Alsayeeh Magazine - Issue 11

Page 1

‫العدد احلادي عشر‪2019 -‬‬

‫‪Al- Sayeeh‬‬

‫!‬

‫الهنود‬

‫يديرون أمريكا‬ ‫ويقودون‬ ‫العامل‬

‫‪www.alsayeeh.com‬‬

‫وطن بال مواطنية‬ ‫ذوو اإلرادة الصلبة واإلبداع‬

‫وجدي مراد‬ ‫‪1‬‬


2


‫‪Al- Sayeeh‬‬

‫مديرها العام‬ ‫لويـس احلايك‬

‫األب الدكتور بديع احلاج‬

‫ذوو اإلرادة الصلبة واإلبداع‬

‫بيتهوفــــــن‬

‫اإلشراف والتحرير‬ ‫إسكندر لويس احلايك‬ ‫املديرة التنفيذية‬ ‫غـادة آغــا‬ ‫املديــر الفنـــــي‬ ‫وليد احللبي‬ ‫أسرة التحرير‬ ‫أنطوان جان يزبك‪ ،‬لؤي إسكندر‪ ،‬أديب‬ ‫العقيقي‪ ،‬كريستينا‬ ‫حرب‪ ،‬كاتيا جوهر‪،‬‬ ‫هدى اخلوري‪ ،‬نيڤني‬ ‫ميني‪.‬‬ ‫شدياق‪ ،‬كاتي ّ‬ ‫إستشارات عامة‬ ‫د‪ .‬فؤاد احلركة‪ ،‬أ‪.‬‬ ‫مارون احلايك‪،‬‬ ‫اإلدارة‬ ‫شركة آرت ماركـــــس ش‪.‬م‪.‬م‬

‫أوتوسـتراد بشارة اخلوري‪ ،‬برج بشارة‬ ‫اخلوري طـ‪ ٧‬بلوك ب‪ ،‬بيروت ‪ -‬لبنـان‬ ‫هاتف‪+٩٦١ ٠١ ٦٤٢٣٢٦ :‬‬ ‫خلَوي‪+٩٦١ ٧٠ ٩٧٩٨٦٢ :‬‬ ‫‪+٩٦١ ٧١ ١٢٧٧٧٠‬‬ ‫اإلعالنات‬ ‫بريد الكتروني‪lou-i@live.com :‬‬ ‫بريد الكتروني‪info@alsayeeh.com :‬‬ ‫موقع الكتروني‪www.alsayeeh.com :‬‬ ‫توزيع‬

‫شركة األوائل لتوزيع الصحف واملطبوعات‬

‫بيـروت‪ ،‬خنـدق الغميــق‪ ،‬شـــارع ســـعد‪،‬‬ ‫بنايــة فـــواز هاتف‪٠١/٦٦٦٣١٥ :‬‬

‫الفهـرس‬

‫العدد احلادي عشر ‪٢٠١٩‬‬

‫‪P4‬‬ ‫باالرادة الصلبة واالصرار‬ ‫والرؤية الســـليمة‬

‫‪P9‬‬

‫!‬

‫يقودون العامل‬

‫‪P32‬‬

‫من دبي الفن التشكيلي‬ ‫يحارب السـرطان‬

‫احلب❤‪...‬‬ ‫❤ما وراء‬ ‫ّ‬

‫الدكتور‬ ‫املعلم‬ ‫الباحث‬ ‫االنسان‬

‫الهنود‬

‫‪P8‬‬

‫‪P10‬‬

‫فيكتور الكك‬

‫‪P14‬‬

‫ألفريـد‬

‫األدب‬

‫‪P22‬‬

‫‪1‬‬

‫مرافعة عن اإلنسان‬

‫‪P24‬‬

‫‪Dr Five‬‬ ‫يف كوريااجلنوبيـة‬ ‫‪P50‬‬

‫وطن بال مواطنية‬

‫‪P52‬‬ ‫اإلشتراكات‬

‫داخل لبنان‪ $٥٠ :‬لألفراد • ‪ $٢٠٠‬للمؤسسات العامة واخلاصة‬

‫ثمن النسخة‬

‫لبـنـان ‪ ٥٠٠٠ -‬ل‪.‬ل‪ • .‬سـوريا ‪١٠٠ -‬ل‪.‬س‪ • .‬العـراق ‪ ٥٠٠٠ -‬دينار • السـعودية ‪١٢ -‬ريال • االمـارات ‪١٨ -‬درهم‬ ‫قطر ‪١٨ -‬ريال • الكويت ‪ -‬دينار وربع • األردن ‪٢ -‬دينار • ُعامن ‪١ -‬ريال • ليبيا ‪٢ -‬دينار • مرص ‪١٠ -‬جنيهات • الجزائر ‪٢٠٠ -‬دينار‬ ‫املغرب ‪٢٠ -‬درهم • تونس ‪٢ -‬دينار • البحرين ‪١ -‬دينار • لندن ‪ ٢ -‬جنيه‬

‫‪1‬‬


‫االفتتـاحيـة‬ ‫البيئةواالنقراض السادس‬ ‫االنقــراض الســادس‪ ،‬ومــا تعنيــه المؤلفــة اليزابــت كولبــرت فــي كتابهــا الــذي يحمــل‬ ‫هــذا العنــوان‪ ،‬يســجل انــذارا ذا خطــورة رهيبــة علــى مصيــر االرض ووجودها المرتبط‬ ‫بوجــود االنســان عليها‪.‬‬ ‫االنقــراض الســادس الــذي ِّ‬ ‫تبشــر بــه‪ ،‬ســيحدث بعــد خمــس كــوارث ســابقة ادت‬ ‫الــى انقــراض بعــض الكائنــات لكنهــا بتســميته التــي اعتبــرت "وضعهــا ضمــن الســياق‬ ‫االوســع لتاريــخ الحيــاة الــذي ليــس بالضــرورة ان يندرج حصرا ضمــن نظرية التماثل‬ ‫او نظريــة الكــوارث‪ ،‬بــل هــو هجيــن مــن االثنتيــن "تقــول ان مــا يكشــفه التاريــخ فــي‬ ‫تقلباتــه ‪ ،‬يظهــر ان الحيــاة مرنــة للغايــة‪ ،‬ولكــن ليــس الــى مــا ال نهايــة"‪...‬‬ ‫صحيــح‪ ،‬كمــا تقــول الكاتبــة‪ ،‬انــه خــال فتــرات طويلــة لــم تشــهد االرض احداثــا‬ ‫تذكــر والثــورات حدثــت فــي أحيــان نــادرة جــدا لكــن الثابــت هــو ان "االنقــراض‬ ‫الجماعــي يمكــن ان يكــون ســببه البشــر" كمــا وصفــه لهــا احــد العلمــاء‪.‬‬ ‫مــا يهمنــا فــي الكتــاب بشــكل خــاص‪ ،‬وفــي وطــن الفصــول‪ ،‬أن نعــرف بأننــا‪ ،‬فــي‬ ‫نهايــة المطــاف‪ ،‬ســوف ندمــر انفســنا بســبب مــا نقــوم بــه مــن "تغييــر فــي المشــهد‬ ‫البيئــي" ألن العقــل البشــري‪ ،‬باســتطاعته فــي آن واحــد ان يدمِّ ــر ِأبداعــه وان يبــدع‬ ‫فــي ابداعــه‪ ..‬وان االنســان بــرأي بــول ايرليــك‪ ،‬وعلــى الفتــة فــي قاعــة التنــوع‬ ‫البيولوجــي كلمــة مقتبســة مــن اقوالــه‪" :‬ان البشــر فــي دفعهــم االنــواع االخــرى نحــو‬ ‫االنقــراض هــم مشــغولون بقطــع فــرع الشــجرة الــذي يجثمــون عليــه"‪.‬‬ ‫االنســان العاقــل دون شــك تقــع علــى عاتقــه مســؤوليات جســيمة تجــاه بيئتــه كمــا‬ ‫يقــول عالــم االنتروبولوجيــا ريتشــارد ليكــي‪" :‬قــد ال يكــون هــذا االنســان عامــا‬ ‫مســببا لالنقــراض الســادس فحســب بــل قــد يعـرِّض نفســه ايضــا لخطــر يكــون هــو‬ ‫احــدى ضحايــاه"‪.‬‬ ‫* االنقراض السادس‬

‫اإلصدار األخري يف منشورات عامل املعرفة (الكويت)‬

‫تأليف اليزابيت كولربت‬ ‫ترجمة أحمد عبداهلل السماحي وفتح اهلل الشيخ‬

‫‪2‬‬

‫لويـس الحايـك‬


Branding Advertising Printing Mobile Apps Social Media Websites

Beshara El Khoury Blvd. Beshara El Khoury Tower 7th floor (B), Beirut, Lebanon


‫موسيقى‬ ‫املؤمتر العلمي السادس والدويل الرابع لكلية الرتبية النوع ّية – جامعة عني شمس‬ ‫اخلاصة يف ضوء مفهوم اجلودة‬ ‫النوعي وذوي اإلحتياجات‬ ‫مستقبل التعليم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ 24‬شباط ‪2019‬‬

‫األب الدكتور بديع احلاج‬

‫ذوو اإلرادة الصلبة واإلبداع‬

‫بيتهوفــــــن‬ ‫عام ملستشفى‬ ‫كان اختياري لهذا املوضوع نتيجة جتربتني خضتهما يف حياتي املهن ّية‪ ،‬االوىل كمدير ّ‬ ‫كمتخص يف العلوم‬ ‫باملعوقني حرك ًّيا وعالجهم ودجمهم يف اجملتمع‪ ،‬والتجربة الثانية‬ ‫يعنى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الفن العظيم كما يف اإلدارة كعميد لكلية موسيقى‪.‬‬ ‫املوسيق ّية وممارس لهذا‬

‫‪4‬‬


‫موسيقى‬

‫واملعوق‬ ‫اإلعاقة‬ ‫ّ‬ ‫حتديد الفلسفة‪ :‬كانــت أول فلســفة‬ ‫تتخذهــا الــدول العربيــة هــو تغييــر المصطلــح‪ ،‬مــن‬ ‫الشــخص المعــاق أو المعــوّق‪ ،‬إلــى الشــخص ذي‬ ‫االحتياجــات الخاصــة‪ .‬و فقــد اتخــذت دولــة اإلمــارات‬ ‫العربيــة المتحــدة مصطلحــا آخــر‪ ،‬إذ يطلــق علــى ذوي‬ ‫االحتياجــات الخاصــة إســم “أصحــاب الهمــم”‪ .‬ولبنــان‬ ‫غ ّيــر التســمية ّ‬ ‫مؤخ ـرًا وبــات يطلــق عليهــم “ذوي اإلرادة‬ ‫ّ‬ ‫التخطــي بنجــاح ّ‬ ‫يتطلــب اإلرادة والعــزم‬ ‫الصلبــة”‪ .‬نعــم‪،‬‬ ‫واإلصــرار‪.‬‬ ‫الواقع‪ :‬ال يــزال واقــع حقــوق األشــخاص‬ ‫ذوي االحتياجــات الخاصــة فــي العالــم العربــي بحاجــة‬ ‫إلــى المزيــد مــن التركيــز‪ ،‬مــن أجــل إدمــاج هــذه الشــريحة‬ ‫مــن المجتمــع‪ ،‬فــي األنتــاج واإلبــداع ومختلــف األنشــطة‬ ‫المجتمعيــة التــي يمكــن أن يســهموا فيهــا‪ .‬وعلــى رغــم‬ ‫وجــود جهــود فــي هــذا الجانــب فــي بعــض الــدول‬ ‫العربيــة‪ ،‬فــإن هنــاك الكثيــر مــن التقصيــر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫وضــع هــذ ِه ال ِفئــة للوهلــ ِة‬ ‫نظــرة علــى‬ ‫ألقيــت‬ ‫إذا‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫األصــوات تتعالــى‬ ‫األولــى‪ ،‬فــي بالدنــا العربيّــة‪ ،‬تــرى‬ ‫ـث عــن هــذ ِه الفئ ـ ِة وحقو ِقهــا‪ ،‬كمــا تجـ ُـد‬ ‫كثيـ ًـرا‪ ،‬للحديـ ِ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫دفاعــا عــن هــذ ِه الفئــة‪ .‬ولكــن‬ ‫عاليــة ُتختــر َُق‬ ‫ســقوفا‬ ‫فــي التطبيــق‪ ،‬يبقــى الكثيــر مــن العمــل ليصــل مســتوى‬ ‫التعاطــي مــع هــذه الشــريحة مــن المجتمــع الــى مســتوى‬ ‫اإلنســان الخالــي مــن اإلعاقــة‪.‬‬

‫ُ‬ ‫فترمقهــم‬ ‫ـرف غيــر مألــوف‪،‬‬ ‫أو لحرك ـ ٍة خاطئــة‪ ،‬أو بتصـ ٍ‬ ‫أنــت‪-‬ال شـ ً‬ ‫ـعوريا‪ -‬بنظــر ِة اســتغراب تمـ ُ‬ ‫ـزق مشــاعرهم‪،‬‬ ‫فكل ّمــا حاولــوا أن يعيشــوا طبيعييــن (بيــن مزدوجيــن)‪،‬‬ ‫تأتــي نظراتنــا لتهــدمَ كل محاوالتهــم‪ ،‬و ُت ّ‬ ‫حطــم إراد َتهــم‪..‬‬ ‫ومــن خــال خبرتــي وتجربتــي مــع المعوّقين‪ ،‬اســتنتجت‬ ‫بــأن علــى المع ـوّق نفســه أن يكافــح ويجاهــد ويعمــل‬ ‫علــى داخلــه ونفسـيّته وثقتــه بالنفــس‪ ،‬قبــل العمــل علــى‬ ‫ّ‬ ‫المؤهلــة والحقــوق المدن ّيــة والصح ّيــة وغيرهــا‬ ‫البيئــة‬ ‫مــن الحقــوق التــي يجــب علــى المجتمعــات أن تو ّفرهــا‬ ‫بشــكل تلقائــي ودون م ّنــة‪ .‬فالمعـوّق مســؤوليّة المجتمــع‬ ‫ّ‬ ‫ككل ‪.‬‬ ‫تقدمــت بقوله‪ ،‬أحببت أن ّ‬ ‫ولبرهــان مــا ّ‬ ‫أتكلم عن تجربة‬ ‫ّ‬ ‫التخطــي ومجــال الموســيقى بالتحديــد‪ ،‬عــن‬ ‫ناجحــة فــي‬ ‫إعاقــة تصيــب بشــكل مباشــر عالقــة اإلنســان بعالــم‬ ‫الموســيقى‪ ،‬أال وهــي ضعــف وفقــدان حاسّ ــة الســمع‪.‬‬ ‫هــذه التجربــة ولــو كانــت تبــدو بأ ّنهــا أصبحــت بعيــدة‬ ‫فــي ال ّزمــن ً‬ ‫نوعــا مــا‪ ،‬ولك ّنهــا مع ّبــرة ومفيــدة لعصرنــا‬ ‫هــذا‪ ،‬عصــر التقـ ّـدم التكنولوجــي والط ّبــي‪ .‬وهــذه التجربــة‬ ‫كانــت فــي زمــن لــم يكــن هنــاك مــن كهربــاء وال حاكــي‬ ‫كهربائــي وال مك ّبــر للصــوت وال تقن ّيــات المعلومات ّيــة وال‬ ‫علــم الروبوتيــك فــي الطــب‪ ،‬إلــخ‪ .‬وبالرغــم مــن ّ‬ ‫كل ذلــك‪،‬‬ ‫فهــي تجربــة ناجحــة‪ ،‬ناجحــة ّ‬ ‫ـخص المع ّنــي‬ ‫ألن الشـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫والتخطــي‪ .‬مــن هنــا‪ ،‬اإلتــكال‬ ‫كان مص ـرًّا علــى النجــاح‬ ‫علــى الــذات وتغييــر الداخــل واإلعتمــاد علــى المقـ ّـدرات‬ ‫الذات ّيــة واإليمــان بــاإلرادة الصلبــة هــو األســاس‪.‬‬

‫ً‬ ‫يوميا‪ ،‬في المستشفيات‪،‬‬ ‫تلك الفئة‪ ،‬التي تراها‬ ‫ـات الحكوميــة‪ ،‬وحتــى فــي الشــوارع‪ ،‬هــم بيتهوفن (‪ )1827-1770‬من اإلعاقة الى اإلبداع‬ ‫فــي المؤسسـ ِ‬ ‫َ‬ ‫يلفتونــك دا ِئ ً‬ ‫لعيــب خلقــي‪،‬‬ ‫بشــكل ال إرادي‪ ،‬إمــا‬ ‫مــا‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬

‫‪5‬‬


‫موسيقى‬ ‫مصــدر رزقــه الوحيــد‪ .‬يقــول بيتهوفــن فــي المرحلــة‬ ‫ّ‬ ‫والتخطــي‬ ‫اإلنتقاليــة مــا بيــن اليــأس والتحـ ّـدي واإلصــرار‬ ‫واإلرادة الصلبــة‪“ :‬يجــب علـ ّـي أن أعتــرف بأننــي أعيــش‬ ‫حيــاة بائســة منــذ ســنتين‪ ،‬منــذ أن ّ‬ ‫توقفــت عــن حضــور‬ ‫ّ‬ ‫أي وظائــف ومناســبات إجتماع ّيــة‪ ،‬فقــط ألننــي وجــدت‬ ‫أ ّنــه مــن المســتحيل أن أقــول للنــاس‪ :‬أنــا أصــمّ ‪ ،‬إذا كان‬ ‫ـدي ّ‬ ‫لـ ّ‬ ‫أي مهنــة أخــرى فأنــا قــادر علــى تح ّمــل افتقــادي‬ ‫لحاسّ ــة السّ ــمع‪ ،‬ولكــن فــي مهنتــي هــذه‪ ،‬فــذاك عائـ ٌـق‬ ‫فظيــع”‪.‬‬ ‫لودفيــج فــان بيتهوفــن‪ّ :‬‬ ‫مؤلــف موســيقي ألمانــي‪ ،‬ولــد‬ ‫فــي مدينــة بــون ســنة ‪ 1770‬وتوفـ ّـي ســنة ‪ .1827‬بــدأ يفقــد‬ ‫ســمعه فــي الثالثيــن مــن عمــره إال ّأن ذلــك لــم ّ‬ ‫يؤثــر على‬ ‫إنتاجــه الــذي ازداد فــي تلــك الفتــرة وتم ّيــز باإلبــداع‪.‬‬ ‫كان لــدى بيتهوفــن عســر خفيــف فــي القــراءة‪ ،‬ولكــن‬ ‫علــى حـ ّـد تعبيــره يقــول‪ّ :‬‬ ‫“إن الموســيقى أقــرب إلـ ّـي مــن‬ ‫الكلمــات”‪ ،‬فعندمــا صــار عمــره ‪ 10‬ســنوات انســحب مــن‬ ‫المدرســة لتفريــغ وقــت أكبــر مــن أجل دراســة الموســيقى‪.‬‬ ‫يُعتبــر بيتهوفــن مــن أعظــم المؤلفيــن الموســيقيين‬ ‫فــي فتــرة الموســيقى الكالســيكية ومــن أهــم عباقــرة‬ ‫الموســيقى فــي جميــع العصــور‪ .‬فقــد كان لــه فضــل‬ ‫كبيــر فــي تطويــر الموســيقى الكالســيكية‪ .‬أبــدع اعمـ ًـال‬ ‫خالــدة‪ ،‬فبعــض أهــم أعمالــه قــام بـــتأليفها فــي الســنوات‬ ‫العشــر األخيــرة مــن حياتــه علــى الرغــم مــن أنــه أمضــى‬ ‫أواخــر حياتــه فــي نضــال ضـ ّـد الصمــم‪.‬‬ ‫صمم بيتهوفن والتحوّل الكبير في شخصيّته‬ ‫مرحلة تق ّبل األمر الواقع والصراع الداخلي‬ ‫وحتدي اخلارج‬ ‫ّ‬

‫لــم يولــد بيتهوفــن أصمًّ ــا‪ ،‬ولكنــه أصيــب بالصمــم ً‬ ‫الحقــا‬ ‫ممــا جعلــه يتعلــم قبــل ذلــك‪ .‬أمــا عــن قدرته علــى تأليف‬ ‫األلحــان وهــو أصــم‪ ،‬فقــد كان يتبــع أسـ ً‬ ‫ـلوبا خاصـ ًـا‪.‬‬ ‫بــدأت إصابــة بيتهوفــن بصمــم بســيط عــام ‪ ،1802‬فبــدأ‬ ‫فــي االنســحاب مــن األوســاط الفنيــة تدريجيـ ًـا‪ ،‬وأمضــى‬ ‫حياتــه بــا زواج‪ .‬إال أنــه لــم يتوقــف عــن اإلنتــاج الفنــي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫اتجاهــا جديـ ًـدا‪ .‬ومــع ازدياد حالة‬ ‫ولكــن أعمالــه اتخــذت‬ ‫الصمــم التــي أصابتــه‪ ،‬امتنــع عــن العــزف فــي الحفــات‬ ‫العامــة‪ ،‬وابتعــد عــن الحيــاة االجتماعيــة واتجــه للوحــدة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وقلــت مؤلفاتــه‪ ،‬وأصبحــت أكثــر تعقيـ ً‬ ‫ـدا‪.‬‬ ‫النضال واإلرادة الصلبة والنجاح واإلبداع‬

‫وبالرغــم مــن اليــأس الــذي أصابــه فــي أوقــات عديــدة‪،‬‬ ‫وكاد يصــل بــه لالنتحــار‪ ،‬إال أنــه قــاوم ووجــه طاقتــه‬ ‫كلهــا لإلبــداع الفنــي‪ .‬حتــى أنــه قــال يومـ ًـا ‪”:‬يــا لشــدة‬ ‫ألمــي عندمــا يســمع أحــد بجانبــي صــوت نــاي ال أســتطيع‬ ‫أنــا ســماعه‪ ،‬أو يســمع آخــر غنــاء أحــد الرعــاة بينمــا أنــا ال‬ ‫أســمع شـ ً‬ ‫ـيئا‪ ،‬كل هــذا كاد يدفعنــي إلــى اليــأس‪ ،‬وكــدت‬ ‫أضــع ً‬ ‫حــدا لحياتــي اليائســة‪ ،‬إال أن الفــن وحــده هــو‬ ‫الــذي منعنــي مــن ذلــك” ‪.‬‬

‫بينمــا كان بيتهوفــن ُي ِعـ ُّـد أعمــاال عظيمــة وخالــدة‪ ،‬كان‬ ‫فــي الوقــت نفســه يكافــح سـرًّا ضـ ّـد حقيقــة مخيفــة‪ ،‬أال بأعجوبــة وتحـ ّـد وإصــرار وعلــى الرغــم مــن الصمــم واصــل‬ ‫وهــي حقيقــة أ ّنــه كان قــد بــدأ يعانــي مــن فقــدان ســمعه‪ ،‬بيتهوفــن التأليــف بخطــى قو ّيــة وكثيفــة مــن عــام ‪1803‬‬

‫‪6‬‬


‫الســيمفونية االخيــرة ونشــيد الفــرح‪:‬‬ ‫الســمفونية التاســعة هــي األخيــرة‬ ‫بيــن أعمالــه الســيمفونية‪ ،‬وهــي أوّل‬ ‫ســيمفونية يتــمّ اســتخدام األصــوات‬ ‫البشــرية فيهــا والتــي انتهــى تأليفهــا عــام ‪ّ ،1824‬إل أ ّنــه‬ ‫فــي الحقيقــة بــدأ بكتابتهــا قبــل ذلــك الوقــت بكثيــر‪.‬‬ ‫تــمّ العــرض األوّل للســيمفونية فــي اليــوم الســابع مــن‬ ‫أيــار‪ /‬مايــو ‪ 1824‬فــي فيينــا‪ .‬نجحــت الســيمفونية نجاحــا‬ ‫سـ ً‬ ‫ـاحقا وأثــارت ضجّ ــة كبيــرة انتشــرت عبرهــا فــي أوروبــا‬ ‫مباشــرة‪ .‬ولعـ ّـل أبــرز مــا نعرفــه عــن تلــك الليلــة هــي مــا‬ ‫قالتــه كاروليــن أونغــر (مغنيــة األلتــو المنفــردة فــي العرض‬ ‫االول)‪“ :‬عندمــا اســتدار بيتهوفــن نحــو النــاس وأدركــوا‬ ‫أ ّنــه لــم يكــن يســمع تصفيقهــم وتحيّاتهــم لــه‪ُ ،‬صعقــوا‬ ‫جميعً ــا وســرى بــركان هائــل مــن اإلحتــرام والتقديــر بيــن‬ ‫النــاس لــه”‪.‬‬

‫والمؤتمــرات العلم ّيــة‪ ،‬المحليّــة‬ ‫منهــا واإلقليم ّيــة والعالم ّيــة‪ ،‬تشـ ّـكل ً‬ ‫فرصــا ومناســبات‬ ‫أخصائ ّييــن ومهت ّميــن بشــأن مــا‪،‬‬ ‫وســاحات لتالقــي ّ‬ ‫فيدرســون ويمحّ صــون ويســتمعون ويحــاورون ليصلــوا‬ ‫الــى نتائــج علم ّيــة وعمل ّيــة وأدب ّيــة تســاهم فــي تط ـوّر‬ ‫العلــوم‪.‬‬ ‫ويشـ ّـكل هــذا المؤتمــر العلمـ ّـي المم ّيــز حــول “مســتقبل‬ ‫الخاصــة فــي ضــوء‬ ‫التعليــم النوعـ ّـي وذوي اإلحتياجــات‬ ‫ّ‬ ‫مفهــوم الجــودة” الــذي قامــت بتنظيمــه والتحضيــر لــه‬ ‫ـان والدعــوة إليــه كليــة التربيــة النوع ّيــة – جامعــة‬ ‫بــكل تفـ ٍ‬ ‫عيــن شــمس‪ ،‬هــو حلقــة مه ّمــة جـ ًّـدا فــي محــور بحــث‬ ‫ـاني فــي آن‪ .‬كمــا ويســاهم‬ ‫يطــال البعــد العلمـ ّـي واإلنسـ ّ‬ ‫فــي أن يكــون اإلنســان يســعى لخيــر ليــس لنفســه بــل‬ ‫خامتة‬ ‫آلخريــن لــم يختــاروا ولــم يشــاءوا بإرادتهــم بــأن يكونــوا‬ ‫الخاصــة‪.‬‬ ‫وجــد ذوو اإلحتياجــات الخاصــة أنفســهم أمــام إعاقــات مــن ذوي اإلحتياجــات‬ ‫ّ‬ ‫لــم يكــن لديهــم فيهــا خيــار‪ ،‬ولكــنّ بينهــم الكثيريــن‬ ‫ممــن اختــاروا تجاوزهــا كاســرين تلــك الســلبيّة الداخليــة‪ ،‬فشــكرًا لكــم علــى هــذه الدعــوة الكريمــة وأســمحوا لــي‬ ‫ـص بالشــكر حضــرة عميــدة كل ّيــة التربيــة النوع ّيــة‬ ‫مســتكملين بذلــك مشــوار حياتهــم ومح ّققيــن نجاحــات بــأن أخـ ّ‬ ‫فــي حياتهــم اإلجتماعيــة والمهنيّــة‪ ،‬بــل ومنهــم مــن األســتاذة الدكتــورة أمانــي حنفــي‪ ،‬أعطــاك اهلل الصحّ ــة‬ ‫والعــون وأتم ّنــى لكــم ولمؤتمركــم النجــاح‪ ،‬ولكليّتكــم‬ ‫وصــل إلــى العالميــة‪.‬‬ ‫وللجامعــة اإلزدهــار والتف ـوّق العلمـ ّـي المطلــوب مــن‬ ‫ّ‬ ‫وللتربيــة عبــر المعاهــد والجامعــات دور أساسـ ّـي وجوهري كل كل ّيــة وجامعــة تســعى الــى الجــودة ونوع ّيــة التعليــم‬ ‫لتمكيــن اإلنســان مــن إبــراز مهاراتــه وتطويرهــا‪ .‬الممتــازة‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫موسيقى‬

‫الــى عــام ‪ 1813‬هــذه الفتــرة التي عُ رفت‬ ‫بالفتــرة البطول ّيــة‪ ،‬فقــد ّألــف فــي تلــك‬ ‫ّ‬ ‫ســت ســمفونيات وخمــس‬ ‫الفتــرة‬ ‫ّ‬ ‫وســت ســوناتات‬ ‫رباعيــات وتريّــة‬ ‫وتر ّيــة‪ ،‬ســبع ســوناتات للبيانــو‪ ،‬أربــع‬ ‫افتتاحيّــات و‪ 27‬أغنيــة وأوبــرا‪.‬‬

‫والموســيقى مــن المجــاالت التــي‬ ‫ً‬ ‫مزدوجــا فــي مجــال ذوي‬ ‫تلعــب دورًا‬ ‫اإلحتياجــات الخاصــة‪ :‬فهــي مــن‬ ‫جهــة وســيلة تعليــم وتســهيل تعليــم‪،‬‬ ‫ومــن جهــة أخــرى هــي لبعــض ذوي‬ ‫الخاصــة فــنّ وفرصــة‬ ‫اإلحتياجــات‬ ‫ّ‬ ‫إبــداع وتحـ ّـد وإصــرار وإرادة‪ ،‬يمكنهــم‬ ‫مــن خاللهــا وبهــا الوصــول الــى أعلــى‬ ‫مراتــب الفــنّ واإلبــداع‪.‬‬


‫موسيقى‬

‫ـيرفلألفريـد‬ ‫ـاي منـ ُـذ ّ‬ ‫َعر َ​َفتـ ُـه ُأذنـ َ‬ ‫الطفول ـ ِة‪ ،‬فــي أواخــر الخمســين مــن‬ ‫ـبي ذي الوج ِه‬ ‫القــرن الماضــي‪ ،‬عبـ َر "الرّاديــو"‬ ‫الكبير الخشـ ّ‬ ‫ِ‬ ‫القماشـ ِّـي (فــي البيــت الوالـ ّ‬ ‫ـدي)‪ُ ،‬ثــمّ عبــر "ال ّترانزيســتور"‬ ‫َطـ َ‬ ‫ـوال "السّ ـ ّتينات"‪ ،‬و"الكاســيت" َ‬ ‫بعدهــا‪.‬‬ ‫كان صو ًتــا جميـ ًـا ً‬ ‫رقيقــا حنو ًنــا‪َ ،‬تجـ ُ‬ ‫ـرح حز َنــه ال ِقيامـ َّـي‬ ‫ناعمــة ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫مؤث ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ينســاب فــي أحاسيســي‬ ‫ــرة‪،‬‬ ‫خفيفــة‬ ‫بحّ ٌــة‬ ‫تي‬ ‫وأعصابــي وعروقــي كنبيـ ٍـذ أحمـ َر مُ ع َّتـ ٍـق لــم يَمـ َّ‬ ‫ـس شـ َـف َّ‬ ‫ذان بمذا ِق ـ ِه ّإل بعـ َـد المراهقــة‪.‬‬ ‫َتتلـ ّـذ ِ‬ ‫هــو فريــد األطــرش مُ طـ ِـر ٌب أميــر ٌ ‪" ،‬موســيقا ٌر "‬ ‫مُ ِّلح ٌــن ّ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ناجــح‪.‬‬ ‫فريــد‪ ،‬ومُ مَ ِّث ٌــل‬ ‫عــازف عــو ٍد‬ ‫خــا ٌق‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ـرب مــن سـ ّتين سـ ً‬ ‫ـنة يسـ ُ‬ ‫منــذ مــا يقـ ُ‬ ‫ـكن ســنواتي‪ ،‬ويُقيــمُ‬ ‫فــي ذاكرتــي‪ ،‬وأســتمتعُ بأغانيــه الرّومانســيّة العاطفيّــ ِة‬ ‫ـات‪ ،‬العابــر ِة ال ّزمــن‪.‬‬ ‫الرّاقيـ ِة كالمً ــا والرّائعـ ِة ألحا ًنــا ونغمـ ٍ‬ ‫فريــد األطــرش أحـ ُـد عمالقـ ِة "الفـ ِّـن األصيــل" فــي "ال ّزمــن‬ ‫الجميــل"‪ ،‬ال ّن َ‬ ‫ً‬ ‫ادريــن‪َ :‬ف َ‬ ‫جديــدا فــي األغنيــة‬ ‫تــح لو ًنــا‬ ‫ـت القيامـ ُ‬ ‫ـات‪ ،‬وق َتهــا‪ ،‬فــي البدايــات‪ ،‬ثــمّ‬ ‫العرب ّيــة؛ قامـ ِ‬ ‫صفـ ُـق لــه و َت ّ‬ ‫انقل َبــت ُت ِّ‬ ‫َ‬ ‫تأثــر بــه و ُت ِّقلـ ُـده‪ ،‬فأصبـ َـح مدرسـ ًـة‬ ‫غايـ ً‬ ‫ـرة َ‬ ‫خاص ـ ٍة فــي الموســيقى واأللحــان‪.‬‬ ‫ذات عالم ـ ٍة ّ‬ ‫مُ ِ‬ ‫َ‬ ‫بالكثيــر مــن‬ ‫الغربــي‬ ‫القليــل مــن‬ ‫مَ ــ َز َج فــي ألحا ِنــه‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ــرقي‪ ،‬ف َتميَّــ َز ِا ً‬ ‫أصيــا مُ َج ِّــددً ا‪.‬‬ ‫بداعــا‬ ‫الش ِّ‬ ‫ـرق ِّكلــه؛ فـ َ‬ ‫وهــو عـ ُ‬ ‫ـازف العــو ِد األو ُّل فــي ّ‬ ‫ـاق مُ ِّعلمَ ــه‬ ‫الشـ ِ‬ ‫ولــم يُجـ ِـاره أحـ ٌـد ممَّ ــن "جايلــوه"‪ ،‬و ِممَّ ــن جــاءوا بعـ َـده‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫العــازف الفريــد‪ ،‬أو أراهُ‬ ‫أتســاءل وأنــا أســتمعُ ِالــى هــذا‬ ‫ِ‬ ‫يَنقــ ُر عُ ــودَ ه وهــو يَحض ُنــه َبش َــغ ٍف اح ِت َ‬ ‫العاشــق‬ ‫ضــان‬ ‫ِ‬ ‫عشــيق َته‪ :‬أ ِمــن لحـ ٍـم ودَ ٍم هــذه ّالتــي "تنق ـ ُر األوتــارَ"‪ ،‬أم‬ ‫هــي أنامـ ُـل مــن طين ـ ٍة ِســحر ّي ٍة غريب ـ ٍة عجيب ـ ٍة؟‬ ‫َنعَ ــمْ ! َعــ ّوادٌ‬ ‫ســاح ٌر ســاحر هــو ‪ .‬كــم حاولــوا‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫تقليــده‪ ،‬ويحاولــون‪ ،‬فــي "تقاســي ِمه" ومعزوفا ِتــه ّالتــي‬ ‫نشـ َ‬ ‫ـدين َترقـ ُ‬ ‫ـص‬ ‫ِاذا َســمع َتها فكأ ّنــك بيـ َـن جوقـ ٍة مــن المُ ِ‬ ‫صاحبـ ِه عالقـ ٌـة‬ ‫علــى أوتــار العُ ــو ِد ّالــذي قامَ ــت بي َنــه وبيـ َـن‬ ‫ِ‬

‫‪8‬‬

‫فريـــــد األطــــــرش‬

‫حميمـ ٌـة وصداقــة عميقــة َ‬ ‫ـون!‬ ‫وجمعَ همــا عشـ ٌـق ح ّتــى الجنـ ِ‬ ‫ـت "الفريـ ُـد"! ســاف َر جسـ ُـدهُ ‪َ ،‬‬ ‫فحسْ ـ ُـب‪ ،‬فــي‬ ‫لــم يَمُ ـ ِ‬ ‫عــام ‪( ١٩٧٤‬وهــو فــي الرّابع ـ ِة والسّ ـ ّتين)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫هــو فــي ذاكرتــي‪ ،‬وفــي أغانيـ ِه ّالتــي ّكلما َســمع ُتها شـ ُ‬ ‫ـربت‪،‬‬ ‫بــت َ ُ‬ ‫َط ِر ُ‬ ‫ـال؛‬ ‫ـام واألجيـ ِ‬ ‫وسـ ِـكرت! وهــو فــي ذاكــر ِة األ ّيـ ِ‬ ‫علــى ّ‬ ‫ـات و "األشــرطة‬ ‫الشاشــات بأفال ِمــه‪ ،‬فــي ا ِالذاعـ ِ‬ ‫ُ‬ ‫الشـ َ‬ ‫والســيديهات" بأغاني ـ ِه ّالتــي َتمــأ ّ‬ ‫ـرق َتســتم ِتعُ بهــا‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫اال ُ‬ ‫ذان والقلــوب وال ّنفـ ُ‬ ‫ـوس واألذواق‪َ ،‬ســواءٌ أكانــت‬ ‫ـوات ّالذيـ َـن َ"لحّ ـ َـن" لهــم‪ ...‬وبعـ ُ‬ ‫ـض‬ ‫بصو ِتــه أم بأصـ ِ‬ ‫ألحا ِنــه أصبـ َـح فــي "األرشــيف" العال ِمـ ِّـي‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ـب‬ ‫يــا فريــد األطــرش الفريــد‪ ،‬اسْ ــمُ ك أعظــمُ لقـ ٍ‬ ‫دت َ‬ ‫ألقابــك يســمو و ُيضــيءُ ‪ ،‬قــد ِز َ‬ ‫وأفــدت وأغ َنيـ َـت‬ ‫مــن ِ‬ ‫تـ ِـار ًكا بصمـ ًـة عميقـ ًـة مُ شــرقة ِابداع ّيـ ًـة فــي جبيـ ِـن ال ّتاريـ ِـخ‬ ‫والحضــارة ا ِالنســانيّة‪ ،‬فأنـ َـت فــي ُخلودَ يـ ِـن‪ :‬هنــا‪ ،‬وخلـ َـف‬ ‫أطــراف الوجــود‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ما أعظمَ هما !‬ ‫ُطوبــى لـ َـك ولـ ِّ‬ ‫ـكل مَ ــن مَ لـ َـك هذيـ ِـن المجديـ ِـن‪ :‬األرضـ َّـي‬ ‫الصغي ـ َر ‪ ،‬واألبـ َّ‬ ‫ـدي الكبيــر ‪.‬‬ ‫ّ‬

‫الشاعر رميون شبلي‬


‫باالرادة الصلبة واالصرار والرؤية الســـليمة‬ ‫بــاالرادة الصلبــة واالصــرار والرؤيــة الســليمة‪ ،‬ومنــذ فــوزه‬ ‫باالنتخــاب عــام ‪1992‬‬ ‫بــدأ رئيــس بلديــة عاليــه االســتاذ وجــدي مــراد‪ ،‬بعمــل‬ ‫دؤوب وجهــد متواصــل‪ ،‬بوضــع اســتراتيجية متكاملــة‬ ‫نالــت االعجــاب بســبب التعــاون مــا بيــن المجلــس‬ ‫البلــدي بادارتــه المحليــة وبيــن مؤسســات المجتمــع‬ ‫االهلــي الن هــذا التعــاون كان ســر النجــاح الذي تكللت‬ ‫بــه مســيرة االنمــاء المتكامــل فــي عــروس المصايــف‪.‬‬ ‫وجــدي مــراد االنســان المتواضــع وصاحــب الخلــق‬ ‫الكريــم ال يدعــي تبجحــا فــي مســيرة التنميــة التــي‬ ‫تحققــت علــى يــده ويــد معاونيــه بــل يعتبــر مــا تحقــق‬ ‫حتــى اليــوم انمــا هــو امانــة وطــن تعمــر باالحــام‬

‫الكبيــرة ‪ .‬فمدينــة االمجــاد التــي دمرتهــا الحــرب عــادت‬ ‫بالمســيرة المباركــة لتنهــض مــن جديــد كمدينــة للفــن‬ ‫والجمــال والثقافــة‪.‬‬ ‫رئيــس بلديتهــا وجــدي مــراد كان الحاضــن لمهرجاناتهــا‬ ‫فمــن ســمبوزيوم النحــت الــذي اقيــم صيــف ‪ 2001‬الــذي‬ ‫صنفتــه االونيســكو كأهــم حــدث ثقافــي فــي العالــم الــى‬ ‫ســمبوزيوم ‪ 2002‬الــى المعــرض الكبيــر الشــامل للفنــون‬ ‫هــذا العــام الــى انجــازات كانــت وراء ترشــيح عاليــه‬ ‫لتكــون مدينــة الســام‪،‬‬ ‫كل هــذا والحلــم الكبيــر الــذي يــراود الرئيــس وجــدي‬ ‫مــراد واعضــاء بلديتــه ال يتوقــف عنــد حــد ‪ ،‬والمســيرة‬ ‫لــن تتوقــف‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫من دبي الفن التشكيلي‬ ‫يحارب الســـــــــــــــرطان‬ ‫برعاية وحضور الشيخ سهيل مكتوم بن جمعة آل مكتوم‪ ،‬ودعم‬ ‫هيئة الهالل األحمر اإلماراتي‪ ،‬انطلقت مبادرة ‪Survivors‬‬ ‫المعرض الفني التشكيلي العالمي االول لدعم مرضى السرطان‬ ‫على مدى يومين في فندق غراند ميلنيوم في منطقة الخليج‬ ‫التجاري بدبي‪.‬‬ ‫وقد ابدى الشيخ سهيل إعجابه الشديد بأعمال الفنانين‬ ‫المشاركين الذين بلغ عددهم ‪ً 37‬‬ ‫فنانا من دول الشرق األوسط‬ ‫وشمال افريقيا‪ ،‬باإلضافة إلى فنانين من الهند‪ ،‬لندن وأوروبا‪.‬‬ ‫حيث تميزت لوحاتهم التي بلغ عددها ‪ 70‬لوحة باإليجابية‬ ‫وقوة المرأة واالنتصار على المرض‪ ،‬باإلضافة إلى البعد اإلنساني‬ ‫في كل عمل فني‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫املعرض الفني التشكيلي العاملي األول لدعم مرضى الســـــرطان يف اإلمارات العربية املتحدة‬

‫من جهته‪ّ ،‬أكد السيد محمد عبداهلل الزرعوني مدير‬ ‫هيئة الهالل األحمر اإلماراتي‪ ،‬فرع دبي على أهمية‬ ‫دعم مرضى السرطان من خالل الكثير من البرامج‬ ‫ً‬ ‫مشيرا إلى أن هذه المبادرات‬ ‫االجتماعية والتوعوية‪،‬‬ ‫تساهم في نشر ثقافة الوعي لمحاربة مثل هذا المرض‬ ‫الخطير‪.‬‬ ‫وأضاف الزرعوني بأن هيئة الهالل األحمر اإلماراتي‬ ‫تقوم بعالج الكثير من مرضى السرطان في العديد من‬ ‫الدول‪ ،‬كما انها بصدد افتتاح العديد من المستشفيات‬

‫والمراكز الصحية بأحدث التقنيات واألجهزة الطبية‪.‬‬ ‫وخالل المبادرة‪ّ ،‬‬ ‫أطل كل من النجم المغربي حاتم عمور‬ ‫والفنانة ناديا المنصوري اللذان قاما بدعم المبادرة على‬

‫طريقتهما ليقدما أبرز أغنياتهما الشهيرة‪ .‬وقد حضر هذه‬ ‫المبادراة ً‬ ‫أيضا التي تميزت بالتنظيم الرائع العديد من‬ ‫كبار الشخصيات االجتماعية‪ ،‬أبرزهم الشيخة هند بنت‬ ‫محمد آل طحنون‪ ،‬باإلضافة إلى الفنانين مها المصري‪،‬‬ ‫ديمة الجندي‪ ،‬جيني أسبر‪ ،‬شموخ‪ ،‬هند ونيفين ماضي‪.‬‬ ‫كما حضر عدد من الشخصيات اإلعالمية ومصممي‬ ‫االزياء كالمصممة سحر المدني والمصمم وليد عطااهلل‪.‬‬ ‫‪‎‬وقد حصل الفنانون المشاركون في ختام مبادرة‬ ‫‪ Survivors‬على شهادات تكريمية لمساهمتم‬ ‫ومشاركتهما بلوحاتهم الفنية في هذه الفعالية التي‬ ‫كل من مايا بركات والتشكيلية غادة آغا‬ ‫ابتكر فكرتها ٍ‬ ‫والتشكيلية لمياء منهل وبالتعاون مع الهالل األحمر‬ ‫اإلماراتي وتعتبر المبادرة االولى التي يساهم فيها‬ ‫معرض فني للرسم التشكيلي بدعم مرضى السرطان‪.‬‬ ‫غادة آغا‬ ‫‪11‬‬


‫أضواء‬

‫كارول ســماحه‬ ‫هذه الســاحرة‬

‫ً‬ ‫قليـــا‬ ‫كلمتهـــا‬ ‫ً‬ ‫طويـــا‬ ‫وتأملتهـــا‬ ‫ً‬ ‫كثيـــرا‪،‬‬ ‫فعرفتهـــا‬ ‫هذه الهبـــة الثمينه‬ ‫انعـــم اهلل بهـــا علـــى‬ ‫لبنان فاســـتحقها واستحقته‪ ،‬شـــخصيتها نادرة‪ ،‬تميزها‬ ‫صفـــات قلما توافـــرت في صبيّة‪ ،‬مهذبـــة حتى الوداعة‪،‬‬ ‫لطيفـــة كإنها ازهـــار الربيـــع‪ ،‬رقيقة كالنســـائم في ليالي‬ ‫الصيـــف المقمـــرة‪ ،‬جذابة تفـــرض احترامهـــا ومحبتها‪،‬‬ ‫حيويـــة كأن الدنيـــا تضيـــق بهـــا‪ ،‬تختـــزن طاقـــة كبيرة‬ ‫تظهـــر في مشـــيتها وحركاتهـــا‪ ،‬اذا غ ّنت اســـكرت‪ ،‬واذا‬ ‫م ّث َلـــت َ‬ ‫اذهلـــت‪ ،‬ألنهـــا ال تم ّثـــل‪ ،‬تتلبس شـــخصية من‬ ‫تمثـــل فتعيـــش دورها‪ ،‬يغيـــب التكلف والتصنـــع‪ ،‬فاذا‬ ‫ً‬ ‫جـــدا‪ ،‬هـــذا االبـــداع فـــي عملهـــا‪ ،‬أراه‬ ‫المشـــهد طبيعـــي‬ ‫نتيجـــة وجـــع كبيـــر يمـــأ ذاتها ومخـــزون مـــن المعرفة‬ ‫يناســـب واقع الحـــال‪ ،‬فيتفجر آيات فـــي منتهى الروعة‬ ‫والجمـــال‪ ،‬مطلـــع الزنبـــق مطلعهـــا تزينه عينـــان يحتار‬ ‫النظـــر الى كيانهـــا ّ‬ ‫كأن روائـــع هذا الكـــون موجودة في‬ ‫داخلهـــا فـــي قلبهـــا الكبير‪ ،‬فـــا تحدق اليهـــا في ظلمه‬ ‫دعائـــي ان تراه ــا عي ــن الرب لتظ ــل على قمـ ـ ِة العطاء‬ ‫الوجـــود‪ ،‬النهـــا تراها فـــي نـــور وجدانها أجمـــل وأبهى‪،‬‬ ‫واإلبـــداع ف ُتف ــرح ونفرح به ــذا الجم ــال الالمتناهي‪.‬‬ ‫وابتســـامة ّقلمـــا ترى مثل حالوتها على ثغـــر امرأة‪ ،‬نبرة‬ ‫كالمهـــا نـــدي كصـــوت الحساســـين ورنين األوتـــار فيها هكذا أقرأ وأفهم هذه الساحرة كارول‪.‬‬ ‫عذوبـــة وسوســـنة‪.‬‬ ‫أديب العقيقي‬ ‫إن مش ــاعر عنيف ــه‬ ‫وراء‬ ‫تختبـــئ‬ ‫ضلوعه ــا‪ ،‬تبع ــث‬ ‫به ــا غن ــاءً وتمثي ـ ًـا‬ ‫ورقصــ ًـا فترض ــي‬ ‫نفســـها وتزرع الحبور والس ــرور في س ــامعها ومشاهديها‪،‬‬ ‫أعتقـــد ان وراء ه ــذا العط ــاء الجمي ــل روح قلق ــة معزبة‬ ‫تبحـــث عن س ــعادتها في ف ــرح الحياة وتبتع ــد جاهدة‬ ‫عـــن األلـــم‪ .‬تس ــتقبل الدنيا باإلبتس ــامة والس ــرور‪ ،‬هذا‬ ‫اإلســـتغراق ف ــي البح ــث ع ــن الف ــرح يجعلن ــي الم ــس‬ ‫مقـــدار ماتح ــس ب ــه م ــن أل ـ ٍـم عمي ــق ووج ــع دفي ــق‪.‬‬

‫‪12‬‬


13


‫حتت الضوء‬

‫فيكتور الكك‬ ‫ الدكتور‪ -‬املعلم ‪ -‬الباحث ‪ -‬االنســـــــان‬ ‫عرفــت الدكتــور فيكتــور الــكك علــى مقاعــد الدراســة‬ ‫فــي مدرســة الحكمــة العامــرة‪ ،‬فــكان الطالــب الهــادىء‬ ‫ً‬ ‫محبوبــا مــن ادارة‬ ‫المجتهــد والمتفــوق فــي دروســه‬ ‫المدرســة‪.‬‬

‫كان خيــار الدكتــور فيكتــور الــكك الذهــاب الــى ايــران‬ ‫ً‬ ‫فريــدا مــن نوعــه وهنــاك نــال شــهادة الدكتــوره فــي‬ ‫االدب الفارســي‪ ،‬ولمــا عــاد الــى لبنــان مــارس مهنــة‬ ‫التعليــم فــي كثيــر مــن الثانويــات والجامعــة اللبنانيــة‪.‬‬

‫كان فــي مدرســة الحكمــة نــدوة ثقافيــة‪ ،‬تعقــد كل‬ ‫يــوم خميــس بعــد الظهــر ‪ ،‬وكان لهــا هيئــة اداريــة مــن‬ ‫التالمــذه‪ ،‬كل مــن يرغــب فــي القــاء مقــال او بحــث‬ ‫او قصائــد يقدمهــا الــى الهيئــة االداريــة‪ ،‬اذا وافقــت‬ ‫عليهــا يمكــن للطالــب ان يلقيهــا‪ ،‬ويحــق للحاضريــن‬ ‫مــن الطــاب ان يناقشــها‪ .‬كان الدكتــور فيكتــور الــكك‬ ‫ً‬ ‫موضوعــا‬ ‫يلقــي كلمــة مكتوبــة تعالــج‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فلســفيا‪ ،‬كانــت‬ ‫ســعريا او‬ ‫ادبيــا أو‬ ‫كلمتــه تقابــل بالتصفيــق والقبــول‬ ‫دون مناقشــة تذكــر‪ .‬كان فــي لبنــان‬ ‫زمــن دراســتنا جامعتــان الجامعــة‬ ‫اليســوعية والجامعــة االميركيــة‬ ‫والشــهادات الجامعيــة التــي كانــت‬ ‫تعطيهــا هاتيــن الجامعتيــن‪:‬‬ ‫الطب‪،‬الهندســة‪ ،‬الحقــوق‪ ،‬الصيدلــه‬ ‫واإلجــازة فــي االدب أو العلــوم‪،‬‬ ‫والمعهــد الشــرقي فــي الجامعــة‬ ‫اليســوعية كان يعطــي ماجيســتير‪،‬‬ ‫الطالــب الــذي يريــد ان يحصــل‬ ‫علــى شــهادة الدكتــورة فــي جميــع المجــات ان عليــه‬ ‫كان يذهــب الــى الخــارج‪ ،‬غالبيــة الطــاب يذهبــون إلــى‬ ‫فرنســا ثــم بلجيــكا‪ ،‬ايطاليــا‪ ،‬اســبانيا‪ ،‬انكلتــرا‪ ،‬الواليــات‬ ‫المتحــدة‪.‬‬

‫كنــت التقيــه كثيـ ًـرا‪ ،‬فــي لقــاءات ادبيــة ومحاضــرات‬ ‫واحيانـ ًـا ازوره فــي منزلــه‪ ،‬كنــا نتحــاور ونناقــش مواضيــع‬ ‫مختلفــة ادبيــة وتاريخيــة‪ ،‬كان بروحــه الطيبــة واخالقــه‬ ‫العاليــة يصغــي الــي ويقبــل كالمــي ولــو ان احيانـ ًـا‬ ‫مخالفـ ًـا لرأيــه‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫ً‬ ‫معجبا ً‬ ‫كثيرا بالفردوسي؛ صاحب ملحمة الشاهناما‬ ‫كان‬ ‫ذات الســتين الــف بيــت واســتغرقت‬ ‫كتابتهــا ثالثيــن ســنة‪ ،‬تحكــي‬ ‫اخبــار ملــوك فــارس أشــهرهم‪:‬‬ ‫رســتم‪ ،‬وهــي اطــول ملحمــة شــعرية‬ ‫عالميــة تبــارى شــعراء كثيــرون‬ ‫فــي تقليدهــا‪ ،‬بالفارســية وغيرهــا‬ ‫وترجمــت الــى لغــات عديــدة‪.‬‬ ‫كان ايضـ ًـا مغرمـ ًـا بعمــر الخيــام‬ ‫ويــروي لــي مــن رباعياتــه‪ ،‬بالفارســية‪،‬‬ ‫ثــم بالعربيــة ويعتبــر شــعرها غايــة فــي‬ ‫الجمــال الشــعري‪.‬‬ ‫كان يحدثنــي عــن المهاباهرتــا ملحمــة الهنــدوس‬ ‫القوميــة باللغــة السنســكريتية والمكونــة مــن مئــة الــف‬ ‫بيــت‪ ،‬كتبــت فــي القــرن الســادس قبــل الميــاد‪.‬‬


‫ً‬ ‫ً‬ ‫كثيــرا بالكوميديــا االلهيــة للشــاعر‬ ‫معجبــا‬ ‫وكان الدكتــور فيكتــور الــكك‬ ‫االيطالــي دانتــه واعظــم شــعرائها ورائعــة االدب العالمــي‪.‬‬ ‫ّركــز الدكتــور فكتــور الــكك علــى ترجمــة الشــعر الفارســي الــى العربيــة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كثيــرا فــي هــذا‬ ‫شــعرا ونجــح‬ ‫شــعرا والشــعر العربــي الــى الفارســية‬ ‫المجــال‪ ،‬صــدف مـ ً‬ ‫ـرة ان دعينــا نحــن‪ ،‬حلقــة الحــوار الثقافــي‪ ،‬الــى لقــاء‬ ‫فــي المركــز الثقافــي االيرانــي‪ ،‬وتطرقــت فــي حديثــي مــع المســؤول‬ ‫عــن المركــز الــى الدكتــور فكتــور الــكك‪ ،‬فــكان معجبـ ًـا بــه جـ ً‬ ‫ـدا وتربطــه‬ ‫بــه معرفــة وثيقــة‪ ،‬وممــا قالــه لــي‪ :‬ان الدكتــور فكتــور الــكك‬ ‫يتقــن الفارســية ويتكلمهــا احســن م ّنــا‪.‬‬ ‫تعــرض الدكتــور فيكتــور الــكك لحــادث انــزالق‬ ‫نتــج عنــه كســر فــي رجلــه أقعــده مــدة ثــم عــاد‬ ‫ً‬ ‫حامــا العــكازه وبقــي فتــرة‬ ‫وزاول نشــاطه‬ ‫علــى هــذه الحالــة‪ ،‬وذات يــوم فوجئــت‬ ‫بنبــأ وفاتــه‪ ،‬فلــم أصــدق الكلمــات التــي‬ ‫وقعــت علــى مســمعي واصابنــي شــيء‬ ‫مــن الذهــول‪ ،‬مــاذا اســمع! هــل الخبــر‬ ‫صحيــح! وخطــر ببالــي قــول المتنبــي‪،‬‬ ‫طــوى الجزيــره حتــى جائنــي خبــر فزعــت‬ ‫فيــه بآمالــي الــى الكــذب‪ ،‬حتــى اذا لــم يــرع‬ ‫لــي صدقــه ً‬ ‫يــدا شــرقت بالدمــع حتــى كاد‬ ‫الســنة والبرد في‬ ‫يتــوق لــي تعثــرت بــه فــي االفــواه ِ‬ ‫الطــرق واالقــام فــي الكتــب هــل مــن شــيم الرجــال ان‬ ‫يبكــي ؟ نعــم عندمــا يفــر الدمــع منهمـ ًـرا علــى الرجــال‬ ‫فــا يبقــى شــيئ يضحــى بــه اسـ ً‬ ‫ـفا علــى الكبــار ‪.‬‬ ‫الدكتــور فيكتــور الــكك كبيــر مــن كبــار المعلميــن واالدباء‬ ‫ورجــال الفكــر ســيبقى ذكــره مخلـ ً‬ ‫ـدا فــي االدب العربــي‬ ‫واالدب الفارســي‪.‬‬

‫الكوميسور أديب العقيقي‬ ‫‪15‬‬

‫حتت الضوء‬

‫كذلــك اليــاذة هوميــروس‪ ،‬التــي تحكــي حــرب طــرواده وتعتبرهــا مــن اروع الشــعر العالمــي وقــد ترجمهــا الــى العربيــة‬ ‫االديــب الكبيــر ســليمان البســتاني مــع مقدمــة فــي نقــد الشــعر‪.‬‬


‫قصيدة‬

‫إىل روح ُمع ِّلمي‬ ‫الربوفسور فكتور الكك‬

‫َأل ِف ْكــ ُر َأ ْشــر َ​َق ِم ــنْ َع ْي َن ْي ـ َـك فـ ــي الـ ـ ُـح ُل ِم‬ ‫الش ـ َـقا‪ ،‬وَ َّ‬ ‫َخ َّل ْف ـ َـت دَ ا َر َّ‬ ‫الشـ ـو ُْق َخـ ــمَّ َشنا‪،‬‬ ‫ـات مُ َخ َّل ـ َـد ًة‬ ‫ُت ِش ــعُّ‬ ‫ِعلمً ــا وَ آي ـ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫َق ــدْ ُح ْك ـ ُـت ِم ــنْ وَ َج ِع ــي ِش ــعْ رًا أر َِّنـ ـ ُـح ُه‬ ‫َع َّلمْ َت ِنـ ــي الـ ـ َـحر َْف‪ِ ،‬إ ْشـ ـر ًَاقا وَ ُنـ ـ ْو َر ر ًُؤى‬ ‫َحـمَّ ْل َت ِنـ ــي الـ ـ ُـح َّب‪ِ ،‬إ ْيـ ــمَ ا ًنا وَ مَ ْف َخـ ـر ًَة‬ ‫ر َِحي ُْل ـ َـك ال َيـ ـ ْومَ َأ َّن ـ ٌ‬ ‫ـات ُتـ ــمَ ِّز ُقنا‪،‬‬ ‫دَ َّش ـر َْت ِف ْك ـرًا ِب ِف ْكـ ِـري‪َ ،‬ك ْيـ َـف َأ ْح ُض ُنـ ُـه؟!‬ ‫ِس ـ ْـح ُر ُ‬ ‫ـات َلعَ ْشـ ـ ٌر فـ ــي ب َ​َل َغ ِت ُك ــمْ ‪،‬‬ ‫الل َغ ـ ِ‬ ‫ِفـ ــي ِّ‬ ‫الش ــعْ ِر ُص ْغ ـ َـت َل ِلـ ــي ال ِف ْك ـ ِـر ِم ــنْ‬ ‫دُ ر ٍَر َتب َْق ــى ِب َن ــا‪َ ،‬ش ــا ِعرًا ي َْش ـ ُـدو ِ ِبـ ــمَ عْ ِر َف ٍة‬ ‫ِفكت ــورُ‪ ،‬ي ــا ُتر ُْجـ ــمَ َان ِّ‬ ‫الش ــعْ ِر‪ ،‬مُ ْن َس ـ ِـكبًا‬ ‫َ‬ ‫ُت ْض ِفــي َع َلــى َّ‬ ‫الضــا ِد ِمــنْ أر َْقــى َح َلوَ َت ـ ِه‬ ‫ُتـ ـ َـخ ِّل ُد ْال ُفـ ـر َْس؛ ِف ْردَ و ِْسـ ـ َّيها دُ َررًا‬ ‫وَ َحا ِف ًظ ــا‪ ،‬وَ َج ـ َـا َل ِّ‬ ‫الدي ـ ِـن‪َ ،‬شعْ َش ــعَ ًة‬ ‫مَ ــا بَعْ ـ َـد َك ِّ‬ ‫الش ــعْ رُ؟ َغ ـ َ‬ ‫ـاب ال َب ــدْ ُع َعمْ َب ـرُهُ‬ ‫ُس‪،‬‬ ‫ر ََّب ا َلـ َـ ِـكرا َز ِة‪ِ ،‬م ــنْ عُ ـ ـر ٍْب وَ ِم ــنْ ُفـ ـر ٍ‬ ‫َبـ ـ َّـحاثة العَ ْص ـ ِـر‪ُ ،‬ج ـ ْز َت العَ ْص ـرَ‪ ،‬مُ ْف َت ِخ ـرًا‬ ‫ُؤاك َأ ِف ْ َ‬ ‫َه ْب ِنـ ــي ر َ‬ ‫ال ْزمَ ـ َ‬ ‫ـان‪ُ ،‬غ َّر َتـ ـ َـها‬ ‫َشـــمْ ُس الـــمَ عَ ِار ِف‪ِ ،‬مــنْ َك َّفيـ َـك‪ُ ،‬شــعْ َل ُت َها‬ ‫ُ‬ ‫مُ عَ ِّل ِم ــي‪َ ،‬ي ــا ِر َح ـ َ‬ ‫ـب‬ ‫ـابَ الـ ــمَ ْج ِد فـ ــي ك ُت ـ ٍ‬ ‫َن ْف ـ َـح َ‬ ‫الف َص َاحـ ـ ِة‪ ،‬أ ْن ـ َـت ال ـ ُّـدرُّ‪َ ،‬ر ْو َن ُق ـ ُـه‬ ‫َي ــا َفي َْه ـ َـق َ‬ ‫القـ ـو ِْل‪ِ ،‬م ــدْ رَارًا‪ ،‬وَ َكعْ َب َت َه ــا‬ ‫فـ ــي العَ َال ِم َّيـ ـ ِة‪َ ،‬أ ْن ـ َـت الـ ـر َّْأ ُس‪ ،‬مُ ْن َف ـ ِـردً ا‬ ‫ـان‪ ،‬مُ ْب َت ِه ـ ًـا‬ ‫َشـ ـ َي َْخ ال َّت َص ــوُّ ِف وَ ْال ِع َر َْف ـ ِ‬ ‫ـان‪ ،‬مُ ْن َه ِمـ ـرًا‬ ‫َل ــك الب َ​َق ــاءُ ‪ ،‬مَ ـ َـدى األ ْزمَ ـ ِ‬ ‫ُرو َْح الـ ـ َـح َضا َرةِ‪َ ،‬صــو َْت الـ ـ َـح ِّق‪ ،‬مُ ْؤ َت ِل ًق ــا‬ ‫ِمـ ِـن اسْ ـ ِم َك ال ـ ُـخ ْل ُد مَ ـ ْـح ُف ْورٌ‪ ،‬وَ ِمــنْ َذ َه ٍب‬ ‫َك َأ ْر َز ِة الـ ــمَ ْج ِد فـ ــي ِعـ ـ ٍّز وَ فـ ــي ِك َبـ ـ ٍـر‬ ‫َي ــا مَ ـ ِـاردَ العَ ْص ـ ِـر‪ ،‬فـ ــي ُيـ ــمْ َن َاك ُش ــعْ َل ُت َها‬ ‫ِب ـ َـها‪ ،‬وَ َأ ْن َت َل ِطي ُْف ال ـ َـخ ْط ِو‪َ ،‬في ُ‬ ‫ْض ُه ًدى‬ ‫وَ هْ ـ ُـج الب َ​َل َغـ ـ ِة فـ ــي َك َّف ْي ـ َـك َن ـ ـه ُْج ر ًُؤى‬ ‫َأ ِبـ ــي‪َ ،‬أ ِبـ ــي‪ِ ،‬لـ ــمْ َتر َْك ـ َـت َ‬ ‫الق ْل ـ َـب مُ ْك َت ِئ ًب ــا‬

‫ِف ْك ُتــورُ‪ ،‬يــا قامَ ـ َـة ال َّتاريــخ وَ ُ‬ ‫األمَ ـ ِـم‬ ‫َ ْ َ َّ ِ‬ ‫ِتعْ َلمَ ـ َـة َّ‬ ‫الشــمْ ُس ِل ْل َك ِلـ ِـم‬ ‫الدهْ ـ ِـر‪ ،‬أنــت‬ ‫َن ْشـ ُـدو ب ـِـها ِم ْث َلمــا ِق ْي َثــار َُة ال َّن َغـ ِـم‬ ‫َع َســى ُأوَ ِّف ْيـ َـك بَعْ ـ َ‬ ‫ـض َّ‬ ‫اسـ ِـع العَ ـ ِـر ِم‬ ‫الش ِ‬ ‫َن َف ْحـ َـت ِب ــي‪َ ،‬ع ِاب ًقــا ب َْال ِف ْكـ ِـر وَ ال ـ ِـح َك ِم‬ ‫ـان وَ ْالعَ َلـ ِـم‬ ‫َأ ْل َف ْي َت ِن ــي َط ِاه ـ َر‬ ‫اإل ْن َسـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر ََّب ال َّث َق َافـِـة‪َ ،‬ع ـر َْش ِّ‬ ‫الشــعْ ِر ال َت ُلـ ِـم‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ـب العَ مَ ـ ِـم‬ ‫ُهــوَ ال ــمُ ِحيْط ُي ـرَى‪َّ ،‬ف ــي مَ لعَ ـ ِ‬ ‫َت ـ َـجاوَ َز العَ ْش ـرَ‪َ ،‬خــط ال ِّت ْبـ ـ َر ِبالر َ​َّشـ ِـم‬ ‫ْ‬ ‫اإل ْبـ َـداع وَ َّ‬ ‫الشــمَ ِم‬ ‫َ​َيـ َـا َّ َ َعـ ِـارمَ ْ ْ ال ُ ِفكـ ِـر وَ ِ ِ‬ ‫تفتــق العَ قــل مَ عْ َهــا‪ ،‬وا ِف ـ َر ال ـ ِـهمَ ِم‬ ‫م ْال َف ِار ِس ـ َّي ِة َنـ ـ ْهرًا َهــا ِد َر ِّ‬ ‫الد َي ـ ِـم‬ ‫َت ُصـ ُّـب ُسـ ْـكرًا ُي ِع ْيـ ُـد ال ــمَ ْج َد ِل ْلعَ َجـ ِـم‬ ‫َش ـ ْه َنامَ َة ِّ‬ ‫الشــعْ ِر‪َ ،‬ت ْر ِن ْي ًنــا مَ ـ َـع اليَمَ ـ ِـم‪1‬‬ ‫ُص ْو ِف َّيـ ًـة ر َ​َشـ َـح ْت ف ــي َج ْذ َب ـ ِة ال ـ ُـح ُل ِم‪2‬‬ ‫مَ ــا بَعْ ـ َـد َك ْال ِف ْك ـرُ؟ مَ ــا ِق ْي َثــار َُة ال َّر َن ـ ِـم؟‬ ‫َأر َْس ـي َْت ِج ْس ـرًا َت َل َقــى ِف ْي ـ ِه ُك ُّل َك ِمــي‬ ‫َأ ْن ِعــمْ ِبعَ ْق ِلـ َـك‪ ،‬دَ َّف ًاقــا ِبـ َـا َسـ َـأ ِم‬ ‫ِذ ْك ـر َ‬ ‫َاك َأب ِْكــي‪ُ ،‬يهــا َ‬ ‫الغــا ِدي مَ ـ َـع ال ُّن ُجـ ِـم‬ ‫ُت َبـ ُّـث ُن ـ ْورًا َع َلــى ُ‬ ‫الك َّبـ ِـار وَ ال ـ ُـهي ُِم‬ ‫السـ ُـه ِم‬ ‫َيــا َعب َْق ـ َر ال ُّن ْطـ ِـق‪َ ،‬يــا ُأ ْص ُبو َْحـ َـة ُّ‬ ‫وَ ِف ــي ِّ‬ ‫الص َح َاف ـ ِة ُك ْنـ َـت ال َّنــا َر ِل ْل ِهمَ ـ ِـم‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َأ ُروْمَ ـ َـة ال ِعلـ ِـم‪َ ،‬تـ َ‬ ‫ـاج العَ ْقـ ِـل وَ ال ُّنظــم‬ ‫وَ ف ــي مَ ـ َـجا ِم ِع َضــا ِد العُ ـر ِْب‪َ ،‬كالر ُ​ُّقـ ِـم‪3‬‬ ‫ِف ْيـ َـك ال ــمَ عَ ِار َف َقــدْ َأو َْج ـ ْز َت‪ِ ،‬ب ْال ُكــوَ ِم‬ ‫َك َشعْ َشــعَ‬ ‫ان ال ُّت َقــى‪َ ،‬نب ًْضــا ِبـ ُـك ِّل دَ ِم‬ ‫ِ‬ ‫ف ــي ِســدْ َر ِة ال ــمُ ْن َت َهى‪َ ،‬جــاوَ ْز َت ُك َّل َفـ ِـم‬ ‫َيــا َش ــمْ َس ُل ْب َنـ َ‬ ‫ـان‪ِ ،‬مــنْ َبــدْ ٍع وَ ِمــنْ ِش ـي َِم‬ ‫َك َه َال ـ ِة ال ـ ُّرو ِْح‪َ ،‬ل ــمْ َتر َْحـ ْـل وَ َل ــمْ َت َنـ ِـم‬ ‫ُآي ال َّث َق َاف ـ ِة‪َ ،‬تعْ َل ْو ِل ــي َع َلــى ال ِقمَ ـ ِـم‬ ‫َت ْنـ َـد ُاح َك ْو ًنــا ِمـ َـن َ‬ ‫األ ْخـ َـا ِق وَ ال ِق َيـ ِـم‬ ‫ال َقـ َّـل ف ــي َق َلـ ِـم‬ ‫َي َْغ ـ ُزو ا َلـــمَ َدى ِب ــمَ َق ٍ‬ ‫أ ِب ــي‪ ،‬أ ِب ــي‪َ ،‬يــا ُح ــمَ يَّا اآل ِه وَ ُ‬ ‫الغمَ ـ ِـم‬ ‫الدكتور جوزف مقصود‬

‫الفارسي المشهور بتأليف ملحمة "الشاهنامة" ِّ‬ ‫الشعريَّة‪.‬‬ ‫الفردوسي الشاعر‬ ‫‪1.1‬هو أبو قاسم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪2.2‬هو شمس ِّ‬ ‫الدين محمّد حافظ الشيرازي‪ ،‬من أشهر شعراء إيران‪ُ ،‬ول ِّق َب بحافظ لحفظه القرآن الكريم بقراءاته األربع عشرة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪3.3‬هو محمّد بن محمّد حسين بهاء ِّ‬ ‫البكري‪ ،‬الشاعر المتصوِّفة والمعروف باسم "مولوي"‪ ،‬أي "موالنا"‪.‬‬ ‫البلخي‬ ‫الدين‬ ‫ّ‬ ‫العربي وعضو مجامع دَ وليَّة‪.‬‬ ‫الثقافي‬ ‫أمين عامّ س ّر المجمع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫‪16‬‬


‫ندوة‬

‫َ‬ ‫حول "الثائرة البيضاء”‬

‫ ‬

‫جديد رميون شبلي ِّ‬ ‫الشعري‬

‫ُ‬ ‫الحركـة ال ّثقافيّـة ‪ِ -‬انطليـاس ِالـى َنـدو ٍة ‪ ،‬فـي‬ ‫ـت‬ ‫دَ َع ِ‬ ‫َ‬ ‫مقرِّهـا ‪ ،‬حـول ديـوان األديـب ّ‬ ‫الشـاعر ريمـون شـبلي "‬ ‫أل ّثائـرة البيضـاء ! "‪ ،‬عنـد السّ ادسـة مـن مسـاء الخميـس‬ ‫‪ ٢‬أيّـار ‪. ٢٠١٩‬‬ ‫ّ‬ ‫قدمَ لل َّندوة ُ‬ ‫األنطوني ‪ .‬وتعاقب‬ ‫األب مارون الحايك‬ ‫ّ‬ ‫علـى الـكالم ٌّ‬ ‫كل مـن ّ‬ ‫الشـاعر موريـس وديـع ال ّنجّ ـار‬ ‫فاألسـتاذة جينـي سـقيّم يزبـك فال ّناقـد أنطـوان جـان‬ ‫يزبـك ‪ .‬وكانـت كلمـة الختـام لصاحـب ّ‬ ‫الديـوان‪.‬‬

‫ممّـا ورد فـي كلمـة األب مـارون الحايـك ‪ :‬إعتـاد النـاس‬ ‫َ‬ ‫سـماع‪ ...‬كلمـ ِة الثـورة ومـا يرافقهـا مـن عنـف‪ ،‬وما يرافق‬ ‫العنـف مـن ضحايا‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫‪...‬لكـنْ هنـا تغيَّـ َر مفهـومُ الثـورة‪ ،‬فـإذا هـي سلامٌ‬ ‫وإبـداع‬ ‫وعطـاءٌ ومحب ٌّـة وجمـال‪.‬‬ ‫ألثائـرة هـي المـرأة التـي أنشـد فيهـا الشـاعر قصائـد في‬ ‫دواوينـه "فردوسـك المشـتهى"‪ ،‬و"قناديـل على الفصول"‪،‬‬ ‫و"بخـور وسـبحة نـور"‪ ،‬أل ّنـه يؤمـن بأ ّنهـا المـرأة األنقـى‪،‬‬ ‫المن َّزهـة‪ ،‬المتواضعـة‪ ،‬ونحـن ً‬ ‫شـهرها‬ ‫أيضـا ُننشـدها فـي ِ‬ ‫ُّ‬ ‫والتجـدد‪ ،‬بتقديـم‬ ‫هـذا المبـارك شـهر الحيـاة والربيـع‬ ‫والشـموع والبخـور‪.‬‬ ‫قلوبنـا لهـا‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫بالح ِّـب ُ‬ ‫المشـبعة ُ‬ ‫وبالح ُلـم األزرق‪،‬‬ ‫ألثائـرة هـي المـرأة‬

‫الناشـطة المشـرقة‪ ،‬النحلة من زهرة‬ ‫الـى زهـرة‪ ،‬اليراعـة التـي تداعـب‬ ‫الـورق‪ ،‬الصوفيّـة الصافيـة‪ ،‬الزنبقـة‪،‬‬ ‫القصيـدة المقلقـة‪ُ ،‬‬ ‫الحـر َُّة كمـا‬ ‫الهـواء‪ ،‬كمـا األمـواج‪ ،‬كمـا الطيـور‬ ‫المث ّقفـة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫التحدي‪ُّ ،‬كلها‬ ‫الثائرة هي المرأة‬ ‫شرارة الحضور‪ُّ ،‬كلها مَ َحبَّة‪.‬‬ ‫لذلك أحبّها الشاعر ريمون شبلي‪َ ،‬ف َس ِك َر بها َوع ِش َقها‬ ‫كخمر ٍة لذيذ ٍة عتيقة‪ ،‬ذابت في دمه‪.‬‬ ‫وممّا ورد في كلمة ّ‬ ‫الشاعر ال ّنجّ ار ‪:‬‬ ‫"‪ ...‬ريمـون شـبلي مـن ُروّاد الجماليّـة َ‬ ‫بمظهرَيهـا‪ :‬األنثـى‬ ‫ِّ ُ‬ ‫َ‬ ‫وشـعرُه تعبي ٌر ُح ٌّر عن‬ ‫لإللهـام‪ِ ،‬‬ ‫والشـعر‪ .‬أنثـاهُ مصـد ٌر ثـرٌّي ِ‬ ‫ّ‬ ‫الدهشـة وال ّنشـوة واح ِتـرار الجوارح‪.‬‬ ‫واإللهـام ال يكفـي لكتابـة ِّ‬ ‫الشـعر‪ ،‬فاللغ ُـة هـي األسـاس‬ ‫ِ‬ ‫لنقـل األفـكار والمشـاعر‪ ،‬وشـاعرُنا مـن أربابهـا المُ ِج ّليـن‪،‬‬

‫َ‬ ‫وس َـد َن ِتها المُ خلصيـن‪ .‬فالكلم ُـة‪ ،‬فـي ديباجتـه‪َ ،‬ل َب َن ٌـة فـي‬ ‫زاحـم وال ُت َ‬ ‫زاحـم‪...‬‬ ‫بنـاء مرصـوص مرصـوف‪ ،‬ال ُت ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ألمـرأة‪ ،‬فـي ريشـة هـذا المُ َلهـم‪ِ ...‬ان هـي ِا ّل الوح ُـي‪،‬‬ ‫وروح القصيـدة ال ّنابـض أب ً‬ ‫ُ‬ ‫ـدا‪ ،‬وغالل ُـة األمـل فـي َجهمـ ِة‬ ‫الوجـود‪."...‬‬

‫‪17‬‬


‫حتت الضوء‬ ‫قراءة يف ديوان الشاعر رميون شبلي‬

‫ ‬ ‫بقلم الباحث أنطوان جان يزبك‬

‫الثائرة البيضاء‬

‫ً‬ ‫"شـهيا‬ ‫تقـول أحلام مسـتغانمي فـي كتابهـا األخيـر‬ ‫كفـراق"‪:‬‬ ‫"ال ّبـد مـن وضـع تنبيـه جديـد مـن النـوع الـذي يوضـع‬ ‫الحب‬ ‫عـادة فـي الحافلات‪ ،‬ٳنتبـه أيها المسـافر قـد يأتي ُّ‬ ‫كرفيـق مصادفـة‪ ،‬ثـمّ تفاجـأ بـه يالزمـك‪ .‬أترك لـه مقعدا‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫يسـتدل عليك وسـط الزحام‪.‬ذلك‬ ‫شـاغرا الى جوارك كي‬ ‫ً‬ ‫مزدحمـا ّ‬ ‫بـكل شـئ عـداه‪.‬‬ ‫أ ّنـه يصـل عندمـا تكـون‬ ‫الحـب يأتـي للذيـن ال وقت لديهم السـتقباله‪،‬‬ ‫هكـذا هـو‬ ‫ُّ‬ ‫يحضـر للمنشـغلين عنـه ال للذيـن ينتظرونه"‪...‬‬ ‫الحـب‬ ‫الحـب‪ ،‬أم َّأن‬ ‫هـل كان ريمـون شـبلي ينتظـر‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫شـاعرا حالمـاً‬ ‫ً‬ ‫باغتـه؟ فعانـق األحـرف وسـكن األبيـات‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الحـب علنيّـة وسـط هـذا‬ ‫رقيقـا يقتـرف فعـل‬ ‫نبيلا‬ ‫ّ‬ ‫االنفلات الهسـتيري ودوّامـات الحـزن والشـجن ً‬ ‫قائلا‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫الحـب ٳدمـان نبيـل" كمـا يـرد فـي الصفحـة ‪ 84‬مـن‬ ‫"أن‬ ‫ّ‬ ‫الديـوان‪.‬‬ ‫الحـب‪ ،‬بطولـة ونبـل مـا بعـده‬ ‫ٳإن مواصلـة الكتابـة فـي‬ ‫ّ‬ ‫نبـل وصفـات راقيـة ومخمليّة ملهمة‪ ،‬حدت بالشـاعر الى‬ ‫حشـد هـذا الكـمّ مـن القصائـد المتفوقـة فـي شـحناتها‬ ‫ً‬ ‫وأبعـادا ذاتيّـة‬ ‫العاطفيّـة جاعلا مـن تلـك المفاهيـم رؤى‬ ‫جوّانيّـة تحاكـي اآلخـر والجسـد والمتـع فـي نقطة جذب‬ ‫كبـرى هـي األنثـى ومـا فـي هـذه النقطـة مـن تداعيـات‬ ‫فنيّـة وأدبيّـة ‪ ،‬صوفيّـة وسـورياليّة‪.‬‬ ‫إسـتفاق ريمون شـبلي في ذروة اكتمال موهبته الشـعرية‬

‫‪18‬‬

‫علـى عبيـر سـحرالمرأة المعشـوقة ّ‬ ‫األخـاذ‪ ،‬وأنغام عذوبتها‬ ‫السـرمديّة‪ ،‬فاسـتقطب بغـزارة الوحـي المعطـاء الـى‬ ‫قصائـده‪ ،‬مـا ملكـت أيمانـه مـن قصيـد هائـل البنيـان‬ ‫يتماهـى مـع تضاعيـف الجسـد والـروح والطبيعـة وصـوال‬ ‫الـى أبعـد نقطـ ٍة فـي الكـون حين يقول فـي الصفحة ‪:98‬‬ ‫أشتاق أغمر هذا ال ّنبل يحملني‬ ‫نطوف يف فلك ينشق ألف مدى‬

‫وكأن الشـاعر فـي لحظـة المتأمّـل وفـي جمـوح الفعـل‬ ‫الصوفـي األعلـى‬ ‫العشـقي ألقـى باحساسـه فـي المـدى ّ‬ ‫حيـث األكـوان والمجـرّات وحيـث العشـق يتغ ّـذى مـن‬ ‫المشـكاة الكبـرى ويعمـل علـى اعـادة انتـاج ذاتـه كمـا‬ ‫الكـون فـي جاذب ّيتـه الالمتناهيـة‪ ،‬يعمـد الـى توليـد‬ ‫طاقاتـه الالمحـدودة حيـث المـرأة هـي النـور العرفانـي‬ ‫المشـتهى حيـن يقـول فـي الصفحـة ‪:100‬‬ ‫ُّ‬ ‫الصويف ميألين‬ ‫كأنك الزمن‬ ‫ِ‬ ‫حر ّي ًة ترتقي نبال وتنبلج‪.‬‬

‫أيّهـا األحبّـاء فـي هـذا الديـوان وعلـى ما يبدو يـر ّد ريمون‬ ‫شـبلي علـى مـا قالـه جـان بـول سـارتر‪ ":‬االنسـان هـو‬ ‫شـغف ال فائـدة منـه"‪.‬‬ ‫فيثبـت شـاعرنا أن الشـغف الحقيقـي هـو المـرأة ّالتـي‬ ‫تثيـر القلـب وتب ّ‬ ‫ـث فـي خلجاتـه اعمـق المشـاعر اين منها‬ ‫نوتـات الموسـيقى والنسـائم العليلـة فـي عـ ّز الرّمضـاء فما‬


‫الحصـان فـي جموحـه يم ّثـل ّ‬ ‫الشـبق والمتـع الجنسـيّة‬ ‫المـرأة بالنسـبة لريمـون شـبلي أقنـوم ‪،‬عبـادة تصـل الـى بامتيـاز منـذ أن أخـذ بـه أرسـطو رم ًـزا للكـون المـادّي‬ ‫ً‬ ‫مقـام السـ ّر ‪ ،‬فهـو ال زلفـى وال‬ ‫اسـتدرارا لعطـف يقول في والحصـان يعـدو فـي سـهول آثينيّـة تعبـق بزفـرات آلهـة‬ ‫الصفحـة ‪:56‬‬ ‫عاشـقة وربّـات جمـال ترقـص علـى ألحـان سـكرى وعبق‬ ‫سر لست أدري!‬ ‫ّ‬ ‫أي ّ‬ ‫خمـور وخلجـات نزقـة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مره‬ ‫كل ّ‬ ‫تفرحني العني أكرث‬ ‫تسكرين القلب والفكر‬ ‫سكرة يف شوق سكره !‬

‫هـذا األسـلوب المنفتـح علـى واحـة مـن انتظـارات يعيـد‬ ‫ً‬ ‫باحثا عن سـرديّة غنائيّة‬ ‫فيه الشـاعر تكوين عالم الشـعر‬ ‫احتفاليّـة ‪ ،‬تحقـق فعـل التحـرّر مـن األكاذيـب والشـجن‬ ‫ّ‬ ‫والمطـوّالت العقيمـة واالختبـاء خلـف ّ‬ ‫المتقلبـة‬ ‫الـذات‬ ‫وتفتـح األبـواب المغلقـة أمـام اعصـار القلـب هـذا القلـب‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الحـب‪.‬‬ ‫وظلمـا وحـرم‬ ‫طويلا‬ ‫العاشـق ّالـذي سـجن‬ ‫ّ‬

‫ّٳإن صهيـل الحصـان يختصـر ذلـك االشـتهاء الذكـوري‬ ‫المتمـازج مـع الشـهقات األنثويّـة فيتكاملان فـي روعـة‬ ‫المشـهد المشـتهى‪ ،‬ذلـك يجعلنـا نسـتحضر ههنـا مشـهد‬ ‫سـقوط الضابـط فرونسـكي عـن صهـوة جـواده فتصـرخ‬ ‫ّ‬ ‫المخضـب بالل ّـذة المكنونـة‬ ‫آ ّنـا كارنينـا صرخـة الجـزع‬ ‫فـي الجسـد المؤتلـق جنس ًـا ّ‬ ‫والـذي يصفـه الشـاعر فـي‬ ‫دقائقـه الغارقـة فـي رحيـق العذوبـة واالينـاع اذ يقـول‬ ‫فـي الصفحـة ‪:171‬‬ ‫"شفتاك جرحا شهوة واثارة‬ ‫قمرا حال‬ ‫شفتاك ‪...‬ال حول وال‪".‬‬

‫الحـب وتجلياتـه‬ ‫وخلال مسـار البحـث عـن توصيفـات‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫االكثـر ّ‬ ‫محتومـا أن يدلـف الشـاعر الـى‬ ‫ونفـاذا كان‬ ‫حـد ًة‬ ‫ـب‬ ‫الصارخـة ‪ ،‬تلـك ّالتـي تتهـادى علـى فعلـى مـا يبـدو سـكر ريمـون شـبلي مـن رحيـق الح ّ‬ ‫جنائـن االيروتيكيّـة ّ‬ ‫أجنحـة مـن المتـع المتركـزة فـي زمـان ومـكان الجسـد وأعلنـه عنوان ًـا لقيامتـه الذاتيّـة فيقـول فـي الصفحـة ‪:148‬‬ ‫القدسـي الـذي أغدقـت عليـه اآللهـة عصارة ّ‬ ‫اللذة بسـخاء‬ ‫ّ‬ ‫القلب حفيف خافت‪،‬‬ ‫"قبلك‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ٳذ نقـرأ فـي الصفحـة ‪:28‬‬ ‫معك القلب قيامات وخصب‬ ‫"سرنا جسد ًا يشدو جسد ًا‬ ‫ّ‬ ‫تلتف يدانا على اخلصرين مع ًا‪"...‬‬

‫وكذلك في الصفحة ‪:133‬‬ ‫"أ ّيهما أجمل‬ ‫جسمي‪ -‬احلصان يصهل‬ ‫الرداء فوقه يشتعل؟‬ ‫أم ّ‬ ‫لو قلت يا حبيبتي ‪:‬كالهما‪!..‬‬ ‫قويل‪:‬مبقلتيك أبصر‬ ‫ما أنت تشتهي وتضمر‪:‬‬

‫وحب‪".‬‬ ‫وأناشيد‬ ‫ّ‬

‫أيهـا األصدقـاء هـذا هـو المانيفسـت الجديـد للتـورّط‬ ‫العاطفـي الـذي يأخـذ لـه ص ً‬ ‫ـورة منطبعـة علـى شـكل‬ ‫ّ‬ ‫هيّولـة تحيـا وتنمـو فـي الـذات‪ ،‬تلـك التـي تتغـذى مـن‬ ‫نسـغ التجربـة وملـذات المخـادع مـع مـا تحملـه مـن‬ ‫رومنسـيات شـيّقة واندفاعـات نحـو الجمـال واشـراقات‬ ‫الـروح المتح ّفـزة دوم ًـا‪.‬‬ ‫ولـو أدركنـا ّأن ثمّـة أفعـاال تعـد بالحـدوث فـي ّ‬ ‫كل لحظة‬ ‫مـع عـدم وجـود نيّـة فـي التراجـع الـى الـوراء‪ ،‬نخـال ّأن‬

‫‪19‬‬

‫حتت الضوء‬

‫نفـع الوجـود ًٳذا مـن دونهـا وهـي محرّكـة الفكـر والشـعر‬ ‫واألدب والفنـون ّ‬ ‫وكل مـا هـو ّ‬ ‫حـق وخيـر وجمـال ‪.‬‬

‫حصانك العاري هو األجمل‪".‬‬


‫حتت الضوء‬

‫ً‬ ‫مطلقا حممه ولو أسـدلت‬ ‫الحب ال ريب سـينبثق‬ ‫بركان‬ ‫ّ‬ ‫عليـه البراقـع بالعشـرات‪ ،‬ولـو صـوّرت العالقـات على غير‬ ‫ً‬ ‫حقيقـة‪ ،‬وتبـدأ التأويلات فـي مسـاحاتها‬ ‫مـا هـي عليـه‬ ‫المغ ّفلـة مـن العقليّـة الشـرقيّة‪ ،‬فهـا هـو اللـورد بايـرون‬

‫الحب يعبر عجوال‬ ‫هكذا يترتب علينا أن نفهم كيف ّأن ّ‬ ‫ً‬ ‫في ّ‬ ‫سارقا الوقت والقدرات والتنهدات والبذل‬ ‫كل مكان‬ ‫ـب يباغتنـا‪ ،‬يلتهمنـا ‪ ،‬يجرفنـا‪ ،‬يكوينـا‬ ‫والحصـاد‪ ،‬ح ّ‬ ‫بنـاره‪ ،‬يحرّضنـا علـى افعـال ك ّنـا نعتقـد اننـا نعجـز عـن‬ ‫القيـام بهـا‪ ،‬يأخذنـا الـى جغرافيـا مجهولة‬ ‫وأمـداء المتناهيـة يخطفنـا خطفا بومضة‬ ‫سـمحاء ويبقينـا مذهوليـن فـي دائـرة‬ ‫ـب العذبـة‪.‬‬ ‫مشـاعر أثملتهـا جرعـات الح ّ‬ ‫وعلـى ذمـة مـن قـال ذات يـوم‪" :‬أنـك اذا‬ ‫ـب فـي جملـة مفيـدة‬ ‫اسـتعملت كلمـة الح ّ‬ ‫يكـون فيهـا فـي ّ‬ ‫محل المبتدأ‪ ،‬فستنسـى‬ ‫الخبـر الـى األبـد" وذلـك فـي حـال تالقـى‬ ‫عاشـقان ومـا لبثـا أن افترقـا بعـد أن ذاقا‬ ‫عذوبة الغرام وحلو عسـله األس ّ‬ ‫ـطوري كما‬ ‫فـي صـدى لجملـة قالهـا شـيلي‪" :‬ألـم نكن‬ ‫قـد صنعنـا مـن نوتـات موسـيقيّة نعيـش‬ ‫واحدنـا لآلخـر‪ ،‬ولـو أننـا متف ّرقـون"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مقتنعا‬ ‫غير ّأن الشـاعر ريمون شـبلي ليس‬ ‫بمقولة الشـاعر الرومنطيقي بيرسـي شـيلي‬ ‫ألنـه مـع الديمومـة وخلـود المشـاعر‪ ،‬فهـا‬ ‫هـو يقـول فـي الصفحـة ‪:190‬‬ ‫هوذا صدري افتحيه‬ ‫جتدي وجهك فيه!‬

‫لويس احلايك مع الباحث والناقد أنطوان يزبك يف حفل التكرمي‬

‫يقـول‪" :‬قـد تنمـو الصداقـة لتصبـح حبـا ولكـن الحـب ال‬ ‫ً‬ ‫شكرا‪.‬‬ ‫يتراجـع ليصبـح صداقـة‪".‬‬

‫‪20‬‬

‫عليكـم ٳإذن بديـوان الثائـرة البيضـاء‬ ‫لتجـدوا فيـه وجـه الحبيـب‪.‬‬


‫قصيدة للكوميسيري اديب عقيقي‬ ‫يا ليــل مـا يل اراك اليــوم نشـــــــــوانـا‬ ‫جات الصبـــــح عجالنــــا‬ ‫تغور يف ُم ُه ِ‬ ‫ٌ‬ ‫راقصــة‬ ‫واالجنم البيض يف االفالك‬ ‫تغري احلليم وتسبي العقل احيانــــا‬ ‫والبدر قد الح يف االفالك مبتسـمــ ًا‬ ‫من خلف صنني قد أرخى فأغنانـــا‬ ‫وراح يف الـجـــو ت ّياهـــا تداعبــــــــــه‬ ‫بعض النجوم فخلــت البــدر حريانـــــا‬ ‫يا شــعــلة ثارت مـن روح خالقهــــــا‬ ‫فشع الليل من نور ممسانا‬ ‫فاضت‬ ‫َّ‬ ‫يا للصفــاء وما يف ســـعـدنــا كــد ٌر‬ ‫هــل لليـايل صفـــاء النــور قــد كــانـــا‬ ‫متع الهوى قصفـت اجـواءنــا وزهــت‬ ‫بالبــدر بالنـجـــم باالنــــوار تغشـــــــانا‬ ‫عـم الســكون ويف اآلبـــاد حمـــرقـــة‬ ‫ّ‬ ‫مـــرت به انــــــا‬ ‫تـــــذوب الصــخـــر ان‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ليلـى افيقـي فــان الصبــح مقتــرب‬ ‫منــا وان الهــوى يحـــــلو مبــلقـــــانـــا‬ ‫هات الشــفاه وروي ثغــر عطشـــان‬ ‫ففي فمـي خمــرة تنســـاب غليــانـا‬

‫ال ال انا لسـت من يحبــي الهـوى ابـدا‬ ‫ولست من يرجتي لالعمى غفرانــــا‬ ‫اهلل! ال تـقـتـــرب مـنـي فـتـغـمــــــــرين‬ ‫فالليل سكران قد يغتال سـكرانـــــا‬ ‫هون عليـك فهــذا الليـل يغمـــرنـــــا‬ ‫ويف السـماء ضـيوف اهلل تـرعـانـــــــا‬ ‫هات الكؤوس وصبي اخلمر مرتعــة‬ ‫فاخلمر يشفي من الرمضاء احيانـا‬ ‫ليـلى انظري شــجرة التفــاح وارفـــة‬ ‫فامشـــي اليهـــا يفـوح احلـب الوانــا‬ ‫رحنــا اىل شــــجرة التفـاح مـن طــرب‬ ‫رحنـا لنشــكو اىل االغصــان شــكوانـــا‬ ‫والضوء من طرف اال غصان يرمشنا‬ ‫مثــل الدنـــانــيــر واملـرجــــان احيـانــا‬ ‫اهلل ! قـل يل فقـد اذهـلت مــن عجــب‬ ‫ارفــــرف اخلـللــد ام افيـــاء لبنــــانــــــا‬ ‫قـالــــت وقـــد الح نــــوار مبـــوكـــبـــــــه‬ ‫يبدو مــن الصبــح سيــارا ويقــظــانــا‬ ‫ودعتهـــا لهفـــا وانفـــض جملســنــا‬ ‫لكن على العهد حتـى كــان مــا كانــا‪.‬‬

‫من أرشيف معهد احلكمة قصيدة للطالب ڤيكتور الكك‬

‫ذكرى املعهد‬

‫امعهدحكمتي قد نلت فخـرا‬ ‫سموت مكـانـة أدبــا وفضــــال‬ ‫قضينا صحبة الرفقاء شطرا‬ ‫نكـاتــف بعضنـا بعـضــا وباتـت‬ ‫بظهـــر األشرفية كـم وقـفـنا‬ ‫فننظــم عقده الصايف جلينا‬ ‫ٌ‬ ‫ري‬ ‫همـنـا‬ ‫فرض عسـ ٌ‬ ‫ومعظـم ِّ‬ ‫فريــــد‬ ‫يـــوم‬ ‫ويشـغل فكرنـــا‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫فـــــــــذ‬ ‫حمجــة كـل‬ ‫فحكمتنــا‬ ‫ّ‬ ‫رشفنا كوثـــر االداب منهــــــــا‬ ‫فظ ِّلي "حكمتي” للشرق نورا‬

‫ويف االقطاب طاب شذاك نشـرا‬ ‫طــــــرا‬ ‫حمجـــة العلمـــاء‬ ‫وصــرت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫من األعمــار طـــــاب هنـ ًا وذكـــــرا‬ ‫تشــتــــــــد إزرا‬ ‫قـلــــوب جميــعـــنا‬ ‫ُّ‬ ‫جنيل الطــــرف ثم نصوغ شـــعـرا‬ ‫وننـثــر من بنـــات الفكــــر تبــــــــــرا‬ ‫مــــــــــرا‬ ‫أحـــال لـنا لـذيـذ العيــش‬ ‫ّ‬ ‫طـــــــــرا‬ ‫بـه نصبوا ملــرأى االهـــل‬ ‫ّ‬ ‫وعى من فقهها يف الصدر بحرا‬ ‫نشقنا مـن شذا التهذيب عطــرا‬ ‫يــراك الغـــــرب فـي عيـنـيــه بـــدرا‬

‫‪21‬‬


‫حتت الضوء‬

‫❤‬ ‫❤‬ ‫ما وراء احلب‪...‬‬

‫ّ‬

‫بقلم مرينا جليالتي عبـده‬

‫م ّثلــت حــوارات األب جيلبيــر‪ ،‬الكاهــن المؤمــن المــدرك‬ ‫ـب اهلل ورحمتــه‪ ،‬مــع جيلبيــر اإلنســان المشـ ّـكك فــي‬ ‫لحـ ّ‬ ‫كل شــيء ح ّتــى بلــوغ اليقيــن‪ ،‬الصــراع الــذي يعيشــه ّ‬ ‫ّ‬ ‫كل‬ ‫مكـرّس فــي حياتــه اليوم ّيــة‪ .‬هــذا الصــراع هــو الــذي فــي‬ ‫خواتيمــه يقطــع الشـ ّـك باليقيــن‪ ،‬لينيــر درب المك ـرّس‬ ‫ـب اإللهـ ّـي‪ ،‬م ّتحـ ً‬ ‫ـدا بالكل ّيــة فيــه‪.‬‬ ‫فينصهــر بالحـ ّ‬ ‫رحلة صوفيّة بامتياز !‬ ‫ّ‬ ‫السماوي ؟!‬ ‫الحب‬ ‫حب أعظم من‬ ‫ّ‬ ‫وهل من ّ‬ ‫لقــد جسّ ــد لنــا الكاتــب وجــه الشــبه بيــن التجربتيــن‪،‬‬ ‫فالراهبــة مــاري ‪ -‬جوزيــف المس ـ ّنة كانــت القــدوة‬ ‫لــأب جيلبيــر الشــاب ‪ ،‬إذ أضــاءت تجربتهــا الكثيــر‬ ‫علــى تســاؤالته وطريقــة تفكيــره؛ فكالهمــا م ـ ّر بتجربــة‬ ‫مشــابهة لآلخــر‪ ،‬وهــي مؤلمــة بالنســبة الــى اإلنســان‪-‬‬ ‫المكـرّس‪ ،‬إ ّنمــا هــي عابــرة بالنســبة الــى المكـرّس الم ّتحــد‬ ‫بــاهلل ا ّتحــادً ا ّكليـ ًـا‪.‬‬ ‫قصــة تضعنــا عنــد مفتــرق طــرق وعلــى‬ ‫ـب" ّ‬ ‫"مــا وراء الحـ ّ‬ ‫ـفي‬ ‫محـ ّـك الحيــاة وخياراتهــا‪ ،‬عــدا المغزى‬ ‫الروحي – الفلسـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ـفي شـيّق‬ ‫ذا األبعــاد الماورائ ّيــة ‪ .‬وبأســلوب الهوتـ ّـي فلسـ ّ‬ ‫القصــة‬ ‫اســتطاع األب بشــارة إيليــا أن يشـ ّـدنا الــى متابعــة ّ‬ ‫حتــى نهايتهــا‪ ،‬مــن دون ملــل وال كلــل‪.‬‬ ‫الكتــاب جديــر فعـ ً‬ ‫ـا بالقــراءة المع ّمقــة‪ ...‬ومــا قيمــة‬ ‫ـب‪ ،‬س ـيّما إذا كان تحــت عيــن اهلل‬ ‫اإلنســان بــا حـ ّ‬ ‫وقلبــه؟!‬

‫قصــة لــأب بشــارة إيل ّيــا‪ ،‬ذاك الراهــب األنطونـ ّـي‬ ‫هــي ّ‬ ‫ّ‬ ‫الــذي مــا انفــك يســعى إالــى مــا وراء األشــياء‪ً ،‬‬ ‫غائصــا فــي‬ ‫األعمــاق‪ ،‬غيــر متلـ ٍّـه ببريــق المظاهــر والقشــور‪ ،‬بــل مف ّتشـ ًـا‬ ‫عــن الحقائــق الســامية ونقاوتهــا‪.‬‬ ‫قصتــه هــذه مزيــج مــن واقــع وخيــال‪ ،‬لك ّنهــا ‪ -‬علــى حـ ّـد‬ ‫ّ‬ ‫قولــه بعيــدة ّ‬ ‫كل البعــد مــن عالــم الوهــم‪ ،‬إذ "جميــل أن‬ ‫ـب‪ ،‬ولكــنّ األجمــل أن تتــذوّق طعــم مــا وراء‬ ‫ُت ِحـ َّـب و ُت َحـ ّ‬ ‫ـب"‪ّ ...‬‬ ‫ـب لس ـ ّر عظيــم‪ ،‬والدعــوة الرهبان ّيــة‬ ‫"إن الحـ ّ‬ ‫الحـ ّ‬ ‫ثمــرة لهــذا الســر"‪.‬‬ ‫احلب"‪ ،‬عنــوان يثيــر فيــك الفضــول ّ‬ ‫والدهشــة‬ ‫"ما وراء‬ ‫ّ‬ ‫لترتقــي الــى عالــم الماورائيّــات‪ ،‬فتكتشــف هــول‬ ‫الحــب المنظــور‪ ،‬ومــا بيــن ذاك‬ ‫الفروقــات مــا بيــن‬ ‫ّ‬ ‫الالمنظــور‪.‬‬ ‫ـب‪،‬‬ ‫أضــاء الكاتــب فــي ّ‬ ‫قصتــه علــى تجربتيــن فــي الحـ ّ‬ ‫تجربــة الراهبــة مــاري ‪ -‬جوزيــف‪ ،‬وتجربــة األب جيلبيــر‬ ‫( حيــث لـ ّ‬ ‫ـكل منهمــا تجربتــه الخاصــة)‪ ،‬وانتصــار شــفافيّة‬ ‫ّ‬ ‫الحــب‬ ‫الســماوي فــي قلبيهمــا علــى حطــام‬ ‫الحــب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األرضــي‪،‬‬ ‫الحــب‬ ‫األرضــي‪ ،‬فــكل إنســان يعيــش خبــرة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ـب السـ ّ‬ ‫ـماوي؛ ثــمّ ب ّيــن لنــا‬ ‫بلوغـ ًـا وارتقــا ًء الــى نعمــة الحـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ـب‪ ،‬ال يســتطيع أن‬ ‫"أن اإلنســان الــذي لــم يختبــر الحـ ّ‬ ‫ـب اإللهـ ّـي"‪.‬‬ ‫يشــهد لــه‪ ،‬كمــا يصعــب عليــه فهــم الحـ ّ‬ ‫و"مــن قــال ّإن علــى المكـرّس أن يكــون بــا قلــب ويــزرع‬ ‫ً‬ ‫قلبــا مــن حجــر؟"‪ ...‬يعيــش المكرّســون الكثيــر مــن‬ ‫التحديّــات اليوميّــة‪ ،‬و"ليســت الخطيئــة أن نقــع فــي‬ ‫ـأن ال ســبيل * صدر للمؤلف ً‬ ‫شــباكها‪ ،‬بــل االستســام أمامهــا واالقتنــاع بـ ّ‬ ‫أيضا‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫األبدي ‪-‬مجنون ولكن‬ ‫لإلنســان للخــروج منهــا"‪" .‬علينــا أن نســأل دائمــا عــن ‪-‬أمل اللقاء ‪-‬الجرح‬ ‫ـب‪ ،‬عندهــا نعــرف أ ّنــه يفــوق ّ‬ ‫كل‬ ‫ـب‪ ،‬ومــا وراء الحـ ّ‬ ‫الحـ ّ‬ ‫كمــا لــه مقــاالت وجدان ّيــة واجتماع ّيــة‪ ،‬وترانيــم‪،‬‬ ‫ـب‪"...‬‬ ‫حـ ّ‬ ‫ومقابــات إذاع ّيــة وتلفزيون ّيــة‪.‬‬

‫‪22‬‬


‫مرينا جليالتي عبـده‬

‫البهي‪،‬‬ ‫يرتاءى يل طيفك‬ ‫ّ‬ ‫األبيض ّ‬ ‫يغطي مطارحنا‪،‬‬ ‫تتم ّلكني القشعريرة‪،‬‬ ‫الذكريات كثرية‪،‬‬ ‫ويف قلبي املرتاقص حمفورة‪،‬‬ ‫اجلراح!‬ ‫ّ‬ ‫وأي تشريح يصعب على مبضع ّ‬ ‫بلى‪ ،‬هي تلك التي يف العقل والقلب‪...‬‬

‫غد ًا تعود‪،‬‬ ‫حني يطرق الرحيل بابك‪،‬‬ ‫غد ًا تعود‪،‬‬ ‫حني تلملم أشالءك املتناثرة‪،‬‬ ‫لتطلب السماح‪،‬‬ ‫عن ّ‬ ‫كل غياب موجع‪،‬‬ ‫عن ّ‬ ‫كل خطأ ارتكبته‪،‬‬ ‫غد ًا يوم آخر!‬ ‫غد ًا يكون قد فات األوان‪...‬‬

‫‪23‬‬

‫حتت الضوء‬

‫مطو ًال ‪...‬‬ ‫نظر إليها‬ ‫ّ‬ ‫املرة األخرية التي يراها‪،‬‬ ‫لع ّله أدرك أ ّنها‬ ‫ّ‬ ‫أراد أن يطبع مالحمها يف قلبه والذاكرة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وكل حركة تصدر منها واالبتسامة‪،‬‬ ‫فاالشتياق صعب جد ًا واحلنني‪...‬‬


‫حتت الضوء‬

‫وطن بال مواطنية‬ ‫مشكل السكن يف لبنان‬ ‫ظهــرت هــذه المشــكلة فــي لبنان منذ اتشــاء الحــرب العالمية‬ ‫األولــى‪ ،‬إذ اصبــح لبنــان تحــت اإلنتــداب الفرنســي‪ ،‬حــاول‬ ‫الفرنســيون معالجــة هــذه المشــكلة فأصــدروا ســنة ‪١٩٣٨‬‬ ‫قانــون األيجــارات األســتثنائي‪ ،‬وبعــد اإلســتقالل قامــت‬ ‫الحكومــة اللبنانيــة بتعديــل هــذا القانــون وإســتمرتبإصدار‬ ‫قوانيــن تختلــف بمجراهــا القانونــي دون الوصــول الــى حـ ٍـل‬ ‫لمشــكلة الســكن يريــح المواطنيــن وتــارة يرضــي المالــك‬ ‫وقليـ ً‬ ‫ـا مــا يرضــي المســتأجر وينصفــه‪ ،‬الــى أن توصلــت لجنة‬ ‫للمالكيــن بدفــع مبلــغ كبيــر ألحــد رؤســاء المجلــس كــي‬ ‫يصــدر قانونـ ًـا يرضيهــم ويســمح لهــم بالتحكــم بالمســتأجر‪،‬‬ ‫وكانــت كل هــذه القوانيــن تصــدر لفتــرة زمنيــة محــددة‪.‬‬ ‫وأخيـ ًـرا صــدر القانــون البدعــة والغريــب العجيــب بمضمونــه‬ ‫وتعــرّض للطعــن فــي المجلــس الدســتوري حتــى قيــل‬ ‫رئيســين‪ ...‬للجمهوريــة داخــل فيــه نــص يتوقــف تنفيــذه اال‬ ‫بعــد صــدور مراســيم معينــة تجعلــه‬ ‫ً‬ ‫نافــذا‪ .‬وهــو قانــون أدخــل النــاس‬ ‫بعضـ ًـا ببعــض وغيــر قابــل للتنفيـ ًـذ‪.‬‬ ‫إن الحــق الطبيعــي لإلنســان‬ ‫هــو‪ :‬المــأكل والملبــس والمســكن‬ ‫وعلــى الحكومــة ان ترعــى هــذا‬ ‫الحــق وتصونــه‪ ،‬ال ان تتركــه بيــد‬ ‫تجــار البنــاء أصحــاب رأس المــال‬ ‫المتوحــش‪.‬‬ ‫إن القانــون األخيــر يقــر صراحــة أن‬ ‫األكثريــة الســاحقة من المســتأجرين‬ ‫عاجــز عــن دفــع اإليجــار الــذي‬ ‫زاد مئــات المــرات وزاد للمالــك‬

‫‪24‬‬

‫أديب العقيقي‬

‫رأس مالــه المســتعمل فــي البنــاء مئــات المــرات مــن أحــد‬ ‫األســباب إرتفــاع ســعر األرض والمعــروف أن ســعر األرض‬ ‫يرتفــع بفضــل ســاكينيها ال بفضــل ماليكيهــا وجــاء قانــون‬ ‫جديــد يحــرم المســتأجر مــن أي تعويــض ويضعــه في الشــارع‬ ‫بعــد توقــف الصنــدوق الــذي هــو لفتــرة زمنيــة محــددة‪.‬‬ ‫ال أيهــا المتشــرعون النبهــاء وأول صفــة مــن صفــات القانــون‬ ‫ً‬ ‫عــادال ويســاوي بيــن النــاس‪ .‬مــا رأيــك ايهــا‬ ‫أن يكــون‬ ‫المتشــرع الكريــم بمالـ ٍـك يمتلــك في بيروت مئتين وخمســين‬ ‫مفتاحـ ًـا‪ ،‬هــل هــذا بحاجــة الــى هــذه الزيــادات الخياليــة‪،‬‬ ‫وهــل يوجــد فــي العالــم مــن ينتــج ســلعة ويعرضهــا ليســتفيد‬ ‫منهــا غيــره وتبقــى ملكــه الــى األبــد وبهــذا يكــون قــد نقــل‬ ‫الســكن مــن الخانــة اإلجتماعيــة الــى الخانــة التجاريــة‪ ،‬وهــذا‬ ‫غيــر جائــز ان يتاجــر بســلعة او بمنتــج ويبقــى ملكــه‪ .‬نحــن‬ ‫نضــع حـ ً‬ ‫ـا ينصــف التاجــر والمســتهلك يجــب أن يصنــف‬ ‫البنــاء صنفــان صنــف للســكن الدائــم وصنــف للســكن‬ ‫المؤقــت وأن تحــدد األبنيــة بتاريــخ بناءهــا ولــكل عشــر‬ ‫ســنوات لعمــر األبنيــة وضــع خــاص‬ ‫بهــا ال ان يأتــي قانــون يســاوي بيــن‬ ‫مســكن عمــره مئــة ســنة ومســكن‬ ‫عمــره عشــر ســنوات‪.‬‬ ‫الســكن الدائــم يكــون بــدل اإليجــار‬ ‫قسـ ً‬ ‫ـطا علــى الحســاب مــن الســكن‬ ‫والســكن المؤقــت أن يكــون‬ ‫المســكن مجهـ ًـزا بفــرن غــاز وغســاله‬ ‫وبــراد كمــا هــي الحــال فــي بعــض‬ ‫الــدول األوروبيــة‪.‬‬ ‫أمــا األبنيــة الحاليــة خصوصـ ًـا التــي‬ ‫ً‬ ‫عامــا‬ ‫يزيــد عمرهــا علــى عشــرين‬ ‫يجــب أن ال تــزاد بدالتهــا ليــرة‬


‫‪25‬‬

‫حتت الضوء‬

‫واحــدة ألن المالــك يكــون قــد إســتوفى ثمــن المســكن‬ ‫مــع ربحــه المرتفــع أمــا األبنيــة التــي يوجــد فيهــا خدمــات‪:‬‬ ‫الناطــور والتدفئــة والمــاء الســاخن تقتصــر الزيــادة علــى‬ ‫الخدمــات‪.‬‬ ‫إن أبنيــة كثيــرة فــي بيــروت وغيرهــا تعرضــت ِاثنــاء الحــرب‬ ‫الــى تدميــر مختلــف األحجــام‪ ،‬رفــض المالــك القبــام‬ ‫بالتوقيــع قــام بــه المســتأجر هــذه الحــاالت لــم يلحظهــا‬ ‫القانــون الجديــد‪ ،‬كثيــر مــن المالكيــن ال يقومــون بصيانــة‬ ‫ابنيتهــم يقــوم بهــا المســتأجرون خصوصـ ًـا فــي بعــض األبنيــة‬ ‫المفــرزة وأصبــح قســم منهــا مبــاع‪.‬‬ ‫يجــب تعديــل قانــون البنــاء وفــرض حــد أدنــى لمســاحات‬ ‫الغــرف وأقســام البنــاء ال ان يكــون الحمــام بعــرض متــر مثـ ً‬ ‫ـا‬ ‫وغرفــة النــوم ال تتســع لســرير وخزانــة والمصاعــد ال تقــل عــن‬ ‫اربعــة أشــخاص وعــرض الــدرج ال يقــل عــن ‪ ١٢٥‬ســم‪.‬‬ ‫نتمنــى علــى المشــترع الكريــم ان يكــون هدفــه فــي التشــريع‬ ‫العدالــة وتنظيــم عالقــات النــاس بعضهــم ببعــض بشــكل‬ ‫ً‬ ‫صوابــا ويتذاكــوا ويتشــاطروا‬ ‫ســليم‪ ،‬ال ان تجعلــو الخطــأ‬ ‫صوابــا الخطــأ يبقــى خطــأً‬ ‫ً‬ ‫فيظنــون ان الخطــأ أصبــح‬ ‫ويســتحيل تحويلــه الــى صــواب وبوجــود الخطــأ ال يمكــن‬ ‫أن تكــون عدالــة‪:‬‬ ‫إليكــم بعــض األمثلــة‪ :‬فــي أي بلبــد مــن العالــم وبظــل اي‬ ‫نــوع مــن أنظمــة الحكــم‪ ،‬تأتــي زيــادة مــن قبــل الدولــة علــى‬ ‫مدفوعــات المواطنيــن تفــوق المئــة فــي المئــة دفعــة واحــدة‬ ‫مؤخـ ًـرا زاد الطابــع األميــري علــى فاتــورة التلفــون مــن ألــف‬ ‫ً‬ ‫شــهريا‬ ‫ليــرة كل ثالثــة أشــهر الــى الفيــن وخمســمئة ليــرة‬ ‫بمعنــى ان هــذا الرســم كان خــال ســنة كاملــة أربعــة آالف‬ ‫ليــرة فأصبــح ثالثيــن الــف ليــرة فــي الســنة فأصبــح ســبعة‬ ‫اضعــاف ونصــف‪.‬‬ ‫كذلــك فــي قانــون اإليجــارات جــاءت الزيــادة أكثــر مــن‬ ‫مئتيــن بالمئــة وبزيــادة أربعــة اضعــاف سـ ً‬ ‫ـنويا لتصبــح اكثــر‬ ‫مــن عشــرة اضعــاف خــال صالحيــة هــذا القانــون‪ ،‬كان‬ ‫مســكن مؤجــر أول ســنة ‪ 1963‬بمبلــغ وقــدره الفــان ومئتــي‬ ‫ليــرة لبنانيــة وكلفــة هــذا المســكن مــع ســعر االرض فــي‬ ‫بيــروت خمســة عشــرة الــف ليــرة لبنانيــة أو (خمســة االف‬

‫دوالر) بموجــب هــذا القانــون البدعــة يصبــح أيجــار هــذا‬ ‫المســكن ثمانيــة االف دوالر أر اثنــا عشــر مليــون ليــرة لبنانيــة‬ ‫سـ ً‬ ‫ـنويا اي اكثــر مــن ثمنــه األصلــي أر كلفتــه‪ ،‬لذلــك يجــب ان‬ ‫ـال يحــي العــدل‪.‬‬ ‫نصــرخ وبصــوت عـ ٍ‬ ‫هــذا بعــد ان قبــض مالــك هــذا المســكن علــى فتــرة‬ ‫خمسةوخمســين ســنة بــدالت تفــوق ســعر كلفتهــا عشــرات‬ ‫المــرات مــع الربــح المحقــق مــن األيجــار‪ ،‬رحمــة بالنــاس أيهــا‬ ‫المتشــرع الكريــم‪.‬‬ ‫نطلــب مــن فخامــة رئيــس الجمهوريةالعمــاد ميشــال عــون‬ ‫والــذي طعــن امــام المجلــس الدســتوري بهــذا القانــون ان‬ ‫يتقــدم نوابــه بمشــروع قانــون معجــل مكــرر الــى المجلــس‬ ‫النيابــي بإلغــاء هــذا القانــون وتحديــد القانــون الســابق لمــدة‬ ‫عشــر ســنوات ريثمــا يكــون الوضــع اإلقتصــادي والمالــي قــد‬ ‫إســتقر وتكــون الدولــة خرجــت مــن ديونهــا‪ .‬إن الثــورات‬ ‫االجتماعيــة فــي كل مــكان كانــت نتيجــة ظلــم وقــع علــى‬ ‫النــاس‪.‬‬ ‫مالحظــة‪ :‬أصــدرت الدولــة الفنلنديــة قانــون منذ ســنوات‪ ،‬أثر‬ ‫ازمــة بيــن المســتأجرين والمالكيــن‪ ،‬يقضي بملكية المســتأجر‬ ‫المأجــور إذا كان مسـ ً‬ ‫ـتأجرا منــذ ثالثيــن ســنة أو أكثــر وأذا لــم‬ ‫يقــدم المالــك بتســجيل المســكن لمســتأجره تقــوم الحكومــة‬ ‫الفنلنديــة بذلــك‪ ،‬دولتنــا تشــبه الــدول االجنبيــة التــي ليســت‬ ‫لصالــح المواطنيــن‪ .‬أمــا األمــور التــي تحصــل فــي الــدول‬ ‫األجنبيــة كفنلنــدا مثـ ً‬ ‫ـا‪ ،‬ل علــم للدولــة اللبنانيــة بهــا‪.‬‬ ‫بتحجــج اصحــاب المــال بــأن القوانيــن اإلســتثنائية توقــف‬ ‫حركــة البنــاء ويتعامــون عــن مشــهد المــدن اللبنانيــة بأبنيتهــا‬ ‫الشــاهقة والحديثــة التــي قامــت بظــل القوانيــن اإلســتثنائية‬ ‫حتــى الســاعة‪ ،‬الن مــردود البنــاء كبيــر ً‬ ‫جــدا وال مجازفــة‬ ‫ً‬ ‫أخيــرا وهــو غيــر‬ ‫فيهــا‪ .‬أمــا القانــون البدعــة الــذي صــدر‬ ‫قابــل للتنفيــذ قــد أوقــف الحركــة العقاريــة‪ ،‬وتــرك كثيــر مــن‬ ‫المســتأجرين منازلهــم وعــادوا الــى قراهــم وترجعــت االســعار‬ ‫بحــدود ‪ ٪٣٥‬هــذا ممــا يؤكــد أن بعــض المســؤولين فــس هذه‬ ‫البــاد ضــد بلدهــم وضــد مواطنيهــم وهــذه ظاهــرة غريبــة ان‬ ‫دلــت علــى شــيئ فهــي تــدل علــى عــدم المواطنيــة وإنعــدام‬ ‫الحــس الوطنــي‪.‬‬


‫دراسة‬ ‫‪1‬‬

‫مرافعة عن اإلنسان‬

‫ا‬ ‫أل‬ ‫دب‬

‫يحكى أنه ‪...‬‬ ‫كان هنـــاك فـــارس شـــجاع‪ ،‬تغنـــت بـــه أغنيـــات القرن‬ ‫الخامـــس عشـــر‪ ،‬وحكايـــات الفولكلـــور اإلنجليـــزي في‬ ‫القـــرن الســـادس عشـــر‪ ،‬عـــاش فـــي العصور الوســـطى‪،‬‬ ‫وســـرعان مـــا جمـــع مـــن حولـــه جمـــوع مـــن الشـــباب‪،‬‬ ‫ً‬ ‫معقـــا لهم‪،‬‬ ‫اســـتوطنوا غابـــة شـــيروود‪ ،‬ليتخـــذوا منهـــا‬ ‫يشـــنون منـــه هجماتهـــم علـــى األغنيـــاء‪ ،‬وحربهـــم على‬ ‫شـــيريف نوتينجهام‪ .‬وأمسى الوصف الكالسيكي لروبن‬ ‫هـــود‪ ،‬أنه مـــن األبطال الخارجين علـــى القانون ‪Heroic‬‬ ‫‪ ،Outlaw‬فـــكان مـــن أهـــم المتصدين لفســـاد الســـلطة‪.‬‬ ‫وصار شـــعاره الســـرقة من األغنياء الطعام الفقراء – أي‬ ‫انصافهم‪.‬‬ ‫ويحكى أن ‪...‬‬ ‫ً‬ ‫شـــعبا هـــب ضـــد الظلـــم والفقـــر واالســـتبداد‪ ،‬فغيـــر‬ ‫مســـار العالـــم‪ ،‬وهـــز أركان النظـــم الملكيـــة المطلقة في‬ ‫أوروبـــا وأرســـى لنظـــم جديدة‪ ،‬فـــكان شـــعاره "الحرية‪،‬‬ ‫والمســـاواة‪ ،‬واألخوة"‪ .‬فكانت الثـــورة التي يحتذى بها‬ ‫ضـــد فســـاد الحـــكام ونظمهم‪.‬‬ ‫وبيـــن يحكـــى أن ويحكـــى أن‪ ،‬وما بعدهمـــا‪ ،‬حكايات‬

‫أ‪.‬د‪ .‬ناديا إسكندراين‬

‫‪2‬‬

‫د‪ .‬ليلى حلمي‬ ‫وروايـــات وأش ــعار ومس ــرحيات وكتاب ــات وأغني ــات‪،‬‬ ‫نســـتعرض ف ــي ه ــذه الورقة القلي ــل منها‪ ،‬ف ــي محاولة‬ ‫لســـبر أغـــوار العالق ــة الوطيدة بي ــن هذيـــن المجالين‪،‬‬ ‫فرســـالة الش ــاعر واألديب تعتمد عل ــى الخيال واإليحاء‬ ‫والصور الجمالية‪ ،‬الستش ــراف دوافع اإلنس ــان ومشاعره‬ ‫أدبيا وإنس ـ ً‬ ‫وأفعالـــه‪ ،‬ومن ثم تفس ــيرها ً‬ ‫ـانيا‪ ،‬بينما تتركز‬ ‫رســـالة رج ــل القانون عل ــى المنطق والحج ــة ومخاطبة‬ ‫العقـــول‪ ،‬لمعاقبة المخط ــئ وفض النزاعـــات والتوفيق‬ ‫بيـــن المصال ــح ودعم الس ــلم االجتماعي‪ .‬وتظ ــل الغاية‬ ‫واحـــدة بي ــن اإلثني ــن – الس ــمو باإلنس ــان وعالقات ــه‪،‬‬ ‫والنهـــوض بمجتمع ــه‪ ،‬واالرتقاء بتجارب ــه‪ ،‬وتمكينه من‬ ‫التعبيـــر عـــن نفس ــه‪ ،‬م ــع الحف ــاظ على حقوقه و س ــمو‬ ‫القيـــم اإلنس ــانية‪ .‬ل ــذا تستكش ــف ه ــذه الورق ــة بعض‬ ‫نقـــاط التالقي ه ــذه بي ــن األدب والقان ــون‪ ،‬في ثالثة‬ ‫أوجه رئيس ــة‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪ .1‬األديب ً‬ ‫‪/‬قانونيا‪،‬‬ ‫اجتماعيا‬ ‫ناقدا‬ ‫‪ .2‬واألدب وع ــا ًء فكري ـ ًـا لتثقي ــف الش ــعوب وتش ــكيل‬ ‫وعيهـــا ورأيها‪،‬‬ ‫‪ .3‬واألدب س ـ ً‬ ‫ـاحا للتأثي ــر ف ــي الواق ــع ‪ /‬والواق ــع‬ ‫القانونـــي‪ ،‬وم ــن ث ــم تغيي ــره‪.‬‬

‫جاءت هذه الورقة عن عرض قدمته الكاتبتان في ندوة "األدب والقانون"‪ ،‬والتي عقدتها كلية العلوم اإلنسانية وكلية الحقوق‬ ‫والعلوم السياسية في ‪ 30‬نيسان ‪ /‬أبريل ‪.2018‬‬ ‫أستاذ األدب الفرنسي‪ ،‬ورئيس قسم اللغة الفرنسية وآدابها‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة بيروت العربية‬ ‫أستاذ مشارك‪ ،‬ورئيس قسم اللغة اإلنجليزية وآدابها‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة بيروت العربية‬

‫‪26‬‬

‫‪3‬‬


‫دراسة‬

‫وبادئ ذي بدء ‪...‬‬ ‫ً‬ ‫تأثيرا‬ ‫فالمســـرح من أقـــدم األشـــكال األدبية‪ ،‬وأكثرهـــا‬ ‫فـــي المجتمـــع‪ ،‬فكان شـــكل بناء المســـرح فـــي العصور‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫شـــكال‬ ‫دائمـــا ما يتخذ‬ ‫تحديـــدا‪،‬‬ ‫القديمـــة‪ ،‬واإلغريقيـــة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مجتمعيـــا‪ ،‬برلمانيـــا‪ ،‬تأتـــي أحداث المســـرحية‬ ‫دائريـــا‪،‬‬ ‫فـــي مركـــزه‪ ،‬وتجلـــس الجموع حـــول العرض‪.‬‬ ‫وجـــاءت فكـــرة العدالـــة‪ ،‬وارســـاء مبـــادئ الثـــواب‬ ‫والعقـــاب‪ ،‬مـــع أولـــى تعريفـــات الفيلســـوف اإلغريقـــي‬ ‫أرســـطو للتراجيديـــا والبطـــل التراجيـــدي‪ ،‬فالمســـرحية‬

‫التراجيدية في تعريف أرســـطو هي شـــكل من أشـــكال‬ ‫الدرامـــا‪ ،‬الـــذي يثيـــر الشـــفقة والخوف لدى المشـــاهد‪،‬‬ ‫وذلـــك مـــن خـــال تقديمهـــا لعناصـــر الحياة والشـــقاء‬ ‫على المســـرح‪ ،‬وتنجم أوجه الشـــقاء هـــذه من خصائص‬ ‫البطـــل التراجيـــدي‪ ،‬فهـــو البطـــل الـــذي يتمتـــع برغـــد‬ ‫ً‬ ‫قـــرارا‪ ،‬تكون أحد أبعـــاده ذات صلة‬ ‫العيـــش‪ ،‬ثم يتخذ‬ ‫بمفاهيـــم العدالـــة و‪/‬أو الثـــأر‪ ،‬ممـــا يـــؤدي ال محالة إلى‬ ‫عـــذاب البطـــل وفنائه‪.‬‬

‫ولعـــل أب ــرز مث ــال م ــن العص ــور القديم ــة‪ ،‬مس ــرحية‬ ‫"أنتيجون" للكاتب المس ــرحي اإلغريقي سوفوقل‪ ،‬وهي‬ ‫نص كالس ــيكي للعالقة الوطي ــدة بين األدب والقانون‪.‬‬ ‫وتعتمـــد أح ــداث المس ــرحية‪ ،‬وه ــي المس ــرحية الثالثة‬ ‫فـــي ثالثي ــة مس ــرحيات ثيف ــا (أو طيب ــة اإلغريقي ــة)‪،‬‬ ‫علـــى م ــا وقع قب ــل بدايتها م ــن أحداث‪ ،‬حي ــث تقاتل‬ ‫األخـــوان ايتيوكلي ــس وبولينيس ــيز خ ــال الح ــرب‬ ‫األهليـــة‪ ،‬ولقي ــا حتفهما في س ــعيهما العت ــاء العرش‪.‬‬ ‫وجـــاء ق ــرار كري ــون‪ ،‬حاكم ثيف ــا الجديد‪ ،‬معلن ـ ًـا تكريم‬ ‫ايتيوكلي ــس ودفنه ً‬ ‫طبقا للش ــرائع والطقوس‪ ،‬بينما كان‬ ‫حكمـــه أن بولينيس ــيز قد جاء بالخزي والع ــار‪ ،‬ومن ثم‬ ‫ســـيتم عقاب ــه بترك جثمان ــه فريس ــة للطي ــور الجارحة‬ ‫والديـــدان‪ ،‬وكان ه ــذا يعد م ــن أفظع أش ــكال العقاب‬ ‫التـــي يمك ــن الحاقه ــا بش ــخص م ــا‪ .‬وتظه ــر أنتيجون‬ ‫على خش ــبة المس ــرح م ــع ش ــقيقتها‪ ،‬معلنة أنه ــا تنتوي‬ ‫دفن جثمان ش ــقيقها‪ ،‬متحدية رغبة كريون وس ــيادته‪،‬‬ ‫فارتكبـــت الجريمة الش ــنعاء التي اس ــتحقت عنها ً‬ ‫عقابا‬ ‫أشـــد‪ .‬وعندما يكتش ــف أمرها‪ ،‬وتمثل أم ــام كريون‪ ،‬ترد‬ ‫بشـــجاعة على اس ــتجواباته‪ ،‬وتق ــر بأنها ت ــرى في قراره‬ ‫فجـــرا وفس ـ ً‬ ‫ً‬ ‫ـوقا‪ ،‬وقناع ــة ب ــأن م ــا أقدم ــت علي ــه فعل‬ ‫أخالقـــي وعب ــرة يعتبر به ــا‪ .‬ويق ــرر كري ــون أن يتم وأد‬ ‫أنتيجـــون ف ــي كهف إل ــى أن تلفظ أنفاس ــها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وكثيـــرا م ــا ينظ ــر للعالق ــة بي ــن أنتيج ــون وخالهـــا‬ ‫كريـــون‪ ،‬بأنه ــا عالق ــة تص ــادم بي ــن قانون إله ــي وآخر‬ ‫بشـــري‪ .‬فاهتم ــام كري ــون ينص ــب عل ــى الحف ــاظ على‬ ‫النظـــام السياس ــي واالجتماع ــي‪ ،‬بينما تخ ــرق انتيجون‬ ‫"القانـــون"‪ ،‬وتق ــرر دفن أخاه ــا‪ ،‬ضاربة ع ــرض الحائط‬ ‫بـــكل ما يمث ــل أعمدة الس ــطوة والنظام‪ .‬وم ــن ثم تثير‬ ‫المســـرحية تس ــاؤالت حول قس ــوة العق ــاب‪ ،‬ومبررات‬

‫‪27‬‬


‫دراسة‬ ‫األفعـــال مقابل طبيعـــة القوانين‪ ،‬ونجد أنـــه فور اصدار‬ ‫كريـــون لحكمـــه علـــى أنتيجون‪ ،‬فـــإن الرحمـــة تختفي‬ ‫من الحجج التي تســـوقها الشـــخصيات‪ ،‬ويرتكز الجدال‬ ‫حـــول العدالة المجردة – والمجردة ربما من إنســـانيتها‬ ‫ وكيفية ارســـائها‪.‬‬‫ً‬ ‫خالفا ً‬ ‫حادا كان قد نشب بين سوفوقل‬ ‫ويحكى أن ‪...‬‬ ‫ذاتـــه وابنـــه أيوفـــون‪ ،‬حيـــث كان ســـوفوقل يفضـــل‬ ‫حفيـــده علـــى ابنه‪ .‬فما كان من االبـــن إال أن طلب من‬ ‫المحكمـــة الحجـــر على والـــده الصابته بالخـــرف – ولم‬ ‫ً‬ ‫دفاعا عن نفســـه ســـوى أن قـــرأ ً‬ ‫جزءا‬ ‫يقـــدم ســـوفوقل‬ ‫مـــن مســـرحية له أمـــام القاضي‪ ،‬يصف الكـــوروس فيها‬ ‫مـــكان مولـــده‪ ،‬فمـــا كان للقاضـــي من حكم‪ ،‬ســـوى أن‬ ‫ً‬ ‫منقذا لســـوفوقل‪.‬‬ ‫بـــرأ األب‪ .‬وجاء األدب‬ ‫وعندمـــا نأتـــي إلى شيكســـبير‪ ،‬كاتـــب انجلترا األشـــهر‪،‬‬ ‫نتحـــدث عـــن "فن القانـــون"‪ .‬فعلـــى الرغم مـــن أنه لم‬ ‫يـــدرس القانـــون قط‪ ،‬إال أن لغة شيكســـبير المســـرحية‬ ‫تزخـــر بعبـــارات قانونيـــة‪ ،‬وموضوعـــات تســـبر أغـــوار‬ ‫القضايـــا اإلنســـانية‪ ،‬ومشـــاهد لمحاكمـــات ومرافعـــات‬ ‫وقـــرارات‪ .‬فنـــراه في مســـرحية "تاجر البندقيـــة" يطرح‬ ‫قضيـــة مـــن أهـــم قضايـــا تالقـــي األدب والقانـــون –‬ ‫قضيـــة العدالـــة مقابـــل الرحمـــة‪ .‬ففي أحـــداث القصة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مضطـــرا القتراض‬ ‫يجـــد تاجـــر البندقية انطونيو نفســـه‬ ‫مبلغ من المال من شـــايلوك المرابي‪ ،‬لمســـاعدة صديقه‬ ‫ً‬ ‫تاجرا‬ ‫الـــذي كان يمـــر بضائقـــة ماليـــة‪ .‬وكان أنطونيـــو‬ ‫ً‬ ‫متوقعـــا عـــودة ســـفنه وقدرتـــه علـــى رد الدين‬ ‫ناجحـ ًــا‪،‬‬ ‫دون تـــردد‪ ،‬لكن شـــايلوك لـــم يوافـــق إال على مضض‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أخيرا علـــى اقراض أنطونيـــو المال دون‬ ‫وعندمـــا وافـــق‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فائـــدة ربا‪ ،‬وضع شـــرطا تعجيزيا‪ :‬إذا ما فشـــل أنطونيو‬ ‫فـــي رد المال فـــي الموعد المحدد‪ ،‬فإنـــه يطالب برطل‬ ‫من لحم جســـد أنطونيو‪ .‬ومع تطور أحداث المسرحية‪،‬‬ ‫تغـــرق كل ســـفن أنطونيو في البحـــر‪ ،‬وال يتمكن من رد‬ ‫مبلغ الدين لشـــيلوك‪ .‬ويســـعى أصدقاء أنطونيو‪ ،‬يرجون‬ ‫الرحمـــة مـــن شـــيلوك‪ ،‬الـــذي يصـــد كافـــة محاوالتهم‪،‬‬

‫‪28‬‬

‫ويصـــر علـــى الحصول على رط ــل اللحم ال ــذي صار من‬ ‫حقـــه – أفليس العق ــد ش ــريعة المتعاقدين؟؟‬ ‫ومـــن هنا تأت ــي المرافع ــة الش ــهيرة‪ ،‬التي تؤث ــر الرحمة‬ ‫على العدل‪ ،‬وترس ــي مس ــرحية شيكس ــبير لمبدأ قانوني‬ ‫رحيـــم‪ ،‬ويصب ــح الجمهور هيئ ــة المحلفين‪.‬‬ ‫ومـــع والدة الرواي ــة ف ــي الق ــرن الثامن عش ــر‪ ،‬ب ــدأ ٌ‬ ‫عهد‬ ‫جديـــد بيـــن األدب والقان ــون‪ ،‬فأت ــاح الس ــرد أس ـ ً‬ ‫ٌ‬ ‫ـلوبا‪،‬‬ ‫واهتمت الرواية بالفرد ودوافعه وأحاسيس ــه وتفاعالته‪،‬‬ ‫مما ســـاعد على تن ــاول القضاي ــا االجتماعي ــة والقيمية‬ ‫مـــن منظور مغاي ــر‪ .‬ولعل الكاتب األش ــهر هنا هو كاتب‬ ‫القرن التاس ــع عش ــر اإلنجليزي‪ ،‬تش ــارلز ديكنز‪ ،‬صاحب‬ ‫النظـــرة الناق ــدة الثاقب ــة لعي ــوب المجتم ــع وعالت ــه‬ ‫وأمراضه‪.‬‬ ‫كان ديكنـــز أول كات ــب يق ــدم بط ـ ًـا ً‬ ‫طفال ف ــي روايته‬ ‫الثانيـــة "أوليف ــر تويس ــت"‪ ،‬وه ــي قصة فت ــى يتيم‪ ،‬ولد‬ ‫فـــي إصالحي ــة‪ ،‬وتم ــوت والدت ــه وه ــي تأت ــي ب ــه إل ــى‬ ‫الحيـــاة‪ .‬ويخض ــع أوليفر لقوانين الفق ــر ‪ Poor Law‬التي‬ ‫ً‬ ‫شـــروطا صارم ــة لمس ــاعدة المعدمي ــن‪ .‬وينتق ــل‬ ‫تضـــع‬ ‫أوليفـــر مـــن ي ــد إل ــى يد‪ ،‬وم ــن ورش ــة إلى أخ ــرى‪ ،‬وهو‬ ‫يعاني الفق ــر المدقع وتعتصره قبض ــة الجوع‪ ،‬فنصادف‬ ‫المشـــهد الش ــهير عندما يتقدم ً‬ ‫طالبا المزيد من الطعام‪،‬‬ ‫ونرى مجلس الس ــادة ال ــذي يدير الورش ــة وقد امتألت‬ ‫بطونهـــم ش ـ ً‬ ‫ـبعا‪ ،‬يق ــرر بي ــع أوليف ــر‪ ،‬ليصب ــح "صب ــي‬ ‫حانوتي"‪.‬‬ ‫ويطـــرح ديكن ــز قضي ــة عمال ــة األطف ــال‪ ،‬فبع ــد هروبه‬ ‫إلـــى لنـــدن‪ ،‬يق ــع أوليفر ف ــي ي ــد عصابة من النش ــالين‬ ‫األحداث‪ ،‬تحت س ــيطرة فيجان الش ــرير‪ ،‬فيبرز ديكنز‪،‬‬ ‫فـــي نقـــد مجتمع ــي الذع‪ ،‬قضي ــة أطف ــال الش ــوارع‪،‬‬ ‫ومعالجـــة القان ــون لقضاي ــا األحداث‪.‬‬ ‫وفـــي روايت ــه "آم ــال عظيم ــة"‪ ،‬يق ــدم ديكنز ش ــخصية‬ ‫المحامـــي الذي يرهب ــه الجميع‪ ،‬فهو ش ــخصية يكتنفها‬ ‫الغمـــوض‪ ،‬لم يخس ــر قضي ــة قط‪ ،‬وله الي ــد الطولى في‬


‫‪29‬‬

‫دراسة‬

‫ً‬ ‫حائرا‪ :‬هـــل المحامي‬ ‫أمـــور شـــتى‪ .‬إال أن القارئ يظـــل‬ ‫جاجـــرز ً‬ ‫فعـــا شـــخصية قانونية طيبة‪ ،‬يســـاعد ضحايا‬ ‫الظلـــم االجتماعـــي‪ ،‬وينصـــف المظلوميـــن الضعفـــاء؟‬ ‫أم أنـــه شـــخصية شـــريرة‪ ،‬بارع فـــي التالعـــب بالقانون‬ ‫لتحقيـــق أغراض ومصالح مشـــبوهة؟ ففـــي ضوء مهامه‬ ‫كمحـــام‪ ،‬فإنـــه يســـعى إلى ابـــراء ســـاحة أي وكل متهم‬ ‫أيضا نـــراه ً‬ ‫يتولـــى قضيتـــه‪ .‬ولكننـــا ً‬ ‫دوما يغســـل يديه‪،‬‬ ‫وتفـــوح منـــه رائحـــة الصابـــون‪ ،‬وكأنـــه يســـعى الخفاء‬ ‫روائـــح الفســـاد التي قد تفـــوح منه وممـــا اقترفته يداه‪.‬‬ ‫وأدت روايـــات ديكنـــز‪ ،‬وطرحه ألمراض مجتمع أســـاء‬ ‫اســـتغالل أطفاله‪ ،‬إلى عدد من االصالحـــات القانونية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أحيانا دون الســـابعة‬ ‫فقـــد كان الكثيـــر مـــن األطفـــال‪،‬‬ ‫مـــن العمـــر‪ ،‬يعملون فـــي المصانع ما بين ‪ 12‬و‪ 18‬ســـاعة‬ ‫فـــي اليـــوم‪ ،‬فـــي ظـــل ظـــروف صعبـــة وغيـــر إنســـانية‪.‬‬ ‫فعملـــت بريطانيا ما بين عام ‪ 1802‬و ‪ 1878‬على تشـــريع‬ ‫عـــدد مـــن القوانيـــن التـــي عملـــت علـــى تنظيـــم عمالة‬ ‫األطفـــال‪ ،‬فوضعـــت قيـــود على عـــدد ســـاعات العمل‪،‬‬ ‫وتحســـين ظـــروف العمل‪ ،‬ورفع ســـن العمـــل لألطفال‪.‬‬ ‫ثـــم جاء في ســـبعينيات القرن التاســـع عشـــر‪ ،‬االصالح‬ ‫القضائـــي فـــي انجلتـــرا‪ ،‬اســـتجابة للكثير مـــن الضغوط‬ ‫التـــي دعمتهـــا أعمال ديكنـــز الروائية‪.‬‬ ‫ومـــن أبـــرز األمثلـــة األدبيـــة‬ ‫األخرى التـــي أدت إلى تغيير‬ ‫جذري فـــي القانـــون والنظام‬ ‫االجتماعـــي‪ ،‬روايـــة "أن تقتل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بريئـــا" ‪To Kill a‬‬ ‫عصفـــورا‬ ‫‪ ،Mockingbird‬الروايـــة األشـــهر‬ ‫لكاتبتهـــا األمريكيـــة هاربر لي‪.‬‬ ‫وتركـــز الروايـــة‪ ،‬من خالل قصة‬ ‫المحامـــي أتيكـــوس فينـــش‪،‬‬ ‫علـــى قضايـــا الظلـــم العنصري فـــي الواليـــات المتحدة ومـــن ناحي ــة أخ ــرى‪ ،‬فق ــد كان للكت ــاب واألدب ــاء‬ ‫ً‬ ‫األمريكيـــة‪ ،‬وبخاصـــة الجنـــوب‪ ،‬فتقـــع أحداثهـــا فـــي الفرنســـيين اس ـ ً‬ ‫عظيما صاحب األعمال اإلنجليزية‬ ‫ـهاما‬ ‫بلـــدة صغيرة في أالبامـــا‪ ،‬حيث يتم اتهام رجل أســـود واألمريكي ــة‪ ،‬وتضاف ــر معها على مدار الق ــرون والعصور‪.‬‬ ‫بارتـــكاب جريم ــة اغتصاب لفتاة بيض ــاء‪ ،‬وذلك لمجرد‬ ‫االفتـــراض المجتمع ــي ب ــأن كل رجل أس ــود بالضرورة‬ ‫مجـــرم ومغتصب‪.‬‬ ‫ً‬ ‫محاميا‬ ‫ويتـــم تعيي ــن فينش‪ ،‬وهو أرم ــل وأب لطفلين‪،‬‬ ‫"للدفـــاع" ع ــن المته ــم‪ ،‬وبعد م ــداوالت واس ــتجوابات‬ ‫وأحداث ع ــدة‪ ،‬ينجح فينش في كش ــف واثبات كذب‬ ‫الفتـــاة ووالده ــا‪ ،‬وافترائهم ــا‪ ،‬وادعائهم ــا الباط ــل عل ــى‬ ‫المتهـــم‪ .‬إال أن هيئ ــة المحلفين تصر عل ــى الحكم على‬ ‫المتهـــم‪ ،‬للحف ــاظ على النظ ــام المجتمع ــي‪ ،‬مفضلة اياه‬ ‫علـــى النظ ــام القانوني‪ ،‬وقي ــم الحق والعدال ــة والرحمة‪.‬‬ ‫وجـــاءت كالس ــيكية الرواي ــة ونجاحه ــا‪ ،‬ألنه ــا أرس ــت‬ ‫لمبـــادئ نزاه ــة المحام ــي‪ ،‬ف ــي وج ــه كاف ــة الضغ ــوط‬ ‫السياس ــية والمجتمعية واأليديولوجي ــة‪ .‬كما أن الرواية‬ ‫أدت إل ــى تغيي ــر ج ــذري ف ــي العالق ــات العرقي ــة ‪/‬‬ ‫العنصري ــة ف ــي أمري ــكا‪ ،‬وم ــن ث ــم أس ــهمت ف ــي حركة‬ ‫الحقوق المدني ــة ‪،)1968-1954( Civil Rights Movement‬‬ ‫والتي س ــعت إلى ارس ــاء الحقوق القانوني ــة لألمريكيين‬ ‫من أص ــول أفريقية‪ .‬وص ــار المحام ــي أتيكوس فينش‪،‬‬ ‫ذلـــك الش ــخص الخيال ــي ف ــي رواي ــة‪ ،‬مص ـ ً‬ ‫ـدرا إلله ــام‬ ‫أجيـــال م ــن المطالبي ــن بالعدال ــة‪ ،‬كون ــه مث ــل أعل ــى‬ ‫للمقاوم ــة االجتماعية الس ــلمية‪.‬‬


‫دراسة‬ ‫فشـــهد عصـــر التنويـــر ‪Siècle des‬‬ ‫‪ Lumieres‬أي القـــرن الثامـــن عشـــر‪،‬‬

‫باقـــة مـــن األدبـــاء الذيـــن عملـــوا‬ ‫علـــى المطالبـــة بمبـــادئ الحريـــة‬ ‫والعدالـــة والمســـاواة فـــي زمن كان‬ ‫الملـــك يســـتمد فيـــه ســـلطته مـــن‬ ‫الحـــق اإللهـــي‪ ،‬وكانت حريـــة الفكر‬ ‫ً‬ ‫ســـائدا‪.‬‬ ‫والمعتقـــد مقيـــدة والظلـــم‬ ‫فقـــاوم الكتـــاب واألدبـــاء هـــذه‬ ‫الســـلطة وقاومـــوا التســـلط‪ ،‬ســـواء‬ ‫فـــي كتاباتهـــم الروائيـــة‬ ‫ومقاالتهـــم‪ ،‬التي أظهرت‬ ‫العالقـــة الوثيقـــة بيـــن‬ ‫األدب والقانـــون‪ ،‬ممـــا‬ ‫أدى إلى الثورة الفرنســـية‬ ‫فـــي العـــام ‪.1789‬‬ ‫ّ‬ ‫نـــدد ُك ّتـــاب عصـــر‬ ‫التنويـــر بنقائـــص العدالة‬ ‫ومغالطـــات المحاكـــم‪.‬‬ ‫فعلـــى ســـبيل المثـــال‪،‬‬ ‫شن الفيلســـوف والكاتب‬ ‫الفرنسي فولتير في القرن‬ ‫الثامـــن عشـــر‪ ،‬حملة ضد‬ ‫المغالطـــات القضائيـــة‪،‬‬ ‫حيث أنـــه تبنـــى الدعوى‬ ‫الموجهة ضد عائلـــة كاالس ليجعل‬ ‫منهـــا "قضيـــة كاالس"‪ :‬فمن خالل‬ ‫حالـــة خاصـــة اســـتطاع أن يفـــرض‬ ‫علـــى الـــرأي العـــام االعتـــراف بمبدأ‬ ‫التســـامح بعـــد ســـجال طويـــل‪.‬‬ ‫ففـــي الثانـــي عشـــر مـــن تشـــرين‬ ‫األول عـــام ‪ ،1761‬وُ جـــد مـــارك‬ ‫أنطـــوان كاالس‪ ،‬االبـــن البكر لتاجر‬

‫‪30‬‬

‫بروتســـتانتي فـــي تولـــوز مش ـ ً‬ ‫ـنوقا‬ ‫فـــي متجـــر أبيـــه‪ .‬ظـــل مـــوت هذا‬ ‫ً‬ ‫الشـــاب ً‬ ‫قضائيـــا‪ .‬أهو انتحا ُر أم‬ ‫لغزا‬ ‫جريمـــة قتل؟ فـــي الواقـــع‪ ،‬انحرف‬ ‫التحقيـــق عن مســـاره الصحيح منذ‬ ‫البداية بســـبب اتخاذ حكم مس ــبق‬ ‫مناهـــض للمذهـــب البروتســـتانتي‪:‬‬ ‫فانتشـــرت إشـــاعة مفادها أن مارك‬ ‫أنطـــوان االبـــن كان قـــد قـــرر أن‬ ‫يتحـــول إلـــى الكاثوليكيـــة مـــا دفع‬

‫والديـــه إلـــى قتله‪ .‬وفـــي العام ‪1762‬‬ ‫ُحكـــم علـــى جـــان كاالس األب‬ ‫بالتعذيب بالـــدوالب حتى الموت‪.‬‬ ‫واعتقـــد فولتيـــر في بـــادئ األمر أن‬ ‫ً‬ ‫نظـــرا لتعصبه‬ ‫كاالس األب مذنـــب‬ ‫البروتســـتانتي‪ ،‬غيـــر أن تناقض ــات‬ ‫الحكـــم ســـرعان ما أدخلت الش ــك‬ ‫إلـــى فكر فولتير‪ ،‬وحيـــن أصبح على‬

‫قناع ــة تام ــة بب ــراءة األب المحكوم‬ ‫علي ــه باإلع ــدام‪ ،‬ق ــرر أن يتبن ــى‬ ‫القضي ــة‪ .‬وعل ــى إث ــر تنفي ــذ حك ــم‬ ‫اإلع ــدام بج ــان كاالس األب س ــنة‬ ‫‪ ،1763‬كت ــب فولتي ــر كتاب ــه القي ــم‬ ‫"رس ــالة ف ــي التس ــامح"‪ ،‬م ــا كان له‬ ‫ً‬ ‫دورا ف ــي نق ــض الحكم ال ــذي كان‬ ‫ق ــد أص ــدره برلم ــان تول ــوز‪ ،‬كما تم‬ ‫تبرئة ج ــان كاالس في العام ‪،1765‬‬ ‫ورد اعتب ــاره‪.‬‬ ‫وواص ــل فولتير حملته‬ ‫ض ــد المغالط ــات‬ ‫القضائية‪ :‬فبعد قضية‬ ‫كاالس تبن ــى قضي ــة‬ ‫س ــيرفان وتمك ــن من‬ ‫تبرئ ــة عائلت ــه‪ ،‬فض ـ ًـا‬ ‫ع ــن عائل ــة ال ب ــار ‪...‬‬ ‫ال ــخ‪ .‬كم ــا أن ــه ل ــم‬ ‫يك ــف ع ــن مداخالته‬ ‫ضحاي ــا‬ ‫لصال ــح‬ ‫المغالطـــات القضائية‪،‬‬ ‫مس ـ ً‬ ‫ـلطا الض ــوء عل ــى‬ ‫اس ــتخفاف المحاك ــم‬ ‫وع ــدم‬ ‫بالقضايـــا‬ ‫احترامهـــا للمتطلب ــات‬ ‫المتعلق ــة بالوص ــول إل ــى الحقيق ــة‬ ‫الكامل ــة ف ــي المس ــائل القضائي ــة‪،‬‬ ‫مبين ـ ًـا أن ع ــدم التس ــامح ال ين ــدرج‬ ‫تح ــت القان ــون الطبيع ــي‪.‬‬ ‫ونتيج ــة لمطالب فولتي ــر المتكررة‪،‬‬ ‫ُس ــنت الم ــادة ‪ 10‬لحقوق االنس ــان‬ ‫والمواطن في العام ‪ ،1789‬ومفادها‪:‬‬ ‫"ال يج ــوز التعرض ألح ــد لما يبديه‬


‫الدفـــاع عن حق ــوق المرأة" وترأس ــتها‪ .‬ونتيج ــة لكفاح‬ ‫هذه الجمعية‪ ،‬س ــنت الحكومة الفرنس ــية ع ــدة قوانين‬ ‫تنصـــف المرأة وتس ــاعدها على ني ــل حريتها‪.‬‬ ‫ومـــن المس ــائل االجتماعي ــة والقانوني ــة الب ــارزة الت ــي‬ ‫تناولهـــا األدباء في كتاباتهم‪ ،‬قضية المس ــاواة واألخوة‪.‬‬ ‫ففـــي الع ــام ‪ ،1753‬طرح ــت أكاديمي ــة ديج ــون مباراة‬ ‫حـــول مصدر عدم المس ــاواة بين البش ــر‪ ،‬وفيما إذا كان‬ ‫يتأتـــى من قان ــون طبيعي‪.‬‬ ‫وشـــارك األديب والفيلسوف الفرنس ــي من عصر التنوير‪،‬‬ ‫جـــان جاك روس ــو به ــذه المب ــاراة وأجاب عن الس ــؤال‬ ‫المطروح في خطابه حول الالمس ــاواة‬ ‫قائ ـ ًـا إن المص ــدر األول للش ــر يكم ــن‬ ‫ف ــي الالمس ــاواة‪ ،‬ونتيج ــة ذل ــك‬ ‫طال ــب بالمس ــاواة بي ــن البش ــر‪ ،‬وه ــذا‬ ‫المب ــدأ س ــيكون ش ـ ً‬ ‫ـعارا أساس ـ ًـيا للثورة‬ ‫الفرنسية‪.‬‬ ‫وق ــد ن ــدد روس ــو بالعي ــوب الكامنـــة‬ ‫ف ــي المجتم ــع‪ ،‬ورأى أنه ــا ال تنج ــم‬ ‫إال ع ــن إنس ــان خضع لحكم مس ــتبد‪.‬‬ ‫وإلص ــاح ه ــذا الوض ــع إذن‪ ،‬يج ــب‬ ‫بن ــاء مجتمع مثال ــي‪ .‬عندها ب ــدأ ً‬ ‫عمال‬ ‫ضخم ـ ًـا حول المؤسس ــات السياس ــية‪،‬‬ ‫وص ــاغ بي ــن العامي ــن ‪ 1759‬و‪1761‬‬ ‫"العقد االجتماع ــي" ‪ ،Le Contrat Social‬وحدد غاية هذا‬ ‫الميثـــاق تحت عن ــوان "مبدأ الحق السياس ــي"‪ .‬وبحث‬ ‫روســـو ف ــي هذا الكت ــاب الش ــروط التي تجعل الس ــلطة‬ ‫ً‬ ‫محلال أس ــاس هذه‬ ‫السياس ــية ش ــرعية أم غير ش ــرعية‪،‬‬ ‫الســـلطة وطبيعته ــا‪.‬‬ ‫فاهتـــم روس ــو بالمحافظ ــة عل ــى االس ــتقاللية الفرديـــة‬ ‫ورأى أن القواني ــن هي الضمان الوحيد ضد االس ــتبداد‪،‬‬ ‫والرســـاء الديمقراطي ــة‪ ،‬الت ــي ال ش ــرعية دونه ــا‪ .‬ول ــن‬

‫‪31‬‬

‫دراسة‬

‫مـــن األفكار حتى في المســـائل الدينية‪ ،‬على شـــرط أن‬ ‫تكـــون هذه األفـــكار غير مخلة باألمـــن العام"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كمـــا لعـــب فولتيـــر ً‬ ‫بـــارزا فـــي قضيـــة النضـــال من‬ ‫دورا‬ ‫أجـــل الحريـــة وتحرير الرقيـــق‪ ،‬ففي الســـابع من أيلول‬ ‫مـــن العـــام ‪ 1770‬أتـــى عـــدد مـــن الرقيـــق مـــن منطقـــة‬ ‫فرانـــش كوتيـــه ‪ Franche-Comté‬الفرنســـية يتلمســـون‬ ‫الحمايـــة مـــن فولتيـــر‪ .‬وفي الحـــال قام فولتيـــر بحملة‬ ‫ً‬ ‫ســـعيا إللغـــاء العبودية في‬ ‫كبيـــرة موجهـــة للرأي العـــام‬ ‫فرنســـا‪ ،‬وصاغ العشـــرات من العرائض ورســـائل الهجاء‬ ‫والمذكـــرات ضـــد العبوديـــة‪ ،‬كمـــا أنـــه كتـــب نبـــذة من‬ ‫مذكـــرة مـــن أجـــل الغـــاء العبوديـــة بشـــكل كامـــل في‬ ‫فرنســـا (‪.)1775‬‬ ‫ً‬ ‫وكان لكتابـــات المـــرأة ً‬ ‫بـــارزا في‬ ‫دورا‬ ‫تغيير الواقـــع االجتماعـــي والقانوني‪،‬‬ ‫فســـاهمت الكثيـــر مـــن الكاتبات في‬ ‫قضيـــة حقـــوق المـــرأة‪ .‬فقد نشـــرت‪،‬‬ ‫على ســـبيل المثال‪ ،‬الكاتبة ســـيمون‬ ‫دو بوفـــوار‪ ،‬التـــي ولـــدت فـــي العـــام‬ ‫‪ ،1908‬كتابهـــا "الجنـــس اآلخـــر" ‪Le‬‬ ‫‪ deuxième sexe‬فـــي العـــام ‪،1949‬‬ ‫ً‬ ‫مؤسســـا لكفاح‬ ‫ويُعـــد هـــذا الكتـــاب‬ ‫المـــرأة وســـعيها لنيل حريتهـــا‪ .‬فرأت‬ ‫دو بوفـــوار أن ضعف المـــرأة المزعوم‬ ‫يتعلـــق باألعـــراف أكثر مما هـــو ناتج‬ ‫عن طبيعتها‪ ،‬حيـــث أننا نقوم بتربية‬ ‫المرأة منذ صغر ســـنها على االنصيـــاع لألوامر‪ ،‬والحفاظ‬ ‫علـــى جمالهـــا‪ ،‬ومـــن هنـــا القول المأثـــور "كونـــي جميلة‬ ‫واصمتـــي" (‪.)Sois belle et tais-toi‬‬ ‫عـــاوة علـــى ذلـــك‪ ،‬قاربـــت دوبوفـــوار بيـــن اضطهـــاد‬ ‫الرجـــل للمرأة واضطهاد األقليـــات االجتماعية (العرقية‬ ‫أو الطبقية)‪ .‬ورأت أن اغتراب المرأة أشـــد مأســـاوية من‬ ‫االغتـــراب العرقـــي أو الطبقي ألنه مســـتمد من مســـلمة‬ ‫طبيعيـــة‪ .‬وأصبحـــت جملتهـــا الشـــهيرة "المـــرأة ال تولد‬

‫امـــرأة وإنم ــا تصبح كذلك" ً‬ ‫قوال مأث ـ ً‬ ‫ـورا "‪on ne nait pas‬‬ ‫‪ ."femme, on le devient‬كم ــا أسس ــت الكاتب ــة "رابطـــة‬


‫دراسة‬ ‫يتأتى هذا إال مع فصل الســـلطة التشـــريعية عن السلطة‬ ‫التنفيذيـــة‪ ،‬باعتبـــاره أحـــد أهـــم المبـــادئ السياســـية‪.‬‬ ‫ودافـــع روســـو كذلك عـــن فكرة ضـــرورة بقـــاء المواطن‬ ‫ً‬ ‫حـــرا بخضوعـــه لـــإرادة العامـــة‪ .‬ذلك أنـــه إذا ما تخلى‬ ‫اإلنســـان عـــن حريتـــه فقـــد تخلى عن إنســـانيته‪.‬‬ ‫وارســـا ًء لمفاهيم الحرية‪ ،‬السياســـية منهـــا واالجتماعية‪،‬‬ ‫كتب األديب والفيلسوف مونتيسكيو‬ ‫فـــي العـــام ‪" 1748‬روح الشـــرائع"‬ ‫‪ ،L’Esprit des lois‬بحـــث فيـــه نمـــاذج‬ ‫نظـــم سياســـية مختلفـــة‪ :‬الملكيـــة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫موجهـــا‬ ‫والجمهوريـــة‪ ،‬واالســـتبدادية‪،‬‬ ‫بحثـــه حـــول النظـــام الـــذي يحقـــق‬ ‫طموحاتـــه فـــي الحريـــة السياســـية‪،‬‬ ‫وأدى بـــه ذلـــك إلـــى نظريـــة فصـــل‬ ‫الســـلطات التشـــريعية والتنفيذيـــة‬ ‫والقضائية‪ ،‬وهـــذا هو الضمان األوحد‬ ‫ضـــد االســـتبداد‪.‬‬ ‫ووجـــد رجـــال الثورة الفرنســـية مثلهم‬ ‫األعلـــى في كتـــاب "روح الشـــرائع" لتحقيـــق الجمهورية‬ ‫التـــي تقـــوم علـــى الفضيلـــة وكان مونتيســـكيو أول من‬ ‫نـــدد بالجرائـــم التي اقترفتهـــا المحكمـــة الدينية‪ ،‬وندد‬ ‫ً‬ ‫أيضـــا بهـــول الفظائـــع االســـتعبادية االســـتعمارية‪ .‬وقد‬ ‫رفـــض مبدأ التســـلط الذي تقـــوم عليه الســـلطة الملكية‬ ‫ذات الحـــق المطلـــق التـــي تعود للحق اإللهـــي‪ .‬إن هذا‬ ‫الكتـــاب يؤكد علـــى دور الدولة وواجبهـــا أال وهو تأمين‬ ‫حياة رغيـــدة للمواطن‪.‬‬ ‫وثمـــة مثـــال أخـــر يظهـــر دور األدب فـــي تغييـــر الواقع‬ ‫القانونـــي‪ ،‬وهذه المرة من خالل الرواية‪ .‬فقد اســـتطاع‬ ‫الشـــاعر والكاتب الفرنســـي فيكتور هيغو تســـليط الضوء‬ ‫علـــى مســـألة عقوبة اإلعـــدام ممـــا أدى إلـــى إلغائها في‬ ‫كثير مـــن الدول‪.‬‬ ‫كتـــب فيكتـــور هيغـــو روايـــة "أخر يـــوم في حيـــاة رجل‬ ‫محكـــوم عليـــه باإلعـــدام" فـــي العـــام ‪ ،1892‬وهي تطرح‬

‫‪32‬‬

‫ً‬ ‫دفاعا‬ ‫فكرة الغاء عقوبة اإلعدام‪ .‬يش ــكل ه ــذا الكتاب‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫طابعا اجتماعيا‪ .‬فالش ــخصية األساسية‬ ‫سياســـيا يحمل‬ ‫للروايـــة هو رج ــل ُحكم علي ــه باإلعدام‪ ،‬ي ــروي يومياته‬ ‫ً‬ ‫دقيقا التحضي ــرات المُ عدة‬ ‫في الســـجن ويصف وصف ـ ًـا‬ ‫إلعدامـــه وحديثه الوداعي البنت ــه الصغيرة وعملية نقله‬ ‫ً‬ ‫فضال عن وصف ش ــعوره خالل‬ ‫بالعربـــة إلى المقصل ــة‪،‬‬ ‫اللحظات القليل ــة قبل إعدامه‪.‬‬ ‫نـ ً‬ ‫ـادرا م ــا ن ــرى روائ ــي كهيغ ــو يجع ــل‬ ‫المحك ــوم باإلع ــدام ي ــروي م ــدى خوفه‬ ‫ورعب ــه وه ــو ي ــرى الم ــوت أم ــام عينيه‪.‬‬ ‫كان له ــذا الوص ــف الدقي ــق والوجدان ــي‬ ‫لهيغ ــو وقع ــه عل ــى المجتم ــع ورج ــال‬ ‫القان ــون ما دفعه ــم إلى إع ــادة النظر في‬ ‫مس ــألة العقوبات والس ــعي للتخفيف من‬ ‫وطأتها وقس ــاوة القان ــون‪ .‬من المؤكد أن‬ ‫رواي ــات كهذه س ــتدفع المش ــرع القانوني‬ ‫إل ــى الس ــعي إللغ ــاء عقوب ــة اإلعدام‪.‬‬ ‫ونخل ــص أنه لطالما بحث اإلنس ــان عن‬ ‫المدينـــة الفاضلة‪ ،‬ف ــكان األدب وكان القانون‪ .‬واألدب‬ ‫رســـالة إنس ــانية‪ ،‬وث ــراء للحي ــاة‪ ،‬يتن ــاول ف ــي طيات ــه‬ ‫همـــوم اإلنس ــان‪ ،‬وس ــعيه لحياة ح ــرة وكريمة تس ــودها‬ ‫قيـــم العدال ــة والمس ــاواة‪ .‬والقان ــون رســـالة إنس ــانية‪،‬‬ ‫وتنظيـــم للحياة‪ ،‬فيرس ــخ لمب ــادئ وأح ــكام تعالج هذه‬ ‫الهمـــوم‪ ،‬بغية تحقي ــق حياة حرة وكريمة‪ ،‬وارس ــاء قيم‬ ‫العدالـــة والمس ــاواة‪ .‬وهك ــذا ف ــإن األدب ــاء والقضاة قد‬ ‫ســـاهموا ً‬ ‫معا في رفع ش ــأن القانون ونش ــره ف ــي العالم‬ ‫أجمـــع‪ .‬ويظل هن ــاك الكثي ــر والكثير م ــن الموضوعات‬ ‫والقصـــص والحكاي ــات‪ ،‬فلطالم ــا كان األدب وكتاباته‬ ‫هم أفضل مرافعة عن اإلنس ــان وس ــعيه للعدل والحرية‬ ‫والمســـاواة‪ .‬وختام ـ ًـا‪ ،‬فلي ــس القان ــون م ــا يمل ــي ما هو‬ ‫عـــادل‪ ،‬بـــل العدالة ه ــي التي تف ــرض ما ه ــو قانوني‪.‬‬


Lahm bil Ajeen

33

Charles De Gaule Street Raouche, Beirut District Phone 01 78 99 99


‫دراسة‬

‫!‬

‫الهنود‬

‫يديرون أمريكا ويقودون العامل‬

‫الهنود سيحكمون العامل قريبا‪-:‬‬ ‫اقعدوا ساهروا يل يف الوتس اب وشوفوا الهنودوصلوا وين‬

‫"مقال يستحق القراءه”‬

‫الهنود يديرون أمريكا ويقودون العامل!‬ ‫أتوقــع أن يفــوز أحد أبناء المهاجرين‬ ‫الهنــود بمنصــب رئيــس الواليــات‬ ‫المتحــدة قبــل عــام ‪ ،2050‬أي خــال‬ ‫جيــل واحــد مــن اآلن‪ .‬فمــع تعييــن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تنفيذيــا‬ ‫رئيســا‬ ‫"ســوندار پيشــاي"‬ ‫لشــركة "جوجــل" أصبحــت كل‬ ‫الطــرق تــؤدي إلــى القمــة أمــام أبنــاء‬ ‫أكبــر دولــة ديموقراطيــة فــي العالــم‪.‬‬ ‫يعمــل "ســوندار" فــي "جوجــل"‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مديــرا لقســم‬ ‫عامــا‪ ،‬وكان‬ ‫منــذ ‪11‬‬ ‫"أندرويــد" الــذي ِّ‬ ‫يشــغل ‪ %80‬مــن‬ ‫موبايــات العالــم‪ .‬وعندمــا حاولــت‬ ‫شــركتا "ميكروســوفت" و"تويتــر"‬ ‫اختطافــه فــي عــام ‪ ،2014‬رفعــت‬ ‫"جوجــل" راتبــه إلــى ‪ 50‬مليــون دوالر‬ ‫فــي العــام‪ ،‬ومــن المرجــح أن يصــل‬ ‫دخلــه الســنوي إلــى ‪ 100‬مليــون دوالر‬ ‫بعــد المنصــب الجديــد‪ ،‬ليتجــاوز‬ ‫راتــب رئيــس "ميكروســوفت"‬ ‫المهنــدس الهنــدي "ســاتيا ناديــا"‬ ‫ً‬ ‫مليونــا‪.‬‬ ‫الــذي يتقاضــى ‪85‬‬ ‫تشــير التقديــرات إلــى أن رواتــب ‪50‬‬ ‫مــن المديريــن التنفيذييــن الهنــود‬

‫‪34‬‬

‫الذيــن يقــودون شــركات أمريكيــة‬ ‫تتجــاوز مليــاري دوالر فــي العــام‪.‬‬ ‫فــإذا أضفنــا رواتــب المهندســين‬ ‫وخبــراء التقنيــة فقــط‪ ،‬فــإن دخولهــم‬ ‫الســنوية تتجــاوز كل تحويــات‬ ‫المصرييــن فــي الخــارج والتــي ال‬ ‫ً‬ ‫مليــارا‪ ،‬أو خمســة‬ ‫تزيــد عــن ‪20‬‬ ‫أضعــاف تحويــات األردنييــن التــي‬ ‫تبلــغ ‪ 4‬مليــارات دوالر‪.‬‬ ‫علــى الرغــم مــن أن صعــود "ســوندار‬ ‫بيشــاوي" إلــى قمــة هــرم "جوجــل"‬ ‫يثيــر الدهشــة‪ ،‬فإنــه ليــس فـ ً‬ ‫ـردا‬ ‫وحــده‪ .‬فقــد أشــرنا إلــى "ناديــا"‬ ‫الــذي يقــود "ميكروســوفت"‪ ،‬وهنــاك‬ ‫الســيدة "إنديــرا نويــي" رئيســة شــركة‬ ‫"بيبســي"‪ ،‬و"شــانتاو ناراييــن" رئيــس‬ ‫"أدوبــي"‪ ،‬و"أجــاي بانجــا" رئيــس‬ ‫"ماســتركارد" و"فيكــرام بانديــت"‬ ‫رئيــس "ســيتي جــروب"‪ ،‬ويقابلــه‬ ‫"آنشــو جيــن" رئيــس "دويتــش‬ ‫بنــك"‪ ،‬وغيرهــم العشــرات‪.‬‬ ‫فمــا الــذي َّ‬ ‫مكــن هــؤالء الشــباب‬ ‫الهنــود الذيــن تتــراوح أعمارهــم‬

‫بيــن منتصــف األربعينيــات‬ ‫والخمســينيات مــن قيــادة العالــم؟‬ ‫فــي كتابــه "عالــم مــا بعــد أمريــكا"‬ ‫يقــول الهنــدي أيضـ ًـا "فريــد زكريــا"‬ ‫صاحــب البرنامــج الشــهير فــي‬ ‫"ســي إن إن" ورئيــس تحريــر مجلــة‬ ‫"تايــم"‪" :‬لقــد عملــت أمريــكا علــى‬ ‫عولمــة العالــم‪ ،‬ونســيت أن تعولــم‬ ‫نفســها"‪ ،‬فأمريــكا التــي َّ‬ ‫علمــت‬ ‫العالــم صــارت أكثــر تواضعـ ًـا‪ ،‬وعادت‬ ‫لتتعلــم‪ .‬وفــي هــذا أوضــح تفســير‬ ‫لهــذه الظاهــرة الهندو‪-‬أمريكيــة‪.‬‬ ‫ففــي مقــال لــي بعنــوان "الهنــود‬ ‫قادمــون" نشــرته عــام ‪ ،2009‬أشــرت‬ ‫إلــى قائمــة بأســماء أكثــر مفكــري‬ ‫اإلدارة العالميــة تأثي ً‬ ‫ــرا‪ ،‬وكان مــن‬ ‫بينهــم ســتة هنــود‪ .‬وفــي ذلــك العــام‬ ‫احتلــت الهنــد المرتبــة الثانيــة بعــد‬ ‫أمريــكا فــي عــدد فالســفة اإلدارة‬ ‫العظمــاء‪ ،‬بينمــا احتلــت بريطانيــا‬ ‫التــي اســتعمرت الهنــد لعــدة قــرون‬ ‫المرتبــة الثالثــة بعــد "المعلمــة"‪:‬‬ ‫الهنــد‪ .‬وحتــى ال ننســى فقــد جــاء‬


‫دراسة‬

‫‪i‬‬ ‫‪a‬‬ ‫‪dar Pich‬‬ ‫‪r‬‬ ‫‪Pich‬‬ ‫‪a‬‬ ‫‪d‬‬ ‫‪ai‬‬ ‫‪un‬‬

‫‪Sun‬‬ ‫‪S‬‬

‫علــى رأس قائمــة الهنــود المرحــوم‬ ‫"براهــاالد" مؤلــف كتــاب "التنافــس‬ ‫علــى المســتقبل"‪ ،‬و"رامــا تشــاران"‬ ‫مؤلــف كتــاب "التنفيــذ"‪ ،‬فمــا ســر‬ ‫تألــق اإلدارة الهنديــة يــا تــرى؟‬ ‫فــي كتابهــم "نهــج الهنــد" يحــدد‬ ‫مؤلفــوه األربعــة وهــم مــن أســاتذة‬ ‫كليــة "وارتــون لألعمــال" المرموقــة‪،‬‬ ‫أربعة أسباب لتفوق اإلدارة الهندية‪،‬‬ ‫وهــي‪ :‬العمــل الشــاق واالندمــاج‬ ‫الكلــي فــي العمــل‪ ،‬وســرعة التكيــف‬ ‫مــع المتغيــرات‪ ،‬وتحقيــق إنجــازات‬ ‫عظيمــة بمــوارد محــدودة‪ ،‬والتركيــز‬ ‫علــى المجتمــع واألســرة والموظفيــن‬ ‫أكثــر مــن حملــة األســهم‪ .‬ومــن‬ ‫خــال احتكاكــي بالمديريــن الهنــود‬ ‫فــي اإلمــارات‪ ،‬وعبــر نــادي الخطابــة‬ ‫الــذي أشــاركهم فيــه‪ ،‬أرى أن أســرار‬ ‫نجاحهــم تتلخــص فــي‪ :‬ثقافــة‬ ‫المشــاركة والتواضــع وقبــول اآلخــر‬ ‫َ‬ ‫والج َلــد والمثابــرة وقيــم االلتــزام‬ ‫ً‬ ‫وأخــاق العمــل‪ ،‬فضــا عــن نظــام‬ ‫التعليــم التنافســي الــذي يهتــم‬

‫بالرياضيــات والهندســة والعلــوم‪،‬‬ ‫والتنافــس األكثــر ضــراوة فــي ســوق‬ ‫العمــل‪ .‬ففــي حيــن نجــد معونــات‬ ‫فــي أمريــكا وأوروبــا للعاطليــن‬ ‫عــن العمــل‪ ،‬ورواتــب للخريجيــن‬ ‫العاطليــن فــي الســعودية‪ ،‬وأجهــزة‬ ‫تعليــم ذكيــة للطــاب فــي اإلمــارات‪،‬‬ ‫وتعييــن وتوريــث ألبنــاء المســؤولين‬ ‫فــي مصــر‪ ،‬وواســطات ومحســوبيات‬ ‫فــي التعيينــات والترقيــات فــي‬ ‫األردن‪ ،‬ال نجــد شـ ً‬ ‫ـيئا مــن هــذا فــي‬ ‫البيروقراطيــة الهنديــة الجديــدة‬ ‫التــي اكتســحت العالــم‪.‬‬ ‫فــي الهنــد عليــك أن تحقــق ذاتــك‬ ‫بمجهوداتــك‪ ،‬وتحقــق أعظــم‬ ‫اإلنجــازات فــي حياتك بــكل تواضع‬ ‫وثقــة‪ .‬فعندمــا ُســئلت المراهقــة‬ ‫الهنديــة "جوبــال" عــن ســر تفوقهــا‬ ‫قالــت‪" :‬كلمــا زادت محاوالتــي‪ ،‬زاد‬ ‫حظــي"‪ .‬أمــا "ساكشــام كاروال" ابــن‬ ‫الخمســة عشــر ربيعـ ًـا فقــال‪" :‬يجــب‬ ‫أن أدخــل معهــد الهنــد للتكنولوجيــا‪،‬‬ ‫ثــم أســتكمل دراســاتي العليــا‪،‬‬

‫وأعمــل فــي شــركة عالميــة مرموقــة"‪.‬‬ ‫الجديــر بالذكــر أن المعهــد الــذي‬ ‫يقصــده "كاروال" هــو نفــس الجامعــة‬ ‫التــي تخــرج فيهــا رئيــس "جوجــل"‬ ‫الجديــد "ســوندار بيشــاي" قبــل ‪20‬‬ ‫عامـ ًـا‪......‬‬ ‫مــن جــد وجــد ومــن زرع حصــد يــا‬ ‫رب‬ ‫(منقول)‬ ‫الهنــد تملــك ‪ 5‬آالف قنبلــة نوويــة ‪،‬‬ ‫وهــم مــن اخترعــوا الهوتميــل وال ـ ‪، USB‬‬ ‫ودخلــوا مجــال المريــخ قبــل ســنة‬ ‫بمركبــة فضائيــة هنديــة ‪ ، %100‬وهــي‬ ‫أكثــر دولــة لديهــا مصانــع قطــارات‬ ‫وســفن ‪ ،‬ومنهــا أكثــر رجــال العالــم‬ ‫ثــراء وهــم يملكــون الذهــب فــي‬ ‫جنــوب أفريقيــا‪،‬‬ ‫فــوق هــذا رئيــس قوقــل هنــدي‬ ‫ورئيــس مايكروســوفت هنــدي‬ ‫ورئيــس ماســتر كارد هنــدي‪.‬‬ ‫والعربي يقول لك فاكرني هندي‬ ‫يا ريتك كنت هندي‬ ‫وائل اخمللف‬

‫‪35‬‬


‫كرستينا حرب‬

‫حب‬ ‫أتدري من ُهو المُ ّ‬ ‫صاحب عربة الفول الذي أراهُ منذ عشر‬ ‫ُ‬ ‫هوَ‬ ‫سنوات‬ ‫ُ‬ ‫أقف وألقي التحية (أخي كيفك‪ ...‬ير ّد بكل‬ ‫جميل ويدعو لي بكل خير) لذا أضرب على‬ ‫صدري بأ ّني ممتنة و أحني رأسي إحتراما‬ ‫أتدري من هو المُ حب‬ ‫هو من يبيع أدوات على الطريق حتى ال يشحد‬ ‫ويعتاز أحدا‬ ‫أمُ ّر بالسيارة‪،‬فأ ِقف(عمّي‪ ..‬رافعة بيدي التحية‪...‬‬ ‫يرد يا بنت الحالل ويبدأ ويكاد ال ينتهي ُبكل‬ ‫جميل كروحه النقية) أكادُ أخجل ال ُ‬ ‫أعرف الرد‪...‬‬ ‫كالعادة اضع يدي على صدري‪ ...‬مُ متنة يا عمّ‬ ‫ربي ِيسعد قلبك‬ ‫حب‬ ‫أتدري من ُهو المُ ّ‬ ‫ُهو ذلك العم بائع العلكة الذي اعتذرت منه‬ ‫بأنني لم أحمل فكة ولم أستطع أن أشتري منه‬ ‫فراح ماسحا على رأسي (ال بأس يا ابنتي أكتفي‬ ‫بابتسامة منك)‬ ‫ُفقراءُ المادّة أغنياءُ اإليمان والعقل والفكر‬ ‫أولئك ُهم أهل الكرم والعزة‬ ‫أؤلئك من يمألون قلبك بالسعادة‬ ‫أؤلئك من يُذكرونك بأن ّ‬ ‫الدنيا مليئة بالصعاب‬ ‫فاصبر‬ ‫أؤلئك من يُذكرونك بأن ما يربطك بالبشر هو‬ ‫المحبة والتسامح والتواضع‬ ‫أؤلئك من يُؤكدون لك بأن ُ‬ ‫الحب هو ما يربطك‬ ‫بالحياة وتستمد القوة منه‬ ‫ُ‬ ‫أمثالهم‪ ....‬األقرب الى القلب‪...‬‬ ‫بريق ينتظر من يخطفه‬ ‫تعصف بك الرياح‬ ‫‪36‬‬

‫وتأخذك بيدها الى حيث ال تدري‬ ‫أهي رياح هادئة تجعلك تعيش راحة وشغفا‬ ‫أم هي رياح تعصف بكيانك المتعطش للحياة‬ ‫حياة تهوى الهوى‬ ‫ً‬ ‫عشقا كادت تجف عيناها‬ ‫فكم من نفس ذاقت‬ ‫مما ذرفت من لوعته‬ ‫وكم من نفس كادت تطير من مشاعر مبّجلة‬ ‫جيّاشة‬ ‫رسمت ابتسامة في تلك العيون‬ ‫عيون فيها أمل وبريق‬ ‫بريق ينتظر من يخطفه‬ ‫كبريق نجمة في السماء تنتظر من يزيدها إشعاعاً‬ ‫ً‬ ‫إشراقا‬ ‫وعيون تقترن وترتسم في ثنايا الليل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وتاللؤا‪.‬‬ ‫وشغفا‬ ‫وكم من متاع في الدنيا ال نعرفها‬ ‫كالرسم بالطبيعة لساعات‬ ‫كالعزف في األنحاء‬ ‫كالصيد في الفجر‬ ‫كالرقص على أنغام القيثارة‬ ‫كالعشق بجنون‬ ‫كالعناق في الغروب‬ ‫كالمشي تحت المطر‬ ‫كالصراخ في االودية‬ ‫كالسير من دون وجهة‬ ‫كالنوم بين سنابل القمح‬ ‫كالنظر الى النجوم بليلة ظلماء‬ ‫كاإلحساس بنسيم الربيع‬ ‫كقطف شقائق النعمان الحمراء‬ ‫كالنوم على الثلج واإلحساس برونقة الناصع‬ ‫كثيرة تلك هي المتاع التي ال ُتشرى وال ُتباع‬ ‫تلك هي الحياة بدون تكلفة او َ‬ ‫ترفع‬ ‫ُ‬ ‫السعادة التي يشعر بها غني وفقير‬ ‫تلك هي‬ ‫تلك هي المتاع بشفافيتها وبساطتها‬


‫شعر‬ ‫فاطمة عارف مشيك‬

‫ميل ع خد القمر و تمرجح ببالي‬ ‫كاين حقيقة حلم عميرسم خيالي‬ ‫وبدربك الممدود بوسات من ياسمين‬ ‫جيب نجوم السما و تمختر قبالي‬ ‫خبي بعينيك الحب‬ ‫عينيك شو حلوين‬ ‫وضوي الدني‬ ‫بعينيك تإقشعك حالي‬ ‫ّزهر على شفاف الندي بساتين‬ ‫بلكي الندي بيرقص فرح و بيغمر دوالي‬ ‫البس جمال الكون بروحك عناوين‬ ‫وثوب العجسم الروح بياللي‬

‫فكار البعقلي يا حلو مجانين‬ ‫لمن غمرت الخصر شو تحركشوا ببالي‬ ‫قولي تعا و ّرقص وراق التين‬ ‫ِح ْك ِيت عيوني شعر تتقلوا تعالي‬ ‫قلبي وتر صابيع بردانين‬ ‫يغلوا بدفا نيران محتاله‬

‫صباح عيد البي‬

‫بشهر الحصاد‪ ،‬العيد يا بيي‬ ‫قمحك‪ ،‬بيادر ملء أيديي‬ ‫ربيتني ع محبة األنسان‬ ‫من ربنا‪ ،‬نعمة سماويي‬ ‫علمتني ع محبة االوطان‬

‫لبنان‪ ،‬فضلومتلك عليي‬ ‫بعيدك بهني بالدني اخوان‬ ‫آباء صارو بحر حنيي‬ ‫بهني الحبايب فيك ياحزيران‬ ‫وتبقى قمرنا كل صيفيي‪.‬‬ ‫للشاعر علي بكري‬

‫الصيام‬ ‫رت‬ ‫تخ ّي ِ‬ ‫َ‬

‫تنادينــي بجفنيـــها فأصحــــــو‬ ‫إلى زمنِ الصباب ِة في عبـــــوري‬ ‫حبيــــب‬ ‫قاسيت ص ّدا ً مــن‬ ‫وقد‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫يع ّزيني ويســـــــ َخـ ُر من نذوري‬ ‫من رباعياتي لزمن آخر‬

‫وهزمـت أمســـاً‬ ‫وإذ راضيتُـهـا‬ ‫ُ‬ ‫تعثَّــ َر بالتســـــتـُّ ِر والنـفـــو ِر‬ ‫تَخ َّي ِ‬ ‫رت الصيــا َم وكان عيـــــ ٌد‬ ‫يح ِّيي للصال ِة بال ســـــــحـــو ِر‬ ‫لويس احلايك‬

‫‪37‬‬


‫شعر‬ ‫ُ‬ ‫وذهول‬ ‫حزن‬ ‫ٍ‬ ‫لم يكن لها غير ٍ‬

‫ُ‬ ‫تحصد أعمارَنا‬ ‫ٌيد‬ ‫ٌيد تطحنها في رحى الهم والوهم‬ ‫َ‬ ‫تمضيان إلى هنا‬ ‫بأصابع غليظة ربما كانت قدماي‬ ‫تعج ُننا أيضا أياديه‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫أو َ‬ ‫هناك‬ ‫الوجع‬ ‫َ‬ ‫للقهر تن ّو ٌر ُ‬ ‫هذا ليس ما حدث بالضبط‪،‬‬ ‫األمهات‬ ‫كحرق ِة‬ ‫ِ‬ ‫ُت ّ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫اللتين‬ ‫مالمح ُس‬ ‫فكل ما أتلمّسه له‬ ‫خل ُق في ِه أحالمَ نا‬ ‫ِ‬ ‫رباب إسماعيل‬ ‫سيف‬ ‫حتى إذا ما استوت شهي ًّة شهي ًّة‬ ‫كقلم على هيئ ٍة ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وفاحت ً‬ ‫كسيف على هيئ ِة ِمروَ ٍد‬ ‫أو‬ ‫عتيق‬ ‫ٍ‬ ‫بعطر ٍ‬ ‫حب ٍ‬ ‫بعيدا ِ‬ ‫نجر‬ ‫أو ك ِمروَ ٍد على‬ ‫جميل‬ ‫وصبر‬ ‫ٍ‬ ‫هيئ َّ ِة ِخ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫عينيك‬ ‫عند ُشطآن‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫نسهرهُ‬ ‫حين‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫يتبد‬ ‫ى‪،‬‬ ‫يتبد‬ ‫ماها‬ ‫ح‬ ‫في‬ ‫بليل‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫شاطيءٌ للدهش ِة‬ ‫اليقين‬ ‫في‬ ‫ر‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫يس‬ ‫ًا‬ ‫ر‬ ‫وكثي‬ ‫طويال‬ ‫طويال‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫الشفيف‬ ‫للحزن‬ ‫وواحد‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ذراعه‬ ‫مد القه ُر بخ ّف ٍة‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫مفتوح على االحتماالت‬ ‫وآخ ُر‬ ‫للخطوط العميق ِة في َيديَّ‬ ‫َ‬ ‫األقربين‬ ‫كظلم‬ ‫ِ‬ ‫ببسم ٍة لئيم ٍة ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وشاية خرائط مُ بهم ٍة‪ ،‬ال تعرِّيها‬ ‫واألنين‬ ‫اليقين‬ ‫حمل‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫للريح‬ ‫أستسلمُ‬ ‫أمكنة‬ ‫ِكسرة الزا ِد‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫نظرت إلى صور َتك‬ ‫ُك َّلما‬ ‫َ‬ ‫كتاب الرضا‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫الماء‬ ‫مرايا‬ ‫عت‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫درب له وجه انحناء ِة‬ ‫لهفة الوصول‬ ‫ِ‬ ‫كل ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫جميلة ً‬ ‫جدا‬ ‫تقول‪ :‬أنني‬ ‫بئر‬ ‫نبيل‬ ‫ال‪ ،‬ال يأكلنا القه ُر‬ ‫ُ‬ ‫كوحش ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وقلب ٍ‬ ‫فينسكب العطرُ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫أمشي‪ ..‬أنزلقُ‬ ‫ُ‬ ‫يفترسنا فقط‬ ‫وأنا ال ِ‬ ‫وأقول َ‬ ‫ُ‬ ‫بك‬ ‫وأخالني أطيرُ‪!..‬‬ ‫يتلذذ بطقطق ٍة عظامَ نا‬ ‫ُ‬ ‫احتراق أيا ِمنا‬ ‫يغوي ِه‬ ‫َّ‬ ‫أهرب ً‬ ‫ُ‬ ‫بعيدا‬ ‫ٌ‬ ‫أمضي‬ ‫كنكران‪ ،‬كم حط بيننا‬ ‫جاحد‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٍّ‬ ‫كمنجات‬ ‫تجهش في صوتي‬ ‫ّ‬ ‫صغير‬ ‫وكأي ُج ٍرم‬ ‫ولم نقل له أف وال آ ٍه‬ ‫ٍ‬ ‫تلتبس ُ‬ ‫الريح في الناي‬ ‫ُ‬ ‫يمضي‬ ‫جبّا ٌر هو القه ُر بأيادي ِه الكثير ِة‬ ‫ال ِ‬ ‫ويرتبك الليل ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫حل‬ ‫بالك‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫لكن األرض تحته تلتف على ذاتها‬ ‫قاد ٌر كإله‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫بينما ُّ‬ ‫يظن أنه يسيرُ!!‬ ‫عالمٌ بندوب أرواحنا‬ ‫أقول للريح عودي‬ ‫ي ُ‬ ‫ُجيد غرس أظافرهُ فيها‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫فينتفض الماءُ‬ ‫للحد‬ ‫جاهل هو القهر‬ ‫لمهد أو ٍ‬ ‫آت ٍ‬ ‫لم ِ‬ ‫حج ٌر على قارع ِة الصمت قامَ‬ ‫بثق ِة مُ ف ِل ٍس عبرتُ‬ ‫ال يعلم أن وحدها الخسارات تهوَّ نُ‬ ‫لهجسي وهو يُلملم َ‬ ‫حروف ُه من‬ ‫قال‬ ‫َّ‬ ‫تش َّب ُ‬ ‫أبيض‬ ‫ثت‬ ‫على بعضها!‬ ‫ٍ‬ ‫بشغاف ٍ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الكالم‪:‬‬ ‫راب‬ ‫ت‬ ‫ُ‬ ‫لفرط ِصد ِق ِه؛ أعشى َ‬ ‫العين فلم أ َر‬ ‫(جئت إلى هنا)‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫للماء‪ ،‬نماءٌ ال‬ ‫"الريح دعوة‬ ‫فأبص ُ‬ ‫َ‬ ‫رت ولم أ َر‬ ‫لم أكن أمشي‬ ‫اليباس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍّ‬ ‫ُ‬ ‫عُ‬ ‫وانكشاف‪ ..‬ذلك‬ ‫ري‬ ‫بال‬ ‫يكون‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫أبصرت‬ ‫أحب‬ ‫لم ُ‬ ‫ُ‬ ‫وكل عشق (ريح)‪ُ ،‬‬ ‫فعل الريح‪ُّ ،‬‬ ‫انزلقت ً‬ ‫أوق ّل‬ ‫ُ‬ ‫ولم أرَ‪...‬‬ ‫الفضاء‬ ‫إنزالقا نحو هذا‬ ‫ُ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫(خبيئة الريح ُ‬ ‫ُ‬ ‫الطين‪،...‬‬ ‫هي الحياة‪ ،‬ستهبط في‬ ‫والكحل)‬ ‫هول‬ ‫ِ‬ ‫المَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫مت ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الشهوات"‪.‬‬ ‫وتتفتح‬ ‫براعمُ‬ ‫ُ‬ ‫ارتط ُ‬ ‫ِ‬ ‫ثالث‪ ،‬فأربكت‬ ‫مات ٍ‬ ‫بظ ُل ٍ‬ ‫ُ‬ ‫أمي َ‬ ‫الطوفان؟!‬ ‫مجاز في هذا‬ ‫وصمَ ّت ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُّأي ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫مراكب اللغ ِة انتحرت ِت ً‬ ‫باعا‬ ‫لم ُيكن لي خيا ٌر أو قبول‬ ‫ُ‬

‫‪38‬‬


‫شعر‬

‫الشاعر رميون شبلي‬

‫َبع َل َب ّك!‬

‫ُحضو ُرنا‪ ..‬وا ِالرث!‬

‫نذور ٌة ِل ْاعتالءِ املَ جدِ يف احلِ َق ِب‬ ‫َم َ‬

‫سما‬ ‫ُح‬ ‫ضورنا َص ْخ َر ٌة‪ُ ..‬ح ِّر َّيةٌ ‪ ..‬و َ‬ ‫ُ‬

‫ِ‬ ‫والق َب ِب‬ ‫نداء ّ‬ ‫الضوءِ ُ‬ ‫"ه ْليو ُّب ُ‬ ‫ليس" ُ‬

‫وح ٌ‬ ‫مة األعلى‬ ‫رف َي‬ ‫شيد الكِ ْل َ‬ ‫َزرقا‪َ ..‬‬ ‫ُ‬

‫مدينة َّ‬ ‫ٌ‬ ‫تاريخ‪ ..‬وقَ ْل َع ُتها‬ ‫س‬ ‫الش ْم ِ‬ ‫ُ‬

‫ولون ِردا‬ ‫ور‪..‬‬ ‫و ِإر ُثنا ُ‬ ‫احل ْل ُو ُط ُ‬ ‫ُ‬ ‫رط ٌ‬

‫حِ‬ ‫ض ِب‬ ‫جارة‬ ‫الغ َ‬ ‫ص َة َ‬ ‫ُ‬ ‫اجلهدِ َتحكي قِ َّ‬ ‫ْ‬

‫فه ْل أحلى وهل أغلى؟!‬ ‫رج ٍ‬ ‫وان‪َ ..‬‬ ‫من ُأ ُ‬

‫يا َبع َل َب ُّك‪ِ ،‬‬ ‫يح كم َع َب َر ْت‬ ‫الر ُ‬ ‫وأنت ِّ‬

‫ٌ‬ ‫واويل‪ ..‬وعائلةٌ‬ ‫وم‬ ‫َ‬ ‫ود ْبكةٌ َ‬

‫الص َخ ِب!‬ ‫ود َة َّ‬ ‫أسوار ِك ْا ْن َك َ‬ ‫س َرت َم ْه ُد َ‬ ‫َ‬

‫طاب أخالق ًا‪ ،‬وما ْاحل َْوىل‬ ‫َت ْغ َنى مبا‬ ‫َ‬

‫وأنت‪ِ ..‬‬ ‫ِ‬ ‫نفت ًِحا‬ ‫ُّراب ُ‬ ‫احل ُّر ُم َ‬ ‫أنت الت ُ‬

‫و ِإر ُثنا قِ َي ٌم ُع ْل ِو َّيةٌ ‪ ..‬و ِرضى‬

‫ومرايا مِ ن َص َدى ُّ‬ ‫الش ُه ِب!‬ ‫َ‬ ‫سناب ًلا‪َ ،‬‬

‫وح ال َي ْبلى‪.‬‬ ‫الر ِ‬ ‫ٍ‬ ‫أب و ُأ ٍّم‪ ..‬وما يف ُّ‬

‫ٌ‬ ‫واحل ُّب ِ‬ ‫شــيد َغ ًدا‪،‬‬ ‫‪..‬وأجيال َت‬ ‫أنت‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫صرح مِ َن الن َُّخ ِب‪.‬‬ ‫رحا على‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫كاألمس‪َ ،‬ص ً‬

‫‪39‬‬


‫خواطر‬

‫حتى يســـلم احلجر والبشــــر‬ ‫بقلم جسي مراد‬

‫يالحقنا يف فصل الربيع‬ ‫كأن عواصفــه التــي لــم تهــدأ فــي شــهري شــباط واذار‬ ‫وامطــاره الطوفانيــة التــي جرفــت معهــا الصخــر وامطرتــه‬ ‫اشــاء علــى الطرقــات‪ ،‬ونزعــت االشــجار مــن جذورهــا‪،‬‬ ‫هــذا التنيــن الجائــع لــم تحـ ُـل له شــمس نيســان المحرقة‬ ‫وهــي تطــل صباحــا علــى صنوبرتنــا العتيقــة التــي اطاحت‬ ‫بهــا صاعقــة مــن صواعقــه فــاذا بــه يلــف الليــل بلحــاف‬ ‫مــن جليــده ليذكرنــا ببــرده وصقيعــه‪.‬‬

‫يالحق الشمس يف املغيب‬ ‫يعلــن مــع الشــمس الدافئــة الــوداع لبــرد الشــتاء القــارس‪.‬‬ ‫وكان لــكل فصــل حــدوده التــي ال تتغيــر فــأي غضــب‬ ‫حــل بــاالرض فأطــاح بــكل تــوازن بيــن البشــر والطبيعــة!‬ ‫هــذه الســنة لــم يكــن لهــا مثيــل مــن قبــل كمــا يحدثنــا‬ ‫كبــار الســن ال فــي لبنــان فحســب بــل فــي بلــدان العالــم‬ ‫قاطبــة‪ .‬فالطقــس تحــول الــى كــرة مــن الزئبــق ال تتحكم‬ ‫بهــا االرصــاد‪ .‬كل ذلــك بســبب اهمــال االنســان لبيئتــه‪.‬‬

‫نحــن نصلــي حتــى ال يتفاقــم الوضــع فــي لبنــان أكثــر‬ ‫كانــت االمطــار والثلــوج البيضــاء فــي الزمــن الجميــل‬ ‫تتغلغــل فــي التــراب فتنعــش األشــجار والنبــات واآلزهــار وأكثــر وقــد صــار مــن واجبنــا االهتمــام بالشــجر لكــي‬ ‫بألوانهــا الرائعــة وفوحهــا العطــر وكان النســيم العليــل يســلم الحجــر ويســلم البشــر ‪.‬‬

‫‪40‬‬


‫ندوة‬ ‫أألب مــارون احلــايك األنطـوين يف ندوة حـول كتبـه األربعـة‬ ‫اللبناني للكتاب (السّ نة ‪ -)٢٠١٩ - ٣٨‬دورة ّ‬ ‫المعلم بطرس البستاني ‪ُ -‬ن ِّظمت ٌ‬ ‫ندوة حول كتب‬ ‫في اِطار المهرجان‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٌّ‬ ‫األب الحايك المذكورة أعاله‪ ،‬تكلم فيها كل من‪ :‬األباتي د‪ .‬أنطوان راجح (الخوري أنطون يمّ ين)‪ ،‬األديبة اِقبال‬ ‫(الشاعر فؤاد ِر َ‬ ‫فقه)‪ ،‬األديب ّ‬ ‫ّوائي بطرس خواجه)‪ ،‬األستاذ ايلي الحجل ّ‬ ‫ّ‬ ‫الشاعر ريمون شبلي‬ ‫الشايب غانم (الر ّ‬ ‫(ألوان هاربة ‪ -‬أقاصيص)‪.‬‬ ‫كانت ال َّندوة عند السّ اعة الرّابعة من بعد ظهر الجمعة ‪.)٢٠١٩ /٣/ ١٥‬‬ ‫• ممّ ا قاله األباتي أنطوان راجح‪:‬‬ ‫"‪ ...‬هــا المئــة تطبــق علــى نهايــة تلــك الحــرب العالميــة‬ ‫المشــؤومة‪ ،‬ف َنســتحضرُها اليــوم‪َ ،‬‬ ‫وكأ َّننــا ممَّ ــن عاشــوا‬ ‫أحداثهــا‪ ،‬والـ ّ‬ ‫ـكل ِب َفضــل قلــم الخــوري أنطــون ويَراعــك‬ ‫المبــارك‪َّ .‬إن أمثالكمــا ينهجــون حضــارة المحبــة‬ ‫والحقيقــة التــي ُتبــرز مكانتكمــا‪ِ ،‬بعُ ُلوِّ هــا وارتقائهــا‪،‬‬ ‫فهني ًئــا لكمــا وهني ًئــا لنــا بكمــا‪"..‬‬ ‫• ممّ ا قاله األستاذ إيلي الحجل‪:‬‬ ‫األب "الحايــك" َعــنْ ِم ْحنــ ِة ّ‬ ‫"‪ ...‬كشــف ُ‬ ‫الشــا ِع ِر‬ ‫ُ‬ ‫ــث المُ ْضنــي َعــنْ مَ عْ نــى‬ ‫ــاض ْ‬ ‫البح ِ‬ ‫الكبــرَى‪ ،‬فــي مَ َخ ِ‬ ‫الحيــاة‪ ،‬وغائ َّي ِتهــا‪َ ،‬ف ْضـ ً‬ ‫َ‬ ‫ـان‬ ‫ـا َعــنْ ِ‬ ‫ماه َّي ـ ِة َجــدْ وى اإلنسـ ِ‬ ‫األب "الحايــك"‬ ‫أب ِ‬ ‫فيهــا‪ ..‬هــذا األمْ ــ ُر َتزامَ َــن مَ ــعَ دَ ِ‬ ‫َ‬ ‫الصو ِفيَّــة"‪ ،‬ومُ عا َي َنــ ِة‬ ‫َعلــى ر َْص ِــد َأهــمِّ مَ ال ِمــح‬ ‫"الحالــ ِة ُّ‬ ‫َ‬ ‫ــون‬ ‫ويات ُح ُض ِورهــا‪،‬‬ ‫مُ سْ ــ َت ِ‬ ‫شــارها‪ ،‬فــي مُ ُت ِ‬ ‫وخارطــ ِة ان ِت ِ‬ ‫ِ‬ ‫َقصائـ ِـد ِ"ر َ‬ ‫واوي ِنـ ِه المُ ْخ َت ِل َفــة‪"..‬‬ ‫فقــة"‪ ،‬عُ مُ ومً ــا‪ ،‬وفــي ثنا َيــا دَ ِ‬ ‫• ممّ ا َ‬ ‫قالته األديبة إقبال الشايب غانم‪:‬‬ ‫"‪ ...‬شــكرًا ِّ‬ ‫ّ‬ ‫والمعلــق األب مــارون الحايــك‬ ‫للموثــق‬ ‫سـ ِّ‬ ‫ـتقدره األجيــال ِلمــا أتــاح لهــا مــن إمكانيــة االطــاع‬ ‫علــى هــذا التــراث األدبــي الفنــي‪ ،‬أغنــى المكتبــة العربيــة‬ ‫توثيقــا وتحليـ ً‬ ‫بنتــاج كاتــب راحــل ً‬ ‫ـا وإضــاءة‪ .‬مــا قــام‬ ‫بــه منفــردً ا كان يحتــاج إلــى لجنــة أو مجموعــة عمــل‪.‬‬

‫• ممّ ا قاله الشاعر ريمون شبلي‪:‬‬ ‫ـوان الهارب ـ ِة‪ ،‬فتـ َـح ُ‬ ‫األب الحايــك‬ ‫"‪ ...‬فــي هــذه األلـ ِ‬ ‫نافـ َ‬ ‫ـات واقع ّي ـ ٍة مــن زمـ ٍـن صــا َر فــي‬ ‫ـذة حنينــه إلــى لوحـ ٍ‬ ‫ـماعا فأح َّبــه َّ‬ ‫ّ‬ ‫وتأثـ َر بــه‪ُ ،‬‬ ‫الذاكــر ِة‪ُ ،‬‬ ‫وص َلــه سـ ً‬ ‫بعضــه َ‬ ‫وبعضهــا‬ ‫َ‬ ‫اآلخــ ُر َرســمَ ْته أريـ ُ‬ ‫فمراهق ِتــه فشــبابه‪..‬‬ ‫ـاش طفول ِتــه‬ ‫وقــد َخ ِشـ َـي َبو َْخــه وذبولــه َفأ َ‬ ‫طل َقــه فــي ّ‬ ‫ـوء حيـ ُـث‬ ‫الضـ ِ‬ ‫ُ‬ ‫االنتعــاش والتجـ ُّـدد والقيامـ ُـة واالســتمرار‪ ..‬هــو ا ْبـ ُـن‬ ‫القريــ ِة الجبل ّي ـ ِة اللبنان ّيــة العريقــة "عيــن علــق"؛ عـ َ‬ ‫ـاش‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫تقاليدهــا وحكايا ِتهــا‪ ..‬وهــو ا ْبـ ُـن‬ ‫أحوالهــا وعادا ِتهــا‪،‬‬ ‫الرّهبنــ ِة األنطون ّيــة؛ َنشــأ فيهــا َ‬ ‫وك ُب ـ َر و َتعَ َّلــمَ و َت َث َّقــف‪..‬‬ ‫وازدادَ إيما ًنــا مســيحي ًّا ورجــاء‪"...‬‬ ‫• ثــمَّ ألقــى صاحــب َّ‬ ‫المؤلفــات قصيــدة فــي الخــوري‬ ‫أنطــون ِّيميــن‪ ،‬وممّ ــا جــاء فيهــا‪:‬‬ ‫ــصـــر َ​َك فــي َك َّــف َ‬ ‫ـيـــك ي ْ‬ ‫َجـمَ َ‬ ‫َــشـــــــــ َت ِع ُل‬ ‫عـــت عَ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َف ُــشـمْ َ‬ ‫ـحـتــــــف ُل‬ ‫بالـمـجــــد َت‬ ‫ــــت مُ ـرْتــقــيًــــا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫"لبنـ ُ‬ ‫ـان فــي الحــرب"‪ ،‬نبـ ٌ‬ ‫ـراس ِلمَ ـــن َغرَفـــــــوا‬ ‫ـمس‪ ،‬بالعينيـ ِـن قـــــد َنـهـلـــــــوا‬ ‫ـور ِه الشـ َ‬ ‫مــن نـ ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫"لــبــنــــان فــي الـحـــرب" تــأريـــــخ ألربــعــــــــ ٍة‬ ‫ارتـــــوت دُ وَ لُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫منــه اسْ ــ َت َــق ْ‬ ‫ــــــت ِقـمَ ـــــمٌ ‪ ،‬مـــنه‬ ‫ـاس ُتـ ْن ِج ُد ُهـــــم‬ ‫ـرب بيـ َـن النـ ِ‬ ‫وقفـ َـت فــي الحـ ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ـــبــتـهــــــل‬ ‫لــلـــرب َت‬ ‫ــيــــــــت آهــا ِتـهـــــــــم‪،‬‬ ‫واس‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َأحـبَّــــك الـنــ ُ‬ ‫ـاس مـــا أحـبـبــــــ َـت تـف ِــر ُح ُـهـــــــم‬ ‫الـحـيَــــــــــــ ُـل‬ ‫ِبـمُ ْــل َـحـ ـ ٍة مـنــ َـك ال َتــقـــوى لـهـــا ِ‬ ‫جمعــ ُـت ُكـ ْتـبَــ َـك‪ ،‬بعـ َ‬ ‫ـض الـ ُّنـــبل ُنـر ِْس ُـلــــــــــــ ُـه‬ ‫تاجــــ ُـه َ‬ ‫فــي ِس ْـفــ ِـر ُحــ ٍّـب‪ِ ،‬ب َـجهْــ ٍـد ُ‬ ‫الج َـــلـــــــــ ُـل‬

‫‪41‬‬


‫تربويات (‪)٢‬‬

‫ريمون شبلي فتح الباب ولم يفتح النار بعد‬

‫شهاداتنا‪ !..‬اىل أين‬ ‫شهادا ُتنا؟‬ ‫ُت َسـ َّـخ ُف‪ُ ،‬ت َقه َْقــر‪ُ ،‬تــزوَّ ر‪ ..‬مــن‬ ‫"المتوسّ ــطة" ِالــى ّ‬ ‫"الدكتــوراهْ "!‬ ‫َ‬ ‫ــت‬ ‫لقــد ُض ِربَــت‪،‬‬ ‫وأصبح ِ‬ ‫"ال ّثانوي ُّةالعامّــة" أدنــى ممّــا‬ ‫كانــت مســتوً ى‪ ،‬وغــدا عــددُ‬ ‫المقبوليــن مــن حامليهــا فــي‬ ‫الجامعــات المرموقــة األورو ّبيّــة‬ ‫واألميرك ّيــة أقـ َّـل ممــا كان َق ْبــل‪.‬‬ ‫ـون بـ ّ‬ ‫أ ّمــا ّ‬ ‫الشــهادة "الجامع ّيــة" فمســتواها مَ رهـ ٌ‬ ‫ـكل‬ ‫تمنحهــا ّ‬ ‫جامعـ ٍة ُ‬ ‫لطلبهــا‪ ،‬مــن عشــرات الجامعــات‬ ‫رخــص لهــا‪ُ ،‬‬ ‫المُ َّ‬ ‫َســتح ُّق ال ّترخيــص‪.‬‬ ‫وبعضهــا ال ي ِ‬ ‫ـض‬ ‫ِزدْ علــى هــذا عمل ّيـ ِ‬ ‫ـات ال ّتزويــر فــي "تنجيــح" بعـ ِ‬ ‫َ‬ ‫مقابل‬ ‫الرّاســبين للحصــول علــى ا ِالجــازة الجامعيّة‬ ‫مبالـ َـغ مال ّيـ ٍة كبيرة‪.‬‬ ‫أ ّمــا ّ‬ ‫"الدكتــوراهْ " فقــد مُ ِنحــت لبعضهــم (ول ّمــا َتـ َزل‬ ‫ْ ُتم َنــح) وهــو ليــس قــادرًا علــى َحمْ ِلهــا‪ ،‬ولبعضهــم‬ ‫قــد اشــتراها (ول ّمــا َي ـ َزل ْ يشــتريها) مـ َـن ّ‬ ‫الداخــل‬ ‫ُ‬ ‫منــذ عشــرات‬ ‫أو الخــارج‪ ...‬وهــذا يحصــل‬ ‫السّ ــنوات‪ ،‬ح ّتــى فاحــت روائـ ُـح الفضائــح َتطــال‬ ‫ـددا غيــ َر قليــل مــن ّ‬ ‫عـ ً‬ ‫"الدكاتــرة" األســاتذة‬ ‫‪42‬‬

‫فــي بعــض الجامعــات‬ ‫َّ‬ ‫الموظفيــن‬ ‫أو العامليــن‬ ‫بفضلهــا فــي غيــر الجامعــات‪،‬‬ ‫مُ َتبوِّ ئيــن مناصـ َـب‪َ ،‬لمــا كانــوا‬ ‫اغتصبوهــا (وال يزالــون) لــوال‬ ‫هــذه ّ‬ ‫"الدكتــوراهْ " ومُ نت ِفعيــن‬ ‫ـات عاليـ ٍة‪،‬‬ ‫برواتـ َـب ومُ َّ‬ ‫خصصـ ٍ‬ ‫َلمــا َد َ‬ ‫خلــت جيو َبهــم لــوال‬ ‫شــهادا ُتهم غيــ ُر القانون ّيــة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫"فســادا" مــن أنــواع "الفســاد"‬ ‫أليــس هــذا‬ ‫ـات اللبنان ّيــة‪،‬‬ ‫المُ ْس َتشــري والمُ َتغل ِغـ ِـل فــي المؤسّ سـ ِ‬ ‫ً‬ ‫خصوصــا الرّســميّة‪ ،‬ح ّتــى "العَ ْظــم"؟!‬

‫َبلى‪َ ،‬بلى‪!!!...‬‬ ‫وكيــف السّ ـ ُ‬ ‫ـبيل الــى القضــاء علــى هــذا "السّ ــرطان"‬ ‫الدولــة‪ ،‬ح ّتــى َ‬ ‫المُ َت َف ّشــي فــي معظـ ِـم جسـ ِـم ّ‬ ‫االن‪،‬‬ ‫و ِالــى ِانقــا ِذ الوطـ ِـن مــن السّ ــقوط المُ ح َّتــم؟‬ ‫ال َّ‬ ‫ّــات جراحيّــ ٍة صارم ـ ٍة‪ ،‬حاســم ٍة‬ ‫بــد مــن عملي ٍ‬ ‫الصعُ ـ ِـد ّكلهــا‪ْ .‬فل ُت َرفـ ِـع األيــادي عــن‬ ‫وســريع ٍة علــى ُّ‬


‫تربويات‬

‫ســات الرّقابيّــ ِة (وعــن القضــاء)‪ ،‬ول ُتجهَّ ــز ْ‬ ‫المؤسّ ِ‬ ‫بعــد ٍد أكب ـ َر مــن المُ ِّ‬ ‫ـات‬ ‫فتشــين‪ْ ،‬ول ُت ـ َزوَّ دْ بصالح ّيـ ٍ‬ ‫طلـ ْـق حاملـ ًـة مباضعَ هــا َتسـ ُ‬ ‫أكثـ َر وأوســع‪ْ ،‬ول ُت َ‬ ‫ـتأصل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫األورامَ‬ ‫فائــدة منهــا وال‬ ‫الخبيثــة؛ فالمَ راهــمُ ال‬ ‫شــفاء‪...‬‬ ‫هلمِّ ــي ِالــى تطبيــق القوانيــن كاملـ ًـة شـ ً‬ ‫ُ‬ ‫ـاملة‪َ ،‬‬ ‫وض ِعــي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حـ ًّـدا حازمً ــا جازمً ــا لهذه الجريمـ ِة الكبرى والخيان ِة‬ ‫العظمــى بحـ ِّـق الوطــن شــعبًا ونظامً ــا وبقاء‪..‬‬ ‫ـون‬ ‫ـون ال لقانـ ِ‬ ‫ِا ّن ال ّنصـرَ‪ ،‬حتمً ــا‪ ،‬عندئـ ٍـذ لقـ ّو ِة القانـ ِ‬ ‫القـ ّو ِة و "ال ّتشــبيح" و العصابــات‪ ،‬و ِا ّل فعلــى لبنـ َ‬ ‫ـان‬ ‫ألــف ســام‪.‬‬ ‫َشــتد وي َ‬ ‫هــل‪ ..‬في َ‬ ‫َ‬ ‫َنهــض وط ُننــا وي َّ‬ ‫وتكــون‬ ‫َســلمَ ‪..‬‬ ‫قيام ُتــه؟‬

‫ِا ْي‪،‬‬ ‫راق و وطـ ٌـن عظيــم‪،‬‬ ‫بال ّتربيــ ِة ُيبْنــى مجتمــعٌ ٍ‬ ‫َ‬ ‫وعالــمٌ ِشــب ُْه ج ّنــة‪ .‬بهــا ُت َ‬ ‫صق ُــل ال ّنفـ ُ‬ ‫ـوس‪ُ ،‬ت َّنشــأ‬ ‫َــم العاليــة‪ُ ،‬يقــوَّ مُ‬ ‫علــى‬ ‫ِ‬ ‫األخــاق السّ ــامي ِة وال ِقي ِ‬ ‫ـان‬ ‫االعوجــاج‪ .‬فــا المــال وال ال ّتكنولوجيــا يَبنيـ ِ‬ ‫ِانســا ًنا َسـ ِـويًّا ومواط ًنــا ً‬ ‫صالحــا‪ِ ،‬ا ّنمــا ال ّتربيـ ُـة التــي‬ ‫ّ‬ ‫َت ُ‬ ‫والحــق‪ ،‬ف َتحصــد الخي ـ َر‬ ‫ــزرع المحب َّــة واألخــو َّة‬ ‫َ‬ ‫والجمــال والسّ ــامَ واالزدهــار‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫أجل‪ ،‬يا ُ‬ ‫زمن‪،‬‬ ‫ـات فاضــات‪ ،‬ومُ َر ّبيــن‬ ‫َأعـ ِـط َابــا ًء صالحيــن وأمّهـ ٍ‬ ‫حقيقيّيــن‪َ ،‬تأخـ ْـذ ِانســا ًنا "علــى صــورة اهلل ومثالــه"‪،‬‬ ‫ومجتمعً ــا ســليمً ا مُ ً‬ ‫عافــى يَرقــى‪ ،‬ووط ًنــا مُ َّنظمــا‬ ‫قو ًّيــا يَبقــى‪ ،‬وحيـ ً‬ ‫ـاة جميلـ ًـة كريمــة‪.‬‬

‫هل؟‬ ‫والديــن َيسـ َ‬ ‫َ‬ ‫ديـ َـك‬ ‫عــط‬ ‫لبنــان ِ‬ ‫أللهــمَّ ‪َ ،‬أ ِ‬ ‫ـيرون َبه ِ‬ ‫عطــ ِه مســؤولين شــرفا َء‬ ‫ويَعملــون بوَ صايــاك‪َ ،‬وأ ِ‬ ‫أنقيــا َء ي َ‬ ‫َخشــون محاســب َتك وغض َبـ َـك ولعن َــة‬ ‫ال ّتار يــخ‪.‬‬

‫رميون شبلي‬ ‫‪43‬‬


‫هدى اخلوري‬

‫أنوالنااملهملة‬

‫جيئة وذهابا يتحرك مكوك الحياكة بين خيطان‬ ‫المدة المشدودة على خشبة النول ‪،‬ويتشكل‬ ‫النسيج متماسكا صلبا على يدي حرفي يعرف‬ ‫جيدا صالبة الخيوط الممدودة ‪.‬‬ ‫يقع النسيج بين يدي خياط فيتعلم الفوارق بين‬ ‫اتجاه خيوط الحاشية واالتجاه العرضي ويعرف‬ ‫متى وكيف يقص او يشطر القماش شدا‪.‬‬ ‫ويتفنن الخياط الماهر الذي يعرف متى يستعمل‬ ‫المواربة الستثمار ليونة القماش ومتى يستعمل‬ ‫االستقامة الستثمار الصالبة‪.‬‬ ‫الحرفي الماهر يفهم نبض النسيج بين يديه‬ ‫فيبتسم النسيج ويرقص النول في ظلمة القبو‬ ‫حيث اكله االهتراء‪،‬وفي عالم الغيب حيث تطاير‬ ‫رماده في الهواء وانزله المطر الى قعر البحر‪.‬‬ ‫لكنني اسمع صوت جدتي الحائكة الماهرة كلما‬ ‫لمست قطعة قماش‪.‬‬ ‫في بلدتي حصلت مجزرة رهيبة بحق االنوال ولم‬ ‫يعد فيها حائكون وال خياطون فتفكك نسيجنا‬ ‫الن المهارة والدقة وقراءة االتجاهات باتت خبرا‬ ‫لفعل ماض تناقص حتى الزوال ‪.‬‬ ‫وحال بلدتي كحال بالدي ماعاد اهلوها يعرفون‬ ‫لغة النسيج وحتى الخيوط فينا ماعادت تحل‬ ‫من شرانق القز والتغزل من القطن وال من‬ ‫الصوف وال حتى تصنع من البولييستر ‪،‬فنحن‬ ‫ربما نكون صورا على شاشة مصمم ال يستعمل‬ ‫حتى الورق ‪.‬‬ ‫وداعا يازمن االلياف والخيوط والنساجين ‪،‬ها‬ ‫انذا اطرق شاشاتكم القول لكم ان اللغة نسيج‬ ‫والعقل نسيج والكون باسره نسيج‪.‬‬ ‫‪44‬‬

‫يتلــوى زمنــي كمــا رمــز الالنهايــة واجدنــي قارئــة للحظــات‬ ‫خالــت انهــا تجمــدت بالكتابــة فــاذا الكتابــة متحولــة‬ ‫متجــددة فكانمــا حبــس الزمــان وهــم ومــا مضــى انمــا مضــى‬ ‫الــى غــده ‪.‬ان النــص كمــا كل فعــل يرســم لذاتــه كينونــة‬ ‫ومســارا زمنيــا قــد يتقاطــع مــع كاتبــه كقــارئ فيكشــف لــه‬ ‫انهمــا متصــان منفصــان‪.‬‬

‫ال تخــافي‬ ‫تمسح َ‬ ‫ُ‬ ‫السماء‬ ‫وجه‬ ‫ِ‬ ‫انفراج ‪،‬‬ ‫ابتسامَ ُ ّ ٍ‬ ‫تستعجل اللقاء‪.‬‬ ‫َ‬ ‫الرجاء‬ ‫خيوط‬ ‫ألملمُ‬ ‫ِ‬ ‫في األودي ِة السحيقة ‪،‬‬ ‫أطاردُ النقاء‪.‬‬ ‫في شرذم ِة التفجّ ر‬ ‫تستجمعُ‬ ‫شمسي ذا َتها ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫كتلة نورانيةً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫سكينة ‪،‬‬ ‫تنساب‬ ‫ُ‬ ‫تضوع سناء‪.‬‬ ‫أنس ِج َ‬ ‫الزمن انتظارًا وال‬ ‫ضفاف‬ ‫عند‬ ‫البحيرات المرايا‪ُ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تلمْ ني ‪.‬‬ ‫دموع السبايا ‪،‬‬ ‫شالالت‬ ‫عند‬ ‫ِ‬ ‫أصقل األلمَ ِأمال ‪ً،‬‬ ‫ِ‬ ‫وال تظلمني‪.‬‬ ‫براكين الخفايا‪،‬‬ ‫ّهات‬ ‫عند فو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫الحزن رحمة ‪،‬‬ ‫اغمر‬ ‫ِ‬ ‫وال تكبّلني‪.‬‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫لقلب‬ ‫الناس‬ ‫ال‬ ‫تجعلن من ِ‬ ‫عيون ِ‬ ‫مقبرة ٍ‬ ‫ُ‬ ‫يمتشق َ‬ ‫جرح ُه ‪،‬‬ ‫ما زال‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫قلوب الرجال‪.‬‬ ‫يذبح القبائل في ِ‬ ‫ً‬ ‫الناس مقصلة ‪،‬‬ ‫ال تجعلنّ من تفاه ِة ِ‬ ‫يحتضن َّ‬ ‫ُ‬ ‫حقه ‪،‬‬ ‫ُلح ٍّب ما زال‬ ‫عقول النساء ‪.‬‬ ‫يطردُ الجواري من‬ ‫ِ‬ ‫ال ت ِعدْ ني بالغد ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الغد سمائي‬ ‫فيه الهواءُ كل الهواء‪،‬‬ ‫فيه النو ُر كل النور ‪،‬‬ ‫فيه‪ ...‬ال متناهي اللقاء ‪.‬‬


‫أل َبط ِريَرك ُ ال َمجد ُ ! (*)‬ ‫السني َن طويل ًة ل َعباء ٍة‬ ‫َوق َ​َف ِّ‬ ‫الصل ِ‬ ‫َوات وال ُّز ْه ِديَّ ْه‬ ‫َس ِك َرت ِم َن َّ‬ ‫قَ َرأَ ا ْرتِسا َمتَ ُه ندا ًء ‪ -‬دعو ًة‬ ‫مملوء ًة نو ًرا ‪ ..‬وطُوبا ِويَّ ْه‬ ‫َح َف َر ْاس َم ُه في أَر َز ٍة َد ْه ِريَّ ٍة‬ ‫و َمضى تُبا ِركُ ُه يَد ُ األَبَ ِديَّ ْه ‪.‬‬

‫أرز َة لبنا َن لماذا تنحني َن‬ ‫فها ُ‬ ‫بطرك صفير‬ ‫على لبنا َن أمي ٌن‬ ‫زا َد ِك شمو ًخا‬ ‫عز ًة وفخ ًرا‬ ‫ِ‬ ‫وروح ِه‬ ‫في قل ِب ِه‬

‫تاري ُخ ُه ؟ ِوقْفاتُ ُه و َموا ِقف ٌ‬ ‫تَشتَ ُّد في وج ِه ال ِّريا ِح أَ ِبيَّ ْه‬

‫ِ‬ ‫أنت تسكني َن‬ ‫ٌ‬ ‫بطرك صخر ٌة‬

‫ورِعايَ ٌة أَبَ ِويَّ ٌة ‪ ،‬كَ ُب َرت بها‬ ‫فوس ‪ ،‬ونِع َم ٌة ِ‬ ‫ثِ َق ُة ال ُّن ِ‬ ‫روح َّي ْه ‪.‬‬

‫مج ٌد ثور ٌة‬ ‫حري ُة استقال ٍل‬

‫َواقيس ال َّرحيلِ ‪ ..‬تَأَلَّموا‬ ‫َدقَّت ن ُ‬ ‫وتَأَ َّملُوا ‪ :‬يا َدربَ ُه ال َم ِ‬ ‫جديَّ ْه !‬ ‫القلوب تَضَ ُّر ًعا‬ ‫َس َجدوا يُضيئو َن‬ ‫َ‬ ‫ويُ َذ ِّوبو َن عيونَ ُه ْم َج ْم ِريَّ ْه ! ‪.‬‬ ‫لُبنانُ ُه ؟ َج َب ُل القداس ِة وال ُعلى‬ ‫ُمتَ َللِئًا‪ ،‬و َمساف ُة ال ُح ِريَّ ْه‬ ‫" وطَ ُن ال ِّرسال ِة " ُم ْستَ ِق ًل َس ِّي ًدا ؛‬ ‫و ِم َن التَّالقي يَ ْستَ ِم ُّد ُر ِق َّي ْه‬ ‫كَ ْم بَط ِريَ ٍ‬ ‫رك بَع َد ُه ‪ !..‬ويَظ َُّل في‬ ‫ضو ِء ال َّزمانِ قصيد ًة َوطَ ِن َّي ْه ‪.‬‬ ‫رميون شبلي‬ ‫‪--------------------------‬‬

‫الماروني‬ ‫جالل واحترام للبطريرك‬ ‫ّ‬ ‫*) اِنحناءة اِ ٍ‬ ‫الكبير ‪ -‬البطريرك المجد ‪ -‬مار نصراهلل‬ ‫بطرس صفير ‪ ،‬في يوم انتقاله الى بيته‬ ‫السّ ّ‬ ‫ماوي ‪ / ١٢‬ه ‪٢٠١٩ /‬‬

‫ايقون ُة ايمانٍ‬ ‫َ‬ ‫األرض‬ ‫ترك َ‬ ‫تخطى الزما َن‬ ‫رف َع إلى السما ِء‬ ‫حب‬ ‫بذبيح ِة ٍ‬ ‫مج َد لبنا َن‬ ‫أرز َة لبنا َن افخري‬ ‫ِ‬ ‫بطرس صفير‬ ‫بأبينا مار نصرالله‬ ‫وهلليلي‬ ‫‪--------------------------‬‬

‫تحية الى روح البطريرك مار نصراهلل بطرس صفير‬

‫أرزة لبنان‬ ‫كلمات‪ :‬األب بشاره إيليا‬ ‫الحان وتسجيل‪ :‬بسام عون‬ ‫اداء ‪ :‬جيسي جليالتي‬ ‫‪45‬‬


‫رياضة‬

‫لعبة كرة القدم‬

‫ ‬

‫بني الهواية والغواية‬

‫مثلــي مثــل مالييــن مــن أطفــال‬ ‫العالــم‪ ،‬وأطفــال مصــر بصفــة خاصــة‪،‬‬ ‫فقــد نشــأت علــى حــب رياضــة كــرة‬ ‫القــدم‪ ،‬وال أذكــر علــى وجــه التحديــد‬ ‫كيفيــة تعلمــي للعبــة‪ ،‬ولكنــي‬ ‫ً‬ ‫جيــدا أنــي مارســتها كطالــب‬ ‫أذكــر‬ ‫بالمدرســة‪ ،‬وبعــد ذلــك بالجامعــة‪.‬‬ ‫فقــد كانــت وال تــزال إلــى حــد كبيــر‬ ‫هوايتــي المفضلــة‪ ،‬كمشــاهد ومشــجع‬ ‫وناقــد للعبــة‪.‬‬ ‫وأذكــر فيمــا أذكــر أن الوالــد كان‬ ‫يشــجع هــذه الهوايــة‪ ،‬علــى اعتبــار أن‬ ‫ممارســة الرياضــة تكســب الرياضــي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وحبــا للمنافســة‪،‬‬ ‫روحــا رياضيــة‪،‬‬ ‫وتشـ ً‬ ‫ـجيعا لمشــاعر الــوالء واالنتمــاء‪،‬‬ ‫وتكســب ممارســتها التعــود علــى‬ ‫النصــر والهزيمــة‪ ،‬ممــا يؤهلــه لتقبــل‬ ‫تقلبــات القــدر وتبــدل الحظــوظ فــي‬ ‫كل مــا نقــوم بــه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أيضــا أن أســاتذتنا مــن‬ ‫أذكــر‬ ‫المدربيــن‪ ،‬وأســاتذة التربية الرياضية‬ ‫كانــوا يؤكــدون على ضــرورة مصافحة‬ ‫جميــع أفــراد الفريــق المنافــس‪ ،‬ومــن‬ ‫يتــم تعيينــه حكمـ ًـا‪ ،‬قبــل أي مبــاراة‬ ‫وبعدهــا‪ ،‬كمــا أن نظــام المدرســة‬ ‫كان يقتضــي اجتيــاز الطالــب بنجــاح‬ ‫لــكل االمتحانــات الشــهرية‪ ،‬وعــدم‬ ‫رســوبه فــي أي مــادة علميــة‪.‬‬

‫‪46‬‬

‫أ‪.‬د‪ .‬عصام الدين عارف فتوح‬

‫أذكــر أن زميلــي وصديقــي أنــور – رحمه‬ ‫اهلل – وكان هــداف فريقنــا المدرســي‪،‬‬ ‫وأحــرف العبيــه‪ ،‬قــد منــع مــن‬ ‫المشــاركة فــي مبــاراة هامــة لفريقنــا‬ ‫المدرســي‪ ،‬وذلــك لرســوبه فــي مــادة‬ ‫الرياضيــات‪ ،‬فــي ســنة مــن ســنوات‬ ‫الدراســة‪.‬‬ ‫أذكــر أيضـ ًـا‪ ،‬أنــي كنــت محبـ ًـا لنــادي‬ ‫الزمالــك‪ ،‬الــذي اعتبــرت الكثيــر مــن‬ ‫العبيــه أمثلــة عليــا احتــذي بهــا‪،‬‬ ‫واســتمتع بأدائهــم‪ ،‬داخــل الملعــب‬ ‫وخارجــه‪ .‬وقــد كان الزمالــك آنــذاك‬ ‫ً‬ ‫مكونــا مــن العبيــن هــواة‪ ،‬فمنهــم‬ ‫مــن كان الضابــط‪ ،‬والمــدرس‪،‬‬ ‫والعامــل‪ ،‬إلــخ‪ .‬وكذلــك كان الحــال‬ ‫فــي النــوادي المحليــة‪ ،‬التــي مثــل‬ ‫العبوهــا المدينــة التــي ينتمــون‬ ‫إليهــا‪ .‬وال شــك أن روح الجماعــة‬ ‫واالنســجام النفســي‪ ،‬وروح الفريــق‪،‬‬ ‫كانــت مــن أهــم مــا يميــز تلــك‬ ‫الحقبــة‪ .‬وبالرغــم مــن ميلــي الشــديد‬ ‫للزمالــك وتشــجيعي لــه‪ ،‬فلــم أكــن‬ ‫ً‬ ‫مطلقــا‪ ،‬فــي تشــجيع نــادي‬ ‫أتــردد‬ ‫االتحــاد بصفتــي ســكندري‪ .‬وال شــك‬ ‫أن هــذا التنــوع أدى إلــى اختــاف‬ ‫كيفــي بيــن فريــق وآخــر‪ .‬فقــد تميــز‬ ‫اإلســماعيلي‪ ،‬مثـ ً‬ ‫ـا‪ ،‬بالكــرة الجميلــة‬ ‫التــي أطلقنــا عليها "الكــرة البرازيلية"‪،‬‬ ‫ومــا كان ينطبــق علــى فرقنا المحلية‪،‬‬

‫قــد انطبــق أيضـ ًـا على الفــرق العالمية‬ ‫المختلفــة‪ .‬فــكان للفريــق البرازيــل‬ ‫نكهــة خاصــة‪ ،‬تختلــف عــن الفريــق‬ ‫الهولنــدي أو األلمانــي أو اإلنجليــزي‪.‬‬ ‫فأطلقنــا علــى الفريــق القومــي‬ ‫الهولنــدي فريــق الطواحيــن‪ ،‬لقــدرة‬ ‫العبيــه علــى تدويــر الكــرة مــن‬ ‫منتصــف الملعــب‪ ،‬ووصـ ً‬ ‫ـوال إلــى‬ ‫مرمــى الفريــق المنافــس‪ ،‬أمــا الفريــق‬ ‫األلمانــي‪ ،‬الــذي عــرف بالماكينــات‪،‬‬ ‫فقــد اشــتهر بالتبــادل اآللــي للكــرة‬ ‫بســرعة‪ ،‬وبذلــك تمكنــوا مــن اربــاك‬ ‫أي فريــق منافــس‪ .‬ولطالمــا اعتمــد‬ ‫اإلنجليــز علــى الكــرات العاليــة‪،‬‬ ‫ترســل مباشــرة إلــى منطقــة جــزاء‬ ‫الفريــق المنافــس‪ ،‬ليتلقاهــا‬ ‫مهاجمــون يجيــدون اللعــب بالــرأس‪.‬‬ ‫وأخيـ ًـرا‪ ،‬فمهــارات الفريــق البرازيلــي‬ ‫التــي تمثلــت فــي قــدرات العبيــن‬ ‫مثــل بيليــه‪ ،‬تــم اكتســابها عــن طريــق‬ ‫ممارســة لعبــة الكــرة المطاطيــة‬ ‫بشــوارع البرازيــل وحاراتهــا‪.‬‬ ‫ولعلــي أذكــر فيمــا أذكــر بــكل اإلعــزاز‪،‬‬ ‫كيــف أصــر الالعــب رأفــت عطيــة‪،‬‬ ‫كابتــن الزمالــك حينــذاك‪ ،‬أن يلعــب‬ ‫فــي مســابقة كأس مصــر مبــاراة هامــة‬ ‫علــى الرغــم مــن وفــاة ابنــه‪ .‬كمــا أذكــر‬ ‫باإلعــزاز أيضـ ًـا لقائــي بنجــم االتحــاد‬


‫رياضة‬

‫الســكندري‪ ،‬بوبــو‪ ،‬الــذي أكــد لــي‪،‬‬ ‫لعلمــه بحبــي الشــديد للزمالــك‪ ،‬وهــو‬ ‫المدافــع الصلــب لفريــق االتحــاد‪،‬‬ ‫كيــف أن الالعــب الخلــوق محمــد‬ ‫يحيــى إمــام كان دائمـ ًـا مــا ينجــح في‬ ‫خداعــه وتخطيــه‪ ،‬ومــن ثــم تســجيل‬ ‫األهــداف للزمالــك علــى حســاب‬ ‫االتحــاد‪ .‬وال شــك أن حــب محمــد‬ ‫يحيــى إمــام للزمالــك‪ ،‬الــذي ورثــه‬ ‫عــن والــده حــارس مرمــى النــادي‪،‬‬ ‫وورثــه البنــه حــازم‪ ،‬يتفــق تمامـ ًـا مــع‬ ‫عــدم حصولــه علــى أي بطاقــة صفــراء‬ ‫أو حمــراء خــال مشــواره الكــروي‬ ‫الطويــل‪.‬‬ ‫فوجئــت بعــد عودتــي مــن بعثــة‬ ‫دراســية شــملت الواليــات المتحــدة‬ ‫وبريطانيــا لمــدة تجــاوزت الســنوات‬ ‫العشــرة‪ ،‬بأنــي أمــام مكســب كــروي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫فبدال من‬ ‫يختلــف تمامـ ًـا عما الفــت‪.‬‬ ‫الحديــث عــن الــوالء للنــادي‪ ،‬وعــن‬ ‫"روح الفانيلــا"‪ ،‬رأيــت مجموعــة مــن‬ ‫المرتزقــة المتســابقين وراء األنديــة‬ ‫الكبــرى‪ ،‬ورأيــت األنديــة الكبــرى‬

‫ذاتهــا تتنافــس علــى اقتنــاء الالعبيــن‬ ‫عــن طريــق وكالء وسماســرة وصلــت‬ ‫أتعابهــم إلــى المالييــن‪ .‬وبذلــك‬ ‫انحســرت المنافســة بين األندية من‬ ‫رياضــة‪ ،‬بــل إلــى صــراع مــادي‪ ،‬كمــا‬ ‫ســمعت الالعبيــن‪ ،‬بــل والمدربيــن‪،‬‬ ‫يتفاخــرون بــأن هدفهــم الرئيــس‬ ‫مــن أي مبــاراة هــو الفــوز بالنتيجــة‪،‬‬ ‫ولتذهــب المهــارة واللعــب النظيــف‬ ‫والممتــع إلــى الجحيــم‪.‬‬ ‫وفوجئــت األســبوع الماضــي‬ ‫بمجموعــة مــن خبــراء اللعبــة‬ ‫والمحلليــن الذيــن درس بعضهــم‬

‫بالخــارج‪ ،‬وحصــل البعــض اآلخــر‬ ‫علــى شــهادات‪ ،‬بمبــاراة كانــت‬ ‫نتيجتهــا ‪-1‬صفــر‪ ،‬وتلــك النتيجــة‬ ‫ـاو لكــرة القــدم‬ ‫ كمــا يعلــم أي هـ ٍ‬‫– توضــح أننــا كنــا بايــزاء مبــاراة‬ ‫تســاوت فيهــا كفتــا الفريقيــن‪ ،‬إال أن‬ ‫نجــح أحدهمــا بضربــة حــظ موفقــة‬ ‫فــي احــراز هــدف وحيــد‪ ،‬عــن طريــق‬ ‫خطــأ لحــارس المرمــى‪ ،‬أو العــب‬ ‫دفــاع‪ ،‬أو ركلــة أو ضربــة رأس موفقة‪.‬‬ ‫ولتحليــل مبــاراة مــن ذلــك النــوع‪،‬‬ ‫رأيــت الخبــراء يتنافســون فــي‬ ‫تحليــل كيــف فــاز الفائــز‪ ،‬وكيــف‬ ‫خســر الخاســر‪ ،‬علــى الرغــم مــن أن‬ ‫النتيجــة كان مــن الممكــن أن تكــون‬ ‫‪ – 1‬صفــر ألي مــن الفريقيــن فــي أي‬ ‫وقــت مــن المبــاراة‪.‬‬ ‫وأذكــر فــي هــذا المجــال‪ ،‬تعليقــات‬ ‫وتحليــات الناقــد الكبيــر نجيــب‬ ‫المســتكاوي‪ ،‬الــذي كان ينهــي‬ ‫تعليقــه بتقييــم أداء كل العــب مــن‬ ‫العبــي الفريقيــن‪ ،‬واعطائــه درجــة‬ ‫مــن ‪ ،10‬وأذكــر علــى ســبيل المثــال‪،‬‬ ‫أنــه أعطــى الدرجــة النهائيــة لحمــادة‬ ‫إمــام فــي مبــاراة خســر فيهــا الزمالــك‪،‬‬

‫‪47‬‬


‫رياضة‬

‫كمــا أذكــر أنــه أعطــى أصفـ ً‬ ‫ـارا (وكان‬ ‫كثيــر األصفــار)‪ ،‬ألي العــب لــم يــؤد‬ ‫دوره فــي المبــاراة‪.‬‬ ‫أصعــب مــن كل ذلــك‪ ،‬شــاهدت‬ ‫بنفســي تحول التشــجيع إلى تشــنيع‪،‬‬ ‫وتراشــق المشــجعين لفظيـ ًـا‪ ،‬وأحيانـ ًـا‬ ‫باالشــتباك باأليــدي‪ .‬تمخضــت‬ ‫تلــك المشــاعر الســلبية والعدائيــة‬ ‫عــن تلــك الــروح الهمجيــة‪ ،‬إلــى أن‬ ‫شــهدنا شــهداء للمالعــب‪ ،‬وتدخــل‬ ‫الدولــة إللغــاء حضــور الجماهيــر إلــى‬ ‫المالعــب‪.‬‬ ‫يؤكــد عالــم النفــس الشــهير جــان‬ ‫بياجيــه علــى أهميــة اللعــب كوســيلة‬ ‫مــن أهــم وســائل التربيــة للطفــل‬ ‫الســليم‪ ،‬ويوضــح بياجيــه أن اللعــب‬ ‫وســيلة هامــة لتعليــم الحيوانــات‬ ‫كيفيــة التــواؤم مــع البيئــة واإلعــداد‬ ‫للحيــاة‪.‬‬

‫‪48‬‬

‫لــن نعــود لألســف إلــى عصــر‬ ‫الهوايــة‪ ،‬ولكــن بإمكاننــا علــى األقــل‬ ‫مــن احيــاء تلــك المفاهيــم التــي‬ ‫طالمــا مثلــت األســاس الصحــي‬ ‫لممارســة الرياضــة‪ .‬ولعــل أبســط مــا‬ ‫تتمثــل فيــه ازكاء تلــك الــروح هــي‬ ‫اإلصــرار علــى مصافحــة الالعبيــن‬ ‫لبعضهــم البعــض فــور االنتهــاء‬ ‫مــن المبــاراة‪ ،‬وتوجــه العبــي كل‬ ‫فريــق إلــى مشــجعي الفريــق اآلخــر‬ ‫لتلقــي التحيــة‪ .‬وال مانــع ً‬ ‫أبــدا مــن‬ ‫مكافــأة أولئــك الالعبيــن الذيــن‬ ‫ينهــون الموســم دون مخالفــات أو‬ ‫احتجاجــات‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ولنعمــل جميعــا علــى تالفــي نتيجــة‬ ‫‪ – 1‬صفــر بالعمــل علــى تحقيــق الهــدف‬ ‫والمحافظــة عليــه‪.‬‬ ‫(بيروت‪ 5 ،‬ديسمبر ‪)2018‬‬ ‫ذكــرت آنفـ ًـا أن أهــم مبــاراة اشــتركت‬

‫بهــا فــي المرحلــة الثانويــة‪ ،‬فــي الــدور‬ ‫قبــل النهائــي لــكأس المــدارس‪،‬‬ ‫والتــي انتهــت بعــد موقعــة حاميــة‬ ‫الوطيــس‪ ،‬لصالــح الفريــق المنافــس‬ ‫‪/1‬صفــر‪ ،‬فرأيــت صديقــي أنــور‪ ،‬وقــد‬ ‫أغروقــت عينــاه بالدمــوع‪ ،‬فقلــت‬ ‫مواسـ ًـيا إيــاه‪ ،‬لعــل اشــتراكك قــد‬ ‫غيــر مــن النتيجــة النهائيــة وســاعد‬ ‫فــي تأهلنــا للــدور النهائــي‪ ،‬فــرد علــى‬ ‫الفــور‪ ،‬إن الســبب وراء دموعــي فــي‬ ‫أننــي لــم أشــارككم شــرف الهزيمــة‪،‬‬ ‫بعــد مبــاراة بذلتــم فيهــا جميعـ ًـا‬ ‫قصــارى جهدكــم‪.‬‬ ‫رحــم اهلل أنــور‪ ،‬ورحــم أيامـ ًـا كانــت‬ ‫فيهــا قيــم الــوالء واالنتمــاء أهــم مــا‬ ‫يميــز مــا كنــا نطلــق عليــه "الــروح‬ ‫الرياضيــة"‪.‬‬ ‫إلعب يا ‪...‬‬


‫رياضة‬ MERHI TRADING COMPANY

Electronics shop in Aley

Aley

Mount Lebanon Aley, Main Road Merhi Trading Center Phone: +961 5 553 222

Kabrchmoun

Mount Lebanon Kabrchmoun, Albasateen Road Kamal Merhi Bldg. Phone : +961 5 411 000

info@merhitrading.com www.merhitrading.com

49

MerhiTradingCo


‫سياحة‬

‫الـ (‪)Hiking‬‬

‫رياضة (الهايكنغ) متنح فوائد جسدية وذهنية واجتماعية‪ ،‬وفوق‬ ‫ذلك فيها انسجام مع الطبيعة ومكوناتها‪.‬‬

‫عندمــا يقــول لــك أحدهــم ‪“ :‬مــارس الهايكنــغ”‬ ‫فاشــكره علــى اهتمامــه بصحتــك‪ .‬وذلــك‬ ‫إليجابيــات هائلــة ومفيــدة لصحتــك اجلســدية‬ ‫والعقليــة وســعادتك‪ .‬وهنــا جتــد فوائــد رياضــة‬ ‫(الهايكنــغ) ومنهــا‪.‬‬

‫زيادة اللياقة البدنية‬ ‫تحــرق ســاعة واحــدة مــن الهايكنــغ أكثــر مــن ‪ ٥٠٠‬ســعرة‬ ‫حراريــة‪ ،‬وهــذا يعتمــد علــى كميــة المتــاع الــذي تحملــه‬ ‫ووضعيــة جســدك أثنــاء الســير‪ .‬يؤثــر التنــزه علــى القدمين‬ ‫تأثيــر لطيــف علــى المفاصــل مقارنــة بالمشــي علــى‬ ‫اإلســفلت ومــا شــابهه‪ ،‬فهــو أفضــل لكاحلــك وركبتــك‬ ‫مــن الركــض‪ .‬وإذا مشــيت فــي منطقــة تــال فستخســر‬ ‫وزنــك بشــكل ملحــوظ‪ .‬عمومـ ًـا ثبــت أن الهايكنــغ فــي‬ ‫المرتفعــات بشــكل عــام يخفــف الــوزن بســبب حرقــه‬ ‫للســعرات الحراريــة‪.‬‬ ‫رياضة حتافظ على مظهرك اجلميل‬ ‫تجعــل االســتمرارية علــى المشــي جســدك بأفضــل هيئــة‪،‬‬ ‫ولكــن انتبــه عنــد ســيرك فــي المنحــدرات‪ ،‬إســتخدم‬ ‫العصــي التــي تســاعد علــى التقــدم فــي الســير‪ .‬تســلق‬ ‫الصخــور يغنيــك عــن كل التماريــن األخــرى‪ ،‬فمــن نظــرة‬ ‫ً‬ ‫خصوصــا الجــزء‬ ‫وظيفيــة‪ ،‬ســتحرك كامــل جســدك‪،‬‬ ‫الســفلي‪ -‬أي عضلــة الــورك وأوتــار الركبــة‪ .‬وإذا كنــت‬ ‫تحمــل متاعــك‪ ،‬فبذلــك تتحــدى قوتــك ومــدى تحمــل‬ ‫الجــزء العلــوي مــن جســدك‪ ،‬وهــذا يُســهم فــي تحســين‬ ‫مظهــرك‪.‬‬

‫‪50‬‬

‫الوقاية من السكري ومراقبته‬ ‫االســتمرار علــى الهايكنــغ يســاعدك علــى مراقبــة مســتوى‬ ‫الســكر فــي الــدم أو حتــى تجنبــه‪ ،‬وذلــك بخفــض‬ ‫مســتويات الســكر فــي دمــك‪ .‬عنــد تســلق الجبــال فأنــت‬ ‫بــا شــك تمــرن عضالتــك‪ ،‬حيــث ينتقــل الجليكــوز مــن‬ ‫مجــرى الــدم ليمــدك بالطاقــة‪.‬‬ ‫خفض ضغط الدم ومستوى الكولسرتول‬ ‫يقلــل الهايكنــغ بشــكل منتظم ضغط الدم والكولســترول‪،‬‬ ‫وذلــك مــن شــأنه أن يقلــل مــن مخاطــر اإلصابــة‬ ‫بأمــراض القلــب والســكري والســكتة الدماغيــة ألولئــك‬ ‫األكثــر عرضـ ًـة لهــا‪ .‬فــي الحقيقــة‪ ،‬يؤثــر الهايكنــغ فــي‬ ‫المنحــدرات بشــكل هائــل فــي القضــاء علــى الســكري‬ ‫وتحســين تحمــل الجليكــوز‪.‬‬


‫سياحة‬

‫تكوين عالقات اجتماعية‬ ‫ينصــح محبــو الهايكنــغ دائمــا بوجــود الرفقــة‪ .‬تســاعدك‬ ‫رحــات الهايكنــغ الطويلــة المخطــط لهــا مسـ ً‬ ‫ـبقا أو حتــى‬ ‫القصيــرة نهايــة األســبوع علــى تكويــن صداقــات أثنــاء‬ ‫ممارســتها‪ .‬باإلضافــة لذلــك‪ ،‬يشــجعك تفاعلــك مــع‬ ‫متســلقي الجبــال علــى االنخــراط فــي التماريــن كأســلوب‬ ‫حيــاة‪ ،‬أكثــر مــن كونهــا رياضــة حيــث ســتركز عليهــا‬ ‫تركيــزا دائمــا لفتــرة طويلــة‪.‬‬

‫االنسجام مع الطبيعة‬ ‫عندمــا نكــون فــي الطبيعــة بعيـ ً‬ ‫ـدا عــن فوضــى حياتنــا‬ ‫اليوميــة والتقنيــة أيضـ ًـا‪ ،‬فذلــك يســمح لنــا بالتواصــل مــع‬ ‫أنفســنا ومــع الطبيعــة تواصـ ًـا ملي ًئــا بالســام والســعادة‬ ‫واالطمئنــان‪.‬‬

‫احلد من االكتئاب ومنح سعادة أكرث‬ ‫أظهــرت دراســة أن الهايكنــغ كعــاج إضافــي يســاهم فــي‬ ‫عــاج االكتئــاب الحــاد ويخفــف مــن شــعور المرضــى‬ ‫باليــأس والكمــد واالنتحــار‪ .‬فــي النهايــة ســحر الطبيعــة‬ ‫يلهــم فــي الخفــاء كل مــن يعانــي مــن تلــك األعــراض‬ ‫بحيــاة أكثــر مرونــة وسالســة‪.‬‬

‫‪51‬‬


‫طب‬

‫‪ Dr Five‬يف كوريا اجلنوبيـة‬ ‫المستشــفى الرئيســي لجراحــة العمــود الفقــري والموجــود‬ ‫فــي كنغنــام فــي مدينــة ســيول وقــد تــمَّ إنشــاؤه عــام‬ ‫‪ 1982‬وفيــه تســتخدم تقنيــة الليــزر التــي تختــزل حجــم‬ ‫الشــق مــن ‪ 4‬ســنتيمترات الــى ‪ 0،6‬فتخفــف بذلــك مــن‬ ‫آالم المريــض ِّ‬ ‫وتعجــل بشــفائه‪ .‬هــذا المستشــفى يديــر‬ ‫عشــر شــبكات للمستشــفيات فــي كوريــا وثالثــة مرافــق‬ ‫للشــبكات الدوليــة فــي اإلمــارات وتركيــا واندونيســيا‪.‬‬ ‫الجولــة التاليــة التــي قامــت بهــا شــركتنا كانــت للتعــرف‬ ‫علــى عمليــات القلــب فــي مستشــفى مــدي بلكــس ســي‬ ‫جونــغ الــذي تــم إفتتاحــه عــام ‪ 2017‬والمســجّ ل كأفضــل‬ ‫ثالثــة مستشــفيات لعــاج مرضــى القلــب وكرقــم أول‬ ‫فــي المعــدل األعلــى لنجــاح جراحــة الشــريان التاجــي‪.‬‬ ‫جدارية مقابل مكتبة "جيونغ داغ” كتب عليها‪ :‬نحن الشباب‬

‫قامــت ‪ ،Dr Five‬شــركة مقرهــا دبــي ــــ االمــارات‬ ‫العربيــة المتحــدة ـ بجولــة ســياحية طبيــة فــي كوريــا‬ ‫الجنوبيــة فــزارت معرضهــا الطبــي للعــام ‪ 2019‬واطلعــت‬ ‫علــى احــدث المســتجدات فــي التقنيــات الحديثــة‬ ‫ً‬ ‫حاليــا فــي الصناعــة‬ ‫والخدمــات المبتكــرة والمتوافــرة‬ ‫الطبيــة الكوريــة‪.‬‬ ‫ومــن ثــم ســنحت لهــا الفرصــة ان تقــوم بزيــارة أهــم‬ ‫العيــادات وكبــرى المستشــفيات وأكثرهــا شــهرة وكانــت‬ ‫قــد بــدأت بتنســيق زيــارات إستشــفائية بمســاعدة وزارة‬ ‫الصحــة الكوريــة وســفارة دولــة االمــارات العربيــة‬ ‫المتحــدة لعــدد مــن المهتميــن فــي كوريــا بتقديــم‬ ‫خدماتهــم الطبيــة المتميــزة بمجاالتهــا المحــددة فــي‬ ‫مدينــة ســيول والتــي تســاعد بنــوع خاص على إســتقطاب‬ ‫المرضــى مــن البــاد العربيــة‪.‬‬ ‫كانــت الدعــوة األولــى لـــ‪ ،Dr Five‬زيــارة ووريــدول وهــو‬

‫‪52‬‬

‫الطب الشرقي او البديل‬ ‫الــى جانــب ذلــك يهتــم ســيجونغ بالتقاليــد القديمــة‬ ‫للطــب الشــرقي المعــروف بالطــب البديــل مــع تعاونــه‬ ‫بنفــس الوقــت مــع آخــر مــا توصلــت اليــه تكنولوجيــا‬ ‫الطــب الجديــد فيــه بأدواتــه الحديثــة‪ .‬فالطــب البديــل‬ ‫يوفــر للمرضــى عالجـ ًـا طبيعيـ ًـا للعمــود الفقــري وللمفاصل‬ ‫ـررا واضـ ً‬ ‫أقــل ضـ ً‬ ‫ـرارا مــن العمليــات الجراحيــة‪.‬‬ ‫عمليات التجميل يف كوريا‬ ‫خــال العشــر الســنوات الماضيــة‪ ،‬إســتطاعت عمليــات‬ ‫التجميــل فــي جــي كــي ان تكتســب خبــرة كبيــرة مقارنــة‬ ‫بمراكــز التجميــل االخــرى فــي كوريــا لتخصصهــا بعــاج‬ ‫المرضــى االجانــب‪.‬‬ ‫هــذا التخصــص يمكــن ان تتوافــر تجربتــه فقــط‬ ‫بالعمليــات التــي ا ْتقنهــا جــي كــي وكانــت مصــدر قوتــه‬ ‫التــي أعطتــه شــهرة مي ّزتــه عــن مراكــز االستشــفاء‬ ‫االخــرى‪.‬‬


‫طب‬

‫شارع اجلراحة التجميلية قي جانغ نام‬

‫فمنــذ عاميــن‪ ،‬بــدأت وزارة الصحــة فــي كوريــا إعتمــاد‬ ‫طريقــة تسّ ــهل إختيــار االفضــل بيــن مراكــز التجميــل‬ ‫لألجانــب‪ ،‬فتــم اختيــار جــي كــي للمركــز االول‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫املفضل‬ ‫املقياس اجلمايل‬ ‫الحســن والجمــال اختالفـ ًـا تامــاً‬ ‫قــد يختلــف مقيــاس ُ‬ ‫بيــن الشــرق والغــرب وتبــدو عالماتــه ظاهــرة فــي شــكل‬ ‫الوجــه وعظامــه‪ .‬لهــذا الســبب تتم عمليــات التجميل بما‬ ‫يتوافــق وأهدافهــا الجماليــة لطــاب التجميــل القادميــن‬ ‫قــدم وســاق‬ ‫مــن الغــرب‪ .‬والمحــاوالت تجــري علــى ٍ‬ ‫لتحديــد النتائــج المتوقعــة مــن العمليــات واطالعهــم‬ ‫عليهــا لمعرفــة اذا كانــت لديهــم رغبــة باالحتفــاظ‬ ‫بالمعاييــر الغربيــة او ان لديهــم طلــب خــاص يتمثــل‬ ‫بإضافــة لمســات جماليــة قليلــة مــن لمســات الشــرق‪.‬‬ ‫ان هــذه التفاصيــل تتــم بالمشــاركة عبــر االستشــارات‬

‫وبالتفاهــم واالتفــاق الكامــل قبــل إجــراء العمليــة‬ ‫ا لتجميليــة ‪.‬‬ ‫ـدا َّ‬ ‫لذلــك‪ ،‬مــن النــادر جـ ً‬ ‫أال يطمئــن األجنبــي فــي جــي كــي‬ ‫ويشــعر بالراحــة التامــة بعــد إجــراء عمليتــه التجميلية‪.‬‬ ‫لقــد اكتشــفت ‪ ،Dr Five‬فــي جولتهــا التــي قامــت بهــا‬ ‫لكوريــا الجنوبيــة المميــزات الخاصــة لخياراتهــا التــي‬ ‫تقدمهــا للمواطنيــن العــرب‪ .‬فليــس فــي نوعيــة العــاج‬ ‫مــا يم ِّيــز كوريــا عــن غيرهــا مــن المراكــز العالميــة فــي‬ ‫الــدول الغربيــة ســوى المعاملــة الخاصــة للمريــض فــي‬ ‫كوريــا اثنــاء فتــرة عالجــه مــن جهــة وبتكاليــف قليلــة‬ ‫يتقبلهــا الجميــع‪.‬‬ ‫قراؤنــا الكــرام فــي مجلــة الســائح اذا كنتــم بحاجةالــى أي‬ ‫معلومــات او خدمــات طبيــة خاصــة فــي كوريــا الجنوبيــة‬ ‫فــإن شــركتنا فــي دبــي علــى اســتعداد لتلبيــة أي طلــب‬ ‫مــن طلباتكــم بالرحــب والســعة‪.‬‬

‫مستشفى سيجونغ مديبلكس‬

‫‪53‬‬


‫جمتمع‬

‫خطوات عملية وتبادل خربات بني لبنان والصني‬ ‫إســتقبل نقيــب محــرري الصحافــة اللبنانيــة‬ ‫جــوزف القصيفــي الســيدة تــان يــان‪ ،‬رئيســة‬ ‫الفــرع السياســي فــي الســفارة الصينيــة‪،‬‬ ‫يرافقهــا الملحــق السياســي فــي الفــرع نفســه‬ ‫الســيد تشــانغ دي‪.‬‬ ‫هنــأت الســيدة يــان النقيــب‬ ‫القصيفــي علــى انتخابــه‪ ،‬طالبــة إليــه نقــل‬ ‫التهنئــة الــى اعضــاء مجلــس النقابة‪ ،‬وقالت‪:‬‬ ‫انقــل تحيــة الســفير الصينــي وتمنياتــه لكــم‬ ‫بالتوفيــق‪.‬‬ ‫واضافــت‪ :‬اننــا نمّــد يــد التعــاون‬ ‫للنقابــة‪ ،‬ونطمــح إلــى اســتئناف التواصــل‬ ‫معهــا‪ ،‬والبحــث فــي كيفيــة العمــل ً‬ ‫معــا‬ ‫مسـ ً‬ ‫ـتقبال مــن أجــل تبــادل الخبــرات بيــن‬ ‫القطاعيــن االعالمييــن فــي كل مــن الصيــن‬ ‫ولبنــان‪ ،‬ونأمــل أن نظــل علــى تواصــل دائــم‬ ‫مــن أجــل تعميــق التعــاون الــذي نطمــح أن‬ ‫ً‬ ‫مثمــرا وبنــاء‪.‬‬ ‫يكــون‬ ‫ً‬ ‫شــاكرا‬ ‫ورّد النقيــب القصيفــي‬ ‫بــادرة الســفارة الصينيــة‪ ،‬معربـ ًـا عــن إمتنانــه‬ ‫للتهنئــة‪ ،‬واســتعداد مجلــس نقابــة المحرريــن‬ ‫للتعــاون بانفتــاح مــع الســفارة الصينيــة‬ ‫وعبرهــا مــع الهيئــات االعالميــة الصينيــة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫متمنيــا تنفيــذ خطــوات عمليــة فــي مجــال‬ ‫ً‬ ‫خصوصــا ان دور الصيــن‬ ‫تبــادل الخبــرات‪،‬‬ ‫فــي العالــم العربــي‪ ،‬ولبنــان منــه فــي القلــب‪،‬‬ ‫آخــذ فــي التنامــي والتوســع‪ ،‬وال بــد من مواكبة‬ ‫اعالميــه لــه‪ ،‬ومــن أجــدر مــن الصحافييــن‬ ‫واالعالمييــن اللبنانييــن فــي االضطــاع بهــذا‬ ‫االمــر‪.‬‬

‫‪54‬‬

‫نقيب حمرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي والسيدة تان يان‬

‫اعالن اىل الزميالت والزمالء‬ ‫تلقــت نقابــة محــرري الصحافــة اللبنانيــة كتابـ ًـا مــن‬ ‫قيــادة الجيــش يحمــل موافقــة القيــادة علــى ارتيــاد‬ ‫المنتســبين الــى النقابــة النــوادي العســكرية‪ ،‬وابقــاء‬ ‫الوضــع كمــا هــو عليــه‪ّ ،‬‬ ‫أي الســماح لحاملــي البطاقــة‬ ‫الصحافيــة النقابيــة الصــادرة عــن نقابــة محــرري‬ ‫الصحافــة اللبنانيــة عــن العــام ‪ 2019‬وعائالتهــم دخــول‬ ‫المســابح العائــدة لهــذه النــوادي لقــاء دفــع البــدل‬ ‫المحــدد لذلــك‪.‬‬


‫جمتمع‬

‫صور وخمطوطات ووثائق نادرة‬ ‫إســتقبل نقيــب محــرري الصحافــة اللبنانية جوزف‬ ‫القصيفــي المــؤرخ جــوزف عبــدو مســيحي‪ ،‬الــذي‬ ‫قــدم لــه نتاجــه الجديــد‪" :‬منطلــق تاريــخ جونيــه‬ ‫المعاصــر – تاريــخ ســاحل علمــا الحديــث" وهــو‬ ‫يقــع فــي ‪ 272‬صفحــة مــن الحجــم الكبيــر طبــع‬ ‫علــى ورق مصقــول وتضمــن اربعــة فصــول تتنــاول‬ ‫تاريــخ هــذه البلــدة وتســميتها وموقعهــا الجغرافــي‬ ‫ومواردهــا الطبيعيــة وناســها والحيــاة االجتماعيــة‬ ‫والفكريــة فيهــا واإلرث المؤسســاتي ومتفرقــات‪.‬‬ ‫وفــي الكتــاب اضــاءة علــى تاريــخ البلــدة ومــن‬ ‫انجبتهــم مــن بطاركــه واســاقفه ورســامين عالميين‬ ‫نقيب حمرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي واملؤرخ‬ ‫وك ّتــاب وصحافييــن‪ .‬خصوصــا مــن كان منهــم‬ ‫جوزف عبدو مسيحي‬ ‫صاحــب البــاع الطويــل فــي الكتابــة بالفرنســية أمثــال‬ ‫الصحافــي نبيــه ابــي زيــد وشــقيقه فــؤاد ابــي زيــد احــد اعــام األدب الفرنكوفونــي الــذي ذاع صيتــه فــي باريــس‬ ‫والــذي لقبــه الشــاعر ســعيد عقــل "باإللــه الصغيــر" والدكتــور فــي القانــون الدولــي الكاتــب الكبيــر صاحــب مؤلــف‬ ‫القضيــة اللبنانيــة بولــس نجيــم المعــروف ب "جبــان"‪ .‬ومؤلــف اغنيــة‪" :‬يــا مــن يحــن إليــك فــؤادي" المحامــي‬ ‫بولــس مــراد والرســامة العالميــة بــي بــي الزغبــي وســواهم مــن األعــام‪.‬‬

‫وفي الكتاب صور ومخطوطات ووثائق نادرة‪.‬‬ ‫هنــأ النقيــب القصيفــي المــؤرخ مســيحي علــى مؤلفــه الجديــد متمنيـ ًـا لــو يحــذو الكثيــرون حــذوه فــي تقصــي‬ ‫تاريــخ بلداتهــم وتدوينهــا وتقديــم صــور ومخطوطــات ووثائــق عنهــا ألنــه بذلــك يتــم الحفــاظ علــى الذاكــرة الجماعيــة‬ ‫للبنــان التــي ال يمكــن كتابــة تاريخــه الحقيقــي مــن دون صونهــا والحفــاظ عليهــا‪.‬‬ ‫شـروط اإلنتسـاب للدخول اىل النوادي العسـكرية‬

‫إخراج قيد عائلي أو فردي‬ ‫صورة شـــمســـية‬ ‫شـــهادة الصحـافة‬ ‫إفــادة عمـــل‬ ‫بطـــاقة النقـــابة (صورة)‬ ‫ســــجل عدلي‬

‫اإلشرتاك السنوي‬ ‫بقيمة ‪ ٧٥١،٥٠٠‬ل‪.‬ل‬

‫‪55‬‬


‫جمتمع‬

‫حفلة تكريـم الدكتورة الهـام كالب‬ ‫فــؤاد فرحــات كلمــة باســم الحلقــة جــاء فيهــا‬ ‫عــن المكرمــة‪" :‬أخيــرا أقولهــا بفخــر واعتــزاز‬ ‫كبيريــن‪ ،‬اال يســتحق حامــل هــذه الصفــات‬ ‫والطاقــات والقــدرات اإلحتــرام والتكريــم‪،‬‬ ‫نعــم والــف نعــم‪.‬‬ ‫لذلــك أبــت الهيئــة اإلداريــة للحلقــة اال ان‬ ‫تكـرِّم رئيســتها الهــام كالب بهديــة رمزيــة فــي‬ ‫هــذا اللقــاء”‪.‬‬

‫بمناســبة انتهــاء ثــاث ســنوات علــى رئاســتها‬ ‫لحلقــة الحــوار الثقافــي أقيــم لهــا حفلــة‬ ‫تكريميــة فــي مطعــم اب تــاون ــــ ضبيــه‬ ‫بحضــور اعضــاء الحلقــة ونخبــة مــن االصدقــاء‬ ‫وقــد تميــز الحفــل بحضــور االميــن العــام‬ ‫للحلقــة االســتاذ فرحــان صالــح الــذي اضفــى‬ ‫الحيويــة والفــرح بتجوالــه بيننــا كعادتــه دومــا‬ ‫فــي لقاءاتنــا وبحضــور الدكتــور زاهــي ناضــر‬ ‫واالســتاذ فــؤاد فرحــات والصحافيــة صونيــا‬ ‫االشــقر ومــؤرخ التــراث االســتاذ خضــر ضيــا لقطــات مــن الحفلــة اشــتركت بنقلهــا المباشــر‬ ‫والفنانــة التشــكيلية الزميلــة غــادة آغــا الذيــن الفنانــة التشــكيلية غــادة آغــا وكاميــرات‬ ‫كانــت لهــم لمســات وهمســات مــع جــو نغمــي اعضــاء الحلقــة‬ ‫احيتــه الصديقــة ســهام الصافــي بأغانيهــا‬ ‫الطربيــة التــي اعادتنــا الــى اجــواء الماضــي‪،‬‬ ‫الــى ذكريــات االنــس فــي الزمــن الجميـــل‪.‬‬ ‫أثنــاء الحفــل تنــوع الطــرب والقــى االســتاذ‬

‫‪56‬‬


‫املطربـــة‬ ‫ســـــــهام‬ ‫الصافـــي‬ ‫أعادتنــــا‬ ‫اىل الزمـن‬ ‫اجلميـــل‬

‫أعلــن مجلــس األمنــاء فــي جامعــة الالعنــف‬ ‫وحقــوق اإلنســان ‪ AUNOHR‬عــن تعييــن الدكتــورة إلهــام‬ ‫كالب رئيســة جديــدة للجامعــة بـ ً‬ ‫ـدءا مــن العــام‬ ‫‪ .2019‬وهــي الرئيــس الثانــي لهــا بعــد الدكتــور عصام‬ ‫منصــور‪ ،‬الــذي يتوجــه إليــه المجلــس "بالتقديــر‬ ‫العميــق والتمنــي بمواصلــة مســيرته بنجــاح"‪.‬‬ ‫وقالــت مؤسســة الجامعــة أوغاريــت يونــان‪:‬‬ ‫"يســعدني أننــا نواصــل نســج التاريــخ المدنــي لهــذا‬ ‫البلــد بالقيــم عينهــا وبــإرادة التغييــر االحترافــي‪.‬‬ ‫ومــا تكليفنــا الدكتــورة إلهــام لرئاســة الجامعــة‬ ‫اليــوم‪ ،‬هــي التــي عرفناهــا وناضلنــا معـ ًـا للســلم‬ ‫وحقــوق اإلنســان والالعنــف منــذ منتصــف‬ ‫الثمانينــات بـ ً‬ ‫ـدءا برفــض الحــرب األهليــة‪ ،‬ســوى‬ ‫تأكيــد علــى الثبــات وصفــاء المســؤولية المواطنيــة‪.‬‬ ‫ويتوخــى مجلــس األمنــاء معهــا‪ ،‬حيويــة فــي إبــراز‬ ‫معنــى وجــود مثــل هــذه الجامعــة الفريــدة بالقيمــة‬ ‫المضافــة األكاديميــة واالجتماعيــة والمهنيــة التــي‬ ‫ســتحدثها فــي التعليــم العالــي وفــي المجتمــع‪،‬‬ ‫ونحــن واثقــون تمامـ ًـا أن الدكتــورة إلهــام كالب‬ ‫تجســد هــذه الحيويــة"‪.‬‬ ‫وهنــأ المجلــس الدكتــورة كالب علــى الــدور الجديد‬ ‫لهــا فــي الجامعــة‪" ،‬بعــد أن كانــت شــاركت فــي‬ ‫عضويــة المجلــس األكاديمــي منــذ العــام ‪،2015‬‬ ‫وواكبــت فتــرة التأســيس والمشــروع النموذجــي‬ ‫األول للجامعــة منــذ العــام ‪."2011‬‬

‫‪57‬‬

‫جمتمع‬

‫َ‬ ‫تعالج‬ ‫بهمسات‬ ‫النقدة‬ ‫الهام كالب باحثة ُتطري‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫برقي العبارة وطالوة اللمسات‪.‬‬ ‫النص‬ ‫فيها‬ ‫ّ‬ ‫ِّ‬ ‫لويس احلايك‬


‫أخبار البلديات‬ ‫بلدية بيت شباب‬ ‫سلسلة حماضرات التوعية الصحية‬ ‫بدعــم وتشــجيع مــن رئيــس البلديــة الســيد اليــاس االشــقر عــاد االهتمــام مــن‬ ‫جديــد بإحيــاء النــدوات الطبيــة فــي المركــز االستشــفائي فــي بيــت شــباب‬ ‫وكان الدكتــور جهــاد فاخــوري والطبيــب األخصائــي بجراحــة المســالك البوليــة‬ ‫نديــم ســليم يميــن قــد تعاونــا معــا علــى تقديــم خدمــات للمعوقيــن والعجــزة‬ ‫وكبارالســن عبــر هــذه النــدوات المجانيــة غيــر آبهيــن بمــا يتطلــب عملهمــا مــن‬ ‫تضحيــة وعمــل دؤوب وتفــان وجهــد‪ .‬وقــد كانــت للرئيــس اللفتــة المباركــة‬ ‫بمســاهمته الفعالــة بهــذا العمــل الجليــل الــذي هــو جــزء مــن الفعاليــات الحيوية‬ ‫التــي يقــوم بهــا المجلــس البلــدي فــي البلــدة‪.‬‬

‫الدكتور نديم سليم يمين يتوسط من اليسار‬ ‫رئيس بلدية بيت شباب السيد الياس األشقر‬ ‫ومن اليمين لويس الحايك‬

‫ففــي ندوتــه الشــهر الفائــت بتاريــخ ‪ 26‬ايــار تحــدث الدكتــور‬ ‫يميــن عــن امــراض المســالك البوليــة كظهــور اللــون االحمــر فــي‬ ‫البــول ووجــود الحصــى فعــدد اســباب حدوثهــا والوقايــة منهــا‬ ‫والعــاج المطلــوب لهــا‪.‬‬ ‫نذكــر هنــا مــا ورد حواللــدم أو اللــون االحمــر فــي البــول فعــزا‬ ‫ســبب ذلــك الــى وجــود احــدى االمــراض الخبيثــة كســرطان‬ ‫المبولــة أوســرطان البروســتات او ســرطان الكليــة‪ .‬وقــال‪ :‬قــد‬ ‫يكــون عارضــا إلحــدى األمــراض غيــر الخبيثــة مثــل التهــاب فــي‬ ‫البــول أو بحصــة فــي البــول‪.‬‬ ‫وأضاف‪:‬‬ ‫قد ال يكون مرتبطا بأي مرض من االمراض‪.‬‬ ‫ثــم وجــه النصــح فــي حــال وجــود االعــراض الــى ضــرورة إجــراء‬ ‫الفحوصــات المطلوبــة للمريــض والطلــب اليــه عــدم اهمــال‬ ‫الوقايــة الصحيــة والتقيــد بهــا والتركيــز علــى القصــة التــي‬ ‫يحكيهــا المريــض وعــن العــوارض التــي يشــعر بهــا اذ ال شــيء‬ ‫يضاهــي ســماع قصــة المريــض وهــو يتحــدث عــن مرضــه والتــي‬ ‫تســهل علــى الطبيــب طــرق عالجــه‪.‬‬

‫‪58‬‬

‫من اليسار رئيس البلدية السيد الياس األشقر والدكتور نديم‬ ‫سليم يمين والدكتورة زوجته‪ ،‬لويس الحايك والمسؤولة‬ ‫اإلعالمية للبلدية اآلنسة الين مظلوم‬


‫فــي اطــار ادارة الميــاه مــن خــال التربيــة والترشــيد‬ ‫المســتدام‪ ،‬وبالتعــاون مــع جامعــة القديــس يوســف‬ ‫فــي بيــروت‪ ،‬وبتمويــل مــن الوكالــة االمريكيــة للتنميــة‬ ‫الدوليــة‬ ‫دعــت بلديــة بيــت شــباب الــى لقــاء حــواري يتمحــور‬ ‫حــول مشــاريع البنــى التحتيــة الخاصــة بالميــاه التــي‬ ‫تن ّفــذ بالبلــدة‪ ،‬مــن ضمنهــا تركيــب عــدادات الميــاه‬ ‫وتأهيــل الخ ّزانــات لهــا‪.‬‬

‫البلدية تستقبل وفدا فرنسيا‬

‫رئيس البلدية السيد الياس االشقر يتسلم الدرع التقديري‬

‫اســتقبلت بلديــة بيــت شــباب الوفــد اللفرنســي الــذي‬ ‫يــزور لبنــان بدعــوة مــن لجنــة التوأمــة لرعيتــي مــار‬ ‫جريــس الشــاوية ومــار يوســف الفريكــه وأقامــت عشــاء‬ ‫تكريميــا للوفــد الــذي ضــمّ رئيــس بلديــة منطقــة " كــور "‬ ‫الفرنســية الســيد جــان ـ ـ كلــود كابــو وتــم تبــادل الــدروع‬ ‫بيــن رئيســي البلديتيــن فقــدم رئيــس بلديــة بيــت شــباب‬ ‫جرســا تراثيــا مــن صنــع آل نفــاع الذيــن عرفــت صناعــة‬ ‫االجــراس باســم ص ّناعهــم المشــاهير‬

‫‪59‬‬

‫أخبار البلديات‬

‫البنى التحتية اخلاصة باملياه‬

‫مقدمة الحوار المسؤولة اإلعالمية للبلدية اآلنسة ألين مظلوم‬


‫ُ‬ ‫أما ُ‬ ‫لست بأنا‬ ‫كنت "أنا”‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫عشت هناك؟!‬ ‫ليحدث لو أ ّني‬ ‫ماذا كان‬

‫أخاف‬ ‫فـــي ذاك المكان‪ ..‬األخضر‪ ..‬الهـــادئ‪ ..‬الذي لن‬ ‫َ‬ ‫لـــو أحد ْث ُت ً‬ ‫ضجة فيـــه رغم هدوئه‪.‬‬ ‫بحيـــث لـــن يحاســـ َبني أحدٌ على هـــذه الضجـــة العابرة‬ ‫التـــي لـــم تكن بقصـــ ٍد مني‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫أما ُ‬ ‫لست بأنا!!‬ ‫كنت "أنا ”‬

‫كنت ذات شـــخصي ٍة أكثـــر هدوء ًا من الهـــدوء الذي‬ ‫أمـــا ُ‬ ‫ً‬ ‫كنت أكث َر ســـاما من اآلن!!‬ ‫يجتاحنـــي اآلن!! أمـــا ُ‬ ‫ت‬ ‫ت تماثلها!! ال شـــحنا ٍ‬ ‫أمـــا كانـــت طاقتي تقاب ُلها طاقا ٍ‬ ‫أخـــرى تســـيطر عليها أو تمحوها فـــي بعض األوقات‪..‬‬ ‫ذاك المـــكان ال ر ّبمـــا كان ليخـــرجَ منـــي مـــا لـــم يخرج‬ ‫بعـــد‪ ..‬مـــا لـــم أكتشـــ ْفه أنا في نفســـي الـــى اآلن‪..‬‬ ‫تخ َّيـــل معـــي أنـــك تعيـــش فـــي مـــكان مليـــئ بالناس‬ ‫ُ‬ ‫يحـــدث ضجيجـــ ًا‪..‬‬ ‫والضوضـــاء‪ ..‬لكنـــه مـــع ذلـــك ال‬ ‫يحاســـب أحد ًا‪ ..‬ال أحـــد يتكلم عن أح ٍد‬ ‫حيـــث ال أحدَ‬ ‫ُ‬ ‫أو ينتقده لـــو كان عاري ًا على الطريق‪..‬‬ ‫تبكـــي بحر ّيـــ ٍة علـــى الرصيـــف‪ ..‬ال أحـــد يســـأ ُلك لماذا‬ ‫تبكـــي؟ ينتهي األمر فقـــط ِب َم ْنحك مندي ًال مع ابتســـامة‬ ‫كل شي ٍئ سيكونُ‬ ‫صغيرة تخبرك أن عليك أن تهدأ وأن َ‬ ‫على مـــا يرام‪..‬‬ ‫خشيت‬ ‫خشـــيت من المســـتقبل‪ ..‬لما‬ ‫كنت هناك لما‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫لو ُ‬ ‫حتى من المشـــكالت التي تواجهني‪..‬‬ ‫نصف مشـــاكلنا سببها ُ‬ ‫خوفنا من تعليقات‬ ‫أال تعتقدُ أن َ‬ ‫اآلخرين على كل حادث ٍة تعترضُ نا؟!‬ ‫بقيـــت مث ًال‬ ‫مـــاذا لـــو لم يكـــن لذلك وجـــودٌ ؟؟ ماذا لو‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أنـــا ومشـــكلتي علـــى انفـــراد!! أما كانـــت َســـتحَ ُّل بأقل‬ ‫وأقل أضـــرار ٍ نفســـية وصحية!!‬ ‫ت ِّ‬ ‫وقـــ ٍ‬

‫‪60‬‬

‫أمامن ــا فس ـ ٌ‬ ‫ـحة أكب ــر نحق ــق بها ما‬ ‫أمـــا كانـــت ِل ُتت ــاحَ َ‬ ‫نريـــد‪ ..‬مـــا نطم ــح إليه!!‬ ‫أمـــا كان ذلك س ــيفتح أمامنا طريق ًا س ــه ًال وإلهام ًا نجد‬ ‫من خالله ما يش ــبهنا!!‬ ‫ٌ‬ ‫ـوس طاهرة نقية‪..‬‬ ‫ـف‪..‬‬ ‫هـــوا ٌء نظي ـ ٌ‬ ‫أصوات خافتة‪ ..‬نف ـ ٌ‬ ‫مـــا مـــن أح ــد يتط ّفل إل ــى حيات ــك التي ه ــي ملكك‪..‬‬ ‫التـــي ما م ــن أح ٍد يح ــقّ له مش ــاركتك بها‪..‬‬ ‫تعيش ذاتك مع اهلل ومع من يشبهك‪..‬‬ ‫أين هو ذاك املكان؟؟ يف أي بقعةٍ قد يكون؟؟‬

‫مهمـــا كان بعي ــد ًا س ــأذهب إلي ــه يوم ًا ما‪ ..‬وم ــن يريدُ ه‬ ‫أيضـــ ًا فليذه ــب مع ــي ولنبن ــي مجتمع ًا جدي ــد ًا هناك‪..‬‬ ‫نعيـــش مع ــه م ــا كت ــب اهلل لن ــا أن نعيش ــه و نترك ــه‬ ‫بكل‬ ‫ألوالدنـــا‪ ..‬لألجي ــال القادم ــة الت ــي ال ذن ــب له ــا ّ‬ ‫األوســـاخ الت ــي ب َن ْته ــا األجيال الس ــابقة‪..‬‬ ‫كاتيـا جوهر‬


3



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.