Alsayeeh Magazine - issue 12

Page 1

‫العدد الثاين عشر‪2019 -‬‬

‫‪Al- Sayeeh‬‬ ‫‪www.alsayeeh.com‬‬

‫لبنـــان‬

‫ينتفض‬

‫ناسك يف عــامل‬ ‫اليوم‬ ‫إندماج احلضارات‬ ‫يف اإلمارات‬ ‫الفساد االجتماعي‬ ‫وخماطره‬

‫الفــيـــنــيــقـيـــون‬

‫بنـــوا هيـــاكل بعـلبــــك‬

‫الربديــوط يوحـنا احلــايك‬

‫يف علم اهلل والدين احلق والتقليـد الكنسي‬


SAMIH HASAN AL YAMAN & SONS FACTORIES TRADE MARK Q-CHECK Certifcation Services

Essence of the

Lebanese Tradition The Most delicious HALAWA Varieties

TAHINI TURKISH Delight

Zahlé, Al Bikaa Tel.: +961 8 930796 Fax: +961 8 930797

Saida, South Lebanon Tel : +961 7 222580 Fax: +961 7 223327

E-mail: info@alyamanfactories.com

www.alyamanfactories.com


‫‪Al- Sayeeh‬‬

‫مديرها العام‬ ‫لويـس احلايك‬ ‫اإلشراف والتحرير‬ ‫إسكندر لويس احلايك‬ ‫املديرة التنفيذية‬ ‫غـادة آغــا‬ ‫املديــر الفنـــــي‬ ‫وليد احللبي‬

‫ص‪٤‬‬

‫وقفة أمام هياكل بعلبك‬

‫ص‪١٠‬‬

‫الفهـرس‬

‫العدد الثاين عشر ‪٢٠١٩‬‬

‫منر الشاشة املصرية‬

‫أسرة التحرير‬ ‫أنطوان جان يزبك‪ ،‬لؤي إسكندر‪ ،‬أديب‬ ‫العقيقي‪ ،‬كريستينا حرب‪ ،‬كاتيا جوهر‪،‬‬ ‫هدى اخلوري‪ ،‬نيڤني شدياق‪ ،‬كاتي‬ ‫ميني‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إستشارات عامة‬ ‫د‪ .‬فؤاد احلركة‪ ،‬أ‪ .‬مارون احلايك‪،‬‬ ‫إستشارات قانونية‬ ‫احملامي األستاذ مروان سنو‬

‫ص‪١٤‬‬

‫مهرجان اجلميزة‬

‫ص‪٢٦‬‬

‫ناســك يف عالــم اليـــوم‬

‫اإلدارة‬ ‫شركة آرت ماركـــــس ش‪.‬م‪.‬م‬

‫ص‪٣٢‬‬

‫لالعالنات‪:‬‬

‫‪info@alsayeeh.com‬‬ ‫‪info@artmarksagency.com‬‬

‫توزيع‬

‫شركة األوائل لتوزيع الصحف واملطبوعات‬

‫بيـروت‪ ،‬خنـدق الغميــق‪ ،‬شـــارع ســـعد‪،‬‬ ‫بنايــة فـــواز هاتف‪٠١/٦٦٦٣١٥ :‬‬

‫ص‪٤٠‬‬

‫الفساد‬

‫أوتوسـتراد بشارة اخلوري‪ ،‬برج بشارة‬ ‫اخلوري طـ‪ ٧‬بلوك ب‪ ،‬بيروت ‪ -‬لبنـان‬ ‫هاتف‪+٩٦١ ٠١ ٦٤٢٣٢٦ :‬‬ ‫خلَوي‪+٩٦١ ٧٠ ٩٧٩٨٦٢ :‬‬ ‫‪+٩٦١ ٧١ ١٢٧٧٧٠‬‬ ‫بريد الكتروني‪lou-i@live.com :‬‬ ‫بريد الكتروني‪info@alsayeeh.com :‬‬ ‫موقع الكتروني‪www.alsayeeh.com :‬‬

‫اإلجتماعي وخماطره‬

‫ص‪٣٨‬‬

‫لبنان ينتفض‬

‫ثورة لبنان‬ ‫اإلشتراكات‬

‫داخل لبنان‪ $٥٠ :‬لألفراد • ‪ $٢٠٠‬للمؤسسات العامة واخلاصة‬

‫ثمن النسخة‬

‫لبـنـان ‪ ٥٠٠٠ -‬ل‪.‬ل‪ • .‬سـوريا ‪١٠٠ -‬ل‪.‬س‪ • .‬العـراق ‪ ٥٠٠٠ -‬دينار • السـعودية ‪١٢ -‬ريال • االمـارات ‪١٨ -‬درهم‬ ‫قطر ‪١٨ -‬ريال • الكويت ‪ -‬دينار وربع • األردن ‪٢ -‬دينار • ُعامن ‪١ -‬ريال • ليبيا ‪٢ -‬دينار • مرص ‪١٠ -‬جنيهات • الجزائر ‪٢٠٠ -‬دينار‬ ‫املغرب ‪٢٠ -‬درهم • تونس ‪٢ -‬دينار • البحرين ‪١ -‬دينار • لندن ‪ ٢ -‬جنيه‬

‫‪1‬‬


‫االفتتـاحيـة‬ ‫لبنــان العظيــم والفسـاد املقيــم‬ ‫النصــف او الثلــث او قلــة منهــم او "كلــن كلــن كلــن" الســتبدالهم‬ ‫بتكنوقراطييــن للحكــم فــي نظــام فاســد اليكفــي لحمايــة الجيــوب‬ ‫الفارغــة مــن اغــراء االمــوال المنهوبة المكدســة في جيوب الفاســدين‪.‬‬ ‫وان نجــح‪ ،‬فلفتــرة قصيــرة مقطوعــة يعــود بعدهــا الهــدر والســرقة‬ ‫لـويــس الحــايـك‬ ‫والفلتــان مــن جديــد كمــا حصــل فــي عهــدي الرئيســين فــؤاد شــهاب‬ ‫وشــارل حلــو‪ .‬فنحــن فــي بلــد يعانــي وجــود الفوضــى فــي تركيبــة قوانينــه ودســاتيره التــي وضعهــا االنتــداب‬ ‫لفــرض ســلطته فتمسّ ــكنا بهــا وحافظنــا عليهــا ولــم نسـ َـع الــى اصالحهــا وصــارت مُ نزلــة وصــار االســتقالل‬ ‫مبنيـ ًّـا علــى ركائزهــا المعطلــة الباطلــة ومــا بنــي علــى الباطــل فهــو باطــل‪ .‬فمــن هــذه المعطــات المضــرة‬ ‫بالديمقراطيــة ومصالــح البلــد‪ ،‬علــى ســبيل المثــال‪ ،‬التعييــن بــدل اإلنتخــاب الــذي ادى الــى زعزعــة االمــن‬ ‫بحرمــان مجلــس الشــيوخ المنتخــب زمــن االنتــداب مــن صالحياتــه القضائيــة لإلســتئثار بهــا بالتعييــن‬ ‫الخاضــع للســلطة التــي تفرضهــا وتحافــظ علــى مصالحهــا ‪..‬‬ ‫ال اقــول ان اســتبدال التعييــن باإلنتخــاب يكفــي وحــده إللغــاء الفســاد‪ ،‬لكنــه وال ريــب ّ‬ ‫يشــكل الجــزء الهــام‬ ‫يتوقــف ّ‬ ‫مــن الديمقراطيــة‪ .‬والفســاد ال ي َُلغــى وال ّ‬ ‫اال بســلطة تراقــب وتحاســب‪ .‬وتكويــن هــذه الســلطة ال‬ ‫يتطلــب حــك األدمغــة مــن قبــل المنظريــن والخبــراء النــه معــروف لــدى الكثيــر مــن االنظمــة التــي تفــرض‬ ‫المســاواة علــى المواطنيــن بقوانيــن يرضــى بهــا جميــع افــراد الشــعب‪ ،‬وهــذا الشــعب‪ ،‬شــعبنا العظيــم‪ ،‬وقــد‬ ‫حــل اخيـ ًـرا فــي الســاحة ليحــل مطلبـ ًـا هامشـ ًـيا مــن مطالبــه‪ ،‬وجــد نفســه فــي معمع ـ ٍة تغريــه بالبقــاء حتــى‬ ‫ـان يشـرِّعُ ُه الفقــر والجــوع والمــرض والبــؤس والخــوف مــن مصيــر مجهــول‬ ‫يحصــل علــى حقوقــه كاملـ ًـة وبفلتـ ٍ‬ ‫ال يضمــن وجــوده كإنســان‪.‬‬ ‫لقــد باشــر فخامــة الرئيــس العمــاد ميشــال عــون باصــدار قراراتــه ضــد الفســاد ولــن يتوانــى عــن تنفيذهــا حتــى‬ ‫الرمــق االخيــر ‪ ..‬ولكــن ‪ ..‬مــاذا بعــد !؟‬ ‫ان أول قــرار يجــب إصــدارهُ فـ ً‬ ‫ـورا ليتصــد ْر الئحــة القــرارات التــي اصدرهــا العمــاد هــو قــرار ايقــاف الفســاد‬ ‫بمجلــس للمحاســبة الفوريــة يكــون محصنـ ًـا بالجيــش وبالقــوى الشــعبية لضمــان ديمومتـ ِه فــي المســتقبل مــع‬ ‫كل العهــود الالحقــة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫هــذا المجلــس وحــده ســيضمنْ تأميــن العيــش الكريــم والرفاهيــة بيــن افــراده مهمــا إتخـ ْ‬ ‫ـذت القــوى الخارجية‬ ‫ـوط علــى تحديــد مــوارد ِه مــن الغــاز والنفــط التــي تفيـ ُ‬ ‫ـض علــى احتياجاتــه وتســديد ديونــه‪ .‬فغيــاب‬ ‫مــن ضغـ ٍ‬ ‫الفســاد يعنــي تحقيــق العــدل بيــن النــاس وتحقيــق العدالــة يعنــي المســاواة بينهــم بالحقــوق والواجبــات‪.‬‬ ‫‪2‬‬


‫سياحة‬


‫إن الذين بنوا هياكل بعلبك هم الفينيقيون‬ ‫وليس اليونان أو الرومان‪.‬‬

‫سياحة‬ ‫وقفة أمام هياكل بعلبك‬ ‫تتطلب الكتابـة عن هياكل بعلبك إختصاصات عديدة‬ ‫أهـ ّم ـها‪ :‬معرفة تـاريخ المنطقة األرامـية‪ ،‬معرفة جغرافية‬ ‫المنطقـة‪ ،‬ألن الجغرافية حـاضنة التاريخ‪ ،‬معرفة‬ ‫استعمال الحجر واستخراجه‪ ،‬معرفة تصنيعه‪ ،‬معرفة‬ ‫الهندسة المعمارية ومعرفة بنائه‪ .‬إن األبحاث التاريخية‬ ‫انطلقت منذ الفترة الرومانية واستمرت عبر العصور قام‬ ‫بها الر ّحالة األجانب منذ القرن السادس عشر ‪ ،‬الى‬ ‫ان انطلقت الحملة العلمية التي اطلقها االمبراطور‬ ‫األلماني غليوم الثاني في بداية قرن العشرين‪..‬‬ ‫ر ّكزت هذه البعثة عملها على اإلشكاليات العلمية‬ ‫والفنية المتعلقة بكيفية تطور المدينة األثرية وتحليل‬ ‫عالقتها بمحيطها الجغرافي وبالمجتمع الديني‬ ‫المتمثل بالموقع الجغرافي االثري وبالهياكل القائمة‬ ‫عليه‪.‬‬ ‫تعود التسمية‪" ،‬بعل بك" الى اللغة الفينيقية‪ :‬فكلمة‬ ‫"بعل" تعني الشمس وكلمة "بك" مدينة‪ ،‬وهذه التسمية‬ ‫ناتجة عن الموقع الجغرافي للمدينة الفينيقية التي‬ ‫‪4‬‬

‫تأتي بعد مدينة "بيبلوس ـ جبيل" بالقدم والقيمة‬ ‫الحضارية واإلجتماعية للممالك الفينيقية وألن "بعل"‬ ‫كان الها يعبده ويكرمه الفينيقيون‪ ،‬ألن هذه الكتلة‬ ‫النارية الهائلة والتي ال تنطفئ وال تتالشى نارها مثلت‬ ‫قوة كبيرة ألهها الفينيقيون‪ ،‬كما ان مجموعة بشرية‬ ‫في المنطقة اآلرامية ألهت النار وعبدتها‪.‬‬ ‫إن التسمية لهذا الموقـع شرق السلسلة الغربية لجبال‬ ‫فينيقيا بمدينة "الشمس" يعود الى أن الشمس تشرق‬ ‫فيه لفترة أطول من غيرها في المنطقة اآلرامية‪.‬‬ ‫الفـــن املعمــاري لهيـاكـــل بعـلبــك الثالثـــة‬ ‫جوبيرت‪ ،‬باخوس وفينوس‪.‬‬

‫أو ًال‪ ،‬قطع الحجارة من المقالع‪ :‬كانت تتم باختيار‬ ‫الصخور الكبيرة المتوافرة في فينيقيا ويتم قطعها‬ ‫على هذا الشكل‪:‬‬ ‫تحفر في الصخور ُج َو ٌر مستطيلة بطول عشرين سنتم‬


‫سياحة‬

‫وعمق عشرين سنتم وعرض حوالي ثماني سنتم وبين الجورة والثانية‬ ‫ثم تسقى هذه‬ ‫حوالي سبعين سنتم ويدق فيها اسافين من الخشب‪ّ ،‬‬ ‫االسافين بالماء فيزداد حجمها وتشق الصخر ‪ ،‬هكذا كانوا يستخرجون‬ ‫الحجارة الضخمة‪ ،‬أن وسيلة نقلها كانت بجرها؛ إ ّما بشريا أو بواسطة‬ ‫الحيوانات األليفة على أنواعها واضعين تحتها كمية من جذوع الشجر‬ ‫ليسهل جرها‪.‬‬ ‫ثاني ًا‪ :‬إن تحضير الحجارة للبناء تظهر معرفة عالية لتحضيرها‬ ‫وبشكل دقيق للغاية ‪ ،‬خصوصا تحضير األعمدة الضخحمة وهي من‬ ‫اضخم االعمدة المرفوعة في بناء ٍ في العالم سواء من ناحية طولها أو‬ ‫قطرها‪ ،‬وتبقى طريقة بنائها غير معروفة بوضوح وكل ما يقال لغاية‬ ‫اآلن يبقى من باب التصور والفرضية‪.‬‬ ‫إن صناعة الحجارة من أعمدة وأعتاب دقيقة للغاية وخالية من أي‬ ‫عيب وان تماثيل األسود ال ينقصها اال النطق وكذلك باقي التماثيل‬ ‫ان كانت لآللهة او غيرها‪ .‬كما ان احد أبواب احد الهياكل هو اكبر باب‬ ‫في العالم إن الزمن الذي استغرقه بنا ُء هذه الهياكل حوالي ثالثمائة‬ ‫سنة وأنجز بعد الميالد ‪ ،‬إن الذين بنوا هذه الهياكل هم الفينيقيون‬ ‫وليس اليونان او الرومان حتى ولو أتت أسماء الهياكل آللهتهم ألن‬ ‫عبادة هذه اآللهة كانت مشتركة بين الفينيقية واليونان وان الحضارة‬ ‫القديمة هي حضارة مشتركة اطلق عليها اسم "‪."Fenico Hellinique‬‬ ‫إن طريقة عبادة اآللهة الفينيقية وطريقة تكريمها ان يكون مركز‬ ‫العبادة مؤلفا من ثالثة هياكل وتصور آلتها بثالث درجات وكان توجهها‬ ‫حسب شروق الشمس وغيابها‪ ،‬وان يكون بجانبها حوض من الماء وان‬ ‫المياه التي ُج ّرت الى هياكل بعلبك هي مياه رأس العين وغيرها‪.‬‬ ‫تهدم أجزاء‬ ‫ان هياكل بعلبك ال تزال قائمة بشكل مقبول‪ ،‬وان سبب ّ‬ ‫من بنيانها كان بسبب الزالزل التي ضربت المنطقة وان العرب اعادوا‬ ‫بناء بعض جدرانها لغايات عسكرية بشكل مش ّوه وان بعض االعمدة‬ ‫المكسرة وضعوها كحجارة بناء في بعض الجدران التي اعادوا بناءها‬ ‫ألغراض عسكرية‪.‬‬ ‫ان هياكل بعلبك فريدة من نوعها في العالم سواء بضخامة اعمدتها‬ ‫اعد للبناء في العالم‬ ‫وحجارتها وبنائها وان حجر الحبلى هو اكبر حجر ّ‬ ‫يزن باالطنان وبمقاييسه طو ًال وعرض ًا وعلو ًا‪.‬‬ ‫ان هياكل بعلبك كانت مركز عبادة لكل المنطقة اآلرامية وليس فقط‬ ‫لفينيقيا وهي من اهم المواقع األثرية في العالم وفي منطقة الشرق‬ ‫األوسط‪ ،‬وقد تألفت لجنة في عهد المرحوم الرئيس كميل شمعون‬ ‫برئاسة المرحومة مي عريضة إلقامة مهرجانات سنويا في هياكلها يشارك‬ ‫فيها فرق لبنانية‪ :‬الرحابنة وفرق أجنبية لها شهرة عالمية‪ ،‬يحضرها‬ ‫لبنانيون وأجانب من بعض انحاء العالم العربي واألجنبي‪ ،‬وستبقى‬

‫فينوس‬

‫باخوس‬

‫جوبيرت‬ ‫بعلبك ِقمة العظمة المعمارية في‬ ‫العالم ومفخرة من مفاخر آثارات‬ ‫لبنان‪.‬‬ ‫الكوميسري أديب العقيقي‬

‫أديب شاعر ومؤرخ‬ ‫‪5‬‬


‫الفنانة التشكيلية‬ ‫فــــن‬

‫ماري حداد‬

‫ُ‬ ‫الفنانة التشكيل َّية القديرة والمتألقة "ماري حداد" اللبنانية من مواليد بيت مري‪ ،‬متزوجة‬ ‫مقدمة وتعريف‪:‬‬ ‫ولها ثالث بنات‪ ،‬أنهت دراستها الثانو َّية وتابعت بعد ذلك في عدة دورات بمواضيع مختلفة‪ :‬فنون تشكيلية‪،‬‬ ‫رسم‪ ،‬وتصوير وغيرها‪.‬‬ ‫وهي تعتبر من الفنانين التشكيل ِّيين المعروفين في البالد بمستواها الفني وعمق التجربة اإلبداع َّية وفي‬ ‫رؤيتها اإلنسان َّية والفلسف َّية من خالل لوحا ِتهَ ا ورسوماتها الرائعة والمميزة والمترعة بالغموض والتي‬ ‫ُ‬ ‫وتتحدث عن الكثير من‬ ‫جوانب عديدة من واقع الحياة وأسرار الوجود واألبعاد الميتافيزيك َّية‬ ‫تعكس‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫المواضيع والقضايا الفلسف َّية واإلنسان َّية واإلجتماع َّية وغيرها‪.‬‬ ‫وكان لنا معها هذا اللقاء الخاص والمطول والشائق‪.‬‬ ‫تحدثينــا عــن صراحــة لــم تواجهنــي صعوبــات و عراقيــل بالمعنــى‬ ‫س) فــي بدايــة هــذا اللقــاء نريـ ُـد أن ّ‬ ‫ً‬ ‫ـدأت تمارســين هــذه الهوايــة الحقيقــي بــل كان اشــتراكي بالمعــارض حافــزا لتحســين‬ ‫بدايتــك مــع الرســم‪ ..‬متــى بـ ِ‬ ‫و تطويــر اعمالــي‪.‬‬ ‫ـت هــذا المجــال؟‬ ‫الجميلــة وكيــف دخلـ ِ‬ ‫لطالمــا اســتهوتني االلــوان‪ ،‬الطبيعــة و الفنــون و الفــن‬ ‫التشــكيلي بشــكل خــاص منــذ الطفولــة‪ .‬بعدمــا هاجــر‬ ‫اوالدي للعمــل بالخــارج كمعظــم شــبان لبنــان اصبــح‬ ‫لــدي الوقــت و التفــرغ لتطويــر هوايتــي‪ ،‬فدخلــت عــدة‬ ‫معاهــد لتعلــم فنــون الرســم علــى ايــدي اســاتذة معروفيــن‬ ‫علــى الســاحة الفنيــة ولتنميــة قدراتــي الفنيــة وصقــل‬ ‫موهبتــي الكــون علــى الــدرب الصحيــح‪.‬‬ ‫ـدك لتنميـ ِة هــذه‬ ‫عك وأخــذ بيـ ِ‬ ‫س) مــن أوّل مــن شـ َّـج ِ‬ ‫الموهبة ؟‬ ‫اول من شجعني لتنمية موهبتي اكيد ارادتي و تصميمي‬ ‫اضافــة الــى عائلتــي بعدمــا الحظــوا البعــد الفلســفي فــي‬ ‫اعمالــي اذ اعتمــدت الســريالية و الفــن التجريــدي‪.‬‬ ‫س) الصعوبـ ُ‬ ‫ـات والعراقيـ ُـل التــي واجهتـ ِـك فــي بدايـ ِة‬ ‫ـوارك الف ِّنــي ؟؟‬ ‫مشـ ِ‬ ‫‪6‬‬

‫س) أنــت اآلن فنانــة ٌ معروفــة محل ًّيــا وخــارج البــاد‪..‬‬ ‫ـت إلــى كل هــذه الشــهرة واإلنتشــار الواســع‬ ‫كيــف وصلـ ِ‬ ‫!!!؟؟‬ ‫بالعمــل و المثابــرة ومتابعــة االعمــال و النشــاطات الفنيــة‬ ‫و مشــاركتي بكثيــر منهــا فــي لبنــان و الــدول العربيــة و‬ ‫اوروبــا اســتحوذت اعمالــي علــى اعجــاب منظمــي هــذه‬ ‫المعــارض مــن فنانيــن دولييــن و عالمييــن و هــذا مــا‬ ‫اوصلنــي الــى العالميــة‪.‬‬ ‫س) ُّ‬ ‫كل شــخص ناجــح ومشــهور بغـ ِّ‬ ‫ـض النظرعــن نــوع‬ ‫وتخص ِص ـ ِه يــزدادُ ُح َّســادُ هُ َّ‬ ‫وكأنـ ُـه يدفــع ضريبــة‬ ‫عمل ـ ِه‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫مقابــل النجــاح الــذي وصــل إلي ـ ِه‪..‬‬ ‫ـت شـ ً‬ ‫ـت والحســد‬ ‫ـهرة واســعة جـ ًّـد ًا‪ ..‬كيــف أنـ ِ‬ ‫ـت حققـ ِ‬ ‫وأنـ ِ‬ ‫ُ‬ ‫والح َّســاد ومــا هــي ضريبــة النجــاح التــي قدمتيهــا؟؟‬ ‫ً‬ ‫حقيقــة خبرتــي بالحيــاة علمتنــي تجنــب الحســد‬ ‫والحاســدين وكنــت اقــاوم هــذه اآلفــة اإلجتماعيــة التــي‬


‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫هنالــك َّ‬ ‫الفــن التشــكيلي‪،‬‬ ‫عــدة مــدراس فــي‬ ‫س)‬ ‫مثــل‪ :‬الكالســيكي‪ ،‬التكعيبــي‪ ،‬والواقعــي والســريالي‬ ‫أنــت‬ ‫والتجريــدي إلــخ‪ ...‬إلــى ِّأي المــدارس الفنيَّــة‬ ‫ِ‬ ‫تنتميــن ولمــاذا ؟؟‬ ‫مــدارس الفــن التشــكيلي كثيــرة و متعــددة لــكل منهــا‬ ‫جمالهــا و نســبة كبيــرة مــن محبيهــا‪ .‬لتنميــة موهبتــي‬ ‫كان علــي ان اتعلــم و امــارس جميــع انــواع الفنــون واكثــر‬ ‫مــا اســتهواني الفــن التجريــدي والفــن الســريالي حيــث‬ ‫ال حــدود للخيــال اليصــال عــدة افــكار و مواضيــع فــي‬ ‫مشاركة بعدة معارض محلية وعالمية من اهمها‪:‬‬ ‫لوحــة واحــدة‪.‬‬ ‫‪2016 Beirut Art Fair‬‬ ‫ُ‬ ‫الموهبــة الفطريَّــة ُهــي العنصــ ُر األساســي معــرض الذكــرى المئويــة لغــرق ســفينة التايتنيــك ‪2.17‬‬ ‫س) هــل‬ ‫فــي اوتيــل الحبتــور‬ ‫لإلبــداع؟؟‬ ‫الموهبــة ســبب اساســي لنجــاح كل فنــان حيــث نتميــز‬ ‫باعمالنــا بطريقــة غيــر مألوفــة و تجــدد‪ .‬بــدون موهبــة ال‬ ‫يســتطيع ان يصــل الفنــان الــى الشــهرة و اعمالــه تكــون‬ ‫تطبيقيــة كمــن يلقــن درسـ ًـا تعلمــه فــي صفــوف الدراســة‬ ‫ونحــن نالحــظ ان بعــض الفنانيــن مــن المشــاهير‬ ‫العالمييــن لــم يحصلــوا علــى شــهادات دراســية عليا ولكن‬ ‫اعتمــدوا علــى موهبتهــم الفطريــة للوصــول الــى الشــهرة و‬ ‫مبيــع لوحاتهــم بمبالــغ طائلــة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫س) مــن َ‬ ‫تســتوحين مواضيــع الوحــات التــي‬ ‫أيــن‬ ‫يأتيــك اإليحــاء ؟؟‬ ‫ترســمينها‪ ..‬وكيــف‬ ‫ِ‬ ‫لوحاتــي تحاكــي معانــاة المــرأة مــن القــدم حتــى ْال َي ـوْم‬ ‫تعبــر عــن كيانهــا الروحــي والجســدي بــكل الحــاالت‬ ‫الفــرح الحــزن واالنكســار ‪.‬اســتوحي مواضيــع اعمالــي مــن‬ ‫الحيــاة اليوميــة والمواقــف المؤثــرة التــي تصادفنــي‪.‬‬ ‫س) مــا هــي المعــارض المحليــة والعالميــة التــي شــاركتي‬ ‫بهــا ؟؟‬ ‫‪7‬‬

‫فــــن‬

‫تــؤذي الحاســد الــذي يفتقــر الــى طاقــة ايجابيــة فــي‬ ‫اعمالــه فتســيطر الســلبية علــى حياتــه و تجعلــه يعيــش‬ ‫بقلــق دائــم ينغــص عيشــه ويحرمــه الطمأنينــة واألمــان‪.‬‬ ‫لــذا فااليجابيــة بالحيــاة هــي التــي تعطينــا الطاقــة‬ ‫لالســتمرار و التطــور ‪.‬‬


‫فــــن‬

‫مشاركتي بجامعة اللويزة بمناسبة الشهر المريمي ‪2015‬‬ ‫معــرض مــرور المائــة عــام علــى مجــزرة االرمــن (بريشــتي‬ ‫ارفــض واطالــب) ‪2017‬‬ ‫مشاركة بمعرض شموع السالم بدار اوبيرا دمشق ‪2016‬‬ ‫مشــاركة بمعــرض ‪ International Art Fair‬فــي صيــدا فــي‬ ‫‪ 2018‬و عــدة معــارض اخــرى فــي معظــم المناطــق اللبنانيــة‬ ‫كمــا وقمــت بتنظيــم معــرض فــي قصــر االونيســكو ببيــروت‬ ‫لتكريــم الراحــل عبــد الحليــم حافــظ بمــرور اربعــون عــام‬ ‫علــى وفاتــه ‪ 2017‬وايضــا نظمــت ســيمبوزيوم فــي الجنــوب‬ ‫بمناســبة انتقــال الســيدة العــذراء فــي ‪2019‬‬ ‫ما يلي بعض مشاركاتي بمعارض دولية‬ ‫معرض شخصي في الدانمارك سنة ‪2016‬‬ ‫معرض الفن التشكيلي العربي في دبي سنة ‪2015‬‬ ‫معرض ‪ Dubai Survivors‬سنة ‪2019‬‬ ‫معرض في مونتينغرو سنة ‪2016‬‬ ‫مشاركة في ‪ Carousel du Louver‬في باريس ‪2017‬‬ ‫مشــاركة فــي كوريــة الجنوبيــة ســيول بمعــرض الحــب‬ ‫والســام ســنة ‪2017‬‬ ‫مشاركة بمعرض ‪ Art Tentation‬في موناكو سنة ‪2016‬‬ ‫مشاركة في ‪2018 International Vienna Art Fair‬‬ ‫باالضافــة الــى ذالــك شــاركت بمعــرض للتصويــر‬ ‫الفوتوغرافــي بنابولــي ونلــت جائــزة اجمل صورة ســنة‪.2015‬‬ ‫سؤال) ما هي اهدافك المستقبلية؟؟‬ ‫مــن بعــد مشــاركاتي العديــدة التــي قمــت بهــا فــي لبنــان‬ ‫واوروبــا اتمنــى ان اقــوم بمعــرض شــخصي فــي مدينــة‬ ‫نيويــورك عاصمــة الفــن واالبــداع‪.‬‬ ‫كمــا اتمنــى مــن خــال اعمالــي ان تتغيــر نظــرة المجتمــع‬ ‫التقليديــة للمــرأة و اعطائهــا حريــة االختيــار‪ .‬كمــا اتمنــى‬ ‫ان تنــال أعمالــي الصـ ً‬ ‫ـدى الحســن ألبقــى ذكــرى جميلــة‬ ‫بعيــون المجتمــع عمومـ ًـا واوالدي واحفــادي خصوصـ ًـا‪.‬‬ ‫غــادة آغـــا‬ ‫‪8‬‬


‫فــــن‬

TERREBRUNEHOTEL

Perfectly located in Mount Lebanon, Kfardebiane, Terrebrune Hotel Offers a variety of suites and rooms, each of them having its own balcony or Garden. Serene, Luxurious and Breathtaking, Terrebrune Hotel is the getaway that will charm your senses. 4 F&B outlets available for your desire: the Famous Chez Michel Lebanese restaurant, Les caves de Chez Michel steakhouse Le Resto international cuisine C-Bar, hotels piano bar.

You can also enjoy a big variety of activities during all seasons.

Faqra-Kfardebian, 961 9 300060 , info@terrebrunehotel.com Find us on Social Media

+961 3 030301


‫فــــن‬

‫منر الشاشة املصرية األسـود‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬عصام الدين فتوح‬ ‫وغمــزت الصنــارة فــي بدايــات‬ ‫القــرن العشـــرين‪...‬‬ ‫فكانــت مصــر مــن أوائــل الــدول التي‬ ‫دخلهــا الفــن الســابع فــي العالــم‪،‬‬ ‫وقدمــت الســينما المصريــة علــى‬ ‫مــدى قــرن مــن الزمــان مئــات مــن‬ ‫األفــام التــي أثــرت الوعــي القومــي‬ ‫العربــي وســاهمت فــي نمــوه‪ ،‬وتبوأت‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ومتميــزا‪ ،‬فأضحــت‬ ‫فريــدا‬ ‫مكانــا‬ ‫وســيلة الترفيــه المحببــة فــي عالــم‬ ‫تنــدر فيــه هوايــة القــراءة‪ ،‬وكذلــك‬ ‫المنتديــات والنــوادي الرياضيــة‪،‬‬ ‫وغيرهــا مــن وســائل شــغل أوقــات‬ ‫الفــراغ‪.‬‬ ‫تجــاوز تأثيــر األفــام المصريــة دور‬ ‫الســينما‪ ،‬فدخلــت البيــوت العربيــة‬ ‫عــن طريــق التلفزيــون‪ ،‬وأصبــح‬ ‫نجومهــا أعالمـ ًـا ومثـ ً‬ ‫ـا عليــا للصغــار‬ ‫والكبــار‪ .‬واكتســب نجــوم الشاشــة‬ ‫المصريــة‪ ،‬مــن أمثــال يوســف وهبــي‬ ‫ونجيــب الريحانــي مــن الرعيــل‬ ‫األول‪ ،‬إلــى فاتــن حمامــة ســيدة‬ ‫الشاشــة العربيــة بــا منــازع‪ ،‬إلــى‬ ‫شــكري ســرحان وأحمــد رمــزي‬ ‫ورشــدي أباظــة فــي الخمســينيات‬ ‫والســتينيات مــن القــرن العشــرين‪،‬‬ ‫مكانــة مرموقــة فــي األوســاط‬ ‫اإلعالميــة والفنيــة‪ ،‬فأمســت‬ ‫‪10‬‬

‫أخبارهــم العامــة والشــخصية علــى‬ ‫حــد ســواء موضــع اهتمــام واحتفــاء‬ ‫العشــرات مــن المجــات والبرامــج‬ ‫اإلذاعيــة والتلفزيونيــة‪ ،‬إال أن‬ ‫ظهــور أحمــد زكــي وشــعبيته‪ ،‬يحتــل‬ ‫مكانــة خاصــة فــي الســينما العربيــة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خاصــة؛ ألدائــه‬ ‫عمومــا‪ ،‬والمصريــة‬ ‫الفــذ‪ ،‬وارتقائــه بمهنــة التمثيــل إلــى‬ ‫درجــة متميــزة‪ ،‬ظهــرت مــن خاللهــا‬ ‫موهبتــه الخارقــة‪ ،‬ودراســته المتعمقة‬ ‫لألنمــاط النفســية للشــخصيات‬ ‫المتنوعــة التــي قــام بتجســيدها علــى‬

‫الشاشــة الفضيــة‪.‬‬ ‫ولــد أحمــد زكــي عــام ‪ 1949‬فــي قريــة‬ ‫مــن قــرى الزقازيــق‪ ،‬ونشــأ يتيمـ ًـا بعــد‬ ‫أن توفــي أبــوه بعــد أقــل مــن ســنة‬ ‫مــن ميــاده‪ ،‬وتزوجــت أمــه مــن‬ ‫قريــب لهــا‪ ،‬فأرســلته ليتولــى تربيتــه‬ ‫جــده‪.‬‬ ‫أحــب أحمــد زكــي الســينما بجنــون‪،‬‬ ‫وعلى الرغم من عدم اتمامه للدراسة‬ ‫ً‬ ‫ـتثنائيا‬ ‫الثانويــة‪ ،‬فقــد تــم قبولــه اسـ‬ ‫بمعهــد الدراســات المســرحية‪ ،‬الــذي‬


‫فــــن‬

‫تفــوق فيــه علــى كل أقرانــه‪ ،‬وتخــرج‬ ‫بامتيــاز‪ .‬لــم تكــن رحلــة أحمــد زكــي‬ ‫ســهلة بــأي شــكل مــن األشــكال‪ ،‬فلم‬ ‫يكــن فــي وســامة رشــدي أباظــة أو‬ ‫شــكري ســرحان حتــى تســند إليــه‬ ‫أدوار البطولــة فــي الســينما المصريــة‪،‬‬ ‫بــل يمكننــا القــول بــأن لــون بشــرته‬ ‫شــديد الســمار‪ ،‬وتقاطيــع وجهــه‪،‬‬ ‫كانــت عائقـ ًـا دون اختيــاره لتمثيــل‬ ‫أدوار الحــب أمــام بطــات اشــتهرن‬ ‫بجمالهــن األخــاذ‪.‬‬ ‫ال شــك أن الحــظ قــد لعــب ً‬ ‫دورا‬ ‫ً‬ ‫كبيــرا فــي مســيرة أحمــد زكــي‪،‬‬ ‫فقــد واكــب ظهــوره علــى الســاحة‬ ‫الفنيــة ظهــور مدرســة فنيــة جديــدة‬ ‫لمجموعــة مــن المخرجيــن الشــباب‪،‬‬ ‫أطلــق عليهــا النقــاد اســم "مدرســة‬ ‫الواقعيــة الجديــدة"‪ .‬واهتــم مخرجــو‬ ‫هــذه المدرســة باإلنســان المصــري‬ ‫البســيط‪ ،‬مــن مختلــف الطبقــات‬ ‫االجتماعيــة‪ ،‬وبخاصــة الطبقــة‬ ‫الوســطى ومــا دونهــا‪ ،‬فجعلــت‬ ‫مــن الجنــود البســطاء‪ ،‬والبوابيــن‪،‬‬ ‫والميكانيكيــة‪ ،‬وعمــال الــورش‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫قصــص‬ ‫أبطــاال‪ ،‬لهــم‬ ‫والصعاليــك‪،‬‬ ‫وتطلعــات وروايــات جديــرة بــأن‬ ‫وتجســد علــى الشاشــة الكبيــرة‬ ‫تــروى‬ ‫َّ‬ ‫فــي رحــات كفاحهــم اليوميــة‬

‫الزاخــرة باآلمــال واألحــام والكفــاح‬ ‫واالحبا طــات‪.‬‬ ‫رأى أحمــد زكــي ذاتــه التــي ذاقــت‬ ‫الحرمــان‪ ،‬وعرفــت الفقــر واآلمــال‬ ‫العظــام طــوال حياتــه‪ ،‬ورأى فيــه‬ ‫جمهــور المشــاهدين مــن الطبقــة‬ ‫ً‬ ‫فنانــا ال يتســم‬ ‫دون المتوســطة‪،‬‬ ‫بوســامة حســين فهمــي بشــعره‬ ‫األشــقر وعيونــه الملونــة‪ ،‬بــل وســامة‬ ‫ابــن الحــارة والفــاح والعامــل‬ ‫البســيط الــذي يكافــح فــي ســبيل‬ ‫لقمــة العيــش‪ .‬ومــن خــال أربعــة‬ ‫ً‬ ‫فيلمــا علــى مــدار أكثــر‬ ‫وخمســين‬ ‫مــن عقديــن مــن الزمــان‪ ،‬اختــار‬ ‫أحمــد زكــي أعمالــه بدقــة متناهيــة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مســتلهما خبراتــه الواســعة‪ ،‬واختــار‬ ‫أنســب األســاليب التــي تتناســب‬ ‫مــع الــدور المنــوط بــه مــن حيــث‬ ‫المظهــر الخارجــي‪ ،‬وطريقــة النطــق‪،‬‬ ‫وتجســيد الحاالت النفســية ّ‬ ‫المركبة‪،‬‬ ‫مــن ســعادة إلــى حــزن وشــقاء‪ ،‬وأمــل‬ ‫واحبــاط‪ ،‬فــكان الجنــدي المصــري‬ ‫البســيط المؤمــن بعدالــة قضيتــه‪،‬‬ ‫واســتعداده للتضحيــة بحياتــه مــن‬ ‫أجــل الوطــن‪ ،‬وكان البــواب الــذي‬ ‫يلــج القاهــرة بأســرته ألول مــرة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وطلبــا للســتر‪،‬‬ ‫بحثــا عــن القــوت‬ ‫كمــا تميــز أداء أحمــد زكــي فــي دور‬

‫المدمــن الــذي تقضــي المخــدرات‬ ‫علــى حياتــه‪ ،‬كمــا م ّثــل دور الضابــط‬ ‫المغــرور المختــال الــذي أضفــت عليه‬ ‫وظيفتــه كمســؤول أمــن دولــة درجــة‬ ‫مــن الزهــو والخيــاء‪ ،‬أودت بــه إلــى‬ ‫نهايتــه المأســاوية المحتومــة‪ .‬كمــا‬ ‫لعــب دور المحامــي الشــريف‪ ،‬فقــد‬ ‫تميــز أيضـ ًـا فــي دور المجــرم الصغيــر‬ ‫الــذي يقــوم بجريمــة قتــل أثنــاء‬ ‫قضــاء فتــرة عقوبتــه فــي الســجن‪،‬‬ ‫ليعتلــي ســلم تجــارة المخــدرات‬ ‫إلــى أن يصبــح امبراطـ ً‬ ‫ـورا فــي عالــم‬ ‫الجريمــة‪ ،‬ممــا يعكــس تبعــات عهــد‬ ‫االنفتــاح "السـ ّـداح مـ ّـداح" الــذي‬ ‫استشــرى فــي مصــر فــي أواخــر عهــد‬ ‫الســادات‪.‬‬ ‫لعــب أحمــد زكــي دور المالكــم‬ ‫المغتــرب‪ ،‬ودور منــادي الســيارات‪،‬‬ ‫والشــاب المولــع بالكاراتيــه‪ ،‬والمصور‬ ‫الفوتوغرافــي‪ ،‬وطبــال الراقصــة‬ ‫إلــى آخرهــا مــن األدوار‪ .‬وزاد مــن‬ ‫هــذا الثــراء الســينمائي ألحمــد‬ ‫زكــي‪ ،‬اضطالعــه بتجســيد أهــم‬ ‫الشــخصيات العامــة التــي عاصرناهــا‬ ‫جميعـ ًـا‪ ،‬وكان لهــا أكبــر األثــر فــي‬ ‫تكويــن وجــدان الشــعب المصــري‪،‬‬ ‫مــن المفكــر والناقــد العظيــم‪ ،‬عميــد‬ ‫األدب العربــي طــه حســين‪ ،‬الــذي‬ ‫‪11‬‬


‫فــــن‬ ‫قــام بتجســيد شــخصيته فــي رائعتــه‬ ‫"األيــام" (‪ )1979‬للتلفزيــون المصــري‪،‬‬ ‫إلــى عبــد الحليــم حافــظ‪ ،‬معشــوق‬ ‫الجماهيــر العربيــة‪ ،‬الــذي كافــح‬ ‫المــرض‪ ،‬والقــى مــا لقــاه مــن العذاب‬ ‫والشــقاء ليصبــح مطــرب العــرب‬ ‫األول قبــل أن توافيــه المنيــة‪ .‬وقــد‬ ‫توفــي أحمــد زكــي عــام (‪ ،)2005‬أثنــاء‬ ‫قيامــه بــدور عبــد الحليــم‪ ،‬فاســتكمل‬ ‫الفيلــم ابنــه الوحيــد هيثــم أحمــد‬ ‫زكــي (‪.)2006‬‬ ‫ً‬ ‫أيضــا بتجســيد شــخصية‬ ‫قــام زكــي‬ ‫الرئيــس الراحــل جمــال عبــد الناصــر‪،‬‬

‫‪12‬‬

‫زعيــم األمــة‪ ،‬فــي لحظــة فارقــة مــن‬ ‫تاريــخ مصــر‪ ،‬وقبولــه تحــدي انچلتــرا‬ ‫وفرنســا واســرائيل بتأميــم قنــاة‬ ‫الســويس‪ ،‬شــركة مســاهمة مصريــة‪،‬‬ ‫ـف‬ ‫فــي "ناصــر ‪ .)1996( "56‬ولــم يكتـ ِ‬ ‫أحمــد زكــي بذلــك‪ ،‬فقــام بتجســيد‬ ‫الرئيــس محمــد أنــور الســادات‪ ،‬فــي‬ ‫ً‬ ‫أيضــا‪ ،‬حيــن اتخــذ‬ ‫لحظــة فارقــة‬ ‫قــرار العبــور العظيــم عــام ‪ ،1973‬فــي‬ ‫"أيــام الســادات" (‪.)2001‬‬ ‫بهــذا يكــون هــذا الفنــان الفــذ قــد‬ ‫ً‬ ‫ســجال متميـ ًـزا‬ ‫قــدم لألمــة العربيــة‬ ‫لحياتهــا االجتماعيــة‪ ،‬والسياســية‪،‬‬

‫واالقتصاديــة‪ ،‬بواقعيــة واقتــدار‪،‬‬ ‫وســيظل أحمــد زكــي أعظــم شــاهد‬ ‫لهــا وعليهــا فــي أحلــك لحظاتهــا‬ ‫وأكثرهــا مجـ ً‬ ‫ـدا عبــر القــرن العشــرين‪.‬‬ ‫اإلسكندرية‪ ،‬في ‪2019/7/21‬‬



‫مهرجان اجلميزة‬ ‫فــــن‬ ‫برعايــة النائــب نقــوال صحنــاوي‪ ،‬نظمــت جمعيــة ‪ YES‬النســخة‬ ‫االولــى مــن مهرجــان الجميــزة يومــي الســبت واالحــد فــي ‪ ١٢‬و‪١٣‬‬ ‫تشــرين االول‪ ،‬بالشــراكة مــع بلديــة بيــروت‪ ،‬ومشــاركة مؤسســة‬ ‫منــى بســترس وجمعيــة انمــاء الجميــزة‪ ،‬ورابطــة خريجــي مدرســة‬ ‫القلــب االقــدس‪.‬‬ ‫المطاعــم فتحــت أبوابهــا علــى مــدى يوميــن وقــد اســتطاع‬ ‫ً‬ ‫مشــيا فــي الشــارع واإلســتمتاع ببعــض‬ ‫الحاضــرون التنقــل‬ ‫النشــاطات الثقافيــة والموســيقية باإلضافــة الــى المعــرض الفنــي‬ ‫علــى طــول الشــارع الــذي عــرض أبــرز اللوحــات لفنانيــن لبنانييــن‪.‬‬ ‫النائــب صحنــاوي جــال يومــي الســبت واالحــد فــي شــارع الجميزة‬ ‫ووزع شــهادات تقديريــة علــى الفنانيــن المشــاركين فــي المعــرض‬ ‫وقــد رافقــه النائــب هاغــوب ترزيــان فــي جولتــه الصباحيــة يــوم‬ ‫االحــد‪.‬‬ ‫وكانــت الفنانــة نجــوى كــرم قــد أحيــت الســهرة االفتتاحيــة‬ ‫للمهرجــان ليــل الســبت بحضــور محافــظ بيــروت القاضــي زيــاد‬ ‫شــبيب وحشــد كبيــر‬

‫‪14‬‬


‫مهرجـان وســـمبوزيوم عاليه‬ ‫فــــن‬

‫تـم إفتتاح هذا املهرجان يف ‪ ١٨‬متوز ‪٢٠١٩‬‬ ‫بالتعــاون مــع بلديــة عاليــه وبرعايــة وزارة‬ ‫السيــاحة‪.‬‬ ‫أعتبــر هــذا المهرجــان مــن أهــم األحــداث الســنوية خــال‬ ‫فصــل الصيــف الــذي إســتقطب المصطافيــن والســواح‬ ‫األجانــب إلــى عــروس المصايــف عاليــه‪.‬‬ ‫وقدتميــز هــذا المهرجــان بطابــع فنــي رائــع مــن خــال‬ ‫وجــود أكبــر عــدد مــن المنحوتــات القيّمــة لفنانيــن لبنانييــن‬ ‫وعالمييــن‪،‬‬ ‫وتعتبــر مدينــة عاليــه مــن أهــم المــدن التــي يقــام فيهــا‬ ‫معــارض ومهرجانــات فنيــة وثقافيــة‪.‬‬ ‫تخلــل هــذا المهرجــان ســمپوزيوم الفــن التشــكيلي الــذي‬ ‫شــارك فيــه فنانــون مــن مختلــف الــدول العربيــة واالجنبيــة‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫‪Index Home - Dubai‬‬ ‫فــــن‬

‫سيرنجي‬ ‫شــاركت مجموعــة ســينرجي الســعودية فــي‬ ‫معــرض اندكــس هــوم الــذي اقيــم فــي المركــز‬ ‫التجــاري دبــي وذلــك فــي ‪ ١٧‬ايلــول الماضــي ‪٢٠١٩‬‬ ‫وتألفــت المجموعــة مــن فنانــات عــرب واجانــب‬ ‫واحتلــت ســينرجي فيــه مســاحة ‪ ١٢٠‬متــر مربــع‬ ‫وكانــت تجســد جمــال التكويــن وااللــوان‬ ‫التــي تجــاري موضــة العصــر الن الفنانــات كــنّ‬ ‫حريصــات علــى عــرض اعمــال تجريديــة تحاكــي‬ ‫متطلبــات العصــر مــن حداثــة وابتــكار فتميــزت‬ ‫ولمعــت هــذه المجموعــة وقــد اثنــي عليهــا مــن‬ ‫قبــل المصمميــن العالميــن وتلقــت عــدة دعــوات‬ ‫للمشــاركة فــي دول اخــرى‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫‪Synergy Group - KSA‬‬

‫‪in Trade Centre Dubai‬‬


‫فــــن‬

‫الفنانة التشكيلية غادة آغا امام لوحتها عناق االفراس في مركز دبي التجاري‬ ‫الفنانات المشاركات‬ ‫عليا الدقس‬ ‫نوشين محمد‬ ‫غادة آغا‬ ‫آمل حجة‬ ‫سوسن السجان‬

‫جدارية الفنانة عليا الدقس‬ ‫الراقصة‬ ‫مواد مشتركة على قماش‬ ‫قياس‪2/2 :‬م‬ ‫‪17‬‬


‫ربــاعيــات‬ ‫اديب العقيقي‬ ‫إلتمــاســـات‬

‫والدنـــى رمـــز الشقــــاء‬

‫مبدع اخللدِ واألكوان‬ ‫الناس‬ ‫ِ‬ ‫خالق‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يجــــور‬ ‫الد‬ ‫ـــــه‬ ‫حلـــــم‬ ‫مـــن‬ ‫ٍ‬ ‫ضم ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬

‫يـــا إلهـــي وخالقـــي ومعيني‬ ‫ُأ ْت ُر ِك النسر طائرا يف فضائه‬

‫خفاء‬ ‫رعشة النور يف سماك‬ ‫ٌ‬ ‫مســحور‬ ‫وصبـــــاح يف ُأفقــــه‬ ‫ُ‬

‫حر ًا طليق ًا‬ ‫دعه يفري العباب‬ ‫ّ‬ ‫يرقب اخللد يف أعايل سمائه‬

‫حــوم النجــم يف الفضاء زمان ًا‬ ‫ّ‬ ‫املنثـــور‬ ‫قـــد ُه‬ ‫فـانزوى منــه عِ ُ‬ ‫ُ‬

‫باحثا يف مطارح النجم عنها‬ ‫ملعــــات بهـــا رمـــوز بقـــائه‬ ‫ٍ‬

‫االرض صفحــةٌ‬ ‫وســطور‬ ‫ِ‬ ‫كــرة‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫املعمـــور‬ ‫يتهــادى مــن فوقــها‬ ‫ُ‬

‫عبثـــا يطـــلب املقـــام بـــأرض‬ ‫لـــم تكـــن إ ّال مســرح ًا لشقـائه‬

‫لويس احلايك‬ ‫موطــــن اللــــه اجلــــديـد‬

‫متـــدون العبــــور‬ ‫ّ‬

‫َّــت‬ ‫بســطـو ٍر‬ ‫عمـروهــا‬ ‫فـتـجـــل ْ‬ ‫َّ‬ ‫فـردوس سعـيــــدِ‬ ‫ِ‬ ‫فهــي من آثـــار‬

‫العبـــور ونحـــن أســرى‬ ‫مـــدون‬ ‫َت ّ‬ ‫َ‬ ‫فهــل نحظــى مع التمديدِ فخرا‬

‫ســمـاء وجنــانـــ ًا‬ ‫جعلـــوا األرض‬ ‫ً‬ ‫موطــن ا ِ‬ ‫هلل اجلــديـــــد‬ ‫جعـلوهــا‬ ‫َ‬

‫العمــر دهــر ًا‬ ‫سنيـــن‬ ‫طــالت‬ ‫وإن‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫متعــــة االجســـادِ قســـرا‬ ‫ومـاتــت‬ ‫ُ‬

‫زاهيـــــات‬ ‫وخـطـــوط‬ ‫بحــــروف‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫خــلّــدوهـا بيــــن آيــــات النـشــــــيــدِ‬ ‫وجــدوا للخـلـــــق واألدوار حـــــ ًال‬ ‫ــــق* من حـــديدِ‬ ‫بح ٍّ‬ ‫حبســـوا األرض ُ‬ ‫*احلُ ق هو بيت العنكبوت‬

‫‪18‬‬

‫وبالغـــواين‬ ‫بالكـــؤوس‬ ‫ِ‬ ‫أننعــــم‬ ‫ُ‬ ‫يخنــــق اللـــذّ ِ‬ ‫ات حصـــرا‬ ‫بعمر‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫باحلــكـم نبقـــى‬ ‫وننســـى أنَّنــــا‬ ‫ِ‬ ‫وأســــرى‬ ‫عــبـيـــد ًا فـــي ترتُّـ ِبـنــــا‬ ‫ْ‬


‫خواطر‬

‫ريتـــا‬ ‫كم من شخص دخل حياتك إىل اآلن منذ أول يوم‬

‫جتد العالقة تتفكك تدريجي ًا‪..‬دون أي سبب‪ ..‬دون‬

‫لك على هذه احلياة‪ ..‬صديق‪ ..‬زميل‪ ..‬جار‪ ..‬أخ مل‬

‫أن تدري ما حدث‪ ..‬فقط تدري بأنّك ُظل ِْم َت‪..‬‬

‫تلده أمك‪..‬‬

‫جتاه من‬ ‫قد ِر نواياك احلسنة‬ ‫َ‬ ‫ُظل ِْم َت ّ‬ ‫جد ًا‪ ..‬وعلى ْ‬

‫وكم من شخص سقط منهم إىل اآلن عاما تلو‬

‫احلقد أكرب‪ ..‬وستكون‬ ‫خدعكَ‪ ..‬هنا سيكون‬ ‫ُ‬

‫اآلخر‪..‬‬

‫املساحمة شبه مستحيلة‪..‬‬

‫أشخاص مل تكن تتخيل يوما أنه قد يأتي‬ ‫يوم ويصبحون لك أعداء أو أقله غرباء عنك‪..‬‬

‫يف كل مرة تقول فيها أنك تعلمت‪ ..‬يأتيك ما‬

‫أشخاص كنت حتدثهم عن غدر األحبة لك‪ ..‬عن‬

‫هو أكرث أمل ًا وجتد نفسك مل تتعلم سوى احلذر‬

‫أملك‪ ..‬عن معاناتك‪..‬‬

‫من الغري‪ ..‬عدم منح الثقة التامة‪ ..‬عدم البوح‬

‫أتى يوم لتحدث البقية عنهم‪..‬‬

‫بأسرارك ألحد‪..‬‬

‫فما تفسري ذلك؟! أتفسريه أن اخللل فيك!! يف‬

‫أهذا ما يجب أن نتعلمه!!! أليس من األجمل‬

‫خياراتك اخلاطئة ‪ ..‬يف عدم معرفتك إن كانوا‬

‫لو أننا ال نكرتث لكل ذلك!! لو اننا نعيش دون‬

‫أه ًال لدخول حياتك!!‬

‫انتباه وحذر‪ ..‬نعيش ونتصرف بكل عفوية ودون‬

‫أم أن احلياة هكذا على اجلميع!! وأن الغدر‬

‫خوف‪...‬‬

‫سيالحقك مهما تأنّيت‪ ..‬فاهلل وضعهم يف‬

‫اما كانت ستكون حياتنا بهذا الشكل أجمل‬

‫تقربهم‬ ‫طريقك‪ ..‬وشاءت صدفة تلو األخرى أن ّ‬

‫بكثري!!‬

‫منك أكرث ليدخلوا تفاصيلك!!‬

‫‪19‬‬


‫عيناك تتقن جميع اللغات‬ ‫ميـــرنا جليــــالتـــي‬

‫خواطر‬

‫أمرك‪،‬‬ ‫‪...‬وأدركْ ُت‬ ‫غرابة ِ‬ ‫َ‬ ‫مما أذَ قْ َتني‪،‬‬ ‫الرغم ّ‬ ‫فعلى َّ‬ ‫وع َبرات‪،‬‬ ‫من ٍ‬ ‫أمل َ‬ ‫نح َت ْت يف قلبي ال ّثغرات‪،‬‬ ‫وتركَ ْت خلفَ ها احلُ فر‪،‬‬ ‫ينتفض بكِ َبر‪،‬‬ ‫زال قلبي‬ ‫ما َ‬ ‫ُ‬ ‫برق أصابته‪،‬‬ ‫كصعقةِ ٍ‬ ‫رؤيتك‪.‬‬ ‫لدى‬ ‫َ‬ ‫م‪.‬ج‬ ‫الح أحيانا‪.‬‬ ‫ّسان‬ ‫‪...‬والل‬ ‫يقتل َ‬ ‫ُ‬ ‫الس ِ‬ ‫ُ‬ ‫قبل ِّ‬ ‫م‪.‬ج‬ ‫يف بحرهما أغرق‪،‬‬ ‫يف زرقتهما أتوه‪،‬‬ ‫ما بني بحري وسمائي‬ ‫ِب َك شيء يزلزلني‪،‬‬ ‫يشدين إليك‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫دوامة‪،‬‬ ‫فأجدين يف ّ‬ ‫أحاول التّفلّت منها‬ ‫مرار ًا وتكرار ًا‪،‬‬ ‫عات‪،‬‬ ‫موج ٍ‬ ‫ومن ٍ‬

‫‪20‬‬

‫يفقش أمواجه عند عتبة قلبي‪،‬‬ ‫ُينذِ ُر قُ ْر َب نهايتي‪،‬‬ ‫وأتوه أكرث فأكرث‪...‬‬ ‫ٌ‬ ‫طويل بال سالح‪،‬‬ ‫سفر‬ ‫ٌ‬ ‫وال معني غري اهلل!‬ ‫فقط ِ‬ ‫بنظرك ع ِّني‬ ‫أشح‬ ‫َ‬ ‫ألستعيد صوابي‪،‬‬ ‫فعيناك تتقن جميع اللّغات !!!‬ ‫م‪.‬ج‬


‫السأم‬ ‫تساع ّية ّ‬ ‫مفـــرج عــــازار‬ ‫د‪.‬يــــوال‬ ‫ّ‬

‫ليله‬ ‫سئمت دموعي تروي وسادتي ّ‬ ‫ُ‬ ‫كل ْ‬ ‫ّاريخ‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫من‬ ‫كعاشقةٍ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫كهندٍ ‪ ،‬أو كأسماءٍ ‪ ،‬أو كليلى‬ ‫السلوى‬ ‫احلبيب‪،‬‬ ‫ينتظرن عودة‬ ‫ِ‬ ‫ينتظرن ّ‬ ‫ْ‬ ‫ره‬ ‫اخلنساء‬ ‫كصخر تبكيه‬ ‫أو‬ ‫ٍ‬ ‫مدم ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫سئمت منك‬ ‫سئمت غيابك عنّي‬ ‫البعاد‬ ‫طال‬ ‫فقد‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫هاد جفني‬ ‫وأر َق ّ‬ ‫الس ُ‬ ‫ّ‬ ‫وجمر؟‬ ‫نار‬ ‫نلتقي؟ولقاؤنا‬ ‫فهل‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫سكرى؟‬ ‫ولقاؤنا‬ ‫نشوة َ‬ ‫سئمت منك‬ ‫واملر‬ ‫احللو‬ ‫سئمت كالمك‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫تغتال جسدي‬ ‫وأصابعك الّتي‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫والد َّر‬ ‫اجلوهر‬ ‫منه‬ ‫تسرق‬ ‫ُ‬ ‫َ ُّ‬ ‫ضروسا‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫حر‬ ‫فيه‬ ‫ُشعل‬ ‫ت‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مبعرثه‬ ‫أنقاضا‬ ‫وتخلّفه‬ ‫ْ‬ ‫سئمت منك‬ ‫َت فوق رأسي‬ ‫سئمت سيفَ ك‬ ‫املصل َ‬ ‫ْ‬ ‫يتوعدين‪ ،‬يحزُّ عنقي‬ ‫يهددين‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫انتفض ُت‬ ‫أنا‬ ‫إن‬ ‫ت‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ث‬ ‫أنا‬ ‫إن‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫يا من كنت غدي‪ ،‬فأمسيت أمسي‬ ‫ره‬ ‫أج ْج َت يف القلب نا ًرا ُمس َتعِ ْ‬ ‫يا من َّ‬ ‫سئمت منك‬ ‫أوتارك‬ ‫نغم‬ ‫َ‬ ‫قص على ِ‬ ‫الر َ‬ ‫سئمت ّ‬ ‫نارك‬ ‫االرتواء من ِ‬ ‫سئمت‬ ‫أتون َ‬ ‫َ‬

‫خواطر‬

‫سئمت منك‬ ‫ضائع‬ ‫سئمت البحث عن خيال‬ ‫ْ‬ ‫الواقع‬ ‫َفه‬ ‫ْ‬ ‫عن ّ‬ ‫حب ال يأل ُ‬ ‫ره‬ ‫عن عالقةٍ‬ ‫مدم ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ره‬ ‫لقاءات‬ ‫عن‬ ‫ٍ‬ ‫متهو ْ‬ ‫ّ‬ ‫سئمت منك‬

‫دارك‬ ‫سئمت الوقوف عند عتبة‬ ‫َ‬ ‫حمط ً‬ ‫ً‬ ‫حمتقر ْه‬ ‫مة‪،‬‬ ‫مرذولة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ره‬ ‫دمية من ُدماك‬ ‫فما أنا‬ ‫املكس ْ‬ ‫ّ‬ ‫سئمت منك‬ ‫بقاياك من حنايا ضلوعي‬ ‫سئمت أملل ُِم‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫املزروع‬ ‫اسمك‬ ‫أفرغُ ذاتي من‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫املفجوع‬ ‫يف وجداين‪ ،‬يف كياين‬ ‫ِ‬ ‫فيض دموعي‬ ‫عيني‬ ‫وأكفكف من‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫غريره‬ ‫طفلة‬ ‫بعد اليوم‬ ‫ْ‬ ‫فما أنا َ‬ ‫سئمت منك‬ ‫احلب‬ ‫سئمت أجنرف وإ ّياك يف غيبوبة‬ ‫ِّ‬ ‫املضطرب‬ ‫سئمت النّوم على صدرك‬ ‫ِ‬ ‫امللتهب‬ ‫تُحرقني بنار جسدك‬ ‫ِ‬ ‫فارحل كما ترحل ّ‬ ‫الغيب‬ ‫جماهل‬ ‫ِ‬ ‫الشمس يف‬ ‫ِ‬ ‫منتظره‬ ‫العمر‬ ‫مضي‬ ‫فلن ُأ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫سئمت منك‬ ‫ره؟‬ ‫األرض‬ ‫ِ‬ ‫أح ُّبك حقيقةٌ كهذه‬ ‫املدو ْ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األربعه؟‬ ‫كالفصول‬ ‫مس‪،‬‬ ‫كالش‬ ‫كالقمر‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ره؟‬ ‫ِ‬ ‫سراب يف‬ ‫أم‬ ‫ٌ‬ ‫وجدان امرأةٍ متط ّي ْ‬ ‫ً‬ ‫مرفرفا‬ ‫يظل‬ ‫ّسر‪ ،‬يا حبيبي‪ ،‬أن‬ ‫َّ‬ ‫قدر الن ِ‬ ‫ُ‬ ‫حر ْه‬ ‫أبقى‬ ‫وسوف‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫حر‬ ‫وأنا‬ ‫ّ ْ‬ ‫ّ‬ ‫سئمت منك‬

‫‪21‬‬


‫ميتــافيزيـق روبيــر غانـم‬ ‫على احملك‬

‫يتوسـط تيّاريـن خصميـن‬ ‫روبييـر غانـم‪ ،‬الشـاعر‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫رفضـا ً‬ ‫ً‬ ‫باتـا اي تسـمية للشـعر‬ ‫عنيديـن‪ ،‬احدهمـا يرفـض‬ ‫خـارج أصولـه أي كمـا وصـل الينـا بأوزانـه وقوافيـه‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ومطل ٌـق‪ ،‬يرفـض أي اعتـراف‬ ‫طليـق‬ ‫واخـر‪ ،‬حـ ٌّر ومحـ َّر ٌر‬ ‫او ارتبـاط باالصـول‪ ،‬والمعـروف‪ ،‬ان َّ‬ ‫حـد الشـعر ال يـزال‬ ‫ً‬ ‫ضائعـا والنظريـات اتـي تـدور حولـه‪ ،‬سـوا ًء اكانـت للنقـاد‬ ‫او للشـعراء قدامى ومحدثين‪ ،‬ال تزال مشوشـة متناقضة‬ ‫واذا صـدف وتقاربـت تشـعر بتكرارهـا وان تعـددت‬ ‫صياغاتهـا‪.‬‬ ‫كنـت اتصفـح ديـوان غانـم‪ ،‬الشـاعر‪ ،‬بحـذر شـديد آلن‬ ‫ً‬ ‫فائضـا على عدد صفحاته وقوالبه‬ ‫تنـوع موضوعاتـه يبـدو‬ ‫فمضامينـه العميقـة األغـوار تعجـز لغتنـا المتداولـة‪،‬‬ ‫فصحـى ومحكيـة‪ ،‬عـن تلبيـة متطلباتهـا‪ ،‬خاصـة وان‬ ‫المجـردات أو الماورائيـات ـــ الميتافيزيـق ـــ هـي مـن‬ ‫الالملمـوس والالمحسـوس‪ .‬هـي علـم ضـاع العقـل فـي‬ ‫بحـاره وهـو يحـاول حـل مسـألة الخلـود والفنـاء فلجـأ‬ ‫ً‬ ‫مكتفيـا بحلـول ايمانيـة ترضيـه رغـم غيـاب‬ ‫الـى الديـن‬ ‫ْـت واضـح لهـا مـا جعل الكافـر ينقضها لما يعتورها من‬ ‫ِثب ٍ‬ ‫كـب بهـا فيقـول‪:‬‬ ‫صعوبـة فـي متاهاتهـا واذا بشـاعرنا ُي ْن ُ‬ ‫“عندمـا جئنـا وقررنـا “وصـار الوهـج نـا ْر ‪ /‬صـارت الدنيـا‬ ‫دوا ْر ‪ /‬فانتشـينا وعبرنـا مـدن اللهفـة واالشـراق والرؤيـا ‪/‬‬ ‫تحولنـا غبـا ْر ‪./‬‬ ‫السـؤال‪ :‬كيـف نسـتطيع ان ِّ‬ ‫نصفـي حسـاب هـذه‬ ‫ِّ‬ ‫الحـل المنشـــود؟‬ ‫المتاهـات لنصـل الـى‬ ‫هل نبقى في دوران أبدي مع الخرافة والحلم واالنتظار‬ ‫وهـل اللغـة الجديـدة هـي الحـل المقنـع لهـذا الـدوران‬ ‫ً‬ ‫مروحيا خــارج كوكبنا ؟‬ ‫وللغـز ٍ يتحرك كالزئبـق ويطوف‬ ‫فـي ديـوان شـاعرنا او باالحـرى فـي دواوينـه الثمانيـة ‪،‬‬ ‫لغـة محـررة مـن كل حاجـز عـازل بينهـا وبيـن متاهـات‬ ‫الـرؤى ‪ .‬انهـا لغـزو فكـري بعيـد بـل أبعد مـن الماورائيات‬ ‫‪22‬‬

‫فـي المعالجـات الفلسـفية ‪.‬‬ ‫فمـن التناهـي الـى التناهيـات الـى “ الالتناهيـات “ ومـن‬ ‫الهنـا الـى الهنالـك الـى الهنالـكات ‪ / :‬لـم اكـن أدري بـان‬ ‫اللغـات ال توصـل الـى مضاميـن النـور ‪/‬‬ ‫‪/‬لـم‪ ...‬ولـم أكـن أدري بـأن النـور بحاجـة الـى لغـات مـن‬ ‫البريـق َ‬ ‫االلهـي‪. /‬‬ ‫ً‬ ‫إذا‪ ،‬وقبـل الحديـث عـن القولبـة التـي اعتمدهـا شـاعرنا‪،‬‬ ‫ال بـد مـن الحديـث عـن مضاميـن القصائـد التي انعتقت‬ ‫مـن االسـر بعناويـن دواوينـه ثـم نثـرت فـي محيطـات ال‬ ‫شـواطئ لها الن العقل ال حاجة له الى المراسـي اآلسـنة‬ ‫وهـو المجـدد للحيـاة فـي حراكه المسـتمر ‪.‬‬


‫عن كتابه “ميتافيزيق” وفي العدد ‪ 53‬ـ آب ‪ /‬ايلول ‪“ 2010‬تحوالت“‪.‬‬

‫لـــويــس احلايـــك‬

‫‪23‬‬

‫على احملك‬

‫فـي العبـور األول للشـاعر تحـت عنـوان صهيـل األزمنـة‬ ‫اآلتيـة يسـخر مـن العبـارة التوراتيـة‪ :‬كان صبـاح وكان‬ ‫مسـاء إذ يسـأل‪ :‬لمـاذا إنوجـدْ ت؟‬ ‫ً‬ ‫فكـرة فـي أحلام الخالـق‬ ‫فهـو لـم يكـن لينـدم لـو ّظـل‬ ‫والخلـق‪ ،‬لكنـه شـاعر يصنـع بمفرادتـه اعجوبـة وجـوده‬ ‫بقلـم وريشـة ولـون ليكتـب القصيـدة التي لـم تكتب بعد‬ ‫والتـي سـتعيد التاريـخ واإلنسـان‪.‬‬ ‫وفـي متاهـات الطرائـق الوعـرة الباذخـة الـى حقيقـة‬ ‫الوجود يسـيح الشـاعر فوق المدائن‪ ،‬يكتب مثلما كتبت‬ ‫أول قصيدة ّ‬ ‫نظمها الخالق الشـاعر‪ّ ،‬‬ ‫جل جالله‪ .‬قصيدة‬ ‫يجهد غانم في صياغة حروفها ولملمـة كلماتهـا فيتزاوج‬ ‫عنـده الفـكــر “األبعـد”‪ ،‬بيـن الهبـاء والبهـاء والمعرفـة‪،‬‬ ‫والوجع‪ ،‬وجع اإلنسـان كاشـف األسـرار وموقظ األسـرار‪،‬‬ ‫ً‬ ‫عبـورا الـى‬ ‫وإذا بالجرثومـة صـورة "أناتـه” تتحـوّل‬ ‫المسـتحيل‪ ،‬مسـتحيل السـماء ثـمّ تسـقط متر ِن ً‬ ‫حـة مـع‬ ‫وهـم النضـوب والحلـم والقهـر لتتحـول ً‬ ‫شـعرا فـي خفايـا‬ ‫ً‬ ‫خلقـا مـن‬ ‫الظنـون‪“ ،‬صهيـل انعتـاق يخصـب ويعطـي‬ ‫نسـل الغبـار“‪ّ .‬إن لعبـة اهلل مـع خلقـه مـن الصعـب ان‬ ‫نجـد ًّ‬ ‫حلا لبداياتهـا‪ ،‬أمّـا فلسـفة “األبعد” فقـد اختصرها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وفكـرا ‪...‬‬ ‫شـعرا‬ ‫الشـاعر فـي نهايـة دواوينـه‪“ :‬كتبـت‬ ‫ً‬ ‫كثيـرا ‪ /‬الـى الهنـاء‬ ‫الشـقي‪ ،‬اغتنيـت أحببـت‪ ،‬قيـل‬ ‫‪ /‬أنـا‬ ‫ّ‬ ‫ارتقـاء مشـيت‬ ‫اهتديـت ‪ /‬لكـن روحـي عطشـى ‪ /‬إلـى‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ألننـي مـن ثبـات ٍ واآلن إنـي صحوت ‪/‬‬ ‫أدركت أنني وهمٌ‬ ‫دريـت ‪ / ...‬كأننـي مـا بدأت كأنني ما ُ‬ ‫وهاكنـي قـد ُ‬ ‫أتيت‪.‬‬ ‫فـي الدواويـن الثمانيـة وفـي محاولـة ال تكفـي لتحليـل‬ ‫مضامينهـا‪ ،‬ورصـد مدلوالتهـا‪ ،‬وهـي تسـتلزم دراسـة‬ ‫موسـوعية‪ ،‬بصفحـات قـد تفـوق صفحـات كتابـه‪ ،‬وقـد‬ ‫عالجـت قليلهـا الـذي ال يوفـي ّ‬ ‫الحق لكثيرها‪ ،‬وال ّبد من‬ ‫ً‬ ‫تعـرّض فـي الختـام ألصالـة غانـم فـي شـعره ً‬ ‫ونظما‪.‬‬ ‫نثـرا‬ ‫روبيـر غانـم أدرك بمواهبـه هـذا التمايـز َ‬ ‫فأتقـن التعبيـر‬

‫ً‬ ‫نثـرا ونظم ًـا وهـذا مـا جعـل لدواوينـه انطالقـة جديـدة‬ ‫اعتمـدت علـى العناصـر األساسـية لمـا نسـميه الشـعر ‪.‬‬ ‫ومـا دمنـا فـي حديـث الشـعر ‪ ،‬ففـي الديـوان السـابع‪،‬‬ ‫رائعـة مـن روائعـه بعنـوان "احـزان الشـعر” وهـي أحـزان‬ ‫ً‬ ‫ـامال ألنها حش ٌ‬ ‫عنوانا ش ً‬ ‫ـرجة عالقة في‬ ‫قـد تصلـح لتكـون‬ ‫حلقـوم الشـاعر تخفـي األلـم الدفيـن بسـتار مـن األمـل‬ ‫المرجـو‪ّ :‬أن مـن هنـاك ‪ /‬آت الـى ربوعنـا ملاك ‪ /‬كأنـه‬ ‫شـع ٌر يدور ‪ /‬يرسـم األفالك ‪ /‬قصيدة بحجم كون ‪ /‬ألن‬ ‫دنيانـا بلا أشـعار ‪ /‬يسـكنها البـوار ‪ /‬ونحـن نغـدو س ً‬ ‫ـأما ‪/‬‬ ‫زهـور انتظـار ‪/‬‬ ‫يا شعر ‪ ،‬أنت حالة من الضياء‬ ‫ومـن خلال وهجـك النقـي‪ ..‬والرجـاء‪ ،‬نصيـر‪ ..‬فـي‬ ‫السـماء‪ ”.‬فـي سـبك موسـيقي رائـع يزجّ نـا الشـاعر فـي‬ ‫دوامـة مـع هواجسـه التـي تبحـث عـن أسـرار الوجـود‬ ‫فتأخـذه األشـرعة فـي‪" :‬سـفن البـال الـى ذاك البهـاء‬ ‫وتصيـر األرض أحالمـا وبعض ًـا مـن سـماء” وبهـذا التـوق‬ ‫الـى السـماء والبهـاء يفاجئنـا بـزوّار الزمـان‪ .‬هـؤالء الـزوار‬ ‫مـاذا يفعلـون ‪ /‬هـل ح ً‬ ‫ـدودا يرسـمون فـي بلاد الشـمس‬ ‫واألرض الحزينـة ‪ /‬أم يحملـون سـ ّر اللغـز ‪ /‬الـذي حوّلنـا‬ ‫الـى دخـان وجعـل الخبـر عـن حلمنـا يحمـل القحـط‬ ‫والقـدر وتوق ًـا الـى الهبـاء‪...‬‬


‫ناســك يف عالــم اليـــوم‬

‫على احملك‬

‫اكثــر مــن كتــاب واكثــر مــن ســيرة حيــاة‪ ،‬بــل إ ّنــه‬ ‫مخطــوط حيــاة بيــن دفتــي كتــاب تحــت عنــوان “األخ‬ ‫نــور” للدكتــور ربيعــة ابــي فاضــل‪ .‬أمــا لــو كان لــي لكنــت‬ ‫اســميته “شــهادة وات ّعــاظ” أو “نبـ ّـي لعصرنــا” أو “تجليات‬ ‫ّ‬ ‫إنســان بــكل أبعــاده اإلنســانيّة”‪ .‬لكــنّ‬ ‫المؤلــف اختــار‬ ‫ّ‬ ‫بــكل بســاطة العنــوان الــذي اختصــر هــذه العناويــن كلهــا‬ ‫بتجــرده‪“ ،‬األخ نــور”‪.‬‬ ‫هــذا االســم العالمــة الــذي طبــع ذاكرتــي عندمــا كنــت فــي‬ ‫الســابعة مــن عمــري ّ‬ ‫تخيلــت أنــه مــن مهجّ ــري الجبــل‬ ‫الذيــن أنــا منهــم‪ ،‬وقــد فقــد كل شــيء حتــى صوابــه‪ .‬إال‬ ‫أنــي تعجبــت عندمــا رأيتــه يقـ ّـدم المعونــات ويو ّزعهــا علــى‬ ‫المتروكيــن مــن مــأكل وملبــس وادويــة‪ ،‬وهــو م ّمــن يظهــر‬ ‫علــى محيــاه الجــوع والعطــش‪ ،‬بــل ق ّمــة الفقــر‪ ،‬إذ إنــه‬ ‫حافــي القدميــن‪ ،‬كذلــك فــي الحــرب األهليــة المشــؤومة‬ ‫وتحــت القصــف كان يذهــب إلــى المالجــىء لزيــارة‪،‬‬ ‫وتعزيــة المحزونيــن وافتقــاد المرضــى والمأســورين‪،‬‬ ‫وهــذا مــا ّاكــده الدكتــور انطــوان عبــدو ســعد فــي مقدمــة‬ ‫الكتــاب‪ .‬امــا أنــا‪ ،‬ويومــذاك‪ ،‬فقــد قصـوّا ســيرته علــى قــدر‬ ‫اســتيعابي‪ ،‬إذ كان موضوعهــا علــى كل لســان‪.‬‬ ‫إلــي‬ ‫لكنــي عــدت والتقيتــه وأنــا كاهــن عندمــا اوكلــت ّ‬ ‫رهبنتــي األنطونيــة خدمــة مدرســة التوجيــه االجتماعــي‬ ‫التــي تعنــى باألطفــال الذيــن قســت عليهــم الحيــاة‪،‬‬ ‫فــي قســمها الداخلــي فتواصــل معــي األخ نــور للتشــجيع‬ ‫ولتأميــن مختلــف الهدايــا والمعونــات العينيــة‪ ،‬ومــا زلــت‬ ‫التقيــه‪ ،‬ولكــن ال اتذكــر أنــي التقيتــه فــي كل م ـرّة اكثــر‬ ‫مــن دقائــق معــدودة‪ ،‬بحيــث أنســحب ويبقــى قلبــي‬ ‫وعقلــي منبهريــن بكلماتــه القليلــة ومحبتــه الكبيــرة‬ ‫والكثيــرة‪ ،‬كمــا بهرنــي وانــا صغيــر بــل اكثــر‪...‬‬ ‫لذلــك انكببــت علــى قــراءة هــذا الكتــاب بشــغف‪ ،‬وكيــف‬ ‫‪24‬‬

‫ال وفيــه الكثيــر مــن األســئلة التــي لــم ولــن أجــرؤ علــى‬ ‫طرحهــا‪.‬‬ ‫لقــد نجــح الدكتــور ربيعــة ابــي فاضــل فــي موضوعيــن فــي‬ ‫هــذا الكتــاب‪ ،‬األول اقنــاع األخ نــور بالكتابــة والطبــع‪،‬‬ ‫والثانــي فــي منهجّ يتــه‪ .‬لقــد ادرك المؤلــف رهبــة هــذا‬ ‫المشــروع الكتــاب‪ ،‬الموضــوع الحــي إذ قــال‪” :‬يحتــاج‬ ‫إلــى فينومينولوجيــا هيرمينطيقيــة تنطلــق مــن األفعــال‪،‬‬ ‫صغيرهــا والكبيــر‪ ،‬نحــو األبعــاد الفكريــة الفلســفيّة‬ ‫والالهوت ّيــة القريبــة والبعيــدة‪ ،‬الهرمس ـيّة والمكشــوفة‪،‬‬ ‫الفرد ّيــة والجماع ّيــة كــي يقــارب الكاتــب الحقيقــة بعــد‬ ‫أن كان عاصــر األخ نــور وعايشــه” (ص‪.)2‬‬ ‫لقــد غــاص المؤلــف فــي أبعاد شــخصية األخ نور النفســية‬ ‫والروحيــة‪ ،‬الالهوتيــة والفلســفية فــي لغــة عربيــة مرهفــة‬ ‫ومش ـوّقة وصف ّيــة ودقيقــة‪ ،‬ليصبــح هــذا الكتــاب اقــرب‬ ‫إلــى ســيرة القديســين منــه إلــى تدويــن ســيرة الغير ّيــة او‬ ‫الســرد الروائـ ّـي أو التأريــخ الروحــي‪( .‬ص ‪.)38‬‬ ‫فيُعــرّف عنــه “إنــه جهــاد جــورج بســاليس اليونانــي‪،‬‬


‫على احملك‬

‫الحلبــي‪ ،‬اللبنانــي‪ ،‬وقــد تناســى عاطفــة أ ّمــه وتجــارة أبيــه‪،‬‬ ‫وأنــس إخواتــه‪ ،‬ورفاقــه‪ ،‬فــي بــرج ح ّمــود‪ ،‬وقـرّر أال يكنــز‬ ‫كنــو ًزا علــى األرض حيــث السّ ــوس‪ ،‬وال يعبــد المــال‪ّ ،‬‬ ‫وأل‬ ‫يهتــم لنفســه بمــا يــأكل‪ ،‬وال لجســده بمــا يلبــس‪ ،‬حاسـبًا‬ ‫نفســه طائـرًا مــن طيــور الســماء وزنابــق الحقــل‪ ،‬مكتف ًيــا‬ ‫بطلــب ملكــوت اهلل‪ ،‬وبـرّه‪ ،‬غيــر آبــه بمــا يحمــل الغــد لــه‬ ‫مــن شــؤون وشــجون‪ ،‬ألن ّ‬ ‫كل مــن ســأل يعطــى‪ ،‬وكل مــا‬ ‫تســألونه فــي الصــاة بإيمــان تنالونــه”‪( .‬ص ‪.)11‬‬ ‫ويســتفيض المؤلــف فيشــرح مفاهيــم األخ نــور الروحيــة‬ ‫العميقــة حيــث يرجّ ــح فــي شــرحه علــى أن المســيحيّة‬ ‫فــي حياتــه ثــورة مســتمرة علــى الــذات وفــي الــذات (ص‬ ‫‪.)13‬‬ ‫بيــن النســك فــي بطــون الجبــال ومحابــس فــي اعالــي‬ ‫الجبــال‪ ،‬وجــد األخ نــور نســكه الجديــد لهــذا العصــر فــي‬ ‫مكتبــه‪ّ ،‬‬ ‫قليتــه‪ ،‬منســكه فــي المحطــة االعالميــة تلــي‬ ‫لوميــار محّ ــوال الوثنيــة الجديــدة إلــى منــارة “كان األخ‬ ‫نــور صاحــب رؤيــة ورؤيــا عندمــا اكتشــف فجــأة‪ ،‬بقــوة‬ ‫الــروح‪ّ ،‬أن المســتقبل القريــب هــو اإلعــام‪ ،‬لكونــه ســوف‬ ‫ّ‬ ‫يؤثــر فــي مســيرة البشــر‪ ،‬وفــي العقــل والوجــدان‪ ،‬وســوف‬ ‫يحــرّك البشــرية إمّــا نحــو البنــاء‪ ،‬والنهــوض‪ ،‬أو نحــو‬ ‫الهــدم والدمــار‪( ”...‬ص ‪.)16‬‬ ‫يتضمــن الكتــاب مقابلــة مــع والــدة جهــاد التــي أجراهــا‬ ‫المؤلــف بحر ّفيــة عاليــة فتكشــف اســرار طفولــة‪ .‬وانــا‬ ‫اشــهد أنــه لــم يشــارك فــي صــاة المرافقــة وال الــوداع‬ ‫وعندمــا ا ّتصــل بــه صهــره ليعلمــه بخبــر وفاتهــا‪ ،‬فســبقه‬ ‫بالقــول ّإن المســيح قــام ودمعــت عينــاه‪ ،‬وهــو مــن قالــت‬ ‫عنــه أمّــه “ لديــه عــادة الفتــة وهــي أنــه فــي المــوت‬ ‫يرفــض البــكاء”‪ .‬وكــم طالبتــه “دعنــي أســمع صوتــك‬ ‫بالهاتــف‪ ،‬قــال‪ :‬أنــا أعمــل مــا أعمــل حتــى أكــون جديـرًا‬ ‫بـ ِـك”‪.‬‬

‫يؤمــن األخ نــور بــدور العلمانييــن فــي الكنيســة‪ ،‬وافــكاره‬ ‫تعكــس تعاليــم المجمــع الفاتيكانــي الثانــي وتعاليــم‬ ‫البابــوات‪ ،‬وعلــى الرغــم مــن محبتــه للبابــا القديــس‬ ‫يوحنــا بولــس الثانــي‪ ،‬فإنـ ّـي اراه قــد ذهــب إلــى العمــق‬ ‫مــع البابــا فرنســيس ولهمــا الشــفيع نفســه القديــس‬ ‫فرنســيس األســيزي‪.‬‬ ‫إن اهميــة هــذا الكتــاب الــذي يختصــر حيــاة األخ نــور‬ ‫ّ‬ ‫يتخللــه بعــض المحاضــرات التــي‬ ‫التــي ال تختصــر‪،‬‬ ‫قدمّهــا األخ نــور فــي بدايــة رســالته‪ ،‬وع ّينــة مــن مذكراتــه‬ ‫وتأمالتــه وصالتــه الشــخصية التــي تبقــى مدرســة للتأمــل‬ ‫ونصــوص عنــه‪.‬‬ ‫والحيــاة‪ .‬اضافــة إلــى شــهادات ّ‬ ‫ّإن مــا لــم أجــرؤ علــى ســؤالك إيهــا العزيــز نــور‪ ،‬فإنـ ّـي‬ ‫قــد وجــدت بعــض اإلجابــات فيــه‪ ،‬إال أ ّنــي فــي نهايــة‬ ‫هــذا الكتــاب‪ ،‬ادركــت أن أســئلة كثيــر ال تجيــب عنهــا‬ ‫كلمــات‪ ،‬بــل تبقــى ره ًنــا بخبــرات الحيــاة!‬

‫األب بشـــــارة إيل ّيـــــا‬ ‫‪25‬‬


‫اســــكندر داغــــر يوقع كتابيه يف كالريي ايكزود‬ ‫حتت الضوء‬

‫دعــانا الصحــايف الكاتب اسكنـدر داغــر‬ ‫على توقيــع كتابيــه األول فرســـان القــلم‬ ‫فــي لبنـــــان والثــاين من العتمـــة إىل‬ ‫الضـــوء ويف احلفل قامت رابطة اهايل‬ ‫بريوت املمثلة باالعالمي االستاذ حممد‬ ‫عاصـــي الذي قدم للمؤلف درع ًا تكرميي ًا‬ ‫ودعا الفنانـــة التشكيليــــة غـــادة آغـــا اىل‬ ‫مشاركته بإلباسه العباءة البيـروتيــة‪.‬‬

‫فيما يلي كلمة الشــاعرة كاتيـــا مييـــن يف‬ ‫الكتــابيـــن‪.‬‬

‫حدائـــق الثـقـافــة‬ ‫اد‬ ‫ِ‬ ‫رو َ‬ ‫يــا أصدقائـــي‪ ،‬يــا ّ‬ ‫ُ‬ ‫وألــق الفكـــر‬ ‫مســـــاؤكم شــــذى الكلمــة‬ ‫يا عزيزي اســـــــكندر‪،‬‬ ‫مــع تصافــي العبــارة وبســاطة األســلوب تطــل علينــا فــي‬ ‫مؤلفيــك كاتبـ ًـا بهيـ ًـا وصحافيــا لماعـ ًـا‪ .‬وأنــت مــن اخترت‬ ‫ـص المتاعــب شـ ً‬ ‫ً‬ ‫قفـ َ‬ ‫ورودا‬ ‫ـريكا لحياتــك‪ ،‬تفــرش جــداره‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ــس رحــاب الحريــة‪ .‬بقلــم مســحور‬ ‫للكلمــة وفيــه تتنف ُ‬ ‫بالعشــق َت ُ‬ ‫ً‬ ‫حيــك الســطو َر أغــاال لبــرد الــروح‪ ،‬ومــع‬ ‫عصافيرالصبــاح‪ ،‬تجمــع لهــا عصــارة أفــكارك وتحمّلهــا‬ ‫بعضـ ًـا مــن أنفــاس عاطفتــك المتوتــرة‪ ،‬المشــبعة بالصــدق‬ ‫والشــفافية ‪.‬‬ ‫أيها الكرام‪،‬‬ ‫ونحــن فــي زمــن ســقيم‪ ،‬وقــد تراجعــت القيــم وســادت‬ ‫‪26‬‬

‫المـ ُ‬ ‫ـادة علــى الــروح‪ُ ،‬وأنهكنــا مــن خطابــات طغم ـ ٍة مــن‬ ‫الساســة الفاســدين المنافقيــن المفســدين‪ ،‬وأصبحــت‬ ‫المواطنــة شـ ً‬ ‫ـعارا ُيــداس كل يــوم فــي حظائــر الطائفيــة‬ ‫والزبائنيــة‪ ،‬بتنــا بأمــس الحاجــة الــى إعــاء شــأن الثقافــة‬ ‫ونشــرها وهــي ‪-‬وعلــى حــد قــول الفيلســوف هيغــل‪،-‬‬ ‫وحدهــا التــي ســتبقى بعــد انتهــاء ثرثــرات السياســة‪ .‬وهــي‬ ‫السـ ُ‬ ‫ـاح األمضــى فــي مواجهــة التخلــف والعنــف‪.‬‬ ‫وحســبي أنــك يــا اســكندر يــا مــن أمضيــت عمــرك فاتحـ ًـا‬ ‫فــي فــردوس الكلمــات أردت بمؤلفيــك الذ ْيــن نحتفــي‬ ‫بميالدهمــا هــذا المســاء المســاهمة بإصــاح المجتمــع‬ ‫وبنــاء الوطــن واالرتقــاء بفكــر اإلنســان‪ .‬أردت مجابهــة‬ ‫الهمجيــة والعنــف والتخلــف فاختــرت‪ ،‬بتواضــع الكبــار‪،‬‬ ‫أن تتفيــأ بظــل فرســان القلــم فــي لبنــان‪ .‬فنفخــت‬ ‫فــي أشــرعة الذاكــرة‪ .‬أبحـ َ‬ ‫ـرت فــي عوالــم مــن كانــوا فــي‬ ‫هيــاكل الحــرف نسـ ً‬ ‫ـاكا‪ .‬وعـ َ‬ ‫ـدت بالزمــن الــى أيــام نزلـ َـت‬ ‫فيهــا الــى الميــدان وتنقلـ َـت فــي أنحــاء بيروت استكشـ ً‬ ‫ـافا‬ ‫واجتماعــا بهــؤالء الفرســان‪.‬‬ ‫تقـ ُ‬ ‫ـول فــي مقدمــة كتابــك‪" :‬يومهــا كانــت بيــروت جميلــة‪،‬‬


‫كـاتي مييــن‬

‫حتت الضوء‬

‫وكانــت تضحــك لنــا‪ ،‬نغــب مــن ينابيعهــا وال نرتــوي‪"..‬‬ ‫ونحــن نضيــف‪ :‬كانــت الســماء أصفــى والشــوارع أصــدق‬ ‫وذاكــرة التاريــخ ماثلــة فــي كل زاويــة وكل حـ ّـي‪ .‬وكانــت‬ ‫ـروس الحضــارة ومرتعـ ًـا لــكل مثقــف ومـ ً‬ ‫بيــروت عـ َ‬ ‫ـاذا‬ ‫ً‬ ‫حاضنا لكل قلم وفكر حر‪ .‬‬ ‫َ‬ ‫كتبــت‪.‬‬ ‫عــن أوقــات أمضي َتهــا مــع عمالقــة القرطــاس‬ ‫َ‬ ‫كشــفت عــن جوانــب مــن حياتهــم وآرائهــم ومزاياهــم‪.‬‬ ‫َ‬ ‫دعــوت القــارئ للدخــول معــك الــى منازلهــم‪ ،‬ليســمع‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ويعايــش انفعاال َتهــم‬ ‫قصصهــم ويكتشــف شــخصي َتهم‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ويمالــح أفكار َُهــم‪ .‬فيتعـر ّْف عــن قــرب بك ّتــاب وأدبــا َء ‪-‬‬ ‫صحافييــن ومؤرخيــن نذكــر منهــم‪ :‬ســهيل إدريــس‪ ،‬أميــن‬ ‫الريحانــي‪ ،‬نظيــر ع ّبــود‪ ،‬الشــيخ عبــداهلل العاليلــي‪ ،‬فــؤاد‬ ‫افــرام البســتاني‪ ،‬جــورج مصروعــة وغيرَهــم ممــن طبعــوا‬ ‫ـان بمجــد الفكــر‪ .‬و فــي ختــام الكتــاب نثـ َ‬ ‫تاريــخ لبنـ َ‬ ‫ـرت‬ ‫رائحــة المســك بأيقونــة األدب ‪ -‬كمــا كان يحلــو لــي ان‬ ‫أناديهــا فــي مقابالتنــا اإلذاعيــة‪ -‬فارســة "طيــور أيلــول"‬ ‫إميلــي نصــراهلل‪.‬‬ ‫وال تقــف يــا اســكندر فــي مؤلفــك القيّــم عنــد حــدود‬ ‫األســئلة الصحافيــة المُ حكمــة بــل تعطــي رأيــك‬ ‫بموضوعيــة ورقــي‪ .‬ويــا ِلروحــك النقديــة الوثابــة األنيقــة‬ ‫التــي تفاجئنــا بهــا بيــن الصفحــات فتقــول ً‬ ‫مثــا فــي‬ ‫جائــزة ســعيد عقــل كتــاب ص‪ : 250 .‬وفــي البــدء‪ ،‬كانــت‬ ‫هــذه الجائــزة الشــهرية‪ ،‬تتميــز بالمصداقيــة العاليــة‪،‬‬ ‫وتمنــح ألصحــاب المؤلفــات البــارزة والجيــدة‪ ،‬ولكنهــا لــم‬ ‫تلبــث فــي ســنواتها األخيــرة أن تحولــت الــى أضحوكــة‬ ‫حيــث اختلــط الحابــل بالنابــل‪ ،‬الجميــل بالقبيــح‪،‬‬ ‫الصــادق بالمــزور‪ ،‬األصيــل بالقرصــان‪ ،‬وذلــك عندمــا‬ ‫تراجعــت حالــة مؤسســها‪ ،‬وباتــت فــي يــد مستشــاره‬ ‫األول‪ ...‬وتضيــف‪ :‬وأتوقــف هنــا عــن الــكالم ‪"....‬‬ ‫وكــم هــو مؤثــر ذلــك التقديــر الــذي قـ ّـل نظيــره لزمــاء‬ ‫المهنــة‪ ،‬بحيــث تقــول عــن مؤســس مجلــة "األديــب"‬ ‫ص‪" :24 .‬وفــي رأيــي‪ ،‬إن عمــا فكريــا كبيــرا مثــل‬ ‫"األديــب" مــا كان ليســتطيع ان يقــوم بــه غيــر ألبيــر‬ ‫أديــب‪ ...‬وتقــول‪ :‬وعلــى الرغــم مــن أن مجلــة األديــب‬ ‫حققــت إنتصــارات كبيــرة ونالــت شــهرة عالميــة ولكــن‬ ‫علــى حســاب عــرق ودمــوع صاحبهــا إال أنهــا اســتطاعت‬ ‫ان تجعــل لبنــان الفكــر‪ ،‬ولبنــان األدب ولبنــان الصحافــة‬ ‫الحــرة يســتمر بألبيــر أديــب وبمجلــة "األديــب" وهــذا فــي‬ ‫رأيــي أيضـ ًـا أثمــن مــا فــي الوجــود ألنــه أثمــن مــا يقدمــه‬ ‫المفكــر لوطنــه‪.‬‬

‫وألنــك أيهــا الصديــق اســكندر‪ ،‬وأنــت الشــاع ُر البديــع‬ ‫‪- ،‬وبحســب اعتقــادي‪ِ -‬تؤمــن بــأن الشــعرَهو نبـ ُ‬ ‫ـض‬ ‫ـوح ينســاب جـ َ‬ ‫ـداول فــرح وشــجن‪ ..‬إنكشــافٌ‬ ‫الحيــاة‪ ..‬بـ ٌ‬ ‫يسـ ُـك ُب قلــق التســاؤالت‪ ...‬ويلمــع فــي حدقــة الشــمس‬ ‫ـب‪َ ،...‬‬ ‫أردت ومــن العتمــة الــى النــور إطــاق‬ ‫عناقيـ َـد حـ ٍ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ـال مــن شــعراء شــكلوا‬ ‫أســراب ســنونوات‪ ،‬قوافــل أجيـ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ـات َت َحـ ّـدوا فيهــا ظلمــة العــدم‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫إبدا‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫يراع‬ ‫بمــداد‬ ‫ٍ‬ ‫فــكان ‪”:‬مــن العتمــة ألــى الضــوء ‪ -‬شــعراء لبنــان مــن‬ ‫جيــل الــى آخــر”‪ .‬فيــه كتبـ َـت وكمــا تقــول عــن مــن احتــل‬ ‫مركـ َز الصــدارة وعــن مــن اختــار التشـ َ‬ ‫ـبه بزهــرة البنفســج‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وأكــدت بــأن جميعَ هــم صــاروا ملــك التاريــخ‪ ..‬والزمـ ُـن‬ ‫َ‬ ‫غربــال! ومــا أحيــاك وأصدقــك حيــن تقــول برحيــل‬ ‫أنســي الحــاج‪ :‬ص ‪ ”161‬أنــا أعــرف‪ ،‬وأنــت تعــرف‪ ،‬وهــي‬ ‫تعــرف‪ ،‬أن ســقوط شــاعر فــي هــذا الكــون يعنــي الكثيــر‪...‬‬ ‫ـاوة‪ ،‬وأن عشـ َ‬ ‫فهــو يعنــي أن الحيــاة صــارت أقـ َـل حـ ً‬ ‫ـاق‬ ‫َ‬ ‫صديقهــم األكبــر‪ ،‬وأن‬ ‫األرض وثــوارَه ومجاني َنــه خســروا‬ ‫األوطــان بــا شــعراء كجســم بــا روح‪.‬‬ ‫أو حيــن تقــول برحيــل راجــي عشــقوتي‪ :‬عندمــا يرحــل‬ ‫الشــاعر‪ ،‬فــي أي مــكان مــن العالــم‪ ،‬يرحــل معــه الطيــب‪،‬‬ ‫ويصيــر العالــم أصغــر!‬ ‫وألننــي ال أحبـ ّـذ اإلطالــة فــي الــكالم‪ ،‬وقبــل أن أختــم‬ ‫ال يســعني إال أن أقــول أن الكتابيــن يعتبــران مرجعـ ًـا‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ـاج قامــات يكبــر بهــا‬ ‫هامــا يضيــئ علــى آراء ومواقــف ونتـ ِ‬ ‫لبنــان‪.‬‬ ‫;مبــروك المؤلفيــن‪...‬أدام اهلل ردا َء فكــرك وشـ َ‬ ‫ـفيف‬ ‫مفرداتــك ونـ َ‬ ‫ـداوة أســلوبك‪.‬‬ ‫كاتي ميني‬

‫‪27‬‬


‫علـــــوم‬

‫بني حتديات‬

‫الثورة الرقمية وتداعياتهـــــــــــــــا‬

‫ظهــرت خــال العقــود الثالثــة‬ ‫األخيــرة مــن القــرن العشــرين ثــورة‬ ‫جديــدة‪ ،‬كانــت طفــرة فــي تطــور‬ ‫تاريــخ البشــرية‪ ،‬تــكاد تضاهــي‬ ‫الثــورة الصناعيــة فــي القــرن التاســع‬ ‫عشــر أو تتجاوزهــا‪ ،‬وهــي ثــورة‬ ‫المعلومــات وتكنولوجيــا االتصــال‪،‬‬ ‫وســرعان مــا تحــول المنظــرون إلــى‬ ‫اصطــاح مجتمــع المعلومــات‪،..‬‬ ‫حيــث ســيطرت صناعــة البيانــات‬ ‫والمعلومــات واســتخدامها‪ ،‬بــل‬ ‫وامتالكهــا‪ ،‬علــى اقتصاديــات الدول‪،‬‬ ‫وباتــت النشــاط الثقافــي األهــم‪.‬‬ ‫وتأثــرت كافــة أوجــه البنــاء السياســي‬ ‫واالجتماعــي للمجتمعــات‪ ،‬فصــار‬ ‫معيــار تقدمهــا يقــاس بقدرتهــا علــى‬ ‫انتــاج المعرفــة‪ ،‬ومــن ثــم التحكــم‬ ‫فــي انتقالهــا ومعالجتهــا‪ .‬وال شــك‬ ‫أن ثــورة تكنولوجيــا االتصــال لــم‬ ‫يكــن لهــا فقــط أكبــر األثــر فــي ظهــور‬ ‫مجتمــع المعلومــات‪ ،‬بــل أمســت‬ ‫الوجــه اآلخــر لــه‪.‬‬ ‫ومــع تســارع هذه التطــورات وما نتج‬ ‫‪28‬‬

‫عنهــا مــن تغيــرات فكريــة وثقافيــة‬ ‫وأيديولوجيــة وسياســية واجتماعيــة‬ ‫واقتصاديــة‪ ،‬ال يدهشــنا أن تحــدث‬ ‫طفــرة أيضـ ًـا فــي البشــر‪ ،‬فمــع تحــول‬ ‫الســياق التاريخــي‪ ،‬والــذي يمثــل‬ ‫واقعنــا الملمــوس والمعــاش‪ ،‬إلــى‬ ‫ســياق رقمــي خلــق واقعـ ًـا افتراضيـ ًـا‪،‬‬ ‫فقــد تحــول الجيــل الــذي صاحــب‬ ‫ظهــور هــذه المرحلــة االنتقاليــة‬ ‫خــال تســعينيات القــرن العشــرين‬ ‫إلــى جيــل أطلــق عليــه "المهاجــر‬ ‫الرقمــي" ‪ ،Digital Immigrant‬أي حديــث العهــد بالواقع‬ ‫الرقمــي‪ ،‬وذلــك خالفـ ًـا لألجيال التي‬ ‫ولــدت خــال ذلــك العقــد ومــا بعده‪،‬‬ ‫فترعرعــت رقميـ ًـا‪ ،‬ومــن ثــم عرفــت‬ ‫"بالجيــل الرقمــي"‪ ...‬ونأتــي هنــا إلــى‬ ‫مفتــرق طــرق‪ ،‬فقــد تجــاوزت الهــوة‬ ‫التــي نشــبت بيــن هذيــن الجيليــن‬ ‫كل مــا نعرفــه عــن تلــك الهــوة‬ ‫التقليديــة بيــن األجيــال‪ ،‬والصــراع‬ ‫األزلــي بيــن مــا هــو قديــم ومــا هــو‬ ‫حديــث‪ .‬فنجــد الجيــل المهاجــر‬ ‫إلــى هــذا العالــم الجديــد‪ ،‬والــذي‬

‫تع ـرّف علــى تكنولوجيــا االتصــال‬ ‫والواقــع الرقمــي بعــد أن نضــج عقليـ ًـا‬ ‫وفكر ّيـ ًـا وأخالقي ًــا‪ ،‬وجــد نفســه‬ ‫"مضطـ ًـرا" إلــى اكتســاب مهــارات‬ ‫جديــدة‪ ،‬تتــدرج مــن اســتخدام آالت‬ ‫وأجهــزة حديثــة‪ ،‬إلــى االنتقــال مــن‬ ‫نمــط يــدوي إلــى ميكنــة للكثيــر مــن‬ ‫أعمالــه ومهامــه‪ ،‬ســواء المكتبيــة أو‬ ‫التواصليــة أو البحثيــة‪ ،‬وتعــرف علــى‬ ‫التكنولوجيــا باعتبارهــا وســيلة إلــى‬ ‫غايــات أخــرى‪ ،‬فــكان "مهاجـ ًـرا" مــن‬ ‫واقــع إلــى آخــر‪ ،‬دون المســاس بتلــك‬ ‫األســس والمبــادئ والمســلمات‬ ‫الراســخة التــي نشــأ عليهــا‪.‬‬ ‫أمــا مــن ناحيــة أخــرى‪ ،‬فنجــد الجيل‬ ‫الرقمــي‪ ،‬الــذي كان الواقــع الرقمــي‬ ‫هــو رحمــه وبيئتــه وواقعــه‪ ،‬فلــم‬ ‫يضطــر إلــى "تعلــم" مهــارات تشــغيل‬ ‫هــذه األجهــزة واآلالت‪ ،‬وإنمــا كانــت‬ ‫أناملــه الرقميــة تجــد طريقهــا إليهــا‬ ‫بفطــرة عجيبــة‪ .‬إال أن الجيــل‬ ‫الرقمــي لــم يك ـوّن تلــك القاعــدة‬ ‫الفكريــة والعلميــة واألخالقيــة‬


‫‪29‬‬

‫علـــــوم‬

‫التــي كان الواقــع "اليــدوي" قــد‬ ‫رســخ لهــا‪ ،‬فافتقــر إلــى المهــارات‬ ‫التــي تمكنــه مــن االســتفادة مــن‬ ‫المعلومــات وتكنولوجيــا االتصــال‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ـتخداما نقديـ ًـا‪ ،‬بــل‬ ‫واســتخدامها اسـ‬ ‫وتطويرهــا واالبــداع بهــا وفيهــا‪،‬‬ ‫فتظــل المعلومــة رقميــة‪ ،‬تحــت‬ ‫أنامــل مســتخدمها‪ ،‬دون تفاعــل‬ ‫حقيقــي مــع عقلــه‪ ،‬ليتحــول إلــى‬ ‫مجــرد مســتهلك للتكنولوجيــا‪ ،‬التــي‬ ‫أصبحــت غايــة فــي حــد ذاتهــا‪.‬‬ ‫وتقــع المشــكلة هنــا فــي غيــاب‬ ‫القــدرة الحقيقيــة علــى التعامــل‬ ‫مــع االنفجــار المعلوماتــي‪ ،‬ســواء‬ ‫علــى شــبكات التواصــل االجتماعــي‪،‬‬ ‫أو فــي الواقــع المــادي المعــاش‬ ‫(وخاصــة الفصــل المدرســي أو‬ ‫الجامعــي)‪ .‬فالجيــل الرقمــي‬ ‫لــم يعتــد البحــث عــن المعلومــة‬ ‫والتنقيــب عــن الفكــرة‪ ،‬ولــم تتكــون‬ ‫لديــه قــدرة التمييــز بيــن مــا هــو‬ ‫ســطحي ومــا هــو علمــي متعمــق‪ ،‬أو‬ ‫بيــن مــا قــد يقــود إلــى الحقيقــة ومــا‬ ‫ً‬ ‫زيفــا‪.‬‬ ‫يمثــل‬ ‫ولــم يتعــارف الجيــل الرقمــي علــى‬ ‫قواعــد اللياقــة واللباقــة لالتصــال‬ ‫الشــخصي و‪/‬أو الجمعــي‪ ،‬فأناملــه‬ ‫ً‬ ‫ســبيال‪.‬‬ ‫الرقميــة ال تعــرف للوعــي‬ ‫ولــم يتعلــم الجيــل الرقمــي مفاهيــم‬ ‫الخصوصيــة‪ ،‬الشــخصية منهــا‬ ‫أو الثقافيــة‪ ،‬فعينــاه الرقميتــان‬ ‫منجذبتــان ألي شاشــة كانــت‪ ،‬حتــى‬

‫وإن كانت هاتف الشخص الجالس‬ ‫بجــواره فــي طائــرة أو قطــار‪ .‬وكل ما‬ ‫هــو متــاح علــى شــبكة اإلنترنــت هــو‬ ‫مشــاع‪ ،‬ممــا أصــاب حقــوق الملكيــة‬ ‫الفكريــة فــي مقتــل‪ ،‬فلــم يعــد‬ ‫ألصــول االقتبــاس وجــود وتفشــت‬ ‫ظاهــرة التناقــل والنقــل دون وعــي‬ ‫ودون إقــرار بملكيــة مــا ينقــل‪ ،‬أي‬ ‫أن الجيــل المهاجــر فيمــا يبــدو قــد‬ ‫فشــل فــي رقمنــة هــذه القواعــد‪،‬‬ ‫أو أن الجيــل الرقمــي لــم يحــاول‬ ‫اســتيعابها فــي واقعــه االفتراضــي‪.‬‬ ‫وهنــا تأتــي الطامــة الكبــرى‪ ،‬فالجيــل‬ ‫الرقمــي – كمــا اعتدنــا الشــكوى‬ ‫والنحيــب – ال يقــرأ‪ ،‬ال يفهــم‪ ،‬ال‬ ‫يســتوعب‪ ،‬ال يعيــش ‪ ...‬إلــخ‪ .‬لكننــا‬ ‫لــم نتوقــف لنعلمــه حكمــة المهاجــر‬ ‫الرقمــي‪ ،‬وتنميــة وعيــه‪ ،‬وتعريفــه‬ ‫بقدراتــه ومهاراتــه الفكريــة‪ .‬فلــم‬ ‫نعلــم الجيــل الرقمــي كيفيــة البحــث‬ ‫عــن المعلومــة‪ ،‬وكيفيــة فرزهــا‪،‬‬ ‫واالنتقــاء منهــا‪ ،‬وتصنيفهــا‪ ،‬ومــن ثــم‬ ‫كيفيــة توليفهــا نقديـ ًـا وابداعيـ ًـا فــي‬ ‫فكــرة جديــدة‪ ،‬وأهميــة حفــظ ســرية‬ ‫المعلومــات‪ ،‬والتمييــز بيــن الخــاص‬ ‫منهــا والعــام‪ ،‬بــل – وهــذا هــو الخطــر‬ ‫المحــدق بنــا اآلن – لــم نعرفــه كيفيــة‬ ‫التمييــز بيــن المعلومــة ‪ ،information‬والتضليــل‬ ‫المعلوماتــي ‪.disinformation‬‬ ‫ولــم تدخــل كلمــة ‪ disinformation‬قامــوس اللغــة‬ ‫اإلنجليزيــة حتــى ثمانينــات القــرن‬ ‫الماضــي‪ ،‬علــى الرغــم مــن وجودهــا‬

‫قبــل ذلــك‪ ،‬منــذ أن صــك المصطلــح‬ ‫ترجمـ ًـة عــن الروســية‪ ،‬فــكان‬ ‫آنــذاك اسـ ً‬ ‫ـما لقســم البروباجنــدا‬ ‫فــي المخابــرات الروســية‪ ،‬ومــع‬ ‫تســعينيات القــرن العشــرين‪،‬‬ ‫استشــرى المصطلــح فــي ســراديب‬ ‫السياســة األمريكيــة ليصبــح مرادفـ ًـا‬ ‫للدعايــة الكاذبــة‪ ،‬أى أن التضليــل‬ ‫المعلوماتــي فــي تعريفــه هــو عمليــة‬ ‫نشــر المعلومــات المغلوطــة عــن‬ ‫قصــد بغــرض خــداع الجماهيــر‬ ‫وتضليلهــا إلــى مســارات محــددة‪.‬‬ ‫واستشــرى مصطلــح التضليــل‬ ‫المعلوماتــي كظاهــرة خــال‬ ‫األعــوام القليلــة الماضيــة‪ ،‬وذلــك‬ ‫نظـ ًـرا التســاع قاعــدة مســتخدمي‬ ‫تكنولوجيــا االتصــال‪ ،‬وشــبكات‬ ‫التواصــل االجتماعــي بشــكل‬ ‫خــاص‪ ،‬ممــا مهــد للنخــب الحاكمــة‬ ‫فــي دول العالــم النامــي والــدول‬ ‫المتقدمــة علــى حــد ســواء الســبيل‬ ‫إلــى التوجيــه اإللكترونــي للــرأي‬ ‫العــام‪ ،‬ولنتائــج اســتطالعات الــرأي‪،‬‬ ‫ولقــرارات العامــة التــي تؤثــر فــي‬ ‫خياراتهــم السياســية واأليديولوجيــة‬ ‫خاصــة‪ .‬ومــن المثيــر للتعجــب‪،‬‬ ‫بــل والســخرية‪ ،‬أن هــذا الغــزو‬ ‫التضليلــي قــد صاحبــه ضجــة تنــادي‬ ‫بخصوصيــة البيانــات‪ ،‬ومصداقيــة‬ ‫المعلومــات‪ ،‬والحفــاظ علــى ســرية‬ ‫المســتخدم وخصوصياتــه‪.‬‬ ‫وقــد تيقظــت بعــض الجهــات‬


‫علـــــوم‬ ‫الســيادية لهــذا الخطــر الداهــم‪ ،‬الــذي‬ ‫يــكاد أن يخــرج عــن الســيطرة‪،‬‬ ‫ففتحــت اللجنــة الرقميــة والثقافيــة‬ ‫واإلعالميــة والرياضيــة بالبرلمــان‬ ‫البريطانــي فــي تقريرهــا الصــادر‬ ‫فــي فبراير‪/‬شــباط ‪ 2019‬النــار علــى‬ ‫فيســبوك‪ ،‬متهمــة إيــاه بأنــه "عصابــة‬ ‫رقميــة"‪ .‬وطالبــت اللجنــة بضــرورة‬ ‫وضــع مدونــة أخالقيــات ملزمــة‬ ‫لكافــة الشــركات والمؤسســات‬ ‫اإللكترونيــة والرقميــة‪ ،‬ومنصــات‬ ‫شــبكات التواصــل اإلجتماعــي‪،‬‬ ‫مــع تمكيــن القائميــن علــى مراقبــة‬ ‫اإللتــزام بالمدونــة األخالقيــة مــن‬ ‫اللجــوء إلــى القضــاء فــي حالــة‬ ‫انتهاكهــا‪.‬‬ ‫كمــا رأت اللجنــة أن القانــون‬ ‫ً‬ ‫حاليــا فــي‬ ‫االنتخابــي القائــم‬ ‫بريطانيــا‪ ،‬قاصــر عــن الوفــاء‬ ‫بغرضــه فــي ظــل التغيــرات الرقميــة‬ ‫المتســارعة‪ ،‬أي أن هنــاك هــوة هائلــة‬ ‫‪30‬‬

‫تــزداد ســعة بيــن الواقــع المــادي‪،‬‬ ‫سياســي أو اجتماعــي أو ثقافــي‬ ‫كان‪ ،‬والواقــع الرقمــي‪ ،‬بأبعــاده‬ ‫االفتراضيــة‪ ،‬ممــا قــد يــؤدي فــي‬ ‫نهايــة المطــاف إلــى تبايــن ليــس فــي‬ ‫المســارات فقــط‪ ،‬وإنمــا فــي الغايــات‬ ‫المنشــودة لــكل واقــع علــى حــدا‪ ،‬كمــا‬ ‫تزايــدت الهــوة بيــن براعــة أنامــل‬ ‫الجيــل الرقمــي‪ ،‬وبيــن مهاراتــه‬ ‫الفكريــة الكامنــة التــي قــد تســاعده‬ ‫علــى حمايــة نفســه مــن تضليــل‬ ‫العصابــات الرقميــة‪ ،‬والتــي لــم يتــم‬ ‫شــحذها بعــد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وختامــا‪ ،‬وإن طــال الحديــث عــن‬ ‫هــذه الموضوعــات الشــائكة‪ ،‬فــا‬ ‫شــك أن الحــل ال يتمثــل فــي الحجــر‬ ‫علــى حريــات األفــراد‪ ،‬أو تقييــد‬ ‫للفضــاء الرقمــي مــن حيــث امكاناتــه‪،‬‬ ‫وإنمــا الحــل فــي العمــل علــى توعيــة‬ ‫الجيــل الرقمــي وتثقيفــه وبخاصــة‬ ‫مــن خــال وضــع ضوابــط رقميــة‪،‬‬

‫تســتقى مــن ضوابــط الواقــع المــادي‪،‬‬ ‫بمــا يتناســب مــع الواقــع الرقمــي‪.‬‬ ‫فــا يمكــن للجيــل الرقمــي أن‬ ‫يعيــش وينجــح فــي الواقــع المعــاش‪،‬‬ ‫إن لــم يرتبــط واقعــه الرقمــي بهــذا‬ ‫العالــم المــادي‪.‬‬ ‫د‪ .‬ليـــلى أحمــــد حلمــى‬ ‫قســم اللغـة اإلجنليزيـــة‬ ‫كليـة العلـوم اإلنســانيــة‬ ‫جامعــة بيــروت العربيــة‬


‫ـس فــي قل ِمــه (هــا) ِحب ـ ُر القضايــا وال ِق َيـ ِـم‬ ‫* مَ ــن ليـ َ‬ ‫ُ‬ ‫ـب‪ ،‬الوطــن‪ُ ،‬‬ ‫الكبــرى (أهلل‪ُ ،‬‬ ‫الح ّر ّيــة‪ ،‬الحـ ّـق والخيــر‬ ‫الحـ ّ‬ ‫َ‬ ‫بعضهــا‪َ ،‬ف ْلي َْك ِســرهُ ‪!...‬‬ ‫والجمــال‪ ،)...‬أو ِ‬ ‫رموزنــا الوطن ّي ـ ِة‬ ‫* ُلغ ُتنــا ُه ِو َّي ُتنــا‪ ،‬وهــي أحـ ُـد‬ ‫ِ‬ ‫ا لقليل ِة ا لمعر و فــة ‪. .‬‬ ‫َف َلــو كانــت نشـ ُ‬ ‫ـرات األخبـ ِـار (ومــا يــدو ُر فــي َف َل ِكهــا)‬ ‫بالفرنس ـ ّي ِة أو با ِالنكليز ّي ـ ِة أو‪َ )...‬لمــا ُس ـ ِم َح للمُ ذيعيـ َـن‬ ‫(ات) با ِالســاء ِة ِاليهــا قواعـ َـد ُلغو ّيـ ًـة ً‬ ‫ولفظــا وأداءً‪ِ ...‬ا ًذا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫لمــاذا السّ ـ ُ‬ ‫ـماح لهــم ُ(هـ َّـن) بهكــذا إســاءات إلــى العرب ّيــة؟!‬ ‫َف ْل َن َ‬ ‫ات واحتــرامَ الوطـ ِـن (ولــو‬ ‫حفـ ِـظ احتــرامَ الـ ّـذ ِ‬ ‫ً‬ ‫ـتخفافا بهــا‪،‬‬ ‫قليـ ًـا)‪ ...‬وكفــى اس ـ ِتهتارًا بلغ ِتنــا‪ ،‬واسـ‬ ‫وح ّتــى احتقــارًا‪!...‬‬ ‫ـام أن َت َت َص َّلـ َـب فــي أن يُت ِقـ َـن‬ ‫* َحـ ِـر ٌّي ُبك ّل ّيـ ِ‬ ‫ـات ا ِالعـ ِ‬ ‫ّ‬ ‫طلبُهــا (وطالبا ُتهــا) اللغـ َـة العرب ّيـ َـة ك ِاتقا ِنهــم ِ(هـ َّـن)‬ ‫الفرنس ـي َّة وا ِالنكليز ّيـ َـة‪...‬‬ ‫ـام‬ ‫كمــا حـ ِـر ٌّي بمدير ّيـ ِ‬ ‫ـات األخبـ ِـار‪ ،‬فــي وسـ ِ‬ ‫ـائل ا ِالعـ ِ‬ ‫المَ رئ ّيـ ِة والمســموع ِة‪ ،‬أن َت َت ّ‬ ‫صلـ َـب كثيـرًا فــي أن يُت ِقـ َـن‬ ‫ُّ‬ ‫ـاهدين والمُ سـ َ‬ ‫َ‬ ‫ـتمعين‪،‬‬ ‫كل مَ ــن ي ُِطـ ُّـل عب َرهــا علــى المُ شـ‬ ‫قارئــا (ئـ ًـة) األخبــا َر بالعرب ّي ـ ِة‪ ،‬قواعـ َـد اللغ ـ ِة وسـ َ‬ ‫ً‬ ‫ـامة‬ ‫اللفـ ِـظ ُ‬ ‫وجــودةَ األداء‪!..‬‬ ‫* ألعالقـ ُـة ال ّناجحـ ُـة ّ‬ ‫الدائمـ ُـة ُق ّب ُتهــا هــي المَ ح َبـ ُـة ‪،‬‬ ‫الصــدق ُ ‪ ،‬االحتــرامُ ‪ ،‬ال ّثقـ ُـة ‪،‬‬ ‫وأعمد ُتهــا العظمــى هــي ّ‬ ‫ا ِالخــاص‪ ،‬الوفــاء‪...‬‬ ‫ُ‬ ‫فاألرض ِش ُبه َج ّن ٍة!‬ ‫ِاذا كثرَت وكبرَت‪،‬‬ ‫ـرء هــو الوقـ ُـت‪ .‬وكــم هــو غيـ ُر‬ ‫* أثمـ ُـن مــا فــي حيــا ِة المـ ِ‬ ‫ـرام عنـ َـد معظـ ِـم اللبنان ّييـ َـن!!‬ ‫ذي قيمـ ٍة واحتـ ٍ‬

‫َ‬ ‫كيف؟‬ ‫فــي أبسـ ِـط ّ‬ ‫والمجــاالت المتنوِّ عــة ال َي َت َّق ُ‬ ‫يــد‬ ‫ــؤون‬ ‫ِ‬ ‫الش ِ‬ ‫بتوقيــت مُ َح َّــد ٍد‪ ..‬يَقصـ ُـد دَ ومً ــا‪ ،‬عــن‬ ‫(هــذا المُ عظــمُ )‬ ‫ٍ‬ ‫َ"س ـبْق تصميــم و ِاصــرار"‪ ،‬الوصـ َ‬ ‫ـول مُ َت ِّأخ ـرًا عــن مَ وعـ ٍـد‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫(والوقــت‬ ‫لقــاء كلمــ ٍة‬ ‫مــا‪ .‬و ِاذا دُ ِع َــي (مُ َســ َّبقا) ِالــى ِا ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫تكلــم) فــي حفلــ ٍة أو‪َ ...‬تــراهُ "ي َ‬ ‫َشــطح‬ ‫مُ َحـ َّـددٌ لــكل مُ ٍ‬ ‫عابــئ بــه (ال‬ ‫حتــر ٍم ِســواه أو غيــ َر‬ ‫ٍ‬ ‫ويشــطح‪" ...‬غيــ َر مُ ِ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫بالحاضريــن‪!!)..‬‬ ‫شــاط وال‬ ‫بمنظمــي ال ّن ِ‬ ‫لماذا؟‬ ‫أل ّنهــا ال ّنزعـ ُـة ّ‬ ‫"الطاووس ـي ُّة" َ‬ ‫والفو ِق ّيــة واالســتغاللي ُّة وال‬ ‫ـنوات‬ ‫االحترام ّيـ ُـة عنـ َـد الواحــد‪ ...‬وقــد َأخـ َـذت‪ ،‬منـ ُـذ سـ ٍ‬ ‫ً‬ ‫ثقافــة‬ ‫غيـ ِـر بعيــد ٍة‪َ ،‬ت َّت ِســعُ و َتنتشــ ُرُ‪ ..‬ح ّتــى صــارت‬ ‫بشـ ً‬ ‫ـعة ِشـ َ‬ ‫ـبه عا ّم ـ ٍة !!‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ـتهزاء بــه!!!‬ ‫بئـ َ‬ ‫ـس ال ّثقافــة ثقافــة احتقـ ِـار الوقـ ِ‬ ‫ـت واالسـ ِ‬ ‫ـواعد ي َُغـ ِّـذي َعر َُقهــا ال ُّتـ َ‬ ‫ـراب‪ ،‬قـ َّـل‬ ‫* مُ ـ ْـذ َقـ َّـل َتعَ ـ ُـب السّ ـ ِ‬ ‫ال ّتشـ ُ‬ ‫ـاألرض!!‬ ‫ـبث بـ ِ‬ ‫َعد؟ َتكبُر ُ المَ ُ‬ ‫وب ُ‬ ‫أساة ‪!!!...‬‬ ‫ـاطئ البحـ ِـر ‪ ،‬يَف ـر َُح ويَمـ ُ‬ ‫ـرح‪..‬‬ ‫* يُمْ ضــي نهــارَهُ علــى شـ ِ‬ ‫َ‬ ‫ِّمــال أو‬ ‫يـ ُـأك ُل ويَشــر َُب‪ ..‬يَرمــي ُنفايا ِتــ ِه‬ ‫فــوق الر ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫تــار ًكا وراءَ هُ‬ ‫هــار يَرحــل ِ‬ ‫فــي الميــا ِه‪ ..‬وفــي ا ِخ ِــر ال ّن ِ‬ ‫"أوس َ‬ ‫ــاخ ُه"‪!..‬‬ ‫ْ‬ ‫ُشب ُه ما َتر َ​َك ُه !!!‬ ‫مُ ِ‬ ‫واط ٌن ؟! ال‪ ،‬بل "واطي" ي ِ‬ ‫رميون شبلي‬

‫‪31‬‬

‫تـربـــويــــات‬

‫ُ‬ ‫كلمةتقومي وتطوير‬


‫الفساد اإلجتماعي وخماطره‬ ‫يف املدرسة واجلامعة ال يف الشارع‪.‬‬

‫تـربـــويــــات‬

‫فــي الدراســة االحصائيــة بمعطــى المتصــل يجــري‬ ‫التقســيم الــى فئــات وفــق صفــات محــددة‪ ،‬وبذلــك يغدو‬ ‫التعامــل معهــا باالرقــام متاحــا ويمكــن بنــاء تصــورات‬ ‫وامكانيــات‪.‬‬ ‫كلمــا اقتربــت الحالــة االجتماعيــة مــن الفوضــى كلمــا‬ ‫صــار التصنيــف فــي فئــات اكثــر صعوبــة‪ ،‬وقــد اصبنــا‬ ‫بهــذه الفوضــى مــن حيــث ال نــدري فقــد تجــد فــي لبناننــا‬ ‫الحبيــب شــيوعيا درس فــي االتحــاد الســوفياتي وقــد‬ ‫ّ‬ ‫علــم ابنــه فــي هارفــارد ثــم قــام بالتوســط لــدى زعيــم‬ ‫طائفتــه ليحصــل ابنــه علــى وظيفــة فــي الدولــة وتــراه‬ ‫فــي صفــوف الثــورة‪.‬‬

‫الطبيعيــة الصغيــرة وال لجامعتنــا وال لقضيــة حــق ندافــع‬ ‫عنــه كحــق الشــعب علــى الدولــة بتقديــم افضــل تعليــم‬ ‫فــي المدرســة الرســمية والجامعــة الوطنيــة‪ ،‬فنستســهل‬ ‫الحلــول الفرديــة باالستســام للمؤسســات الخاصــة‬ ‫كــي تشـ ّـكل ادمغــة ابنائنــا بطرائــق تنتــج ال تجانســا‬ ‫اجتماعيــا وامراضــا كثيــرة مــن ال انتمــاء وانبهــار بالخــارج‬ ‫وعجــز عــن التأقلــم مــع الواقــع‪ .‬فلنفكــر مليـ ًـا باوضاعنــا‬ ‫ولنبــن اللحمــة االجتماعيــة عــن طريــق الجامعــة الوطنيــة‬ ‫فلنعمــل لجعلهــا صرحـ ًـا تعليميـ ًـا معاصـ ًـرا يقـ ّـدم افضــل‬ ‫مســتويات التعليــم‪ ،‬وبيئــة تغــذي حريــة الفكــر وتخ ـرّج‬ ‫شـ ً‬ ‫ـبابا يعــي مشــكالت مجتمعــه ويحتــرم ذاتــه الوطنيــة‬ ‫ويعمــل علــى خدمــة مجتمعــه ويكــون مثقفـ ًـا مبـ ً‬ ‫ـادرا‬ ‫يجيــد العمــل الجماعــي‪.‬‬

‫او قــد تجــد مديــر مدرســة رســمية خرّيــج الجامعــة‬ ‫اللبنانيــة يســعى الهــداء خيــرة طالبــه الــى الجامعــات‬ ‫الخاصــة عــن طريــق تأميــن منــح مــن مؤسســات مجهولــة‬ ‫الهويــة الوطنيــة‪.‬‬ ‫وتجــد موظفــا فــي الدولــة اللبنانيــة وهــو خرّيــج الجامعــة‬ ‫اللبنانيــة يســتفيد مــن تقديمــات المســاعدات الدراســية‬ ‫ّ‬ ‫ليعلــم ابنــاءه فــي مؤسســات اجنبيــة يض ّيــع فيهــا االبنــاء‬ ‫معنــى االنتمــاء لوطنهــم ويتطلعــون منــذ نعومــة اظفارهــم‬ ‫ّ‬ ‫ويحضــرون كمشــاريع هجــرة‪.‬‬ ‫لتقليــد االجنبــي‬ ‫مشــكالتنا االجتماعيــة اعمــق بكثيــر مــن االنتمــاءات اإلسفاف لدى الشباب‪.‬‬ ‫الطائفيــة او مــن االنتمــاءات الطبقيــة بالمفهــوم ليســت مســألة ظلــم او تعــام عــن االســباب التــي ادت‬ ‫التقليــدي‪ ،‬الن مجتمعنــا خليــط مفتــت الــى درجــة بشــبابنا او بعضــه الــى بلــوغ هــذا الــدرك مــن التفلــت مــن‬ ‫يصعــب فيهــا التعامــل معــه ببعــض تنظيــم‪ ،‬حتــى ان القيــم االجتماعيــة واساســيات التهذيــب واللياقــة‪.‬‬ ‫التقســيم المهنــي ضــاع فلــم يعــد هنالــك هويــات واضحــة ان مــا اظهــره الشــارع يجــب ان يكــون موضــوع قــراءة‬ ‫للفئــات المهنيــة التــي تعــي مصالحهــا التــي تميزهــا معمقــة مــن الزاويــة االجتماعيــة وعلــى االخــص مــن‬ ‫ـدءا بالعائلــة مـ ً‬ ‫عــن بقيــة مجتمعهــا‪ .‬هــذا الوضــع الفوضــوي يجــب الزاويــة التربويــة بمســتوياتها كافــة‪ ،‬بـ ً‬ ‫ـرورا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ان يتوقــف وهــو ان دل علــى امــر فانمــا يــدل علــى بالمدرســة والجامعــة وانتهــاء باالعــام‪.‬‬ ‫تشــوّه مفهــوم االنتمــاء فــي شــعبنا‪،‬فال انتمــاء لبيئتنــا والدولــة بالمناســبة مســؤولة عــن كافــة هــذه المســتويات‪،‬‬ ‫‪32‬‬


‫غيــر ان تقاعــس الدولــة كمؤسســة إجتماعيــة تديــر‬ ‫شــؤون الشــعب ال يعفــي الشــعب بمثقفيــه واعالمييــه‬ ‫ومربيــه مــن دوره‪ .‬ان المســألة الثقافيــة مــن انحطــاط‬ ‫بمســتوى االغنيــة والمســرح والفنــون عامــة هــي مســؤولية‬ ‫المثقــف الــذي امــا اســتقال مــن دوره او بــاع نفســه ان مســألة هــذه الظاهــرة التــي بــرزت فــي الشــارع‬ ‫مســألة جديــرة بــان يتحمــل كل مواطــن منــا مســؤوليته‬ ‫لشــيطان المــال‪.‬‬ ‫'الحضاريــة'' حيالهــا النهــا تضــرب عمقـ ًـا ثقافيـ ًـا ممتــداً‬ ‫كمــا ان االســفاف فــي االعــام والهبــوط بالحــوار الــى فــي التاريــخ وبالتالــي تضــرب جــذور مجتمعنــا التــي‬ ‫مســتويات اقل من مســتوى رجل الشــارع البســيط‪ ،‬وبث اســتطاعت الصمــود حتــى يومنــا علــى الرغم مــن الكوارث‬ ‫ً‬ ‫البرامــج االباحيــة والمنحطــة اخالقيــا وتســطيح العقــول التاريخيــة التــي اصابتنــا علــى مــدى ‪ 2500‬عــام والتــي‬ ‫بافضــل االحــوال هــو مســؤولية المؤسســات االعالميــة شــوهت حضورنــا االنســاني بآفــات كثيــرة‪.‬‬ ‫واالعالمييــن الذيــن يفتــرض انهــم قــادة للفكــر وحملــة‬ ‫لــواء الحريــات الفكريــة‪.‬‬ ‫هدى اخلوري‬

‫عسى أن نعود‬ ‫واقع الحياة اجبرنا ان نكون هكذا…‬ ‫نستيقظ على أمل جديد…‬ ‫نعرف ما هو السبيل للعيش ‪...‬‬ ‫اتدري نحن محبّون للعيش…‬ ‫ال شيئ يتغير…‬ ‫نعرف‪....‬‬ ‫والسعادة…‬ ‫حالنا… هي حالنا…‬ ‫كنا نفكر ‪...‬نخطط‪....‬نأمل ‪....‬‬ ‫ولكننا تعلمنا ان نكون واقعيين‬ ‫باتت الحياة كما هي… من‬ ‫هل ما زلنا نفعل‪....‬‬ ‫ومنطقيين…‬ ‫قناعاتنا…‬ ‫هل ما زلنا نستطيع‪....‬‬ ‫عسى ان نعود… محبّين للعيش‬ ‫استسلمنا…‬ ‫هل فقدنا البريق لنأمل‪...‬‬ ‫هل مللنا‪....‬هل بتنا نستذكر أحالمنا نريد ما نريده… نتخيل ما نتخيله… بسعادة…‬ ‫بعد قليل… ما عدنا نود شيئا…‬ ‫ام طوينا حتى االستذكار ‪....‬‬ ‫الننا ما عدنا نريد التوهم بالتأمل ألن ما نريده وما نتخيله لن‬ ‫كريستينا حرب‬ ‫يتحقق…‪.‬‬ ‫المُ حبط…‬ ‫سوداوي هذا الكالم نعم…‪.‬‬ ‫ننام والحزن في قلوبنا…‬ ‫‪33‬‬

‫تـربـــويــــات‬

‫وفاعليتهــا القصــوى هــي فــي البعــد التربــوي النظامــي اي‬ ‫فــي المدرســة والجامعــة‪.‬‬

‫امــا المربيــن فهــم ال يقومــون بدورهــم التربــوي وال حتــى‬ ‫بدورهــم التعليمــي البســيط فالمؤسســة التربويــة تحولــت‬ ‫الــى مؤسســة تجاريــة تقيــس نجاحهــا بمؤشــر الشــهادة‪،‬‬ ‫مــا ادى الــى انحــدار فــي مســتوى المعلــم علــى المســتوى‬ ‫الثقافــي واالخالقــي وعلــى مســتوى االلتــزام االجتماعــي‬ ‫كقــدوة لطالبــه ‪.‬‬


‫حتية الشاعر رميون شبلي‬

‫ديق ّ‬ ‫ّ‬ ‫حايف‪،‬واملفكر روبري عبد اهلل غامن‬ ‫الص‬ ‫الص ِ‬ ‫اِىل ِ‬ ‫الشاعر ّ‬ ‫روح ّ‬

‫شعر‬

‫القلم اجلمرةِ اخلمرة‬ ‫ِ‬ ‫تــاج َب ْســ ِكنتا ُت َر ِّص ُعــ ُه‬ ‫َصنِّيــنُ ‪ ،‬يــا‬ ‫َ‬ ‫ــل‪َ ،‬تشــدو َصخــ ُر ُه ال َّز َمنــا‬ ‫َجواهــ ُر ال ُّن ْب ِ‬

‫ِمــن أربعيــنَ ا ْل َت َق ْينــا ِصدفــ ًة ‪ ..‬و َن َمــا‬ ‫ـاق بينَنــا اْ َ‬ ‫ـورج" (‪ِ )٣‬عنـ ٌ‬ ‫ضط َرمــا‬ ‫مــن بيـ ِ‬ ‫ـت "جـ َ‬

‫ربــة ‪ُ ..‬ح ِّر َّي ٌ‬ ‫ل ْبنا ُننــا ُت ٌ‬ ‫ــة ‪ ..‬وهَ ــ ًوى ‪..‬‬ ‫ســترجع ال َو َطنــا ؟!‬ ‫اِن ضــاعَ منَّــا‪ ،‬ف َمــن َي‬ ‫ُ‬

‫الص ُ‬ ‫ــدق ‪ ..‬يــا َز َمنًــا‬ ‫َتبقــى ال َم َح َّبــ ُة ‪َ ..‬يبقــى ِّ‬ ‫َ‬ ‫هــان بي َن ُهمــا ‪ ،‬يو ًمــا ‪ ،‬وال ا ْن َق َســما !‬ ‫مــا‬

‫لِ َّ‬ ‫لح َّســا ِد‪َ :‬نحــنُ هُ نــا‪،‬‬ ‫لطامعيــنَ َولِ ُ‬ ‫مــا هَ َّمنــا َث َمــنٌ ‪َ ..‬يغــدو الــ ّد ُم ال َّث َمنــا !‬

‫أَجي ُئ َ‬ ‫ــك ‪ ،‬اليــو َم ‪َ ،‬عينًــا َتــذ ِر ُف األلَ َمــا‬ ‫ــع ُم ْبت َِســ َما‬ ‫ُمــ ًّرا ‪ ،‬وعينــاً ُت ُ‬ ‫ذيــب ال َّد ْم َ‬

‫***‬ ‫فــي َ‬ ‫ت‬ ‫ح‬ ‫ص‬ ‫(‪)١‬‬ ‫"‬ ‫"العندليب‬ ‫ـت‬ ‫البيت بيـ ِ‬ ‫ذلك ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫عينــا ُه َترعاهُ مــا ُأ ٌّم هــي األ ُّم‬

‫َ‬ ‫األرض ‪ ،‬يــا روبيــ ُر ‪ُ ،‬مك َت ِف ًيــا‬ ‫َع َبر َتهــا‬ ‫ب ِوق َفــ ٍة ِق َّمــ ٍة َشــ َّيد َتها ِق َم َمــا ‪...‬‬

‫َ‬ ‫"فــوق َّ‬ ‫بــاب" (‪َ )٢‬ســما ‪،‬‬ ‫ــم‬ ‫َو َوالــدٌ َق َل ٌ‬ ‫الض ِ‬ ‫ــذات َت َ‬ ‫ــم !‬ ‫ــم علــى ال ِف ْل ِ‬ ‫وأَض ُل ٌ‬ ‫نض ُّ‬ ‫ــع ‪َ ،‬ك ْ‬

‫بــت ذا َت َ‬ ‫َذ َّو َ‬ ‫ــك فــي ِشــع ٍر وفلســف ٍة‪،‬‬ ‫و ِك ْل َمــ ٍة ثــور ٍة أَشــ َعلتَها ِح َم َمــا ‪!...‬‬

‫لــة د ٌ‬ ‫ــل‪َ :‬ع ْي ٌ‬ ‫ُق ْ‬ ‫وســ َرت‬ ‫َوحــة َمــ َّرت بهــا َ‬ ‫روح ُمبا َر ٌ‬ ‫كــة ‪ ...‬طوبــى لهــا َتنمــو !‬ ‫ٌ‬ ‫***‬ ‫وات ُم َت َم ِّرد ًة ُع ْن ُفوا ِن َّي ْه ‪..‬‬ ‫َم َّر ُخ ْط ٍ‬ ‫َخ َّط َبص َم َت ُه َق َل ًما َج ْم َر ًة ُنورا ِن َّي ْه ‪،‬‬ ‫األرض ‪،‬‬ ‫ِح ْب ًرا َخ ْم َر ًة من خابي ِة‬ ‫ِ‬ ‫دارات ال َو ْم ِض ‪،‬‬ ‫من َم ِ‬ ‫وال ُّرؤيا ال َك ْو ِن َّيهْ‪...‬‬ ‫َخ َّط َبص َم َت ُه و َمضى في البعي ْد‬ ‫ستريح ورا َء "ال ُه َ‬ ‫نالك" حيث ُ‬ ‫الخلو ْد ‪!...‬‬ ‫َي‬ ‫ُ‬

‫الصحافـ ِة ‪َ ..‬ك ْـم ُص َ‬ ‫نـت ال َم َ‬ ‫بادئ؛ مـا‬ ‫وفـي ِّ‬ ‫ســــا َو ْم َت ُح ِّر َّي ًـة ‪ُ ،‬ن ْب ًلا ‪ ،‬وال ِق َي َمـــا !‬

‫***‬

‫‪34‬‬

‫وال َمــ َر َ‬ ‫يــدًا‬ ‫رت‬ ‫بأبــواب َت ُمــدُّ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫الص َن َمــا !‬ ‫ك َمــا‬ ‫كثيــرون َمــ ُّروا ‪َ ..‬ق َّبلــوا َّ‬ ‫وال َحن َ‬ ‫َيــت َجبينًــا نا ِت ًئــا أَل ًِقــا اِ َّل‬ ‫لصــوت ضميــ ٍر ُصغتَــ ُه َق َل َمــا !‬ ‫ِ‬ ‫ُك َ‬ ‫نــت االِبــا َء ك َمــا َصنِّينُنــا ‪ ،‬وكمــا‬ ‫ُ‬ ‫ــب ال َّن ِه َمــا‬ ‫يــان‬ ‫عص ِ‬ ‫الغاص َ‬ ‫ِ‬ ‫تاريخنــا َي ِ‬ ‫‪َ )١‬لقب والده ّ‬ ‫المعلم ّ‬ ‫الشاعر عبد اهلل غانم‬ ‫‪ )٢‬عنوان أحد دواوين والده‪.‬‬ ‫‪ )٣‬شقيقه الرّاحل صديقي ّ‬ ‫الشاعر الكبير جورج غانم‪.‬‬


‫"هُ نالِكا ُت َ‬ ‫َ‬ ‫حــول َّ‬ ‫حرســها‬ ‫ــك" ‪،‬‬ ‫ــم ِس ‪َ ،‬ت ُ‬ ‫الش ْ‬ ‫يــدُ االِلــ ِه كنــو ًزا َتهــ ِز ُم ال َع َد َمــا !!!‬

‫اللهيــب علــى‬ ‫قصيــد ًة ثــور ًة َيمشــي‬ ‫ُ‬ ‫الح َ‬ ‫بالحــرف‬ ‫ــرف‬ ‫ِ‬ ‫ُحرو ِفهــا ُ‬ ‫الح ْمــ ِر ُيدمــي َ‬

‫يالَلحضو ْر!‬ ‫فاجئاً أَرا َد ُه روبي ْر‬ ‫ُم ِ‬ ‫في ِّ‬ ‫كل َف ْج ْر ‪..‬‬ ‫وثائ ًرا َح َف َر ُه في ِّ‬ ‫كل اَ ْن ‪،‬‬ ‫الع ُم ْر‬ ‫ُم ْذ َبر َع َم ُ‬ ‫وا ْن َفت َ​َحت في ِه شرايينُ ال ِك َب ْر‬ ‫والع ْن ُف ْ‬ ‫وان !‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫وكان ‪ ..‬يا َلَ َن ِس الحضو ْر ‪،‬‬ ‫والح َي ِو َّي ْه‬ ‫َ‬ ‫والح َر ِك َّيهْ‪..‬‬ ‫َ‬ ‫راح ُيزَل ِز ُل ال َم ْ‬ ‫كان ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫لِ َيس َت ِق ْم ُّ‬ ‫جاج‬ ‫كل اْع ِو ْ‬ ‫و ْلتَن َد ِث ْر‬ ‫الحرب ‪،‬‬ ‫َج َهن َُّم‬ ‫ْ‬ ‫و ْلتَنت َِص ْر‬ ‫والح ْب !‬ ‫شرائع‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫األخالق ُ‬ ‫ْ‬ ‫سافات ‪،‬‬ ‫وراح َيفت َُح ال َم‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫نالكات" ‪،‬‬ ‫َيخ َت ِر ُق "ال ُه‬ ‫راج ‪،‬‬ ‫في ي ِد ِه ِس ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّساؤالت ‪،‬‬ ‫وج منَ الت‬ ‫في بالِ ِه َم ٌ‬ ‫َيمضي ُيحا ِو ُر الز ْ‬ ‫َّمان !!‬

‫َ‬ ‫ؤلئــك ‪ ..‬ا ْن َت َف ُخــوا‬ ‫ــب نــا ًرا علــى ُأ‬ ‫نص ُّ‬ ‫َي َ‬ ‫َت َســ ُّل ًطا‪ ،‬و ِغنًــى‪ّ ..‬‬ ‫ــعب فــي َنــز ِْف‬ ‫والش ُ‬

‫***‬

‫***‬

‫ــرح فــي د ِمــ ِه‬ ‫الج ُ‬ ‫ليــس ُ‬ ‫نــوع ‪ ..‬أَ َ‬ ‫وفــي ُخ ٍ‬ ‫َّحــف !‬ ‫وفــي كرام ِتــ ِه ؟! يــا ِذ َّلــ َة الز ِ‬ ‫الج ْبنَ َ‬ ‫عنك ‪ ..‬كفى!‬ ‫رم ُ‬ ‫ُقـ ْـم ‪َ ،‬يصـ ُر ُخ ال َغــد ُ ‪ ،‬واْ ِ‬ ‫َ‬ ‫الس ِّ‬ ‫لــك الحيــا ُة ‪ ..‬ا ْن َف ِل ْ‬ ‫ــف !‬ ‫ــت ِمــن قبضــ ِة َّ‬ ‫***‬

‫يا لَلحضو ْر !‬ ‫و َفجأ ًة نادَت ُه َ‬ ‫الس َف ْر‬ ‫لحظ ُة َّ‬ ‫العبو ْر‬ ‫َيح ِم ُل ُه ُ‬ ‫ْ‬ ‫األمان‬ ‫حدائق‬ ‫إلى‬ ‫ِ‬ ‫وال نهاي ِة الز ْ‬ ‫َّمان !‬

‫***‬ ‫َوس ُمر َت ِحــاً‬ ‫أرا ُه فــي َفــ َر ِح ال ِفــرد ِ‬ ‫ِظ ًّ‬ ‫ــا مــنَ النُّــو ِر ‪ ،‬فــي ال ُمنتَهــا ُه َســ َما‬

‫َي َظ ُّ‬ ‫ــل فــي الدَّهــ ِر وج ًهــا هــا ِد ًرا ‪َ ..‬ق َل ًمــا‬ ‫ــس الن ُ​ُّج َمــا ‪.‬‬ ‫َت َم ُّر ِد ًّيــا ‪ ..‬وصو ًتــا َي ْل ُم ُ‬ ‫ّ‬ ‫متوز ‪٢٠١٩‬‬

‫‪35‬‬

‫شعر‬

‫غاضبــ ًة‬ ‫يــح‬ ‫روبيــ ُر‪ ،‬يــا َك ِل ِ‬ ‫ِ‬ ‫مــات ال ِّر ِ‬ ‫الســدُ َما‬ ‫َتــدو ُر‬ ‫ِ‬ ‫بــاألرض َت ْســمو َتر َتــدي ُّ‬

‫الســ ْي َف َ‬ ‫منــك ‪ ،‬ولَــو‬ ‫روبيــر ُ ‪ُ ،‬مــ َّر‬ ‫ِ‬ ‫وهــات َّ‬ ‫بالســ ْي ِف‬ ‫مــات‬ ‫ل َمــ َّر ٍة‪ ،‬أَكت ُ‬ ‫ُــب ال ِك ْل ِ‬ ‫َّ‬


‫صحـافة االنتشـار يف خدمة لبنــان‬ ‫حتت الضوء‬ ‫القصيفي حاضر يف سيدين حول صحافة االنتشار‪:‬‬

‫طاقة جبارة ميكن أن تساعد على انتشال لبنان من مشكالته‬ ‫عــاد نقيــب محــرري الصحافــة اللبنانيــة جــوزف القصيفي‬ ‫ً‬ ‫اســبوعا بدعــوة مــن‬ ‫مــن زيــارة الــى اوســتراليا دامــت‬ ‫"المركــز الثقافــي االوســترالي‪ -‬العربــي‪ -‬منتــدى بطــرس‬ ‫العنــداري" حاضــر خاللهــا عــن "صحافــة االنتشــار فــي‬ ‫خدمــة لبنــان"‪ ،‬وجــال علــى المؤسســات الصحافيــة‬ ‫واالعالميــة اللبنانيــة فــي أوســتراليا والتقــى العامليــن‬ ‫ً‬ ‫دروعــا وشــارة النقابــة‪ .‬وكانــت‬ ‫فيهــا‪ ،‬ووزع عليهــم‬ ‫مــداوالت تــمّ خاللهــا التوافــق علــى الخطــوط العريضــة‬ ‫للتواصــل بيــن الزمــاء فــي أوســتراليا ونقابــة المحرريــن‪،‬‬ ‫علــى أن يقــرر مجلــس النقابــة الخطــوات العمليــة فــي‬ ‫اجتمــاع يعقــده لهــذه الغايــة‪.‬‬ ‫وكانــت مناســبة لجــوالت قــام بهــا القصيفــي علــى‬ ‫فاعليــات الجاليــة التــي تشــغل مناصــب رســمية فــي‬ ‫أوســتراليا والقيــادات الروحيّــة المســيحيّة واالســامية‬ ‫والحزبيــة والشــخصيات االجتماعيــة واالقتصاديــة‪.‬‬ ‫وأثنــى القصيفــي علــى الــدور الكبيــر الــذي يؤدّيــه االنتشــار‬ ‫اللبنانــي بأوســتراليا فــي تمتيــن العالقــة بيــن شــطري‬ ‫الوطــن‪.‬‬ ‫وقبــل مغادرتــه ســيدني أدلــى النقيــب القصيفــي‬ ‫بالتصريــح اآلتــي‪:‬‬ ‫أتوجــه اليكــم يــا أبنــاء لبنــان الحبيــب المنتشــرين فــي‬ ‫هــذا البلــد النموذجــي اوســتراليا‪ ،‬بكلمــة مــن أعمــاق‬ ‫الحريــة التــي آمنتــم بهــا ودافعتــم عنهــا واتخذتموهــا‬ ‫‪36‬‬

‫نمطـ ًـا ومبـ ً‬ ‫ـدأ وثوابــت فــي كل مراحــل حياتكــم‪ ...‬أتوجــه‬ ‫اليكــم قيــادات روحيــة وديبلوماســية وإعالميــة وحزبيــة‬ ‫وثقافيــة واجتماعيــة‪ ،‬ألع ّبــر لكــم عــن عميــق امتنانــي‬ ‫للترحيــب واالحتضــان اللذيــن كرّمتمونــي بهمــا خــال‬ ‫زيارتــي القصيــرة بدعــوة مشــكورة مــن المركــز الثقافــي‬ ‫العربــي اوســتراليا ‪ -‬منتــدى بطــرس عنــداري الــذي اتوجــه‬ ‫اليــه بنــوع خــاص‪ ،‬رئيسـ ًـا واعضــاء‪ ،‬بكثيــر مــن االمتنــان‬ ‫مــع لجنــة االصدقــاء‪.‬‬ ‫لقــد اعتقــدت انــي احمــل اليكــم لبنــان األصالــة والجــذور‬ ‫واألرز والشــهداء والعيــش المشــترك والقيــم التــي ميّزتــه‬ ‫عــن ســائر البلــدان‪ ،‬لكنــي وجدتــه حاضـ ًـرا هنــا بكــم‬ ‫أيهــا األصيلــون الكرمــاء‪ ..‬أيهــا الوطنيــون الشــرفاء‪..‬‬ ‫أيهــا المناضلــون االحــرار‪ ..‬أنتــم المدافعــون ليــس عــن‬ ‫بلــد اآلبــاء واألجــداد فحســب بــل عــن أوســتراليا التــي‬ ‫اســتضافتكم وكانــت لكــم أبـ ًـا دون ان تنســيكم أمـ ًـا هــي‬ ‫وطنكــم لبنــان‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اعتقــدت انــي جئــت ألعطيكــم زخمــا وطنيــا وثقــة‬ ‫واندفاعـ ًـا‪ ،‬فوجدتهــا عندكــم أكثــر صالبــة وتمسـ ً‬ ‫ـكا‪.‬‬ ‫لكــم مــن زمالئكــم فــي الوطــن األم وبخاصــة مــن نقابــة‬ ‫المحرريــن‪ ،‬وأخــص هنــا كل العامليــن فــي خدمــة صاحبة‬ ‫ً‬ ‫ـخصيا كل محبــة وتقديــر‪.‬‬ ‫الجاللــة ‪ -‬اإلعــام ‪ -‬ومنــي شـ‬ ‫عشتم وعاشت اوستراليا وليحيا لبنان‪.‬‬


‫حتت الضوء‬

Lahm bil Ajeen

Charles De Gaule Street Raouche, Beirut District Phone 01 78 99 99


‫‪2019/10/١٧‬‬

‫لبنـــان‬

‫ينتفض‬

‫ومــن إضــراب إلــى اضــراب‪ ،‬ومــن تهديــد آلخــر‪ ،‬كان‬ ‫اللبنانــي يعيــش لحظــات حرجــة ووضــع نفســي صعــب‬ ‫مــن خوفــه مــن انقطــاع الوقــود‪ ،‬إلــى الخبــز‪ ،‬ناهيــك عــن‬ ‫ديونــه المتراكمــة جــراء مرتبــه المتواضــع‪ ،‬أو كمــا أغلــب‬ ‫الموظفيــن لــم يتــم دفــع مســتحقاتهم وتؤجــل مــن شــهر‬ ‫إلــى آخــر‪.‬‬

‫كان االســبوع الثالــث مــن تشــرين الثانــي ‪ ٢٠١٩‬قاســيا‬ ‫وصعبــا علــى لبنــان وشــعبه‪ ،‬فمنــذ ســنوات لــم تتـ َ‬ ‫ـوال عليه‬ ‫هكــذا أزمــات لــم ترحــم أهلــه وأرضــه‪ ،‬أحــداث طويلــة‬ ‫حافلــة بالفســاد وصلــت حــد الحجــر والشــجر والهــواء‪،‬‬ ‫طالــت جميــع قطاعاتــه فمــن أزمــة الطحيــن والخبــز‬ ‫إلــى أزمــة الحرائــق وصــوال إلــى الواتســاب والتطبيقــات‬ ‫االجتماعيــة‪ ،‬حتــى أعلنهــا اللبنانــي ثــورة ضــد الطبقــة‬ ‫كل اجتمــاع لمجلــس الــوزراء يخــرج بفلســفة ضرائبيــة‬ ‫الحاكمــة وحــدت جميــع أطيافــه‪.‬‬ ‫عجيبــة وغريبــة تطــال اللبنانــي الــذي بــات مصروفــه‬ ‫اســتقبلنا األســبوع بأزمــة الــدوالر الــذي ارتفــع بعــد عقــود أضعــاف مدخولــه‪ ،‬ضرائــب لــن يســتفيد منهــا! فالضمــان‬ ‫طويلــة مــن الثبــات‪ ،‬مــن ‪ 1500‬ليــرة حتــى وصــل الــى عتبــة والتعويــض وحتــى التقاعــد باتــت علــى المحــك‪،‬‬ ‫‪ 1800‬ليــرة مقابــل دوالر واحــد‪ ،‬كارثــة كبيــرة طالــت البلــد ومــن الصعــب الحصــول عليهــا خاصــة بعــد أن اوقفــوا‬ ‫الــذي يســتورد أغلــب منتجاتــه كمــا خدماتــه يدفعهــا التوظيــف الثابــت‪ ،‬واســتعانوا بعقــود عمــل غيــر ثابتــة ال‬ ‫بالــدوالر‪ ،‬حتــى فاتــورة الهاتــف تدفــع بالــدوالر ولكــن تتمتــع بحقــوق إنســانية‪.‬‬ ‫العملــة المتداولــة ومدخــول اللبنانــي المســكين بالليــرة‪،‬‬ ‫خســائر بالجملــة أدت إلــى إضــراب محطــات الوقــود فــي ظــل حــرارة المشــهد اللبنانــي اشــتعلت أراضــي‬ ‫مطالبــة بالدفــع بالليــرة‪ ،‬بعــد يوميــن أصحــاب األفــران الشــوف‪ ،‬وأحــراج لبنــان دامــت ثالثــة أيــام مــع ســقوط‬ ‫بــدأت تلمــح باإلضــراب أيضــا لنفــس األســباب االســتيراد شــهيد والكثيــر مــن النازحيــن‪ ،‬هــي األحــراج نفســها التــي‬ ‫تقبــع دون حراســة؛ بســبب أن الموظفيــن الناجحيــن‬ ‫بالــدوالر‪ ،‬والبيــع بالليــرة تعنــي خســائر فادحــة‪.‬‬ ‫فــي تلــك الوظيفــة غيــر موزعيــن طائفيـ ًـا علــى الشــكل‬

‫‪38‬‬


‫المثالــي بحســب وزيــر الخارجيــة جبــران باســيل فقــد‬ ‫نجــح ‪ 17‬مســيحي مــن أصــل مــا يقــارب ‪ 100‬ناجــح وهــذا‬ ‫غيــر عــادل!! يســأل اللبنانــي ايــن طوافــات لبنــان التــي‬ ‫اشــتراها منــذ ســنوات إلطفــاء الحريــق؟؟ يبــرر السياســي‬ ‫اللبنانــي بــأن الطائــرات غيــر المســتعملة تحتــاج إلــى‬ ‫صيانــة وال نملــك تكلفــة صيانتهــا‪ .‬واقــع صــادم فمــن‬ ‫ســرق مــال الدولــة؟؟!‬ ‫بعــد هــذه االحــداث المشــتعلة لــم يســترح اللبنانــي ‪24‬‬ ‫ســاعة حتــى خــرج قــرار مــن المجلــس الــوزاري بضــرورة‬ ‫فــرض ضرائــب علــى الواتســاب (المكالمــات) ‪ 20‬ســنت‪،‬‬ ‫هــو التطبيــق المجانــي الــذي راح السياســي اللبنانــي‬ ‫الســتغالله لســرقة المزيــد مــن امــوال الشــعب‪ ،‬ولكــن‬ ‫علــى مــا يبــدو ال يوجــد للوقاحــة حــدود فــي بلــدان ال‬ ‫تســتجيب اال لصــوت الشــارع فاإلعــام اللبنانــي يضــع‬ ‫يــده يوميـ ًـا علــى وجــع اللبنانــي‪ ،‬وحــاالت الفســاد ناهيــك‬ ‫عــن مواقــع التواصــل االجتماعــي وفضائحهــا المدويــة‬ ‫عــن السياســيين وافعالهــم‪ ،‬ولكــن ال حيــاة لمــن تنــادي‪.‬‬ ‫الكثيــر يرغــب بالنــزول إلــى الشــارع ولكــن القلــق والخوف‬ ‫مــن جــرزان الطائفيــة المندســة كبيــر فمن شــأنهم إحداث‬ ‫فوضــى وتخريــب‪ ،‬وتبقــى امــال اللبنانــي وصلواتــه متجهة‬ ‫نحــو هــذه الثــورة علهــا تنقذهــم مــن دوامتهــم الكئيبــة‬ ‫وحالتهــم المزريــة التــي وصلــوا لهــا‪ ،‬كال يــا ســادة ليــس‬ ‫الواتســاب مــن حركنــا‪ ،‬وال هــي ثــورة واتســاب كمــا يقــول‬ ‫البعــض‪ ،‬وكمــا ُتصــور مواقــع التواصــل أو يحكــي اإلعــام‪،‬‬ ‫بــل هــي القشــة التــي قصمــت ظهــر البعيــر‪ ،‬وأشــعلت‬

‫الثــورة فمــن يســمع كالم المتظاهريــن لــكل واحــد قصــة‬ ‫وجــع وألــم‪ ،‬بطالــة‪ ،‬فقــر‪ ،‬وظلــم‪ ،‬والكثيــر مــن القهــر‪،‬‬ ‫يــروون قصــة بلــد انهــار‪ ،‬وبــات حلــم الكثيريــن إمــا الثــورة‬ ‫أو الهجــرة‪.‬‬ ‫الثــورة التــي مازالــت مســتمرة فــي الســاحات والمرافــق‬ ‫العامــة وامــام الــوزارات والمصــارف امــام المــدارس‬ ‫والجامعــات واصــرار الشــعب وثباتــه للحصــول علــى‬ ‫مطالبــه فكانــت االنجــازات لغايــة اآلن كالتالــي‪:‬‬ ‫ الغاء ‪ ٩١‬ضريبــة‬‫ استقالـــة الحكومــة‬‫ فضح الجمارك وبدء التحقيقات‬‫توجيه ضربة قاصمة للطائفية وتجارها‬‫فضح فساد الطبقة السياسية في كل العالم‬‫توحيــد اللبنانييــن مــن كل الطوائــف والمذاهــب علــى‬‫مطالــب واحــدة‬ ‫اســتعادة طرابلــس لوجههــا الحقيقــي بعــد ســنين مــن‬‫التشــويه واالفتــراء‬ ‫اعطــاء جرعــة كبيــرة مــن األمــل لشــعب قتلــه اليــأس‬‫واإلحبــاط‬ ‫ تحويل فاتورة الخليوي الي الليرة اللبنانية‬‫ فضح صفقة بواخر الكهرباء‬‫ مصرف لبنان تحت الضوء‬‫ قضايــا فســاد فــي جواريــر القاضيــة غــادة عــون كشــفت‬‫صــور زعمــاء مُ ّزق ْت‪.‬‬ ‫‪39‬‬


‫ مصالحــة بيــن بــاب التبانــة و جبــل‬‫محســن‬ ‫ طرابلس هتفت لصور وللنبطيه‬‫ كسر الناس لحاجز الخوف‬‫ استرجاع الحركة الطالبية‬‫ استعادة حرية التعبير‬‫ زيادة كلمة منبت "للنساء" والرجال على‬‫النشيد الوطني‬ ‫ اســتقالة اعضــاء بلديــة النبطيــة بعــد ال يهــم يــا وطــن‪ ،‬ال يهــم‪ ،‬الثــورة‬‫مســتمرة‪ ،‬و”قطــاع الطــرق” هــؤالء‬ ‫ا لعنــف‬ ‫الذيــن حولــوا الليــل نهــار‪ ،‬يصنعــون‬ ‫ اطالق سراح المعتقلين بالمظاهرات‬‫تاريخــا جديــدا مجيــدا للبنــان‪ ،‬وهــذا‬ ‫ اقرار االعالم سلطة رابعة‬‫وتمتــاز المظاهــرات التــي اطلقــت فــي لبنــان التاريــخ لــن يكــون فيــه لبلطجــة‬ ‫يــوم ‪ 17‬تشــرين األول‪/‬أكتوبــر الماضــي‪ ،‬أنهــا الســلطة واعالمهــا مكانــا اال فــي‬ ‫األكبــر مــن نوعهــا‪ ،‬شــاركت فيهــا كل المــدن الســجون‪.‬‬ ‫والبلــدات‪ ،‬وحــدت كل الطوائــف بمختلــف ‬ ‫غ ــادة آغـ ــا‬ ‫مســمياتها ضــد الفســاد الــذي لــم يعــد‬ ‫يحتملــه اللبنانيــون‪.‬‬

‫نشـــــــيد‬ ‫َ"ث ـ ْورَهْ ‪َ ..‬ث ـ ْورَهْ " سـ ــلمي ِّْه‬ ‫خات السّ ْ‬ ‫احات‬ ‫تعَ بِّي َشمْ ِ‬ ‫و تمَ ّلي َش ـ ـو ِْق ِّ‬ ‫الط ْ‬ ‫رقات‬ ‫ِ‬ ‫راي ـتـ ـهـ ــا ِلـ ـب ـنـ ــا ِن ـي ــــِّ ْه‪.‬‬ ‫و‬ ‫ْ ِ‬ ‫َ"ث ـ ـ ـ ْورَهْ " َفـ ـو ِْق ْل ِح ِزبي ْ‬ ‫ِّـــه‬ ‫ِوال ـ ـ َّـد ْولــي ال ـ ّـطائـ ـ ِف ـ ّي ـ ِ ْــه‪،‬‬ ‫ِتص ـر ُْخ ‪ُ :‬أ ْوع ـ ــا ْل ِح ـ ِّري ْ‬ ‫ِّــــه‬ ‫ِوحْ ـ ـق ـ ْ‬ ‫ـوقـ ـن ــا ْ ِلنس ـ ــا ِني ِّْه‪.‬‬ ‫ْف عْ َل ْل َفس ــادْ‬ ‫َ"ث ْور َْة" َس ـ ـي ِ‬ ‫ِلـمْ َـغـ ْـل ِغـ ْـل ِبع ـ ْ‬ ‫ـروق ِلبْـالدْ !‬ ‫َ‬ ‫ـياس ْة ْ‬ ‫مافي ْ‬ ‫ـات‬ ‫بيك ِّفي سْ ـ ِ‬ ‫ـوط حْ ــرا ِم ِّي ـ ْــه‪.‬‬ ‫و َْأخ ـ َـط ـ ُبـ ـ ِ‬ ‫ِوص ِلت ْ‬ ‫َتأ ْخ ِرت ْ ‪..‬‬ ‫ب ْ‬ ‫َس ِوص ِلت ْ‬ ‫َعحصان ْ‬ ‫أحمَ ر ْ‬ ‫وْأبيَض ْ َق ْلبو َ‬ ‫أخضر ْ‬ ‫ِمن ْ ِس ْل ِم ْو ِع ْن ْفوان ْ‬ ‫َ‬ ‫تج ِّلت ْ‬ ‫ْ‬ ‫َعف ِوي ِّْه بْال دَ مْ !‬

‫‪40‬‬


‫"وطن حامل عيونو"‬ ‫يوم ْب ِت ْكبَر ْ‬ ‫ِكل ْ ِ‬ ‫رخة ْ ِح ِّري ِّْه ‪،‬‬ ‫َص ِ‬ ‫ْو ِتعمَ ر ْ‬ ‫َشمْ ِخ ْة ِشبّان ْ !‬ ‫مْ ِن َّ‬ ‫الضمْ‬ ‫ِو ْ ِليْد ْ ِب ْ ِليد ْ‬ ‫ِس ْك ِرت ْ‬ ‫ْو ِتسْ َكر ْ‬ ‫َس ْكرا صو ِفي ِّْه ‪..‬‬ ‫ْو ِلبْنا ْننا ِي َّطهَّ ر ْ ‪،‬‬ ‫مْ ِن ْجديد ْ ‪،‬‬ ‫و ِْي ْن ْت ِصر ْ ‪.‬‬ ‫ريمون شبلي‬

‫عم حس قلبــك حامل عيون ـ ــوا‬ ‫عمشوف شعبك يا وطن جوعــان‬ ‫يحمــــي ال بدمــوا قرر يصون ـ ــوا‬ ‫كفوف الصــال مرفوعـــه للرحمــــن‬ ‫شعبي الـوطن بيمـوت من دونـوا‬ ‫شعبي الوجع‪ ،‬عايش بهالحرمــان‬ ‫صـوت المرض والجــوع بيمونــوا‬ ‫شعبــي عبـــاب الــــذل عمينهــــــان‬ ‫بــــدوا الظلــــم تتهــــدم حصـونــوا‬ ‫بدوا بكرامـــه يعيــش كاإلنســـــان‬ ‫وهوي عصــي ع الكــون تلوين ـ ــوا‬ ‫مش طالب التدمير و العصيـــــان‬ ‫و ال تـــدخل األغـــراب بشـؤون ــوا‬ ‫قــــادر قـــــراروا يـهـز كـــل بنيـــــان‬ ‫مـالـــوا بـــأرضي يــحقـق ظنـونـ ــوا‬ ‫و الكـــان بـــدو يخرب األوطـــــان‬ ‫تراب الوطن مش ممكن نخونـوا‬ ‫نحنـا شـعب منمـوت مـا مننهــــان‬ ‫مطــرح مــــا كــــان العـز بيــكون ــوا‬ ‫نحنـا شعب بـدوا الشـرف عنـــوان‬ ‫تهـــــز الوتـــــد تتـــحرك جنــون ـ ــوا‬ ‫منرفض سيــاسـة تفـــرق الخــالن‬ ‫بيكفي ظلم‪ ،‬شبعنا حكي و"أوهان" بدنــا وطن حضن الكرامه يكون‬ ‫و مش بالطوايف ممكن نصونـــوا‬ ‫ ‬

‫فاطمة عارف مشيك‬ ‫‪41‬‬


‫رياضة‬

‫الهـــــــــــايكنغ‬ ‫كلمــة هايكنــغ باللغــة االنكليزيــة تكتــب كمــا هــي وال‬ ‫مــرادف لهــا بالعربيــة او غيرهــا النهــا تضــم عــدة انشــطة‬ ‫واهــداف للقيــام بهــا مشـ ًـيا علــى االقــدام ‪ .‬فقــد تكــون‬ ‫جماعيّــة فــي رحلــة ســياحية عامــة او رحلــة خاصــة‬ ‫الفــراد مــن عائلــة واحــدة او اصدقــاء مــن حــي واحــد‬ ‫ويجــب ان تخضــع لبرنامــج يحقــق الغايــة المرســومة‬ ‫لنجاحهــا‪ ،‬يقــول أحــد ممارســي هــذه الرياضــة‪:‬‬ ‫المشــي الجبلــي (الهايكنــج) رياضــة ممتعــة‪ ،‬وتتطلــب‬ ‫لياقــة بدنيــة جيــدة‪ .‬كمــا أن لهــا الكثيــر مــن األبعــاد‬ ‫التاريخيــة والتراثيــة واالجتماعيــة‪ ،‬وهــي‬ ‫رياضــة مليئــة بالتأمــل‪ ،‬تأمــل يســتوحي‬ ‫مــن البيئــة والطبيعــة ومــن غرابــة المــكان‪،‬‬ ‫وظــروف الطريــق‪ ،‬وتحــدي الصعــود‪ ،‬وبعضـ ًـا‬ ‫مــن المغامــرة؛ لــذا فــإن التأمــل فيهــا أعمــق‪،‬‬ ‫والمشــاعر التــي تنتــاب اإلنســان فيهــا‬ ‫مشــاعر جديــدة تتأثــر بالمــكان وظروفــه؛‬ ‫ممــا يجعلهــا رياضــة فريــدة وتبقــى ذكرياتهــا‬ ‫زمنـ ًـا طويـ ً‬ ‫ـا‪ ،‬وهــي رياضــة تجعــل اإلنســان‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وصديقــا للبيئــة‪ ،‬فمــن‬ ‫محبــا للطبيعــة‪،‬‬ ‫أســس ممارســتها عــدم رمــي النفايــات‪ ،‬أو‬ ‫ً‬ ‫اإلضــرار بالبيئــة‪ ،‬وشــعارها فــي ذلــك “ال تتــرك أثــرا”‪.‬‬ ‫“الهايكنــج” فــي الــدول المتقدمــة رياضــة متطــورة جـ ً‬ ‫ـدا‪.‬‬ ‫وهنــاك مســارات قديمــة وأخــرى مســتحدثة للســياح‬ ‫تزخــر بروادهــا مــن الســياح‪ ،‬ولهــا خرائطهــا وأدالؤهــا‪،‬‬ ‫بــل واســتراحات و”فنــادق” خاصــة لممارســي هــذه‬ ‫‪42‬‬


‫رياضة‬ ‫الرياضــة‪ ،‬حيــث يصــل ممارســو هــذه الرياضــة إلــى هــذه الفنــادق مشـ ًـيا علــى األقــدام ليســتريحوا فيهــا ليـ ً‬ ‫ـا‬ ‫قبــل أن يواصلــوا ســيرهم‪ .‬ففــي بلجيــكا‪ ،‬يســمى أحــد هــذه الفنــادق ‪( Back Pack Hotel‬فنــدق حقيبــة الظهــر)‪ .‬ويوجــد فــي‬ ‫بريطانيــا وكنــدا مســارات متواصلــة لممارســي هــذه الرياضــة تقطــع الدولــة مــن شــرقها إلــى غربهــا‪ .‬وفــي‬ ‫الواليــات المتحــدة طريــق جبلــي يمتــد مــن جبــال ســبرينجر فــي واليــة جورجيــا إلــى جبــال كاتــا هديــن‬ ‫فــي واليــة مينيســمى سلســلة آبــاال (‪ .)Appalachain‬ويبلــغ طولــه حوالــي ‪ 3500‬كلــم‪ ،‬وتنظــم رحــات للســير فيــه جزئيـ ًـا‬ ‫أو كليـ ًـا لمــن أراد أن يقطعــه فــي مــدة تتــراوح بيــن خمســة وســبعة أشــهر‪.‬‬ ‫وال بــد مــن اإلشــارة إلــى أن رياضــة الســير الجبلــي (الهايكنــج) لهــا احتياجــات أساســية‪ ,‬مــن أهمهــا توفــر‬ ‫ـدا‪ ،‬وتحتــاج خريطــة أو دليـ ً‬ ‫مجموعــة مشــاركين وال ينصــح أحــد بمزاولتهــا وحيـ ً‬ ‫ـا عارفـ ًـا بالطريــق‪ .‬كمــا‬ ‫ـدا فبعــض المســارات تمــر‬ ‫أن عنصــر األمــان واتبــاع تعليمــات الســامة والبقــاء مــع المجموعــة مهــم جـ ً‪,‬‬ ‫علــى مناطــق نائيــة‪ .‬كمــا يجــب توفيــر كميــات كافيــة مــن المــاء والطعــام حســب الحاجــة‪ ،‬مــع ضــرورة‬ ‫التخطيــط الجيــد للوصــول للمــكان المناســب قبــل حلــول الظــام أو نفــاد المــاء‪ ،،،‬وغيرهــا‪.‬‬ ‫و”الهايكنــج” رياضــة تجعلنــا نتأمــل الحاضــر والماضــي‪ ،‬وتعرفنــا علــى الجهــد الــذي كان األجــداد يبذلونــه‪،‬‬ ‫وكيــف تحملــوا ظــروف الحيــاة والســفر‪ .‬كمــا أن الســير فــي هــذه الممــرات يعطــي صــورة عــن صحتهــم‬ ‫ولياقتهــم التــي تمكنهــم مــن تكــرار المشــي‪ ،‬والصعــود فــي الممــرات المرتفعــة‪ ،‬فقــد كانــت هــذه طريقتهــم‬ ‫الوحيــدة للســفر والتنقــل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كثيــرا مــا تصمــم رحــات الســير الجبلــي‬ ‫(الهايكنــج) بحيــث تكــون فــي نهايتهــا‬ ‫“جائــزة” مثــل الوصــول إلــى معلــم فريــد فــي‬ ‫منطقــة نائيــة‪ ،‬أو نبــع مــاء‪ ،‬أو قمــة عاليــة‪ ،‬أو‬ ‫مطــل جميــل‪ ،‬أو هــواء نقــي؛ وهــو مــا يجعــل‬ ‫للمغامــرة طعمـ ًـا‪ ،‬ويضيــف حافـ ًـزا إلكمــال‬ ‫الطريــق‪.‬‬

‫‪43‬‬


‫زواج العصر‬

‫جمـتمع‬

‫كسر املذهبية‬ ‫اليــوم الكبيــر انطلــق عنــد الســاعة الثانيــة مــن بعــد‬ ‫ظهــر الســبت مــن زغرتــا‪ ،‬حيــن ُز ّف النائــب ‪#‬طونــي_‬ ‫فرنجيــه وعروســه ‪#‬لين_زيــدان عروســين فــي احتفــال‬ ‫شــعبي حضرتــه إلــى جانــب الزغارتاوييــن‪ ،‬شــخصيات‬ ‫سياســية وإعالميــة واجتماعيــة كبيــرة‪ ،‬إال ّأن الصــور‬ ‫والتعليقــات التــي ُتنشــر تباعـ ًـا مــن الزفــاف‪ ،‬ال س ـيّما‬ ‫مــن العريــس فرنجيــه أو والــده رئيــس "تيــار المــردة"‬ ‫ســليمان فرنجيــه وصـ ً‬ ‫ـوال إلــى الســيدة ريمــا فرنجيــه‪ ،‬ال‬ ‫تــزال تأخــذ ح ّيــز اهتمــام واسـ ً‬ ‫ـعا مــن المتابعيــن‪.‬‬

‫أمــا ريمــا فرنجيــه التــي لطالمــا أكــدت على متانــة العالقة‬ ‫مــع ولــدي زوجهــا طونــي وباســل‪ ،‬فحرصــت علــى توثيــق‬ ‫هــذه اللحظــة العائليــة مخصصـ ًـة لــكل فــرد منهــم صــورة‪،‬‬ ‫وأرفقــت مجموعــة الصــور بتعليــق جــاء فيــه‪" :‬هكــذا‬ ‫نحتفــل للحــب وللعائلــة والصداقــة وباألصالــة اللبنانيــة"‪.‬‬ ‫الالفــت فــي الصــور المع ّبــرة صــورة البنتهــا وفرنجيه التي‬ ‫ظهــرت محمولــة علــى األكــف احتفـ ً‬ ‫ـاال بزفــاف أخيهــا‪،‬‬

‫وشــكر العريــس َّ‬ ‫كل مــن شــاركه فرحــه الكبيــر‪ ،‬ونشــر‬ ‫مجموعــة مــن الصــور أرفقهــا بتعليــق‪" :‬شــكر كبيــر ومــن‬ ‫القلــب لــكل مــن شــاركنا فرحتنــا وعمــل علــى كل‬ ‫تفصيــل لتكتمــل فرحتنــا‪ ...‬عســى أن تبقــى األفــراح‬ ‫فــي منطقتنــا عامــرة‪ ،‬وتغمرنــا جميعـ ًـا الســعادة التــي‬ ‫تشــاركناها يــوم الســبت‪ ...‬ســوا عالحلــوة والم ـرّة"‪.‬‬ ‫والــد العريــس ســليمان فرنجيــه نشــر أيضـ ًـا مجموعــة‬ ‫مــن الصــور فــي حســابه عبــر "إنســتغرام" اعتمــد‬ ‫فيهــا مقولــة "الصــورة ّ‬ ‫تتكلــم"‪ ،‬إذ نشــر صــورة لــه مــع‬ ‫العروســين وابنتــه فيــرا‪ ،‬وأخــرى لنجليــه باســل وطونــي‪،‬‬ ‫وصــورة لعائلــة ليــن زيــدان وزوجتــه ريمــا فرنجيــه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫موثقـ ًـا الزفــاف الشــعبي بعــدد مــن الصــور التــي أظهــرت‬ ‫الحشــد الــذي رافــق اليــوم الكبيــر لنجلــه طونــي‪ ،‬وصــورة وصــورة اختصــرت عالقتهــا بزوجهــا فرنجيــه الــذي ظهــر‬ ‫أخــرى كشــفت عــن قيادتــه ســيارة العــروس‪.‬‬ ‫وهــو يقبّلهــا علــى جبينهــا‪.‬‬ ‫‪44‬‬


‫جمـتمع‬

‫‪45‬‬


‫زفاف كرسـتينا حرب‬ ‫جمـتمع‬

‫هــو عـ ٌ‬ ‫ـرس جمـ َـع بيــن عائلتين‪..‬إحداهمــا مــن جبــل لبنــان‬ ‫واألخــرى مــن بقاعــه الغربــي‪ ..‬عائلــة جوهــر العريقــة‬ ‫وعائلــة حرب‪..‬تــمّ االحتفــال بهــذا الزفــاف فــي أوتيــل‬ ‫الخيــال فــي رياق‪..‬فــي البقــاع‪ ..‬كانــت ســهرة مم ّيــزة‪..‬‬ ‫ـرورا وسـ ً‬ ‫الجميــع كان مسـ ً‬ ‫ـعيدا‪..‬‬ ‫شاب جميل ّ‬ ‫العريس ّ‬ ‫ومتألق‪..‬‬ ‫وأبــرز مــا م ّيــز العــروس هــو إطاللتهــا وظهورهــا علــى الحضــور‬ ‫بمظهــر طبيعــي جــدا وناعــم جــدا‪ ..‬حيــث أنهــا تعمّــدت‬ ‫االبتعــاد عــن المبالغــة المتعــارف عليهــا‪ ..‬لــم ُيكــن بمكنونهــا‬ ‫التميّــز عــن الحضــور إال بارتداءهــا اللــون األبيــض‪..‬‬ ‫وجديــر بالذكــر أنهــا اختــارت لماكياجهــا أحمــر الشــفاه تيمّنــاً‬ ‫وتأثـ ًـرا بالفنانــة ســيرين عبــد النــور فــي مسلســل الهيبــة‪..‬‬ ‫الحصــة األكبــر مــن الحضــور فــي حفــل‬ ‫كان لعائلــة جوهــر ّ‬ ‫الزفــاف‪ ..‬إال أن آل حــرب أيضــا أضافــوا جـو ًّا لطيفـ ًـا ومميـ ًـزا ‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫تخلــل حفــل الزفــاف "ســهرة ح ّنــة" وهــي ســهرة متعــارف عليهــا‬ ‫فــي ّ‬ ‫كل عــرس بعلبكـ ّـي‪ ..‬فهــي مــن تــراث بعلبــك ‪.‬فيهــا تقــوم‬

‫عائلــة العــروس بتحنيــة إصبــع العــروس‪ ..‬وكذلــك‬ ‫العريــس ومــن ثــمّ يقــوم المدع ـوّون بوضــع المــال‬ ‫فــي إصبــع كل منهمــا‪ ..‬وكان لعائلــة العريــس‬ ‫االســتاذ محمــود جوهــر وأوالده فــؤاد ورامــي‬ ‫وذكريــا حضــور مميــز ومتألــق‪.‬‬

‫ومــن أبــرز المدعوّيــن الذيــن ل ّبــوا الدعــوة األســتاذ لويــس الحايــك‪ ،‬الكاتبــة كاتيــا جوهــر‪ ،‬واألســتاذ المخضــرم األســتاذ‬ ‫حســين جوهــر وأوالده واالســتاذ ســليم جوهــر‪.‬‬

‫‪46‬‬


‫جمـتمع‬ ‫العريس والعروس يتوسطان الصحافي لويس الحايك الى اليمين وكاتيا جوهر واألستاذ حذيفة شحيمي الى اليسار‬

‫‪47‬‬


‫جمـتمع‬

‫تلعــب الجمعيــات الخيريــة فــي مجتمعنــا دورا هامًّ ــا فــي غيــاب الدولــة بتقديــم المســاعدة لفئــات عديــدة فــي‬ ‫المجتمــع منهــا جمعيــات تعنــى بالمســاعدات الماديــة وجمعيــات تعمــل علــى التوعيــة وخلــق برامــج تأهيــل‬ ‫وتعليــم للمحتاجيــن حيــث أن لــكل منهــا نشــاطها وطريقتهــا فــي تقديــم عمــل الخيــر‪ ،‬يشــترك جميعهــا بهــدف‬ ‫واحــد وهــو مســاعدة النــاس فــي تحســين حالهــم لتكــون سـ ً‬ ‫ـندا ألصحــاب الحاجــات الخاصــة الذيــن ال ســند لهــم‬ ‫وال معيــن فــي هــذه الظــروف الصعبــة وفــي غيــاب الدولــة‪ .‬ومــن بيــن هــذه الجمعيــات جمعيــة «عطــر األرز» وهــي‬ ‫كاالســم الــذي تحملــه تنشــر مــن عطرهــا الفــرح والبهجــة باعمــال يقــوم بهــا اعضاؤهــا المتمرســين باختصاصــات‬ ‫متنوعــة وبمــا لديهــم مــن امكانــات ثقافيــة وعلميةتؤهلهــم علــى ادارة نشــاطهم علــى اكمــل وجــه‪.‬‬ ‫وفــي الحــوار الــذي اجرتــه مجلــة الســائح مــع رئيســة الجمعيــة «كوثــر شــيا» اســتطعنا التعــرف عــن قــرب علــى هــذه‬ ‫النــواة الجديــدة التــي ولــدت داخــل اطــار العمــل االجتماعــي والتــي مــن طموحاتهــا مـ ّـد جسـ ٍـر للتواصــل بيــن‬ ‫المــدن والقــرى لتعميــم خدماتهــا علــى نطــاق واســع وتحقيــق العديــد مــن النشــاطات فــي ســبيل عمــل الخيــر‬ ‫ونشــر الوعــي اللذيــن قامــت الجمعيــة علــى تفعيلهمــا منــذ تأسيســها‪.‬‬ ‫س‪ :‬كيف تعرفنا كوثر شيا على جمعية عطر األرز؟؟ أحالمنــا التــي هــي أحــام كل شــخص يحــب هــذا البلــد‪.‬‬ ‫عطــر األرز هــي عبيــر المحبــة والعطــاء االســم مثــل إنســانيتنا هــي األســاس‪.‬‬‫مــا تفضلتــي هــو شــعار لنشــر ثقافــة المحبــة والعطــاء س‪ :‬من كان سندا لك في إنشاء الجمعية؟؟‬ ‫والمــودة واألخــوة بيــن الشــعب الواحــد‪ .‬مــن اهــم أهــداف ‪-‬نحــن خمــس ســيدات مــن كل نحــاء لبنــان تجمعنــا‬ ‫الجمعيــة تفعيــل دور المجتمــع مــن خــال توعيتــه فــي المحبــة لهــذا البلــد وتشــاركنا فــي افــكار كثيــرة ذهبنــا‬ ‫أمــور حياتيــة معيشــية وكيفيــة تحســين وضعــه ووضــع معــا الــى وزارة الداخليــة وجمعنــا كل المعلومــات الالزمــة‬ ‫المــراة والطفــل تحديــدا"‪.‬‬ ‫س‪ :‬الملفــت شــعار الجمعيــة‪ :‬االرزة الخضــراء ماهــو‬ ‫المغــزى والمعنــى مــن هــذا الشــعار ولمــاذا ســميت بعطــر‬ ‫األرز؟؟‬ ‫األرز رمــز الخلــود وعطــره يذكرنــا بتاريخنــا المجيــد‬‫ولبناننــا الــذي نحلــم بــه مثلمــا نحــن فــي الجمعيــة وكمــا‬ ‫ولــي لبنانــي" نحــن نحلــم‬ ‫قــال جبــران "لكــم لبنانكــم َ‬ ‫بلبنــان األرز‪ ،‬لبنــان العطــاء‪ ،‬لبنــان الخلــود‪...‬‬ ‫س‪ :‬كيف خطرت في بالكم فكرة انشاء جمعية؟؟‬ ‫عملنــا ســويا فــي عــدة جمعيــات خــال الســنوات‬‫التــي مضــت وكان لنــا دور كبيــر فــي تنفيــذ عــدد مــن‬ ‫اإلنجــازات‪ .‬افكارنــا كبيــرة وأحالمنــا اكبــر فمــن خــال وقدمنــا الطلــب وبعــد ان اســتلمته منــا الوزيــرة ريــا‬ ‫تاســيس جمعيــة ال تبغــي الربــح نســتطيع ان نحقــق الحســن بــدى الفــرح علــى وجههــا‪.‬‬ ‫‪48‬‬


‫غـــادة آغـــا‬ ‫‪49‬‬

‫جمـتمع‬

‫س‪ :‬وهل لكم مراكز اخرى خارج عاليه؟؟‬ ‫فــي الوقــت الحالــي ال يوجــد مركــز ســوى فــي مدينــة‬‫عاليــه انشــاءاهلل قريبـ ًـا ســيكون لنــا وجــود فــي كل مناطــق‬ ‫لبنــان‪.‬‬ ‫س‪ :‬ما هو الهدف الرئيس لجمعية عطر االرز؟؟‬ ‫دورات تدريبية ورشات عمل ‪TOT‬‬‫العمل االجتماعي مش بس صبحية وعصرونية!!‬ ‫اهدافنــا ان نحســن مــن عمــل الجمعيــات بالمناطــق‬ ‫النائيــة ون ّف ِعــل عمــل المجتمــع المدنــي تيكــون قــد‬ ‫الحمــل والمســؤول عــن افعالــه‪.‬‬ ‫ضــروري يكــون عنــا الوعــي كافــي تيصيــر عنــا بلــد مزدهــر‬ ‫وناجــح فعليــا‪.‬‬ ‫س‪ :‬ماهي أهم النشاطات التي تركز عليها الجمعية؟؟‬ ‫مــن اهــم النشــاطات الحاليــة دورات تدريبيــة قمنــا‬‫بهــا ونعمــل علــى نشــرها باغلــب المناطــق وهــي دورات‬ ‫تعليميــة بأســاليب حديثــة فــي التعليــم وليــس فــي تغييــر‬ ‫المناهــج‪ .‬األســلوب المتبــع حاليـ ًـا قديــم والتالمــذة االن‬ ‫جـ ً‬ ‫ـدا ســريعي االســتيعاب هــذا مــا يجعــل المدرســة مــكان‬ ‫ممــل ومزعــج للتلميــذ‪ .‬تفعيــل هــذه الطــرق واألســاليب‬ ‫تمحــي هــذه الفجــوة بيــن المعلمــة والتلميــذ وتقــرب‬ ‫ً‬ ‫مكانــا ً‬ ‫ً‬ ‫وفرحــا‬ ‫آمنــا‬ ‫المســافات وتجعــل مــن المدرســة‬ ‫ً‬ ‫مبدعــا وبكامــل نشــاطه انهــا أســاليب‬ ‫للتلميــذ ليكــون‬ ‫متبعــة فــي الــدول المتقدمــة الحديثــة‪.‬‬ ‫هل لديكم نشاطات بيئية !؟‬ ‫نحنــا البيئــة والســياحة البيئيــة هــي جــزء مــن عملنــا‪ .‬عنــا‬ ‫«جــروب» مشــي كل أســبوع بمنطقــة مختلفــة مــن لبنــان‪.‬‬ ‫س‪ :‬ماهــو هدفكــم الرئيســي مــن خــال كل هــذه‬ ‫النشــاطات؟؟‬ ‫تحســين مســتوى الوعــي عنــد االنســان ليكــون مواطنـ ًـا‬‫صالحـ ًـا خالقـ ًـا وانسـ ً‬ ‫ـانيا فــي الدرجــة األولــى‪.‬‬

‫س‪ :‬كيف يتم تمويل المشاريع التي تقومون بها ؟؟‬ ‫نظــرة المجتمــع الــى الجمعيــات الخيريــة هنــا فــي لبنــان‬ ‫مختلفــة عــن باقــي البلــدان‪ .‬عمــل الجمعيــات فــي العالــم‬ ‫المتقــدم هــو عمــل أساســي والدولــة والشــركات الكبيــرة‬ ‫تدعــم ذلــك مــن خــال إعطــاء منح ومســاعدات لمشــاريع‬ ‫انســانية وإنمائيــة عديــدة عالميـ ًـا وذلــك من خــال برامج‬ ‫مســتحدثة تقــوم علــى طــرح مشــاريع خاصــة ومناهــج‬ ‫مــن شــانها تحســين وتطويــر المجتمعــات فــي المناطــق‬ ‫النائيــة‪ .‬فنحــن نعمــل علــى ذلــك‪.‬‬ ‫أي نشاط آخر للجمعية بتحبي تخبرينا عنه!؟‬ ‫مثــل مــا قلتلــك تركيزنــا علــى المرأة نحنا اطلقنا مشــروع‬‫ســميناه "فشــي خلقــك" النــو يلــي يهمــك بهمنــا ودعيناهــا‬ ‫لتكــون ضيفتنــا لنعــرف ويــن مشــكلتها بالزبــط ونســاعدها‬ ‫تحلهــا بنفســها بــس نكــون نحنــا ســندها‪ .‬ممكــن هيــدا‬ ‫الســند يكــون معنــوي انســاني نفســي اجتماعــي او‬ ‫اقتصــادي‪ .‬نحنــا حــدك منقلهــا هيــدا المشــروع بعــدو‬ ‫مكمــل اذا قريتــي هيــدا المقــال وحبيتــي تشــاركي معنــا‬ ‫اتصلــي فينــا‪.‬‬ ‫س‪ :‬هل من كلمة اخيرة؟؟‬ ‫وآخــر كلمــة دائمـ ًـا تذكــرو انــو نحنــا رســل الســام والمحبــة‬ ‫وعطــر االرز يلــي مــا بيغيــب مهمــا تبدلــت األيــام نحنــا‬ ‫بلشــنا اليــوم‪ .‬بدنــا دعمكــم فــي عنــا كتيــر مشــاريع وافــكار‬ ‫بدنــا نكــون أيــد بايــد بــأي دعــم مــن كل األنــواع مــش‬ ‫بــس مــادي‪ .‬بدنــا متطوعيــن وبدنــا مدربيــن وبدنــا ايــادي‬ ‫بيضــة تســاعد ويــن مــا ك ّنــا بلبنــان‪.‬‬ ‫شــكرًا كثيـ ًـرا للقيّميــن علــى هــذا اللقــاء وهــذه المجلــة‬ ‫الثقافيــة المهمــة مجلــة الســائح التــي اتاحــت هــذه‬ ‫الفرصــة للتعريــف اعالميــا بجمعيــة عطــر األرز‪.‬‬


‫أنـــــت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫كنت تلعبني دور الصديقة احملبة‪ ..‬كم من‬ ‫أنت التي‬ ‫ِ‬ ‫دورك‪ ..‬كي تتقني دور‬ ‫جمهودٍ بذل ِْت كي تتمكني من‬ ‫الوفاء واحلب واإلخالص‪..‬‬ ‫ماذا جرى ؟؟! من أسدل الستارة؟؟! اوقفْ ِت الدور دون‬ ‫إنذار مسبق‪..‬دون متهيد‪ ..‬ييدو أنك تع ْب ِت من التمثيل‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫بإمكانك اجلمع بني مشهدين‪ ..‬فرتكيزك‬ ‫أو أنه مل يعد‬ ‫اآلن يف مشهد واحدٍ ‪ ..‬لعلّك تتقنيه جيد ًا كما اتقن ِ‬ ‫ْت ذاك‬ ‫الدور‪ ..‬عسى أن تتمكّ ني منه مدى احلياة‪..‬‬ ‫يصلح‬ ‫كيف باستطاعتِك املضي يف احلياة دون اعتذا ٍر‬ ‫ُ‬ ‫خارجك وداخلك؟! كيف تضحكني‪ ..‬متشني ‪ ..‬تنامني‪..‬‬ ‫دون التفكري فيما فعل ِ‬ ‫ْت‪..‬‬ ‫تدعني‬ ‫كيف‬ ‫ّ‬ ‫تتحدثني عن املبادئ وأنت منافية لها!! كيف َّ‬ ‫التألّق وأنت متع ّثرة بحطامك‪ ..‬بداخلك املشتّت؟!‬ ‫جرى كل ما جرى يف حلظات معدودة‪ ..‬حلظات كانت‬ ‫كافية الختزال سنني عديدة‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫ُق‪..‬‬ ‫لسان ينطق فقط‪ ..‬إمنا‬ ‫اإلنسان ليس‬ ‫فعل وخل ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫سقطت يف ذاك املوقف‪..‬‬ ‫موقف وأنت‬ ‫اإلنسان‬ ‫ابتسمي فقط عندما تشعرين برغبة يف االبتسام‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫مما‬ ‫االدعاء‪..‬‬ ‫ابتعدي عن ّ‬ ‫فقليل من اإلصالح ْ‬ ‫قد يغ ّير كثري ًا ّ‬ ‫يف داخلك‪..‬‬ ‫َ‬ ‫عليك‪ ..‬بل أنا ممتنّةٌ ِ‬ ‫ِ‬ ‫حدث جعلَني‬ ‫لك‪ ..‬فما‬ ‫لست بحاقدةٍ‬ ‫ُ‬ ‫حويل‪..‬‬ ‫أدرك أكرث‬ ‫أرت ُّب عالقاتي‪ ..‬جعلَني‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫قيمة األوفياء من ْ‬ ‫أقد ُر َ‬ ‫أكرث األشخاص‪ ..‬جعلَني أح ّبهم أكرث‪..‬‬ ‫جعلَني ّ‬

‫‪50‬‬

‫كاتيـا جوهر‬


‫ملحق‬

Enjoy The Experience Rent, Customize, Buy your Couture & Bridal dress

from International & Lebanese Designers

Gemmayze, main street, 100m from Paul 1rst. bldg. on the right 1rst. floor 51 Theboutiquegemmayze Theboutiquegemmayze

+961 3 389999, 70 389999 The.boutique.r@gmail.com


‫ملحق‬

‫ملحق‬

‫َ‬ ‫كتاب الربديوط يوح ّنا احلايك‬ ‫حول‬ ‫َندوة‬ ‫ِ‬ ‫األديب لويس احلايك‪.‬‬ ‫وم ّه َد له‬ ‫ُ‬ ‫َح ّق َقه األبوان بشاره اِيل ّيا ومارون احلايك‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫عنــد السّ ــاع ِة السّ ادســة وال ّنصــف مــن مســاء‬ ‫الخميــس ‪ - ٢٠١٩ /٩/ ٢٦‬فــي مســرح األخويــن رحبانــي‪،‬‬ ‫ديــر مــار اليــاس انطليــاس ‪َ -‬‬ ‫التقــت كوكبـ ٌـة ُنخبَو ّيــة مــن‬ ‫َ‬ ‫األدبــاء ّ‬ ‫دعــوة رابطــ ِة َال‬ ‫والشــعراء والمث ّقفيــن مُ ل ِّبي ًَــة‬ ‫الحايــك فــي لبنـ َ‬ ‫ـان وبــا ِد االنتشــار ِالــى حضــور َنــدو ٍة‬ ‫حـ َ‬ ‫ـول كتــاب البرديــوط يوح ّنــا الحايــك‪ ،‬تحـ َـت رعايــة‬ ‫راعــي أبرشــ ّي ِة انطليــاس المارونيّــة ســياد ِة المطــران‬ ‫كميــل زيــدان السّ ــامي االحتــرام‪.‬‬ ‫الش ُ‬ ‫َق َّدمَ ــت لل َّنــدو ِة وأدارتهــا ّ‬ ‫ــاعرة اينــاس‬ ‫مخايــل‪ ،‬ثــمّ توالــى علــى الــكالم ٌّ‬ ‫كل مــن المحامــي د‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ـب د‪ .‬مح ّمــد‬ ‫األب د‪ .‬بديــع الحــاج‪ ،‬األديـ ِ‬ ‫عــادل يمّيــن‪ِ ،‬‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ســيادة‬ ‫َشــيّا‪ ،‬والخــوري اســقف روكــز البــرّاك مُ م ِّثــا‬ ‫ٌ‬ ‫ظــروف صحّ ي ٌّــة‬ ‫المطــران كميــل زيــدان ّالــذي مَ نعتــه‬ ‫ـام‬ ‫قاســية وطارئـ ٌـة مــن الحضــور و ِالقـ ِ‬ ‫ـاء كلمتــه‪ .‬وفــي الختـ ِ‬ ‫كانــت كلمـ ُـة صاحــب ّ‬ ‫الصحافـ ِّـي لويــس‬ ‫مجلــة "السّ ــائح" ّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫وباســم رابطــ ِة ال الحايــك‪.‬‬ ‫الحايــك ألقاهــا باســ ِمه‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫مجل ُــة "السّ ــائح" هــذا الملحــق‬ ‫و ُت َخ ِّصــص‬ ‫الخــاص ّالــذي ي ّ‬ ‫َّ‬ ‫الكلمــات ّالتــي ُأل ِقيَــت فــي‬ ‫َتضمــن‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫كاملــة‪ ،‬وكذلــك بعــض مَ ــن َعبَّــر فــي "السّ ّ‬ ‫ــجل‬ ‫ال َّنــدوة‬ ‫الذهبـ ّـي" (بعـ َـد ال َّنــدوة) عــن انطباعا ِتــه‪ ،‬وهــي لـ ٍّ‬ ‫ّ‬ ‫ـكل مــن‬ ‫األديــب ّ‬ ‫الشــاعر ريمــون شــبلي ‪ ،‬والقــس جــورج مــراد‪،‬‬ ‫والسّ ــيّدة جمــال ّ‬ ‫الداعــوق‪.‬‬

‫‪52‬‬

‫الف ّنانة ال ّتشكيل ّية‬ ‫غاده االَغا‬


‫يف السجل الذهبي‬ ‫ملحق‬

‫في ي َِد َك الوا ِع َدهْ ‪،‬‬ ‫وأنت في ِاطالل ِة َّ‬ ‫َ‬ ‫باب ‪،‬‬ ‫الش ْ‬ ‫رَأت ْ بصيرة ُ األب َ‬ ‫الق َلمْ‬ ‫ِ‬ ‫حافة صافيةً‬ ‫ِص ً‬ ‫َ‬ ‫وأدبًا يَرقى ويَب َت ِسمْ ‪..‬‬ ‫َأ َ‬ ‫وصاك بالمَ خطوط ْ ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ويس ‪ ،‬الوَ فا ْء !‬ ‫وكنت ‪ ،‬يا ْل ُ‬ ‫*****‬ ‫ُ‬ ‫مارون وَ بْشارَهْ " ‪،‬‬ ‫بورك ُتما "‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫أيديكما المَ نارَهْ‬ ‫ٌ‬ ‫أصابعٌ مؤ ِم ٌنة ‪ٌ ،‬‬ ‫جاه َدهْ ‪،‬‬ ‫أمينة ‪،‬‬ ‫رصينة ‪ ،‬مُ ِ‬ ‫ُّوح َّي ِة َ‬ ‫األ َ‬ ‫َغني ٌَّة ُ‬ ‫نيق ْه‬ ‫بالح ِّب والر ِ‬ ‫وبال َّثقاف ِة العَ َ‬ ‫ميق ْه ‪...‬‬ ‫*****‬ ‫ُ‬ ‫أيديكما‬ ‫َ‬ ‫المخطوط ِّ‬ ‫للضيا ْء ‪،‬‬ ‫َأخر َ​َج ِت‬ ‫َ‬ ‫الكتاب ‪..‬‬ ‫وكان ذا‬ ‫ْ‬ ‫ُوهوَ ذا ال َبرْدْ يُوط ْ‬ ‫َّ‬ ‫غاب !‬ ‫كأن ُه ما ْ‬ ‫َتبار َ​َكت ُّ‬ ‫كل ي ٍَد مَ نارَهْ ‪.‬‬ ‫‪٢٠١٩ / ٩ / ٢٦‬‬ ‫ريمون شبلي‬ ‫‪53‬‬


‫كلمة الشاعرة إيناس خمايل‬ ‫ملحق‬

‫مــا ال شــك فيــه أن البرديــوط‬ ‫اهلل معنــا بيننــا نــراه وال‬ ‫يــو ح ّنــا الحايــك كان مــن‬ ‫نــراه‪ ،‬نســمعه وال يرفــع‬ ‫الس ـبّاقين فــي هــذا المجــال‪،‬‬ ‫لــه صــوت‪" .‬حيــث‬ ‫وحــاول فــي محاضراتــه‬ ‫يكــون كنــزك يكــون‬ ‫ومخطوطاتــه تخطــي مفهــوم‬ ‫قلبــك"‪ ،‬مــن هنــا فكــرة‬ ‫الديــن المنغلـ ِـق البعيـ ِـد‬ ‫هــذا الكتــاب‪ ،‬مــن‬ ‫الممارســة اليوميــة‬ ‫عــن‬ ‫ذاكــرة وفيــة حرصــت‬ ‫بتركيــزه علــى العلــم الــذي‬ ‫علــى تنفيــذ رغبــة‬ ‫ِي َث ِبــت بالبراهيــن وجــود اهلل‪،‬‬ ‫إنســان مــر علــى موتــه‬ ‫ويكشــف عــن حقيقت ـ ِه‪ ،‬ومــن‬ ‫زمــن طويــل ولكــن‪،‬‬ ‫بقيــت الوصيــة حاضــرة حضــور النبــض فــي الجســم‪ ،‬ثــمّ يتكشــف لالنســان اهلل المحبــة‪ ،‬اهلل المعرفــة‪ ،‬اهلل‬ ‫وإذا بصديقنــا لويــس يفتــح الصنــدوق لتقــول لــه الخيــر ‪ ،‬اهلل الجمــال‪ ،‬اهلل الواحــد الضابـ ُـط الـ ّ‬ ‫ـكل فــي‬ ‫الحقيقــة‪ ":‬شــبيك لبيــك عبــدك بيــن ايديــك"‪ .‬وأتــى مشــيئت ِه الكمــال‪ .‬فــي هــذا المجــال‪ ،‬كــم نتمنــى اليــوم‬ ‫بنــا الــى أفــق مُ َسـيّج براهبيــن أنطونييــن األب مــارون‬ ‫الحايــك واألب بشــارة إيليــا‪ .‬مــا اصعــب مــا قامــا‬ ‫بــه فــي هــذا الكتــاب الــذي يتمحــور مخطوطــه حــول‬ ‫البرديــوط يــو ح ّنــا الحايــك‪ ،‬هــذا البرديــوط الــذي وعــى‬ ‫أهميــة الثقافــة ودورهــا فــي ّ‬ ‫ترقــي المجتمــع واإلرتفــاع‬ ‫المــرء حتــى يحــدث التغييــر‬ ‫بأســلوب التفكيــر لــدى‬ ‫ِ‬ ‫فــي نفســه ً‬ ‫أوال‪ ،‬ثــم فــي الجماعــة‪ .‬ونحــن فــي عصرنــا‬ ‫الحالــي مــا زلنــا نتخ ّبـ ُـط باألفــكار القديمــة التــي تعكس‬ ‫الجهــل والتخلــف‪ ،‬مــا يجعــل اإلختــاف واقعـ ًـا ال مفـ ّر‬ ‫مــن رجــال الديــن ان يكونــوا علــى مثــال البرديــوط‬ ‫منــه‪.‬‬ ‫يــو ح ّنــا الحايــك! نحــن نحتــاج الــى طريقــة تفكيــر‬ ‫ثقافــة اإلنفتــاح ال يمكــن أن تكتســب ونحــن ال نعــرف يتعلمُ هــا ابناؤنــا وترتكــز علــى األيجابيــة بـ ِّ‬ ‫ـكل ظواهرهــا‬ ‫اآلخــر وال ّ‬ ‫نطلــع علــى تعالي ِمــه وبيئتــ ِه وال نســاعد‬ ‫ـور‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫وال‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫ال‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ـز‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫المرت‬ ‫ـليم‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ال‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫ط‬ ‫المن‬ ‫وعلــى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫نفوســنا فــي تحســين نظرتنــا الــى الحيــاة وتحديثهــا‪ .‬الضــال بلــغ ذروتــه ألن المظاهــر الفارغــة والقشــور‬ ‫‪54‬‬


‫الســطحية كثــرت علــى الجوهــر‪ ،‬ول ّفتـ ُـه بوشــاح أســود ُّ‬ ‫حدهــا وال تفســيرها إال ببســاط ِة األبريــاء والتســليم‬ ‫ً‬ ‫ـص بمــا ليــس لنــا ق ـو ٌّة‬ ‫ظنــا منهــا تغييبـ ُـه والعمــل علــى تماهيــه مــع األضاليــل بهــا مــن دون التمعـ ِـن والتفحـ ِ‬ ‫واألكاذيــب‪.‬‬ ‫إال ب ـ ِه‪.‬‬

‫ملحق‬

‫َسـ ّـلط األبــوان "الحايــك" "وأيليــا" الضــوء علــى نقــاط أهنـ ُّـئ األبويــن "الحايــك" و"أيليــا" علــى الجهــد الــذي‬ ‫ـت‬ ‫أساســية فــي الديــن والعلــم والفلســفة بتنــاول نتــاج صرفــاهُ مــن أجــل إنجــاز هــذا الكتــاب الق ّيــم فــي وقـ ٍ‬ ‫مح َك ٍــم‪ ،‬وأتــى قــدر المســتطاع ِ يصــرف النـ ُ‬ ‫ـاس وجوههــم عــن اهلل‪.‬‬ ‫البرديــوط بتفصيــل ْ‬ ‫مبسّ ـ ً‬ ‫ـطا لصعوب ـ ِة اللغــة آنــذاك مــع لغتنــا اليــوم‪.‬‬ ‫وأشــك ُر "لويــس الحايــك" ألنــه يعيـ ُـد إلينــا الثقــة بــأن‬ ‫مــاذا عســاني أن اقــول فــي هــذا الكتــاب؟! إنــي الكلمـ َـة هــي حيـ ٌـاة ومسـ ٌ‬ ‫ـتمرة الــى األبــد‪ ،‬بإصــرار ِه علــى‬ ‫أتــرك للمتكلميــن فــي هــذه النــدوة ان يتعمّقــوا فــي تنفيـ ِـذ مــا طلــب منــه عنــد مــا كان فــي مقتبـ ِـل العمــر‪،‬‬ ‫المضمــون‪ّ ،‬‬ ‫ـاع‪ ،‬وشـ ٌ‬ ‫ـوق‪ ،‬وانتبــاهٌ ‪ ،‬الــى مــا وهــو ي ِّ‬ ‫وكلــي إندفـ ٌ‬ ‫ُحققــه اليــوم‪ .‬وهــذا دليـ ٌـل علــى أهميـ ِة مــا يــزرع‬ ‫ســيقال‪ ،‬ألنـ ُـه قــد يكـ ُ‬ ‫ـاط فــي داخلنــا منــذ الطفولــة‪ .‬الكيـ ُ‬ ‫ـان اإلنســاني الســليم‬ ‫ـض النقـ ِ‬ ‫ـون فاتنــي فهــمُ بعـ ِ‬ ‫كمــا يجــب وباإلطــار المحـ ّـدد لهــا‪ُّ .‬‬ ‫وكل مــا حاولـ ُـت يتبلــو ُر ويقــوى وينضـ ُـج مــع الســنين‪ .‬حمــل صديقــي‬ ‫ِ‬ ‫فعلـ ُـه هــو إضـ ُ‬ ‫ـاءة علــى هــذا الكتــاب وليــس تقويمـ ُـه أو لويــس فــي وجدانــه الرســالة وأدرك أن مــن واجبــه‬ ‫ّ‬ ‫تشـ ُ‬ ‫ـب المعرفــة‪.‬‬ ‫ـريحه‪ .‬فأنــا مــن الذيــن يؤمنــون بأن الــروح القدس إيصالهــا إلــى كل محـ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ـراز مــا يريـ ُـد ســاعة يريــد‪.‬‬ ‫يعمــل فينــا ولــه دورُهُ فــي إبـ ِ‬ ‫أعطــاك اهلل طــول العمــر وكفــاك خيـ ًـرا وصحـ ًـة علــى مــا‬ ‫ال أخفــي عنكــم أن األســئلة التــي وردت فــي رأســي تقــوم بــه فــي عملــك األدبــي الصافــي‪.‬‬ ‫عنــد قــراءة هــذا الكتــاب كثيــرة‪ ،‬ومنهــا‪ ،‬هــل يعقــل أن‬ ‫نعطــي اهلل هويـ ًـة؟ الواضــح أن المواضيــع المطروحــة وأنهــي كالمــي الــى أبنــاء جيلــي بدعوتهــم الــى الغــوص‬ ‫وخصوصا فــي رحــاب العلــم واإليمــان هاتفـ ًـة مــع يســوع "تعالــوا‬ ‫ً‬ ‫تبحـ ُـث فــي أمــور فلســفية أكثــر منهــا دينيــة‪.‬‬ ‫آراء الفالســفة الكثــر فــي الكنيســة وخارجهــا "كتومــا إلـ ّـي يــا مثقلــي القلــوب وأنــا أريحكــم"‪.‬‬ ‫األكوينــي" وكانــط" وغيرهــم تشــمل حقائــق جزئيــة نعــم هــو العلــمُ والنــور‪ ،‬هــو الحـ ُـب والخيــر‪ ،‬هــو العطــاء‬ ‫فــي مــا يخـ ُّ‬ ‫ـص الكامــل المطلــق مســتندين الــى ُحجـ ٍـج غيــر المشــروط وغيــر المحــدود‪.‬‬ ‫أنهكهــم البحـ ُـث فيهــا عــن معانــي قــادرة علــى وصــف‬ ‫عيــن أو تســمعُ بــه ُأ ُذن‪ ،‬ذاك الــذي هــو تعالــوا نأتــي اليــه إلــى اهلل‪ ،‬حتــى يكــون لنــا األمــان‬ ‫مــا لــم تــره ٌ‬ ‫والســام آميــن‪.‬‬ ‫ـكل فــي الـ ّ‬ ‫الـ ُّ‬ ‫ـكل‪.‬‬ ‫هدفهــم تعريــف األعظــم بـ ِّ‬ ‫كان ُ‬ ‫مقاييســه المطلقــة‬ ‫ـكل‬ ‫ِ‬ ‫فكيــف لخليقــة ان تشــرح مــا هــو قائــم بذاتــه؟!‬ ‫تفســير فــي‬ ‫قــرأت‪ ،‬فهمــت‪ ،‬توقفــت‪ ،‬أبحــث عــن‬ ‫ٍ‬ ‫بعــض األحيــان‪ .‬عــاودت القــراءة ليقيــن أنــي امــام‬ ‫ـفي بامتيــاز وان عقلــي‪ ،‬وإيمانــي‪ ،‬وقدرتي‪،‬‬ ‫كتــاب ٍ فلسـ ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫محــدودة تجــاه حقيقــة عظمــى ال يمكننــا‬ ‫وأرادتــي‬ ‫‪55‬‬


‫كلمة الدكتور عادل ميني‬ ‫ملحق‬

‫صاحب السيادة‪ ،‬أ ّيها السادة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫حسـ ًـنا َفعَ ـ َـل لويــس الحايــك الصحافـ ُّـي العتيـ ُـق‬ ‫واألديـ ُـب المخضــرمُ والشــاع ُر المم ّيـ ُز والناقـ ُـد اللبـ ُـق فــي‬ ‫ـص مخطوطــات‬ ‫حرص ـ ِه علــى وص َّي ـ ِة والــده فــي مــا خـ َّ‬ ‫ِ‬ ‫كانــت مُ خ ّبــأة فــي صناديــق منزلــه وهــي أعـ ُّز مــن اللؤلــؤ‬ ‫وأغلــى مــن الذهــب‪ ،‬ولكـ َّـن لصـ َ‬ ‫ـرب لــم‬ ‫ـوص زمـ ِـن الحـ ِ‬ ‫يعرفــوا قيمتهــا وال َع َنــت لهــم شـ ً‬ ‫ـيئا فتجاهلوهــا ل ّمــا‬ ‫ّ‬ ‫انقضــوا علــى دارة آل الحايــك ونهبــوا محتوياتهــا‪.‬‬ ‫وحسـ ًـنا فعـ َـل لويــس الحايــك بــأن أودَ َع مخطوطــات‬ ‫الخــوري يوح ّنــا الحايــك عــمّ أبيــه بيــد األب مــارون‬ ‫نجــم الحايــك الراهــب اللبنانـ ّـي األنطونـ ّـي والمــؤرّخ‬ ‫والباحــث واألديــب والشــاعر والالهوتـ ّـي الشــغوف‬ ‫بالتاريــخ وعاشــق األدب ومحتــرف البحــث وهــاوي‬ ‫ّات لمّاعـ ٍة غمَ َرهــا النسـ ُ‬ ‫ـيان‪ ،‬وبيــد‬ ‫الكشــف عــن شــخصي ٍ‬ ‫األب بشــاره إيل ّيــا الراهــب اللبنانـ ّـي األنطونـ ّـي والروائـ ّـي‬ ‫الصاعــد والمتع ّمــق فــي علــم الفلســفة‪.‬‬

‫ولقــد كشــف لنــا األبــوان األنطون ّيــان الجليــان فــي‬ ‫كتابهمــا النفيــس موضــوع ندوتنــا الليلــة َّأن الوكيـ َـل‬ ‫البطريركـ َّـي فــي ذلــك الزمــن علــى االســكندريّة الخــوري‬ ‫يوح ّنــا الحايــك كان ذا علـ ٍـم وفيـ ٍـر وثقاف ـ ٍة واســع ٍة‬ ‫ـات متعـ ّـددة‪ ،‬وقــد تصـ ّـدى فــي‬ ‫وفضيل ـ ٍة ناصع ـ ٍة ولغـ ٍ‬ ‫مخطوطاتــه لقضايــا الهوت ّيــة وفلســفيّة ووجود ّيــة‬ ‫علــى طريق ـ ِة الفالســفة المؤمنيــن مازجـ ًـا بيــن العقــل‬ ‫واإليمــان ومُ صا ِلحـ ًـا العلــمَ والالهــوت وموائمـ ًـا بيــن‬ ‫دواعــي المنطـ ِـق ومتوجّ بــات التســليم ح ّتــى ُتصبـ َـح مــع‬ ‫يوح ّنــا الحايــك مُ عادلـ ُـة "علــم اهلل" مُ ستسـ ً‬ ‫ـاغة وثابتـ ًـة‬ ‫وراسـ ً‬ ‫ـخة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫اإلبداعات‬ ‫ـراز‬ ‫ِ‬ ‫ولقــد َن َجــح الثنائـ ُّـي مــارون وبشــاره فــي إبـ ِ‬ ‫التــي تكتنزهــا مخطوطــات الخــوري يوح ّنــا الحايــك‬ ‫‪56‬‬

‫والتــي جــاءت ِثمــا َر مــا تأمَّ ـ َـل ومــا اجتهـ َـد ومــا دَ ر َ​َس‬ ‫متف ّوقـ ًـا فــي كل َّي ـ ِة الالهــوت لآلبــاء اليســوعيين وفــي‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫الحــق‬ ‫وصــوال إلــى حيازتــه شــهادة عليــا فــي‬ ‫رومــا‬ ‫ـفي وما َّ‬ ‫القانونـ ّـي‪ ،‬و ِنتـ َ‬ ‫تأث َر‬ ‫ـاج مــا تعمَّ َقـ ُـه فــي الفكر الفلسـ ّ‬ ‫واختم ـ َر و َن َهـ َـل مــن فكــر فيلســوف الكنيســة والمالئك ـ ِة‬ ‫تومــا األكيونـ ّـي ومــا تش ـبَّعَ ُه مــن فكــر أرســطو‪ّ ،‬‬ ‫ليتولــى‬ ‫ـان راســخ وقناعـ ٍة مطلقـ ٍة إثبـ َ‬ ‫ـب‬ ‫ـات وجــو ِد ا ِ‬ ‫بإيمـ ٍ‬ ‫هلل واجـ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫الوجــو ِد َّ‬ ‫وعل ـ ِة العلــل بالمنطــق والعقــل والعلــم مختـ ً‬ ‫ـارا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لمخطوطتــه عنــوان "كتــاب علــم اهلل" فــي داللـ ٍة بالغـ ٍة‬ ‫علــى المصالحــة بيــن العلـ ِـم والالهــوت‪.‬‬ ‫وقــد بحــث الخــوري يوح ّنــا تحــت عنوان علــم اهلل َ‬ ‫بيان‬ ‫وجــود اهلل والبرهــان وراء الطبيعــة والبرهــان الطبيعــي‬ ‫كمــال‬ ‫اإللهــي وفــي‬ ‫والبرهــان األدبــي وفــي الجوهــر‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫اإللــه غيــر المتناهــي وفــي اهلل الموجــود غيــر المتناهــي‬ ‫بالفعــل وفــي مذهــب الحلــول وفــي وحــدة اهلل وتقريــر‬ ‫وحدانيّتــه وفــي دفــع الشــبهات وفــي بســاطة اهلل وعــدم‬ ‫تغ ّيــره وفــي ســرمديّته وفــي اإلرادة اإلله ّيــة وســواها م ّمــا‬ ‫ا َّت َصـ َـل بعلـ ِـم اهلل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫فيوض ُــح‬ ‫الحــق"‪،‬‬ ‫أ ّمــا فــي مخطوطــه "فــي الديــن‬ ‫ِ‬ ‫الخــوري يوحنــا الحايــك بـ َّ‬ ‫ـأن الديـ َـن هــو الرابــط الــذي‬ ‫يربـ ُـط اإلنسـ َ‬ ‫ُقســمُ ُه بمفهوميــن ‪ ،‬األول الدين‬ ‫ـان بــاهلل وي ِ‬ ‫ــي أي كل المخلوقــات بمــا فيهــا اإلنســان‪،‬‬ ‫الطبيع ّ‬ ‫والثانــي األدبـ ّـي وهــو مرتبــط حصـ ًـرا باإلنســان بمــا أ ّنــه‬ ‫غايتــه القصــوى‪ ،‬واسـ ً‬ ‫ـتنادا إلــى الديــن الطبيعــي يُعـر َُف‬ ‫اهلل بنــور العقــل الطبيعــي ومــن خــال المرئيــات يؤمـ ُـن‬ ‫ـان بــاهلل‪ ،‬أ ّمــا ديـ ُـن الحـ ّـق فهــو مــا يريـ ُـده ُ‬ ‫اإلنسـ ُ‬ ‫اهلل مــن‬


‫ً‬ ‫شكرا لرابطة آل الحايك في لبنان وبالد االنتشار على الدعوة والندوة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جميعا على حضوركم‪...‬والسالم‪.‬‬ ‫شكرا لكم‬ ‫‪57‬‬

‫ملحق‬

‫ُقبـ ُـل‬ ‫اإلنســان أن يؤمــن مــن خــال رشــده وحر َّي ِت ـ ِه وي ِ‬ ‫ـال الوحــي اإللهـ ِّـي واإليمــان‪،‬‬ ‫إلــى معرف ـ ِة اهلل مــن خـ ِ‬ ‫لينتقـ َـل يوح ّنــا الحايــك إلــى تعريــف األعجوبــة تعريفـ ًـا‬ ‫فلســفي ًّا اسـ ً‬ ‫ـتنادا إلــى القديــس تومــا األكوينــي وهــي‬ ‫كــون ّ‬ ‫علتهــا خف ّيــة وغامضــة وهــي مطلــق مرتبــط بــاهلل‬ ‫ويتي ّعــن أن تفــوق نظــام الطبيعــة‪ ،‬ولكــن مــن غيــر أن‬ ‫ـال العلــم اإللهـ ِّـي وال عـ َ‬ ‫يعنــي ذلــك أ ّنهــا ُتنافــي كمـ َ‬ ‫ـدل‬ ‫َ‬ ‫العجائب‬ ‫هلل وال ّقــو َة الطبيعــة لينتهــي الحايــك إلى َّأن‬ ‫ا ِ‬ ‫دليـ ٌـل كلـ ُّـي التوكيــد علــى الوحــي ِّ‬ ‫اإلله والفائـ ِـق الطبيعة‪،‬‬ ‫كمــا َّأنهــا صــادرة عــن اهلل وحده‪،‬معتبـ ًـرا َّأن األعجوبــة‬ ‫الصادقـ َـة تســتجمع صـ َ‬ ‫ـدق الروايـ ِة والتفـوّق علــى النظام‬ ‫ِ أ ّيها األخوة‪،‬‬ ‫الطبيعـ ّـي تأكيـ ً‬ ‫ـات‬ ‫ـدا علــى صناعتهــا اإلله ّيــة وغائ َّيـ َـة إثبـ ِ‬ ‫الوحــي اإللهـ ّـي‪ ،‬وتنــاول أيضـ ًـا فــي أبحاثــه تحــت عنوان فــي هــذه األمســي ِة التــي يفــوح منهــا بخــو ُر الالهــوت‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ومتشــاوفا‬ ‫واثقــا‬ ‫التاريــخ‬ ‫ورائحـ ُـة الفلســلف ِة ويَحضــ ُر‬ ‫الديــن الحـ ّـق النبــوءة والكنيســة‪.‬‬ ‫ـرح العريـ ِـق قداسـ ًـة وثقافـ ًـة وفــي‬ ‫وأ ّمــا فــي مخطوطــه "فــي التقليــد"‪ ،‬في َُحـ ّـدد الخــوري وفــي ظــال هــذا الصـ ِ‬ ‫مــع حبيــب ومشــاركة منتديــن مميّزيــن‪ ،‬ال‬ ‫يوح ّنــا الحايــك التقليــد المقـ ّـدس بمــا تسـ َّـلمَ ُه المؤمنــون حضـ ِ‬ ‫ـور َج ٍ‬ ‫ً‬ ‫شــكرا‬ ‫يســعُ نا ّإل أن نقــول لألســتاذ لويــس الحايــك‬ ‫مــن الرســل شـ ً‬ ‫ـفاهة‪ ،‬بحيــث َّأنــه لــم ُيـ َـدوَّ ْن كالعهــد‬ ‫ُّ‬ ‫َســتحق أن‬ ‫علــى تقديمــك الكتــاب النفيــس الــذي ي‬ ‫الجديــد وم َّيـ َز بيــن التقليــد اإللهـ ّـي‪ ،‬بمعنــى َّأن واضعــه‬ ‫ُ يحتـ َّـل مكانـ ًـة مرموقـ ًـة فــي المكتبــة اللبنان ّيــة والعرب ّيــة‪،‬‬ ‫هــو اهلل وبيــن التقليــد الرسـ ّ‬ ‫ـولي وقــد وضعَ ـ ُـه الرســل وشـ ً‬ ‫لألبويــن مــارون وبشــاره علــى مــا بــذاله مــن‬ ‫ـكرا‬ ‫ِ‬ ‫والتقليــد الكنســي وهــو مــا رسـ ُ‬ ‫ـمته الكنيسـ ُـة‪ ،‬مُ َن ِّبهـ ًـا‬ ‫جهــد ووقــت مــن أجــل كشــف النقــاب عــن فكــر يوح ّنــا‬ ‫إلــى َّأن مــا تمسّ ـ َـكت بــه الكنيسـ ُـة ُّكلهــا ولــم تحـ ِّـدده‬ ‫الحايــك فــي الكتــاب موضــوع ندوتنــا متم ّيـ ًـزا بجــودة‬ ‫يتمسـ َـك بــه‬ ‫المجامــع بــل قــد ُح ِفـ َـظ دائمـ ًـا‪ ،‬يجــب أن َّ‬ ‫المبنى والمعنى وبلغ ٍة ســليم ٍة ورشــيقة وشـيّق ٍة وأســلوب‬ ‫َ‬ ‫التقليـ ُـد بالســلطان الرسـ ّ‬ ‫وآخــاذ وبمنهجيــة وصف ّيــة صحيحـ ٍة ّ‬ ‫ـولي‪ .‬ولكــن حتــى نعـ ِـرف مــا ســلس ّ‬ ‫وبدقــة فــي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫إذا كان رســوليّا محضــا أم إله ّيــا محضــا يتع َّيـ ُـن النظ ـ ُر التوثيــق والتبويــب والتعليــق‪ ،‬فمبـ ٌ‬ ‫ـارك لكمــا مــا َص َنعتــا‬ ‫ـوع ثــمَّ ومــن ثــمَّ ِبمَ ــن وَ َضعَ ـ ُـه‪ ،‬علــى َّأن القاعــدة‬ ‫بالموضـ ِ‬ ‫وإلــى المزيــد‪.‬‬ ‫الســامية هــي حكــمُ الكنيســة‪.‬‬

‫ولــم تقتصــ ْر إبداعــات الخــوري يوح ّنــا علــى الفلســفة‬ ‫والالهــوت بــل عكــس بعظاتــه وكتاباتــه بــوادر ثــورة‬ ‫االســتقالل التــي ســتتفتح براعمهــا مــع زمــن االنتــداب‬ ‫وتختمــر فــي النفــوس والعقــول‪ ،‬قبــل أن ي َ‬ ‫ُعلـ َـن لبنـ ُ‬ ‫ـان‬ ‫ـهر‬ ‫الكبيـ ُر فــي أول أيلــول ‪ 1920‬وقــد دخلنــا في بداي ِة الشـ ِ‬ ‫الجــاري فــي ذكــرى مئو َّي ِت ـ ِه األولــى‪ ،‬وهــو مــا َ‬ ‫زال علــى‬ ‫الرغــم مــن ِّ‬ ‫ـارج‬ ‫كل ِ‬ ‫ـاب وتحديـ ِ‬ ‫الصعـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـات الداخـ ِـل والخـ ِ‬ ‫َ‬ ‫منـ َ‬ ‫ـاق‬ ‫ـ‬ ‫ت‬ ‫ـوذج‬ ‫ـ‬ ‫ونم‬ ‫ّع‬ ‫و‬ ‫ـ‬ ‫وتن‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫حر‬ ‫ـالة‬ ‫ـ‬ ‫ورس‬ ‫ـرق‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـارة‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫وحــوار‪.‬‬


‫كلمة األب الدكتور بديع احلاج‬ ‫ملحق‬

‫مــن خــال مطالعتنــا لكتــاب "البرديــوط يوح ّنــا الحايــك‪ ،‬مســحن الفلســفة اليونانيــة كأرســطو مثـ ًـا‪.‬‬ ‫فــي علــم اهلل والديــن الحــق والتقليــد الكنسـ ّـي"‪ ،‬موضــوع‬ ‫بــأن البرديــوط الحايــك ينتمــي اشــتهر تومــا االكوينــي بموســوعته الالهوتيــة الكبيــرة‬ ‫هــذه النــدوة‪ ،‬نســتنتج ّ‬ ‫الــى المدرســة السكوالســتية ‪ ،Scolastique‬أو فلســفة المدرســة‪ ،‬هــذه التــي قســم فيهــا أبحاثــه إلــي أقســام ثالثــة القســم‬ ‫المدرســة الفلســفيّة التــي حاولــت المــزج بيــن العقائــد األول خصصــه لإللهيــات والقســم الثانــي يــدور البحــث‬ ‫المســيحية وعناصــر الفلســفة اإلغريقيــة عنــد ســقراط فيــه حــول اإلنســان والقســم الثالــث كان موضوعــه هــو‬ ‫وأرســطو باســتخدام القيــاس المنطقـ ّـي والجــدل‪ .‬بلغــت شــخص الســيد المســيح كإنســان وإلــه معً ــا‪.‬‬ ‫المدرســة السكوالســتيّة أعلــى مراحــل تطورهــا في فلســفة‬ ‫المعلــم ففــي الجــزء األول يتعــرض الــكالم عــن‪ :‬وجــود اهلل‪،‬‬ ‫القديــس تومــا األكوينــي (‪ )1274-1225‬الــذي يعتبــر ّ‬ ‫طبيعتــه‪ .‬واهلل عنــده هــو المحــرك األعظــم أو ّ‬ ‫العلــة األولــى‬ ‫المثالــي لإلكليريكييــن‪ .‬كمــا يُعتبــر فيلســوف الكنيســة‬ ‫األعظــم لذلــك ُتســمى باســمه العديــد مــن المؤسســات لجميــع األشــياء‪ ،‬فهــو البدايــة والنهايــة والمنتهــي لــكل‬ ‫وبخاصــة كل ّيــات ومعاهــد الالهــوت‪ .‬وهنــاك شــيء فــي الوجــود‪.‬‬ ‫التعليميــة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مدرســة فلســفيّة الهوتيّــة كنيــت بإســم مــار تومــا‪ ،‬وفــي الجــزء الثانــي‪ ،‬تحــدث عــن اإلنســان كمخلــوق‬ ‫التوماويــة أو التومائيــة (‪ )le Thomisme‬وهــي المدرســة الفلســفية التــي ســاقط‪ ،‬لكنــه رغــم كل هــذا فــي وســعه أن يتمتــع بالفداء‪،‬‬ ‫بُنيــت علــى أعمــال وأفــكار تومــا األكوينــي‪.‬‬ ‫بعــد ذلــك يتطــرق لبحــث الســلوك اإلنســاني بفضائلــه‬ ‫الربديوط يوحنا احلايك (‪)1927-1858‬‬

‫ورذائلــه‪ ،‬ثــم يــدرس موضــوع النامــوس والنعمــة‪.‬‬

‫ّ‬ ‫حتديدا‬ ‫وبالقديس توما‬ ‫تأثره باملدرسة السكوالست ّية‬ ‫ً‬ ‫ّ‬

‫بينمــا فــي الجــزء الثالــث يتحــدث عــن المســيح الفــادي‬ ‫الــذي فتــح لإلنســان طريــق العــودة إلــى اهلل‪.‬‬

‫يستشــهد البرديــوط يوحنــا الحايــك بالقديــس تومــا‬ ‫األكوينــي‪ ،‬وهــو بالنســبة إليــه القديــس والفيلســوف فنالحــظ بـ ّ‬ ‫ـأن هيكل ّيــة مخطــوط الحايــك بإيزائ ّيــة شــبه‬ ‫األعظــم‪.‬‬ ‫تا ّمــة مــع عمــل األكوينــي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تأثــر البرديــوط يوحنــا الحايــك بالفلســفة اليونانيــة يوح ّنا احلايك واللغة العرب ّية‬

‫وبالالهــوت الغربــي األكوينــي‪ .‬وكان تومــا األكوينــي‬ ‫خاصــة فــي موضــوع معرفــة اهلل‪ .‬لذلــك‬ ‫ملهمــه األساســي ّ‬ ‫نــرى المواضيــع المطروحــة فــي هــذا الكتــاب مأخــوذة‬ ‫بهيكليّتهــا ومنطقهــا وتحليــل مواضيعهــا علــى قيــاس‬ ‫أعمــال وفكــر القديــس تومــا األكوينــي الــذي بــدوره‬ ‫‪58‬‬

‫إســتخدم الحايــك اللغــة العرب ّيــة فــي كتابــة أبحاثــه‬ ‫الالهوت ّيــة‪ ،‬وكان س ـب ًّاقا فــي هــذا المجــال‪ .‬فقــد كانــت‬ ‫اللغــة المعتمــدة لتدريــس الالهــوت في وقتــه "الالتينيّة"‪.‬‬ ‫وكانــت اللغــة الطقس ـيّة المعتمــدة والمفروضــة فــي‬ ‫الكنيســة المارون ّيــة الســريانيّة‪ .‬ح ّتــى النصــوص العرب ّيــة‬


‫التــي كانــت تتلــى خــال القــداس كاإلنجيــل والرســائل المســيحي مبن ًّيــا علــى المشــاعر العاطف ّيــة أو علــى اإليمــان‬ ‫كانــت تكتــب بالحــرف الســرياني وتقــرأ باللغــة العربيــة المتــوارث‪ ،‬بــل علــى ركائــز العلــم والمنطــق‪ ،‬فيســأل هــل‬ ‫يحتــاج وجــود اهلل إلــى بيــان؟‬ ‫(الكرشــوني)‪.‬‬

‫فيمــا خــص غرابــة اللغــة وصعوبتهــا فــي كتابــة األفــكار‬ ‫الالهوت ّيــة والفلســفيّة‪ ،‬بالنســبة لــي هنــاك تفســيران‪:‬‬ ‫• الترجمــة باألخــص مــن القديــس الالهوتــي تومــا‬ ‫األكوينــي الــى العربيّــة أمــر صعــب‪ ،‬وهــذا مــا قــام بــه‬ ‫الحايــك‪ ،‬فجــاءت لغتــه العربيّــة علــى شــكل اللغــة‬ ‫الالتينيّــة‪.‬‬ ‫• كان هنــاك إعتقــاد فــي عصــر الحايــك بــأن علــى‬ ‫الالهــوت أن يكتــب بلغــة صعبــة بكونــه ّ‬ ‫يتكلــم عــن اهلل‪.‬‬ ‫الفلسفي‬ ‫الالهوتي‬ ‫الربديوط احلايك وفكره‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫كان الحايــك مــن األوائــل مــن الذيــن نشــروا فــي المنطقة‬ ‫فكــرة إمكان ّيــة التفكيــر فــي اهلل ووجــوده وجوهــره‪ .‬عــرف‬ ‫كيــف يو ّفــق مــا بيــن الالهــوت الغربــي الكاثوليكــي‬ ‫الرومانــي ومــا بيــن الالهــوت الشــرقي اإلنطاكــي فــي‬ ‫تعاليمــه‪.‬‬ ‫إن المخطــوط يــدل علــى أهميــة فكــر الحايــك وعمــق‬ ‫إيمانــه وبعــد تطلعــه‪ .‬لقــد بنــى فكــره علــى اإلستشــهاد‬ ‫ّ‬ ‫باآلبــاء والفالســفة‪ ،‬شـ ً‬ ‫ومحلـ ًـا فكــر تومــا األكوينــي‪.‬‬ ‫ـارحا‬ ‫آمــن الحايــك بالعلــم الــذي يوصــل إلــى اإليمــان العميــق‪.‬‬ ‫تع ّمــق بفكــر أرســطو الــذي مســحنه تومــا األكوينــي‪.‬‬ ‫طــرح الســؤال‪" :‬هــل يجــب ويمكــن أن يتبرهــن وجــود‬ ‫ليشــجع أكثــر علــى التفكيــر والتأمــل فــي س ـ ّر اهلل‪،‬‬ ‫اهلل؟" ّ‬ ‫فبالنســبة إليــه‪ ،‬هــذا الموضــوع الفلســفي يفتــح آفــاق‬ ‫المتلقيــن فــي تأمــل فــي جوهــر اهلل‪ ،‬فــا يكــون اإليمــان‬ ‫‪59‬‬

‫ملحق‬

‫نقــل الالهــوت الــذي كان قائمً ــا فــي القــرون الوســطى‬ ‫فــي أوروبــا الــى لبنــان‪ ،‬وكان طـ ّـاب الالهــوت يدرســون‬ ‫فــي أوروبــا هــذه العلــوم والتعاليــم‪ .‬نقلــه الحايــك الــى‬ ‫لبنــان والــى اللغــة العربيــة بشــكل خــاص‪.‬‬

‫ضــرورة الفلســفة فــي علــم الالهــوت‪" :‬لربمــا المؤمــن أصــا‬ ‫ليــس بحاجــة الــى العلــم مــن أجــل اإليمــان الموجــود‬ ‫فــي أعمــاق اإلنســان‪ّ ،‬إل ّأن ّ‬ ‫تدخــل الفلســفة لتنفــي‬ ‫واقــع وجــوده‪ ،‬بالحــط مــن شــأنه‪ ،‬فــا يجــد المؤمنــون‬ ‫سـ ً‬ ‫ـاحا ســوى الــرد بمثلهــا‪ ،‬فيقلــب الفالســفة إلــى إلحــاد‬ ‫حــا ّد متمســكين باإلنســان والواقــع كمنطلــق أول‪ ،‬فيعــود‬ ‫التاريــخ‪ ،‬كمــا بــدأ ً‬ ‫صراعــا حــول برهــان وجــود اهلل وبرهــان‬ ‫لنفيــه‪.‬‬


‫ملحق‬

‫لذلــك تع ّمــق الحايــك بالفلســفة القديمــة كمــا المعاصــرة‪.‬‬ ‫يستشــهد بالفالســفة الذيــن احتــجّ عليهــم‪ .‬وهدفــه‬ ‫مواجهتهــم بســاح يســتخدمونه ليردّهــم الــى طريــق‬ ‫الحــق والصــواب وتوجيــه اإلكليريكييــن التسـ ّـلح بالعمــل‬ ‫والفلســفة لمواجهــة أعــداء اإليمــان الكاثوليكــي القويــم‪.‬‬ ‫لذلــك‪ ،‬كان هــمّ الحايــك علــى غــرار القديــس تومــا‬ ‫األكوينــي برهــان وجــود اهلل وإثباتــه فــي العقــل كمــا فــي‬ ‫ّ‬ ‫وبأدلــة دامغــة وبحجــج فلســفيّة‪ .‬فقــال لمــن‬ ‫القلــب‬ ‫ّ‬ ‫يبشــر بعــدم وجــود اهلل‪" :‬لمــا أنــه متــى انعــدم اإللــه ال‬ ‫ـص مــن الرذيلــة"‪.‬‬ ‫مــن يثبــت علــى الفضيلــة‪ ،‬وال مــن يقتـ ّ‬ ‫بإختصــار‪ ،‬هــدف المخطــوط الكتــاب الذي هــو موضوعنا‪،‬‬ ‫اإليمــان والعقــل‪ .‬وهــي مــادّة الهوت ّيــة تقليد ّيــة ال تــزال‬ ‫تــدرّس حتــى يومنــا فــي كليــات ومعاهــد الالهــوت‪،‬‬ ‫بالفرنس ـيّة ‪.foi et raison‬‬ ‫ّإن غايــة المخطــوط تختصــر "علــم اهلل" وعلــم اهلل هــو‬ ‫الالهــوت‪ .‬وميــزة اإلنســان هــو البحــث عــن الحقيقــة‪.‬‬ ‫وإن كان المســيحيون فــي يســعون للحفــاظ علــى‬ ‫إيمانهــم بالرغــم مــن كل التحديــات التــي تواجههــم‪ّ ،‬إل‬ ‫ّأن الحايــك أراد لرعيتــه إيمانــا واع ًيــا يرضــى عنــه العقــل‬ ‫ويســتنير بنوره ويســتطيع تبحر ما اســتطاع‪ّ ،‬‬ ‫ألن الحايك‬ ‫آمــن ّ‬ ‫وعلــم بـ ّ‬ ‫ـأن اإليمــان ال يتعــارض مــع العقــل‪ ،‬وعندمــا‬ ‫يعجــز العقــل عــن الفهــم يتدخــل اإليمــان‪ .‬فالديــن هــو‬ ‫الرابــط الــذي يربــط اإلنســان بــاهلل‪ ،‬والالهــوت هــو علــم‬ ‫يــدور علــى اهلل‪.‬‬

‫‪60‬‬

‫يف اخلتام‪ ،‬الشكر لكل من األبوين مارون احلايك‬ ‫وبشارة إيل ّيا على دراستهما للمخطوط بالرغم‬ ‫من صعوبة قراءته‪ ،‬وعلى الشرح الوايف‬ ‫يسهل على‬ ‫واخملتصر يف بداية الكتاب الذي‬ ‫ّ‬ ‫القارئ فهم فكر وفلسفة والهوت الربديوط‬ ‫يوحنا احلايك‪ .‬والشكر للصحايف األديب لويس‬ ‫احلايك نسيب الربديوط الذي كشف النقاب‬ ‫ونفض الغبار عن هذا اخملطوط الق ّيم الذي‬ ‫يغني املكتبة العرب ّية الالهوت ّية والفلسف ّية‬ ‫والذي أضاء على شخص ّية دين ّية وعلم ّية من‬ ‫بيت شباب‪.‬‬


‫كلمة الدكتـور حممد ش ّيا‬

‫سمات بارزة يف النص وصاحب النص‬ ‫الســمة العامــة لنــص البرديــوط يوح ّنــا الحايــك‪ ،‬وقبــل‬ ‫الدخــول فــي التفاصيــل‪ ،‬هــو أنــه يجــري فــي الموضوعات‬ ‫ً‬ ‫عمومــا مجــرى اإلســهام الميتافيزيقــي‬ ‫الميتافيزيقيــة‬ ‫الذائــع الصيــت لقديــس الكنيســة الكاثوليكيــة‪،‬‬ ‫الفيلســوف تومــا األكوينــي‪ .‬وعليــه‪ ،‬ال أعتقــد أن نــص‬ ‫الحايــك يحتــاج ألن نقــول فيــه مــا قيــل فــي المقدمــة‪:‬‬ ‫"وهنــا يظهــر أكثــر فأكثــر تفــوق الحايــك علــى ّ‬ ‫معلمــه ولــو‬ ‫بعــد فتــرة طويلــة مــن الزمــن"‪ )20(.‬إذا مــا أريــد لهــذا األمــر‬

‫ملحق‬

‫متهيد‬

‫يســعدني تلبيــة دعــوة الصديــق األســتاذ لويــس‬ ‫الحايــك‪ ،‬األديــب والصحافــي المقتــدر ورئيــس‬ ‫رابطــة آل الحايــك‪ ،‬لالشــتراك فــي هــذه النــدوة‬ ‫المكرســة للنقــاش فــي الوثيقــة المهمــة التي خطها‬ ‫القلــم الجميــل والفكــر الثاقــب للبرديــوط يوح ّنــا الحايــك‬ ‫ً‬ ‫جــزءا مــن العمــل التوثيقــي‬ ‫فــي موضــوع "علــم اهلل"‪،‬‬ ‫نصيــن آخريــن‪ ،‬تحــت‬ ‫المنشــور فــي كتــاب واحــد‪ ،‬مــع ّ‬ ‫عنــوان "الديــن الحــق"‪ ،‬و"التقليــد الكنســي"‪ ،‬مــع تمهيــد‬ ‫ومقدمتيــن‪ ،‬تناولتــا النــص بالتفصيــل‪ ،‬وكانــت لهمــا‬ ‫خــارج النــص أراء مهمــة تســتحق التعليــق‪.‬‬ ‫وأســمح لنفســي كذلــك بالتعبيــر عــن شــعوري بالســعادة‬ ‫للمشــاركة مــرة أخــرى فــي نقــاش عمــل ثقافــي أو فكــري‬ ‫أو وطنــي آخــر فــي هــذا الصــرح الكنســي الوطنــي العريــق‪،‬‬ ‫وفــي هــذه القاعــة بالــذات‪.‬‬ ‫وقبــل الدخــول فــي متــن المداخلــة وتقديــم قراءتــي‬ ‫للوثيقــة‪ ،‬ال يســتطيع القــارئ إال أن يســجل حقيقــة‬ ‫الفتــة‪ ،‬وهــي أن النــص الــذي بيــن أيدينــا ينضــاف فــي‬ ‫الواقــع إلــى تقليــد كنســي شــرقي قديــم‪ ،‬فــي جناحيــه‬ ‫الكاثوليكــي واألرثوذكســي‪ ،‬ضــمّ إســهامات فكريــة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وأحيانــا فلســفية كاملــة‪ ،‬ذات شــأن‪ ،‬فــي موضوعــات‬ ‫ماورائيــة عــدة‪ ،‬منهــا علــم اهلل‪.‬‬

‫أن يكــون جديـ ًـا فأنــا أفهمــه بمعنــى أنــه جــاء فــي شــرط‬ ‫اجتماعــي وثقافــي وتاريخــي أصعــب ممــا كان لألكوينــي‪،‬‬ ‫ال بمعنــى أن الحايــك أكثــر أهميــة مــن االكوينــي؛‬ ‫فالحايــك يســير فــي إثــره‪ ،‬ســير المريــد المُ عجــب فــا‬ ‫يتــرك فرصــة إال ويمتــدح عظيــم إنجــاز األكوينــي وأدلتــه‬ ‫ـص الحايــك‬ ‫وحجاجــه المنطقــي‪ .‬وفــي كل األحــوال فنـ ّ‬ ‫مهــم جـ ً‬ ‫ـدا كمــا ســنرى‪ ،‬وهــو ليــس بحاجــة ألن يتفــوق‬ ‫علــى نصــوص األكوينــي ليكــون مهمـ ًـا‪ .‬هــو ً‬ ‫أوال مهــم‪،‬‬ ‫بــل مهــم جـ ً‬ ‫ـدا‪ ،‬ألنــه اختــار بوعــي واضــح أن يقتفــي‬ ‫خطــى معلمــه األكوينــي‪ ،‬إال أنــه مهــم ثانيـ ًـا لتبيئتــه‬ ‫ـص األكوينــي‪ ،‬فبــدا ُ‬ ‫نقاشــه فــي مســائل ماورائيــة عــدة‪،‬‬ ‫نـ ّ‬ ‫ً‬ ‫وتحديــدا وجــود اهلل وعلمــه‪ ،‬نقـ َ‬ ‫ـخص مفكـ ٍـر‬ ‫ـاش شـ ٍ‬ ‫مرتــاح فــي نقاشــه‪ ،‬وبــدا أصيـ ً‬ ‫ـا كذلــك‪ ،‬إن لــم يكــن فــي‬ ‫الخالصــات والنتائــج‪ ،‬فعلــى األقــل فــي طريقــة النقــاش‪،‬‬ ‫وفــي لغتــه العربيــة الفلســفية التــي لــم تكــن بالســهلة‬ ‫بعيــد انقطــاع الكتابــة الفلســفية العربيــة ألربعمئــة ســنة‬ ‫علــى األقــل‪.‬‬ ‫إســهام الحايــك فــي لغتــه العربيــة الفلســفية يؤســس‬ ‫للغــة اإلســهامات العربيــة الفلســفية التــي ســتظهر‬ ‫ً‬ ‫الحقــا‪ ،‬معاصــرة لــه أو بعــده‪ ،‬فــي مــا يشــبه تأســيس‬ ‫الفيلســوف الكنــدي للغــة الكتابــة العربيــة الفلســفية‬ ‫التــي ســتظهر بعــده وإلــى ثالثــة قــرون الحقــة لتختتــم‬ ‫بالنهايــة المأســاوية ألعمــال فيلســوف قرطبــة العظيــم‪،‬‬ ‫ـارا فلسـ ً‬ ‫أبــو الوليــد إبــن رشــد‪ ،‬والــذي أدخــل تيـ ً‬ ‫ـفيا‬ ‫ً‬ ‫عقالنيــا كان األكثــر وضوحـ ًـا وراديكاليــة حتــى القــرن‬ ‫الرابــع عشــر‪ ،‬ال فــي الفلســفة العربيــة فحســب بــل فــي‬ ‫الفلســفة الغربيــة الوســيطة أيضـ ًـا‪ ،‬مــا كتــب ألفــكاره‬ ‫‪61‬‬


‫ملحق‬

‫ولمنهجــه العقالنــي الصــارم الســيطرة لحوالــي مئــة عــام‬ ‫علــى االتجاهــات الفلســفية فــي الجامعــات األوروبيــة‬ ‫الالتينيــة‪ ،‬وإلــى أن قــاد تومــا األكوينــي وبنجــاح حملــة‬ ‫فكريــة ودينيــة منظمــة للتخلــص مــن الرشــدية (إرث‬ ‫إبــن رشــد العقالنــي) فــي األوســاط الفلســفية األكاديميــة‬ ‫وحتــى الكنســية لبعــض الوقــت‪ .‬والمكانــة العاليــة التــي‬ ‫تعطــى باســتمرار لألكوينــي قديــس الكنيســة الكاثوليكيــة‬ ‫وألعمالــه لــم تكــن مفصولــة عــن النجــاح الــذي تحقــق‬ ‫لــه فــي التخلــص مــن الرشــدية فــي الجامعــات الالتينيــة‬ ‫والــذي اعتبرهــا مهــددة لإليمــان الكنســي‪.‬‬ ‫أمــر ثالــث تجــده فــي نــص الحايــك‪ ،‬ولــن تجــده بســهولة‬ ‫ـص كاتــب قبــل مئــة ســنة وأكثــر‪،‬‬ ‫فــي أعمــال كاتــب أو نـ ِ‬ ‫أال وهــو اللغــة العربيــة المتقنــة التــي يكتــب بهــا‪ ،‬وأكثــر‬ ‫مــن ذلــك نزعتــه األدبيــة وبالغتــه اللتيــن تظهــران‬ ‫أحيانـ ًـا‪ ،‬علــى غيــر اســتهداف منــه‪ ،‬إال حيــن يكــون ذلــك‬ ‫ضروريـ ًـا إلبــاغ المعنــى المســتهدف كقولــه‪:‬‬ ‫"‪ ....‬فإنــك إن رفعــت هــذا الخيــر الــذي ال ُتـ ُ‬ ‫ـدرك قيمتــه‬ ‫أصبحــت الحيــاة غيــر جديــرة بمــا أقاســيه مــن طارقــات‬ ‫القيــظ ولوافحــه ومل ّمــات البــرد ونوافحــه‪( ".‬ص ‪)38‬‬ ‫أمــر رابــع يمكــن التماســه فــي غيــر مــكان مــن عمــل‬ ‫الحايــك وهــو الطابــع ’الشــخصي’ لخالصاتــه‪ .‬الحايــك‬ ‫تخصــه هــو‬ ‫ال يلقــي بمواقفــه علــى نحــو مجـرّد وكأنهــا ال ّ‬ ‫بالــذات‪ .‬بالعكــس‪ ،‬هــو يحـ ّـدث ليــس فقــط بمــا أقــام‬ ‫ً‬ ‫ـخصيا‪ .‬هــو‬ ‫عليــه الدليــل‪ ،‬بــل بمــا يعتقــده ويؤمــن بــه شـ‬ ‫يقـ ّـدم مــع اإليمــان الرفيــع والســعادة الناتجــة عنــه‪ ،‬ولــوال‬ ‫ذلــك لمــا كانــت الحيــاة تســتحق أن يحياهــا‪ ،‬ولــكان‬ ‫المــوت ربمــا اســعد حظـ ًـا‪ ،‬بــرأي الحايــك‪ .‬هذا الشــخصي‪،‬‬ ‫وال أقــول الفــردي أو الذاتــي‪ ،‬يظهــر لــك أحيانـ ًـا وكأنمــا‬ ‫أنــت فــي حضــرة متصــوف أو زاهــد علــى األقــل‪ ،‬ســعيد‬ ‫ـدا بإيمانــه‪ ،‬ســعيد جـ ً‬ ‫جـ ً‬ ‫ـدا بمــا يتحــدث فيــه‪ ،‬وســعيد‬ ‫أكثــر باكتشــافاته الفكريــة والالهوتيــة‪.‬‬ ‫أمر خامس واضح في نص الحايك‪ ،‬بل ســمته الرئيســية‬ ‫‪62‬‬

‫كمــا اعتقــد‪ ،‬وهــي قدرتــه علــى التحليل الفلســفي العميق‪،‬‬ ‫‪ ،analysis‬وهــي أداة النظــر الفلســفي الرئيســية علــى مــا‬ ‫نعــرف‪ ،‬وقدرتــه علــى الحجــاج الفلســفي‪ ،‬وهــي الســمة‬ ‫المنطقيــة والمنهجيــة لــكل فعــل أو نشــاط فلســفي‪ .‬فــي‬ ‫التحليــل نجــده يُمعــن فــي تقســيم موضوعــه إلــى أقصــى‬ ‫الحــدود وإلــى النقطــة التــي ال يمكــن بعدهــا قيــام تقســيم‬ ‫أو تحليــل‪ .‬وفــي الجانــب الثانــي نــص الحايــك نـ ٌ‬ ‫ـص‬ ‫نصـ ًـا تقريريـ ًـا‪ ،‬مــا‬ ‫حجاجــي مــن الدرجــة األولــى‪ ،‬وليــس ّ‬ ‫ُكســبه البعــد الفلســفي بامتيــاز‪ .‬فالنــص الفلســفي‪ ،‬كل‬ ‫ي ِ‬ ‫نــص فلســفي‪ ،‬نــص حجاجــي منهجــي – ســقراطي فــي‬ ‫أعلــى صــوره – يصــل إلــى نتائجــه‪ ،‬فيمــا لــو وصــل‪ ،‬ال‬ ‫بالقســر‪ ،‬وإنمــا بالنقــاش الفكــري والمنطقــي‪ ،‬ومقارعــة‬ ‫الحجــة بالحجــة‪ ،‬ف َيسـ ُـقط مــا ال يصمــد فــي ســوق‬ ‫الحجــاج‪ ،‬ومقارعــة الحجــج‪ ،‬ويبقــى مــا ينجــح فــي‬ ‫ِ‬ ‫حشــد األدلــة عليــه‪ ،‬أو علــى األقــل فــي نفــي واســتبعاد‬ ‫مــا يدحضــه أو ينفيــه – وإســهام الحايــك ربمــا يقــع فــي‬ ‫الشــق الثانــي مــن المعادلــة أعــاه‪.‬‬ ‫إال أن هــذا المديــح لمنهــج الحايــك – منهــج األســتاذ‬ ‫الذكــي المتمكــن جـ ً‬ ‫ـدا مــن مادتــه – ال يمنعنــي مــن‬ ‫القــول‪ ،‬ومــن بــاب الموضوعيــة‪ ،‬أن الحايــك وبالرغــم‬ ‫مــن إبداعــه الحجاجــي‪ ،‬لــم يســعَ كمــا بــدا فــي النــص‬ ‫ألن يطـوّب فيلسـ ً‬ ‫ـوفا بالمعنــى الدقيــق للكلمــة‪ :‬مــا يعنيــه‬ ‫كان النجــاح فــي الدفــاع عــن العقيــدة باألدلــة العقليــة‪،‬‬ ‫أو مــن بــاب أولــى إظهــار عــدم تناقــض المعتقــد الكنســي‬ ‫مــع األدلــة العقليــة‪ ،‬وعلــى خطــى أســتاذه تومــا األكوينــي‪.‬‬ ‫فــي النــص هنــاك دائمـ ًـا وجــود لحــدود داخليــة معينــة‬ ‫‪ constrains‬لــم يســمح الحايــك لنفســه بتخطيهــا‪ ،‬وهــو‬ ‫مــا يجعلنــي أقــول وبدقــة‪ :‬إن التــزام الحايــك الحقيقــي‬ ‫كان بالعقيــدة ال بالفلســفة‪ .‬وسأشــرح ذلــك الحقـ ًـا‪ .‬وفــي‬ ‫اعتقــادي أن هــذا هــو موقــع البريــوط يوحنــا الحايــك‬ ‫الحقيقــي‪ :‬اإليمــان العميــق وفــق التقليــد الكنســي‬ ‫الكاثوليكــي الدقيــق؛ إال أنــه ليــس اإليمــان األعمــى الذي‬


‫حتليل مضمون نص احلايك‬ ‫ال أزعــم أن فــي وســع هــذه العُ جالــة مــن الزمــن أن‬ ‫تفــي بمتطلبــات التحليــل الشــامل لنصــوص الحايــك‪.‬‬ ‫فنــص الحايــك مك ّثــف‪ّ ،‬‬ ‫مركــب‪ ،‬يجانــب اللغــو والحشــو‬ ‫والتكــرار الــذي ال يتضمــن جديـ ً‬ ‫ـدا‪ .‬وعليــه ســأكتفي فــي‬

‫‪63‬‬

‫ملحق‬

‫يتناقــض ومعطيــات العقــل وبراهينــه‪ :‬بــل هــو‪ ،‬وعلــى‬ ‫العكــس تمامـ ًـا‪ ،‬إيمــان تعــززه معطيــات العقــل‪ ،‬ويجــد‬ ‫لــه وبوعــي تــام الحجــة العقليــة بــل البرهــان والدليــل‬ ‫المنطقــي‪ .‬هــذا ليــس باألمــر الســهل‪ ،‬بــل يُحســب لــه‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أوال‪ ،‬إلدراكــه أن اإليمــان مــن دون أســاس ثابــت إيمــان‬ ‫غيــر مكتمــل‪ ،‬وثانيـ ًـا لقدرتــه علــى توفيــر األدلــة والحجــج‬ ‫العقليــة كاســاس ثابــت لإليمــان‪ .‬يقــول الحايــك‬ ‫وبوضــوح كلــي الفــت‪:‬‬ ‫"‪...‬علــى الفيلســوف أن يتد ّبــر انتقــاء األدلــة فــا يأتــي‬ ‫إال بمــا فيــه متانــة وجــدارة إلثبــات مــا يــدوم إثباتــه مــن‬ ‫الحقيقــة الواضحــة للجميــع‪ .‬فــإن كان مــا ُذكــر واجــب‬ ‫الفيلســوف مطلقـ ًـا‪ ،‬فكــم ً‬ ‫إذا يجــب علــى المســيحي أن‬ ‫يتحـرّى أدعــمَ حجـ ٍة وأقــومَ مسـ ً‬ ‫ـلكا لتوضيـ ِـح مثـ ِـل هــذه‬ ‫الحقيقــة الســامية‪".‬ص‪43‬‬ ‫ال حاجــة ألن نكــرر بمناســبة هــذا القــول أن الحايــك‬ ‫إنمــا يتبــعُ فــي ذلــك‪ ،‬الكعــب علــى الكعــب كمــا يقولــون‪،‬‬ ‫مــا هــدف َ إليــه اإلكوينــي (‪ )1274 -1225‬فــي الــــــ ‪summa‬‬ ‫‪ :theologica‬الدفــاع عــن العقيــدة باألدلــة العقليــة‪ ،‬أو‬ ‫علــى األقــل إثبــات أن اإليمــان بعقائــد الكنيســة ال‬ ‫يتناقــض ومبــادئ العقــل ومعطياتــه‪ .‬والدليــل علــى‬ ‫ذلــك أن الحايــك ال يلتقــي اســم األكوينــي أو فكــرة لــه‬ ‫إال ويظهــ ُر لــه أقصــى درجــات القبــول واالحتــرام‪ ،‬بــل‬ ‫التقريــظ والمديــح الشــديد؛ وال يتــرك صفــة ســامية إال‬ ‫المعلــم‪ّ ،‬‬ ‫ويضيفهــا إلســم األكوينــي‪ّ :‬‬ ‫العالمــة‪ ،‬اإلمــام‪،‬‬ ‫إلــخ‪ .‬مــع ذلــك‪ ،‬أقــول بــكل دقــة أنــه كان لــدى الحايــك‬ ‫الكثيــر ممــا ســيضيفه كمــا ســنرى بعــد قليــل‪.‬‬

‫الجــزء األخيــر مــن مداخلتــي بتحليــل البــاب األول‬ ‫مــن الكتــاب األول‪ ،‬باختصــار‪ ،‬والــذي عنونــه الحايــك‬ ‫"فــي بيــان وجــود اهلل"‪ ،‬والمتضمــن األدلــة علــى وجــود‬ ‫اهلل‪ ،‬وســأظهر طبيعــة األدلــة التــي اســتخدمها الحايــك‬ ‫ومصادرهــا‪.‬‬ ‫يبــدأ الحايــك الفصــل األول مــن هــذا البــاب بســؤال مــا‬ ‫انفــك ّ‬ ‫كل مؤمــن‪ ،‬فــي كل ديــن‪ ،‬يســأله‪" :‬إعلــم أن فــي‬ ‫الــكالم علــى وجــود اهلل يتبــادر إلــى البحــث ً‬ ‫أوال هــل‬ ‫يحتــاج وجــوده إلــى بيــان‪"...‬ص ‪40‬‬ ‫ويجيــب الحايــك مــن خــال نــص األكوينــي‪ ،‬فيقــول‪:‬‬ ‫"وقــد تحقــق حــل هــذا المبحــث مــن كالم القديــس تومــا‬ ‫القائــل‪ :‬إن قولنــا اهلل موجــود قضيــة ب ّينــة بنفســها فــي‬ ‫نفســها ليــس لنــا‪ ،‬بــل نفتقــر إلــى بيانهــا بمــا هــو أب ّيــن‬ ‫منهــا‪ ".‬ص ‪40‬‬ ‫ويشرح الحايك فكرة األكويني أكثر بالقول‪:‬‬ ‫"وقولنــا اهلل موجــود قضيــة ب ّينــة بنفســها فــي نفســها لمــا‬ ‫أن اهلل موجــود بوجــه جوهــري‪ ،‬وعليــه ِمــن ِعلـ ِـم مــا هــو‬ ‫اهلل نعقــل بديهـ ًـة وارتجـ ً‬ ‫ـاال بأنــه يســتحيل عــدم وجــوده‪".‬‬ ‫ومــع ذلــك‪ ،‬يضيــف الحايــك‪" ،‬بمــا أننــا لــم نعــط إدراك‬ ‫جوهــر اهلل ال نعــرف مــا هــو اهلل‪ ،‬بــل إننــا بعــد اطالعنــا‬ ‫علــى وجــوده ُن ّ‬ ‫مكـ ُـن مــن إقامــة الب ّينــة عليه‪....‬فلــم يكــن‬ ‫ً‬ ‫إذا وجــود اهلل قضيــة ب ّينــة بنفســها وعليــه افتقــر إلــى‬ ‫بيــان‪40".‬‬ ‫والالفــت أن الحايــك يتقــدم أكثــر فــي تبريــر ضــرورة‬ ‫إقامــة الب ّينــة أو الدليــل علــى وجــود اهلل بفرضيــة يــكاد‬ ‫يتفــرد بهــا دون الغالبيــة الســاحقة مــن أصحــاب اإليمــان‬ ‫وفــق التقليــد الكاثوليكــي‪ ،‬يقــول‪:‬‬ ‫"يؤيــد ذلــك مــا هــو متعــارف عنــد حكمــاء كل عصــر مــن‬ ‫اقتضــاء [يعنــي ضــرورة] معرفــة وجــود اهلل وإثبــات ذلــك‬ ‫بالبيّنــة فقــد علمــوا ذلــك بأدلــة ســاطعة يشــير إلــى ذلــك‬ ‫مــا اعتمــدوه مــن البراهيــن المتل ّونــة األنــواع فــي بيــان‬ ‫وجــوده تعالــى ومــا يزيــد ذلــك إثباتـ ًـا العــرف العــام‪.‬‬


‫ملحق‬

‫فإنــك إن ســألت النــاس مــن أيــن اتصلــوا إلــى معرفــة‬ ‫وجــود اهلل‪ ،‬أجابــوك بالوحــي‪ ،‬أو باعتمــاد شــهادة قــوم‬ ‫آخريــن صادقــي الروايــة‪ ،‬فضـ ً‬ ‫ـا عــن ّأن الكتــاب ال يشــير‬ ‫إلــى طريقــة أخــرى فــي حــق هــذه المعرفــة‪ ،‬فكانــت‬ ‫هــذه القضيــة بيّنــة بنفســها عنــد عمــوم النــاس الهوتييــن‬ ‫وفالســفة وغيرهــم‪41".‬‬ ‫إال أن الحايــك يضيــف‪ ،‬وهنــا تم ّيــزه الالفــت‪ ،‬فيقــول‪:‬‬ ‫"إال أنهــا ليســت بيّنــة لنــا‪ ،‬بــل إنمــا هــي فــي عــوز إلــى‬ ‫بيــان‪41 ".‬‬ ‫هــذه إضافــة جوهريــة مــن الحايــك تســتحق التوقــف‬ ‫عندهــا فــي األســاس‪ ،‬للكثيــر ممــا تحتويــه مــن عقــل‬ ‫فلســفي صريــح‪ ،‬مــا يُخرجــه عــن التقليــدي والمــوروث‬ ‫والغريــزي فــي معرفــة اهلل؛ وإصــراره بالتالــي أن يقيــم‬ ‫معرفتــه بوجــود اهلل‪ ،‬ال علــى الشــائع بيــن النــاس أو‬ ‫المنقــول أو القــول بالوحــي أو بالغريــزة‪ ،‬وإنمــا تحديـ ً‬ ‫ـدا‪،‬‬ ‫علــى الدليــل العقلــي‪ ،‬فيقــوم إيمــان دينــي مبصــر ليــس‬ ‫فيــه بــاب يمكــن أن يطرقــه الشــك أو يدخــل منــه‪.‬‬ ‫أقــل مــا يقــال فــي هــذا الحجــاج والنقــاش أنــه فلســفي‬ ‫بامتيــاز‪ ،‬ال يقــل البتــة ع ّمــا رأينــاه عنــد فالســفة ســابقين‪،‬‬ ‫بــل ال يقــل أصالــة عــن بيــان األكوينــي نفســه‪.‬‬ ‫مصادر احلايك الفلسفية‬ ‫الحايــك فــي أدلتــه وحجاجــه الفلســفي هــو أكوينــي‬ ‫أكثــر ممــا هــو أوغســطيني‪ ،‬إذ العقــل ألوغســطين خــادم‬ ‫لإليمــان وليــس العكــس‪ ،‬ومــن خــال اإليمــان فقــط‬ ‫تتحقــق المعرفــة والحكمــة‪ ،‬ولطالمــا اقتبــس األطروحــة‬ ‫التقليديــة‪" ،‬إن لــم تؤمــن‪ ،‬لــن تســتطيع أن تــدرك"‪.‬‬ ‫الحايــك فــي مــكان آخــر مغايــر تمامـ ًـا‪.‬‬ ‫يمكــن العثــور علــى مصــادر أدلــة الحايــك العقليــة‬ ‫الفلســفية كمــا يعــرف الجميــع فــي براهيــن األكوينــي‬ ‫الخمســة علــى وجــود اهلل‪ ،‬وبخاصــة فــي البرهــان‬ ‫األنطولوجــي‪ .‬هــذا معــروف وليــس بجديــد‪ ،‬ولطالمــا‬ ‫‪64‬‬

‫تكــررت فــي نــص الحايــك اإلحــاالت إلــى األكوينــي‬ ‫بوصفــه المعلــم األكبــر واإلمــام ومــا شــابه‪ .‬لكــن مــا‬ ‫لــم أجــده فــي نــص الحايــك‪ ،‬وال أدري لمــاذا‪ ،‬هــو أن‬ ‫المصــدر الحقيقــي للبرهــان األنطولوجــي ليــس األكوينــي‬ ‫وإنمــا ســانت أنســلم ‪ ،)1109-1033( St. Anselm‬األب‬ ‫ً‬ ‫الحقــا‬ ‫الحقيقــي للتقليــد المدرســي الــذي انتمــى إليــه‬ ‫القديــس األكوينــي‪ .‬فقــد ســعى ســانت أنســلم‪ ،‬ومن بعده‬ ‫تالمذتــه‪ ،‬كمــا سيســعى الحايــك بعــد أكثــر مــن ثمانيــة‬ ‫قــرون‪ ،‬ســعى ســانت أنســلم حرفيـ ًـا‪" :‬إلــى إيجــاد مبــرر‬ ‫عقلــي لوجــود اهلل ال يســتند فقــط علــى قبــول مــا فــي‬ ‫الكتــاب أو العقيــدة المتناقلــة"‪ ،‬وهــو عيــن مــا ســعى إليــه‬ ‫الحايــك حرفيـ ًـا‪ .‬كان ذلــك هــو التحــدي الفكــري الــذي‬ ‫أخــذه ســانت أنســلم علــى عاتقــه فــي القــرن الحــادي‬ ‫عشــر‪ ،‬عيــن التحــدي الــذي ســيأخذه البرديــوط يوحنــا‬ ‫الحايــك أواخــر القــرن التاســع عشــر‪ .‬أمــا كيــف ر ّد ســانت‬ ‫أنســلم علــى التحــدي فــكان إبداعــه لمــا ســيصير أقــوى‬ ‫البراهيــن علــى وجــود اهلل‪ ،‬البرهــان األنطولوجــي علــى‬ ‫وجــود اهلل‪ ،‬البرهــان األكثــر شــهرة والبرهــان األكثــر إثــارة‬ ‫للجــدل فــي آن معـ ًـا‪ .‬تقــوم شــهرة البرهــان علــى بداهتــه‪،‬‬ ‫إذ بــرأي ســانت أنســلم حتــى غيــر المؤمــن‪ ،‬أو "األحمــق"‪،‬‬ ‫ال يســتطيع أال أن يقبــل حقيقــة أن وجــود اهلل ال بــد أن‬ ‫يتبــع بالضــرورة تعريفــه‪ .‬إذ ســيكون مــن بــاب التناقــض‬ ‫افتــراض أن اهلل‪ ،‬هــو الــذي ال يمكــن التفكيــر فــي شــيء‬ ‫أعظــم منــه‪ ،‬ثــم القــول أنــه غيــر موجــود‪ ،‬أي يعــوزه أن‬ ‫يكــون موجـ ً‬ ‫ـودا‪ .‬فالــذي ســيمنع وجــود اهلل يجــب أن‬ ‫يكــون أكبــر أو أعظــم مــن اهلل‪ ،‬وهــذا تناقــض ب ّيــن‪ .‬وعليــه‬ ‫فــاهلل موجــود بالضــرورة ‪ .neccessarly‬هــذا البرهــان‬ ‫البســيط‪ ،‬القــوي‪ ،‬ســيأخذ بــه األكوينــي وديــكارت وكل‬ ‫التقليــد الكاثوليكــي تحديـ ً‬ ‫ـدا حتــى اآلن‪ .‬إال أن البرهــان‬ ‫لقــي مــن جهــة ثانيــة ومنــذ البــدء نقـ ً‬ ‫ـدا مــن جهــات عــدة‪،‬‬ ‫(مــن كانــط مثـ ً‬ ‫ـا)‪ ،‬وبعضهــم كتــب مــا أســموه‪" :‬دفاعـ ًـا‬ ‫عــن األحمــق"‪ ،‬وغيــر ذلــك‪ .‬هــذا النقــاش ال نجــده‬


‫‪65‬‬

‫ملحق‬

‫بالطبــع فــي نــص الحايــك؛ خــا الــرد علــى كانــط‪ :‬عنــد‬ ‫الحايــك البرهــان األنطولوجــي ومرجعيتــه األكوينــي هــو‬ ‫مــن البديهيــات التــي ال يمكــن ردّهــا‪.‬‬ ‫كان الحايــك يعــرف أيضـ ًـا براهيــن األكوينــي األخــرى‪،‬‬ ‫وهــي اســتعادة لبراهيــن ارســطو حــول ضــرورة وجــود‬ ‫المحــرك األول‪ ،‬وأنــه واجــب الوجــود فــي ذاتــه‪ ،‬ولذاتــه‪،‬‬ ‫وأن وجــوده ال يقــوم بــأي وجــود آخــر‪ ،‬بــل كل وجــود‬ ‫آخــر يقــوم بوجــوده‪ .‬ســأختم هــذه الفقــرة بنــص مــن‬ ‫الحايــك يوضــح مــدى ثقافتــه الفلســفية الواســعة فــي‬ ‫مســألة وجــود اهلل ومعرفــة وجــود اهلل‪ ،‬يقــول‪:‬‬ ‫"كل مــا يوجــد إمــا مصنــوع أو غيــر مصنــوع‪ ،‬ذلــك واضــح‪،‬‬ ‫ويمتنــع كــون كل موجــود مصنوعـ ًـا‪ ،‬فــإذا مــن وجــه أن‬ ‫كل مصنــوع مــن آخــر مصنــوع‪ ،‬ذلــك بيّــن مــن مبــدأ‬ ‫التعليــل‪ ،‬فمصــدر اآلخــر إمــا هــو مصــدر أو ال‪ ،‬فــإن كان‬ ‫الثانــي وُ جــد الموجــود غيــر المصنــوع‪ ،‬وإن كان مصنوعـ ًـا‬ ‫ال بــد أن يكــون مــن صنــع آخــر‪ ،‬وقــس علــى ذلــك حتــى‬ ‫تبلــغ إلــى علــة غيــر مصنوعــة يقــف عندهــا ســلك األدلــة‪...‬‬ ‫فإمكانيــة التسلســل إلــى غيــر النهايــة بــدون البلــوغ إلــى‬ ‫علــة غيــر مُ صــدرة ّ‬ ‫كل ذلــك مســتحيل بديهــة‪ .‬فبمــا أنــه‬ ‫يوجــد شــيء ولــو بفكــري يوجــد كذلــك الموجــود غيــر‬ ‫المصنــوع الواجـ ُـب الوجــود الــذي ال يتوقــف علــى شــيء‪،‬‬ ‫إنمــا عليــه تتوقــف جميــع الموجــودات‪ ،‬وهــذا الوجــود‬ ‫هــو اهلل‪ ،‬فيوجــد اهلل ً‬ ‫إذا‪ ".‬ص ‪44-43‬‬ ‫أقــل مــا يقــال فــي هــذا النــص أنــه نــص مــن اســتاذ‬ ‫فلســفة يــدرك بدقــة ماهيــة مــا يقــوم بتدريســه‪ ،‬وإلــى‬ ‫الحــد الــذي يســمح لــه أن يتصــرف بنــص البرهــان‬ ‫األصلــي الــذي وصــل إليــه‪.‬‬ ‫مــا اقتبســته مــن نصــوص الحايــك‪ ،‬وغيرهــا الكثيــر‪ ،‬كاف‬ ‫إلظهــار أنهــا تتمتــع بالعمــق والدقــة‪ ،‬مــا يوضــح بجــاء‬ ‫العمــق المعرفــي والفلســفي الــذي توفــر للحايــك قبــل‬ ‫فتــرة طويلــة‪ ،‬أي قبــل أن تصبــح موضوعــات الفلســفة‬ ‫مطروقــة مــن جديــد غــداة مــا أســمي بالنهضــة الثقافيــة‬

‫العربيــة الحديثــة التــي بــدأت بموســوعة المعلــم بطــرس‬ ‫البســتاني التــي أدخلــت القــارئ العربــي إلــى تفاصيــل‬ ‫المفاهيــم والتصــورات والنظريــات الحديثــة‪ ،‬فــي عهــده‬ ‫علــى األقــل‪ ،‬أي الثلــث األخيــر مــن القــرن التاســع عشــر‪.‬‬ ‫أهميــة الحايــك واضحــة بالتأكيــد‪ ،‬ومــا صعوبــة نصــه‬ ‫الفلســفي غير إشــارة إلى أنه كان يحرث في أرض صعبة‬ ‫لــم تعتــد حتــى ذلــك الوقــت لغــة الفلســفة ومفاهيمهــا‬ ‫واصطالحاتهــا‪ .‬الحايــك‪ً ،‬‬ ‫إذا‪ ،‬وإلــى ســماته األخــرى التــي‬ ‫ســبق وذكرتهــا‪ ،‬نهضــوي بامتيــاز‪.‬‬ ‫أحيــي مــرة أخــرى الجهــد المبــذول فــي نشــر النــص‪ ،‬وفــي‬ ‫التعريــف بصاحبــه‪ ،‬وفــي إظهــار موقــف الحايــك البــارز‬ ‫مــن أن اإليمــان ال يتناقــض مــع العقــل‪ ،‬بــل ربمــا ال‬ ‫يقــوم إيمــان مبصــر مــن دون عقــل وعقالنيــة‪ .‬الديــن‬ ‫الحقيقــي واإليمــان الحقيقــي بــرأي الحايــك‪ ،‬كمــا‬ ‫بــرأي الكثيريــن‪ ،‬ال يقــوم بمجــرد قبــول الوحــي والنعمــة‬ ‫واســتمرار التقليــد أو األخــه بالغريــزة‪ ،‬مــع االحتــرام لهــذه‬ ‫األشــكال‪ ،‬وإنمــا أيضـ ًـا وربمــا بالدرجــة األولــى فــي إســناد‬ ‫العقــل للديــن‪ ،‬فذلــك ال يُنقــص مــن أصالــة الوحــي أو‬ ‫ـيئا‪ .‬ال خشـ َ‬ ‫المعتقــد شـ ً‬ ‫ـية‪ ،‬إذا دققنــا جيـ ً‬ ‫ـدا‪ ،‬فــي أن‬ ‫يذهــب العقــل بالديــن‪( ،‬كمــا ّ‬ ‫توهــم المتعصبــون فــي كل‬ ‫حضــارة وفــي كل ديــن‪ -‬محنــة إبــن رشــد قديمـ ًـا‪ ،‬أو أبــو‬ ‫زيــد حديثـ ًـا)؛ بــل لعــل الديــن‪ ،‬السـ ّر الدائــم لهــذا الكــون‪،‬‬ ‫لــم يجــد ترجمــة شــاملة لــه ربمــا تكــون األقــرب لألصــل‪،‬‬ ‫إال فــي العقــل‪ ،‬وفــق هيجــل‪ .‬وعليــه ال يجــد هيجــل‬ ‫حرجـ ًـا فــي أن يجعــل "العقــل المطلــق" هــو اهلل‪ ،‬وكــذا‬ ‫ســبينوزا (الحاخــام اليهــودي ثــم الحبــر المســيحي) قبــل‬ ‫هيجــل بخمســين عــام‪.‬‬ ‫فــي ذروة التفكيــر الفلســفي‪ ،‬وفــي ذروة اإليمــان الروحــي‬ ‫الخالــص‪ ،‬يلتقــي ّ‬ ‫الل‪ ،‬بــل يتحــد‪ ،‬مــع العقــل‪ :‬وال ضي ـ َر‬ ‫ـميت اهلل العقــل‪ ،‬أو أسـ َ‬ ‫بعــد ذلــك إن أسـ َ‬ ‫ـميت العقــل اهلل‪.‬‬


‫ملحق‬

‫ُ‬ ‫رباك‬ ‫كلمةاملونسينيور اخلوري‬ ‫أسقف روكز ال َّ‬ ‫ممث ًال سيادة املطران كميل زيدان‬

‫أبـائــي االجـــالء‬ ‫أيها األخوات واألخوة األعزاء‪،‬‬ ‫لقــد شــرفني راعــي األبرشــيّة ســيّادة‬ ‫المطــران كميــل زيــدان الســامي االحترم‬ ‫بــأن أمثلــه فــي هــذه النــدوة وبــأن ألقــي‬ ‫كلمــة باســمه فــي هــذه المناســبة الحلوة‪:‬‬ ‫إصــدار كتــاب جديــد بعنــوان “البرديــوط‬ ‫يوحنــا الحايــك فــي علــم اهلل والديــن‬ ‫الحــق والتقليــد الكنســي”‪.‬‬ ‫نقــرأ فــي النبــذة التاريخيّــة الموجــزة‬ ‫المدرجــة فــي مطلــع الكتــاب موضــوع‬ ‫لقائنــا اليــوم أنــه فــي أجــواء مضطربــة‬ ‫مــن األحــداث التــي عصفــت بلبنــان‬ ‫بعــد أن أثخنتــه ً‬ ‫جراحــا ومنهــا أحــداث‬ ‫‪ ،1860‬ولــد البرديــوط يوحنــا الحايــك‬ ‫ابــن بلــدة بيــت شــباب‪ ،‬الــذي اعتبــره‬ ‫‪66‬‬

‫توجــه مجلــة الســائح أحـ ّر التعــازي الــى عائلــة الفقيــد الكبيــر‪ ،‬الصغيرة‬ ‫والكبيــرة المثلــث الرحمــة ســيادة المطــران كميــل زيــدان‪ ،‬المنتقــل‬ ‫الــى دار االبديــة يــوم الثالثــاء فــي ‪ ٢١‬تشــرين االول ‪2019‬‬

‫أدبــاء ومؤرخــون مــن بلدتــه‪ ،‬مــن مشــاهير رجــاالت العائلــة آنــذاك‪.‬‬ ‫وقــد شــاءت العنايــة أن يو ّفــق أحــد أنســبائه المقربيــن فــي اكتشــاف‬ ‫ـص العائلــة وبالتحديــد‬ ‫مخطوطــات سـ ّـلمت مــن النهــب والتلــف تخـ ّ‬ ‫البرديــوط يوحنــا‪ ،‬فأطلــع بــدوره نســيبه األب مــارون الحايــك علــى‬ ‫األمــر‪ ،‬وبــدأت إذاك مرحلــة االهتمــام الجــدي بهــذا اإلرث الروحــي‬ ‫والفكــر الــذي تركتــه العائلــة ّ‬ ‫ككل‪.‬‬


‫وواضــح م ّمــا ســبق ّأن البرديــوط يوحنــا كان فــي نظــر‬ ‫ّ‬ ‫والزمنــي‪ ،‬رجــل‬ ‫الدينــي‬ ‫الصعيديــن‪،‬‬ ‫معاصريــه‪ ،‬وعلــى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فضيلــة وعلــم وأبحــاث‪ .‬وقــد تــرك لنــا العديــد مــن‬ ‫الكتــب المطبوعــة والمقــاالت والمخطوطــات‪ ،‬اختــار‬ ‫ّ‬ ‫الفكــري أن يبــدأوا بنشــر‬ ‫المشــرفون علــى هــذا اإلرث‬ ‫مخطــوط يجمــع بيــن الفلســفة والالهــوت تحــت عنــوان‬ ‫“فــي علــم اهلل” وهــو يقســم بــدوره إلــى ثالثــة أقســام‪:‬‬ ‫األول “فــي علــم اهلل” والثانــي “فــي جوهــر اهلل” والثالــث‬ ‫“فــي بســاطة اهلل وعــدم تغييــره”‪ ،‬كمــا قــرّر األبــوان‬ ‫الفاضــان بشــاره إيليّــا ومــارون الحايــك‪ ،‬الراهبــان‬ ‫األنطونيــان اللــذان قامــا بإعــداد هــذه الدراســة‪ ،‬أن‬

‫ليــس لــي أن أدخــل فــي تفاصيــل التحليــات الفلســفية‬ ‫والالهوتيّــة العميقــة والواســعة‪ ،‬التــي‪ ،‬إن ّ‬ ‫دلــت علــى‬ ‫ـفي‬ ‫شــىء‪ ،‬فعلــى طــول باعــه فــي مجــاالت الفكــر الفلسـ ّ‬ ‫والالهوتــي الســائد فــي زمانــه‪ ،‬والتــي تتنــاول مســيرة‬ ‫ّ‬ ‫الفكــر البشــري منــذ القــدم فــي بحثــه عــن حقيقــة هــذا‬ ‫الوجــود‪ ،‬مــع أســماء كبيــرة معروفــة ولهــا وقعهــا لــدى ّ‬ ‫كل‬ ‫حصــة منهــا‪ ،‬ســواء‬ ‫مــن خــاض مجــال الفلســفة ونــال ّ‬ ‫المناهضــة منهــا للديــن أو األخــرى التــي ُتســدي له خدمة‪.‬‬ ‫نعــم لقــد قــرأ كاهننــا يوحنــا الكثيــر مــن األبحــاث‬ ‫الفلســفية‪ ،‬القديمــة منهــا (أمثــال ســقراط أفالطــون‬ ‫وأرســطو وســواهم) وتلــك المعاصــرة لزمنــه (كانــط‬ ‫وهيغــل وفيربــاخ وماركــس‪ّ )...‬إل ّأن معلمــه األوّل فــي‬ ‫المجــال الفكـ ّ‬ ‫ـري يبقــى القديــس تومــا األكوينـ ّـي الــذي‬ ‫يتضــح لمــن يســتعرض ّ‬ ‫مؤلفــه المعــروف الــذي بقــي‬ ‫ً‬ ‫ـيحي “الخالصــة‬ ‫طويــا المرجــع األساســي للفكــر المسـ ّ‬ ‫الالهوتيّــة”‪ ،‬إن هــذا الفيلســوف ّ‬ ‫القديــس كان يســكنه‬ ‫هــمّ مفــاده إبــراز إمكان ّيــة ال بــل ضــرورة التوفيــق مــا‬ ‫بيــن اإليمــان القائــم علــى الوحــي اإللهــي‪ ،‬والعقــل الــذي‬ ‫منحنــا إيــاه اهلل والمطبــوع فينــا علــى البحــث عــن حقيقــة‬ ‫ً‬ ‫انطالقــا مــن اهلل الواجــب الوجــود‪ ،‬القائــم فــي‬ ‫الوجــود‪،‬‬ ‫ذاتــه بكامــل صفاتــه‪ ،‬وينبــوع ّ‬ ‫كل وجــود وخيــر‪ .‬إذا‬ ‫أحســن العقــل قــراءة عالمــات وجــود اهلل فــي الكــون‬ ‫وفــي ضميــر اإلنســان‪ ،‬أعظــم المخلوقــات علــى اإلطــاق‪،‬‬ ‫والباحــث أبـ ًـدا عــن الحقيقــة‪ ،‬فهــو ســيدركها مــن دون‬ ‫‪67‬‬

‫ملحق‬

‫فمنــذ حداثتــه‪ ،‬أظهــر بشــير الحايــك (الخــوري ثــمّ‬ ‫البرديــوط يوحنــا ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عميقــة فــي تحصيــل‬ ‫رغبــة‬ ‫القــا)‬ ‫العلــم والثقافــة فــي زمــن نــدر فيــه العلــم لعا ّمــة النــاس‪،‬‬ ‫فانكــب علــى اللغتيــن العربيــة والســريانيّة علــى يــد ع ّمــه‬ ‫الخــوري يوســف الحايــك‪ ،‬ومــن ثــم تابــع دروســه فــي‬ ‫بيــروت فــي كل ّيــة الالهــوت لآلبــاء اليســوعييّن‪ ،‬وأتقــن‬ ‫مــن اللغــات العبر ّيــة والالتين ّيــة‪ ،‬والفرنســية‪ ،‬واإليطاليــة‪،‬‬ ‫ونــال شــهاداته العليــا‪ .‬بعدهــا انتقــل إلــى رومــا حيــث‬ ‫تابــع دراســته فــي الجامعــات الحبريّــة‪ ،‬ومنهــا حصــل‬ ‫علــى شــهادة عليــا فــي الحــق القانونـ ّـي‪ ،‬كمــا تعمــق فــي‬ ‫دراســة الفلســفة علــى تنــوع تياراتهــا الفكريّــة‪،‬دون أن‬ ‫األكوينــي‬ ‫يهمــل الغــوص فــي مؤلفــات القديــس تومــا‬ ‫ّ‬ ‫ومــا تحتويــه مــن غ ّنــى ّ‬ ‫لــكل باحــث عــن حقيقــة ســ ّر‬ ‫اهلل والوجــود‪ .‬فــي هــذه األثنــاء‪ ،‬زار فرنســا ليزيــد ثروتــه‬ ‫الفكر ّيــة والحضاريّــة‪ .‬ولــدى عودتــه إلــى لبنــان رســم‬ ‫كاهنــا عــام ‪ ،1888‬ومــا لبــث أن منحــه البطريــرك بولــس‬ ‫مســعد رتبــة البرديوطيــة وعينــه فــي اإلســكندرية‪ .‬ونظـرًا‬ ‫لســعة علمــه وتفوّقــه‪ ،‬مــارس البرديــوط يوحنــا التعليــم‬ ‫فــي مــدارس متعــددة فــي مصــر ولبنــان‪ ،‬ومنهــا مدرســة‬ ‫قرنــة شــهوان‪.‬‬

‫ينشــرا مــع هــذ المخطــوط الق ّيــم مخطوطيــن صغيريــن‬ ‫همــا عبــارة عــن محاضرتيــن‪“ :‬فــي الديــن الحــق” و” فــي‬ ‫التقليــد” ال نعــرف بالضبــط تاريــخ ومــكان إلقــاء هاتيــن‬ ‫المحاضرتيــن اللتيــن تزيــدان فكــر البرديــوط يوحنــا غنــى‬ ‫ً‬ ‫ـفي‪ ،‬بــل ً‬ ‫وأيضــا فــي‬ ‫وتألقــا ليــس فقــط فــي المجــال الفلسـ ّ‬ ‫الحقــل الالهوتـ ّـي والكنسـ ّـي‪.‬‬


‫ملحق‬

‫للقديــس أغســطينوس حمــل مشـ ّ‬ ‫شـ ّـك‪ ،‬وتكــون لــه ‪ -‬كمــا حــدث ّ‬ ‫ـعلي هــذه الثــورة الفكر ّيــة الوطن ّيــة‪.‬‬ ‫مثـ ًـا – بمثابــة طريــق تقــوده إلــى معرفــة كامــل حقيقــة‬ ‫والدعــوة موجّ هــة إلينــا لكــي نبقــى‪ ،‬حيــث نحــن وفــي‬ ‫الكنســي‪.‬‬ ‫اهلل فــي الكتــب المقدســة والتقليــد‬ ‫ّ‬ ‫الظــروف التــي نعيــش‪ ،‬مــن روّاد االنفتــاح علــى الت ّيــارات‬ ‫وإ ّنــي أتل ّمــس فــي رســالة البرديــوط يوحنــا نداءيــن اثنيــن الفكر ّيــة المعاصــرة واآلتيــة إلينــا مــن ّ‬ ‫كل حــدب وصــوب‪،‬‬ ‫لجيلنــا الحاضر‪:‬‬ ‫مــع الحــرص الشــديد كــي نتفاعــل معهــا بمــا فيــه الكفايــة‬ ‫ّ‬ ‫مــن الوعــي وروح التميــز والمســؤوليّة‪ ،‬فنطلــع علــى مــا‬ ‫األوّل‪ :‬وفــي حيــن يتغيّــر األشــخاص ومعهــم الظــروف لغيرنــا ونقـ ّـدره حـ ّـق تقديــره‪ ،‬مــن دون أن نتــردّد فــي‬ ‫التاريخ ّيــة والحضار ّيــة والفكر ّيــة‪ ،‬يبقــى الكــون واإلنســان تقديــم مــا لدينــا بتواضــع ولكــن بثبــات المؤمــن‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أبــدا ســرًّا لإلنســان‪ ،‬وهــو مدعــ ّو بمــا أوتــي مــن رغبــة‬ ‫دفينــة فــي أعماقــه للبحــث عــن الحقيقــة‪ ،‬ومــن طاقــة ختامً ــا‪ ،‬أود أن أشــكر اهلل أو ًّل معكــم‪ ،‬هــو الســاهر علــى‬ ‫ً‬ ‫فكر ّيــة علــى التحليــل واالســتنتاج‪ ،‬ليبقــى‬ ‫منفتحــأ أبـ ًـدا كنيســته علــى مــدى تاريخهــا الطويــل‪ ،‬يزوّدهــا باســتمرار‬ ‫علــى عالــم اهلل‪ ،‬مبــدأ كل وجــود ومصــدر ّ‬ ‫كل حقيقــة‪ .‬وإال برجــال القداســة والعلــم يغنوننــا بمثلهــم وســيرتهم‪،‬‬ ‫فهــو ســرعان مايتيــه فــي ظــام وثن ّيــة جديــدة‪ .‬تــرى‪ ،‬وفكرهــم وعلمهــم المســتنير بروحان ّيــة كلمــة اهلل‪.‬‬ ‫أليــس هــذا مــا نشــهده اليــوم فــي بعــض اإليديولوج ّيــات‬ ‫الغربيــة التــي ترتكــب‪ ،‬عمـ ًـدا وعــن جهــل‪ ،‬حماقــة تغييــب كمــا وأشــكر معكــم القيميــن علــى هــذا المشــروع الثقافـ ّـي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫اهلل مــن حيــاة اإلنســان‪ ،‬ورمــي هــذا األخيــر فــي فــراغ حضــرة األســتاذ لويــس الحايــك واألبويــن بشــارة إيل ّيــا‬ ‫ومــارون الحايــك ورابطــة آل الحايــك فــي لبنــان وبــاد‬ ‫وجـ ّ‬ ‫ـودي مخيــف؟!‬ ‫االنتشــار‪ ،‬بــارك اهلل جهودهــم جميعً ــا فــي خدمة الكنيســة‬ ‫مــن هنــا‪ ،‬كــم يجــب علينــا‪ ،‬نحــن الذيــن أنعــم علينــا أن حاملــة بشــارة الحيــاة‪.‬‬ ‫نؤمــن بالمســيح يســوع وبتعليمــه‪ ،‬أن نســعى باســتمرار عســانا ّ‬ ‫نتحلــى جميعنــا بــروح األمانــة لتراثنــا بأشــكاله‬ ‫للتعمّــق فــي جوهــر إيماننــا‪ ،‬فنفقــه بعقلنــا كمــا بقلبنــا‬ ‫ـكل متعطــش للحقيقــة غــذاءً كافــة‪ ،‬ونعــرف منــه مــا نحــن فــي حاجــة ماسّ ــة إليــه‬ ‫ونقدمهــا لـ ّ‬ ‫حقائــق إيماننــا‪ّ ،‬‬ ‫لنحافــظ علــى وديعــة اإليمــان بالطاعــة للكنيســة‬ ‫للعقــل وللــروح علــى الســواء!‬ ‫المقدســة ولســلطتها التعليم ّيــة المولجــة بنشــر إنجيــل‬ ‫أمّــا فــي النــداء الثانــي‪ ،‬فإنــه لمــن الثابــت ّأن ّ‬ ‫لــكل الخــاص وعرضــه بتواضــع وروح المســؤوليّة علــى ّ‬ ‫كل‬ ‫مدرســة فكريّــة أســلوبها الخــاص وطــرق تعبيرهــا إنســان يبحــث عــن الحقيقــة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫المتعلــم‪ .‬وقــد اســتعان‬ ‫إليصــال الرســالة إلــى القــارئ أو‬ ‫المونسنيور روكز البرّاك‬ ‫البرديــوط يوحنــا بأســلوب الفكـ ّ‬ ‫ـري الشــائع فــي أيّامــه‪،‬‬ ‫وبطــرق التعبيــر المألوفــة آنــذاك‪ ،‬ال ســيّما وأ ّننــا‪ ،‬فــي‬ ‫النائب العام‬ ‫هــذه الحقبــة الزمن ّيــة‪ ،‬نشــهد انطالقــة النهضــة العرب ّيــة‪،‬‬ ‫والمالمــح األولــى لثــورة الحريّــة االســتقالل‪ ،‬ومعــروف‬ ‫أ ّنــه كان للبنــان‪ ،‬وللموارنــة تحديـ ًـدا القســط األكبــر مــن‬ ‫‪68‬‬


‫كلمة اخلتام‬

‫الصحايف لويس احلايك‬ ‫ملحق‬

‫أيها احلفل الكرمي‬ ‫َ‬ ‫ورفاق عمر ٍ وأصدقاء‬ ‫أحباء‬ ‫أرحــب بكــم وأرفــع آيــات اإلمتنــان الــى ســيادة‬ ‫راعينــا المطــران كميــل زيــدان شــاكرا اهلل علــى ســامته‬ ‫مــن الوعكــة التــي أل ّمــت بــه متمنيــا لــه الصحــة وطــول‬ ‫العمــر بعــد تعافيــه ليكمــل رســالته الرعويــة وال يحــرم‬ ‫أبناءهــا مــن محبتــه وعطفــه األبـ ّ‬ ‫ـوي ‪ ،‬وأرحــب بحضــرة‬ ‫النائــب االســقفي المونســنيور روكــز البـرّاك ممثــا ســيادة‬ ‫المطــران كميــل زيــدان ‪.‬‬ ‫وأتوجــه بالشــكر الــى المنتديــن الكــرام الدكتــور عــادل‬ ‫يميــن واألب الدكتــور بديــع الحــاج والدكتــور محمــد‬ ‫شــيّا والشــاعرة إينــاس مخايــل والــى األبويــن مــارون‬ ‫الحايــك المعــروف باحترافــه فــي جمــع التــراث وكثــرة‬ ‫نتاجــه الق ّيــم الــذي فــاق الخمســين حتــى اآلن وبشــاره‬ ‫إيليــا الــذي مــع دراســاته وابحاثــه الالهوتيــة الفلســفية‬ ‫أصــدر كتبــا يتمحــور مضمونهــا حــول وجوديــة االنســان‬ ‫الطبيعيــة والعبثيــة التــي ّ‬ ‫تمــد جســور حــوار صــادق‬ ‫فــي الختــام أيهــا الكــرام اشــكر حضوركــم هــذه النــدوة‬ ‫حقيقــي بينــه وبيــن اهلل ع ـ ّز وجـ ّـل‪.‬‬ ‫التــي نكــرم فيهــا كاهنــا مطواعــا وهبــه غبطــة البطريــرك‬ ‫وفــي حديــث مختصــر عــن المكــرَّم الخــوري يوحنــا رتبــة ُأشــكل علــي تفســيرها وكان الهــدف منهــا تعيي َنـ ٌـه‬ ‫بــد مــن التذكيــر بتربيتــه الصالحــة فــي كنــف عمّــه نائبــا لغبطتــه فــي مصــر علــى بطركخانــة اإلســكندرية‬ ‫ال ّ‬ ‫تنشــأ علــى بصالحيــات كاملــة مطلقــة وكانــت تواقيــع اســمه علــى‬ ‫ّ‬ ‫العلمــة الخــوري يوســف الحايــك حيــث ّ‬ ‫معــارف العلــوم الفلســفية والدينيــة والفقــه اإلســامي ‪ ،‬ســجالته ومخطوطاتــه وكتبــه التــي صــدرت فــي حياتــه‬ ‫ومــن ثــمّ انكــب بلغــة متينــة الســبك علــى إنشــاء أول مرفقــة بلقبــه الكهنوتــي المتواضــع ال غيــر أي الخــوري‬ ‫كتــاب فلســفي باللغــة العربيــة وأقامــه علــى دعائــم علميــة يوحنــا حينــا واألب يوحنــا حينــا آخــر‪.‬‬ ‫ممنهجــه برؤيويــة جديــدة وبمضاميــن لــم تعهــد مــن‬ ‫قبــل ال فــي اللغــة العربيــة وال فــي لغــات أجنبيــة وكان أكــرر الشــكر علــى حضوركــم باســمي واســم عائلــة آل‬ ‫يدرســه فــي مدرســة قرنــة شــهوان وغيرهــا مــن المــدارس الحايــك متمنيــا لكــم دوام الصحــة والســام لكــم‬ ‫ويعلمــه لإلكليريكييــن عمومــا وللرهبــان األنطونييــن وعليكــم الســام‪.‬‬ ‫خصوصــا فــي ديــر مــار شــعيا ‪.‬‬ ‫‪69‬‬


‫من اليمني االب بشارة إيليا ‪ ،‬د‪.‬عادل ميني‪ ،‬الشاعرة ايناس خمايل‪ ،‬د‪.‬حممد‬ ‫شيا‪ ،‬املونسنيور روكز البــراك‪ ،‬االب بديع احلاج‪ ،‬الصحــايف لويس احلايك‪ ،‬االب‬ ‫مــارون احلايك‪ ،‬النقيب السابق الياس عون ‪.‬‬

‫الصحايف لويس احلايك خالل توقيعه الكتاب‬

‫الصحايف اسكندر داغر‪ ،‬الشاعرة كاتيا ميني‪ ،‬الشاعرة ايناس خمايل‪ ،‬الفنانة التشكيلية غــادة آغــا‪،‬‬ ‫الصحايف لويس احلايك‪ ،‬الكاتب مارون خمول وعقيلته‪ ،‬االب طـوين غـامن‪.‬‬

‫‪70‬‬


‫ملحق‬ Al Barbir, Souk Al mazraa for Gold & Jewerly

+961 03 600 709

71

younesmallajewlery

damn.bro@hotmail.com


‫ملحق‬

COCKTAILS & KITCHEN

Uruguay Street Beirut, Lebanon Call: 71 771 377 Monkey Bar Beirut 72


IDEAS

BRANDING

CREATIVE DESIGN

LOGOS

STATIONERY

flyers POSTERS

branding catalogs PHOTOGRAPHY

PRINTING ADVERTISING

Billboards UNIPOLES Led Screen Banner stands

Marketing Offline Marketing Motion Design Booth Design PROMOTIONAL ITEMS

Online Marketing Website E-commerce E-marketing Social Media SEO SEM

We Mark You Up


a unique 5-stars design hotel

Badaro Street, Badaro, Beirut - Lebanon thesmallvillehotel thesmallville_hotel thesmallville_hotel www.thesmallville.com info@thesmallville.com

a unique emotional experience

+961 70 933331, +961 1 619999


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.