اط َر ال هسماو َ ضجَ ﴿اْلم ُد َهّلِلَ فَ َ اع َل الح َم ََلئَ َك َة ُر ُس اَل أ َ َ َجنَ َح ٍة َمْثح ََ َر اْل و ات ح ُوِل أ ح ََ َ ح َ حَ ح [فاطر]1 : اّلِلَ َعلَى ُك َل َش حْي ٍء َ َد ﴾ير يد َِف ح اْلَحل َق َما يَ َشاءُ إَ هن ه ع يََز ُ َوثََُل َ ث َوُرََب َ
1
املقدمة اْلمد للَ حنمدهُُ ونستعينُه ونستهديها ونستغفره ونعوذُ َبلل من شرور أنفسنا إن َ أشهد هادي له و ُ يضلل فَل َ ومن سيئات أعمالنا من يهده هللا فَل مضل له ومن ح عبده ورسولهُ ﴿ ََي أَيُّ َها أشهد أ هن حممدا ُ يك له و ُ أ حن ال إلهَ إال هللا وحدهُ ال شر َ هَ ن [آل عمران]102 : ين َآمنُوا اته ُقوا ه اّلِلَ َح هق تُ َقاتََه َوَال َُتُوتُ هن إَهال َوأَنحتُ حس ُم حسلَ ُمو َ ال ذ َ
هَ س وَ َ اح َدةٍ َو َخلَ َق َمحن َها َزحو َج َها َ هاس اته ُقوا َربه ُك ُس الذي َخلَ َق ُك حس م حن نَ حف ٍ َ ﴿َي أَيُّ َها الن ُ اّلِلَ َكا َن َوبَ ه اّلِلَ اله َذي تَ َساءَلُو َن بََه َو حاْل حَر َح َام إَ هن ه ث َمحن ُه َما َر َج ااال َكْثَ اريا َونَ َساءا َواته ُقوا ه َ كس رَيبا [النساء]1 : َعلَحي ُ ح َ ا هَ صلَ حح لَ ُك حس أ حَع َمالَ ُك حس َويَ حغ َفحر ين َآمنُوا اته ُقوا ه اّلِلَ َوَُولُوا َ حواال َس َد ا يدا يُ ح َ ﴿َي أَيُّ َها الذ َ اّلِل ورسولَه فَ َق حد فَاز فَوزا ع َ لَ ُكس ذُنُوب ُكس ومن ي َ ييما [األحزاب]71-70 : ع ط َ ه ا َ َ ُ ح َ ح ََ ح ُ ُ َ ح ا ََ َي َ بعد اْلمد إذا اْلمد َ رضيت ولك ُ اْلمد حّت ترضى ولك ُ لك ُ رب َ َ بعد فإنه مع َ َ ْثري أمهية اإلميان َبملَلئكة عليهس السَلم إال أنك ُ الرضى أما ُ جتد الك َ ٍ َ بكلمات عام ٍة بتفاصيل اإلميان هبس ،وإّما يكتفون من املسلمني ،ال يهتمون الناس َبلكتُ َ اهتمام َ ث يطلقوهنا وإذا ذهبنا ِف االجتاه املعاكس نرى ب اليت تتحد ُ َ ني و َ اجلن والسح َر والع َ عن الشياط َ ني و َ اْلسد ...اخل
2
الكس بني املؤ َ ث عن املَلئكة حيث ُّ لفات اليت تتحد ُ وال ميكننا املقارنةُ َم حن ُ َ َ للحديث عن املَلئكة لدى ُفردت ب اليت أ ح وغريها من اْلمور اليت ذكرُُتا فإ هن ال ُكتُ َ حديث الكتاب املعاصرين َليلة﴾ جدا على حسب علمْي واطَلعْي كما أن َ العلماء والدعاةَ و َ َ الفقهاء وطَلب العل َس و َ أهل الفكر والْثقافة ِف وسائل اإلعَلم
َ حيث التفصيل والتوضيح والبيان مع اندر من ُ كالفضائيات وغ َريها عن املَلئكة ﴾
أن هلس صلةا َويةا َبإلنسان َبل مولده وأثناء حياته وعند مماته وِف داره الربزخية وعند البعث واْلياة االخرة وهلس ِف َ أعمال يقومون هبا كل املراحل ﴾
َ أصحاب الدعاء العييس َ اإلميان الذي ذكره هللا ْلهل واملَلئكةُ املقربون هس ُ لنا ِف كتابه َال تعاىل﴿ :اله َذين ََي َ ش َوَم حن َح حولَهُ يُ َسبَ ُحو َن َِبَ حم َد َرهبََ حس ر ع ل ا ن و ل م ح ُ َ َ ح َح َ َ ََ َ َ ََ ت ُك هل َش حْي ٍء َر حْحَةا َو َعلح اما فَا حغ َفحر ين َآمنُوا َربهنَا َوس حع َ َويُ حؤمنُو َن به َويَ حستَ حغفُرو َن للهذ َ ََ ك وََ َهس ع َذاب ا حجل َحي َس ربهنَا وأَد َخ حلهس جن َ هات َع حد ٍن الهَيت ين ََتبُوا َواتهبَعُوا َسبَيلَ َ َ ح َ َ َ َ َ ح ُ ح َ للهذ َ ََ َ َ اْلَ َك ُيس َوََ َه ُس ت الح َع َز ُيز ح آَبئَ َه حس َوأ حَزَواج َه حس َوذُ َرهَيُت حس إَنه َ ك أَنح َ َو َع حد َُتُحس َوَم حن َ صلَ َح م حن َ َ َ ٍ ات ومن تَ َق ال هسيَئ َ َ َ ييس [غافر]9-7 : ات يَ حوَمئَذ فَ َق حد َرْححتَهُ َو َذل َ َ ال هسيَئَ َ َ ح ك ُه َو الح َف حوُز الح َع ُ فهذا الدعاءُ من املَلئكة املقربني ْلهل اإلميان من بين اإلنسان والذي
َيتاج ٍ لتأمل وتفك ٍر وتدب ٍر وعلى املسلمني أن َي ُددوا عَلَتَهس ُّ تقشعر منه اْلبدان ُ َ وفتور ورّبا النسيان ِف عَلَته َبملَلئكة اإلميانيةَ َبملَلئكة فالكْثريُ منا أصابَه ﴾ ضعف ﴾ َ َ َ َ َ خلف الشياطني الناس يلهْثون َ يعل َ وهذا م حن وساوس إبليس وطرَه اْلبيْثة لكْي َ 3
والسحرة اخل ويرتكوا َم حن جعلهس هللا سبب ا ِف ْحايتهس من املخلوَات الشريرة وغري اّلِلَ َ ات َم حن بَح َ ني يَ َديحَه َوَم حن َخ حل َف َه َحَي َفيُونَهُ َم حن أ حَم َر ه املنيورة َال تعاىل﴿ :لَهُ ُم َعقبَ ﴾ اّلِلُ بََق حوٍم ُسوءاا فَ ََل َمَرهد اّلِلَ َال يُغََريُ َما بََق حوٍم َح هّت يُغََريُوا َما َِبَنح ُف َس َه حس َوإَ َذا أ ََر َاد ه إَ هن ه لَه وما َهلس َمن ُدونََه َمن و ٍ ال [الرعد]11 : ُ َ َ ُح ح حَ َ َ ََ َ َ َح َد ُك ُس ﴿وُه َو الح َقاهُر فَ حو َق عبَاده َويُحرس ُل َعلَحي ُك حس َح َفيَةا َح هّت إ َذا َجاءَ أ َ وَال تعاىلَ : َ ﴿وُه َو َهر ه الح َم حو ُ كل َ ت تَ َوفهحتهُ ُر ُسلُنَا َوُه حس َال يُ َفرطُو َن [األنعام ]61 :أي وهو الذي َ َ اهر فَو َق َعب َادهَ َ املَلئكة كل شْيء أي من وخضع جلَلله وعيمته وكربَيئه ُّ الح َق ُ ح َ َ َيفيون بد َن اإلنسان(َ ﴿ )1ويُحرَسل َعلَحي ُك حس َح َفيَةا تعاىل ﴿إَ حن ُك ُّل نَ حف ٍ س لَ هما ُ ()2 َيرسها من اآلفات. ظ [الطارق ]4 :أي حاف ﴾ َعلَحي َها َحافَ ﴾ ظ ُ
التفصيلية َبملَلئكة ْلهنا َ َ ترس ُخ اإلميا َن به تعمقه يهتس َبملعر َفة وهذا الكتاب ُّ ُ َ ص حو َن هللا ما أمرهس وجتد ُد احملبةَ واملود َة و ُّ الصحبةَ مع عباد هللا اْلبرار الذين ال يَ حع ُ حتقيق العبودية اْلالصة ْلالقنا العييس جل ويفعلون ما يؤمرون والذين يربطنا هبس ُ
ِف عَله.
( )1صحيح تفسري ابن كْثري للعدوي (.)27/2 ( )2املصدر نفسه (.)625/4
4
قمت بتقسيم هذا الكتاب إىل فصول: هذا وقد ُ الفصل األول يتحدث عن تعريف املَلئكة وحقيقتهس ومادة خلقهس ومنزلة إبليس من املَلئكة؟ اإلميان هبس وهل كان ُ مت فيه عن صفاُتس اْلَلقية واْلُلقية واليت من أمهها وِف الفصل الثاين تكل ُ
َعيَ ُس خلقهس وضخامة أجسامهس وَوُتس وعيس سرعتهس ووصف أجنحتهس وعدم
كَلمهس ومجاهلُس حاجتهس لألكل والشرب وكوهنس ال يوصفون َبلذكورة واْلنوثة و ُ وَدراُتس اْلارَة وكوهنس ال ميلون وال يتعبون من عبادة هللا وطاعته وتنفيذ أوامره اْلديث عن َدرُتس على التمْثل والتشكل وأخَلَهس الكرمية كالرب والتواضع وكان ُ وعدم التكرب واْلياء والنيام وَيبون من أحبهه هللا ويبغضون من أبغضه هللا. نت اْلمساءَ العامة هلس وِف الفصل الثالث أشرت إىل عددهس وأمسائهس فبي ُ
كاْلشهاد واملأل اْلعلى واجلنود والسفرة والرسل واْلمساء اْلاصة كجربيل والروح
اْلمني وروح القدس وميكائيل وإسرافيل ومالك خازن النار وملك املوت ومنكر حت اْلمساء املنسوبة للمَلئكة اليت مل تص هح تسميةُ ونكري وهاروت وماروت ووض ُ
ُتوت أم ال؟ وهل ميكن املَلئكة هبا كعزرائيل ووَفت مع موت املَلئكة؛ هل ُ ُ رؤيتهس أم أهنا مستحيلة؟
َ اْلديث عن إمياهنس َبلل املَلئكة فكان والفصل الرابع أفردتُه لبيان عبادة ُ 5
بيحهس هللا عز وجل ودعاءهس للمؤمنني وعن عز وجل وشهادُتس َبلتوحيد وتس ُ َ والء املَلئكة للمؤمنني وبراءُتس من أهل الكبائر واملعاصْي َ وبغضهس ْلئمة الكفر وخ َوفهس من هللا وخشيتهس له وحضوَر َ جمالس الذكر وخطبة يوم اجلمعة و حضورهس املأموم وصَلة املَلئكة وَيامهس وركوعهس الصلوات ِف املساجد وَوهلس ما يقول ُ
َ آَبئَ َه حس هات َع حد ٍن يَ حد ُخلُ َ ﴿جن ُ وهنَا َوَم حن َ صلَ َح م حن َ وسجودهس وسَلمهس كقوله تعاىل َ : ََ َ َ َ َ ٍ ص َحربُحت َوأ حَزَواج َه حس َوذُ َرهَيُت حس َوالح َم ََلئ َكةُ يَ حد ُخلُو َن َعلَحي َه حس م حن ُك َل ََبب َس ََل ﴾م َعلَحي ُك حس ّبَا َ فَنَ حعس عُ حقَب الدها َر [الرعد]24-23 : َ َ
لت في ه أعم ال املَلئكة املت علقة ببين اإلنسان وِف الفصل اخلامس فص ُ
من نفخ اْلرواح ِف اْلجنة ،ومراَبة اإلنسان وكتابة أعماله وإحصاؤه عليه َال َ َ ََ ني يَ حعلَ ُمو َن َما تَ حف َعلُو َن ني كَر ااما َكاتبَ َ ﴿وإَ هن َعلَحي ُك حس َْلَافي َ تعاىلَ : وَال تعاىل﴿ :أ حَم َحَي َسبُو َن أَ هان َال نَ حس َم ُع َسهرُه حس َوَحَن َو ُاه حس بَلَى َوُر ُسلُنَا لَ َديح َه حس يَكحتُبُو َن
[االنفطار]12-10:
[الزخرف]80 :
يصدرُ عن اإلنسان من أَوال وأعمال ومن أعمال املَلئكة كتابة كَل ما ُ الزبَُر ﴿وُك ُّل َش حْي ٍء فَ َعلُوهُ َِف ُّ ظاهرة وَبطنة كتابةا تفصيليةا ال إمجالية َال تعاىلَ :
صغَ ٍري َوَكبَ ٍري ُم حستَطَ﴾ر َوُك ُّل َ
[القمر]53-52 :
ظ بين اإلنسان ومَلزمته ودعوته للخري والسفارة بني هللا ومن أعماهلس حف ُ
وبني عباده وتْثبيت املؤمنني وَتاهلس معهس وَبض اْلرواح عند املوت وسؤال امليت ِف َربه مث تنعيمه أو تعذيبه بعد إعادة الروح إىل اجلسد ونفخهس ِف الصور وَيامهس
6
برعاية أهل اجلنة ونعيمهس وخزنة النار. وأما أعمال املَلئكة املتعلقة َبلكون فمنهس ْحلةُ العرش واملوكلون َبلسحاب والقطر وملك اجلبال وغريها من اْلعمال كإهَلك اْلمس املكذبة وتبليغ النب (ﷺ) بسَلم أمته. َ اْلديث عن مكايد الشيطان ِف مسائل اإلميان وِف الفصل السادس كان ُ َبملَلئكة كإنكارهس وعبادُتس وتقديسهس. َ وحقوق مت عن املفاضلة بني املَلئكة والبشر وِف الفصل السابع تكل ُ َ املَلئكة على بين آدم. َ اإلميان َبملَلئكة ِف حياة اإلنسان واليت من وِف الفصل الثامن حتدثت عن وأث َر أمهها. تقويةُ شعوِر املسلم بعظمة هللا عز وجل: عييس ِف فاملَلئكة كما يتضح من صفاُتس ووظائفهس ﴾ خلق عييس ِف القدرة ُ َ س عيمةَ الباري سبحانه فهو هللا السرعة ُ عييس ِف الطاعة وهذه العيمةُ تعك ُ بديع السماوات واْلرض فالتدبر ِف صفاُتس اليت أخربان هللا هبا ِف الواحد اْلحد ُ القرآن وثبتت ِف السنة يعل القلب مضطرا إىل تعيي َس َ َ خالقه َ ورجائه وهيبته وخوفَه ُ َ وحده بد َ عييس وال شك فاستحق أن يُ حع َ فإ هن َ خالق هذه املخلوَات العييمة ﴾
7
صى سبحانه وتعاىل وأن يُته َقى ِب حن يُ حذ َكَر فَل يُحن َسى ويُطاع فَل يُ حع َ
()1
صطََفْي َم َن ي َع َز ﴾يز ه اّلِلَ َح هق َ حد َرَه إَ هن ه ﴿ما َ َد ُروا ه اّلِلَ لََق َو ٌّ اّلِلُ يَ ح َال تعاىلَ : اّلِل ََمس َ الح َم ََلئَ َك َة ُر ُس اَل َوَم َن الن َ ني أَيح َدي َه حس َوَما َخ حل َف ُه حس َوإَ َىل يع بَصري﴾ يَ حعلَ ُس َما بَح َ هاس إَ هن هَ ﴾ هَ اْلُمور [الحج]77-74 : اّلِل تُ حر َج ُع ح ُ ُ اّلِل ح هق َ حد َرهَ و حاْلَرض ََ ضتُهُ يَ حوَم الح َقيَ َام َة مج ايعا َ حب َ َ ح ُ ﴿وَما َ َد ُروا هَ َ وَال تعاىلَ : ت بَيَ َمينَ َه ُسحب َحانَهُ َوتَ َع َاىل َع هما يُ حش َرُكو َن ات َمطح َوهَي ﴾ َوال هس َم َاو ُ
[الزمر]67 :
ول على اْلمن والطمأنينة واْلياة الطيبة ومن مثار اإلميان َبملَلئكة أن اْلص َ
ِف الدنيا واالخرة متوَفة﴾ على حتقيق اإلميان ومن ذلك اإلميان َبملَلئكة عليهس
هَ ك َهلُُس حاْل حَم ُن َوُه حس ُم حهتَ ُدو َن ين َآمنُوا َوَملح يَ حلبَ ُسوا إَميَ َاهنُحس بَيُحل ٍس أُولَئَ َ السَلم َال تعاىل﴿ :الذ َ [األنعام]82 :
أمن اخر وطمأنينة حسية ِف الدنيا حتصل ملن حقق اإلميان َبملَلئكة وهناك ﴾
ويسكن نفسه فهس َيفيونه من أمر هللا وِبمر هللا وَيفيونه من أعدائه ُّ ُ فتطمئن ُ وعلس أنه إ حن ويعلس أن ما أصابه مل يكن ليخطئه وما أخطأه مل يكن ليصيبه َ َلبُه ُ
ذكر هللا َ ببعض اْلذكار املشروعة كآية الكرسْي وسورة اإلخَلص واملعوذتني وحنو َ ذلك أرسل هللا مَلئكةا َيفيونه من أعدائه فَل يضره ٌّ اب وال َس حح﴾ر جان وال دو ُ ابتعد عما ال ينفعه من الذهاب إىل فإذا عرف ذلك ركن إىل هللا وتوكل عليه و َ الكهان والسحرة وحنوهس ْلهنس ال يزيدونه إال خوفا كما َال تعاىلَ ﴿ :وأَنههُ َكا َن س ي عوذُو َن بَ َرج ٍال َمن حَ ال َمن حَ َ ه اقا [الجن]6 : وه حس َرَ اجل َن فَ َز ُاد ُ اإلنح َ َ ُ َ َ ر َج ﴾ َ (ِ )1ف املَلئكة املقربني ،د .حممد عبدالوهاب ،ص(.)229
8
وأينما كنت وأينما توجهت ِف ب ٍر وِب ٍر و ٍ ٍ معك مَلئكة﴾ ال أرض ومساء فإ هن َ ُ َ
َ صل يفارَونك أبدا فليحرص ُ العبد على حتقيق العبودية اْلالصة لل تعاىل حّت َي َ اْلمن والطمأنينةُ واْلمآيةُ الرَبنية﴾ اليت ال تعادهلا ْحآية﴾ َال تعاىل ﴿ :فَ ه اّلِلُ َخ حري﴾ له ُ
َ ََ ني َحافياا َوُه َو أ حَر َح ُس الهراْح َ
[يوسف]64 :
هذا وَد انتهيت من هذا الكتاب يوم اْلميس الساعة الْثانية إال ربع ظهرا ُ
بتاريخ 1431/6/6ه املوافق 2010/5/20م ّبدينة الدهوحة والفضل
صدور العمل ويشرح َبل ومن ُ َ بعد وأسأله سبحانه وتعاىل أن يتقب َل هذا َ لل من ُ َ اّلِلُ لَلن َ هاس َم حن ﴿ما يَ حفتَ َح ه العباد لَلنتفاع به ويبارك فيه ّبنه وكرمه وجوده َال تعاىلَ :
َر حْحٍَة فَ ََل ممُح َس َك َهلَا َوَما ميُح َس حك فَ ََل ُمحرَس َل لَهُ َم حن بَ حع َدهَ َوُه َو الح َع َز ُيز حاْلَ َك ُيس [فاطر.]2 : بقلب خاش ٍع ٍ أَف ٍ منيب أمام وال يسعين ِف هنآية هذا الكتاب إال أن َ
خالقْي العييس وإهلْي الكرمي مع َرتفا بفضله وكرمه وجوده متربائا من َح حوِل وَويت ملتجئا إليه ِف َ كل حركايت وسكنايت وحيايت وممايت فاللُ خالقْي هو املتفض ُل ورّب العييس هو املوف ُق فلو ختلى عين ووكلين إىل عقلْي ونفسْي املعني وإهلْي الكرميُ هو ُ ُ ت العواطف ولتحج َ لتبلد مين العقل ولغابة الذاكرةُ وليبست اْلصابع وجلف َ رت ُ ُ ُ لعجز القلس عن البيان. املشاعر و َ ُ
اللهس بصرين ّبا يرضيك واشرح له صدري وجنبين اللهس ما ال يرضيك جتعل واصرفه عن َلب وتفكريي وأسألك ِبمسائك اْلُسَ وصفاتك العَل أن َ 9
كل ٍ عملْي لوجهك خالص ا و َ لعباد َك انفع ا وأن تْثيبين على َ حرف كتبتُه وجتعله ِف
ْثيب إخواين الذين أعانوين على إُتام هذا اجلهد الذي والك ميزان حسنايت وأن ت َ
انتشار بني الناس. ما كان له ﴾ وجود وال ﴾
ونرجو من َ العبد الفقري إىل كل مسل َس يطلع على هذا الكتاب أال ينسى َ
عفو ربه ومغفرته ورْحته ورضوانه من دعائه ﴿فَتَ ب هسس ض َ اح اكا َمن َ وَهلَا وَ َال ر َ ب َ َ َ ح ح َ َ ي وأَ حن أَعمل َ َ ضاهُ َوأ حَد َخ حل َين أ حَوَز حع َين أَ حن أَ حش ُكَر نَ حع َمتَ َ صاْلاا تَ حر َ ك الهَيت أَنح َع حم َ ت َعلَ هْي َو َعلَى َوال َد ه َ ح َ َ َ ك َِف َعب َاد َك ال ه ََ ني [النمل]19 : بََر حْحَتَ َ صاْل َ َ َ َ هَ َ وان ين َسبَ ُق َ وأختس هذا الكتاب بقوله هللا تعاىلَ : ﴿ربهنَا ا حغف حر لَنَا َوَإل حخ َواننَا الذ َ َ ََ ََ َ َ وف َرَح ﴾يس هك َرءُ ﴾ ين َآمنُوا َربهنَا إَن َ َبحإلميَان َوَال َحجت َع حل ِف َُلُوبَنَا غ اَل للهذ َ
[الحشر]10 :
سبحانك اللهس ِبمدك أشهد أن ال إله إال أنت استغفرك وأتوب إليك. كتبه علي حممد حممد الصاليب غفر هللا له ولوالديه وجلميع املسلمني
الفصل األول
10
تعريف املالئكة وحقيقتهم ومادة خلقهم :أوالا تعريف املَلئكة لغة وشرع ا :اثنيا حقيقة املَلئكة كما وردت ِف الكتاب والسنة :اثلْثا منزلة اإلميان َبملَلئكة :رابع ا خلقهس :خامسا هل كان إبليس من املَلئكة؟
11
الفصل األول تعريف املالئكة وحقيقتهم ومادة خلقهم أوالً -تعريف املالئكة لغة وشرعاً
- 1املَلئكة لغة َمجحع ملَ ٍ ك وأصله «مألك» وَيل «مألك» على وزن ُ َ َ ت حركةُ اهلمزةَ إىل الَلم وأُسقطت فوزن «ملك» فعل وَيل مأخوذ﴾ َم حف َعل فنُقلَ ح َ َ وسقطت اهلمزةُ فوزن ت اْلركةُ من «ْل ََك» إذا أرسل «فمألك» َم حف َعل مث نُقلَ ح «ملك» َم َف حل وَيل غري ذلك(.)1 ()2 َ مقلوب وَيل لتأنيث اجلم َع أو للمبالغة واهلاءُ ِف «املَلئكة» مزيدة﴾ ﴾ «مألك» من اْللوكة وهْي الرسالة َال الشاعر: َ ()3 تَن هزَل َمن ج َو ه َ ب ت ْلَنح َسى َول حكن لَ َمأل ٍحك فَلَ حس ُ الس َماء يُ َ صو ُ َ ح َ ومألك مفعل من ْل ََك إذا أرسل واْللوكة واملألك واملألكة واملألكة الرسالةُ. لبيد: وَال ُ َلم أرس وغ ﴾
()1
ِبل ٍ وك فَ بَ َذلح ن ا َم ا َس
لَ حت هُ أ ُُّم هُ
أ حَل
املصباح املنري ( )18/1القاموس احمليط ( .)327/3وانير (رسالة املَلئكة) ْلّب العَلء املعري بتحقيق العَلمة حممد سليس اجلندي ،وهو
من منشورات جممع اللغة العربية بدمشق. ()2
لسان العرب (.)496/10
()3
الواسطة بني هللا وخلقه ،د .املرابط الشنقيطْي ط (.)105
12
يق ال ألكين أي أرس لين(.)1 َ االشقاق من (اْللوكة) وهْي الرسالة فاملَلئكةُ عليهس أصل فعلى هذا يكو ُن ُ يد إىل َ خلقه وَد مساهس هللا عز وجل بذلك ِف آَيت رسل هللاَ ّبا ير ُ السَلم هس ُ ٍ اق هبََس ذَرعا وَ َال ه َذا ت رسلُنَا لُوطاا َسْيء هبََس وض َ كْثرية منها َوله تعاىل﴿ :ولَ هما جاء ح َ
َ َ ُُ
َ حََ
ح حا َ
َ
َ يب [هود ]77 :وَال تعاىلَ َ﴿ :ال فَ َما َخطحبُ ُك حس أَيُّ َها الح ُمحر َسلُو َن [الذاريات.]31 : يَ حو﴾م َعص ﴾ عامة أهل اللغة واملفسرين(.)2 وهذا الذي عليه ُّ
وَيل أصله امللك هو اْلخذ بقوة وَيل خمفف من (مالك) وَيل ُمسوا بذلك لتوليهس تدبري ما أمرهس هللا به ِف السماو َ ات كما يس همى َم حن ه يتوىل تدبري شؤون َ اشتقاق االس َس من (اْللوكة) -وهْي الرسالة القول ِب هن الناس ِف اْلرض َملَك ا و ُ َ أَرب وأصوب من جهة َاللغة واملعَ أما املعنيان اآلخران فهما من صفاُتس ُ ُ عليهس السَلم(.)3 أجسام علوية﴾ َائمة﴾ ِبنفسها َادرة﴾ َبلقدرة اإلهلية - 2املَلئكة شرعا هس ﴾
حصر هلا ال أيكلون وال يشربون وال ينكحون على التشكل ذوو َدرات خارَة ال َ
مقربون طائعون ال يعصون هللا ما أمرهس ويفعلون ما أيمرون وليس هلس من َ اْللوهية شْيء﴾(.)4 خصائص الربوبية و ()1
ِف املَلئكة املقربني ،د .حممد عقيل ط (.)14
()2
ِف املَلئكة املقربني ص (.)14
()3
املصدر نفسه ص (.)15
( )4الواسطة بني هللا وخلقه ص (.)105
13
14
اثنياً -حقيقة املالئكة كما وردت يف الكتاب والسنة:
الكتاب و َ َ السنة وإمجاعُ املسلمني أ هن املَلئكة نصوص الذي دلت عليه ُ اإلنس وهس َخ حل ﴾ق من خلق هللا سبحانه وتعاىل خلقهس لعبادته كما َ خلق اجل هن و َ
أحياء﴾ عقَلء﴾ انطقون.
خلق هللاَ لكنه عامل وعامل املَلئكة غري عامل اجلن واإلنسان وإن كان اجلميع َ ُ
كرمي طاهر اصطفاه هللا ِف الدنيا لقربه ولتنفيذ أوامره الكونية والشرعية وجعل هللا إلبَلغ وحيه فأكرمهس هللا هبذا ووصفهس بذلك املَلئكةَ رسلَه وسفراءَه إىل خلقه َ
﴿وَالُوا هاختَ َذ الهر حْحَ ُن َولَ ادا ُسحب َحانَهُ بَ حل َعبَ ﴾ اد ُم حكَرُمو َن َال يَ حسبَ ُقونَهُ فقال سبحانهَ : َ ََبلح َقوَل وهس َِبَم َرهَ ي عملُو َن ي علَس ما ب َ ضى ني أَيحدي َه حس َوَما َخ حل َف ُه حس َوَال يَ حش َفعُو َن إَهال ل َم َن حارتَ َ َ ح ُ َ َح َ ح َُ ح ح َح َ َ َ َ ك ك َحَن َز َيه َج َهن َهس َك َذل َ َوُه حس َم حن َخ حشيَتَ َه ُم حشف ُقو َن َوَم حن يَ ُق حل َمحن ُه حس إََين إَلَه﴾ َم حن ُدونََه فَ َذل َ ََ ني [األنبياء]29-26 : َحَن َزي اليهالم َ
َ املَلئكة و هأهنس َخلح ﴾ق كرمي﴾ خلقهس هللا لعبادته فأَب َن هللاُ هبذه اآلَيت حقيقةَ
ورفع مقامهس وأكرمهس لكنهس مع هذا اإلكرَام مل خيرجوا عن مقام العبودية وال أحدهس ذلك مع َ علو مقامه لعاَبه هللا َبلنار(.)1 يستطيعون ولو ادعى ُ
اثلثاً -منزلةُ اإلميان
ابملالئكة :
اإلميا ُن َبملَلئكة هو الركن الْثاين من أر َ صح إميا ُن كان اإلميان الستة اليت ال ي ُّ ٍ يقبل إال بتحقيقه والقرآن مملوء﴾ بذكر املَلئكة وأصنافهس ومراتبهس واْلم َر وال عبد ُ
()1
ِف املَلئكة املقربني ص (.)15
15
َبإلميان هبس والتحذي َر من ال ُك حف َر هبس وبيان أحواهلس مع هللا ومع الناس َ وبيان مراتبهس وأعماهلس فتاراة يق َر ُن امسه َبمسهس ويعل اإلميا َن به مستل َز﴾م اإلميا َن هبس وأ هن
()1 وه ُك حس ََبَ َل الح َم حش َرَق ي ل ﴿ : تعاىل َال ، نال إال َبإلميان هبس الرب ال يُ ُ َ َه س الحَ هرب أَ حن تُ َولُّوا ُو ُج َ ح َ ب ولَ َك هن الحَ هرب من آمن ََب هّلِلَ والحي وَم حاآل َخ َر والحم ََلئَ َك َة والح َكتَ َ َ ني [البقرة]177 : اب َوالنهبَيَ َ َ ح َ َ َ َح َ َ َ َوالح َم حغ َر َ
ول َّبَا أُنح َزَل إَلَحي َه َم حن َربََه َوالح ُم حؤَمنُو َن ُكلٌّ َآم َن ََب هّلِلَ َوَم ََلئَ َكتَ َه ﴿آم َن الهر ُس ُ وَال تعاىلَ : َ وُكتبَ َه ورسلَ َه َال نُ َف َر ُق بني أ ٍ ك ك َربهنَا َوإَلَحي َ َحد َم حن ُر ُسل َه َوَالُوا ََمس حعنَا َوأَطَ حعنَا غُ حفَرانَ َ َح َ َ َ ُ َُ ُ الحم َ اّلِلُ أَنههُ َال إَلَهَ إَهال ُه َو َوالح َم ََلئَ َكةُ َوأُولُو ﴿ش َه َد ه صريُ [البقرة ]285 :وَال تعاىلَ : َ الحعَحل َس َائَما ََبلح َقس َط َال إَلَه إَهال هو الحع َزيز ح َ ﴿َي َ َُ َ ُ اْلَك ُيس [آل عمران ]18 :وَال تعاىلَ : ا ح اب اله َذي نَهزَل َعلَى رسولََه والح َكتَ َ أَيُّها اله َذين آمنُوا آ َمنُوا ََب هّلِلَ ورسولََه والحكَتَ َ اب اله َذي َ َ َ َُ َ ََ ُ َ َ َ ََ َ ََ َ َ َ ض ََلاال ض هل َ أَنح َزَل م حن َ حب ُل َوَم حن يَ حك ُفحر ََب هّلِل َوَم ََلئ َكته َوُكتُبَه َوُر ُسله َوالحيَ حوم حاآلخ َر فَ َق حد َ بعَ ﴿م حن َكا َن َع ُد اوا َهّلِلَ وَم ََلئَ َكتَ َه ور ُسلَ َه وَج حَ يل رب : تعاىل وَال [النساء]136 : ا يد ا َ َ َ َُ َ َ َ َ َ ف الح َم َسي ُح َوَمي َك َ ال فََإ هن ه ين [البقرة ]98 :وَال تعاىل﴿ :لَ حن يَ حستَ حنك َ اّلِلَ َع ُد ٌّو ل حل َكاف َر َ أَ حن ي ُكو َن عب ادا َهّلِلَ وَال الحم ََلئَ ﴿وَحَي َم ُل : تعاىل وَال [النساء]172 : ن و ب ر ق م ل ا ة ك ح َ َ ه َ ُ َح ُ ُ َ َ َ َ ٍَ َ ﴿والح َم ََلئَ َكةُ يَ حد ُخلُو َن ش َربَ َ َعحر َ ك فَ حوَ ُه حس يَ حوَمئذ َمثَانيَة﴾ [الحاقة ]17 :وَال تعاىلَ : َ َ ٍ ص َحربُحت فَنَ حعس عُ حقَب الدها َ ر [الرعد]24-23 : َعلَحي َه حس م حن ُك َل ََبب َس ََل ﴾م َعلَحي ُك حس ّبَا َ َ َ وغري ذلك من اآلَيت الكرميات.
()1
املصدر نفسه ص (.)16
16
رسول هللاَ تؤمن َبللَ ومَلئكتَ َه وكتبَ َه ورسلَ َه ،واليوم أن ن اإلميا « (ﷺ) وَال ُ ُ َ َ وتؤمن َبلقد َر خريهَ َ ذكرها وشره» و ُ االخ َر َ اْلحاديث ِف ذكر املَلئكة كْثرية﴾ سيأيت ُ ِف هذا الكتاب إبذن هللا تعاىل. إ هن اإلميا َن َبلل ومَلئكته وكتبه ورسله واليوم االخر وَبلقدر خريه وشره يصح إميا ُن ٍ عبد إال بذلك(.)2 اجب إمجاالا ال ُّ و ﴾
()1
وكلما ازداد اإلنسا ُن علما بتفاصيل هذه اْلمور لزمه َمن َ اإلميان ِبسب ما َ َ يزداد إمياانا(َ )3ال تعاىل﴿ :وإَ َ ُ ورة﴾ فَ َمحن ُه حس س ت ل ز ن أ ا م ا ذ َ َ ح ح بلغه من ذلك وهو بذلك ُ َ ُ َ َ هَ اان َوُه حس يَ حستَ حب َشُرو َن َم حن يَ ُق ُ ين َآمنُوا فَ َز َاد حُتُحس إَميَ ا ول أَيُّ ُك حس َز َادتحهُ َه َذهَ إَميَ ا اان فَأَهما الذ َ هُتُحس اب النها َر إَهال َم ََلئَ َكةا َوَما َج َع حلنَا َعد َ ﴿وَما َج َع حلنَا أ ح َص َح َ [التوبة ]124 :وَال تعاىلَ : هَ َ َ هَ َ َ ََ َ اان ين َآمنُوا إَميَ ا ين أُوتُوا الحكتَ َ اب َويَحزَد َاد الذ َ ين َك َفُروا ليَ حستَ حيق َن الذ َ إهال فحت نَةا للهذ َ [المدثر.]31 :
فرض اجب يُنَ ُ ال َبلعلس فتعلُّ ُس هذه اْلمور على وجه اإلمجال ُ واإلمي ان الو ُ عٍ ني على َ كل مسلس ومسلمة(.)4 ِ واإلميا ُن ِ يتضمن ِع َّدة أموٍر منها: اجململ ابملالئكة َّ - 1اإلَر ُار بوجودهس وأهنس خلق من خلق هللا خلقهس هللا لعبادته وهس ()1
مسلس (.)8
()2
ِف املَلئكة املقربني ص ( ،)19مسلس (.)8/1
()3
ِف املَلئكة املقربني ص (.)19
()4
املصدر نفسه (.)19
17
رسل هللاَ إىل خلقه ّبا شاء من وحْي وغريه وأن وجودهس حقيقْي وعدم رؤيتنا هلس ُ
بعضهس بصورته اْلقيقية وراهس النب (ﷺ) َ ال يدل على عدم وجودهس فقد رأى ُّ اْلنبياءُ والصاْلون والصحابةُ وهس متشكلون بصورة البشر.
عباد للَ مأمورون مكلفون - 2إنزاهلس منازهلس اليت أنزهلس هللا وإثبات أهنس ﴾
ال يقدرون إال على ما أَدرهس عليه وأن هللا أكرمهس ورفع مقامهس عنده وفضل بعضهس على ٍ بعض وهس مع هذا ال ميلكون ْلنفسهس وال لغريهس شيئ ا من دون َ ف هلس شْيء﴾ من أنواع العبادة فضَلا أن صَر َ هللا وإذا كانوا كذلك فَل ُ يوز أن يُ ح
يوصفوا بصفات الربوبية.
- 3اإلميان ّبا ورد ِف حقهس من الكتاب والسنة - 4اإلميان ّبن َمسهى هللا لنا منهس فنقر هبذه اْلمساء وأن لل مَلئكةا منهس
وم حن مل َ يسس لنا يل وميكائيل ُّ وجب علينا اإلميان َبمسه َ فكل َم حن مسى هللا لنا َ ُ جرب ُ
نؤمن به إمجاالا(.)1
فرض ع ٍ ني على َ كل مسل ٍس فهذا هو اإلميان اجململ هبس عليهس السَلم وهو ُ
ويب عليهس أن يتعلموا هذا ويعتقدوه(.)2 ُ -لطيفة:
نلحظ ِف مجيع النصوص الواردة ِف القرآن الكرمي والسنة املطهرة اليت خترب عن وجوب اإلميان َبملَلئكة أن اإلميان َبملَلئكة مقد ﴾م ِف َ كل هذه النصوص ()1
املصدر نفسه ص (.)20
()2
ِف املَلئكة املقربني ص (.)21
18
على اإلميان َبلكتب السماوية والرسل صلوات هللا عليهس وسَلمه فليس معَ هذا التقدم أنه نوع﴾ من التفضيل فليس هناك من املَلئكة على اإلطَلق ّ -بن
فيهس جربيل عليه السَلم َ -م حن هو أفضل من سيدان حممد (ﷺ) وهو من الرسل
ولكن التقدمي ِف هذه النصوص للمَلئكة على الكتب السماوية والرسل ْلنه ال بعد َ الكتب تن َزُل اإلميان َبملَلئكة ْل هن يقع إميا ﴾ن َبلكتب السماوية إال َ َحَي ُدث وال ُ َ عن طريقهس فكا َن اإلميا ُن هبس من البديهْي َبل اإلميان ّبا أيتون به من عند هللا
تعاىل وكذلك الرسل فَل يؤمن أح ﴾د من البشر ٍ بعث برسول إال وهو يعلس أ هن هللا َ هذا الرسول وكلفه عن طريق املَلئكة فكان اإلميا ُن َبلرسل يستل َزُم اإلميان َبملَلئكة الذين هس الواسطةُ بني الرسل وبني هللا تعاىل وهلذا كان تقدميهس وتقدميُ اإلميان
هبس على الكتب والرسل(.)1
رابعاً خلقهم
َ وخلَ َق ُّ لق َال رسول هللا (ﷺ) « ُخل َق ح اجلان من مارٍج ُ ت املَلئكةُ من نوٍر ُ وخ َ َ ف لكس»(.)2 آدم مما ُوص َ ُ خلقهس سابَ ﴾ق نعلس أ هن َ وأما مّت ُخلقوا؟ فالل تعاىل مل خيربان بذلك ولكننا ُ أعلس املَلئكة ِبنه على خلق آدم أّب البشر عليه السَلم فقد أخربان هللا أنه َ ك لَحلم ََلئَ َك َة إََين ج َ اع ﴾ل َِف ﴿وإَ حذ َ َ َ ال َربُّ َ َ سيجعل ِف اْلرض خليفة َال تعاىلَ :
()1
العقيدة الصافية ،سيد سعيد ص (.)73
()2
مسلس (.)2294/4
19
حاْلَر َ َ َ آدم عليه السَلم وذريتُه وأمرهس ض َخلي َفةا [البقرة .]30 :واملراد َبْلليفة ُ ح ََ َبلسجود له حني خلقه ﴿فََإ َذا س هوي تُه ونَ َفخ َ َ َ َ ين َ ح َُ ح ُ ت فيه م حن ُروحْي فَ َقعُوا لَهُ َساجد َ [الحجر.)1(]29 :
خامساً هل كان إبليس من املالئكة؟ اختلف العلماء ِف جنس إبليس؛ هل هو من املَلئكة أم من اجلن؟ وذلك لورود اآلَيت القرآنية َبستْثنائه من املَلئكة ِف مواضع من القرآن عند التعرض ص هوحرَان ُك حس مثُه ﴿ولََق حد َخلَ حقنَا ُك حس مثُه َ لسجود املَلئكة آلدم عليه السَلم َال تعاىلَ : ََ َُ حلنا لَحلم ََلئَ َك َة اسج ُدوا َآلدم فَسج ُدوا إَهال إَبلَ َ ساجدين [األعراف: َ ََ حُ َ َ يس َملح يَ ُك حن م َن ال ه َ ح َ َمجعو َن إَهال إَبلَ َ استَ حك ََرب َوَكا َن َم َن ي س ح ]11وَال تعاىل﴿ :فَ َس َج َد الح َم ََلئ َكةُ ُكلُّ ُه حس أ ح َ ُ ح َ َ ين [ص ]74-73 :وغري ذلك من اآلَيت وهْي تدل على استْثنائه من الح َكاف َر َ املَلئكة.
وَد جاءت آية سورة الكهف مصرحةا ِب هن إبليس من اجلن َال تعاىل: ﴿وإَ حذ َُ حلنا لَحلم ََلئَ َك َة اسج ُدوا َآلدم فَسج ُدوا إَهال إَبلَ يس َكا َن َم َن ا حجلَ َن فَ َف َس َق َع حن َ ََ حُ َ َ َ ح َ أ حَم َر َربََه [الكهف.]50 : وإزاءَ هذه اآلايت فقد انقسم العلماء يف هذه املسألة إىل فريقني:
ارد ِف اآلَيت إّما إبليس من املَلئكة واالستْثناء الو ُ الفريق اْلول ويرى أ هن َ
()1
دراسات ِف التفسري املوضوعْي د .زاهر اْلملعْي ص (.)222
20
هو استْثناء﴾ متصل.
والفريق الْثاين ويرى أن إبليس مل يكن من املَلئكة وإّما هو من اجلن
واالستْثناء ِف اآلَيت إّما هو استْثناء منقطع(.)1
ولقد اخرتت القول القائل ِبن إبليس مل يكن من املَلئكة وذلك لقوةَ اْلدلة
واليت منها:
َ - 1وله تعاىل﴿ :إَهال إَبلَ اجلَ َن فَ َف َس َق َع حن أ حَم َر َربََه يس َكا َن َم َن ح ح َ فإن هللا صرح ِف هذه اآلية الكرمية ِب هن إبليَس كان من اجلن واجلَ ُّن غريُ املَلئكة ب إىل غري ما نسبه هللا إليه(.)2 فَل ُ ينس َ يوز أن َ وَد علل سبحانه فَ حس َق إبليس عن أمر ربه بكونه من اجلن ففرق سبحانه بينه وبني املَلئكة وهذا َ ظاه﴾ر ِف أنه ليس منهس(.)3 سيق مساق التعليل ملا كَلم اجلَ َن َال اْللوسْيَ ﴿ :كا َن َم َن ح ﴾ ﴾ مستأنف َ اجلَ َن فكأنه َيل ما له مل يسجد؟ فقيل يفيده استْثناء اللعني من ﴿ َكا َن َم َن ح
[الكهف]50 :
ظاهر ِف أنه ليس من املَلئكة(.)4 كان أصله جنيا وهذا ﴾
وَال الشنقيطْي وَولُه ِف هذه اآلية الكرميةَ ﴿ :كا َن َم َن ا حجلَ َن فَ َف َس َق َع حن ََ سبب فسقه عن أمر ربه كونه من اجلن وَد تقرر ِف أ حَم َر َربه ظاهر ِف أ هن َ ()1
عامل اجلن ِف ضوء الكتاب والسنة عبد الرْحن الرباك ص (.)476
()2
عامل اجلن ِف ضوء الكتاب والسنة ص (.)479
()3
آَيت العقيدة ،خالد عبد هللا الدميجْي (.)524/1
()4
روح املعاين (.)422 421/15
21
اْلصول ِف مسلك النص وِف مسلك اإلمياء والتنبيه أن الفاءَ من اْلروف الدالة َ فسجد أي َ ْلجل ت يده أي ْلجل سرَته وسها َ على التعليل كقوهلس ُسَر َق فَ ُقط َع ح ﴿وال هسا َر ُق َوال هسا َرَةُ فَاَحطَعُوا أَيح َديَ ُه َما سهوه ومن هذا القبيل َوله تعاىلَ :
الوصف فَ حر ﴾ق بينه وبني املَلئكة [المائدة ]38 :أي لعلة كينونته من اجلن ْلن هذا َ ْلهنس امتْثلوا اْلمر وعصا(.)1 - 2أن إبليس لو كان من املَلئكة ملا عصى هللا عندما تو هجه إليه َبْلمر اّلِلَ َما أ ََمَرُه حس َويَ حف َعلُو َن َما صو َن ه َبلسجود آلدم لقوله تعاىل عن املَلئكة َ ﴿ال يَ حع ُ
يُ حؤَمُرو َن [التحريم.]6 : َ نسل وذرية َال تعاىل﴿ :أَفَتَ تهخ ُذونَهُ َوذُ َريهتَهُ - 3أن هللا أخرب أن إبليس له ﴾ َ َ َ بليس وذريته يتوالدون كما يتوالد أ حَوليَاءَ م حن ُدوين َوُه حس لَ ُك حس َع ُد ٌّو [الكهف .]50 :فإ ُ بنو آدم كما َال اْلسن( )2وأيكلون ويشربون واملَلئكة ال يتوالدون وال أيكلون و ال يشربون ،ه فدل هذا على أن إبليس من اجلن وليس من املَلئكة(.)3
خلق املَلئكة من إبليس من النار ومل خيرب أنهه َ - 4أن هللا أخرب أنهه َ خلق َ َ ت املَلئكةُ شْيء من ذلك بل ورد ِف اْلديث َوله عليه الصَلة والسَلم « ُخل َق ح من نوٍر وخلَق اجلا هن من مارََج من انر َ َ ف لكس»(.)4 آدم مما ُوص َ ُ ُ َ وخل َق ُ ()1
أضواء البيان (.)119/4
()2
تفسري الطربي (.)526/1
()3
عامل اجلن ِف ضوء الكتاب والسنة ص (.)481
()4
مسلس (.)2294/4
22
وَد ورد التصريح ِف القرآن على لسان إبليس ِبن الذي دعاه إىل عدم خملوق من الطني َال تعاىل: السجود آلدم هو أنهه خملوق من النا َر وآدم ﴾ ال أ ََان َخ حري﴾ َمحنهُ َخلَ حقتََين َم حن َان ٍر كََ ﴿َ َ ك أهَال تَ حس ُج َد إَ حذ أ ََمحرتُ َ ال َما َمنَ َع َ و َخلَ حقتَهُ َم حن َط ٍ ني [األعراف ]12 :فالذي دعا إبليس لعدم السجود هو ظنُّه الفاسد َ
رف من املخلوق من الطني(.)2 أشرف من الطني( ،)1وأ هن َ املخلوق منها أش ُ النار ُ أ هن َ َ َ َ َ يل َهلُحس أَيح َن َما ُكحن تُ حس َ - 5وله تعاىلَ : ﴿وبُ َرَزت ا حجلَح ُيس ل حلغَا َو َ ين َوَ َ َ اّلِلَ هل ي حنصرونَ ُكس أَو ي حن تَ َ َ صُرو َن فَ ُكحب َكبُوا فَ َيها ُه حس تَ حعبُ ُدو َن م حن ُدون ه َ ح َ ُ ُ ح ح َ والحغَاوو َن وجنود إَبلَ ت هذه اآلَيت يس أَ حمجَعُو َن [الشعراءَ ]95-91 :الوا دل ح َ ُ َ ُُ ُ ح َ سوف يساَون إىل النار وإبليس على ر َ أسهس على أن إلبليس جنودا وأهنس مجيعا َ ُ
أنفسهس جنود لل تعاىل(.)3 ِف حني أ هن املَلئكة ال َ جنود هلس بل هس ُ َ - 6وله تعاىل﴿ :وي وم ََي ُشرهس ََ ول لَحل َم ََلئَ َك َة أ ََه ُؤَال َء إَ هَي ُك حس مج ايعا مثُه يَ ُق ُ ََح َ ح ُُ ح َكانُوا يَ حعبُ ُدو َن [سبأَ ]40 :الوا هذه اآلية صرَية﴾ ِف الفرق بني اجلن واملَلئكة وأ هن َ املَلئكة مع إبليس من اجلن عامل اخر غري املَلئكة وإذا كانوا غري املَلئكة مل يكن ُ ما صرح به القرآن أنه كان من اجلن(.)4
()1
تفسري روح املعاين (.)120/1
()2
عامل اجلن ِف ضوء الكتاب والسنة ص (.)480
()3
آَيت العقيدة (.)526/1
()4
املصدر نفسه (.)525/1
23
سل هللا لعباده - 7إبليس مل يكن رسوالا من هللا لعباده أبدا وكان املَلئكةُ ُر َ ()1 اّلِل ََ ﴿اّلِل يصطََفْي َمن الحم ََلئَ َك َة رس اَل وَ َ َ ه يع مس ن إ هاس ن ال ن م : تعاىل َال ، دائما ه ه َُ ح َ ﴾ َ َ ُُ َ َ بَ صري﴾ [الحج.]75 : َ
()1
اإلنسان وعامل املَلئكة د .أْحد شوَْي ط (.)117
24
الفصل الثاين صفات املالئكة اخلَلقية واخلُلقية أوالً -صفاهتم اخلَلْقية
اثنياً -صفاهتم اخلُلُقية
- 1عيس خلقهس
- 1كرام بررة
- 2أجنحة املَلئكة
– 2الرب
- 3عيس سرعتهس
- 3التواضع وعدم التكرب
- 4عدم حاجتهس لألكل والشرب
– 4اْلياء
- 5ال يوصفون َبلذكورة واْلنوثة
- 5النيام
- 6كَلم املَلئكة
َ - 6يبون ويبغضون
- 7مجال املَلئكة
- 7يتأذون مما يتأذى من ابن آدم
َ - 8دراُتس اْلارَة
- 8ال يعلمون الغيب
- 9ال ميلون وال يتعبون
- 9دائمو الطاعة واْلوف من هللا
َ - 10درُتس على التمْثل والتشكل
25
الفصل الثاين صفات املالئكة اخللقية واخلُلقية ُ أوالً -صفاهتم اخلَلقية صفات َخلقية منها نصوص الكتاب والسنة ِبن املَلئكةَ هلس دلت ﴾ ُ
- 1عظم خلقهم وضخامة أجسامهم وقوهتم:
َ هَ هاس ين َآمنُوا َُوا أَنح ُف َس ُك حس َوأ حَهلي ُك حس َان ارا َوَُ ُ َال تعاىلَ : ﴿َي أَيُّ َها الذ َ ود َها الن ُ َ َ َ َ اّلِلَ َما أ ََمَرُه حس َويَ حف َعلُو َن َما صو َن ه َوا حْل َج َارةُ َعلَحي َها َم ََلئ َكة﴾ غ ََل ﴾ظ ش َد ﴾اد َال يَ حع ُ َ َ اْلبدان شداد يُ حؤَمُرو َن [التحريم ]6 :جاء ِف تفسري هذه اآلية أهنس غَل ُظ القلوب ُ َ َ اْلديد واْلجارة(.)1 تذيب َ وهس م َن القوة ِبيث ال تضرهس ُ النار اليت ُ َ استَ َوى [النجم.]6-5 : ﴿عله َمهُ َش َد ُ وَال تعاىلَ : يد الح ُق َوى ذُو مهرةٍ فَ ح وصف جلربيل عليه السَلم ذو مرة أي ذو َوة وَيل ذو منير حسن وال منافا َة ﴾
بني القولني فإنه ذو منير حسن وَوة شديدة(.)2 وَال تعاىل﴿ :إَنهه لََقو ُل رس ٍ ول َك َرٍمي َذي َُ هوةٍ َعحن َد َذي الح َعر َش َم َك ٍ ني ُ ح َُ ح لتبليغ أي ملَ ٍ ُمطَ ٍاع مثَه أ ََم ٍ ك ني [التكوير ]21-19 :أي إن هذا القرآن ُ َ ﴿رس ٍ ول َك َرٍمي * َح َس َن اْلَحل َق َهبَ َْي املنير وهو جربيل عليه السَلم َُ ()1
تفسري ابن كْثري (.)309/4
()2
صحيح تفسري ابن كْثري (.)309/4
26
َ ﴿ذي َُ هوةٍ تعاىل َ استَ َوى [النجم ]6-5 :أي شديد اْلَحل َق ﴿عله َمهُ َش َد ُ َ يد الح ُق َوى ذُو مهرةٍ فَ ح َ البطش و َ الفعل أي له مكانة﴾ عند هللا شديد ُ َ ﴿عحن َد َذي الح َعر َش َم َك ٍ ني وجل ومنزلة﴾ رفيعة﴾ أي له ح ﴿مطَ ٍاع مثَه أ ََم ٍ ني وهو مسموع القول مطاع ِف املأل اْلعلى صفة جلربيل ُ ﴿مثَه أ ََم ٍ الرب عز وجل عبده ورسوله امللكْي ني وعييس جدا أن يزكْي ُّ عبده ورسولَه البشري حممدا (ﷺ)(.)1 جربيل كما زكى َ حديث عائشةَ رضْي هللا عنها أهنا َالت لرسول هللا (ﷺ) َي ومن السن َة ُ رسول هللاَ هل أتى عليك يوم كان أش هد عليك من يوم أ ٍ ُحد؟ َ َ َ ﴾ أشد ما لقيت منهس يوم َ فقال «لقد لقيت من َ َوم َ العقبة( ،)2إذ ك وكان ُ ُ ُ َ َ ََ لقت عرضت نفسْي على اب َن عبد َي ليل بن عبد كَلل فلس حيبين إىل ما ُ أردت فانط ُ ُ وأان مهموم -على وجهْي فلس استفق إال بََقرَن الْثعالب( ،)3فرفعت ر َأسْي فإذا ح ُ ﴾ ح ٍ يل فناداين فقال إن هللا عز وجل َد رب ج فيها فإذا فنيرت تين أظل َد بسحابة أان ُ ُ َول َ بعث إليك ملَ َ َ ت مسع َ ك لك وما َرُّدوا عليك وَد َ َوم َ لتأمره ّبا شئ َ َ َ ك اجلبال َ ك َ َول مسع َ فيهس َال فناداين َملَ ُ اجلبال فسلس ه علْي مث َال َي حمم ُد إ هن هللاَ َد َ َ َ ك َ شئت؟ إ حن ك َ اجلبال وَد بعْثين ربُّ َ لك وأان َملَ ُ ك َ َوم َ إليك لتأمرين ِبمرك فما َ ()1
املصدر نفسه (.)3 6/4
()2
السرية النبوية ،للمؤلف (.)375/1
()3
َرن الْثعالب :هو َرن املنازل ،ميقات أهل َند ،ويسمى االن السيل الكبري.
27
شئت أَ حن أُطحبَ َق عليهس اْلخشب َ ني فقال رسول هللا (ﷺ) بل أرجو أن خير َج هللاُ َم حن َ ُ ()1 َ وحده ال يُ حش َرُك به شيئا» أصَلهبس َم حن يَ حعبُ ُد هللا َ
كان مقرتح ملك اجلبال أن يطبق عليهس اْلخشبني وهو يدخل حتت وعاد ومثود َ نوح ٍ وَوم ٍ َ َ لوط َال تعاىل﴿ :فَ ُك اَل أسلوب االستئصال وَد نُ َف َذ ِف َوم ٍ َ َ َ َ َ َ صحي َحةُ َوَمحن ُه حس َم حن َخ َذتحهُ ال ه َخ حذ َان بَ َذنحبَه فَمحن ُه حس َم حن أ حَر َس حلنَا َعلَحيه َحاصباا َومحن ُه حس َم حن أ َ أَ َ اّلِلُ لَيَيحلَ َم ُه حس َولَ َك حن َكانُوا أَنح ُف َس ُه حس ض َوَمحن ُه حس َم حن أَ حغَرَح نَا َوَما َكا َن ه َخ َس حفنَا بَه حاْل حَر َ يَيحلَ ُمو َن [العنكبوت. ]40 : َ املستقبل بنوَر اإلميان النب (ﷺ) رفض منهج االستئصال ونير إىل ولكن ه َ جهاده امليمون. وَرَر َ الدخول إىل مكة ليواص َل َ مصانع بشرية ختر ُج أجياال فالنب (ﷺ) أراد أن يتخ َذ من أصَلب الكافرين َ
من املسلمني املقاتلني ِف سبيل هللا فنيره (ﷺ) كان مص هوَبا حنو املستقبل بصورة االنسحاب من اْلاضر(.)2 جلية ومل يكن ذلك يعين ُ
ومما ُّ حديث جابر بن عبد هللا يدل على ضخامة أجسام املَلئكة وَوُتس ُ رسول هللاَ (ﷺ) َال« :أ َُذ َن ِل أن َ ث عن ملَ ٍ ك َم حن رضْي هللا عنهما أن َ أحد َ َ َ َ َ ََ سبعمئة ني َش حح َم َة أُذُنََه إىل عاتََق َه مسريةُ العحر َش إ هن ما بَح َ مَلئكة هللا م حن ْحلة َ ٍ عام»(.)3
()1 ()2
البخاري رَس ( ،)32321مسلس رَس ( .)1795واْلخشبان مها اجلبَلن املكتنفان للمسجد اْلرام أبو َُبَ يحس وَُ َعيح َق َعان. السرية النبوية ،للمؤلف (.)376/1
()3
سلسلة اْلحاديث الصحيحة ،لأللباين (.)151/1
28
- 2أجنحة املالئكة:
َ ضجَ َال تعاىل :ح َ َ َ اع َل الح َم ََلئَ َك َة ُر ُس اَل ﴿اْلَ حم ُد هّلِل فَاط َر ال هس َم َاوات َو حاْل حَر َ َ أَ اّلِلَ َعلَى ُك َل َش حْي ٍء يد َِف ح اْلَلح َق َما يَ َشاءُ إَ هن ه ع يََز ُ َجنَ َح ٍة َمْثح ََ َوثََُل َ ث َوُرََب َ ُوِل أ ح َ جناحان ومنهس من له ثَلثة ومنهس من له أربعة َ َد ﴾ير [فاطر ]1 :أي منهس من له ومنهس من له أكْثر(.)1
وَال رسول هللا (ﷺ) «إن للَ مَلئكةا يطوفون ِف الطريق يلتمسو َن حأه َل لموا إىل حاجتكس َال فيحفوهنس الذك َر فإذا َو َج ُد حوا َوما يذكرون هللا تنادوا َه ُّ
ِبجنحتهس إىل السماء الدنيا»(.)2
َ لطالب العل َس رضا ّبا لتضع أجنحتها وَال رسول هللا (ﷺ) «إن املَلئكةَ ُ
يطلب»(.)3
- 3عظم سرعتهم:
أعيس ٍ سرعة يعرفها البشر هْي سرعةُ الضوء وهو ينطلق بسرعة ()186 ُ
ألف ميل ِف الْثانية الواحدة أما سرعةُ املَلئكة فهْي فوق ذلك وهْي سرعة﴾ ال يكاد يفرغُ من سؤاله تقاس ّبقاييس البشر كان السائَ ُل أييت إىل َ الرسول (ﷺ) فَل ُ ()1
تفسري ابن كْثري (.)546/3
()2
البخاري رَس (.)6045
()3
اإلحسان برتتيب صحيح ابن حبان رَس ( ،)1319إسناده صحيح.
29
رب العزة سبحانه وتعاىل واليوم لو وَ حّت أيتيه جربيل َبجلواب من َ اكب ر امل ت د ج َ ح ُ ُ ُ تبلغ بعض حتتاج إىل (مليار) سنة ضوئية حّت َ اليت تسري بسرعة الضوء فإهنا ُ الكواكب املوجودة ِف آفاق هذا الكون الواسع الشاسع(.)1
- 4عدم حاجة املالئكة لألكل والشرب:
ال َس ََل ﴾م ت ُر ُسلُنَا إَبح َر َاه َيس ََبلحبُ حشَرى َالُوا َس ََل اما َ َ ﴿ولََق حد َجاءَ ح َال تعاىلَ : َ ََ ٍ َ ٍ َ ََ َ س فَ َما لَبَ َ ث أَ حن َجاءَ بع حجل َحنيذ فَلَ هما َرأَى أَيحديَ ُه حس َال تَص ُل إلَحيه نَكَرُه حس َوأ حَو َج َ ف إَ هان أُرَس حلنَا إَ َىل َ وَم لُ ٍ َ َ وط [هود ]70-69 :وذلك أن املَلئكة محن ُه حس خي َفةا َالُوا َال َختَ ح ح ح ال مهةَ هلس ِف الطعام وال يشتهونه وال أيكلونه فلهذا رأى حاهلس معرضني عما َ ضي َ ف إَبح َر َاهي َس ﴿ه حل أ َََت َك َحد ُ جاءهس به وِف آَيت أخرى َال تعاىلَ : يث َ ح َ غ إَ َىل ني إَ حذ َد َخلُوا َعلَحي َه فَ َقالُوا َس ََل اما َ َ ال َس ََل ﴾م َ حو﴾م ُمحن َكُرو َن فَ َرا َ الح ُم حكَرم َ أ حَهلَ َه فَ َجاء بَعَ حج ٍل ََمس ٍ س َمحن ُه حس ني فَ َقهربَهُ إَلَحي َه حس َ َ َ ال أََال ََتح ُكلُو َن فَأَحو َج َ ف َوبَشُهروهُ بَغُ ََلٍم َعلَي ٍس [الذاريات.]28-24 : َخي َفةا َالُوا َال َختَ ح أطبق عليه العلماءُ َال القرطب َال أمر َ وكون املَلئكة ال أيكلون الطعام ﴾
علماؤان ومل أيكلوا ْلن املَلئكة ال َتكل(.)2
- 5ال يوصفون ابلذكورة واألنوثة:
كل و ٍ احد منهس بذاته وال جنس ُخيحلَ ُق ُّ مي َز هللا عز وجل املَلئكة ِبهنس ﴾
()1
عامل املَلئكة اْلبرار ،عمر اْلشقر ص ()22
()2
تفسري القرطب (.)68/9
30
يوصفون بذكورة وال أنوثة وهس َبَون على أصل خلقتهس اليت خلقهس هللا عليها ()1 َ ك ف ﴿ : تعاىل َال . هذا ما دلت عليه النصوص من الكتاب والسنة َ استَ حفتَ َه حس أَلَربَ َ ح الحب نات وَهلس الحب نو َن أَم خلَ حقنا الحم ََلئَ َكةَ إَ َان ااث وهس ش َ اه ُدو َن أََال إَ ههنُحس َم حن َُح َ َ َ ُ َ ُُ َ ُ ح َ َ َ َ َ َ ني إَفح َك َه حس لَيَ ُقولُو َن َولَ َد ه َصطََفى الحبَ نَات َعلَى الحبَن َ اّلِلُ َوإَ ههنُحس لَ َكاذبُو َن أ ح ف َححت ُك ُمو َن [الصافات. ]154-149 : َما لَ ُك حس َكحي َ ذكر هللا تعاىل عن املشركني ثالثة أقوال يف املالئكة هي غاية يف الكفر
والكذب: أ -جعلوا لل ولدا تعاىل هللا عن ذلك وتقدس. ب -وجعلوا ذلك الولد أنْثى. ج -مث عبدوهس من دون هللا تعاىل لل وتقدس. كل منها ٍ كاف ِف التخليد ِف انر جهنس(.)2 و ُّ
وَال تعاىل﴿ :و َج َعلُوا لَهُ َم حن َعبَ َادهَ ُجحزءا إَ هن حَ ني أََم ور ُمبَ ﴾ اإلنح َسا َن لَ َك ُف ﴾ َ ا َ ٍ َ َ َ ب لَلهر حْحَ َن َح ُد ُه حس َّبَا َ َص َفا ُك حس ََبلحبَن َ هاختَ َذ ممها َخيحلُ ُق بَنَات َوأ ح ضَر َ ني َوإذَا بُشَر أ َ َ اْلَحلي َة وُهو َِف ا حْلَ َ َ َ صام َغ حريُ َمْثَ اَل ظَ هل َو حج ُههُ ُم حس َوادا َوُه َو َكي ﴾يس أ ََوَم حن يُنَ هشأُ ِف ح َ َ َ َ هَ َ َ َ ٍَ ب ين ُه حس عبَ ُ ُمبني َو َج َعلُوا الح َم ََلئ َكةَ الذ َ اد الهر حْحَ َن إ َان ااث أَ َشه ُدوا َخ حل َق ُه حس َستُ حكتَ ُ َ ك َم حن َع حل ٍس َش َه َاد ُُتُحس َويُ حسأَلُو َن َوَالُوا لَ حو َشاءَ الهر حْحَ ُن َما َعبَ حد َان ُه حس َما َهلُحس بَ َذل َ
صو َن [الزخرف ]20-15 :واملقصود إيضاحه كذهبس وبيان جعلهس ِف إَ حن ُه حس إَهال َخيحُر ُ ()1
ِف املَلئكة املقربني ،د .حممد عبد الوهاب عقيل ص (.)72
()2
تفسري ابن كْثري (.)22/4
31
نسبة اْلوالد إىل هللا سبحانه مث حتكمهس ِب هن املَلئكة إاناثا من غري ٍ دليل واجلعل حكمت له بذلك؟ أعلس الناس أي هنا ّبعَ القول واْلكس تقول ُ ُ جعلت زيدا َ
أي أحضروا حالة خلقهس حّت حكموا ِبهنس إانث(.)1 وقد مجعوا بني أنواع كثرية من اخلطأ:
أ -جعلوا لل تعاىل ولدا تعاىل وتقدس وتنزه عن ذلك علوا كبريا ب -دعواهس أنه اصطفى َ البنات على البنني فجعلوا املَلئكة الذين هس عباد الرْحن إاناثا. ج -عبادُتس هلس مع ذلك كله بَل دليل وال برهان وال إذن من هللا عز وجل بل ّبجرد اآلراء واْلهواء والتقليد لألسَلف والكرباء واالَبء واْلبط ِف اجلاهلية اجلهَلء. االحتجاج د -احتجاجهس بتقديرهس على ذلك َدرا وَد جهلوا ِف هذا َ جهَلا كبريا فإنه تعاىل َد أنكر عليهس أش هد اإلنكار فإنه من ُذ بعث الرسل وأنزل وحده ال شريك له وينهْي عن عباده ما سواه(.)2 الكتب أيمر بعبادته َ
- 6كالم املالئكة:
ك لَحلم ََلئَ َك َة إََين ج َ اع ﴾ل َِف حاْل حَر َ ض َخلَي َفةا َالُوا ﴿وإَ حذ َ َ َ ال َربُّ َ َ َال تعاىلَ :
()1
تفسري القرطب (.)72/16
()2
تفسري ابن كْثري (.)125/4
32
الدماء وَحنن نُسبَح َِبم َد َك ونُ َق َ أ ََجتعل فَيها من ي حف َس ُد فَيها ويس َفك َ ال د كََ ح س لَ َ َ ََ ح ُ َ ح َ حَ ُ َ َ ح ُ َ ُ َ ُ َ ُ َ إََين أ حَعلَ ُس َما َال تَ حعلَ ُمو َن [البقرة.]30 : آدم على صورتََه وطول ستون ذراعا َال رسول هللا (ﷺ)َ « : خلق هللاُ َ َ نفر من املَلئك َة جلوس اذهب فَسل حس على أو َ فلما خل َقه َال ح لئك النفر -وهس ﴾ فقال السَل ُم علي ُكس فاستمع ما َييُّونك فإهنا حتيتك وحتية ذريتك فقالفذهب َ َ عليك ورْحة هللا فزادوه ورْحة هللا»(.)1 فقالوا السَلم َ ُ
واملَلئكة يكلس بعضهس بعض ا كما َال تعاىل﴿ :وَال تَحن َفع ال هش َف َ ُ َ اعةُ عحن َدهُ ُ َ َ َ اْلَ هق َوُه َو الح َعلَ ُّْي ال َربُّ ُك حس َالُوا ح ع َع حن َُلُوهبََ حس َالُوا َما َذا َ َ إَهال ل َم حن أَذ َن لَهُ َح هّت إَ َذا فُ َز َ إثبات أن املَلئكة يتكلمون ويفهمون ويعقلون الح َكبَريُ [سبأِ ]23 :ف هذه اآلية ُ اْلَ هق ودلت اآلية كذلك أ هن ال َربُّ ُك حسَ ويابون ﴿ َالُوا ح ﴿ماذَا َ َ ْلهنس يسألون َ هلس َلوَبا يصيبها اْلوف والوجل من هللا( )2واملَلئكة تكلس الناس ِبسب لغاُتس وال َيتاجون إىل ترمجان كما حصل مع اْلنبياء من بين إسرائيل وغريهس وكما حصل مع نبينا حممد (ﷺ) وهس يكلمون الناس ِف َبورهس كما هو معلوم ِف فتنة القرب ويكلمون الناس يوم القيامة َبلبشارة والنذارة ويكلمون أهل اجلنة ويسلمون عليهس ويكلمون أهل النار ويبشروهنس َبلعذاب والنصوص ِف هذه املعاين كْثرية مشهورة واْلاصل أن من صفات املَلئكة اجلسدية الكَلم وهْي صفةُ ٍ كمال وال ()1
البخاري رَس ( ،)3148مسلس رَس (.)2841
()2
القول املفيد ،البن عْثيمني (.)395/1
33
شك فيجب اعتقاد ذلك واإلميا ُن به ووصفهس عليه السَلم بذلك(.)1
- 7مجال املالئكة
ٍ ٍ يد الح ُق َوى ﴿عله َمهُ َش َد ُ خلقهس هللا على صوٍر مجيلة كرمية َال تعاىل ِف جربيل َ َ استَ َوى [النجمَ ]6-5 :ال ابن عباس ذو منير حسن وَال َتادة ذو خلق ذُو مهرةٍ فَ ح سن املني َر وَد طويل حسن وَيل ذو َوة وال منافاة بني القولني فهو َوي َ وح ُ َ املَلئكة َبجلمال كما تقرر عندهس وصف الشياطني وصف تقرَر عند الناس ُ َبلقبح ولذلك تراهس يشبهون اجلميل من البشر َبمللَك انير ما َالته النسوة ِف َ َ حق يوسف الصديق عندما رأيته ﴿فَلَ هما ََمسع َ ت ت إَلَحي َه هن َوأ حَعتَ َد ح ت ّبَ حك َره هن أ حَر َسلَ ح َح َ َ َ ٍَ َ َهلُ هن ُمته َكأا َوآتَ ح ت ُك هل َواح َدة محن ُه هن سكيناا َوَالَت ح اخُر حج َعلَحي َه هن فَلَ هما َرأَيحنَهُ أَ حك َحربنَهُ َ اش َهّلِلَ َما َه َذا بَ َشارا إَ حن َه َذا إَهال َملَ ﴾ ك َك َرمي﴾ َوَطه حع َن أَيحديَ ُه هن َوَُ حل َن َح َ [يوسف.)2(]31 :
- 8للمالئكة قدرات خارقة
َ ات خارَة﴾ ّبا وضع هللا فيهس من القدرات العجيبة فمنهس للمَلئكة َدر ﴾ َيمل عرش الرْحن كما َال تعاىل﴿ :وانح َش هق َ َ ت ال هس َماءُ فَ َه َْي يَ حوَمئَ ٍذ َو َاهيَة﴾ من ُ َ َ َ َ [الحاقة]17-16 : ك فَ حوَ ُه حس يَ حوَمئَ ٍذ َمثَانَيَة﴾ ش َربَ َ َوالح َملَ ُ ك َعلَى أ حَر َجائ َها َوَحَيم ُل َعحر َ ()1
ِف املَلئكة املقربني ،د .حممد عبد الوهاب عقيل ص (.)75
()2
دراسات ِف التفسري املوضوعْي ،زاهر اْلملعْي ص (.)224
34
ومنهس من ينفخ نفخة يصعق هلا من ِف السموات واْلرض إال من شاء هللا َال تعاىلَ : َ الصوَر فَ َ ات ومن َِف حاْلَر َ َ ﴿ونُف َخ َِف ُّ َ ح صع َق َم حن َِف ال هس َم َاو َ َ ح َ ض إهال َم حن َشاءَ ه َ ََ ُخَرى فَإَ َذا ُه حس ََيَ ﴾ام يَحنيُُرو َن [الزمر.)1( ]68 : اّلِلُ مثُه نُف َخ فيه أ ح
- 9ال ميلّون وال يتعبون فاملَلئكة الكرام يقومون بعبادة هللا وطاعته وتنفيذ أوامره بَل كلل وال يدركهس ما يدرك البشر من ذلك َال تعاىل ِف وصف املَلئكة ﴿يُ َسبَ ُحو َن اللهحي َل هه َار َال يَ حف ُرتُو َن [األنبياء ]20 :ومعَ ال يفرتون ال يضعفون(.)2 َوالن َ
- 10قدرة املالئكة على التمثل والتشكل
مكن هللا املَلئكة من التصور بغري صورهس اليت خلَقوا عليها وَد دل َ ت ُ َ النصوص الكْثرية على ظهور املَلئكة عليهس السَلم لألنبياء وغريهس بصورة البشر ُ ومن ذلك َوله تعاىل﴿ :هل أ َََت َك ح َديث ضي َ َ َ ني إَ حذ َد َخلُوا ف إَبح َراه َيس الح ُم حكَرم َ َ ُ َح َح ال َس ََل ﴾م َ حو﴾م ُمحن َكُرو َن [الذاريات.]25-24 : َعلَحي َه فَ َقالُوا َس ََل اما َ َ خاف وهؤالء الضيوف أنفسهس ذهبوا إىل لوط عليه السَلم فلما رآهس َ
ت َ ﴿ولَ هما َجاءَ ح صدره ملا يعرف من فحش َومه وسوؤهس كما َال تعاىلَ : وضاق ُ ()1
دراسات ِف التفسري املوضوعْي ،زاهر اإلملعْي ،ص (.)223
()2
املصدر نفسه ،ص (.)227
35
َ ََ َ يب َو َجاءَهُ َ حوُمهُ يُ حهَرعُو َن اق هبََ حس ذَ حر اعا َوَ َ ض َ ُر ُسلُنَا لُوطاا سْيءَ هب حس َو َ ال َه َذا يَ حو﴾م َعص ﴾ إَلَي َه وَمن َ بل َكانُوا ي عملُو َن ال هسيَئ َ ال ََي َ حوَم َه ُؤَال َء بَنَ َايت ُه هن أَطح َهُر لَ ُك حس فَاته ُقوا ات َ َ َ َح َ ح َ ح حُ ون َِف ضي َ اّلِل وَال ُختحز َ َ د [هود]78-77 : ي ل أ ْي ف َ س َمحن ُك حس َر ُج ﴾ل َرَشي ﴾ ح َح هَ َ ُ َ
َامت فقد بدهلس املَلئكة ِف صورة شباب حسان امتحاانا واختبارا حّت ح على َ َوم ٍ لوط اْلجةُ وأخذهس هللا أخذ عزيز مقتدر(.)1 َ وَال تعاىل﴿ :واذح ُكر َِف الح َكتَ َ اان َشحرََياا ت َم حن أ حَهلَ َها َم َك ا اب َمحرَميَ إَذ انحتَ بَ َذ ح َ ح فَ هاختَ َذ َ ََ َ َ ت إََين ح هل َهلَا بَ َشارا َس َواَي َالَ ح ت م حن ُدوهن حس ح َج ااَب فَأ حَر َس حلنَا إلَحي َها ُر َ وحنَا فَتَ َمْث َ أَعوذُ ََبلهر حْح َن َمحنك إَ حن ُكحنت تََ ك َْلَهب لَ َ ول ربَ َ ال إَ ه ك غُ ََل اما َزكَياا س ر َان أ ا ّم َ ا ي ق ُ َ ا َ َ َ َ ُ َ َ َُ َ َ وح [مريم ]19-16 :وهذا َ املرس ُل ِف هذه اآلية هو جربيل عليه السَلم كما سبق أ هن الر َ من أمسائه عليه السَلم و َ الشاه ُد هنا ُتْثُّله ُّ وتشكله ِف صورة البشر َال ابن كْثري رْحه هللا أي على صورة إنسان َتم كامل(.)2 وَد سبق نزول جربيل عليه السَلم بروح عيسى عليه السَلم إىل مرمي ونفخه هذه الروح ِف جيبها سبق هذا بشارة املَلئكة ملرمي ِف َوله تعاىل﴿ :إَ حذ امسه الحم َس َ ت الحم ََلئَ َكةُ َي مرَمي إَ هن ه َ َ َ َ ٍ َ َ يسى ابح ُن َمحرَميَ َ َح ُ اّلِلَ يُبَشُرك ب َكل َمة محنهُ حُ ُ َ ُ َالَ َ يح ع َ َ َ َ َ هاس َِف الح َم حه َد َوَك حه اَل َوَم َن َوج ايها َِف الدُّنحيَا َو حاآلخَرةَ َوم َن الح ُم َقهربَ َ ني َويُ َكل ُس الن َ ال ه ََ ال َك َذلَ َ ت رَ اّلِلُ َخيحلُ ُق َما ب أه ََّن يَ ُكو ُن َِل َولَ ﴾د َوَملح ميَح َس حس َين بَ َش﴾ر َ َ ك ه صاْل َ ني َالَ ح َ ضى أ حَمارا فََإهّمَا يَ ُق ُ ول لَهُ ُك حن فَيَ ُكو ُن [آل عمران ]47-45 :وهذه البشارةُ يَ َشاءُ إَ َذا َ َ
()1
ِف املَلئكة املقربني ص (.)76
()2
تفسري ابن كْثري (.)115/3
36
كانت مشافهةا ملرمي من املَلئكة ولكن النصوص مل تدل على كيفية هذه املشافهة ومن َم َن املَلئكة بشر مرمي بذلك ولكن النصوص وكيف كانت صورهس ملا بشروها ح أيضا تدل على أ هن الذي نزل بروح عيسى هو جربيل عليه السَلم وأنه ُتْث َل هلا
ونفخ روح عيسى ِف جيبها(.)1 رجَلا سوَيا َ
حديث جربيل أشهرها ُ وجاء ِف السنة ﴾ وَائع كْثرية لتمْثل املَلئكة بشرا ُ ٍ رجل حنن َ عند رسول هللا (ﷺ) َ ذات يوم إذ َ عليه السَلم وفيه بينما ُ طلع علينا ﴾ بياض ال َ شديد َ شديد سو َاد الشع َر ال يَُرى عليه أثر السفر وال يعرفه منا أحد ْثياب ُ ُ وَال ِف اخره «َي عمر أتدري َم َن السائل؟» َلت هللا ورسوله أعلس فقال «فإنه
يل أَتكس يعلمكس دينكس»(.)2 جرب ُ
ْثياب بيضاء ٍ شاب أسود الشع َر ب ٍ رجل ٍ يل بصورةَ ٍ نييفة وَد َ فتمْثل جرب ُ
رآه الصحابة رضْي هللا عنهس هبذه الصورة فتعجبوا من نيافته مما يدل على أنه مل يقدم من سفر ومن عدم معرفتهس له لو كان من أهل املدينة وزال تعجبهس ملا أخربهس رسول هللا (ﷺ) أنه جربيل. ورّبا ُتْثل عليه السَلم بصورة دحية الكلب( - )3كما ِف حديث ابن عمر النب (ﷺ) ِف صورة َد ححيَة(.)4 يل عليه السَلم أييت ه رضْي هللا عنه -وفيه وكان جرب ُ ()1
ِف املَلئكة املقربني ص (.)77
()2
البخاري رَس ( )50ومسلس (.)8
()3
دحية الكلب صحاّب مشهور ،وأول مشاهده اْلندق.
()4
ِف املَلئكة املقربني ص ( )78مسند أْحد (.)107/2
37
دليل على مجال جربيل عليه ودحية﴾ مشهور جبماله وتشبُّهُ جربيل به ﴾ السَلم(.)1 َ َيدث مع غري اْلنبياء عليهس الصَلة املَلئكة بصورة البشر َد وُتْثل ُ والسَلم. النب (ﷺ) «أ هن رجَلا زار فمن ذلك حديث أّب هريرة رضْي هللا عنه عن َ أين أخ ا له ِف َرية أخرى َ فأرصد هللا له على مدرجته ملك ا فلما أتى عليه َال َ يد أخا ِل ِف هذه القرية َال هل لك عليه َمن ٍ نعمة ترُّهبا؟ َال ال يد؟ َال أر ُ تر ُ ح فإين ُ َ غري أين أحببتُه ِف هللا عز وجل َال َ ك كما إليك ِب هن هللاَ َد أحبه َ رسول هللا َ َ أحببتهَ فيه»(.)2 وَد يكون هذا التمْثل بصورةٍ غ َري ٍ مجيلة ابتَلءا وامتحاانا َم َن هللا ملن ُتْثلوا ُ له كما ِف حديث أّب هريرة رضْي هللا عنه أنه مسع النب (ﷺ) يقول «إن ثَلثةا ع وأعمى فأراد هللا أن يبتليَهس فبعث إليهس ملكا أبرص وأَر َ ِف بين إسرائيل َ أي ٍ إليك؟ شْيء فأتى اْلبرص فقال ُّ أحب َ َ ُ ب عين الذي َد َذرين الناس َال لو ﴾ن ﴾ حسن وجل ﴾د حسن ويَ حذ َه ُ َال فمسحه فذهب عنه َذره وأعطْي لوانا حسنا وجلدا حسنا فأي َ إليك؟ املال ُّ َال ُّ أحب َ
أحدمها َال اإلبل (أو َال البقر شك إسحاق إال أن اْلبرص أو اْلَرع َال ُ
()1
ِف املَلئكة املقربني ص (.)79
()2
مسلس رَس (.)2567
38
اإلبل وَال اآلخر البقر) َال فأ َ ُعط َْي انَةا عشراء فقال َبرك هللا لك فيها أي ٍ إليك؟ شْيء ُّ ع فقال ُّ أحب َ َال فأتى اْلَر َ الناس شعر ﴾ َال ﴾ حسن ويَ حذ ُ هب َع َين هذا الذي َذرين ُ أعطْي شعرا حسنا َال فمسحه فذهب عنه و َ فأي َ أحب إليك؟ املال ُّ َال ُّ
َال البقر. فأعطْي بقراة حامَلا
أي ٍ أحب إليك شْيء ُّ َال فأتى اْلعمى فقال ُّ
الناس َال أ حن يرهد هللا ه فأبصر به َ إِل بصري َ َال فمسحه فرهد هللا إليه بصره فأي َ أحب إليك؟ املال ُّ َال ُّ
َال الغنس فأعطْي شا اة والدا؟
فأنتج هذا وولد هذا َال فكان هلذا و ٍاد من اإلبل وهلذا و ٍاد من البقر وهلذا َ
و ٍاد من الغنس.
انقطعت مسكني َد رجل َال مث إنه أتى ﴾ ح َ اْلبرص ِف صورته وهيئته فقال ﴾ عطاك اليوم إال َبلل مث بك ّب ُ أسألك َبلذي أ َ اْلبال ِف سفري فَل بَل َ َ غ ِل َ
اْلقوق املال؛ بعريا أتبل ُغ عليه ِف سفري ،فقال اجللد اللو َن اْلسن ،و َ ُ اْلسن ،و َ َ َ
39
كْثرية﴾؟ فقال له َ الناس فقريا فأعطاك هللا؟ كأين أعرفُ َ ك؛ أمل ح تكن َ أبرص يقذ ُرُك ُ
املال كابرا عن كابر. ثت هذا َ فقال إّما ور ُ َ كنت. كنت كاذَبا فصري َك هللا إىل ما َ فقال إ حن َ ع ِف صورته فقال له مْثل ما َال هلذا ورهد عليه مْثل ما رهد َال وأتى اْلَر َ
كنت. كنت كاذَبا فصري َك هللا إىل ما َ على هذا فقال إ حن َ
ابن ٍ سبيل انقطعت رجل ﴾ مسكني و ُ َال وأتى اْلعمى ِف صورته وهيئته فقال ﴾
ّب اْلبال ِف سفري فَل بَلغ ِل اليوم إال َبلل مث بك أسألك َبلذي رهد عليك بصرك شا اة أتبلغ هبا ِف سفري. َ
فقال َد كنت أعمى فرهد هللا إِل بصري فخذ ما شئت ودع ما شئت فوهللاَ َ ح َ ُ أمسك مالك فإّما ابتليتس فقد رضْي هللا اليوم شيئ ا أخذته للَ فقال ح ال أجهدك َ ط على صاحبيك»(.)1 عنك وسخ َ
دليل على ُتْث َُّل املَلئكة بصورة البشر وَد تكون هذه ففْي هذا اْلديث ﴾ الصورةُ على صور شّت مجيلة وَبيحة وعلى َدرُتس خماطبة الناس بلغاُتس. كل من كلمته املَلئكةُ يُ َع ُّد وفيه أ هن املَلئكة َد تكلَ ُس غريُ اْلنبياء وليس ُّ نبي ا(.)2
()1
البخاري رَس ( ،)3277مسلس رَس (.)2964
()2
ِف املَلئكة املقربني ص (.)81
40
اثنياً صفاهتم اخلُلُقية: - 1كرام بررة:
وصف هللا املَلئكةَ ِبهنس كر ﴾ام بررة﴾ َال تعاىلَ : ﴿ِبَيح َدي َس َفَرةٍ كََرٍام َ بََرَرةٍ [عبس ]16-15 :أي َخلقهس كرمي حسن شريف وأخَلَهس طاهرة كاملة ومن السداد و َ َ الرشاد(.)1 هاهنا ينبغْي ْلامل القرآن أن يكو َن ِف أفعاله وأَواله على وعن عائشة رضْي هللا عنها َالت َال رسول هللا (ﷺ)« :الذي يقرأُ القرآن ماهر به مع السفرةَ الكرَام الربرةَ والذي يقرأهُ وهو عليه ٌّ شاق له أجر َان»(.)2 وهو ﴾ والكرمي اجلامع ْلنو َاع اْل َري و َ َ جعل َد وجل عز وهللا الفضائل و الشرف ُ ُ َ مَلئكته كذلك ورزَهس هذا الشرف العييس لقرهبس منه سبحانه وتعاىل وْلهنس
اتصف هبذه الصفات َال تعاىل ﴿ :بَ حل يقوم هبا إال م َن َ يقومون ّبهام عييمة ال ُ اد ُم حكَرُمو َن [األنبياء.)3( ]26 : َعبَ ﴾
- 2الرب: َبلكسر اْلري والفضل والبار الصادق التقْي وهو ُ خَلف الفاجر ومجعهُ بَررة( ،)4والرب التوسع ِف اْلري ومجع ٍ َبر أبر ﴾ار وبررة َال تعاىل﴿ :إَ هن حاْلَبح َر َار لََفْي َ ()1
عامل املَلئكة اْلبرار د .عمر اْلشقر ص (.)19
()2
البخاري (.)1822/4
()3
ِف املَلئكة املقربني ص (.)95
()4
املصباح املنري للفيومْي ص (.)43
41
نَعَي ٍس [االنفطار.]13 : أبلغ وَال ِف صفة املَلئكة فربرة ُخ ه ص هبا املَلئكةُ ِف القرآن من حيث إنه ُ ٍَ وبر أبلغ من َبر كما أ هن عدالا أبلغ مجع ٍبر وأبرار مجع َبر ُّ من ﴿كَرام بََرَرةٍ فإنه َ
من عادل(.)1
لق على معنيني ِ ُّ والرب يطَ ُ
أحدمها معاملةُ َ اْللق واإلحسا ُن إليهس
فعل مجي َع الطاعات الياهرة والباطنة(.)2 الْثاين ير ُاد به ُ و َ موجود ِف املَلئكة عليهس السَلم فهس حمسنون ِف الياهُر أن كَل املعنيني ﴾ عبادُتس مطيعون لل ال يعصون هللا ما أمرهس ويفعلون ما يؤمرون وهس حمسنون ْللق هللا حمبون للمؤمنني وإحساهنس لبين آدم عييس فجزاهس عنا أفضل اجلزاء وأحسنه.
ومن صور إحساهنم لنا (:)3 واستغفارهم لنا: أ -دعاؤهم ُ َال تعاىل﴿ :هو اله َذي يصلَْي علَي ُكس وم ََلئَ َكتُه لَيخ َرج ُكس َمن اليُّلُم َ ات ُ َ َ ح ح ََ ُ ُ ح َ ح َ َ َُ ()1
املفردات ص (.)41
()2
جامع العلوم واْلكس البن رجب ص (.)238
()3
ِف املَلئكة املقربني ص (.)96
42
إَ َىل النُّوَر وَكا َن ََبلحم حؤَمنَ َ يما [األحزاب .]43 :وهذا من أعيس اإلحسان لنا ُ َ ني َرح ا َ ودعاؤهس واستغفارهس سيكون له أثر عييس ِف هدايتنا وثباتنا على اْلق إن شاء هللا.
وَال تعاىل﴿ :اله َذ َ ش َوَم حن َح حولَهُ يُ َسبَ ُحو َن َِبَ حم َد َرهبََ حس َويُ حؤَمنُو َن ين َحَيملُو َن الح َعحر َ َ ٍ َ ََ َ ََ َ َ ََ ين ََتبُوا ين َآمنُوا َربهنَا َوس حع َ ت ُك هل َش حْيء َر حْحَةا َوع حل اما فَا حغفحر للهذ َ به َويَ حستَ حغفُرو َن للهذ َ ك وََ َهس ع َذاب ا حجل َحي َس ربهنَا وأَد َخ حلهس جن َ هات َع حد ٍن الهَيت َو َع حد َُتُحس َوَم حن َواتهبَ عُوا َسبَيلَ َ َ ح َ َ َ َ َ ح ُ ح َ ََ َ اْل َكيس وََ َهس ال هسيَئ َ َ ات َوَم حن آَبئَ َه حس َوأ حَزَواج َه حس َوذُ َرهَيُت حس إَنه َ ت الح َع َز ُيز حَ ُ َ ُ َ ك أَنح َ َ صلَ َح م حن َ َ َ ٍ تَ َق ال هسيَئ َ ك ُه َو الح َف حوُز الح َع َيي ُس [غافر.]9-7 : ات يَ حوَمئَذ فَ َق حد َرْححتَهُ َو َذل َ َ ب -ومن إحساهنم لنا شفاعتهم ألهل التوحيد يوم القيامة َ ضى [األنبياء.]28 : ﴿وَال يَ حش َفعُو َن إَهال ل َم َن حارتَ َ َال تعاىل َ :
- 3التواضع وعدم التكرب:
َ َ يح أَ حن يَ ُكو َن َعحب ادا َهّلِلَ َوَال الح َم ََلئَ َكةُ َال تعاىل﴿ :لَ حن يَ حستَ حنك َ ف الح َمس ُ َ ف عن َعبادتََه ويستَ حكَرب فَسيح ُشرهس إَلَي َه ََ مج ايعا الح ُم َقهربُو َن َوَم حن يَ حستَ حنك ح َ ح َ َ َ َ ح ح َ َ ح ُ ُ ح ح َ هَ ك َال يَ حستَ حكَربُو َن َع حن َعبَ َادتََه ين عَحن َد َربَ َ [النساء .]172 :وَال تعاىل﴿ :إ هن الذ َ ويسبَحونَه ولَه يسج ُدو َن [األعراف ]206 :وَال تعاىل﴿ :ولَه من َِف ال هسماو َ ات َُ َ ُ ُ َ ُ َ ح ُ َُ َح ََ َو حاْل حَر َ ض َوَم حن َعحن َدهُ َال يَ حستَ حكَربُو َن َع حن َعبَ َادتََه َوَال يَ حستَ حح َسُرو َن [األنبياء.]19 :
43
والنصوص ِف هذا املعَ كْثرية(.)1
- 4احلياء:
القبائح ودانءةَ اْلياء خلة شريفة وخلق عييس مينع صاحبه من ار َ تكاب َ وَيث على استعمال مكارم اْلخَلق ومعاليها( ،)2وهو َم حن اْلخَلق ُّ َ خصال اإلميان كما جاء ِف حديث أّب هريرة رضْي هللا عنه عن النب (ﷺ) َال
بضع وستون شعبةا واْلياءُ شعبةُ من اإلميان»(.)3 «اإلميا ُن ﴾
ومما ُّ يدل على اتصاف املَلئكة هبذا اْللق الشريف ما روي عن عائشة رضْي هللا عنها َالت كان رسول هللا (ﷺ) مض َ هجعا ِف بييت كاشفا عن فخذيه ُ أو ساَيه فاستأذن أبو بكر فَأ ََذ َن له وهو على تلك اْلال فتحدث مث استأذ َن رسول هللاَ وسوى ث مث استأذ َن عْثما ُن فجلس ُ عمر فأذن له وهو كذلك فتحد َ ُ َ ثيابه فدخل فتحدهث فلما خر َج َالت عائشة دخل أبو بكر فلس ُتهش له ومل تباله
يت ثيابك فقال مث دخل عمر فلس ُتهش له ومل تباله مث دخل عْثمان فجلست وسو َ َ «أال استحْي من ٍ رجل تستحْي منه املَلئكةُ»(.)4
- 5النظام: ()1
املصدر السابق ص (.)98
()2
ِف املَلئكة املقربني ص (.)99
()3
البخاري رَس ( ،)9مسلس رَس (.)35
()4
مسلس رَس (.)2401
44
الرسول (ﷺ) على االَت َ داء هبس ِف املَلئكةُ منيمون ِف عبادُتس وَد حْثنا ُ ذلك فقال «أال تصفون كما تصف املَلئكةُ»؟ َالوا وكيف يصفون عند رهبس؟
الصف اْلول فاْلول يرتاصون ِف َ الصف»( .)1وَد فضلنا هللاُ على َال «يكملون ه َ َ َ املَلئكة»(.)2 كصفوف بقية اْلُمس ِب حن ُجعَحلت صفوفنا َ ص افا ك َوالح َملَ ُ ﴿و َجاءَ َربُّ َ ك َ وِف يوم القيامة أيتون صفوف ا منتيمة َال تعاىلَ :
ص افا [الفجر.]22 : َ َ ص افا َال وم ُّ وح َوالح َم ََلئ َكةُ َ ويقفون صفوف ا بني يدي هللا تعاىل ﴿يَ حوَم يَ ُق ُ الر ُ يل(.)3 يَتَ َكله ُمو َن إَهال َم حن أ ََذ َن لَهُ الهر حْحَ ُن َوَ َ ال َ ص َو ااَب [النبأ .]38 :و ُ الروح جرب ُ
- 6حيبّون ويبغضون
فيحبون من أحبه هللا تعاىل ويبغضون َم حن أبغضه هللا كما ه دل على ذلك
يل فقال صحيح السنة فقد َال رسول هللا (ﷺ) «إن هللاَ إذا ه ُ أحب َعحبدا دعا جرب َ أهل الس َ أحب فَلانا فأحبه َال فيحبُّه جربيل َال مث َ ينادي ِف َ ماء يل َإين ُّ ُ َي جرب ُ َ َ اْلرض. قبول ِف يوض ُع له ال ُ إن هللاَ ُّ أهل السماء مث َ َيب فَلانا فأحبُّوه َال فيحبُّه ُ فأبغضه أبغض فَلانا ح يل َإين ُ وإ هن هللا إذا َ يل فقال َي جرب ُ أبغض عبدا دعا جرب َ ()1
رواه اجلماعة إال البخاري نقَلا عن عامل املَلئكة ص (.)24
()2
صحيح مسلس ،علس املَلئكة اْلبرار لألشقر ص (.)24
()3
عامل املَلئكة اْلبرار ص (.)24
45
َ ضه جربيل مث َ َ َ َال في ب حغ َ ينادي ِف َ ضه ض فَلانا فأبغضوه فَيُ حبغ ُ أهل السماء إ هن هللا يُحبغ ُ ُ ُح ُ َ َ اْلرض»(.)1 يوضع له البغضاءُ ِف أهل السماء مث ُ ُ
ابن آدم: ّ - 7إهنم يتأذّون مما يتأذّى منه ُ
رسول كالروائح الكريهة كما ورد ِف حديث جابر رضْي هللا عنه َال هنى ُ البصل والكر َ أكل َ هللاَ (ﷺ) عن َ اث فغلبتنا اْلاجة فأكلنا منها فقال « َم حن أ َك َل َمن َ هذهَ الشجرةَ َ املنتنة فَل يقرب هن مسجدان فإ هن املَلئكةَ تتأذى مما يتأذى منه ح اإلنس»(.)2
ّ - 8إهنم ال يعلمون الغيب:
حيث كان جو ُاهبس لرَهبس اعرتافَهس إهنس ال يعلمون إال ما أعلمهس هللا تعاىل ُ ك َال عَ حل َس بعدم علمهس شيئا مل يعلمهس هللا تعاىل إَيه َال تعاىلَ﴿ :الُوا ُسحب َحانَ َ اْلَ َك ُيس [البقرة. ]32 : ت الح َعلَ ُيس ح لَنَا إَهال َما َعله حمتَ نَا إَنه َ ك أَنح َ
ِ واخلوف منه: - 9إهنم عباد هللا دائمو الطاعة
إهنس ال يعصونه فيما أمر كما أهنس ال يفعلون شيئا إال ِبمره ومن بعد إذنه َال تعاىل مبين ا ذلك ﴿ولَه من َِف ال هسماو َ ات َو حاْل حَر َ ض َوَم حن َعحن َدهُ َال يَ حستَ حكَربُو َن َُ َح ََ ()1
البخاري رَس ( ،)6040مسلس رَس (.)2637
()2
مسلس رَس (.)564
46
َ َ ََ هه َار َال يَ حف ُرتُو َن [األنبياء.]20-19 : َع حن عبَ َادته َوَال يَ حستَ ححسُرو َن يُ َسبَ ُحو َن اللهحي َل َوالن َ َ كاإلنس فليس هلس إرادة﴾ حرة﴾ أو مشيئة﴾ كما أهنس مل خيلقوا فاملَلئكةُ ليسوا لَلبتَلء بل اْلكمة من خلقهس أهنس يعبدون هللا ويسبحونه وله يسجدون. ﴿خيَافُو َن َرههبُحس ولكنهس مع ذلك هس مأمورون َبلعبادة والطاعة َال تعاىلَ : َم حن فَ حوََ َه حس َويَ حف َعلُو َن َما يُ حؤَمُرو َن [النحل .]50 :فهس إذن مكلفون ولكن تكليفهس خيتلَ اجلن هلس خيار وتكليفهس ابتَلء فبينما اجلن و اإلنس تكليف عن ف اإلنس و ُّ ُ ُ وَد يطيعون ويعصون ويغالبون أهواءهس وشهواُتس أو يتبعوهنا ومن مثَه يْثابون على ت على خيار هلا ْلهنا ُجبَلَ ح طاعتهس ويعاَبون على معصيتهس فإ هن املَلئكةَ ال َ الطاعة وال استطاعة هلا للمعصية ومن مثَه فإ هن عملهس وطاعتهس كالتنفس واْلكل والشرب َبلنسبة لإلنسان فَل مْثوبة هلس عليه فهس يؤمرون فيطيعون َال تعاىل: ﴿وإَ حذ َُ حلنا لَحلم ََلئَ َك َة اسج ُدوا َآلدم فَسج ُدوا إَهال إَبلَ استَ حك ََرب َوَكا َن َم َن يس أ َََب َو ح َ ََ حُ َ َ َ ح َ َ ين [البقرة.)1( ]34 : الح َكاف َر َ
الفصل الثالث ()1
العقيدة اإلسَلمية د .أْحد حممد جلْي ص (.)172
47
عدد املالئكة وأمساؤهم ورؤيتهم وهل ميوتون؟ أوالً -عدد املالئكة اثنياً -أمساء املالئكة اثلثاً -رؤية املالئكة رابعاً -موت املالئكة
48
الفصل الثالث عدد املالئكة وأمساؤهم وهل ميوتون؟ أوالً عدد املالئكة
َ َ عددها وال صى ُ املَلئكةُ الكر ُام من خملوَات هللا تعاىل العيام اليت ال ُحَي َ َ ك َيي ُ ود َربَ َ ط ِبوصافها إال خالقها عز وجل حيث َال تعاىلَ ﴿ :وَما يَ حعلَ ُس ُجنُ َ إَهال ُه َو [المدثر.]31 : حديث املعر َاج املتف َق اْلصر ومنه العقل ُ ُ ويفوق َ وَد ورد ِف كْثرُتس ما ُ يبهر َ ٍ ألف ٍ ملك إذا خرجوا البيت املعمور يُصلَْي فيه ُّ كل يوم سبعو َن َ على صحته «إن َ َ اخر ما عليهس»(.)1 مل يعودوا إليه َ ٍ وَال ُ َ ألف ٍ زمام مع ك َل رسول هللا (ﷺ) «يُ حؤتَى جبهن َس يؤمئذ هلا سبعو َن َ ألف ملَ ٍ ٍ يروهنا»(.)2 ك ُّ زمام سبعو َن َ َ
فعلى ذلك فإن الذين أيتون جبهنس يوم القيامة أربعة آالف وتسعمئة مليو َن َملَك( ،)3وَد اتفقت كلمةُ َ أهل العلس على كْثرُتس وأن عددهس ال َيصيه إال خالقهس(.)4
()1
البخاري رَس (.)3207
()2
مسلس رَس (.)2824
()3
عامل املَلئكة اْلبرار ص (.)16
()4
جمموع الفتاوى (.)332/17
49
()1 َ السماء من ثقل املَلئكة وكْثرُتس فقال (ﷺ): ط وَد مسع النب (ﷺ) أطي َ َ َ وح هق هلا أَ حن تَئَ ه ط أمسع ما ال تسمعو َن أَطهت السماءُ ُ «إين أرى ما ال تََرحو َن و ُ كوَ اض ﴾ع جبهته ساجدا للَ تعاىل وهللاَ لو ضع أرب َع أصابع إال َوَملَ ﴾ َ ما فيها َم حو ُ ض َح حكتُس َليَلا ولَبَ حكيتُس كْثريا»(.)2 تعلمو َن ما أ حَعلَ ُس لَ َ أصابع َند ِبيث ال ُ فإذا علمنا أن السماوات السبع َد ُمألت ُ موضع أرب َع َ َ
عددهس()3؟ فسبحان من إال وعليها َملَ ﴾ ك ُ العقل بعد هذا َ يعبد هللا فهل يتخيل ُ خلقهس وصرفهس وأحصاهس َال تعاىل﴿ :إَ حن ُك ُّل من َِف ال هسماو َ ات َو حاْلَحر َ ض إَهال َح ََ هه حس َعداا َوُكلُّ ُه حس آتَ َيه يَ حوَم الح َقيَ َام َة اه حس َو َعد ُ صُ َآيت الهر حْحَ َن َعحب ادا لََق حد أ ح َح َ فَ حرادا [مريم.]95-93 :
اثنياً أمساء املالئكة: وردت تسمية املَلئكة عليهس السَلم ِف القرآن والسنة بعدة أمساء ،عامة وخاصة:
- 1األمساء العامة أ -األشهاد ()1
اْلطيط :صوت اْلَتاب أي :كْثرة ما ِف السماء من املَلئكة َد أثقلها حّت مسع صوت يشبه صوت الرحل إذا ْحل عليه اْلمل الْثقيل.
()2
سلسلة اْلحاديث الصحيحة لأللباين رَس (.)1060
()3
ِف املَلئكة املقربني ص (.)29
50
َال تعاىل﴿ :إَ هان لَنَ حنصر رسلَنَا واله َذين آمنُوا َِف ح َ وم اْلَيَاة الدُّنحيَا َويَ حوَم يَ ُق ُ ُُ ُ ُ َ َ َ اْلشهاد املَلئكةُ(.)1 اد [غافرَ ]51 :ال ابن كْثري ُ حاْلَ حش َه ُ وَال تعاىل﴿ :ومن أَظحلَس َممه َن افحرتى علَى هَ َ ضو َن َعلَى اّلِل َكذ اَب أُولَئَ َ ك يُ حعَر ُ ََ َ ََ ح ُ ول حاْلَ حشهاد هؤَال َء اله َذين َك َذبوا علَى رهبََس أََال لَعنةُ هَ ََ ني َرهبََ حس َويَ ُق ُ حَ َ ُ َُ اّلِل َعلَى اليهالم َ َ ُ َ َ ح اْلشهاد املَلئكةُ؟ [هودَ ]18 :ال القرطب ُ
()2
ب -املأل األعلى:
َعلَى ويُ حق َذفُو َن َم حن ُك َل َجانَ ٍ ب حاْل ح َ
﴿ال يَ هس همعُو َن إَ َىل الح َم ََإل َال تعاىلَ : [الصافات.]8 : َعلَى إَ حذ َخيحتَ َ َ ص ُمو َن ِل َم حن َع حل ٍس ََبلح َم ََإل حاْل ح وَال تعاىلَ : ﴿ما َكا َن َ املألُ اْلعلى ال تطلَ ُق إال على املَلئكة(.)3 ج -اجلنود:
[ص.]69 :
ََ ََ َال تعاىل﴿ :مثُه أَنحزَل ه َ ودا ني َوأَنح َزَل ُجنُ ا اّلِلُ َسكينَ تَهُ َعلَى َر ُسوله َو َعلَى الح ُم حؤمن َ َ َ َ َمل تَروها وع هذ ه َ ين [التوبة.]26 : ين َك َفُروا َو َذل َ ح َح َ َ َ َ ك َجَزاءُ الح َكاف َر َ ب ال ذ َ صرهُ ه َ َخر َجهُ اله َذين َك َفروا َاثَين اثحنَ ح َ ني وَال تعاىل﴿ :إَهال تَحن ُ اّلِلُ إ حذ أ ح َ صُروهُ فَ َق حد نَ َ َ َ ُ َ ()1
تفسري ابن كْثري (.)84/4
()2
تفسري القرطب (.)18/9
()3
ِف املَلئكة املقربني ص (.)32
51
ول لَص َ اّلِلُ َس َكينَ تَهُ َعلَحي َه اّلِلَ َم َعنَا فَأَنح َزَل ه احبَ َه َال َححتَز حن إَ هن ه إَ حذ ُمهَا َِف الحغَا َر إَ حذ يَ ُق ُ َ هَ َ ٍ ين َآمنُوا اذح ُكُروا نَ حع َمةَ َوأَيه َدهُ جبُنُود َملح تََرحوَها [التوبة .]40 :وَال تعاىلَ : ﴿َي أَيُّ َها الذ َ هَ اّلِلُ َّبَا ودا َملح تََرحوَها َوَكا َن ه اّلِل َعلَحي ُك حس إَ حذ َجاءَتح ُك حس ُجنُ ﴾ ود فَأ حَر َس حلنَا َعلَحي َه حس َرَياا َو ُجنُ ا تَعملُو َن ب َ ص اريا [األحزاب .]9 :واآلَيت ِف هذا املعَ كْثرية﴾ وَد ذكر املفسرون رْحهس حَ َ هس املَلئكة(.)1 هللا أ هن اجلنود أنزهلس هللا على املؤمنني وعلى رسوله (ﷺ) ُ اْلحاديث الكْثريةُ ُّ اجلنود اليت مل يروها هْي املَلئكة كما ِف حديث و ُ تدل على أ هن َ َ َ تفعل(.)2 يح فذهبت ُحذيفة َال ُ ُ ُ فدخلت ِف القوم والر ُ تفعل ما ُ وجنود هللا ُ َ اْلندق رسول هللاَ (ﷺ) من رجع ُ وعن عائشة رضْي هللا عنها َالت فلما َ
أسه من الغبا َر فقال يل وهو السَلح وضع َ ُ ينفض ر َ َ فاغتسل فأَته جرب ُ َ السَلح وهللاَ ما وضعناه(.)3 وضعتَ َ َ د -السفرة:
َال تعاىلَِ ﴿ :بَيح َدي َس َفَرةٍ كََرٍام بََرَرةٍ [عبسَ .]16-15 :ال ابن جرير الصحيح أ هن السفرَة املَلئكةُ والسفرة يعين بني هللا تعاىل وبني خلقه ومنه الطربي و ُ يقال السفري الذي يسعى بني الناس ِف الصلح واْل َري كما َال الشاعر:
()1
تفسري ابن كْثري (.)346/2
()2
رواه اإلمام أْحد ِف مسنده ( )392/5إسناده صحيح.
()3
مسلس (.)1389/3
52
َوَما أ حَمش ْي بَغَ ٍ ت ش إ حن َم َش حي ُ
بني َومْي وم ا أدعُ الس ف ارةَ َ
()1
هـ -الرسل:
هاس إَ هن ه َ صطََفْي َم َن الح َم ََلئَ َك َة ُر ُس اَل َوَم َن الن َ يع َال تعاىل :ه ﴿اّلِلُ يَ ح اّلِلَ َمس ﴾ َ ضجَ صري [الحج .]75 :وَال تعاىل :ح َ َ َ َ اع َل ﴿اْلَ حم ُد هّلِل فَاط َر ال هس َم َاوات َو حاْل حَر َ َ بَ ﴾ الح َم ََلئَ َك َة ُر ُس اَل أ َ يد َِف ح اْلَحل َق َما يَ َشاءُ إَ هن ه ع يََز ُ َجنَ َح ٍة َمْثح ََ َوثََُل َ ث َوُرََب َ ُوِل أ ح اّلِلَ َعلَى ُك َل َش حْي ٍء َ َد ﴾ير [فاطر.]1 : ٍ َ َ ني وَال تعاىل﴿َ َ ال فَ َما َخطحبُ ُك حس أَيُّ َها الح ُمحر َسلُو َن َالُوا إَ هان أ حُرس حلنَا إَ َىل َ حوم ُحجم َرم َ لَنُرَسل َعلَحي َهس َح َجاراة َم حن َط ٍ ني [الذاريات .]33-31 :فقد مسى هللاُ املَلئكةَ رسَلا ِف َ ح َ ح آَيت كْثرية(.)2
- 2األمساء اخلاصة أ -جربيل ثبت أ هن ٍ وظائف لكل منهس َد جاء ِف النصوص الشرعية أن املَلئكة ﴾ َ أصناف كما َ وأعماالا. َ اجلملة يقومون هبا ِف تسبيح هللا تعاىل والتعب ُد له ليَلا فوظيفةُ املَلئكة اْلوىل اليت ُ ُ ()1
تفسري ابن جرير (ِ ،)54/30ف املَلئكة املقربني ص (.)31
(ِ )2ف املَلئكة املقربني ص (.)30
53
وهنارا من غري ٍ ملل وال فتوٍر. َ املَلئكة جربيل عليه السَلم وهو املوكل َبلوحْي وغري ذلك ومن أشهر َ َ اضع. من اْلعمال وَد ورد ذكره ِف القرآن الكرمي ِف عدة مو َ اّلِلَ َال تعاىلَُ﴿ :ل َم حن َكا َن َع ُد اوا جلََحَ رب ك إبََ حذ َن ه يل فََإنههُ نَهزلَهُ َعلَى َ حلبَ َ ح َ [البقرة.]97 :
وَال تعاىلَ : اهرا َعلَحي َه فََإ هن ا هّلِلَ ُهو َم حوَالهُ وَج حَ صالَ ُح رب يل َو َ َ َ ﴿وإ حن تَيَ َ َ َ ُ ََ النب ني [التحريم .]4 :وجاء امسُه ِف السنة كْثريا فهو الذي يْيءُ َبلوحْي إىل َ الح ُم حؤمن َ (ﷺ) من أوَل ٍ يوم ِف غار حراء حّت اخ َر عمره صلوات هللا وسَلمه عليه وهو
الذي صحبه ِف إسرائه ومعراجه ورّبا ُتْثل له بصورَة ٍ َ النب (ﷺ) رجل فيكل ُس ه النب (ﷺ) بذلك(.)1 والصحابة ينيرون ويسمعون وال يعرفونه حّت خيربهس ُّ
وقد مسّاه هللا بغري هذا االسم يف القرآن الكرمي فمن امسائه الشريفة:
الروح:
ٍ َ َ الر َ َ ف ني أَلح َ وح إَلَحيه َِف يَ حوم َكا َن م حق َد ُارهُ خَحس َ َال تعاىل﴿ :تَ حعُر ُج الح َم ََلئ َكةُ َو ُّ ُ َ ٍ ص افا َال يَتَ َكله ُمو َن وم ُّ وح َوالح َم ََلئ َكةُ َ َسنَة [المعارج .]4 :وَ ال تعاىل﴿ :يَ حوَم يَ ُق ُ الر ُ إَهال َم حن أ ََذ َن لَهُ الهر حْحَ ُن َوَ َ ص َو ااَب [النبأ .]38 :وَال تعاىل﴿ :تَنَ هزُل الح َم ََلئَ َكةُ ال َ القرطب والروح جربيل عليه وح فَ َيها إبََ حذ َن َرهبََ حس َم حن ُك َل أ حَم ٍر [القدرَ .]4 :ال َو ُّ ُّ الر ُ ( )1املصدر نفسه ص (.)35
54
ابن عباس(.)1 السَلم َاله ُ
َبلروح هنا جربيل أن هللا عز وجل أضافه إىل َ ومما ُّ نفسه يدل على أ هن املر َاد َ ُ
َ هل َهلَا بَ َشارا َس َواَي [مريم.]17 : ِف َوله تعاىل﴿ :فَأ حَر َس حلنَا إلَحي َها ُر َ وحنَا فَتَ َمْث َ الروح األمني:
الروح حاْل ََمني علَى َ حلبَ َ َ ََ ََ ين َ َ ُ َال تعاىل﴿ :نََزَل به ُّ ُ ك لتَ ُكو َن م َن الح ُمحنذر َ بَلَس ٍ ان َعرٍَّب ُمبَ ٍ يل عليه السَلم رب ج هو ْثري ك ابن َال . ني [الشعراء]195-193 : ُ َ َ ُ َاله غري و ٍ احد من السلف وهذا مما ال نزاع فيه(.)2 ُ روح القدس:
َال تعاىل﴿ :وآتَي نَا َعيسى ابن مرَمي الحب يَنَ َ وح الح ُق ُد َس ات َوأَيه حد َانهُ بَُر َ َ ح َ ح َ َح َ َ ]253وَال تعاىلَُ﴿ :ل نَهزلَه روح الح ُق ُد َس َمن ربَك ََب حْل َق لَي ْث بَ ه َ ين َآمنُوا َوُه ادى ح َ َ َ َُ َ ح ُُ ُ ت الذ َ َ ََ ني [النحل. ]102 : َوبُ حشَرى ل حل ُم حسلم َ
[البقرة:
مشهور ِف السنة حيث ذكره النب (ﷺ) ِف دعائه ْلسان اسس ﴾ االسس ﴾ وهذا ُ
النب (ﷺ) فعن أّب سلمة بن عبد الرْحن بن رضْي هللا عنه عندما كان يرد عن َ اثبت اْلنصاري يستشهد أَب هريرة َ عوف أنه مسع حسا َن بن ٍ أنش ُدك هللا هل َ َ النب (ﷺ) يقول «َي حسا ُن أ ََجب َعن َ بروح رسول هللاَ (ﷺ) الله هس أيده ٍ مسعت ه َ ح ح ()1 ()2
تفسري القرطب (.)281/18 تفسري ابن كْثري (.)347/3
55
ال ُقدس» َال أبو هريرة نعس(.)1
روح َ القدس وعن أّب أم امةَ رضْي هللا عنه َ ال َ :ال ُ رسول هللا (ﷺ)« :إ هن َ ()2 َ ه وتستوعب رزَه ا، ها ل أج ل تستكم حّت ُتوت لن ا نفس ن أ نفث ِف َرحوعْي َ َ َ َ َ الرزق أن يطلبه ّبع َ فاتقوا هللا وأمجلوا ِف الطلب وال َيمل هن أح َدكس استبط اء َ صية َ ُ نال ما عندهَ إال بطاعته»( )3ومعَ القدس أي الطاهر(.)4 هللاَ فإن هللا تعاىل ال يُ ُ َ ك لَتَ ُكو َن وَال الراغب :وَوله تعاىل﴿ :نََزَل بََه ُّ ني َعلَى َ حلبَ َ وح حاْلَم ُ الر ُ َ ََ ين [الشعراء )5( ]194-193 :يعين به :جربيل ،من حيث إنه ينزل َبلقدس م َن الح ُمحنذر َ من هللا ،أي :مما يطهر به نفوسنا ،من القرآن واْلكمة والفيض اإلهلْي(.)6 الروح حاْل َ وَال الطحاوي :وَوله ﴿ :نَزَل بََ يل، رب ج هو ني [الشعراء]193 : َم ه ُّ ُ َ ُ ُ عليه السَلمَُ ،مسْي روحا ْلنه َ حام ُل الوحْي الذي به حياةُ القلوب إىل الرسل من حق أم ٍ ني صلوات هللا عليه(.)7 أمني ُّ البشر صلوات هللا عليهس أمجعني وهو ﴾ عييس فهو صاحبه ِف يل عليه السَلم مع َ النب (ﷺ) شأ ﴾ن ﴾ وَد كان جلرب ُ
غار حراء ِف أول يوم من أَيم نبوته وُتْثل له رجَلا وكلمه وراه ِف صورته اليت خلقه
لتأخ َر النب (ﷺ) يتش هو ُق للقاء جربيل عليه السَلم عدم ا ُّ عليها وكان ُّ ويطلب منه َ ُ ()1
مسلس ( )1932/3رَس (.)152
()2
الروع :نفسْي وخلدي.
()3
صحيح اجلامع رَس (.)2081
()4
ِف املَلئكة املقربني ص (.)37
()5
املصدر نفسه ص (.)37
()6
املفردات ص (.)396
()7
شرح العقيدة الطحاوية ص (.)337
56
َ ومدارسة القرآن ِف كل رمضان وِف العام الذي مات فيه رسول (ﷺ) ِف الزَيرة دارسه القرآن مرتني إىل غري ذلك من اْلعمال الشريفة العييمة مما ُّ يدل على مكانته عند هللا حّت َال غري و ٍ احد من العلماء إنه عليه السَلم أفضل املَلئ َ كة ُ ُ عند هللاَ عز وجل(.)1 أعيمهس َ و ُ ب -ميكائيل االسس ِف القرآن والسنة من أعيان املَلئكة ميكائيل عليه السَلم ثبت هذا ُ ُ َ َ َ ََ ََ َ َ يل َوَمي َك َ ال فََإ هن ه اّلِلَ كما َال تعاىلَ ﴿ :م حن َكا َن َع ُد اوا هّلِل َوَم ََلئ َكته َوُر ُسله َوج حرب َ َ َ ين [البقرة.]98 : َع ُد ٌّو ل حل َكاف َر َ عبيد هللا(.)2 ومعْي عبد هللا أو ُ ميكائيل ُم َعب ُد لل أي ُ ُ
ج -إسرافيل ورد ِف السنة ِف مل يرد اسس إسرافيل عليه السَلم ِف القرآن الكرمي وإّما َ ٍ رسول هللاَ (ﷺ) كان صحيحة منها أحاديث حديث عائشة رضْي هللا عنها أ هن َ ُ َ الليل يصلَ َام من َ طر ر وإس وميكائيل يل رب ج رب س الله « يقول ْي ه ه إذا َ افيل فا َ َ َ َ الغيب والشهادةَ أنت حتكس بني َ السماو َ اْلرض عاملَ َ ات و َ عباد َك فيما كانوا فيه َ ُ ()1
ِف املَلئكة املقربني ص (.)40 ،39
()2
املصدر نفسه ص (.)41
57
َ ف فيه َم َن َ اْلق إبذنك إنك ُتدي َم حن تشاءُ إىل صرا ٍط خيتلفون اهدين ملا اختُل َ
مستقيس»(.)1
افيل عليه السَلم ُم حوَك ﴾ل َبلنفخ ِف الصور واملشهور عند املفسرين أ هن إسر َ
افيل. و ُ الصور القر ُن يَحن ُف ُخ فيه إسر ُ
الصوَر فَ ََل ورد الصوَر ِف آَيت كْثرية منها َوله تعاىل﴿ :فََإ َذا نَُف َخ َِف ُّ وَد َ ٍَ ﴿ويَ حوَم يُحن َف ُخ أَنح َس َ اب بَحي نَ ُه حس يَ حوَمئذ َوَال يَتَ َساءَلُو َن [المؤمنون .]101 :وَوله تعاىلَ : الصوَر فَ َف َزع من َِف ال هسماو َ ات َوَم حن َِف حاْل حَر َ ض إَهال َم حن َشاءَ ه َِف ُّ اّلِلُ َوُكلٌّ أَتَ حوهُ َ َح ََ اخ َرين [النمل .]87 :وَال تعاىل﴿ :ونَُفخ َِف ُّ َ دَ ك يَ حوُم الح َو َعي َد [ق.]20 : الصوَر َذل َ َ َ َ َ والنفخ ِف الصور ثَلث نفخات نفخة الفزع ونفخة الصعق واملوت ملن مل َ العلماء أهنما نفختان فقط(.)2 بعض ميت ونفخة القيام لرب العاملني ورجح ُ ينفخ ِف الصور هو حديث واح ﴾د يوج ُد صحيح ُّ ﴾ ينص على أ هن الذي ُ ﴾ وال َ َ إسرافيل عليه السَلم مع كْثرةَ النفخ وعد َد النفخات اْلحاديث اليت حتدثت عن َ ُ َ َ ينفخ فيه. وصفة الصور وصفة امللك الذي ُ ولقد ص هح ولكن بدون ذك َر إسرافيل من حديث أّب ٍ سعيد اْلدري رضْي هللا عنه َالَ :ال ُ َ َ َ التقس القر َن أنعس وصاح ُ ب القرن َد َ رسول هللا (ﷺ)« :وكيف ُ َبلنفخ فينفخ»(.)3 استمع اإلذن مّت يُ حؤَمُر َ و َ
()1
ِف املَلئكة املقربني ص (.)44
()2
ِف املَلئكة املقربني.
()3
مسند أْحد رَس (.)1103
58
يل همما يل وَد مجع ُّ وميكائيل وإسراف َ َ النب (ﷺ) ِف دعائه املتقدم بني جرب ُ َ ُّ وضخامة ما يدل على َعيَ َس هؤالء الْثَلثة عليهس السَلم ،ومكانتهس عند هللا، وكلهس هللاُ به(.)1
مالك خاز ُن النار: ٌ -3
َ ك لَيَ حق َ ال إَنه ُك حس َماكَْثُو َن ك ََ ض َعلَحي نَا َربُّ َ ﴿و َان َد حوا ََي َمال ُ َال تعاىلَ : أدخلهس هللا جهنس [الزخرف .]77 :واندى هؤالء اجملرمون مالكا خازن جهنس بعدما َ َ ك لَيَ حق َ ال إَنه ُك حس كََ ض َعلَحي نَا َربُّ َ ﴿و َان َد حوا ََي َمال ُ فناهلس فيها من البَلء ما انهلس َ أدخلهس هللا جهنس َماكَْثُو َن واندى هؤالء اجملرمون مالكا خازن جهنس بعدما َ َ ك لَيَ حق َ ض َعلَحي نَا َربُّك أي ليمتنا ربك(.)2 فناهلس فيها من البَلء ما انهلس ﴿ ََي َمال ُ
- 4ملك املوت:
ك الحمو َ ت اله َذي ُوكَ َل بَ ُك حس مثُه إَ َىل َربَ ُك حس َال تعاىل َُ﴿ :حل يَتَ َوفها ُك حس َملَ ُ َ ح تُحر َجعُو َن [السجدة.]11 : َ َ ََ َ َ وَال تعاىلَ : ﴿وُه َو الح َقاهُر فَ حو َق عبَاده َويُحرس ُل َعلَحي ُك حس َح َفيَةا َح هّت إ َذا َجاءَ ت تَ َوفهحتهُ ُر ُسلُنَا َوُه حس َال يُ َف َرطُو َن [األنعام.]61 : َح َد ُك ُس الح َم حو ُ أَ
()1
ِف املَلئكة املقربني ص (.)46
()2
تفسري ابن جرير (.)98/25
59
- 5منكر ونكري: جاء هذان االمسان ِف أحاديث فتنة القرب -نعوذ َبلل منها -فمن ذلك ما جاء عن أّب هريرة رضْي هللا عنه َالَ :ال ُ َ امليت رسول هللا (ﷺ)« :إذا ََُ َرب ُ أزرَان يقال َ أسودان َ َ َ ْلحدمها املنكر ولألخر النكري ملكان أو َال أحدكس أَتهُ
كنت تقول ِف هذا الرجل» اْلديث(.)1 فيقوالن ما َ
- 6هاروت وماروت:
ني كرمي َ َ امسان مللك َ َصص وأساطري أك ُْثرها أ َُخذت من ت حوهلما ني نُس َج ح ﴾ َ ني ﴿واتهبَعُوا َما تَحت لُو الشهيَاط ُ أهل الكتاب وَد ورد ذكرمها ِف القرآن ِف َوله تعاىلَ : اطني َك َفروا ي علَمو َن النهاس َ َ َ َ الس ححَر َعلَى ُم حلك ُسلَحي َما َن َوَما َك َفَر ُسلَحي َما ُن َولَك هن الشهيَ َ ُ ُ َ ُ َ َ َ َ وَما أُنح َزَل َعلَى الحملَ َك ح َ َح ٍد َح هّت يَ ُق َوال وت َوَم ُار َ ني بَبَابَ َل َه ُار َ وت َوَما يُ َعل َمان م حن أ َ َ َ َ َ َ ني الح َمحرَء َوَزحوَج َه َوَما ُه حس إَهّمَا َححن ُن فحت نَة﴾ فَ ََل تَ حك ُفحر فَيَ تَ َعله ُمو َن محن ُه َما َما يُ َف َرَُو َن بَه بَح َ بَض َارين بََه َمن أَح ٍد إَهال إبََ حذ َن هَ ضُّرُه حس َوَال يَحن َفعُ ُه حس َولََق حد َعلَ ُموا اّلِل َويَتَ َعله ُمو َن َما يَ ُ ح َ َ َ لَم َن ا حش ََرتاهُ َما لَهُ َِف حاآل َخرةَ َم حن َخ ََل ٍق ولَبَ س َما َشَرحوا بََه أَنح ُف َس ُه حس لَ حو َكانُوا ئ ح َ َ َ َ يَ حعلَ ُمو َن
[البقرة]102 :
فهاروت وماروت ملك َ ان أُنزال إىل اْلرض فتنةا للناس وكاان َيذران َم حن
()1
جامع الرتمذي ( ،)267/2وَال اْللباين ِف ختريج املشكاة :وسنده حسن ،وهو على شرط مسلس.
60
جاءمها ليتعلس منهما ما نزال به(.)1 َ ت حوهلما ِف كتب التفس َري أساطريُ كْثرية﴾ مل ي حْثبت شْيء﴾ منها ِف وَد نُس َج ح َ الكتاب والسن َة فيكتُ َفى ِف معرفة أم َرمها ّبا دلت عليه اآلية الكرمية(.)2
تصح تسمية املالئكة هبا: - 7األمساء املنسوبة للمالئكة ومل ّ أ -عزرائيل:
وَد جاء ِف َ يوجد ِف بعض االاث َر تسميةُ ملك املوت َبسس عزرائيل وال ُ القرآن وال ِف اْلحاديث الصحيحة تسمية هبذا االسس(.)3 ب -رقيب وعتيد:
َ َ رَيب وعتي ﴾د استدالالا بقوله يذكر ُ بعض العلماء أ هن م َن املَلئكة من امسه ﴾ ُ ني وع َن َ َ َ َ ظ َم حن الش َم َال َعَي ﴾د َما يَ حل َف ُ تعاىل﴿ :إَ حذ يَتَ لَ هقى الح ُمتَ لَقيَان َع َن الحيَم َ َ َ ٍ َ َ َ يب َعتَي ﴾د [ق.]18-17 : َ حول إهال لَ َديحه َرَ ﴾
وصف للملكني اللذين العتيد هنا صحيح ٍ فالرَيب و ُ ﴾ ُ وما ذكروه غريُ شاهدان ال َ َ َ يغيبان ملكان حاضر َان رَيب وعتي ﴾د أي يسجَلن أعمال العباد ومعَ ﴾
()1
ِف املَلئكة املقربني ص (.)50
()2
عامل املَلئكة اْلبرار ص (.)88
()3
عامل املَلئكة اْلبرار ص (.)18
61
عن َ ليس املر ُاد أهنما امسان للملكني(.)1 و العبد َ
اثلثاً -رؤية املالئكة:
دل َ يل بصورته اليت خلقه هللا عليها ت النصوص على أ هن ه ُ النب (ﷺ) رأى جرب َ
مرتني وكان يراه كْثريا متمْثَلا بصورةَ ٍ دحيَةَ الكلب رجل وكان كْثريا ما يتمْثل بصورةٍ ح
ثبت ورّبا راه ُّ بعض أصحابه وزوجاته وال يرونه كما َ النب (ﷺ) وكلمه وعنده ُ َ النب (ﷺ) َال هلا «َي عائشةُ هذا ذلك ِف حديث عائشةَ رضْي هللا عنها أ هن ه جربيل يقرأُ َ السَلم ورْحةُ هللا وبركاته ترى ما ال السَلم» فقالت وعليه عليك ُ ُ ُ أرى(.)2 َ ورّبا راه أصحابهُ رضْي هللا عنهس كما ص هح أهنس رأوه بصورةَ ٍ شديد رجل ()3 َ بياض ال َ شديد سو َاد الشع َ َ يل املشهور رب ج حديث ِف اثبت هو كما ر ْثياب ﴾ َ ك(.)4 َيذر اإلنسا ُن فرّبا لبهس عليه شيطا ﴾ن وظ هن أنه َملَ ﴾ وغريه ،ولكن ينبغْي أن َ أما رؤيتهس على صورُتس اليت خل َقهس هللا عليها َ فياهر النصوص ُّ تدل على ُ النب (ﷺ) مل ير جربيل على صورته إال مرت َ ني وهاله َعيَ ُس أهنس ال يُرون وإذا كان ُّ َ َ
()1
املصدر نفسه ص (.)18
()2
مسلس رَس (ِ ، )2474ف املَلئكة املقربني ص (.)19
()3
مسلس رَس (.)8
()4
املصدر نفسه ص (.)86
62
َ خلقه فأل حن ال يراهس غريهُ من ٍ َبب أوىل(.)1 َ ٍ َ بوجودها ولكنهه ال يشعر وَد تدنو املَلئكةُ من اإلنسان ِف حاالت وَد ُ يبصرها وإن كان يرى أثر َ وجودها كما َال تعاىل﴿ :فَلَوَال إَ َذا ب لَغَ َ َ ت َ ح َ يراها وال ُ اْل حل ُقوم وأَنحتُس َحينَئَ ٍذ تَحنيُرو َن وَححنن أََح رب إَلَي َه َمحن ُكس ولَ َكن َال تُب َ صُرو َن حَ ح ح َ ُ َُ ح حُ َ َ ح ُ [الواقعة. ]85-83 : لك َ يعلس املؤمن و َيضرون كذلك س النا و امليت َيضرون ه ن ا و أع و املوت ُ فم ُ َ َ ُ ُ ُ ملك َ َ موت املوت َطعا أ هن َ أثره وهو ُ ُ يقبض َ روح امليت لكنه ال يراه وإ حن رأى َ َ الرجل(.)2
ومن ذلك حديث أ َ ُسيد بن ُحض ٍري رضْي هللا عنه َال بينما هو يقرأُ من ُ َ َ فسكنت فقرأ فسكت الفرس جالت عنده إ حذ وفرسه مربو ﴾ط َ ح َ الليل سورَة البقرةَ ُ ُ َ َ فانصرف وكان ابنُه الفرس فجالت أ ر َ مث الفرس وسكنت فسكت الفرس فجالت َ ح ح َ ُ ُ ُ ْثل اليُّ َلة َيىي َريبا منها َ رفع ر َ فأشفق أن تصيبَه فلما اجرته َ أسه إىل السماء فإذا م ُ النب (ﷺ) فقال له أصبح حد َ ث ه فيها أمْثال املصابيح فخرج حّت ما يراها فلما َ رسول هللاَ أ حن تطأَ َيىي بن ُحضري» َال فأشفقت َي َ بن ُح َ ُ ض حري اَرأ َي َ «اَرأ َي َ َ ْثل م فإذا السماء فرفعت رأسْي إىل فانصرفت إليه فرفعت رأسْي وكان منها َريبا ُ ُ ُ ُ فخرجت حّت ال أراها َال «وتدري ما ذاك؟» َال ال ْثال املصابيح اليُّله َة فيها أم ُ ُ َال «تلك املَلئكةُ دنَ َ الناس إليها ال أت ص حوتَ َ ح َ ح ك ولو َر َ تلَ ينير ُ ْلصبحت ُ
()1
املصدر نفسه ص (.)86
()2
ِف املَلئكة املقربني ص (.)87
63
َ املَلئكة لكنهس َد ييهرون ولكن بغري تتوارى منهس»( ،)1فاالختفاء إذا هو عادةُ َ ْلسيد بن ُحضري رضْي هللا عنه ِف صورُتس اليت خلقهس هللا عليها كما ظهروا هنا اليلة لكنه مل يرهس. الناس إليها ال تتوارى أت َول َ وأما ُ ح النب (ﷺ) «ولو َر َ ينير ُ ْلصبحت ُ َ الفرس عنهس» ففيه جو ُاز رؤيتهس لكن هللا عز وجل مل أيذن هبا ولذلك جالت ُ وَطعت َراءةَ أ ٍ ُسيد. ح َ وشهودها صَل َة العص َر وصَل َة الفج َر وغري جمالس الذك َر املَلئكة وحضور ُ ُ َ الناس ِف صَلةَ الفج َر أمر ﴾ ذلك ﴾ معلوم لكن أُسيد ُ بن ُحضري رأى هنا ما ال يراهُ ُ
َ النب (ﷺ) ْلنه والعص َر يعلس أهنا مَلئكة﴾ إال خبرب َ وجمالس الذكر وهو مع ذلك مل ح مصابيح ِف ظُله ٍة(.)2 صورها وإّما رأى َ مل ير َ عند َ رسول هللاَ(ﷺ) ومنها حديث حنيلة اْلسدي رضْي هللا عنه َال ُكنا َ ُ فوعينا فذكر النار َال «مث جئت إىل َ فضاحكت الصبيا َن البيت والعبت املرأةَ ُ ُ ُ ْثل ما تذ ُكُر فلقيت أَب بكر فخرجت َال ُ فذكرت ذلك له فقال وأان َد ُ ُ ُ فعلت م َ رسول هللاَ (ﷺ) فقلت َي َ َ انفق حنيلةُ فقال « َم حه» فحدثته فلقيت َ ُ ُ رسول هللا َ ٍ فعل فقال «َي حنيلةُ ساعةا وساعةا ِبديث فقال أبو بكر وأان َد ُ ْثل ما َ فعلت م َ عند الذك َر لصافحتكس املَلئكةُ حّت تسلَ َس ولو كانت تكو ُن َلوبُكس كما تكو ُن َ ()1
مسلس رَس (.)796
()2
ِف املَلئكة املقربني ص (.)88
64
عليكس ِف َ الطرق»(.)1 للمَلئكة ممكنة﴾ َ َ َ اْلديث أ هن رؤية َ بشرط أن الناس نفهمه َم حن هذا والذي ُ َ َ لنب (ﷺ) حال استماعهس َلوهبس ملوعية ا َ كقلوب الصحابة رضْي هللا عنهس َ تكو َن ُ وإذا كان الصحابة رضْي هللا عنس -وهس ِف اإلميان ِف احملل اْلعلى -ال
دوهنس من ٍ َبب أوىل وعند يستطيعو َن االستمر َار على هذه اْلالةَ فغريُهس ممن هو َ َ َ َ املَلئكة على صورُتس اليت خلقهس الشرط ذهاب يذهب املشروط فعُلَ َس أ هن رؤيةَ ُ هللا عليها مستحيلة﴾ للناس ِف الدنيا ومل تقع ِف هذه اْلمة إال لنبينا حممد (ﷺ) مرتني(.)2
َ ضلَ َه ف هإهنا صياح الديكة فاسألوا هللاَ َم حن فَ ح وَال رسول هللا (ﷺ) «إذا مسعتُس َ َ الشيطان الرجي َس فإنه رأى هنيق اْلما َر فتعوذوا َبللَ من ر ح أت َملَكا وإذا مسعتُس َ ()3 نعلس كيف تراها َ ه وِبي صورةٍ تراها وال ة املَلئك ترى ة الديك ن أ وفيه ، شيطاانا» َ َ ُ نقول كما جاءَ ِف اْلديث وهللا أعلس(.)4 فنحن ُ ُ
النب (ﷺ) آيةا على صدَه وهْي رؤيةُ املَلئك َة أو طلب الكف ُار من َ ولقد َ رؤيةُ هللاَ فأجاهبس هللا بقوله تعاىل﴿ :وَ َ ه َ ين َال يَحر ُجو َن لََقاءَ َان لَحوَال أُنح َزَل َعلَحي نَا َ ال الذ َ َ َ استَ حك َربُوا َِف أَنح ُف َس َه حس َو َعتَ حوا عُتُ اوا َكبَ اريا يَ حوَم يََرحو َن الح َم ََلئ َكةُ أ حَو نََرى َربهنَا لََقد ح ()1
مسلس رَس (.)2750
()2
ِف املَلئكة املقربني ص (.)89
()3
فتح الباري على البخاري (.)350/6
()4
ِف املَلئكة املقربني ص (.)90
65
َ ٍَ َ َ َ ورا [الفرقان.]22-21 : الح َم ََلئ َكةَ َال بُ حشَرى يَ حوَمئذ ل حل ُم حج َرم َ ني َويَ ُقولُو َن ح حجارا َححم ُج ا َ للنب (ﷺ) وَعت َ وأما رؤيةُ املَلئكة عليهس السَلم ِف املنام فهْي ممكنة﴾ وَد ح
ورؤَي اْلنبياء حق وَد عدها العلماءُ مرتبةا من مراتب الوحْي(.)1
رسول هللاَ (ﷺ) «إنه فمن حديث َمسُرَة ب َن ُجندب رضْي هللا عنه وفيه َال ُ َ انطلق وفيه انطلقنا فأتينا على ٍ رجل أَتين الليلةَ اتيان وإهنما ابتعْثاين وإهنما َال ِل ح ٍ ٍ انر َيشُّها ويسعى حوَهلا َال أنت راء رجَلا مراةا فإذا َ كريه املرأة كأك َرهَ ما َ عنده ﴾
مالك عند النا َر َيشها ويسعى حوهلا فإنه ﴾ الرجل الكريهُ املرأة الذي َ ِف اخره وأما ُ خا َز ُن جهنس»(.)2
النب (ﷺ) املَلئكةَ هذه املرة بصورةَ الرجال أيضا كما جاءَ ذلك وَد رأى ه البخاري ِف َبب ب حد َ َ وميكائيل ومالكا يل رب ج أى ر ه أن و اْللق ء مصهرحا به عند َ َ َ َ بصورةَ ٍ رجال(.)3 رسول هللاَ (ﷺ) «رأيتُ َ ك ومن ذلك حديث عائشةَ رضْي هللا عنها َال َال ُ ُ ك ِف َ ك َ َيملُ َ َبل أ حن أتزو َ جك مرت َ اكشف فقلت له ني ر أيت امللَ َ ح سرَة حري ٍر ُ ُ ح َ ك َ أنت فقلت إ حن ي ُكن هذا َمن َعحن َد هللاَ ميُح َ فكشف فإذا َهْي َ َيملُكَ ض َه مث رأيتُ َ َ ح ح َ ح َ ِف َ َ َ يكن هذا َم حن اكشف فقلت ح َ فكشف فإذا ه َْي أنتُ ، سرَة حري ٍرُ ، فقلت إ حن ح ح
()1
فتح الباري ( ،)23/1زاد املسري البن اجلوزي (.)297/7
()2
البخاري رَس (.)7047
()3
البخاري رَس (.)3064
66
َع َ ند هللاَ ميُح َ ض َه»(.)1
ديث َ َ النب (ﷺ) كما ِف ح َ عبد هللا املَلئكة ِف املنام لغ َري َ وَعت رؤيةُ وَد ح ب َن عمر رضْي هللا عنهما فرأيت ِف َ النوم كأ هن َملَ ح َ كني أخذاين فذهبا ّب إىل النا َر ُ َ َ فجعلت أَول أانس َد عرفتُهس فإذا هْي مطوية﴾ َ ُ كطْي البئ َر وإذا هلا َرانن وإذا فيها ﴾ َ صةَ أعوذُ َبلل َم َن النا َر َال فلقينا َملَ َ اخر فقال ِل َملح تَُر حع فقصصتُها على َح حف َ ك َ َ َ َ َ صلَْي فقصتها حفصةُ على رسول هللا (ﷺ) فقال «ن حعس الهر ُج ُل َعحب ُد هللا لَحو كا َن يُ َ َم َن َ ينام من الليل إال َليَلا(.)2 الليل» فكان ُ بعد ال ُ يدل على إمكانية رؤية املَلئكة ِف حال َ اْلديث ُّ النب(ﷺ) وهذا النوم لغ َري َ ُ مصدر تشري ٍع ،وإّما هْي كغ َريها إما ليست لكن ينبغْي أن يُ حعلَ َس أ هن هذه الرؤية ح و ح َ مبشرات أو َ َ َ مصدر تشري ٍع فهذا وساوس النفس أما أَ حن تتخ َذ حمذرات أو َم حن َ اضح(.)3 خطأ﴾ و ﴾
رابعاً موت املالئكة:
ٍ َال تعاىل﴿ :وَال تَ حدع مع هَ ك إَهال آخَر َال إَلَهَ إَهال ُه َو ُك ُّل َش حْيء َهالَ ﴾ اّلِل إَ َهلاا َ َ ُ ََ اْل حكس وإَلَي َه تُرجعو َن [القصص ]88 :وَال تعاىلُ ﴿ :ك ُّل من علَي ها فَ ٍ ان َو حج َههُ لَهُ حُ ُ َ ح ح َ ُ َ ح َ حَ ك ذُو ا حجلَََل َل و حَ اإل حكَرَام [الرحمن.]27-26 : َويَحب َقى َو حجهُ َربَ َ َ ()1
مسلس رَس (.)2438
()2
البخاري (.)1070/1
()3
ِف املَلئكة املقربني ص (.)92
67
َ َ مجيع َ أهل خيربُ تعاىل أ هن َ أهل اْلرض مجيع ا سيذهبون وميوتون وكذلك ُ السماو َ الرب تعاىل ات إال ما شاء هللا وال يبقى أح ﴾د سوى وجهه الكرمي فإن ه ميوت أبدا(.)1 ميوت بل هو ُّ اْلْي الذي ال ُ وتقدهس ال ُ وَال تعاىلَ : الصوَر فَصعَق من َِف ال هسماو َ ات َوَم حن َِف حاْل حَر َ ض ﴿ونُف َخ َِف ُّ َ َ َ ح ََ َ إَهال من َشاء ه َ َ َ ُخَرى فََإ َذا ُه حس ََيَ ﴾ام يَحنيُُرو َن [الزمر.]68 : اّلِلُ مثُه نُف َخ فيه أ ح َح َ َ السماء يقول ابن كْثري ِف تفسري هذه اآلية فاملَلئكةُ تشملُهس اآليةُ ْلهنس ِف َ ميوت هبا اْلحياءَ من أهل هذه هْي النفخةُ الْثانيةُ وهْي نفخةُ الصعق وهْي اليت ُ
السماوات واْلرض إال َم حن شاء هللا كما جاء مصهرحا به مفسرا ِف حديث الصور ملك املو َ ت وينفرد ميوت َ خر َم حن ُ املشهور مث ي حقبَ ُ ض أرو َ اح الباَني حّت يكو َن آ ُ َبلدميومة و َ َ البقاء ويقول لَ َمن اْلْي القيوم -الذي كان أوالا وهو الباَْي آخرا - ُّ بنفسه فيقول للَ الو َ امللك اليوم؟ ثَلث مر ٍ ات مث ييب نفسه َ احد القهار(،)2 ُ ُ َ فاملَلئكةُ مْثل َ اإلنس و َ اجلن ميوتون ويبعْثون. ُ وهل ميوتون َبل النفخ ِف الصور مْثل اإلنس واجلن؟!َ أم أ هن موُتس يبدأ
َبلنفخ ِف الصور؟ َ دليل ِف هذا واْلوىل عدم اْلوض فيه وهللا أعلس. مل ح يرد ﴾ *** ()1
تفسري ابن كْثري (.)272/3
()2
عامل املَلئكة اْلبرار ص (.)19
68
الفصل الرابع عبادة املالئكة متهيد أوالً:
وجل وشهادهتم ابلتوحيد إمياهنم ابهلل ّ عز ّ
اثنياً:
تسبيح املالئكة هلل تعاىل
اثلثاً:
دعاء املالئكة للمؤمنني
رابعاً:
دعاء املالئكة على الكفار وعلى أقوام بسبب أعماهلم السيئة
خامساً:
والء املالئكة للمؤمنني
سادساً:
براءة املالئكة من أهل الكبائر وبغضهم ألئمة الكفر
سابعاً:
املالئكة يقومون ابمتهان الكفار
اثمناً:
املالئكة يتح ّدثون إىل عصاة املسلمني وإىل الكفار
اتسعاً:
خوفهم من هللا وخشيتُهم له
عاشراً:
حضورهم جماس الذكر وخطبة يوم اجلمعة
حادي عشر :حضورهم الصلوات يف املساجد ،وقوهلم ما يقول املأموم اثين عشر:
صالة املالئكة
اثلث عشر:
سالم املالئكة
69
الفصل الرابع عبادة املالئكة متهيد: املَلئكة مطبوعون على طاعة هللا ليس هلس القدرةُ على العصيان َال اّلِلَ َما أ ََمَرُه حس َويَ حف َعلُو َن َما يُ حؤَمُرو َن [التحريم .]6 :فرتُكهس صو َن ه تعاىلَ : ﴿ال يَ حع ُ َ َ للطاعة جبلةُ ال يكلفهس أدَّن جماهدةٍ ْلنه ال شهوَة هلس وهس للمعصية وفعلُهس مأمورو َن َبلعبادةَ و َ ﴿خيَافُو َن َرههبُحس َم حن فَ حوََ َه حس َويَ حف َعلُو َن َما الطاعة َال تعاىلَ : ﴿خيَافُو َن َرههبُحس بل هو يُ حؤَمُرو َن [النحل ]50 :وِف اآلية واْلوف نوع﴾ من التكاليف َ ﴿وُه حس َم حن َخ حشيَتَ َه ُم حش َف ُقو َن أعلى أنو َاع العبودية كما َال تعاىل فيهس َ [األنبياء.)1(]28 : وَد دل َ النصوص الشرعيةُ على عصمة املَلئكة من الذنوب فمن ذلك ت ُ ﴿وَالُوا هاختَ َذ الهر حْحَ ُن َولَ ادا ُسحب َحانَهُ بَ حل َعبَا ﴾د ُم حكَرُمو َن َال يَ حسبَ ُقونَهُ ََبلح َق حوَل َوله تعاىلَ : َ وهس َِبَم َرهَ ي عملُو َن ي علَس ما ب َ ضى ني أَيحدي َه حس َوَما َخ حل َف ُه حس َوَال يَ حش َفعُو َن إَهال ل َم َن حارتَ َ َ ُ ح ح َ ح َ َ ح ُ َ َح َ َ َ ك َحَن َز َيه َج َهن َهس َوُه حس َم حن َخ حشيَتَ َه ُم حشف ُقو َن َوَم حن يَ ُق حل َمحن ُه حس إََين إَلَه﴾ َم حن ُدونََه فَ َذل َ َ ََ ني [األنبياء.]29-26 : َك َذل َ ك َحَن َزي اليهالم َ ()1
عامل املَلئكة اْلبرار ص (.)29
70
وَال تعاىلَ﴿ :ي أَيُّها اله َذين آمنوا َُوا أَنح ُفس ُكس وأَهلَ هاس ن ال ا ه ود َ و ا ر ان س ك ي ُ ُ َ َ َُ َ حَح ُ َ َ َ َ ا ح ُ َ َ َ َ اّلِلَ َما أ ََمَرُه حس َويَ حف َعلُو َن َما صو َن ه َوا حْل َج َارةُ َعلَحي َها َم ََلئ َكة﴾ غ ََل ﴾ظ ش َد ﴾اد َال يَ حع ُ
يُ حؤَمُرو َن [التحريم.]6 : َ َ عباد يتصفون َ العبودية َائمو َن َبْلدمة منفذون صفات بكل فاملَلئكةُ ﴾ ط ال يستطيعون أن يتجاوزوا اْلوامر وال أن خيالفوا وعلس هللا هبس حمي ﴾ للتعاليس ُ فاْلمر التعليمات امللقاة إليهس خائفون وجلون وهس ال يفعلون إال ما يؤمرون به ُ
َيركهس واْلمر يوَفهس وهس مكلفون َبلطاعة وهس يقومون َبلعبادة والتكاليف بيسر وسهولة.
ومن بعض هذه العبادات(:)1 أوالً إمياهنم ابهلل عز وجل وشهادهتم ابلتوحيد:
فاملَلئكةُ يؤمنون َبللَ عز وجل إمياانا كامَلا ويشهدون أنه ال إله إال هو سبحانه وخيضعون ْلوامره تعاىل كما يؤمنون به سبحانه وِبمسائه وصفاته وأنه تعاىل له اْلمساء اْلسَ والصفات العُلى:
اّلِلُ أَنههُ َال إَلَهَ إَهال ُه َو َوالح َم ََلئَ َكةُ َوأُولُو الحعَحل َس َائَ اما ﴿ش َه َد ه َ - 1ال تعاىلَ : ََبلح َق حس َط [آل عمران.]18 : - 2وَال تعاىل﴿ :لَكَ َن ه ك أَنح َزلَهُ بَعَحل َم َه َوالح َم ََلئَ َكةُ اّلِلُ يَ حش َه ُد َّبَا أَنح َزَل إَلَحي َ ()1
عامل املَلئكة واْلبرار ص (.)30
71
يدا [النساء .]166 :فقد شهدوا على َ صدق الوحْي وأنه يَ حش َه ُدو َن َوَك َفى ََب هّلِلَ َش َه ا
منز﴾ل من عند هللا العزيز اْلكيس.
- 3وعن إمياهنس ِبمساء هللا تعاىل وصفاته يقول هللا تبارك وتعاىلَ﴿ :الُوا اْلَ َك ُيس [البقرة.]32 : ت الح َعلَ ُيس ح ك َال َع حل َس لَنَا إَهال َما َعله حمتَ نَا إَنه َ ُسحب َحانَ َ ك أَنح َ - 4وَال تعاىل﴿ :اله َذ َ ش َوَم حن َح حولَهُ يُ َسبَ ُحو َن َِبَ حم َد َرهبََ حس ين َحَيملُو َن الح َعحر َ َ َ ََ َ ََ ين َآمنُوا [غافر.)1( ]7 : َويُ حؤمنُو َن به َويَ حستَ حغفُرو َن للهذ َ
اثنياً تسبيح املالئكة هلل تعاىل:
َ َ تسبيح املَلئكة ِف صور متنوعة وبعبارات ذكر َ تكرر ِف الكتاب والسنة ُ خمتلفة منها: تسبيحهم على الدوام بال انقطاع: -1 ُ َ هَ َ ََ ين َعحن َد َربَ َ ك َال يَ حستَ حكَربُو َن َع حن عبَ َادته َويُ َسبَ ُحونَهُ أ َ -ال تعاىل﴿ :إ هن الذ َ َولَهُ يَ حس ُج ُدو َن [األعراف.]206 : يعين هبس املَلئكة وهذه العبوديةُ تعين َرهبس من هللا تعاىل ورفعة منزلتهس على
غريهس من املخلوَات. ٍ مث وصفهم هللا تعاىل يف هذه اآلية ِ أوصاف: بثالثة
أهنس ال يستكربون عن عبادة هللا تعاىل وأهنس يسبحونه وأهنس يسجدون له وهذه ()1
عبودية الكائنات لرب العاملني فريد امساعيل التوين ص (.)356
72
اْلوصاف دالة﴾ على كمال عبوديتهس لل تعاىل حيث َد اجتمعت هلس العبادة ُ القلبية والقولية والبدنية: فعدم االستكبا َر عبادة﴾ َلبية﴾ تنشأ عنها العبادة القولية والبدنية(.)1
التسبيح هو ذكرهس لل تعاىل وتنزيههس إَيه عن َ يليق جبَلله و كل ما ال ُ ُ اعتقاد التنزيه وَبللسان وهْي َول (سبحان وعيمته وهو عبادة كائنة﴾ َبلقلب وهْي ُ
هللا) وحنوه من الذكر ،وَبجلوارح ،كالصَلة مْثَلا.
اْلضوع و ه الذل لل العلْي العييس وتقدمي اجلار والسجود عبادة﴾ بدنية تتضمن َ
واجملرور ِف َوله إيذان َبختصاص سجودهس لل تعاىل وحده دون غريه(.)2 ب َ -ال تعاىل﴿ :ولَه من َِف ال هسماو َ ات َو حاْل حَر َ ض َوَم حن َعحن َدهُ َال يَ حستَ حكَربُو َن ََُح ََ َ َ ََ هه َار َال يَ حف ُرتُو َن [األنبياء.]20-19 : َع حن عبَ َادته َوَال يَ حستَ ححسُرو َن يُ َسبَ ُحو َن اللهحي َل َوالن َ ﴿وَم حن َعحن َدهُ يعين املَلئكة( ،)3كما ِف اآلية السابقة ،وَد فقوله هناَ : تضمنت هذه اآلية بيان أن املَلئكة زَيدة على عدم استكبارهس عن عبادة هللا ﴿والَ يَ حستَ حح َسُرو َن أي :ال يتعبون وال ميلون( ،)4وهلذا فهس ﴿يُ َسبَ ُحو َن اللهحي َل َ ﴿والَ يَ حستَ حح َسُرو َن ْلن من َيب أمرا، َوالن َ هه َار الَ يَ حف ُرتُو َن وهذا كالبيان لقولهَ : ال يتعب منه ،وال يرتكه ،وال ميل منه ،بل يواظب عليه( )5ليَلا وهنارا ،ال يلحقهس
()1
البحر احمليط ْلّب حيان.)450/4( .
()2
املصدر نفسه (.)450/4
()3
تفسري القران العييس البن كْثري (.)184/3
()4
التسبيح ِف الكتاب والسنة د .حممد كندو.)274/1( .
()5
تفسري التحرير والتنوير البن عاشور (.)36/17
73
التسبيح عن تدبري ما وكلوا به من أمور اْللق(.)1 كَلل وال إعياء ،وال يشغلهس ُ هَ ََ ك يُ َسبَ ُحو َن لَهُ ََبللهحي َل ين َعحن َد َربَ َ ج َ -وله تعاىل﴿ :فَإن ا حستَ حك َربُوا فَالذ َ هها َر َوُه حس َال يَ حسأ َُمو َن [فصلت .]38 :وهذه اآلية ِف معَ اآليتني السابقتني فقوله َوالن َ
تعاىل ﴿الَ يَ حسأ َُمو َن * كقوله تعاىل﴿ :الَ يَ حف ُرتُو َن (.)2 ومجيع هذه اآلَيت دالة﴾ على َوة املَلئكة وكمال حياُتس وشدة الداعْي فتور وال سامة﴾ وال يشغلهس منهس إىل تسبيح هللا تعاىل ومَلزمته فَل يلحقهس فيه ﴾ عنه شاغل(.)3
- 2تسبيح محلة العرش واحلافني من حوله من املالئكة: هَ َ ش َوَم حن َح حولَهُ يُ َسبَ ُحو َن َِبَ حم َد َرهبََ حس ين َحَيملُو َن الح َعحر َ أ َ -وله تعاىل﴿ :الذ َ وي ؤَمنو َن بََه ويست حغ َفرو َن لَله َ َ ت ُك هل َش حْي ٍء َر حْحَةا َو َعلح اما فَا حغ َفحر ذ َ ُح ُ ين َآمنُوا َربهنَا َوس حع َ َ ََ حَ ُ ََ ك َوََ َه حس َع َذ َ َ َ ذكر هللاُ تعاىل ِف ين ََتبُوا َواتهبَعُوا َسبَيلَ َ للهذ َ اب ا حجلَحيس [غافرَ .]7 : ني من مَل َ هذه اآلية صنف َ ئكته املسبحني ِبمده ومها املَلئكة الذين َيملون العرش واملَلئكة الذين يطوفون حول العرش مث أخرب تعاىل عنهس مجيع ا ب َ ْثَلثة أموٍر: َ مدح هلس بكْثرة عبادُتس لل ﴿يُ َسبَ ُحو َن َِبَ حم َد َرهبََ حس األول أهنس وهذا ﴾ تدخل ِف تسبيح هللا وحتميده ْلهنا وخصوصا التسبيح والتحميد وسائر العبادات ُ
()1
التسبيح ِف الكتاب والسنة (.)274/1
()2
املصدر نفسه (.)275/1
()3
مدارج السالكني البن القيس (.)245/3
74
اْلمد هو العبادةُ لل تعاىل(.)1 تنزيه﴾ له عن كون العبد يصرفها لغريه وْحد له بل ُ ﴿ويُ حؤَمنُو َن بََه وأنه ال إله هلس سواه ويشهدون بذلك الثاين أهنس أي يقرون َ وال يستكربون عن عبادته(.)2 الثالث أهنس أي يستغفرون للمؤمنني ﴿ويست حغ َفرو َن لَله َ من آ ن مم ا و ن آم ن ي ذ ُ َ َ َ ََ حَ ُ َبلغيب وأَر ّبْثل إَرار املَلئكة من توحيد هللا تعاىل والرباءة من كل معبود سواه(،)3 َ ض مَلئكته املقريني وهذا من مجلة فوائد اإلميان وفضائله الكْثرية أن هللا تعاىل َي َ ذنوب عليهس ليستغفروا ْلهل اإلميان من البشر ويدعوا هلس بيهر الغيب الذين ال َ
فاملؤمن إبميانه تسبب هبذا الفضل العييس(.)4 ُ
َ ت ُك هل َش حْي ٍء َر حْحَةا َو َع حل اما ﴿ربهنَا َوس حع َ وَوله تعاىل هو بيا ﴾ن لصفة دعائهس َ
وختصيص هذين الصنفني من املَلئكة َبلذكر ِف وكذا اآليتان املذكورَتن بعدمها ُ دليل على ما هلما من شأن عييس إذ اختارهس هللا تعاىل ْلمل املوضعني السابقني ﴾
شك أهنس من أكرب املَلئكة وأعيمهس عرشه العييس والطواف من حوله فَل ه
وأَواهس وأَرهبس منه سبحانه وتعاىل(.)5 َ َ ني َم حن َح حوَل الح َعحر َش يُ َسبَ ُحو َن َِبَ حم َد ﴿وتََرى الح َم ََلئ َكةَ َحاف َ ب َ -ال تعاىلَ : ضْي ب ي ن هس ََب حْل َق وََ َ رهبََس وَُ َ اْلم ُد َهّلِلَ ر َ ني [الزمر.]75 : َ ب الح َعالَم َ ح ُ يل حَ ح َ َ َ َ ح َ َ حَ َ ()1
التسبيح ِف الكتاب والسنة (.)279/1
()2
تفسري الطربي ( ،)41/11التسبيح ِف الكتاب (.)279/1
()3
تفسري ابن كْثري (.)78/4
()4
تيسري الكرمي املنان للسعدي ص (.)732
()5
التسبيح ِف الكتاب والسنة ( ،)280/1تفسري البغوي (.)139/7
75
هذه اآلية ذكرت بعد ذكر أحداث يوم القيامة وما يقع فيه من القضاء بني العباد وتوفية كل نفس ما عملت وإدخال أهل اجلنة وأهل النار ُكَلا ِف احملل الذي يستحقه ويليق به فقوله تعاىل ﴿ َوتََرى الح َم ََلئَ َكةَ أي ِف ذلك اليوم العييس َ ني َم حن َح حوَل الح َعحر َش أي حمدَني حميطني َبلعرش(﴿)1يُ َسبَ ُحو َن َِبَ حم َد َرهبََ حس ﴿ َحاف َ
أي ميجدونه ،ويعيمونه ،ويقدسوه ،وينزهونه عن اجلور ،وعن كل ما ال يليق جبَلله(﴿ ،)2وََ َ اْلم ُد َهّلِلَ ر َ ني وهذا إخبار عن ْحد الكون أمجعه ب الح َعالَم َ يل حَ ح َ َ َ انطقه وهبيمه لل رب العاملني ،عقيب َضائه َبْلق بني اْلَلئق ،وهلذا حذف فاعل اْلمد ِف َوله﴿ :وََ يل إلفادة العموم واإلطَلق حّت ال يسمع إال حامد َ َ لل تعاىل من أوليائه ومن أعدائه ،ومن مجيع خملوَاته( ،)3كما َال اإلمام اْلسن البصري لقد دخلوا النار وإ هن ْحده لفْي َلوهبس ما وجدوا عليه حجة وال سبيَلا(.)4 - 3متدح املالئكة بتسبيحهم هلل تعاىل: ك لَحلم ََلئَ َك َة إََين ج َ اع ﴾ل َِف حاْل حَر َ ض َخلَي َفةا َالُوا ﴿وإَ حذ َ َ َ ال َربُّ َ َ أ َ -ال تعاىلَ : َ َ َ َ أ ََجتعل فَيها من ي حف َس ُد فَيها ويس َف َ ال كََ س لَ َ َ ََ ح ُ حَ ُ َ َ ح ُ ك الد َماءَ َوَححن ُن نُ َسب ُح ِبَ حمد َك َونُ َقد ُ
إََين أ حَعلَ ُس َما َال تَ حعلَ ُمو َن
()1 ()2
[البقرة]30 :
يتضم ُن ُتدحهس بتسبيحهس وتقديسهس لل
تفسري القران العييس البن كْثري (.)75/4 املصدر السابق (.)75/4
()3
التسبيح ِف الكتاب والسنة (.)279/1
()4
املصدر نفسه (.)279/1
76
تعاىل(.)1 صافُّو َن َوإَ هان ﴿وإَ هان لَنَ حح ُن ال ه ب -وَال تعاىل حكآيةا لقول املَلئكة َ لَنَ حح ُن الح ُم َسبَ ُحو َن [الصافات .]166-165 :وِف هذا ُتدح بوَوفهس صفوفا ِف السماء أَسس هللا تعاىل هبس ِف َوله سبحانه لعبادة هللا تعاىل وبتسبيحهس هللا تعاىل وَد َ ﴿وال ه َ الصافات فإهنا املَلئكةُ الصافات لرهبا ِف ص افا [الصافات ]1 :فأما ُ صافهات َ َ ﴿وإَ هان السماء( ،)2وَوهلس وَال ابن كْثري ِف تفسري اآليتني أي ُّ نصطف فنسب ُح َ
لَنَ حح ُن الح ُم َسبَ ُحو َن وّمجده ونقدسه وننزهه عن النقائص فنحن عبي ﴾د له فقراء إليه خاضعون لديه(.)3 - 4تسبيح املالئكة لكالم هللا تعاىل وقضائه:
رجل من أصحاب عن عبد هللا بن عباس رضْي هللا عنهما َال أخربين ﴾ جلوس ليلةا مع رسول هللا (ﷺ) ُرَم َْي بنج ٍس النب (ﷺ) من اْلنصار أهنس بينما هس ﴾ رسول هللاَ (ﷺ) «ماذا كنتس تقولون ِف اجلاهلية إذا ُرَم َْي ّب َْثل فاستنار فقال هلس ُ هذا؟» َالوا هللا ورسوله أعلس كنا ُ َ عييس عييس َ جل ﴾ رجل ﴾ ومات ر ﴾ نقول ول َد الليلةَ ﴾ ملوت ٍ فقال رسول هللا (ﷺ) «فإهنا ال ي رمى هبا َ بارك أحد وال ْلياتََه ولك هن ربنا ت َ ُح َ َ َ السماء الذين يلوهنس أهل وتعاىل امسُه إذا َضى أمرا سبح ْحلةُ العرش مث سب َح ُ أهل هذه السماء الدنيا مث َال ْلملة العرش: يبلغ حّت َ ُ التسبيح َ ()1
التسبيح ِف الكتاب والسنة (.)277/1
()2
التسبيح ِف الكتاب والسنة (.)277/1
()3
تفسري القران العييس (.)26/4
77
بعض َ أهل السماوات ماذا َال ربُّكس؟ فيخربوهنس ماذا َالَ :ال فيستخربُ ُ
يبلغ بعضا حّت َ أوليائهس ويرمو َن
السمع فيقذفون إىل اجلن اْلربُ هذه السماء الدنيا فتخطف ُّ ُ َ حق ولكنهس يقرفون فيه به فما جاؤوا به على وجهه فهو ٌّ
ويزيدون»(.)1 اْلديث يبني أ هن املَلئكةَ يسبحون لل تعاىل إذا َضى أمرا أي إذا فهذا ُ التسبيح للتنزيه تكلس ِبمره الذي َضاه مما يكون وِف ذلك إشارة﴾ إىل أن هذا َ والتعييس واْلضوع لكَلم هللا تعاىل وَضائه ّبا شاء أن يكون من اْلمور فإنه
يقول إال اْلق وال يقضْي إال َبْلق(.)2 سبحانه ال ُ ٍ خر عن أّب هريرة رضْي هللا عنه َال وَد جاء ُ َتكيد هذا املعَ ِف حديث آ َ َ ت املَلئكةُ ِبجنحتها اْلمر ِف السماء َ ضَربَ ح إن ه نب هللا (ﷺ) َال« :إذا َضى هللاُ َ ()3 ع عن َلوهبس(َ ،)4الوا ماذا خضعاانا لقوله كأنه سلسلة﴾ على صفوان ،فإذا فُ َز َ َال ربكس؟ َالوا للذي َال اْلق وهو العلْي الكبري»( .)5وهذا كلُّه يبني أن َ لكَلم
َ َبلقضاء أو الوحْي وَعا عييما على املَلئكة خيرون لذلك سجدا لل هللا تعاىل
تعاىل ويسبحون تنزيها وتعييما وخضوعا له سبحانه(.)6 ()1
مسلس رَس ( )2229يقرفون :خيلطون فيه الكذب.
()2
التسبيح ِف الكتاب والسنة (.)282/1
()3
الصفوان :اْلجر اْلملس.
()4
فزع عن َلوهبس :أي :أزيل عن َلوهبس اْلوف.
()5
البخاري رَس (.)2229
()6
التسبيح ِف الكتاب والسنة (.)282/1
78
- 5افتتاح املالئكة يف كالمها مع هللا ابلتسبيح: َ املَلئكة لل تعاىل أيضا أهنس إذا تكلموا معه سبحانه افتتحوا تسبيح ومن َ ٍ مقامات ه كتاب هللا تعاىل ومن هذه كَلمهس َبلتسبيح له وذلك ِف دل عليها ُ املقامات: ال ض ُه حس َعلَى الح َم ََلئَ َك َة فَ َق َ آدم حاْل ح َمسَاءَ ُكله َها مثُه َعَر َ ﴿و َعله َس َ أ َ -وله تعاىلَ : أَنحبَئ َوين َِب حَمس َاء هؤَال َء إَ حن ُكحن تس َ َ ك َال َع حل َس لَنَا إَهال َما َعله حمتَ نَا ني َالُوا ُسحب َحانَ َ ُ َ َُ صادَ َ ُح َ ك أَنحت الحعلَيس ح َ َ آدم مقام بني هللا تعاىل فيه شرف َ اْلَك ُيس [البقرة .]32-31 :هذا ُ إنه َ َ َ ُ للمَلئكة ّبا فضله به من علس أمساء َ كل شْيء من أصناف املخلوَات( ،)1مث تلك اْلشياء على املَلئكة َائَلا وَد علس تعاىل أنه ﴿أَنحبَئُ َوين َِبَ حمسَ َاء عرض تعاىل َ هؤالََء إَ حن ُكحن تس َ َ خلق َُ صادَ َ علس هلس بذلك وإّما سأهلس لرييَهس عجزهس وأنه َد َ ُح َ ني َ
من خلقه َم حن ُه َو أعلس منهس بتعليمه إَيه( ،)2فأجاب املَلئكة َائلني أي تنزيها ت الح َعلَ ُيس ك الَ َع حل َس لَنَا إَاله َما َعله حمتَ نَا إَنه َ ﴿سحب َحانَ َ ك أَنح َ نعلس شيئا إال ُ لك أن َ بكل ٍ أنت العليس َ اْلكيس أنت و تعليس غري من شْيء ح اْلَ َك ُيس علمتنا إَيه فإن َ َ ك َ ُ العدل التام لك اْلكمةُ العليا و ُ ِف خلقك وأم َرك وِف تعليمك ما تشاء ملن تشاءَ ،
ِف ذلك(.)3
َ أدب كَلمهس مع هللا تعاىل ِف هذا املقام َبلتسبيح وهذا ﴾ والشاه ُد أهنس بدأوا َ
()1
تفسري ابن كْثري (.)76/1
()2
التسبيح ِف الكتاب والسنة (.)283/1
()3
املصدر نفسه (.)283/1
79
وتعييس لذي اجلَلل واإلكرام والعيمة املطلقة(.)1 منهس ﴾ ب َ -ال تعاىل﴿ :وي وم ََي ُشرهس ََ ول لَحل َم ََلئَ َك َة أ ََه ُؤَال َء إَ هَي ُك حس مج ايعا مثُه يَ ُق ُ ََح َ ح ُُ ح اجلَ هن ت َولَيُّ نَا َم حن ُدوهنََ حس بَ حل َكانُوا يَ حعبُ ُدو َن ح َكانُوا يَ حعبُ ُدو َن َالُوا ُسحب َحانَ َ ك أَنح َ أَ حكْثَ ُرُه حس هبََ حس ُم حؤَمنُو َن [سبأ.]41-40 : َ َيشرهس هللا وهذا تقر ﴾ يع للمشركني َ يوم القيامة على رؤوس اْلَلئق حني ُ
يسأل املَلئكةَ الذين كان هؤالء املشركون يتخذوهنس اهلة من دون تعاىل مجيع ا مث ُ هللا فيقول تعاىل للمَلئكة ﴿أ ََه ُؤالََء إَ هَي ُك حس َكانُوا يَ حعبُ ُدو َن أي أنتس أمرت هؤالء ()2 ت بعبادتكس ،فيجيب املَلئكة متربئني من عبادة املشركنيَ﴿ :الُوا ُسحب َحانَ َ ك أَنح َ َولَيُّ نَا َم حن ُدوهنََ حس [سبأ ]41 :افتتحوا جواهبس َبلتسبيح لل تعاىل ،أي :تنزيها لك أن يكون معك شريك ِف العبادة ،فنحن عبيدك ،مفتقرون إىل واليتك ،فَل نتخذ وليا من دونك ،ونربأُ إليك من هؤالء املشركني(.)3 هس ب ذلك أمر ُ وهذا يعين أن املَلئك ة مل ي أمروهس بذلك وح اش اهس وإّم ا َ الشياطني من اجلن( ،)4وهلذا َالوا ﴿بَ حل َكانُوا يَ حعبُ ُدو َن ا حجلَ هن أَ حكْثَ ُرُه حس هبََ حس ُ ُم حؤَمنُون ).(5
()1
تفسري التحرير والتنوير البن عاشور (.)413/1
()2
تفسري القران العييس (.)550/3
()3
تفسري الطربي (.)382/10
()4
التسبيح ِف الكتاب والسنة (.)284/1
()5
املصدر نفسه (.)284/1
80
- 6حال املالئكة يف تسبيحهم هلل تعاىل: اد ومما يبني َ حال املَلئكة ِف تسبيحهس لل تعاىل َوله عز وجل ﴿تَ َك ُ ات يَتَ َفطهحر َن َم حن فَ حوََ َه هن َوالح َم ََلئَ َكةُ يُ َسبَ ُحو َن َِبَ حم َد َرهبََ حس َويَ حستَ حغ َفُرو َن لَ َم حن ال هس َم َاو ُ اّلِل هو الحغَ ُف َ َِف حاْلَر َ َ ات ور الهرح ُيس [الشورى ، ]5 :ومعَ ﴿تَ َك ُ اد ال هس َم َاو ُ ح ُ ض أََال إ هن هَ ُ َ َ ات على عَيَ َمها وكوهنا مجادا أن يتشققن يَتَ َفطهحر َن أي َ :اربت السماو ُ ()1 فوق اليت تليها(.)2 ويتصدعن ،ومعَ ﴿فوَهن أي :كل مسا ٍء تتفطر َ وللعلماء ِف سبب مقاربة السماوات للتفطر ِف هذه اآلية وجهان كَلمها ُّ ات يدل له َرا ﴾ن :الوجه اْلول :أن املعَ خوفا من هللا تعاىل وهيبة ﴿تَ َك ُ اد ال هس َم َاو ُ ُّ ﴿وُه َو الح َعلَ ُّْي الح َع َي ُيس * ْلن عل هوه يَتَ َفطهحر َن ويدل هلذا الوجه َوله تعاىل َبله َ َ كادت ب للسماوات ذلك اْلوف واهليبة واإلجَلل حّت ح عز وجل وعيمته َسبه َ ﴿والح َمَلَئَ َكةُ يُ َسبَ ُحو َن َِبَ حم َد تتفطر وعلى هذا الوجه فقوله بعده مناسبتُه ملا َبله َ َ رهبََس ْلن املعَ أن السماو َ اْلوف منه تعاىل و َ اهليبة واإلجَلل له ات ِف غاية َ ح َ املَلئكة فهس يسبحون ِبمد رهبس أي ينزهونه عن َ كل ما ال وكذلك سكاهنا من ٍ يليق بكماله وجَلله مع إثباُتس له ُك هل ٍ وجَلل خوف ا منه وهيبةا وإجَلالا. كمال ُ الوجه الْثاين :أن املعَ من شدةَ َعيََس الفر َية اليت افرتاها الكفار على خالق ات يَتَ َفطهحر َن من كونه اخت َذ ولدا سبحانه السماوات واْلرض جَل ﴿تَ َك ُ اد ال هس َم َاو ُ ضحا ِف َوله تعاىل: وتعاىل عن ذلك علوا كبريا وهذا الوجهُ جاءَ مو ه ()1
أضواء البيان للشنقيطْي (.)413/4
()2
أضواء البيان ( ،)414/4التسبيح ِف الكتاب والسنة (.)287/1
81
َ ات ﴿وَالُوا هاختَ َذ الهر حْحَ ُن َولَ ادا لََق حد جحئ تُ حس َشحي ئاا إَ ادا تَ َك ُ اد ال هس َم َاو ُ َ َ ال َهداا أَ حن َد َع حوا لَلهر حْحَ َن َولَ ادا َوَما ض َوََختُّر ا حجلَبَ ُ يَتَ َفطهحر َن محنهُ َوتَحن َش ُّق حاْل حَر ُ هخ َذ ولَ ادا إَ حن ُك ُّل من َِف ال هسماو َ ي حن بغَْي لَلهر حْح َن أَ حن ي ت َ ات َو حاْل حَر َ ض إَهال َآيت َ ََ َح ََ َ َ الهر حْحَ َن َعحب ادا [مريم.]93-88 :
إمجال ِف سبب تفطر وغاية ما ِف هذا الوجه أ هن آيةَ الشورى هذه فيها ﴾
ضح ا ِف آية مرميَ املذكورة وعليه فمناسبة َوله تعاىل السماوات وَد جاءَ ذلك مو ه ﴿والح َمَلَئَ َكةُ يُ َسبَ ُحو َن َِبَ حم َد َرهبََ حس فإ هن أعيس الكف َر َ ملا َبله أن الكفار وإن َالوا َ املَلئكة خبَلفهس فإهنس يداومون على ذك َر هللا وطاعته كما َال تعاىل﴿ :فََإ َن هَ هها َر َوُه حس َال يَ حسأ َُمو َن ين َعحن َد َربَ َ ح ك يُ َسبَ ُحو َن لَهُ ََبللهحي َل َوالن َ استَ حك َربُوا فَالذ َ [فصلت.]38 : وكَل الوجه َ املقصود هنا فمنه حق غري أ هن الوجه اْلول هو ني املذكوري َن ٌّ ُ َ املَلئكة ِف تسبيحهس لل تعاىل أهنس لشدة خوفهس من هللا وهيبتهس حال يتبني ُ وإجَلهلس له يسبحون ِبمده على الدوام بَل انقطاع وَوله تعاىل ِف هذه اآلية ﴿ويَ حستَ حغ َفُرو َن لَ َم حن َِف اْل حَر َ َ ض [الشورى ]5 :كما الكرمية ْلصوص الذين امنوا َ أوضحه هللا بقوله تعاىل﴿ :اله َذ َ ش َوَم حن َح حولَهُ يُ َسبَ ُحو َن َِبَ حم َد َرهبََ حس ين َحَيملُو َن الح َعحر َ َ َ ََ َ ََ ين َآمنُوا [غافر ]7 :وَوله تعاىل ِف ختام اآلية أ حك َد فيه َويُ حؤمنُو َن به َويَ حستَ حغفُرو َن للهذ َ اّلِل هو الحغَ ُفور الهرَحيس [الشورىَ ]5 : َ وإياد أنه هو َ ُ وحده املختص بغفران ﴿أََال إ هن هَ ُ َ ُ الرْحات ،وذلك بذك َر حرف االستفتاح (أال) وحرف التوكيد (إن) املقتفني للتوكيد
82
()1 َ املطلب سبق َذ حكُره ِف هذا وضمري الفصل (هو) املقتفْي للحصر ،وجبميع ما َ
التسبيح ،وأهنس ِف هذه مقام املَلئكة ِف َ من اآلَيت واْلحاديث واالاثر يتجلى ُ العبادة العييمة متميزون عن غريهس من العاملني(.)2
اثلثاً دعاء املالئكة للمؤمنني:
ت النصوص من الكتاب والسنة على َ دل َ دعاء املَلئكة للمؤمنني وهو إما ُ ٍ َ خاص بسبب ٍ خمصوصة. صاْلة أفعال دعاء﴾ عام أو دعاء﴾ ٌّ فمن دعائهس العام َوله تعاىل﴿ :هو اله َذي ي َ َ صلْي َعلَحي ُك حس َوَم ََلئ َكتُهُ َُ َُ لَيخ َرج ُكس َمن اليُّلُم َ ات إَ َىل النُّوَر وَكا َن ََبلحم حؤَمنَ َ يما [األحزابَ .]43 :ال ابن ُ َ ني َرح ا ُح َ ح َ َ َ َ َ الدعاء للناس واالستغفار(.)3 املَلئكة فبمعَ كْثري وأما الصَلةُ من
نصوص ُّ تدل على دعائهم ابخلري وأما دعاؤهم اخلاص فقد وردت ٌ ّ
بعض األعمال اخلاصة فمن ذلك: ملن َع ِم َل َ - 1دعاؤهم لطالب العلم ومعلمه:
سلك هللاُ َبه طريقا َم حن يطلب فيه َع حلما َ َال رسول هللا (ﷺ) « َم حن َ سلك طريقا ُ َ َ َ فضل لتضع أجنحتَها لطالب العل َس َرضا ّبا ُ طُُرق اجلنة وإ هن املَلئكةَ ُ يصنع وإ هن َ ()1
التسبيح ِف الكتاب والسنة (.)289/1
()2
املصدر نفسه (.)289/1
()3
تفسري ابن كْثري (.)496/3
83
َ َ العاَمل على َ كفضل القم َر ليلةَ البد َر على سائ َر الكو َ َ ليستغفُر العابد اكب وإ هن العاملَ َ َ َ وم حن ِف له َم حن ِف السماوات َ اْلرض حّت اْليتا ُن ِف جوف البحر وإ هن العلماءَ َ ه العلس فَ َم حن أخ َذه فقد ا و ث وور ا مه ر د وال ا ر دينا ا و ث ر يو مل اْلنبياء ن وإ اْلنبياء ورثةُ َ َ أخ َذه ٍ ِبظ واف ٍر»(.)1 وَال رسول هللا (ﷺ) «إن هللا ومَلئكتَه وأهل السماو َ ات و َ حّت النملة اْلرض ه َ َ ِف جح َرها وحّت اْلوت ليصلون على ُمعلَس َ الناس اْلَري»(.)2
- 2الدعاء ملنتظر الصالة وملن جلس يف املسجد بعد الصالة: العبد ِف صَلةٍ ما كا َن ِف مصَله ي َ نتيُر الصَلة َال ُ رسول هللاَ (ﷺ) «ال يز ُال ُ َُ َيدث»(.)3 اغفر له الله هس ارْححهُ حّت ُ َ ينصرف أو َ وتقول املَلئكةُ الله هس ح - 3دعاؤهم للذين ي ِ ج: صلُ ْو َن َ َ الصفوف ويس ّدون ال ُف َر َ الصفوف َال رسول هللا (ﷺ) «إن هللاَ ومَلئكتَه يصلون على الذين يصلو َن َ وم حن س هد فرجةا رفعه هللا هبا درجةا»(.)4 َ
- 4دعاؤهم ألهل الصفوف املتقدمة يف الصالة: عند رَهبا؟» َال ُ رسول هللاَ (ﷺ) «أال تصفون كما تصف املَلئكةُ َ تصف املَلئكةُ عند رهبا؟ كيف ُّ َالوا َي رسول هللا و َ
()1
صحيح جامع بيان العلس ْلّب اْلشبال الزهريي رَس ( )61وانير الرتغيب والرتهيب (.)106
()2
صحيح جامع بيان العلس ْلّب اْلشبال الزهريي رَس (.)65
()3
مسلس (.)450 449/1
()4
صحيح اجلامع لأللباين رَس (.)1839
84
َ الصف»(.)1 اصون ِف يتمو َن الصفوف ويرت ُّ َال « ُّ َ - 5دعاؤهم للمنفق مالَه يف سبيل هللا: َ ٍ َال ر ُ َ ملكان ينز َ َ يقول العباد فيه إال الن ف ُ صبَ ُح ُ سول هللا (ﷺ) «ما م حن يوم يُ ح ويقول االخر الله هس َ أحدمها الله هس َ أعط ممُح َسك ا تلف ا»(.)2 أعط ُمحن َفق ا َخلَف ا ُ ُ َُ
- 6دعاؤهم ملن صلّى على النيب (ﷺ): َ َال ُ َ َ ت عليه املَلئكةُ صله ح رسول هللا (ﷺ) «ما م حن مسل ٍس يصلْي ه علْي إال َ ذلك أو يُ حكْثَحر»(.)3 صلهى علْي فَ حليُ َقلَ حل ُ العبد َم حن َ ما َ - 7دعاؤهم للمتسحرين: َال ُ َ ين»(.)4 رسول هللا (ﷺ) «إن هللاَ ومَلئكتَه يصلون على املتسحر َ - 8دعاؤهم للصائم إذا أكل عنده املفطرون:
عن أُم عمارَة ابنة ٍ مت إليه دخل عليها فقد ح كعب اْلنصارية أ هن ا ه لنب (ﷺ) َ طعاما فقال «كلْي» فقالت َإين صائمة﴾ فقال ُ َ لصائس رسول هللا (ﷺ)« :إن ا َ عنده حّت يَ حفَرغُوا ورّبا حّت يَ حشبَ عُوا»(.)5 صلَْي عليه املَلئكةُ إذا أُكَ َل َ تُ َ ِ حضر عند املريض أو امليت: - 9أتمينُهم على دعاء َم ْن َ فعن أَُم سلمةَ رضْي هللا عنها َالتَ :ال رسول هللا (ﷺ)« :إذا ح ُ ضرتُ ()1
مسلس رَس (.)430
()2
البخاري رَس (.)1442
()3
صحيح اجلامع رَس (.)5620
()4
سلسلة اْلحاديث الصحيحة رَس (.)1654
()5
جامع الرتمذي رَس (.)782
85
ت فقولوا خريا فإ هن املَلئكةَ يؤمنو َن على ما تقولون»(.)1 يض أو املي َ املر َ - 10أتمينُهم على دعاء َم ْن يدعو ألخيه املسلم:
عن أّب الدرداء رضْي هللا عنه َالَ :ال رسول هللا (ﷺ)« :ما َم حن ُم حسلٍَس يدعو ْلخيه بيه َر الغَحي َ ك َمْثح لُه»(.)2 ب إال َ ك ولَ َ َال امللَ ُ َ - 11دعاؤهم ابلسالم على جنبيت الصراط: ٍ ذكر ُ رسول هللاَ (ﷺ) الشفاعةَ عن أّب سعيد اْلُدري رضْي هللا عنه َال َ فقال «إ هن الناس ي عرضو َن على َ َ الناس خيطف كَلليب و ك س ح وعليه هس ن جه ر س ج ﴾ ُ َ َ ُ حَ ُ ح ح ُ َ َ وينبتيه املَلئكةُ يقولون اهل هس َسلَ حس َسلَ حس»(.)3
أعمال ٍ ِ ٍ املالئكة على الك ّفار وعلى ٍ سيئة: أقوام بسبب رابعاً دعاءُ
ويستغفرون هلس فإهنس يبغضون وكما يدعو املَلئكةُ للمؤمنني ويصلَون عليهس ُ َ السماء لعقاهبس ويكونُون عوانا للمؤمنني عليهس كما الكفار ويلعنُوهنس ويحن َزلُون من وَع ِف غزو َ الكتاب و َ َ السنة كْثرية﴾ ِف هذا النصوص من النب (ﷺ) و ات َ ُ املوضوع(.)4 َ هَ اّلِلَ َوالح َم ََلئَ َك َة ك َعلَحي َه حس لَ حعنَةُ ه ين َك َفُروا َوَماتُوا َوُه حس ُك هف ﴾ار أُولَئَ َ َال تعاىل﴿ :إ هن الذ َ ()1
مسلس رَس (.)919
()2
مسلس رَس (.)2732
()3
رواه اإلمام أْحد ِف مسنده ( )26/3إسناده صحيح.
()4
ِف املَلئكة املقربني ص (.)114
86
هاس أ ح َ َوالن َ اّلِلُ َ حواما َك َفُروا بَ حع َد ف يَ حه َدي ه ني [البقرة ، ]161 :وَال تعاىلَ ﴿ :كحي َ َمجَع َ َ ََ ني إَميَاهنََ حس َو َش َه ُدوا أَ هن الهر ُس َ ات َو ه اّلِلُ َال يَ حهدي الح َق حوَم اليهالم َ ول َح ٌّق َو َجاءَ ُه ُس الحبَ يَنَ ُ اّلِلَ والحم ََلئَ َك َة والنها َس أ ح َ َ ني أُولَئَ َ َمجَع َ َ ك َجَز ُاؤُه حس أَ هن َعلَحيه حس لَ حعنَةَ ه َ َ َ يصحب صاحبَه إىل املَلئكة -والعياذ َبلل - اللعن من [آل عمران ]87-86 :وهذا ُ ُ َ القيامة كما َال تعاىل﴿ :ومن أَظحلَس َممه َن افحرتى علَى هَ َ َ ضو َن يوم اّلِل َكذ اَب أُولَئَ َ ك يُ حعَر ُ ََ َ ََ ح ُ ول حاْلَ حشهاد هؤَال َء اله َذين َك َذبوا علَى رهبََس أََال لَعنةُ هَ ََ ني َعلَى َرهبََ حس َويَ ُق ُ َ ُ َ َ ح حَ َ ُ َُ اّلِل َعلَى اليهالم َ هَ وهنَا عَ َو اجا َوُه حس ََبحآل َخَرةَ ُه حس َكافَُرو َن اّلِلَ َويَحب غُ َ صدُّو َن َع حن َسبَ َيل ه ين يَ ُ ال ذ َ وسائر [هود .]19-18 :واْلَ حش َه ُ سل ُ هس املَلئكة وَيل ُ اد هنا ُ هس املَلئكةُ واْلنبياءُ والر ُ َ َ القيامة والعياذ َبلل(.)1 يوم البشر واجلان والشاه ُد أ هن املَلئكة يلعنون الكفرةَ َ َال القرطب اْلشهاد املَلئكةُ اْلفيةُ وذكر ذلك عن ٍ اْلعمش وغريمها(.)2 جماهد و ُ َ يوم القيامة بعد تقري َع َ أهل اجلنة هلس كما َال تعاىل: أهل النا َر َ وهس كذلك يلعنون َ ﴿و َاندى أَصحاب ح َ اب النها َر أَ حن َ حد َو َج حد َان َما َو َع َد َان َربُّنَا َح اقا فَ َه حل اجلَنهة أ ح َص َح َ َ َ حَ ُ وج حد ُت ما وع َد ربُّ ُكس ح اقا َالُوا نَعس فَأَذه َن مؤَذ ﴾ن ب ي ن هس أَ حن لَعنةُ هَ ََ ني ُ َ َح َ ُ ح ح َ اّلِل َعلَى اليهالم َ ََ ح َ ََ َ ح َ َح [األعرافَ .]44 :ال القرطب أي اندى مؤذن من املَلئكة(.)3
()1
ِف املَلئكة املقربني ص (.)114
()2
تفسري القرطب ص (.)18/9
()3
املصدر نفسه (.)209/7
87
والغضب على ٍ ِ ِ أقوام بسبب ابلعذاب وقد ورد كذلك أ ّن املالئكة يدعون أعمال سيئة فمن ذلك:
- 1دعاؤهم على املُ ْح ِد ِ ث يف املدينة:
النب (ﷺ) َال «املدينةُ َحَر﴾م من كذا إىل كذا ال عن أنس رضْي هللا عنه عن َ ث فيها ح َداثا فعليه لعنةُ هللاَ ث فيها ﴾ َح َد َ شجرها وال َُي َد ُ وم حن أ ح َ حدث َ يُ حقطَ ُع ُ َ املَلئكة و َ أمجعني»(.)1 الناس و َ حرم فمن أحدث فيها حداثا أو اوى ُححم َداثا َ وَال رسول هللا (ﷺ) «املدينةُ ﴾ فعليه لعنةُ هللاَ َ َ املَلئكة و َ عدل( )2وال يوم ال أمجعني الناس و القيامة ﴾ يقبل منه َ ُ
ف»(.)3 صحر ﴾ َ
ٍ واْلدث اْلمر املنكر الذي ليس ٍ معروف ِف السنة ،واحملدث يروى ّبعتاد وال ُ
بكسر الدال وفتحها على الفاعل واملفعول فمعَ الكسر َم حن نصره أو اواه وأجاره
نفسه ويكو ُن من خصمه وحال بينه وبني أن يُ حقتَ ه اْلمر َ ص منه والفتح هو ُ املبتدعُ ُ َبلبدعة وأَر َ َ فاعلَها ومل ينكر رضْي معى اإليواء فيه الرضا والصرب عليه فإنه من َ اثت اْلموَر» مجع ُححم َدثَة﴾ َبلفتح وهْي ما عليه فقد اواه وفيه ُ اْلديث «إَي ُك حس َوُححم َد ُ كتاب وال َ مل يكن معروف ا ِف ٍ إمجاع(.)4 سنة وال ٍ ح ()1
البخاري رَس ( )1768مسلس رَس (.)1366
()2
العدل :القربة وَيل الفريضة ،والصرف :التوبة أو النافلة.
()3
مسلس رَس (.)1366
()4
النهاية البن اْلثري (.)351/1
88
ب أصحاب النيب (ﷺ): - 2لعنهم من َس َّ
َ املَلئكة والن َ اس سب أصحاّب فعليه لعنةُ هللاَ و َال رسول هللا (ﷺ) « َم حن ه
أمجعني»(.)1
ابلسالح على ٍ مسلم: أشار ِ - 3لعنُهم من َ َال رسول هللا (ﷺ) «من أشار إىل َ أخيه ِبديدةٍ فإن املَلئكةَ تلعنُهُ حّت َ وإ حن كا َن أخاه ْلبيه وأ حُمه»(.)2 َلح فإنه ال يدري وَال رسول هللا (ﷺ) «ال يُ َشُر أح ُدكس إىل أخيه َبلس َ َ فيقع ِف حفرةٍ من النا َر»(.)3 أح ُدكس ه لعل الشيطا َن ينزعُ ِف يده ُ غري مواليه - 4لعنهم من انتسب إىل غري أبيه أو ّ َ توىل َ
َ غري مواليه فعليه َال رسول هللا (ﷺ) «من انتسب إىل غري أبيه أو توىل َ َ َ املَلئكة و َ الناس أمجعني»( )4وَال رسول هللا (ﷺ) « َم حن توىل َوما بغ َري لعنةُ هللاَ و إذن مواليه فعليه لعنةُ هللاَ َ َ َ املَلئكة و َ عدل يوم ال أمجعني الناس و القيامة ﴾ َ يقبل منه َ ُ صرف»(.)5 وال ﴾
- 5لعنهم َم ْن حال بني ويل املقتول وبني القاتل أو الدية: عصبية أو ٍ ٍ َال رسول هللا (ﷺ) «من َُتَل ِف ٍ سوط أو عصا فعليه عمية أو َح َ ()1
املعجس الكبري للطرباين رَس ( )12709إسناده حسن.
()2
مسلس رَس (.)2161
()3
مسلس رَس (.)2617
()4
سنن ابن ماجه ،رَس ( )2609صححه اْللباين.
()5
مسلس رَس (.)1508
89
حال بينه وبينه فعليه لعنةُ هللاَ واملَل َ ئكة َتل عمدا فهو َ َو﴾د ومن َ َع حق ُل اْلطأ َ وم حن َ
و َ صحرفا وال َع حدالا»(.)1 الناس َ يقبل هللاُ منه َ أمجعني؛ ال ُ اش زوجها: هتجر فر َ - 6لعنُهم املرأةَ اليت ُ
ََ فأبت أن جتْي َء َال رسول هللا (ﷺ) «إذا َد َعا الرجل امرأتَهُ إىل فراشه ح ُ تصبح»(.)2 لعنحتها املَلئكةُ حّت َ ِ النائحة: - 7تركهم الصالةَ على َ النائحة وال على ُم َرن َة»(.)3 َال رسول هللا (ﷺ) «ال تصلْي املَلئكةُ على
ِ املالئكة للمؤمنني: خامساً والءُ
هَ َ ين َحَي َملُو َن .1فمن ذلك ُ استغفار املَلئكة ودعاؤهس للمؤمنني َال تعاىل﴿ :الذ َ َ ََ َ َ ََ َ ََ َ ين َآمنُوا َربهنَا الح َعحر َ ش َوَم حن َح حولَهُ يُ َسب ُحو َن ِبَ حمد َرهب حس َويُ حؤمنُو َن به َويَ حستَ حغفُرو َن للهذ َ و َسعت ُك هل شْي ٍء ر حْحةا و َع حلما فَا حغ َفر لَله َذين ََتبوا واتهب عوا سبَيلَ َ اب َ ُ َ َُ َ َ َ حَ ك َوَ َه حس َع َذ َ ح َح َ َ َ ا َ َ َ ٍ صلَ َح َم حن آ ََبئَ َه حس ا حجلَحي َس َربهنَا َوأ حَدخ حل ُه حس َجنهات َع حدن الهَيت َو َع حد َُتُحس َوَم حن َ ات ومن تَ َق ال هسيَئ َ اْل َكيس وََ َهس ال هسيَئ َ وأ حَزو َاج َهس وذُ َرهَيُتََس إَ َ ه َ ات يز ز ع ل ا ت ن أ ك ن ح ح ح َ َ َ َ ُ َ ََ ح َ َ حَ ح َ ُ َ ُ َ َ ٍ ك ُه َو الح َف حوُز الح َع َي ُيس [غافر.]9-7 : يَ حوَمئَذ فَ َق حد َرْححتَهُ َو َذل َ املؤمنني َبجلن َة ِف الدنيا عند موُتس والسَلم عليهس ِف االخرة - 2وتقوم بتبشري َ ()1
صحيح اجلامع رَس (.)6326
()2
البخاري رَس (.)4897
()3
مرنة :الصائحة على امليت ،نقَلا عن اإلمام أْحد ِف مسنده ( )362/2إسناده حسن.
90
عند دخوهلس اجلنة.
َ هَ استَ َق ُاموا تَتَ نَ هزُل ين َالُوا َربُّنَا ه اّلِلُ مثُه ح فأما ِف الدنيا فكما َوله تعاىل﴿ :إ هن الذ َ َ َ َ وع ُدو َن [فصلت.]30 : َعلَحي َه ُس الح َم ََلئ َكةُ أهَال َختَافُوا َوَال َححتَزنُوا َوأَبحشُروا ََب حجلَنهة الهَيت ُكحن تُ حس تُ َ تنزل على املؤمنني الصادَني عند املوت تقول ال فيخرب هللا تعاىل ِبن املَلئكة ُ ختافوا مما تُقدموا عليه من أم َر االخرة وال حتزنوا على ما خلفتموه من أمر الدنيا من و ٍ ومال أو دي ٍن فإان خنلفكس فيه كما َ أهل ٍ لد و ٍ يبشروهنس َبجلنة اليت وعدوا َح هبا(.)1 وأما ِف االخرة فكما َال تعاىل﴿ :و َسيق اله َ اجلَنه َة ُزَمارا َح هّت إَ َذا ذ ين اته َق حوا َرههبُحس إَ َىل ح َ َ َ ََ َ َ ين ت أَبح َو ُاهبَا َوَ َ وها َوفُت َح ح ال َهلُحس َخَزنَتُ َها َس ََل ﴾م َعلَحي ُك حس طحب تُ حس فَ حاد ُخلُ َ َجاءُ َ وها َخالد َ [الزمر.]73 :
وَتييدهس للمؤمنني .3ومن مياهر والء املَلئكة ْلهل طاعة هللا تعاىل نصرُُتس ُ بعض غزوات النب (ﷺ) فقال تعاىل﴿ :إَ حذ ي َ حدث ذلك ِف َ وحْي ِف القتال وَد َ ُ وب اله َ ك إَ َىل الحم ََلئَ َك َة أََين مع ُكس فَْثَبَتُوا اله َذين آمنُوا سأُلح َقْي َِف َُلُ َ ين َك َفُروا ذ َربُّ َ َ َ َ ََ ح َ َ َ اض َربوا َمحن هس ُك هل ب نَ ٍ ان [األنفال.]12 : ُّ ب فَ ح اض َربُوا فَ حو َق حاْل حَعنَاق َو ح ُ ُ ح َ الر حع َ
أهل الكبائ ِر واملعاصي وبغضهم أل ِ ِ املالئكة من ِ ئمة الكفر: سادساً براءةُ ُ فييهر ذلك كْثريا ِف آَيت وأما عن براءُتس من أهل الكبائر واملعاصْي ُ
()1
عبودية الكائنات لرب العاملني ص (.)360
91
القرآن الكرمي واْلحاديث الشريفة وأول هؤالء هس أهل الكفر والشرك ْلنه أكرب اّلِلَ َ هَ ك َعلَحي َه حس لَ حعنَةُ ه ين َك َفُروا َوَماتُوا َوُه حس ُك هف ﴾ار أُولَئَ َ الكبائر َال تعاىل﴿ :إ هن الذ َ هاس أ ح َ َوالح َم ََلئَ َك َة َوالن َ ني [البقرة .]161 :ففرعون عليه لعنة هللا ملا جتهرأ على مقام َمجَع َ يل عليه اْللوهية واستكرب على مقام العبودية وَال أان ربكس اْلعلى كان جرب ُ يغرق حّت ال تدركه رْحة هللا تعاىل حيث َال السَلم يسا َرعُ ِف إهَلكه وهو ُ
امنت به بنو إسرائيل في هن جربيل عليه السَلم أن هذا سينفعُه فكان امنت َبلذي ح ُ
يسارعُ ِف إدخال ْحأ البحر إىل فس فرعو َن ليعجل هبَلكه وذلك ْلن فرعو َن َد
يل عليه السَلم جترأَ على هللا ففْي اْلديث عن ابن عباس رضْي هللا عنه أن جرب َ فأدسه ِف فرعون خمافةَ أَ حن للنب (ﷺ) «لو رأيتَين وأان اخ ُذ َم حن ْحأَ البح َر َال َ ُّ تد َرَكه الرْحةُ»(.)1 ب وكذا موَفهس عليهس السَلم مع َ النب (ﷺ) ملا أر َاد أبو جهل أن يقرت َ النب (ﷺ) كْي يقتلَه فعن أّب هريرة رضْي هللا عنه َال َال أبو ٍ جهل هل من َ يغفر حم هم ﴾د وجهه بني أظهركس؟ فقيل نعس ،فقال و َ يفعل ه ت أي ر لئن ى ز الع و الَلت ُ ُ ُ ُ زعس ليطأ على رَبته ذلك ْلطأ هن على رَبته ،فأتى َ رسول هللا (ﷺ) وهو يصلْي َ َ كض على عقبيه ،ويتقْي بيديه ،وَيل له مالك؟ فقال فما فاجأهس محنهُ إال وهو ير ُ إن بيين وبينه ْلندَ ا من ان ٍر ،وهوالا وأجنحةا ،وَال رسول هللا (ﷺ) «لو دان مين الختطفته املَلئكةُ عضوا عضوا»(.)2 ()1
صحيح اجلامع رَس (.)4229
()2
مسلس رَس (.)1539
92
سابعاً :املالئكة يقومون ابمتهان الكفار وذلك بضرب وجوههم وأدابرهم عند موهتم(:)1 َال تعاىل﴿ :ولَو تَرى إَ حذ ي ت و هَّف اله َ وه ُه حس ذ ين َك َفُروا الح َم ََلئَ َكةُ يَ ح ض َربُو َن ُو ُج َ َ ََ َ َح َ اْلََر َيق [األنفال.]50 : اب ح َوأ حَد ََب َرُه حس َوذُوَُوا َع َذ َ
اثمناً :املالئكة يتح ّدثون إىل عصاة املسلمني وإىل الكفار:
َ هَ اه ُس الح َم ََلئَ َكةُ ظَالَ َمْي أَنح ُف َس َه حس َالُوا فَ َيس ُكحن تُ حس ين تَ َوفه ُ َال تعاىل﴿ :إ هن الذ َ َالُوا ُكنها مست ح َ ني َِف حاْل حَر َ ض [النساء.]97 : ُ حَ ض َعف َ وَال تعاىل﴿ :و َسيق اله َذين َك َفروا إَ َىل جهنهس زمرا ح هّت إَ َذا جاء َ ت وها فُت َح ح ََُ َ َ َ َُ ا َ َ َ َ ُ ال َهلس خزنَتُها أََمل أيحتَ ُكس رسل َمحن ُكس ي حت لُو َن علَي ُكس آَي َ ت َربَ ُك حس َويُحن َذ ُرونَ ُك حس َح ح َ أَبح َو ُاهبَا َوَ َ ُح َ َ َ ح َ ح ُ ُ ﴾ ح َ َ َ َ ت َكلَمةُ الحع َذ َ اب َعلَى الح َكافَ َري َن [الزمر.]71 : ل َقاءَ يَ حوم ُك حس َه َذا َالُوا بَلَى َولَك حن َح هق ح َ َ َ َ ج َسأَ َهلُحس َخَزنَتُ َها أََملح َأيحتَ ُك حس نَ َذ ﴾ير َالُوا وَال تعاىلُ ﴿ :كله َما أُلحق َْي ف َيها فَ حو ﴾ ٍ ب لَى َ حد جاء َان نَ َذير فَ َك هذب نَا وَُ حلنَا ما نَهزَل ه َ ض ََل ٍل اّلِلُ م حن َش حْيء إَ حن أَنحتُ حس إَهال َِف َ ح َ َ َ ََ ﴾ َكبَ ٍري [الملك.]9-8 :
اتسعاً :خوفهم من هللا له وخشيتهم له: ()1
عبودية الكائنات برب العاملني ص (.)364
93
﴿وَهّلِلَ يَ حس ُج ُد َما وعن وجلهس وخوفهس من هللا تعاىل يقول عز وجل عنهسَ : َِف ال هسماو َ ات َوَما َِف حاْل حَر َ ض َم حن َدابهٍة َوالح َم ََلئَ َكةُ َوُه حس َال يَ حستَ حكَربُو َن َخيَافُو َن ََ َرههبُحس َم حن فَ حوََ َه حس َويَ حف َعلُو َن َما يُ حؤَمُرو َن [النحل.]50-49 : ٍ إبسناد حس ٍن عن جاب ٍر رضْي هللا عنه أن وِف «معجس الطرباين اْلوسط» يل كاْلَلحس رسول هللا (ﷺ) َال « ُ مررت ليلةَ َ أسري ّب َبملأل اْلعلى وجرب ُ َ خشية هللا تعاىل»(.)2 الباِل َم حن
َ ()1
عاشراً :حضورهم جمالس الذكر وخطبة يوم اجلمعة:
َال رسول هللا (ﷺ) «إن للَ جمالس يتبعون ة سيار ة مَلئك وتعاىل تبارك ﴾ ﴾ َ بعضهس بعضا ِبجنحتهس وح ه ف ُ ذكر َعدوا معهس َ الذكر فإذا وجدوا جملسا فيه ﴾
حّت ميألوا ما بينهس وبني السماء الدنيا فإذا تفرَوا عرجوا وصعدوا إىل السماء َال فيسأهلس هللا عز وجل وهو أعلس هبس من أين جئتس؟ فيقولون جئنا من َ عند ُ ٍ َ وَيمدونك ويسألونك َال عباد لك ِف اْلرض يسبحونك ويكربونك ويهللونك َح تك َال وهل رأَوا جنيت َالوا ال َي َ رب فقال وماذا يسألونين؟ َالوا يسألونك جن َ ح فكيف لو رأَوا جنيت؟ َالوا يستجريونك؟ َال َ وم هس يستجريونين؟ َالوا َم حن ان َرَك َي َ ح
َ فكيف لو رأ حَوا انري؟ َالوا يستغفرونك َال رب َال وهل رأوا انري؟ َالوا ال َال َ غفرت هلس فأعطيتُهس ما سألوا وأجرُتس مما استجاروا َال فيقولون َ رب فيقول َد ُ
()1
اْللس :كساء يبسط ِف أرض البيت.
()2
صحيح اجلامع (.)206/5
94
القوم ال فيهس فَل ﴾ن عب ﴾د خطاء﴾ إّما مهر فجلس معهس َال فيقول َولَهُ ُ هس ُ غفرت ُ َ
جليسهس»(.)1 يشقى هبس ُ وَال ُ َ َ َبب من أبو َ كل ٍ اجلمعة كان على َ اب يوم رسول هللا (ﷺ) «إذا كا َن ُ َ الصحف وجاءوا اإلمام طووا فإذا ل فاْلو ل اْلو يكتبون ة مَلئك املسجد َ َ ﴾ َ جلس ُ َ يستمعون الذكر»(.)2
يقول املأموم: حادي عشر :حضورهم الصلوات يف املساجد وقوُهلم ما ُ َال رسول هللا (ﷺ) «يتعاَبو َن فيكس مَلئكة﴾ َ َبلليل ومَلئكة﴾ َبلنها َر ويتمعون ِف صَلةَ الفج َر وصَلةَ العص َر ،مث يعر ُج الذين َبتوا فيكس ،فيسأ ُهلس
أعلس هبس -كيف تركتُس عبادي؟ فيقولون تركناهس َوُه حس يصلون، رُّهبس -وهو ُ وأتيناهس وهس يصلون»(.)3 َ َتمني افق َتمينُه َ اإلمام فأَمنوا فإنه َم حن و َ وَال رسول هللا (ﷺ)« :إذا أ همن ُ املَلئكة غُ َ َ ٍ شهاب وكان رسول هللا (ﷺ) يقول ابن َال » ذنبه من م تقد ما له ر ف ُ َ ال اإلمام مسع هللا لَمن ََ ْح َده فقولوا «آمني»( .)4وَال رسول هللا (ﷺ)« :إذا َ َ ُ َ ُ َح َ املَلئكة غُ َفَر له ما تقدم من ذنبه»(.)5 َول افق َولُه َ لك ُ الله هس ربنا َ اْلمد فإنهه َم حن و َ ()1
البخاري رَس (.)6045
()2
فتح الباري على صحيح البخاري (.)207/2
()3
مسلس رَس (.)633
()4
مسلس (.)307/1
()5
مسلس رَس (.)409
95
اثين عشر :صالة املالئكة:
َ َ الدعاء املَلئكة منها ما هْي متعلقة﴾ َبْلذكار وهْي ّبعَ الصَلةُ من َ هب ََي صلُّو َن َعلَى النَ َ كصَلُتس على النب (ﷺ) َال تعاىل﴿ :إَ هن ه اّلِلَ َوَم ََلئ َكتَهُ يُ َ َ َ َ هَ يما [األحزاب .]56 :وكصَلُتس علينا ّبعَ ين َآمنُوا َ صلُّوا َعلَحيه َو َسل ُموا تَ حسل ا أَيُّ َها الذ َ الدعاء للناس واالستغفار هلس.
َ حديث ر َ سول ومنها صَلة﴾ خاصةُ هبس عند البيت املعمور كما ورد ذلك ِف
يت املعمور البيت هللا (ﷺ) ُ يل فقال هذا الب ُ ُ ِل ُ حيث َال «فَ ُر َ ُ فسألت جرب َ فع َ املعمور يصلَْي فيه كل ٍ ألف ملَ ٍ ك إذا خرجوا مل يعودوا اخر ما سبعون يوم ه َ َ ُ َ ورد ِف وعبادات عليهس»(.)1 املَلئكة كْثرية﴾ لعلنا مل ح نعرف منها إال القليل وَد َ ُ وص أ هن للمَلئكة عبادات تشبه بعض أجزاء صَلتنا املشروعة لنا ومن َ النص َ هيئات ﴾ هذه العبادات.
- 1القيام واالصطفاف: َ صافُّو َن وم َوإَ هان لَنَ حح ُن ال ه ﴿وَما منها إَهال لَهُ َم َق ﴾ام َم حعلُ ﴾ َال تعاىلَ : [الصافات.]165-164 : وعن حذيفة رضْي هللا عنه َالَ :ال رسول هللا (ﷺ) «فُ َ ض حلنا على َ الناس ُ َ املَلئكة َ َ ٍ َ اْلرض مسجدا وطهورا ت لنا كصفوف ت صفوفنا وجعلَ ح بْثَلث ُجعلَ ح ُ ُ
()1
مسلس رَس (.)162
96
َ ت تربتُنا لنا طهورا إذا مل َن حد املاءَ» وذكر خصلةا أخرى(.)1 وجعلَ ح ُ
- 2الركوع والسجود:
َ هَ َ ََ ين َعحن َد َربَ َ ك َال يَ حستَ حكَربُو َن َع حن عبَ َادته َويُ َسبَ ُحونَهُ َولَهُ َال تعاىل﴿ :إ هن الذ َ يَ حس ُج ُدو َن [األعراف.]206 : َ املَلئكة َبلركوع والسجود فمن ذلك وصف وَد جاء ِف السنة كذلك ُ حديث أّب ذر رضْي هللا عنه َالَ :ال رسول هللا (ﷺ) «أَطه َ ت السماءُ و ُح هق هلا ُ أَ حن تَئَ ه اضع جبهته ساجدا لل وهللاَ لو موضع أرب َع ط ما فيها أصابع إال وَملَ ﴾ كو ﴾ َ ُ أعلس لضحكتُس َليَلا ولبكيتُس كْثريا»(.)2 تعلمو َن ما ُ
اثلث عشر :سالم املالئكة:
َ د َ ليمهس على لت ُ النصوص على تسلي َس املَلئكة على بين آدم ومن ذلك تس ُ هَ َ َ َ ني اه ُس الح َم ََلئ َكةُ طَيَبَ َ َ ين تَتَ َوفه ُ املؤمنني ِف سكرات املوت كما َال تعاىل﴿ :الذ َ يَ ُقولُو َن َس ََل ﴾م َعلَحي ُك ُس حاد ُخلُوا ا حجلَنهةَ َّبَا ُكحن تُ حس تَ حع َملُو َن [النحل .]32 :أخرب تعاىل عن حال املؤمنني عند االحتضا َر أهنس طيبون أي خمُحلَصون من َ الشرك و َ الدنس و َ كل ُ ٍ سوء وأ هن املَلئكةَ تسلَس عليهس وتبشُرهس َبجلنة(.)3 أهل َ واملَلئكة كذلك تسلَس على َ اجلنة بعد فتح أبواهبا. ()1
مسلس رَس (.)522
()2
سلسلة اْلحاديث الصحيحة رَس (.)1060
()3
تفسري ابن كْثري (.)568/2
97
َ َال تعاىل﴿ :و َسيق اله َذين اته َقوا رههبس إَ َىل ح َ ت وها َوفُت َح ح اجلَنهة ُزَمارا َح هّت إَذَا َجاءُ َ َ َ َ ح َ ُح ََ َ ين [الزمر.]73 : أَبح َو ُاهبَا َوَ َ ال َهلُحس َخَزنَتُ َها َس ََل ﴾م َعلَحي ُك حس طحب تُ حس فَ حاد ُخلُ َ وها َخالد َ َبب وتسلَ كل ٍ أهل اجلن َة من َ تدخل على َ هات : تعاىل َال عليهس س واملَلئكةُ ﴿جن ُ َ ُ ُ َ آَبئَ َه حس َوأ حَزَو َاج َه حس َوذُ َرهَيُتََ حس َوالح َم ََلئَ َكةُ يَ حد ُخلُو َن َعلَحي َه حس َع حد ٍن يَ حد ُخلُ َ وهنَا َوَم حن َ صلَ َح م حن َ َ َ ٍ ص َحربُحت فَنَ حع َس عُ حق ََب الدها َر [الرعد.)1(]24-23 : م حن ُك َل ََبب َس ََل ﴾م َعلَحي ُك حس ّبَا َ ***
()1
ِف املَلئكة املقربني د .حممد عقيل ص (.)134
98
الفصل اخلامس أعمال املالئكة
أوالا -أعمال املَلئكة املتعلقة ببين آدم اثنيا -أعمال املَلئكة املتعلقة َبلكون اثلْثا َ -يامهس ِبعمال أخرى
99
الفصل اخلامس : أعمال املالئكة َ َ َبإلنسان بَ حدءا ّبولده وحّت اخر بعضها يتعلق للمَلئكة ﴾ أعمال مكلفون هبا ُ ٍ َ ووَائع. أحداث َبلكون وما فيه من صل َ مراحل حياته اْلخروية وأُخرى تت ُ
أوالً -أعمال املالئكة املتعلقة ببين آدم:
َ َ َبإلنسان َبل مولده وأثناء حياته الدنيا وِف حياته الربزخية وِف للمَلئكة صلة﴾ اْلياة االخرة وهلس ِف ٍ أعمال يقومون هبا. كل من تلك املراحل ﴾
ومن تلك األعمال مايلي(:)1 - 1نفخ األرواح يف األجنة وكتابةُ مستقبل تلك األجنة من حيث أعماهلا كل ذلك واألجنةُ يف بطون أمهاهتا واجاهلا وأرزاقها وسعادهتا وشقاوهتا ُّ ب َمن الحب ع َ ث فََإ هان َخلَ حقنَا ُكس َمن تُر ٍ اب هاس إَ حن ُكحن تُ حس َِف َريح ٍ َ َ ح َال تعاىلَ : ﴿َي أَيُّ َها الن ُ ح ح َ ٍَ مثُه َمن نُطح َف ٍة مثُه َمن علَ َق ٍة مثُه َمن م ح ٍ ٍ ني لَ ُك حس َونَُقُّر َِف حاْل حَر َح َام ح َ ضغَة ُخمَله َقة َو َغ حَري ُخمَله َقة لنُبََ َ حُ ح َ َ َش هد ُك حس َوَمحن ُك حس َم حن يُتَ َو هَّف َج ٍل ُم َس امى مثُه ُخنح َر ُج ُك حس َط حف اَل مثُه لتَ حب لُغُوا أ ُ َما نَ َشاءُ إ َىل أ َ َ َ ََ َ َ ض َه َام َدةا َومحن ُك حس َم حن يَُرُّد إَ َىل أ حَرذَل الحعُ ُم َر ل َكحي ََل يَ حعلَ َس م حن بَ حعد ع حل ٍس َشحي ئاا َوتََرى حاْل حَر َ ()2
()1
العقيدة اإلسَلمية د .أْحد حممد جلْي ص (.)173
()2
املصدر نفسه ص (.)173
100
يج [الحج.]5 : ت َم حن ُك َل َزحو ٍج َهبَ ٍ فََإذَا أَنح َزلحنَا َعلَحي َها الح َماءَ حاهتَ هز ح ت َوأَنحبَ تَ ح ت َوَربَ ح هذه هْي أطوار اإلنسان اليت مر هبا ِف حياته من ُذ ُخ حل َق أبيه آدم من تر ٍ اب إىل خ حل َق َه هو من ٍ ماء مهني ومنذ أن َ نزل ِف رح َس أُمه نطفةا إىل أن تطور فصار علقةا َ ضعيف جدا لوال حفظ هللا له هللك ُمن ُذ كان نطفةا، مث مضغةا وهو ِف هذا كلَه ﴾ ولكن هللا عز وجل َرْحه وْحاه ووكل به ملكا َيوطه ويرعاه وهو ال َ يقد ُر على َ َ َ ٍ أحْي هو أم ميت أذكر هو أم أنْثى أشقْي أم شْيء من أمر نفسه وال يدري ٌّ سعيد(.)1
الصادق وعن عبد هللا بن مسعود رضْي هللا عنه َال حدثنا رسول هللا (ﷺ) وهو ُ َ بعني يوما نطفةا مث علقةا مْثل ذلك ُ املصدوق َال «إ هن أح َدكس ُحي َم ُع ِف بط َن أمه أر َ َ برزَه و َ بعة َ يبعث هللا ملَكا فيؤمر ِبر ٍ وعمله أجله مث يكو ُن مضغةا مْثل ذلك مث ُ ُ وشقْي أم سعيد مث ينفخ فيه الروح فوهللاَ بعمل َ يعمل َ ه أهل ل رجل ال أو كس د أح ن إ َ ُ َ ُ َ
فيعمل ب َ عمل الكتاب فيسبق عليه النار حّت ما يكو َن بينه وبينها غريُ ذارٍع أو ٍ َبع ُ ُ ُ أهل َ أهل اجلن َ بعمل َ ليعمل َ َ ه اجلنة حّت ما يكو َن بينه وبينها الرجل ن وإ ها ل فيدخ ة َ ُ َ بعمل َ فيعمل َ أهل النا َر فيدخلَها»(.)2 الكتاب فيسبق عليه غريُ ذر ٍاع أو ذراعني ُ ُ ُ
- 2مراقبتهم اإلنسان وكتابة أعماله وإحصاؤهم عليه:
َال تعاىل﴿ :أ حَم َحَي َسبُو َن أَ هان َال نَ حس َم ُع َسهرُه حس َوَحَن َو ُاه حس بَلَى َوُر ُسلُنَا لَ َديح َه حس ()1
ِف املَلئكة املقربني ص (.)186
()2
البخاري ،رَس (.)6594
101
َ َ ََ ني ني كَرا اما َكاتبَ َ ﴿وإَ هن َعلَحي ُك حس َْلَافي َ يَ حكتُبُو َن [الزخرف ]80 :وَال تعاىلَ : يَ حعلَ ُمو َن َما تَ حف َعلُو َن [االنفطار.]12-10 : َ اْلسنات والذي يكتب وَد أمجع ُ السلف الصاحلُ على أن الذي عن ميينه ُ َ السيئات(َ ،)1ال تعاىل﴿ :إَ حذ ي تَ لَ هقى الحمتَ لَ َقي َ ان َع َن الحيَ َم َ ني َو َع َن يكتب ُ َ َ عن مشاله ُ الشم َال َعَي ﴾د ما ي حل َف ُ َ ٍ َ َ َ َ يب َعتَي ﴾د [ق .]18-17 :إذ يتلقى َ َ ظ م حن َ حول إهال لَ َديحه َرَ ﴾ َ وأيخذ امللكان املوكَلن َبإلنسان عمله ومنطقه َيفيانه ويكتبانه ﴿ َع َن الحيَ َم َ ني َ َ يكتب َو َع َن الش َمال أي أحدمها عن ميينه واالخر عن مشاله فالذي عن ميينه ُ اْلسنات والذي عن مشاله يكتب السيئا َ َ ت(.)2 ُ َ َ َال تعاىلَ : ضهراءَ َم هسحت ُه حس إَذَا َهلُحس َم حك﴾ر َِف هاس َر حْحَةا م حن بَ حعد َ َ ﴿وإ َذا أَ َذَح نَا الن َ َسَرعُ َم حكارا إَ هن ُر ُسلَنَا يَ حكتُبُو َن َما ُتَح ُكُرو َن [يونس .]21 :وَال تعاىل: آَيتَنَا َُ َل ه اّلِلُ أ ح َ ﴿ه َذا كَتَابُنَا يَحن َط ُق َعلَحي ُك حس ََب حْلََق إَ هان ُكنها نَ حستَ حن َس ُخ َما ُكحن تُ حس تَ حع َملُو َن فَأَهما َ َ اله َذين آمنوا وع َملُوا ال ه َ اْل َ ني ات فَيُ حد َخلُ ُه حس َرُّهبُحس َِف َر حْحَتَ َه َذل َ َ َُ َ َ ك ُه َو الح َف حوُز الح ُمبَ ُ ص َ [الجاثية.]30-29 :
ََ َ َ ٍ َج لَهُ يَ حوَم الح َقيَ َام َة كَتَ ااَب ﴿وُك هل إنح َسان أَلحَزحمنَاهُ طَائَرهُ َِف عُنُقه َوُخنحر ُ وَال تعاىلَ : ك َح َسيباا [اإلسراء.]14-13 : ك الحيَ حوَم َعلَحي َ ك َك َفى بَنَ حف َس َ ورا اَح َرأح كَتَابَ َ يَ حل َقاهُ َمحن ُش ا َ املَلئكة مَلزمو َن النصوص وغريُها تدل على أ هن الكر َام الكاتبني من فهذه ُ َ لإلنسان ليله وهناره وأهنس يكتبون أَواله وأعماله القلبية والياهرة كتابةا حقيقيةا ِف ()1
جامع العلوم واْلكس البن رجب (.)336/1
()2
معامل التنزيل للبغوي (.)222/4
102
كتب حقيقية(.)1
بكل ما يقع؛ إظهار َ واْلكمةُ من كتابة اْلعمال مع علس هللا َ عدل هللاَ عز ُ لكل ٍ وجل وإَامة﴾ للحجة القاطعة َ شبهة َد يتذرعُ هبا العاصْي يوم القيامة. وَد جاء ِف اْلديث الصحيح عن َ سعد بن عُبادة رضْي هللا عنه َال لو
َ فبلغ ذلك رسول هللا (ﷺ) غري ٍ مصفح َ ر ُ أيت رجَلا مع امرأيت لضربتُه َبلسيف َ فقال «أتعجبو َن َمن غريةَ ٍ أجل َغريةَ سعد وهللاَ ْلان أغريُ منه وهللاُ أغريُ َ مين ومن َ ح َ َ العذر من هللاَ ومن حد ُّ بطن وال أ َ هللا حهرم الفو َ أحب إليه ُ ظهر منها وما َ احش ما َ أحب إليه املدحةُ من هللاَ ومن َ َ أجل أحد ُّ بعث املبشرين واملنذرين وال َ أجل ذلك َ وعد هللا اجلنة»(.)2 ذلك َ َ
ولذلك يؤمر اإلنسان بقراءة كتابه وحماسبة نفسه يوم القيامة كما َال ك َح َسيباا [اإلسراء.]14 : ك الحيَ حوَم َعلَحي َ ك َك َفى بَنَ حف َس َ تعاىل﴿ :اَح َرأح كَتَابَ َ َ َ ملكان ووكَ َل بك بن آدم بُسطَ ُ َال اْلسن البصري َي َ ت لك صحيفتك ُ كر َ ظ االخُر عن َمشالك فأما الذي عن ميينك فيحف ُ ميان ُ أحدمها عن َ ميينك و َ حسناتك وأما الذي عن َ شئت أََحلَ حل أو أَ حكْثَحر ما فاعمل سيئاتك ظ فيحف الك مش ُ َ ح َ ت طُويت صحيفتُك َ وم حّت إذا َم ه لت ِف عنق َ فجع ح ح ك معك ِف َ َرب َك حّت ختر َج ي َ ُ حسيب القيامة كتاَبا تلقاه منشورا اَرأ كتابك فقد عدل وهللاَ من جعلك َ
()1
ِف املَلئكة املقربني ص(.)167
()2
مسلس رَس (.)1499
103
َ ك(.)1 نفس َ
َ َ حديث وِف صاحب البطاَة املشهور َال رسول هللا (ﷺ) «إن هللاَ يستخلَ َ رؤوس اْلَل َ َ القيامة يوم ئق على ُميت أ من َل رج ص ا فينشر عليه تسعةا َ ُ ُ سجل مد البص َر مث يقول له َ لكل ٍ وتسعني سجَلا َ أتنكُر َم حن هذا شيئا؟ أظلمك َ الرجل فيبهت عذر أو حسنة﴾؟ كتبيت اْلافيون؟ َال ال َي رب؟ فيقول َ ُ ألك ﴾ ُ عليك اليوم َ ظلس َ فيقول ال َي رب؟ فيقول بلى إ هن لك عندان حسنةا واحدةا ال َ ج بطاَة﴾ فيها أشهد أن ال إله إال هللا وأن حممدا عبده ورسوله فيقول أحضروه فتخر ُ
فيقول َي َ ك ال تُيلس َال رب ما هذه البطاَة مع هذه السجَلت؟ فيقال إن َ ٍَ َ َ فتوضع السجَلت ِف كفة َال فطاشت السجَل ُ ُ ت وثقلت البطاَةُ وال يْثقل شْيء﴾
بسس هللا الرْحن الرحيس»(.)2
أ -ماذا تكتب املالئكة؟
َ اإلنسان كل ما صدر عن الذي دلت عليه النصوص أن املَلئكةَ تكتب ه ُ ُ ٍ من أَو ٍال و ٍ أعمال ظاهرةٍ وَبطنة كتابةا تفصيليةا ال إمجاليةا: صغَ ٍري َوَكبَ ٍري ُم حستَطَ﴾ر ﴿وُك ُّل َش حْي ٍء فَ َعلُوهُ َِف ُّ الزبَُر َوُك ُّل َ َال تعاىلَ : [القمر.]53-52 : ََ َ َ َ ني َممها فَ َيه َويَ ُقولُو َن ََي ني ُم حشفق َ اب فَََرتى الح ُم حج َرم َ ﴿وُوض َع الحكتَ ُ وَال تعاىلَ : ()1
تفسري ابن جرير (ِ )159/26ف املَلئكة املقربني ص .168
()2
الرتمذي ( )2641وَال :حديث حسن غريب.
104
اب َال ي غَ َادر َ ويحلَتَ نَا م َال َه َذا الحكَتَ َ اها َوَو َج ُدوا َما َع َملُوا صَ صغ َريةا َوَال َكبَ َريةا إَهال أ ح َح َ ُ ُ َ َ َ َ ح َ َح ادا [الكهف.]49 : اضارا َوَال يَيحل ُس َربُّ َ كأَ َ َ َ َعر َ اب أَ حن يَتَ َخله ُفوا ﴿ما َكا َن ْل حَه َل الح َمدينَ َة َوَم حن َح حوَهلُحس َم َن حاْل َح وَال تعاىلَ : ََ َ ول هَ َ ك َِبَههنُس َال ي َ َعن رس َ صيبُ ُه حس ظَ َمأ﴾ َوَال اّلِل َوَال يَحر َغبُوا َِبَنح ُفس َه حس َع حن نَ حفسه ذَل َ ح ُ ح َُ ظ الح ُك هف َار َوَال يَنَالُو َن َم حن صة﴾ َِف َسبَ َيل ه اّلِلَ َوَال يَطَئُو َن َم حو َطئاا يَغَي ُ ب َوَال خمَح َم َ نَ َ ص﴾ ََ َ ع ُد ٍو نَي اَل إَهال ُكتَ َ ني َوَال يُحن َف ُقو َن صالَ ﴾ح إَ هن ه َجَر الح ُم ححسن َ يع أ ح َ ح ب َهلُحس بَه َع َم ﴾ل َ اّلِلَ َال يُض ُ َ َ َ َ نَ َف َقةا َ َ َح َس َن َما َكانُوا ب َهلُحس لَيَ حج َزيَ ُه ُس ه اّلِلُ أ ح َ صغ َرياة َوَال َكب َرياة َوَال يَ حقطَعُو َن َواد اَي إهال ُكت َ يَ حع َملُو َن [التوبة.]121-120 : ال َذ هرٍة ال َذ هرةٍ َخ ح اريا يََرهُ َوَم حن يَ حع َم حل َمْثح َق َ وَال تعاىل﴿ :فَ َم حن يَ حع َم حل َمْثح َق َ
َشارا يََرهُ [الزلزلة.]8-7 : وَال رسول هللا (ﷺ) «من توضأَ الوضوءَ مث خر َج عامدا إىل َ فأحسن ُ َ ٍ َ ب له إبحدى خطوتيه الصَلة فإنه ِف صَلة ما كان َ يعم ُد إىل الصَلة وإنهُ يُ حكتَ ُ أعيمكس حسنة﴾ وميحى عنه َبْلُخرى سيئة﴾ فإذا َ مسع أح ُدكس اإلَامةَ فَل يُ حس َر حع فإ هن َ
أجرا أبع ُدكس دارا» َالوا مل َي أَب هريرة؟ َال من أجل كْثرةَ اْلطأ(.)1 وعن جابر بن عبد هللا َال خلَ َ ت البقاعُ حول املسجد فأر َاد بنو َسلَمة أن َ َ النب (ﷺ) فقال هلس «بلغين أن تريدو َن أن تنتقلوا َرب املسجد فبلغ ذلك ه ينتقلوا َ َ املسجد»؟ َرب َ ()1
مسلس (.)656
105
َالوا نعس َي رسول هللا َد أردان ذلك. َ دَيركس تكتب ااثركس» فقالوا ما دَيركس ُ تكتب ااثركس ُ فقال «َي بين َسل َمة ُ يسران أان كنا حتولنا(.)1 ُّ كبريها تكتب تفيد أن و َ النصوص ِف هذا املعَ كْثرية﴾ وهْي ُ ُ صغريها و َ اْلعمال َ
ابن آدم يوم القيامة(.)2 ِف صحائف يلقاها ُ
وعن بَلل بن اْلارث املزين رضْي هللا عنه أن رسول هللا (ﷺ) َال «إن َ َ يكتب هللا َبلكلمة من لس سخط هللاَ ما كا َن ُّ يين أ حن َ تبلغ ما ح بلغت ُ الرجل ليتك ُ َ هبا سخطه إىل يوم يلقاه»(.)3 ََ ني وثبت أ هن َ ﴿وإَ هن َعلَحي ُك حس َْلَافي َ ب كما َال تعاىلَ : أعمال القلوب تُ حكتَ ُ َ َ ني يَ حعلَ ُمو َن َما تَ حف َعلُو َن [االنفطار .]12-10 :ولفظ ﴿يَ حعلَ ُمو َن كَر ااما َكاتبَ َ َ َ وروي يشعر أن هللا وجل َد أعطى املَلئكةَ َدرةا على العل َس ّبا ِف َلب العبد ُ عن اْلسن رْحه هللا أنه َال ﴿ يَ حعلَ ُمو َن خيفى عليهس شْيء﴾ من أعمالكس(.)4 ول تكتب الق َ وَال ابن أّب العز اْلنفْي َد ثبت َبلنصوص أ هن املَلئكةَ ُ الفعل وكذلك النيةَ ْلهنا فعل القلب فدخلت ِف عموم ﴿يَ حعلَ ُمو َن َما و َ
تَ حف َعلُو َن (.)5 ()1
مسلس رَس (.)656
()2
ِف املَلئكة املقربني ص .174
()3
صحيح اجلامع رَس (.)1615
()4
تفسري القرطب (.)248/19
()5
شرح العقيدة الطحاوية ص (.)442
106
وَد ورد ِف السنة ما ُّ يدل على علس املَلئكة بفعل القلب هبا وهبمه وإرادته فعن أّب هريرة رضْي هللا عنه َالَ :ال رسول هللا (ﷺ) «َال هللا عز وجل إذا بسيئة فَل تكتبوها عليه فإ حن ع َملَها فاكتبوها سيئةا وإذا هس ِب ٍ هس عبدي ٍ سنة فلس َ يعم حلها فاكتبوها حسنةا فإ حن َع َملها فاكتبوها عشرا»(.)1 َ لكتابة َ كل ما صدر واْلَلصةُ أ هن الكر َام الكاتبني َد هيأهس هللا وأعدهس َ اإلنسان من ٍ َول ٍ وفعل ظاه ٍر وَبط ٍن. عن ودل َ َ ال النصوص كذلك على أ هن املَلئكةَ تكتب ت لإلنسان بعد وفاته اْلعم َ ُ ب هبا ِف حياته من خري وشر(َ ،)2ال تعاىل﴿ :إَ هان َححن ُن ُححنيَْي الح َم حوتَى اليت تَ َسبه َ ٍ صحي نَاهُ َِف إَ َم ٍام ُمبَ ٍ ني [يس .]12 :وهذا هموا َوآ َاث َرُه حس َوُك هل َش حْيء أ ح َح َ ب َما َد ُ َونَ حكتُ ُ ُّ اْلعمال يدل على أ هن املَلئكةَ تكتب أعمال اإلنسان الذي عملها ِف حياته و َ اليت تسبب هبا ِف حياته بعد موته سواء كانت من عمله أو من عمل غريه ما دام َ َ ك َكتَ حب نَا َج َل َذل َ تسبب هبا أو دعا إليها ويشهد هلذا املعَ َوله تعاىل﴿ :م حن أ ح س أ حَو فَ َس ٍاد َِف حاْل حَر َ َعلَى بََين إَ حسَرائَيل أَنههُ َم حن َ تَل نَ حف اسا بَغَ حَري نَ حف ٍ ض فَ َكأَهّمَا َ تَ َل َ َ مجيعا ومن أَحياها فَ َكأَهّمَا أَحيا النهاس ََ الن َ مج ايعا [المائدة.]32 : هاس َ ا َ َ ح ح َ َ حَ َ َ وعن عبد هللا بن مسعود رضْي هللا عنه َالَ :ال رسول هللا (ﷺ)« :ال تُ حقتَ ُل اْلول كَ نفس ظلم ا إال كان على اب َن آدم َ القتل ن س من أول ه ْلن دمها من ل ف ه ح َ َ ﴾ ﴾ َ ()1
فتح الباري على صحيح البخاري (.)1264/13
()2
ِف املَلئكة املقربني ص (.)175
107
أوالا»(.)1
وعن جرير بن عبد هللا رضْي هللا عنه َال جاء انس من اْلعر َ اب إىل رسول َ ﴾ الناس على الصوف فرأى سوءَ حاهلس َد أصابتهس حاجة﴾ ه هللا(ﷺ) عليهس ُ فحث َ َ َ الصدَة فأبطؤوا عنه حّت رؤي ذلك ِف وجهه َال ُمث إ هن رجَلا من اْلنصار جاءَ َ َ السرور ِف وجهه (ﷺ) فقال رسول ف اخر مث تتابعوا حّت عُ َر َ ُ بصرة َورق مث جاءَ ُ بعده ُكتَ اإلسَلم سنةا حسنةا فع َ َ ْثل أج َر م له ب هبا ل م هللا (ﷺ) « َم حن َس هن ِف َ ُ َ ُ ُ َ اإلسَلم سنةا سيئةا َ َ فعم َل ينقص من أجوَرهس شْيء﴾ ومن س هن ِف عمل هبا وال ُ َم حن َ بعده ُكتَ ورز من ع َ ينقص من أوزا َرهس شْيء﴾»(.)2 وال هبا ل م عليه ب ُ َ َ ُ هبا َ َ ح َ وَال رسول هللا (ﷺ) «إذا مات ابن آدم انقطع عملُه إال َمن ٍ ثَلث َم حن عل ٍس َ ُ َ ح َ بعده أو و ٍ ينتفع به من َ لد صا ٍحل يدعو له أو ٍ صدَة جار ٍية من بعده»(.)3 ُ ُ كلب وال صورةٌ وحنوها: ب -املالئكةُ ال تدخل بيتاً فيه ٌ ُ
()4 أجاب وَد . كلب وال صورة﴾» َال رسول هللا (ﷺ) «ال َ تدخل املَلئكةُ بيتا فيه ﴾ ُ َ املَلئكة يد املَلئكةَ الذين ينزلون َبلربكة والرْحة دون عن ذلك اْلطاّب بقوله ير ُ ُّ
الذين هس اْلفيةُ فإهنس ال يفارَونه(.)5 ()1
البخاري رَس ( ،)6890مسلس رَس (.)1677
()2
مسلس رَس (.)1017
()3
مسلس رَس (.)1631
()4
البخاري رَس (.)2053
()5
معامل السنن للخطاّب (.)75/1
108
دخول واملقصود أن اْلديث ﴾ حممول على أهنس ال يدخلون بيت ا فيه شْيء﴾ من ذلك َ َ ٍ َ ٍ َ ٍ اْلعمال لكتابة مينع ذلك من دخوهلس إكرام لصاحبه ودعاء له وتربيك عليه وال ُ َ ْثل هذا غريُ مستن َك ٍر بيننا فإن فساد صاحب املنزل مينع من وَبض اْلرو َاح وم ُ َ دخول إنكا ٍر(.)1 دخول دخول إكرٍام وال مينعهس أن يدخلوه َ صلحاء الناس منزله َ واْلَلصة أن املَلئكةَ الكتبةَ عليهس السَلم مَلزمون لإلنسان يكتبون ما صدر َ الصفات ما يستطيعون به تنفي َذ هس هللا لذلك وأعطاهس من الوسائل و عنه وَد أعد ُ أم َر هللا هلس من دون أدَّن عناء ومشقة(.)2
- 3حفظ بين آدم:
َ ات َم حن بَح َ اّلِلَ إَ هن ني يَ َديحَه َوَم حن َخ حل َف َه َحَي َفيُونَهُ َم حن أ حَم َر ه َال تعاىل﴿ :لَهُ ُم َعقبَ ﴾ اّلِل َال ي غَري ما بََقوٍم ح هّت ي غَريوا ما َِبَنح ُف َس َهس وإَذَا أَراد ه ٍ ح َ ََ اّلِلُ بََق حوم ُسوءاا فَ ََل َمَرهد لَهُ هَ ُ َ ُ َ ح َ ُ َ ُ َ َ َ ََ َ ٍ حرس َوَما َهلُحس م حن ُدونه م حن َوال [الرعد .]11 :أي للعبد مَلئكة﴾ يتعاَبون عليه ﴾ َ اْلاداثت كما يتعاَب مَلئكة﴾ اخرون وحرس َبلنهار َيفيونه من اْلسو َاء و َبلليل ﴾ َ َ اْلعمال من خ ٍري أو َ شر مَلئكة َبلليل ومَلئكة َبلنهار فاثنان عن اليمني ْلفظ الشمال يكتبان اْلعمال صاحب اليمني يكتب اْلسنات وصاحب َ وَ الشمال ُ ُ ُ اخر من َدامه ُ يكتب السيئات وملكان اخران َيفيانه وَيرسانه واح ﴾د من ورائه و ُ
()1
فتح الباري (ِ ،)382 380/10ف املَلئكة املقربني ص (.)178
()2
املصدر نفسه ص (.)179
109
أمَلك َبلنهار وأر ٍ فهو بني أربعة ٍ بعة َبلليل بدالا حافيان وكاتبان كما جاء ِف َبلليل ومَلئكة﴾ َبلنهار ويتمعون ِف صَلةَ الصحيح «يتعاَبون فيكس مَلئكة﴾ َ فيصعد إليه الذين َبتوا فيكس فيسأهلس -وهو أعلس بكس - الصب َح وصَلةَ العص َر ُ
كيف تركتُس عبادي؟ فيقولون أتيناهس وهس يصلهون وتركناهس وهس يصلون»(.)1 َ اّلِلَ ﴿َي َفيُونَهُ َم حن أ حَم َر ه وروى عن بعض أهل العلس ِف تفسري َوله تعاىلَ :ح َيفيونه من بني يديه ومن خلفه فإذا جاء َدر هللا خلوا عنه(.)2 َ َ ََ َ َ وَال تعاىلَ : ﴿وُه َو الح َقاهُر فَ حو َق عبَاده َويُحرس ُل َعلَحي ُك حس َح َفيَةا َح هّت إ َذا َجاءَ كل ت تَ َوفهحتهُ ُر ُسلُنَا َوُه حس َال يُ َف َرطُو َن [األنعام .]61 :أي وهو الذي َهر ه َح َد ُك ُس الح َم حو ُ أَ وعيمته وكربَيئه كل ٍ َ اهر فَو َق عَب َادهَ َ شْيء أي من وخضع جلَلله ُّ ﴿وُه َو الح َق ُ ح َ َ َ َ املَلئكة َيفيون بدن اإلنسان(.)3 وَال تعاىل﴿ :إَ حن ُك ُّل نَ حف ٍ ظ [الطارق ]4 :أي حافظ س لَ هما َعلَحي َها َحافَ ﴾ َيرسها من اآلفات(.)4
()1
صحيح تفسري ابن كْثري ( ،)493/2البخاري رَس (.)555
()2
صحيح تفسري ابن كْثري (.)493/2
()3
املصدر نفسه (.)27/2
()4
املصدر نفسه (.)625/4
110
ظ املالئكةُ َم ْن قاهلا يف يومه بعض األذكا ِر اليت حتف ُ بني ُّ النيب (ﷺ) َ وقد َّ
ذاك أو يف موضعه الذي قاهلا فيه فمن ذلك: أ -آية الكرسي:
النب (ﷺ) أ هن َم حن َرأها وكل هللا به َملَكا َيوطه كما ِف فقد ص هح عن َ حديث أّب هريرة رضْي هللا عنه َال وكلين رسول هللا (ﷺ) َ ِبفظ زكاةَ رمضا َن
فأَتين آ ٍ لت ْلرفعنهك إىل رس َ َ ول هللاَ (ﷺ) فجعل َيْثو من ت الطعام فأخذتهُ فق ُ ُ لن يز َال فق ه أويت إىل فر َاش َ ص اْلديث وفيه فقال إذا َ ك فاَرأ آيةَ الكرسْي فإنك ح ظ وال يقربنك شيطا ﴾ن حّت تصبح وكانوا أحرص ٍ شْيء على عليك من هللاَ حاف ﴾ َ َ َ َ َ ب من ُذ صدَك وهو النب (ﷺ) «أَما إنهه َ حد َ اْلري فقال ُّ ﴾ تعلس َم حن ختاط ُ كذوب ُ َ ثَلث ٍ ذاك شيطا ﴾ن»(.)1 ليال َي أَب هريرة؟» َال ال َال « َ ب -قراءة أواخر سورة البقرة: النب (ﷺ)َ « :م حن َرأ عن أّب مسعود اْلنصاري رضْي هللا عنه َالَ :ال ُّ ني من آخ َر سورةَ البقرةَ ِف ٍ َبآليت َ ليلة كفتاه»(.)2 النووي اختلف العلماء ِف معَ «كفتاه» فقيل من اآلف َ ات ِف ليلته َال ُّ َ ُ وَيل كفتاه َمن َ ويوز أن يراد اْلمران(.)3 فقلت (أي النووي) ُ َيام ليلته ُ ح
()1
البخاري رَس (.)2187
()2
فتح الباري على صحيح البخاري (.)55/9
()3
املصدر نفسه (.)56/9
111
ج -قراءة قل هو هللا أحد واملعوذتني ثالث مرات:
ٍ عن عبد هللا بن خبيب رضْي هللا عنه َال خرجنا ِف َ وظلمة ليلة مط ٍر ٍ النب (ﷺ) ليصلْي لنا فأدركناه فقال «َل» فلس أَ حل شيئا مث َال نطلب ه شديدة ُ «َُ حل» ،فلس أَل شيئ ا مث َالَ« :ل» ،فقلت َي رسول هللا ما أَول؟ َال «َل ُه َو ثَلث مر ٍ ات يكفيك من َ كل هللا أحد واملعوذتني حني ُتسْي وحني تصبح َ َ شْيء»(.)1 د -قول (ال إله إال هللا وحده ال شريك له): يك له ،له رسول هللاَ (ﷺ) « َم حن َ َال ُ َال ال إله إال هللا َ وحده ال شر َ امللك وله اْلمد وهو على َ ٍ عدل عش َر كانت له ُ ُ ُ كل شْيء َدير ِف يوم مئةَ مرةٍ ح وحميت عنه مئةُ ٍ ٍ ٍ َ َ الشيطان سيئة وكانت له َحرزا من ت له مئةُ حسنة ُ ح رَاب وُكتبَ ح يومه ذلك حّت ميسْي ومل َ أيت أح ﴾د ِبفضل مما جاء به إال أح ﴾د عمل أكْثر منه»(.)2
- 4مالزمته ودعوته للخري:
ين وهذا من أعيس نَ َع َس هللا على وممن هو مَلزم لإلنسان من املَلئكة القر ُ لكل ٍ اإلنسان ولل اْلمد واملنة فقد يسَر هللا َ ك يدعوه إىل اْلري وَيْثه إنسان َملَ ﴾
()1
صحيح اجلامع رَس (.)4282
()2
البخاري رَس (.)6040
112
ي َعتَي ﴾د [ق.]23 : ﴿وَ َ ال َ َرينُهُ َه َذا َما لَ َد ه عليه وخيوفه من الشر وَي هذره َال تعاىلَ : رسول هللاَ (ﷺ) «ما َمحن ُكس وعن عبد هللا بن مسعود رضْي هللا عنه َال َال ُ
َمن ٍ َ أحد إال َوَ حد وكل به َرينُه من َ املَلئكة» َالوا وإَيك َي رسول اجلن وَرينُه من ح أيمرين إال خب ٍري»(.)1 هللا َال «وإَي َ فأسلس فَل ُ ي إال أ هن هللا أعانين عليه ُ
َ النب (ﷺ) عمل هذين القرين َ السَلمة من ني لإلنسان وطريقةَ وَد وضح ُّ َ
الشيطان ِف حديث جابر بن عبد هللا رضْي هللا عنهما َالَ :ال رسول هللا(ﷺ)، ك اختس خب ٍري ويقول «إذا أوى الرجل إىل فر َاش َه ابتدره َملَ ﴾ ك وشيطا ﴾ن فيقول امللَ ُ ُ َ الشيطا ُن اختس َ ظ َال امللك انم ذكر هللا مث بشر فإ حن لك يكلؤه فإذا استيق َ َبت امل ُ َ َ َ ُ َ بشر فإن َال ُ َ ك السماو َ افتح خب ٍري وَال الشيطا ُن افحتح َ ات اْلمد لل الذي ميُح َس ُ ح واْلرض أن تزوال إىل اخر اآلية ُ َ تقع على اْلمد لل الذي ميُح َس ُ َ ك السماءَ أن َ َ دخل اجلنة»(.)2 اْلرض إال إبذنه ،فإ حن وَع من سريره َ فمات َ اْلمر وَد ُروي عن عبد هللا بن مسعود رضْي هللا عنه مرفوعا ما يوض ُح هذا َ َ َ للشيطان ملةا وللَم َ وتكذيب َ فإيعاد َ َبْلق َبلشر وفيه «إ هن لك ملةا فأما ملةُ الشيطان ﴾ ﴾ َ َ وأ هما ملةُ امللَ َ صديق َ وجد وم حن َ َبْلق فمن َ ك ﴾ فإيعاد َبْل َري وت ﴾ وجد ذلك فليحمد هللا َ َ ()3 َ الشيطان» مث َرأ ﴿الشحهيطَا ُن يَعَ ُد ُك ُس الح َف حقَر [البقرة. ]268 : اْلُخرى فليتعوذ َم َن
()1
مسلس رَس (.)2814
()2
مسند أبو يعلى املوصلْي ( )326/3رجاله رجال الصحيح عدا ابراهيس بن اْلجاج السامْي وهو ثقة.
()3
مسند أبو يعلى املوصلْي رَس (ِ ،)4999ف املَلئكة املقربني ص ( ،)184تفسري الطربي ( )575 572/5حتقيق حممود شاكر ومراجعة
أْحد شاكر.
113
َ القلب مع امللَ َ حال َ أعجب أيت ر الشيطان كو َتملت َ َ ابن القيس وإذا َ يقول ُ َ َ َ حدث َم حن ملتَ َه ك يلس به مراة وهذا ُّ العجائب فهذا ُّ َ يلس به مراة فإذا أمله به امللَ ُ َ ْثارهُ على ما النور والرْحةُ و ُ االنفساخ واالنشر ُ اإلخَلص واإلانبةُ وحمبةُ هللا وإي ُ اح و ُ َ َ َ صُر َ دامت له تلك الغرور فلو ح سواه وَ َ اْلمل والتجاِف عن دار البَلء واالمتحا ُن و ُ الشيطان َ َ اْلالة لكان ِف أهنأ ٍ ث له من عيش وألزه وأطيبه ولكن َتتيه ملة﴾ فتحد ُ
الغس و َ اْلوف و َ الضيق و َ َ اهلس و َ اليلمة و َ السخط َبملقدوَر والشك ِف اْلق و َ اْلرص على الدنيا وعاجلها و َ الغفلة عن هللا ... ك اتب ِف هذه احملنة ال َيصيها إال هللا فمنهس َم حن تكون ملةُ امللَ َ مث للناس مر ُ وجد من اْلَمل و َ الضيق أغلب من ملة الشيطان وأَوى فإذا أمله به الشيطا ُن َ به ُ واْلص َر َ فيبادر إىل َ وسوء اْلال ِبسب ما عنده من حياةَ القلب َ طرد تلك اللم َة ُ َ تستحكس فيصعب تداركها فهو دائم ا ِف ٍ حرب بني اللمتني ُّ يدال له وال يدعُها ُ ُ
ويدال عليه مراة أُخرى والعاَبة للتقوى(.)1 مرة ُ وليس شْيء أنفع َ للعبد من صحبة امللك له وهو وليه ِف يقيته ومنامه ﴾ ُ وحياته وعند موته وِف َربه ومؤنسه ِف وحشته وصاحبه ِف خلوته وحمدثه ِف سره وَيارب عنه عدوه ويدافع عنه ويعينه عليه ويَعَ ُده َبْلري ويبشره به وَيْثه على التصديق َبْلق وإذا اشتد َرب امللك من َ العبد تكلس على لسانه وألقى على ُ بعد منه وَرب الشيطا ُن من َ العبد تكلس على لسانه القول لسانه َ السديد وإذا ُ َ ()1
اإلميان َبملَلئكة اْلطهار لألشقر من ابن القيس ص (.)59
114
َول الزور والفحش حّت يرى الرجل يتكلس على َ لسان امللَ َ الرجل يتكلس على و ك ُ ُ ُ َ لسان الشيطان(.)1 يصحب امللك ويدنيه منه إ حن هو اشتغ َل َبإلميان العبد وذكر ابن القيس أن َ ُ
والعبادةَ َ َبلذنوب واملعاصْي وِف ذلك يقول اشتغل إن ويقصيه منه ويطرده للرْحن ُ َ َ َ َ أنفعهس له ومن أنصح اْللق له و َ م حن عقوبة املعاصْي أهنا تباع ُد عن العبد ووليهه و َ ك املوكل به وتدين منه عد هوه و َ أخس اْللق وأعيمهس سعادته ِف َربه منه وهو امللَ ُ العبد إذا عصى هللا تباعد منه امللك بقدر تلك املعصية ضررا له وهو الشيطان فإن َ تباعد َ امللك منه حّت إنه يتباعد منه َبلكذبة الواحدة مسافةا بعيد اة فإذا كان هذا ُ من كذبة واحدة فماذا يكون َدر تباعده منه مما هو أكرب من ذلك وأفحش منه(...)2
- 5السفارة بني هللا وبني عباده من بين آدم: من أهس الوظائف املنوطة َبملَلئكة َيامهس بتبليغ الوحْي إىل أنبياء هللا ورسله لك فاملَلئكةُ واسطة﴾ بني هللا تعاىل وبني الرسل ِف تبليغ الوحْي والشرائع ويكو ُن امل ُ الرسول واسطة﴾ بني امللك وَومه وما يؤديه امللك واسطةا بني الرسول وبني ربه و ُ إىل الرسول ليؤديه الرسول إىل َومه ضرَبن َرا ﴾ن ووحْي( ،)3فقد اصطفى هللا سبحانه وتعاىل من بين آدم أفرادا شرفهس بنبوته ورسالته وأرسل إليهس مَلئكة منه ()1
املصدر نفسه ص (.)56
()2
املصدر نفسه ص (.)58
()3
معارج القبول للحكمْي ( ،)78/2الرسل والرساالت لألشقر ص .63
115
يبلغوهنس أوامر هللا سبحانه وتعاىل ودينه وهؤالء املصطَحفون هس اْلنبياءُ والرسل
ني ك َك َما أ حَو َححي نَا إَ َىل نُ ٍ عليهس الصَلة والسَلم َال تعاىل﴿ :إَ هان أ حَو َححي نَا إَلَحي َ وح َوالنهبَيَ َ اط و َ اق وي ع ُقوب و حاْلَسب َ َمن ب حع َدهَ وأَوححي نَا إَ َىل إَبحر َاهيس وإَ حمسَاعَيل وإَ يسى ع ح س َ ح ح ح َ َ َ َ ََ ح َ َحَ َ َ َ َ َ َ َ
اه حس س َوَه ُارو َن َو ُسلَحي َما َن َوآتَحي نَا َد ُاو َ صنَ ُ صح ورا َوُر ُس اَل َ حد َ َ َوأَيُّ َ ود َزبُ ا وب َويُونُ َ َ علَي َ َ يما ُر ُس اَل ك َوَكله َس ه ص ُه حس َعلَحي َ صح َح ك م حن َ حب ُل َوُر ُس اَل َملح نَ حق ُ اّلِلُ ُمو َسى تَ حكل ا َ ََ ين لَئَ هَل يَ ُكو َن لَلن َ اّلِلُ َع َز ايزا الر ُس َل َوَكا َن ه هاس َعلَى ه اّلِلَ ُح هجة﴾ بَ حع َد ُّ ين َوُمحنذر َ ُمبَش َر َ َ يما [النساء ]165-163 :وَد ذكر هللا عز وجل املقامات اليت يوحْي هبا إىل َحك ا َ َ اّلِل إَهال و ححيا أَو َمن ور َاء َحج ٍ اب ﴿وَما َكا َن لبَ َش ٍر أَ حن يُ َكل َمهُ هُ َ ا ح ح َ َ َ عباده فقال سبحانه َ : َ َ أَو ي رَسل رس اوال فَي َ ك ك أ حَو َححي نَا إَلَحي َ وح َْي إبََ حذنََه َما يَ َشاءُ إَنههُ َعل ٌّْي َح َك ﴾يس َوَك َذل َ ح ُح َ َ ُ ُ َ َ ر َ َ ورا َهنح َدي بََه وحا م حن أ حَم َرَان َما ُكحن َ ت تَ حد َري َما الحكتَ ُ ُ ا اب َوَال حاإلميَا ُن َولَك حن َج َع حلنَاهُ نُ ا اط هَ َ اط مستَ َقي ٍس َصر َ ك لَتَ ه َدي إَ َىل َصر ٍ من نَ َشاء َمن َعب َاد َان وإَ ه ن َ ح اّلِل الهذي لَهُ ُ َح ُ ح َ َ ح َ َ ما َِف ال هسماو َ ض أََال إَ َىل هَ َ ات َوَما َِف حاْل حَر َ ور [الشورى.]53-51 : َ اّلِل تَصريُ حاْل ُُم ُ ََ مقامات الوحْي إىل جناب هللا عز وجل وهو أنه تبارك وتع اىل ابن كْثري هذه ُ َال ُ ت اراة َ النب (ﷺ) شيئا ال يتم ارى أن ه من هللا عز وجل أو َم حن ور َاء ف ِف َرحوَع َ يقذ ُ حج ٍ اب كم ا كلس موسى عليه الصَلة والسَلم -أو يرس ل رسوالا كم ا ينزل جربيل عليه الصَلة والسَلم وغريُه من املَلئكة على اْلنبياء عليهس الصَلة والسَلم والذي يهمنا ِف هذا املبحث املقام الْثالث وهو الوحْي بواسطة امللَ َ ك(.)1 ()1
ِف املَلئكة املقربني ص ( )162تفسري ابن كْثري (.)122/4
116
يل عليه السَلم هو الذي فقد أثبتت اآلَيت القرآنية واْلح اديث النبوية أن جرب َ
ين َزُل َبلوحْي من هللا تعاىل على اْلنبياء والرسل فكان الوساط ةَ بني هللا تعاىل َ ورسله(.)1 األدلة من الكتاب العزيز: الروح حاْل َ َال تعاىل﴿ :نَزَل بََ ني َعلَى َ حلبَ ك لَتَ ُكو َن َمن الحمحن َذ َ ين ر َم ه ُّ َ ُ َ ُ َ ُ َ
[الشعراء]194-193 :
اّلِلَ ََ َ ك إبََ حذ َن ه يل فََإنههُ نَهزلَهُ َعلَى َ حلبَ َ وَال تعاىل َُ﴿ :حل َم حن َكا َن َع ُد اوا جل حرب َ م َ َ َ ََ َ ني [البقرة]97 : ني يَ َديحه َوُه ادى َوبُ حشَرى ل حل ُم حؤمن َ صدَاا ل َما بَح َ َُ وَال تعاىلَُ﴿ :ل نَهزلَه روح الح ُق ُد َس َمن ربَك ََب حْل َق لَي ْث بَ ه َ ين َآمنُوا ح َ َ َ َُ َ ح ُُ ُ ت ال ذ َ َ ََ ني [النحل]102 : َوُه ادى َوبُ حشَرى ل حل ُم حسلم َ َ َ َ وحى َعله َمهُ ﴿وَما يَحنط ُق َع َن ا حهلََوى إ حن ُه َو إهال َو حح ﴾ْي يُ َ وَال تعاىلَ : َ استَ َوى َوُه َو ََبحْلُفُ َق حاْل حَعلَى مثُه َد َان فَتَ َد هىل َش َد ُ يد الح ُق َوى ذُو مهرةٍ فَ ح اب َ و َس ح َ ني أ حَو أ حَد ََّن فَأ حَو َحى إَ َىل َعحب َدهَ َما أ حَو َحى [النجم.]10-3 : فَ َكا َن َ َ ح وأخرج الشيخان عن ابن عباس رضْي هللا عنهما أنه َال كان رسول نزل جربيل عليه َبلوحْي َ َيرُك لسانه وشفتيه فيشتد عليه فكان ذلك هللا(ﷺ) إذا َ ُ ﴿ال ُحت َرحك بََه لَسانَ َ َ يُ حعَر ُ َ َ ف منه أنزل هللا تعاىلَ َ : ك لتَ حع َج َل بَه إَ هن َعلَحي نَا َمجح َعهُ َوَُ حرآنَهُ فََإ َذا َ َرأح َانهُ فَاتهبَ حع َُ حرآنَهُ مثُه إَ هن َعلَحي نَا بَيَانَهُ [القيامة.]19-16 : ()1
الواسطة بني هللا وخلقه ص (.)112
117
ذهب َرأه كما وعده هللا(.)1 فكان إذا أَته جربيل أطرق ،فإذا َ وَال تعاىل﴿ :إَنهه لََقو ُل رس ٍ ول َك َرٍمي َذي َُ هوةٍ َعحن َد َذي الح َعر َش َم َك ٍ ني ُ ح َُ ح ني وما َ احب ُكس َّبَجنُ ٍ ون ولََق حد رآهُ ََب حْلُفُ َق الحمبَ َ ُمطَ ٍاع مثَه أ ََم ٍ ني ص ُ ح ح ََ َ ُ َ َ [التكوير.]23-19 :
وقد كان نزول جربيل عليه السالم على النيب (ﷺ) على أشكال: أ -فمن تلك اْلشكال أنه كان أيتيه على صورة غري مرئية ويقع كَلمهُ على
َ يل عليه السَلم واْلالةُ َلب النب (ﷺ) فيعْي ما يقول وال يرى الصحابةُ جرب َ عَلمات ُّ النب (ﷺ) يُ حو َحى إليه ومن هذه هذه ولكن تيهر هلس ﴾ تدل على أ هن ه العَلمات:
خروج العرق من جسمه الشريف (ﷺ) ِف اليوم البارد ففْي «الصحيحني» عن رسول هللاَ (ﷺ) ِف الغداةَ الباردةَ نزل على َ عائشة رضْي هللا عنها َالت إ حن كا َن ليُ ُ تفيض جبهتهُ عرَا(.)2 مث ُ َ الصامت رضْي تغري وجهه الشريف ففْي «صحيح مسلس» عن عُباد َة بن ()4 ب( )3لذلك وتربهد نب هللاَ (ﷺ) إذا أُن َزل عليه هللا عنه َال «كان ُّ الوحْي َك ُر َ ُ ()1
البخاري (.)29/1
()2
شرح النووي على صحيح مسلس (.)86/15
()3
كرب :أصابه الكرب من شدة الوحْي.
()4
تربد وجهه :تغري إىل الغربة.
118
وجهه»(.)1 ُ
ثقل جسمه الشريف (ﷺ) فعن أمساء بنت يزيد رضْي هللا عنها َالتَ :إين
لت عليه املائدةُ ُكلُّها فكادت الخذة﴾ بزمام العضباء انَة رسول هللا (ﷺ) إذا أُنز ح عضد َ َم حن ثقلَها ُّ الناَة(.)2 تدق َ وروى البخاري ِف «صحيحه» عن زيد بن اثبت رضْي هللا عنه أنه َال «أُنزل على َ َ َ علْي حّت َخ حفت أن رسول هللا (ﷺ) وفخ ُذه على فخذي ف ح ْثقلت ه ض( )3فخذي(.)4 تر ه
ب -وقد يراه على صورته اليت ُخلِق عليها: يل على صورته اليت ُخلَ َق عليها مرتني فقد وَد ثبت أنه (ﷺ) رأى جرب َ
يل مسلس بسنده عن عائشةَ رضْي هللا عنها َالت إن ه روى ﴾ النب (ﷺ) مل َير جرب َ ِف صورته اليت ُخلَ َق عليها إال مرتني مراة عند َس حدرةَ املنتهى ومراة ِف جياد( ،)5له اْلفق(.)6 ستمئة جناح َد س هد َ
()1
شرح النووي على صحيح مسلس (.)88/15
()2
فتح الباري (.)21/1
()3
الرض :الكسر ،خمتار الصحاح ص (.)245 ُّ
()4
البخاري رَس (.)12
()5 ()6
َ ب ّبكة. جياد :يقال له أجياد ش حع ﴾ فتح الباري (.)3/1
119
جـ -وقد يتمثل جربيل للنيب (ﷺ) يف صورة ٍ رجل فيكلّمه ابلوحي ومن ذلك: ُتْثل جربيل عليه السَلم بصورة الصحاّب َد ححيةَ ب َن خليفةَ الكلب رضْي هللا
عمر رضْي هللا عنهما َال عنه وكان معروفا جبماله فقد روى اإلمام أْحد عن اب َن َ
النب (ﷺ) ِف صورة دحية(.)1 يل عليه السَلم أييت ه كان جرب ُ ٍ وَد أيتيه على صورة ٍ معروف ومن ذلك ما ثبت ِف «صحيح رجل غري جلوس عند مسلس» من حديث عمر بن اْلطاب رضْي هللا عنه َال بينما حنن ﴾ بياض ال َ شديد َ شديد سو َاد الشع َر ْثياب ُ رجل ُ النب (ﷺ) َ ذات يوم إذ َ طلع علينا ﴾ فأسند جلس إىل النب (ﷺ) َ ال يُرى عليه ُ أثر السفر وال يعرفه منا أح ﴾د حّت َ
عمر اْلديث إىل أن َال ِف ركبتيه إىل ركبتيه َ ووضع كفيه على فخذيه وساق ُ السائل؟» َلت :هللا أتدري َم َن عمر اخره مث انطلق فلب ُ َ ْثت مليه ا مث َال ِل «َي ُ ُ يل أَتكس يعلمكس دينكس» (.)2 ورسوله أعلس َال «فإن جرب ُ
()3 ْثل م أيتيين ان أحيا « له و َ ِف ، النب (ﷺ) بني الشكلني «أ ج» ا وَد مجع ُّ َ َ صلصلة( )4ا َ فيفصس( )5عين وَد علْي وعيت ما َال وأحياانا جلرس وهو أشدُّه ه ُ ُ
()1
مسند أْحد ( )132/8صححه حمقق املسند.
()2
مسلس ()8
()3
ومها جمْيء جربيل ِف صورة غري مرئية ،ومعينة ِف صورة رجل.
()4
الصلصلة :الصوت.
()5
120
امللك رجَلا فيكلَمين فأعْي ما يقول»(.)1 يتمْث ُل ِل ُ
بعض املالئكة املقربني وأخربان القرآن الكرمي أن هللا سبحانه وتعاىل أرسل َ
واسطةً منه تعاىل إىل أشخاص من البشر ليسوا أبنبياء تشريفاً هلم وتكرمياً و َّ أن أولئك املالئكة عليهم السالم جاءت وساطتهم ابلبشارة والنذارة واإلبتالء نبني تلك الوساطات يف النقاط اآلتية: هلؤالء األشخاص ونري ُد أن ّ
أ -سارة زوجة إبراهيم عليهما السالم:
ملا ذكر هللا تعاىل َصةَ مَلئكته الذين أرسلهس إىل إبراهيس عليه السَلم ذكر ِف أثنائها أهنس خاطبوا زوجه سارة وبشروها بولدها إسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب عليهما السَلم وذلك ِف ايتني من كتاب هللا العزيز َال تعاىل﴿ :فَلَ هما صل إَلَي َه نَ َ رأَى أَي َدي هس َال تَ َ ف إَ هان أ حُرَس حلنَا إَ َىل ج َو أ و س ه ر ك س َمحن ُه حس َخي َفةا َالُوا َال َختَ ح ُ ح َ ح َ ح َ ح َُ ح َ ُ َ وط وامرأَتُه َائَمة﴾ فَ َ َ وَم لُ ٍ اق اق َوَم حن َوَر َاء إَ حس َح َ ت فَبَشحهرَان َها إبََ حس َح َ َ حَ ُ َ َ ضح َك ح ح َ وز َوَه َذا بَ حعلَْي َشحي اخا إَ هن َه َذا لَ َش حْي ﴾ء ت ََي َويحلَ َّت أَأَل ُد َوأ ََان َع ُج ﴾ وب َالَ ح يَ حع ُق َ اّلِلَ ر حْحت هَ ع َجيب َالُوا أَتَعجبَ َ َ حَ َ ني م حن أ حَم َر ه َ َ ُ اّلِل َوبََرَكاتُهُ َعلَحي ُك حس أ حَه َل الحبَ حيت إَنههُ َ ﴾ َ َ ف س َمحن ُه حس َخي َفةا َالُوا َال َختَ ح َْحي ﴾د َجمي ﴾د [هود .]73-70 :وَال تعاىل﴿ :فَأ حَو َج َ ٍ َ َ وز ت َع ُج ﴾ ت َو حج َه َها َوَالَ ح ص هك ح صهرةٍ فَ َ َوبَشُهروهُ بَغُ ََلم َعلي ٍس فَأََح بَ لَت حامَرأَتُهُ َِف َ َ ال ربُّ َ ََ اْلَ َك ُيس الح َعلَ ُيس [الذاريات.]30-28 : ك إَنههُ ُه َو ح َعق ﴾يس َالُوا َك َذلك َ َ َ فتبني من هاتني اآليتني أن هللا تعاىل أوحى إىل سارة بو َ اسطة هؤالء املَلئكة َ ()1
فتح الباري (.)18/1
121
َ إسحاق وشيخوخة بعلها وأن رغس ك َرب سنها َ الذين بشروها ِبهنا ُ ستلد إسحاق َ
سيولد له ول ﴾د يسمى يعقوب(.)1
ب -مرمي ابنة عمران عليها السالم: بن مرمي عليه السَلم اَتضت حكمةُ هللا سبحانه وتعاىل أن يولد عيسى ُ
من ٍأم دو َن ٍ مشاهدا على عيس َدرة هللا عز وجل وملا أب ليكون ذلك دليَلا َ كانت مرميُ عليها السَلم هْي اْلم اليت َدر هللا والدُتا هلذا النب الوجيه أرسل إليها املَلئكةَ مرارا وَد بينت آَيت القرآن الكرمي ذلك ِف َعدة مواضع فمن تلك
اآلَيت َوله تعاىل﴿ :وإَ حذ َالَ َ ت الح َم ََلئَ َكةُ ََي َمحرَميُ إَ هن َ َ َ َ َ ني َي مرَميُ اَح نَُيت لَربَ َ ك اصطََفاك َعلَى ن َساء الح َعالَم َ َو ح َ َح َ ََ ني [آل عمران.]43-42 : الهراكع َ وَوله تعاىل﴿ :إَ حذ َالَ َ ت الح َم ََلئَ َكةُ ََي َمحرَميُ إَ هن ه اّلِلَ يُبَ َشُرَك بَ َكلَ َم ٍة َمحنهُ ح امسُهُ َ َ َ َ الحم َس َ هاس يسى ابح ُن َمحرَميَ َوج ايها َِف الدُّنحيَا َو حاآلخَرةَ َوم َن الح ُم َقهربَ َ َ ُ ني َويُ َكل ُس الن َ يح ع َ صاْلََ َِف الحمه َد وَكه اَل وَ ت رَ ََّن يَ ُكو ُن َِل َولَ ﴾د َوَملح ميَح َس حس َين ل ا َ ني ال ن م ب أه َ ه ح َ َ َح َ ح َ َ ال َك َذلَ َ ول لَهُ ُك حن فَيَ ُكو ُن ضى أ حَمارا فََإهّمَا يَ ُق ُ بَ َش﴾ر َ َ ك ه اّلِلُ َخيحلُ ُق َما يَ َشاءُ إَ َذا َ َ اّلِل اصطََف َ اك َوطَهَرَك هَ ح اس ُج َدي َو حارَكعَْي َم َع َو ح
[آل عمران.]47-45 :
َ ت إََين هل َهلَا بَ َشارا َس َواَي َالَ ح وَوله تعاىل﴿ :فَأ حَر َس حلنَا إلَحي َها ُر َ وحنَا فَتَ َمْث َ ()1
الواسطة بني هللا وخلقه ص (.)127
122
أَعوذُ ََبلهر حْح َن َمحنك إَ حن ُكحنت تََ ك َْلَهب لَ َ ول ربَ َ ال إَه ك غُ ََل اما س ر َان أ ا ّم ا ي ق ُ َ ا َ َ َ َ َ ُ َ َ ُ َ َ َ َ ال َك َذلَ َ ك ت أه ََّن يَ ُكو ُن َِل غُ ََل ﴾م َوَملح ميَح َس حس َين بَ َش﴾ر َوَملح أ َُك بَغَياا َ َ َزكياا َالَ ح ك هو علَْي هَني ولَنجعلَه آيةا لَ هاس ور حْحةا َمنها وَكا َن أَمرا م حق َ ََ َ َ ضياا ن ل َ ح ا َ ال َربُّ ُ َ َ ه َ ﴾ َ َ ح َ ُ َ ََ َ [مريم.]21-17 :
فْثبت من هذه اآلَيت أن املَلئكة أوحت إىل مرمي ثَلث مر ٍ ات واسطة
بينها وبني هللا تعاىل وِف بعض هذه املرات كانت الواسطةُ مجع ا من املَلئكة يل عليه بصيغة العموم وِف املرة الْثالْثة ِ -ف سورة مرمي -كان الواسطةُ هو جرب َ سول من َ َ عند أخربها أنه ر ﴾ السَلم حيث ُتْثل ملرميَ على صورة رجل َتم اْللقة و َ ليهب هلا غَلما زكيا(.)1 هللا تعاىل َ
وال يفهس من وحْي هللا إىل ٍ كل من سارة ومرمي بواسطة املَلئكة أنه توجد نبية﴾ من النساء ْل هن النبوة ال تْثبت ٍ ٍ دليل على نبوة يوجد وال بدليل إال البشر من ْلحد ُ ﴾ واحدة من النساء بل القرآن الكرمي َصر الرسالةَ على الرجال دون النساءَ .ال تعاىل﴿ :وما أَرس حلنا َمن َ بلَ ك إَهال َرج ااال نُ َ وحْي إَلَحي َ هس [يوسف[ ،]109 :النحل، ]43 : َ ََ ح َ َ ح ح َ ح َول مجهوَر أهل العلس وهو الراجح(.)2 [األنبياء ]7 :وهذا ُ ج -امللك الذي أرسله هللا إىل الرجل الذي زار أخاه يف هللا:
()1
الواسطة بني هللا وخلقه ص (.)128
()2
شرح النووي لصحيح مسلس (.)198/15
123
النب (ﷺ): روى مسلس ِف «صحيحه» عن أّب هريرة رضْي هللا عنه عن َ فأرصد هللا على مدرجتَ َه( )1ملكا فلما أتى «أن رجَلا زار أخا له ِف َر ٍية أخرى َ لك عليه من ٍ نعمة يد؟ َال أر ُ عليه َال أين تر ُ يد أخا ِل ِف هذه القرية َال هل َ فإين ُ َ تُرُّهبا(َ ،)2ال :ال غري َأين أحببتُه ِف هللاَ عز وجلَ ،الَ : إليك ِب هن رسول هللا َ َ هللا َد أحبهك كما أحببتَه»(.)3 أرسل ملك ا من مَلئكته واسطةا بينه وبني فْثبت هبذا اْلديث أن هللا تعاىل َد َ هذا الرجل الصاحل ليعلمه فضل اْلُ َ ب ِف هللا تعاىل ومنزلةَ املتحابني فيه. َ
د -امللك الذي بعثه هللا إىل األبرص واألقرع واألعمى يف بين إسرائيل البتالهم: اْلديث على أن هللا تعاىل َد وَد مر اْلديث معنا مفصَلا فقد دل هذا ُ بعث ملك ا من مَلئكته واسطةا بينه وبني هؤالء الْثَلثة نفر من بين إسرائيل البتَلئهس وامتحاهنس وأنه أَتهس على صورة ٍ رجل من البشر(.)4
- 6تثبيت املؤمنني وقتاهلم معهم:
كما حصل ِف ٍ عدد من الغزوات فقد شاركوا ِف َ َتال املشركني ِف بدر
واْلحزاب وَُريية وغريها وَد سجل القرآن الكرمي بعض تلك املشاركات ليبني ()1
املدرجة :الطريق.
()2
ترهبا :تقوم إبصَلحها وتنهض إليه بسبب ذلك.
()3
شرح النووي لصحيح مسلس (.)124/16
()4
الواسطة بني هللا وخلقه ص (.)130
124
عييس نعمته على عباده املؤمنني من نصرُتس وَتييده سبحانه وتعاىل هلس هلس َ
()1
أ -يف غزوة بدر
ثبت ِف نصوص القرآن الكرمي والسنة النبوية املطهرة ومروَيت ٍ عدد من
الصحابة البدريني أن هللا تعاىل ألقى ِف َ الرعب َال تعاىل: َلوب الذين كفروا ُّ ﴿إَ حذ ي َ ك إَ َىل الحم ََلئَ َك َة أََين مع ُكس فَْثَبَتُوا اله َذين آمنُوا سأُلح َقْي َِف َُلُ َ وب وحْي َربُّ َ ُ َ َ َ ََ ح َ اله َ اض َربوا فَو َق حاْل حَعنَ َ اض َربوا َمحن هس ُك هل ب نَ ٍ ان [األنفال.]12 : و اق ف ب ع الر ا و ر ف ك ين ذ َ َ ُّ َ ح ح ح ُ ح َ َ ُ ُ ح َ َ ُ اّلِلَ لَ َعله ُك حس تَ حش ُكُرو َن اّلِلُ بَبَ حد ٍر َوأَنحتُ حس أ ََذلهة﴾ فَاته ُقوا ه صَرُك ُس ه ﴿ولََق حد نَ َ وَال تعاىلَ : ول لَحلمؤَمنَني أَلَن ي حك َفي ُكس أَ حن ُميَ هد ُكس ربُّ ُكس بَْث ََلثََة َآال ٍ َ ف َم َن الح َم ََلئَ َك َة حَ ح َ إ حذ تَ ُق ُ ُ ح َ ح َ َ ح َ صَربُوا َوتَته ُقوا َو َأيحتُوُك حس َم حن فَ حوَرَه حس َه َذا ميُح َد حد ُك حس َربُّ ُك حس َخبَ حم َس َة ُمحن َزل َ ني بَلَى إَ حن تَ ح َ َ َ ٍ َ اّلِلُ إَهال بُ حشَرى لَ ُك حس َولَتَطح َمئَ هن َُلُوبُ ُك حس ني َوَما َج َعلَهُ ه َآالف م َن الح َم ََلئ َكة ُم َس َوم َ َ اْلَكَي َس [آل عمران.]126-123 : اّلِلَ الح َع َزي َز ح هصُر إَهال َم حن َعحن َد ه بَه َوَما الن ح وَد أشارت اْلحاديث الصحيحة إىل مشاركة املَلئكة ِف معركة بدر وَيامهس بضرب املشركني وَتلهس( ،)2فعن ابن عباس رضْي هللا عنهما َال بينما رجل من املسلمني يومئذ يشتد ِف أثر رجل من املشركني أمامه إذ مسع ضربة َبلسوط فوَه وصوت الفارس يقول أَدم حيزوم( ،)3فنير إىل املشرك أمامه فخر مستلقيا فنير إليه فإذا هو ُخ َطس أن ُفه وشق وجهه كضربة ال هسوط فاخضر ذلك ()1
العقيدة اإلسَلمية ،د .أْحد جلْي ص (.)174
()2
السرية النبوية للمؤلف (.)711/1
()3
املصدر نفسه ( )712/1حيزوم :اسس الفرس الذي يركبه امللك.
125
أمجع فج اء اْلنصاري فحدهث بذلك رسول هللا (ﷺ) فق ال صدَت ذلك من مدد السم اء الْثالْثة( ،)1ومن حديث عبد هللا بن عباس رضْي هللا عنهما أيضا َال إن النب (ﷺ) َال يوم بدر هذا جربيل اخذ برأس فرسه عليه أداة اْلرب(،)2 ومن حديث علْي بن أّب طالب رضْي هللا عنه َال فجاء رجل من اْلنصار َصري َبلعباس بن عبد املطلب أسريا فقال العباس َي رسول هللا إن هذا وهللا ما أسرين لح( ،)3من أحسن الناس وجه ا على فرس أبلق( ،)4وما أراه لقد أسرين رجل ح أج ُ
ِف القوم فقال اْلنصاري أان أسرته َي رسول هللا ،فقال :اسكت فقد أيدك هللا
ّبلك كرمي( ،)5ومن حديث أّب داود املازين َال إين ْلتبع رجَلا من املشركني ْلضرب ه إذ وَع رأسه َبل أن يصل إليه سيفْي فعرفت أنه َتله غريي(.)6 البخاري َبب َ حديث ُرفاعة شهود املَلئكة بدرا وساق بسنده ب َ ُّ َ وَد بو َ أهل ب د ٍر فيكس؟ َ ال يل إىل َ النب (ﷺ) فق ال م ا تعدون َ بن رافع َ ال جاء جرب ُ شهد بدرا من « َم حن أفض َل املسلمني أو كلم ة حنوها» َال «وكذلك من َ َ املَلئكة»(.)7 اثبت ال شك فيه وإن َطعْي ﴾ أمر ٌّ إن إمداد هللا تعاىل للمؤمنني َبملَلئكة ﴾ ()1
السرية النبوية للمؤلف (.)712/1
()2
البخاري رَس (.)3995
()3
أجلح :الذي أحنسر شعره من جانبيه.
()4
اْلبلق :الذي ارتفع التحجيل إىل فخذيه.
()5
مسند أْحد (.)117/1
()6
مسند أْحد ( )450/5سرية ابن هشام (.)286/2
()7
فتح الباري (.)312 311/7
126
َ حتصيل ما يكون سبب ا النتصار املسلمني وهذا ما حصل اإلمداد اْلكمة من هذا ُ َ املَلئكة فقد َاموا َ بكل ما ميكن أن يكون سببا لنصر املسلمني من تبشريهس بنزول َبلنصر ومن تْثبيتهس ّبا ألقوه ِف َلوهبس من بواعث اْلمل ِف نصرهس والنشاط ِف بعضهس من َتاهلس وّبا أظهروه هلس من أهنس معانون من هللا تعاىل وأيضا ّبا َام به ُ شك أ هن هذا االشرت َاك الفعلْي ِف القتال َوى االشرتاك الفعلْي ِف القتال وال ه
ت عليه اآلَيت وصرحت به اْلحاديث َلوهبس وثبهتهس ِف القتال وهذا ما دل ح النبوية(.)1 وَد يسأل سائل ما اْلكمةُ ِف َ إمداد املسلمني َبملَلئكة مع أ هن واحدا من َادر بتوفيق هللا على إَبدة الكفار وَد أجاب املَلئكة كجربيل عليه السَلم ﴾ مضت سنةُ هللاَ بتدافع اْلق وأهله الدكتور عبد الكرمي زيدان على ذلك فقال لقد ح مع الباطل وأهله وأ هن الغلبة تكو ُن وفق ا لسنن هللا ِف الغلبة واالنتصار وأ هن هذا التدافع يقع ِف اْلصل بني أهل اجلانبني اْلق والباطل ومن مثر َ التمس َ ك َبْلق ات ُّ َ ُ عون ٍ والقيام ّبتطلباته أن َيصلوا على ٍ ٍ ِبشكال وأنو ٍاع متعددة وَتييد من هللا تعاىل ُ التدافع يرَين وفقا لسنن هللا فيهما وِف لكن تبقى املدافعةُ و ُ ِف التأييد والعون و ح
نتيجة التدافع فاجلهة اْلَوى َ تغلب بكل معاين القوة الَلزمة للغلبة هْي اليت ُ بعض مثرات إميان تلك العصبة اجملاهدة ذلك اإلمداد الذي فاإلمداد َبملَلئكة هو ُ حتقق به ما يستل َزم الغلبة على العدو ولكن َ بقيت الغلبةُ موَوفةا على ما َدمه ُ ح ()1
املستفاد من َصص القران د .عبد الكرمي زيدان (.)132 131/2
127
أولئك املؤمنون ِف القتال ومباشرُتس ْلعمال القتال وتعرضهس للقتل وصمودهس وثباُتس ِف اْلرب واستدامة توكلهس على هللا و َ اعتمادهس عليه وثقتهس به وهذه معا ٍن حسب سننه ِف اْلياة أسباَبا للغلبة والنصر مع اْلسباب اْلخرى جعلها هللا َ املادية مْثل العدة والعدد واالستعداد للحرب وتعلس فنوهنا ...اخل. إزهاق الباطل وهلذا فإن اإلسَلم يدعو املسلمني إىل أن يباشروا ِبنفسهس َ َ
وَتال املبطلني ويهيئوا اْلسباب املادية واإلميانيةَ للغلبة واالنتصار وِبيديهس إن َ شاء هللا تعاىل ينال املبطلون ما يستحقون من العقاب(َ ،)1ال تعاىلَ﴿ :اتَ وه حس ل ُ ُ يع َ ف ص ُد ٍ َ َ اّلِل َِبَي َدي ُكس وُخيح َزَهس وي حنصرُكس َعلَي َهس وي حش َ ني س هب ذ ه ح ور َ حوم ُم حؤمن َ ح ح ُ ُ ُ َ َ َُ ُ ُ َ ح َ ح َ ح َ حح وي حذ َهب َغي َ ََ اّلِلُ َعلَ ﴾يس َح َك ﴾يس [التوبة.]15-14 : اّلِلُ َعلَى َم حن يَ َشاءُ َو ه وب ه َُ ح ح ظ َُلُوهب حس َويَتُ ُ إن نزول املَلئكة عليهس السَلم من السماوات العَُل إىل اْلرض لنصر اسخ للمؤمنني حينما يؤمنون ِبهنس املؤمنني ﴾ وثبات ر ﴾ حدث عييس إنه َوة عيمى ﴾
أهل ليسوا َ وحدهس ِف امليدان وأهنس إذا حققوا أسباب النصر واجتنبوا موانعه فإهنس ﴾ الشعور يعطيهس جرأةا ِف مقاتلة اْلعداء وإ حن كان ذلك على ملدد السماء وهذا ُ سبيل املغامرَة لَبُ حع َد التكافؤ املادي بني َ جيش الكفار الكبري عددا القوي إعدادا َ َ َ امل َوي ِف وجيش املؤمنني القليل عددا الضعيف إعدادا وهو ِف الوَت نفسه ع ﴾ َ وزعزعة يقينهس وذلك حينما يشيع ِف صفوفهس احتمال حتطيس معنوية الكفار بعض الكفار عياانا إهنس مهما َدروا َوة تكرار نزول املَلئكة الذين شاهدهس ُ ()1
املستفاد من َصص القران (.)132 131/2
128
َ لزل من رعب مز ﴾ احتمال مشاركة َوةَ املسلمني وعددهس فإنه سيبقى ِف وجداهنس ﴾
الشعور غري منيورة ال يعلمون عددها وال يقدرون مدى َوُتا وَد رافق هذا ُ املؤمنني ِف َ كل حروهبس اليت خاضها الصحابة رضْي هللا عنهس ِف العهد النبوي َ وِف عهد اْلَلفة الراشدة كما رافق املؤمنني بعد ذلك فكان عامَلا َوَيا ِف انتصاراُتس املتكررة اْلامسة مع أعدائهس(.)1 أحد ب -يف غزوة ُ
أيت عن ميني رسول هللا (ﷺ) وعن َال سعد بن أّب وَاص رضْي هللا عنه ر ُ َ يقاتَلن عنه كأشد القتال ما رأيتُهما بياض ثياب ﴾ مشاله يوم أُحد رجلني عليهما ﴾ بعد يعين جربيل وميكائيل(.)2 َبل وال ُ ُ خاص َبلدفاع عن النب (ﷺ) ْلن هللا تكفل بعصمته من الناس ومل وهذا ُّ
يص هح أ هن املَلئكةَ َاتلت ِف أُحد سوى هذا القتال وإ حن وعدهس هللا أن ميدهس ْلنه جعل وعده معلقا على ثَلث أمور الصرب التقوى وإتيان اْلعداء من فورهس ومل تتحقق هذه اْلمور فلس َيصل اإلمداد(َ .)3ال تعاىل﴿ :إَ حذ تَ ُق ُ َ َ َ ني أَلَ حن ول للح ُم حؤمن َ َ َ َ َ َ ٍ َ َ صَربُوا يَ حكفيَ ُك حس أَ حن ُمي هد ُك حس َربُّ ُك حس بَْثَ ََلثَة َآالف م َن الح َم ََلئ َكة ُمحن َزل َ ني بَلَى إَ حن تَ ح وتَته ُقوا وأيحتُوُكس َمن فَوَرَهس ه َذا ميُح َد حد ُكس ربُّ ُكس َخبمس َة َآال ٍ ف َم َن الح َم ََلئَ َك َة ََ ح ح ح ح َ َ ح َ ح َح َ َ ني [آل عمران.]125-124 : ُم َس َوم َ ()1
التاريخ اإلسَلمْي ،للحميدي (.)145/4
()2
البخاري رَس (.)4045
()3
السرية النبوية ،للمؤلف (.)149/2
129
ج -يف غزوة اخلندق رسول جاء ِف «الصحيحني» من حديث عبد هللا بن أّب أوَّف َال دعا ُ هللاَ(ﷺ) على اْلحزاب فقال «اللهس منزل الكتاب سريع اْلساب َ اب ز اْلح أهزم ه َ ()1 بشائر فأَبلت (ﷺ) نبيه دعاء سبحانه هللا فاستجاب اللهس أهزمهس وزلزهلس» ح ُ الفرج فقد صرفهس هللا ِبوله وَوته وزلزل أبداهنس وَلوهبس وشتت مجعهس َبْلَلف
الرعب ِف َلوهبس وأنزل جنودا من يح الباردة الشديدة وألقى أرسل عليهس الر َ َ مث َ هَ اّلِلَ َعلَحي ُك حس إَ حذ َجاءَتح ُك حس ين َآمنُوا اذح ُكُروا نَ حع َمةَ ه عنده سبحانه َال تعاىلَ : ﴿َي أَيُّ َها الذ َ اّلِل َّبَا تَعملُو َن ب َ ص اريا [األحزاب.]9 : ُجنُ ﴾ ود فَأ حَر َس حلنَا َعلَحي َه حس َرَياا َو ُجنُ ا ودا َملح تََرحوَها َوَكا َن هُ ح َ َ
النب (ﷺ) واملسلمني كانوا َريب ا يح معجزةا للنب (ﷺ) ْل هن ه فكانت هذه الر ُ ٍ خرب عندهس منها ومل يكن بينهس وبينها إال َعحرض اْلندق وكانوا ِف عافية منها وال َ ()2 اْلوتداد وَطعت أطناب الفساطيط وبعث هللا عليهس املَلئكة فخلعت هبا َ َ أطفأت النريا َن و َ و َ بعضها ِف ٍ بعض وأرسل هللا أكفأت القدور وجالت اْليول ُ َ الرعب وكْثر تكبري املَلئكة ِف جوانب املعسكر حّت كان سي ُد َ كل خباء عليهس َ يقول َي بين فَلن هلس إِل فإذا اجتمعوا َال هلس النجاءَ النجاءَ ملا بعث هللا عليهس
الرعب(.)3
أمر النب (ﷺ) من اْلندق ووضعه وبعد انتصار املسلمني وعودة َ َ السَلح َ ()1
البخاري رَس (.)2933
()2
الفساطيط :نوع من اْلبنية ِف السفر دون السرادق.
()3
تفسري القرطب (.)144/14
130
اْلبيب (ﷺ) أصحابه َبلتوجه إليهس فأمر ُ هللا تعاىل نبيهه (ﷺ) بقتال بين َريية َ
ويقذف ِف َلوهبس لزل حصوهنس وَد أعلمهس ِبن هللا تعاىل َد أرسل جربيل ليز َ َ
العصر إال ِف بين َرييةَ»(.)1 الرعب وأوصاهس ِبن «ال يصل ه ني أح ﴾د َ
َ ووضع اْلندق النب (ﷺ) من رجع ه َ وعن عائشة رضْي هللا عنها َالت ملا َ السَلح وهللا ما وضعت يل عليه السَلم وَال َد َ َ َ اغتسل أَته جرب ُ السَلح و َ
أشار إىل بين َُريية فخر َج وضعناه فاخر حج إليهس َال «فإىل أين؟» َال هاهنا و َ النب (ﷺ)(.)2 ُّ
وَد سجل القرآن الكرميُ غزويت اْلحزاب وبين َريية والقرآن كعهدان به يسجل اْلالدات اليت تسع الزمان واملكان فاملسلمون معرضون دائما ْلن يغزو ِف عقر دارهس وِف عواصس بلداهنس ومعرضون ْلن يتكالب عليهس اْلعداء مجيعا
فإذا كان القرآن َد سجل حادثيت اْلحزاب وبين َريية فذلك من مسة التكرار يستفيد املسلمون من الدروس والعرب من اْلوادث على مدى العصور( ،)3لكْي َ َ يث ت ِف القرآن الكرمي على وجه اْلصوص والذي يتدبر حد َ السابقة اليت ذُكَر ح القرآن عن غزوة اْلحزاب يراه َد اهتس َ ببيان أموٍر من أمهها ما يلْي: - 1تذكري املؤمنني بنعم هللا عليهم: كما َال تعاىلَ﴿ :ي أَيُّها اله َ اّلِلَ َعلَحي ُك حس إَ حذ َجاءَتح ُك حس ذ ين َآمنُوا اذح ُكُروا نَ حع َمةَ ه َ َ َ ()1
البخاري رَس ( )4119مسلس (.)1770
()2
البخاري مع الفتح (.)407/7
()3
اْلساس ِف السنة ،سعيد حوى (.)662/2
131
اّلِل َّبَا تَعملُو َن ب َ ص اريا ُجنُ ﴾ ود فَأ حَر َس حلنَا َعلَحي َه حس َرَياا َو ُجنُ ا حَ َ ودا َملح تََرحوَها َوَكا َن هُ [األحزاب.]9 : - 2التصوير البديع ملا أصاب املسلمني من هم بسبب إحاطة األحزاب ابملدينة:
َ َ َ َ َ ص ُار َال تعاىل﴿ :إَ حذ َجاءُوُك حس م حن فَ حوَ ُك حس َوم حن أ ح َس َف َل محن ُك حس َوإَ حذ َزا َغت حاْلَبح َ َ وب حاْلَنَ َاجَر َوتَيُنُّو َن ََب هّلِلَ اليُّنُ َوان [األحزاب. ]10 : َوبَلَغَت الح ُقلُ ُ
- 3الكشف عن نوااي املنافقني السيئة وأخالقهم الذميمة وجبنهم اخلالع
ومعاذيرهم الباطلة ونقضهم للعهود: هَ َ ََ ﴿وإَ حذ يَ ُق ُ ض َما َو َع َد َان ه ين َِف َُلُوهب حس َمَر ﴾ اّلِلُ َال تعاىلَ : ول الح ُمنَاف ُقو َن َوالذ َ َ ورا [األحزاب.]12 : َوَر ُسولُهُ إهال غُُر ا
- 4حض املؤمنني يف كل زمان ومكان على التأسي برسول هللا (ﷺ) يف أقواله وأفعاله وجهاده وكل أحواله:
ول هَ استجابة لقوله تعاىل﴿ :لََق حد َكا َن لَ ُكس َِف رس َ ُس َوة﴾ َح َسنَة﴾ لَ َم حن َكا َن اّلِل أ ح ح َُ اّلِلَ َكْثَ اريا [األحزاب.]21 : اّلِلَ َوالحيَ حوَم حاآل َخَر َوذَ َكَر ه يَحر ُجو ه - 5مدح املؤمنني على مواقفهم النبيلة وهم يواجهون جيوش األحزاب صادق ٍ ٍ ووفاء بعهد هللا تعاىل : إبميان ََ َ اّلِلَ َعلَحي َه فَ َمحن ُه حس َم حن ني َر َج ﴾ اه ُدوا ه َال تعاىل﴿ :م َن الح ُم حؤمن َ ص َدَُوا َما َع َ ال َ ضى َححنبَهُ َوَمحن ُه حس َم حن يَحن تَ َيُر َوَما بَ هدلُوا تَحب َد ايَل [األحزاب.]23 : ََ 132
- 6بيا ُن سنّ ٍة من سنن هللا اليت ال تتخلّف وهي جعل العاقبة للمؤمنني: اّلِل اله َذين َك َفروا بَغَي َي َهس َمل ي نَالُوا خريا وَك َفى ه َ َ ني اّلِلُ الح ُم حؤمن َ َال تعاىلَ : ﴿وَرهد هُ َ ُ ح ح ح َ َ ح ا َ اّلِلُ َ َواَي َع َز ايزا [األحزاب. ]25 : الح َقتَ َ ال َوَكا َن ه - 7امتنانه سبحانه على عباده املؤمنني حيث نصرهم على بين قريظة وهم يف حصوهنم املنيعة من دون قتال يذكر: الرعب ِف َلوهبس فنزلوا على حكس هللا ورسوله حيث ألقى -سبحانه - َ (ﷺ)(َ ،)1ال تعاىل﴿ :وأَنحزَل اله َ اب َمن صي َ وهس َمن أ حَه َل الح َكتَ َ اصي َه حس ر اه ظ ين ذ َ ُ َ َ َ ح ََ َ ُ ح ح َ ض ُه حس ف َِف َُلُوهبََ ُس ُّ َوَ َذ َ ب فَ َري اقا تَ حقتُلُو َن َو ََتحسُرو َن فَ َري اقا َوأ حَوَرثَ ُك حس أ حَر َ الر حع َ َ اّلِلُ َعلَى ُك َل َش حْي ٍء َ َد ايرا [األحزاب.]27-26 : وها َوَكا َن ه َود ََي َرُه حس َوأ حَم َوا َهلُحس َوأ حَر ا ضا َملح تَطَئُ َ د -يف غزوة حنني
َ اطن َكْثَريةٍ ويَوَم ُحنَ ح ٍ ني إَ حذ أ حَع َجبَ حت ُك حس صَرُك ُس ه َال تعاىل﴿ :لََق حد نَ َ اّلِلُ َِف َم َو َ َ َ ح َ ض َّبَا ر ُحبَ ح ه ين َكْثح َرتُ ُك حس فَلَ حس تُ حغ َن َعحن ُك حس َشحي ئاا َو َ ضا َ ح ت َعلَحي ُك ُس حاْل حَر ُ َ ت مثُه َولحي تُ حس ُم حدب َر َ ََ ََ مثُه أَنحزَل ه َ ب ني َوأَنح َزَل ُجنُ ا اّلِلُ َسكينَ تَهُ َعلَى َر ُسوله َو َعلَى الح ُم حؤمن َ َ ودا َملح تََرحوَها َو َع هذ َ َ َ اله َذين َك َفروا وذَلَك جزاء الح َكافَ َ ك َعلَى َم حن ر وب ه اّلِلُ َم حن بَ حعد ذَل َ ين مثُه يَتُ ُ َ َ ُ َ َ ََ ُ ور َرَح ﴾يس [التوبة.]27-25 : يَ َشاءُ َو ه اّلِلُ َغ ُف ﴾
()1
حديث القران الكرمي (.)603 602/2
133
إن غزوةَ ُحن ٍ ني ُسجلت ِف القرآن الكرمي ،لكْي تبقى درس ا لألُمة ِف كل زمان ومكان ،ولقد عُرضت ِف القرآن الكرمي على منهجية رَبنية كان من أهس معاملها اليت:
- 1بني القرآن الكرمي أ ّن املسلمني أصاهبم اإلعجاب بكثرة عددهم. َال تعاىل مث بني القرآن أن هذه الكْثرة ﴿ويَوَم ُحنَ ح ٍ ني إَ حذ َح ضاَت علَي ُكس حاْلَر َ ت ض ّبَا َر ُحبَ ح ﴿و َ ح َ ح ُ ح ُ َكْثح َرتُ ُك حس [التوبة ]25 :تفيد َ
أَ حع َجبَ حت ُك حس مثُه َولهحي تُ حس
َ ين [التوبة.]25 : ُم حدب َر َ - 2بني القرآن الكرمي أن املسلمني اهنزموا وهربوا ما عدا النيب (ﷺ) ونفر يسري من أصحابه.
َ ض َّبَا ر ُحبَ ح ه ين ﴿و َ ضاَ ح ت َعلَحي ُك ُس حاْل حَر ُ َ َال تعاىلَ : ت مثُه َولحي تُ حس ُم حدب َر َ نصر رسولَه (ﷺ) يف هذه املعركة وأكرمه - 3بني القرآن الكرمي أ ّن هللا َ إبنزال الس ِ كينة عليه وعلى املؤمنني ّ ََ ََ فقال تعاىل﴿ :مثُه أَنحزَل ه َ ني [التوبة.]26 : اّلِلُ َسكينَ تَهُ َعلَى َر ُسوله َو َعلَى الح ُم حؤمن َ َ [التوبة]25 :
- 4بني القرآن الكرمي أن هللا أم ّد نبيّه حممداً (ﷺ) ابملالئكة يف حنني. ََ ََ َال تعاىل﴿ :مثُه أَنحزَل ه َ ودا ني َوأَنح َزَل ُجنُ ا اّلِلُ َسكينَ تَهُ َعلَى َر ُسوله َو َعلَى الح ُم حؤمن َ َ َ َ َمل تَروها وع هذ ه َ اّلِلُ َم حن بَ حع َد وب ه ين َك َفُروا َو َذل َ ين مثُه يَتُ ُ ح َح َ َ َ َ ك َجَزاءُ الح َكاف َر َ ب الذ َ َ ور َرَح ﴾يس [التوبة.)1(]27-26 : ك َعلَى َم حن يَ َشاءُ َو ه َذل َ اّلِلُ َغ ُف ﴾ ()1
حديث القران الكرمي عن غزوات الرسول (ﷺ) ،د .حممد بدر ال عابد (.)491 490/2
134
- 7قبض األرواح عند املوت: َبلروح مَلئكةا يقبضوهنا عند املوت ِف ثبت ِف الكتاب والسنة أن هللاَ وكل َ
آَيت كْثرية:
أ -كيفية نزع الروح
َال تعاىل﴿ :فَلَوَال إَ َذا ب لَغَ َ وم َوأَنحتُ حس َحينَئَ ٍذ تَحنيُُرو َن َوَححن ُن ت ح اْلُحل ُق َ َ ح أََح رب إَلَي َه َمحن ُكس ولَ َكن َال تُب َ ن [الواقعة]85-83 : صُرو َ حَ ح ح َُ ح َ وم أي :الروح ،واْللقوم هو اْللق وذلك حني أي ﴿فَلَ حوالَ إَذَا بَلَغَت ا حْلُحل ُق َ ﴿وأَنحتُ حس َحينَئَ ٍذ تَحنيُُرو َن أي :إىل احملتَض َر وما يكابده من سكرات االحتضارَ ، املوت﴿ ،وَححنن أََح رب إَلَي َه َمحن ُكس أيّ :بَلئكتنا﴿ ،ولَكَن الَ تُب َ صُرو َن أي: َ ح ح َ ُ َُ ح ح ولكن تروهنس(.)1 وَال تعاىل﴿ :وهو الح َق َ اهر فَو َق َعب َادهَ وي رَسل َعلَحي ُكس ح َفيَةا ح هّت إَ اء ج ا ذ َ َ ح َ ََ ََُ ُ ح َ َ ُح ُ اْلََق أََال اّلِلَ َم حوَال ُه ُس ح ت تَ َوفهحتهُ ُر ُسلُنَا َوُه حس َال يُ َف َرطُو َن مثُه ُرُّدوا إَ َىل ه َح َد ُك ُس الح َم حو ُ أَ اْل حكس وهو أَسرع ح َ ني [األنعام.]62-61 : لَهُ حُ ُ َ ُ َ ح َ ُ اْلَاسبَ َ الرتاََْي وََ وَال تعاىلَ ﴿ :ك هَل إَذَا ب لَغَ َ اق ت ه يل َم حن َر ٍاق َوظَ هن أَنههُ الح َفَر ُ َ َ َ َ َ اق ََبل هس َ والحتَ هف َ اق [القيامة]30-26 : ك يَ حوَمئَ ٍذ الح َم َس ُ ت ال هس ُ اق إَ َىل َربَ َ َ َ َ الرتاََ َْي والرتاَْي مجع تُرَُوة وهْي العيام املكتنَ َفةُ لنُقرةَ النحر أي ﴿إ َذا بَلَغَت هَ وهو مقدم اْللق من أعلى الصدر موضع اْلشرجة ويكَ ببلوغ النفس الرتاَْي
()1
اليوم االخر ،د .حمسن املطريي ص (.)55
135
عن اإلشفاء على املوت مْثله َوله وَيل معناه أي حق ا أن املساق إىل هللا أي إذا َ ارتفعت الروح إىل ﴿فَلَوالَ إَذَا ب لَغَ َ َ الرتاََْي ت ح اْلُحل ُق َ وم َكَله إ َذا بَلَغَت هَ َ ح واملقصود تذكريهس شدة اْلال عند نزول املوت(.)1 ك الحمو َ ت اله َذي ُوكَ َل بَ ُك حس مثُه إَ َىل َربَ ُك حس وَال تعاىل َُ﴿ :حل يَتَ َوفها ُك حس َملَ ُ َ ح بعض الناس أ هن امللك املوكل َبملوت وَبض تُحر َجعُو َن [السجدة .]11 :وَد توهس ُ
اْلرواح هو عزرائيل واْلقيقة أن مللك املوت أعوا ﴾ن على هذه املهمة فهناك النازعات والناشطات الوارد ذكرها ِف َوله تعاىل﴿ :والنها َزع َ ات َغحرَاا َ َ هاشطَ َ والن َ ات نَ حشطاا [النازعات .]2-1 :وَد ورد عن مج ٍع من الصحابة والتابعني أن َ ﴿والنها َزع َ ات َغحرَاا يعنون حني تنزع أرواح بين آدم فمنهس من َتخ ُذ روحه بعس ٍر َ َ فتغرق ِف نزعها ومنهس من َتخ ُذ روحه بسهولة وكأّما حلته من نشاط(،)2 اح املؤمنني بيسر وسهولة ويبشروهنس َبجلنة بينما يقومون بضرب فيقبضون أرو َ وجوه الكفرة وأدَبرهس كما يوخبون الياملني ْلنفسهس املمتنعني عن اهلجرة إىل هللا
ورسوله (ﷺ)(.)3 إ هن اإلنسان إذا اَرتب أجله فإ هن الروح ترتقْي إىل أعلى اجلسس عند النحر حّت ختر َج من جسده وهذا اْلروج للروح ليس َبْلمر اهلني حّت للمؤمن بل له
سكرات وغمرات ومشقات مث تنتزع املَلئكة الروح وهذا النزع خيتلف شدةا ويُسرا
()1
اإلميان َبليوم االخر ،للمؤلف ص (.)25
()2
العقيدة اإلسَلمية ،أْحد جلْي ص (.)175
()3
العقيدة اإلسَلمية ص (.)175
136
ِبسب إميان الرجل(.)1 ب -خروج روح املؤمن واحتضاره: هَ اّلِلَ َال َخو ﴾ َ ين َال تعاىل﴿ :أََال إَ هن أ حَولَيَاءَ ه ح ف َعلَحيه حس َوَال ُه حس َحَيَزنُو َن الذ َ اْلياةَ الدُّنحيا وَِف حاآل َخرةَ َال تَب َديل لَ َكلَم َ ات َآمنُوا َوَكانُوا يَته ُقو َن َهلُُس الحبُ حشَرى َِف حََ ح َ َ َ َ َ هَ َ اْلياةَ َ اّلِل َذل َ ك ُه َو الح َف حوُز الح َعي ُيس [يونس ]64-62 :وِف َوله تعاىل ﴿ َهلُُس الحبُ حشَرى َِف حََ الدُّنحيا وَِف َ اآلخَرةَ َولني: َ َ األول الرؤَي الصاْلة يراها املسلس أو تُرى له(.)2
والثاين املراد بذلك بشرى املَلئكة للمؤمن عند احتضاره َبجلنة واملغفرة ملؤمن إذا ويدل على هذا ُ حديث الرباء رضْي هللا عنه عن رسول هللا (ﷺ) «إن ا َ َ الروح حضره ُ بيض الوجوه ُ املوت جاءه املَلئكةُ ُ بيض الْثياب فقالوا اخرجْي أيتها ُ ٍ ٍ ورَيان ٍ َ تسيل القطرةُ من ِف الطيبةُ إىل َرحو ٍح َ تسيل كما ُ ورب غري غضبان فتخر ُج ُ َ ()3 صحيح وال تعارض بني هذين التفسريين(.)4 املعنيني كَل و . السقاء» ﴾ َ هَ استَ َق ُاموا تَتَ نَ هزُل َعلَحي َه ُس الح َم ََلئَ َكةُ أهَال َختَافُوا ين َالُوا َربُّنَا ه اّلِلُ مثُه ح وَال تعاىل﴿ :إ هن الذ َ َ َ اْلَيَاةَ الدُّنحيَا َوَِف وع ُدو َن َححن ُن أ حَولَيَا ُؤُك حس َِف ح َوَال َححتَزنُوا َوأَبحشُروا ََب حجلَنهة الهَيت ُكحن تُ حس تُ َ حاآل َخَرةَ َولَ ُك حس فَ َيها َما تَ حشتَ َهْي أَنح ُف ُس ُك حس َولَ ُك حس فَ َيها َما تَدهعُو َن [فصلت.]31-30 : ()1
اليوم االخر ِف القران العييس ،والسنة املطهرة ،للمطريي ص .58
()2
سنن ابن ماجه رَس ( )2898وسنده صحيح.
()3
مسند أْحد رَس ( )18534صحيح اإلسناد.
()4
اليوم االخر ِف القران العييس للمطريي ص (.)59
137
وِف َوله ﴿ :إَ هن اله َ استَ َق ُاموا أي ذ ين َالُوا َربُّنَا ه اّلِلُ أي أخلصوا ،وَوله﴿ :مثُه ح َ على طريقة رسول هللا(ﷺ) َبتباعه( ،)1وِف َوله﴿ :تَتَ نَ هزُل َعلَحي َه ُس الح َمَلَئَ َكةُ أي عند املوت وِف القرب ويوم خروجهس من َبورهس(.)2
اه ُس الح َم ََلئَ َكةُ َه َذا يَ حوُم ُك ُس اله َذي وَال تعاىلَ : ﴿ال َحَيُزُهنُُس الح َفَزعُ حاْلَ حك َربُ َوتَتَ لَ هق ُ
وع ُدو َن [األنبياء .]103 :وَوله ﴿ :هأال َختَافَواح أي مما تقدمون عليه من أمر ُكحن تُ حس تُ َ االخرة على ﴿والَ َحتزنُوا على ما خلفتموه من أمر الدنيا من و ٍ لد وأهل ٍ ومال َ حَ وع ُدو َن فيبشروهنس بذهاب وحصول أو َديح ٍن فإان خنلفنكس فيه ﴿الهَيت ُكحن تُ حس تُ َ اْلري(.)3
هَ وَال تعاىلَ ﴿ :ك َذلَك َي َزي ه َ اه ُس الح َم ََلئَ َكةُ اّلِلُ الح ُمتهق َ َ ح ين تَتَ َوفه ُ ني الذ َ اجلَنهةَ َّبَا ُكحن تُ حس تَ حع َملُو َن [النحل.]32-31 : ني يَ ُقولُو َن َس ََل ﴾م َعلَحي ُك ُس حاد ُخلُوا ح طَيَبَ َ خيرب هللا تعاىل عن حاهلس عند االحتضار أهنس طيبون أي خملصون من الشرك
والدنس وكل سوء وأن املَلئكة تسلس عليهس وتبشرهس َبجلنة(.)4 وأ هن وفاُتس تكون طيبةا سهلةا ال صعوبةَ فيها وال أمل خبَلف ما تقبض به روح الكافر واملخلط(.)5 ُ َ كرَ ََ َ ََ اضيَةا وَال تعاىلَ : س الح ُمطح َمئنهةُ حارجعْي إ َىل َرب َ ﴿َي أَيهتُ َها النه حف ُ ()1
تفسري القران العييس البن كْثري (.)98/4
()2
اليوم االخر ِف القران العييس ص .61
()3
تفسري البغوي ( )173/7بتصرف.
()4
اليوم االخر ِف القران العييس ص (.)62
()5
تفسري القرطب (.)67/10
138
َمحر َضيهةا [الفجر .]28-27 :وهذا يقال له عند االحتضار وِف يوم القيامة أيض ا كما أ هن املَلئكةَ يبشرون املؤمن عند احتضاره وعند َيامه من َربه فكذلك هاهنا(.)1
َ هت نَعَي ٍس وَال تعاىل﴿ :فَأَهما إَ حن َكا َن م َن الح ُم َقهربَ َ ح َوَرحَيَا ﴾ن َو َجن ُ ني فَ َرحو ﴾ ني فَس ََلم لَ َ َ َ َصح َ َصح َ َ اب الحيَ َم َ اب الحيَ َم َ ني َ ﴾ ك م حن أ ح َ َوأَهما إ حن َكا َن م حن أ ح َ [الواقعة.]91-88 :
هذه اْلحوال الْثَلثة هْي أحو ُال َ الناس عند احتضارهس؛ إما أن يكونوا من املقربني أو يكونوا ممن دوهنس من أصحاب اليمني وإما أن يكونَوا من املكذبني َبْلق الضالني عن اهلدى اجلاهلني ِبمر هللا وهلذا َال تعاىل أي احملتضر وهس من َ ني وترك احملرمات واملكروهات وبعض فعل الواجبات ﴿فَأَهما إَ حن َكا َن م َن الح ُم َقهربَ َ ح َوَرحَيَا ﴾ن وتبشره املَلئكة بذلك عند املوت املباحات أي فله روح ﴿فَ َرحو ﴾ كل هذه ﴿فَ َرحو ﴾ح أو الراحة من الدنيا (والروح) الفرح جنة ورخاء فرْحة رزق و ُّ مات مقرَبا حصل له مجيع ذلك من اْلَوال متقاربة﴾ ﴿فَ َرحو ﴾ح َوَرحَيَا ﴾ن فإ هن َم حن َ ()2 ﴿و َجنهةُ نَعَي ٍس : أي ، الرْحة والراحة واالسرتاحة والفرح والسرور والرزق اْلسن َ
ميوت أح ﴾د من َ يعلس من أهل اجلن َة هو أم من أهل النار()3؟ ُ الناس حّت َ َ َصح َ َ اب الحيَ َم َ ني أي :وأما إ حن كان احملتضر ﴿وأَهما إ حن َكا َن م حن أ ح َ وَوله تعاىلَ : من أصحاب اليمني ﴿فَسَلَم لَ َ َ َصح َ اب الحيَ َم َ ني أي تبشره املَلئكة َ ﴾ ك م حن أ ح َ ()1
تفسري ابن كْثري (.)510/4
()2
اليوم االخر ِف القران العييس ص (.)64
()3
تفسري ابن كْثري (.)300/4
139
ِبس عليك ،أنت إىل سَلمة ،أنت من بذلك وتقول ْلحدهس سَلم لك ،أي ال َ
أصحاب اليمني(.)1
ويكون السَلم على املؤمنني عند ثَلثة مواضع عند َ َبض روحه ِف الدنيا
يسلَس عليه ملك الدنيا وعند مساءلته ِف القرب يسلس عليه منكر ونكري وعند بعْثه ِف القيامة تسل ُس عليه املَلئكة َبل وصوله إىل اجلنة ويكون ذلك إكراما بعد إكرام(.)2 ج -خروج روح الكافر واحتضاره: ََ َ ات الحمو َ َ ت َوالح َم ََلئَ َكةُ ََب َسطُو ﴿ولَ حو تََرى إذ اليهال ُمو َن َِف َغ َمَر َ ح َال تعاىلَ : أَي َدي َهس أَخ َرجوا أَنح ُفس ُكس الحي وم ُحجتزو َن ع َذاب ا حهل َ اّلِلَ َغ ح َري ون َّبَا ُكحن تُ حس تَ ُقولُو َن َعلَى ه َ ُ َ ح َ َح َ َ ُ ح ح ح ُ آَيتََه تَ حستَ حكَربُو َن [األنعام.]93 : ح اْلََق َوُكحن تُ حس َع حن َ ات الحمو َ ﴿ِف َغمر َ ﴿ولَ حو تََرى جوابه حمذوف له و وَ َبته ر ك أي ت َوله َ َ َ َ :ح َ
تقديره لرأيت أمرا وهذه عبارة﴾ عن التعنيف ِف السياق والشدة وِف َبض ()3 ﴿َب َسطُو أَيح َدي َ أنفسهس من ج ختر حّت َبلضرب أي س ه : له و وَ . اْلرواح َ ح َ ُ َ أجسادهس ،وهلذا يقولون هلس﴿ :أَ حخ َر ُجوا أَنح ُف َس ُك حس وذلك أ هن الكافر إذا احتضر هكال و َ بشرته املَلئكة والن َ َ َ وغضب القهار السَلسل واجلحيس واْلميس اْلغَلل و العييس فتفرق روحه ِف جسده وتتعصى وَتَب اْلروج فتضرهبس املَلئكةُ حّت ختَرج ()1
حماسن التأويل للقامسْي (.)22/7
()2
تفسري القرطب (.)151/17
()3
التسهيل البن جزي (.)279/1
140
أرواحهس من أجسادهس َائلني هلس ﴿أَخ َرجوا أَنح ُفس ُكس الحي وم ُحجتزو َن ع َذاب ا حهل َ ون َ ح َ ح َ َح َ َ ُ ح ُ َ اإلهانة كما كنتس اْلََق أي كنتس ُتانون غاية اّلِلَ َغ ح َري ح َّبَا ُكحن تُ حس تَ ُقولُو َن َعلَى ه تكذبون على وتستكربون عن اتباع آَيته واالنقياد لرسله( ،)1مث يبشرون َبلعذاب ﴿الحي وم ُحجتزو َن ع َذاب ا حهل َ ون . َ ح َ َح َ َ ُ ٍَ َ َ َ ني َويَ ُقولُو َن َح حجارا وَال تعاىل﴿ :يَ حوَم يََرحو َن الح َم ََلئ َكةَ َال بُ حشَرى يَ حوَمئذ ل حل ُم حج َرم َ
ورا [الفرقان ، ]22 :أي حرام وحمرم عليكس دخول اجلنة(.)2 َححم ُج ا وِف حديث الرباء الطويل َال رسول هللا (ﷺ) «وإن العبد الكافر إذا كان ِف انقطاع عن الدنيا وإَبال من االخرة نزل إليه من السماء مَلئكة سود الوجوه
معهس املسوح فيجلسون منه مد البصر مث يْيءُ ملك املوت حّت يلس عند رأسه فيقول أيتها النفس اْلبيْثة أخرجْي إىل سخط من هللا وغضب َال فتفرق ِف
جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف املبلول»(.)3 هَ اه ُس الح َم ََلئَ َكةُ ظَالَ َمْي أَنح ُف َس َه حس فَأَلح َق ُوا ال هسلَ َس َما ين تَتَ َوفه ُ وَال تعاىل﴿ :الذ َ ٍ َ وء ب لَى إَ هن ه َ َ اب َج َهن َهس اّلِلَ َعل ﴾يس ّبَا ُكحن تُ حس تَ حع َملُو َن فَ حاد ُخلُوا أَبح َو َ ُكنها نَ حع َم ُل م حن ُس َ َخالَ َدين فَ َيها فَلَبَ ََ ين [النحل.]29-28 : ئ ح س َمْثح َوى الح ُمتَ َكرب َ َ َ وه ُه حس ف إَ َذا تَ َوفهحت ُه ُس الح َم ََلئَ َكةُ يَ ح وَال تعاىل﴿ :فَ َكحي َ ض َربُو َن ُو ُج َ َ بضرب وجوهَ الكافرين وأدَب َرهس يح َوأ حَد ََب َرُه حس [محمد . ]27 :هذه اآلية فيها التصر ُ ()1
املصدر نفسه (.)279/1
()2
اليوم االخر ِف القران العييس ص (.)106
()3
مسند أْحد رَس ( )18013صحيح اإلسناد.
141
عند النزع(.)1 َ د -مالئكة الرمحة ومالئكة العذاب: وَد جاء أ هن مَلئكة الرْحة ومَلئكةَ العذاب خيتصمون ِف َم حن مل تتضح
يفصل هللا بينهما كما ِف حديث روحه حّت حاله من بين آدم كلٌّ يقول أان ُ أَبض َ َ أّب سعيد اْلدري رضْي هللا عنه أ هن نب هللا (ﷺ) َال «كان فيمن كان َبلكس
اْلرض فَ ُد هل على ر ٍ َ رجل َتل تسعةا وتسعني نفسا فسأل عن أ حَعلََس َ اهب فأَته أهل ﴾ فقال إنه َتل تسعةا وتسعني نفسا فهل له من ٍ توبة؟ فقال ال فقتله فكس به مئةا مث َ َ اْلرض ه رجل عاٍمل فقال إنه َتل مئةَ نَ ٍ َ فدل على ٍ سأل عن أعل َس َ فس فهل َم حن أهل َ َ ٍ انطلق إىل َ أرض كذا وكذا فإن هبا وم حن ُ َيول بينه وبني التوبة؟ ح توبة؟ فقال نعس َ فإهنا أرض ٍ أانس يعبدون هللا َ فاعبد هللا معهس وال ترجع إىل َ سوء. أرض َ ك ه ُ ح َ ﴾
فانطلق حّت إذا نصف الطريق أَته املوت فاختصمت فيه مَلئكةُ َ الرْحة ح ُ ُ
ومَلئكةُ العذاب فقالت مَلئكة الرْحة جاءَ َتئبا مقبََلا بقلبه على هللا وَالت َ ك ِف صورةَ آدمى فجعلوه بينهس يعمل خريا َط فأَتهس َملَ ﴾ مَلئكةُ العذاب إنه مل ح َ بني اْلرضني فإىل أيتهما كان أدَّن فهو له فقاسوا فوجدوه أدَّن فقال َحي ُسوا ما َ اْلرض اليت أراد فقبضته مَلئكةُ َ َ الرْحة» وِف روا ٍية «فأوحى هللا إىل هذه أن إىل َ تباعدي وإىل هذه أن تقرّب»(.)2 ()1
اليوم االخر ِف القران العييس ص .70
()2
مسلس رَس (.)2766
142
والقص ﴾د أن مَلئكةَ َ املوت نوعان مَلئكةُ ٍ ٍ عذاب ينزلون رْحة ومَلئكةُ َ َ اإلميان فأهل تقبض أرواحهس مَلئكةُ لقبض أرو َاح بين آدم كلٌّ ُ َ حسب عمله ُ َ العذاب(.)1 احهس مَلئكةُ أهل الكف َر ُ تقبض أرو ُ الرْحة و ُ - 8سؤاهلم امليت يف قربه مث تنعيمه أو تعذيبه بعد إعادة الروح إىل اجلسد: بني الدنيا واالخرة من وَت املوت إىل البعث. اسس ما َ الربزخ ُ
عذاب القرب ونعيمه هو بني الدنيا واالخرة(َ ،)2ال علس أ هن َ ومما ينبغْي أن يُ َ ون لَعلَْي أَعمل ص َ ب ارَجع َ تََ َ َ اْلاا َح َد ُه ُس الح َم حو ُ ال َر ح ُ َ حَ ُ َ ﴿ح هّت إذَا َجاءَ أ َ تعاىلَ : َ ت َك هَل إَ ههنَا َكلَ َمة﴾ ُه َو َائَلُ َها َوَم حن َوَرائَ َه حس بَحرَز ﴾خ إَ َىل يَ حوَم يُحب َعْثُو َن يما تََرحك ُ فَ [المؤمنون.]100-99 :
ومن اآلايت القرآنية الدالّة على عذاب القرب: ََ َ ات الحمو َ َ ت َوالح َم ََلئَ َكةُ ََب َسطُو ﴿ولَحو تََرى إذ اليهال ُمو َن َِف َغ َمَر َ ح َوله تعاىلَ : أَي َدي َهس أَخ َرجوا أَنح ُفس ُكس الحي وم ُحجتزو َن ع َذاب ا حهل َ اّلِلَ َغ ح َري ون َّبَا ُكحن تُ حس تَ ُقولُو َن َعلَى ه َ ُ َ ح َ َح َ َ ُ ح ح ح ُ آَيتََه تَ حستَ حكَربُو َن [األنعام .]93 :ففْي َوله تعاىل﴿ :الحيَ حوَم ُحجتَزحو َن ح اْلََق َوُكحن تُ حس َع حن َ َ حال احملتضر وأنه َتتيه املَلئكة وختربه أنه سوف يعذب تبني َ اب ا حهلُون فاآلية ُ َع َذ َ اليوم يعين يوم موته وهذا ُّ العذاب يكون َبل يوم القيامة ففْي اآلية يدل على أن َ العذاب إىل انقضاء الدنيا ملا ص هح دليل واضح على عذاب القرب ولو َتخَر عنهس ُ ﴾
()1
ِف املَلئكة املقرين ص (.)192
()2
تفسري القرطب (.)150/12
143
أن يقال هلس﴿ :الحي وم ُحجتزو َن ع َذاب ا حهل َ ون (.)1 َ ح َ َح َ َ ُ وَال تعاىل﴿ :وَممهن حولَ ُكس َمن حاْل حَعر َ اب ُمنَافَ ُقو َن َوَم حن أ حَه َل الح َم َدينَ َة َمَرُدوا َ ح َح ح َ َ اق َال تَعلَمهس َحنن نَعلَمهس سن ع َ علَى النَ َف َ ني مثُه ي رُّدو َن إَ َىل َع َذ ٍ َ اب َع َيي ٍس ت ر م س هب ذ ه َ ُ َ ح ُ ح ُ ُ ح ح ُ ح ُ ُ ح َُ َ ح َ َُ [التوبة .]101 :فقوله تعاىلَ ﴿ :سنُ َع َذ ُهبُس َمهرتَ ح َ ني املرة اْلوىل ِف الدنيا من املصائب ح
عذاب ِف النفس أو املال أو الولد أو غري ذلك ،وأما املرة الْثانية ففْي الق َرب وأما ُ اآلخرةَ فذكره بقوله﴿ :مثُه ي رُّدو َن إَ َىل َع َذ ٍ اب َع َيي ٍس * (.)2 َُ اّلِل سيَئ َ اق َِب َل فَر َعو َن سوء الحع َذ َ اب ات َما َم َكُروا َو َح َ وَال تعاىل﴿ :فَ َوَاهُ هُ َ َ ح ح ُ ُ َ النهار ي عرضو َن علَي ها غُ ُد اوا وع َشياا وي وم تَ ُقوم ال هساعةُ أَد َخلُوا َ َ َش هد آل فحر َع حو َن أ َ َ َ ََح َ ُ َ ح ُ ُ حَ ُ َ ح َ الحع َذ َ النص من النصوص الصرَية ِف عذاب القرب فإ هن اب [غافر .]46-45 :وهذا ُّ َ عذاب االخرةَ فهو هذا العذاب الذي حصل آلل فرعون إّما كان بعد موُتس وأما ُ َ املذكور بعده بقوله تعاىل﴿ :أَد َخلُوا َ َ َش هد الحع َذ َ اب (.)3 ح آل فحر َع حو َن أ َ َ اْلحاديث بفتنة القرب وسؤال امللكني ومما يُستدل به من القرآن على ولقد جاءت ُ اّلِل اله َ اْلياةَ َ ََ ذ سؤال امللكني َول هللا تعاىل﴿ :يُْثَبَ ُ ين َآمنُوا ََبلح َق حول الْثهابت َِف حََ ت هُ َ ض ُّل ه َ َ الدُّنحيا وَِف حاآل َخرةَ وي َ اّلِلُ َما يَ َشاءُ [إبراهيم.)4( ]27 : ني َويَ حف َع ُل ه اّلِلُ اليهالم َ َ َُ َ َ وِف «الصحيحني» عن أنس بن مالك رضْي هللا عنه َالَ :ال رسو ُل
()1
الروح ،البن القيس ص (.)132
()2
تفسري الطربي (.)441/14
()3
اإلميان َبليوم االخر ،للمؤلف ص (.)48
()4
البخاري رَس ( )4699مسلس رَس (.)2871
144
ع نعاهلس العبد إذا ُو َض َع ِف َ َربه وتوىل عنه أصحابُه إنه هللاَ(ﷺ)« :إن َ يسمع َر َ ُ َ َ َ تقول ِف هذا الرجل َال فأما املؤم ُن كنت ُ َال أيتيه ملكان فيُ حقع َدانه فيقوالن له ما َ عبد هللاَ ورسولُه َال فيقال له انير إىل َ مقعد َك َم َن النا َر َ حد أشهد أنه ُ فيقول ُ ح ك هللاُ َبه مقعدا من اجلن َة. أبدلَ َ َ َ تقول ِف هذا َ الرجل؟ فيقول ال أدري كنت ُ وأما املناف ُق والكافُر فيقال له ما َ ّبطارق من ٍ حديد ب أَول ما ُ كنت ُ َ تليت ويُ ح يت وال َ الناس فيقال ال در َ ُ ضَر ُ يقول ُ ضربةا فيصيح صيحةا يسمعُها حم حن يليه غري الْثقل َ ني»(.)1 ُ َ وعن أّب هريرة رضْي هللا عنه َالَ :ال ُ َ امليت رسول هللا (ﷺ)« :إذا َُ َرب ُ أزرَان ُ َ َ أسودان َ َ َ كنت ملكان أَته يقال ْلحدمها املنكر ولألخر النكري ويقوالن ما َ تقول ِف هذا َ أشهد أن ال إله إال الرجل؟ فيقول ما كا َن ُ ُ عبده ورسولُه ُ يقول هو ُ
تقول هذا مث يُ حف َس ُح له ِف ك ُ هللا وأ هن حممدا ُ نعلس أن َ عبده ورسولهُ فيقوالن َد ُكنا ُ
أرجع إىل أهلْي َ َربه سبعو َن ذراعا ِف َ سبعني مث ين هوُر له فيه مث يقال له َحن فيقول ُ أحب َ فأخربهس فيقوالن ن َ َ َ أهله إليه حّت يبعْثه كنومة العروس الذي ال يوَيه إال ُّ ُ هللا َم َن مضجعَه ذلك. َ فيقوالن َد ُكنا فقلت مْثلهس ال أدري الناس يقولون ُ وإ حن كان منافقا َال ُ مسعت َ فتختلف فيها أضَلعُه فتلتئس عليه نعلس أنك تقول ذلك ُ ُ فيقال لألرض ألتئمْي عليه ُ ُ فَل يز ُال فيها مع هذَبا حّت يبعْثَه هللا من مضجعه»(.)2
()1
البخاري رَس ( )1374مسلس رَس (.)2870
()2
الرتمذي رَس ( )1071سلسلة اْلحاديث الصحيحة رَس (.)1391
145
- 9نفخهم يف الصور: النب (ﷺ) الصور كما ِف حديث عبد هللا بن عمرو بن العاص َال عهرف ُّ
فخ فيه»(.)1 اّب إىل َ جاءَ أعر ُّ الصور َر ﴾ن يُحن َ النب (ﷺ) َال ما الصور؟ َال « ُ الصوَر فَ َف َزع من َِف ال هسماو َ ات َوَم حن َِف حاْل حَر َ ض إَهال ﴿ويَ حوَم يُحن َف ُخ َِف ُّ َ َح ََ َال تعاىلَ : َ ين [النمل.]87 : َم حن َشاءَ ه اّلِلُ َوُكلٌّ أَتَ حوهُ َداخ َر َ وَد مساه هللا تعاىل أيض ا الناَور كما َال تعاىل﴿ :فََإذَا نَُقَر َِف النهاَُوَر [المدثر .]8 :الناَور هو الصور( ،)2فالصور والناَور امسان ملس امى واحد. الصوت الذي خي َر ُجه إسرافيل من الصور ِبمساء هْي النفخة وَد مسى هللا تعاىل َ
َ ﴿فََإذَا نَُف َخ َِف ُّ ف الهر َاج َفةُ الصوَر نَ حف َخة﴾ َواح َدة﴾ [الحاقة .]13 :الراجفة ﴿يَ حوَم تَ حر ُج ُ تَحت ب عها الهر َادفَةُ [النازعات .]7-6 :الزجرة ﴿فََإهّمَا َهْي زجرة﴾ و َ اح َدة﴾ [النازعات.]13 : َ َُ َ َ حَ َ واملشهور أن النافخ هو إسرافيل(.)3
ف العلماء يف عدد النفخات على أقوال: وا ْختَـلَ َ ٍ ص على هذه الْثَلثة ِف كتابه: ثَلث نفخات وذلك أ هن هللا ن ه القول األول أهنا ُ الصوَر فَ َف َزع من َِف ال هسماو َ ات َوَم حن َِف ﴿ويَ حوَم يُحن َف ُخ َِف ُّ َ َح ََ نفخة الفزع َال تعاىلَ : َ حاْل حَر َ ين [النمل .]87 :نفخة الصعق َال تعاىل: ض إَهال َم حن َشاءَ ه اّلِلُ َوُكلٌّ أَتَ حوهُ َداخ َر َ َ الصوَر فَصعَق من َِف ال هسماو َ ات َوَم حن َِف حاْل حَر َ ض إَهال َم حن َشاءَ ه ﴿ونُف َخ َِف ُّ َ َ َ ح اّلِلُ ََ َ ()1
أبو داود رَس (.)4742
()2
فتح الباري (.)376/11
()3
ِف املَلئكة املقربني ص (.)156
146
َ ََ ُخَرى فََإذَا ُه حس ََيَ ﴾ام يَحنيُُرو َن [الزمر.]68 : [الزمر .]68 :نفحة البعث ﴿مثُه نُف َخ فيه أ ح وَالوا :إن الفزع مغايَر للصعق واستدلوا ِبديث الصور الطويل وفيه أ هن النف َ خات َ ﴾ ثَلث(.)1 ﴾ القول الثاين :أهنما نفختان نفخة الصعق ونفخة البعث وَال هذا هو ظاهر النصوص كقوله تعاىل﴿ :ما ي حنيُرو َن إَهال صيحةا و َ اح َد اة ََتحخ ُذهس وهس ََخي َ ص ُمو َن ُ ُ ح َُ ح َح َ َ َ َ ُ الصوَر فَإَ َذا ُه حس َم َن فَ ََل يَ حستَ َطيعُو َن تَ حو َصيَةا َوَال إَ َىل أ حَهلَ َه حس يَحرَجعُو َن َونَُف َخ َِف ُّ حاْلَج َد َ اث إَ َىل َرهبََ حس يَحن َسلُو َن َالُوا ََي َويحلَنَا َم حن بَ َعْثَنَا َم حن َمحرَ َد َان َه َذا َما َو َع َد ح ص َد َق الح ُمحر َسلُو َن [يس.]52-49 : الهر حْحَ ُن َو َ وَوله﴿ :ما ي حنيُرو َن إَاله صيحةا و َ اح َدةا ََتح ُخ ُذ ُه حس هذه هْي اْلوىل ،وَوله َح َ َ َ َ ُ الصوَر فََإ َذا هس َمن اْلَج َدا َ ث إَ َىل َرهبََ حس يَحن َسلُو َن هذه هْي الْثانية ﴿ونَُف َخ َِف ُّ ُح َ ح َ ف الهر َاج َفةُ تَحت بَعُ َها الهر َادفَةُ [النازعات .]7-6 :مها كقوله تعاىل﴿ :يَ حوَم تَ حر ُج ُ النفختان اْلوىل والْثانية. وميكن اجلمع بني الفزع والصعق وجعلها نفخة واحدة ولكنها تبدأ َبلفزع وتنتهْي َبلصعق مع وجود مسافة زمنية تفصل بني بدايتها وهنايتها أي إن هللا أيمر إسرافيل َبلنفخ فينفخ نفخة إفزاع يطوهلا وميدها ال يفرت (وهو ما يعين استمرار النفخ بَل انقطاع) فيما الناس ِف العذاب يشاهدون أحداث الزلزلة إىل أن أيمر كل من ِف السماوات واْلرض هللا بنفخة الصعق اْلشد َوة وهوالا فيموت لشدُتا ُّ ()1
حديث الصور أخرجه البيهقْي ِف البعث والنشور ص ( )325وهو ضعيف.
147
إال من شاء هللا(.)1 وَد ذكر النب (ﷺ) صاحب الصور من دون أن يسميه وأنه التقس الصور َبنتيار أن يُ حؤَمَر كما ِف حديث أّب سعيد رضْي هللا عنه َالَ :ال رسول التقس الصور وأصغى مسعه وحَ هللا(ﷺ)« :كيف أنعس وصاحب الصور َد َ
جبهته ينتير مّت يؤمر فينفخ؟» َالوا َي رسول هللا كيف نقول؟ َال َولوا «حسبنا هللا ونعس الوكيل وعلى هللا توكلنا»(.)2 وعن أّب هريرة رضْي هللا عنه َالَ :ال رسول هللا (ﷺ)« :ما طرف
()3
صاحب الصور منذ وكل به مستعد ينير حنو العرش خمافة أن يؤمر َبل أن يرتد إليه طرفه كأن عينيه كوكبان درَين»(.)4
- 10قيامهم برعاية أهل اجلنة ونعيمهم: وكل هللا سبحانه وتعاىل َبجلنة مَلئكة يعمروهنا ويغرسوهنا ويعملون أهنارها ويعدون ْلهلها ما أمرهس هللا به وهؤالء هس خزنتها. واْلزنة مجع خازن مْثل حفية وحافظ وهو املؤُتن على الشْيء الذي َد استحفيه( ،)5وَد ذكر هللا سبحانه وتعاىل هؤالء اْلزنة ِف كتابه فقال سبحانه: ()1
اإلميان َبليوم االخر للمؤلف ص (.)88
()2
الرتمذي رَس ( ، )2548السلسلة الصحيحة (.)67/3
()3
الطرف :إطباق اجلفن على اجلفن.
()4
الفتح ( ، )368/11السلسلة الصحيحة (.)65/3
()5
حادي اْلرواح إىل بَلد اْلفراح ،البن القيس ص (.)87
148
َ ﴿و َسيق اله َذين اته َقوا رههبس إَ َىل ح َ ال ت أَبح َو ُاهبَا َوَ َ اجلَنهة ُزَمارا َح هّت إَذَا َجاءُوَها َوفُت َح ح َ َ َ ح َ ُح ََ َ ين [الزمر .]73 :فهس يتل هق حو َن َهلُحس َخَزنَتُ َها َس ََل ﴾م َعلَحي ُك حس طحب تُ حس فَ حاد ُخلُ َ وها َخالد َ املؤمنني َبلتحية اْلوىل اليت حيوا هبا أَبهس آدم عليه السَلم وهْي السَلم وهؤالء هات َع حد ٍن ﴿جن ُ اْلزنةُ يدخلون على املؤمنني اجلنة ويسلمون عليهس كما َال تعاىلَ : َ آَبئَ َه حس َوأ حَزَو َاج َه حس َوذُ َرهَيُتََ حس َوالح َم ََلئَ َكةُ يَ حد ُخلُو َن َعلَحي َه حس يَ حد ُخلُ َ وهنَا َوَم حن َ صلَ َح م حن َ َ َ ٍ ص َحربُحت فَنَ حع َس عُ حق ََب الدها َر [الرعد.]24-23 : م حن ُك َل ََبب َس ََل ﴾م َعلَحي ُك حس ّبَا َ وأول من يفتح له اْلزنة َبب اجلنة نبيُّنا حممد (ﷺ) كما جاء ِف اْلحاديث الصحيحة منها حديث أنس رضْي هللا عنه َالَ :ال ُ َ َبب رسول هللا (ﷺ) «ايت َ َ َ رت القيامة يوم فأستفتح ُ أنت؟ فأَول حمم ﴾د فيقول بَ َ ك أُم ُ فيقول اْلا َز ُن َم حن َ اجلنة َ ُ ()1 أال أفتح ٍ وتدخل املَلئكة عليهس من هاهنا ومن : ْثري ك ابن َال . ْلحد َبلَك» َ ُ هاهنا َبلتهنئة بدخول اجلنة فعند دخوهلس إَيها تََف ُد عليهس املَلئكة مسلمني مهنئني هلس ّبا حصل هلس من هللا من التقريب واإلنعام واإلَامة ِف دار السَلم ِف جوار الصادَني واْلنبياء والرسل الكرام(.)2
- 11خزنة النار:
ُصلَ َيه َس َقَر َوَما أ حَد َر َاك َما َس َقُر َال تُحب َقْي َوَال تَ َذ ُر ﴿سأ ح َال تعاىلَ : احة﴾ لَحلبَ َش َر َعلَحي َها تَ حس َعةَ َع َشَر [المدثر.]30-26 : لَهو َ ()1
مسلس (.)97 188/1
()2
تفسري ابن كْثري (.)510/2
149
فهؤالء التسعة عشر هس خزنةُ جهنس العيام ومعهس من املَلئكة َخ حل ﴾ق ال
ك إَهال ُه َو [المدثر.]31 : ود َربَ َ ﴿وَما يَ حعلَ ُس ُجنُ َ َيصيهس إال هللا ولذلك عقب بقولهَ : مالك عليه السَلم. وأعيس هؤالء اْلزنة ﴾ وَد تقدم وَد وصف هللا عز وجل هؤالء املَلئكة بصفات عييمة ُتأل هَ ين َآمنُوا َُوا أَنح ُف َس ُك حس َوأ حَهلَي ُك حس َان ارا النفوس خوفا ومهابةا َال تعاىلَ : ﴿َي أَيُّ َها الذ َ َ وَُودها النهاس وا حْلَجارةُ علَي ها م ََلئَ َكة﴾ غَ ََل ﴾ َ اّلِلَ َما أ ََمَرُه حس صو َن ه َ َُ ظ ش َد ﴾اد َال يَ حع ُ ُ َ َ َ َ حَ َ
َويَ حف َعلُو َن َما يُ حؤَمُرو َن [التحريم.)1(]6 : ظ أي طباعهس َد نزعت من َلوهبس الرْحةُ أي تركيبهس ِف غاية الشدة ﴿غََلَ ﴾ والكْثافة واملنير املزعج( )2كما أ هن خزنةَ النا َر يتلقون الكفار ويبشروهنس َ ﴿ش َد ﴾اد
ويلوموهنس على عدم طاعة هللا ورسوله (ﷺ) كما َال تعاىل﴿ :و َس ه َ ين َ َ يق الذ َ َك َفروا إَ َىل جهنهس زمرا ح هّت إَذَا جاء َ ال َهلُحس َخَزنَتُ َها أََملح َأيحتَ ُك حس ت أَبح َو ُاهبَا َوَ َ وها فُت َح ح ََُ َ َ َ َُ ا َ ُ رسل َمحن ُكس ي حت لُو َن علَي ُكس آَي َ ت َربَ ُك حس َويُحن َذ ُرونَ ُك حس لََقاءَ يَ حوَم ُك حس َه َذا َالُوا بَلَى َح ح َ ُُ ﴾ ح َ اب علَى الح َكافَ َرين ََيل ادخلُوا أَب واب جهنهس خالَ َ ولَ َ ت َكلَمةُ الحع َذ َ ه ين فَ َيها د ق ح ن ك ح ح َ َ ُ ح َ َ َ َ َ َ ح َ َ َ َ َ َ
َ ََ ين [الزمر.]72-71 : س َمْثح َوى الح ُمتَ َكرب َ فَبحئ َ َ َ َ َ وَال تعاىل﴿ :تَ َك ُ اد َُتَيه ُز م َن الحغَحيظ ُكله َما أُلحق َْي ف َيها فَ حو ﴾ج َسأَ َهلُحس َخَزنَتُ َها أََملح اّلِلُ َم حن َش حْي ٍء إَ حن أَنحتُ حس َأيحتَ ُك حس نَ َذ ﴾ير َالُوا بَلَى َ حد َجاءَ َان نَ َذ ﴾ير فَ َك هذبحنَا َوَُ حلنَا َما نَهزَل ه ض ََل ٍل َكبَ ٍري [الملك.]9-8 : إَهال َِف َ ()1
ِف املَلئكة املقربني ص .151
()2
املصدر نفسه ص ( ،)151تفسري ابن كْثري (.)391/4
150
أهل النا َر -والعياذ َبلل -ينادون اْلزنةَ أ حن يشفعوا هلس عند هللا لتخفيف و ُ
ما هس فيه من العذاب فيجيبوهنس بلومهس على ما فرطوا ِف اْلياة كما َال تعاىل: َ ال اله َ َ َ ف َعنها ي وما َمن الحع َذ َ اب َالُوا ذ ين َِف النها َر ْلََزنَة َج َهن َهس حادعُوا َربه ُك حس ُخيَف ح َ ح ا َ َ َ ﴿وَ َ َ َ َ َ َ أَوَمل تَ ُ َ ين إَهال َح ك ََتحتي ُك حس ُر ُسلُ ُك حس َبلحبَ ينَات َالُوا بَلَى َالُوا فَ حادعُوا َوَما ُد َعاءُ الح َكاف َر َ َ َِف َ ٍ ك لَيَ حق َ ال ك ََ ض َعلَحي نَا َربُّ َ ﴿و َان َد حوا ََي َمال ُ ض ََلل [غافر ]50-49 :وَال تعاىلَ : إَنه ُك حس َماكَْثُو َن لََق حد َجحئ نَا ُك حس ََب حْلََق َولَ َك هن أَ حكْثََرُك حس لَلح َح َق َكا َرُهو َن [الزخرف.]78-77 : وهؤالء املَلئكة هبس من القوةَ و َ العيمة ما يعلهس يدخلون النار وخيرجون منها ويعذبون أهلها وهس ساملون من هذا العذاب العييس بل ثبت أهنس يروهنا زمام سبعون ألف ٍ كل ٍ ألف ٍ زمام مع َ ملك فعن ابن مسعود يوم القيامة بسبعني َ َ َ َ ألف ٍ زمام مع ك َل يوم القيامة هلا سبعو َن َ َالَ :ال رسول هللا (ﷺ) «يؤتى جبهنهس َ زمام سبعو َن ألف ملَ ٍ ٍ ك يروهنا»(.)1 َ
اثنياً -أعمال املالئكة املتعلقة ابلكون: إن أعمال املَلئكة ووظائفهس ال تقتصر على تلك اْلعمال املتعلقة َبإلنسان بل إهنس يقومون ِبعمال كْثرية تتصل َبلكون وما فيه من أشياء وأحداث. فمنهس من َيمل عرش الرْحن ومنهس املوكل بسوق السحاب إىل حيث ()1
ِف املَلئكة املقربني ص (.)152
151
يشاء هللا ومنهس املوكل َبجلبال إىل غري ذلك من اْلعمال اليت يقومون هبا تنفيذا ْلَدار هللا تعاىل ِف اْللق.
فكل حر ٍ كة ِف السماوات واْلرض من حركات اْلفَلك يقول ابن القيس ُّ
والنجوم والشمس والقمر والرَيح والسحاب والنبات واْليوان فهْي انشئة﴾ عن املَلئكة املوكلني َبلسماوات واْلرض كما َال تعاىل﴿ :فَالحم َدبَر َ ات أَحمارا وَال ُ َ تعاىل﴿ :فَالحم َق َسم َ ات أ حَمارا وهْي املَلئكةُ عند أهل اإلميان وأتباع الرسل عليهس ُ َ السَلم وأما املكذبون َبلرسل املنكرون للصانع فيقولون هْي النجوم(.)1
وال يعين هذا أ هن للمَلئكة فعَلا مستقَلا عن هللا تعاىل بل إ هن الفعل فعل هللا ،واْللق خلقه وليس املَلئكة شركاء لل ِف فعله وما يقومون به إّما هو بعلس هللا تعاىل وإرادته عز وجل وَدرته فالقرآن خيربان ِب هن املَلئكةَ يتوفون الناس ولك هن هللا عز وجل منه اإلحياء واإلماتة والفعل كله.
َ لإلنسان نفعا وال ُتلك نعلس ونؤمن أ هن املَلئكةَ ال ُ َ ووفقا هلذا ينبغْي أن َ يطلب منها ذلك أو يدعوها جللب نف ٍع أو دفع ضرا ومن مثَه ال ُ يوز لإلنسان أن َ
ضر بل الدعاءُ والتوجه والطلب ال يكون إال لل وحده وَد أخربان القرآن الكرمي
اْللق كله والفعل كله واْلمر ِب هن املَلئكةَ ال شفاعة هلا إال إبذن هللا ورضاه إذ إن َ َ كله لل وحده َال تعاىل﴿ :وَكس َمن ملَ ٍ اعتُ ُه حس َشحي ئاا ك َِف ال هس َم َاوات َال تُ حغ َين َش َف َ َ ح حَ إَهال َمن ب ع َد أَ حن أيح َذ َن ه َ ضى [النجم.]26 : اّلِلُ ل َم حن يَ َشاءُ َويَحر َ ح َح َ ()1
إغاثة اللهفان البن القيس ص (.)125
152
وَد يْثار السؤال ملاذا َع َه َد هللا إىل املَلئكة هبذه املهمات اجلسيمة املتعددة
مع أ هن هللا ال يعجز شْيء﴾ ِف اْلرض وال ِف السماء؟
َ لسلطان هللاَ وعيي َس ولإلجابة على ذلك نقول إن ذلك ليس إال ميهرا
ملكه وإظهارا لقدرته املعنوية ِف ميهر حسْي يتَلئس مع تصور اإلنسان واملألوف ِف حياته(.)1 ومعلوم أن هللا عز وجل الذي خلق هؤالء املَلئكة وأوالهس هذه الطاَة لكن شاء هللا عز وجل أن يُيح َهَر غريُ حمتاج إىل وساطتهس وسببيتهس ِف شْيء و ح ()2 سلطانه وَوته لعباده َبلشكل الذي ألفوه ِف حياُتس وتعودته أخيلتهس وأفكارهس كما ييهر هذا اْللُق من خَلل اْلسباب اليت ربط هللا بينها وبني املسببات. َ تقوم به املَلئكةُ منافا اة ملا أليس ِف اإلميان هبذا الدور الذي ُ وَد يقال أيضا َ يقوله العلس اْلديث من وجود َوانني ونواميس ٍ ط هذا الوجود؟ كونية تضبَ ُ َ َ خملوَات هللا ولإلجابة على ذلك نقول إن هذه القوانني واْلسباب هْي من تعاىل واملَلئكةُ موكلة﴾ هبا أيضا وموكلة﴾ برعايتها كما ترى املخلوَات اْلخرى(.)3
ومن أعمال املالئكة يف الكون: - 1محلة العرش: َال تعاىل﴿ :اله َذين ََي َ ش َوَم حن َح حولَهُ يُ َسبَ ُحو َن َِبَ حم َد َرهبََ حس َويُ حؤَمنُو َن بََه ر ع ل ا ن و ل م ح ُ َ َ ح َ حَ ()1
كربى اليقينيات ،للبوطْي ص (.)278
()2
املرجع نفسه ص .292
()3
اإلميان ،حممد نعيس َيسني ص (.)46
153
ويست حغ َفرو َن لَله َذين آمنوا ربهنا و َسعت ُك هل شْي ٍء ر حْحةا و َع حلما فَا حغ َفر لَله َ ين ََتبُوا ذ َ َُ َ َ َ ح َ ح َح َ َ َ ا َ ََ حَ ُ واتهب عوا سبَيلَ َ اجلَ َحي َس [غافر.]7 : اب ح َ َُ َ َ ك َوَ َه حس َع َذ َ َ َ ك فَ حوَ ُه حس يَ حوَمئَ ٍذ َمثَانَيَة﴾ ش َربَ َ ﴿والح َملَ ُ ك َعلَى أ حَر َجائ َها َوَحَيم ُل َعحر َ وَال تعاىلَ : ت اآلَيت الكرمية على أ هن املَلئكةَ من َ [الحاقة .]17 :ودل َ مجلة خلقه َيملون عرشه واخرون يكونون حوله وعلى أنه يوم القيامة َيمله مثانية إما مثانية أمَلك وإما مثانية أصناف وصفوف(.)1 - 2املوكلون ابلسحاب واملطر: ات زجرا فَالتهالَي َ َ َ َال تعاىل﴿ :وال ه َ ات َذ حكارا ص افا فَالهزاجَر َ اح صافهات َ َ َ َ [الصافات .]3-1 :ورد ِف تفسري هذه اآلَيت الكر َ الصفات من صفات ميات أ هن هذه املَلئكة عليهس السَلم وأن هللا أَسس َبملَلئكة الصافات بني يديه سبحانه وتعاىل السحاب وتسوَه إىل حيث أمرها هللا وَبملَلئكة اليت تنزل تزجُر َ وَبملَلئكة اليت ُ
َبلقرآن والكتب من عند هللا سبحانه(.)2
يهود إىل النب (ﷺ) فقالوا َي أَبلت ﴾ وعن ابن عباس رضْي هللا عنه َال ح َ َ َبلسحاب املَلئكة ُم حوَك ﴾ل ك َم َن أَب القاسس أخربان عن الرعد ما هو؟ َالَ « :ملَ ﴾ الصوت حيث شاءَ هللا» فقالوا فما هذا يسوق هبا يق من ان ٍر ُ السحاب ُ ُ معه خمار ُ َ حيث أ َُمَر» َالوا: حيث ينتهْي إىل ُ زجرهُ ُ زجرهُ َ السحاب إذا َ الذي يُ حس َم ُع؟ َال « ُ ()1
ِف املَلئكة املقربني ص (.)144
()2
تفسري ابن كْثري (.)2/4
154
صدَت اْلديث(.)1 َ الصوت للسحاب مَلئكة﴾ يسوَونه وأ هن هذا يفيد أ هن وهذا اْلديث إّما ُ َ صوت هذه املَلئكة وَد يكو ُن اصطكاك السحاب وال الذي يُ حس َمع َد يكو ُن َ َ ُّ تسمية امللك املوكل َبلسحاب َبسس الرعد وَد ص هح أ هن يدل وهللا أعلس على
كل َبل َقطح َر هو ميكائيل عليه السَلم ومعه أعوا ﴾ن يعملون ما أيمرهس امللك املو َ به(.)2 ميكائيل ُم َوهك ﴾ل َبلقطر والنبات اللذين خيلق هللا منهما اْلرزاق َال ابن كْثري ُ
السحاب َيح و َ ِف هذه الدار وله أعوان يفعلون ما أيمرهس به ِبمر ربه يصرفون الر َ َ َبلسحاب أَوى من كل الرب جل وعَل(،)3 كما يشاء ُّ ُ وحديث ميكائيل وأنه مو ﴾ ()4 ابن كْث ٍري على ج احت فقد ، حديث ابن عباس ِف تسمية املوكل َبلسحاب رعدا ه ُ
إثبات عمل ميكائيل عليه السَلم ِبديث ابن عباس رضْي هللا عنهما وفيه أ هن النب (ﷺ) سأل جربيل عليه السَلم على أي ٍ شْيء ميكائيل فقال على َ النبات ه ُ َ َ ()5 فميكائيل عليه السَلم هو املوكل بذلك وهللا أعلس ومعه أعوا ﴾ن من والقطر ُ املَلئكة ينفذون أمره(.)6
()1
سنن الرتمذي ( ، )257/4رَس ( ، )5121السلسلة ،لأللباين رَس (.)1872
()2
ِف املَلئكة املقربني ص (.)54
()3
البداية والنهاية (.)41/1
()4
ِف املَلئكة املقربني ص (.)54
()5
صحيح بشواهد. رواه ابن أّب شيبة رَس ( )75إسناده ﴾
()6
مسلس ( )2288/4رَس (.)2984
155
َ حديث أّب هريرة رضْي هللا عنه عن أعجب ما يُروى ِف ذلك ومن ُ ٍ َ فسمع صوَتا ِف رجل بفَلةٍ من َ سحابة اس َق حديقةَ اْلرض َ النب(ﷺ) َال «بينا ﴾ غ ماءه ِف حرةٍ فإذا َشرجة﴾( )1من تلك َ ٍ الشر َاج فَلن فتنحى ذلك ُ حَ َ السحاب فأفر َ َ ه رجل ِف حديقته َيو ُل املاءَ ّبسحاته َد استوعبت ذلك املاءَ كله فتتبع املاء فإذا ﴾ فقال له َي َ َ مسع ِف السحابة -فقال عبد هللا ما امسك؟ َال فَلن -لَلسس الذي َ ََ مسعت صوَتا ِف السحاب الذي هذا له َي َ عبد هللا ملَ تسألين عن امسْي؟ فقال َإين ُ ٍ ماؤه يقول َ َلت هذا َ فإين تصنع فيها؟ َال أما إ حذ َ اسق حديقةَ فَلن المسك فما ُ ارد فيها ثلْثه» اكل أان وعياِل ثلْثا و ُّ ج منها فأتصد ُ أنير إىل ما خير ُ ُ هق بْثلْثه و ُ
()2
إثبات املَلئكة املوكلني َبلسحاب وأهنس يسوَونه وأيمرونه وِف هذا اْلديث ُ
كَلم املَلئكة بعضهس ٍ لبعض مث ويكلمونه ورّبا كان الكَلم الذي مسعه الرجل َ ُ َ الصدَة عن املساكني واحملتاجني فضل ساَه امللك املوكل هبذه السحابة وفيه ُ َ السحاب يسوَون َلئكته م أرسل و ق املتصد ض هللا َ حيث عو َ ليسقْي أرضه جزاءا َ َ على صدَته وإحسانه إىل الفقري وإىل أهل بيته(.)3 - 3ملك اجلبال:
َ َ أرسل ملك اجلبال تقدم ُ اْلديث ِف صفات املَلئكة أ هن هللا سبحانه وتعاىل َ
()1
ِف املَلئكة املقربني ص (.)155 ، 154
()2
مسلس (.)2984
()3
املصدر نفسه ص (.)155 154
156
()1 ليطبق على أهل مكة اْلخشب َ دليل هذا وِف ، ني إذا أمره النب (ﷺ) بذلك َ ﴾ َ َ ضخامة َ خلق هؤالء دليل على على أ هن للجبال مَلئكةا موكلون هبا وفيه كذلك ﴾ ملك و ٍ املَلئكة املوكلني َبجلبال فكو ُن ٍ يستطيع أن يُطحبَ َق جبلني على َ أهل احد ُ َ َ إطباق اجلبل َ هني أصبح ُ ني َ أمر ﴾ عنده ﴾ مكة يعين أنه من الضخامة والقوة ِبيث َ ينفذه فور موافقة النب (ﷺ) على ذلك ومن َ َ عث فضل هللا على هذه اْلمة أ حن ب َ َ هلا نبينا (ﷺ) وهو الرْحةُ املهداةُ( ،)2وَد ذكر هللا ذلك ِف َوله تعاىل﴿ :لََق حد ََ َ َ َ جاء ُكس رس ﴾ َ وف ني َرءُ ﴾ يص َعلَحي ُك حس ََبلح ُم حؤمن َ ول م حن أَنح ُفس ُك حس َع َز ﴾يز َعلَحيه َما َعنت حُّس َح َر ﴾ َ َ ح َُ َرَح ﴾يس [التوبة.]128 :
- 4املالئكة احلافون مبكة واملدينة:
ٍ سيطؤه عن أنس رضْي هللا عنه عن َ النب (ﷺ) َال « ليس من بلد إال ُ َ قب إال عليه املَلئكةُ صافَني ال هد هج ُ ال ،إال مكةَ واملدينةَ ،ليس له من نقاهبا نَ ﴾ ٍ كل كاف ٍر ترجف املدينةُ ِبهلَها َيرسوهنا ،مث َ َج هللاُ ه َ ُ ثَلث رجفات ،فيُخر ُ
ٍ ومنافق».
()3
حديث اجلساسة املشهور َال وِف حديث ُتيس الداري رضْي هللا عنه وهو ُ «إنين أان املسيح وأان َ ك أن أيذ َن ِل ِف اْلروج فأخر ُج فأسريُ ِف اْلرض فَل أوش ُ ُ ()1
البخاري رَس ( )3059مسلس رَس ( ،)1795واْلخشبان مها جبل أّب َبيس وجبل َعيقعان (جبل هندي).
()2
ِف املَلئكة املقربني ص (.)155
()3
البخاري رَس (.)1782
157
بعني ليلةا غري مكة وطيبة فهما حمرمتان علْي كلتامها أدعُ َريةا إال هبطتها ِف أر َ السيف صلتا ك بيده أدخل واحد اة أو واحد اة منها -استقبلين َملَ ُ ُ كلما ُ أردت أن َ يصدُّين عنها وإن على ُك َل ن حق ٍ ب منها مَلئكة﴾ َيرسوهنا»(.)1 - 5املالئكة املوكلون ابلشام:
َ َسَرى بَ َعحب َدهَ لَحي اَل َم َن ﴿سحب َحا َن الهذي أ ح ُ الشام بَلد مباركة كما َال تعاىلُ : َ ََ َ َ ََ َ آَيتَنَا إَنههُ ُه َو الح َم حسجد ا حْلََرام إَ َىل الح َم حسجد حاْلََح َ صى الهذي ََب َرحكنَا َح حولَهُ لنُ َريَهُ م حن َ َ َ َ تمع ُسري َبلنب (ﷺ) فاج َ ال هسم ُ يع الحبَصريُ [اإلسراء ]1 :فإىل مسجدها اْلَصى أ َ َبْلنبياء عليهس السَلم وأمهس ومنه عرج مع جربيل إىل السماء وََصةُ اإلسراء واملعراج معروفة والقصد التنبيه على فضل املكان. مسجدها أحد املساجد الْثَلثة اليت تُ َش ُّد إليها مما يدل على فضلها أن َ مسعت رسول هللا الرحال كما ِف حديث أّب سعيد اْلدري رضْي هللا عنه َال ُ املسجد اْلرام وامل َ َ الرحال إال إىل َ سجد مساجد ثَلثة (ﷺ) يقول «ال تُ َش ُّد ُ َ اْلَصى ومسجدي هذا»(.)2
ومما يدل على فضل الشام أ هن املَلئكةَ َبسطة﴾ أجنحتها عليه كما جاء حديث ز َ يد ب َن ٍ َ رسول هللاَ (ﷺ) «طوَب ذلك ِف اثبت رضْي هللا عنه َالَ :ال ُ
()1
رواه مسلس رَس (.)2942
()2
مسلس رَس (.)827
158
َ للشام إ هن مَلئكةَ الرْح َن َبسطة﴾ أجنحتَها عليه»(.)1
ٍ أبعمال أُخرى وبعض الفوائد: قيامهم اثلثاً ُ -
ابن القيس أه هس أعمال املَلئكة فقال فإهنس موكلون بتخليقه -أي َد ْلص ُ َ اليلمات الْثَلث اإلنسان -ونقلَه من طوٍر إىل طوٍر وتطويره وحفيه ِف أطباق
رزَه وعمل َه و َ وكتاب َة َ أجله وسعادت َه وشقاوت ه ومَلزمت ه ِف مجيع أحواله وإحصاء وعرضها على َ عند وفاته َ َ خالق َه أَواله وأفعاله وحفيه ِف حياته وَبض روحه َ
وفاط َره.
وهس املوكلون بعذابه ونعيمه ِف الربزخ وبعد البعث وهس املوكلون بعمل َ االت
النعيس والعذاب. وهس املْثبتون للعبد املؤم َن إبذن هللا واملعلمون له ما ينفعه واملقاتلون الذابون عنه وهس أولياؤه ِف الدنيا واالخرة وهس الذين يَعَ ُدونه َبْلري ويدعونه إليه وينهونه عن الشر وَيذرونه منه فهس أولياؤه وأنصاره وحفيته ومعلموه وانصحوه والداعون إليه واملستغفرون له. وهس الذين يصلون عليه ما دام ِف طاعة ربه ويصلون عليه ما دام يعلس الناس اْلري ويبشرونه بكر َ وعند موته ويوم بعْثه. امة هللا تعاىل ِف منامه َ َ وهس الذين يزهدونه ِف الدنيا ويرغبونه ِف االخرة. ()1
السلسلة الصحيحة ( )5/2أطال اْللباين البحث فيه ،وخلص إىل صحيحه.
159
وهس الذين يُذكرونه إذا نسْي ويُنشطونه إذا كسل ويْثبتونه إذا جزع. رسل هللاَ ِف خلقه وأمره وهس الذين يَ حس َع حون ِف مصاحل دنياه واخرته فهس ُ عد إليه عنده َبْلمر من عنده ِف أَطار العامل وتص ُ وسفراؤه بينه وبني عباده تتنزُل َ َبْلمر(.)1 ومن وظائف املَلئكة القيام ِبعمال أخرى أيمرهس هللا هبا ورد ذكرها ِف بيان تفصيلْي عنها كقوله تعاىل﴿ :وال ه َ القرآن الكرمي دو َن ٍ ص افا صافهات َ َ ات َذ حكرا [الصافات .]3-1 :وَال تعاىل﴿ :وال هذا َرَي َ ات زجرا فَالتهالَي َ َ َ ت َ َ َ ا فَالهزاجَر َ ح ا ت يسرا فَالحم َق َسم َ اجلا َرَي َ اْل َام ََل َ َ ات أ حَمارا ف ا ر َ و ت ح ح َ ُ َ َ َذ حراوا فَ حَ ُ َ حا ا َ َ َ ص افا ﴿والح ُمحر َس ََلت عُحرفاا فَالح َعاص َفات َع ح [الذاريات .]4-1 :وَال تعاىلَ : ات فَرَاا فَالحم حل َقي َ ات نَ حشرا فَالح َفا َرَ َ هاشر َ َ ات َذ حكارا ٥عُ حذ ارا أ حَو نُ حذ ارا ُ َ ح ا َوالن َ [المرسالت.)2( ]6-1 :
ومن األعمال األخرى: - 1إهالك األمم املكذبة: وإهَلك اْلمس املكذبة العذاب الشديد ومن املهام املنوطة َبملَلئكة إنزاهلس َ َ ﴿ولََق حد أ حَهلَ حكنَا الح ُقُرو َن َم حن َ حبلَ ُك حس للرسل ِبمر هللا تعاىل وَد ورد ِف َوله تعاىلَ : َ َ لَ هما ظَلَموا وجاء حُتُس رسلُهس ََبلحب يَنَ َ ك َحَن َزي الح َق حوَم ات َوَما َكانُوا ليُ حؤَمنُوا َك َذل َ ُ َ َ َ ح ُُ ُح َ ()1
إغاثة اللهفان (.)126 125/2
()2
على َول أهنا من املَلئكة.
160
َ ني [يونس .]13 :وَوله تعاىل﴿ :فَ َك هذبوه فَنَ هجي نَاه ومن معه َِف الح ُف حل َ ك الح ُم حج َرم َ ُ ُ ح ُ ََ ح َ َُ َ هَ َ َ َ ين ين َك هذبُوا َِب ََيتنَا فَانحيُحر َكحي َ اه حس َخ ََلئ َ َو َج َع حلنَ ُ ف َكا َن َعاَبَةُ الح ُمحن َذر َ ف َوأَ حغَرَح نَا الذ َ َ َ َ َ يل الحبَ ححَر فَأَتح بَ َع ُه حس ف حر َع حو ُن َو ُجنُ ُ ودهُ [يونس .]73 :وَال تعاىلَ : ﴿و َج َاوحزَان ببََين إ حسَرائ َ َ ت بََه بَنُو بَ حغياا َو َع حد اوا َح هّت إَ َذا أ حَد َرَكهُ الحغََر ُق َ َ ت أَنههُ َال إَلَهَ إَهال الهذي آ َمنَ ح ال َآمحن ُ َ َ َ ََ ني [يونس.]90 : يل َوأ ََان م َن الح ُم حسلم َ إ حسَرائ َ ابن جرير عن اب َن عب ٍ النب (ﷺ) َال« :ملا َال فرعو ُن ال إله اس عن َ روى ُ
اب» وِف رواية أخرى «ملا َ يل َيشو ِف فيه َ الطني والرت َ أغرق هللاُ جعل جرب ُ إال هللا َ فرعو َن َال جربيل َي حممد لو رأيتَين وأان اخذ من ْحأةَ البح َر و ُّ أدسه ِف فيه خمافةَ
أن تد َرَكهُ الرْحةُ»(.)1
ت ُر ُسلُنَا لُوطاا َسْيءَ هبََ حس ﴿ولَ هما َجاءَ ح وِف إهَلك َوم لوط يقول جل ذكرهَ : َ يب َو َجاءَهُ َ حوُمهُ يُ حهَرعُو َن إَلَحي َه َوَم حن َ حب ُل اق هبََ حس ذَ حر اعا َوَ َ ض َ َو َ ال َه َذا يَ حو﴾م َعص ﴾ َكانُوا ي عملُو َن ال هسيَئ َ اّلِلَ َوَال ات َ َ ال ََي َ حوَم َه ُؤَال َء بَنَ َايت ُه هن أَطح َهُر لَ ُك حس فَاته ُقوا ه َ َح َ َ َ ون َِف ضي َفْي أَلَي َ ُختحز َ ك ت َما لَنَا َِف بَنَاتَ َ س محن ُك حس َر ُج ﴾ل َرشي ﴾د َالُوا لََق حد َعل حم َ َح ُ ح َ ال لَحو أَ هن َِل بَ ُك حس َُ هوةا أ حَو آ َوي إَ َىل ُرحك ٍن يد َ َ ك لَتَ حعلَ ُس َما نَُر ُ َم حن َح ٍق َوإَنه َ َ ش َد ٍ ك لَن ي َ َ يد َالُوا َي لُو ُ َ ك بََقطح ٍع َم َن َ َس َر َِب حَهل َ صلُوا إَلَحي َ ك فَأ ح ط إ هان ُر ُس ُل َرب َ ح َ َ اللهي َل وَال ي حلتَ َف َ َ َص َاهبُحس إَ هن َم حو َع َد ُه ُس َح ﴾د إَهال حامَرأَتَ َ ح َ َ ح ك إَنههُ ُمصيبُ َها َما أ َ ت محن ُك حس أ َ الصحبح بََق َر ٍ يب فَلَ هما َجاءَ أ حَمُرَان َج َع حلنَا َعالَيَ َها َسافَلَ َها َوأ حَمطَحرَان ُّ س ُّ ُ الصحب ُح أَلَحي َ ()1
الرتمذي رَس ( )3106حديث حسن غريب صيح ،وهذا اْلديث رواته ثقات ،ليس فيهس َم حن هو سْيء اْلفظ.
161
علَي ها َحجارةا َمن َس َج ٍيل محن ٍ َ َ ََ ني ضود ُم َس هوَمةا َعحن َد َربَ َ َ ُ ك َوَما ه َْي م َن اليهالم َ َ حَ َ َ ح بَبعَ ٍ يد [هود.)1(]83-77 : َ
- 2تبليغ النيب (ﷺ) صالة أمته وسالمها عليه:
هَ َ صلُّوا َعلَحي َه صلُّو َن َعلَى النَ َ َال تعاىل﴿ :إَ هن ه اّلِلَ َوَم ََلئ َكتَهُ يُ َ ين َآمنُوا َ هب ََي أَيُّ َها الذ َ وسلَموا تَسلَ يما [األحزاب.]56 : ََ ُ ح ا وَال (ﷺ) « َمن صلى علْي صَلةا واحدةا صلى هللا عليه هبا عشرا»(.)2 َ ت ترك الصَل َة عليه فقال« :إن وَد حذر رسول هللا (ﷺ) َم حن َ البخيل َم حن ذُكحر ُ َ عنده ومل َ علْي»(.)3 َ يصل ه ومن شرف النب (ﷺ) فقد وكل هللا عز وجل َبلصَلةَ عليه مَلئكةا سياحةا النب (ﷺ) صَلة أمته عليه كما جاء ِف حديث عبد يطوفون ِف اْلرض يبلغون ه هللا بن مسعود رضْي هللا عنه َال َال رسول هللا (ﷺ) «إن للَ مَلئكة﴾ سياحني َ اْلرض يبلغوين من أميت السَلم»(.)4 ِف
َ علْي وَال رسول هللا (ﷺ)« :ال جتعلوا بيوتَكس َبورا وال جتعلوا َربي عحيدا وصلوا ه حيث كنتس»( .)5إن هللا عز وجل َد وكل َبلصَلة على فإ هن صَلتَكس تبلُغين ُ ()1
أصول االعتقاد ِف سورة يونسَ ،ذلة القحطاين ص (.)199
()2
مسلس رَس (.)70
()3
الرتمذي رَس ( )3614حسن غريب صحيح.
()4
صحيح اجلامع ( ، )234/2جَلء اْلفهام البن القيس ص (.)24
()5
صحيح اجلامع رَس (.)7103
162
َيرص على النب(ﷺ) مَلئكةا يبلغونه إَيه ِف الربزخ فينبغْي على املسلس أن َ النب (ﷺ) َبلصيغ الشرعية الصحيحة ويعلس أهنها معروضة﴾ على الصَلة على َ النب(ﷺ)(.)1 َ
التابوت لبين إسرائيل: - 3محلُهم َ
َ ََ ﴿وَ َ ت فَ َيه َس َكينَة﴾ ال َهلُحس نَبَيُّ ُه حس إَ هن آيَةَ ُم حلكه أَ حن َأيحتيَ ُك ُس التهابُو ُ َال تعاىلَ : َ وسى َو ُ َم حن َربَ ُك حس َوبََقيهة﴾ َممها تََرَك ُ ك َآليَةا آل َه ُارو َن َححت َملُهُ الح َم ََلئَ َكةُ إَ هن َِف َذل َ آل ُم َ ََ ني [البقرة.]248 : لَ ُك حس إَ حن ُكحن تُ حس ُم حؤمن َ خيرب تعاىل أنه َد ملك طالوت على بين إسرائيل لكنهس مل يرضوا ملكه كعادُتس ِف معصيتهس أوامر هللا والتكرب عليها ِبجة أنه مل يكن من بيت امل حلك ُ وليس من أهل اْلمو َال وَد جعل هللا من اآلَيت على صدق هذا امللك أَ حن أيتيَهس التابوت -وفيه بقية مما ترك أل موسى وهارون -حتمله املَلئكة بني السماء ُ الناس ينيرون( ،)2وكان هذا تطمينا هلس واْلرض حّت وضعوه بني يدي طالوت و ُ خمتار من هللا تعاىل فيتابعونه ويطيعونه(.)3 وتْثبيتا كْي يعلموا أن َ طالوت ﴾
()1
املَلئكة املقربني ص (.)199
()2
مسلس على شرح النووي (.)63/18
()3
البخاري رَس (.)1244
163
- 4نزول عيسى عليه السالم بصحبة ملكني: اخر الزمان من آَيت الساعة العيمى اليت إن نزول عيسى عليه السَلم َ
يؤمن هبا املسلمون وَد ه دل ذلك الكتاب والسنة: َال تعاىل﴿ :وَوهلََس إَ هان َتَ حلنَا الحم َسيح َ اّلِلَ َوَما َتَ لُوهُ َوَما ع يسى ابح َن َمحرَميَ َر ُسوَل ه َح ح َ َ َ َ هَ اختَ لَ ُفوا فَ َيه لََفْي َش ٍ َ َ ك َمحنهُ َما َهلُحس بََه َم حن َع حل ٍس ين ح َ صلَبُوهُ َولَك حن ُشبهَ َهلُحس َوإ هن الذ َ إَهال اتَباع اليه َن وما َ ت لُوه ي َ اّلِل ع َزيزا ح َ اّلِل إَلَي َ يما ك ن ا ك و ه ه ع ف ر ل ب ا ين ق ه ه َ َ َ ا َ ََ ُ ح ا َ َ َ ََ َ ُ َ ُ ُ ا حَ َ وإَ حن َمن أ حَه َل الح َكتَ َ اب إَهال لَيُ حؤَمنَ هن بََه َ حب َل َم حوتََه َويَ حوَم الح َقيَ َام َة يَ ُكو ُن َعلَحي َه حس َ ح يدا [النساء .]159-157 :فهذه اآلَيت كما أهنا ُّ اليهود مل يقتلوا َش َه ا تدل على أ هن َ عيسى عليه السَلم ومل يصلبوه بل رفعه هللا إىل السماء كما ِف َوله تعاىل﴿ :إَ حذ َ َ ال ه َ ِل [آل عمران ،]55 :فإهنا تدل على أن ََ ك إَ َه يك َوَرافعُ َ يسى إََين ُمتَ َوف َ اّلِلُ ََي ع َ َ َ اخر الزمان وذلك عند نزوله السَلم عليه بعيسى سيؤمن من الكتاب أهل ن م ح َ اْلحاديث املتواترة الصحيحة(.)1 وَبل موته كما جاءت بذلك ُ
اخر الزمان واضعا يده على ملكني كرميني كما جاء وعيسى عليه السَلم ُ ينزل َ ذلك ِف اْلديث الطويل الذي رواه النواس بن مسعان وفيه «فبينما هو كذلك إذ دمشق بني َم حهُرَودتني(،)2 بعث هللا فينزل عند املنارةَ البيضاء َ املسيح ابن مرمي ُ َ شرَْي َ َ
واضع ا كفيه على أجنحة ملكني»(.)3 ()1
مسلس رَس (.)183
()2
مهرودتني :ثوبني مصبوغني بورس.
()3
مسلس رَس (.)2700
164
ِ ِ الشهيد: املالئكة على - 5تظليل ومنها إظَل ُهلس جلنازةَ الصحاّب اجلليل عبد هللا بن حرام اْلنصاري رضْي َ َبب َ وساق بسنده عن ظل املَلئكة على الشهيد َ هللا عنه َال البخاري رْحه هللا ُ النب (ﷺ) وَد ُمْثَ َل به جابر بن عبد هللا رضْي هللا عنهما َال َج حْيءَ ِبّب إىل َ أكشف عن وجهه فنهاين َومْي ومسعت صوت ٍ وو َضع بني يديه ،فذهبت َ انئحة ُ َ ُ ُ ُ َ تبك أو ال تبكْي ما ز َ فقيل ابنة عم ٍرو ،أو أخت عم ٍرو فقال (ﷺ) «َمل َ الت َ َ املَلئكةُ تيلله ِبجنحتها»(.)1
- 6شفاعتهم ألهل اإلميان:
رسول هللاَ (ﷺ)ُ « : عن أّب سعيد اْلدري رضْي هللا عنه َالَ :ال ُ فيقول هللاُ َ أرحس وشفع النبيون وجل شفعت املَلئكةُ وشفع املؤمنون ومل َ َ َ يبق إال ُ عهز َ
الراْحني»(.)2
- 7نزوهلم عند تالوة القرآن: َُسيد بن ُحضري رضْي هللا عنه(.)3 ليستمعوا له كما حصل مع الصحاّب اجلليل أ ُ ()1
سرية ابن هشام ( ،)264/3اْللباين ِف الصحيحة رَس (.)1158
()2
سري أعَلم النبَلء ( ،)95/1إسناده صحيح.
()3
واحة اإلميان عند ابن القيس لألشقر (.)68/2
165
-8حضورهم جمالس الذكر: َوم يذكرو َن هللا عز وحفهس الذاكرين هللا تعاىل َال رسول هللا (ﷺ) «ال يقعد هن ﴾
هس هللاُ فيمن وجل إال حفتهس املَلئكةُ وغشيتهس الرْحةُ ونزلت عليهس السكينةُ وذَ َكَر ُ
عنده»(.)1
- 9شهود املالئكة جلنازة الصاحلني: جرحه ونقله استشهد سعد بن معاذ اْلنصاري ِف غزوة اْلندق بعد ما انفجر ُ رسول هللاَ (ﷺ) فقال َومه فاحتملوه إىل بين عبد اْلشهل إىل منازهلس وجاء ُ
«انطلقوا» فخرج معه الصحابة وأسرع حّت تقطعت شسوع َ نعاهلس وسقطت ُ َ أخاف أَ حن تسبقين النب (ﷺ) «إين ُ أرديتُهس فشكا إليه أصحابه ذلك فقال ُّ املَلئكةُ َ فتغسلَه كما غَسلت حنيلة» فانتهى إىل َ البيت وهو يغ هس ُل و ُأمه تبكْي ح وتقول: ويل أم س ٍ ح زام ةا َو َج َدا عد س عدا ُ ٍ َ فقال رسول هللا (ﷺ) « ُّ ٍ ب إال أُم سعد» مث خرج به َال يقول كل انئحة تكذ ُ خيف أخف علينا منه َال «وما مينعه أ حن ه له القوم ما ْحلنا َ -ي رسول هللا -ميت ا ه َ ُّ َبل يومهس َد ْحلوه معكس»(.)2 وَد هبط من املَلئكة كذا وكذا ومل يهبطوا َط َ ()1
املصدر نفسه (.)82/2
()2
مكايد الشيطان ،دَ .ذلة القحطاين ص ( )526إغاثة اللهفان (.)173 172/2
166
َ املَلئكة الذين شاركوا عدد وَد جاء ِف النهسائْي عن ابن عمر رضْي هللا عنهما ُ
العبد الصاحلُ الذي حترَك ِف تشييع جنازة سعد فقد َال رسول هللا (ﷺ) «هذا ُ َ اب السماء وشهده سبعون ألفا من املَلئكة مل ينزلوا إىل العرش وفُت َح ح ت له أبو ُ له ُ ض هس ضمةا مث أفر َج عنه»( ،)1يعين :سعدا. اْلرض َبل ذلك لقد ُ
- 10أمساء املالئكة وحكم التسمي هبا: ﴿م حن َكا َن َع ُد اوا أخربان هللا تبارك وتعاىل عن بعض أمساء مَلئكته ِف َوله تعاىلَ : اّلِل ع ُد ٌّو لَحل َكافَ َهّلِلَ وم ََلئَ َكتَ َه ورسلَ َه وَج َربيل وَ ال فََ َ ه ين [البقرة .]98 :وعرض ر ن إ ك ي م َ َ ه َ ََ َ َُ ُ َ ح َ َ َ تسمْي بين آدم ِبمساء املَلئكة فقال يكره تسميةُ اآلدميني َ ابن القيس ْل حك َس َ ِبمساء َ ُ ُ التسمْي َ املَلئكة كجربيل وميكائيل وإسرافيل َال أشهب سئل مالك عن َ ِبمساء مالك التسمْي جبربيل وَيسني املَلئكة وهو َول اْلارث بن مسكني َال وكره ﴾ َلت ْلماد بن أّب أَبح ذلك غريه َال عبد الرزاق ِف «اجلامع» عن معمر َال ُ و َ تقول ِف ٍ رجل تس همى جربيل وميكائيل؟ فقال ال ِبس به(.)2 سليمان كيف ُ
- 11عداوة اليهود لبعض املالئكة: ليهود ابن القي َس عن عداوة اليهود جلربيل عليه السَلم فقال وَالت ا ُ حتدث ُ ()1
اجلواب الصحيح ،البن تيمية (.)199 198/3
()2
اجلواب الصحيح (.)198/3
167
َ للنب(ﷺ) من صاحبك الذي أيتيك َ ليس َم حن نب إال أيتيه ه فإن ؟ املَلئكة ن م َ ُ َح َ َ
يل. َملَ ﴾ ك َبْلرب؟ َال (ﷺ) هو جرب ُ َبْلرب و َ َ َلت ميكائيل الذي ين َزُل ذاك الذي ينزل َالوا َ القتال ذاك ُّ عدوان لو َ َ َبلنبات وال َقطح َر وال َ رْحة؟ فأنزل هللا تعاىلَُ﴿:ل َم حن َكا َن َع ُد اوا جلََحَ يل فََإنههُ نَهزلَهُ َعلَى رب ح َ اّلِلَ م َ َ َ ََ َ َ حلبَ َ َ ني َم حن َكا َن َع ُد اوا ني يَ َديحه َوُه ادى َوبُ حشَرى ل حل ُم حؤمن َ صدَاا ل َما بَح َ ك إبََ حذن ه ُ َ َ َ َهّلِلَ وَم ََلئَ َكتَ َه ور ُسلَ َه وَج حَ ين [البقرة.)1( ]98-97 : رب يل َوَمي َك َ ال فََإ هن ه َ اّلِلَ َع ُد ٌّو ل حل َكاف َر َ َُ َ َ
***
()1
مكايد الشيطان دَ .ذلة ص (.)527
168
الفصل السادس
ِ مكايد الشيطان من
يف مسائل اإلميان ابملالئكة أوالً -إنكار وجودهم اثنياً -عبادهتم وتقديسهم
169
الفصل السادس
من مكايد الشيطان يف مسائل اإلميان ابملالئكة كل حركة ِف السماوات واْلرض من حركات اْلفَلك والنجوم والشمس والقمر ُّ والرَيح والسحاب والنبات واْليوان فهْي انشئة﴾ عن املَلئكة املوكلني َبلسماوات واْلرض كما َال تعاىل﴿ :فَالحم َدبَر َ عند أهل ات أ حَمارا [النازعات .]5 :وهْي املَلئكةُ َ ُ َ اإلميان وأتباع الرسل عليهس السَلم. النجوم(.)1 وأما املكذبون للرسل املنكرون للصانع فيقولون هْي ُ
وإلبليس مكاي ُد عظيمةٌ يف مسائل اإلميان ابملالئكة منها:
أوالً :إنكار وجودهم: يسعى إبليس جاهدا إىل إبطال اإلميان َبملَلئكة وهو هدف عييس له ْلن ذلك يؤدي إىل إنكار الرساالت والكتب بل إنكار اْلالق جل وعَل فَل تتس الرسل عن طر َيق الوحْي الذي تلقته عن معرفته واإلميان به تعاىل إال ّبا أخربتنا به ُ َ مَلئكة هللا تعاىل. ومن وسائله يف ذلك :
- 1تفسري اللفظ مبا مل يستعمل له: ()1
املصدر نفسه ،ص (.)528
170
روح القدس هو حياة هللا( .)1فالذي فسر النصارى به كقول النصارى إ هن َ
ظاهر كَلم املسيح هو تفسري﴾ ال ُّ املسيح وعادته ِف كَلمه وال لغة َ تدل عليه لغةُ املعروف ِف لغته وكَلمه وكَلم سائر اْلنبياء تفسريه غريه من اْلنبياء واْلمس ،بل ُ
ضَلل النصارى احملرفون ّبا فسرانه ،وبذلك فسره أكابر علماء النصارى وأما ُّ َ ف معناه الياهر ،وينكره العقل ملعاين كتاب هللا عز وجل فسروه ّبا خيال ُ والشرع(.)2 عقول فعالةٌ متولِّدةٌ عن نفس هللا تعاىل تولُّ َد الع ِ أبهنم ٌ لة - 2قول الفالسفة ّ والنفوس فالعقول بنوه ينفك عنه ،وجعلوه كاالبن والبنت، ُ من املعلول ،ال ّ ُ بناته(.)3 - 3ومنهم من يزعم أبن العقل الفعال هو جربيل ويزعمون أ ّن كالم ِ هللا َ يفيض على قلوب العباد ابلعلوم واملعارف وأ ّن املالئكةَ تتشكل يف النفس ُ الفيض يكون حبسب تلقي النفس هبذا الفيض بصورة أشكال نورانية وهذا ُ
بنوع ّ ٍ معني من الرايضات وقوة التخيل واحلس الباطن(.)4 الذي ميكن اكتسابه ٍ
وهؤالء أعيس ضَلالا من اليهود والنصارى ومشركْي العرب فإهنس ِف اْلقيقة
الرب تعاىل خالق ا لشْيء وال يفعل فعَلا ّبشيئته واختياره وال يعلون ال يعلون ه ()1
بغية املرَتد ،البن تيمية (.)219/1
()2
مكايد الشيطان ص (.)529
()3
إغاثة اللهفان ،البن القيس (.)374/2
()4
بغية املرَتد (.)251/1
171
رب َ كل ما سوى هللا. املَلئكة عباده بل يعلون العقل اْلول هو ُّ العقل ِف لغة املسلمني كلَهس من أوهلس إىل اخرهس ليس َملَكا ويقال هلس إن َ من املَلئكة وال جوهرا َائما بنفسه بل هو العقل الذي ِف اإلنسان ومل َ يسس أح ﴾د َ اإلنسان الناطقةُ عقَلا بل نفس من املسلمني َط أحدا من املَلئكة عقَلا وال ُ هذه من لغة اليوانن. الشياطني أعراض ا تقوم َبلنفس اْلمر أن يعلوا املَلئكةَ و َ وهلذا يؤول هبس ُ
خَلف ما أخربت ومعلوم َبالضطرار أن هذا ُ ليس أعياانا َائمةا بنفسها حيةا انطقةا ﴾ الرسل واتفق عليه املسلمون(.)1 به ُ
- 4قول من يدعي أ ّن املالئكةَ هي القوى اخلرية اليت يف اإلنسان واليت حتثه وتدفعه لعمل اخلري بعكس قوى الشر الرديئة وهي الشياطني(.)2 وهذا القول يناِف ما اتفق عليه املسلمون ودل عليه الكتاب والسنة(،)3 وجود هلا كما أنه يؤدي إىل جعل املَلئكة والشياطني أعراض ا َائمةا َبلنفس ال َ
ِف الواَع(.)4
اثنياً عبادهتم وتقديسهم: وهْي طريقة﴾ أخرى للشيطان -أعاذان هللا منه -فزين ٍ ْلانس عباد َة املَلئكة ()1
مكايد الشيطان ص (.)530
()2
اجلواب الكاِف ،البن القيس (.)99/1
()3
جمموع الفتاوى ،البن تيمية (.)135/4
()4
املصدر نفسه ( ،)272 271/ 17مصايد الشيطان ص (.)531
172
وتقديسهس إليقاعهس ِف الشرك والكفر(.)1 َال تعاىل﴿ :وي وم ََي ُشرهس ََ ول لَحل َم ََلئَ َك َة أ ََه ُؤَال َء إَ هَي ُك حس َكانُوا مج ايعا مثُه يَ ُق ُ ََح َ ح ُُ ح اجلَ هن أَ حكْثَ ُرُه حس ت َولَيُّنَا َم حن ُدوهنََ حس بَ حل َكانُوا يَ حعبُ ُدو َن ح يَ حعبُ ُدو َن َالُوا ُسحب َحانَ َ ك أَنح َ ََ َ كني إىل عبادته ويومههس أنه هب حس ُم حؤمنُو َن [سبأ ]41-40 :فالشيطا ُن يدعو املشر َ ك( ،)2وتعليقا على هذه اآلية يعين أن املَلئكة مل َتمرهس بذلك وإّما أمرُتس َملَ ﴾ َ لألصنام شياطني بذلك اجلَ ُّن ليكونوا عابدين للشياطني اليت تتمْثل هلس كما يكون وكما تن َزُل الشياطني على َ تنزل عليه اكب ويرصدها حّت َ ُ بعض من ُ يعبد الكو َ صورة﴾ فتخاطبه وهو شيطان من الشياطني(.)3
ائف منهس مشركْي العرب الذين َالوا إن املَلئكة وَد عبد املَلئكةَ طو ﴾ ()4 : تعاىل له و َ ِف القرآن ِف تعاىل هللا ذكر كما ، بنات هللا ﴿و َج َعلُوا الح َم ََلئَ َكةَ َ اله َذين هس َ اد الهر حْحَ َن إَ َش َ ب َش َه َاد ُُتُحس َويُ حسأَلُو َن ت ك ت س س ه ق ل خ ا و د ه أ اث ان ب ع ح ح ا َ َ ُ َ َ ُ ُ َ ُ َ َ ح َ ُح ُ وَالُوا لَو َشاء الهر حْحن ما عب حد َانهس ما َهلس بَ َذلَ َ َ َ صو َن ك م حن ع حل ٍس إَ حن ُه حس إَهال َخيحُر ُ ح َ َ ُ َ ََ ُ ح َ ُح َ [الزخرف]20-19 :
وِف َوله تعاىل﴿ :وي وم ََي ُشرهس ََ ول لَحل َم ََلئَ َك َة أ ََه ُؤَال َء إَ هَي ُك حس مج ايعا مثُه يَ ُق ُ ََح َ ح ُُ ح َكانُوا يَ حعبُ ُدو َن [سبأ ]40 :مجعوا بني أنواع كثرية من اخلطأ: أحـدهـا :جعلهس لل تعاىل ول دا ت ع اىل وتقدس وتنزه عن ذلك ع ل وا كبريا ()1
تفسري ابن كْثري ( )222/6مصايد الشيطان ص (.)532
()2
مسلس رَس (.)770
()3
زاد املعاد (.)43/1
()4
شفاء العليل البن القيس (.)620/2
173
والثاين :دعواهس أنه اصطفى البنات على البنني فجعلوا املَلئكة الذين هس عباد الرْحن إاناثا. الثالث :عبادُتس هلس مع ذلك كله بَل دليل وال برهان وال إذن من هللا عز وجل بل جمرد اْلراء والتقليد لألسَلف والكرباء واالَبء واْلبط ِف اجلاهلية اجلهَلء. والرابع :احتجاجهس بتقديرهس على ذلك َدرا وَد جهلوا ِف هذا أنكر ذلك عليهس أش هد اإلنكار فإنه من ُذ االحتجاج جهَلا كبريا فإنه تعاىل َد َ يك له وينهى عن عبادة أنزل الرسل و َ الكتب أيمر عباده بعبادتَه َ وحده ال شر َ َ بعث َ ما َس َواه(.)1 ***
()1
واحة اإلميان عند ابن القيس لألشقر (.)38/2
174
الفصل السابع املفاضلة بني املالئكة والبشر أوالا -املفاضلة بني املَلئكة وحقوَهس على بين البشر وأثر اإلميان هبس أهس صفاته اثنيا -جربيل عليه السَلم أفضل املَلئكة و ُّ اثلْثا -املفاضلة بني املَلئكة وصاْلْي البشر رابعا -حقوق املَلئكة على بين آدم - 1اإلميان هبس - 2البعد عن الذنوب واملعاصْي ْلن ذلك يؤذيهس - 3البعد عما تكرهه املَلئكة - 4حمبتهس وذكر فضائلهس - 5عدم سبهس أو تنقصهس أو االستهزاء هبس
175
الفصل السابع
املفاضلة بني املالئكة والبشر أوالً املفاضلة بني املالئكة: املَلئكة متفاوتون ِف الفضل يفضل بعضهس بعض ا شأهنس ِف ذلك شأن سائر املخلوَات فأفضل املَلئكة املقربون منهس. يقول اْلافظ ابن كْثري ِف سياَه ْلصناف املَلئكة.
املَلئكة مع َ َ ْحلة أشرف ومنهس الكروبيون الذين هس حول العرش وهس ُ َ َ ف الح َم َسي ُح أَ حن يَ ُكو َن العرش وهس املَلئكةُ املقربون كما َال تعاىل﴿ :لَ حن يَ حستَ حنك َ َعحب ادا َهّلِلَ َوَال الح َم ََلئَ َكةُ الح ُم َقهربُو َن [النساء.]172 : َ املَلئكة الْثَلثة الذين كان النب (ﷺ) يذكرهس ِف وأفضل املقربني رؤساءُ دعائه الذي يفتتح به صَلته إذا َام من َ يل الليل حيث يقول« :الله هس ه رب جرب َ َ اْلرض» اْلديث(.)1 فاطر السماوات و َ افيل َ وميكائيل وإسر َ َ َ َ لكمال اختصاصهس هؤالء الْثَلثة من املَلئكة ذكر يقول ابن القيس َ واصطفائهس وَرهبس من هللا وكس من ملَ ٍ ك غريهس ِف السماوات فلس َ يسس إال هؤالء َ َ الْثَلثة(.)2 ()1
املصدر نفسه ص (.)28/2
()2
واحة اإلميان عند ابن القيس (.)30/2
176
َ اخرتت أ هن أفضلهس جربيل ف ِف املفاضلة بني هؤالء الْثَلثة وَد وَد اختُل َ ُ
مث ميكائيل مث إسرافيل على حسب الرتتيب ِف اْلديث السابق.
اثنياً جربيل أفضل املالئكة وأهم صفاته: أطيب اْلرو َاح العلوية؛ وأزكاها وأطهرها( )1وأشرفها ،وهو السفري يل ُ وجرب ُ
وهدى وإميان وصَلح وَد أثَ هللا سبحانه على عبده جربيل ِف ِف كل خري ا أحسن الْثناء ووصفه ِبمجل الصفات فقال تعاىل﴿ :فَ ََل أَُح َس ُس ََب حْلُن َ هس القرآن َ هس واللهحي َل إَ َذا َعس َعس و ُّ َ ا حجلََوا َر الح ُكن َ س إَنههُ َ َ الصحب َح إ َذا تَنَ هف َ ح َ لََقو ُل رس ٍ ني ُمطَ ٍاع مثَه أ ََم ٍ ول َك َرٍمي َذي َُ هوةٍ َعحن َد َذي الح َعر َش َم َك ٍ ني ح َُ ح [التكوير.]21-15 : يل وصفه ربُّه ِبنه رسوله وأنه كرمي عنده وأنه ذو َوة ومكانة فهذا جرب ُ ََ أَرب عنده وأنه مطاع﴾ ِف السماوات وأنه ﴾ أمني على الوحْي فمن َكَرمه على ربَه أنه ُ َ املَلئكة إليه. ومن َوته أنه رفع مدائن َ َوم ٍ لوط على جناحه مث َلبها عليهس فهو َوي َ أمَلك السماوات فيما أيمرهس به على تنفيذ ما يؤمر به غريُ عاج ٍز عنه إذ تطيعُه ُ عن هللا تعاىل(.)2
ٍ بصفات ِف سورة التكوير وَد وصف هللا تبارك وتعاىل رسولَه جربيل عليه السَلم ()1
رواه اْلاكس ِف املستدرك ( )368/5وَال :صحيح اإلسناد ،ومل خيرجاه ،ووافقه الذهب.
()2
الرتغيب والرتهيب ،للمنذري (.)200/2
177
خس ِبنه كرمي َوي مكني عند الرب تعاىل مطاع ِف السماوات أمني فهذه ُ ٍ صفات تتضمن تزكية سند القرآن وأنه مساع حممد من جربيل ومساع جربيل من َول هللا سبحانه بنفسه وتزكيته(.)1 رب العاملني فناهيك هبذا السند علوا وجَللةا ُ
الصفة األوىل: أن الرسول الذي جاء به إىل حممد (ﷺ) كرمي﴾ وليس كما يقول أعداؤه إن الذي َبيح املنير عدميُ اْلري َبطنه جاء به شيطان فإن الشيطان خبيث خمبه ﴾ ﴾ ث لئيس ُ أَبح من ظاهره وظاهره أشنع من َبطنه ليس فيه وال عنده خري فهو أبعد ٍ شْيء ُ ُ عن الكرم. هبْي الصورة والرسول الذي أل َق َى القرآن إىل حممد (ﷺ) كرمي﴾ مجيل املنير ُّ
هدى وعلس ومعرفة كْثري اْلري طيب مطيهب معلس الطيبني وكل خري ِف اْلرض من ا وإميان وبر فهو مما أجراه ربه على يده وهذا غاية الكرم الصوري واملعنوي.
الوصف الثاين:
يد الح ُق َوى [النجم.]5 : ﴿عله َمهُ َش َد ُ أنه ذو َوة كما َال تعاىل ِف موضع آخر َ ويف ذلك تنبيه على أمور: أ -أنه بقوته مينع الشياطني أن تدنو منه وأن ينالوا منه شيئا وأن يزيدوا فيه أو ينقصوا منه بل إذا راه الشيطان هرب منه ومل يقربه. ب -أنه مو ٍال هلذا الرسول الذي كذبتموه ومعاضد له وانصر كما َال ()1
ِف املَلئكة املقربني ص (.)208
178
تعاىل﴿ :إَ حن تَتوَب إَ َىل هَ اّلِلَ ُه َو اهَرا َعلَحي َه فََإ هن ه صغَ ح ت َُلُوبُ ُك َما َوإَ حن تَيَ َ اّلِل فَ َق حد َ َُ َ موَاله وَج َربيل و َ ََ ك ظَ َهري﴾ [التحريم .]4 :ومن كان ني َوالح َم ََلئَ َكةُ بَ حع َد َذل َ صال ُح الح ُم حؤمن َ َح ُ َ ح ُ َ َ وي وليَه ومن أنصا َره وأعوانه ومعلمه فهو املهدي املنصور وهللا هاديه هذا الق ُّ وانصره. ج -أن من عادى هذا الرسول فقد عادى صاحبه ووليه جربيل ومن عادى ذا القوة والشدة تعرض للهَلك.
د -أنه َادر على تنفيذ ما أمر به لقوته فَل يعجز عن ذلك ٍ مؤد له كما
غريه ِف أمر من اْلمور أمر به ْلمانته وهو القوي اْلمني وأحدكس إذا َ انتدب َ َ اْلمني على فعله ي عليه ب هلا القو ه َ لرسالة أو وآلية أو وكالة أو غريها فإّما ينتد ُ وإن كان ذلك اْلمر من أهس اْلمور عنده انتدب له َوَيا أمينا معيما ذا ٍ مكانة عنده مطاع ا ِف الناس كما وصف هللا عبده جربيل هبذه الصفات وهذا ي ُّ دل على َ َ َ املرسل إليه حيث انتدب له الكرمي القوي عيمة شأن املرسل والرسول والرسالة و َ املكني عنده املطاع ِف املأل اْلعلى اْلمني حق اْلمني فإن امللوك ال ترسل ِف
مهماُتا إال اْلشراف ذوي اْلَدار والرتب العالية.
الوصف الثالث:
مكني عند ذي العرش وهو املذكور ِف َوله تعاىلَ : ﴿ذي َُ هوةٍ َعحن َد َذي الح َعر َش َم َك ٍ أَرب املَلئكة إليه ني [التكوير .]20 :أي له مكانة﴾ ووجاهة عنده وهو ُ ح علو منزلة َ وِف َوله تعاىل إشارة إىل َ ﴿عحن َد َذي الح َعحر َش إذ كان َريبا من ذي
179
العرش سبحانه.
الوصف الرابع: مطاع وَد أشار هبذا الوصف إىل أ هن جنوده وأعوانه يطيعونه إذا ندهبس لنصر صاحبه وخليله حممد (ﷺ) وفيه إشارة﴾ أيض ا إىل أ هن هذا الذي يكذبونه وتعادونه يل مطاع﴾ ِف السماء وأن كَل من الرسولني سيصريُ مطاعا ِف اْلرض كما أ هن جرب َ
مطاع ِف حمله وَومه وفيه تعييس له ِبنه ّبنزلة امللوك املطاعني ِف َومهس فلس ينتدب العييس اْلمْثل هذا امللك املطاع. اْلمر َ هلذا َ
الوصف اخلامس:
اْلمانة وِف وصفه َبْلمانة إشارة﴾ إىل حفيه ما ْحله وأدائه له على وجهه(.)1
الوصف السادس: مجال جربيل وهباؤه َال تعاىل واصفا جربيل عليه السَلم الذي أييت َبلوحْي َ َعلَى ﴿عله َمهُ َش َد ُ استَ َوى َوُه َو ََبحْلُفُ َق حاْل ح من عند هللاَ : يد الح ُق َوى ذُو مهرةٍ فَ ح اب َ و َس ح َ ني أ حَو أ حَد ََّن فَأ حَو َحى إَ َىل َعحب َدهَ َما مثُه َد َان فَتَ َد هىل فَ َكا َن َ َ ح
ب الح ُف َؤ ُاد َما َرأَى أَفَتُ َم ُارونَهُ َعلَى َما يََرى َولََق حد َرآهُ أ حَو َحى َما َك َذ َ ُخَرى َعحن َد َس حد َرةَ الح ُمحن تَ َهى َعحن َد َها َجنهةُ الح َمأح َوى إَ حذ يَ حغ َشى نَحزلَةا أ ح َ شى ما َزاغَ الحبصر وما طَغَى [النجم]17-5 : الس حد َرَة َما يَ حغ َ َ َُ َ َ َ
()1
طريق اهلجرتني ،البن القيس (.)95/11
180
اثلثاً املفاضلة بني املالئكة وصاحلي البشر: حمل هذه املسألةُ -وهْي املفاضلةُ بني املَلئكة وبني صاْلْي البشر ُّ -
ٍ َيتج به من النصوص ولك هن خَلف بني أهل العلس وكلٌّ منهس أدىل بدلوه فيما ُّ تفضيل صاْلْي البشر على املَلئكة وذلك لألدلة اآلتية: اجح هو َ القول الر َ ُ
- 1روى أبو يعلى املوصلْي ِف كتابه «التفسري» بسنده عن عبد هللا بن أكرم عليه من حمم ٍد (ﷺ)(.)1 سَلم رضْي هللا عنه َال ما َ خلق هللا خلق ا َ نص ِف تكرمي آدم على إبليس َ - 2وله تعاىل َصا عن إبليس فإ هن هذا ٌّ َ السجود ت َعلَ هْي [اإلسراء ]62 :وأ هن إذ أمر َبلسجود ﴿َ َ ال أ ََرأَيحتَ َ َ ك َه َذا الهذي َكهرحم َ دليل على تكرمي هللا له على من أمرهس َبلسجود له. آلدم ﴾ - 3أن هللا خلقه بيده واملَلئكة مل خيلقهس بيده بل بكلمته. ض خلَ َ - 4وله تعاىل﴿ :إََين ج َ اعل َ َ دليل وفيها [البقرة]30 : ة ف ي َر اْل ِف ح َ ا َ ح ﴾ َ ﴾ على اْلليفة من وجهني:
أوهلا :أن اْلليفة يفضل على من هو خليفة عليه وَد كان ِف اْلرض مَلئكة.
االستخَلف فيهس من هللاَ تعاىل أن يكو َن واثنيها :أن املَلئكة ُ ح طلبت َ واْلليفةُ منهس فلوال أ هن اْلَلفة درجة عالية أعلى من درجاُتس ملا طلبوها وغبطوا
صاحبها. ()1
ِف املَلئكة املقربني ص (.)209
181
- 5تفضيل آدم عليهس َبلعلس حني سأهلس هللا عز وجل عن علس اْلمساء فلس ييبوه واعرتفوا أهنس ال يعلموهنا فأنبأهس آدم بذلك. َ - 6صة سجود املَلئكة كلهس آلدم ولعن املمتنع عن السجود وهذا يف وتكرمي له. تشر ﴾
تفضيل صاْلْي البشر على تفيد - 7اآلاثر الكْثرية املروية عن السلف اليت ُ َ َ ف أح ﴾د منهس ِف ذلك إّما ظهر اْلَلف املَلئكة من غري نك ٍري منهس لذلك ومل خيال ح بعد تشت َ ت اْلهواء ِبهلها وتفرَق اآلراء فقد كان ذلك كاملستقر عندهس. - 8أحاديث املباهاة فإن هللا يباهْي مَلئكته بعباده املؤمنني املتلبسني
َبلطاعة كمباهته ِبهل عرفة( ،)1وحنو ذلك. - 9ما أعده هللا لصاْلْي البشر يوم القيامة من خري عميس وفضل عييس ونعيس مقيس وَرة عني ال تنقطع وتلذذ َبلنير إىل وجهه الكرمي نسأل هللا أن يعلنا منهس(.)2 وهلذا كان أك ُْثر َ الناس على تفضيلهس -أي صاْلْي البشر على املَلئكة -
ْلن املَلئكة عبادُتس بريئة﴾ عن شوائب دواعْي النفس والشهوات البشرية فهْي صادرة﴾ عن غ َري معارضة وال مان ٍع وال عا ٍئق وهْي كالن َفس للحْي وأما عبادات النفوس وَم َع الشهو َ َ َ َ وخمالفة دواعْي الطبع فكانت ات منازعات البشر فمع
()1
اجملموع الْثمني ،البن عْثيمني (.)138/1
()2
ِف املَلئكة املقربني ص (.)209
182
أكمل(.)1 َ
وخَلصةُ القول ِف هذه املسألة أن يقال إ هن صاْلْي البشر أفضل من املَلئكة َبعتبار النهاية فإ هن هللا سبحانه وتعاىل َد أع هد هلس من الْثواب والنعيس ِف
دار الكرامة الشْيءَ الكْثري مما مل يذكره للمَلئكة اْلبرار عليهس السَلم وَد انقطع يبق هلس إال التمتع ّبا أنعس هللا به عليهس وعمل املَلئكة دائس ال ينقطع عملُهس ومل َ ولذلك يدخلون على املؤمنني ويسلمون عليهس.
أفضل ْلهنس جبلوا على طاعة هللا َبل بين وأما َبعتبار البداية فإ هن املَلئكةَ ُ َ آدم وأطاعوا هللا ومل يعصوه طرفةَ ع ٍ عبادات البش َر(.)2 ني وعباد ُُتس أكْثر َبجلملة من وطلب املفاضلة بني صاْلْي البشر اْلوض ِف هذه املسألة وبعد فإ هن ُ َ َ واملَلئكة من فضول العلس الذي ال يضطر اإلنسا ُن إىل فهمه والعلس به وهللا
املستعان(.)3
رابعاً حقوق املالئكة على بين آدم: - 1اإلميان هبم
يتس إميا ُن ٍ عبد إال اإلميان َبملَلئكة هو الركن الْثاين من أركان اإلميان ال ُّ
أوجب على بين إسرائيل اإلَرار القصد هو أ هن هللا عز وجل َد َبإلميان هبس و ُ َ بوجود املَلئكة وجعل هذا اإلَر َار دين ا يُ حسأَل عنه اإلنسا ُن يوم القيامة وكلما ازداد ()1
عامل املَلئكة اْلبرار ص (.)68
()2
مسلس رَس (.)564
()3
ِف املَلئكة املقربني ص .219
183
التصديق َبْلخبار الواردة عن هللا اإلنسان معرفةا ِبحواهلس ازداد إمياانا ْلنه يتضمن َ
ورسله (ﷺ) فيهس ولوال أمهيةُ معرفة أحواهلس وصفاُتس وأعماهلس ملا جعل هللا سبحانه وتعاىل اإلميا َن هبس الركن الْثاين من أركان اإلميان(.)1
- 2البعد عن الذنوب واملعاصي: أعيس ما يؤذي املَلئكة الذنوب واملعاصْي والكفر والشرك ولذا فإ هن أعيس ما يهدى للمَلئكة ويرضيهس أن ُخيحلَ كل ما يغضبه(.)2 ويتجن به ر ل دينه املرء ص ب ه َ َ َ ُ
- 3البعد عما تكرهه املالئكة
أحاديث أخرى أحاديث تنهى عن بعض ما يؤذي املَلئكة ودلت جاءت ُ ُ
البيوت اليت فيها ما تكرهه فمن هذه اْلمور اليت تدخل على أ هن املَلئكة ال َ ُ تكرهها املَلئكة واليت يب علينا االبتعاد عنها حّت ال يفوتنا اْلري َببتعاد املَلئكة عنا: أ -الصور والتماثيل ب -تربية الكَلب ِف البيوت ج -تعليق اجلرس على الدواب د -ترك االغتسال عن اجلنابة حّت يصبح ذلك عادة عند اإلنسان ه -التطيب َبْللوق وهو طيب مركب من زعفران وغريه وهو من اْلطياب ()1
فتح الباري على صحيح البخاري (.)512/2
()2
عامل املَلئكة اْلبرار ص (.)69
184
اْلاصة َبلنساء وَد تقد َ اْلحاديث اليت تنهى عن ذلك. مت ُ و -ومن ذلك أكل الْثوم أو البصل والكراث أو ما شاهبها من البقول ذات الرائحة الكريهة كما جاء ِف حديث جابر بن عبد هللا رضْي هللا عنه َال أكل َ رسول هللاَ (ﷺ) عن َ البصل والكراث فبلغتنا اْلاجةُ فأكلنا منها فقال: هنى ُ َ ََ َ َ مسجدان فإ هن املَلئكةَ تتأذهى مما يقرب هن َ أكل م حن هذه الشجرة املنتنة فَل َ « َم حن َ يتأذهى منه اإلنس»(.)1
البصاق عن اليم َ ني ِف الصَلة( ،)2وَد ز -ومما هنينا عنه من أجل املَلئكة ُ ميني املصلْي ملكا فألجل جاء ِف علة النهْي عن البصاق عن اليمني أ هن على َ إكرامه وعدم أذيته عن البصاق عن اليمني ِف أثناء الصَلة كما جاء ِف حديث أمامه أّب هريرة رضْي هللا عنه عن النب (ﷺ) َال« :إذا َ َام أح ُدكس فَل يبص حق َ َ َ ليبصق عن دام ِف مصَله وال عن ميينه فإ هن عن ميينه َملَك ا و ح فإّما يناجْي هللاَ ما َ يسا َره أو حتَت َدميه فيدفَحنها»(.)3
- 4حمبتهم وذكر فضائلهم:
مجيع املَلئكة فَل يفرق ِف ذلك بني ملك وملك وعلى املسلس أن ه َيب َ
ْلهنس مجيعا عباد هللا عاملني ِبمره َتركني لنهيه وهس ِف هذا وحدة واحدة ال
()1
ِف املَلئكة املقربني ص (.)210
()2
مسند أْحد ( )138/3إسناده صحيح.
()3
ِف املَلئكة املقربني ص (.)212
185
خيتلفون وال يفرتَون(.)1 فنحن حنبُّهس ْلهنس عبيد لل ال يعصون ما أمرهس ويفعلون ما يؤمرون. وحنبهس ْلعماهلس العييمة اليت يقومون هبا ِف السماوات واْلرض. هَ ين َحَي َملُو َن وحنبهس لدعائهس لنا عند هللا سبحانه وتعاىل كما َال تعاىل﴿ :الذ َ َ ََ َ َ ََ َ ََ َ ين َآمنُوا َربهنَا الح َعحر َ ش َوَم حن َح حولَهُ يُ َسب ُحو َن ِبَ حمد َرهب حس َويُ حؤمنُو َن به َويَ حستَ حغفُرو َن للهذ َ و َسعت ُك هل شْي ٍء ر حْحةا و َع حلما فَا حغ َفر لَله َذين ََتبوا واتهب عوا سبَيلَ َ اب َ ُ َ َُ َ َ َ حَ ك َوَ َه حس َع َذ َ ح َح َ َ َ ا َ َ َ ٍ صلَ َح َم حن آ ََبئَ َه حس ا حجلَحي َس َربهنَا َوأ حَدخ حل ُه حس َجنهات َع حدن الهَيت َو َع حد َُتُحس َوَم حن َ ات ومن تَ َق ال هسيَئ َ اْل َكيس وََ َهس ال هسيَئ َ وأ حَزو َاج َهس وذُ َرهَيُتََس إَ َ ه َ ات يز ز ع ل ا ت ن أ ك ن ح ح ح َ َ َ َ ُ َ َ َ َ ح َ َ حَ ح َ ُ ُ َ َ ٍ ك ُه َو الح َف حوُز الح َع َي ُيس [غافر.]9-7 : يَ حوَمئَذ فَ َق حد َرْححتَهُ َو َذل َ وَال تعاىل﴿ :هو اله َذي يصلَْي علَي ُكس وم ََلئَ َكتُه لَيخ َرج ُكس َمن اليُّلُم َ ات ُ َ َ ح ح ََ ُ ُ ح َ ح َ َ َُ إَ َىل النُّوَر وَكا َن ََبلحم حؤَمنَ َ يما [األحزاب.]43 : ُ َ ني َرح ا َ ات يَتَ َفطهحر َن َم حن فَ حوََ َه هن َوالح َم ََلئَ َكةُ يُ َسبَ ُحو َن وَال تعاىل﴿ :تَ َك ُ اد ال هس َم َاو ُ َِبم َد رهبََس ويست حغ َفرو َن لَ ض أََال إَ َ َ ه ور الهرَح ُيس [الشورى.]5 : ف غ ل ا و ه اّلِل ن َر اْل ِف ن م ح ح ه ُ َ ُ ح َ ح َ ح ََ حَ ُ َ ح ُ َ َ فهذه اْلدعيةُ العييمةُ من هؤالء املَلئكة اْلخيار ِف ذاك املكان الشريف
عند الرْحن الرحيس سبحانه وتعاىل وذلك مما يوجب علينا أن نكافئهس على فضلهس ودعائهس لنا ِببهس ودعاء هللا أن يزيهس عنا خري اجلزاء(.)2
َ يكاَّفء من دعاه إىل ٍ النب (ﷺ) َ َبلدعاء له أن تصلْي عليه طعام وَد كان َ َح
()1
تفسري القرطب (.)36/2
()2
البخاري رَس (.)6137
186
املَلئكةُ كما جاء ِف حديث أنس رضْي هللا عنه ِف ٍ َصة زَيرة النب (ﷺ) فلما أفطر عن َدكس طعامكس اْلبر ُار وصل ح أكل َ ت عليكس املَلئكةُ و َ فرغ َالَ « : الصائمون»(.)1 وكلما تدبر اإلنسان أعماهلس اليت يقومون هبا ازداد حبا هلس وتعييما ولو لوجب حبهس إلمياهنس فكيف وفيهس من اْلصال مل يكن هبس إال اإلميان َبلل َ َ العييمة و َ كل واحدةٍ منها حملبتهس وذكر فضلهس. اْلَلل الشريفة ما تكفْي ُّ َيب أولياء هللا ومنهس املَلئكة الكرام وأن اجب على املسلس أن ه فالو ُ يعتقد يعيمهس وأن يتدبر ما جاء ِف صفاُتس العييمة ِف الكتاب والسنة وأن َ فضلهس وأن يذكرهس ّبا هس أهله وأن يْثين عليهس ّبا أثَ هللا به عليهس ِف كتابه وعلى لسان رسوله (ﷺ) وأن يتشوق إىل لقائهس ِف دار كرامته(.)2
- 5عدم سبهم أو تنقصهم أو االستهزاء هبم: من حقوق املَلئكة عليهس السَلم علينا ذكرهس َبْلري دائما والبعد عن َ أي
ٍ كَلم فيه ُّ ضهس وعداوُتس ص هلس أو ٌّ شتس أو إظهار لعداوُتس فإن بُ حغ َ تنق ﴾ سب أو ﴾
كفر هبس والكفر هبس كفر َبلل عز وجل كما َال تعاىل َُ﴿ :حل َم حن َكا َن َع ُد اوا ﴾ اّلِلَ م َ َ َ ََ َ جلََ َربيل فََإنهه نَهزلَه علَى َ حلبَ َ َ ني ح َ ُ َُ ني يَ َديحه َوُه ادى َوبُ حشَرى ل حل ُم حؤمن َ صدَاا ل َما بَح َ ك إبََ حذن ه ُ َ ََ َ ََ ََ َ َ اّلِلَ َع ُد ٌّو يل َوَمي َك َ ال فََإ هن ه َم حن َكا َن َع ُد اوا هّلِل َوَم ََلئ َكته َوُر ُسله َوج حرب َ ()1
العقيدة اإلسَلمية ،د .أْحد جلْي ص (.)178
()2
ِف املَلئكة املقربني ص (.)229
187
لَحل َكافَ َ ين [البقرة .]98-97 :وهذا وعي ﴾د وذم ملعادي جربيل عليه السَلم وإعَل ﴾ن أ هن ر َ عداوةَ البعض تقتضْي عداوة هللا هلس(.)1 وال شك أن مَلئكة هللا سبحانه وتعاىل هس من أوليائه املقربني كما َال َ َ يح أَ حن يَ ُكو َن َعحب ادا َهّلِلَ َوَال الح َم ََلئَ َكةُ الح ُم َقهربُون تعاىل﴿ :لَ حن يَ حستَ حنك َ ف الح َمس ُ [النساء. ]172 : وعداوةُ أوليائه من أعيس الذنوب اليت توجب غضب هللا وعداوته كما جاء ِف حديث أّب هريرة رضْي هللا عنه َالَ :ال رسول هللا (ﷺ) «َال هللا تعاىل َم حن َ َبْلرب»(.)2 َ عادى ِل وليا فقد اذنتهُ ***
()1
ِف املَلئكة املقربني ص (.)230
()2
مسلس رَس (.)93
188
الفصل الثامن أثر اإلميان ابملالئكة يف حياة اإلنسان - 1تقوية الشعور لدى املسلم بعظمة هللا عز وجل - 2حتقيق اإلميان - 3معرفة الكثري من أسرار الكون واخللق مما يزيد اإلميان يف القلب - 4احلصول على األمن والطمأنينة - 5اإلميان ابملالئكة يعكس مركز اإلنسان الكبري يف الكون - 6اإلميان ابملالئكة يدفع اإلنسان إىل التشبه هبم يف العبادة - 7اإلميان ابملالئكة يدفع اإلنسان إىل االستحياء من هللا تعاىل - 8اإلميان ابملالئكة يولّد األنس ويبعد عنه اليأس - 9االنتباه إىل أن هذه احلياة الدنيا ال تدوم - 10عمل احلساب لآلخرة
189
الفصل الثامن
أثر اإلميان ابملالئكة يف حياة اإلنسان ِ أثر يف حياة املسلم يتمثّل فيما يلي: ابملالئكة لإلميان ٌ
- 1إن اإلميان ابملالئكة يقوي الشعور لدى املسلم بعظمة هللا عز وجل َ ييس فاملَلئكةُ كما اتضح من صفاُتس ووظائفهس ﴾ عييس ِف القدرة ع ﴾ خلق ﴾ الطاعة وهذه العيمةُ َ َ َ س عيمةَ الباري سبحانه فهو هللا تعك ِف عييس السرعة ِف ﴾ ُ
بديع السماوات واْلرض وال يعدو املَلئكة أن يكونوا جندا من الواحد اْلحد ُ
جنود لتنفيذ أمره وعبادةا له سبحانه(.)1
واملقصود أن العلس هبذه املخلوَات العييمة -وهْي مَلئكة الرْحن عليهس السَلم -والتدبر ِف صفاُتس اليت أخربان هللا هبا ِف القرآن وثبتت ِف السنة يعل القلب مضطرا إىل تعييس خالقه وهيبته وخوفه ورجائه فإ هن خالق هذه املخلوَات َ
وحده سبحانه وتعاىل وأن يُتقى ِبن يذكر شك العييمة وال ه ُّ بد َ يستحق أن يُ حع َ ()2 اّلِلَ َح هق َ حد َرهَ إَ هن ه ﴿ما َ َد ُروا ه فَل ينسى ويطاع فَل يعصى َ .ال تعاىلَ : اّلِلَ اّلِل ََمس َ صطََفْي َم َن الح َم ََلئَ َك َة ُر ُس اَل َوَم َن الن َ ي َع َز ﴾يز ه لََق َو ٌّ اّلِلُ يَ ح هاس إَ هن هَ ﴾ يع بَصري﴾ اّلِلَ ني أَيح َدي َهس وما َخ حل َف ُهس وإَ ور [الحج ]76-74 :وَال ُم اْل ع ج ر ت ىل ح ه َ ُ يَ حعلَ ُس َما بَح َ ح ََ حَُ ُ ُ ح َ ()1
ِف املَلئكة املقربني ص (.)232
()2
ِف املَلئكة املقربني ص (.)233
190
َ َ اّلِل ح هق َ حد َرهَ و حاْلَرض ََ ات مج ايعا َ حب َ ضتُهُ يَ حوَم الحقيَ َامة َوال هس َم َاو ُ َ ح ُ ﴿وَما َ َد ُروا هَ َ تعاىلَ : اىل َع هما يُ حش َرُكو َن [الزمر.]67 : ت بَيَ َمينَ َه ُسحب َحانَهُ َوتَ َع َ َمطح َوهَي ﴾ َ املَلئكة مع هللا عز وجل على وجوب إفر َاد هللا وَد احتج العلماءُ ِبحو َال َ ع َع حن َُلُوهبََ حس َالُوا َما َذا ﴿ح هّت إَ َذا فُ َز َ سبحانه وتعاىل َبلعبادة وتعييمه َال تعاىلَ : اْلَ هق َوُه َو الح َعلَ ُّْي الح َكبَريُ [سبأ.]23 : ال َربُّ ُك حس َالُوا ح ََ َ َ حال ني َ وهذه اآلية َيل :إهنا تَ حقطَ ُع َ عروق َش حج َر الشحرك وهذه اآلية تبَ ُ َ املَلئكة الذين هس أَوى وأعيس من عُبَ َد من دون هللا فإذا كان هذا حا ُهلس مع هللا تعاىل وهيبتهس منه وخشيتهس له فكيف يدعوهس أح ﴾د من دون هللا وإذا كانوا ال يُ حد َع حو َن مع هللا ال استقَلالا وال واسطةا فغريُهس ممن ال يقدر على شْيء من اْلموات
الرد على املشركني مجيعا الذين يدعون واْلصنام أوىل أن ال يدعى وال يعبد ففيه ُّ
مع هللا َم حن ال يداين املَلئكة وال يساويهس ِف صفة من صفاُتس(.)1 - 2حتقيق اإلميان:
ول َّبا أُنح َزَل إَلَي َه َمن ربََه والحمؤَمنو َن ُكلٌّ آمن ََب هّلِلَ ح ح َ َ ُح ُ ﴿آم َن الهر ُس ُ َ َال تعاىلَ : ََ َ وم ََلئَ َكتَ َه وُكتبَ َه ورسلَ َه َال نُ َف َر ُق بني أ ٍ ك َحد َم حن ُر ُسل َه َوَالُوا ََمس حعنَا َوأَطَ حعنَا غُ حفَرانَ َ َح َ َ ََ َ ُ َُ ُ ك الحم َ َ صريُ [البقرة.]285 : َربهنَا َوإلَحي َ َ وَال رسول هللا (ﷺ)« :اإلميا ُن أن تؤمن َبللَ َ ومَلئكته وكتبه ورسله واليوم َ ()1
ِف إحياء علوم الدين (.)236/1
191
االخر وتؤمن َبلقدر خريه وشره»(.)1 َ فمن آ َ من َبملَلئكة فقد حقق ركنا واجبا من أركان اإلميان ويلزمه أن أييتَ ببقية اْلركان والكفر هبس وال شك كفر َبللَ َ ب زو َال بقية اْلركان كما َال يوج ُ َ َ ََ َ ََ َ َ ض ََلاال ض هل َ ﴿وَم حن يَ حك ُفحر ََب هّلِل َوَم ََلئ َكته َوُكتُبَه َوُر ُسله َوالحيَ حوم حاآلخ َر فَ َق حد َ تعاىلَ : يدا [النساء.]136 : بَعَ ا - 3معرفة الكثري من أسرار الكون واخللق مما يزيد اإلميان يف قلب املؤمن: ف اإلنسان على كْث ٍري من أسرار الكون إذا تدبر اآلَيت اليت ذكر هللا يتعر ُ فيها املَلئكة وما وكلوا به من أعمال فينشرح صدره ويزداد إميانه فإذا رأى السحاب عرف أن له مَلئكة تسوَه وهذه اجلبال هلا مَلئكة تتوالها كذلك َ فيحب والنطفة ِف الرحس وامليت ِف َربه ستأتيه مَلئكة ويوم القيامة سريى املَلئكة ُّ اّلِلَ أَنح َزَل َم َن ال هس َم َاء املَلئكة ويزداد لل خشية وتعييما(َ ،)2ال تعاىل﴿ :أََملح تََر أَ هن ه َ ماء فَأَخرجنَا بََه َمثَر ٍ ات خمُحتَلَ افا أَلحوا ُهنَا وَمن حَ ف أَلح َوا ُهنَا يض َو ُْحح﴾ر خمُحتَل ﴾ اجلبَ َال ُج َد ﴾د بَ ﴾ َ ا حَ ح َ َ َ َ َ َ َ هاس والدهو َ َ ك إَهّمَا َخيح َشى ف أَلح َوانُهُ َك َذل َ اب َو حاْلَنح َع َام خمُحتَل ﴾ يب ُس ﴾ ود َوم َن الن َ َ َ َو َغَراب ُ ور [فاطر.]28-27 : اّلِلَ َم حن َعبَ َادهَ الحعُلَ َماءُ إَ هن ه ه اّلِلَ َع َز ﴾يز َغ ُف ﴾
()1
املصدر نفسه (.)269/1
()2
العقيدة اإلسَلمية ،د .جلْي ص (.)179
192
- 4احلصول على األمن والطمأنينة فاْلمن ِف الدنيا والطمأنينةُ واْلياةُ الطيبة ِف الدنيا واآلخرة متوَفة﴾ على ُ هَ ين َآمنُوا حتقيق اإلميان ومن ذلك اإلميان َبملَلئكة عليهس السَلم َال تعاىل﴿ :الذ َ ك َهلُُس حاْل حَم ُن َوُه حس ُم حهتَ ُدو َن [األنعام .]82 :وَال تعاىل: َوَملح يَحلبَ ُسوا إَميَ َاهنُحس بَيُحل ٍس أُولَئَ َ ال اهبَطَا َمحن ها ََ ض ُك حس لَبَ حع ٍ ض َع ُد ٌّو فَإَ هما َأيحتَيَ نه ُك حس َم َين ُه ادى فَ َم َن اتهبَ َع مج ايعا بَ حع ُ ﴿َ َ ح َ َ َ ضحن اكا ض َع حن ذ حك َري فََإ هن لَهُ َمعَ َ يشةا َ اي فَ ََل يَض ُّل َوَال يَ حش َقى َوَم حن أ حَعَر َ ُه َد َ ب َمل ح َشرتََين أ حَعمى وَ حد ُكحنت ب َ وَححن ُشرهُ ي وم الح َقيام َة أ حَعمى َ َ َ ص اريا ُ َ َ َ ال َر َ َ ح َ ُ َح َ َ َ َ َ ال َك َذلَ ك الحيَ حوَم تُحن َسى [طه.]126-123 : ك ت َت أ ك ََ َ ح آَيتُنَا فَنَ َسيتَ َها َوَك َذل َ َ َ َ
وهناك أمن اخر وطمأنينة حسية ِف الدنيا حتصل ملن حقق اإلميان َبملَلئك ة
وذلك أن اإلنس ا َن إذا عرف أن هللا تعاىل َ د وكل ب ه مَلئك ةا َيفيونه من أمر نفسه وسكن َلبه وعلس أ هن ما أصابه هللا وِبمر هللا وَيفيونه من أعدائ ه أطمأنت ُ
ذكر هللا ببعض اْلذك ا َر مل يكن ليخطئه وما أخطأه مل يكن ليصيبه وعلس أنه إ حن َ املشروعة كآية الكرسْي وَ ل هو هللا أحد واملعوذتني وحنو ذلك أرسل هللا تعاىل
مَلئكةا َيفيون ه من أعدائ ه فَل يضره جين وال دواب وال سحر إذا عرف ذلك ابتعد عما ال ينفعه من الذهاب إىل الكهان كن إىل هللاَ تعاىل وتوكل عليه و َ رَ ال َم َن ﴿وأَنههُ َكا َن َر َج ﴾ والسحرة وحنوهس ْلهنس ال يزيدونه إال خوف اكم ا َ ال ت ع اىلَ : س ي عوذُو َن بَ َرج ٍال َمن حَ حَ وه حس َرَه اقا [الجن.]6 : اجل َن فَ َز ُاد ُ اإلنح َ َ ُ َ َ أرض أو ٍ هت ِف ب ٍر أو ِب ٍر و ٍ مساء و ٍ ليل أو هنا ٍر فإن كنت وأينما توج َ وأينما َ
193
معك مَلئكة ال يفارَونك أبدا فاحرص على اْلذكار املشروعة حّت حتصل على اْلمن والطمأنينة ولذلك أرسل هللا املَلئكة إىل النب (ﷺ) وأصحابه ِف الغزو لتْثبيتهس كما َال سبحانه﴿ :إَ حذ تَستَغَيْثُو َن ربه ُكس فَاستَجاب لَ ُكس أََين ُممَ ُّد ُكس َِبَلح ٍ ف ح َ ح ح َ َ ح ح َ َ ََ َ اّلِلُ إَهال بُ حشَرى َولَتَطح َمئَ هن بََه َُلُوبُ ُك حس َوَما ني َوَما َج َعلَهُ ه م َن الح َم ََلئ َكة ُمحردف َ َ َ َ اّلِلَ إَ هن ه هصُر إَهال َم حن عَحن َد ه الن ح اس أ ََمنَةا محنهُ اّلِلَ َع َز ﴾يز َحك ﴾يس إَ حذ يُغَشي ُك ُس الن َ ُّع َ وي نَ َزُل علَي ُكس َمن ال هسم َاء ماء لَيطَ َهرُكس بََه وي حذ َهب عحن ُكس َرجز الشهيطَ َ ط ان َولََحريبَ َ َُ َ ح ح َ َ َ ا ُ َ ح َُ َ َ ح ح َ ح علَى َُلُوبَ ُكس وي ْثَبَت بََه حاْلََح َدام إَ حذ ي َ ك إَ َىل الح َم ََلئَ َك َة أََين َم َع ُك حس فَْثَبَتُوا وحْي َربُّ َ َ ح َُ َ َ ُ وب اله َ َعنَ َ اله َذين آمنُوا سأُلح َقْي َِف َُلُ َ اض َربُوا ع الر ا و ر ف ك ين ذ َ ُّ َ اق َو ح ب فَ ح اض َربُوا فَ حو َق حاْل ح ح َ َ َ َ َ ُ َمحن هس ُك هل ب نَ ٍ ان [األنفال.)1( ]12-9 : ُح َ - 5اإلميان ابملالئكة يعكس مركز اإلنسان الكبري يف الكون: فاملَلئكة الذين هس ُّ أشد منا َواة وأَوى سريرة َد أُمروا َبلسجود آلدم عليه وس َخروا لتدبري أمور حياتنا ِف الدنيا والقيام بشؤوننا ِف االخرة وِف هذا السَلم ُ تنبيه﴾ لإلنسان الذي جعله هللا خليفةا ِف اْلرض أن يعرف َيمته وَدره وأن يتصرف
بناء على ذلك فيسلك الصراط املستقيس ويتجنب طريق الغواية والضَلل. قال الشاعر:
فارِبح َ بنفس ك أ حن ترعى مع اهلََم َل
فطنت له َد رش حوك ْلم ٍر لو َ ( )1ركائز اإلميان ،حممد َطب ص (.)188
194
- 6اإلميان ابملالئكة يدفع اإلنسان إىل التشبه هبم يف اإلقدام على الطاعات واالبتعاد عن املعاصي: فحينما يعلس اإلنسان أن املَلئكةَ يسبحون الليل والنهار ال يفرتون وهس ال يعصون هللا ما أمرهس ويفعلون ما يؤمرون َيمله ذلك التشبه هبس والسري على هنجهس فتقوى بذلك روحه املعنوية ويتدر ُج ِف مدارج الكمال وَد نبه اإلمام الغزاِل إىل هذا املعَ ِف بيانه ْلسرا َر العبادات ففْي بيانه ْلسرا َر الصوم َال إن املقصود به االَتداء َبملَلئكة ِف َ الكف عن الشهوات ِبسب اإلمكان فإهنس َ التحق َمع اإلنسان الشهوات ارتفع إىل أعلى عليني و َ منزهون عن الشهوات وكلما َ ِبُفق املَلئكة واملَلئكة مقربون من هللا عز وجل والذي يقتدي هبس ويتشبه
ب( ،)1وِف ِبخَلَهس يَ حقُر ُ ب من هللا عز وجل كقرهبس فإ هن الشبيه من الشبيه َري ُ بيانه ْلسرار اْلج يقول واعلس أنك َبلطو َ اف متشبَه﴾ َبملَلئكة اْلافني حول العرش َ الطائفني حوله(.)2
- 7إن اإلميان ابملالئكة يدفع اإلنسان إىل االستحياء من هللا تعاىل والبعد عن معصيته يف السر والعلن: فإذا امن اإلنسا ُن ِبن املَلئكة تغشاه ِف جمالسه وتتوىل كتابة أعماله وأهنس يستسهل اإلَدام على املعصية يتعقبونه ِف صحوه وغفلته وِف سفره وحضره فلن َ ()1
إحياء علوم الدين (.)236/1
()2
املصدر نفسه (.)269/1
195
أو اَرتاف اْلطيئة. - 8إن اإلميان ابملالئكة يولد لدى املرء اإلنس ويبعد عنه اليأس: املؤمن َبلضيق أو يتعرض لألذى أو يقابَ ُل َبلعداء فحينما يصاب ُ الرفيق الذي يواسيه ويصربه والسخرية من أعداء دينه يد من املَلئكة اْلنيس و َ َ ويشجعه على مواصلة السري والْثبات على اْلق فيقدم َم حن مثَه على مواجهة اْلعداء
إذ يعلس أ هن هللا تعاىل معه يؤيده جبنود من عنده يكونون عوانا له وانصرا(.)1 - 9االنتباه إىل أ ّن هذه احلياة الدنيا فانية ال تدوم:
حني يتذكر اإلنسان ملك املوت املأمور بقبض اْلرواح حني يتوفاها ومن َمث فَل تستحق هذه اْلياةُ الدنيا أن ينشغل هبا اإلنسان عن االخرة ويكفيه منها املتاع الطيب اْلَلل الذي أَبحه هللا.
- 10عمل احلساب لألخرة: ترحيب املَلئكة َبملؤمنني ِف اجلنة وتعذيبهس للكفار حني يتذكر اإلنسان َ
ِف النار فيجب أن يكون ممن أنعس هللا عليهس جبنته ورضوانه ووَاهس عذاب السموم(.)2
()1
العقيدة اإلسَلمية ،د .جلْي ص (.)179
()2
ركائز اإلميان ،حممد َطب ص (.)188
196
اخلـامتـة ٍ حديث ِف سلسلة أركان اإلميان عن (اإلميان فهذا ما يسره هللا ِل من َبملَلئكة) وَد مسيت هذا الكتاب «اإلميان َبملَلئكة» فما كان فيه من صو ٍ اب حمض َ علْي فله اْلمد واملنهة وما كان فيه من خطأ فأستغفر هللا فضل هللا ه فهو ُ كنت حريصا أال أَع تعاىل وأتوب إليه وهللا ورسوله (ﷺ) بريئان منه وحسب أين ُ ُحرم من اْلجر. ِف اْلطأ وعسى أال أ َ
وأدعو هللا أن ينفع هبذا الكتاب بين اإلنسان وأن يذكرين من يقرؤه من إخواين املسلمني ِف دعائه فإن دعوة اْلخ ْلخيه بيهر الغيب مستجابة إن شاء هللا تعاىل وأختس هذا الكتاب بقول هللا تعاىل﴿ :ربهنا ا حغ َفر لَنا وََإلخوانَنا اله َ ين ذ َ َ ح َ َ حَ َ َ َ ََ سب ُق َ َ َ َ َ وف َرَح ﴾يس ك َرءُ ﴾ ين َآمنُوا َربهنَا إَنه َ ََ وان َبحإلميَان َوَال َحجت َع حل ِف َُلُوبَنَا غ اَل للهذ َ [الحشر.]10 :
وبقول الشاعر: ُك حن ف اع َلا ل ل خ ٍري َ واالا ل ه َ َمن َ ملهوف وش حب َع َة جائ ٍع غوث ح َ اْلري ال ُتنُ حن ب َه ف إذا َعمل َ ت َ اش ُكر على الن َ هعماء واص حَرب للبَلء ح ح َ َ َ ََ اس تَعَ حن ب وبَ ه ح َبلل ث حق ولَ هُ أَن ح وإذا عص يت فَت َ ك ُم حس َرعا ب لَربَ َ َ َح َ ُح
197
َ ف ُ َ الفع َل م حق ََرت َ انن القول مْثح ُل ح ُ َين وفَ حدي َة ع َ وَد َاث َر ع ر ٍ ان ُ َ َ ال خ ري ِف م تَ م د ٍح م نه َ ان َ َ حَ ُ َ كَلمه ا خلُق ان ممَح ُدوح َ ان فَ ُ ُ حَ ف إذا فَع حل ت ف أن ت خري مع َ ان َ َ َ َ حُ ُ َ ح َذر املم َ ات وال تَ ُق حل َملَ ََي َن َ َ
الع حس ُر فَ حر﴾د بَ حع َد يُ حس َر َان ف َ
فاص َ حرب هلا وإذا ابتُ َ ليت بَعُ حس َرةٍ ح وبقول الشاعر: َ َ َ َ هما د حن َبلش ريعة والكتاب كلَحي َ الكتاب كَلمها وكذا الش ريعةُ و ُ ولك َل عب ٍد ح افي َ ان لك َل م ا ب َ أ َُمرا بَ َكحت َ كَلم َه وفَع الَ َه َ
فكَلمه ا لل ديَن َو َاس طَت ان ُ جب م ي َع م ا َتت ي َه ُحم تَ َف ظ ي ق ع اجل زاء ع ل ي ه خم ل وَ َ ان ُ ُ () 1 َ َو ُمهَ ا ْلم َر هللا م ؤُت ران
َ أتوب إليك أنت سبحانك الله هس وِبمدك ُ أشهد أن ال إله إال َ أستغفرَك و ُ ُ ***
198
فهرس املوضوعات املقدمة 2 ....................................................... الفصل األول 12 ............................................... تعريف املَلئكة وحقيقتهس ومادة خلقهس12 ......................... أوالا تعريف املَلئكة لغة وشرعا 12 ............................... اثنيا حقيقة املَلئكة كما وردت ِف الكتاب والسنة15 .............. اثلْثا منزلةُ اإلميان َبملَلئكة 15 ................................... رابعا خلقهس19 ................................................. خامسا هل كان إبليس من املَلئكة؟20 ........................... الفصل الثاين 26 ............................................... صفات املَلئكة اْللقية واْلُلقية 26 ................................ ُ
أوالا صفاُتس اْلَلقية 26 ......................................... 1عيس خلقهس وضخامة أجسامهس وَوُتس 26 ................................... 2أجنحة املَلئكة 29 ........................................................ 3عيس سرعتهس 29 .......................................................... 4عدم حاجة املَلئكة لألكل والشرب 30 ......................................
199
5ال يوصفون َبلذكورة واْلنوثة 30 ............................................. 6كَلم املَلئكة 32 .......................................................... 7مجال املَلئكة 34 .......................................................... 8للمَلئكة َدرات خارَة 34 ................................................. 9ال ميلون وال يتعبون 35 ..................................................... َ 10درة املَلئكة على التمْثل والتشكل 35 .....................................
اثني ا صفاُتس اْلُلُقية 41 .......................................... 1كرام بررة 41 ............................................................... 2الرب 41 ................................................................... استغفارهس لنا 42 ................................................... أ دعاؤهس و ُ ب ومن إحساهنس لنا شفاعتهس ْلهل التوحيد يوم القيامة 43 .......................
3التواضع وعدم التكرب 43 .................................................... 4اْلياء 44 ................................................................. 5النيام 44 ................................................................. َ 6يبون ويبغضون 45 ........................................................ ابن آدم 46 ........................................ 7إهنس يتأذون مما يتأذى منه ُ 8إهنس ال يعلمون الغيب 46 ................................................... 9إهنس عباد هللا دائمو الطاعة و َ اْلوف منه 46 ...................................
الفصل الثالث 49 ..............................................
200
عدد املَلئكة وأمساؤهس وهل ميوتون؟ 49 ............................ أوالا عدد املَلئكة 49 ............................................ اثنيا أمساء املَلئكة 50 ........................................... 1اْلمساء العامة 50 .......................................................... أ اْلشهاد 50 ................................................................ ب املأل اْلعلى 51 ........................................................... ج اجلنود 51 ................................................................. د السفرة 52 ................................................................. ه -الرسل 53 ................................................................ 2اْلمساء اْلاصة 53 ......................................................... أ جربيل 53 .................................................................. ب ميكائيل 57 .............................................................. ج إسرافيل 57 ............................................................... مالك خاز ُن النار 59 ....................................................... 3 ﴾ 4ملك املوت 59 ............................................................ 5منكر ونكري 60 ........................................................... 6هاروت وماروت 60 ........................................................ 7اْلمساء املنسوبة للمَلئكة ومل تصح تسمية املَلئكة هبا 61 ...................... أ عزرائيل 61 ................................................................. ب رَيب وعتيد 61 ...........................................................
201
اثلْثا رؤية املَلئكة 62 ........................................... رابع ا موت املَلئكة67 ........................................... الفصل الرابع 70 ............................................... عبادة املَلئكة 70 ............................................... ُتهيد 70 ....................................................... ومن بعض هذه العبادات 71 ..................................... أوالا إمياهنس َبلل عز وجل وشهادُتس َبلتوحيد 71 ................................... اثنيا تسبيح املَلئكة لل تعاىل 72 ................................................ تسبيحهس على الدوام بَل انقطاع 72 ......................................... 1 ُ 2تسبيح ْحلة العرش واْلافني من حوله من املَلئكة 74 .......................... ُ 3تدح املَلئكة بتسبيحهس لل تعاىل76 ......................................... 4تسبيح املَلئكة لكَلم هللا تعاىل وَضائه 77 ................................... 5افتتاح املَلئكة ِف كَلمها مع هللا َبلتسبيح 79 ................................. 6حال املَلئكة ِف تسبيحهس لل تعاىل 81 ...................................... اثلْثا دعاء املَلئكة للمؤمنني 83 ................................................. 1دعاؤهس لطالب العلس ومعلمه 83 ............................................ 2الدعاء ملنتير الصَلة وملن جلس ِف املسجد بعد الصَلة 84 .................... 3دعاؤهس للذين ي َ الصفوف ويسدون ال ُفَر َج 84 ............................ صلُ حو َن َ َ
202
4دعاؤهس ْلهل الصفوف املتقدمة ِف الصَلة 84 ................................ 5دعاؤهس للمنفق مالَه ِف سبيل هللا 85 ......................................... 6دعاؤهس ملن صلى على النب (ﷺ) 85 ....................................... 7دعاؤهس للمتسحرين 85 .................................................... 8دعاؤهس للصائس إذا أكل عنده املفطرون 85 ................................... َ 9تمينهس على َ حضر عند املريض أو امليت 85 ......................... ن م دعاء ُ ح َ َ َ 10تمينُهس على دعاء َم حن يدعو ْلخيه املسلس 86 ............................... 11دعاؤهس َبلسَلم على جنبيت الصراط 86 .................................... أعمال ٍ َ املَلئكة على الكفار وعلى أَوٍام بسبب ٍ سيئة 86 .................. رابعا دعاءُ 1دعاؤهس على املح َد َ ث ِف املدينة 88 .......................................... ُح ب أصحاب النب (ﷺ) 89 ..................................... 2لعنهس من َس ه َبلسَلح على مسل ٍس 89 ...................................... أشار َ 3لعنُهس من َ غري مواليه 89 ........................... 4لعنهس من انتسب إىل غري أبيه أو توىل َ َ 5لعنهس َم حن حال بني وِل املقتول وبني القاتل أو الدية 89 ........................ اش زوجها 90 ........................................ ُتجر فر َ 6لعنُهس املرأ َة اليت ُ َ النائحة 90 ............................................... 7تركهس الصَل َة على َ املَلئكة للمؤمنني 90 ............................................... خامسا والءُ أهل الكبائ َر واملعاصْي وبغضهس َ َ املَلئكة من َ ْلئمة الكفر 91 ............ سادس ا براءةُ ُ
سابعا املَلئكة يقومون َبمتهان الكفار بضرب وجوههس وأدَبرهس عند موُتس 93 ...... اثمنا املَلئكة يتحدثون إىل عصاة املسلمني وإىل الكفار 93 ........................
203
َتسعا خوفهس من هللا له وخشيتهس له 93 ........................................ عاشرا حضورهس جمالس الذكر وخطبة يوم اجلمعة 94 .............................. يقول املأموم 95 .............. حادي عشر حضورهس الصلوات ِف املساجد وَوُهلس ما ُ اثين عشر صَلة املَلئكة 96 .................................................... 1القيام واالصطفاف 96 ..................................................... 2الركوع والسجود 97 ........................................................ اثلث عشر سَلم املَلئكة 97 ...................................................
الفصل اخلامس 100............................................ أعمال املَلئكة 100 ............................................. أوالا أعمال املَلئكة املتعلقة ببين آدم 100 ......................... 1نفخ اْلرواح ِف اْلجنة وكتابةُ مستقبل تلك اْلجنة 100 ....................... 2مراَبتهس اإلنسان وكتابة أعماله وإحصاؤهس عليه 101 .......................... أ ماذا تكتب املَلئكة؟ 104 ................................................... كلب وال صورة﴾ وحنوها 108 ........................ ب املَلئكةُ ال تدخل بيتا فيه ﴾ ُ 3حفظ بين آدم 109 ........................................................
أ آية الكرسْي 111 ........................................................... ب َراءة أواخر سورة البقرة 111 ............................................... ج َراءة َل هو هللا أحد واملعوذتني ثَلث مرات 112 ............................. د َول (ال إله إال هللا وحده ال شريك له) 112 ..................................
204
4مَلزمته ودعوته للخري 112 ................................................. 5السفارة بني هللا وبني عباده من بين آدم 115 ................................. اْلدلة من الكتاب العزيز 117 .................................................. 6تْثبيت املؤمنني وَتاهلس معهس 124 ............................................ أ ِف غزوة بدر 125 .......................................................... أحد 129 ........................................................ ب ِف غزوة ُ ج ِف غزوة اْلندق 130 ...................................................... د ِف غزوة حنني 133 ........................................................ َ 7بض اْلرواح عند املوت135 ............................................... أ كيفية نزع الروح 135 ........................................................ ب خروج روح املؤمن واحتضاره137 ........................................... ج خروج روح الكافر واحتضاره 140 ........................................... د مَلئكة الرْحة ومَلئكة العذاب 142 ......................................... 8سؤاهلس امليت ِف َربه مث تنعيمه أو تعذيبه بعد إعادة الروح إىل اجلسد 143 ........ ومن اآلَيت القرآنية الدالة على عذاب القرب 143 ................................. 9نفخهس ِف الصور 146 ..................................................... َ 10يامهس برعاية أهل اجلنة ونعيمهس 148 ..................................... 11خزنة النار 149 .........................................................
اثنيا أعمال املَلئكة املتعلقة َبلكون 151 .......................... ومن أعمال املَلئكة ِف الكون 153 .............................................
205
ْ 1حلة العرش 153 .......................................................... 2املوكلون َبلسحاب واملطر154 .............................................. 3ملك اجلبال 156 .......................................................... 4املَلئكة اْلافون ّبكة واملدينة 157 .......................................... 5املَلئكة املوكلون َبلشام 158 ...............................................
ٍ ِبعمال أُخرى وبعض الفوائد 159 ..................... َيامهس اثلْثا ُ 1إهَلك اْلمس املكذبة 160 .................................................. 2تبليغ النب (ﷺ) صَلة أمته وسَلمها عليه 162 .............................. التابوت لبين إسرائيل 163 ............................................ ْ 3حلُهس َ 4نزول عيسى عليه السَلم بصحبة ملكني 164 ................................ َ َ الشهيد 165 ........................................... املَلئكة على 5تيليل 6شفاعتهس ْلهل اإلميان 165 ................................................ 7نزوهلس عند تَلوة القرآن165 ................................................ 8حضورهس جمالس الذكر 166 ................................................. 9شهود املَلئكة جلنازة الصاْلني 166 ......................................... 10أمساء املَلئكة وحكس التسمْي هبا 167 ..................................... 11عداوة اليهود لبعض املَلئكة 167 .........................................
الفصل السادس 169........................................... من مكايد الشيطان ِف مسائل اإلميان َبملَلئكة 170 .................
206
أوالا إنكار وجودهس 170 ......................................... اثني ا عبادُتس وتقديسهس172 ...................................... الفصل السابع 175............................................. املفاضلة بني املَلئكة والبشر 176 .................................. أوالا املفاضلة بني املَلئكة 176 .................................... اثنيا جربيل أفضل املَلئكة وأهس صفاته177 ........................ الصفة اْلوىل 178 ............................................................ الوصف الْثاين178 ............................................................ الوصف الْثالث 179 .......................................................... الوصف الرابع180 ............................................................ الوصف اْلامس 180 ......................................................... الوصف السادس 180 .........................................................
اثلْث ا املفاضلة بني املَلئكة وصاْلْي البشر 181 ...................... رابعا حقوق املَلئكة على بين آدم 183 ............................ 1اإلميان هبس 183 ........................................................... 2البعد عن الذنوب واملعاصْي 184 ............................................ 3البعد عما تكرهه املَلئكة 184 .............................................. 4حمبتهس وذكر فضائلهس 185 .................................................
207
5عدم سبهس أو تنقصهس أو االستهزاء هبس 187 .................................
الفصل الثامن189.............................................. أثر اإلميان َبملَلئكة ِف حياة اإلنسان 190 .......................... َ أثر ِف حياة املسلس يتمْثل فيما يلْي190 ............. لإلميان َبملَلئكة ﴾ 1إن اإلميان َبملَلئكة يقوي الشعور لدى املسلس بعيمة هللا عز وجل 190 ......... 2حتقيق اإلميان 191 ......................................................... 3معرفة الكْثري من أسرار الكون واْللق مما يزيد اإلميان ِف َلب املؤمن 192 ........ 4اْلصول على اْلمن والطمأنينة 193 ......................................... 5اإلميان َبملَلئكة يعكس مركز اإلنسان الكبري ِف الكون 194 .................... 6اإلميان َبملَلئكة يدفع اإلنسان إىل التشبه هبس ِف اإلَدام على الطاعات 195 ..... 7اإلميان َبملَلئكة يدفع اإلنسان إىل االستحياء من هللا تعاىل 195 ................ 8اإلميان َبملَلئكة يولد لدى املرء اإلنس ويبعد عنه اليأس 196 ................... 9االنتباه إىل أن هذه اْلياة الدنيا فانية ال تدوم 196 ............................ 10عمل اْلساب لألخرة 196 ...............................................
اخلـامتـة 197.................................................... فهرس املوضوعات 199.........................................
208
كتب صدرت للمؤلف 1السرية النبوية عرض وَائع وحتليل أحداث 2سرية اْلليفة اْلول أبو بكر الصديق رضْي هللا عنه شخصيته وعصره 3سرية أمري املؤمنني عمر بن اْلطاب رضْي هللا عنه شخصيته وعصره 4سرية أمري املؤمنني عْثمان بن عفان رضْي هللا عنه شخصيته وعصره 5سرية أمري املؤمنني علْي بن أّب طالب رضْي هللا عنه شخصيته وعصره 6سرية أمري املؤمنني اْلسن بن علْي بن أّب طالب شخصيته وعصره 7الدولة العْثمانية عوامل النهوض والسقوط 8فقه النصر والتمكني ِف القرآن الكرمي َ 9تريخ اْلركة السنوسية ِف إفريقيا َ 10تريخ دوليت املرابطني واملوحدين ِف الشمال اإلفريقْي 11عقيدة املسلمني ِف صفات رب العاملني 12الوسطية ِف القرآن الكرمي 13الدولة اْلموية عوامل االزدهار وتداعيات االهنيار 14معاوية بن أّب سفيان شخصيته وعصره 15عمر بن عبد العزيز شخصيته وعصره 16خَلفة عبد هللا بن الزبري
209
17عصر الدولة الزنكية 18عماد الدين زنكْي 19نور الدين حممود 20دولة السَلجقة 21اإلمام الغزاِل وجهوده ِف اإلصَلح والتجديد 22الشيخ عبد القادر اجليَلين 23الشيخ عمر املختار 24عبد امللك بن مروان بنوه 25فكر اْلوارج والشيعة ِف ميزان أهل السنة واجلماعة 26حقيقة اْلَلف بني الصحابة 27وسطية القرآن ِف العقائد 28فتنة مقتل عْثمان 29السلطان عبد اْلميد الْثاين 30دولة املرابطني 31دولة املوحدين 32عصر الدولتني اْلموية والعباسية وظهور فكر اْلوارج 33الدولة الفاطمية 34حركة الفتح اإلسَلمْي ِف الشمال اإلفريقْي
210
35صَلح الدين اْليوّب وجهوده ِف القضاء على الدولة الفاطمية وحترير بيت املقدس 36اسرتاتيجية شاملة ملناصرة الرسول (ﷺ) دروس مستفادة من اْلروب الصليبية 37الشيخ عز الدين بن عبد السَلم سلطان العلماء 38اْلمَلت الصليبية (الرابعة واْلامسة والسادسة والسابعة) واْليوبيون بعد صَلح الدين 39املشروع املغوِل عوامل االنتشار وتداعيات االنكسار 40سيف الدين َطز ومعركة عني جالوت ِف عهد املماليك 41اإلميان َبلل جل جَلله ()1 42اإلميان َبليوم االخر ()5 43الشورى ِف اإلسَلم 44السلطان حممد الفاتح 45اإلميان َبلقدر ()6 46اإلميان َبملَلئكة ()2 47اإلميان َبلقرآن الكرمي والكتب السماوية ()3
211
مفكر ومؤرخ وفقيه ولد ِف مدينة بنغازي بليبيا عام 1383ه 1963 /م انل درجة اإلجازة العاملية (الليسانس) من كلية الدعوة وأصول الدين من جامعةاملدينة املنورة عام 1993م ،وَبلرتتيب اْلول. حصل على درجة املاجستري من كلية أصول الدين ِف جامعة أم درمان اإلسَلميةعام 1996م. انل درجة الدكتوراه ِف الدراسات اإلسَلمية ِبطروحته فقه التمكني ِف القرآن الكرميمن جامعة أم درمان اإلسَلمية َبلسودان عام 1999م. اشتهر ّبؤلفاته واهتماماته ِف علوم القرآن الكرمي والفقه والتاريخ والفكر اإلسَلمْي. زادت مؤلفات الدكتور الصاليب عن ستني مؤل ًفا أبرزها: السرية النبوية عرض وَائع وحتليل أحداث سري اْللفاء الراشدين الدولة اْلديْثة املسلمة وسطية القرآن الكرمي ِف العقائد. صفحات مشرَة من التاريخ اإلسَلمْي. َ تريخ كفاح الشعب اجلزائري العدالة واملصاْلة الوطنية وآخر مؤلفاته "اإلَبضية .مدرسة إسَلمية بعيدة عن اْلوارج".
212
213