مجلة السائح - العدد الخامس

Page 1

‫سياحية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬اجتماعية تعنى بالتراث و الثقافة العامة‬

‫العدد الخامس ‪ -‬صيف ‪2016‬‬

‫فيروز ‪...‬‬

‫قنديل في ليل‬ ‫الوطن‬


‫اربيل ‪ -‬العراق‬


‫خالق بصمات‬ ‫صديقي كان ّ‬

‫األفتتاحية‬

‫�صديقي الغائب الذي مل اكتب كلمة واحدة عنه بعد‬ ‫املتمرد‪ ،‬كما بد�أ وانتهى‪،‬‬ ‫غيبتي الطويلة‪ ،‬هذا ال�صديق‬ ‫ِّ‬ ‫كان خ َّ‬ ‫الق ب�صمات تثري القراء‪ ،‬حتول بع�ضها نهج ًا ت�أثر‬ ‫فيه و�سار عليه من �أحبه وتتلمذ عليه ووجد �أخري ًا ان‬ ‫الب�صمة ملك ل�صاحبها ال تنقل وال تعار‪ ،‬خا�صة عندما‬ ‫ت�سجل بظهورها �ضربة معلم تتقن �صناعة االن�شاء وتبهر‬ ‫املتلقي بن�سق مبتكر‪.‬‬ ‫مترد الكثريون وكفروا معلنني احلرب على اخلالق‬ ‫بعده ّ‬ ‫يتعد اال�سوار‪.‬‬ ‫واخللق لكن وجودهم مل ّ‬ ‫كان �صديقي‪ ،‬رحمه اهلل‪ ،‬ي�ؤمن بال�شعر وكان نرثه الآخر‬ ‫ملحات �شعرية مذ تفرد بزاويته ثائر ًا على كل عتيق‬ ‫معلب‪.‬‬ ‫اذكره اليوم وانا اقر�أ بع�ض ما نرثه من روائع وماخ�ص‬ ‫به ال�شعر‪ ،‬بعباراته ال�شعرية‪" :‬ال�شعر هو الروح تكتنه‬ ‫العامل‪ ،‬هو الكلمات التي يتمتمها الرائي اجلال�س على‬ ‫جمر احلوايف"‪.‬‬ ‫لقد كان من�صف ًا يف تبويبه لل�شعراء بعد ان فجر نقمته‬ ‫على العرب وكان من�صف ًا للغته العربية‪":‬لي�س احلق على‬ ‫العربية‪ ،‬بل العربية على الأرجح �ضحية م�ستعمليها"‪.‬‬ ‫يف هذه الكلمة املوجزة التي ت�ضمه اىل الغائبني‪ ،‬يف �سنة‬ ‫رب ان‬ ‫�ضاقت قبورها بالزوار‪ ،‬وبينهم كبار ال�شعراء‪ ،‬اعت ُ‬ ‫قلمي قد ك�سر ال�صمتَ ممهد ًا لعودة جيلنا معتمد ًا على‬ ‫رواده العائدين اىل مدينة الثقافة بريوت‪.‬‬

‫لويس الحايك‬


‫الفهرس‬ ‫في معبد ايل ‪ .‬هدى الخوري‬

‫اربيل ‪.‬‬

‫مجلة سياحية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬اجتماعية‬ ‫تعنى بالتراث و الثقافة العامة‬

‫نقد‬

‫ثالثية الحب والسفر والذكريات ‪.‬‬ ‫الديموقراطية واألنتخابات والحرية‪ .‬د‪.‬فؤاد الحركة‬

‫‪37‬‬ ‫‪41‬‬

‫يوسف بك كرم‬

‫‪44‬‬

‫اسكندر داغر‬

‫لويس الحايك‬ ‫رئيس التحرير‬

‫اسكندر داغر‬

‫السوق العقارية في لبنان ‪...‬‬

‫إدارة و تحرير‬

‫جمود أم تراجع؟! ‪.‬‬

‫إسكندر ل‪ .‬الحايك‬ ‫نيفين شدياق‬

‫الرشاشات الثقيلة ‪.‬‬

‫أسرة التحرير‬

‫لؤي اسكندر‪ ،‬أديب العقيقي‪ ،‬هدى الخوري‪،‬‬ ‫طنوس داغر‪ ،‬انطوان يزبك‬ ‫استشارات عامة‬

‫د‪ .‬فؤاد الحركة‬

‫شادي يمين‬

‫نيفين شدياق‬

‫بيروت تستضيف المؤتمر األكبر للبصريات‬ ‫في الشرق األوسط‬

‫اعالم وتحرير‬

‫تقنيات‬

‫جوزف صفير‬

‫مصور خاص المجلة‬

‫مخيبر مراد‬

‫توزيع‬

‫‪10‬‬ ‫‪28‬‬

‫العدد الخامس ‪ -‬صيف ‪2016‬‬

‫صاحبها ومديرها المسؤول‬

‫‪6‬‬

‫هناء غانم‬

‫باريس العشيقة ‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫أديب عقيقي‬

‫‪46‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪52‬‬

‫بتلع ِّ‬ ‫َ‬ ‫سيان!‪.‬‬ ‫الن‬ ‫‪ ....‬و‪َ ....‬ي ُ‬

‫‪54‬‬

‫شعراء بالدي‪ ...‬د‪ .‬مطانيوس الحلبي‬

‫‪60‬‬

‫بعلبك تستعيد ذكرى خليل مطران‬

‫‪61‬‬

‫االم مالك الرحمة ‪ ...‬د‪.‬فؤاد الحركة‬

‫‪63‬‬

‫ما زلت أعيش في رحم أمي‪...‬‬

‫‪64‬‬

‫الـــــشـــــمـــر‪...‬‬

‫‪66‬‬

‫البن القهوة وطرق تحضيرها‬ ‫شجرة ُ‬

‫‪68‬‬

‫علوم ‪ ...‬اعداد طنوس الحايك‬

‫‪71‬‬

‫رياضة‬

‫‪74‬‬

‫شركة األوائل لتوزيع الصحف والمطبوعات‬

‫بيروت‪ ،‬خندق الغميق‪ ،‬شارع سعد‪ ،‬بناية فواز‬ ‫هاتف‪01 666315 :‬‬

‫العنوان‪:‬‬

‫ثقافة‬

‫‪77‬‬

‫مجتمع‬

‫‪78‬‬

‫مكتبة غنوم ‪ -‬بيت شباب ‪ -‬حي المرجه‬ ‫هاتف ‪70 979862 _ 70 086821‬‬ ‫‪lou-i@live.com‬‬ ‫‪alsayeeh@gmail.com‬‬

‫ثمن النسخة‬

‫لبنان ‪ 5000 -‬ل‪.‬ل‪.‬‬ ‫سوريا ‪ 100 -‬ل‪.‬س‪.‬‬ ‫العراق ‪ 5000 -‬دينار‬ ‫السعودية ‪ 12 -‬ريال‬ ‫االمارات ‪ 18 -‬درهم‬ ‫قطر ‪ 18 -‬ريال‬ ‫الكويت ‪ -‬دينار وربع‬ ‫االردن ‪ 2 -‬دينار‬

‫عُامن ‪ 1-‬ريال‬ ‫ليبيا ‪ 2 -‬دينار‬ ‫مرص ‪ 10 -‬جنيهات‬ ‫اجلزائر ‪ 200 -‬دينار‬ ‫املغرب ‪ 20 -‬درهم‬ ‫تونس ‪ 2 -‬دينار‬ ‫البحرين ‪ 1 -‬دينار‬ ‫لندن ‪ 2 -‬جنيه‬

‫االشتراكات‬

‫خارج لبنان‬ ‫داخل لبنان‬ ‫‪ $ 100‬لألفراد‬ ‫‪ $ 50‬لألفراد‬ ‫‪ $ 200‬للمؤسسات العامة واخلاصة ‪ $ 400‬للمؤسسات العامة واخلاصة‬


‫‪...‬‬ ‫فيروز‬ ‫‪15‬‬

‫قنديل في ليل الوطن‬ ‫أنا الضحية‪....‬‬ ‫وأنا المعتدي‪!...‬‬

‫سفر في بالد‬ ‫السرطان‬ ‫اليس سلوم‬

‫د‪ .‬جوليت امهز‬

‫‪12‬‬

‫“أزعر ّ‬ ‫وقع‬

‫انطوان يزبك يكتب‬ ‫عن كتاب‬ ‫«حدثني ميخائيل نعيمه»‬

‫عن أزعر”‬

‫‪34‬‬

‫‪22‬‬

‫جورج شامي‬

‫األغنية الشعبية‬ ‫اللبنانية‬

‫‪18‬‬ ‫نادين زهر الدين‪...‬‬

‫الرسم بالموسيقى! ‪50‬‬

‫‪34‬‬

‫أنطون البيطار‬

‫كلمات‬ ‫عنه‬

‫‪56‬‬


‫في معبد ايل‬

‫كان ذلك منذ ما يقارب العشرين حو ًلا‪ ،‬غير‬ ‫حيا في داخلي‪ .‬سألنا المسؤولة عن‬ ‫أنه ما زال ً‬ ‫االستعالمات في الفندق عن رأس شمرا فاقترحت‬ ‫ّ‬ ‫سيرا‬ ‫نحج‬ ‫علينا طلب سيارة أجرة‪ ،‬غير أننا شئنا أن‬ ‫ً‬ ‫على األقدام ‪.‬‬ ‫هدى الخوري‬

‫‪6‬‬

‫‪issue 5‬‬


‫سياحة‬

‫ث����ل����اث ����ص���ب���اي���ا‬ ‫قلوبهن‬ ‫لبنانيات‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مفعمة بحب الأر�ض‬ ‫والتاريخ �سرن من ال�شاطئ الأزرق يف‬ ‫الالذقية متوجهات نحو �أوغاريت يف‬ ‫ذاك النهار التموزي امل�شم�س‪ ،‬الطريق‬ ‫ميتد �سهلاً ونظي ًفا والنا�س يلهون على‬ ‫ال�شواطئ وابناء القرى عند عتبات‬ ‫بيوتهم حت��ت ال��ع��رائ�����ش يحت�سون‬ ‫وي�ستقبلونهن بب�شا�شة ويجيون‬ ‫القهوة‬ ‫ّ‬ ‫على �أ�سئلتهن بطيبة خاطر‪،‬يف هذه‬ ‫الرحلة �شاهدت لأول م��رة رج �الاً‬ ‫يحوكون �شبكات ال�صيد‪ .‬الطريق‬ ‫ي�سري ب��ن��ا ب��ت��ع��رج��ات طفيفة وق��د‬ ‫تخيلنا �أن ر�أ�س �شمرا �سيكون امتدادًا‬ ‫للياب�سة داخ��ل البحر‪ ،‬ولكن فج�أة‬ ‫طالعنا ت� ّ�ل �صغري‪ ،‬مر َت َف ٌع متوا�ضع‬ ‫‪،‬عند قدمه غرفة لال�ستعالم ولبيع‬ ‫التذكارات‪ .‬هنا رافقنا دليل �سياحي ‪،‬‬

‫�صعدنا التل برفقته وراح يخربنا عن‬ ‫احلفريات‪ ،‬عن نقل ال�سكان ‪،‬عن املدن‬ ‫املبنية على انقا�ض بع�ضها يف تراكم‬ ‫ك�أمنا يحاول احتبا�س الزمان‪ .‬ل�ست‬ ‫هنا لأقدّ م درا�سة وال حتى فكرة عن‬ ‫ّ‬ ‫أحتدث عن‬ ‫املوقع ‪ ،‬لكنني �أو ّد فقط �أن �‬ ‫جتربة ع�شتها يف ذاك املكان املقدّ �س ‪،‬‬ ‫معبد �إيل ‪.‬‬ ‫كانت حلظة الغروب وان��ا واقفة يف‬ ‫مكان ما من احلفريات عند م�ستواها‬ ‫الكنعاين ‪ ،‬قال الدليل �أنه املعبد ‪ ،‬يف‬ ‫هذه الربهة ونظري يالحق �شعاعات‬ ‫النور فوق �صفاء املياه وامتدادها ‪،‬‬ ‫�شعرت باالنخطاف ‪ ،‬ك��ان احل�ضور‬ ‫االلهي طاغ ًيا ‪ ،‬كان كل ما يف الوجود‬ ‫ح��ويل ي�ش ّع ببهاء عظيم ‪ .‬ه��ل هو‬ ‫ا�ستعدادي النف�سي وحبي لهذه االر�ض‬ ‫يجعلني �أحيا هذه التجربة الفريدة؟‬ ‫�أم تراه املكان مبا اختزن من �صلوات‬

‫�أجدادي وترانيمهم وتوا�شيحهم قد‬ ‫حاطني يف تلك اللحظات؟ �أم تراه‬ ‫�ألآب ال�سماوي الك ّلي احل�ضور يتج ّلى‬ ‫لنا عند ا�ستعدادنا؟‬ ‫ال �أع���رف ق��د ت��ك��ون ه��ذه العنا�صر‬ ‫جمي ًعا اجتمعت يف ه���ذه اللحظة‬ ‫ودمغت �أعمق �أعماقي ‪ ،‬فد ّونت على‬ ‫�أوتار قلبي واحدً ا من �أحلانها الأوىل‬ ‫وم���ن ذا ي�سبق اوغ���اري���ت بتدوين‬ ‫االنغام ؟‬ ‫يا �أر�ضي املقدّ �سة كلما �أ�صغيت �إليك‬ ‫�سمعت �أ���ص��وات��ه��م ت�سري يف خفق‬ ‫ال�تراب‪ ،‬يف رق�ص الهواء‪ ،‬يف ترقرق‬ ‫املاء‪ ،‬ويف في�ض ال�ضياء‪� ،‬أهلي ‪.‬‬ ‫توح ِدنا‬ ‫�أحيا ًنا قد نغفل عن‬ ‫ِ‬ ‫حقيقة ّ‬ ‫بهذا الرتاب فندفع مقابل ذلك الكثري‬ ‫م��ن �أح��ب��ت��ن��ا‪ ،‬لي�س لأن الأر�����ض ال‬ ‫تر�ضى �إال بالأ�ضاحي ‪ ،‬ال �أب��دً ا لكن‬ ‫لأننا و� َ‬ ‫أر�ضنا واحد‪.‬‬

‫‪2016‬‬

‫‪7‬‬


‫اربـيـل‬

‫وحاضر مشرق‬ ‫ماض عتيد‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬

‫‪8‬‬

‫‪issue 5‬‬


‫سياحة‬

‫قطعة من الجنة ومشهد من الخيال نجده هنا‬ ‫في أقدم مدن العالم ‪ ‬انها اربيل التي تحمل‬ ‫بين ثناياها عبق ماض عتيد وثري وحاضر مشرق‬ ‫زاهر‪ .‬مدينة اربيل ‪ ‬الواقعة في قلب إقليم كردستان‬ ‫العراق ‪ ‬وتتميز بموقع يعد من أجمل المواقع وأعجبها‬ ‫على ارض العراق قاطبة‪،‬‬ ‫بقلم هناء غانم‬

‫تتمة الجزء األول‬ ‫مزار النبي عزير‬

‫(عليه السالم )‬

‫قيـّم��ة‪ .‬ولل�س��وق اك�ثر م��ن ع�ش��رة‬ ‫مداخ��ل ميك��ن القول ان حي��اة اكرث‬ ‫النا���س ممن عملوا يف ال�س��وق بدءت‬ ‫وانته��ت هن��اك وعمل��وا باخال���ص‬ ‫وجدي��ه وعملوا جميعا على التعاون‬ ‫والعمل امل�ش�ترك وارتبطوا بعالقات‬ ‫عائليه وثيقـه‪.‬‬

‫يق��ع ه��ذا امل��زار يف جن��وب غ��رب‬ ‫قلع��ة اربي��ل‪ ،‬و يع��رف ل��دى �س��كان‬ ‫اربي��ل بان��ه ق�بر النبي عزي��ر (ع)‬ ‫احد انبياء بني ا�س��رائيل‪.‬يوجد يف‬ ‫امل��زار حجر كبري كت��ب عليه باللون‬ ‫الأخ�ضر ب�أنه عالج �آالم الظهر يتك�أ‬ ‫وال��ذي ي��زور املدين��ة علي��ه فق��ط‬ ‫بها الن�سوة لل�شفاء‬ ‫التجول يف هذا ال�س��وق ل�ش��راء كافة‬ ‫اسواقها حكاية ؟؟‬ ‫احتياجات��ه م��ن البه��ارات واللحـوم‬ ‫واخل�ض��راوات واالواين املنزلـي��ه‬ ‫سوق القيصرية‬ ‫واالقم�ش��ه والذه��ب والف�ض��ه‬ ‫ام��ا ا�س��واقها فل��كل منه��م حكاي��ة واملاكوالت ال�شهيه‪ .‬وكل �شيء متوفر‬ ‫وحكاي��ة �س��وق القي�ص��رية تاري��خ على مدار ال�س��نه‪ .‬ويفتح مع �ساعـات‬ ‫كام��ل تقريبا ع��ن مدين��ة اربيل فـي الفجر‪.‬‬ ‫مراح��ل تطوره��ا ان��ه اق��دم ا�س��واق كان والي��زال ال�س��وق يتزي��ن ب�ش��كل‬ ‫اربي��ل حيث يرجع ت�أري��خ بنائه اىل جمي��ل عن��د االحتفاالت واملنا�س��بات‬ ‫عه��د ال�س��لطان مظفرالدين كوكربي وخ�صو�ص��ا ايام �ش��هر رم�ض��ـان املبارك‬ ‫يف الق��رن ال�س��اد�س الهج��ري يقع يف وي��وم املول��د النب��وي ال�ش��ريف وايام‬ ‫قل��ب املدين��ة ق��رب القلع��ة‪ ،‬ويعترب الأعي��اد ويات��ي الي��ه النا���س م��ن كل‬ ‫املرك��ز احلي��وي للتج��اره وتب��ادل �ص��وب للت�س��وق وتبق��ى ه��ذه الأماكن‬ ‫الب�ضائع ا�ض��افة اىل الت�سوق اليومي رمزا تاريخي��ا للمدينه و�ش��اهدا على‬ ‫للمواطن�ين‪ .‬يحت��وي اث��ار تاريخيه تاريخ وح�ضارة املدينة ‪.‬‬

‫سوق شيخ اهلل‬

‫يقع هذا ال�سوق �شرق القلعة وميتد‬ ‫على م�ساحة ‪ 700‬مرت‪ ،‬وهو ال�سوق‬ ‫االكرث �ش��هرة وحركة‪ .‬يتكون من‬ ‫ثالثة �ش��وارع رئي�س��ة وم��ا بينها‪،‬‬ ‫فيها املئات من الدكاكني اخلا�ص��ة‬ ‫ببيع ال�س��لع واحلاجي��ات باجلملة‬ ‫واملف��رد‪ .‬يب��اع فيه خمتل��ف انواع‬ ‫الب�ض��ائع وال�س��لع مث��ل امل�أكوالت‪،‬‬ ‫امل��واد املنزلي��ة‪ ،‬م��واد التجمي��ل‪،‬‬ ‫الزجاجيات‪ ،‬املولدات‪ ،‬الدراجات‬ ‫الهوائي��ة والناري��ة‪ ،‬اال�ص��باغ‪،‬‬ ‫امل��واد الكهربائية‪ ،‬خمتل��ف انواع‬ ‫الفاكه��ة واخل�ض��ر‪ ،‬وكذل��ك انواع‬ ‫اللحوم ‪.‬‬ ‫بازاري قيصري‬

‫وه��و �إح��دى الأ�س��واق التقليدي��ة‬ ‫القدمي��ة يف مدين��ة �أربيل خم�ص���ص‬ ‫لبيع ال�سلع املنزلية واملواد الغذائية‬ ‫واملن�س��وجات و�ص��ياغة الذه��ب‬ ‫وال�س��لع الرتاثية القدمي��ة والهدايا‬ ‫التذكارية‪.‬‬ ‫‪2016‬‬

‫‪9‬‬


‫شالل كلي علي بك‬

‫وهو من اجمل ال�شالالت يف كورد�ستان‬ ‫الع��راق‪ ,‬يبعد ه��ذا ال�ش�لال ‪130‬كم‬ ‫ع��ن مركز حمافظة اربيل حيث ميتاز‬ ‫بجبال��ه ال�ش��اهقة ومياه��ه الغزيرة‬ ‫املتدفقة من االعايل‪.‬‬ ‫�ش�لاالت بيخ��ال‪ :‬تق��ع خل��ف مدينة‬ ‫راون��دوز‪ ،‬تتمي��ز بجم��ال م�ش��اهدها‬ ‫الطبيعية حيث منظر مياه ال�شالالت‬ ‫اله��ادرة من �أعايل اجلبال والأ�ش��جار‬ ‫على جانبي مياه ال�شالالت الباردة‪.‬‬

‫م��ن اربي��ل‪ .‬يرتف��ع ب ‪ 1090‬م�ترا ق��رب مدين��ة رواندوز وي�ض��م مدينة‬ ‫ع��ن �س��طح البح��ر وال تزي��د درجات الع��اب و�ش��قق فندقي��ة ومتنزه��ات‬ ‫ويتمت��ع باج��واء جميل��ة عل��ى م��دار‬ ‫احلرارة عن ‪ 36‬درجة مئوية‪.‬‬ ‫�ش��قالوة ‪ :‬على بع��د ‪ 50‬كم من مركز العام‪.‬‬ ‫مدين��ة اربي��ل يقع هذا امل�ص��يف على جبل كورك‪ :‬يقع جبل كورك يف �شمال‬ ‫�س��فح جبل �س��فني عل��ى ارتف��اع ‪ 966‬مركز مدينة اربيل بحوايل ‪ 140‬كم‬ ‫مرتا عن �س��طح البحر بدرجة حرارة وال�ص��عود الي��ه عن طري��ق التلفريك‬ ‫ال تزي��د عن ‪ 35‬درجة‪ .‬مكان فيه من وتوج��د يف قم��ة اجلب��ل فن��ادق م��ن‬ ‫جمال املناظر الكثري بالقمم العديدة الدرج��ة االوىل و�ش��قق فندقي��ة‬ ‫املحيطة به والغنية بب�س��اتني اجلوز ومطعم ذات خم�سة جنوم يعترب اعلى‬ ‫والل��وز والرم��ان والعن��ب والعرموط مطعم على م�س��توى الع��راق واملنطقة‬ ‫والتفاح كلها تنمو طبيعيا مع ا�ش��جار باال�ضافة اىل اماكن ملمار�سة ريا�ضة‬ ‫احلور وال�سرو‪ .‬الظالل متتد مل�ساحات التزلج على اجلليد وااللعاب اخرى‪.‬‬ ‫�شا�سعة‪.‬‬ ‫ح��اج عم��ران‪ :‬يق��ع عل��ى احل��دود‬

‫م�صيف �ص�لاح الدين‪ :‬بني على جبل‬ ‫بريم��ام يط��ل على �س��هل ميت��د لغاية‬ ‫اربي��ل م��ن جه��ة وجب��ل �س��فني م��ن‬ ‫جه��ة �أخ��رى‪ ،‬ويبع��د م�س��افة ‪ 32‬كم منتج بانك ال�س��ياحي‪ :‬يقع هذا املنتج ال�ش��مالية ال�ش��رقية واىل ال�شرق من‬

‫‪10‬‬

‫‪issue 5‬‬


‫سياحة‬

‫جب��ل ح�صارو�س��ت وعلى م�س��افة ‪ 69‬ب�ش��مال غ��رب املدين��ة وتوج��د فيها‬ ‫كم م��ن �ش�لاالت الكل��ي‪ ،‬يقع م�ص��يف العديد من احليوانات الربية‪.‬‬ ‫ح��اج عم��ران عل��ى ارتف��اع ‪ 1780‬م‬ ‫والثاني��ة حممي��ة جب��ل �س��كران –‬ ‫عن م�ستوى �س��طح البحر حيث تهبط‬ ‫هكل��ورد والتي تقع يف منطقة ق�ض��اء‬ ‫درج��ات احل��رارة لي�لا اىل درج��ة‬ ‫جومان ب�شمال املدينة ومتتد للحدود‬ ‫ال�برودة يف ح�ين يكون اجل��و جميال‬ ‫االيراني��ة العراقي��ة وتتمت��ع ه��ذه‬ ‫خالل النهار بدرج��ة حرارة ال تزيد‬ ‫املحمي��ة بوج��ود العديد م��ن املناطق‬ ‫عن ‪ 28‬درجة مئوية‪.‬‬ ‫اجلبلي��ة الت��ي تبقى على م��دار العام‬ ‫عي��ون جنديان ال�س��حرية‪ :‬تقع هذه‬ ‫بوجود الثلوج على قممها باال�ض��افة‬ ‫العي��ون يف اجله��ة ال�ش��مالية ملدين��ة‬ ‫اىل احلياة الربية اجلميلة‪.‬‬ ‫روان��دوز ب�ش��مال مركز مدين��ة اربيل‬ ‫و�س��ميت بال�س��حرية لتدفق املياه بني‬ ‫تل قصر‬ ‫اخاديد اجلبل ب�ش��كل ي�سر الناظرين‬ ‫وفيه اماكن للتنزه وهو منتج �س��ياحي يق��ع ت��ل ق�ص��ر يف ناحي��ة عين��كاوه‬ ‫مع جمموعة من ال�شقق الفندقية‪ .‬التابع��ة ملحافظ��ة اربي��ل وبجان��ب‬ ‫كني�س��ة ماركوركي�س‪ ،‬واكت�شف كمعلم‬ ‫المحميات الطبيعية‬ ‫اث��ري الول مرة ع��ام ‪ 1945‬من قبل‬ ‫تتمتع مدينة اربيل بوجود حمميتان مديرية �آثار اربيل ويعود تاريخ التل‬ ‫طبيعيتان تقعان يف املناطق اجللبية اىل عه��د اال�ش��وريني (‪)911-612‬‬ ‫االوىل حممي��ة ب��ارزان الت��ي تق��ع ق‪.‬م ‪ ،‬وله �شكل بي�ضوي‪،‬‬

‫حمام القلعة‬

‫يعود تاريخ ان�شاء حمام القلعة اىل القرن‬ ‫الثامن الع�ش��ر اي قبل حوايل اكرث ‪200‬‬ ‫�سنة ‪ ،‬ويتالف احلمام من ق�سمني (�شتوي‬ ‫و�ص��يفي) ف�ض�لا عن قاعتني لال�س��تحمام‬ ‫وقبت�ين كبريتني‪ ،‬وتبلغ م�س��احة احلمام‬ ‫قراب��ة (‪ )782‬م�تر مرب��ع‪ ،‬واحلم��ام له‬ ‫بئر كب�يرة ويبل��غ قطرها خم�س��ة امتار‪،‬‬ ‫وعمقه��ا ‪ 45‬م�ترا‪ ،‬ومت ترمي��م البئ��ر يف‬ ‫نهاية عام (‪.)1979‬‬ ‫قشلة مخمور‬

‫تق��ع و�س��ط مدين��ة خمم��ور التابع��ة‬ ‫ملحافظ��ة اربي��ل‪ ،‬وا�س�س��ت يف نهاي��ة‬ ‫العثم��اين(‪1907‬م)‬ ‫احلك��م‬ ‫وا�س��تخدمت لالغرا���ض الع�س��كرية‪،‬‬ ‫وبني��ت من احلجر وتتالف من طابقني‬ ‫وله��ا بابان مقاب�لان ومت ترميمها عام‬ ‫(‪ )2007‬من قبل مديرية �آثار اربيل‪،‬‬ ‫وتبلغ م�ساحتها ‪ 888‬مرت مربع‪.‬‬ ‫قلعة شيله‬

‫تق��ع يف جن��وب �ش��رق قري��ة �ش��يله‬ ‫ويع��ود تاريخها اىل العهد ال�سا�س��اين‬ ‫(‪226-639‬م) ‪ ،‬ووف��ق التنقيب��ات‬ ‫االثري��ة ان القلع��ة كان��ت يف الق��دم‬ ‫معبدا التباع الديانة الزراد�شتية‪.‬‬ ‫قلعة (باشاى كه وره)‬

‫تق��ع القلع��ة عل��ى طري��ق �س��وران –‬ ‫روان��دوز وعل��ى تلة طبيعي��ة ومبنية‬ ‫من احلجر وله��ا اربعة بروج دائرية‪،‬‬ ‫ويع��ود تاريخ ان�ش��اء القلعة اىل عهد‬ ‫االمري (مهد) املعروف بالبا�شا الكبري‬ ‫امري �سوران‪.‬‬ ‫‪2016‬‬

‫‪11‬‬


‫باريس العشيقة‬ ‫باريس التي نحب‬ ‫حيث كان يقيم‬ ‫الكوميسير المفوض ميغره‬ ‫باتينول في باريس‪.‬‬

‫ليلة وقوع المجزرة الباريسية‪ ،‬كنت‬ ‫مع ُثلة من االصدقاء في مطعم‬

‫فرحنا نتذكر ليال مماثلة من الرعب‬

‫«جبل لبنان» في شارع بولفار ده‬

‫عشناها في لبنان‪.‬‬

‫جوزف صفير‬

‫ولك��ن ه��ذا االم��ر مل مين��ع �ش��يئ ًا من باري�س تبقى‪.‬‬ ‫الق��رف الذي ا�ص��ابني ‪ ،‬فكنت ا�ش��عر فاجع��ة وقع��ت عن��د غرين��ا ‪ ،‬وعل��ى‬ ‫مثل ال��ذي يع��رف انه لي���س على منت الب��ارد ب��د�أت �أ�ش��عر ب�إ�ش��مئزاز م��ن‬ ‫طائ��رة �س��قطت ال ادري اي��ن ‪ ،‬ومل ن��وع �آخر‪ ،‬عندما فك��رت باملكان الذي‬ ‫� َ‬ ‫أن�س ان �أفكر ب�أن هذا الذي ح�ص��ل يف وقعت فيه ‪ :‬م�س��رح باتالكان‪� .‬شعرت‬ ‫العا�ص��مة الفرن�س��ية كان َ�ض َر َب قبل ببع���ض الإنزع��اج عندم��ا فك��رت ب�أن‬ ‫يوم �إحدى �ضواحي بريوت‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ه��ذا اال�س��م اعرف��ه‪ ،‬فتذك��رت انن��ي‬

‫ث��م �أم�����ض��ي��ت الليل‬ ‫م�������������ش������دود ًا اىل‬ ‫ال���ت���ل���ف���ون ا���س��ع��ى‬ ‫ان اف��ه��م واج����ري‬ ‫ح�سابات املعرفة ما اذا كان �صديق‬ ‫يقيم قرب االحداث املجرمة فكانت‬ ‫طم�أنتي الكبرية اىل انه يقيم بعيد ًا‬ ‫مع الأ�صدقاء على ال�ضفة اليمنى انه��ا �إح��دى امل�آ�س��ي الت��ي نعي�ش��ها كنت هن��اك للمرة الأوىل قبل ع�ش��ر‬ ‫م��ن باري�س بينما عاملي الباري�سي منذ �س��نوات وعقود‪ .‬وال ت�س�ألونني �س��نوات يف منا�س��بة تق��دمي رواي��ة‬ ‫مل��ن ت��دق الأجرا���س؟ ولكن م�أ�س��اة للمفك��ر الإيط��ايل رومربت��و ايك��و يف‬ ‫ال�شخ�صي هو على ال�ضفة الي�سرى‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫‪issue 5‬‬


‫سياحة‬

‫اج��واء حفل مو�س��يقي كبري‪ .‬ان��ه �إذ ًا‬ ‫م��كانٌ اعرف��ه وان��ه كان م��ن املمك��ن‬ ‫�أن �أك��ون متواج��د ًا في��ه م��رة اخرى‪،‬‬ ‫عنده��ا �أدركت انني يف �ش��ارع بوليفار‬ ‫ري�ش��ار لونوار‪ ،‬ال��ذي تقع فيه �ص��الة‬ ‫باتالكان‬ ‫كان يقي��م الكومي�س�ير ميغ��ره بط��ل‬ ‫الرواي��ات البولي�س��ية ال�ش��هري‪ .‬ق��د‬ ‫يجيبن��ي احدهم انه لي���س من العدل‬ ‫ان تع��ود ب��ي مث��ل ه��ذه االح��داث‬ ‫امل�أ�س��اوية اىل عامل اخليال‪ .‬ولكنني‬ ‫�أرف���ض مثل ه��ذا املنطق‪ .‬وقد يف�س��ر‬ ‫ه��ذا الرف���ض مل��اذا �أَدم��ى ه��ذا الذي‬ ‫ح�ص��ل يف باري���س قل��وب اجلمي��ع‪.‬‬ ‫بالرغ��م م��ن �أن م� ٍآ�س مماثلة �ض��ربت‬ ‫مدن�� ًا اخرى يف ه��ذا الع��امل التعي�س‪،‬‬ ‫من دون ان تثري ال�شعور ذاته‪.‬‬ ‫ان باري���س ‪ ،‬هي موط��ن الكثريين منا‪،‬‬ ‫الن ذكريات احداث مدينة حقيقية‪،‬‬ ‫ومدين��ة خيالي��ة متت��زج وت��ذوب يف‬ ‫ذاكرتنا‪ .‬كما لو ان املدينة احلقيقية‬ ‫واملدين��ة اخليالي��ة هم��ا ملكيتن��ا‪ ،‬ام‬ ‫اننا ع�شنا يف كلتيهما‪.‬‬ ‫باري���س مدينة حقيقي��ة على قدر ما‬ ‫ه��و حقيقي ‪ ،‬مقهى ده فلور‪ ،‬و�س��يمون‬ ‫دو بوفواروجان بول �سارتر‪ .‬وباري�س‬ ‫ه�نري الراب��ع‪ ،‬وق�ص��ور املل��ك لوي�س‬ ‫الراب��ع ع�ش��ر وقط��ع ر�أ���س لوي���س‬ ‫ال�س��اد�س ع�ش��ر وعظم��ة نابولي��ون‪،‬‬ ‫ودخول قوات اجلرنال ديغول بقيادة‬ ‫لوكلري اىل باري�س عام ‪.1944‬‬

‫املح��ررة عرفناها عرب فيل��م «باري�س‬ ‫حت�ترق» كم��ا ع�ش��نا اي��ام باري�س من‬ ‫بعد م��ع فيل��م «اوالد الفردو�س»‪ ،‬كما‬ ‫يح�ص��ل عندما ندخل لي ًال اىل �ساحة‬ ‫الفوج (حقيقة) فت�ش��عر باح�سا�س ال‬ ‫تعرفه اال امام ال�شا�ش��ة الكبرية‪ .‬كما‬ ‫نعود نعي���ش يف اخليال‪.‬ع��امل املغنية‬ ‫�أدي��ث بياف من دون ان نعرفها‪ ( .‬لقد‬ ‫عرفته��ا �شخ�ص��ي ًا انه��ا تغن��ي يف علب‬ ‫باري���س الليلي��ة) ونتع��رف باخلي��ال‬ ‫دائم�� ًا عل��ى �ش��ارع لوبيك ع��ن طريق‬ ‫اغنيات ايف مونتان‪.‬‬

‫ه��ي الأخ��رى يف ع��امل اخلي��ال) ه��ي‬ ‫مومنارت��ر اي��ام بيكا�س��و وموديلياين‪،‬‬ ‫وموري�س �ش��وفاليه‪ .‬وملاذا ال «�أمريكي‬ ‫يف باري�س» وجني كيلي ول�سلي كارون‪.‬‬

‫وباري�س فانتوما�سي الهارب على طول‬ ‫دهالي��ز جماريرها من دون ان نن�س��ى‬ ‫باري���س املفو���ض ميغره التي عاي�ش��نا‬ ‫كل غيومها ال�سمراء وبارات البي�سرتو‬ ‫ولياليه��ا ومق��ر ال�ش��رطة الق�ض��ائية‬ ‫يف �ش��ارع ك��ي دي زورفيف��ر‪ ،‬وال ب��د‬ ‫م��ن االع�تراف اخ�ير ًا ب�أنن��ا مدينون‬ ‫بالكث�ير مما تعلمن��اه عن احلياة وعن‬ ‫ام��ا باري�س «احلقيقي��ة» ف�إننا نتعرف النا���س وعن احل��ب وامل��وت‪ ،‬اىل هذه‬ ‫اليها عرب �س�يرنا على �ض��فتي ال�س�ين‪ .‬الباري���س اخليالي��ة وال�ص��ورية التي‬ ‫ووقوفن��ا ام��ام «�ص��ناديق» بائع��ي هي حقيقية وواقعية‪.‬‬ ‫الكت��ب القدمي��ة‪ .‬ونعي���ش كذل��ك‬ ‫الأم��ر ال��ذي ال مين��ع ان معب��د‬ ‫ذكري��ات نزه��ات رومنطيقي��ة قر�أن��ا‬ ‫املو�س��يقى ال��ذي �ض��ربه االره��اب‬ ‫عنه��ا‪ ،‬وعندم��ا ننظ��ر م��ن بعي��د اىل‬ ‫االعم��ى املتوح���ش يف باري�س‪ ،‬ا�ص��اب‬ ‫كاتدرائية نوتردام ‪ ،‬ال ي�س��عنا اال ان‬ ‫اح��د البي��وت التي ع�ش��نا فيه��ا اكرث‬ ‫نتذكر «احدبه��ا» كازميودو وحبيبته‬ ‫مم��ا ع�ش��نا (خيالي�� ًا) يف عناوينن��ا‬ ‫ازمريالدا‪.‬‬ ‫القانوني��ة‪ .‬لك��ن كل ه��ذه الذكري��ات‬ ‫انه��ا باري���س الت��ي عا�ص��رت الكات��ب جتعلن��ا �آم��ا ًال كب�يرة لأن مي��اه نه��ر‬ ‫�أونوري��ه دوبل��زاك وغافرو���ش عل��ى ال�س�ين ما ت��زال «جتري وجت��ري» مع‬ ‫متاري�س باري�س‪.‬‬ ‫الأغنية ال�ش��هرية‪ .‬فان نهر ال�سني مع‬ ‫ان باري�سي «احلقيقية» (وقد �أ�صبحت باري�س يجعلها ع�شيقة حق ًا‪.‬‬

‫ولكنن��ا ال نتذك��ر كل ه��ذه االح��داث‬ ‫التي وقعت حقيقة‪ ،‬اال عرب ت�صويرها‬ ‫الروائ��ي �أو ال�س��ينمائي‪ .‬ف���أن باري�س‬ ‫‪2016‬‬

‫‪13‬‬


‫أنا الضحية‪ ....‬وأنا المعتدي‪!...‬‬ ‫عندما ننظر حولنا‪ ،‬نجد الكثيرين منا يعيشون في حياتهم دور‬ ‫«الضحية «‪ ،‬ويتكرر هذا الدور في كل مرحلة من مراحل الحياة ‪.‬‬ ‫فنتساءل لم نعيش دور « الضحية» الذي ال ينتهي‪ .‬حتى يمكن‪،‬‬ ‫في الكثير من األوقات أن يتجاوزنا هذا الدور كأفراد‪ ،‬ليصبح‬ ‫ملتصقا بعائلة‪ ،‬بطائفة ‪ ،‬بجماعة أو حتى شعوبا‪...‬‬

‫د‪ .‬جوليت امهز‬ ‫(متخصصة في علم نفس ما وراء الشخصي والميتافيزيك)‬

‫‪14‬‬

‫‪issue 5‬‬


‫بحث‬

‫فنت�س��اءل م��ا‬ ‫ال��ذي يح�ص��ل‬ ‫ومل��اذا �أح��د قادر‬ ‫عل��ى امل�س��اعدة‬ ‫والنجدة والعون‪.‬‬ ‫ومن ناحية �أخرى ‪ ،‬يعي�ش الكثريون‬ ‫من��ا دور» املعتدي» ‪ ،‬الظامل واجلالد‬ ‫الذي ال يرحم ‪،‬ال ي�شفق وال ي�ساعد‪،‬‬ ‫وال نهاية ل�ش��ره وال يعرف الت�سامح‬ ‫والرحمة طريقا اىل قلبه‪.‬‬ ‫فمن ناحية‪ ،‬جند �أنف�سنا «ال�ضحية»‬ ‫وم��ن ناحي��ة �أخرى ‪ ،‬جند �أنف�س��نا «‬ ‫املعتدي» ‪....‬فنعي�ش حالة من عدم‬ ‫الو�ضوح والتخبط‪ .‬ونعلق يف دائرة‬ ‫ال نع��رف طريق��ا للخ��روج منه��ا‪.‬‬ ‫فن�ش��عر ب�أنف�س��نا عاجزين‪ ،‬خائري‬ ‫القوى ومر�ضى‪.‬‬ ‫يعتقد الكثريون منا‪� ،‬أنهم و�أفكارهم‬ ‫وم�ش��اعرهم ج��زء واح��د ال يتجز�أ‬ ‫وال يتف��كك‪ ،‬حت��ى ي�ص��بح م��ن‬ ‫الطبيع��ي قوله��م «ه��ذا �أن��ا‪ ،‬م��اذا‬ ‫با�س��تطاعتي �أن �أفع��ل‪ ،‬هك��ذا �أفكر‬ ‫وهكذا �أ�شعر» فيعي�ش الكثريون منا‬ ‫عبيدا لأفكارهم‪ ،‬التي من املمكن �أن‬ ‫تكون من �أل��د �أعدائهم اذ ال يدرك‬ ‫امل��رء �أن من �ش���أنها �أن تك��ون الأثر‬ ‫ال�س��لبي ال��ذي يخل��ق كل العقب��ات‬ ‫وال�صعوبات التي تواجهه يف حياته‬ ‫‪،‬عالقات��ه‪� ،‬س��لوكياته وقبول��ه‬ ‫لذاته ‪.‬‬

‫بذاته��ا‪ ،‬وت�س��تطيع �أن تتحك��م بن��ا‬ ‫ب�أ�س��هل ما يكون‪ ،‬وتظهر متى �أرادت‬ ‫بال�شكل الذي يوائم طبيعتها‪ ،‬حتى‬ ‫�أن بامكانها �أن ت�صبح وحو�شا ت�سكن‬ ‫فينا وتدمرنا‪.‬‬ ‫ولكن ان ا�س��تطعنا الو�صول اىل �أمل‬ ‫ان �آالمن��ا و�أفكارنا امل�ؤذية ‪ ،‬الأفكار االنتق��اد و�ش��فائه‪ ،‬و�أدركن��ا �أنه �آن‬ ‫اخلاطئة ‪ ،‬تعي�ش فينا منذ طفولتنا الأوان لهذا «القا�ضي» �أن يرحل من‬ ‫ورمب��ا من قب��ل ان نولد‪ ،‬و نبني على حياتن��ا ‪،‬و�أنه اذا ا�س��تمعنا ل�ص��وت‬ ‫�أ�سا�سها �شخ�ص��يتنا وحياتنا‪ ،‬ونحن اهلل يف قلوبن��ا و�أدركن��ا �أنن��ا ب�ش��ر‬ ‫نخط��ئ ونتعل��م م��ن ه��ذه الأخطاء‬ ‫املت�ضررين منها‪.‬‬ ‫من �أجل الأف�ض��ل لذاتنا‪� ،‬س��نتعرف‬ ‫فال�ش��عور ب���أمل االنتق��اد يجعلن��ا‬ ‫ب�ش��كل �أف�ض��ل على ذاتنا ‪ ،‬ون�س��امح‬ ‫«قا�ض��يا» ندي��ن �أنف�س��نا‪ ،‬جتاربن��ا‪،‬‬ ‫ونح��ب �أنف�س��نا والغ�ير‪ ،‬فنتح��رر‬ ‫والغ�ير‪ « ...‬ال مل تفع��ل ه��ذا الأمر‬ ‫ونب��دع‪ ،‬وعندم��ا نب��دع ن��درك �أن‬ ‫بال�ش��كل ال�ص��حيح» ‪« ،‬هو خمطئ»‪»،‬‬ ‫احل��دود واحلواجز التي و�ض��عناها‬ ‫�أن��ا خمط��ئ»‪ »، ،‬كان عل��ي القيام به‬ ‫لذاتن��ا لي�س��ت ا ّ‬ ‫ال فك��رة خاطئ��ة‬ ‫ب�ش��كل �آخ��ر»‪« ،‬مل يفهم م��ا قلت له تتحك��م بن��ا‪ ،‬و�أننا نتمت��ع بامكانات‬ ‫�أن يفع��ل»‪« ،‬كم مرة عل��ي �أن اعلمه غري حمدودة ‪.‬‬ ‫علي‬ ‫كي��ف علي��ه �أن يفع��ل ذل��ك»‪ّ « ،‬‬ ‫ال �س�أف�ش��ل «‪ ،‬كذل��ك ‪ ،‬فالفك��رة اخلاطئة ت�ض��عنا‬ ‫�أن �أكون �أكرث ذكاء‪ ،‬وا ّ‬ ‫يف دائ��رة من ال�ص��عب اخل��روج منها‬ ‫«�أنا فا�ش��ل» الخ‪ ...‬فلو فعلت ت�س��عة‬ ‫فمث�لا عندم��ا تبن��ى لدين��ا فك��رة‬ ‫�أ�ش��ياء بال�ش��كل ال�ص��حيح و�أخط�أت‬ ‫ع��دم جدارتن��ا �أو ا�س��تحقاقنا مل��ا‬ ‫يف العا�ش��رة ‪� ،‬س��يعتربك «القا�ضي»‬ ‫هو ناف��ع حلياتن��ا‪ ،‬جن��ذب املواقف‬ ‫فا�ش�لا‪ .‬ان ه��ذا «القا�ض��ي» ال��ذي‬ ‫والأ�ش��خا�ص الذي��ن يعاملوننا على‬ ‫اطلقن��ا �ص�لاحياته يف حياتن��ا‬ ‫�أننا ال ن�س��تحقه‪ ،‬فيمنع عنا‪ .‬وهذه‬ ‫وارت�ض��ينا كل احكامه لن��ا ولغرينا‪،‬‬ ‫املواقف والأ�شخا�ص ت�ؤكد على هذه‬ ‫يري��د �أن يجعلن��ا والآخرين ن�س�ير‬ ‫الفك��رة ‪ .‬وبالت��ايل ت�ص��بح الفكرة‬ ‫طبقا للنظام الذي يراه هو منطقيا‪.‬‬ ‫�أك�ثر ق��وة يف كل م��رة نتعر�ض لأي‬ ‫فنغف��ل ع��ن ر�ؤيتن��ا وادراكنا‪،‬ع��ن‬ ‫م��ن ه��ذه املواق��ف �أو نلتق��ي �أي من‬ ‫قيمتن��ا وحقيقتن��ا‪ ،‬ونق��رر �أنن��ا‬ ‫ه���ؤالء الأ�ش��خا�ص لأنه��م ي�ؤكدون‬ ‫خائف��ون‪ ،‬وعاج��زون وعدمي��و لن��ا يف كل مرة �ص��حة فكرتنا بعدم‬ ‫اجلدارة ‪.‬‬ ‫اال�س��تحقاق �أواجل��دارة‪ .‬فت�ص��بح‬ ‫املحبة‪ ،‬لأنه يذكر نف�سه والآخرين‬ ‫دائم��ا ‪�،‬أي��ن ف�ش��لوا �أو �أخط���أوا‪.‬‬ ‫فن�ش��عر بالذن��ب عندم��ا نخط��ئ‬ ‫وبالأ�سى عندما يخطئ الآخرون‪.‬‬

‫نح��ن نعل��م �أن لدينا مكان��ا خمفيا ‪،‬‬ ‫نخاف��ه‪ ،‬ندفن في��ه �آلآمن��ا و�أفكارنا فه��و‪ ،‬الدي��ان واملعل��م ‪ ،‬لي���س لدي��ه ه��ذه الفكرة كل م��رة‪� ،‬أكرث قوة من‬ ‫امل�ؤذي��ة ‪ .‬ولك��ن ه��ذه الأف��كار الرحمة‪ ،‬ال�ش��فقة والت�س��امح ‪ .‬فهو ذي قبل ‪ ،‬وجنذب مواقفا و�أ�شخا�صا‬ ‫وامل�ش��اعر الدفين��ة لديه��ا حي��اة ال ي�ستطيع �أن ي�شعر �أو مينح م�شاعر �أ�س��و�أ م��ن ذي قب��ل لي�ؤك��دوا عل��ى‬ ‫‪2016‬‬

‫‪15‬‬


‫ذل��ك �أك�ثر م��ن ذي قب��ل‪ .‬حت��ى‬ ‫ن�س��لم �أن ما يح�ص��ل معنا ه��و قدرنا‬ ‫ال��ذي ال مف��ر من��ه‪ .‬ونبق��ى يف هذه‬ ‫الدائ��رة وال نخ��رج منه��ا و نبقى يف‬ ‫حالة ح��زن ‪،‬عذاب ‪ ،‬خ��وف‪ ،‬وعدم‬ ‫�أمان‪ ...‬ونحن يف كل مرة ن�شعر �أننا‬ ‫«ال�ض��حية « التي لي�س لها ُ‬ ‫حول وال‬ ‫قوة �أمام هذه املواقف والأ�شخا�ص‬ ‫الت��ي تعت��دي عليه��ا‪ ،‬يف ح�ين �أنن��ا‬ ‫نح��ن» املعت��دي» الذي يج��ذب هذه‬ ‫املواقف والأ�ش��خا�ص لنثبت لذاتنا‬ ‫�أن فكرتن��ا بع��دم اال�س��تحقاق‬ ‫واجلدارة �صحيحة‪ .‬وهكذا نبقى يف‬ ‫ه��ذه الدائرة ‪ ،‬وم��ن املمكن �أن نبقى‬ ‫فيه��ا اىل م��ا ال نهاية ‪ ،‬م��ا مل نتخذ‬ ‫القرار بالتغيري‪.‬‬ ‫كذلك ‪ ،‬ف�إن �شعورنا بالعجز مرتبط‬ ‫ب�ش��عورنا بال�س��يطرة‪ .‬فعندما نفقد‬ ‫ال�س��يطرة‪ ،‬ن�ش��عر بالعجز‪ .‬وعندما‬ ‫ن�ش��عر بالعج��ز‪ ،‬نح��اول �أن ن�س��يطر‬ ‫عل��ى �أي �ش��يء �أو �أي كان‪ ،‬حت��ى ال‬ ‫ن�شعر بالعجز‪ ،‬وان فقدنا ال�سيطرة‪،‬‬ ‫ن�ش��عر م��رة �أخ��رى بالعج��ز وهكذا‬ ‫دواليك‪ « .‬ال �أ�س��تطيع �أن �أقوم بهذا‬ ‫العمل وحدي» ‪� « ،‬أريد �أن �أفعل ذلك‬ ‫‪ ،‬ولكنهم مينع��وين «‪ »،‬على �أحدهم‬ ‫�أن يهت��م ب��ي ‪ ،‬ف�أن��ا مري�ض��ة»‪« ،‬ه��و‬ ‫م�س���ؤول ع��ن كل ما يح�ص��ل يل» ‪...‬‬ ‫ف�ش��عورنا بال�س��يطرة ه��و احلار���س‬ ‫ال��ذي يقيدن��ا لأن علينا ال�س��يطرة‬ ‫عل��ى �أي �ش��يء �أو �أي كان‪ ،‬وعندم��ا‬ ‫نخ�س��رها‪ ،‬ن�ش��عر �أنن��ا �ض��عفاء ‪،‬‬ ‫عاج��زون‪ ،‬لي�س لدينا ق��وة �أو حتى‬ ‫قيم��ة لذاتن��ا‪ .‬فطامل��ا ن�ص��ر عل��ى‬ ‫ال�س��يطرة‪� ،‬سن�ش��عر دوم��ا بالعج��ز‪،‬‬

‫‪16‬‬

‫‪issue 5‬‬

‫و نبقى يف نف�س الدائرة‪.‬‬ ‫ما زلت عاجزا عن حتمل امل�س���ؤولية‬ ‫وعندم��ا نفك��ر ان الآخري��ن و�أن الأفكار اخلاطئة ‪ ،‬التي قررتها‬ ‫ي�س��تغلوننا‪ ،‬فنح��ن جن��ذب النا���س حلياتك م��ا زالت تتحكم ب��ك و�أنت‬ ‫لت�س��تغلنا ‪ ،‬وجن��ذب املواق��ف الت��ي عاجز عن تغيريها‪.‬‬ ‫ت�س��هل للغ�ير ا�س��تغاللنا‪ .‬وعندم��ا وكما قال جوزف كامبل‪ ،‬فان الكهف‬ ‫نفك��ر �أن علين��ا �أن نن��ازع لنح�ص��ل ال��ذي تئويه تخ�ش��ى دخوله يوجد‬ ‫عل��ى م��ا نري��د يف حياتن��ا‪ ،‬جن��ذب فيه الكنز الذي تبحث عنه ‪.‬‬ ‫الأو�ضاع والعالقات ال�صعبة وننازع لذل��ك‪ ،‬علي��ك �أن ت�س��تعد لدخ��ول‬ ‫فيها حتى ننجح‪ .‬وعندما نخاف من غرف��ك املظلم��ة وتبح��ث ع��ن هذه‬ ‫احل��ب‪ ،‬جنذب الأ�ش��خا�ص الذين ال االلآم والأف��كار امل�ؤذي��ة ‪،‬م��ن دون‬ ‫يعرفون ما هو احلب اىل حياتنا‪ ...‬مقاوم��ة ‪ .‬ولك��ن لي���س م��ن ال�س��هل‬ ‫الخ‪.‬‬ ‫الدخ��ول اىل ه��ذه الغ��رف من دون‬ ‫لذل��ك‪� ،‬إن كان يعل��و �ص��وت �ص��رير مقاومة‪ ،‬لذلك ابكي ان �ش��عرت �أنك‬ ‫�أ�سنانك و�أنت ترجتف خوفا‪ ،‬فاعلم تري��د �أن تبكي ‪ ،‬وحترك كما تريد‪،‬‬ ‫�أن��ك �أنت من قررت ذلك ولي�س �أحد ان �ش��عرت ب�أن هذا ما تريده ‪ ،‬ولكن‬ ‫ال تخ��رج من ه��ذه العملي��ة قبل �أن‬ ‫غريك‪.‬‬ ‫جتد هذه الأفكار اخلاطئة وتفهمها‬ ‫لذا فلقد �آن الأوان لندرك ان �أحدا‬ ‫‪ ،‬وتدركه��ا ‪ ،‬وتعرف م��ا الذي فعلته‬ ‫مل يظلمنا و�إمنا نحن ظلمنا انف�س��نا‬ ‫يف حياتك‪ ،‬وكيف جعلتك «�ضحية»‬ ‫�أن نتحم��ل امل�س���ؤولية‪ .‬ف���إن �أردت‬ ‫و»معتديا» عل��ى ذاتك‪ ،‬وتقبلها كما‬ ‫�أن تخ��رج من الدائرة التي و�ض��عت‬ ‫ه��ي م��ن دون �أن تو�ص��فها باطالقك‬ ‫نف�س��ك فيه��ا ‪ ،‬هن��اك �أم��ور معين��ة‬ ‫الأح��كام عليه��ا‪ ،‬و�أن ت�س��احمها مل��ا‬ ‫عليك �أن تقوم بها‪.‬‬ ‫فعلت يف حياتك‪ ،‬و�أن ت�سامح نف�سك‬ ‫بداي��ة علينا �أن نقف حلظة لنت�أمل ملا اقرتفته بحق نف�سك ‪ ،‬وارفق بها ‪،‬‬ ‫بحياتن��ا وم��اذا ح�ص��ل فيه��ا‪ ....‬لتتحرر فت�ستطيع �أن تغريها‪ ،‬وحني‬ ‫ونتحمل امل�س���ؤولية كامل��ة يف �أننا « تغريه��ا فقط ‪ ،‬ت��درك �أن وعيك قد‬ ‫ال�ض��حية» و»املعتدي» حت��ى نتمكن منا �أكرث‪ ،‬وان هذا التغيري ينقلنا من‬ ‫م��ن ادراك كل م��ا �آملن��ا وكل الأفكار احلال��ة الت��ي كانت �آلآمن��ا و�أفكارنا‬ ‫امل�ؤذي��ة الت��ي اتخذناه��ا لنجع��ل امل�ؤذية‪ ،‬الأف��كار اخلاطئة‪ ،‬تتحكم‬ ‫حياتن��ا عل��ى ما ه��ي علي��ه اليوم ‪ .‬بنا اىل حالة ن�ش��عر فيه��ا بقيمتنا ‪،‬‬ ‫كما يج��ب علينا �أن نتمت��ع باالرادة وندرك حقيقة �أنف�س��نا ونعرب عنها‬ ‫لتغي�ير الواق��ع ال��ذي نعي�ش��ه و�أن م��ن دون �أي ت�ش��وي�ش ونك��ون عل��ى‬ ‫ن�س��تثمر الوق��ت واجله��د ال�لازم �أمت اال�ستعداد حلياة �أف�ضل ‪ ،‬مليئة‬ ‫لتغيري حياتنا ب�ش��كل فوري ودائم‪ .‬بالف��رح ‪ ،‬احل��ب‪ ،‬النج��اح ‪ ،‬الفر�ص‬ ‫ف��ان �أردت الت�أجيل ‪ ،‬فهذا يعني �أنك وااليجابية‪.‬‬


‫غناء‬

‫لفتة صغيرة من اإلذاعة اللبنانية نحو س ّيدة كبيرة !‬

‫فيروز ‪...‬‬

‫قنديل في ليل الوطن‬

‫عندما قالت لي‪ :‬أغنيتي هي بنت الحياة ‪...‬‬ ‫أسكندر داغر‬ ‫‪2016‬‬

‫‪17‬‬


‫تكريمًا لس ّيدة الغناء فيروز‪ ،‬ولصوتها المدهش الذي ال يجود بمثله الزمن في كل‬ ‫حين ‪ ،‬أطلقت اإلذاعة اللبنانية اسمها على "ستوديو رقم ‪ " 6‬الذي م ّرت فيه ذات‬ ‫يوم ‪ ،‬تاركة بين جدرانه ذكرى اغنياتها األولى ‪.‬‬

‫لفت��ة �ص��غرية نح��و‬ ‫�س ّيدة كبرية ‪ ،‬ورمز ًا‬ ‫من رموزن��ا الوطنية‬ ‫جعل��ت ا�س��م وطنه��ا‬ ‫عل��ى كل �ش��فة ول�س��ان ‪ ،‬و�س��حرت‬ ‫القا�صي والداين ب�صوتها املميز‪.‬‬ ‫ف�يروز ال�س��اطعة ‪ ،‬ف�يروز الل�ؤل�ؤة ‪،‬‬ ‫ت�س��تحق الكث�ير ‪ ...‬ت�س��تحق �أكرث‬ ‫م��ن ه��ذه اللفت��ة البائ�س��ة التي ال‬ ‫تلي��ق ب�ص��وتها وال ب�ش��هرتها وال‬ ‫ب�أجمادها !‬ ‫صوت يسحر ويدهش‬

‫�أع��ذب الكلم��ات والأحل��ان‪ ،‬يف احل��ب‬ ‫واحلن�ين ‪ ،‬يف الوط��ن والتاري��خ ‪ ،‬يف‬ ‫الث��ورة واحلرية ‪ ،‬يف املجد والعنفوان‬ ‫يف ال�ص�لاة والت�أمل ‪ ،‬ويف كل ما ي�ش��عر‬ ‫به االن�س��ان من �أفراح وتعا�سة ‪ ،‬اينما‬ ‫لماذا ‪ ...‬ولماذا ؟!‬ ‫كان وكيفما كان ‪ ...‬انها �س��فريتنا اىل‬ ‫قل��وب النا���س وعقولهم ‪� ...‬س��فريتنا ملاذا نحن نح��اول دائم ًا حتجيم كبارنا‬ ‫وطم���س كل م��ا ه��و جمي��ل يف حياتنا‬ ‫غد م�شرق وجميل‪.‬‬ ‫اىل ٍ‬ ‫مل��اذا ن�ترك �ش��وارعنا ب�لا �أ�س��ماء �أو‬ ‫عطاء بال حدود‬ ‫ب�أ�سماء ال هي بالعري وال بالنفري ؟ ملاذا‬ ‫م��ن هن��ا �أ�س��ارع اىل الق��ول ‪ ،‬ان فريوز ال نز ّين �س��احاتنا وحدائقنا بتماثيل‬ ‫ه��ي مبثاب��ة القنديل يف لي��ل الوطن ‪� ،‬أولئ��ك الذي��ن جعل��وا احلي��اة اف�ض��ل‬ ‫ولذلك ف���إن نكرمي��ه ينبغ��ي �أن يكون و�أجم��ل ويف طليعتهم فريوز؟ ملاذا نحن‬ ‫بحج��م ف�يروز‪ ،‬بحجم الأغني��ة التي �أعداء اجلمال؟ ملاذا و�ألف ملاذا؟!‬ ‫غنّته��ا ‪ ،‬بحج��م الر�س��الة الت��ي �أ ّدتها‬ ‫عندما تحدثت فيروز‬ ‫‪ ،‬وبحج��م الوط��ن ال��ذي تنتم��ي اليه‬ ‫‪� ...‬إذ ان ه��ذه ال�س�� ّيدة الت��ي انطلقت يف ه��ذه املنا�س��بة ‪ ،‬تذك��رت لقائ��ي‬ ‫من ال�س��فح اىل القمة ‪ ،‬وو�ص��ل �صوتها بفريوز يف زمن م�ضى ‪ ،‬تذ ّكرت احلديث‬ ‫اىل �آخ��ر الدنيا ‪ ،‬ع�بر �أغنية تختلف ال��ذي �أجريته معها ‪ ،‬وه��و ان ّ‬ ‫دل على‬ ‫عن ال�س��ائد ‪ ،‬ي�س��تمع اليها العا�شق يف �ش��يء ‪ ،‬ف�إمنا ّ‬ ‫ي��دل على م��دى �أهميته‬ ‫جل�س��اته احلميمة ‪ ،‬والفالح يف حقله حي��ث ت�برز مع��امل �شخ�ص��ية ه��ذه‬ ‫واملقاتل يف ميدان��ه ‪ ،‬واملغرتب يف دنيا ال�سيدة ال�ساحرة على حقيقتها‪:‬‬ ‫اهلل الوا�س��عة ‪ ...‬ته��ز�أ مبث��ل ه��ذا‬ ‫ف��ي كل بي��ت من بي��وت لبنان‬ ‫التكرمي !‬ ‫يس��ود الصم��ت عندم��ا تغن��ي‬

‫ق��ال عنه��ا �س��عيد عق��ل ‪�" :‬س��فريتنا‬ ‫اىل النجوم" ‪ ،‬وقيل �أي�ض�� ًا ‪� :‬ص��احبة‬ ‫ال�ص��وت املالئك��ي ‪ ،‬وال�ص��وت املخمل��ي‬ ‫وقيث��ارة الع�ص��ر ‪ ،‬و�أخ��ت القم��ر ‪،‬‬ ‫وال�ص��وت الأ�س��طوري‪ ،‬واىل ما هنالك‬ ‫من الألقاب والت�س��ميات ‪ ...‬ولكنها يف‬ ‫احلقيقة ‪ ،‬جمرد نعوت وكلمات فارغة‬ ‫من حمتواها ‪ ،‬بعيدة عن جوهر �ص��وت‬ ‫فريوز الفريد يف نوعه ‪ ،‬والذي ي�سحر‬ ‫ويده���ش ‪ ،‬ويت�س��رب اىل م�س��امعنا‬ ‫ب�ص��فاء الينب��وع ‪ ،‬ونعوم��ة احلري��ر‪،‬‬ ‫وك�أن��ه م��ن ع��امل �آخ��ر‪ ،‬حام� ً‬ ‫لا الين��ا ان هذه ال�س�� ّيدة التي �أعطت �أجمل ما‬

‫‪18‬‬

‫‪issue 5‬‬

‫يف الدنيا ‪� ،‬أعطت احلب والأمل الفرح‬ ‫وال�س��عادة ‪� ،‬أعط��ت الأغ��اين الت��ي‬ ‫وحده��ا تبقى حينما يزول كل �ش��يء‬ ‫‪ ...‬تهز�أ مبثل هذا التكرمي !‬

‫في��روز‪ ،‬وذل��ك للتمت��ع اكث��ر‬


‫غناء‬ ‫بصوت��ك‪ ،‬ت��رى م��اذا يح��دث‬ ‫في بيت فيروز بالذات؟‬

‫♦ يف بي��ت ف�يروز ك�س��ائر البيوت‪،‬‬ ‫ت�س��مع الأغنية ‪ ،‬ثم يجري تعليق‬ ‫عليه��ا‪ .‬ومالحظات ‪ ،‬اما نقد ًا واما‬ ‫ثناء‪.‬‬ ‫يقول��ون ان اغني��ات في��روز‬ ‫تص��ور الحي��اة وكأنها حلم‬ ‫لذيذ‪ ،‬حتى ليصعب تحقيق‬ ‫ما ترم��ز اليه هذه االغنيات‪،‬‬ ‫فما رأيك؟‬

‫لقاء بين فيروز واسكندر داغر‬

‫♦ انا‪ ،‬بالعك�س‪ ،‬ارى اغنيات فريوز‬ ‫م�ش��حونة بالواقعي��ة ‪ ،‬فه��ي �ص��اخبة‬ ‫الطريق��ة ال��ي تتقني��ن فيه��ا‬ ‫♦ ال�شعر ‪ ،‬وامل�سرح ‪ ،‬والق�صة‪.‬‬ ‫احيان�� ًا كجموع فالحني ‪ ،‬وحين ًا تت�أوه‬ ‫الغناء والتمثيل؟‬ ‫كم��ا يف ح��ب ج��ارح‪ .‬انها بن��ت احلياة م���ن ه���و ال��ك��ات��ب ال���ي لفت‬ ‫والتوق اىل االجمل‪.‬‬ ‫♦ انا قبل كل �ش��يء رب��ة منزل و�أتقن‬ ‫انتباهك اكثر من غيره؟‬ ‫اكث��ر م��ن م��رة واجه��ك جهاز‬ ‫الرادي��و بأغني��ة م��ن اغنيات��ك‬ ‫التي تتردد بش��كل مستمر في‬ ‫معظ��م اذاعات الدني��ا‪ ،‬فكيف‬

‫تطالعينها؟‬

‫هل تتقنين فن الطهي بنفس‬

‫♦ اكرث الكتّاب اطالعهم ب�شغف‪.‬‬

‫الطبخ كما يجب‪.‬‬

‫م��ن ه��و الشاعر ال��ذي تالقين‬

‫الغناء ‪ ..‬الم يصبح شيئًا روتينيًا‬

‫المتعة في تأدية قصائده؟‬

‫بالنسبة اليك؟‬

‫تكون ردة الفعل في نفسك؟ ♦ اح��ب ت�أدية الق�ص��يدة اجلميلة ملن‬ ‫كانت هذه الق�ص��يدة‪ .‬ولقد ا�ستمتعت‬ ‫♦ م��رة احبه��ا ومرة ا�ش��عر بالأنف�ص��ال كث�ير ًا بت�أدي��ة �ش��عر اال�س��تاذ �س��عيد وجوها الغريب‪.‬‬ ‫عنها ‪ ..‬لي�س هناك �شعور واحد م�ستمر‪.‬‬ ‫عقل‪.‬‬

‫♦ اب��د ًا ‪ ،‬فل��كل �أغنية عامله��ا اخلا�ص‬

‫اال تش��عرين احيانًا‪ ،‬بينك وبين‬ ‫نفس��ك بأنك ظاهرة فنية لها‬ ‫شأنها الكبير في حياة الناس؟‬

‫♦ كال‪.‬‬ ‫ه��ل م��ن صداق��ة بين��ك وبين‬ ‫الكتاب؟‬

‫♦ نعم‬ ‫وم�����ا ن�����وع ال���ك���ت���ب ال��ت��ي‬

‫الس��ت عل��ى اس��تعداد ااغن��اء‬

‫والسياسة اال تقول لك شيئًا؟‬

‫بلغة من اللغات االجنبية؟‬

‫♦ يف ال�سيا�سة انا م�ستمعة‪.‬‬

‫♦ احب ان ا�صل او ًال بلغتي ثم انا على‬

‫ما رأيك باالزياء الحديثة ؟‬

‫ا�ستعداد للغناء بجميع اللغات‪.‬‬

‫♦ معظمها جميل وانيق‪.‬‬

‫♦♦♦♦♦‬

‫واالشغال المنزلية‪ ،‬هل تأخذ‬

‫هك��ذا انته��ى احل��وار م��ع ف�يروز ‪...‬‬

‫منك الوقت الطويل ؟‬

‫بب�س��اطة نطق��ت‪ ،‬بكلم��ات مغلف��ة‬

‫♦ قدمت ا�ستقالتي منها‪.‬‬

‫بالعمق وال�صراحة نطقت‪.‬‬ ‫‪2016‬‬

‫‪19‬‬


‫األغنية الشعبية اللبنانية‬ ‫األول من القرن العشرين‬ ‫خالل النصف ّ‬

‫لقد نجحت حركة النهضة‬ ‫العربية في القرن التاسع عشر‬ ‫بتقديم المثقفين اللبنانيين‬ ‫الرواد الطليعيين على‬ ‫في صورة‬ ‫ّ‬ ‫صعيد الصحافة والشعر والمسرح‬ ‫واألدب وغيرها من الفنون‪...‬‬

‫‪20‬‬

‫‪issue 5‬‬

‫األب بديع الحاج ‪-‬‬

‫دكتور في العلوم الموسيقيّ ة‬


‫موسيقى‬

‫ل��ك��ن��ه��ا ت��ه��اون��ت‬ ‫يف م��و���س��ي��ق��ت��ه��م‬ ‫ف���ل���م ي���ك���ن ل��ه��م‬ ‫يف امل���و����س���ي���ق���ى‬ ‫والغناء مثل ه��ذا الإ�سهام الوافر‬ ‫الذي كان لهم يف غريها من الآداب‬ ‫وال��ف��ن��ون‪ .‬ورغ��م �أنّ لبنان ك��ان يف‬ ‫جملة والي��ات ال�سلطة العثمانية‬ ‫يعاي�ش كل �أ�شكال احلياة فيها �إلاّ‬ ‫�أ ّن���ه ظ� ّ�ل بعيدً ا ن�سب ًّيا ع��ن الت�أ ّثر‬ ‫برتاثها‪.‬لي�س ه��ذا وح�سب‪ ،‬بل �إنّ‬ ‫اللبنانيني الذين تفتحت عقولهم‬ ‫على الغرب لغة وثقافة وعلو ًما قبل‬ ‫�سائر ال�شرقيني �إ�ستكانوا اىل ما‬ ‫ميلكون من تراث وفولكلور تقليديني‬ ‫بوجهيه ال�سرياين اجلبلي من جهة‬ ‫وذل��ك الوافد من البادية العربية‬ ‫من جهة �أخرى‪ .‬وقد ظلوا يطربون‬ ‫�أك�ثر للون ق��دمي من �أل���وان الغناء‬ ‫و ّلدته املدن ال�ساحلية يف �سوريا هو‬ ‫الإن�شاد املعروف "باملوال البغدادي"‬ ‫وفيه ملعت �أ�سماء‪ :‬فرج اهلل بي�ضا‬ ‫وحميي الدين بعيون ‪.‬‬ ‫كانت ن�ش�أة الأغنيــة اللبنــانيـة‬ ‫اخلا�صة على اثر ارتفاع اال�صــوات‬ ‫ّ‬ ‫املطالبـة بعدم الإكتفاء بالأغنـيـة‬ ‫امل�صـرية يف الإذاع��ـ��ة اللبنانيــة‪.‬‬ ‫وكان هذا النهج حالــة و�سيطــة بني‬ ‫الغنــاء الريفي اللبناين وبني الغناء‬ ‫امل�صــري‪� ،‬إذ �أن��ه اعتمــد الليــايل‬ ‫وامل��ـ � ّوال والطقطــوقة اخلفيفــة‪،‬‬ ‫وهذا ما متيـزت به مدينـة بريوت‪.‬‬ ‫مل ت�أخذ الأغنية ال�شعب ّية اللبنانية‬ ‫يف بداية الأم��ر طريق ال�شهرة ملا‬ ‫ك��ان للأغنية امل�صرية من �أهم ّية‬

‫كبرية و�سيطرة تا ّمة على ال�ساحة‬ ‫العرب ّية‪ .‬وكانت الأغنية اللبنانية‬ ‫ت�أخذ طريقها �إىل النا�س بوا�سطة‬ ‫امل�سجلة وذل���ك قبل‬ ‫الأ���س��ط��وان��ة‬ ‫ّ‬ ‫اف��ت��ت��اح الإذاع�����ة اللبنان ّية ع��ام‬ ‫‪.1938‬‬ ‫ي��ب��د�أ ت��اري��خ الأغ��ن��ي��ة ال�شعبية‬ ‫اللبنانية يف ب��داي��ة الع�شرينيات‬ ‫من القرن املا�ضي مع ال�شاعر عمر‬ ‫الزعني وينتهي مبوت امللحن عفيف‬ ‫ر���ض��وان يف ب��داي��ة ال�سبعينيات‪.‬‬ ‫�ستّة ر ّواد عملوا على قيام وانت�شار‬ ‫هذه الأغنية ال�شعبية‪ ،‬وهم‪ :‬عمر‬ ‫الزعنّي‪ ،‬يحيى اللبابيدي‪ ،‬نقوال‬ ‫امل � ّن��ي‪� ،‬سامي ال�����ص��ي��داوي‪ ،‬فيلمون‬ ‫وهبي وعفيف ر�ضوان‪.‬‬

‫عمر الزع ّني‬

‫(‪)1961 - 1898‬‬

‫مار�س هوايته يف نظم ال�شعر وكتابة‬ ‫ال���رواي���ات امل�����س��رح� ّي��ة‪ ،‬وع��م��ل على‬ ‫ت�أليف فرقة من هواة التمثيل‪ ،‬وكان‬ ‫ويلحنها‬ ‫ينظم الأغ���اين ال�شعب ّية‬ ‫ّ‬ ‫بنف�سه وكذلك يغنّيها هو نف�سه �أي�ض ًا‪.‬‬ ‫ت��راف��ق��ت موهبة ال��زع � ّن��ي الق ّوية‬ ‫يف ال�شعر وح���دّ ة ال�سخرية عنده‬ ‫وق��درت��ه ع��ل��ى التلحني يف ح���دوده‬ ‫املقبولة على والدة �أغنية مت ّيزت‬ ‫عن غريها من الأغ��اين املعا�صرة له‬ ‫مرحا‬ ‫يومذاك ب�أنها الأغنية الأكرث ً‬ ‫وحيو ّية وخ�ص ًبا وح��رارة‪� .‬إ�ستعمل‬ ‫الزعنّي القالب التقليدي يف ت�أليف‬ ‫�أغانيه ال��ذي هو قالب الطقطوقة‬ ‫امل�صر ّية‪،‬والطقطوقة �شكل من �أ�شكال‬ ‫الغناء وهي تتكون من مذهب وعدة‬ ‫مقاطع ت�سمى كوبليهات ومفردها‬ ‫كوبليه‪ ،‬وي��ع��اد ت��ك��رار امل��ذه��ب بعد‬ ‫كل منها كما يختم به الغناء‪ .‬كما‬ ‫ا�ستخدم يف احلانه املقامات ال�شرقية‬ ‫املعروفة‪ .‬من �أغانيه‪ :‬لو كنت ح�صان‪،‬‬ ‫وحا�سب يا فرنك‪...،‬‬

‫يحيى اللبابيدي‬ ‫(‪)1943 - 1900‬‬

‫�شعبي لبنا ّ‬ ‫إنتقادي‪ ،‬لقّب‬ ‫ين �‬ ‫�شاعر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مبوليري ال�شرق‪ .‬عرف «ب�إبن ّ‬ ‫ال�شعب»‬ ‫و«ب�إبن البلد»‪ .‬كانت والدته يف حم ّلة‬ ‫زق��اق البالط ببريوت ع��ام ‪.1898‬‬ ‫�أثناء وج��وده يف الكل ّية ال ُعثمان ّية‬

‫ول��د يحيى اللبابيدي يف مدينة‬ ‫‪2016‬‬

‫‪21‬‬


‫عكا الفل�سطينية �سنة ‪� .1900‬أ َّ‬ ‫مت‬ ‫التح�صيل االبتدائي والثانوي يف‬ ‫مدار�س بريوت ثم التحق باجلامعة‬ ‫الأم�يرك � ّي��ة يف ف��رع ط��ب الأ���س��ن��ان‪،‬‬ ‫ولكن نزعته الفنية تغلَّبت عليه‬ ‫ف��م��ا ل��ب��ث �أن ه��ج��ر اجل��ام��ع��ة �إىل‬ ‫عامل املو�سيقى‪.‬عمل مدير ًا للق�سم‬ ‫املو�سيقي يف �إذاع���ة القد�س التي‬ ‫�أن�����ش��أت��ه��ا ح��ك��وم��ة فل�سطني‪ .‬ك��ان‬ ‫فلحن‬ ‫اللبابيدي كثري الإنتاج الفني ّ‬ ‫الكثري من املقطوعات والأنا�شيد‪،‬‬ ‫وكانت �أنا�شيده ذات �صبغة وطنية‪،‬‬ ‫منها ن�شيد الك�شاف ون�شيد العمل‬ ‫ون�شيد �أ�سواق احلجاز‪ ،‬و ّ‬ ‫حلن �أغان‬ ‫ك��ث�يرة م��ن ال��ن��وع الإن��ت��ق��ادي‪ .‬كان‬ ‫يحيى اللبابيدي �إم���ت���دا ًدا لعمر‬ ‫الزعني يف ّ‬ ‫خطه ونهجه‪� .‬إ�شتهر‬ ‫يف الثالثينيات من القرن الع�شرين‬ ‫بلون من الغناء �أطلقه على م�سارح‬ ‫م�صر خالل احلفالت ال�شهرية التي‬ ‫ك��ان��ت تقيمها الإذاع�����ة امل�صرية‬ ‫وحتييها كوكب ال�شرق �أم كلثوم هو‬ ‫فن املونولوج الإنتقادي‪ّ .‬‬ ‫حلن لفريد‬ ‫ّ‬ ‫الأطر�ش �أغنيته ال�شهرية «يا ريتني‬ ‫طري لطري حواليك»‪.‬‬

‫نقوال الم ّني‬ ‫(؟‪)1970 -‬‬

‫‪22‬‬

‫‪issue 5‬‬

‫نقوال املنّي هو من م� ّؤ�س�سي الأغنية‬ ‫اللبنان ّية‪ .‬ب��د�أ التلحني يف �أوا�سط‬ ‫ال��ع�����ش��ري��ن��ي��ات م��ن ال��ق��رن املا�ضي‬ ‫بت�شجيع م��ن ع��ازف الكمان �سامي‬ ‫ال�����ش��وا‪ .‬م��ع امل � ّن��ي ب����د�أت املرحلة‬ ‫العاطفية يف الغناء فانتقلت الأغنية‬ ‫ال�شعب ّية او الطقطوقة من ميادين‬ ‫النقد واملجتمع اىل ميادين القلب‬ ‫والهوى م�ستوحية �شكلها من املناخ‬ ‫لكن‬ ‫الفني ال�سائد �آنذاك يف بريوت‪ّ .‬‬ ‫املنّي مل يخرج عن القالب امل�ألوف‬ ‫للطقطوقة‪.‬‬

‫النقدي‬ ‫ب�أغنية متيزت مب�ضمونها‬ ‫ّ‬ ‫وال�����ش��اع��ري‪.‬مل يخرج ال�صيداوي‬ ‫بدوره عن نطاق التقليد يف الأغنية‬ ‫ال��ذي اعتمده �أ�سالفه ب��ل حافظ‬ ‫عليه كما هو‪.‬من �أغانيه‪ :‬بتندم ‪ -‬يا‬ ‫ناعم ‪ -‬ي�سلملي الفهم‪.‬‬

‫فيلمون وهبي‬ ‫(‪)1985 - 1918‬‬

‫سامي الصيداوي‬ ‫(‪)1994 - 1913‬‬

‫رمب��ا ك��ان �سامي ال�����ص��ي��داوي اكرث‬ ‫ملحني هذه القافلة عذوبة ورقة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ورمب��ا كانت حياته يف مطلع �صباه‬ ‫والتي اختلطت فيها طبيعة املدينة‬ ‫بطابع ال��ري��ف ع��ام�ًل�اً ا�سا�س ًّيا يف‬ ‫تكوينه الفني ورهافة �أحا�سي�سه‬ ‫وم�شاعره‪.‬وهو �أع��اد الأغنية اىل‬ ‫النقدي ال�سابق مع مل�سة‬ ‫م�ضمونها‬ ‫ّ‬ ‫ع��اط��ف��ي��ة رق��ي��ق��ة اذ ان��ف��ت��ح على‬ ‫الزعني واللبابيدي ونقوال املنّي معا‬ ‫وخرج من هذا الت�أثر املثلث االبعاد‬

‫من مواليد كفر�شيما �سنة ‪.1918‬‬ ‫ب����د�أ ال��ع��م��ل يف �إذاع������ة ال��ق��د���س‬ ‫ومغن‪ ،‬ثم انتقل �إىل �إذاعة‬ ‫كملحن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�شرق الأدن��ى‪.‬ه��ن��اك‪ ،‬يف �إذاع��ة‬ ‫ال�����ش��رق الأدن�����ى‪ ،‬ت�لاق��ى يف مطلع‬ ‫اخلم�سين ّيات من القرن الع�شرين‬ ‫عدد من املوهوبني �صنعوا يف �سنني‬ ‫معدودة ما ي�س ّمى اليوم بالأغنية‬ ‫اللبنانية وك��ان ذل��ك بت�شجيع من‬ ‫املخرج الفل�سطيني �صربي ال�شريف‪.‬‬ ‫وه���م ع��ا���ص��ي وم��ن�����ص��ور ال��رح��ب��اين‬ ‫وزكي نا�صيف وتوفيق البا�شا وحليم‬ ‫ال���روم���ي وودي����ع ال�����ص��ايف وف�ي�روز‬ ‫و�صباح ون�صري �شم�س الدين �إىل‬ ‫جانب فيلمون وغريه‪.‬‬ ‫فيلمون وهبي ممثل كوميدي �شكّل‬ ‫عالمة فارقة على امل�سرح الرحباين‬


‫موسيقى‬

‫ومغن �صاحب‬ ‫يف �شخ�ص ّية «�سبع»‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الأغنيات الطريفة‪ ،‬وملحن متم ّيز‬ ‫كتب �أحل��ان � ًا رائعة لفريوز و�صباح‬ ‫ووديع ال�صايف وجناح �سالم ون�صري‬ ‫�شم�س الدين و�سواهم‪.‬‬

‫ال���ذي غ� ّن��ى م��ن �أحل��ان��ه «برتحلك‬ ‫م�شوار»‪ ،‬و«حلوة ّ‬ ‫وكذابة»‪ ،‬ون�صري‬ ‫�شم�س ال��دي��ن ال��ذي غنّى «ه� ّ�دوين‬ ‫هدوين»‪« ،‬عالعايل الدار»‪�« ،‬سعد ّية‬ ‫ّ‬ ‫فقدمت‬ ‫يا �سعد ّية»‪� .‬أ ّما جناح �سالم ّ‬ ‫له �أغنيات ع� ّ�دة‪ ،‬منها �إح��دى �أ�شهر‬ ‫�أغنياتها «برهوم حاكيني»‪ .‬و�أ ّدت‬ ‫الفنانة امل�صر ّية �شريفة فا�ضل‬ ‫من �أحلان فيلمون �أغنيتها «حبيبي‬ ‫جنّ �����ار»‪� ،‬إ���ض��اف��ة �إىل «ي����وم احل��د‬ ‫تالقينا»‪ .‬واحتفظ لنف�سه ب�أغنيات‬ ‫طريفة وذات طبيعة خا�صة منها‬ ‫«�سنفريان»‪ ،‬و«عجقة �سري» مع نهاد‬ ‫�سرور‪ ،‬و�سواها‪.‬‬

‫�أ ّما �صباح‪ ،‬فقد ر ّددت �أحلى الأغنيات‬ ‫التي ّ‬ ‫وقع حلنها‪ ،‬منها «دخل عيونك‬ ‫ح��اك��ي��ن��ا»‪ ،‬و«ي���ا ط�ير ال���زع���رورة»‪،‬‬ ‫و«يا طري الطاير»‪ ،‬و«الهوا �شو قليل‬ ‫الذوق»‪ .‬ومن املطربني الذين تعاملوا‬ ‫مع فيلمون وهبي �أي�ض ًا وديع ال�صايف‬

‫عفيف رضوان‬

‫م��ن �أحل��ان��ه وال��ت��ي �أ ّدت���ه���ا ف�ي�روز‪:‬‬ ‫عالطاحونة ـ �أنا خويف من عتم الليل‬ ‫ـ يادرارة دوري ـ يامر�سال املرا�سيل ـ‬ ‫فايق ياهوى ـ كرم العاليل ـ من عز‬ ‫النوم ـ طريي ياطيارة‪ .‬على ج�سر‬ ‫اللوزية ـ البواب ‪ -‬ورقو الأ�صفر ‪ -‬ملا‬ ‫عالباب ‪ -‬ياريت منن ‪ -‬زهرة اجلنوب‬ ‫(�أ�سوارة العرو�س) ‪ -‬طلعلي البكي ‪-‬‬ ‫بليل و�شتي‪ ...‬وغريها‪.‬‬

‫(‪)1972 - 1929‬‬

‫�أ�ضاف عفيف ر�ضوان اىل الأغنية‬ ‫ال�شعبية البناء املو�سيقي الذي كانت‬ ‫تفتقد اليه والذي مل يتوفر عند من‬ ‫�سبقوه‪ .‬ومتثل هذا اجلهد بابتكار‬

‫مقدمة مو�سيقية لها وبو�ضع جمل‬ ‫حلنية مبتكرة ل�لادوار الثالثة او‬ ‫االربعة التي تت�ألف منها ا�ضافة اىل‬ ‫تنويع ه��ذه اجلمل بحيث ال ت�أتي‬ ‫على مقام واح��د ورت��اب��ة واح��دة‪.‬‬

‫وهكذا مل تعد ال�لازم��ة املو�سيقية‬ ‫جم��رد ت��ردي��د او ترجمة للغناء‬ ‫ب��ل عمال مو�سيقيا متكامال‪ .‬غنّى‬ ‫له ودي��ع ال�صايف اغنية «بال�ساحة‬ ‫تالقينا بال�ساحة»‪.‬‬ ‫‪2016‬‬

‫‪23‬‬


‫سفر في بالد السرطان‬ ‫‪VOYAGES EN CANCER‬‬ ‫‪EVELYNE ACCAD‬‬

‫تعريب‪:‬‬ ‫د‪ .‬رلى ذبيان‬ ‫‪24‬‬

‫‪issue 5‬‬

‫أليس س ّلوم‬


‫نقد‬

‫ه�����ذا م����ا ُي�����س�� ّم��ى‬ ‫بالتعريب ال�سديد!‬ ‫ف���ال���دك���ت���ورة رىل‬ ‫ذب��ي��ان نقلت فحوى‬ ‫ال�سفر ال�����س��رط��اين املن�شور �أ���ص� ً‬ ‫لا‬ ‫باللغة الفرن�س ّية �إىل لغتنا العرب ّية‬ ‫�إمي���ان��� ًا منها بر�سالتها ال�ترب��و ّي��ة‬ ‫(التحذير ّية)‪ ،‬ناظرة �إىل املو�ضوع‬ ‫ني ثاقبة وحم� ِّ‬ ‫بلغة ال�ضاد‬ ‫��ذر ًة‬ ‫ِ‬ ‫بع ٍ‬ ‫بقلم وال �أبلغ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ي���ج���در ال���ذك���ر �أنّ ‪Voyages‬‬ ‫‪ En Cancer‬ه���و ل��ل��م ��ؤ ّل��ف��ة‬ ‫الفرانكوفون ّية ايفلني عقاد (ذات‬ ‫اجل���ذور اللبنان ّية) واحل��ائ��ز على‬ ‫جائزة فينيك�س للآداب لدى �صدوره‬ ‫ع��ن م��ن�����ش��ورات دار ال��ن��ه��ار (ع��ام‬ ‫‪ .)2001‬وقد ّ‬ ‫مت نقله �إىل العربية‬ ‫ب�يراع الدكتورة رىل ذبيان‪� ،‬صادر ًا‬ ‫حديث ًا عن دار الفارابي يف حجم من‬ ‫القطع الو�سط (‪�650‬ص)‪.‬‬ ‫فتظن ب��أ ّن��ه قد ُك ِتب‬ ‫ت��ق��ر�أُ الكتاب‬ ‫ُّ‬ ‫�أ�ص ًال بالعرب ّية‪ .‬فتحتار‪ :‬هل ُتق ِّيم‬ ‫لتعريبه؟ واحلقُّ‬ ‫�إعجا َب َك للم�ؤ ِّلف �أم‬ ‫ِ‬ ‫لغة‬ ‫ُيقال �أنّ من ن َق َل كتاب ًا من لغة �إىل ٍ‬ ‫�أُخ��رى لك�أنّه �أ َّل َفه ب��دوره‪ .‬فرباعة‬ ‫التماهي مع الكلمات والأفكار املرو ّية‬ ‫تلفت النظر لدى قراءتها‪.‬‬ ‫� ِأ�ضف �إىل ذلك‪� ،‬أهم ّية الإ�ضافة ا ّلتي‬ ‫املرتجمة د‪ .‬رىل‬ ‫�سلكتها يف �أ�سلوبها‬ ‫ِ‬ ‫ذبيان �ضمان ًا منها ال�ستقامة املعنى‪.‬‬ ‫لأنّ الكتابة هي ٌ‬ ‫ترنيمي ‪ -‬كما‬ ‫عمل‬ ‫ٌّ‬ ‫يخل�ص ه��ذا "ال�سفر" �إىل القول‬

‫��رب���ة ا ّل���ت���ي ُتتقن‬ ‫– لذات ال�سارد وذات قارئه وذات ا���س��ت��غ��رق��ت املُ���ع� ِّ‬ ‫العامل‪.‬‬ ‫َ‬ ‫إم�ساك بد َّف َتي ال ُلغ َتني الفرن�س ّية‬ ‫ال‬ ‫رواية ايفلني عقاد هي �أ�شبه بيوم ّيات وال��ع��رب � ّي��ة يف نقلها ل��ه��ذه امل��أ���س��اة‬ ‫ُ‬ ‫ت�����ص��ف ���ش��ع��ور ال��ن�����س��اء امل�����ص��اب��ات املر�ض ّية امل��أخ��وذة كعين ّية خطرية‬ ‫بال�سرطان‪ ،‬عرب �شعورها هي بالذات‬ ‫ُ‬ ‫أعرتف ب�أنّني‬ ‫من عاملنا احلا�ضر؟‪� ...‬‬ ‫خالل مرورها بهذه املرحلة ال�صعبة‬ ‫بده�شة‪،‬‬ ‫توجهتُ �إليها بهذا ال�س�ؤال‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫من حياتها‪ .‬ومن هنا‪ ،‬مت ُّيز املو�ضوع‬ ‫إ�ست�شهادي‪ .‬ف ��أج��اب��ت‪ :‬لقد ا�ستغرقها البحث‬ ‫كما مت ُّيز الأ�سلوب ال‬ ‫ّ‬ ‫ل��ك��أ ّن��ن��ا �أم���ام فيلم وث��ائ��ق� ّ�ي �شامل والتدقيق وجمع امل�لاح��ظ��ات م� ّ�دة‬ ‫للمعاناة ال��ت��ي يخ�ضع لها ّ‬ ‫ك��ل من �أربعة �أ�شهر‪� .‬أ ّما الرتجمة الفعل ّية‬ ‫ُي�صاب بهذا امل��ر���ض اخلبيث‪ .‬غري ف�ستّة �أ���ش��ه��ر‪ ..‬ف��ق��ط! ‪ -‬يف ظ� ِّ�ل‬ ‫�أنّ فكرة امل��وت لي�ست هي الهاج�س‬ ‫ظ��روف �إ�ستثنائ ّية متنقّلة ما بني‬ ‫لهذا امل�ؤ ّلف _ يف غرابة املو�ضوع‬ ‫م�س�ؤول ّياتها اجلامع ّية وامل�ست�شفى‬ ‫املطروح‪ .‬فتّحه � ٌ‬ ‫أمل ما‪...‬‬ ‫وتلفت الدكتورة ذبيان‪ ،‬من خالل حيث طال ا�ست�شفاء مر�ض والدها‬ ‫تعريبها لهذا املحتوى‪� ،‬إىل ق�ض ّية (رحمه اهلل) الأدي��ب �أ�سعد ذبيان‪،‬‬ ‫العربي �صاحب الر�ؤيا "على م�شارف القمم"‪.‬‬ ‫البيئي يف عاملنا‬ ‫ال��ت��ل� ّوث‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وخ��ط��ره ع��ل��ى ح��ي��ات��ن��ا وث��روات��ن��ا وما �أح َوجنا �إىل ن�سو ٍر‪ ،‬مثل ابنته د‪.‬‬ ‫مما ال ّ‬ ‫الطبيع ّية‪ .‬و ّ‬ ‫�شك فيه‪ ،‬ت�ؤ ِّكد‪ ،‬رىل ذبيان‪ ،‬للوقوف على م�شارف قمم‬ ‫�أنّ ال�سرطان ق��دمي ب � ِق��دَ ِم العامل‬ ‫التعريب الأ�صيل!‬ ‫ربمّ ا‪ ،‬غري �أنّه ات َ‬ ‫ّخذ له يف هذا القرن‬ ‫و�إ ّن��ك لتت�ساءل ح ّق ًا‪ ،‬و�أن��ت تت�صف ُّح‬ ‫�أحجام ًا و�أبعاد ًا مروعة‪.‬‬ ‫جمرد‬ ‫وم��ا انكبابها احلثيث على تعريب الكتاب‪ :‬هل هو رواية ح ّق ًا؟ �أم ّ‬ ‫ٌ‬ ‫علمي؟ في�أتيك‬ ‫بحث‬ ‫الرواية بهذه امل�صداق ّية والأمانة يوم ّيات؟ �أم‬ ‫ٌّ‬ ‫�إ ّال لدقِّ ناقو�س اخلطر‬ ‫ِ‬ ‫ن�سيج‬ ‫ولفت النظر غالفه الأخ�ير باجلواب‪� :‬إ ّن��ه‬ ‫ٌ‬ ‫�إىل �أ ّن��ه �إن مل نفعل ما ينبغي‪ ،‬ومل تداخلت فيه هذه الأنواع جميعها‪.‬‬ ‫ح���د ًا ل��ت��م� ُّ�دده‪،‬‬ ‫ي�ضع ّ‬ ‫جن��د ع�لاج � ًا ُ‬ ‫و ُتفك ُّر ب�إعجاب‪� :‬إ ّن��ه فوق ّ‬ ‫كل ذلك‬ ‫ُ‬ ‫�سيحمل �إلينا‬ ‫ف�إنّ القا ِد َم من الأ ّي��ام‬ ‫ن�سيج زادت م��ن جمال ّيته لباقة‬ ‫ٌ‬ ‫جمزر ًة كارث ّية‪.‬‬ ‫وتتعجب و�أنت جتول يف هذا الن�ص التعريب ولياقة القلم م��ن تر َّبت‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫��ي ال���ذي ت��ت��ج��اوز حكايته يف كنف �أدي��ب‪..‬ف��أ���ص��ب��ح��ت �أدي��ب��ة‬ ‫ال���درام� ّ‬ ‫ال�ستمئة �صفحة‪..‬كم م��ن الوقت التعريف!‬ ‫‪2016‬‬

‫‪25‬‬


‫"حدثني ميخائيل نعيمه" إلسكندر داغر ‪...‬‬

‫إعادة إحياء فكر رجال عظام‬ ‫من أبرز مظاهر األحاديث األدبية في الصحافة‬ ‫يرد في المقاالت والمقابالت‬ ‫الحديثة‪ ،‬ما ُ‬ ‫والحوارات التي تبدو في ظاهرها مقابلة قد‬ ‫مختصة بتجزية الوقت‪،‬‬ ‫يظن البعض أ ّنها‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫فكر‬ ‫وثيقة ح ّي ًة في باطنها‬ ‫تشكل‬ ‫بيد أ ّنها‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫فائق‪.‬‬ ‫خالص وعلم‬ ‫ٌ‬

‫انطوان يزيك‬

‫ويف ف�ترة الإزده����ار‬ ‫ال�������ص���ح���ايف ���س��ع��ى‬ ‫ال�صحافيون �سعي ًا‬ ‫ح��ث��ي��ث� ًا اىل �إغ��ن��اء‬ ‫�صفحات املجالت واجلرائد باملعلومات‬ ‫الأدبية والفكرية‪ ،‬يحر�صون من باب‬ ‫ال��دق��ة املهن ّية على ط��رح الأ�سئلة‬ ‫على الأدباء‪ ،‬بحيث ي�ستمتع القاريء‬ ‫وي��ت��ث��ق��ف‪ .‬وم���ن ه���ذه امل��ق��اب�لات ما‬ ‫كنت �أترقبه ب�شغف و�أن��ا �أبحث يف‬ ‫ال�صفحات الثقافية واملالحق الأدبية‬

‫‪26‬‬

‫‪issue 5‬‬

‫�أ�صبحت املقابلة مرجع ًا و�سند ًا و�إرث ًا‬ ‫فكري ًا تخدُ م الكاتب وال�صحايف على‬ ‫ح� ٍ�د �سواء‪ .‬وال�صحايف البارع يجيد‬ ‫ن�ص متني‬ ‫�صياغة املقابلة لتتحول �إىل ٍّ‬ ‫مدارج فكرية ُمنت�سبة �إىل‬ ‫يرتقي اىل‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫عتبة‬ ‫مدر�سة املفكر والأديب‪ ،‬مك ّونة‬ ‫الفكري والإبداعي‬ ‫عامله‬ ‫ّ‬ ‫َت ُلج منها اىل ِ‬ ‫كون يت�سع‪،‬‬ ‫الذي ب��دوره يتح ّول اىل ٍ‬ ‫فيتنقى بذلك �أدبه الذي ي�صري �شيئ ًا‬ ‫ف�شيئ ًا �أو�ضح طريقاو�أبني مظهر ًا‪.‬‬

‫التي وم��ع الأ�سف لفظت �أنفا�سها يف‬ ‫بدايات القرن الواحد والع�شرين!‪..‬‬ ‫كانت هذه املقابالت ت�شكل �أدب ًا رديف ًا‬ ‫ومعين ًا �صادق ًا ومورد ًا �سخي ًا‪ُ ،‬‬ ‫ينهل منه‬ ‫القارئ من دون ح�ساب فها هي املواقف‬ ‫واملعلومات والنزهات الفكرية التي‬ ‫ال مثيل لها َت رْ َ‬ ‫�ْت�ى �أم��ام عني القارئ‬ ‫يتعرف على‬ ‫فيزداد علم ًا و�أدب � ًا وهو ّ‬ ‫الكاتب ‪ ،‬املفكر �أو الأديب وال�صحايف‬ ‫امل��ح��اور ي�سعى �إىل �إظ��ه��ار �أف�ضل ما‬ ‫ل��دى ال�شخ�صيات‪ ،‬ف����إذا ق��ام بذلك وع��ل��ي��ه ي��ح��ت��وي ك���ت���اب "حدثني‬


‫نقد‬

‫م��ي��خ��ائ��ي��ل نعيمه" �أرب����ع م��ق��اب�لات‬ ‫�أج���راه���ا ا���س��ك��ن��در داغ���ر م��ع نعيمه‬ ‫يف ف�ترات متفاوتة �إم��ت��دت من �سنة‬ ‫‪ 1965‬اىل �سنة ‪.1984‬‬ ‫ب��الإ���ض��اف��ة اىل معلومات ا�ستقاها‬ ‫ا�سكندر من الدكتور ندمي نعيمه ابن‬ ‫�شقيقه حول معاناة ال�ساعات الأخرية‬ ‫من حياته ‪ ...‬كما �أطلعه على كتاباته‬ ‫الفكرية ال�ضئيلة التي ما زال��ت بال‬ ‫ن�شر‪ ،‬ومدى اهتمام العامل مبيخائيل‬ ‫نعيمه و�أدبه ذي امل�ضامني الكونية‪...‬‬ ‫يف املقابلة الأوىل ال��ت��ي ت��ع��ود اىل‬ ‫�ستينيات ال��ق��رن الع�شرين‪ ،‬والكون‬ ‫ٌ‬ ‫من�شغل بالإكت�شافات العلمية‬ ‫حينها‬ ‫وغ��زو الف�ضاء والإخ�ت�راع���ات التي‬ ‫من �ش�أنها تغيري وجه الب�شرية‪� ،‬س�أل‬ ‫ا�سكندر ميخائيل نعيمه‪ ،‬عن التطور‪،‬‬ ‫وال �سيما يف حقل اكت�شاف الف�ضاء‪،‬‬ ‫فكان ج��واب املف ّكر ال��رائ��ي‪ " :‬هذه‬ ‫الأم���ور العظيمة التي حققها العلم‬ ‫يف ال��زم��ان الأخ��ي�ر ق��د ت��ب��دو للغري‬ ‫معجزات‪� .‬أ ّما �أنا ف�أقول �أنها �ستبدو لنا‬ ‫بعد �سنني �أالعيب �صبيان ّية بالن�سبة‬ ‫اىل ما �سنحققه على م��دى ال�سنني‪.‬‬ ‫ذل��ك لأين ا�ؤم��ن �أع��م� َ�ق الإمي���ان ب�أن‬ ‫الإن�سان كائن عجيب ال حدّ ملواهبه‬ ‫وطموحه ف��ال��ذي فعله حتى الآن ‪،‬‬ ‫و�إن بدا عجيب ًا لي�س �سوى متهيد ملا‬ ‫�سيحققه يف امل�ستقبل البعيد"‪.‬‬ ‫قرن ‪ ،‬وها‬ ‫كان هذا احلديث منذ ن�صف ٍ‬ ‫تك�س ُر كل احلدود‬ ‫�أن احلداثة العلمية ِ‬ ‫وتغرب الإن�سان عن �إن�سانيته‬ ‫واملوانع ّ‬ ‫حتى بتنا ن��ط��رح ال�����س��ؤال ع��ن مدى‬ ‫حقيقة ال��روح الب�شرية وموازاتها‬ ‫للمنطق يف ظ��ل م��ا ن��راه ونلم�سه يف‬

‫�سلوك الب�شر من فقدان للروحانية‬ ‫والعقالنية‪ ،‬وك��أين مبيخائيل نعيمه‬ ‫يتنب�أ مب�صري الب�شرية ويتب�صر يف ما‬ ‫�ست�ؤول اليه �أحوال املدن ّية احلديثة‬ ‫التي ت�شدّ قت مبا ميكن �أن جتلبه لها‬ ‫الإخ�تراع��ات والتقدم والإكت�شافات‬ ‫العلم ّية‪.‬‬ ‫لقد �شاهد ميخائيل نعيمه ب�أ ّم العني‬ ‫ال�شر الب�شري املتطبع يف‬ ‫كيف ان‬ ‫ّ‬ ‫�سلوك الإن�سان‪ ،‬منذ ب��دء اخلليقة‪،‬‬ ‫يفرز النا�س بني �صالح وطالح مهما‬ ‫كانت املدركات العلم ّية والإكت�شافات‬ ‫متطورة‪� ..‬ألي�س هو من َ‬ ‫قال يف ٍّ‬ ‫حمل‬ ‫�آخ��ر م��ا يلي‪" :‬حمراثك م��ن حديد‬ ‫وحمراثي من ق�صب‪ .‬وحقلك من تراب‬ ‫وحقلي م��ن ورق‪ ،‬فكالنا م���زارع‪ ،‬وما‬ ‫الفرق �إلاّ يف �أ ّنك تبذر من كفّك و�أبذر‬ ‫ّ‬ ‫فت�ستغل لت�أكل‪ ،‬و�أُ ُّ‬ ‫�ستغل‬ ‫من قلبي‪،‬‬ ‫لأ�ؤكل"‪ .‬هكذا ع ّودنا ميخائيل نعيمة‬ ‫يف طرحه‪ ،‬يف �إ�شارة اىل التفاوت بني‬ ‫عقول الب�شر‪ ،‬على �أن ُنعم َِل يف م�سائل‬ ‫والتب�صر لكي نفهم‬ ‫احلياة التفكري‬ ‫ّ‬ ‫ماه ّية احلياة و�صريورة الوجود‪ .‬علم ًا‬ ‫�إن الأ�شياء كما ال�صعاب واحل��روب‬ ‫وامل��آزق هي على الغالب �أم��و ٌر ن�سب ّية‪،‬‬ ‫فكل �شيء �صعب ج��د ًا عند النف�س‬ ‫ال�صغرية ج����دّ ًا‪ ،‬وال �صعوبة البتة‬ ‫عند النف�س العظيمة املتطورة العاملة‬ ‫والراقية‪.‬‬ ‫وي�ضيف ميخائيل نعيمه ق��ائ� ً‬ ‫لا يف‬ ‫جوابه على �س�ؤال التطور‪� ... " :‬إمنا‬ ‫الإن�سان هو العجيبة‪ .‬و�إمنا العجائب‬ ‫التي ان��ط��وى عليها كيانه ال تقا�س‬ ‫بذراع وال تكال ب�صا ٍع‪ .‬فهو يف نظري‬ ‫الإله الذي ما يزال يف ال ُق ُمط‪".‬‬

‫نرى �إىل هذه االفكار عمق الفل�سفة‬ ‫التي لهج بها نعيمة و�آم���ن بها‪ ،‬فهو‬ ‫بذلك يرمي �إىل �أبعد ما هو ظاهر‬ ‫يف النف�س الب�شرية‪ ،‬فها هو يقول يف‬ ‫كتابه "وم�ضات"‪" :‬هذا الكون ب�أبعاده‬ ‫الالمتناهية هو لوحة رائعة ر�سمتها‬ ‫ري�شة فنان ال نراه‪.‬‬ ‫ولأننا ‪ ،‬ب�أب�صارنا احل�سرية‪ ،‬ال ن�ستطيع‬ ‫�أن نتناول منه غري زاوية �ضئيلة جد ًا‪،‬‬ ‫والر�سام‬ ‫فنحن ال ننفك ننتقدُ الر�سم‬ ‫ّ‬ ‫ن�صلح ما يبدو لنا نق�ص ًا يف‬ ‫ونحاول ان‬ ‫َ‬ ‫ن�صحح‬ ‫الر�سم ويف الت�صميم ‪ .‬فك�أننا ّ‬ ‫ن��ور ال�شم�س ونارها بنور ع��ود ثقاب‬ ‫وناره"‪.‬‬ ‫وهو يقول �أي�ض ًا يف حمل �آخر من كتابه‬ ‫"وم�ضات"‪" :‬ت�ضيق الدنيا وتت�سع على‬ ‫قدر ما ت�ضيق مداركنا وتت�سع"‪.‬‬ ‫م��ن ه���ذه ال�����ش��واه��د ن��ط��ل ع��ل��ى �أدب‬ ‫وفكر نعيمة بنفاذه و�شموليته وعمق‬ ‫مداركه‪ ،‬حيث ا�ستطاع ا�سكندر داغر‬ ‫�أن ميهد لنا يف هذه املقابالت الطريق‬ ‫امل����ؤدي���ة اىل ف��ت��ح ق��ن��وات �أث�يري��ة‬ ‫تو�صلنا اىل هذا العبقري القادم من‬ ‫�شواهق ال�شخروب‪ .‬ويف معر�ض الكالم‬ ‫عن العبقرية ال بد لنا من الإط�لاع‬ ‫ع��ل��ى ر�أي نعيمة يف ه���ذه امل�����س��أل��ة‪،‬‬ ‫فيقول يف واح��دة من املقابالت التي‬ ‫جرت يف �ستينيات القرن الع�شرين‪:‬‬ ‫" ولي�س من ال�ضروري �أن يكون لنا‬ ‫يف ك� ّ�ل ع��ام عباقرة تنطح ر�ؤو�سهم‬ ‫ال�سحاب‪ .‬فالعباقرة ال ينبتون كما‬ ‫ينبت الفطر‪ .‬ولأنهم نادرون فح�سبنا‬ ‫�أن ن��رى ول��و عبقري ًا واح��د ًا يف جيل‬ ‫واحد ‪"...‬‬ ‫يف ه��ذا احل��دي��ث يظهر لنا ا�سكندر‬ ‫‪2016‬‬

‫‪27‬‬


‫داغ����ر‪ ،‬ميخائيل نعيمه ال��واق��ع��ي‬ ‫والعقالين القاب�ض على نا�صية الفكر‬ ‫ومتب�صرة‪ ،‬وال ُغرو‬ ‫من زاوية هادئة‬ ‫ّ‬ ‫�إذ يذكر ا�سكندر ذل��ك يف املقدمة‪،‬‬ ‫عندما يقول‪� ،‬أ ّنه وخالل اللقاء‪ ،‬طرح‬ ‫على نعيمه ا�سئلة عدّ ة تتع ّلق مبختلف‬ ‫ال�ش�ؤون الفكرية‪ ،‬وقد �أج��اب عليها‬ ‫ب�صراحة‪ ،‬وب�ساطة وعمق‪ ،‬ويف ذلك‬ ‫ما يرفع من �ش�أن املفكر ال��ذي يتمتع‬ ‫ب��ق��درات هائلة جتمع ب�ين ال�سهولة‬ ‫والإبتعاد عن التعقيد وبني الإدراك‬ ‫واملتب�صر بالفكر‬ ‫العميق وامل��ف� ّك��ر‬ ‫ّ‬ ‫والفل�سفة وامل��ع��رف��ة‪ .‬وم��ن الأف��ك��ار‬ ‫املتداولة �أي�ض ًا يف هذه اللقاءات‪ ،‬فكرة‬ ‫االن�سان ودوره يف هذه احلياة‪ ،‬ففي‬ ‫مقابلة �أجراها ا�سكندر مع ميخائيل‬ ‫نعيمه يف بيته ال�شتوي يف الزلقا �سنة‬ ‫‪ 1980‬طرح عليه ال�س�ؤال التايل‪:‬‬ ‫كيف حتدد يل مهمة الإن�سان يف هذه‬ ‫الدنيا؟‬ ‫فكان جوابه كالتايل‪ " :‬املهم �أن يكون‬ ‫للإن�سان هدف يف حياته‪ ،‬و�أن ي�سعى‬ ‫اىل حتقيق ذلك الهدف بالطرق التي‬ ‫جعلتها احلياة يف متناول يديه‪ ،‬لذلك‬ ‫كان لكل منّا طريقه‪� ،‬إذ �أننا مل نولد‬ ‫يف �ساعة واح��دة‪ ،‬وال ميكن �أن ن�سعى‬ ‫لهدف واحد‪ ،‬ذلك لإختالف تركيبنا‬ ‫ٍ‬ ‫الفيزيولوجي والروحي"‪.‬‬ ‫وبقوله �أن الإن�سان ي�سعى اىل حتقيق‬ ‫ذل��ك ال��ه��دف ب��ال��ط��رق ال��ت��ي جعلتها‬ ‫احلياة يف متناول يديه‪ ،‬يكون نعيمه‬ ‫قد ر ّد بقوة على الفل�سفات الوجود ّية‬ ‫احلديثة التي تعترب �أنّ الإن�سان يقرر‬ ‫م�صريه بيده‪ ،‬بعيد ًا عن �أي تخطيط‬ ‫م�سبق خ�صو�ص ًا �إذا ك��ان تخطيط ًا‬

‫‪28‬‬

‫‪issue 5‬‬

‫إلهي �أو تقدير‬ ‫ميتافيزيقي ًا ذات وحي � ّ‬ ‫علوي‪ .‬هذا وال ريب توكيد على مدى‬ ‫�ض�آلة العقول التي ت�سعى اىل الفكاك‬ ‫من قب�ضة الكون والزمن‪ ،‬و�أن الإن�سان‬ ‫مهما تعاظم �ش�أنه ف��إن��ه يعجز عن‬ ‫تدوير الزوايا والإن�سحاب من دوره‬ ‫ال��ك��وين مل��ج��رد �أن���ه ���ش��اء ذل���ك‪ .‬وقد‬ ‫يقول قائل �أن هذه وجهة نظر‪ ،‬وفكر‬ ‫نعيمه ُب��راء منها‪،‬لكن يبدو جل ّي ًا �أن‬ ‫ّ‬ ‫درب‬ ‫لكل �إن�سان م�صري ًا‬ ‫ولكل �إن�سان ٌ‬ ‫ي�سلكه يف ه��ذه احل��ي��اة �أومل يقل‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫"لكل منّا طريقه‪� ،‬إذ �أننا مل نولد يف‬ ‫�ساعة واح���دة ‪ ،‬وال ميكن �أن ن�سعى‬ ‫واحد ‪ "...‬ونعيمه لديه �آراء يف‬ ‫لهدف‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫الإن�سان �إذ ها هو يقول عنه يف كتابه‬ ‫"النور والديجور" "الإن�سان ‪ ،‬كما �أراه‬ ‫ما يزال على احلدود ما بني الغريزة‬ ‫وبني الفكر واخليال والإدارة‪ .‬فبع�ضه‬ ‫حيوان وبع�ضه �إن�سان ‪ .‬فهو حيوان على‬ ‫قدر ما يحيا بغريزته‪ ،‬وهو �إن�سان على‬ ‫قدر ما يحيا بفكره وخياله و�إرادته‪.‬‬ ‫و�سيبقى بع�ضه حيوان ًا وبع�ضه �إن�سان ًا‬ ‫�إىل �أن ينفذ بفكره وخياله �إىل نظام‬ ‫املوحدة ‪...‬‬ ‫احلياة ال�شامل وغايتها ّ‬ ‫و�إذ ذاك فهو الإن�سان الإن�سان‪ ،‬ويف‬ ‫م�ستطاعه �أن يخلق من نف�سه لنف�سه‬ ‫برح يحلم به منذ‬ ‫ذلك العامل الذي ما َ‬ ‫�أن عرف العذاب وال�شقاء واملوت"‪.‬‬ ‫اىل ذلك ‪ ،‬و�إ�ضافة اىل هذه الآراء ‪،‬‬ ‫نرى ا�سكندر داغر يطرح عليه ال�س�ؤال‬ ‫التايل‪ :‬بعد هذا العمر الطويل ماذا‬ ‫علمتك احلياة؟‬ ‫فيجيب ميخائيل ن��ع��ي��م��ه‪ّ " :‬‬ ‫لعل‬ ‫الر�سالة التي ع ّلمتني �إياها احلياة‪،‬‬ ‫�أن �أتقبلها على علاّ تها ‪ ،‬لعلني �أفهمها‬

‫و�أفهم الق�صد من وج��ودي على هذه‬ ‫الأر�ض خالل هذه الفرتة من حياتي"‪.‬‬ ‫تو�سعت املدارك لدى نعيمه و َف َقه‬ ‫لقد ّ‬ ‫معنى احلياة و�أدرك ماه ّية �صخبها‪،‬‬ ‫�أولي�س القائل يف كتاب "كرم على‬ ‫درب"‪" :‬ملاذا ه���ذه الأن�����واء ال��ه��وج‬ ‫العا�صفة م��ن غ�ير انقطاع ب�سفينة‬ ‫الإن�سان ّية يف ال��زم��ان الأخ�ي�ر حتى‬ ‫لتكاد ّ‬ ‫متزقها �شذر مذر؟ ترى هل بني‬ ‫�ارب من وجه‬ ‫ركابها يونان جديد ه� ٌ‬ ‫ر ّبه؟ �أم ترى كل ركابها يونان؟"‪.‬‬ ‫يف مثل ه��ذه الباخرة‪� ،‬أو يف واح��دة‬ ‫اك�ث�ر ح��داث��ة‪ ،‬ع���اد ا���س��ك��ن��در داغ��ر‬ ‫اىل غينيا يف الع�صر احلديث و�إ�سم‬ ‫الباخرة "بروفيدن�س" �أي ما معناه‬ ‫"العناية الإلهية"‪ ،‬وك��ان قد عا�ش‬ ‫طفولته يف بيت ج��ده حيث ت�سنّى‬ ‫ل��ه �أن ي��ق��ر�أ الأع��م��ال الأوىل لأم�ين‬ ‫ال��ري��ح��اين وج��ب�ران خليل ج�بران‬ ‫وميخائيل نعيمه وايليا اب��ي ما�ضي‬ ‫والأخ��ط��ل ال�صغري ويو�سف غ�صوب‬ ‫وم����ارون ع��ب��ود وال��ي��ا���س اب���و �شبكة‬ ‫وع��ب��داهلل ح�شيمة وع��ب��داهلل غامن‬ ‫الخ ‪ ...‬ومعنى ذلك �أن معرفته بنعيمه‬ ‫كانت ق��د ب���د�أت قبل �أن يدخل اىل‬ ‫ع���امل ال�����ص��ح��اف��ة‪ ،‬وب����د�أ يكتب عن‬ ‫الأدباء ويقابلهم ‪ .‬لذلك جاءت هذه‬ ‫اللقاءات مع ميخائيل نعيمه يف مكانها‬ ‫الطبيعي‪ ،‬ا�ستكما ًال للعمل الذي وقف‬ ‫ا�سكندر داغ��ر ذات��ه وروح���ه وبذله‬ ‫وطوباوي ترهّ ب له‬ ‫عليه‪ ،‬عمل بارز‬ ‫ّ‬ ‫و�أعطاه بدون ح�ساب جاع ًال من هذه‬ ‫الأحاديث ال�صحفية �أدب ًا رديف ًا مثله‬ ‫كمثل �أدب الرحالت واملقاالت الأدبية‬ ‫واملراجعات الفكرية‪.‬‬


‫نقد‬

‫وب��الإ���ض��اف��ة اىل مقابالته املثبتة‬ ‫يف ه���ذا ال��ك��ت��اب‪ ،‬ا���س��ت��ط��اع ا�سكندر‬ ‫داغ��ر مقابلة الروائي اليوغو�ساليف‬ ‫احلائز على جائزة نوبل للآداب �إيفو‬ ‫القراء العرب‬ ‫�أندريت�ش‪ ،‬الذي يعرفه ّ‬ ‫م��ن خ�لال رواي��ت��ه ال�شهرية "ج�سر‬ ‫على نهر درينا" و"حمظ ّية البا�شا"‬ ‫و"�إ�ضاءات"‪ ،‬وك��ذل��ك ت��ع� ّ�رف على‬ ‫رئيف خ��وري‪ ،‬وال�شيخ ف ��ؤاد حبي�ش‬ ‫�صاحب "دار املك�شوف"‪ ،‬وقابل العميد‬ ‫رمي��ون �إده‪ ،‬والكاتب العربي القدير‬ ‫ق���دري قلعجي‪ ،‬والأدي�����ب املهجري‬ ‫البليغ‪ ،‬الذائع ال�صيت‪ ،‬ال�شيخ حبيب‬ ‫م�سعود م�ؤلف �أول كتاب عن جربان‬ ‫خليل ج��ب�ران‪ ،‬وال��ع�ّل�اّ م��ة ال��دك��ت��ور‬ ‫ف�ؤاد افرام الب�ستاين‪ ،‬وال�شيخ خليل‬ ‫اخل���وري‪ ،‬وال�شيخ العلاّ مة عبداهلل‬ ‫العاليلي‪ ،‬و�صو ًال اىل ظريف لبنان‬ ‫جنيب حنك�ش‪ ،‬وت � ّوج ه��ذه ال�سل�سلة‬ ‫من العالقات وال�صداقات الأدبية مع‬ ‫الكاتب ال�صحايف والروائي والق�صا�ص‬ ‫ج��ورج �شامي‪ ،‬مقدم كتاب "حدثني‬ ‫ميخائيل نعيمه" الذي قال عن هذا‬ ‫العمل يف ال�صفحة ‪":10‬ملاذا �أق��دم‬ ‫ا�سكندر داغ��ر على هذا العمل الآن‪،‬‬ ‫ويف ه���ذه ال���ظ���روف الإ���س��ت��ث��ن��ائ��ي��ة‬ ‫الع�صيبة؟ هل يتوخّ ى الربح من عمله‬ ‫�أم ال�شهرة؟ حتم ًا ال ‪ ...‬و�ألف ال ‪...‬‬ ‫لقد �صرب طوي ًال ّ‬ ‫عل الأم��ور ت�ستكني‬ ‫وتهد�أ وترتكز الأو�ضاع‪ ،‬فتعود موا�سم‬ ‫الإبداع واخللق اىل �سابق ّ‬ ‫عزها‪ ،‬ولكن‬ ‫الإن��ت��ظ��ار ط��ال وت�ضاءلت الفر�ص‪،‬‬ ‫وت��ك��اث��ف��ت غ����درات ال��زم��ان ف ��أق��دم‬ ‫ب�شجاعة وف��� ّوت‪ ،‬بعمله ه���ذا‪ ،‬على‬ ‫الن�سيان ان يرعى يف خ��راج العقول‬

‫النج�سة اىل الأبد وبات مرتاح البال‬ ‫و مرتاح ال�ضمري ‪...‬‬ ‫" لقد ر�أى بثاقب نظره وب�صريته �أن‬ ‫نعيمه املفكر العمالق ي�ستحق م�سح‬ ‫غبار الن�سيان عن �صورته بني احلني‬ ‫واحل�ين للتذكري ب ��أن ذك��ره خم ّلد يف‬ ‫ً‬ ‫هامة كما �صنني‪،‬‬ ‫وج��دان اللبنانيني‪،‬‬ ‫و�أيقونة يف وجدان �أجيال تختطفها‬ ‫م��ب��ت��ك��رات احل���داث���ة اىل ���ض��ف��اف‬ ‫غريبة ع��ن م��دار املعرفة اخللاّ قة‬ ‫التي ت�ستطيب التعاطي مع النكهات‬ ‫املخدّ رة املف�صولة عن جذورها‪ ,‬فكان‬ ‫ال بدّ من ا�سرتجاعها ففعل ‪"...‬‬ ‫ال ب��دّ لنا م��ن �أن نذكر ان ال�صحايف‬ ‫يحمل يف جعبته �أخ��ب��ار ًا و�أ���س��رار ًا‬ ‫ومعلومات ع�ص ّية على الن�سيان‪ ،‬فيها‬ ‫الكثري من املعارف واملعلومات املفيدة‪،‬‬ ‫وال بدّ من ن�شرها وه��ذا واج��ب جتاه‬ ‫الإن�����س��ان اللبناين والعقل الب�شري‬ ‫ّ‬ ‫ككل‪ .‬وعليه �صار لزام ًا على ا�سكندر‬ ‫داغر وكرث مثله �أن ين�شروا ما تو ّفر‬ ‫لهم‪ ،‬بعد �سنوات طويلة ‪ ،‬من نفائ�س‬ ‫خزائنهم الأدبية وح�صاد �أيام اخلري‬ ‫والربكة‪ّ .‬‬ ‫لعل يف ذلك حماولة �أخرية‬ ‫لإنقاذ الأدب من ال�سقوط يف هاوية‬ ‫جراء ذلك من‬ ‫ال قرار لها وما يرتتب ّ‬ ‫�سقوط احل�ضارة و�إحماء القيم وتالي ًا‬ ‫حتويل الإن�سان اىل خملوق غريب عن‬ ‫ان�سانيته وقيمه و�أفكاره ومثله العليا‪.‬‬ ‫ما احوجنا اليوم اىل �إع��ادة �إحياء‬ ‫الأدب اللبناين والتذكري باملنارات‬ ‫امل�ضيئة التي �صنعته‪ ،‬يقول ميخائيل‬ ‫نعيمه يف بني وطنه يف مقالة عنوانها‬ ‫"عفوك لبنان" ما يلي‪� " :‬إيه لبنان!‬ ‫لقد قيل يف بنيك وبناتك – ولع ّلهم‬

‫هم القائلون – �إنهم قوم �أذكياء‪� .‬أال‬ ‫بورك الذكاء! ولكن الذكاء وحده ما‬ ‫ون�ساء �صاحلني‬ ‫خلق �إىل اليوم رجا ًال‬ ‫ً‬ ‫و�أق����وي����اء‪ ،‬وال ك���ان ي��وم � ًا مفتاح ًا‬ ‫لباب احل��ب واجلمال واحل��ر ّي��ة‪ .‬وما‬ ‫ن� ْف� ُ�ع ال��ذك��اء ي�سوقه املكر واجل�شع‬ ‫وال��غ��ط��ر���س��ة وح���ب امل��ج��د ال��ب��اط��ل‪،‬‬ ‫وي��ق��وده ال��ري��اء واخل��ن��وع واخل���وف‬ ‫ّ‬ ‫والذل؟ ما نفعه يخلق املتاجر وامل�صانع‬ ‫واملعاهد‪ ،‬ويجوب الآف��اق والأم�صار‪،‬‬ ‫ويجلب الفل�س والدينار‪ ،‬ويبقى‪ ،‬اىل‬ ‫ذل��ك‪ ،‬يف ن��زاع مع نف�سه وم��ع العامل‪،‬‬ ‫وع��ب��د ًا خ�سي�س ًا للمتاجر وامل�صانع‬ ‫واملعاهد‪ ،‬وللفل�س والدينار‪.‬‬ ‫ا���س��ك��ن��در داغ����ر ال���ي���وم �أ���س��ه��م ول��و‬ ‫م�ساهمة ���ص��غ�يرة يف م�����ش��روع كبري‬ ‫لإعادة �إحياء فكر رجال عظام‪ .‬وهو‬ ‫بذلك يعلن �صراحة �أن ما يختلج يف‬ ‫قلبه وتطلعاته و�آرائ��ه‪ ،‬لي�س ببعيد‬ ‫عن فكر نعيمة‪ ،‬فمن خ�صائ�ص العمل‬ ‫ال�صحفي م�ساندة الأدب وال�تروي��ج‬ ‫له واعتماده ركن ًا �أ�سا�سي ًا يف حرفة‬ ‫الكتابة ال�صحفية‪ ،‬وامل����ؤمل �أن هذا‬ ‫ال��ن��ه��ج ب���د�أ ي ��أف��ل ال��ي��وم وي ��أخ��ذ يف‬ ‫الإنحدار ‪ ،‬لكن يبقى الأمل يف ال�شعوب‬ ‫احل ّية واملفكرة التي ت�سعى اىل �إعادة‬ ‫الرتويج للمطالعة والقراءة التلقينية‬ ‫مع احلدّ من ا�ستعمال �أجهزة التوا�صل‬ ‫االلكرتونية بغية �إعادة �إحياء العقل‬ ‫بدل الغريزة كما �أ�شار اليه نعيمه منذ‬ ‫ن�صف قرن‪ ،‬والغد لناظره قريب!‬ ‫‪2016‬‬

‫‪29‬‬


‫الخوري غبريل‬ ‫في غربال األب‬ ‫مارون الحايك‬ ‫قر�أ الأب مارون احلايك حروف الكتب و�سطورها ‪.‬‬ ‫ما كتبه جورج م�صروعه‬ ‫االب م����ارون ال ي��ك��ل وال مي��ل وال‬ ‫يف جم���ل���ة "الدفاتر ي�شعر بالتعب واالجهاد واالحباط‬ ‫اللبنانية " ع��ن معلمه ي��ق��ول يف ‪ .‬همه ان يجد �ضالته ‪ ،‬يعمل لها‬ ‫خامتـة ما ق��ر�أ ‪ " :‬اخل��وري خمايل بلذة وراح��ة ف��اذا وجدها م�سحته‬ ‫غربيل منجم مطمور ‪� ،‬أو مهجور الطم�أنينة مبريون الغبطة والفرح‬ ‫فمتى ي��رف��ع عنه ال�ت�راب ‪ ،‬وتلقى ‪ .‬وكتابه الأخ�ير " اخلوري خمايل‬ ‫عليه الأ�ضواء ‪ ،‬وت�ستنري به العقول م�ؤرخ ًا " ‪ ،‬ان مل ي�أت مو�سعا بتحليل‬ ‫‪ ،‬ويفي�ض خريه على الدار�سني ؟‬ ‫اجزاء منه فانه ال �شك كان م�ضنيا‬ ‫يف جتميعه وت�أليفه حتى ان��ه مل‬ ‫ا�سئلة مطروحة ‪ .‬ال �أدري على من ‪.‬‬ ‫يرتك �شاردة قد يزعجه ن�سيانها اذا‬ ‫املهم ان ت�سمع ‪.‬‬ ‫التقطها م�ؤرخ غريه ‪ .‬ولكن التعتيم‬ ‫والأهم ان يكون هناك من ي�سمعها ! " على حدث مل يذكر وهو وا�ضح وثابت‬ ‫‪ ،‬يعترب حجة للتهرب مما يخالف‬ ‫ف��ث��ارت حميته وه��و املتخ�ص�ص يف عواطف امل�ؤلف وميوله �صوب جهة‬ ‫ِح َف ِر الفانية ‪ ،‬يرفع ترابها منقبا دون �أخ���رى �أو ذك��ر م��ا ي�سيء اىل‬ ‫وباحثا يف مطاويها عن ا�سماء اهملها عالقاته الآنية بعائلة �أو م�س�ؤول‬ ‫التاريخ وما زال �صداها يتململ يف ذي نفوذ ‪ ،‬في�ؤدي اىل حتريف غري‬

‫‪30‬‬

‫‪issue 5‬‬

‫مربر وي�صبح التعتيم �آنذاك تزويرا‬ ‫يف كتابته ‪ .‬هذا التعتيم يربره الأب‬ ‫م��ارون بقوله عن اخل��وري خمايل ‪:‬‬ ‫وهو ‪ ،‬ك�أي م��ؤرخ يدعي املو�ضوعية‬ ‫يف كتابته ‪� ،‬إ ّ‬ ‫ال انه وقع يف عاطفته‬ ‫اللبنانية " ويف مو�ضع �سابق ‪ " :‬لقد‬ ‫ظهرت اجلدية يف منهجية غربيل‬ ‫‪ ..‬اال ان بع�ض ت�أريخه �شا َبهُ �أحيانا‬ ‫نق�ص يف التحليل " ‪.‬‬ ‫ان التعليق على منهجية اخلوري‬ ‫خمايل ميكن ان يتفهمه القارىء‬ ‫املطلع على م�ؤلفاته ولكن ‪ ،‬ومع‬ ‫الأ���س��ف ال�شديد ‪ ،‬ي�صعب حتى‬ ‫على دكاترة التاريخ يف جامعاتنا‬ ‫احل��ظ��وة بكتاب واح���د م��ن هذه‬ ‫امل ��ؤل��ف��ات املحتجزة ال��ت��ي مل تر‬ ‫ال��ن��ور بعد ‪ .‬ل��ذا ك��ان على الأب‬ ‫مارون ان يدعو اىل ك�شف النقاب‬


‫كتب لويس الحايك‬

‫وفك عقد حمتجزيها ‪ .‬فكم خ�ص�ص تعريف الأ���ش��خ��ا���ص فيه‬ ‫عنها ّ‬ ‫يف الأدراج املظلمة وخباياها من ببدل مادي ظهر يف �صفحة �إعالنية‬ ‫يف الكتاب ‪ .‬كذلك يف ميوله العائلية‬ ‫خمطوطات ق�ضى العث عليها ‪.‬‬ ‫التي هيمنت على احداث مت التعتيم‬ ‫ال �شك ان الأب مارون كان قد وجد‬ ‫عليها ‪.‬‬ ‫ما ي�شغله �شرحا وحتليال يف كتابني‬ ‫‪ :‬تاريخ الكني�سة االنطاكية وكتاب الأب م��ارون و�إن اب��دى ملحوظة‬ ‫ك�شف النقاب عن بقعة بيت �شباب ‪ .‬على منهجية اخلوري خمايل فقال‬ ‫فالكتاب الأول هو ثمرة تعب اخلوري ان ال�ضعف اعرتاها يف عدة م�ؤلفات‬ ‫العامل العامل والكتاب الثاين كان يف ووقع فيه كثريون معا�صرون له من‬ ‫جممله توثيقا لعلم الأن�ساب الذي ال�شرق والغرب ‪ ،‬ف�إنه ي�شهد لكتاب‬ ‫درج عليه امل�ؤرخون والذي ي�ضلّ يف " ا�ساطري الأول�ين " �شهادة حق‬ ‫متاهته امل�ؤرخ فيخرجه عن منهجية فيقول عنه ‪ " :‬لهو مرجع كبري‬ ‫ال��ت ��أري��خ ال�صحيحة ‪ .‬ناهيك عن الرتباط الأ�ساطري بح�ضارة لبنان‬ ‫ال��ه��دف ال��ت��ج��اري م��ن و�ضعه ال��ذي القدمي ‪ ،‬وه��و حاجة ال�سرتجاع‬

‫نقد‬

‫ح�ضارتنا يف هذا امل�شرق ‪ ،‬ومدى‬ ‫ت��أث�ير الأ���س��اط�ير والفل�سفات يف‬ ‫معتقداتنا ال��ق��دمي��ة ‪ ...‬وك����أن‬ ‫لبنان ‪ ،‬بح�سب املـ�ؤلف ‪ ،‬هو حمور‬ ‫هذه احل�ضارات والأ�ساطري ‪ ،‬التي‬ ‫ميكننا اليوم ان نقتب�س منها مفهوم‬ ‫احلرية والدميقراطية والقدا�سة‬ ‫والتفتي�ش الدائم عن اخلالق علة‬ ‫وجودنا وغايتنا " ‪.‬‬ ‫ه���ذا وق���د ق��ام��ت جم��ل��ة ال�����س��ائ��ح‬ ‫بن�شر وجهتي نظر من هذا الكتاب‬ ‫و�سنحاول ن�شر املزيد من فقراته‬ ‫حفظا لها وخدمة للقراء ‪.‬‬

‫الحضور الماروني وجذوره في الغرب‬ ‫احل�����ض��ور امل������اروين يف تليق بح�ضورها يف الوطن الكبري ‪.‬‬ ‫فرن�سا يحيي ج���ذوره‬ ‫ان الهجرة املارونية ‪ ،‬كما يحدثنا‬ ‫�سيادة امل��ط��ران م��ارون‬ ‫عنها الكتاب ‪ ،‬كانت حاجة ملحة‬ ‫نا�صر اجلميل با�سلوب بالغ الدقة‬ ‫ينتظرها الغرب ‪ .‬ففرن�سا امللكية‬ ‫ع ّودنا عليه يف ابحاثه ودرا�ساته‬ ‫‪ ،‬ومن حولها ‪ ،‬كانت تعي�ش رفاهية‬ ‫ال��ت��ي يعمل عليها م��ث��اب��را ودون‬ ‫انقطاع منذ بداية نذره الكهنوتي حم��روم��ة م��ن ع��ل��م ك��ث�ير يختزنه‬ ‫ف��امل��ارون��ي��ة بتحوالتها ه��ي غاية ال�شرق مبوروثه احل�ضاري والديني‬ ‫اهتمامه واهتمامنا ‪ ،‬وه��و امل���ؤرخ ال�ضارب يف اع��م��اق التاريخ وال��ذي‬ ‫الأك���ث��ر ج������دارة ب��ال��ت��ن��ق��ي��ب عن �سبق جميع احل�ضارات ‪ .‬واملارونية‬ ‫جذورها ‪ .‬فان احداثها مل تخل من التي عا�شت ه��ذه احل�ضارة وكانت‬ ‫ع�صيان ومترد ومت�سك بالعن�صرية ركنا من اركانها ‪ ،‬ا�ستطاعت برجالها‬ ‫والإ�ستقاللية ‪ ،‬حني كان الواجب الأف���ذاذ ان تخدم الغرب كما جاء‬ ‫ي�ستدعي ذل��ك ‪ ،‬ما جعلها تتحول يف مقدمة الكتاب حيث نقر�أ ‪ " :‬ان‬ ‫من حركة دينية اىل حركة قومية تقرب البابوية وفرن�سا من املوارنة يف‬ ‫وب��ات على امل����ؤرخ ان يقر�أها بت�أن القرن ال�ساد�س ع�شر ‪ ،‬كان له �أهمية‬ ‫و�شفافية وو���ض��وح ليعطيها �صورة كبرية ‪ ،‬لي�س على �صعيد التجارة‬ ‫‪2016‬‬

‫‪31‬‬


‫فح�سب امن��ا على �صعيد التن�سيق‬ ‫الديني والثقايف بني الكني�ستني " ‪.‬‬ ‫لن اذكر النتائج التي تالحقت بعد‬ ‫ا�سهام علماء امل��وارن��ة يف ترجمة‬ ‫ال��ك��ت��اب امل��ق��د���س م��ن ال�سريانية‬ ‫وال��ع��رب��ي��ة اىل ال��ل��غ��ة الالتينية‬ ‫التي كانت اللغة العلمية الوحيدة‬ ‫يف ال��غ��رب ي��وم��ذاك وك��ان��ت غائبة‬ ‫عن اهم مرجع من مراجع التعليم‬ ‫امل��رت��ب��ط بالعلوم الدينية وك��ان‬ ‫بلغاته ال�سام ّية امل��رج��ع الوحيد‬ ‫لإن��ق��اذ اورب���ا م��ن جهالة وظالمة‬ ‫ع�صورها الو�سطى ‪.‬‬

‫" فبعد جم��م��ع ف��ي��ي� ّن��ا ‪ ،‬املنعقد‬ ‫ال���ع���ام ‪� ، 1312 – 1311‬إث���ر‬ ‫انتهاء احل��روب ال�صليبية ‪ ،‬انكب‬ ‫الغرب ال��ع�المِ على درا���س��ة اللغات‬ ‫ال�����س��ام � ّي��ة وف��ر���ض��ه��ا يف ك�بري��ات‬ ‫اجلامعات الأوربية �أمثال بولونيا‬ ‫وروم��ا وباري�س واوك�سفورد ‪" ...‬‬ ‫ويذكرنا الكتاب �أي�ضا مب��ا ح�صل‬ ‫بعد موجة اال�صالح الربوت�ستانتي‬ ‫ال��ت��ي اجتاحت اورب���ا وك��ي��ف جنح‬ ‫امل�����س��ت�����ش��رق رامي���ون���دي بتحفيز‬ ‫ريون �سفري فرن�سا‬ ‫الكاردينال دي ب ّ‬ ‫يف روما ‪ ،‬على طباعة الكتاب املقد�س‬ ‫ب�سبع ل��غ��ات ‪� ،‬أي ب��إ���ض��اف��ة اللغة‬

‫ال�سامرية وال�سريانية والعربية‬ ‫وكيف ان ال�سفري �سافاري دو بريف‬ ‫الذي خلف الكاردينال �سفريا لبالده‬ ‫يف روم��ا ‪ ،‬ويف العام ‪ ، 1608‬وجد‬ ‫�ضالته يف تالمذة روم��ا اللبنانيني‬ ‫املوارنة فا�ستعان بهم لنقل تراثنا‬ ‫ال�سرياين والعربي اىل الالتينية‬ ‫لغة العلم يف فرن�سا انذاك ‪.‬‬ ‫م��ن ه�����ؤالء ج�برائ��ي��ل ال�صهيوين‬ ‫الإه��دين ال��ذي كان لإ�سمه ح�ضور‬ ‫دائ���م يف الكتب ال��ت��ي تتحدث عن‬ ‫امل��وارن��ة وتهتم بتاريخها ال�ضارب‬ ‫بقدامته ‪.‬‬

‫الضيعة بألف خير‬ ‫غ����ازي خ����وري ‪ ،‬ا���س��ت��اذ عنيت بـه يو�سف حب�شي الأ�شقر ‪.‬‬ ‫اللغة العربية ‪ ،‬وبعد‬ ‫غازي خوري ن�ش�أ وتربى وم�شى على‬ ‫غيبة طويلة عن الوطن‬ ‫طريق م َّهدها للأبناء والأحفاد والدُ ه‬ ‫واملحربة وقلم الر�صا�ص ‪ ،‬يعود ثائرا‬ ‫املعلم جرجي انطون اخلوري الذي‬ ‫م��ع م�سيحه ‪ ،‬حامال �سيف النقمة‬ ‫كان خزينة تراث ال�ضيعة الذي نقله‬ ‫ب��دل امل�سطرة ال�صغرية ال��ت��ي كان‬ ‫الينا ه��ذا الكتاب على طبيعته �أي‬ ‫يحملها وهو يعلم تالميذه يف مدر�سة‬ ‫" كما خلقتني يا رب " حم�ترزا ان‬ ‫ال�ضيعـة ‪ ،‬لكنه ومع كل هواج�سه مل‬ ‫تفوته ع��ب��ارة واح���دة فت�ضيع لذة‬ ‫ين�س ان �ضيعتـه" " " ب�ألف خري " وان‬ ‫بذاءاته ويتحول اىل م�سخ او مع ّوق‬ ‫ما جمعه من نوادرها ال يزال حا�ضرا‬ ‫‪ .‬هذا ال�تراث مل يفت اديبنا الكبري‬ ‫يف ذاكرته التي حتدت الن�سيان وهو‬ ‫يو�سف حب�شي الأ�شقر وق��د �سمعه‬ ‫يف �سن تخطى �سن ال�شاعر ال��ذي‬ ‫من �آل اخلوري بل ف ّوت بع�ضه ‪ ..‬ومع‬ ‫�سئم احلياة بعد الثمانني ‪ .‬ذاكرة‬ ‫حر�صه الكبري مل ت�سلم كتاباته من‬ ‫مل تخ�ضع حل�ساب ال�سنني ‪ ،‬حتمل‬ ‫نكزات �سا َّمة الذعة ‪.‬‬ ‫الينا تراثا ما زال بع�ضه حا�ضرا يف‬ ‫ذاكرتنا ‪ ،‬وحمفوظا يف كتابات روائـي " ال�ضيعة ب�ألف خري " تن�سب كما‬ ‫تخطى ابداعه احلدود اىل العاملية ‪ ،‬جاء يف الكتاب اىل بو عجيز الع�ضو‬

‫‪32‬‬

‫‪issue 5‬‬


‫كتب لويس الحايك‬

‫الكبري ال�سن ب�ين اع�����ض��اء املخرتة‬ ‫التي عزل خمتارها الأ�صيل ب�سبب‬ ‫جهله الكتابة وال��ق��راءة ‪ .‬وك��ان بو‬ ‫عجيز ال��ذي ع��رف با�سمه اجلديد‬ ‫ب��و ع��زي��ز فيما بعد ‪ ،‬يجهل اي�ضا‬ ‫الكتابة وال��ق��راءة لكنه ك��ان قوي‬ ‫الذاكرة يحفظ ما يقر�أ عليه �أو يقال‬ ‫له على ظهر قلب وكان �سنده رئي�س‬ ‫قلم املحكمة يف اجلديدة يومذاك‪،‬‬ ‫���ش��ك��ري م����ارون احل��اي��ك ‪ ،‬فحفّظه‬ ‫�صفحة قر�أها بح�ضور القائمقام فتم‬ ‫قبوله خمتارا بدل املختار املخلوع ‪.‬‬ ‫وكان بوعزيز حمبا للنا�س يرف�ض اي‬ ‫خالف يحدث بينهم ويرف�ض الوقوف‬ ‫مع احد �ضد احد ويدعو اجلميع اىل‬ ‫ال�صلح وي�شرتط عليهم عدم زيارته‬

‫اال بعد قبولهم امل�صاحلة وعندها‬ ‫يدعوهم اىل وليمة مع العرق البلدي‬ ‫ويف جو مرح يقول ‪ :‬ال�ضيعة ب�ألف‬ ‫خري ‪.‬‬ ‫وم���ن الأخ���ب���ار ال��ت��ي ت��ل��ذ ال��ق��ارىء‬ ‫وي�صعب عر�ضها على غالف الكتاب‬ ‫حكاية البطرك وقيا�سه امللوكي ‪.‬‬ ‫ام��ا احلكاية الطريفة ال��ت��ي ميكن‬ ‫احلديث عنها فهي لبطل من ابطال‬ ‫ال�ضيعة ‪ ،‬وكانوا كرثا �آنذاك ‪ ،‬ي�سمى‬ ‫بو �شادوح ‪ .‬بو �شادوح هذا ‪ ،‬و�أثناء‬ ‫عودته من احلر�ش فاج�أته �سيدة‬ ‫جميلة جنب حديقة ق�صرها بك�أ�س‬ ‫من العرق املثلث التقطه منها ب�شهية‬ ‫و���ش��رب��ه دف��ع��ة واح����دة ث��م طلبت‬

‫نقد‬

‫م�ساعدته لإزاح��ة �صخرة كبرية يف‬ ‫حديقتها عجز زوجها عن هزها فقال‬ ‫لها ‪ " :‬هيدي بدّ كا�س تاين " فهرولت‬ ‫وملأت له الك�أ�س من جديد فبلعه ثم‬ ‫ح�ضن ال�صخرة كمن يح�ضن طفال‬ ‫�صغريا قبل �إزاحتها من مكانها اىل‬ ‫حيث �أمرت �سيدة الق�صر ‪.‬‬ ‫ومبا ان الرتاث ‪ ،‬وهو وثيقة من وثائق‬ ‫التاريخ ‪ ،‬يجب ان يظهر بحقيقته‬ ‫امل�صفاة من الإ���ض��اف��ات والتحريف‬ ‫والت�شويه ‪ ،‬جمعه امل ��ؤل��ف ب�صدق‬ ‫و�أمانة حتى ال ت�ضيع لذة الت�شويق‬ ‫يف عر�ضه‪ ،‬ويف اخل��ت��ام اق��ول ‪� :‬إن‬ ‫بول عارم يف‬ ‫هذا الكتاب �سيحظى ب َق ٍ‬ ‫�ضيعة ال�ضيعات ‪.‬‬

‫إدغار طرابلسي‬

‫بين كتابه وحديثه‬ ‫بينما كنت ات�صفح‬ ‫كتاب الق�س الدكتور‬ ‫�إدغ���ار طرابل�سي "‬ ‫�أ���ص��ح��اب ال�سيادة‬ ‫"فاج�أين ح�ضوره على ال�شا�شة‬ ‫يحدثنا عن امل�سيح وعن تالمذته يف‬ ‫العيد الثاين ملوت ال�سيد وقيامته ‪.‬‬ ‫ال اق��ول ان احل��دي��ث التلفزيوين‬ ‫ي��غ��ن��ي ع��ن ق����راءة ال��ك��ت��اب ال��ذي‬ ‫ان�ضم اليه ‪ ،‬يف حفل التكرمي يف‬ ‫انطليا�س ‪ ،‬قطبان ميثالن جبهتني‬ ‫قويتني يف املارونية ‪ ،‬التيارالعوين‬ ‫‪2016‬‬

‫‪33‬‬


‫والقوات اللبنانية وال��ذى ا�ستوفى‬ ‫ف��ي��ه ال��ك��ت��اب ج����زءا م���ن ح��ق��ه ‪،‬‬ ‫فالكتاب ‪ ،‬هذا ال�ضخّ املو�سوعي ‪ ،‬ال‬ ‫ميكن ح�صره بتحليل مقت�ضب دون‬ ‫تق�سيمه منخَّ ً‬ ‫ال اىل ف�صول ‪ ،‬وحتليل‬ ‫كل ف�صل منه على حدة ‪ .‬وهو ‪ ،‬و�إن‬ ‫بدا توراتيا بامتياز مقبوال لبع�ض‬ ‫ومرفو�ضا لآخرين ‪ ،‬ف�إنه قد م ّهد‬ ‫مل�ؤلفه الإ�سرت�سال يف �شرح دقيق‬ ‫مب�سط ًا‬ ‫ي�س ِّهل للقارىء فهما كامال ّ‬ ‫مل��ع��ن��ى ال��ق��وم��ي��ة ال��ي��ه��ودي��ة التي‬ ‫بالت�شرد والتيه قبل ان‬ ‫متخ�ضت‬ ‫ّ‬ ‫تولد يف �سطور الأ�سفار والأنا�شيد ‪.‬‬ ‫نحن ام��ام مفكر ي�سخر الأح��داث‬ ‫التاريخية لدعم مفهومه للمبادىء‬ ‫يدعمها بتحليل‬ ‫ال�سيا�سية التي‬ ‫ِّ‬ ‫عقالين �شفاف يتيح للقارىء ف�سحة‬ ‫ت��أ ُّم��ل ٍ ال حت��د ‪ .‬ه��ذا م��ا �أق��ول��ه يف‬

‫الكتاب قبل الولوج الحقا يف ف�صوله امورهم يف زمن اال�ستقالل ويف زمن‬ ‫وال بد من التذكري ‪ ،‬يف هذه اللمحة الإحتالل " ‪.‬‬ ‫اخلاطفة ‪ ،‬ب�شارات بثها امل�ؤلف يف‬ ‫اما عن حديثه على ال�شا�شة فقد‬ ‫الف�صل الثاين ع�شر ‪ ،‬تدلُّ �أو تك�شف‬ ‫بقدر قليل عما ي�ضمر يف م�ضمونها ‪ .‬ات�سم بعقالنية مب�شـِّر ٍنافذ الب�صرية‬ ‫ُ َُ‬ ‫دقيق املالحظة قر�أ كلمات ال�سيد‬ ‫يف مقدمة الف�صل املذكور ي�ست�شهد‬ ‫ب�أبعادها حملال �شخ�صيات تالمذته‬ ‫الق�س الدكتور بقول لأر�سطو ‪" :‬‬ ‫�إذا ك��ان حكم املدينة �أم��را �صعبا من خالل ق��راءة معمقة للإناجيل‬ ‫‪ ،‬فكم يكون �أ�صعب بعد �أم��ر حكم ِ وج��اء التحليل م��ع��ززا بت�شخي�ص‬ ‫�شعب كبري " وبنكزات وا�ضحة يف نف�ساين ال يخلو من الإدها�ش ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫العناوين ‪ ،‬تف�سر املخفي من ر�صدها هذا ‪ ،‬و�إن كان الكتاب ‪ ،‬بظاهره ‪،‬‬ ‫‪ ،‬تقول ‪� " :‬إ�سرائيل ت�شبه غريها‬ ‫يعزز التقارب بني الأديان ال�سماوية‬ ‫من الأمم املحيطة بها �سيا�سيا " و‬ ‫‪ ،‬فان حوار الدكتور طرابل�سي على‬ ‫" كان لإ�سرائيل �إقت�صاد وحاجات‬ ‫اجتماعية �شكلت جزءا من احلالة ال�شا�شة ال�صغرية امن��ا ه��و قفزة‬ ‫ً‬ ‫االقت�صادية للدولة " ويف حكمة حكيمة تعزز التقارب بني املذاهب‬ ‫ع��ام��ة ال تخ�ضع لأي ت ��أوي��ل ‪ " :‬امل�سيحية يف ف��ه��م م��وح��د للعهد‬ ‫ال��ن��ا���س يحتاجون اىل م��ن يد ّبر اجلديد ‪.‬‬

‫أحفاد كولومبس‬

‫تاريخ أجيال من المبدعين العرب‬ ‫يف ك���ت���اب ك��ول��ي��ت‬ ‫����ص���ل���ي���ب���ا ال������ذي‬ ‫ي�صح ف��ي��ه ع��ن��وان‬ ‫�أحفاد الفينيقيني‬ ‫الذين و�صلوا اىل القارة اجلديدة‬ ‫واكت�شفوا انها ار�ض جديدة خالفا‬ ‫ملا ظنه كولومب�س الذي كوفىء ا�سمه‬ ‫بوالية واحدة من والياتها هي والية‬ ‫كولومبيا ثم لقبت الأر�ض اجلديدة‬ ‫با�سم امريكا ن�سبة اىل �أمريكو الذي‬ ‫اع��ل��ن ب���ان الأر�����ض اجل��دي��دة ه��ذه‬

‫‪34‬‬

‫‪issue 5‬‬


‫كتب لويس الحايك‬

‫لي�ست الهند وان �سكانها لي�سوا هنودا‬ ‫‪� .‬أما الأحفاد الذين �ضمهم الكتاب‬ ‫ب�ين دفتيه ي�صح بهم لقب احفاد‬ ‫ال��ع��رب فمن فل�سطني اىل الأردن‬ ‫اىل لبنان اىل �أر����ض الكنانة اىل‬ ‫ا�صول يقول فيها جمال دجاين �أحد‬ ‫متتد يف‬ ‫ه�ؤالء ‪ " :‬ان جذوري عريقة ّ‬ ‫باطن التاريخ اىل جدودي ‪ ،‬اىل زمن‬ ‫الفتوحات العربية وزم��ن احتالل‬ ‫القد�س ‪ .‬وكان جدودي �شهودا على‬ ‫ذلك الع�صر منذ �أكرث من �ألف ومئتي‬ ‫عام " ‪.‬‬

‫ال��ع��رب ال��ذي��ن جنحوا يف الغربة "‬ ‫ا�ستطاعواان ينتجوا تراثا فكريا‬ ‫ل�ل�أج��ي��ال ‪ ،‬ول��و مكثوا يف �أوطانهم‬ ‫لظلوا طوائف متناحرة بال ا�شراقات‬ ‫م�ستقبلية " وه��ذه حقيقة ي�ؤكدها‬ ‫ت��اري��خ��ن��ا يف جميع م��راح��ل��ه عرب‬ ‫التاريخ ‪.‬‬

‫يف الكتاب ذكر لأ�سماء عرفناها عن‬ ‫ك�سب وكان لها يف الوطن الأم ب�صمات‬ ‫يجرتها الكثريون من دعاة احلرية‬ ‫يف احل��دي��ث ع��ن النظام وم�ساوئه‬ ‫‪ .‬فاملفكر كلوفي�س مق�صود ال��ذي‬ ‫حتر�ص كوليت �صليبا يف متهيدها يرف�ض ان يخيب ظنه بالعروبة‬ ‫للكتاب على الت�أكيد ب�أن املهاجرين التي " يرف�ض ان ي�سري عليها تقادم‬

‫نقد‬

‫الزمن لأن فكرها م��زروع عميقا يف‬ ‫النفو�س والتاريخ " ويقول ان الأمل‬ ‫يف التقدم هو توقف الطائفية الذي‬ ‫ي�صر عليه ‪ ،‬وان " عدم متكني املر�أة‬ ‫من امل�شاركة يف القرار ال�سيا�سي ناجم‬ ‫جزئيا عن طبيعة النظام الطائفي‬ ‫من جهة وع��ن القيم الذكورية من‬ ‫جهة اخرى ‪ .‬وال بد من اعادة النظر‬ ‫بتكوين الإجتماع اللبناين ‪"..‬‬ ‫وامل��ل��ف��ت يف ال��ك��ت��اب ح��دي��ث عميد‬ ‫الرابطة القلمية اجلديدة ال�شاعر‬ ‫يو�سف عبد ال�صمد وم��ا ذك��ره عن‬ ‫امل�ؤ�س�سني الأوائل وعن الر�سالة التي‬ ‫وجهها اليه ال�شاعر نزار قباين‬

‫صدر حديثًا عن (دار ابعاد‬

‫)‬

‫قامات انثوية‬ ‫تأليف‪ :‬لويس الحايك‬

‫‪2016‬‬

‫‪35‬‬


‫“أزعر ّ‬ ‫وقع عن أزعر” في ‪:‬‬

‫الشانزليزيه‬ ‫جورج شامي‬

‫ما زال في جعبة ج��ورج شامي الكثير‬ ‫من القصص والحكايات وتجارب الحياة‬ ‫وم��ا زال قلمه ينبض بالحياة واإلب��داع‬ ‫منذ سنة ‪ 1951‬وهو يكتب‪ ،‬في مختلف‬ ‫فنون الكتابة‪ ،‬وك��ان للرواية والقصة‬ ‫القصيرة الحصة الكبرى في مسيرته‬ ‫الطويلة ‪ ...‬وقد مارس هذا الفن العريق‬ ‫المتغلغل في التاريخ ‪ ،‬بحب وشغف‬ ‫ب��ج��رأة وع��م��ق ‪ ،‬وب��أس��ل��وب ال يضاهى‪.‬‬

‫‪36‬‬

‫‪issue 5‬‬

‫جورج شامي ما زال يكتب قصص الناس‬ ‫وحكاياتهم‪ ،‬ك��ل ال��ن��اس‪ ،‬أينما كانوا‬ ‫وكيفما كانوا‪ ،‬وهو في مقدمهم‪ ،‬كما‬ ‫يتبين في مجموعته القصصية الجديدة‬ ‫«إنها آخ��ر الح ّبات» ال��ص��ادرة حديثًا عن‬ ‫«دار ري��اض الر ّيس للكتب والنشر» في‬ ‫بيروت‪ ،‬وقد اخترنا هذه القصة ‪ ،‬وهي‬ ‫تعبير صارخ عن دوره الرئيسي‪ ،‬الواقعي‬ ‫والذاتي‪ ،‬الذي يظهر جل ّيًا في قصصه‪.‬‬


‫قصة‬

‫يف وطن غري وطنه‪،‬‬ ‫م��ا �أج��م��ل �أن يكون‬ ‫امل��������رء م����ع����روف���� ًا‬ ‫وم�����ش��ه��ور ًا دون �أن‬

‫مالكي احلار�س يف تلك الرحلة ومالك‬ ‫كثريين غريي‪ ،‬كان ر ّواد طربيه املقيم‬ ‫يف باري�س وال��ذي ذاع �صيته يف �إذاع��ة‬ ‫«مونتي كارلو»‪.‬‬

‫ع����ام ‪ 1962‬ح�����ص��ل��ت ع��ل��ى منحة‬ ‫تقديرية خ ّولتني الذهاب �إىل باري�س‬ ‫لفرتة ثالثة �أ�شهر بغية تنمية مداركي‬ ‫الأدبية وال�صحافية‪.‬‬

‫حني التقيت «ر ّواد طربيه» يف مكتبه‬ ‫يف بولفار «هو�سمان» ب���ادرين للوهلة‬ ‫الأوىل‪ :‬اهلل‪ ،‬كم ن�شبه جورج برا�سن�س‬ ‫ل��وال �أن��ه �أط��ول منك! �س�ألت‪ :‬وم��ن هو‬ ‫برا�سن�س؟‬

‫يكون هو ‪! ...‬‬

‫كانت �أول رحلة يل من هذا النوع‪ ،‬ولكنها‬ ‫مل تكن الأوىل خارج حدود الوطن‪.‬‬ ‫ويف الدائرة الثامنة‪ ،‬يف جرية «املادلني»‬ ‫بني بولفار «هو�سمان» و�شارع «الهافر‬ ‫تران�شيه»‪ ،‬اتخذت يل مكان ًا يف فندق‬ ‫يحمل ا�سم ال�شارع نف�سه‪.‬‬

‫ق��ال والده�شة يف عينيه‪� :‬إن��ه �شاعر‬ ‫ومغن معروف جد ًا يف فرن�سا‪.‬‬ ‫و�أح�س�ست �أول وهلة‪� ،‬أنني كبوت ثم‬ ‫مللمت �شجاعتي وق��ل��ت ل��ه‪ :‬ح��ب��ذا لو‬ ‫تع ّرفني به؟‬

‫قال‪ :‬غد ًا �س�آتيك ب�أحد دواوينه‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬ا�شرتيه‪.‬‬ ‫ق��ال‪ :‬ال عليك �س�آتيك ب��ه‪ ،‬ثم ت�أخذ‬ ‫ط��ري��ق��ك �إل���ي���ه‪ ،‬رمب���ا واج���ه���ت بع�ض‬ ‫الإح����راج ب�سببه ‪ ،‬ق��د ي�ستوقفونك‬ ‫ويطلبون توقيعك ف�لا تتعجب‪ ،‬وقد‬ ‫ت�سمع �أل��ق��اب � ًا غ�ير الئ��ق��ة ت�صدر من‬ ‫حواليك وتعنيك‪.‬‬ ‫قلت‪� :‬إىل هذا احلدّ هو ملعون؟‪.‬‬ ‫قال‪� :‬إنه «بذيء»‪ ،‬و‪�:‬أزع��ر» وا�ستدرك‬ ‫‪� ،‬أمل ت�ستعمل �أن��ت يف ق�ص�صك كلمات‬ ‫«بذيئة»؟‬ ‫وك���ان���ت ق���د ����ص���درت يل جم��م��وع��ت��ان‬ ‫ق�ص�صيتان حتى ذلك احلني‪ ،‬هما «النمل‬ ‫‪2016‬‬

‫‪37‬‬


‫الأ���س��ود» و «�أل����واح ���ص��ف��راء» وا ُتهمت‬ ‫ب�سببهما ب�أنني «�أزعر»‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬هكذا قالوا عن بع�ض ق�ص�صي‪،‬‬ ‫حتى �أن �إحداهن و�صفتني ب�أنني «�سافل»‬ ‫و»�سوقي» و «�سوقيتي» ال ترحم‪.‬‬ ‫قال‪ :‬هو الآخر ال يرحم‪ ،‬فهو عدو كل‬ ‫جمتمع‪ ،‬عدو للإن�سان‪.‬‬ ‫قلت‪� :‬إذن هو �شاعر التحدي‪.‬‬ ‫ق��ال‪� :‬إن��ه �أك�ثر منن ذل��ك ‪ ،‬منذ رامبو‪،‬‬ ‫ب��ل و�أب��ع��د‪ ،‬رمب��ا منذ هيغو مل ي�أخذ‬ ‫�شاعر مثله �أبعاد ًا طقو�سية تق ّربه من‬ ‫العبادة‪.‬‬ ‫وان��ك��ف ��أت �إىل خجلي �أردّد يف ذات��ي‬ ‫«»�أزع���ر» �أن��ا؟ رمب��ا! «�سافل» ان��ا؟ رمبا!‬ ‫«منحط» �أنا؟ رمبا! «�سوقي» �أنا رمبا! �أما‬ ‫معبود؟ ال و�ألف �ألف ال !‪.‬‬ ‫****‬ ‫يف ال��ي��وم ال��ت��ايل ك��ان ب�ين ي���ديّ كتاب‬ ‫يحمل ال��رق��م ‪ 99‬يف �سل�سلة «�شعراء‬ ‫ال��ي��وم» وع��ن��وان��ه‪« :‬ج���ورج برا�سن�س‬ ‫ق�صيدة و�أغنية»‪.‬‬ ‫احلي الالتيني �سمعت‬ ‫والزمته �أيام ًا‪ ،‬ويف ّ‬ ‫هم�س ًا كثري ًا يف املقاهي يدور حويل ويف‬ ‫عربات املرتو املكتظة بالنا�س ويف �أزقة‬ ‫«مومنارتر» تناولتني الأل�سن وب�صمات‬ ‫«ربات�شو» و «برا�سن�س» فيه‪ ،‬ولكن فرحي‬ ‫ك��ان دائم ًا ينتف�ض ‪ :‬لو يعرفون فع ًال‬ ‫من �أن��ا‪ .‬ال �أري��د �أن �أك��ون بدي ًال‪ .‬وكنت‬ ‫�أحتاط يف دخيلتي لكل الإحتماالت‪،‬‬ ‫و�أردّد مع «برا�سن�س» نف�سه‪« :‬كل �شيء‬ ‫للعامل يقول‪ :‬ال! التعرية تقول‪ :‬نعم»‪.‬‬ ‫وب�ين «ال» و «ن��ع��م» واج��ه��ت الإح���راج‬ ‫والتحدي‪ ،‬وت��ذك��رت «برا�سن�س» وهو‬

‫‪38‬‬

‫‪issue 5‬‬

‫�أ���ش��ب��ه ب��امل�����ص��ارع ب�شاربيه ال�ضخمني‬ ‫و�شعره ّ‬ ‫الكث املنفو�ش‪ .‬تذكرت الوح�ش‬ ‫املقد�س بابت�سامته الرحيمة وتذكرت‬ ‫احل�س املرهف‪،‬‬ ‫«ال��دب» ال��ذي يتحدى‬ ‫ّ‬ ‫والذوق الرفيع واملنطق والتهذيب‪.‬‬ ‫كنت جال�س ًا يف مطعم « ال بريغوال» يف‬ ‫ال�شانزليزيه وحيد ًا �أتناول ع�شائي‪،‬‬ ‫والركن هادئ حويل بعيد ًا عن العجقة‪،‬‬ ‫وف��ج ��أة دخ��ل ث�لاث��ة‪� :‬شاب وفتاتان‪،‬‬ ‫وجل�سوا �إىل مائدة بالقرب مني ب�شكل‬ ‫جانبي و�سرعان ما تهادى �إ ّ‬ ‫يل الهم�س‪:‬‬ ‫ �إنه «برا�سن�س»‬‫ ال �أظن‪.‬‬‫ يبدو �أ�صغر منه‪.‬‬‫ �إنه هو‪� ،‬أريد �أن يو ّقع على دفرتي‪.‬‬‫ متهلي قلي ًال ‪ ...‬لدينا مت�سع من الوقت‪.‬‬‫ ما زال يف البداية‪.‬‬‫ ال تدع الفر�صة تفوتني‪.‬‬‫كان احل��وار ي��دور بني الثالثة‪ ،‬ون�شوة‬ ‫رع��دة تنتابني‪� :‬أك��ون �أن��ا غ�يري �أم ال‬ ‫�أكون !‪.‬‬ ‫وفج�أة ر�أيت غادة تقف �أمامي وحتييني‬ ‫ف��رددت التحية مبالمح �صارمة تخفي‬ ‫ابت�سامة ترحيب‪.‬‬ ‫قالت‪� :‬أريد توقيع ًا منك‪.‬‬ ‫وقدّ مت يل دفرتها‪.‬‬ ‫�س�ألت‪ :‬ومن تظنني �أنني �أكون؟‬ ‫ردّت منده�شة‪« :‬جورج برا�سن�س»‪.‬‬ ‫ق��ل��ت‪� :‬أح���ق��� ًا ت��ظ��ن�ين �أن���ن���ي «ج���ورج‬ ‫برا�سن�س»؟‬ ‫�أجابت‪� :‬أنا مت�أكدة‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬و�إذا كنت على خط�أ؟‬ ‫ردّت‪� :‬أنا مت�أكدة ‪...‬‬

‫�س�ألت‪ :‬يبدو �أنك ل�ست فرن�سية؟‬ ‫قالت‪� :‬أنا غريبة ‪� ...‬أناا بلجيكية‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬و�أنا غريب ‪...‬‬ ‫قالت‪� :‬أل�ست فرن�سي ًا؟‬ ‫قلت‪ :‬ل�ست من �أ�صل باري�سي‪.‬‬ ‫قالت‪� :‬أال تدعوين �إىل اجللو�س؟‬ ‫قلت‪� :‬أال ترين �أنني ل�ست وحيد ًا !‬ ‫وتل ّفتت‪ :‬ثم قالت با�ستغراب‪:‬‬ ‫ ال �أرى �أح��د ًا يجل�س معك‪� .‬إنك فع ًال‬‫وح�ش مقدّ �س‪.‬‬ ‫وم���ددت ي��دي �إىل دف�تره��ا‪ ،‬ث��م م��ددت‬ ‫يدي �إىل قلمي وكتبت لها‪:‬‬ ‫»‪«j'ai rendez-vous avec vous‬‬ ‫»‪«je suis un voyou‬‬ ‫«�أنا على موعد معك»‪�« .‬أنا �أزعر»‪.‬‬ ‫وهما عنوانان لق�صيدتني منن ق�صائد‬ ‫ج���ورج برا�سن�س امل��ع��روف��ة‪ ،‬وو ّق��ع��ت‬ ‫ب�إ�سمه‪ ،‬و�أح�س�ست بها تطري فرح ًا‪ ،‬ثم‬ ‫علي وقبلتني‪.‬‬ ‫انحنت ّ‬ ‫وف��ي��م��ا ك��ان��ت م��ن��ه��م��ك��ة م���ع رفيقيها‬ ‫بانت�صارها‪ ،‬انقطعت عن متابعة ع�شائي‬ ‫وحملت معطفي و�شايل وخرجت ‪..‬‬ ‫«جورج برا�سن�س»‪ ،‬كان ه ّمه �أن يكون‬ ‫�شاهد ًا على ع�صر وواقع‪� ،‬أن ي�صدم‬ ‫�أن يف�ضح‪� ،‬إذ دون ف�ضائح يبقى‬ ‫النا�س الطيبون قابعني يف عاداتهم‬ ‫بد من الإنتقام !‬ ‫وم�ست�سلمني‪ .‬لذا‪ ،‬ال ّ‬ ‫ويف «ال�شانزليزيه» تهت حتت رذاذ‬ ‫مطر خفيف‪ ،‬ك�أنه قطرات الندى‬ ‫ال�سخية‪ ،‬و�أن��ا �أر ّدد هذه الالزمة‪:‬‬ ‫«�أنا �أزعر ّ‬ ‫وقع عن �أزعر»‪.‬‬ ‫باريس ‪ – 1962‬بيروت ‪1981‬‬


‫شعر‬

‫ثالثية الحب والسفر والذكريات‬ ‫كتب اسكندر داغر‬

‫مهرجان العصافير شاعرة وقصيدة‬

‫كان ما كان ‪...‬‬

‫يف غرناطة‬

‫ب�صوتها الدافئ‬

‫كنتُ �صغري ًا‬

‫يف حديقة "ق�صر احلمراء"‬

‫ب�صدق م�شاعرها‬

‫كانت �صغرية �أي�ض ًا‬

‫حتت �شجرة كبرية‬

‫بع�شقها لل�شعر‬

‫كان يل ا�سرتاحة ‪...‬‬

‫قر�أت على م�سمعي‪...‬‬

‫طفل وطفلة‬

‫الع�صافري تت�ساقط من ال�شجرة‬

‫ق�صيدة جديدة‪.‬‬

‫ّ‬ ‫تغط على الأر�ض‬

‫�شاعرة �شابة‬

‫حتوط بي‬

‫تكتب ق�صائد احلب‪..‬‬

‫تقرتب مني‬

‫حب الوطن واحلرية‪،‬‬

‫ت�أكل معي‬

‫وحب احلبيب‪.‬‬

‫بال خوف!‬

‫�شاعرة جميلة‬

‫يف غرناطة‬

‫تكتب ق�صيدة جميلة‬

‫يف حديقة "ق�صر احلمراء"‬

‫بني ال�شاعرة والق�صيدة‪،‬‬

‫ُ‬ ‫كربت‬ ‫عندما‬

‫�شجرة كبرية‬ ‫حتت‬ ‫ٍ‬

‫نقع يف حرية ‪..‬‬

‫�أحببت ِ�شعره‬

‫عنك الع�صافري !‬ ‫�س�ألتني ٍ‬

‫�أيتهما الأجمل؟‬

‫و�ض ّيعت �إبنته!‬

‫يف قرية هانئة‬ ‫�أمام حارة قدمية‬ ‫يلعبان لعبتهما الأوىل ‪...‬‬ ‫ا�سمها ندى‬ ‫�شقراء مثل لعبة !‬ ‫ق�صيدة حلوة‬ ‫�أجنبها �شاعر ‪...‬‬

‫‪2016‬‬

‫‪39‬‬


‫الورود‬ ‫كستك‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬

‫ُ‬ ‫الزنبق‬ ‫لك‬ ‫ك�ستك الورو ُد ِ‬ ‫ِ‬ ‫العطر ُ‬ ‫الر ُ‬ ‫يق‬ ‫لك‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫واحل ُل ُم ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ن�سمات الربيع‬ ‫�أيا حلوتي‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ت�سرق‬ ‫ثغرك‬ ‫ندى احلب عن‬ ‫ِ‬ ‫وهم�س الوعود‬ ‫أمنيات‬ ‫رنا ال‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ي�شهق‬ ‫لك البد ُر عندَ امل�سا‬ ‫ُ‬ ‫طيوف‬ ‫وت�س َبح يف مقلتيك‬ ‫ُ‬ ‫تغرق‬ ‫اجلمال وتلهو وال‬ ‫هيكل‬ ‫القلب يف‬ ‫لقد نذ َر‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫يخفق‬ ‫لغريك ال‬ ‫احلب ان‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫بعينك ابحرت يا حلوتي‬ ‫بعيدا كما يبحر الزورق‬ ‫اىل جزر امل�ستحيل اىل‬ ‫بحار �شواطئها املطلق‬ ‫متى تنتهي رحلتي ل�ست ادري‬ ‫ُ‬ ‫ت�شرق‬ ‫متى ال�شم�س فوق غدي‬ ‫اح ّبك ال ت�س�أليني ملاذا‬ ‫�أنا احللم انت املدى ال ُ‬ ‫أزرق‬

‫قصيدة جديدة للشاعر‬

‫اديب العقيقي‬ ‫‪40‬‬

‫‪issue 5‬‬

‫�إذا فوق دربي مررت غدا‬ ‫ف�إن الرتاب غدا ُ‬ ‫يورق‬


‫شعر‬

‫"ارتدت خمرة"‬ ‫فاطمة مشيك‬

‫و قطفت من �شعر الهوى جنمهْ‬ ‫ع ّلق ُتها يف خ�صرها‬ ‫ك ْل َمهْ‬ ‫فج َّن ُ‬ ‫فعلت؟‬ ‫الليل ي�س�أ ُلني ماذا ِ‬ ‫ملعت‪ُ ،‬‬ ‫تركت يل ليلي بال َعت َمهْ‬ ‫ِ‬ ‫****‬

‫وخم�ضره‬ ‫دالية‪،‬‬ ‫خ�صر‬ ‫يا‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ال تلم�سوا‪ ،‬عنقو ُدها جمره‬ ‫خ ّلوا القوايف‪ ،‬فهي تقط ُفهُ‬ ‫�شاعرة‬ ‫ب�شفاه‬ ‫ٍ‬ ‫مره‬ ‫ولو ّ‬ ‫�سر ْه‬ ‫كي تعرفوا من ِّ‬ ‫�سرها ّ‬ ‫يعت�صران عنقود ًا‬ ‫ين‬ ‫ِ‬ ‫�س َّر ِ‬ ‫�سريهما خمر ْه‬ ‫في�صري من ّ‬ ‫مع�صور ًة ع�شق ًا‪ ،‬فلو َ�شربتْ‬ ‫منها القوايف ِم�سنَ من �سكر ْه‬ ‫و�أخذنَ ُعمر ًا منه‪� ،‬ألب�سه‬ ‫مره‬ ‫عمر ًا جديد ًا‪ ،‬ليتَ يل ُع َ‬

‫هي ذي الق�صيد ُة‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫كربت‬ ‫بنتها‬ ‫ولها مبحراب الهوى �سجد ْه‬ ‫يف طرفها ِو ٌّد‬ ‫به ٍحدَ ه‬ ‫�سرقت بغمزتها ر�ؤى‬ ‫ال�شرده‬ ‫�إذ ك ّلما رم�شت نواحي‬ ‫مرتد ْة‬ ‫ال�ضوء‬ ‫ّ‬ ‫نبتت على خد ال�سنا ورده‬ ‫****‬

‫يف ثغرها يغفو الهوى غفوه‬ ‫ريه �إ ّما �صحا �شهوه‬ ‫و تث ُ‬ ‫كاحللم عارية تراودين‬ ‫روح الق�صيدة حني ت�أخذين‬ ‫منّي �إليه لن�شرب القهوه‬ ‫‪2016‬‬

‫‪41‬‬


‫الشعراء في رأي شاعر‬ ‫كتبها الشاعر أسعد ملكون‬

‫فنحنُ بلغنا مبلغ ًا ببلوغنا‬ ‫املبالغة لأبلغ ذرو ِة‬ ‫حد‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫حنطة‬ ‫حبة‬ ‫فجعلنا من �أ�صغر ِ‬ ‫ٍ‬ ‫برج ًا تعالت فيه �أعلى ُق َّب ِة‬ ‫ف�إذا اجلميلة قمنا يف تقريظها‬ ‫جنة‬ ‫قلنا ب�أنها قطعة من ِ‬ ‫و�إذا القبيحة �شئنا يوم ًا نقدها‬ ‫"الكركمة"‬ ‫قلنا ب�أنها �صورة‬ ‫ِ‬ ‫�شعر ُه‬ ‫� ْإن‬ ‫ٌ‬ ‫�شاعر عظمنا يوم ًا َ‬ ‫قلنا ب�أنه �أعظم من ْ‬ ‫عظ َم ِة‬ ‫وك�أن �أرحام الن�ساء متنعت‬ ‫عن قذف مثله يف مقام ال�شهر ِة‬ ‫�صرحت و�سمعتها‬ ‫حتى احلقيقة ّ‬ ‫قالت �أكا ُد � ُّ‬ ‫أ�شك فيها حقيقتي‬ ‫‪42‬‬

‫‪issue 5‬‬


‫مقال‬

‫الديموقراطية‬ ‫واألنتخابات‬ ‫والحرية‬ ‫انا معجب بالديموقراطية اشد االعجاب‬ ‫وابلغه‪ ،‬لكنني ال أقدسها وال اتصور ان‬ ‫المطروح منها حا ً‬ ‫ال‪ ،‬عبر لبنان والوطن العربي‬ ‫هو الحل‪...‬‬

‫د‪ .‬فؤاد الحركة‬

‫‪2016‬‬

‫‪43‬‬


‫ال ل��ن��ا وال ل��ه��م‪،‬‬ ‫ط��امل��ا ان ال��ق��وى‬ ‫احل���ق���ي���ق���ي���ة يف‬ ‫الداخل واخلارج‬ ‫املمثلة يف املال والبلطجة يف عمق‬ ‫ال��ظ�لام ه��ي ال��ت��ي تتحكم وتدير‬ ‫النا�س وحت��رك اال���ص��وات كيفما‬ ‫ت�����ش��اء ‪،‬ف��ي��ف��وز يف االن��ت��خ��اب��ات‬ ‫ال��ن��ي��اب��ي��ة ا����ص���ح���اب احل��ظ��وظ‬ ‫واالزالم واملحا�سيب ‪ ..‬بالرغم من‬ ‫ذلك ‪ ،‬ما زلت معجب ًا بها جد ًا ‪ ،‬متام ًا‬ ‫كما تعجب بامر�أة جميلة ‪ ،‬لكنك‬ ‫ال تريد الزواج منها‪ ،‬اللهم اال اذا‬ ‫افتوا مبا يحل لك زواج املتعة حتى‬ ‫جتد الزوجة ال�صاحلة والفاتنة‪.‬‬ ‫ويف لبنان ‪� ،‬سوي�س��را ال�شرق "عفو ًا‬ ‫�س��ابق ًا" غ��اب العق��ل ‪ ..‬و�س��كت‬ ‫ال��كالم ‪ ..‬تقطع احلوار ‪ ..‬وتراجع‬ ‫املنط��ق‪ ،‬وب��د�أت لغ��ة الن��دوات ‪،‬‬ ‫ون�س��ي الن��واب واجبه��م ‪ ،‬يف زحمة‬ ‫اخلط��ب واللق��اءات‪ ،‬الذي��ن مددوا‬ ‫لأنف�س��هم م��ن �أج��ل ا�ص��دار قان��ون‬ ‫جدي��د للأنتخاب��ات‪ ،‬علم�� ًا ب�أنن��ا‬ ‫بحاجة ما�س��ة اىل قان��ون انتخاب‬ ‫دائ��م وثاب��ت ال يتغ�ير بتغي�ير‬ ‫املن��اخ ال�سيا�س��ي يف املنطق��ة‪ ،‬وال‬ ‫ي�أمت��ر ب�أوام��ر م��ن يعط��ل العم��ل‬ ‫الربمل��اين واحلكوم��ي وع��دم‬ ‫انتخ��اب رئي���س للجمهورية‪ ،‬قانون‬ ‫ع�ص��ري وح�ض��اري يكون بعيد ًا عن‬ ‫الطائفي��ة واملذهبي��ة واحلزبي��ة‬ ‫ال�ض��يقة حتى يتخل�ص املجتمع من‬ ‫الف�ساد وال�سرقة‪.‬‬ ‫ي��وم الأنتخ��اب ‪ ،‬عل��ى الناخ��ب ان‬ ‫يحك��م �ض��مريه ويخت��ار املر�ش��ح‬

‫‪44‬‬

‫‪issue 5‬‬

‫املتعل��م واملثق��ف وامل��درك ال��ذي‬ ‫يعي�ش ق�ض��ايا النا�س وي�س��تطيع ان‬ ‫ي�ش��ارك يف ابحاث وق�ضايا املجتمع‬ ‫وان يكون حذر ًا من انتخاب املر�ش��ح‬ ‫الذي يجي��د الكالم وال يعرف كيف‬ ‫يفكر‪.‬‬ ‫ ان يك��ون ح��ذر ًا من املر�ش��ح الذي‬‫ي�ض��ع احلل��ول دون ت�ش��خي�ص‬ ‫امل�شكلة‪.‬‬ ‫ ان يك��ون ح��ذر ًا من املر�ش��ح الذي‬‫يعار���ض بال��كالم وي�ؤي��د اثن��اء‬ ‫الت�صويت‬

‫وهي ح��ق االجتهاد ولي�س��ت خطب‬ ‫ال�س��باب والتحري���ض والت�ش��كيك‪،‬‬ ‫لذل��ك ال ب��د ان ين�ش���أ تواف��ق ع��ام‬ ‫عل��ى اح�ترام الد�س��تور وتطبي��ق‬ ‫القان��ون‪ ،‬لأن��ه يف غي��اب تطبي��ق‬ ‫حازم و�ص��ريح ملبد�أ �س��يادة القانون‬ ‫ي�ستحيل احلديث عن دميوقراطية‬ ‫�ش��فافة و�س��ليمة تعك���س واق��ع‬ ‫التعددي��ة ال�سيا�س��ية وت��داول‬ ‫ال�سلطة با�صرار البع�ض على اعدام‬ ‫احلي��اة الربملاني��ة وع��دم انتخ��اب‬ ‫رئي�س للجمهوري��ة منذ انتهاء عهد‬ ‫الرئي�س مي�شال �سليمان‪.‬‬

‫ ان يكون حذر ًا من املر�شح القريب‬‫م��ن النا���س قب��ل االنتخ��اب وبعيد ان التعددي��ة وت��داول ال�س��لطة‬ ‫عرب �ص��ناديق االق�تراع جتليان من‬ ‫عنهم بعده‪.‬‬ ‫جتلي��ات عدي��دة للدميوقراطي��ة‬ ‫ ان يك��ون ح��ذر ًا من املر�ش��ح الذي‬‫التي ميكن اعتبارها م�س��احة تت�سع‬ ‫"ميثل" على النا�س وال ميثلهم‪.‬‬ ‫وت�ض��يق وفق�� ًا لل�س��ياق التاريخ��ي‬ ‫ ان يك��ون ح��ذر ًا من املر�ش��ح الذي وطبيع��ة الق��وى التي تق��ود عملية‬‫ال يع��رف �إال الأ�س��تجواب ولغ��ة التغيري ال�سليم وال�صحيح‪.‬‬ ‫التهديد‪.‬‬ ‫ان م�ش��اركتنا يف انتخاب��ات بلدي��ة‬ ‫انن��ي اطال��ب بت��داول ال�س��لطة ونيابي��ة اذا مل مي��دد له��ا تفت��ح‬ ‫عندن��ا يف اق��رب وق��ت ممك��ن‪ ،‬لكن ام��ام لبنانن��ا العربي الباب وا�س��ع ًا‬ ‫علين��ا جميع�� ًا ان نوا�ص��ل العم��ل للدميوقراطي��ة ال�ص��حيحة ‪ ،‬لأن‬ ‫الدائ��م حت��ى نقرتب من ذل��ك يوم ًا ذل��ك يعترب تعزي��ز ًا لقي��م ومبادئ‬ ‫م��ا‪ ،‬ه��ذا اذا كنا جادي��ن يف جتربة العمل ال�سيا�س��ي واحرتام االنظمة‬ ‫ً‬ ‫الدميوقراطي��ة التي ما زلت معجبا والقوانني‪.‬‬ ‫به��ا ا�ش��د االعج��اب دون التق��دم‬ ‫لطل��ب يده��ا ب�ش��روطها ‪ ،‬مث��ل هذه ويخطئ يف حق نف�سه وحق وطنه كل‬ ‫الدميوقراطي��ة احلل��وة ال تتجل��ى م��ن يتخلف ويتقاع�س عن امل�ش��اركة‬ ‫روعتها ال بواقعية تداول ال�سلطة الفعال��ة يف االنتخاب��ات‪ ،‬لأن ذل��ك‬ ‫يعترب واجب ًا وطني ًا ينبغي اال يتهرب‬ ‫حقيقية وفع ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫م��ن ادائه من له حق االنتخاب حتى‬ ‫الديموقراطية والحرية‬ ‫جن��دد عم��ل امل�ؤ�س�س��ات ب��دم جديد‬ ‫ان الدميوقراطي��ة ه��ي احلري��ة ‪ ،‬ون�شيط وفاعل‪.‬‬


‫مقال‬

‫ويخط��ئ م��ن يت�ص��ور ان املقاطع��ة‬ ‫وعدم امل�ش��اركة يف االنتخابات هي‬ ‫ترجمة �ص��حيحة للمعار�ضة ‪ ،‬لأنه‬ ‫بذلك يتخذ موقف ًا �سلبي ًا ‪ ،‬وال�سلبية‬ ‫ال ت�ص��نع اال مواق��ف ال�ض��عفاء‪،‬‬ ‫عك���س امل�ش��اركة االيجابي��ة الت��ي‬ ‫ت�ص��نع االقوي��اء باب��داء ال��ر�أي‬ ‫�سواء باملوافقة او الرف�ض‪.‬‬ ‫تخ�ض��ع االنتخاب��ات النيابية يف‬ ‫لبن��ان اىل معاي�ير خمتلفة‪ ،‬ومن‬ ‫هذه املعايري امل�ؤثرة والفاعلة هو‬ ‫املعيار العائلي الذي ال يلتقي ابد ًا‬ ‫مع احزاب التطي��ف والتمذهب ‪،‬‬

‫لأن اللبناني�ين ينتظم��ون ي��وم‬ ‫االنتخ��اب حت��ت عب��اءة العائلة‬ ‫وكنفه��ا‪ ،‬ت�ش��دهم اىل ذلك �ص��لة‬ ‫القربى واوا�صر الدم واملحبة‪.‬‬ ‫نح��ن يف لبنان بحاج��ة اىل قانون‬ ‫انتخ��اب ع�ص��ري وثاب��ت ال يتغري‬ ‫بتغيري املناخ ال�سيا�س��ي‪ ،‬وال ي�أمتر‬ ‫ب�أوام��ر دول اجنبي��ة ال مت��ت‬ ‫الينا ب�ص��لة‪ ،‬وان يك��ون بعيد ًا عن‬ ‫االح��زاب الديني��ة واملذهبي��ة‬ ‫وقريب�� ًا م��ن ال��دول العربي��ة‬ ‫وخا�ص��ة دول جمل���س التع��اون‬ ‫اخلليج��ي التي تربطن��ا بها اللغة‬

‫واالخ��وة واملحب��ة وااله��داف‬ ‫الواح��دة ملحارب��ة ا�س��رائيل‬ ‫وال��دول االجنبي��ة الت��ي تعت��دي‬ ‫على مقد�ساتنا وحتتل ارا�ضينا يف‬ ‫اك�ثر من م��كان يف الوطن العربي‪.‬‬ ‫وبذل��ك نتخل���ص م��ن اجلهل��ة‬ ‫واالدران الت��ي نخ��رت وعطل��ت‬ ‫م�ؤ�س�سات الدولة واف�سدتها‪.‬‬ ‫طوب��ى مل��ن ي�س��تجيب‪ ،‬وطوب��ى‬ ‫مل��ن ي�ش��ارك يف انتخ��اب رئي���س‬ ‫للجمهوري��ة و�ص��نع الق��رار احل��ر‬ ‫وقيامة لبنان امل�ستقبل‪.‬‬

‫‪2016‬‬

‫‪45‬‬


‫من مذكرات الشيخ يوسف الحايك ‪...‬‬

‫يوسف بك كرم‬ ‫في بيت شباب‬

‫وكان فجر اليوم‬ ‫السابع عشر من شهر‬ ‫كانون الثاني لسنة‬ ‫‪ 1867‬يوم أطل البطل‬ ‫اللبناني يوسف بك‬ ‫كرم ورجاله على بيت‬ ‫شباب قادمًا اليها‬ ‫من ضواحي كسروان‬ ‫بطريق دير شمرا‬ ‫وحماليا‬

‫صورة يوسف بيك كرم‬

‫‪46‬‬

‫‪issue 5‬‬


‫تأريخ‬

‫ف����ا�����س����ت����ق����ب����ل����ه‬ ‫ال�����ش��ب��اب��ي��ون على‬ ‫م����دخ����ل ال���ب���ل���دة‬ ‫ال�����ش��م��ايل ب��احل��دو‬ ‫وااله��ازي��ج وال��زغ��اري��د و�ضج البارود‬ ‫ومبقدمتهم الكهنة والوجوه واالعيان‬ ‫فجا�ؤا به ت��و ًا اىل دير ما انطونيو�س‬ ‫النبع وهناك القى املغفور له اخلوري‬ ‫يو�سف ن�صار احلايك خطاب ًا حما�سي ًا‬ ‫ق��وب��ل بالهتاف وال��زغ��اري��د واط�لاق‬ ‫البارود‪ ،‬ومما قاله‪:‬‬

‫خيالة وم�شاة – من جنود داود با�شا‬ ‫تدخل البلدة دخ��ول ال��ع��دو الظافر‬ ‫وتذهب تو ًا اىل الباحة الكائنة امام‬ ‫منزل �شيخ البلدة املرحوم ال�شيخ ن�صار‬ ‫جربايل احلايك فاحتلتها �ساعة من‬ ‫الزمن ثم توزعت ب�أمر قائدها على‬ ‫م��ن��ازل االه��ل�ين ت��ذب��ح الغنم وامل��اع��ز‬ ‫والدجاج ‪ ،‬وتدمر ما ا�ستطاعت تدمريه‬ ‫يف كل منزل تدخله ‪ ،‬وويل ملن يعرت�ض‬ ‫عملها من االهلني‪ -‬ذلك الن داود با�شا‬ ‫كان قد اذاع امر ًا على القرى اللبنانية‬ ‫خال�صته‪:‬‬

‫ف����أج���اب ال��ب��ك‪" :‬منذ ت��رك��ت اه��دن‬ ‫كانت وجهتي ه��ذه البلدة املحبوبة‬ ‫التي تربطني بها �صلة الن�سب والتي‬ ‫اعتربها وطني الثاين بعد اهدن فلم‬ ‫يهد�أ ب��ايل وال ر�أي��ت نف�سي ك ��أين بني‬ ‫اهلي وخالين اال حني دخلتها"‪.‬‬

‫ويف �صباح ال��ي��وم ال��ث��ال��ث ‪ 27‬كانون‬ ‫الثاين اطل داود با�شا على بيت �شباب‬ ‫مب��وك��ب م��ن اخل��ي��ال��ة واحل��ق��د يغلي‬ ‫يف ���ص��دره والغ�ضب ب��اد على وجهه‪،‬‬ ‫فا�ستقبله ال�شبابيون على مدخل البلدة‬ ‫اجلنوبي باالهازيج واحلدو والزغاريد‬ ‫و�ضج البارود وجاءوا به تو ًا اىل دير‬ ‫م��ار انطونيو�س النبع وه��ن��اك القى‬ ‫املغفور له اخلوري يو�سف ن�صار احلايك‬ ‫خطاب ًا بليغ ًا �شاكي ًا اع��م��ال اجلنود‬ ‫الذين احتلوا بيت �شباب بامر املت�صرف‬ ‫وا�ض ّروا بها �ضرر ًا فاح�ش ًا‪.‬‬

‫"ان يف بيت �شباب ثالثمئة �شاب على‬ ‫ا�ستعداد حلمل ال�سالح معك اىل حيث ان كل قرية ت�ستقبل يو�سف ك��رم او‬ ‫�شئت وللمحاربة يف �صفوفك من �أجل ت�ضيفه تفر�ض عليها جزية فادحة‬ ‫ويكون جزا�ؤها الدمار‪.‬‬ ‫اال�ستقالل حتى املوت"‪.‬‬

‫وختم كالمه ب�شكر ال�شبابيني وح�سن‬ ‫�ضيافتهم وظل البك ورجاله ب�ضيافة‬ ‫ال�شبابيني ثالثة اي��ام كاملة ا�ضطر‬ ‫ب��ع��ده��ا اىل ت��وق��ي��ف ال��ق��ت��ال بعد‬ ‫معركة ابي ميزان ال�شهرية والذهاب‬ ‫اىل بكركي ملقابلة املثلث الرحمات‬ ‫البطريرك بول�س م�سعد وقن�صل فرن�سا‬ ‫امل�سيو برنار دز�سار ف�شيعه ال�شبابيون‬ ‫ب��احل��دو وااله��ازي��ج واط�ل�اق ال��ب��ارود‬ ‫حتى ابواب بكركي‪.‬‬ ‫وك��ان ال��ي��وم اخلام�س والع�شرون من‬ ‫�شهر كانون الثاين ل��ذات ال�سنة واذا‬ ‫بالنفري احلربي وثالثماية جندي –‬

‫ف�سر البا�شا من جر�أة اخلوري املذكور –‬ ‫وكان قد مت االتفاق يف بكركي بني كرم‬ ‫والبطريرك – ف�أمر جنوده بالنزوح‬ ‫عن بيت �شباب ورفع اجلزية وان�صرف‪.‬‬ ‫يف كتاب اخل��وري ميخائيل غربائيل‬ ‫ال�شبابي ورد خرب ا�ستقبال يو�سف بك‬ ‫كرم كما يلي ‪:‬‬ ‫�سار بطل لبنان بثالث مئة رجل �شاكي‬ ‫ال�سالح �سنة ‪ 1867‬يف و�سط البالد‬ ‫قا�صدا بتدين مركز الوالية ‪ .‬والع�سكر‬ ‫عن بعد ال يتقدم لقتاله اىل ان بلغ‬ ‫ك��رم برجاله اىل بيت �شباب ‪ .‬وقد‬ ‫قابله قبل و�صوله يف طريقه ال�شيخ‬ ‫امني احلاج ن�صار وطلب اليه ا ّال يع ّرج‬ ‫على بلدته بكفيا لئال تغ�ضب الدولة‬ ‫على �سكانها ‪� .‬أم���ا ال�شبابيون فقد‬ ‫التقوه مرحبني ويف مقدمتهم ال�شيخ‬ ‫ن�صار جربايل احلايك �شيخ �صلح البلدة‬ ‫واعيانها ‪.‬‬ ‫خمنا الباشا باشا تاري‬ ‫الباشا زلمه‬

‫عندما و�صل البا�شا داوود با�شا مع‬ ‫جنوده اىل بيت �شباب خ��رج ال�سكان‬ ‫يف جوار مدخل البلدة مل�شاهدته ومن‬ ‫بينهم ال�سيدة روز زوجة جد عائلة ابو‬ ‫عقدة وك��ان ق�صري القامة وكانت روز‬ ‫طويلة عري�ضة الكتفني وكانت تنادي‬ ‫فاجاب داود با�شا بلغته العربية املك�سرة‪ :‬زوجها بكلمة زمل��ه ‪ :‬وي��ن كنت يا زمله‬ ‫"ملعون اهالي بيت‬ ‫�شو عملت يا زمله جمعت املونة يا زمله ‪.‬‬ ‫شباب بيجي كرم بيغني وعندما ر�أت البا�شا وهو بطول زوجها‬ ‫بيجي داود باشا بيغني" خاب ظنها بالأبطال من الرجال وقالت‬ ‫فاجابه اخل��وري يو�سف احلايك على كلمتها امل�شهورة التي يرددها الكثريون‬ ‫ال��ف��ور " لقد غنى ال�شبابيون لكرم وال يعرفون م�صدرها ‪ :‬خمنا البا�شا‬ ‫خمريين وغنوا اليوم مرغمني"‪.‬‬ ‫با�شا تاري البا�شا زمله ‪.‬‬ ‫‪2016‬‬

‫‪47‬‬


‫السوق العقارية في لبنان ‪...‬‬

‫جمود أم تراجع؟!‬ ‫الوضع األمني‬ ‫والسياسي المتو ّتر الذي‬ ‫ُيرخي بظالله الثقيلة‬ ‫على لبنان‪ّ ،‬‬ ‫يؤثر بشكل‬ ‫كبير في األوضاع‬ ‫االقتصاد ّية بمختلف‬ ‫قطاعاتها وال س ّيما‬ ‫التجار ّية والسياح ّية‬ ‫والصناع ّية والعقار ّية‪،‬‬

‫إعداد وحوار‪ :‬نيفين شدياق‬

‫الذي �أ ّدى �إىل حالة جمود كبرية يف‬ ‫ال�سوق العقار ّية‪ ،‬مل ي�ؤ ِّد �إىل تراجع‬ ‫يف �أ�س��عار ه��ذه ال�س��وق‪ ،‬و�إن ح�ص��ل‬ ‫ذلك فبقي بن�س��ب قليل��ة‪ ،‬تراوحت‬ ‫ب�ين الع�ش��رة واخلم�س��ة ع�ش��ر يف‬ ‫املئة‪.‬‬

‫وامل�س��تودعات وال�ش��اليهات وغريها‪،‬‬ ‫وه��و م��ا ي��راه املتج�� ّول يف �ش��وارع‬ ‫العا�ص��مة حي��ث تك�ثر اليافط��ات‬ ‫واالعالن��ات املعلّق��ة عل��ى �ش��رفات‬ ‫ال�ش��قق واملح�لات‪� ،‬أو يف ال�ش��وارع‬ ‫والطرقات اجلبل ّية‪.‬‬

‫مع��دالت‬ ‫وت�ش��هد‬ ‫ّ‬ ‫النمو انخفا�ضات‬ ‫متالحق��ة يف‬ ‫ن�س��ب من��و ه��ذه‬ ‫القطاع��ات‪ ،‬وه��و م��ا ي�ؤ�شّ ��ر ب�ش��كل‬ ‫وا�ض��ح �إىل انكما���ش ع��ام يعاني��ه‬ ‫جول��ة �س��ريعة عل��ى حرك��ة‬ ‫االقت�ص��اد اللبناين‪ ،‬وينعك�س �س��لب ًا ال�س��وق �إذ ًا مل ت�ش��هد انهي��ار ًا �أو ويف‬ ‫ٍ‬ ‫على لبنان‬ ‫َ‬ ‫بقطاعيه العام واخلا�ص‪ .‬تهافت�� ًا بالرغ��م م��ن وج��ود عر���ض ال�س��وق العقار ّي��ة يف لبن��ان‪ ،‬ن��ورد‬ ‫تو�ض��ح واقع هذه‬ ‫لك��ن ه��ذا االنكما���ش االقت�ص��ادي كثي��ف لل�ش��قق واملحالت والأرا�ض��ي �أرقام�� ًا تف�ص��يل ّية ّ‬ ‫ّ‬

‫‪48‬‬

‫‪issue 5‬‬


‫أقتصاد‬

‫ال�س��وق خالل الع��ام ‪ 2015‬وبداية‬ ‫العام ‪ ،2016‬ف�إح�ص��اءات املدير ّية‬ ‫العا ّم��ة لل�ش���ؤون العقار ّي��ة تب�ّيننّ‬ ‫تراجع�� ًا يف �أداء القطاع العقاري يف‬ ‫لبنان خالل �ش��هر ت�ش��رين الأ ّول من‬ ‫الع��ام ‪ 2015‬حي��ث انخف���ض ع��دد‬ ‫املعام�لات العقار ّي��ة �إىل ‪5،918‬‬ ‫ً‬ ‫مقارنة م��ع ‪ 5،993‬معاملة‬ ‫معامل��ة‬ ‫يف �ش��هر �أيل��ول‪ .‬وقد �أفادت م�ص��ادر‬ ‫عقار ّي��ة � ّأن اجلم��ود ارتبط بحركة‬ ‫بي��ع ال�ش��قق ال�س��كن ّية الكب�يرة يف‬ ‫بريوت وحتدي��د ًا يف مناط��ق فردان‬ ‫و�ص��وفيل‪ ،‬فالطل��ب على ه��ذا النوع‬ ‫م��ن ال�ش��قق يك��ون ع��ادة م��ن قب��ل‬ ‫املغرتبني اللبناني�ين �أو الأجانب من‬ ‫دول اخللي��ج على وجه اخل�ص��و�ص‪.‬‬ ‫ويف ظلّ غياب هذه الفئة عن لبنان‪،‬‬ ‫ه��دوءا يف‬ ‫�ش��هد مبي��ع تلك ال�ش��قق‬ ‫ً‬ ‫الع��ام ‪ ،2015‬لأنّه��ا خ��ارج ق��درة‬ ‫املواطن اللبن��اين ال�ش��رائ ّية‪ ،‬وكون‬ ‫القرو���ض ال�س��كن ّية املمنوح��ة م��ن‬ ‫موجهة‬ ‫قب��ل م�ص��رف لبن��ان لي�س��ت ّ‬ ‫لهذا النوع من ال�شقق ال�سكن ّية‪.‬‬ ‫يف املقابل‪ّ � ،‬إن �أهم تغيري �شهده القطاع‬ ‫العقاري يف لبنان ه��و ارتفاع الطلب‬ ‫املتو�س��طة وال�ص��غرية‬ ‫عل��ى ال�ش��قق‬ ‫ّ‬ ‫احلج��م‪� ،‬أي الوح��دات ال�س��كن ّية‬ ‫التي تكون �أ�س��عارها ما دون الـ ‪500‬‬ ‫�أل��ف دوالر لأنّ��ه مل يع��د يف �إم��كان‬ ‫اجلمي��ع حت ّم��ل الأ�س��عار املرتفع��ة‬ ‫خا�صة يف العا�صمة‬ ‫لل�ش��قق الكبرية ّ‬ ‫ب�يروت‪ .‬وب�س��بب تقلّ���ص م�س��احات‬ ‫البن��اء يف ب�يروت‪ ،‬ترتكّ��ز حرك��ة‬ ‫املبي��ع يف غالب ّيته��ا على �ض��واحيها‪،‬‬ ‫كم��ا حت ّول��ت وجه��ة اال�س��تثمار من‬

‫قب��ل امل�س��تثمرين العقاري�ين �إىل‬ ‫ك�س��روان واملنت وال�ش��مال واجلنوب‪،‬‬ ‫�س��جلت حركة عمران ّية ن�شطة‬ ‫فقد ّ‬ ‫ومن�� ّو ًا يف �أعم��ال التطوي��ر والبن��اء‬ ‫�أو م��ا ُي�س�� ّمى ب��ـ «ف��ورة بن��اء» نظر ًا‬ ‫للم�ساحات املتوفرة فيها‪.‬‬ ‫الوقت الآن هو الأن�س��ب لال�س��تثمار‬ ‫يف لبنان عبارة موجزة تلخّ �ص و�ضع‬ ‫ال�س��وق العقار ّية يف لبنان‪ ،‬ختم بها‬ ‫�صاحب م�ؤ�س�سة "روحانا العقارية"‬ ‫ورجل الأعمال رامي روحانا حديثه‬ ‫التطرق‬ ‫لـ «ال�سائح» خالل لقاء جرى‬ ‫ّ‬ ‫في��ه اىل موا�ض��يع عدي��دة تتعلّ��ق‬ ‫بالقط��اع العق��اري يف لبن��ان وم��دى‬ ‫ت�أثّ��ره بالأو�ض��اع املحيطة�إ�ض��افة‬ ‫تقدمها امل�ص��ارف‬ ‫�إىل احلوافزالت��ي ّ‬ ‫اللبنان ّي��ة للم�س��تثمرين وغريها من‬ ‫العناوي��ن �أكّ��د روحان��ا � ّأن القط��اع‬ ‫العق��اري ُيعت�بر مبثاب��ة العم��ود‬ ‫الفقري وحزام الأمان بالن�سبة �إىل‬ ‫لبن��ان‪ ،‬وخ�صو�ص�� ًا يف ظ��لّ الظروف‬ ‫والتحدي��ات‬ ‫االقت�ص��اد ّية ال�ص��عبة‬ ‫ّ‬ ‫الكب�يرة الت��ي يواجهه��ا االقت�ص��اد‬ ‫اللبن��اين ‪ ،‬م�ش�ير ًا �إىل � ّأن ال�س��وق‬ ‫مت��ر حال ّي�� ًا‬ ‫العقار ّي��ة يف لبن��ان‬ ‫ّ‬ ‫تتح�س��ن‬ ‫مبرحلة جمود لكن عندما‬ ‫ّ‬ ‫الأو�ض��اع ال�سيا�س�� ّية والأمن ّي��ة‬ ‫�س��يعود حجم الطلب يف هذا القطاع‬ ‫لالرتفاع من جديد‪.‬‬ ‫ع��ن امل�ص��ادر الت��ي ي�س��تقي منه��ا‬ ‫الأرقام والإح�صاءات التي يعر�ضها‬ ‫يف معظ��م مقابالت��ه ال�ص��حاف ّية‪،‬‬ ‫والت��ي تعك�س من ّو ًا وا�ض��ح ًا يف قطاع‬ ‫العق��ارات يف لبن��ان �س��واء من حيث‬ ‫الإقبال �أو اال�س��تثمار‪ ،‬ق��ال روحانا‬

‫أحت��دث ع��ن من�� ّو يف القط��اع‬ ‫‪" :‬ال � ّ‬ ‫العق��اري ب��ل ع��ن وج��ود للطل��ب‬ ‫بالرغ��م م��ن الظ��روف الراهن��ة‬ ‫ّ‬ ‫كافّة‪ ،‬مم��ا يدلّ على ثق��ة املط ّورين‬ ‫العقاريني بالقطاع العقاري يف لبنان‬ ‫ومتابعة ا�س��تثماراتهم في��ه‪ .‬وتابع‬ ‫ب�أن مل تنخف�ض �أ�س��عار العقارات يف‬ ‫لبنان بل ت�ض��اعفت خالل ال�سنوات‬ ‫الع�شر الأخرية‪.‬‬ ‫و� ّأن ه��ذا التعمي��م حاف��ز ًا قو ّي�� ًا‬ ‫لتن�ش��يط احلرك��ة يف ال�س��وق‬ ‫العقار ّية‪ ،‬ما ي�ش�ير �إىل � ّأن امل�ص��ارف‬ ‫اللبنان ّي��ة ال ت��زال عل��ى ثقته��ا‬ ‫بالقط��اع العقاري و ُتعت�بر من �أوائل‬ ‫الداعمني له‪ .‬وع ّما �إذا كانت ال�سوق‬ ‫العقار ّي��ة يف لبن��ان ُتعت�بر �س��وق ًا‬ ‫واح��دة �أم � ّأن حج��م الطل��ب فيه��ا‬ ‫�شدد‬ ‫يتفاوت من منطقة �إىل �أخرى‪ّ ،‬‬ ‫� ّأن حجم الطلب بني منطقة و�أخرى‪،‬‬ ‫فمناطق ك�س��روان واملنت مث ً‬ ‫ال ت�ش��هد‬ ‫من�� ّو ًا يف �أعم��ال التطوي��ر‪ ،‬بينم��ا‬ ‫انخف�ض يف �صوفر وعاليه وبحمدون‬ ‫ب�س��بب غي��اب اخلليجيني‪،‬م�ؤكّد ًا � ّأن‬ ‫حجم الطلب يت�أثّر بالو�ض��ع الأمني‬ ‫ال��ذي تعي�ش��ه املنطقة‪ ،‬لذا يح�ص��ل‬ ‫تفاوت بني منطقة و�أخرى‪.‬‬ ‫وخت��م روحانا بت�أكي��د �أن "ال خطّ ة‬ ‫م�س��تقبل ّية لتجاوز الأزمة العقار ّية‬ ‫يف لبنان‪ ،‬وا�ص��ف ًا اجل�س��م ال�سيا�س��ي‬ ‫بالف�س��اد‪ ،‬وداعي�� ًا الأط��راف كافّ��ة‬ ‫�إىل تغلي��ب امل�ص��لحة العا ّم��ة عل��ى‬ ‫امل�ص��الح ال�شخ�ص�� ّية الت��ي كادت �أن‬ ‫تفت��ك مبجتم��ع لبن��ان واقت�ص��اده‬ ‫وا�ستقراره‪.‬‬ ‫‪2016‬‬

‫‪49‬‬


‫بيروت تستضيف المؤتمر األكبر‬ ‫للبصريات في الشرق األوسط‬

‫ق��ام��ت نقابة املهن‬ ‫الب�صرية يف لبنان‬ ‫ب��ت��ن��ظ��ي��م "م�ؤمتر‬ ‫�إمي�����ك�����و الأمل"‬ ‫وذلك برعاية وزير ال�صحة العامة‬ ‫الأ�ستاذ وائل �أبو فاعور وبالتعاون‬ ‫مع جمل�س علوم الب�صريات ل�شرق‬

‫‪50‬‬

‫‪issue 5‬‬

‫البحر الأبي�ض املتو�سط (‪EMCO‬‬ ‫وكلية ال�صحة العامة يف اجلامعة‬ ‫اللبنانية‪.‬‬ ‫وا���س��ت��م��ر امل����ؤمت���ر م��ن ���ص��ب��اح نهار‬ ‫ال�سبت الواقع فيه ‪� 14‬أيار ‪2016‬‬ ‫ولغاية م�ساء نهار الأحد الواقع فيه‬ ‫‪� 15‬أي��ار ‪ ،2016‬وقد �شارك فيه‬

‫منخ�ص�صون من دول اخلليج العربي‪،‬‬ ‫�شمال افريقيا‪� ،‬شرق �آ�سيا‪ ،‬فرن�سا‪،‬‬ ‫اململكة املتحدة‪ ،‬الواليات املتحدة‬ ‫الأم��ري��ك��ي��ة و�إي�����ران‪ .‬مم��ا �أك�سب‬ ‫امل��ؤمت��ر قيمة علمية واقت�صادية‬ ‫ُم�ضافة تعود بالفائدة على لبنان‬ ‫وعلى قطاعي ال�صحة واالقت�صاد‪.‬‬


‫مؤتمر‬

‫ويف ‪� 12‬أيار اجتمع �أع�ضاء جمل�س‬ ‫ع��ل��وم ال��ب�����ص��ري��ات (‪) EMCO‬‬ ‫ب��رئ��ا���س��ة االخ��ت�����ص��ا���ص��ي ح��� َّ��س��ان‬ ‫عوا�ضة‪ ،‬و�أ�صدر املجتمعون مقررات‬ ‫ُوزّعت على جميع املعنيينّ يف جمال‬ ‫ال��ب�����ص��ري��ات يف خم��ت��ل��ف ال����دول‬ ‫الأع�ضاء يف منظمة ال��ـ ‪EMCO‬‬ ‫وه����ذه امل���ق���ررات ُت��ع��ن��ى بتوحيد‬ ‫املناهج التعليمية وبتطوير القوانني‬ ‫لتنظيم مهنة الب�صريات يف خمتلف‬

‫الدول مما يخدم ال�صحة الب�صرية‬ ‫للمواطنني‪ ،‬وب��الأخ�����ص مكافحة‬ ‫العمى‪.‬‬ ‫يف ‪� 13‬أي��ار ‪ ،2016‬اجتمع ر�ؤ�ساء‬ ‫ال��ن��ق��اب��ات واجل��م��ع��ي��ات يف خمتلف‬ ‫ال���دول الأع�����ض��اء يف ال��ـ ‪EMCO‬‬ ‫�ضمن ب��رن��ام��ج خا�ص م��ع م�ؤ�س�سة‬ ‫ب���راي���ن ه����والن م���ن �أج����ل حت��دي��ث وق��دم��ت امل ��ؤمت��ر االخت�صا�صية يف‬ ‫القوانني وتطوير مهنة الب�صريات‪ .‬قيا�س النظر واالعالمية املتميزة‬ ‫بنجاح تام ن�سرين الأ�شقر برباري‬ ‫وقد مت اختتام امل�ؤمتر‬ ‫ٍ‬

‫عميدة كلية الصحة د‪ .‬نينا سعد اهلل زيدان تلقي كلمة الجامعة اللبنانية‬

‫وملحوظ خالل حفل ع�شاء‪� ،‬أقامته‬ ‫ن��ق��اب��ة امل��ه��ن ال��ب�����ص��ري��ة برئا�سة‬ ‫النقيب ج���ورج ح����واط‪ ،‬م��ن �أج��ل‬ ‫ت��ك��رمي امل�����ش��ارك��ي�ين وامل��ح��ا���ض��ري��ن‬ ‫واملنظمني وكل من �ساهم يف �إجناح‬ ‫هذا امل�ؤمتر‪.‬‬

‫االختصاصية في قياس النظر والشاعرة المسرحية نسرين االشقر‬

‫‪2016‬‬

‫‪51‬‬


‫هواجس وإبداعات على مستوى وعي فني وإنساني‬

‫نادين زهر الدين‪...‬‬

‫إيقاعات موسيقية داخلية لمشاهد إنسانية وحياتية‬

‫نادين زهر الدين‬ ‫درست الفنون الجميلة‬ ‫وتخرجت من الجامعة‬ ‫اللبنانية ( ماستر)‪،‬‬ ‫وتتابع الدكتوراه‪ ،‬أحبت‬ ‫في بدايتها المدرسة‬ ‫اإلنطباعية وإنتقلت الى‬ ‫التعبيرية والتعبيرية‬ ‫التجريدة‪ ،‬ودمجتها‬ ‫لتشكل أسلوبها‬ ‫الجديد‪.‬‬ ‫محمد وليد الحاجم‬

‫‪52‬‬

‫‪issue 5‬‬


‫رسم‬

‫وتو�سعت يف بحثها عن‬ ‫الأ����ش���ك���ال وال��ه��ن��د���س��ة‬ ‫ودر����س���ت "‪graphic‬‬ ‫‪� ،"design‬شاركت يف العديد من‬ ‫املعار�ض الفنية املحلية والعربية‪،‬‬ ‫ل��ت�لام�����س م��ن خ�ل�ال ال��ل��ون نفو�س‬ ‫متذوقي فنها مبا حتمله من احلب‬ ‫واجل��م��ال لتعطي امل�����ش��اه��د حرية‬ ‫التعبري والتف�سري وفق ما تفي�ض به‬ ‫نف�سيتها ‪.‬‬

‫العامل كله لوحة ال ب� ّ�د من �إع��ادة‬ ‫ت�شكيلها حتى تبدو احلياة والعامل‬ ‫والإن�����س��ان �أك�ثر خ�صوبة وانفعا ًال‬ ‫وحب ًا‪.‬‬

‫يف �أع��م��ال��ه��ا م��غ��ام��رة ت��ق��وم بها مع‬ ‫م��رح��ل��ة ال�������ص���راع ال���دائ���م���ة منذ‬ ‫املا�ضي وعبور ًا ب��الآن �إىل امل�ستقبل‬ ‫القريب… تتناول ق�ضية "الإن�سان‬ ‫واملجتمع"‪ ،‬يف ل��وح��ات �أق���رب �إىل‬ ‫لت�سجل ري�شتها‬ ‫املقتطفات الروحية‬ ‫ّ‬ ‫ن�شرت العديد من املقاالت الفنية يف الأنثوية م�شاهد عاملية ويومية من‬ ‫الكثري من ال�صحف واملواقع الفنية‪ ،‬ق�ص�ص وحكايات تتّ�سم بالغمو�ض وبال�شكل اخلال�ص‪ ..‬لت�ص ّور الكثري‬ ‫ود ّر���س��ت ال��ف��ن يف م��دار���س ومعاهد والو�ضوح والدقة وال�صدق الكبري ما والكثري من الق�ضايا املجتمعية يف‬ ‫عدة‪.‬‬ ‫جتر�أت ور�سمت ‪.‬‬ ‫�أن ّ‬ ‫هذا العامل‪ ،‬يف امتدادات الألوان‪..‬‬ ‫بد�أت الفنانة الت�شكيلية رحلتها مع ر�سمت الفنانة هواج�س و�إبداعات من ول��ت��ق��ت��ن�����ص اخ���ت�ل�اج���ات ال��ن��ف�����س‬ ‫اللوحة منذ ال�صغر‪ ،‬فر�أت يف اللوحة ق�ص�ص و�ألوان وخطوط‪ ،‬على ح�ساب يف �إي��ق��اع��ات ال��وج��وه الإن�����س��ان��ي��ة‬ ‫ف�سحة من الأمل يرافق ما بداخلها نظرة خمتلفة على م�ستوى وعي فني امل��ج��� ّ��س��دة بالأحا�سي�س وامل�شاعر‬ ‫أم�س احلاجة له‪ .‬وال�����ر�ؤى وال��ت��وق��ع��ات ال��ت��ي ج��اءت‬ ‫وينطلق من الواقع وينتهي باخليال‪ ،‬و�إن�ساين بتنا ب� ّ‬ ‫ف��الأل��وان ه��ي لغتها ال��ت��ي تخت�صر حماولة �أن متنع الدمار والفو�ضى من معكو�سة على ظالل حركات فر�شاتها‬ ‫امل�سافات وحترك يف �أعماقها احلب الو�صول �إىل القلب النازف‪ ،‬من خالل وم�ساحاتها وتناغماتها‪ ..‬يف قدرتها‬ ‫ن��ح��و ���ش��اط��ئ الأم������ان وجم��اذي��ف تبنّيها ق�ضايا جمتمعية خالل بحثها على ال��دخ��ول �إىل عمق ال��ق��درات‬ ‫اخل�لا���ص ل�سكب ه��ذد االن��ف��ع��االت ال���د�ؤوب بطرح الأ�سئلة وبت�شكيل التعبريية والت�شكيلية يف متو�ضعاتها‬ ‫وحتويلها �إىل �إب���داع���ات‪ ،‬فظهرت الأفكار والقناعات‪ ،‬ورف�ض احلكايات البقعية فوق ج�سد اللوحة‪ ،‬مت�ش ّبعة‬ ‫�ألوانها مرهفة وحمددة من �أق�صاها ال��ت��ق��ل��ي��دي��ة وامل��ج��ان��ي��ة‪ .‬انطلقت بنوع من احلرية والتلقائية املده�شة‬ ‫اىل �أق�صاها‪ ،‬وم��ن فو�ضى وعتمة �إىل ع��امل يعتمد على الإح�سا�س !!كل ذلك على لوحاتها ؛ لكن ب�إيقاع‬ ‫ال��واق��ع �إىل خ�صوبة الفكر‪ ،‬لرتى وال����واق����ع ب��ال��ت��ك��وي��ن��ات اجل��ل � ّي��ة ي�صعب علينا احلياد معه‪ ،‬بل ي�صعب‬ ‫جتنّبه ب�إيجابية �أو �سلبية‪ ،‬حيث‬ ‫ن�شاهد يف بع�ض الأعمال �إيقاعات‬ ‫وحيدة – �إيقاعات مو�سيقية داخلية‬ ‫مل�شاهد �إن�سانية وحياتية مك ّثفة‬ ‫بال�شحنات االنفعالية‪ ،‬لتكت�شف‬ ‫معه متعة االبتكار ومتعة التجريب‬ ‫ومتعة الفرح ومتعة احلزن‪ ،‬بل حتى‬ ‫متعة ت�أمل املا�ضي من خالل �ضباب‬ ‫الزمن‪.‬‬ ‫‪2016‬‬

‫‪53‬‬


‫الرشاشات الثقيلة‬

‫ان ه���ذا ال��ن��وع من‬ ‫اال���س��ل��ح��ة � ُ��ص � ّن��ع‬ ‫ب���ع���د ان ت���ط���ورت‬ ‫ادوات احل�����رب‬ ‫وبد�أت احلروب وبد�أت الدول ُت�صنّع‬ ‫طائرات حربية وعربات حربية من‬ ‫دبابات وم�صفحات و�سيارات‪ .‬فكان‬ ‫بد من ت�صنيع ا�سلحة م�ضادة لهذه‬ ‫ال ّ‬ ‫الآليات احلربية فكانت الر�شا�شات‬ ‫الثقيلة ثم ال�صواريخ‪.‬‬

‫‪54‬‬

‫‪issue 5‬‬

‫الر�شا�شات الثقيلة خمتلفة االنواع‬ ‫وال��ع��ي��ارات واط��ل��ق عليها ت�سمية‬ ‫ثانية «م��داف��ع ر���ش��ا���ش��ة»‪ .‬ان �أول‬ ‫مدفع ر�شا�ش م�ضاد للطائرات هو‬ ‫مدفع فرن�سي عيار ‪40‬ملم ي�سمى‬ ‫‪ D.C.A‬اي دفاع �ضد الطائرات‪،‬‬ ‫هذا املدفع تقطره �شاحنة وله طاقم‬ ‫م��ن ارب��ع��ة جنود يرتكز على ارب��ع‬ ‫عجالت‪ ،‬كما ان الفرن�سيني انتجوا ان ه��ذه الر�شا�شات م�صنوعة من‬ ‫مدفع ًا اوتوماتيكي ًا عيار ‪122‬ملم ا�سطون واح���د او اث��ن�ين او �أرب��ع��ة‬ ‫حم��م��ول ع��ل��ى ال���ب���وارج البحرية‪.‬‬ ‫ان دو ًال ع���دي���دة ان��ت��ج��ت م��داف��ع‬ ‫ر�شا�شة م�ضادة للطائرات وال��دروع‬ ‫من عيارات خمتلفة تبد�أ من عيار‬ ‫‪20‬ملم اىل عيار ‪37‬ملم هذا النوع‬ ‫م��ن ال��ر���ش��ا���ش��ات الثقيلة ال ي��زال‬ ‫ي�صنع حتى الآن وهي حممولة على‬ ‫جمنزرات او �آليات ثقيلة‪.‬‬


‫اعداد‪ :‬أديب عقيقي‬

‫أسلحة‬

‫او �ستة ‪� .‬سوف نتكلم عن امثلة من وله اال�سم نف�سه للر�شا�ش با�سطون الطائرات وهو �صناعة رو�سية‪.‬‬ ‫هذه االنواع لأن الكالم عن جميعها واحد‪.‬‬ ‫ان جميع الر�شا�شات الثقيلة ت�ستعمل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يطول جد ًا‪ ،‬اوال �سنعر�ض مثاال عن الر�شا�ش ذو الأربع ا�ساطني وهو من ذخ�ي�رة م��ت��ن��وع��ة‪ ،‬اي ذات ر�ؤو����س‬ ‫الر�شا�ش الثقيل باال�سطون الواحد‬ ‫ع��ي��ارات خمتلفة ‪23‬ملم و ‪33‬ملم خ��ارق��ة او ح��ارق��ة او متفجرة‪.‬‬ ‫‪ ،‬هو �صناعة �سوي�سرية عيار ‪20‬ملم‬ ‫‪35‬ملم‪ .‬يدفع على جمنزرات ويطلق والر�ؤو�س املتفجرة تنفجر تلقائي ًا‬ ‫يعمل ميكانيكي ًا‪ ،‬ي�ستعمله اجلي�ش‬ ‫الأم�يرك��ي واجلي�ش الأمل��اين ‪ ،‬يطلق ‪ 4000‬طلقة بالدقيقة‪ .‬الأك�ثر عند نهاية �سرعتها‪ .‬يف بحثنا القادم‬ ‫الف طلقة بالدقيقة �سرعته ‪� 1050‬شهرة ‪� ،‬صنع الأحت���اد ال�سوفياتي �سنتكلم عن املدافع ذات اال�ساطني‬ ‫مرت ًا يف الثانية يو�ضع على جمنزرة �سابق ًا واليوم �صنع االحتاد الرو�سي‪ .‬املل�ساء‪.‬‬ ‫جمال ا�ستعماله بر ًا ‪ 3500‬مرت‪.‬‬ ‫او يحمل على ���س��ي��ارة او ي��رك��ز يف‬ ‫الأر�����ض م��ع��روف ب��ا���س��م اويرليكن الر�شا�ش ذو ال�ستة ا�ساطني املعروف‬ ‫با�سم ‪ Vulcan‬فولكان ‪ ،‬ه��و من‬ ‫‪.OERLIKON‬‬ ‫الر�شا�ش ذو اال�سطوانان هو �صناعة ع��ي��ار ‪20‬ملم وي��ع��م��ل ميكانيكي ًا‬ ‫���س��وي�����س��ري��ة وم����ن ع���ي���ار ‪20‬ملم تتحمل ا�ساطينه ‪ 50000‬طلقة‬ ‫ي�ستعمله اجلي�ش االمريكي واجلي�ش ويجب ا�ستبدالها ‪� ،‬سرعته ‪3300‬‬ ‫االملاين يعمل ميكانيكي ًا ويحمل على ق��دم بالثانية يطلق ‪ 2000‬طلقة‬ ‫جمنزرة او عربة ويركز على الأر�ض ب��ال��دق��ي��ق��ة وال ي�ستعمل اال �ضد‬ ‫‪2016‬‬

‫‪55‬‬


‫بتلع ِّ‬ ‫َ‬ ‫سيان!‬ ‫الن‬ ‫‪ ....‬و‪َ ....‬ي ُ‬

‫ٌ‬ ‫كثرة من الناس ُتغادر هذه‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫سيان‪،‬‬ ‫فيبتلعها ال ّن‬ ‫الفانية‬ ‫ُ‬ ‫بتلعه !‬ ‫وق ّل ٌة منهم هي التي َت‬ ‫ُ‬

‫ريمون شبلي‬

‫‪56‬‬

‫‪issue 5‬‬


‫غياب‬

‫جرج�س يف ‪ 24‬ني�سان ‪ ،2015‬قد �سلك غريها تعب ًريا عنه ( كما ك��ان يقول‬ ‫طريق العطاء والع�صام ّية واحلرك ّية‪ ،‬يل)‪ .‬لذلك‪ ،‬فقد كتب بها معظم كتبه‪،‬‬ ‫والتح�صيل‬ ‫ّ‬ ‫أهم م�ؤ ّلفاته ‪:‬‬ ‫العلمي الذي ت َّو َجهُ بعدّ ة وباللبنان ّية قليلها؛ و� ّ‬ ‫�شهادات �أب��ر ُزه��ا و�أعالها دكتوراه يف‬ ‫الكر�سي ‪ -‬قاتل‬ ‫النّداء ‪� -‬أ ّم لبنان ‪-‬‬ ‫ّ‬ ‫الفل�سفة وعلم النّف�س نالها من فرن�سا‪.‬‬ ‫ال � ّت �نّ�ين (م�����س��رح) – ع��ب��وري �إل��ي��ك‬ ‫ويف م�سريته "امل�س�ؤوليات ّية" ّ‬ ‫الطويلة‬ ‫(ج��زءان) (وجدان ّيات) – موعد مع‬ ‫املن�صب‬ ‫يجعل‬ ‫والنّبيلة واجلليلة‪ ،‬مل‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫الذات (�إ�ضاءات على النّف�س) ‪� -‬إغفر‬ ‫(�أو الوظيفة) خاد َمه‪ ،‬و�إنمّ ا قد جعله‬ ‫باحلب‬ ‫لنا (�إ�ضاءات على النف�س) –‬ ‫ّ‬ ‫خاد ًما َّ‬ ‫و�صاحب ّ‬ ‫حق‪ .‬فال ُأب‬ ‫كل حمتاج‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫كل �شيء لكم (ت�أ ّمالت) – قبالت على‬ ‫املنا�صب التي َتب َّو�أها يف‬ ‫جورج ا�ستثمر‬ ‫َ‬ ‫الرهبانية [رئي�س �أديار‪ ،‬مد ّبر عا ّم‪ ،‬فرح ّ‬ ‫الطفولة (وجدان ّيات وت�أ ّمالت) –‬ ‫ّ‬ ‫رئي�س م�ست�شفى بيت �شباب للمعاقني ِ�سفْر �أنا�شيدي (وجدان ّيات وت�أ ّمالت)‪.‬‬ ‫(‪� 12‬سنة)‪ ،‬مدير ثانو ّيات رهبنته‪ ،‬هذه امل�ؤل ّفات املن�شورة (وغريها الذي‬ ‫طي دفاتره ينتظر �أن ُيط َل َق‬ ‫مدير ف��رع جامعة ال��� ّروح القد�س – ال يزال َّ‬ ‫زحله ( ‪� 6‬سنوات)] �أو يف اجلامعة �إىل ال � ّن��ور) ق��ام� ٌ‬ ‫ُّ‬ ‫ت�ستحق‬ ‫�ات ق ّيمة‬ ‫ٌ‬ ‫درا�سات جامع ّية‬ ‫اللبنان ّية �أ�ستاذ حما�ضر �أكرث من ثالثة وت�ست�أهل �أن تتناولها‬ ‫عقود‪ ،‬ورئي�س ق�سم الفل�سفة فيها مدّ ة مع َّمقة‪ ،‬تفي الأب جورج ح َّقه وقيمته‬ ‫طويلة] من �أج��ل اخل�ير ال��ع��ا ّم اىل و�أهم ّيته‪ ،‬و ُتفيد ال ّث َ‬ ‫قافة واحل�ضار َة‬ ‫حدّ ن�سيان ال� ّ�ذات‪ ،‬واملغامرة يف �سبيل‬ ‫والإن�سان‪.‬‬ ‫البناء والعطاء والإفادة‪ ،‬مر ِّددًا دو ًما‬ ‫�أي ّها ال ُأب ج��ورج ّ‬ ‫وباوي احل� ّ�ي يف‬ ‫الط‬ ‫ّ‬ ‫‪ " :‬اهلل بيد ّبر"‪.‬‬ ‫ينابيع �سمائك اىل الأبد‪ ،‬و�أنت مبد ٌع واملبدع‬ ‫ٌ‬ ‫إبداعات‬ ‫عطاءات و�‬ ‫�شهادات بال‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫رة ال ميوت‪،‬‬ ‫متفج ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫حمدودة �أو م�سدودة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وينابيع ّ‬ ‫ٌ‬ ‫�شهادات �أو ال‪ ،‬تزيد وتفيد حيثما َ‬ ‫ترافقها‬ ‫كنت حت� ُّ�ل بعباءتك امل�ضيئة‬ ‫و ُت ْغني‪.‬‬ ‫بال�سواد‪ ،‬كانت ّ‬ ‫حتل حرك ُتك املثمرة‬ ‫ّ‬ ‫وم���ن ن��ع��م ال����� ّر ّب ع��ل��ى الأب ج���ورج واملثقلة بالربكة واحل�صاد‪ ،‬و�صدم ُتك‬ ‫ينبوعه ال‬ ‫موهب ُته –‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫امل�شرقة وامل�ش ِّرفة‪.‬‬ ‫إبداعي بكلمته الإيجاب ّي ُة‬ ‫ال��ب�����س��ي��ط��ة‪ -‬ال��ع��م��ي��ق��ة‪ ،‬اجل��م��ي��ل��ة – م��ن ه��ن��ا‪ ،‬ن��ح��ن ن�����ص � ّل��ي‪ ،‬وم���ن دي��رك‬ ‫النّبيلة‪ ،‬ال ّراقية‪-‬الأنيقة التي َمزجت‬ ‫الفردو�سي امل�شتهى �أنت تبارك‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫العقل واملاورائ ّيات واخليال والفل�سفة‬ ‫كنت العا َ‬ ‫يل – املتوا�ض َع ‪ ،‬وال ّراعي –‬ ‫قيمة‬ ‫والالهوت والإميان واجلمال يف‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ال�صالح ‪ ،‬واملم َّيز‪.‬‬ ‫املثل ّ‬ ‫غالية هي هو‪.‬‬

‫َن َعم !‬ ‫ف�����ك� ُّ‬ ‫����ل م�����ص��ط��ف��ى‬ ‫مقدَّ ٍ�س‪ /‬وك� ُّ�ل مبد ٍع‬ ‫َن��� ِ��ض� ْر‪َ /‬‬ ‫وخ�ِّي�رِّ ٍ َع ِط ْر‬ ‫مغاير يخلدُ يف‬ ‫‪ /‬وع���المِ ٍ ُمبت ِك ْر ‪/‬‬ ‫ٌ‬ ‫ال� ّ‬ ‫��ذاك���ر ْه‪ /....‬وك��م وج���و ٍه ع�َب�رَ ْت ‪/‬‬ ‫ظلمة‬ ‫ومثلها ع��اب��ر ْه ‪ /‬م�ص ُريها يف‬ ‫ِ‬ ‫ا ُ‬ ‫حل َف ْر!‬ ‫وال�صوت‪،‬‬ ‫وج ُهه و�إط�لال� ُت��ه‪ ،‬ب�سم ُته‬ ‫ّ‬ ‫كلما ُته وم�ؤ َّلفاته‪ ...‬ك ُّلها �أق��وى من‬ ‫املوت‪ ...‬هو الأب د‪ .‬جورج كرباج‪.‬‬ ‫ك � ّل��م��ا ك��ت��ب��تُ ع���ن ���ص��دي��ق��ي ال��ك��ب�ير‬ ‫ال�ساكن يف النّفو�س والعقول‬ ‫ال ّراحل ‪ّ -‬‬ ‫ّ‬ ‫والذاكرة الأب جورج تف ّتح يف وجداين‬ ‫بال�سرور وبن�شوة ُع ْلو ّية‪.‬‬ ‫�شعو ٌر ّ‬ ‫ُ‬ ‫فالكتابة عنه �إبحا ٌر يف �شخ�ص ّي ٍة ّ‬ ‫فذة‪،‬‬ ‫ف��ك� ًرا م�ضيئ ًا دائ��م ال � ّت��ج��دّ د‪ ،‬وعق ًال‬ ‫احلكمة‪ ،‬وقل ًبا طفلاً‬ ‫ُ‬ ‫راج� ً�ح��ا ُيثق ُله‬ ‫ّ‬ ‫�شديدَ‬ ‫وروحا ن�سك ّية طوباو ّية‬ ‫التوقد‪ً ،‬‬ ‫�شخ�صية منحوتة‬ ‫ُي�سكرها ال ّتزهُّ د‪...‬‬ ‫ٍ‬ ‫يف م�سرية الإبداع وال ّزمان‪.‬‬ ‫"‪ Père‬جورج " (هكذا كنت �أُخاط ُبه‬ ‫يرا ك��ان ُيخاطبني ب��ـ "‬ ‫دائ�� ًم��ا‪ ،‬وك��ث� ً‬ ‫ال�شاعر احلبيب")‪� :‬أ���ش��ع� َ‬ ‫ّ‬ ‫�رت يو ًما‬ ‫بالنّدم على �أ ّنك راهب؟‬ ‫�س�ؤال طرحته عليه �أكرث من م ّرة‪ ،‬يف‬ ‫خ�لال �صداقتنا ّ‬ ‫الطويلة‪ ،‬وجوابه‬ ‫كان جاز ًما ال يتغيرّ ‪ ":‬مطل ًقا‪ ...‬ف�أنا‪،‬‬ ‫منذ انتمائي اىل ال ّرهبان ّية اللبنان ّية‬ ‫املارون ّية‪ ،‬يف �سعادة ال تو�صف"‪.‬‬ ‫والأب ج��ورج‪ ،‬ال��ذي دخل ال ّرهبان ّية‬ ‫رث من �ستّ ك��م ي��ح��ت��اج جمتم ُعنا �إىل �أم��ث��ال��ك‪،‬‬ ‫يف احل��ادي� َ�ة ع����شْ ��ر َة م��ن عمره (ع��ام وعلى ال ّرغم من �إتقانه �أك َ‬ ‫لي�ستقيم‬ ‫ماوي لغات‪ ،‬كال ًما وكتابة‪ ،‬كان ال ُأب جورج ونر�ضى ح ّتى ب�ش ْبه �أمثالك‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ال�س ّ‬ ‫‪ )1952‬وخرج منها �إىل ديره ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫يف ذك���رى م��ي�لاده وع��ي��د �شفيعه مار ينجذب �إىل العرب ّية‬ ‫وينه�ض لبنانُ !‬ ‫ويف�ضلها على الإن�سانُ ‪،‬‬ ‫‪2016‬‬

‫‪57‬‬


‫انطون البيطار‪....‬‬

‫كان القلم سالحه‬ ‫اسكندر داغر‬

‫بعد رحيل الدكتور‬ ‫انطون البيطار عن‬ ‫هذه الدنيا الظاملة‪،‬‬ ‫خ�سرت ب��ل��دة بيت‬ ‫�شباب �أحد وجوهها البارزة واملُحبة‪.‬‬ ‫يف هذه البلدة اجلميلة �أب�صر �أنطون‬ ‫البيطار ن��ور احلياة‪ ،‬وفيها لعب مع‬ ‫�أطفالها‪ ،‬وتع ّلم يف مدار�سها‪ ،‬وراودته‬ ‫الأح�لام الكثرية‪....‬وعندما َك�ُب�رُ َ ‪،‬‬ ‫بد�أ يبحث عن الو�سيلة التي ي�ستطيع‬ ‫بوا�سطتها �أن يخدم بلدته العريقة‬ ‫ووطنه لبنان‪.‬‬ ‫باكر ًا‪ ،‬حمل انطون البيطار قلمه‪،‬‬ ‫و�سار على دروب احلياة‪.....‬ودائم ًا‪،‬‬ ‫ك���ان ال��ق��ل��م ه��و ر�أ���س��م��ال الإن�����س��ان‬ ‫ال�شبابي‪ ،‬والإن�سان املتني‪ ،‬واللبناين‬ ‫ب�شكل عام‪.‬‬ ‫فالقلم كان وراء ازده��ار ال�صحافة‬ ‫وانت�شارها يف بيت �شباب وخارجها‪،‬‬ ‫والقلم كان الدافع �إىل تطورالق�صيدة‬ ‫والق�صة وامل�سرحية واللغة والتاريخ‬ ‫والقانون والدين والفنون‪.....‬‬ ‫من هنا‪ ،‬وعلى خطى الأوائ��ل‪ ،‬اختار‬

‫‪58‬‬

‫‪issue 5‬‬

‫ان��ط��ون البيطار القلم �سالح ًا له‪،‬‬ ‫وكتب يف حقول �أدبية عدة‪ ،‬وعالج‬ ‫مو�ضوعات عديدة‪ ،‬تارك ًا يف املكتبة‬ ‫العربية م�ؤلفات عديدة‪ ،‬يعود �إليها‬ ‫الأبناء‪ ،‬والأحفاد‪.‬‬ ‫ول��ع� ّ�ل م��ن �أب����رز م��ا حققه يف ه��ذا‬ ‫املجال‪ ،‬انكبابه على البحث والغو�ص‬ ‫يف تاريخ بلدته بيت �شباب املثقلة‬ ‫بالأ�سماء الالمعة يف خمتلف ميادين‬ ‫احلياة‪ ،‬وبالأحداث من كل نوع ولون‪،‬‬ ‫على امتداد التاريخ‪...‬لقد �أدرك‪� ،‬أن‬ ‫هذه البقعة املت�ألقة يف جبل لبنان‪،‬‬ ‫ب�أ�شد احلاجة �إىل من يكتب تاريخها‬ ‫املجيد‪ ،‬ك�سائر ق��رى وبلدات ومدن‬ ‫لبنان‪ ،‬فقام بهذه املهمة ال�شائكة‪،‬‬ ‫بقدر ما ت ّوفر له من معلومات ومراجع‬ ‫وجهود ميدانية‪.‬‬ ‫ل��ق��د ك�����ش��ف ان���ط���ون ال��ب��ي��ط��ار يف‬ ‫�أك��ث��ر م���ن ك���ت���اب‪ ،‬ع���ن وج����ه بيت‬ ‫�شباب اجلميل‪ ،‬يف العلم والثقافة‬ ‫وال�صناعة‪ ،‬واالنت�شار يف كل مكان‬ ‫م��ن ال����ع����امل‪�......‬أمل يلحظ ابنها‬ ‫الع ّالمة اخل��وري خمايل غربيل يف‬

‫كتابه ال�ضخم "ك�شف النقاب عن‬ ‫بقعة بيت �شباب" �أن ح��دود بلدته‬ ‫ميتد �إىل �أق�صى العامل!‪....‬ومن ثم‪،‬‬ ‫�أمل يذكر املفكر �أم�ين الريحاين يف‬ ‫كتابه "قلب لبنان" �أن هذه "ال�ضيعة‬ ‫امتازت ب�صناعاتها‪ُ .....‬ت�صنع فيها‬ ‫الأجرا�س‪ ،‬و ُين�سج الن�سيج الوطني‪،‬‬ ‫و ُيعمل ال��ف��خّ ��ار‪ ،‬وحت��ل يف معاملها‬ ‫���ش��ران��ق احل��ري��ر‪� .‬إن��ه��ا لتملأ �صدر‬ ‫اجلبل ببيوتها وب�ساتينها وم�صانعها‬ ‫وك��ن��ائ�����س��ه��ا‪ ،‬حت��ي��ط ب��ه��ا غ��اب��ات‬ ‫ال�صنوبر‪ ،‬و ُتكللها ال��ك��روم‪ ،‬كثرية‬ ‫الينابيع‪ ،‬غزيرة املياه‪ ،‬يت�صاعد من‬ ‫مداخن معاملها الدخان‪ ،‬وتنت�شر من‬ ‫ب�ساتينها الروائح الزكية"‪.‬‬ ‫ف ��أي��ن ال��ي��وم‪ ،‬م��ن الأم�����س القريب‬ ‫والبعيد‪ ،‬يا بيت �شباب؟!‬ ‫لقد كتب ان��ط��ون البيطار ع��ن بيت‬ ‫�شباب لكي تبقى ح� ّي��ة يف ذاك��رة‬ ‫�أهلها‪ ،‬ويف ذاكرة التاريخ‪.....‬ولكي‬ ‫يربهن للقا�صي وال����داين‪� ،‬أن هذه‬ ‫البقعة امل�ضيئة يف ق��ل��ب اجل��ب��ل‪،‬‬ ‫ت�ستحق احلياة‪.‬‬


‫غياب‬

‫انطوان بيطار إلى جنان الخلد‬

‫د‪ .‬فؤاد الحركة‬

‫مل ت��ت�����ش��ح ج���ن���ازة‬ ‫د‪ .‬ان��ط��وان البيطار‬ ‫باحلزن فقط بالرغم‬ ‫من لوعة فراق الأهل‬ ‫والأ�صدقاء وبيت �شباب للرجل الذي‬ ‫وهب عمره وحياته للرتبية والتعليم‬ ‫وللكلمة احلرة ال�صادقة‪.‬‬

‫ه��ن��ا‪....‬ال تعي�ش معنا حيث �أح��داث عن ال�صحافة اللبنانية و�أنه اتخذ ما‬ ‫احل��ي��اة وم�شاكل بلد ب�لا رئي�س‪ ....‬كتبت و�أ�صدرت عن ال�صحافة العربية‬ ‫وح��ي��ث ح����وارات متالطمة وف��ارغ��ة يف الوطن العربي‪.‬‬ ‫وكاذبة و�أحيان ًا موح�شة وم�ؤملة‪�...‬أما‬ ‫ك��ان امل��رح��وم م��ن الأدب���اء واملفكرين‬ ‫تلك‪ ،‬النف�س املطمئنة فهي ف��وق‪....‬‬ ‫الكبار الذين حاولوا دائم ًا �أن يكون‬ ‫بعيدة عن التدلي�س‪ ،‬ال تطالها هامة‬ ‫ت�صرفهم و�سلوكهم مطابق ًا لقيمه‬ ‫وال ت�صلها م�شاكل الب�شر ونفاق قادة‬ ‫و�أفكاره ومعتقداته‪.‬‬ ‫ه��ذا ال���زم���ان‪....‬ه���ي خ���ارج م���دارات‬ ‫النفو�س‪�....‬سمو جميل يعلو وي�ستقر �إن القلب ليحزن و�إن ال��ع�ين لتدمع‬ ‫لفراقك �أيها ال�صديق ال�صدوق‪.‬‬ ‫حيث اجلوار املقد�س‪....‬مع اهلل‪.‬‬

‫نف�س مطمئنة‪ ...‬ذاك تعبري ب�سيط‪...‬‬ ‫حتلق ف��وق كل الأ���ش��ي��اء‪...‬ال تطالها‬ ‫مم��ار���س��ات الب�شر �أو خ��واط��ره��م‪...‬‬ ‫لكن ه��ذه النف�س تقف عند اهلل‪ ....‬ت��ع��رف��ت ع��ل��ى ال��ف��ق��ي��د ع���ن ط��ري��ق رحم اهلل الفقيد الغايل و�ألهم �أهله‬ ‫وترتفع بها فوق الزمان واملكان‪ ،‬لأن ال��زم��ي��ل احلبيب لوي�س احل��اي��ك‪ ...‬و�أ�صدقائه وبيت �شباب وحمبيه ال�صرب‬ ‫النف�س املطمئنة والكرمية ال تعي�ش ي��وم ج��اء ليقدم يل م�ؤلفاته الثالث وال�سلوان و�أ�سكنه ف�سيح جنانه‪.‬‬ ‫‪2016‬‬

‫‪59‬‬


‫كلمات أخيرة إلى صديقي الراحل‬ ‫لويس الحايك‬

‫لن ا�أق��ول وداع� ًا يا �صديق العمر‪ ،‬يا‬ ‫�صديق الطفولة وم�شوارنا الطويل‬ ‫مع ًا‪.‬‬ ‫ب���اق معنا خم��ل��د ًا ب�سريتك‬ ‫ف ��أن��ت‬ ‫ٍ‬ ‫ال��ط��اه��رة امل�ضيئة‪� ،‬سرية الإن�سان‬ ‫اخل��ل��وق املحب ال��ذي ق�ضى حياته‬ ‫يغار للأخرين �أكرث مما يغار لنف�سه‪،‬‬ ‫كنت جمند ًا ط��وال حياتك خلدمة‬ ‫النا�س وتلبية حاجاتهم م��ن دون‬ ‫منّة منك‪ ،‬وكنت ت�ضحي من جيبك‬ ‫وال ت�س�أل‪ ،‬وعندما تابعت املعركة يف‬ ‫حقل التعليم‪ ،‬ربيت �أجيا ًال حفظت‬ ‫ال�سوي‪،‬‬ ‫تعاليمك وم�شت على الطريق ّ‬

‫فقد كنت م��ث��ا ًال لل�صدق والنزاهة‬ ‫واملحبة وال��ك��رام��ة ون��ك��ران ال��ذات‬ ‫لي�صدق فيك ق��ول زميلنا يف حلقة‬ ‫احل��وار الثقايف الدكتور حممد �ش ّيا‬ ‫الذي مل ي�صدق اخلرب وقد نزل على‬ ‫ر�أ�سه ور�ؤو�سنا جميع ًا كال�صاعقة‪،‬‬ ‫فكتب يقول‪ :‬انطوان البيطار املثقف‬ ‫وم��ؤرخ ال�صحافة اللبنانية هو �آخر‬ ‫مواطن ع��ادي متوا�ضع ك��ان بقي يف‬ ‫هذا البلد‪� .‬أجل �أيها ال�صديق الغايل‬ ‫�أن���ت امل��واط��ن ال���ذي يفتقد الوطن‬ ‫لأمثالك يف هذا الزمن الع�صيب الذي‬ ‫مير به وقد �ضاعت مثله العليا و�صار‬ ‫ُ‬ ‫اخللق الكرمي عملة نادرة فيه‪.‬‬

‫نحن يف نظرة �أخ�يرة نودعك وداع‬ ‫الغائب عن ه��ذه الفانية بج�سدك‬ ‫الفاين ال بروحك التي �ستبقى معنا ما‬ ‫بقينا‪ ،‬ح ّية م�شعة خالدة ب�إ�ضاءاتك‬ ‫على بلدتك التي �أحببت‪ ،‬وكنت �أول‬ ‫باعث لتاريخها املجيد بعد ن�سيان‬ ‫طال عليه الزمن‪ ،‬ف�أيقظت �أمواته‬ ‫وخلدت ذكرى تركات مبدعيه‪.‬‬ ‫كنت كرمي ًا بعطائك وتفانيك فاخلد‬ ‫يف رح��اب جنة ال تفتح �أبوابها �إال‬ ‫للمتوا�ضعني الطيبني‪� .‬أ�سكنك اهلل‬ ‫رحابها بني قدي�سيها و�أوليائها يا‬ ‫مثال الطيبة والتوا�ضع والوفاء‪.‬‬

‫كلمة الكوميسير أديب العقيقي‬

‫في وداع الدكتور انطون البيطار‬ ‫اي��ه��ا ال�صديق �ستبقى يف �ضمرينا ما‬ ‫بقينا و�سنبقى يف بلدتك بيت �شباب ويف‬ ‫وطنك لبنان ما دام الزمان ‪ ،‬الدكتور‬ ‫انطون بيطار قيمة ان�سانية وثقافية‬ ‫وازنة ‪.‬‬ ‫مار�ست التعليم فكنت مثاال يف توجيه‬ ‫ط�لاب��ك ف���اذا ه��و يف ال�ترب��ي��ة والعلم‬ ‫وال��وط��ن��ي��ة وال��ع��م��ل اخل��ال��د ب ��آث��ارك‬ ‫الأدبية فكنت منارا ا�ستفا�ض �ضيا�ؤه‬ ‫على وطنك ‪ ،‬وم��وردا عذبا ارت��وت منه‬

‫‪60‬‬

‫‪issue 5‬‬

‫النفو�س الظم�أى اىل الأخالق والتهذيب الو�صف �إذا مل يفتح بالعلم عقولهم‬ ‫واملعرفة ‪.‬‬ ‫ويربي بالتهذيب عواطفهم وميولهم ‪.‬‬ ‫هذه الروح ال�شريفة التي كانت ترافق هكذا كان الدكتور انطون البيطار مثاال‬ ‫الدكتورانطون بيطار من مهده اىل حلده للمربي واملعلم والباحث يف تاريخ بلدته‬ ‫‪ ،‬هذه الروح التي رافقته طوال حياته بيت �شباب ‪�.‬إن رحيل الدكتور �أنطون‬ ‫املهنية ‪.‬‬ ‫بيطار خ�سارة كبرية لبلدته وكل عارفيه‬ ‫الدكتور انطون البيطار ك��ان �صاحب وا�صدقائه وذويه ‪ ،‬ف�إىل زوجته و�أوالده‬ ‫وطنية �صحيحة بنيت على الف�ضيلة و�آل بيطار و�أه���ل بيت �شباب عزائي‬ ‫وال�شرف ‪� ،‬شرف الذين ي�صوغون للأمة �سائ ًال اهلل ان يلهمهم ال�صربوال�سلوان‬ ‫رجاال و�أيّ النا�س ي�صح ان يو�صف بهذا �أ�سكنه اهلل ف�سيح جناته ‪.‬‬


‫غياب‬

‫يا ُ‬ ‫موت عذر ًا �إذا خاطبتكم غ�ضبــا‬ ‫َ‬ ‫�شغاف القلب ِ واحلجبا‬ ‫ملّا جرحت‬ ‫عجل‬ ‫يا من خطفتَ عزيز القوم يف ٍ‬ ‫هدمت ركن ًا ظلمت العلم والأدبـــا‬ ‫ّ‬

‫مرثية الشاعر عبود فضول‬ ‫ّ‬

‫في وداع الدكتور‬ ‫انطون البيطار‬

‫نحن افتقدنـا عزيزا كنّا نـُكرب ُه‬ ‫هــذي م�آثــره قـد متالء الكـتــبـا‬ ‫كــرم‬ ‫قيـم �أفعــالــه ٌ‬ ‫�أخالقـه ٌ‬ ‫�أعطى الكثري يفوق املا�س والذهبا‬ ‫مرثية األب مارون الحايك‬

‫هـي الثـقـافـة والأخـالق ثـروتـه‬ ‫طوباه ح ًّبا ملن �أعطى ومن وهبـا‬

‫في وداع الدكتور‬ ‫انطون البيطار‬

‫دهرا �سنبقى لقـاء اخلري نذكــره‬ ‫ً‬ ‫�أهديت ح ًّبا ففقت املاطـر ال�سحبا‬

‫ِذ َ‬ ‫أجرا�سها َن َغما‬ ‫كراك تبقى على �‬ ‫ِ‬ ‫باق على �أحال ِمنا َعـلمـا‬ ‫�أنطونُ ٍ‬

‫َ‬ ‫بئ�ساك ُ‬ ‫موت حبيب القلب تخطفه‬ ‫باق �أمـام العني منت�صبا‬ ‫كالطيف ٍ‬

‫جمع ّي ٌة كنتَ فيها حا�ضر ًا ‪� ،‬أبدا‬ ‫�أ ّرختَ ‪ ،‬ع َّزز َْت �شعب ًا بان ًيا �أُممَ ا‬

‫لقــاء ب�إذن اهلل نـرقـبـــــــه‬ ‫غــدً ا ٌ‬ ‫ك�أ�س الهناء �سيغدو رائ ًعـا عجـبا‬

‫َ‬ ‫يكفيك �أ َّنــا ُ‬ ‫ُخ ِّل ْد َت‬ ‫جيل ملحمـة ٍ‬ ‫ُ‬ ‫يعرف ُّ‬ ‫الذ َّل يو ًما ‪ ،‬حام ًال قلما‬ ‫ال‬ ‫‪2016‬‬

‫‪61‬‬


‫شعراء بالدي‬ ‫د‪ .‬مطانيوس الحلبي‬

‫هيا اىل بقاع ال�شعر‪،‬‬ ‫اىل مقلع الثقافة‬ ‫ومهبط الوحي‪ .‬هيا‬ ‫اىل ح��ي��ث ال�سماء‬ ‫تتزين ب�ألوان احلب‪ .‬اىل حيث يلوح‬ ‫يف ا�ستقبالك مبناديل الأدب وتزف‬ ‫بعطر الرياحني‪.‬‬ ‫يا بقاعنا احلبيب‪ .‬ن�أتي اليك لننهل‬ ‫من تربتك اخل�صبة معين ًا ثقافي ًا‬ ‫ال ين�ضب‪ ،‬حرا�سه على الأر���ض ويف‬ ‫ال�سماء ال يفرطون بثانية واحدة‬ ‫دون اي��داع ‪ .‬وك�أمنا الزمن يتوقف‬ ‫عند عطاءاتهم‪.‬‬ ‫ايها البقاع احلبيب‪ .‬ن�أتيك لن�شهد‬ ‫ع��ل��ى ع��ط��اءات��ك ال��ف��ك��ري��ة وعلى‬ ‫ثروتك احلقيقية الكائنة يف عقول‬ ‫�أبنائك لت�شهد بال�صوت وال�صورة‬ ‫على نبوغ فر�سان ال�صوت وال�صورة‪،‬‬ ‫ن�أتيك لن�شارك يف عر�س الثقافة‬ ‫على �أر�ضك املعطاء‪.‬‬ ‫ت��دخ��ل اىل ال��ب��ق��اع واىل عرو�سه‬ ‫ك�أنك تدخل مملكة احلب الزاخرة‬ ‫ب���ال���والدات ال�شعرية وال��را���ص��دة‬

‫‪62‬‬

‫‪issue 5‬‬

‫حلركة ال�شم�س والقمر‪ ،‬فت�ستيقظ معكم تزدان بالدي باحللى وترت�صع‬ ‫احل���روف والكلمات لي�صبح البقاع باجلواهر‪.‬‬ ‫واحة للخ�صب والرواء بعد �أن بهت ال�����ش��ع��ر يف ب��ل��ادي ث�����ورة ب�ل�ادي‬ ‫الإبداع يف زمن اخلواء‪.‬‬ ‫احل��ق��ي��ق��ي��ة‪ .‬ه��و منتج ف��ك��ري غري‬ ‫�أيها البقاع ‪ .‬ما كنت �إال ّ‬ ‫ال�سباق يف مغ�شو�ش وال م��ر���ش��و���ش ‪ ،‬طبيعي‬ ‫الإع�ل�ان وب��ك��ل ج���ر�أة و�إل��ت��زام �أن وبلدي مئة باملئة ومنقى من كل عيب‬ ‫الثقافة هي ث��روة لبنان احلقيقية ودن�س‪.‬‬ ‫و�أن ال تغيري حقيقي ًا �إال بالثقافة‬ ‫غ � ّن��وا وان�����ش��دوا ي��ا ���ش��ع��راء ب�لادي‬ ‫و�إن الثقافة واحل��ري��ة ت��و�أم��ان ال‬ ‫ع��ل��ى ار����ض ال��ب��ق��اع احل��ب��ي��ب‪� ،‬أن��ت��م‬ ‫يعي�ش واحدهما دون الآخر‪.‬‬ ‫امل��ؤم��ن��ون باحلياة احل��رة الكرمية‬ ‫���ش��ع��راء ب�ل�ادي ي��غ��ن��ون ال�����ص��دق يف‬ ‫�أنتم ال�صادقون يف كل ما تقولون ‪.‬‬ ‫زمن الكذب والرياء‪ ،‬يحلمون بعامل‬ ‫اتلوا �أبياتكم الوجدانية يف الوطن‬ ‫هادئ وم�سامل يف زمن تكاد ال�ضجة‬ ‫والإن�سان ويف املحبة والعدالة ويف‬ ‫تقتل العامل ‪� .‬شعراء بالدي يحبون‬ ‫وي��ع�����ش��ق��ون يف زم���ن ا�ستفحل فيه ال��وداع��ة والتوا�ضع ويف ال�شفافية‬ ‫البع�ض ‪� .‬شعراء بالدي يعربون بنا والنزاهة ‪ .‬ويف الغزليات الرقيقة ‪.‬‬ ‫من الزمن الآ�سن اىل وح��دة الروح م���ا �أح��وج��ن��ا يف ه���ذا ال���زم���ن اىل‬ ‫املتلألئة يف م�سارات الأثري ‪ .‬مي�ضون ك��ل��م��ات��ك��م واىل خ��واط��رك��م واىل‬ ‫اىل الفكرة واىل ال�صورة وك�أنهم يف حكمكم ‪ .‬ما �أحوجنا اىل الإ�ستماع‬ ‫نزهة‪.‬‬ ‫اىل م��ن��ازالت��ك��م ال�شعرية تدخل‬ ‫�شعراء بالدي معكم ي�ضحك الربيع ال�سرور والغبطة اىل قلوبنا بعد �أن‬ ‫يف ت�شرين وترق�ص ال�شم�س يف كانون خطفها منّا حقد النا�س واجرامهم‬ ‫ويختال اجلمال على كتف ال�سنني ‪ .‬وج�شعهم وطمعهم‪.‬‬


‫مهرجان‬

‫بعلبك تستعيد ذكرى خليل مطران‬

‫اق��ام��ت احل��رك��ة الثقافية يف لبنان‬ ‫بالتعاون م��ع بلدية بعلبك‪ ،‬جمعية‬ ‫ال�شبيبة اخلرييه و �سبت بعلبك الثقايف‬ ‫"مهرجان خليل مطران ال�شعري" نهار‬

‫ال�سبت ‪ 2016 - 5 - 21‬ال�ساعة ال‬ ‫‪ 5:30‬ع�صرا يف قلعة بعلبك‪� .‬شارك‬ ‫يف املهرجان ال�شعراء‪ :‬ح�سن املقداد‪،‬‬ ‫حم��م��د م��و���س��ى‪ ،‬ع��ل��ي ق��ب��وط‪ ،‬فاطمة‬

‫م�شيك‪ ،‬علي الرفاعي و م�صطفى �صلح‪.‬‬ ‫وه��ن��ا اح���دى ق�صائد امل��ه��رج��ان على‬ ‫�أن نعود يف العدد املقبل بن�شر باقي‬ ‫الق�صائد‪.‬‬

‫قداح الكينا‬ ‫فاطمة عارف مشيك‬

‫هنا ُزرعت قوافينا ‪ ...‬و �أزهر �شوقها فينا‬ ‫تدىل الليل من�سكبا ‪ ...‬ب�أقداح من الكينا‬ ‫هنا كنا ‪ ...‬و ما زلنا ‪..‬‬ ‫نداء احلق يكفينا‬ ‫�سلوا الدنيا و ما فيها ‪� ...‬سلوا عنا‬ ‫�سلوا الأجماد يف �سينا‬ ‫و �أيار و متوز و ت�شرينا‬ ‫*****‬

‫فهذا القلب يفرت�ش احلماما‬ ‫و عطر الأر�ض يف عبق اخلزامى‬ ‫و �أمي حتمل الأ�شواك يف يدها‪ ،‬و يف فمها ‪ ،‬و تطعم‬ ‫من فتات ال�ضوء‪�،‬أحالم اليتامى‬ ‫�أبي ال زال يزرع �أر�ضنا وردا ‪ ...‬ويح�صدها رياحينا‬ ‫و عطر اخلبز يف تنور والدتي‪..‬‬ ‫كعطر الدم يف �أر�ضي ‪...‬‬ ‫بنا يحيا و يحيينا ‪...‬‬ ‫‪2016‬‬

‫‪63‬‬


‫*****‬ ‫لقد قالوا ‪ .. .‬و كم كذبوا‬ ‫ب�أن العرب قوم القتل و الثارات و اجلهل‬ ‫و �أن العرب �أغنام ت�ساق ملورد الذبح‬ ‫و �أن العرب ال رب ‪ ..‬و ال علم ‪ ..‬و ال يلم بهم يجدي‬ ‫و قد كذبوا ‪...‬‬ ‫لأنا خري من يقر�أ‬ ‫و �إنا خري من يعلم‬ ‫و �إنا نكرم ال�ضيف‬ ‫و �إنا جنمع التاريخ يف �أوراق �أعيننا‬ ‫و �إنا �أهل مكرمة ‪ ...‬و �إنا نزرع الأوطان �أحالما من‬ ‫الأفراح و ال�شرف‬ ‫و �إنا نعبد اهلل ‪ ..‬و ن�شهد �أنه �أحد‬ ‫و �إنا نكتب ال�شعرا‬ ‫و �إنا �إن �سلبنا ال�شم�س نلب�س �ضو�ؤها جمدا و ال نعرى‬ ‫و �أن القهر ت�سبيح ميجد كل من �صمدوا ‪...‬‬ ‫و من رحلوا ‪ ...‬و من عربوا ‪ ...‬و من �سمعوا‬ ‫�صراخ الأر�ض فانتف�ضوا‪:‬‬ ‫هنا غنت هياكلها‪...‬‬ ‫هنا �شئنا ‪ ..‬هنا �شا�ؤوا‬

‫�إن اغت�سلوا مباء الورد‪ ،‬ماذا ي�شعر املاء؟‬ ‫�إن اكتحلوا بنور ال�شم�س‪ ،‬هذي �شم�سهم الء!!‬ ‫و �إن رم�شت ن�سائمهم‪،‬‬ ‫ميوج القلب منت�شيا ‪ ..‬فبع�ض ”الع�شق �إمياء”‬ ‫و �إن جرحت م�آذنهم‪ ،‬لها نزفت كنائ�سهم‬ ‫و �إن نادى ثرى وطني ‪ ...‬ف�إن الكل معطاء‬ ‫و �إن خ�شنت �أناملهم ‪ ..‬ترى �ضوءا يقبلهم ‪...‬‬ ‫ك�أن ال�ضوء حناء‬ ‫*****‬ ‫هنا ع�صرت دوالينا ‪ ..‬بخمر احلب ي�سقينا‬ ‫هنا مرت عرو�س الفجر تلثم ثغر ما�ضينا‬ ‫هنا ولدت رجولتنا‪ ...‬ثقافتنا ‪ ...‬ح�ضارتنا ‪ ...‬و‬ ‫�آتينا‬ ‫هنا زرعت قوافينا ‪ ...‬و �أزهر �شوقها فينا‬ ‫تدىل الليل من�سكبا ‪ ...‬ب�أقداح من الكينا‬

‫الشاعرة فاطمة مشيك تتسلم درعها بعد الحفل‬

‫المنتدون في المهرجان‬

‫‪64‬‬

‫‪issue 5‬‬


‫أمومة‬

‫االم مالك الرحمة‬ ‫االم هي نبع احلنان‬ ‫ورم��ز العطاء ‪ ،‬وان‬ ‫ك��ن��ا نحتفل ب��ه��ا يف‬ ‫قلوبنا كل يوم‪ ،‬فاننا‬ ‫بعيد االم "�ست الدنيا" مرة كل عام‬ ‫يف ‪� 21‬آذار‪.‬‬

‫د‪ .‬فؤاد الحركة‬

‫ال�صعاب وحترم نف�سها من كل �شيء‬ ‫ورقة الن�سيم‪.‬‬ ‫انها حلن الطبيعة ومو�سيقى احلياة حتى تقدمه الوالدها‪.‬‬ ‫ف���إع��داد ال�شعوب ي��ج��يء م��ن االم‬ ‫وان�شودة العطاء‪.‬‬ ‫الفا�ضلة امل��ع��دة االع����داد ال��ك��ايف‬ ‫ان���ه���ا م��ل�اك ال���رح���م���ة وت��ران��ي��م‬ ‫لتقدمي اجيال تبني امل�ستقبل‪ ،‬حيث‬ ‫الكربياء‪.‬‬ ‫يقول �شاعر النيل حافظ ابراهيم‪:‬‬ ‫واالم ه���ي م�����ص��در ال���ب���ذل وامل��ن��ح‬ ‫االم مدر�سة اذا اعددتها اعددت‬ ‫والعطاء ‪ ..‬واملعني ال��ذي ال ين�ضب‬ ‫�شعب ًا طيب االعراق‬ ‫لكل احلب واحلنان ‪ ،‬والقدرة التي ال‬ ‫يف ي���وم االم نكفكف دم���وع ام��ه��ات‬ ‫تكف عن الت�ضحية‪.‬‬ ‫ال�شهداء يف بع�ض ال��دول العربية‬ ‫فاالم هي التي علمتنا ان احلب عطاء التي تئن حتت وط ��أة امل��وت ب�أيدي‬ ‫ب�لا ح���دود ‪ ،‬ورك��ي��زة ق��وي��ة لبناء ال��ق��ت��ل��ة وال���ط���غ���اة ب��ك��ل ال��وان��ه��م‬ ‫ال�شعوب واال�سر الناجحة وال�سعيدة واه��داف��ه��م ‪ ،‬ل�نرف��ع ال�����ص��وت عالي ًا‬ ‫و�صو ًال لتحقيق املجتمع الذي ي�سوده �ضد ادوات ال�شر والقتل ‪ ،‬فنقول‪:‬‬ ‫احلب وال�سالم الذي يتغلب على ال�شر "�ش ّلت اليد التي تدمي قلوب االمهات‬ ‫والعنف وامرا�ض الع�صر‪.‬‬ ‫واالب��اء فتقتل االبرياء واالطفال‬ ‫م��ن حقها علينا ان نحتفل بها كل والن�ساء وال�شيوخ‪.‬‬

‫وحتى تظل االم قيمة ومعنى كبري ال‬ ‫كرمها‬ ‫ميكن ان يهتز ‪ ..‬وتظل هي من ّ‬ ‫اهلل وح��ده��ا ّ‬ ‫وف�ضلها على اجلميع‬ ‫وتظل املرجع والقدوة ومث ًال اعلى‬ ‫للأبناء يحتذى بها‪ ..‬وحتى ال ي�ؤثر‬ ‫عليها ع�صر ال�شر والفلتان والالقيم‬ ‫والبعد عما تعودنا عليه منها من‬ ‫عطف وح��ن��ان وت�ضحية ال ح��دود‬ ‫له من اجل ابنائها ‪ ..‬فالهدية التي‬ ‫على الأبناء تقدميها المهاتهم ح�سن‬ ‫�صحابتهن واحرتامهن الن الر�سول‬ ‫"�صلعم" او�صى بذلك‪...‬‬ ‫�ساعة وك��ل ي��وم ‪ ،‬الن��ه��ا االم التي ايتها االم حفظك اهلل وكل عام وانت‬ ‫يف عيد االم نعي�ش ابت�سامة الربيع تعطي بال ح�ساب ‪ ،‬بحيث تتحمل كل بخري‬ ‫‪2016‬‬

‫‪65‬‬


‫ما زلت أعيش‬

‫في رحم أمي‪...‬‬

‫أغمضت عيناي عندما أيقنت أن اهلل خلقني هنا ‪ ....‬في‬ ‫رحم أمي ‪ ،‬إنه مستقر اإلطمئنان واألمان ‪ ،‬أنا هنا ليس‬ ‫من حولي شيء ‪ ،‬ولكن من حولي كل شيء ‪،‬‬ ‫المحامي جمال بدور‬

‫ف ��أن��ا م��ع �أم���ي ‪....‬‬ ‫والأم وطن ‪ .....‬لن‬ ‫�أغادر هذا الوطن‪.‬‬

‫فكيف يكون وجودي ‪ ،‬تقف اجلميلة �شخ�صية ‪ ،‬وال �أفهم ال�سيا�سة‪.‬‬ ‫�أم��ام امل��ر�آة فال تب�صر �إال �صورتها ‪ ،‬فاهلل عز وج� ّ�ل بعث �سيدنا مو�سى ‪،‬‬ ‫لكن ج�سم امل���ر�آة حمجوب ب�صورة �أخرجه يف زمن ال�سحر ‪ ،‬ف�أيده بع�صاه‬ ‫اجلميلة ‪،‬‬ ‫‪ ،‬و بعث �سيدنا عي�سى ف�أخرجه يف زمن‬ ‫هذا هو حايل الآن و�أنا يف رحم �أمي ‪ .‬الطب والإ�ست�شفاء ‪� ،‬أيده باملعجزات‬

‫�أ�سمع نب�ض قلبها ‪� ،‬أ�سمع �صوتها ‪،‬‬ ‫�أ�شعر بحنانها ‪ ،‬ف�أنا على �إت�صال مع‬ ‫�أمي ‪ ،‬تطعمني و تغني يل ف�أنام‪.‬‬ ‫تدفعني �أم���ي لأخ���رج ‪� ،‬أف��ك��ر مبن ‪ ،‬ف�أحيا املوتى ‪ ،‬وبعث �سيدنا حممد‬ ‫�أجهل �صورتها و معامل تكوينها ‪� ،‬أمي �سوف يعرت�ضني و باحلواجز التي ف�أخرجه يف زمن البالغة وال�شعر ‪،‬‬ ‫كيف تكون ‪� ،‬أمي هي وجودي ‪� .....‬س�أقف عندها ‪ ،‬ف�أنا ال �أحمل بطاقة ف�أيده مبعجزة القر�آن‪.‬‬

‫‪66‬‬

‫‪issue 5‬‬


‫أمومة‬

‫�أم���ا �أن���ا ف�����س��أخ��رج يف زم���ن احل��رب يا ولدي �أنا معك و بقربك …‪..‬‬ ‫وال�سيا�سة واملال وطاعون ال�سيارات �أمي كم �أنت جميلة …‪..‬‬ ‫املفخخة والإره�����اب ‪ ،‬ف�لا �أع���رف‬ ‫أراك الآن …‪.‬‬ ‫�إح��ت��ي��اج��ات��ي يف زم���ن التناق�ضات �أمي �إين � ِ‬ ‫ال�صعبة ‪ ،‬ه��ل �أ�ستطيع �أن �أنتظر �إين �أرى ج�سم املر�آة…‪..‬‬ ‫يا �أم��ي حتى �أخ��رج يف زم��ن املحبة‬ ‫�أمي �أنت الزهر و عطره …‪..‬‬ ‫وال�سالم‪.‬‬ ‫�أمي كوين معي…‪.‬‬ ‫ال تدفعيني للزواج ‪� ،‬أمي �أخ�شى على‬ ‫زوجتي و �أوالدي يف وحل الظروف �أن��ت �صديقتي و دليل حياتي ‪� ،‬أنت‬ ‫�شريكتي و رفيقة �أفراحي و�أحزاين‬ ‫الراهنة ‪� ،‬أرجوك �أبقيني هنا‪.‬‬ ‫يت�صل بي …‪ ..‬هيا �إلينا …‪ .‬نحن ‪� ،‬إين يف غبطة الروح عندما تكونني‬ ‫هنا نلعب نلهو ‪ ،‬نعمل ‪ ،‬جنمع املال ‪ ،‬بقربي‪.‬‬ ‫جناح ‪ ،‬ف�شل ‪ ،‬احلياة مليئة بالأفراح‬ ‫والأحزان ‪ ،‬هيا �إلينا ال تت�أخر‪.‬‬ ‫ال تنتظرين …‪� ..‬أنا هنا يف عذوبة‬ ‫روح �سامية ‪ ،‬فالزمن متوقف هنا ‪،‬‬ ‫واملكان خ��ارج ح��دود الأمكنة ‪� ،‬إين‬ ‫�أ�سكن ف�ضاء احلنان ‪� ،‬إن رحم �أمي هو‬ ‫الأزل‪.‬‬ ‫�إن احل��ي��اة ملئية ب��ال��ذن��وب فكلنا‬ ‫ذنوب ال �أطيق الذنوب فال �أقوى على‬ ‫اخلروج‪.‬‬ ‫خرجت �أبكي ‪� ،‬إنها احلياة ‪ ،‬هموم و‬ ‫معاناة وذنوب …‪.‬‬

‫ت��ع��رف��ت ع��ل��ى ع�����ص��ف��ورة ( ف��ت��اة )‬ ‫جميلة ج��د ًا ‪ ،‬قالت يل …‪ .‬دائم ًا‬ ‫تقول يل �أم��ي �أم��ي �أم��ي ‪ ،‬قلت لها يا‬ ‫ع�صفورتي ‪ ،‬ل��وال �أم��ي ملا كنت معك‬ ‫اليوم ‪ ،‬و حبك يل لأن �أمي علمتني‬ ‫كيف �أحبك وكيف �أجعلك تهوي �إيل‬ ‫‪ ،‬وم��ن ك��ان خ�يره لأم��ه فخريه لك و‬ ‫للجميع‪.‬‬

‫ل�ست مبن يفي�ض ب�أي جديد ‪ ،‬فالأم‬ ‫مملكة احل��ي��اة منذ فجر احل��ي��اة ‪،‬‬ ‫و�أن��ا ال �أ�ضيف �أو �أبتكر ‪ ،‬فمن كان‬ ‫مع �أمه ‪ ...‬ميلك الدنيا مبا فيها ‪ ،‬يف‬ ‫ذهبت لأ���ص��دار بطاقة �شخ�صية ‪ ،‬بع�ض الأحيان نغفو بعيد ًا عن رحم‬ ‫�أمهاتنا ‪� ،‬إال �أن ال�سعادة داخل هذا‬ ‫وكتب عنواين ‪ :‬رحم �أمي…‪..‬‬ ‫�ضحك املوظف ‪ ،‬قلت له �إن �ضاقت بي الرحم ال يجاريها �سعادة يف الدنيا‬ ‫الدنيا ف�أنا بقرب �أمي �أطلب ر�ضاها ‪ ،‬كما الآخرة‪.‬‬ ‫و�إن �سمت بي الدنيا ف�أنا بقرب �أمي رحم �أمي ‪ ،‬يعني الرحمة ‪ ،‬والرحمة‬ ‫�أطلب ر�ضاها لأح��اف��ظ على ما �أنا �أ�سم من �أ�سماء الرحمن ‪ ،‬اهلل ذاخر‬ ‫عليه ‪ ،‬و �إن قهرتني الأي���ام ‪ ،‬ف�أنا بالرحمات ‪ ،‬والأم حا�ضنة �أح��دى‬ ‫بقرب �أم��ي لتطفىء قهري بالثلج هذه الرحمات‪.‬‬ ‫وال�برد ‪ ،‬و�إن تعرثت خطواتي ف�أنا الأم وط��ن ‪ ،‬و�أن��ا ……‪ .‬لن �أغ��ادر‬ ‫بقرب �أمي لرت�شدين �صواب الطريق ‪ ،‬هذا الوطن‪.‬‬ ‫ف�أنا مع �أمي يف كل حلظة من حلظات‬ ‫حلب ‪ 18 :‬آذار ‪، 2016‬‬ ‫حياتي‪.‬‬ ‫في عيد ميالد أمي‬ ‫‪2016‬‬

‫‪67‬‬


‫‪L: Feniculum‬‬ ‫‪F: Fenouil‬‬ ‫‪E: Femel‬‬

‫الـــــشـــــمـــر‬

‫• ا�سما�ؤها‪� :‬شمرة النا�ضجة وتن�ضج خ�لال اي��ل��ول –‬ ‫– �شومار – رازياجن ت�شرين االول ‪ ،‬واجل��ذور يف بداية‬ ‫ينفع م��ن اخلفقان والغ�شى بل�سان‬ ‫• ال��ف�����ص��ي��ل��ة‪ :‬من الربيع قبل منو االوراق‪.‬‬ ‫ال��ث��ور جم��رب وم��ن ال�سعال والربو‬ ‫ف�صيلة اخليميات‪.‬‬ ‫• امل��واد الفعالة فيها‪ :‬زي��ت طيار وع�سر النف�س بالرب�شاو�شان وبالتنب‬ ‫• مكان النبتة‪ :‬تنبت برية وتزرع م���ع م����ادة الأن���ي���ت���ول ‪ ، Anethol‬يحلل ال��ري��اح الغليظة والفولج‬ ‫امام البيوت يف �شهري �آذار وني�سان‪ .‬والفان�شون‪.‬‬ ‫ووج��ع اجلنب واخل��ا���ص��رة ويجفف‬ ‫• او���ص��اف��ه��ا‪ :‬ع�شبة ب��ري��ة يبلغ وميكن احل�صول من هذه الثمار على الرطوبات حيث كانت ويعقل ويدر‬ ‫ارتفاعها نحو مرت او مرتين ‪ ،‬انواعها زي��ت ع��ط��ري يحتوي ن�سبة كبرية ال���ب���ول واحل��ي�����ض وي��ن��ق��ي ال��رح��م‬ ‫ع��دي��دة‪ ،‬ك��ث�يرة االغ�����ص��ان ب����أوراق (‪ )60% – 50‬من االنيثول (ك‪ 10‬واملثانة واالخ�لاط اللزجة بلطف‬ ‫م��رك��ب��ة ���ش��دي��دة اخل�����ض��ار ال��ع��اب��ق‪ ،‬د‪ )Anethol 12‬وعلى نحو (‪ 10‬وال�سموم ويحد الب�صر رطب ًا وياب�س ًا‬ ‫خيطية تتدىل اىل الأ�سفل‪ .‬كثيفة – ‪ )17%‬م��ن كيتون �آخ��ر يعرف �أك� ً‬ ‫لا وكح ًال واحلية عند خروجها‬ ‫امل�سام وال��غ��دد العطرية‪ ،‬فواحة بالفان�شون ك(ك‪ 10‬د‪ fe n 1 16‬من حتت االر�ض تبحث عن الرزياجن‬ ‫العرف الذكي‪� .‬ساقها مربوم اخ�ضر ‪ )chon‬وعلى بع�ض ال�صنوبرين حتك به عيناها لي�ستعيدا نورهما‪.‬‬ ‫او احمر داك���ن‪ ،‬تزهر يف (مت��وز – (ك‪ 10‬د‪ )Pinene 16‬ويذوب هذا و�أه����ل م�����ص��ر ت�ستحلبه م��ن ع��رق‬ ‫�آب) مبجموعات مغزلية �صغرية الزيت يف كثري من املذيبات الع�ضوية ال�سو�س ول��ب العبدىل من الطبيخ‬ ‫�صفراء اللون‪ ،‬تكون حبيبات �صغرية م��ث��ل ال��ك��ح��ول والأث��ي��ر‪ ،‬وت��ت�راوح وي�����ش��رب فيج�شى وي��ح��ل��ل ال��ري��اح‬ ‫�صوالنية �صفراء خمططة‪.‬‬ ‫كثافته بني ‪ 0,884‬و ‪ 0,974‬جم يف وي�صلح املعدة وقد نقل يف التجارب‬ ‫ان ا�ستعمال ن�صف دره���م منه مع‬ ‫• اجل��زء الطبي منها‪ :‬احلبيبات درجة ‪ْ 15‬م‪.‬‬ ‫الطب العربي القديم‪:‬‬

‫‪68‬‬

‫‪issue 5‬‬


‫نبات‬

‫ال�سكر كل ي��وم من اول احلمل اىل‬ ‫اول ال�سرطان كل عام �أمان من �سائر‬ ‫االمرا�ض ويف التجارب ان ع�صارته‬ ‫مع مرارة احلد�أة يف الزجاج اذا علقت‬ ‫يف ال�شم�س ثالثة ا�سابيع �أبر�أت من‬ ‫ال�سم كحال باخلوف ومينع نزول املاء‬ ‫وهو يفتت احل�صى ويزيل احلميات‬ ‫وال���ف���واق وال��ب��ه��ر وخ��ب��ث النف�س‬ ‫وال�����ص��داع ال��ب��ارد ويقطع االبخرة‬ ‫الرطبة ويطلي به فيحلل االورام‬ ‫وحمروقه مينع انت�شار القروح وهو‬ ‫ي�صدع املحرور وي�صلحه ال�سكنجبني‪.‬‬ ‫الطب "النبوي الشريف"‬

‫ال�شمر يفتح ال�سدد والكبد والكلي‬ ‫واملثانة ويطرد الرياح النافخة وال‬ ‫ي�صدع ال��ر�أ���س ك�سائر البذور لقلة‬ ‫يب�سه و�سرعة انحداره وهو مفتت‬ ‫للح�صى مدر للبول واحلي�ض ‪ ،‬نافع‬ ‫م��ن احل��م��ي��ات امل��ق��اوم��ة واذا �شرب‬ ‫باملاء البارد �سكن الغثيان العار�ض‬ ‫من الرطوبات واذا عمل منه �ضماد‬ ‫نفع من ع�ضة الكلب وخا�صيته انه‬ ‫ي��زي��د يف ال��ب��اه وي��زي��د يف تفتحه‬ ‫ال�سدد وجمعه للرطوبات وهو حار‬ ‫ياب�س اذا �ضمد به مع الع�سل نفع من‬ ‫ع�ضة االن�سان ويف بع�ض كتب الطب‬ ‫ان ال�شمر ب��ارد لني يدفع من املعدة‬ ‫بالدم وهو جيد لالن�سان ويفتح �سدد‬ ‫الكبد والطحال‪.‬‬ ‫الطب الحديث‬ ‫استعمالها طبيًا‬

‫من اخل��ارج‪ :‬ي�ستعمل مغلي م�سحوق‬ ‫اجل���ذور للغرغرة يف التهاب الفم‬

‫او لغ�سل ال��ع�ين او تكميدها عند‬ ‫ا�صابتها بالتهاب امللتحمة "الرمد"‬ ‫او اجهادها يف القراءة او الكتابة‬ ‫او غري ذل��ك‪ ،‬وذل��ك با�ضفة فنجان‬ ‫م��ن امل��اء ال�ساخن ب��درج��ة الغليان‬ ‫اىل مقدار ملعقة �صغرية من م�سحوق‬ ‫اجل����ذور وا�ستحالبها مل���دة (‪)10‬‬ ‫دقائق‪.‬‬ ‫وت�ستعمل اوراق ال�شمرة الغ�ضة‬ ‫مل��ع��اجل��ة الت�سلخات يف االع�����ض��اء‬ ‫التنا�سلية او ج��واره��ا‪ ،‬ويف الثدي‬ ‫اي�ض ًا وذل��ك بو�ضع االوراق الغ�ضة‬ ‫فوق مو�ضع اال�صابة وتثيتها ب�ضماد‬ ‫وت�ستعمل االوراق امل�سلوقة اي�ض ًا‬ ‫بتثبيتها �ساخنة فوق البطن لطرد‬ ‫ال��غ��ازات وت�سكني الآالم الناجتة‬ ‫عنها يف الأمعاء حتى عند االطفال‪.‬‬ ‫من الداخل‪ :‬ملعاجلة االلتهابات يف‬ ‫اجللد املخاطي " النزلة ال�شعبية‬ ‫– ال�����س��ع��ال يف ال�����ص��در ون��وب��ات‬ ‫الربو – ا�ستما – ال�سعال الديكي‬ ‫والتهاب احلنجرة – بحة ال�صوت‬ ‫– �س�ؤ اله�ضم يف املعدة واالمعاء يف‬ ‫ا�صاباتها احل���ادة واملزمنة وحتى‬ ‫حاالت �سرطان املعدة وكذلك ملعاجلة‬ ‫التهاب اجلهاز البويل – حو�ض الكلي‬ ‫واملثانة وامل�سالك البولية"‪.‬‬ ‫ومغلي ال�شمرة عالج مفيد ج��د ًا يف‬ ‫جميع احل��االت امل��ذك��ورة خ�صو�ص ًا‬ ‫عند االط��ف��ال وال�شيوخ واملنهوكي‬ ‫القوى من ازم��ان املر�ض فهو يغ�سل‬ ‫اجللد املخاطي ويزيل عنه افرازات‬ ‫االل��ت��ه��اب وي�����س��ك��ن ب��ذل��ك الآالم‬ ‫الناجتة عنها‪.‬‬ ‫ومي��ك��ن ل��ل��ح��ام��ل ان ت�����ش��رب مغلي‬

‫ال�شمرة اي�ض ًا ملعاجلة ما قد ت�صاب‬ ‫به من ا�ضطراب اله�ضم كاالم�ساك‬ ‫والغازات املعوية والغثيان او القيء‪،‬‬ ‫وكذلك االطفال الر�ضع وال يفوتنا‬ ‫ان نذكر ان مغلي حبيبات ال�شمرة‬ ‫يدر احلليب عند املر�ضع‪.‬‬ ‫ويعمل مغلي حبيبات ال�شمرة من‬ ‫فنجان م��ن امل���اء ال�ساخن بدرجة‬ ‫الغليان اىل مقدار ملعقة �صغرية من‬ ‫احلبيبات املهرو�سة وا�ستحالبها ملدة‬ ‫"‪ "10‬دقائق وي�شرب منه مقدار (‬ ‫‪ )3 – 2‬فناجني يومي ًا‪.‬‬ ‫ام��ا للأطفال الر�ضع فيكفي لعمل‬ ‫مغلي حبيبات ال�شمرة بكمية اقل‬ ‫من ربع ملعقة �صغرية من احلبيبات‬ ‫امل�سحوقة ومي��ك��ن غليها باحلليب‬ ‫بد ًال من املاء‪.‬‬ ‫ويالحظ اخري ًا ان طعم مغلي ال�شمر‬ ‫ق��د ي�سبب عند �شربه اال�شمئزاز‬ ‫لبع�ض اال�شخا�ص ‪ ،‬فله�ؤالء ي�ستح�سن‬ ‫تخفيف املغلي بكمية اكرب من املاء‬ ‫الغايل‪.‬‬ ‫ان ادم������ان ���ش��رب��ه ي��ن��ب��ه ال��غ��دد‬ ‫اجلن�سية‪.‬‬ ‫ما صح من الطب النبوي‪:‬‬

‫ يفيد الكلي والكبد‪.‬‬‫ يدر البول‪.‬‬‫ يطرد الرياح‪.‬‬‫ ت�سكني الغثيان‪.‬‬‫ يزيد يف الباه‪.‬‬‫ يدر احلي�ض‪.‬‬‫ يدر افراز احلليب عند املر�ضع‪.‬‬‫ يفتت احل�صى‪.‬‬‫‪2016‬‬

‫‪69‬‬


‫تاريخها منافعها ومضارها‬

‫البن‬ ‫شجرة ُ‬

‫القهوة وطرق تحضيرها‬

‫ان اول من ص ّنف شجرة البن كنبتة طبية في المؤلفات‬ ‫الحديثة لطب االعشاب هو الشاعر قبالن مكرزل بكتابه‬ ‫التداوي بالنباتات الطبيعية الصادر عام ‪1991‬‬ ‫ويف ك���ت���ب ال��ط��ب‬ ‫ال���ع���رب���ي ق���دمي��� ًا‬ ‫ذكرت القهوة ك�أحد‬ ‫ا�سماء اخلمرة ف�أن‬ ‫اب��ا بكر حممد ال����رازي ذك��ره��ا يف‬ ‫كتابه "منافع الأغذية" بانها نوع‬ ‫من ال�شراب ويقول �أحد �أطباء القرن‬ ‫التا�سع عنها �أنها خمر بي�ضاء خفيفة‬

‫‪70‬‬

‫‪issue 5‬‬

‫�أما ابن �سينا فبو�صفه للقهوة نعرف‬ ‫بكل ب�ساطة انه اراد بها اخلمر فيقول‬ ‫‪" :‬اجوده العتيق الرقيق ال�صايف‬ ‫العنبي ‪ "...‬كذلك ابن البيطار ف�أنه‬ ‫مل ي�أت على ذكرها اي�ض ًا ويف القرن‬ ‫ال�ساد�س ع�شر ك��ان اول من ذكرها‬ ‫داوود االنطاكي يف مذكراته وب�شكل‬ ‫وا�ضح فقال‪" :‬النب ثمر �شجر باليمن‬

‫يغر�س حبه يف �آذار وينمو وبقطف يف‬ ‫�آب ويطول نحو ثالثة �أذرع على �ساق‬ ‫يف غلظ االبهام ويزهر زهر ًا �أبي�ض‬ ‫يخلف حب ًا كالبندق ورمب��ا تفلطح‬ ‫كالباقالء واذا ق�شر انق�سم ن�صفني"‬ ‫وم���ن ث��م ي ��أت��ي ع��ل��ى ذك���ر منافعه‬ ‫وم�ضاره فالقهوة جتفّف الرطوبات‬ ‫وتداوي ال�سعال البلغمي وتد ّر البول‬


‫دراسة‬

‫زهرته بي�ضاء طيبة الرائحة‪ ،‬من‬ ‫خم�س ت��وي��ج��ات �أو �أرب����ع‪� ،‬سريعة‬ ‫التواري كطيبات كثريات‪ .‬وثمرته‬ ‫ذات ق�شرة تبد�أ خ�ضراء ثم حمراء‬ ‫ثم �سوداء‪".‬‬ ‫ويف مو�سوعة بريطانية عن الأع�شاب‬ ‫الطبية �صدرت طبعتها الأوىل عام‬ ‫‪ 1931‬وج��ددت عام ‪ 1992‬ت�ؤكد‬ ‫ان �أ�صل ال�شجرة من بالد احلب�شة‬ ‫كما يقول مكرزل وانها تعلو ثالثني‬ ‫قدم ًا ويتم ت�شحيلها لت�سهيل قطافها‬ ‫وقد احتكر العرب جتارة النب حتى‬ ‫�أواخر القرن ال�سابع ع�شر وكانت �أول‬ ‫نبتة قد عر�ضت على لوي�س الرابع‬ ‫ع�شر ملك فرن�سا يف ال��ع��ام ‪1714‬‬ ‫ومنها انت�شرت زراعتها يف الربازيل‬

‫دخولها الق�سطنطينية ويف العام‬ ‫‪ 1652‬افتتح يف لندن �أول مقهى‬ ‫ويف العام ‪ 1858‬بلغت كمية النب‬ ‫امل�ستورد يف بريطانيا اكرث من �ستني‬ ‫مليون رطل كما ورد يف املو�سوعة‪.‬‬ ‫ويف البالد العربية بقي �شرب القهوة‬ ‫حمرم ًا حتى القرن ال�ساد�س ع�شر‬ ‫لظن الأئ��م��ة �أن��ه��ا م��ن اخل��م��ور وهي‬ ‫ك��غ�يره��ا م��ن امل�����ش��روب��ات ال��روح��ي��ة‬ ‫ويحكى ان �أحد ال�سوريني من دم�شق‬ ‫فتح حانوت ًا يف تركيا �سنة ‪1555‬‬ ‫(‪ 962‬ه��ج��ري��ة) ���س � ّم��اه م��در���س��ة‬ ‫العلماء ك��ان يجتمع فيه الأدب���اء‬ ‫وي�شربون القهوة‪.‬‬ ‫يقول �أحد ال�صيادلة الفرن�سيني يف‬ ‫كتابه‪ :‬قامو�س املخدرات اخلفيفة‬

‫لكنها جتلب ال�صداع وتهزل اجل�سم‬ ‫وت����و ّرث ال�سهر ث��م ي��ق��دم ن�صيحة‬ ‫للمدمن على �شربها ب�أن يكرث من �أكل‬ ‫احللو وال�سمن‪.‬‬ ‫و�أختلف الكتاب قدمي ًا وحديث ًا على‬ ‫حت��دي��د زم��ن ا�ستعمالها وا�صولها‬ ‫وحت�ضريها‬ ‫فبينما ين�سبها البع�ض اىل اليمن‬ ‫ي�ؤكد �آخرون انها عرفت قبل اليمن‬ ‫يف بالد احلب�شة وان االحبا�ش اكلوا‬ ‫ال�بن نيئ ًا ويقول �آخ���رون ان النبي‬ ‫داوود عرفها اي�ض ًا لكن الثابت حتى‬ ‫الآن ان ا�ستح�ضار القهوة من حبوب‬ ‫ال�بن وق�شوره مل يعرف قبل القرن‬ ‫ال�ساد�س ع�شر ا ّما �أ�صل ال�شجرة فال‬ ‫ي�ستطيع �أحد �أن ي�ؤكد معرفة موطنها‬ ‫الأول لأن اال�سطورة‬ ‫تقول ويقول ال�شاعر‬ ‫ق��ب�لان م���ك���رزل "ان‬ ‫اح���د ال��رع��ي��ان ر�أى‬ ‫م��رة �إح���دى عنزاته‬ ‫ت�����أك����ل م����ن ث��م��ره��ا‬ ‫الأح�����م�����ر ف��ت�����ص��ب��ح‬ ‫����س���ري���ع���ة احل���رك���ة‬ ‫�شديدة الن�شاط ف�أكل‬ ‫هو اي�ض ًا فغدا كذلك‬ ‫‪ "..‬ه��ذه اال���س��ط��ورة‬ ‫حدثت يف بالد اليمن‬ ‫ك���م���ا ت�����ؤك����د ب��ع�����ض‬ ‫الكتب‪.‬‬ ‫وي�صف مكرزل �شجر‬ ‫ال�ب�ن ف��ي��ق��ول ‪ ":‬هو‬ ‫ا���ص��ن��اف‪ ،‬ا�صله م��ن احلب�شة‪ ،‬يعلو التي تعترب اليوم اك�بر م�صدِّ ر للنب ال�صادر �سنة ‪ 1714‬ان ا�صل كلمة‬ ‫اح��ي��ان � ًا ع���دة �أم���ت���ار‪ .‬ورق���ه م��ت��واز يف العامل‪ .‬وقد ا�ستعمل الأوروبيون قهوة م�شتق م��ن فعل عربي معناه‬ ‫وي�ستطيل اىل ع�شرة �سنتيمرتات‪ .‬القهوة يف القرن ال�ساد�س ع�شر بعد �أذه��ب ال�شهوة وهذا ما قاله العرب‬ ‫‪2016‬‬

‫‪71‬‬


‫لأن القهوة �سميت هكذا لأنها تقهي‬ ‫�شاربها عن الطعام واخلمر �أي تذهب‬ ‫ب�شهيته‪.‬‬ ‫وق��ب��ل احل��دي��ث ع��ن منافع القهوة‬ ‫وم�ضارها وطرق ا�ستح�ضارها ال بد‬ ‫�أن نتعرف اىل مكوناتها‪.‬‬ ‫ي��ق��ول م��ك��رزل ان��ه��ا حت��ت��وي‪ ،‬ع��دا‬ ‫الكافيني‪ ،‬على �أحما�ض ومنزيوم‬ ‫وف��ي��ت��ام�ين ب‪ 2‬وم����ادة �سكرية ‪..‬‬ ‫وامل��و���س��وع��ة ال�بري��ط��ان��ي��ة ت�ضيف‬ ‫ال�بروت��ي�ين وال�����ش��م��ع وال��ل��ب��ان وان‬ ‫املاليزيني ي�ستحلبون ق�شرة ثمرة‬ ‫ال�ب�ن الح��ت��وائ��ه��ا ع��ل��ى ك��م��ي��ة من‬ ‫الكافيني �أكرث مما حتتويه احلبوب‪.‬‬ ‫منافعها‪ :‬منبهة ومن�شطة للدماغ‬ ‫ومفيدة للقلب لأنها تطرد ال�سوائل‬ ‫من املعدة وهي مهيجة ومدرة للبول‬ ‫لكنها تفقد ال��ك��ث�ير م��ن خوا�صها‬ ‫املفيدة اذا كرث ا�ستعمالها‪.‬‬ ‫م��ن منافعها امل��ج��رب��ة ان��ه��ا توقف‬ ‫اال���س��ه��ال ب�����ش��رب ف��ن��ج��ان منها مع‬ ‫احلام�ض بد ًال من ال�سكر كما ذكر يف‬ ‫كتاب مكرزل‪.‬‬ ‫مضارها‬

‫�إذا اعتربنا القهوة عالج ًا لبع�ض‬ ‫م�ضر‬ ‫الأم��را���ض ف���أن الأك��ث��ار منها ّ‬ ‫بال�صحة وين�صح باحت�ساء فنجان‬ ‫واح��د منها يف ال�صباح وباالكتفاء‬ ‫بفناجني ثالثة يف اليوم الواحد ال‬ ‫غري‪ ،‬يف حال االدمان‪ ،‬حتى ال تتحول‬ ‫موادها املنبهة اىل �ضرر بدل العالج‪.‬‬ ‫تحضير القهوة‬

‫لتح�ضري القهوة عدة طرق تختلف‬

‫‪72‬‬

‫‪issue 5‬‬

‫ب�ي�ن ب��ل��د و�آخ�����ر ووف���ق��� ًا ل��ل��ع��ادات‬ ‫والأذواق‪.‬‬ ‫ففي اجل��زي��رة العربية واخلليج‬ ‫مث ً‬ ‫ال تطحن احلبوب بعد حتمي�صها‬ ‫حتمي�ص ًا خفيف ًا يبقي على الكثري‬ ‫م��ن ل��ون��ه��ا الأخ�����ض��ر وحمو�ضتها‬ ‫وخلطها بحب الهال وتوابل اخرى‬ ‫وتغلى وحتت�سى بفنجان ال�شفّة‬ ‫وكلمة �شفّة م�شتقة م��ن ع��ب��ارة‪:‬‬ ‫ماء م�شفوف �أي كرثت عليه �شفاه‬ ‫ال�شاربني‪ .‬وعندنا يف البقاع وبعلبك‬ ‫يحم�ص ج��ي��د ًا ث��م تغلى لي�صبح‬ ‫طعمها �شديد املرارة‪.‬‬ ‫وال��ق��ه��وة الأك��ث�ر ���ش��ي��وع� ًا حتم�ص‬ ‫َّ‬ ‫وحت�ضر بثالث طرق‪:‬‬ ‫باعتدال‬ ‫الأوىل‪ :‬ت��و���ض��ع ال���رك���وة ع��ل��ى ن��ار‬ ‫خفيفة لتبلغ درج��ة الغليان وترفع‬ ‫عن النار بعد �أن تدور ق�شوتها دورة‬ ‫واحدة لأن غليانها كما يعتقد ا�صحاب‬ ‫هذه الطريقة ي ��ؤدي اىل ا�ستحالب‬

‫املادة الفحمية امل�ضرة بال�صحة‪.‬‬ ‫الثانية‪ :‬يغلى امل��اء او ًال ثم ي�سكب‬ ‫على كمية ال�بن املطلوبة لتفور ثم‬ ‫ترفع عن النار‪.‬‬ ‫الثالثة‪ :‬تغلى القهوة حتى تختفي‬ ‫ق�شوتها بعد "ت�شييلها"‪.‬‬ ‫ويف ال���ي���ون���ان وج����زي����رة ق�بر���ص‬ ‫ت�صنع القهوة بالنب الأ�شقر اللون‬ ‫وق��د تعددت يف العامل اليوم طرق‬ ‫ت�صنيعها وا�ساليب مزجها وا�ستئ�صال‬ ‫م���ادة الكافيني منها وال��ق��ه��وة كما‬ ‫حت�ضر يف لبنان يطلقون عليها غالب ًا‬ ‫ا�سم القهوة الرتكية وي��ع��ود �سبب‬ ‫ذلك ا ّما اىل الدم�شقي الذي �أدخلها‬ ‫اىل تركيا لأول مرة كما �سبق وذكرنا‬ ‫�أو الع��ت��ب��ارن��ا فيما م�ضى �أت��راك � ًا‬ ‫ب�سبب الإحتالل العثماين ‪ ،‬حتى ان‬ ‫الأمريكيني اطلقوا على املهاجرين‬ ‫اللبنانيني وال�سوريني ا�سم "تركو"‪.‬‬ ‫هذا ‪ ،‬وللبحث صلة ‪.‬‬


‫اعداد طنوس الحايك‬

‫علوم‬

‫ابتكار جديد ألسرع كاميرا في العالم‬ ‫�أعلن��ت جامعت��ان م��ن‬ ‫كربي��ات اجلامع��ات‬ ‫الياباني��ة ابتكارهم��ا‬ ‫كامريا �أ�سرع �ألف مرة من ا�سرع كامريا‬ ‫متوافرة حالي ًا‪.‬‬ ‫وهذه الكامريا ت�س��تخدم مع تطبيقات‬ ‫كثرية‪ ،‬وتتيح التقاط �ص��ور ي�س��تحيل‬ ‫وق��د اتاح��ت ه��ذه الكام�يرا ت�ص��وير‬ ‫ً‬ ‫�أ�سا�س��ا ت�ص��ويرها يف لقط��ة واح��دة عملية "تو�صيل احلرارة" التي حتدث‬ ‫مثل التفاعالت الكيماوية على �س��بيل ب�سرعة تعادل �سد�س �سرعة ال�ضوء‪.‬‬ ‫املثال‪.‬‬ ‫وبف�ضل م�صراعها الب�صري ميكن لهذه‬ ‫وت�س��تخدم ه��ذه الكامريا الت��ي تعترب الكام�يرا التق��اط �ص��ور عل��ى التوايل‬ ‫الأ�س��رع يف الع��امل تقني��ة جدي��دة يف اق��ل م��ن واحد عل��ى تريليون جزء‬ ‫ت�س��مى "الت�ص��وير ور�س��م اخلرائ��ط م��ن الثاني��ة‪ ،‬متفوق��ة بذل��ك عل��ى‬ ‫الكام�يرات الت��ي ت�س��تخدم م�ص��اريع‬ ‫الب�صري بالت�سل�سل املوقوت"‪.‬‬

‫ميكانيكي��ة والكرتوني��ة دقيقة والتي‬ ‫تبل��غ �س��رعتها واحد على ملي��ار جزء‬ ‫من الثانية‪.‬‬ ‫ميك��ن ا�س��تخدام ه��ذه الكام�يرا عل��ى‬ ‫�س��بيل املث��ال يف م�ص��انع ال�س��يارات‬ ‫للم�س��اعدة يف تطوي��ر فه��م �أف�ض��ل‬ ‫للمعاجلة بالاليزر‪.‬‬

‫التكنولوجيا الرقمية العصرية تحيي اللغة العربية‬ ‫العربية املكتوبة‪ ،‬حيث ي�ستخدم عدد "نوت" ميزة للتعرف �إىل خط اليد‬ ‫من النا�س ال�صيغة اللفظية التي يطلق باللغة العربية‪ ،‬وذل��ك من خالل قلم‬ ‫عليها " لغة الدرد�شة" للتوا�صل يف ‪ S.PEN‬الذي يف�سر الكلمة العربية‬ ‫الع�صر الرقمي احلديث‪.‬‬ ‫املكتوبة ب�سهولة جلهاز امل�ستخدم‪.‬‬

‫�أطلقت احدى ال�شركات‬ ‫حملة متخ�ص�صة لرفع‬ ‫م�ستوى الوعي بجمالية‬ ‫اللغة العربية وال�سبل ال��ت��ي تتيح‬ ‫للتكنولوجيا متكني التوا�صل بهذه وهنا تلتزم ال�شركة تقنيات جديدة‬ ‫اللغة‪.‬‬ ‫ت ��أدي��ة دور ف � ّع��ال يف امل�����س��اع��دة على‬ ‫وت��ع��ت�بر ح��م��ل��ة "بقلم عربي" من ت�سهيل ا���س��ت��خ��دام الكلمة العربية‬ ‫احلمالت التي تلفت االنتباه �إىل ما املكتوبة بحيث توفر �سل�سلة �أجهزة‬ ‫تتحلى ب��ه اللغة العربية م��ن جمال‬ ‫ورون����ق يف ال��وق��ت ال���ذي ينظر �إىل‬ ‫اال���س��ت��خ��دام امل��ت��زاي��د للتكنولوجيا‬ ‫واملحتوى على �شبكة االنرتنت باعتباره‬ ‫احد العوامل املعيقة ال�ستخدام اللغة‬

‫وتتيح هذه امليزة الفريدة للم�ستخدمني‬ ‫�إدخ��ال الن�صو�ص عرب �أي تطبيق من‬ ‫تطبيقات �سل�سلة �أجهزة "نوت" من دون‬ ‫احلاجة �إىل تثبيت برجميات �إ�ضافية‬ ‫او �ضبط االع����دادات بهدف ت�شجيع‬ ‫امل�ستخدمني على م�شاركة �أفكارهم‬ ‫ح���ول ال��ل��غ��ة ال��ع��رب��ي��ة واالح��ت��ف��ال‬ ‫بجمالها م��ن خ�ل�ال االق��ت��ب��ا���س��ات او‬ ‫العبارات امل�ؤثرة‪.‬‬ ‫‪2016‬‬

‫‪73‬‬


‫أحذية ذكية جديدة تحدد المسارات بدقة‬ ‫ك�شفت �شركة متخ�ص�صة‬ ‫م���ن���ت���ج�ي�ن ج���دي���دي���ن‬ ‫ي���ن���درج���ان يف خ��ان��ة‬ ‫التقنيات القابلة للأرتداء‪ ،‬واملنتجات‬ ‫هما حذاء ذكي ونعل ذكي ميكن تركيبه‬ ‫على �أي ح���ذاء ري��ا���ض��ي �آخ���ر‪ ،‬وذل��ك‬ ‫لتمكني امل�ستخدم من معرفة طريقه �إن احل���ذاء اجل��دي��د يفيد �أي�����ض � ًا يف‬ ‫من خالل الرتابط مع خدمة خرائط الن�شاطات الريا�ضية املختلفة‪ ،‬فهو‬ ‫حتديد املواقع العاملي‪.‬‬ ‫يقيم �أداء مرتديه بدقة‪ ،‬ا�ضافة �إىل‬ ‫و�أو�ضحت ال�شركة ان احلذاء منا�سب احت�ساب ال�سعرات احلرارية املفقودة‬ ‫للأ�شخا�ص الذين فقدوا ب�صرهم لأنه اثناء امل�شي‪.‬‬ ‫�سي�ساعدهم على حتديد االجتاهات‬ ‫والأم��اك��ن‪ ،‬و�سي�صدر اه��ت��زاز ًا يف حال ويتوقع �إطالق هذا النوع من الأحذية‬ ‫�سلك مرتديه الطريق اخلط�أ و�سينبهه الذكية يف الأ�سواق العاملية ابتداء ّا من‬ ‫وير�شده �إىل االجتاه ال�صحيح‪.‬‬ ‫ايلول (�سبتمرب) املقبل‪.‬‬ ‫وي��ع��م��ل احل����ذاء اجل��دي��د م��ن خ�لال‬ ‫االت�صال بالهاتف الذكي عرب تقنية‬ ‫ب��ل��وت��وث‪ ،‬وم��ن خ�لال تطبيق خا�ص‬ ‫ي�سمح للم�ستخدم بتحديد �أم��ور عدة‬ ‫يرغب بان يزوده بها احلذاء‪.‬‬

‫سوار ذكي للطوارىء‬ ‫�أط��ل��ق مهند�س هندي‬ ‫����س���وار ًا ذك��ي � ًا ج��دي��د ًا‬ ‫مي��ك��ن ا���س��ت��خ��دام��ه يف‬ ‫حاالت الطوارىء‪ ،‬وهو يعترب تطور ًا‬

‫‪74‬‬

‫‪issue 5‬‬

‫م��ه��م � ًا يف ع���امل ت��ق��ن��ي��ات ال�سالمة وق���ال خم�ت�رع ال�����س��وار ان���ه ي�ضمن‬ ‫ال�شخ�صية التي �شهدت انت�شار ًا وا�سع ًا ���س�لام��ة ال�شخ�ص ال���ذي ي��رت��دي��ه‪،‬‬ ‫لأن��ه ميكنه من طلب امل�ساعدة عند‬ ‫يف الآونة الأخرية‪.‬‬ ‫احلاجة بطريقة �آمنة و�سريعة‪.‬‬ ‫وال�سوار اجلديد ال��ذي يحمل ا�سم‬ ‫‪ SPOT N SAVE‬ينبه اق��ارب وعندما يواجه ال�شخ�ص تهديد ًا ما‬ ‫امل�ستخدم �إىل مكان وج��وده‪ ،‬وذلك ي�صعب عليه الو�صول �إىل الهاتف‬ ‫يف حال اختفائه �أو تعر�ضه حلادث لإر���س��ال ر�سالة ال��ط��وارىء او �إىل‬ ‫�أح��د م��ن اه��ل��ه‪ ،‬لكن ال�سوار ي�ضمن‬ ‫خطف‪.‬‬ ‫ذلك بال�ضغط على زر ‪ SOS‬بحيث‬ ‫ويت�صل هذا االبتكار بالهاتف الذكي ير�سل اجلهاز ر�سالة خلم�سة �أ�شخا�ص‬ ‫من خالل تقنية البلوتوث‪ ،‬على �أن اختارهم �سابق ًا حتدد مكان امل�ستخدم‬ ‫يتوافر تطبيق مماثل على من�صة مع حتديث الإحداثيات على خرائط‬ ‫حتديد املواقع العاملي‪.‬‬ ‫�آيفون قريب ًا‪.‬‬


‫علوم‬

‫أمتعة المسافرين األلكترونية‬

‫ع��ن��دم��ا ت��ف��ق��د خطوط‬ ‫ال���ط�ي�ران �أم��ت��ع��ة �أح��د‬ ‫امل�سافرين قد ي�ستغرق‬ ‫الأم���ر �ساعات ويف بع�ض الأح��ي��ان‬ ‫�أي��ام � ًا لكي يعلمك �شخ�ص مبطافها‬ ‫وق��د ق��ام��ت �شركة تابعة ل�شركة‬ ‫الأخري‪ ،‬ولكن تخيلوا لو ان امتعتكم‬ ‫طريان بانتاج ‪ BAG GO‬وهو جهاز‬ ‫قادرة ان تخربكم مبكانها!‬ ‫ميكن و�ضعه مع الأمتعة وميكن تتبعه‬ ‫ه��ذا ما تقوم به �شركة الكرتونية‪ ،‬با�ستخدام تطبيق على الهواتف‬ ‫التي ميكن ان ت�ضع �شرائح لتحديد الذكية‪.‬‬

‫املواقع عرب الأقمار اال�صطناعية‪،‬‬ ‫بحيث ميكنها ان ُتعلم امل�سافرين عن‬ ‫موقعها‪ ،‬كما ب�إمكانها التوا�صل مع‬ ‫�شركات الطريان لتعلمها عن موقعها‪.‬‬

‫كما قامت �شركة اخرى بالك�شف عن‬ ‫جيلها التكنولوجي اجلديد م�ؤخر ًا‪،‬‬ ‫وت��ف��ك��ر يف تعميمه ع��ل��ى الأم��ت��ع��ة‬ ‫واحلقائب العادية‪ ،‬قد يكون ذلك من‬ ‫خالل �إ�ضافة �شرائح الكرتونية �إىل‬ ‫الرقع التي ت�ضعها �شركات خطوط‬ ‫الطريان على الأمتعة‪ ،‬وقد تتطور‬ ‫�إىل �أن تتوا�صل الأمتعة مع �شركات‬ ‫الطريان و�أن يتم �إي�صالها �إىل منزل‬ ‫امل�سافر �أو الفندق الذي يقيم فيه‪.‬‬ ‫‪2016‬‬

‫‪75‬‬


‫األولمبية اللبنانية ُمنحت للجامعة األنطونية‬ ‫جائزة األولمبية الدولية "الرياضة واالبتكار"‬ ‫منحت اللجنة الأوملبية‬ ‫ال���ل���ب���ن���ان���ي���ة ج���ائ���زة‬ ‫الأوملبية الدولية لعام ‪� 2015‬إىل‬ ‫اجلامعة الأنطونية – بعبدااحلدت‬ ‫تقدير ًا ل��دوره��ا ال��ري��ادي يف جمال‬ ‫تعزيز الثقافة الريا�ضية وذل��ك‬ ‫خالل احلفل التكرميي الذي �أقامته‬ ‫اجلامعة يف مبناها‪.‬‬ ‫وح�ضر احلفل ح�شد من ال�شخ�صيات‬ ‫الر�سمية واملدعوين‪ ،‬تقدمهم ممثلي‬ ‫رئي�سي اجلمهورية ال�سابقني العماد‬ ‫مي�شال �سليمان‪ ،‬والعماد اميل حلود‪،‬‬ ‫ك��ل م��ن وزي���ر ال�����ش��ب��اب وال��ري��ا���ض��ة‬ ‫العميد عبداملطلب حناوي والعقيد‬ ‫نقوال تابت وممثل ال�سيدة اندريه‬ ‫حل��ود كرميتها كارين حل��ود ورئي�س‬ ‫اجلامعة الأنطونية الأب جرمانو�س‬ ‫جرمانو�س ورئي�س اللجنة الأوملبية‬ ‫اللبنانية جان همام ونائباه ها�شم‬ ‫ح��ي��در و�سليم احل���اج ن��ق��وال وع�ضو‬ ‫ال��ل��ج��ن��ت�ين الأومل��ب��ي��ت�ين ال��دول��ي��ة‬ ‫واللبنانية ال�سابق ط��وين خ��وري‬ ‫ومندوب اللجنة الأوملبية الدولية‬ ‫اخل��ب�ير ال�سلوفيني دم��ي��ان بنيتار‬ ‫ورئي�س االحتاد الفرنكوفوين الدويل‬ ‫لكرة الطاولة مي�شال دو �شاداريفيان‬ ‫و�أم�ي�ن ع��ام اجلامعة الأب ج��و �أب��و‬ ‫جودة ومديرة الريا�ضة يف اجلامعة‬ ‫ال��دك��ت��ورة زي��ن��ا مينا �إىل ر�ؤ���س��اء‬

‫‪76‬‬

‫‪issue 5‬‬

‫همام خالل تسليمه الجائزة لألب جرمانوس‬

‫احتادات و�أندية وم�ؤ�س�سات ريا�ضية‪.‬‬ ‫افتتح احلفل بالن�شيدين الوطني‬ ‫ال��ل��ب��ن��اين والأومل����ب����ي ث���م ترحيب‬ ‫وتقدمي من امل�ست�شار الإعالمي ح�سان‬ ‫حميي ال��دي��ن‪ ،‬قبل كلمة اللجنة‬ ‫الأومل��ب��ي��ة اللبنانية �أل��ق��اه��ا طوين‬ ‫خوري الذي عر�ض لتاريخ اجلائزة‬ ‫و�أ���ش��ار �إىل �أن اجل��ائ��زة املمنوحة‬ ‫للجامعة هي حتت م�سمى "الريا�ضة‬ ‫واالبتكار"‪.‬‬ ‫و�أو�ضح خوري �أنه مت اختيار اجلامعة‬ ‫بناء على اق�تراح رئي�س‬ ‫الأنطونية ً‬ ‫اللجنة الأوملبية جان همام وب�إجماع‬ ‫اع�ضاء اللجنة التنفيذية وذل��ك‬ ‫ت��ق��دي��ر ًا ل��دوره��ا ال��ب��ن��اء وم�سعاها‬ ‫ال����د�ؤوب يف جم��ال تعزير الثقافة‬ ‫الريا�ضية يف لبنان‪.‬‬

‫ب��ع��د ذل����ك ج����رت م��را���س��م ت��ق��دمي‬ ‫اجل��ائ��زة م��ن قبل ه��م��ام �إىل الأب‬ ‫جرمانو�س ال��ذي �ألقى ب��دوره كلمة‬ ‫�أ�شار فيها �إىل �أن اللجنة الأوملبية‬ ‫�أرادت من هذا اللقاء تكرمي جامعتنا‬ ‫ع�بر تقديرها ل��ل��دور ال��ب��ارز ال��ذي‬ ‫تقوم به يف جمال الريا�ضة من خالل‬ ‫م�شروعها الريا�ضي ال�شامل واملتمثل‬ ‫مبعهد الرتبية البدنية والريا�ضية‬ ‫ال��رائ��د يف ال��وط��ن واملنطقة حيث‬ ‫�أن ت��اري��خ الأب�����اء الأن��ط��ون��ي�ين يف‬ ‫جمال الريا�ضة يرقى �إىل ما يقارب‬ ‫املئة �سنة‪ ،‬وقد ب��د�أ مع �آب��اء املعهد‬ ‫الأنطوين الذين �شجعوا ال�شباب على‬ ‫حب الريا�ضة وممار�ستها يف جميع‬ ‫�أ�شكالها �سبي ًال �إىل تعزيز روح الأخوة‬ ‫والت�ضامن والتعاون احلقيقي‪.‬‬


‫رياضة‬

‫اعداد‪ :‬طنوس داغر‬

‫الخوذة الواقية لسائقي الدراجات النارية الرياضية‬ ‫�أق�����ام ن����ادي غ��ول��دوي��ن��غ‬ ‫ليبانون للدراجات النارية‬ ‫حفل حا�شد ملنا�سبة بدءه‬ ‫بحملة ت�سليم اخلوذة الواقية باملجان‬ ‫ل�سائقي الدراجات النارية الريا�ضية‬ ‫على �أن ت�شمل جميع النوادي وجمعيات‬ ‫املجتمع املدين والقوى الأمنية ال�سيارة‪،‬‬ ‫وبدعم من بلدية بريوت‪ ،‬وحيث �سيتم‬ ‫ت�سليم �أكرث من الف خوذة يف املرحلة‬ ‫كبار الحضور مع رئيس النادي المنظم‬ ‫الأوىل وال��ت��ي تهدف حلماية اجليل‬ ‫والن�شىء اجل��دي��د يف جميع املناطق الليونز يف لبنان والأردن وال��ع��راق بدوره اعترب احلاج �شاهني هذه اخلطوة‬ ‫البنانية‪.‬‬ ‫مر�شد احلاج �شاهني و�أنطوين بوخاطر بانها ت��أت��ي يف �إط���ار العمل االن�ساين‬ ‫وقد تقدم احل�ضور رئي�س بلدية بريوت والفنان يو�سف اخل��ال ور�ؤ�ساء اندية ال�شمويل ولن�شر التوعية الثقافية‬ ‫واالجتماعية والريا�ضية‪.‬‬ ‫ال�سابق بالل حمد وممثل املدير العام ريا�ضية‪.‬‬ ‫ل��ق��وى الأم����ن ال��داخ��ل��ي العميد ايلي‬ ‫ب��رادع��ي ورئ��ي�����س احت���ادي املحركات‬ ‫املائية وال��ي��خ��وت ال��ك��وم��ودور ادم��ون‬ ‫�شاغوري وحاكم املنطقة ‪ 351‬لأندية‬

‫وك��ان��ت كلمات لكل م��ن رئي�س النادي‬ ‫امل��ن��ظ��م �إدي نعمة ال���ذي حت���دث عن‬ ‫مبادرة النادي‪ ،‬تاله حمد الذي �أعلن‬ ‫ا�ستعداده الدئم ملثل هكذا خطوات‪،‬‬

‫والكلمة اخلتامية لرئي�س ن��ادي �أ‪.‬ن‬ ‫ب��و خ��اط��ر ري���ك���اردو احل�����ص��ري ال��ذي‬ ‫هن�أ النادي املنظم على هذه اخلطوة‬ ‫اجلبارة‪.‬‬

‫نتائج مميزة لالعبين اللبنانيين في بانكوك‬ ‫ك َّرم نائب رئي�س االحتاد املميزة يف بطولة العامل‪ ،‬حيث رفعوا‬ ‫ال��ل��ب��ن��اين ل��ل��م��واي ت��اي ا�سم لبنان يف املحافل اخلارجية‪.‬‬ ‫�أنطوين بلدي بعثة لبنان‬ ‫وق��دم بطل ال��ع��امل احمد �أون��دا���ش‬ ‫التي �شاركت يف بطولة العامل للمواي‬ ‫بوران التي جرت يف بانكوك بتايلندا‪ .‬ك�أ�س وحزام بطولة العامل �إىل بلدي‪.‬‬ ‫ب��ح�����ض��ور رئ��ي�����س االحت����اد ال��ع��رب��ي كما مت تقدمي جوائز ملدربي البعثة‬ ‫واللبناين للمواي تاي �سامي قبالوي امل��ا���س�تر ط��وين �أن���دراو����س واملا�سرت‬ ‫والأمني العام فادي حلبي والأع�ضاء‪� ،‬شادي �سويدان و�أحمد خمزوم‪.‬‬ ‫وذلك يف مطعم ليلى‪ -‬اجلميزة‪.‬‬ ‫ويف اخلتام اهدى قبالوي لبلدي �سيف ًا‬ ‫وق���د �أل��ق��ى ب��ل��دي كلمة ه��ن ��أ فيها تايلندي ًا قدمي ًا ُ�صنع العام ‪ ،1881‬يف‬ ‫الالعبني اللبنانيني على نتائجهم مدينة �أبوتايا عربون تقدير‪.‬‬

‫قبالوي وبلدي وأونداش‬

‫‪2016‬‬

‫‪77‬‬


‫الحركة تسلم اطروحة اللواء شحيتلي‬ ‫ت�����س��ل��م ال��زم��ي��ل‬ ‫ال���دك���ت���ور ف�����ؤاد‬ ‫احل�������رك�������ة م���ن‬ ‫ال�������ل�������واء ع��ب��د‬ ‫الرحمن �شحيتلي اطروحته التي‬ ‫قدمها جلامعة ‪ NDU‬اللويزة‬ ‫ع���ن "ا�شكالية ح����دود املنطقة‬ ‫االق���ت�������ص���ادي���ة وت����أث�ي�ره���ا على‬ ‫ا�ستخراج الرثوة النفطية" وناق�شها‬ ‫امام جلنة ثالثية من كبار ا�ساتذة‬ ‫اجلامعة ون��ال على �ضوء املناق�شة‬ ‫�شهادة املاج�ستري ب��درج��ة امتياز‬ ‫م��ع مرتبة ال�����ش��رف‪ .‬فهن�أ الزميل‬ ‫حركة اللواء �شحيتلي على اجلهد‬ ‫ال��ذي ق�ضاه يف اع��داد االطروحة‪،‬‬

‫ومتنى له مزيد ًا من العطاء الذي ال‬ ‫حدود له ‪ ،‬والذي يتوخى الرت�شيد‬ ‫وو�ضع اللبنانيني امام واقع جديد‬ ‫يجب ان ي�أخذوا به ‪ ،‬وان يعي�شوه‬ ‫قناعة و�إميان ًا وهو الإلفة الوطنية‬ ‫ال��ت��ي ال ب��دي��ل لها ك��زاوي��ة ثابتة‬ ‫للوفاق اللبناين الذي نعمل جميع ًا‬ ‫على تر�سيخه وتوطيده يف العقول‬ ‫والقناعات‪.‬‬ ‫�أهال بح�ضوركم الكرمي‬ ‫غازي خوري الأ�شقر زميل خم�ضرم‬ ‫حت���دى ال��ن�����س��ي��ان يف ع��م��ر تخطى‬ ‫����س����أم احل���ي���اة ‪ ،‬ب���ذاك���رة الت���زال‬ ‫تنب�ض باحليوية وروح ال�شباب ‪،‬‬

‫ففجر خمزون اخلوري مارون ‪ ،‬جد‬ ‫العائلة ‪ ،‬بكتابه الأول الذي �صدر‬ ‫منذ ع��ام�ين ح��ام�لا ع��ن��وان��ه املثري‬ ‫"امل�سيح ثورة على �أبيه ال�سماوي " ‪.‬‬ ‫هذا الكتاب الذي ال يتقن �صناعته‬ ‫�سوى ان�سان ورث جينة العبادة ثم‬ ‫�صهرتها جت��ارب احل��ي��اة وبعثتهاا‬ ‫ب�صحوة اميان جديد ‪ ،‬هذا الكتاب ال‬ ‫يوحي �شكال وم�ضمونا بكتاب امل�ؤلف‬ ‫الأخري الذي احتفنا بعنوان يقول "‬ ‫كانت ال�ضيعة ب�ألف خري " الذي كان‬ ‫له وقع �سيء قبل �أن يقر�أ وقوبل‬ ‫ب�صرخة واح���دة ت��ق��ول ال�ضيعة‬ ‫كانت وبعدا بالف خري ‪.‬‬

‫مؤتمر اليوم العالمي للتنوع الثقافي‬ ‫‪ en Tulip‬يف ب�ي�روت‪ ،‬بح�ضور‬ ‫�سفري العراق الأ�ستاذ علي العامري‬ ‫والدكتور مالك ن�صر رئي�س مكتب‬ ‫اجلامعة يف �أم�يرك��ا ومم��ث��ل نقابة‬ ‫املحامني يف بريوت الأ�ستاذ �أبو ديه‬ ‫وال��زم��ي��ل ف�����ؤاد احل��رك��ة و�سفرية‬ ‫ال�����س�لام ال��دك��ت��ورة رن���ا �أب����و ظهر‬ ‫والعديد من ال�شخ�صيات ال�سيا�سية‬ ‫واالجتماعية والأدبية‪.‬‬

‫مب��ن��ا���س��ب��ة ال��ي��وم‬ ‫ال���ع���امل���ي ل��ل��ت��ن��وع‬ ‫ال��ث��ق��ايف م��ن �أج��ل‬ ‫احل��وار والتنمية‬ ‫يف ‪� 21‬أي������ار ورع����اي����ة امل��ن��ظ��م��ة‬ ‫العاملية حلوار الأدي��ان واحل�ضارات‬ ‫"الأوي�سكو" وب��دع��وة من جامعة‬ ‫احل�����ض��ارة العاملية املفتوحة عقد‬ ‫امل�ؤمتر حتت �شعار "مي�سان حا�ضرة‬ ‫التعاي�ش واحلوار" بح�ضور حمافظ‬ ‫"مي�سان" العراق ال�سيد علي دواي افتتح امل�ؤمتر بالن�شيدين اللبناين‬ ‫الزم الفرطو�سي يف فندق ‪ Gol d‬وال��ع��راق��ي‪ ،‬وت��ن��اوب باحلديث عن‬

‫‪78‬‬

‫‪issue 5‬‬

‫�أهمية احل��وار والتنمية والأدي��ان‬ ‫واحل�ضارات ال�سادة‪ :‬الربوفي�سور‬ ‫خم��ل�����ص اجل�����دة رئ��ي�����س منظمة‬ ‫الأوي�����س��ك��و‪ ،‬ال�سفري ال��ع��راق علي‬ ‫ال��ع��ام��ري‪ ،‬ال��دك��ت��ور ال�شيخ ح�سني‬ ‫�أحمد �شحادة‪ ،‬الأب الدكتور �سهيل‬ ‫ق��ا���ش��ا‪ ،‬ال��دك��ت��ور ج��ع��ف��ر امل��ه��اج��ر‪،‬‬ ‫القا�ضي ال�شيخ يحيى الرافقعي‬ ‫قا�ضي املحاكم ال�سنية يف ب�يروت‬ ‫وكانت م�سك اخلتام كلمة ملحافظ‬ ‫مي�سان ال�سيد علي الفرطو�سي‪.‬‬


‫ثقافة‬

‫م������ن اح�����م�����د ح���م���ي���ة ال��������ى ف���������ؤاد ال���ح���رك���ة‬ ‫ت�������س���ل���م ال���زم���ي���ل الثاين وع��دد �صفحاته "‪ "552‬وال��ع��ل��م��ي��ة والأدب����ي����ة ودوائ����ر‬ ‫احلكومة على اختالفها‪.‬‬ ‫ال����دك����ت����ور ف�������ؤاد من احلجم الكبري‪.‬‬ ‫احلركة من الأ�ستاذ ي�شتمل القامو�س املنهجي اجلديد فهن�أ الزميل احل��رك��ة الأ�ستاذ‬ ‫�أك���رم �أح��م��د حمية مو�سوعته ع��ل��ى م����ف����ردات مل��خ��ت��ل��ف مهن �أكرم حمية على باكورة �إنتاجه‬ ‫االنكليزية "القامو�س املنهجي وقطاعات املجتمع االجتماعية ال�����ش��ام��ل ومت��ن��ى ل��ه امل��زي��د من‬ ‫اجلديد" امل�ؤلفة من املجلد الأول والثقافية وال�صحية والف�ضائية العطاء خدمة للمجتمع ورجاالت‬ ‫وعدد �صفحاته "‪ "304‬واملجلد والطيور واحليوانات والفعاليات العلم واملعرفة‪.‬‬

‫ماجستير بدرجة امتياز‬

‫لعبد الرحمن شحيتلي‬ ‫ن����ال ال����ل����واء ع��ب��د ال��رح��م��ن‬ ‫�شحيتلي من جامعة‬ ‫‪ NDU‬ال��ل��وي��زة‬ ‫���ش��ه��ادة املاج�ستري‬ ‫ع��ن "ا�شكالية ح��دود املنطقة‬ ‫االق��ت�����ص��ادي��ة وت ��أث�يره��ا على‬

‫ا���س��ت��خ��راج ال�ث�روة النفطية"‬ ‫وناق�شها ام���ام جل��ن��ة ثالثية‬ ‫م���ن ج��ام��ع��ة ‪ NDU‬ق��وام��ه��ا‬ ‫اال����س���ات���ذة د‪ .‬م��ي�����ش��ال نعمة‬ ‫و د‪ .‬ايليا ال��ه��ن��دي و د‪ .‬ري��ان‬ ‫ع�������س���اف‪ ،‬وو����ص���ف���ت ال��ل��ج��ن��ة‬

‫ال��ت��ي ناق�شت ال��ل��واء �شحيتلي‬ ‫ال��درا���س��ة بالنوعية والغنية‬ ‫باملفاهيم العلمية‪ ،‬وعلى �ضوء‬ ‫ذل��ك منحته اجل��ام��ع��ة �شهادة‬ ‫املاج�ستري ب��درج��ة ام��ت��ي��از مع‬ ‫مرتبة ال�شرف‪.‬‬

‫الدكتور فؤاد الحركة يقدم نتاجه الى سفير الباراغواي‬ ‫ا���س��ت��ق��ب��ل ���س��ع��ادة‬ ‫الأ���س��ت��اذ ح�سن �ضيا‬ ‫���س��ف�ير ال���ب���اراغ���واي‬ ‫يف لبنان ال��زم��ي��ل ال��دك��ت��ور ف���ؤاد‬ ‫احل��رك��ة وامل��ه��ن��د���س ع��ل��ي حممد‬

‫احلركة ع�ضو جمل�س بلدية حارة‬ ‫حريك يف مكتبه بال�سفارة‪ .‬وجرى‬ ‫البحث ح��ول العديد من الق�ضايا‬ ‫التي تهم لبنان‪ .‬ثم ق��دم الزميل‬ ‫احلركة كتابيه "خواطر و�آراء"‬

‫و"ال�صحافة العربية بني املا�ضي‬ ‫واحلا�ضر " �إىل �سعادة ال�سفري‪.‬‬ ‫ومتنى ال�سفري للزميل حركة املزيد‬ ‫من االنتاج الأدبي وال�سيا�سي �إغناء‬ ‫للمكتبة اللبنانية والعربية‪.‬‬ ‫‪2016‬‬

‫‪79‬‬


‫كوخ وكهف‬ ‫لويس الحايك‬

‫وشوشة نحلية بين وجيه نحله وامل حداد‬

‫بهن‪ ،‬كان اخلطو هم�س ًا‬ ‫مررت َّ‬ ‫ُ‬ ‫الليل قد �سرت الركا َم‬ ‫وكانَ‬ ‫وكنت �أو َّد �أن �ألقي �سالم ًا‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫الطيف يرجعني الكال َم‬ ‫لعل‬ ‫ف�أ�سْ� ُأل َ‬ ‫عنك يا َ‬ ‫كوخ ال�صبايا‬ ‫َ‬ ‫ورودك واخلزامى‬ ‫و�أ�س� ُأل عن‬ ‫اخلطوات م ِْثلي‬ ‫ف�أنتَ تو ِّد ُع‬ ‫ِ‬ ‫و� ٌ‬ ‫آمال تعيدُ َ‬ ‫لك التئا َم‬ ‫حنون‬ ‫بري�شتها و�إزْم ْي ٍل‬ ‫ٍ‬ ‫يك ل ُت ْع َ‬ ‫جت ِّل َ‬ ‫ليك املُقا َم‬ ‫للفن مزار ًا‬ ‫ِب َت ٍّل �صا َر ِّ‬ ‫وكهف ًا للأح َّبة والندامى‬

‫امل في (كوخ الصبايا) بين الشاعرة ندى‬ ‫بوحيدر طربيه وصاحب المجلة والشاعر‬ ‫الفرانكفوني صالح األشقر‬

‫كرمت الشاعرة المسرحية‬ ‫نسرين األشقر برباري في‬ ‫صالونها االدب��ي”ص��ال��ون‬ ‫الشيخة “الشاعر والناقد‬ ‫والصحافي لويس الحايك‪،‬‬ ‫وذل���ك بمناسبة ص��دور‬ ‫ك��ت��اب��ه ال��ج��دي��د “ق��ام��ات‬ ‫انثوية” ومن ثم تأسيس‬ ‫م��ج��ل��ة “ال��س��ائ��ح” وذل��ك‬ ‫ب��ح��ض��ور نخبة م��ن اه��ل‬ ‫األدب والشعر والفن‪.‬‬

‫وهنا بعض من اللقطات‬

‫‪80‬‬

‫‪issue 5‬‬


‫مجتمع‬

‫الحضور في حفل التكريم‬

‫كاتي يمين تحاور الشاعر الفرانكفوني صالح األشقر والناقد لويس الحايك حول الكتابة باللغة األم‬ ‫واللغة االجنبية في اذاعة اللبنانية‬

‫اسكندر الحايك يقضي اجازته بمناسبة عيد ميالده‬ ‫مع زوجته النا في اميركا ويبدوان هنا الى جانب‬ ‫بحيرة تاهو ‪-‬كليفورنيا ‪Lake Tahoe, California -‬‬

‫انطوان كرباج يوقع على الدفتر الذهبي‬

‫احتفلت سفارة االوروغواي في لبنان بالعيد الوطني‬ ‫وهنا لقطة من االحتفال وتبدو السفيرة الدكتورا مارتا‬ ‫اينيس بيتزانيللي والى جانبها صاحب المجلة والشاعرة‬ ‫كاتي يمين‬

‫قدم صاحب مجلة السائح لويس الحايك كتابه الجديد (قامات انثوية) الى كل من نقيب‬ ‫الصحافة عوني الكعكي ونقيب المحررين الياس عون وذلك في مقر النقابتين‬

‫‪2016‬‬

‫‪81‬‬


‫م‬

‫مسك الختام‬

‫نزار قباني‪...‬‬ ‫على الخط اآلخر‬

‫ن‬ ‫يو‬

‫و‬ ‫ر‬ ‫ق‬

‫مي‬ ‫ا‬ ‫ت‬

‫ة‬

‫ام‬

‫سلـوم‬ ‫بقلم أليس ُّ‬

‫(‪)1‬‬

‫املطر ينهمر يف اخلارج ‪...‬‬ ‫ال�ساعة تدُّ ق منت�صف الليل ‪...‬‬ ‫املزاجي كال�شعر ‪� ..‬أحاول �أن �أمللم‬ ‫�إ َّنه ال�سبت اليوم الثاين من �شباط هذا ال�شهر‬ ‫ّ‬ ‫يف ذاكرتي كلمات ٍ ال تنتمي �إىل �أبجدية النا�س العامة بل اىل ابجدية نزار‬ ‫قباين ‪ :‬لغة طفولية تتكلم ب�صدق وبال جماملة ‪...‬‬ ‫من �أين �أبد�أ ؟!‬ ‫كيف �أ�سكب على الأوراق ما دونته �أفكاري كالب�صمات على ج�سد امر�أة غادرها‬ ‫احلبيب لت ِّوه ؟!‪...‬‬ ‫�أمامي على الطاولة ‪ ،‬حتملق بي ثالثة �أوراق منزوعة من روزمانة الأيام ‪( :‬‬ ‫الإثنني ال�ساعة ‪ 2‬ون�صف بعد الظهر ‪ 28 -‬كانون الثاين ‪ /‬اخلمي�س ال�ساعة‬ ‫م�ساء – ‪� 2‬شباط )‬ ‫‪� 11‬صباحا – ‪ 31‬كانون الثاين ‪ /‬ال�سبت ال�ساعة ‪ 6‬ون�صف ً‬ ‫‪ .‬ومن كل يوم جديد تقفز بع�ض املالحظات املكتوبة وت�شرب من فنجان قهوتي‬ ‫‪ ..‬ثم تعود اىل مكانها ( الروزنامي ) كع�صفور راجع اىل ِّ‬ ‫ع�شه !‬ ‫و�أمامي ‪ً � ،‬‬ ‫أي�ضا ‪ ،‬دفرت اخلرطو�ش الذي �أكتب عليه �شعري ونرثي ‪ .‬وهو مفتوح‬ ‫على �إحدى ال�صفحات التي د ّونت عليها بع�ض الكلمات التي دارت خالل حديثي مع �شاعري احلبيب ثالث مرات يف ا�سبوع واحد‬ ‫! وعرب ثالث خمابرات هاتفية ‪ :‬هو يف بريوت و�أنا يف طرابل�س ‪ ( ...‬و�أنا املت�صلة ) !‬ ‫(‪)2‬‬ ‫ذات �صباح باري�سي بارد ‪ ،‬قفزت من �سريري على رنني الهاتف ‪ .‬و�صبحني �صوت يزقزق بالفرن�سية كما العا�شق واملع�شوق من‬ ‫قف�ص لآخر !!‬ ‫ــ بوجنور ! هل ا�ستطيع التحدث �إىل الآن�سة �س ُّلم ؟‬ ‫بدالل موزون ع ّمن على اخلط الآخر ؟‬ ‫�أعجبتني نربة ال�صوت ! ف�س�ألت‬ ‫ٍ‬ ‫ــ نزار قباين‬ ‫وهنا �صرخت بفرح وده�شة ‪ :‬ــ هل و�صلتك ر�سالتي ؟!‬ ‫بك �إذن ؟! ( ذلك لأين دونت رقمي بفرن�سا يف الر�سالة التي ار�سلتها اىل عنوانه يف لندن ‪ ..‬حيث‬ ‫�ضحك من قلبه ‪ :‬ــ وكيف �أ َّت�صل ِ‬ ‫�أقام بعدما غادر بريوت �إ َّبان احلرب )‬ ‫***‬ ‫�أ ّما كيف عرفت عنوانه الربيديّ اللند ّ‬ ‫ين وماذا كتبت له ــ �أو بالأحرى ملاذا را�سلته ــ وماذا قال يل نزار قباين هذه املرة ويف‬ ‫املرات ال�سابقة ‪ ..‬كما يف لقائي الأول معه يف منزله ببريوت و�أنا �أراهق مبطاردة �أحالمي ال�شاعر َّية كالفرا�شة ال�سمراء ‪...‬‬ ‫فهذه �أ�سراري اجلميلة !!!‬ ‫يف جعبتي الكثريمنها ‪...‬‬ ‫ً‬ ‫حتما لن �أبوح ِّ‬ ‫بكل �شيء دُفعة واحدة ‪.‬‬ ‫لكم م ِّني يف ّ‬ ‫كل عدد ‪ ،‬ورقة !‬

‫راة‬



‫ترقبوا إنطالقة جديدة لموقع مجلة السائح‬

‫‪www.alsayeeh.com‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.