عدد الخميس 21 تشرين اول 2010

Page 1

‫�ضبط مهند�س �إلكرتوين يعمل‬ ‫«و�سيطا طبيا» لعدد من الدول الأوروبية‬ ‫تامر ال�صمادي‬

‫اخلمي�س ‪ 12‬ذي القعدة ‪ 1431‬هـ ‪ 21 -‬ت�شرين الأول ‪ 2010‬م ‪ -‬ال�سنة ‪18‬‬

‫خالفات حتظر‬ ‫حتويل مر�ضى‬ ‫«ال�صحة»‬ ‫�إىل م�ست�شفى‬ ‫‪2‬‬ ‫اجلامعة‬

‫العدد ‪ 250 1390‬فل�س‬

‫‪� 28‬صفحة‬

‫«حروب املر�شحني»‬ ‫ت�ستعر يف ال�شوارع‬ ‫وتخلف ع�شرات‬ ‫ال�صور والالفتات‬ ‫‪3‬‬ ‫املمزقة‬

‫‪www. assabeel.net‬‬ ‫�أ�شرف‬ ‫الأمكنة‬ ‫للرباط‬ ‫يف �سبيل‬ ‫اهلل‬

‫‪ 11‬غياب �شعارات رف�ض التوطني والوطن البديل ‪ ..‬ج� � �م � ��ال ال � �� � �ش� ��واه �ي�ن‬ ‫‪« 11‬دولةيهودية»واقعيةمقابلدولةفل�سطينيةوهمية ‪ ..‬م � ��اج � ��د �أب� � � � ��و دي� � ��اك‬

‫‪17‬‬

‫«املياه» ت�ؤجل احلملة ال�شاملة على «�سرقات املياه»‬

‫ع�صام مبي�ضني‬

‫مطالبات للحكومة لأخذ دورها يف الدفاع‬ ‫عــن الأ�سـرى الأردنـيــني يف «�إ�سـرائيـل»‬ ‫حممد حمي�سن‬ ‫طالبت فعاليات نقابية‬ ‫وحزبية و�شخ�صيات وطنية‬ ‫احلكومة ب�أخذ دوره��ا يف حل‬ ‫ق�ضية الأ���س��رى الأردن��ي�ين يف‬ ‫ال�سجون ال�صهيونية الذين‬ ‫باتت معاناتهم تت�صاعد يف ظل‬ ‫تعمد ال�سلطات الإ�سرائيلية‬

‫�أجلت وزارة املياه والري �إطالق حملة‬ ‫�شاملة على اال�ستعماالت غري امل�شروعة‬ ‫للمياه يف عمان ومناطق �أخرى �إىل موعد‬ ‫مل ي��ح��دد حتى الآن‪ ،‬علما �أن ال���وزارة‬ ‫�أعلنت ع��ن ان��ط�لاق احلملة يف �شهر �آب‬ ‫املا�ضي‪.‬‬ ‫وبلغت ن�سبة الفاقد من �شبكة مياه‬ ‫العا�صمة ح���وايل ‪ 37‬يف امل��ئ��ة‪ ،‬يذهب‬ ‫جزء منها هدرا ب�سبب اال�ستخدامات غري‬ ‫امل�شروعة‪.‬‬ ‫و�أرج���ع���ت م�����ص��ادر م��ط��ل��ع��ة ت�أجيل‬ ‫تنفيذ هذه احلملة الأمنية‪� ،‬إىل حتا�شي‬ ‫ردود الفعل يف ه��ذا التوقيت‪ ،‬رغ��م �أن‬ ‫ق��ان��ون العقوبات امل��ع��دل ع��ال��ج مو�ضوع‬ ‫االعتـــداءات على م�صادر املياه لغايات‬ ‫اال�ستخدام املنزيل �أو ال��ري‪ ،‬و�أ�صـــبح‬ ‫�ساري املفعول منذ م��دة‪ ،‬وذل��ك لتحقيق‬ ‫معيار امل�ساواة يف التوزيع املائي‪ ،‬واحلفاظ‬ ‫ع��ل��ى خم���زون امل��ي��اه يف ظ��ل حم��دودي��ة‬ ‫امل�صادر‪.‬‬ ‫وعلى خط م��واز ف ��إن تعديل �أنظمة‬ ‫املخالفات وت�أجيل احلملة مع ارتفاع ن�سبة‬ ‫الفاقد ي�شكل عقبة �أمام جهات التمويل‬ ‫الأجنبية التي ت�ضع تخفي�ض الفاقد من‬ ‫�أهم ال�شروط لتمويل امل�شاريع‪.‬‬

‫ال��ت�����ش��دي��د ع��ل��ي��ه��م زي�����ادة يف‬ ‫تعذيبهم‪.‬‬ ‫وقالوا يف م�ؤمتر نظمته‬ ‫اللجنة الوطنية للأ�سرى‬ ‫الأردن��ي�ين �إن املعاناة التي‬ ‫يالقيها الأ���س��رى‪ ،‬وتتفاقم‬ ‫ي��وم��ا بعد ي���وم‪ ،‬تتطلب �أن‬ ‫ت ��أخ��ذ احل��ك��وم��ة دوره���ا يف‬ ‫ال��دف��اع ع��ن ق�ضيتهم‪ ،‬و�أن‬

‫ت�سعى للإفراج عنهم‪ ،‬وتعمل‬ ‫على رفع املعاناة عن ذويهم‪.‬‬ ‫وان��ت��ق��د امل�����ش��ارك��ون ما‬ ‫�أ�سموه التجاهل احلكومي‬ ‫امل��ق�����ص��ود يف ال��ت��ع��اط��ي مع‬ ‫ق�ضية الأ�سرى‪ ،‬م�شددين على‬ ‫�أن الكيان ال�صهيوين جتاوز‬ ‫ك��اف��ة الأع����راف والقوانني‬ ‫الدولية‪�.‬صفحــ ‪ 5‬ــة‬ ‫التفا�صيل‬

‫تعديل �أ�سعار املحروقات اليوم‬ ‫و�سط توقعـات بارتفاعها ‪ 3‬يف املئـة‬

‫�أحمد رجب‬

‫ت��ع��ت��زم جل��ن��ة ت�سعري امل�شتقات النفطية‬ ‫م�ساء اليوم �إجراء التعديل ال�شهري على �أ�سعار‬ ‫املحروقات وفقا لأ�سعارها العاملية‪ ،‬ومن املرجح‬ ‫�أن يت�ضمن القرار رفع �أ�سعار املحروقات بن�سبة‬ ‫ترتاوح بني ‪ 5-3‬يف املئة‪ ،‬بح�سب عاملني يف قطاع‬ ‫الطاقة‪.‬‬ ‫وي�شري موقع وزارة الطاقة والرثوة املعدنية‬ ‫�إىل �أن �سعر برميل النفط اخلام خالل الأ�سابيع‬ ‫الثالثة التي �أعقبت التعديل املا�ضي �سجل ‪80.9‬‬ ‫دوالر مقابل ‪ 75.64‬دوالر للربميل يف التعديل‬ ‫الأخري خالل ال�شهر املا�ضي‪ ،‬بارتفاع لل�شهر احلايل‬

‫�إحدى ال�سرقات التي اكت�شفتها كوادر «مياهنا» يف العا�صمة‬

‫التفا�صيل �صفحــ ‪ 3‬ــة‬

‫م�صـر توافـق على ّ‬ ‫لتمويل م�شاريع يف قطاع املياه وال�صرف ال�صحي يف الزرقاء‬ ‫مد الأردن بكمـيات‬ ‫�إ�ضافية من الغاز بنحو مليار مرت مكعب �سنويا‬ ‫احلكومة توقع منحة «حتدي الألفية»‬

‫الإثنـني املقبل بقيمة ‪ 275‬مليون دوالر‬

‫ق��ال وزي��ر التخطيط وال��ت��ع��اون ال��دويل‬ ‫جعفر ح�سان �إن احلكومة الأردنية وم�ؤ�س�سة‬ ‫حتدي الألفية الأمريكية �ستوقعان االثنني‬ ‫املقبل يف وا�شنطن اتفاقية املنحة الكلية التي‬ ‫�ستقدمها امل�ؤ�س�سة للأردن بقيمة ‪ 275‬مليون‬ ‫دوالر لتمويل م�شاريع يف قطاع املياه وال�صرف‬ ‫ال�صحي يف حمافظة الزرقاء‪.‬‬ ‫و�أ���ض��اف الدكتور ح�سان �أن ه��ذه املنحة‬ ‫�ست�ساهم بتح�سني خ��دم��ات امل��ي��اه يف معظم‬ ‫مناطق حمافظة ال��زرق��اء من خ�لال حتويل‬

‫التفا�صيل �صفحــ ‪ 3‬ــة‬

‫‪� 11‬أردنيا‪ :‬هل يتوقف الرهان على عبا�س؟ ‪ ..‬ع � � �م� � ��ر ع� � �ي � ��ا�� � �ص � ��رة‬

‫الت�أخري ي�شكل عقبة �أمام التمويل الأجنبي للم�شاريع‬

‫عمان‬

‫�أكد م�صدر مطلع يف وزارة ال�صحة لـ"ال�سبيل" �أم�س‪ ،‬قيام مهند�س �إلكرتوين ميثل عددا‬ ‫من ال�شركات التجارية‪ ،‬بالعمل و�سيطا طبيا لعدد من الدول الأوروبية‪ ،‬مقدما خدمة‬ ‫زراعة اخلاليا اجلذعية للمر�ضى الأردنيني‪ ،‬مقابل مبلغ مايل باهظ الثمن‪.‬‬ ‫و�أ�شار امل�صدر الذي ف�ضل عدم الك�شف عن ا�سمه‪� ،‬إىل �أن ال��وزارة �أخذت تعهدا على‬ ‫�صاحب ال�شركة بعد ا�ست�شارات قانونية‪ ،‬بعدم الإع�لان عرب و�سائل الإع�لام عن‬ ‫خدماته‪ ،‬وعدم ت�سهيل مهمة �سفر املري�ض �إىل اخلارج‪� ،‬أو ت�سهيل مثل هذه العمليات‬ ‫يف داخل اململكة‪.‬‬

‫ن��ظ��ام ال��ت��زوي��د امل��ائ��ي احل���ايل ال���ذي يعتمد‬ ‫على ال�ضخ املبا�شر ب�شبكة املياه �إىل التزويد‬ ‫باالن�سياب مما �سي�سهم يف تقليل كلفة توزيع‬ ‫امل��ي��اه‪ ،‬وم��ن خ�لال ا���س��ت��ب��دال �شبكات املياه‬ ‫القدمية الأمر الذي �سيقلل من كمية الفاقد‬ ‫املائي وتوفري كميات مياه �إ�ضافية لل�شرب‬ ‫وبالتايل زيادة ح�صة الفرد من املياه بن�سبة‬ ‫ت�صل �إىل حوايل ‪ 50‬يف املئة‪.‬‬ ‫كما �ست�ساهم ه��ذه املنحة يف حت�سني الو�ضع‬ ‫البيئي وال�صحي‪ ،‬ورف��ع ن�سبة املخدومني بخدمات‬ ‫ال�صرف ال�صحي يف حمافظة الزرقاء لت�صل �إىل ‪82‬‬ ‫يف املئة‪.‬‬ ‫التفا�صيل �صفحــ ‪ 13‬ــة‬

‫حارث عبد الفتاح‬

‫مد الأردن بكميات‬ ‫قال م�صدر مطلع �إن م�صر وافقت على ّ‬ ‫�إ�ضافية من الغاز ت�صل �إىل مليار مرت مكعب �سنويا وب�أ�سعار‬ ‫تف�ضيلية‪� ،‬أقل من الأ�سعار العاملية‪ .‬ومن املقرر �أن يزور وزير‬ ‫البرتول امل�صري �سامح فهمي الأردن الأ�سبوع املقبل لتوقيع‬ ‫اتفاقية الكميات الإ�ضافية من الغاز الطبيعي امل�صري‪.‬‬ ‫وكان فريق من وزارة الطاقة قد زار م�صر م�ؤخرا‪ ،‬حيث‬ ‫بحث كافة التفا�صيل املتعلقة باالتفاقية من حيث الكميات‬ ‫والأ�سعار‪.‬‬ ‫وق���ال وزي���ر ال��ط��اق��ة وال��ث�روة امل��ع��دن��ي��ة يف ت�صريحات‬ ‫�سابقة لـ"ال�سبيل" �إنه مت االتفاق على �أن تعيد م�صر تزويد‬ ‫الأردن بحاجتها من الغاز الطبيعي وفق املعدالت ال�سابقة‪،‬‬ ‫بعد معاجلتها للم�شاكل الفنية التي ت�سبب بها ارتفاع درجات‬ ‫مد الأردن بكميات �إ�ضافية من الغاز‪ ،‬مل‬ ‫احل��رارة‪� ،‬إىل جانب ّ‬ ‫يحددها‪.‬‬

‫عن ال�شهر املا�ضي بن�سبة ‪ 4‬يف املئة‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫يرجح رفع �أ�سعار املحروقات يف التعديل املرتقب‬ ‫اليوم اخلمي�س‪ .‬وتعتمد احلكومة يف الت�سعرية‬ ‫ال�شهرية للم�شتقات النفطية على �سعر برميل‬ ‫النفط ب��رن��ت‪ ،‬رغ��م �أن��ه��ا ت�ستورد م��ا حتتاجه‬ ‫من النفط من دول اخلليج العربي كال�سعودية‬ ‫والإم��ارات‪ ،‬وتعترب �أ�سعاره منخف�ضة مقارنة مع‬ ‫�سعر نفط ب��رن��ت‪ .‬وك��ان��ت احلكومة ق��د �أج��رت‬ ‫تعديلها ال�شهر املا�ضي على �أ�سعار املحروقات‬ ‫وت�ضمن قرار التعديل تخفي�ض �أ�سعار املحروقات‬ ‫بن�سبة ترواحت بني ‪ 1.06‬يف املئة اىل ‪ 2.7‬يف‬ ‫املئة‪ ،‬كما مت تثبيت �سعر �أ�سطوانة الغاز عند �ستة‬ ‫دنانري ون�صف‪.‬‬ ‫التفا�صيل �صفحــ ‪ 13‬ــة‬

‫طالبوا ب�إن�شاء جمل�س �أعلى للزيت الأردين‬

‫مهنـد�ســون زراعـيــون يحــذرون‬ ‫من خماطر ت�صدير الزيتون �إىل «�إ�سرائيل»‬ ‫عمان‬ ‫دعا مهند�سون زراعيون �إىل �إن�شاء جمل�س �أعلى‬ ‫للزيت الأردين‪ ،‬يكون مظلة وطنية كربى يجتمع‬ ‫حتتها ه��ذا القطاع الهام واحل��ي��وي‪ ،‬وتعمل على‬ ‫تنظيم ورعاية �ش�ؤونه‪ ،‬مطالبني بحملة وطنية‬ ‫كربى للتوعية ب�أهمية الزيتون والزيت الأردين‬ ‫بو�صفه هوية وطنية‪ ،‬وحم�صوال ا�سرتاتيجيا‪،‬‬ ‫وتو�ضيح حجم اخل�سارة الكبرية التي تلحق بهذا‬ ‫القطاع يف حال ت�صدير ثماره �إىل الكيان الغا�صب‪.‬‬ ‫ج��اء ذل��ك خ�لال ن���دوة علمية متخ�ص�صة‬ ‫بعنوان‪�" :‬أخطار وتداعيات ت�صدير الزيتون‬ ‫والزيت الأردين �إىل الكيان ال�صهيوين" نظمتها‬

‫نقابة املهند�سني الزراعيني �أول �أم�س يف جممع‬ ‫النقابات املهنية‪ ،‬مب�شاركة كبرية م��ن اجلهات‬ ‫الزراعية ذات العالقة يف �إنتاج وت�صدير الزيت‬ ‫والزيتون الأردين‪.‬‬ ‫و�أك��د نقيب املهند�سني الزراعيني املهند�س‬ ‫عبد ال��ه��ادي الفالحات يف كلمته �أن الزيتون‬ ‫منتج ا�سرتاتيجي‪ ،‬وهوية وطنية بامتياز‪ ،‬يجب‬ ‫احلفاظ عليه ودعمه دعما حقيقيا مبا يحقق‬ ‫م�صلحة امل���زارع والتاجر وامل��واط��ن‪ ،‬ال��ذي يعد‬ ‫الزيتون والزيت مادة غذائية �أ�سا�سية ال ي�ستغنى‬ ‫عنها‪ ،‬ملا حتمله من قيمة غذائية عالية‪ ،‬وقيمة‬ ‫تراثية يف جمموعة الأطعمة التي يتناولها‬ ‫املواطنون‪.‬‬ ‫التفا�صيل �صفحــ ‪ 4‬ــة‬

‫�أحرقوا مدر�سة و ‪� 2500‬شجرة زيتون جنوب نابل�س‬

‫امل�ستوطنون ي�شنون اعتداءات على الفل�سطينيني يف ال�ضفـة‬ ‫ال�ضفة الغربية‬

‫فل�سطينيون يهرعون لإطفاء حرائق �أ�شعلها ال�صهاينة‬

‫�شن امل�ستوطنون ي��وم �أم�س حربا �شعواء‬ ‫ّ‬ ‫�ضد املواطنني الفل�سطينيني يف �أنحاء خمتلفة‬ ‫من ال�ضفة الغربية‪ ،‬وت�أتي هذه الهجمة �ضمن‬ ‫االع���ت���داءات املتوا�صلة للم�ستوطنني و�سط‬ ‫حماية من جي�ش االحتالل‪.‬‬ ‫حيث �أحرق م�ستوطنون فجر �أم�س خمازن‬ ‫مدر�سة �إن��اث ال�ساوية جنوب حمافظة نابل�س‬ ‫�شمال ال�ضفة املحتلة‪.‬‬

‫و�أف��اد �شهود عيان لـ"ال�سبيل" �أن عددا من‬ ‫امل�ستوطنني اقتحموا املدر�سة بعد �أن حطموا‬ ‫نوافذها والأق��ف��ال و�أ���ض��رم��وا ال��ن��ار يف خمزن‬ ‫يحتوي على �أدوات ريا�ضية و�أدراج وكتب خا�صة‬ ‫بالطالبات‪.‬‬ ‫و�أ���ض��اف ال�شهود �أن امل�ستوطنني كتبوا‬ ‫�شعارات باللغة العربية على جدران املدر�سة‬ ‫منها «�سالم من �ساكني ر�ؤو�س التالل»‪ ،‬يف �إ�شارة‬ ‫للم�ستوطنني ال��ذي��ن ي�سكنون امل�ستوطنات‬ ‫الأربعة التي حتيط بقرية ال�ساوية‪.‬‬

‫‪292‬‬

‫التفا�صيل �صفحــ ‪ 8‬ــة‬

‫«�أبو الفداء» �إذ يج�سد العطاء وروح الأخوة ال�صادقة‬ ‫خليل قنديل‬ ‫يف هذه الأيام قلما يجد املرء �أمثلة‬ ‫جت�سد العطاء وروح الأخ��وة ال�صادقة‬ ‫التي ال ترتبط مب�صالح دنيوية‪ ،‬و�إمنا‬ ‫ت��رت��ب��ط ب��راب��ط��ة الأخ�����وة يف ديننا‬ ‫العظيم‪ ،‬خ�صو�صا مع طغيان االعتبارات‬ ‫امل����ادي����ة ع��ل��ى ك��ث�ير م���ن ال��ع�لاق��ات‬ ‫الإن�سانية‪� ..‬إال ما رحم اهلل‪.‬‬ ‫"�أبو الفداء" كما �سن�سميه‪ ،‬ابن‬ ‫احلركة الإ�سالمية يف مدينة الزرقاء‪،‬‬ ‫يج�سد ل��ن��ا م��ث�لا رائ��ع��ا يف الت�ضحية‬ ‫وال��ع��ط��اء وال��ف��داء‪ ،‬عندما ب���ادر �إىل‬ ‫التربع ب�إحدى كليتيه لينقذ �أخا له يف‬ ‫اهلل‪ ،‬فور علمه ب�أن ذلك الأخ‪ ،‬الذي ال‬ ‫تربطه به �صلة قرابة �أو م�صاهرة �أو‬ ‫عالقات جتارية �أو م�صلحة خا�صة‪ ،‬لكن‬ ‫جتمعه به �صلة الرحم العظيمة‪ ،‬رحم‬

‫الإ���س�لام والأخ���وة‪ ،‬وه��ي �أعظم رحم‪،‬‬ ‫و�أق��وى �آ���ص��رة‪ ،‬يعاين معاناة ال طاقة‬ ‫لإن�سان بها يف غ�سيل الكلى املتكرر‪.‬‬ ‫الأط��ب��اء �أك���دوا �أن معاناة (ع‪.‬ج)‬ ‫�ستنتهي بزراعة كلية‪ ،‬و�أن حماوالت‬ ‫ع��دد م��ن �أق��ارب��ه ال��ت�برع ل��ه بكُلية مل‬ ‫تفلح ب�سبب �إ�صابتهم ب�أمرا�ض ال�سكري‬ ‫وال�ضغط وعدم مالءمتها طبيا له‪ ،‬فما‬ ‫كان من "�أبو الفداء" �إال �أن بادر بعر�ض‬ ‫التربع بكليته لأخيه يف اهلل‪ ،‬دون طلب‬ ‫�أو رجاء �أو انتظار �شهرة �أو مقابل مادي‪،‬‬ ‫ما مل يكن هناك �أي مانع طبي من التربع‬ ‫بكليته‪.‬‬ ‫ربع له (ع‪.‬ج) بقرب‬ ‫�إال �أن فرحة املت َّ‬ ‫انتهاء معاناته التي امتدت على مدار‬ ‫�سنوات ا�صطدمت برف�ض �إجراء عملية‬ ‫التربع بالكلية من قبل وزارة ال�صحة؛‬ ‫نظرا للقوانني التي متنع التربع ب�أع�ضاء‬

‫اجل�سم من غري الأقارب‪ ،‬الأمر الذي قد‬ ‫ُي َعدُّ جتارة بالأع�ضاء‪.‬‬ ‫ومل تفلح كل املحاوالت مبراجعة‬ ‫وزارة ال�صحة والديوان امللكي ودائرة‬ ‫الإفتاء العام‪ ،‬واال�ستعداد لل َق َ�س ِم ب�أن‬ ‫التربع �سيكون ب��دون �أي مقابل مادي‪،‬‬ ‫لكن دون جدوى‪ ،‬مما دفعهم لل�سفر �إىل‬ ‫�إح��دى ال��دول العربية التي ا�شرتطت‬ ‫امل�ست�شفيات ال��ط��ب��ي��ة فيها ���ض��رورة‬ ‫�إح�ضار موافقة من ال�سفارة الأردنية‬ ‫يف تلك الدولة لإج��راء عملية التربع‪،‬‬ ‫وم��رة �أخ���رى مل تفلح ك��ل حماوالتهم‬ ‫ب��احل�����ص��ول ع��ل��ى ه���ذه امل��واف��ق��ة‪ ،‬رغم‬ ‫تدخل العديد من �أه��ل اخل�ير‪� ،‬إىل �أن‬ ‫قبلت �إحدى امل�ست�شفيات �إجراء العملية‬ ‫بعد �أ�سبوعني من البحث واملعاناة‪.‬‬ ‫كل ذلك مل يثن "�أبو الفداء" عن‬ ‫فكرة التربع بكليته؛ �إذ �أجريت عملية‬

‫نقل ال ُكلْية‪ ،‬وك��ان على (ع‪.‬ج) املكوث‬ ‫هناك ملدة �شهر ون�صف‪� ،‬إىل �أن ا�ستقرت‬ ‫حالته ال�صحية قبل �أن يعود �إىل الأردن‬ ‫بعد تلك العملية التي جتاوزت تكاليفها‬ ‫‪� 35‬ألف دوالر‪ ،‬تربع مبعظمها جمموعة‬ ‫من الإخوة من �أهل احلركة الإ�سالمية‪،‬‬ ‫يف حني �أن العملية يف الأردن ال تتجاوز‬ ‫تكاليفها �ستة �آالف دوالر يف حال‬ ‫احل�صول على موافقة وزارة ال�صحة‪.‬‬ ‫ي�شري "�أبو الفداء" �إىل �أن ما قام‬ ‫به �إمنا كان ابتغاء للثواب من اهلل عز‬ ‫وجل‪ ،‬و�إكراما للأخوة اخلال�صة يف اهلل‬ ‫تعاىل‪ ،‬مطالبا ب�أن يكون هناك ا�ستثناء‬ ‫يف التعليمات التي متنع التربع بالكُلى‬ ‫من غري الأقارب‪ ،‬ب�أن جترى درا�سة كل‬ ‫حالة وحدها‪ ،‬مبا ي�ضمن عدم ا�ستغالل‬ ‫ذل��ك م��ن قبل م��ن ت�سول لهم �أنف�سهم‬ ‫املتاجرة بالأع�ضاء‪.‬‬

‫اجلائزة مقدمة من‬

‫ا�سم الفائز‪:‬‬

‫فرا�س حبنكه‬ ‫اجلائزة‪ :‬دورة تدريبية‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.