01 16 3156

Page 1

‫«أكيد» يشيد بمهنية «السبيل»‬ ‫وتفردها بنشر خرب تهريب اللحوم الفاسدة‬

‫الأربعاء ‪ 15‬حمرم ‪ 1437‬هـ ‪ 28‬ت�شرين �أول ‪ 2015‬م ‪ -‬ال�سنة ‪23‬‬

‫‪� 16‬صفحة‬

‫العدد ‪3156‬‬

‫عهود حم�سن‬ ‫�أ�شاد مر�صد م�صداقية ال�صحافة الأردنية "�أكيد" يف تقرير �صدر عنه �أم�س الثالثاء حول انفراد‬ ‫"ال�سبيل" بعددها ال�صادر �صباح االثنني ‪ 2015/10/19‬بن�شر تفا�صيل عملية تهريب كاب�سة نفايات‬ ‫تابعة لأمانة عمان الكربى حلوماً تالفة‪ .‬وقال‪" :‬ك�شفت �صحيفة ال�سبيل عملية تهريب حلوم فا�سدة‪،‬‬ ‫كانت �أمانة عمان الكربى قد �صادرتها‪ ،‬وا ّتخذت ق��رارا ب�إتالفها‪ ،‬لكن �سائق مركبة الأمانة املكلف‬ ‫مكب نفايات الغباوي‪ ،‬حيث ُتن ّفذ عمليات الإتالف‪ ،‬ه ّربها بدال من ذلك �إىل مركبة كانت‬ ‫ب�إي�صالها �إىل ّ‬ ‫املكب‪ّ ،‬‬ ‫ليت�ضح الحقا �أن هذه اللحوم كان من املقرر �أن تعود �إىل‬ ‫تنتظره على الطريق امل�ؤدي �إىل ّ‬ ‫‪8‬‬ ‫الأ�سواق"‪.‬‬

‫ً‬ ‫فل�سا‬ ‫‪250‬‬

‫«ال�سبيل» تزور موقع احلادث وتعود امل�صابني يف امل�ست�شفى‬

‫عشر حاويات «موقوتة» ما تزال يف جمرك عمان‬ ‫ «ال��ط��ب ال��ش��رع��ي»‪ :‬الوفيات بسبب‬‫التفحم وإصابات ارتطامية‬ ‫ شهود عيان‪ :‬حاويات األلعاب النارية‬‫كانت بالجمرك منذ أكثر من ‪ 5‬أشهر‬ ‫ القطامني‪ :‬حقوق العمال املصريني‬‫يف الحادث مكفولة يف قانوني العمل‬ ‫والضمان االجتماعي‬ ‫ خبري عسكري يشكك بإجراءات الضبط‬‫والتحريز للحاوية املتفجرة‬ ‫ مدير شركة العاب نارية‪ :‬املنع أغرق‬‫البالد باأللعاب النارية املهربة‬ ‫ «األلعاب النارية» بني الحوادث الفردية‬‫‪7-6‬‬ ‫ووزراء الداخلية‬ ‫�شهرا‬ ‫االحتالل يحكم على ال�شيخ رائد �صالح بال�سجن ‪11‬‬ ‫ً‬

‫وزيرة إسرائيلية‪ :‬سنرفع علمنا‬ ‫فوق األقصى وسنصلي فيه‬ ‫القد�س املحتلة‪ -‬ال�سبيل‬

‫ال�شيخ �صالح‪ :‬ال�سجن جزء من �ضريبة ن�صرة القد�س وامل�سجد الأق�صى‬

‫�أع �ل �ن��ت ن��ائ �ب��ة وزي � ��ر اخل��ارج �ي��ة‬ ‫الإ� �س��رائ �ي �ل��ي ت���س�ف��ي ح��وط�ب�ي�ل��ي‪� ،‬أن‬ ‫"�إ�سرائيل" ل ��ن ت�ك�ت�ف��ي ب��ال���س�م��اح‬ ‫لليهود بال�صالة يف امل�سجد الأق�صى‬ ‫م�ستقب ً‬ ‫ال‪ ،‬بل �إنها �ستقوم برفع العلم‬ ‫الإ�سرائيلي على احلرم‪.‬‬ ‫ويف م�ق��اب�ل��ة أ�ج��رت �ه��ا م �ع��ه ق�ن��اة‬ ‫التلفزة الإ�سرائيلية العا�شرة م�ساء‬ ‫االث �ن�ين‪ ،‬فقد اع�ت�برت حوطبيلي �أن‬ ‫"جبل الهيكل" (اال�سم الذي يطلقه‬ ‫االح �ت�لال الإ��س��رائ�ي�ل��ي ع�ل��ى امل�سجد‬ ‫الأق �� �ص ��ى) ي �ع��د ج� ��زءا م ��ن ال �� �س �ي��ادة‬ ‫الإ�سرائيلية التي يتوجب احرتامها‪،‬‬ ‫ناهيك عن حقيقة �أن جبل الهيكل يعد‬

‫جولة اإلعادة لالنتخابات‬ ‫املصرية‪ ..‬لجان خاوية‬

‫خطيب الأق�صى لـ «ال�سبيل»‪ :‬زيارة الأق�صى‬

‫‪8‬‬

‫‪11‬‬

‫الأمري علي «جاهز خلو�ض‬

‫املعركة»‬

‫ا�� � �س� � �ت� � ��� � �ش� � �ه � ��د � � � �ش� � ��اب� � ��ان‬ ‫ف �ل �� �س �ط �ي �ن �ي��ان م� ��� �س ��اء أ�م� �� ��س‬ ‫ال �ث�لاث��اء‪ ،‬ج ��راء إ�ط �ل�اق ق��وات‬ ‫االح �ت�لال ال��ر��ص��ا���ص �صوبهما‬ ‫قرب مفرتق جممع 'عت�صيون'‬ ‫اال�ستيطاين �شمال اخلليل‪.‬‬ ‫وق ��ال م���ص��در فل�سطيني‬ ‫ب��أن ق��وات االحتالل املتمركزة‬ ‫على مفرتق جممع 'عت�صيون'‬ ‫أ�ط� �ل� �ق ��ت ال ��ر�� �ص ��ا� ��ص � �ص��وب‬ ‫ال�شابني ‪ 17‬و‪22‬عاما‪ ،‬وكالهما‬ ‫م��ن مدينة اخلليل وتركتهما‬ ‫ينزفان مانعة طواقم الهالل‬ ‫الأح� � �م � ��ر ال �ف �ل �� �س �ط �ي �ن��ي م��ن‬ ‫تقدمي العالج لهما حتى فارقا‬ ‫احلياة‪.‬‬ ‫وق � ��ال � ��ت وزارة ال �� �ص �ح��ة‬ ‫ال�ف�ل���س�ط�ي�ن�ي��ة‪ ،‬ان ��ه با�ست�شهاد‬ ‫ال�شابني �شمال اخلليل يرتفع‬ ‫عدد ال�شهداء منذ بداية ت�شرين‬ ‫الأول اجلاري اىل ‪� 63‬شهيدا ‪.‬‬

‫اجتماع احتجاجي يف النقابة‬ ‫على توقيف الصحفيني‬ ‫امين ف�ضيالت‬ ‫ت�ع�ق��د و� �س��ائ��ل االع�ل��ام امل��رئ �ي��ة وامل���س�م��وع��ة‬ ‫واملطبوعة وال�صحافة االلكرتونية واع�ضاء من‬ ‫الهيئة العامة يف نقابة ال�صحفيني اجتماعا اليوم‬ ‫يف ن�ق��اب��ة ال�صحفيني ل�ت��دار���س ات �خ��اذ اج ��راءات‬ ‫احتجاجية على توقيف ال�صحفيني يف ق�ضايا‬ ‫املطبوعات والن�شر‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫ودع��ت تن�سيقية امل��واق��ع االل�ك�ترون�ي��ة كافة‬ ‫العاملني يف و��س��ائ��ل الإع�ل�ام ور�ؤ� �س��اء التحرير‬ ‫ونا�شري املواقع االلكرتونية ونقابة ال�صحفيني‬ ‫والهيئة العامة لل�صحفيني من خمتلف و�سائل‬ ‫االع �ل�ام امل�ح�ل�ي��ة وال�ع��رب�ي��ة وال��دول �ي��ة حل�ضور‬ ‫االجتماع لبحث فتوى الديوان اخلا�ص بتف�سري‬ ‫ال�ق��وان�ين وال�ق��ا��ض��ي ب�ـ«ح��ق امل��دع��ي العام‬ ‫‪4‬‬ ‫التوقيف يف ق�ضايا الن�شر»‪.‬‬

‫الحياري‪ :‬إغالق ‪ 37‬محطة تحلية مياه‬ ‫وإحالة أصحابها على املحكمة‬ ‫�أحمد برقاوي‬

‫ائتالف املالكي يح�شد لتدخل‬

‫ع�سكري رو�سي يف العراق‬

‫عمان‪ -‬برتا‬

‫«ال�صحفيني» تدر�س الطعن يف د�ستورية قرار ديوان تف�سري القوانني‬

‫القاهرة‪ -‬وكاالت‬ ‫على نف�س وت�يرة اجلولة الأوىل من االنتخابات الربملانية‪،‬‬ ‫انطلقت �صباح �أم�س الثالثاء جولة الإع��ادة التي جت��ري يف ‪14‬‬ ‫حمافظة ‏م�صرية‪ ،‬وي�سيطر م�شهد اللجان اخلاوية على جولة‬ ‫الإعادة‪ ،‬حيث ت�شهد معظم اللجان غياباً تاماً للناخبني منذ فتح‬ ‫باب الت�صويت يف ‏التا�سعة �صباحاً‪ ،‬يف حني ت�أخر فتح العديد من‬ ‫اللجان عن امليعاد املقرر لها يف عدد من املحافظات منها اجليزة‪،‬‬ ‫و�أ��س�ي��وط‪ ،‬واملنيا‪ ،‬‏ب�سبب ت��أخ��ر الق�ضاة امل�شرفني على العملية‬ ‫االنتخابية‪.‬‏‬ ‫ك�م��ا ا�ستمر امل��ر��ش�ح��ون و أ�ن���ص��اره��م يف ارت �ك��اب ال�ع��دي��د من‬ ‫املخالفات االنتخابية‪ ،‬حيث وقف �أن�صار املر�شح �أحمد مرت�ضى‬ ‫م�ن���ص��ور‪ ،‬‏�أم ��ام ال�ل�ج��ان يف حم��اول��ة منهم ال��س�ت�م��ال��ة الناخبني‬ ‫بدائرة الدقي والعجوزة للت�صويت ملر�شحهم يف ظل تقاع�س من‬ ‫�أجهزة الأمن عن‏ال�سيطرة على امل�شهد‪ ،‬كما �شهدت معظم جلان‬ ‫حمافظات ال�صعيد نق ً‬ ‫ال جماعياً للناخبني عرب حافالت و ّفرها‬ ‫املر�شحون يف حماولة ‏منهم لتوجيه الناخبني للت�صويت‬ ‫‪11‬‬ ‫ل�صاحلهم‪.‬‏‬ ‫لغري الفل�سطينيني «تطبيع»‬

‫املكان الأك�ثر قد�سية لليهود وال حق‬ ‫للم�سلمني فيه"‪ ،‬على حد تعبريها‪.‬‬ ‫م��ن جهة �أخ ��رى ق�ضت املحكمة‬ ‫امل ��رك ��زي ��ة الإ� �س��رائ �ي �ل �ي��ة‪ ،‬يف م��دي�ن��ة‬ ‫القد�س‪ ،‬بال�سجن الفعلي ملدة ‪� 11‬شهرا‬ ‫على ال�شيخ رائد �صالح‪ ،‬رئي�س احلركة‬ ‫الإ�سالمية يف االرا�ضي املحتلة عام ‪.48‬‬ ‫ومبوجب قرار املحكمة‪ ،‬التي انعقدت‬ ‫ع�صر الثالثاء‪ ،‬للنطق باحلكم‪ ،‬ف�إنه‬ ‫يبد�أ فعليا يف ‪ 15‬ت�شرين الثاين املقبل‪.‬‬ ‫وتوجه النيابة العامة �إىل ال�شيخ‬ ‫� � �ص �ل�اح‪ ،‬ت �ه �م��ة "التحري�ض ع�ل��ى‬ ‫العنف"‪ ،‬وك��ان��ت ق��د ط�ل�ب��ت ب�سجنه‬ ‫ل�ف�ترة ت�ت�راوح م��ا ب�ين ‪40-18‬‬ ‫‪10‬‬ ‫�شهرا‪.‬‬

‫استشهاد شابني‬ ‫فلسطينيني برصاص‬ ‫االحتالل شمال الخليل‬

‫�أغلقت مديرية �صحة البيئة يف وزارة ال�صحة‬ ‫‪ 37‬حمطة حتلية مياه مع �إحالة �أ�صحابها على‬ ‫امل�ح�ك�م��ة م�ن��ذ ب��داي��ة ال �ع��ام احل ��ايل ح�ت��ى نهاية‬ ‫حزيران املا�ضي؛ ملخالفتها اال�شرتاطات القيا�سية‬ ‫لنوعية املياه‪� ،‬أو ملخالفتها اال�شرتاطات العامة‬ ‫التي ت�شمل �شروط املعاجلة والتعبئة والعمالة‪،‬‬ ‫ح�سبما أ�ك��د مدير �صحة البيئة املهند�س �صالح‬ ‫احلياري‪.‬‬ ‫وق� � ��ال احل � �ي� ��اري لـ"ال�سبيل" �إن ه �ن��اك‬ ‫ن��وع�ين م��ن امل�خ��ال�ف��ات يف حم�ط��ات حتلية امل�ي��اه‬

‫ه�م��ا‪ ،‬خم��ال�ف��ة اال� �ش�تراط��ات القيا�سية لنوعية‬ ‫املياه‪ ،‬وتظهر يف نتائج الفحو�صات "الكيميائية‬ ‫وال�ف�ي��زي��ائ�ي��ة وامليكروبيولوجية"‪ ،‬وخم��ال�ف��ة‬ ‫اال�� �ش�ت�راط ��ات ال �ع��ام��ة م �ث��ل �� �ش ��روط امل �ع��اجل��ة‬ ‫والعمالة و�شروط التعبئة‪.‬‬ ‫وبلغ عدد حمطات حتلية املياه ‪ 1453‬حمطة‬ ‫يف خمتلف أ�ن �ح��اء اململكة ح�ت��ى ن�ه��اي��ة ح��زي��ران‬ ‫املا�ضي‪ ،‬وفق احلياري الذي �أ�شار �إىل حترير ‪385‬‬ ‫�إنذاراً بحق حمطات‪ ،‬ف�ض ً‬ ‫ال عن �إحالة ‪� 71‬صاحب‬ ‫حمطة على املحكمة منذ بداية العام حتى نهاية‬ ‫حزيران املا�ضي؛ وذل��ك لوجود خمالفات‬ ‫‪5‬‬ ‫لديها‪.‬‬

‫عاطف اجلوالين‬

‫ملاذا انتفضوا؟‬ ‫«مل ي���ع���د مم��ك��ن��ا ال�������ص���م���ت‪ ،‬وال‬ ‫مكان لالنتظار»‪ ،‬ه��ذا م��ا �أراد ال�شعب‬ ‫الفل�سطيني �أن يقوله لكل من ي�ستطيع‬ ‫التقاط الر�سائل ال�صحيحة‪.‬‬ ‫نحو ثالثة �أ�سابيع من املواجهات‬ ‫امل�ستمرة‪� ،‬أظهر فيها ال�شعب الفل�سطيني‬ ‫م�����س��ت��وى رائ��ع��ا م��ن ال��وع��ي وال��ع��ط��اء‬ ‫والت�ضحية‪ .‬مل ي�ست�أذن �أحدا للتحرك‬ ‫يف مواجهة اح��ت�لال جت��اوز �صلفه كل‬ ‫احل����دود‪ ،‬وح��اف��ظ ال�شعب على زخم‬ ‫حراكه وعفويته‪ ،‬واختار �أ�ساليب ن�ضال‬ ‫عبت‬ ‫تنا�سب اللحظة ال�سيا�سية ب�صورة رّ‬ ‫عن عبقرية وكثري من الوعي والن�ضج‪.‬‬ ‫غ���اب���ت ال�����راي�����ات وال�������ش���ع���ارات‬ ‫وامل��زاي��دات‪ ،‬وح�ضر �صوت االنتفا�ضة‬ ‫الذي مل يعل فوقه �صوت‪.‬‬ ‫االن��ت��ف��ا���ض��ة وال���ق���د����س وح��دت��ا‬ ‫الفل�سطينيني بعد طول انق�سام ‪ ..‬اختفت‬ ‫م��ف��ردات ال�صراع والت�شرذم واالتهام‬ ‫عن ال�ساحة‪ .‬وعلى اختالف براجمهم‬ ‫ت��وح��د الفل�سطينيون‬ ‫وت��وج��ه��ات��ه��م‬ ‫ّ‬ ‫على �إدان���ة ج��رائ��م االح��ت�لال ورف�ض‬ ‫اع��ت��داءات��ه على ال��ق��د���س والأق�����ص��ى‪،‬‬ ‫و�أج��م��ع��وا على ح��ق ال�شعب يف الثورة‬ ‫والدفاع عن الكرامة واملقد�سات‪.‬‬ ‫ت�����س��اءل ال��ب��ع�����ض‪ :‬و�أي�����ن ال��ع��رب‬ ‫وجامعتهم العربية من جرائم االحتالل‬ ‫و�إعداماته امليدانية للفل�سطينيني‪ ،‬ملاذا‬ ‫غابوا و�صمتوا؟‬ ‫لكن رمبا كان للمنتف�ضني ر�أي مغاير‪،‬‬ ‫هم رمبا مرتاحون لهذا الغياب الر�سمي‬ ‫ال��ع��رب��ي ه���ذه امل����رة ع��ن انتفا�ضهم‪،‬‬ ‫فهم ي��درك��ون �أن اجلامعة �إن حتركت‬ ‫وت��دخ��ل��ت ف��امل��رج��ح �أن ت��ت��دخ��ل ل���و�أد‬ ‫انتفا�ضتهم ووق��ف حراكهم دون ثمن‪،‬‬ ‫ف�سقف الأط�����راف ال��ر���س��م��ي��ة معلوم‬ ‫خ�بره الفل�سطينيون على م��دار عقود‪،‬‬ ‫ما يجعلهم هذه املرة ي�أملون ب�أن ّ‬ ‫يكف‬ ‫الر�سميون العرب �أذاه��م ومفاو�ضاتهم‬ ‫التي ال متار�س فيها ال�ضغوط �إال على‬ ‫طرف واحد‪.‬‬ ‫رمبا كان العتب الفل�سطيني هو على‬ ‫غياب بع�ض ال�شعوب العربية عن الدعم‬ ‫والإ���س��ن��اد‪ ،‬فبا�ستثناء الأردن وبع�ض‬ ‫ال�����س��اح��ات‪ ،‬م��ا ي���زال الت�أييد العربي‬ ‫ال�شعبي النتفا�ضة القد�س دون �سقف‬ ‫الطموح‪ ،‬ومل يرق �إىل امل�ستوى املقبول‬ ‫وامل�أمول‪.‬‬ ‫م���ن امل��������أزوم‪ ،‬وم���ن ي��ت��ع� ّ�ج��ل وق��ف‬ ‫االنتفا�ضة؟‬ ‫بالت�أكيد لي�س الفل�سطينيني الذين‬

‫يظهرون �إ�صرارا وت�صميما على موا�صلة‬ ‫حراكهم وانتفا�ضتهم وال يظهرون كبري‬ ‫اكرتاث الرتقاء ال�شهداء رغم ما يرافق‬ ‫ذلك من �أمل ولوعة فراق‪.‬‬ ‫ن��ت��ي��ن��اه��و وح��ك��وم��ت��ه امل��رع��وب��ة‬ ‫وامل�أزومة هم من يتعجلون وقف «العنف‬ ‫والإره���اب الفل�سطيني» كما ي�سمونه‪،‬‬ ‫لكنهم يريدونه وقفا دون دفع كلف �أو‬ ‫�أثمان �سيا�سية جلرائمهم التي مل ينج‬ ‫منها �أطفال ر ضّ� ع‪.‬‬ ‫وامل ��أم��ول �أن ال تكون ثمة �أط��راف‬ ‫عربية حت�شر نف�سها يف مربع الأزم��ة‪،‬‬ ‫وتتعجل هي الأخ��رى وقف االنتفا�ضة‬ ‫ّ‬ ‫وتتمنى وقفها‪.‬‬ ‫ملاذا انتف�ضوا؟ �س�ؤال م�شروع ت�ساعد‬ ‫�إج��اب��ت��ه ع��ل��ى ف��ه��م م��ا ي��ج��ري وعلى‬ ‫الت�صرف بحكمة وم�س�ؤولية‪.‬‬ ‫انتف�ض الفل�سطينيون دف��اع��ا عن‬ ‫كرامتهم ومقد�ساتهم ولوقف م�ؤامرة‬ ‫التق�سيم الزماين واملكاين للأق�صى‪.‬‬ ‫انتف�ضوا لوقف تغ ّول اال�ستيطان‬ ‫وع��دوان��ي��ة امل�ستوطنني وا�ستهدافهم‬ ‫للفل�سطينيني ب�شرا و�أر�ضا و�شجرا‪ ،‬دون‬ ‫ح�سيب وال رقيب وال رادع‪.‬‬ ‫انتف�ضوا ليقولوا للعرب وللعامل‪:‬‬ ‫أ���س‬ ‫نحن هنا‪ ،‬ق�ضيتنا �أم الق�ضايا و� ّ‬ ‫م�شاكل املنطقة وجوهرها‪ ،‬وال جمال‬ ‫ال�ستمرار جتاهلنا وو�ضعنا يف �آخر �سلم‬ ‫الأولويات‪.‬‬ ‫انتف�ضوا ل��ي��ق��ول��وا «ال» مل��زي��د من‬ ‫املفاو�ضات والعالقات العبثية التي جنى‬ ‫منها االحتالل كل املكا�سب ومل حتقق‬ ‫للفل�سطينيني �سوى مزيد من ال�ضعف‬ ‫والعجز و�سوء احلال‪.‬‬ ‫*****‬ ‫غ�ضب‪ ،‬اح��ت��ج��اج‪ ،‬هبة‪ ،‬انتفا�ضة‬ ‫‪ ..‬غري مهم‪ ،‬وال م�شاحة يف الت�سميات‪،‬‬ ‫فالعربة بامل�ضمون وبالفعل الن�ضايل‬ ‫على الأر�ض وبالنتائج‪.‬‬ ‫وم��ا مل ي�شعر الفل�سطينيون ب ��أن‬ ‫الأه������داف ال��ت��ي م���ن �أج��ل��ه��ا حت��رك��وا‬ ‫وانتف�ضوا وقدموا الت�ضحيات حتققت‪،‬‬ ‫�سيكون م��ن ال�صعب وق��ف انتفا�ضتهم‬ ‫حركت الكثري من املياه الراكدة‪،‬‬ ‫التي ّ‬ ‫و�إن ا�ستمرت �ستغري كثريا من املعادالت‪.‬‬ ‫ا�ستعاد ال�شارع الفل�سطيني حيويته‪،‬‬ ‫وامتلك �إرادته‪ ،‬وك�سر حاجز اخلوف من‬ ‫املالحقة ومن التن�سيق الأمني‪ .‬هذا هو‬ ‫جوهر التح ّول يف م�سار الفعل الفل�سطيني‪،‬‬ ‫وعلى العقالء �أن يقر�ؤوا ما يجري بدقة‪،‬‬ ‫و�أن ال يخطئوا احل�سابات‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.