الإبداع والعبقرية والريادة عطا ٌء من اˆ �سبحانه وتعاىل ِل َبني َخ ِلق ِه. ومل ت� ُس ّذ �سمر ال�سام�سي عن هذ√ القاعدة ،فكانت اأ ّول لوؤلوؤة عربية ر�سع عقد ًا ذهب ّياً ا�سمه «رواد من لبنان» اإماراتية ُت حِّ
á«HôY á«°üî°T QÉàîf ¿CG z¿ÉæÑd øe OGhQ{ øe OóY πc ‘ ÉfQôb :á¶MÓe QGô≤dG Gòg á–Éa »°ùeÉ°ûdG ôª°S âfÉch øjõ«ªnq ŸG o ÚH Iõ«q ‡o 12
املهند�سة املعمارية والفنّانة الت�شكيل َّية الرائدة
الدكتورة �سمر ال�شام�سي
اإلطالع على ِ شك في أنَّ ِّ ما ِمن ّ السواد األعظم من الناس ،ألنَّ ظهور الرائد في عص ٍر من العصور ُيعت َبر س َير الر َّواد يهفو إليه َّ
ظاهرة غير عاد َّية.
أل َّنه ُيكرس حياته ومواهبه لخدمة البشر َّية ،فهو إنسانٌ ،رجالً كان أم امرأةُ ،يفني عمره من أجل تحقيق رسالة تهدف إلى قي ،أو تحقيق عمل را ِئد ُي َس َّجل في سف ِر الفكر والحضارة. إسعاد اإلنسانية جمعاء و َت َق ُّد ِمها في مدارج المدن َّية وال ُّر ّ هي إحدى رائدات النهضة التشكيل ّية في مطلع العقد الثاني من القرن الحاليَ ،ج َعلَت من الفنّ الراقي أساساً ،ومن الكمال فأبدعت وكانت من ال ُمجلِّيات ،وذلك يعود إلى مستوى ثقافتها الفن َّية ،و ُقدرتها وسيلة للتغ ُّلب على ما هو عادي وتقليدي، َ
البحثية ،في زمنٍ يعاني الفن التشكيلي في عالمنا العربي أزمة كبيرةُ ،تلقي بظاللها على أوضاع الفنانين التشكيليين العرب وتوجهاتهم ومشاريعهم ،بل واستمراريتهم في هذا المجال.
تتم َّيز سمر الشامسي عن غيرها بالكثير من األمور ،إالّ أنها تختلف عنهم بأم ٍر ُمل ِفت ،في إنسان َّيتها وتواضعها اللّذان يفوقان روح الوصف وال ّتعبير ،إنها كتلة عواطف وأحاسيس ،ال يشبهها في شفاف َّيتها إالّ نسمة ربيع َّية ،في شخص َّي ٍة مح َّببة ُتغلِّ ُفها ٌ سامية وفك ٍر ن ِّير. منذ طفولتها ال ُمب ِك َرة ،تعت ّز سمر بنفسها اعتزازا ً كبيراً ،ولكنها في نفس الوقت رزينة ،بعيدة ال َّن َظر ،وتعرف كيف تك ُبت ِ يصعب على المرء تحليل عناصرها أو تعليل حقا ِئ ِقها. بروحها إلى ق َّو ٍة من قوى الكون الخف َّية ،التي عواطفها ،وكأ َّنها أَل َقت ُ وليس ُّ الحب إذ تقول« :تطفوا األحاسيس على سطح الوجود مع توالي أدل على ذلك من فلسفتها ّ الخاصة وتحليلها لمفهوم ُ األعصر واألحقاب ،ونترجمها بالكلمات وال َّتعابير ،ولكن تبقى عاجزة عن ترجمة إمارات الحب ومكا ِمن وجود ِه». ُ صت برسم الملوك واألمراء والرؤساء على المستوى العالمي ،وتم َّيزت سمر الشامسي صاحبة أسلوب ُمم َّيز وخاص ،فقد تخص َ َّ بتوظيفها َ أي شخص َّية تقوم برس ِمهاِ ،علما ً أنَّ َم َعارِضها تختلِف عن المعارِض الروتين َّية ،إذ إنَّ كل عمل للخ ّظ العربي في خلف َّية ّ تق ِّدمهُ ،هو بمثابة رسالة تحاول أن ُتع ِّبر عنها من خالل ذلك.
الرسام وال تح ّبذ استخدام التكنولوجيا كبديل عن الرسم أ َّما التكنولوجيا الحديثة فتعتبرها ما َّد ًة جديدة ،ال تبرز موهبة ّ
اليدوي.
أثا َرت سمر الشامسي اهتمام وسائل اإلعالم المحل َّية والعرب َّية والدول َّية على ح ٍّد سواء ،فكتبت عن موهب ِتها وأسلو ِبها وتقن َّي ِتها ،وتناولتها أقالم ال ُّن َّقاد التشكيليين في أربع جهات األرض ،وتركت في كل بل ٍد زارته بصمات ُن ِس َجت حولها ُ ألف حكاي ٍة
وحكاية ،وكانَ لهذه ُّ ُ الصحافة أينما حلَّت الشهرة الواسعة ضريبتها التي دفعتها الشامسي، حيث كانت َم َح ّط أنظار وحشر َّية َّ وارتحلَت.
اختارتها مجلة » «Why Notاألميرك َّية من بين أنجح عشر سيدات أعمال في العا َلم ،وإذا كانت الصحافة العالمية قد وصفتها بـ«موناليزا العرب» َف َحر ُِّي بنا أن ُنطلِق عليها لقب «كليوباترا الشرق» وكلّها تسميات تبقى ِ قاص َرة عن إعطاء هذه الشخص َّية االستثنائ َّية ح ّقها ،ألهم َّية دورها اإلنساني والف ِّني واالجتماعي واالقتصادي.
14
يسماشلا رمس ةروتكدلا
وال َغ ْر َو أنَّ سمر إنسان ًة عظيم ًَة في شخص َّيتها ونا َلت ُشهر ًة واسعة ،ولكن كانت هناك من َخل ِفها شخص َّي ٌة ال َت ُق ّل عنها عظم ًة، بل لعلها تفو ُقها ،وتلك الشخص َّية كانت أ ُ َّمها. الرسامين ال ُمعاصرين ،ومن ر َّواد الجيل الجديد في المدرسة التشكيل َّية ُتع َت َبر الدكتورة الف َّنانة سمر الشامسي في طليعة َّ ال ُم ِ عاص َرة ،وذلك باعتراف أكبر ال ُّنقاد المحلِّيين والعالم ّيين ،وهي تحرص دائما ً من خالل أعمالها وف ّنها أن ُت ِ ساهم في األعمال
اإلنسان َّية التي توليها اهتماما ً خاصاً ،ومن أهدافها أن يكون الفنّ في خدمة القضايا اإلنسان َّية ،ولديها من األحالم ما يعجز عن ّ
ؤسسات كبيرة. تحقيقها ُم َّ
ُتؤ ِمن سمر الشامسي ِب َعظمة و ُقدرة الخالق سبحانه وتعالى ،وإنَّ اإلنسان كُل َّما تع َّمق في ِ العلم والمعرفة ،ازداد إيمانا ً ب ُقدرة خالق هذا الكون وعظم ِت ِه ،وأنَّ ُك ّل ما ُيحيط ب ِه ُعلماء البشر من علوم ال ُتضاهي ذ َّر ٍة صغيرة من ِعل ِم الخالق الج َّبار. أظهرت منذ صغرِها ميالً نحو الرسم تأ ُّثرا ً بوالدها الذي كان يهوى هذا الفن و ُيتقن ُه ،وكذلك الحال بالنسبة لشقيقها ،حيث يمكن القول أنها نشأت وسط عائلة مميَّزة في مجاالت المعرفة والخلق واإلبداعَ ،ولَّ َدت في نفسها عشق ال ِعلم والفن والحياة ،فسلكت ُسبُالً
لم يسبقها اآلخرون فيها.
درست الفن التشكيلي ،وحصلت على درجة الدكتوراة في الهندسة المعمارية ،وأخيرا ً وليس ِ آخرا ً دراستها للقانون ،باإلضافة إلى تكريمها من جامعة أكسفورد البريطانية بالدكتوراة الفخرية ،وكانت أصغر فتاة عربية تحصل على هذه الدرجة العلمية العالية من أعرق الجامعات العالمية ،كما ك ّرمتها «الجامعة األميركية للعلوم والتكنولوجيا» بـ«كاليفورنيا». َّ إطلعت سمر الشامسي على ُمختلف المدارس الفنيَّة ،ولكنها لم تتقيَّد بمدرسة ُمعينَّة عند رسم لوحاتها سوا ًء كانت «سرياليَّة» أو
«تكعيبيَّة» أو «انطباعيَّة» أو «تجريد َّية» أو غيرها ،فهي ترسم وتُترجم ما تراه في أحالمها.
ُحب األلوان والحلُم بالنسبة لسمر هو من ُيح ِّدد المدرسة ،وبشك ٍل عام َّ ُ فإن لوحاتها تجنَح نحو الواقعيَّة الكالسيكيَّة ،وهي بطبيعتها ت ّ أن الفكرة تتق َّدم على األلوان ،ومنذ انطالقتها الفنيَّة اعتمدت في كل الدافئة ال ُمتنا ِغمة وال ُمتآلفة مع شخصيتها ،وأه ّم ما ُيميِّز لوحاتها َّ معارضها إطالق ما هو جديد ومميز.
ترسم سمر الشامسي لتسليط الضوء على المواضيع الهادفة ،وتتميَّز أعمالها بمعالجتها لقضايا اإلنسان ،لمكا ِمن الوجع داخل الذات اإلنسانيَّة ،وهي تُحب أن ِ توصل إلى الناس بواسطة الرسم رسائل تحتوي على مضامين ومفاهيم ذات ُبعد إنساني واجتماعي وتُراثي وأي زمان ،وعندما أي مكان ّ السياق« :أنا أهت ّم باإلنسان بوج ٍه عام في ّ وحضاري ،تُعبِّر عن الفكرة أجمل تعبير وتقول سمر في هذا ِّ يلفت انتباهي مشهد ُمعيَّن أو موقف ُمعيَّن ،أُعبِّر عنه فورا ً بريشتي فهي سالحي األمضى إليصال أفكاري ،وأكثر ما يستد عي انتباهي قضايا ال َفقر وال ُعنف ضد األطفال وال ُمش َّردين الذين يزداد عددهم ويتكاثر يوما ً بعد يوم.
وفي زمن العولمة يجب أن تزول برأيي مشكلة حر َّية المرأة في العالم العربي ،لذلك أتع ّمد عند رسم المرأة في لوحاتي أن تكون شبيهة جدا ً من شخصيتي وهي المرأة الثائرة المتم ّردة لتظهر لكل القيود ،تُدافع من خاللها عن حقوقها بكل ق َّوة وتح ِّدي للخروج من
طيف الماضي والتَّطلُّع إلى مستقبلها المليء باألمل والتفاؤل والسعادة».
لها مع النجاح ُ الصدق والمقدرة والتَّحدي ،وهي واحدة من أبرز الرائدات في الوطن العربي وقصة ،ومع التم ُّيز بالعمل كل ِّ قص ٍة َّ ألف َّ قيم ًة وقامة. أن الخط العربي هو رمز لهويتنا العربية التي يجب أن نعت ّز بها، أن طموحها أكبر من أن تح ّده جغرافيا المكان ،وهي تعتبر َّ مع ال ِعلم َّ َ الصدد تقول سمر« :أنا فنَّانة عربيَّة أُحب أن أنشُ ر ثقافتي وفنِّي ِبلُغتي التي أُحبها وأُق ِّدرها ،لذلك أحرص على أن يكون وسط كل وبهذا َّ
15
ُر ّواد ِمن لبنان
الخاصة عليها». لوحة لو كانت لرئيس دولة أجنبيَّة حروف من الخط العربي ،حتى يكون لي بصمتي َّ أقمت أحد «إن أول بورتريه رسمته كان للشيخ زايد آل نهيان ،وأ َّما رسمي لآلخرين لم َي ُكن بداف ٍع شخصي ،وعندما وتتابع سمرَّ : ُ
معارضي في العاصمة الفرنسية باريس ،جاءتني فكرة رسم الرئيس الفرنسي األسبق جاك شيراك ،وأ َّما اللوحات األخرى بعدها فكانت بنا ًء على طلب جهات رسميَّة مسؤولة أو سفارات بعض الدول».
وفي أغلب األحيان تحضر ال ُمفردات الخليجيَّة في كل معارض سمر مثل الصحراء والحصان العربي األصيل ،األمر الذي ال تراه قيدا ً يمنع الفنان من إيصال أفكار ُه إلى ال ُمتل َّقي مهما اختلفت ثقافته أو جنسيَّته. أي موضوع ها ِدف يكون سبب من أسباب القبول، ألي عمل فني تنوي القيام به تقولَّ : «إن ّ أ َّما عن معايير الرفض والقبول عندها ّ علي ،وأعتبرها قطع ًة من ذاتي ،وقد تكون فكرة أقرب من األخرى إلى قلبي كلوحة «موناليزا العرب» وكل لوحة تحمل توقيعي هي عزيزة ّ جسدت فيها شخصيَّتي». مثالً ،حيث َّ
فرغم انطالقتها من أمريكا إالّ أنّها تؤ ّكد أن النبوغ والنجاح هو في العالم العربي. أن ذلك ال يقتصر على الغرب نالت الفنانة التشكيلية سمر الشامسي العديد من الجوائز العربية والعالميَّة في أكثر من مناسبة ،وأ َّكدت َّ ٌ وأن إسهاماتها فقط رغم انطالقتها األولى التي كانت من أمريكا إال أنها تقول هناك في الشرق العربي نبوغ ور َّواد يصلون إلى ال ِق َممَّ ، ونجاحاتها في إقامة المعارض الفنيَّة في أكثر من عاصمة أوروبيَّة وعربيَّة ُت َؤ ِّكد تلك الحقيقة وتبرز المكانة التي استح َّقتها عن جدارة
وكفاءة عاليتين ،رغم أنها لم تهت ّم في يوم من األيام بالمراكز وال باأللقاب.
فقد حصلت على جائزة التّم ُّيز في الفنون من «اللجنة األميركيَّة العربيَّة لمكافحة التمييز العنصري» وهي فخورة جدا ً بهذا التكريم ألنه ص َد َر عن َّ منظمة عالمية غير حكوميَّة ،تُنا ِهض من أجل قضيَّة ،كافحت من أجلها شعوب ِع َّدة في كا َّفة أنحاء العالم ،و ِم َّما ُيزيد اعتزازها َ
بهذا التكريم أنها أول عربية تحصل عليه.
كما وحصلت أيضا ً على لقب فنَّانة الـ«فورموال» كأول فنانة في العالم تعرض لوحاتها داخل سباقات الـ«فورموال» وكانت الفكرة أن لهذه الرياضة ُعشَّ اق في كل دول العالم ،وقد أهدت المالِك الحصري للـ«فورموال» بيرني أيكلستون جميلة ومميَّزة ورائدة، خاصة َّ َّ
لوحة ،كانت عبارة عن بورتريه له تعلوه خارطة اإلمارات يز ِّينها الخط العربي.
لدى الفنانة سمر الشامسي قناعات هي خالصة تجربتها الغنية توجزها باآلتي ر ّدا ً على بعض األسئلة ال ُمتف ِّرقة: } عندما تشاهدين لوحتك في مراحلها األخيرة ،كيف تكون ر َّدة فعلك؟ لدي ،بل في كل لحظة أنظر إلى أي لحظة ،وليس هناك لوحة ُمنتهية ّ منذ البداية وأنا أعيش في لوحاتي وتكون قابلة لإلضافة في ّاللوحة أش ُعر بأنني بحاج ٍة إلى إضاف ِة شي ٍء ما. الفني ،وهل ُن َّقاد اليوم يتم َّتعون بالمعرفة والثقافة وال ِّتقن َّية العالية التي كان يتم َّتع بها َمن سبقهم } كيف تواجهين ال َّنقد ِّ
في هذا المجال؟
-الرسام عندما يرسم لوحة يرسم ما بداخله من فكرة ومشاعر وأحاسيس ،وال يلتفت إلى االنتقادات ال ُم َو َّجهة للَّوحة ،وكل عصر
له مقاييسه.
} كيف ُتص ِّنفين الحركة التشكيلية في العالم العربي اليوم؟ وأشجع االجتهادات وأنا إحدى المجتهدين في توصيل الرسايل. ليس بالقدر الذي ُيرضي،ِّ
16
يسماشلا رمس ةروتكدلا
} أين ترين موقعك في الحركة الفن َّية العربية والعالمية؟ أعمل جاهدة على مواكبة الحركة الفنيَّة العالمية ،بل إنني جزء منها.ِ الرسامين العالميين؟ } هل لديك محاوالت لخلق مدرسة في الرسم تحمل اسم سمر الشامسي تي ُّمنا ً بكبار َّ أكيد ،وهذا ما أعمل عليه حاليّا ً وسوف يظهر للنور ع َّما قريب.} هل نستطيع القول إنَّ للمعارض دورها في إبراز وانتشار الفنان ،وهل توافقين على ذلك؟ ّبالطبع ال ،فالمعارض هي «بيت الضيافة» ولكن الرسايل التي يتبنّاها الفنان هي التي تساعد على انتشاره. ِ مسيرتك في عالم الفن التشكيلي ،وما هو رصيدك من المعارض على المستوى المحلي العربي والدولي؟ } ما هي حصيلة أن المعارض هي «بيت الضيافة» لذلك ال أهتم لكثرتها واأله ّم عندي هو حصيلة الفنان ال تتو ّقف عند ح ّد ُمعيَّن ،وكنت ذكرت ّالرسايل. ِ ِ عليك؟ شبهك هذه الصورة وتنطبق أي مدى ُت } عالم الفنان مم ّيز وأسلوب حياته ُمختلف ،إلى ّ أهم ما يميّز شخصيَّتي أنني ال أعترف بالمستحيل وال أستسلم للقيود ،وأعترف بأنني أملك شخصية مميَّزة وغريبة.} هل المصادفة هي التي جعلت ِ منك رسامة بهذا الحجم والوزن الفني؟ ألن الصدفة ال تصنع الفن ولكن التخطيط مع الموهبة هي التي تساعد على االنتشار. الموهبة هي من صنعتنيّ ،} إذا أردنا ِ أصابت؟ أخطأت وأين منك أن ُتق ِّدمي أمامنا نقدا ً ذاتياً ،ماذا تقولين عن سمر الفنانة وسمر اإلنسانة ،أين ْ ْ أخطأت بالتسامح مع من ال يستحق ،أ ّما كفنانة فلقد أصبت عندما اخترت أن أكون كما أنا. سمر اإلنسانةْ } هل أ ّثرت التكنولوجيا على مسيرة الفن عالميا ً وبالتحديد الرسم ،وهل أنّ جهاز الـ«كومبيوتر» يح ّل محل أمور كثيرة ومنها الرسام؟ صلت إلى ح ّد االحتراف أن تلغي الفنان ،بل تبقى ُمج َّرد رسم تقليدي -الفن التشكيلي له ر َّواده ،وال تستطيع الـ«تكنولوجيا» مهما َو َ
باألدوات التكنولوجيَّة.
ِ الصاعدة؟ } ما هو مفهومك للعولمة ،وكيف ترين إيجاب َّياتها وسلب َّياتها على األجيال َّ -أنا مع العولمة ولكن في حدود معيَّنة بحيث ال أنجرف ورائها ،ولقد تكلَّمت عن السلبيَّات واإليجابيَّات التي صنعتها في سنة 2009
الصاعدة ،وكيفية حماية أنفسنا ومن في إحدى لوحاتي التي عنونتها بـ«العولمة» وحاولت أن أناقش السلبيات التي أ َّثرت على األجيال َّ حولنا ألنها خطر موجود في كل بيت. ِ ِ بلدك األم بالتأكيد. حياتك؟ بعد أي البلدان أكثر تأثيرا ً في } ّ
وخاصة الفنون الهندسية ،وتأ َّثرت بأفريقيا فعلى الرغم من افتقارها لإلمكانيات إالَّ أنها تتبنَّى ممارسة الفن إيطاليا بلد الفن،َّ
التشكيلي بشك ٍل ُمبهِر.
} من هو َمثلُ ِك األعلى ،ومن هم األشخاص الذين تأ َّث ِ رت بهم على الصعيد العائلي ،الفني ،الثقافي ،الفكري والسياسي؟
17
ُر ّواد ِمن لبنان
خاص ًة بمدرسة سلفادور دالي ،ولكنني الصعيد الفني تأ َّثرت بكل الفنون الجميلة َّ أمي هي مثلي األعلى ،وتأ َّثرت أيضا ً بالوالد ،على َّلم أتبع نهج ُه ،وأ َّما على الصعيدين الثقافي والفكري فتأ َّثرت بنجيب محفوظ والشيخ زايد. ِ حياتك؟ } دور الرجل في إ َّما دا ِعم ،وإ َّما ها ِدم.} كم م َّرة يحب اإلنسان في حيات ِه؟ -يستطيع اإلنسان أن يحب أكثر من م ّرة ،وهذا يعتمد على مشاعر اإلنسان وطريقة حياته ،ولكن يبقى هناك حب أقوى من اآلخر
ويترك بصمة تأثير في حياتنا. } ماذا يعني ِ العمر؟ لك ُ
العمر هو تحقيق ُحلُم ووصول لِ َهدف.ِ ِ لتجربتك الداخل َّية؟ لوحتك هي صورة ُمطابقة } هل تشعرين أن ليست ُمطابقة ولكنها جزء مني أو من حالة أعيشها.} ما هو نوع الورد الذي ُتح ِّبنهُ؟ الغاردينيا.} العطر؟ العود والعنبر.} المعدن ال ُم َّ فضل لديك ،واألحجار الكريمة؟ األلماس وال ُّز ُم ُّرد.} كلمة أخيرة؟ َمن ظ َّل يحترِم اإلنسانية بتج ُّرد فهو كحبَّات المطر يهبط على األرض فتنبت الخضار وتهنأ الحياة.الصلبة التي ِ تصل إلى درجة العناد في ما اإليمان العميق بانتصار ِقيَم المحبَّة والخير والعدالة مهما طال الزمن ..،وتلك اإلرادة َّ والصبر الذي ال يعرف المستحيل في توصيل الرسايل ..،هي مفاتيح شخصية سمر الشامسي «كليوباترا الشرق» يتعلَّق بقناعا ِتها..، َّ
والحلُم إلى وا ِقع ،كيف ال وهي التي تقول« :أحيانا ً وساحر ِت ِه ،وعظمتها تك ُمن في أنها تعرف متى تُح ِّول الفكرة إلى هدف قابل للتحقيق ُ
الحلُم من تلقاء نفس ِه ،عليك مالحقت ِه». ال يأتي ُ
وما أحوجنا في العالم العربي إلى أمثالها في السنوات البعيدة القادمة ،ليورثوا األجيال الالَّحقة وطنا ً بمستوى طموحاتهم. وكأنّه ينطبق عليها قول المتنبي مالئ الدنيا وشاغل الناس في عصر ِه وفي كل العصور:
18
فما التَّأنيثُ الس ِم الشَّ ِ عيب وال التَّذكي ُر فخ ٌر للهال ِل مس ٌ