رو واجل األبيض ر ـ ـ اهل ُّ ُ َ ُ ----------أيب وأبوك قصتان للدكتورة إميان بقاعي
رو اهلـ ـ ُّر ُ األبيض واجلَ ُ
جالسا العجوز األبيض الغب األسود وىو يرقب اذلـ ـر احلي َ ُ َ َ ً نبح جرو ِّ وحاول -مع كل نبح ٍ خيطف اخلبزَة أن ة رغيف اخلب ِز ابللنب. أيكل َ َ َ َ ُ ِ ابذلجوم ،أو أظهراه منو ،إال أن برود َة اذلـ ـِّر وغباءَه أظهراه غَت عابِئ ِ أمام ِّ قافزا ،وأذنُو اليمٌت ُش ً ندم على حماولتو ،فغادر ً عدوه الذي َ جاعا َ يق. تقفز معو وتقطع الطر َ ادلعضوضةُ حديثًا ُ
الدامور7272\27\72 :
وأبوك أيب َ
كا َن سامي ،وىو يف الس ِ ِ ادسة من عم ِرِ رصيف جيلس على حاف ِة ، ه ّ ُ البناية اليت يسكنُها .وكا َن يهز ِ ِ أيكل شطَتَة اللبَـنَ ِة بينما تُت َت غ الص قدميو ُ وصول الكث َِت من السيار ِ ٍ ِ ات إىل ابىتمام يرقب عناع ابلنّ ِ َ اليابس .وكا َن ُ ّ البعيد ِ احلي ِ ساحة القر ِ البعيد عن ِ نزول النّاس منها إىل البناية ، ية ويرقب َ ُ ِّ ِ ابتساماِتم كلها. األسود وقد أضاعوا ادلقابلة ،وىم يلبسون اللون َ فجأ ًة ،اندتو أمو من شرفة الط ِ ابق السادس:
سامي ،اصع ْد!فرفع كتفيو رافضا ِمن دون أن يتفوه ٍ حبرفِ ، ينظر إليها ،بل أن دون ن وم ً َ اتبع أيكل شطَتَة اللّ ِ بنة. َ ٍ خفيض ،وكرر الرفض بطر ِ وكرر ِت النِ يقة رف ِع الكتف ِ ٍ ُت. بصوت داء ّ َ َ َ َ ِ األكف من ِ ادلقابلة جللستِو البناية حممول على اتبوت ٌ حىت حُت أُن ِزَل ٌ ِّ تلك ،ظل كما ىو ،أيكل الشطَتَة ِ ويؤرج ُح قدميو. ُ ِ اإلسعاف اليت ت نساءٌ عن سيارِة ت نساءٌ ،وأ َ ُبعد ْ ت نساءٌ ،ولطَ َم ْ ب َك ْ
ت التابوت ،وغادرت ،فلحقت هبا بقيةُ السيار ِ ِ ِ ات ل ومح ن اآل وصلت َ َ َْ ْ َ اليت كانت قد مأل ِ َت احلي. ِ مدخل ِ ٍ ِِ ِ ادلقابلة حيث البناية بسرعة حنو كض هنض سامي من مكانو ،ور َ َ وقف طفل دياثلو عمرا وقد أحٌت رأسو حىت كاد ِ يلتص ُق بصد ِره. َ َ َ ٌ ًُْ ٍ دامع العين ِ فهمس: ، ُت إليو الصب فنظر ، بسرعة ب دلس وجوَ ّ َ َ َ َ الص ِّ قبل ٍضا. سنة مات أيب يف احلرب أان أي ً
ٍ ٍ مل يكن الصب يعرف ىذه ادلعلومةَ ،ففتح ِ بسرعة بدىشة وىو يتأمل عينيو َ فتابع سامي: عيٍت ساميَ ، ّ ِ ت كل كنت أرى َّاألوالد ينتظرو َن عود َة آابئِهم عن َد الظَّهرية ،وك ْن ُ الس ِ أبيك ابلطَّ ِ أللعب معكما. دعاين ة ومر ، احة يف ابة ً َّ تلعب مع َ َ أراك ُ انتظر الصب عندما َ خربا عن أبيو ادلُغادر ّ مسع ً لتوه ،و َ وار َ عيٍت ِّ تسم فر ٌح يف ِّ يسمع ادلز َيد ،لكن سامي قال: أن َ متعبًا. لكنَّين ُكنت َ بغص ٍة: أسو ،وقال ّ اآلخر ر َ فهز الصب ُ رجًل طيِّبًا. كان أيب ًقال سامي:
كذلك كان أيب!وجترأَ سامي ،فشد َيد جا ِرِه ّ ِ جيلس، ّ الصغَت إىل الرصيف حيث كان ُ فجلسا ،وراحا حير ِ كان أرجلَهم الصغَتَة. َ ورغم أن سامي كان يتأمل وجو ِ صديقو احلزي ِ مهس: فقد ، ن ُ َ َ معا؟ دائما ً نلعب ً -ما رأيُك أن َ
بسرعة .وامتدت كف سامي لًتبت فخ َذ ِ ٍ صديقو أسو مواف ًقا ْ َ ىز الصب ر َ ِ ٍ اببتسامة: اجلديد ،وقد َم لو نصيحةً مغلفةً ِ أسهل فيما بعد! صبح ي َّه ن لك ، البداية ملوت يكون صعبًا يف ا ُُ َ
انتهت
رو واجل األبيض ر ـ ـ اهل ُّ ُ َ ُ ----------أيب وأبوك قصتان للدكتورة إميان بقاعي