اﻟﻔﻬﺮس ﻣﻘﺪﻣﺔ ٣ ............................................................................................................................................................. ﻧﻈﺎم ﻋﻔﻦ ٣ ......................................................................................................................................................... اﻟﺴﻴﻄﺮة اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ ٤ ........................................................................................................................................... ﺗﻐﻴريﻫﺎ ﻛﻠﻴﺔ ٦ ................................................................................................................................................... إرث اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ٦ ..................................................................................................................................... اﻟﻼﺳﻠﻄﻮﻳﺔ )اﻷﻧﺎرﻛﻴﺔ( – ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﻤﻜﻦ ٨ ............................................................................................................... اﻟﻌﺎمل ﺑني ﻳﺪﻳﻚ ١٠ ............................................................................................................................................... اﻟﻴﺴﺎر ١١ ............................................................................................................................................................ اﻟﺒﺪﻳﻞ اﻟﻼﺳﻠﻄﻮي )اﻷﻧﺎريك( – اﻟﻔﻴﺪراﻟﻴﺔ اﻟﻼﺳﻠﻄﻮﻳﺔ )اﻷﻧﺎرﻛﻴﺔ( ١١ ....................................................................... ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ١٢ ...................................................................................................................... اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ واﻟﻐﺎﻳﺎت ١٣ .......................................................................................................................................
ﻣﻘﺪﻣﺔ العالم الذي نعيش فيه عالم غير معقول )ال يخضع للعقل( .حيث يجوع الماليين في العالم الثالث بينما يراكم المجتمع االقتصادي الطعام الذي ال يجد من يشتريه .يستخدم قادة العالم العنف لتعزيز السالم .تقاتل الشعوب الصغيرة جيرانھا في سبيل أجزاء صغيرة من األراضي .تضع الحكومات المكاسب قصيرة األمد قبل الحفاظ على موارد الكوكب .تكدح الغالبية العظمى من العالم من أجل البقاء بينما تعيش قلة صغيرة في ترف بال حدود .الفقراء مضطھدون في كل مكان من العالم ،بينما يواجه النساء والسود اضطھادا وصعوبات إضافية. في مواجھة ھذا الجنون تقترح الفيدرالية الالسلطوية )األناركية( عالما مختلفا بالكامل .عوضا عن النھب ندافع عن التعاون .ويجب استبدال الفقر المصطنع بالوفرة للجميع .يجب أن نعيش في تناغم مع الكوكب ،ال ضده .نظام الحكومة واالستغالل الذي اعتبر بديھيا يجب التخلص منه .إن عالما أفضل ممكن .نريد ھنا أن نشرح ما ھوالبديل الشيوعي الالسلطوي )األناركي( ،فعوضا عن أن يكون مجرد حلم طوباوي ،إنه في الواقع يقدم أفضل حل ممكن ،عقالني وعاقل لمشاكل العالم.
– ١ﻧﻈﺎم ﻋﻔﻦ نعيش في عالم غني ومزدھر .عندما تفكر في الفقر في ھذا العالم يبدومن الصعب تصديق أنه يوجد ھناك أكثر مما يكفي للجميع .ينتج ما يكفي من الغذاء في الواقع ليطعم كل العالم ٣مرات أكثر مما ھوعليه اآلن .لكن ما يزال ھناك أناس ال يحصلون على ھذا الغذاء ،بينما يستطيع البعض إنفاق الماليين على الحفالت والمآدب ألصدقائھم األثرياء .حقيقة أننا نعيش في عالم تسيطر عليه طبقة واحدة شيء واضح لكل شخص .لكن ما الذي نعنيه بالطبقة ؟ بأبسط ما يمكن ،ھناك طبقتان :أولئك الذين يلعبون دورا رئيسيا في السيطرة على ثروة وموارد العالم ،طبقة السادة الرأسماليين وأولئك الذين عليھم أن يعملوا أوأن يحصلوا على المعونات لكي يبقوا على قيد الحياة ،أي الطبقة العاملة. النظام الطبقي ھوجزء ضروري وأساسي من النظام االقتصادي الذي يؤثر على حياة كل شخص بسيط في العالم .يسمى ھذا النظام ب"الرأسمالية" ورغم أنه يغير شكله من وقت آلخر ،فإنه قد أصبح القوة المھيمنة في المائتي سنة األخيرتين .ذات قدرة عالية على التكيف ،وفاسدة وشاملة لكل شيء في نفس الوقت فإن الرأسمالية ترى من قبل كل شخص تقريبا على أنھا طبيعية وحتمية .لكن األمر ليس كذلك. رغم أن الرأسمالية نظام عالمي لالستغالل واللصوصية حيث تعمل الشركات متعددة الجنسيات في كل مكان ،فإن أساسه بسيط جدا .ينتج الثروة في األساس الناس الذين يستخدمون األدوات ليحولوا المواد الخام المأخوذة من الطبيعة .لكي يبقوا على قيد الحياة يجبر العمال على أن يبيعوا عملھم )أوما يسمى "بعبودية العمل المأجور"( وذلك بسعر السوق .في أثناء عملھم يصنع العمال البضائع التي ھي جزء من الحياة اليومية ويوفرون الخدمات .لكن المكافأة التي يحصل عليھا العمال بشكل أجور أقل من قيمة المنتجات والخدمات التي أنتجوھا. الفرق في القيمة بين ما أنتجه العمال وما يكسبونه ھوأساس الربح الذي يذھب إلى الرأسمالي .بھذه الطريقة يتعرض العمال في كل مكان للسرقة من حصتھم في موارد األرض ومن قيمة عملھم .بھذا المعنى فإنھم يتعرضون لالستغالل .من خالل. قيمة عمل ماليين العمال ،يزيد الرأسماليون من ثروتھم وقوتھم.
الرأسمالية ھي نظام للمنافسة الشديدة )العنيفة( وھي نظام غير مستقر إلى حد كبير .تقود الرأسمالية إلى أزمات اقتصادية متكررة يمكن فيھا للرأسماليين فقط أن ينجوا )يبقوا( على حساب العمال .عندما تتراجع األرباح ،يطرد العمال ،وتتشكل حالة من البطالة الجماعية التي ھي ميزة واسمة لحياتنا اليوم. تنتج الرأسمالية األشياء مقابل الربح عوضا عن أن تفعل ذلك في سبيل الحاجة )لتلبية الحاجات( .لذلك عوضا عن أن تنتج عددا قليال من المنتجات المفيدة ،تحاول الشركات باستمرار أن توسع عدد منتجاتھا في سبيل الربح .لذلك نجد في األسواق المركزية )السوبرماركت( دزينات من مزيالت الروائح ،معاجين األسنان ،بودرة الغسيل .األسواق المركزية )سوبرماركت( مثل تيسكو ،سينسبري وأسادا جمعھا تبيع نفس المنتجات تقريبا ولجميعھا نفس الحافز :أن تجعل المستھلكين يشترون بضائعھا. عوضا عن أن تكترث بتوفير األشياء الضرورية لبقائنا فإنھا تھتم فقط بجني األرباح .ال يكفي أن تكون جائعا ،يجب أيضا أن تملك المال وسيفضل صانعواألرباح ترك الطعام يتعفن من أن يطعموه للجوعى والفقراء. ھذا يصبح صارخا )واضحا( أكثر عندما تكنز دول المجموعة األوروبية جباال من اللحم والزبدة والحبوب بينما تضرب المجاعة الرھيبة أجزاءا كبيرة من أفريقيا .في ھذا السياق فإن كل األفعال الخيرية غير ذات أھمية .إن خلق جبال الغذاء ھونتيجة للنقص المفروض ،الذي يعني في السوق ،أسعارا أعلى وأرباحا أكثر .بيروقراطيوالمجموعة األوروبية يفضلون رمي جبال الغذاء ھذه في البحر عن أن يھددوا الربحية أواألرباح .ھذا الشيء يحدث في كل العالم. بحثا عن األرباح انتقلت الرأسمالية إلى عصر االستھالك .يطلب إلينا أن نشتري ونشتري ونشتري .حتى األطفال ليسوا آمنين من المعلنين الذين يقتحمون بيوتنا ويغطون كل بقعة متاحة بلوحات إعالناتھم وشعاراتھم وشارات متاجرھم .ال تستطيع الصحف والمجالت البقاء ما لم تحشى باإلعالنات .بمساعدة المصادر التكنولوجية الھائلة تخلق الرأسمالية منتجات جديدة تتفوق على السابقة .انظر فقط إلى تغير تكنولوجيا الكاميرات على مر السنين .إن أعجوبة السنة الماضية التكنولوجية قد أصبحت الغية اليوم .علينا أن نشتري آخر منتج ،أفضل منتج. نزعة استھالكية كھذه ال تقتصر على البلدان الغربية "المتقدمة" .حتى أفقر المدن األفريقية تغطيھا اإلعالنات التي تحث الناس على شراء منتجات غير نافعة وحتى خطيرة .لكنھا الطبقة العاملة في العالم الثالث ھي التي تعاني أشد من غيرھا بسبب الرأسمالية العالمية ،بينما تحصل الطبقة الحاكمة على نصيبھا من الثروة .فمواردھا منھوبة – انظر إلى قتل الغابات المطرية ،- ويجبر عمالھا على الحياة بمستوى يسمح لھم فقط بالبقاء على قيد الحياة .أجزاء كثيرة من أفريقيا ال تستطيع أن تطعم شعوبھا ،لكنھا تزرع الغذاء لغايات التصدير .أصبح جنوب شرق آسيا محل العمل الشاق ومبغى العالم في نفس الوقت .في كل مكان ،تخترق الرأسمالية كل جوانب الحياة .الكوكا كوال وسندويشات ھمبرغر ماكدونالد ھي رموز حقيقية "للنظام العالمي الجديد".
– ٢اﻟﺴﻴﻄﺮة اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ نتيجة للحياة في ظل نظام كھذا ،يصاب كثير من العمال بالحيرة )التشوش( بشكل طبيعي ،لدرجة أوأخرى ،في معظم الوقت .للحفاظ على السالم والنظام في المجتمع ،ظھرت مجموعة كاملة من األساليب للسيطرة على البشر .أكثرھا قوة ھي الدولة ،مع ذلك توجد تقنيات السيطرة االجتماعية في كل مستويات المجتمع. تعمل الدولة متحالفة مع الرأسمالية ،التي تتقاسم معھا كثيرا من المصالح المشتركة .تقدم الرأسمالية للدولة نظاما اقتصاديا يمولھا من خالل االستغالل .الدولة بدورھا توفر نظاما يسمح للرأسمالية بالقيام بأعمالھا بشكل جيد .في بلدان مثل الصين ،كوبا ،كوريا الشمالية ،الخ ،فإنھما تندمجان في نظام واحد ،إن أفضل وصف له ھو"رأسمالية الدولة".
الدولة ھي في األساس نظام للعنف المنظم للحفاظ على ھيمنة الطبقة الرأسمالية الحاكمة .لكن النظام أفضل ما يحقق من خالل قبول الناس ،أكثر منه من خالل القوة العارية )المباشرة( .بالنتيجة ،تحتوي الدولة المعاصرة على عناصر تھتم بمحاولة جعلنا نفكر بطرق معينة ونتصرف كمواطنين مطيعين .للدولة أيضا وجه لطيف ظاھريا في أنھا توفر منافع رفاھية يفترض أن تكون لمساعدة الفقير ،المريض والمتقدم بالسن. عبر أساليب الحكومات التي تعمل داخل النظام البرلماني والخدمة المدنية ،تسيطر الدولة على عملياتھا .القوات المسلحة، م آي ) ٥اختصار للمخابرات العسكرية البريطانية ،القسم أوالفرع – ٥المترجم( ،م آي ) ٦المخابرات البريطانية الخارجية – المترجم( ،قوة الشرطة ،المحاكم والسجون ،جميعھا تعمل لتسيطر علينا جسديا )ماديا( .إنھم عمالء وحشيون )قساة( يوقعون العقاب بنا إذذا حاولنا مناقشة "حقھم" في حكمنا .الدولة وقوات القمع التابعة لھا ليست محايدة بأي حال من األحوال وتعارض بقوة النضال في سبيل التحرر. دولة الرفاه ،منظومة المدارس والعمال االجتماعيين ،الخ ،يبدوأنھم جميعا يحملون مصالحنا في قلوبھم .لكنھم في الواقع أشكال مختلفة وأكثر تخفيا فقط للسيطرة أوأنھا قد أصبحت ضرورية ألسباب اقتصادية. توجد الخدمة )الرعاية( الصحية أساسا للحفاظ على قوة عمل جيدة الصحة لكن فقط للدرجة التي يحتاج فيھا النظام إلى عمال أصحاء ليعملوا .تناول الكحول والسجائر سببان ھامان للمرض ،لكنھما يمنحان للدولة قدرا كبيرا من المال بشكل ضرائب. ولذلك لم تكن ھناك أية محاولة جدية لتقويض ربحية ھاتين الصناعتين .األرباح تأتي قبل الصحة. بشكل مشابه ،فإن منظومة التعليم ،بطريقة أكثر وضوحا ،تنظم لتؤمن قوة عمل يمكن أن تقرأ وتكتب وتقوم بالحسابات األساسية ،إضافة إلى تعلم كيف تطيع األوامر وتقبل السيطرة من األعلى .يمأل المعلمون رؤوس تالمذتھم الصغار باألفكار المقبولة من طرف الطبقة الحاكمة. ھذه األفكار تعززھا وسائل اإلعالم الجماھيرية بما في ذلك التلفزيون ،الراديو ،صناعة األفالم ،والمجالت .يقومون فيم بينھم بخلق منظومة أفكار تعرف عادة ب"الحس )الرأي( العام" .الحس )الرأي( العام ھي منظومة القيم الدارجة للطبقة المستغلة التي تقف في مواجھة الطبقة العاملة .ھكذا فإن القومية ،الدين ،الوطنية ،العنصرية والتمييز الجنسي التي تضعف من تضامن الطبقة العاملة تصبح شائعة بين الطبقة العاملة ذاتھا. كل ھذه العوامل تساھم في الوھم بأن ھناك حرية ،عدالة ،مساواة وديمقراطية بينما تقوي في الحقيقة قبضة الرأسمالية والدولة .خذ "الديمقراطية" كمثال .أيا كان الحزب الذي "يربح" االنتخابات العامة ،فإن الرأسمالية والدولة تبقيان بمنأى عن أي تأثير أوتغيير إلى حد كبير .ستبقى الطبقة العاملة عرضة لالستغالل واالضطھاد وسيحتقظ األغنياء واألقوياء بامتيازاتھم. بما أن حزب المحافظين منخرط بشكل أكثر مباشرة في إقامة الھيمنة ،فإنه في موقع أفضل للنجاح في االنتخابات .أما حزب العمال ،حتى عندما يعطى فرصة الحكم ،فإنه يتصرف مثل عميل أليف للرأسمالية. خارج الدولة توجد منظمات تدعي تمثيل مصالح الطبقة العاملة بينما تساعد في حقيقة األمر في الحفاظ على منظومة االضطھاد واالستغالل .النقابات ھي أمثلة على ھذه المنظمات .أوال إنھا تضعف أي إحساس بالھدف والتضامن داخل المعامل والصناعات بتقسيم العمال حسب مستوى مھارتھم .ھذا يؤبد االختالفات في الدخل والوضعية )االجتماعية( داخل الطبقة العاملة ويخلق "أرستقراطية عمالية" .ثانيا تنظم النقابات غالبا على أساس الصناعات وبھذا فإنھا تقسم النضال .كم مرة كسرت اإلضرابات في صناعات مختلفة ،فقط لكي يستفرد بھا واحدة تلواألخرى ؟
النقابات ھي أيضا منظمات بيروقراطية ذات مصالح منفصلة عن مصالح العمال الذين تدعي قيادتھم .يريد أعضاء النقابات أن ينتصروا في اإلضرابات ،يريد قادة النقابات أن يحافظوا على نمط حياتھم المريح .عندما يتعارض ھذان االثنان ،يتعرض العمال للخيانة .بيروقراطيات النقابات منخرطة بشكل عميق في الرأسمالية من خالل استثماراتھا ،ملكيتھا الخاصة ،الخ. كل عملية التفاوض بين النقابات واإلدارة )التي تعرف بالمفاوضة الجماعية( تخدم فقط في أفضل األحوال حصول العمال على بعض الفوائد اإلضافية بينما تحافظ على منظومة االستغالل سليمة. على مستوى آخر تتصرف العائلة كعدوھام جدا في أيدي من يسيطرون علينا .يتعلم األطفال غالبا من آبائھم )كما فعلوا ھم من آبائھم أيضا( أفكار سيطرة الذكر ،العنصرية ،الوطنية وضرورة الھيمنة والخضوع .الطرق التي يقدم فيھا الناس لبعضھم البعض تعزز غالبا من ھذه المظالم الفردية التي يجب تحديھا.
– ٣ﺗﻐﻴريﻫﺎ ﻛﻠﻴﺔ عندما تكون قد قرأت كل ما سبق قد تكون اآلن تتساءل ما الذي يمكن فعله لإلطاحة بأنظمة السيطرة واالستغالل التي تسيطر على كل جانب من حياتنا .ھل التغيير ممكن حقا ؟ الجواب ھونعم بالتأكيد ! توجد الدولة وسائر المنظمات )التنظيمات( القمعية بالتحديد ألن ھذا التغيير ممكن .إن النظام الرأسمالي في حالة دائمة من األزمة .لدرجة ما فإن الصيرورة المستمرة من االزدھار والركود التي ھي جزء من كيفية عمل الرأسمالية التي تساعدھا بتأكيد البقاء لألصلح فقط .من جھة أخرى فإنھا تعني عدم االستقرار الدائم واحتمال قيام انتفاضات العمال مع تزايد فشل الرأسمالية في الوفاء بوعودھا. كانت بريطانيا في الثمانينات والتسعينيات تتميز بانتفاضات محلية دورية ضد الشرطة ،والبطالة ،ضد الملل وضريبة الفرد. لكن ھذه محدود مقارنة بما حدث في الماضي وما يمكن أن يحدث في المستقبل .داخل ھذه العملية من التغيير االجتماعي الراديكالي تقع الشيوعية الالسلطوية )األناركية( .لكن ما ھي الشيوعية الالسلطوية )األناركية( ؟ باختصار )سنشرحھا أكثر في الفصل التالي( ،يريد الشيوعيون الالسلطويون )األناركيون( أن يروا تدمير النظام الحالي الذي يخدم الغني والقوي .نريد خلق عالم ينظم لتلبية الحاجات األساسية لكل البشرية ،حيث تعود كل منتجات عمل الجميع للجميع )أي الشيوعية( .نريد أيضا أن نرى إلغاء سلطة الطبقة الحاكمة .ستتم السيطرة على المجتمع من قبل جميع البشر من خالل منظماتھم الخاصة )الالسلطوية أواألناركية( .لكن أليس ھذا كله حلم جيمل ؟
إرث اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ليست الالسلطوية )األناركية( نتاج عقول بعض المفكرين الذين ال تواصل بينھم وبين الجماھير العريضة من البشر .إنھا تنشأ مباشرة من نضاالت العمال والمضطھدين )بفتح الھاء( ضد الرأسمالية ،من حاجاتھم وكل رغباتھم غير المتحققة للحرية، وللمساواة ،للسعادة واإلشباع الذاتي .في الماضي في كل مكان تحدت فيه الثورات السادة ،ظھرت األفكار الالسلطوية )األناركية( وأشكالھا للتنظيم ،ولولبعض الوقت فقط ،غالبا دون أن تسمي نفسھا السلطوية )أناركية(. في الثورة االنكليزية للقرن ،١٧فإن جماعات مثل المساواتيين )مجموعة سياسية ظھرت أثناء الحرب األھلية االنكليزية دعت إلى المساواة وإلى التسامح الديني – المترجم( ،المفرطين )فرقة مسيحية ظھرت في القرن ١٧اعتبرتھا الكنيسة فرقة مھرطقة ،دعت إلى وحدة الوجود وأعلنوا ان المؤمن متحرر من كل قيد تقليدي وأن الخطيئة نتاج للمخيلة فقط وأن الملكية الخاصة خاطئة ،اعتبرتھم الحكومة يومھا تھديدا للنظام االجتماعي – المترجم( ،الحفارين )مجموعة من الشيوعيين
البروتستانت االنكليز الزراعيين ،دعوا إلى المساواة وإلغاء الملكية الخاصة ،ظھرت في القرن – ١٧المترجم( طوروا فكرة الحرية ،المساواة والعدالة .أما أثناء الثورة الفرنسية فإن العمال والحرفيين الذين طوروا وعيھم الطبقي الخاص بدؤوا بتطوير األفكار الالسلطوية )األناركية( )الغاضبون( .في كومونة باريس عام ١٨٧١خلق العمال الفرنسيون في الواقع تنظيمات السلطة الجماھيرية التي تحدت النظام القديم لفترة محدودة من الوقت قبل أن يجري إغراقھا في الدماء .في الثورات الروسية لعامي ١٩٠٥و ١٩١٧طور العمال والفالحون بنى شبيھة للسلطة الديمقراطية المباشرة مثل مجالس العمال ولجان المعامل .ليس لھذا أي عالقة باستيالء البالشفة على السلطة في أكتوبر تشرين األول .١٩١٧بشكل مشابه في الثورة الھنغارية لعام ١٩٥٦ أقام العمال مجالس العمال عندما واجھوا مضطھديھم "الشيوعيين" .في أيام مايوأيار من عام ١٩٦٨في فرنسا تم االستيالء على المعامل والجامعات وفي كثير من الحاالت أديرت وفق قواعد قريبة من القواعد الالسلطوية )األناركية(. من حركات العمال )الشغيلة( ھذه تطورت الالسلطوية )األناركية( كقوة بين أكثر العمال وعيا طبقيا .بدأت في القرن ١٩ في األممية األولى ،حيث ظھر تيار السلطوي )أناركي( متمايز ،تحت تأثير الثوري الروسي ميخائيل باكونين وأصدقائه ورفاقه. منذ ذلك اليوم كان لالسلطوية )األناركية( تأثير ھام على حركات الطبقة العاملة على امتداد العالم ،من أمريكا الالتينية إلى ألمانيا والسويد ،إلى الصين واليابان .وأصبحت متجذرة عميقا ومؤثرة في منظمات النضال الطبقي للعمال في إيطاليا ،إسبانيا والبرتغال .ولعبت دورا في كل الثورات المعاصرة الكبرى. دافع الالسلطويون )األناركيون( وناضلوا دوما عن حاجة العمال )الشغيلة( لتولي زمام المجتمع وإدارته ،وأن يأخذوا في أيديھم السيطرة على معاملھم .وحذروا من إمكانية تسلق أي حزب أوآخرين إلى السلطة على ظھور الطبقة العاملة أثناء ھذه الفترات الثورية. أثناء الثورة الروسية عام ١٩١٧ما حذر منه الالسلطويون )األناركيون( من أن النضال قد جرى اختطافه من قبل المحترفين والسياسيين المحترفين قد ثبت أنه حقيقي .لعب المناضلون الالسلطويون )األناركيون( دورا فاعال وھاما بين الجنود المجندين ،الذين رفضوا مواصلة القتال في الحرب العالمية وشاركوا في االحتجاجات في المدن والريف .وساعدوا في إسقاط النظام القيصري وحكومة سياسيي الطبقة الوسطى التي تلته. مع تقدم عام ١٩١٧اصبح العمال أكثر كفاحية وراديكالية .واستولوا بحماسة على إدارة المعامل وطالبوا بوضع نھاية لنظام الھيمنة القديم .استولى الفالحون على األرض وعاد الجنود من العمال والفالحين إلى بيوتھم .الشعار الالسلطوي )األناركي( "األرض لمن يعمل بھا ،المعامل لمن يعمل فيھا !" و"كل السلطة للسوفييتات )مجالس العمال(" أخذھا منھم الحزب البلشفي )الشيوعي( .بطريقة ماھرة وسريعة خدع لينين الجماھير ليستولي على السلطة .أصبح العمال خاضعين لديكتاتورية الحزب على الفور تقريبا ھذه الديكتاتورية التي أصبحت أكثر وحشية بشكل متزايد مع مرور السنين. كانت الحركة الالسلطوية )األناركية( أيضا ضحية للقمع البلشفي وأعدم كثير من الالسلطويين )األناركيين( ،وسجنوا أوتم نفيھم .خاف البالشفة من التأثير المتزايد لالسلطويين )األناركيين( بين الجماھير – كان الالسلطويون )األناركيون( في الخط األمامي إلقامة لجان المعامل إلدارة المصانع. في أوكرانيا لعبت الحركة الماخنوفية ،تحت قيادة المناضل الالسلطوي )األناركي( نستور ماخنو ،دورا رئيسيا في ھزيمة الجيوش البيضاء )القيصرية( ،التي كانت تتقدم في طريقھا لسحق الحكومة البلشفية في بتروغراد .لقد أنقذوا حياة النظام البلشفي حرفيا .لكن ھذا لم يعفھم من ھجمات لينين وتروتسكي .أجبر الماخنوفيون على القتال على عدة جبھات ضد األعداء
المتفوقين وھزموا في نھاية المطاف .لكن على الرغم من ذلك وفي ظروف حربية صعبة للغاية ،حاولوا تحقيق الملكية الجماعية لألرض في المنطقة التي كانت تحت سيطرتھم. أيضا في قاعدة كرونشتادت البحرية ،وصم البحارة والجنود الثوريون ،الذين وصفوا في عام ١٩١٧بأنھم "زھرة الثورة" من قبل القيادة البلشفية ،في عام ١٩٢١على أنھم من "الثورة المضادة" و"حراس بيض" .ما كانت جريمتھم ؟ لقد انتقدوا ببساطة الديكتاتورية البلشفية على السوفييتات التي كانت قد أصبحت اآلن أشكاال فارغة عوضا عن أن تكون منظمات للسلطة العمالية .بحارة كرونشتادت ،بردة فعلھم على الوحشية الرھيبة للسياسات البلشفية ،وفساد الدولة ومقننات الجوع، كانوا في الحقيقة يحيون القضية الالسلطوية )األناركية( ضد الدولة .وبسبب ھذه الجرأة تعرضوا للمذبحة )للمجرزة(. في إسبانيا عام ١٩٣٦واجھت الحركة الالسلطوية )األناركية( واحدة من أعظم تحدياتھا وفتحت المجال أمام ثورة تلھمھا األفكار الالسلطوية )األناركية( .النقابة الالسلطوية )األناركية( الجماھيرية ،الكونفيدرالية الوطنية للشغل ،والمنظمة الالسلطوية )األناركية( الفيدرالية الالسلطوية )األناركية( اإليبيرية )في شبه الجزيرة اإليبيرية( )أوالفيدرالية الالسلطوية )األناركية( اإلسبانية( ،كانوا في الخط األول للقتال عندما حاول فرانكو)مدعوما من الجيش ،والفاشيين ،والملكيين والكنيسة الكاثوليكية( اإلطاحة بالحكومة الجمھورية .في العديد من المناطق ھزمت قوات فرانكوأول األمر من قبل العمال والفالحين المسلحين .في مناطق ككتالونيا وآرغون ،سيطر العمال والفالحون على شؤون حياتھم ،وأصبحت االرض والمعامل ملكية جماعية بينھم .لكن الالسلطوية )األناركية( اإلسبانية ،التي كانت قد أسست أساسا حول النقابات ،كان يعوزھا اإلدراك السياسي وسرعان ما كانت عرضة لتالعب سياسي الحكومة الجمھورية و"الشيوعية" .أدى ھذا لألسف إلى المساومة على الكثير من الموقف والسياسات الالسلطوية )األناركية( .ھزمت الالسلطوية )األناركية( اإلسبانية ليس فقط من قبل الفاشيين ورأس المال الكبير بل أيضا من قبل الستالينيين وبسبب ضعف سياساتھا الداخلية نفسھا. خالصة تطور الالسلطوية )األناركية( المسجلة ھنا تظھر أن التغيير الحقيقي يمكن أن يحدث فقط من قبل العمال الذين تلھمھم الالسلطوية )األناركية( .الالسلطوية )األناركية( ليست حلما طوباويا .إنھا تيار تحتي )قاعدي( دائم الوجود في ممارسة الطبقة العاملة ،المھمة المطلوبة ھي في جعله التيار الرئيسي .بينما قد يسعى العمال إلى الحلول التحررية لمشاكلھم في الفترات الثورية ،فھناك آخرون مثل التروتسكيين وسياسيي الطبقة الوسطى الذين يحاولون استخدامھم لكي يتسلقوا إلى السلطة. كان الالسلطويون )األناركيون( سذجا في الماضي .رأوا أعداءھم الرئيسييين )عن حق( على أنھا الرأسمالية الكبيرة والدولة لكنھم لم يكونوا واعين بما يكفي للمخاطر التي يمثلھا أولئك الذين يدعون أنھم جزء من حركة العمال .لھذا السبب نحتاج إلى منظمة السلطوية )أناركية( كبيرة حسنة التنظيم وواعية سياسيا .منظمة كھذه ستقدم رؤى بديلة للسمتقبل ،وستطور األفكار الالسلطوية )األناركية( وتقدم حججا معارضة لالشتراكيين الدولتيين والليبراليين وبقية األصدقاء المزيفين للطبقة العاملة .إن أعداء الالسلطوية )األناركية( جيدوالتنظيم ،ولذلك تحتاج الالسلطوية )األناركية( ألن تكون أفضل تنظيما .المساعدة بإقامة مثل ھذذه المنظمة ھي مھمة الفيدرالية الالسلطوية )األناركية(.
– ٤اﻟﻼﺳﻠﻄﻮﻳﺔ )اﻷﻧﺎرﻛﻴﺔ( – ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﻤﻜﻦ سيكون المجتمع الشيوعي الالسلطوي )األناركي( مختلف جذريا عن الطريقة التي نعيش بواسطتھا اليوم .لقد غيرت الرأسمالية العالم أبعد من أي خيال أوتصور في المائتي سنة األخيرة .حاول الرأسماليون و"الشيوعيون" )رأسماليوالدولة( الھيمنة على الطبيعة وعند قيامھم بھذا جعلونا أقرب إلى كارثة بيئية .إن أوضاعا كابوسية وشيكة جدا مع إخضاع الطبيعة للتصنيع ،والطاقة النووية ،إطراح غاز ثاني أوكسيد الكربون ،إزالة الغابات ،الزراعة الصناعية ،الخ.
ستعني الشيوعية الالسلطوية )األناركية( إعادة تفكير جذرية )راديكالية( في كيف ندير حياتنا .سيتعين علينا أن نعيش في تناغم مع الطبيعة ،وليس في مواجھتھا .ھل نحتاج بالفعل للكثير من السيارات ؟ ھل نحتاج بالفعل لعشرين نوعا من معاجين األسنان ؟ أليست ھناك أشكال خالية من التلويث لتوليد الكھرباء ؟ ھذه القضايا البيئية وأخرى ال حصر لھا يكون علينا مواجھتھا إذا كان للبشر أن يكون لھم مستقبل. إضافة إلى تغيير عالقتنا بالطبيعة ،سيكون علينا أن نغير الطريقة التي نرتبط فيھا بعضنا ببعض .كل جوانب حياتنا اآلن تخضع للسيطرة من األعلى )سيطرة من ھم في األعلى( .اآلالف يقومون بوظائف السيطرة على البشر من حولھم وتقييد حريتھم .الشباب ،الزنوج ،المثليون جنسيا ،وغير المتكيفيين خاصة ھم عرضة لتحرش الشرطة .ما أن تدخل المعمل حتى يغيب أي مظھر للسيطرة الذاتية لصالح اإلدارة التافھة وتنمرھا )إرھابھا( .بالنسبة لكثير من النساء واألطفال فإن بيوتھم حتى غير آمنة في وجه العنف األسري. الالسلطوية )األناركية( تعني الحرية .يجب أال يخضع األفراد لتدخل خارجي طالما أنھم ال ينكرون حرية اآلخرين .لكن الحرية ال تكمن فقط في أن تترك لتھتم بشؤونك بنفسك .لكي توجد الحرية الحقيقية يجب أن يكون لدى الناس أمان ،بيئة آمنة وحانية )أومھتمة( ووسائل تحقيق كامل الكمون البشري .الحرية تعني إذن أفضل تعليم ورعاية صحية ممكنة لتسمح لنا بأن نحصل على أفضل ما يمكن من حياتنا. ستتعزز الحرية بأفضل ما يمكن مع تطوير الجماعات )المجتمعات( التي يمكن للناس فيھا أن يديروا حياتھم بأنفسھم .في ظل الرأسمالية تختفي ھذه الجماعات ألن األفراد واألسر تغلق على نفسھا في بيوتھا منعزلة عن اآلخرين .في مجتمع ال سلطوي )أناركي( ستظھر جماعات ذات أشكال مختلفة ،غالبا على أساس العمل أومكان السكن .ھذه الجماعات ستنضم طوعا مع بعضھا البعض لتخلق شبكة من المنظمات المستقلة لكن المتعاونة فيم بينھا والتي ستدير المجتمع. ھذا النظام المعروف بالفيدرالية سينضم مع مجموعات أخرى من المستوى المحلي إلى العالمي .بإقامة التنظيم االجتماعي على معاني التضامن والتعاون يمكن لألفراد أن يشاركوا في إدارة شؤون حياتھم بأنفسھم ،وأن يشاركوا في توسيع حريتھم. لذلك سيأخذ البشر ،ألول مرة في التاريخ ،السيطرة الكاملة على حياتھم .لن يكون ھناك مكان لقيادات )زعامات( ،أولسادة، ولسياسيين محترفين وموظفين حكوميين .سيقوم الناس بھذه الوظائف بحيث يكون من يمارسھا عرضة لالستدعاء الفوري من قبل الناس الذين يخدمونھم. ستكون الالسلطوية )األناركية( نھاية "القانون والنظام" كما نعرفه .النظام القانوني الذي يتضمن الشرطة ،القضاة ،والسجون كوسائل لحماية األغنياء واألقوياء من الجمھور العريض للبشر .بعد تدمير انعدام المساواة والحكومة فإن أجھزة كھذه ستحل. ستدمر السجون ،ويتقاعد القضاة وسيعاد تشغيل ضباط الشرطة في أعمال مفيدة اجتماعيا .معظم الجرائم تقع ضد الملكية وسببھا انعدام المساواة في الثروة .عندما تصبح الملكية جماعية ويختفي انعدام المساواة ،ستختفي الجريمة أيضا .ستبقى ھناك عناصر معادية للمجتمع لكن سيجري التعامل مع ھؤالء من قبل تلك الجماعات نفسھا على أساس عادل وإنساني. لقد شوھت الرأسمالية وأفسدت كل عالقة إنسانية .الجشع ،البحث عن الثراء ،والتقدم في الوظيفة ،اختزال البشر إلى وحدات اقتصادية ،عزل األفراد ،وما إلى ذلك ،ھي نتيجة مباشرة لوضع النقود قبل البشر. ستلغي الشيوعية الالسلطوية )األناركية( الرأسمالية والملكية الخاصة وتضعھا في أيدي الناس .المباني العامة ،المتاجر، المكاتب والمعامل ،المستودعات واألرض ستمتلكھا الجماعات لتطورھا في صالح الجميع .لكن ھذا لن يعني نھاية الممتلكات الشخصية.
تتطلب الشيوعية إلغاء النقود ،وإذا سمحت الظروف ،توزيع البضائع والخدمات بحرية على أساس الحاجة الشخصية. بكلمات أخرى سيكون بمقدور الناس أن يحصلوا على أي شيء يريدونه عندما يحتاجونه .إذا كان اإلنتاج غير كافي لتوفير ھذه الوفرة الضرورية ،عندھا سيجري التشارك في ھذه البضائع والخدمات بالتساوي لتأكيد توزيعھا العادل .أخذا باالعتبار تكنولوجيا الكومبيوتر الحديثة ستكون ھناك القليل من الصعوبات في تخطيط اإلنتاج والتوزيع ليتناسبان مع حاجات كل فرد، خاصة إذا لم يكن ھناك زيادة ضائعة في اإلنتاج التي تميز النظام الحالي. في الوقت الحاضر فإن العمل بالنسبة لمعظم البشر شيء يراد تجنبه أكثر ما يمكن لكنه أيضا ضروري لتوفير مستوى مقبول للحياة .في االقتصاد الشيوعي الالسلطوي )األناركي( سيجري إلغاء العمل غير الضروري وسيخفض العمل الضروري إلى أدنى حد ممكن ليتناسب مع رغبات البشر .عندھا إما أن يقسم العمل غير الممتع بعد أن يخفض إلى أدنى حد ممكن من خالل التكنولوجيا المالئمة أوأن يقوم به أولئك الذين يجدون في أنفسھم الميل لتلك األعمال .التمييز بين العمل والالعمل سيلغى ما أن يمارس البشر مرة أخرى طريقة تناغمية )منسجمة( للحياة. لكن الشيوعية الالسلطوية )األناركية( ليست فقط طريقة لنوع جديد من االقتصاد أوأسلوب جديد للتنظيم االجتماعي. كعملية )صيرورة( مستمرة فإنھا تبدأ قبل الثورة وتتطور بعدھا ،توجد ھناك حاجة لمھاجمة كل المعتقدات ،األفكار ،المؤسسات والممارسات التي تحد من الحرية والعدالة .الدين ،التمييز الجنسي ،التمييز حسب العمر ،العنصرية ،الوطنية ،الجشع واالستغراق في الذات ،جميعھا تحتاج ألن يجري التخلص منھا ،وإال فإن الثورة لن تكون ذات جدوى .لكن ال يمكننا القيام بما ھوأكثر من تلخيص بعض التطورات التي ستحدث )أوتتلو( .كثير من األشياء التي قد تظھر ال يمكننا أن نتنبأ بھا اآلن ولذلك فإن ھذا التلخيص للمجتمع الالسلطوي )األناركي( ليس بأي حال من األحوال مخططا "مقدسا" وغير قابل للتغيير.
– ٥اﻟﻌﺎمل ﺑني ﻳﺪﻳﻚ إذا نظرت للعالم كما ھوعليه اليوم بالفعل ،مقارنة بالنظام الذي نريد نحن الشوعيون الالسلطويون )األناركيون( أن نراه، عندھا – لنقولھا بطريقة معتدلة – نكون قد حددنا )قطعنا( حجم عملنا المطلوب ! أن نحدث تغييرا كھذا قد يبدومھمة ھائلة للغاية. لكن قبل أن نبدأ بالشعور بشيء من الخوف بسبب ھذا ،تذكر أننا نعيش في عالم يتغير بسرعة .العالم الذي نعيش فيه اليوم لم يكن من الممكن تخيله قبل ٢٠سنة فقط .في الواقع ،لقد تغير العالم في الخمسين سنة األخيرة أكثر مما تغير في الخمس مائة سنة الماضية. أشياء كاالقتصاد والتكنولوجيا تلعب دورا في تشكيل العالم لكن في نھاية المطاف البشر ھم الذين يغيرون األشياء بالفعل. ذكرنا سابقا دولة الرفاه كشكل من أشكال السيطرة .لكن من جھة أخرى فإن أشياء مثل الرعاية الصحية األساسية وجدت فقط ألن الطبقة العاملة حاربت من أجلھا )رغم أن السياسيين قد ينسبوا الفضل ألنفسھم( .من دون التھديد بالتحرك لم نكن لنفوز بتلك األشياء أبدا .اإلضرابات أوالتھديد بھا يساعد في تحسين األجور وظروف العمل .من دون األعمال من طبقتنا فإن األشياء ستصبح أسوأ فقط .كذلك فإن الضريبة الفردية ألغيت فقط ألن الناس حاربوا ورفضوا أن يدفعوھا. حتى اليوم لدينا القدرة على التغيير إذا عملنا سوية .قوة تحويل المجتمع تكمن في أيدي من يخلقون كل شيء – أي الطبقة العاملة .ھذا ھومصدر قوتنا ،إذا ما استخدمناه ،يمكن لھذه القوة أال تحقق بعض اإلصالحات فقط بل أن تغير النظام بأكمله ،أن تخلق ثورة اجتماعية.
اﻟﻴﺴﺎر ليس الشيوعيون الالسلطويون )األناركيون( وحدھم من يتحدث عن الثورات .كان ھناك الكثير من "الثورات" في الماضي ،لكن الرأسمالية ما تزال موجودة .لم توجد الشيوعية الحقيقية في أي مكان ،االتحاد السوفيتي السابق في عنفوان "اشتراكيته" لم يكن شيئا من ھذا القبيل .بقيت "شيوعية" الدولة أحد أشكال الرأسمالية )رأسمالية الدولة( حيث كان الحزب الشيوعي ھوالسيد وبيروقراطيوالحزب ھم أصحاب االمتيازات. مع انھيار "شيوعية" الدولة )رأسمالية الدولة( في أوروبا الشرقية ،قد يفاجئنا أن نجد مجموعات ما تزال موجودة في بريطانيا تريد ان تسير على نموذج االتحاد السوفيتي .لكن منظمات مثل المناضل وحزب العمال االشتراكي تستمر في الوجود حاملة نفس الرسالة القديمة ،يقولون أن "العمال متخلفون"" ،ويحتاجون إلى قيادة منظمات كمنظماتنا" ،ويواصلون "ھناك أزمة قيادة ،نحن فقط نعرف الطريق إلى األمام .. .نحتاج إلى االنضباط الحزبي . .إلى حزب يتألف من القادة وممن يقادون،". . وما إلى ذلك. نموذج االتحاد السوفيتي السابق لما يسمى باالشتراكية كان كارثة على الطبقة العاملة في كل العالم .سواء كانت ھذه الدول تتبع تعاليم لينين ،تروتسكي ،ستالين أوماو ،فالواقع ھوأن ھؤالء األنبياء أثبتوا أنھم خصوم وحشيون للطبقة العاملة الحقيقية )التي تتناقض مع خياالتھم عن الطبقة العاملة( .الرسالة واضحة :الطبقة العاملة والمضطھدون ،إذا كان من الممكن أن يكونوا أحرارا على اإلطالق ،يحتاجون ألن يقوموا بالعمل بأنفسھم ،دون ھؤالء القادة الذين نصبوا أنفسھم بأنفسھم. لوأن ھؤالء األشخاص كانوا ناجحين ھنا أيضا )أي في بريطانيا – المترجم( لجاؤوا بأشكال جديدة من االستغالل واالضطھاد .سيصرخون عن االشتراكية والعالم الجديد الشجاع لكنھم ھم من سيكون في موقع السيطرة وليس المظلومين. االسم الذي يعطونه للنظام سيتغير لكن االستغالل واالضطھاد سيستمران. يستخدم حزب العمال أحيانا كلمة "االشتراكية" لوصف سياساته ،لكن ليس كثيرا ! مرة أخرى فإن حزب العمال لم ولن يكون اشتراكيا على اإلطالق .يوفر حزب العمال عدة مئات من الوظائف لمحترفي الطبقة الوسطى لكنه لم يقدم أي فائدة حقيقية ألي بشر آخرين .رغم قيام عدة حكومات لحزب العمال )قبل سنوات كثيرة ؟( لم يتغير أي شيء .ما تزال ھناك بطالة ھائلة، اقتطاعات من نفقات الرفاھية ،العنصرية وما إلى ذلك .كانت الرأسمالية تعمل تماما كما كان عليه الحال من قبل.
اﻟﺒﺪﻳﻞ اﻟﻼﺳﻠﻄﻮي )اﻷﻧﺎريك( – اﻟﻔﻴﺪراﻟﻴﺔ اﻟﻼﺳﻠﻄﻮﻳﺔ )اﻷﻧﺎرﻛﻴﺔ( أقيمت الفيدرالية الالسلطوية )األناركية( للمساعدة في النضال في سبيل عالم أفضل – عالم دون سياسيين وجنراالت ،دون كھنة وسادة .بينما ال نرى أنفسنا على أننا مجموعة من المعلمين الذين يملكون كل األجوبة ،فإننا نعتقد أنه لدينا بعض االراء واألفكار المفيدة التي يمكن للطبقة العاملة أن تستخدمھا .لدينا أيضا رؤية واضحة عن كيف نحقق عالما ليس فيه استغالل. في الوقت الراھن فإننا نحاول أن ننشر أفكارنا بين الطبقة العاملة .ھذا يعني إنتاج المجالت ،الكراسات ،الكتيبات، البوسترات ،شرائط الكاسيت ،الخ ،إليصال الرسالة الالسلطوية )األناركية( إلى أوسع جمھور ممكن .لكن الشيوعية الالسلطوية )األناركية( ال تتعلق فقط باألفكار الجيدة .األفكار لوحدھا عديمة الفائدة ،يجب أن يصار إلى تطبيقھا .لذلك تنخرط الفيدرالية الالسلطوية )األناركية( في الدعم النشيط للمضربين ،سكان البيوت ،المستأجرين والسجناء ،التظاھرات ،االعتصامات، االحتجاجات ،الخ .نحن ال ننخرط فحسب لننشر أفكارنا بل ألننا نؤمن بأن نضاالت كھذه وربطھا بالحركات االجتماعية سيخلق
ثقة طبقية في قدرتنا على تغيير األشياء .إن تعزيز مثل ھذه الثقة مھم ألنه يعني أن انتصار صغير اليوم يمكن أن يؤدي إلى انتصار أكبر في الغد. إننا ننخرط في ھذه األشياء كشيوعيين السلطويين )أناركيين( ،بكلمات أخرى فإننا ندفع فكرة أن كل النضاالت يجب أن يقودھا أولئك المنخرطين فيھا مباشرة وليس من قبل أحزاب من السادة أوالمحرضين أوبيروقراطيي النقابات ،أوقادة المجتمع الذين ينصبون أنفسھم بأنفسھم. إننا ندعم خلق منظمات قاعدية في كل جوانب المجتمع ،مثل مجموعات الطبقة العاملة والمجموعات المستقلة ذاتيا )المسيرة ذاتيا( لمحاربة االضطھاد الجنسي .أيضا فإننا ندعم مجموعات الطبقة العاملة المستقلة ذاتيا من الزنوج ونشارك في النضال ضد العنصرية والفاشية .في أماكن العمل ندعوإلى بناء حركة مستقلة قوية خارجة عن سيطرة النقابات واإلدارة .في نفس الوقت نسعى لخلق مجموعات السلطوية )أناركية( ثورية في الصناعات لكي تنشر الرسالة الالسلطوية )األناركية( .في كل الحاالت فإن النضال في سبيل الحرية ھوفي نفس الوقت نضال ضد الرأسمالية. تحاول الفيدرالية الالسلطوية )األناركية( أال تجعل ألية قضية أونضال أولوية على القضايا األخرى .ألنه لوقت طويل كانت الطبقة العاملة مقسمة ومحكومة .من الھام جدا ربط كل نضاالت الطبقة العاملة لكي نخلق حركة جماھيرية اجتماعية ضد النظام القائم. وھدفنا على المدى المتوسط ھوخلق حركة تضامن ھائلة من المقاتلين ضد اضطھاد الطبقة الحاكمة.
ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ من المھم خلق الوسائل بيد طبقتنا للرد على الھجمات .ھذه األيام ألن النضاالت ترى غالبا منفصلة ،يجري االستفراد بھا واحدة تلواألخرى .إن خلق وحدة حقيقية للطبقة العاملة يعني أن الھجوم على أي جزء من طبقتنا سيرى على أنه ھجوم عليھا كلھا. إننا ال نقول أن حركة كھذه يجب أن تكون دفاعية .من خالل بناء الثقة في أنفسنا كطبقة فإننا نخلق الوسائل لنبدأ بالھجوم الفعلي ضد النظام. وبالبدء بالھجوم نعني خلق حركة جماھيرية منظمة ذاتيا وخلق مجالس العمال كأسلوب لسلطة الطبقة العاملة وتنظيمھا الذاتي .يضاف إلى ھذا منظمات المجتمع والسكان الجماھيرية التي تقع تحت سيطرة أولئك المنضوين والداعين إلى إضرابات جماعية عن دفع اإليجارات ،التظاھرات ،االحتجاجات ،واالضطرابات االجتماعية .حركة كھذه ستملك القوة لتوقف آلة الطحن الرأسمالية. طبقة السادة سعيدة باألشياء كما ھي )حتى مع التأرجحات االقتصادية الحادة( .إنھم مرعوبون من أفكار الشيوعية الالسلطوية )األناركية( .وعندما نتحدث عن خلق حركة اجتماعية جماھيرية للمقاومة ستقوم بمھاجمة أسس النظام الرأسمالي ذاتھا ،نعرف عندھا من التاريخ أن الرأسماليين سيستخدمون كل قوى الدولة ليوقفوھا .ھذا ألننا نتحدث عن ثورة اجتماعية. سيحاولون إدخال ليس فقط الشرطة بل الجيش أيضا )إذا بقي مواليا للنظام( .سيستخدمون مجموعات الفاشيين ،الجواسيس، العناصر االستفزازية ،المرتزقة ،أي شيء ليوقفونا. لھذا فمن المحتمل أن يتلوأي ثورة اججتماعية محاولة للقيام بثورة مضادة من طبقة السادة وطفيلييھا .لذا ستتطلب أية حركة اجتماعية انتفاضة مسلحة ضد طبقة السادة .الصراع الطبقي تحت سلطة العمال يمكن أن يضع في الممارسة عدة جوانب
من الشيوعية الالسلطوية )األناركية( ،لكن قد تكون ھناك حاجة إلقامة ميليشيات عمالية لكي يدافع العمال عن أنفسھم وليھزموا الرأسمالية في نھاية المطاف ويدمروھا بشكل كامل. قد يبدوھذا شيئا صعبا شيئا ما ،لكن مع اندفاع الرأسمالية نحوالمزيد من انعدام االستقرار االقتصادي ،والحروب النووية و"التقليدية" ،وتدمير البيئة ،فإن األوقات السيئة موجودة بالفعل وھي تصبح أسوأ مع كل دقيقة.
اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ واﻟﻐﺎﻳﺎت إننا نريد مستقبال ألنفسنا وألطفالنا – مستقبل يعد بأقصى درجة من الحرية ومن دون استغالل اقتصادي .إننا نؤمن بأننا قد وضعنا األساس لذلك اليوم .تناضل الفيدرالية الالسلطوية )األناركية( في سبيل مستقبل كھذا .إننا ننظم أنفسنا اليوم بطريقة تعكس ھدفنا النھائي .نحن لسنا بيروقراطية متصلبة )مثل المنظمات اليسارية( تدار وتخضع لتالعب سادة الحزب .في الواقع ليس لدينا موظفون دائمون أوطوال الوقت وال لجان مركزية ،ال قادة وال من يقادون .مواقفنا فيما يتعلق بالعديد من القضايا واألفعال نقررھا بالمشاركة المتساوية )طالما اختار الناس المشاركة( بطرق متعددة .تتضمن ھذه المناقشات المطبوعة في نشرة داخلية ،والكونفرانسات السنوية )المفتوحة أمام جميع األعضاء( ،واجتماعات المندوبين )المكونة من المندوبين المؤقتين للمجموعات المحلية واألعضاء األفراد( والمدارس النھارية المنتظمة .كل "الموظفين" )مثل أمناء الصندوق( ينتخبون لفترات محددة ويمكن تغييرھم من قبل الكونفرنس أواجتماعات المندوبين إذا تصرفوا بطريقة غير مناسبة. الفيدرالية الالسلطوية )األناركية( ،كما يقترح اسمھا ،ھي فيدرالية .المقصود من الفيدرالية أن تعمل بطريقة موحدة لتحصل على أكبر تأثير داخل الطبقة العاملة .لذلك فإن أعضاءھا المنضمين إليھا يقبلون عددا من األھداف والمبادئ األساسية )المطبوعة في آخر ھذا الكراس( .يشارك األعضاء أيضا في رسم سياساتنا ،ويتحملون مسؤولية مساعدة وضعھا في التطبيق. لكن ھذا يعني أن المجموعات المحلية واألعضاء األفراد سيضعون أھدافھم وأفعالھم في ھذا السياق. تقع مسؤولية إدارة الفيدرالية الالسلطوية )األناركية( بيد كل أعضائھا .إننا نريد أن خلق عالما توجد فيه السلطة بأيدي كل البشر.