عدد الاثنين 8 أيار 2017

Page 1

‫«الضمان االجتماعي»‪ :‬ال زيادة على رواتب املتقاعدين‬

‫د‪� .‬صالح النعامي‬ ‫يكتب‪:‬‬

‫ماذا ح�صل عبا�س‬ ‫من ترامب؟‬

‫االثنني ‪� 11‬شعبان ‪ 1438‬هـ ‪� 8‬أيار ‪ 2017‬م ‪ -‬ال�سنة ‪24‬‬

‫‪� 16‬صفحة‬

‫العدد ‪3636‬‬

‫‪2‬‬

‫ً‬ ‫فل�سا‬ ‫‪250‬‬

‫انطالق تمرين األسد‬ ‫املتأهب بمشاركة دولية‬

‫عمان‪ -‬برتا‬ ‫ُع�ق��د يف ق�ي��ادة العمليات اخل��ا��ص��ة امل�شرتكة �أم�س‬ ‫الأحد‪ ،‬م�ؤمتر �صحفي �أُعلن فيه عن بدء فعاليات مترين‬ ‫الأ�سد املت�أهب ‪ ،2017‬الذي �سيتم تنفيذه هذا العام مع‬ ‫اجلانب الأمريكي ال�صديق ومب�شاركة �أكرث من ‪ 20‬دولة‬ ‫�شقيقة و�صديقة‪ ،‬خالل الفرتة من ‪ 7‬ولغاية ‪� 18‬أيار‪.‬‬ ‫وق��ال مدير التدريب امل�شرتك الناطق الإع�لام��ي‬ ‫با�سم التمرين العميد الركن خالد ال�شرعة "�إن مترين‬ ‫الأ�سد املت�أهب الذي انطلق يف ن�سخته الأوىل عام ‪،2011‬‬ ‫و�سيتم تنفيذه للمرة ال�سابعة على التوايل‪� ،‬سينفذ هذا‬ ‫ال�ع��ام ب�ق��وات برية وبحرية وج��وي��ة يبلغ ع��دده��ا قرابة‬ ‫‪ 7200‬م �� �ش��ارك‪ ،‬مي�ث�ل��ون ال �ق��وات امل���س�ل�ح��ة الأردنية–‬ ‫اجلي�ش العربي وممثلني عن حلف الناتو"‪.‬‬ ‫من جهته قال نائب القائد العام للجي�ش الأمريكي‬ ‫ال �ل��واء بيل هيكمان '�إن مت��ري��ن الأ� �س��د امل�ت��أه��ب يعترب‬ ‫ال�ت�م��ري��ن الع�سكري الأ��س��ا��س��ي يف منطقة ب�ل�اد ال�شام‬ ‫وه��و مب�ث��اب��ة ح��دث مم�ت��از ي�سمح ل�ن��ا مب��وا��ص�ل��ة العمل‬ ‫م��ع ال�ق��وات الأردن �ي��ة وال��دول�ي��ة للت�صدي ب�شكل �أف�ضل‬ ‫ل�ل�ت�ه��دي��دات امل���ش�ترك��ة لل��أم��ن الإق �ل �ي �م��ي على‬ ‫‪4‬‬ ‫امل�ستوى العملياتي‪.‬‬

‫قال املن�سق العام احلكومي حلقوق الإن�سان يف رئا�سة‬ ‫الوزراء با�سل الطراونة �إن هيئة التحقيق امل�شكلة بتاريخ‬ ‫‪� 5‬أيار احلايل لق�ضية وفاة املواطن رعد احمد نايف اعمر‬ ‫يف مركز امن بادية اجليزة قررت توقيف ثمانية �ضباط‬ ‫و�ضباط �صف �إثر توجيه عدد من التهم �إليهم‪.‬‬ ‫وكانت من �أه��م التهم املوجهة �إليهم �أوال ال�ضرب‬

‫االحتالل يقر مقرتح قانون‬ ‫«الدولة اليهودية»‬

‫القد�س املحتلة‪ -‬وكاالت‬

‫�صادقت ما ي�سمى جلنة الت�شريع الوزارية‪،‬‬ ‫يف احلكومة الإ�سرائيلية �أم����س ب��الإج�م��اع‪ ،‬على‬ ‫مقرتح قانون "الدولة القومية"‪ ،‬ال��ذي يحدد‬ ‫�أن "�إ�سرائيل" هي دولة القومية اليهودية و�أنه‬ ‫ال يوجد لأي ك��ان ح��ق تقرير امل�صري فيها غري‬ ‫ال�شعب اليهودي‪.‬‬ ‫وج ��اءت امل���ص��ادق��ة ع�ل��ى ال �ق��ان��ون‪ ،‬ب�ع��د �أرب��ع‬ ‫��س�ن��وات م��ن ط��رح��ه لأول م ��رة‪ ،‬م��ن ق�ب��ل ع�ضو‬

‫الكني�ست‪� ،‬آيف دي�خ�تر‪ ،‬ال��ذي ك��ان ط��رح القانون‬ ‫عندما ك��ان ع�ضوا يف ح��زب ك��ادمي��ا‪ ،‬قبل انتقاله‬ ‫حلزب الليكود‪.‬‬ ‫ويدعو القانون املقرتح‪ ،‬الذي تعني امل�صادقة‬ ‫عليه يف جلنة الت�شريع ال��وزاري‪� ،‬إل��زام كافة كتل‬ ‫االئتالف احلكومي بدعمه عند الت�صويت عليه‬ ‫يف الكني�ست‪� ،‬إىل تعريف "�إ�سرائيل" ب�أنها دولة‬ ‫ي�ه��ودي��ة ودمي�ق��راط�ي��ة و�أن ال�ق��د���س ه��ي عا�صمة‬ ‫"�إ�سرائيل"‪ ،‬و�أن اللغة العربية هي اللغة‬ ‫‪8‬‬ ‫الر�سمية‪.‬‬

‫«ال�سبيل» حتاور مدير مركز احل�سني لل�سرطان‬

‫منصور‪ 5400 :‬حالة سرطان‬ ‫تسجل ألردنيني سنوي ًا‬ ‫ عمان األكثر بتسجيل‬‫اإلصابات‬ ‫من امل�ؤمتر ال�صحفي‬

‫توقيف ‪ 8‬ضباط وضباط صف يف قضية وفاة املواطن رعد اعمر‬ ‫عمان‪ -‬برتا‬

‫عمان‪ -‬ال�سبيل‬ ‫قالت م�ؤ�س�سة ال�ضمان االجتماعي �إن��ه "يتعذر زي��ادة روات��ب املتقاعدين للعام احل��ايل تطبيقاً‬ ‫لقانون َّ‬ ‫ال�سنوي‬ ‫ال�ضمان الذي ن�ص على ربط راتب ال َّتقاعد وراتب االعتالل بال َّت�ضخم �أو مبعدل النمو َّ‬ ‫ملتو�سط الأجور �أيهما �أقل"‪.‬‬ ‫و�أو�ضحت امل�ؤ�س�سة الأح��د على ل�سان ناطقها الإع�لام��ي مو�سى ال�صبيحي "�أن ال َّت�ضخم العام‬ ‫املا�ضي كان �سالباً ومبعدل بلغ ‪ 0.78‬باملائة‪ ،‬م�سجال تراجعاً يف ال ّتغري مبتو�سط �أ�سعار امل�ستهلك لعام‬ ‫ال�سنو ّية للرواتب ال َّتقاعد ّية تعتمد على ن�سبة ال َّت�ضخم‬ ‫‪ ،"2016‬م�شريا اىل �أن "زيادة ال ّت�ضخم ّ‬ ‫‪7‬‬ ‫املُ�سجلة يف اململكة عن عا ٍم �سابق"‪.‬‬

‫املف�ضي اىل املوت باال�شرتاك خالفا لأحكام املادة ‪1/330‬‬ ‫من قانون العقوبات وبداللة املادة ‪ 76‬من ذات القانون‪،‬‬ ‫وثانيا‪ :‬ان�ت��زاع الإق��رار واملعلومات خالفا لأح�ك��ام امل��ادة‬ ‫‪ 1/208‬من ذات القانون‪ ،‬وثالثا‪ :‬الإيذاء املق�صود خالفا‬ ‫لأح �ك��ام امل� ��ادة ‪ 1/334‬م��ن ق��ان��ون ال �ع �ق��وب��ات‪ ،‬وراب �ع��ا‪:‬‬ ‫�إ�ساءة ا�ستعمال ال�سلطة خالفا لأحكام امل��ادة (‪ )18‬من‬ ‫قانون العقوبات الع�سكري‪ ،‬وخام�سا‪ :‬خمالفة الأوام��ر‬ ‫والتعليمات املتمثلة يف احلفاظ واالح�ترام على كرامته‬

‫ووظ�ي�ف�ت��ه‪ ،‬و�سلوكه م�سلكا �شائنا ال يتفق واالح�ت�رام‬ ‫الواجب لها خالفا لأحكام ‪ 4/37‬من قانون الأمن العام‬ ‫وبداللة املادة ‪ 4/35‬من ذات القانون‪ ،‬و�ساد�سا‪ :‬خمالفة‬ ‫الأوام��ر والتعليمات املتمثلة بعدم تنفيذ ما ي�صدر �إليه‬ ‫من �أوامر وتعليمات خالفا لأحكام املادة ‪ 4/37‬من قانون‬ ‫الأمن العام وبداللة املادة ‪ 4/35‬من ذات القانون‪.‬‬ ‫ك�‬ ‫إطار‪.‬م��ا وج�ه��ت للثمانية ت�ه��م �أخ� ��رى يف ه��ذا ‪3‬‬ ‫ال‬

‫ ‪ 70‬مليون دينار‬‫مستحقاتنا على الحكومة‪..‬‬ ‫واالتفاق على جدولتها‬ ‫ ‪ 300‬ألف مراجع للمركز‬‫سنوي ًا‬ ‫ توجه الفتتاح فروع يف‬‫شمال وجنوب اململكة‬ ‫تخفيفا على املرضى‬

‫‪6‬‬

‫دعوة إىل «عصيان مدني» يف الضفة إسنادا إلضراب األسرى‬ ‫رام اهلل‪ -‬قد�س بر�س‬ ‫دع��ت اللجنة الوطنية لإ�سناد �إ��ض��راب‬ ‫الأ�سرى يف ال�سجون "الإ�سرائيلية"‪� ،‬أم�س‬ ‫الأح��د‪� ،‬إىل اتخاذ "خطوات حا�سمة" على‬ ‫امل���س�ت��وي��ات ك��اف��ة وجت�ن�ي��د ك��ل الإم�ك��ان�ي��ات‬ ‫خلدمة ق�ضية الأ�سرى‪.‬‬ ‫وط��ال�ب��ت ال�ل�ج�ن��ة امل���ش�ك�ل��ة م��ن ال�ق��وى‬ ‫والهيئات الفل�سطينية‪ ،‬يف بيان لها‪�،‬أم�س‪،‬‬ ‫بـ"ال�شروع يف ع�صيان مدين وا�سع‪ ،‬يتم فيه‬ ‫�إغالق الطرق االلتفافية يف وجه االحتالل‬ ‫وم�ستوطنيه ب�شكل كامل"‪.‬‬

‫ودعت ال�سلطة الفل�سطينية �إىل �إعالن‬ ‫وقف كافة �أ�شكال التن�سيق؛ املدين والأمني‬ ‫واالقت�صادي‪ ،‬مع االحتالل الإ�سرائيلي‪ ،‬ردا‬ ‫على جتاهله مطالب الأ�سرى امل�ضربني منذ‬ ‫‪ 21‬يوما على التوايل‪ ،‬وفق البيان‪.‬‬ ‫وج��ددت الدعوة �إىل مقاطعة الب�ضائع‬ ‫الإ� �س��رائ �ي �ل �ي��ة "ب�شكل ك��ام��ل ومطلق"‪،‬‬ ‫ومنعها من الو�صول للأ�سواق الفل�سطينية‬ ‫والت�صدي املبا�شر لدخولها‪.‬‬ ‫وج � � ��اء يف ال� �ب� �ي ��ان «ن� ��دع� ��و ال �� �ش �ب��اب‬ ‫واملواطنني �إىل تنفيذ هذا القرار (مقاطعة‬ ‫ب�ضائع االحتالل) و�إتالف الب�ضائع اعتبا ًرا‬

‫من يوم الأربعاء ‪� 10‬أيار ‪ 2017‬كمهلة �أخرية‬ ‫لإف ��راغ رف��وف امل�ح�لات وامل �خ��ازن م��ن ه��ذه‬ ‫ال�سموم»‪.‬‬ ‫و�أ� �ض��اف��ت ال�ل�ج�ن��ة ال��وط�ن�ي��ة يف بيانها‬ ‫«ندعو لإ�ضراب جتاري يوم اخلمي�س ‪� 11‬أيار‬ ‫‪ ،2017‬على �أن تنطلق بعده م�سريات غ�ضب‬ ‫تتوجه �إىل نقاط االحتكاك مع االحتالل»‪.‬‬ ‫ونا�شدت اللجنة‪ ،‬احلكومة الفل�سطينية‬ ‫�إىل ت�ع�ل�ي��ق ان �ت �خ��اب��ات جم��ال ����س ال�ه�ي�ئ��ات‬ ‫امل�ح�ل�ي��ة‪ ،‬و� �ص� ّ�ب ك��ل اجل �ه��ود ل��دع��م‬ ‫‪8‬‬ ‫و�إ�سناد الإ�ضراب‪.‬‬

‫وقفة «للغزيني» غدا أمام‬ ‫الديوان امللكي‬

‫مزارعون يناشدون «اإلمارات»‬ ‫رفع الحظر عن املنتجات الزراعية‬

‫جناة �شناعة‬ ‫تعتزم اللجنة ال�شعبية لأبناء غزة يف الأردن تنفيذ وقفة �أمام‬ ‫الديوان امللكي غدا الثالثاء‪ ،‬لت�سليم عري�ضة للملك بخ�صو�ص‬ ‫املطالبة ب�إن�صافهم على م�ستويات ع��دة‪ ،‬فيما يتعلق بالق�ضايا‬ ‫واحلاجات امللحة حلياتهم املعي�شية والإن�سانية يف البالد‪.‬‬ ‫ويطالب املوقعون على العري�ضة بحقوق مدنية ت�سهل �أمور‬ ‫حياتهم‪ ،‬وترفع العنت عنهم‪ ،‬متطلعني لرعاية ملكية ت�ضع حدا‬ ‫ملعاناتهم وتعالج ملف �أبناء قطاع غزة‪.‬‬ ‫وي��أت��ي تنفيذ الوقفة وت�سليم العري�ضة عقب اعت�صامات‬ ‫ن�ف��ذت�ه��ا ال�ل�ج�ن��ة يف م��واج�ه��ة ق ��رار رف��ع ر� �س��وم جت��دي��د ج ��وازات‬ ‫�سفر الغزيني املمنوحة لهم‪ ،‬وفعاليات عدة نظمت داخل‬ ‫‪3‬‬ ‫املخيمات وخارجها يف مواجهة القرار‪.‬‬

‫�أمين ف�ضيالت‬ ‫نا�شد مزارعون وم�صدرون واحتادات زراعية الأ�شقاء يف دولة‬ ‫الإمارات ودول اخلليج رفع احلظر املفرو�ض على منتجات زراعية‬ ‫لوجود متبقيات املبيدات احل�شرية‪ .‬و�أك��د م��زارع��ون يف م�ؤمتر‬ ‫ع�ق��دوه يف ف�ن��دق القد�س الأح ��د �أن ن�سبة اخل�ضار ال�ت��ي �أثبتت‬ ‫الفحو�صات املخربية وجود متبقيات ح�شرية عليها ال ت�شكل ‪%1‬‬ ‫من منتجات الأردن الزراعية‪.‬‬ ‫وطالب مزارعون وزارة الزراعة ب�ضبط الأ�سواق من املبيدات‬ ‫التي ت�ستخدم يف ر�ش املنتجات الزراعية‪ ،‬وع��دم �إج��ازة �أي مبيد‬ ‫يحتاج لفرتة �أم��ان طويلة وت�ؤثر على �سالمة املواطنني‬ ‫‪5‬‬ ‫وامل�ستوردين‪.‬‬

‫ماكرون رئيسا لفرنسا‬ ‫باري�س‪ -‬وكاالت‬ ‫�أظهرت نتائج االنتخابات‬ ‫ال��رئ��ا� �س �ي��ة يف ف��رن �� �س��ا ف��وز‬ ‫امي��ان��وي��ل م��اك��رون ب��رئ��ا��س��ة‬ ‫فرن�سا‪.‬‬ ‫و�أع � � �ل � � �ن� � ��ت ال� ��داخ � �ل � �ي� ��ة‬ ‫الفرن�سية‪ ،‬الأح ��د‪� ،‬أن ن�سبة‬ ‫امل �� �ش��ارك��ة يف ال� � ��دور ال �ث��اين‬ ‫لالنتخابات الرئا�سية بلغت‬ ‫‪ %65.30‬عند ال�ساعة (‪15.00‬‬ ‫ت ��غ)؛ �أي ق�ب��ل ‪�� 3‬س��اع��ات من‬ ‫�إغالق �أبواب مراكز االقرتاع‪،‬‬ ‫و��س��ط تكهنات باحتمال فوز‬ ‫امل��ر� �ش��ح ال��و��س�ط��ي �إمي��ان��وي��ل‬ ‫ماكرون يف انتخابات الرئا�سة‬ ‫الفرن�سية‪.‬‬ ‫ول �ف �ت��ت ال� � ��وزارة �إىل �أن‬ ‫و ُدع� ��ي‪ ،‬ام ����س‪� ،‬أك�ث�ر من‬ ‫�سجل تراجعا ‪ 47‬م�ل�ي��ون ف��رن���س��ي ل�ل��إدالء‬ ‫مع ّدل امل�شاركة ّ‬ ‫م� �ق ��ارن ��ة ب ��اق�ت�راع ��ي ‪ 2012‬ب�أ�صواتهم‪ ،‬يف اق�ت�راع تغيب‬ ‫(‪ )%71.96‬و‪ .)%75.11( 2007‬عنه لأول مرة �أحزاب اليمني‬

‫�إميانويل ماكرون‬

‫وال � �ي � �� � �س� ��ار‪ ،‬الخ� �ت� �ي ��ار خ �ل��ف‬ ‫ل�ل��رئ�ي����س ف��ران���س��وا ه��والن��د‪.‬‬ ‫وت � � ��أت� � ��ي اجل � ��ول � ��ة ال� �ث ��ان� �ي ��ة‬ ‫للرئا�سيات لأول مرة يف ظل‬

‫ح��ال��ة ال � �ط� ��وارئ امل �ف��رو� �ض��ة‬ ‫ع� �ل ��ى ال� � �ب �ل��اد م� �ن ��ذ ك ��ان ��ون‬ ‫الثاين ‪.2015‬‬

‫عاطف اجلوالين‬

‫وثيقة حماس‪ ..‬التوقيت واملضمون‬ ‫ع��ل��ى ���ص��ع��ي��د امل�����ض��م��ون‪ ..‬هل‬ ‫ثمة جديد يف الوثيقة ال�سيا�سية‬ ‫الأخ��ي��رة حل��م��ا���س‪ ..‬وه���ل ت��د� ّ��ش��ن‬ ‫ملرحلة جديدة‪ ،‬ب�سيا�سات وتوجهات‬ ‫مغايرة؟‬ ‫يف العام ‪ 2006‬توافقت حما�س مع‬ ‫بقية القوى الفل�سطينية على وثيقة‬ ‫الأ���س��رى ال��ت��ي حت � ّول��ت الح��ق��ا �إىل‬ ‫وثيقة الإجماع الوطني الفل�سطيني‪،‬‬ ‫ح��ي��ث اع��ت��م��دت م��ن��ذ ذاك ال��وق��ت‬ ‫�أر�ضية ملختلف احلوارات والتفاهمات‬ ‫واالت��ف��اق��ات الفل�سطينية‪ ،‬ومنها‬ ‫حوارات القاهرة‪.‬‬ ‫فما اجلديد فيما �أعلنته حما�س‬ ‫بخ�صو�ص قبول دول��ة فل�سطينية‬ ‫مرحلية على حدود الـ‪ 67‬بال اعرتاف‬ ‫ب�شرعية االحتالل‪ ،‬وهو ذات املوقف‬ ‫الذي تبنته قبل ‪ 11‬عاما يف وثيقة‬ ‫الإجماع الوطني وا�ستمرت يف تبنيه‬ ‫طيلة ال�سنوات الالحقة؟!‬ ‫على �صعيد امل�ضمون �أي�ضا‪..‬‬ ‫ه���ل ث��م��ة ج���دي���د ب��خ�����ص��و���ص‬ ‫ت��ع��ري��ف ح��م��ا���س لنف�سها كحركة‬ ‫مقاومة وطنية فل�سطينية مبرجعية‬ ‫يعب عن‬ ‫�إ�سالمية‪� ،‬أم �أن��ه موقف رّ‬ ‫ال��واق��ع وتكرر ع�شرات امل��رات عرب‬ ‫ال�سنوات املا�ضية؟‬ ‫ف��امل��ت��اب��ع لأداء ح��م��ا���س خ�لال‬ ‫ال�سنوات الفائتة يلحظ بو�ضوح مدى‬ ‫اهتمامها باخل�صو�صية الفل�سطينية‬ ‫ال��ت��ي تفر�ضها معطيات الق�ضية‬ ‫وظروف املواجهة مع االحتالل‪ .‬ويف‬ ‫تقييم �أداء احلركة‪ ،‬من الوا�ضح �أنها‬ ‫اهتمت بالعمل على م�سارين متوازيني‬ ‫ال يتعار�ضان وال يت�ضادان‪:‬‬ ‫م�سار العمل يف ال�ساحة الوطنية‬ ‫الفل�سطينية‪ ،‬حيث ق��د ّم��ت نف�سها‬ ‫ب��و���ض��وح ك��ح��رك��ة م��ق��اوم��ة وطنية‬ ‫فل�سطينية ت�سعى �إىل �إنهاء االحتالل‬ ‫وتنطلق م��ن مرجعية �إ�سالمية ال‬ ‫تخ�شى رفعها �أو ت�ستحي من �إعالنها‪.‬‬ ‫وامل�����س��ار الآخ���ر م�ساحة العمل‬ ‫لتفعيل العمق العربي والإ�سالمي‬ ‫الذي اعتربته بالغ الأهمية لتعزيز‬ ‫�صمود ال�شعب الفل�سطيني وتوفري‬ ‫م�����س��ت��ل��زم��ات خ��و���ض امل��واج��ه��ة مع‬ ‫االح��ت�لال ال�صهيوين‪ ،‬بل مل تخف‬ ‫�سعيها ورغبتها بالو�صول �إىل حالة‬ ‫�شراكة �إ�سرتاتيجية كاملة مع العمق‬ ‫العربي الإ�سالمي يف �إدارة ال�صراع مع‬ ‫االحتالل‪.‬‬ ‫�إ ًذا‪ ،‬على �صعيد امل�ضمون‪..‬‬ ‫م����ن ي����ق����ر�أ وث���ي���ق���ة ح��م��ا���س‬ ‫ال�سيا�سية ب�إمعان وحيادية وير�صد‬ ‫�أداءه����ا و�سلوكها ال�سيا�سي‪ ،‬ي�صل‬ ‫بي�سر �إىل نتيجة مهمة مفادها �أن‬ ‫م�ضامني الوثيقة التي �صدرت عنها‬ ‫م�ؤخرا‪ ،‬جاءت لت�شخّ �ص واقع �أدائها‬ ‫ولتو�صف خطابها‬ ‫ال�سيا�سي الراهن‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ال�سيا�سي والإع�لام��ي احل��ايل‪� ،‬أكرث‬ ‫مما تد�شن ملرحلة مقبلة تهيئ ومت ّهد‬

‫لها وتغيرّ فيها ال�سيا�سات واملواقف‬ ‫واخلطاب‪.‬‬ ‫مب��ع��ن��ى �أن احل���رك���ة �أرادت‬ ‫�أن ت�ترج��م خ�برت��ه��ا ال�سيا�سية‬ ‫ومم��ار���س��ات��ه��ا و���س��ل��وك��ه��ا وم��واق��ف��ه��ا‬ ‫وخ��ط��اب��ه��ا ال�����س��ي��ا���س��ي والإع�ل�ام���ي‬ ‫الذي تبلور خالل الأع��وام املا�ضية‪،‬‬ ‫�إىل فكر �سيا�سي و�أدب��ي��ات �سيا�سية‬ ‫تقدّ مها يف وثيقة مك ّثفة تر�سم من‬ ‫خاللها �صورتها يف اللحظة ال�سيا�سية‬ ‫الراهنة‪.‬‬ ‫***‬ ‫�أما على �صعيد التوقيت‪..‬‬ ‫فقد اختارت حما�س توقيتا يبدو‬ ‫منا�سبا مل��ن يتابع ت��ط��ورات الو�ضع‬ ‫الفل�سطيني ويقر�أ معطيات البيئة‬ ‫ال�سيا�سية الإقليمية والدولية‪.‬‬ ‫ف��ه��و ت��وق��ي��ت ه����ادئ ل��ي�����س فيه‬ ‫ح��دي��ث ع��ن ت��ه��دي��دات مب��واج��ه��ات‬ ‫ع�سكرية تخ�شاها احلركة وت�سعى‬ ‫�إىل جت � ّن��ب��ه��ا‪ ،‬ول��ي�����س ف��ي��ه ك��ذل��ك‬ ‫حديث عن م�سارات تفاو�ضية ترغب‬ ‫احل��رك��ة االل��ت��ح��اق بركبها‪ ،‬كذلك‬ ‫ل��ي�����س ه��ن��اك ح��دي��ث ع��ن �ضغوط‬ ‫وا�شرتاطات من �أط��راف �إقليمية �أو‬ ‫دولية على احلركة لقبولها يف �أي‬ ‫معادالت �سيا�سية قادمة‪.‬‬ ‫من حيث التوقيت �أي�ضا‪..‬‬ ‫اخ���ت���ارت احل��رك��ة حل��ظ��ة ق��وة‬ ‫لإع�ل�ان وثيقتها ال�سيا�سية التي‬ ‫تو�سع م�ساحات امل��رون��ة والتحرك‬ ‫ّ‬ ‫ال�سيا�سي‪ .‬فهي تعي�ش حلظة اقتدار‬ ‫وق��ي��ادة مل�شروع املقاومة‪ ،‬ال حلظة‬ ‫���ض��ع��ف وان��ك�����س��ار وت���ق���دمي �أث��م��ان‬ ‫وخ�ضوع ال�شرتاطات‪.‬‬ ‫فمن الناحية الع�سكرية ت�شهد‬ ‫احلركة �أقوى حاالتها بعد �أن خا�ضت‬ ‫م��واج��ه��ات بطولية م��ع االح��ت�لال‬ ‫وحققت جن��اح��ات مهمة يف عملية‬ ‫البناء امل��ق��اوم‪ ،‬وب��ات��ت يف اللحظة‬ ‫الراهنة �أقوى و�أكرث جاهزية من �أي‬ ‫وقت م�ضى خلو�ض مواجهة دفاعية‬ ‫حال فكر االحتالل بتكرار مغامراته‬ ‫واندفاعاته‪.‬‬ ‫ه���ي حل��ظ��ة ه����دوء ‪�-‬إ ًذا‪ -‬من‬ ‫الوا�ضح �أن احلركة اختارتها بذكاء‪..‬‬ ‫فلي�س ثمة مفاو�ضات تعر�ض نف�سها‬ ‫لتكون جزءا منها وتلتحق بها‪ ،‬ولي�س‬ ‫ث��م��ة ت��ه��دي��د تخ�شاه وت�سعى �إىل‬ ‫جتنبه‪ ..‬هي لي�ست يف حلظة تذهب‬ ‫فيها �إىل حرب �أو مفاو�ضات‪ ،‬ولي�س‬ ‫مطروحا عليها مقاي�ضات �سيا�سية‪..‬‬ ‫وهذه نقطة بالغة الأهمية قد تغيب‬ ‫عن كثريين‪.‬‬ ‫لكن ال�����س ��ؤال امل��ه��م‪ :‬ل��و �صدرت‬ ‫وثيقة احل��رك��ة يف �أي وق��ت ك��ان‪:‬‬ ‫الآن �أو �سابقا �أو الحقا‪ ،‬و�ضمن �أي‬ ‫ظ��روف ومعطيات ك��ان��ت‪ ..‬ه��ل كان‬ ‫موقف امل�شككني وردود فعلهم �ستتغري‪،‬‬ ‫�أم كانوا �سيثريون نف�س اللغط وذات‬ ‫ال�ضجيج والت�شكيك؟!‬

‫***‬ ‫وم����اذا ع��ن م��ق��ول��ة �إن حما�س‬ ‫ت�سري على خطى من �سبقها‪ ،‬وتلتحق‬ ‫م��ت ��أخ��رة ب�ضعة ع��ق��ود مب�����س��ارات‬ ‫�سبقتها �إليها فتح وحركات �أخرى؟‬ ‫حني ق��ررت حما�س امل�شاركة يف‬ ‫االنتخابات الت�شريعية عام ‪2006‬‬ ‫ث��م �شكلت احل��ك��وم��ة الفل�سطينية‬ ‫عقب اكت�ساحها االنتخابات‪ ،‬راهن‬ ‫البع�ض على �أن احلركة �سترتاجع‬ ‫ع��ن ث��واب��ت��ه��ا و�ست�ضطر للخ�ضوع‬ ‫ل�شروط الرباعية الدولية‪ ،‬وقالوا‬ ‫�إنها �ستقدّ م ا�ستحقاقات متو�ضعها‬ ‫اجل���دي���د‪ ،‬ول����ن ت��ت��م��ك��ن م���ن حمل‬ ‫بطيختني بيد واحدة‪ ،‬ولن ت�ستطيع‬ ‫اجلمع بني م�سار مقاومة االحتالل‬ ‫وم�سار العمل ال�سيا�سي يف �آن واحد‪.‬‬ ‫لكن ما ح�صل على �أر���ض الواقع‬ ‫�أن احلركة واجهت ح�صارا �إ�سرائيليا‬ ‫و�إقليميا ودول��ي��ا خانقا لثنيها عن‬ ‫مواقفها ولدفعها لالعرتاف ب�شرعية‬ ‫االح����ت��ل�ال ول��ل��خ�����ض��وع ل�����ش��روط‬ ‫ال��رب��اع��ي��ة ال��دول��ي��ة‪ ..‬والآن بعد‬ ‫�أك�ثر من ع�شر �سنوات على دخولها‬ ‫ي�سجل عليها‬ ‫املعرتك ال�سيا�سي‪ ،‬مل‬ ‫ّ‬ ‫�أن��ه��ا تخلت ع��ن ثابتها الرئي�س يف‬ ‫عدم االعرتاف ب�شرعية االحتالل‪،‬‬ ‫وال ه���ي ت��خ � ّل��ت ك��ذل��ك ع���ن خ��ي��ار‬ ‫املقاومة بجميع �أ�شكاله‪ ،‬بل �إن �أعنف‬ ‫مواجهات خا�ضتها احلركة باقتدار‬ ‫م��ع االح���ت�ل�ال ك��ان��ت يف ال�����س��ن��وات‬ ‫الع�شر الأخرية التي جمعت فيها بني‬ ‫ال�سيا�سة واملقاومة‪.‬‬ ‫عمليا‪� ..‬أ�سقطت حما�س نظرية‬ ‫«امل�����س��ارات احلتمية» ومقولة «�أول‬ ‫ال��رق�����ص ح��ن��ج��ل��ة»‪ ،‬و�أك������دت �أن‬ ‫احلركات الواعية النا�ضجة قادرة‬ ‫على �أن ت�شتق بوعي و�إدراك م�ساراتها‬ ‫امل�ستقلة واخلا�صة‪ ،‬وهو بالت�أكيد ما‬ ‫ال يروق لبع�ض من �أخفقوا ويريدون‬ ‫الهم �شرق»‪.‬‬ ‫�أن يكون اجلميع «يف ّ‬ ‫فالبع�ض يحاول �أن يط ّهر نف�سه‬ ‫ب�أثر رجعي‪ ،‬لكن هيهات �أن ينجح يف‬ ‫ذل��ك‪ ..‬هو يراهن على غباء �شعوب‬ ‫�أن�ضجتها التجربة ونحتت يف وعيها‬ ‫ن�ضاالت عقود جعلتها يف كثري من‬ ‫الأح��ي��ان تتقدم يف وعيها على من‬ ‫يت�صدرون قيادتها‪.‬‬ ‫م����ن ي����راه����ن ع���ل���ى ا���س��ت��غ��ب��اء‬ ‫اجلماهري وخداعها ال �شك يخ�سر‪،‬‬ ‫وم��ن يحرتموا وعيها وي�صارحوها‬ ‫باحلقائق يحظوا باحرتامها وبكثري‬ ‫من دعمها‪.‬‬ ‫وث��ي��ق��ة ح��م��ا���س ال�����س��ي��ا���س��ي��ة‬ ‫وتعب عن‬ ‫اجلديدة �أكرث من مهمة‪،‬‬ ‫رّ‬ ‫جر�أة نادرة تفتقدها حركات وقوى‬ ‫�سيا�سية تخ�شى اتخاذ خطوات مهمة‬ ‫يف توقيتات منا�سبة‪ ،‬خوفا من اللغط‬ ‫وردود الفعل والقيل والقال‪ ،‬فتكون‬ ‫النتيجة جمودا وحت� ّ�ج��را وتكلّ�سا‬ ‫ومراوحة عبثية يف املكان‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.