ISSUE 28

Page 1

‫حرب أهلية‬ ‫إلكترونية ُ‬ ‫"تشعل"‬ ‫األثير في سوريا‬

‫كيف أعاد تنظيم‬ ‫"داعش" تشكيل‬ ‫الشرق األوسط‬

‫لعبة إيران في‬ ‫اليمن ُتربك حكام‬ ‫الخليج العربي‬

‫�شهرية ● �إقت�صادية ● ثقافية ● �إجتماعية ‪ -‬ال�سنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪� - 28‬آذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫مصر ‪ -‬تركيا‪:‬‬

‫الصراع على النفوذ في الشرق األوسط‬


‫اإلفتتاحية‬ ‫�شهرية ● �إقت�صادية ● ثقافية ● �إجتماعية‬ ‫ال�سنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪� - 28‬آذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫‪www.asswak-alarab.com‬‬

‫ت�صدر من لندن عن �شركة "�أ�سواق العرب" للن�شر المحدودة‬ ‫العنوان الرئي�سي‪:‬‬ ‫‪Asswak Al-Arab Publishing Ltd‬‬ ‫‪788-790 Finchley Road‬‬ ‫‪London NW11 7TJ - United Kingdom‬‬ ‫‪Tel: +44(0)758 3320593‬‬ ‫‪Fax: +44(0)2082019448‬‬ ‫‪email: info@asswak-alarab.com‬‬ ‫‪Editor-In-Chief: Gabriel Tabarani‬‬

‫رئي�س مجل�س الإدارة ‪ /‬رئي�س التحرير‬

‫كابي طبراني ‪www.gabrielgtabarani.com -‬‬ ‫‪g.tabarani@gmail.com‬‬

‫مدير التحرير (لندن)‬

‫هاني مكارم ‪h.m.makarem@gmail.com -‬‬

‫مديرة الت�سويق ‪ -‬فيكتوريا روبرت�س‬ ‫ت�صدر في لبنان بالتعاون مع مجلة "تحت الأ�ضواء" الإقت�صادية‬ ‫ مركز ال�شرق الأو�سط للدرا�سات والعالقات العامة‪ ،‬بناية بيرال‪،‬‬‫الطابق الأول �شارع الجزائر‪ ،‬المال ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫مدير التحرير (بيروت)‬ ‫جوزف قرداحي ‪josephkordahi@yahoo.com -‬‬ ‫مديرة الت�سويق والعالقات العامة (بيروت)‬ ‫دارين عالمه ‪darinealameh@gmail.com -‬‬ ‫مكتب المغرب‪:‬‬ ‫برومو بري�س ‪� 16 -‬شارع جياللي العريبي‬ ‫الدار البي�ضاء ‪ -‬المغرب‬ ‫الإخراج الفني‬ ‫علي كمال الدين ‪alikamallll@gmail.com -‬‬ ‫التوزيع ‪� -‬شركة الأوائل ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫الإ�شتراكات‪:‬‬ ‫للأفراد‪ 100 :‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬ ‫لل�شركات‪ 150 :‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬

‫للم�ؤ�س�سات الر�سمية والبعثات الديبلوما�سية‪:‬‬

‫‪ 200‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬ ‫‪Price list‬‬

‫ ‪7000‬‬ ‫‪L.L.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪B.D.‬‬ ‫‪2 C.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪E.P.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪J.D.‬‬ ‫ ‪1‬‬ ‫‪K.D.‬‬ ‫ ‪1‬‬ ‫‪O.R.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪Q.R.‬‬ ‫ ‪10‬‬ ‫‪S.R.‬‬ ‫ ‪100‬‬ ‫‪S.L.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪Drhm.‬‬ ‫ ‪3‬‬ ‫‪Pounds.‬‬ ‫‪10 T.D‬‬ ‫‪20 MAD‬‬

‫ ‪Lebanon‬‬ ‫ ‪Bahrain‬‬ ‫ ‪Cyprus‬‬ ‫ ‪Egypt‬‬ ‫ ‪Jordan‬‬ ‫ ‪Kuwait‬‬ ‫ ‪Oman‬‬ ‫ ‪Qatar‬‬ ‫ ‪Saudi Arabia‬‬ ‫ ‪Syria‬‬ ‫ ‪UAE‬‬ ‫ ‪UK‬‬ ‫ ‪Tunis‬‬ ‫ ‪Morocco‬‬

‫المقاالت التي ُتن�شر تع ّبر فقط عن �آراء �أ�صحابها‬

‫أمر حيوي‬ ‫الدعم غير الم�شروط للجي�ش اللبناني � ٌ‬ ‫أف��ادت مصادر عس��كرية لبنانية أخيراً أن قيادة الجيش ف��ي "اليرزة" تل ّقت إتصاالً من‬ ‫السلطات الفرنسية المعنية أبلغتها في أنها ستبدأ بإرسال دفعة من األسلحة التي يحتاج‬ ‫اليها الجيش والتي كان قدّم بها الئحة الى الفرنسيين‪.‬‬ ‫وعُ ِل��م أيض��اً أن الجيش قد إس��تفاد كثيراً في معركت��ه على الحدود مع المتش��دّدين‬ ‫اإلسالميين من المساعدات األميركية التي تس ّلمها‪ ،‬وهي من الهبات الدورية التي تصل‬ ‫قيمتها سنوياً الى مئة مليون دوالر‪ ،‬وبلغت في العقد األخير ملياراً ومئتي مليون دوالر‬ ‫الحصة‬ ‫أميركي‪ .‬كما إس��تفاد من األس��لحة والذخائر التي تأ َّٰمنت له بس��رعة‪ ،‬من خالل ّ‬ ‫المخصصة له في هبة المليار دوالر التي ق ّدمتها المملكة العربية السعودية بعد معركة‬ ‫ّ‬ ‫عرسال‪ ،‬وهي ‪ 550‬مليون دوالر أميركي‪.‬‬ ‫من الواضح أن الدعم اللوجيستي والمالي للجيش اللبناني أم ٌر حيوي في الوقت الراهن‪،‬‬ ‫فيما هو يواجه ويكافح اإلس�لاميين المتش��دّدين على الحدود مع سوريا‪ ،‬ولكن األهم‬ ‫هو في أن يتل ّقى أيضاً دعماً واس��ع النطاق من جميع قطاعات المؤسس��ات السياسية‬ ‫في لبنان‪.‬‬ ‫كل الطوائ��ف واألحزاب واألديان والهيئات المدنية‪ ،‬من جميع المناطق اللبنانية‪ ،‬يجب‬ ‫وتتوحد مع��اً إلعطاء دعمها الكام��ل والثابت للجي��ش اللبناني في مواجهة‬ ‫أن تنض��م‬ ‫ّ‬ ‫التهديد الذي يم ّثله المتش��دّدون التكفيريون م��ن تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة"‪،‬‬ ‫وهو تهديدٌ ليس موجهاً ضد مجموعة مع َّينة من اللبنانيين‪ ،‬ولكنه يش�� ّكل خطراً يهدّد‬ ‫كل لبناني‪ ،‬ويع ّرض أمن وإستقرار البالد ككل للخطر‪.‬‬ ‫ومن الضروري أيضاً أن ُيس�� َمح للجيش بالتركيز على المه ّمة التي هي في متناول اليد‪،‬‬ ‫وال ينبغي أن يجد نفسه متو ّرطاً في المشاكل الصغيرة‪ ،‬سواء كان ذلك صراعات مس ّلحة‬ ‫في األحياء‪ ،‬وفتح الطرقات‪ ،‬أو التعامل مع ردود وتداعيات الفيضانات والعواصف‪.‬‬ ‫إن مختلف المؤسس��ات األخرى في البالد‪ ،‬من قوى األم��ن الداخلي‪ ،‬والدرك‪ ،‬إلى الدفاع‬ ‫المدن��ي ‪ ...‬يجب أن تك ّثف جهودها وتقوم بوظائفها‪ ،‬وتت��رك الجيش لكي يتف ّرغ ويقوم‬ ‫بالتركيز على محاربة أولئك الذين لديهم الرغبة في إدخال االرهاب من سوريا عبر الحدود‪.‬‬ ‫ف��ي حين أن بع��ض التقارير قد ل ّمح إل��ى إحتمال وقوع هجوم من قب��ل التكفيريين‬ ‫م��ع بداية الربيع وذوبان الثلوج على الجبال‪ ،‬فإن الجيش اللبناني قام بعمل عس��كري‬ ‫إستباقي في األيام األخيرة حيث سيطر على تلتين إستراتيجيتين‪ ،‬األمر الذي يجعل من‬ ‫المرجح أن يأتي أي هجوم‪ ،‬إذا كان هناك واحدٌ ‪ ،‬من القوات المسلحة اللبنانية نفسها‪.‬‬ ‫الواقع أن المتش��دّدين ه��م اآلن إلى حد كبير في موقف دفاع��ي‪ ،‬وقد حقق الجيش‬ ‫إنجازات هائلة‪.‬‬ ‫مع الدعم التكتيكي والمعنوي والسياس��ي الصحيح والحقيقي‪ ،‬ليس هناك شك في أن‬ ‫الجيش اللبناني س��وف يق��وم بما هو مطلوب منه اآلن‪ .‬وقد أثب��ت ذلك في طرابلس‬ ‫وأخيراً في البقاع‪ ،‬على الرغم من خس��ارته للعديد من أفراده‪ ،‬ويس��تطيع إثبات نفسه‬ ‫مرة أخرى‪.‬‬ ‫كابي طبراني‬

‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪3‬‬



‫‪68‬‬

‫‪72‬‬

‫‪76‬‬

‫غاز‬

‫نفط‬

‫نفط‬

‫غرق أسعار الغاز في آسيا‬ ‫ُيغ ِرق أحالم بوتين ويطيح‬ ‫طموحات أوستراليا‬

‫النفط الرخيص‬ ‫لن يقضي على‬ ‫اإلستكشاف والتنقيب‬

‫رهن‬ ‫أوغندا َت ُ‬ ‫مستقبلها للنفط‬ ‫في الوقت الخطأ‬

‫‪21‬‬

‫رأي خبير‬ ‫مقاربة إقتصادية‬ ‫للبنى التحتية في لبنان‬

‫‪80‬‬

‫‪35‬‬

‫كلمة خبير‬ ‫البطالة المزمنة‬ ‫في العالم العربي‬

‫‪49‬‬

‫تحقيق الشهر‬

‫وجهة نظر‬ ‫اليونان وخطوط االشتباك‬ ‫الجديدة في أوروبا‬

‫أيها العرب إستثمروا‬ ‫في الثروة السمكية‬ ‫لضمان أمنكم الغذائي‬

‫‪88‬‬

‫‪95‬‬

‫‪96‬‬

‫عالم المرأة‬

‫عالم النجوم‬

‫مسرح‬

‫إنعاش اإلقتصاد في الخليج‬ ‫يت َّ‬ ‫َ‬ ‫طلب تعزيز دور المرأة‬ ‫والتنوع بين الجنسين‬ ‫ّ‬

‫تروج‬ ‫مادونا ّ‬ ‫لـ"قلبها المتمرد"‬ ‫في جولة عالمية‬

‫هل هناك‬ ‫مسرح عربي؟‬

‫‪60‬‬

‫وجهة نظر‬ ‫هل تعترف أوروبا أخيراً؟‬ ‫اليورو كان فكرة سيئة‬ ‫منذ البداية‬

‫‪87‬‬

‫المنبر اإلجتماعي‬ ‫أم ٌة ال تقرأ‬ ‫نحن َّ‬


‫ال�سنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - ٢8‬اآذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫حرب أهلية‬ ‫إلكترونية "تُ شعل"‬ ‫األثير في سوريا‬

‫كيف أعاد تنظيم‬ ‫"داعش" تشكيل‬ ‫الشرق األوسط‬

‫في هذا العدد‬

‫لعبة إيران في‬ ‫اليمن تُ ربك حكام‬ ‫الخليج العربي‬

‫�سهرية ● اإقت�سادية ● ثقافية ● اإجتماعية ‪ -‬ال�سنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - ٢8‬اآذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫مصر ‪ -‬تركيا‪:‬‬

‫الصراع على النفوذ في الشرق األوسط‬

‫‪3rd Year - Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪ABU DHABI - KHALIDIYA STREET - TEL: 02 6813141‬‬ ‫‪AL MARYAH ISLAND - SOWWAH SQUARE - TEL: 02 6266730‬‬

‫الشرق األوسط‬ ‫موضوع الغالف‬

‫تركيا ‪ -‬مصر‪ :‬الصراع‬ ‫الموجع على النفوذ‬ ‫في الشرق األوسط‬

‫‪44‬‬

‫‪22‬‬

‫‪26‬‬

‫‪30‬‬

‫‪40‬‬

‫سوريا‬

‫الشرق األوسط‬

‫اإلرهاب‬

‫اليمن‬

‫حرب أهلية إلكترونية‬ ‫ٌ‬ ‫تشتعل على األثير‬ ‫في سوريا‬

‫كيف أعاد تنظيم‬ ‫"الدولة اإلسالمية"‬ ‫تشكيل الشرق األوسط‬

‫الوصايا العشر‬ ‫للقضاء‬ ‫على "داعش"‬

‫لعبة إيران‬ ‫في اليمن‬

‫‪36‬‬

‫‪52‬‬

‫‪56‬‬

‫‪64‬‬

‫سلطنة ُعمان‬

‫إدارة األصول‬

‫مصارف إسالمية‬

‫كهرباء‬

‫ُعمان‬ ‫إقتصادها‬ ‫نعش‬ ‫ُت ِ‬ ‫َ‬ ‫بـ‪ 127‬مليار دوالر‬

‫مشهد مالي جديد‬ ‫ٌ‬ ‫في أسواق‬ ‫الخليج العربي‬

‫تحول أكبر مصرف سعودي إلى‬ ‫ّ‬ ‫بنك إسالمي يعيد تشكيل‬ ‫القطاع المالي في المملكة‬

‫‪ 50‬مليون عربي يعيشون‬ ‫في العتمة في القرن‬ ‫الواحد والعشرين!‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫لبنان‪ :‬ال�صادرات ال�صناعية �أكثر من ‪ 3‬مليارات دوالر‬ ‫�صدّر لبنان منتجات �صناعية بـ‪ 3.150‬مليارات‬ ‫دوالر العام الما�ضي‪ ،‬في مقابل ‪ 3.384‬مليارات‬ ‫ف����ي الع����ام ‪� ،2013‬إ�س����تناد ًا �إل����ى �إح�ص����اءات‬ ‫م�ص����لحة المعلوم����ات ال�ص����ناعية ف����ي وزارة‬ ‫ال�ص����ناعة اللبناني����ة‪ .‬و�أف����ادت الم�ص����لحة ب�����أن‬ ‫"المعدل ال�شهري لل�صادرات بلغ ‪ 262.5‬مليون‬ ‫دوالر في مقابل ‪ 282‬مليون ًا في العام ‪."2013‬‬ ‫وبلغ���ت قيم���ة ال���واردات م���ن الآالت والمعدات‬ ‫ال�ص���ناعية "نح���و ‪ 269.1‬ملي���ون دوالر ف���ي‬ ‫مقابل ‪ 300.4‬مليون ف���ي العام ‪ ،2013‬بتراجع‬ ‫ن�سبته ‪ 10.4‬في المئة"‪.‬‬ ‫و�أ�ش���ارت الم�ص���لحة �إل���ى �أن "ال�ص���ادرات‬ ‫�س���جلت ‪ 260.1‬ملي���ون دوالر ف���ي‬ ‫ال�ص���ناعية ّ‬ ‫كان���ون الأول (دي�س���مبر) الفائ���ت‪ ،‬ف���ي مقابل‬ ‫‪ 242.1‬مليون في ال�شهر ذاته من العام ‪،2013‬‬ ‫ب�إرتفاع ن�سبته ‪ 7.4‬في المئة"‪.‬‬

‫وع���ن �أه���م المنتج���ات الم�ص���درة‪� ،‬أظه���رت‬ ‫البيان���ات �أن �ص���ادرات الآالت والأجه���زة‬ ‫والمع���دات الكهربائية "�إحتل���ت المرتبة الأولى‬ ‫وبلغ���ت قيمته���ا ‪ 57‬ملي���ون دوالر‪ ،‬وت�ص���دّرت‬ ‫المملك���ة العربي���ة ال�س���عودية الئح���ة البل���دان‬ ‫الم�س���توردة له���ذا المنت���ج بقيم���ة ‪ 6.1‬ماليين‬ ‫دوالر‪ ،‬تليها �ص���ادرات منتجات �صناعة الأغذية‬ ‫بقيم���ة ‪ 50.1‬ملي���ون و�إحتل���ت المملك���ة �أي�ض��� ًا‬ ‫�ص���دارة الدول الم�س���توردة بقيمة ‪ 7.2‬ماليين‬ ‫دوالر‪ ،‬ث���م منتج���ات ال�ص���ناعات الكيماوي���ة‬ ‫بقيم���ة ‪ 40.7‬ملي���ون دوالر وح ّل���ت تركي���ا �أولى‬ ‫م�س���توردة بقيمة ‪ 9.3‬ماليي���ن‪ ،‬وتلتها المعادن‬ ‫العادية وم�صنوعاتها بقيمة ‪ 28‬مليون ًا ثم الل�ؤل�ؤ‬ ‫والأحج���ار الكريمة و�ش���به الكريم���ة‪ ،‬والمعادن‬ ‫الثمينة (من دون الما�س الخام و�سبائك الذهب‬ ‫والف�ضة ب�شكلها الخام) بقيمة ‪ 15.2‬مليون"‪.‬‬

‫"النظام البيئي في لبنان للإنترنت النقال"‬ ‫و ّقع وزير الإت�ص���االت بطر�س‬ ‫ويذكر �أن الم�ش���روع هو الأول‬ ‫ح���رب ومدير البن���ك الدولي‬ ‫من نوعه في منطقة ال�ش���رق‬ ‫ف���ي ال�ش���رق الأو�س���ط فري���د‬ ‫الأو�س���ط والب�ل�اد العرب ّي���ة‪،‬‬ ‫بلحاج �إتفاق قر�ض بين وزارة‬ ‫ويه���دف �إل���ى نق���ل لبنان من‬ ‫الإت�ص���االت والبن���ك الدولي‬ ‫بل���د م�س���تهلك للتكنولوجي���ا‬ ‫لتموي���ل "م�ش���روع النظ���ام‬ ‫ال���ى بل���د رائد في �ص���ناعتها‬ ‫البيئ���ي للإنترن���ت النق���ال"‬ ‫عب���ر تطوي���ر منظوم���ة بيئية‬ ‫‪Mobile Internet‬‬ ‫"‬ ‫ل�ص���ناعة برمجي���ات الهاتف‬ ‫"‪mobile‬‬ ‫المحم���ول‬ ‫– ‪Ecosystem Project‬‬ ‫‪ ،"MIEP‬البالغ���ة قيمت���ه وزير الإت�صاالت اللبناني بطر�س حرب ‪ ،"apps‬وجعل بيروت مركز‬ ‫�إ�س���تقطاب لرج���ال الأعمال‬ ‫‪ 12,8‬ملي���ون دوالر حي���ث‬ ‫تقوم الدولة اللبنانية بتمويل ن�ص���ف الم�ش���روع في مجال الإت�ص���االت وتكنولوجي���ا المعلومات‬ ‫والن�ص���ف الآخ���ر بوا�س���طة القر����ض مو�ض���وع وخل���ق �ش���ركات جدي���دة وفر�ص عم���ل و�إنتقال‬ ‫�ش���ركات التكنولوجيا العالمية اليها لكونها بيئة‬ ‫االتفاق‪.‬‬ ‫ولف���ت ح���رب �إل���ى �أن "�أهمي���ة هذا الم�ش���روع حا�ضنة ومهي�أة لتطوير هذه ال�صناعات‪.‬‬ ‫تكم���ن في �أنه يف�س���ح مجاالت جديدة لل�ش���باب ويعتمد الم�ش���روع تنفيذ �آليات االبتكار المفتوح‬ ‫ويعزّز الإقت�ص���اد الوطني‪ ،‬و�آمل �أن نبد�أ بتنفيذ والتعهي���د الجماع���ي لتحفي���ز الإبت���كار وروح‬ ‫المبادرة لدى ال�ش���باب وذوي المهارات العالية‬ ‫الم�شروع في القريب العاجل"‪.‬‬ ‫بدوره‪� ،‬إعتبر بلحاج �أن لهذا الم�شروع "مم ّيزات والم�س���اعدة ف���ي عك����س الإتج���اه المت�ص���اعد‬ ‫خا�ص���ة‪ ،‬ويتعلق بال�ش���باب والإبتكار و�إ�ستخدام للبطال���ة‪ ،‬وخ�صو�ص��� ًا بين ال�ش���باب والعن�ص���ر‬ ‫الن�سائي‪.‬‬ ‫التكنولوجيا الحديثة وتوفير فر�ص العمل"‪.‬‬

‫الموجز اللبناني‬ ‫و�ضع رئي�س جمعية ال�صناعيين فادي الجميل‬ ‫الإ�صبع على الجرح ال�صناعي عبر تو�صيفه للواقع‬ ‫الذي يعانيه القط����اع مت�أثراً بالو�ضع الإقت�صادي‬ ‫عموم����ا ً‪ ،‬ف�أطلق "ر�ؤي����ة �إنقاذي����ة متكاملة" �ضمن‬ ‫منظومة �إجتماعي����ة – �إقت�صادية‪� ،‬أعلن م�ضمونها‬ ‫خالل حفل غداء تكريمي للإعالميين الإقت�صاديين‬ ‫�أقامت����ه الجمعية ف����ي مطع����م "‪"le phenicien‬‬ ‫ف����ي بي����روت‪ ،‬ف����ي ح�ض����ور �أع�ض����اء الجمعي����ة‪.‬‬ ‫الجميل بـ"ت�ش����كيل مجموع����ة عمل وزارية‬ ‫وطالب‬ ‫ّ‬ ‫�إقت�ص����ادية – �إجتماعي����ة برئا�س����ة رئي�س مجل�س‬ ‫ال����وزراء لتوفير الح ّد االدنى من تخفيف تداعيات‬ ‫�أحداث المنطقة على الإقت�ص����اد‪ ،‬و�إ�ستثمار جميع‬ ‫الطاقات والقدرات اللبنانية المتاحة حول الخطة‬ ‫المقترحة‪ .‬و�إقرار �س����لة من الإجراءات الطارئة في‬ ‫�أ�س����رع وقت‪ ،‬تعطي الم�ؤ�س�سات دفعا ً ي�سمح لها‬ ‫باال�ستمرار في العمل"‪.‬‬ ‫ارتفع عدد ال�س����ياح في لبنان بن�سبة ‪22.6‬‬ ‫ف����ي المئة ف����ي كانون الثان����ي (يناير) الما�ض����ي‬ ‫مقارنة بال�ش����هر ذاته م����ن الع����ام ‪ .2014‬و�أبدى‬ ‫وزير ال�س����ياحة اللبناني مي�ش����ال فرعون �إرتياحه‬ ‫�إل����ى "النتائ����ج" ال�ص����ادرة ع����ن م�ص����لحة البحوث‬ ‫والدرا�س����ات ف����ي وزارة ال�س����ياحة‪ .‬وعزا �أ�س����باب‬ ‫�إزدي����اد عدد الزوار‪� ،‬إلى "تجاوب �ش����ركة "طيران‬ ‫ال�ش����رق الأو�س����ط الخطوط الجوي����ة اللبنانية" مع‬ ‫طلبنا وطل����ب رئي�س مجل�س الوزراء تمام �س��ل�ام‪،‬‬ ‫بـ�ض����رورة خف�ض �أ�سعار تذاكر ال�س����فر في �ضوء‬ ‫تراج����ع �أ�س����عار الفيول ف����ي الأ�س����واق العالمية"‪.‬‬ ‫و�إعتب����ر �أن ذلك "لي�س كافيا ً‪ ،‬ب����ل نطالب "ميدل‬ ‫�إي�س����ت" بخف�����ض على �أ�س����عار تذاكر ال�س����فر كي‬ ‫نتكمن من ت�س����ويق لبنان �سياحيا ً"‪ .‬ور�أى فرعون‬ ‫�أن من �أ�سباب هذا التح�سن �أي�ضا ً "انتعا�ش مو�سم‬ ‫التزلج في جبال لبنان بعد عودة الثلوج وممار�سة‬ ‫اللبنانيي����ن والوافدي����ن هذه الريا�ض����ة الفريدة‪،‬‬ ‫التي يتمتع بها لبنان في المنطقة"‪.‬‬ ‫دخل����ت المعاه����دة الجمركي����ة الموقع����ة بين‬ ‫لبن����ان والإتحاد الأوروبي حي����ز التنفيذ في االول‬ ‫م����ن �أذار (مار�����س) الحالي‪ ،‬وبموجبه����ا ُتعفى من‬ ‫الم�ستوردة من‬ ‫الر�س����وم الجمركية كل الب�ض����ائع ُ‬ ‫الإتحاد الأوروب����ي‪ ،‬كما ال�ص����ادرات اللبنانية �إلى‬ ‫الإتح����اد‪ ،‬في خطوة ق����د تبدو تداعياته����ا للوهلة‬ ‫االول����ى �إيجابية‪ .‬ولكن حقيقة الأم����ر حتما ً مغايرة‬ ‫له����ذا الإعتق����اد‪ ،‬فتداعيات �س����ريان مفعول هذه‬ ‫المعاهدة �ستفر�ض دون �شك ُم�شكلة كبيرة على‬ ‫خزينة الدولة التي �س���� ُتحرم من ‪ 14%‬من �إجمالي‬ ‫�إيراداته����ا‪ ،‬والمتمثل����ة باالي����رادات الت����ي كانت‬ ‫توفّ رها هذه الر�سوم‪.‬‬ ‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪7‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون لبنانية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف اللبناني‬

‫لبنان ُيبعِد الفتنة رغم كل ال�صعاب‬ ‫ال ي ��زال لبن ��ان ب�ل�ا رئي�س للجمهوري ��ة منذ �أي ��ار (مايو) الفائ ��ت‪ ،‬والآثار‬ ‫ال�سلبي ��ة ب ��د�أت تب ��رز عل ��ى الزعم ��اء الم�سيحيين‪ .‬م ��ع ذل ��ك‪� ،‬إن ملء هذا‬ ‫الف ��راغ ه ��و مج ��رد واحد م ��ن �سل�سلة تحدي ��ات �سوف تواجهه ��ا البالد في‬ ‫الأ�شهر المقبلة‪.‬‬ ‫عندم ��ا �إنته ��ت فت ��رة الرئي� ��س مي�ش ��ال �سليم ��ان ف ��ي الع ��ام الما�ض ��ي‪� ،‬أدى‬ ‫رف� ��ض �أب ��رز ال�سيا�سيين الم�سيحيي ��ن الإلتفاف حول خليف ��ة توافقي �إلى‬ ‫من ��ع �إج ��راء �إنتخاب ��ات رئا�سي ��ة‪ .‬وال�سبب ه ��و �أن البرلم ��ان يَنتخِ ب رئي�س‬ ‫الجمهوري ��ة في لبنان‪ ،‬الذي يج ��ب �أن ي�أتي ‪ ،‬ح�سب الميثاق الوطني‪ ،‬من‬ ‫الطائفة الم�سيحية المارونية‪.‬‬ ‫الكتل ��ة البرلماني ��ة بزعام ��ة العم ��اد مي�شال ع ��ون رف�ضت ح�ض ��ور جل�سات‬ ‫الإنتخابات لأنها تريد عرقلة العملية حتى يتم �إختيار رئي�سها للمن�صب‪.‬‬ ‫م ��ن جهته ��ا فعلت كتلة "حزب اهلل"‪ ،‬ت�ضامناً مع عون‪ ،‬ال�شيء عينه‪ ،‬الأمر‬ ‫الذي �أدّى �إلى منع �إكتمال ن�صاب النواب‪.‬‬ ‫بينم ��ا يب ��دو �أن عناد ع ��ون هو ال�سبب الظاهر لعرقل ��ة �إنتخاب رئي�س‪ ،‬ف�إن‬ ‫معظ ��م المراقبي ��ن يرى �أن ال�سبب الحقيقي يع ��ود �إلى "حزب اهلل" الذي‬ ‫يري ��د ت�أجي ��ل الت�صويت‪ ،‬وق ��د �إ�ستغ ّل تكتي ��ك العونيين للقي ��ام بذلك‪� .‬إن‬ ‫ه ��دف الح ��زب يكم ��ن ف ��ي الإنتظ ��ار لحل ��ول وق ��ت �أكث ��ر مالءم ��ة ي�ضمن‬ ‫"�إنتخاب" رئي�س مكفول ب�أنه �سيدافع عن تر�سانة �أ�سلحته الم�ستقلة‪.‬‬ ‫تو�صلت ال ��دول الخم�س الدائم ��ة الع�ضوية في‬ ‫يمك ��ن �أن يح ��دث ه ��ذا �إذا ّ‬ ‫مجل�س االمن �إ�ضافة الى �ألمانيا الى �إتفاق نووي مع �إيران‪ .‬بالن�سبة �إلى‬ ‫"حزب اهلل" ف�إن مثل هذا االتفاق من �ش�أنه �أن يعطي طهران م�ساحة‬ ‫�سيا�سي ��ة �أكب ��ر ف ��ي المنطق ��ة‪ ،‬مم ��ا يتي ��ح للط ��رف الم�ؤي ��د للجمهوري ��ة‬ ‫الإ�سالمية بجلب الرئي�س الذي يريد‪.‬‬ ‫ف ��ي الوق ��ت عين ��ه‪ ،‬ت ��درك الزعام ��ات الماروني ��ة �أن ��ه حتى م ��ن دون رئي�س‬ ‫للجمهوري ��ة ف� ��إن مجل� ��س ال ��وزراء م�ستم ��ر في العم ��ل‪ .‬وهذا ه ��و ال�سبب‬ ‫ب� ��أن كثيرين يعار�ض ��ون جهود رئي�س الحكومة تمام �س�ل�ام للموافقة على‬ ‫عملية ت�صويت جديدة في مجل�س الوزراء لتحل محل الإجماع المطلوب‬ ‫الآن لإتخاذ القرارات‪ .‬هذه الآلية‪ ،‬يقولون‪� ،‬ستجعل الحكومة �أكثر كفاءة‪،‬‬ ‫الملحة لإنتخاب رئي�س‪.‬‬ ‫مما يق ّلل من الحاجة ّ‬ ‫وي�أت ��ي الخ�ل�اف في مجل�س ال ��وزراء في لحظة �سيئ ��ة بالن�سبة �إلى لبنان‪،‬‬ ‫و�س ��ط مخاوف م ��ن �أن الجماعات الجهادية في منطقة القلمون ال�سورية‬ ‫ّ‬ ‫تخط ��ط لزعزع ��ة �إ�ستقرار المنطق ��ة الحدودي ��ة اللبنانية‪ .‬ف ��ي الأ�سابيع‬ ‫الأخيرة‪ ،‬تلقى الجي�ش اللبناني �أ�سلحة من الخارج‪ .‬وهي م�صممة لت�سمح‬ ‫للبنان الدفاع عن حدوده‪.‬‬ ‫م ��ن �أج ��ل الحد من التوت ��رات الطائفية‪ ،‬ف� ��إن "تيار الم�ستقب ��ل" بزعامة‬ ‫�سع ��د الحري ��ري‪ ،‬و"ح ��زب اهلل" بزعامة ال�سي ��د ح�سن ن�ص ��راهلل‪� ،‬إنخرطا‬ ‫ف ��ي ح ��وار لأ�سابي ��ع ع ��دة‪ .‬وق ��د ح ��دث ذل ��ك عل ��ى الرغ ��م م ��ن المحاكمة‬ ‫الجاري ��ة �ض ��د �أع�ض ��اء "ح ��زب اهلل" الأربع ��ة الم�شتب ��ه بهم ب�أنه ��م �إغتالوا‬ ‫رفيق الحريري في العام ‪ .2005‬لذا‪ ،‬ف�إن دخول "تيار الم�ستقبل" في هذا‬ ‫الح ��وار في ه ��ذا الوقت بالذات ي�شي ��ر �إلى �أن المملك ��ة العربية ال�سعودية‬

‫‪6‬‬

‫العدد ‪� - 28‬آذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫هي التي دفعته �إلى ذلك‪.‬‬ ‫ف ��ي حي ��ن �أن هن ��اك مخاوف م ��ن �إنت�شار التط ��رف بين ال�سن ��ة اللبنانيين‬ ‫الفق ��راء‪ ،‬فقد ظ ّل ��ت الأو�ضاع الأمنية تحت ال�سيط ��رة ورقابة م�شدّدة من‬ ‫قب ��ل الجي� ��ش وقوى االمن الداخل ��ي و‪،‬على الرغم من �أن ��ه �أقل ذكراً‪ ،‬من‬ ‫قب ��ل "ح ��زب اهلل"‪ .‬م ��ع ذلك‪ ،‬ه ��ذا ال يعني عدم وجود قل ��ق‪� .‬إن وجود نحو‬ ‫‪ 1.5‬ملي ��ون الجئ �سوري‪ ،‬وكذلك جماعات �سلفية في مخيمات الالجئين‬ ‫الفل�سطينيين‪ ،‬ال يزال مدعاة للقلق بالن�سبة �إلى ال�سلطات اللبنانية‪.‬‬ ‫وكان ��ت المفارق ��ة ف ��ي الو�ض ��ع اللبنان ��ي �أن الب�ل�اد الت ��ي �إع ُتب ��رت �سابق� �اً‬ ‫تج�سي ��داً للعن ��ف الطائف ��ي �أثبت ��ت كف ��اءة ملحوظ ��ة في تجن ��ب ذلك هذه‬ ‫الم ��رة‪ .‬لق ��د �أدركت الطوائ ��ف اللبناني ��ة المختلفة مخاط ��ر ال�صراع بين‬ ‫ال�سنة وال�شيعة‪ ،‬و�إتخذت خطوات لتخفيف التوتر‪.‬‬ ‫بينم ��ا ٌ‬ ‫دول‪ ،‬مثل �سوري ��ا والعراق‪ ،‬قد �إنهارت ب�سب ��ب العنف الطائفي‪ ،‬ف�إن‬ ‫لبن ��ان‪ ،‬عل ��ى الرغ ��م من حرب ��ه الأهلية بي ��ن ‪ 1975‬و‪ ،1990‬ل ��م يتفكك‪� .‬إن‬ ‫م�ؤ�س�س ��ات الدول ��ة‪ ،‬على الرغم من �أنها كانت مه ّم�شة‪� ،‬إ�ستمرت في العمل‬ ‫حتى في �أحلك �سنوات القتال‪.‬‬ ‫وه ��ذا يع ��ود عل ��ى الأرج ��ح �إل ��ى �أن النخب ��ة ال�سيا�سي ��ة اللبناني ��ة منذ زمن‬ ‫الإ�ستق�ل�ال �أخ ��ذت ف ��ي الإعتب ��ار الإختالف ��ات الطائفية في الب�ل�اد‪ .‬وقد‬ ‫و�ضع ��ت م ��ن �أجل ذلك نظام� �اً �سيا�سي� �اً �شمل تقا�س ��م ال�سلط ��ة والت�سوية‪.‬‬ ‫وبينما كان النظام مخت ً‬ ‫ال ب�شدة في بع�ض الأحيان‪ ،‬فقد �إع ُترِف به كنظام‬ ‫مالئم لتعقيدات لبنان الطائفية‪.‬‬ ‫ويم ّث ��ل ه ��ذا تناق�ض� �اً �صارخ� �اً م ��ع الأنظم ��ة القومي ��ة العربية ف ��ي �سوريا‬ ‫والع ��راق‪ ،‬الت ��ي دفن ��ت دائم� �اً الإنق�سام ��ات الطائفية تحت �سط ��ح الوحدة‬ ‫القومية العلمانية الزائفة‪ ،‬وعادة ما كانت ُتف َر�ض من فوق‪ .‬لهذا ال�سبب‬ ‫عندما واجه البلدان ال�صراع الطائفي والعرقي‪ ،‬كان هناك عدد قليل من‬ ‫�آليات لحل الخالفات‪ ،‬الأمر الذي �سهّل تحطيم الدولتين‪.‬‬ ‫ف ��ي الأ�شهر المقبلة من المحتم ��ل �أن يُخت َبر لبنان ع�سكرياً في المنطقة‬ ‫الحدودي ��ة م ��ع حكوم ��ة تكاف ��ح لإيج ��اد ت�سوي ��ة م�ؤقت ��ة بي ��ن الف�صائ ��ل‬ ‫ال�سيا�سي ��ة المختلف ��ة‪ .‬و�سيوا�صل "حزب اهلل" و"تي ��ار الم�ستقبل" الحوار‬ ‫بينهم ��ا‪ ،‬حت ��ى م ��ع �إنج ��رار الأول �أكث ��ر �إل ��ى الغ�ض ��ب الع ��ارم ف ��ي �سوري ��ا‪.‬‬ ‫�إقت�صادي� �اً‪ ،‬ف� ��إن الب�ل�اد ال تزال تعان ��ي‪ ،‬مثلما كان الأم ��ر معها على مدى‬ ‫�أربع �سنوات‪.‬‬ ‫ولك ��ن حتى فيما �سي�شعر اللبناني ��ون ب�أنهم قد �إقتربوا من حافة الهاوية‪،‬‬ ‫ف� ��إن نظامه ��م �سيك ��ون �أكث ��ر عر�ضة‪ ،‬م ��ن معظ ��م الأنظمة ف ��ي المنطقة‪،‬‬ ‫لإ�ستيع ��اب ال�صدم ��ات‪� .‬إن الكثي ��ر م ��ن الثق ��ة بالنف�س هو �أم ��ر �سيئ‪ ،‬لكن‬ ‫يب ��دو �أن القل ��ق دفع اللبنانيين لكي يكونوا ودودي ��ن و�إ�ستر�ضائيين �إن لم‬ ‫نق ��ل "م�صلحجيي ��ن"‪ .‬وال�شذوذ المنع� ��ش هنا هو �أن البل ��د الذي كان من‬ ‫المتوق ��ع �أن يكون �أقل قدرة عل ��ى مقاومة الفو�ضى الطائفية التي تجتاح‬ ‫المنطق ��ة تم ّك ��ن من البقاء �صامداً وواقفاً عل ��ى قدميه‪ ،‬على الأقل‪ ،‬حتى‬ ‫الآن‪.‬‬ ‫بيروت ‪ -‬رئيف عمرو‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫لبنان يوقع "مد ّونة �أخالقيات ال�سياحة"‬ ‫وقع لبنان "مدونة �أخالقيات ال�سياحة العالمية" �أي "طريق الفينيقيين"‪ .‬ور�أى �أن هذه المبادرة‬ ‫ومب���ادرة "�أنا" الموجه���ة للمغتربين اللبنانيين "مهم���ة لأكث���ر من ‪ 18‬بل���د ًا ف���ي المنطقة‪ ،‬وال‬ ‫في �إحتفال ُن ّظ���م في مجمع "بيال" في بيروت‪ ،‬تقت�ص���ر �أهميته���ا عل���ى بل���د واحد‪ ،‬فه���ي توفر‬ ‫بدع���وة م���ن وزي���ر ال�س���ياحة اللبناني مي�ش���ال التوا�صل بين عدد كبير من دول المنطقة"‪.‬‬ ‫فرعون‪ .‬وتزامن هذا الح���دث مع زيارة الأمين وق���ال فرع���ون‪" :‬الإتف���اق ال�سيا�س���ي الداخل���ي‬ ‫العام لمنظمة الأمم المتحدة لل�سياحة العالمية والخارجي لتح�صين الإ�ستقرار الأمني الداخلي‪،‬‬ ‫إنجاحه���ا و�إبقاء‬ ‫طالب الرفاعي لبنان‪ ،‬و�أُطلق خاللها الم�شروع وبع���د تنفيذ الخط���ة الأمني���ة و� ِ‬ ‫الأزمة ال�سيا�س���ية تحت �س���قف الأمن والد�ستور‪،‬‬ ‫ال�سياحي الدولي "طريق الفينيقيين"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫و�أك���د الرفاع���ي عل���ى �أن ال�س���ياحة "�أثبت���ت ونظ���را �إل���ى الإجم���اع الداخل���ي والخارج���ي‬ ‫�ص�ل�ابتها عل���ى رغ���م التحدي���ات العالمي���ة والت�ص���ميم على مكافحة الإره���اب داخلي ًا وعلى‬ ‫الإقت�ص���ادية البيئية وال�ص���حية"‪ ،‬الفت ًا �إلى �أن الح���دود‪ ،‬كان وال يزال ف�س���حة لتن�ش���يط القطاع‬ ‫"�أكث���ر م���ن ‪ 7‬في المئة من �س���كان العالم ال بد وتفعي���ل الديناميكية المفق���ودة‪ ،‬و�أخذ مبادرات‬ ‫متو�س���طة الأم���د في تنظي���م م�ش���اريع جديدة"‪.‬‬ ‫�أن ي�س���افروا وي���زوروا بلد ًا عالمي��� ًا"‪ .‬ولم يغفل‬ ‫ّ‬ ‫وعدّد ما �أنجزت���ه الوزارة من‬ ‫ما توفره ال�س���ياحة في مجال‬ ‫م�ش���اريع لتن�ش���يط ال�س���ياحة‪،‬‬ ‫"خلق فر�ص عمل جديدة"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫م�ش���يرا �إل���ى م�ش���روعين هما‬ ‫و�إعتب���ر �أن مب���ادرة وزي���ر‬ ‫"ال�س���ياحة الإغترابي���ة"‬ ‫ال�سياحة "ر�س���الة �سالم من‬ ‫و"طريق الفينيقيين"‪ ،‬م�شدد ًا‬ ‫لبنان �إلى العال���م‪ ،‬على رغم‬ ‫عل���ى �أن "تطوي���ر "ال�س���ياحة‬ ‫التحدي���ات الت���ي تواجه���ه"‪.‬‬ ‫االغترابي���ة" �أو "طري���ق‬ ‫وق���ال‪" :‬نح���ن هن���ا �أي�ض��� ًا‬ ‫الفينيقيي���ن" �أو ال�س���ياحة‬ ‫لنحتفل بجهود وزير ال�سياحة‬ ‫الريفي���ة �أو الطبية تتكامل مع‬ ‫ال���ذي �إخت���ار جمع ال�ش���تات‬ ‫م���ا نفتخر به حالي��� ًا في لبنان‬ ‫اللبنان���ي وو�ص���ل الأج���زاء‪،‬‬ ‫و�أطلق ه���ذه المبادرة المهمة وزير ال�سياحة اللبناني مي�شال فرعون من طاقات في القطاع"‪.‬‬

‫لبنان‪ :‬االقت�صاد والقطاع الم�صرفي يعمالن دون طاقتهما الفعلية‬ ‫�أعل���ن رئي����س جمعية م�ص���ارف لبنان فرن�س���وا‬ ‫با�س���يل‪� ،‬أن "االقت�ص���اد والقط���اع الم�ص���رفي‬ ‫يعمالن ب�أق���ل من طاقتهما الحقيقية ويختزنان‬ ‫�إمكان���ات نم���و تف���وق بكثي���ر مع���دالت النم���و‬ ‫الم�سجلة‪ ،‬لأ�سباب تت�ص���ل بالأو�ضاع ال�سيا�سية‬ ‫ّ‬ ‫والأمنية محلي ًا و�إقليمي ًا"‪ .‬ولفت في قراءة لأداء‬ ‫الم�ص���ارف والو�ضع االقت�ص���ادي خالل م�ؤتمر‬ ‫�ص���حافي‪� ،‬إلى �أن الإقت�ص���اد "نما حيا ًء بن�سبة‬ ‫‪ 1.5‬في المئة‪ ،‬قابله �إ�س���تقرار في بنية �أ�س���عار‬ ‫ال�س���لع والخدمات والأجور‪ ،‬ومعدّالت ال�صرف‬ ‫والفوائد"‪ ،‬عازي ًا هذا الإ�ستقرار �إلى "ال�سيا�سة‬ ‫النقدية للم�صرف المركزي منذ عقد ْين ون ّيف‪،‬‬ ‫و�إلى ركود الن�شاط االقت�صادي"‪.‬‬

‫و�أ�ش���ار �إلى "�إختالالت متك ّررة في المدفوعات‬ ‫�س���جلت موازينه���ا عجز ًا فاق ‪6‬‬ ‫الخارجية التي ّ‬ ‫ملي���ارات دوالر بين عام���ي ‪ 2011‬و‪ ،2014‬علم ًا‬ ‫�أن الح�س���ابات الأ�سا�س ّية التي تعود في معظمها‬ ‫�إل���ى حركة ال�س���لع والخدم���ات مع الخ���ارج لم‬ ‫ت�شهد تغ ّير ًا جوهري ًا"‪ .‬لكن لفت �إلى "تما�سك‬ ‫تحوي�ل�ات اللبنان ّيي���ن العاملي���ن ف���ي الخ���ارج‬ ‫وت�ص���ل �إلى ‪ 7.5‬ملي���ارات دوالر �إ�س���تناد ًا �إلى‬ ‫البنك الدولي‪ .‬فيما تراجعت التد ّفقات المالية‬ ‫وتحديد ًا الإ�س���تثمارات الأجنبية المبا�شرة من‬ ‫‪ 3.7‬ملي���ارات دوالر �إلى ‪ 2.8‬ملياري دوالر بين‬ ‫عام���ي ‪ 2012‬و‪ ."2013‬وتوق���ع �أن يكون "هذا‬ ‫المنحى قد توا�صل في العام ‪."2014‬‬

‫ت���م اختي���ار المدي���ر الع���ام للم���وارد المائية‬ ‫والكهربائي���ة ف���ي وزارة الطاقة والمي���اه الدكتور‬ ‫فادي قمير ع�ضواً في �أكاديمية المياه في فرن�سا‪،‬‬ ‫من �ض���من هيئة ال�شخ�ص���يات الم�ؤهلة والم�صنفة‬ ‫في المجموع���ة الأولى لهذه ال�س���نة‪ .‬وبذلك يكون‬ ‫ال�شخ�صية اللبنانية الوحيدة التي تم �إختيارها منذ‬ ‫ت�أ�س���ي�س هذه الأكاديمية لغاي���ة اليوم‪ ،‬وذلك في‬ ‫الجل�س���ة التي عقدها مجل����س �إدارة الأكاديمية في‬ ‫مطلع ‪ .2015‬وت�ض���م الأكاديمية التي ت�أ�س�س���ت‬ ‫في فرن�س���ا ف���ي العام ‪� 205 ،1993‬أع�ض���اء وهم‬ ‫من الأفراد والم�ؤ�س�س���ات ذات ال�صلة من جن�سيات‬ ‫فرن�س���ية‪� ،‬أوروبية وم���ن مختل���ف دول العالم‪ ،‬من‬ ‫المتخ�ص�ص���ين البارزين في مج���االت ع ّدة كالطب‬ ‫والبيئة والهند�س���ة والتنظيم المدن���ي‪ ،‬والقانون‬ ‫وال�صناعة والزراعة و�إدارة الأعمال وغيرها‪.‬‬ ‫ومن المعروف �أن �أكاديمية المياه هي من�صة علمية‬ ‫دو�س���يه الحائ���ز على جائزة‬ ‫للفكر م�ؤ�س�س���ها جان ّ‬ ‫نوب���ل وتهدف �إلى تطوير التراث العائد الى قطاع‬ ‫المي���اه وهي تلعب دوراً عبر الم�س���اهمة في عملية‬ ‫�صنع القرار على ال�صعيد المائي‪.‬‬ ‫�أعل���ن وزي���ر الم���ال عل���ي ح�س���ن خلي���ل ع���ن‬ ‫دورات تدريبي���ة لر�ؤ�س���اء المكات���ب العقارية في‬ ‫كل المناط���ق‪" ،‬ف���ي �س���ياق الور�ش���ة الإ�ص�ل�احية‬ ‫ال�ش���املة التي بد�أت في المديرية العامة لل�ش�ؤون‬ ‫العقاري���ة"‪ .‬و�أو�ض���ح �أن "ال���دورات التي ي�ش���رف‬ ‫عليها "معهد با�سل فليحان المالي والإقت�صادي"‬ ‫بالتع���اون مع المديرية العامة لل�ش����ؤون العقارية‪،‬‬ ‫تقام ف���ي بلدة الغازية لر�ؤ�س���اء مكات���ب الجنوب‬ ‫والنبطية‪ ،‬وفي طرابل�س لر�ؤ�س���اء مكاتب ال�شمال‪،‬‬ ‫وف���ي قاع���ة المحافظة ف���ي زحلة لر�ؤ�س���اء مكاتب‬ ‫مقر "معهد با�س���ل فليحان" لر�ؤ�س���اء‬ ‫البقاع‪ ،‬وفي ّ‬ ‫المكاتب في بيروت وجبل لبنان"‪ .‬‬ ‫توق���ع وزي���ر الم���ال عل���ي ح�س���ن خلي���ل في‬ ‫افتتاحية العدد الجديد من ن�شرة "حديث المالية"‬ ‫الف�ص���لية التي ي�ص���درها "معهد با�س���ل فليحان‬ ‫المالي والإقت�صادي"‪� ،‬أن يعود خف�ض �سعر النفط‬ ‫"بالفائدة على الإقت�صاد والمواطن‪� ،‬إذ �سي�ساهم‬ ‫في تحفي���ز الإقت�ص���اد وتعزيز القدرة ال�ش���رائية‬ ‫وتخفي���ف العج���ز المال���ي"‪ .‬ولف���ت خليل �إل���ى �أن‬ ‫الخف�ض ال�س���ريع في �أ�س���عار النف���ط العالمية في‬ ‫الأ�ش���هر القليلة الما�ضية من ‪ 100‬دوالر للبرميل‬ ‫الواح���د �إلى �أقل م���ن ‪ 50‬دوالراً‪ ،‬وما حققه الدوالر‬ ‫م���ن �إرتف���اع ملح���وظ‪ ،‬في مقاب���ل جمي���ع العمالت‬ ‫الأخ���رى غير المرتبط���ة بالدوالر‪� ،‬أ ّدى �إل���ى �إرتفاع‬ ‫�س���عر الليرة ف���ي مقابل هذه العمالت‪ .‬ومن �ش����أن‬ ‫ذلك‪ ،‬بح�سب خليل‪� ،‬أن ُيخف�ض �سعر الم�ستوردات‬ ‫من اال�سواق‪.‬‬

‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪9‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون لبنانية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫المفكرة اللبنانية‬

‫الزراعة في لبنان على حافة الهاوية‬ ‫ال تب ��د�أ م�ش ��اكل المواط ��ن اللبنان ��ي بالإنقطاع‬ ‫المتك ��رر للكهرب ��اء والتقني ��ن المجح ��ف‪ ،‬وال‬ ‫تنته ��ي عن ��د �ش� � ّح المي ��اه و�أزم ��ة النق ��ل الع ��ام‬ ‫والإهم ��ال الر�سم ��ي لقطاعات كثي ��رة‪ .‬ويتج ّلى‬ ‫ه ��ذا الإهم ��ال خ�صو�ص� �اً ف ��ي القط ��اع الزراعي‪،‬‬ ‫�إذ يعي� ��ش الم ��زارع اللبناني ح ��ا ًال م�أ�سوية‪ .‬فهو‬ ‫يك� � ّد يومياً ل ُيخ ��رج �إلى الم�ستهلكي ��ن ما �أنتجه‬ ‫م ��ن محا�صيل زراعي ��ة ع ّله يقي نف�س ��ه وعائلته‬ ‫الجوع‪ ،‬في ظل غياب الإهتمام الر�سمي‪ ،‬ناهيك‬ ‫عن غياب مبادرات القطاع الخا�ص‪.‬‬ ‫ي�ؤك ��د رئي� ��س جمعي ��ة المزارعي ��ن اللبنانيي ��ن‬ ‫�أنط ��وان حوي ��ك ف ��ي حدي ��ث �صحاف ��ي �أن ه ��ذا‬ ‫القط ��اع �سي�ش� � ّكل دعام ��ة �أ�سا�سي ��ة للإقت�ص ��اد‬ ‫الوطن ��ي �إذا ج ��رى التعام ��ل مع ��ه ف ��ي �ش ��كل‬ ‫�صحي ��ح‪ ،‬م�شيراً �إلى �أن "الدولة �شبه غائبة عن‬ ‫هذا القطاع‪ ،‬توجيهياً وخدمياً"‪.‬‬ ‫ويق ��ول �إن حج ��م الإنت ��اج الزراع ��ي والحيوان ��ي‬ ‫ف ��ي لبنان‪" ،‬ي�ص ��ل �إلى ‪ 1.5‬مليار دوالر �سنوياً"‪،‬‬ ‫م�شي ��راً �إل ��ى �أن "قراب ��ة ‪� 250‬ألف عائل ��ة‪ ،‬تعتمد‬ ‫في �شكل رئي�سي على هذا القطاع لت�أمين قوتها‬ ‫اليومي"‪.‬‬ ‫وي�ضي ��ف �أن "الحم�ضي ��ات والخ�ض ��ار والم ��وز‬ ‫والبطاط� ��س‪ ،‬تعتب ��ر م ��ن �أه ��م المنتج ��ات التي‬ ‫يعتم ��د ه ��ذا القط ��اع عليه ��ا‪� ،‬إن كان للت�صدي ��ر‬ ‫الخارجي �أو للإ�ستهالك المحلي"‪.‬‬ ‫وي�شه ��د الإنت ��اج المحل ��ي مناف�س ��ة قوي ��ة ف ��ي‬ ‫الأ�س ��واق العربي ��ة م ��ن المنتج ��ات المحلي ��ة‪،‬‬ ‫خ�صو�ص� �اً الأ�س ��واق الت ��ي ُتعت َب ��ر تقليدي ��ة‬ ‫للمنتج ��ات الزراعي ��ة اللبنانية‪ ،‬مث ��ل ال�سعودية‬ ‫و�سوري ��ا وم�ص ��ر والمغ ��رب‪ ،‬وف ��ق حوي ��ك الذي‬ ‫يلف ��ت �إلى �أن هذه الدول تط ّب ��ق �سيا�سة زراعية‬ ‫ت�ساعد المزارع على الإنتاج والت�صدير بتكاليف‬ ‫متدني ��ة‪ ،‬ف ��ي حي ��ن �أن تكلف ��ة الإنتاج ف ��ي لبنان‬ ‫تع� � ّد مرتفع ��ة بالمقارن ��ة‪ ،‬م ��ا ي� ��ؤدي حكم� �اً �إلى‬ ‫تف�ضيل الم�ستهلكين المنتجات الأقل تكلفة‪.‬‬ ‫ويق ��ول محم ��د حج ��ازي‪ ،‬وه ��و �أح ��د الزارعي ��ن‬ ‫الرئي�سي ��ن لل"�أفوكادو" في لبن ��ان‪� ،‬إن التكلفة‬ ‫العالية للإنتاج تعود �إلى �إرتفاع �أ�سعار الأرا�ضي‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى غياب دور الدولة في التوجيه الذي‬ ‫من �ش�أنه �إذا �أُح�سِ نت �إدارته‪� ،‬أن ي�ساهم م�ساهمة‬ ‫فاعل ًة في خف�ض الكلفة‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫العدد ‪� - 28‬آذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫وين ��وه ب ��دور بع� ��ض المنظمات غي ��ر الحكومية‬ ‫عل ��ى غ ��رار "الوكال ��ة الأمــيركي ��ة للتنمي ��ة‬ ‫الدولي ��ة" (ي ��و �أ� ��س �إي ��د)‪ ،‬الت ��ي تق ��وم بتوعي ��ة‬ ‫المزارعين وتعريفهم ب�أف�ضل الطرق الزراعية‬ ‫الت ��ي ت�ساه ��م ف ��ي خف� ��ض التكلف ��ة‪ ،‬مت�سائ�ل ً�ا‬ ‫ع ��ن الموان ��ع الت ��ي تق ��ف �أم ��ام تدخ ��ل الدول ��ة‬ ‫ف ��ي هذا الإط ��ار‪ ،‬خ�صو�ص� �اً �أن الط ��رق المعنية‬ ‫"منخف�ضة التكلفة و�سهلة التطبيق"‪.‬‬ ‫وي�ؤكد حج ��ازي �أن "الم�شكل ��ة الرئي�سية تتمثل‬ ‫ف ��ي غي ��اب خطـ ��ة زراعي ��ة حكومي ��ة"‪� ،‬إذ تق ��وم‬ ‫الحكوم ��ة �أحياناً بتوزيع البذور والأ�سمدة‪� ،‬إنما‬ ‫م ��ن دون توجيه �إل ��ى كيفية الإ�ستعم ��ال الأمثل‬ ‫ل�ضمان "نجاح المو�سم"‪.‬‬ ‫وال تقت�ص ��ر م�شاكل المزارع اللبناني على "عدم‬ ‫تدخل الدولة �إيجابياً في تطوير هـذا القطاع"‪،‬‬ ‫فـ"التدخ ��ل ال�سلب ��ي"‪ ،‬وف ��ق حج ��ازي‪� ،‬ساهم في‬ ‫"تجــوي ��ع المـــزارع �أكـــثر ف�أكثر"‪ ،‬فـ"عدم تثبـيت‬ ‫�أ�سعار المحروقات للمزارعين‪� ،‬إ�ضافة �إلى غياب‬ ‫الرقابة على البذور‪� ،‬ساهما في تعزيز الأزمة"‪.‬‬ ‫وكان ��ت الدول ��ة تبن ��ت مب ��ادرات لم�ساع ��دة‬ ‫المزارعي ��ن اللبنانيي ��ن‪� ،‬إذ �أن�ش� ��أت ف ��ي ‪1963‬‬ ‫"المــ�شروع الأخ�ضر"‪ ،‬الذي يُ�ص َّنف �إدارة عامة‬ ‫ذات �صــالحي ��ة �إداري ��ة ومالي ��ة تح ��ت و�صاي ��ة‬ ‫مبا�ش ��رة من وزي ��ر الزراعة‪ ،‬ويعن ��ى ب�إ�ست�صالح‬ ‫الأرا�ضــ ��ي الزراعي ��ة والقــي ��ام ب�أعـم ��ال تكميلية‬ ‫و�شق الطرق الزراعية وبناء البرك الترابية‪.‬‬ ‫يق ��ول موظ ��ف متقاع ��د م ��ن الم�ش ��روع رف� ��ض‬ ‫ذك ��ر ا�سم ��ه لأن ��ه ل ��م يع ��د مخ� � ّو ًال الحدي ��ث مع‬ ‫الإع�ل�ام‪� ،‬إن "الف�ساد �ساهم في تجفيف موازنة‬ ‫ه ��ذا ال�صن ��دوق"‪ ،‬م�شي ��راً �إل ��ى �أن "الم�ش ��روع‬ ‫الأخ�ض ��ر" يق� �دّم منحاً مالية �إل ��ى المزارع تبلغ‬ ‫ف ��ي حدها الأق�صى ع�شرة ماليين ليرة لبنانية‬ ‫(‪ 6500‬دوالر)‪ ،‬به ��دف �إن�ش ��اء ب ��رك لل ��ري �أو‬ ‫�ش ��ق ط ��رق �أو بناء ج ��دران دعم لحماي ��ة الإنتاج‬ ‫وتح�سينه‪.‬‬ ‫و�أدّت الأح ��وال الجوي ��ة الت ��ي ع�صف ��ت �أخي ��راً‬ ‫بلبن ��ان‪ ،‬دوراً بارزاً في "كارثة زراعية" مرتقبة‪.‬‬ ‫يق ��ول حويك �إن العا�صفة الأخيرة‪� ،‬ساهمت في‬ ‫الق�ض ��اء على ‪ 40 - 20‬في المئة من المحا�صيل‬ ‫الزراعية التي ينتجها لبنان‪.‬‬ ‫و�أو�ض ��ح حجازي �أن العا�صفة الأخيرة التي "لم‬

‫ن�شه ��د له ��ا مثي ً‬ ‫ال"‪� ،‬أ�ض ��رت ب�س ��وق الحم�ضيات‬ ‫عل ��ى �أنواعه ��ا‪� ،‬إذ �ساه ��م تدن ��ي الح ��رارة الت ��ي‬ ‫و�صل ��ت �إل ��ى ‪ 7‬درج ��ات تح ��ت ال�صف ��ر عل ��ى‬ ‫�إرتف ��اع ‪ 300‬مت ��ر ع ��ن �سط ��ح البح ��ر‪ ،‬ف ��ي حرق‬ ‫الأ�شجار و�إتالف الب ��ذور‪ ،‬الأمر الذي �سيق ّل�ص‬ ‫المحا�صيل الزراعية ل�سنتين على �أقل تقدير‪.‬‬ ‫و�إعـــتب ��ر حــج ��ازي �أن ت�ض� � ّرر �إنت ��اج الموز و�صل‬ ‫�إل ��ى ‪ 90‬ف ��ي المئة عل ��ى الأرا�ض ��ي ال�ساحلية‪ ،‬ما‬ ‫�ساهم في زيادة الخ�سارة المادية للمزارع‪ ،‬الذي‬ ‫ال يـجد من يــع ّو�ض عليه قيمة هذه الأ�ضرار‪.‬‬ ‫وكان ��ت الخ�س ��ارة الأكب ��ر م ��ن ن�صي ��ب �شج ��ر‬ ‫الأف ��وكادو والخي ��م البال�ستيكي ��ة‪� ،‬إذ �ساهم ��ت‬ ‫الري ��ح والأمطار في تدمي ��ر معظم هذه الخيم‬ ‫والأ�شج ��ار‪ ،‬ف ��ي حي ��ن �ساهم الجليد ف ��ي �إحراق‬ ‫�أ�شج ��ار الأف ��وكادو‪ .‬و�أك ��د حوي ��ك وحج ��ازي �أن‬ ‫الم ��زارع يتحم ��ل الخ�س ��ارة وحي ��داً‪ ،‬فالدول ��ة‬ ‫غائبة منذ فترة لي�ست بقليلة عن التعوي�ضات‪.‬‬ ‫وكان للأزم ��ة ال�سورية ت�أثير وا�ضح في القطاع‬ ‫الزراعي اللبناني‪ ،‬خ�صو�صاً بعد �سيطرة تنظيم‬ ‫"الدول ��ة الإ�سالمية" عل ��ى مناطق وا�سعة من‬ ‫الأرا�ض ��ي ال�سوري ��ة‪ ،‬م ��ا �أث ��ر ف ��ي النق ��ل الب ��ري‬ ‫وح ّوله �إلى "مخاطرة"‪.‬‬ ‫و�إنعــك� ��س ه ��ذا الو�ض ��ع عل ��ى حرك ��ة الت�صدي ��ر‬ ‫�إل ��ى �سوريا وال ��دول المج ��اورة‪ ،‬ف�إرتفعت �أ�سعار‬ ‫النقــ ��ل ثالث ��ة �أ�ضــع ��اف‪ ،‬م ��ا ح ��رم المنتج ��ات‬ ‫اللبناني ��ة م ��ن الق ��درة على المناف�س ��ة في �سوق‬ ‫�ضعيفة �أ�ص ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫لك ��ن الالجئي ��ن ال�سوريي ��ن في لبن ��ان‪� ،‬ساهموا‬ ‫ف ��ي �إ�سعاف القطاع الزراعي‪� ،‬إذ ت�شير �إح�صاءات‬ ‫ر�سمي ��ة �إلى وج ��ود ما يقارب ملي ��ون �سوري في‬ ‫لبنان نزحوا جراء الأزمة‪ ،‬ما �ساهم في تحويل‬ ‫�إنت ��اج الخ�ض ��راوات �إلى ال�س ��وق المحلية‪ ،‬ورفع‬ ‫م ��ن �إنتاجي ��ة ه ��ذا القطاع وع ��زز الأ�سع ��ار‪ ،‬وفق‬ ‫�أكثر من م�صدر في القطاع‪.‬‬ ‫�أما الت�صدير �إلى �أوروبا‪ ،‬في�ؤكد حويك على �أنه‬ ‫"منقر� ��ض"‪ ،‬على رغم المعاهدات التي و ّقعها‬ ‫لبن ��ان م ��ع الإتح ��اد الأوروب ��ي ف ��ي ‪ 2003‬وتعفي‬ ‫بع�ض المنتجات الزراعية من ر�سوم الإ�ستيراد‪،‬‬ ‫فنوعي ��ة المنتج ��ات اللبناني ��ة وبع ��د الم�ساف ��ة‬ ‫مع الإتح ��اد الأوروبي‪� ،‬ساهما ف ��ي خف�ض ن�سب‬ ‫الت�صدير في �شكل ملحوظ‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫ال�صادرات الزراعية الأردنية �إرتفعت ‪ 15‬في المئة‬ ‫�أعل���ن وزير الزراع���ة الأردني عاك���ف الزعبي‪،‬‬ ‫�أن "قيم���ة ال�ص���ادرات م���ن الم���واد الزراعي���ة‬ ‫والغذائي���ة بلغ���ت ‪ 1.13‬ملي���ار دين���ار الع���ام‬ ‫الما�ضي‪ ،‬مقارنة بـ ‪ 981‬مليون ًا في العام ‪،2013‬‬ ‫بزي���ادة ‪ 15‬ف���ي المئة"‪ .‬ولفت في بي���ان �إلى �أن‬ ‫�صادرات الخ�ض���ار والفواكه "�إرتفعت من ‪471‬‬ ‫ملي���ون دينار في الع���ام ‪ 2013‬ال���ى ‪ 531‬مليون ًا‬ ‫في العام الما�ض���ي بن�سبة ‪ 13‬في المئة‪ ،‬م�شكلة‬ ‫نح���و ‪ 47‬في المئ���ة م���ن ال�ص���ادرات الزراعية‬ ‫الإجمالية"‪.‬‬ ‫وذكر �أن �صادرات الحيوانات الحية والمنتجات‬ ‫الحيوانية "م ّثلت نحو ‪ 17‬في المئة‪ ،‬والمنتجات‬ ‫الغذائي���ة ب�ش���قيها النبات���ي والحيوان���ي ‪ 18‬في‬ ‫المئة‪ ،‬و�صادرات المواد الزراعية المتنوعة من‬ ‫مبيدات ولقاحات و�أنابيب بال�س���تيك زراعية ‪6‬‬ ‫ف���ي المئة‪ ،‬وبلغت ن�س���بة بقية الم���واد الزراعية‬ ‫والغذائية من الإجمالي ‪ 12‬في المئة"‪.‬‬ ‫وعن م�س���اهمة ال�ص���ادرات الزراعية والغذائية‬ ‫ف���ي ال�ص���ادرات الوطنية‪� ،‬أو�ض���ح الزعبي �أنها‬ ‫"�ش ّكلت ‪ 22‬في المئة مقارنة بـ ‪ 20.4‬في المئة‬ ‫في العام ‪."2013‬‬

‫و�إعتــبر �أن �صادرات الخ�ضار والفواكه "�سجلت‬ ‫قف���زة نــوع ــية العام الما�ض���ي وللمـ ــرة الأولى‪،‬‬ ‫لت�ص���ل �إلى ‪� 888‬أل ــف ط���ن وبقيـمة ‪ 531‬مليون‬ ‫دين���ار‪� ،‬أي بزيادة ‪ 12‬في المئ���ة في الكمية عن‬ ‫العام ‪ ،2013‬و‪ 13‬في المئة بالقيمة"‪.‬‬ ‫وع���زا ذل���ك �إل���ى "جه���ود الم���زارع الأردن���ي‬ ‫والم�ص���دّر والناق���ل والتركي���ز على �ص���ادرات‬ ‫المحا�صيل ذات القيم الت�صديرية العالية‪ ،‬مثل‬ ‫النبات���ات الطبية والع�ش���بية والورقي���ة والدراق‬ ‫والفراول���ة و�أ�ص���ناف جدي���دة م���ن الخ�ض���ار‬ ‫والفواك���ه"‪ ،‬الفت ًا �إلى "ت�ص���دير المنتجات �إلى‬ ‫�أكثر من ‪ 50‬دولة في العالم"‪.‬‬

‫وزير الزراعة الأردني عاكف الزعبي‬

‫�أخطار تداعيات "الربيع" تنح�سر في المغرب‬ ‫�إعتب���ر �ص���ندوق النق���د الدولي ف���ي تقرير عن‬ ‫الإقت�صاد المغربي‪� ،‬أن التحديات الكبيرة التي‬ ‫كان���ت تهدده ب�س���بب تداعي���ات الربي���ع العربي‬ ‫والأزم���ة الأوروبي���ة و�إرتف���اع �أ�س���عار الطاق���ة‪،‬‬ ‫تراجع���ت �إلى م�س���تويات ما قبل الع���ام ‪،2012‬‬ ‫ولك���ن المغ���رب ال ي���زال يواج���ه �ص���عوبات في‬ ‫المجاالت المالية والإ�ستثمارية وفي المديونية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ف�ض�ل�ا ع���ن تف�ش���ي البطال���ة بي���ن ال�ش���باب‬ ‫الجامعيي���ن‪ ،‬و�إ�س���تمرار حال الفق���ر والحاجة‬ ‫ف���ي بع�ض البوادي والأري���اف المغربية‪ ،‬وتباين‬ ‫معدالت التنمية بين المناطق‪.‬‬ ‫و�إ�س���تعجل الحكوم���ة المغربي���ة موا�ص���لة‬ ‫الإ�ص�ل�احات الإقت�ص���ادية والمالي���ة لزي���ادة‬ ‫معدالت النمو وتح�س���ين من���اخ الأعمال وجذب‬ ‫مزيد م���ن الإ�س���تثمارات الخارجية‪ ،‬وتح�س���ين‬ ‫ال�ص���ادرات لمعالج���ة خلل مي���زان المدفوعات‬ ‫الذي تراجع �إلى دون �س���تة في المئة من الناتج‬

‫المحلي الإجمالي مقارنة بت�س���عة في المئة قبل‬ ‫ثالث �س���نوات‪ .‬وي�أتي رفع الدعم عما تبقى من‬ ‫قط���اع المحروقات والدقيق وال�س���كر على ر�أ�س‬ ‫الإج���راءات التي تعت���زم الحكومة تطبيقها قبل‬ ‫الخري���ف المقب���ل لتوفي���ر م���ا قيمت���ه ‪ 15‬مليار‬ ‫درهم (‪ 1.57‬مليار دوالر) من النفقات‪.‬‬ ‫و�أ�ش���ار ال�ص���ندوق‪ ،‬ال���ذي من���ح المغ���رب خطاً‬ ‫�إئتماني��� ًا قيمته خم�س���ة مليارات دوالر ال�ص���يف‬ ‫الما�ض���ي‪� ،‬إلى �أن دعم الأ�سعار يجب �أن ينخف�ض‬ ‫�إلى معدالت ما قبل العام ‪ ،2012‬حين كان �سبعة‬ ‫ف���ي المئة من الناتج المحل���ي‪� ،‬إلى �أقل من ثالثة‬ ‫في المئة العام المقبل‪ ،‬عبر تحرير �أ�س���عار قطاع‬ ‫المحروق���ات التي �ش���رعت الحكومة ف���ي تنفيذه‬ ‫مطل���ع ال�س���نة‪ ،‬ب�إنتظ���ار رف���ع الدعم ع���ن الغاز‬ ‫المنزل���ي وبع�ض الم���واد الإ�س���تهالكية الأخرى‪.‬‬ ‫ون�ص���ح ال�ص���ندوق بتحوي���ل بع�ض النفق���ات �إلى‬ ‫الفئات الفقيرة لتعوي�ض خ�سائر فارق الأ�سعار‪.‬‬

‫الموجز العربي‬ ‫�أعل���ن رئي����س الحكوم���ة الم�ص���رية �إبراهي���م‬ ‫محلب �أن "الحكومة ت�سعى �إلى جذب اال�ستثمارات‬ ‫م���ن خ�ل�ال �إج���راءات عدي���دة‪ ،‬بينه���ا حل م�ش���اكل‬ ‫الم�ستثمرين‪ ،‬التي قطعت فيها �شوطا ً كبيراً‪� ،‬إلى‬ ‫جان���ب حل العديد من الملف���ات المعقدة والعالقة‬ ‫منذ �سنوات‪ ،‬كما تراجع الم�سودة النهائية لقانون‬ ‫الإ�ستثمار الجديد"‪.‬‬ ‫و�أكد خالل �إجتماع مجل�س الوزراء �أن "لدى الحكومة‬ ‫هدف���ا ً ور�ؤي���ة وا�ض���حة تراع���ي الت���وازن بين حق‬ ‫الدول���ة وحق الم�س���تثمر‪ ،‬فكما ت�س���عى �إلى زيادة‬ ‫اال�س���تثمارات تراع���ي ف���ي الوق���ت ذات���ه حق���وق‬ ‫الم�س���تثمرين والدف���اع عنه���م وحل م�ش���كالتهم‪،‬‬ ‫بحي���ث تكون ه���ي محامي الم�س���تثمر ف���ي ت�أمين‬ ‫حقوقه‪ ،‬وفي الإطار ذاته ت�صون حقوق الدولة في‬ ‫عالقة متوازنة تراعي م�صالح الطرفين"‪.‬‬ ‫�أعلن���ت "مجموع���ة المطار الدولي"‪ ،‬ال�ش���ركة‬ ‫الأردنية الم�س����ؤولة عن �إعادة ت�أهيل مطار الملـــكة‬ ‫عليــــ���اء الدولـــ���ي وتو�س���يعه وت�ش���غيله‪ ،‬تحقيق‬ ‫المطار قف���ز ًة هائل ًة في ت�ص���نيفــــه بين مطارات‬ ‫المنطقة‪ ،‬و�إحرازه المركز الأول عن فئتي "�أف�ض���ل‬ ‫مطار" و"�أف�ضل تق ّدم محقّق" في ال�شرق الأو�سط‪،‬‬ ‫وفقا ً ال�س���تطالع "جودة خدمات المط���ارات" لعام‬ ‫‪ ،2014‬وه���و �أحد �أب���رز البرام���ج العالمية لقيا�س‬ ‫مدى ر�ضا الم�سافرين عبر المطارات‪.‬‬ ‫و�أ�شارالإ�ستطالع الذي ي�ص���دره "المجل�س الدولي‬ ‫للمطارات"‪ ،‬تحقيق المطار تطورات غير م�س���بوقة‬ ‫في الخدمات والمرافق ال���ـ‪ 36‬المدرجة في فئتي‬ ‫"�أف�ض���ل مطار في ال�ش���رق الأو�س���ط"‪ ،‬و"�أف�ض���ل‬ ‫تق ّدم محقّق في ال�شرق الأو�سط"‪.‬‬ ‫�أف���اد البن���ك المرك���زي المغربي‪ ،‬ب�أن �أ�س���عار‬ ‫العق���ارات "تراجع���ت في الرب���ع الأخير م���ن العام‬ ‫الما�ضي بن�س���بة ‪ 1.4‬في المئة‪ ،‬تحت وط�أة تدني‬ ‫الطل���ب و�إنخفا����ض القرو�ض الم�ص���رفية‪ ،‬وتعثر‬ ‫بع�ض الم�شاريع ال�سكنية‪.‬‬ ‫و�أ�ش���ار "المركزي" في تقرير م�شترك مع "الوكالة‬ ‫الوطني���ة للمحافظ���ة العقاري���ة"‪� ،‬إل���ى �أن "تراجع‬ ‫الأ�سعار �ش���مل كل �أنواع العقارات التي �إنخف�ضت‬ ‫‪ 1.9‬في المئة بالن�س���بة �إلى الإقامات ال�س���كنية‪،‬‬ ‫و‪ 2.7‬ف���ي المئ���ة في العق���ارات التجاري���ة‪ .‬فيما‬ ‫زادت �أ�سعار الأرا�ضي غير المبنية بن�سبة ‪ 0.1‬في‬ ‫المئة عن قيمتها في العام ‪."2013‬‬ ‫في المقابل �س���جل متو�س���ط الطلب عل���ى العقار‬ ‫�إرتفاعا ً ن�س���بته ‪ 9‬ف���ي المئة من عمليات ال�ش���راء‪،‬‬ ‫البالغة ‪ 12.5‬في المئة في التجمعات ال�س���كنية‪،‬‬ ‫و‪ 20‬ف���ي المئ���ة ف���ي المح���ال التجاري���ة‪ ،‬وتد ّنت‬ ‫مبيعات الأرا�ضي ‪ 7.4‬في المئة‪.‬‬ ‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪11‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون عربية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف العربي‬

‫مطلوب �إجراءات عاجلة لم�ساعدة الم�سيحيين العرب‬ ‫ُ�س ِّلط ��ت الأ�ض ��واء مرة �أخرى على م�صير الم�سيحيين في ال�شرق الأو�سط‬ ‫�إث ��ر عملية الخطف الأخيرة لمئات م ��ن الم�سيحيين الآ�شوريين من قبل‬ ‫تنظي ��م "داع� ��ش" ف ��ي �سوري ��ا‪ .‬وجاء ذل ��ك بعد �أ�شه ��ر على �إجب ��ار الكلدان‬ ‫والآ�شوريي ��ن عل ��ى الفرار من المو�صل‪ ،‬الأمر الذي يب ِّين بو�ضوح ه�شا�شة‬ ‫الوجود الم�سيحي في المنطقة �أكثر من �أي وقت م�ضى‪.‬‬ ‫�إن م�صي ��ر الم�سيحيي ��ن ال يُل َعب به فقط في الع ��راق و�سوريا‪ ،‬ولكن �أي�ضاً‬ ‫في لبنان وم�صر‪.‬‬ ‫ف ��ي لبن ��ان‪ ،‬حي ��ث يتوا�ص ��ل وج ��ود الطوائ ��ف الم�سيحي ��ة‪ ،‬ف� ��إن رئي� ��س‬ ‫الجمهوري ��ة ح�س ��ب التقلي ��د ي�أتي م ��ن الطائف ��ة الماروني ��ة الكاثوليكية‪.‬‬ ‫ويحتف ��ظ الموارن ��ة بال�سلط ��ة ال�سيا�سي ��ة‪ ،‬ولكنه ��م ال ي�ش ّكل ��ون اليوم‪ ،‬مع‬ ‫الجماعات الم�سيحية الأخرى‪� ،‬أكثر من ‪ %35‬من ال�سكان‪.‬‬ ‫هذا الرقم هو تقديري لأن لبنان لم يج ِر �إح�صاء �سكانياً منذ العام ‪،1932‬‬ ‫وتحدي ��داً لتج ّنب الت�شديد على �إنخفا�ض �أع ��داد الم�سيحيين‪ .‬عندما تم‬ ‫ت�أ�سي� ��س لبن ��ان الكبي ��ر من قب ��ل الفرن�سيي ��ن ف ��ي ‪ ،1920‬كان الم�سيحيون‬ ‫ي�ش ّكل ��ون غالبي ��ة طفيفة‪ ،‬ولكن ب�إ�ضافة مناطق ذات غالبية م�سلمة �ضمن‬ ‫ذل ��ك ب� ��أن العق ��ود الالحق ��ة �ستجع ��ل التركيب ��ة ال�سكانية تتح� � ّول ل�صالح‬ ‫الم�سلمين‪.‬‬ ‫ف ��ي م�صر‪ ،‬لدى الأقباط عالقة غام�ض ��ة مع الدولة الم�صرية‪ .‬في حين‬ ‫�أن الباب ��ا القبطي‪ ،‬تاو�ضرو�س الثاني‪ ،‬كان من �أن�صار الرئي�س عبد الفتاح‬ ‫ال�سي�س ��ي‪ ،‬ف� ��إن التميي ��ز �ضد الأقب ��اط ينت�شر على نطاق وا�س ��ع في �إدارات‬ ‫الدولة‪ .‬كان هناك الكثير من التو ّتر بين المجتمع القبطي ونظام ح�سني‬ ‫مبارك‪ ،‬مع �إتهام الأقباط الأجهزة الأمنية بتنظيم هجمات �ضدّهم‪.‬‬ ‫ويع ��ود �سب ��ب دعم البابا تاو�ضرو� ��س لل�سي�سي �إلى �أن ��ه �أزا َح الحكومة التي‬ ‫كان يهيم ��ن عليه ��ا "الإخ ��وان الم�سلم ��ون" والت ��ي لم تكن تحظ ��ى بت�أييد‬ ‫الأقب ��اط‪ .‬وم ��ع ذلك‪ ،‬يعك�س رد فعل الباب ��ا م�شكلة �أو�سع نطاقاً من �سلوك‬ ‫الأقلي ��ات ف ��ي المنطق ��ة‪ :‬لحماي ��ة �أنف�سهم يتحال ��ف الم�سيحي ��ون العرب‬ ‫ف ��ي كثي ��ر من الأحيان م ��ع �أنظمة �إ�ستبدادية‪ .‬ونتيج ��ة لذلك‪ ،‬عندما يتم‬ ‫الطعن �شعبياً بهذه الأنظمة والإنقالب عليها‪ ،‬ت�صبح �سالمة الم�سيحيين‬ ‫مو�ضع �شك‪.‬‬ ‫وهذا ينطبق ب�صفة خا�صة على الم�سيحيين في �سوريا والعراق‪� .‬إنه خط�أ‬ ‫ف ��ادح للم�سيحيي ��ن العرب في �أن يت�ص ّوروا ب� ��أن خال�صهم يرتبط مع بقاء‬ ‫الطغاة‪ .‬ولكن طالما بقي الخ�صوم الرئي�سيون لأنظمة مفتر�ضة علمانية‬ ‫من المتطرفين‪ ،‬ف�سوف ي�سود وي�ستمر هذا الإتجاه المته ّور‪.‬‬ ‫�إن الطوائ ��ف الم�سيحية في ال�ش ��رق االو�سط يت�ضاءل عدد رعاياها و�سط‬ ‫�شع ��ور ب� ��أن فر�صه ��ا ف ��ي المنطقة بات ��ت معدوم ��ة‪ .‬الغالبي ��ة العظمى من‬ ‫المجتمع ��ات العربي ��ة لي�س ��ت لديه ��ا عق ��ود �إجتماعي ��ة ت�أخذ ف ��ي الإعتبار‬ ‫مخ ��اوف الأقلي ��ات‪� .‬إن التعددي ��ة الطائفي ��ة ه ��ي �ش ��يء ق ِّي ��م �سمح ��ت ب ��ه‬ ‫الأنظمة العربية ولكن نادراً ما ر ّوجت له‪.‬‬ ‫وم ��ن المفارق ��ات �أن ال�سبب في ذلك يعود �إلى التقالي ��د القومية العربية‬ ‫لمعظ ��م الأنظم ��ة في البلدان التي يوجد فيها م�سيحيون حيث تعتبر ب�أن‬

‫‪10‬‬

‫العدد ‪� - 28‬آذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫الهوية الطائفية �ضارة بالوحدة العربية‪.‬‬ ‫والم�شكل ��ة تكمن في �أن هذه الرغب ��ة التي ال تحدّدها طائفة واحدة كانت‬ ‫لها نتيجة �ضارة على الأنظمة القومية العربية التي ت�صبح �ص ّماء عندما‬ ‫ي�أت ��ي الحدي ��ث عن مخ ��اوف الأقلي ��ات‪ .‬والأ�سو�أ من ذلك‪ ،‬ف ��ي بلدان مثل‬ ‫�سوري ��ا والع ��راق‪ ،‬حي ��ث �أنظمة �أقلي ��ة �سيطرت عل ��ى ال�سلطة‪ ،‬ب ��ذل القادة‬ ‫فيهم ��ا جهداً م�ضاعف� �اً‪ ،‬للفت الإنتباه بعيداً من هذه الحقيقة‪ ،‬بالمزايدة‬ ‫وت�أكيد مواقفهم القومية العربية‪.‬‬ ‫�إن الأنظم ��ة القومي ��ة العربي ��ة‪ ،‬التي ال ت ��زال على قيد الحي ��اة‪ ،‬قد فقدت‬ ‫معظ ��م �شرعيته ��ا ف ��ي مواجه ��ة �إنتعا� ��ش الإ�س�ل�ام‪ .‬وه ��ذا جع ��ل م�صي ��ر‬ ‫الم�سيحيي ��ن �أكثر قتامة‪ .‬القومي ��ة العربية لم تجلب لهم �شيئاً‪ ،‬في حين‬ ‫ق� �دّم الت�ش ��دد المتط ��رف حتى �أقل م ��ن ذلك‪ .‬ه ��ذه الدينامي ��ات هي التي‬ ‫ت� ��ؤدي ال ��ى مزيد م ��ن الإنخفا�ض في عدد الم�سيحيي ��ن العرب من خالل‬ ‫الهجرة – الأمر الذي يحمل معه المزيد من التهمي�ش‪.‬‬ ‫في نهاية الحرب العالمية الأولى‪ ،‬كانت حماية حقوق الأقليات مو�ضوعاً‬ ‫رئي�سي� �اً ف ��ي ت�سوي ��ات ما بعد الح ��رب‪ .‬فقد ح�ص ��ل الفرن�سي ��ون في لبنان‬ ‫و�سوري ��ا‪ ،‬والبريطاني ��ون ف ��ي الع ��راق‪ ،‬عل ��ى تفوي� ��ض م ��ن ع�صب ��ة الأم ��م‬ ‫للو�صاي ��ة عل ��ى هذه البل ��دان و�إنتدابها عل ��ى �أ�سا�س الدفاع ع ��ن الأقليات‪.‬‬ ‫لك ��ن‪ ،‬فيم ��ا تكالي ��ف الو�صاي ��ة‪ /‬الإنت ��داب �إرتفع ��ت‪ ،‬ت� � ّم التخ ّل ��ي عن هذه‬ ‫ال�سيا�سة ببطء‪.‬‬ ‫فيما �إزدادت المعار�ضة القومية �ضد الإنتداب‪ ،‬ت ّم �إ�ستيعاب هوية الأقليات‬ ‫ف ��ي هوي ��ة وطني ��ة �أو�س ��ع‪ .‬فق ��ط ف ��ي بل ��د واح ��د‪ ،‬لبن ��ان‪ ،‬كان هن ��اك عقد‬ ‫�إجتماعي متفق عليه لإن�شاء نظام تقا�سم ال�سلطة الذي �سمح لزعماء من‬ ‫مختل ��ف الطوائ ��ف الدينية لعب �أدوار �سيا�سية ب ��ارزة‪ .‬في معظم الأماكن‬ ‫الأخ ��رى �سيط ��رت قومية خانق ��ة‪ ،‬مكت�سح ًة جمي ��ع النب�ض ��ات �أو الهويات‬ ‫التي تتعار�ض مع �إمالءات القومية‪.‬‬ ‫والنتيج ��ة‪ ،‬القومي ��ة كان ��ت �أن الإيديولوجية التي ال تطي ��ق �أو تتحمل �أي‬ ‫بدائ ��ل �أ�صبح ��ت ركناً �أ�سا�سياً م ��ن الإ�ستبداد العربي‪ .‬وهك ��ذا‪ ،‬كان �إختناق‬ ‫هوي ��ات الأقلي ��ات غالب� �اً واجه ��ة الديكتاتوري ��ة العربي ��ة‪ .‬و�أن ��ه ف ��ي بع�ض‬ ‫الح ��االت‪ ،‬ب ��دا �أن الأنظم ��ة الأقلي ��ة الت ��ي فر�ض ��ت مث ��ل ه ��ذا التوحيد لم‬ ‫يجعلها الأمر �أقل قوة‪.‬‬ ‫الأم ��ل الحقيق ��ي الوحيد للم�سيحيين العرب يكم ��ن في ظهور مجتمعات‬ ‫�شجع‪ .‬ولكن‪،‬‬ ‫عربي ��ة ديموقراطية حي ��ث الفوارق والإختالفات ُتحت ��رم و ُت َّ‬ ‫فيم ��ا الآف ��اق له ��ذا الواق ��ع في الوق ��ت الحا�ضر تب ��دو بعيدة المن ��ال‪ ،‬ف�إن‬ ‫الوجود الم�سيحي قد يكون ذكرى بعيدة في الوقت الذي �ست�صبح الدول‬ ‫العربية ديموقراطية‪ ،‬هذا �إذا �أ�صبحت كذلك في �أحد الأيام‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن للم�سلمي ��ن دور�أً رئي�سي� �اً غير نمطي ف ��ي الحفاظ على الوجود‬ ‫الم�سيح ��ي الم�ستم ��ر‪ .‬خ�ل�اف ذل ��ك‪ ،‬ف� ��إن الم�سيحيين‪ ،‬قبل وق ��ت طويل‪،‬‬ ‫�سي�صبح ��ون موا�ضي ��ع لكتب التاري ��خ ‪ -‬مثيرة للإهتم ��ام ولكنها غير ذات‬ ‫�صلة‪.‬‬ ‫لندن ‪ -‬با�سم رحال‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫الملتقى البحري العربي يو�صي ب�إ�ستراتيجيا لتطوير الأ�ساطيل التجارية‬ ‫�إختتم "الملتقى البحري العربي" الأول �أعماله‬ ‫في ع ّم���ان �أخير ًا‪ ،‬والتي �إ�س���تمرت يومين تحت‬ ‫�شعار "نحو �إ�ستراتيجية عربية للنقل البحري"‪،‬‬ ‫بم�ش���اركة ‪ 240‬من المتخ�ص�ص���ين في �صناعة‬ ‫النقل البحري من القطاعين العام والخا�ص من‬ ‫ال�س���عودية وم�ص���ر ولبنان والإمارات وال�سودان‬ ‫والمغ���رب وتون����س والع���راق واليم���ن‪ .‬و�أو�ص���ى‬ ‫الم�ش���اركون في �إختتام الملتقى ب�ضرورة و�ضع‬ ‫�آلية لتدريب طالب النقل البحري في �ش���ركات‬ ‫المالحة العربية والعمل على �إيجاد فر�ص عمل‬ ‫له���م‪� ،‬إلى جانب الإهتمام بالأ�س���اطيل البحرية‬ ‫وو�ض���ع �إ�س���تراتيجية عربية لتطويره���ا تتناغم‬ ‫م���ع خط���ط التنمي���ة الإقت�ص���ادية لتتمك���ن من‬ ‫نقل ج���زء ُيفتخ���ر به م���ن تجارته���ا الخارجية‬ ‫والم�ساهمة في نقل التجارة العالمية‪.‬‬ ‫وطالب���وا ب�ض���رورة تبن���ي الحكوم���ات العربي���ة‬ ‫�سيا�س���ات �إقت�ص���ادية ت�ش���جع القط���اع الخا�ص‬

‫عل���ى تم ّل���ك ال�س���فن و�إدارتها‪ ،‬م���ن خالل منح‬ ‫�أ�س���عار فائ���دة تف�ض���يلية و�ض���مان حكوم���ي‬ ‫للقرو�ض الخا�صة بتملك ال�سفن ومنح �إعفاءات‬ ‫�ض���ريبية وجمركية‪� ،‬إقتداء بالتجارب العالمية‬ ‫ف���ي ه���ذا المجال‪� ،‬إل���ى جانب ت�ش���جيع �إندماج‬ ‫�شركات المالحة العربية‪� ،‬إذ ال مجال للكيانات‬ ‫ال�ص���غيرة في ظل العولمة لمناف�س���ة ال�شركات‬ ‫الدولي���ة الكب���رى‪ .‬ودع���وا �إل���ى تك���رار نم���اذج‬ ‫�ش���ركات المالحة الإقليمية الناجحة على غرار‬ ‫"الج�س���ر العربي للمالحة" و�شركة "المالحة‬ ‫العربية المتحدة"‪.‬‬ ‫و�أك���د المجتمعون على �ض���رورة تطوي���ر الموانئ‬ ‫العربية والإهتمام بالمناطق اللوجي�ستية بالتوازي‬ ‫بهدف توليد قيمة م�ضافة لل�سلع التي تمر عبرها‪،‬‬ ‫بما ي�س���اهم ف���ي زيادة عوائ���د الموانئ‪� ،‬إ�ض���افة‬ ‫�إلى �ض���رورة تبن���ي الموانئ العربية �إ�س���تراتيجية‬ ‫التكامل كبديل من التناف�س‪.‬‬

‫القاهرة تطلق "حملة ال�سياحة العرب ّية"‬

‫�أطلق���ت وزارة ال�س���ياحة الم�ص���رية �إط�ل�اق‬ ‫«حمل���ة ال�س���ياحة العربية ف���ي القاه���رة"‪ ،‬في‬ ‫قاعة الم�ؤتمرات في �ض���احية "مدينة ن�ص���ر"‪.‬‬ ‫وت�شمل الحملة تو�ضيح حقيقة الأو�ضاع الأمنية‪،‬‬ ‫بهدف جذب مزيد من ال�سياح العرب الذين بلغ‬ ‫عددهم ‪ 1.6‬ملي���ون‪� ،‬أي ‪ 16‬في المئة من عدد‬ ‫ال�سياح في م�صر‪.‬‬ ‫وجاء �إنطالق الحملة بالتزامن مع اليوم العربي‬ ‫لل�س���ياحة‪ ،‬الذي �إحتفلت به م�صر في الغردقة‪،‬‬ ‫بع���د مب���ادرة م���ن وزي���رة ال�س���ياحة والثقاف���ة‬ ‫البحرينية ال�ش���يخة مي بنت محم���د �آل خليفة‪،‬‬ ‫الت���ي طالبت وزراء ال�س���ياحة العرب بالإحتفال‬ ‫بيوم ال�س���ياحة في ‪� 24‬شباط (فبراير) من كل‬ ‫عام‪ ،‬والذي يتزامن مع ميالد الرحالة ال�ش���هير‬ ‫�إبن بطوطة‪.‬‬ ‫و�أكد وزير ال�س���ياحة الم�ص���ري ه�شام زعزوع‪،‬‬ ‫ف���ي كلمت���ه خ�ل�ال الم�ؤتم���ر ال���ذي عق���د على‬ ‫هام����ش فعالي���ات "ي���وم ال�س���ياحة العرب���ي"‪،‬‬ ‫�أهمي���ة التكام���ل ال�س���ياحي في الفت���رة المقبلة‬ ‫بين الدول العربية‪ ،‬وت�ش���جيع ال�سياحة البينية‪،‬‬ ‫ما ينعك�س �إيجاب ًا على �إقت�ص���ادات تلك الدول‪،‬‬

‫وزير ال�سياحة الم�صري ه�شام زعزوع‬

‫ويعزز م�س���اهمة القطاع ال�س���ياحي في التنمية‬ ‫الم�ستدامة‪ .‬و�أ�شار �إلى �أن "�إقرار يوم ال�سياحة‬ ‫العربي على غرار يوم ال�سياحة العالمي‪ ،‬يعك�س‬ ‫�إيمان الدول العربي���ة بالدور المهم الذي ت�ؤديه‬ ‫�ص���ناعة ال�س���ياحة لدعم العالقات بين الدول‪،‬‬ ‫�إل���ى جان���ب الإرتق���اء ب�إقت�ص���اداتها وم�س���توى‬ ‫معي�شة �شعوبها"‪.‬‬ ‫وق���ال زعزوع �إن "ع���ام ‪� 2014‬إنتهى بزيادة في‬ ‫ع���دد ال�س���ياح تق���دّر ب�أكثر من �أربع���ة في المئة‬ ‫مقارنة بالعام ‪ ،2013‬كما بلغ الدخل ال�س���ياحي‬ ‫‪ 7.5‬مليارات دوالر مقارنة ب�ستة مليارات خالل‬ ‫العام ال�سابق"‪.‬‬

‫�أك���دت وزي���رة االت�ص���االت وتكنولوجي���ا‬ ‫المعلوم���ات الأردنية مجد �ش���ويكة‪� ،‬أهمية القطاع‬ ‫ودوره ف���ي الإقت�ص���اد الوطن���ي‪ ،‬و�ض���رورة �إعادة‬ ‫الحيوي���ة �إلي���ه ليع���ود الأردن مرك���زاً ل�ص���ناعة‬ ‫تكنولوجيا المعلومات في المنطقة‪.‬‬ ‫ودعت خ�ل�ال �إجتماعها م���ع الأمين الع���ام للوزارة‬ ‫ومدي���ري الإدارات والوح���دات فيه���ا‪� ،‬إل���ى البناء‬ ‫عل���ى الإنجاز والعم���ل بروح الفريق وت�س���ريع عمل‬ ‫الم�شاريع المختلفة‪ ،‬م�ش���يدة بجهود جميع الوزراء‬ ‫الذي���ن تعاقبوا عل���ى الوزارة ودوره���م في تطوير‬ ‫القط���اع‪ .‬وقال���ت‪" :‬ال ب���د م���ن �أن يتحم���ل كل منا‬ ‫م�س����ؤولياته و�أن نعمل جميعا ً بنزاهة و�ش���فافية"‪،‬‬ ‫داعي���ة �إلى �ض���رورة تحديد الأولوي���ات في برامج‬ ‫الوزارة وم�ش���اريعها‪ ،‬والعمل على تحقيق الأهداف‬ ‫في فترة زمنية مح���ددة و�أن يلم�س المواطنون �أثر‬ ‫قطاعي الإت�ص���االت وتكنولوجي���ا المعلومات في‬ ‫ت�سهيل الحياة ودوره في العملية التنموية‪.‬‬ ‫�أعل���ن الم�ص���رف المرك���زي المغرب���ي‪� ،‬أن‬ ‫القرو�ض المتعثّرة وال�ص���عبة اال�سترداد �إرتفعت‬ ‫مطل���ع الع���ام الحالي ‪ 16.7‬ف���ي المئ���ة �إلى ‪52‬‬ ‫مليار درهم (نحو ‪ 5.4‬مليارات دوالر)‪ ،‬كما زادت‬ ‫الديون الم�س���تحقّة عل���ى الأفراد والأ�س���ر ‪ 18‬في‬ ‫المئة‪.‬‬ ‫و�أ�ش���ار �إل���ى �أن قيم���ة الدي���ون المعلّق���ة الأداء‪،‬‬ ‫�إرتفع���ت �إلى ‪ 6.5‬في المئة من �إجمالي القرو�ض‬ ‫البال���غ ‪ 755‬مليار دره���م‪ ،‬وباتت ت�ؤثر �س���لبا ً في‬ ‫الن�شاط المالي لبع�ض �شركات القرو�ض ال�صغرى‬ ‫والمتو�سطة التي ت�ستدين من الم�صارف التجارية‬ ‫وعددها ‪� 13‬شركة‪ .‬وتق ّدر تغطية الديون الهالكة‬ ‫بـ‪ 63‬في المئة عبر الم�ؤن والإحتياطات‪.‬‬ ‫�أعل���ن المدي���ر الع���ام ل�ش���ركة "الزوردي" في‬ ‫م�ص���ر‪� ،‬إيهاب �إبراهيم‪� ،‬أن �شركته‪ ،‬وهي رابع �أكبر‬ ‫منتج وموزع للذهب والحلي في العالم‪ ،‬تعمل على‬ ‫زيادة �إنتاج م�صنعيها في م�صر بين ‪ 10‬و‪ 20‬في‬ ‫المئة �سنويا ً‪.‬‬ ‫وتمل���ك الزوردي‪ ،‬ومقرها ال�س���عودية‪ ،‬م�ص���نعين‬ ‫لإنتاج الذهب والحلي المر�صعة بالألما�س والأحجار‬ ‫الكريم���ة في "مدين���ة العبور" ب�ش���رق القاهرة �إلى‬ ‫جانب الم�صنع الرئي�سي في ال�سعودية‪.‬‬ ‫و�أ�ض���اف �إبراهيم في ت�صريح �إلى وكالة "رويترز"‬ ‫�أن "الطاقة الإنتاجية لم�ص���نعي الزوردي في م�صر‬ ‫تبلغ ‪ 15‬طنا ً �س���نويا ً ون�ستهدف زيادة الإنتاج بين‬ ‫ع�شرة وع�شرين في المئة �سنويا ً"‪.‬‬ ‫وكان م�ص���رف اال�س���تثمار "�إنف�س���تكورب"‬ ‫وكون�س���ورتيوم ي�ض���م �ش���ركاء �آخرين‪� ،‬إ�س���تحوذ‬ ‫في الع���ام ‪ 2009‬على "الزوردي" ال�س���عودية من‬ ‫"مجموعة العثيم القاب�ضة"‪.‬‬

‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪13‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون عربية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫المفكرة العربية‬

‫اليمن‪� :‬أهمية تحويالت المغتربين‬ ‫�أعلن المدير العام لميزان المدفوعات في البنك‬ ‫المرك ��زي اليمن ��ي مني ��ف دغي� ��ش‪� ،‬أن تحوي�ل�ات‬ ‫المغتربين اليمنيين الر�سمية بلغت ‪ 3.3‬مليارات‬ ‫دوالر ف ��ي الع ��ام ‪� ،2014‬أي ‪ 9.1‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن‬ ‫النات ��ج المحل ��ي الإجمال ��ي و‪ 40.6‬ف ��ي المئة من‬ ‫ال�صادرات و‪ 30.3‬في المئة من الواردات‪.‬‬ ‫و�أو�ض ��ح خ�ل�ال ور�ش ��ة عم ��ل ف ��ي �صنع ��اء ع ��ن‬ ‫"تحوي�ل�ات المغتربي ��ن اليمنيي ��ن وتوجيهه ��ا‬ ‫نح ��و التنمي ��ة"‪ ،‬التي نظمتها �أخي ��راً وزارة �ش�ؤون‬ ‫المغتربي ��ن و"اللجنة الإقت�صادي ��ة والإجتماعية‬ ‫لغرب ��ي �آ�سيا" (�أ�سك ��وا) بالتن�سيق م ��ع "المر�صد‬ ‫الإقت�ص ��ادي للدرا�س ��ات والإ�ست�ش ��ارات"‪� ،‬أن‬ ‫"متو�س ��ط تحوي�ل�ات المغتربي ��ن اليمنيين بلغ‬ ‫بين عامي ‪ 2000‬و‪ 2014‬نحو ‪ 1.685‬مليار دوالر"‪.‬‬ ‫وفيم ��ا �أك ��دت تقدي ��رات غي ��ر ر�سمي ��ة عل ��ى �أن‬ ‫تحوي�ل�ات المغتربي ��ن تبل ��غ �ضع ��ف ه ��ذا الرق ��م‬ ‫المعل ��ن‪� ،‬أك ��د دغي� ��ش �أن هن ��اك "ق�ص ��وراً ف ��ي‬ ‫�إحت�س ��اب تحوي�ل�ات المغتربي ��ن والعاملي ��ن ف ��ي‬ ‫الخ ��ارج كاف ��ة‪ ،‬لأ�سب ��اب �أبرزه ��ا �ضع ��ف التن�سي ��ق‬ ‫وع ��دم الإ�ستجاب ��ة �أحيان� �اً‪ ،‬وع ��دم تواف ��ر قاع ��دة‬ ‫بيان ��ات لدى جهات الم�ص ��در‪� ،‬إ�ضافة �إلى �صعوبة‬ ‫الح�ص ��ول عل ��ى بيانات ع ��ن التحوي�ل�ات العينية‬ ‫لدى م�صلح ��ة الجمارك‪ ،‬كما تب ��رز م�شكلة تعدّد‬ ‫م�صادر البيانات وتناق�ضها‪ ،‬ما ي�ضط ّر المركزي‬ ‫�إلى اللجوء �إلى التقدير"‪.‬‬ ‫ولف ��ت �إلى �أن "المرك ��زي يعكف على �إيجاد �آليات‬ ‫لتجاوز تل ��ك الم�شكالت"‪ ،‬م�شيراً �إلى �أن "اليمن‬ ‫يُعتب ��ر من ال ��دول النامية حي ��ث تم ّثل تحويالت‬ ‫المغتربي ��ن عام�ل ً�ا �أ�سا�ساً للنم ��و‪� ،‬إذ ت�ش ّكل مورداً‬ ‫رئي�سي� �اً للعم�ل�ات ال�صعب ��ة ال�ضروري ��ة لتغذي ��ة‬ ‫الإحتياط ��ات الخارجي ��ة وتموي ��ل ال ��واردات"‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار �إل ��ى �أن "قيمة التحوي�ل�ات ال�سنوية تفوق‬ ‫تد ّفق ��ات الإ�ستثم ��ار الأجنب ��ي المبا�ش ��ر والمن ��ح‬ ‫والم�ساع ��دات الإنمائي ��ة الر�سمي ��ة"‪ ،‬م�ضيف� �اً �أن‬ ‫"�إجمال ��ي تحوي�ل�ات المغتربي ��ن بلغ ��ت ‪3.298‬‬ ‫ملي ��ارات دوالر في الع ��ام ‪� ،2013‬أي ‪ 9.5‬في المئة‬ ‫من الناتج المحلي"‪.‬‬ ‫و�أو�ض ��ح دغي� ��ش �أن "تحوي�ل�ات المغتربي ��ن‬ ‫والعاملي ��ن ف ��ي الخ ��ارج �ساهمت خ�ل�ال ال�سنوات‬ ‫الما�ضي ��ة ف ��ي دع ��م مي ��زان الح�س ��اب الج ��اري‬

‫‪12‬‬

‫العدد ‪� - 28‬آذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫لمي ��زان المدفوع ��ات م ��ن خالل فوائ� ��ض ح�ساب‬ ‫التحوي�ل�ات الجاري ��ة‪ ،‬ما �أدّى �إل ��ى تعزيز موقف‬ ‫المي ��زان الكل ��ي للمدفوع ��ات"‪ .‬وبلغ ��ت ن�سب ��ة‬ ‫المغتربي ��ن والعاملين اليمنيين في الخارج نحو‬ ‫‪ 4.9‬ف ��ي المئ ��ة من �إجمال ��ي عدد ال�س ��كان‪ .‬وقدّر‬ ‫"التع ��داد الع ��ام لل�سكان والم�ساك ��ن والمن�ش�آت"‬ ‫لع ��ام ‪ 2004‬عدد المغتربي ��ن والعاملين اليمنيين‬ ‫بحوال ��ى ‪ 1.8‬مليون �شخ�ص‪ ،‬يتر ّكز معظمهم في‬ ‫ال�سعودية والإمارات والواليات المتحدة والأردن‬ ‫وبريطانيا‪.‬‬ ‫و�إحت ��ل اليمن في الع ��ام ‪ 2010‬المرتبة الخام�سة‬ ‫بين الدول الأقل نمواً لجهة التحويالت المالية‬ ‫الخارجي ��ة‪ ،‬والمرتب ��ة ال�سابع ��ة ف ��ي منطق ��ة‬ ‫ال�ش ��رق الأو�س ��ط و�شم ��ال �أفريقي ��ا‪ ،‬م ��ا يعك� ��س‬ ‫�أهمي ��ة ال ��دور ال ��ذي تلعب ��ه التحوي�ل�ات المالية‬ ‫الخارجي ��ة ف ��ي توفي ��ر م�ص ��ادر دخ ��ل لعائ�ل�ات‬ ‫المغتربي ��ن‪ ،‬وكذلك �أثرها ف ��ي الإقت�صاد اليمني‬ ‫م ��ن خالل توفير النقد الأجنب ��ي وزيادة �إيرادات‬ ‫الدول ��ة وم�ساهمته ��ا ف ��ي التنمي ��ة الإقت�صادي ��ة‬ ‫والإجتماعية‪.‬‬ ‫و�أظه ��رت درا�س ��ة عُر�ض ��ت ف ��ي الور�ش ��ة وعنوانها‬ ‫"توجي ��ه تحوي�ل�ات المغتربي ��ن والعاملي ��ن‬ ‫اليمنيي ��ن في الخارج نحو التنمي ��ة"‪� ،‬أن �إجمالي‬ ‫الم�ساع ��دات التنموي ��ة الخارجية بل ��غ بين عامي‬ ‫‪ 2002‬و‪ 2012‬نح ��و ‪ 5.072‬ملي ��ارات دوالر‪ ،‬ف ��ي‬ ‫مقابل ‪ 18.680‬مليار دوالر‪ ،‬تحويالت المغتربين‪،‬‬ ‫وبن�سب ��ة ‪ 401‬في المئة �إلى الم�ساعدات‪ ،‬ما ي�ؤكد‬ ‫�أهمي ��ة التحوي�ل�ات كم�ص ��در رئي�س ��ي للتدفق ��ات‬ ‫المالي ��ة �إل ��ى اليم ��ن‪ .‬و�أ�ش ��ارت �إل ��ى �أن متو�س ��ط‬ ‫ن�سبة التحويالت �إلى الدعم الحكومي بلغ خالل‬ ‫الفترة المذك ��ورة نحو ‪ 110.9‬في المئة‪ ،‬ما يعني‬ ‫تفوّق التحويالت على الدعم‪.‬‬ ‫و�أك ��دت الدرا�س ��ة �أن التحويالت �ساهمت في دعم‬ ‫مي ��زان المدفوع ��ات‪ ،‬و�أدت ف ��ي بع� ��ض ال�سن ��وات‬ ‫�إل ��ى تحوي ��ل عجز الميزان �إلى فائ� ��ض‪ ،‬ما �ساعد‬ ‫ح�ساب التحوي�ل�ات الجارية‪ ،‬الذي تجاوز ‪1.548‬‬ ‫المتو�سط بين عامي ‪2000‬‬ ‫مليار دوالر �سنوياً في‬ ‫ّ‬ ‫و‪ 2010‬م ��ن خ�ل�ال تحوي�ل�ات المغتربي ��ن‪ ،‬ف ��ي‬ ‫دع ��م الح�س ��اب الج ��اري وبالتالي المي ��زان الكلي‬ ‫للمدفوعات‪.‬‬

‫ولفت ��ت �إل ��ى �أن الإ�سته�ل�اك الخا� ��ص �ش� � ّكل ف ��ي‬ ‫المتو�سط ‪ 83.2‬في المئة من �إجمالي اال�ستهالك‬ ‫ّ‬ ‫متو�سط‬ ‫الكل ��ي بي ��ن عام ��ي ‪ 2000‬و‪ ،2012‬و�سجل ّ‬ ‫نم ��و �سنوي ن�سبته ‪ 14.7‬في المئة‪ ،‬والذي يقترب‬ ‫متو�سط نمو التحويالت المقدّر بنحو ‪15.4‬‬ ‫م ��ن ّ‬ ‫ف ��ي المئ ��ة‪ .‬و�ساهم ��ت التحوي�ل�ات ف ��ي تموي ��ل‬ ‫جان ��ب رئي�سي من حاج ��ات الإ�ستهالك الخا�ص‪،‬‬ ‫كم ��ا بلغ ��ت ن�سب ��ة التحوي�ل�ات �إل ��ى الإ�سته�ل�اك‬ ‫المتو�س ��ط ‪ 11.2‬ف ��ي المئ ��ة‪ .‬وعلى‬ ‫الخا� ��ص ف ��ي‬ ‫ّ‬ ‫رغ ��م �أن معظ ��م التحوي�ل�ات المالية يذه ��ب �إلى‬ ‫الإ�سته�ل�اك ب�سب ��ب ظ ��روف البل ��د و�إنخفا� ��ض‬ ‫م�ست ��وى المعي�شة وتد ّني دخول ال�شريحة الأكبر‬ ‫م ��ن المغتربين‪� ،‬إال �أن ذل ��ك ال يعني عدم توجيه‬ ‫جزء منها نحو الإ�ستثمار في الم�شاريع ال�صغيرة‬ ‫والمتو�سط ��ة‪� ،‬إ�ضاف ��ة �إلى الإ�ستثم ��ار في القطاع‬ ‫ّ‬ ‫العقاري‪.‬‬ ‫وقدّرت الدرا�سة ن�سبة التحويالت �إلى الإ�ستثمار‬ ‫ومتو�س ��ط‬ ‫الإجمال ��ي بنح ��و ‪ 32.2‬ف ��ي المئ ��ة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫النم ��و بـ‪ 15.1‬في المئ ��ة و‪ 15.4‬في المئة لكل من‬ ‫الإ�ستثم ��ار الإجمال ��ي والتحويالت عل ��ى التوالي‬ ‫بي ��ن عام ��ي ‪ 2000‬و‪ .2012‬ول ��م تغف ��ل م�ساهم ��ة‬ ‫التحوي�ل�ات ف ��ي خف� ��ض الفق ��ر‪� ،‬إذ �أف ��ادت ب� ��أن‬ ‫تحوي�ل�ات المغتربين م ��ع التحوي�ل�ات الخا�صة‬ ‫م ��ن داخل اليم ��ن حالت دون �إرتف ��اع الفقر بنحو‬ ‫‪ 4.6‬في المئة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫و�أ�ضاف ��ت الدرا�س ��ة �أن "تل ��ك التحوي�ل�ات تمث ��ل‬ ‫م�ص ��دراً مهم� �اً لدخل الفقراء وغي ��ر الفقراء في‬ ‫الري ��ف والح�ض ��ر على ح ��د �سواء‪ ،‬ويح�ص ��ل �أكثر‬ ‫م ��ن ربع الفقراء عل ��ى تحويالت من خارج البلد‪،‬‬ ‫ويتو ّزع ��ون على ‪ 22‬في المئة من فقراء المناطق‬ ‫الح�ضرية و‪ 29‬في المئة من فقراء الريف"‪.‬‬ ‫توج ��ه‬ ‫ولفت ��ت �إل ��ى �أن "التحوي�ل�ات المالي ��ة ّ‬ ‫لتغطي ��ة نفق ��ات ال ��زواج �أو ت�سدي ��د دي ��ون �سابقة‬ ‫تراكم ��ت عل ��ى المغت ��رب �أو العام ��ل �أو �أ�سرت ��ه‪،‬‬ ‫بم ��ا ف ��ي ذل ��ك ت�سديد تكالي ��ف ال�سف ��ر للعمل في‬ ‫الخ ��ارج"‪ .‬وي�سع ��ى بع�ضه ��م �إل ��ى �إدخ ��ار جزء من‬ ‫التحوي�ل�ات نقداً �أو على �ش ��كل م�صوغات ذهبية‪،‬‬ ‫�أو �إ�ستثماره ��ا ف ��ي �ش ��راء قطعة �أر� ��ض �أو الإتجاه‬ ‫لبن ��اء م�سك ��ن جدي ��د �أو ب ��دء �أن�شطة ذاتي ��ة تو ّلد‬ ‫دخ ً‬ ‫ال‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫ُعمان‪� :‬إن�شاء �أكبر ميناء لل�صيد البحري في ال�سلطنة‬ ‫ق���ال الدكتور حمد بن �س���عيد‬ ‫العوفي وكي���ل وزارة الزراعة‬ ‫والثروة ال�س���مكية في �سلطنة‬ ‫ُعم���ان �أن الن�ص���ف الثان���ي‬ ‫م���ن الع���ام الحالي �سي�ش���هد‬ ‫ب���دء الأعم���ال الإن�ش���ائية في‬ ‫�أكب���ر ميناء لل�ص���يد البحري‬ ‫في ال�س���لطنة في والية الدقم‬ ‫بالمنطق���ة الو�س���طى‪ ،‬وتبل���غ‬ ‫تكلفت���ه اكث���ر م���ن ‪ 30‬مليون‬ ‫الدكتور حمد بن �سعيد العوفي‬ ‫ريال عماني‪.‬‬ ‫و�أو�ض���ح �أن �إقام���ة المين���اء تن���درج ف���ي �إط���ار ‪. 2013‬‬ ‫�إ�س���تراتيجية ال���وزارة لتطوي���ر قط���اع ال�ص���يد و�أ�شار العوفي الى �أن هناك ثالثة موانئ جديدة‬ ‫وتعزيز بنيته الأ�سا�س���ية‪ ،‬و�سي�س���تقبل ال�ص���يد لل�صيد البحري �س���تكون متاحة لل�صيادين قبل‬ ‫المحلي والدولي‪ ،‬و�س���يدعم منطقة ال�صناعات نهاي���ة الع���ام الحال���ي ‪ 2015‬في ب���ركاء وطاقة‬ ‫ال�سمكية المزمع ان�شا�ؤها في الدقم‪.‬‬ ‫والحالنيات لإ�س���تكمال البنية اال�سا�سية لقطاع‬ ‫وي�ش���مل م�ش���روع المين���اء‪ ،‬الذي �س���يكون بعمق الثروة ال�سمكية‪ ،‬مو�ض���ح ًا �أن الأعمال البحرية‬ ‫‪� 6‬أمتار‪ ،‬كا�س���ر ًا للأم���واج بط���ول ‪ 2243‬متر ًا‪ ،‬ف���ي ميناءي ال�ص���يد البح���ري ف���ي الحالنيات‬ ‫و�آخر بطول ‪ 1175‬متر ًا‪ ،‬ور�صيف ًا ل�سفن ال�صيد وطاق���ة �إنته���ت‪ ،‬بينم���ا تكتمل في مين���اء بركاء‬ ‫ال�س���احلي بط���ول ‪ 850‬مت���ر ًا لتحمي���ل وتنزي���ل خالل ت�شرين الثاني (نوفمبر) المقبل‪.‬‬ ‫الأ�س���ماك‪ ،‬وخم�س���ة مرا�س���ي عائم���ة لق���وارب وبلغ عدد موانئ ال�صيد القائمة في ُعمان حالياً‬ ‫ال�ص���يد الحرف���ي‪ ،‬ورافع���ة لإ�ص�ل�اح ال�س���فن‪ 19 ،‬ميناء تتوزع في جميع محافظات ال�س���لطنة‬ ‫وحو�ض ًا بحري ًا تبلغ م�ساحته مليون و�ستمئة �ألف ال�س���احلية وتخط���ط ال���وزارة لتطوي���ر ‪ 8‬موانئ‬ ‫متر مرب���ع‪ ،‬وم�س���احة لإقامة الأبني���ة الخدمية قديم���ة‪ ،‬كميناء كم���زار وميناء ليم���اء‪ ،‬التي تم‬ ‫الإدارية والفنية الم�س���اندة تبل���غ ‪ 240‬الف متر بنا�ؤها في ثمانينات القرن الفائت‪.‬‬ ‫مربع‪.‬‬ ‫وت�شير �أرقام المركز الوطني‬ ‫للإح�ص���اء والمعلوم���ات الى‬ ‫ان �إجمال���ي كمية اال�س���ماك‬ ‫المنزلة م���ن طريق ال�ص���يد‬ ‫الحرف���ي ف���ي المنطق���ة‬ ‫الو�س���طى ( الدق���م ‪،‬الجازر‬ ‫‪ ،‬محوت) �إرتفع بن�س���بة ‪2,2‬‬ ‫في المئ���ة وبلغت ‪ 54163‬طن ًا‬ ‫خ�ل�ال الع���ام ‪ 2014‬مقارن���ة‬ ‫ب���ـ‪� 53006‬أطن���ان ف���ي العام‬

‫تو�سيع طاقة مطار الملك خالد �إلى ‪ 35‬مليون راكب‬ ‫قام �أخير ًا رئي�س الهيئة العامة للطيران المدني‬ ‫ال�س���عودي �سليمان بن عبداهلل الحمدان بزيارة‬ ‫مطار الملك خالد الدولي وتف ّقد �آخر التطورات‬ ‫في م�شروع التح�سين والتطوير‪� ،‬إذ �سيرفع هذا‬ ‫الم�ش���روع طاقة المطار عند االنته���اء منه �إلى‬ ‫‪ 35.5‬مليون م�س���افر‪ ،‬بما يعادل ثالثة �أ�ضعاف‬ ‫طاقت���ه الحالية‪ ،‬ما يمكنه م���ن مواكبة الزيادة‬ ‫الم�ضطردة في �أعداد الم�سافرين‪.‬‬ ‫و� ّإطل���ع الحم���دان خ�ل�ال الجولة عل���ى مناطق‬ ‫العمل في ال�ص���الة الداخلية والدولية‪ ،‬و�إ�س���تمع‬ ‫�إلى �ش���رح من مدير مط���ار الملك خالد الدولي‬ ‫يو�س���ف العبدان عن مدى م�ساهمة التح�سينات‬ ‫الأخي���رة ف���ي تطوي���ر الخدم���ات واال�س���تفادة‬

‫ق���در الإم���كان م���ن الم�س���احات في ال�ص���االت‬ ‫و�إ�س���تغاللها لخدمة الم�سافرين‪ .‬كما �إطلع على‬ ‫الخدم���ات الت���ي يقدمه���ا المطار للم�س���افرين‬ ‫ومنه���ا "الونج كافي���ه" في طاب���ق المغادرة في‬ ‫ال�ص���الة الثالث���ة الداخلي���ة التي ت���م تجهيزها‬ ‫لتلبي متطلبات الم�س���افرين وتوفر لهم الراحة‬ ‫وتبل���غ م�س���احتها ‪ 1200‬متر مربع‪ ،‬وت�س���توعب‬ ‫‪ 200‬راكب‪.‬‬ ‫ويت�ض���من م�ش���روع التطوير ف���ي مرحلته الأولى‬ ‫�إن�ش���اء �س���احة طي���ران بم�س���احة ‪� 540‬أل���ف‬ ‫مت���ر مربع ت�س���توعب م���ا بي���ن ‪ 23‬و‪ 46‬طائرة‪،‬‬ ‫وتطوي���ر المدارج‪ ،‬والممرات‪ ،‬و�س���احات وقوف‬ ‫الطائرات‪ ،‬و�شبكة المنافع العامة والطرق‪.‬‬

‫الموجز الخليجي‬ ‫�أعلنت ال�س���لطات القطري���ة عن تعديالت في‬ ‫قانون العمل ت�ض���من دفع �أجور العم���ال االجانب‪،‬‬ ‫ال�س���يما العاملين في م�شاريع مونديال كرة القدم‬ ‫التي تنظمها قطر في العام ‪.2022‬‬ ‫و�أث���ار التخلف عن الدف���ع المنتظم لالج���ور كثيراً‬ ‫م���ن الإنتقادات لدى النقاب���ات الدولية ومنظمات‬ ‫الدف���اع عن حق���وق االن�س���ان‪ .‬و�س���بق االعالن عن‬ ‫التعدي���ل الجديد ف���ي قانون العمل‪ ،‬الذي �ص���در‬ ‫في ‪� 21‬ش���باط (فبراي���ر) الفائت‪ ،‬زي���ارة قام بها‬ ‫وفد م���ن "االتحاد الدولي لكرة القدم" (فيفا) في‬ ‫�أواخر ال�ش���هر الفائت لمناق�شة موعد ك�أ�س العالم‬ ‫‪.2022‬‬ ‫وتتي���ح التعدديالت الت���ي �أقرها �أمي���ر دولة قطر‬ ‫ال�شيخ تميم �آل ثاني‪ ،‬ح�صول العمال على اجورهم‬ ‫مرة واح���دة في ال�ش���هر على الأق���ل‪ .‬ودفع االجور‬ ‫عب���ر تحوي�ل�ات م�ص���رفية ما ي�س���اعد ف���ي تحديد‬ ‫هوية المخالفين‪ .‬وامام �أ�ص���حاب العمل فترة �ستة‬ ‫ا�ش���هر لتطبيق التعديالت ابت���دا ًء من دخولها حيز‬ ‫التنفيذ‪ ،‬ويعاقب المخالفون بال�سجن �شهراً واحداً‬ ‫مع غرامة �ستة �آالف ريال قطري (ما يعادل ‪1650‬‬ ‫دوالراً)‪.‬‬ ‫بلغ���ت قيم���ة ال�ص���فقات الع�س���كرية الت���ي‬ ‫عقدته���ا القوات الم�س���لحة لدولة الإم���ارات خالل‬ ‫معر�ض الدفاع الدول���ي "�آيدك�س ‪ ،"2015‬حوالى‬ ‫خم�س���ة ملي���ارات دوالر ت���م توقي���ع عقودها خالل‬ ‫�أربعة �أيام من المعر�ض الذي �أقيمت فاعلياته في‬ ‫�أبو ظبي بم�شاركة ‪� 1200‬شركة محلية ودولية من‬ ‫‪ 55‬دولة‪.‬‬ ‫وت�ش���كل ال�ص���فقات زي���ادة كبي���رة عل���ى قيم���ة‬ ‫ال�ص���فقات التي �أعلن عنها في المعر�ض ال�س���ابق‬ ‫قبل عامين‪ ،‬والتي بل���غ مجموعها ‪ 3.75‬مليارات‬ ‫دوالر‪.‬‬ ‫�أفاد رئي����س "طيران الإمارات" تيم كالرك �أن‬ ‫ال�شركة تتطلع �إلى �شراء حوالى ‪� 50‬إلى ‪ 70‬طائرة‬ ‫ثنائية الممر‪ ،‬من نوع "�إي ‪� "350‬أو "�إي ‪."787‬‬ ‫وقال كالرك لل�ص���حافيين خالل منا�سبة في برلين‬ ‫ب�ألماني���ا‪" :‬نتطل���ع �إل���ى �ش���راء م���ا بي���ن ‪ 50‬و‪70‬‬ ‫طائرة‪ .‬علينا �أن نحدد النوع بال�ض���بط‪ ،‬لكن الكثير‬ ‫�س���يتوقف عل���ى نمو مرك���ز العمليات ف���ي دبي"‪.‬‬ ‫و�أ�ض���اف �أن ال�ش���ركة تدر����س ا�س���تخدام محركات‬ ‫"رول���ز روي�س" في طلبية ل���ـ‪ 50‬طائرة "�إيربا�ص‬ ‫�إي ‪."380‬‬ ‫وكان���ت �أول ‪ 90‬طائ���رة "�إي ‪ "380‬لطي���ران‬ ‫مزودة بمح���ركات من "�إنجي���ن �أالين�س"‬ ‫الإم���ارات ّ‬ ‫وه���ي م�ش���روع م�ش���ترك بي���ن "جن���رال �إلكتريك"‬ ‫و"برات �أند ويتني"‪.‬‬ ‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪15‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون خليجية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف الخليجي‬

‫مدن الخليج العالمية في حالة قلق‬ ‫ه ��ل تكب ��ح فت ��رة طويل ��ة م ��ن �إنخفا�ض �أ�سع ��ار النف ��ط طموح ��ات ثالثة‬ ‫مراكز تجارية تناف�سية في الخليج؟‬ ‫على مدى العقد الفائت‪� ،‬إ�ستثمرت مدن �أبو ظبي ودبي والدوحة ب�شكل‬ ‫كبير في جهود ترمي �إلى تحويلها �إلى مراكز �إقليمية في عالم معو َلم‪.‬‬ ‫لقد دمجت م�شاريع �ضخمة وعمالقة في قطاعات تتراوح من الطيران‬ ‫والبتروكيماوي ��ات �إل ��ى التموي ��ل والعق ��ارات ه ��ذه الم ��دن الخليجي ��ة‬ ‫بال�شب ��كات العالمي ��ة المعا�ص ��رة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف� ��إن ال�صراع ��ات التناف�سية‬ ‫تثي ��ر مخ ��اوف ب�ش�أن التم� �دّد ووفرة المعرو�ض‪� ،‬إ�ضاف ��ة �إلى �أن ال�سقوط‬ ‫الأخي ��ر ف ��ي �أ�سع ��ار النف ��ط العالمية �أي�ض� �اً يلقي ظال ًال م ��ن ال�شك على‬ ‫الم�شاري ��ع الم�ستقبلية ال ُم َّ‬ ‫خطط لها‪� .‬إن "الر�ؤى" بالن�سبة �إلى التنمية‬ ‫حج ��م‪ ،‬والم�شاريع ق�صي ��رة الأجل قد‬ ‫عل ��ى الم ��دى الطوي ��ل يمك ��ن �أن ُت َّ‬ ‫ُتع َّلق �أو ُتلغى �إذا ظلت �أ�سعار النفط منخف�ضة لفترة طويلة‪.‬‬ ‫ب ��د�أ التنوي ��ع الإقت�ص ��ادي والإ�ستثم ��ار عل ��ى نط ��اق وا�س ��ع ف ��ي مج ��ال‬ ‫الخدم ��ات اللوج�ستي ��ة والبني ��ة التحتي ��ة ف ��ي دبي ف ��ي ثمانين ��ات القرن‬ ‫الفائ ��ت‪ ،‬قب ��ل عقدين من �أبو ظبي والدوحة‪ .‬وم ��ع ذلك‪ ،‬ف�إن �إختالفات‬ ‫كبي ��رة ف ��ي النم ��اذج الإقت�صادية ع� � ّززت التط ��ورات الالحقة ف ��ي المدن‬ ‫الث�ل�اث‪ .‬وب�صرف النظر عن كونها �سبق ��ت المدينتين المناف�ستين لها‪،‬‬ ‫فق ��د كانت دبي رائ ��دة في �إن�شاء مناطق �إقت�صادي ��ة خا�صة حرة وتحرير‬ ‫الأنظم ��ة العقاري ��ة المحلي ��ة ف ��ي محاول ��ة لج ��ذب م�ستوي ��ات عالية من‬ ‫الإ�ستثمار الأجنبي المبا�شر‪� .‬أما �أبوظبي فقد �إعتمدت في البداية على‬ ‫الإ�ستثم ��ارات الخارجي ��ة و�إ�ستخ ��دام ميزتها الن�سبية ف ��ي مجال الطاقة‬ ‫موجه ��ة للت�صدير فيما �أ�سعار النفط‬ ‫الرخي�ص ��ة لإقامة �صناعات ثقيلة َّ‬ ‫كان ��ت تع ��رف �إرتفاعاً في العقد الفائ ��ت‪ .‬وكان التو�سع في الدوحة جزءاً‬ ‫ال يتج� � ّز�أ م ��ن عملي ��ة طموح ��ة من �أعل ��ى �إل ��ى �أ�سفل من و�ص ��م وت�شكيل‬ ‫وتدويل قطر بمبادرة من �أمير البالد في �أواخر ت�سعينات القرن الفائت‬ ‫فيم ��ا ب ��د�أت عائ ��دات كبي ��رة من الغ ��از الطبيع ��ي الم�سال تتحق ��ق وتملأ‬ ‫خزينة الدولة‪.‬‬ ‫كان ��ت المناف�س ��ة ال�شر�سة للتفوق عل ��ى بع�ضها‪ ،‬و�إكت�س ��اب �صفة "الأكبر‬ ‫والأف�ض ��ل" ه ��ي ال�سمات الب ��ارزة للتنمية ف ��ي المدن الث�ل�اث منذ العام‬ ‫‪ .2000‬وق ��د ح ��دث ه ��ذا‪ ،‬ف ��ي ج ��زء من ��ه‪ ،‬فيم ��ا تب ّن ��ت �أبوظب ��ي والدوحة‬ ‫عنا�ص ��ر م ��ن "نم ��وذج دب ��ي" مث ��ل المراك ��ز المحوري ��ة لقط ��اع مع َّي ��ن‬ ‫وم�شاري ��ع عمالقة رفيعة الم�ستوى‪ .‬وق ��د تناف�ست المدن الثالث ب�شدة‬ ‫لرعاي ��ة و�إ�ست�ضاف ��ة �أح ��داث ريا�ضي ��ة عالمي ��ة وغيره ��ا م ��ن المنا�سبات‬ ‫ك�إختي ��ار الدوح ��ة لإ�ست�ضافة دورة ك�أ�س العال ��م لكرة القدم ‪ ،2022‬وفوز‬ ‫دب ��ي ب�إقام ��ة "�إك�سبو ‪ ،"2020‬ونجاح �أبو ظبي ب�إ�ست�ضافة �سباق ال�سيارات‬ ‫ال�سنوي الدولي "غران بري"‪...‬‬ ‫ً‬ ‫وكان ��ت المناف�س ��ة الأكث ��ر و�ضوحا ف ��ي الطيران العالم ��ي حيث "طيران‬ ‫الإم ��ارات" و"الإتحاد للطي ��ران" و"الخطوط الجوية القطرية" �أعادت‬ ‫ت�شكي ��ل ال�صناع ��ة ب�ش ��كل ج ��ذري‪ .‬وقد م ّك ��ن الدعم الثقيل م ��ن �شركات‬ ‫الطي ��ران المملوك ��ة للحكوم ��ة دب ��ي و�أب ��و ظب ��ي والدوح ��ة م ��ن الظهور‬

‫‪14‬‬

‫العدد ‪� - 28‬آذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫كمراك ��ز "فائق ��ة التو�صي ��ل" ق ��ادرة عل ��ى و�ص ��ل �أي مكاني ��ن ف ��ي العال ��م‬ ‫م ��ع توق ��ف (ترانزي ��ت) ف ��ي منطقة الخليج‪ .‬ف ��ي حين تط� � ّورت دبي �إلى‬ ‫وجه ��ة �سياحي ��ة جماعي ��ة ف ��ي ح ��د ذاتها‪ ،‬ف� ��إن النم ��و في ق ��درة مطاري‬ ‫�أبوظبي والدوحة قام في المقام الأول على حركة الم�سافرين العابرين‬ ‫"ترانزيت" عبر هذين المحورين‪.‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬ف�إن قطاعات العقارات والمال ّ‬ ‫تو�ضح التحديات التي تن�ش�أ عن‬ ‫تركيز محاور متعدّدة في منطقة محدودة "الم�ستجمعات" ال�سكانية‪.‬‬ ‫فقد نا�ضلت وتذبذبت ن�سب الإِ�شغال في العديد من المج ّمعات ال�سكنية‬ ‫الفاخرة والأبراج المكتبية التي ُبنيت على مدى العقد الما�ضي لترتفع‬ ‫�إل ��ى ف ��وق الخم�سي ��ن ف ��ي المئ ��ة ف ��ي كثي ��ر م ��ن الح ��االت‪ .‬وق ��د خلق ��ت‬ ‫المناف�سة ال�شر�سة في القطاع المالي فعلياً م�ؤ�شرات �إلى ت�ش ّبع ال�سوق‪.‬‬ ‫وكان ��ت دب ��ي وقطر مهّدت الطري ��ق في العقد الفائت م ��ع �إطالق �أ�شكال‬ ‫مختلف ��ة م ��ن المراك ��ز المالي ��ة الت ��ي تو ّف ��ر البني ��ة التحتي ��ة القانونية‬ ‫والتجاري ��ة والأط ��ر التنظيمي ��ة الم�ستقلة المتم ّيزة ع ��ن البيروقراطية‬ ‫الوطنية‪.‬‬ ‫م ��ن ناحي ��ة �أخ ��رى‪� ،‬إن �إمكاني ��ة تطور مخط ��ط �سوق �أبوظب ��ي العالمي‪،‬‬ ‫ال ُمق� � ّرر �إفتتاح ��ه خالل هذا الع ��ام‪ ،‬لي�صبح مناف�ساً مبا�ش ��راً لمركز دبي‬ ‫المال ��ي العالمي‪ ،‬رف ��ع الإحتمال في �أن ي�ست�ضيف بل ��د واحد ‪ -‬الإمارات‬ ‫العربي ��ة المتح ��دة ‪ -‬مناط ��ق مالي ��ة ح ��رة متناف�س ��ة‪ .‬وفي الوق ��ت عينه‪،‬‬ ‫دف ��ع �إمت�صا� ��ص �أق ��ل من المتوق ��ع مركز قط ��ر المالي ف ��ي الدوحة �إلى‬ ‫�إع ��ادة النظ ��ر ف ��ي �إ�ستراتيجيته في الع ��ام ‪ 2014‬بعيداً م ��ن التركيز على‬ ‫�إع ��ادة الت�أمين‪ ،‬والت�أمين المق ّيد‪ ،‬و�إدارة الأ�صول‪ ،‬والتحرك نحو توفير‬ ‫حوافز �ضريبية لل�شركات المحلية‪.‬‬ ‫�إن غ ��رق �أ�سع ��ار النف ��ط العالمي ��ة �إل ��ى الن�صف م ��ن ذروتها ف ��ي حزيران‬ ‫(يوني ��و) ‪ 2014‬حي ��ث بلغ ��ت ‪ 115‬دوالراً �إل ��ى ‪ 57‬دوالراً ف ��ي نهاي ��ة الع ��ام‬ ‫الفائ ��ت‪� ،‬سيك ��ون تحت مجه ��ر المراقبة ع ��ن كثب من قب ��ل الم�س�ؤولين‬ ‫والمخططي ��ن ف ��ي جمي ��ع الم ��دن الث�ل�اث‪ .‬علم� �اً �أن غرق� �اً مماث�ل� ً‬ ‫ا في‬ ‫�أ�سع ��ار النف ��ط في الع ��ام ‪� 2008‬إنتع�ش ب�سرعة ولم تك ��ن له عواقب دائمة‬ ‫عل ��ى عائ ��دات النف ��ط الحكومي ��ة المقبل ��ة‪ .‬وعل ��ى الرغم م ��ن �أن الكثير‬ ‫�سيعتم ��د عل ��ى م ��دى الم ��دة التي �ستظ ��ل فيها الأ�سع ��ار منخف�ض ��ة‪ ،‬ف�إن‬ ‫�أي تراج ��ع لفت ��رة طويلة �سيع ّر� ��ض للخطر برام ��ج �إ�ستثمارية بمليارات‬ ‫ال ��دوالرات المخط ��ط له ��ا عل ��ى م ��دى العق ��د المقب ��ل‪ .‬دب ��ي والدوح ��ة‪،‬‬ ‫عل ��ى وج ��ه الخ�صو� ��ص‪ ،‬ملتزمت ��ان ب�شدة لإقام ��ة "�إك�سب ��و ‪ "2020‬ودورة‬ ‫ك�أ� ��س العال ��م ‪ 2022‬عل ��ى التوال ��ي‪ .‬وق ��د يح ��دث مزيد م ��ن التر�شيد في‬ ‫الأعم ��ال التح�ضيرية ل ��كل مدينة �إذا تم خف�ض الإنف ��اق على الم�شاريع‬ ‫الر�أ�سمالية قبل الإنفاق الجاري‪.‬‬ ‫الواقع �أن هناك عالمات فعلية على خف�ض في موازنات م�شاريع �ضخمة‬ ‫في قطاعات "ل ّينة" مثل التعليم والفنون‪ ،‬وال�س�ؤال الذي يقلق الجميع‬ ‫الآن‪ :‬هل �سيتمدد هذا الخف�ض �إلى م�شاريع مهمة؟‬ ‫�أبو ظبي ‪� -‬سليم �سلّوم‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫الإمارات تطلق "منظومة التم ّيز الحكومي"‬

‫�أطل���ق نائ���ب رئي�س دول���ة الإم���ارات رئي�س مجل�س الخا����ص م���ن خ�ل�ال تبن���ي �أف�ض���ل الممار�س���ات‬ ‫ال���وزراء حاك���م دبي ال�ش���يخ محم���د بن را�ش���د �آل والتوجهات‪ ،‬ومرحلة البناء التي انطلقت في العام‬ ‫مكتوم الجيل الرابع من منظومة التم ّيز الحكومي‪ 1998 ،‬بجائ���زة دب���ي ل�ل��أداء الحكوم���ي المتميز‪،‬‬ ‫للحف���اظ على تناف�س���ية الدولة عبر تطوي���ر الأداء وو�ضعت معايير دولية للجودة لتطبيقها في الدوائر‬ ‫الحكوم���ي‪ .‬وق���ال �أن منظومة الجي���ل الرابع التي الحكومي���ة‪ ،‬ثم مرحلة الريادة التي تمثلت ب�إطالق‬ ‫ُتعتب���ر الأولى م���ن نوعها ف���ي العالم‪ ،‬ته���دف �إلى جائزة الإمارات للأداء الحكومي المتميز في العام‬ ‫الإرتق���اء بالعم���ل الحكومي عل���ى �أ�س����س ومعايير ‪ ،2009‬لت�ش���كل �أرفع جائزة للتميز الم�ؤ�س�سي على‬ ‫مبتكرة ترتكز على النتائج المحققة ك�أ�سا�س للتميز م�ستوى الدولة"‪.‬‬ ‫في الخدمات الحكومية‪ .‬و�أ�ضاف‪" :‬قطعنا �أ�شواط ًا وقال‪" :‬بعدما �إجتزنا هذه المراحل بنجاح وبلغت‬ ‫ناجحة م���ن التميز‪ ،‬وت�ص���درت دولتنا ال�ص���فوف معها الحكومة مرحلة مهمة من الن�ض���ج والتميز‬ ‫الأولى وتب ّو�أت مواقع متقدمة في كثير من م�ؤ�شرات ف���ي �أدائها وبرامجها و�أهدافها وو�ض���وح ر�ؤيتها‪،‬‬ ‫�آن الأوان لتح ٍّد جديد نبني من‬ ‫التناف�س���ية العالمي���ة‪ ،‬والي���وم‬ ‫خالله عل���ى ه���ذه الإنجازات‬ ‫نريد �أن نبني على هذا الإنجاز‬ ‫ب�إطالق منظومة �أو�سع و�أ�شمل‬ ‫لننتقل �إل���ى مرحلة جديدة في‬ ‫للتمي���ز نوا�ص���ل م���ن خالله���ا‬ ‫العم���ل عنوانها التمي���ز القائم‬ ‫الطريق نحو الم�س���تقبل الذي‬ ‫عل���ى النتائ���ج"‪ .‬و�إ�س���تعر�ض‬ ‫نطم���ح �أن تك���ون في���ه دولتن���ا‬ ‫ال�ش���يخ محم���د بع����ض مراحل‬ ‫م���ن �أف�ض���ل ال���دول و�ش���عبنا‬ ‫م�س���يرة التميز الحكومي التي‬ ‫م���ن �أ�س���عد ال�ش���عوب‪ ،‬ولتبقى‬ ‫بد�أت في الع���ام ‪ 1994‬بجائزة‬ ‫الإم���ارات ال�س���باقة والأكث���ر‬ ‫دب���ي للج���ودة‪ ،‬ور�س���مت ف���ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تقدم���ا و�إبت���كارا ف���ي العم���ل‬ ‫ذل���ك الحين الخط���وات الأولى‬ ‫ال�شيخ محمد بن را�شد �آل مكتوم‬ ‫الحكومي"‪.‬‬ ‫نحو تحقي���ق التميز في القطاع‬

‫دبي‪ %7.89 :‬م�ساهمة قطاع البناء في الناتج‬ ‫�س���اهم قطاع البناء في دبي ب���ـ‪ 7.89‬في المئة‬ ‫م���ن النات���ج المحل���ي الإجمال���ي في الن�ص���ف‬ ‫الأول م���ن الع���ام الفائ���ت‪ ،‬وف���ق تقرير ن�ش���ره‬ ‫"مركز دبي للإح�ص���اء"‪ .‬و�س��� ّلط ال�ضوء على‬ ‫ه���ذه الإح�ص���اءات منظمو "معر����ض العقارات‬ ‫الدولي"‪ ،‬الذي �سيعقد بين ‪� 30‬آذار (مار�س)‬ ‫والأول م���ن ني�س���ان (�أبري���ل) ف���ي "مركز دبي‬ ‫الدولي للم�ؤتمرات والمعار�ض"‪.‬‬ ‫و�أعلن���ت �ش���ركة "الإ�س���تراتيجي لتنظي���م‬ ‫ّ‬ ‫المنظم���ة‬ ‫المعار����ض والم�ؤتم���رات"‪ ،‬الجه���ة‬ ‫للمعر����ض‪� ،‬أن الح���دث ي�س���اهم ف���ي التروي���ج‬ ‫لقط���اع العقارات بي���ن الم�س���تثمرين المحليين‬ ‫والدوليين و�ص���ناع القرار وال���زوار التجاريين‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى تجار العقارات بالتجزئة في العالم‪.‬‬ ‫ويتوق���ع المنظمون �إبرام �ص���فقات مهمة خالل‬ ‫المعر�ض من جان���ب الم�س���تخدمين النهائيين‬

‫وتجار العقارات والم�س���تثمرين ذوي الموازنات‬ ‫المحدودة‪.‬‬ ‫وقالت مدي���رة "معر�ض العقارات الدولي ‪"2015‬‬ ‫جوزين هيغمانز‪" :‬م�س���اهمة قطاع البناء في دبي‬ ‫بـ‪ 7.89‬ف���ي المئة م���ن الناتج المحل���ي الذي بلغ‬ ‫‪ 170.7‬ملي���ار درهم خالل الن�ص���ف الأول العام‬ ‫‪ ،2014‬يعتبر م�ؤ�ش���ر ًا مهم��� ًا �إلى �إمكان���ات النمو‬ ‫القوي���ة للقطاع في الإم���ارة والقطاعات المتعلقة‬ ‫به"‪ .‬و�أ�ضافت‪�" :‬شراكة معر�ض العقارات الدولي‬ ‫الرئي�س���ية م���ع م�ؤ�س�س���ات عريق���ة مثل م�ؤ�س�س���ة‬ ‫التنظي���م العق���اري (ري���را) ودائ���رة الأرا�ض���ي‬ ‫والأم�ل�اك في دبي ومعهد دبي العقاري‪� ،‬إ�ض���افة‬ ‫�إلى �ش���ركائنا الإ�س���تراتيجيين مثل رابطة مهنيي‬ ‫العقارات الدولية (�أي �آي بي بي) والمعهد الملكي‬ ‫للم�س���احين القانونيين (م�ؤ�س�س���ة ريك�س)‪ ،‬تعزز‬ ‫عامل الثقة لدى الزوار التجاريين للمعر�ض"‪.‬‬

‫يتطلب توفير قرو�ض للم�ش���اريع ال�ص���غيرة‬ ‫والمتو�س���طة التي تعتبر جزءاً حيويا ً من �إقت�ص���اد‬ ‫الإمارات وم�ص���دراً رئي�س���يا ً لفر����ص العمل‪ ،‬بذل‬ ‫مزي���د من الجه���ود لت�ش���جيع البنوك و�س���واها من‬ ‫الم�ؤ�س�س���ات المالية العاملة في الإمارات العربية‬ ‫المتح���دة عل���ى تمويلها‪ ،‬وفق���ا ً لمالك الم�ؤ�س�س���ة‬ ‫النا�شئة "بي �آر كومينيكي�شنز" مديرها العام بهاء‬ ‫الفطايري‪ ،‬وهي مخت�ص���ة با�ست�ش���ارات الت�سويق‬ ‫والت�صميم والعالقات العامة‪ ،‬وتتخذ دبي مقراً‪.‬‬ ‫و�أ�ض���اف الفطاي���ري‪" :‬لطالما كان الح�ص���ول على‬ ‫تمويل عقبة رئي�سية تواجه رواد الأعمال ال�ساعين‬ ‫لإن�ش���اء م�ؤ�س�س���ات �أو تو�س���يع نط���اق العملي���ات‬ ‫الحالي���ة‪ .‬وعلى رغم �إطالق حكوم���ة الإمارات برامج‬ ‫خا�ص���ة بتعزيز ريادة الأعمال‪ ،‬وتوفير الم�س���اعدة‬ ‫التمويلية للم�ؤ�س�س���ات ال�ص���غيرة والمتو�س���طة‪،‬‬ ‫يجب �إتخاذ مزيد من الإجراءات لت�شجيع المقر�ضين‬ ‫المحليي���ن (�أي الم�ص���ارف) وتقديم الت�س���هيالت‬ ‫التي من �ش�أنها تعزيز هذا القطاع"‪.‬‬ ‫�أظه���رت درا�س���ة حديث���ة �أن الإ�س���تثمارات‬ ‫الأجنبية غير النفطية وال�ص���ناعية في ال�س���عودية‬ ‫ل���م تنجح ف���ي تعزي���ز تناف�س���ية المملك���ة �أو رفع‬ ‫م�س���توى الخدم���ة �أو تحقي���ق �أي م���ن الأه���داف‬ ‫االقت�ص���ادية التنموي���ة‪ ،‬من خلق وظائ���ف وتنويع‬ ‫م�ص���ادر الدخ���ل وخالفه‪ ،‬ف���ي حين ت�ض���ع الهيئة‬ ‫العام���ة للإ�س���تثمار حالي���ا ً اللم�س���ات الأخيرة على‬ ‫خطط الإ�ستثمار لقطاعي الرعاية ال�صحية والنقل‪،‬‬ ‫�إذ ت���م تحديد فر�ص �إ�س���تثمارية تتميز بجاذبيتها‬ ‫كفر�ص لال�ستثمارات الأجنبية بقيمة تقدر بـ‪525‬‬ ‫ملي���ار ري���ال (‪ 140‬ملي���ار دوالر)‪ .‬وق���ال ع�ض���و‬ ‫مجل����س �إدارة الغرفة التجارية ال�ص���ناعية في مكة‬ ‫عبدالمعط���ي بن عبداهلل كعكي‪� ،‬إن "الدرا�س���ة التي‬ ‫�أعدته���ا الهيئة العامة لال�س���تثمار �ض���من �إنجازها‬ ‫درا�س���تين و�ص���فتا بالمهمتين‪� ،‬إحداهما عن مناخ‬ ‫اال�ستثمار وممار�سة الأعمال اال�ستثمارية والثانية‬ ‫عن اتجاهات اال�س���تثمار وم�ساهمته في االقت�صاد‬ ‫الوطني‪� ،‬أك���دت �أن ‪ 60‬في المئة م���ن التراخي�ص‬ ‫القائمة والمملوكة لكيان���ات فردية‪ ،‬معظمها في‬ ‫قطاعات متدنية كالمقاوالت والمطاعم والور�ش"‪.‬‬ ‫�سي�ص���بح �ص���ندوق الثروة ال�سيادي القطري‬ ‫المال���ك الوحي���د لم�ش���روع "بورتا نوف���ا" العقاري‬ ‫الفاخ���ر في مي�ل�ان والذي تبل���غ قيمته ال�س���وقية‬ ‫ملياري يورو (ما يعادل ‪ 2.25‬ملياري دوالر)‪.‬‬ ‫وق���ال الرئي����س التنفي���ذي ل�ش���ركة "هاين���ز‬ ‫�إيطاليا"‪ ‬مانفري���دي كاتي�ل�ا‪� ،‬إن �ص���ندوق الثروة‬ ‫ال�س���يادي القط���ري �سي�ش���تري الح�ص���ة المتبقية‬ ‫البالغ���ة ‪ 60‬ف���ي المئة ف���ي م�ش���روع "بورتا نوفا"‬ ‫العقاري‪ ،‬وذلك في مقابل مبلغ لم يك�شف عنه‪.‬‬

‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪17‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون خليجية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫المفكرة الخليجية‬

‫مليون دوالر تخ�سرها المنطقة �سنوي ًا من الإتجار غير الم�شروع بمنتجات التبغ‬ ‫�أك���د خب���راء وم�س����ؤولون في �ش���ركات كبرى م���ن �أنح���اء العال���م‪� ،‬إجتمعوا‬ ‫ف���ي دبي �أخير ًا لمناق�ش���ة ق�ض���ايا التجارة غي���ر الم�ش���روعة بمنتجات التبغ‬ ‫والإ�س���تراتيجيات المنا�س���بة لمكافحة ه���ذه الظاه���رة‪� ،‬أن حكومات العالم‬ ‫تتكبد خ�س���ائر تتراوح بين ‪ 40‬و‪ 50‬مليار دوالر �س���نوي ًا‪ ،‬ج���راء هذه التجارة‬ ‫التي ت�ص���ل ن�سبتها �إلى ‪ 12‬في المئة من ال�سوق العالمية لهذه المنتجات‪� ،‬إذ‬ ‫يجري تداول نحو ‪ 660‬مليار �سيجارة �سنوي ًا في �شكل غير قانوني‪ .‬و�أ�ضافوا‬ ‫خالل م�ؤتمر �إ�ستمر يومين‪� ،‬أن الخ�سائر ال�سنوية لل�شرق الأو�سط ت�صل �إلى‬ ‫‪ 800‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وتعتب���ر الكويت من �أقل الأ�س���واق الخليجية ت�أثرا بالتجارة غير الم�ش���روعة‬ ‫نظر ًا �إلى ال�سيا�س���ة الجمركية وال�ض���ريبية المتوازنة‪ ،‬وفق الخبراء‪ .‬وت�ش ّكل‬ ‫التجارة غير الم�ش���روعة ‪ 21‬في المئة من حجم ال�س���وق ال ُعمانية‪ ،‬علم ًا ب�أن‬ ‫ال�س���لطنة تكبدت في العام ‪ 2013‬خ�س���ائر تع���ادل ‪ 3.4‬ماليين ريال ُعماني‬ ‫(‪ 8.8‬ماليين دوالر)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وتُع ّد ال�س���جائر �إحدى �أكثر المنتجات تداوال في ال�س���وق ال�س���وداء ب�سبب ما‬ ‫تحققه من هوام�ش ربح عالية‪ ،‬ونظر ًا �إلى ما تتمتع به من �س���هولة ن�سبية في‬ ‫الإنتاج والتوزيع و�إنخفا�ض معدّالت الك�شف والعقوبة‪.‬‬ ‫و�أ�ش���ار الخب���راء �إلى �أن التجارة غير الم�ش���روعة في منتج���ات التبغ "تم ّول‬ ‫ً‬ ‫ف�ض�ل�ا عن‬ ‫مجموع���ات الجريم���ة المنظم���ة‪ ،‬وت����ؤدي �إلى تف�ش���ي الجرائم‪،‬‬ ‫�أنها ت�س���لب من الحكومات �إيرادات �ض���خمة"‪ .‬وتتمت���ع دول مجل�س التعاون‬ ‫الخليجي ب�أعلى �أ�س���عار لل�سجائر في المنطقة‪ ،‬مقارنة بالأ�سواق المجاورة‪،‬‬ ‫ما يعزز معدالت التجارة غير الم�شروعة‪.‬‬ ‫وخ�ل�ال الم�ؤتمر الذي ا�ست�ض���افته �ش���ركة "بريتي�ش �أميري���كان توباكو" في‬ ‫دورت���ه الخام�س���ة بعن���وان "ال�سيا�س���ات ال�ض���ريبية ومكافحة التج���ارة غير‬ ‫الم�ش���روعة في ال�شرق الأو�سط و�ش���مال �أفريقيا"‪� ،‬أكد م�شاركون �أن ظاهرة‬ ‫الإتجار غير الم�ش���روع بمنتجات التبغ ت�ش���هد تنامي ًا ملحوظ ًا على م�س���توى‬

‫العال���م‪ ،‬الأمر ال���ذي ي�ؤثر في ال���دول الغني���ة والفقيرة‪ ،‬فنظر ًا �إل���ى �إرتفاع‬ ‫ال�ض���رائب على ه���ذه المنتجات و�س���هولة نقله���ا‪ ،‬تو ّفر ال�س���جائر وتهريبها‬ ‫فر�ص���ة مغرية فباتت ال�س���جائر من �أكثر ال�س���لع المتاجر بها في �صورة غير‬ ‫م�شروعة في العالم‪.‬‬ ‫وق���ال المدير الإقليمي لـ"بريتي�ش �أميريكان توباكو" في ال�ش���رق الأو�س���ط‬ ‫ميكروفت كروي�س���ديل �أبلباي‪�" :‬أرى �أننا نقل���ل كثير ًا من حجم التجارة غير‬ ‫الم�ش���روعة ونم ّوها المحتمل م�س���تقب ًال في ال�شرق الأو�س���ط‪ ،‬فهذه الق�ضية‬ ‫ت�ش��� ّكل قلق��� ًا حقيقي ًا‪ ،‬خ�صو�ص��� ًا م���ع �إزدياد �أثرها ال�س���لبي ف���ي الحكومات‬ ‫ّ‬ ‫المرخ�صة للعمل �شرعي ًا �ضمن هذا القطاع"‪.‬‬ ‫وال�شركات‬ ‫و�أ�ض���اف‪" :‬نظر ًا �إلى الثمن الذي نتك ّبده‪ ،‬ينبغي علينا �أن نت�ساءل �إن كنا نهتم‬ ‫في �ش���كل كاف بمعالجة ق�ض���ية الإتجار غير الم�ش���روع‪ .‬لذلك تلتزم ال�ش���ركة‬ ‫التعاون الوثيق مع مختلف الحكومات في ال�شرق الأو�سط للو�صول �إلى �سيا�سات‬ ‫�ضريبية مدرو�سة وتعزيز متانة الت�شريعات من خالل ت�شديد العقوبات"‪.‬‬ ‫�أما رئي�س ال�ش����ؤون الم�ؤ�س�س���ية والتنظيمية في "بريتي����ش �أميريكان توباكو"‬ ‫في ال�ش���رق الأو�س���ط طارق نجار‪ ،‬فقال في تعليق ح���ول العالقة بين �إرتفاع‬ ‫معدالت ال�ض���رائب والتج���ارة غير الم�ش���روعة‪� ،‬إن "المه ّربين يعملون حيث‬ ‫تتزاي���د فر�ص الربح‪ ،‬فالف���روق في الأ�س��� ــعار تم ّكن المه ّربي���ن من تحقيق‬ ‫الأرباح عبر �ش���راء منتجات التبغ من �أ�س���واق �أ�س ــعارها رخي�صة‪ ،‬ويعمدون‬ ‫�إل���ى بيعه���ا ف���ي الأ�س���واق الغالي���ة‪ ،‬وبالتالي ف����إن فر�ض زي���ادات كبيرة في‬ ‫ال�ضرائب من دون الدرا�سة المت�أنية لمختلف المتغ ّيرات قد ي�ؤدي �إلى نتائج‬ ‫�سلبية غير مق�صودة"‪.‬‬ ‫و�أ�ض���اف‪�" :‬أم���ا فر�ض الزي���ادة المفاجئة على الر�س���وم �أو ال�ض���رائب التي‬ ‫ت�ؤدي �إلى ت�ض���اعف �أ�سعار التبغ‪ ،‬ف�ستت�س���بب بال �شك في زيادة الطلب على‬ ‫ّ‬ ‫المدخنين ذوي القدرة ال�شرائية‬ ‫المنتجات المه ّربة الأرخ�ص �سعر ًا من قبل‬ ‫المحدودة"‪.‬‬

‫البحرين‪ :‬قطاع التجزئة يحقق �أرباح ًا قيا�سية‬ ‫تج���اوز قطاع التجزئ���ة في البحري���ن القطاعات‬ ‫الأخ���رى ف���ي العام ‪ ،2014‬خ�صو�ص��� ًا م���ع �إنجاز‬ ‫كثي���ر م���ن المراك���ز التجاري���ة الجدي���دة‪ ،‬كم���ا‬ ‫�ش���هدت ال�س���وق �إرتفاع ًا ف���ي المراك���ز التجارية‬ ‫الإجتماعية المخ�ص�ص���ة لقطاع التجزئة‪ ،‬والتي‬ ‫تقدم خدماتها في المناطق ال�سكنية‪ ،‬وفق تقرير‬ ‫"نظ���رة عل���ى �س���وق البحرين" للرب���ع الرابع في‬ ‫العام ‪ 2014‬والذي ن�ش���رته �ش���ركة الإ�ست�ش���ارات‬ ‫العقارية العالمية "�س���ي ب���ي �آر �إي"‪ .‬وقال رئي�س‬ ‫بحوث ال�ش���رق الأو�سط فيها �س���تيف مايز‪" :‬على‬

‫‪16‬‬

‫العدد ‪� - 28‬آذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫رغ���م �ص���غر م�س���احة البحري���ن‪ ،‬زاد االزدح���ام‬ ‫الم���روري و�أع���داد ال�س���كان الحاجة �إل���ى متاجر‬ ‫محلية مخ�ص�صة للتجزئة‪� ،‬إلى جانب المطاعم‪،‬‬ ‫ما ق���اد �إل���ى ازدياد �أع���داد الم�ش���اريع الجديدة‬ ‫ف���ي المحرق ومدينة عي�س���ى والرفاعة"‪ .‬و�أ�ش���ار‬ ‫التقري���ر �إل���ى �أن "افتت���اح ال�س���يف "م���ول" ف���ي‬ ‫المحرق مطلع ال�سنة �شهد نجاح ًا كبير ًا"‪.‬‬ ‫ولف���ت �إل���ى �أن "تواف���ر الم�س���احات المكتبي���ة‬ ‫الراقي���ة الت���ي تلب���ي المعايير العالمية يقت�ص���ر‬ ‫عل���ى ع���دد مح���دود م���ن الم�ش���اريع المهمة في‬

‫المملك���ة‪ ،‬ولذلك ت�س���يطر هذه الم�ش���اريع على‬ ‫معايير الإيجارات في هذا القطاع"‪ .‬وعلى رغم‬ ‫زي���ادة العر�ض في ال�س���وق عموم ًا‪ ،‬ل���م تطر�أ �أي‬ ‫تغييرات تذك���ر على مع���دالت الإيجارات خالل‬ ‫الربع الما�ض���ي‪ ،‬ولكن ال�س���وق �شهدت �إ�ستمرار ًا‬ ‫لالرتف���اع الثاب���ت في الطل���ب على الم�س���احات‬ ‫المكتبي���ة الأ�ص���غر‪ ،‬الت���ي تقدم حل���و ًال للمكاتب‬ ‫الجاه���زة لل�ش���ركات المحلي���ة الت���ي تتجن���ب‬ ‫الأخط���ار وال�ش���ركات العالمية الت���ي تبحث عن‬ ‫حلول فعالة من حيث الكلفة‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫ال�صين تتعهد تو�سيع الإ�صالحات االقت�صادية‬ ‫�أعلنت ال�ص���ين �أنها ت�س���تهدف نمو االقت�ص���اد‬ ‫�س���بعة ف���ي المئة هذه ال�س���نة‪ ،‬وتعزي���ز الإنفاق‬ ‫الحكوم���ي‪ ،‬م�ش���يرة �إل���ى �أن �أدن���ى مع���دل نمو‬ ‫عل���ى مدى ربع قرن �س���يكون "الو�ض���ع الطبيعي‬ ‫الجديد" لثاني �أكبر اقت�صاد في العالم‪.‬‬ ‫وتعهد رئي�س الوزراء لي كه ت�ش���يانغ في الجل�سة‬ ‫االفتتاحي���ة لالجتم���اع ال�س���نوي للبرلم���ان‪،‬‬ ‫بمحاربة الف�س���اد والتلوث‪ ،‬و�ش���دد على الحاجة‬ ‫�إلى مزي���د من الإ�ص�ل�احات الم�ؤلمة للو�ص���ول‬ ‫باالقت�ص���اد �إلى و�ضع �أكثر ا�س���تدامة بعد ثالثة‬ ‫عقود من النمو الفائق ال�سرعة‪.‬‬ ‫وق���ال ت�ش���يانغ متوجه ًا ال���ى نح���و ‪� 3‬آالف نائب‬ ‫�إجتمع���وا ف���ي "قاع���ة ال�ش���عب الكب���رى" غرب‬ ‫ميدان تيانانمن في قلب بكين "االقت�ص���اد ينوء‬ ‫تح���ت وط�أة �ض���غوط متزايدة (‪ )...‬الم�ش���اكل‬ ‫العميقة التي تعتر�ض م�سار التنمية االقت�صادية‬ ‫للب�ل�اد ت���زداد و�ض���وح ًا‪ ،‬والم�ص���اعب الت���ي‬ ‫نواجهه���ا ه���ذا العام ربم���ا هي �أكبر م���ن العام‬ ‫الما�ض���ي‪ .‬ان ال�س���نة الجديدة حا�سمة لتر�سيخ‬ ‫الإ�صالحات ال�شاملة"‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف م�ستعر�ض ًا �أولويات ال�سيا�سة الحكومية‬

‫لعام ‪ 2015‬في ما ي�ش���به خط���اب حالة االتحاد‬ ‫ف���ي الوالي���ات المتح���دة‪� ،‬إن تل���ك الأولوي���ات‬ ‫ت�ش���مل الم�ض���ي قدم ًا في �إ�ص�ل�اح الم�ؤ�س�س���ات‬ ‫الحكومي���ة العمالقة التي م���ا زالت تهيمن على‬ ‫قيادة االقت�صاد والتحرك �صوب تحرير النظام‬ ‫الم�صرفي والأ�سواق المالية‪.‬‬ ‫وتاب���ع‪" :‬بغي���ة ن���زع فتي���ل الم�ش���اكل والأخطار‬ ‫وتحا�شي الوقوع في فخ الدخل المتو�سط و�إنجاز‬ ‫التحدي���ث‪ ،‬على ال�ص���ين �أن تعتمد على التنمية‬ ‫(‪ )...‬والتنمية تتطلب معدل نمو مالئم ًا‪ ،‬وف ــي‬ ‫الوقــت ذات ــه ف ـ�إن النمو االقتــ�ص���ادي لل�صــين‬ ‫قد دخل �إلى و�ضــع طبيعي جديد"‪.‬‬

‫رئي�س الوزراء ال�صيني لي كه ت�شيانغ‬

‫فجوة الأجور تت�سع في �أميركا ال�شمالية و�آ�سيا‬ ‫�أظه���رت درا�س���ة �أن فجوة الأجور بي���ن المديرين‬ ‫البارزين والموظفين في الم�س���تويات الدنيا تت�سع‬ ‫ب�صورة �أكثر حدة في �أميركا ال�شمالية و�آ�سيا عنها‬ ‫ف���ي �أوروبا منذ الأزم���ة المالية‪ .‬و�أظه���ر التقرير‬ ‫الذي �أعدته "هاي غروب"‪ ،‬وهي مجموعة عالمية‬ ‫ال�ست�شارات االدارة تزايد التفاوت في الأجور بين‬ ‫المديري���ن الكب���ار والموظفي���ن المبتدئين �أو من‬ ‫يقوم���ون ب�أعم���ال كتابية ف���ي �أنح���اء العالم منذ‬ ‫بداية الركود العالمي‪.‬‬ ‫وفي �أميركا ال�ش���مالية ات�س���عت اله���وة ‪ 7.2‬في‬ ‫‬المئ���ة بي���ن عام���ي ‪ 2008‬و‪ 2014‬بينم���ا زادت‬ ‫الفج���وة في �آ�س���يا ‪ 12.5‬ف���ي المئة‪ .‬و�ش���هدت‬ ‫�أوروبا �أقل زي���ادة في حجم الفجوة وبلغت ‪2.2‬‬ ‫ف���ي المئ���ة‪ .‬وكان �ص���ندوق النق���د الدولي حذر‬ ‫الع���ام الما�ض���ي من �أن ع���دم تكاف�ؤ م�س���تويات‬ ‫الدخل قد ي�ؤدي �إلى تباط�ؤ النمو االقت�صادي �أو‬ ‫�صعوبة ا�ستمراره‪.‬‬

‫وظهر م�سح �أن المديرين التنفيذيين لل�شركات‬ ‫ف���ي الوالي���ات المتح���دة �أ�ص���بحوا �أكث���ر تفا�ؤ ًال‬ ‫بدرج���ة طفيف���ة باالقت�ص���اد ويخط���ط نح���و‬ ‫ن�ص���فهم لزيادة الإنفاق الر�أ�س���مالي على مدى‬ ‫الأ�ش���هر ال�س���تة المقبل���ة‪ .‬وتبي���ن م���ن الم�س���ح‬ ‫الف�ص���لي الذي �أجرت���ه "بيزني����س راوندتيبل"‬ ‫�أن المديري���ن التنفيذيين يتوقع���ون نمو الناتج‬ ‫المحل���ي الإجمالي في الوالي���ات المتحدة ‪2.8‬‬ ‫في المئ���ة هذا الع���ام مقارنة بتوقع���ات بزيادة‬ ‫قدرها ‪ 2.4‬في المئة في الربع ال�سابق‪.‬‬ ‫وم���ن بي���ن ‪ 120‬رئي�س��� ًا تنفيذي��� ًا �ش���اركوا ف���ي‬ ‫الم�س���ح توقع ‪ 45‬في المئة منه���م زيادة الإنفاق‬ ‫الر�أ�س���مالي في الواليات المتحدة في الأ�ش���هر‬ ‫ال�س���تة المقبل���ة �ص���عود ًا م���ن ‪ 36‬ف���ي المئة في‬ ‫م�س���ح الربع ال�س���ابق‪ .‬وتوقع ‪ 40‬في المئة زيادة‬ ‫مع���دالت التوظيف بنحو الم�س���تويات عينها في‬ ‫الم�سح ال�سابق‪.‬‬

‫الموجز الدولي‬ ‫�أفــاد مــ�س���ح ُن�ش���رت نــتــائجه �أخي���راً‪ ،‬تراجع‬ ‫توقعات البريطانيين لمعدل الت�ضخم في ال�شهور‬ ‫ال���ـ‪ 12‬المقبلة �إلى �أدنى م�س���توياتها في �أكثر من‬ ‫�س���ت �س���نوات و�إ�س���تقرار توقعات الت�ض���خم في‬ ‫المدى الطويل عند م�ستوى قيا�سي منخف�ض‪.‬‬ ‫وخل�ص م�س���ح "�س���يتي – يوغوف" ال�ش���هري �إلى‬ ‫تراج���ع توقعات الت�ض���خم لمدى �س���نة �إل���ى واحد‬ ‫في المئة‪ ،‬وهو الأدنى من���ذ �أواخر ‪ 2008‬ومقارنة‬ ‫ب���ـ‪ 1.2‬في كان���ون الثان���ي (يناير)‪ .‬و�إ�س���تقرت‬ ‫توقعات الت�ض���خم لخم�س �إلى ع�شر �سنوات مقبلة‬ ‫عند ‪ 2.6‬في المئة‪ .‬و�سجل ت�ضخم �أ�سعار التجزئة‬ ‫ف���ي بريطانيا �أدنى م�س���توياته عل���ى الإطالق في‬ ‫كانون الثاني (يناير)‪ .‬وما زال الم�ص���رف المركزي‬ ‫البريطان���ي يتوقع �أن تك���ون خطوت���ه التالية في‬ ‫�ش�أن ال�سيا�س���ة النقدية‪ ،‬رفع �أ�سعار الفائدة لكنه‬ ‫قد يعم���د �إلى خف�ض���ها عن م�س���تواها القيا�س���ي‬ ‫المنخف����ض الحال���ي والبال���غ ‪ 0.5‬في المئ���ة �إذا‬ ‫تر�سخت معدالت الت�ضخم البالغة التدني‪.‬‬ ‫�أعلن���ت وزيرة النق���ل الكندية لي���زا ريت عن‬ ‫زيادة قيمة الت�أمين التي تدفعها �ش���ركات ال�سكة‬ ‫الحدي���د عل���ى القط���ارات الحامل���ة للنف���ط الخام‪،‬‬ ‫وفر�ض �ضريبة على �شركات ال�شحن‪.‬‬ ‫وي�أتي قرار الوزيرة للم�ساعدة في تغطية تكاليف‬ ‫الحوادث ال�ض���خمة في �ص���ناعة "نق���ل النفط عبر‬ ‫ال�سكة الحديد" الآخذة في االزدهار‪.‬‬ ‫وك�ش���فت ريت عن ه���ذه الإج���راءات في م�ش���روع‬ ‫قانون‪ ،‬بعد انفجار قطار جامح‪ ‬عام ‪� ،2013‬أ�س���فر‬ ‫عن مقتل ‪� 47‬شخ�صا ً‪ ،‬وهدم‪ ‬قرية ب�أكملها‪.‬‬ ‫لم ت�س���تفد �ش���ركات ال�س���فر في �شكل كامل‬ ‫من اال�س���تثمار ف���ي الفر�ص الت���ي تقدمها مواقع‬ ‫التوا�ص���ل االجتماع���ي‪ ،‬وف���ق م���ا �أف���ادت �ش���ركة‬ ‫"ديلوي���ت" ف���ي تقرير ح���ول "القن���وات الرقمية‬ ‫وقطاع ال�سفر" بالتعاون مع "فاي�سبوك"‪ .‬لذا �ش ّدد‬ ‫التقرير على �ض���رورة �أن "تدمج �ش���ركات ال�س���فر‬ ‫القن���وات الرقمية في �إ�س���تراتيجياتها العامة في‬ ‫�شكل كامل‪ ،‬بهدف خدمة زبائنها في �شكل �أف�ضل‬ ‫و�أكث���ر فاعلي���ة"‪ .‬وترتك���ز خال�ص���ة التقري���ر على‬ ‫تحليل "ديلويت" بيانات ا�س���تطالع عالمي برعاية‬ ‫"فاي�سبوك"‪� ،‬شامالً ‪� 10500‬شخ�ص ي�ستخدمون‬ ‫مواقع التوا�ص���ل االجتماع���ي‪ .‬و�أظهرت النتائج �أن‬ ‫ه���ذه المواقع "حلّت في المرتب���ة الثانية (‪ 33‬في‬ ‫المئة) كم�ص���در ال�س���تقاء �أفكار جدي���دة لوجهات‬ ‫ال�س���فر بعد المع���ارف والعائلة (‪ 50‬ف���ي المئة)‪،‬‬ ‫تليه���ا البرام���ج التلفزيوني���ة (‪ 32‬ف���ي المئ���ة)‪،‬‬ ‫والمن�ش���ورات الخا�ص���ة بال�س���فر (‪ 31‬في المئة)‪،‬‬ ‫ومحركات البحث (‪ 31‬في المئة)"‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪19‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون دولية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫المفكرة الدولية‬

‫الإ�ستثمار الأجنبي المبا�شر والنمو ال�شامل للدول‬ ‫م ��ع �إرتف ��اع النم ��و االقت�ص ��ادي والعولم ��ة‪ ،‬يُتوق ��ع �أن يكون الع ��ام الحالي‬ ‫�إ�ستثنائي� �اً للإ�ستثم ��ار الأجنب ��ي المبا�ش ��ر ف ��ي كثي ��ر م ��ن ال ��دول‪ .‬وتظهر‬ ‫الزي ��ادة في توافر ر�أ�س الم ��ال‪ ،‬حاجة الدول �إلى الذهاب �أبعد من الأرقام‬ ‫المالي ��ة وفه ��م العوام ��ل الت ��ي ت�ؤث ��ر ف ��ي �إ�ستقط ��اب الإ�ستثم ��ار الأجنب ��ي‬ ‫المبا�ش ��ر‪ .‬ودعم� �اً لهذه الجهود‪� ،‬أ�شار تقرير �أ�صدرت ��ه م�ؤ�س�سة "ديلويت"‬ ‫بالإ�شت ��راك م ��ع "مبادرة التقدّم الإجتماعي"‪� ،‬إل ��ى �أن ال�سيا�سات ال�صائبة‬ ‫يمك ��ن �أن ت�ؤم ��ن العوامل الإيجابي ��ة الالزمة للتق ��دم االجتماعي في بلد‬ ‫م ��ا‪ ،‬حي ��ث ي�ساهم ه ��ذا الأخير ب�إ�ستقط ��اب الإ�ستثم ��ار الأجنب ��ي المبا�شر‬ ‫والذي بدوره يمكن �أن ي�ساعد في تحقيق مزيد من التقدم‪.‬‬ ‫وق ��ارن التقرير ال ��ذي حمل عنوان "الإ�ستثمار الأجنب ��ي المبا�شر والنمو‬ ‫ال�شام ��ل لل ��دول‪ :‬الإنعكا�س ��ات عل ��ى التق ��دم الإجتماعي"‪،‬‬ ‫البيان ��ات المتعلق ��ة بم�ؤ�ش ��ر التق ��دم االجتماع ��ي‪،‬‬ ‫وه ��و مقيا� ��س �شام ��ل يتخط ��ى النات ��ج المحلي‬ ‫الإجمال ��ي ف ��ي ‪ 132‬بل ��داً لي�شم ��ل النم ��و‬ ‫والأداء واال�ستثم ��ار الأجنب ��ي المبا�ش ��ر‪.‬‬ ‫وق ��ال ال�شري ��ك الم�س� ��ؤول ع ��ن ق�س ��م‬ ‫الخدم ��ات الإ�ستراتيجية ف ��ي "ديلويت‬ ‫ال�ش ��رق الأو�س ��ط" ر�شي ��د ب�شي ��ر‪:‬‬ ‫"ف ��ي حي ��ن �أن المناف ��ع االقت�صادي ��ة‬ ‫لتدفق ��ات اال�ستثم ��ار الأجنبي المبا�شر‬ ‫بات ��ت وا�ضح ��ة‪� ،‬إال �أن معال ��م م�ساهم ��ة‬ ‫ه ��ذا اال�ستثم ��ار ف ��ي التق ��دم االجتماع ��ي‬ ‫تبق ��ى �أق ��ل و�ضوح� �اً‪ .‬وه ��ذا التقري ��ر يظهر‬ ‫كي ��ف يمك ��ن لم�ؤ�ش ��ر التق ��دم االجتماع ��ي �أن‬ ‫يك ��ون مثاب ��ة دلي ��ل لل�ش ��ركات للقي ��ام با�ستثم ��ارات‬ ‫�إ�ستراتيجي ��ة وجذابة‪ ،‬ويظه ��ر للحكوم ��ات �أن ال�سيا�سات‬ ‫الت ��ي تر ّك ��ز عل ��ى دف ��ع عجل ��ة التق ��دم االجتماع ��ي يمك ��ن �أن تج ��ذب‬ ‫اال�ستثمار الأجنبي المبا�شر‪ ،‬الذي ي�ساهم في تعزيز التنمية االقت�صادية‬ ‫واالجتماعية"‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار التقري ��ر �إل ��ى �أن "اال�ستثم ��ار الأجنب ��ي المبا�ش ��ر يمك ��ن �أن ي�شجع‬ ‫التق ��دم االجتماع ��ي لبلد ما على المدى البعي ��د من خالل دعم قطاعات‬ ‫مح ��ددة‪ ،‬ال�سيم ��ا قطاع ��ي الرعاية ال�صحي ��ة والتعليم‪ ،‬وم ��ن خالل زيادة‬ ‫فر�ص العمل ورفع م�ستوى الدخل الفردي"‪ .‬ويمكن للعوامل الم�ساهمة‬ ‫ف ��ي التقدم االجتماعي‪ ،‬مثل البنية التحتي ��ة والتعليم والأمن ال�شخ�صي‬ ‫وال�سيا�سي‪� ،‬أن ت�ساعد على جذب اال�ستثمارات الخارجية‪ .‬ومن بين الأمور‬ ‫التي توازي اال�ستثمار الأجنبي المبا�شر من حيث الأهمية‪ ،‬عوامل التنوع‬ ‫واالندم ��اج وقب ��ول الآخ ��ر التي ت�ؤثر ف ��ي نمط الحي ��اة وت�ساعد في جذب‬ ‫القوى العاملة واال�ستثمارات الدولية المطلوبة للقطاعات ذات المهارات‬ ‫العالية‪ ،‬مثل قطاع التمويل‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف‪" :‬من حيث التقدم االجتماعي‪ ،‬لي�ست كل اال�ستثمارات الأجنبية‬

‫‪18‬‬

‫العدد ‪� - 28‬آذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫المبا�ش ��رة مت�ساوية والنتائج الإيجابية تبقى غير م�ضمونة‪ .‬فعلى �سبيل‬ ‫المث ��ال‪ ،‬وبغ� ��ض النظ ��ر ع ��ن التق ��دم االجتماعي‪ ،‬ق ��د تح� � ّد اال�ضطرابات‬ ‫ال�سيا�سي ��ة اال�ستثم ��ار الأجنب ��ي المبا�ش ��ر‪ ،‬كم ��ا الح ��ال في كل م ��ن م�صر‬ ‫والع ��راق‪ ،‬كم ��ا يج ��ب عل ��ى الحكوم ��ات �أن ت�ض ��ع �سيا�س ��ات متكامل ��ة لدفع‬ ‫عجلة التقدم االجتماعي من خالل اال�ستثمار الأجنبي المبا�شر"‪.‬‬ ‫وي�ستقط ��ب بع� ��ض ال ��دول‪ ،‬مث ��ل البرازي ��ل ورو�سي ��ا والهن ��د وال�صي ��ن‬ ‫وكازاخ�ست ��ان‪ ،‬م�ستوي ��ات عالي ��ة م ��ن اال�ستثم ��ارات الأجنبي ��ة المبا�ش ��رة‬ ‫م ��ن دون تحقي ��ق تق ��دم اجتماع ��ي مرتف ��ع‪ .‬ويمك ��ن �أن يح ��دث ذل ��ك ف ��ي‬ ‫كثي ��ر م ��ن الح ��االت‪ ،‬ال�سيم ��ا عندما يتج ��اوز النم ��و االقت�ص ��ادي ال�سريع‬ ‫وتي ��رة التق ��دم االجتماعي‪� ،‬أو عندم ��ا يكون اال�ستثم ��ار الأجنبي المبا�شر‬ ‫موجه� �اً في �شكل غير متنا�سب نحو بع�ض القطاعات مثل‬ ‫الموارد الطبيعية‪� ،‬أو عندما تمنع البيئة ال�سيا�سية‬ ‫اال�ستثمار �أو تقع الدول في براثن الفقر‪.‬‬ ‫وخل� ��ص التقري ��ر �إل ��ى �أن "دول مجل� ��س‬ ‫التعاون الخليجي الغنية بالنفط‪ ،‬ال�سيما‬ ‫ال�سعودي ��ة والكوي ��ت‪ ،‬ت�ستقط ��ب كثي ��راً‬ ‫م ��ن اال�ستثم ��ارات الأجنبي ��ة المبا�ش ��رة‬ ‫ال�ضخمة ن�سبي� �اً‪ ،‬كما ت�شكل ال�صراعات‬ ‫وع ��دم اال�ستق ��رار ف ��ي كل م ��ن الع ��راق‬ ‫وم�ص ��ر حاج ��زاً �أم ��ام اال�ستثم ��ارات‬ ‫الأجنبي ��ة المبا�ش ��رة بغ� ��ض النظ ��ر ع ��ن‬ ‫م�ست ��وى التق ��دم االجتماع ��ي‪ ،‬وتج ��ذب‬ ‫ال ��دول الت ��ي تفر� ��ض �ضرائ ��ب منخف�ض ��ة‪،‬‬ ‫اال�ستثم ��ارات الأجنبي ��ة المبا�ش ��رة بعي ��داً م ��ن‬ ‫التقدم االجتماعي‪ ،‬كما الحال في لبنان"‪.‬‬ ‫يف�س ��ر بع� ��ض‬ ‫و�أ�ض ��اف‪" :‬يمك ��ن للتق ��دم االجتماع ��ي �أن ّ‬ ‫يف�سر‬ ‫االتجاه ��ات في اال�ستثمار الأجنبي المبا�شر ويمكن للأخير �أن ّ‬ ‫ب ��دوره بع� ��ض التح�سين ��ات ف ��ي م�ست ��وى التق ��دم االجتماع ��ي"‪ .‬ويك�ش ��ف‬ ‫كي ��ف تتط ��ور عنا�صر التق ��دم االجتماعي المختلفة عب ��ر مراحل التنمية‬ ‫االقت�صادي ��ة‪ ،‬وكي ��ف ي�ساه ��م التق ��دم االجتماع ��ي ف ��ي ت�سل ��ق ال ��دول �س ّلم‬ ‫التنمي ��ة‪ .‬وف ��ي حي ��ن �أن معظم اال�ستثم ��ارات الأجنبي ��ة المبا�شرة متدفق‬ ‫حالي� �اً نح ��و االقت�ص ��ادات النا�شئ ��ة‪ ،‬ف� ��إن فه ��م العوام ��ل الت ��ي يمكنه ��ا �أن‬ ‫تدف ��ع عجل ��ة التنمية �سي�ساعد الدول في اال�ستفادة من هذه العالقة ذات‬ ‫الفوارق الدقيقة في �شكل �أف�ضل‪.‬‬ ‫وق ��ال المدي ��ر التنفي ��ذي لـ"مب ��ادرة التق ��دم االجتماعي" ماي ��كل غرين‪:‬‬ ‫"يظه ��ر ه ��ذا التقري ��ر �أن العالق ��ة بي ��ن ال�ش ��ركات والمجتم ��ع يمكن �أن‬ ‫تك ��ون تكافلية وغير مت�ضاربة‪ ،‬وف ��ي الظروف المنا�سبة يحقق اال�ستثمار‬ ‫الأجنب ��ي المبا�ش ��ر مناف ��ع حقيقية لحي ��اة الأ�شخا�ص العاديي ��ن في �شكل‬ ‫يتخط ��ى �أثره االقت�صادي‪� ،‬إال �أنه يظهر �أي�ضاً بو�ضوح �أن ال�شركات تحقق‬ ‫�أق�صى قدر من االزدهار في المجتمعات ال�سليمة"‪.‬‬


‫بقلم البروف�سور جا�سم عجاقة*‬

‫ر�أي خبير‬

‫مقاربة إقتصادية‬ ‫للبنى التحتية في لبنان‬ ‫ُتعت َب ��ر البني ��ة التحتي ��ة ف ��ي لبنان �ضعيف ��ة ن�سبة �إل ��ى باقي الدول‬ ‫المج ��اورة ون�سب ��ة �إلى دولٍ بحج ��م الإقت�صاد اللبنان ��ي‪ .‬وب�إ�ستثناء‬ ‫�شبك ��ة القط ��اع الم�صرف ��ي اللبنان ��ي المتط� �وِّرة ن�سبي� �اً‪ ،‬فه ��ي ُتعت َب ��ر م ��ن �أه ��م‬ ‫العوامل التي ت�ؤثر �سلباً في الناتج المحلي الإجمالي‪.‬‬ ‫َت�شم ��ل عب ��ارة "البني ��ة التحتي ��ة" لبلد مع َّي ��ن الهيكلي ��ة المادي ��ة والتنظيمية‬ ‫الأ�سا�سي ��ة الالزم ��ة لت�شغي ��ل الماكين ��ة الإقت�صادي ��ة في ��ه‪ .‬ويت ��م و�صفه ��ا عل ��ى‬ ‫�أنه ��ا �شبك ��ة من العنا�ص ��ر الهيكلي ��ة التقنية المو�صول ��ة ببع�ضه ��ا لت�أمين �إطار‬ ‫دع ��م لت�شغي ��ل الآلي ��ة الإقت�صادية‪ .‬لذا تب ��رز �أهمية البل ��د االقت�صادية وتطوره‬ ‫االجتماع ��ي من خالل بنيته التحتية‪ .‬ففي البلدان المتطورة �إقت�صادياً تتمتع‬ ‫البني ��ة التحتي ��ة بم�ستويات عالية من الإ�ستثم ��ارات �سمحت لها بالتطور ب�شكل‬ ‫كبير‪.‬‬ ‫ويُ�ص ِّن ��ف الإقت�صادي ��ون البن ��ى التحتي ��ة نوعي ��ن‪ :‬البني ��ة التحتي ��ة المادي ��ة‬ ‫والبني ��ة التحتية غير المادي ��ة �أو الناعمة‪ .‬ت�ضم الأولى النقل‪ ،‬الطاقة‪ ،‬المياه‪،‬‬ ‫الإت�ص ��االت‪� ،‬إدارة النفاي ��ات ال�صلب ��ة‪ ،‬البيئ ��ة وغيرها‪� .‬أما الثاني ��ة فت�شمل بنية‬ ‫الحوكمة‪ ،‬البنية الإقت�صادية‪ ،‬والبنية الإجتماعية‪.‬‬ ‫م ��ن الناحي ��ة العملي ��ة‪ُ ،‬تعت َب ��ر البني ��ة التحتي ��ة �أ�سا�سي ��ة ف ��ي �إنت ��اج الب�ضائ ��ع‬ ‫وال�سل ��ع والخدم ��ات وتوزيعه ��ا �إلى الأ�سواق‪ ،‬كم ��ا �أنها ُت�ساهم �أي�ض� �اً في ت�أمين‬ ‫خدم ��ات النقل والطباب ��ة والإ�ست�شفاء والأمن والتعلي ��م وغيرها من الخدمات‬ ‫الإجتماعية‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫م ��ن ه ��ذا المنطلق‪ ،‬تعتبر ه ��ذه الو�سائل �أ�سا�سية في النات ��ج المحلي الإجمالي‬ ‫حيث يتم الإ�ستثمار فيها ب�شكل كبير في الإقت�صادات ال ُمتطورة والنامية‪ .‬وفي‬ ‫لبن ��ان‪ُ ،‬تعان ��ي ه ��ذه البنية من نق�ص هائ ��ل في الإ�ستثمارات ن َت� � َج من عقود من‬ ‫الإهم ��ال‪ .‬وب�إ�ستثناء ما ت ّم �إ�ستثماره ف ��ي �ستينات وت�سعينات القرن الما�ضي‪ ،‬ال‬ ‫يُمك ��ن الق ��ول �أن البني ��ة التحتية في لبنان هي بنية ق ��ادرة على مواكبة التطور‬ ‫الع�صري الذي ينتج عنه نمو �إقت�صادي‪ .‬في هذا الإطار‪ ،‬يجب معرفة �أن غياب‬ ‫الإ�ستثمارات لها عواقب وخيمة على �إنتاجية الإقت�صاد‪.‬‬ ‫�إن ع ��دم الإ�ستثم ��ار في البن ��ى التحتية ي� ��ؤدي �إلى لجم تط ��ور الإقت�صاد ونموه‬ ‫وذل ��ك عبر حرمانه من الكثير م ��ن الخدمات وال�سلع التي كانت قد تو ّفرت له‬ ‫ل ��و وُجِ ��دت بنية تحتي ��ة م�ؤاتية‪ .‬هذا الأمر ي�ؤدي �إلى خف� ��ض الإ�ستهالك بفعل‬ ‫نق�ص العمالة وبالتالي خف�ض النمو هيكلياً‪ .‬على �سبيل المثال‪� ،‬إن غياب البنى‬ ‫التحتي ��ة الأ�سا�سية والداعم ��ة لقطاع النفط في لبنان (خزانات لتخزين الغاز‪،‬‬ ‫طرق ��ات لتوزيع ��ه داخلياً‪ ،‬ال�شبك ��ة الكهربائية‪ ،‬المطاعم والفن ��ادق‪� ،)...‬ستدفع‬ ‫ب�إتج ��اه ت�أخي ��ر الإ�ستخ ��راج والإ�ستفادة م ��ن الن�شاطات الإقت�صادي ��ة التي كانت‬ ‫ت�ستطيع الإنتاج لو تو ّفرت هذه البنى‪.‬‬ ‫م ��ن هن ��ا يُمكن القول �أن النمو االقت�صادي في لبن ��ان محدود بفعل ت�آكل البنى‬ ‫التحتية وعدم الإ�ستثمار فيها‪.‬‬ ‫لذا‪ ،‬يُمكن الجزم �أنه ب�إ�ستثناء القطاع العقاري وقطاع الخدمات في الفترة ما‬ ‫الخا�صة الأخرى �أي �إ�ستثمارات‬ ‫بين العامين ‪ 2005‬و‪ ،2010‬لم ت�شهد القطاعات‬ ‫ّ‬

‫ُتذك ��ر‪ .‬فعج ��ز الدول ��ة اللبنانية ع ��ن تمويل الإ�ستثم ��ارات وغياب �إط ��ار قانوني‬ ‫ي�سم ��ح للقطاع الخا�ص بالإ�ستثمار ف ��ي البنى التحتية‪� ،‬أدّيا الى ت�آكلها كال�صد�أ‬ ‫ف ��ي الحدي ��د‪ .‬و�أكبر مثال على ذل ��ك هو م�ؤ�س�سة كهرباء لبن ��ان التي هي مركز‬ ‫�إنت ��اج حي ��وي و�أ�سا�سي في الماكينة الإقت�صادي ��ة اللبنانية نظراً �إلى الإ�ستخدام‬ ‫الكبي ��ر للكهرب ��اء ف ��ي الإقت�صاد‪ .‬فه ��ذه الم�ؤ�س�سة التي ّ‬ ‫يعطله ��ا الإ�ستثمار منذ‬ ‫�أكث ��ر من ‪ 17‬عام� �اً‪� ،‬أ�صبحت ُت�ش ّكل �أزمة وطنية ب�إمتي ��از من ناحية م�س�ؤوليتها‬ ‫ع ��ن ثل ��ث الدي ��ن الع ��ام اللبنان ��ي م ��ن جه ��ة‪ ،‬وع ��ن الخ�س ��ارة الناتجة م ��ن عدم‬ ‫توافره ��ا م ��ن جهة �أخرى‪ .‬و�أي�ضاً ال يوج ��د �أي �إ�ستثمارات في قطاع الإت�صاالت‬ ‫وذلك منذ �إ�ستعادة �إدارته من القطاع الخا�ص على الرغم من المدخول العالي‬ ‫الذي ي�ؤمّنه هذا القطاع‪ .‬هذا بالإ�ضافة �إلى ع�شرات خزانات الوقود المنت�شرة‬ ‫عل ��ى ال�سواحل اللبنان ّية في مناط ��ق م�أهولة بال�سكان والتي �أ�صبحت مع مرور‬ ‫الزمن ُت�ش ّكل خطراً على المناطق الموجودة فيها بفعل وقوع حوادث تقنية و‪/‬‬ ‫�أو �أمنية نتيجة الو�ضع الأمني المتردي في لبنان‪.‬‬ ‫ون�ستنت ��ج مم ��ا تقدم �أن البنى التحتية في لبنان بحاجة ما�سة �إلى الإ�ستثمارات‬ ‫ُ�سجل ن�سب نم ��و ال تتجاوز‬ ‫وذل ��ك ف ��ي كل �أنواعها‪ .‬وم ��ن دونها �سيبقى لبن ��ان ي ِّ‬ ‫ال� �ـ ‪ ،%2‬وه ��ي ن�سب قليلة ج ��داً لإقت�صاد بحجم الإقت�ص ��اد اللبناني ولبلد يدفع‬ ‫فوائ ��د عل ��ى دين ��ه الع ��ام بمع ��دل ‪ .%7‬وق ��د قمن ��ا بح�س ��اب حاج ��ات لبن ��ان م ��ن‬ ‫الإ�ستثم ��ارات ف ��ي بنيته التحتية وتو�صلن ��ا �إلى الأرقام التالي ��ة التي تعك�س بال‬ ‫�ش ��ك الحاج ��ة الما�سة �إلى هذه الإ�ستثمارات الي ��وم قبل الغد (الأرقام بمليارات‬ ‫ال ��دوالرات) ‪ :‬الكهرب ��اء ‪ ،4‬ال�صناعة ‪ ،4‬قطاع الخدم ��ات ‪ ،3‬قطاع الإت�صاالت ‪،3‬‬ ‫القط ��اع العق ��اري ‪ ،3‬القط ��اع ال�سياحي ‪ ،2‬قطاع المي ��اه ‪ ،2‬الطاقة المتجددة ‪،2‬‬ ‫القطاع الرقمي ‪ ،2‬الأبحاث ‪ ،2‬الزراعة ‪ ،2‬القطاعات الأخرى ‪.1‬‬ ‫وه ��ذه الإ�ستثم ��ارات تتط ّل ��ب فت ��رة ع�شر �سني ��ن لتنفيذها على الأق ��ل نظراً �إلى‬ ‫حجمه ��ا الهائ ��ل مقارنة بالناتج المحل ��ي الإجمال ��ي (‪ .)%67‬و�ست�ش ّكل من دون‬ ‫�أدن ��ى �ش ��ك رافع ��ة �أ�سا�سي ��ة للنهو� ��ض الإقت�ص ��ادي وذلك عبر خل ��ق فر�ص عمل‬ ‫للبنان ّيي ��ن بمئات الآلوف بما فيها فر�ص عم ��ل تتطلب مهارات عالية وبالتالي‬ ‫�ستخ ��ف هج ��رة اللبنانيين �إل ��ى الخارج و�سيزي ��د الإ�سته�ل�اك وكنتيجة حتمية‬ ‫النمو ب�شكل هيكلي �إلى عتبة الـ ‪ %10‬لع�شرات ال�سنين‪.‬‬ ‫ولكن كيف �سيم ّول لبنان هذه الإ�ستثمارات؟‬ ‫ال يُمكن للدولة اللبنانية في و�ضعها الحالي ومع مالية عامة في حالة تعي�سة‬ ‫ودين عام يوازي ‪ %145‬من الناتج المحلي الإجمالي‪ ،‬القيام بهذه الإ�ستثمارات‪.‬‬ ‫�إال �أن القط ��اع الخا� ��ص‪ ،‬عب ��ر قانون ال�شراك ��ة بين القطاعين الع ��ام والخا�ص‪،‬‬ ‫ق ��ادر على تمويل هذه الإ�ستثمارات كما وت�سخير خبرته العالية على المن�صات‬ ‫العام ��ة‪ .‬لك ��ن ه ��ذا الأمر م�ش ��روط بتوفير الأم ��ن والإ�ستق ��رار ال�سيا�سي‪ ،‬وردع‬ ‫التهديدات على مناطق لبنانية من قبل المجموعات ال ُم�س ّلحة‪.‬‬ ‫يتوج ��ب عل ��ى الدول ��ة �إل ��زام ال�ش ��ركات الأجنبي ��ة الت ��ي‬ ‫ولك ��ي تكتم ��ل ال�ص ��ورة ّ‬ ‫�ست�شت ��رك ف ��ي هذه ال�شراكة‪� ،‬إ�ستثم ��ار ق�سم من الأرباح ف ��ي الإقت�صاد اللبناني‬ ‫لكي يتم ت�أمين �إ�ستمرارية الإ�ستثمارات على الأمد البعيد‬

‫* خبير �إقت�صادي و�إ�ستراتيجي‬

‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪21‬‬



‫"الجي�ش ال�سوري الإلكتروني"‪ :‬ذراع النظام الرقمية‬

‫المعلومات ب�أن الحكومة ال�س���ورية قد �إ�س���تخدمت‬ ‫�أنظم���ة مراقبة لل�ش���بكة العنكبوتية �إ�ش���ترتها من‬ ‫ال�ش���ركة الأميركي���ة "بل���و ك���وت �سي�س���تمز"‪ ،‬بما‬ ‫ف���ي ذل���ك �أنظم���ة "بل���و ك���وت‪ ،"SG 9000-‬التي‬ ‫تقوم بت�ص���فية ومراقبة ور�ص���د الإت�ص���االت عبر‬ ‫الإنترنت على نطاق البالد‪.‬‬ ‫على وجه الخ�صو�ص‪ ،‬ي�ستخدم النظام في دم�شق‬ ‫مع���دات "بل���و ك���وت" لمن���ع الخدم���ات بالوكال���ة‬ ‫ال ُم�س���تخدَ مة م���ن قب���ل ال�ش���عب ال�س���وري‪ ،‬مثل "‬ ‫بروك�س���ي ويب" (‪" ،)Proxyweb‬بروك�سي فاي"‬ ‫(‪" ،)Proxify‬هاي���د ماي �آ�س" (‪،)Hidemyass‬‬ ‫و"غارد�س���تر" (‪ .)Guardster‬وه���و يراق���ب‬ ‫�أي�ض��� ًا المحتوى عبر الإنترنت على �أ�س���ا�س �أ�سماء‬ ‫النطاقات‪/‬عناوي���ن المواق���ع‪ ،‬مث���ل "‪skype.‬‬ ‫‪ ،"com‬والكلم���ات الرئي�س���ية‪ ،‬مث���ل "وكي���ل"‬ ‫و"‪ ،"hotspotshield‬وعناوي���ن كلم���ات المرور‪.‬‬ ‫ووفق��� ًا لباحثين‪ ،‬ت�ش���مل مث���ل هذه الرقابة �أي�ض��� ًا‬ ‫الت�ص���فية الثقيل���ة م���ن الر�س���ائل الفوري���ة الت���ي‬ ‫تُ�ستهدّف في �سوريا �أكثر من ال�صين و�إيران‪.‬‬ ‫مراقبة نا�شطي حقوق الإن�سان ال�سوريين‬ ‫العدي���د م���ن ح���االت المراقب���ة ال ُم�س���تهدَ فة‬ ‫وحم�ل�ات "الت�ص��� ّيد" الت���ي ت�س���تهدف ح�س���ابات‬ ‫البري���د الإلكترون���ي وح�س���ابات و�س���ائل الإع�ل�ام‬ ‫الإجتماعي���ة لجماع���ات المعار�ض���ة ال�س���ورية‬ ‫والنا�ش���طين‪ ،‬بالإ�ض���افة �إلى موظف���ي المنظمات‬ ‫غي���ر الحكومية وال�ص���حافيين‪ ،‬تم الإب�ل�اغ عنها‬

‫لدى الحكومة ال�سورية و�سائل متطورة‬ ‫لر�صد الإت�صاالت يقوم بتنفيذها‬ ‫"الجي�ش ال�سوري الإلكتروني"‪،‬‬ ‫وهو مجموعة منظمة موالية للنظام‬ ‫متخ�ص�صة في �إطالق هجومات عبر‬ ‫الكمبيوتر التي ت�ستهدف ن�شاط‬ ‫نا�شطي حقوق الإن�سان والمعار�ضة‬ ‫ال�سيا�سية‪ .‬وت�ستخدم حكومة‬ ‫دم�شق هذه المجموعة لتنفيذ مراقبة‬ ‫و�إعترا�ض الإت�صاالت داخل البالد‬ ‫تباع ًا منذ ني�س���ان (�إبري���ل) ‪ .2011‬ووفق ًا لتقرير‬ ‫بثت���ه محطة التلفزي���ون الأميركية "�س���ي �أن �أن"‪،‬‬ ‫ف�إن "البرمجيات التج�س�س���ية "الكمبيوترية" هي‬ ‫�أحدث �سالح في ال�صراع ال�سوري"‪.‬‬ ‫قبل حوالي �أربع �سنوات‪� ،‬أطلقت وزارة الإت�صاالت‬ ‫ال�س���ورية هجوم "رجل في الو�س���ط" �ض���د ن�سخة‬ ‫"‪ "HTTPS‬عل���ى موق���ع "فاي�س���بوك"‪ .‬وقد �أ ّيد‬ ‫ه���ذا الهج���وم‪ ،‬ال���ذي �إ�س���تهدف المت�ص��� ّفحين‬ ‫ال�س���وريين على "فاي�س���بوك"‪ ،‬م���زودو الخدمات‬

‫المتع���ددة للإنترن���ت ال�س���ورية‪ .‬ف���ي �أوائ���ل العام‬ ‫‪ ،2012‬تم �إ�ستهداف ن�ش���طاء المعار�ضة ال�سورية‬ ‫من طريق جراثيم "�أح�ص���نة طروادة" التي تقوم‬ ‫بتثبي���ت برامج تج�س����س في �أجه���زة كمبيوتراتهم‬ ‫الخا�صة‪ ،‬وكذلك �إطالق هجمات "ت�ص ّيد" ل�سرقة‬ ‫المعلومات الخا�ص���ة بالأفراد من ح�ساباتهم على‬ ‫"يوتيوب" و"فاي�سبوك"‪.‬‬ ‫وفي حاالت �أخرى‪ ،‬تم خداع نا�ش���طي المعار�ض���ة‬ ‫م���ن قب���ل قرا�ص���نة موالي���ن للحكومة م���ن خالل‬ ‫�إر�س���ال برامج �ض���ارة من طريق "�سكايب متن ّكر"‬ ‫زي ملف���ات "ب���ي دي �أف" (‪ )PDF‬تناق����ش‬ ‫ف���ي ّ‬ ‫�إن�ش���اء مجل����س قي���ادة للث���ورة ال�س���ورية‪ .‬بعد فتح‬ ‫الملفات‪ ،‬ف�إن النا�شطين ال�سوريين بد ًال من تثبيت‬ ‫�أداة "‪ "DarkComet‬ل�ل��إدارة‪ ،‬الت���ي يمكنه���ا‬ ‫�إلتق���اط ن�ش���اط كامي���را "الوي���ب" (‪)webcam‬‬ ‫وحماي���ة الكمبيوت���ر يتركونه مع َّر�ض��� ًا‪ ،‬في�ض���رب‬ ‫مفتاح الت�سجيل �ضربته وي�سرق كلمات ال�سر‪ ،‬على‬ ‫�س���بيل المثال ال الح�ص���ر‪ .‬كما تم تثبيت "ح�صان‬ ‫ط���روادة" عن بعد ف���ي �أجهزة كمبيوتر الن�ش���طاء‬ ‫ال�س���وريين ف���ي الع���ام ‪ 2012‬م���ن خ�ل�ال ملف���ات‬ ‫"‪ "PDF‬الت���ي م���ن المفتر����ض �أن تحت���وي على‬ ‫خط���ة لم�س���اعدة مدينة حل���ب‪ ،‬حيث المعار�ض���ة‬ ‫كانت تنمو‪.‬‬ ‫وقد تم �إ�س���تهداف المعار�ضين في �سوريا بوا�سطة‬ ‫�أنواع �أخرى م���ن تقنيات المراقبة بالإ�ض���افة �إلى‬ ‫�أدوات "‪ ."DarkComet‬في �أيار (مايو) ‪،2012‬‬ ‫�أفيد ب�أن نا�ش���ط ًا �س���وري ًا تل ّقى ملف ًا من القرا�صنة‬ ‫الم�ؤيدي���ن للحكوم���ة ال�س���ورية الذين �إ�س���تطاعوا‬ ‫الت�س���رب خل�سة �إلى ح�س���اب �صديق نا�شط له على‬ ‫"�س���كايب" وال���ذي كان قيد الإعتقال‪ .‬وت�ض���من‬ ‫الملف باب��� ًا خلفي ًا ي�س���مى "�أداة المنفذ النهائي"‬ ‫الذي ّ‬ ‫عطل جهاز الكمبيوتر الخا�ص لديه‪.‬‬ ‫وف���ي ح���االت �أخرى‪ ،‬ت���م �إ�س���تهداف النا�ش���طين‬ ‫ال�س���وريين بوا�س���طة �أدوات "ب�ل�اك �ش���ايدز"‬ ‫(‪ ،)BlackShades‬وه���ي "ح�ص���ان ط���روادة"‬ ‫خبي���ث ُي�س���تخدم للتحكم ف���ي �أجه���زة الكمبيوتر‬ ‫ع���ن بعد‪ .‬وعلى غ���رار الحاالت ال�س���ابقة‪ ،‬فقد تم‬ ‫توزي���ع جراثيم "ح�ص���ان طروادة" عل���ى �أهداف‬ ‫عبر ملفات متن ّكرة مر�س���لة من خالل الت�سلل �إلى‬ ‫ح�سابات "�س���كايب"‪ .‬و�ش���ملت الهجمات الأخيرة‬ ‫ال ُمث ِبت الخبيث في المداخل المجانية للكمبيوتر‪،‬‬ ‫الذي ي�س���تطيع التحايل على ال�ش���بكات الخا�ص���ة‬ ‫الظاهري���ة لبرام���ج "ويندوز"‪ ،‬وكذل���ك مرفقات‬ ‫البري���د الإلكترون���ي الخبيث���ة الت���ي تدعو �إلى‬ ‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪23‬‬


‫الم�شرق العربي‬ ‫سوريا‬

‫يهدد حياة النا�شطين منذ بداية ال�صراع‬ ‫التج�س�س الرقمي الع�سكري الر�سمي ّ‬

‫ٌ‬ ‫حرب أهلية إلكترونية تشتعل‬ ‫على األثير في سوريا‬

‫لعب��ت برامج التج�س�س الرقمي الع�سكري دور ًا حا�سم ًا ف��ي المواجهة بين نظام ب�شار الأ�سد والمعار�ضة‬ ‫ال�سوري��ة‪ .‬ولك��ن ال يزال هناك المزيد م��ن المخاطر بعدما وقعت بيانات ال�سوريي��ن في م�صيدة المراقبة‬ ‫العالمية‪.‬‬ ‫دم�شق ‪ -‬محمد الحلبي‬ ‫جنب��� ًا �إل���ى جن���ب م���ع كل �ش���يء �آخر‬ ‫يحدث في هذه الأيام في �س���وريا فقد‬ ‫تم ترقيم الح���رب الأهلية فيها‪� .‬إن البنية التحتية‬ ‫المملوكة للدولة ت�س��� ّهل وت�س���مح للحكومة ال�سورية‬ ‫التج�س����س عل���ى الإت�ص���االت وحرك���ة التوا�ص���ل‬ ‫التج�س�س الع�سكري وهجمات‬ ‫الإجتماعي‪ .‬وبرامج‬ ‫ّ‬ ‫البرمجي���ات الخبيث���ة الت���ي �إ�س���تهدفت �أع�ض���اء‬ ‫المعار�ض���ة والنا�ش���طين وال�ص���حافيين كانت في‬ ‫قلب الحرب الأهلية الرقمية في بالد ال�ش���ام‪ .‬في‬ ‫حي���ن �أن �إ�س���تخدام الوالي���ات المتح���دة لخدمات‬ ‫الإنترن���ت التجارية قد يبدو وك�أنه �أقل �ش���ر ًا‪ ،‬ف�إن‬ ‫التحالفات ال�سيا�س���ية ق���د تتغ ّير في �ض���وء هدف‬ ‫�أكب���ر‪ ،‬مع عواق���ب جد ّية محتمل���ة ناتجة من ذلك‬ ‫على نا�شطي المعار�ضة ال�سورية‪.‬‬ ‫التج�س�س على الإت�صاالت‬ ‫ّ‬ ‫تتح ّك���م الحكوم���ة ف���ي دم�ش���ق بمعظ���م �ش���بكات‬ ‫الإت�ص���االت ف���ي �س���وريا‪ .‬ال�ش���ركة ال�س���ورية‬ ‫للإت�ص���االت المملوك���ة للدول���ة‪ ،‬التي تتب���ع وزارة‬ ‫الإت�ص���االت والتكنولوجيا‪ ،‬هي ّ‬ ‫المنظم الرئي�س���ي‬ ‫للإت�ص���االت الوطني���ة والدولي���ة وتمتل���ك البني���ة‬ ‫التحتي���ة لمعظ���م الإت�ص���االت ف���ي الب�ل�اد‪ .‬كم���ا‬ ‫�أنه���ا تواجه مناف�س���ة محدودة للغاي���ة من مقدّمي‬ ‫الخدمة الخا�ص���ة للإنترنت‪ .‬ويفي���د موقع الوزارة‬

‫‪22‬‬

‫العدد ‪� - 28‬آذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫الرئي�س ب�شار الأ�سد‪ :‬حربه على المعار�ضة �صارت �إلكترونية �أي�ض ًا‬

‫الإلكتروني ب�أنها ال ت�شارك �أو تعطي معلوماتها عن‬ ‫الأفراد مطلق ًا لأح���د‪� ،‬إلاّ �إذا ُط ِلب منها ذلك وفق‬ ‫بع�ض القوانين والنظم‪.‬‬ ‫مع ذل���ك‪ ،‬فق���د �أف���ادت المعلوم���ات ب����أن �أجهزة‬ ‫الإ�ستخبارات الر�سمية تطلب من �أ�صحاب مقاهي‬ ‫الإنترن���ت ف���ي �س���وريا التج�س����س على �إت�ص���االت‬ ‫عمالئه���م والحفاظ على �س���جالت الإ�س���تخدام‪.‬‬ ‫وت�شمل هذه ال�سجالت �أ�سماء العمالء ون�سخ ًا عن‬ ‫هوياتهم‪ ،‬وكذلك �سجالت الن�شاط على الإنترنت‪.‬‬

‫وينبغ���ي على �أ�ص���حاب هذه المقاهي ت�س���ليم هذه‬ ‫ال�س���جالت بناء على طلب ال�س���لطات‪ .‬عالوة على‬ ‫ذلك‪ ،‬فق���د �أم���رت الحكومة المواق���ع الإلكترونية‬ ‫ال�صادرة من �س���وريا في العام ‪ 2007‬الك�شف عن‬ ‫هوية �أي �شخ�ص يكتب مقا ًال �أو تعليق ًا تن�شره‪.‬‬ ‫لكن لدى الحكومة ال�س���ورية و�س���ائل �أكث���ر تطوراً‬ ‫لر�ص���د الإت�ص���االت يق���وم بتنفيذه���ا "الجي����ش‬ ‫ال�سوري الإلكتروني"‪ ،‬وهو مجموعة منظمة موالية‬ ‫للحكوم���ة متخ�ص�ص���ة في �إط�ل�اق هجومات عبر‬ ‫الكمبيوتر التي ت�س���تهدف ن�ش���اط نا�ش���طي حقوق‬ ‫الإن�سان والمعار�ضة ال�سيا�سية‪ .‬وت�ستخدم حكومة‬ ‫دم�ش���ق هذه المجموعة لتنفي���ذ مراقبة و�إعترا�ض‬ ‫الإت�صاالت داخل البالد‪� .‬إ�ضافة �إلى ذلك‪ ،‬برهن‬ ‫"الجي�ش ال�س���وري الإلكتروني" ب�أنه يتمتّع بقدرة‬ ‫عالي���ة على قر�ص���نة مواق���ع �إلكترونية وح�س���ابات‬ ‫رفيعة الم�س���توى على "تويتر"‪ ،‬بما في ذلك مواقع‬ ‫�ص���حيفتي "الغاردي���ان" البريطاني���ة و"نيويورك‬ ‫تايم���ز" الأميركي���ة‪ .‬وف���ي ‪ 20‬حزي���ران (يوني���و)‬ ‫‪ ،2011‬و�ص���ف الرئي����س ال�س���وري ب�ش���ار الأ�س���د‬ ‫"الجي�ش ال�سوري الإلكتروني" ب�أنه جي�ش حقيقي‬ ‫في الواقع الإفترا�ضي‪.‬‬ ‫بالإ�ض���افة �إلى ذلك‪ ،‬ت�س���تخدم الحكومة ال�سورية‬ ‫مع���دّات حديث���ة متق ّدم���ة لمراقب���ة الإت�ص���االت‪،‬‬ ‫والتي تم �ش���راء البع�ض منها من �شركات �أميركية‬ ‫‪ -‬عل���ى الرغ���م م���ن �أن التعام���ل التج���اري م���ع‬‫�س���وريا محظور من قبل الواليات المتحدة‪ .‬وتفيد‬


‫"فاي�سبوك"‪:‬‬ ‫محبذة لدى النا�شطين‬ ‫�صفحاتها ّ‬

‫"نيويورك تايمز"‪� :‬إخترق "الجي�ش ال�سوري الإلكتروني" موقعها‬

‫الوالي���ات المتح���دة م���ع الحكوم���ة ال�س���ورية على‬ ‫مواجه���ة تنظي���م "الدول���ة الإ�س�ل�امية"‪ ،‬فم���ن‬ ‫المحتمل �أن يطلب الأ�س���د الح�ص���ول على بيانات‬ ‫عن ن�ش���طاء المعار�ضة ال�س���ورية ‪ --‬وبخا�صة �إذا‬ ‫�إعتب���روا من الم�ش���تبه بهم بالإرهاب‪ .‬وفي �ض���وء‬ ‫وج���ود "داع�ش"‪" ،‬ال�ش���ر الأكبر"‪ ،‬م���ن المحتمل‬ ‫�أن ي�ص���بح ن�ش���طاء المعار�ضة ال�س���ورية على خط‬ ‫المواجه���ة مع التع�س���ف والظلم والإ�س���اءة‪� ،‬إلاّ �إذا‬ ‫قاموا بتنفيذ ممار�س���ات �أمنية رقمية تم ّكنهم من‬ ‫تخفيف المخاطر‪.‬‬ ‫الدفاع الرقمي‬ ‫لي����س هن���اك ح��� ٌّل �س���حري للأم���ن الرقم���ي �أو‬ ‫الإلكترون���ي‪ ،‬والأمن التام لي�س ل���ه وجود‪ .‬غير �أن‬ ‫هن���اك العدي���د م���ن �إ�س���تراتيجيات التخفيف من‬ ‫المخاط���ر الذي يمكن تنفيذه على �أ�س���ا�س نماذج‬ ‫التهديد‪.‬‬ ‫للتحاي���ل عل���ى الرقاب���ة الجماعي���ة والتتب���ع عب���ر‬ ‫الإنترنت‪ ،‬ف�إن �إ�س���تخدام "تور" (‪ )Tor‬هو مفيد‬ ‫بالن�س���بة �إل���ى المبتدئي���ن‪ .‬هذا البرنام���ج‪ ،‬الذي‬ ‫ال يمك���ن الك�ش���ف ع���ن هويت���ه‪ ،‬ال ي�س���اعد فق���ط‬ ‫الم�س���تخدمين عل���ى �إخف���اء عنوان هوي���ة كلمات‬ ‫الم���رور‪ ،‬ولكنه ي�س���اعدهم �أي�ض��� ًا على الو�ص���ول‬ ‫�إل���ى المواقع المحجوبة‪ ،‬كما �أن���ه يمنع النا�س من‬ ‫معرف���ة موقعه���م �أو ت�ص��� ّفح عاداتهم‪ .‬بالإ�ض���افة‬ ‫�إلى "ت���ور"‪ ،‬ف�إن تركي���ب "‪( "HTTPS‬بروتوكول‬ ‫الإت�ص���االت الآمن���ة عب���ر �ش���بكة الكمبيوت���ر‪،‬‬ ‫خ�صو�ص��� ًا مع �إ�س���تخدام وا�سع ل�ش���بكة الإنترنت)‬ ‫في كل مكان ي�ض���من ب�أن و�صول الم�ستخدمين �إلى‬ ‫المواق���ع الت���ي تدع���م "‪ "HTTPS‬يتم ت�ش���فيره‪.‬‬ ‫ويمك���ن للم�س���تخدمين �أي�ض��� ًا تثبي���ت ملحق���ات‬ ‫"المت�ص ّفح" (‪ )browser‬الذي يمنع طرف ثالث‬

‫متتبع من مالحقة ن�ش���اطهم على �شبكة الإنترنت‪،‬‬ ‫مثل "خ�صو�ص���ية بادج���ر" (‪) Privacy Badger‬‬ ‫(وهي �إمتداد لمت�ص��� ّفح "وي���ب" مجاني ل"غوغل‬ ‫ك���روم" و"موزي�ل�ا فايرفوك�س"‪ ،‬الت���ي �إخترعتها‬ ‫"م�ؤ�س�س���ة الحدود الإلكتروني���ة"‪ .‬والغر�ض منها‬ ‫من���ع الإعالنات وتتب���ع "الكوكيز" الت���ي ال تحترم‬ ‫و�ض���ع عدم التتبع في مت�ص���فح ويب الم�ستخدم)‪.‬‬ ‫و�إ�ض���افات المت�ص��� ّفح‪ ،‬مثل "‪،"RequestPolicy‬‬ ‫تمن���ع التتب���ع عب���ر الموق���ع‪ ،‬ف���ي حي���ن �أن �أدوات‬ ‫�أخرى‪ ،‬مث���ل "نو�س���كريبت" (‪ ،)NoScript‬تمنع‬ ‫البرامج الن�ص���ية لطرف ثالث من الت�ش���غيل على‬ ‫�أجهزة الم�ستخدمين عندما ت�صل �إلى المواقع‪.‬‬ ‫بغ�ض النظر عن �أنواع الخدمات التي ي�س���تخدمها‬ ‫ال�سوريون‪ ،‬ف�إن �إ�ستخدام كلمات مرور قوية دائم ًا‬ ‫حا�س���مة‪" .‬الأم���ن ف���ي علب���ة" (‪Security in-a-‬‬ ‫‪ )box‬يو ّف���ر المعلوم���ات ب�ش����أن كيفي���ة �إمكاني���ة‬ ‫�إن�ش���اء الم�س���تخدمين كلمة مرور �آمن���ة والحفاظ‬ ‫عليها‪� .‬إن الإ�ستخدام الف ّعال لم�ضادات الجراثيم‬

‫�أجهزة الإ�ستخبارات الر�سمية تطلب‬ ‫من �أ�صحاب مقاهي الإنترنت في �سوريا‬ ‫التج�س�س على �إت�صاالت عمالئهم‬ ‫والحفاظ على �سجالت الإ�ستخدام‪.‬‬ ‫وت�شمل هذه ال�سجالت �أ�سماء العمالء‬ ‫ون�سخ ًا من هوياتهم‪ ،‬وكذلك �سجالت‬ ‫الن�شاط على الإنترنت‪ .‬وينبغي على‬ ‫�أ�صحاب هذه المقاهي ت�سليم هذه‬ ‫ال�سجالت بناء على طلب ال�سلطات‬

‫الإلكتروني���ة �أو م���ا يدع���ى "�أنتيفيرو�س���ي�س"‬ ‫والإ�س���تخدام الآمن للهواتف النقالة والذكية‪ ،‬من‬ ‫خالل ا�س���تخدام "ن����ص �آم���ن" (‪)TextSecure‬‬ ‫لإر�س���ال و�إ�س���تقبال الر�س���ائل الق�ص���يرة الآمن���ة‬ ‫عل���ى هواتف "�أندروي���د" على �س���بيل المثال‪� ،‬أمر‬ ‫�ضروري‪� .‬إذا �إختار ال�سوريون �إ�ستخدام الخدمات‬ ‫التجاري���ة عل���ى �ش���بكة الإنترن���ت الأميركية‪ ،‬على‬ ‫�س���بيل المثال "بريد غوغ���ل"‪� ،‬أو �أي خدمة �أخرى‬ ‫لهذه الم�س�ألة‪ ،‬ف�إن ت�شفير محتويات ر�سائل البريد‬ ‫الإلكتروني يمكنه �أي�ض��� ًا توفي���ر طبقة من الأمان‪.‬‬ ‫"الأمن في علبة" يوفر دليل التدريب العملي على‬ ‫كيفية �إمكانية تعلم الم�س���تخدمين ت�ش���فير ر�سائل‬ ‫البريد الإلكتروني‪.‬‬ ‫وبالنظ���ر �إل���ى �أن حكوم���ة الأ�س���د تفر����ض رقابة‬ ‫�ش���ديدة على الر�س���ائل الفوري���ة في �س���وريا‪ ،‬ف�إن‬ ‫�إ�س���تخدام �أدوات �آمن���ة‪ ،‬مث���ل "�أو ت���ي �آر" (‪Off-‬‬ ‫‪ ،)the-Record‬الت���ي تق���وم بت�ش���فير محتوي���ات‬ ‫الر�سائل لها �أهمية كبرى‪ .‬وبالنظر �إلى �أن العديد‬ ‫م���ن الهجم���ات الخبيثة الم�س���تهدفة ق���د ُن ّفذ من‬ ‫خالل "�سكايب"‪ ،‬فيمكن �أن ينظر ال�سوريون �أي�ض ًا‬ ‫في �إ�س���تخدام من�ص���ات �أخ���رى‪ ،‬مثل "جيت�س���ي"‬ ‫(‪ ،)Jitsi‬التي تقدّم الت�ش���فير من خالل بروتوكول‬ ‫"�أو تي �آر"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مع ذلك‪� ،‬إن التحايل عموما على تقنيات الهند�سة‬ ‫الإجتماعي���ة‪ ،‬الت���ي ي�س���تخدمها ع���ادة "الجي����ش‬ ‫الإلكتروني ال�س���وري"‪� ،‬أمر بال���غ الأهمية‪ .‬عندما‬ ‫يتل ّقى ال�سوريون‪ ،‬على �سبيل المثال‪ ،‬مرفقات بريد‬ ‫�إلكترون���ي‪ ،‬ينبغ���ي الت�أكد مع المر�س���ل من طريق‬ ‫الهاتف �أو �شخ�ص���ي ًا‪ ،‬كما هو متوفر‪ ،‬وبخا�صة �إذا‬ ‫كان ال�شخ�ص لديه موقع لدوافع �سيا�سية‪.‬‬ ‫ويمكن العثور على المزيد من الأدوات والتكتيكات‬ ‫للأم���ن الرقمي من خالل "دلي���ل التدريب العملي‬ ‫للأمن ف���ي علب���ة"‪� .‬إن تركيب مثل ه���ذه البرامج‬ ‫وتع ّلم �إ�ستخدام الت�شفير قد يبدوان وك�أنهما مهمة‬ ‫�ش���اقة‪ ،‬ولكن نظر ًا �إلى "رقمن���ة" الحرب الأهلية‬ ‫في �س���وريا من خالل برامج التج�س����س الع�سكري‪،‬‬ ‫ف�إنهما بالت�أكيد ي�ستحقان التقيد والأخذ بهما‪.‬‬ ‫ويبقى �أن �إ�ستخدام الأدوات الأمنية الرقمية لي�س‬ ‫مجرد در�س بالغ الأهمية لن�ش���طاء حقوق الإن�سان‬ ‫والنا�ش���طين وال�ص���حافيين ال�س���وريين‪ ،‬ب���ل �إن‬ ‫الأمن الرقمي هو ممار�س���ة جيدة ب�شكل عام‪ ،‬لأن‬ ‫الخ�صو�ص���ية وعدم الك�ش���ف عن الهوية يمكنهما‬ ‫الحماي���ة من �س���وء المعاملة من قب���ل من هم في‬ ‫ال�سلطة‬ ‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪25‬‬


‫الم�شرق العربي ¶ �سوريا‬ ‫الجهاد �ض���د "ح���زب اهلل" ونظام الأ�س���د‪ .‬وهذه‬ ‫الهجم���ات الإلكترونية �ض���د ن�ش���طاء المعار�ض���ة‬ ‫ال�س���ورية �إ�س���تمرت‪ ،‬وما زالت‪ ،‬منذ بداية الحرب‬ ‫الأهلية‪.‬‬ ‫�أهون ال�ش َّرين؟‬ ‫غالب��� ًا م���ا ي�س���تخدم ن�ش���طاء حق���وق الإن�س���ان‬ ‫وال�صحافيون ال�س���وريون الخدمات التجارية مثل‬ ‫البري���د الإلكترون���ي عل���ى "جي ماي���ل" و"ياهو"‪،‬‬ ‫و"ه���ات ماي���ل" والتوا�ص���ل الإجتماع���ي عل���ى‬ ‫"فاي�سبوك" و"تويتر"‪ ،‬و"الوات�ساب" لإت�صاالتهم‪،‬‬ ‫وه���ذا الإختي���ار لي�س م���ن قبيل الم�ص���ادفة‪ .‬مثل‬ ‫معظم النا�شطين حول العالم ي�ستخدم ال�سوريون‬ ‫هذه الخدمات‪ ،‬لي�س فقط لأنها �س���هلة الإ�ستخدام‬ ‫ويمكن الو�ص���ول �إليها ب�س���هولة‪ ،‬ولكن �أي�ض��� ًا لأنها‬ ‫تتيح الو�ص���ول �إلى جمهور وا�س���ع‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد‬ ‫ك�ش���فت الوثائق الم�س��� ّربة من �إدوارد �س���نودن �أن‬ ‫مث���ل ه���ذه الخدمات التجاري���ة ت���م �إختراقها من‬ ‫قب���ل وكاالت الإ�س���تخبارات في �أمي���ركا والمملكة‬ ‫المتحدة‪.‬‬ ‫لقد ك�ش���فت وثائق �س���رية �أن وكال���ة الأمن القومي‬ ‫الأميركي قد جمعت بيان���ات وبكميات كبيرة‪ ،‬بما‬ ‫في ذلك محتوى ر�س���ائل البريد الإلكتروني‪ ،‬ونقل‬ ‫الملف���ات‪ ،‬ودرد�ش���ات حية‪ ،‬وتاريخ بح���ث الأفراد‬ ‫مبا�ش���رة م���ن خ���وادم ال�ش���ركات الأميركي���ة بما‬ ‫في ذل���ك "مايكرو�س���وفت" و"غوغ���ل" و"ياهو"‪،‬‬ ‫و"فاي�سبوك"‪ ،‬و"�أبل"‪ ،‬و"�إي �أو �أل"‪ ،‬و"يوتيوب"‪،‬‬ ‫و"�س���كايب"‪ ،‬و"بال توك"‪ .‬وم���ن جهته كان مركز‬ ‫وكال���ة المخابرات البريطاني���ة "‪ "GCHQ‬قادر ًا‬ ‫عل���ى الإ�س���تفادة من كاب�ل�ات الألياف الب�ص���رية‬ ‫التي ت�ش��� ّكل العمود الفقري ل�ش���بكة الإنترنت التي‬ ‫تو�ص���ل مبا�ش���رة وف���ي الوق���ت الحقيق���ي للأفراد‬ ‫ن�ش���اط بع�ض مواقع و�س���ائل االع�ل�ام الإجتماعية‬ ‫الأكث���ر �ش���عبية مث���ل "فاي�س���بوك" و"تويت���ر"‬ ‫و"يوتيوب" والمد ّون (بلوغ)‪.‬‬ ‫ويب����دو �أن ك ًال من وكال����ة الأمن القومي الأميركي‬ ‫والمخاب����رات البريطاني����ة ق����د �إخترق����ت مراكز‬ ‫بيانات "غوغل" و"ياهو"‪ .‬من طريق الإ�س����تفادة‬ ‫من روابط الإت�ص����االت التي تربط مراكز بيانات‬ ‫"غوغ����ل" و"ياه����و" ف����ي جمي����ع �أنح����اء العالم‪،‬‬ ‫ف�����إن كال الوكالتي����ن ه����ي ف����ي و�ض����ع يم ّكنها من‬ ‫جم����ع بيان����ات مئ����ات الماليي����ن م����ن ح�س����ابات‬ ‫الم�س����تخدمين م����ن دون تمييز‪ .‬وقد �إ�س���� ُتهدِ فت‬ ‫"ياهو" نف�س����ها ب�شكل وا�ضح من قبل المخابرات‬ ‫البريطاني����ة الت����ي �إعتر�ض����ت ‪ 1.8‬ملي����ون "ويب‬

‫‪24‬‬

‫العدد ‪� - 28‬آذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫"غوغل"‪ :‬تتابع ‪ ٪60‬من و�صول ال�سوريين‬ ‫�إلى مواقع و�سائل الإعالم‬

‫كام" لل�ش����ركة الأميركية خالل فترة �س����تة �أ�شهر‬ ‫فقط‪.‬‬ ‫ولك���ن حتى عندم���ا ال يختار ال�س���وريون �ص���راحة‬ ‫�إ�ستعمال مثل هذه الخدمات‪ ،‬ف�إن غالبية بياناتهم‬ ‫الخا�ص���ة تنتهي �أخير ًا مع هذه ال�ش���ركات على �أي‬ ‫حال‪� .‬إن �أداة ال�شفافية لم�ؤ�س�سة "تاكتيكل تيك"‪،‬‬ ‫"تراكوغراف���ي" (‪ ،)Trackography‬تب ِّي���ن �أن‬ ‫"غوغ���ل" تتابع ‪ ٪60‬من و�ص���ول ال�س���وريين �إلى‬ ‫مواقع و�سائل الإعالم‪ .‬وبالإ�ضافة �إلى ذلك‪ ،‬تُظهر‬ ‫"تراكوغراف���ي" �أن ‪ ٪86.96‬من مواقع و�س���ائل‬ ‫الإع�ل�ام الوطنية ال�س���ورية لديها �إت�ص���االت تم ّر‬ ‫عبر البنية التحتية ل�ش���بكة الإت�صاالت في كل من‬ ‫الواليات المتحدة والمملكة المتحدة‪ .‬وب�إخت�صار‪،‬‬ ‫�س���واء �إ�س���تخدم ال�س���وريون خدم���ات �إت�ص���االت‬ ‫تجاري���ة مقره���ا الواليات المتحدة مث���ل "غوغل"‬ ‫و"فاي�س���بوك" وغيرهما‪� ،‬أو مج���رد قراءة الأخبار‬ ‫الوطني���ة على الإنترنت‪ ،‬ف�إن غالبي���ة بياناتهم في‬ ‫نهاية المطاف �سوف تُخزَّن في �أميركا‪.‬‬

‫ّ‬ ‫تتحكم الحكومة في دم�شق بمعظم‬ ‫�شبكات الإت�صاالت في �سوريا من‬ ‫خالل ال�شركة ال�سورية للإت�صاالت‬ ‫التي تملكها الدولة والتي هي ّ‬ ‫المنظم‬ ‫الرئي�سي للإت�صاالت الوطنية والدولية‬ ‫وتمتلك البنية التحتية لمعظم‬ ‫الإت�صاالت في البالد‪ .‬كما �أنها تواجه‬ ‫مقدمي‬ ‫مناف�سة محدودة للغاية من ّ‬ ‫الخدمة الخا�صة للإنترنت‬

‫وكالة الأمن القومي الأميركية‪ :‬كل البيانات ت�صب عندها في النهاية‬

‫وعن���د النظ���ر ف���ي المفا�ض���لة‪ ،‬ف����إن العدي���د من‬ ‫النا�ش���طين ال�س���وريين في مجال حقوق الإن�س���ان‬ ‫وال�ص���حافيين قد ّ‬ ‫يف�ض���لون �إعط���اء بياناتهم �إلى‬ ‫الواليات المتح���دة بد ًال من حكوم���ة بلدهم‪ .‬وبما‬ ‫�أن الحكوم���ة ال�س���ورية ت�س���تهدف ب�ش���كل كبي���ر‬ ‫الإت�ص���االت ال�سيا�س���ية للمتم ّردين ‪ -‬وي�ؤدي ذلك‬ ‫�إل���ى �أ�ش���كال خطيرة ج���د ًا م���ن الإنتق���ام – ف�إن‬ ‫النا�ش���طين الم�ؤيدي���ن للديموقراطي���ة ف���ي ب�ل�اد‬ ‫ال�ش���ام ي�ش���عرون ب�أن بياناتهم الخا�ص���ة هي �أكثر‬ ‫�أمن��� ًا ف���ي خ���وادم "ع���دو" دولتهم‪ ،‬التي ه���ي �أقل‬ ‫�إحتما ًال لتبادل بياناتهم الخا�صة مع حكومتهم‪.‬‬ ‫وم���ع ذل���ك‪ ،‬ف����إن التحالف���ات تتغ ّي���ر ب�إ�س���تمرار‪،‬‬ ‫و�أولئ���ك الذي���ن يمك���ن �أن ُي َ‬ ‫نظر �إليه���م على �أنهم‬ ‫عدو �سيا�س���ي اليوم قد ي�ص���بحون حليف ًا �سيا�س���ياً‬ ‫غد ًا‪ .‬وال يوجد مثا ٌل �أف�ض���ل من التحرك المحتمل‬ ‫للتعاون ال�ض���مني للتحالف الر�س���مي بين الرئي�س‬ ‫ال�س���وري ب�ش���ار الأ�س���د والرئي�س الأميركي باراك‬ ‫�أوباما لخو�ض حرب �ض���د "�شرير �أعظم"‪ :‬تنظيم‬ ‫"الدولة الإ�سالمية"‪ .‬ولكن هذا الأمر يثير القلق‬ ‫بالن�س���بة �إل���ى الأم���ن الرقم���ي والمادي لن�ش���طاء‬ ‫وتوح���دت جهود‬ ‫المعار�ض���ة ال�س���ورية‪� .‬إذا ح���دث ّ‬ ‫الأ�سد و�أوباما �ض���د "داع�ش"‪ ،‬فهذا من المرجح‬ ‫تو�س���ع التع���اون ف���ي مج���ال تبادل‬ ‫�أن ي����ؤدي �إل���ى ّ‬ ‫البيان���ات الإ�س���تخبارية‪ ،‬وه���و �أم���ر بال���كاد يكون‬ ‫خارج نطاق الممكن �إذا نظرنا �إلى �إعتراف الأ�سد‬ ‫�أخير ًا ب�أنه تلقى معلومات حول ال�ض���ربات الجوية‬ ‫لق���وات التحالف من خالل "طرف ثالث"‪ .‬العديد‬ ‫من النا�شطين وال�ص���حافيين ال�سوريين ب�ستخدم‬ ‫الخدم���ات التجاري���ة الأميركي���ة‪ ،‬مث���ل "غوغ���ل"‬ ‫و"فاي�سبوك"‪ ،‬للقيام ب�أن�شطته‪.‬‬ ‫بغ����ض النظر ع���ن �أنواع التوا�ص���ل‪ ،‬ف����إذا تعاونت‬


‫تنظيم "الدولة الإ�سالمية"‪ :‬حركة �إ�سالمية مت�شددة تت�صرف كدولة �إقليمية‬

‫"داع�ش"في �أو�س���اط ال�سنة‪ ،‬ف�إن بع�ض المقاومة‬ ‫لأي���ة دول���ة نا�ش���ئة �أم���ر ال مفر من���ه‪ .‬وق���د تم ّكن‬ ‫"داع����ش" من مواجهة هذه المقاومة حتى الآن‪.‬‬ ‫لك���ن الجماع���ة التكفيري���ة �أي�ض��� ًا �ض���غطت �ض���د‬ ‫ح���دود المناط���ق الكردية وال�ش���يعية‪ ،‬و�س���عت �إلى‬ ‫�إن�ش���اء �إرتب���اط جغراف���ي م���ع قواتها في �س���وريا‪،‬‬ ‫وتغيير ديناميكية الع���راق الداخلية �إلى حد كبير‪.‬‬ ‫وبعدما كان �أهل ال�س���نة �س���ابق ًا �ضعفاء وم�شتتين‪،‬‬ ‫ف�إن تنظيم "الدولة الإ�س�ل�امية" �أ�ص���بح الآن قوة‬ ‫�س���نية كبيرة في المنطقة ال�شمالية وغرب بغداد‪،‬‬ ‫مما ي�ش���كل تهديد ًا محتم ًال لإنتاج النفط الكردي‬ ‫والحك���م العراق���ي‪ .‬وكان للمجموع���ة ت�أثي���ر �أكثر‬ ‫تعقي���د ًا ف���ي �س���وريا‪� ،‬إذ �أنها �أ�ض���عفت مجموعات‬ ‫�أخ���رى مقا ِوم���ة لحكومة الرئي�س ال�س���وري ب�ش���ار‬ ‫الأ�س���د‪ ،‬وبالتال���ي ع���زّزت موقف الأ�س���د في حين‬ ‫زادت قوته���ا الذاتي���ة‪ .‬وتو�ض���ح ه���ذه الدينامي���ة‬ ‫التعقيد الجيو�سيا�سي لوجود "الدولة الإ�سالمية"‪.‬‬

‫مواجهة مع التحالف‬

‫الجي�ش العراقي خالل هجومه الأخير على تكريت‪� :‬إ�ستعاد بع�ض هيبته‬

‫بع����ض عالم���ات الق���وة والت���ي ب���د�أت تتجل���ى في‬ ‫تكريت‪.‬‬

‫تهديد �إقليمي جديد‬ ‫و ّلد "داع�ش" د ّوامة �إن�س���ابت �إل���ى القوى الإقليمية‬ ‫والعالمية‪ ،‬معيد ًة تحديد كيفية الت�صرف �ضده‪� .‬إن‬ ‫وجود التنظيم التكفيري المت�شدد هو على حد �سواء‬ ‫رواية وم�س���تحيل تجاهل���ه لأنه كي���ان �إقليمي‪ .‬لقد‬ ‫�إ�ض���طرت الدول �إلى تعديل �سيا�س���اتها وعالقاتها‬ ‫مع بع�ض���ها البع�ض نتيجة لذل���ك‪ .‬ونحن نرى هذا‬ ‫داخ���ل �س���وريا والع���راق‪ .‬ولي�س���ت دم�ش���ق وبغداد‬ ‫وحدهما اللتان تحتاجان �إل���ى التعامل مع "الدولة‬ ‫الإ�س�ل�امية"؛ قوى �أخرى �إقليمي���ة ‪ -‬تركيا و�إيران‬

‫والمملك���ة العربية ال�س���عودية ‪ -‬تحت���اج �إلى �إعادة‬ ‫ح�س���اب ومراجع���ة مواقفها �أي�ض��� ًا‪ .‬يمكن لمنظمة‬ ‫�إرهابي���ة �إلح���اق الأل���م والت�س���بب ب�إ�ض���طرابات‪،‬‬ ‫ولكنه���ا ال ت�س���تطيع البقاء على قيد الحي���اة �إلاّ �إذا‬ ‫ظ ّل���ت م�ش���تتة‪ .‬لدى تنظي���م "الدولة الإ�س�ل�امية"‬ ‫عن�ص���ر الإره���اب‪ ،‬و�إنم���ا ه���و �أي�ض��� ًا ق���وة مر ّكزة‬ ‫تو�سع �أرا�ضيها‪� .‬إن المجموعة تت�صرف‬ ‫يمكنها �أن ّ‬ ‫بطريقة جيو�سيا�س���ية‪ ،‬وطالما �صمدت وبقيت على‬ ‫قيد الحياة ف�إنها ت�ش ّكل تحدي ًا جيو�سيا�سي ًا‪.‬‬ ‫داخل العراق و�س���وريا‪ ،‬يمثل "الدولة الإ�س�ل�امية"‬ ‫عنا�ص���ر من ال�س���كان الع���رب ال�س���نة‪ .‬فقد فر�ض‬ ‫نف�س���ه على المنطقة العربية ال�س���نية في العراق‪،‬‬ ‫وعل���ى الرغ���م م���ن وج���ود مقاوم���ة �ض���د �س���لطة‬

‫�إن�س���حبت الواليات المتحدة م���ن العراق على �أمل‬ ‫�أن بغ���داد‪ ،‬حت���ى لو كان���ت غير ق���ادرة على حكم‬ ‫�أرا�ض���يها مع م�س���توى ثابت من ال�س���لطة‪� ،‬س���وف‬ ‫تقوم بتطوير ميزان قوى في البالد الذي �س���يمنح‬ ‫درجات مختلفة من الحكم الذاتي‪ ،‬الر�سمي وغير‬ ‫الر�س���مي‪ .‬كان ذل���ك هدف��� ًا غام�ض��� ًا‪ ،‬ولكنه لي�س‬ ‫بعيد المنال‪ .‬ولكن ظهور "الدولة الإ�سالمية" �أخ ّل‬ ‫بالتوازن في العراق ب�ش���كل كبير‪ ،‬ونقاط ال�ض���عف‬ ‫الأولية في القوات العراقية والكردية التي واجهت‬ ‫مقاتل���ي "الدول���ة الإ�س�ل�امية" �أجب���رت الواليات‬ ‫المتح���دة على تغيير ر�أيها وموقفه���ا حول �إمكانية‬ ‫التدخل �ض���د المجموعة التكفيرية التي �س���يطرت‬ ‫على �أج���زاء كبيرة من العراق و�س���وريا‪ .‬بات هذا‬ ‫الو�ضع ي�ش���كل تحدي ًا ذلك �أن الواليات المتحدة ال‬ ‫يمكنها التراجع وال الإنخراط الكامل‪ .‬وكان الحل‬ ‫في وا�ش���نطن ب�إر�س���ال طائرات والحد الأدنى من‬ ‫القوات البرية لمهاجمة "الدولة الإ�س�ل�امية"‪ ،‬في‬ ‫الوقت الذي ت�س���عى �إلى بناء تحالف �إقليمي الذي‬ ‫من �ش�أنه �أن يو�سع عملية الردع �ضد "داع�ش"‪.‬‬ ‫الي���وم‪ ،‬ت�ش���كل تركي���ا المفت���اح له���ذا التحال���ف‪.‬‬ ‫�أ�ص���بحت �أنق���رة ق���وة �إقليمية كبي���رة‪ .‬لديها �أكبر‬ ‫�إقت�ص���اد و�أكبر جي����ش في المنطق���ة‪ ،‬وهي الأكثر‬ ‫عر�ض���ة للأحداث في �س���وريا والعراق‪ ،‬التي تمتد‬ ‫على طول حدودها الجنوبية‪ .‬وكانت �إ�س���تراتيجية‬ ‫�أنق���رة في عهد الرئي�س رج���ب طيب �أردوغان‬ ‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪27‬‬


‫العالم العربي‬ ‫الشرق األوسط‬

‫حركة �إ�سالمية مت�شددة تعمل كدولة �إقليمية‬

‫كيف أعاد تنظيم "الدولة اإلسالمية"‬ ‫تشكيل الشرق األوسط‬ ‫عندم��ا �إن�سحبت القوات الأميركية من العراق‪ ،‬ظنت وا�شنطن �أن وجودها في ال�شرق الأو�سط لن يكون‬ ‫مركزي � ًا كم��ا كان منذ نهاية الحرب العالمية الثانية‪ .‬لكن ظهور تنظيم �إرهابي يدعى "داع�ش" �أو "الدولة‬ ‫الإ�سالمي��ة" كما يحلو �أن ي�سمي نف�سه‪ ،‬غيّر �أ�شياء كثيرة في تفكير �أميركا والقوى الإقليمية الكبرى في‬ ‫المنطقة‪ :‬المملكة العربية ال�سعودية‪� ،‬إيران وتركيا‪ ،‬الأمر الذي �أعاد ت�شكيل القوى والتحالفات‪.‬‬ ‫لندن ‪ -‬محمد �سليم‬ ‫ف���ي �أواخ���ر الع���ام الفائ���ت (ت�ش���رين‬ ‫الثان���ي (نوفمبر) ف�ش���لت المحادثات‬ ‫النووي���ة م���ع �إي���ران ولم ت�س���فر ع���ن �إتف���اق‪ ،‬لكن‬ ‫الموع���د النهائ���ي لإجراء �ص���فقة ت���م تمديده من‬ ‫دون عوائ���ق‪ .‬م���ا كان يمكن �أن يك���ون �أزمة كبيرة‬ ‫قب���ل عام‪ ،‬تزخر بالتهديدات والقل���ق‪ّ ،‬تم التعامل‬ ‫معها من دون دراما �أو �ص���عوبة‪ .‬هذا الرد الجديد‬ ‫لف�ش���ل �آخر في التو�ص���ل �إلى �إتفاق يم ّثل تح ّو ًال في‬ ‫العالق���ة بين الواليات المتحدة و�إيران‪ ،‬وهو تح ّول‬ ‫ال يمك���ن فهمه م���ن دون النظر �أو ًال ف���ي التح ّوالت‬ ‫الجيو�سيا�س���ية الهائل���ة الت���ي حدث���ت في ال�ش���رق‬ ‫ملحة‪.‬‬ ‫الأو�سط‪ ،‬التي جعلت الق�ضية النووية ّ‬ ‫تمت���د جذور ه���ذه التح��� ّوالت �إلى ظه���ور تنظيم‬ ‫"الدول���ة الإ�س�ل�امية" (داع����ش)‪� .‬إيديولوجي ًا‪،‬‬ ‫هناك فرق قليل بين "الدولة الإ�سالمية" وغيره‬ ‫م���ن الحركات الجهادية الإ�س�ل�امية المتطرفة‪.‬‬ ‫ولكن من حيث الوجود الجغرافي‪ ،‬ف�إن التنظيم‬ ‫الإرهاب���ي وجد نف�س���ه في و�ض���ع متميز مختلف‬ ‫ع���ن البقية‪ .‬بينما يتوق تنظي���م "القاعدة" ربما‬ ‫�إل���ى ال�س���يطرة على دول���ة قومية مهم���ة‪� ،‬إال �أنه‬ ‫ظل ف���ي المقام الأول‪ ،‬منظم���ة �إرهابية متف ّرقة‬ ‫م�شتتة على نطاق وا�سع‪ .‬فهو لي�س م�سيطر ًا على‬ ‫�أي منطقة كبيرة ب�ش���كل دائم؛ ل���ذا كان حركة‪،‬‬ ‫ولي�س مكان ًا‪ .‬ولكن تنظيم "الدولة الإ�سالمية"‪،‬‬

‫‪26‬‬

‫العدد ‪� - 28‬آذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫المحادثات الدولية النووية مع �إيران‪ :‬جرى فيها نقا�شات خارج نطاق ال�ش�ؤون النووية‬

‫كما يوحي �إ�س���مه‪ ،‬ه���و مختلف‪� .‬إنه يرى نف�س���ه‬ ‫عل���ى �أنه الن���واة التي من خاللها يج���ب �أن تنمو‬ ‫الدول���ة الإ�س�ل�امية العابرة للوطني���ة والحدود‪،‬‬ ‫وق���د �أقام في �س���وريا والع���راق كيان��� ًا جغرافي ًا‪.‬‬ ‫وت�س���يطر الجماعة على منطقة مح���ددة تقريب ًا‬ ‫في البلدين‪ ،‬ولديها �ش���يء من القوات الع�سكرية‬ ‫التقليدي���ة م�ص���ممة للدف���اع وتو�س���يع �س���يطرة‬ ‫"الدولة"‪ .‬حت���ى الآن‪ ،‬مهما يكن التقدم الذي‬ ‫�أحرزه �أوالإنتكا�س���ات التي مني بها‪ ،‬ف�إن تنظيم‬ ‫"داع����ش" حافظ على هذا الطابع‪ .‬في حين �أن‬ ‫المجموع���ة المت�ش���ددة و ّزع���ت بالت�أكي���د جزء ًا‬ ‫كبير ًا من قواتها في ت�شكيالت ع�صابات متف ّرقة‬ ‫و�إحتفظت بجه���از �إرهابي �إقليمي مهم‪ ،‬ف�إنها ال‬

‫تزال �شيئ ًا جديد ًا بالن�سبة �إلى المنطقة ‪ -‬حركة‬ ‫�إ�سالمية مت�شددة تعمل كدولة �إقليمية‪.‬‬ ‫م���ن غي���ر الوا�ض���ح م���ا �إذا كان تنظي���م "الدول���ة‬ ‫ً‬ ‫طوي�ل�ا ويمكن���ه‬ ‫الإ�س�ل�امية" ي�س���تطيع ال�ص���مود‬ ‫البقاء على قيد الحياة‪� .‬إنه يتعر�ض لهجوم عراقي‬ ‫�أر�ض���ي ف���ي تكري���ت‪ ،‬وغ���ارات جوية م���ن �أميركا‬ ‫وحلفائه���ا‪ ،‬وتح���اول الوالي���ات المتح���دة خلق قوة‬ ‫تحالف التي من �ش����أنها مهاجمته والق�ض���اء عليه‪.‬‬ ‫ومن غير الوا�ض���ح �أي�ض��� ًا ما �إذا كانت المجموعة‬ ‫التو�س���ع‪ .‬يبدو �أن "الدولة الإ�س�ل�امية" قد‬ ‫يمكنها ّ‬ ‫بلغ �أق�ص���ى ح���دوده و�إ�س���تطاعته في كرد�س���تان‪،‬‬ ‫والجي�ش العراقي (الذي هزم ب�ش���دة في المرحلة‬ ‫الأول���ى من ظه���ور "الدول���ة الإ�س�ل�امية") ُيظهر‬


‫وال طه���ران تري���د توتر العالقات ب�ش����أن الق�ض���ية‬ ‫النووي���ة‪ ،‬والتي و�ض���عت على الموق���د الخلفي في‬ ‫الوقت الحالي ب�سبب ت�صاعد تهديد "داع�ش"‪.‬‬ ‫ه���ذا التناغم بين الواليات المتح���دة و�إيران يقلق‬ ‫ب�ش���كل طبيعي المملك���ة العربية ال�س���عودية‪ ،‬القوة‬ ‫الإقليمي���ة الرئي�س���ية الثالث���ة التي تتمت���ع بالثروة‬ ‫والق���درة على تمويل ودع���م الحركات ال�سيا�س���ية‬ ‫ف���ي المنطقة‪ .‬تَعتب���ر الريا�ض ب�أن طهران ت�ش���كل‬ ‫مناف�س��� ًا في الخليج العربي حي���ث يمكنها زعزعة‬ ‫�إ�س���تقرار المملك���ة ال�س���عودية من طريق �س���كانها‬ ‫ال�ش���يعة المتمركزي���ن في غالبيتهم ف���ي المنطقة‬ ‫ال�ش���رقية من المملكة‪ .‬ويعتبر ال�س���عوديون �أي�ض��� ًا‬ ‫�أن الوالي���ات المتح���دة ه���ي ال�ض���امن النهائ���ي‬ ‫لأمنه���م القومي‪ ،‬على الرغم م���ن �أنهم قد �أقدموا‬ ‫عل���ى �إتخ���اذ مواق���ف والإق���دام على �أعم���ال عدة‬ ‫م���ن دون العودة �إل���ى وا�ش���نطن �أو محاباتها منذ‬ ‫بداية "الربيع العربي"‪ .‬وب�س���بب قلقها من �إرتفاع‬ ‫الحرارة في عالقة �إي���ران مع الواليات المتحدة‪،‬‬ ‫فقد �أ�صبحت الريا�ض �أي�ض��� ًا �أكثر �إهتمام ًا وقلق ًا‬ ‫ج���راء الإكتف���اء الذات���ي الأميرك���ي ف���ي مجاالت‬ ‫الطاق���ة وال���ذي خف����ض ب�ش���كل كبي���ر الأهمي���ة‬ ‫ال�سيا�سية لل�سعودية لدى الواليات المتحدة‪ .‬‬ ‫كان���ت هناك تكهن���ات ب����أن "الدولة الإ�س�ل�امية"‬ ‫تم ّوله قوى عربية‪ ،‬ولكن �سيكون من غير المنطقي‬ ‫بالن�سبة �إلى الريا�ض كي تقوم بتمويل هذه الجماعة‬ ‫الإرهابي���ة‪ .‬كلم���ا كان تنظيم "داع����ش" �أقوى ف�إن‬ ‫العالق���ات بين الوالي���ات المتحدة و�إيران ت�ص���بح‬ ‫�أكث���ر ثبات ًا وح���رارة‪ .‬ال يمك���ن لوا�ش���نطن العي�ش‬ ‫م���ع "الخالفة العاب���رة للحدود" التي قد ت�ص���بح‬ ‫يوما ما قوي���ة �إقليمي ًا‪ .‬كلم���ا �إزداد تهديد "الدولة‬ ‫الإ�سالمية"‪ ،‬ف�إن �إيران والواليات المتحدة بحاجة‬ ‫الى بع�ض���هما‪ ،‬والذي يتناق�ض تماما مع م�ص���الح‬ ‫الأمن ال�س���عودي‪ .‬ل���ذا تحتاج الريا����ض �إلى زيادة‬ ‫التوترات بين وا�شنطن وطهران‪ .‬وبغ�ض النظر عن‬ ‫الدافع الديني �أو الإيديولوجي‪ ،‬ف�إن تحالف �أميركا‬ ‫مع الجمهورية الإ�سالمية ي�ش ّكل قوة �ساحقة تهدد‬ ‫بقاء النظام ال�سعودي‪ .‬و"الدولة الإ�سالمية" لي�س‬ ‫من م�ؤي���دي العائلة المالكة ال�س���عودية وال يحبها‪.‬‬ ‫�إن "الخالفة" يمكن �أن تتو�س���ع في �إتجاه المملكة‬ ‫العربية ال�س���عودية �أي�ض��� ًا‪ ،‬لقد ر�أينا ن�شاط ًا �شعبي ًا‬ ‫فعلي��� ًا يتعل���ق ب"الدول���ة الإ�س�ل�امية" الذي جرى‬ ‫داخل المملكة‪ .‬وقد �إنخرطت الريا�ض في العراق‪،‬‬ ‫وتق���وم حالي ًا بمحاولة تعزيز القوات ال�س���نية غير‬ ‫"الدولة الإ�س�ل�امية" ب�س���رعة‪ ،‬حي���ث تدفع هذه‬

‫رجب طيب �أردوغان‪ :‬يريد هدف �إ�سقاط الأ�سد على الطاولة‬ ‫قبل �أي تدخل في �سوريا‬

‫لقد و�ضع ظهور المجموعة‬ ‫التكفيرية مرة �أخرى الواليات‬ ‫المتحدة في مركز وو�سط النظام‬ ‫الإقليمي‪ ،‬و�أجبر القوى الكبرى الثالث‬ ‫في ال�شرق الأو�سط تركيا وال�سعودية‬ ‫و�إيران على �إعادة تحديد عالقاتها‬ ‫مع وا�شنطن بطرق مختلفة‬ ‫القوات وا�شنطن وطهران �إلى الهدوء مع ًا‪.‬‬

‫مكانة �أميركا المركزية ال�شرق الأو�سط‬ ‫م���ن جه���ة وا�ش���نطن‪� ،‬أظه���ر تنظي���م "الدول���ة‬ ‫الإ�سالمية" ب�أن فكرة �إن�سحاب الواليات المتحدة‬ ‫بب�س���اطة وت���رك المنطقة ه���ي غي���ر واقعية‪ .‬وفي‬ ‫الوقت عين���ه‪ ،‬ف�إن �أميركا لن ت�ش���ارك في الحرب‬ ‫المتع���ددة الأق�س���ام ف���ي الع���راق‪ .‬لق���د ف�ش���لت‬ ‫وا�ش���نطن في تحقيق الإ�س���تقرار الموالي للواليات‬ ‫المتحدة هناك للم���رة الأولى؛ فمن غير المحتمل‬ ‫�أن تحقق ذلك هذه المرة‪ .‬ال �شك �أن القوة الجوية‬ ‫الأميركية ت�ؤدي دور ًا ال ي�س���تهان به �ض���د "الدولة‬ ‫الإ�س�ل�امية"‪ ،‬وه���ي رم���ز ق���وة �أمي���ركا ووجودها‬ ‫ وكذل���ك حدوده���ا‪� .‬إن �إ�س���تراتيجية الوالي���ات‬‫المتحدة لت�شكيل تحالف �ضد "الدولة الإ�سالمية"‬ ‫هي مع ّق���دة للغاية‪ ،‬حيث �أن الأتراك ال يريدون �أن‬ ‫يتم زجه���م في المعركة من دون تن���ازالت كبيرة‪،‬‬

‫والإيرانيون يريدون خف�ض ال�ضغط عن برامجهم‬ ‫النووية في مقابل م�س���اعدتهم‪ ،‬وال�س���عوديون على‬ ‫ب ِّينة من المخاطر التي تم ّثلها �إيران‪.‬‬ ‫الالفت هو الت�أثير الذي �ش ّكله "الدولة الإ�سالمية"‬ ‫بالن�س���بة �إلى العالق���ات في المنطقة‪ .‬لقد و�ض���ع‬ ‫ظه���ور المجموعة التكفيرية م���رة �أخرى الواليات‬ ‫المتح���دة ف���ي مرك���ز وو�س���ط النظ���ام الإقليمي‪،‬‬ ‫و�أجبر القوى الكبرى الثالث في ال�ش���رق الأو�سط‬ ‫على �إع���ادة تحديد عالقاتها مع وا�ش���نطن بطرق‬ ‫مختلف���ة‪ .‬وق���د �أحي���ى �أي�ض��� ًا المخ���اوف الأعم���ق‬ ‫لتركي���ا و�إي���ران والمملك���ة العربي���ة ال�س���عودية‪.‬‬ ‫ترغ���ب �أنقرة في تجنب الإنجرار م���رة �أخرى �إلى‬ ‫الكابو�س العثماني ال�س���ابق لل�سيطرة على العرب‪،‬‬ ‫في حين �إ�ض���طرت �إيران �إلى �إعادة تنظيم نف�سها‬ ‫وعالقاته���ا مع الواليات المتحدة لمقاومة �ص���عود‬ ‫�س���نة العراق والمملكة العربية ال�سعودية‪ ،‬كما كان‬ ‫ال�ش���اه يفع���ل في ال�س���ابق‪ .‬وفي الوق���ت عينه‪ ،‬رفع‬ ‫تنظي���م "الدولة الإ�س�ل�امية" مخاوف ال�س���عودية‬ ‫من تخلي الواليات المتحدة عنها ل�ص���الح �إيران‪،‬‬ ‫ورهب���ة الواليات المتحدة من �إعادة الإنخراط في‬ ‫العراق كانت حا�ضرة في تحديد كافة �إجراءاتها‪.‬‬ ‫ف���ي النهاية‪ ،‬من غي���ر المحتمل �أن ي�س���تطيع تنظيم‬ ‫"الدولة الإ�سالمية" الإقليمي ال�صمود والبقاء على‬ ‫قيد الحياة‪ .‬والحقيقة هي �أن تركيا والمملكة العربية‬ ‫ال�س���عودية تنتظر فقط تحرك الواليات المتحدة من‬ ‫�أج���ل حل م�ش���كلة "الدولة الإ�س�ل�امية" م���ن طريق‬ ‫الق���وة الجوي���ة وعدد قليل م���ن الق���وات البرية فيما‬ ‫�إيران تحاول تقديم الم�ساعدة المحدودة المبا�شرة‬ ‫للحكومة العراقية‪ .‬وهذه الإجراءات ال تدمر "الدولة‬ ‫الإ�س�ل�امية"‪ ،‬لكنه���ا تك�س���ر التما�س���ك الإقليم���ي‬ ‫للمجموع���ة وتجبرها على العودة �إلى تكتيكات حرب‬ ‫الع�ص���ابات والإرهاب‪ .‬ف���ي الواقع‪ ،‬ه���ذا ما يحدث‬ ‫بالفعل‪ .‬ولكن وجود هذه المجموعة بالذات‪ ،‬ولو كان‬ ‫م�ؤقت ًا‪ ،‬ق���د فاج�أ المنطقة ودفعها �إل���ى الإدراك ب�أن‬ ‫الإفترا�ضات ال�سابقة لم ت�أخذ في الإعتبار الحقائق‬ ‫الراهن���ة‪� .‬إن �أنقرة لن تكون قادرة على تجنب زيادة‬ ‫م�شاركتها في النزاع؛ و�سيكون على طهران التعاي�ش‬ ‫مع الواليات المتحدة؛ والريا�ض �س���وف ت�ض���طر �إلى‬ ‫النظ���ر بجدية �إلى نقاط �ض���عفها‪� .‬أما بالن�س���بة �إلى‬ ‫الوالي���ات المتح���دة‪ ،‬ف�إن���ه يمكنها بب�س���اطة العودة‬ ‫�إل���ى ديارها‪ ،‬حتى ل���و كانت المنطقة ف���ي حالة من‬ ‫الفو�ض���ى‪ .‬ولكن البع�ض الآخر بالفعل هو في دياره‪،‬‬ ‫وهذه هي النقطة التي �إ�س���تفاد منها تنظيم "الدولة‬ ‫الإ�سالمية" وجعلها وا�ضحة تمام ًا‬ ‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪29‬‬


‫العالم العربي ¶ ال�شرق الأو�سط‬ ‫قائمة على تجنب النزاع���ات مع جيرانها‪ ،‬وهو ما‬ ‫كانت قادرة على القيام به بنجاح حتى الآن‪ .‬تريد‬ ‫الوالي���ات المتح���دة حالي ًا �أن تقدّم تركي���ا قوات ًا ‪-‬‬ ‫برية ب�شكل خا�ص ‪ -‬لمقاومة "الدولة الإ�سالمية"‪.‬‬ ‫�أنقرة لديها م�صلحة في القيام بذلك‪ ،‬لأن النفط‬ ‫العراقي من �ش�أنه �أن ي�ساعد على تنويع م�صادرها‬ ‫من الطاق���ة‪ ،‬ولأنها تريد �أن تُبقي ال�ص���راع بعيد ًا‬ ‫من التمدّد �إلى تركيا‪ .‬وقد عملت الحكومة التركية‬ ‫بجهد و�ص���عوبة للحفاظ على عدم عبور ال�ص���راع‬ ‫ال�سوري عبر حدودها وللح ّد من تدخلها المبا�شر‬ ‫ف���ي الحرب الأهلية‪� .‬أنقرة �أي�ض��� ًا ال تريد �أن يقوم‬ ‫تنظيم "الدولة الإ�س�ل�امية" بال�ض���غط على �أكراد‬ ‫العراق والذي يمكن �أن ينت�ش���ر في نهاية المطاف‬ ‫�إلى الأكراد الأتراك‪.‬‬ ‫�إن تركيا تجد نف�س���ها في و�ضع �صعب‪� .‬إذا ّ‬ ‫تدخلت‬ ‫�ض���د "الدول���ة الإ�س�ل�امية" جنب��� ًا �إل���ى جنب مع‬ ‫الواليات المتحدة‪� ،‬سيتم �إختبار جي�شها بالطريقة‬ ‫عينه���ا الت���ي ل���م يت���م �إختباره به���ا من���ذ الحرب‬ ‫الكوري���ة‪ ،‬وج���ودة �أدائ���ه غي���ر م�ؤك���دة‪ .‬المخاطر‬ ‫حقيقي���ة‪ ،‬و�ض���مان الن�ص���ر ال ي���زال بعي���د ًا‪ .‬ق���د‬ ‫ت�ست�أنف تركيا الدور الذي لعبته في العالم العربي‬ ‫ف���ي عه���د الإمبراطوري���ة العثمانية‪ ،‬ف���ي محاولة‬ ‫لت�شكيل ال�سيا�سة العربية في ُ�س ُب ٍل تجدها مر�ضية‪.‬‬ ‫من جهتها لم تفعل الواليات المتحدة ذلك ب�ش���كل‬ ‫جيد في العراق‪ ،‬ولي�س هناك ما ي�ض���من �أن تركيا‬ ‫�س���تنجح عل���ى حد �س���واء‪ .‬ف���ي الواقع‪ ،‬يمك���ن �أن‬ ‫تنجر �أنقرة �إلى �ص���راع مع الدول العربية التي لن‬ ‫تكون قادرة على الإن�س���حاب من���ه بدقة كما فعلت‬ ‫وا�شنطن‪.‬‬ ‫في الوق���ت عينه‪� ،‬إن ع���دم الإ�س���تقرار في جنوب‬ ‫تركي���ا وظه���ور ق���وة �إقليمي���ة جدي���دة في �س���وريا‬ ‫والع���راق يمث�ل�ان تهدي���دات �أ�سا�س���ية لأنق���رة‪.‬‬ ‫هن���اك مزاعم ب����أن الأتراك دعموا �س���ر ًا "الدولة‬ ‫الإ�س�ل�امية"‪ ،‬ولكننا ن�ش���ك في ه���ذا الأمر كثير ًا‪.‬‬ ‫قد يميل الأتراك ب�ش���كل �إيجاب���ي تجاه الجماعات‬ ‫الإ�سالمية الأخرى‪ ،‬ولكن "الدولة الإ�سالمية" هو‬ ‫على حد �س���واء �أم���ر خطير وال�ض���غوط المرجحة‬ ‫من الواليات المتحدة �ض���د � ّأي من م�ؤيديه �س���وف‬ ‫تك���ون م�ؤلمة‪ .‬وم���ع ذلك‪ ،‬ف�إن الأت���راك ال ين ّفذون‬ ‫توجيهات �أميركا بب�س���اطة؛ �أنقرة لديها م�ص���الح‬ ‫في �سوريا التي ال تتناغم مع م�صالح وا�شنطن‪.‬‬ ‫تركي���ا تريد �إ�س���قاط نظام الرئي�س ب�ش���ار الأ�س���د‪،‬‬ ‫ولك���ن الواليات المتحدة مترددة ف���ي القيام بذلك‬ ‫خوف ًا من فتح الباب �أمام قيام نظام �س���ني جهادي‬

‫‪28‬‬

‫العدد ‪� - 28‬آذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫الرئي�س ب�شار الأ�سد‪:‬‬ ‫هيمنة "داع�ش" على المعار�ضة عززت و�ضعه‬

‫تنظيم "الدولة الإ�سالمية"‪ ،‬كما‬ ‫يوحي �إ�سمه‪ ،‬هو مختلف عن بقية‬ ‫الحركات الجهادية التكفيرية‪� .‬إنه‬ ‫يرى نف�سه على �أنه النواة التي من‬ ‫خاللها يجب �أن تنمو الدولة الإ�سالمية‬ ‫العابرة للوطنية والحدود‪ ،‬وقد �أقام في‬ ‫�سوريا والعراق كيان ًا جغرافي ًا‬ ‫(�أو عل���ى �أق���ل تقدي���ر‪ ،‬فو�ض���ى جهادي���ة) ال���ذي‬ ‫م���ع "الدولة الإ�س�ل�امية" ف���ي العمل‪� ،‬س���يكون من‬ ‫الم�س���تحيل ت�ش���كيله �أو ال�س���يطرة عليه‪ .‬من ناحية‬ ‫�أخرى يقوم الأتراك �أي�ض ًا بتعويم ق�ضية الأ�سد‪� ،‬إلى‬ ‫حد ما‪ ،‬كذريعة لعدم الإنخراط في ال�ص���راع‪ .‬لكن‬ ‫�أنقرة تريد ذهاب الأ�س���د وحلول نظام �سني مكانه‬ ‫م�ؤي���د لها‪ .‬اذا رف�ض���ت الواليات المتح���دة التنازل‬ ‫لهذا الطلب‪ ،‬ف�إن لدى تركيا �أ�سا�س ًا وعذر ًا لرف�ضها‬ ‫التدخ���ل‪ .‬و�إذا وافقت �أميركا ف�إن تركيا �ستح�ص���ل‬ ‫عل���ى النتيجة الت���ي تريدها في �س���وريا‪ ،‬ولكن على‬ ‫ق���در �أكبر من الخطر بالن�س���بة �إلى العراق‪ .‬وهكذا‬ ‫�أ�ص���بح تنظي���م "داع����ش" النقط���ة المحوري���ة في‬ ‫العالقات الأميركية‪-‬التركية‪ ،‬لتحل محل الق�ضايا‬ ‫ال�سابقة مثل عالقات تركيا مع �إ�سرائيل‪.‬‬

‫تغيير دور �إيران الإقليمي‬ ‫�إن ظهور تنظيم "الدولة الإ�س�ل�امية" �أعاد بالمثل‬

‫تحدي���د الموق���ف الإيران���ي ف���ي المنطق���ة‪ .‬ت���رى‬ ‫طه���ران �أن النظ���ام ال���ذي يهيم���ن عليه ال�ش���يعة‬ ‫الموال���ي له���ا ف���ي بغ���داد هو ح���رج لم�ص���الحها‪،‬‬ ‫تمام ًا كما ترى �س���يطرتها على جنوب العراق �أمر ًا‬ ‫حا�س���م ًا‪ .‬خا�ض���ت الجمهورية الإ�سالمية حرب ًا مع‬ ‫العراق الذي كان يهيمن عليه ال�س���نة في ثمانينات‬ ‫الق���رن الفائ���ت‪ ،‬م���ع خ�س���ائر مدم���رة؛ �إن تجنب‬ ‫حرب �أخرى من هذا القبيل �أمر �أ�سا�س���ي ل�سيا�سة‬ ‫الأم���ن القومي الإيراني‪ .‬من وجه���ة نظر طهران‪،‬‬ ‫ل���دى "الدول���ة الإ�س�ل�امية" القدرة عل���ى تقوي�ض‬ ‫الحكومة في بغداد‪ ،‬و�إحتمال ك�ش���ف موقف �إيران‬ ‫ف���ي العراق‪ .‬رغم �أن هذا لي�س ه���و النتيجة الأكثر‬ ‫ترجيح��� ًا‪ ،‬بل هو تهديد محتم���ل ينبغي على �إيران‬ ‫مواجهته‪.‬‬ ‫وقد ت�ألفت ت�ش���كيالت �إيرانية �ص���غيرة بالفعل في‬ ‫�شرق كرد�ستان‪ ،‬وقاد طيارون �إيرانيون الطائرات‬ ‫العراقي���ة ف���ي هجم���ات عل���ى مواق���ع ل"الدول���ة‬ ‫الإ�س�ل�امية"‪� .‬إن مج���رد �إحتمال هيمن���ة "الدولة‬ ‫الإ�س�ل�امية" حت���ى عل���ى �أج���زاء في الع���راق غير‬ ‫مقبول بالن�س���بة �إلى طهران التي تلتقي م�صالحها‬ ‫هنا مع م�ص���الح الواليات المتحدة‪ .‬يريد البلدان‬ ‫الق�ضاء على "الدولة الإ�سالمية"‪ .‬كالهما يرغب‬ ‫ب�أن تنجح الحكومة في بغداد وتعمل‪ .‬لي�س���ت لدى‬ ‫وا�ش���نطن �أي م�شكلة مع �إيران ل�ض���مان الأمن في‬ ‫الجنوب‪ ،‬كما لي�س ل���دى الإيرانيين �إعترا�ض على‬ ‫�إقليم كرد�س���تان الم�ؤيد للوالي���ات المتحدة طالما‬ ‫�أنهم يهيمنون على تدفقات النفط الجنوبية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ف�ض�ل�ا ع���ن زي���ادة‬ ‫ب�س���بب تنظي���م "داع����ش" ‪-‬‬ ‫�إتجاهاته الطويلة الأجل ‪ -‬فقد تمو�ضعت الواليات‬ ‫المتحدة و�إيران مع ًا لأن م�ص���الحهما الم�ش���تركة‬ ‫تتالق���ى ف���ي تل���ك المنطقة ف���ي الوق���ت الراهن‪.‬‬ ‫وكانت هناك تقارير عديدة عن التعاون الع�سكري‬ ‫الأميركي الإيراني �ض���د "الدولة الإ�سالمية"‪ ،‬في‬ ‫حين �أن الق�ضية الرئي�سية التي تفرقهما (البرنامج‬ ‫الن���ووي االيراني) و�ض���عت على ن���ار هادئة وقتي ًا‪.‬‬ ‫و�أعقب الإعالن عن عدم التو�ص���ل بعد �إلى ت�سوية‬ ‫ف���ي المحادثات النووي���ة في �أواخر الع���ام الفائت‬ ‫�إلى تمديد فترة التهدئ���ة للموعد النهائي لإتفاق‪،‬‬ ‫و� ٌّأي م���ن الجانبي���ن لم يه���دد الآخ���ر �أو �أعطى �أي‬ ‫�إ�ش���ارة �إلى �أن الف�ش���ل قد غ ّير التوافق العام الذي‬ ‫تم التو�ص���ل �إليه‪ .‬في ر�أينا‪� ،‬إن تحقيق �سالح نووي‬ ‫يمكن �أن ُي�س���تخدم هو �أكثر �ص���عوبة من تخ�صيب‬ ‫اليورانيوم‪ ،‬و�إيران لي�س���ت قوة نووية و�شيكة‪ .‬وهذا‬ ‫يبدو �أنه قد �أ�صبح الموقف الأميركي‪ .‬ال وا�شنطن‬


‫التنظي���م ان يفه���م �أن���ه ال يمكن���ه تجاوزها‪ ،‬وهي‬ ‫حدود كرد�س���تان العراق‪ ،‬و�س���د المو�صل‪ ،‬والخط‬ ‫الممت���د من الفلوجة �إلى الرمادي‪ ،‬حيث تُرك وهو‬ ‫الذي ال يبعد اكثر من ‪ 70‬كلم عن العا�ص���مة بغداد‬ ‫اما في �سوريا فلم يتع َّد عدد الغارات التي ن ّفذت في‬ ‫الرقة على الع�ش���رين غارة‪ ،‬ثم غارات على حدود‬ ‫"كوباني" (عين العرب) في الأ�سبوع االخير من‬ ‫ُ���رك التنظيم يتقدم‬ ‫ال�ش���هر االول‪ ،‬وذلك بعدما ت ِ‬ ‫بجحافله وقوافل���ه المدرعة وبطاري���ات المدفعية‬ ‫من الرقة الى جبل الأبي�ض دون رقيب �أو ح�سيب‪.‬‬ ‫بعد عملية الإعدام الوح�ش���ية للطيار االردني التي‬ ‫ه���زت العال���م‪ ،‬كان ال ب ّد لأميركا ب����أن تقوم بنقلة‬ ‫نوعية‪ ،‬ال �س���يما بع���د ان قام �س�ل�اح الجو الأردني‬ ‫ب�س���تين غارة جوية خالل خم�س���ة �أيام اثبتت �أنها‬ ‫اكث���ر فعالية من غارات �أميركا و"حلفائها" خالل‬ ‫خم�س���ة ا�شهر‪ .‬كما �إ�س���تيقظت فرن�سا من �سباتها‬ ‫في ال�ش���هر الما�ض���ي بع���د عملية "�ش���ارلي �إبدو"‬ ‫و�إكت�ش���فت �أن �أكثر من �ألف فرن�س���ي غادروا مطار‬ ‫�ش���ارل ديغ���ول ال���ى �إ�س���طنبول ومنها الى �س���وريا‬ ‫للإن�ض���مام الى "داع����ش"‪ .‬وكان���ت باري�س تعتقد‬ ‫قب���ل ذلك �أنهم ذاهبون لل�س���ياحة وزيارة م�س���جد‬ ‫�آيا �صوفيا‪.‬‬ ‫والآن وبعدم���ا تق���دم‪ ،‬وبعدم���ا �أعلنت امي���ركا �أنها‬ ‫وح�شية "داع�ش" تتطلب عم ًال غير كال�سيكي‬

‫�ستقوم بتقديم الم�ساعدة الجوية المبا�شرة للجي�ش‬ ‫العراق���ي لدح���ر التنظيم "نق���ول دح���ره �أي �إبعاده‬ ‫ولي�س تدميره بال�ضرورة"‪ ،‬نقول لأميركا‪ ،‬كما يقول‬ ‫غيرنا من خريجي المدار�س الع�س���كرية االميركية‪،‬‬ ‫�إن ما قمتم به على �صعيد محاربة االرهاب يختلف‬ ‫تمام ًا عما تعلمناه في دياركم‪ ،‬وما هكذا تورد الإبل‪،‬‬ ‫�أيها ال�س���يد الرئي�س باراك اوباما‪ .‬وللتذكير فقط‪،‬‬ ‫�إن ما تعلمناه ف���ي الكتاب الأميركي هو �أنه �إذا كان‬ ‫هناك فع ًال قرار بالق�ض���اء على الإرهاب فلتتف�ضل‬ ‫الوالي���ات المتح���دة وتعتم���د او توافق عل���ى �إعتماد‬ ‫تعريف وا�ض���ح‪ ،‬وثابت وملزم لمعنى االرهاب‪ .‬وهو‬ ‫الأمر الذي لم يح�ص���ل حتى يومنا هذا‪ .‬فالتنظيم‬ ‫الإرهابي الذي يخدم م�ص���الح وا�ش���نطن من حيث‬ ‫يدري او ال يدري ه���و "عمل ثوري وطني"‪ ،‬والعك�س‬ ‫�ص���حيح‪ .‬والئح���ة الإره���اب االميركي���ة �أ�ص���بحت‬ ‫كاليافطة الإكترونية في المطارات او في البور�ص���ة‬ ‫متحرك���ة‪ ،‬وعليه���ا ت�ض���اف �أ�س���ماء و ُت���زال اخرى‪.‬‬ ‫وعل���ى �س���بيل المث���ال ال الح�ص���ر كتائ���ب عبد اهلل‬ ‫عزام الت���ي قتلت �أميركيين في �إيالت و�س���يناء في‬ ‫الع���ام ‪ ،2005‬ل���م تو�ض���ع على الالئح���ة االميركية‬ ‫للتنظيمات االرهابية �إال بعد �سبع �سنوات‪ ،‬وتحديد ًا‬ ‫في العام ‪ 2012‬بعدما �إ�س���تُهلكت و�ض���اقت �أميركا‬ ‫ذرع��� ًا منه���ا‪ ،‬وهنيئ ًا لحرك���ة "طالب���ان" التي رفع‬

‫الإ�ستراتيجية الع�سكرية وال�سيا�سية‬ ‫لقوات التحالف ال تهدف الى الق�ضاء‬ ‫على تنظيم "داع�ش" في العراق‬ ‫و�سوريا‪ ،‬بل �إلى �إحتوائه‪ ،‬وكلمة‬ ‫�إحتواء بالمعنى ال�سيا�سي تعني‬ ‫محا�صرته‪ ،‬و�إ�ستيعابه‪ ،‬ور�سم خطوط‬ ‫حمراء له ال يمكن تجاوزها‬ ‫�إ�س���مها‪ ،‬لو ل���م يعلن ذلك ر�س���مي ًا‪ ،‬ع���ن الالئحة‪،‬‬ ‫فالإن�س���حاب االميركي من �أفغان�ستان بات و�شيك ًا‪،‬‬ ‫ووج���ود الحرك���ة �س���وف ُيم�س���ي �ض���رورة‪� ،‬أو لي�س‬ ‫ه���ذا كافي��� ًا لنفهم ب����أن الهدف الي���وم لي�س تدمير‬ ‫"داع����ش"‪ ،‬بل �إحتوائه وح�ص���ره وتدجينه‪ ،‬تمهيد ًا‬ ‫لإ�س���تعماله حا�ض���ر ًا وم�ستقب ًال لإ�ض���عاف الأنظمة‬

‫العربي���ة في �س���وريا والعراق وم�ص���ر وليبي���ا وربما‬ ‫لبن���ان و�إبتزازها‪� .‬أما �إذا خ���رج هذا التنظيم عن‬ ‫ال�س���يطرة وب���ات فع ًال‪ ،‬نق���ول فع ًال‪ ،‬ي�ش���كل خطر ًا‬ ‫على م�صالح اميركا و�أمن ا�سرائيل وهذا م�ستبعد‪،‬‬ ‫فهنال���ك الخط���ة ب او "‪ ."plan B‬و�أتذكر ما قاله‬ ‫لي ديبلوما�س���ي �أميركي كبير في وا�ش���نطن �ص���يف‬ ‫‪ 2013‬عندم���ا �س����ألته‪� :‬أم���ن �أجل الإطاح���ة بر�أ�س‬ ‫وت�ش���جع �إنتقال‬ ‫النظ���ام ال�س���وري ت�س���مح �أمي���ركا‬ ‫ّ‬ ‫ع�شرات الآالف من الإرهابين الى �سوريا؟ ف�أجاب‬ ‫بين الج���د والهزل‪ :‬ي���ا �ص���ديقي كان �أجدادنا قبل‬ ‫�إخت���راع الم���واد المبيدة للح�ش���رات ي�ض���عون وعاء‬ ‫كبي���ر ًا في���ه بع�ض من الحلوى تق�ص���ده الح�ش���رات‬ ‫والقوار����ض‪ ،‬وعندم���ا يمتل���ىء به���ا يت���م حرقها"‪،‬‬ ‫واللبيب من الإ�شارة يفهم‪.‬‬ ‫وبالعودة الى العنوان والو�ص���ايا الع�ش���ر للق�ض���اء‬ ‫على االرهاب ب���دء ًا من الخطر الداهم الم�س���مى‬ ‫"داع�ش" هذا اذا توفرت الن ّية والجدية والقرار‪،‬‬ ‫هي ما يلي‪:‬‬ ‫�أو ًال‪ :‬الق�ض���اء على الفكر التكفي���ري الإرهابي في‬ ‫المدار�س والجامعات‪ ،‬في الندوات والمحا�ضرات‪،‬‬ ‫ف���ي الجوام���ع والحلق���ات والمق���االت‪ ،‬عل���ى كافة‬ ‫الف�ض���ائيات و�إعتباره �ش���ريك ًا ومحر�ض ًا‪ ،‬وتجريم‬ ‫فاعله‪.‬‬ ‫ثاني ًا‪� :‬إن الحرب النف�س���ية التي يمار�سها التنظيم‬ ‫بمهنية عالية‪ ،‬ت�س���توجب حرب ًا م�ضادة‪ ،‬بالتكثيف‬ ‫من التوجيه الديني ال�ص���حيح‪ ،‬والتوجيه المعنوي‬ ‫وال�سيا�س���ي �ضمن ور�ش���ة عمل م�ستمرة في كل بلد‬ ‫عربي و�إ�س�ل�امي‪ ،‬والتن�س���يق ما بين هذه الأقطار‬ ‫موحدة‪ ،‬تحمل‬ ‫بكافة الو�سائل �ض���من �إ�ستراتيجية ّ‬ ‫جرعات لقاح الوباء الإرهابي‪.‬‬ ‫ثالث��� ًا‪� :‬إن البن���د االول ف���ي مخط���ط التنظيم���ات‬ ‫الإرهابية في زمن "داع�ش" هو الترهيب والترويع‬ ‫و�إدارة التوح����ش‪ .‬فكيف ُيق َّدم لهذا التنظيم منابر‬ ‫�إعالمي���ة مجاني���ة ت�س���اوي بالمفه���وم التجاري او‬ ‫الإعالم���ي مئات الماليين من ال���دورات‪ ،‬لتحقيق‬ ‫غايت���ه‪ .‬ويق���ول البع����ض �إذا �إ�س���تطعنا مراقب���ة‬ ‫وتر�ش���يد و�س���ائل االع�ل�ام فمن ي�ض���من و�س���ائل‬ ‫التوا�ص���ل؟ الجواب بكل ب�س���اطة ه���ل �أن "غوغل"‬ ‫و"تويت���ر" و"فاي�س���بوك" و�أخواته���ا قد ا�ص���بحت‬ ‫خارج ال�سيطرة؟ ومن يمكنه مراقبتها و�إيقافها او‬ ‫حجبها‪�...‬أميركا �أم جزر القمر ؟‬ ‫رابع��� ًا‪ :‬تجفيف الموارد المالي���ة‪ :‬ان تمويل الدولة‬ ‫اال�س�ل�امية (داع�ش) و�أخواتها‪ ،‬هو الأوك�س���يجين‬ ‫الذي ي�س���اعدها على البقاء والإ�س���تمرار وهو‬ ‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪31‬‬


‫الم�شرق العربي‬ ‫اإلرهاب‬

‫ال تنتظروا الترياق من �أميركا للق�ضاء على الإرهاب‬

‫الوصايا العشر للقضاء على "داعش"‬ ‫فيم��ا عجقت الأجواء ب�أخبار الإرهاب و�أعمال تنظي��م "الدولة الإ�سالمية" الب�شعة‪ ،‬تكاثرت الآراء حول‬ ‫الط��رق الناجع��ة للق�ضاء على ه��ذه الظاهرة الغريبة والخطرة‪ ،‬الت��ي ما �أن تقفل �أمامها باب � ًا تفتح �أبواب‪.‬‬ ‫العميد الركن الدكتور ه�شام جابر‪ ،‬الباحث في عالم الإرهاب‪ ،‬يدلو بدلوه في هذا المجال‪.‬‬ ‫بقلم الدكتور ه�شام جابر‬

‫*‬

‫لق���د ف���اق �إره���اب تنظي���م "الدول���ة‬ ‫اال�س�ل�امية" المع���روف �أي�ض��� ًا‬ ‫بـ"داع����ش"‪ ،‬كل ت�ص��� ّور‪ .‬وم���ا كتب ع���ن التنظيم‬ ‫وم���ا قيل عنه خالل �س���نة‪ ،‬تج���اوز بالحبر والورق‬ ‫وال�س���احات االعالمية‪ ،‬م���ا كتب وما قي���ل عن �أي‬ ‫تنظيم �آخر خالل عقود‪.‬‬ ‫ل�س���نا هنا ف���ي وارد التنظي���ر او التحلي���ل �أو حتى‬

‫‪30‬‬

‫العدد ‪� - 28‬آذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫�إعط���اء درو�س لمن يهمه االم���ر‪ ،‬ومن بيده الأمر‪،‬‬ ‫عن الطرق المثلى للق�ض���اء على هذه الآفة �أو هذا‬ ‫الورم الخبيث الذي تمدد في ج�س���م الأمة العربية‬ ‫وتجاوزه���ا كفيرو�س او باكتيريا الى �أج�س���ام �أمم‬ ‫�أخرى‪.‬‬ ‫ومن���ذ الي���وم االول لب���دء العملي���ات الجوية �ض���د‬ ‫تنظيم "داع�ش" من قب���ل الإئتالف الدولي‪ ،‬قلنا‪،‬‬ ‫بين الذي���ن قال���وا‪� ،‬إن الإ�س���تراتيجية الع�س���كرية‬ ‫وال�سيا�س���ية لقوات التحالف ال تهدف الى الق�ضاء‬

‫على تنظيم "داع�ش" في العراق و�س���وريا‪ ،‬بل �إلى‬ ‫�إحتوائ���ه‪ ،‬وكلمة �إحتواء بالمعنى ال�سيا�س���ي تعني‬ ‫محا�صرته‪ ،‬و�إ�ستيعابه‪ ،‬ور�سم خطوط حمراء له ال‬ ‫يمكن تجاوزها‪ .‬و�صدق حد�سنا حتى هذه ال�ساعة‬ ‫لأن الخريط���ة الع�س���كرية التي جاءتن���ا من وزارة‬ ‫الدفاع الأميركية في نهاية ت�شرين الأول (�أكتوبر)‬ ‫الما�ض���ي عن الأهداف التي ُق�صفت خالل ال�شهر‬ ‫االول كان �أكثر من ‪ %80‬منها على �أهداف محدّدة‬ ‫‪،‬الأم���ر ال���ذي يفي���د ب�أنه���ا خطوط حم���راء وعلى‬


‫حرق الطيار الأردني معاذ الك�سا�سبة‪� :‬أ�شعلت التيار المناه�ض للتكفيريين‬

‫تحتية‪ ،‬ومدار�س‪ ،‬و�أماكن عبادة‪ ،‬و�أ�سواق ومرافق‬ ‫حياتية و�س���ياحية ال���خ‪ ،‬وتجهيز القوات الخا�ص���ة‬ ‫ف���ي الجيو�ش (�أفواج مغاوي���ر‪ -‬مجوقل‪ -‬تدخل)‪،‬‬ ‫وتدريبه���ا للإغ���ارة عل���ى مواقع الإرهابين �س���واء‬ ‫في الجبال الوعرة كما يح�ص���ل في �ش���رقي لبنان‬ ‫�أو ف���ي الم���دن والأحياء وال�ش���وارع ال�ض���يقة‪ ،‬كما‬ ‫ح�صل ويح�صل في �أي مكان‪� .‬إن مواجهة الجيو�ش‬ ‫الكال�س���يكية لمجموع���ات غير منظم���ة تقوم على‬ ‫�أ�س�س غير كال�س���يكية‪ ،‬وحرب الع�صابات تختلف‬ ‫من حيث الت�سليح‪ ،‬والتدريب‪ ،‬والتكتيك عن القتال‬ ‫في مواجهة جي�ش �آخر‪ ،‬وكذلك ف�إن الأمر هو �أكثر‬ ‫�ص���عوبة في مواجه���ة مجموع���ات �إرهابي���ة تملك‬ ‫الخب���رة الفائق���ة‪ ،‬وال�س�ل�اح المتط���ور‪ ،‬والعقيدة‬ ‫القتالي���ة‪ ،‬وه���ذه �ص���فة عام���ة له���ذه المجموعات‬ ‫ب�إ�س���تثناء تنظيم الدولة اال�سالمية (داع�ش) ذي‬ ‫الوجهين من الناحية الع�س���كرية‪ :‬حرب مك�ش���وفة‬ ‫كجي�ش نظامي (المو�صل – االنبار –ا لطبقة‪....‬‬ ‫كوبان���ي)‪ ،‬وح���رب خفي���ة تعتم���د تكتي���ك ح���رب‬ ‫الع�ص���ابات (القت���ل‪ ،‬التدمير‪ ،‬الكمائ���ن)‪ ،‬لذلك‬ ‫ف�إن ان�ش���اء وحدات خا�ص���ة‪ ،‬وقوات �ض���اربة تعمل‬ ‫الى جان���ب الفرق والألوية يتطلب تدريب ًا خا�ص��� ًا‪،‬‬ ‫وت�س���ليح ًا متط���ور ًا وو�س���ائل نق���ل بري���ة‪ ،‬وجوي���ة‪،‬‬ ‫تتنا�س���ب م���ع طبيع���ة الم���كان الجغرافي و�س���احة‬ ‫الت�ص���دي‪ .‬و�أهمه���ا �إنتق���اء النخب���ة الت���ي تتمت���ع‬ ‫بالق���درات القتالي���ة‪ ،‬وال�ش���جاعة‪ ،‬والمعنوي���ات‪،‬‬ ‫والعقيدة القتالية‪ ،‬والوالء التام‪.‬‬ ‫تا�س���ع ًا‪ :‬ت�ض���ييق البيئ���ة الحا�ض���نة‪ :‬ال يمك���ن لأي‬

‫مجموع���ة �إرهابية‪� ،‬أن تعمل بنج���اح من دون بيئة‬ ‫حا�ضنة تمثل بالن�سبة اليها ما يمثل الماء بالن�سبة‬ ‫�إلى ال�س���مك‪ .‬وتت�س���ع البيئة الحا�ض���نة في �إحياء‬ ‫الفق���ر‪ ،‬والجوع‪ ،‬والبطالة‪ ،‬والجهل التي ي�س���تغلها‬ ‫الدع���اة المخر ّب���ون‪ ،‬وينع�ش���ها الخط���اب الديني‬ ‫المتط���رف‪ ،‬والخط���اب ال�سيا�س���ي المح ّر����ض‬ ‫والمب���رر‪ ،‬ل���ذا ف����إن ت�ض���ييق البيئ���ة الحا�ض���نة‬ ‫الم�شجع‬ ‫بالت�صدي‪ ،‬ومعالجة الأ�س���باب‪ ،‬وتجريم‬ ‫ّ‬ ‫والمح ّر����ض‪ ،‬وحرمان���ه م���ن المنب���ر الإعالم���ي‬ ‫�س���واء في الن���دوة‪ ،‬او الجام���ع‪ ،‬او ال�ص���حيفة‪ ،‬او‬ ‫التلفزة‪ ،‬وو�س���ائل التوا�ص���ل الإجتماعي‪ ،‬والهجوم‬ ‫المعاك�س بالتكثيف من التوجيه الديني وال�سيا�سي‬ ‫بكافة الو�س���ائل‪ ،‬وعلى كافة المنابر للق�ض���اء على‬ ‫�إيديولوجية الإرهابيين‪ ،‬هو عمل �إ�ستباقي �ضروري‬ ‫قب���ل الهجوم على مواقعهم‪ .‬وهذا يق�ض���ي ور�ش���ة‬ ‫عمل ت�ش���مل و�س���ائل االعالم �ضمن �إ�س���تراتيجية‬ ‫عربي���ة "‪ "psychological warfare‬والعم���ل‬ ‫النف�س���اني "‪ "psychological operation‬تجاه‬ ‫الجمهور كجرعات لقاح �ضد الوباء االرهابي‪.‬‬ ‫عا�ش���ر ًا‪ :‬من���ذ حوال���ي ثمانية عقود م���ن الزمن قال‬ ‫ال�ش���اعر التون�س���ي الكبير ابو القا�س���م ال�ش���ابي في‬ ‫ق�صيدة ع�صماء عنوانها "فل�سفة الثعبان المقد�س"‪.‬‬ ‫�إن ال�س���ــالم حـقـيقـ���ة مكـذوبـ���ة والـعـدل فـل�س���ـفة‬ ‫اللـهيب الخـابـي‪.‬‬ ‫ال عـدل �إال �إذا تعـادلـت الــقوى وت�ص ــادم الإرهــاب‬ ‫ـاب‪.‬‬ ‫بالإرهـ ِ‬ ‫�ص���حيح �أن محارب���ة االره���اب باالره���اب هو �أمر‬

‫خطي���ر‪ ،‬ودقي���ق �إ ّال ان���ه و�س���يلة ناجع���ة وناجحة‪.‬‬ ‫ففي �أواخ���ر خم�س���ينات القرن الما�ض���ي وعندما‬ ‫بد�أ الجنرال �ش���ارل ديغ���ول يخطط لمنح الجزائر‬ ‫�إ�س���تقاللها‪ ،‬برزت منظم���ة �إرهابية داخل الجي�ش‬ ‫الفرن�سي في الجزائر‪ ،‬هي منظمة الجي�ش ال�سرية‬ ‫(‪ ،)OAS‬ل���م يتع��� َّد ع���دد �أفراده���ا ب�ض���ع مئات‬ ‫�أرعبت اكثر من ‪� 150‬ألف جندي و�ضابط فرن�سي‪،‬‬ ‫و�أدارها �ضباط فرن�سيون عاملون (غير من�شقين)‬ ‫�ض���د الجي�ش وم�ص���الح فرن�س���ا لمنع تحقيق هذا‬ ‫اال�س���تقالل وعلى ر�أ�س���هم النقيب في حينه روبير‬ ‫ري�ش���ار الذي لم تجد القيادة دلي ًال �ض���ده او �ض���د‬ ‫�أعوان���ه‪ ،‬ف�إ�س���تمر‪ .‬ف�أوع���ز الجن���رال ديغول الى‬ ‫لو�س���يان بت���رالن(‪ )1‬ب�إن�ش���اء منظم���ة �إرهابي���ة‪،‬‬ ‫قوامه���ا �أق���ل م���ن ‪ 300‬عن�ص���ر م���ن الفرن�س���يين‬ ‫والجزائريي���ن �س���ميت "‪"LES BARBOUSES‬‬ ‫ق�ض���ت على منظم���ة ال���ـ"‪ "OAS‬ب�أقل من �س���نة‬ ‫وقد ربطتني الحق ًا �ص���داقة ب���كال القائدين حيث‬ ‫�إعت���رف امامي روبير ري�ش���ارد‪ ،‬ب�أن���ه لوال منطمة‬ ‫بت���رالن لتو�س���عت ال���ـ"‪ "OAS‬وكب���رت وتغي���رت‬ ‫المعادل���ة ال �س���يما�أنه كانت لها بيئة حا�ض���نة من‬ ‫الم�س���توطنين الفرن�س���يين "‪"PIEDS NOIRES‬‬ ‫‪ . ......‬لذا ف�إن هذه الو�ص���ية يمكن ان ت�ؤخذ بعين‬ ‫االعتبار‪ .‬وكما يقول ال�شاعر‪ :‬لـكـل �شـيء �آفــة من‬ ‫جن�ســه‪ ،‬حـتى الحـديد �سـطا عليه المـبرد‪.‬‬ ‫�أما خالف ذلك و�إنتظار الترياق من العراق عفوا‪ً،‬‬ ‫ل�سراب‬ ‫�إنتظاره من �أميركا وحلفائها فهو ح�ص���اد‬ ‫ٍ‬ ‫او خراب‪.‬‬ ‫و�أخير ًا‪ ،‬نقترح �إقامة �أكثر من معهد متخ�ص����ص‪،‬‬ ‫ورفيع الم�س���توى في �أكثر من بل���د عربي لمكافحة‬ ‫الإره���اب والعن���ف ال�سيا�س���ي‪ ،‬وه���ذا م���ا نق���وم‬ ‫بتح�ض���يره حالي��� ًا ف���ي مركزن���ا‪ .‬وحيث يت�ض���من‬ ‫دورات مكثفة‪ ،‬ل�ضباط ورتباء من الجيو�ش وقوات‬ ‫االمن العربية‪ ،‬للتدريب على كافة و�سائل الت�صدي‬ ‫للإره���اب‪ ،‬واالرهابيي���ن �س���واء ف���ي منبعه���م‪ ،‬او‬ ‫م�س���يرتهم‪ ،‬او مق�ص���دهم‪ .‬كذل���ك بتدريب كوادر‬ ‫متخ�ص�ص���ة في الدولة للتدريب على الو�سائل غير‬ ‫الع�س���كرية‪ ،‬كت�ض���ييق البيئ���ة الحا�ض���نة وتجفيف‬ ‫الم���وارد المالي���ة‪ ،‬والت�ص���دي للح���رب النف�س���ية‬ ‫وخالفها‪ .‬وللبحث �صلة‬ ‫(‪ :)1‬لو�سي���ان بت���رالن‪ :‬رئي����س جمعي���ة ال�صداق���ة الفرن�سي���ة‬ ‫العربي���ة‪ ،‬كات���ب‪ ،‬و�صاح���ب مجل���ة "‪FRANCE PAYS‬‬ ‫‪."ARABES‬‬ ‫* ه�شام جابر‪ :‬عميد ركن �سابق في الجي�ش اللبناني‪ ،‬رئي�س مركز‬ ‫ال�شرق االو�س���ط للدرا�سات والعالقات العامة‪ ،‬وباحث في ق�ضايا‬ ‫الإرهاب‪.‬‬

‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪33‬‬


‫الم�شرق العربي ¶ الإرهاب‬ ‫متعدد الم�ص���ادر‪ :‬التبرع���ات والهب���ات والتعامل‬ ‫التج���اري المعل���ن وال�س���ري وتبيي����ض االم���وال‬ ‫ودفع الفدية ودفع الجزية وال�س���طو الم�س���لح على‬ ‫الم�ص���ارف كما ح�ص���ل في المو�ص���ل‪ ،‬وخالفها‪.‬‬ ‫فقب���ل ان تقوم طائ���رات التحالف بق�ص���ف بع�ض‬ ‫�آبار النفط في العراق و�س���وريا م���ن دون �أي ت�أثير‬ ‫ُيذكر �أال تعلم من ي�ش���تري النف���ط من "داع�ش"؟‬ ‫تقول التقارير ان الآثار التي �سرقها التنظيم خالل‬ ‫العام ‪ 2014‬من �س���وريا والعراق بيع���ت في �أوروبا‬ ‫وال�شرق االق�ص���ى بمليارات الدوالرات وبع�ضها ال‬ ‫يقدر بثمن‪� ....‬أولي�س باالحرى واالف�ض���ل لأميركا‬ ‫"الت���ي تعلم" ان تج ّرم من ي�ش���تري هذه الآثار‪،‬‬ ‫كما تج��� ّرم من يدخ���ن لفافة ماريغوان���ا‪� .‬أال تعلم‬ ‫وا�ش���نطن من خالل بن���ك الإحتي���اط الفيديرالي‬ ‫ال���ذي يراق���ب �أي تحويل في العالم يفوق الع�ش���رة‬ ‫�آالف دوالر �أن مئ���ات الماليين من الدوالرات التي‬ ‫تح���ول من �ش���ركات وهمي���ة‪ ،‬الى �أخ���رى حقيقية‬ ‫ومحترمة الى بع�ض دول الجوار لتعبر الحدود الى‬ ‫�س���وريا والعراق نقد ًا وعد ًا؟ والبح���ث يطول بهذا‬ ‫ال�ش�أن‪.‬‬ ‫ً‬ ‫خام�س���ا‪ :‬ان مقاتل���ي "داع����ش" الذي���ن يتواف���دون‬ ‫بالآالف الى �س���وريا ومنها الى العراق‪� ،‬أو العك�س‪ ،‬ال‬ ‫ينزلون بوا�س���طة المظالت بل يعبرون الحدود البلغ‬ ‫طوله���ا ‪ 800‬كل���م الفا�ص���لة بين تركيا و�س���وريا‪ .‬في‬ ‫حزيران (يونيو) ‪� 2014‬صدر قرار مجل�س الأمن رقم‬ ‫‪ 2170‬تحت البند ال�س���ابع الذي يمنع تحويل وت�سليح‬ ‫وت�سهيل �سفر وعبور الإرهابين �أفراد ًا وجماعات الى‬ ‫�س���وريا‪ .‬فلم ن َر �إلتزام ًا من �أحد‪ .‬فهل من و�ص���ية �أو‬ ‫ن�صيحة لتطبيق هذا القرار؟ �إن الو�صايا �أو الق�ضايا‬ ‫الخم�س الواردة اعاله ت�س���اهم الى حد بعيد بت�ضيق‬ ‫البيئة الحا�ض���نة التي ال يمكن لأية مجموعة �إرهابية‬ ‫�أن ت�ستمر من دونها‪ .‬وهذه البيئة الحا�ضنة تت�سع في‬ ‫مجتمعات الفقر والبطالة والجهل وينع�شها الخطاب‬ ‫الدين���ي المتطرف والخطاب ال�سيا�س���ي ال ُمغر�ض ال‬ ‫�سيما لدى المظلومين والمه ّم�شين‪.‬‬ ‫�ساد�س��� ًا‪ :‬العم���ل اال�س���تخباراتي‪� :‬إن العث���ور على‬ ‫الإرهابيين ف���ي �أوكارهم هو �أجدى من �إنتظارهم‬ ‫في مق�ص���دهم وبقع���ة �أهدافهم‪ .‬لذا ف����إن تكثيف‬ ‫العم���ل الإ�س���تخباراتي م���ن قب���ل كاف���ة الأجه���زة‬ ‫ذات ال�ص���لة ف���ي كل قطر عربي م���ن خالل غرفة‬ ‫عمليات م�ش���تركة (التجرب���ة اللبنانية) حيث يتم‬ ‫تلقي المعلومات وتبادلها و�إ�ستثمارها مع التن�سيق‬ ‫اليومي �إذا تي�سر مع كافة الدول العربية وال�صديقة‬ ‫المناه�ض���ة للإره���اب‪ .‬وبم���ا ان كل مواط���ن ف���ي‬

‫‪32‬‬

‫العدد ‪� - 28‬آذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫الغارات الأميركية على "داع�ش"‪ :‬هدفها تحديد الحدود الحمراء‬

‫ال يمكن لأي مجموعة �إرهابية‪،‬‬ ‫�أن تعمل بنجاح من دون بيئة حا�ضنة‬ ‫تم ّثل بالن�سبة اليها ما يمثل الماء‬ ‫بالن�سبة �إلى ال�سمك‪ .‬وتت�سع البيئة‬ ‫الحا�ضنة في �أحياء الفقر‪ ،‬والجوع‪،‬‬ ‫والبطالة‪ ،‬والجهل التي ي�ستغلها‬ ‫الدعاة المخر ّبون‪ ،‬وينع�شها الخطاب‬ ‫الديني المتطرف‪ ،‬والخطاب‬ ‫والمبرر‬ ‫المحر�ض‬ ‫ال�سيا�سي‬ ‫ِّ‬ ‫ّ‬ ‫�أي بل���د عربي هو هدف محتم���ل للإرهابين‪ ،‬نرى‬ ‫�ضرورة ت�ش���جيع المواطنين‪ ،‬و�إعطائهم الحوافز‪،‬‬ ‫والحماية للإدالء بمعلوم���ات �أمنية عن �أي تحرك‬ ‫�إرهابي م�شبوه �إ�ستناد ًا الى مبد�أ كل مواطن خفير‪.‬‬ ‫�س���ابع ًا‪ :‬العم���ل الديبلوما�س���ي‪ :‬بعدم���ا �أم�س���ى‬ ‫الإرهاب عابر ًا للحدود‪ ،‬م�س���تهدف ًا �أنظمة و�شعوب ًا‬ ‫وم�ؤ�س�س���ات ف�إن التعاون الديبلوما�سي الدائم بين‬ ‫االقطار العربية لمكافحة الإرهاب �أ�صبح �ضرورة‬ ‫ولي�س خيار ًا‪ ،‬و�أبرز بنوده التعاون الإ�س���تخباراتي‪،‬‬ ‫والتع���اون الع�س���كري الأمني‪ ،‬والتعاون الق�ض���ائي‬ ‫والإعالمي‪ ،‬وللبرلمان العربي دور رائد و�أ�سا�س���ي‬

‫في هذا ال�ش�أن ال �سيما لجهة ت�شريع قوانين مكافحة‬ ‫االرهاب في كل قطر‪ ،‬مع الحفاظ على خ�صو�صية‬ ‫كل قطر عربي‪ ،‬من دون التعر�ض للحريات العامة‬ ‫التي تكفلها الد�ساتير لكي ال تُ�ست َغل هذه القوانين‬ ‫لممار�سة القمع‪ ،‬الذي هو من الم�سببات الرئي�سية‬ ‫لن�ش���وء االره���اب‪ .‬ل���كل قط���ر خ�صو�ص���ية تتعل���ق‬ ‫بالجعرافي���ا‪ ،‬والديموغرافي���ا‪ ،‬والإنتم���اء الديني‪،‬‬ ‫والعقائ���دي‪ ،‬وطبيعة �ش���عبه‪ ،‬وعادات���ه‪ ،‬وتقاليده‪،‬‬ ‫وقوانين���ه و�إمكانات اجهزت���ه الأمنية‪....‬الخ‪ .‬لذا‬ ‫ف�إن توحيد �أجهزة اال�ستخبارات في كل قطر تحت‬ ‫قي���ادة واح���دة هو الح���ل االمث���ل‪ ،‬واذا تعذر ذلك‬ ‫ف�أن �إن�ش���اء غرفة عمليات مركزية تتمثل بها كافة‬ ‫االجهزة‪ ،‬تعمل على مدار ال�ساعة ب�إمكانات تقنية‬ ‫متقدمة‪ ،‬وخب���رات متطورة‪� ،‬أم�س���ت حاجة ملحة‬ ‫وذات نفع عظيم‪ ،‬لأن مالق���اة الإرهاب في منبعه‬ ‫�أف�ضل بكثير من �إنتظاره في مق�صده‪ ،‬وقد نجحت‬ ‫هذه التجربة �أخير ًا في لبنان‪.‬‬ ‫ثامن��� ًا‪ :‬العمل الع�س���كري‪ :‬في كل دول���ة جي�ش يتم‬ ‫�إعداده وتجهيزه وتدربيه وت�س���ليحه �إ�س���تناد ُا الى‬ ‫العدو المحتمل �س���واء كان عدو ًا خارجي ًا �أو داخلي ًا‬ ‫كالإرهاب الذي بات داهم ًا‪ ،‬وواقع ًا ولي�س مفتر�ض ًا‪.‬‬ ‫وكذل���ك ق���وى �أمنية داخلي���ة من �ش���رطة‪ ،‬ودرك‪،‬‬ ‫و�ش���رطة ق�ض���ائية‪ُ ،‬حدِّ دت �ص�ل�احيتها ومهماتها‬ ‫في القوانين والأنظمة‪ .‬لذلك نقترح �إعادة تنظيم‬ ‫هذه الق���وى‪ ،‬وتجهيزه���ا وتحديد نط���اق عمل كل‬ ‫منه���ا‪ ،‬والتن�س���يق في م���ا بينها لحماي���ة الأهداف‬ ‫المحتمل���ة للإرهابين من م�ؤ�س�س���ات عامة‪ ،‬وبنى‬


‫بقلم الدكتور عبداهلل نا�صر الدين*‬

‫كلمة خبير‬

‫البطالة المزمنة‬ ‫في العالم العربي‬ ‫تعان ��ي البلدان العربية من �أعل ��ى ن�سبة بطالة في العالم‬ ‫ح�س ��ب منظمة العم ��ل الدولية للع ��ام ‪ ،٢٠١٤‬و كذلك‪ ‬كان‬ ‫الح ��ال ف ��ي الأع ��وام الت ��ي �سبق ��ت‪ .‬ل ��م ت�شهد ه ��ذه ال ��دول ن�سبة دون‬ ‫ال‪ %١٠‬في العقد الأخير عندما كانت المعدالت في العالم ت�صل �إلى‬ ‫ن�سب ��ة ‪ ٪٦‬حت ��ى في ظل الأزم ��ة العالمية‪ .‬الواق ��ع �أن العرب يعي�شون‬ ‫تناق�ض ��ات مخيف ��ة‪ ،‬من يمل ��ك الثروات الهائلة وم ��ن ال يملكها‪ .‬لقد‬ ‫�أ ّدت البيروقراطي ��ة والثنائية القطبية داخ ��ل هذه الدول �إلى �إرتفاع‬ ‫التف ��اوت الطبقي‪ .‬فرغ ��م النمو الإقت�صادي الكبي ��ر فيها‪ ،‬فقد بقيت‬ ‫ال�شريحة‪ ‬الأكب ��ر م ��ن ال�شعب تعاني من الفق ��ر و‪ ‬قلة‪ ‬فر�ص العمل‪.‬‬ ‫بقي‪ ‬الح ��كام الع ��رب ومن‪ ‬يحي ��ط به ��م م ��ن الطبق ��ة الر�أ�سمالية في‬ ‫عال � ٍ�م �آخر من الرخاء و تكدّ�س الث ��روات‪ .‬فهل ي�صدق �أح ٌد‪� ‬أن الناتج‬ ‫المحلي الم�صري‪� ‬إرتفع من ‪ ٢٣٫٤٠٥ ‬مليار دوالر في العام ‪� ١٩٨١‬إلى‬ ‫‪ ٤١٨٨٬٤١٣‬دوالراً ف ��ي الع ��ام ‪ .٢٠٠٩‬وعل ��ى الرغم من ه ��ذا النمو فلم‬ ‫ي� ��ؤ ِّد ذل ��ك �إلى �إنخفا� ��ض البطالة التي بقيت في ح ��دود الـ‪ ،٪٩٫٩٤‬بل‬ ‫�أدى �إلى �إ�ستفادة المجموعة القريبة من الطبقة الحاكمة‪.‬‬ ‫‪ ‬والأم ��ر ي ��زداد �س ��و ًءا عندم ��ا ننظ ��ر �إلى م�ست ��وى البطال ��ة لدى فئة‬ ‫ال�شب ��اب الذي ��ن تت ��راوح �أعماره ��م بي ��ن ‪ ٢٤-١٥‬عام� �اً‪ .‬فق ��د و�صل ��ت‬ ‫ه ��ذه الن�سب ��ة �إل ��ى ‪ ٪٢٩‬ف ��ي العالم العرب ��ي‪� ،‬أعل ��ى ن�سبة ف ��ي العالم‪،‬‬ ‫مقارن� � ًة بن�سب ��ة عالمية و�صلت �إلى ‪ ٪١٣٫١‬في العام ‪ .٢٠١٣‬و�أكثر من‬ ‫ذلك‪ ،‬ف ��ي الع ��ام ‪� ،٢٠١٣‬شه ��د العال ��م العرب ��ي �أكبر �إرتف ��اع بطالة في‬ ‫فئ ��ة ال�شب ��اب ف ��ي العالم و�صلت �إل ��ى ‪ .٪٠٫٦‬ومن المتوق ��ع �أن‪ ‬ترتفع‬ ‫البطال ��ة لدى‪ ‬فئ ��ة ال�شب ��اب ب�سبب‪ ‬ع ��دم الإ�ستق ��رار وتراج ��ع �أ�سع ��ار‬ ‫النف ��ط حت ��ى الع ��ام ‪ .٢٠٢٠‬ف ��ي المغ ��رب و�صل ��ت بطالة ال�شب ��اب �إلى‬ ‫‪ ٪٢٢ ،٪١٩‬ف ��ي الجزائر ولبنان‪ ،‬و‪ ٪٢٥‬ف ��ي م�صر‪ ،‬و‪ ٪٤٠‬في الأرا�ضي‬ ‫الفل�سطيني ��ة المحتل ��ة‪ ،‬و‪ ٪٤٢‬ف ��ي تون� ��س‪ .‬و�أم ��ا البطال ��ة ل ��دى فئة‬ ‫ال�شب ��اب م ��ن حامل ��ي ال�شه ��ادات الجامعي ��ة‪ ،‬فقد‪� ‬إرتفع ��ت �إل ��ى‪٪٤٣ ‬‬ ‫ف ��ي المملك ��ة العربي ��ة ال�سعودي ��ة‪ ٪٢٣ ،‬ف ��ي الأرا�ض ��ي الفل�سطيني ��ة‬ ‫المحتل ��ة‪ ٪٢٢ ،‬ف ��ي الإم ��ارات والمغ ��رب‪ ٪١٤ ،‬ف ��ي تون� ��س‪ ،‬و‪٪١١‬‬ ‫ف ��ي الجزائر‪ .‬م ��ن الم�ؤك ��د �أن العال ��م العرب ��ي �سيواج ��ه تحدي ��ات‬ ‫كبي ��رة لإع ��ادة النمو الإقت�صادي �إل ��ى م�ستويات ت�ستطي ��ع �أن تمت�ص‬ ‫الداخلي ��ن الجدد �إلى‪� ‬س ��وق العمل‪ ‬بالإ�ضافة �إل ��ى تحديات مرتبطة‬ ‫ب�إ�ستقرار‪ ‬الم�ؤ�شرات الماكرو�إقت�صادية‪ .‬‬ ‫من دون �أدنى �شك �أن هذا الخليط من التفاوت الطبقي الممزوج مع‬ ‫ن�سب بطالة مرتفعة لدى فئة ال�شباب هو الذي �أ ّدى �إلى هذه الفو�ضى‬ ‫ّ‬ ‫اليوم‪ .‬ولعل �أح ��د الأ�سباب‪ ‬التي ت�ؤدي �إلى‬ ‫الكبي ��رة الت ��ي نعاني منها‬

‫�إرتف ��اع التف ��اوت الطبق ��ي ه ��و النظام التعليم ��ي‪ ‬وال �سيم ��ا الجامعي‬ ‫ال ��ذي ال يعطي فر�ص� �اً متكافئة‪ ‬للتعلم ف ��ي الجامعات‪ ‬المكلفة التي‬ ‫ت�ساه ��م في رفع دخل الأفراد الذين يتخ ّرجون منها‪ .‬و�إذا �إ�ستطاعت‬ ‫ال ��دول العربي ��ة خلق ‪ ٥٨‬ملي ��ون وظيفة‪� ‬سي�ؤدي ذلك �إل ��ى التخفيف‬ ‫من التفاوت الطبقي و �إرتفاع الدخل للفرد بن�سبة ‪.٪٢٠‬‬ ‫ال ينق� ��ص الدول العربية قطاع خا� ��ص‪ ،‬فمعظمها لديه قطاع يجني‬ ‫�أرباح� �اً هائل ��ة‪ .‬يحت ��اج العال ��م العرب ��ي �إلى ما يق ��ارب ال� �ـ‪ ١٠٠‬مليون‬ ‫وظيف ��ة مع حلول العام ‪ ٢٠٢٠‬لإ�شغال فئ ��ة ال�شباب و�صرف �أنظارهم‬ ‫ع ��ن الدخ ��ول في ن�شاطات م�شبوهة من العنف والقتل و الدمار‪ .‬من‬ ‫الإ�ستحال ��ة للقط ��اع الخا� ��ص حل ه ��ذه المع�ضلة بمف ��رده بل يحتاج‬ ‫�إل ��ى تكات ��ف الجهود‪ ‬مع القطاع العام للإنتق ��ال �إلى نمط‪� ‬إقت�صادي‬ ‫حدي ��ث يلقى رواجاً في �أو�س ��اط الإقت�صاديين يعرف بالنمو ال�شامل‬ ‫ال ��ذي ي�سعى �إلى �إ�ش ��راك كل �شرائح المجتمع في عملية التنمية‪� .‬إن‬ ‫الو�ض ��ع ف ��ي العالم العرب ��ي مختلف عن ال ��دول الأوروبية والواليات‬ ‫المتح ��دة حيث �أن الإ�صالحات في العالم العربي تمر ببيروقراطية‬ ‫ع�صي ��ة تمنع ح�ص ��ول �إ�صالحات حقيقية‪ .‬حتى ف ��ي الدول النفطية‬ ‫الت ��ي دفعت و�إ�شت ��رت �إ�ستقرارها‪ ،‬ف� ��إن فئة ال�شباب فيه ��ا‪ ،‬وخ�صو�صاً‬ ‫المتعلم ��ون و حاملو ال�شهادات‪ ،‬تحت ��اج �أن تكون من�شغلة بالعمل لأن‬ ‫الدخ ��ل م ��ن دون عم ��ل لن ي�شت ��ري الإ�ستق ��رار على الم ��دى البعيد‪.‬‬ ‫فعملي ��ة خل ��ق فر� ��ص العم ��ل الوهمية ف ��ي القط ��اع العام ف ��ي الدول‬ ‫النفطي ��ة �أوج ��د حال ��ة م ��ن البطال ��ة المق ّنع ��ة المخيفة الت ��ي ت�ؤدي‬ ‫بطبيعة الحال �إلى تحجيم الحرية الإقت�صادية والقطاع الخا�ص‪.‬‬ ‫التخ�ص� ��ص في قطاعات‬ ‫تعان ��ي �إقت�ص ��ادات العال ��م العربي م ��ن �شدة‬ ‫ّ‬ ‫�إقت�صادي ��ة �ضعيف ��ة الإنتاجي ��ة وتعان ��ي م ��ن م�ستوي ��ات نم ��و توظيف‬ ‫متدني ��ة‪ .‬فالقطاع ��ات الإقت�صادي ��ة المعتم ��دة عل ��ى النف ��ط و الغ ��از‬ ‫ال تمل ��ك الق ��درة عل ��ى �إيج ��اد فر� ��ص عم ��ل كافي ��ة‪ ،‬ب ��ل ت�ساه ��م ف ��ي‬ ‫رف ��ع م�ست ��وى الأج ��ور مم ��ا ي� ��ؤدي �إل ��ى تراج ��ع الق ��درة التناف�سي ��ة‬ ‫للقطاعات‪ ‬ذات الإنتاجية العالية‪.‬‬ ‫ما يجب �أن يدركه الحكام العرب‪� ،‬أن معظم مناطق العالم �إ�ستطاعت‬ ‫تحقيق �أكثر بكثير مما حققوه ل�شعوبهم من فو�ضى وي�أ�س و تخلف‪،‬‬ ‫و�أن �إيج ��اد فر� ��ص عمل ل ��ن يكون كافي� �اً من دون القي ��ام ب�إ�صالحات‬ ‫م�ؤ�س�ساتي ��ة هيكلية ت�ؤدي �إل ��ى التخفيف من البيروقراطية والف�ساد‬ ‫حي ��ث يت ��م نمو روح المب ��ادرة الفردية‪� .‬إن �سهولة ه ��ذا الكالم تواجه‬ ‫�إنع ��دام الأم ��ل في التطبيق ول ��و �إحترق العالم العرب ��ي ب�أ�سره وعمل‬ ‫�شبابه "ذباحين" لكافة �أجهزة العالم‬

‫* خبير �إقت�صادي‪ ،‬و�أ�ستاذ الإقت�صاد في كلية �إدارة الأعمال في جامعة بيروت العربية‬

‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪35‬‬



‫حوالي ‪� 28‬شهر ًا‪.‬‬ ‫���م توقي���ع عقود �أخ���رى في‬ ‫وف���ي الوق���ت عين���ه‪ ،‬ت ّ‬ ‫�أي���ار (ماي���و) ‪ 2014‬لبناء م�ص���نع فوالذ و�ص���لب‬ ‫بتكلفة تبلغ ‪ 400‬مليون دوالر في �ص���ور‪ ،‬نحو ‪200‬‬ ‫كيلومتر �إلى الجنوب من العا�صمة م�سقط‪� .‬سوف‬ ‫ينتج هذا الم�ش���روع ‪ 2.5‬مليوني طن �س���نوي ًا من‬ ‫ال�صلب ال�سائل الذي �س���يتم تحويله �إلى منتجات‬ ‫تامة ال�ص���نع مثل الأنابي���ب الفوالذي���ة المقاومة‬ ‫"عمان �أوبزرفر"‪� ،‬س���يتم‬ ‫لل�ص���د�أ‪ .‬وفق ًا لليومي���ة ُ‬ ‫�إن�ش���اء الم�ص���نع الجديد بالقرب م���ن التج ّمعات‬ ‫ال�ص���ناعية الثقيلة التي يج���ري تطويرها من قبل‬ ‫الم�ؤ�س�سة العامة للمناطق ال�صناعية‪ ،‬حيث تقوم‬ ‫م�ص���انع على م�س���توى عالم���ي‪ ،‬بما فيها م�ص���نع‬ ‫لل�ش���ركة ال ُعماني���ة الهندي���ة لل�س���ماد العمالق���ة‬ ‫"�أوميفكو" (‪ )Omifco‬وم�صنع لل�شركة ال ُعمانية‬ ‫للغاز الطبيعي الم�سال‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وعندما ي�صبح �ص���الحا للعمل‪ ،‬ف�إن م�شروع �صور‬ ‫�سي�ض���يف مزيد ًا من القوة �إلى و�ض���ع ُعمان كبلد‬ ‫منتج لل�ص���لب ال ي�ستهان به‪� .‬إن مج ّمعات ال�صلب‬ ‫الأخرى الموجودة حالي ًا في البالد ت�ش���مل م�صنع‬ ‫"جن���دال �ش���ديد للحديد وال�ص���لب" ف���ي ميناء‬ ‫�صحار‪ ،‬الذي يجاور م�صنع كريات الحديد الخام‬ ‫الرئي�س���ي ال���ذي يديره تكت���ل التعدي���ن البرازيلي‬ ‫"فالي"‪� .‬أما م�صانع ال�صلب التي هي على نطاق‬ ‫�أ�ص���غر فتعمل حالي ًا في �أماكن �أخرى من �صحار‪،‬‬ ‫في حي���ن ت���م التخطيط لبناء م�ش���اريع ال�ص���لب‬ ‫بلدة الدقم‪ :‬م�شروع طموح‬

‫ال�سلطان قابو�س بن �سعيد‪:‬‬ ‫الإ�صرار على تنويع الإقت�صاد‬

‫ال�ضخمة في الدقم و�صاللة‪.‬‬ ‫�س���وف تكون �ص�ل�الة �أي�ض��� ًا موقع م�ش���روع جديد‬ ‫م�س���تقل للطاقة يعم���ل بالغاز‪ .‬الم�ص���نع الجديد‪،‬‬ ‫م�ش���روع �صاللة ‪ 2‬للطاقة الم�س���تقلة‪ ،‬وفق ًا لبع�ض‬ ‫التقارير‪� ،‬س���وف تكون لديه ق���درة مركبة تتراوح‬ ‫و�س���يقام �إل���ى ج���وار‬ ‫بي���ن ‪ 300‬و‪ 400‬ميغ���اواط‪ُ ،‬‬ ‫م�ش���روع الطاق���ة الحالي ال���ذي تبل���غ قدرته ‪273‬‬ ‫ميغ���اواط وتدي���ره �ش���ركة ظف���ار للطاق���ة‪ .‬وم���ن‬ ‫المتوقع �أن يبد�أ الت�شغيل التجاري لم�شروع �صاللة‬ ‫‪ 2‬في العام ‪.2018‬‬ ‫الواق���ع �أن �س���عي �س���لطنة ُعم���ان �إل���ى تطوي���ر‬ ‫التج ّمع���ات الإقت�ص���ادية في مواقع �إ�س���تراتيجية‬

‫ّ‬ ‫تغطي مليارات من الدوالرات �إ�ستثمارات‬ ‫في مختلف القطاعات لتنويع الإقت�صاد‬ ‫في �سلطنة ُعمان‪ ،‬حيث تو ّفر دفعة قوية‬ ‫لمجتمع الهند�سة والمقاوالت في البالد‪.‬‬ ‫وين�صب تركيز الحكومة على و�سائل‬ ‫النقل (المطارات وال�سكك الحديدية‬ ‫والموانئ والطرق ال�سريعة)‪ ،‬وال�سياحة‬ ‫(بما في ذلك عدد من المنتجعات‬ ‫الفاخرة) والم�شاريع ال�صناعية‬ ‫(الإ�ستفادة من الموارد الهيدروكربونية‬ ‫والمعدنية في ال�سلطنة)‬

‫في جمي���ع �أنحاء البالد ‪ -‬بهدف خلق فر�ص عمل‬ ‫لل�سكان المحليين ون�شر التنمية في جميع الأنحاء‬ ‫ ي�ص ّعد ويحفّز �س���رعة التنفيذ‪ .‬ومع �إنجاز كتلة‬‫�ض���رورية من الم�ش���اريع فعلي ًا (و�أخرى في طريق‬ ‫الإنج���از) في مجتمعات مثل �ص�ل�الة (ثاني �أكبر‬ ‫مدينة في ال�س���لطنة) و�ص���حار (�شمال م�سقط)‪،‬‬ ‫ف�إن االهتمام يتح ّول الآن �إلى مواقع جديدة‪.‬‬ ‫�أح���د �أب���رز ه���ذه المواق���ع ه���ي الدق���م‪ ،‬البل���دة‬ ‫ال�ص���غيرة بكل المقايي�س التي يبلغ عدد �س���كانها‬ ‫الحالي �أكثر بقليل من ‪ 10،000‬ن�س���مة‪ .‬ويبدو �أن‬ ‫ل���دى الحكومة خطط��� ًا كبيرة لهذه البل���دة‪ ،‬التي‬ ‫كان���ت قرية لل�ص���يد �س���ابق ًا‪ ،‬مع بع����ض التقارير‬ ‫ي�شير �إلى �أن عدد �سكانها يمكن �أن يرتفع ب�سرعة‬ ‫لي�ص���ل �إلى مئة �ألف ن�س���مة بحل���ول العام ‪،2020‬‬ ‫حيث يكون ّتم تطوير قدرات مينائها ب�ش���كل كبير‬ ‫و�أُنجزت م�ش���اريع �ص���ناعية �ض���خمة على م�ستوى‬ ‫عالم���ي فيه���ا‪ .‬والجدير ذكره‪� ،‬أن م�ش���روع الدقم‬ ‫ُيعتبر �أكبر م�شروع من نوعه تقوم به �سلطنة ُعمان‬ ‫في تاريخها الحديث‪.‬‬ ‫وتق���ود حمل���ة الإ�س���تثمار ف���ي الدق���م هيئ���ة‬ ‫المنطقة الإقت�ص���ادية الخا�ص���ة المعروفة ب�إ�س���م‬ ‫(‪ ،)SEZAD‬الت���ي ت�ش���رف على جميع الأن�ش���طة‬ ‫الإقت�ص���ادية في المنطقة‪ ،‬و�س���تكون م�س�ؤولة عن‬ ‫تنفيذ م�ش���اريع البنية التحتية ال�ضرورية لتحقيق‬ ‫�أه���داف طويل���ة الأجل‪ .‬حتى الآن‪ ،‬ت���م �إنفاق نحو‬ ‫‪ 1.7‬مليار دوالر في الدقم‪ ،‬مع وعد من الحكومة‬ ‫بمتابعة الإنفاق �أكثر في الأ�شهر المقبلة‪.‬‬ ‫ومما ي�س���اعد الخطة �أن �ش���ركة النف���ط ال ُعمانية‬ ‫المملوك���ة للدولة قد �إلتزمت بمنح ‪ 15‬مليار دوالر‬ ‫لم�ش���اريع في ميناء الدقم هي قيد التنفيذ‪ ،‬الأمر‬ ‫ال���ذي حقن زخم ًا ق ِّيم ًا ف���ي الأعمال‪ .‬وقد �إعترف‬ ‫نائب الرئي�س التنفيذي لل�شركة ملحم الجرف في‬ ‫وقت �سابق من العام الفائت ب�أن المنطقة �ستكون‬ ‫"التركيز الأ�سا�سي" لل�شركة للعامين المقبلين‪.‬‬ ‫الواقع �أن حجم م�ش���اريع �ش���ركة النف���ط ال ُعمانية‬ ‫ف���ي منطقة الدق���م مثي��� ٌر للإعجاب‪ .‬فه���ي تقوم‬ ‫حالي ًا ببناء �أكبر من�ش�أة لتخزين النفط الخام في‬ ‫العالم في "ر�أ�س المركز" الذي يبعد ‪ 70‬كيلومتر ًا‬ ‫م���ن البل���دة‪ ،‬حيث �س���تكون له���ا ق���درة تقرب من‬ ‫‪ 200‬ملي���ون برميل من النفط‪ .‬وي�ض���يف الجرف‬ ‫ب�أن هناك م�ش���روع ًا رئي�س���ي ًا �آخر ل�ش���ركة النفط‬ ‫ال ُعماني���ة يكمن ف���ي بناء خط �أنابي���ب بدائرة ‪36‬‬ ‫بو�ص���ة وبطول ‪ 250‬كيلومتر ًا لنقل الغاز الطبيعي‬ ‫�إل���ى الدق���م من "�س���يح النهيدة" في و�س���ط‬ ‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪37‬‬


‫الخليج العربي‬ ‫سلطنة ُعمان‬

‫من �أجل تنويعه وتطويره وعدم الإعتماد على عائدات النفط‬

‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُعمان تن ِعش إقتصادها‬ ‫بـ‪ 127‬مليار دوالر‬ ‫تبدو الخطط الإقت�صادية التي تبنّتها �سلطنة عُ مان �أخير ًا ب�أنها واعدة على المدى البعيد‪ .‬وفي حين �سيتم‬ ‫�إ�ستثمار الجزء الأكبر من موازنتها في قطاع النقل والموا�صالت‪� ،‬إال �أن الدولة ت�سعى �إلى تنويع �إقت�صادها‬ ‫م��ن خالل تخ�صي�ص �إ�ستثمارات كافي��ة لقطاعي ال�صناعة وال�سياحة‪ .‬وت�أمل الحكومة من الم�شاريع التي‬ ‫�أطلقتها هذه الخطط الإقت�صادية المزيد من الن�ضج الإقت�صادي‪.‬‬ ‫م�سقط ‪ -‬با�سم رحال‬ ‫ف���ي �أواخ���ر ت�ش���رين الأول (�أكتوب���ر)‬ ‫الفائ���ت‪ ،‬خ�ل�ال كلم��� ٍة �ألقاه���ا �أم���ام‬ ‫ُمنت���دى م�ش���اريع ُعمان للعام ‪ 2014‬في م�س���قط‪،‬‬ ‫�أبرز وزير التجارة وال�ص���ناعة في البالد الدكتور‬ ‫عل���ي بن م�س���عود ال�س���نيدي نطاق تطوي���ر البنية‬ ‫التحتي���ة ال���ذي يج���ري الآن ف���ي جمي���ع �أنح���اء‬ ‫ال�سلطنة‪.‬‬ ‫و�أو�ض���ح في كلمته ب�أن القيمة الحالية للم�ش���اريع‬ ‫الت���ي يجري تنفيذها في ال�س���لطنة تبل���غ نحو ‪80‬‬ ‫ملي���ار دوالر‪� .‬إنها ف���ي الواقع جزء م���ن مجموعة‬ ‫م���ن الم�ش���اريع‪ ،‬تبل���غ قيم���ة كلفته���ا ‪ 127‬ملي���ار‬ ‫دوالر‪ ،‬والتي �س���يتم تحقيقها �ضمن خطة التنمية‬ ‫الخم�س���ية الثامنة للبالد‪ ،‬التي ال يزال �أمامها ‪14‬‬ ‫�شهر ًا �أخرى من العمل (في حينه)‪.‬‬ ‫الواق���ع �أن هذه الملي���ارات من ال���دوالرات ّ‬ ‫تغطي‬ ‫�إ�س���تثمارات ف���ي مختل���ف القطاع���ات لتنوي���ع‬ ‫الإقت�ص���اد ف���ي ال�س���لطنة‪ ،‬حيث تو ّف���ر دفعة قوية‬ ‫وين�صب‬ ‫لمجتمع الهند�سة والمقاوالت في البالد‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تركي���ز الحكومة على و�س���ائل النق���ل (المطارات‬ ‫وال�س���كك الحديدية والموانئ والطرق ال�سريعة)‪،‬‬ ‫وال�س���ياحة (بم���ا في ذل���ك عدد م���ن المنتجعات‬ ‫الفاخرة) والم�ش���اريع ال�صناعية (الإ�ستفادة من‬ ‫الموارد الهيدروكربونية والمعدنية في ال�سلطنة)‪.‬‬

‫‪36‬‬

‫العدد ‪� - 28‬آذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫ومن بين الم�شاريع التي �سوف تُبنى على القاعدة‬ ‫ال�ص���ناعية الثقيل���ة المتزايدة في ُعمان م�ص���ن ٌع‬ ‫للأمونيا في المنطقة الح ّرة في �صاللة في جنوب‬ ‫الب�ل�اد وال���ذي �س���ينتج ‪ 1000‬ط���ن يومي��� ًا‪ .‬ومن‬ ‫المتوقع �أن يتم منح عقود الهند�سة والتوريد وبناء‬ ‫الم�ص���نع – حيث لم يعل���ن عن التكلفة بعد – في‬ ‫الن�ص���ف الأول من العام الج���اري‪ ،‬فيما ّتم تلزيم‬

‫الهند�س���ة الأمامية والت�ص���ميم فعلي ًا‪ .‬الم�ش���روع‬ ‫ الذي هو م�ش���ترك بين �شركة تكامل للإ�ستثمار‬‫المحلية و�ش���ركة النف���ط ال ُعمانية ‪� -‬س���وف ُيبنى‬ ‫بالق���رب م���ن محط���ة �ش���ركة �ص�ل�الة للميثانول‬ ‫الحالية‪ ،‬والتي �س���وف تو ّفر بدورها المواد الأولية‬ ‫للم�ش���روع الجدي���د‪ .‬وق���د ذكرت و�س���ائل االعالم‬ ‫المحلي���ة ب�أن م�ص���نع الأموني���ا �سي�س���تغرق بنا�ؤه‬


‫الخليج العربي ¶ �سلطنة عمان‬ ‫ُعم���ان‪ .‬و�س���وف يو ّف���ر الغ���از ال َّلقي���م �إحتياجات‬ ‫مجموعة من ال�صناعات المتو ّقع �أن يكون مقرها‬ ‫ف���ي البلدة‪ ،‬التي تهدف في نهاية المطاف �إلى �أن‬ ‫تكون مركز ًا لل�صلب والفوالذ‪ ،‬وتخزين المنتجات‬ ‫الهيدروكربوني���ة‪ ،‬وتكري���ر البتروكيماويات‪ .‬علم ًا‬ ‫�أن هناك ‪� 230‬ألف برميل تنتجها الم�صفاة يومي ًا‬ ‫حالي ًا بالفعل‪.‬‬ ‫وت�أم���ل ال�س���لطات ف���ي الدق���م ب�ش���كل طبيعي في‬ ‫جذب الإ�س���تثمار الأجنبي �أي�ض��� ًا‪ .‬في وقت �سابق‬ ‫من العام الفائت قام م�س�ؤولون من هيئة المنطقة‬ ‫الإقت�ص���ادية الخا�ص���ة ف���ي الدق���م (‪)SEZAD‬‬ ‫بزي���ارة �إل���ى �إيطاليا ل�ش���رح الخطوط العري�ض���ة‬ ‫للم�ستثمرين المحت َملين وعر�ض الفر�ص المتاحة‬ ‫في البالد‪ ،‬والدقم ب�شكل خا�ص‪ .‬و�أ�شارت تقارير‬ ‫محلي���ة �إلى �أن مجتمع الأعم���ال الإيطالي قد ع َّبر‬ ‫عن رغبته في �إ�ستك�ش���اف الإمكانات في مرا�س���ي‬ ‫ال�ص���يد‪ ،‬وتربي���ة الأحي���اء المائي���ة‪ ،‬والط���رق‪،‬‬ ‫والبنية التحتية‪ ،‬وال�س���كك الحديدية‪ ،‬وال�شركات‬ ‫ال�صغيرة والمتو�سطة في الدقم‪ ،‬وبع�ض ال�شركات‬ ‫ح ّدد �إهتمامه بم�شاريع قائمة على الت�صدير التي‬ ‫ت�ستهدف الأ�سواق الآ�سيوية النا�شئة‪.‬‬ ‫في حي���ن �أن الأخبار الآتية م���ن ُعمان على جبهة‬ ‫الم�ش���اريع هي �إيجابية ‪ -‬ع�ش���رات المليارات من‬ ‫الدوالرات من الإلتزامات الإ�ستثمارية ت�ش ّكل بيان ًا‬ ‫وا�ضح ًا للثقة في �إقت�صدها – فهناك مخاوف من‬ ‫�أنها �س���وف ت�ض���طر �إلى مواجهة بع�ض الم�شاكل‪.‬‬ ‫بعد �س���نوات عدة من �إرتفاع �أ�س���عار النفط الذي‬ ‫م�ل��أت عائدات���ه خزائ���ن الدول���ة وغ��� ّذت طف���رة‬ ‫الم�ش���اريع‪ ،‬ف����إن �أ�س���واق النف���ط العالمية ت�ش���ير‬ ‫الآن �إلى فترة من �إنخفا�ض الأ�س���عار‪ .‬وب�إعتبارها‬ ‫واحدة م���ن دول مجل�س التع���اون الخليجي الأكثر‬ ‫عر�ض���ة لتقلب���ات �أ�س���عار النف���ط‪ ،‬ف����إن الحكومة‬ ‫ال ُعمانية قد ت�ض���طر �إلى مراجع���ة بع�ض �أولويات‬ ‫�إنفاقها‪.‬‬ ‫الن�ش���اط التمويلي في �س���لطنة ُعمان‪ ،‬وخ�صو�صاً‬ ‫تمويل الم�شاريع‪ ،‬مع ذلك‪� ،‬إنطلق في العام ‪2014‬‬ ‫تدريج��� ًا فيم���ا كان ع���دد م���ن م�ش���روعات البنية‬ ‫التحتية ي�أتي �إلى ال�س���وق‪ ،‬وبعد فترة من الن�شاط‬ ‫القليل ن�سبي ًا خارج ال�سوق الم�صرفي المحلي‪.‬‬ ‫ومن بين �ص���فقات تمويل الم�ش���اريع الكبرى التي‬ ‫�إختتمت في العام الفائت كانت ل�ش���ركة م�ص���افي‬ ‫النفط ال ُعمانية وال�صناعات البترولية (‪،)Orpic‬‬ ‫الت���ي و ّقعت عل���ى قر�ض تبلغ قيمت���ه ‪ 2.8‬ملياري‬ ‫دوالر م���ع مجموعة م���ن البنوك في �أي���ار (مايو)‬

‫وزير التجارة وال�صناعة الدكتور علي بن م�سعود ال�سنيدي‪:‬‬ ‫الإعالن عن ‪ 127‬مليار دوالر للتنمية‬

‫الرئي�س التنفيذي ل�شركة الكهرباء القاب�ضة‬ ‫المهند�س عمر الوهيبي‪ :‬الح�صول على قرو�ض للتطوير‬

‫‪ 2014‬لتمويل م�شاريع مختلفة‪ ،‬بما في ذلك خطة‬ ‫تو�سيع م�صفاتها في المدينة ال�صناعية �صحار‪.‬‬ ‫وف���ي الوق���ت عين���ه‪ّ ،‬‬ ‫تخط���ط �ش���ركة الكهرب���اء‬ ‫القاب�ض���ة‪ ،‬الم�ؤ�س�س���ة القاب�ض���ة لجميع �ش���ركات‬

‫تم توقيع عقود في �أيار (مايو) ‪2014‬‬ ‫ّ‬ ‫لبناء م�صنع فوالذ و�صلب بتكلفة‬ ‫تبلغ ‪ 400‬مليون دوالر في �صور‪،‬‬ ‫نحو ‪ 200‬كيلومتر �إلى الجنوب من‬ ‫العا�صمة م�سقط‪ .‬و�سوف ينتج هذا‬ ‫الم�شروع ‪ 2.5‬مليوني طن �سنوي ًا من‬ ‫ال�صلب ال�سائل الذي �سيتم تحويله‬ ‫�إلى منتجات تامة ال�صنع مثل الأنابيب‬ ‫الفوالذية المقاومة لل�صد�أ‬

‫الكهرب���اء ف���ي ال�س���لطنة‪ ،‬للح�ص���ول عل���ى ‪2.1‬‬ ‫ملياري دوالر من خالل قرو�ض �أو �إ�صدار �سندات‬ ‫بحل���ول منت�ص���ف العام الحالي‪ ،‬وقد �إ�س���تخدمت‬ ‫الم�ص���رف الأميركي "جي بي مورغان ت�ش���اي�س"‬ ‫وبنك م�س���قط لتقديم الم�شورة لها ب�ش�أن خيارات‬ ‫التموي���ل‪ ،‬كما نقل عن ل�س���ان الرئي����س التنفيذي‬ ‫لل�ش���ركة المهند����س عم���ر الوهيبي ف���ي حزيران‬ ‫(يونيو) ‪.2014‬‬ ‫���م تحقيق تق��� ّدم �آخر‬ ‫ت‬ ‫���د‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫أخرى‪،‬‬ ‫م���ن ناحي���ة �‬ ‫َّ‬ ‫عل���ى جبهة مهم���ة تتم ّثل في واحد من الم�ش���اريع‬ ‫العقارية وال�سياحية ال�ض���خمة في �سلطنة عمان‪.‬‬ ‫�إنه مخطط "�أوماجين" الذي من المتوقع �أن تبلغ‬ ‫تكاليف���ه ‪ 2.5‬ملي���اري دوالر بالقرب من م�س���قط‬ ‫و�س���وف يكون‪ ،‬وفق ًا لل�شركة المط ّورة "�أوماجين"‬ ‫(‪" ،)Omagine LLC‬م�شروع ًا متكام ًال ومتنوع ًا‬ ‫نواد و�أماكن ثقافي���ة وترفيهية ومك ّونات‬ ‫يت�ض��� ّمن ٍ‬ ‫�س���كنية ت�ش���مل فن���ادق ومب���انٍ للمكات���ب ومحاالً‬ ‫تجاري���ة و�أكثر من �ألفي م�س���كن �س���يتم تطويرها‬ ‫للبي���ع"‪ .‬ومع تو ّقع �إ�س���تثمار نح���و ‪ 20‬مليار دوالر‬ ‫في تطوير البنية التحتية للنقل والموا�ص�ل�ات في‬ ‫ال�س���لطنة في ال�س���نوات المقبلة ‪ -‬حج���ر الزاوية‬ ‫�س���يكون �ش���بكة ال�س���كك الحديدية الوطنية التي‬ ‫�س���تمتد عل���ى ‪ 2244‬كيلومت���ر ًا و�س���تكلف ‪15.4‬‬ ‫ملي���ار دوالر (ج���رت عطاءات في �أواخر ت�ش���رين‬ ‫الأول (�أكتوبر) الفائت لعقود الهند�س���ة والتوريد‬ ‫والإن�ش���اء) حي���ث �س���ترتبط ب�ش���بكة ال�س���كك‬ ‫الحديدية في عموم دول مجل�س التعاون الخليجي‬ ‫ �إ�ض���افة �إل���ى التو�س���عات ف���ي مطاري م�س���قط‬‫و�صاللة‪ ،‬ف�إن حجر الأ�س���ا�س لم�ستقبل الإقت�صاد‬ ‫في �س���لطنة ُعمان يجري و�ض���عه الآن ب�شكل ج ّيد‬ ‫وواعد‪.‬‬ ‫بالمث���ل‪ ،‬ف�إن الم�ش���اريع التي �س���وف تربط في ما‬ ‫بينها �ش���بكات النقل هذه ف���ي جميع �أنحاء البالد‬ ‫�ست�ساعد �أي�ض ًا ال�سلطنة على تحقيق قدر �أكبر من‬ ‫التن ّوع الإقت�ص���ادي‪ ،‬وتحمل الإتج���اه الذي‪ ،‬وفق ًا‬ ‫للمركز الوطني للإح�ص���اء والمعلومات‪� ،‬شهد في‬ ‫العام الفائت "زيادة ملحوظة" في الأن�ش���طة غير‬ ‫النفطي���ة في الع���ام ‪ .2014‬في كل الأح���وال‪� ،‬إذا‬ ‫�إ�ستطاع �صناع القرار وال�سيا�سة في �سلطنة ُعمان‬ ‫المحافظ���ة على يد ثابتة على مقود الموازنة فيما‬ ‫�أ�سعار النفط العالمية تعرف �إنخفا�ض ًا‪ ،‬ف�إن لدى‬ ‫الب�ل�اد كل الأ�س���باب لكي تكون واثق���ة من القيمة‬ ‫الطويلة الأج���ل لخط �أنابيب م�ش���اريعها وبالتالي‬ ‫لم�ستقبلها الإقت�صادي‬ ‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪39‬‬


Khalidiya Street - Abu Dhabi - UAE Tel: +971 2 6654300 Fax: +971 2 6663396


‫الحوثيون‪ :‬ال يمكنهم �أن يكونوا كـ"حزب الله"‬

‫ب�س���بب قرار �ص���نعاء بالوقوف �إل���ى جانب العراق‬ ‫بعد غزو �ص���دام ح�س���ين للكويت‪� ،‬إ�ستغ ّلت طهران‬ ‫الفر�صة لإقامة ون�سج عالقات وثيقة‪.‬‬ ‫لك���ن اليمن كان يومها ال يزال غير مهم لي�س���تحق‬ ‫الكثير من الإهتمام في �إيران‪ ،‬وهكذا كان نفوذها‬ ‫خ�ل�ال تلك الفت���رة ف���ي معظم���ه �إيديولوجي‪ .‬في‬ ‫�أوائل ت�سعينات القرن الفائت‪ ،‬على �سبيل المثال‪،‬‬ ‫�إ�ست�ض���افت الجمهورية الإ�س�ل�امية طالب ًا دينيين‬ ‫حوثيين‪ ،‬الذين قيل عنه���م �أنهم عادوا �إلى اليمن‬ ‫مت�أثري���ن بر�س���الة طه���ران الثوري���ة المناه�ض���ة‬ ‫للغ���رب‪ .‬ومن بين ه�ؤالء الطالب كان ح�س���ين بدر‬ ‫الدي���ن الحوثي‪ ،‬ال���ذي قاد حرك���ة الحوثيين حتى‬ ‫�إعتقاله ووفاته في العام ‪ ،2004‬و�إ�ستعار الخطاب‬ ‫الإيراني ل�سك �شعار المجموعة‪" :‬الموت لأميركا‪،‬‬ ‫الم���وت لإ�س���رائيل‪ ،‬اللعن���ة عل���ى اليهود‪ ،‬الن�ص���ر‬ ‫للإ�سالم"‪.‬‬ ‫�إن التدخ���ل الإيراني المبا�ش���ر في ال�ش����أن اليمني‬ ‫ه���و تطور �أكثر حداثة‪ .‬من الع���ام ‪� 2004‬إلى العام‬ ‫‪ ،2010‬خا����ض الحوثيون �س���ت ح���روب مع حكومة‬ ‫رئي����س البالد المدع���وم من ال�س���عودية‪ ،‬علي عبد‬ ‫اهلل �ص���الح‪ .‬من جهتها �إتهم���ت دول الخليج‪ ،‬التي‬ ‫�إنزعجت من ت�ص���اعد نجم طه���ران الإقليمي بعد‬ ‫�س���قوط �ص���دام في الع���ام ‪� ،2003‬إي���ران بتزويد‬ ‫الحوثيين الأ�س���لحة ودعمهم مادي ًا‪ .‬مع ذلك‪ ،‬ف�إن‬

‫محللين م�س���تقلين �ش���ككوا في الأمر‪ .‬وكما و�صف‬ ‫جو�س���ت هلترمان‪ ،‬من مجموعة الأزمات الدولية‪،‬‬ ‫الو�ض���ع في الع���ام ‪�" :2004‬إن الإيرانيين رائعون‪.‬‬ ‫�إنه���م ال يلعبون �أي دور على الإطالق [في اليمن]‪،‬‬ ‫ولكنه���م يح�ص���لون عل���ى كل الف�ض���ل‪ ،‬لذلك فهم‬ ‫ي�ستفيدون من ذلك"‪.‬‬ ‫كان اليم���ن‪ ،‬م���ع ذلك‪� ،‬أ�ص���بح على نح���و متزايد‬ ‫مت�شابك ًا في �صراع طائفي على ال�سلطة بين �إيران‬ ‫والمملك���ة العربي���ة ال�س���عودية‪ .‬في الع���ام ‪،2009‬‬

‫ت�صر‬ ‫ال تزال دول الخليج ّ‬ ‫حر�ضت على الن�شاط‬ ‫على �أن �إيران ّ‬ ‫الحوثي‪ .‬وطهران‪ ،‬من جانبها‪ ،‬توا�صل‬ ‫المبالغة بدورها‪ .‬ولكن الواقع هو �أن‬ ‫�أحدث �صعود للحوثيين كان نتاج‬ ‫تحالف م�صالح مع الرئي�س ال�سابق‬ ‫علي عبد اهلل �صالح الذي يريد‬ ‫�إعادة عائلته �إلى ال�سلطة‬

‫�إمتدت الحرب الأهلية في اليمن لفترة وجيزة �إلى‬ ‫الأرا�ضي ال�سعودية‪ ،‬و�إ�س���تمرت الريا�ض في دعم‬ ‫�ص���الح‪ ،‬خوف ًا من �أن تقفز طهران وت�س���تخدم �أي‬ ‫فر�صة للم�س���اعدة في االطاحة به وتن�صيب نظام‬ ‫رحبت طهران برحيل �صالح في‬ ‫ودي تابع لها‪ .‬لقد ّ‬ ‫العام ‪ ،2012‬وبد�أ الم�س����ؤولون الإيرانيون يدعمون‬ ‫خطابي��� ًا الحوثيي���ن‪ ،‬ولك���ن الحج���م الحقيق���ي‬ ‫لم�شاركتهم كان غير وا�ضح‪.‬‬ ‫الي���وم‪ ،‬ال تزال دول الخليج ت�ص��� ّر عل���ى �أن �إيران‬ ‫ح ّر�ض���ت عل���ى الن�ش���اط الحوث���ي‪ .‬وطه���ران‪ ،‬من‬ ‫جانبها‪ ،‬توا�ص���ل المبالغ���ة بدورها‪ .‬ولك���ن الواقع‬ ‫ه���و �أن �أحدث �ص���عود للحوثيي���ن كان نتاج تحالف‬ ‫م�ص���الح مع الرئي�س ال�س���ابق �ص���الح ال���ذي يريد‬ ‫�إع���ادة عائلته �إل���ى ال�س���لطة‪ .‬كان الحوثيون فقط‬ ‫قادري���ن عل���ى ال�س���يطرة على �ص���نعاء ف���ي �أيلول‬ ‫(�س���بتمبر) ‪ 2014‬عندما �إمتن���ع الجي�ش اليمني‪،‬‬ ‫ال���ذي ال ي���زال ي�س���يطر عليه �ص���الح �إل���ى حد ما‪،‬‬ ‫عن �إطالق النار‪ .‬وفي ت�ش���رين الثاني (نوفمبر)‪،‬‬ ‫�إعترف���ت الأم���م المتحدة ر�س���مي ًا به���ذا التحالف‬ ‫بمعاقب���ة �ص���الح و�إثني���ن م���ن ق���ادة الحوثيي���ن‬ ‫و�إتهامهم بالتواط�ؤ لإ�سقاط الرئي�س هادي‪.‬‬

‫مواجهة الحقائق‬ ‫لي����س هناك �ش���ك ف���ي �أنه منذ الع���ام ‪،2012‬‬ ‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪41‬‬


‫الخليج العربي‬ ‫اليمن‬

‫ماذا تريد طهران وماذا ال تريد؟‬

‫لعبة إيران في اليمن‬ ‫عندم��ا �إجتاح��ت ق��وات الحوثيين �صنعاء‪� ،‬إتهم��ت دول الخليج �إي��ران ب�أنها كان��ت وراء ذلك‪ .‬و�إدّعى‬ ‫بع���ض الم�س�ؤولين الخليجيين ب ��أن طهران تهدف من وراء ذلك �إلى خلق "ح��زب اهلل" �آخر في خا�صرة‬ ‫ال�سعودية‪ .‬ف�إلى �أي حد ي�صح هذا الكالم؟‬ ‫�صنعاء ‪ -‬وليد الم�صروعي‬ ‫عندم���ا �أجب���ر الحوثي���ون‪ ،‬الجماع���ة‬ ‫ال�ش���يعية المتمردة ف���ي اليمن‪ ،‬رئي�س‬ ‫البالد الموال���ي للغرب‪ ،‬عبد ربه من�ص���ور هادي‪،‬‬ ‫على الفرار من العا�ص���مة �صنعاء في كانون الثاني‬ ‫(يناي���ر) الفائت‪ ،‬خل�ص كثيرون في المنطقة �إلى‬ ‫نتيجة ب�أن دولة عربية �أخرى قد وقعت في �أح�ضان‬ ‫طه���ران— نتيج���ة ‪ ،‬كما ق���ال مع ّلق ب���ارز‪ ،‬للدور‬ ‫الهجومي "الذي ت�شنه �إيران ب�شكل لم ن َر مثله في‬

‫‪40‬‬

‫العدد ‪� - 28‬آذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫التاريخ الحديث"‪.‬‬ ‫ه���ذا الخ���وف‪ّ ،‬‬ ‫تو�ض���حه بطريق���ة �أكثر ق���وة دول‬ ‫مجل����س التع���اون الخليج���ي‪ ،‬ربم���ا ف���ي المبالغ���ة‬ ‫ب���دور �إيران؛ الواقع �أن الح���روب قد �أربكت اليمن‬ ‫من���ذ عقود‪ ،‬ول���م تكن طهران �أب���د ًا تتمتع ب�أي دور‬ ‫�أ�سا�س���ي هناك‪� .‬صحيح‪ ،‬مع ذلك‪� ،‬أن �آثار التدخل‬ ‫الإيراني كانت جلية دائم ًا في الأرا�ض���ي اليمنية‪،‬‬ ‫حتى في �أيام ال�شاه‪ ،‬الذي �أ ّيد المقاتلين اليمنيين‬ ‫�ضد المارك�سيين المت�ش���ددين في �ستينات القرن‬ ‫الفائ���ت‪ .‬وهذا ال يزال عليه الح���ال اليوم‪ .‬لذلك‪،‬‬

‫حتى ل���و كان الإنقالب نف�س���ه ال يق���ول الكثير عن‬ ‫طموح���ات �إي���ران الإقليمي���ة‪ ،‬ف����إن ماذا �س���تفعل‬ ‫طه���ران بع���ده ‪� -‬أو م���ا ال تفع���ل‪� -‬س���وف يفيدن���ا‬ ‫بالجواب ال�شافي‪.‬‬

‫الق�صة وراء الق�صة‬ ‫�إنجذب���ت الجمهوري���ة الإ�س�ل�امية لأول م���رة نحو‬ ‫اليم���ن ف���ي �أواخر ثمانين���ات الق���رن الفائت‪ ،‬بعد‬ ‫�إنته���اء الحرب العراقية الإيرانية‪ .‬عندما �إختلفت‬ ‫اليمن والمملكة العربية ال�سعودية في العام ‪1990‬‬


‫الخليج العربي ¶ اليمن‬

‫الرئي�س علي عبد الله �صالح‪:‬‬ ‫هو الم�شكلة‬

‫الرئي�س ح�سن روحاني‪:‬‬ ‫ال�سعي �إلى التوافق مع ال�سعودية �أهم له من اليمن‬

‫الرئي�س عبد ربه من�صور هادي‪:‬‬ ‫الهارب �إلى عدن‬

‫حاولت طهران الإ�س���تفادة من العوام���ل المتغ ّيرة‬ ‫ف���ي اليم���ن‪ .‬يعتقد المت�ش���ددون في طه���ران حق ًا‬ ‫ب�أن حركة الحوثيين يمكن �أن ت�صبح‪ ،‬مثل "حزب‬ ‫اهلل" في لبن���ان‪ ،‬بيدق ًا في لعبة طهران الإقليمية؛‬ ‫علي �شيرازي‪ ،‬ممثل المر�شد الأعلى الإيراني علي‬ ‫خامنئي في نخبة "لواء القد�س"‪ ،‬ل ّمح لل�ص���حافة‬ ‫الإيراني���ة ع���ن ذلك ف���ي كان���ون الثان���ي (يناير)‬ ‫الفائ���ت‪ .‬ولك���ن على عك����س "ح���زب اهلل"‪ ،‬الذي‬ ‫و ّف���ر لإيران بواب���ة ملمو�س���ة على البح���ر الأبي�ض‬ ‫المتو�س���ط‪ ،‬ف�إن حركة الحوثيين ال يمكن �أن تمنح‬ ‫طه���ران و�ص���و ًال دائم ًا �إلى م�ض���يق ب���اب المندب‬ ‫الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن‪.‬‬ ‫الواقع �أن الحالة الراهنة لل�ش����ؤون في اليمن تقدّم‬ ‫لإيران خيارين �أ�سا�سيين‪ .‬يمكن لطهران �أن تدعم‬ ‫بن�شاط الحركة �ض���د هادي على �أمل �أن التحالف‬ ‫اله����ش �ض���ده �سي�س���تمر‪� ،‬أو يمكنه���ا �أن تواج���ه‬ ‫حقيقة تتمثل ب�أن مواقف هادي ال�سيا�س���ية‪ ،‬ولي�س‬ ‫�إيديولوجيت���ه الطائفي���ة – ق���د دفع���ت الحوثيين‬ ‫�إل���ى مواجهته‪ ،‬الأمر الذي يمن���ح �إيران قلي ًال من‬ ‫النف���وذ لتروي����ض الفو�ض���ى في الب�ل�اد‪ .‬ويبدو �أن‬ ‫النقا�ش الداخلي في طهران ي�ش���ير �إلى �أن القادة‬ ‫الإيرانيين يميلون نحو الم�سار الثاني‪.‬‬ ‫وعلى الرغ���م ب�أن الأمر يبدو مغري ًا لل�ض���غط على‬ ‫خا�ص���رة المملكة العربية ال�س���عودية المع ّر�ض���ة‪،‬‬ ‫ف����إن الق���ادة الإيرانيي���ن يعرف���ون ب�أن���ه‪ ،‬حتى مع‬ ‫م�س���اعدتهم‪ ،‬ف����إن حرك���ة الحوثيين لي����س لديها‬ ‫الع���دد �أو النف���وذ لل�س���يطرة على اليم���ن‪ ،‬ناهيك‬ ‫عن تعزيز المكا�س���ب الأخيرة على الأرا�ض���ي التي‬ ‫�س���يطرت عليها‪� ،‬إلاّ �إذا قدمت المجموعة تنازالت‬ ‫�سيا�س���ية �أو�س���ع‪� .‬إن البدي���ل الأكث���ر �إحتم���ا ًال من‬

‫ت�سوية �سيا�سية وطنية‪ ،‬التي تحاول الأمم المتحدة‬ ‫بالفعل التو�سط لها‪ ،‬هو حرب �أهلية كاملة‪ .‬ويمكن‬ ‫لهذا الأمر �أن يحمل �سلبيات خطيرة‪.‬‬ ‫�إن ت�أجيج حرب �أهلية ال يمكن الفوز بها في اليمن‪،‬‬ ‫والت���ي لديها الق���درة عل���ى �أن تتحول �إلى �ص���راع‬ ‫طائف���ي حقيقي‪ ،‬من �ش����أنه �أن يعزز فقط �س���معة‬ ‫طهران عل���ى �أنها قوة طائفية عازمة على تو�س���يع‬ ‫نفوذها في الأرا�ض���ي العربي���ة من دون النظر �إلى‬ ‫الدم���ار الناتج من ذلك‪ .‬ومن �ش����أن فت���رة طويلة‬ ‫من الفو�ض���ى �أي�ض��� ًا �أن ت����ؤدي �إلى تعزي���ز تنظيم‬ ‫"القاعدة في �شبه الجزيرة العربية"‪ -‬بالكاد �أن‬ ‫يكون ذل���ك تط���ور ًا �إيجابي ًا نظر ًا �إل���ى هدف هذا‬ ‫التنظيم التكفيري لمهاجمة �إيران‪.‬‬

‫ال�ش���مال والجن���وب‪� .‬إن طه���ران تع���رف ب�أن���ه‪،‬‬ ‫عن���د ه���ذه النقط���ة‪ ،‬يتج���اوز �إيج���اد ح���ل لليمن‬ ‫قدراتها ال�سيا�س���ية والمالية‪ .‬ه���ذا البلد الفقير ال‬ ‫يحت���اج فقط مئ���ات الماليين من ال���دوالرات من‬ ‫الم�س���اعدات‪ ،‬كما يتطلب "حزب اهلل" في لبنان‪،‬‬ ‫ولك���ن العديد من الملي���ارات‪� .‬إن �إي���ران‪ ،‬ال تزال‬ ‫تنا�ض���ل تحت وط�أة العقوبات الغربية‪ ،‬وبب�س���اطة‬ ‫لي�س���ت لديها هذه الكميات من النقد؛ هناك فقط‬ ‫دول الخلي���ج التي تمل���ك الم���وارد الالزمة لعك�س‬ ‫التفكك الإقت�صادي في اليمن‪.‬‬ ‫تحت���اج طه���ران �أي�ض��� ًا �إل���ى معاي���رة �أعمالها في‬ ‫اليم���ن مع �أهدافه���ا الإقليمي���ة‪� .‬إن الأزمة اليمنية‬ ‫تتزام���ن م���ع التدخ�ل�ات الإيراني���ة المتزايدة في‬ ‫جميع �أنحاء ال�ش���رق الأو�سط‪ .‬ونظر ًا �إلى م�شاركة‬ ‫�إيران العميق���ة في الأزمتين في العراق و�س���وريا‪،‬‬ ‫ف�إن هذا البلد تو�س���ع فوق طاقته‪ ،‬ومن المرجح �أن‬ ‫يك���ون يعمل ويبحث عن ط���رق لتقليل التوترات مع‬ ‫ال�سعوديين‪.‬‬ ‫في هذا المعنى‪ ،‬يعر�ض اليمن �أي�ض��� ّا فر�ص���ة‪ .‬في‬ ‫حملته الإنتخابية في العام ‪ ،2013‬لم يذكر الرئي�س‬ ‫االيران���ي ح�س���ن روحاني مرة واح���دة البلد‪ .‬لكنه‬ ‫ك���رر‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬مرار ًا قوله على �ض���رورة �إ�ص�ل�اح‬ ‫عالقات �إي���ران مع المملكة العربية ال�س���عودية –‬ ‫في هذه الحالة ف�إن التوقف عن التدخل في اليمن‬ ‫من �ش����أنه �أن يخدم‪ .‬ف���ي الأ�س���ابيع المقبلة يجب‬ ‫على المحللين النظر لي�س فقط بحث ًا عن عالمات‬ ‫عل���ى التدخ���ل الإيراني‪ ،‬ولك���ن �أي�ض��� ًا على غياب‬ ‫طهران‪ .‬ف�إن النتيج���ة الأخيرة قد تكون مهمة �إذا‬ ‫حدثت‪ ،‬لأنها �ست�شير �إلى �أن المعتدلين في طهران‬ ‫ما زال لهم الت�أثير‬

‫تكلفة الفر�صة البديلة‬ ‫م���ع تراجع هادي الآن �إلى مدينة عدن ال�س���احلية‪،‬‬ ‫يمك���ن �أن ت�ش���هد اليمن قريب��� ًا تق�س���يم ًا فعلي ًا بين‬

‫جو�ست هلترمان‪ ،‬من مجموعة‬ ‫الأزمات الدولية‪ ،‬في العام ‪:2004‬‬ ‫"�إن الإيرانيين رائعون‪� .‬إنهم ال يلعبون‬ ‫�أي دور على الإطالق [في اليمن]‪،‬‬ ‫ولكنهم يح�صلون على كل الف�ضل‪،‬‬ ‫لذلك فهم ي�ستفيدون من ذلك‬ ‫من دون جهد"‬

‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪43‬‬


JTCE

Le Nom Qu’il Faut Connaitre Au Maroc

JTCE Sarl est une société Marocaine des secteurs du bâtiment et travaux publics. Elle intervient dans la construction des bâtiments, des grands ouvrages et des infrastructures d'énergie (tertiaire, industriel, infrastructures) Pour Plus D’information: 67 angle Boulevard Hassan 1er, Casablanca, Maroc Tel: (212) 0664 501 319, Email: jtcesarl@gmail.com


‫القاهرة ‪ -‬هدى �أحمد‬ ‫�إختبرت الفو�ض���ى في ال�ش���رق الأو�س���ط‬ ‫العدي���د من العالقات‪ ،‬بما فيها تلك التي‬ ‫بين القاهرة و�أنقرة‪ .‬بعد فترة ق�ص���يرة على �س���قوط‬ ‫الرئي����س ح�س���ني مبارك ف���ي العام ‪� ،2011‬أ�ص���بحت‬ ‫تركي���ا �إح���دى ال���دول الإقليمي���ة الرئي�س���ية الم�ؤي���دة‬ ‫لم�صر‪ .‬وعندما ُخلع الرئي�س الجديد‪ ،‬محمد مر�سي‪،‬‬ ‫م���ن من�ص���به ف���ي الع���ام ‪ ،2013‬تح��� ّول موق���ف بالد‬ ‫�أتات���ورك ر�أ�س��� ًا على عقب‪ .‬مع الم�ش���ير عب���د الفتاح‬ ‫ال�سي�س���ي على ر�أ�س ال�س���لطة في م�ص���ر‪� ،‬س���رعان ما‬ ‫�أ�ص���بحت تركيا واحدة من �ألد الخ�ص���وم الرئي�سيين‬ ‫للبالد في الم�شرق‪.‬‬ ‫في �آب (�أغ�س���ط�س) ‪ ،2013‬طلب���ت �أنقرة من مجل�س‬ ‫الأم���ن الدول���ي فر����ض عقوب���ات على ال�سي�س���ي‪ .‬وفي‬ ‫الع���ام التال���ي‪� ،‬ض���غطت القاهرة علن ًا �ض���د تر�ش���يح‬ ‫تركيا للح�ص���ول على مقعد في مجل�س الأمن الدولي‪.‬‬ ‫كما ق���ال الرئي�س التركي رجب طي���ب �أردوغان لقناة‬ ‫"الجزي���رة" �أن حكومت���ه "ال تقبل بنظام ال�سي�س���ي‬ ‫الذي قام ب�إنقالب ع�س���كري"؛ وو�ص���ف ال�سي�سي ب�أنه‬ ‫"طاغية غير �شرعي"‪.‬‬ ‫وتدهورت الأمور بين القاهرة و�أنقرة �أكثر في �أعقاب‬ ‫قرار م�ص���ر �شن �ضربات جوية �ض���د �أهداف لتنظيم‬ ‫"داع�ش" في درنة‪ ،‬في ليبيا في ‪� 16‬شباط (فبراير)‬ ‫الفائ���ت‪ .‬من جهتها دعمت الحكومة الليبية المعترف‬ ‫به���ا دولي ًا والجي�ش التابع لها في طبرق هذه الخطوة‪،‬‬ ‫ولكن الف�صائل الأخرى‪ ،‬وكثير منها �إ�سالمي مت�شدد‪،‬‬ ‫التي �س���يطرت عل���ى طرابل�س تح���ت �إ�س���م "الم�ؤتمر‬ ‫الوطن���ي الع���ام الجدي���د" عار�ض���ت ب�ش���دة‪ .‬وكان���ت‬ ‫تركي���ا �س��� ّلفت "الم�ؤتم���ر الوطن���ي الع���ام الجدي���د"‬ ‫ق���در ًا م���ن الدع���م الديبلوما�س���ي من خالل رف�ض���ها‬ ‫الإعت���راف بالحكوم���ة الليبية الر�س���مية‪ .‬كم���ا �أدانت‬ ‫�أنقرة ال�ضربات الجوية‪ ،‬قائلة‪" :‬هذه الهجمات تع ّمق‬ ‫الم�ش���اكل القائم���ة في ليبيا و�أجواء ال�ص���راع وتعرقل‬ ‫الجه���ود الرامية �إل���ى حل الأزمة من خالل الو�س���ائل‬ ‫ال�سلمية"‪ .‬ا�أما لواليات المتحدة‪ ،‬في الوقت عينه‪ ،‬لم‬ ‫ت�ص ّفق ولم تنتقد ال�ضربات‪.‬‬ ‫ف���ي الم���دى القريب‪ ،‬يبدو م���ن المرج���ح �أن التناف�س‬ ‫الإقليمي بين م�ص���ر وتركيا �س���وف ي����ؤدي �إلى تفاقم‬ ‫الحرب الأهلية الليبية‪ .‬وعالوة على ذلك ف�إن هذا قد‬ ‫يرمي المنطقة ب�أ�سرها في �أ�سو�أ فو�ضى‪.‬‬

‫الإخوة الأعداء‬ ‫م�ص���ر وتركيا هم���ا �أكبر دولتين ذات غالبية م�س���لمة‬ ‫في �ش���رق البحر الأبي�ض المتو�سط‪ .‬كل واحدة منهما‬ ‫تعتبر نف�س���ها قوة �إقليمية‪ ،‬والآن‪ ،‬كزعيمة للإ�س�ل�ام‬

‫الغارات الجوية الم�صرية على "داع�ش" في درنة بليبيا �أثارت حفيظة �أردوغان‬

‫ال�س���ني‪� .‬إن التوت���رات بينهم���ا لها تاري���خ طويل يعود‬ ‫�إل���ى �أيام الإمبراطورية العثمانية‪ ،‬حيث كانت م�ص���ر‬ ‫مقاطعة تابعة لها حتى ‪ 1867‬عندما �أ�ص���بحت �ش���به‬ ‫م�ستقلة‪.‬‬ ‫كانت م�صر دائم ًا �ص���عبة على ال�سيطرة بالن�سبة �إلى‬ ‫العثمانيي���ن؛ عل���ى الرغم من �أن���ه كان يديرها حاكم‬ ‫مع َّي���ن من �إ�س���طنبول وتدفع ال�ض���رائب لل�س�ل�اطين‪،‬‬ ‫فق���د تمتع���ت الب�ل�اد عل���ى ط���ول وادي الني���ل بحكم‬ ‫ذات���ي ك�أم���ر واقع في معظ���م فترة الحك���م العثماني‪.‬‬ ‫�إحتفظ���ت م�ص���ر بالكثي���ر م���ن ال�س���لطة والق���وة في‬ ‫الق���رن التا�س���ع ع�ش���ر‪ ،‬حتى �أنه���ا حاولت الإ�س���تيالء‬ ‫عل���ى الإمبراطوري���ة العثمانية‪ .‬في ثالثين���ات القرن‬ ‫التا�س���ع ع�ش���ر‪ ،‬تحت قيادة محمد علي با�شا‪ ،‬الحاكم‬ ‫العثمان���ي الألباني المولد في م�ص���ر‪ ،‬و�إبنه �إبراهيم‪،‬‬ ‫قائد الجي�ش‪� ،‬إحتلت قوة م�ص���رية فل�س���طين و�سوريا‬ ‫وه���دّدت ب�إ�س���قاط ال�س���لطان العثماني‪ .‬ف���ي الواقع‪،‬‬ ‫�إخت���رق �إبراهيم با�ش���ا عمق الأنا�ض���ول‪ ،‬وو�ص���ل �إلى‬

‫بعد فترة ق�صيرة على �سقوط الرئي�س‬ ‫ح�سني مبارك في العام ‪،2011‬‬ ‫�أ�صبحت تركيا �إحدى الدول الإقليمية‬ ‫الرئي�سية الم�ؤيدة لم�صر‪ .‬وعندما ُخلع‬ ‫الرئي�س الجديد‪ ،‬محمد مر�سي‪ ،‬من‬ ‫من�صبه في العام ‪ ،2013‬تح ّول موقف‬ ‫بالد �أتاتورك ر�أ�س ًا على عقب‬

‫مدينة كوتاهية‪ ،‬على م�س���افة ‪ 200‬ميل من �إ�سطنبول‪.‬‬ ‫�إلاّ �أن تدخ���ل المملكة المتحدة وفرن�س���ا حفظ عر�ش‬ ‫ال�س���لطان و�إحتوى التهدي���د الم�ص���ري (على الرغم‬ ‫م���ن �أن �أحف���اد محمد علي �أ�ص���بحوا العائل���ة المالكة‬ ‫في م�ص���ر)‪ .‬بع���د الإنتفا�ض���ة‪� ،‬أ�ص���بح البريطانيون‬ ‫الالعبين المهيمنين في م�ص���ر و�إقتطعوها في نهاية‬ ‫المطاف م���ن الإمبراطوري���ة العثمانية خالل الحرب‬ ‫العالمية الأولى‪ .‬وم���ع �إنهيار الإمبراطورية العثمانية‪،‬‬ ‫توجه���ت الجمهورية التركي���ة غرب ًا �إل���ى �أوروبا وبحر‬ ‫ّ‬ ‫�إيجه‪ ،‬ولي�س �ش���رقا �إلى م�صر والعالم العربي‪ ،‬وهكذا‬ ‫ذه���ب البل���دان ك ٌّل منهما ف���ي �س���بيله‪ .‬الكثيرون من‬ ‫خ�صوم كمال �أتاتورك‪ ،‬م�ؤ�س����س الجمهورية التركية‪،‬‬ ‫بما في ذلك ال�شاعر محمد عاكف �آر�صوي‪ ،‬لج�أوا �إلى‬ ‫م�صر هرب ًا من �إ�صالحات �أتاتورك العلمانية؛ وح ّولوا‬ ‫القاهرة �إلى مركز للأن�ش���طة المعادي���ة للأتراك في‬ ‫الفترة ما بين الحربين العالميتين‪.‬‬ ‫وج���اء قلب النظام الملكي في م�ص���ر في العام ‪1953‬‬ ‫ليوتّر العالقات التركية الم�ص���رية �أكثر‪� .‬إن االطاحة‬ ‫بالملك فاروق والنخبة ذات الأ�صول العثمانية التركية‬ ‫التي كان���ت ال تزال تدير البالد معه �أغ�ض���بت �أنقرة‪.‬‬ ‫وعندم���ا �إنح���از حاك���م م�ص���ر الجديد‪ ،‬جم���ال عبد‬ ‫النا�ص���ر‪� ،‬إلى الإتحاد ال�سوفياتي في الحرب الباردة‪،‬‬ ‫تع ّمق���ت الهوة �أكثر بين �أنق���رة والقاهرة‪ .‬كانت تركيا‬ ‫دخلت حلف �شمال الأطل�سي في العام ال�سابق و�أخذت‬ ‫دورها كركيزة للقوة الغربية في ال�ش���رق الأو�سط على‬ ‫محمل الجد‪.‬‬ ‫في �س���بعينات القرن الفائت‪ ،‬تح ّولت م�صر و�أ�صبحت‬ ‫موالي���ة للوالي���ات المتح���دة ف���ي عه���د الرئي����س �أنور‬ ‫ال�س���ادات‪ .‬في ثمانينات القرن الفائت‪� ،‬أن�ش�أت تركيا‬ ‫محور ًا خا�ص��� ًا في ال�شرق الأو�سط في ظل حكم رئي�س‬ ‫ال���وزراء تورغوت �أوزال‪ .‬ولكن ب���د ًال من �أن ي�ؤدي‬ ‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪45‬‬


‫ال�شرق الأو�سط‬ ‫موضوع الغالف‬

‫ال�ساحة الإقليمية معط ّلة وتبحث عن ّ‬ ‫حل‬

‫تركيا ‪ -‬مصر‪ :‬الصراع الموجع‬ ‫على النفوذ في الشرق األوسط‬ ‫بي��ن م�صر وتركي��ا تاريخ طويل يع��ود �إلى �أي��ام العثمانيين‪ ،‬ولكن من��ذ �أن �إ�ستقلّت الأولى ع��ن الثانية‪،‬‬ ‫وال�ص��راع بينهما بين م��د وجزر‪ .‬وقد عرفت عالقتهما �شهر ع�سل ق�صي��ر ًا عندما و�صل مر�شح "الإخوان‬ ‫الم�سلمي��ن" محم��د مر�سي �إلى ال�سلطة في م�صر‪ ،‬حيث عقد تحالف ًا م��ع �أنقرة ومع زعيمها القوي رجب‬ ‫طي��ب �أردوغان‪ � .‬اّإل �أنه من��ذ و�صول الم�شير عبد الفتاح ال�سي�سي �إلى ال�سلطة‪� ،‬ساءت العالقات وو�صلت‬ ‫�إلى الح�ضي�ض الأمر الذي ينذر بتداعيات �إقليمية‪.‬‬

‫‪44‬‬

‫العدد ‪� - 28‬آذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬


‫الرئي�س ال�سابق محمد مر�سي‪:‬‬ ‫لم ينفعه التحالف مع �أردوغان‬

‫�سفير تركيا ال�سابق في القاهرة ح�سين �آفني بوت�سالي‪:‬‬ ‫�أعطي ‪� 48‬ساعة لمغادرة البالد‬

‫كبير الإ�س�ل�اميون‪ .‬و�أ�ص���بحت المظاهرات المعادية‬ ‫لمر�س���ي و"الإخوان الم�س���لمين" ف���ي القاهرة عنيفة‬ ‫على نحو متزاي���د‪ ،‬و�إنهارت محاوالت مختلفة لإجراء‬ ‫ح���وار بين مر�س���ي والأح���زاب ال�سيا�س���ية المختلفة‪.‬‬ ‫بحل���ول ربي���ع ‪ ،2013‬ب���د�أت حركة "تم���رد" المعادية‬ ‫لمر�س���ي لإجراء وتنظي���م �إحتجاجات حا�ش���دة تقرر‬ ‫�إجرا�ؤها في ‪ 30‬حزيران (يونيو) في منا�س���بة ذكرى‬ ‫مرور �س���نة واح���دة من حكم مر�س���ي‪ .‬وفيم���ا عممت‬ ‫تقاري���ر تفي���د ب�أن مر�س���ي ح���اول �إزالة ال�سي�س���ي من‬ ‫من�ص���به كوزير للدفاع‪� ،‬أ�ص���درت القيادة الع�س���كرية‬ ‫في م�ص���ر تحذيرات م���ن �أن الجي�ش قد ي�ض���طر الى‬ ‫التدخل "لمنع م�صر من الدخول في نفق مظلم"‪.‬‬ ‫في الوق���ت عينه‪� ،‬إنه���ارت الجهود الغربي���ة والتركية‬ ‫لم�ساعدة مر�س���ي على التو�صل �إلى �إتفاق مع �صندوق‬ ‫النقد الدولي �أي�ض��� ًا‪ ،‬بينما �س���حب �سل�سلة من تدابير‬ ‫الإ�ص�ل�اح بعد �س���اعات فقط على �إع�ل�ان مكتبه لها‪.‬‬ ‫مي�سرة‬ ‫وعر�ض���ت تركيا على م�صر �ص���فقات تجارية ّ‬ ‫ور ّوج���ت للإ�س���تثمار الخا����ص الترك���ي‪ ،‬ولك���ن ب���دت‬ ‫�إدارة مر�س���ي م�ش���لولة على نحو متزايد‪ .‬ومع �إقتراب‬ ‫موع���د الإحتجاج���ات في ‪ 30‬حزيران (يونيو) �أر�س���ل‬ ‫�أردوغان رئي�س المخابرات الوطنية في تركيا‪ ،‬هاكان‬ ‫فيدان‪ ،‬لزيارة مر�س���ي‪ .‬و�أ�شارت تقارير الحقة في كل‬ ‫و�س���ائل الإعالم الم�ص���رية والتركية �أن مهمة فيدان‬ ‫كانت لتحذير مر�س���ي من �إنقالب و�شيك‪ ،‬وربما حتى‬ ‫مناق�ش���ة كيفية منعه‪ .‬مهما كان الم�ض���مون الحقيقي‬ ‫له���ذه الزي���ارة‪ ،‬كان الجي�ش الم�ص���ري وحلف���ا�ؤه من‬ ‫المدنيي���ن ينظرون �إليه���ا كدليل نهائ���ي على تحالف‬ ‫�أردوغان مع مر�سي و"الإخوان الم�سلمين"‪.‬‬ ‫في ‪ 3‬تموز (يوليو) ‪� ،2013‬أعلن ال�سي�س���ي �أن الجي�ش‬ ‫قد خلع مر�س���ي من ال�س���لطة من �أجل "�إنقاذ" م�صر‬ ‫من �ش���بح الحرب الأهلية‪ .‬وعالقة تركيا التي زرعتها‬ ‫بعناي���ة م���ع القي���ادة الم�ص���رية الراحل���ة ق���د �إنتهت‬

‫وو ّلت‪ .‬و�أ�ش���ار �أردوغ���ان �إلى ال�سي�س���ي ب�أنه "طاغية"‬ ‫و�إتهم الحكومة الم�ص���رية الم�ؤقتة بممار�سة "�إرهاب‬ ‫الدول���ة"‪ .‬في الوقت عينه‪� ،‬س���محت �أنق���رة لمحطات‬ ‫التلفزي���ون الم�ض���ادة لل�سي�س���ي والم�ؤي���دة لمر�س���ي‬ ‫و"الإخوان الم�سلمين" العمل �إنطالق ًا من تركيا‪.‬‬ ‫ردت و�س���ائل الإعالم الم�صرية‪ ،‬و�إتهمت تركيا بدعم‬ ‫حمل���ة �إرهابي���ة �ض���د �أجهزة الأم���ن الم�ص���رية التي‬ ‫�إندلعت في �ش���به جزيرة �س���يناء بعدم���ا خلع الجي�ش‬ ‫مر�سي من ال�سلطة‪� .‬سفير تركيا القدير في القاهرة‪،‬‬ ‫ح�س���ين �آفن���ي بوت�س���الي‪ ،‬تح���ول من �شخ�ص���ية كانت‬ ‫تحت�ض���نها مختلف الأطياف ال�سيا�سية الم�صرية �إلى‬ ‫هدف للمظاهرات المناه�ض���ة لتركيا على �أبواب مقر‬ ‫�إقامته‪� .‬ألغت تركيا وم�ص���ر خطط��� ًا لإجراء مناورات‬ ‫بحرية م�ش���تركة في �ش���رق البحر الأبي�ض المتو�سط‪،‬‬ ‫و�أخي���ر ًا‪ ،‬في ت�ش���رين الثاني (نوفمب���ر) �أبلغت وزارة‬ ‫الخارجية الم�صرية ال�س���فير بوت�سالي وجوب مغادرة‬ ‫البالد خالل ‪� 48‬ساعة‪.‬‬

‫يعتبر الرئي�س رجب طيب‬ ‫�أردوغان الزعيم الأقوى الذي‬ ‫عرفته تركيا منذ �أن �أ�صبحت‬ ‫البالد دولة ديموقراطية متعددة‬ ‫الأحزاب في العام ‪ .1950‬وعلى‬ ‫الرغم من ذلك‪ ،‬يبدو �أن الخوف‬ ‫تملكه من �أن ما حدث للرئي�س محمد‬ ‫مر�سي​​يمكن �أن يحدث له‬

‫ومنذ ذلك الحين‪� ،‬أ�ص���بحت ال�سيا�سة الإقليمية �أكثر‬ ‫عنف��� ًا بكثير‪ .‬في �ص���يف ‪� ،2014‬إندلع���ت الحرب في‬ ‫غزة‪ .‬فيم���ا �س���ارع وزي���ر الخارجي���ة الأميركية جون‬ ‫كيري للتو�ص���ل �إلى وقف �إطالق النار‪ ،‬عر�ضت تركيا‬ ‫(وقط���ر) وم�ص���ر خطط ًا متناف�س���ة لل�س�ل�ام‪� .‬ش���كا‬ ‫الم�س����ؤولون الم�ص���ريون �إل���ى نظرائه���م الأميركيين‬ ‫�أن تركي���ا وقطر ت�س���عيان عم���د ًا �إلى �إ�س���تخدام غزة‬ ‫لتقوي�ض الم�صالح الم�صرية‪.‬‬ ‫ثم‪ ،‬في ليبيا دعمت م�صر والإمارات العربية المتحدة‬ ‫حملة اللواء خليفة حفتر �ض���د الميلي�شيات الإ�سالمية‬ ‫التي قيل ب�أنها مدعومة من تركيا‪ .‬في ت�ش���رين الثاني‬ ‫(نوفمبر) ‪ ،2014‬لعب ال�سي�س���ي حتى بطاقة قبر�ص‪،‬‬ ‫وعقد قمة ثالثية مع رئي�س���ي قبر�ص واليونان للترويج‬ ‫ل�ص���فقة لتوريد الغاز الطبيعي من حقول تحت البحر‬ ‫قبالة �سواحل قبر�ص �إلى م�صر‪ .‬وكان ال�سي�سي ي�سعى‬ ‫بالت�أكيد �إلى تحدي ال�س���لطة التركية في �شرق البحر‬ ‫الأبي�ض المتو�سط‪.‬‬

‫العداء والإ�ستياء‬ ‫م���ا وراء الجيو�سيا�س���ية‪ ،‬هن���اك �أي�ض��� ًا الق�ض���ايا‬ ‫ال�شخ�صية التي تلعب دورها‪ .‬في �صيف ‪ ،2013‬تمام ًا‬ ‫فيما كان مر�س���ي يواجه موجة من الإ�س���تياء ال�شعبي‬ ‫الت���ي �أدت ف���ي النهاي���ة �إل���ى �إطاحت���ه‪ ،‬كان �أردوغان‬ ‫يتعامل مع �إنتفا�ض���ة �ش���عبية خا�ص���ة مماثلة �ضده في‬ ‫تركي���ا – حرك���ة "جيزي ب���ارك" الليبرالي���ة‪ .‬وقد رد‬ ‫الزعي���م التركي بحمل���ة قمع عنيف���ة‪� .‬إن �أردوغان هو‬ ‫الزعي���م الأق���وى ال���ذي عرفت���ه تركيا منذ �أ�ص���بحت‬ ‫الب�ل�اد دولة ديموقراطية متع���ددة الأحزاب في العام‬ ‫‪ .1950‬وعل���ى الرغ���م م���ن ذل���ك‪ ،‬يب���دو �أن الخ���وف‬ ‫تملك���ه من �أن ما حدث لمر�س���ي​​يمك���ن �أن يحدث له‪.‬‬ ‫ل���ذا طالما �أردوغان غير ق���ادر على الت�أقلم مع الواقع‬ ‫الجدي���د في ال�سيا�س���ة الم�ص���رية‪ ،‬ال يمكن للعالقات‬ ‫التركية الم�صرية �أن ُتط َّبع‪.‬‬ ‫وفي الوقت عينه‪ ،‬يعتبر ال�سي�س���ي �أن �أردوغان مناف�س‬ ‫في �ش����ؤون الم�ش���رق العرب���ي‪ ،‬والأهم م���ن ذلك‪ ،‬في‬ ‫ال�سيا�س���ة‪� .‬إن الزعيم التركي المتحالف مع مر�س���ي‪،‬‬ ‫ق���د فاز في �أربع���ة �إنتخابات متتالي���ة‪ ،‬ثالثة برلمانية‬ ‫وواحد رئا�س���ي‪ ،‬و�أظهر نف�س���ه بمظه���ر معيار الذهب‬ ‫بالن�سبة �إلى ال�سيا�سة الإ�سالمية في ال�شرق الأو�سط‪.‬‬ ‫في نجاح �أردوغان‪ ،‬يرى ال�سي�س���ي ال�شخ�ص���انية لدى‬ ‫خ�صومه ال�سيا�س���يين‪ .‬وهذا ي�ش���ير �إلى �أن العالقات‬ ‫التركية الم�ص���رية من غي���ر المرج���ح �أن تتعافى في‬ ‫الم�س���تقبل القري���ب‪ ،‬طالم���ا �أردوغان وال�سي�س���ي في‬ ‫ال�سلطة‪ .‬في الواقع‪� ،‬إن التناف�س الإقليمي بين القوتين‬ ‫من المحتمل �أن يزيد تغذية ال�ص���راعات التي تتراوح‬ ‫من غزة �إلى قبر�ص �إلى ليبيا و�سوريا والعراق‬ ‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪47‬‬


‫ال�شرق الأو�سط ¶ مو�ضوع الغالف‬ ‫ذلك �إلى ت�س���هيل العالقات الدافئة بين البلدين‪ ،‬ف�إن‬ ‫ه���ذه التطورات �أ�ش���علت فقط المناف�س���ة في �ش���رقي‬ ‫البحر الأبي�ض المتو�س���ط‪ .‬على �سبيل المثال‪� ،‬أ�صيبت‬ ‫تركيا بخيبة �أمل لأن م�صر لم تدعم �أنقرة في ق�ضايا‬ ‫قبر����ص‪ ،‬والقاهرة‪ ،‬م���ن جانبها‪ ،‬كانت م�س���تاءة من‬ ‫�ش���راكة تركيا الوثيقة مع ا�سرائيل‪ ،‬والتي تفوقت على‬ ‫العالقات الم�صرية ‪ -‬الإ�سرائيلية‪.‬‬

‫التهدئة‬ ‫�إ�س���تمرت المناف�س���ة الودية بين البلدي���ن حتى نهاية‬ ‫الح���رب الب���اردة‪ .‬ث���م جاء �أردوغ���ان‪ .‬وعندم���ا تو ّلى‬ ‫حزبه "العدالة والتنمية" ال�س���لطة في �أنقرة في العام‬ ‫‪� ،2002‬أطلقت تركيا �سيا�س���ة �ش���رق �أو�سطية �إيجابية‬ ‫ونا�ش���طة‪ ،‬متخلي ًة عن توجه �أتات���ورك الم�ؤ ّيد لأوروبا‪.‬‬ ‫�أقحم���ت �أنق���رة نف�س���ها في ال�ص���راع الإ�س���رائيلي –‬ ‫الفل�س���طيني‪ .‬وقد �أقامت �أي�ض��� ًا عالق���ات مع مختلف‬ ‫�أطراف "الإخوان الم�س���لمين" في ال�ش���رق الأو�س���ط‪،‬‬ ‫من حركة "حما�س" �إلى جماعة "الإخوان الم�سلمين"‬ ‫نف�سها في م�صر وليبيا‪ .‬مبارك‪ ،‬حاكم م�صر في ذلك‬ ‫الوقت‪� ،‬أخذ الم�س����ألة بطريق���ة جدية و�أبدى قلقه من‬ ‫الن�شاط المكت�شف حديث ًا لأنقرة في ال�شرق الأو�سط‪،‬‬ ‫والذي �إعتبره ب�أنه ي�أتي على ح�س���اب الهيبة الم�صرية‬ ‫ً‬ ‫ف�ض�ل�ا ع���ن التدخ���ل ف���ي ال�سيا�س���ة‬ ‫ف���ي المنطق���ة‪،‬‬ ‫الداخلية لم�ص���ر‪ .‬لكن الإقت�صاد فاز في النهاية‪ .‬بين‬ ‫عامي ‪ 2002‬و ‪� ،2013‬إرتفع حجم التجارة بين م�صر‬ ‫وتركيا من ‪ 301‬ملون دوالر �إلى ‪ 5‬مليارات دوالر‪ .‬كما‬ ‫�أن الخط���وط الجوي���ة التركي���ة‪ ،‬الناقل الرئي�س���ي في‬ ‫تركيا‪� ،‬أ�ض���افت الإ�س���كندرية والغردقة و�شرم ال�شيخ‬ ‫�إلى قائمة رحالتها المبا�شرة من �إ�سطنبول‪.‬‬ ‫وب���دت العالقات بي���ن البلدي���ن �أنها �س���تتعزز عندما‬ ‫�إ�س���تقال مبارك �أمام �إحتجاجات وا�س���عة في �ش���باط‬ ‫(فبراي���ر) ‪ .2011‬لقد قدم �أردوغ���ان تركيا كنموذج‬ ‫للديموقراطي���ة الإ�س�ل�امية الحديث���ة‪ .‬وعندم���ا زار‬ ‫القاه���رة ف���ي �أيل���ول (�س���بتمبر) ‪� ،2011‬إ�س���تقبلته‬ ‫الح�ش���ود الم�ص���رية كبطل‪ .‬لوحات كبيرة ت�ضم وجه‬ ‫�أردوغ���ان �إ�ص���طفت على �أعمدة الطريق ال�س���ريع من‬ ‫مطار القاهرة �إلى منطقة و�س���ط المدينة‪ .‬و�أ�ش���ارت‬ ‫ال�ص���حف الم�ص���رية في ذلك الوقت �إل���ى �أن تحالف ًا‬ ‫جدي���د ًا م���ع تركيا من �ش����أنه �أن ي�ض���ع �ض���غوط ًا على‬ ‫�إ�س���رائيل‪ ،‬و�أردوغان نف�سه �أراد �أن يكون معروف ًا ب�أنه‬ ‫يف ّكر في زيارة �إلى غزة في �إ�ش���ارة �إلى الدعم التركي‬ ‫ل"حما�س" بقدر ما هو دعم ل�سكان غزة‪.‬‬ ‫ف���ي النهاية‪ ،‬لم تحدث زيارة غزة‪ ،‬ب�س���بب معار�ض���ة‬ ‫المجل�س الأعلى للقوات الم�سلحة الحاكم في م�صر في‬ ‫حينه‪ ،‬كما �أ�ش���يع‪ .‬على الرغم من �أن تعليق ًا من جانب‬ ‫�أردوغ���ان يحث فيه الم�ص���ريين على تبن���ي العلمانية‬

‫‪46‬‬

‫العدد ‪� - 28‬آذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫الرئي�س رجب طيب �أردوغان‪:‬‬ ‫حليف محمد مر�سي وال يحب الع�سكر‬

‫الرئي�س عبد الفتاح ال�سي�سي‪:‬‬ ‫يلعب كل الأوراق �ضد تركيا‬

‫التركي���ة ق���د و ّل���د �إنتقادات كبي���رة من الإ�س�ل�اميين‬ ‫الم�ص���ريين‪ ،‬ف�إن ن���داء �أردوغان للم�ص���ريين للبحث‬ ‫ع���ن نهج جديد لل�سيا�س���ة كان م�ؤثر ًا وقوي ًا‪ .‬و�أ�ض���اف‬ ‫النج���اح الإقت�ص���ادي في تركي���ا �إلى عملي���ة الجذب‪.‬‬ ‫ورغ���م �أن م�ص���ر وتركيا لديهما حج���م مماثل تقريب ًا‬ ‫من ال�س���كان‪ ،‬مع م�صر حوالي ‪ 88‬مليون ن�سمة وتركيا‬ ‫‪ 78‬مليون��� ًا‪ ،‬ف����إن ن�ص���يب الف���رد من النات���ج المحلي‬ ‫الإجمال���ي في تركي���ا‪ ،‬هو حوال���ي ‪ 18500‬دوالر حيث‬ ‫يفوق المعدل في م�صر‪ ،‬الذي يقدر ب‪ 3800‬دوالر‪.‬‬

‫�إل���ى دعم �أردوغ���ان لجماع���ة "الإخوان الم�س���لمين"‬ ‫ومعار�ضته ال�شديدة لحكم الع�سكر‪.‬‬ ‫�أ�ص���بح مر�س���ي‪ ،‬الع�ض���و البارز في مكتب الإر�شاد في‬ ‫جماعة "الإخوان الم�سلمين"‪ ،‬رئي�س جمهورية م�صر‬ ‫في حزيران (يونيو) ‪ .2012‬توا�ص���ل الرئي�س الجديد‬ ‫مر�سي ب�سرعة مع �أنقرة للح�صول على الدعم التركي‬ ‫لمبادرته ال�سيا�س���ية الخارجية‪ ،‬التي تهدف �إلى خلق‬ ‫مجموع���ة �إقليمي���ة تر ّك���ز عل���ى الأزمة ال�س���ورية التي‬ ‫من �ش����أنها �أن ت�ض���م تركيا و�إي���ران والمملكة العربية‬ ‫ال�س���عودية ال���ى جانب م�ص���ر‪ .‬وقد تعث���رت المبادرة‬ ‫ب�س���بب رف�ض ال�س���عودية �إ�ش���راك الإيرانيي���ن‪ ،‬ولكن‬ ‫مر�س���ي تمتع بدعم تركي قوي‪ .‬زار �أردوغان القاهرة‬ ‫للم���رة الثاني���ة في ت�ش���رين الثاني (نوفمب���ر) ‪،2012‬‬ ‫وه���ذه المرة و�ص���ل مع وف���د كبير م���ن الحكومة ومن‬ ‫القطاع الخا�ص‪ .‬و�ألقى كلمة في جامعة القاهرة والتي‬ ‫�أ�ش���اد فيها بمر�سي لقراره ب�س���حب ال�سفير الم�صري‬ ‫من �إ�س���رائيل نتيجة الغارات الجوية الإ�سرائيلية على‬ ‫قطاع غزة‪ ،‬و�إقترح �أن تحالف ًا م�صري ًا تركي ًا من �ش�أنه‬ ‫�أن ي�ضمن ال�سالم والإ�ستقرار في �شرق البحر الأبي�ض‬ ‫المتو�س���ط‪ ،‬مما يعني �أن مثل هذا التحالف من �ش����أنه‬ ‫�أن يق ِّيد قدرة ا�س���رائيل على �إ�س���تخدام القوة‪ .‬و�أ�شاد‬ ‫�أردوغان بالنا�ش���طين ال�شباب الم�صريين لإ�سقاطهم‬ ‫"الديكتات���ور" مب���ارك و�أعلن �أن "م�ص���ر وتركيا يد‬ ‫واحدة"‪ ،‬وهو لعب على �شعار ر ّوج له الجي�ش الم�صري‬ ‫�أن "الجي�ش وال�شعب يد واحدة"‪.‬‬ ‫�إن طموحات �أردوغان ل�شراكة �إ�ستراتيجية مع م�صر‪،‬‬ ‫واحدة تكون فيها تركيا ال�ش���ريك الرئي�س���ي‪ ،‬جنحت‬ ‫فيما كانت قب�ض���ة مر�سي على ال�س���لطة بد�أت تنزلق‪.‬‬ ‫بع���د وقت ق�ص���ير على خط���اب �أردوغان ف���ي جامعة‬ ‫القاه���رة‪� ،‬أ�ص���در مر�س���ي "�إعالن ًا د�س���توري ًا" و�ض���ع‬ ‫�س���لطاته التنفيذية فوق المراجعة الق�ض���ائية ومن ثم‬ ‫�ص���دم الجميع من خالل د�ستور جديد �صاغه �إلى حد‬

‫الإنتفا�ضات العربية‬ ‫بحل���ول ت�ش���رين الثان���ي (نوفمب���ر) ‪ ،2013‬مع ذلك‪،‬‬ ‫كان���ت العالقة التركية الم�ص���رية في حالة يرثى لها‪،‬‬ ‫عندما �إ�س���تدعت وزارة الخارجية الم�ص���رية ال�سفير‬ ‫الترك���ي ال���ذي كان م�ؤث���ر ًا للغاي���ة لإبالغه ب����أن لديه‬ ‫‪� 48‬س���اعة لمغادرة البالد‪ .‬والواقع �أن �ص���عود وهبوط‬ ‫العالقة الم�صرية‪-‬التركية المفاجىء يرتبط مبا�شرة‬

‫لعب ال�سي�سي حتى بطاقة قبر�ص �ضد‬ ‫�أنقرة‪ ،‬وعقد قمة ثالثية مع رئي�سي‬ ‫قبر�ص واليونان للترويج ل�صفقة‬ ‫لتوريد الغاز الطبيعي من حقول تحت‬ ‫البحر قبالة �سواحل قبر�ص �إلى‬ ‫م�صر‪ .‬وكان الرئي�س الم�صري ي�سعى‬ ‫بالت�أكيد �إلى تحدي ال�سلطة التركية‬ ‫في �شرق البحر الأبي�ض المتو�سط‬


‫وجهة نظر‬

‫بقلم الدكتور محمد �سليم وهبه*‬

‫اليونان وخطوط االشتباك الجديدة‬ ‫في أوروبا‬ ‫دخل ��ت االزم ��ة المالية اليونانية في �إطار جيو ‪� -‬إ�ستراتيجي ّ‬ ‫تخطى‬ ‫الواق ��ع المال ��ي والم�صرف ��ي‪ ،‬ول ��م تع ��د الدي ��ون البالغ ��ة ‪ 320‬ملي ��ار‬ ‫دوالر هي الهدف الفعلي لل�سيا�سات الم ّتخذة‪ .‬ف�إرتباطات الم�صالح‪ ،‬وال�صراعات‬ ‫الإقت�صادي ��ة‪ ،‬وقواعد الإ�شتباك المتنقلة ُتنذر ب�أو�ضاع غير �إعتيادية في اورا�سيا‪،‬‬ ‫وتح ِّتم �إعادة هيكلة العالقات بين رو�سيا والإتحاد الأوروبي‪.‬‬ ‫�صحي ��ح �أن الأزم ��ة المالي ��ة العالمي ��ة في ‪ 2008‬كان ��ت المح� � ّرك الأ�سا�سي للأزمة‬ ‫اليوناني ��ة‪ ،‬بع ��د ك�ش ��ف التالعب ب�سبب الف�س ��اد المتف�شي في جه ��از القطاع العام‪،‬‬ ‫وعدم �شفافية المعلومات المُقدَّمة من اليونان �إلى الإتحاد الأوروبي‪.‬‬ ‫لق ��د و ُِ�ض ��ع على اليونان ٌ‬ ‫�شرط لتفعيل خطة �إنقاذ مال ��ي في ‪ 23‬حزيران (يونيو)‬ ‫ّ‬ ‫‪ 2010‬والح�ص ��ول عل ��ى ت�سهي�ل�ات يكمن ف ��ي القيام ب�إج ��راءات تق�ش ��ف تهدف �إلى‬ ‫خف�ض الإنفاق‪ .‬وقد قبلت �أثينا وقتها بتقلي�ص �أجور الموظفين من ‪ 20‬الى ‪،%30‬‬ ‫وتجمي ��د الأج ��ور لمدة ‪� 4‬سنوات‪ ،‬وتخفي�ض الرواتب بن�سب ��ة ‪ ،%7‬وزيادة ‪� 7‬سنوات‬ ‫عل ��ى �س ��ن التقاعد‪ ،‬وتقلي� ��ص �أجور موظفي القطاع الخا� ��ص ‪ ،%25‬وحذف معا�ش‬ ‫المخ�ص�صة للعائالت‬ ‫ت�ضامن ��ي مخ�ص�ص للفئات ال�ضعيفة‪ ،‬وتخفي�ض الروات ��ب‬ ‫ّ‬ ‫و العج ��زة و التعوي� ��ض عن الأطفال‪ ،‬ورفع بع�ض الر�س ��وم وال�ضرائب والإ�شتراك‬ ‫في النقل العمومي ‪.%30‬‬ ‫�أدى ّ‬ ‫التق�شف �إلى �إرتفاع ن�سبة الفقر ‪ ،%7‬و�أ�صبح عدد الفقراء ‪ %27,7‬بما يوازي ‪3‬‬ ‫ماليي ��ن مواط ��ن‪ ،‬وت�س ّبب في �إرتفاع البطالة �إلى ‪ ، %27‬وتخفي�ض الأجور ين�سبة‬ ‫‪ ،%30‬و ُر ِفع ��ت الر�س ��وم وال�ضرائ ��ب وتق ّل�ص ��ت موازن ��ات القطاع ��ات الإجتماعي ��ة‬ ‫ف�إرتفع ��ت مع ��دالت الفقر �ألم ��ر الذي �أدّى �إل ��ى تزايد الحمالت �ض ��د المهاجرين‬ ‫وظهرت من جديد حركات عن�صرية‪.‬‬ ‫لأم ��ر في نف�س يعقوب‪ ،‬رف�ض الإتح ��اد الأوروبي البحث في م�س�ألة كميات النفط‬ ‫والغ ��از الموج ��ودة في المياه اليونانية والتي ت�شي ��ر التقديرات االولية الى وجود‬ ‫كمي ��ات تتج ��اوز ‪ 22‬مليار برميل في البحر الأيوني �إلى الغرب وحوالي ‪ 4‬مليارات‬ ‫برمي ��ل ف ��ي �شم ��ال بحر �إيجه �إل ��ى ال�ش ��رق‪� ،‬إلى جان ��ب �أن الأج ��زاء الجنوبية من‬ ‫بح ��ر �إيج ��ه وبحر كري ��ت لم يت ��م �إ�ستك�شافها بعد‪ ،‬حي ��ث تقدر درا�س ��ات البحث �أن‬ ‫كمي ��ة الإحتياطي من الغاز الطبيعي تقت ��رب قيمتها من ‪ 9000‬مليار دوالر‪ ،‬وهذا‬ ‫مو�ض ��وع يدخ ��ل في اطار ال�ص ��راع الذي يترابط محوره م ��ع الحروب الدائرة في‬ ‫�سوريا والعراق‪ ،‬والتي ترددت ا�صدا�ؤه الى �أوكرانيا‪.‬‬ ‫المه ��م وبغ� ��ض النظر ع ��ن م�سببات ال�سيا�س ��ات الم ّتخذة‪ ،‬ف� ��إن �سيا�سة التق�شف‬ ‫المفرو�ضة من قبل الإتحاد الأوروبي و�صندوق النقد الدولي كان لها �إنعكا�س‬ ‫كارث ��ي عل ��ى المجتمع ��ات اليونانية‪ ،‬والتي دفع ��ت الجماهير ال ��ى تبني برنامج‬ ‫المر�شحي ��ن الي�ساريي ��ن الذين تمثل ��ت مطالبهم بتجميد خدم ��ة الدين العام‪،‬‬ ‫و�إلغ ��اء ق�س ��م من ��ه‪ ،‬ومعالج ��ة الو�ض ��ع االقت�ص ��ادي المت ��ردّي لبلد يعي� ��ش �أزمة‬ ‫بطال ��ة خانقة‪ ،‬ورف�ض التق�شف و�شروط الدائنين الدوليين‪ ،‬لي�صل الى حدود‬ ‫ف ��ك الإرتب ��اط مع حل ��ف "الناتو" و�إغ�ل�اق القواع ��د الع�سكري ��ة الأجنبية على‬ ‫الت ��راب اليوناني‪ ،‬في �إ�شارة �إلى القاعدة البحرية الأميركية في جزيرة كريت‪،‬‬ ‫و�إنهاء التعاون الع�سكري مع �إ�سرائيل‪ ،‬وهي �أمور لها بعدها الإ�ستراتيجي على‬

‫�صعيد منهجية دولية‪.‬‬ ‫لي�ست المرة االولى التي تمر بها دولة اوروبية او مناطق �أخرى ب�أزمة‪ ،‬لكن الواقع‬ ‫الحال ��ي يفر� ��ض قواعد لعبة جديدة محفوفة بالمخاطر‪ ،‬وقد برز ال�صدام االول‬ ‫فيها مع حرمان البنك المركزي الأوروبي في ‪ 2015/02/05‬الم�صارف اليونانية‬ ‫م ��ن قن ��اة تمويل رئي�سي ��ة كانت ت�ستخدمها‪ .‬معركة �شد الحب ��ال �إبتد�أت‪ ،‬ولم تكن‬ ‫لتق ��وم بها اليونان لوال الدعم المعن ��وى التي ي�ساندها‪ ،‬واال كيف كان لليونان ان‬ ‫ت�س ��ارع ال ��ى التقليل من �ش�أن قرار المركزي الأوروبي‪ ،‬و�أن هذه الخطوة لن تكون‬ ‫له ��ا تداعي ��ات �سلبي ��ة عل ��ى القطاع المال ��ي في البالد ال ��ذي يبقى محمي� �اً بف�ضل‬ ‫وج ��ود قن ��وات �أخرى لل�سيولة دون ذك ��ر هذه القن ��وات‪ ،‬وان كان يعني فعليا بذلك‬ ‫رو�سيا �أو ال�صين‪.‬‬ ‫ويمث ��ل ه ��ذا الو�ض ��ع تحدي� �اً للإتح ��اد الأوروب ��ي ولليون ��ان عل ��ى حد �س ��واء‪ ،‬ففي‬ ‫‪ 2015/2/28‬ر�ض ��خ الإتح ��اد الأوروب ��ي ومن ��ح اليون ��ان فت ��رة زمني ��ة لغاي ��ة تم ��وز‬ ‫(يولي ��و)‪ .‬ه ��ذه الفترة ت�سمح من جهة لليون ��ان تقييم الو�ضع في �أطر التحالفات‬ ‫الجديدة مع طرح الإمكانات والقدرات النفطية والغازية‪ ،‬وللأوروبيين في تقييم‬ ‫المخاط ��ر وق ��درات التحم ��ل ل�ضرورة �س ��داد ‪ 19‬مليار يورو‪ ،‬منه ��ا ‪ 1,6‬مليار يورو‬ ‫ل�صن ��دوق النق ��د ت�ستح ��ق في ني�سان (�إبري ��ل) �ضمن المهلة والت ��ي لن تتمكن بها‬ ‫اليون ��ان من الح�ص ��ول على �أموال‪ ،‬تليها �إ�ستحقاقات �سن ��دات للمركزي الأوروبي‬ ‫بقيمة ‪ 3,5‬مليارات يورو في تموز (يوليو) و‪ 3,2‬مليارات في �آب (�أغ�سط�س)‪.‬‬ ‫ف ��ي مجم ��ل االح ��وال ق ��د تك ��ون الخا�س ��رة االكب ��رى ه ��ي �أوروب ��ا‪ ،‬ف�إم ��ا ان تر�ضخ‬ ‫لل�ش ��روط اليوناني ��ة‪ ،‬فتم� �وّل الإفال�س الم�ؤج ��ل عن طريق دافع ��ي ال�ضرائب في‬ ‫باق ��ي دول الإتح ��اد‪ ،‬وه ��و م ��ا يرف�ض ��ه الإتح ��اد وحكومات ��ه و�شعوبه‪ ،‬وه ��و �سيكون‬ ‫م�سبب ��ا للبل ��دان التي لديها �صعوب ��ات مالية لطلب الحوافز نف�سه ��ا‪ ،‬وهو �أمر لن‬ ‫يترك الإتحاد االوروبي معافى مالياً و�سيا�سياً‪.‬‬ ‫�إن التفكي ��ر ف ��ي القب ��ول ب�إع ��ادة النظر ف ��ي الإتح ��اد الأوروبي‪ ،‬الفك ��رة والم�شروع‬ ‫والآلي ��ات‪ ،‬وفت ��ح المج ��ال لخ ��روج اليونان من الإتح ��اد والتغا�ضي ع ��ن مطالبتها‬ ‫بديونه ��ا‪ ،‬دون �أن ي�ضم ��ن ذلك عدم ت�أثير العا�صفة اليونانية في الدول ال�ضعيفة‬ ‫ف ��ي االتحاد االوروبي ف ��ي �سيناريو م�أ�سوي وكابو�س �إقت�صادي و�سيا�سي‪ ،‬ما يترك‬ ‫حرية لأثينا ربما للإنطواء في جناح الفكر الأورا�سي لتتبعها في ما بعد �إيطاليا‬ ‫وفنلندا‪ ،‬والبرتغال‪ ،‬و�إيرلندا‪ ،‬و�إ�سبانيا على مدخل المحيط‪.‬‬ ‫لق ��د ب ��د�أت رو�سي ��ا فعلياً تكثي ��ف الإت�ص ��االت الع�سكرية م ��ع اليون ��ان‪ .‬والنظر في‬ ‫�إمكاني ��ة التع ��اون الإ�ستراتيجي‪ ،‬وقد تلّقى وزير الدفاع اليوناني دعوة من نظيره‬ ‫الرو�سي ليزور مو�سكو‪.‬‬ ‫التروي ��كا المتمثلة ب�صندوق النقد الدولي والبن ��ك المركزي االوروبي و�أ�صحاب‬ ‫الم�صال ��ح �أمام الإمتح ��ان ال�صعب‪ ،‬والخوف من �أن تحرق الن ��ار اليونانية �أ�صابع‬ ‫الغ ��رب �إذا لم تتمك ��ن الر�أ�سمالية في تغيير المنهج الريع ��ي في �إخ�ضاع ال�شعوب‪،‬‬ ‫بخا�ص ��ة و�أن الغ ��رب ر�س ��م قواعد �إ�شتباك جدي ��دة بعد فتح ال�صراع ف ��ي �أوكرانيا‪،‬‬ ‫وح ��ذا ِر م ��ن �أزم ��ة �أوكرانية ثانية في قل ��ب �أوروبا حيث �سيك ��ون با�ستطاعة رو�سيا‬ ‫الإتحادية فيها ان ترد ال�صفعة لت�سمع �إرتداداتها في طرف المحيط‬

‫* خبير �إقت�صادي و�أ�ستاذ محا�ضر في كلية الإقت�صاد والأعمال في الجامعة اللبنانية‬

‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪49‬‬


ROYAL FIT

Mineral water fluoridated Member of The Brazilian Chamber Of Commerce & Industry (CCIBRA)

Water is much more than our business

Directly from the famous Furnas Aquifer in Brazil to your table where you are Most of the natural resources of Brazil are internationally known, but its water is one of the best when compared to other places in the world.

For more information write to: Mr RONALDO DIJKSTRA, ROYAL FIT, RUA CLYCEMA KOSSATZ CARVALHO, 205 BAIRRO SAN MARTIN PONTA GROSSA PARANÁ BRASIL Or Contact Telelepone No: +55 42 32263839


‫امل�صارف‬

‫�رشكات الت�أمني‬

‫�رشكات الإ�ستثمار‬

‫خ�ص�ص ‪ 550‬مليون دوالر لغرامات محتملة‬ ‫"�إت�ش �أ�س بي �سي" ُي ّ‬ ‫مخ�ص�صات �إ�ضافية‪ ،‬قيمتها ‪ 550‬مليون دوالر‪ ،‬لتغطية غرامات‬ ‫ر�صد م�صرف "�إت�ش �أ�س بي �سي" ّ‬ ‫ً‬ ‫محتملة تتّ�صل بمزاعم تالعب في �أ�سواق �صرف العمالت‪ ،‬مح ّذرا من �أنه قد يواجه تكاليف قيمتها‬ ‫‪ 500‬مليون دوالر لتعوي�ض زبائن �أميركيين‪ .‬و�أ�شار البنك في تقريره ال�سنوي‪� ،‬إلى �أنه دفع تعوي�ضات‬ ‫لبع����ض الزبائن الأميركيي���ن في ما يتعلق بمنتج���ات للحماية من �أخطار الدي���ون‪ ،‬ومنتجات �أخرى‬ ‫عر�ضت قبل �أيار (مايو) ‪ .2012‬و�أكد على �أن تعوي�ضات �إ�ضافية في ال�ش�أن ذاته‪" ،‬تتراوح بين �صفر‬ ‫وما ي�ص���ل �إلى ‪ 500‬مليون دوالر"‪ .‬ودفع "�إت�ش �أ�س بي �س���ي" ‪ 611‬مليون دوالر لل�س���لطات الأميركية‬ ‫والبريطانية في ت�ش���رين الثاني (نوفمبر) الما�ض���ي‪� ،‬إذ كان �أحد �س���تة م�صارف تع ّر�ضت لغرامات‬ ‫ب�سبب مزاعم بالتالعب في �أ�سواق ال�صرف‪ .‬ولفت التقرير �إلى �أن "ال�سلطات في الواليات المتحدة‬ ‫والمملكة المتحدة ودول �أخرى‪ ،‬ما زالت تح ّقق في الق�ضية"‪.‬‬ ‫وف���ي �س���ياق مت�ص���ل‪� ،‬أعلن���ت مجموعة "�إت����ش �أ�س بي �س���ي هولدنغز"‪ ،‬عن �أ�س���فها لم���ا �إرتُكب من‬ ‫مخالفات في م�صرفها الخا�ص في �سوي�سرا‪ ،‬مع �إعالنها عن تراجع �أرباحها ال�سنوية ‪ 17‬في المئة‪.‬‬ ‫ولفتت �إلى �أن الإف�صاحات التي قدّمت �أخير ًا عن ممار�سات �سابقة في الم�صرف ال�سوي�سري‪ ،‬الذي‬ ‫اتهم بم�س���اعدة بع�ض الزبائن على التهرب من ال�ض���رائب‪ ،‬ت�شير �إلى "حجم الأعمال التي ما زال‬ ‫يجب القيام بها في الم�ص���رف"‪ .‬و�أكد الم�ص���رف على �أنه قرر خف�ض هدفه للعائد على ال�س���هم‬ ‫�إل���ى "�أكثر من ع�ش���رة في المئة"‪ .‬و�أعلن تحقيق �أرباح قبل ال�ض���رائب بلغ���ت ‪ 18.7‬مليار دوالر في‬ ‫العام ‪� ،2014‬إنخفا�ض��� ًا من ‪ 22.6‬مليار دوالر في العام ‪� ،2013‬أي دون متو�س���ط توقعات المحللين‬ ‫الذي بلغ ‪ 21‬مليار دوالر‪.‬‬

‫"�سنت�شورين" الإماراتية ت�شتري ‪ 93‬في المئة من "ترافيليك�س"‬ ‫�إ�ش���ترت �ش���ركة "�سنت�ش���ورين" للإ�س���تثمار‬ ‫الإماراتية التي تتخذ من �أبو ظبي مقر ًا‪93.5 ،‬‬ ‫في المئة من �ش���بكة متاجر ال�ص���رافة العالمية‬ ‫"ترافيليك����س القاب�ض���ة المح���دودة" مقاب���ل‬ ‫مليار دوالر‪ .‬و�أُع ِلن �إبرام �إتفاق اال�س���تحواذ في‬ ‫العا�ص���مة الإماراتية في ح�ض���ور رئي�س مجل�س‬ ‫�إدارة �ش���ركة "�سنت�ش���ورين للإ�س���تثمار" �سعيد‬ ‫بن بطي القبي�سي وم�ؤ�س�س �شركة "ترافيليك�س"‬ ‫لويد دورفمان‪.‬‬ ‫وق���ال القبي�س���ي‪�" :‬س���تتمكن ترافيليك����س عقب‬ ‫هذا الإتفاق من موا�ص���لة تطبيق �إ�ستراتيجيتها‬ ‫الطموحة للنمو وتو�س���يع قن���وات التوزيع التابعة‬ ‫له���ا وتعزيز مجموعة منتجاتها ودخول �أ�س���واق‬ ‫ً‬ ‫ف�ض�ل�ا ع���ن تطوي���ر وح���دة �أعم���ال‬ ‫جدي���دة‪،‬‬ ‫التجارة الإلكترونية والإ�س���تفادة من ح�ض���ورها‬ ‫العالم���ي الوا�س���ع"‪ .‬و�أكد على �أن "�سنت�ش���ورين‬ ‫للإ�س���تثمار �س���تعمل عل���ى تحقي���ق مزي���د م���ن‬ ‫النمو لهذه ال�ش���ركة عبر التو�س���ع في الكثير من‬ ‫الدول"‪ .‬و�أ�شار �إلى �أن "�سنت�شورين م�ستمرة في‬ ‫خططها للإ�ستحواذ على ح�ص�ص في ال�شركات‬

‫�سعيد بن بطي القبي�سي‬

‫والم�ؤ�س�س���ات التي تح ّقق عوائد �إيجابية"‪ ،‬الفت ًا‬ ‫�إلى �أن ال�شركة تن�ش���ط في مجموعة وا�سعة من‬ ‫الأعمال التجارية‪.‬‬ ‫و ُتع���د "ترافيليك�س" م���ن �أبرز �ش���بكات متاجر‬ ‫ال�صرافة الم�ستقلة في العالم وتو�سعت عملياتها‬ ‫ب�إمتالكه���ا متاج���ر ال�ص���رافة المخت�ص���ة‪،‬‬ ‫و�أ�ص���بحت عالم���ة تجاري���ة ممي���زة ف���ي مجال‬ ‫�ص���رف العمالت‪ .‬وكانت ال�ش���ركة �إ�س���تحوذت‬ ‫في العام الما�ض���ي على ‪ 40‬في المئة من �شركة‬ ‫"الإمارات العربية المتحدة لل�صرافة"‪� ،‬إحدى‬ ‫�أكبر �شركات ال�صرافة في دولة الإمارات‪.‬‬

‫من األسواق‬ ‫�أعل���ن البن���ك الأفريق���ي للتنمي���ة �أن���ه �أطل���ق‬ ‫بالتع���اون م���ع "بلومب���ورغ" م�ؤ�ش���ر "�إي���ه �إف �إم �آي"‬ ‫الأفريقي لل�س���ندات من خالل مبادرة �أ�س���واق المال‬ ‫الأفريقي���ة‪ .‬و�أ�ض���اف البنك فى بيان �ص���حافي‪� ،‬أن‬ ‫"الم�ؤ�شر الجديد ي�ضم الم�ؤ�شرات ال�سيادية المحلية‬ ‫لكل من م�ص���ر وجنوب �أفريقي���ا ونيجيريا وكينيا"‪.‬‬ ‫وق���ال مدي���ر القط���اع المالي ف���ي البنك �س���تيفان‬ ‫ناليتامب���ي‪� ،‬إن "�إط�ل�اق الم�ؤ�ش���رات ي�أت���ي في �إطار‬ ‫النمو الذي ت�ش���هده دول القارة ال�سمراء التي بد�أت‬ ‫توجه �أنظارها �إلى �أ�س���واق المال المحلية‪ ،‬ب�إعتبارها‬ ‫م�صدر مهم للتنمية الإقت�صادية"‪.‬‬ ‫تبين النتائ���ج المالية الأولية ال�ص���ادرة عن ‪7‬‬ ‫ّ‬ ‫م�صارف �س���ورية تابعة لم�صارف لبنانية �أن �أرباحها‬ ‫المجمعة ال�ص���افية بلغت ‪ 11,1‬مليار ليرة �س���ورية‬ ‫ّ‬ ‫ف���ي ‪ 2014‬مقارن���ة ب���ـ‪ 3,2‬مليارات ليرة �س���ورية‬ ‫في ‪ .2013‬وم���ن حيث الدوالر الأميركي‪ ،‬و�ص���لت‬ ‫المجمعة ال�ص���افية �إل���ى ‪ 72,3‬مليون دوالر‬ ‫الأرباح‬ ‫ّ‬ ‫نهاية العام ال�س���ابق‪ .‬وتعك�س النتائج المالية لهذه‬ ‫الم�ص���ارف تدهوراً في �سعر �ص���رف الليرة ال�سورية‬ ‫الر�س���مية‪ ،‬حيث‬ ‫�أمام الدوالر الأميركي في ال�س���وق‬ ‫ّ‬ ‫بلغ معدل �س���عر �ص���رف الليرة ال�س���ورية ‪154,13‬‬ ‫مقابل ال���دوالر في ‪ 2014‬مقارن ًة بمع ّدل ‪108,78‬‬ ‫ليرة في ‪ ،2013‬في حين بلغ �س���عر �ص���رف الدوالر‬ ‫‪ 180,89‬لي���رة �س���ورية نهاي���ة ‪ 2014‬مقارن���ة ب���ـ‬ ‫‪ 141,8‬ليرة �س���ورية نهاية ‪ .2013‬ونتيجة لذلك‪،‬‬ ‫ُي�ض���خّم حج���م الموج���ودات والمطلوب���ات بالعمل���ة‬ ‫الأجنبي���ة عند تحويلها الى الليرة ال�س���ورية‪ .‬ي�ش���ار‬ ‫�إلى �أن الأرباح ال�ص���افية المعلنة ت�شمل الأرباح غير‬ ‫المحققة الناجمة عن تقويم مركز القطع البنيوي‪.‬‬ ‫ق���ال وزي���ر المالي���ة الم�ص���ري هان���ي ق���دري‬ ‫دمي���ان �أن ب�ل�اده تعت���زم �إ�ص���دار �س���ندات خارجية‬ ‫بحل���ول حزيران (يونيو)‪ .‬و�أكد ف���ي كلمة �ألقاها في‬ ‫لندن‪�" :‬أتوقع �أنه ربما ندخل ال�س���وق بحلول حزيران‬ ‫(يونيو)‪ .‬مع �إ�ستكمال جميع الوثائق والإجراءات"‪.‬‬ ‫إنت�شار "�ص���يرفة الظلّ " على �إهتمام‬ ‫�إ�س���تحو َذ �‬ ‫ُ‬ ‫الإتحاد الدولي للم�ص���رفيين العرب‪ ،‬نتيجة الأخطار‬ ‫التي ُيمكن �أن ته ّدد الإ�ستقرار المالي والإقت�صادي‪،‬‬ ‫وذلك كونها م� ّؤ�س�س���ات مالية غير م�س��� ّجلة‪ ،‬م�صادر‬ ‫وتمار����س العم َل الم�ص���رفي من‬ ‫�أمواله���ا مجهول���ة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫يكون لها عالقة به‪ .‬وبغية ت�س���ليط ال�ض���وء‬ ‫دون �أن‬ ‫َ‬ ‫عل���ى خطورة ه���ذا المو�ض���وع‪ ،‬نظَّ َم االتح���اد الدولي‬ ‫للم�ص���رفيين العرب‪ ،‬بالتعاون مع م�صارف مركزية‬ ‫م�صرفيا ً ل�شرح تم ّدد‬ ‫عربية‪ ،‬في بيروت �أخيراً منتدى‬ ‫ّ‬ ‫هذا الن�شاط و�سبل مكافحة تبيي�ض الأموال‪.‬‬

‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪51‬‬


‫البور�صات العربية والدولية‬

‫�أخبار �أ�سواق المال‬

‫العمالت‬

‫المؤشر‬

‫الطريق �إلى نجاح تمويل التنمية‬ ‫�إعتباراً من �صدور هذا العدد يبقى ‪� 4‬أ�شهر فقط حتى حلول موعد �إفتتاح م�ؤتمر‬ ‫تموي ��ل التنمي ��ة الرئي�س ��ي ال ��ذي ترعاه الأم ��م المتحدة ف ��ي �أدي�س �أباب ��ا‪� ،‬إثيوبيا‪.‬‬ ‫�إبت ��داء م ��ن ‪ 13‬تم ��وز (يوليو)‪� ،‬س ��وف يجتمع م�س�ؤول ��ون من جميع �أنح ��اء العالم‬ ‫لو�ضع القواعد الأ�سا�سية للإ�ستثمار في �أهداف التنمية الم�ستدامة الدولية حتى‬ ‫الع ��ام ‪ ،2030‬والت ��ي �س ��وف ي�ؤكده ��ا قادة ال ��دول والحكومات في �أيل ��ول (�سبتمبر)‬ ‫المقب ��ل ف ��ي نيوي ��ورك‪ .‬وفيم ��ا �سيدر� ��س ه ��ذا م�ؤتمر‪ ،‬في ج ��زء من ��ه‪ ،‬تحديد نهج‬ ‫�شروط لإتفاق مناخ‬ ‫جديد لتمويل البنية التحتية‪ ،‬ف�إنه �سيعمل �أي�ضاً على ت�أطير‬ ‫ٍ‬ ‫جدي ��د م ��ن المق ّرر توقيعه في كانون االول (دي�سمب ��ر) المقبل في باري�س‪ .‬عملياً‬ ‫و�سيا�سياً‪ ،‬يبدو �أن جميع الطرق تم ّر عبر �أدي�س �أبابا في العام ‪.2015‬‬ ‫�إن الجدول الزمني لتمويل التنمية يعني �أن هناك ‪� 21‬أ�سبوعاً ل�صياغة الإتفاقات‬ ‫الت ��ي تح� � ّول التنمية العالمي ��ة ال ُم�ستدامة من م�سار �أعماله ��ا العادي‪� .‬أما جدول‬ ‫الأعم ��ال فه ��و متعدّد الأوج ��ه‪ .‬على الجانب الحكومي‪ ،‬فهو يت ��راوح بين الق�ضايا‬ ‫المو�ضوعي ��ة مثل تموي ��ل التعليم الثانوي‪ ،‬والحفاظ عل ��ى المحيط‪� ،‬إلى ق�ضايا‬ ‫جغرافي ��ة مح� �دّدة مثل الم�ساعدة الإنمائية الر�سمي ��ة لأقل البلدان نمواً والجزر‬ ‫ال�صغي ��رة النامي ��ة‪ .‬وي�شمل ق�ضايا معقّدة متع ��ددة الأطراف مثل ما هو الطريق‬ ‫مي�س ��رة للإقت�ص ��ادات المتو�سط ��ة الدخل‬ ‫�إل ��ى تكثي ��ف الإقرا� ��ض ب�ش ��روط غي ��ر ّ‬ ‫النا�شئة‪.‬‬ ‫ويمت ��د الجدول ب�شكل حا�سم �إل ��ى �أبعد من الحكومات �أي�ضاً‪� .‬سوف يو ّفر القطاع‬ ‫الخا� ��ص ح�صة كبيرة من الم ��وارد‪ ،‬والتكنولوجيا‪ ،‬وفر�ص العمل التي من �ش�أنها‬ ‫�أن تدع ��م النج ��اح ال�شامل‪ .‬لذلك تتم ّث ��ل واحدة من �أعظم مهم ��ات م�ؤتمر �أدي�س‬ ‫اباب ��ا ف ��ي التع ��رف عل ��ى الحواف ��ز للإ�ستثم ��ار الخا�ص ف ��ي مج ��االت ذات �أولوية‪،‬‬ ‫جنب� �اً �إلى جنب مع القواعد الأ�سا�سية لل�شراكات بين القطاعين العام والخا�ص‪.‬‬ ‫�إن رف ��ع م�ستوي ��ات ومعايي ��ر تقارير ال�ش ��ركات‪ ،‬على �سبي ��ل المثال‪ ،‬ي�ش� � ّكل حاجة‬ ‫ل�ضمان العمل ال�شفاف والنظيف‪.‬‬ ‫يمك ��ن معالج ��ة هذه الق�ضاي ��ا فقط �إذا عم ��ل م�س�ؤول ��و وزارات التمويل والتنمية‬ ‫والخارجي ��ة ف ��ي العال ��م مع نظرائه ��م في ال ��وزارات وفي القط ��اع الخا�ص ل�صوغ‬ ‫�آلي ��ات و�سيا�س ��ات مالية ق ��ادرة على معالجة م�ش ��اكل �أهداف التنمي ��ة الم�ستدامة‬ ‫عل ��ى نط ��اق وا�س ��ع‪� .‬إن �آخ ��ر �إجتماع كبي ��ر ينعقد قبل �أدي� ��س �أبابا ل ��وزراء المالية‬ ‫�سيح ��دث في �إجتماعات الربيع للبن ��ك الدولي و�صندوق النقد الدولي‪ ،‬بدءاً من‬ ‫‪ 17‬ني�سان (�إبريل) المقبل‪ .‬وفيما قد يكون هذا الإجتماع هو المنعطف الرئي�سي‬ ‫له� ��ؤالء ال ��وزراء للتوقيع على مقترحات‪ ،‬ف�إنه يعني �أي�ضاً �أن هناك ‪ 63‬يوماً فقط‬ ‫لتح�ضير المك ّونات الأ�سا�سية لم�ؤتمر �أدي�س �أبابا‪.‬‬ ‫عن ��د النظ ��ر ف ��ي التح ��دي لهذا الع ��ام‪ ،‬ف� ��إن التاريخ المبك ��ر للأه ��داف الإنمائية‬ ‫للألفي ��ة يبدو مفيداً‪ .‬من المعروف جي ��داً �أن م�ؤتمر مونتيري لتمويل التنمية‪،‬‬ ‫ال ��ذي �إنعق ��د ف ��ي �آذار (مار� ��س) ‪ ،2002‬كان ل ��ه دور �أ�سا�س ��ي ف ��ي �إط�ل�اق الأهداف‬ ‫الإنمائية للألفية‪ .‬والإختراقات التكميلية التي لم تق ّيم جيداً‪� ،‬أخذت �شكلها في‬ ‫الوق ��ت عين ��ه تقريباً وح ّول ��ت الأر�ض ب�أكملها م ��ن �أجل التنمي ��ة العالمية‪� :‬إتفاق‬ ‫ال ��دول الفقي ��رة المثقلة بالديون ف ��ي العام ‪ ،1999‬و�إن�شاء لجن ��ة منظمة ال�صحة‬ ‫العالمي ��ة المعني ��ة بالإقت�ص ��اد الكلي وال�صحة ف ��ي الفت ��رة ‪ ،2001-2000‬و�إطالق‬ ‫التحال ��ف العالم ��ي للقاح ��ات والتح�صي ��ن (الآن تحال ��ف غافي) في الع ��ام ‪،2000‬‬ ‫و�إطالق ال�صندوق العالمي لمكافحة الإيدز وال�سل والمالريا في العام ‪.2002‬‬ ‫ٌّ‬ ‫كل واح ��دة م ��ن هذه المب ��ادرات لعبت دوراً حا�سماً في �إط�ل�اق الأهداف الإنمائية‬ ‫للألفي ��ة �أي�ض� �اً‪ .‬وق ��د و�ض ��ع �إتف ��اق البل ��دان الفقي ��رة المثقل ��ة بالدي ��ون الأ�سا�س‬ ‫لتو�سيع الإ�ستثمارات في القطاع الإجتماعي في البلدان ذات الدخل المنخف�ض‪.‬‬ ‫و�أدّت لجن ��ة الإقت�ص ��اد الكل ��ي وال�صح ��ة �إل ��ى تواف ��ق الآراء ف ��ي م�ؤتم ��ر مونتيري‬

‫‪50‬‬

‫العدد ‪� - 28‬آذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫ح ��ول قط ��اع �صحة واحد‪ .‬وح� �دّد المتطلب ��ات الأ�سا�سية للأنظم ��ة ال�صحية التي‬ ‫ت�ش ّكل ��ت‪� ،‬إذا ج ��از الق ��ول‪� ،‬أكبر ثغ ��رة في جه ��ود التنمية الدولية خ�ل�ال ت�سعينات‬ ‫الق ��رن الفائت‪ .‬وف ��ي الوقت عينه‪� ،‬أطلق التحالف العالم ��ي للقاحات والتح�صين‬ ‫وال�صندوق العالمي �شك ً‬ ‫موجهة النتائج التي تربط‬ ‫ال جديداً من �أ�شكال التعددية َّ‬ ‫القطاعات العامة والخا�صة والعلمية وغير الربحية في جميع الم�ستويات‪ .‬على‬ ‫�أر� ��ض الواق ��ع‪ ،‬فيم ��ا ب ��د�أت البل ��دان النامي ��ة ت�سجي ��ل نتائ ��ج �إخت ��راق‪ ،‬وخ�صو�صاً‬ ‫ف ��ي مجاالت ال�صح ��ة‪� ،‬إ�ستجمعت المناق�ش ��ات العالمية قواها للعم ��ل على كيفية‬ ‫تحقيق جميع الأهداف الإنمائية للألفية‪.‬‬ ‫وه ��ذا يعن ��ي �أن‪ ،‬م ��ع مثل ه ��ذه الفت ��رة الق�صيرة حت ��ى �إجتماعات الربي ��ع‪ ،‬يحتاج‬ ‫�صن ��اع الق ��رار �إل ��ى التركيز على �أكث ��ر من و�ضع قواع ��د جديدة لتموي ��ل التنمية‬ ‫الم�ستدام ��ة‪� .‬إنهم يحتاجون ال ��ى ت�أكيد �سيا�سات ومبادرات محدَّدة عالية الت�أثير‬ ‫التي يمكنها �أن تبد�أ العمل فوراً‪ .‬ومن الناحية التحليلية‪ ،‬يحتاج المفاو�ضون �أن‬ ‫ي�أخ ��ذوا في الإعتب ��ار الم�صادر والإ�ستخدامات الإ�ستثماري ��ة الأكثر �أهمية لنجاح‬ ‫�أهداف التنمية الم�ستدامة‪ ،‬حيث ت�ستطيع الجهود ال�سيا�سية الرفيعة الم�ستوى‬ ‫�أن تر ّكز على حل الم�شاكل التي لها تداعيات عظيمة‪.‬‬ ‫يحت ��اج �صن ��اع الق ��رار �أي�ضاً �إلى الإعت ��راف ب�أنهم يواجهون نوعي ��ن متم ِّيزين من‬ ‫الم�ش ��اكل‪ .‬ي�ض ��م واح ��د تل ��ك الت ��ي يمكن ح ّله ��ا في الوق ��ت المنا�س ��ب قبل موعد‬ ‫م�ؤتم ��ر �أدي� ��س �أبابا‪ .‬والآخر يت�ضمن الم�شاكل التي ال تزال تحتاج �إلى حل‪ ،‬ولكن‬ ‫بب�ساطة تتطلب المزيد من الوقت للعمل على مدى ‪� 24-18‬شهراً مقب ً‬ ‫ال‪ .‬ولنجاح‬ ‫النوع الأخير ف�إن الأمر يتطلب ب�أن ال يعمد م�ؤتمر �أدي�س �أبابا بب�ساطة �إلى و�ضع‬ ‫الق�ضايا في �إتفاقات نوايا ف�ضفا�ضة‪ .‬بد ًال من ذلك‪ ،‬يحتاج الم�ؤتمر �إلى تحديد‬ ‫مواعيد نهائية ونقاط م�ساءلة وا�ضحة التي يمكن تتبعها في الأ�شهر المقبلة‪.‬‬ ‫الخب ��ر ال�س ��ار ه ��و �أن ع ��دداً متزاي ��داً م ��ن ال�سيا�س ��ات والأعم ��ال التجاري ��ة وق ��ادة‬ ‫المجتم ��ع المدن ��ي في العالم حري�ص على تحقيق تقدم‪ .‬في �أواخر كانون الثاني‬ ‫(يناي ��ر) الما�ض ��ي ح�ض ��رت الإجتم ��اع ال�سن ��وي للمنت ��دى الإقت�ص ��ادي العالم ��ي‬ ‫ف ��ي دافو� ��س‪� ،‬سوي�س ��را‪ .‬و�أح ��د جوانب الري ��ادة ف ��ي الم�ؤتمر تمثل ف ��ي مجموعة‬ ‫�إ�ستثنائي ��ة م ��ن كب ��ار المديري ��ن التنفيذيي ��ن م ��ن مختلف �أنح ��اء العال ��م الذين‬ ‫تحدّثوا بو�ضوح و�صدق حول التحدّي و�أهمية �إطالق �أهداف التنمية الم�ستدامة‬ ‫بجر�أة في العام ‪.2015‬‬ ‫النتائ ��ج الناجح ��ة في �أدي�س �أبابا ‪ -‬وفي وقت الحق في نيويورك وباري�س‪� -‬سوف‬ ‫تتوق ��ف على الم�شاركة النا�شطة التي تمتد �إل ��ى الأعمال والحكومات والمجتمع‬ ‫المدني على حد �سواء‪ .‬في دافو�س‪ ،‬تعرف الم�شاركون بلياقة و�أناقة على التحدي‬ ‫خ�ل�ال كلم ��ة الجل�س ��ة الختامي ��ة لكاثري ��ن غاريت‪-‬كوك� ��س‪ ،‬الرئي�س ��ة التنفيذية‬ ‫ل"�أليان� ��س ترا�س ��ت" والرائ ��دة منذ فترة طويلة في مج ��ال الإ�ستثمار الم�ستدام‪.‬‬ ‫متقا�سم� � ًة المنب ��ر مع رئي�س البن ��ك الدولي جيم يونغ كي ��م والرئي�سة التنفيذية‬ ‫لم�ؤ�س�سة "�أوك�سفام" الدولية ويني بيانييما‪� ،‬أطلقت غاريت‪-‬كوك�س دعوة م�ؤثرة‬ ‫م ��ن �أج ��ل العم ��ل بالت�أكيد على �أن "العام ‪� 2015‬سيك ��ون الإختبار النهائي حول ما‬ ‫�إذا كان ��ت �ش ��راكات القطاعي ��ن الع ��ام والخا�ص ت�ستطيع العمل ف ��ي الواقع"‪ .‬وفي‬ ‫حي ��ن �ش� �دّدت على ح�سا�سي ��ة الوقت لمناق�شات ال�سيا�سة العام ��ة لهذا العام‪� ،‬أكدت‬ ‫�أي�ض� �اً عل ��ى دور القي ��ادة ال�شخ�صي ��ة‪" :‬نحن جميع� �اً م�س�ؤولون للق ��ول‪ :‬هل فع ً‬ ‫ال‬ ‫نريد �أن نكون جزءاً من ت�شكيل التاريخ �أم نريد �أن نكون من دون فاعلية فيه؟"‬ ‫�إن م�ؤتم ��ر �أدي� ��س �أباب ��ا لتموي ��ل التنمي ��ة �سي�ش� � ّكل منعطف� �اً محورياً ف ��ي الجهود‬ ‫العالمي ��ة لتحقيق التنمي ��ة الم�ستدامة‪ .‬والأ�شهر الأربعة المقبلة الباقية �ستو ّفر‬ ‫نافذة نادرة لت�شكيل الم�سار نحو الأف�ضل‪.‬‬

‫وا�شنطن ‪ -‬محمد زين الدين‬


‫منطقة ال�شرق الأو�سط في العام ‪.2013‬‬ ‫حت���ى بن���ك "�س���تاندرد ت�ش���ارترد" البريطاني –‬ ‫الرا�س���خ منذ فت���رة طويلة ف���ي الخلي���ج ‪ -‬خ ّف�ض‬ ‫وجوده‪� .‬إن الخروج �أو �إعادة ت�ش���كيل غير �أ�سا�سية‬ ‫لل�ش���ركات ذات الأداء ال�ض���عيف هم���ا ج���زء م���ن‬ ‫�إ�س���تراتيجية تعزي���ز �أداء المجموعة والإ�س���تفادة‬ ‫المثلى من ن�ش���ر و�إ�ستخدام ر�أ�س المال‪ .‬في العام‬ ‫الفائ���ت‪� ،‬أعل���ن البن���ك البريطاني بي���ع �أو �إغالق‬ ‫الأن�شطة الم�ص���رفية الخا�صة ومختلف المحافظ‬ ‫ال�صغيرة في ال�شرق الأو�سط‪ ،‬وخ�صو�ص ًا في دولة‬ ‫الإمارات العربية المتحدة‪.‬‬ ‫م���ع ذلك‪ّ ،‬‬ ‫ف�ض���لت م�ص���ارف �أخرى ع���دم النزوح‬ ‫من منطقة ال�شرق الأو�س���ط‪ .‬فقد �إ�ستحوذ البنك‬ ‫الخا�ص ال�سوي�سري "جوليو�س باير" على �شركات‬ ‫�إدارة الثروات الدولية التابعة ل"ميريل لين�ش" في‬ ‫لبن���ان والبحرين والإم���ارات العربية المتحدة في‬ ‫كانون االول (دي�سمبر) ‪ ،2013‬في محاولة لك�سب‬ ‫موطئ ق���دم جديد في بي���روت والمنام���ة وتعزيز‬ ‫ح�ض���وره الموجود في دب���ي‪ ،‬وبالتالي زيادة تعزيز‬ ‫موقف���ه العام في �س���وق �إدارة الثروات في ال�ش���رق‬ ‫الأو�س���ط‪ .‬ويتوقع البن���ك �أن تنته���ي عملية الدمج‬ ‫والتكامل في وقت قريب‪.‬‬ ‫ف���ي دب���ي‪� ،‬إنتق���ل مكتب���ان ل"ميريل لين����ش" �إلى‬ ‫�إدارة "جوليو�س باير" القائمة هناك‪ ،‬واح ٌد مقره‬ ‫ف���ي المنطقة الح���رة لمركز دبي المال���ي العالمي‬ ‫و�آخ��� ٌر مقره في �س���وق دب���ي المحلية‪ .‬وق���د �إنتقل‬ ‫الموظفون‪ ،‬والعالقات مع العمالء‪ ،‬وغالبية �أ�صول‬

‫ال�ش���ركات في ال�ش���رق الأو�س���ط في �أوائ���ل كانون‬ ‫االول (دي�سمبر) ‪.2013‬‬ ‫و�أ�ش���ار ريمي بير�سييه‪ ،‬ع�ض���و المجل�س التنفيذي‬ ‫ورئي�س جنوب �أوروبا وال�ش���رق الأو�س���ط و�أفريقيا‬ ‫ف���ي "جوليو�س باي���ر"‪� ،‬إلى �أن ك�س���ب موطئ قدم‬ ‫جدي���د ف���ي �أ�س���واق ال�ش���رق الأو�س���ط ف���ي لبنان‬ ‫والبحري���ن وتعزيز وجود ال�ش���ركة القائم في دبي‬ ‫ُيعتب���ر خطوة مهم���ة للبنك‪ ،‬و"�س���وف يم ّكننا هذا‬ ‫الفع���ل م���ن تو�س���يع تواجدن���ا ف���ي ه���ذه المنطقة‬ ‫الرئي�سية النامية"‪.‬‬ ‫في ال�ش���رق الأو�س���ط‪ ،‬لدى "جوليو����س باير" الآن‬ ‫مكات���ب ف���ي �أب���و ظب���ي وبي���روت والقاه���رة ودبي‬ ‫وا�سطنبول والمنامة‪ ،‬مع تو ّقع �أن يتم الدمج كام ًال‬ ‫في الربع الأول من العام الجاري‪.‬‬

‫على الرغم من المخزون العالي‬ ‫ن�سبي ًا من الثروات الخا�صة في منطقة‬ ‫ال�شرق الأو�سط‪ ،‬ف�إنها ال تزال �صغيرة‬ ‫مقارنة بالثروات المالية الخا�صة‬ ‫المقدرة ب‪ 152‬تريليون‬ ‫العالمية ّ‬ ‫دوالر‪ ،‬ح�سب تقرير "مجموعة‬ ‫بو�سطن الإ�ست�شارية" لعام ‪2014‬‬

‫بن���ك "الزارد لإدارة الأ�ص���ول"‪ ،‬ال���ذي �إ�ش���ترى‬ ‫فري���ق بنك "�إنج للإ�س���تثمارات" ف���ي دبي‪ ،‬يتطلع‬ ‫�أي�ض��� ًا لإ�س���تهداف ال�س���وق الخليجية‪ ،‬التي ين�شط‬ ‫فيها بالفعل في البحرين‪ .‬كما �أن "�ساك�س���و بنك"‬ ‫هو م�ص���رف �آخر يريد زيادة ب�ص���مته في ال�شرق‬ ‫الأو�سط‪.‬‬ ‫التو�س���عات تب���دو �إ�س���تثناء ف���ي هذا‬ ‫ولك���ن ه���ذه ّ‬ ‫االتج���اه‪ .‬معظم مديري الث���روات الدوليين الكبار‬ ‫ف�ض���لوا ت���رك منطق���ة ال�ش���رق الأو�س���ط و�ش���مال‬ ‫�أفريقي���ا‪ ،‬ويرج���ع �س���بب ذل���ك جزئي ًا �إل���ى زيادة‬ ‫متطلب���ات �إدارة المخاط���ر الت���ي ُفر�ض���ت عليهم‬ ‫(لي�س بال�ضرورة في منطقة الخليج نف�سها)‪.‬‬ ‫وح�س���ب تعلي���ق �أح���د م�ست�ش���اري �إدارة الث���روات‬ ‫لـ"�أ�سواق العرب"‪" :‬في جميع �أنحاء العالم‪ ،‬تواجه‬ ‫�ش���ركات �إدارة الث���روات غرام���ات لأم���ر �أو لآخر‪،‬‬ ‫وقد �أ�ص���بح الو�ض���ع �أكث���ر تكلفة لت�ش���غيل الأعمال‬ ‫المالي���ة مم���ا كان عليه الأمر قبل خم�س �س���نوات‪.‬‬ ‫لدى هذه ال�ش���ركات الآن مادة كتاب جديد لتنفيذ‬ ‫ه���ذا يكلفها عدد ًا من نقاط �أ�سا�س���ية من هوام�ش‬ ‫�أرباحه���ا‪ .‬ذلك �أن���ه يجب �أن تك���ون �إنتقائية جد ًا‪.‬‬ ‫و�إذا كانت تو ّد الإنتقال �إلى �أ�سواق النمو‪ ،‬عليها �أن‬ ‫تكون حق ًا واحدة من تلك التي لديها �إمكانات على‬ ‫المدى الطويل"‪.‬‬ ‫الواق���ع �أن الخط���ر يكمن في �أن مدي���ري الثروات‬ ‫يمك���ن �أن ينفقوا خم�س �س���نوات في بناء التكاليف‬ ‫���م ق���د يواجه���ون �إعترا�ض��� ًا ب�س���بب تغيير‬ ‫وم���ن ث ّ‬ ‫ً‬ ‫تنظيم���ي كبي���ر‪ .‬ونظرا �إل���ى عدم الإ�س���تقرار في‬ ‫منطقة ال�ش���رق الأو�س���ط ‪ -‬الذي تفاقم من جراء‬ ‫تراج���ع �أ�س���عار النفط – ف�إن الره���ان على خم�س‬ ‫�س���نوات في الم�س���تقبل لي�س���ت �ش���يئ ًا يرت���اح �إليه‬ ‫العديد منهم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لق���د عام���ل المنظم���ون البنوك الخا�ص���ة ب�ش���كل‬ ‫قا�س و�ص���عب‪ .‬ف���ي الواليات المتحدة‪ ،‬ي�س���تهدف‬ ‫ٍ‬ ‫قان���ون الإمتث���ال ال�ض���ريبي �أي بن���ك يتعام���ل مع‬ ‫عم�ل�اء �أميركيين‪ ،‬مع عواقب وا�ض���حة بالن�س���بة‬ ‫�إلى البنوك التي ت�س���تهدف عمالء في الخارج في‬ ‫منطقة الخليج‪ .‬حتى �سوي�س���را‪ ،‬المعروفة بالمالذ‬ ‫الآمن للخدمات الم�صرفية الخا�صة‪ ،‬وقعت �إتفاق‬ ‫�ض���ريبة (روبيك) ثنائي ًا مع ع���دد من الحكومات‬ ‫الغربي���ة‪ ،‬معلن���ة بذل���ك موافقته���ا عل���ى تب���ادل‬ ‫المعلوم���ات المتزايدة بين البن���وك التي تعمل في‬ ‫�سوي�سرا والدول الأجنبية‪.‬‬ ‫ولك���ن �أي تحف���ظ من البن���وك الخا�ص���ة العالمية‬ ‫بالن�س���بة �إلى العمل في الخليج العربي ال يعود‬ ‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪53‬‬


‫�أ�سواق المال‬

‫دبي‪� :‬إ�ستطاعت �أن تكون جاذبة لمديري الثروات‬

‫إدارة األصول‬

‫‪ 5.2‬تريليونات دوالر في ال�شرق الأو�سط تبحث عن مدير‬

‫ٌ‬ ‫مشهد مالي جديد‬ ‫في أسواق الخليج العربي‬ ‫قد تك��ون دول الخليج العربي غنية‪ ،‬ولكن �إطالق �سراح الإمكانات‬ ‫المالية الحقيقية الموجودة في المنطقة ال يزال ي�شكّ ل تحدي ًا ل�صناعة‬ ‫�إدارة الأ�صول كما ي�شرح التقرير التالي‪:‬‬ ‫�أبو ظبي ‪ -‬عمار الحالق‬ ‫�إتّخذ مديرو الثروات في العالم موقف ًا‬ ‫تم ّيز �إلى حد ما بالإنف�ص���ام بالن�س���بة‬ ‫�إلى منطقة الخليج في ال�س���نوات الأخيرة‪ .‬غالبية‬ ‫الم�صارف الخا�صة الكبيرة التي ما زالت م�ستمرة‬ ‫ف���ي خدمة عم�ل�اء الخلي���ج‪ ،‬وتبحث ع���ن �آخرين‬ ‫ج���دد‪ ،‬تدرك تمام ًا الكميات ال�ض���خمة من الثروة‬ ‫التي تتجمع وتدور ف���ي جميع �أنحاء المنطقة بحث ًا‬ ‫عن مديرين لإدارتها‪ .‬لقد ُقدِّ رت الثروة الإجمالية‬ ‫الخا�ص���ة ف���ي دول مجل����س التع���اون الخليجي في‬ ‫الع���ام ‪ 2013‬ب‪ 5.2‬تريليون���ات دوالر‪� ،‬أي بزيادة‬ ‫قدره���ا ‪ 11.6‬ف���ي المئة ع���ن الع���ام ‪ ،2012‬وفق ًا‬ ‫لتقري���ر "الث���روة العالمي���ة ‪ "2014‬ال�ص���ادر عن‬ ‫"مجموعة بو�سطن الإ�ست�شارية"‪.‬‬ ‫م���ن جهته���م يتو ّق���ع الم�ص���رفيون الخا�ص���ون‬ ‫النا�ش���طون �إقليمي ًا ب�أن ه���ذا المخزون من الثروة‬ ‫�س���وف يزداد في ال�سنوات المقبلة‪ .‬وترى الأبحاث‬ ‫المن�شورة من قبل بنك "�س���تاندرد ت�شارترد" ب�أن‬ ‫الث���روات الخا�ص���ة في ال�ش���رق الأو�س���ط و�ش���مال‬ ‫�أفريقي���ا م���ن المرج���ح �أن تنمو �إلى ما ي�ص���ل �إلى‬ ‫‪ 6.5‬تريليون���ات دوالر بحلول نهاي���ة العام ‪،2017‬‬ ‫مع معظم الزيادة من خلق الثروة الجديدة �س���وف‬ ‫ي�أتي من الإقت�ص���ادات الغني���ة بالنفط ‪ -‬وبغالبية‬ ‫�ساحقة من دول مجل�س التعاون الخليجي‪.‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬يفتر�ض "�س���تاندرد ت�شارترد" �أن هناك‬ ‫تحو ًال كبير ًا جد ًا في ال�س���وق الم�ص���رفية الخا�صة‬

‫‪52‬‬

‫العدد ‪� - 28‬آذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫في هذه المنطقة‪ .‬ولكن من ال�صحيح القول �أي�ض ًا‬ ‫�أن منطقة ال�ش���رق الأو�س���ط �ص���ارت تم ّثل ب�ش���كل‬ ‫ب���ارز �إهتمام��� ًا �أقل مم���ا كانت علي���ه عندما يتعلق‬ ‫الأمر بالإ�س���تراتيجيات العالمية لمديري الثروات‬ ‫والأ�صول‪.‬‬ ‫ال�شركات المالية الكبيرة ذوات الب�صمة العالمية‬ ‫تعطي حالي ًا الأولوية للنمو في الأ�س���واق النا�ش���ئة‪،‬‬ ‫ولك���ن ب�س���بب زي���ادة متطلب���ات �إدارة المخاط���ر‬ ‫المفرو�ض���ة عليه���ا في تل���ك الأ�س���واق‪ ،‬ف�إنها الآن‬ ‫�صارت �أكثر �إنتقائية بكثير مما كانت عليه‪.‬‬ ‫والأم���ر‪ ،‬في نهاية المطاف‪ ،‬لي����س مواتي ًا لمنطقة‬ ‫الخليج‪ .‬عل���ى الرغم من المخزون العالي ن�س���بي ًا‬ ‫من الثروات الخا�ص���ة فيها‪ ،‬ف�إنها ال تزال �صغيرة‬ ‫مقارن���ة بالث���روات المالي���ة الخا�ص���ة العالمي���ة‬

‫ال�شركات المالية الكبيرة ذوات‬ ‫الب�صمة العالمية تعطي حالي ًا الأولوية‬ ‫للنمو في الأ�سواق النا�شئة‪ ،‬ولكن‬ ‫ب�سبب زيادة متطلبات �إدارة المخاطر‬ ‫المفرو�ضة عليها في تلك الأ�سواق‪،‬‬ ‫ف�إنها الآن �صارت �أكثر �إنتقائية‬ ‫بكثير مما كانت عليه‬

‫المق���دّرة ب‪ 152‬تريلي���ون دوالر ح�س���ب تقري���ر‬ ‫"مجموعة بو�سطن الإ�ست�شارية" لعام ‪.2014‬‬ ‫�آ�س���يا‪ ،‬عل���ى �س���بيل المثال‪ ،‬ت�س���تعد للتف��� ّوق على‬ ‫مناطق �أخ���رى من حيث حجم الأ�ص���ول‪� .‬إن قيمة‬ ‫�صافي �أعلى المحافظ بالن�سبة �إلى الفرد في �آ�سيا‬ ‫تج���اوزت مثيلتها ف���ي �أميركا ال�ش���مالية‪ ،‬وح ّققت‬ ‫دوله���ا بالتالي �أكبر تجمع ثروات في العالم بحلول‬ ‫العام ‪ ،2015‬وفق ًا لبحث من ال�ش���ركة الإ�ست�شارية‬ ‫"كابجيميني"‪ .‬وبلغت الثروة الخا�صة في منطقة‬ ‫�آ�س���يا ‪ 37‬تريليون دوالر م���ع نهاية العام ‪ ،2013‬ما‬ ‫يق���رب من ع�ش���ر م���رات �أكبر من حجم الأ�ص���ول‬ ‫الخا�ص���ة في دول مجل�س التع���اون الخليجي‪ ،‬ومن‬ ‫المرجح �أن ت�ش��� ّكل �آ�سيا نحو ن�صف النمو العالمي‬ ‫ف���ي الث���روات الخا�ص���ة حت���ى الع���ام ‪ ،2018‬وفق ًا‬ ‫لتقرير "مجموعة بو�سطن الإ�ست�شارية"‪.‬‬ ‫وه���ذا يت���رك التركي���ز الكبي���ر لمدي���ري الثروات‬ ‫ين�صب على منطقة �آ�سيا‪ ،‬بد ًال من الخليج‪ .‬وهو ما‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫يف�سر جزئيا لماذا بع�ض من �أكبر الأ�سماء في عالم‬ ‫ّ‬ ‫الخدمات الم�ص���رفية الخا�ص���ة‪ ،‬مث���ل "بيكتيت"‬ ‫(من �سوي�س���را) و"ميريل لين����ش" (من �أميركا)‪،‬‬ ‫�إخت���ارت تقلي�ص نط���اق �أعماله���ا �أو حتى مغادرة‬ ‫ال�ش���رق الأو�س���ط في ال�س���نوات الأخيرة‪ .‬وت�ش���مل‬ ‫الئحة المغادرين �ش���ركات مالية وم�صرفية �أخرى‬ ‫مثل "لوي���دز"‪ ،‬و"كالردي���ن ل���وي"‪ ،‬و"فونتوبل"‪،‬‬ ‫التي ح ّول���ت عملياتها �أو بب�س���اطة �أغلقت مكاتبها‬ ‫في المنطقة‪ .‬وقد باع البنك الإ�ستثماري "مورغان‬ ‫�ستانلي" وحدة �إدارة الثروات الخا�صة التي تخدم‬


‫�أ�سواق المال ¶ �إدارة الأ�صول‬

‫البنك ال�سعودي البريطاني‪ :‬دمج وحدة الخدمات الم�صرفية الخا�صة مع ق�سم �إدارة الثروات‬

‫�س���ببه الى زي���ادة المتطلب���ات التنظيمي���ة‪ .‬هناك‬ ‫ق�ض���ية مهمة �أخرى والتي تكمن في الطريقة التي‬ ‫ّتم فيه���ا هيكلة �إقت�ص���ادات دول مجل����س التعاون‬ ‫الخليج���ي‪ ،‬حي���ث تر ّكز الث���روة ب�ش���كل كبير على‬ ‫المي���راث �أو الإرث‪ .‬وهذا يعني �أنه على الرغم من‬ ‫�أن المحاف���ظ تنمو في الحجم‪ ،‬جنب ًا �إلى جنب مع‬ ‫الأ�س���واق‪ ،‬ف�إن هذه الثروة ال تُو َّزع بالطريقة عينها‬ ‫التي تعم���ل في �أميركا ال�ش���مالية و�أوروبا و�آ�س���يا‪.‬‬ ‫العديد م���ن العمالء مرتبط بعالقات بنكية طويلة‬ ‫الأمد‪ ،‬مع �إختيار العائالت المالكة عادة �سوي�سرا‬ ‫لإ�س���تثمار ر�ؤو����س �أمواله���م‪ .‬وه���ذا الو�ض���ع يبدو‬ ‫تحدي ًا على نحو متزايد لمديري الثروات الدوليين‬ ‫الذين ين ّقبون عن �أعم���ال و�أموال جديدة في هذه‬ ‫الظروف‪.‬‬ ‫وقد �س���عى البع�ض ب���د ًال من ذلك �إلى �إ�س���تهداف‬ ‫الثروة الوافدة �إلى دول الخليج‪ ،‬على �سبيل المثال‬ ‫العائ�ل�ات الهندي���ة الت���ي �إ�س���تقرت ف���ي دول مثل‬ ‫الإمارات العربية المتح���دة‪ .‬وهذه العائالت تميل‬ ‫�إل���ى �أن تكون من فئة التجار‪ ،‬ولك���ن هذا الميدان‬ ‫مازال �صغير ًا ويبقى مق�صد ًا وهدف ًا لعدد قليل من‬ ‫الالعبين المتخ�ص�صين‪ ،‬مثل �ستاندرد ت�شارترد‪.‬‬ ‫�إن العديد م���ن البنوك لديه �إ�س���تراتيجية عالمية‬ ‫ت�س���تهدف الهنود الأثرياء‪ ،‬وال�ش���رق الأو�س���ط هو‬ ‫جزء مه���م من ذل���ك‪ .‬وفق ًا ل"مجموعة بو�س���طن‬ ‫للإ�ست�ش���ارات"‪ ،‬م���ن المتوق���ع �أن ت�ص���بح الهن���د‬ ‫�أغنى �س���ابع دولة في العالم بحل���ول العام ‪،2018‬‬ ‫م���ع توقع �إجمال���ي ثروة مالية خا�ص���ة تبلغ ‪� 5‬آالف‬ ‫مليار دوالر‪� ،‬أي �أكثر من �ض���عف ما كانت عليه في‬ ‫‪ .2013‬ويم ّث���ل هذا �أكبر قف���زة بين �أكبر ‪� 15‬أغنى‬ ‫بلد متوقع في العالم‪.‬‬ ‫في �ض���وء هذه الإتجاهات‪� ،‬سيت�س���اءل العديد من‬

‫بنك "جوليو�س باير" ال�سوي�سري‪� :‬إ�شترى مكاتب "ميريل لين�ش" في ال�شرق الأو�سط‬

‫مدي���ري الثروات ماذا يمكنه���م �أن يجنوا حق ًا من‬ ‫ال�ش���رق الأو�س���ط‪ .‬م���ع وف���رة المال ف���ي الخارج‪،‬‬ ‫والم���ال المحل���ي غير م�س���تقر ومتخ�ص����ص‪ ،‬ف�إن‬ ‫المخاطر قد تكون عالية في دول الخليج‪.‬‬ ‫وهذا يترك المزيد من الفر�ص لالعبين المحليين‬ ‫ل�س���رقة ح�ص���ة ال�س���وق من الم�ؤ�س�س���ات الكبيرة‪.‬‬ ‫وبالفع���ل‪� ،‬إن مديري الأ�ص���ول و"مح�ل�ات" �إدارة‬ ‫الث���روات بد�أت تظهر في الأ�س���واق المحلية ل�س���د‬ ‫الفجوة التي خ ّلفتها ال�شركات الدولية‪.‬‬ ‫بع�ض���هم ك�سح و"ك ّن�س" الفر�ص التي تركتها فروع‬ ‫�ص���ناديق �إ�س���تثمار العائ�ل�ات المالك���ة �أو البنوك‬ ‫المملوك���ة للدول���ة الت���ي ت�س���يطر عليه���ا العائل���ة‬ ‫المالكة‪ .‬وغالب ًا م���ا تترك الأخيرة "المال الهابط‬ ‫عليه���ا" في الخ���ارج‪ ،‬وهي تملك ح�ص�ص��� ًا كبيرة‬ ‫ً‬ ‫ف�ض�ل�ا عن مديري‬ ‫ف���ي البنوك الدولية والمحلية‪،‬‬

‫ترى الأبحاث المن�شورة من قبل بنك‬ ‫"�ستاندرد ت�شارترد" ب�أن الثروات‬ ‫الخا�صة في ال�شرق الأو�سط و�شمال‬ ‫�أفريقيا من المرجح �أن تنمو �إلى ما‬ ‫ي�صل �إلى ‪ 6.5‬تريليونات دوالر بحلول‬ ‫نهاية العام ‪ ،2017‬مع معظم الزيادة من‬ ‫خلق الثروة الجديدة �سوف ي�أتي من‬ ‫الإقت�صادات الغنية بالنفط ‪ -‬وبغالبية‬ ‫�ساحقة من دول مجل�س التعاون الخليجي‬

‫الأ�ص���ول‪ ،‬لذل���ك فهي مغط���اة كيفم���ا ذهب توجه‬ ‫ال�س���وق‪ .‬لكن ال�ش���ركات المحلية تلتقط �ص���فقات‬ ‫جيدة وعادلة من الأم���وال التجارية التي ت�أتي من‬ ‫الطبقة الو�س���طى الجدي���دة‪ ،‬معظمها من �آ�س���يا‪.‬‬ ‫ونظ���ر ًا �إلى هيمنة ه���ذه المجموعة ال�س���كانية في‬ ‫دب���ي‪ ،‬ف����إن الإمارة �أثبتت �أي�ض��� ًا ب�أن لديها �ش���يئ ّا‬ ‫من الجذب المغناطي�س���ي لمدي���ري الثروات على‬ ‫الم�ستوى الإقليمي‪.‬‬ ‫بع����ض الإمتي���ازات المحلي���ة لكب���ار الالعبي���ن‬ ‫الدوليي���ن تخ ّلى �أي�ض��� ًا عن ف�ض���اء �إدارة الثروات‬ ‫في الخليج‪ .‬البنك ال�س���عودي البريطاني ‪ ،‬ال�شركة‬ ‫الزميل���ة ل"�أت�ش �أ����س بي �س���ي" (‪ ،)HSBC‬دمج‬ ‫وح���دة الخدمات الم�ص���رفية الخا�ص���ة مع ق�س���م‬ ‫�إدارة الث���روات‪ ،‬مانح��� ًا بذل���ك عم�ل�اء الخدمات‬ ‫الم�ص���رفية الخا�صة فر�صة الو�صول �إلى مجموعة‬ ‫وا�س���عة من الخدمات و�شبكة وا�س���عة من الفروع‪.‬‬ ‫ويمكنه �أي�ض��� ًا تقديم المنتجات الإ�سالمية‪ ،‬وهذا‬ ‫�إختالف �آخر عن بع�ض الالعبين الدوليين‪.‬‬ ‫الواق���ع �أن���ه لي�س هن���اك �أي مدير ج���دي للثروات‬ ‫�س���وف يتجاه���ل فر�ص���ة جي���دة لخدم���ة العمالء‬ ‫الأف���راد الذين يتمتع���ون بثروة عالي���ة في منطقة‬ ‫الخلي���ج �إذا ن�ش����أت الحاج���ة‪ .‬ولك���ن عموم��� ًا‪ ،‬من‬ ‫المرجح �أن تميل ال�س���وق نحو الالعبين المحليين‬ ‫المتخ�ص�ص���ين‪ ،‬وكثي���ر منه���م لي����س م�ش���هور ًا‬ ‫ّ‬ ‫ومتوا�ض���ع ال�ص���ورة في ال�س���وق ‪ -‬وهو ما يتنا�سب‬ ‫مع تف�ض���يالت الم�س���تثمرين الخليجيين‪ .‬في هذا‬ ‫الم�ش���هد ال�س���ريع التغي���ر‪ ،‬م���ن المتوق���ع �أن نرى‬ ‫بع�ض المدّعين الجدد من المحليين الذي �سيعمل‬ ‫جاه���د ًا لك�س���ب م���كان ف���ي ال�س���وق والتناف�س مع‬ ‫�أ�سماء را�سخة مثل "جوليو�س باير" و"كوت�س" في‬ ‫الم�ستقبل‬ ‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪55‬‬


SECDEB INC. We Handle Forex, Money Transfer & Remittance Services Worldwide

10F Philamlife Tower, 8767 Paseo De Roxas, Makati City, Manila, Philippines Tel: +632 901-4172, Email: fideliterinvest@aol.com

Or visit our website: www.stgeorgessociety.com


‫وه���ذا ف���ي الواق���ع يتناق����ض م���ع الموق���ف المواتي‬ ‫والم�ؤي���د للجنة ال�ش���ريعة الخا�ص���ة بالبن���ك الأهلي‬ ‫التج���اري بالن�س���بة �إلى عملية الإكتت���اب في البنك‪.‬‬ ‫"الدي���ن ي�أتي فوق كل �ش���يء" قال ال�ش���يخ عبد اهلل‬ ‫المطلق‪� ،‬أحد �أع�ض���اء اللجنة‪ ،‬للتلفزيون الحكومي‬ ‫في ذلك الوقت‪.‬‬ ‫م���ن حيث المبد�أ‪ ،‬ال يتوقع �أن تك���ون عملية التحويل‬ ‫مرهقة للغاية للبنك ال�سعودي‪ .‬ووفق ًا لهيئة الرقابة‬ ‫ال�ش���رعية الخا�ص���ة ب���ه‪ 78 ،‬ف���ي المئ���ة م���ن جميع‬ ‫�ص���فقات تمويل البنك الأهلي التج���اري هي بالفعل‬ ‫متوافقة مع �أحكام ال�شريعة الإ�سالمية‪ ،‬وكذلك ‪92‬‬ ‫ف���ي المئة م���ن مطلوباته و ‪ 73‬في المئ���ة من دخله‪.‬‬ ‫علم��� ًا �أن م�ص���رف ًا من الف���روع الأجنبية الرئي�س���ية‬ ‫التابعة ل���ه‪ ،‬بنك "تركي فاينان�س" ف���ي تركيا‪ ،‬بات‬ ‫قر�ض ًا متوافق ًا مع ال�شريعة الإ�سالمية‪.‬‬ ‫فعلي ًا ُم ِ‬ ‫يق���ول مح ّلل الإئتم���ان والمدي���ر الم�س���اعد للقطاع‬ ‫الم�ص���رفي في وكال���ة "�س���تاندرد �آند ب���ورز"‪ ،‬بول‬ ‫هنري بروفو�س���ت‪� ،‬إن ت�ص���نيفات الوكال���ة الحالية‬ ‫وتوقعاتها بالن�س���بة �إل���ى البنك الأهل���ي التجاري ال‬ ‫يح���دّد �أو يتط���رق �إلى تحوي���ل البنك ا�إلى م�ؤ�س�س���ة‬ ‫�إ�س�ل�امية كاملة ب�إعتباره تهدي���د ًا محتم ًال لجدارته‬ ‫الإئتمانية‪.‬‬ ‫"بن���اء عل���ى بيانات نهاية الع���ام ‪ ،2013‬كان لدى‬ ‫الأهلي بالفعل ‪ 66.1‬في المئة من �صافي الإقرا�ض‬ ‫ال���ذي كان يم ّث���ل قرو�ض��� ًا �إ�س�ل�امية (مقارن���ة ب‬ ‫‪ 38.8‬ف���ي المئة ف���ي الع���ام ‪ ،)2005‬وهذا ي�ش���مل‬ ‫الم�ص���رف التاب���ع له ف���ي تركيا‪ ،‬والذي ه���و بالفعل‬ ‫بنك �إ�سالمي"‪ ،‬يقول بروفو�ست‪.‬‬ ‫"على جانب الإقرا�ض‪ ،‬ف�إن معظم الجهود �سيكون‬ ‫في المقام الأول على دفاتر المحا�س���بة لل�ش���ركات‪،‬‬ ‫حيث �أن عملي���ات البيع بالتجزئة‪ ،‬على غرار معظم‬ ‫البن���وك المحلية الأخرى‪ ،‬هي �أ�سا�س��� ًا تتوافق فعلي ًا‬ ‫مع ال�ش���ريعة الإ�سالمية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إن ن�سبة عالية‬ ‫م���ن �إقرا����ض البن���ك الأهل���ي التجاري ه���ي بالفعل‬ ‫متوافقة مع ال�شريعة الإ�سالمية"‪ ،‬ي�ضيف‪.‬‬ ‫ح�س���ب ر�أي "�س���تاندرد �أن���د ب���ورز"‪� ،‬إن عم�ل�اء‬ ‫ال�شركات ال�سعودية حري�ص���ون على الح�صول على‬ ‫منتجات متوافقة مع ال�ش���ريعة الإ�سالمية‪ ،‬وبالتالي‬ ‫ف����إن تقديم ه���ذه المنتج���ات �س���يكون �أم���ر ًا قاب ًال‬ ‫للتحقيق ‪ -‬على الرغم من �أنها تتطلب وقت ًا �إ�ض���افي ًا‬ ‫للتدقي���ق الداخلي والإختبار من قبل الم�س���تهلكين‪.‬‬ ‫ويمكن �أن تكون ال�ص���عوبة الرئي�س���ية بد ًال من ذلك‬ ‫على جانب �آخر غير الإقرا�ض‪ ،‬يالحظ بروفو�ست‪.‬‬ ‫"نح���ن نعتق���د ب�أن ال�س���لطات ال�س���عودية تقدم‬

‫البنك الأهلي التجاري في ال�سعودية‪ :‬التحول �إلى بنك �إ�سالمي‬

‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪57‬‬


‫�أ�سواق المال‬ ‫مصارف إسالمية‬

‫�إتجاه جديد للخدمات الم�صرفية الإ�سالمية في ال�سعودية‬

‫تح ّول أكبر مصرف سعودي إلى بنك إسالمي‬ ‫يعيد تشكيل القطاع المالي في المملكة‬ ‫الق��رار الأخير لأكبر بنك في المملكة العربية ال�سعودية‪ ،‬البنك الأهل��ي التجاري‪ ،‬الذي �أعلنه في ت�شرين‬ ‫الأول (�أكتوب��ر) الفائت‪ ،‬والذي على �أ�سا�سه �سيتحوّل بالكامل �إلى بنك يتوافق مع ال�شريعة الإ�سالمية‪ ،‬من‬ ‫المرجح �أن يعيد ت�شكيل القطاع الم�صرفي في المملكة‪.‬‬ ‫الريا�ض ‪� -‬سمير الح�سيني‬ ‫الإلت���زام المفاج���ئ للبن���ك الأهل���ي‬ ‫التجاري في المملكة العربية ال�سعودية‬ ‫بالتحوّل �إلى مُقرِ�ضٍ متوافقٍ مع ال�شريعة الإ�سالمية‬ ‫يه���دّد بتحوي���ل القط���اع الم�ص���رفي ف���ي المملك���ة‬ ‫ف���ي �إتج���اه جديد‪ ،‬حي���ث حت���ى الآن تتم ّي���ز غالبية‬ ‫موجودات البنوك ب�أنها تقليدية في طبيعتها ولي�ست‬ ‫�إ�سالمية‪.‬‬ ‫�إذا �إ�س���تطاع �أكب���ر بن���ك ف���ي البالد تطبي���ق قراره‬ ‫بالتح��� ّول ف���ي غ�ض���ون خم����س �س���نوات �إل���ى بن���ك‬ ‫�إ�س�ل�امي‪ ،‬كما �إلتزم في �إعالنه في �أواخر ت�ش���رين‬ ‫الأول (�أكتوبر) الفائت‪ ،‬ف�إنه يمكنه عندها �أن ين ّمق‬ ‫ح�ص���ته الكبيرة وين ّميها �أكثر في ال�سوق‪ ،‬نظر ًا �إلى‬ ‫الجذب الإ�ضافي للم�ستهلكين الذين �أظهروا بالفعل‬ ‫تف�ضي ًال وا�ضح ًا لهياكل الم�صارف الإ�سالمية‪.‬‬ ‫ت�ش��� ّكل البن���وك الإ�س�ل�امية ف���ي المملك���ة العربي���ة‬ ‫ال�س���عودية �أقل من الن�صف ‪ 48.9 -‬في المئة‪ ،‬وفق ًا‬ ‫لأحدث تقرير عن التناف�س���ية العالمية للم�ص���ارف‬ ‫الإ�س�ل�امية و�ض���عته �ش���ركة الإ�ست�ش���ارات "�أرن�ست‬ ‫�أند يونغ" ‪ -‬من �إجمالي ح�ص���ة ال�سوق الم�صرفية‪،‬‬ ‫والت���ي يهيم���ن عليه���ا بن���ك الراجحي‪� ،‬أكب���ر بنك‬ ‫�إ�سالمي في العالم الذي �ساهم بن�سبة ‪ 20‬في المئة‬ ‫من �ص���افي دخل القطاع الكلي ال�س���عودي في العام‬ ‫‪ .2013‬والبن���وك المناف�س���ة ل���ه في مج���ال التمويل‬ ‫وفق ال�ش���ريعة هي �صغيرة ن�س���بي ًا وتتمثل في "بنك‬ ‫الجزي���رة"‪ ،‬ال���ذي ي�ض���م فقط ‪ 16‬ملي���ار دوالر من‬ ‫الأ�صول‪ ،‬ف�ض ًال عن م�صرف الإنماء وبنك البالد‪.‬‬ ‫م���ن ناحية �أخرى‪� ،‬إن الحج���م الكبير للبنك الأهلي‬ ‫التج���اري‪ ،‬الذي ي�ض���م �أ�ص���و ًال بـ‪ 116‬ملي���ار دوالر‪،‬‬

‫‪56‬‬

‫العدد ‪� - 28‬آذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫المحلل المالي تركي فدعق‪:‬‬ ‫تح ّول بنك الأهلي التجاري قد ي�ؤثر في بنك الراجحي‬

‫�إذا �إ�ستطاع البنك الأهلي‬ ‫التجاري تطبيق قراره بالتح ّول‬ ‫في غ�ضون خم�س �سنوات �إلى بنك‬ ‫�إ�سالمي‪ ،‬كما �إلتزم في �إعالنه في‬ ‫�أواخر ت�شرين الأول (�أكتوبر) الفائت‪،‬‬ ‫ينمق ح�صته الكبيرة‬ ‫ف�إنه يمكنه �أن ّ‬ ‫وين ّميها �أكثر في ال�سوق‪ ،‬نظر ًا �إلى‬ ‫الجذب الإ�ضافي للم�ستهلكين الذين‬ ‫�أظهروا بالفعل تف�ضي ًال وا�ضح ًا لهياكل‬ ‫الم�صارف الإ�سالمية‬

‫و‪ 500‬ف���رع ف���ي المملكة‪ ،‬و�ص���افي �أرباح ف���ي العام‬ ‫‪ 2013‬بل���غ ملي���اري دوالر‪ ،‬يعني ب�أنه في و�ض���ع ج ّيد‬ ‫لل�سطو وال�سيطرة على ح�صة ال�سوق من المناف�سين‬ ‫التقليديين‪ ،‬على الرغم من �أنه �سيكون عليه ت�صفية‬ ‫ثلث �أ�ص���وله عل���ى الأق���ل �إذا �أراد �ض���مان الإمتثال‬ ‫الكامل لل�شريعة‪.‬‬ ‫ويتو ّق���ع المح ّلل���ون �أن يكون البن���ك الأهلي التجاري‬ ‫رابح ًا كبير ًا �ص���افي ًا من خطوته‪ ،‬حتى لو كان تح ّوله‬ ‫�إلى بنك �إ�س�ل�امي الآن‪ ،‬لم يظهر �أبد ًا في برنامجه‬ ‫و�إ�س���تراتيجيته عل���ى المدى الطوي���ل‪" .‬من المتوقع‬ ‫�أن يزي���د التح��� ّول في جاذبي���ة البنك بالن�س���بة �إلى‬ ‫ال�سوق خ�صو�ص ًا في الخدمات الم�صرفية للأفراد‪،‬‬ ‫وبالتال���ي ف�إن���ه �س���يكون م���ن الأ�س���هل علي���ه جذب‬ ‫عمالء تجزئة جدد وهذا �س���ي�ؤثر �سلب ًا في م�صرف‬ ‫الراجحي‪ ،‬الذي و ّلد وجنى ‪ 44‬في المئة من �إجمالي‬ ‫الأرب���اح الم�ص���رفية للأف���راد في القط���اع"‪ ،‬يقول‬ ‫تركي فدعق‪ ،‬المحلل في �ش���ركة "الب�ل�اد المالية"‬ ‫في الريا�ض‪.‬‬ ‫وج���اء قرار البنك الأهلي التج���اري ب�إلتزام التح ّول‬ ‫���رح �أولي عام‬ ‫ليثي���ر �أ�س���ئلة حول عملي���ة �إعداده لط ٍ‬ ‫لأ�س���همه في ال�س���وق – بلغت قيمة الإكتتابات فيه ‪6‬‬ ‫مليارات دوالر و�إنتهى في ت�ش���رين الثاني (نوفمبر)‬ ‫الما�ض���ي – �إذ �أن علماء الدين الإ�سالمي الرائدين‬ ‫في ال�س���عودية يعتب���رون �أن الإكتتاب العام ال يتوافق‬ ‫تمام ًا مع مبادئ ال�ش���ريعة الإ�سالمية‪ .‬في منت�صف‬ ‫ت�ش���رين الثان���ي (�أكتوب���ر)‪ ،‬فيم���ا كان الإكتت���اب‬ ‫ال�ض���خم للبنك على و�شك الإطالق في ال�سوق‪ ،‬قال‬ ‫مجل�س هيئة كبار العلماء في المملكة ب�أن الإ�ستثمار‬ ‫في طرح �أ�س���هم البنك الأهلي التجاري ال يجوز لأن‬ ‫الكثير من �أعماله كانت غير �إ�سالمية‪.‬‬


‫�أ�سواق المال ¶ م�صارف �إ�سالمية‬ ‫للبنك الأهلي التجاري ت�س���هيالت مماثلة في البنك‬ ‫المرك���زي من حيث فر����ص التوظي���ف المحلية كما‬ ‫تفع���ل م���ع م�ص���رف الراجح���ي والبن���وك المحلية‬ ‫الأخرى"‪ ،‬كما يقول‪.‬‬ ‫"في نهاية المطاف‪ ،‬ي�ضيف‪� ،‬إن الجزء غير المحلي‬ ‫للمحفظة الإ�س���تثمارية للبنك الأهل���ي التجاري هو‬ ‫ال���ذي يحت���اج �إلى بع����ض العم���ل لتحقي���ق الإمتثال‬ ‫الكام���ل �ض���من الإط���ار الزمن���ي المح���دّد بخم����س‬ ‫�س���نوات‪ .‬ونحن نعتقد �أن نمو ال�ص���كوك الإ�سالمية‬ ‫�س���يكون م�س���اعد ًا خالل تلك الفت���رة عينها لتمكين‬ ‫البن���ك الأهل���ي التجاري م���ن تحقيق ه���ذا الهدف‬ ‫تدريج��� ًا‪ ،‬م���ن دون الحاجة �إل���ى اللج���وء �إلى فئات‬ ‫الأ�ص���ول الأخرى التي ّ‬ ‫تف�ض���لها البنوك الإ�س�ل�امية‬ ‫مثل العقارات"‪.‬‬ ‫قد تط���ر�أ تغييرات عل���ى الطريقة الت���ي يتعامل بها‬ ‫البنك المركزي‪ ،‬م�ؤ�س�س���ة النقد العربي ال�سعودي‪،‬‬ ‫م���ع التموي���ل الإ�س�ل�امي‪� ،‬إذا �إنطلق البن���ك الأهلي‬ ‫التجاري التقليدي في تح ّوله‪� .‬إن الممار�سة الحالية‬ ‫الت���ي ال تف��� ّرق بينهما ‪ -‬بب�س���اطة تطال���ب الإلتزام‬ ‫بعتبات مع ّينة ‪ -‬قد ال تكون قادرة على ال�ص���مود �إذا‬ ‫كانت غالبية الأ�صول الم�صرفية هي �إ�سالمية‪.‬‬ ‫حتى من دون ركلة بداية كبيرة ينذر بها تح ّول البنك‬ ‫الأهلي التجاري المفتر�ض �إلى بنك �إ�س�ل�امي‪ ،‬فقد‬ ‫�أدّى الطل���ب القوي من العمالء الأفراد وال�ش���ركات‬ ‫�إلى نمو كبير في الإقرا�ض الإ�س�ل�امي‪ ،‬وفق ًا ل�شركة‬ ‫الإ�ست�ش���ارات "�أرن�س���ت �أند يونغ"‪ .‬تفيد ال�شركة �أن‬ ‫ن�س���بة ‪ 54‬في المئة م���ن مجموع التمويل ال�س���عودي‬ ‫كان���ت متوافقة مع ال�ش���ريعة الإ�س�ل�امية ف���ي العام‬ ‫‪ .2013‬وعموم��� ًا‪ ،‬ف����إن ح�ص���ة البنوك الإ�س�ل�امية‬ ‫ت�ضاعفت تقريب ًا في الفترة بين ‪ 2009‬و‪.2013‬‬ ‫وفق ًا ل�ش���ركة الإ�ست�ش���ارات‪ ،‬ف�إن ما ُي�س ّمى م�شاركة‬ ‫م�ص���رفية تتحول ب�سرعة �إلى نظام تمويل �سائد في‬ ‫المملكة العربية ال�س���عودية‪ ،‬وبحلول العام ‪ 2019‬قد‬ ‫ت�صل ن�سبة ‪ 70‬في المئة من القطاع الم�صرفي �إلى‬ ‫توافق مع ال�ش���ريعة الإ�س�ل�امية‪ .‬وق���د �أظهرت تلك‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫البنوك اال�س�ل�امية ب�ش���كل كامل �أي�ض���ا �أداء �أف�ضل‬ ‫من الم�ص���ارف التقليدية؛ ف���ي حين �أن معدل النمو‬ ‫المركب لل ُمقر�ض���ين التقليديين في ال�سنوات الأربع‬ ‫حت���ى الع���ام ‪ 2013‬بلغ �س���بعة في المئة‪ ،‬ف�إن ن�س���بة‬ ‫ال ُمقر�ض���ين الإ�س�ل�اميين بلغ���ت ‪ 17‬ف���ي المئة في‬ ‫الفترة عينها‪.‬‬ ‫مع ذل���ك‪� ،‬إن وعد البنك الأهل���ي التجاري بالتح ّول‬ ‫�إلى الم�ص���رفية الإ�س�ل�امية قد ال ي�ؤدّي الى �إندفاع‬ ‫فوري لغيره من المقر�ض���ين لل�س���عي �إلى ن�سخ قالبه‬

‫بنك الراجحي‪� :‬أكبر بنك �إ�سالمي في العالم‬

‫�إن �أنظمة م�ؤ�س�سة النقد العربي‬ ‫ال�سعودي التي �أُعلنت �أخير ًا‪ ،‬والتي‬ ‫تعطي البنك المركزي قوة و�سلطة‬ ‫للحد من الإقرا�ض للأفراد في البنوك‬ ‫ّ‬ ‫وتحديد الر�سوم التي يمكن �أن‬ ‫ت�أخذها‪ ،‬من المرجح �أن ت�ؤذي البنوك‬ ‫المتوافقة مع ال�شريعة الإ�سالمية �أكثر‬ ‫من الم�صارف التقليدية‬ ‫وتوجه���ه‪ .‬ويعتق���د الكثي���رون �أن ثم���ار التح��� ّول لن‬ ‫تك���ون كافي���ة للتغل���ب على عيوب ت�ص���فية الأ�ص���ول‬ ‫التقليدية الخا�ص���ة‪ ،‬مع كل ما ينطوي على ذلك من‬ ‫�إ�ض���طراب و�إعاقات‪ .‬ومع �أرب���اح ال تزال قوية جد ًا‪،‬‬ ‫ف�إن الإلتزام بالتح ّول �إلى ال�ش���ريعة لي�س مطلق ًا في‬ ‫الوقت الحالي‪.‬‬ ‫�إن �أنظمة م�ؤ�س�سة النقد العربي ال�سعودي التي �أُعلنت‬ ‫�أخي���ر ًا‪ ،‬والتي تعط���ي البنك المركزي قوة و�س���لطة‬ ‫للح ّد م���ن الإقرا�ض للأف���راد في البن���وك وتحديد‬ ‫الر�س���وم الت���ي يمك���ن �أن ت�أخذها‪ ،‬م���ن المرجح �أن‬ ‫ت�ؤذي البنوك المتوافقة مع ال�شريعة الإ�سالمية �أكثر‬ ‫من الم�ص���ارف التقليدية‪ .‬وفق ًا للبنك الإ�ستثماري‬ ‫الإقليم���ي "�إي �أف جي هيرمي����س"‪ ،‬في حين �أن �أثر‬ ‫�إنخفا�ض الدخل من الر�س���وم الم�ص���رفية للأفراد‬ ‫ينبغ���ي �أن ي�ش���عر به جميع البن���وك‪ ،‬ف�إنه يق���دّر �أن‬ ‫البنوك الإ�سالمية �س���وف ترى �أكبر ت�أثير �سلبي في‬ ‫�آفاق نمو دخلها من الر�سوم‪.‬‬

‫ولك���ن‪ ،‬يتوقع �أهل الخبرة م���ع ذلك �أن يخدم البنك‬ ‫الأهل���ي التج���اري بمثاب���ة حال���ة �إختب���ار لغيره من‬ ‫البنوك الت���ي هي على �إ�س���تعداد لتحوي���ل عملياتها‬ ‫ب�ش���كل كامل‪ ،‬على الرغم من قول المحلل الإئتماني‬ ‫بروفو�س���ت ب�أنه قد يك���ون من المبكر جد ًا القول ما‬ ‫�إذا كان هناك العبون �آخرون �س���وف يحذون حذوه‪،‬‬ ‫"ومع ذل���ك‪ ،‬ف�إننا نعتقد �أن االتج���اه نحو الإمتثال‬ ‫الكام���ل لأحكام ال�ش���ريعة بالن�س���بة �إل���ى الإقرا�ض‬ ‫التجاري قد ت�صاعدت ن�س���بته ب�شكل مطرد‪ ،‬وذلك‬ ‫تم�ش���ي ًا مع الر�أي الديني للعمالء ال�سعوديين‪� ،‬سواء‬ ‫في قطاعات التجزئة �أو ال�شركات"‪ ،‬كما يقول‪.‬‬ ‫عل���ى نط���اق المنظومة‪ ،‬كان���ت هناك ن�س���بة ‪68.1‬‬ ‫ف���ي المئة من مجموع �ص���افي الإقرا�ض من البنوك‬ ‫ال�س���عودية هي قرو�ض��� ًا �إ�س�ل�امية في العام ‪،2013‬‬ ‫مقارن���ة مع ‪ 44.6‬في المئة ف���ي العام ‪ .2005‬وكان‬ ‫هن���اك �إتجاه ف���ي جميع �أنح���اء دول مجل�س التعاون‬ ‫الخليجي نحو تحويل البنوك �إلى الو�ضع الإ�سالمي‪،‬‬ ‫خ�صو�ص��� ًا مع الأزمة المالية الت���ي يمكن القول �أنها‬ ‫�س��� ّرعت هذا االتج���اه‪ ،‬كما تم تحديد ه���ذا التح ّول‬ ‫عل���ى �أن���ه يعن���ي �إمكانية �إلتق���اط الأعم���ال في بيئة‬ ‫م�أزومة‪.‬‬ ‫البن���ك الأهل���ي التج���اري‪ ،‬ف���ي الوق���ت عين���ه‪ ،‬من‬ ‫المتوق���ع �أن يظل رابح ًا على خلفي���ة �إرتفاع �إقرا�ض‬ ‫ال�ش���ركات‪ .‬وفق��� ًا لفدعق من "الب�ل�اد المالية"‪� ،‬إن‬ ‫دخل البنك من قرو�ض ال�ش���ركات زاد ‪ 53‬في المئة‬ ‫عام��� ًا بعد ع���ام‪ ،‬ويم ّثل ‪ 22‬ف���ي المئة م���ن �إجمالي‬ ‫�أرب���اح ال�ش���ركات الم�ص���رفية في المملك���ة العربية‬ ‫ال�س���عودية‪ .‬وم���ع ن�س���بة القرو�ض �إل���ى الودائع لديه‬ ‫هي ‪ 63.6‬ف���ي المئة مقابل معدل متو�س���ط للقطاع‬ ‫يبل���غ ‪ 79.9‬في المئة‪ ،‬فهذا ينبغي �أن يم ّهد الطريق‬ ‫لإقرا����ض �أكث���ر عدواني���ة ف���ي الم�س���تقبل‪ ،‬و�إتاح���ة‬ ‫الفر�صة للبنك لمزيد من الأرباح‪ .‬من ناحية �أخرى‬ ‫ما زال لديه الكثير من مجاالت النمو في م�س���احات‬ ‫البيع بالتجزئة‪ ،‬حيث تبلغ ح�صته في ال�سوق ‪ 12‬في‬ ‫المئ���ة فقط‪ .‬ووجوده في تركيا – ال���ذي َي ِعد بتد ّف ٍق‬ ‫قوي محتمل للإيرادات في الم�ستقبل ‪ -‬ينبغي �أي�ض ًا‬ ‫�أن يو ّفر فر�ص ًا لزيادة الأرباح‪.‬‬ ‫�إن �إع���ادة �ض���بط و�ض���ع البن���ك الأهل���ي التج���اري‬ ‫ب�إعتب���اره مقر����ض متواف���ق بالكام���ل م���ع �أح���كام‬ ‫ال�ش���ريعة الإ�س�ل�امية تع���د �إختب���ار ًا كبي���ر ًا لهم���ة‬ ‫وق���درة فري���ق �إدارة الم�ص���رف الحالي���ة‪ .‬ولك���ن‬ ‫الخب���راء الإ�س���تراتيجيين في البنك يعرفون �أي�ض��� ًا‬ ‫�أنه في نهاية رحلة �ش���اقة ربما �س���يكون هناك بع�ض‬ ‫الف�ضالت الرئي�سية للعر�ض‬ ‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪59‬‬



‫عل ��ى م�ست ��وى منطق ��ة اليورو ‪� -‬ستظ ��ل تطارد‬ ‫بق ��اء م�ش ��روع الي ��ورو‪ ،‬وته� �دّد عل ��ى ح ��د �س ��واء‬ ‫الإ�ستقرار المالي والجدوى ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫�إن الطري ��ق الوحي ��د للم�ض ��ي قدم� �اً بالن�سب ��ة‬ ‫�إل ��ى البل ��دان المثقل ��ة بالدي ��ون‪ ،‬مث ��ل اليونان‬ ‫و�إيطالي ��ا‪ ،‬يبدو �أنها تكم ��ن بالإ�ستمرار �أكثر �أو‬ ‫�أقل مع الو�صفة عينها‪ :‬خف�ض الأجور‪ ،‬وزيادة‬ ‫مرون ��ة �س ��وق العم ��ل‪ ،‬وتنفي ��ذ الإ�صالحات في‬ ‫جان ��ب العر� ��ض‪ ،‬مث ��ل الخ�صخ�ص ��ة وتقلي� ��ص‬ ‫القط ��اع الع ��ام‪ .‬ه ��ذه الأم ��ور تعال ��ج ب�ش ��كل‬ ‫�صحي ��ح جمود نظام �سع ��ر ال�صرف الثابت مثل‬ ‫الإتح ��اد النقدي الأوروبي وتهدف �إلى تح�سين‬ ‫الإنتاجي ��ة‪ .‬ولكنه ��ا ت�ض ��ع جانب� �اً الإعتب ��ارات‬ ‫ال�سيا�سي ��ة مث ��ل �إل ��ى �أي ح ��د يري ��د الناخب ��ون‬ ‫ّ‬ ‫التق�ش ��ف وك ��م ه ��و الحج ��م ال ��ذي ه ��م عل ��ى‬ ‫�إ�ستعداد لتقبله‪.‬‬ ‫داخ ��ل النظام الحال ��ي‪ ،‬ق ّيدت ال ��دول الأع�ضاء‬ ‫نف�سه ��ا ب�أ�سع ��ار �ص ��رف ثابت ��ة‪ ،‬الت ��ي تعك� ��س‬ ‫مع� �دّل تحوي ��ل العمالت الوطنية �إل ��ى اليورو‪.‬‬ ‫ل ��م يع ��د من الممك ��ن �إ�ستخ ��دام �سع ��ر ال�صرف‬ ‫ك�أداة �سيا�س ��ة لجع ��ل ال�ص ��ادرات �أكث ��ر ق ��درة‬ ‫عل ��ى المناف�س ��ة و�إع ��ادة التوازن �إل ��ى الإقت�صاد‬ ‫المحل ��ي‪ .‬وهكذا‪ ،‬يمكن لبل ��د �أن يحقق القدرة‬ ‫التناف�سي ��ة على الم ��دى الق�صي ��ر فح�سب‪ ،‬من‬ ‫خالل خف�ض الأجور وتكاليف العمالة‪.‬‬ ‫من ��ذ بداي ��ة �أزم ��ة الي ��ورو‪� ،‬أدّت المناق�ش ��ة‬ ‫المح ��دودة لل�سيا�س ��ة العام ��ة والآراء ال�سائ ��دة‬

‫وبعدها لفت ��رة وجيزة‪ ،‬عمل الإقت�صاد العالمي‬ ‫عل ��ى معي ��ار الذهب‪ ،‬ال ��ذي كان ي� ��ؤدّي وظيفته‬ ‫عل ��ى م�ست ��وى العال ��م‪ ،‬بالطريق ��ة عينه ��ا التي‬ ‫يق ��وم بها الي ��ورو �ضمن ‪ 19‬بل ��داً‪ ،‬للبلدان التي‬ ‫�إ�ستخدمته كعملة خا�ص ��ة بها‪ .‬ونتيجة للك�ساد‬ ‫العظي ��م‪ ،‬ل ��م يعد ب�إم ��كان البل ��دان التعامل مع‬ ‫تخفي�ض ��ات الأ�سعار والأجور الالزمة للحفاظ‬ ‫عل ��ى الق ��درة التناف�سي ��ة‪ ،‬وب ��د�أت التخل ��ي ع ��ن‬ ‫معي ��ار الذه ��ب‪ .‬وقد تركت بريطاني ��ا في العام‬ ‫‪ 1931‬ه ��ذا النظام عندما �أ�صبح من الوا�ضح �أن‬ ‫�سع ��ر �صرف الجني ��ه اال�سترلين ��ي كان مرتفعا‬ ‫اليورو‪ :‬هل �إطالقه كان خط�أ؟‬ ‫للغاي ��ة وكان يدفع �إل ��ى ت�صاعد معدّل البطالة‬ ‫في البالد‪.‬‬ ‫ه ��ذا الخي ��ار غي ��ر مت ��اح لل ��دول الأع�ض ��اء ف ��ي‬ ‫منطقة اليورو‪ .‬فهي مق ّيدة ب�إلتزامات معاهدة‬ ‫كانت ال�صفقة بين �أوروبا و�أثينا في ول ��م تع ��د عمالته ��ا موج ��ودة ‪ � -‬اّإل �إذا كان ��ت‬ ‫اليد منذ البداية ل�سبب واحد ب�سيط‪ :‬عل ��ى ا�ستع ��داد للذه ��اب �إل ��ى �أ�سف ��ل الطري ��ق‬ ‫الفو�ض ��وي وك�سر الي ��ورو‪� ،‬شيء حتى الحكومة‬ ‫في نهاية المطاف‪ ،‬ال الحكومة‬ ‫المتطرف ��ة ف ��ي �أثينا تقول انه ��ا ال تريد القيام‬ ‫اليونانية وال �ألمانيا والدول الأع�ضاء ب ��ه‪ .‬ولك ��ن التع ��ب م ��ن التق�ش ��ف رف ��ع ال�سق ��ف‬ ‫وجع ��ل ال�سيا�س ��ات الإنكما�شي ��ة �أق ��ل قب ��و ًال في‬ ‫الأخرى في منطقة اليورو ت�ستطيع‬ ‫بلدان ديموقراطي ��ة‪ .‬وينعك�س هذا في النقا�ش‬ ‫المخاطرة بالت�سبب في �أزمة مالية‬ ‫الذي �صار �أكثر ف�أكثر �إ�ستقطاباً‪ ،‬بين الأحزاب‬ ‫دولية من طريق قطع المال وعدم‬ ‫الم�ؤي ��دة للي ��ورو والأخ ��رى المعار�ض ��ة ل ��ه‪،‬‬ ‫�ضخه في �شرايين البنوك اليونانية وبينهما تل ��ك الم�ؤيدة لألمانيا وتلك الم�ضادة‬ ‫لألمانيا‪.‬‬ ‫�إن الإتح ��اد النق ��دي الأوروب ��ي ه ��و م�ش ��روع‬ ‫�سيا�س ��ي مبن ��ي عل ��ى الإفترا� ��ض الم�ستحي ��ل‬ ‫موح ��دة ‪ -‬و�س ��وق واح ��دة ‪ -‬يمك ��ن‬ ‫�إقت�صادياً و�سيا�سياً للبلدان الأقوى (خ�صو�صاً ب� ��أن عمل ��ة ّ‬ ‫�ألماني ��ا) �إل ��ى تحوي ��ل �سع ��ر ال�ص ��رف الثاب ��ت �أن تتج ��اوز الم�صال ��ح الوطني ��ة وال�سيا�س ��ة‬ ‫للإتح ��اد النق ��دي المق َّي ��د �أ�ص�ل ً�ا �إل ��ى نظ ��ام الداخلية‪ .‬لقد �أظهرت ق�صة ال�سنوات الخم�س‬ ‫عقاب ��ي‪ .‬وال�ضغوط الإنكما�شي ��ة‪ ،‬كما في حالة الفائت ��ة تكاليف ه ��ذه الإفترا�ضات‪ .‬وهذا يو ّفر‬ ‫محي ��ط منطق ��ة الي ��ورو‪ ،‬جعل ��ت ا ألم ��ر �أكث ��ر لأوروب ��ا فر�ص ��ة للتفكي ��ر ب�ش� ��أن م ��ا �إذا كان‬ ‫�صعوبة للحد من ن�سبة الدين العام �إلى الناتج الإلت ��زام بالحفاظ عل ��ى اليورو ‪ -‬والقيام "بكل‬ ‫ما يلزم" ح�سب العبارة الم�شهورة الآن لرئي�س‬ ‫المحلي الإجمالي‪.‬‬ ‫وهنا �أ�سو�أ جزء‪ :‬ال �شيء من هذا كان ينبغي �أن البن ��ك المركزي الأوروبي ماري ��و دراجي ‪ -‬هو‬ ‫يكون مفاج�أة‪� .‬إن م�شروع اليورو لم يكن المرة الطري ��ق ال�صحي ��ح للم�ض ��ي قدم� �اً‪ ،‬وخ�صو�صاً‬ ‫الأولى حيث �أجبر �سعر ال�صرف الثابت البلدان �إذا �أ ّثرت ه ��ذه الإ�ستراتيجية �سلباً على رفاهية‬ ‫على �إعادة التوازن من خالل الإنكما�ش الم�ؤلم بع� ��ض ال ��دول الأع�ض ��اء وه� �دّدت بتقوي� ��ض‬ ‫وغير المج ��دي‪ .‬قبل الح ��رب العالمية الأولى الديموقراطية‬

‫* باوال �سوبات�شي هي مديرة البحوث الإقت�صادية الدولية في "ت�شاتهام هاو�س" في لندن‪.‬‬ ‫وعربه ق�سم الدرا�سات والأبحاث في "�أ�سواق العرب"‪.‬‬ ‫* ُكتِب المقال بالإنكليزية ّ‬

‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪61‬‬


‫وجهة نظر‬

‫بقلم باوال �سوبات�شي*‬

‫هل تعترف أوروبا أخيراً؟‬ ‫اليورو كان فكرة سيئة منذ البداية‬ ‫من��ذ �إطالق العملة الموحدة الأوروبية في العام ‪� 1999‬إنق�سم �أه��ل الخبرة بين م�ؤيد ومعار�ض لليورو‪.‬‬ ‫وبعد الأزمة المالية في العام ‪ 2008‬والتداعيات التي حملتها �إلى الإقت�صادات في القارة العجوز‪ ،‬علت‬ ‫�أ�صوات الم�شككين ب�أوروبا والتي دعت �إلى �إلغاء اليورو‪ .‬مديرة الأبحاث الإقت�صادية الدولية في مركز‬ ‫البحوث البريطاني "ت�شاتهام هاو�س"‪ ،‬باوال �سوبات�شي‪ ،‬تدلي بدلوها في هذا المو�ضوع‪.‬‬ ‫بع ��د �إح ��دى ع�ش ��رة �ساع ��ة م ��ن‬ ‫المفاو�ض ��ات المحموم ��ة و َل ��ويّ‬ ‫الأذرع وال�ضغوط ��ات عل ��ى م�ست ��وى الق ��ارة‬ ‫تو�صل ��ت ال�سلط ��ات ف ��ي منطق ��ة‬ ‫الأوروبي ��ة‪ّ ،‬‬ ‫الي ��ورو والحكوم ��ة الي�ساري ��ة الجدي ��دة ف ��ي‬ ‫اليون ��ان �إل ��ى �إتف ��اق‪� .‬إذا كن ��ت منده�ش� �اً‪ ،‬يج ��ب‬ ‫� اّأل تك ��ون كذل ��ك‪ .‬كان ��ت ال�صفق ��ة ف ��ي الي ��د‬ ‫من ��ذ البداي ��ة ل�سب ��ب واح ��د ب�سيط‪ :‬ف ��ي نهاية‬ ‫المط ��اف‪ ،‬ال الحكوم ��ة اليوناني ��ة وال �ألماني ��ا‬ ‫وال ��دول الأع�ض ��اء الأخرى ف ��ي منطقة اليورو‬ ‫ت�ستطي ��ع المخاطرة بالت�سبب ف ��ي �أزمة مالية‬ ‫دولي ��ة من طريق قطع الم ��ال وعدم �ضخه في‬ ‫�أنابيب البنوك اليونانية‪.‬‬ ‫لق ��د ت ��م الحف ��اظ عل ��ى الإ�ستق ��رار المال ��ي‬ ‫ف ��ي ال ��دول ال� �ـ‪ 19‬الت ��ي ت�ش� � ّكل منطق ��ة العملة‬ ‫الموح ��دة ‪ -‬عل ��ى الأق ��ل حت ��ى الآن‪.‬‬ ‫الأوروبي ��ة‬ ‫ّ‬ ‫ولكن ترقيع الو�ضع لم ُيزِل ال�س�ؤال الرئي�سي‪:‬‬ ‫�إل ��ى �أي ��ن الذه ��اب من هن ��ا؟ هن ��اك الكثير من‬ ‫"تعب التق�شف" في �أوروبا في الوقت الحالي‪.‬‬ ‫وه ��ذا مفه ��وم‪ ،‬ولك ��ن ال ينبغي له ��ذا ال�شيء �أن‬ ‫ي�سمح بت�شويه الجدل وال�سماح لأوروبا بتفادي‬ ‫�إج ��راء تقيي ��م �شام ��ل‪ ،‬ت�شت� � ّد الحاج ��ة �إلي ��ه‪،‬‬ ‫لم�ش ��روع الي ��ورو ب�أكمله‪ :‬هل ال يزال له معنى‪،‬‬ ‫نظراً �إلى قيوده وحدوده؟ كيف ينبغي �أن يكون‬ ‫الطري ��ق �إلى الأم ��ام؟ وعليه‪ ،‬ه ��ل كان �إطالقه‬ ‫حتى فكرة جيدة؟‬ ‫الواق ��ع �أن الإتح ��اد النق ��دي ف ��ي �أوروب ��ا �إ�ستند‬ ‫عل ��ى �إقت�ص ��اد �س ِّي ��ىء من ��ذ البداي ��ة‪ .‬وكما كتب‬ ‫الإقت�ص ��ادي الألمان ��ي روديغ ��ر دورنبو� ��ش‬ ‫ف ��ي مجل ��ة "فوري ��ن �أفي ��رز" الأميركي ��ة ف ��ي‬

‫‪60‬‬

‫العدد ‪� - 28‬آذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫ماريو دراجي‪� :‬سنقوم بكل ما يلزم لإنقاذ اليورو‬

‫الع ��ام ‪�" ،1996‬إذا كان ��ت هن ��اك فك ��رة �سيئ ��ة‬ ‫عل ��ى الإط�ل�اق‪ ،‬فه ��ي تم ّثل ��ت ب�إن�ش ��اء الإتح ��اد‬ ‫الإقت�ص ��ادي والنق ��دي‪� .‬إن منطق ��ة الي ��ورو‬ ‫ال تحم ��ل مالم ��ح م ��ا ي�سمي ��ه الإقت�صادي ��ون‬ ‫"منطق ��ة العمل ��ة ال ُمثل ��ى"‪ .‬ووفق� �اً لتعري ��ف‬ ‫موح ��د‪ ،‬تتميز منطقة العملة المثلى بتحركية‬ ‫ّ‬ ‫عم ��ل مثالي ��ة‪ ،‬ومرون ��ة �أج ��ور مُتقن ��ة‪ ،‬ونظ ��ام‬ ‫تقا�س ��م المخاط ��ر‪ ،‬مث ��ل التحوي�ل�ات المالي ��ة‬ ‫عندم ��ا تواجه منطق ��ة –�أو بلد ع�ضو‪� -‬صدمة‬ ‫�إقت�صادية �أو مالية‪.‬‬ ‫ب ��د�أت الإخت�ل�االت بي ��ن البل ��دان ذات الفائ�ض‬ ‫والعج ��ز ف ��ي منطق ��ة اليورو تتراك ��م حتى قبل‬ ‫الأزم ��ة المالية العالمية ف ��ي العام ‪ ،2008‬وهي‬ ‫ال ت ��زال ف ��ي قل ��ب م�ش ��اكل �أوروب ��ا‪ .‬وحقيقة �أن‬ ‫الكثي ��ر م ��ن التركي ��ز ق ��د �إن�ص � ّ�ب عل ��ى تدابي ��ر‬

‫ق�صي ��رة النظ ��ر ل�ضب ��ط الأو�ض ��اع المالي ��ة‬ ‫العام ��ة ل ��م ي�ساع ��د‪ .‬والإ�صرار‪ ،‬كما ه ��و الحال‬ ‫ف ��ي برنام ��ج الإنقاذ‪ ،‬على اليون ��ان ب�أن تحافظ‬ ‫عل ��ى فائ� ��ض �أول ��ي �أكث ��ر م ��ن ‪ 3‬ف ��ي المئ ��ة من‬ ‫الناتج المحلي الإجمالي من �أجل خف�ض عجز‬ ‫الدولة وو�ضع الدين العام على طريق الإتجاه‬ ‫النزول ��ي ل ��م تك ��ن فك ��رة جي ��دة‪ .‬ولك ��ن ه ��ذه‬ ‫التدابي ��ر المته� � ّورة ربما كان ال مف� � ّر منها‪� :‬إن‬ ‫ه ��ذا البرنامج يعك�س ال�ضغ ��وط ال�سيا�سية في‬ ‫دول منطقة الي ��ورو الأ�سا�سية للح ّد من نطاق‬ ‫التن ��ازالت بالن�سب ��ة �إل ��ى �إرتف ��اع الإنف ��اق‪ ،‬وهي‬ ‫دول غير م�س�ؤولة مالياً‪.‬‬ ‫م ��ن جهت ��ه �أدّى بق ��اء الي ��ورو ف ��ي �سي ��اق‬ ‫الأف�ضليات الوطنية غير المتجان�سة �إلى حالة‬ ‫رك ��ود طويلة‪ ،‬م ��ع �إرتفاع في مع ��دالت البطالة‬ ‫وتدهور م�ستويات المعي�شة في بع�ض البلدان‪،‬‬ ‫ودي ��ن ع ��ام ال يمك ��ن ال�سيط ��رة علي ��ه‪ ،‬و�إرتف ��اع‬ ‫�شعبي ��ة الم�ش ّككي ��ن ف ��ي �أوروب ��ا‪ .‬اليون ��ان‪ ،‬على‬ ‫�سبي ��ل المث ��ال‪� ،‬شه ��دت �إقت�صاده ��ا يتق ّل�ص من‬ ‫الع ��ام ‪� 2008‬إل ��ى الع ��ام ‪ .2013‬وعا�ش ��ت �إيطاليا‬ ‫رك ��وداً مزدوج� �اً و ‪ 14‬ربع� �اً �سنوي� �اً متتالي� �اً من‬ ‫النم ��و ال�سلب ��ي من ��ذ الع ��ام ‪ .2011‬كال البلدين‬ ‫لدي ��ه م�ستوي ��ات عالي ��ة م ��ن البطال ��ة‪ 25 :‬ف ��ي‬ ‫المئة في اليونان و‪ 12‬في المئة في �إيطاليا‪.‬‬ ‫والنهاي ��ة ال تب ��دو قريب ��ة‪ .‬لق ��د ت� � ّم �إ�ص�ل�اح‬ ‫الم�ش ��اكل‪ ،‬ولكنها لم ُتح� � ّل‪ .‬على �سبيل المثال‪،‬‬ ‫�إن م�س�أل ��ة كيفي ��ة التعامل مع م�ستويات الدين‬ ‫الع ��ام الكبي ��رة ج ��داً في ظ ��ل الجم ��ود الهيكلي‬ ‫والقي ��ود الم�ؤ�س�سية لمنطق ��ة العملة ‪ -‬بما في‬ ‫ذل ��ك الحظ ��ر المفرو� ��ض عل ��ى تنقي ��د الديون‬


‫الطاقة البديلة‬

‫م�صر �ستطرح �أكثر من �شركة نفطية في البور�صة‬ ‫قال وزير البترول الم�ص���ري �شريف �إ�سماعيل‪،‬‬ ‫�إن وزارت���ه تدر�س ع�ش���ر �ش���ركات تابعة للقطاع‬ ‫به���دف قيدها في البور�ص���ة‪ ،‬وربما تطرح �أكثر‬ ‫من واحدة منها خالل العام الحالي‪.‬‬ ‫و�س���يكون طرح هذه ال�ش���ركات هو الأول للحكومة‬ ‫ف���ي �س���وق المال منذ طرح �ش���ركات "الم�ص���رية‬ ‫لالت�ص���االت" و"�أم���وك" و"�س���يدي كري���ر‬ ‫للبتروكيماويات" في البور�صة خالل العام ‪.2005‬‬ ‫و�أ�ض���اف �إ�س���ماعيل‪" :‬ندر�س الآن ‪� 10‬ش���ركات‬ ‫لقيده���ا وطرحه���ا ف���ي البور�ص���ة‪� ،‬إذا كان���ت‬ ‫م�س���توفية ل�ش���روط البور�ص���ة �س���نطرحها‪،‬‬ ‫وال�ش���ركات غي���ر المتوافق���ة �س���نقوم ب�إع���ادة‬ ‫هيكلتها"‪.‬‬ ‫ورف�ض �إ�س���ماعيل الخو�ض في �أ�سماء ال�شركات‬ ‫قبل الإنتهاء من الدرا�س���ة‪ ،‬لكن من بينها �أكبر‬ ‫ال�ش���ركات التابع���ة لل���وزارة تحقيق��� ًا للأرب���اح‬ ‫"مي���دور" و"موبك���و"‪ ،‬والأخي���رة ه���ي �ش���ركة‬ ‫لت�صنيع البترول تمتلك "م�شروع �أغريوم"‪ ،‬وهو‬ ‫ثالث �أكبر منتج في العالم للنيتروجين‪.‬‬ ‫وتمتلك الهيئة الم�ص���رية العام���ة للبترول نحو‬

‫وزير البترول الم�صري �شريف �إ�سماعيل‬

‫‪ 98‬ف���ي المئة من "ميدو" ب�ش���كل مبا�ش���ر وغير‬ ‫مبا�ش���ر‪ ،‬ويمتلك بنك قناة ال�س���وي�س �إثنين في‬ ‫المئة‪ ،‬وتقع ال�شركة على م�ساحة ‪ 500‬فدان في‬ ‫غرب مدينة الإ�س���كندرية ال�ساحلية‪ ،‬وت�ستحوذ‬ ‫على نحو ‪ 25‬في المئة من الإ�س���تهالك المحلي‬ ‫في م�صر من المواد البترولية‪.‬‬ ‫و�ش���هدت البور�ص���ة الم�ص���رية �آخر طرح �أولي‬ ‫في �أيار (مايو) ‪ ،2014‬وكان لأ�س���هم "ال�شركة‬ ‫العربي���ة للإ�س���منت" بقيمة بلغ���ت حوالى ‪700‬‬ ‫مليون جنيه‪.‬‬

‫"�شيفرون" ت�ستخرج النفط من ال�ساحل الموريتاني‬

‫الرئي�س الموريتاني محمد ولد عبد العزيز‬

‫�أعلن���ت �ش���ركة "�ش���يفرون" الأميركي���ة‪ ،‬انه���ا‬ ‫�ستبد�أ قريب ًا في �إ�س���تخراج النفط من ال�ساحل‬ ‫الموريتاني‪.‬‬ ‫وق���ال رئي����س ال�ش���ركة ف���ي �أفريقي���ا و�أمي���ركا‬ ‫الالتيني���ة عل���ي مو�ش���يري‪ ،‬عق���ب �إجتماعه مع‬

‫الرئي����س الموريتان���ي محمد ولد عب���د العزيز‪:‬‬ ‫"�أ�س�سنا �شركة م�شتركة مع كوزمو�س �إينرجي‬ ‫ونتوقع بدء العمل قريب ًا"‪.‬‬ ‫و�إجتم���ع عب���د العزي���ز �س���ابق ًا وم�س����ؤولين من‬ ‫�ش���ركة "كوزمو�س �إينرجي"‪� ،‬إذ قدموا تفا�صيل‬ ‫ح���ول تقدم �أعمال �إ�س���تغالل النف���ط التي تقوم‬ ‫به���ا ال�ش���ركة في المي���اه الموريتاني���ة‪ .‬وتحظى‬ ‫موريتاني���ا حالي��� ًا ببئ���ر نفط وحيدة ف���ي �أعالي‬ ‫البحار على بع���د ‪ 80‬كيلومتر ًا من جنوب غربي‬ ‫نواك�شوط‪.‬‬ ‫وتنتج البئر‪ ،‬التي ت�س���تغلها �ش���ركة "بترونا�س"‬ ‫الماليزية‪ ،‬حوالى �ستة �أالف برميل يومي ًا‪.‬‬ ‫و�أعلن���ت وزارة النف���ط والطاق���ة ف���ي �ش���باط‬ ‫(فبراير) الفائت‪� ،‬إكت�ش���اف بئر تحوي كميات‬ ‫�ضخمة من النفط والغاز في المياه الموريتانية‬ ‫على عم���ق ‪ 5426‬متر ًا‪ ،‬ويبعد ‪ 200‬كلم �ش���مال‬ ‫غربي العا�صمة‪.‬‬

‫بإيجاز‬ ‫�أعل���ن "الم�ص���رف المرك���زي اليمن���ي" �إنخفا�ض‬ ‫عائ���دات النف���ط اليمنية بنحو ملي���ار دوالر في العام‬ ‫‪ ،2014‬ويرج���ع ذل���ك �إل���ى تده���ور �أ�س���عار النف���ط‬ ‫العالمية و�أعمال التخريب التي طالت �أنابيب النفط‪.‬‬ ‫وقال الم�ص���رف ف���ي تقرير‪� ،‬إن "العائ���دات النفطية‬ ‫بلغت ‪ 1.673‬مليار دوالر في العام ‪ ،2014‬مقابل‬ ‫‪ 2.662‬ملياري دوالر في العام ‪ .2013‬و�إنخف�ضت‬ ‫العائدات بن�س���بة تقارب ‪ 37‬ف���ي المئة وفق الوتيرة‬ ‫ال�سنوية"‪.‬‬ ‫تف�سر‬ ‫التي‬ ‫الرئي�سية‬ ‫أ�سباب‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫الم�ص���رف‬ ‫و�أو�ضح‬ ‫ّ‬ ‫ه���ذا الإنخفا�ض‪ ،‬ه���ي "تده���ور ق���درات الإنتاج في‬ ‫اليم���ن‪ ،‬و�إنخفا�ض �أ�س���عار النف���ط‪ ،‬والهجمات التي‬ ‫�إ�ستهدفت �أنابيب النفط التي تربط الحقول النفطية‬ ‫في منطقة م�أرب في الحديدة على ال�ساحل"‪.‬‬ ‫‪ ‬ق���ال وزير الطاق���ة المغربي عبد الق���ادر عمارة‪،‬‬ ‫�إن المغرب بد�أ مفاو�ض���ات لإ�س���تيراد ما ي�ص���ل �إلى‬ ‫�س���بعة‪ ‬مليارات متر مكعب من الغ���از بحلول ‪،2021‬‬ ‫مع �سعي المملكة �إلى تنويع �إمدادات الطاقة وخف�ض‬ ‫الإعتم���اد عل���ى واردات النفط والفحم‪ .‬و�أ�ض���اف �إنه‬ ‫�أجرى ات�ص���االت مع دول م�صدرة للغاز‪ ،‬و�إن �شركات‬ ‫خا�صة �أبدت �أي�ضا ً اهتماما ً بذلك‪.‬‬ ‫وي�س���تهلك المغ���رب بالفع���ل مليار مت���ر مكعب من‬ ‫الغ���از‪ ،‬من بينه���ا نحو ‪ 70‬ملي���ون متر مكع���ب تُنتَج‬ ‫محليا ً‪ ،‬لكن ذلك ال ي�ش���كل �س���وى خم�س���ة ف���ي المئة‬ ‫فق���ط من فاتورة الطاقة‪ .‬و�أعل���ن المغرب في كانون‬ ‫الأول (دي�سمبر) الفائت عن خطط لدعم الواردات من‬ ‫الغاز الطبيعي الم�س���ال‪ .‬وتت�ض���من الخطط بناء مرف�أ‬ ‫في منطقة الجرف الأ�ص���فر ال�ص���ناعية بقيمة ت�ص���ل‬ ‫�إل���ى ‪ 4.6‬مليارات دوالر‪ .‬و�أو�ض���ح عم���ارة "�أجريت‬ ‫ات�ص���االت مع قط���ر و�أنتظر الآن ردهم‪� .‬أخطط �أي�ض���ا ً‬ ‫لجولة في رو�سيا والواليات المتحدة"‪.‬‬ ‫وجهها ممثلون عن حكومة كركوك‬ ‫بعد �إتهامات ّ‬ ‫المحلي���ة �إلى �إقليم كرد�س���تان بت�ص���دير ‪� 150‬ألف‬ ‫برمي���ل يوميا ً م���ن نفط كركوك‪ ،‬م���ن دون علم وزارة‬ ‫النف���ط المركزية‪� ،‬أعلن���ت حكومة الإقلي���م �أن القيمة‬ ‫الإجمالية لمبيعاتها النفطية منذ العام ‪ 2007‬بلغت‬ ‫خم�سة مليارات دوالر‪ .‬وتُعتبر محافظة كركوك الغنية‬ ‫بالنفط واح���دة من �أهم نقاط الخ�ل�اف ما بين حكومة‬ ‫الإقليم وحكومة بغداد‪ ،‬حيث ي�س���عى الأكراد ل�ضمها‬ ‫للإقليم بموجب المادة ‪ 41‬من الد�ستور‪ .‬وقال ع�ضو‬ ‫لجن���ة الطاق���ة ف���ي مجل����س محافظة كرك���وك‪ ،‬محمد‬ ‫خليل‪" :‬كميات النفط التي تُ�ص ّدر من كرد�ستان هي‬ ‫من الآب���ار النفطية الموجودة في كركوك"‪ ،‬مو�ض���حا ً‬ ‫�أن "النفط ُينقل �إل���ى تركيا من طريق الأنابيب التي‬ ‫تربط كركوك والإقليم بتركي"‪.‬‬

‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪63‬‬


‫النفط‬

‫�أخبار الطاقة‬

‫الطاقة‬

‫من اآلبار‬

‫تحقيق الإ�ستدامة من خالل الطاقة ال�شم�سية‬ ‫الفك ��رة ب� ��أن "الإ�ستدام ��ة" ه ��ي مفه ��وم معق ��ول وقاب ��ل للتموي ��ل تب ��دو‬ ‫�أم ��راً �صعب� �اً وتجم ��ع بين نقي�ضي ��ن تقريب� �اً بالن�سبة �إلى معظ ��م الخبراء‬ ‫التقليديي ��ن ف ��ي �إدارة الأ�ص ��ول‪ ،‬ولك ��ن الفك ��رة ب� ��أن الإ�ستثم ��ار يمكن ��ه �أن‬ ‫يُك�سِ ��ب الم ��ال ويو ّف ��ر فوائ ��د طويل ��ة الأم ��د لل�شعب ب ��د�أت تنت�ش ��ر وت�ؤتي‬ ‫ثمارها‪.‬‬ ‫المقر�ض ��ون الدوليون‪ ،‬مثل م�ؤ�س�س ��ة التمويل الدولية و�صندوق "�أوبك"‬ ‫وت�شج ��ع عل ��ى مزي ��د م ��ن‬ ‫للتنمي ��ة الدولي ��ة (�أوفي ��د) وغيرهم ��ا‪ ،‬تدف ��ع‬ ‫ّ‬ ‫الإ�ستثم ��ارات في المفاهيم الم�ستدامة‪ .‬وتعم ��ل �شركات الأ�سهم الخا�صة‬ ‫جنب� �اً �إل ��ى جن ��ب م ��ع مط� � ّوري الم�شاري ��ع‪ ،‬و�أ�صح ��اب ر�ؤو� ��س الأم ��وال‪،‬‬ ‫والحكوم ��ات‪ ،‬م ��ن �أج ��ل تعزي ��ز المفاهيم الت ��ي و�ضع ��ت "الإ�ستدامة" في‬ ‫الأم ��ام والو�س ��ط‪� .‬إن الإ�ستثم ��ارات الت ��ي تو ّفر عوائد جي ��دة وفوائد ج ّمة‬ ‫عل ��ى ق ��دم الم�س ��اواة لل�شع ��ب والإقت�ص ��اد والبالد‪ ،‬غالب� �اً ما َتجِ ��د �أنه من‬ ‫الأ�سهل عليها بكثير ت�أمين تمويل الديون ب�أ�سعار فائدة �أكثر تناف�سية‪.‬‬ ‫"�أوفي ��د"‪ ،‬عل ��ى �سبيل المثال‪ ،‬وب�صرف النظ ��ر عن الجدوى الإجتماعية‬ ‫والإقت�صادي ��ة والبيئي ��ة للم�ش ��روع‪ ،‬تنظ ��ر �أي�ض� �اً �إل ��ى ن�سب ��ة م�ساهمت ��ه‬ ‫ال�شامل ��ة ف ��ي التخفي ��ف م ��ن ح ��دة الفق ��ر وتحقي ��ق التنمي ��ة ف ��ي البل ��د‬ ‫م�شجع ًة ومُمهِّد ًة الطريق �أمام م�شاريع �أكثر �إ�ستدامة‪.‬‬ ‫ال�شريك‪ ،‬وبالتالي ِّ‬ ‫�إن الإ�ستثم ��ارات الت ��ي ال يت ��م الحكم عليها من خالل الج ��دوى التجارية‬ ‫فح�س ��ب‪ ،‬ولك ��ن �أي�ضاً من خ�ل�ال الم�س�ؤولي ��ة الإجتماعي ��ة‪ ،‬لديها فر�صة‬ ‫�أف�ضل بكثير للنجاح‪.‬‬ ‫ف ��ي الأ�شه ��ر الأخي ��رة‪� ،‬أ�صبح ��ت الطاقة ال�شم�سي ��ة ال�ضوئي ��ة حاملة علم‬ ‫الأ�صول التي تجلب الإ�ستدامة والربحية معاً‪ .‬كل بلد في منطقة ال�شرق‬ ‫الأو�سط و�شمال �أفريقيا �أعلن �أهدافاً جديرة بالثناء بالن�سبة �إلى الطاقة‬ ‫المتج ��ددة حت ��ى الع ��ام ‪ - 2020‬م ��ن المملك ��ة العربي ��ة ال�سعودي ��ة ‪10،000‬‬ ‫ميغاواط (‪ 54،000‬ميغاواط بحلول العام ‪� )2032‬إلى ‪ 6،300‬ميغاواط في‬ ‫المغرب ‪ -‬ولكن غالبية البرامج ت�أخرت عن جدولها الزمني‪.‬‬ ‫الحقيق ��ة الت ��ي ال يمك ��ن �إنكاره ��ا ه ��ي �أن تكلف ��ة �إنت ��اج الطاق ��ة ال�شم�سية‬ ‫ف ��ي منطق ��ة ال�ش ��رق الأو�س ��ط و�شم ��ال �أفريقيا �أرخ� ��ص بكثي ��ر بالمقارنة‬ ‫م ��ع الوق ��ود الأحف ��وري الذي هو �أح ��د العوامل الرئي�سي ��ة لإرتفاع �شعبية‬ ‫الطاق ��ة ال�شم�سية ك�إ�ستثمار ل ��دى �شركات �إدارة الأ�صول والحكومات على‬ ‫حد �سواء‪.‬‬ ‫بالن�سبة �إلى مخيم الإ�ستدامة‪ ،‬ف�إن الحقيقة الثابتة ب�أن الطاقة ال�شم�سية‬ ‫تو ّل ��د فر� ��ص عمل �أكث ��ر م ��ن �أيِّ م�صادر �أخ ��رى للطاقة هو و�ض ��ع مربح‪.‬‬ ‫وفقاً لدرا�سة في جامعة كاليفورنيا في بيركلي‪ ،‬يتم خلق ‪ 20‬فر�صة عمل‬ ‫�سنوياً و�إن�شاء ‪ 13‬م�ؤ�س�سة عمل في العام لكل ميغاواط واحدة من الألواح‬ ‫ال�شم�سية المثبتة‪ .‬وتفيدنا ح�سابات بدائية ب�أن ما يقرب من ‪ 300‬وظيفة‬ ‫�سنوي� �اً يت ��م خلقه ��ا من بناء محطة للطاق ��ة ال�شم�سي ��ة ال�ضوئية بقوة ‪10‬‬ ‫ميغاواط‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫فف ��ي حين �أن الطاقة ال�شم�سية هي �إتجاه �ضخم م�ؤكد‪ ،‬فهل هذا الإتجاه‬

‫‪62‬‬

‫العدد ‪� - 28‬آذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫هو واحد م�ستدام ذاتياً �أم �إنه فقاعة �أخرى؟ مع القليل من الم�ساعدة من‬ ‫الم�ستثمرين وتنمية الإبتكار والتفكير �إلى الأمام يمكن �أن تكون مكتفية‬ ‫وم�ستدامة ذاتياً‪.‬‬ ‫�إن كثافة القوى العاملة في الطاقة ال�شم�سية هي حقاً نعمة‪ ،‬ولكن من دون‬ ‫التعلي ��م والتدري ��ب المنا�سبين ت�صبح نقمة‪ .‬يج ��ب على الدول التي تتطلع‬ ‫�إل ��ى الطاق ��ة ال�شم�سي ��ة �أن ت�ستثم ��ر ف ��ي تطوير الق ��وى العامل ��ة المحلية‪.‬‬ ‫وهذا �سوف ي�ساعد على خلق فر�ص عمل والإحتفاظ بها بد ًال من المواهب‬ ‫الم�ست ��وردة‪ .‬وق ��د ب ��د�أت جامع ��ات ف ��ي بع� ��ض البل ��دان مث ��ل �سلطن ��ة عُمان‬ ‫والأردن فعلي� �اً عملي ��ة نقل المعرف ��ة و�إفتتحت برامج عل ��ى م�ستوى عالمي‬ ‫تر ّكز على قطاع الطاقة المتجددة‪ ،‬لكن الكثير منها لم يبد�أ بعد‪.‬‬ ‫جان ��ب رئي�سي �آخر لتنمية الطاقة ال�شم�سية هو الإ�ستثمار الكبير مُقدَّماً‬ ‫والمطلوب لو�ضعه ��ا مو�ضع التنفيذ‪� .‬إن الوحدات ال�ضوئية ت�ش ّكل الجزء‬ ‫الأكب ��ر م ��ن الإ�ستثمار‪ .‬وهذا يعني �أنه في حي ��ن �أن محطة توليد كهرباء‬ ‫عادي ��ة بطاقة ‪ 100‬ميغاواط ق ��د ُتبنى ب�إ�ستثمار حوالي ‪ 150‬مليون دوالر‪،‬‬ ‫ف� ��إن ج ��زءاً كبي ��راً م ��ن ه ��ذا الإ�ستثمار �س ��وف يذه ��ب �إلى �ش ��ركات ت�صنيع‬ ‫وح ��دات الطاق ��ة ال�شم�سي ��ة في بل ��دان مثل ال�صي ��ن و�ألماني ��ا �أو الواليات‬ ‫المتحدة‪.‬‬ ‫م ��ن ناحي ��ة �أخ ��رى‪� ،‬إن �إن�ش ��اء معايي ��ر المحت ��وى المح ّل ��ي ي�صب ��ح م ��ن‬ ‫المه ��م ج ��داً للبالد‪ .‬فقط م ��ن طريق �إع ��داد وحدة ت�صني ��ع يمكن للبالد‬ ‫الم�ستثم ��رة �أن ت�ستفي ��د �إقت�صادي� �اً و�إجتماعي� �اً ب�ش ��كل كام ��ل م ��ن محطة‬ ‫للطاق ��ة ال�شم�سي ��ة‪ .‬بالن�سبة �إلى مدي ��ري الأ�صول‪ ،‬ف�إن مع ��د ًال عالياً من‬ ‫المحت ��وى المحل ��ي يجعله ��ا �أكث ��ر عر�ضة وجاذبي ��ة لت�أمي ��ن التمويل من‬ ‫بنوك التنمية المحلية ويجعل الإ�ستثمار �أكثر فعالية‪.‬‬ ‫وتلع ��ب المرافق الم�ساندة �أي�ضاً دوراً مهم� �اً ي�ساعد على التنمية ال�شاملة‬ ‫لل�صناعة‪� .‬إن محطة �ضوئية قابلة للحياة �إقت�صادياً يجب �أن تنتج في كل‬ ‫ثاني ��ة م ��ن �أ�شع ��ة ال�شم�س التي تتلقاه ��ا‪ ،‬خ�صو�صاً و�أنها ال تنت ��ج في �أثناء‬ ‫اللي ��ل‪ .‬حت ��ى �أن تعطي�ل ً�ا �صغي ��راً يمكنه �أن ي� ��ؤدي �إلى خ�سائ ��ر‪ .‬مع �أقرب‬ ‫المهند�سي ��ن والفنيي ��ن الم�ؤه ّلين يتركزون في �أوروبا �أو جنوب �آ�سيا‪ ،‬ف�إن‬ ‫ت�شغي ��ل محط ��ات الطاق ��ة يحتم ��ل �أن ي� ��ؤدي �إل ��ى تكاليف باهظ ��ة لأعمال‬ ‫الت�صلي ��ح غي ��ر المتوق ��ع‪ .‬وه ��ذا يمكن تخفيف ��ه من خ�ل�ال الإ�ستثمار في‬ ‫م�شاري ��ع �صغي ��رة ومتو�سطة لتطوير �صناعة جدي ��دة حول قطاع الطاقة‬ ‫ال�شم�سي ��ة‪� .‬إن �إن�ش ��اء الم�شاري ��ع ال�صغي ��رة والمتو�سط ��ة ي�ساع ��د الب�ل�اد‬ ‫عل ��ى تح�سي ��ن الإقت�ص ��اد ويجع ��ل الإ�ستثم ��ار �أكث ��ر �أمن� �اً و"بقع ��ة جميلة"‬ ‫للمقر�ضين الدوليين‪.‬‬ ‫ف ��ي حين �أن النظرة العدوانية ت�ؤك ��د الت�شجيع على التغيير‪ ،‬ف�إن التنمية‬ ‫ال ُم�ستدامة هي �أكثر �أهمية‪ .‬في منطقة ال�شرق الأو�سط و�شمال �أفريقيا‪،‬‬ ‫ال ينبغ ��ي �أن ي َ‬ ‫ُنظ ��ر �إل ��ى �صناع ��ة الطاق ��ة ال�شم�سي ��ة كونها مج ��رد فر�صة‬ ‫�إ�ستثمارية مجزية‪ ،‬ولكن بو�صفها منارة للإ�ستدامة‪.‬‬ ‫لندن ‪ -‬هاني مكارم‬


‫‪� -1‬إهم���ال م�ؤ�س�س���ات الكهرباء ت�ش���ييد محطات‬ ‫جدي���دة لتلبي���ة الطل���ب المتزاي���د‪ .‬فيم���ا ت���م‬ ‫ن�س���ف وتخريب محط���ات عدة ف���ي النزاعات‬ ‫الع�س���كرية‪ .‬ولم تتوف���ر الإ�س���تثمارات الكافية‬ ‫لت�ص���ليح ما ه���و موج���ود �أو لت�ش���ييد محطات‬ ‫و�شبكات جديدة‪.‬‬ ‫‪� -2‬إنت�ش���ار الف�س���اد ب�ش���كل مرع���ب ف���ي قط���اع‬ ‫الكهرب���اء‪ ،‬حال���ه ح���ال بقي���ة القطاع���ات‬ ‫الإقت�ص���ادية‪ ،‬وف���ي �أكث���ر م���ن دول���ة عربية‪.‬‬ ‫و�إعتم���د بع����ض ال���دول عل���ى �إ�س���تيراد الغ���از‬ ‫الطبيع���ي من دول عربية مج���اورة‪� ،‬إلاّ �أن هذه‬ ‫الدول قطعت الإمدادات فج�أة‪.‬‬ ‫‪� -3‬س���وء الإدارة‪� :‬إذ نجد �أن بع�ض الدول النفطية‬ ‫الكبيرة يواجه �إنقطاعات كبيرة خالل ف�ص���ل‬ ‫ال�صيف �س���نة تلو الأخرى‪ ،‬من دون التخطيط‬ ‫�أو التهي�ؤ لذروة الإ�ستعمال في ال�صيف‪.‬‬ ‫‪ّ -4‬‬ ‫تف�ش���ي الفو�ض���ى العارم���ة ف���ي بع����ض الدول‬ ‫حي���ث ال ت�س���تطيع م�ؤ�س�س���ات الكهرب���اء جني‬ ‫الإ�شتراكات ال�شهرية‪.‬‬ ‫وبالإ�ض���افة الى جميع هذه العوامل ال�سلبية‪ ،‬هناك‬ ‫جم���ود وا�ض���ح في تحدي���ث قطاع الكهرب���اء‪� ،‬أكان‬ ‫ذلك م���ن خالل محاولة م�ش���اركة القطاع الخا�ص‬ ‫في الم�س���اهمة مع الحكومات للإ�ستثمار في توليد‬ ‫الكهرب���اء‪� ،‬أو في التوزيع وتطوير ال�ش���بكات وجني‬ ‫الفواتير ال�شهرية‪.‬‬ ‫و�إنطالق��� ًا م���ن المعطي���ات �أع�ل�اه‪ ،‬وم���ع تراك���م‬ ‫الم�شاكل ال�سيا�س���ية العربية‪ ،‬والتوقعات بالإزدياد‬ ‫المطرد في �إ�س���تهالك الكهرب���اء‪ ،‬يبدو �أن منطقة‬ ‫ال�شرق الأو�سط مقبلة على فترات حرجة م�ستقب ًال‪،‬‬ ‫حيث �ستتفاقم م�شكلة الكهرباء‪.‬‬ ‫وفي نظرة مو�ضوعية �إلى هذه الظاهرة يرى الخبير‬ ‫الكهربائي العربي ه�شام الخطيب خالل م�شاركته‬ ‫ف���ي م�ؤتم���ر للطاق���ة الكهربائية الذي �إ�ست�ض���افته‬ ‫�أب���و ظبي خالل ت�ش���رين الأول (�أكتوب���ر) الفائت‪،‬‬ ‫�أنه من الوا�ض���ح �أن الإرتفاع الم�س���تمر لإ�ستهالك‬ ‫الكهرباء في ال�ش���رق الأو�سط‪� ،‬أمر ي�ستدعي زيادة‬ ‫الإ�س���تثمارات‪" .‬وخ�ل�ال ‪ ،2018 - 2014‬تتطل���ب‬ ‫الحاجة �إلى تو�س���يع الطاقة الكهربائية �إ�ستثمارات‬ ‫جدي���دة بقيم���ة ‪ 140‬ملي���ار دوالر لزي���ادة الطاقة‬ ‫الكهربائي���ة بنحو ‪ 120‬جيغاواط (ف���دول الخليج‪،‬‬ ‫مث ًال‪ ،‬تحتاج �إلى �إ�س���تثمار ‪ 73‬مليار دوالر لت�ش���ييد‬ ‫محطات تنتج ‪ 66‬جيغاواط �إ�ضافية‪ ،‬ودول الم�شرق‬ ‫تحت���اج �إلى نح���و ‪ 44‬مليار دوالر لتح�ص���ل على ‪34‬‬ ‫جيغ���اواط‪ ،‬ودول المغرب ‪ 23‬مليار دوالر لتح�ص���ل‬

‫الخبير الكهربائي العربي ه�شام الخطيب‪:‬‬ ‫مطلوب �إ�ستثمارات في الكهرباء‬

‫على نحو ‪ 20‬جيغاواط)" ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ويو�ضح �أن قيمة التكاليف هذه �سترتفع‪� ،‬إذا �أ�ضفنا‬ ‫�إليها تكاليف التوزيع في الفترة ذاتها‪ ،‬لت�ص���ل �إلى‬ ‫نحو ‪ 230‬مليار دوالر لل�شرق الأو�سط برمته‪.‬‬ ‫وبح�س���ب الخطي���ب تواج���ه دول ال�ش���رق الأو�س���ط‬ ‫�ص���عوبة ف���ي الح�ص���ول عل���ى الأم���وال الالزم���ة‬ ‫للإ�س���تثمار ف���ي قط���اع الطاق���ة الكهربائي���ة‪.‬‬ ‫فهناك ت���ردد عند الحكومات ف���ي تمويل محطات‬ ‫الكهرباء‪ ،‬و�إتجاه في الوقت ذاته �إلى �إعطاء �أولوية‬ ‫لتموي���ل التعلي���م والمن�ش����آت ال�ص���حية والخدمات‬ ‫الإجتماعي���ة‪ .‬ويتمث���ل الإتجاه ال�س���ائد في ت�ش���ييد‬ ‫محطات الكهرباء عبر م�س���تثمرين م�س���تقلين من‬ ‫القطاع الخا�ص و�إتفاقات ل�ش���راء الطاقة ال ت�شمل‬ ‫كلفة الوقود‪.‬‬ ‫و�أخ���ذت طريق���ة التموي���ل للمحط���ات الجدي���دة‬ ‫الخا�ص���ة النه���ج الآت���ي‪ 30" :‬في المئ���ة ر�أ�س مال‬

‫عبد الحميد ر�ضوان‪:‬‬ ‫"ي�ستند �صندوق النقد الدولي‬ ‫في مطالبته دول التعاون بخف�ض‬ ‫دعم الطاقة �إلى �أن هذا الو�ضع ي�ؤدي‬ ‫�إلى ن�ضوب الموارد نتيجة �إرتفاع‬ ‫الإ�ستهالك المح ّقق للهدر‪ ،‬و�أن هذه‬ ‫النتائج تنعك�س �سلب ًا على التنمية‬ ‫الم�ستدامة في �أي دولة"‬

‫و‪ 70‬ف���ي المئة دي���ون"‪ .‬وبلغت الطاق���ة الكهربائية‬ ‫المتوافرة في ال�ش���رق الأو�س���ط خالل ‪ ،2013‬نحو‬ ‫‪ 220‬جيغ���اواط (‪ 120‬جيغاواط ف���ي دول الخليج‪،‬‬ ‫ونح���و ‪ 65‬جيغ���اواط ف���ي دول الم�ش���رق‪ ،‬ونحو ‪35‬‬ ‫جيغاواط في دول المغرب)‪.‬‬ ‫وعادة ي�ش��� ّكل �إنقطاع التيار الكهربائي ظاهرة في‬ ‫ف�ص���ل ال�ص���يف‪ ،‬وت�ؤدي الزيادة المرتفعة �س���نوي ًا‬ ‫لإ�س���تهالك الكهرب���اء �إل���ى‪�" :‬إ�س���تثمارات باهظة‬ ‫الثمن‪ ،‬و�إ�س���تهالك كميات كبيرة من الوقود بحيث‬ ‫ت�ض���طر بع����ض ال���دول العربي���ة ذات الإحتياطات‬ ‫النفطي���ة المح���دودة �إل���ى �إ�س���تيراد المنتج���ات‬ ‫النفطي���ة وزي���ادة الع���بء عل���ى المي���زان التجاري‬ ‫للبالد؛ وزيادة االنبعاثات الم�ض���رة للبيئة و�ص���حة‬ ‫المواطنين"‪.‬‬ ‫وفي ال�س���ياق عينه يق���ول المدير الع���ام ل"�أوفيد"‬ ‫�س���ليمان الحرب����ش‪ ،‬ف���ي م�ؤتم���ر الطاق���ة العربي‬ ‫العا�ش���ر ال���ذي عق���د ف���ي �أبوظب���ي تح���ت عن���وان‬ ‫"الطاق���ة والتع���اون العرب���ي" (‪ 23 – 21‬كان���ون‬ ‫الأول (دي�س���مبر( ‪�" ،)2014‬إن �إقت�صادات الدول‬ ‫العربي���ة تحت���اج �إل���ى مزي���د م���ن التكام���ل والنمو‬ ‫لتتمك���ن م���ن مواجهة جمي���ع التحدي���ات الداخلية‬ ‫والخارجي���ة المحيط���ة بها‪ ،‬وب�إم���كان الطاق���ة �أن‬ ‫تلع���ب دور ًا �أ�سا�س���ي ًا في ه���ذه العملي���ة‪ ،‬حيث �أنها‬ ‫تعتب���ر مح��� ّرك ًا رئي�س���ي ًا ف���ي النم���و الإقت�ص���ادي‬ ‫والتق���دّم الإجتماعي‪� .‬إال �إنه‪ ،‬وللأ�س���ف ال�ش���ديد‪،‬‬ ‫تعان���ي منطقتن���ا في بع����ض �أطرافها م���ن فقر في‬ ‫الطاقة"‪.‬‬ ‫والواق���ع �أن���ه وعل���ى الرغم م���ن الجه���ود المكثفة‬ ‫الت���ي بذلته���ا ال���دول العربي���ة ف���ي توفي���ر الطاقة‬ ‫الكهربائي���ة وتوزيعه���ا‪ ،‬ال ي���زال هن���اك �أكث���ر‬ ‫من‪ 50 ‬ملي���ون عرب���ي يعانون من نق����ص الكهرباء‬ ‫�أو �إنعدامه���ا‪" .‬و�إذا �إ�س���تثنينا دول مجل�س التعاون‬ ‫الخليج���ي ف����إن معدل �إ�س���تهالك الكهرب���اء للفرد‬ ‫العرب���ي ال يتجاوز‪ 1100 ‬كيل���وواط وه���و يمثل نحو‬ ‫ُع�ش���ر �إ�س���تهالك الفرد في ال���دول المتقدّمة‪ .‬وقد‬ ‫ي�ص���ل هذا الرق���م �إلى‪ 140 ‬كيلوواط ف���ي بلد مثل‬ ‫ال�س���ودان‪ ،‬والو�ض���ع ا�س���و�أ �إذا �أخذن���ا المناط���ق‬ ‫الريفية"‪ ،‬وفق الحرب�ش ‪.‬‬ ‫وف���ي ما يتعلق بالإ�س���تثمارات يك�ش���ف رئي�س غرفة‬ ‫التج���ارة وال�ص���ناعة العربي���ة الإلماني���ة الدكت���ور‬ ‫بيتر رام�س���اور‪ ،‬في �إفتتاح �أعم���ال الملتقى العربي‬ ‫الألمان���ي الخام����س للطاقة الذي �إنعق���د يومي ‪13‬‬ ‫و‪ 14‬ت�شرين الثاني (نوفمبر) ‪ 2014‬في برلين‪� ،‬أن‬ ‫الدرا�س���ات ت�ش���ير �إلى �أن الدول العربية يجب‬ ‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪65‬‬


‫عالم الطاقة‬ ‫كهرباء‬

‫�إنقطاع الكهرباء ي�ؤرق الإقت�صادات العربية‬

‫‪ 50‬مليون عربي يعيشون في العتمة‬ ‫في القرن الواحد والعشرين!‬ ‫تعان��ي دول ال�ش��رق الأو�سط كلها تقريب ًا نق�ص � ًا و�إنقطاع ًا في الكهرباء‪ .‬بل ان عوا�ص��م بع�ض الدول النفطية‬ ‫يعان��ي �إنقطاعات في �إمدادات الطاق��ة ل�ساعات يومياً‪ ،‬وال�سبب الرئي�سي لهذا ه��و الإ�ستهالك الزائد الناتج‬ ‫من الدعم‪ ،‬وكذلك �سوء الإدارة لقطاع الكهرباء و�شح الإ�ستثمارات وتف�شي الف�ساد‪ .‬ومن هنا تبرز الحاجة‬ ‫الملح��ة �إلى الإ�ستثمار في البني��ة التحتية و�إدارة الأ�صول لتلبية الطلب المتزاي��د على الكهرباء والمياه في‬ ‫منطق��ة ال�شرق الأو�سط‪ ،‬في ظل زيادة الطلب على الكهرباء بن�سب��ة ‪� %7‬سنوياً‪ .‬في المقابل ف�إن الإ�ستهالك‬ ‫العالمي من الطاقة �سيتزايد بين ‪ 2010‬و‪ 2040‬بن�سبة ‪ 56‬في المئة‪ ،‬ب�إعتبار �أن الطلب على الطاقة يرتفع �أي�ض ًا‬ ‫مع زيادة عدد ال�سكان‪.‬‬ ‫بيروت ‪ -‬مازن مجوز‬

‫�أعمدة التوتر العالي‬

‫‪64‬‬

‫العدد ‪� - 28‬آذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫تتوق���ع وكال���ة الطاق���ة الدولي���ة �أن يتم‬ ‫ت�ش���ييد طاق���ة كهربائي���ة جدي���دة في‬ ‫منطقة ال�ش���رق الأو�سط بنحو ‪ 281‬غيغاواط خالل‬ ‫الفت���رة ‪ ،2035-2013‬في وقت �س���تعرف المنطقة‬ ‫تقاع���د نح���و ‪ 69‬غيغ���اواط م���ن الطاق���ة خ�ل�ال‬ ‫الفترة عينها‪ .‬وت�ش���ير الوكال���ة �إلى �أنه من المتوقع‬ ‫�إ�س���تخدام الغاز الطبيعي لتوليد ‪ 153‬غيغاواط من‬ ‫هذه الطاقة الكهربائية الجديدة‪ ،‬بينما �سيتم حرق‬ ‫النفط في المحطات مبا�شرة لتوليد ‪ 31‬غيغاواط‪،‬‬ ‫و�س���يتم توليد ‪ 26‬غيغاواط م���ن طاقة الرياح‪ ،‬و‪46‬‬ ‫غيغاواط من الطاقة ال�شم�سية‪ .‬كما �ستو ّلد الطاقة‬ ‫النووية نح���و ‪ 7‬غيغاواط من الكهرباء في ال�ش���رق‬ ‫االو�سط بحلول ‪.2035‬‬ ‫والالف���ت هن���ا �أن دول���ة االم���ارات ت�ش��� ِّيد حالي���اً‬ ‫مفاعلين من �أ�ص���ل �أربعة لهذا الغر�ض؛ وال�سعودية‬ ‫في مرحلة درا�س���ة توليد الطاقة النووية للح�صول‬ ‫على الكهرباء‪.‬‬ ‫لق���د �أدّت الحروب الإقليمي���ة والداخلية �إلى تفاقم‬ ‫�أو�ضاع القطاع الكهربائي في اكثر من دولة عربية‪.‬‬ ‫وقد تع���دّدت الأ�س���باب وراء �إنقط���اع الكهرباء في‬ ‫الدول العربية‪ .‬ومن �أهمها‪:‬‬


‫الدكتور بيتر رام�ساور‪:‬‬ ‫‪ 250‬مليار دوالر للإ�ستثمار في الكهرباء‬

‫�سرعة العدادات الكهربائية باتت عالية‬

‫الفت��� ًا �إلى �أن "�ص���ندوق النقد ي�س���تند في مطالبته‬ ‫دول التع���اون بخف����ض دع���م الطاق���ة �إل���ى �أن هذا‬ ‫الو�ض���ع ي����ؤدي �إلى ن�ض���وب الموارد نتيج���ة �إرتفاع‬ ‫الإ�س���تهالك المحق���ق لله���در‪ ،‬و�أن ه���ذه النتائ���ج‬ ‫تنعك�س �سلب ًا على التنمية الم�ستدامة في �أي دولة"‪.‬‬ ‫في الواقع �إن كل �إجتماعات �ص���ندوق النقد الدولي‬ ‫تو�ص���ي بتخفي����ض دع���م م���وارد الطاقة وتر�ش���يد‬ ‫الإ�س���تهالك‪ ،‬وين ّوه ر�ضوان بالكثير من الدول التي‬ ‫تقوم بعمليات خف�ض دعم الطاقة تدريج ًا و�إعتماد‬ ‫معدل من الإ�س���تهالك ي�ش��� ّكل الحد الأدنى للحياة‬ ‫الكريم���ة‪ ،‬وزيادة ر�س���وم الإ�س���تهالك عب���ر نظام‬ ‫ال�ش���رائح‪ ،‬ما ي�ؤدي �إلى قيام �أ�صحاب الإ�ستهالك‬ ‫المرتفع والذين ي�ش��� ّكلون �أ�صحاب الدخول العالية‬ ‫�إل���ى خف�ض ه���ذا الإ�س���تهالك نتيجة �إرتف���اع كلفة‬ ‫الإ�ستهالك‪.‬‬ ‫بدوره‪ ،‬يو�ض���ح الدكتور �إبراهيم الكرا�سنة الخبير‬ ‫في �ص���ندوق النق���د العربي �أنه في حال �إ�س���تمرار‬ ‫زيادة الإ�س���تهالك المحلي بالمعدالت العالية ف�إن‬ ‫ن�س���بة الإ�س���تهالك من الإنتاج النفطي �س���تتزايد‪،‬‬ ‫ما ي�ؤثر على الإقت�ص���اد المحل���ي‪ ،‬الأمر الذي ينتج‬ ‫من���ه نق�ص في الموارد المالية ب�س���بب توجيه جزء‬ ‫من الإنتاج المخ�ص�ص لل�صادرات �إلى الإ�ستهالك‬ ‫المحل���ي" ‪ .‬مطالب��� ًا بمبادرات توعي���ة في مختلف‬ ‫و�سائل الإعالم والتوا�صل الإجتماعي‪.‬‬ ‫وي�شكل الدعم الحكومي لأ�سعار الطاقة والكهرباء‬

‫العامل الأ�سا�س���ي الم�ؤ ّثر �س���لب ًا في قطاعي الطاقة‬ ‫والكهرباء في دول ال�ش���رق الأو�س���ط‪� ،‬إذ �أن الدعم‬ ‫ي�ؤدّي �إلى زيادة معدّالت الإ�س���تهالك‪� ،‬إ�ض���افة �إلى‬ ‫الت�أخي���ر والتعطي���ل ف���ي �إ�س���تعمال بدائ���ل الطاقة‬ ‫والتقني���ات الحديثة الت���ي توفر الطاقة‪ .‬وي�س���اوي‬ ‫الدعم الذي تقدمه حكومات ال�ش���رق الأو�سط نحو‬ ‫ن�صف قيمة الدعم الذي تقدمه كل الحكومات في‬ ‫بقية �أنح���اء العالم والبالغ نح���و ‪ 500‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫وي�ش���كل الدع���م لقطاع���ي الطاق���ة والكهرباء نحو‬ ‫‪ 8.4‬في المئة من الناتج القومي للدول الم�ص���درة‬ ‫للنف���ط ونحو ‪ 6.3‬في المئة للدول الم�س���توردة في‬ ‫ال�شرق الأو�سط‪.‬‬ ‫�أما بالن�سبة �إلى قيمة الدعم لقطاع الكهرباء‪ ،‬فقد‬ ‫�إرتفعت تكاليفه ال�سنوية �إلى ‪ 65‬مليار دوالر‪ ،‬وهذا‬ ‫المبل���غ يعادل نحو رب���ع قيمة الدعم ال���ذي تقدّمه‬ ‫حكومات المنطقة لقطاع الطاقة عموم ًا‪ .‬وي�س���اعد‬ ‫الدعم ال���ذي تقدمه الحكوم���ات الطبقات الغنية‪،‬‬ ‫ب���د ًال من الفقراء‪ .‬ومن الممكن م�س���اعدة الفقراء‬ ‫�أكثر من خالل دعم ال�ش���ريحة الأولى للإ�ستهالك‬ ‫فقط‪.‬‬

‫بيتر رام�ساور‪" :‬الدول العربية‬ ‫يجب �أن ت�ستثمر بين‬ ‫عامي ‪ 2015‬و‪ 2019‬حوالي‬ ‫‪ 250‬مليار دوالر لتلبية الطلب‬ ‫المتزايد على الكهرباء"‬

‫وف���ي �ض���م ه���ذه التح���والت المهم���ة يق���ول ولي���د‬ ‫خدوري‪ ،‬كاتب عراقي متخ�ص����ص ب�ش�ؤون الطاقة‪،‬‬ ‫في �ص���حيفة "الحياة" (‪ ٦‬تم���وز (يوليو) ‪) ٢٠١٤‬‬ ‫�إن الإرتفاع المتزايد وال�سريع لإ�ستهالك الكهرباء‬ ‫يقدّر �إقليمي ًا بـ‪ 6 - 5‬في المئة �سنوي ًا في بع�ض دول‬ ‫المنطق���ة‪ ،‬مقارنة بحوالى ‪ 4 - 2‬في المئة في كثير‬ ‫من دول العالم‪.‬‬ ‫وي�س�أل‪" :‬هل يعود هذا االرتفاع �إلى نه�ضة �صناعية‬ ‫في المنطق���ة‪� ،‬أم �إلى �إنخفا�ض ت�س���عيرة الكهرباء‬ ‫ع���ن مثيالته���ا العالمية‪ ،‬م���ا يدف���ع بالمواطن �إلى‬ ‫الإ�س���تهتار باال�س���تهالك؟"‪ ،‬ويع ّلق‪" :‬مع���روف �أن‬ ‫النه�ضة ال�صناعية ال تزال محدودة جد ًا في معظم‬ ‫دول المنطق���ة‪ .‬ويرج���ح مراقب���ون �أن يكون �س���بب‬ ‫زيادة �إ�س���تهالك الكهرباء هو الأ�سعار المنخف�ضة‬ ‫ن�سبي ًا‪ ،‬والتي يجب رفعها للحد من الإ�ستهالك غير‬ ‫الر�شيد‪ ،‬من دون الإ�ضرار بم�ستوى المعي�شة لفئات‬ ‫كبيرة من ال�شعب‪ ،‬فهل هذا �صحيح؟"‪.‬‬ ‫وبر�أي���ه هن���اك تحدي���ات تواج���ه قط���اع الطاق���ة‬ ‫�إقليمي��� ًا‪ ،‬منه���ا الم�ش���اكل البنيوي���ة لم�ؤ�س�س���ات‬ ‫الكهرباء نف�س���ها‪ .‬و�أ�صبح وا�ضح ًا �أن تعامل الدول‬ ‫مع �ش���ركات الكهرباء �أكل عليه الدهر‪ ،‬و�أ�س���اليب‬ ‫اال�س���تثمار وطريقة عمل م�ؤ�س�س���ات كهرباء كثيرة‬ ‫ال ت���زال موروث���ة من الق���رن الما�ض���ي‪� ،‬إذ تتعامل‬ ‫الحكوم���ات م���ع م�ؤ�س�س���ات الكهرب���اء بالط���رق‬ ‫العقيم���ة ذاتها المعتم���دة مع بقية دوائ���ر الدولة‪.‬‬ ‫ه���ذا الأمر يتعلق بطرق الإنت���اج والتوليد والتوزيع‬ ‫والمراقب���ة والجباي���ة‪ ،‬ناهيك عن الإ�س���تثمار في‬ ‫محطات جديدة في الوقت المالئم لتلبية الزيادة‬ ‫المتوقع���ة في الطلب‪" .‬فم�ش���اركة القطاع الخا�ص‬ ‫�أ�ص���بحت �أمر ًا �ض���روري ًا‪ ،‬مع الت�أكد من ال�شفافية‬ ‫ف���ي تلزي���م ال�ش���ركات المخت�ص���ة الحائ���زة على‬ ‫التقني���ات الحديث���ة‪ .‬وه���ذا �أمر �ض���روري في ظل‬ ‫ثقافة الف�س���اد المهيمنة على دول المنطقة"‪ ،‬على‬ ‫حد تعبيره‪.‬‬ ‫وفي الختام ين�صح مخت�ص���ون في الطاقة الجميع‬ ‫بتبني تغييرات ب�س���يطة ف���ي حياتهم اليومية‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫�إطفاء الإنارة غير ال�ض���رورية‪� ،‬أو �أجهزة التكييف‬ ‫عن���د مغ���ادرة الغرف���ة‪ ،‬و�إيق���اف ت�ش���غيل الأجهزة‬ ‫تمام ًا عندما ال تكون قيد الإ�س���تعمال‪ ،‬و�إ�س���تخدام‬ ‫الم�ص���ابيح والأجهزة الكهربائية الموفرة للطاقة‪،‬‬ ‫و�إ�ستخدام الطاقة بقدر الحاجة �إليها‪ ،‬حيث �أثبتت‬ ‫الدرا�س���ات �أنه يمكن تخفي�ض اال�س���تهالك بن�سبة‬ ‫تزيد على ‪� %30‬إذا قام الجميع بتر�شيد الإ�ستهالك‬ ‫في منازلهم‬ ‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪67‬‬


‫عالم الطاقة ¶ كهرباء‬ ‫�أن ت�س���تثمر بي���ن ‪ 2015‬و‪ 2019‬حوال���ي ‪ 250‬مليار‬ ‫دوالر لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء‪ ،‬م�ؤكد ًا‬ ‫عل���ى �أن الغرف���ة ه���ي الجهة الت���ي يمك���ن �أن ُيع َّول‬ ‫عليها لإيجاد فر�ص التعاون والإت�صال بين مختلف‬ ‫الأطراف‪.‬‬ ‫وفي هذا ال�س���ياق يبرز ما �أعلنه �أحمد �إمام‪ ،‬مدير‬ ‫تطوير �أعمال الطاقة ال�شم�سية في ال�شرق الأو�سط‬ ‫و�ش���مال �إفريقيا‪ ،‬في حديث �ص���حافي على هام�ش‬ ‫القم���ة الدولية للطاقة المتجددة ف���ي �أبو ظبي في‬ ‫‪ 20‬كان���ون الأول ( يناي���ر) ‪" :2015‬هنال���ك توجه‬ ‫حكومي لرفع الدع���م المقدم للكهرباء تدريج ًا في‬ ‫الخليج وم�ص���ر والأردن"‪ ،‬مرجع��� ًا ذلك �إلى "رفع‬ ‫الحم���ل الكبي���ر ع���ن الحكوم���ات ومحاول���ة �إنتاج‬ ‫الكهرباء بطرق �أكثر توفير ًا"‪.‬‬ ‫و�إعتب���ر �أن رفع الدع���م الحكومي ف���ي الخليج عن‬ ‫الكهرباء ي����ؤدي �إلى �إنتاجها عبر م�ش���اريع الطاقة‬ ‫النظيفة‪ ،‬م�ش���ير ًا �إلى �أن "هذا الرفع �س���ي�ؤدي �إلى‬ ‫�إ�س���ترجاع تكالي���ف كان���ت تتحملها الدول���ة‪ ،‬ومن‬ ‫الأرجح �إرتفاع �س���عر الكهرباء قلي ًال على المواطن‬ ‫ما يدفعه لتر�شيد �إ�ستخدامها"‪.‬‬ ‫وذك���ر �إم���ام �أن كل دولة عربية �أعلنت ن�س���ب ًا لرفع‬ ‫تكلف���ة دع���م الكهرب���اء‪ .‬وفيم���ا �س���ترفع الحكومة‬ ‫الأردني���ة الدعم بن�س���بة ‪ 15‬في المئة �س���نوي ًا لمدة‬ ‫خم�س �س���نوات‪ .‬تتج���ه ك ٌّل من الإم���ارات والكويت‬ ‫وال�س���عودية �إل���ى الخط���وة عينها‪" .‬في منت�ص���ف‬ ‫‪� 2015‬ستت�ض���ح ن�س���ب رفع الدعم في دول الخليج‪،‬‬ ‫واليوم نالحظ �أن م�ش���اريع الطاق���ة المتجددة في‬ ‫المنطقة بخا�صة ال�سعودية ت�سير بخطط تدعو �إلى‬ ‫التفا�ؤل"‪.‬‬ ‫وعل���ى الرغ���م م���ن �أن �إنت���اج الكهرب���اء بالطاق���ة‬ ‫المتج���ددة �أكث���ر تكلف���ة م���ن �إنتاج���ه بالطاق���ة‬ ‫التقليدية‪ ،‬ف�إن فهد ال�ش���هيل مدير عمليات �ش���ركة‬ ‫"بيئ���ة" الإماراتية‪ ،‬التي ت�س���تعد لدخول ال�س���وق‬ ‫ال�س���عودية قريب ًا عبر مناق�صات جديدة‪� ،‬شدّد في‬ ‫القمة نف�س���ها على �أن الطاق���ة النظيفة لها مردود‬ ‫بيئ���ي وهام����ش ربحي �أكب���ر‪ .‬م�ؤ ّكد ًا عل���ى �أن توليد‬ ‫الكهرب���اء بالطاقة المتج���دّدة ال يت�أث���ر ب�إرتفاع �أو‬ ‫�إنخفا����ض �أ�س���عار النفط‪ ،‬م�ض���يفا "الجميع ينظر‬ ‫�إليها ب�أنها طاقة الم�ستقبل‪ ،‬لذلك تتجه الحكومات‬ ‫لتح�ضير دولها مبكر ًا لإ�ستخدامها"‪.‬‬ ‫وب�سبب الح�سا�س���يات ال�سيا�سية‪� ،‬أحج َمت �أبوظبي‬ ‫وغيرها م���ن الإقت�ص���ادات الخليجي���ة عن خف�ض‬ ‫الدع���م الحكوم���ي الهائل ال���ذي تتح ّمل���ه للإبقاء‬ ‫على �أ�سعار الكهرباء رخي�ص���ة‪ .‬لكنَّ تراجع �أ�سعار‬

‫‪66‬‬

‫العدد ‪� - 28‬آذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫مدير عام "�أوفيد" �سليمان الحرب�ش‪� :‬إقت�صادات الدول العربية‬ ‫تحتاج �إلى مزيد من التكامل والنمو‬

‫النف���ط العالمي���ة �إل���ى �أقل م�س���توى في ‪� 4‬س���نوات‬ ‫خالل اال�ش���هر القليلة الما�ض���ية‪ ،‬دف��� َع الحكومات‬ ‫�إل���ى النظر ثاني���ة في �س���بل توفير الم���ال وخف�ض‬ ‫الإه���دار‪ ،‬كما نقل���ت وكالة �أنباء الإم���ارات في ‪13‬‬ ‫ت�شرين الثاني (نوفمبر) ‪. 2014‬‬ ‫ووفق الأبحاث التي قدّمتها �ش���ركة "فرو�س���ت �أند‬ ‫�س���وليفان" ف�إن ‪ %43‬من قدرة الطاقة الإ�ضافية‬ ‫المطلوب���ة لتلبي���ة الطل���ب المتزاي���د عل���ى الطاقة‬ ‫الكهربائي���ة في منطقة ال�ش���رق الأو�س���ط و�ش���مال‬ ‫�أفريقيا �سيتم �إن�شا�ؤها من قبل دول مجل�س التعاون‬ ‫الخليج���ي‪ ،‬مم���ا ي���دل على �ض���رورة �إيج���اد حلول‬ ‫�إقليمية للت�ص���دي لتحديات الإ�ستقرار والإ�ستدامة‬ ‫المرتبطة ب�إمدادات الكهرباء‪.‬‬ ‫وبالع���ودة �إلى الخطيب يفيد �أن���ه من المالحظ �أن‬ ‫الإقت�صاد وديموغرافية ال�سكان ال يوفران الأجوبة‬ ‫المقنعة لزيادة ن�س���بة �إ�س���تهالك الكهرباء عربي ًا‪.‬‬ ‫"فمعظم الزيادة في �إ�س���تهالك الكهرباء هو في‬ ‫المنازل والعمارات ال�س���كنية‪ .‬معن���ى ذلك �أن دور‬ ‫الم�ص���انع في الطلب �أقل ن�س���بي ًا من الإ�س���تهالك‬ ‫المنزلي‪� ،‬أو �أن زيادة الإ�ستهالك الكهربائي عربي ًا‬

‫ه�شام الخطيب‪" :‬تتطلب الحاجة‬ ‫�إلى تو�سيع الطاقة الكهربائية‬ ‫�إ�ستثمارات جديدة بقيمة ‪ 140‬مليار‬ ‫دوالر لزيادة الطاقة الكهربائية‬ ‫بنحو ‪ 120‬جيغاواط"‬

‫تعود �إلى زيادة الرفاهية المعي�شية لل�سكان و�إرتفاع‬ ‫م�س���تواهم الإجتماع���ي‪ ،‬ولي����س بال�ض���رورة النمو‬ ‫ال�صناعي للبالد"‪.‬‬ ‫وفي م�ؤ�ش���ر يجدر التوقف عنده نجد �أن �إ�ستهالك‬ ‫�سجل م�ستويات‬ ‫الفرد في ال�س���عودية من الكهرباء ّ‬ ‫مرتفع���ة جد ًا خالل العام ‪ ،2013‬بلغت في مجملها‬ ‫�ضعف متو�سط �إ�ستهالك الفرد في العالم‪.‬‬ ‫وبح�س���ب تقري���ر هيئة تنظي���م الكهرب���اء والإنتاج‬ ‫المزدوج "‪ "2013‬ف�إن ال�شركة ال�سعودية للكهرباء‬ ‫و ّفرت ‪ 256.688‬جيغاواط �س���اعة م���ن الكهرباء‪،‬‬ ‫بزي���ادة قدرها ‪ ،%6.8‬ع���ن الع���ام ‪ ،2012‬و�إرتفع‬ ‫ع���دد الم�ش���تركين الذي���ن يتلقون الخدمة بن�س���بة‬ ‫‪ ،%6.1‬لي�صل �إلى ‪ 7.1‬ماليين م�شترك‪.‬‬ ‫ويحت���ل القط���اع ال�س���كني المرك���ز الأول ف���ي عدد‬ ‫الم�ش���تركين حي���ث بل���غ ‪ 5.6‬ماليي���ن م�ش���ترك‪،‬‬ ‫بلغت ن�س���بة �إ�س���تهالكهم ‪ ،%48‬فيما �إحتل القطاع‬ ‫التجاري المركز الثاني بـ ‪ 1.151.546‬م�ش���ترك ًا‪،‬‬ ‫بلغت ن�سبة �إ�ستهالكهم ‪.%14.8‬‬ ‫ف���ي المقابل تتمح���ور �أبرز النق���اط الخالفية بين‬ ‫�ص���ندوق النق���د الدول���ي ودول مجل����س التع���اون‬ ‫الخليج���ي حول عملية دعم الطاقة‪ ،‬وفي ذلك يع ّلق‬ ‫الدكتور عبدالحميد ر�ض���وان الخبير االقت�ص���ادي‬ ‫ب����أن عملي���ة الع���م ه���ي م���ن �أب���رز المو�ض���وعات‬ ‫المطروحة على طاولة المفاو�ضات بين ال�صندوق‬ ‫والقائمين على �إقت�صادات دول "مجل�س التعاون"‪،‬‬


‫�إنخفا�ض الأ�سعار جعل البحث عن الغاز الطبيعي في �أو�ستراليا م�أزق ًا‬

‫طف���رة الطاقة المحلي���ة �إلى طفرة في الت�ص���دير‪،‬‬ ‫وكالهما يعتمد ب�ش���كل كبير على ال�س���وق الآ�سيوية‪.‬‬ ‫ولك���ن التراج���ع ف���ي الطلب عل���ى الغاز مع �أ�س���عار‬ ‫منخف�ض���ة كثير ًا‪ ،‬يجع�ل�ان �إحتمال بن���اء محطات‬ ‫�إ�ضافية بمليارات عدة من الدوالرات خيار ًا �صعب ًا‪.‬‬ ‫�إن الأ�ش���ياء ال تبدو جيدة على الإطالق فقد �إنقلبت‬ ‫ر�أ�س��� ًا على عق���ب‪ ،‬حيث �ص���ار المحلل���ون يفركون‬ ‫بالفع���ل �أيديهم ويتوقعون ح���دوث �أمر مريع ّ‬ ‫يحطم‬ ‫�آمال الغاز الطبيعي الم�سال في �أو�ستراليا‪.‬‬ ‫بطبيعة الحال‪� ،‬إذا كان هناك �أي عزاء لوا�ش���نطن‬ ‫و�أوتاوا‪ ،‬ف�إن التح ّول المفاجئ ل�س���وق الغاز العالمي‬ ‫ق���د و ّلد �أي�ض��� ًا �ص���داع ًا بالن�س���بة �إلى رو�س���يا‪ .‬لقد‬ ‫كانت لدى مو�س���كو خط���ط كبيرة للقفز �إلى �س���وق‬ ‫الغاز الطبيعي الم�سال بكال قدميها‪ ،‬وكذلك تو�سيع‬ ‫تجارة الطاقة البرية مع ال�صين‪� .‬إن �إنهيار الأ�سعار‬ ‫يهدّد فعلي ًا كل هذه الطموحات‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬ف�إن الكارثة هي �أخبار جيدة‪ ،‬على الأقل‬ ‫في المدى الق�ص���ير‪ ،‬لم�س���توردي الغ���از الطبيعي‪.‬‬ ‫وبف�ض���ل فواتي���ر �أرخ�ص ل���واردات الغ���از الطبيعي‬ ‫الم�س���ال‪ ،‬ف�إن اليابان خ ّف�ضت عجزها التجاري في‬ ‫كان���ون الثاني (يناير) الفائت بن�س���بة ‪ 60‬في المئة‬ ‫مقارن���ة م���ع العام الفائ���ت‪ .‬وكانت الياب���ان عرفت‬ ‫فائ�ض��� ًا تجاري��� ًا على م���دى ثالثة عق���ود قبل وقوع‬ ‫ح���ادث فوكو�ش���يما النووي ف���ي الع���ام ‪ 2011‬الذي‬ ‫�أجب���ر البالد على �ش���راء كمي���ات هائلة م���ن الغاز‬ ‫الطبيعي الم�س���ال ال ُمكلف‪ .‬الآن مع ح�ص���ولها على‬ ‫الغاز ب�أ�س���عار �أرخ�ص (وي�ش���تري البل���د �أقل) ف�إن‬ ‫دفاتر المحا�سبة اليابانية تقترب �إلى الأ�سود‪.‬‬ ‫م���ن ناحية �أخرى‪ ،‬يمكن �أن يحم���ل الغاز الأرخ�ص‬ ‫�أي�ض��� ًا �أخبار ًا جيدة بالن�س���بة �إلى دول مثل ال�صين‬

‫والهند‪ ،‬اللتين تحاوالن �إيجاد ال�س���بيل لإ�س���تخدام‬ ‫كمي���ات �أقل من الفحم في قطاعات الكهرباء للحد‬ ‫م���ن تل ّوث اله���واء القاتل‪� .‬إن ال�ش���ركات ال�ص���ينية‬ ‫العمالق���ة ف���ي مجال الطاق���ة مثل "بتروت�ش���اينا"‪،‬‬ ‫و"�س���ينوبيك"‪ ،‬و"الم�ؤ�س�س���ة الوطني���ة ال�ص���ينية‬ ‫للنف���ط البحري" كلها تبحث عن �ص���فقات �أ�س���عار‬ ‫مخف�ضة ل�ش���حنات الغاز الطبيعي الم�سال للت�سليم‬ ‫في ربيع هذا العام‪.‬‬ ‫بالن�س���بة �إل���ى الهند‪ ،‬ف����إن التواف���ر المفاجئ للغاز‬ ‫ب�أ�س���عار معقولة ن�س���بي ًا يعن���ي �أن الب�ل�اد يمكن �أن‬ ‫ت�س���تخدم محط���ات الطاق���ة الت���ي كان���ت موجودة‬ ‫ومتو ّقفة عن العمل ب�س���بب نق�ص الإمدادات‪ .‬وهذا‬ ‫يعن���ي �أن الب�ل�اد ينبغ���ي �أن تتجنب نق����ص الطاقة‬ ‫الكبي���ر ه���ذا الع���ام‪ ،‬عل���ى حد ق���ول وزي���ر الطاقة‬ ‫الهندي بيو�ش غويال‪.‬‬

‫و�صل �سعر ت�سليم الغاز الطبيعي ال ُم�سال‬ ‫في اليابان �إلى ‪ 20‬دوالر ًا للمليون وحدة‬ ‫حرارية بريطانية في �آذار (مار�س)‬ ‫‪ ،2014‬وهذا كان ي�ساوي �ضعفي‬ ‫الأ�سعار في �أوروبا في حينه‪ ،‬وبعد عام‬ ‫واحد‪ ،‬تراجعت �أ�سعار الغاز الطبيعي‬ ‫الم�سال في �آ�سيا �إلى حوالي ‪ 7‬دوالرات ‪-‬‬ ‫�أقل قلي ًال مما يدفع الأوروبيون الآن‬

‫م���ع ذل���ك‪� ،‬إن الغ���از الطبيع���ي الم�س���ال الرخي�ص‬ ‫ل���ن ي�س���تطيع ركل الفحم بالكامل بعي���د ًا من مزيج‬ ‫الطاق���ة‪ ،‬لأن ال�ص���خور ال�س���وداء الق���ذرة يمك���ن‬ ‫الح�ص���ول عليه���ا �أي�ض���ا ب�أ�س���عار �أرخ����ص بف�ض���ل‬ ‫الرك���ود العالمي‪ .‬يجب على �أ�س���عار الغاز الطبيعي‬ ‫�أن تغرق �أبعد من ذلك لتكون قادرة على المناف�س���ة‬ ‫�إقت�ص���ادي ًا م���ع الفح���م لتوليد الطاقة في ال�ص���ين‬ ‫والهند‪ .‬وكم���ا الحظت حديث ًا ال�ش���ركة البريطانية‬ ‫الإ�ست�ش���ارية ""�إينيرجي �أ�سبيكت�س"‪" :‬لو �إ�ستخدم‬ ‫الغاز الطبيعي الم�س���ال بال�س���عر ال�س���ابق لت�ش���غيل‬ ‫محط���ات تولي���د الكهرباء ل���كان الأمر مثل �ش���رب‬ ‫ال�ش���مبانيا ب�إعتب���اره فاكهة تق�ض���ي عل���ى العط�ش‪،‬‬ ‫وب�إ�س���تخدام الغاز الطبيعي الم�سال ب�سعر �أرخ�ص‬ ‫ً‬ ‫قلي�ل�ا لتولي���د الطاق���ة فهو مث���ل المي���اه المنتظرة‬ ‫لإرواء العط�ش"‪.‬‬ ‫عل���ى المنحى الآخر‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬ف�إن �إنهيار المكاف�أة‬ ‫والعائد الإ�ضافي في �آ�سيا يحمل فوائد‪ .‬كانت �أوروبا‬ ‫من���ذ فت���رة طويل���ة ُتعتبر العمي���ل الثاني ل�ش���حنات‬ ‫الغاز الطبيعي الم�س���ال‪ ،‬لأنها عر�ض���ت عوائد �أقل‬ ‫لبائعي الغاز‪ .‬وحتى مع ذلك‪ ،‬ال تزال واردات الغاز‬ ‫الطبيع���ي الم�س���ال �أكث���ر تكلفة من الغ���از الطبيعي‬ ‫الرو�س���ي الذي ي�أتي ب���ر ًا في خط���وط الأنابيب‪� .‬إن‬ ‫العدي���د من ال�ش���حنات الت���ي ق�ص���دت �أوروبا كان‬ ‫ُيعاد بب�س���اطة ت�صديرها �إلى �آ�س���يا للح�صول على‬ ‫عائ���دات �أكب���ر‪ .‬كل ذلك ف���ي الواقع ع���زّز �إعتماد‬ ‫�أوروبا على مو�سكو بالن�سبة �إلى �إمدادات الطاقة‪.‬‬ ‫ولكن الغ���از الطبيعي الم�س���ال الأرخ�ص في �آ�س���يا‬ ‫يعني �أن �أوروبا �أ�ص���بحت �سوق ًا جذابة‪ .‬وهذا هو نب�أ‬ ‫عظيم لبلدان مثل ليتوانيا وبولندا‪ ،‬اللتين تتحوالن‬ ‫�إل���ى الغ���از الطبيع���ي الم�س���ال لك�س���ر قب�ض���ة‬ ‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪69‬‬


‫عالم الطاقة‬ ‫غاز‬

‫الفائزون والخا�سرون من �إنخفا�ض قيمته يعيدون ح�ساباتهم على حد �سواء‬

‫ُ‬ ‫غرق أحالم‬ ‫ي‬ ‫غرق أسعار الغاز في آسيا ِ‬ ‫بوتين ويطيح طموحات أوستراليا‬ ‫يب��دو �أن �إنخفا���ض �أ�سعار الغ��از الطبيعي في �أ�سواق �آ�سيا يم ّث��ل نعمة بالن�سبة �إلى بع���ض البلدان‪ ،‬لكنه في‬ ‫الوقت عينه ي�شكِّ ل �أي�ض ًا �صداع ًا وا�سع النطاق من فالديفو�ستوك في رو�سيا �إلى فانكوفر في كندا‪.‬‬ ‫بكين ‪ -‬عبد ال�سالم فريد‬ ‫يق���ود غ���رق �أ�س���عار النفط �إل���ى تغيير‬ ‫كبي���ر �آخر في �أ�س���واق الطاقة العالمية‬ ‫يتم ّثل في �إنهيار �أ�س���عار الغاز الطبيعي الم�سال في‬ ‫�آ�سيا‪ .‬وهذا الأمر َي ِعد بتداعيات كبيرة بالن�سبة �إلى‬ ‫المنتجين والم�س���تهلكين على حد �سواء‪ ،‬كما يمكن‬ ‫�أن تكون له تداعيات و�آثار مترتبة في خطط رو�سيا‬ ‫لتحويل �أكثر �أعمالها في مجال الطاقة �إلى ال�ش���رق‬ ‫الأق�صى‪.‬‬ ‫على م���دى �س���نوات‪ ،‬كانت ال���دول الآ�س���يوية مثل‬ ‫الياب���ان وكوري���ا الجنوبي���ة م���ن �أكبر م�س���توردي‬ ‫الناق�ل�ات المح َّمل���ة بالغ���از الطبيع���ي الم�س���ال‪،‬‬ ‫ونتيج���ة لذل���ك‪ ،‬ف����إن المنطقة ق���د دفع���ت دائم ًا‬ ‫�أ�س���عار ًا مرتفعة �أكثر من جمي���ع المناطق الأخرى‬ ‫في العالم‪� .‬إن ما ُي�س��� َّمى ب"المكاف�أة الآ�س���يوية"‬ ‫(العائد الإ�ضافي) نمت ب�شكل كبير جد ًا في �أوائل‬ ‫العام الما�ضي‪ ،‬وذلك بف�ضل �إرتفاع �أ�سعار النفط‬ ‫والطلب المتزاي���د ب�إطراد على الغاز‪� .‬إن دو ًال مثل‬ ‫الياب���ان دفع���ت خم����س م���رات على �ش���راء المواد‬ ‫الهيدروكربونية �أكثر مما دفعت الواليات المتحدة‬ ‫على حرق الوقود النظيف‪.‬‬ ‫والآن ه���ذه المكاف����أة ّ‬ ‫تبخ���رت والعائ���د الإ�ض���افي‬ ‫ل���م يعد موج���ود ًا‪ ،‬مما يجع���ل الغاز �أرخ����ص لكبار‬ ‫الم�ش���ترين الآ�س���يويين ‪ -‬ويجع���ل الم�س���تقبل �أكثر‬ ‫قتام���ة لكثيرين من م�ص���دّري الغاز مث���ل الواليات‬ ‫المتحدة و�أو�س���تراليا‪ .‬لقد و�ص���ل �سعر ت�سليم الغاز‬ ‫الطبيعي الم�سال في اليابان �إلى ‪ 20‬دوالر ًا للمليون‬ ‫وحدة حراري���ة بريطانية في �آذار (مار�س) ‪،2014‬‬ ‫وهذا كان ي�س���اوي �ض���عفي الأ�س���عار ف���ي �أوروبا في‬

‫‪68‬‬

‫العدد ‪� - 28‬آذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫فالديمير بوتين‪:‬‬ ‫هبوط �أ�سعار الغاز تهدد �أحالمه‬

‫على مدى �سنوات‪ ،‬كانت‬ ‫الدول الآ�سيوية مثل اليابان‬ ‫وكوريا الجنوبية من �أكبر‬ ‫م�ستوردي الناقالت المح َّملة بالغاز‬ ‫الطبيعي الم�سال‪ ،‬ونتيجة لذلك‪ ،‬ف�إن‬ ‫المنطقة قد دفعت دائم ًا �أ�سعار ًا مرتفعة‬ ‫�أكثر من جميع المناطق الأخرى‬ ‫في العالم‬

‫حين���ه‪ ،‬وبعد ع���ام واح���د‪ ،‬تراجع���ت �أ�س���عار الغاز‬ ‫الطبيعي الم�س���ال في �آ�سيا �إلى حوالي ‪ 7‬دوالرات ‪-‬‬ ‫�أقل قلي ًال مما يدفع الأوروبيون الآن‪.‬‬ ‫ويرج���ع جزء م���ن هذا الهب���وط �إلى �أ�س���عار النفط‬ ‫المتد ّني���ة‪ ،‬التي �إنخف�ض���ت نحو ‪ 50‬ف���ي المئة منذ‬ ‫ال�ص���يف الما�ض���ي‪ .‬وترتبط غالبية عقود الغاز في‬ ‫�آ�س���يا ب�أ�س���عار النفط‪ ،‬ل���ذا عندما ي�ص���بح النفط‬ ‫الخ���ام �أكث���ر تكلفة‪ ،‬ي�ص���بح �س���عر الغ���از كذلك‪-‬‬ ‫والعك�س بالعك�س‪.‬‬ ‫ويرجع جزء من الإنخفا�ض الحاد �أي�ض��� ًا �إلى النوع‬ ‫عين���ه من �أ�سا�س���يات العر�ض والطل���ب التي ع ّكرت‬ ‫�أ�س���واق النف���ط‪� .‬إن الإقت�ص���ادات الآ�س���يوية مث���ل‬ ‫الياب���ان وال�ص���ين تتباط����أ‪ ،‬الأمر الذي ي����ؤدي �إلى‬ ‫�إنخفا�ض الطلب على الغاز بن�س���بة هبوط �أكثر من‬ ‫ن�سبة ذلك المعرو�ض في ال�سوق‪.‬‬ ‫ونتيج���ة لذل���ك‪ ،‬ف����إن الناق�ل�ات المح ّمل���ة بالغ���از‬ ‫الطبيع���ي ال ُم�س���ال تتراك���م وتتجمع ح���ول المراكز‬ ‫التجارية في جميع �أنحاء �آ�سيا‪ُ ،‬م ِّ‬ ‫خزنة حموالت لم‬ ‫تعد ت�ساوي �سوى ثلث قيمتها في العام الما�ضي‪ .‬كما‬ ‫�أن ناقالت �أخرى تتباط�أ في �سيرها في طريقها �إلى‬ ‫تتح�س���ن ال�س���وق في‬ ‫المحيط الهادئ‪ ،‬على �أمل �أن ّ‬ ‫الوقت الذي ت�ص���ل فيه �إلى ال�ش���رق الأق�صى‪ .‬يبدو‬ ‫�أن ُع�ش َر �أ�سطول ناقالت الغاز الطبيعي الم�سال في‬ ‫العالم ينتظر حالي ًا في حالة ركود‪.‬‬ ‫"بمجرد ح�صول فائ�ض‪ ،‬ف�إن الأمر يتح َّول ب�سرعة‬ ‫كبي���رة �إلى كارثة في هذه ال�ص���ناعة"‪ ،‬قال جيم�س‬ ‫جن�سن‪ ،‬م�ؤ�س����س وكالة �إ�ست�ش���ارات الغاز الطبيعي‬ ‫"جن�سن و�شركاه"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لقد �ص���ار هذا الو�ضع م�ش���ابها للو�ضع في الواليات‬ ‫المتحدة وكندا حيث يحاول ك ّل من البلدين تحويل‬


‫عالم الطاقة ¶ غاز‬ ‫مو�سكو عليهما‪ .‬وبالن�سبة �إلى �أوروبا ككل‪� ،‬إن توافر‬ ‫المزيد من الغاز الطبيعي الم�سال في ال�سوق يعطي‬ ‫بروك�سل المزيد من خيارات الطاقة‪.‬‬ ‫"بع����ض الناق�ل�ات يع���ود الآن �إل���ى �أوروب���ا" قال‬ ‫جن�س���ن‪ .‬م�ض���يف ًا‪" :‬حالي��� ًا‪ ،‬لي�س هن���اك �أي حافز‬ ‫يدف���ع لإعادة الت�ص���دير م���ن �إ�س���بانيا �أو بلجيكا �أو‬ ‫من �أي مكان �إلى �آ�س���يا‪ ،‬لذلك هذا ي�ض���يف ويدعم‬ ‫العر�ض في �أوروبا"‪.‬‬ ‫ولك���ن غ���رق الأ�س���عار و َّل���د الكثير من الخا�س���رين‬ ‫�أي�ض ًا‪ .‬دو ٌل مثل الواليات المتحدة وكندا وخ�صو�ص ًا‬ ‫�أو�س���تراليا كانت تع ّلق الآمال على م�شاريع ت�صدير‬ ‫بملي���ارات ال���دوالرات للغاز �إلى ال�س���وق الآ�س���يوية‬ ‫المربح���ة‪ .‬م���ع �إنهيار "المكاف����أة الآ�س���يوية"‪ ،‬ف�إن‬ ‫الإقت�ص���اد بالن�س���بة �إلى العديد من تلك الم�شاريع‬ ‫ وبخا�ص���ة تلك الم�ش���اريع ال�ض���خمة ذات التكلفة‬‫العالية في �أو�س���تراليا ‪ -‬يبدو بب�ساطة �أمر ًا ال يمكن‬ ‫الدفاع عنه‪ .‬وهذا الو�ض���ع ينطبق �أي�ض ًا على خطط‬ ‫لت�ص���دير الغاز‪ ،‬الذي ما زال في فترة التطوير‪ ،‬في‬ ‫�شرق �أفريقيا‪.‬‬ ‫�إن م�ش���اريع ت�ص���دير الغاز في �أميركا‪ ،‬خ�صو�ص���اً‬ ‫تلك الموجودة على ال�س���احل الغربي‪ ،‬تجد �ص���عوبة‬ ‫في جذب ملي���ارات الدوالرات م���ن التمويل الالزم‬ ‫لبن���اء محط���ات متط���ورة‪ .‬ويتوقع بع����ض المحللين‬ ‫�أن الغالبي���ة العظم���ى من الم�ش���اريع قي���د الدر�س‬ ‫التي يبلغ عددها حوالي ‪ 30‬قد ال ترى النور ب�س���بب‬ ‫الإقت�صاد الرديء‪ .‬كما �أن ك�آبة مماثلة هبطت على‬ ‫�آم���ال كن���دا لتحويل �س���احل المحيط اله���ادئ �إلى‬ ‫مركز محور لت�صدير الغاز‪.‬‬ ‫والتوقعات بالن�س���بة �إل���ى �أو�س���تراليا مخ ّيبة و�أكثر‬ ‫ق�س���اوة‪ .‬يبدو �أن غرق الأ�س���عار �س���وف ي����ؤدي �إلى‬ ‫حفرة مالية ب‪ 30‬مليار دوالر في توقعات ت�ص���دير‬ ‫الغ���از ف���ي البالد‪ .‬وه���ذا‪ ،‬ب���دوره‪ ،‬ي�ض���ع موازنات‬ ‫الدول���ة الأو�س���ترالية ‪ -‬التي قبل ع���ام كانت تعتمد‬ ‫عل���ى مطر من ثروات مبيعات الغاز ‪ -‬تحت �ض���غط‬ ‫متزايد‪.‬‬ ‫يمك���ن للغاز الطبيعي ال ُم�س���ال الأرخ�ص في �آ�س���يا‬ ‫�أن ُين ِتج �أي�ض��� ًا خا�س���ر ًا لم يكن متو ّقع ًا‪ :‬رو�سيا‪� .‬إن‬ ‫�إنخفا�ض الأ�س���عار‪ ،‬والعقوبات الغربية‪ ،‬قد و�ضعتا‬ ‫بالفعل م�ش���اريع الغاز الطبيعي الم�س���ال في رو�سيا‬ ‫تحت �ض���غط �ش���ديد‪ .‬ال�ش���ركات التي تق���وم ببناء‬ ‫محط���ة للغ���از الطبيعي الم�س���ال في �ش���به جزيرة‬ ‫"يامال" ت�أمل ب�أن يلتقط الطلب من جديد م�ستوى‬ ‫كافي ًا في ال�س���نوات القليلة المقبلة لجعل الإقت�صاد‬ ‫مر�ضي ًا ويعمل بالن�سبة �إلى الم�شروع‪.‬‬

‫م�شاريع الطاقة في �أميركا‪� :‬إلى �أي حد �سي�ؤثر فيها �إنخفا�ض الأ�سعار؟‬

‫لكن حتى �أح�ل�ام خط الأنابيب الرو�س���ي يمكن �أن‬ ‫يكون في خطر‪ .‬في العام الما�ضي‪ ،‬كجزء من خطة‬ ‫طويل���ة الأج���ل لتحويل المزيد م���ن مبيعات الطاقة‬ ‫�إلى �آ�سيا‪ ،‬وقعت رو�س���يا مذكرتي تفاهم �ضخمتين‬ ‫في مجال الغاز الطبيعي مع ال�صين‪ .‬العمل بالن�سبة‬ ‫�إلى الأولى‪ ،‬تنفذه "طاقة �س���يبيريا" للأنابيب‪ ،‬وهو‬ ‫جار فعلي ًا حتى الآن‪.‬‬

‫ً‬ ‫نتيجة لإنخفا�ض الأ�سعار‪ ،‬ف�إن‬ ‫الناقالت المح ّملة بالغاز الطبيعي‬ ‫ال ُم�سال تتراكم وتتجمع حول‬ ‫المراكز التجارية في جميع �أنحاء‬ ‫�آ�سيا‪ُ ،‬مخزِّ نة حموالت لم تعد ت�ساوي‬ ‫�سوى ثلث قيمتها في العام الما�ضي‪.‬‬ ‫كما �أن ناقالت �أخرى تتباط�أ في �سيرها‬ ‫في طريقها �إلى المحيط الهادئ‪ ،‬على‬ ‫تتح�سن ال�سوق في الوقت الذي‬ ‫�أمل �أن‬ ‫ّ‬ ‫ت�صل فيه �إلى ال�شرق الأق�صى‬

‫وق���د �أدّى تدف���ق واردات الغ���از الطبيعي الم�س���ال‬ ‫الرخي�ص���ة �إل���ى �آ�س���يا �إلى خلق �ش���ك ف���ي جدوى‬ ‫الم�ش���روع الكبير الثاني‪ ،‬خط �أنابيب "�ألتاي" من‬ ‫غرب �س���يبيريا الى ال�ص���ين الغربية‪ .‬وهذا يمكن‬ ‫�أن ي����ؤدي �إل���ى عرقلة الم�ش���روع �أو ت�أخي���ره حالي ًا‬ ‫في الوقت الذي تحتاج رو�س���يا �إلى الح�ص���ول على‬ ‫�أر�ضية وموطىء قدم في ال�سوق الآ�سيوية‪.‬‬ ‫ويق���ول "كي���ون ووك باي���ك"‪ ،‬الخبي���ر ف���ي تج���ارة‬ ‫الطاقة الرو�س���ية –ال�صينية‪" :‬ال�س����ؤال الكبير هو‬ ‫ما �إذا كانت ال�ص���ين �س���توافق عل���ى تحويل مذكرة‬ ‫التفاهم حول "�إلتاي" �إلى �إتفاق ملزم خالل العام‬ ‫المقبل"‪.‬‬ ‫الواقع �أن رو�س���يا ت���درك تمام ًا �أن ر ّقا�ص ال�س���اعة‬ ‫تحرك من جانب البائع �إلى جانب الم�ش���تري‪ ،‬على‬ ‫الأقل خالل الفترة المتبقية من العقد‪� .‬أما بالن�سبة‬ ‫�إلى العقد المقبل‪� ،‬إذا عاد الطلب في �آ�سيا و�أوروبا‬ ‫�إل���ى الإنتعا����ش‪ ،‬يمك���ن �أن يتغ ّي���ر الو�ض���ع ‪ --‬لكن‬ ‫البنية التحتي���ة ينبغي بنا�ؤها الآن للإ�س���تفادة منه‬ ‫في حينه‪.‬‬ ‫"بالن�س���بة �إلى رو�س���يا‪ ،‬ه���ذا هو الوقت الأف�ض���ل‬ ‫والأكثر �أهمية لإختراق �آ�سيا وعلى وجه الخ�صو�ص‬ ‫�س���وق الغاز ال�ص���يني‪ ،‬و�إلاّ قد تكون الفر�ص���ة و ّلت‬ ‫لمو�س���كو لأنه ال �أحد يعلم ماذا يخبئ الم�س���تقبل"‪،‬‬ ‫قال بايك‬ ‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪71‬‬


P.O.Box: 138, Chelsea, London, SW3 6BH ENGLAND Tel: +44 (0) 20 72861372 Fax: +44 (0) 20 72661479 E-mail: ad-diplomasi@btconnect.com Website: http: //www.ad-diplomasi.com

!

NO RELUCTANCE IN SEEKING HOT ISSUES

No Hesitation In Telling Hard Truth Ad-Diplomasi News Report monthly distributes critical analysis of events in the Arab world and the Middle East, to its subscribers among the top Arab decision makers, government officials, diplomats, journalists and business leaders. Ad-Diplomasi News Report analysis goes beyond the event, to provide the information and assessments needed to understand intelligently what is going on, in the ever changing Middle East political, military and economic scene. Ad-Diplomasi News Report’s writers have an impeccable reputation as experts in Arab affairs and, their work is widely quoted by the international media. Ad-Diplomasi News Report is published from LONDON in Arabic as well as in English by Focus Press (UK) Limited. Founded in 1996. Editor Raymond Atallah.


‫لجميع م�س���تهلكي الطاقة الكبار لأن �أمن النفط هو‬ ‫�أو ًال وقبل كل �شيء عمل يقوم على التن ّوع‪.‬‬

‫معلومات معروفة ولكن‪...‬‬ ‫�إن تو ّق َع �أي �شيء عن النفط و�أ�سعاره هو من الأعمال‬ ‫الخطرة‪ .‬ولكن بع�ض �آثار هبوط ال�س���عر من ال�سهل‬ ‫تخمينه �أو تو ّقعه‪.‬‬ ‫بالن�س���بة �إلى بلد ي�س���تهلك الكثير م���ن النفط‪ ،‬ف�إن‬ ‫لخف�ض كبير في �أ�س���عار النفط‬ ‫الت�أثير الإقت�ص���ادي‬ ‫ٍ‬ ‫إنخفا�ض في ال�ض���رائب بالن�س���بة �إلى‬ ‫ه���و مماث��� ٌل ل‬ ‫ٍ‬ ‫الم�س���تهلكين‪ .‬ف�إن���ه يت���رك المزي���د م���ن المال في‬ ‫جيوبه���م لأنهم ينفقون �أقل عل���ى البنزين‪ ،‬ويخ ّف�ض‬ ‫تذاك���ر الطي���ران والنقليات العام���ة‪ ،‬ويد ّني الإنفاق‬ ‫عل���ى الأن�ش���طة الأخ���رى الت���ي ت�س���تخدم النف���ط‪.‬‬ ‫ويمكنه���م في هذه الحالة بد ًال من ذلك الإنفاق على‬ ‫�أ�ش���كال �أخرى من الإ�ستهالك‪ ،‬وكل هذا ي�ضيف �إلى‬ ‫مزيد من النمو الإقت�صادي‪ .‬في العديد من البلدان‬ ‫خارج �أميركا ال�شمالية‪ ،‬ف�إن �سعر الغاز الطبيعي ‪--‬‬ ‫وبالتالي �سعر الكهرباء‪ -‬تمليه جزئي ًا �أ�سعار النفط‪،‬‬ ‫حي���ث عندما تهبط‪ ،‬ففي كثير من الأحيان تنخف�ض‬ ‫معها �أ�سعار جميع �أ�شكال الطاقة �أي�ض ًا‪.‬‬ ‫مقارن���ة مع معظ���م البلدان الأخ���رى‪ ،‬فمن المرجح‬ ‫�أن تك���ون الوالي���ات المتح���دة �أكبر دولة م�س���تفيدة‬ ‫�إقت�صادي ًا على م�ستوى العالم من النفط الرخي�ص‪.‬‬ ‫ت�س���تخدم البالد ما يقرب م���ن ‪ 19‬مليون برميل من‬

‫النف���ط يومي ًا‪ ،‬وهو ما يقرب من �ض���عف �إ�س���تهالك‬ ‫ال�ص���ين‪ .‬وعل���ى الرغ���م م���ن �أن �أميركا هي �أي�ض��� ًا‬ ‫منتج���ة كبي���رة للنف���ط ‪ --‬م���ن المرج���ح �أن تتف ّوق‬ ‫على رو�س���يا ثان���ي �أكبر منتج للنفط ف���ي العالم‪ ،‬بل‬ ‫وربما على المملكة العربية‪-‬ال�سعودية— ف�إن البلد‬ ‫ما زال ي�س���تورد ما يقرب من ن�ص���ف البترول الذي‬ ‫يحرقه‪ .‬والأ�س���ر الأميركية التي تنفق �أكبر جزء من‬ ‫دخله���ا على الطاقة تميل �إل���ى �أن تكون الأكثر فقر ًا‪.‬‬ ‫بالن�سبة �إلى تلك الأ�سر‪ ،‬ف�إن النفط الرخي�ص ي�ؤدي‬

‫تراجع الأ�سعار قد يخلق �أي�ض ًا فر�صة‬ ‫كبيرة لم�شاريع جديدة للتنقيب عن‬ ‫النفط‪ ،‬مثل الحقول الهيدروكربونية‬ ‫في المياه العميقة‪ ،‬والتي لها فترات‬ ‫زمنية طويلة (‪� 8-5‬سنوات) وال تعتمد‬ ‫على �أ�سعار النفط الحالية – �شريطة �أن‬ ‫تجذب هذه الم�شاريع التمويل من �أجل‬ ‫البنية التحتية الحيوية‪ ،‬مثل‬ ‫خطوط �أنابيب جديدة‬

‫النفط في كرد�ستان العراق‪ :‬القوانين المحفزة �أنع�شت القطاع‬

‫دائم��� ًا تقريب��� ًا �إلى الإنف���اق �أكثر على �أم���ور �أخرى‪،‬‬ ‫وبالتالي �إفادة �أكبر لمختلف قطاعات الإقت�صاد‪.‬‬ ‫وهن���اك ت�أثي���ر �آخ���ر يمك���ن التنب����ؤ ب���ه م���ن النفط‬ ‫الرخي����ص يكمن ف���ي الآثار المحتملة في �سيا�س���ات‬ ‫البلدان التي تعتمد على �ص���ادرات النفط للح�صول‬ ‫عل���ى الإي���رادات‪ .‬يرتب���ط الم���ال م���ن ال�ص���ادرات‬ ‫�إرتباط��� ًا وثيق ًا ببع�ض م�ش���اكل ال�سيا�س���ة الخارجية‬ ‫الأكثر �ص���عوبة ف���ي العالم‪ .‬ويرجع ه���ذا جزئي ًا �إلى‬ ‫�أن ال���دول الغني���ة بالنف���ط ال تهت���م �أو تقل���ق كثي���ر ًا‬ ‫بالن�س���بة �إلى �آراء الأع�ض���اء الآخري���ن في المجتمع‬ ‫الدولي‪ .‬وف���ي البلدان التي توجد فيها �إ�ض���طرابات‬ ‫مدنية‪ ،‬فانه يعود جزئي��� ًا �إلى الأموال التي يمكن �أن‬ ‫يح�ص���ل عليها المتم ّردون من طريق �س���رقة النفط‬ ‫من خطوط الأنابيب‪.‬‬ ‫ً‬ ‫النفط الأغلى ي�سمح �أي�ضا للدول تج ّنب الإ�صالحات‬ ‫الإقت�ص���ادية ويحم���ي �إقت�ص���اداتها من المناف�س���ة‬ ‫الإقت�ص���ادية العالمية‪ ،‬في حين �أن النفط الأرخ�ص‬ ‫له ت�أثير معاك�س‪ .‬يمكن �أن ي�س���اعد النفط الرخي�ص‬ ‫�أي�ض��� ًا الغرب على التفاو�ض مع �إي���ران‪ .‬في الواقع‪،‬‬ ‫لقد و�ض���عت العقوبات الحالية فعلي ًا �ض���غوط ًا هائلة‬ ‫عل���ى ه���ذا البل���د الم�ص���دّر للنف���ط؛ و�أن �إنخفا�ض‬ ‫العائدات �سي�ضيف المزيد من ال�ضغط‪.‬‬

‫العوامل الم�ؤ ِّثرة في الإ�ستثمار‬ ‫على الرغم من �أن العديد من �آثار النفط الرخي�ص‬ ‫من ال�س���هل التنب�ؤ ب���ه‪ ،‬ف�إن الذي يبدو �أقل و�ض���وح ًا‬ ‫بكثير ه���و كيف �س���ي�ؤ ّثر ذلك في �أنماط الإ�س���تثمار‬ ‫للتنقي���ب عن النفط الجدي���د وتنميته‪ .‬مع �إنخفا�ض‬ ‫�أ�س���عار النف���ط �إلى الح�ض���ي�ض‪ ،‬ف����إن ر�أ����س المال‬ ‫المت���اح لإ�ستك�ش���اف �أحوا����ض جديدة ي�ض���يق‪ .‬لقد‬ ‫�ص���ارت ال�ش���ركات �ص���عبة الإر�ض���اء بالن�س���بة �إلى‬ ‫المكان الذي ت�س���تثمر فيه �أموالها‪ .‬غالبية �ش���ركات‬ ‫النفط والغاز الكبرى قد ق ّل�صت موازنات ر�أ�سمالها‬ ‫الإ�س���تثماري في العام ‪ .2015‬والبلدان التي ت�س���عى‬ ‫�إلى جذب �إ�س���تثمارات جديدة عليه���ا الآن التناف�س‬ ‫يرجح �أن‬ ‫بجدي���ة �أكبر مع دول و�أحوا�ض �أخرى‪ .‬وما ّ‬ ‫يترتّب عن ذلك هو �سباق محموم بين الدول لت�صبح‬ ‫مكان ًا جذاب ًا للإ�ستثمار‪.‬‬ ‫�س���وف تكون المناف�سة في �أنواع عديدة من التنقيب‬ ‫و�إنت���اج النفط‪ .‬ومن الأمثلة عل���ى ذلك التنقيب عن‬ ‫الم���واد الهيدروكربونية في "المي���اه العميقة"‪ ،‬التي‬ ‫هي رائدة حالي ًا في �أ�سواق النفط والغاز لأنها واحدة‬ ‫من �أهم م�ص���ادر الإنتاج الجدي���د‪ .‬على مدى العقد‬ ‫الفائت‪ ،‬نم���ا الإنتاج من المياه العميقة ب�ش���كل‬ ‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪73‬‬


‫عالم الطاقة‬ ‫نفط‬

‫كيف يمكن لل�شركات والبلدان الإ�ستفادة الق�صوى من �إنخفا�ض الأ�سعار‬

‫النفط الرخيص‬ ‫لن يقضي على اإلستكشاف والتنقيب‬ ‫ف��ي ظل هبوط �أ�سعار النف��ط والغاز ت�سعى الحكومات المنتجة للم��واد الهيدروكربونية‬ ‫�إلى التكيّف مع الو�ضع الحالي على �أمل �أن تعود الأ�سعار �إلى الإرتفاع‪ .‬وفي هذا المجال‬ ‫ي�سعى بع�ضها �إلى �سن قوانين وو�ضع حوافز لجذب ر�ؤو�س �أموال للإ�ستثمار في م�شاريع‬ ‫نفطية �ضخمة تح�ضير ًا للفترة المقبلة‪ ،‬ولكن هل هناك من نتيجة؟‬ ‫لندن ‪ -‬هاني مكارم‬ ‫للمرة الثانية خالل ع�ش���ر �س���نين ت�شهد‬ ‫�أ�س���عار النفط هبوط ًا كبير ًا‪ .‬و�إذا بقيت‬ ‫الطاقة رخي�صة ن�سبي ًا لب�ضع �سنوات‪ ،‬يتوقع الخبراء‬ ‫�أن تتبع ذلك �إعادة ر�س���م هائل للم�شهد الإقت�صادي‬ ‫وال�سيا�سي‪.‬‬ ‫بع�ض العواقب من ال�س���هل التكهن به ‪ --‬لأنه يقع �أو‬ ‫يحدث في كل مرة تنخف�ض فيها �أ�س���عار النفط‪ .‬من‬ ‫جهتها �س���تكون ال�ص���ين والهند والواليات المتحدة‬ ‫وال���دول الم�س���توردة للنف���ط الأخرى م�س���تفيدة لأن‬ ‫�إنخفا�ض تكاليف الطاقة �س���وف يح��� ّرر المال للنمو‬ ‫ف���ي القطاع���ات الأخ���رى‪ .‬وكم���ا كان الو�ض���ع ف���ي‬ ‫الما�ض���ي‪ ،‬فم���ن المرج���ح ب����أن البلدان الم�ص���درة‬ ‫للنفط الرئي�س���ية ‪--‬رو�س���يا وبلدان ال�شرق الأو�سط‬ ‫و�أمي���ركا الالتينية‪� --‬س���وف تواجه �ض���غوط ًا لتب ِّني‬ ‫�إ�صالحات وا�س���عة النطاق في قطاع الطاقة لجذب‬ ‫�إ�ستثمارات جديدة خا�ضعة لل�ضريبة‪.‬‬ ‫يمك���ن للنف���ط الأرخ�ص �أي�ض��� ًا �أن ير�س���م م�ش���هداً‬ ‫جيو‪�-‬إقت�ص���ادي ًا بط���رق �أكث���ر ده���ا ًء‪ .‬بالطب���ع‪ ،‬قد‬ ‫تُج ِب���ر الأ�س���عار المنخف�ض���ة بع����ض منتج���ي النفط‬ ‫والغاز على وقف الحفر‪ ،‬لأن بع�ض الحقول لن يكون‬ ‫مجدي ًا �إقت�ص���ادي ًا‪ .‬ويمكن �أي�ض��� ًا �أن يق ّلل ذلك من‬ ‫الموازنات الر�أ�س���مالية في �أكبر ال�شركات النفطية‪،‬‬ ‫التي تواجه �أر�ص���دتها النقدية �إرهاق ًا فعلي ًا في بيئة‬ ‫اليوم‪ .‬لكن تراجع الأ�س���عار قد يخلق �أي�ض��� ًا فر�ص���ة‬ ‫كبيرة لم�ش���اريع جدي���دة للتنقيب ع���ن النفط‪ ،‬مثل‬ ‫الحق���ول الهيدروكربونية في المي���اه العميقة‪ ،‬والتي‬

‫‪72‬‬

‫العدد ‪� - 28‬آذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫لها فت���رات زمنية طويلة (‪� 8-5‬س���نوات) وال تعتمد‬ ‫على �أ�سعار النفط الحالية – �شريطة �أن تجذب هذه‬ ‫الم�ش���اريع التمويل من �أجل البنية التحتية الحيوية‪،‬‬ ‫مث���ل خطوط �أنابيب جدي���دة‪ .‬وفعلي��� ًا‪ ،‬لقد �أظهرت‬ ‫ه���ذه الم�ش���اريع مرونة مفاجئة فيم���ا فائ�ض النفط‬ ‫المعرو����ض من من�ص���ات الحف���ر يدفع �إل���ى خف�ض‬ ‫تكاليف الإ�ستك�شاف والتنمية‪.‬‬ ‫الواقع �أن الرابحين في هذا العالم النفطي الرخي�ص‬ ‫الجديد �س���تكون ال�شركات التي لديها النقد للإنفاق‬

‫والحكوم���ات التي ه���ي جيدة في جذب �إ�س���تثمارات‬ ‫جدي���دة ن���ادرة‪ .‬ويمك���ن �أن تك���ون النتيج���ة حدوث‬ ‫تح��� ّول في �إ�ستك�ش���اف النف���ط ‪ -‬حفر �آب���ار جديدة‬ ‫في حق���ول جديدة ‪ -‬بعيد ًا م���ن الأحوا�ض التقليدية‬ ‫�إلى �أماكن لم يتم الإ�ستك�ش���اف والتنقيب فيها‪ ،‬مثل‬ ‫�ش���رق �أفريقيا وحتى الع���راق‪ .‬و�إذا ما �أُدي َرت الأمور‬ ‫ب�شكل جيد والإقت�صادات تبدو مواتية للم�ستثمرين‪،‬‬ ‫فيمك���ن �أن ت�ش���هد ال�س���نوات القليلة المقبل���ة تنويع ًا‬ ‫ف���ي عملية عر�ض النفط العالمي – وهو �ش���يء جيد‬

‫�إ�ستخراج النفط في المياه العميقة في البرازيل‪ :‬القوانين �صارت عقبة للم�ستثمرين‬


‫�إ�ستخراج النفط في موزامبيق‪� :‬شروط مواتية للم�ستثمرين هناك‬

‫الحكومي���ة ه���ي التمايز الأ�سا�س���ي بين ال���دول التي‬ ‫تح�ص���ل على الإ�ستثمار وتلك التي لن تح�صل عليه‪،‬‬ ‫بعدما جع���ل �إنخفا����ض �أ�س���عار النفط ر�أ����س المال‬ ‫للتنقيب نادر ًا‪ .‬هناك �أ�ش���ياء ع���دة يمكن القيام بها‬ ‫والتي يمكن �أن تكون في حد ذاتها �أكثر جاذبية‪.‬‬

‫التحديات الجديدة‬ ‫ّ‬ ‫الفر����ص المتاحة في ه���ذه الجغرافيا الإقت�ص���ادية‬ ‫للنف���ط لي�س���ت م�ض���مونة‪� .‬إذا جرى التعام���ل معها‬ ‫ب�ص���ورة �س���يئة‪ ،‬ف����إن �آفاق��� ًا جديدة للإ�س���تثمار لن‬ ‫تتحقق‪ .‬ولكن �إذا كان التعامل معها ب�شكل جيد‪ ،‬ف�إن‬ ‫الإيجابيات يمكن �أن تكون هائلة‪.‬‬ ‫موزامبي���ق ه���ي مث���ا ٌل واع���د للممار�س���ة الجيدة‪...‬‬ ‫لبع����ض من �أكبر �إكت�ش���افات الغ���از الأخيرة‬ ‫موط���نٌ‬ ‫ٍ‬ ‫ف���ي المي���اه العميقة‪ ،‬فقد �أ�ص���درت حكوم���ة البالد‬ ‫ت�ش���ريعات ف���ي �أواخ���ر ت�ش���رين الثان���ي (نوفمب���ر)‬ ‫‪ 2014‬حدّدت بموجبها المعلمات المالية والقانونية‬ ‫الطويل���ة الأج���ل لل�ش���ركات العالمي���ة التي ت�س���تثمر‬ ‫ملي���ارات ال���دوالرات في تطوير حقل وا�س���ع النطاق‬ ‫للغاز ومن�ش����أة للغاز الطبيعي الم�سال في موزامبيق‪.‬‬ ‫وي�ش���مل القانون الجديد مدة ‪ 30‬عام ًا من الم�شروع‬ ‫حيث يت�ض��� ّمن �ش���روط ًا مالئم���ة للم�س���تثمرين مثل‬ ‫الإطار ال�ضريبي على المدى الطويل – الذي �سوف‬

‫يعاد النظر فيه بعد ع�ش���ر �سنين و ‪� 20‬سنة على �أول‬ ‫�ش���حنة من الغاز الطبيعي‪ .‬وقد �أ�شاد �صندوق النقد‬ ‫الدول���ي بالإ�س���تقرار المالي والقانون���ي الذي يو ّفره‬ ‫القان���ون‪ ،‬م�ش���ير ًا �إل���ى �أن المر�س���وم الموزامبيق���ي‬ ‫�س���يكون بمثابة "مثال ومعيار" لمثل هذه الإتفاقات‬ ‫في بلدان �أخرى‪.‬‬ ‫ً‬ ‫�أمثلة عدة كثيرة غيرها موجودة �أي�ض���ا‪ .‬في العراق‪،‬‬ ‫�أدّت �إ�س���تثمارات �ض���خمة في �إقليم كرد�س���تان �إلى‬ ‫تو�س���يع �إنت���اج الب�ل�اد‪ ،‬وكان ذل���ك ممكن��� ًا بف�ض���ل‬ ‫�سيا�س���ات واقعي���ة حول ما يحتاج �إليه الم�س���تثمرون‬ ‫الأجان���ب‪ .‬وق���د �س���اعدت الحكوم���ات الأجنبية‪ ،‬وال‬ ‫�س���يما الوالي���ات المتح���دة‪ ،‬ف���ي المج���االت التقنية‬ ‫والأمني���ة ‪ --‬بما في ذلك الأمن ال�ض���روري والدعم‬ ‫المال���ي للم�س���تثمرين الأجان���ب‪ .‬وتلعب ال�ش���ركات‬ ‫�أنف�س���ها �أدوار ًا رئي�س���ية – عل���ى �س���بيل المثال‪ ،‬من‬ ‫خ�ل�ال التركي���ز على كيفي���ة تحوي���ل ذل���ك الإقليم‬ ‫الج���اف �إل���ى منطق���ة تنتج النف���ط م���ع التقليل من‬ ‫�إ�ستخدام المياه ال�شحيحة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫�س���وف تحت���اج القوى العالمية �أي�ض���ا �إلى م�س���اعدة‬ ‫منتجي النف���ط الجدد على خلق التوازن ال�ص���حيح‬ ‫بي���ن تولي���د فر�ص العم���ل والمه���ارات المحلية‪ ،‬من‬ ‫جهة‪ ،‬وفر�ض تكاليف باهظة على الم�شاريع الجديدة‬ ‫التي قد ت�ؤثر على القدرة التناف�سية من جهة �أخرى‪.‬‬

‫�إن المنظمات الإنمائية المتعددة الأطراف‪ ،‬والدول‬ ‫التي كانت لها تجربة مبا�ش���رة مع هذه ال�سيا�س���ات‪،‬‬ ‫يمك���ن �أن تقدم هذا النوع من الدعم ‪ --‬كله متج ّذر‬ ‫في المنطق الذي يفيد ب�أن الم�س���تورد للنفط �سوف‬ ‫ي�س���تفيد م���ن �إمدادات �أكث���ر تن ّوع ًا م���ن النفط و�أن‬ ‫م�ص���دّري النف���ط الج���دد �س���وف ي�س���تفيدون م���ن‬ ‫الإيرادات التي �إ�ستحقوها عن جدارة‪.‬‬ ‫�إن ال�سيا�س���ات الت���ي يمك���ن �أن تتك َّي���ف م���ع ظروف‬ ‫العالم الحقيقية‪ ،‬ويتم تعديلها ح�س���ب الوتيرة التي‬ ‫تن�ش����أ ع���ن ال�ص���ناعات المحلي���ة‪ ،‬يمك���ن �أن تكون‬ ‫بداي���ة جيدة نح���و تحقيق الت���وازن‪ .‬والإ�ص�ل�احات‬ ‫في المك�س���يك ه���ي مثا ٌل جي���د‪ .‬تعتمد تل���ك الدولة‬ ‫الآن على تغييرات هائلة في �سيا�س���ة الطاقة لجذب‬ ‫الإ�س���تثمار الأجنبي‪ ،‬وتتبع �أف�ض���ل الممار�س���ات في‬ ‫البالد في قطاعات النفط والغاز والكهرباء‪ .‬بالفعل‬ ‫تبدو المك�سيك ب�أنها تتك ّيف مع �شروط الم�ستثمرين‬ ‫الأجان���ب الذين يري���دون التنقيب ع���ن النفط‪ ،‬رد ًا‬ ‫على هبوط �أ�سعاره‪.‬‬ ‫ولك���ن الأث���ر الأكب���ر ف���ي الإقت�ص���اد العالم���ي م���ن‬ ‫�إنخفا�ض �أ�سعار النفط قد ي�أتي من م�صدّري النفط‬ ‫الحاليي���ن الذي���ن ينبغ���ي عليهم مواجه���ة الحقائق‬ ‫الإقت�ص���ادية‪� .‬إن الأل���م المال���ي وال�سيا�س���ي الناتج‬ ‫م���ن هبوط عائ���دات النفط ق���د يكون فر�ص���ة لهذه‬ ‫الدول لفتح القطاع الهيدروكربوني �أمام ال�ش���ركات‬ ‫والممار�س���ات الدولية وتطوير مزيد من الترابط مع‬ ‫الإقت�صاد الدولي‪.‬‬ ‫يكاد يكون من الم�ؤكد‪ ،‬ب�أن الأ�س���عار العالمية �سوف‬ ‫ترتف���ع فيم���ا الإ�س���تثمار ف���ي الإمدادات الهام�ش���ية‬ ‫مثل ال�ص���خر الزيتي في الوالي���ات المتحدة يتق َّل�ص‬ ‫والنفط الفائ�ض يعمل من و�ض���من النظام‪ .‬الأ�سعار‬ ‫الحالية ‪ -‬تتراوح بين ‪ 45‬و‪ 56‬دوالر ًا عند كتابة هذه‬ ‫ال�سطور‪ --‬لي�ست عالية بما يكفي لدعم �إ�ستثمارات‬ ‫جديدة �ض���خمة في حقول النفط ال�صخري المهمة‬ ‫التي قد تك���ون هناك حاجة �إليها لإ�س���تبدال تراجع‬ ‫الإنت���اج من الحق���ول القائم���ة‪ .‬ولكن ه���ذه العملية‬ ‫�س���وف ت�س���تغرق بع�ض الوق���ت‪ ،‬والأ�س���عار يمكن �أن‬ ‫تبقى متدنية ب�ش���كل مفاجىء فيم���ا الطلب العالمي‬ ‫ي�س���ير ببطء نحو الإنتعا�ش‪ .‬في الواقع‪� ،‬إن �سيا�سات‬ ‫كفاءة الطاقة والإ�س���تثمار ف���ي بدائل النفط ال تزال‬ ‫جاري���ة على قدم و�س���اق‪ ،‬مم���ا يوحي ب����أن مفاج�آت‬ ‫ف���ي الطلب عل���ى النفط قد تبقي �أ�س���عاره بعيد ًا من‬ ‫العودة �إلى الإرتفاع ال���ذي كنا نعرفه‪� .‬إن الجغرافيا‬ ‫الإقت�ص���ادية الجديدة للنفط �س���وف تكافىء الدول‬ ‫وال�شركات التي تتعامل مع هذا الواقع الجديد‬ ‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪75‬‬


‫عالم الطاقة ¶ نفط‬ ‫كبير ‪ --‬ج ّراء التح�س���ينات في تكنولوجيا الت�صوير‬ ‫الزلزالي وتحركات �شركات النفط الكبرى الهادفة‬ ‫�إلى تو�س���يع محافظها الإ�س���تثمارية‪ .‬في الواقع‪� ،‬إن‬ ‫الإكت�ش���افات ف���ي المياه العميقة ق���د زادت �أكثر من‬ ‫�أربعة �أ�ض���عاف خالل هذا الإط���ار الزمني‪ ،‬وكذلك‬ ‫الإ�س���تثمار في هذه الحقول‪ .‬وبعد‪ ،‬ف�إن �إنتاج النفط‬ ‫والغاز في المياه العميقة قد �إرتفع �أكثر من ال�ضعف‬ ‫�إل���ى ‪ 13‬ملي���ون برميل م���ن النفط المكاف���ئ يومي َا‪.‬‬ ‫وبالتطل���ع �إلى العق���د المقبل‪ ،‬ف�إن توقع���ات موثوقة‬ ‫ترى ب�أن المياه العميقة �س���وف ت�ش��� ّكل ما يقرب من‬ ‫‪ 30‬ف���ي المئة من �إمدادات النف���ط الجديد‪ -‬تقريب ًا‬ ‫بقدر ما �سي�سهم النفط ال�صخري‪.‬‬ ‫عندما كانت �أ�س���عار النفط مرتفعة‪ ،‬ف�إن عدد ًا قلي ًال‬ ‫الح���ظ حقيقة �أن تكلفة التنقي���ب والتنمية في المياه‬ ‫العميقة قد �إرتفعت‪ ،‬في المتو�سط‪ 40 ،‬في المئة على‬ ‫مدى خم�س �إلى �س���بع �س���نوات‪ .‬وكان نق�ص �سل�س���لة‬ ‫التوريد والتعقي���د المتزايد للتركيبة الجيولوجية في‬ ‫المياه العميقة جزئي ًا هما ال�س���بب‪ ،‬ولكن كان هناك‬ ‫�أي�ض��� ًا عامالن �أكثر �أهمية دفعا التكاليف �إلى �أعلى‪.‬‬ ‫واح ٌد ه���و �إرتفاع ح�ص���ة �أرب���اح حق���ول النفط التي‬ ‫ت�أخذه���ا الحكوم���ات‪ ،‬وغالب ًا ما ي�ش���ار �إليها ب�إ�س���م‬ ‫"ح�ص���ة الحكومة"‪ .‬والآخر هو محتوى ال�سيا�س���ات‬ ‫المحلي���ة ال�ص���ارم كثي���ر ًا‪ ،‬وال���ذي يتطلب ت�ص���نيع‬ ‫المع���دات في م�ص���انع وطنية وتنفيذ الم�ش���اريع في‬ ‫الب�ل�اد بوا�س���طة عمال‪ ،‬وخدمات‪ ،‬وم���وردي معدات‬ ‫محليي���ن‪ .‬وعلى الرغم من �أن ه���ذه القواعد‪� ،‬إذا ما‬ ‫ُن ِّفذت ب�ش���كل جيد‪ ،‬تو ّفر المال ف���ي نهاية المطاف‪،‬‬ ‫وت�س���اعد على بناء �ص���ناعات وطنية‪ ،‬فهي حتى الآن‬ ‫خلق���ت في الغالب نق�ص��� ًا في �سل�س���لة التوريد و�أدّت‬ ‫�إلى �إرتفاع التكالي���ف‪ ،‬لأن العديد من البلدان يفتقر‬ ‫�إل���ى قدرات للإمتثال �إلى القواعد‪� .‬إن الوقت الالزم‬ ‫لبناء هذه ال�سال�س���ل المحلية للتوريد هو عادة �أطول‬ ‫بكثير مما ي�سمح به الوقت المحدَّد لتنفيذ الم�شروع‪.‬‬ ‫م���ن ناحي���ة �أخ���رى‪ ،‬ت���ردع التكالي���ف المرتبط���ة‬ ‫بالحكومة الإ�س���تثمار في البلدان الت���ي كانت �أخير ًا‬ ‫ب����ؤر �إ�س���تثمار ف���ي المي���اه العميق���ة‪ .‬البرازي���ل هي‬ ‫مثا ٌل على ذلك‪ .‬ل�س���نوات عديدة‪� ،‬ش���هدت البرازيل‬ ‫�إنخفا�ض��� ًا في م�س���تويات الإنتاج‪ .‬و�إ�ستجابت لذلك‬ ‫ب�إطالق �سيا�س���ة الباب المفتوح و�سيا�س���ات داعمة‪،‬‬ ‫و�أ�صبحت ال�شركة المملوكة للدولة رائدة عالمية في‬ ‫ال�ص���ناعة الهيدروكربونية في المياه العميقة جد ًا‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬بعد �إكت�ش���افات ما قب���ل الملح في �أواخر‬ ‫العقد الفائت‪ُ ،‬ف ِر َ�ض���ت قيو ٌد جدي���دة‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫متطلبات �أكثر �ص���رامة للمحت���وى المحلي‪ .‬في حين‬

‫بالن�سبة �إلى بلد ي�ستهلك الكثير من‬ ‫لخف�ض‬ ‫النفط‪ ،‬ف�إن الت�أثير الإقت�صادي‬ ‫ٍ‬ ‫كبير في �أ�سعار النفط هو ٌ‬ ‫مماثل‬ ‫إنخفا�ض في ال�ضرائب بالن�سبة �إلى‬ ‫ل‬ ‫ٍ‬ ‫الم�ستهلكين‪ .‬ف�إنه يترك المزيد من‬ ‫المال في جيوبهم لأنهم ينفقون �أقل‬ ‫على البنزين‪ ،‬ويخ ّف�ض تذاكر الطيران‬ ‫والنقليات العامة‪ ،‬ويدنّي الإنفاق على‬ ‫الأن�شطة الأخرى التي ت�ستخدم‬ ‫النفط‪ .‬ويمكنهم في هذه الحالة بد ًال‬ ‫من ذلك الإنفاق على �أ�شكال �أخرى‬ ‫من الإ�ستهالك‪ ،‬وكل هذا ي�ضيف �إلى‬ ‫مزيد من النمو الإقت�صادي‬ ‫�أن قواع���د المحت���وى المحل���ي ح�س���نة الني���ة‪ ،‬ف�إنها‬ ‫ق���د �أدّت �إل���ى �إختناقات �سل�س���لة التوريد‪ ،‬وت�ض���خم‬ ‫التكالي���ف‪ ،‬وعدم وج���ود ال�ش���فافية‪ .‬ونتيجة لذلك‪،‬‬ ‫قد تكون مواعيد الت�سليم والتكاليف �أعلى بكثير من‬ ‫المعايير الدولية‪.‬‬ ‫وبالمث���ل‪ ،‬ف���ي نيجيري���ا‪ ،‬فق���د لعب���ت ال�سيا�س���ات‬ ‫الجدي���دة دور ًا في �إتجاهات الإ�س���تثمار في ن�ش���اط‬ ‫التنقيب البح���ري‪ ،‬والذي بد�أ ينخف����ض منذ خم�س‬ ‫�س���نوات على الرغم من �إمكانات البالد ال�شا�س���عة‪.‬‬ ‫الي���وم‪ ،‬ت�أخ���ذ الحكومة ف���ي نيجيريا م���ا يقرب من‬ ‫‪ 70‬ف���ي المئة من �أرب���اح النفط‪ ،‬عل���ى النقي�ض من‬ ‫موزامبيق وال�سنغال‪ ،‬حيث ت�أخذ الحكومة في هذين‬ ‫البلدين حوالي ‪ 50‬في المئة‪.‬‬ ‫الخبر ال�سار هو �أن ال�شركات التي لديها ر�أ�س المال‬ ‫للإ�ستخدام في التنقيب والتنمية في المياه العميقة‬ ‫ال تزال لديها فر�ص جذابة للقيام بذلك‪� .‬سوف ي�أتي‬ ‫النم���و الجديد في المياه العميقة ف���ي جزء منه من‬ ‫�أحوا�ض لم تُكتَ�شف بعد‪ ،‬حيث الحكومات الم�ضيفة‬ ‫حري�ص���ة على جذب الر�أ�س المال الأجنبي‪ .‬ويتج ّلى‬ ‫ه���ذا التح ّول �أكثر و�ض���وح ًا ف���ي �أفريقيا‪ ،‬حيث نمت‬ ‫مبيعات التراخي�ص وح�ص����ص ر�أ����س المال لتطوير‬ ‫كت���ل المي���اه العميق���ة م���ا يقرب م���ن ‪ 20‬ف���ي المئة‬ ‫�س���نوي ًا منذ العام ‪ .2000‬وبحل���ول العام ‪ ،2025‬من‬

‫المتوقع �أن ت�ش���هد تنزانيا وموزامبي���ق �أكبر نمو في‬ ‫�إنتاج الغاز الجديد الذي ي�ش ّكل ع�شرة في المئة من‬ ‫المجم���وع‪ ،‬بينما يتوقع �أن يميل ن�ش���اط التنقيب عن‬ ‫النفط في غرب �أفريقيا بعي���د ًا من نيجيريا و�أنغوال‬ ‫نحو بلدان مثل غانا وال�سنغال‪.‬‬ ‫ف���ي الوق���ت عين���ه‪� ،‬إن التكالي���ف الحقيقي���ة للحفر‬ ‫‪ -‬التي ت�ش��� ّكل اليوم بين ‪� 30‬إل���ى ‪ %40‬من التكلفة‬‫الإجمالي���ة لم�ش���روع المي���اه العميق���ة ‪ --‬ه���ي ف���ي‬ ‫�إنخفا�ض‪ .‬لقد تراجع���ت المعدّالت العالمية اليومية‬ ‫للمن�ص���ة ب�شكل حاد من ذروة بلغت ‪ 700،000‬دوالر‬ ‫يومي ًا ف���ي العام ‪ 2013‬الى ما ي�ص���ل الى ‪300,000‬‬ ‫دوالر في كانون االول (دي�س���مبر) ‪ ،2014‬والف�ض���ل‬ ‫يعود �إلى وف���رة المعرو�ض من المن�ص���ات الجديدة‬ ‫في المي���اه العميقة التي تدخل الآن �إلى ال�س���وق‪� .‬إن‬ ‫�إنخفا�ض التكاليف اليوم هي �أخبار جيدة للم�شاريع‬ ‫الت���ي هي حالي ًا في مرحلة الإ�ستك�ش���اف‪ ،‬ويتوقع �أن‬ ‫تنتج بع���د خم�س �إلى ثماني �س���نوات من الآن‪ ،‬حيث‬ ‫قد تكون الأ�س���عار �أعلى بكثير‪ .‬وبينما ير ّكز المنطق‬ ‫ال���ذي ذكرن���اه هنا على �إم���دادات المي���اه العميقة‪،‬‬ ‫ف����إن المنطق الأ�سا�س���ي عينه ينطب���ق على كثير من‬ ‫الحدود الأخرى في مجال �إ�ستك�شاف و�إنتاج النفط‪،‬‬ ‫مثل الحقول البرية غير التقليدية المعقدة‪.‬‬ ‫في هذا الع�ص���ر الجديد‪� ،‬س���وف تكون ال�سيا�س���ات‬


‫الأجل‪ .‬مع الهبوط المفاجئ للأ�سعار‪ ،‬يمكن �أن‬ ‫تواجه هذه التوقعات قريب ًا واقع ًا مفاجئ ًا قا�س���ي ًا‬ ‫جد ًا‪.‬‬ ‫وقد ر ّكز الج���زء الأكبر من الإقترا�ض الحكومي‬ ‫الأوغن���دي مقابل عائ���دات النفط الم�س���تقبلية‬ ‫عل���ى مخطط���ات البني���ة التحتية الكب���رى التي‬ ‫بنتها وم َّولتها ال�ص���ين‪ .‬في الع���ام ‪ 2014‬وحده‪،‬‬ ‫و ّقعت الحكومة �ص���فقات مع بكين لبناء �س��� ّدين‬ ‫للطاق���ة المائي���ة تبل���غ تكاليفهم���ا ‪ 2.2‬ملياري‬ ‫دوالر‪ ،‬وم�شروع لإن�ش���اء وتطوير خطوط ال�سكك‬ ‫الحديدي���ة الذي يمك���ن �أن يكلف ما ي�ص���ل �إلى‬ ‫‪ 8‬مليارات دوالر‪ ،‬وم�ص���نع للأ�سمدة تبلغ قيمته‬ ‫‪ 600‬مليون دوالر‪ .‬وهناك �أي�ض ًا م�شاريع �إ�ضافية‬ ‫ت�شمل تطوير حقل نفط من قبل ال�شركة الوطنية‬ ‫ال�ص���ينية للنف���ط البح���ري المملوك���ة للدول���ة‪،‬‬ ‫و‪ 350‬مليون دوالر لإن�ش���اء طريق بين العا�ص���مة‬ ‫الأوغندي���ة‪ ،‬كمباال‪ ،‬ومطار عنتيبي الدولي‪ .‬وقد‬ ‫�أثي���رت �أي�ض��� ًا �إمكانية �ض���مان البنك ال�ص���يني‬ ‫البرلمانيي���ن الأوغنديين من خطر الذهاب �إلى‬ ‫ال�سجن لعدم الوفاء بديونهم‪.‬‬ ‫وت ّدع���ي الحكوم���ة الأوغندي���ة �أن القرو����ض من‬

‫ال�صين �أف�ضل من مثيالتها من الغرب لأنها تمنح‬ ‫مع ّدالت فائدة �أقل وتو ّفر مرونة �أكبر كما �أنها ال‬ ‫مقدم ًا‪ .‬م���ن جهتها تقول‬ ‫تتطل���ب دفع��� ًا فوري ًا �أو َّ‬

‫في العام ‪� ،2006‬إكت�شفت �أوغندا‬ ‫النفط‪ ،‬الذي �أنع�ش الأحالم بطفرة‬ ‫مالية‪ .‬ولو �أدير الأمر بحكمة في‬ ‫حينه‪ ،‬ف�إن عائدات النفط ربما في نهاية‬ ‫ح�سنت حياة �شرائح‬ ‫المطاف كانت ّ‬ ‫وا�سعة من ال�سكان‪ .‬بد ًال من ذلك‪ ،‬حتى‬ ‫قبل �أن يتحقق � ّأي عائد مالي‪� ،‬إختارت‬ ‫حكومة الرئي�س يوري مو�سيفيني‬ ‫الإقترا�ض ب�شكل كثيف مقابل الدخل‬ ‫الم�ستقبلي من النفط لتمويل جدول‬ ‫�أعمال ق�صير الأجل‬

‫الجماعات المعار�ضة ب�أن هذه الم�شاريع الكبرى‬ ‫للبنية التحتية لي�ست �أكثر من مخططات لتحويل‬ ‫الأموال لتحقيق مكا�س���ب �شخ�ص���ية و�سيا�س���ية‪.‬‬ ‫وي�ش���ير النق���اد �إل���ى �أن حكومة مو�س���يفيني قد‬ ‫�ش���جعت حلفاءها على �أخذ منا�ص���ب قيادية في‬ ‫ّ‬ ‫الم�ؤ�س�س���ات الم�س����ؤولة عن هذه الم�شاريع‪ ،‬مثل‬ ‫هيئ���ة الطرق الوطني���ة‪ ،‬ووزارات الم���ال والنقل‬ ‫والطاق���ة‪ .‬وتو ّفر ه���ذه الترتيبات فر�ص���ة كبيرة‬ ‫ل�س���حب و�س���رقة �أموال من هذه الم�شاريع‪ ،‬التي‬ ‫تُ�ض���في موازناتها المرتفعة ب�س���رعة م�صداقية‬ ‫�إ�ضافية على �إتهامات الف�ساد‪.‬‬ ‫ويب���دو �أن تكالي���ف الق�س���م الأوغن���دي من خط‬ ‫ال�س���كك الحديدية في �ش���رق �أفريقيا هي خارج‬ ‫نطاق ال�سيطرة ب�شكل خا�ص‪ .‬كان المبلغ الأ َّولي‬ ‫المتو َّقع للم�ش���روع ‪ 4.5‬ملي���ارات دوالر للجانب‬ ‫الأوغن���دي من خط ال�س���كك الحديدي���ة‪ ،‬مقابل‬ ‫‪ 3.8‬ملي���ارات دوالر للجانب الكين���ي‪ .‬وما لبثت‬ ‫التكالي���ف المق��� ّدرة ف���ي �أوغندا �أن ت�ص���اعدت‬ ‫لت�ص���ل في وقت الحق �أ ّو ًال �إل���ى ‪ 8‬مليارات دوالر‬ ‫ومن ثم �إلى مبلغ مذهل ‪ 11‬مليار دوالر‪ ،‬مما دفع‬ ‫البرلمان �إلى تعيين لجنة خا�ص���ة للتحقيق‪.‬‬

‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪77‬‬


‫عالم الطاقة‬ ‫نفط‬

‫�إنه الإفال�س قبل الفورة‬

‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أوغندا ترهن مستقبلها للنفط‬ ‫في الوقت الخطأ‬ ‫من المعروف �أن غالبية الدول النا�شئة الغنية بالنفط تُ�صاب عادة بما �سمّ اه الإقت�صاديون "لعنة النفط"‪ ،‬ولكن‬ ‫يب��دو �أن �أوغن��دا قد �أ�صيبت باللعنة قبل �ضخ النفط‪ .‬بعدما عرف��ت �إنتعا�ش ًا �إقت�صادي ًا في العقد الفائت حيث‬ ‫�شهدت نمو ًا �سنوي ًا بلغ في متو�سطه ‪ ،%6‬فقد تغيَّر الو�ضع �أخير ًا بعدما �إكت�شفت كمباال النفط حيث رَهَنت‬ ‫م�ستقبلها له كما يفيد التقرير التالي‪:‬‬ ‫كمباال ‪� -‬أمين الح ّمودي‬ ‫�إن الإنخفا�ض المذهل لأ�سعار النفط‬ ‫ف���ي �أواخر العام ‪ 2014‬يذ ّكر الجميع‬ ‫بنقاط ال�ض���عف الكامنة في الدول البترولية‪� .‬إن‬ ‫البلدان التي تعتمد على هذا الذهب الأ�سود مثل‬ ‫رو�سيا وفنزويال و�إيران تكافح حالي ًا للتعامل مع‬ ‫التراج���ع في العائ���دات‪ .‬ولكن م���اذا عن الدول‬ ‫التي لم يبد�أ نفطها بالتدفق بعد؟‬ ‫لننظ���ر �إلى ق�ض���ية �أوغندا القاتم���ة‪ .‬على مدى‬ ‫فت���رة وجوده���ا‪ ،‬كان���ت �أوغندا بل���د ًا م�س���تورد ًا‬ ‫�ص���افي ًا للنفط‪ ،‬تعتمد ب�ش���كل م�ؤلم عل���ى �أهواء‬ ‫�أ�س���واق النف���ط العالمي���ة والجه���ات المانح���ة‬ ‫���م ف���ي الع���ام ‪� ،2006‬إكت�ش���فت هذه‬ ‫الدولي���ة‪ .‬ث ّ‬ ‫الدول���ة الإفريقية النفط‪ ،‬ال���ذي �أنع�ش الأحالم‬ ‫بطفرة مالية‪ .‬ولو �أدي���ر الأمر بحكمة في حينه‪،‬‬ ‫ف����إن عائ���دات النفط ربم���ا في نهاي���ة المطاف‬ ‫ح�سنت حياة �ش���رائح وا�سعة من ال�سكان‪.‬‬ ‫كانت ّ‬ ‫ب���د ًال من ذل���ك‪ ،‬حتى قب���ل �أن يتحق���ق � ّأي عائد‬ ‫مالي‪� ،‬إختارت حكومة الرئي�س يوري مو�سيفيني‬ ‫الإقترا�ض ب�شكل كثيف مقابل الدخل الم�ستقبلي‬ ‫من النفط لتمويل جدول �أعمال ق�صير الأجل‪.‬‬ ‫على ال�س���طح‪ ،‬بدا الإقت�صاد الأوغندي �أنه ي�سير‬ ‫ب�ش���كل ج ِّيد‪ .‬فقد بلغ متو�س���ط النمو ‪� ٪6‬س���نوي ًا‬ ‫من���ذ الع���ام ‪ ،2005‬و�إنخف�ض���ت الديون ب�ش���كل‬ ‫كبير بين عامي ‪ 2004‬و‪ ،2008‬بف�ضل مبادرتين‬ ‫لتخفي���ف عبء الدي���ون ّ‬ ‫نظمهما �ص���ندوق النقد‬

‫‪76‬‬

‫العدد ‪� - 28‬آذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫الدول���ي والبن���ك الدول���ي‪ .‬مع ذلك‪ ،‬من���ذ العام‬ ‫‪ 2008‬ح ّول���ت موج���ة م���ن الإقترا����ض الحكومي‬ ‫الكثي���ف‪ ،‬مقاب���ل عائ���دات نف���ط غي���ر ُمحقَّقة‪،‬‬ ‫�أوغن���دا �إل���ى واحدة م���ن �أكثر البل���دان المثقلة‬ ‫النفط في �أوغندا‪ :‬م�ستقبل البالد مرهون به‬

‫بالدي���ون في العالم‪ .‬حتى قبل �إنخفا�ض �أ�س���عار‬ ‫النف���ط في �أواخ���ر الع���ام ‪ ،2014‬كان���ت هناك‬ ‫مخاوف م���ن �أن الحكومة كانت ترهن م�س���تقبل‬ ‫البالد م�س���تندة على توقع���ات غير واقعية طويلة‬


‫عالم الطاقة ¶ نفط‬ ‫وقد دفعت هذه الإنتهاكات جماعات المعار�ض���ة‬ ‫�إلى ت�سمية القرو�ض ال�صينية بالديون البغي�ضة‪،‬‬ ‫���م من طريق‬ ‫الت���ي يزع���م قادتها ب����أن التعاقد ت ّ‬ ‫�أع�ض���اء حكوم���ة مو�س���يفيني لتحقيق مكا�س���ب‬ ‫�شخ�ص���ية‪ ،‬وبالتال���ي‪ ،‬لي�س���ت ُم ِلزم���ة للبالد‪ .‬ال‬ ‫�ش���ك ب�أن ال�ص���ينيين لهم ر�أي مخالف بالن�سبة‬ ‫�إلى هذا المو�ضوع‪.‬‬ ‫الم�س���تويات الحالي���ة ل�س���وء �إدارة الحكوم���ة‬ ‫والف�س���اد هي تطورات حديث���ة العهد‪ .‬بين نهاية‬ ‫الح���رب الأهلي���ة ف���ي ‪ 1986‬و�إكت�ش���اف النف���ط‬ ‫ف���ي ‪� ،2006‬إ�س���تطاعت �أوغن���دا �إح���راز تق��� ّدم‬ ‫�إقت�صادي كبير تحت حكم مو�سيفيني‪ .‬ولمغازلة‬ ‫ح�سن النية لدى المانحين الغربيين الذين م ّولوا‬ ‫ج���زء ًا كبير ًا من موازنتها‪ ،‬فق���د �أدخلت حكومة‬ ‫كمباال �إ�صالحات �إقت�صادية و�ضعت البالد على‬ ‫م�سار من النمو المطرد الذي �أ ّدى �إلى �إنخفا�ض‬ ‫كبير في الفق���ر‪ .‬وفي الوقت عينه‪ ،‬ف�إنها حققت‬ ‫مكا�س���ب ف���ي مج���االت رئي�س���ية م���ن الحك���م‬ ‫تُعتبر حا�س���مة للحفاظ على النمو الإقت�ص���ادي‬ ‫واالنتق���ال �إل���ى م�س���تويات �أعل���ى م���ن التنمية‪.‬‬ ‫تح�س���ن ًا ف���ي �إجراءات‬ ‫وقد وج���د البنك الدولي ّ‬ ‫الإعترا�ض العلني (رفع ال�ص���وت) والم�س���اءلة؛‬ ‫والإ�س���تقرار ال�سيا�س���ي وغياب العن���ف؛ وفعالية‬ ‫الحكومة؛ والجودة التنظيمية؛ وال�س���يطرة على‬ ‫الف�ساد؛ و�سيادة القانون‪.‬‬ ‫من���ذ �إكت�ش���اف النفط في العام ‪� ،2006‬ش���هدت‬ ‫�أوغندا �إ ّم���ا تدهور ًا �أو تقدم ًا مح���دود ًا جد ًا في‬ ‫�أربعة من ه���ذه التدابير ال�س���تة‪ .‬بعدما �أحرزت‬ ‫تقدم ًا مطرد ًا �إلى ح���د ما في الإعترا�ض العلني‬ ‫(رفع ال�صوت) والم�س���اءلة في �أواخر ت�سعينات‬ ‫الق���رن الفائ���ت و�أوائل الق���رن الج���اري‪ ،‬بد�أت‬ ‫كمب���اال تتقهقر ف���ي الع���ام ‪ .2007‬وبحلول العام‬ ‫ت�س���جل �أدنى درجة بالن�سبة‬ ‫‪ ،2013‬كانت البالد ّ‬ ‫�إل���ى منتج���ي النف���ط الج���دد في منطقة �ش���رق‬ ‫�أفريقيا‪ ،‬والتي ت�شمل كينيا وتنزانيا وموزامبيق‪.‬‬ ‫كم���ا ح���دث �إرتداد مماث���ل في درج���ات الجودة‬ ‫التنظيمية وال�سيطرة على الف�ساد‪ .‬و�أكثر ما كان‬ ‫مخيب��� ًا للآمال ه���و �أداء �أوغندا �أخير ًا في درجة‬ ‫�س���يادة القان���ون‪ .‬بعدما ق���ادت منتج���ي النفط‬ ‫الجدد في �ش���رق افريقيا في ه���ذا الإجراء قبل‬ ‫الع���ام ‪ ،2007‬فلم تحقق �أوغندا مكا�س���ب كبيرة‬ ‫ف���ي هذا المج���ال‪ -‬فيما كان���ت موزامبيق‪ ،‬التي‬ ‫عرف���ت حرب��� ًا �أهلي���ة مد ّم���رة‪ ،‬تحقّ���ق خطوات‬ ‫هائلة‪.‬‬

‫الرئي�س يوري مو�سيفيني‪:‬‬ ‫بد�أ حكمه جيد ًا وقد ينتهي �سيئ ًا‬

‫�إن �إكت�ش���اف النف���ط في �أوغندا لم ي�س��� ّهل فقط‬ ‫تح��� ّو ًال �أبعد البالد م���ن الديموقراطية على وجه‬ ‫الخ�ص���و�ص‪ ،‬ولك���ن �أبعده���ا �أي�ض��� ًا م���ن الغرب‬ ‫تم �إكت�ش���اف ف�ض���يحة‬ ‫ب�ش���كل ع���ام‪ .‬في ‪ّ ،2012‬‬ ‫تفيد ب�أن م�س����ؤولين حكوميين قام���وا ب�إختال�س‬ ‫كمي���ات هائل���ة م���ن الم�س���اعدات‪ .‬ور ّد ًا عل���ى‬ ‫ذلك‪� ،‬أحج���م المانح���ون الغربيون ع���ن متابعة‬ ‫من���ح الم�س���اعدات‪ ،‬وحجب���وا ‪ 300‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫وم���ن جه���ة �أخرى‪ ،‬فقد ت�س��� ّبب قان���ون مكافحة‬ ‫مثلي الجن�س الذي �ص���در في �أوائل ‪� 2014‬أي�ض ًا‬ ‫غ�ضب ًا في الغرب‪ ،‬ما �أ ّدى �إلى الت�أخير في تقديم‬ ‫قرو�ض و�إيقاف برامج الم�س���اعدات‪ .‬ولكن ذلك‬ ‫���ن الحكوم���ة ع���ن عزمه���ا‪ .‬فق���د تجاهل‬ ‫ل���م يث ِ‬ ‫متحدث ر�س���مي الإنتقادات و�أعل���ن‪�" :‬إن الغرب‬ ‫يمكنه �أن يلغي "م�ساعداته "�إلى �أوغندا‪ ،‬فنحن‬ ‫ال نزال ن�س���تطيع التطور والتطوي���ر من دونها"‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من �إ�س���تئناف الم�س���اعدات بعدما‬ ‫ق�ض���ت المحكمة الد�ستورية بعدم �شرعية قانون‬ ‫مكافحة مثلي الجن�س‪ ،‬ف�إن ال�سا�سة الأوغنديين‬

‫فيما ت�ستمر �أ�سعار النفط بالغرق‪،‬‬ ‫ف�إن م�ستقبل �أوغندا يبدو قاتم ًا‪ .‬على‬ ‫الوتيرة الحالية‪� ،‬سوف ت�صل �أوغندا‬ ‫قريب ًا �إلى م�ستوى ما قبل الإغاثة‬ ‫من الديون (‪ 74‬في المئة من الناتج‬ ‫المحلي الإجمالي للعام ‪)2004‬‬

‫تعه���دوا بتمري���ر قان���ون منقّ���ح‪ .‬م���ع �إحتم���ال‬ ‫وتوقع عائ���دات نفط كبيرة في الم�س���تقبل‪ ،‬ف�إن‬ ‫الحكومة الأوغندية �ش���عرت ب�أنها �أكثر حرية في‬ ‫وف�ض���لت الإنتقال �إلى‬ ‫تجاهل المطالب الغربية‪ّ ،‬‬ ‫الإقترا�ض من ال�ص���ينيين‪ ،‬الأم���ر الذي يتطلب‬ ‫القلي���ل م���ن الم�س���اءلة‪ ،‬وتح�س���ين الحك���م‪� ،‬أو‬ ‫التنمية الم�ؤ�س�سية‪.‬‬ ‫�إن زيادة الإ�ستبداد والف�ساد والديون الخارجية‬ ‫بعد �إكت�ش���اف النفط لي�س���ت �ش���يئ ًا جديد ًا‪ .‬هذه‬ ‫الظاه���رة �ش���ائعة ج���د ًا ف���ي البل���دان النامي���ة‬ ‫النفطي���ة الغني���ة والتي ي�ص���فها الإقت�ص���اديون‬ ‫�إخت�ص���ار ًا ب"لعنة النف���ط"‪ .‬وب�إيجاز‪� ،‬إن تدفق‬ ‫عائدات النفط تعفي الحكومة من �ضرورة زيادة‬ ‫ال�ض���رائب �أو تطوير م�ص���ادر غير نفطية للثروة‬ ‫ال�شعبية �أو ال�شخ�ص���ية‪ ،‬في حين �أن المواطنين‬ ‫غي���ر الخا�ض���عين لل�ض���ريبة في الب�ل�اد لديهم‬ ‫حاف���ز قلي���ل لم�س���اءلة حكامه���م طالم���ا ه�ؤالء‬ ‫يتابع���ون ف���ورة الإنفاق الع���ام‪ .‬ومع ذل���ك‪ ،‬ف�إن‬ ‫�أوغن���دا �أعطت هذه الظاهرة ف���رادة من خالل‬ ‫حل���ول كل �أعرا����ض اللعن���ة قبل �أن يب���د�أ النفط‬ ‫تدفقه‪.‬‬ ‫فيما ت�س���تمر �أ�سعار النفط بالغرق‪ ،‬ف�إن م�ستقبل‬ ‫�أوغن���دا يب���دو قاتم��� ًا‪ .‬عل���ى الوتي���رة الحالي���ة‪،‬‬ ‫�س���وف ت�ص���ل �أوغندا قريب ًا �إلى م�س���توى ما قبل‬ ‫الإغاث���ة من الدي���ون (‪ 74‬في المئة م���ن الناتج‬ ‫المحل���ي الإجمالي للع���ام ‪ .)2004‬م���ن جهتهم‬ ‫بد�أ الم�س���تثمرون القلقون بالفعل ت�سعير الخطر‬ ‫المتزايد‪� :‬إرتفع العائد على ال�سندات الأوغندية‬ ‫لم���دة �س���نة م���ن ‪ 11.9‬ف���ي المئة ف���ي حزيران‬ ‫(يوني���و) ‪� 2014‬إل���ى ‪ 14،2‬في المئة في ال�ش���هر‬ ‫الفائ���ت‪ .‬بالأ�س���عار الجاري���ة‪ ،‬ف�إن���ه م���ن غي���ر‬ ‫المحتم���ل �أن يك���ون هناك ما يكف���ي من الأموال‬ ‫لخدم���ة الإلتزام���ات المع ّلق���ة غي���ر المدفوعة‪،‬‬ ‫خ�صو�ص ًا �إذا كانت �شركات التنقيب عن النفط‬ ‫الأجنبي���ة‪ ،‬مث���ل "تول���و" (‪ ،)Tullow‬خفّ�ض���ت‬ ‫ب�شكل كبير عملياتها �أو �أوقفتها‪ .‬وهذا يثير �س�ؤا ًال‬ ‫مه ّم ًا وغير م�ستك�ش���ف حتى الآن‪ :‬ماذا �سيحدث‬ ‫�إذا كان���ت �أوغندا غير ق���ادرة على خدمة الدين‬ ‫ال�ص���يني لها؟ �إذا كانت التط���ورات الأخيرة في‬ ‫فنزويال هي �س���ابقة‪ ،‬يمكن �أن ت�ص���بح الأ�ش���ياء‬ ‫قبيحة ب�ش���كل �سريع جد ًا‪� .‬إن �أ�س���عار النفط لن‬ ‫تظل منخف�ض���ة �إلى الأبد‪ .‬وال�س����ؤال ه���و ما �إذا‬ ‫كانت حكومة مو�س���يفيني‪ ،‬ومعها �أوغندا‪� ،‬سوف‬ ‫ت�ستطيعان ال�صمود في وجه العا�صفة‬ ‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪79‬‬


TBN MANAGEMENT LIMITED

Delivering Excellence & Total Solutions

We Provide Consultancy Services On: Water & Sanitation- Planning & Economics – Civil Engineering, Bridges and Structures – Railway Engineering … and a lot more For more information visit our website: www.tbnmanagement.com Or contact us on: Tel: +44 (0)203 286 1826, Email: info@tbnmanagement.com


‫�إمكانية م�ضاعفة الإنتاج ال�سمكي و�إحداث المزيد من الفوائ�ض الت�صديرية منه‬

‫و�إذا م���ا نظرن���ا �إل���ى العوامل الم�س���اهمة في هذه‬ ‫الثروة‪ ،‬لوجدنا �أهمها �إمتداد ال�ش���واطئ البحرية‬ ‫العربي���ة �إلى نحو ‪� 22.7‬أل���ف كيلومتر‪ ،‬حيث تبلغ‬ ‫م�س���احة الج���رف الق���اري الغني بالأ�س���ماك نحو‬ ‫‪� 608‬آالف كيلومت���ر مرب���ع‪� ،‬إل���ى جان���ب العدي���د‬ ‫من الم�س���طحات المائية من البحي���رات والأنهار‬ ‫والم�س���تنقعات والمج���اري المائي���ة الداخلية التي‬ ‫تقدر م�س���احتها بنحو ‪ 3‬ماليي���ن هكتار‪ ،‬كما تقدّر‬ ‫�أط���وال الأنه���ار الت���ي تم ّر ف���ي الأرا�ض���ي العربية‬ ‫بحوالي ‪� 16.6‬ألف كيلومتر‪.‬‬ ‫وقد �ش���هد الوطن العربي تطور ًا كبي���ر ًا في مجال‬ ‫�إنت���اج الأ�س���ماك؛ ففي بداي���ة الألفي���ة الثالثة بلغ‬ ‫�إنتاجه من الأ�س���ماك حوال���ي ‪ 2.99‬مليوني طن‪.‬‬ ‫ويقدر المتو�س���ط ال�س���نوي لقيمة �صادرات الوطن‬ ‫العرب���ي م���ن الأ�س���ماك خ�ل�ال ت�س���عينات القرن‬ ‫الفائت بحوالي ‪ 969‬مليون دوالر‪ ،‬كما ُيق َّدر معدل‬ ‫النمو ال�س���نوي لإنتاج الأ�س���ماك خالل ت�س���عينات‬ ‫القرن المن�صرم بنحو ‪.%6.21‬‬ ‫وت�شير الفجوة القائمة بين الإنتاج الفعلي والموارد‬ ‫الإنتاجية ال ُمتاحة ف���ي الوطن العربي �إلى �إمكانية‬ ‫م�ض���اعفة الإنتاج ال�س���مكي و�إح���داث المزيد من‬ ‫الفوائ�ض الت�صديرية منه‪.‬‬ ‫وعل���ى الرغم م���ن �أن المي���زان التج���اري العربي‬ ‫للأ�س���ماك ُيعتب���ر ب�ص���فة عام���ة ل�ص���الح ال���دول‬ ‫العربية مجتمعة‪� ،‬إال �أن �إنتاج وت�ص���دير الأ�سماك‬ ‫ينح�ص���ران ف���ي ع���دد مح���دود م���ن دول الوط���ن‬

‫وزير البيئة الأردني طاهر ال�شخ�شير يلقي كلمة الملك عبد الله‬ ‫الثاني خالل �إفتتاح الم�ؤتمر العربي للبيئة والتنمية‬

‫الملك عبد اهلل الثاني‪" :‬الوطن‬ ‫العربي يزخر بموارد كبيرة من‬ ‫الثروة ال�سمكية التي يجب الحفاظ‬ ‫عليها‪ ،‬والعمل على تنميتها لزيادة‬ ‫ن�سبة م�ساهمتها في توفير البروتين‬ ‫الحيواني في �سلة الغذاء العربية‪� ،‬إذ‬ ‫بلغ الإنتاج العربي من الأ�سماك حوالي‬ ‫‪ 4.2‬ماليين طن في العام ‪"2013‬‬

‫العربي رغم الإمكانات الكبيرة المتاحة في الدول‬ ‫العربية الأخرى‪.‬‬ ‫وتو ّفر الأ�سماك ن�س���بة عالية من �إحتياجات العالم‬ ‫م���ن البروتي���ن الحيواني‪� ،‬إذ �أن تكاليف الح�ص���ول‬ ‫على هذا البروتين من الأ�س���ماك ُتعتبر منخف�ض���ة‬ ‫بالمقارنة مع تكاليف الح�صول عليها من الم�صادر‬ ‫االخ���رى‪ ،‬ولذل���ك ب���رز الإهتم���ام العرب���ي بالثروة‬ ‫ال�سمكية متم ّث ًال بالجهود المبذولة من قبل المنظمة‬ ‫العربي���ة للتنمي���ة الزراعي���ة‪ ،‬خ�صو�ص��� ًا �أن القيمة‬ ‫الغذائي���ة للأ�س���ماك ال تقل ع���ن القيم���ة الغذائية‬ ‫التي تو ّفرها الم�صادر االخرى‪ ،‬حيث تحتوي لحوم‬ ‫الأ�س���ماك عل���ى ن�س���بة عالية م���ن البروتي���ن تقدر‬ ‫بحوال���ي ‪ % 18,5‬مقارنة باللحوم االخرى‪� ،‬إ�ض���افة‬ ‫�إلى �إحتواء الأ�س���ماك على الفيتامينات والأحما�ض‬ ‫الأمينية والمعادن النادرة‪.‬‬ ‫وف���ي لغة الأرقام بلغت ن�س���بة �إنت���اج المغرب‪ ،‬من‬ ‫ن�سبة ال ‪ % 75‬الآنفة الذكر‪ ،‬في العام ‪ 2000‬حوالي‬ ‫‪ %30.5‬وم�ص���ر ‪ ،%24.2‬وموريتاني���ا ‪،%18.2‬‬ ‫وت�ض���م ال���دول المنتجة الرئي�س���ية للأ�س���ماك في‬ ‫الوطن العربي ك ًال من اليمن والإمارات و�س���لطنة‬ ‫عمان والجزائر وتون�س‪.‬‬ ‫وتفي���د المنظم���ة العربي���ة للتنمية الزراعي���ة ب�أن‬ ‫قطاع الثروة ال�س���مكية ف���ي المنطقة العربية ح ّقق‬ ‫فائ�ض��� ًا ت�ص���ديري ًا في العام ‪ 2013‬بل���غ ‪� 912‬ألف‬ ‫طن بقيمة ‪ 2965‬مليون دوالر‪ .‬وقد �س���اهمت �ست‬ ‫دول عربي���ة مجتمع���ة بنحو ‪ 95‬ف���ي المئة من‬ ‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪81‬‬


‫تحقيق ال�شهر‬

‫على الرغم من وفرتها ف�إن �إ�ستغاللها ما زال بدائي ًا‬

‫أيها العرب إستثمروا في الثروة السمكية‬ ‫لضمان أمنكم الغذائي‬ ‫تنت��ج البل��دان العربية نحو ‪ 4.2‬ماليين طن من الأ�سماك �سنوي ًا حيث يُنتَج نحو ‪ 75‬في المئة من هذه الكمية‬ ‫ف��ي ثالث دول هي‪ :‬م�صر والمغرب وموريتانيا‪ .‬ومع �أن البلدان العربية تحقق مجتمعة فائ�ض ًا ت�صديرياً‪ ،‬ف�إن‬ ‫بع�ضه��ا يعتمد على الإ�ستيراد لمقابلة نق�ص الإنتاج المحلي‪ .‬ولكن هناك �إمكانات لزيادة الإنتاج العربي بما‬ ‫ال يقل عن مليوني طن �سنوي ًا بحلول ‪ 2030‬كما يفيد التحقيق التالي‪:‬‬ ‫بيروت ‪ -‬مازن مجوز‬ ‫ت�ش��� ّكل الثروة ال�س���مكية مك ِّون��� ًا مهم ًا‬ ‫ف���ي قاع���دة الم���وارد العربي���ة الت���ي‬ ‫يمكن �أن تُ�سهم في �س���د الفجوة الغذائية بالن�سبة‬ ‫�إل���ى المواطنين الع���رب من البروتي���ن الحيواني‪،‬‬ ‫ب�إعتبار ان الثروة ال�س���مكية عن�ص���ر �أ�سا�س���ي في‬ ‫مق ّوم���ات �إ�س���تراتيجيات الأمن الغذائ���ي العربي‪،‬‬

‫‪80‬‬

‫العدد ‪� - 28‬آذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫حي���ث �أن الم���وارد ال�س���مكية تتيح مجاالت �أو�س���ع‬ ‫لزي���ادة حجم الإنت���اج وتحقيق فائ�ض ت�ص���ديري‬ ‫يحق���ق دخ ًال م���ن العمالت ال�ص���عبة ي�س���اهم في‬ ‫النهو�ض بخطط التنمية في الدول العربية‪.‬‬ ‫وف���ي ذلك ق���ال العاه���ل الأردني المل���ك عبد اهلل‬ ‫الثان���ي خ�ل�ال �إفتت���اح الم�ؤتم���ر العرب���ي للبيئ���ة‬ ‫والتنمي���ة الذي �إ�ست�ض���افته ع ّمان في ‪ 26‬ت�ش���رين‬ ‫الثان���ي (نوفمب���ر) ‪ 2014‬تح���ت �ش���عار "الأم���ن‬

‫الغذائ���ي‪ :‬التحديات والتوقع���ات " في كلمة تالها‬ ‫بالنيابة عنه وزير البيئة الأردني طاهر ال�شخ�شير‪:‬‬ ‫"�إن الوطن العربي يزخر بموارد كبيرة من الثروة‬ ‫ال�س���مكية الت���ي يج���ب الحف���اظ عليه���ا‪ ،‬والعم���ل‬ ‫عل���ى تنميتها لزيادة ن�س���بة م�س���اهمتها في توفير‬ ‫البروتين الحيواني في �سلة الغذاء العربية‪� ،‬إذ بلغ‬ ‫الإنتاج العربي من الأ�س���ماك حوالي ‪ 4.2‬ماليين‬ ‫طن في العام ‪."2013‬‬


‫�إحدى �إ�سواق ال�سمك العربية‪ :‬المطلوب زيادتها‬

‫كبيرة من الم�س���طحات المائي���ة الداخلية بحاجة‬ ‫�إلى و�ض���ع خطة �إ�س���تراتيجية من �أجل �إ�ستغاللها‬ ‫للإنت���اج ال�س���مكي‪ ،‬م���ع التروي���ج للإ�س���تثمار في‬ ‫تربي���ة الأحي���اء المائية بغية �إنت���اج مليون طن من‬ ‫الأ�س���ماك‪ .‬وم���ن دون �أن نن�س���ى الإ�س���تفادة م���ن‬ ‫التجرب���ة الجزائري���ة ف���ي مج���ال تنمي���ة وتطوير‬ ‫ال�ص���يد البحري وتربية االحياء المائية والأن�شطة‬ ‫المرتبطة بها ‪.‬‬ ‫توجهات �أبو حديد نتوقف عند �أبرز‬ ‫و�إن�س���جام ًا مع ّ‬ ‫التو�صيات ال�صادرة عن الم�ؤتمر العربي الخام�س‬ ‫للموارد ال�س���مكية والأمن الغذائ���ي الذي ُعقد في‬ ‫العا�ص���مة الجزائرية الجزائر و�إختتم اعماله في‬ ‫‪ 16‬كانون الأول (دي�سمبر) ‪:2014‬‬ ‫تعديلم�ش���اركة‪ ‬مختارة؟ �أوقف‪ ‬الن�ش���ر؟ ت�ص���نيف‬ ‫حذف‬

‫‪ -1‬توفي���ر كل �أ�س���باب الدعم لت�أ�س���ي�س ال�ش���ركة‬ ‫العربية القاب�ضة للأ�س���ماك والم�ساهمة في ر�أ�س‬ ‫مالها؛‬ ‫‪ -2‬الت�أكي���د عل���ى �إن�ش���اء المجل�س العرب���ي للثروة‬ ‫ال�سمكية في �إطار الجامعة العربية؛‬ ‫‪ -3‬ت�ش���جيع وتوجي���ه الإ�س���تثمارات العربي���ة نحو‬ ‫القطاع ال�سمكي؛‬ ‫‪ -4‬الدع���وة الى العمل العربي الم�ش���ترك من �أجل‬ ‫تعميم التجارب الرائدة في مجال تربية المائيات‬ ‫كن�ش���اط �إقت�ص���ادي م�س���تديم وردي���ف لل�ص���يد‬ ‫البحري؛‬ ‫‪ -5‬ت�ش���جيع المبادرات العربية الرامية الى و�ض���ع‬ ‫مخططات الت�س���يير الر�شيد والم�س���تدام للموارد‬ ‫ال�سمكية؛‬ ‫‪ -6‬الدع���وة الى ت�أ�س���ي�س �ش���بكة عربي���ة لمراكز‬

‫البحث العلمي؛‬ ‫‪ - 7‬الت�أكي���د على �أهمية التكوي���ن وتطوير الموارد‬ ‫الب�شرية؛‬ ‫‪� -8‬إن�ش���اء قاعدة معلومات وبيانات ت�شمل مختلف‬ ‫�أنواع الثروة ال�سمكية �إنتاج ًا وت�سويق ًا؛‬ ‫‪-9‬العم���ل عل���ى تح�س���ين الظ���روف المعي�ش���ية‬ ‫الإجتماعي���ة والإقت�ص���ادية للمهنيي���ن والعاملي���ن‬ ‫الحرفيين في قطاع الموارد ال�سمكية؛‬ ‫‪ - 10‬تنظيم م�ؤتمر دوري للوزراء العرب وم�س�ؤولي‬ ‫الهيئات المكلفين بالثروة ال�سمكية‪.‬‬ ‫من ناحي���ة �أخرى‪ ،‬يعود ت�ص���دّر المغرب وم�ص���ر‬ ‫وموريتانيا قائمة الدول العربية المنتجة للأ�سماك‬ ‫�إلى �أ�سباب �أهمها‪:‬‬ ‫‪ -1‬تنوع الم�صايد ال�سمكية؛‬ ‫‪ -2‬خبرة الأيدي العاملة؛‬ ‫‪ -3‬طول ال�ساحل وكثرة التع ّرجات؛‬ ‫‪ -4‬الموق���ع البح���ري (�إمت�ل�اك �أكثر م���ن وجهة‬ ‫بحرية)‪.‬‬ ‫وتُع ّد م�صايد االطل�سي �أهم م�صايد العالم العربي‬ ‫البحرية ب�س���بب �إلتق���اء التي���ارات البحرية ( تيار‬ ‫الكن���اري الب���ارد وتي���ار الخليج الداف���ىء)‪ ،‬دفء‬ ‫المياه‪ ،‬طول ال�ساحل وكثرة تعرجاته‪.‬‬ ‫والواقع �أنه في ظل الموارد ال�س���مكية الهائلة التي‬ ‫يزخ���ر بها الوطن العربي اليزال الإنتاج ال�س���مكي‬ ‫فيه �ض���ئي ًال‪ ،‬ويع���زو بع����ض المراقبين ذل���ك �إلى‬ ‫�أ�سباب عدة �أهمها‪:‬‬ ‫‪� -1‬إ�س���تخدام الأ�س���اليب والمع���دات البدائية في‬ ‫ال�صيد؛‬ ‫‪ -2‬تدني الكفاءة الإنتاجية للم�صايد الطبيعية؛‬ ‫‪ -3‬زيادة معدالت ال�ص���يد عن م�ستوى الإ�ستغالل‬ ‫الأمثل مما ي�ؤدي �إلى الإ�ستنزاف؛‬ ‫‪ -4‬نق����ص الخب���رات والك���وادر الفني���ة العربي���ة‬ ‫العاملة في مجال ال�صيد؛‬ ‫‪ -5‬تل���وث المي���اه العربي���ة النات���ج ع���ن التو�س���ع‬ ‫ال�صناعي والعمراني؛‬ ‫‪ -6‬ق ّل���ة مراك���ز البح���وث والدرا�س���ات المائي���ة‬ ‫وال�سمكية؛‬ ‫‪� -7‬صيد الأ�سماك في موا�سم التكاثر‪.‬‬ ‫والالفت �أنه وفي معظم الدول المنتجة للأ�سماك‬ ‫يتم التركيز على ال�ص���يد ال�ساحلي‪ ،‬ل�ضعف قدرة‬ ‫�أ�سطول ال�صيد العربي في المياه العميقة‪ .‬وي�ش ّكل‬ ‫الإنتاج من الإ�س���تزراع ال�س���مكي نحو ‪ 25‬في المئة‬ ‫م���ن الإنتاج الكل���ي‪ ،‬وهي ن�س���بة تقل ع���ن مثيلتها‬ ‫العالمي���ة المقدرة بنحو ‪ 44‬في المئة‪ .‬ويتر ّكز‬ ‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪83‬‬


‫تحقيق ال�شهر‬ ‫قيمة �ص���ادرات الأ�سماك العربية في العام ‪،2013‬‬ ‫وه���ي المغرب (‪ 59.9‬في المئة)‪ ،‬واليمن (‪11.2‬‬ ‫ف���ي المئة)‪ ،‬و�س���لطنة عم���ان (‪ 9.8‬ف���ي المئة)‪،‬‬ ‫وتون����س (‪ 7.7‬ف���ي المئ���ة)‪ ،‬وموريتانيا (‪ 4.4‬في‬ ‫المئة) وال�سعودية (‪ 1.8‬في المئة)‪.‬‬ ‫وعلى رغم وجود فائ�ض ت�ص���ديري من الأ�س���ماك‬ ‫ومنتجاته���ا ف���ي المنطق���ة العربي���ة‪� ،‬إلاّ �أن هناك‬ ‫ع���دد ًا من ال���دول العربي���ة تعتمد على الإ�س���تيراد‬ ‫لمقابلة النق�ص في �إنتاجها المحلي من الأ�سماك‬ ‫ومنتجاته���ا‪ .‬وتتمث���ل واردات تل���ك ال���دول ف���ي‬ ‫الأ�س���ماك الطازجة والمب ّردة والمج ّمدة‪� ،‬إ�ض���افة‬ ‫ّ‬ ‫والمدخنة والمع ّلبة‪.‬‬ ‫�إلى الأ�سماك المم ّلحة‬ ‫وف���ي الحقيق���ة نالحظ �أن واردات ال���دول العربية‬ ‫من الأ�س���ماك ق���درت في الع���ام ‪ 2013‬بنحو ‪950‬‬ ‫�أل���ف ط���ن بقيم���ة ملي���اري دوالر‪ ،‬وبزي���ادة ‪3.4‬‬ ‫في المئة عن قيمتها في ‪ .2012‬وتت�ص���دّر م�ص���ر‬ ‫(‪ 26.5‬في المئ���ة) والإمارات (‪ 19.3‬في المئة)‬ ‫وال�س���عودية (‪ 16.0‬في المئة) ال���واردات العربية‬ ‫من الأ�سماك‪.‬‬ ‫و�إذا ما بحثنا عن �أمثلة �أخرى ت�س���توقفنا البيانات‬ ‫الت���ي ت�ض���منها الع���دد ( ‪ 2014 -)14‬م���ن دلي���ل‬ ‫الث���روة ال�س���مكية ف���ي الوط���ن العربي ‪-‬ال�ص���ادر‬ ‫ع���ن الأمان���ة العام���ة للإتح���اد العرب���ي لمنتج���ي‬ ‫الأ�س���ماك – والتي تبين �أن التط���ور العام للإنتاج‬ ‫ال�س���مكي الإجمالي على م�س���توى الوط���ن العربي‬ ‫ف���ى �إزدياد‪ ،‬فقد �إزداد بن�س���بة ‪ %184.2‬في العام‬ ‫‪ 2012‬مقارنة مع العام ‪ ، 1985‬كما و�أن الأ�س���ماك‬ ‫هى ال�س���لعة الغذائية الوحي���دة التي يحقق الوطن‬ ‫العربي فائ�ض��� ًا ت�ص���ديري ًا فى �إنتاجها بلغ حوالى‬ ‫‪ 804‬ماليين دوالر‪ ،‬كذلك ف�إن التجارة الخارجية‬ ‫للأ�س���ماك هي في �إزدياد حيث بلغت هذه الزيادة‬ ‫ن�س���بة ‪ %72‬من حيث القيمة ون�سبة ‪ %36‬من حيث‬ ‫الكمية في العام ‪ 2012‬مقارنة مع العام ‪.2007‬‬ ‫ووف���ق ه���ذه البيانات نتل ّم����س وجود �إهتم���ام كبير‬ ‫وملمو�س في دعم ورفع م�ستوى الهياكل الم�ؤ�س�ساتية‬ ‫وت�ش���كيل التنظيم���ات المهنية لل�ص���يادين ومر ّبي‬ ‫وم�ص���دّري ومو ّردي الأ�س���ماك فى معظ���م الدول‬ ‫العربي���ة‪ ،‬والعمل على كل ما يدعم �آليات وو�س���ائل‬ ‫برامج التنمية الم�س���تدامة لقطاع الثروة ال�سمكية‬ ‫بمفهومها الحديث‪ ،‬المتم ّثل بالتنمية الم�س���تدامة‬ ‫للموارد ال�سمكية ومخزونها والعاملين في قطاعها‬ ‫ودخلهم وتح�سين معي�شتهم‪.‬‬ ‫ف���ي المقابل يرى طارق الزدجال���ي‪ ،‬المدير العام‬ ‫للمنظمة العربية للتنمية الزراعية �أن ثمة ت�ش���ابه ًا‬

‫‪82‬‬

‫العدد ‪� - 28‬آذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫ف���ي التحديات التي تواجه تنمية الثروة ال�س���مكية‬ ‫ف���ي ال���دول العربية‪ ،‬وم���ن �أهمها‪�" :‬س���يادة طرق‬ ‫ال�ص���يد التقليدية والفجوة التقنية‪ ،‬والتركيز على‬ ‫ال�ص���يد ال�ساحلي ل�ض���عف قدرة �أ�س���طول ال�صيد‬ ‫العربي في المي���اه العميقة‪ ،‬ومحدودية المعلومات‬ ‫والإح�ص���اءات الخا�ص���ة بال�ص���يد والمخ���زون‬ ‫ال�س���مكي وعدم د ّقته���ا‪ ،‬وال�ص���يد الجائر وتدهور‬ ‫المخزون���ات ال�س���مكية"‪ .‬وم���ن المع ّوقات �أي�ض��� ًا‪:‬‬ ‫"محدودية �أعداد موانئ ال�صيد ومواقع الإنزال‪،‬‬ ‫وافتق���ار قطاع ال�ص���يد �إل���ى البنى الأ�سا�س���ية في‬ ‫الموان���ئ مث���ل ور����ش ال�ص���يانة ومخ���ازن التبريد‬ ‫وغيرهما‪ ،‬و�ض���عف القدرات الم�ؤ�س�سية والإدارية‬ ‫والخطط الإ�ستراتيجية لقطاع الثروة ال�سمكية"‪.‬‬

‫قطاع الثروة ال�سمكية العربية‬ ‫ح ّقق فائ�ض ًا ت�صديري ًا في العام ‪2013‬‬ ‫بلغ ‪� 912‬ألف طن بقيمة ‪ 2965‬مليون‬ ‫دوالر‪ .‬وقد �ساهمت �ست دول عربية‬ ‫بنحو ‪ % 95‬من قيمة هذه ال�صادرات وهي‬ ‫المغرب واليمن و�سلطنة عمان وتون�س‬ ‫وموريتانيا وال�سعودية‬

‫كل هذا في ظل القدرات المحدودة في الت�ص���نيع‬ ‫ال�س���مكي‪ ،‬وكذل���ك في م���ا يخت�ص ب�ض���بط جودة‬ ‫الأ�سماك‪ ،‬وتربية الأحياء المائية‪ ،‬وبناء القدرات‬ ‫الب�ش���رية في قطاع الثروة ال�سمكية‪ .‬فيما يالحظ‬ ‫�ض���عف البح���وث ونق���ل التكنولوجي���ا والخدم���ات‬ ‫ف���ي جميع المج���االت ذات العالق���ة بتنمية الثروة‬ ‫ال�س���مكية و�إ�س���تغاللها (ال�ص���يد‪ ،‬الإ�س���تزراع‬ ‫ال�س���مكي‪ ،‬النق���ل والت���داول‪ ،‬الت�ص���نيع‪� ،‬ض���بط‬ ‫الجودة‪ ،‬والت�سويق‪.)...‬‬ ‫وتعان���ي تنظيم���ات ال�ص���يادين �ص���عوبات فني���ة‬ ‫وتنظيمية‪ .‬في وقت ال تزال الت�س���هيالت الإئتمانية‬ ‫الممنوح���ة لل�ص���يادين م���ن الم�ص���ادر التمويلية‬ ‫محدودة‪ ،‬ف�إن الأمر ذاته ينطبق على الإ�ستثمارات‬ ‫الحكومية والقطاع الخا�ص الموجهة لقطاع الثروة‬ ‫ال�سمكية‪.‬‬

‫ونظ���ر ًا لمحدودي���ة فر����ص تنمي���ة ال�ص���يد ف���ي‬ ‫الم�ص���ائد الطبيعي���ة ف���ي المنطق���ة العربي���ة‪،‬‬ ‫نتوق���ف عند م���ا يقوله الدكت���ور �أيمن �أب���و حديد‪،‬‬ ‫وزي���ر الزراع���ة ومدير مرك���ز الأبح���اث الزراعية‬ ‫�س���ابق ًا في م�ص���ر لتقرير "المنتدى العربي للبيئة‬ ‫والتنمي���ة ‪ "2014‬ح���ول الأم���ن الغذائ���ي‪�" :‬إن‬ ‫�آف���اق تنمية الثروة ال�س���مكية قد تتر ّك���ز في تربية‬ ‫الأحياء المائية البحرية وفي الم�سطحات المائية‬ ‫الداخلية‪ ،‬حي���ث �أن هناك �إمكانات لزيادة الإنتاج‬ ‫العربي من الأ�سماك بحلول �سنة ‪ 2030‬بما ال يقل‬ ‫عن مليوني طن �سنوي ًا"‪.‬‬ ‫ويعط���ي �أبو حدي���د مثا ًال �أن ل���دى المملكة العربية‬ ‫ال�س���عودية و�سلطنة ُعمان‪ ،‬خطط ًا وبرامج طموحة‬ ‫تتوف���ر لها الأموال موجهة �إلى زيادة قدرة البلدين‬ ‫في �إنتاج الأ�سماك‪ .‬كما تتمتع ال�سودان بم�ساحات‬


‫تحقيق ال�شهر‬ ‫ن�ش���اط الإ�س���تزراع ال�س���مكي في م�ص���ر ب�ص���ورة‬ ‫رئي�سية‪.‬‬ ‫و�إنتقا ًال �إلى المخزون ال�سمكي للدول العربية‪ ،‬ف�إنه‬ ‫يتوقف تقديره على تحديد كمية الغذاء المتاح في‬ ‫المي���اه �أو ما يعرف با�س���م "ال�س���عة البيولوجية"‪،‬‬ ‫وكذل���ك على "جهد ال�ص���يد"‪ ،‬وهو م���ا يمثل عدد‬ ‫المراكب وكمية الأ�س���ماك التي ت�صطادها‪ .‬وبناء‬ ‫عليه يمكن معرفة �إمكانات التطوير وتالفي خطر‬ ‫�إ�ستنزاف المخزون ال�سمكي‪.‬‬ ‫�أما ال�ص���يد الآم���ن فيعرف ب�أنه "كمية الأ�س���ماك‬ ‫التي يمكن �ص���يدها من دون �أن يحدث �إ�س���تنزاف‬ ‫للمخزون ال�س���مكي‪ .‬فلو قدر مث ًال �أن الناتج �سنوي ًا‬ ‫نتيجة التكاثر والهجرة الجديدة هو مئة طن‪ ،‬ف�إن‬ ‫ال�ص���يد الآمن يكون ف���ي حدود هذا المق���دار‪� ،‬أو‬ ‫يقل عنه لإتاحة الفر�ص���ة لنمو المخزون الأ�سا�سي‬ ‫من الأ�س���ماك؛ ويلزم ذلك قاعدة بيانات متطورة‬ ‫ومراقبة م�س���تمرة لجهد ال�ص���يد وطرق ال�ص���يد‬ ‫الم�س���تخدمة بحيث ال ت�ؤدي �إلى �ص���يد الأ�س���ماك‬ ‫ال�صغيرة �أو �صيد �أنواع غير مطلوبة مما ي�ؤدي �إلى‬ ‫�إهدارها‪ .‬وما يجب التوقف عنده �أي�ض��� ًا‪ ،‬التطوير‬ ‫الم�س���تمر الواج���ب �إدخاله �إل���ى �أن�ش���طة و�أدوات‬ ‫ال�ص���يد لتواكب التكنولوجيا العالمية‪� ،‬إ�ضافة �إلى‬ ‫نظ���ام الرقابة ال�ص���ارم وقاع���دة المعلومات‪ .‬ثم‬ ‫�أن الإتج���اه العالم���ي الآن هو ال�ص���يد في الأعماق‬ ‫التي لم تكن ت�ص���ل �إليها ال�ش���باك من قبل‪ ،‬والتي‬ ‫تزخر بالعديد من �أنواع الأ�س���ماك التي تمثل قيمة‬ ‫�إقت�ص���ادية كبيرة من دون �أن يكون لها ت�أثير على‬ ‫زيادة جهد ال�صيد‪.‬‬ ‫ويتّ�س���م الإنت���اج ال�س���مكى ب�ش���دة تغ ّير خوا�ص���ه‪،‬‬ ‫فالأ�س���ماك �سريعة التلف ويجب �صيدها وتوريدها‬ ‫فى الوقت المنا�س���ب‪ ،‬وكذلك يل���زم وجود مرافق‬ ‫متط���ورة ومراك���ز �إن���زال على الب��� ّر تتواف���ر فيها‬ ‫النظافة ال�ص���حية‪ ،‬و�إمدادات الطاقة الكهربائية‬ ‫وم�ص���انع الثلج وغ���رف التبري���د والنق���ل المز ّود‬ ‫بثالجات من �أج���ل تخزينها وت�ص���نيعها وتعبئتها‬ ‫م���ن �أجل ت�س���ويقها‪ .‬ووج���ود النظ���م التكنولوجية‬ ‫التى ت�شمل خزانات وحاويات و�شاحنات ومركبات‬ ‫نقل �أخرى م���زودة بمرافق للتهوئة من �أجل �إبقاء‬ ‫الأ�سماك حية �أثناء نقلها �أو الإحتفاظ بها‪.‬‬ ‫و�إدراك ًا م���ن الإتح���اد العرب���ي لمنتجي الأ�س���ماك‬ ‫ب�أهمي���ة تفعيل وتو�س���يع حج���م التب���ادل التجاري‬ ‫بالأ�س���ماك ومنتجاته���ا بي���ن ال���دول العربية يعلق‬ ‫الأمي���ن العام للإتحاد محمود را�ض���ي ح�س���ن في‬ ‫مق���ال بعن���وان "الج���دوى الفني���ة والإقت�ص���ادية‬

‫�أيمن �أبو حديد‪ :‬هناك �إمكانات كبيرة لزيادة الثروة ال�سمكية‬

‫محمد الربيع‪ :‬الإعداد لت�أ�سي�س �إتحاد لمنتجي الأ�سماك في الدول العربية‬

‫لإن�ش���اء �ش���ركة الإتح���اد العربي لتجارة وت�س���ويق‬ ‫الأ�س���ماك" (ن�شر على موقع الإتحاد في ‪ 9‬ت�شرين‬ ‫الثان���ي ( نوفمبر) ‪�" :)2010‬إن مناخ الإ�س���تثمار‬ ‫ف���ي عديد م���ن ال���دول العربي���ة الم�ص���دّرة منها‬ ‫وي�ش���جع ن�ش���اط‬ ‫والم�س���توردة للأ�س���ماك يت�ل�اءم‬ ‫ّ‬

‫�أيمن �أبو حديد‪�" :‬إن �آفاق تنمية‬ ‫الثروة ال�سمكية العربية قد ّ‬ ‫تتركز‬ ‫في تربية الأحياء المائية البحرية وفي‬ ‫ّ‬ ‫الم�سطحات المائية الداخلية‪ ،‬حيث �أن‬ ‫هناك �إمكانات لزيادة الإنتاج العربي من‬ ‫الأ�سماك بحلول �سنة ‪ 2030‬بما ال يقل‬ ‫عن مليوني طن �سنوي ًا"‬

‫تجارة الأ�س���ماك في ما بينها‪ ،‬وذلك لأن الأ�سماك‬ ‫هي ال�س���لعة الوحيدة التي تح ّقق فائ�ض ًا وت�صدير ًا‬ ‫كبير ًا على م�س���توى الوط���ن العربي‪ ،‬ال���ذي يعتبر‬ ‫على الم�س���توى العالمي منطق���ة فاعلة وم�ؤثرة في‬ ‫ت�صدير و�إ�ستيراد الأ�سماك"‪.‬‬ ‫ويتابع �أنه‪" :‬وفي �ض���وء هذا الواقع ف�إن العديد من‬ ‫ال���دول العربية يتوفر لديه فائ�ض��� ًا من الأ�س���ماك‬ ‫ودول عربي���ة �أخرى يزيد �س���كانها عل���ى ‪ %50‬من‬ ‫�س���كان الوطن العربي تعاني م���ن عجز في الإنتاج‬ ‫والإ�س���تهالك ال�س���مكي وهذا ما يدع���م قيام مثل‬ ‫هذه ال�شركة‪ .‬كذلك �إن مناخ الإ�ستثمار في الوطن‬ ‫العرب���ي هو اليوم اف�ض���ل على �ص���عيد كل مك ّوناته‬ ‫عما كان عليه قبل �سنوات"‪.‬‬ ‫و�إنطالق��� ًا م���ن الأهمي���ة التي �أ�ش���ار �إليها ح�س���ن‬ ‫ك�ش���ف محم���د الربي���ع‪ ،‬الأمي���ن الع���ام لمجل����س‬ ‫الوحدة الإقت�صادية العربية في ت�صريح ل�صحيفة‬ ‫"االه���رام" الم�ص���رية في ‪� 30‬أيلول( �س���بتمبر)‬ ‫‪� 2014‬إن���ه "يج���ري حالي��� ًا الإع���داد لت�أ�س���ي�س‬ ‫�إتح���اد لمنتج���ي الأ�س���ماك ف���ي ال���دول العربية‪،‬‬ ‫و�ش���ركة عربية قاب�ض���ة لتجارة الأ�سماك من �أجل‬ ‫الم�س���اهمة في ت�س���ويق وتوزي���ع الثروة ال�س���مكية‬ ‫للدول المنتجة للأ�سماك في الوطن العربي"‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ويو�ض���ح الربيع �أنه �س���يتم عقد �إجتماعات لجنتي‬ ‫التخطيط والتن�سيق للتجارة العربية‪ ،‬ولجنة تنمية‬ ‫الإ�س���تثمار العربي في نهاية �ش���هر ت�ش���رين الأول‬ ‫(�أكتوب���ر) المقبل‪ ،‬لبحث و�س���ائل تقوي���ة التجارة‬ ‫العربية البينية‪ ،‬وزيادة حجم المبادالت التجارية‬ ‫مع العالم الخارجي‪� ،‬إ�ض���افة �إلى ت�ش���جيع وجذب‬ ‫ر�ؤو�س الأموال للإ�س���تثمار داخل المنطقة العربية‬ ‫والم�س���اهمة في توفير فر�ص العم���ل لتقليل حجم‬ ‫البطالة المتزايد في الدول العربية‪.‬‬ ‫وف���ي الخال�ص���ة يب���دو وا�ض���ح ًا �أن الإمكان���ات‬ ‫العربي���ة ف���ي مج���ال �إ�س���تغالل الث���روة ال�س���مكية‬ ‫لي�س���ت بالم�س���توى المطلوب في الوقت الحا�ض���ر‬ ‫لأ�س���باب �أهمها �ضعف الإ�ستثمارات المالية للدول‬ ‫العربية وعدم توافر م�ستلزمات الإنتاج والتخزين‬ ‫والت�صنيع والت�سويق‪ .‬وهذا ما يتطلب جهد ًا عربي ًا‬ ‫يم ّكننا من �إ�س���تغالل الثروة ال�س���مكية والإ�ستفادة‬ ‫م���ن خ�صائ�ص���ها ومميزاته���ا‪� .‬إن �ض���مان تدف���ق‬ ‫الإنتاج ال�س���مكي على مدار ال�س���نة مرهون بر�سم‬ ‫ال�سيا�س���ات الالزمة لإ�ستغالل ناتج وبطاقات هذه‬ ‫الم�ص���ايد على م�س���توى الوطن العربي بما يحقق‬ ‫تر�شيد �إ�س���تغالل ثرواتها ال�سمكية ورفع الم�ستوى‬ ‫الغذائي في الوطن العربي‬ ‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪85‬‬


‫الفندق الكبير‬ ‫فيال دي فرانس‬

‫حيث التاريخ‬

‫‪GRAND HOTEL‬‬ ‫‪VILLA DE FRANCE‬‬ ‫يلتقي باحلداثة‬

‫طنجة‬ ‫المغرب‬

‫بريد إلكتروني‬ ‫‪reservation@ghvdf.com‬‬

‫‪Tangier‬‬ ‫‪Morocco‬‬

‫من سلسلة فنادق ومنتجعات لورويال ‪www.leroyal.com‬‬ ‫للحجز‪ :‬هاتف‪ ،+ 212539333111 :‬فاكس‪+212539333222 :‬‬

‫موقع‪:‬‬ ‫‪www.ghvdf.com‬‬


‫بقلم ميرنا زخر ّيا*‬

‫المنبر الإجتماعي‬

‫أمةٌ ال تقرأ‬ ‫نحن َّ‬ ‫لنب ��د�أ بالحقائ ��ق ال ُمفاجئ ��ة‪ ،‬ال ب � ْ�ل‬ ‫ال ُمح ِبط ��ة‪ ..‬لنعتم ��د عل ��ى و�سائ ��ل‬ ‫الإ�ستق ��راء‪ ،‬ال ب � ْ�ل عل ��ى وقائ ��ع الإح�ص ��اء‪ ..‬فقد‬ ‫ك�ش � َ�ف "التقري ��ر الثقاف ��ي العرب ��ي" �أن مع� �دّل‬ ‫العربي هو �ستّ دقائق �سنوياً‪،‬‬ ‫الق ��راءة عند الفرد‬ ‫ّ‬ ‫فيم ��ا الأوروب ��ي يقر�أ بمعدّل مئت ��ي �ساعة �سنوياً‪.‬‬ ‫كم ��ا �أن هن ��اك كتاب� �اً واحداً ي�ص ��در �سنوياً لكل ‪12‬‬ ‫�أل ��ف مُواط ��ن عرب ��ي‪ ،‬فيما ي�ص ��در كت ��ابٌ كل عام‬ ‫لكل ‪ 500‬مُواطن �إنكليزي‪� .‬أما "الأمم المتحدة"‬ ‫فق ��د ن�شرت �أن معدّل القراءة ف ��ي العالم العربي‬ ‫ه ��و رب ��ع �صفح ��ة �سنوي� �اُ لل�شخ�ص الواح ��د‪ ،‬فيما‬ ‫مع� �دّل م ��ا يق ��ر�أه الفرد لأميرك ��ي ه ��و ‪ 11‬كتاباً‪.‬‬ ‫و�أن ُم ��داوالت �س ��وق الكت ��ب العربي ��ة ال تتع� �دّى‬ ‫الأربع ��ة ماليين دوالر �سنوياً‪ ،‬فيما مُداوالته في‬ ‫�أوروب ��ا ت�ص ��ل لحوالي ‪ 12‬ملي ��ار دوالر‪ .‬وقد ن�شر‬ ‫"موقع �شم�س" �أن الدول العربية ب�أجمعها تطبع‬ ‫حوال ��ي ملي ��ون كتاب (بم ��ا في ذلك كت ��ب الطبخ‬ ‫عربي‪،‬‬ ‫والتنجي ��م)‪ ،‬مو ّزعة على ثالثمئ ��ة مليون ّ‬ ‫مُقاب ��ل ‪ 518‬كتاباً لل ُمواط ��ن الأوروبي و‪ 212‬كتاباً‬ ‫للأميرك ��ي‪ .‬يب ��دو �أن الذين يقولون‪ ،‬ب�أننا �أمَّة ال‬ ‫تقر�أ هم على حق‪.‬‬ ‫فم ��ا �س ّر هذه ال ُمفارقة على الرغم من �أن �أجهزة‬ ‫الكومبيوت ��ر الثور ّي ��ة و�أخي ��راً الأجه ��زة اللوح ّية‬ ‫الذكي ��ة جعل ��ت الكتب في مُتن ��اول ال ُقراء مجاناً‪.‬‬ ‫لك ��نْ ولل ُمفارق ��ة �أي�ض� �اً‪ ،‬ي�أت ��ي الترفي ��ه كداف � ٍ�ع‬ ‫�أ�سا�س � ٍ�ي من دون ُمن ��ا ِز ٍع لإ�ستخ ��دام الإنترنت في‬ ‫الدول العربية‪.‬‬ ‫هواي ��ة الق ��راءة‪ ،‬وبح�س ��ب �إح�ص ��اءات الباحثي ��ن‪،‬‬ ‫ذاهب ��ة �إل ��ى ُ�شب ��ه �إنقرا� ��ض‪ ،‬لدرج ��ة �أن الكت ��ب‬ ‫الديني ��ة �أ�صبحت كقطعة ديكور ُنز ّين بها البيوت‬ ‫والمكات ��ب‪ ،‬م ��ا يفتح الب ��اب على م�صراعي ��ه �أمام‬ ‫الإجته ��ادات الركيك ��ة؛ عِ لم� �اً �أن المطبوع ��ات‬ ‫الإجتماعي ��ة كمج�ل�ات الأزي ��اء والف ��نّ م ��ا زال ��ت‬ ‫ال �أ ّم� � ًة ال ُتعي ��ر اهتماماً‬ ‫مطلوب ��ة‪ .‬يب ��دو �أنن ��ا فع ً‬ ‫كافياً لفوائد القراءة‪ ،‬وهُ نا بع�ض منها‪:‬‬ ‫‪ .1‬معرف ��ة وثقاف ��ة‪ :‬مِ ��ن الهواي ��ات الت ��ي ُت�ساعد‬ ‫عل ��ى �صق ��ل الر�ؤي ��ة عن ��د الإن�س ��ان نوع ��ان م ��ن‬ ‫المعلوم ��ات‪ :‬العلمي ��ة فت ��زداد معرفتن ��ا ك ّم� �اً‬ ‫فتتو�سع ثقافتنا‪.‬‬ ‫والتنوير ّية‬ ‫ّ‬

‫‪� .2‬إنفت ��اح وتق ّب ��ل‪ُ :‬تم ّه ��د لتحجي ��م الإ�صطف ��اف‬ ‫وتعزي ��ز الإنفت ��اح �إذ �أن الإط�ل�اع عل ��ى ثقاف ��ات‬ ‫ومعلوم ��ات مُت�ضا ِرب ��ة يُن ّم ��ي العق ��ل ويُ�ساهم في‬ ‫ُقبول الآخر‪.‬‬ ‫‪� .3‬إيجاب ��ي ومو�ضوع ��ي‪� :‬إن ُمح � ّ�ب ال ُمطالع ��ة‬ ‫المتن ّوعة‪ ،‬غالب� �اً ما ت ّت�سم �شخ�صيته بالإيجابية‪،‬‬ ‫فت ��راه ي�ست�سي ��غ العم ��ل التط ّوع ��ي ويمي ��ل �إل ��ى‬ ‫الر�أي المو�ضوعي‪.‬‬ ‫‪ .4‬تنمي ��ة و�إثبات ��ات‪ :‬تنمية الق ��درة على الغو�ص‬ ‫في نقا�ش عالي الم�ستوى ومُدعَّم بحقائق مُثبتة‬ ‫علمي� �اً‪ ،‬ما ي�ؤدي �إل ��ى حوا ٍر راقٍ ومُثمرٍ مع الجهة‬ ‫الثانية‪.‬‬ ‫‪ .5‬ذاك ��رة وتحلي ��ل‪ُ :‬ت�شي ��ر التحالي ��ل �أن ه ��واة‬ ‫الق ��راءة �أق ��ل عر�ض ��ة م ��ن غيره ��م للإ�صاب ��ة‬ ‫بالخ ��رف والزهايم ��ر (الخ ��رف) وذل ��ك ب�سب ��ب‬ ‫التن�شيط ال ُم�ستمر لحركة الدماغ‪.‬‬ ‫‪� .6‬إبت ��كار و�إب ��داع‪ :‬تعم ��ل الق ��راءة عل ��ى تحفي ��ز‬ ‫الخي ��ال الوا�سع والإبتكار المتن� � ّوع‪ ،‬بحيث يُ�صبح‬ ‫للقارئ مقدرة على �إيجاد طاقة في حائط الحوار‬ ‫الم�سدود‪ .‬وتو ّفر للقارئ مروحة هائلة من الآراء‬ ‫ما يجع ��ل الإنفتاح على الآخ ��ر وارد والإ�صطفاف‬ ‫هزيل‪ ،‬ل ُي�صبح الحديث غني ودقيق‪.‬‬ ‫‪ .7‬تو ّت ��ر و�إجهاد‪ُ :‬تخفف الق ��راءة مِ ن مُ�ضاعفات‬ ‫التوت ��ر و�إنعكا�سات الإجه ��اد‪ ،‬حتى �أن �ست �ساعات‬ ‫من ال ُمطالع ��ة ال ُممتعة يُمكنها �أن ُتهدئ �ضربات‬ ‫القلب‪.‬‬ ‫يتف ��اوت مُ�ست ��وى الق ��راءة (مِ ��ن حي ��ث تعدّدي ��ة‬ ‫ال ُق ��راء ونوع ّي ��ة المق ��روء) بي ��ن بل ��دٍ و�آخ ��ر ف ��ي‬ ‫متو�س ��ط‬ ‫ال ��دول العربي ��ة‪ ،‬وذل ��ك �إ�ستن ��اداً �إل ��ى ّ‬ ‫الم�ستوي ��ات الثقافي ��ة والعلمي ��ة والإقت�صادي ��ة‪.‬‬ ‫ال�سبي ��ل للإرتق ��اء بالق ��راءة �إل ��ى مع� �دّلٍ مقب ��ولٍ‬ ‫�إل ��ى حد ما‪ ،‬يكون من خ�ل�ال الإجتهاد نحو قيام‬ ‫عالق ��ة �صداق ��ة بي ��ن الإن�س ��ان والكت ��اب‪ ،‬ال �س ّيما‬ ‫�إن�سان الجيل المقبل؛ ما يتطلب‪:‬‬ ‫‪ .1‬تركيز مِ ن المدار�س على مادة القراءة الح ّرة‪،‬‬ ‫م ��ا يدع ��و �إل ��ى تطوي ��ر المنظوم ��ة التعليمي ��ة‬ ‫ال ُمعتمدة؛‬ ‫‪ .2‬توعي ��ة الأه ��ل وال ُمر ّبي ��ن‪ ،‬كم ��ا الأندي ��ة‬ ‫والجمعي ��ات على محا�صيل ومفاعي ��ل ال ُمطالعة‬

‫في المدى البعيد؛‬ ‫‪ُ .3‬وج ��وب �أن تبن ��ي كل جامع ��ة مكتب ��ة وافي ��ة‬ ‫بحجة �أن التالمذة لم‬ ‫ولي�س ��ت مُج ّرد ر ْف ��ع عتب‪ّ ،‬‬ ‫يعودوا يقر�أون؛‬ ‫الحكومي ��ة المعني ��ة م ��ن‬ ‫‪ .4‬مُ�ساهم ��ة الجه ��ات ُ‬ ‫خ�ل�ال �أن�شط ��ة مُالئم ��ة‪ ،‬كتوزي ��ع ُن�س ��خ مجاني ��ة‬ ‫على ال�صغار؛‬ ‫‪� .5‬إع ��ادة البرام ��ج التثقيفي ��ة �إل ��ى محط ��ات‬ ‫التلفزي ��ون‪ ،‬ف ��ي ُحل� � ٍة ع�صر ّي ��ة ُتواك ��ب الع�ص ��ر‬ ‫و ُت�شرِك ال�شباب؛‬ ‫‪ .6‬ت�سهي�ل�ات بق ��در ال ُم�ستط ��اع و�ضم ��ن الواجب‬ ‫تج ��اه كل كات ��ب ودار ن�ش ��ر‪ ،‬لت�شجيعه ��م عل ��ى‬ ‫الإ�ستمرار؛‬ ‫ّ‬ ‫‪ .7‬مكتب ��ات عام ��ة توف ��ر مر َوحة م ��ن الموا�ضيع‪،‬‬ ‫العوا�ص ��م و�أبن ��اء ال ُم ��دن‬ ‫وال تك ��ون حك ��راً عل ��ى‬ ‫ِ‬ ‫الكبرى‪.‬‬ ‫المعايي ��ر الدولي ��ة تن�ص ��ح ب ُوج ��ود مكتب ��ة عا ّم ��ة‬ ‫ل ��كل �ست ��ة �آالف �إن�س ��ان‪ .‬في حي ��ن �أن كافة الدول‬ ‫العربي ��ة مُجتمع ��ة تح ��وي حوال ��ي ‪ 4500‬مكتب ��ة‬ ‫والغني منها‬ ‫ب�أحج ��ام مُختلف ��ة‪ ،‬ويُقال �أن المه� � ّم‬ ‫ّ‬ ‫ال يتع� �دّى الأل ��ف‪ .‬وبالتال ��ي‪ ،‬ل� � ْم ي ُع ��د مُ�ستغرب� �اً‬ ‫�أن ُن�ص ��ادف ف ��ي �أوروب ��ا �أو ف ��ي �أمي ��ركا مُواطن� �اً‬ ‫(عج ��وزاً كا َن �أ ْم �شاب� �اً) يقر�أ وه ��و ب�إنتظار ُو�صول‬ ‫القط ��ار ف ��ي النف ��ق‪� ،‬أو ث ��انٍ مُ�ستل ��قٍ عل ��ى �شاطئ‬ ‫البح ��ر في مدينة ني�س‪� ،‬أو ثالثٍ في مقهى و�سط‬ ‫ح�صلة‪ ،‬قد يكون‬ ‫الثل ��ج في والية كول ��ورادو‪ .‬بال ُم ّ‬ ‫تراجع الإقبال على قراءة الكتب الورقية ظاهرة‬ ‫ُ‬ ‫عالمية‪� ،‬إنما الفرق مُخيف ومُعيب بين العالمين‬ ‫والغربي‪ ،‬ما يدعو للفت الإنتباه �س ّيما �أن‬ ‫العربي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫م�شه ��د القراءة ف ��ي الأماكن العام ��ة العربية هو‬ ‫مِ ن �سابع ال ُم�ستحيالت‪.‬‬ ‫ف ��ي ال�سابق‪ ،‬كان ��ت ال ُنخب ��ة الحاكمة تق ��ر�أ كثيراً‬ ‫والجم ��وع المحكوم ��ة ن ��ادراً م ��ا تق ��ر�أ؛ �أم ��ا ف ��ي‬ ‫ُ‬ ‫الحا�ض ��ر‪ ،‬فال ُمالح ��ظ �أن ��ه حت ��ى الم�س�ؤولي ��ن‬ ‫ف�إنه ��م ف ��ي مُعظمه ��م ال يق ��ر�أون‪ ،‬وذل ��ك يتج ّل ��ى‬ ‫م ��ن خ�ل�ال تناولهم الهزي ��ل لباق ��اتٍ وباقات من‬ ‫الموا�ضي ��ع العام ��ة‪ ،‬الت ��ي و�إنْ ا�ضطلع ��وا بج ��ز ٍء‬ ‫فبهدف ْ‬ ‫و�ض ِع‪ :‬تعليقٍ عام ��رٍ على تويتر �أو‬ ‫منه ��ا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫مُداخلةٍ عابرةٍ على من� َّصة‬

‫* متخ�ص�صة في علم النف�س وعلم التنمية الب�شر ّية وحائزة على ماجي�ستير في العلمين‬

‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪87‬‬


Advanced Advanced BMI BMI is aisleader a leader in the in the ďŹ eld ďŹ eld of diet of diet andand weight weight loss loss surgery. surgery. TheThe medical medical section section is under is under thethe supervision supervision of Dr. of Dr. Christelle Christelle Bedrossian. Bedrossian. TheThe surgery surgery section section is led is led by by Professor Professor Nagi Nagi Jean Jean Safa. Safa.

Lebanon: Lebanon: Beirut Beirut - Zalka - Zalka -Kaslik -Kaslik Phone: Phone: 04 715 04 715 036036 Cellular: Cellular: 76 377 76 377 376376 E-mail: E-mail: info@a-bmi.com info@a-bmi.com Website: Website: www.a-bmi.com www.a-bmi.com


‫الخليجية �إلى منا�ص���ب عليا في قيادة ال�ش���ركات‬ ‫والهيئ���ات الحكومي���ة والمنظمات غي���ر الحكومية‬ ‫في المنطقة‪ .‬في معظم الحاالت‪ ،‬فقد كنَّ من �أ َّول‬ ‫الن�س���اء اللواتي �ش���غلن هذه الأدوار �أو المنا�صب‪،‬‬ ‫كما �ص���ار العديد منهن قريب ًا م���ن �أعلى المراتب‬ ‫في منظماتهن‪ .‬وتنعك�س ندرة الن�س���اء في القيادة‬ ‫والمراك���ز العلي���ا ف���ي بيانات �ص���ادرة م���ن معهد‬ ‫�أع�ض���اء مجال����س الإدارات ف���ي مجل����س التع���اون‬ ‫الخليجي التي تب ّين �أن الن�س���اء ي�شغلن �أقل من ‪٪1‬‬ ‫من منا�ص���ب اللجان التنفيذية ومجال�س الإدارات‬ ‫ف���ي دول المجل����س – وهو رقم ُي َع ّد م���ن بين �أدنى‬ ‫المعدالت في العالم‪.‬‬ ‫وم���ع ذل���ك‪ ،‬ت�ش���ير �أبحاثن���ا (والإ�س���تطالع ال���ذي‬ ‫�أجريناه) �إلى �أن هناك زخم ًا من �أجل التغيير‪ .‬لقد‬ ‫�أ�ش���ار تقريب ًا ثلثا الم�شاركين في الإ�ستطالع �إلى �أن‬ ‫مو�ضوع المر�أة في القيادة والمراكز العليا كان على‬ ‫الأجندات الإ�ستراتيجية لمنظماتهم‪ .‬ومن بين هذه‬ ‫ال�ش���ركات‪� ،‬أفاد ‪ 41‬في المئة م���ن �أفراد الع ِّينة ب�أن‬ ‫الق�ض���ية قد ظهرت على جداول �أعمالهم على مدى‬ ‫ال�س���نين الع�ش���ر الما�ض���ية‪ .‬للت�أكيد‪ ،‬ال تزال هناك‬ ‫فروقات �إقليمية كبيرة‪ :‬ف���ي دولة الإمارات العربية‬ ‫المتحدة‪ ،‬على �س���بيل المثال‪ ،‬ق���ال �أكثر من ‪ 85‬في‬ ‫المئ���ة م���ن الم�س���تطلعين ب�أن ه���ذا المو�ض���وع على‬ ‫جدول �أعمال ال�ش���ركات‪ ،‬ولكن في المملكة العربية‬ ‫ال�س���عودية‪� ،‬أكب���ر �س���وق عمل ف���ي المنطق���ة‪ ،‬كان‬ ‫المعدل �أقل من الن�صف‪ .‬ما هو �أكثر من ذلك‪ ،‬كانت‬ ‫ن�س���اء المنطقة‪ ،‬مو�ض���وع البحث‪� ،‬أكثر تفا�ؤ ًال ب�ش�أن‬ ‫وتيرة التغيير بالن�س���بة �إلى الن�ساء في المنطقة‪74 :‬‬ ‫في المئة منهن قلن �أن الن�س���اء في القيادة �س���ي�أخذ‬ ‫"تمام��� ًا" �أهمي���ة متزايدة في برام���ج منظماتهن‬ ‫الإ�س���تراتيجية على مدى ال�سنوات الخم�س المقبلة‪،‬‬ ‫مقابل ‪ 51‬في المئة فقط من الرجال‪.‬‬

‫قوة التن ّوع‬ ‫كان الم�ش���اركون ف���ي �إ�س���تطالعنا �إيجابيين على‬ ‫نطاق وا�س���ع ف���ي تقيي���م الت�ص��� ّورات ح���ول ت�أثير‬ ‫التن ّوع بين الجن�س���ين في الأعم���ال التجارية‪ :‬قال‬ ‫نح���و ‪ 60‬في المئة �أن وجود عدد �أكبر من الن�س���اء‬ ‫وموجه ًا "مهم ًا‬ ‫في المنا�ص���ب القيادية كان �سائق ًا ّ‬ ‫جد ًا" للفعالي���ة التنظيمية‪ ،‬و�أفادت ن�س���بة ‪ 23‬في‬ ‫المئة �إ�ض���افية كان "مهم ًا �إلى ح ّد ما"‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫ب���دت الن�س���اء �أكثر قناع���ة بالإرتب���اط �أو الترابط‬ ‫من الرجال‪ :‬قال ‪ 80‬في المئة من الن�س���اء اللواتي‬ ‫"مهم جد ًا"‪ ،‬مقابل ‪ 53‬في‬ ‫�إ�س���تطلعناهن �أنه ّ‬

‫البيان الأول‬ ‫عدد متزايد من الم�ؤ�س�سات في دول مجل�س التعاون الخليجي �صارت ّ‬ ‫تف�ضل التن ّوع بين الجن�سين‬ ‫‪ %‬من الم�شاركين في دول مجل�س التعاون الخليجي*‪ ،‬العدد = ‪555‬‬ ‫هل "الن�ساء في القيادة" على �أجندة م�ؤ�س�ستك الإ�ستراتيجية؟**‬ ‫ل�ست مت�أكد ًا‬ ‫عدد ال�سنوات‬ ‫منذ ُو ِ�ضعت الفكرة في الأجندة‬

‫‪%13‬‬

‫‪>2‬‬

‫‪%9‬‬ ‫‪%18‬‬

‫نعم‬

‫‪5-2‬‬

‫‪%14‬‬

‫‪ %23‬كال‬

‫‪%65‬‬

‫‪10-6‬‬

‫‪<10‬‬

‫‪%24‬‬

‫* دول مجل�س التعاون الخليجي‪ :‬البحرين‪ ،‬الكويت‪ُ ،‬عمان‪ ،‬قطر‪ ،‬العربية ال�سعودية‪ ،‬الإمارات العربية المتحدة‬ ‫** مجموع الأرقام ال ي�ساوي ‪ %100‬ب�سبب التقريب‬

‫البيان الثاني‬ ‫في دول مجل�س التعاون الخليجي تتمتع الن�ساء بموا�صفات القيادة المترابطة‬ ‫مع فعالية تنظيمية تقريباً موازية لما يتمتع به نظرا�ؤهن الرجال‬ ‫الدرج���ة الت���ي تنطبق على الن�ساء والرجال بالن�سب���ة �إلى تطبيق ت�سعة �أنواع من ال�سل���وك المترابطة مع الفعالية‬ ‫التنظيمية‪ .‬متو�سط الم�شاركين في دول مجل�س التعاون الخليجي*‪ ،‬عدد= ‪**555‬‬ ‫الن�ساء والرجال‬ ‫يطبقون بالت�ساوي‬ ‫ّ‬ ‫‪0‬‬

‫يطبقن‬ ‫الن�ساء ّ‬ ‫�أكثر قلي ًال‬ ‫‪1‬‬

‫يطبقون‬ ‫الرجال ّ‬ ‫�أكثر قلي ًال‬ ‫‪1‬‬‫�إت�صال ف ّعال‬

‫‪0.23‬‬ ‫‪0.15‬‬

‫تنمية النا�س‬

‫‪0.12‬‬

‫عامل �إلهام‬

‫‪0.12‬‬

‫الم�شاركة في �صنع القرار‬

‫‪0.04‬‬

‫دور نموذجي‬

‫‪0.02‬‬

‫التحفيز الفكري‬ ‫توقعات ومكاف�آت‬

‫‪0.02‬‬‫‪0.32‬‬‫‪0.37-‬‬

‫�إتخاذ قرار فردي‬ ‫ال�سيطرة و�إتخاذ القرارات ال�صحيحة‬

‫* دول مجل�س التعاون الخليجي‪ :‬البحرين‪ ،‬الكويت‪ُ ،‬عمان‪ ،‬قطر‪ ،‬العربية ال�سعودية‪ ،‬الإمارات العربية المتحدة‬ ‫** المثال في بحثنا �سمح لنا الو�صول �إلى نتيجة مع هام�ش خط�أ �إح�صائي ‪ %5‬مع م�ستوى ثقة ‪%95‬‬

‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪89‬‬


‫عالم المر�أة‬

‫�إ�ستطالع وبحث عن �أهمية و�ضع الن�ساء في دول مجل�س التعاون‬

‫إنعاش اإلقتصاد يف اخلليج ي َتط َّلب‬ ‫والتنوع بني اجلنسني‬ ‫تعزيز دور املرأة‬ ‫ّ‬ ‫م��ع التغ ّي��ر التدريج��ي الليبرالي ال��ذي تعالج ب��ه الحكومات ف��ي منطقة دول مجل���س التعاون‬ ‫الخليج��ي مو�ضوع �ش�ؤون المر�أة‪ ،‬بد�أت في الوقت عينه ال�ش��ركات العاملة هناك تُدرك ب�شكل‬ ‫متزايد �إمكانيات و�أهمية القيادات الن�سائية لتعزيز الفعالية التنظيمية‪.‬‬ ‫�إعداد مركز الدرا�سات والأبحاث‬ ‫في "�أ�سواق العرب"‬ ‫عل���ى الرغم م���ن كونها ممثل���ة تمثي ًال‬ ‫ناق�ص��� ًا �إلى ح���د كبير في المنا�ص���ب‬ ‫التنفيذية ومجال�س �إدارات ال�ش���ركات في منطقة‬ ‫الخليج العربي‪ ،‬ف�إن المر�أة هناك‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬تحقق‬ ‫خطوات وا�سعة ومهمة‪ .‬في الواقع‪ ،‬فقد وجد بحث‬ ‫لم�ؤ�س�س���ة "ماكينزي" الإ�ست�ش���ارية �أن التنوع بين‬ ‫الجن�س���ين يكت�س���ب مكان ًا مهم ًا على جدول �أعمال‬ ‫ال�ش���ركات في جميع �أنح���اء دول مجل����س التعاون‬ ‫الخليجي‪ ،‬فيما تعترف ال�ش���ركات هناك على نحو‬ ‫متزاي���د ب�إمكاني���ات القي���ادات الن�س���ائية لتعزيز‬ ‫الفعالية التنظيمية‪� .‬إن �إمعان النظر في المواقف‬ ‫الإجتماعية المتغ ّيرة في المنطقة تجاه المر�أة في‬ ‫القيادة والمنا�ص���ب العليا ‪ --‬والتحديات الكبيرة‬ ‫الت���ي ال تزال قائمة‪ --‬ت�ؤ ّكد كيف يمكن لإجراءات‬ ‫ال�ش���ركات والحكومة �أن ت�س���اعد عل���ى خلق بيئات‬ ‫حيث ت�ستطيع القيادات الن�سائية الم�ساهَ مة ب�شكل‬ ‫كام���ل بمعرفته���ن ومهاراتهن وخبرته���ن‪� .‬إن مثل‬ ‫ه���ذه النتائج تع���ود بالنفع لي�س فقط على الن�س���اء‬ ‫المعني���ات ولكن عل���ى منظماتهن والإقت�ص���ادات‬ ‫الوطنية لبالدهن �أي�ض ًا‪.‬‬

‫الن�ساء على جدول الأعمال‬ ‫المر�أة الخليجية‪ :‬لم ت�أخذ دورها كما يجب بعد‬

‫‪88‬‬

‫العدد ‪� - 28‬آذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫على مدى ال�س���نين الع�شر الما�ض���ية �أو نحو ذلك‪،‬‬ ‫و�ص���لت ع�ش���راتٌ عدة من الن�س���اء ف���ي الملكيات‬


‫البيان الثالث‬ ‫"من الخيارات التالية‪ ،‬ما هي �أكبر الحواجز‪� ،‬إذا وجد‪� ،‬أمام زيادة عدد الن�ساء‬ ‫في مواقع القيادة في م�ؤ�س�ستك؟"‬ ‫الفارق في النقاط المئوية***‪،‬‬ ‫زائد= تردد غالب ًا في دول‬ ‫�أخرى‪ ،‬ناق�ص= تردد غالب ًا �أقل‬

‫دول مجل�س‬ ‫التعاون الخليجي**‬ ‫‪ %‬من الم�شاركين‬

‫▪‬

‫�آ�سيا‬

‫�أوروبا‬

‫�أميركا‬ ‫الالتينية‬

‫"العبء المزدوج" المتالزم‬ ‫(موازنة الن�ساء بين العمل‬ ‫والم�س�ؤوليات المنزلية)‬

‫‪29‬‬

‫‪9+‬‬

‫‪21+‬‬

‫‪15+‬‬

‫عدم وجود البنى التحتية المنا�سبة‬ ‫(مثل‪ :‬النقل‪ ،‬مرافق الن�ساء في‬ ‫بيئة تف�صل بين الجن�سين)‬

‫‪28‬‬

‫ال ينطبق‬

‫الحواجز*‬

‫حواجز �إ�ضافية حددت‬ ‫في بحث مجل�س التعاون‬

‫عدم وجود �سيا�سات عامة‬ ‫ل�صالح الأ�سرة �أو خدمات‬ ‫دعم (مثل رعاية الطفل)‬

‫‪26‬‬

‫‪1+‬‬

‫توقعات عائلية و�إجتماعية‬ ‫ب�أن المر�أة ال تعمل‬

‫‪22‬‬

‫ال ينطبق‬

‫"�أي وقت‪� ،‬أي مكان" نموذج‬ ‫�أداء يتطلب توافر ًا دائم ًا وتنق ًال‬ ‫جغرافي ًا في كل وقت‬

‫‪21‬‬

‫‪19‬‬

‫لي�ست هناك حواجز‬

‫ال ينطبق ال ينطبق‬

‫‪3+‬‬

‫‪4+‬‬

‫‪3+‬‬

‫‪7+‬‬

‫‪8-‬‬

‫الموقف تجاه المر�أة في مكان‬ ‫العمل (مثل الإفترا�ضات حول‬ ‫قدرات‪ ،‬و�إلتزام‪ ،‬وتوافر المر�أة)‬

‫‪12‬‬

‫ميل المر�أة �إلى‬ ‫فعالية �أقل بالن�سبة‬ ‫�إلى التوا�صل من الرجل‬

‫‪12‬‬

‫غياب نماذج‬ ‫دور للمر�أة‬

‫‪16+‬‬

‫‪2-‬‬

‫‪18+‬‬

‫ال ينطبق‬

‫‪8‬‬

‫ال ينطبق ال ينطبق‬

‫ال ينطبق ال ينطبق‬

‫‪1+‬‬

‫‪1+‬‬

‫‪5+‬‬

‫‪4-‬‬

‫‪3-‬‬

‫‪15+‬‬

‫* ُ�سمح للم�شاركين �إختيار الأجوبة التي يرونها منا�سبة‪.‬‬ ‫** دول مجل�س التعاون الخليجي‪ :‬البحرين‪ ،‬الكويت‪ُ ،‬عمان‪ ،‬قطر‪ ،‬الغربية ال�سعودية‪ ،‬الإمارات العربية المتحدة‬ ‫*** بالن�سبة �إلى ‪� :‬آ�سيا‪ ،‬العدد = ‪� ،1623‬أوروبا = ‪� ،445‬أميركا الالتينية = ‪ ،547‬تعك�س �إجابات المديرين التنفيذيين فقط‬

‫الإر�ش���اد وفر����ص التوا�ص���ل الر�س���مية ه���ي نقطة‬ ‫يمك���ن الإنط�ل�اق منه���ا‪ .‬ونظ���ر ًا �إل���ى محدودي���ة‬ ‫الفر�ص المتاحة للقيادات الن�س���ائية للتوا�ص���ل في‬ ‫دول مجل����س التعاون الخليج���ي‪ ،‬فكثيرات يعتمدن‬ ‫حالي ًا على قن���وات بديلة‪ ،‬مثل التغطية الإعالمية‪،‬‬ ‫لإي�ص���ال �أفكاره���ن‪ .‬في حين �أن هذا هو م�ص���در‬

‫قوة ي�س���تحق المحافظة عليه‪ ،‬ف�إن عمل ال�شركات‬ ‫يج���ب �أن يك ّمل���ه‪� .‬ش���ركة "�أرامك���و" ال�س���عودية‪،‬‬ ‫على �س���بيل المثال‪ ،‬ت�أخذ نهج ًا ذا �ش���قين لتطوير‬ ‫موجه �إلى الن�س���اء في‬ ‫القي���ادات الن�س���ائية‪ :‬الأول ّ‬ ‫برنامج الأعمال التجارية‪ ،‬اللواتي هن من �ص���غار‬ ‫الموظفات وقد بد�أن للتو حياتهن المهنية‪ ،‬والثاني‬

‫�إلى الن�س���اء ف���ي برنامج القي���ادة‪ ،‬اللواتي هنّ في‬ ‫غالبيتهن من كبار الم�س�ؤوالت في ال�شركة‪.‬‬ ‫وتم ّث����ل برام����ج بناء ّ‬ ‫منظ����م للقيادة �أم����ر ًا حيوي ًا‪.‬‬ ‫وينبغ����ي �أن ي�ش����مل التدريب ع����دم التح ّيز‪ ،‬نظراً‬ ‫�إل����ى الأهمي����ة الكبي����رة الت����ي تلعبه����ا التح ّي����زات‬ ‫ال�شخ�ص����ية والم�ؤ�س�س����ية ف����ي �إحب����اط فر�����ص‬ ‫القي����ادة للمر�أة‪ .‬في الواقع‪ ،‬هناك حاجة �إلى مثل‬ ‫ه����ذا التدريب للرجال والن�س����اء على حد �س����واء‪.‬‬ ‫واحد م����ن التح ّيزات العنيدة ال����ذي الحظناه في‬ ‫دول مجل�����س التع����اون الخليج����ي هو �س����ائد تمام ًا‬ ‫بي����ن الن�س����اء‪ :‬فك����رة �أن هناك ع����دد مواقع ثابت‬ ‫(ومحدود) متاح للن�س����اء في المنا�صب الأعلى �أو‬ ‫العليا‪� .‬إن �إعادة ت�شكيل وتغيير مثل هذه العقليات‬ ‫ُيعتبر �أمر�أ حا�سم ًا‪.‬‬ ‫و�أخير ًا‪ ،‬يجب على كبار القادة و�أ�صحاب المراكز‬ ‫العليا الب���دء في بناء �أنواع م���ن الآليات التمكينية‬ ‫الم�ؤ�س�سية التي من �ش�أنها دعم النجاح على المدى‬ ‫الطويل‪ .‬في المملكة العربية ال�سعودية‪ ،‬هذا يمكن‬ ‫�أن يعن���ي نم���اذج عم���ل بديل���ة �أو �إ�س���تثمارات في‬ ‫البنية التحتي���ة لتلبية مطال���ب القوانين المحلية‪.‬‬ ‫ف���ي �أماكن �أخ���رى في المنطقة‪ ،‬ه���ذا يعني تنمية‬ ‫�سيا�س���ات �ش���فافة �ش���املة لل�ش���ركات تن����ص على‬ ‫تكاف����ؤ الفر����ص والتعوي����ض للرجال والن�س���اء من‬ ‫ذوي الم�ؤه�ل�ات والخب���رة المت�س���اوية ‪ --‬وكذلك‬ ‫�سيا�س���ات وا�ضحة ب�ش����أن ال�س���لوك المنا�سب‪� .‬إن‬ ‫ال�ش���ركات الرائ���دة ف���ي المنطق���ة ت�س���تكمل هذه‬ ‫ال�سيا�س���ات م���ع برامج ح���ثّ على كيفي���ة التفاعل‬ ‫ب�شكل منا�سب مع �أع�ضاء الجن�س الآخر‪.‬‬ ‫م���ن المه���م �أن نتذك���ر �أن التق���دم يو ّل���د التق���دم‬ ‫و‪ -‬خالف��� ًا لبل���دان �أخ���رى ف���ي جمي���ع �أنح���اء في‬ ‫العال���م – �إن نقطة الإنطالق لدول مجل�س التعاون‬ ‫الخليجي هي جيل �صغير من "الن�ساء الأوائل" من‬ ‫قادة الأعم���ال والحكومة‪ .‬مع ذلك‪ ،‬ف�إن التطلعات‬ ‫التي ع ّبر عنها العديد من القيادات الن�س���ائية في‬ ‫المنطقة في مقابالتنا �س���وف يكون له���ا بالت�أكيد‬ ‫�ص���دى م���ع نظرائهن في جميع �أنح���اء العالم‪ .‬في‬ ‫كلم���ات لواح���دة م���ن الم�س����ؤوالت التنفيذيات في‬ ‫دول مجل�س التع���اون الخليجي‪" :‬نحن بحاجة �إلى‬ ‫الح�ص���ول على المزيد من الن�س���اء ف���ي المراتب‬ ‫العليا كمجموعة‪ ،‬كفري���ق واحد‪ .‬نحن بحاجة �إلى‬ ‫جعل الن�س���اء في القيادة يب���دون هادئات من دون‬ ‫عقد وطبيعيات"‪ .‬تلك هي الم�ش���اعر ال�صحيحة‪.‬‬ ‫لن���دع مث���ل ه���ذه البيئ���ة تزده���ر ف���ي دول مجل�س‬ ‫التعاون الخليجي وخارجها‬ ‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪91‬‬


‫عالم المر�أة‬ ‫المئة من الرجال‪ .‬وهذا مالحظ‪ ،‬لأن الت�شجيع من‬ ‫قبل الرجال (على �سبيل المثال‪ ،‬في �شكل �إر�شاد)‬ ‫ه���و عامل مهم ي�ؤثر في قدرة المر�أة للو�ص���ول �إلى‬ ‫الإدارة العلي���ا – وه���ي مالحظ���ة حقيقية تنطبق‬ ‫عل���ى �أي منطقة‪ .‬ف���ي الواقع‪ ،‬لقد الحظن���ا تفاوت ًا‬ ‫(و�إن كان �أقل) في العقليات بين الرجال والن�ساء‬ ‫في الإ�ستطالع مختلف ًا عن مناطق �أخرى‪.‬‬ ‫هن���اك طريقة واح���دة تفيد ال�ش���ركات من التنوع‬ ‫بي���ن الجن�س���ين وتكم���ن ف���ي مزي���ج �أكث���ر توازن ًا‬ ‫لق���وة القي���ادة والم�س����ؤوليات العليا‪ .‬وق���د حدّدت‬ ‫درا�س���ات لم�ؤ�س�س���ات بح���وث �أنواع��� ًا ع���دة م���ن‬ ‫ال�س���لوك القي���ادي الت���ي ترتبط جد ًا م���ع الفعالية‬ ‫التنظيمية‪� .‬إن القيادات الن�س���ائية في دول مجل�س‬ ‫التع���اون الخليجي‪� ،‬أ�ش���ارت الع ِّين���ة‪ ،‬يتمتعن بهذه‬ ‫الأن���واع بقدر نظرائه���ن من الرج���ال‪ ،‬وفي بع�ض‬ ‫�س���جلت الن�س���اء‬ ‫الح���االت �أكثر قلي ًال‪ .‬في الواقع‪ّ ،‬‬ ‫ف���ي دول مجل����س التعاون الخليج���ي معدالت �أعلى‬ ‫م���ن الرجال بالن�س���بة �إل���ى ثالثة من �أربع���ة �أنواع‬ ‫من ال�س���لوك (الإلهام‪ ،‬وتنمية النا�س‪ ،‬والإت�ص���ال‬ ‫الفعال)‪ .‬ويفيد �إ�س���تطالع �س���ابق �أجرته م�ؤ�س�سة‬ ‫"ماكينزي" للإ�ست�ش���ارات تح���ت عنوان "المر�أة‬ ‫���م " �أن قادة العالم �إختاروا في غالبية الأحيان‬ ‫ته ّ‬ ‫كم���ا يب���دو "فجوة كبي���رة بي���ن الإنت�ش���ار الحالي‬ ‫والإحتياجات الم�ستقبلية"‪.‬‬ ‫وت�س���تفيد ال�ش���ركات (ف���ي دول مجل����س التع���اون‬ ‫الخليج���ي وغيرها) �أي�ض��� ًا من زي���ادة التنوع بين‬ ‫الجن�سين من خالل مزيج من الأفكار التي تجلبها‬ ‫الن�ساء �إلى المناق�شات في البالد‪ .‬وبالإ�ضافة �إلى‬ ‫ذل���ك‪ ،‬وجد بحثنا �أن ح�ض���ور القيادات الن�س���ائية‬ ‫في دول مجل�س التعاون الخليجي يحثّ ب�شكل �أكبر‬ ‫�أن تك���ون �إجتماع���ات ال�ش���ركات (�أو الم�ؤ�س�س���ات‬ ‫الر�س���مية) �أكث���ر جدي���ة – من المرج���ح �أن يعود‬ ‫�س���بب ذل���ك �إل���ى ع���دم وج���ود منا�س���بات كثيرة‬ ‫للتفاع�ل�ات المختلط���ة بين الجن�س���ين هناك مما‬ ‫هو الأمر في مناطق �أخرى‪ ،‬ويت�صرف الم�شاركون‬ ‫بر�س���مية وجدي���ة �أكثر عندما يح���دث ذلك‪ .‬ومن‬ ‫المثي���ر للإهتمام‪� ،‬أن غالبية القادة الذين تحدثنا‬ ‫�إليه���م – من الرجال والن�س���اء على حد �س���واء‪--‬‬ ‫ر�أت ب�أن الإجراءات الر�س���مية والجدية الإ�ضافية‬ ‫�أدّت �إلى مناق�شات مر ّكزة مهمة و�أكثر فاعلية‪.‬‬ ‫بالإ�ضافة �إلى الفوائد الحالية من وجود المزيد من‬ ‫القيادات الن�س���ائية‪ ،‬فقد ك�ش���فت المقابالت التي‬ ‫�أجريناها فوائد مهمة في الم�س���تقبل‪ .‬على �س���بيل‬ ‫المث���ال‪ ،‬ف�إن العديد م���ن القادة الذي���ن قابلناهم‬

‫‪90‬‬

‫العدد ‪� - 28‬آذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫�سلط ال�ضوء على الت�أثير المحتمل لإ�شراك المزيد‬ ‫من الن�س���اء في تطوير المنتجات والخدمات حيث‬ ‫ت�ش ّكل الن�س���اء الديموغرافية الرئي�سية‪ .‬وهذا �أمر‬ ‫مهم ال �س���يما ف���ي دول مجل�س التع���اون الخليجي‪،‬‬ ‫�إذ �أن بح���وث قدرات ال�س���وق لم يتم تنميتها هناك‬ ‫ب�إ�س���تمرار وب�ش���كل ثاب���ت‪ ،‬والبيئ���ات الإجتماعية‬ ‫للن�ساء والرجال هي م�ستقلة ن�سبي ًا‪.‬‬ ‫و�أخير ًا‪ ،‬ف�إن زيادة عدد الن�س���اء في القيادة �سوف‬ ‫تح�س���ن المعدل المنخف�ض في المنطقة بالن�س���بة‬ ‫ّ‬ ‫�إلى م�ش���اركة المر�أة في العم���ل (‪ 32‬في المئة في‬

‫تنعك�س ندرة الن�ساء في القيادة والمراكز‬ ‫العليا في بيانات �صادرة من معهد �أع�ضاء‬ ‫مجال�س الإدارات في مجل�س التعاون الخليجي‬ ‫التي تب ّين �أن الن�ساء ي�شغلن �أقل من ‪ ٪1‬من‬ ‫منا�صب اللجان التنفيذية ومجال�س الإدارات‬ ‫في دول المجل�س ‪ -‬وهو رقم ُي َع ّد من بين‬ ‫�أدنى المع ّدالت في العالم‬ ‫�أ�شار تقريباً ثلثا الم�شاركين في الإ�ستطالع‬ ‫�إلى �أن مو�ضوع المر�أة في القيادة والمراكز‬ ‫العليا كان على الأجندات الإ�ستراتيجية‬ ‫لمنظماتهم‪ .‬ومن بين هذه ال�شركات‪� ،‬أفاد‬ ‫‪ 41‬في المئة من �أفراد الع ِّينة ب�أن الق�ضية‬ ‫قد ظهرت على جداول �أعمالهم على مدى‬ ‫ال�سنين الع�شر الما�ضية‬

‫ال����ذي حققته المر�أة الخليجي����ة‪ ،‬فقد �أبرز بحثنا‬ ‫تحدي����ات كبيرة �أي�ض���� ًا‪ .‬كان �أكبر واحد ح�س����بما‬ ‫�أف����اد الم�ش����اركون ف����ي الإ�س����تطالع ‪--‬الع����بء‬ ‫الم����زدوج ال����ذي تواجه����ه الم����ر�أة ف����ي تحقي����ق‬ ‫الت����وازن بين العم����ل والم�س�����ؤوليات المحلية—‬ ‫هو �أمر م�ألوف بالن�س����بة �إل����ى المر�أة المهنية في‬ ‫جمي����ع �أنحاء العال����م‪ .‬وبالمثل‪ ،‬ف�����إن العديد من‬ ‫الم�ش����اركين في دول مجل�س التع����اون الخليجي‪،‬‬ ‫مثل نظرائه����م في �أماكن �أخرى‪� ،‬ش����جب نموذج‬ ‫كتحد خا�ص‬ ‫الأداء ف����ي "�أي زم����ان‪� ،‬أي م����كان"‬ ‫ٍّ‬ ‫بالن�سبة �إلى الن�ساء‪.‬‬ ‫م���ن ناحي���ة �أخ���رى‪ ،‬ت���م ت�ص���نيف التقالي���د غير‬ ‫الملمو�س���ة والتح ّيز كقيود قوية �أي�ض��� ًا ‪ --‬بما في‬ ‫ذلك التوقعات الأ�سرية والإجتماعية ب�أن الن�ساء ال‬ ‫يعملن‪ .‬الو�صول �إلى �شبكة البيئات هو �أي�ض ًا ي�ش ّكل‬ ‫م�شكلة‪ ،‬ذلك �أن المعايير الثقافية والإجتماعية في‬ ‫دول مجل����س التعاون الخليجي تجعل من ال�ص���عب‬ ‫على الرج���ال والن�س���اء الإختالط خ���ارج البيئات‬ ‫المهنية‪ .‬على �س���بيل المثال‪ ،‬المر�أة ال تح�ض���ر �أو‬ ‫ت�ش���ارك ف���ي "المجال����س" �أو "الديوانيات"‪ ،‬وهي‬ ‫تجمع���ات �إجتماعي���ة مهم���ة ثقافي ًا‪ ،‬حي���ث يتبادل‬ ‫ويو�س���عون‬ ‫الرجال المعلومات ب�ش���كل غير ر�س���مي ّ‬ ‫�شبكات عالقاتهم ومعارفهم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫هناك حواجز ملمو�سة جد ًا تلعب دورا في المنطقة‬ ‫�أي�ض��� ًا‪ ،‬عل���ى الأخ����ص‪ ،‬النق����ص في ال�سيا�س���ات‬ ‫ل�ص���الح الأ�س���رة والبني���ة التحتي���ة‪ .‬ف���ي المملكة‬ ‫العربية ال�س���عودية‪ ،‬على وجه الخ�ص���و�ص‪ُ ،‬يط َلب‬ ‫من ال�ش���ركات المحلية بناء مناطق عمل منف�صلة‬ ‫وم�س���احات دعم للموظفات‪ .‬وعل���ى الرغم من �أن‬ ‫هن���اك بع����ض الغمو�ض ح���ول حقيقة ما يقت�ض���يه‬ ‫القانون‪ ،‬ف����إن كثيرين من المديري���ن التنفيذيين‬ ‫المحليي���ن الذي���ن تحدّثن���ا �إليه���م يعتق���دون �أن‬ ‫المتطلبات تمتد حتى �إل���ى البنية التحتية ال ُمك ِلفة‬ ‫نف�صلة‪.‬‬ ‫ن�سبي ًا‪ ،‬مثل المداخل والم�صاعد ال ُم ِ‬

‫دول مجل����س التعاون الخليجي‪ ،‬ف���ي مقابل ‪ 51‬في الآثار المترتبة على القادة‬ ‫المئة في الإتحاد الأوروب���ي في العام ‪ ،2012‬وفق ًا لإح���راز تقدم بالن�س���بة �إلى التنوع بين الجن�س���ين‬ ‫للبنك الدولي)‪ .‬ومن �ش����أنها �أي�ض ًا تعزيز م�شاركة في الخليج �س���وف يتطلب الأمر نظام��� ًا �إيكولوجي ًا‬ ‫مواطني دول مجل�س التعاون في العمل‪ ،‬التي تم ّثل متكام ًال‪ :‬تحديد الإتجاه‪ ،‬وبرامج تدريب و�إر�شاد‪،‬‬ ‫هدف��� ًا �سيا�س���ي ًا و�إ�س���تراتيجي ًا مهم��� ًا للبل���دان في وبنية تحتية داعمة‪ ،‬و�سيا�س���ات‪ .‬كل هذه يجب �أن‬ ‫المنطقة‪.‬‬ ‫تُط َلق مع ًا من طريق �إلتزام وا�ضح‪ ،‬ومرئي‪ ،‬وثابت‬ ‫م���ن قب���ل الإدارة العلي���ا‪ ،‬والتي من دونها �س���وف‬ ‫ال تزال الحواجز كبيرة‬ ‫يف�شل �أي جهد‪.‬‬ ‫عل����ى الرغ����م م����ن العالم����ات الوا�ض����حة للتقدم �إن �إ�س���تهداف جه���ود قي���ادة التنمية التي ت�ش���مل‬


‫كتاب‬

‫بعدما ّ‬ ‫ب�شر بـ"عودة النبي" في العام الفائت‬ ‫إيلي صليبي ُيعلن “إجنيل”‬ ‫يوحد اإلميان !‬ ‫آدم لدين ّ‬ ‫�أ�صدرت دار "�سائر الم�ش��رق" اللبنانية كتاب ًا بعنوان "كتاب �آدم ‪/‬‬ ‫ال�سم��اء تبد�أ م��ن الأر�ض" للأديب والكات��ب والإعالمي اللبناني‬ ‫�إيل��ي �صليبي‪ ،‬ال��ذي كان �أح��د كتابي��ن للم�ؤل��ف �أ�صدرهما مع ًا‬ ‫ووقّعهم��ا ف��ي المعر�ض الأخي��ر للكت��اب العربي ال��ذي �أقيم في‬ ‫بيروت �أخيراً‪� .‬ألكت��اب الثاني كان بعنوان "نيو�سَ دوم ‪ ...‬وحكم‬ ‫ال�شيطان الأر�ض"‪ .‬في ما يلي مراجعة للكتاب الأول‪.‬‬ ‫بيروت ‪ -‬جوزف قرداحي‬ ‫يجه����د الأدي����ب والكات����ب و�إلإعالم����ي‬ ‫اللبناني المخ�ضرم �إيلي �صليبي‪� ،‬أن يت ِّوج‬ ‫�س����نين عطائ����ه الطويل في عال����م الكتابة وال�ص����حافة‬ ‫والتلفزي����ون‪ ،‬ب�سل�س����لة من الكتب الأدبي����ة تحمل طابع ًا‬ ‫الهوتي���� ًا جدلي ًا‪ .‬كان باكورتها في الع����ام الفائت كتاب‬ ‫"عودة النبي" عن دار �سائر الم�شرق‪ ،‬ليتبعه بكتابين‬ ‫جديدي����ن و ّقعهما ف����ي معر�ض الكت����اب العربي الأخير‬ ‫ف����ي "البي����ال" في بيروت هم����ا‪" :‬نيو�س����دوم ‪ ...‬وحكم‬ ‫ال�ش����يطان الأر�����ض" و"كت����اب �آدم‪ /‬ال�س����ماء تبد�أ من‬ ‫الأر�����ض"‪ .‬وال�سل�س����لة هذه الم�س����تمرة في �إ�ص����دارات‬ ‫قريب����ة‪ ،‬هي عبارة عن نتاج خبرة ما يناهز الخم�س����ين‬ ‫عام���� ًا في العم����ل الإعالمي وخ�صو�ص���� ًا التلفزيوني مع‬ ‫ت�أ�س����ي�س "تلفزيون لبنان" في ق�س����م الأخب����ار‪� ،‬إنتقا ًال‬ ‫�إلى م�ساهمته الوا�ض����حة في ت�أ�سي�س ق�سم الأخبار في‬ ‫محطة الم�ؤ�س�س����ة اللبنانية للإر�سال "�أل بي �سي" التي‬ ‫كان م�ش����رف ًا عام ًا على ن�ش����راتها الف�ضائية والأر�ضية‪،‬‬ ‫قبل �أن يقدم �إ�س����تقالته نتيجة �إعترا�ضه على �سيا�ستها‬ ‫الجديدة التي بد�أت تنحرف عن تلك التي �سارت عليها‬ ‫منذ ت�أ�سي�س����ها على يد الرئي�س الراحل ال�ش����يخ ب�ش����ير‬ ‫الجميل‪ .‬الأمر الذي و ّلد في روح الإعالمي الكبير �أكثر‬ ‫من ثورة‪ ،‬منها �سيا�س����ية تبدو وا�ضحة في مقاالته التي‬ ‫ين�شرها في عدد من ال�ص����حف اللبنانية‪ ،‬ومنها �أي�ض ًا‬ ‫����ح القول‪ ،‬تبدو وا�ضحة في كتبه التي نلقي‬ ‫دينية �إذا �ص ّ‬ ‫ال�ضوء على �آخر �إ�صداراتها عن دار "�سائر الم�شرق"‪.‬‬ ‫يبحث �إيلي �ص���ليبي في "كتاب �آدم‪ /‬ال�س���ماء تبد�أ من‬ ‫الأر����ض" عن ديانة جديدة ال تلغ���ي الديانات الأخرى‬

‫ولكنها تجمعها في عقيدة واحدة هي الإيمان بالإن�سان‬ ‫ليتمج���د الآب ال�س���ماوي م���ع جمي���ع الديان���ات‪� .‬إذن‬ ‫ّ‬ ‫الإيم���ان يبد�أ من تحت لف���وق ولي�س العك�س‪� ،‬إذ ما نفع‬ ‫الإيمان باهلل �إن لم يكن الإيمان بالإن�س���ان هو الطريق‬ ‫نحو اهلل؟!‬ ‫ولك���ن هل جاء �إيلي �ص���ليبي لينق�ض الكتب ال�س���ماوية‬ ‫ويهدم ال�شرائع ويزلزل الإيمان‪� ،‬أم جاء ليكمل ما بد�أه‬ ‫في كتابه ال�سابق "عودة النبي"‪ ،‬ليهيىء الطريق �أمام‬ ‫�آدم الغارق في الظلمة‪ ،‬مطلق ًا �ص���رخة في وجه القتلة‬ ‫وع ّباد المال‪ ،‬وا�صف ًا �إياهم‪ :‬ب"�أوالد الأفاعي" الذين‬ ‫يم�ش���ون كالأم���وات "يحمل كل منهم كهفه ويم�ش���ي‪ /‬‬ ‫ج�سده كفن ًا ويم�شي"(�ص ‪.)12‬‬ ‫يدعو �ص���ليبي �آدم �إل���ى الثورة‪ ،‬ولكن ث���ورة بال دم وال‬ ‫عن���ف وال رائحة موت وبارود وقت���ل ونار‪ ،‬ثورة من نوع‬ ‫�آخ���ر‪ ،‬ثورة غاندي���ة �إذا �ش���ئنا القول‪ " :‬ت�ش���به الثورة‬ ‫�ص���يحة ديك ت�ش���به عرو�س��� ًا زفت الى عري�سها‪ ،‬ولكن‬ ‫فرحها ين ّغ�صه ر�صا�ص الإبتهاج"(�ص ‪.)58‬‬ ‫يتط���رق �إيل���ي �ص���ليبي في كتاب���ه �إلى �ش���تّى العالقات‬ ‫الإن�س���انية ويعالجها بنفح الهوت���ي وعظي على طريقة‬ ‫النبي‪ ،‬فيعيد �ص���ياغة جديدة لمفه���وم المحبة قائ ًال‪:‬‬ ‫"المحبة لي�س���ت المعزّة‪ ،‬و�إفراد زوايا القلب للأعزة‪،‬‬ ‫ب���ل �إلغاء ال���ذات في الأحب���ة" (����ص ‪ )90‬وك�أنه ي�ؤكد‬ ‫نب���ي جب���ران ليتماهى مع���ه "المحبة ال تعط���ي �إال من‬ ‫ذاته���ا وال ت�أخ���ذ �إال من ذاته���ا"‪ .‬وطالما الحديث عن‬ ‫المحبة والعالقات الإن�س���انية النبيلة‪ ،‬ال بد ل�ص���ليبي‬ ‫الذي يرفع المر�أة �إلى مكانة التقدي�س وي�صفها‪ :‬بـ"�أ ّم‬ ‫ً‬ ‫ف�ص�ل�ا كام ًال‬ ‫يخ�ص����ص لها‬ ‫الحياة وع ّلة الوجود" �أن ّ‬ ‫ف���ي "�إنجيل���ه" الجديد‪ ،‬مطلق ًا �سل�س���لة من الو�ص���ايا‬

‫غالف‬ ‫"كتاب‬ ‫�آدم ‪/‬‬ ‫ال�سماء‬ ‫تبد�أ من‬ ‫هنا"‬

‫ترددها حواء قائلة‪" :‬وو�ص���يتي لبنات جن�سي تقدي�س‬ ‫رجاله���ن ب�أج�س���ادهن‪ ،‬واللوذ بهم في ال�ش���دّة" (�ص‬ ‫‪ )80‬راف�ض��� ًا بالتال���ي �أن تتح��� ّول الم���ر�أة �إل���ى جارية‬ ‫للرجل‪ ،‬فالإنقالب الذي يحدثه �ص���ليبي على ن�صو�ص‬ ‫الدين التي جعل���ت الرجل ر�أ�س الم���ر�أة وقوام عليها‪،‬‬ ‫�إنق�ل�اب �أبي�ض ب�س�ل�اح فت���اك‪ .‬فالأدي���ان التي ظلمت‬ ‫الم���ر�أة وجعلتها مه ّم�ش���ة تارة وطور ًا حليفة ل�ش���يطان‬ ‫الغواي���ة‪ ،‬يعيد �إليها �إيلي �ص���ليبي حقوقها رافع َا �إياها‬ ‫�إلى م�صاف الآلهة‪ ،‬حين ي�ستودعها �سر الوجود‪.‬‬ ‫الالفت ف���ي كت���اب �إيلي �ص���ليبي عنوان���ه "الملتب�س"‬ ‫وك�أن���ه دع���وة ُم ّ‬ ‫بطنة لإ�س���تبدال الكت���اب ال ُمقدَّ�س به‪،‬‬ ‫وال �س���يما �أن���ه كان م ّه���د ل���ه بكت���اب "ع���ودة النب���ي"‬ ‫ّ‬ ‫مب�شر ًا بر�سول ب�ش���رية جديد‪� ،‬إ�ست�شعر �آالم الإن�سانية‬ ‫وغرقها في وحول الح�ض���ارة و�ضجيج المدن البابلية‪،‬‬ ‫ف�إمت�ش���ق �س���يف الكلم���ة لمحارب���ة �س���يافي الأعن���اق‬ ‫و�ش���ياطين الدي���ن الذي���ن �أغرق���وا الأر�ض بال�ش���رور‬ ‫والف�س���اد والهرطق���ات الت���ي جعلت م���ن الجنة مالذ ًا‬ ‫للمتعة الرخي�ص���ة وماخور ًا للعه���ر ومن اهلل عز وجل‪،‬‬ ‫"�شرير ًا" ي�س ّوق للقتل وجائزته العاهرات المك ّر�سات‬ ‫للمجرمين والمنحرفين و�شياطين الدين‪.‬‬ ‫لم ي� ِأت �إيلي �ص���ليبي بكتابه لينق�ض ال�ش���ريعة على ما‬ ‫يقول في مقدمته و�إن �أعلن �ص���راحة �أنه �أمام التب�شير‬ ‫يوحد الب�ش���رية و ُينق���ذ الأر�ض من براثن‬ ‫بدين جديد ّ‬ ‫تجار الهيكل‪ .‬فكتابه الذي ت�ض��� ّمن ت�س���عة �أ�سفار على‬ ‫غ���رار الكتاب المقد�س جعل فيها �آدم وحواء والطبيعة‬ ‫والطي���ور والبح���ر واله���واء عنا�ص���ر ناطق���ة تخاطب‬ ‫الوجود وتخاطب الإن�س���ان‪ ،‬ي�ص���لح ليك���ون �إنجيل �إبن‬ ‫�آدم للزمن الآتي بعد موت تنين ال�شر‬ ‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪93‬‬


‫الموقف الثقافي‬

‫بقلم جوزف قرداحي‬

‫املقدس واملد َّنس‬ ‫َّ‬ ‫وحمنة العقل يف الثقافة العربية!‬ ‫ف ��ي مقدم ��ة كت ��اب "المق ّد� ��س والمد ّن� ��س" لم� ��ؤرخ الأدي ��ان‬ ‫الرومان ��ي مير�سيا �ألياد‪ ،‬يقول الباحث ال�سوري عبد الهادي‬ ‫عبا� ��س‪" :‬يدلن ��ا التاري ��خ القدي ��م �أن الع ��رب كغيره ��م م ��ن ال�شع ��وب‪ ،‬بل‬ ‫ربم ��ا �أكث ��ر من غيرهم‪ ،‬قد �أدخلوا �صفة القدا�س ��ة على كثير من الأ�شياء‬ ‫ونزعوه ��ا عن الكثير‪ .‬ويُذك ��ر في هذا ال�صدد �أن عمر بن الخطاب‪ ،‬قطع‬ ‫ال�شج ��رة الت ��ي ح�صل ��ت تحته ��ا "بيع ��ة الر�ض ��وان"‪ ،‬مخاف ��ة �أن يعبده ��ا‬ ‫العرب"‪.‬‬ ‫لع ّل العرب على م ّر تاريخهم وع�صورهم‪� ،‬إ�ستطاعوا �أن يواكبوا التط ّور‬ ‫وي�ستخدموا كل �إبتكاراته الحديثة في �أ�سلوب حياتهم اليومية‪ ،‬ب�إ�ستثناء‬ ‫التط ّور في ثقافتهم الدينية‪ ،‬التي تو ّقف بها الزمن منذ الوحي القر�آني‬ ‫الذي نزل على النبي الكريم قبل ‪� 1400‬سنة‪.‬‬ ‫عرف ��ت �أوروب ��ا الم�سيحي ��ة ع�ص ��راً م�شابه� �اً للع�ص ��ر ال ��ذي نعي�ش ��ه ف ��ي‬ ‫الوق ��ت الحال ��ي‪ ،‬حي ��ن مار�ست الكني�سة ف ��ي القرون الو�سط ��ى كل و�سائل‬ ‫الترهي ��ب‪� ،‬ض ��د كل م ��ن تعتبره ��م مهرطقي ��ن وخارجي ��ن ع ��ن طاعته ��ا‪،‬‬ ‫فكان ��ت تك ّف ��ر كل م ��ن كان يتج� � ّر�أ عل ��ى مخالف ��ة قوانينه ��ا وعقائده ��ا‪،‬‬ ‫متهم� � ّة م ��ن يت�س ّل ��ح بالبراهي ��ن العلمية لدح� ��ض الكثير م ��ن معتقداتها‬ ‫المبني ��ة عل ��ى الأ�ساطي ��ر الدينية بمخالف ��ة الكتاب المق ّد� ��س والتجديف‬ ‫عل ��ى الع ��زة الإلهي ��ة‪ .‬ولعل �أ�شه ��ر تلك الق�ص� ��ص الحمقاء الت ��ي �إرتكبتها‬ ‫الكني�س ��ة �أيام محاك ��م التفتي�ش‪ ،‬هي تكفير العال ��م غاليليو غاليلي الذي‬ ‫برهن ب�أن الأر�ض كروية ال�شكل وت�سبح في الف�ضاء حول ال�شم�س‪ ،‬فحكم‬ ‫علي ��ه �أ�ساقفة الكني�سة المت�شددين بالموت‪ ،‬م ��ا لم يُقدِّم �إعتذاره ويطلب‬ ‫ال�صفح والغفران‪.‬‬ ‫بل ��غ ع ��دد �ضحاي ��ا "محاك ��م التفتي�ش" الذي ��ن �أعدم ��وا حرق� �اً �أو ُقطعت‬ ‫ر�ؤو�سه ��م �أو �أطرافه ��م تح ��ت المق�صلة‪ ،‬م ��ا يزيد عل ��ى الخم�سة ماليين‬ ‫�شخ�ص‪ ،‬معظمهم �صدرت الأحكام بحقهم لمجرد الو�شاية‪ .‬فكان يُعامَل‬ ‫"الهرطوقي" مثل الأبر�ص الذي يجب �إبعاده من "الج�سم ال�سليم من‬ ‫الم�ؤمنين بالحرمان الكن�سي"‪ ،‬ثم النفي �أو م�صادرة ممتلكاته‪.‬‬ ‫يب ��دو �أن التاري ��خ يعي ��د نف�س ��ه الآن و�إن ب�أ�ش ��كال مختلف ��ة‪ ،‬فالتكفيريون‬ ‫الذين كانوا يلج�أون �إلى "الكتاب المقدّ�س" لتحقيق "العدالة الإلهية"‪،‬‬ ‫بات ��وا الي ��وم ي�ستخدمون "الق ��ر�آن الكريم"‪ .‬و�إ�ش ��ارة ال�صليب التي كانت‬ ‫ُتر�س ��م ف ��وق جثث ال�ضحايا‪ ،‬فقد �إ�ستبدلها التكفيريون الجدد براية "ال‬ ‫�إل ��ه �إال اهلل"‪ .‬المق ّد� ��س نف�س ��ه يُ�ستخدم ف ��ي المد ّن�س‪ ،‬في�صب ��ح المد ّن�س‬ ‫محمي� �اً بهال ��ة من القدا�سة‪ ،‬ال يمك ��ن الم�سا�س به �أو ر�شقه ب� ��أي �إتهام �أو‬ ‫َّ‬ ‫فيتعطل العقل لتت�أجج الغرائز الدينية المدافعة‬ ‫حتى الإحتجاج �ضده‪.‬‬ ‫ب�شرا�سة عن المدنَّ�س الملتب�س بالآيات والن�صو�ص القر�آنية‪.‬‬ ‫الخطي ��ر ف ��ي الإلتبا� ��س م ��ا بي ��ن المق َّد� ��س والمد َّن� ��س وتمازجهما حتى‬ ‫التماهي‪ ،‬هو حين ت�صبح المراجع الر�سمية والدينية والق�ضائية �أ�سيرة‬

‫‪92‬‬

‫العدد ‪� - 28‬آذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫ه ��ذا الوباء الخبيث المختبىء بالمقدَّ�س‪ .‬فتتعامى تلك الم�ؤ�س�سات عن‬ ‫الجريم ��ة المتخفي ��ة بالرايات المقد�س ��ة‪ ،‬لتجلد ال�ضحي ��ة �إذا ما ع َّبرت‬ ‫ع ��ن وجعه ��ا‪ ،‬تمام� �اً كما ح�ص ��ل م ��ع المعتر�ضين عل ��ى جرائ ��م "داع�ش"‬ ‫ف ��ي منطق ��ة الأ�شرفي ��ة (بي ��روت)‪ ،‬الذي ��ن �أحرق ��وا الراية ال�س ��وداء التي‬ ‫ُرفع ��ت فوق �أعناق الجنود اللبنانيين وه ��م يُذبَحون‪ .‬ليتح َّول ه�ؤالء �إلى‬ ‫هراطقة وك ّف ��ار يدن�سون الراية المغ َّم�سة بدماء الأبرياء‪ ،‬وق�ضية دينية‬ ‫ت�ستف ��ز الم�شاعر و ُتح� � ّرك النيابة العامة للإقت�صا� ��ص من المتطاولين‬ ‫على "العزة الإلهية"!‬ ‫ف ��ي الو�ص ��ف الدقيق لهذا النوع من تقدي� ��س العنف الديني هو ما �أطلق‬ ‫علي ��ه الفيل�س ��وف الألمان ��ي رودول ��ف �أوتو و�ص ��ف "عاطف ��ة الرعب تجاه‬ ‫المقدّ�س‪ ،‬وتجاه هذا الغام�ض المخيف‪ ،‬وتجاه هذه العظمة التي تن�شر‬ ‫�سي ��ادة �سلط ��ة �ساحق ��ة م ��ن الق ��وة"‪ ،‬الأمر ال ��ذي يجعل كل ما ه ��و �إلهي‬ ‫حالة متف ّردة ال ت�شبه �أي �شيء �أر�ضي �أو حتى كوني‪ .‬فالإلهي فوق الكون‬ ‫والزمن والطبيعة‪ ،‬وكل ما يمثله من �شعائر وكتابات حتى لو بنيت على‬ ‫باطل ال يمكن الم�سا�س به‪ ،‬تحت �أي ذريعة كانت‪.‬‬ ‫م ��ن هن ��ا ندرك قوة التطرف الديني‪ ،‬وقدرت ��ه على التنامي حتى ما بين‬ ‫الأو�س ��اط المعتدلة ن�سبياً‪ ،‬وما ردود الفعل على قتل ر�سامي الكاريكاتور‬ ‫الفرن�سيي ��ن ال�شه ��ر الفائ ��ت‪ ،‬وم ��ن م�سيحيي ��ن معتدلين بال ��ذات تبارك‬ ‫ه ��ذا الإعت ��داء‪ ،‬وتمن ��ح القتلة �صك الب ��راءة‪� ،‬إال دليل قاط ��ع على تقاطع‬ ‫المق َّد� ��س بالمد ّن� ��س‪ ،‬لي�صب ��ح كل م�سا� ��س بالرموز الديني ��ة ولو من باب‬ ‫النق ��د العلمي‪ ،‬عر�ضة لهدر الدم‪ .‬وال نن�سى طبعاً الفتوى التي �أ�صدرها‬ ‫الإم ��ام الراح ��ل الخميني بهدر دم �سلمان ر�ش ��دي عقاباً على كتابه (�آيات‬ ‫�شيطاني ��ة)‪ ،‬وم ��ن بع ��ده الفت ��وى الت ��ي �أ�صدرته ��ا المحكم ��ة ال�شرعي ��ة‬ ‫الجعفري ��ة برئا�س ��ة القا�ضي ال�شي ��خ عبداهلل نعمة �ض ��د المفكر اللبناني‬ ‫م�صطف ��ى جحا والتي �إعتبرته فيها كاف ��راً ومرتداً‪ ،‬ب�سبب كتابه "محنة‬ ‫العقل في الإ�سالم" والذي انتقد فيه بطريقة فل�سفية بع�ض الممار�سات‬ ‫الخاطئة في تطبيق ال�شريعة‪.‬‬ ‫�إن �شريح ��ة كبي ��رة م ��ن العلمانيين ف ��ي المجتمع العرب ��ي لي�ست محررة‬ ‫تمام� �اً م ��ن الت�ص ّرف ��ات الديني ��ة‪ ،‬والثيولوجي ��ات والميثولوجي ��ات‪� .‬إنها‬ ‫غارق ��ة حت ��ى النخاع بركام من ال�سح ��ر الديني ولكن الهاب ��ط �إلى درجة‬ ‫الكاريكات ��ور‪ .‬فال�ضج ��ة الأخيرة التي �أثيرت ح ��ول �صورة "جهاد النكاح"‬ ‫الت ��ي ن�شره ��ا المخرج اللبنان ��ي �شربل خلي ��ل‪ ،‬والتي ح ّرك ��ت دار الفتوى‬ ‫والنياب ��ة العام ��ة وال�صحاف ��ة والمجتم ��ع المدني ف ��ي لبن ��ان‪ ،‬خير دليل‬ ‫عل ��ى �أن المق ّد� ��س ف ��ي ثقافتن ��ا العربية م ��ا زال مرهوناً في ف ��رج المر�أة‬ ‫ب ��كل �أ�شكال ��ه وحاالته‪ .‬فهو وحده القادر �أن يح� � ّرك حوا�س �أولياء الدين‬ ‫الغيارى على الرايات المقدّ�سة مهما ُ�سفكت عليها دماء الأبرياء‪.‬‬ ‫فع ً‬ ‫ال‪ ،‬عالمنا العربي يعي�ش محنة عقل و�إفال�س حقيقي في الدين!‬


‫تروج لـ"قلبها المتمرد" في جولة عالمية‬ ‫مادونا ّ‬

‫مادونا‪ :‬النجمة التي ال تهد�أ‬

‫تبد�أ نجمة البوب الأميركية مادونا (‪� 56‬س���نة)‪ ،‬التي حازت جائزة‬ ‫"غرامي" �أخير ًا‪ ،‬جولة عالمية للترويج لألبومها الجديد "‪Rebel‬‬ ‫‪( "Heart‬قلب متمرد)‪.‬‬ ‫وتفتت���ح مادون���ا جولته���ا بحفلة مو�س���يقية ف���ي ميامي ف���ي ‪� 29‬آب‬ ‫(�أغ�س���ط�س) المقب���ل‪� ،‬إذ‪ ‬ت�ش���مل المرحل���ة الأميركية م���ن الجولة‬ ‫نيوي���ورك‪ ،‬وبو�س���طن‪ ،‬و�ش���يكاغو‪ ،‬وفيالديلفي���ا‪ ،‬وفانكوفر‪ ،‬و�س���ان‬ ‫دييغو‪ ،‬وبويرتوريكو‪ ،‬في ما ت�شمل المرحلة الأوروبية حفلة �ستقيمها‬ ‫ف���ي كولوني���ا الألماني���ة في الراب���ع من ت�ش���رين الثان���ي (نوفمبر)‬ ‫المقبل‪ ،‬وتعقبها حفالت في لندن وباري�س وبر�شلونة ومدن �أخرى‪.‬‬ ‫وذكر موقع مادونا الإلكتروني �أنه‪� ‬س���يتم تحديد موعد حفالتها في‬ ‫�أو�ستراليا و�آ�سيا في وقت الحق‬

‫جورج كلوني عن أمل‪ :‬زوجتي هي األذكى واألعلم‬ ‫�ش���ارك النج���م الأميرك���ي ج���ورج كلون���ي‬ ‫زوجت���ه المحامية الدولية اللبنانية الأ�ص���ل‬ ‫والمدافع���ة ع���ن حق���وق الإن�س���ان �أمل علم‬ ‫الدي���ن ف���ي حفل خي���ري �أقامت���ه منظمة "‬ ‫ال�شبكة الر�سمية للترفيه عن الأطفال" في‬ ‫نيويورك في �أوائل ال�شهر الجاري‪ ،‬وح�ضره‬ ‫ع���دد م���ن النجوم بينه���م ميرل �س���تريب‪،‬‬ ‫دان���ي ديفيت���و‪ ،‬ت���وم هانك����س‪ ،‬ودايفي���د‬ ‫ليترمان‪ .‬وقد �ألقى "كلوني" خطاب ًا تحدث‬ ‫في���ه ع���ن الخط���وط العري�ض���ة م���ن حياته‬ ‫ال�شخ�ص���ية م�ش���ير ًا �إلى �أول عمل خيري له‬ ‫ف���ي منظمة "نيوم���ان" الخيرية في مخيم‬ ‫"‪ "Wall Gang‬ف���ي العام ‪ 1988‬الهادف‬ ‫لم�ساعدة الأطفال المر�ضى والذين يعانون‬ ‫م���ن تراجع في حالتهم ال�ص���حية‪ .‬و�ش���رح‬ ‫كيف �س���اهمت ه���ذه المنظمة ف���ي تخفيف‬ ‫المعان���اة عنهم وع���ن ذويهم‪ .‬وق���ال‪ :‬منذ‬ ‫‪ 1988‬ت�س���تمر هذه المنظمة في م�س���اعدة‬ ‫تل���ك المخيم���ات و�إعان���ة �أكثر من ن�ص���ف‬ ‫ملي���ون طف���ل مري����ض وعائالته���م الذين‬ ‫تجمع���وا م���ن �أكثر م���ن ‪ 500‬بل���د‪ .‬وتوقف‬ ‫لبرهة ثم ا�ستدرك مت�سائ ًال‪ :‬هل هم فع ًال‬ ‫‪ 500‬بل���د؟ و�أجاب نف�س���ه ً‬ ‫قائ�ل�ا "زوجتي‬

‫هي الأذكى والأعلم"‪.‬‬ ‫وف���ي الواقع تلع���ب زوجة كلون���ي المحامية‬ ‫�أمل عل���م الدين البالغة من العمر ‪ 37‬عام ًا‬ ‫ال���دور الم�ؤثر والعق���ل المد ّبر في زواجهما‬ ‫وحياتهما الإجتماعية لكونها محامية دولية‬ ‫بارعة ونا�ش���طة‪ ،‬علم��� ًا �أن �أح���دث زبائنها‬ ‫هو م�ؤ�س����س منظمة "ويكيليك�س" "جوليان‬ ‫�أ�س���انج"‪ ،‬وه���ي تمثل حالي���ا "�أرمينيا" في‬ ‫ق�ض���ية رفيعة الم�س���توى‬

‫�ضد "دوجوبرينجيك" رئي�س حزب العمال‬ ‫التركي ال���ذي �أنكر في الع���ام ‪ 2007‬وقائع‬ ‫المذبح���ة الجماعي���ة الت���ي حدث���ت �ض���د‬ ‫الأرمن‪ ،‬حيث �إدّعت تركيا �أن عدد الوفيات‬ ‫مبالغ فيه و�أنكرت جريمة الإبادة الجماعية‬ ‫خ�ل�ال الح���رب العالمية الأول���ى‪ ،‬ونفت �أن‬ ‫يك���ون الأت���راك العثمانيون ق���د قاموا بقتل‬ ‫مليون ون�صف �شخ�ص في الفترة من ‪1915‬‬ ‫حتى ‪1923‬‬

‫جورج كلوني و�أمل علم ال‬

‫دين‪ّ :‬‬ ‫ح�صنا منزلهما �ضد الحريق وعززاه �أمني ًا‬

‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪95‬‬


‫عالم النجوم‬

‫شيرين تج ّرب ّ‬ ‫حظها مع المسلسالت التلفزيونية‬ ‫بع���د ت���ردد طوي���ل ح�س���مت النجمة الم�ص���رية‬ ‫ع���دّة‪ ،‬وال�ض���غط ال���ذي �س���تواجهه ج���راء‬ ‫ً‬ ‫�ش���يرين عب���د الوهاب �أمره���ا وبد�أت ت�ص���وير‬ ‫الوق���وف �أم���ام الكامي���را‪ ،‬خ�صو�ص���ا �أنّ‬ ‫م�سل�س���ل "طريقي" (كتابة تامر حبيب و�إخراج‬ ‫"طريقي" لي�س فيلم ًا بل م�سل�سل من ثالثين‬ ‫محمد �ش���اكر) في �إحدى مناطق رم�س���ي�س في‬ ‫حلقة‪ .‬المغنية ل���م تتح ّمل �إلتزامات التمثيل‬ ‫القاهرة‪ .‬ويب���دو �أن نجمة برنامج "ذا فوي�س"‬ ‫ف���ي "ميدو م�ش���اكل"‪ ،‬ولم تح�ض���ر مواعيد‬ ‫�سعيدة بخطوتها التمثيلية‪ ،‬وتن�شر يومي ًا �صور ًا‬ ‫الت�ص���وير الت���ي كان معظمها في ال�ص���باح‪،‬‬ ‫لها من كوالي�س الم�سل�س���ل‪ .‬ومن المعروف �أن‬ ‫مما �س��� ّبب م�ش���اكل مع الممث���ل �أحمد حلمي‬ ‫عالقة �صداقة تربط �صاحبة �أغنية "م�شاعر"‬ ‫والمخرج محمد النجار‪.‬‬ ‫بتامر حبيب الذي نجح في �إقناعها بالموافقة‬ ‫وكانت �ش���يرين ت�ش���عر بالتردّد من "طريقي"‬ ‫ّ‬ ‫عل���ى العم���ل التلفزيوني المتو َّقع عر�ض���ه في‬ ‫لأنها تخ�ش���ى �أن تفقد بريقها في حال �إتّجهت‬ ‫رم�ضان المقبل‪.‬‬ ‫�إل���ى التمثي���ل‪ ،‬لأنّ الجمه���ور لم يعت���د ر�ؤيتها‬ ‫�شي‬ ‫رين‪:‬‬ ‫هل‬ ‫وكانت �أخبار تحدّثت عن �أن �ش���يرين رف�ضت‬ ‫كممثل���ة تظه���ر ف���ي �أعم���ال طويل���ة‪ .‬ووجدت‬ ‫تنجح في الم�سل�سل التلفزيوني؟‬ ‫التوقيع على الم�شروع حتى قبل �أيام من �إنطالق‬ ‫�ش���يرين �أن زميلها عمرو دياب رف�ض م�سل�س���ل‬ ‫الت�ص���وير‪ ،‬بعد تحذير بع�ض المق ّربين منه���ا بعدم خو�ض التجربة "ال�شهرة" بعد عامين من المماطلة بين التنفيذ والهروب‪ ،‬وق ّرر‬ ‫خوف ًا من ف�ش���لها كما ح�صل في فيلم "ميدو م�شاكل" (كتابة �أحمد في النهاية الهروب خوف ًا من �ش���بح الممثل‪ .‬في هذا ال�س���ياق‪ ،‬بذل‬ ‫عب���د اهلل و�إخراج محم���د النج���ار‪ ،)2003 ،‬الذي يعتب���ر التجربة ال�سيناري�ست تامر حبيب مجهود ًا كبير ًا لإقناع �شيرين بـ"طريقي"‬ ‫التمثيلي���ة الوحيدة للمغني���ة‪ .‬التحذيرات التي توالت على �ص���احبة وعدم الخوف من التحذيرات‪ ،‬خ�صو�ص��� ًا �أن الم�سل�سل ّتم تف�صيله‬ ‫�أغني���ة "ك ّل���ي ملكك" �أ ّكدت �أنها لن تتح ّمل عبء الت�ص���وير لأ�ش���هر بما يتالءم مع قدرات �شيرين التمثيلية وال�صوتية‬

‫تزوجت عاطف سالم ألحقق أحالمي!‬ ‫نبيلة عبيد تعترف‪ّ :‬‬ ‫ت�س���تمر الفنانة نبيلة عبيد في بحثها عن الموهبة التمثيلية ال�ص���اعدة منها الزواج ووافقت رغم فارق ال�سن الكبير جد ًا بينهما‪ .‬و�إعترفت �أن‬ ‫التي ت�س���تحق الدع���م ومنحها الفر�ص���ة للإنطالق نح���و النجومية في زواجها منه كان بدافع الم�ص���لحة و�سعي ًا �إلى تحقيق �أحالمها‪� .‬أما عن‬ ‫الحلقات الأولى من برنامج "نجمة العرب" الذي ُيعر�ض عبر �شا�ش���تي طالقها منه‪ ،‬ف�ش���رحت "عبيد" �أنه قب���ل �أن ينتهي عقدها الذي و ّقعته‬ ‫روتانا �س���ينما و الـ"‪ "LBC‬الف�ضائية‪ .‬و�إلى جانب تجارب الآداء التي مع �إحدى �شركات الإنتاج‪ ،‬عر�ض عليها م�س�ؤولو ال�شركة بطولة فيلمين‬ ‫هي العنوان العري�ض للحلقات الأولى‪ ،‬توا�صل "عبيد" ك�شفها لأول مرة‬ ‫�آخري���ن كان �أحدهم���ا فيلم "رابع���ة العدوية"‪،‬‬ ‫ع���ن �س���يرتها الذاتي���ة والحديث م���ع الإعالمى‬ ‫الأم���ر الذي لم يكن مرحب ًا به لدى "�س���الم"‪.‬‬ ‫بالل العربي عن �أ�سرار حياتها ال�شخ�صية التي‬ ‫عندها ل ّمحت له عبيد �أن فارق ال�س���ن الكبير‬ ‫ل���م تتطرق �إليها من قبل‪ .‬فف���ي �إحدى الحلقات‬ ‫بينهما �س���تظهر �آثاره ال�سلبية �أكثر و�أكثر كلما‬ ‫الما�ض���ية‪ ،‬تحدث���ت عبيد عن لقائه���ا بالمخرج‬ ‫تقدم به العمر‪ ،‬فما كان منه �إال �أن رمى بكوب‬ ‫عاط���ف �س���الم ال���ذي كان �أول �أزواجه���ا ال���ذي‬ ‫ماء ف���ي وجهها‪ .‬و�أ�ض���افت �أنها ل���وال العناية‬ ‫ح�ص���ل عندم���ا كانت تلمي���ذة في ال�ص���ف الأول‬ ‫الإلهي���ة التي �س���اعدتها على تحريك ر�أ�س���ها‬ ‫حين �إلتقته بالقرب من المدر�س���ة و�أخبرته �أنها‬ ‫بعي���د ًا من الكوب لحدث م���ا ال يحمد عقباه‪،‬‬ ‫تع�ش���ق التمثيل وتري���د خو�ض غماره‪ .‬و�أ�ض���افت‬ ‫م�ض���يف ًة �أنها وبعد هذا الموق���ف طلبت منه‬ ‫�أنه بالفعل ج ّربها بدو ٍر �ص���غير ف���ي �أحد الأفالم‬ ‫الطالق فور ًا‪ ،‬وبالفعل فقد �أخذها ب�س���يارته‬ ‫لي�سافر بعدها خارج م�صر‪ .‬غير �أنه وعند عودته‬ ‫وذهبا �إل���ى بيت �أمها و�أح�ض���راعقد الزواج‬ ‫نبيلة عبيد‪ :‬ما زالت تبحث عن موهبة �صاعدة!‬ ‫كان���ت "عبي���د" قد و ّقع���ت ‪3‬عقود �أف�ل�ام‪ ،‬فطلب‬ ‫وتوجها �إلى الم�أذون حيث تم الطالق‬ ‫َّ‬

‫‪94‬‬

‫العدد ‪� - 28‬آذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬


‫م�سرحية النمرود‪ :‬من �أعمال م�سرح‬ ‫ال�شارقة ومن ت�أليف ال�شيخ الدكتور‬ ‫�سلطان بن محمد القا�سمي‬

‫بالتع���اون مع ال�ص���حافي وال�ش���اعر ال�س���وري الأرمني‬ ‫الأ�صل �أديب �إ�سحق‪ ،‬و�س���افرا بها �إلى الإ�سكندرية في‬ ‫م�ص���ر‪ ،‬وقدما م�سرحيات عدة على م�سرح "زيزينيا"‬ ‫كان ع��� ّرب معظمها المخرج الراحل م���ارون النقا�ش‪،‬‬ ‫مثل م�س���رحية "�أندروماك" للفرن�س���ي جان را�س���ين‪،‬‬ ‫و�أوب���را "عاي���دة" التي كان ق���د ع ّربها �س���ليم النقا�ش‬ ‫ع���ن الإيطالية‪ ،‬ثم دراما "الطاغية" وهي من خم�س���ة‬ ‫ف�ص���ول كتبه���ا �س���ليم النقا�ش وقدمها على م�س���رح "‬ ‫الأوب���را" في القاهرة ف���ي العام ‪ ،1878‬ومن ثم توالت‬ ‫�أعمالهما الم�س���رحية ليقدما م�س���رحية "�ش���ارلمان"‬ ‫الم�س���توحاة م���ن حي���اة مل���ك الفرنج���ة �أو �إمبراطور‬ ‫الإمبراطوري���ة الروماني���ة المقد�س���ة (‪.)814 – 742‬‬ ‫كما قدّما م�س���رحية "الباري�س���ية الح�سناء" من ت�أليف‬ ‫�أديب �إ�سحق‪.‬‬ ‫وعل���ى الرغ���م م���ن �ش���غف الثنائ���ي �س���ليم النقا����ش‬ ‫و�أدي���ب �إ�س���حق الكبي���ر بالم�س���رح‪ ،‬ف����إن �إقت�ص���ار‬ ‫�أعمالهم���ا على جمه���ور النخبة من دون الو�ص���ول �إلى‬ ‫ال�ش���ريحة العري�ض���ة من الطبقة ال�ش���عبية‪� ،‬أ�صابهما‬ ‫بنوع من الإحب���اط جعلهما يتراجعان عن الإ�س���تمرار‬ ‫ف���ي الم�س���رح‪ ،‬ليتفرغ���ا نهائي��� ًا لل�ص���حافة‪ ،‬و�أ�س�س���ا‬ ‫�س���وي ًا جريدة "م�ص���ر" ف���ي الع���ام ‪ ،1877‬ثم جريدة‬ ‫"التج���ارة" في العام ‪ 1878‬وهي ُتعتبر �أول �ص���حيفة‬ ‫متخ�ص�ص���ة بعال���م الإقت�ص���اد والم���ال والأعمال‪ ،‬ثم‬ ‫جريدة "المحرو�سة" في العام ‪ 1880‬والتي تم دمجها‬ ‫مع جريدة م�ص���ر في وقت الحق‪ ،‬فباتت ت�صدر ب�إ�سم‬ ‫"م�صر المحرو�سة"‪.‬‬ ‫لعب���ت الإر�س���اليات الم�س���يحية ف���ي تلك الفت���رة دوراً‬

‫بارز ًا في ن�ش���ر ثقافة الم�سرح داخل المعاهد التربوية‬ ‫والمدار����س والأديرة التي كانت نا�ش���طة ب�ش���كل كثيف‬ ‫ف���ي مدين���ة المو�ص���ل العراقي���ة‪ ،‬ف�س���اهم دي���ر الآباء‬ ‫الدوميني���كان في العام ‪ 1893‬ب�إ�ص���دار �أول م�س���رحية‬ ‫مطبوعة ق���ام بتعريبها الم�س���رحي العراقي نعوم فتح‬ ‫اهلل �س���حار تح���ت عن���وان‪" :‬لطي���ف وخو�ش���ابا" وهي‬ ‫م�س���رحية مقتب�س���ة عن االوبرا الكوميدية الفرن�س���ية‬ ‫"‪."Fanfan et colas‬‬ ‫ي�ؤكد الروائي العراقي الراحل الدكتور�س���عدي المالح‬ ‫في م�ؤلفاته‪� ،‬أن الف�ضل الأول لنه�ضة الم�سرح العراقي‬ ‫يعود �إلى الأ�ش���وريين العراقيي���ن‪ ،‬الذين حافظوا على‬ ‫ح�ض���ارتهم القديم���ة والت���ي تمت���د �إلى �أكثر من �س���تة‬ ‫�آالف �س���نة وذل���ك بف�ض���ل الأدب���اء الكلدان ال�س���ريان‬ ‫الآ�ش���وريين‪ .‬وت�ش���ير الدرا�س���ات المتخ�ص�صة بتاريخ‬

‫يذكر الم�ؤرخون �أن مقاهي دم�شق القديمة‬ ‫كانت م�سرحاً لأنواع عديدة من الفنون‬ ‫الإ�ستعرا�ضية التي تناف�س عليها ما كان يُعرف‬ ‫بم�سرح "الحكواتي" وم�سرح "الكراكوز" وحلبات‬ ‫الم�صارعة ومبارزة "ال�سيف والتر�س" وتقديم‬ ‫فنون الرق�ص‪� ،‬إ�ضافة �إلى �إ�ست�ضافة بع�ض‬ ‫الأعمال الم�سرحية ال ُم ّع َّربة لمارون النقا�ش‬

‫الم�س���رح العراق���ي �إل���ى �أن رجال الدين الم�س���يحيين‬ ‫وقدام���ى المعلمين ف���ي المدار�س الملحق���ة بالكنائ�س‬ ‫كان���وا م���ن �أوائ���ل الذي���ن �أ ّلف���وا �أو ع ّرب���وا الأعم���ال‬ ‫الم�س���رحية الكوميدية‪ ‬والدرامي���ة‪ ،‬ث���م م ّثلوه���ا عل���ى‬ ‫الم�س���ارح في الكنائ����س والمدار�س‪ ،‬وبالتال���ي �أدخلوا‬ ‫ه���ذا الفن الجدي���د �إلى العراق ون ّبه���وا الجمهور �إليه‪.‬‬ ‫وله���ذا نرى الطابع الديني‪ ،‬ال �س���يما الم�س���يحي منه‪،‬‬ ‫يغلب عل���ى معظم الأعمال الم�س���رحية العربية الأولى‬ ‫في العراق‪.‬‬ ‫ومن الأ�س���باب التي �س���اهمت في ن�ش���ر ثقافة الم�سرح‬ ‫(يق���ول الدكت���ور المال���ح) ه���ي البعث���ات التب�ش���يرية‬ ‫والجمعيات والمدار�س الم�س���يحية التي �أدخلت اللغات‬ ‫الأجنبي���ة الحي���ة كالفرن�س���ية والإيطالي���ة والإنكليزية‬ ‫ً‬ ‫ف�ض�ل�ا عن التوا�ص���ل‬ ‫والألماني���ة �إلى مناهج التعليم‪،‬‬ ‫مع الغ���رب والإط�ل�اع على ثقافت���ه‪ ،‬ومن ث���م محاولة‬ ‫تقلي���د الأجنا����س الأدبية الغربية وبخا�ص���ة فن الق�ص‬ ‫ف���ي �إطاره التمثيلي لتوجيه طالب المدار�س �إلى المثل‬ ‫العليا الدينية والتربوية‪ .‬‬ ‫من رواد الم�س���رح العراقي الذين كانت لهم ب�ص���مات‬ ‫وا�ض���حة في ت�أ�س���ي�س مداميك هذا الف���ن الراقي في‬ ‫ب�ل�اد الرافدين‪ ،‬الق����س حنا حب����ش (‪)1882- 1820‬‬ ‫�إبن قرية قره قو�ش في لواء المو�صل‪ ،‬والذي دخل منذ‬ ‫ن�ش�أته �س���لك الكهنوت متدرج ًا حتى ا�صبح ق�س ًا يخدم‬ ‫في كني�سة المو�صل الكلدانية‪.‬‬ ‫كت���ب حنا حب�ش م�س���رحيات م�س���توحاة م���ن العهدين‬ ‫القدي���م والجديد م���ن الإنجي���ل‪ ،‬وقد ظه���ر �أول عمل‬ ‫م�س���رحي ل���ه ف���ي الع���ام ‪ ،1880‬تح���ت عن���وان‬ ‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪97‬‬


‫م�سرح‬

‫على الرغم من كثرة �أهل الفن والأدب والرواية والمحاوالت ف�إن �س�ؤاالً بد�أ يطفو‪:‬‬

‫هل هناك مسرح عربي؟‬ ‫على الرغم من �إنت�شار المهرجانات والحفالت الغنائية والم�سل�سالت التلفزيونية وال�سينما في‬ ‫العال��م العربي‪ ،‬ف�إن الم�سرح بمعناه الحقيقي ل��م يعرف رواج ًا وال �إزدهار ًا على الرغم من بع�ض‬ ‫المح��اوالت التي لم تنتع�ش كثيراً‪ ،‬علم ًا �أن تاريخه ف��ي منطقة ال�شرق الأو�سط يعود �إلى القرن‬ ‫التا�س��ع ع�ش��ر‪ .‬فهل هناك م��ن �أ�سباب تمنع ذل��ك؟ التقرير التالي الذي كتب��ه مدير التحرير في‬ ‫بيروت جوزف قرداحي يحاول العودة �إلى الجذور‪.‬‬

‫بيروت ‪ -‬جوزف قرداحي‬ ‫ه���ل عندن���ا م�س���رح حقيق���ي ف���ي العالم‬ ‫العربي؟‬ ‫�س����ؤال كثي���ر ًا م���ا يتبادر �إل���ى �أذهان متابع���ي الحركة‬ ‫الم�سرحية وخ�صو�ص ًا المهتمين بالم�سرح من الطالب‬ ‫العرب في معاهد الفنون والتمثيل؟!‬ ‫الواق���ع �أن ال م�س���رح حقيقي ًا في عالمن���ا العربي‪ ،‬على‬ ‫الرغم من وفرة الأعمال الم�سرحية في كل من �سوريا‬ ‫وم�ص���ر والعراق والمغرب وتون�س والجزائر ب�إ�س���تثناء‬ ‫لبنان الذي �سنخ�ص����ص حلق���ة كاملة عنه نتناول فيها‬ ‫م�س���رح الأخوين رحباني وم���دى ت�أثيرهما في الحركة‬ ‫الم�س���رحية في لبن���ان والعالم العربي‪ ،‬وم�س���اهمتهما‬ ‫ب�ش���كل خا�ص ف���ي تطوير مفه���وم الأوبري���ت الغنائية‬ ‫الم�شرقية‪.‬‬ ‫�أما �س���بب غياب الم�سرح الحقيقي في الوطن العربي‪،‬‬ ‫فيعود �إلى �أمرين‪:‬‬ ‫الأم���ر الأول ه���و الثقافة العربية الت���ي غاب عنها هذا‬ ‫الن���وع من الفنون الراقية‪ ،‬لفت���اوى دينية ح ّرمت الفن‬ ‫الت�شخي�ص���ي و�إعتبرته عبادة وثني���ة كافرة‪� .‬أما الأمر‬ ‫الثاني فهو �أن معظم ما تم تقديمه كان �أعما ًال مقتب�سة‬ ‫لم�س���رحيين عالميين مثل موليير وجان را�س���ين وبيار‬ ‫كورني و�شك�س���بير وغيره���م‪ ،‬علم ًا �أن رقاب���ة الأنظمة‬ ‫العربي���ة كان���ت دائم ًا بالمر�ص���اد لأي ن�ص �أو م�ش���هد‬ ‫ق���د يته ّي�أ له���ا �أنه تحري�ض على النظ���ام �أو قد يتجاوز‬ ‫الخطوط الحمر من الحرية الم�سموح بها‪.‬‬ ‫عل���ى الرغ���م م���ن �أن الحركة الم�س���رحية ف���ي العالم‬

‫‪96‬‬

‫العدد ‪� - 28‬آذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫العرب���ي قد بد�أت �أو ًال توجهها نحو الأدب ال�ش���عبي‪� ،‬إال‬ ‫�أن رواد ه���ذه الحركة كانوا في معظمه���م ينتمون �إلى‬ ‫الطبقة البورجوازية ذات الخلفية الثقافية الفرن�سية‪،‬‬ ‫الأمر الذي جعلهم يف�ش���لون في ت�أ�س���ي�س م�سرح �أ�صيل‬ ‫ينتم���ي �إل���ى الطبقات ال�ش���عبية‪ ،‬فبقيت م�س���اهماتهم‬ ‫عب���ارة ع���ن تعري���ب لأعم���ال عالمي���ة مثل م�س���رحية‬ ‫"البخي���ل" لموليي���ر التي قدّمها م���ارون النقا�ش في‬ ‫العام ‪1848‬على خ�شبة �أقامها في بيته‪.‬‬ ‫وم���ارون النقا����ش ال���ذي �سنتو�س���ع ف���ي م�س���رحه في‬ ‫الحلقة المقبلة كما ذكرنا‪ ،‬يعتبره النقاد �أب الم�سرح‬ ‫العرب���ي‪ ،‬كان م���ن �أغنياء بيروت‪ ،‬يعم���ل في التجارة‪،‬‬ ‫وعا����ش مرحلة من �ش���بابه ف���ي �إيطاليا التي اكت�ش���ف‬ ‫فيه���ا �س���حرين‪� ،‬س���حر القما����ش الإيطال���ي ف�ص���دّره‬ ‫�إل���ى بيروت وتاجر به‪ ،‬و�س���حر الفن الم�س���رحي الذي‬

‫حركة الم�سرح في دول الخليج العربي‪ ،‬فعلى‬ ‫ندرتها‪� ،‬إال �أنها بد�أت ترى النور منذ العام‬ ‫‪ 1919‬في البحرين‪ ،‬وذلك من خالل المناهج‬ ‫التربوية التي �إقت�صرت بداية على طالب‬ ‫المدار�س الأجنبية وبع�ض الأندية الريا�ضية‬ ‫الخا�صة مثل "نادي الجزيرة" قبل �أن يتم‬ ‫دمجه في العام ‪ 1973‬مع "نادي الحالة"‬

‫�شغف به وك ّر�س نف�س���ه ووقته لتعريب وت�أليف الأعمال‬ ‫الم�سرحية مثل م�سرحية "�أبو الح�سن المغ ّفل وهارون‬ ‫الر�ش���يد" الت���ي �أخرجه���ا في الع���ام ‪ 1850‬م�س���تلهم ًا‬ ‫�أحداثها من ق�ص�ص "�ألف ليلة وليلة"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫�أم���ا في �س���وريا فقد ب���د�أ الم�س���رح �إنطالق���ا مما كان‬ ‫ُيعرف بف���ن "الكراكوز" الذي كان ُيقدَّم في المقاهي‬ ‫ال�شعبية مع و�صالت راق�صة يطلق عليها �إ�سم "رق�ص‬ ‫ال�س���ماح"‪ ،‬وهي بح�س���ب معج���م "محي���ط المحيط"‬ ‫للمعل���م بطر����س الب�س���تاني‪�" :‬إن���ه رق����ص للم�ش���ايخ‬ ‫ي�ستعملونه في العبادات‪ ،‬وي�ؤدَّى في ت�شكيالت ونغمات‬ ‫و�إيقاعات وخطوات متعددة على �ش���كل و�ص�ل�ات ُتغ َّنى‬ ‫فيها َّ‬ ‫المو�ش���حات والقدود"‪ .‬وقد كان من �أ�شهر ممثلي‬ ‫"الكراك���وز" الفنان محمد حبيب‪ ،‬الذي �س���اهم في‬ ‫�إنت�ش���ار هذا النوع من الفنون في دم�شق قبل الإنتداب‬ ‫الفرن�سي‪.‬‬ ‫يذك���ر الم�ؤرخ���ون �أن مقاه���ي دم�ش���ق القديم���ة كانت‬ ‫م�س���رح ًا لأنواع عديدة من الفنون الإ�ستعرا�ض���ية التي‬ ‫تناف����س عليه���ا م���ا كان ُيع���رف بم�س���رح "الحكواتي"‬ ‫وم�س���رح "الكراك���وز" وحلب���ات الم�ص���ارعة ومبارزة‬ ‫"ال�سيف والتر�س" وتقديم فنون الرق�ص‪� ،‬إ�ضافة �إلى‬ ‫�إ�ست�ض���افة بع�ض الأعمال الم�س���رحية ال ُم ّع َّربة لمارون‬ ‫النقا�ش‪ ،‬التي �إ�ستمر جمهور النخبة من �أهالي دم�شق‬ ‫ُيقبل عليها ب�ش���غف حتى وفاته في العام ‪ ،1855‬الأمر‬ ‫الذي ت�س���بب ب�ش���ل ورك���ود الحرك���ة الم�س���رحية نحو‬ ‫ع�شرين عام ًا‪.‬‬ ‫لم ت�س���تمر حالة الركود هذه حتى جاء �س���ليم النقا�ش‬ ‫�إبن �ش���قيق المخرج الراحل‪ ،‬و�أ�س����س فرقة م�س���رحية‬


‫م�سرح‬ ‫"�آدم وحواء" ثم تباع ًا م�س���رحية "يو�س���ف الح�س���ن"‬ ‫وم�سرحية "طوبيا"‪ .‬وقد قامت المطبعة الكلدانية في‬ ‫لبنان بطبع الم�سرحيات الثالث �ضمن كتاب‪.‬‬ ‫تم ّيزت م�س���رحيات حنا حب�ش (كما يروي د‪ .‬المالح)‬ ‫بالإتق���ان ن�ص��� ًا ومعالجة‪ ،‬كما ت�ض���منت ر�س���م ًا بارع ًا‬ ‫ل�شخ�ص���يات �أبطاله���ا بمنهجي���ة �أكاديمية وا�ض���حة‪.‬‬ ‫ففي م�س���رحية "�آدم وح���واء" مث ًال يلتب����س فعل القتل‬ ‫المتحقق على �شخ�صية قايين كفاعل‪ ،‬وبالتالي يلتب�س‬ ‫�أثر القتل في هابيل ال�ضحية كمفعول به‪ .‬حيث نالحظ‬ ‫�أن القا�س���م الم�ش���ترك في معظم م�سرحياته هو طابع‬ ‫التراجيديا‪ ،‬كما نرى في م�س���رحية "يو�سف الح�سن"‬ ‫ال���ذي يق���ع هو الآخ���ر �ض���حية �أطم���اع �إخوت���ه الذين‬ ‫يقدمون على قتله �إفترا�ضي ًا‪ .‬فيبرع حنا حب�ش في نقل‬ ‫نب�ض الحركة الملتب�سة بالعنف �إلى الم�سرح‪ ،‬فنالحظ‬ ‫�أي�ض��� ًا في م�س���رحية "طوبي���ا" �أن فعل القت���ل الم�ؤجل‬ ‫يتج�س���د في �إ�ص���دار ق���رار الحكم بالقت���ل على طوبيا‬ ‫ّ‬ ‫و�أ�س���رته‪ .‬وبهذا نكت�شف �أن الكاتب يبرع في �إ�ستخدام‬ ‫�أ�سلوب الت�شويق‪ ،‬حيث يكون فعل القتل التراجيدي في‬ ‫الم�س���رحيات الث�ل�اث القوة الجاذبة لإلتق���اط �أنفا�س‬ ‫المتفرج‪.‬‬ ‫الحديث عن الق�س حب�ش يجرنا بالتالي �إلى الإ�ض���اءة‬ ‫عل���ى الأب هرم���ز نر�س���و الكلدان���ي (‪)1892-1820‬‬ ‫ن�ص���ر"‬ ‫الذي كتب م�س���رحية تاريخية بعنوان "نبوخذ ّ‬ ‫وت���دور �أحداثه���ا ح���ول فت���ح �أور�ش���ليم و�أ�س���ر اليهود‬ ‫و�سبيهم �إلى بابل‪.‬‬ ‫وك�أن التاريخ يعيد نف�س���ه‪ ،‬فما يجري اليوم في العراق‬ ‫م���ن تحطيم للح�ض���ارة الأ�ش���ورية على �أي���دي تنظيم‬ ‫"داع�ش"‪ ،‬وتهجير الم�سيحيين من المو�صل وم�صادرة‬ ‫ممتلكاتهم و�سبي ن�س���ائهم‪ ،‬ما هو �إال ترجمة لأحداث‬ ‫تلك الم�س���رحية التي ُقدمت على م�سرح مدر�سة الآباء‬ ‫الدومينيكان في المو�ص���ل في الع���ام ‪ ،1889‬وبالتالي‬ ‫التي تعيد �إلى الأذهان �صراع الح�ضارات منذ ن�ش�أتها‪.‬‬ ‫ل���م يقت�ص���ر الم�س���رح في الع���راق على الم�س���رحيات‬ ‫الديني���ة �أو المترجمة‪ ،‬بل تطور نحو الم�س���رح الغنائي‬ ‫�أو ما ُيعرف بم�س���رح الأوبريت على يد �إ�س���كندر زغبي‬ ‫(‪ )1912 – 1838‬الحلب���ي الأ�ص���ل والمول���ود ف���ي‬ ‫المو�ص���ل‪ ،‬والذي �ش���غف بالمو�س���يقى والزج���ل نتيجة‬ ‫فقدانه الب�ص���ر منذ طفولته ب�س���بب �إ�ص���ابته بمر�ض‬ ‫الجدري‪ .‬وقد �ص ّنف النقاد و�أ�ساتذة الفنون الدرامية‪،‬‬ ‫م�س���رحيات �إ�س���كندر زغب���ي الغنائي���ة بـ"الأوبريت"‪،‬‬ ‫بف�ض���ل م���ا تتميز به من ح���وارات غنائي���ة زجلية كان‬ ‫ي�ؤدّيه���ا طلب���ة مدر�س���ة الدومينيكان‪ .‬ولكن الم�ؤ�س���ف‬ ‫في الأمر �أن �أكثر هذه الم�س���رحيات �ض���اع ولم يحفظ‬ ‫منه���ا �إال عدد نادر من الم�س���رحيات الق�ص���يرة مثل‪:‬‬ ‫"بزونت���ي" و" البن���اء" و"ببال���ي وزوجه���ا" الت���ي ت���م‬ ‫تج�سيدها على خ�شبتي م�سرح الكلدان والدومينيكان‪،‬‬

‫باللهجة العامية المو�صلية‪.‬‬ ‫وف���ي الع���ام ‪ 1905‬ط���ور �إ�س���كندر زغب���ي م�س���رحه‬ ‫وق���دم م�س���رحية طويل���ة بعن���وان "بائع الخ���ردوات"‬ ‫وت���دور �أحداثها ح���ول تاجر ُيدعى عم���و �إبراهيم يبيع‬ ‫الخردوات القديمة وي�سخر منه الزبائن‪ ،‬ب�سبب خوفه‬ ‫الدائ���م م���ن زوجته التي كانت تق�س���و ف���ي معاملته وال‬ ‫تتوانى عن �ض���ربه وتعنيفه �أم���ام بناته‪ .‬كتبها الم�ؤلف‬ ‫باللهج���ة المحلية المو�ص���لية �أي�ض��� ًا‪ ،‬و�أدّاه���ا �أبطالها‬ ‫بم�ص���احبة فرقة مو�س���يقية ح ّية‪ ،‬كانت بمثابة خطوة‬

‫على الرغم من �أن الحركة الم�سرحية‬ ‫في العالم العربي قد بد�أت �أوالً‬ ‫توجهها نحو الأدب ال�شعبي‪ � ،‬اّإل �أن ر ّواد‬ ‫هذه الحركة كانوا في معظمهم ينتمون‬ ‫�إلى الطبقة البورجوازية ذات الخلفية‬ ‫الثقافية الفرن�سية‪ ،‬الأمر الذي جعلهم‬ ‫يف�شلون في ت�أ�سي�س م�سرح �أ�صيل‬ ‫ينتمي �إلى الطبقات ال�شعبية‬

‫متقدم���ة جدا في الإنتاج الم�س���رحي قيا�س��� ًا �إلى ذلك‬ ‫الزمان‪.‬‬ ‫مع مطلع القرن الع�ش���رين �ش���هد العالم العربي بداية‬ ‫نه�ض���ة م�سرحية �ش���ملت معظم العوا�ص���م العربية وال‬ ‫�س���يما بلدان الخليج العرب���ي مثل الكوي���ت والبحرين‬ ‫وقط���ر والأم���ارات العربية المتح���دة‪ .‬بالإ�ض���افة �إلى‬ ‫كل من الأردن وفل�س���طين والمغ���رب وتون�س والجزائر‬ ‫وغيرها‪.‬‬ ‫ت�أث���رت فل�س���طين بنه�ض���ة الثقاف���ة الم�س���رحية من���ذ‬ ‫الع���ام ‪ 1914‬بف�ض���ل الف���رق الم�ص���رية الت���ي كان���ت‬ ‫تزورها وتقدم عرو�ض���ها على م�س���ارحها‪ ،‬مثل فرقتي‬ ‫جورج �أبي�ض و�س�ل�امة حج���ازي‪ ،‬حيث تعاونت ك ٌّل من‬ ‫الفرقتين على تقديم ع�شرات الم�سرحيات المقتب�سىة‬ ‫مثل م�سرحية "لوي�س الحادي ع�شر" للروائي الفرن�سي‬ ‫بوان�س���ون دو تراي���ل‪ ،‬و"تاج���ر البندقي���ة" ل�شك�س���بير‬ ‫و"�أودي���ب المل���ك" للم�س���رحي اليونان���ي �س���وفوكلي�س‬ ‫وغيرها من الأعمال المقتب�س���ة ولكن بنهج م�س���رحي‬ ‫متطور برع به اللبناني المقيم في م�صر جورج �أبي�ض‪،‬‬ ‫حيث �إ�ستخدم �أورك�سترا �ضخمة في م�سرحياته‪ ،‬تتو ّلى‬ ‫عزف المقدمات المو�س���يقية بين ف�صول الم�سرحية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ف�ض�ل�ا عن بع�ض الجمل المو�س���يقية الم�صاحبة لأهم‬ ‫الأحداث الدرامية‪.‬‬ ‫ه���ذه الأعم���ال ال�ض���خمة التي قدّمه���ا ج���ورج �أبي�ض‬ ‫بمعاونة �س�ل�امة حجازي في فل�س���طين كانت المح ّفز‬ ‫الأكبر لنخبة من ال�ش���باب الفل�سطيني المث ّقف للقيام‬

‫م�سرحية "مريم وتعود الحكاية"‪ :‬من الأعمال ال�سعودية‬

‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪99‬‬


‫املهند�س رئيف احللو‬ ‫درا�سات وتنفيذ يف لبنان والدول العربية‬

HELOU ENGINEERING GROUP

Tel: 961 1 256755-257009 Fax: 961 1 256755 E-mail: raif@raifhelou.com


‫م�سرح‬ ‫بت�أ�س���ي�س �أول معه���د للتمثي���ل الدرام���ي ف���ي القد����س‬ ‫�أطلقت عليه �إ�س���م "نادي الإخاء الأرثوذك�سي"‪ ،‬الذي‬ ‫�أنتج �أول م�س���رحية مع ّربة �شاركت في تقديمها الفنانة‬ ‫الإ�ستعرا�ض���ية اللبناني���ة المقيم���ة ف���ي م�ص���ر بديعة‬ ‫م�ص���ابني‪ .‬الأمر الذي �س���اهم على �أثرها في ت�أ�سي�س‬ ‫العديد من الفرق الم�س���رحية مث���ل "المنتدى الأدبي"‬ ‫ال���ذي كان من م�ؤ�س�س���يه فخري الن�شا�ش���يبي وح�س���ن‬ ‫�صدقي الدجاني وبندلي قرط وغيرهم‪ .‬حيث قدموا‬ ‫عدد ًا من الم�س���رحيات التاريخية مثل‪�" :‬صالح الدين‬ ‫الأيوب���ي" و"ط���ارق بن زي���اد"‪ .‬ثم توالت من���ذ العام‬ ‫‪ 1920‬حتى العام ‪� 1947‬أي قبل عام واحد من النكبة‪،‬‬ ‫ع�ش���رات المعاه���د والأندي���ة الت���ي قدم���ت للجمه���ور‬ ‫الفل�سطيني �أهم الم�سرحيات المحلية وال ُمع ّربة‪.‬‬ ‫�أم���ا حرك���ة الم�س���رح ف���ي دول الخليج العرب���ي‪ ،‬فعلى‬ ‫ندرته���ا‪� ،‬إال �أنه���ا بد�أت ت���رى النور منذ الع���ام ‪1919‬‬ ‫ف���ي البحرين‪ ،‬وذلك من خالل المناهج التربوية التي‬ ‫�إقت�صرت بداية على طالب المدار�س الأجنبية وبع�ض‬ ‫الأندية الريا�ض���ية الخا�صة مثل "نادي الجزيرة" قبل‬ ‫�أن يت���م دمجه ف���ي الع���ام ‪ 1973‬مع "ن���ادي الحالة"‪.‬‬ ‫وي�شير المخرج البحريني خليفة العريفي �أنه "ال يوجد‬ ‫ما ي�ش���ير �إلى �أن الح�ض���ارات الكب���رى التي م ّرت على‬ ‫جزر البحرين‪ ،‬قد عرفت �ش���يئ ًا من الم�سرح بدء ًا من‬ ‫الع�صر الدلموني ومرور ًا بالع�صور الإ�سالمية وانتها ًء‬ ‫ببداية القرن الع�شرين‪ .‬وي�ؤكد �أن المدار�س الحكومية‬ ‫في البحري���ن لعبت دور ًا مهم ًا في ظهور الم�س���رح في‬

‫المملكة‪ ،‬ومن هذه المدار�س مدر�سة الهداية الخليفية‬ ‫بالمحرق‪ ،‬حيث تم عر�ض �أول عمل م�سرحي فيها �سنة‬ ‫‪ 1925‬بعنوان "القا�ضي ب�أمر اهلل"‪.‬‬ ‫�ساهم الأ�ساتذة والمعلمون الذين �إ�ستقدمتهم حكومة‬ ‫البحري���ن م���ن �س���وريا ولبنان وفل�س���طين وم�ص���ر في‬ ‫تن�ش���يط الحرك���ة الثقافية الم�س���رحية ف���ي المملكة‪،‬‬ ‫وذل���ك من خ�ل�ال تقدي���م العرو����ض الم�س���رحية عن‬ ‫تاريخ الإ�س�ل�ام للم�ساهمة في �إي�ص���ال معاني التاريخ‬ ‫الإ�س�ل�امي �إلى الطالب ب�أ�سلوب �س���هل وممتع‪ ،‬وكانت‬

‫المتخ�ص�صة بتاريخ الم�سرح‬ ‫ت�شير الدرا�سات‬ ‫ّ‬ ‫العراقي �إلى �أن رجال الدين الم�سيحيين‬ ‫وقدامى المع ّلمين في المدار�س الملحقة‬ ‫بالكنائ�س كانوا من �أوائل الذين �أ ّلفوا �أو ع ّربوا‬ ‫الأعمال الم�سرحية الكوميدية‪ ‬والدرامية‪،‬‬ ‫ثم م ّثلوها على الم�سارح في الكنائ�س‬ ‫والمدار�س‪ ،‬وبالتالي �أدخلوا هذا الفن الجديد‬ ‫�إلى العراق ون ّبهوا الجمهور �إليه‬ ‫"�أنا الأ�ستاذ �أنا الم�سرح"‪ :‬عنوان مهرجان م�سرحي في الأردن وليبيا‬

‫م�س���رحية "وفود العرب على ك�س���رى" �أول م�س���رحية‬ ‫تتناول التاريخ الإ�س�ل�امي‪ ،‬عر�ض���تها مدر�سة الهداية‬ ‫الخليفية على خ�ش���بتها في العام ‪ .1928‬ثم م�س���رحية‬ ‫"ثعلبة" التي قدمتها المدر�سة في العام نف�سه‪ ،‬ولكن‬ ‫الم�ؤ�سف في الأمر �أنها كانت الم�سرحية الأخيرة التي‬ ‫ُتقدَّم على خ�ش���بة تلك المدر�سة بعدما �إنتقل الن�شاط‬ ‫الم�س���رحي �إلى الأندية الخا�ص���ة والم�س���ارح التي بد�أ‬ ‫ت�أ�سي�س���ها منذ مطلع �أربعينات القرن المن�ص���رم مثل‬ ‫"م�س���رح جلجام�ش" و"الم�س���رح البحريني الوطني"‬ ‫وم�سرح "�أوال" وغيرها‪.‬‬ ‫وف���ي دولة الكوي���ت �أي�ض��� ًا كان���ت بداية الم�س���رح من‬ ‫المدار�س‪ ،‬حيث ت�أ�س�ست �أول فرقة م�سرحية في العام‬ ‫‪ 1938‬وه���ي "فرقة المباركي���ة" ثم "فرقة االحمدي"‬ ‫ف���ي الع���ام ‪ .1940‬وم���ن رواد الم�س���رح الكويتي حمد‬ ‫الرجيب (‪ )1998 – 1922‬الذي يعتبر �صانع الم�سرح‬ ‫في الكويت‪ ،‬وهو �إلى ذلك �ش���غل من�صب وزير و�سفير‪،‬‬ ‫بالإ�ض���افة �إلى م�س���اهماته الكثيرة في نه�ضة الحركة‬ ‫الم�س���رحية‪ ،‬وقد �أخرج عدداً كبيراً من الم�س���رحيات‬ ‫مثل‪�" :‬أبو محجن الثقفي" و"تاجر البندقية" و"�صالح‬ ‫الدين الأيوبي" وقي�س وليلى" وغيرها‪ .‬كما �س���اهم في‬ ‫ت�شجيع زمالء عديدين له على الإتجاه �إلى فن التمثيل‬ ‫والإخ���راج‪ ،‬ومنه���م الممثل الكويت���ي المعروف محمد‬ ‫الن�ش���مي (‪ )1984 – 1940‬ال���ذي ق���دم �أكث���ر م���ن‬ ‫ع�شرين م�سرحية‪.‬‬ ‫يبقى �أن ن�ش���ير �إلى �أن الم�س���رح في باقي دول الخليج‬ ‫العرب���ي‪ ،‬مث���ل قط���ر‪ ،‬المملك���ة العربي���ة ال�س���عودية‪،‬‬ ‫والإمارات لي�س �أف�ض���ل حا ًال من �س���ائر الدول العربية‬ ‫التي ذكرناه���ا في هذا التحقيق‪ .‬وال �س���يما �أن معظم‬ ‫تلك الن�شاطات لم تخرج عن �إطارها المدر�سي وبقيت‬ ‫�ض���من نطاق مبادرات المدار�س الأجنبية التي ت�ض���م‬ ‫طالب��� ًا هم �أبن���اء الموظفين والعم���ال الأجانب الذين‬ ‫ينتمون �إلى ثقافات غربية �أو ثقافات ال تتعار�ض ديني ًا‬ ‫مع فنون الم�س���رح مثل لبنان وم�ص���ر و�س���وريا وتون�س‬ ‫والمغرب والعراق وغيرها‪.‬‬ ‫ونعود بالتالي �إلى ال�س����ؤال الأول الذي افتتحنا به هذا‬ ‫التحقيق‪ :‬هل عندنا م�سرح حقيقي في العالم العربي؟‬ ‫�إ�س���تناد ًا �إل���ى ما تق���دم‪ ،‬ال يمك���ن �إبت���داع ثقافة غير‬ ‫موج���ودة ف���ي الأ�ص���ل‪ ،‬وال تمتل���ك الترب���ة ال�ص���الحة‬ ‫لنموها‪ .‬فبا�س���تثناء م�ص���ر ولبنان وبع�ض المحاوالت‬ ‫ف���ي كل م���ن �س���وريا والعراق وتون����س‪ ،‬ن�ؤك���د �أن ثقافة‬ ‫الم�س���رح �س���تبقى غائبة عن �ص���حراء ال تنبت فيها �إال‬ ‫العقائد الدينية المتطرفة‪ ،‬التي تبيد كل الح�ض���ارات‬ ‫ومعه���ا الإن�س���ان المختل���ف‪ ،‬وما �ش���هدناه �أخي���ر ًا من‬ ‫�أعم���ال همجي���ة ف���ي متحف المو�ص���ل‪ ،‬ال���ذي تم فيه‬ ‫تدمير الآثار التاريخية التي تعود �إلى �س���تة �آالف �سنة‪،‬‬ ‫خير دليل!‬ ‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪101‬‬


Lody Saliby

Haute Couture

Wedding dresses, Evening clothes, Selling or Renting, Pret-a- Porter, Accessories

Christ Le Rois Center, 8th Floor, Adonis Road, Zouk Mossbeh, Lebanon Tel: 00961 – (0) 9221643 , Email: lodysaliby@hotmail.com, Web: www.lodysaliby.com


‫�سفير الجزائر عمر �أبابا‬

‫راغدة حداد ودالل الدوي�سان‬

‫منى الدوي�سان‬

‫في�صل الهولي‬

‫مي النوري‬

‫فرح ال�سماك‬

‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪103‬‬


‫مجتمع‬ ‫لندن‬

‫اليوم الوطني للكويت يف لندن‬ ‫�أقامت �س���فارة دولة الكويت ل���دى المملكة المتحدة حفل �إ�س���تقبال في فندق‬ ‫"دور�ش�س���تر" في لندن بمنا�س���بة العيد الوطني ال‪ 54‬والذكرى ال‪ 24‬ليوم‬ ‫التحرير و�س���ط م�شاركة حا�شدة ل�شخ�صيات �سيا�س���ية وبرلمانية و�إقت�صادية‬ ‫وديبلوما�سية‪.‬‬ ‫�ض���م عدداً‬ ‫ُيذكر �أنه �أُقيم على هام�ش حفل الإ�س���تقبال معر�ض فني جماعي ثري ّ‬ ‫من اللوحات الت�ص���ويرية من �أعم���ال نخبة من فناني "الجمعي���ة الكويتية للفنون‬

‫الت�شكيلية" الذين ح�ضروا في وفد تر�أ�سه رئي�س الجمعية ورئي�س �إتحاد الت�شكيليين‬ ‫العرب ونائب رئي�س الرابطة الدولية للفنون الفنان عبدالر�سول �سليمان‪.‬‬ ‫و�إ�س���تحوذ المعر�ض‪ ،‬الذي �ضم مجموعة منتقاة من لوحات معا�صرة عك�ست‬ ‫بع�ض��� ًا من مالمح الت���راث الكويتي من �إبداع �أع�ض���اء الجمعية‪ ،‬على �إعجاب‬ ‫وتقدير كبيرين من قبل �ضيوف الحفل‪.‬‬ ‫(ت�صوير طوني ك ّيال)‬

‫ال�سفير الدوي�سان ي�ستمتع بلوحات المعر�ض الفنية برفقة عبد الر�سول �سليمان‬

‫ال�سفير الكويتي خالد الدوي�سان مع �ألي�ستير هاري�سون‬

‫�أركان ال�سفارة الكويتية‪ :‬ال�سفير خالد الدوي�سان وعقيلته‪ ،‬اللواء فهد الباز‪ ،‬في�صل الهولي‬

‫اللواء فهد الباز‬

‫‪102‬‬

‫العدد ‪� - 28‬آذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫ليلى ها�شم‬


‫ريمون ومي عوده‬

‫الرئي�س تمام �سالم وميرنا الب�ستاني‬

‫روال وجهاد �أزعور‬

‫ماري روز و�إبراهيم نجار‬

‫لمى �سالم وميرنا الب�ستاني‬

‫مي�شلين و�أنطوان �أبو �سمرا‬

‫كريمة و�سعد الأزهري‬

‫�سهام تويني‬

‫رنا وماهر عي�سى‬

‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪105‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫“مهرجان البستان”‪ ...‬من عامل آخر!‬ ‫يبدو انه �س���يكون مو�س���م ًا مو�س���يقي ًا الهب��� ًا‪ ،‬كما "�أوح���ت" �إلينا �أولى �أم�س���يات‬ ‫"مهرجان الب�س���تان" الثاني والع�ش���رين‪ ،‬التي �س���تمتد على مدى �ش���هر ونيف‪.‬‬ ‫فالبداي���ة كان���ت اكثر دفئ ًا م���ن المتوقع‪ ،‬بل يمكن و�ص���فها ب�أنها ليلة مو�س���يقية‬ ‫الهب���ة بامتياز بح�ض���ور كثيف ومهي���ب وجمهور نخبوي �أنيق‪ ،‬ك�أن���ه � ٍآت من عالم‬ ‫�آخر‪ ،‬عالم ت�س���وده الرفاهية والبذخ وال�سكينة‪ ،‬عالم لم يعرف حروب ًا وال م�شاكل‬ ‫�إجتماعية �أو �سيا�سية او �أمنية‪ .‬الجميع ح�ضر بكل ما يملك من رغبة في الحياة‪،‬‬ ‫وجهوزية ل�سماع �أ�شهر المقطوعات الكال�سيكية العالمية‪.‬‬ ‫هذا هو م�شهد البهو في فندق "الب�ستان" قبل الدخول الى قاعة "�إميل الب�ستاني"‬ ‫في بلدة بيت مري‪ ،‬للإ�س���تماع الى "االورك�سترا الفلهارمونية اللبنانية"‪ ،‬بقيادة‬ ‫الإيطالي جانلوكا مارت�ش���يانو‪ ،‬وم�ش���اركة عازفين منفردين �ش���باب‪ ،‬لهم ب�صمة‬ ‫عالمية في المو�سيقى الكال�سيكية‪ ،‬ومختارات مدرو�سة بحنكة لأم�سية تفتتح بها‬ ‫دورة هذا العام بمقطوعات �ش���هيرة ومتنوعة لبيتهوفن وكامو �س���ان �صانز وبابلو‬

‫الوزير متري جريج‪ ،‬ميرنا الب�ستاني‪ ،‬لور لحود‪� ،‬سفيرة هولندا �أ�ستير �سوم�سن‬

‫ف�ؤاد الخازن‪ ،‬نورا جنبالط‪ ،‬لورا لحود‪ ،‬عايدة �شرباتي‬

‫منى الهراوي‪ ،‬الوزير مي�شال فرعون‪ ،‬فريدا الر ّي�س‬

‫‪104‬‬

‫العدد ‪� - 28‬آذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫�سارا�س���يت وجورج بيزيه‪ ،‬كلها عنا�ص���ر كفيلة ببث الحما�س الروحي واالنتعا�ش‬ ‫النف�سي لدى الجمهور‪ .‬‬ ‫�سماع ممتع من العبقري لودفيغ فان بيتهوفن وكون�شرتو لثالثي الكمان والت�شيللو‬ ‫والبيان���و برفقة الفلهارمونية اللبنانية‪ ،‬ابداعات �ش���بابية منطلقة بحرفية عالية‬ ‫وتناغ���م على م���دى الحركات الث�ل�اث للمقطوعة‪ ،‬تب���د�أ هادئة تت�ص���اعد رويد ًا‬ ‫ليتوال���ى العازف���ون الثالث���ة في جو م���ن الحف���اوة والفخامة وااليق���اع المتقطع‪،‬‬ ‫تليها حركة ثانية في مقدمة بطيئة تتو�س���ع وتتابع دون توقف يتبادل فيها الكمان‬ ‫والت�ش���يللو اجمل االدوار على خلفية بيانو خفية لن�ستمع الى نوتات وجمل درامية‬ ‫متك���ررة تعلن في الحركة الثالثة واالخيرة عن حركة راق�ص���ة وهي ال�س���مة التي‬ ‫تميز الكون�شرتو ككل‪ ،‬اي الحركة الراق�صة ومرح ال�شباب‪.‬‬ ‫�إفتتاحي���ة موفق���ة ممتعة ودافئة‪� ،‬س���وف تن�س���حب على مدى ‪ 22‬عر�ض��� ًا �ض���من‬ ‫المهرجان الكال�سيكي‪ ،‬المنتظر والمتر�سخ من عام لآخر على مدى ‪ 45‬يوماً‪.‬‬

‫الوزير ريمون عربجي وال�سفير الفرن�سي باتري�س باولي وقرينتاهما‬

‫روجيه زكار‪ ،‬يمنى الجميل‪ ،‬فريدا الري�س‬

‫روال ومنير دويدي‬


‫�إيلي رزق‪ ،‬ال�سفير الفرن�سي باتري�س باولي‪ ،‬ف�ؤاد مخزومي‪� ،‬شارل عربيد‬

‫روبير دبا�س‪�،‬سليم �صفير‪ ،‬مي�شال تويني‬

‫ال�سفير محمد �شقير وعائلته‬

‫مروان �شربل وفريج �صابونجيان‬

‫ال�سفير محمد �شقير وموظفو ال�سفارة‬

‫مارينا �صباغ‪ ،‬مادونا حكيم‪ ،‬هانريت كاليري‬

‫مي�شال تويني‪� ،‬سليم �صفير‪ ،‬روبير دبا�س‬

‫ك�سار‪،‬ف�ؤاد مخزومي‬ ‫رزق رزق‪ ،‬عادل ّ‬ ‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪107‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫وسام اإلستحقاق اإليطايل حملمد شقري‬ ‫ق ّلد �سفير �إيطاليا جوزيبي مورابيتو‪ ،‬رئي�س اتحاد غرف التجارة وال�صناعة‬ ‫والزراع����ة ف����ي لبنان رئي�س غرفة بيروت وجبل لبنان محمد �ش����قير‪ ،‬و�س����ام‬ ‫الإ�ستحقاق االيطالي برتبة �ضابط‪ ،‬في حفل �أقيم في منزل ال�سفير الإيطالي‬ ‫ف����ي الرابية‪ ،‬في ح�ض����ور ح�ش����د كبير م����ن ال����وزراء والنواب وال�شخ�ص����يات‬ ‫الإقت�صادية والأمنية والإجتماعية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫بداي���ة �ألقى ال�س���فير مورابيتو كلمة قال فيها‪" :‬ي�س���رني كثي���را �أن �أكون معكم‬ ‫هذا الم�س���اء لتقليد الرئي�س محمد �شقير‪ ،‬و�س���ام اال�ستحقاق الإيطالي برتبة‬ ‫�ض���ابط‪ ،‬وذل���ك تقدي���ر ًا لمزاياه الخا�ص���ة والخدمات التي قدّمه���ا الى الأمة‬ ‫الإيطالية وتفانيه الم�ستمر بغية تعزيز العالقات الودّية بين �إيطاليا ولبنان"‪.‬‬ ‫و�أ�ض����اف‪" :‬بتقلي����د ه����ذا الو�س����ام المرم����وق‪� ،‬أراد رئي�س جمهوري����ة �إيطاليا‬ ‫جورجيو نابوليتانو‪ ،‬تكريمه والإ�ش����ادة ب�ص����فاته المهنية والإن�سانية‪ .‬وكلكم‬

‫تعرفون ال�س���� ّرية المهنية والإجتماعية ال ُمذهلة لرجل االعمال محمد �شقير‬ ‫الذي ال يك ّل والمولع بالإبتكار"‪ .‬‬ ‫ثم قلد ال�سفير مورابيتو �شقير و�سام الجمهورية الإيطالية‪.‬‬ ‫وبعد تقليده الو�سام‪� ،‬ألقى �شقير كلمة‪� ،‬شكر فيها "ال�سفير ال�صديق جوزيبي‬ ‫مورابيتو وجمهورية �إيطاليا رئي�س���� ًا وحكومة على منحي و�س����ام الإ�س����تحقاق‬ ‫الإيطالي برتبة �ضابط"‪ .‬‬ ‫وقال‪" :‬هذا الو�س����ام الذي لي �ش����رف تعليقه على �ص����دري‪� ،‬أرى فيه تكريم ًا‬ ‫للقطاع الخا�ص اللبناني الذي بنى �أف�ض����ل العالقات الإقت�صادية والتجارية‬ ‫مع الدولة ال�ص����ديقة �إيطالي����ا‪ ،‬كما �إنه يع ّبر عن م�س����يرة طويلة من التعاون‬ ‫وم�س����توى رفي����ع من العالق����ات الإقت�ص����ادية‪ ،‬تظهر من خالل ك����ون �إيطاليا‬ ‫تاريخي ًا من بين �أهم ال�شركاء التجاريين للبنان"‪.‬‬

‫محمد �شقير وال�سفير جوزيبي مورابيتو وروجيه ن�سنا�س‬

‫في�صل الخليل‪ ،‬رزق رزق‪ ،‬فادي فواز‬

‫ال�سفير مورابيتو‪ ،‬محمد �شقير ‪ ،‬غابي تامر‬

‫�سفير �إيطاليا جوزيبي مورابيتو‬

‫‪106‬‬

‫العدد ‪� - 28‬آذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫محمد �شقير‪ ،‬منير دويدي‪ ،‬جان �أوغا�سبيان‬

‫�سفير �إيطاليا و محمد �شقير‬


‫لجنة نادي الروتاري بيروت متروبوليتان في لقطة تذكارية‬

‫نهى قي�سي‪ ،‬وهبة عازار‪ ،‬وجيه بوحبيب‬

‫�إينيا�س معو�ض‪ ،‬طالل المقد�سي‪� ،‬سامي ع�ساف‬

‫رنا حمدان‪ ،‬ميريام �صفير‪ ،‬مروان �شريف‬

‫ر�ضا �أ�سمر‪ ،‬ريما القا�ضي‪ ،‬فريد جبران‬

‫جميل وباتري�سيا معو�ض‬

‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪109‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫مشروع "أشجار لبنان” ينطلق من فينيسيا‬ ‫برعاية وزير البيئة اللبناني محمد الم�ش���نوق‪� ،‬أطل���ق نادي "الروتاري بيروت‬ ‫متروبوليتان" و�ش���ركة "�س���انوفي با�س���تور" في �إحتفال في فندق فيني�سيا في‬ ‫بيروت م�ش���روعيهما في لبنان‪�" :‬أ�ش���جار لبنان" و"تنقية المياه في المدار�س‬ ‫الر�س���مية" بال�ش���راكة مع لجنة تنقية المياه كجزء من الم�شاريع الكبرى التي‬

‫تقوم بها نوادي الروتاري في لبنان‪.‬‬ ‫وق���د �أقي���م ف���ي المنا�س���بة بعد ذلك حفل ع�ش���اء �ض���م مدعوين من �أع�ض���اء‬ ‫الن���ادي و�أ�ص���دقائهم الذين كانوا في معظمهم من ال�شخ�ص���يات ال�سيا�س���ية‬ ‫والإقت�صادية والمالية‪ .‬كما كانت هناك نخبة من �أهل الإعالم وال�صحافة‪.‬‬

‫لينا فاخوري‪ ،‬الوزير محمد الم�شنوق‪ ،‬طالل المقد�سي‬

‫�أنطوان حافظ‪ ،‬نايلة كرامي‪ ،‬جورج عازار‬

‫مهى حاوي ولوري�س م�سعود‬

‫كري�ستين �أبو حبيب‪ ،‬رنا �صفير‪ ،‬جنان مطرجي‬

‫‪108‬‬

‫العدد ‪� - 28‬آذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫لينا فاخوري‪ ،‬لينا ال�شاعر‪ ،‬منى كنعان‪ ،‬مي �شميطلي‬

‫�إيلي دميان و�سيرين يو�سف‬


‫فرنسبنك يطلق أول بطاقة "‪ ”China Union Pay‬يف لبنان‬ ‫َ‬ ‫تحت رعاية حاكم م�ص���رف لبن���ان الدكتور ريا�ض �س�ل�امة‪� ،‬أطلقت مجموعة‬ ‫فرن�س���بنك �أول بطاق���ة "‪ "China Union Pay‬ف���ي لبن���ان‪ ،‬خ�ل�ال م�ؤتم ٍ���ر‬ ‫َ‬ ‫�ص���حافي �أقيم في مبنى عدنان الق�صار لالقت�صاد العربي في منطقة الجناح‬ ‫في بيروت‪.‬‬ ‫فرن�س���بنك عدنان الق�ص���ار‪ ،‬بح�ض���ور �س���فير‬ ‫تر�أ����س الم�ؤتم���ر رئي����س مجموعة َ‬ ‫ّ‬ ‫جمهورية ال�ص���ين ال�ش���عبية في لبن���ان‪ ،‬جيانغ جيانغ‪ ،‬ممثل الحاك���م نائبه الأول‬ ‫رائد �شرف الدين‪ ،‬ومجموعة من المدراء التنفيذيين في “‪”Union Pay‬وكبار‬

‫رجال الأعمال ال�صينيين واللبنانيين‪ ،‬وح�شد من �أهل ال�صحافة والإعالم‪.‬‬ ‫و�إذ �ش���كر الق�صار الحاكم رعايته للم�ؤتمر‪� ،‬أ�شاد بالدور الجوهري الذي ا�ضطلع‬ ‫به البنك المركزي "في حماية القطاع الم�صرفي كما والبلد ب�أ�سره من الأزمات‬ ‫المالية الدولية مما يمكننا من ال�ص���مود والتغلب على التحديات وال�ضغوطات"‪.‬‬ ‫كما �ش���كر الق�ص���ار ال�سفيرال�ص���يني جيانغ‪ ،‬مقدّر ًا الجهود الت���ي يبذلها "والتي‬ ‫�س���اهمت ف���ي �إزده���ار الرواب���ط بين البلدي���ن في قطاع���ات التج���ارة والأعمال‬ ‫وغيرها"‪.‬‬

‫من الي�سار‪ :‬الوزير ال�سابق عدنان الق�صار‪ ،‬ال�سفير ال�صيني جيانغ جيانغ‪ ،‬عادل الق�صار‬ ‫وقرينة ال�سفير ال�صيني وعقيلة عادل الق�صار‬

‫�شيال مارون‪� ،‬سيلين �شدياق‪ ،‬مايا غانم‬

‫موري�س �صحناوي وجاك �صراف‬

‫راغدة الداعوق ونبيل الق�صار‬

‫كري�ستيل نادر ونور �أبي نادر‬

‫كارين �سعادة وتمارة الق�صار‬

‫جوزيف فرح ورائد �شرف الدين‬

‫دانا قمعي‬

‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪111‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫التشيك بعدسة بسام حلود يف معرض‬ ‫في منا�سبة مرور ربع قرن على قيام دولة الت�شيك دعت �سفارتها في لبنان بم�شاركة م�ؤ�س�سة عوده �إلى معر�ض �صور بعنوان "الجمهورية الت�شيكية بعد ‪ 25‬عاما"‬ ‫للبروف�سور الم�صور ب�سام لحود في فيال عوده في الأ�شرفية (بيروت)‪ .‬ح�ضر حفل الإفتتاح عدد من ال�سيا�سيين ورجال المال والأعمال وال�سلكين الديبلوما�سي‬ ‫والع�سكري‪� ،‬إ�ضافة �إلى نخبة من ال�صحافيين‪.‬‬ ‫يذكر �أن المعر�ض �إفتتح في ‪� 12‬شباط (فبراير) الفائت ودام حتى ‪ 26‬منه‪.‬‬

‫ب�سام لحود‬

‫�أليزابيت وكري�ستيل نجم وجونين بربر‬

‫�سفير رومانيا فيكتور مير�سيا وقرينته‬

‫العقيد �سليم برجي‪ ،‬ريمون عوده‪ ،‬العميد جوزيف غريب‬

‫البروف�سور ب�سام لحود في �صورة تذكارية مع طالبه وطالباته‬

‫جيزيل لبكي‬

‫‪110‬‬

‫كارين كومبا‪ ،‬ال�سفير وليم حبيب‪ ،‬نيللي حلو‬

‫العدد ‪� - 28‬آذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫جورج و�إيفا �إ�سطفان‬

‫هنا جيرا�سكو‬


‫جوي عبيد و�إيلي فرح‬

‫فرح عبد ال�صمد و�سمر �صعب‬

‫ملكة جمال لبنان �سالي جريج‬

‫جو�سلين و�سيلي�ستا لحود‬

‫ليليان ناكوبوزي وجيزيل بيكال‬

‫فريدا الري�س وري�شار فرعون‬

‫باميال كرم وكري�ستين جريديني‬

‫كابي �صليبا وميرنا م�ستوري‬

‫مهى �ضو‬

‫‪Issue 28 - Mars - 2015‬‬

‫‪113‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫ولـ"جنون الزفاف” فنون ومعرض يف بريوت‬ ‫تح���ت رعاية وزير ال�س���ياحة اللبناني مي�ش���ال فرعون �أقيم ف���ي مجمع “البيال”‬ ‫و�س���ط بيروت‪ ،‬المعر�ض ال�س���نوي "جن���ون الزف���اف" "‪،"Wedding Folies‬‬ ‫المتخ�ص�ص في ف�ساتين الأعرا�س والأفراح‪ ،‬بح�ضور ح�شد كبير من �أهل الإعالم‬ ‫والوجوه الإجتماعية والمهتمين والخبراء و�إخت�صا�صيي التجميل ومزيني ال�شعر‬ ‫والم�ص���ورين وم�ص���ممي الأزياء والمتخ�ص�ص���ين في التزيين والديكور‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إل���ى عدد كبير من مكاتب ووكاالت تنظيم الأفراح‪ .‬و�ض���م المعر�ض عدد ًا كبير ًا‬ ‫من الأق�سام والأجنحة الخا�صة بكل م�ستلزمات الأعرا�س والأفراح‪.‬‬ ‫وعل���ى مدى �أربعة �أيام كانت �أق�س���ام المعر�ض الذي �ش���اركت في���ه �أكثر من ‪200‬‬

‫�ش���ركة في خدمة الرواد من الراغبين بالزواج �أو حتى معار�ض ف�ساتين الأفراح‬ ‫ف���ي لبن���ان‪ ،‬حيث قدم لهم ر�ؤية جدي���دة ومميزة لهذا النوع م���ن الحفالت‪ ،‬كما‬ ‫ج���رى كل يوم ع���دد من عرو�ض الأزياء على هام�ش المعر�ض لأبرز الم�ص���ممين‬ ‫المحليي���ن الذي���ن عر�ض���وا �أحدث ت�ص���اميمهم على �ص���عيد ف�س���اتين الأعرا�س‬ ‫وال�سهرة‪.‬‬ ‫ويع���د معر����ض "جنون الزف���اف" ‪ 2015‬من �أقدم و�أنج���ح الفعاليات التي تخ�ص‬ ‫حفالت الزفاف في لبنان والمنطقة حيث يقام �سنوي ًا على م�ساحة ‪ 15,000‬متر‬ ‫مربع في مركز ترفيه ومعار�ض بيال بيروت الدولي‪.‬‬

‫الوزير مي�شال فرعون يفتتح المعر�ض و�إلى ي�ساره رئي�س غرفة التجارة وال�صناعة والزراعة لبيروت‬ ‫وجبل لبنان محمد �شقير و�إلى يمينه ملكة جمال لبنان �سالي جريج‬

‫تمارا ع�ساف‪� ،‬سارة عطيف‪ ،‬ديانا نا�صر‬

‫ندى خليفة‪� ،‬سيلفا ماتيو�س‪ ،‬كاتي �صليبي‬

‫�سالي كريديه‪� ،‬إيهاب علمي‪ ،‬رنا �أنطون‬

‫رنا خليفة وميرنا �شعيا‬

‫‪112‬‬

‫العدد ‪� - 28‬آذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫عريج ح�سن‬

‫غري�س �صليبا وميرا حجازي‬


Offering you the leading brands in Ceramic tiles, Sanitary ware, Kitchen cabinets, Sarieddine has it covered. Offering you the leading brands in Ceramic Adding a touchware, of class that cabinets, turns residential or tiles, Sanitary Kitchen Sarieddine commercial property into a palatial setting. has it covered. Log on to or visit our Adding a www.sarieddine-trading.com touch of class that turns residential or new show room and see for yourself, there’s more to commercial property into a palatial setting. just living with Sarieddine. Log on to www.sarieddine-trading.com or visit our new show room and see for yourself, there’s more to just living with Sarieddine.

Design for today’s living Abu Dhabi: t. 00971 2 6776121, 6774937 Design for today’s living Al Ain: t. 00971 3 7212211, 7218883 sartest@emirates.net.ae Abu Dhabi: t. 00971 2 6776121, 6774937


‫العنقود‬

‫�آخر‬

‫السقـوط إىل أعلى‬ ‫والتسلُّق إىل أسفل‬ ‫السباق إلى الهاوية في شوطه األخير‪ ،‬والرهان لم يعد‬ ‫على الجياد‪ ،‬بل على راكبيها من أقزام الفرس��ان‪ ...‬من‬ ‫َيسقط أولاً ً وليس من يصل أوالً‪.‬‬ ‫إنه��اك الخ ّيالة ٌ‬ ‫كفيل وح��ده بجعل المنطق��ة تتر َّنح‬ ‫وتتهاوى وتقع كالبيادق على رقعة الشطرنج‪.‬‬ ‫دهاء دهاقنة المراهنين الكبار أم غباء اللاّ عبين بالنار؟‬ ‫النتيجة واحدة‪.‬‬ ‫مالمح بداية النهاي��ة تتك َّلم عليها األقالم الحمراء التي‬ ‫تتج ّرأ على رسم تقسيمات البلدان المع َّرضة لعمليات‬ ‫جراح َّي��ة عل��ى خريطة المش��رق العرب��ي‪ ،‬ويعزّزها‬ ‫يس��مى بــ"دول القرار"‪،‬‬ ‫ش��به إجماع في كواليس ما‬ ‫َّ‬ ‫بإعترافها بأن الحروب الصغيرة القائمة تتطلب أعواماً‬ ‫لتدخل مرحلة الحسم‪ ،‬ما يعني ترك الصراع يصل إلى‬ ‫مداه األقصى‪ ،‬قبل فرض األمر الواقع وتجميد المنطقة‬ ‫على حال م��ن الترمي��م والتعدي�لات الجغراف َّية في‬ ‫لحظة تاريخ َّية مناسبة‪.‬‬ ‫ف��ي خمس��ينات وس��تينات وأوائل س��بعينات القرن‬ ‫الماضي‪ ،‬كان السياسي والديبلوماسي والمف ّكر اللبناني‬ ‫"ش��ارل مال��ك" يتحدث ف��ي مجالس��ه الحميمة عن‬ ‫تفضيل العمالق األميركي التعاطي مع خمس دول في‬ ‫الشرق األوس��ط بدل ما يفوق الستَّة والعشرين بلدًا‪.‬‬ ‫الضم ال الفرز‪ .‬من هنا دفعت واش��نطن‬ ‫أي الميل إلى ِّ‬ ‫نحو العمل على نش��ر مش��روع الوحدة العرب َّية‪ .‬لكنَّ‬ ‫النف��وذ "الصهيوني" ح َّول مج��رى الحوادث في حرب‬ ‫‪ 1967‬لدثر حلم "الوحدة" ودفنه‪.‬‬ ‫وتراءى لفقهاء السياسة من العرب َّأن المصالح الكبرى‬

‫تقوم على ثوابت ومؤام��رات‪ ،‬فيما ِّ‬ ‫يخطط "الجبابرة"‬ ‫لعقود مقبلة ويضعون الحلول قبل إختالق المشاكل‪.‬‬ ‫تتم مقولة‪" :‬ما ُك ِتب قد ُك ِتب"‪.‬‬ ‫وهكذا ُّ‬ ‫عندم��ا جاهرت الواليات المتَّح��دة األميرك َّية بتركيب‬ ‫ش��رق أوس��ط جديد‪ ،‬قوبلت م ّكوك ّياتها باإلستخفاف‬ ‫واله��زء وبــ"العنتر ّي��ات" المنبر َّية‪ .‬وحينما إس��تنبط‬ ‫العربي" حشدت له الميادين‬ ‫ّمي "الربيع‬ ‫العقل الجهن ُّ‬ ‫ّ‬ ‫ث��م ُأس��كتت بــ"كواتم‬ ‫ماليينه��ا‪ ،‬وط َّبل��ت وز َّمرت‪َّ ،‬‬ ‫الص��وت" وأخرس��تها إحباطات وإكتئابات‪ .‬فتس�� َّللت‬ ‫ِّ‬ ‫وبغض طرف‬ ‫بي��ن ليلة وما قبل ضحاها‪ ،‬وف��ي غفلة‪،‬‬ ‫من الح ّكام العرب‪ ،‬أشباح الليل والنهار‪ ،‬ونبتت الفتن‬ ‫غابات سالح‪ ،‬ومراعي‬ ‫الطائف َّية والمذهب َّية‪ ،‬وبس��قت‬ ‫ِ‬ ‫ذئاب‪.‬‬ ‫البقاء لألقوى‪ ،‬سنَّة الطبيعت ْين‪ :‬اإلنسان‪ ،‬واألرض‪.‬‬ ‫م��ن هنا‪ ،‬تأت��ي التقوية لتعزيز التقس��يم المنش��ود‪،‬‬ ‫واإلس��تقواء بالدعم الخارجي من أج��ل توطيد الواقع‬ ‫الحالي ِّ‬ ‫لكل جماعة تستميت في توسيع رقعة نفوذها‪.‬‬ ‫ومن هنا‪ُ ،‬تفهم أدوار الجالس��ين حول طاولة "سايس‬ ‫بيكو" بنسختها "نمرو ‪."2‬‬ ‫"يضح��ك كثيراً من يضح��ك أخيراً" أ ّم��ا الضحك على‬ ‫العقول فس��مته رس��م زيح على حضي��ض ما‪ ،‬ودعوة‬ ‫األغبياء إلى القفز من "تحته"‪.‬‬ ‫"عند تغيير الدول إحفظ رأسك"‪.‬‬ ‫ولكن‪ ،‬إذا ما بقي رأسك فوق كتف ْيك‪ ...‬إلى حين انتهاء‬ ‫أبط��ال المرحلة من مباراة " الس��قوط إل��ى أعلى‪...‬‬ ‫والتس ُّلق إلى أسفل"‬

‫* كاتب و�أديب و�صحافي لبناني‪ ،‬والمدير العام ال�سابق للأخبار في الم�ؤ�س�سة اللبنانية للإر�سال (�أل بي �سي)‬

‫‪114‬‬

‫العدد ‪� - 28‬آذار (مار�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫بقلم �إيلي �صليبي‬


ABU DHABI - KHALIDIYA STREET - TEL: 02 6813141 AL MARYAH ISLAND - SOWWAH SQUARE - TEL: 02 6266730

BRIONI.cOM


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.