادرة األمري حممد إدريٍ إجدابيا‬ ‫إىل مص ر يف اليوم الثا من مجادى األوىل س نة ‪ 21‬ديس مرب عام‪1922‬م (‪،)1‬‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ :‬جهاد األبطال‪ ،‬ص ‪.331‬‬

‫‪97‬‬


‫وكان ذلك السفر بسبب مرا أملّ به‪ ،‬ونصحه األطباء ابلذهاب إىل مصر للعالس‪،‬‬

‫وكان قبل سفره قد تعُرت وتغريت العالقات السنوسية مع إيطاليا‪ ،‬وحد ت بعع‬ ‫االش تباكات بك الطليان والعرابن بس بب حرص الطليان على نيب الس الا منهم‪،‬‬

‫ومتّ اعتقال الش يخ العوامي ظلماً وَوراً‪ ،‬وكانت هناك حماولة أَرى للقبع على‬ ‫صفي الدين‪ ،‬ولُنها ابءت ابلفشل بسبب اخلرب الثمك الذي سربه عثمان العنييبي‬

‫إىل صفي الدين حمذراً إَيه من إدر الطليان به‪.‬‬ ‫إن األمري حممد إدريٍ السنوسي اختذ قرار اُئرة إىل مصر بعد دراية وافية للمرحلة‬ ‫الي مرت هبا البالد‪ ،‬وللتطورات الس ياس ية والعس ُرية الي حد ت على الس احة‪،‬‬ ‫فاحلل العسُري كان يعرا ابستحالته منذ البداية‪ ،‬وكان يعمل ما يف وسعه قنا‬ ‫اآلَرين بذلك للمحافظة على دماء ا واطنك الي كانت هتدر دون نتيئة‪ ،‬مما كان‬ ‫س يس بب إحباخ الروا ا عنوية وَتُك العدو‪ ،‬فقد كان يرى أن ا قاومة الليبية‬ ‫ا سلحة لن ميُنها أبي حال من األحوال دحر القوات ا يطالية‪.‬‬ ‫مث إن الهودات الدبلوماسية الي كان يقوم هبا قد أعطت كل ما ميُنها إعطاءه يف‬ ‫تلك ا رحلة‪ ،‬فرحل عن البالد ليحتفظ حبريته ويراقب الوضع الدوي ويتحك الفرص‬ ‫(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬انظر‪ :‬تعليق حممد عبد بن إلبون على كتاب (ا لك إدريٍ عاهل ليبيا‪ ،‬حياته وعصره) دي كاندول‪ ،‬ص‪.43‬‬

‫‪98‬‬


‫لقد تعرا األمري إدريٍ لالنتقاد بدعوى أنه ترك ش عبه أ ناء منعطف اتراي هام‬ ‫حاول الطليان التدلص منه بشىت الطرو والوسائل‪ ،‬وَتُن‬ ‫يف عام‪1922‬م‪ ،‬حي َّ ا‬ ‫وكالء الطليان يف هذا العام بدس الس م يف طعامه‪ .‬وعندما اش تدت وطةة ا را‬ ‫الس نوس ي‪ ،‬مل يلب َّ"‪ ...‬الطليان أن عرض وا على مسوه إحض ار ابرجة‬ ‫على األمري ّ‬

‫تنقله إىل إيطاليا للمداواة هبا‪ ،‬ومل يغب عن األمري إرا الطليان احلقيقي من هذه‬

‫األربية ا ريبة‪ ،‬وال س يما عندما أَذ هيتالء يبذلون ما يف وس عهم من جهد وحيلة‬ ‫لدى احلُومتك ا جنلييبيّة وا ص ريّة حىت ال أتذد لس موه ابلدَول إىل مص ر‪ .‬مثّ‬ ‫أقاموا قوة للمراقبة الدقيقة على طول الساحل نع مسوه من مغادرة برقة‪.)1( "..‬‬ ‫وقد تنامت اخلالفات وا ش اكل بينه وبك احلُومة ا يطالية حىت مل د يف مقدوره‬ ‫التغلب عليها‪ ،‬فمعاهدة الرمجة ال تعدو كوهنا حماولة عقيمة قامة نو من احلُم‬ ‫الثنائي يشارك فيه ا يطاليون والسنوسيون معاً‪ ،‬ومل يقدر ُا النئاا أبداً من الناحية‬ ‫العملية‪ ،‬مث انقطع الرجاء يف اس تمرارها هنائياً عقب اس تيالء الفاش س ت على مقاليد‬ ‫السلطة يف إيطالية‪ ،‬ومل يعد من ا صلحة البقاء يف وجود نظام فاشي‪ ،‬فلو أن األمري‬ ‫حممد إدريٍ أص ر على البقاء داَل ليبيا يف ذلك الوقت لُانوا قبض وا عليه حتماً‪،‬‬ ‫وكانت أمهيته القص وى ابلنس بة لليبيك تُمن يف س عة نفوذه وهيبته يف العامل‬ ‫ا سالمي كيبعيم للحركة السنوسية‪ ،‬وحنُته يف أساليب التفاوا السياسي‪ ،‬وَربته‬ ‫ابلقض اَي الدولية‪ ،‬وقد ظهر أ ره يف احلرب العا ية الثانية‪ ،‬واس تفاد من الفرص الي‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ :‬السنوسية دين ودولة‪ ،‬ص ‪.262‬‬

‫‪99‬‬


‫أتيحت‪ ،‬وش ُل اجليش الس نوس ي الذي َاا معارك ض ارية ض د إيطالية وأ انية‪،‬‬ ‫وس اعد ذلك اجليش احللفاء مما اض طرهم لالع اا ابجلهود الي بذُا الليبيون‪،‬‬ ‫واس تفاد األمري حممد إدريٍ من تلك األعمال اجلليلة يف مباحثاته ومفاوض اته مع‬ ‫ا نُلييب(‪.)1‬‬ ‫إن ف ة ا هئر الي عاش ها األمري حممد إدريٍ يف مص ر كانت من أص عب أَيم‬ ‫فقدت أ ناءها الُثريين‬ ‫حياته‪ ،‬فقد قال عنها‪" :‬وكانت تلك الف ة تعيس ة للغاية‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫من أَلص أصدقائي وأنصاري الذين استشهدوا يف معارك اجلهاد ضد ا يطاليك‪،‬‬

‫دمر‬ ‫كما إمر احليبن واألس ى الش ديد عادة أهل برقة‪ .‬وعقب احتالل الُفرة ّ‬

‫ا س ئد الذي كان يض م رفات والدي‪ ،‬وهنبت وبعثرت حمتوَيت ا ُتبة الي كان‬ ‫فيه ا الُثري من كتبن ا واطوط اتن ا‪ .‬وم ا ك ان يش د من أَري عرب تل ك الظروا‬

‫العصيبة سوى قي ابهلل‪ ،‬وتعاطف أصدقائنا يف العامل العريب"(‪.)2‬‬ ‫إن األمري حمم د إدريٍ قب ل أن يغ ادر البالد ح اول تنظيم أمور ا ق اوم ة ض د‬ ‫االحتالل ا يطاي‪ ،‬وحب َّ األمر مع َعماء ور س اء برقة من جانب‪ ،‬ومع بش ري‬ ‫السعداوي والوفود الطرابلسية من جانب آَر‪.‬‬ ‫واس تقر رأي األمري على أن يعهد ابألعمال الس ياس ية والعس ُرية يف برقة إىل عمر‬ ‫ا دتار دئباً عنه يف تنظيم معس ُرات الاهدين‪ ،‬وعهد اب س ائل الدينية وما يتعلق‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ :‬ا لك إدريٍ عاهل ليبيا‪ ،‬ص ‪.44‬‬ ‫(‪ )2‬انظر‪ :‬ا لك إدريٍ عاهل ليبيا‪ ،‬ص ‪.47‬‬

‫‪100‬‬


‫ابلس نوس ية وش يتون األس رة الُرمية إىل أَيه الس يد حممد رض ا‪ ،‬وكان الس يد حممد‬ ‫الرض ا يف جالو دئباً عن مسوه يف إدارة ش يتوهنا‪ ،‬وَود األمري رجاله ابلتعليمات‬ ‫الالَمة‪ ،‬وأوص اهم ابختاذ احليطة دائماً من إدر الطليان‪ ،‬واتفق مع الش يخ عمر‬ ‫ا دتار على بعع القادة ليُونوا ر س اء على معس ُرات الاهدين يف برقة‪ ،‬ومن‬ ‫هيتالء القادة الس يد حممد الص ديق بن حممد رض ا وأَوه احلس ن‪ ،‬وقئة عبد هللا‬ ‫الس ودا ‪ ،‬والفض يل بو عمر‪ ،‬ويوس ف بورحيل‪ ،‬وحس ك اجلويفي‪ ،‬وعبد هللا س لوم‬ ‫على أن َّ‬ ‫يتوىل قيادة هذه اجليو مجيعاً الشيخ عمر ا دتار(‪.)1‬‬ ‫وحب َّ األمري مع بش ري الس عداوي مس ةلة اس تمرار اجلهاد يف طرابلٍ ض د الطليان‪،‬‬ ‫وقبل ذلك تقدم بش ري الس عداوي مبش رو إنش اء هيئة مركيبية يف برقة من ر س اء‬ ‫القبائل تطّلع أبعباء ا دارة‪ ،‬واَتار األمري لرائس تها الش يخ اتار الغدامس ي وهو‬ ‫من القض اة الش رعيك ومن أكابر علماء البالد‪ ،‬وبعد مغادرة األمري إجدابية عقدت‬ ‫اُيئة ا ركيبية الربقاوية جلس ات عدة للبح َّ يف ش يتون البالد وهتيئة وس ائل اجلهاد‬ ‫ض د العدو ا يطاي النص را احلاقد‪ ،‬وحض ر بش ري الس عداوي جلس ات اُيئة‪،‬‬ ‫وعرا على احلاض رين تش ُيل جبهة متحدة من برقة وطرابلٍ للمتابعة ض د‬ ‫إيطالية دون أي إبطاء‪ ،‬وبعد تبادل الرأي وافق احلاضرون على رأي السعداوي‪.‬‬ ‫وأتهب الس عداوي للس فر إىل طرابلٍ‪ ،‬وكان معه ص في الدين الس نوس ي يف ‪9‬‬ ‫مارس ‪1923‬م‪ ،‬وكان يف رفقتهم رموعة من َيار الاهدين من أمثال أاد ابش ا‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ :‬السنوسية دين ودولة‪ ،‬ص ‪.267‬‬

‫‪101‬‬


‫سيف النصر‪ ،‬وعمر سيف‪ ،‬يقول صفي الدين‪" :‬وعندما وصلنا إىل النوفلية وجدد‬ ‫هب ا َ ال د ب ك القرقين وعثم ان ب ك اجلييبا ‪ ،‬ف اردلن ا مجيع اً إىل س رت‪ ،‬ويف أ ن اء‬ ‫الطريق وص لنا َرب مش يتوم مفاده‪ :‬أن حممد س عدون الس وبلي أَا رمض ان‬ ‫الس وبلي قد اس تش هد يف القتال‪ ،‬وكان حممد س عدون من َرية القواد الذين تولوا‬ ‫قيادة العمليات العس ُرية يف احلركة األَرية‪ ،‬على أننا اتبعنا الس ري بعد ذلك حىت‬ ‫بلغنا س رت‪ ،‬وهناك قابلنا أاد بك ا ريع‪ ،‬مث ذهبنا إىل وادي نفد بك مص راتة‬ ‫وورفلة‪ ،‬ويف ورفلة وجدد أاد ش تيوي وهو من إَوة رمض ان الس وبلي‪ ،‬وكان‬ ‫شتيوي متصرفاً على مصراتة‪ ،‬مث وجدد معسُر الاهدين العام"(‪.)1‬‬ ‫وقد بذل بشري السعداوي جهوداً عظيمة حلشد مجو الاهدين حول السيد صفي‬ ‫الدين ودت َعامة الس نوس ية‪ ،‬وكان قائد معس ُر الاهدين الطرابلس يك يف وادي‬ ‫نفد حواي مثانية شهور من شعبان (‪ 1341‬ه ) إىل شهر مجادى األوىل من عام‬ ‫‪ 1342‬ه (أبريل ديسمرب ‪1923‬م)‪.‬‬ ‫وبعد ف ة من اليبمن بدأ َعماء الاهدين يف ترك معس ُر نفد‪ ،‬ومل يبق إال أاد‬ ‫الس وبلي‪ ،‬وكانت القوات ا يطالية تتقدم ودتل ا دن يف منطقة طرابلٍ‪ ،‬وقد‬ ‫ذكر الش يخ ط اهر اليباوي كيف احت ل الطلي ان منطق ة طرابلٍ وم دهن ا بنو من‬ ‫التفص يل (‪ ،)2‬واض طر ص في الدين أمام احنالل ا قاومة‪ ،‬وض عف حركة اجلهاد أن‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ :‬السنوسية دين ودولة‪ ،‬ص ‪.268‬‬ ‫(‪ )2‬انظر‪ :‬جهاد األبطال‪ ،‬ص ‪.262 ،235‬‬

‫‪102‬‬


‫يذهب إىل جالو‪ ،‬وبع َّ إىل األمري حممد إدريٍ مبص ر اربه بُل ما وقع‪ ،‬فةجابه‬ ‫األمري أبن له أن اتار إما البقاء يف جالو‪ ،‬وإما الذهاب إىل جغبوب‪ ،‬واردل صفي‬ ‫الدين إىل اجلغبوب يف سبتمرب ‪1923‬م‪.‬‬ ‫وك ان بش ري الس ع داوي يواص ل جه اده ا رير جلمع كلم ة ال اه دين‪ ،‬وعق د‬ ‫االجتماعات لتحقيق هذه الغاية يف القرض ابية‪ ،‬مث يف قص ر بوهادي‪ ،‬واس تطا أن‬ ‫ييتس ٍ مركيباً للئهاد يف ا ُان األَري‪ ،‬وتس لم القيادة يف س رت‪ ،‬ومجع ش تات‬ ‫ا نهيبمك الالجئك إىل س رت‪ ،‬وكانوا حواي مخس ك أو س تك ألفاً‪ ،‬و بت الاهدون‬ ‫يف مص رات ة وترهون ة أق دامهم نتيئ ة ُ ذا العم ل‪ ،‬ولُن الطلي ان بقواهتم اجلرارة‪،‬‬ ‫وطائراهتم استطاعوا القضاء على حركة ا قاومة رويداً رويداً‪ ،‬مث هامجوا يف آَر األمر‬ ‫ورفلة‪ ،‬وعندئذ احنلت ا قاومة َتاماً‪ ،‬واض طر بش ر الس عداوي إىل مغادرة س رت يف‬ ‫عام ‪1924‬م بعد أن مُ َّ هبا س نة تقريباً‪ ،‬وكان الس عداوي راه هللا من أش د‬ ‫الاهدين دمس اً يف هذه الف ة العص يبة‪ ،‬ومن أعظمهم مثابرة على اجلهاد‪ ،‬وكان‬

‫يتحلَّى برجاحة العقل‪ ،‬والرَانة‪ ،‬واُدوء‪ ،‬ويتصف ابلقدرة على النظر البعيد وتقليب‬ ‫وجوه الرأي يف عواقب األمور(‪.)1‬‬

‫قال حممد فيتاد شُري‪ :‬إن َروجه كان ميتذدً أبن الثورة قد انتهت فعالً‪ ،‬وأن األمر‬ ‫تتب للطليان يف طرابلٍ أَرياً‪ ،‬وأن برقة وحدها هي الي أص بحت دمل‬ ‫قد اس َّ‬ ‫على عاتقها عبء اجلهاد منفردة ض د العدو‪ ،‬وكان واي برقة اجلديد بوجنيو فا قد‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ :‬السنوسية دين ودولة‪ ،‬ص (‪.)269‬‬

‫‪103‬‬


‫بدأ بل األدوار ا دتلفة يف برقة عنوة واقتداراً‪ ،‬ومت له ما أراد يف األس بو األول من‬ ‫ش هر مارس ‪1923‬م‪ ،‬فحلت احلُومة يف ‪ 6‬مارس معس ُرات األبيار وتُنٍ‬ ‫وس لطنة‪ ،‬وا ديلي‪ ،‬وعُرمة‪ ،‬وانتهيب بوجنيو فا فرص ة افتتاا الدورة الرب انية يف‬ ‫اليوم نفسه‪ ،‬وهئم يف الرب ان على السنوسية‪.‬‬ ‫وقال‪ :‬إن السنوسيك كانوا إري الصك للحُومة ا يطالية‪ ،‬مث أبلغ سامعيه التدابري‬ ‫الي اختذها للقض اء على الس نوس ية‪ ،‬وكانت أوىل التدابري احتالل إجدابية ذاهتا يف‬ ‫‪ 21‬أبريل ‪1923‬م‪ ،‬وهي مقر ا مارة الس نوس ية‪ ،‬ويف ‪ 24‬أبريل أعلن الواي أن‬ ‫كل االتفاقيات الي أبرمتها إيطالية مع السنوسية قد أصبحت الإية وال أ ر ُا (‪.)1‬‬ ‫ويف أول مايو من الس نة نفس ها عاد بوجنيو فا َّ‬ ‫فةكد إلغاء هذه االتفاقات يف‬ ‫منش ور أعلن فيه أن الس نوس ية قد أص بحت ررد طريقة تش به إريها من الطرو‬ ‫ا س المية‪ ،‬وأن نش اطها ب أن يظل نش اطاً دينياً حمدوداً فحس ب‪ ،‬ويف يوم ‪3‬‬ ‫مايو ذهب الدروفاندي الوَير ا يطاي يف مص ر قابلة األمري حممد إدريٍ‪ ،‬وأبلغه‬ ‫أن االتفاقات الي عقدهتا إيطاليا معه قد أصبحت الإية‪ ،‬وال وجود ُا‪.‬‬ ‫يقول األمري حممد إدريٍ السنوسي‪" :‬بعد بضعة أشهر من قدومي إىل مصر أبلغين‬ ‫الوَير ا يطاي ا فوا يف القاهرة أبن حُومة موسوليين ألغت كافة العهود وا وا يق‬ ‫ا عقودة مع الس نوس يك‪ ،‬وكان ذلك يف مايو ‪1923‬م‪ ،‬وكان ا يطاليون قد ألقوا‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ :‬السنوسية دين ودولة‪ ،‬ص (‪.)270‬‬

‫‪104‬‬


‫القبع على عمر ابش ا الُديا بتهمة التواطيت يف هرويب‪ ،‬فحبس وه أوالً يف بنغاَي‪،‬‬ ‫علمت أن احلُومة ا يطالية‬ ‫مث نقلوه إىل معتقل يف إيطاليا‪ ،‬وبعدها بش هور قالئل‬ ‫ُ‬

‫قد طلبت من احلُومة ا صرية تسليمي إليها‪ ،‬ووعدت بعدم تعريضي ألي أذى‪.‬‬

‫وش عرت ابخلطر ااقق نظراً ألن ا ل ك فيتاد ك ان ت أم ه إيط اليَّ ة‪ ،‬وق د ترىب يف‬ ‫إيطاليا‪ ،‬وتربطه اب يطاليك عالقة ايمة رمبا تدفعه إىل تلبية طلبهم‪.)1("..‬‬ ‫ومن ذلك احلك بدأ اجلهاد بقيادة عمر ا دتار يف برقة ض د إيطالية من إري هوادة‬ ‫أو لك‪ ،‬أو ض عف‪ ،‬أو َوار وقبل الدَول يف س رية الش يخ عمر ا دتار العطرة‬ ‫حناول أن نقف مع األحدا الس ابقة لنتةمل يف العرب والدروس لتس ش د هبا‬ ‫األجيال يف مستقبلها‪.‬‬ ‫إن من األمور اخلطرية الي مرت هبا البالد فيما بك ‪1923- 1916‬م أن انقس م‬ ‫َعماء ليبيا إىل قس مك ابلنس بة لألوض ا الدولية يف بداية احلرب العا ية األوىل‪ ،‬مما‬ ‫هوة اخلالا‪ ،‬فةهل برقة عقدوا مص احلة مع ا جنلييب وإيطاليا‪،‬‬ ‫ض اعف من توس يع ّ‬

‫وأهل طرابلٍ وقفوا مع األتراك قلباً وقالباً‪ ،‬وحد تناَ على النفوذ‪ ،‬ووص ل إىل‬ ‫حد القتال بك األش قاء‪ ،‬وبعد هيبمية األتراك واأل ان‪ ،‬وَروجهم من ليبيا جاءت‬ ‫فُرة اجلمهورية الطرابلس ية‪ ،‬ومل يس تطع اليبعماء أن يتغلبوا على أهوائهم الش دص ية‪،‬‬ ‫فانتهى هبم األمر إىل مقتل رمض ان الس وبلي راه هللا تعاىل‪ ،‬وهاجر س ليمان‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ :‬ا لك إدريٍ عاهل ليبيا‪ ،‬ص ‪.45‬‬

‫‪105‬‬


‫البارو راه هللا من البالد‪ ،‬وأص بْ مس تش اراً حلُومة مس ق بدولة عمان‪ ،‬وتويف‬ ‫إ ر مرض ه ببومب اي ابُن د ع ام‪1941‬م (‪ ،)1‬وعب د النيب ابخلري را ه هللا تويف يف‬ ‫الص حراء الُربى أ ناء هئرته إىل تونٍ بس بب العطش(‪ ،)2‬وأاد ا ريع راه هللا‬ ‫تويف يف الفيوم مبص ر عام ‪1941‬م (‪ ،)3‬وحممد إدريٍ الس نوس ي راه هللا أص بْ‬ ‫الجئاً سياسياً‪.‬‬

‫(‪ )1‬انظر‪ :‬األعالم لليبركلي‪.)129/3( ،‬‬ ‫(‪ )2‬انظر‪ :‬عبد النيب ابخلري‪ ،‬داهية السياسة‪ ،‬ص ‪.251‬‬ ‫(‪ )3‬انظر‪ :‬جهاد األبطال‪ ،‬ص ‪.333‬‬

‫‪106‬‬


‫خامتة‬ ‫لو اتفق َعماء طرابلٍ يف بداية أمرهم على قلب رجل واحد النعُس ت النتائج‬ ‫على مس تقبل ليبيا واألمة ا س المية معاً‪ .‬فقد كانت البالد يف تلك الف ة يف أش د‬ ‫احلاجة إىل توحيد الُلمة دت قيادة رجل له مدارك س ليمان البارو ‪ ،‬وهدوءه‬ ‫وحياده‪ ،‬وذكاء عبد النيب ودها ه‪ ،‬وص البة رمض ان الس وبلي وش ئاعته‪ ،‬وحلم‬ ‫أاد ا ريع وس عة ص دره‪ ،‬وكان كل من باول من اليبعماء أن يتطلع إىل االنفراد‬ ‫ابحلُم يف تلك الف ة ا ظلمة‪ ،‬إ ا باول ا س تحيل‪ ،‬فُان من الالَم التض حية‬ ‫بنصيب من األدنية‪ ،‬والنعرة القبلية‪ ،‬وحماربة األهواء‪ ،‬ونبذ التعصب لتوحيد الشعب‬ ‫حنو مقص د اجلهاد ض د ااتل احلاقد‪ ،‬وأن اتاروا َعيماً من بينهم‪ ،‬ويقف اجلميع‬ ‫لدعمه‪ ،‬ويقفلوا األبواب على كل اططات األعداء الي تريد َتيبيق الصف‪ ،‬وتعميق‬ ‫اخلالا‪ ،‬وضرب اليبعماء ببعضهم‪.‬‬ ‫كما أن ما وص ل إليه الطرابلس يون من وجوب توحيد جهودهم مع الربقاويك جاء‬ ‫مت ةَراً‪ ،‬وبع د فوات األوان‪ ،‬ولو ك ان قب ل ذل ك بس نك‪ ،‬أو يف َمن قي ادة أا د‬ ‫الش ريف الس نوس ي لُان ذلك االداد من عوامل النهوا‪ ،‬وأس باب النص ر‬ ‫والتمُك‪ ،‬ولقامت إمارة قوية تس تطيع أن تتغلب على العدو ااتل‪ ،‬وتبين دولة‬ ‫عص رية قوية‪ ،‬ولوجدت فيها األجيال امتداداً حض ارَيً‪ ،‬وبعداً س ياس ياً‪ ،‬وانتماءً‬ ‫حقيقياً فهوم العقيدة والدين واألمة والشعب والوطن‪ ،‬لقد شبَّه أحد ا يترَك تلك‬ ‫‪107‬‬


‫ا رحل ة بف ة ملوك الطوائف يف األن دلٍ‪ ،‬ف النيبع ة القبلي ة ال تيبال يف عنفواهن ا‪،‬‬ ‫ودكتاتورية َعيم القبيلة ال ميُن حموها والتغلب عليها‪ ،‬وإن كانت ا نطقة الش رقية‬ ‫تغلبت عليها ابلدعوة الشاملة‪ ،‬وال بية العميقة‪ ،‬وبتوفيق هللا تعاىل‪ ،‬مث بسبب جهود‬ ‫احلركة السنوسية يف قبائل برقة‪.‬‬ ‫إن الدرس ا هم يف هذا الُتاب هو أن يتغلَّب اليبعماء اليوم على أهوائهم من أجل‬ ‫ا ص احل العليا للبالد والعباد‪ ،‬وإال أص بحت بالدد فوض ى يس هل عندئذ ألعدائنا‬ ‫اَ اقها‪ ،‬واس تنيباا َرياهتا‪ ،‬وتش تيت رجاُا‪ .‬إن اخلطاب لوحدة الص ف‪ ،‬وتوحيد‬ ‫اجلهود‪ ،‬نقص د به كل مواطن من أبناء ليبيا حريص على بلده وش عبه وأمته ودينه‬ ‫وعرضه ووحدة أرضه‪.‬‬ ‫إن االبتعاد عن اُوى وحماربته يف النفوس من أس باب النهوا‪ ،‬ومن األمور الي‬ ‫اك‬ ‫ود إِ َّد اج اعْلان ا‬ ‫أرش د هللا تعاىل ُا أئمة األمة وقادهتا وأبناءها قال تعاىل‪ ﴿ :‬اَي اد ُاو ُ‬ ‫َلِ‬ ‫ض لَّك عن س بِ ِيل َِّ‬ ‫َّاس ِاب ْحل ِق والا تاتَّبِ ِع ا ُْوى فاي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اَّلل‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ك‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫اح‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫ار‬ ‫أل‬ ‫ا‬ ‫يف‬ ‫ة‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ْ‬ ‫اا ُ‬ ‫ْ ا‬ ‫ْ ْا‬ ‫اّ ا‬ ‫ضلُّو ان عن سبِ ِيل َِّ‬ ‫اَّلل اُم ع اذاب اش ِدي ٌد ِ‬ ‫إِ َّن الَّ ِذين ي ِ‬ ‫احلِس ِ‬ ‫اب*﴾ [سورة ص‪:‬‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫مب‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ا‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫اا‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫اآلية ‪]26‬‬

‫إن اتبا اُوى من أس باب الفرقة‪ ،‬والفرقة من أس باب أتَر النهوا‪ ،‬فإذاً على‬ ‫ا دلص ك من أبناء ش عبنا احلريص ك على دُيم ش ر هللا تعاىل‪ ،‬حماربة اُوى وقلع‬ ‫جذوره وأسبابه من النفوس‪ ،‬إن حماربة األهواء طريق حنو االجتما واالئتالا‪ ،‬وحنو‬ ‫األَذ أبسباب النهوا والتمُك ُذا الدين‪.‬‬ ‫‪108‬‬


‫إن العالس الناجع والبلسم الشايف ن ابتلي بشيء من اُوى‪ ،‬إليبام النفٍ ابلُتاب‬ ‫والسنة ومنهج السلف الصاحل‪ ،‬وتربية النفٍ ابستمرار على التقوى واخلشية من هللا‬ ‫تعاىل‪ ،‬واهتام النفٍ وحماس بتها دائماً فيما يص در منها‪ ،‬وعدم االإ ار أبهوائها‬ ‫وتيبييناهتا وَداعها‪ ،‬وا كثار من النفٍ على اس تنص اا االَرين وتقبل اآلراء‬ ‫الص حيحة الص ائبة وإن كانت االفة ا يف النفٍ‪ ،‬وتعويدها على ال يُّ َّ وعدم‬ ‫االس تعئال يف إص دار األحُام‪ ،‬وإمض اء األعمال‪ ،‬واحلذر من ردود األفعال الي‬ ‫قد يُون فيها إفراخ أو تفري ‪ ،‬وإلو أو تقص ري‪ ،‬وجهل وبغي وعدوان‪ ،‬وإكثار‬ ‫ا رء من الدعاء والتض ر إىل هللا تعاىل أبن نبه اتبا اُوى ومض الت الفنت‪،‬‬ ‫ويسةله تعاىل أن يوفقه لقول كلمة احلق يف الغضب والرضا‪.‬‬ ‫ويُثر من الدعاء الذي علمه رس ول هللا ص لى هللا عليه وس لم ألمته‪" :‬وأس ةلك‬ ‫كلمة احلق يف الرضا والغضب"(‪ ،)1‬ومن قوله صلى هللا عليه وسلم‪" :‬اللهم إ أعوذ‬ ‫بك من منُرات األَالو واألعمال واألهواء"(‪.)2‬‬ ‫إن سنة هللا ماضية يف األمم والشعوب ال تتبدل وال تتغري وال جتامل‪ ،‬وجعل سبحانه‬ ‫وتعاىل من أس باب هالك األمم والش عوب االَتالا قال ص لى هللا عليه وس لم‪:‬‬ ‫"فإن من كان قبلُم اَتلفوا فهلُوا"‪ ،‬ويف رواية‪( :‬فةهلُوا) (‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬انظر‪ :‬النسائي‪ ،‬كتاب السهو‪ ،‬ابب الدعاء بعد الذكر (‪ )55/3‬صححه الشيخ األلبا راه هللا‪.‬‬ ‫(‪ )2‬رواه ال مذي وصححه األلبا ‪ ،‬كما يف صحيْ سنن ال مذي (‪.)183/3‬‬ ‫(‪ )3‬انظر‪ :‬صحيْ البداري بشرا العسقال (‪.)102 ،101/9‬‬

‫‪109‬‬


‫وعن د ابن حب ان واحل اكم عن ابن مس عود‪" :‬ف إ ا أهل ك من ك ان قبلُم‬ ‫االَتالا"(‪ .)1‬قال ابن حئر العس قال ‪ :‬ويف احلدي َّ والذي قبله احلع على‬ ‫اجلم اع ة واأللف ة‪ ،‬والتح ذير من الفرق ة واالَتالا (‪ .)2‬وق ال ابن تيمي ة" ‪-‬را ه هللا‬ ‫–"وأمرد هللا تعاىل ابالجتما واالئتالا‪ ،‬وهناد عن التفرو واالَتالا" (‪.)3‬‬ ‫واالَتالا ا هل ك لألم ة هو االَتالا ا ذموم‪ ،‬وهو ال ذي ييتدي إىل تفريقه ا‬ ‫وتش تتها وانعدام التناص ر فيما بك ا دتلفك كل طرا يعتقد ببطالن ما عند‬ ‫الطرا االَر‪ ،‬وقد ييتول األمر إىل استباحة قتال بعضهم بعضاً (‪.)4‬‬ ‫وإ ا كان االَتالا علّة ُالك األمة كما جاء يف حدي َّ رسول هللا صلى هللا عليه‬

‫وس لم‪ ،‬ألن االَتالا ا ذموم الذي ذكرد بعع أوص افه عل األمة فرقاً ش ىت مما‬ ‫يض عف األمة ألن قوهتا وهي رتمعة أكرب من قوهتا وهي متفرقة‪ ،‬وهذا الض عف‬ ‫العام الذي يصيب األمة مبئموعها فيئر العدو عليها فيطمع فيها‪ ،‬وبتل أرضها‬ ‫ويستوي عليها ويستعبدها وميسخ شدصيتها‪ ،‬ويف ذلك انقراضها وهالكها (‪.)5‬‬ ‫إن من ال دروس والعِرب ا هم ة يف ال ذكرى ا ئوي ة لقي ام اجلمهوري ة الطرابلس ي ة أن‬ ‫نتئن ب اُالك ابالبتع اد عن االَتالا ا ذموم‪ ،‬ألن االَتالا ك ان س بب اً من‬ ‫أس باب ض يا بالدد‪ ،‬وتس ل الطليان عليها‪ ،‬واليوم تس ل عليها إريهم‪ .‬وإن‬ ‫أَطر ما نعا منه اآلن هو اخلالا يف ص فوا احلركات الس ياس ية والتيارات‬ ‫االجتماعية والقبلية واجلهوية والفُرية الي تركت غرة مسحت بتدَل اآلَرين يف‬ ‫(‪ )1‬ا صدر السابق‪.102/9 ،‬‬ ‫(‪ )2‬ا صدر السابق نفسه‪.‬‬ ‫(‪ )3‬انظر‪ :‬ابن تيمية‪ ،‬رمو الفتاوى‪ ،‬مجع عبد الران القاسم‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1971‬م (‪.)116/19‬‬ ‫(‪ )4‬انظر‪ :‬عبد الُر َيدان‪ ،‬السنن ا ُية يف األمم واجلماعات واألفراد يف الشريعة ا سالمية‪ ،‬ميتسسة الرسالة‪ ،‬الطبعة األوىل‪ 1413 ،‬ه ‪1993/‬م‪ ،.‬ص ‪.139‬‬ ‫(‪ )5‬ا رجع السابق‪ ،‬ص‪.139‬‬

‫‪110‬‬


‫شيتوهنم‪ ،‬وهذا اخلالا قد ييتدي إىل ضعف الوطن وتفتته إذا مل نتدذ سبيل الوقاية‬ ‫وطريق اخلري واحلوار وتوحيد الُلمة حنو مرجعية س ياس ية وفُرية وقرار وطين جامع‬ ‫لُل الليبيك‪.‬‬ ‫يقول الش يخ عبد الُر َيدان‪" :‬واالَتالا كما يض عف األمة ويهلُها يض عف‬ ‫اجلماعة ا س لمة الي تنهع بواجب الدعوة إىل هللا مث يهلُها‪ ،‬وُذا كان ش ر ما‬ ‫تبتلى به اجلماعة ا س لمة وقو االَتالا ا ذموم فيما بينها حبي َّ علها فرقاً‬ ‫ش ىت‪ ،‬حبي َّ ترى كل فرقة أهنا على حق وص واب‪ ،‬وأن إريها على َطة وض الل‪،‬‬ ‫وتعتق د ك ل فرق ة أهن ا هي الي تعم ل ص لح ة ال دعوة‪ ،‬وهيه ات أن تُون الفرق ة‬ ‫والتش تت واالَتالا ا ذموم يف مص لحة الدعوة‪ ،‬أو أن مص لحة الدعوة أتي عن‬ ‫طريق التفرو‪ ،‬ولُن الش يط ان هو ال ذي ييبين الفرق ة والتفرو يف أعك ا تفرقك‬ ‫ا دتلفك‪ ،‬فيئعلهم يعتقدون أن اَتالفهم وتفرقهم يف مصلحة الدعوة‪.‬‬ ‫واالَتالا يف اجلماعة ال يقف أت ريه عند حد إض عاا اجلماعة‪ ،‬وإ ا يض عف‬ ‫أت ريها يف الناس‪ ،‬وجتعل ا عرض ك ينفثون ابطلهم يف الناس‪ ،‬ويقولون‪ :‬مجاعة س وء‬ ‫أتمر الناس أبحُام ا س الم‪ ،‬وا س الم يدعو إىل األلفة واالجتما ‪ ،‬وينهى عن‬ ‫االَتالا‪ ،‬وهي خت الف ه إذ هي متفرق ة اتلف ة فيم ا بينه ا‪ ،‬ك ل فرق ة تعي ب األَرى‬ ‫وتدعي أهنا وحدها على احلق‪ .‬مث ييتول األمر إىل احنس ار أت ري اجلماعة يف التمع‪،‬‬ ‫مث اض محالُا وانداثرها وقيام مجاعات جديدة مُاهنا هي فرو ا نفص لك عنها‪،‬‬ ‫ووقائع التاريخ البعيد والقريب تيتيد ما نقول" (‪.)1‬‬ ‫***‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ :‬السنن ا ل هية‪ ،‬ص‪.141-140‬‬

‫‪111‬‬


‫مالدق‬ ‫تر ة حعالم (رؤساء اجلمهورية الطرابلسية‬ ‫‪ .1‬رمضان الشتيوي السوحيلي‬ ‫‪ .2‬سليمان ابشا الباروين‬ ‫‪ .3‬حمحد بك املريض‬ ‫‪ .4‬عبد النيب بلخري‬

‫‪112‬‬


‫رمضان السوحيلي‬ ‫(‪ 1338 -1297‬ه ‪1920-1880 /‬م‬

‫هو رمض ان بن الش تيوي بن أاد الس وبلي‪ ،‬من َعماء اجلهاد اللييب يف ورات‬ ‫طرابلٍ الغرب على ا س تعمرين ا يطاليك‪ ،‬وقد يعرا برمض ان الش تيوي نس بة إىل‬ ‫أبيه‪.1‬‬ ‫ولد يف َاوية اائوب مبص راتة عام ‪1880‬م وتعلم فيها وحفظ القرآن الُر يف‬ ‫ال ُ​ُتاب كعادة الناس يف َمانه‪ ،‬ش ارك الاهدين ا قاومة بعد ما ض رب ا س تعمر‬ ‫ا يطاي طرابلٍ الغرب دت قيادة رئيٍ الاهدين احلاس أاد ا نقو ‪ ،‬ويف أواَر‬ ‫سنة ‪1329‬ه‪ 24 /‬أكتوبر ‪1911‬م استشهد ا نقو إ ر إصابته يف معركة اُا‬ ‫الشهرية‪ ،‬وتوىل من بعده رمضان السوبلي قيادة راهدي إقليم مصراتة‪ ،‬وكان ذلك‬ ‫بدء َعامته وبروَه‪ .‬وعندما احتل ا يطاليون مدينة مص راتة يف ‪ 7‬يوليو ‪1912‬م‬ ‫كان رمض ان يف مقدمة ا دافعك عنها وأص يب جبراا يف بطنه على مقربة من‬ ‫‪1‬حممد مسعود فشيُة‪ ،‬ا رجع السابق‪.‬‬

‫‪113‬‬


‫طرابلٍ‪ ،‬فعاد إىل مص راتة وعوأ‪ .‬وبعد أن وقع الص لْ مع ا يطاليك يف أكتوبر‬ ‫‪1912‬م ليبم رمض ان الس وبلي بيته وعا بعيدا عن الطليان‪ ،‬إنياً بنفس ه عن كل‬ ‫ما يتفض ل به الغيباة على اآلَرين‪ ،‬وقد أكس به ترفعه وتعففه عن َتلق ا س تعمرين‬ ‫حباً وإعئاابً وتقديراً لدى الناس‪ ،‬إىل أن جاء موعد معركة القرضابية‪.‬‬ ‫عرا عن الاهد اللييب رمض ان الس وبلي هيبة مظهره وحنُته الُبرية وذكائه احلاد‬ ‫وبعد نظره يف ا ناورات العسُرية حي َّ جعل من رجال مدينة مصراتة وكافة أصقا‬ ‫وطنه من الليبك يستميتون من أجل ليبيا وجعل أرضها مقربة للغيباة‪.‬‬ ‫كان رمض ان الس وبلي بطالً من أبطال معركة القرض ابية الش هرية والي وقعت علي‬ ‫مش ارا مدينة س رت‪ ،‬كما كان له الدور البارَ يف عدم دَول األس طول ا يطاي‬ ‫يناء قص ر أاد والي ظل الغيباة ا يطاليك حىت بعد وفاته بيبمن طويل ال س رون‬ ‫على وط ا نطقة‪.‬‬ ‫انض م الاهد الس وبلي يف البداية إىل فيلق بنيا وهو القائد ا يطاي يف معركته‬ ‫ض د الليبك يف معركة القرض ابية‪ ،‬حينها تفاجة اجلميع من هذا التص را‪ ،‬ولُن‬ ‫الشيخ رمضان كان يف نفسه مبتغي‪ ،‬هذا و قد قام بنيا مبده ابألسلحة هو وكتيبته‬ ‫من الاهدين‪ ،‬وحرص بنيا أن يقف رمض ان جبانبه حىت ال بص ل أي إدر يف‬ ‫ا عركة‪ ،‬ويف حقيقة األمر أن ا عركة بدأت ولُن كتيبة الس وبلي مل هتاجم حينها‪،‬‬ ‫وس ةله على س بب عدم مهامجة الاهدين حنو الليبك‪ ،‬فقال له حينها الس وبلي‬ ‫‪114‬‬


‫ب أن يُون ق ائ دهم أم امهم حىت يتم اُئوم‪ ،‬وه ذا من عرا العرب‪ ،‬وابلت اي‬ ‫قرر بنيا إرس ال الس وبلي إىل ا قدمة وقيادة كتيبته‪ ،‬فةص در رمض ان الس وبلي‬ ‫األوامر لُتيبت ه يف مه امج ة بني ا وجيش ه‪ ،‬وب ذل ك التف على القرار وانتص ر‬ ‫السوبلي على الغيباة‪ ،‬وأابد فيلقاً كامالً بسالحه يف معركة القرضابية‪.‬‬ ‫وبعد أن حرر مدينة مص راتة من ا يطاليك يف ‪ 5‬أإس طٍ ‪ 1915‬أنش ة فيها‬ ‫حُوم ة وطني ة برائس ت ه أظهر فيه ا حس ن ا دارة وقوة ا رادة ف دان ل ه الن اس‬ ‫ابلطاعة‪ ،‬وأس ٍ فيها هيئة العلماء‪ ،‬وجهاَ الش رطة‪ ،‬وبيت ا ال دفظ فيه األموال‬ ‫والغنائم‪ ،‬وقلماً ااسبة ا سيتولك عن األموال‪ ،‬كما أعاد ترتيب جيشه وجعل ر ساء‬ ‫الاهدين مس يتولك عنهم لتوَيع ا س يتوليات وتناوهبم يف ا رابطة على الثغور ومراقبة‬ ‫دركات العدو ا بص اب دينة‪.‬‬ ‫وعند ظهور فُرة اجلمهورية الطرابلس ية أول مجهورية يف الوطن العريب س اهم مع‬ ‫بعع القادة الوطنيك بغرب ليبيا يف نش ةهتا حي َّ كان حلُومته مبص راته الدور‬ ‫األبرَ يف مس اندهتا‪ ،‬فقد كان أول ا ناص رين للفُرة على أ ر اجتما بينه وبك‬ ‫الشيخ سليمان ابشا البارو ‪ ،‬وكان عضواً من أعضائها األربعة ا يتسسك‪ ،‬وتتةلف‬ ‫اجلمهورية من اجليبء الغريب من ليبيا ومت االتفاو على إعالهنا مبدينة مس التة يف ‪16‬‬ ‫نوفمرب س نة ‪1918‬م وتبلورت فُرة تُوين اجلمهورية الطرابلس ية عقب هيبمية دول‬

‫‪115‬‬


‫ااور يف احلرب العا ية األوىل وتوقف الدعم ال كي‪ -‬األ ا للمقاومة الليبية ض د‬ ‫االحتالل ا يطاي‪.1‬‬ ‫افتقد رمض ان الس وبلي ا رونة يف التعامل‪ ،‬ونيب إىل احلدة والعنف والتس ل وإن‬ ‫كانت بعع تلك الصفات من مسات اليبعامة آنذاك‪ .‬وقاده طموحه وبتحريع من‬ ‫اايطك به إىل السعي إىل إيبو ورفله‪.‬‬ ‫يقول إراس يا عنه يف كتابه (حنو فيبان)‪ :‬كان رمض ان الش تيوي يرى فش ل أطماعه‬ ‫يف الس يطرة على ورفلة وحُمها‪ ،‬وكانت هذه ا نطقة يف حياَة عبد النيب بلدري‬ ‫الذي كان رإماً من وقوفه بعيداً‪ ،‬وعدم قبوله الدس تور‪ ،‬يبدي عالمات واض حة‬ ‫على عدم ائتالفه بنا‪ ،‬ومل يُن قد قبل اخلض و لليبعيم الش تيوي‪ .‬وقد جهيب رمض ان‬ ‫جيش ه واجته به إىل ورفلة مع عدم رض ا بعع مناص ريه حلرمة الش هر الذي أراد‬ ‫رمضان ان يغيبو فيه ورفله‪.2‬‬ ‫أما عن وفاته‪ ،‬فقد كثرت الرواَيت والقص ص عنها‪ ،‬فمنها يرى أن الس وبلي جاهد‬ ‫كثرياً ض د ا س تعمر ا يطاي‪ ،‬وقد اس تغل الطليان حقد "عبد النيب بلدري" َعيم‬ ‫قبيلة ورفلة ليقتله يف ‪ 24‬أإسطٍ ‪1920‬م‪.3‬‬ ‫ويقال إن رمضان السوبلي مات يف طريقه إىل ورفلة بدون قتال عندما كان قاصداً‬ ‫إحدى اآلابر طلباً للماء جليش ه‪ ،‬حي َّ مل يقتل أبمر من عبد النيب بلدري‪ ،‬إ ا قتل‬ ‫إدراً عن طريق أحد اخلدم اخلونة‪ ،‬ص باا يوم عيد األض حى ‪ 24‬أإس طٍ‬ ‫‪ 1‬مصطفى هويدي‪ ،‬ا رجع السابق‪.‬‬ ‫‪ 2‬الطاهر أاد اليباوي‪ ،‬ا رجع السابق‪.‬‬ ‫‪ 3‬حممد فيتاد شُري‪ ،‬ا رجع السابق‪.‬‬

‫‪116‬‬


‫‪1920‬م‪ ،‬وقيل أيضاً إنه قتل إدراً حينما ذهب ليقوم ابلصلْ مع قبائل ورفلة‪ ،‬وال‬ ‫ييبال قربه إري معروا مُ ان ه ُ ذه اللحظ ة‪ ،‬ألن امرأة من نفٍ م دينت ه مص رات ة‬ ‫كانت متيبوجه من أحد رجال ورفله قامت بدفن جثته حىت ال ميثل هبا‪.1‬‬

‫سليمان ابشا الباروين‬ ‫(‪ 1359 -1287‬ه ‪1940-1870 /‬م‬

‫س ليمان بن عبد هللا بن بىي البارو ‪ ،‬ولد عام ‪ 1287‬ه‬

‫‪1870/‬م يف مدينة‬

‫(جادو) من أعمال جبل نفوس ة الواقع إىل اجلنوب من مدينة طرابلٍ الغرب‪ .‬علم‬ ‫من أعالم ليبيا ورجل من أ ع قادة اجلهاد ا س المي فيها أَيم الغيبو ا يطاي يف‬ ‫بداية القرن العشرين‪.2‬‬ ‫حفظ القرآن الُر مبُراً‪ ،‬ورحل ص غرياً طالباً العلم وعمره أحد عش ر عاماً إىل‬ ‫القطر التونس ي ليلتحق طالبا جبامع اليبيتونة‪ ،‬حي َّ لب َّ البارو مخٍ س نوات‬ ‫يتلقى العلم يف جامع اليبيتونة‪ ،‬مث رحل إىل مص ر للدراس ة يف اجلامع األَهر حواي‬ ‫‪ 1‬مصطفى هويدي‪ ،‬ا رجع السابق‪.‬‬ ‫‪2‬أبو اليقظان إبراهيم‪ ،‬سليمان البارو ابشا يف أطوار حياته‪ ،‬ا طبعة العربية‪ ،‬اجليبائر‪.1959 ،‬‬

‫‪117‬‬


‫عام ‪ ،1892‬وبقي هناك ال س نوات‪ ،‬مث عاد إىل تونٍ للتداوي واالس تئمام‬ ‫يف اام قربص وَ​َيرة أص دقائه‪ ،‬ومن هناك س افر إىل وادي ميباب جنوب اجليبائر‬ ‫لدارس ة ا ذهب ا ابض ي (مذهب معظم الش عب األماَيغي) يف اجليبائر دة أكثر‬ ‫من ال س نوات‪ ،‬يف مص ر تعرا على ا ص لْ ا س المي الش يخ حممد عبده‬ ‫وصادقه وتواصل معه فُرَيً وعقائدَيً‪.1‬‬ ‫عاد إىل ليبيا بعد س نوات طويلة من ال حال وطلب العلم‪ ،‬كان قد أص بْ ش اابً‬ ‫دض ئا‪ ،‬مش حود ابلروا الوطنية ا عادية لالس تبداد ال كي يف ليبيا إال أنه بعد‬ ‫عودته س ئن ال س نوات وأحرقت الس لطات ال كية احلاكمة آنذاك كتابه‬ ‫(األَهار الرَيض ية) الذي أص دره بثال ة أجيباء‪ ،‬فاض طرته األوض ا يف بلده إىل‬ ‫مفارقة الوطن يف رحلة طويلة هلت تونٍ واجليبائر وفرنسا ومالطا ومصر‪.‬‬ ‫كان واسع العلم وكثري التحصيل فيه‪ ،‬دل شهادات كثرية يف علوم الدين من أماكن‬ ‫دراس ته الي س افر إليها‪ ،‬ويف علوم التاريخ واجلغرافيا من فرنس ا‪ ،‬وكان يتقن ال‬ ‫لغات كتابة وَطابة‪ :‬العربية‪ ،‬ال كية‪ ،‬األماَيغية‪.‬‬ ‫كان من أكرب الاهدين الس ياس يك الليبيك يف تلك الف ة حي َّ كان عض واً يف‬ ‫رلٍ ا بعواثن العثما (رلٍ النواب) ودصل على رتبة الباشوية‪ ،‬وكانت له عدة‬ ‫مبادرات يف ليبيا منها طباعة عملة مساها البارونية‪ ،‬كما أس ٍ ا درس ة البارونية‬ ‫‪ 1‬سليمان بن سعيد النفوسي‪ ،‬سليمان البارو ‪ :‬أمة يف رجل‪ ،‬تْ‪ :‬إبراهيم يوسف ابَين‪ ،‬خ‪ ،2014 1‬ص ‪.32‬‬

‫‪118‬‬


‫مبدينة يفرن بليبيا وأس ٍ مبص ر عام ‪1906‬م (مطبعة األَهار البارونية)‪ ،‬وأص در‬ ‫جريدته يف ‪1908‬م الي أمساها (األسد ا سالمي)‪ .‬وقاد معارك اجلهاد ضد الغيبو‬ ‫ا يطاي من الف ة ‪1911‬م حىت عام ‪1916‬م عندما عينته الدولة العثمانية والياً‬ ‫على طرابلٍ الغرب‪ ،‬ويف هذه الف ة تفرغ لتنظيم اجلبهة الداَلية‪ ،‬وحل ا شُالت‬ ‫والنيبا السياسي وتنظيم القوات الطرابلسية‪ ،‬مث أَذت تلك الُتائب تشن الغارات‬ ‫ا نظمة على القوات ا يطالية‪.1‬‬ ‫وقد فُر البارو ابش ا والاهد الُبري رمض ان الس وبلي ووطنيون آَرون يف‬ ‫أتسيٍ دولة مستقلة‪ ،‬تُون مجهورية عربية ال عالقة ُا ابلدولة العثمانية‪.2‬‬ ‫إذن يف ع ام ‪1918‬م أُعلن عن أول مجهوري ة عربي ة د ت اس م (اجلمهوري ة‬ ‫الطرابلس ية) وانتدب أربعة من رجال البلد أعض اء يف رلٍ احلُومة‪ ،‬كان أوُم‬ ‫(سليمان البارو ) والبقية هم‪( :‬رمضان السوبلي وأاد ا ريع وعبد النيب بلدري)‪،‬‬ ‫كما انتدبوا رلساً للشورى‪.‬‬ ‫اعتيبل البارو العمل الس ياس ي بعد اع اا إيطاليا ا يبيف ابحلُومة الوطنية الليبية‬ ‫والدس تور واعتذر عن الدَول يف اللٍ‪ ،‬وما لب َّ أن إادر طرابلٍ إىل األس تانة‬ ‫يف نوفمرب ‪1919‬م‪ ،‬ولُن صادا قدومه التغيريات اُائلة يف بنية اخلالفة العثمانية‬ ‫من أ ر ا نقالب الُماي‪ ،‬فعاد أدراجه إىل طرابلٍ‪.‬‬ ‫‪1‬أبو القاسم البارو ‪ ،‬سليمان ابشا البارو َعيم الاهدين الطرابلسيك‪ ،‬خ‪.1948 ،2‬‬ ‫‪ 2‬عيب الدين إمساعيل وآَرون‪ ،‬سليمان البارو "ا علم ا قاتل"‪ ،‬بريوت‪ ،‬دار العودة‪ ،1985 ،‬ص ‪.81‬‬

‫‪119‬‬


‫ويف عام ‪1922‬م أجربته الس لطات ا يطالية على مغادرة طرابلٍ الغرب حك‬ ‫قاوم حماولة بعع الليبيك اللئوء إىل االس تس الم ورفع ص لْ بنيادم وأص ر على‬ ‫مواصلة اجلهاد‪.‬‬ ‫تنقل بك تركيا وفرنس ا حماوالً العودة إىل أرا الوطن ولُنه منع‪ ،‬واس تقر به ا قام‬ ‫يف عُمان سنة ‪1924‬م حي َّ عمل مستشاراً لدى ا مام حممد بن عبد هللا اخلليلي‬ ‫إمام عُمان‪ ،‬ويف عام ‪1940‬م س افر إىل اُند مع الس لطان العُما س عيد بن‬ ‫تيمور‪ ،‬ويف أ ناء السفر أصيب حبمى ا الرَي وتويف يف بومباي‪.‬‬

‫وكان سليمان البارو يردد شعره ا صالحي والسياسي للنهوا بوطنه ليبيا واألمة‬ ‫ا س المية‪ ،‬وقد حذر من االنقس ام والتميبو‪ ،‬وقبَّْ التداذل أمام قوى االحتالل‬ ‫الب اإي ة‪ ،‬وع ارا فُرة تع دد األحيباب ا تن احرة الي ت ذه ب معه ا ريْ القض ي ة‬ ‫الوطنية‪ .‬فهو يقول‪:‬‬ ‫رأس اً فنص بْ واألعض اء يف س قم‬

‫ك ل يُيتس ٍ حيبابً كي يُون ل ه‬ ‫رفق اً مبص ر رج ال القول إنُم‬

‫ميبقتم الش م ل ابألحيباب والقلم‬

‫لو كان يف األرا رب والس ماء هبا‬

‫رب ألص بْ هذا الُون من عدم‬

‫حيبب وحيبب ص حف ت فغ دت‬

‫حيبابً فمن لص الا األمر ابلس لم‪.1‬‬

‫‪1‬حممد مسعود جربان‪ ،‬سليمان البارو ‪ :‬آاثره‪ ،‬الرابخ‪ ،‬دار أيب رقراو للطباعة والنشر‪ ،‬خ‪ ،2012 2‬ص ‪.86‬‬

‫‪120‬‬


‫حمحد بك املريض‬ ‫(‪ 1359 -1292‬ه ‪1940-1875 /‬م‬

‫أاد بن علي بن حممد بن أاد ا ريع‪ ،‬ينتمي لعشرية أوالد امسلم (قبيلة العواسة)‬ ‫ب هونة ويرجع نس ب العواس ي إىل بين فيبارة من بين إطفان‪ ،‬ولد مبدينة ترهونة س نة‬ ‫‪1292‬ه‪1875 /‬م‪ ،‬متيبوس وله من األوالد ا نان الطاهر وا هدي‪ ،‬من عائلة رية‬ ‫كانت َتتلك مس احات ش اس عة من األراض ي يف ترهونة‪ ،‬ولُن مجيع أمالكهم‬ ‫صِ‬ ‫ودرت إابن االحتالل ا يطاي‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫حفظ القرآن الُر مبدينته‪ ،‬كما أتقن اللغة العربية بالإة وض بطاً وتص رفاً يف‬ ‫معانيها‪ ،‬وعرا حبس ن اخل رمسا وكتابة‪ ،‬وهو مثقف قافة دينية ودنيوية ويتحد‬ ‫اللغ ة ا يط الي ة‪ ،‬ويتمتع ابحلُم ة وبع د النظر‪ ،‬وك ان مث االً حي اً حلس ن األَالو‬ ‫والتعامل مع الناس‪ ،‬ظل على س ئيته اتلطا أببناء ش عبه يقامسهم العيش وال يقبل‬ ‫ألي كائن أن ييباول أي نو من الض غ عليهم‪ ،‬لذلك كانت له مُانة احتماعية‬ ‫مقدسة يف منطقة ترهونة ُذا أحبه اجلميع‪.‬‬ ‫‪121‬‬


‫لع أا د ا ريع ن داء الواج ب وأعلن النفري الع ام بك قب ائل ه الي حرض ه ا على‬ ‫اجلهاد وا قاومة ض د الغيبو ا يطاي س نة ‪1911‬م‪ ،‬وش ارك بنفس ه معهم يف معارك‬ ‫عديدة كمعركة س يدي الس ائْ‪ ،‬معركة فم ملغة‪ ،‬معركة وادي وايف‪ ،‬معركة الش قيقة‬ ‫ا نسية الي تُبدت فيها القوات ا يطالية هيبائم قيلة‪ ،‬وقتل فيها الُولونيل(بيليا)‪.‬‬ ‫يعد أاد بك ا ريع أحد القادة الس ياس يك البارَين يف حركة اجلهاد‪ ،‬ربطته عالقة‬ ‫ممتاَة بقيادات اجلهاد ا يدانيك فاس تطاعوا جعل ترهونة ومس الته قل عس ُري‬ ‫كبري‪ ،‬حي َّ قاد الاهدين يف عدة معارك (طريق الش‬

‫عك َارة‬

‫بئر ترفاس)‬

‫لُن فارو التسليْ حسم ا عارك واحتلت‬ ‫رفقة قائد راهدي اتجوراء علي تنتو و ٌ‬

‫إيطاليا طرابلٍ‪ .‬وعندما أعلمه س ليمان البارو حبدو نقص يف الاهدين والعتاد‬ ‫يف جبهة القتال الغربية (العئيالت) س ار وابدر بتعض يد ورة ا قاومة يف تلك‬

‫ا نطقة‪.1‬‬ ‫وبعد اجتما قادة الاهدين يف جامع الابرة مبدينة مس التة ‪ 16‬نو فمرب‪1918‬‬ ‫مت االتفاو على أتس يٍ اجلمهورية الطرابلس ية ومت التوافق على اَتيار أاد بك‬ ‫ا ريٌع ليُون أحد الر س اء األربعة ا يتس س ك للئمهورية اجلديدة‪ ،‬واَتري ليُون‬ ‫رئيساً للٍ شورى اجلمهورية الطرابلسية سنة ‪ 1923 1918‬و جادته اللغة‬ ‫توىل الرائس ة العامة‬ ‫ا يطالية وكذلك فنون التفاوا‪ ،‬ويف ف ة نض اله الس ياس ي ٌ‬ ‫حليبب ا ص الا الوطين ‪ 30‬أيلول ‪1919‬م وأنش ئت جريدة اللواء الطرابلس ي‬ ‫لتُون لسان حال احليبب‪.‬‬ ‫‪1‬حممد القشاخ‪ ،‬من أعالم اجلهاد اللييب (بتصرا)‪.‬‬

‫‪122‬‬


‫انتدب ا ريع ‪ -‬لدما ة َلقه ورَانة تفُريه ‪ -‬اب مجا لتوي رائس ة ميتَتر إرَين‬ ‫‪1920‬م‪ ،‬ورائس ة هيئة االص الا ا ركيبية عادة توحيد الص ف وللتفاوا مع‬ ‫ا يطاليك ومطالبتهم بتطبيق نص وص القانون األس اس ي‪ ،‬فهو مفاوا ص عب‬ ‫اليلك وال يهادن إال إذا كان ا وض و يف ص احل وطنه ليبيا‪ ،‬وبعد انقس ام الص ف‬ ‫الداَلي واس تش هاد رمض ان الس وبلي قاوم الاهد أاد ا ريٌع إىل النهاية رإم‬ ‫َيانة عدد كبري من القيادات ا قاومة لالس تعمار ا يطاي‪ ،‬وتس ليمهم ناطقهم‬ ‫وض غطهم عليه لالس تس الم‪ ،‬ولُنه اَتار القتال حىت النهاية على َيانة بلده‪،‬‬ ‫واتٌبع يف قتاله تُتيُاً هله ا يطاليك وهو الُر والفر يف ا عركة‪.‬‬ ‫هاجر إىل ا نفي مبص ر بعد احتالل ترهونة مع بعع عائالت الاهدين بعد أن‬ ‫حُم علي ه اب ع دام ِإي ابي اً يف ليبي ا وش ارك ابلعم ل الوطين اب نفى آَره ا ميتَتر‬ ‫ا س ُندرية ‪1939‬م وعمل ابلتئارة يف منطقة الفيٌوم ‪1924‬م إىل أن تويف عام‬

‫‪1940‬م‪.‬‬

‫‪123‬‬


‫عبد النيب بلخري‬ ‫(‪ 1349 -1297‬ه ‪1931-1880 /‬م‬

‫عبد النيب بلدري من مواليد ‪1880‬م‪ ،‬يعود أص له إىل قبيلة الص يعان يف ورفله‪ ،‬جاء‬ ‫جده األبعد إىل بين وليد ويدعى النئار‪ ،‬من قبيلة أوالد احممد حلمة أوالد س يدي‬ ‫عبد ا يتمن البُاي‪ ،‬وكان النئار أحد التة قاموا ابلثورة ض د ابن تليٍ حاكم‬ ‫احلفصيّك لبين وليد‪ ،‬وهو النئار والقئدار ومخدم‪.‬‬ ‫التحق عبد النيب ابليباوية القرآنية‪ ،‬مث اب درس ة الرش دية الي خترس منها‪ ،‬وهو من‬ ‫الس اس ة ا ثقفك يف حركة اجلهاد اللييب‪ ،‬فهو أحد كبار َعماء احلركة الوطنية يف‬ ‫اجلهاد ض د الغيبو ا يطاي‪ ،‬حي َّ س اهم يف معارك اجلهاد األوىل ‪١٩١٢/١٩١١‬م‬ ‫كما كانت له العديد من ا واقف الوطنية النض الية ا ش رفة‪ ،‬ابلرإم ما كتب عنه من‬ ‫اخت اده واقف مل تُن على وف او مع مواقف بعع َعم اء اجله اد واحلرك ة الوطني ة‬ ‫اآلَرىن‪ ،‬إال أن دوره يف اجلهاد اللييب الينُر‪ ،‬وَعامته ودهائه الس ياس ي بس ب‬ ‫ُما العدو والصديق ألف حساب‪.‬‬ ‫‪124‬‬


‫أس هم بش ُل كبري يف العمل اجلهادي وَاص ة بعد أن ألقت مناطق (بين وليد‬ ‫وترهونه وإرَين ومص راته وَلينت) الس الا عند َروس األتراك من ليبيا بعد معاهدة‬ ‫لوَان ‪١٩١٢‬م‪ ،‬إري أن هذه ا عارك اس تيتنفت بعد معركة القرض ابية الش هرية‬ ‫‪1٩١٥‬م‪ ،‬حي َّ حاص ر أهاي ورفله بقيادة عبد النيب بلدري‪ ،‬وس وا اامودي‬ ‫احلامية ا يطالية ببين وليد وأرإموها على التس ليم‪ ،‬واس تمر عبد النيب قائداً لبين‬ ‫وليد الي شاركت يف معارك ‪١٩١٨-١٩١٦‬م‪.‬‬ ‫كان عبد النيب أحد أبرَ أعض اء رلٍ اجلمهورية الطرابلس ية الي أتس س ت عام‬ ‫‪1918‬م‪ ،‬وهم‪ :‬عب د النيب ابخلري‪-‬أا د ا ريع‪-‬س ليم ان الب ارو ‪-‬رمض ان‬ ‫الس وبلي‪ ،‬إال أن ص لْ س وا بنيادم الذي مت بك الاهدين وا يطاليك عام‬ ‫‪١٩١٩‬م مل يوافق علي ه عب د النيب ومل يوقع علي ه‪ ،‬وق د نش ب َالا بين ه وبك‬ ‫رمض ان الس وبلي – َعيم قبائل مص راته – على أ ر ذلك‪ ،‬مما أدى ابألَري إىل‬ ‫مهامجة قبيلة ورفلة وقص فها اب دافع‪ ،‬ولُن َتت هيبمية هذا اجليش‪ .‬وبعدها قام‬ ‫رجل له أثر عند السوبلي الذي قتل أَاه بقتل السوبلي‪.‬‬ ‫وعن دم ا َحف ا يط اليون الحتالل الوطن ‪١٩٢٢‬م َ اا عب د النيب بلدري على‬ ‫رأس قبيلته بين وليد معركة بين وليد ‪١٩٢٣‬م تلك ا نطقه الي امساها إرس يا‬ ‫(الدردنيل) وبعدها هاجر عبد النيب إىل اجلنوب حي َّ اش‬ ‫النصر يف حرب َليفة اليباوي يف مرَوو‪.‬‬ ‫‪125‬‬

‫ك مع أوالد س يف‬


‫وحينما ض يق ا يطاليون اخلناو على الاهدين الليبك وحاص روهم يف العديد من‬ ‫ا دن وا ناطق وطاردوهم من مُان إىل آَر إىل أن أشرفت حركة ا قاومة الليبية يف‬ ‫طرابلٍ على االنتهاء يف أواَر العش رينيات من القرن ا اض ي ومت احتالُم (لفيبان)‬ ‫جبنوب ليبيا يف أَر ش هر من عام ‪1929‬م والي كانت آَر معقل للمئاهدين‪،‬‬ ‫مل د َعماء ا قاومة بداً من االنس حاب بذويهم ورفاقهم واُئرة إىل بعع الدول‬ ‫الاورة لليبيا مثل تونٍ‪ ،‬ومصر واجليبائر‪.‬‬ ‫ه اجر عب د النيب بلدري متئه ا إىل تونٍ بع د انته اء ا ق اوم ه ‪١٩٣١‬م وانقطع ت‬ ‫أَباره وقيل إنه مات عطش اً يف الص حراء ض من أكثر من ‪ ٣٥٠‬مواطناً ليبيا‬ ‫مهاجراً‪ ...‬منهم ‪ ٦٥‬ش دص اً من عائلته عليهم راة هللا‪ ،‬ودديداً يف مُان من‬ ‫الصحراء يسمى وادي تيهاوت‪.‬‬ ‫ومما يروى عن س بب فقده ألحدى عينيه‪ ،‬أنه كان معه قلة من رفاقه أ ناء هروبه يف‬ ‫الص حراء من فلول الطغاة الغيباة وبعيد فقده ليبعيمه إال أن رفاقه أَذوا يف اُروب‬ ‫منه واحداً تلو األَر ظانك بعدم صواب رأيه يف الطريق الصحيْ إىل تونٍ‪ ،‬وكانوا‬ ‫يتسللون ليالً هاربك‪.‬‬ ‫وعن وفاته روي إنه يف إحدى اللياي اس تيقظ يريد تفقد معس ُره لُنه فوج أبن‬ ‫اجلميع قد هرب ابس تثناء أهله والقليل جدا من رفاقه‪ .‬وكانت هذه احلاد ة ص دمة‬ ‫قاس ية عليه أت ر هبا وانفعل لدرجة أنه ض رب بيده على إحدى عينيه ففقةت‬ ‫‪126‬‬


‫وَس رها لألبد‪ .‬ويف حماض رة بعنوان "مةس اة قافلة عبد النيب بلدري" ألقاها عام‬ ‫‪1990‬م الباح َّ األس تاذ علي احلس نك مبركيب جهاد الليببك ما قوله على لس ان‬ ‫الباح َّ ا يطاي أجنيلو بيش ى "ويف مطلع س نة ‪1930‬حينما كان إراتس يا قائد‬ ‫احلملة الع سُرية يف ليبيا يف أوابري‪ ،‬ى إليه أن ااالت ا ذكورة قد أوشُت على‬ ‫اجتياَ احلدود الليبية اجليبائرية مع العلم أبهنا كانت تض م أيض ا حملة عبد النيب الي‬ ‫كانت تش تمل على مةتى مس لْ من راهدى ورفلة والىت بلغت موقعا إىل الش مال‬ ‫قليال من إات‪.1‬‬ ‫و ا أتكد لدى القائد ا يطاىل أن الاهدين مل يعودوا قادرين على ا قاومة وأن كل‬ ‫مههم كان منص با على الوص ول إىل احلدود الدولية اجليبائرية س ا ك‪ ،‬حاول عبثا‬ ‫مالحقتهم َصوصا بعد أن التقطت ااطات الالسلُية التابعة لوحداته عن مراكيب‬ ‫احلدود الفرنس ية إش ارات مفادها أن الطرابلس يك الفارين قد أَذوا يعربون احلدود‪،‬‬ ‫مفوتك عليه بذلك فرصة االلتحام هبم ومقاتلتهم"‪.‬‬ ‫وقد أص در إراتس يا أوامره أبن تقوم الطائرات الىت كانت دت تص رفه ةدراك‬ ‫أولئك الذين مل يبلغوا بعد احلدود ويقص فهم دون هوادة‪ .‬وطوال يومي ‪ 13‬و‪14‬‬ ‫من فرباير ‪1930‬م تناوبت تلك الطائرات – بطلعات متواص لة – على ض رب‬ ‫َ احلدود بوابل من القنابل وطلقات ا دافع الرش اش ة‪ .‬ومن ااتمل أن يُون‬ ‫عب د النع ابخلري ق د َتُن يوم ‪ 12‬فرباير من اجتي اَ احل دود اجليبائري ة ومن ح‬ ‫‪ 1‬مصطفى هويدي‪ ،‬ا رجع السابق‪.‬‬

‫‪127‬‬


‫رحاله يف واحة (جانيت) حي َّ س لم للس لطات العس ُرية الفرنس ية ا رابطة بقلعة‬ ‫فورشاليه‪.1‬‬ ‫إال أن ااص لة النهائية هي ض يا وهالك عبد النيب س واء أكان مع بعع رفاقه‪ ،‬أم‬ ‫كان مبفرده وَادمه كما ذكر الش يخ ا س الي‪ ،‬أم لوحده كما ذكر ا رَوقى‪.‬‬ ‫واحلقيقة يعلمها هللا وحده‪.‬‬

‫‪ 1‬حممد ا رَوقي‪ ،‬عبد النيب بلدري داهية السياسة وفارس اجلهاد‪ ،‬الدار العربية للُتاب‪ ،‬تونٍ‪.1978 ،‬‬

‫‪128‬‬


‫املصادر واملراجع‪:‬‬ ‫‪ .1‬ابن تيمية‪ ،‬رمو الفتاوى‪ ،‬مجع وترتيب عبد الران القاسم‪ ،‬بريوت‪ ،‬خ‪1971 1‬م‪.‬‬ ‫‪ .2‬ابن قيم اجلوَية‪ :‬إعالم ا وقعك عن رب العا ك‪ ،‬تْ‪ :‬مش هور بن حس ن آل س لمان أبو‬ ‫عبيدة‪ ،‬دار ابن اجلوَي‪ ،‬ا ملُة العربية السعودية‪ ،‬الطبعة األوىل‪1423 ،‬ه‪.‬‬ ‫‪ .3‬أبو القاسم البارو ‪ ،‬سليمان ابشا البارو َعيم الاهدين الطرابلسيك‪ ،‬خ‪.1948 ،2‬‬ ‫‪ .4‬أبو اليقظان إبراهيم‪ ،‬س ليمان البارو ابش ا يف أطوار حياته‪ ،‬ا طبعة العربية‪ ،‬اجليبائر‪،‬‬ ‫‪.1959‬‬ ‫‪ .5‬ال مذي سنن ال مذي‪ ،‬دقيق أاد شاكر‪ ،‬مطبعة مصطفى احلليب‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫دمروا ا س الم أبيدوا‬ ‫‪ .6‬جالل العامل (عبد الودود يوس ف الدمش قي)‪ ،‬قادة الغرب يقولون‪ّ :‬‬ ‫أهله‪ ،‬الطبعة الثانية‪1974 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ .7‬جورس رميون‪ ،‬من داَل معس ُرات اجلهاد يف ليبيا‪ ،‬ترمجة‪ :‬حممد عبد الُر الوايف‪،‬‬ ‫الطبعة الثانية‪ ،‬ا نشةة العامة للنشر والتوَيع‪ ،‬طرابلٍ‪1983 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ .8‬احلس يين احلس يين مع ّدي ‪ ،‬ا لك حممد إدريٍ الس نوس ي‪ :‬حياته وعص ره‪ ،‬كنوَ للنش ر‬ ‫والتوَيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.‬‬ ‫‪َ .9‬ري الدين اليبركلي‪ :‬األعالم‪ ،‬دار العلم للماليك‪ ،‬بريوت‪ ،‬خ‪1389 3‬ه ‪.‬‬ ‫‪ .10‬دي كاندول‪ ،‬ا لك إدريٍ عاهل ليبيا‪ ،‬حياته وعص ره‪ ،‬ترمجة لييب‪ ،‬الناش ر حممد‬ ‫عبده بن إلبون‪.‬‬ ‫‪ .11‬رودولفو إراتسيا ‪ ،‬حنو فيبان‪ ،‬ترمجة‪ :‬طه فوَي‪ ،‬دار الفرجا ‪ ،‬ليبيا‪1994 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ .12‬سامل نوا‪ ،‬رلة ا نقاذ‪ ،‬تصدر عن اجلبهة الوطنية نقاذ ليبيا‪ ،‬العدد ‪.29‬‬ ‫‪ .13‬س ليمان بن س عيد النفوس ي‪ ،‬س ليمان البارو ‪ :‬أمة يف رجل‪ ،‬تْ‪ :‬إبراهيم يوس ف‬ ‫ابَين‪ ،‬خ‪.2014 1‬‬

‫‪129‬‬


‫‪ .14‬الط اهر أا د اليباوي‪ ،‬جه اد األبط ال يف طرابلٍ الغرب‪ ،‬الطبع ة الث الث ة‪ ،‬دار الفتْ‬ ‫للطباعة والنشر‪ ،‬بريوت‪1962 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ .15‬الطاهر أاد اليباوي‪ ،‬عمر ا دتار‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار ا دار ا س المي‪ ،‬بريوت‪،‬‬ ‫‪2004‬م‪.‬‬ ‫‪ .16‬عبد الران بن معال اللوبق‪ ،‬قواعد يف التعامل مع العلماء‪ ،‬دار الوراو‪ ،‬الس عودية‪،‬‬ ‫الطبعة األوىل‪ 1994 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ .17‬عبد الران عيبام‪ ،‬ا ذكرات الس رية‪ ،‬تنس يق‪ :‬مجيل عارا‪ ،‬ا ُتب ا ص ري احلدي َّ‪،‬‬ ‫القاهرة‪1977 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ .18‬عب د العيبييب س ليم ان وعب د احلمي د نعنعي‪ ،‬اتريخ الوالَيت ا تح دة األمريُي ة‪ ،‬دار‬ ‫النهضة العربية‪ ،‬بريوت‪1972 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ .19‬عبد الُر َيدان‪ ،‬السنن ا ُية يف األمم واجلماعات واألفراد يف الشريعة ا سالمية‪،‬‬ ‫ميتسسة الرسالة‪ ،‬الطبعة األوىل‪1993 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ .20‬عبد الوهاب الُياي‪ ،‬موس وعة الس ياس ة‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ا يتس س ة العربية للدراس ات‬ ‫والنشر‪ ،‬بريوت‪1991 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ .21‬عيب الدين إمساعيل وآَرون‪ ،‬سليمان البارو "ا علم ا قاتل"‪ ،‬بريوت‪ ،‬دار العودة‪.‬‬ ‫‪ .22‬علي حممد حممد الص اليب‪ ،‬اتريخ احلر كة الس نوس ية يف افريقيا‪ ،‬الطبعة اخلامس ة‪ ،‬دار‬ ‫ا عرفة‪ ،‬بريوت‪2011 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ .23‬علي حممد حممد الصاليب‪ ،‬صفحات من اتريخ ليبيا ا سالمي‪ ،‬دار البيارو‪ ،‬عمان‪،‬‬ ‫الطبعة األوىل‪1998 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ .24‬علي مص طفى ا ص راي‪ ،‬س عدون البطل الش هيد‪ ،‬الطبعة ‪ ،2‬ا نش ةة العامة للنش ر‬ ‫والتوَيع وا عالن‪ ،‬طرابلٍ‪1985 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ .25‬لو روب ستودارد األمريُي‪ ،‬حاضر العامل ا سالمي‪ ،‬نقله إىل العربية األستاذ عئاس‬ ‫نويهع‪ ،‬وعلق عليه األمري شُيب أرسالن‪ ،‬دار الفُر‪ ،‬بريوت‪.‬‬ ‫‪130‬‬


‫‪ .26‬حممد ا ربوك ا هدي‪ ،‬جغرافيا ليبيا البشرية‪ ،‬ا نشةة الشعبية للنشر والتوَيع وا عالن‪،‬‬ ‫طرابلٍ‪ ،‬ليبيا‪1980 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ .27‬حممد ا رَوقي‪ ،‬عبد النيب بلدري داهية السياسة وفارس اجلهاد‪ ،‬الدار العربية للُتاب‪،‬‬ ‫تونٍ‪1978 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ .28‬حممد بن إمساعيل البداري‪ ،‬ص حيْ البداري‪ ،‬دار الطباعة العامرة ةس تانبول‪،‬‬ ‫‪1315‬ه‪ ،‬ا ُتب ا سالمي‪ ،‬إستانبول تركية‪.‬‬ ‫‪ .29‬حممد س عيد القش اخ‪ ،‬جهاد الليبيك ض د فرنس ة يف الص حراء الُربى‪ ،‬طبعة عام‬ ‫‪ 1988‬م‪.‬‬ ‫‪ .30‬حممد مسعود جربان‪ ،‬سليمان البارو ‪ :‬آاثره‪ ،‬الرابخ‪ ،‬دار أيب رقراو للطباعة والنشر‪،‬‬ ‫خ‪2012 2‬‬ ‫‪ .31‬حممد س عيد القش اخ‪َ ،‬ليفة بن عس ُر‪ :‬الثورة واالس تس الم‪ ،‬ا نش ةة الش عبية للنش ر‬ ‫والتوَيع وا عالن‪ ،‬طرابلٍ‪ ،‬ليبيا‪1980 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ .32‬حممد عبد القادر أبو فارس‪ ،‬النظام السياسي يف ا سالم‪ ،‬دار الفرقان‪ ،‬عمان‪ ،‬خ‪2‬‬ ‫‪١٩٨٦‬م‪.‬‬ ‫‪ .33‬حممد فيتاد ش ُري‪ ،‬الس نوس ية دين ودولة‪ ،‬مركيب الدراس ات الليبية‪ ،‬اكس فورد‪،‬‬ ‫‪2005‬م‪.‬‬ ‫‪ .34‬حممد مسعود فشيُة‪ ،‬رمضان السوبلي‪ ،‬دار الفرجا ‪ ،‬طرابلٍ‪1974 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ .35‬حممد مص طفى ابَمة‪ ،‬ليبيا هذا االس م يف جذوره التاراية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مُتبة‬ ‫قورينا للنشر والتوَيع‪ ،‬بنغاَي‪ ،‬ليبيا‪1975 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ .36‬مراد أبو عئيل ة القمودي‪ ،‬حُوم ة مص رات ه الوطني ة‪ ،‬مُتب ة اليبحف األَض ر‪،‬‬ ‫مصراته‪2008 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ .37‬مص طفى هويدي‪ ،‬اجلمهورية الطرابلس ية‪ ،‬مركيب دراس ات جهاد الليبيك ض د الغيبو‬ ‫ا يطاي‪ ،‬طرابلٍ‪2000 ،‬م‪.‬‬ ‫‪131‬‬


‫‪ .38‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بريوت‪ .‬لبنان‪2003 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ .39‬جناة س ليم حممود حماس يٍ‪ ،‬معئم ا عارك‪ ،‬دار َهران للنش ر والتوَيع‪ ،‬عمان‪،‬‬ ‫األردن‪ ،‬الطبعة األوىل‪2011 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ .40‬النس ائي‪ ،‬س نن النس ائي‪ ،‬تْ‪ :‬أاد بن ش عيب‪ ،‬الناش ر دار إحياء ال ا العريب‪،‬‬ ‫بريوت‪.‬‬

‫‪132‬‬


‫الفهرس‪:‬‬ ‫ا هداء‪3 .................................................................‬‬ ‫مقدمة ‪4 .................................................................‬‬ ‫أوالً‪ :‬اجلمهورية الطرابلسية (داللة االسم وفُرة التسمية) ‪13 ...................‬‬ ‫دالالت اسم "اجلمهورية الطرابلسية" ‪13 .................................‬‬ ‫ اجلمهورية‪13 .......................................................‬‬‫ الطرابلسية ‪15 ......................................................‬‬‫فكرة تسمية اجلمهورية ‪19 ..............................................‬‬ ‫اثنياً‪ :‬مقومات اجلمهورية اجلديدة (األرا‪-‬الشعب‪-‬االقتصاد) ‪22 .............‬‬ ‫اثلثاً‪ :‬ظهور فُرة إنشاء اجلمهورية ‪24 .......................................‬‬ ‫رابعاً‪ :‬تشُيل رالٍ الدولة يف اجلمهورية الطرابلسية‪35 .......................‬‬ ‫تشكيل جملس إدارة اجلمهورية ‪35 .......................................‬‬ ‫جملس شورى اجلمهورية‪36 ..............................................‬‬ ‫جملس اجلمهورية الشرعي ‪39 ............................................‬‬ ‫مؤشرات ودالالت اِلدث‪40 ...........................................‬‬ ‫َامساً‪ :‬قسم اجلمهورية (اليمك الدستوري) ‪49 ..............................‬‬ ‫سادساً‪ :‬النشاخ السياسي للئمهورية (إصدار البالإات) ‪51 ..................‬‬ ‫‪133‬‬


‫سابعاً‪ :‬القواعد األساسية للقانون (دستور اجلمهورية) ‪64 ......................‬‬ ‫اثمناً‪ :‬أتسيٍ حيبب ا صالا الوطين وإصدار جريدة اللواء الطرابلسي‪69 .......‬‬ ‫اتسعاً‪ :‬ميتَتر إرَين (‪1920‬م) ‪78 .........................................‬‬ ‫عاشراً‪ :‬اجتما سرت ‪1922‬م ‪83 .........................................‬‬ ‫حادي عشر‪ :‬البيعة اب مارة للسنوسي والدعوة إىل الوحدة ‪90 .................‬‬ ‫َاَتة ‪107 ..............................................................‬‬ ‫مالحق‪112 .............................................................‬‬ ‫تر ة حعالم (رؤساء اجلمهورية الطرابلسية ‪112 ..........................‬‬ ‫رمضان السوبلي ‪113 ................................................‬‬ ‫سليمان ابشا البارو ‪117 .............................................‬‬ ‫أاد بك ا ريع‪121 .................................................‬‬ ‫عبد النيب بلدري‪124 ..................................................‬‬ ‫ا صادر وا راجع‪129 .....................................................‬‬ ‫الفهرس ‪133 ............................................................‬‬ ‫كتب صدرت للميتلف ‪135 ...............................................‬‬

‫‪134‬‬


‫كتب صدرت للمؤلف‪:‬‬ ‫‪ 1‬السرية النبوية‪ :‬عرا وقائع ودليل أحدا ‪.‬‬ ‫‪ 2‬سرية اخلليفة األول أبو بُر الصديق رضي هللا عنه‪ :‬شدصيته وعصره‪.‬‬ ‫‪ 3‬سرية أمري ا يتمنك عمر بن اخلطاب رضي هللا عنه‪ :‬شدصيته وعصره‪.‬‬ ‫‪ 4‬سرية أمري ا يتمنك عثمان بن عفان رضي هللا عنه‪ :‬شدصيته وعصره‪.‬‬ ‫‪ 5‬سرية أمري ا يتمنك علي بن أيب طالب رضي هللا عنه‪ :‬شدصيته وعصره‪.‬‬ ‫‪ 6‬سرية أمري ا يتمنك احلسن بن علي بن أيب طالب‪ :‬شدصيته وعصره‪.‬‬ ‫‪ 7‬الدولة العثمانية‪ :‬عوامل النهوا والسقوخ‪.‬‬ ‫‪ 8‬فقه النصر والتمُك يف القران الُر ‪.‬‬ ‫‪ 9‬اتريخ احلركة السنوسية يف إفريقيا‪.‬‬ ‫‪ 10‬اتريخ دولي ا رابطك وا وحدين يف الشمال ا فريقي‪.‬‬ ‫‪ 11‬عقيدة ا سلمك يف صفات رب العا ك‪.‬‬ ‫‪ 12‬الوسطية يف القران الُر ‪.‬‬ ‫‪ 13‬الدولة األموية‪ ،‬عوامل االَدهار وتداعيات االهنيار‪.‬‬ ‫‪135‬‬


‫‪ 14‬معاوية بن أيب سفيان‪ ،‬شدصيته وعصره‪.‬‬ ‫‪ 15‬عمر بن عبد العيبييب‪ ،‬شدصيته وعصره‪.‬‬ ‫‪َ 16‬الفة عبد هللا بن اليببري‪.‬‬ ‫‪ 17‬عصر الدولة اليبنُية‪.‬‬ ‫‪ 18‬عماد الدين َنُي‪.‬‬ ‫‪ 19‬نور الدين َنُي‪.‬‬ ‫‪ 20‬دولة السالجقة‪.‬‬ ‫‪ 21‬ا مام الغيباي وجهوده يف ا صالا والتئديد‪.‬‬ ‫‪ 22‬الشيخ عبد القادر اجليال ‪.‬‬ ‫‪ 23‬الشيخ عمر ا دتار‪.‬‬ ‫‪ 24‬عبد ا لك بن مروان وبنوه‪.‬‬ ‫‪ 25‬فُر اخلوارس والشيعة يف مييبان أهل السنة واجلماعة‪.‬‬ ‫‪ 26‬حقيقة اخلالا بك الصحابة‪.‬‬ ‫‪ 27‬وسطية القران يف العقائد‪.‬‬ ‫‪136‬‬


‫‪ 28‬فتنة مقتل عثمان‪.‬‬ ‫‪ 29‬السلطان عبد احلميد الثا ‪.‬‬ ‫‪ 30‬دولة ا رابطك‪.‬‬ ‫‪ 31‬دولة ا وحدين‪.‬‬ ‫‪ 32‬عصر الدولتك األموية والعباسية وظهور فُر اخلوارس‪.‬‬ ‫‪ 33‬الدولة الفاطمية‪.‬‬ ‫‪ 34‬حركة الفتْ ا سالمي يف الشمال األفريقي‪.‬‬ ‫‪ 35‬صالا الدين األيويب وجهوده يف القضاء على الدولة الفاطمية ودرير البيت‬ ‫ا قدس‪.‬‬ ‫‪ 36‬اس اتيئية شاملة ناصرة الرسول (ص)‪ ،‬دروس مستفادة من احلروب الصليبية‪.‬‬ ‫‪ 37‬الشيخ عيب الدين بن عبد السالم سلطان العلماء‪.‬‬ ‫‪ 38‬احلمالت الصليبية (الرابعة واخلامسة والسادسة والسابعة) واأليوبيون بعد صالا‬ ‫الدين‪.‬‬ ‫‪ 39‬ا شرو ا غوي عوامل االنتشار وتداعيات االنُسار‪.‬‬ ‫‪ 40‬سيف الدين قطيب ومعركة عك جالوت يف عهد ا ماليك‪.‬‬ ‫‪137‬‬


‫‪ 41‬الشورى يف ا سالم‪.‬‬ ‫‪ 42‬ا ميان ابهلل جل جالله‪.‬‬ ‫‪ 43‬ا ميان ابليوم اآلَر‪.‬‬ ‫‪ 44‬ا ميان ابلقدر‪.‬‬ ‫‪ 45‬ا ميان ابلرسل والرساالت‪.‬‬ ‫‪ 46‬ا ميان اب الئُة‪.‬‬ ‫‪ 47‬ا ميان ابلقران والُتب السماوية‪.‬‬ ‫‪ 48‬السلطان حممد الفاتْ‪.‬‬ ‫‪ 49‬ا عئيبة اخلالدة‪.‬‬ ‫‪ 50‬الدولة احلديثة ا سلمة‪ ،‬دعائمها ووظائفها‪.‬‬ ‫‪ 51‬الرب ان يف الدولة احلديثة ا سلمة‪.‬‬ ‫‪ 52‬التداول على السلطة التنفيذية‪.‬‬ ‫‪ 53‬الشورى فريضة إسالمية‪.‬‬ ‫‪ 54‬احلرَيت من القران الُر ‪ ،‬حرية التفُري‪ ،‬وحرية التعبري‪ ،‬واالعتقاد واحلرَيت‬ ‫الشدصية‪.‬‬ ‫‪138‬‬


‫‪ 55‬العدالة وا صاحلة الوطنية ضرورة دينية وإنسانية‪.‬‬ ‫‪ 56‬ا واطنة والوطن يف الدولة احلديثة‪.‬‬ ‫‪ 57‬العدل يف التصور ا سالمي‪.‬‬ ‫‪ 59‬األمري عبد القادر اجليبائري‪.‬‬ ‫‪ 60‬كفاا الشعب اجليبائري ضد االحتالل الفرنسي‪ 4 ،‬أجيباء‪.‬‬ ‫‪ُ 61‬سنة هللا يف األَذ ابألسباب‪.‬‬ ‫السين "مثانية أجيباء"‪.‬‬ ‫‪ .63‬أعالم التصوا ُ‬ ‫‪ .64‬ا ابضية‪ :‬مدرسة إسالمية بعيدة عن اخلوارس‪.‬‬

‫‪139‬‬


‫مفُر وميترل وفقيه‬ ‫ ولد يف مدينة بنغاَي بليبيا عام ‪ 1383‬ه ‪1963 /‬م‬‫ دل درجة ا جاَة العا ية (الليسانٍ) من كلية الدعوة‬‫وأصول الدين من جامعة ا دينة ا نورة عام ‪1993‬م‪،‬‬ ‫وابل تيب األول‪.‬‬ ‫ حصل على درجة ا اجستري من كلية أصول الدين يف‬‫جامعة أم درمان ا سالمية عام ‪1996‬م‪.‬‬ ‫ دل درجة الدكتوراه يف الدراسات ا سالمية أبطروحته فقه‬‫التمُك يف القرآن الُر من جامعة أم درمان ا سالمية‬ ‫ابلسودان عام ‪1999‬م‪.‬‬ ‫ اشتهر مبيتلفاته واهتماماته يف علوم القرآن الُر والفقه‬‫والتاريخ والفُر ا سالمي‪.‬‬ ‫ َادت ميتلفات الدكتور الصاليب عن ستك ميتل ًفا أبرَها‪:‬‬‫‪140‬‬


‫‪‬‬

‫السرية النبوية عرا وقائع ودليل أحدا‬

‫‪‬‬

‫سري اخللفاء الراشدين‬

‫‪‬‬

‫الدولة احلديثة ا سلمة‬

‫‪‬‬

‫الدولة العثمانية عوامل النهوا والسقوخ‬

‫‪‬‬

‫فاتْ القسطنطينية السلطان حممد الفاتْ‬

‫‪‬‬

‫وسطية القرآن الُر يف العقائد‪.‬‬

‫‪‬‬

‫صفحات مشرقة من التاريخ ا سالمي‪.‬‬

‫‪‬‬

‫اتريخ كفاا الشعب اجليبائري‬

‫‪‬‬

‫العدالة وا صاحلة الوطنية‬

‫‪‬‬

‫السين‬ ‫أعالم التصوا ُ‬

‫‪‬‬

‫وآَر ميتلفاته "ا ابضية‪ .‬مدرسة إسالمية بعيدة‬

‫عن اخلوارس"‪.‬‬

‫‪141‬‬


142


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.