Issue 41

Page 1

‫الملك‬ ‫واإلسالميون‪:‬‬ ‫العالقة الصعبة‬

‫الرجل الوحيد‬ ‫الذي يستطيع‬ ‫إنقاذ العراق‬

‫الصراع بين خامنئي‬ ‫ورفسنجاني على إختيار‬ ‫المرشد األعلى المقبل‬

‫�شهرية ● �إقت�صادية ● ثقافية ● �إجتماعية ‪ -‬ال�سنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫لإنقاذ �إرثك في ال�شرق الأو�سط‬

‫إعترف بدولة فل�سطين الآن‬ ‫�س ِّيد �أوباما � ِ‬


‫اإلفتتاحية‬ ‫�شهرية ● �إقت�صادية ● ثقافية ● �إجتماعية‬ ‫ال�سنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫‪www.asswak-alarab.com‬‬

‫ت�صدر من لندن عن �شركة "�أ�سواق العرب" للن�شر المحدودة‬ ‫العنوان الرئي�سي‪:‬‬ ‫‪Asswak Al-Arab Publishing Ltd‬‬ ‫‪788-790 Finchley Road‬‬ ‫‪London NW11 7TJ - United Kingdom‬‬ ‫‪Tel: +44(0)758 3320593‬‬ ‫‪Fax: +44(0)2082019448‬‬ ‫‪email: info@asswak-alarab.com‬‬ ‫‪Editor-In-Chief: Gabriel Tabarani‬‬

‫رئي�س مجل�س الإدارة ‪ /‬رئي�س التحرير‬

‫كابي طبراني ‪www.gabrielgtabarani.com -‬‬ ‫‪g.tabarani@gmail.com‬‬

‫مدير التحرير (لندن)‬

‫هاني مكارم ‪h.m.makarem@gmail.com -‬‬

‫مديرة الت�سويق ‪ -‬فيكتوريا روبرت�س‬ ‫ت�صدر في لبنان بالتعاون مع مجلة "تحت الأ�ضواء" الإقت�صادية‬ ‫ مركز ال�شرق الأو�سط للدرا�سات والعالقات العامة‪ ،‬بناية بيرال‪،‬‬‫الطابق الأول �شارع الجزائر‪ ،‬المال ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫مدير التحرير (بيروت)‬ ‫جوزف قرداحي ‪josephkordahi@yahoo.com -‬‬ ‫مديرة الت�سويق والعالقات العامة (بيروت)‬ ‫دارين عالمه ‪darinealameh@gmail.com -‬‬ ‫مكتب المغرب‪:‬‬ ‫برومو بري�س ‪� 16 -‬شارع جياللي العريبي‬ ‫الدار البي�ضاء ‪ -‬المغرب‬ ‫الإخراج الفني‬ ‫علي كمال الدين ‪alikamallll@gmail.com -‬‬ ‫التوزيع ‪� -‬شركة الأوائل ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫الإ�شتراكات‪:‬‬ ‫للأفراد‪ 100 :‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬ ‫لل�شركات‪ 150 :‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬

‫للم�ؤ�س�سات الر�سمية والبعثات الديبلوما�سية‪:‬‬

‫‪ 200‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬ ‫‪Price list‬‬

‫ ‪7000‬‬ ‫‪L.L.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪B.D.‬‬ ‫‪2 C.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪E.P.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪J.D.‬‬ ‫ ‪1‬‬ ‫‪K.D.‬‬ ‫ ‪1‬‬ ‫‪O.R.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪Q.R.‬‬ ‫ ‪10‬‬ ‫‪S.R.‬‬ ‫ ‪100‬‬ ‫‪S.L.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪Drhm.‬‬ ‫ ‪3‬‬ ‫‪Pounds.‬‬ ‫‪10 T.D‬‬ ‫‪20 MAD‬‬

‫ ‪Lebanon‬‬ ‫ ‪Bahrain‬‬ ‫ ‪Cyprus‬‬ ‫ ‪Egypt‬‬ ‫ ‪Jordan‬‬ ‫ ‪Kuwait‬‬ ‫ ‪Oman‬‬ ‫ ‪Qatar‬‬ ‫ ‪Saudi Arabia‬‬ ‫ ‪Syria‬‬ ‫ ‪UAE‬‬ ‫ ‪UK‬‬ ‫ ‪Tunis‬‬ ‫ ‪Morocco‬‬

‫المقاالت التي ُتن�شر تع ّبر فقط عن �آراء �أ�صحابها‬

‫�أكثر من التكنولوجيا‪ ،‬ينبغي على البنوك تبنّي ال�شفافية‬ ‫بعد س��نوات من مش��اهدة نمو اإلقتصادات الرقمية في أج��زاء أخرى كثيرة من‬ ‫العالم‪ ،‬يبدو أن منطقة الش��رق األوس��ط وشمال إفريقيا تتبنّى اآلن هذا المفهوم‬ ‫التقن��ي المتق��دّم وجعلته ج��زءاً من حي��اة مواطنيها اليومية‪ .‬وعل��ى الرغم من‬ ‫التوقع��ات العامة واآلمال المعقودة على ه��ذه التقنيات‪ ،‬فقد أصبح من الواضح‬ ‫أن بعض الشركات‪ ،‬الذي يتع ّين أن تكون التكنولوجيا على االنترنت جزءاً ال يتجزأ‬ ‫منه‪ ،‬ال يزال غير مستعد أو ُمه َّيأ لوصولها والتعامل معها‪.‬‬ ‫في أوائل الشهر الجاري‪ ،‬كان بنك قطر الوطني في الدوحة هدفاً لعملية قرصنة‪،‬‬ ‫وأصبح بالتالي أحدث مصرف تصله السلسلة المستمرة من الهجمات اإللكترونية‬ ‫على المصارف عالمياً‪ .‬الواقع إن تع ّرضه لهجوم ليس من المستغرب‪ ،‬وذلك يعود‬ ‫إلى اإلعتقاد السائد بأن الخليج منطقة غنية‪ ،‬وهذا يبدو أنه قد وضع المؤسسات‬ ‫هن��اك في خطر أكب��ر لإلعتداءات اإلجرامية على اإلنترن��ت‪ .‬ولكن ما يثير القلق‬ ‫واإلس��تغراب هو السرعة البطيئة التي إستجابت بها إدارة بنك قطر الوطني على‬ ‫الهجوم‪ .‬لقد إستغرق األمر أياماً عدة للمصرف للرد‪ ،‬واإلعالن بأنه نعم‪ ،‬لقد تع ّرض‬ ‫وس�� ِرقت منه بيانات‪ .‬علماً أن هذا البنك يتمتع بس��معة جيدة‬ ‫إلعتداء إلكتروني ُ‬ ‫دولية و بتصنيف إئتماني ُمرتفع ُيعتبر من األعلى في المنطقة من ِق َبل عدد من‬ ‫وكاالت التصني��ف العالمية الرائدة مثل "س��تاندرد آند ب��ورز "(‪ ،)+A‬و"موديز "‬ ‫(‪ ،)Aa3‬و"فيتش "(‪ ،)-AA‬و"كابيتال انتليجنس "(‪.)-AA‬‬ ‫إن ع��زوف البن��ك عن إصدار إعالن من الس��هل أن ُيف َه��م‪ ،‬وخصوصاً بأن هدف‬ ‫القراصنة الوحيد على ما يبدو كان إللحاق الضرر بسمعة المصرف القطري‪ .‬ولكن‬ ‫ح��ق الزبون بمعرفة التهدي��دات لرفاهه المالي وتفاصيله الش��خصية ينبغي أن‬ ‫يكون من مصلحة البنك للحفاظ على سمعته‪ .‬إن العديد من الشركات في جميع‬ ‫أنحاء منطقة الش��رق األوسط وشمال أفريقيا ‪ -‬وليس فقط في القطاع المصرفي‬ ‫ يكافح مع هذه المسألة‪.‬‬‫لقد حان الوقت للش��ركات العاملة في اإلقتصاد الرقمي أن تفهم أن التكنولوجيا‬ ‫واألمن على شبكة اإلنترنت‪ ،‬اللذين كانت ُتعت َبر عالقتهما سابقاً ثانوية‪ ،‬مترابطان‬ ‫ويج��ب أن تضعهما في منزلة األهمية القصوى‪ .‬إذا كانت البنوك غير قادرة على‬ ‫توفير األمن على اإلنترنت كخزنة صلبة كانت ُتو َّفر لألجيال السابقة‪ ،‬عندها ينبغي‬ ‫أن تتحمل العواقب إذا فش��لت في التخفيف من تأثير أي خرق رقمي‪ .‬ال يمكن‬ ‫أمن أن يضمن أن الس��رقة لن تحدث أبداً‪ ،‬لكن فش��ل المؤسس��ة في إبالغ‬ ‫ألي ٍ‬ ‫عمالئها ال ينبغي أن يُغفَر بسهولة‪.‬‬ ‫كابي طبراني‬

‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪3‬‬



‫‪80‬‬

‫‪88‬‬

‫‪101‬‬

‫الطاقة المتجددة‬

‫تحقيق الشهر‬

‫عالم النجوم‬

‫ثورة‬ ‫الطاقة النظيفة‬

‫يصدر‬ ‫الريف المغربي ّ‬ ‫الجهاديين إلى سوريا وأوروبا؟‬

‫إيما واتسون‬ ‫في أوراق بنما‬

‫‪28‬‬

‫رأي خبير‬ ‫سيد أوباما ِإعتَ ِرف‬ ‫ِّ‬ ‫بدولة فلسطين‬

‫‪68‬‬

‫‪62‬‬

‫رأي خبير‬ ‫هل باتت السرية‬ ‫المصرفية في لبنان‬ ‫في خطر؟‬

‫‪97‬‬

‫مصارف‬ ‫إنكماش "سيتي غروب"‬ ‫يوضح إتجاه ًا في البنوك‬ ‫األميركية الكبرى‬

‫المنبر اإلجتماعي‬ ‫َشهوة إلغاء اآلخر‬

‫‪102‬‬

‫‪104‬‬

‫‪106‬‬

‫مجتمع‬

‫مجتمع‬

‫مجتمع‬

‫العشاء السنوي‬ ‫لرعية سيدة لبنان‬ ‫في لندن‬

‫حفل موسيقي‬ ‫من أجل األطفال المرضى‬ ‫بالقلب‬

‫العشاء السنوي‬ ‫للمجلس األعلى للروم‬ ‫الكاثوليك في لبنان‬

‫‪99‬‬

‫الموقف الثقافي‬ ‫فن المحاورة‬ ‫وعرض العضالت!‬

‫‪114‬‬ ‫آخر العنقود‬ ‫ليت هارون بيننا‬


‫�ل�سنة �لر�بعة ‪� -‬لعدد ‪� - 4١‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫الرجل الوحيد‬ ‫الذي يستطيع‬ ‫إنقاذ العراق‬

‫الملك‬ ‫واإلسالميون‪:‬‬ ‫العالقة الصعبة‬

‫في هذا العدد‬

‫الصراع بين خامنئي‬ ‫ورفسنجاني على إختيار‬ ‫المرشد األعلى المقبل‬

‫�سهرية ● �إقت�سادية ● ثقافية ● �إجتماعية ‪� -‬ل�سنة �لر�بعة ‪� -‬لعدد ‪� - 4١‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫لإنقاذ اإرثك في ال�سرق الأو�سط‬

‫�سيِّد اأوباما اإعترِ ف بدولة فل�سطين الآن‬

‫‪3rd Year - Issue 41 - May - 2016‬‬

‫المشرق العربي‬ ‫موضوع الغالف‬

‫لماذا فشل‬ ‫أوباما في الشرق‬ ‫األوسط؟‬

‫‪20‬‬ ‫‪38‬‬

‫‪42‬‬

‫‪46‬‬

‫األردن‬

‫العراق‬

‫سلطنة ُعمان‬

‫مصر‬

‫الملك عبد اهلل الثاني‬ ‫واإلسالميون‪:‬‬ ‫قصة عالقة صعبة‬

‫الرجل الوحيد‬ ‫الذي ُيمكِ نه إنقاذ العراق‬

‫عب ُر إلى العالم‬ ‫إيران تَ ُ‬ ‫من بوابة ُعمان‬

‫يحق للرئيس السيسي‬ ‫هل ّ‬ ‫نقل سيادة جزيرتي تيران‬ ‫وصنافير من دون إستفتاء؟‬

‫‪50‬‬

‫‪56‬‬

‫‪64‬‬

‫‪74‬‬

‫ليبيا‬

‫إيران‬

‫مصارف‬

‫الطاقة الشمسية‬

‫وحدة ليبيا‬ ‫ُمعلَّ قة على عزل‬ ‫اللواء خليفة حفتر‬

‫الصراع بين خامنئي‬ ‫يتجدد إلختيار‬ ‫ورفسنجاني‬ ‫ّ‬ ‫المرشد األعلى المُقبل‬

‫لماذا تتردد البنوك‬ ‫األوروبية الكبرى في‬ ‫العودة إلى إيران؟‬

‫ٌ‬ ‫مستقبل‬ ‫العالم العربي‪:‬‬ ‫وواعد لتوليد‬ ‫مشرق‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫الطاقة الشمسية‬

‫‪32‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫"�إ�سكوا" تح�ض لبنان على تعزيز الأمن الغذائي‬ ‫يحتاج لبنان �إلى �إ�ستراتيجية وطنية متكاملة للأمن‬ ‫الغذائي والتغذية لتح�سينه في كل مجتمعاته‪ ،‬وهو‬ ‫ي�س ��تورد ‪ 80‬في المئة من حاجات ��ه الغذائية‪" ،‬ما‬ ‫يعر�ض ��ه ل�صدمات الأ�سعار بل وي�ساهم في ارتفاع‬ ‫ن�سب ��ة الدين �إل ��ى النات ��ج المحلي"‪ ،‬وف ��ق تقرير‬ ‫�أ�صدرته "�إ�سك ��وا" التي �أكدت �ضرورة "الإ�سراع‬ ‫في �صوغ هذه الإ�ستراتيجية"‪.‬‬ ‫و�أع� �دّت "�إ�سكوا" بتكليف م ��ن برنامج الأغذية‬ ‫العالم ��ي مراجع ��ة ا�ستراتيجي ��ة لمل ��ف الأم ��ن‬ ‫الغذائي ف ��ي لبنان‪ ،‬وخرج ��ت بتو�صيات لدعم‬ ‫لبن ��ان ف ��ي تحقيق اله ��دف الثاني م ��ن �أهداف‬ ‫التنمي ��ة الم�ستدامة وه ��و الق�ضاء عل ��ى الجوع‬ ‫وتوفي ��ر الأم ��ن الغذائ ��ي والتغذي ��ة المح�سنة‪،‬‬ ‫وتعزي ��ز الزراع ��ة الم�ستدام ��ة"‪ .‬ولف ��ت رئي�س‬ ‫�ش ��عبة التكام ��ل والتنمي ��ة االقت�ص ��ادية ف ��ي‬ ‫"�إ�سكوا" محمد مختار الح�سن‪� ،‬إلى �أن التقرير‬ ‫"يو�صي ب�ضرورة ت�ضافر الجهود لتحقيق هذا‬ ‫الهدف"‪ ،‬مو�ض ��ح ًا �أن الأمم المتحدة "يمكنها‬

‫م ��ن خ�ل�ال �إنت ��اج قاع ��دة المعرف ��ة المطلوبة‬ ‫للعمل‪ ،‬ت�س ��هيل الإج ��راءات الواج ��ب اتخاذها‬ ‫على الم�س ��تويين ال�سيا�س ��ي وال�ش ��عبي‪ ،‬لحماية‬ ‫لبنان من تدهور �أمنه الغذائي والتغذية"‪.‬‬ ‫و�أمل المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي‬ ‫في لبن ��ان دوميني ��ك هاينري�ش‪ ،‬ب�أن"«ت�س ��اعد‬ ‫نتائ ��ج التقري ��ر جمي ��ع الأط ��راف ف ��ي معالجة‬ ‫الق�ض ��ايا المهم ��ة الم�ؤث ��رة في الأم ��ن الغذائي‬ ‫في لبنان‪ ،‬خ�صو�ص� � ًا في ظ ��روف انعدامه على‬ ‫نطاق وا�س ��ع في �أو�س ��اط الالجئين وتزايده في‬ ‫المجتمعات اللبنانية الم�ضيفة"‪.‬‬ ‫وعلى رغ ��م اعتماد لبن ��ان في �ش ��كل كبير على‬ ‫ا�س ��تيراد الأغذي ��ة‪" ،‬ال يزال ينت ��ج كمية كافية‬ ‫معقولة م ��ن الأطعم ��ة المغذية"‪ .‬لك ��ن قطاعه‬ ‫الزراعي "لم ي�ص ��ل بعد �إلى �إمكاناته الكاملة‪،‬‬ ‫وذلك جزئي ًا ب�س ��بب غياب تخطيط ا�س ��تخدام‬ ‫الأرا�ض ��ي وعدم تطور �سل�سلة القيمة‪ ،‬وكالهما‬ ‫يزيد تعر�ض البلد ل�صدمات �أ�سعار الغذاء"‪.‬‬

‫�أبو فاعور‪ :‬وفرنا على ال�ضمان ‪ 55‬مليون دوالر �سنوي ًا‬ ‫خ�ص ���ص وزير ال�صحة العامة‬ ‫من الإجراءات بناء على طلب‬ ‫ف ��ي لبن ��ان وائ ��ل �أب ��و فاع ��ور‬ ‫وزارة ال�ص ��حة بم ��ا �أدى �إل ��ى‬ ‫م�ؤتمره ال�صحافي الذي عقده‬ ‫تخفيف معاناة المواطن‪.‬‬ ‫للحدي ��ث ع ��ن مو�ض ��وع �س ��عر‬ ‫وعر�ض �أب ��و فاعور الإجراءات‬ ‫ال ��دواء وما يتحق ��ق من جراء‬ ‫الت ��ي �إتخذتها وزارة ال�ص ��حة‬ ‫تخفي�ض ��ه من وفر ال ي�س ��تفيد‬ ‫والتي �أدت �إلى تخفي�ض �س ��عر‬ ‫من ��ه المري� ��ض مبا�ش ��رة‪.‬‬ ‫الدواء ف ��ي لبنان‪ .‬وقال �إنه تم‬ ‫و�إ�ستهل م�ؤتمره بالت�شديد على‬ ‫تطبيق ق ��رار بتاري ��خ ‪/5/11‬‬ ‫�أهمية الحفاظ على ال�صندوق‬ ‫‪� 2016‬أدّى �إلى تخفي�ض �أ�سعار‬ ‫الوزير وائل �أبو فاعور‬ ‫الوطن ��ي لل�ض ��مان ك�أولوي ��ة‬ ‫‪ 629‬دواء "جينيريك"‪.‬‬ ‫مطلقة‪� .‬إال �أنه �أبدى مالحظات على ال�صندوق‪ ،‬و�أ�شار �أبو فاعور الى �أن "حجم مبيع الأدوية بلغ‬ ‫م�ش ��ير ًا في الوقت عينه �إلى �أن لل�ص ��ندوق كم ًا ملي ��ار ًا و‪ 300‬مليون دوالر‪ .‬وقد تحقق بتخفي�ض‬ ‫كبير ًا من الم�ش ��كالت والمعاناة‪ ،‬م�شير ًا الى �أن ال�سعر بن�س ��بة ‪ %21،21‬وفر مقداره ‪ 262‬مليون‬ ‫ثمة معان ��اة تواجه المواطنين �أي�ض� � ًا‪ .‬وقال �إنه دوالر و‪� 600‬أل ��ف دوالر �س ��نوي ًا‪ .‬واذا �إذا ت ��م‬ ‫لم يكن ي�ست�س ��يغ �إثارة المو�ض ��وع ف ��ي الإعالم احت�س ��اب الن�سبة نف�س ��ها على كلفة الأدوية في‬ ‫وال �س ��يما �أن نقا�ش� � ًا جدي� � ًا كان ق ��د ب ��د�أ بي ��ن ال�ض ��مان‪ ،‬يكون الوفر الذي تحقق في �ص ��ندوق‬ ‫وزارة ال�ص ��حة وال�ص ��ندوق الوطن ��ي لل�ض ��مان المر� ��ض والأموم ��ة ف ��ي ال�ض ��مان الإجتماع ��ي‬ ‫الإجتماعي عبر وزير العمل �سجعان قزي‪ ،‬الذي ق ��د بلغ نحوال ��ى ‪ 55‬ملي ��ون دوالر بالحد الأدنى‬ ‫�أ�سهم م�ساهمة �أ�سا�سية في الو�صول �إلى الكثير �سنوي ًا"‪.‬‬

‫الموجز اللبناني‬ ‫دعا رئي����س جمعي���ة ال�صناعيي���ن اللبنانيين‬ ‫الدكت���ور ف���ادي الجمي���ل الحكوم���ة ال���ى تمدي���د‬ ‫فترة العم���ل ب�سلفة الـ‪ 21‬مليار لي���رة التي �سبق‬ ‫�أن اقرته���ا لدع���م ت�صدي���ر المنتج���ات الزراعي���ة‬ ‫وال�صناعي���ة بح���راً ال���ى ال���دول العربي���ة‪ ،‬بعدم���ا‬ ‫انتهت فترة الدعم والمحددة بـ�س���بعة �أ�ش���هر في‬ ‫منت�ص���ف ني�س���ان (�إبريل) الما�ض���ي‪ .‬وفي الوقت‬ ‫نف�س���ه‪ ،‬طال���ب الحكومة بمب���ادرة �أو�س���ع و�أ�شمل‬ ‫لدعم التكالي���ف الت�صديرية "لتطاول كل البلدان‬ ‫الت���ي ن�ص��� ّدر اليها وع���دم ح�صرها بال���دول التي‬ ‫توقف الت�صدي���ر البري اليها‪ ،‬ال�سيما دول الخليج‬ ‫والعراق والأردن"‪.‬‬ ‫و�أو�ض���ح الجميل �أن طلبه هذا ي�أت���ي "بعد التراجع‬ ‫الم�ستمر الذي ت�شهده ال�صادرات ال�صناعية نتيجة‬ ‫االو�ض���اع المتردية‪ ،‬خ�صو�صا ً بع���د اقفال المعابر‬ ‫البرية عبر �سوريا ومع تراكم التكاليف الت�شغيلية‬ ‫على ال�صناعيي���ن و�إمتداد فترة االزمة التي دخلت‬ ‫عامها الخام�س‪ ،‬وذلك للحفاظ على طاقات القطاع‬ ‫ال�صناعي اللبناني وقدراته"‪ .‬‬ ‫�سجل‬ ‫بعد �أداء ق���وي خالل �شب���اط الفائت‪ّ ،‬‬ ‫القطاع العقاري اللبناني نتائج متباينة في �آذار‬ ‫(مار����س) ‪ .2016‬وف���ي التفا�صيل التي ن�شرها‬ ‫التقري���ر الأ�سبوع���ي لبن���ك الإعتم���اد اللبنان���ي‪،‬‬ ‫�أظه���رت �إح�ص���اءات المديري���ة العام���ة لل�ش�ؤون‬ ‫العقاري���ة تح�سن���ا ً �شهري���ا ً بن�سب���ة ‪ %6,97‬في‬ ‫�أداء القط���اع العقاري في لبن���ان خالل �شهر �آذار‬ ‫(مار����س)‪ ،‬بحي���ث زاد عدد المعام�ل�ات العقارية‬ ‫ال���ى ‪ 5,525‬معام�ل�ات من ‪ 5,165‬ف���ي �شباط‬ ‫(فبرلي���ر) الفائت‪ .‬من جهة �أخرى‪ ،‬تراجعت قيمة‬ ‫المعام�ل�ات العقارية الى ‪ 717,81‬مليون دوالر‬ ‫ف���ي خ�ل�ال �آذار (مار����س) م���ن ‪ 885,28‬مليون‬ ‫دوالر ف���ي �شباط (فبراير) الفائ���ت‪� ،‬أي ما يمثل‬ ‫�إنخفا�ضا ً �شهريا ً بن�سب���ة ‪ .%18,92‬و�إرتفع عدد‬ ‫المعامالت العقارية عل���ى �أ�سا�س تراكمي بن�سبة‬ ‫‪ %15,73‬عل���ى �صعيد �سنوي ال���ى ‪%14,985‬‬ ‫في خ�ل�ال الف�ص���ل االول م���ن �سن���ة ‪ 2016‬من‬ ‫‪ 12,948‬معامل���ة في خ�ل�ال الفت���رة عينها من‬ ‫العام الفائت‪.‬‬ ‫�أطلقت ف���ي منطقة الحا�صبان���ي حملة بيئية‬ ‫تحت �شع���ار "خدم���ة المجتمع ‪ -‬خطوتن���ا خ�ضراء"‬ ‫بهدف حماي���ة نهر الحا�صباني وحو�ضه من التل ّوث‬ ‫وذل���ك بالتعاون مع مكت���ب النائب ان���ور الخليل‪،‬‬ ‫فتم غر����س كمية كبيرة من �أ�شج���ار البولونيا على‬ ‫طول مج���رى ال�صرف ال�صحي انطالق���ا ً من الطرف‬ ‫ال�شمال���ي لبل���دة حا�صبي���ا و�صوالً ال���ى مجرى نهر‬ ‫الحا�صباني‪.‬‬ ‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪7‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون لبنانية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف اللبناني‬

‫"حزب اهلل" ال يريد تغيير الو�ضع القائم في لبنان‬

‫ف ��ي نهاي ��ة هذا ال�شه ��ر‪� ،‬سيكون قد �أم�ض ��ى لبنان عامين ب�ل�ا رئي�س‪ .‬ومن‬ ‫المرج ��ح �أن ي�ستم ��ر الو�ض ��ع عل ��ى م ��ا هو لأن الف ��راغ هو في المق ��ام الأول‬ ‫من عمل "حزب اهلل"‪ ،‬فيما هو ي�سعى نحو تحقيق �أهداف �سيا�سية محلية‬ ‫و�إقليمية على حد �سواء‪.‬‬ ‫�إن الأ�سب ��اب الر�سمي ��ة للفراغ ب�سيطة‪ :‬لم يتم ّكن مجل� ��س النواب اللبناني‬ ‫م ��ن ت�أمي ��ن الن�ص ��اب القانون ��ي ال ��ذي يتم ّث ��ل بالثلثي ��ن لإنتخ ��اب رئي� ��س‬ ‫للجمهوري ��ة‪ .‬وذل ��ك لأن "كتل ��ة التغيي ��ر والإ�ص�ل�اح" العوني ��ة الكبيرة مع‬ ‫"كتلة الوفاء للمقاومة" التابعة ل"حزب اهلل" وحلفائها‪ ،‬وعلى ر�أ�سها كتلة‬ ‫رئي� ��س مجل�س النواب نبيه بري‪ ،‬رف�ضت ح�ض ��ور الجل�سات الإنتخابية في‬ ‫البرلمان ما لم يكن هناك �إتفاق مُ�س َبق على العماد مي�شال عون للرئا�سة‪.‬‬ ‫ف�س ��ر ب ��ري الأح ��كام الد�ستوري ��ة ال ُمتع ّلق ��ة ب�إنتخ ��اب‬ ‫و�أكث ��ر �أهمي ��ة‪ ،‬فق ��د ّ‬ ‫رئي�س للجمهورية بطريقة ت�سمح لعون و"حزب اهلل" التالعب في توفير‬ ‫الن�ص ��اب‪ .‬ال توجد في لبنان محكم ��ة عليا للطعن في قراءة بري ال ُمريبة‬ ‫�إلى حد كبير‪ .‬وقد رف�ض كبار الد�ستوريين تف�سير رئي�س المجل�س‪ ،‬ولكن‬ ‫من دون جدوى‪.‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك‪ ،‬لن�ض ��ع ال�شكليات جانب� �اً‪ ،‬ف�إن الق�ضي ��ة الحقيقية ه ��ي �سيا�سية‪.‬‬ ‫يع ��رف ب ��ري جي ��داً �أن "ح ��زب اهلل" ال يري ��د رئي�س� �اً للجمهوري ��ة في ق�صر‬ ‫بعب ��دا حالي� �اً‪ .‬ب ��د ًال م ��ن ذلك‪ ،‬ف� ��إن الحزب يرغ ��ب في الحف ��اظ على فراغ‬ ‫مُنهِك‪ ،‬وبهذه الطريقة ي�صبح الأمر �أ�سهل عليه لجلب مر�شح من �إختياره‬ ‫ف ��ي الوق ��ت ال ��ذي ي�شع ��ر ب� ��أن لدي ��ه النف ��وذ ال�سيا�س ��ي المطل ��وب لفر� ��ض‬ ‫�شروطه عليه لتعزيز قوته‪ ،‬ونفوذ �إيران ‪.‬‬ ‫ه ��ذا هو ال�سبب ال ��ذي يجعل الكثيرين يعتقدون �أن ��ه فقط عندما ّ‬ ‫يتو�ضح‬ ‫الو�ض ��ع ف ��ي �سوري ��ا وي ��رى "ح ��زب اهلل" �أن ب�شار الأ�س ��د قد حق ��ق �إنت�صاراً‬ ‫حا�سم� �اً‪� ،‬سيت ��م �إنتخاب رئي�س جديد‪ .‬في الوق ��ت عينه‪ ،‬ف�إن الحزب يرغب‬ ‫الإ�ستف ��ادة م ��ن الإتفاق الن ��ووي الغربي م ��ع راعيته �إي ��ران و�إ�ستخدام قوة‬ ‫طهران المتنامية في المنطقة لتر�سيخ نف�سه في لبنان‪.‬‬ ‫قد يكون ذلك �صحيحاً‪ ،‬ولكن ما هو ال�شيء الذي يريده "حزب اهلل" على‬ ‫وج ��ه التحديد ه ��و ما يح ّير المراقبي ��ن؟ كان هناك الكثي ��ر من التكهنات‬ ‫ب� ��أن الح ��زب قد ي�سعى �إل ��ى تعزيز �صالحيات الطائف ��ة ال�شيعية في لبنان‪،‬‬ ‫وتر�سي ��خ ه ��ذا في د�ست ��ور معدل‪ .‬وهذا يعن ��ي‪ ،‬بالإ�ضافة �إل ��ى �أمور �أخرى‪،‬‬ ‫تو�سيع تمثيل ال�شيعة في م�ؤ�س�سات الدولة‪.‬‬ ‫ربم ��ا عل ��ى المدى الطويل هذا هو ما يو ّد "حزب اهلل" تحقيقه‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫يع ��رف الح ��زب �أن تغيي ��ر الد�ست ��ور يتطل ��ب �إجماع� �اً وطني� �اً وا�سع� �اً ي�سمح‬ ‫لجمي ��ع الكت ��ل البرلماني ��ة الكب ��رى الموافق ��ة عل ��ى التعدي�ل�ات‪ .‬ف ��ي ظل‬ ‫الظروف الراهنة يبدو هذا الأمر م�ستحي ً‬ ‫ال تقريباً‪ ،‬حتى لو حاول "حزب‬ ‫اهلل" الدخول في عملية ترهيب‪.‬‬ ‫ف ��ي ه ��ذه الحال ��ة يمك ��ن �أن يقب ��ل "ح ��زب اهلل" بتدابير �أقل والت ��ي تمنحه‬ ‫تو�سي ��ع هام� ��ش المن ��اورة‪ .‬يمك ��ن �أن ي�سع ��ى �أي�ض� �اً �إل ��ى نوع م ��ن الموافقة‬ ‫الر�سمي ��ة عل ��ى �إ�ستقاللي ��ة تر�سانت ��ه م ��ن الأ�سلح ��ة‪ ،‬والتي ت�سم ��ح للحزب‬ ‫الحف ��اظ عل ��ى تفوق ��ه عل ��ى مناف�سي ��ه اللبنانيي ��ن‪ .‬لق ��د داف ��ع الحزب عن‬

‫‪6‬‬

‫العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫الإبق ��اء عل ��ى �أ�سلحته �سابقاً لمحاربة �إ�سرائي ��ل‪ ،‬ولكنها اليوم �صارت تخدم‬ ‫�أ�سا�ساً فر�ض هيمنته المحلية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ان "ح ��زب اهلل" ق ��د يهدف �أي�ضا �إلى ت�أمين قان ��ون �إنتخابات نيابية ي�سمح‬ ‫ل ��ه الإحتفاظ بنفوذه في المناطق ذات الغالبية ال�شيعية‪ ،‬ولكن هذا الأمر‬ ‫يُ�ضع ��ف �أي�ض� �اً مناف�سيه الرئي�سيين‪ ،‬وعل ��ى ر�أ�سهم رئي�س ال ��وزراء ال�سابق‬ ‫�سعد الحريري‪� .‬إن الهدف الآخر ل"حزب اهلل" هو تحييد الزعيم الدرزي‬ ‫وليد جنبالط‪ ،‬الذي يملك ميزان القوى في البرلمان والحكومة‪.‬‬ ‫الحريري هو القلق الرئي�سي ل"حزب اهلل"‪ .‬في اللعبة الطائفية في لبنان‪،‬‬ ‫ال يريد الحزب مناف�ساً �سنياً قوياً‪ .‬وهذا الأمر يذ ّكر بالعام ‪ ،2005‬لقد كان‬ ‫والد الحريري رفيق في حينه ي�ستعد لتحدي المر�شحين الدعومين من‬ ‫�سوريا في الإنتخابات الت�شريعية‪ ،‬وكان من المرجح �أن يفوز بالغالبية مع‬ ‫حلفائ ��ه‪ .‬ويعتب ��ر الكثيرون �أن ه ��ذا الأمر هو الداف ��ع وراء �إغتياله‪ ،‬والذي‬ ‫�إ ّتهمت المحكمة الدولية �أع�ضاء من "حزب اهلل" بالقيام به‪.‬‬ ‫وم ��ع ذلك‪ ،‬ف�إن حظ ��وظ الحريري الإبن تبدو �ضعيفة‪ .‬بعدما كان الممثل‬ ‫الرئي�سي للمملكة العربية ال�سعودية في لبنان‪ ،‬ف�إن رئي�س الوزراء ال�سابق‬ ‫يواج ��ه �صعوب ��ات مالي ��ة‪ ،‬مم ��ا ي ��دل عل ��ى �أن ��ه ل ��م يع ��د يتمت ��ع بالتف�ضي ��ل‬ ‫ال�سع ��ودي الخال� ��ص‪ .‬في اللعب ��ة الأو�سع للق ��وة ال�سعودي ��ة ‪ -‬الإيرانية في‬ ‫المنطقة‪ ،‬ف�إن الحريري يبدو فج�أة �أقل قوة مما كان عليه في ال�سابق‪.‬‬ ‫وم ��ع ذل ��ك‪ ،‬ف�إن "حزب اهلل" يع ��رف �أي�ضاً �أن الطائفي ��ة تتمتع بديناميكية‬ ‫غ ��ادرة خا�ص ��ة‪ .‬حت ��ى مع �ضعف ��ه‪ ،‬يمكن لرئي�س ال ��وزراء ال�ساب ��ق �إ�ستغالل‬ ‫التوترات بين ال�سنة وال�شيعة كو�سيلة لح�شد ال�س ّنة �إلى جانبه‪ .‬هذا يمكن‬ ‫�أن يجع ��ل الأم ��ور �صعب ��ة بالن�سب ��ة �إل ��ى "ح ��زب اهلل"‪ ،‬وله ��ذا ال�سب ��ب يريد‬ ‫�إ�ضعاف الحريري‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن ال�ش ��يء الوحي ��د ال ��ذي يمكن ��ه �أن يه ��دئ الو�ض ��ع ف ��ي لبنان هو‬ ‫�أن تتو�ص ��ل المملك ��ة العربي ��ة ال�سعودي ��ة و�إي ��ران �إلى بع� ��ض التفاهم حول‬ ‫المنطق ��ة‪ .‬لق ��د �ساعد ترتيب �سعودي ‪� -‬س ��وري في العام ‪� 1989‬إلى تحقيق‬ ‫الإ�ستق ��رار ف ��ي لبنان لمدة ‪� 15‬سنوات بعد �إنتهاء الحرب‪ ،‬ولكن كان الثمن‬ ‫المدف ��وع الهيمنة ال�سورية على البالد‪ .‬وبعب ��ارة �أخرى‪ ،‬تتميز التفاهمات‬ ‫الإقليمية �أي�ضاً ب�أنها و�سيلة ت�ؤدي �إلى �صيغ ل�سيطرة جانب واحد مع ّين‪.‬‬ ‫ولك ��ن حت ��ى �أكثر المتفائلين ال يرى �إتفاقاً يح ��دث قريباً‪� .‬إن دول الخليج‬ ‫�أي�ض� �اً قلقة م ��ن النفوذ الإيراني في المنطقة ول ��ن تقبل عن طيب خاطر‬ ‫كل ما من �ش�أنه تعزيز مكا�سب طهران‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫طالم ��ا وُجِ د ه ��ذا الو�ضع‪ ،‬ف�إن لبنان‪ ،‬الذي يُك ّرر وي�صفي دائما المناف�سات‬ ‫الإقليمي ��ة‪� ،‬س ��وف يدف ��ع ثمناً باهظ� �اً لعداوات ال يمك ��ن التوفيق بينها من‬ ‫حوله‪.‬‬ ‫ه ��ذا يعن ��ي ب� ��أن الف ��راغ الرئا�سي في لبن ��ان �سيبق ��ى حتى ّ‬ ‫يتو�ض ��ح الو�ضع‬ ‫الإقليم ��ي‪ .‬وق ��د "يحتفل" لبنان بالذكرى ال�سنوية الثالثة من دون رئي�س‬ ‫م ��ا ل ��م تتغير الأمور جذري� �اً في الأ�شهر المقبلة‪ .‬ولي� ��س هناك �أي �شخ�ص‬ ‫يعتبر �أن ذلك �أمر م�ستحيل‪.‬‬ ‫بيروت ‪ -‬رئيف عمرو‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫�إنكما�ش قيا�سي لإقت�صاد القطاع الخا�ص اللبناني‬ ‫ت�س ��ارع �إنكما� ��ش �إقت�ص ��اد القط ��اع الخا� ��ص‬ ‫اللبناني في ني�س ��ان (�إبريل) الما�ضي‪� ،‬إ�ستناد ًا‬ ‫�إلى �أداء م�ؤ�ش ��ر مديري الم�ش ��تريات "بلوم بي‬ ‫�أم �أي" ال ��ذي تعدّه �ش ��ركة "ماركي ��ت" برعاية‬ ‫"بلوم �إنف�س ��ت بنك"‪ ،‬م�س ��ج ًال "�أدنى قراءة"‬ ‫ف ��ي تاريخ الدرا�س ��ة عند ‪ 44.1‬نقط ��ة مقارنة‬ ‫ب‪ 45‬ف ��ي �آذار (مار� ��س) الما�ض ��ي‪ .‬ودف ��ع‬ ‫التراجع المتوا�ص ��ل في الطلب معظم ال�شركات‬ ‫الم�شمولة بالدرا�س ��ة‪� ،‬إلى "تقلي�ص م�شترياتها‬ ‫في �شكل طفيف خالل ال�شهر"‪.‬‬ ‫و�أفادت نتائج الم�س ��ح ال�ش ��هري حول الن�ش ��اط‬ ‫االقت�صادي ل�شركات القطاع الخا�ص اللبناني‪،‬‬ ‫ب� ��أن الظ ��روف التجارية ف ��ي اقت�ص ��اد القطاع‬ ‫الخا�ص "تدهورت بحدة خالل ني�سان (�إبريل)‪،‬‬ ‫�إذ �س ��جل م�ؤ�ش ��ر "بي �أم �أي" الخا� ��ص بـ"بنك‬ ‫بل ��وم لبنان" المعدل مو�س ��مي ًا‪" ،‬انخفا�ض� � ًا في‬ ‫�آذار (مار�س)‪ ،‬من ‪ 45‬نقطة �إلى ‪."44.1‬‬ ‫وت�أث ��ر الم�ؤ�ش ��ر الرئي�س ��ي بـ"التراج ��ع الح ��اد‬ ‫والمت�س ��ارع في الإنتاج والطلبات الجديدة‪ ،‬وهو‬

‫الأ�س ��رع في تاريخ الدرا�س ��ة"‪ .‬و�أ�ش ��ارت الأدلة‬ ‫المنقول ��ة �إلى �أن "الطل ��ب �إنخف�ض بقوة خالل‬ ‫ال�ش ��هر ب�سبب عدم ا�س ��تقرار الو�ضع ال�سيا�سي‬ ‫والأمن ��ي"‪ .‬كما واجهت ال�ش ��ركات "تدني ًا الفت ًا‬ ‫في الطلبات الجديدة الواردة من الخارج‪ ،‬وهو‬ ‫الأكثر حدة منذ �آب (�أغ�سط�س) ‪."2014‬‬ ‫والحظ التقرير حول نتائج الم�س ��ح‪� ،‬أن "نق�ص‬ ‫الأعم ��ال الجدي ��دة ال ��واردة ل ��دى ال�ش ��ركات‬ ‫اللبناني ��ة �أ ّث ��ر �س ��لب ًا ف ��ي م�س ��تويات ال�ش ��راء‬ ‫والتوظي ��ف ف ��ي ني�س ��ان (�إبري ��ل)‪� ،‬إذ تراج ��ع‬ ‫الن�ش ��اط ال�ش ��رائي �إل ��ى �أدن ��ى م�س ��توياته ف ��ي‬ ‫تاري ��خ الدرا�س ��ة الممتدة لثالث �س ��نوات‪ ،‬فيما‬ ‫كان معدل فقدان الوظائ ��ف الأقوى منذ كانون‬ ‫الأول (دي�س ��مبر) ‪ ،2013‬عل ��ى رغ ��م �أن ��ه كان‬ ‫متوا�ضع ًا"‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار �إل ��ى �أن حج ��م الأعمال غي ��ر المنجزة‬ ‫"تق ّل�ص ب�أ�س ��رع وتيرة له في تاريخ الدرا�سة‪،‬‬ ‫ما �أدى �إلى امتداد التراجع الحالي في الأعمال‬ ‫المعلقة‪� ،‬إلى ع�شرة �أ�شهر"‪.‬‬

‫الأمم المتحدة‪ :‬قدّ منا ‪ 3.4‬مليارات دوالر لتوفير الخدمات لمليوني لبناني‬ ‫وزع المكتب الإعالمي لالمم المتحدة في لبنان‬ ‫تقري ��ر ًا بعن ��وان "لمحة ح ��ول لبنان ف ��ي العام‬ ‫‪ "2015‬ت�ض ��من مراجع ��ة لن�ش ��اطات المنظمة‬ ‫الدولية في المجاالت ال�سيا�س ��ية واالقت�ص ��ادية‬ ‫واالجتماعي ��ة‪ .‬و�إ�س ��تهل التقري ��ر بمقدم ��ة‬ ‫لفت ��ت الى ان "كر�س ��ي الرئا�س ��ة بقي �ش ��اغر ًا‪،‬‬ ‫لك ��ن ال�سيا�س ��يين كان ��وا يجتمع ��ون با�س ��تمرار‬ ‫لمحاول ��ة ح ��ل خالفاته ��م‪ .‬كم ��ا انه ��م نجحوا‬ ‫في �إقامة الح ��وار الوطني ف ��ي مجل�س النواب‪،‬‬ ‫وتمت مناق�ش ��ات عدة غير ر�س ��مية حول رئا�سة‬ ‫الجمهورية بين مجموعات �سيا�سية متعار�ضة"‪.‬‬ ‫ور�أى ان ��ه "في حي ��ن �أن مجل�س النواب ومجل�س‬ ‫ال ��وزراء �أقرا قوانين م�س ��تعجلة لت�س ��هيل �إنفاذ‬ ‫اتفاقات القرو�ض الدولية‪ ،‬غير �أن هذه الجهود‬ ‫لم تزل الجمود ال�سيا�سي لكنها لعبت دور ًا مهم ًا‬ ‫في التخفيف من التوترات في الأوقات الحرجة‬ ‫وحماي ��ة البلد من �أ�س ��و�أ ت�أثيرات االنق�س ��امات‬ ‫ال�سيا�سية"‪.‬‬

‫ون ��وه التقري ��ر بالجي� ��ش اللبناني "ال ��ذي نجح‬ ‫ف ��ي الدفاع عن الح ��دود وباله ��دوء على الخط‬ ‫االزرق"‪ ،‬مذ ّك ��ر ًا بالتفجي ��ر ال ��ذي نفذه تنظيم‬ ‫"داع� ��ش" ف ��ي ب ��رج البراجن ��ة وتحري ��ر ‪16‬‬ ‫ع�س ��كري ًا لبناني ًا كانوا رهائن ل ��دى مجموعات‬ ‫م�سلحة �أجنبية‪ ،‬فيما بقي ‪ 9‬محتجزين‪ .‬وتطرق‬ ‫ال ��ى �أزمة النفاي ��ات مالحظ ًا ان "الإ�ض ��رابات‬ ‫واالختالف ��ات �أدت �إل ��ى تكدي� ��س النفاي ��ات في‬ ‫ال�شوارع مع �إرتفاع حرارة ال�صيف‪ .‬وقد وافقت‬ ‫الحكومة‪ ،‬في كانون الأول (دي�سمبر) الما�ضي‪،‬‬ ‫على خطة مثيرة للجدل لت�ص ��دير النفايات بعد‬ ‫االحتجاجات الكب ��رى للمجتمع المدني الداعي‬ ‫�إلى ال�شفافية و�إدارة النفايات بطريقة �سليمة"‪.‬‬ ‫وع ��ن دع ��م الحكوم ��ة اللبناني ��ة ف ��ي عملي ��ات‬ ‫الحف ��اظ على ال�س�ل�ام والأم ��ن ‪ ،‬ن ��وه التقرير‬ ‫"بجه ��ود اليونيفي ��ل و�ش ��ركائها" معتب ��ر ًا ان‬ ‫"ال�شعب اللبناني في الجنوب عا�ش فترة هدوء‬ ‫غير م�سبوقة منذ ‪."2006‬‬

‫�إلتق���ى رئي����س المجل����س االقت�ص���ادي‬ ‫واالجتماع���ي روجي���ه ن�سنا����س في مق���ر المجل�س‪،‬‬ ‫المدي���رة الإقليمي���ة لل���دول العربي���ة ف���ي منظمة‬ ‫العم���ل الدولية الدكتورة ربا جرادات والم�ست�شارة‬ ‫الإقليمي���ة لأن�شط���ة �أ�صحاب الأعم���ال لما عويجان‬ ‫والم�س����ؤول ع���ن الأن�شط���ة العمالية ف���ي المنظمة‬ ‫م�صطف���ى �سعي���د‪ .‬وعر����ض ن�سنا����س الو�ض���ع‬ ‫االقت�ص���ادي واالجتماع���ي الراه���ن و�أهمي���ة دور‬ ‫المجل�س االقت�ص���ادي واالجتماع���ي كمنبر للحوار‪،‬‬ ‫و�أطل���ع الوفد عل���ى الن�شاطات التي ق���ام بها في‬ ‫لبنان والخ���ارج ودوره في �إن�ش���اء رابطة المجال�س‬ ‫االقت�صادي���ة واالجتماعي���ة العربية‪ ،‬م�ش���دداً على‬ ‫توثي���ق التعاون م���ع منظم���ة العم���ل الدولية عبر‬ ‫المكتب الإقليمي للدول العربية برئا�سة الدكتورة‬ ‫جرادات‪.‬‬ ‫ف���ي تقري���ره ال�سن���وي "‪ "301 Special‬عن‬ ‫و�ض���ع حقوق الملكية الفكري���ة وحمايتها وتطبيق‬ ‫القواني���ن المتعلّقة بها في العال���م‪� ،‬أبقى الممثّل‬ ‫التج���اري للوالي���ات الم ّتح���دة لبن���ان عل���ى الئحة‬ ‫المراقب���ة مع ‪ 22‬بلداً في العالم‪ .‬وكان لبنان �أدرج‬ ‫ثم خفّ �ضت‬ ‫في الئح���ة المراقبة في الع���ام ‪ّ 1999‬‬ ‫أولوي���ة المراقبة‬ ‫درجت���ه‪ ،‬فو�ضع���ت عل���ى الئح���ة � ّ‬ ‫"‪ "Priority Watch List‬ف���ي الع���ام ‪2001‬‬ ‫فبقي حت���ى الع���ام ‪ 2007‬ثم رفع���ت درجته �إلى‬ ‫�ضمن‬ ‫الئح���ة المراقبة ‪ List‬في العام ‪ .2008‬وقد ّ‬ ‫الممثّ���ل التجاري للواليات الم ّتح���دة ‪ 11‬دولة في‬ ‫أولوية المراقبة هذه ال�سنة‪.‬‬ ‫الئحة � ّ‬ ‫ل���م تن��� ُج �شرك���ة "�سوليدي���ر" م���ن تداعيات‬ ‫الت���ردي االقت�صادي ال���ذي ي�ضرب لبن���ان عموما ً‬ ‫والو�س���ط التج���اري خ�صو�صا ً بما يمثل���ه من و�سط‬ ‫للعا�صم���ة و�ساح���ة للتعبي���ر ال�سيا�س���ي‪ ،‬فج���اءت‬ ‫مخيبة‪� ،‬إذ �س ّجلت‬ ‫النتائج المالية للع���ام المن�صرم ّ‬ ‫بررتها‬ ‫للم���رة االولى منذ عقدي���ن تقريبا ً خ�سائ���ر ّ‬ ‫ال�شركة ب�أنها نتيجة "�إحجام الم�ستثمرين عن �شراء‬ ‫العق���ارات في ‪ 2015‬و�إلغاء عقدين من عقود بيع‬ ‫الأرا�ضي المحققة في الأعوام ال�سابقة‪ ،‬بعد تخلّف‬ ‫الم�ستثمري���ن عن ت�سدي���د �أق�ساطه���م الم�ستحقّة‬ ‫تعاقدي���ا ً وعدم التوافق على �إع���ادة جدولتها‪ ،‬مما‬ ‫ا�ضطرها �إل���ى �إتخاذ الإجراءات القانونية"‪ ،‬كما جاء‬ ‫ّ‬ ‫في بي���ان ال�شركة عن نتائجه���ا المالية �أم�س وفيه‬ ‫�أنها �إ�ضطرت �إلى "عك����س الأرباح المحققة �سابقا ً‬ ‫من خالل تكوي���ن م�ؤونات مالي���ة �إحتياطية بقيمة‬ ‫‪ 82‬ملي���ون دوالر‪ ،‬تما�شيا ً مع القوانين المحا�سبية‬ ‫المعتمدة‪ .‬كذلك قام���ت �إحترازيا ً بتكوين م�ؤونات‬ ‫تح�سب���ا ً لأي‬ ‫مالي���ة �إ�ضافي���ة بمثاب���ة �إحتي���اط عام ّ‬ ‫ت�أخي���ر �أو تخلّف في ت�سديد �سندات وا�ستحقاقات‬ ‫م�ستقبلية من عقود �أخرى"‪.‬‬

‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪9‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون لبنانية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫المفكرة اللبنانية‬

‫لبنان‪� :‬سالم ي�شيد ب�أداء الم�ؤ�س�سة العامة لت�شجيع اال�ستثمارات‬ ‫ب ��ات الإ�ستثم ��ار الأجنب ��ي المبا�ش ��ر ف ��ي لبنان‬ ‫ي�ش� � ّكل ‪ 6.7‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن النات ��ج‪� ،‬إ�ستن ��اداً‬ ‫�إل ��ى �أرق ��ام الم�ؤ�س�س ��ة العام ��ة لت�شجي ��ع‬ ‫اال�ستثمارات في لبنان (�إيدال)‪ ،‬التي احتفلت‬ ‫�أم� ��س بالذك ��رى ال� �ـ‪ 15‬لإق ��رار قان ��ون ت�شجيع‬ ‫اال�ستثم ��ار ‪ .360‬وح ��ازت الم�ؤ�س�س ��ة ف ��ي ه ��ذه‬ ‫المنا�سب ��ة‪� ،‬إ�ش ��ادة رئي�س مجل� ��س الوزراء تمام‬ ‫�س�ل�ام‪ ،‬لـ"دوره ��ا في تطوير قط ��اع اال�ستثمار‬ ‫ف ��ي لبنان وحف ��زه"‪ .‬و�أك ��د �س�ل�ام �أن "النجاح‬ ‫في ه ��ذا الميدان يتط ّلب‪� ،‬إل ��ى جانب الجهود‬ ‫الإدارية والعملي ��ة‪ ،‬ت�أمين المناخ اال�ستثماري‬ ‫الذي ي�شكل اال�ستقرار �شرطه الأول"‪.‬‬ ‫وق ��ال رئي� ��س "�إي ��دال" نبيل عيتان ��ي‪�" :‬إذا كنا‬ ‫بد�أن ��ا بحج ��م �إ�ستثمار �أجنبي واف ��د �إلى لبنان‬ ‫يق ��ارب ‪ 250‬ملي ��ون دوالر ع ��ام ‪ ،2001‬فه ��و‬ ‫ت�ضاع ��ف مرات لي�ص ��ل �إلى ‪ 3.2‬مليارات دوالر‬ ‫ف ��ي العام ‪ ،"2015‬الفتاً �إلى �أن "‪ 2010‬كان عام‬ ‫الذروة‪� ،‬إذ �سجل لبنان ما مجموعه ‪ 5‬مليارات‬ ‫دوالر"‪ .‬و�أ�ش ��ار �إل ��ى �أن اال�ستثم ��ار الأجنب ��ي‬ ‫المبا�ش ��ر الواف ��د "ب ��ات ي�سجل ‪ 6.7‬ف ��ي المئة‬ ‫من الناتج‪ ،‬ما ي�ؤكد مناعة اقت�صادنا والأ�س�س‬ ‫البنيوية القوية التي يتمتع بها"‪.‬‬ ‫و�أعل ��ن �س�ل�ام ف ��ي االحتف ��ال ال ��ذي ّ‬ ‫نظمت ��ه‬ ‫"�إي ��دال" ف ��ي ال�س ��راي الكبير‪ ،‬وح�ض ��ره وزير‬ ‫الإع�ل�ام رم ��زي جري ��ج‪ ،‬و�سف ��راء المملك ��ة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودي ��ة عل ��ي عوا� ��ض ع�سي ��ري‪،‬‬ ‫والإمارات حمد �سعد ال�شام�سي‪ ،‬والكويت عبد‬ ‫العال القناعي‪ ،‬وقطر علي المري‪ ،‬وبريطانيا‬ ‫هوغ ��و �شورت ��ر‪� ،‬أن "اال�ستقرار في لبنان يقوم‬ ‫عل ��ى ركيزتي ��ن �أ�سا�سيتين‪� ،‬أمني ��ة و�سيا�سية"‪،‬‬ ‫مو�ضح� �اً �أن "عل ��ى الم�ست ��وى الأمن ��ي‪ ،‬البل ��د‬ ‫مم�س ��وك وو�ضع ��ه م�ضب ��وط‪ ،‬خ�صو�ص� �اً ف ��ي‬ ‫ظ ��ل الو�ض ��ع الإقليم ��ي الذي يعرف ��ه الجميع‬ ‫والأحداث التي تجري في القرب منا"‪ .‬و�شدّد‬ ‫عل ��ى "�أننا تم ّكن ��ا في هذا المج ��ال‪ ،‬من اتخاذ‬ ‫الإجراءات لمنع الإرهاب والتطرف من النيل‬ ‫من لبنان"‪.‬‬ ‫ول ��م يغفل �أن "محاوالت كانت وال تزال للنيل‬

‫‪8‬‬

‫العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫رئي�س الحكومة اللبنانية تمام �سالم‬

‫م ��ن بلدن ��ا‪ ،‬لك ��ن ال ب ��د �أن ن�سج ��ل �أن �أجهزتنا‬ ‫ومرجعياتن ��ا وم�ؤ�س�ساتن ��ا الأمنية تقوم بعمل‬ ‫ممي ��ز �أدى �إل ��ى ت�أمي ��ن اال�ستق ��رار‪ ،‬وتر�سي ��خ‬ ‫�أج ��واء �آمنة لالنتقال والتج ��ول والمكوث في‬ ‫لبنان‪ ،‬وهذا م ��ا يلم�سه كل ال�ضيوف الأجانب‬ ‫الذين يزوروننا"‪.‬‬ ‫ولف ��ت �س�ل�ام �إل ��ى �أن "الو�ض ��ع ال�سيا�س ��ي ه ��و‬ ‫ال�شق الآخر من عوامل اال�ستقرار الأ�سا�سية"‪.‬‬ ‫وزاد‪" :‬نع ��م هن ��اك �أزم ��ة �سيا�سي ��ة م�ستفحل ��ة‬ ‫ف ��ي لبن ��ان تنعك� ��س عل ��ى اقت�صادن ��ا‪ ،‬ونح ��اول‬ ‫م ��ن خ�ل�ال م�ؤ�س�ساتن ��ا العام ��ة مث ��ل "�إيدال"‬ ‫وغيره ��ا وم ��ن موق ��ع م�س�ؤوليتن ��ا‪ ،‬مواجه ��ة‬ ‫هذا الو�ضع الذي يت ��رك للأ�سف �آثاراً �سلبية‪،‬‬ ‫�أبرزها العجز عن انتخاب رئي�س للجمهورية‪،‬‬ ‫وم ��ا دام المو�ض ��وع متعثراً �ستبق ��ى انعكا�ساته‬ ‫قائمة على الحالة االقت�صادية العامة"‪.‬‬ ‫و�أك ��د وج ��ود "قطاعات كبي ��رة نا�شطة وعاملة‬ ‫كال�صناع ��ة والتج ��ارة والم�ص ��ارف‪ ،‬وه ��ي م ��ن‬ ‫�أب ��رز القطاع ��ات و�أقواه ��ا لي� ��س ف ��ي لبن ��ان‬ ‫وح�س ��ب ب ��ل ف ��ي المنطق ��ة"‪ .‬و�ش� �دّد عل ��ى �أن‬ ‫"الم�ل�اءة جي ��دة وتدل على ذلك الإ�صدارات‬ ‫المالي ��ة الت ��ي تح�ص ��ل م ��ن وق ��ت �إل ��ى �آخ ��ر"‪،‬‬ ‫م�شي ��راً �إل ��ى "ح�صول الإ�ص ��دار الأخير الذي‬ ‫كان الإقبال عليه �أكثر مما كنا نتوقع"‪.‬‬

‫واعتب ��ر عيتان ��ي �أن ل"�إي ��دال" من ��ذ �إق ��رار‬ ‫القانون عام ‪" ،2001‬دوراً محورياً في الترويج‬ ‫ل�ص ��ورة لبن ��ان وتعزيزه ��ا م ��ن خ�ل�ال ت�أمي ��ن‬ ‫المعلومات االقت�صادية والتجارية وال�صناعية‬ ‫و�سواه ��ا‪ ،‬التي ت�ساع ��د الم�ستثمرين في لبنان‬ ‫والخ ��ارج على توظيف �أموالهم في القطاعات‬ ‫الإنتاجية وعلى ا�ستطالع فر�ص اال�ستثمار"‪.‬‬ ‫وتاب ��ع‪" :‬كان لقان ��ون ت�شجي ��ع اال�ستثم ��ار‬ ‫دور �أ�سا� ��س ف ��ي ه ��ذا الإط ��ار‪ ،‬بحي ��ث �ساهم ��ت‬ ‫الحواف ��ز الت ��ي يقدمه ��ا للم�شاري ��ع ف ��ي دع ��م‬ ‫الم�ستثم ��ر ف ��ي قطاعات الزراع ��ة وال�صناعات‬ ‫الغذائي ��ة وال�سياح ��ة وال�صناع ��ة وتكنولوجيا‬ ‫المعلوم ��ات واالت�ص ��االت والإع�ل�ام‪ ،‬ف�ض�ل ً�ا‬ ‫عن دورها ف ��ي الم�ساعدة على دعم المنتجات‬ ‫وترويجها وت�سويقها"‪.‬‬ ‫وع� �دّد �إنج ��ازات الم�ؤ�س�س ��ة‪ ،‬الفت� �اً �إل ��ى �أنه ��ا‬ ‫"منح ��ت ‪ 50‬م�شروعاً الحواف ��ز والت�سهيالت‬ ‫المن�صو� ��ص عليه ��ا ف ��ي القان ��ون‪ ،‬بقيم ��ة‬ ‫�إ�ستثماري ��ة تخط ��ت ‪ 1.7‬ملي ��ار دوالر‪ ،‬ووفرت‬ ‫�أكث ��ر م ��ن ‪� 7‬آالف فر�ص ��ة عم ��ل مبا�ش ��رة‪،‬‬ ‫و‪� 10‬آالف فر�ص ��ة عم ��ل غي ��ر مبا�ش ��رة"‪ .‬كم ��ا‬ ‫"�شجع ��ت �أكثر م ��ن ‪ 200‬م�ش ��روع ا�ستثماري‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫واجتمعت �إلى �أكثر من ‪ 500‬رجل �أعمال مهتم‬ ‫بت�أ�سي�س م�شاريع في لبنان"‪.‬‬ ‫و�أك ��د �أن "الم�ؤ�س�س ��ة حري�ص ��ة عل ��ى مواكب ��ة‬ ‫كل المتغي ��رات م ��ن خ�ل�ال اال�ستراتيجي ��ات‬ ‫المت�سم ��ة بالمرون ��ة لمواجه ��ة التحدي ��ات‪،‬‬ ‫والتعام ��ل م ��ع كل مرحل ��ة وفقاً لم ��ا تقت�ضيه‬ ‫الظ ��روف وا�ستنب ��اط الحل ��ول الت ��ي تخ ��دم‬ ‫الأهداف"‪.‬‬ ‫بع ��د ذلك‪ ،‬قدم �سالم وعيتاني دروعاً تكريمية‬ ‫لل ��دول الت ��ي تعاون ��ت م ��ع "�إي ��دال"‪ ،‬ودعم ��ت‬ ‫االقت�صاد عبر ا�ستثمارات وخلق وظائف‪.‬‬ ‫وت�س ّل ��م ال ��دروع �سف ��راء المملك ��ة العربي ��ة‬ ‫ال�سعودي ��ة والإمارات وبريطاني ��ا‪ ،‬وال�سكرتير‬ ‫الأول ف ��ي ال�سف ��ارة الإيطالي ��ة فريديري ��كا‬ ‫مازوت ��ا‪ ،‬وقن�ص ��ل جن ��وب �أفريقي ��ا ف ��ي لبن ��ان‬ ‫وجيه البزري‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫�أزمة �صناديق التقاعد وديون ال�شركات العامة �أخطار تهدد مالية المغرب‬

‫ح ّذر تقرير لـ"لمجل�س الأعلى للح�س ��ابات" في‬ ‫المغرب م ��ن �إحتمال تعر�ض المالية العامة �إلى‬ ‫�صعوبات جديدة على المدى المتو�سط في حال‬ ‫عدم معالجة م�ش ��كلة عجز �ص ��ناديق التقاعد‪،‬‬ ‫و�إرتف ��اع مديوني ��ة ال�ش ��ركات الحكومي ��ة الت ��ي‬ ‫ق ��درت بنحو ‪ 25‬ف ��ي المئة م ��ن �إجمالي الناتج‬ ‫المحلي‪.‬‬ ‫وق ��ال رئي� ��س المجل�س �إدري�س جط ��و في عر�ض‬ ‫�أمام البرلمان‪� ،‬إن "عدم توازن �أنظمة التقاعد‬ ‫بين الإيرادات والنفقات‪ ،‬ي�ش� � ّكل �أخطار ًا كبيرة‬ ‫بالن�س ��بة �إل ��ى المالي ��ة العام ��ة وقدرته ��ا عل ��ى‬ ‫وفاء التزاماتها الم�س ��تقبلية‪ ،‬كم ��ا �أن مديونية‬ ‫�ش ��ركات القطاع العام التي تجاوزت ‪ 246‬مليار‬ ‫درهم (‪ 24‬مليار دوالر) تعيق �إ�س ��تثمارات تلك‬ ‫ال�ش ��ركات الت ��ي ت�أخ ��رت الحكوم ��ة في �س ��داد‬ ‫م�س ��تحقات له ��ا بقيم ��ة ‪ 26‬ملي ��ار دره ��م م ��ن‬ ‫ال�ض ��ريبة على القيمة الم�ض ��افة‪ ،‬م ��ا دفع تلك‬ ‫ال�ش ��ركات �إلى مزي ��د من االقترا� ��ض الداخلي‬ ‫والخارجي"‪.‬‬ ‫و�إ�س ��تثمرت �ش ��ركات القطاع العام العاملة في‬ ‫قطاع ��ات البن ��ى التحتي ��ة والط ��رق ال�س ��ريعة‬ ‫والماء والكهرباء وال�س ��كك الحديد والمطارات‬ ‫والموانئ والنق ��ل الجوي‪ ،‬نحو ‪ 77‬مليار درهم‪،‬‬ ‫وبلغ ��ت �إيراداته ��ا ‪ 198‬ملي ��ار دره ��م‪ .‬ويبل ��غ‬

‫عدد �ش ��ركات القط ��اع العام ف ��ي المغرب ‪212‬‬ ‫م�ؤ�س�س ��ة‪ ،‬و‪� 44‬ش ��ركة حكومي ��ة ت�س ��اهم فيه ��ا‬ ‫الخزين ��ة مبا�ش ��رة‪ .‬و�أف ��اد تقري ��ر "المجل� ��س‬ ‫الأعلى للح�سابات" ب�أن م�س ��اهمة الحكومة في‬ ‫تمويل م�ش ��اريع تلك الم�ؤ�س�سات بلغت ‪ 34‬مليار‬ ‫درهم فقط في العام ‪ ،2014‬ولم تح�ص ��ل منها‬ ‫�سوى على م�ساهمات بقيمة ‪ 9.8‬مليارات درهم‬ ‫منحتها �شركات الإت�صاالت و"المكتب ال�شريف‬ ‫للفو�س ��فات"‪ ،‬و"�ص ��ندوق الإي ��داع والتدبي ��ر"‬ ‫و"المكت ��ب الوطن ��ي للمط ��ارات" و"الوكال ��ة‬ ‫الوطني ��ة للمحافظة العقارية"‪ .‬والحظ �ض ��عف ًا‬ ‫في العائدات المالية لبع�ض ال�ش ��ركات العامة‪،‬‬ ‫و�أن بع�ض ��ها الآخر يمر في مرحلة �إعادة هيكلة‬ ‫مثل "الخط ��وط الملكي ��ة" و"المكت ��ب الوطني‬ ‫للماء والكهرباء"‪.‬‬

‫رئي�س المجل�س الأعلى للح�سابات �إدري�س جطو‬

‫�أكثر من ‪ 80‬في المئة من �سكان �سوريا تحت خط الفقر‬ ‫�أظهرت درا�س ��ة �أجرتها الأمم المتحدة �أن �أكثر‬ ‫م ��ن ‪ 80‬في المئة من �س ��كان �س ��وريا يعي�ش ��ون‬ ‫حالي� � ًا تحت خط الفق ��ر جراء الن ��زاع الدامي‬ ‫الم�ستمر في البالد منذ �أكثر من خم�سة �أعوام‪.‬‬ ‫والدرا�س ��ة الت ��ي �أعدتها لجنة الأم ��م المتحدة‬ ‫االقت�ص ��ادية واالجتماعية لغرب �آ�سيا "ا�سكوا"‬ ‫مع جامعة "�س ��انت �أن ��دروز" البريطانية تحت‬ ‫عن ��وان "�س ��وريا‪ :‬خم� ��س �س ��نوات ف ��ي خ�ض ��م‬ ‫الحرب"‪� ،‬ألقت ال�ض ��وء على الو�ض ��ع الم�أ�سوي‬ ‫في �سوريا جراء الحرب التي �أ�سفرت عن مقتل‬ ‫�أكثر من ‪� 270‬ألف �شخ�ص‪.‬‬ ‫و�أف ��ادت �أن ‪ 83.4‬في المئة من �س ��كان �س ��وريا‬ ‫يعي�ش ��ون تحت خط الفقر مقاب ��ل ‪ 28‬في المئة‬ ‫ف ��ي العام ‪ ،2010‬م�ض ��يفة �أنه ف ��ي نهاية العام‬

‫‪" 2015‬كان هن ��اك ‪ 13.5‬مليون �ش ��خ�ص‪ ،‬من‬ ‫بينهم �ستة ماليين طفل في حاجة �إلى م�ساعدة‬ ‫�إن�س ��انية في �س ��وريا‪ ،‬مقابل مليون في حزيران‬ ‫(يوني ��و) ‪ ،2012‬وم ��ن بينه ��م �أكثر م ��ن �أربعة‬ ‫ماليين يعي�ش ��ون في دم�ش ��ق وريفها ومحافظة‬ ‫حلب‪.‬‬ ‫و�إنعك� ��س النزاع اي�ض� � ًا‪ ،‬بح�س ��ب التقرير‪ ،‬على‬ ‫الم�س ��تويين التعليمي وال�ص ��حي‪� ،‬إذ �إن "تو ُقف‬ ‫الكثي ��ر م ��ن المدار� ��س والم�ست�ش ��فيات ع ��ن‬ ‫العم ��ل �أدى �إلى تدهور م�س ��توى قطاعي التعليم‬ ‫وال�صحة"‪ ،‬م�شير ًة �إلى تراجع ن�سبة الأ�شخا�ص‬ ‫الذي ��ن لديهم �إمكانية التعلم م ��ن ‪ 95‬في المئة‬ ‫قب ��ل الحرب الى �أقل من ‪ 75‬في المئة في العام‬ ‫‪.2015‬‬

‫الموجز العربي‬ ‫�أعلن���ت "مجموعة المطار الدول���ي" الم�س�ؤولة‬ ‫ع���ن �إعادة ت�أهي���ل "مط���ار الملكة علي���اء الدولي"‬ ‫وتو�سيعه وت�شغيله في الأردن‪� ،‬أنه حقق نمواً خالل‬ ‫الرب���ع الأول من العام الحالي ف���ي حركة الطائرات‬ ‫بن�سبة ‪ 9.3‬في المئة‪ ،‬بينما ارتفعت حركة ال�شحن‬ ‫الجوي بن�سبة ‪ 10.2‬في المئة مقارنة بالربع الأول‬ ‫من العام الما�ضي‪.‬‬ ‫وا�ستقب���ل المط���ار ‪ 1.639‬ملي���ون م�سافر خالل‬ ‫الأ�شه���ر الثالثة الأولى من الع���ام الحالي‪ ،‬بارتفاع‬ ‫بلغ ‪ 8.5‬في المئة في حركة الم�سافرين منذ مطلع‬ ‫ال�سنة مقارنة بالربع الأول من العام الما�ضي‪.‬‬ ‫�أعلن المدير العام لـ"�صندوق الأوبك للتنمية‬ ‫الدولي���ة" (�أوفي���د)‪� ،‬سليمان الحرب����ش‪ ،‬نيابة عن‬ ‫م�ؤ�س�س���ات التنمي���ة العربية الوطني���ة والإقليمية‬ ‫والبنك الإ�سالمي‪� ،‬إط�ل�اق "البوابة العربية للتنمية‬ ‫العربي���ة" بالتع���اون م���ع برنام���ج الأم���م المتحدة‬ ‫الإنمائ���ي‪ ،‬كمنبر �إلكتروني مفت���وح للمعرفة يوفر‬ ‫البيان���ات والمعلوم���ات المتعلق���ة بالتنمي���ة ف���ي‬ ‫المنطق���ة العربي���ة‪ ،‬وفقا ً التف���اق ال�شراكة الجديد‬ ‫ال���ذي ُوقع ف���ي كان���ون الثاني (يناي���ر) الما�ضي‪،‬‬ ‫لتعزيز التعاون لتطوير البوابة العربية للتنمية‪.‬‬ ‫و�أو�ض���ح الحرب����ش �أن "البواب���ة العربي���ة للتنمي���ة‬ ‫قائم���ة عل���ى الجه���ود الم�شترك���ة بي���ن �أوفي���د‬ ‫ومجموع���ة تن�سي���ق م�ؤ�س�س���ات التنمي���ة العربي���ة‬ ‫الوطني���ة والإقليمي���ة والبنك الإ�سالم���ي للتنمية‪،‬‬ ‫بالتع���اون م���ع برنامج الأم���م المتح���دة الإنمائي"‪.‬‬ ‫"�صممت كم�ص���در �شامل وموحد‬ ‫و�أ�شار �إل���ى �أنها ُ‬ ‫للبيان���ات والمعرفة لمعالجة الفج���وات الموجودة‬ ‫في البيانات الحالي���ة‪ ،‬وت�ستهدف مجموعة وا�سعة‬ ‫م���ن جمهور الم�ستخدمي���ن‪ ،‬بدءاً من �صن���اع القرار‬ ‫ف���ي القطاعين الع���ام والخا�ص‪ ،‬م���روراً بالأو�ساط‬ ‫الأكاديمية وو�سائل الإعالم والمجتمع المدني"‪.‬‬ ‫ق���ال م�ص���دران حكومي���ان تون�سي���ان لوكالة‬ ‫"رويترز"‪� ،‬إن تون����س تعتزم �إ�صدار �سندات بقيمة‬ ‫‪ 500‬مليون دوالر خالل �أ�سابيع قليلة بعد الح�صول‬ ‫عل���ى �ضمان قر����ض �أميرك���ي بقيم���ة ‪ 500‬مليون‬ ‫دوالر‪ .‬و�أ�ضاف���ا �أن الحكوم���ة قررت ت�أجي���ل �إ�صدار‬ ‫�سن���دات بقيمة مليار يورو �إل���ى الن�صف الثاني من‬ ‫‪ 2016‬بع���د الح�صول على ال�ضمان الأميركي الذي‬ ‫�سيتي���ح له���ا الح�صول عل���ى �أ�سعار فائ���دة �أف�ضل‬ ‫ف���ي ال�س���وق الأميركية عن���د �إ�ص���دار ال�سندات في‬ ‫الأ�سابيع القليل���ة المقبلة‪.‬وتواجه تون�س �صعوبات‬ ‫مع تراج���ع �إيراداتها من ال�سياحة بعد ثالثة هجمات‬ ‫نفذها م�سلحون الع���ام الما�ضي واحتجاجات ب�سبب‬ ‫البطال���ة وتباط����ؤ وتي���رة التق���دم ف���ي الإ�صالحات‬ ‫االقت�صادية التي طلبها المقر�ضون الدوليون‪.‬‬ ‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪11‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون عربية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف العربي‬

‫�آلة الأ�سد تجعل التغيير ال�سلمي غير ممكن‬ ‫بينما كان هناك الكثير من التكهنات حول النوايا الرو�سية تجاه ب�شار وق ��د جع ��ل ه ��ذا "الخلق الوح�ش ��ي" التغيي ��ر ال�سلمي ف ��ي �سوريا �شبه‬ ‫الأ�سد‪ ،‬فلي�س هناك الكثير من المعلومات عن الكيفية التي ينظر بها م�ستحي ��ل‪ .‬هن ��اك الكثي ��ر م ��ن الأ�شخا� ��ص الرئي�سيي ��ن المرتبطي ��ن‬ ‫الم�س�ؤولون الإيرانيون �إلى م�ستقبل الرئي�س ال�سوري‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬في بالنظ ��ام الذي ��ن �س ��وف يخ�س ��رون كثي ��راً م ��ن رحي ��ل الأ�س ��د لقبولهم‬ ‫مقابل ��ة �أُجريت �أخيراً في جريدة "الأخبار" اللبنانية‪ ،‬ال ُمتعاطفة مع تحوي ��ل والئه ��م عن طي ��ب خاطر ل�شخ� ��ص �آخر‪ .‬بد ًال م ��ن العمل مع‬ ‫�إنتقال ال�سلطة‪ ،‬ف�إنهم �إما ي�سعون �إلى منعه �أو‪� ،‬إذا ف�شلوا‪ ،‬البحث عن‬ ‫"حزب اهلل"‪ ،‬قدّمت بع�ض الم�ؤ�شرات‪.‬‬ ‫�أُجري ��ت المقابل ��ة مع الم�س� ��ؤول الإيران ��ي النافذ‪ ،‬علي �أكب ��ر واليتي‪ ،‬و�سيلة لإنقاذ جلودهم‪.‬‬ ‫وزي ��ر الخارجي ��ة ال�ساب ��ق وم�ست�ش ��ار المر�ش ��د الأعل ��ى �آي ��ة اهلل عل ��ي بعب ��ارة �أخ ��رى �إن النا� ��س الذي ��ن �س ��وف تعتمد عليه ��م رو�سي ��ا و�إيران‬ ‫خامنئي حالياً‪ .‬في المقابلة‪ ،‬قال واليتي �أن رحيل الأ�سد من من�صبه لإقام ��ة نظ ��ام ما بع ��د الأ�س ��د للدفاع ع ��ن ح�ص�صهما ف ��ي �سوريا ربما‬ ‫كان "خط� �اً �أحم ��ر" بالن�سب ��ة �إل ��ى �إي ��ران‪ ،‬قب ��ل �أن ي�ضي ��ف ب� ��أن رو�سيا �س ��وف يتخلون عن كل �أمل �إذا �ضغطت مو�سكو وطهران على الرئي�س‬ ‫ويف�سر لماذا‬ ‫تح ��وم حول ال ��ر�أي القائل ب�أنه لم يكن هناك "�أي بديل" من الرئي�س ال�س ��وري للتنحي‪ .‬ه ��ذا يبدو وا�ضحاً على نحو متزاي ��د‪ّ ،‬‬ ‫كان ��ت رو�سي ��ا داعم ��ة لجه ��ود نظ ��ام الأ�س ��د لتقوي� ��ض عملي ��ة جني ��ف‬ ‫ال�سوري‪.‬‬ ‫ك�شف ��ت المالحظ ��ات �أن ��ه حت ��ى �إذا كانت رو�سي ��ا م�ستع ��دة للذهاب مع ومتابعة التطورات الع�سكرية في الداخل‪.‬‬ ‫محادث ��ات جني ��ف الت ��ي ته ��دف �إلى تنظي ��م عملي ��ة �إنتقال بعي ��داً من ف ��ي الواق ��ع‪ ،‬ل ��م يمار� ��س الرو�س ف ��ي �أي نقطة ف ��ي الأ�شه ��ر الما�ضية‬ ‫الأ�س ��د كه ��دف نهائي‪ ،‬ف�إن �إي ��ران لديها موقفاً �آخر‪� .‬أم ��ا بالن�سبة �إلى �ضغوطاً حقيقية على الأ�سد‪ .‬يمكن �أن يكون ذلك الإعالن عن �سحب‬ ‫�إ ّدع ��اء واليت ��ي ب�أن رو�سي ��ا ُتدرك �أن �إيجاد بديل م ��ن الرئي�س ال�سوري قواته ��م الع�سكري ��ة م ��ن �سوري ��ا محاول ��ة لرفع الح ��رارة عل ��ى النظام‬ ‫غير ممكن‪ ،‬ف�إن القليل جداً من �سلوك مو�سكو قد �أثبت على �أنه على ال�سوري‪ .‬ولكن هذا ما لبث �أن تناق�ض بعد فترة ق�صيرة بالحقيقة �أن‬ ‫الجي�ش الرو�سي ال يزال نا�شطاً في البالد‪ ،‬حيث �ساعد في اال�ستيالء‬ ‫خط�أ‪.‬‬ ‫�إن ��ه ر�أي و َتم ��نٍّ ‪ ،‬ال �سيما بي ��ن الم�س�ؤولين الغربيي ��ن الذين يتعاملون على تدمر‪ ،‬وهو الن�صر الذي عزز �سمعة الأ�سد في الغرب‪.‬‬ ‫م ��ع �سوري ��ا‪َ ،‬ح َ�س � َ�ب �أن فالديمير بوتي ��ن له م�صلحة ف ��ي تنفيذ �إتفاق ل ��م ُيظهِر الرو� ��س �أي �إ�ستنكار من تنظيم الرئي�س ال�سوري لإنتخابات‬ ‫جني ��ف‪ ،‬لأن ��ه يواج ��ه عقوب ��ات �إقت�صادية ب�سب ��ب �أوكراني ��ا و�إنخفا�ض ت�شريعي ��ة �أخي ��راً – ف ��ي محاول ��ة تهدف �إل ��ى الت�أكيد عل ��ى �أن �أهداف‬ ‫عائ ��دات النف ��ط‪ .‬بوتي ��ن ق ��د يدف ��ع ب�إي ��ران نح ��و قب ��ول ع ��زل الأ�سد‪ ،‬جنيف لي�ست ذات �صلة‪.‬‬ ‫ف ��ي الواق ��ع‪� ،‬إن الفكرة التي تقول ب� ��أن بوتين ي�سعى �إلى تنحية الأ�سد‬ ‫ي�ضيف الر�أي‪ ،‬لتح�سين موقف رو�سيا دولياً‪.‬‬ ‫لق ��د �أثب ��ت واليت ��ي ب� ��أن �أولئ ��ك الذي ��ن يحملون ه ��ذا ال ��ر�أي هم على ال ت�ستن ��د عل ��ى حقائ ��ق كثي ��رة‪ ،‬والكثي ��ر من النا� ��س‪� ،‬سم ��ح لنف�سه �أن‬ ‫خط� ��أ‪ .‬نظ ��راً �إلى �أن �إيران ولي�ست رو�سيا‪ ،‬هي التي �أكثر �إنخراطاً على ينخدع في هذا ال�ش�أن‪.‬‬ ‫الأر�ض في دعم نظام الأ�سد‪ ،‬ف�إنه ال ب ّد من �إيالء ت�صريحاته �إهتماماً ومع ذلك‪ ،‬ما هو الفت حقاً هو ال�سخرية التي ال مثيل لها من الراعي‬ ‫تن�سقان حول �سوريا‪ ،‬ولكن هذا هو على المزع ��وم الآخ ��ر لم�ؤتم ��ر جني ��ف‪ .‬لقد �سع ��ت الواليات المتح ��دة �إلى‬ ‫و�إعتباراً‪� .‬إن طهران ومو�سكو ّ‬ ‫وج ��ه التحديد لماذا ال يريد �أيٌّ منهما‪ ،‬ولي�ستا على �إ�ستعداد‪ ،‬لتنفيذ تعزي ��ز وق ��ف اطالق الن ��ار في �سوريا‪ ،‬بحج ��ة �أن هذا م ��ن �ش�أنه �إحياء‬ ‫�إتف ��اق جني ��ف �إذا كان �سي� ��ؤدي �إلى �إنهيار مفاجئ للنظ ��ام الذي ق�ضتا محادثات جنيف‪.‬‬ ‫وم ��ع ذل ��ك‪ ،‬ف� ��إن وزي ��ر الخارجي ��ة الأميركي ��ة ج ��ون كي ��ري ي�ستطي ��ع‬ ‫خم�س �سنوات تدافعان عنه‪.‬‬ ‫وق ��د يك ��ون واليت ��ي على حق في �ش ��يء �آخر‪ .‬حتى ل ��و �أن رو�سيا تو ّد �أن �أن ي ��رى �أن العملي ��ة ال معن ��ى له ��ا طالما ترف� ��ض رو�سيا �إقن ��اع الأ�سد‬ ‫ت ��رى رحيل الأ�سد و�ضمان ما بعده‪ ،‬ربما �إ�ستنتج ب�أنه ال توجد و�سيلة بالتنحي‪.‬‬ ‫للإ�ستغناء عنه من دون �إ�سقاط ال�صرح الأمني الذي تريد االحتفاظ ربما يفتر�ض كيري �أنه من الأف�ضل "العمل مع ما لدينا فعلياً" بد ًال‬ ‫م ��ن الإعتراف بالهزيم ��ة وال�سم ��اح ل�سوريا �إلى الإنج ��راف �إلى مزيد‬ ‫به في المكان‪.‬‬ ‫ي�ستفي ��د الأ�سد من نظام � ّأ�س�سه والده حيث يجل�س الرئي�س في و�سط م ��ن العن ��ف‪ .‬عل ��ى الأق ��ل �إن وقف �إط�ل�اق الن ��ار‪� ،‬أينما وحي ��ث يط ّبق‪،‬‬ ‫دول ��ة‪ ،‬ف ��ي الواق ��ع‪ ،‬ق ��د غ ّيره ��ا و�أزاحه ��ا‪ .‬كان �إهتم ��ام حاف ��ظ الأ�س ��د يمكن �أن ينقذ حياة البع�ض‪ .‬عندما تعمل مع رئي�س يقول ب�أنه فخور‬ ‫الأ�سا�س ��ي عن ��د �إ�ستيالئه عل ��ى ال�سلط ��ة ب�إنقالب في الع ��ام ‪ 1970‬ب�أن بعدم التدخل في �سوريا في العام ‪ ،2013‬والذي كان �أي�ضاً �سينقذ حياة‬ ‫يجع ��ل نظام ��ه قوياً وثابت� �اً �ضد الإنقالبات‪ .‬ولكن م ��ا �أنتجه حقاً كان كثيرين‪ ،‬ف�إن مثل هذا التفكير المتناق�ض ي�صبح م�شترك في الك�آبة‪.‬‬ ‫ج�سماً قام فيه الرئي�س بدور القلب والدماغ معاً‪.‬‬ ‫دم�شق – محمد الحلبي‬

‫‪10‬‬

‫العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫الخارج‬ ‫المنطقة تنفق �سنوي ًا ‪ 27‬مليار دوالر لعالج المر�ضى في‬ ‫ً‬ ‫�أعلن رئيـــ� ��س منظمة ال�س ��ياحة العربية بـــندر‬ ‫بن فهد �آل فهي ��د‪� ،‬أن �إنفاق الدول العربية على‬ ‫ال�س ��ياحة العالجية في الخ ��ارج "يبلغ ‪ 27‬مليار‬ ‫دوالر �س ��نوي ًا عل ��ى رغ ��م توافر العنا�ص ��ر التي‬ ‫يمك ��ن م ��ن خاللها �إنف ��اق هذا المبل ��غ �أو جزء‬ ‫كبي ��ر منه داخ ��ل الوط ��ن العربي‪ ،‬لك ��ن البنية‬ ‫التحتي ��ة لل�س ��ياحة العالجية ف ��ي دول عربية ال‬ ‫ت ��زال تحتاج �إل ��ى تطوير‪ ،‬وهو م ��ا نحاول عمله‬ ‫حالي ًا"‪.‬‬ ‫وعن م�ش ��روع القرية العربية‪ ،‬قال �إنه "م�شروع‬ ‫للتق ��ارب بي ��ن ال�ش ��عوب العربي ��ة وتعريفه ��ا‬ ‫بثقاف ��ات كل دول ��ة عربية وعاداته ��ا وتقاليدها‬ ‫ومنتجاتها وال�صناعات التقليدية فيها‪ ،‬ي�ستفيد‬ ‫من ��ه ال�س ��واد الأعظم م ��ن المواطني ��ن العرب‬ ‫غي ��ر القادرين عل ��ى ال�س ��فر‪ ،‬وهذا الم�ش ��روع‬ ‫ي�ش ��به القري ��ة العالمية ف ��ي دبي"‪ .‬ولف ��ت �إلى‬

‫رئيـــ�س منظمة ال�سياحة العربية بــندر بن فهد �آل فهيد‬

‫�أن ل ��دى المنظمة "خطة لتعمي ��م هذه التجربة‬ ‫عل ��ى ال ��دول العربي ��ة‪ ،‬و�س ��نبد�أ ف ��ي مدين ��ة‬ ‫الطائف ال�س ��عودية ثم �ش ��رم ال�شيخ"‪ .‬وقال في‬ ‫ت�صريحات �صحافية �إن المنظمة "مهتمة كثير ًا‬ ‫بقطاع ال�سياحة البحرية‪ ،‬وتدر�س تنفيذ برامج‬ ‫رحالت بحرية بين الدول العربية ت�س ��تغرق بين‬ ‫‪ 10‬و‪ 14‬يوم ًا"‪.‬‬ ‫و�أك ��د �أن دع ��م ال�س ��ياحة البيني ��ة العربية "هو‬ ‫�شغلنا ال�شاغل‪ ،‬و�أنهينا قبل �أيام ملتقى �سياحي ًا‬ ‫في م�ص ��ر �ش ��ارك فيه رجال �أعمال و�ش ��ركات‬ ‫�سفر و�سياحة و�إعالميون من دول المنطقة �إلى‬ ‫�ش ��رم ال�شيخ‪ ،‬وعنوانه "يد ًا واحدة مع ال�سياحة‬ ‫الم�ص ��رية"‪ ،‬تنفي ��ذ ًا للقرار الوزاري ال�ص ��ادر‬ ‫ع ��ن اجتماع ��ات المجل� ��س ال ��وزاري العرب ��ي‬ ‫لل�س ��ياحة التي ُعق ��دت في ال�ش ��ارقة في كانون‬ ‫الأول (دي�سمبر) الما�ض ��ي‪ ،‬بحيث تكون م�صر‬ ‫وتون� ��س مق�ص ��دين �س ��ياحيين رئي�س ��يين للعام‬ ‫الحالي"‪ .‬و�أ�ش ��ار �إلى "وجود تن�س ��يق مع وزارة‬ ‫ال�س ��ياحة وهيئة التن�ش ��يط ال�س ��ياحي و"م�صر‬ ‫للطي ��ران"‪ ،‬لعقد ه ��ذا الملتق ��ى و ُنظمت ور�ش‬ ‫عمل بين �ش ��ركات ال�سياحة وال�س ��فر والفنادق‬ ‫ورجال الأعمال‪ ،‬بهدف تنمية ال�سياحة العربية‬ ‫في م�صر"‪.‬‬ ‫ول ��م يغف ��ل �أن الت�أ�ش ��يرة ال�س ��ياحية العربي ��ة‬ ‫الموح ��دة‪ ،‬ه ��ي "حلم �س ��يظل يراودن ��ا �إلى �أن‬ ‫يتحقق وهو لي�س م�س ��تحي ًال‪ ،‬لكن ظروف ًا كثيرة‬ ‫يعلمها الجميع تحول دون ذلك حالي ًا"‪.‬‬

‫مليار دوالر حجم الإعالم العربي الرقمي في ‪2018‬‬ ‫ح� �ّ�ض "منت ��دى الإع�ل�ام العرب ��ي" ف ��ي تقرير‬ ‫�أ�ص ��دره �أخير ًا و�س ��ائل الإعالم العربية ب�سرعة‬ ‫التوج ��ه �إلى الإع�ل�ام الرقمي خالل ال�س ��نوات‬ ‫الخم� ��س المقبلة‪ ،‬على �إعتب ��ار �أن تطور القطاع‬ ‫يكمن ف ��ي هذا النوع من الإع�ل�ام‪ ،‬الذي ُيتوقع‬ ‫�أن ينم ��و في المنطق ��ة �إلى ملي ��ار دوالر بحلول‬ ‫الع ��ام ‪ .2018‬والحظ مع ��دو تقرير "نظرة على‬ ‫الإع�ل�ام العرب ��ي ‪ ،"2018-2016‬الذي �ص ��در‬ ‫ع�ش ��ية �إنطالق "منتدى الإع�ل�ام العربي"‪� ،‬أن‬ ‫عدد متابع ��ي الأخبار على الإنترنت تجاوز عدد‬ ‫المتابعي ��ن عبر التلفزيون �أو ال�ص ��حف اليومية‬

‫والمجالت الورقية‪.‬‬ ‫وقال ��ت رئي�س ��ة "نادي دب ��ي لل�ص ��حافة" منى‬ ‫المري في م�ؤتمر �صحافي �إن "�صناعة الإعالم‬ ‫�ش ��هدت خ�ل�ال العقدي ��ن الما�ض ��يين تطورات‬ ‫كبيرة في العالم‪ ،‬وربما كان ال�س ��بب الرئي�س ��ي‬ ‫لثورة تقني ��ة المعلومات‪ ،‬وما �أ�س ��فرت عنه من‬ ‫ظواه ��ر كان لها �أث ��ر كبير في تبديل الو�س ��ائل‬ ‫والمفاهيم والأدوات التقليدية المتعارف عليها‬ ‫ف ��ي عالم الإع�ل�ام‪ ،‬لتثير ت�س ��ا�ؤالت مهمة حول‬ ‫م�ص ��ير الإعالم التقليدي ف ��ي مواجهة طوفان‬ ‫جارف ا�ستحدثته تلك الثورة"‪.‬‬

‫بين���ت درا�س���ة �أع ّدها مرك���ز ال���ر�أي ال�سوري‬ ‫ّ‬ ‫لال�ستط�ل�اع والدرا�س���ات‪ ،‬ل�صالح جامع���ة طوكيو‬ ‫للدرا�س���ات الأجنبية " ‪� ،"TUFS‬ضمن م�شروع لها‬ ‫يهدف لال�ستق�صاء في ال�شرق الأو�سط‪� ،‬أن الحرب‬ ‫دمرت �أكثر من ‪ 60‬في المئة من البنية‬ ‫في �سوريا ّ‬ ‫التحتية ال�سوري���ة‪ ،‬مق ّدرةً‪ ‬الخ�سائر الإجمالية خالل‬ ‫الأعوام الـ‪ 5‬ب�أكثر من ‪ 200‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫و�أو�ضحت‪ ‬الدرا�س���ة‪� ،‬أن الح���رب ا�ستنزف���ت‬ ‫معظ���م الم���وارد االقت�صادية في الب�ل�اد وم�صادر‬ ‫الثروة‪ ،‬م���ن �آبار النفط والغ���از والإنتاج ال�صناعي‬ ‫والزراعي‪ ،‬فيما بلغت‪ ‬ن�سب���ة المواطنين تحت خط‬ ‫الفق���ر الأدنى ‪ 87.4‬بالمئة وفق���ا ً لمعيار "البنك‬ ‫قطاعي‬ ‫الدول���ي"‪ ،‬وانخف�ضت ن�سب���ة العاملين في‬ ‫َ‬ ‫ال�صناع���ة والزراع���ة �إلى ‪ 17‬في المئ���ة‪ ،‬وتراجعت‬ ‫ن�سب���ة العاملين في القطاع���ات الخدمية لـ‪ 83‬في‬ ‫المئة‪.‬‬ ‫كم���ا انخف�ضت الق���وة ال�شرائي���ة للي���رة ال�سورية‬ ‫ب�ش���كل كبير‪ ،‬عما كان���ت عليه ف���ي ‪ ،2010‬حيث‬ ‫تحت���اج الأ�سرة ال�سورية الآن م���ا يعادل ‪� 6‬أ�ضعاف‬ ‫متو�س���ط الأج���ر الحال���ي‪� ،‬إ�ضاف��� ًة لمعاناة‪ ‬القطاع‬ ‫ال�صناع���ي خالل الحرب من م�صاع���ب كبيرة ناجمة‬ ‫من تدمير معظم الم�صانع‪� ،‬أو �سرقة محتوياتها‪.‬‬ ‫�أعلنت دم�شق عن �إجراءات لوقف هبوط العملة‬ ‫ال�سوري���ة‪ ،‬لك���ن المتعاملين �أب���دوا �شكوكهم في‬ ‫نجاحها بع���د تداعي وقف الن���ار و�إنهيار محادثات‬ ‫ال�س�ل�ام مما �أدى �إلى �أحد �أ�شد التراجعات في قيمة‬ ‫العملة منذ ن�شوب الحرب قبل خم�س �سنوات‪.‬‬ ‫وفقدت اللي���رة �أكثر من ‪ 90‬في المئة من قيمتها‬ ‫طوال �سني الح���رب وت�سارع هبوطها في الأ�سابيع‬ ‫الأخي���رة منذ انهي���ار محادثات ال�س�ل�ام في جنيف‬ ‫ومع���اودة القت���ال في حل���ب بين ق���وات الحكومة‬ ‫والمعار�ض���ة الم�سلح���ة‪ .‬والليرة متداول���ة عند نحو‬ ‫‪ 635‬لي���رة للدوالر في دم�شق في مقابل ‪ 47‬ليرة‬ ‫ع�شي���ة ن�شوب الح���رب وتتراجع قيمته���ا �أكثر في‬ ‫المدن الأخرى حيث انخف�ضت نحو ‪ 20‬في المئة في‬ ‫�أقل من �شهر كما قال متعاملون بالهاتف‪ .‬وتخلى‬ ‫كثير م���ن ال�سوريين عن الليرة وه���م ي�ستخدمون‬ ‫ال���دوالر في تعامالتهم اليومي���ة ويحاولون اكتناز‬ ‫العملة ال�صعبة لحماية مدخراتهم‪.‬‬ ‫�أظهرت بيانات تون�سية ر�سمية‪ ،‬اليوم �أن معدل‬ ‫الت�ضخ���م ال�سن���وي في الب�ل�اد ارتفع �إل���ى ‪ 3.4‬في‬ ‫المئ���ة خالل ني�سان (�أبري���ل) الما�ضي‪ ،‬من ‪ 3.3‬في‬ ‫المئة خالل �آذار (مار�س) بعد انخفا�ضه �شهوراً عدة‪.‬‬ ‫وق���ال "المعه���د الوطن���ي التون�سي للإح�ص���اء" �إن‬ ‫م�ؤ�ش���ر �أ�سعار الأغذي���ة والم�شروبات زاد ‪ 1.8‬في‬ ‫المئ���ة في ني�س���ان (�أبريل) الما�ضي ع���ن م�ستواه‬ ‫قبل �سنة‪.‬‬

‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪13‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون عربية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫المفكرة العربية‬

‫خدمات الإنترنت ال�سريع‪� :‬آفاق واعدة في المنطقة‬ ‫يتوا�ص ��ل الن�شاط في قط ��اع االت�صاالت الخليوية ف ��ي ال�شرق الأو�سط‬ ‫و�شم ��ال �أفريقيا‪ ،‬بحيوية ربما �إفتقدتها قطاعات �أخرى نتيجة ت�أثرها‬ ‫بقطاع النفط وتراجع �إيراداته �أو �إرتباطها به‪ .‬و ُيجمع الخبراء على �أن‬ ‫الفر�ص المتاحة في مجال االت�صاالت واعدة في ظل الإقبال المتزايد‬ ‫م ��ن الم�شتركي ��ن عل ��ى الإنترن ��ت الن ّق ��ال‪ ،‬م ��ا يفر� ��ض عل ��ى ال�ش ��ركات‬ ‫ال ُم�ش ّغلة مواكبة ال�سوق بتطوير م�ستمر ل�شبكاتها وخدماتها‪ ،‬وبالتالي‬ ‫�ض ّخ �إ�ستثمارات �إ�ضافية ال تنح�صر في الهاتف الخليوي بل تتعداه �إلى‬ ‫التوجه ال ��ى �إعتماد ال�شب ��كات الفائقة‬ ‫�شب ��كات الألي ��اف ال�ضوئي ��ة‪ ،‬م ��ع ّ‬ ‫ال�سرعة‪ ،‬في حين توجد �شبكات الجيل الرابع في ‪ 12‬دولة‪.‬‬ ‫و�أظه ��رت تقاري ��ر �أن م�ش ّغل ��ي الهات ��ف الخلي ��وي ف ��ي ‪ 19‬دول ��ة عربي ��ة‪،‬‬ ‫قدم ��وا خدماته ��م لنح ��و ‪ 414‬ملي ��ون خ ��ط في نهاي ��ة الرب ��ع الأول من‬ ‫الع ��ام الما�ض ��ي‪� ،‬إرتفاعاً م ��ن ‪ 413.6‬مليون خط في نهاي ��ة ‪ ،2014‬بنمو‬ ‫‪ 0.1‬في المئة‪.‬‬ ‫وق ��ال مدي ��ر البح ��وث ف ��ي "مجموع ��ة المر�شدي ��ن الع ��رب"‪ ،‬محم ��د‬ ‫ال�ش ��وا‪" :‬لمواجه ��ة تح� �دّي الطلب‪ ،‬ف� ��إن �شركات مُ�ش ّغل ��ة ت�ستثمر في‬ ‫خطوط االت�صال تحت البحار‪ ،‬ور�صدت المجموعة في ت�شرين الثاني‬ ‫(نوفمب ��ر) ‪ ،2015‬نح ��و ‪ 53‬م�شروع� �اً قائم� �اً �أو مُر َتقب� �اً لكابالت بحرية‬ ‫مقارنة بـ‪ 50‬م�شروعاً م�شابهاً قبل �سنة"‪.‬‬ ‫و�أو�ض ��ح في حدي ��ث �صحافي‪� ،‬أن التراجع في �أ�سع ��ار النفط لم ينعك�س‬ ‫تمام� �اً عل ��ى قطاع االت�صاالت‪� ،‬أو بالن�سبة ال ��ى �شركات كثيرة عاملة في‬ ‫القط ��اع‪ .‬و�أ�ض ��اف‪" :‬على �سبي ��ل المثال ال الح�ص ��ر‪ ،‬ف�شركة زين رفعت‬ ‫ا�ستثماراتها في بع�ض عملياتها خالل الأ�شهر الت�سعة الأولى من العام‬ ‫‪ ،2015‬مقارن ��ة بالفت ��رة ذاته ��ا م ��ن ‪ ،2014‬وكان ه ��ذا الإنف ��اق ي�ستهدف‬ ‫تو�سي ��ع �شبكاته ��ا ف ��ي بع� ��ض البل ��دان حي ��ث تعم ��ل"‪ .‬لكنه لف ��ت �إلى �أن‬ ‫اال�ستثم ��ار �شه ��د تراجع� �اً ملحوظاً في بع� ��ض الدول الت ��ي تعاني غياب‬ ‫اال�ستقرار كالعراق و�سوريا‪ ،‬حيث تتردد ال�شركات ال ُم�ش ّغلة في الدخول‬ ‫في �إ�ستثمارات جديدة‪.‬‬ ‫وتاب ��ع‪" :‬عندم ��ا نتح ��دث ع ��ن تب ّن ��ي التقني ��ات الجدي ��دة �أو �شرائه ��ا‪،‬‬ ‫ف ُينتظ ��ر �أن تتمكن ال ��دول الخليجية ذات الدخ ��ل الأكبر من الح�صول‬ ‫عل ��ى م�ستوي ��ات �أعل ��ى م ��ن التكنولوجي ��ا‪ ،‬لأن �س ��كان ه ��ذه ال ��دول‬ ‫ي�ستطيع ��ون الإنفاق على خدم ��ات االت�صاالت �أكثر م ��ن �سواهم‪ .‬وت�أتي‬ ‫ال ��دول ذات الدخ ��ل المتو�سط مث ��ل الأردن وتون�س ولبن ��ان‪ ،‬في مراتب‬ ‫تلي دول الخليج من حيث �إقتنائها التكنولوجيا الحديثة‪ ،‬بينما تتذ ّيل‬ ‫موريتانيا واليمن والدول الم�شابهة المراكز في جدول المقارنة"‪.‬‬ ‫ورداً عل ��ى �س� ��ؤال لفت ال�ش ��وا‪" :‬كان لبنان من بين الدول ال�س ّباقة في‬ ‫اعتماد �شبكات الجيل الرابع‪ ،‬ووقعت وزارة االت�صاالت من �ضمن خطة‬ ‫�أطلقته ��ا للع ��ام ‪ ،2020‬اتفاقات للتطوير �شب ��كات الجيل ‪ ،4.5‬كما وقعت‬ ‫مذكرات تفاهم لالنتقال �إلى الجيل الخام�س بحلول العام ‪ ،2018‬ومع‬

‫‪12‬‬

‫العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫�أنه يتخ ّلف عن بع�ض دول المنطقة في الترتيب‪� ،‬إال �أن لبنان بد�أ �أي�ضاً‬ ‫م�شاريع لتركيب �شبكة وطنية للألياف ال�ضوئية"‪.‬‬ ‫و�أع ��رب ع ��ن اعتق ��اده ب� ��أن مرحل ��ة م ��ا بع ��د الح ��رب الدائرة ف ��ي بع�ض‬ ‫البل ��دان العربية �ست�شهد �إنتعا�ش� �اً للإ�ستثمار في قطاع االت�صاالت كما‬ ‫في القطاعات الأخرى‪ ،‬فهناك حاجة الى اال�ستثمار في البنى التحتية‬ ‫وتو�سيعه ��ا لتخدم العدد المتنامي م ��ن م�ستخدمي التكنولوجيا‪ .‬لكنه‬ ‫ر�أى �أن غي ��اب اال�ستق ��رار حالي� �اً ف ��ي ال ��دول الم�ضطرب ��ة �ساه ��م �أي�ض� �اً‬ ‫ف ��ي تعزي ��ز قط ��اع االت�صاالت مع تنام ��ي الطلب على الحل ��ول الخا�صة‬ ‫بالمراقب ��ة وت�شدي ��د المعايي ��ر الأمني ��ة‪ ،‬وه ��ذا لي�س حكراً عل ��ى الدول‬ ‫الت ��ي تعاني ا�ضطرابات‪ ،‬ب ��ل ي�شمل الدول المجاورة له ��ا �أي�ضاً‪ .‬فلبنان‬ ‫والأردن مث�ل ً�ا‪ ،‬ف ��ي حاج ��ة ما�س ��ة ال ��ى ا�ستخ ��دام برمجي ��ات مراقب ��ة‬ ‫الح ��دود‪ ،‬كم ��ا �أن تد ّف ��ق النازحي ��ن �إل ��ى ه ��ذه ال ��دول يجعل م ��ن المهم‬ ‫ا�ستخ ��دام برامج التعقب حتى تتمكن هذه الدول من تقديم م�ستويات‬ ‫جي ��دة م ��ن الخدمات للنازحي ��ن‪ ،‬وكل هذه التقني ��ات مرتبطة مبا�شرة‬ ‫بقطاع االت�صاالت‪.‬‬ ‫ولفت ��ت رئي�س ��ة �شرك ��ة "�إريك�س ��ون ال�ش ��رق الأو�س ��ط و�أفريقي ��ا"‪ ،‬رافية‬ ‫�إبراهي ��م‪� ،‬إل ��ى �أن المنطق ��ة يمك ��ن �أن تق�س ��م �إل ��ى ‪� 3‬أ�س ��واق رئي�سي ��ة‪،‬‬ ‫وقال ��ت‪" :‬تتمثل الأ�سواق المتقدمة ف ��ي دول مجل�س التعاون با�ستثناء‬ ‫اليم ��ن‪ ،‬ون ��رى اتجاهاً م�شتركاً بينها يتمثل في �أن حركة بيانات الجيل‬ ‫الراب ��ع تجاوزت تل ��ك الم�سجلة للجيل الثالث‪ ،‬ونح ��ن الآن في مرحلة‬ ‫ا�ستك�شاف �آفاق الجيل الخام�س"‪ .‬و�أ�ضافت‪" :‬ت�ضم الأ�سواق التقدمية‬ ‫تركي ��ا ولبن ��ان والأردن وم�صر‪ ،‬ونرى فيها تف�ضي�ل ً�ا ل�شبكات الإنترنت‬ ‫الال�سلكي (واي فاي) على الإنترنت النقال العري�ض النطاق‪ ،‬وت�ستعد‬ ‫تركي ��ا‪ ،‬عل ��ى �سبي ��ل المث ��ل‪ ،‬لإط�ل�اق الجي ��ل الرابع‪ ،‬وق ��د �أطلقن ��ا هذا‬ ‫ال (‪ )...‬كم ��ا ن�شهد تف�ضي ً‬ ‫الجي ��ل ف ��ي لبنان فع ً‬ ‫ال ل�شب ��كات "واي فاي"‬ ‫عل ��ى الإنترن ��ت النقال العري� ��ض النطاق ف ��ي الأ�سواق النا�شئ ��ة‪ ،‬والتي‬ ‫ت�شمل العراق و�إثيوبيا وباك�ستان مث ً‬ ‫ال"‪.‬‬ ‫وعن ت�أثير تراجع �أ�سعار النفط في قطاع االت�صاالت‪� ،‬أو�ضحت ابراهيم‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫"خطط ��ت دول الخلي ��ج من ��ذ فت ��رة طويل ��ة لتنوي ��ع اقت�صاداته ��ا بهدف‬ ‫التعام ��ل م ��ع واقع �أن النف ��ط لي�س من الموارد المتج ��ددة‪ ،‬وبالتالي ال‬ ‫يمث ��ل تدفقاً م�ستدام� �اً للإيرادات‪ ،‬وتبحث دول التع ��اون مثل الإمارات‬ ‫وال�سعودي ��ة‪ ،‬في �سبل دفع عجل ��ة نمو االقت�صاد المعرفي‪ ،‬والذي تلعب‬ ‫تكنولوجي ��ا االت�ص ��االت في ��ه دوراً رئي�سياً"‪ .‬و�شدّدت عل ��ى �أن "م�ستقبل‬ ‫المجتم ��ع ال�شبكي يقوم بالكامل عل ��ى االت�صال والربط البيني وتطور‬ ‫الم ��دن الذكية‪ .‬وهو يعتمد عل ��ى قدرة �شبكات االت�صاالت على التعامل‬ ‫م ��ع التقنيات الم�ستقبلي ��ة‪ ،‬وت�ستثمر �شركات االت�ص ��االت في المنطقة‬ ‫ف ��ي تطوير بناه ��ا التحتية والجيل التالي من �شب ��كات االت�صال النقال‬ ‫تح�سباً للزيادة في حركة االت�صاالت النقالة وتنامي التناف�سية"‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫الفالح يتوقع �أن يتجاوز اال�ستثمار ال�صناعي الخليجي تريليون دوالر‬ ‫توقع وزير الطاقة وال�ص ��ناعة والثروة المعدنية متق ��دم ومتكام ��ل‪ ،‬يدع ��م �أه ��داف التنمية في‬ ‫وم�صالحها ذات المدى البعيد"‪،‬‬ ‫ال�س ��عودي خال ��د الفال ��ح �أن يزي ��د اال�س ��تثمار دول المجل�س‬ ‫ِ‬ ‫ال�ص ��ناعي الخليج ��ي على التريلي ��ون دوالر في معرب ًا عن "تطلعه في �إطار التكامل ال�ص ��ناعي‬ ‫دول مجل�س التعاون‬ ‫الع ��ام ‪ ،2020‬مقارنة بحوال ��ى ‪ 323‬مليار دوالر المن�ش ��ود الذي ر�سمه قادة ِ‬ ‫في ‪.2015‬‬ ‫لتحقي ��ق تقدم دول المجل�س ورفاهية �ش ��عوبها‪،‬‬ ‫و�أكد الفالح في كلمة �ألقاها اليوم خالل تد�شين ورفع م�س ��توى تناف�سية منتجاتنا ال�صناعية من‬ ‫موقع ريادي �ص ��ناعي قادر‬ ‫االجتماع ال‪ 42‬لوزراء ال�صناعة في دول مجل�س �أجل الو�ص ��ول �إل ��ى ٍ‬ ‫التع ��اون الخليج ��ي ف ��ي مق ��ر الأمان ��ة العام ��ة على المناف�سة عالمي ًا"‪.‬‬ ‫ف ��ي الريا� ��ض‪� ،‬أن دول الخليج تطم ��ح �إلى رفع وقال وزير الطاقة وال�ص ��ناعة والثروة المعدنية‬ ‫م�س ��اهمة القطاع ال�صناعي في ناتجها المحلي ال�س ��عودي �إن‪�" :‬إيماننا بدور القطاع ال�صناعي‬ ‫الإجمال ��ي �إل ��ى ‪ 25‬ف ��ي المئة‬ ‫ف ��ي تعزي ��ز فر� ��ص الإنم ��اء‬ ‫بحلول الع ��ام ‪ ،2020‬مقارنة بـ‬ ‫والتق ��دم زاد ق ��وة ال �س ��يما‬ ‫‪ 10‬في المئة فقط في ‪.2015‬‬ ‫بع ��د م ��رور اقت�ص ��ادات دولنا‬ ‫وق ��ال الفال ��ح رئي� ��س ال ��دورة‬ ‫بتحدي ��ات انخفا� ��ض �أ�س ��عار‬ ‫الحالية للجنة وزراء ال�صناعة‬ ‫النف ��ط والتباط�ؤ االقت�ص ��ادي‬ ‫ف ��ي مجل� ��س التع ��اون �إن‪:‬‬ ‫العالمي‪ ،‬باعتبار �أن ال�صناعة‬ ‫"التغيرات االقت�ص ��ادية التي‬ ‫مح ��رك ا�س ��تراتيجي ف ��ي‬ ‫ت�ش ��هدها منطق ُتن ��ا والعال ��م‬ ‫م�س ��يرتنا نحو تحقيق اقت�صاد‬ ‫تتطل ��ب م�ض ��اعف َة الجه ��د‬ ‫متنوع وم�س ��تدام ي�ضمن رخاء‬ ‫وزير الطاقة وال�صناعة والثروة‬ ‫لبناء قط � ٍ�اع �ص ��ناعي خليجي‬ ‫وازدهار مجتمعاتنا"‪.‬‬ ‫المعدنية ال�سعودي خالد الفالح‬

‫"موديز" تخ ّف�ض ت�صنيف دول خليجية‬ ‫خف�ض ��ت وكال ��ة "مودي ��ز" للت�ص ��نيف االئتمان ��ي‬ ‫ت�ص ��نيف كل م ��ن ال�س ��عودية والبحري ��ن وعم ��ان‪،‬‬ ‫بدعوى ت�أثر اقت�صاداتها بانخفا�ض �أ�سعار النفط‪.‬‬ ‫وخف�ض ��ت ت�ص ��نيف ال�س ��عودية م ��ن "‪� "A1‬إل ��ى‬ ‫"‪ "AA3‬باعتبار �أن هبوط �أ�سعار النفط �أدى �إلى‬ ‫"تراجع ت�صنيف" �أول م�صدّر للنفط في العالم‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ارت الوكالة �إلى �أن "النمو ال�ضعيف المرفق‬ ‫بمع ��دل اقترا� ��ض مرتفع وقلة الحواف ��ز الداخلية‬ ‫يع ّر�ضان ال�سعودية لتقلبات حادة"‪ .‬لكن "موديز"‬ ‫حافظ ��ت عل ��ى نظرته ��ا الم�س ��تقرة لل�س ��عودية‪،‬‬ ‫بخا�صة بعد خطط الريا�ض لتنويع �إقت�صادها‪.‬‬ ‫وخف�ض ��ت الوكالة �أي�ض� � ًا ت�ص ��نيف البحرين من‬ ‫"‪ "BA1‬ال ��ى "‪ "BA2‬م ��ع نظرة �س ��لبية ب�س ��بب‬ ‫تنام ��ي �إقترا�ض هذا البلد في ال�س ��نوات المقبلة‪.‬‬ ‫وخف�ض ��ت الوكال ��ة ت�ص ��نيف �س ��لطنة عم ��ان من‬ ‫"‪ "A3‬ال ��ى "‪ "BAA1‬م ��ع نظرة م�س ��تقرة بعد‬ ‫تراجع عائداتها من النفط‪.‬‬ ‫وفي ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪ ،2015‬تناولت وزارة‬

‫المال ال�س ��عودية قرار "�ستاندرد اند بورز" يومئذ‬ ‫بخف�ض الت�ص ��نيف االئتمان ��ي للمملكة �إلى "‪"A+‬‬ ‫م ��ع نظ ��رة م�س ��تقبلية �س ��لبية‪ ،‬م�ش ��يرة �إلى عدم‬ ‫اتفاقها مع المنهجية المتبعة في هذا التقويم من‬ ‫قبل "�ستاندرد �أند بورز"‪ ،‬ومعتبرة تقويم الوكالة‬ ‫"رد فعل مت�سرع ًا وغير مبرر وال ت�سنده الوقائع"‪.‬‬ ‫و�إنتقدت الوزارة الوكالة ال�س ��تنادها �إلى تغيرات‬ ‫�أ�س ��عار النفط العالمية م ��ن دون نظر �إلى عوامل‬ ‫�أ�سا�سية �إيجابية متعددة‪.‬‬ ‫ولفتت الوزارة في بيان �إلى وجود "�أ�ص ��ول �صافية‬ ‫تزي ��د ع ��ن ‪ 100‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن النات ��ج المحلي‬ ‫الإجمال ��ي و�إحتياط كبير من النقد الأجنبي‪ ،‬كما‬ ‫يوا�ص ��ل االقت�ص ��اد نموه الحقيقي بمعدل يتجاوز‬ ‫االقت�ص ��ادات المماثلة على رغم انخفا�ض �أ�سعار‬ ‫ال�س ��لع الأ�سا�سية‪ ،‬ي�ض ��اف �إلى ذلك ما ا ُتخذ من‬ ‫�إجراءات ل�ض ��بط �أو�ضاع المالية العامة ول�ضمان‬ ‫�أن تظ ��ل الأ�ص ��ول الداعمة للحفاظ عل ��ى المالية‬ ‫العامة في و�ضع قوي"‪.‬‬

‫الموجز الخليجي‬ ‫�أعلنت �شركة "العربية للطيران" (المنخف�ض‬ ‫الكلف���ة)‪ ،‬ارتفاع �أرباحها بن�سبة ‪ 34‬في المئة‪ ،‬في‬ ‫الرب���ع الأول م���ن �سن���ة ‪ ،2016‬لتبل���غ ‪ 31‬مليون‬ ‫دوالر‪ ،‬مدفوع���ة ب����أداء ق���وي وزي���ادة ف���ي ع���دد‬ ‫الم�سافرين‪.‬‬ ‫وقال����ت ال�شركة ف����ي بي����ان‪" :‬بلغ �صاف����ي �أرباح‬ ‫ال�شرك����ة خ��ل�ال الأ�شه����ر الثالث����ة المنتهي����ة ف����ي‬ ‫‪� 31‬آذار (مار�����س) ‪ 114 ،2016‬ملي����ون دره����م‬ ‫(‪ 31.06‬ملي����ون دوالر)‪ ،‬ما يمث����ل زيادة قدرها‬ ‫‪ 34‬ف����ي المئة‪ ،‬مقارنة بالفت����رة نف�سها من العام‬ ‫‪ ،2015‬والت����ي بل����غ �صاف����ي الأرب����اح فيه����ا ‪85‬‬ ‫مليون درهم"‪.‬‬ ‫و�أو�ضحت ال�شركة ومقره���ا ال�شارقة‪� ،‬أن عائداتها‬ ‫خ�ل�ال الرب���ع الأول م���ن ال�سنة الحالي���ة‪ ،‬بلغت نحو‬ ‫‪ 946‬ملي���ون دره���م "بنم���و ن�سبت���ه ‪ 7‬ف���ي المئة‬ ‫مقارن��� ًة بحجم عائداتها البال���غ ‪ 886‬مليون درهم‬ ‫خالل الفترة نف�سها م���ن العام الما�ضي"‪ ،‬و�سجلت‬ ‫حرك���ة الم�سافري���ن زي���ادة قدرها ‪ 17‬ف���ي المئة‪،‬‬ ‫لتبلغ ‪ 2.1‬مليون م�سافر‪.‬‬ ‫ق���ال وزير المالية ال�سعودي الدكتور �إبراهيم‬ ‫الع�س���اف �إن وزارت���ه �أنه���ت �إعداد موازن���ة الدولة‬ ‫للع���ام المال���ي المقب���ل‪ ،‬و�إن���ه ت���م عر�ضه���ا على‬ ‫المجل�س االقت�صادي الأعلى تمهيداً لعر�ضها على‬ ‫مجل����س ال���وزراء في القري���ب العاج���ل‪ .‬و�أ�شار �إلى‬ ‫�أنه عل���ى رغ���م �أن الموازنة �أُعدت ف���ي ظل ظروف‬ ‫اقت�صادي���ة ومالية دولي���ة تت�سم بالتح���دي �إال �أن‬ ‫المملكة ومنذ �سنوات طويلة اتبعت �سيا�سة مالية‬ ‫وا�ضحة ت�سي���ر عك�س الدورات االقت�صادية‪ ،‬بحيث‬ ‫ي�ستفاد من الفوائ�ض المالية المتحققة من ارتفاع‬ ‫الإيرادات العام���ة للدولة في بناء احتياطات مالية‬ ‫وتخفي����ض الدين العام مما يعط���ي عمقا ً وخطوط‬ ‫دفاع ي�ستفاد منها وق���ت الحاجة‪ ،‬وتم تنفيذ هذه‬ ‫وبي���ن �أنه عندم���ا تعر�ض‬ ‫ال�سيا�س���ة بنج���اح كبير‪ّ .‬‬ ‫العال���م للأزم���ة المالية عام ‪ 2008‬وم���ا تبعها من‬ ‫انخفا����ض كبير في الإيرادات ع���ام ‪ ،2009‬كانت‬ ‫المملك���ة ف���ي حينها م���ن �أقل ال���دول ت�أث���راً بتلك‬ ‫الأزمة‪.‬‬ ‫�أعلن���ت �شرك���ة "طي���ران الإم���ارات"‪ ،‬ارتفاع‬ ‫�أرباحه���ا ال�سنوي���ة للعام الما�ض���ي بن�سبة ‪ 56‬في‬ ‫المئة لت�صل الى ‪ 1.9‬مليار دوالر في ظل ارتفاع‬ ‫�أعداد الم�سافرين وانخفا�ض كلفة الوقود‪.‬‬ ‫و�أ�ش���ارت ال�شرك���ة ومقره���ا دب���ي‪� ،‬إل���ى تراج���ع‬ ‫عائداته���ا �أربع���ة في المئ���ة لتبل���غ ‪ 23.2‬مليار‬ ‫دوالر‪ ،‬عازي���ة ذل���ك ف���ي �ش���كل �أ�سا����س �إلى قوة‬ ‫الدوالر الأميركي مقارنة مع العمالت الوطنية في‬ ‫معظم �أ�سواقها‪.‬‬ ‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪15‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون خليجية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف الخليجي‬

‫بد�أت ال�سعودية في تخيل الحياة من دون النفط‬ ‫يب ��دو �أن المملك ��ة العربية ال�سعودية بد�أت ف ��ي و�ضع الخطط الالزمة تحوي�ل�ات نقدي ��ة مبا�ش ��رة �إل ��ى الأ�س ��ر ذات الدخ ��ل المنخف� ��ض وذات‬ ‫لحي ��اة ما بعد النف ��ط‪ .‬بعد تلميحات ولي ولي العهد الأمير محمد بن الدخ ��ل المتو�س ��ط‪ ،‬ف�إن التغيي ��ر ال يزال ُيع ّر�ض ال�شع ��ب ال�سعودي �إلى‬ ‫�سلم ��ان لموق ��ع "بلومبي ��رغ" �أفرجت الريا� ��ض في ‪ 25‬ني�س ��ان (�إبريل) تذبذب �أ�سعار الطاقة‪.‬‬ ‫ع ��ن "ر�ؤية ‪ ،"2030‬وهي خطة لتنوي ��ع �إقت�صادها وتقليل االعتماد على مع �إزدياد �أ�سعار �إ�ستهالك الطاقة تدريجاً‪ ،‬ف�إن الحكومة تخطط �أي�ضاً‬ ‫عائ ��دات النفط‪ .‬في حي ��ن �أن الخطة طويلة بالأفكار‪ ،‬وبالتالي تتطلب لإدخ ��ال ال�ضريب ��ة الم�ضافة على ال�سل ��ع الفاخرة بحل ��ول العام ‪.2018‬‬ ‫الكثي ��ر ووقت� �اً للتنفي ��ذ‪ ،‬ف� ��إن المقترح ��ات في ح ��ال تطبيقه ��ا يمكن �أن وه ��ذه ال�ضريب ��ة من �ش�أنها �أن تغ ّير الت ��وازن القائم من (ال) ال�ضرائب‬ ‫تجل ��ب �إ�صالح ��ات غي ��ر م�سبوق ��ة �إل ��ى الإقت�ص ��اد ال�سع ��ودي ‪ -‬وتغييراً �إل ��ى (ال) تمثي ��ل‪ ،‬لأن الحكومة ال�سعودية ل ��م تفر�ض �سابقاً �أي �ضريبة‬ ‫عميق� �اً ف ��ي المملك ��ة‪� .‬إن المخطط يعن ��ي �أو ًال وقبل كل �ش ��يء �أن بع�ضاً �أبداً على المواطنين‪ ،‬ب�إ�ستثناء ال�ضريبة الخيرية الإ�سالمية‪ .‬مثل هذا‬ ‫ف ��ي العائلة المالك ��ة ال�سعودية ُيدرك �أن الم�س ��ار الحالي للمملكة غير التغيي ��ر يمك ��ن �أن يثي ��ر المطالب العام ��ة بقدر �أكبر م ��ن الم�ساءلة‪� ،‬أو‬ ‫قابل للإ�ستمرار‪ ،‬و�أن التغيير‪� ،‬أو على الأقل ظهوره‪� ،‬صار �ضرورياً‪.‬‬ ‫غ�ضب ال�سكان غير المعتادين على ال�ضريبة‪ .‬وفي كلتا الحالتين‪ ،‬ف�إن‬ ‫�أو ًال‪ ،‬الإع�ل�ان عن �إفتت ��اح �شركة �أرامكو ال�سعودي ��ة‪� ،‬أكبر �شركة منتجة ذلك َي ِع ُد بتغيير في الو�ضع الراهن‪� ،‬إن لم يكن في العقد االجتماعي‪.‬‬ ‫للنف ��ط ف ��ي العال ��م‪� ،‬إل ��ى الإ�ستثم ��ار الخارج ��ي‪ ،‬يمك ��ن �أن ي�ساعد على التح ّوالت على الم�ستوى الإجتماعي تعك�س هذه التغيرات االقت�صادية‪.‬‬ ‫تحدي ��ث الم�ؤ�س�سة العمالقة وزيادة ال�شفافية في دفاترها‪� ،‬إ�ضافة �إلى لق ��د ج� � ّردت المحاك ��م ال�سعودي ��ة �أخي ��راً �شرط ��ة الأخ�ل�اق م ��ن �سلطة‬ ‫التدقي ��ق ال ��ذي �ستتعر� ��ض له‪ .‬ل ��م تك�ش ��ف المملكة العربي ��ة ال�سعودية �إعتقال ال�سعوديين ل�سلوك �أخالقي غير منا�سب‪ ،‬بما في ذلك اللبا�س‪،‬‬ ‫�أب ��داً ع ��ن �سجالتها المالية‪ .‬لفت ��ح ال�شركة المنتج ��ة للنفط المملوكة وه ��ي �إ�شارة �أولى �أخرى �إلى �إع ��ادة هيكلة �أ�سا�سية للعالقة بين الحاكم‬ ‫للدول ��ة لال�ستثم ��ار الخارج ��ي ف� ��إن الأم ��ر �س ��وف يتطلب الإف ��راج عن والمحك ��وم‪ .‬ل ��م يعد الح� � ّكام يوف ��رون ال�سلع والخدم ��ات للجمهور من‬ ‫الوثائ ��ق المالية و�سي�ستلزم الم�ساءلة للم�ساهمين‪ .‬في حين يتوقع �أن دون �أي تكلف ��ة‪ ،‬وربم ��ا ل ��م يعد ال�شع ��ب ال�سعودي عل ��ى �إ�ستعداد لتحمل‬ ‫يك ��ون حوال ��ي خم�سة في المئة م ��ن �شركة "�أرامك ��و" مفتوحة لتقديم التعبير ال�سيا�سي المحدود‪.‬‬ ‫العطاءات‪ ،‬ف�إن هذا قد يكون خطوة �أولى نحو م�ستقبل �أكثر �إ�ست�شرافاً ف ��ي حي ��ن �أن هذه الخطوات الأولية لم ي�سبق لها مثيل‪ ،‬ف�إنها قد تكون‬ ‫للمملكة العربية ال�سعودية‪.‬‬ ‫"عملي ��ة تجميل" �أي�ض� �اً‪� .‬إن �إ�ستراتيجية الحكوم ��ة ال�سعودية لتوزيع‬ ‫ثاني� �اً‪ ،‬تخط ��ط الحكوم ��ة ال�سعودية لنقل جزء من �صن ��دوق الإ�ستثمار النقد لتقليل وط�أة تخفي�ض الإعانات يمكن �أن يخفف من �أهمية هذه‬ ‫الع ��ام �إلى �صندوق ثروة �سيادي‪ .‬و�س ��وف ي�شمل الإنتقال تحويل ملكية التغيي ��رات‪ ،‬ف ��ي حين يمكن �أن تخف قوتها في غياب متابعتها من قبل‬ ‫�شرك ��ة �أرامك ��و ال�سعودي ��ة �إل ��ى �صن ��دوق الإ�ستثم ��ار‪ ،‬مم ��ا يجعل ��ه �أكبر الحكوم ��ة‪ .‬م ��ن ناحية �أخ ��رى‪ ،‬من الممك ��ن �أن ت�صل ه ��ذه المقترحات‬ ‫�صن ��دوق مال ��ي من نوعه في العال ��م‪ .‬من ناحيتهم يه ��دف ال�سعوديون �إل ��ى �شيء من �إعادة التفاو�ض على العقد االجتماعي‪ ،‬مما دفع البع�ض‬ ‫�إل ��ى ج ��ذب اال�ستثمارات وتنوي ��ع �إقت�صاد المملكة من خ�ل�ال فتح جزء �إل ��ى �أن يت�س ��اءل ما �إذا كانت هذه التغييرات �س ُتنهي الدولة الريعية‪� .‬إذا‬ ‫م ��ن ال�صندوق للم�ستثمرين المحليين والدوليين‪ .‬والق�صد من �إعادة �إ�ستطاع ��ت الأ�س ��رة المالكة �أن ُتبحر وتجتاز ه ��ذه المرحلة االنتقالية‪،‬‬ ‫الهيكل ��ة �أي�ضاً هو �إعداد المملك ��ة العربية ال�سعودية لحياة �أقل �إعتماداً ف�إنه قد يكون في الواقع �أول مرة في التاريخ تقوم دولة ريعية ناجحة‬ ‫عل ��ى عائ ��دات النف ��ط‪ ،‬وه ��و تح� � ّول ق ��ال الأمير محم ��د �أنه ق ��د يحدث عمداً ب�إزالة و�إلغاء م�ستوى الف�صل بين الحكام والمحكومين‪.‬‬ ‫بحل ��ول العام ‪ .2020‬وفي حي ��ن �أنه من المرجح �أن ي�ستغرق الأمر وقتاً في نهاية المطاف‪� ،‬إن معدل ال�ضرائب الذي �سيكون ال�شعب ال�سعودي‬ ‫�أط ��ول بكثي ��ر له ��ذه الإ�صالح ��ات �أن تب ��د�أ‪ ،‬قب ��ل �أن ت�ؤت ��ي ثماره ��ا‪ ،‬ف�إن عل ��ى �إ�ستع ��داد �أن يتحمل ��ه ودرج ��ة الحري ��ة الت ��ي �ستك ��ون الحكوم ��ة‬ ‫الإق ��رار العلن ��ي وااللتزام بتنوي ��ع الإقت�صاد يك�شف ع ��ن لهجة جديدة‪ ،‬ال�سعودي ��ة م�ستع ��دة �أن تمنحها ما زال يكتنفهم ��ا الغمو�ض‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫ويقترح الإعتراف بواقع جديد‪.‬‬ ‫�إذا �إ�ستط ��اع ال�سعوديون �إنجاح �إ�ستراتيجي ��ة تعمل على زيادة ال�شفافية‬ ‫ت�أت ��ي المقترح ��ات ال�سعودي ��ة ف ��ي �أعقاب عملي ��ة �إ�ص�ل�اح داخلية مهمة والم�ساءل ��ة بينم ��ا تحر� ��ص عل ��ى المزي ��د م ��ن عائ ��دات النف ��ط الآن‬ ‫بالمث ��ل لدع ��م الطاقة‪ .‬ف ��ي كان ��ون الأول (دي�سمبر) الما�ض ��ي‪� ،‬أطلقت لال�ستثمار في م�ستقبل �أكثر تنوعاً‪ ،‬ف�إنهم في هذه الحالة قد يمهّدون‬ ‫الحكوم ��ة خطة خم�سية لرفع �أ�سعار الوقود والطاقة المحلية‪ ،‬بما في الطري ��ق لإنتقال �سل�س‪ .‬ومع ذل ��ك‪ ،‬اذا �إ�ستمروا في زرع القدمين بقوة‬ ‫ذل ��ك الكهرب ��اء‪ ،‬وه ��ي خطوة كانت ُتعتب ��ر في ال�سابق خ ��ارج البحث في ف ��ي ال�سيا�س ��ات ال�سابقة ‪� -‬إيجارات الموارد والقم ��ع – ف�إنهما على حد‬ ‫المملكة‪ ،‬حيث �إعتاد ال�سكان منذ فترة طويلة على الطاقة المدعومة‪� .‬سواء قد ي�أتيان بنتائج عك�سية‪.‬‬ ‫ف ��ي حين تن ��وي الحكومة تخفيف الأل ��م من �إرتفاع �أ�سع ��ار الطاقة مع‬ ‫الريا�ض ‪ -‬راغب ال�شيباني‬

‫‪14‬‬

‫العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫‪� 3‬آالف �شقة تدخل ال�سوق العقارية في �أبوظبي‬ ‫ُيتوق ��ع �أن ت�ش ��هد ال�س ��وق العقارية ف ��ي �أبوظبي‬ ‫�إ�ض ��افة نحو ثالثة �آالف �ش ��قة جديدة وت�س ��ليم‬ ‫�ألف فيال خالل الع ��ام الحالي‪ ،‬ليرتفع �إجمالي‬ ‫العقارات في المدينة �إلى �أكثر من ‪� 240‬ألف ًا‪.‬‬ ‫و�أكدت �ش ��ركة "�أ�س ��تيكو" العقاري ��ة في تقرير‬ ‫�أ�ص ��درته �أخي ��ر ًا بالتزامن مع �إفتتاح م�ؤ�س�س ��ة‬ ‫"هيت�شز �أند غليت�شز" المتخ�ص�صة في �صيانة‬ ‫المن�ش� ��آت والمنازل التابع ��ة لمجموعة "فارنك‬ ‫غروب"‪ ،‬فرعها الجديد في �أبوظبي‪� ،‬أن ال�سوق‬ ‫العقارية �ش ��هدت عام ‪� 2014‬إ�ضافة �أربعة �آالف‬ ‫�شقة �سكنية و‪ 1500‬فيال‪ ،‬ما رفع الإجمالي �إلى‬ ‫نحو ‪� 238‬ألف ًا‪.‬‬ ‫و�أعلن ��ت "هيت�ش ��ز �أن ��د غليت�ش ��ز" �أن فرعه ��ا‬ ‫الجدي ��د في �أبوظبي ي�أتي لتلبية الطلب المزايد‬ ‫عل ��ى حل ��ول ال�ص ��يانة الم�س ��تدامة للمن ��ازل‬ ‫والمن�ش�آت‪.‬‬ ‫وق ��ال مدي ��ر العمليات فيه ��ا لوكا� ��س �إيغنمان‪،‬‬ ‫�إن التقاري ��ر العقارية ال�ص ��ادرة خ�ل�ال الدورة‬ ‫الأخيرة من معر�ض "�س ��يتي �س ��كايب" �أظهرت‬ ‫�أن متو�س ��ط العائ ��د ال�س ��نوي للم�س ��تثمرين في‬ ‫عق ��ارات �أبوظب ��ي خالل الرب ��ع الأول من العام‬ ‫الحال ��ي م ��ا زال ف ��ي ح ��دود �س ��تة ف ��ي المئة‪،‬‬

‫م�ش ��ير ًا �إلى كونها ن�س ��بة جيدة قيا�س ًا �إلى حالة‬ ‫اال�س ��تقرار في ال�س ��وق‪ .‬وتوقع �أن ت�ساهم زيادة‬ ‫المعرو� ��ض م ��ن الوحدات ال�س ��كنية ف ��ي تعزيز‬ ‫تناف�سية �سوق الإيجارات ال�سكنية‪.‬‬ ‫و�أو�ض ��ح �أن �أ�ص ��حاب العق ��ارات القديم ��ة �أو‬ ‫المدارة في �شكل �س ��يىء �سيجدون �أنف�سهم في‬ ‫و�ضع �أ�صعب كثير ًا من غيرهم خ�صو�ص ًا عندما‬ ‫يب ��د�أ العر�ض بالتف ��وق على الطلب في ال�س ��وق‬ ‫العقاري ��ة ف ��ي �أبوظب ��ي‪ ،‬ويب ��د�أ الم�س ��ت�أجرون‬ ‫الج ��دد بالتركيز عل ��ى جودة المباني ال�س ��كنية‬ ‫المعرو�ضة ب�أ�سعار منا�سبة‪.‬‬ ‫و�أكد مدير العمليات في "هيت�ش ��ز �أند غليت�شز"‬ ‫ف ��ي �أبوظب ��ي‪� ،‬س ��عيد �أبو �ص ��الح‪� ،‬أن ال�ش ��ركة‬ ‫نجحت في قيا�س الطل ��ب المتوقع على خدمات‬ ‫ال�ص ��يانة عب ��ر �إحت�س ��اب ع ��دد الزي ��ارات في‬ ‫الموق ��ع الإلكترون ��ي التفاعل ��ي لل�ش ��ركة ال ��ذي‬ ‫ي�س ��مح لمالك العق ��ارات بتقديم ا�ستف�س ��ارات‬ ‫عامة �أو طلب خدمات الدعم الفـــوري‪ ،‬م�ش ��ير ًا‬ ‫�إلى �أن ال�ش ��ركة تعمل حالي ًا علــــى �ص ��يانة �أكثر‬ ‫من ‪ 400‬وحدة �س ��كنية فـــي �أبوظب ��ي‪ ،‬ومتوقع ًا‬ ‫ارتفاع العدد في �شكل كبير بالتزامن مع افتتاح‬ ‫المكتب الجديد‪.‬‬

‫خطوات ا�ستباق ّية للإمارات لتطوير �سيا�ساتها المال ّية والنقد ّية‬

‫�أكد �ص ��ندوق النق ��د الدولي �أن دول ��ة الإمارات‬ ‫العربي ��ة المتح ��دة ت�س ��ير بخط ��ى ثابت ��ة عل ��ى‬ ‫طري ��ق النمو واالزدهار‪ ،‬م�س ��تندة في ذلك �إلى‬ ‫مقوم ��ات اال�س ��تقرار المال ��ي والنق ��دي ال ��ذي‬ ‫تقوده الحكوم ��ة والتزامها بتعزيز مكانة الدولة‬ ‫عل ��ى م�س ��توى المنطقة والعالم‪ .‬و�أ�ش ��ار �إلى �أن‬ ‫الإم ��ارات تمكنت في الع ��ام ‪ ،2015‬من تحقيق‬ ‫نمو يعادل �ضعف نمو �إقت�صادات منطقة اليورو‪.‬‬ ‫ون ّوه ��ت بعث ��ة لل�ص ��ندوق الت ��ي زارت �أبو ظبي‬ ‫�أخير ًا‪ ،‬بجهود دول ��ة الإمارات الحثيثة في دعم‬ ‫النم ��و الم�س ��تدام وخطواته ��ا اال�س ��تباقية نحو‬ ‫تطوير ال�سيا�س ��ات المالية والنقدية و�سيا�سات‬ ‫االقت�ص ��اد الكلي للدولة‪ .‬وقد ا�ست�ضافت وزارة‬ ‫المال ف ��ي �أبو ظبي‪ ،‬بعثة ال�ص ��ندوق الخا�ص ��ة‬ ‫بم�ش ��اورات الم ��ادة الرابع ��ة ف ��ي �ش� ��أن تقويم‬ ‫الأداء المال ��ي واالقت�ص ��ادي لل ��دول الأع�ض ��اء‬

‫بين ‪ 26‬ني�س ��ان (�أبري ��ل) و‪ 9‬الجاري‪ ،‬والرامية‬ ‫�إل ��ى االطالع على �أهم الإنجازات وال�سيا�س ��ات‬ ‫المالي ��ة الداعم ��ة لالقت�ص ��اد الوطن ��ي‪ ،‬الت ��ي‬ ‫اتخذتها الوزارة خالل الفترة الما�ضية‪.‬‬ ‫و�أك ��د وكيل وزارة الم ��ال يون�س حاجي الخوري‪،‬‬ ‫خ�ل�ال لقائه البعثة‪" ،‬متان ��ة العالقات الثنائية‬ ‫في م ��ا يتعل ��ق بتطوي ��ر ال�سيا�س ��ات المالية في‬ ‫الإمارات‪ ،‬ال �سيما م�ش ��اورات المادة الرابعة"‪.‬‬ ‫وقال‪" :‬تحر�ص الوزارة على فتح قنوات للتوا�صل‬ ‫والم�ش ��اورات مع الخبراء والمتخ�ص�ص ��ين في‬ ‫�ص ��ندوق النق ��د والم�ؤ�س�س ��ات التابعة ل ��ه‪ ،‬لما‬ ‫له ��ا من �أهمي ��ة في تطوير �آلي ��ات العمل المالي‬ ‫الحكوم ��ي‪ ،‬والتعرف �إلى �أف�ض ��ل الممار�س ��ات‬ ‫في ه ��ذا المجال على ال�ص ��عيد العالمي‪ ،‬والتي‬ ‫م ��ن �ش� ��أنها تعزيز ال�سيا�س ��ة المالي ��ة للحكومة‬ ‫االتحادية ودعم االقت�صاد الكلي في الدولة"‪.‬‬

‫�أعلن وكيل وزارة االقت�صاد الإماراتي ل�ش�ؤون‬ ‫التج���ارة الخارجية وال�صناعة عب���داهلل �آل �صالح‪� ،‬أن‬ ‫حجم اال�ستثمارات الإماراتية المتنامية في الأردن‬ ‫"يزيد عل���ى ‪ 15‬مليار دوالر‪ ،‬فيم���ا تجاوزت قيمة‬ ‫التبادل التجاري ‪ 3‬مليارات درهم �سنويا ً"‪.‬‬ ‫وقال �آل �صال���ح في �إحتفال نظم���ه رئي�س مجل�س‬ ‫رجال الأعم���ال الأردني في �أبو ظب���ي محمد �صايل‬ ‫المعايطة ف���ي العا�صم���ة الإماراتية‪ ،‬ف���ي منا�سبة‬ ‫م���رور ع�ش���ر �سني���ن عل���ى ت�أ�سي����س المجل����س‪،‬‬ ‫�أن العالق���ات الأردني���ة ‪ -‬الإماراتي���ة "�شه���دت‬ ‫تط��� ّورات ملحوظة في ال�سن���وات الأخيرة‪ ،‬مدعومة‬ ‫بم�شاري���ع ومب���ادرات واتفاق���ات‪ ،‬كان له���ا الدور‬ ‫الأب���رز في تدفّ ���ق الحركة اال�ستثماري���ة والتجارية‬ ‫واالقت�صادية بين البلدين"‪.‬‬ ‫�صرح ناطق با�سم مجموعة بن الدن ال�سعودية‬ ‫للمقاوالت ب����أن ال�شركة التي عانت �ضغوطا ً مالية‬ ‫ت�سببت بت�أخ���ر رواتب عمالته���ا‪� ،‬صرفت الرواتب‬ ‫المت�أخرة لع�شرة �آالف موظف‪.‬‬ ‫وامتن���ع الناطق ع���ن الخو�ض ف���ي التفا�صيل عن‬ ‫الو�ضع المالي لل�شركة وما �إذا كانت ال تزال هناك‬ ‫رواتب �أخرى مت�أخرة لعاملين �آخرين‪.‬‬ ‫وب���ن الدن واحدة م���ن كبرى ال�ش���ركات ال�سعودية‬ ‫وم���ن كبرى �ش���ركات البن���اء في ال�ش���رق الأو�سط‪.‬‬ ‫وتقول �صفحة مجموعة بن الدن في موقع "لينكد‪.‬‬ ‫�إن" االلكترون���ي �إن مجم���وع العاملين فيها يقارب‬ ‫‪� 200‬أل���ف عامل‪ .‬وخ�ل�ال اال�شه���ر الأخيرة تكررت‬ ‫حاالت تجمع ع�شرات العاملين �أمام مكاتب لل�شركة‬ ‫في ال�سعودية للمطالب���ة بم�ستحقات مت�أخرة‪ ،‬كما‬ ‫�سرح���ت المجموعة ع�ش���رات الآالف م���ن العاملين‪.‬‬ ‫وق���ال م�س����ؤول كبير ف���ي المجموع���ة �إن الحكومة‬ ‫�سمح���ت ب�إع���ادة ت�صني���ف ال�شرك���ة وعودتها �إلى‬ ‫تنفيذ الم�شاريع الحكومية‪.‬‬ ‫وف���ي �أيل���ول (�سبتمب���ر) من الع���ام الما�ض���ي �أمر‬ ‫العاه���ل ال�سع���ودي الملك �سلمان ب���ن عبد العزيز‬ ‫بوقف ت�صنيف مجموعة بن الدن ومنعها من دخول‬ ‫م�شاريع جديدة بعد حادث �سقوط رافعة في الحرم‬ ‫المكي �أودى بحياة ‪� 107‬أ�شخا�ص‪.‬‬ ‫بل���غ اجمال���ي الحرك���ة الجوي���ة لمط���ار الملك‬ ‫عبدالعزي���ز ف���ي جدة خ�ل�ال الربع الأول م���ن العام‬ ‫الحال���ي ‪ ،2016‬حوالى ‪ 8.5‬ماليين راكب داخلي‬ ‫ودولي‪.‬‬ ‫وبلغ مجموع الركاب القادمي���ن والمغادرين خارج‬ ‫المملك���ة نح���و ‪ 5.7‬ماليي���ن راكب خ�ل�ال الأ�شهر‬ ‫الثالث���ة الأول���ى من الع���ام الحال���ي‪ ،‬منهم ‪2.81‬‬ ‫ملي���ون لركاب الرح�ل�ات المخ�ص�ص���ة للمعتمرين‪،‬‬ ‫وحوالى ‪ 2.91‬مليون راكب لركاب باقي الرحالت‬ ‫الدولية على الخطوط المحلية واالجنبية‪.‬‬

‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪17‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون خليجية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫المفكرة الخليجية‬

‫التح ّول �إلى ما بعد النفط يتطلب كفاءة في الإنتاج والإ�ستهالك والت�سعير‬ ‫تتزاي ��د الخط ��ط والدعوات في البل ��دان المنتجة للنف ��ط �إلى التح ّول‬ ‫م ��ن ع�ص ��ر االعتم ��اد عل ��ى عوائ ��د النف ��ط كم�ص ��در وحيد للدخ ��ل �إلى‬ ‫م�ص ��ادر �أخ ��رى تعتم ��د �إعتم ��اداً كلي� �اً عل ��ى القطاع ��ات الإقت�صادي ��ة‬ ‫الرئي�سية‪ ،‬وعلى ر�أ�سها القطاع ال�صناعي والمالي لدى بع�ض الأ�سواق‪،‬‬ ‫�إل ��ى جان ��ب تعزي ��ز قدرتها على ج ��ذب اال�ستثم ��ارات الخارجية‪ .‬وتبدو‬ ‫فك ��رة التح ��ول وخطط التخل�ص من هيمنة النفط على الن�سبة الأكبر‬ ‫من م�صادر الدخل لدى عدد كبير من الدول المنتجة‪ ،‬جيدة وجديرة‬ ‫باالهتم ��ام والبح ��ث في �ش ��كل دائم للخ ��روج ب�أف�ضل الحل ��ول الممكنة‬ ‫والت ��ي تتنا�س ��ب وكل دول ��ة‪ ،‬وكل اقت�ص ��اد‪ ،‬وكل قط ��اع لدي ��ه الإمكانات‬ ‫للتط ��ور والت�أقلم مع التطورات المالية واالقت�صادية على الم�ستويين‬ ‫الإقليمي والعالمي‪.‬‬ ‫و�أك ��د تقري ��ر ل�شرك ��ة "نف ��ط اله�ل�ال" �أن "عند الم�ست ��وى الحالي من‬ ‫الح ��راك ل ��دى ال ��دول المنتجة للنفط ف ��ي �سبيل تنوي ��ع م�صادر‬ ‫الدخل‪ ،‬ف�إن طريق النجاح يتطلب م�صادر وعوائد مالية‬ ‫�ضخم ��ة‪ ،‬كم ��ا تتطل ��ب خط ��ط التنوي ��ع االقت�صادي‬ ‫ا�ستمرار الإيرادات ال�ضخمة �إلى فترة متو�سطة‬ ‫�أو طويل ��ة الأم ��د‪ ،‬وذل ��ك لإتاح ��ة الفر�ص ��ة‬ ‫الختبار كاف ��ة القطاع ��ات االقت�صادية الأكثر‬ ‫كف ��اءة والأكث ��ر ق ��درة عل ��ى تحقي ��ق النج ��اح‬ ‫المطل ��وب والعوائ ��د المنا�سب ��ة والت ��ي يمكن‬ ‫�أن ت�ش ��كل بدي�ل ً�ا منا�سباً من النف ��ط‪� ،‬آخذين‬ ‫باالعتبار �سيطرة الحكومات على قطاع النفط‬ ‫وق ��رارات وخطط البي ��ع واال�ستثم ��ار والإنفاق"‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف‪�" :‬ستحم ��ل خط ��ط التنوي ��ع المقترح ��ة‬ ‫ل ��دى الكثير من ال ��دول تراجع ال ��دور الحكومي ل�صالح‬ ‫القطاع الخا�ص‪ ،‬وبالتالي تراجع قدرة الدول على التحكم بمفا�صل‬ ‫االقت�ص ��اد و�إدارت ��ه في ظروف التراجع واالنتعا� ��ش‪� ،‬إ�ضافة �إلى تراجع‬ ‫قدرتها م ��ن الإنفاق على الم�شاريع التنموية وم�شاريع البنية التحتية‬ ‫من دون توفر البديل الكف�ؤ"‪.‬‬ ‫و�أك ��د �أن "التحفيز االقت�صادي با�ستخدام عوائد النفط �سيبقى الثابت‬ ‫الوحي ��د ف ��ي محي ��ط م ��ن التغي ��رات المت�سارعة ول ��ن ي�ش ��كل التحفيز‬ ‫االقت�ص ��ادي للقطاعات االقت�صادية الرئي�سية‪ ،‬بدي ً‬ ‫ال من قطاع النفط‬ ‫والغ ��از ول ��ن تتحقق خطط التحفيز �إال من خالل تحفيز قطاع النفط‬ ‫والغاز على م�ستوى كفاءة الإنتاج واال�ستهالك وكفاءة الت�سعير‪ ،‬وذلك‬ ‫م ��ن خالل �إيجاد �سقوف دنيا لإنخفا�ض الأ�سعار‪ ،‬والتي ت�شكل الحدود‬ ‫الدني ��ا المقبول ��ة من قب ��ل الدول المنتج ��ة للإ�ستمرار ف ��ي اال�ستثمار‬ ‫والتنقيب واال�ستك�شاف والإنتاج"‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار التقري ��ر �إل ��ى �أن "تحفي ��ز القطاع ��ات االقت�صادي ��ة الأخرى لن‬ ‫يك ��ون عل ��ى ح�س ��اب تراج ��ع اال�ستثم ��ارات ف ��ي قط ��اع النف ��ط والغ ��از‪،‬‬

‫‪16‬‬

‫العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫�س ��واء كان ذل ��ك خ�ل�ال مراح ��ل التحفي ��ز �أو بعده ��ا‪� ،‬إذ �إن المي ��زة التي‬ ‫توفرها عوائد النفط �شكلت وما زالت ت�شكل �أحد �أهم الم�صادر الآمنة‬ ‫والم�ستق ��رة والمتزايدة والت ��ي يحتاجها �أي اقت�صاد لكي ينمو ويتطور‬ ‫ويحقق النمو االقت�صادي ال�شامل في حال ا�ستخدام هذه العوائد لرفع‬ ‫الكف ��اءة االقت�صادي ��ة وتح�سي ��ن الخب ��رات العلمي ��ة والعملي ��ة والتقنية‬ ‫للم ��وارد الب�شري ��ة والت ��ي يع� � ّول عليها قي ��ادة خطط التط ��ور والتحول‬ ‫بكفاءة في الظروف كافة"‪.‬‬ ‫و�إ�ستعر� ��ض التقري ��ر �أبرز الأحداث في قطاع النفط والغاز في منطقة‬ ‫الخليج‪ ،‬ففي الإمارات‪� ،‬أعلنت "دانة غاز" نتائجها المالية للربع الأول‬ ‫م ��ن الع ��ام الحال ��ي‪ .‬وعلى رغ ��م التحديات الت ��ي واجهت قط ��اع النفط‬ ‫والغ ��از العالم ��ي نتيج ��ة انخفا� ��ض الأ�سع ��ار‪ ،‬بل ��غ �صافي �أرب ��اح ال�شركة‬ ‫خ�ل�ال الرب ��ع الأول ‪ 6‬ماليين دوالر مقارنة بـ‪ 12‬مليوناً العام الما�ضي‪،‬‬ ‫و�سج ��ل �إجمال ��ي �إيراداتها ‪ 82‬ملي ��ون دوالر‪ ،‬و�إجمالي �أرباحها ‪22‬‬ ‫مليوناً‪.‬‬ ‫وك�شف ��ت م�صادر �أن "جينكو �سوالر" ال�صينية و"�إي‬ ‫دي �أف" الفرن�سي ��ة م ��ن بي ��ن ‪ 5‬مناف�سي ��ن عل ��ى‬ ‫المرحل ��ة الثالثة في م�ش ��روع لمجمع للطاقة‬ ‫ال�شم�سي ��ة ف ��ي دب ��ي �ستبلغ قدرت ��ه الإجمالية‬ ‫‪� 5‬آالف ميغ ��اواط‪ .‬وقال ��ت الم�ص ��ادر �أن "�إي‬ ‫دي �أف" تدخ ��ل المناف�س ��ة ف ��ي �إط ��ار اتح ��اد‬ ‫م ��ع "نبرا�س" للطاقة القطري ��ة‪ ،‬م�شيرة �إلى‬ ‫�أن ال�ش ��ركات المناف�س ��ة الأخرى على المرحلة‬ ‫الثالثة لم�شروع "مجمع ال�شيخ محمد بن را�شد‬ ‫�آل مكت ��وم للطاقة ال�شم�سية" ال ��ذي تطرحه "هيئة‬ ‫كهرباء ومياه دبي" هي "�أكوا باور" ال�سعودية و"م�صدر"‪،‬‬ ‫الت ��ي تتخذ م ��ن �أبو ظبي مقراً‪ ،‬واتحاد �ش ��ركات تقوده "ماروبيني"‬ ‫اليابانية‪ .‬وت�ضيف المرحلة الثالثة ‪ 800‬ميغاواط للمجمع‪.‬‬ ‫وف ��ي قط ��ر‪� ،‬أعلن ��ت "ايه بي مول ��ر مير�سك" الدنماركي ��ة �أنها قد تفقد‬ ‫حق ً‬ ‫ال قطرياً طاقته ‪� 300‬ألف برميل يومياً‪ ،‬هو �أكبر �أ�صولها النفطية‬ ‫المنتج ��ة‪ ،‬و�أنه ��ا ق ��د ال تعو�ض الإنت ��اج ب�شراء �أ�صول �أخ ��رى‪ .‬وما زالت‬ ‫المجموع ��ة الت ��ي ب�سطت هيكل �أعمالها �أخي ��راً‪ ،‬تعتبر "مير�سك �أويل"‬ ‫ن�شاطاً �أ�سا�سياً لها‪ ،‬وكان ُيتوقع ل�سنوات �أن يكون الحقل القطري جزءاً‬ ‫م ��ن ه ��ذا التوجه و�أن تج ��دد "مير�سك" اتف ��اق الإنت ��اج البالغة مدته‬ ‫‪ 25‬عام� �اً‪ ،‬عندم ��ا تنق�ض ��ي الرخ�ص ��ة ع ��ام ‪ .2017‬ولك ��ن قط ��ر فاج� ��أت‬ ‫ال�شرك ��ة الع ��ام الما�ض ��ي بطرح عطاء لحق ��ل "ال�شاهين" ال ��ذي ت�شغله‬ ‫"مير�س ��ك" من ��ذ العام ‪ .1992‬وبلغ ��ت ح�صة "مير�سك �أويل" من �إنتاج‬ ‫حق ��ل "ال�شاهي ��ن" ‪� 164‬ألف برميل يومياً خ�ل�ال الربع الأول من العام‬ ‫الحالي‪� ،‬أي نحو ن�صف �إجمالي ح�ص�ص �إنتاج ال�شركة البالغة ‪� 350‬ألف‬ ‫برميل يومياً وكان الحقل �أكبر م�ساهم في محفظتها‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫فرن�سا تفوز بعقد لبناء غوا�صات الجيل التالي لأو�ستراليا‬ ‫ظفرت مجموعة "دي �س ��ي ان ا�س" الفرن�س ��ية‬ ‫بعق ��د هائل قدرت قيمته ب� �ـ‪ 34‬مليار يورو لبناء‬ ‫الجي ��ل التال ��ي م ��ن الغوا�ص ��ات االو�س ��ترالية‪،‬‬ ‫متفوق ��ة بذل ��ك عل ��ى مناف�س ��يها االلمان ��ي‬ ‫والياباني‪.‬‬ ‫و�أعل ��ن رئي� ��س ال ��وزراء االو�س ��ترالي مالكول ��م‬ ‫تورنب ��ول ان "العر�ض الفرن�س ��ي و ّف ��ر القدرات‬ ‫الف�ضلى لتلبية الحاجات الفريدة لأو�ستراليا"‪،‬‬ ‫ف ��ي خت ��ام �آلي ��ة ا�س ��تدراج عرو�ض ا�س ��تغرقت‬ ‫�سنوات عدة‪.‬‬ ‫فف ��ي �ش ��باط (فبراي ��ر)‪� ،‬أق ��رت او�س ��تراليا‬ ‫زي ��ادة كبيرة ف ��ي موازن ��ة الدفاع لال�س ��تجابة‬ ‫لال�شكاليات الجيو�سيا�سية في �آ�سيا ‪ -‬المحيط‬ ‫الهادئ‪ .‬وتبدي كانبيرا قلق ًا من طموحات بكين‬ ‫في بحر ال�صين الجنوبي‪.‬‬ ‫و�أطل ��ق �أحيان ًا على هذا العق ��د بقيمة ‪ 50‬مليار‬ ‫دوالر �أو�س ��ترالي (‪ 34,5‬ملي ��ار ي ��ورو) "عق ��د‬ ‫القرن"‪ ،‬وهو في الواقع عقد الدفاع اال�ض ��خم‬ ‫توقعه او�ستراليا‪.‬‬ ‫وتتعلق ال�صفقة بـ ‪ 12‬غوا�صة عابرة للمحيطات‬ ‫من "طراز �شورتفين باراكودا بلوك ‪� 1‬إي" وزن‬ ‫الواحدة منها �أكثر من �أربعة �آالف طن يفتر�ض‬ ‫ان تحل مح ��ل الغوا�ص ��ات التقليدي ��ة (العاملة‬ ‫بالدي ��زل �أو الكهرب ��اء) من ط ��راز كولينز التي‬ ‫تع ��ود ال ��ى ت�س ��عينات الق ��رن الفائ ��ت‪ ،‬والت ��ي‬ ‫يفتر�ض وقف ت�شغيلها �إعتبار ًا من ‪.2026‬‬ ‫و�صرح تورنبول في م�ؤتمر �صحافي في �أديالييد‬

‫حيث �س ��تبنى الغوا�ص ��ات‪" :‬انه م�ش ��روع وطني‬ ‫حي ��وي"‪ ،‬مو�ض ��ح ًا ان تو�ص ��ية لجن ��ة درا�س ��ة‬ ‫العرو�ض "ال يحتمل لب�س ًا"‪.‬‬ ‫ور�أت الرئا�س ��ة الفرن�س ��ية في بيان �أن "اختيار‬ ‫�أو�س ��تراليا فرن�سا و"دي �س ��ي ان ا�س" �شريكين‬ ‫لبن ��اء ‪ 12‬غوا�ص ��ة ق ��رار تاريخي"‪ .‬و�أ�ض ��افت‬ ‫ان ��ه "ي�ش ��كل تقدم� � ًا تاريخي� � ًا ف ��ي ال�ش ��ركة‬ ‫اال�س ��تراتيجية بين البلدين اللذين �س ��يتعاونان‬ ‫ط ��وال ‪� 50‬س ��نة عل ��ى العن�ص ��ر الرئي�س ��ي في‬ ‫ال�سيادة‪ ،‬اال وهو قدرة الغوا�صات"‪.‬‬ ‫وتناف�س ��ت مجموعة الدفاع البحري الفرن�س ��ية‬ ‫الت ��ي تملكه ��ا الدول ��ة ومجموع ��ة "تالي� ��س"‬ ‫م ��ع مجموع ��ة "ت ��ي ك ��ي ام ا� ��س" االلماني ��ة‬ ‫وكون�سور�س ��يوم تق ��وده �ش ��ركة "ميت�سوبي�ش ��ي‬ ‫هاف ��ي �إند�س ��تريز" وال ��ذي تدعم ��ه الحكوم ��ة‬ ‫اليابانية‪ .‬ويبدو ان العر�ض الياباني كان يحظى‬ ‫باالف�ض ��لية في البدء‪ ،‬مع ابراز طوكيو �شركتها‬ ‫االقليمية مع او�ستراليا‪.‬‬

‫رئي�س الوزراء االو�سترالي مالكولم تورنبول‬

‫�ألمانيا تعتزم �إنفاق ‪ 93.6‬مليار يورو على الالجئين‬ ‫ذكرت مجلة "دير �شبيغل" الأ�سبوعية الألمانية‬ ‫نق ًال عن م�س ��ودة من وزارة المال االتحادية في‬ ‫�ش� ��أن مفاو�ض ��ات مع الواليات ال�ست ع�شرة في‬ ‫البالد‪� ،‬أن الحكوم ��ة الألمانية تتوقع �إنفاق نحو‬ ‫‪ 93.6‬ملي ��ار يورو حتى نهاي ��ة ‪ 2020‬على �أزمة‬ ‫الالجئين‪.‬‬ ‫وقالت "دير �ش ��بيغل" �إن ح�سابات وزارة المال‬ ‫�ش ��ملت نفق ��ات الإقام ��ة ودم ��ج الالجئي ��ن في‬ ‫المجتمع‪� ،‬إ�ضافة �إلى معالجة الأ�سباب الأ�صيلة‬ ‫لفرار النا�س من مناطق ال�صراع‪.‬‬ ‫و�أو�ض ��ح التقري ��ر �أن الم�س� ��ؤولين اعتم ��دوا في‬

‫تقديراته ��م لتل ��ك النفقات على توق ��ع �أن ‪600‬‬ ‫�أل ��ف مهاجر �سي�ص ��لون هذا العام ف�ض�ل ً�ا‪ ،‬عن‬ ‫و�ص ��ول ‪� 400‬ألف العام المقب ��ل‪ ،‬و‪� 300‬ألف في‬ ‫كل ع ��ام يليه‪ .‬وتوق ��ع التقري ��ر �أن ‪ 55‬في المئة‬ ‫من الالجئين الم�سجلين �سيكون لديهم وظائف‬ ‫بعد خم�س �س ��نوات‪ .‬ورف�ض ناطق با�س ��م وزارة‬ ‫الم ��ال التعليق على الأرقام‪ ،‬لكنه �أ�ش ��ار �إلى �أن‬ ‫هناك محادثات جارية بين الحكومة االتحادية‬ ‫والوالي ��ات في الب�ل�اد‪ .‬وقال �إنهم �س ��يجتمعون‬ ‫مج ��دد ًا ف ��ي ‪� 31‬أيار (مايو)‪ ،‬لمناق�ش ��ة �س ��بل‬ ‫تق�سيم النفقات بين الواليات‪.‬‬

‫الموجز الدولي‬ ‫اقترح الرئي�س الترك���ي رجب طيب �أردوغان‬ ‫ح�ل� ًا ‪ ‬لم�شكل���ة البطال���ة ف���ي الب�ل�اد‪ ،‬يق�ض���ي ب�أن‬ ‫توظف كل �شرك���ة عاطالً واحداً م���ن العمل‪ ،‬ما زاد‬ ‫مخاوف رجال الأعمال من التدخل المتزايد للرئي�س‬ ‫التركي في ال�ش�ؤون االقت�صادية‪.‬‬ ‫وق���ال �أردوغ���ان مخاطبا ً اتح���اد غرف التج���ارة في‬ ‫تركيا الذي يمثل �أ�صحاب العمل �إن "�أع�ضاء االتحاد‬ ‫يبلغ���ون اليوم نحو مليون ون�ص���ف مليون"‪ ،‬وتابع‪:‬‬ ‫"�إ�سمعوني جي���داً‪ :‬في حال قام كل ع�ضو بتوظيف‬ ‫�شخ�ص م���اذا �ستكون النتيج���ة؟ النتيجة �أننا �سنجد‬ ‫عمالً لمليون ون�صف مليون عاطل من العمل"‪.‬‬ ‫و�أنه���ى كلمته و�س���ط ت�صفيق محدود م���ن ر�ؤ�ساء‬ ‫ال�ش���ركات ف���ي القاع���ة قائ�ل�اً‪" :‬قول���وا ل���ي ماذا‬ ‫�ستخ�س���ر ال�شرك���ة؟ ه���ل �ستفل����س لأنه���ا وظفت‬ ‫�شخ�ص���ا ً؟ بالطب���ع ال‪ .‬العك����س هو ال�صحي���ح لأنها‬ ‫�ست�ستفيد‪ .‬نعم الأمر بهذه ال�سهولة"‪.‬‬ ‫�أوج���زت الحكوم���ة الأو�سترالية خط���ة لتعزيز‬ ‫�ص���ورة جامعاته���ا ومعاهده���ا التعليمي���ة �أم���ام‬ ‫الط�ل�اب الأجانب‪ ،‬ف���ي وقت تتطلع الب�ل�اد لإعادة‬ ‫الت���وازن القت�صاده���ا بع���د زوال بري���ق قط���اع‬ ‫المناج���م والتعدين‪ .‬وتق���ف �أو�سترالي���ا الآن على‬ ‫قدم الم�س���اواة مع الوالي���ات المتح���دة وبريطانيا‬ ‫ك�أكث���ر نقاط جذب للطالب الأجان���ب الذين ي�أتون‬ ‫خ�صو�صا ً من ال�صين والهند‪.‬‬ ‫وتجاوز حجم قطاع التعليم الدولي ‪ 19‬مليار دوالر‬ ‫�أو�سترال���ي (‪ 14.43‬ملي���ار دوالر �أميركي) العام‬ ‫الما�ض���ي‪ ،‬وف���ق مكت���ب الإح�ص���اءات الأو�سترالي‬ ‫و�أ�صبح ثالث �أكبر قطاع ت�صدير بعد الحديد الخام‬ ‫والفحم‪.‬‬ ‫�سجلت �صحيفة "نيوي���ورك تايمز" الأميركية‬ ‫تراجع���ا ً بن�سب���ة ‪ 6.8‬ف���ي المئ���ة م���ن عائداته���ا‬ ‫الإعالني���ة للرب���ع الأول م���ن الع���ام‪ ،‬خ�صو�ص���ا ً في‬ ‫الن�سخ���ة الورقية وهو ما يقدر ب���ـ‪ 8‬ماليين دوالر‪،‬‬ ‫مع توقعات بتراجع مماث���ل في الربع الثاني‪ ،‬وفق‬ ‫ما جاء في البيان ال�صادر عن المجموعة الإعالمية‪.‬‬ ‫وت�شت���د وط����أة ه���ذا االنخفا����ض خ�صو�ص���ا ً عل���ى‬ ‫الن�س���خ الورقية التي �س ّجل���ت تراجعا ً بن�سبة ‪ 9‬في‬ ‫المئ���ة‪ ،‬في حين �سجلت الرقمي���ة ‪ 1.3‬في المئة‪،‬‬ ‫وانخف����ض رقم �أعمال المجموع���ة بمعدل ‪ 1.2‬في‬ ‫المئة �إلى ‪ 379‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫ولفتت الإدارة �إلى �أن عدد الم�شتركين في الن�سخة‬ ‫الرقمية ارتفع بمعدل ‪� 87‬ألفا ً خالل الأ�شهر الثالثة‬ ‫الأولى من العام الحال���ي ليبلغ ‪ 1357‬مليونا ً‪ ،‬من‬ ‫بينه���م ‪� 196‬ألف���ا ً في ق�سم الكلم���ات المتقاطعة‬ ‫وحده‪ .‬وتع���زى الخ�سائر في غالبيته���ا �إلى ظروف‬ ‫ا�ستثنائية‪ ،‬مثل غلق م�صنع للورق‪.‬‬ ‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪19‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون دولية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫المفكرة الدولية‬

‫يقرون خطة لت�أمين الغذاء‬ ‫وزراء الزراعة في ‪ 15‬دولة ّ‬ ‫�أق ��ر وزراء الزراع ��ة في ‪ 15‬دولة �أوروبي ��ة و�أفريقية وعربية خطة بيئية‬ ‫اقت�صادي ��ة وزراعي ��ة لمواجه ��ة تداعي ��ات التغ ّيرات المناخي ��ة وت�أثيرها‬ ‫ف ��ي الإنت ��اج الغذائي العالم ��ي‪ .‬و�ستعر�ض الخطة عل ��ى الم�شاركين في‬ ‫"قم ��ة الأم ��م المتحدة للأطراف" (كوب ‪ )22‬التي ت�ست�ضيفها مراك�ش‬ ‫ف ��ي ت�شرين ثاني (نوفمب ��ر) المقبل‪ ،‬لتفعيل ق ��رارات قمة المناخ التي‬ ‫عقدت في باري�س نهاية العام الما�ضي‪.‬‬ ‫وق ��ال وزي ��ر الزراعة وال�صي ��د البحري المغرب ��ي عزي ��ز �أخنو�ش‪ ،‬الذي‬ ‫تر�أ�س الم�ؤتمر على هام�ش "الملتقى الدولي للزراعة" في مكنا�س في‬ ‫و�س ��ط المغ ��رب‪� ،‬إن "التغ ّير المناخي يعتبر �أكبر تح ��دٍ �سيواجه الإنتاج‬ ‫الغذائ ��ي العالم ��ي في العقود المقبلة‪ ،‬وقد تك ��ون له نتائج كارثية على‬ ‫الإن�س ��ان والبيئة‪ ،‬ما ي�ستدعي اتخاذ �إج ��راءات عاجلة و�شجاعة لتقليل‬ ‫تداعي ��ات ارتف ��اع حرارة الأر� ��ض و�شح م�ص ��ادر المياه وتطوي ��ر معي�شة‬ ‫ال�سكان"‪.‬‬ ‫وتق�ض ��ي الخطة‪ ،‬الت ��ي تحمل ا�سم "تريبل �أ" بمعالج ��ة م�شكلة الإنتاج‬ ‫الغذائ ��ي ف ��ي الق ��ارة الأفريقي ��ة‪ ،‬عبر �إيج ��اد �صي ��غ للت�أقلم م ��ع التغ ّير‬ ‫المناخي من خالل ثالث مجاالت‪ ،‬وهي ت�أمين الأموال واال�ستثمارات‬ ‫ال�ضرورية في الم�شاريع الزراعية‪ ،‬وزيادة الإنتاج وا�ست�صالح الأرا�ضي‬ ‫وحمايته ��ا م ��ن الت�صح ��ر �أو االنج ��راف‪ ،‬والتحك ��م ف ��ي م�ص ��ادر المي ��اه‬ ‫وتدبيره ��ا ب�ش ��كل عقالن ��ي داخل البل ��د الواحد �أو في �إط ��ار مجموعات‬ ‫�إقليمية م�شتركة‪.‬‬ ‫وتمث ��ل الرواف ��د الم�شترك ��ة للمي ��اه العذب ��ة الت ��ي تخت ��رق ع ��دداً م ��ن‬ ‫ال ��دول‪� ،‬أح ��د التحدي ��ات الإ�ضافي ��ة للتح�ضي ��ر لمرحل ��ة الت�أقل ��م م ��ع‬ ‫التغي ��ر المناخي‪ ،‬خ�صو�صاً في منطقة �شرق القارة الأفريقية وال�شرق‬ ‫الأو�سط‪ ،‬وي�أتي النيل على ر�أ�س الم�صادر الم�شتركة للمياه في �أفريقيا‪.‬‬ ‫وق ��ال وزي ��ر الزراع ��ة والغاب ��ات الفرن�س ��ي �ستيفان لوف ��ول �إن "العالقة‬ ‫تبدو وطيدة ومتكامل ��ة بين التطور االقت�صادي والبيئي واالجتماعي‪،‬‬ ‫لذل ��ك ف� ��إن التدبي ��ر الجيد لم�ص ��ادر المي ��اه وحماي ��ة الأرا�ضي وجودة‬ ‫البيئة والهواء‪ ،‬ت�شكل �أ�سا�س كل �سيا�سة زراعية م�ستدامة ت�ؤمن الغذاء‬ ‫والعم ��ل واال�ستق ��رار"‪ .‬و�أك ��د �أن بالده الت ��ي تر�أ�ست ال ��دورة ‪ 21‬للمناخ‬ ‫�ستعمل على �إقناع الأطراف بالخطة المتفق عليها في مكنا�س‪ ،‬بما في‬ ‫ذلك البحث في التمويل ونقل التكنولوجيا‪.‬‬ ‫و�سيتول ��ى المغ ��رب عر� ��ض خطة التنمي ��ة الزراعية ف ��ي �أفريقيا خالل‬ ‫القم ��ة المقبل ��ة للتغ ّي ��ر المناخ ��ي ف ��ي مراك� ��ش‪ .‬وق ��ال المن ��دوب العام‬ ‫لم�ؤتمر المناخ "كوب ‪ "22‬عبدالعظيم الحافي �إن "‪ 700‬مليون �شخ�ص‬ ‫ف ��ي �أفريقي ��ا ال يح�صل ��ون على م�ص ��ادر عذبة لمي ��اه ال�ش ��رب �أو كميات‬ ‫كافية من الطعام‪ ،‬وهم من �ضحايا التغ ّير المناخي"‪.‬‬ ‫وتحت ��اج �أفريقي ��ا �إل ��ى م�ضاعف ��ة الإنت ��اج الغذائ ��ي ث�ل�اث م ��رات خالل‬ ‫العق ��ود المقبل ��ة لال�ستجاب ��ة �إل ��ى حاج ��ات ال�س ��كان‪ ،‬الذي ��ن �سيتج ��اوز‬

‫‪18‬‬

‫العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫وزير الزراعة وال�صيد البحري المغربي عزيز �أخنو�ش‬

‫عدده ��م ملياري ن�سمة بحلول العام ‪ ،2050‬و�سيتحول معظمهم للعي�ش‬ ‫ف ��ي مدن كبرى مزدحم ��ة وملوثة‪ .‬و�إعتبر م�شاركون في �إطالق برامج‬ ‫الإعداد لقمة المناخ المقبلة في المغرب �أن "مواجهة التغير المناخي‬ ‫فر�ص ��ة جدي ��دة للتنمية في عدد من ال ��دول ال�صاع ��دة‪ ،‬لأن اال�ستثمار‬ ‫ف ��ي الطبيع ��ة وف ��ي تح�سي ��ن ج ��ودة الطع ��ام‪ ،‬وحماي ��ة م�ص ��ادر المي ��اه‬ ‫وت�أمي ��ن الطاقات النظيفة‪ ،‬من �ش�أنه زيادة النمو االقت�صادي وتح�سين‬ ‫الم�ست ��وى المعي�ش ��ي‪ ،‬نتيج ��ة التكامل بي ��ن م�شاريع تقلي� ��ص االنبعاث‬ ‫الح ��راري �إل ��ى ما دون ‪ 2‬في المئة نهاية العام ‪ ،2100‬وبين خطة تحدي‬ ‫الألفي ��ة الت ��ي ت�سع ��ى �إل ��ى تقلي�ص مع ��دالت الفقر �إل ��ى الن�صف بحلول‬ ‫العام ‪.2030‬‬ ‫وي�أم ��ل المغ ��رب ف ��ي تحوي ��ل ج ��زء م ��ن ال�صن ��دوق الأخ�ض ��ر للتغ ّي ��ر‬ ‫المناخ ��ي‪ ،‬وقيمت ��ه ‪ 100‬مليار دوالر‪� ،‬إلى اال�ستثم ��ار في الزراعة والماء‬ ‫والطاق ��ات المتج ��ددة ف ��ي �أفريقي ��ا‪ .‬وتراهن الرباط عل ��ى دعم باري�س‬ ‫لإقن ��اع ال ��دول الكب ��رى والملوث ��ة باال�ستثمار ف ��ي ال�صن ��دوق الأخ�ضر‬ ‫والعمل على م�ساعدة م�شاريع التنمية الم�ستدامة في القارة ال�سمراء‪،‬‬ ‫الت ��ي ت�ض ��ررت م ��ن االحتبا� ��س الح ��راري و�ش ��ح المي ��اه من ��ذ الث ��ورة‬ ‫ال�صناعي ��ة ع ��ام ‪ ،1885‬عل ��ى رغ ��م �أن م�ساهمته ��ا ف ��ي �إجمال ��ي الغ ��ازات‬ ‫الدفيئة ال تتجاوز ‪ 4‬في المئة‪.‬‬ ‫و�سيق ��دم المغ ��رب ف ��ي القم ��ة العالمي ��ة للأط ��راف تجربته ف ��ي مجال‬ ‫تدبي ��ر م�صادر المياه من خالل �سيا�سة ال�سدود التي تعود �إلى �ستينات‬ ‫الق ��رن الما�ض ��ي وبرام ��ج المخطط الأخ�ض ��ر الزراعي لت�أمي ��ن الإنتاج‬ ‫الغذائي منذ العام ‪ ،2007‬وم�شاريع الطاقات المتجددة منذ العام ‪2011‬‬ ‫وكلفته ��ا ‪ 20‬ملي ��ار دوالر و�ستمكن ��ه من �إنتاج ‪ 52‬ف ��ي المئة من حاجاته‬ ‫الكهربائية من الطاقات ال�شم�سية والريحية عام ‪.2030‬‬


‫تدخل ال�سعودية في اليمن‪:‬‬ ‫�أيدته وا�شنطن لإبعاد الريا�ض‬ ‫عن �إف�ساد الملف الإيراني‬

‫�إن تغيي ��ر النظ ��ام الإقليم ��ي الفا�ش ��ل في ال�ش ��رق‬ ‫الأو�سط وتحجيم الوجود الأميركي لم يكن �سه ًال‪،‬‬ ‫من المرجح �أن يكت�ش ��ف الرئي� ��س(ة) المقبل(ة)‬ ‫�إحترام� � ًا جديد ًا لأوباما فيم ��ا هو (�أو هي) يكافح‬ ‫الإنهيار الم�ستمر في المنطقة‪.‬‬

‫ر�ؤية غير ُمحقّقة‬

‫�أكث ��ر �إتثاق ًا مع الحزب الجمه ��وري‪ ،‬لم يكن يريد‬ ‫�أن يفعل الكثير في محادثات ال�سالم التي تقودها‬ ‫وا�شنطن مع الفل�سطينيين �أو التوا�صل مع �إيران‪.‬‬ ‫وكان ��ت النتيج ��ة النهائي ��ة ه� � ّوة تف�ص ��ل بي ��ن‬ ‫النجاحات التحليلية لأوباما والف�ش ��ل في تنفيذها‬ ‫وت�ش ��غيلها‪ .‬ولكن‪ ،‬ف� ��إن الإدارة الأميركية مع ذلك‬ ‫حقق ��ت م ��ا تريد ف ��ي �أكبر الق�ض ��ايا التي ت�ش� � ّكل‬ ‫المنطقة ب�ش ��كل �صحيح‪ .‬لقد تج ّنبت �أي �إلتزامات‬ ‫ع�س ��كرية كبي ��رة ف ��ي �س ��وريا‪ ،‬و�س ��حبت الق ��وات‬ ‫الأميركية من العراق‪ ،‬وح�ص ��لت على �صفقة نووية‬ ‫مع �إي ��ران‪ ،‬و�أ ّيدت الثورات العربية‪ .‬بالن�س ��بة �إلى‬ ‫الق�ض ��ايا الرئي�س ��ية الأخ ��رى‪ ،‬مث ��ل دف ��ع التح ّول‬ ‫الديموقراط ��ي في م�ص ��ر‪ ،‬وال�س ��عي ال ��ى تحقيق‬ ‫ال�س�ل�ام بين اال�س ��رائيليين والفل�سطينيين‪ ،‬كانت‬ ‫لديها �أفكار �ص ��حيحة لكنها ف�ش ��لت في تحقيقها‪.‬‬

‫�إن ت�سليح المعار�ضة ال�سورية‪،‬‬ ‫وهو الإقتراح الأكثر �شعبية وواحد‬ ‫تبنته الواليات المتحدة ب�شكل‬ ‫متقطع‪ ،‬كان دائم ًا �أقل �إحتما ًال‬ ‫للنجاح‪ .‬وكانت المعار�ضة ال�سورية‬ ‫من البداية مجزّ �أة ب�شكل مي�ؤو�س منه‬ ‫و�أ�صبحت ب�شكل متزايد �أكثر تطرف ًا‬ ‫فيما كانت الحرب تتابع �سيرها‬ ‫في كل �إتجاه‬

‫عندما دخل البيت الأبي�ض‪ ،‬كان �أوباما عازم ًا على‬ ‫�إع ��ادة التوازن �إل ��ى �إلتزامات الوالي ��ات المتحدة‬ ‫في ال�ش ��رق الأو�س ��ط‪ .‬وبدت المحاوالت المتكررة‬ ‫للتو�سط في ال�س�ل�ام بين �إ�سرائيل والفل�سطينيين‬ ‫"دونكي�ش ��وتية" ف ��ي مواجهة حكومة �إ�س ��رائيلية‬ ‫معادية ونظام �سيا�س ��ي فل�سطيني ُمنق�سم‪ ،‬ولكن‪،‬‬ ‫�أي نج ��اح �أو ف�ش ��ل �س ��يفرج �أخير ًا عن وا�ش ��نطن‬ ‫ويحررها من العملية التي �إ�ستهلكت كميات مذهلة‬ ‫من الوقت الديبلوما�سي والإهتمام على مدى �أكثر‬ ‫من عقدين‪ .‬وبالمثل‪ ،‬ف�إن االتفاق النووي مع ايران‬ ‫لن يحل فقط تحدي ًا للأمن القومي الأ�سا�س ��ي من‬ ‫دون حرب ولكن �أي�ض� � ًا �سي�س ��مح �أخير ًا لوا�شنطن‬ ‫التمحور بعيد ًا من هذه الم�س� ��ألة وتركها لآخرين‪،‬‬ ‫داخ ��ل وخ ��ارج المنطقة‪ ،‬الذي ��ن كان ��وا يتابعونها‬ ‫لأكثر من عقد‪.‬‬ ‫�إن الف�شل في العراق قد �ش ّكل بعمق النظرة الدولية‬ ‫ل�ل��إدارة الأميركية‪ .‬لقد ر�أت �إدارة �أوباما ب�ش ��كل‬ ‫�ص ��حيح �أن غ ��زو العراق كان �س ��وء تقدي ��ر كارثي ًا‬ ‫ال ��ذي فتح الأب ��واب �أمام معاناة �إن�س ��انية‪ ،‬وحرب‬ ‫�أهلي ��ة‪ ،‬و�أ�ش ��كال جهادي ��ة جديدة خبيث ��ة‪ ،‬وزيادة‬ ‫الق ��وة الإقليمي ��ة الإيراني ��ة‪ .‬ر�أى �أوبام ��ا �أن زيادة‬ ‫القوات الأميركية ف ��ي ‪ 2007‬نجحت في الحد من‬ ‫العن ��ف لكنه ��ا ف�ش ��لت في ح ��ل الأزمة ال�سيا�س ��ية‬ ‫الجذري ��ة‪ .‬كان من الوا�ض ��ح في الع ��ام ‪ 2007‬كما‬ ‫هو الي ��وم ب� ��أن النجاح الع�س ��كري لن يك ��ون ذات‬ ‫قيمة من دون ت�س ��وية �سيا�سية‪ ،‬و�أنه �سيكون هناك‬ ‫دائم� � ًا طلب نهم على المزيد من القوات‪ ،‬والمزيد‬ ‫من الأ�س ��لحة‪ ،‬و�إلتزام �أكثر‪ .‬حتى ل ��و كانت �إدارة‬ ‫بو�ش لم تترك له �إتفاق تمركز القوات الذي ي�سمح‬ ‫باالن�س ��حاب النهائ ��ي لجميع الق ��وات االميركية‪،‬‬ ‫وحت ��ى لو لم تك ��ن الحكومة العراقية تريد �س ��حب‬ ‫الق ��وات‪ ،‬ف�إن �أوباما لم تكن لديه �أي م�ص ��لحة في‬ ‫الحفاظ على �أعداد كبيرة م ��ن القوات الأميركية‬ ‫في العراق‪.‬‬ ‫كان االن�س ��حاب من الع ��راق �أولوية من ��ذ البداية‪،‬‬ ‫وق ��د ُن ّف ��ذ بعناية ونج ��اح وفق� � ًا ل�ش ��روطه‪� .‬إن �أي‬ ‫ع ��دد م ��ن الق ��وات الأميركي ��ة ل ��ن ي�س ��تطيع‬ ‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪21‬‬


‫ال�شرق الأو�سط‪� /‬أميركا وال�شرق الأو�سط‬ ‫موضوع الغالف‬

‫كانت المنطقة في �أعلى �س ّلم �أولوياته‬

‫لماذا ف�شل �أوباما في ال�شرق الأو�سط؟‬ ‫منتقدو �سيا�س��ة الرئي�س الأميركي باراك �أوباما في ال�ش��رق الأو�س��ط غالب ًا ما ي�ش��كون من �أنه يفتقر �إلى‬ ‫ر�ؤي��ة �إ�س��تراتيجية‪ .‬ه��ذا الكالم خط�أ �إلى ح��د ما‪ .‬لقد جاء �أوباما �إلى ال�س��لطة مع قناع��ة ب�أن الحد من‬ ‫اال�ستثم��ار ال�سيا�س��ي والع�سك��ري الهائل للواليات المتحدة ف��ي ال�شرق الأو�سط ه��و م�صلحة حيوية‬ ‫للأم��ن القومي الأميركي‪� .‬إن �إحتالل العراق وتج��اوزات الحرب على الإرهاب تركا �أميركا في و�ضع‬ ‫�سي��ىء‪ ،‬وخ�صو�ص ًا في �أوقات الأزمات الإقت�صادية‪ .‬كما �أن ب�صمة "الحجم المنا�سب" (‪)Rightsizing‬‬ ‫للواليات المتحدة في المنطقة‪ ،‬التي �أطلقها �أوباما‪ ،‬لم تعنِ الحد من الوجود المادي فح�سب‪ ،‬بل �أي�ضا‬ ‫ممار�س��ة �ضب��ط النف�س ديبلوما�سياً‪ ،‬والتراج��ع والطلب من حلفائها تحمل م�س�ؤولي��ة �أكبر عن �أمنهم‪.‬‬ ‫�إلت��زم �أوباما با�ستم��رار بهذه الإ�ستراتيجية‪ ،‬مح��دداً �أولوياتها بق�سوة على ط��ول الطريق ومقاوم ًا بحزم‬ ‫�أي جه��ود لتغيير م�سارها‪ .‬وهذه لم تكن �إ�ستراتيجي��ة محبوبة كثير ًا في وا�شنطن �أو في منطقة تعوّدت‬ ‫عل��ى ممار�سة الق��وة الأميركية‪ .‬لكنها كان��ت �إ�ستراتيجية وا�ضحة ومتما�سكة ق��ادت �أوباما �إلى القيام‬ ‫بمب��ادرات كبيرة بالن�سبة �إلى الم�شاكل التي يعتبرها ب�أنها ترتف��ع �إلى م�ستوى الم�صالح الأمنية القومية‬ ‫الأ�سا�سية‪ :‬برنامج �إيران للأ�سلحة النووي��ة‪ ،‬والإرهاب‪ ،‬وال�صراع الإ�سرائيلي‪-‬الفل�سطيني‪ ،‬والحرب‬ ‫في العراق‪.‬‬ ‫وا�شنطن ‪ -‬با�سم رحال‬ ‫عل ��ى الرغم من الق ��وة التحليلية التي‬ ‫يتم ّي ��ز ويتمت ��ع بها الرئي� ��س الأميركي‬ ‫ب ��اراك �أوبام ��ا‪ ،‬ف� ��إن �سيا�س ��اته كثي ��ر ًا م ��ا تع ّث ��ر‬ ‫تنفيذها‪ .‬لقد ف�ش ��لت �إدارته ب�إ�س ��تمرار في الوفاء‬ ‫بالوع ��ود التي �أثارته ��ا خطابات ��ه ال ُملهِ مة‪ ،‬وكافح‬ ‫لإي�صال �سيا�ساته ب�ش ��كل ف ّعال �إلى �شعوب ال�شرق‬ ‫الأو�س ��ط‪ ،‬وكان غي ��ر ق ��ادر عل ��ى �ش ��رح النف ��اق‬ ‫الوا�ض ��ح‪� .‬إن جه ��وده لك ��ي يبقى عاد ًال ومن�ص ��ف ًا‬ ‫وق ��راره بعدم التدخل قد �أغ�ض ��با جميع االطراف‬ ‫التي تريد دعم الواليات المتحدة غير الم�ش ��روط‬ ‫ولي�س و�سيط ًا نزيها‪.‬‬ ‫كافح ��ت الإدارة الأميركي ��ة للتك ّي ��ف عندم ��ا‬ ‫ف�ش ��لت �سيا�س ��اتها‪ ،‬من رف� ��ض �إ�س ��رائيل تجميد‬

‫‪20‬‬

‫العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫عندما دخل البيت الأبي�ض‪،‬‬ ‫كان �أوباما عازم ًا على �إعادة التوازن‬ ‫�إلى �إلتزامات الواليات المتحدة في‬ ‫ال�شرق الأو�سط‪ .‬وبدت المحاوالت‬ ‫المتكررة للتو�سط في ال�سالم‬ ‫بين �إ�سرائيل والفل�سطينيين‬ ‫"دونكي�شوتية" في مواجهة‬ ‫حكومة �إ�سرائيلية معادية ونظام‬ ‫�سيا�سي فل�سطيني ُمنق�سم‬

‫البناء الإ�س ��تيطاني‪� ،‬إلى الإنقالب الع�س ��كري في‬ ‫م�ص ��ر‪� ،‬إلى تف ��كك الجي�ش العراقي ف ��ي مواجهة‬ ‫تنظي ��م "الدول ��ة الإ�س�ل�امية" (داع� ��ش)‪ .‬وق ��د‬ ‫ف�ش ��لت �أي�ض� � ًا ف ��ي كب ��ح جم ��اح �أو طم�أن ��ة حلفاء‬ ‫�أمي ��ركا‪ ،‬الذين بالتال ��ي عملوا‪ ،‬م ��ن دون عقوبة‪،‬‬ ‫عل ��ى تقوي� ��ض العدي ��د م ��ن مب ��ادرات ال�سيا�س ��ة‬ ‫الخارجي ��ة الأميركية‪ .‬وقد �إزدهر و�إنتع�ش �س ��ابق ًا‬ ‫"الأوتوقراط" الم�س ��تبدّون في ال�ش ��رق الأو�سط‬ ‫بف�ض ��ل ال�ض ��مانات الأمنية الأميركي ��ة والكراهية‬ ‫الم�ش ��تركة لإي ��ران والإ�س�ل�اميين‪ ،‬ورف�ض ��وا �أي‬ ‫�ش ��يء �أميرك ��ي ق ��د يدع ��م‪ ،‬مهم ��ا كان مبدئي� � ًا‪،‬‬ ‫المطال ��ب ال�ش ��عبية للم�ش ��اركة الديموقراطي ��ة‪،‬‬ ‫والتعامل الديبلوما�س ��ي مع طهران‪� ،‬أو الم�ش ��اركة‬ ‫ال�سيا�س ��ية للح ��ركات اال�س�ل�امية‪ .‬كم ��ا �أن رئي�س‬ ‫الوزراء الإ�س ��رائيلي بنيامي ��ن نتنياهو‪ ،‬الذي كان‬


‫�أ�سامة بن الدن‪ :‬قتله �أفاد والدة "داع�ش"‬

‫الحرب في �سوريا‪ :‬لم تغير �إ�ستراتيجية �أوباما بعدم التدخل‬

‫والإنفت ��اح الديبلوما�س ��ي‪ .‬لذا �س ��عى الم�س� ��ؤولون‬ ‫الأميركيون �إلى الحفاظ على التركيز ال�ضيق على‬ ‫المجال الن ��ووي‪ ،‬وعلن ًا �إلى �إظه ��ار عزم الواليات‬ ‫المتح ��دة عل ��ى موا�ص ��لة مواجه ��ة الطموح ��ات‬ ‫الإيرانية في �أماكن �أخرى في المنطقة‪.‬‬ ‫وهذا الجهد للح ّد من الجوانب التحويلية �سيا�سي ًا‬ ‫م ��ن ال�ص ��فقة ربم ��ا ينجح ف ��ي المدى الق�ص ��ير‪.‬‬ ‫جميع الالعبين‪ ،‬من ال�س ��عوديين و�إلإ�س ��رائيليين‬ ‫�إلى الإيرانيين �أنف�س ��هم‪ ،‬من المرجح �أن ي�ص ّعدوا‬ ‫�س ��لوك المواجهة في �س ��احات مثل �سوريا واليمن‬ ‫لك ��ي يثبت ��وا للدوائر المحلي ��ة والدولي ��ة ب�أنهم لم‬ ‫ي�ست�س ��لموا‪ .‬عل ��ى الم ��دى الطويل‪ ،‬مع ذل ��ك‪ ،‬ف�إن‬ ‫ال�ص ��فقة الناجح ��ة م ��ن المرج ��ح �أن تبن ��ي ف ��ي‬ ‫�إ�س ��تمرارها م�ش ��اركة ف ��ي الفوائد وتب ��د�أ بالتالي‬ ‫في �إن�شاء م�ص ��الح م�شتركة‪ .‬وهذا يمكن �أن يم ّهد‬ ‫الطري ��ق نح ��و حم�ل�ات �أكث ��ر فعالية ف ��ي العراق‬ ‫و�سوريا‪ ،‬على الرغم من حدودها الوا�ضحة‪ .‬لي�ست‬ ‫لدى �أوباما �أية �أوهام ب�ش�أن طبيعة النظام الإيراني‬ ‫�أو عمق ال�ص ��راعات الإقليمية الجارية‪� .‬إن الفكرة‬ ‫القائل ��ة ب�أن الواليات المتحدة �س ��وف تتحالف مع‬ ‫طه ��ران هي مج ��رد خي ��ال �إخترع معظمه ��ا نقاد‬ ‫اليمي ��ن الأميرك ��ي‪� .‬إن الموقف النهائي بالن�س ��بة‬ ‫�إلى �أوباما‪ ،‬لي�س في �إعادة التوجيه نحو طهران بل‬ ‫بن ��اء توازن قوى �إقليمي ‪ --‬واح ٌد ال يتطلب ن�ش ��ر ًا‬

‫دائم ًا لكميات هائلة من الموارد الأميركية‪.‬‬

‫جر�أة الأمل‬ ‫بالن�س ��بة �إلى �أوباما‪� ،‬أثارت الإنتفا�ض ��ات العربية‬ ‫�إحتم ��ا ًال مح ّي ��ر ًا ح ��ول تغيي ��ر ج ��ذري للهي ��اكل‬ ‫ال�سيا�سية ال�سامة في المنطقة‪ .‬في ‪� 19‬أيار (مايو)‬ ‫‪� ،2011‬ألق ��ى واحد ًا من �أف�ض ��ل خطب �إدارته عن‬ ‫ال�ش ��رق الأو�س ��ط‪ .‬فقد و�ض ��ع الثورات العربية في‬ ‫�إكت�س ��اح طويل للتاريخ و�أعل ��ن عن وقوف الواليات‬ ‫المحتجين الذين يطالبون بالتغيير‪-‬‬ ‫المتحدة مع‬ ‫ّ‬ ‫وهو موقف مح ّير‪ ،‬في الواقع‪ ،‬بالن�سبة �إلى الطغاة‬

‫�إن رف�ض �إدارة �أوباما‬ ‫التدخل في �سوريا تحدت‬ ‫توقعات قوة الواليات المتحدة‪،‬‬ ‫و�أثارت مخاوف �ضخمة بين حلفائها‪،‬‬ ‫و� ّ‬ ‫أخل بتوازن القوى الإقليمي ال ُمت�ص َّور‪،‬‬ ‫وو ّلد �أنماط ًا جديدة من التوافق‬ ‫وال�صراع‬

‫الذين كانوا يع ّولون طوي ًال على وا�ش ��نطن كحليف‬ ‫�أ�سا�سي‪ .‬وقد بلغت الر�ؤية اال�ستراتيجية والو�ضوح‬ ‫الأخالق ��ي في ه ��ذا الخطاب درج ��ة الكمال‪ .‬لقد‬ ‫�إعترف �أوبام ��ا بتطلعات المواطنين العرب الذين‬ ‫يعان ��ون ف ��ي ظل الإ�س ��تبداد في الوق ��ت الذي كان‬ ‫يدفع ك ًال من الأنظمة والمواطنين على حد �س ��واء‬ ‫نح ��و الديموقراطية بد ًال من العن ��ف‪ .‬وكان ُمحق ًا‬ ‫في �إحت�ض ��ان الثورات وال�س ��عي �إل ��ى توجيهها �إلى‬ ‫م�ؤ�س�س ��ات ديموقراطي ��ة‪ .‬ورغ ��م ف�ش ��له في دعم‬ ‫الإنتفا�ض ��ات ب�إ�س ��تمرار في جميع �أنحاء المنطقة‬ ‫�أو ف ��ي �إدارة الح ��روب ال�سيا�س ��ية التي �أ�ش ��علتها‪،‬‬ ‫فقد كان دائم ًا غير وا�ض ��ح ما كان يمكن للواليات‬ ‫المتحدة �أن تفعل �أكثر من ذلك‪.‬‬ ‫في حين وقعت �إنتفا�ضة تون�س على هام�ش �إهتمام‬ ‫وا�شنطن‪ ،‬ف�إن م�صر �ضربت قلب النظام الإقليمي‬ ‫ال ��ذى تق ��وده �أمي ��ركا‪� .‬إن ماليين الع ��رب الذين‬ ‫خرج ��وا �إلى ال�ش ��وارع في الأ�ش ��هر القليل ��ة الأولى‬ ‫م ��ن الع ��ام ‪ 2011‬نادر ًا م ��ا �إتفقوا عل ��ى �أهدافهم‬ ‫يوحدهم هي الرغبة ال�ش ��ديدة‬ ‫النهائية‪ .‬م ��ا كان ّ‬ ‫لإ�س ��قاط النظام ال�سيا�س ��ي القائم‪ ،‬الذي تتورط‬ ‫وا�ش ��نطن فيه ب�ش ��دة‪ .‬م ��ع ذلك‪ ،‬نظ ��ر �أوباما �إلى‬ ‫الإحتجاجات الت ��ي �إجتاح ��ت المنطقة من خالل‬ ‫عد�س ��ة الأمل الحذر‪ ،‬حيث � ّأطره ��ا في �إطار ر�ؤية‬ ‫التغيي ��ر التدريج ��ي والأخالقي التي كانت ت�س ��ري‬ ‫بو�ض ��وح عبر ر�ؤيته ال�سيا�س ��ية المحلية‪ .‬كان هذا‬ ‫الموقف ي�س ��تحق التقدير والإعج ��اب من الناحية‬ ‫التاريخية‪ ،‬ال �سيما في �ضوء التحدي الذي �أحدثته‬ ‫االحتجاج ��ات للأنظم ��ة المدعومة م ��ن الواليات‬ ‫المتحدة‪.‬‬ ‫بطبيع ��ة الح ��ال‪ ،‬كان �إحت�ض ��ان الإنتفا�ض ��ات‬ ‫مقام ��رة‪ ،‬وق ��د �أخ ��ذ �أوباما مخاط ��ر حقيقية‬ ‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪23‬‬


‫ال�شرق الأو�سط‪� /‬أميركا وال�شرق الأو�سط ¶ مو�ضوع الغالف‬

‫رئي�س وزراء �إ�سرائيل بنيامين نتنياهو‪ :‬تعنته �أف�شل عملية ال�سالم‬

‫نوري المالكي‪� :‬أحد �أ�سباب �إزدهار "داع�ش"‬

‫�إح ��داث تغيير دائم في العراق‪ .‬لقد تجاهل رئي�س‬ ‫الوزراء العراقي نوري المالكي توجيهات الواليات الأولوية الإيرانية‬ ‫المتحدة عندما كانت ع�ش ��رات الآالف من القوات �إن ديبلوما�س ��ية �أوبام ��ا النووي ��ة م ��ع �إي ��ران ه ��ي‬ ‫الأميركية في العراق‪ ،‬وكان �سي�س ��تمر في موا�صلة مثال حي لنجاح ت�ص� � ّور وتنفيذ �سيا�س ��ة خارجية‪:‬‬ ‫تر�س ��يخ زعامته و�سلطته ال�شخ�صية حتى لو بقيت تعيين وتحدي ��د الأولويات‪ ،‬وتخ�ص ��ي�ص الموارد‪،‬‬ ‫ق ��وات �أميركية في البالد‪ .‬كما ل ��م تكن هناك �أي وتحقي ��ق النتائج‪ .‬حافظ فري ��ق �أوباما على وحدة‬ ‫فر�ص ��ة جدية للأميركيين لإجب ��ار العراقيين في واهية لمجموعة الـ‪( 1+5‬ال�ص ��ين وفرن�سا ورو�سيا‬ ‫العام ‪ 2010‬على قبول حكومة �إياد عالوي‪ ،‬فر�صة والمملكة المتحدة والواليات المتحدة‪ ،‬بالإ�ض ��افة‬ ‫ُمفتر�ض ��ة �ض ��ائعة‪� .‬إن ف�ش ��ل الع ��راق بع ��د ذلك‪� ،‬إلى �ألمانيا) للتو�ص ��ل �إلى �إتفاق يل ّبي االحتياجات‬ ‫وتجدد الحرب الأهلية‪ ،‬ونمو "الدولة الإ�س�ل�امية" الأكث ��ر حيوية لجميع الأطراف‪ ،‬مع قيود قوية على‬ ‫لم تكن ب�س ��بب �إن�س ��حاب الواليات المتحدة ولكن برنامج �إيران النووي وتخفيف نظم العقوبات‪.‬‬ ‫ب�س ��بب حكم المالكي الطائفي والفا�سد على دولة كانت الق�ض ��ية بالن�سبة �إلى �ص ��فقة �إيران وا�ضحة‬ ‫ممزقة‪ .‬كان توقيت الإن�سحاب جيد ًا‪ :‬لو لم ي�سحب دائم� � ًا‪� .‬إن �س ��عي طهران للح�ص ��ول على �أ�س ��لحة‬ ‫�أوباما القوات الأميركية عندما فعل‪ ،‬ف�إن �س ��قوط نووية ي�ش ��كل خط ��ر ًا كبير ًا على الأم ��ن الأميركي‪،‬‬ ‫المو�ص ��ل كان م ��ن الم�ؤك ��د �أن ي� ��ؤدي �إل ��ى �إعادة والإقليم ��ي‪ ،‬والعالم ��ي‪ ،‬ولكن لم يكن هن ��اك �أبد ًا‬ ‫ع�ش ��رات الآالف من الجن ��ود الأميركيي ��ن للقتال خيار ع�س ��كري قاب ًال للتطبيق لمراقبة الطموحات‬ ‫مج ��دد ًا ف ��ي الح ��رب العبثي ��ة نف�س ��ها للدفاع عن النووي ��ة للب�ل�اد‪� ،‬س ��واء كان من طرف �إ�س ��رائيل‬ ‫الدولة الفا�شلة ذاتها‪.‬‬ ‫لكي تت�ص ��رف وحدها �أو من ق ��وات التحالف التي‬ ‫بعيد ًا من ح ��ل الحروب القديمة‪ ،‬فقد قاوم �أوباما‬ ‫الجهود الرامية �إلى جر بالده الى حروب جديدة‪.‬‬ ‫الفو�ض ��ى في ليبيا ف ��ي �أعقاب الحملة الع�س ��كرية‬ ‫حققت �إدارة �أوباما ما تريد في‬ ‫الت ��ى قادتها �أمي ��ركا في الع ��ام ‪� 2011‬أكدت �أكثر‬ ‫غرائ ��ز وقناع ��ات �أوباما ب�أن التدخ�ل�ات نادر ًا ما �أكبر الق�ضايا التي ّ‬ ‫ت�شكل المنطقة‬ ‫تعم ��ل كما هو مخطط لها‪ ،‬و�أن ��ه ال يمكن لأي قدر‬ ‫ب�شكل �صحيح‪ .‬لقد تجنّبت �أي‬ ‫من الإلتزام الع�س ��كري الأميركي بطريقة �إيجابية‬ ‫حل ال�ص ��راعات في المنطقة‪ .‬لهذا ال�سبب �أبقى‪� ،‬إلتزامات ع�سكرية كبيرة في �سوريا‪،‬‬ ‫ل�س ��نوات‪ ،‬الوالي ��ات المتح ��دة خ ��ارج الم�س ��تنقع و�سحبت القوات الأميركية من العراق‪،‬‬ ‫ال�سوري‪ ،‬ب�إ�ستثناء توفير الدعم ال�سري للجماعات وح�صلت على �صفقة نووية مع �إيران‪،‬‬ ‫المتمردة‪ ،‬على الرغم من ال�ض ��غط الهائل للقيام‬ ‫و�أ ّيدت الثورات العربية‬ ‫بخ�ل�اف ذلك ‪ --‬قرار حكيم جد ًا من المرجح �أن‬ ‫ال ين�ساه ويغفره له مجتمع �سيا�سة التدخل‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫تقوده ��ا الوالي ��ات المتح ��دة‪ .‬العقوبات قد ت�ض ��ر‬ ‫االقت�ص ��اد الإيراني وت�ض ��غط على قيادتها‪ ،‬ولكن‬ ‫ال يمكنه ��ا �أبد ًا من تلقاء نف�س ��ها �إ�س ��قاط النظام‬ ‫�أو �إجب ��اره على اال�ست�س�ل�ام‪� .‬إن الآم ��ال في تغيير‬ ‫�ضرب من الخيال‪ ،‬حتى في ذروة‬ ‫النظام من تحت ٌ‬ ‫�إحتجاجات الحركة الخ�ضراء في العام ‪.2009‬‬ ‫وهذا الواق ��ع ترك الدور للديبلوما�س ��ية فقط‪ ،‬مع‬ ‫�أ�سئلة رئي�سية تدور حول ما �إذا كانت قوتان ت�شكك‬ ‫�إحداه ��ا بالأخرى يمكنهما �أن يتو�ص�ل�ا �إلى �إتفاق‬ ‫من �ش� ��أنه �أن يلب ��ي مطالب الحلفاء الم�شاك�س ��ين‬ ‫والنقاد المحليين‪ .‬لقد وجدت �إدارة �أوباما �س ��ب ًال‬ ‫للتخيي ��ط ب�إب ��ر متعددة وو�ص ��لت الى �إتف ��اق يلبي‬ ‫الإحتياجات الأ�سا�سية لكل جانب‪.‬‬ ‫وق ��د �أث ��ار العدي ��د م ��ن نق ��اد ال�ص ��فقة مخاوف‬ ‫جدي ��ة ح ��ول ق ��درة نظامه ��ا لعملي ��ات التفتي� ��ش‬ ‫�ض ��مان الإمتثال وح ��ول معقولية �إع ��ادة العقوبات‬ ‫ف ��ي ح ��ال ل ��م تمتثل �إي ��ران ونق�ض ��ت بع� ��ض بنود‬ ‫الإتف ��اق‪� .‬إن االعترا�ض الأعمق‪ ،‬م ��ع ذلك‪� ،‬إرتكز‬ ‫عل ��ى الخوف من �أن ال�ص ��فقة ه ��ي مقدمة لقبول‬ ‫الهيمنة الإقليمية الإيرانية‪ .‬وخ�ش ��ي ه�ؤالء النقاد‬ ‫�أن الإتفاق النووي �سوف ُي�ضفي ال�شرعية على دور‬ ‫الهيمنة الإيرانية في المنطقة على ح�ساب النظام‬ ‫التقلي ��دي المدعوم من �أميركا‪ ،‬وتمكين طموحات‬ ‫�إي ��ران الإقليمي ��ة م ��ن خ�ل�ال تخفي ��ف العقوبات‬


‫الرئي�س باراك �أوباما مع زعماء دول الخليج العربي‪ :‬طم�أنتهم ب�أن �أميركا ما زالت حليفتهم‬

‫في الوقت الراهن في �أدوار �إ�ست�شارية والدعم في‬ ‫العراق‪ ،‬وعدد �أقل في ليبيا و�س ��وريا واليمن‪ ،‬فهذا‬ ‫�إنجاز كبير في حيثياته‪.‬‬ ‫قبل �شن الحملة الجوية �ضد "الدولة الإ�سالمية"‪،‬‬ ‫فقد نق� ��ض �أوباما قراره بعدم التدخل الع�س ��كري‬ ‫مرة واحدة فقط‪ ،‬في ليبيا‪� .‬إن التدخل الإن�س ��اني‬ ‫هن ��اك كان‪ ،‬وال ي ��زال‪ ،‬يمكن الدف ��اع عنه‪ .‬لو لم‬ ‫تت�ص ��رف الواليات المتحدة‪ ،‬فمن �شبه الم�ؤكد �أن‬ ‫حمام دم كبير ًا كان �سيحدث و�سيتبعه �إلقاء العالم‬ ‫اللوم على الغرب لف�ش ��له في حماية المدنيين‪ .‬لم‬ ‫يُظهِ ر الديكتاتور الليبي معمر القذافي م�ؤ�ش ��رات‬ ‫حقيقية �إلى �إ�س ��تعداده لتقديم تنازالت‪ ،‬وكان من‬ ‫المحتم ��ل �أن يكون عل ��ى قيد الحياة في ال�س ��لطة‬ ‫لم ��دة �أطول‪ ،‬والق�ض ��اء عل ��ى التمرد‪ .‬وه ��ذا كان‬ ‫من الممكن �أن ي�س� �دّد �ضربة �ساحقة للإنتفا�ضات‬ ‫العربية الحيوي ��ة في حينه‪ ،‬الأمر الذي كان بدوره‬ ‫�سي�ش ��جع قادة �آخرين لت�صعيد �إ�ستخدامهم للقوة‬ ‫الع�سكرية‪.‬‬ ‫كان �إ�ستخدام وا�شنطن للقوة الجوية والم�ساعدات‬ ‫الع�سكرية غير المبا�شرة بالتالي له ما يبرره‪ ،‬فقد‬ ‫�أنق ��ذت الآالف من الأرواح و�س� � ّرعت في �س ��قوط‬ ‫الديكتات ��ور البغي� ��ض‪� .‬إن �إنهيار ليبي ��ا الحق ًا‪ ،‬مع‬ ‫ذل ��ك‪ ،‬و ّفر الدعم الكافي للم�ش ��ككين من التدخل‬ ‫ويجب ان ي�ؤدي الى �إع ��ادة التفكير بطريقة �أعمق‬ ‫ف ��ي ف�ض ��ائل العم ��ل الع�س ��كري في المنطق ��ة‪� .‬إن‬ ‫التحقيقات الحزبي ��ة في �أحداث بنغازي في �أيلول‬

‫(�س ��بتمبر) ‪ 2012‬ه ��ي عر�ض جانب ��ي مقارنة مع‬ ‫الدرو�س الأو�سع للعواقب الكارثية غير المق�صودة‬ ‫م ��ن التدخالت وحت ��ى النبيل ��ة منها‪ .‬وق ��د �أوحى‬ ‫التدخل للبع�ض داخل المعار�ضة ال�سورية بت�صعيد‬ ‫حملت ��ه الم�س ��لحة على �أم ��ل جذب عملي ��ة مماثلة‬ ‫تقوده ��ا الوالي ��ات المتحدة‪ ،‬م ��ع نتائج م�أ�س ��وية‪.‬‬ ‫وخا� ��ض م�ؤيدو التدخل معرك ��ة للتمييز بين حملة‬ ‫�أمي ��ركا ونتائجها في وقت الح ��ق‪ ،‬تمام ًا كما فعلوا‬ ‫بعد تح ّول العراق �إلى ف�شل ذريع‪ ،‬ولكن هذا تفكير‬ ‫�ساذج‪.‬‬ ‫وكان �إ�ستعداد �إدارة �أوباما لدعم الحملة ال�سعودية‬ ‫في اليمن �أكثر �سخرية‪ .‬ق ّلة في وا�شنطن تعتقد �أن‬ ‫المنطق ال�س ��عودي للحرب �صحيح‪ ،‬وحتى بع�ضهم‬ ‫يعتق ��د ب�أن لي�س لدى الحمل ��ة �أي �أمل في النجاح‪.‬‬ ‫ف ��ي الواقع‪ ،‬كان ��ت الوالي ��ات المتحدة ت�ستر�ض ��ي‬ ‫ال�س ��عوديين في اليمن من �أج ��ل منعهم من القيام‬ ‫بدور ال ُمف�س ��د للمحادثات مع �إيران‪ ،‬وبالتالي دفع‬ ‫الماليين من اليمنيين �إلى معاناة ال طائل منها‪.‬‬ ‫تهيمن على �سيا�سة ال�ش ��رق الأو�سط اليوم حروب‬ ‫وتدخالت بالوكالة‪� .‬إن ّ‬ ‫تعطل �أو �إنهيار الحكومات‬ ‫في م�ص ��ر والع ��راق وليبيا و�س ��وريا واليمن ح ّولت‬ ‫هذه البلدان �إلى �ساحات مفتوحة للقوى الإقليمية‬ ‫لخو�ض �صراعات �سيا�سية‪ .‬ح�شدت �إيران �شبكات‬ ‫وميلي�شيات �شيعية‪ ،‬وع ّب�أت قطر‪ ،‬والمملكة العربية‬ ‫ال�س ��عودية‪ ،‬وتركيا �ش ��بكات �إ�س�ل�امية �س ��نية من‬ ‫مختلف الأن ��واع‪ .‬وكانت الحروب بالوكالة الناتجة‬

‫مد ّمرة ب�شكل كبير‪ ،‬وفتحت الطريق �أمام �إ�ستقالل‬ ‫وزي ��ادة قوة الجهات الفاعلة م ��ن غير الدول‪ ،‬مثل‬ ‫"الدولة الإ�سالمية" و"جبهة الن�صرة"‪ .‬و�أحجمت‬ ‫الوالي ��ات المتح ��دة بحكمة ع ��ن الإن�ض ��مام علن ًا‬ ‫�إل ��ى هذه اللعب ��ة‪ ،‬ولكن هذا لم ُي ِبق �أمامها �س ��وى‬ ‫خيارات محدودة في �س ��احات المعارك الجديدة‪،‬‬ ‫كم ��ا �أنها ف�ش ��لت ف ��ي من ��ع حلفائها �أو خ�ص ��ومها‬ ‫م ��ن القيام ب�أ�س ��و�أ الأعمال‪ .‬ولم ينت�ص ��ر �أحد في‬ ‫الحروب بالوكالة‪ ،‬التي ت�س ��ببت في معاناة ب�شرية‬ ‫هائلة‪ ،‬وتفاقم الم�ش ��اكل الأ�سا�س ��ية لف�شل الدولة‬ ‫والتطرف‪.‬‬ ‫�إن الق�ض ��ية الحا�سمة في والية �أوباما من المرجح‬ ‫�أن تكون �س ��وريا‪ ،‬التي �س ��يطارد حمام الدم فيها‪،‬‬ ‫والتط ��رف‪ ،‬وزعزع ��ة الإ�س ��تقرار الإقليم ��ي ‪...‬‬ ‫منطقة ال�شرق الأو�سط لعقود مقبلة‪ .‬وقد �إنتُقدت‬ ‫�سيا�س ��ة رف�ض �أوبام ��ا الإنخراط ع�س ��كري ًا لدعم‬ ‫التمرد في �س ��وريا ب�شكل وا�س ��ع‪ .‬ومن ال�سهل فهم‬ ‫الغ�ض ��ب في وجه المذبحة التي يق ��وم بها النظام‬ ‫ال�س ��وري وال�ش ��رور اليومي ��ة ل"داع� ��ش" و"جبهة‬ ‫الن�ص ��رة"‪ .‬ولك ��ن الواق ��ع ال�ص ��عب‪ ،‬ال ��ذي فهمه‬ ‫�أوباما‪ ،‬هو �أن �أي ًا من المقترحات ال�شعبية للتدخل‬ ‫م ��ن �ش� ��أنه �أن يجعل الأمور �أف�ض ��ل‪ .‬لق ��د كان من‬ ‫المحك ��وم على �س ��وريا الإنحدار �إلى ح ��رب �أهلية‬ ‫ب�شعة تقريب ًا منذ اللحظة التي �إختار فيها الرئي�س‬ ‫ب�ش ��ار الأ�س ��د اللجوء �إلى القمع الع�س ��كري للبقاء‬ ‫في ال�س ��لطة و�إختار خ�ص ��ومه بالمقابل حمل‬ ‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪25‬‬


‫ال�شرق الأو�سط‪� /‬أميركا وال�شرق الأو�سط ¶ مو�ضوع الغالف‬

‫وزراء خارجية الدول الخم�س زائد �ألمانيا مع وزير الخارجية الإيراني محمد ظريف‪ :‬تحقيق ال�صفقة النووية‬

‫ف ��ي محاولته لتحقيق ر�ؤية‪ ،‬عل ��ى الأقل في المدى‬ ‫الق�ص ��ير‪ ،‬قد ف�ش ��لت‪� .‬إعترف �أوبام ��ا �أن الرئي�س‬ ‫الم�صري ح�سني مبارك ال يمكنه ال�صمود والبقاء‬ ‫في من�صبه و�ساعد في التو�سط على �إنتقال �سلمي‪.‬‬ ‫و�أ ّي ��د الإنتخاب ��ات والم�ؤ�س�س ��ات الديموقراطي ��ة‬ ‫في م�ص ��ر‪ ،‬حتى حين فاز الإ�س�ل�اميون بالأكثرية‬ ‫ف ��ي �إنتخاب ��ات ‪ 2011‬و‪ 2012‬و�إنه ��ار الحك ��م‪� .‬إن‬ ‫المقام ��رة – بدع ��م �إدراج جماع ��ة "الإخ ��وان‬ ‫الم�س ��لمين في نظام ديموقراط ��ي – كانت يمكن‬ ‫�أن ت�ش� � ّكل تح� � ّو ًال‪ .‬ولو �أن الإخ ��وان عرفوا الهزيمة‬ ‫ف ��ي االنتخاب ��ات التالي ��ة وفق ��دوا �ش ��عبيتهم بد ًال‬ ‫م ��ن الإطاحة بهم ف ��ي �إنقالب ع�س ��كري في تموز‬ ‫(يوليو) ‪ ،2013‬ف�إن م�ص ��ر وال�شرق الأو�سط كانا‬ ‫اليوم مكان ًا �أف�ض ��ل بكثي ��ر‪� .‬إن التحذيرات العامة‬ ‫للإدارة الأميركية حول الإحتجاجات المناه�ض ��ة‬ ‫للإخ ��وان ومخاطر الإنق�ل�اب قد برره ��ا النظام‬ ‫القمعي غير الم�ستقر الذي �أعقب ذلك‪.‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك‪ ،‬ط ّبق ��ت �إدارة �أوباما ر�ؤيته ��ا ل"الربيع‬ ‫العرب ��ي" ب�ش ��كل غي ��ر متّ�س ��ق‪ ،‬وعندم ��ا �أُجب ��رت‬ ‫عل ��ى الإختيار‪ ،‬ف�إنها عادة ما �إختارت �أن ت�ض � ّ�حي‬ ‫بالتحول النفعي لخدمة �إ�س ��تراتيجية �أو�سع قائمة‬ ‫على "التحجيم" �أو "الحجم المنا�سب"‪ .‬نادر ًا ما‬ ‫تحدث ��ت علن ًا​​ع ��ن القمع الوح�ش ��ي للإحتجاجات‬ ‫ف ��ي البحري ��ن خوف� � ًا من �إ�س ��تعداء �ش ��ركائها في‬ ‫الخليج‪ .‬و�س ��محت لل�س ��عودية �أخذ زمام المبادرة‬ ‫ف ��ي المرحل ��ة االنتقالي ��ة ف ��ي اليم ��ن‪ ،‬م ��ع نتائج‬

‫‪24‬‬

‫العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫متوقعة معادية للديموقراطية‪ .‬و�ص ��ارعت لإيجاد‬ ‫التوازن ال�ص ��حيح بين دعم زعم ��اء ما بعد الثورة‬ ‫الم�ص ��رية‪� ،‬سواء كانت ع�س ��كرية �أو من "الإخوان‬ ‫الم�س ��لمين"‪ ،‬و�إنتقدت �أخطاءه ��م‪ .‬وراقبت كيف‬ ‫�إنهارت ليبيا بعد الحرب �إلى الفو�ضى والعنف‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن �أوبام ��ا ق ��ر�أ �إمكاني ��ة تح� � ّول "الربي ��ع‬ ‫العربي" بدقة وب�ش ��كل �ص ��حيح‪ ،‬لكنه لم ي�س ��تطع‬ ‫معرف ��ة كيفي ��ة توجيه ��ه ف ��ي الإتج ��اه ال�ص ��حيح‪.‬‬ ‫ويرج ��ع ه ��ذا الف�ش ��ل جزئي ًا �إل ��ى �إط�ل�اق العنان‬ ‫للق ��وات البدائية وجزئي ًا �إلى ال ��دور الهدّام الذي‬ ‫مار�س ��ه حلفاء �أميركا الذين عمل ��وا بجد لإحباط‬ ‫�أي تح ��رك نح ��و الديموقراطي ��ة‪ .‬ال�ش ��كوى ب� ��أن‬ ‫الإدارة الأميركي ��ة لم تو ّفر الموارد الالزمة لدعم‬ ‫التح ّوالت ال�سيا�سية في تون�س وم�صر هي على حد‬ ‫�س ��واء حقيقي ��ة و�إلى حد م ��ا �إلى ج ��وار الحقيقة‪.‬‬ ‫�إن مبل ��غ الم ��ال ال ��ذي كانت وا�ش ��نطن م�س ��تعدة‬ ‫لتقديمه �إلى الم�ص ��ريين ال يكفي للت�أثير ب�ص ��ورة‬ ‫وا�ض ��حة في ح�س ��اباتهم‪ ،‬وخ�صو�ص� � ًا عندما كان‬ ‫الحلف ��اء المفتر�ض ��ون للوالي ��ات المتح ��دة‪ ،‬مث ��ل‬ ‫المملكة العربية ال�سعودية ودولة الإمارات العربية‬ ‫المتح ��دة‪ ،‬يخ�ص�ص ��ون مبالغ �أكب ��ر بكثير لتعزيز‬ ‫ال�سيا�س ��ات ال ُمعارِ�ض ��ة‪ .‬كان الم�ص ��ريون الذي ��ن‬ ‫�ش ��عروا ب�أنهم كانوا يقاتل ��ون معركة وجودية حول‬ ‫هوية دولتهم لديهم القليل من الإهتمام لم�ش ��ورة‬ ‫�أوباما‪ ،‬وخ�صو�ص� � ًا عندما كانت و�س ��ائل الإعالم‬ ‫المحلية تهاجم‪ ،‬وتهين‪ ،‬وت�ش ّوه كل تحركاته‪.‬‬

‫غزو العراق في ‪� :2003‬إعتبره �أوباما كارثة‬

‫مع ذل ��ك‪ ،‬كانت الم�ش ��اكل وراء التنفيذ‪ .‬كان نهج‬ ‫�أوباما بالن�س ��بة �إلى الإنتفا�ضات العربية على حد‬ ‫�سواء مثالي ًا وغير متما�س ��ك‪ .‬تعاطفت الإدارة مع‬ ‫تطلع ��ات المحتجين و�أملت في ت�ش ��جيع التح ّوالت‬ ‫الديموقراطي ��ة‪ .‬لكنه ��ا كافحت لفه ��م حقيقة �أن‬ ‫النظام القديم الذي يتعر�ض للهجوم كان النظام‬ ‫االقليم ��ي المدعوم من الوالي ��ات المتحدة‪ ،‬والذي‬ ‫يدافع عنه حلفاء �أميركا المعنيين‪ ،‬قبل كل �شيء‪،‬‬ ‫مع الحفاظ على �إبقاء �أنف�س ��هم في ال�سلطة‪ .‬على‬ ‫الجانب ال�ص ��حيح من التاريخ‪ ،‬حي ��ث �أمل �أوباما‬ ‫و�ض ��ع الوالي ��ات المتحدة‪ ،‬ق ��د يكون نا�ش ��د القيم‬ ‫الأميركية‪ ،‬لكنه تحدّى غريزي ًا م�صالح وا�شنطن‪.‬‬ ‫وعندما ف�شلت التح ّوالت‪ ،‬التي �إنتهت في التخندق‬ ‫ال�س ��لطوي �أو �إنهيار الدول ��ة‪ ،‬فلم يكن لدى االدارة‬ ‫االميركي ��ة خيارات بديل ��ة كثيرة خ ��ارج تخفي�ض‬ ‫وتحديد الخ�س ��ائر والقبول على م�ض�ض بالحقائق‬ ‫الجديدة‪.‬‬

‫حروب‪ ،‬قو ِتلت ولم ُت َخ�ض‬ ‫�أراد �أوبام ��ا دائم� � ًا �إخراج الوالي ��ات المتحدة من‬ ‫الح ��روب القائمة وتج ّنب الإنجرار �إلى �ص ��راعات‬ ‫جدي ��دة‪ .‬وق ��د نجح �إل ��ى حد كبير‪ .‬ومن ال�ص ��عب‬ ‫ف�ضل عن �أ�ش ��ياء لم تحدث‪ ،‬ولكن‬ ‫الح�ص ��ول على ٍ‬ ‫من ال�س ��هل جد ًا تخ ّيل �أميركا اليوم ت�شن حمالت‬ ‫رئي�سية لمكافحة التمرد في بلدان عربية متعددة‪.‬‬ ‫ومع وجود عدد قليل ن�س ��بي ًا من القوات الأميركية‬


‫الحرب في ليبيا‪ :‬التدخل الأميركي كان لأ�سباب �إن�سانية‬

‫الحجم المنا�سب والحجم الخط�أ‬

‫�إعتزم �أوباما منذ و�صوله �إلى ال�سلطة‬ ‫هزيمة تنظيم "القاعدة" مع ب�صمة‬ ‫�أخف وزن ًا‪ ،‬من خالل هجمات طائرات‬ ‫من دون طيار‪ ،‬وال�شراكات مع حلفاء‬ ‫محليين‪ ،‬وزراعة جماعات �إ�سالمية‬ ‫�أكثر �إعتدا ًال‪ .‬وقد فهم الفروق‬ ‫الدقيقة في ال�سيا�سة الإ�سالمية‬ ‫الداخلية و�إغتنم الفر�صة لتق�سيم‬ ‫التيار الرئي�سي للإ�سالم و�إبعاده من‬ ‫تنظيم "القاعدة" ووقف الدوامة نحو‬ ‫�صدام الح�ضارات‬ ‫�أوباما بالن�سبة �إلى الإ�سالمين ب�أنها ناجحة‪.‬‬ ‫الإنق�ل�اب الع�س ��كري ف ��ي م�ص ��ر والإ�ض ��عاف‬ ‫الالحق لجماع ��ة "الإخوان الم�س ��لمين"‪ ،‬والدعم‬ ‫الإقليمي للجهاد ال�س ��وري‪ ،‬و�سوء الحكم الطائفي‬ ‫لن ��وري المالكي في العراق – الت ��ي كلها‪� ،‬إلى حد‬ ‫م ��ا‪ ،‬عار�ض ��تها �إدارة �أوبام ��ا ‪ --‬كانت الأ�س ��باب‬ ‫الرئي�س ��ية لإنبع ��اث الحرك ��ة الجهادية في �ش ��كل‬ ‫"الدولة الإ�سالمية" (داع�ش)‪� .‬إن حملة مكافحة‬ ‫الإخوان المكثفة في م�ص ��ر والخليج �أفقدت فكرة‬ ‫الم�شاركة الديموقراطية م�صداقيتها‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫�أراح الأنظم ��ة العربي ��ة المعادي ��ة للديموقراطية‪،‬‬ ‫و�أزالت الحماية �ض ��د التطرف العنيف التي كانت‬ ‫منحتها جماع ��ة "الإخوان الم�س ��لمين" منذ فترة‬ ‫طويلة‪ .‬وقد �إ�س ��تفاد تنظيم "الدولة الإ�س�ل�امية"‬ ‫م ��ن النك�س ��ات على الم�س ��توى االقليم ��ي لجماعة‬ ‫الإخ ��وان‪ ،‬الت ��ي �أدت �إل ��ى �إزال ��ة مناف� ��س فك ��ري‬ ‫وتنظيم ��ي �أ�سا�س ��ي‪ .‬وكما توقع فري ��ق �أوباما‪ ،‬ف�إن‬ ‫ت�ص ��اعد العنف وع ��دم اال�س ��تقرار والتطرف في‬ ‫م�صر كانت نتيجة مبا�شرة لهذا التح ّول القمعي‪.‬‬ ‫خلق ��ت الح ��رب الأهلية ف ��ي �س ��وريا البيئ ��ة التي‬ ‫يمكن للجهادية �أن ت�س ��تعيد جاذبيتها بعد �سنوات‬ ‫م ��ن الإنخفا� ��ض‪� .‬إن تنظيم "الدولة الإ�س�ل�امية"‬ ‫نف�س ��ه �إنبعث م ��ن بقايا التم ��رد العراقي الذي لم‬ ‫ُيهزَ م بالكامل و�إزدهر في ظل �س ��وء حكم المالكي‬ ‫الطائف ��ي‪ .‬وقد �إزدهر و�س ��ط تمرد �س ��وري مج ّز�أ‬ ‫متع ��دد الأقط ��اب ال ��ذي ي�ش ��مل عدد ًا ال يح�ص ��ى‬

‫م ��ن الجماعات المماثل ��ة �إيديولوجي� � ًا بتمويل من‬ ‫تركيا ودول الخليج‪ .‬وعر�ض ��ت دول ممزّقة �أخرى‬ ‫فر�ص� � ًا ثانوي ��ة للتو�س ��ع‪ .‬وق ��د �إ�س ��تفاد "داع�ش"‬ ‫�أي�ض� � ًا‪ ،‬ويا​​لل�سخرية‪ ،‬من نجاح �أوباما �ضد تنظيم‬ ‫"القاع ��دة"؛ �إن مقت ��ل بن الدن خل ��ق فراغا في‬ ‫المركز الذي دعا �إلى مناف�س من المحيط‪.‬‬ ‫وق ��د ركز المحلل ��ون �إهتمامهم على الخ�صو�ص ��يات‬ ‫الإيديولوجي ��ة لتنظي ��م "الدولة الإ�س�ل�امية"‪ ،‬الذي‬ ‫غالب ًا ما ت�ص ��رف كما لو لم يكن هناك �أي تمرد في‬ ‫أرا�ض وحكمها‪ ،‬م�ستخدم ًا‬ ‫التاريخ قد �إ�س ��تولى على � ٍ‬ ‫العن ��ف الح ��ي القبي ��ح ك�أداة لل�س ��لطة‪ ،‬وتلقين ��ه‬ ‫لأع�ضائه‪ .‬وتنبع قوة تنظيم "الدولة الإ�سالمية" من‬ ‫�ضعف خ�صومه ومن قدرته على الإ�ستفادة من ف�شل‬ ‫الثورات العربية‪ .‬وقد �إزدهرت المجموعة التكفيرية‬ ‫ف ��ي مجاالت الإ�س ��تقطاب الدين ��ي و�إنهي ��ار الدولة‪:‬‬ ‫ف ��ي العراق و�س ��وريا‪ ،‬بالطبع‪ ،‬ولكن �أي�ض� � ًا في ليبيا‬ ‫الممزقة وم�صر بعد الإنقالب‪ .‬وقد نهل هذا التنظيم‬ ‫من الروايات وال�ش ��بكات الجهادية عينها التي غ ّذت‬ ‫�س ��ابق ًا تمرد تنظيم "القاع ��دة"‪ ،‬وتكتيكاته تنطوي‬ ‫على نحو متزايد على �أنواع الهجمات الإرهابية التي‬ ‫كانت مرتبطة �سابق ًا بتنظيم "القاعدة"‪� .‬إنه يتغذى‬ ‫م ��ن �إدراك حتمي ولكن يمكن �أن ينهار ب�س ��رعة �إذا‬ ‫بد�أت النك�س ��ات تتراكم‪ .‬ولكن حت ��ى �إنهيار "الدولة‬ ‫الإ�س�ل�امية" لن يفعل �ش ��يئ ًا ُيذكر للحد من التحدي‬ ‫الأو�سع الذي تمثله الطائفية والجهادية‪ ،‬التي تزدهر‬ ‫في البيئة الإقليمية الحالية‪.‬‬

‫�إن رف� ��ض �إدارة �أوباما التدخل في �س ��وريا تحدّت‬ ‫توقعات ق ��وة الواليات المتح ��دة‪ ،‬و�أثارت مخاوف‬ ‫�ضخمة بين حلفائها‪ ،‬و�أخ ّل بتوازن القوى الإقليمي‬ ‫ال ُمت�ص� � َّور‪ ،‬وو ّل ��د �أنماط� � ًا جدي ��دة م ��ن التواف ��ق‬ ‫وال�ص ��راع‪� .‬إن �إ�س ��تراتيجية �أوباما �ض ��د "الدولة‬ ‫الإ�س�ل�امية" تمث ��ل نظرته الأو�س ��ع ف ��ي المنطقة‪.‬‬ ‫يعت ��رف �أوبام ��ا بالتهديد ولكن ��ه ال يبالغ فيه‪ ،‬وهو‬ ‫يزن دائم ًا تكاليف العم ��ل مقابل الفوائد‪ .‬وهكذا‪،‬‬ ‫فقد �إ�ستجاب لطلبات الحكومة العراقية للح�صول‬ ‫على الم�ساعدة �ض ��د "الدولة الإ�سالمية" مع قدر‬ ‫�أكبر من الم�س ��اعدات والغ ��ارات الجوية‪ ،‬و�إعادة‬ ‫محدودة للم�ست�ش ��ارين الع�س ��كريين‪ ،‬ولكن لي�ست‬ ‫هناك قفزة �إلى الوراء‪.‬‬ ‫مث ��ل ه ��ذا التقيي ��د �س ��وف يثي ��ر ب�إ�س ��تمرار‬ ‫مقاوم ��ة جمي ��ع الجه ��ات الفاعل ��ة‪ ،‬التي ت�ش� � ّكلت‬ ‫�إ�س ��تراتيجياتها من قبل النظام القديم‪ .‬في عهد‬ ‫�إدارة جورج دبليو بو�ش‪ ،‬واجهت �إ�س ��رائيل �ضغط ًا‬ ‫قلي�ل ً�ا لتحقيق ال�س�ل�ام م ��ع الفل�س ��طينيين‪ ،‬وظن‬ ‫الطغ ��اة الع ��رب �إل ��ى �أن التع ��اون �ض ��د الإره ��اب‬ ‫و�إيران من �ش� ��أنه �أن ي�صرف الدعوات �إلى �إجراء‬ ‫�إ�ص�ل�احات ديموقراطية‪ .‬كما تمتع رئي�س الوزراء‬ ‫العراق ��ي ن ��وري المالك ��ي بمحادث ��ات منتظم ��ة‬ ‫بوا�س ��طة الفيدي ��و م ��ع رئي� ��س الوالي ��ات المتحدة‬ ‫ودعم ع�س ��كري �أميركي ال ين�ض ��ب‪ .‬هناك ق ّلة‪� ،‬إن‬ ‫وجدت‪ ،‬من قادة المنطقة والنخب كانت حري�صة‬ ‫عل ��ى تعطي ��ل النظ ��ام الإقليم ��ي الذي ينا�س ��بهم‬ ‫ب�ش ��كل جيد‪� .‬إن م�س ��رحيات القوة العامة الأخيرة‬ ‫من قبل �إ�س ��رائيل ودول الخليج ال�ستخراج المزيد‬ ‫من الدعم من وا�ش ��نطن تعك�س عدم ت�أكدهم من‬ ‫مكانهما في النظام الجديد‪.‬‬ ‫ويبقى �أن نرى ما �إذا كانت �سيا�س ��ات �أوباما �سوف‬ ‫تمث ��ل لحظة التح ّول في نهج الواليات المتحدة في‬ ‫ال�ش ��رق الأو�سط �أو �أنها مجرد �إنحراف م�ؤقت‪� .‬إن‬ ‫خليفة �أوباما‪� ،‬سواء كان ديموقراطي ًا �أو جمهوري ًا‪،‬‬ ‫م ��ن المرج ��ح �أن يح ��اول ت�ص ��حيح �إخفاقات ��ه‬ ‫المزعومة بالن�س ��بة �إلى التدخالت‪ .‬هناك كثيرون‬ ‫في م�ؤ�س�سة ال�سيا�س ��ة الخارجية الأميركية يودون‬ ‫�أن ي ��روا ع ��ودة للوج ��ود الع�س ��كري الأميركي في‬ ‫المنطقة‪ ،‬خ�صو�ص� � ًا في العراق و�سوريا‪ .‬وبالتالي‬ ‫ف�إن الرئي�س المقبل من �ش ��به الم�ؤكد �أنه �س ُي�س � ِ�رع‬ ‫في الن�أي بنف�سه عن �أوباما‪ ،‬ليكت�شف بعد حين �أن‬ ‫واقع الهيكلية للمنطقة تبرّر ر�ؤية �أوباما‬ ‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪27‬‬


‫ال�شرق الأو�سط‪� /‬أميركا وال�شرق الأو�سط ¶ مو�ضوع الغالف‬ ‫ال�س�ل�اح وتحويل الإنتفا�ض ��ة ال�س ��لمية �إلى تمرد‪.‬‬ ‫كان يمكن �أن تك ��ون القوات الأميركية �أكثر �أو �أقل‬ ‫�إنخراط ًا في الحرب الأهلية التي تلت ذلك‪ ،‬ولكن‬ ‫ال يمكن لأي حجم من التدخل الع�سكري الأميركي‬ ‫�أن يحل الم�شكلة‪ .‬وحتى مجرد عمل ع�سكري وا�سع‬ ‫النطاق على الأرجح كان ف�ش ��ل‪ ،‬كما �أثبت ب�ش ��كل‬ ‫م�ؤلم الإحتالل غير المثمر للعراق‪.‬‬ ‫�أن�صار التدخل في �سوريا عادة ي�ص ّرون على �أنهم‬ ‫ال يري ��دون جن ��ود ًا �أميركيين عل ��ى الأر�ض‪ .‬ولكن‬ ‫�إدارة �أوبام ��ا كان ��ت عل ��ى عل ��م تمام ًا بال�ض ��غوط‬ ‫م ��ن �أجل الت�ص ��عيد ال ��ذي ق ��د يتبع حت ��ى عملية‬ ‫مح ��دودة‪ ،‬لأن الأفكار لتدخ ��ل �أميركي محدود لم‬ ‫تك ��ن منطقي ��ة وال معنى له ��ا‪ .‬لم يكن اال�س ��د في‬ ‫وارد �أن يه ��رب ف ��ي �أول بادرة م ��ن قاذفات حلف‬ ‫�شمال الأطل�س ��ي‪ ،‬وحدود القوة الجوية قد ظهرت‬ ‫بالحملة الجوية في العراق و�س ��وريا �ض ��د "الدولة‬ ‫الإ�سالمية"‪� .‬إن �إقامة منطقة حظر للطيران كانت‬ ‫ت�س ��تطيع �أن ّ‬ ‫تعطل �إ�ستخدام �س�ل�اح الجو من قبل‬ ‫الأ�س ��د‪ ،‬لكنها لن ت�س ��تطيع حماية المتمردين من‬ ‫قذائف الهاون �أو الإجراءات والعمليات الأر�ض ��ية‪.‬‬ ‫�إن توفير �أ�س ��لحة م�ض ��ادة للطائ ��رات للمتمردين‬ ‫يمكنها �أن تحدث تغيير ًا تكتيكي ًا ولكنها �أي�ض� � ًا قد‬ ‫ت�ش ��كل خطر ًا على الطيران المدني‪ .‬كان �س ��يكون‬ ‫على الجي�ش االميركي الدفاع عن �أي مناطق �آمنة‬ ‫تُع َلن‪ ،‬والتي ال يمكن �أن يتم ذلك فقط من الجو‪.‬‬ ‫�إن ت�س ��ليح المعار�ض ��ة‪ ،‬وهو الإقتراح الأكثر �ش ��عبية‬ ‫وواحد تب ّنت ��ه الواليات المتحدة ب�ش ��كل متقطع‪ ،‬كان‬ ‫دائم ًا �أقل �إحتما ًال للنجاح‪ .‬وكانت المعار�ضة ال�سورية‬ ‫م ��ن البداية مج� � ّز�أة ب�ش ��كل مي�ؤو�س منه و�أ�ص ��بحت‬ ‫ب�ش ��كل متزايد �أكثر تطرف ًا فيم ��ا كانت الحرب تتابع‬ ‫�س ��يرها في كل �إتج ��اه‪ .‬بحل ��ول �أوائل الع ��ام ‪،2012‬‬ ‫كانت كميات هائلة من المال وال�سالح تتدفق بالفعل‬ ‫�إل ��ى جماعات المعار�ض ��ة م ��ن دول الخلي ��ج وتركيا‪،‬‬ ‫والعمليات ال�سرية الأميركة ت�سير على ما يرام‪ .‬ولكن‬ ‫كانت هن ��اك مجموعات قليلة ف ّعال ��ة ومقبولة فكري ًا‬ ‫و�إيديولوجي ًا التي يمكن للواليات المتحدة �أن ت�س ّلحها‬ ‫ب�ش ��كل مريح‪� .‬إن ت�سليح المعار�ضة لن يعطي لأميركا‬ ‫حق ال�س ��يطرة على ه ��ذه المجموع ��ات‪ ،‬وكان يمكن‬ ‫�أن ينطوي ذلك حتم ًا عل ��ى دعم �أميركي للجهاديين‬ ‫المتطرفين‪ .‬المتمردون يقومون ب�أعمال المتمردين‪،‬‬ ‫وفيما تح ّولت الإنتفا�ضة ال�سورية �إلى تمرد‪� ،‬أ�صبحت‬ ‫�أكثر تطرف ًا ووح�شية على نحو متزايد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫�إن رع ��اة الأ�س ��د الخارجيي ��ن يعادل ��ون تقريبا �أي‬ ‫دع ��م ي�أتي للمتمردين‪ .‬ونتيجة لذل ��ك‪ ،‬ف�إن زيادة‬

‫‪26‬‬

‫العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫ّ‬ ‫�شكل الف�شل في العراق بعمق النظرة‬ ‫الدولية للإدارة الأميركية‪ .‬لقد ر�أت‬ ‫�إدارة �أوباما ب�شكل �صحيح �أن غزو‬ ‫العراق كان �سوء تقدير كارثي ًا الذي‬ ‫فتح الأبواب �أمام معاناة �إن�سانية‪،‬‬ ‫وحرب �أهلية‪ ،‬و�أ�شكال جهادية‬ ‫جديدة خبيثة‪ ،‬وزيادة القوة الإقليمية‬ ‫الإيرانية‪ .‬كما ر�أى �أوباما �أن زيادة‬ ‫القوات الأميركية في ‪ 2007‬نجحت‬ ‫في الحد من العنف لكنها ف�شلت في‬ ‫حل جذور الأزمة ال�سيا�سية‬ ‫الم�س ��اعدة الخارجية للمتمردين ال�سوريين قادت‬ ‫فقط �إل ��ى توازن �أكث ��ر تدمير ًا للقوة‪ ،‬م ��ع تقلبات‬ ‫طفيفة في كل اتجاه داخل م�أزق �إ�ستراتيجي وا�سع‬ ‫النطاق‪ .‬كما �أن معار�ض ��ة قوية كانت دائم ًا ت�صبح‬ ‫�أقل �إ�س ��تعداد ًا لتقدي ��م تنازالت‪ ،‬كما كان الأ�س ��د‬ ‫القوي‪ .‬ب�إخت�ص ��ار �أقل من تحقيق ن�ص ��ر �ص ��ريح‬ ‫من جانب واحد‪ ،‬ال يمكن لأي ميزان قوى �أن ُيجبر‬ ‫الأفرقاء على المفاو�ضات‪.‬‬ ‫في مواجه ��ة كل ذلك‪ ،‬كان ��ت �إدارة �أوباما حكيمة‬ ‫لمقاوم ��ة المنح ��در الزل ��ق للتدخ ��ل وب ��د ًال م ��ن‬ ‫ذل ��ك حاول ��ت تطويق حلفائها‪ ،‬وت�ش ��كيل �ش ��روط‬ ‫للمفاو�ض ��ات‪ ،‬والتخفيف من المعاناة الإن�س ��انية‪.‬‬ ‫�إن �أ�س ��و�أ خط�أ‪� ،‬إحباط التهديد ب�شن غارات جوية‬ ‫و�صاروخية في �آب (�أغ�سط�س) و�أيلول (�سبتمبر)‬ ‫‪� 2013‬ضد النظام ال�س ��وري‪� ،‬أظهر مدى ال�سهولة‬ ‫الت ��ي يمكن فيه ��ا الإنج ��رار‪ :‬كان الخ ��ط الأحمر‬ ‫لأوباما بالن�سبة �إلى �إ�ستخدام الأ�سلحة الكيميائية‬ ‫ف ��ي الغال ��ب خطابي� � ًا لإعط ��اء مظه ��ر م ��ن القوة‬ ‫والمتانة‪ ،‬ولكن عندما �أعلنه‪� ،‬أ�صبح ُمكلف ًا التخ ّلي‬ ‫عنه‪ .‬كان �أوباما حكيم ًا ما يكفي لل�سير بعيد ًا ودفع‬ ‫تكاليف من �س ��معته لتراجع ��ه ‪ -‬ولكن ذلك يفيدنا‬ ‫�إلى �أي مدى كان حدوث التفجير قريب ًا‪.‬‬

‫تطور الإ�سالم ال�سيا�سي‬ ‫�إعت ��زم �أوبام ��ا منذ و�ص ��وله �إلى ال�س ��لطة هزيمة‬ ‫تنظيم "القاعدة" مع ب�صمة �أخف وزن ًا‪ ،‬من خالل‬

‫هجم ��ات طائرات من دون طيار‪ ،‬وال�ش ��راكات مع‬ ‫حلف ��اء محليين‪ ،‬وزراعة جماعات �إ�س�ل�امية �أكثر‬ ‫�إعتدا ًال‪ .‬وق ��د فهم الفروق الدقيقة في ال�سيا�س ��ة‬ ‫الإ�س�ل�امية الداخلي ��ة و�إغتنم الفر�ص ��ة لتق�س ��يم‬ ‫التي ��ار الرئي�س ��ي للإ�س�ل�ام و�إبع ��اده م ��ن تنظيم‬ ‫"القاعدة" ووقف الدوامة نحو �صدام الح�ضارات‪.‬‬ ‫عل ��ى م ��دى ال�س ��نوات الأرب ��ع الأولى م ��ن �إدارته‪،‬‬ ‫كان هذا النهج ناجح ًا ب�ش ��كل كبير‪ .‬خ�س ��ر تنظيم‬ ‫"القاعدة" الأر�ض ��ية ال�سيا�س ��ية والتنظيمية في‬ ‫جميع �أنح ��اء المنطقة‪ ،‬وبلغ الأم ��ر ذروته في قتل‬ ‫�أ�سامة بن الدن في �أيار (مايو) ‪ .2011‬الجماعات‬ ‫الرئي�س ��ية مث ��ل جماع ��ة "الإخ ��وان الم�س ��لمين"‬ ‫والمنظم ��ات التابعة لها دخلت العملية ال�سيا�س ��ية‬ ‫بعد الثورات العربية‪ ،‬حيث ف ��ازت في الإنتخابات‬ ‫في تون�س وم�ص ��ر‪� .‬إن خط ��اب �أوباما في حزيران‬ ‫(يوني ��و) ‪ 2009‬ف ��ي القاه ��رة‪ ،‬وال ��ذي رف�ض فيه‬ ‫فكرة ب�أن الغرب والإ�س�ل�ام مق ّيدان في �ص ��راع ال‬ ‫مفر منه‪� ،‬أطلق �إ�س ��تراتيجيته �ض ��د اال�س�ل�اميين‬ ‫المتطرفي ��ن العنيفين �إلى بداي ��ة فعالة‪ ،‬كما فعل‬ ‫الإن�س ��حاب م ��ن الع ��راق والتن�ص ��ل م ��ن وح�ش ��ية‬ ‫الح ��رب الغليظ ��ة عل ��ى الإره ��اب‪ .‬كان �إ�س ��تعداد‬ ‫�أوباما للعمل مع "الإخوان الم�سلمين" بعد �سقوط‬ ‫مبارك خروج ًا عن عقود من ال�سيا�س ��ة االميركية‬ ‫و�أقوى �إ�شارة �أر�سلها �أوباما من �أي وقت م�ضى �إلى‬ ‫�أن وا�ش ��نطن ت�ؤم ��ن بالديموقراطي ��ة بغ�ض النظر‬ ‫ع َّمن يفوز‪ .‬في �أوائل العام ‪� ،2012‬أثبتت �سيا�سات‬


‫ق��د يكون حجز فرص��ة تاريخي��ة للتأثير في‬ ‫لوالية ثانية‪ .‬ل��ذا ينبغي على أوباما ألاّ يتوقع‬ ‫المس��تقبل وإرس��اء أس��س سياس��ة اإلدارة‬ ‫من نتنياه��و أن يغ ِّير موقفه والتعاون في أي‬ ‫المقبلة في منطقة الشرق األوسط‪.‬‬ ‫جهود جديدة من ش��أنها أن ُتنقذ سمعته وما‬ ‫األميركية ُ‬ ‫عمن يصل إل��ى البيت األبيض‪،‬‬ ‫فقده من إرث في الشرق األوسط‪ .‬إن نتنياهو‬ ‫بغض النظ��ر َّ‬ ‫فإن الس��اكن(ة) الجديد(ة) سوف يضطر إلى‬ ‫ما زال هو نفسه الذي أصاب أوباما على نحو‬ ‫التعام��ل مع هذا الواقع الجديد‪ .‬إن المجتمع‬ ‫متزايد باإلحباط طوال فترة رئاسته‪.‬‬ ‫الدولي يقف إلى جانب أوباما بالنس��بة إلى‬ ‫مع األشهر القليلة المتبقية له في منصبه‪ ،‬فقد‬ ‫اإلعتراف بفلس��طين‪ .‬فقد أعلنت فرنسا أخيراً‬ ‫حان الوقت ألوباما لكي يصوغ ويش�� ّكل إرثه‬ ‫بأنها س��تعترف بدولة فلسطينية مستقلة في‬ ‫في الش��رق األوس��ط بالطريقة التي يريدها‪،‬‬ ‫حال فش��لت الجهود النهائية لتحقيق السالم‪.‬‬ ‫وليس بالطريقة التي ح��اول وضغط نتنياهو‬ ‫باإلضاف��ة إلى ذل��ك‪ ،‬فقد إعترفت الس��ويد‬ ‫لتحديده��ا‪ .‬أمام أوباما فرصة ألخذ مكانه في‬ ‫ً‬ ‫رس��ميا بدولة فلسطين بعد إيس��لندا‪136( .‬‬ ‫التاري��خ بإعتباره أول رئي��س أميركي يعترف‬ ‫دولة م��ن أص��ل ‪ 193‬دولة عضو ف��ي األمم‬ ‫رسمياً بدولة فلسطينية مستقلة‪.‬‬ ‫لا أم آج� ً‬ ‫عاج� ً‬ ‫المتحدة إعترفت بدولة فلسطين)‪.‬‬ ‫لا‪ ،‬س��وف تكون هن��اك دولة‬ ‫الرئي�س باراك �أوباما‪� :‬إعترف بفل�سطين الآن!!!‬ ‫إعتاد المسؤولون والديبلوماسيون األميركيون‬ ‫فلس��طينية والواليات المتحدة سوف تعترف‬ ‫ً‬ ‫به��ا‪ .‬وأوبام��ا يعرف ذلك جيداً‪ .‬فلم��اذا يف ِّوت هذه الفرص��ة إذا ويتركها عل��ى تقليد يتم ّث��ل بموازنة آرائهم ووجهات نظرهم بع��د إنتهاء واليتهم‬ ‫لرئيس آخر لكي يغتنمها في المستقبل؟ ينبغي على أوباما أن يقلق حول وتركهم منصبهم عندما يصبحون متح ّررين من ضغط اللوبي اإلس��رائيلي‬ ‫س��معته وإرثه الخ��اص‪ ،‬وليس من آراء نتنياه��و المتطرفة‪ .‬ال يجب على والسياسة المحلية‪ .‬الرئيس جيمي كارتر هو خير مثال على ذلك‪.‬‬ ‫أوباما أن يسمح أبداً لنتنياهو تشكيل وصوغ إرثه في الشرق األوسط وأن ينبغي على أوباما ألاّ يقع في هذا الفخ ويس��ير على خطاهم‪ .‬بغض النظر‬ ‫يتركه ملطخاً بالفشل‪.‬‬ ‫عن كيف س��يعدّل أراءه بعد تركه منصبه‪ ،‬فإنه لن يستطيع أبداً إنقاذ إرثه‬ ‫إن إرث أوبام��ا في الش��رق األوس��ط مز ٍر وقاتم على قدم المس��اواة في في الش��رق األوسط وحل الصراع اإلس��رائيلي ‪ -‬الفلسطيني إذا لم يعترف‬ ‫أجزاء أخ��رى م��ن المنطقة‪ .‬س��وريا يمكن أن‬ ‫بدولة فلس��طينية في حين ال يزال لديه القدرة‬ ‫تصبح روان��دا أوباما؛ بنغازي والس��فير الراحل‬ ‫عل��ى القيام بذل��ك‪ .‬الوقت المناس��ب هو اآلن‬ ‫ً‬ ‫وعليه تنفيذ ذلك بدال من الندم في وقت الحق‪.‬‬ ‫كريس ستيفنز هما شاهدان على إرثه في ليبيا؛ خالف ً‬ ‫أميركيين‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ؤ�ساء‬ ‫�‬ ‫الر‬ ‫من‬ ‫للعديد‬ ‫ا‬ ‫وتنظي��م "القاعدة" في اليمن ه��و أقوى بكثير‬ ‫س��يدي الرئي��س‪ ،‬إن ل��م يكن من أج��ل إرثك‬ ‫حل‬ ‫إيجاد‬ ‫�‬ ‫أوباما‬ ‫�‬ ‫و�ضع‬ ‫لقد‬ ‫ال�سابقين‪،‬‬ ‫اليوم مما كان عليه عندما ك ّثف أوباما سياس��ة‬ ‫الخاص‪ ،‬على األقل إعترف بفلس��طين لتستحق‬ ‫الطائ��رات من دون طيار ضد التنظيم؛ والتاريخ لل�صراع الإ�سرائيلي – الفل�سطيني في جائزة نوبل للس�لام التي حصلت عليها ُمسبقاً‬ ‫وحده سوف يحكم ويقول ما هي نتائج اإلتفاق �أعلى �أولوياته‪ .‬وعلى الرغم من الحروب ف��ي وقت مبكر‪ .‬لقد أعرب��ت اللجنة عن ثقتها‬ ‫النووي مع إيران في المس��تقبل‪ .‬لس��وء الحظ‪ ،‬الأهلية الوح�شية التي �إجتاحت منطقة ب��ك ومنحت��ك الجائزة قبل أن تحقق أي س�لام‬ ‫ال يس��تطيع أوبام��ا أن يغ ّي��ر الحقائ��ق في أيٍّ ال�شرق الأو�سط خالل ال�سنوات الخم�س حقيقي‪ .‬فال تخ ِّيب آمالها‪ .‬تأكد من أنك تستحق‬ ‫إلرث‬ ‫المتب ّقي له الما�ضية‪ ،‬فقد �أظهر �أوباما عن �إلتزام ثابت هذه الجائزة‪ ،‬س��يد الرئي��س‪ .‬إن لم يكن ٍ‬ ‫من هذه ال��دول مع ضيق الوق��ت ُ‬ ‫في منصبه‪ .‬م��ع ذلك‪ ،‬ال يزال يس��تطيع ترميم‬ ‫أو للجائزة المرموق��ة‪ ،‬فليكن من أجل كبريائك‬ ‫الالزم‬ ‫ال�سيا�سي‬ ‫المال‬ ‫أ�س‬ ‫�‬ ‫ر‬ ‫�ص‬ ‫وخ�ص‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫وإس��تعادة إرثه في الش��رق األوسط من خالل‬ ‫وكن الشخص الذي يضحك أخيراً‪ ،‬وليس بنيامين‬ ‫ال�صراع‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫تقدم‬ ‫إحراز‬ ‫ل‬ ‫اإلعتراف بدولة فلسطينية‪.‬‬ ‫نتنياهو‪.‬‬ ‫بإعتراف��ه بدول��ة فلس��طينية اآلن‪ ،‬ف��إن أوباما‬ ‫سيدي الرئيس‪ ،‬إعترف بفلسطين اآلن‬ ‫* �إبراهيم فريحات (المعروف �أي�ض ًا با�سم �إبراهيم �شرقية) هو زميل في ال�سيا�سة الخارجية في معهد بروكينغز‪ ،‬وباحث في جامعة جورج تاون‪.‬‬ ‫كان ُيد ّر�س �سابق ًا حل النزاعات الدولية في جامعة جورج وا�شنطن وجامعة جورج مي�سون‪.‬‬

‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪29‬‬


‫الم�شرق العربي‪ /‬فل�سطين‪ /‬ر�أي خبير‬

‫لإنقاذ �إرثك في ال�شرق الأو�سط‬

‫�س ِّيد �أوباما ِ�إع َت ِرف بدولة فل�سطين‬ ‫بعد فشل سياسته الخارجية في منطقة الشرق األوسط يبدو أن هناك نافذة واحدة فقط ما زالت مفتوحة‬ ‫أمام الرئيس األميركي باراك أوباما لترميم إرثه في المنطقة ويتم ّثل باإلعتراف بدولة فلسطين‪.‬‬ ‫بقلم �إبراهيم فريحات*‬ ‫بإستخدام تكتيكات التأخير حتى تنتهي فترة أوباما الرئاسية‪ .‬وقد سبق أن‬ ‫إستخدم رئيس الوزراء اإلسرائيلي بنيامين نتنياهو فعلياً هذه اإلستراتيجية‬ ‫مدفوع��اً بالبحث عن ٍ‬ ‫إرث له في الش��رق األوس��ط‪ ،‬يبدو أن عندم��ا رف��ض علناً​​دعوة أوباما ل��ه لزيارة البيت االبي��ض من أجل إجراء‬ ‫الرئي��س ب��اراك أوباما قد قرر أن يس��تثمر مج��دّداً في إحياء محادثات ومناقشة عملية السالم‪ ،‬ذلك ألنه أراد "تجنّب أي تأثير ُمحت َمل"‬ ‫المحادثات اإلسرائيلية – الفلسطينية قبل انتهاء واليته الثانية‪.‬‬ ‫المقبل��ة في الواليات المتح��دة‪ .‬وجاءت هذه‬ ‫في اإلنتخابات الرئاس��ية ُ‬ ‫في آذار (مارس) الفائت‪ ،‬ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن البيت التصريحات على لس��ان الش��خص عينه الذي حاول التدخل في الشؤون‬ ‫األبيض يعمل على إحياء جهود الس�لام‪ ،‬بما في ذلك إصدار قرار محتمل األميركي��ة المحلية من خ�لال العمل والضغط بقوة ض��د أوباما في أثناء‬ ‫ع��ن مجلس األمن الدولي أو غي��ره من المبادرات مثل "خطاب رئاس��ي اإلنتخابات الرئاسية األميركية األخيرة‪.‬‬ ‫وبيان مشترك من اللجنة الرباعية حول الشرق األوسط"‪.‬‬ ‫الواقع أن أوباما إس��تثمر وبذل جهداً فعلياً من خالل العمل مع الطرفين‪،‬‬ ‫ف��ي حي��ن أن النقطة التي يرم��ي إليها الرئي��س أوباما عبر ه��ذا الجهد لكنه اآلن يحتاج إلى إتخاذ قرارات‪ .‬خالفاً للعديد من الرؤس��اء األميركيين‬ ‫المتج��دّد م��ا زالت ُمب َهمة وغي��ر واضحة‪ ،‬فإنه يتع َّين علي��ه أن يفهم أن الس��ابقين‪ ،‬لقد وض��ع أوباما إيجاد ٍّ‬ ‫حل لهذا الصراع عل��ى رأس أولوياته‪.‬‬ ‫إستخدام األس��اليب القديمة عينها للوساطة األميركية سوف لن يؤدي إلاّ وعلى الرغم من الحروب األهلية الوحش��ية التي إجتاحت منطقة الشرق‬ ‫إلى تفاقم وإس��تفحال األزمة‪ ،‬وبالتالي تش��ويه سمعته وشرعيته أكثر في األوسط خالل السنوات الخمس الماضية‪ ،‬فقد أظهر أوباما عن إلتزام ثابت‬ ‫الش��رق األوس��ط‪ .‬إلنقاذ إرثه في المنطقة‪ ،‬ودف��ع المصالح األميركية في‬ ‫وخصص رأس المال السياس��ي الالزم إلحراز تقدم في الصراع اإلس��رائيلي‬ ‫ّ‬ ‫العالم العربي‪ ،‬والتماش��ي مع موقف المجتمع‬ ‫ الفلس��طيني‪ .‬وخالل الفترة الت��ي قضاها في‬‫منصبه‪ ،‬أمض��ى وزير الخارجية جون كيري وقتاً‬ ‫الدول��ي من هذا الصراع‪ ،‬ال ب ّد للرئيس األميركي‬ ‫م��ن إتخاذ ق��رار طال إنتظ��اره وال��ذي يتم ّثل‬ ‫على المفاوضات اإلسرائيلية‪-‬الفلس��طينية أكثر‬ ‫الطرفين‬ ‫بين‬ ‫إتفاق‬ ‫�‬ ‫إلى‬ ‫�‬ ‫التو�صل‬ ‫باإلعتراف بدولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة‬ ‫من أي ص��راع دولي آخر‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد كانت‬ ‫يعمل‬ ‫لن‬ ‫�سوف‬ ‫الوقت‬ ‫�ضغط‬ ‫تحت‬ ‫قبل أن يغادر منصبه‪.‬‬ ‫المك ّثفة التي بذلتها‬ ‫نتائج الجهود الديبلوماسية ُ‬ ‫لطرف‬ ‫ويمكن‬ ‫نتيجة‪.‬‬ ‫إلى‬ ‫�‬ ‫ؤدي‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ولن‬ ‫بداي�� ًة‪ ،‬يتع ّين على أوبام��ا أن يتع ّلم من أخطاء‬ ‫إدارة أوباما فاش��لة بشكل ذريع‪ .‬إذ أنها إنتهت‬ ‫َس َلفيه‪ ،‬جورج دبليو بوش وبيل كلينتون‪ ،‬اللذين غير مهتم في التو�صل �إلى �إتفاق �سالم م��ن دون إتفاق أو حتى مذ ّك��رة تفاهم‪ ،‬وهي‬ ‫حس��ن س��معة‬ ‫ح��اوال أيض��اً التوصل ال��ى إتف��اق مقبول من المناورة ب�سهولة ب�إ�ستخدام تكتيكات إتفاقات كان يمكنها أن تفيد و ُت ّ‬ ‫الفلس��طينيين واإلس��رائيليين قبل بضعة أشهر‬ ‫وإرث أوباما في الشرق األوسط‪.‬‬ ‫الت�أخير حتى تنتهي فترة �أوباما‬ ‫فقط من نهاية واليتهما‪.‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬فإن أوبام��ا يعرف جيداً من هو الذي‬ ‫الرئا�سية‪ ،‬وقد �سبق لرئي�س الوزراء‬ ‫إن التوص��ل إل��ى إتفاق بي��ن الطرفين في ظل الإ�سرائيلي بنيامين نتنياهو �إ�ستخدام س ّبب فشله‪ .‬لقد تحدّى نتنياهو مراراً أوباما‪ :‬في‬ ‫ظ��روف ضغط الوقت س��وف لن يج��دي نفعاً‬ ‫الكونغرس‪ ،‬رفض رئيس الوزراء اإلسرائيلي خوض‬ ‫هذه الإ�ستراتيجية‬ ‫ولن يؤدي إلى نتيجة‪ .‬ويمكن لطرف غير مهتم‬ ‫أي مفاوض��ات جدية من ش��أنها أن تؤدي إلى‬ ‫في التوصل إلى إتفاق س�لام المناورة بس��هولة‬ ‫إتفاق‪ ،‬وقد مارس علناً ضغطاً ضد إنتخاب أوباما‬

‫‪28‬‬

‫العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬


The Best Brazilian Technology

Motrice Equipamentos e Processos Ltda is a Brazilian company specializing in process of food industry, especially in the heat treatment through equipment like Drum Dryer, Spray Dryer, Paddle Dryer, Fluidized Bed Systems, Lyophilisation and also type Tunnel forced air dryers. Motrice has a pilot plant in Curitiba, Brazil, with the possibility to provide the following services:

• Product development • Prototyping Product • Exploratory testing. • Support projects and supports the technical area of new lines And through its Innovation Centre, already serve and provide support in the development of processes for manufacturing flakes fruits, starches and modified gelatin, milk, flour, instant cereal flakes, dried yeast and others…

Equipment

Drum dryer is a suitable drying equipment for temperature sensitive products that present in liquid or paste form and that the drying occurs in a few seconds by forming a thin layer on the cylinder surface without causing oxidation in the product since this process does not no product contact with air.

For More information write to MOTRICE, R São Simão 36, P.O. Box: 82900-290, Curitiba, Paraná, Brazil, Phone: +5541-3366-7226 Or visit: www.motrice.com.br, or www.ippel.com.br Middle East & North Africa Agent: TERRASTONE FINANCE, Istanbul, Turkey For more Information visit: www.terrastonefinance.com


In Food Thermal Processing Motrice projects and manufactures heavy load equipment of high precision for the agribusiness and chemical industry. It works to innovate the conception of equipment focusing the commercial and production needs of the industry. As complemental services of processes engineering, Motrice makes available a research team with engineers dedicated to new concepts of products, besides a pilot plant for the development of processes and preparation of samples for market tests. Maintenance and technical support are also the focus of Motrice, which renders services of evaluation, recovery, reconditioning and modernization of complex machines, including from other suppliers.


‫الم�شرق العربي‬ ‫األردن‬

‫الأردن يقمع جماعة "الإخوان الم�سلمين"‬

‫الملك عبد اهلل الثاني والإ�سالميون‪:‬‬ ‫ق�صة عالقة �صعبة‬ ‫�أعل��ن النظ��ام الملكي ف��ي الأردن �أخير ًا الحرب على جماع��ة "الأخوان الم�سلمين" الت��ي كان �إعتبرها‬ ‫العاه��ل الأردني الملك عب��د اهلل الثاني "طائف��ة ما�سونية‪ ...‬تديرها ذئاب في ثي��اب حمالن" في العام‬ ‫‪ ،2013‬حي��ث ب��د�أ حملة قمع �ضدها �شملت غارات عل��ى مكاتبها و�إغالق مقرها الع��ام‪ .‬لماذا كان هذا‬ ‫القرار في هذا الوقت بالذات؟ وما هو تداعياته؟‬ ‫ع ّمان ‪ -‬ليلى ال�شامي‬ ‫ال يخ ��اف العاهل الأردن ��ي الملك عبد‬ ‫اهلل الثاني بن الح�س ��ين الها�ش ��مي من‬ ‫�إظهار عدائه تجاه جماعة "الإخوان الم�س ��لمين"‪،‬‬ ‫وهي جماعة �إ�س�ل�امية �ش ��عبية ت�أ�س�س ��ت في م�صر‬ ‫مع عدد من الف�ص ��ول الدولية والت�أييد الوا�س ��ع في‬ ‫المملكة الأردنية الها�ش ��مية‪ .‬ف ��ي مقابلة في العام‬ ‫‪ 2013‬م ��ع المجل ��ة الأميركي ��ة "�أطلنتي ��ك"‪ ،‬دع ��ا‬ ‫الملك عبد اهلل جماعة الإخوان "طائفة ما�سونية‪.‬‬ ‫‪ . .‬تديره ��ا ذئ ��اب في ثي ��اب حم�ل�ان"‪ .‬ولكن في‬ ‫الأ�ش ��هر الأخي ��رة‪ ،‬فق ��د �ص� � ّعدت عم ّان �أ�س ��لوبها‬ ‫ال�ص ��ارم �إلى حملة قمع كبي ��رة‪ ،‬وبلغت ذروتها في‬ ‫غارات عل ��ى مكاتب المنظمة الإ�س�ل�امية و�إغالق‬ ‫مقرها في ‪ 13‬ني�س ��ان (�إبريل)‪ ،‬ف� ً‬ ‫ضال عن مكاتب‬ ‫�أخ ��رى ف ��ي مادب ��ا‪ ،‬الك ��رك‪ ،‬والمفرق وه ��ي مدن‬ ‫لي�ست بعيدة من العا�صمة‪.‬‬ ‫عجل في هذه الحملة كان قانون جديد‬ ‫الواقع �أن ما ّ‬ ‫�ص ��در في العام ‪ 2014‬الذي يتطل ��ب من الأحزاب‬ ‫والجمعي ��ات ت�س ��جيل �أو تجديد تراخي�ص ��ها‪ .‬وقد‬ ‫م ّك ��ن هذا القان ��ون جناح� � ًا جدي ��د ًا لـ"الإخوان"‪،‬‬ ‫ال ��ذي كان يتحدّى �ش ��رعية الفئة القديم ��ة الأكبر‬ ‫�سن ًا‪ ،‬من ت�سجيل نف�س ��ه على �أنه جماعة "الإخوان‬ ‫الم�سلمين" في �آذار (مار�س) ‪ .2015‬وير�أ�س هذه‬

‫الملك عبد الله الأول‪ :‬رحّب بـ"الأخوان الم�سلمين"‬

‫المجموعة عبد المجيد ذنيبات‪ ،‬الذي �أو�ض ��ح ب�أن‬ ‫الفرع الجدي ��د يعار�ض عالقات الحركة الأ�ص ��لية‬ ‫مع فروع الجماعة الإقليمية‪ ،‬وبخا�صة بعدما نعتت‬ ‫م�ص ��ر جماعة "الإخوان الم�سلمين" ب�أنها منظمة‬ ‫�إرهابي ��ة‪ .‬وق ��د �أك ��د ذنيبات �أي�ض� � ًا عل ��ى �أن هوية‬ ‫جناح ��ه �أردني ��ة فق ��ط‪ .‬ونتيجة لذل ��ك‪ ،‬فقد قبلت‬ ‫الحكومة ت�س ��جيل المجموع ��ة الجديدة‪ .‬في �أواخر‬ ‫ني�س ��ان (�إبريل) ‪ ،2015‬منع ��ت الحكومة الأردنية‬ ‫جماع ��ة "الإخوان الم�س ��لمين" القديم ��ة من عقد‬ ‫تجمع في الذكرى ال�س ��نوية ال‪ 70‬على ت�أ�سي�س ��ها‪.‬‬

‫وبع ��د ب�ض ��عة �أ�ش ��هر ف ��ي تم ��وز (يولي ��و)‪ ،‬ب ��د�أت‬ ‫دائرة الأرا�ض ��ي والم�س ��احة نقل ملكية الممتلكات‬ ‫الت ��ي كانت تق ��در قيمتها بماليي ��ن الدينارات من‬ ‫جماعة "الإخوان الم�س ��لمين" القديمة �إلى الجناح‬ ‫الجدي ��د‪ .‬ث ��م من ��ذ �أكث ��ر من �ش ��هر‪ ،‬ف ��ي ‪� 29‬آذار‬ ‫(مار�س)‪ّ ،‬‬ ‫حظرت ع ّمان على الحركة الإ�س�ل�امية‬ ‫�إجراء �إنتخابات داخلية‪ ،‬والتي من دونها لن يكون‬ ‫في و�س ��ع جماعة "الإخ ��وان الم�س ��لمين" القديمة‬ ‫تحديد وت�سمية قادة جدد‪.‬‬ ‫ولكن‪ ،‬من المع ��روف �أن المجموعة القديمة كانت‬ ‫تعمل ب�صورة قانونية في الأردن لأكثر من ‪ 70‬عام ًا‪،‬‬ ‫بما في ذلك كان لها �أع�ض ��اء في البرلمان‪ .‬وكانت‬ ‫جماعة "الإخوان الم�س ��لمين" قد ت�س ��ج ّلت �سابق ًا‬ ‫ف ��ي دوائر الحكومة مرتين‪ :‬ف ��ي العام ‪ 1946‬ومرة‬ ‫�أخرى في العام ‪ .1953‬وكان الملك عبد اهلل نف�سه‬ ‫�إلتقى مع قادة الجماعة في العام ‪ 2011‬لمناق�ش ��ة‬ ‫دعوات الحركة للإ�ص�ل�اح ال�سيا�س ��ي بع ��د �إندالع‬ ‫"الربيع العربي"‪ .‬كما قامت الحكومة �أي�ض� � ًا منذ‬ ‫فترة ب�ش ��ن حمل ��ة قمع على "الإخوان الم�س ��لمين"‬ ‫و�إعتقلت نائب المر�ش ��د الع ��ام للجماعة زكي بني‬ ‫�أر�شيد في ت�شرين الثاني (نوفمبر) ‪ 2014‬و�سجنته‬ ‫لم ��دة ‪� 13‬ش ��هر ًا بعدم ��ا �إنتق ��د الإم ��ارات العربية‬ ‫المتحدة – حليفة �أردنية �أ�سا�س ��ية ‪ -‬في �ص ��فحته‬ ‫على "فاي�سبوك"‪.‬‬ ‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪33‬‬


‫‪32‬‬

‫العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬


‫للحركة اال�س�ل�امية‪ ،‬فيمكن بب�س ��اطة الق ��ول ب�أنه‬ ‫ي�شارك في القمع العام للجماعة الجاري في جميع‬ ‫�أنح ��اء المنطقة‪ .‬وق ��ال يو�آ�ش وايجمايكر‪� ،‬أ�س ��تاذ‬ ‫الدرا�س ��ات الإ�س�ل�امية في جامعة "�أوتريخت" في‬ ‫هولن ��دا‪ ،‬ب�أن جماعة "الإخوان الم�س ��لمين" تعاني‬ ‫م ��ن نك�س ��ات كبيرة في منطقة ال�ش ��رق الأو�س ��ط‪،‬‬ ‫وعلى الأخ�ص في م�ص ��ر‪ ،‬وتعتقد المملكة الأردنية‬ ‫ب�أن هذا الو�ض ��ع ي�ش ّكل فر�صة ممتازة ل"الإخ�ضاع‬ ‫البيروقراط ��ي للإخ ��وان"‪ .‬و�أ�ض ��اف وايجمايك ��ر‬ ‫ب�أن ع ّمان "ت�س ��تغ ّل" الإنق�س ��امات الجديدة داخل‬ ‫الحركة الإ�س�ل�امية بين الجناح الجديد والجماعة‬ ‫القديم ��ة بم�س ��اندتها الحرك ��ة الجدي ��دة‪ ،‬الت ��ي‬ ‫تحالفت ب�شكل وثيق مع النظام‪.‬‬

‫مقامرة‬ ‫�إن حملة القمع التي يقوم بها الأردن على "الإخوان‬ ‫الم�س ��لمين" هي عملية محفوفة بالمخاطر‪ .‬ل�سبب‬ ‫واح ��د‪ ،‬يحظى الإخوان بت�أييد �ش ��عبي وا�س ��ع‪ .‬وقد‬ ‫�أ�ش ��ارت �ص ��حيفة "نيوي ��ورك تايمز"‪ ،‬على �س ��بيل‬ ‫المث ��ال‪� ،‬إل ��ى �أن م ��ا يق ��رب م ��ن ‪ 25‬ال ��ى ‪ 30‬ف ��ي‬ ‫المئ ��ة من ال�س ��كان‪ ،‬ما يق ��رب من ملي ��ون �أردني‪،‬‬ ‫يدعم ��ون الإخوان‪ .‬وقد �أثبتت الحركة الإ�س�ل�امية‬ ‫�أي�ض� � ًا قوتها في الإنتخاب ��ات البرلمانية الأولى في‬ ‫الع ��ام ‪ -- 1989‬بع ��د توق ��ف دام ‪ 22‬عام� � ًا والتي‬ ‫كان ��ت واحدة من ع ��دد قليل م ��ن الإنتخابات التي‬ ‫�إع ُتب ��رت عادلة وحرة – حيث فازت بثلث المقاعد‬ ‫المتنا َف�س عليها و�أ�صبحت �أكبر كتلة في البرلمان‪.‬‬ ‫بع ��د �أداء الإخ ��وان القوي في الع ��ام ‪ ،1989‬غ ّيرت‬ ‫الحكومة قانون الإنتخابات وخلقت مناطق مج ّز�أة‬ ‫ب�شكل كبير بهدف �إ�ضعاف الإ�سالميين‪ .‬وكان هذا‬ ‫الأمر كافي ًا لكي تعلن جماعة "الإخوان الم�سلمين"‬ ‫مقاطعتها للإنتخابات الما�ضية في ‪ 2010‬و ‪.2013‬‬ ‫هناك خطر �آخر هو �أنه من خالل حظر الم�سيرات‬ ‫ومداهم ��ة مكات ��ب "الإخ ��وان الم�س ��لمين"‪ ،‬ف� ��إن‬ ‫الأردن ق ��د ُيجب ��ر �أكث ��ر الإ�س�ل�اميين عل ��ى العمل‬ ‫ال�س ��ري‪ ،‬وهذا الأم ��ر ي�ش� � ّكل ال�سيا�س ��ة التي تثير‬ ‫عموم� � ًا زيادة التط ��رف‪ .‬وفيما ت�ش ��ارك ع ّمان في‬ ‫القتال �ض ��د "داع�ش"‪ ،‬ف�إن ��ه بالتالي من الخطورة‬ ‫بم ��كان �أن تن ّف ��ر مجموعة مت� ّأ�ص ��لة ف ��ي المجتمع‬ ‫التي يمكن �أن تخلق متطرفين �إ�ض ��افيين‪ .‬ويعترف‬ ‫الم�س� ��ؤولون الحكومي ��ون ب�أن ما يق ��رب من ‪2000‬‬ ‫�أردن ��ي قد غادروا البالد للقتال مع تنظيم "الدولة‬ ‫الإ�سالمية"‪.‬‬ ‫�إن حمل ��ة القم ��ع في الأردن ق ��د ت�ؤدي �إلى الإ�س ��اءة‬

‫نائب المر�شد العام للجماعة زكي بني �أر�شيد‪:‬‬ ‫ُ�سجن ‪� 13‬شهر ًا‬

‫عبد المجيد ذنيبات‪:‬‬ ‫رئي�س الجناح الجديد‬

‫حملة القمع التي يقوم بها الأردن‬ ‫على "الإخوان الم�سلمين" هي عملية‬ ‫محفوفة بالمخاطر‪ .‬ل�سبب واحد‪،‬‬ ‫يحظى الإخوان بت�أييد �شعبي وا�سع‪.‬‬ ‫وقد �أ�شارت �صحيفة "نيويورك‬ ‫تايمز"‪ ،‬على �سبيل المثال‪� ،‬إلى �أن ما‬ ‫يقرب من ‪ 25‬الى ‪ 30‬في المئة من‬ ‫ال�سكان‪ ،‬ما يقرب من مليون �أردني‪،‬‬ ‫يدعمون الإخوان‬

‫�إلى �س ��معته الدولي ��ة كذل ��ك‪ .‬يعتز الم�س� ��ؤولون في‬ ‫الحكومة الأردنية بالفكرة ال�سائدة عنهم في الغرب‬ ‫ب�أنهم "معتدلون"‪ .‬حتى �أن الملك عبد اهلل ظهر في‬ ‫برنامج "دايلي �ش ��و" مع الفكاهي جون �ستيوارت في‬ ‫الع ��ام ‪� .2012‬إن ال ��ر ّواد من المحللين ال�سيا�س ��يين‬ ‫يدافع ��ون ع ��ن خف� ��ض م�س ��توى عالق ��ات الوالي ��ات‬ ‫المتح ��دة م ��ع م�ص ��ر وذل ��ك جزئي� � ًا ب�س ��بب القمع‬ ‫المتزايد في القاهرة‪ .‬وعلى الرغم من �أن م�ضايقات‬ ‫المعار�ض ��ين ال�سيا�سيين في م�ص ��ر هي �أ�سو�أ بكثير‬ ‫مما هو عليه الو�ض ��ع ف ��ي الأردن‪ ،‬ف�إذا ع ّمقت ع ّمان‬ ‫حملتها‪ ،‬فمن الممكن �أن يدعو النا�شطون في مجال‬ ‫حق ��وق الإن�س ��ان في الغرب �أي�ض� � ًا وا�ش ��نطن بالمثل‬ ‫�إلى �إعادة تقيي ��م عالقاتها مع المملكة الها�ش ��مية‪.‬‬ ‫وبالإ�ض ��افة �إلى منع جماعة "الإخوان الم�س ��لمين"‪،‬‬ ‫ف�إن الأردن قام بتعديل د�س ��توره في ني�سان (�إبريل)‬ ‫لمن ��ح الملك عبد اهلل المزيد من ال�س ��لطة و�س ��جن‬ ‫ال�ص ��حافي جمال �أيوب لمدة ثالثة �أ�ش ��هر في العام‬ ‫الما�ضي ب�س ��بب مقال يق ّرع وينتقد المملكة العربية‬ ‫ال�سعودية ب�سبب حربها في اليمن‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن جماع ��ة "الإخوان الم�س ��لمين" لي�س ��ت‬ ‫حتى التهديد الأكثر �إلحاح ًا بالن�س ��بة �إلى المملكة‬ ‫الأردنية‪� .‬إن الأردن يعاني من م�ش ��اكل �إقت�ص ��ادية‬ ‫كبيرة‪ ،‬بما في ذلك البطالة بين ال�شباب المرتفعة‬ ‫التي بلغت ‪ ،٪28‬ون�س ��بة ُمذهلة للدي ��ن �إلى الناتج‬ ‫المحل ��ي الإجمال ��ي بلغ ��ت ‪ 90‬ف ��ي المئ ��ة‪ .‬كم ��ا‬ ‫�إ�س ��توعبت المملك ��ة الأردنية �أي�ض� � ًا ب�س ��خاء �أكثر‬ ‫م ��ن ‪ 642،000‬الجئ �س ��وري‪ ،‬الأمر الذي �أ�ض ��اف‬ ‫ال�ض ��غط على الموارد المح ��دودة في البالد‪ .‬وبعد‬ ‫ع ��زل الرئي�س مر�س ��ي في ‪ 2013‬في م�ص ��ر‪ ،‬كتب‬ ‫ديفيد �ش ��ينكر من معهد وا�شنطن ل�سيا�سة ال�شرق‬ ‫الأدن ��ى ف ��ي مجلة "فوري ��ن �أفي ��رز" الأميركية �أنه‬ ‫"نظر ًا �إل ��ى التهديدات الخارجي ��ة العديدة التي‬ ‫تواجه الأردن وعك�س الفر�ص ��ة ال�سيا�س ��ية لجماعة‬ ‫"الإخوان الم�س ��لمين" في الب�ل�اد‪ ،‬ف�إن المنظمة‬ ‫الإ�س�ل�امية ه ��ي �أقل المخ ��اوف ل ��دى الملك عبد‬ ‫اهلل"‪ .‬ومع ذلك‪� ،‬إن حملة القمع القا�سية �أخير ًا في‬ ‫ع ّمان على الحركة الإ�سالمية ‪ --‬ب�إغالق مكاتبها‬ ‫وحظ ��ر �إنتخاباته ��ا الداخلية ‪ --‬تب ��دو �أنها تعك�س‬ ‫ق�صة مختلفة‪ .‬يو�ضح م�س�ؤول �أردني رفيع �أنه حتى‬ ‫مع تراج ��ع الأحزاب الإ�س�ل�امية في جمي ��ع �أنحاء‬ ‫المنطقة‪ ،‬ف� ��إن النظام ف ��ي المملكة الها�ش ��مية ال‬ ‫يزال يرى جماعة "الإخوان الم�س ��لمين" ويعتبرها‬ ‫تهدي ��د ًا ُمح َتم�ل ً�ا كبير ًا‪ ،‬ل ��ذا فهو يك ّثف �ض ��دهم‬ ‫القمع في البالد‬ ‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪35‬‬


‫الم�شرق العربي ¶ الأردن‬ ‫ورف� ��ض محمد المومني‪ ،‬الناطق الر�س ��مي با�س ��م‬ ‫الحكوم ��ة الأردنية‪ ،‬طلب �إج ��راء مقابلة‪ ،‬لكنه كان‬ ‫�ش� �دّد علن ًا عل ��ى �أن القي ��ود الأخيرة �ض ��د جماعة‬ ‫"الإخوان الم�س ��لمين" لم تكن حول ال�سيا�س ��ة بل‬ ‫ب�س ��بب عدم الإلت ��زام بقواعد ت�س ��جيل الأحزاب‪،‬‬ ‫قائ ًال‪" :‬ال �أحد فوق القانون"‪.‬‬ ‫من جهته لم يقتنع المتحدث ب�إ�سم جماعة الإخوان‬ ‫معاذ الخوالدة بحج ��ة وكالم المومني‪ .‬وقال‪�" :‬إن‬ ‫ق ��رارات الحكوم ��ة الأردني ��ة الأخيرة غي ��ر عادلة‬ ‫ّ‬ ‫وتب�شر ب�إعادة الأردن �إلى حالة الأحكام العرفية"‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫مو�ضحا �أن هذا البلد هو الآن �أقل حرية من الناحية‬ ‫ال�سيا�س ��ية من �أي وقت م�ض ��ى‪ .‬و�أ�ضاف الخوالدة‬ ‫ب�أن داخ ��ل النظام‪" ،‬هن ��اك الجناح الذي ي�س ��عى‬ ‫�إلى الق�ض ��اء على جماع ��ة "الإخوان الم�س ��لمين"‬ ‫في الأردن"‪ ،‬لكنه و�ص ��ف هذه الخط ��وة ب�أنها غير‬ ‫واقعي ��ة بالنظر �إل ��ى عدي ��د �أن�ص ��ار الجماعة في‬ ‫جميع �أنحاء المملكة الها�ش ��مية‪ .‬وب�س ��بب م�شاركة‬ ‫الإخوان في الإحتجاجات الأردنية في العام ‪،2011‬‬ ‫يعتق ��د الخوالدة �أن الحكوم ��ة ترى في حملة القمع‬ ‫الحالي ��ة عل ��ى �أنها "الثمن" الذي يج ��ب �أن تدفعه‬ ‫الحركة لمطالباتها ال�سابقة بالإ�صالح ال�سيا�سي‪.‬‬ ‫جيليان �شويدلر‪� ،‬أ�س ��تاذ العلوم ال�سيا�سية في كلية‬ ‫هنتر ف ��ي جامعة "�س ��يتي" ف ��ي نيوي ��ورك وم�ؤلف‬ ‫كتاب عن جماعة "الإخوان الم�سلمين" في الأردن‪،‬‬ ‫و�صف منطق الحكومة عن الت�سجيل القانوني ب�أنه‬ ‫"تمثيلي ��ة"‪ .‬بد ًال من ذلك‪ ،‬يقول �ش ��ويدلر‪ ،‬كانت‬ ‫�إجراءات المملكة الها�شمية �سيا�سية �إلى حد كبير‪،‬‬ ‫وهي ته ��دف �إلى �إ�ض ��عاف المجموعة الت ��ي تتب ّنى‬ ‫ال�سيا�س ��ات الت ��ي تعار�ض ��ها‪� .‬إن مقاطع ��ة جماعة‬ ‫"الإخ ��وان الم�س ��لمين" لإنتخاب ��ات ‪ 2010‬و ‪2013‬‬ ‫�أغ�ض ��بت كب ��ار الم�س� ��ؤولين الحكوميي ��ن‪ .‬وحاول‬ ‫رئي�س الوزراء الأردني �س ��مير زي ��د الرفاعي �إقناع‬ ‫الحركة‪ ،‬من دون جدوى‪ ،‬للم�شاركة في الإنتخابات‬ ‫لتوفير ال�شرعية للعملية ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫و�أو�ض ��ح عب ��د اللطي ��ف عربي ��ات رئي� ��س مجل� ��س‬ ‫الن ��واب الأردن ��ي ال�س ��ابق (ال ��ذي كان واحد ًا من‬ ‫�أعلى المنا�ص ��ب الحكومية الذي �إحتله ع�ض ��و من‬ ‫جماع ��ة "الإخ ��وان الم�س ��لمين" حت ��ى الآن)‪ ،‬ب�أن‬ ‫الجناح الجديد من جماعة "الإخوان الم�س ��لمين"‬ ‫"�ض ��عيف جدا"‪ ،‬و�أن الحرك ��ة القديمة هي �أكبر‬ ‫بكثير‪ ،‬وتتمتع بدعم وا�س ��ع النطاق من الأن�ص ��ار‪.‬‬ ‫وقال الم�س� ��ؤول في جماعة "الإخوان الم�س ��لمين"‬ ‫مراد الع�ض ��ايلة �أن الحكومة لعب ��ت دور ًا مهم ًا في‬ ‫هند�س ��ة الإنق�س ��ام الأخير داخل الحركة لإ�ضعاف‬

‫‪34‬‬

‫العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫ال�س ��لطة ال�سيا�س ��ية للجماعة‪�" .‬إن ه ��ذا العمل هو‬ ‫�إنق�ل�اب برعاي ��ة النظ ��ام" �أ�ش ��ار الع�ض ��ايلة‪ .‬في‬ ‫العام ‪� ،2013‬أو�ض ��ح ال�ص ��حافي جيفري غولدبرغ‬ ‫�أن "الها�ش ��ميين قد �إ�س ��تخدموا في بع�ض الأحيان‬ ‫دائرة المخابرات العامة [المخابرات �أو ال�ش ��رطة‬ ‫ال�س ��رية] لخل ��ق ال�ش ��قاق ف ��ي �ص ��فوف جماع ��ة‬ ‫"الإخ ��وان الم�س ��لمين"؛ وقد �إ�ش ��تروا بع�ض� � ًا من‬ ‫قادة الجماعة"‪ .‬كما �إنت�ش ��رت تقاري ��ر عبر ع ّمان‬ ‫تفيد ب� ��أن الحكومة لعب ��ت دور ًا مهم ًا في هند�س ��ة‬ ‫الإنق�س ��ام الأخير داخل جماعة الإخوان لإ�ض ��عاف‬ ‫ال�سلطة ال�سيا�سية للحركة‪.‬‬ ‫الملك عبد الله الثاني‪:‬‬ ‫ال يحب الجماعة‬

‫الرئي�س المخلوع محمد مر�سي‪:‬‬ ‫عزله �أعطى ال�ضوء الأخ�ضر لحملة القمع على الجماعة‬

‫عجل في حملة القمع الأخيرة كان‬ ‫ما ّ‬ ‫قانون جديد �صدر في العام ‪2014‬‬ ‫الذي يتطلب من الأحزاب والجمعيات‬ ‫ت�سجيل �أو تجديد تراخي�صها‪ .‬وقد‬ ‫ّ‬ ‫مكن هذا القانون جناح ًا جديد ًا‬ ‫يتحدى‬ ‫لـ"الإخوان"‪ ،‬الذي كان ّ‬ ‫�شرعية الفئة القديمة الأكبر �سن ًا‪ ،‬من‬ ‫ت�سجيل نف�سه على �أنه جماعة "الإخوان‬ ‫الم�سلمين" في �آذار (مار�س) ‪2015‬‬

‫�أوقات �أف�ضل‬ ‫ل ��م تكن العالقات بين الحكوم ��ة الأردنية وجماعة‬ ‫"الإخوان الم�س ��لمين" دائم ًا ت�ص ��ادمية وقتالية‪.‬‬ ‫المل ��ك عبد اهلل الأول قام ب�إفتت ��اح مكتب الإخوان‬ ‫ورح ��ب بالمجموع ��ة‪ .‬وعل ��ى‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪ّ ،1945‬‬ ‫النقي�ض من �س ��وريا وم�صر‪ ،‬فقد �أف�سحت المملكة‬ ‫الأردنية لفترة طويلة من تاريخها مجا ًال وم�س ��احة‬ ‫للمواطني ��ن الذي ��ن دعم ��وا الإ�س�ل�ام ال�سيا�س ��ي‬ ‫الالعنفي‪ .‬على عك�س الحركات الإ�سالمية الأخرى‬ ‫في المنطقة‪ ،‬ف�إن جماعة "الإخوان الم�سلمين" في‬ ‫الأردن ال يوجد لديها جناح ع�س ��كري وال تدعو �إلى‬ ‫العن ��ف �ض ��د النظام المحل ��ي‪ .‬حتى خ�ل�ال حملة‬ ‫القم ��ع العنيف ��ة �ض ��د الفل�س ��طينيين خ�ل�ال �أيلول‬ ‫الأ�سود ‪ --‬فترة من ال�صراع ال�ضاري في �سبعينات‬ ‫الق ��رن الفائت بي ��ن منظمة التحرير الفل�س ��طينية‬ ‫والمملك ��ة الأردني ��ة – فق ��د وق ��ف الإخ ��وان ال ��ى‬ ‫جان ��ب الملك ح�س ��ين من خالل عدم �إن�ض ��مامهم‬ ‫�إلى ميلي�ش ��يات تعمل على �إ�سقاط النظام الملكي‪.‬‬ ‫وعندم ��ا �أقدم مقاتلو تنظيم "الدولة الإ�س�ل�امية"‬ ‫(المع ��روف �أي�ض� � ًا ب"داع�ش") على قت ��ل الطيار‬ ‫الأردني معاذ الك�سا�سبة بطريقة وح�شية في العام‬ ‫الما�ض ��ي من طري ��ق حرقه حي ًا‪� ،‬أ�ص ��درت جماعة‬ ‫"الإخ ��وان الم�س ��لمين" بيان ًا يتما�ش ��ى مع ر�س ��الة‬ ‫الديوان الملك ��ي بنعتها طريقة القتل ب"ال�ش ��ائنة‬ ‫وال�شنيعة" وو�صفتها ب�أنها "عمل �إجرامي [الذي]‬ ‫�إنتهك حقوق �أ�سرى الحرب في الإ�سالم"‪.‬‬ ‫ولكن بعد ذل ��ك بد�أت العالقات تتوت ��ر عندما بد�أ‬ ‫الأردن ي�ض� � ّيق الخناق على الحركة الإ�سالمية بعد‬ ‫�سقوط الرئي�س الم�ص ��ري محمد مر�سي في العام‬ ‫‪ ،2013‬ال ��ذي كان مدعوم� � ًا من جماع ��ة "الإخوان‬ ‫الم�سلمين" الم�صرية التي كان ينتمي �إليها‪.‬‬ ‫�إ�ض ��افة �إل ��ى كراهي ��ة المل ��ك عبد اهلل �شخ�ص ��ياً‬


‫بغداد ‪ -‬محمد العمري‬ ‫خالل ال�ش ��هر الفائ ��ت‪ ،‬ع ّمت العراق‬ ‫�إحتجاج ��ات �ض ��خمة �ش ��اركت فيه ��ا‬ ‫مئ ��ات الآالف من المتظاهري ��ن الذين نزلوا �إلى‬ ‫ال�ش ��وارع للتعبير عن �س ��خطهم و�إ�س ��تيائهم من‬ ‫العملية ال�سيا�سية ال ُمخت ّلة والفا�سدة في البالد‪.‬‬ ‫وقد ُت ِّوجت هذه الإ�ض ��طرابات ب�إقتحام و�إحتالل‬ ‫مبنى البرلمان العراقي في نهاية ني�سان (�إبريل)‬ ‫من قبل �أتباع رجل الدين المتطرف �ض ��د الغرب‬ ‫ُمقتدى ال�ص ��در بعدما �ألقى خطاب ًا في مهرجان‬ ‫حا�ش ��د دعا فيه م�ؤيديه �إلى "ثورة �ش ��عبية كبرى‬ ‫ف�سدين والفا�سدين"‪.‬‬ ‫لوقف ال ُم ِ‬ ‫في الواقع �أ�ص ��بح ال�ص ��در �ص ��وت الطبقة الدُ نيا‬ ‫ال�ش ��يعية في الع ��راق حام ًال �إرث وال ��ده �آية اهلل‬ ‫ال�س ��يد محمد �صادق ال�ص ��در‪ .‬لقد �أن�ش�أ ال�صدر‬ ‫الأب قاع ��دة �إجتماعي ��ة وجمع ع ��دد ًا كبير ًا من‬ ‫الم�ؤيدين خالل ت�سعينات القرن الفائت‪ ،‬عندما‬ ‫عانى ال�س ��كان ال�ش ��يعة المحرومون ف ��ي العراق‬ ‫�س ��واء من قم ��ع نظ ��ام "البعث" وم ��ن العقوبات‬

‫التي فر�ض ��تها الأمم المتحدة‪ .‬وكم ��ا فعل والده‬ ‫قبل العام ‪� ،2003‬ض ��د الدولة التي كان يحكمها‬ ‫حزب "البعث"‪ ،‬فقد ح�ش ��د ُمقتدى مئات الآالف‬ ‫من �أن�ص ��اره‪ ،‬والكثي ��ر غيرهم م ��ن العراقيين‪،‬‬ ‫�ض ��د الدولة العراقية الحالية‪ .‬ومثل والده‪ ،‬واجه‬ ‫وتح ّدى �ش ��رعية حكم مناف�سيه ال�ش ��يعة‪ ،‬الذين‬ ‫�شجبهم التيار ال�صدري تاريخي ًا لنخبويتهم‪.‬‬ ‫وق ��د �أثبت رج ��ل الدي ��ن ال ُمت�ش� � ّدد بالت�أكيد �أنه‬ ‫ال يزال �شخ�ص ��ية رائدة وقائد ًا ي�س ��تطيع ح�ش ��د‬ ‫الجماهي ��ر‪ ،‬وم ��ن ال ُمحتم ��ل �أن يك ��ون ب�إمكان ��ه‬ ‫ت�س ��ريع برنام ��ج الإ�ص�ل�اح ال ��ذي ح ��اول رئي�س‬ ‫الوزراء العراقي ال ُمعتدل ولكن ال�ض ��عيف‪ ،‬حيدر‬ ‫العب ��ادي‪ ،‬تنفي ��ذه و�س ��ط معار�ض ��ة �شر�س ��ة من‬ ‫تتر�سخ م�ص ��الحهم في الو�ضع‬ ‫مناف�س ��يه الذين ّ‬ ‫الراهن‪.‬‬ ‫لك ��ن ال�ص ��در ال يمكن ��ه �أن يكون ُمنق ��ذ العراق‪.‬‬ ‫فهو م�س� ��ؤول مبا�شر عن �س ��فك الدماء والف�ساد‪،‬‬ ‫و�ض ��عف الحك ��م ال ��ذي عان ��ى منه الع ��راق منذ‬ ‫�أكث ��ر م ��ن عق ��د الآن‪� .‬إن جهود تعبئته ال�ش ��عبية‬ ‫لها عالقة ب�إحياء �أهميته ال�سيا�س ��ية الخا�ص ��ة‪،‬‬

‫�أثبت رجل الدين ُمقندى ال�صدر �أنه ال‬ ‫يزال �شخ�صية رائدة وقائد ًا ي�ستطيع‬ ‫ح�شد الجماهير‪ ،‬ومن ال ُمحتمل �أن‬ ‫يكون ب�إمكانه ت�سريع برنامج الإ�صالح‬ ‫الذي حاول رئي�س الوزراء العراقي‬ ‫ال ُمعتدل ولكن ال�ضعيف‪ ،‬حيدر‬ ‫العبادي‪ ،‬تنفيذه و�سط معار�ضة �شر�سة‬ ‫تتر�سخ م�صالحهم‬ ‫من مناف�سيه الذين ّ‬ ‫في الو�ضع الراهن‬ ‫والتي قد ت�ض ��اءلت خ�ل�ال الحرب عل ��ى تنظيم‬ ‫"الدول ��ة الإ�س�ل�امية" (داع� ��ش) ب�س ��بب بروز‬ ‫جهات �ش ��يعية �أخرى التي ح�ص ��لت على �إ�ش ��ادة‬ ‫وا�س ��عة النط ��اق لنجاحه ��ا ف ��ي المعرك ��ة �ض ��د‬ ‫الجهاديين ال�س� � ّنة‪ .‬وي�س ��اهم ال�ص ��در �أي�ض ًا في‬ ‫م�ش ��اكل العراق من خالل الإ�س ��تمرار في قيادة‬ ‫ميلي�ش ��ياته‪ ،‬المعروفة ب�إ�س ��م "كتائب ال�سالم"‪.‬‬

‫�إن وج ��ود ه ��ذه الميلي�ش ��يات ال ي�ؤدي �س ��وى �إلى‬ ‫�إ�ضعاف �س ��يادة القانون والعملية الديموقراطية‬ ‫التي يريد ال�ص ��در ظاهري� � ًا تعزيزهما؛ كما �أنها‬ ‫ت�س ��مح بن�ش ��وء بيئة مواتي ��ة لحكم ذات ��ي تتكاثر‬ ‫فيه الجماعات والع�ص ��ابات الم�سلحة التي تعمل‬ ‫�ضد م�ص ��الح الدولة العراقية وال�شعب العراقي‪.‬‬ ‫�إن "كتائب ال�س�ل�ام" هي �أي�ض� � ًا ن�س ��خة جديدة‬ ‫ل"جي� ��ش المهدي" ال ُم�س� � َّرح ف ��ي الظاهر‪ ،‬وهو‬ ‫ميلي�شيا �ش� � ّكلها ال�ص ��در رد ًا على غزو الواليات‬ ‫المتح ��دة للع ��راق في الع ��ام ‪ 2003‬والت ��ي قتلت‬ ‫الغربيي ��ن والعراقيي ��ن على حد �س ��واء‪ .‬وبعبارة‬ ‫�أخ ��رى‪ ،‬ال يمك ��ن �إ�ص�ل�اح العراق حت ��ى يتم ح ّل‬ ‫ميلي�ش ��يات مثل "كتائب ال�س�ل�ام" �أو دمجها في‬ ‫جي�ش م�ؤ�س�سي‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن الرج ��ل الوحيد الذي يمك ��ن �أن ُينقذ‬ ‫الع ��راق ه ��و �آي ��ة اهلل ال ُعظمى علي ال�سي�س ��تاني‪.‬‬ ‫عل ��ى عك� ��س ال�ص ��در الإ�س ��تقطابي‪ُ ،‬يعت َب ��ر‬ ‫ال�سي�س ��تاني عل ��ى نطاق وا�س ��ع في الع ��راق رجل‬ ‫حكمة وم�صالحة‪ .‬في الـ‪ 87‬من العمر‪ ،‬ف�إن رجل‬ ‫الدين البارز والمحترم وزعيم العالم الإ�سالمي‬ ‫ال�شيعي قد عمل بمثابة مراقب ومحا�سب حا�سم‬ ‫ل�س ��لطة النخب ��ة الحاكمة الفا�س ��دة ف ��ي العراق‬ ‫والم�ؤ�س�س ��ات ال�ض ��عيفة الت ��ي �أ�ص ��يبت بال�ش ��لل‬ ‫ب�سبب الإنق�سامات العرقية والطائفية‪.‬‬ ‫في الع ��راق‪ ،‬حت ��ى مع جمود �أو ت�ض ��ا�ؤل �س ��لطة‬ ‫النُخَ ��ب والحركات ال�سيا�س ��ية والإيديولوجيات‪،‬‬ ‫كان �آي ��ات اهلل ال ُعظمى �س ��لطة هائلة ب�إ�س ��تمرار‬ ‫ُيح�س ��ب لهم ح�س ��اب‪ .‬تتر�أ�س الم�ؤ�س�سة الدينية‬ ‫ال�شيعية في العراق �شبكة وا�سعة من الم�ؤ�س�سات‬ ‫المحلية والوطنية الت ��ي تم ّكنها من خو�ض عالم‬ ‫ال�سلطة وال�سيا�سة في �شكل ال مثيل له‪ .‬في العام‬ ‫‪ ،1960‬على �س ��بيل المثال‪ ،‬ح ّول �آية اهلل العظمى‬ ‫مح�سن الحكيم الم ّد �ضد ال�شيوعيين العراقيين‪،‬‬ ‫الذين كانوا ي�ش ��كلون قوة كبيرة في ذلك الوقت‪،‬‬ ‫من خالل �إ�صدار فتوى التي تُنهي وتمنع الع�ضوية‬ ‫ف ��ي الحزب ال�ش ��يوعي العراق ��ي‪ .‬وكان ذلك هو‬ ‫بداية النهاية لل�شيوعيين‪ ،‬الذين َ�ضعف نفوذهم‬ ‫نتيجة زيادة حزم الم�ؤ�س�سة الدينية وال�سيا�سات‬ ‫القمعية للدولة‪.‬‬ ‫كما ح�شدت الم�ؤ�س�سة الدينية في العراق �أعداداً‬ ‫كبيرة من المواطنين للإحتجاج ومواجهة الرئي�س‬ ‫عبد ال�س�ل�ام عارف في منت�صف �ستينات القرن‬ ‫الفائت‪ ،‬ال ��ذي تع ّر�ض للهجوم والإنتقاد ب�س ��بب‬ ‫طائفيته وتهمي�ش ال�ش ��يعة‪ .‬مع ذلك‪ ،‬لم ت�ؤ ِّد‬ ‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪37‬‬


‫الم�شرق العربي‬ ‫العراق‬

‫�آية اهلل ال ُعظمى علي ال�سي�ستاني �سعى وي�سعى ولكن هل ما زال �سنّه ي�ساعده‬

‫الرجل الوحيد‬ ‫الذي ُي ِ‬ ‫مكنه �إنقاذ العراق‬

‫يم��ر الع��راق في �إحدى �أ�صع��ب مراحله التي قد ت�ؤدي ب��ه �إلى التفكك والإقت�س��ام‪ .‬وعلى الرغم من‬ ‫الإنتفا�ض��ة الأخي��رة �ضد الف�س��اد التي قادها رجل الدي��ن مُقتدى ال�صدر‪ ،‬ف�إن ذلك ل��ن ي�ؤدي �إلى �أي‬ ‫ال واحد ًا فقط قد‬ ‫نتيج��ة ولن ي�ستطيع ال�صدر بالتال��ي �أن يكون المنقذ المطلوب‪ .‬الواقع �أن هن��اك رج ً‬ ‫يُمكن��ه �إنق��اذ البالد من الم�ستنقع ال��ذي غرقت فيه ح�سب مرا�سل "�أ�س��واق العرب" في بغداد‪ .‬فمن‬ ‫هو؟ ولماذا؟‬ ‫م�ؤيدو مقتدى ال�صدر‬ ‫يحتلّون البرلمان العراقي‬ ‫�إحتجاجاً على الف�ساد‬

‫�آية الله ال ُعظمى علي ال�سي�ستاني‪:‬‬ ‫الرجل الوحيد الذي يمكنه �إنقاذ العراق‬

‫‪36‬‬

‫العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬


‫�ضريح الإمام الح�سن الع�سكري‪ :‬ب�سببه �إ�شتعلت الحرب بين ال�شيعة وال�سنة‬

‫�أ�س ��و�أ بكثير ف ��ي حال ��ة غيابه وم ��ن دون جهوده‬ ‫لإنهاء ال�صراع‪.‬‬ ‫في الآون ��ة الأخيرة‪ ،‬في حزيران (يونيو) ‪،2014‬‬ ‫�أ�ص ��در ال�سي�س ��تاني فتوى تدعو جمي ��ع "الرجال‬ ‫القادرين عل ��ى العمل للدفاع ع ��ن بالدهم" بعد‬ ‫�إنهيار الجي�ش العراقي و�إ�س ��تيالء "داع�ش" على‬ ‫المو�صل جنب ًا �إلى جنب مع بلدات ومدن عراقية‬ ‫�أخرى‪ .‬وق ��د تج ّمعت قوة قوامه ��ا ‪ 100,000‬من‬ ‫المقاتلي ��ن ال�ش ��يعة (وعدد محدود من ال�س ��نة)‬ ‫لت�ش ��كيل ما يعرف الآن با�سم "الح�شد ال�شعبي"‬ ‫حي ��ث �س ��اعدت عل ��ى وق ��ف تنظي ��م "الدول ��ة‬ ‫الإ�سالمية" من التو�سع �أكثر في البالد‪.‬‬ ‫من ناحية �أخ ��رى‪� ،‬أ ّيد ال�سي�س ��تاني المظاهرات‬ ‫ال�ش ��عبية التي جرت خالل الع ��ام الفائت بعدما‬ ‫كان دعم في وقت �سابق برنامج �إ�صالح العبادي‪.‬‬ ‫لكنه يبدو �أنه �أنهى م�ش ��اركته الن�ش ��طة مع حملة‬ ‫اال�ص�ل�اح ب�س ��بب الإحب ��اط من الحكوم ��ة‪ .‬وقد‬ ‫�أظهر ال�سي�ستاني �أي�ض ًا �إ�ستياءه من الحكومة من‬

‫طريق وقف خطبه ال�سيا�س ��ية الأ�س ��بوعية‪ .‬وهذا‬ ‫ال يب�ش ��ر بالخير بالن�س ��بة �إلى م�س ��تقبل العراق‪.‬‬ ‫في حال ��ة غيابه‪ ،‬ف�إن �شخ�ص ��يات �إ�س ��تقطابية‪،‬‬ ‫مثل ال�ص ��در ورئي� ��س ال ��وزراء العراق ��ي المثير‬ ‫للج ��دل والديكتات ��ور ال�س ��ابق ن ��وري المالك ��ي‪،‬‬ ‫�ستملأ الفراغ‪ ،‬وكذلك الميلي�شيات ال�شيعية مثل‬ ‫"ع�ص ��ائب الحق" و"كتائب بدر"‪ ،‬التي �إ�ستغلت‬ ‫فتوى ال�سي�ستاني لإن�شاء والية لأنف�سها في حرب‬ ‫الفو�ضى على "داع�ش"‪.‬‬ ‫ولكن هذا ال يعني �أن ال�سي�ستاني قد تخ ّلى نهائياً‬ ‫ع ��ن دوره‪ .‬ال يزال م ��ن الممك ��ن �أن يتراجع عن‬ ‫ق ��راره‪ ،‬وكما تب ��دو الأم ��ور حالي ًا‪ ،‬ف�إن ��ه ال يزال‬ ‫ال�ش ��خ�ص الوحيد القادر على �إنقاذ البالد‪ .‬لدى‬ ‫ال�سي�س ��تاني الدراية والقدرة على �إنقاذ العراق‪.‬‬ ‫وق ��د تر�أ�س وحافظ على م�ؤ�س�س ��ة قديمة عمرها‬ ‫ق ��رون ع ��دة والت ��ي تُعتب ��ر حالي� � ًا ممث ��ل العراق‬ ‫الأكث ��ر فعالي ��ة وت�أثي ��ر ًا ف ��ي المجتم ��ع المدني‪.‬‬ ‫وخالف ًا للحكمة ال�ش ��عبية‪ ،‬ف� ��إن الجهات الفاعلة‬

‫في المجتمع المدني مثل ال�سي�س ��تاني والم�ؤ�س�سة‬ ‫الدينية‪ ،‬والتي هي ُم ّ‬ ‫وم َج َّهزة‬ ‫نظمة تنظيم ًا جيد ًا ُ‬ ‫بم ��وارد كافية و�ش ��رعية‪ ،‬يمكن �أن ت�س ��اعد على‬ ‫تح�سين �س ��لوك الجهات الفاعلة من الميلي�شيات‬ ‫وت�ضعها على الهوام�ش‪.‬‬ ‫لدى ال�سي�ستاني �شبكات �إجتماعية ودينية وا�سعة‬ ‫التي تم ّك ��ن الحكم المحلي‪ ،‬وتق� � ّدم الخدمات‪،‬‬ ‫وتدع ��م البرامج العامة الأخ ��رى مثل المدار�س‬ ‫والم�ست�ش ��فيات والمكتب ��ات‪� .‬إن ت�س ��خيرها ف ��ي‬ ‫الطري ��ق ال�ص ��حيح‪ ،‬يمكن له ��ذه ال�ش ��بكات �أن‬ ‫ت�س ��اعد على قي ��ادة الطريق نح ��و �إقامة مجتمع‬ ‫مدن ��ي �أق ��وى ف ��ي جمي ��ع �أنح ��اء الع ��راق‪ ،‬ف ��ي‬ ‫�ش ��راكة مع المنظمات المدنية الأخرى‪ .‬وب�شكل‬ ‫جماعي‪ ،‬هذه الخطوة يمكنها �أن تحفز ال�سيا�سة‬ ‫ال�ش ��عبية ومب ��ادرات الإدارة الر�ش ��يدة لتهمي�ش‬ ‫الميلي�ش ��يات‪ ،‬و�أولئك الذي ��ن يم ّولونهم‪ ،‬وتقوية‬ ‫المعتدلي ��ن الذي ��ن لديهم ر�ؤى و�أفكار لإ�ص�ل�اح‬ ‫العراق‬ ‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪39‬‬


‫الم�شرق العربي ¶ العراق‬ ‫هذه الإحتجاجات الى حدوث ثورة (لم تكن لدى‬ ‫الم�ؤ�س�سة الدينية ال�ش ��يعية �شهية لذلك)‪ ،‬ولكن‬ ‫الطبقة الدينية �أ�س�ست نف�س ��ها كمع ّبئة ومح ّركة‬ ‫قوي ��ة للطائف ��ة ال�ش ��يعية ال ُمنق�س ��مة تقليدي ًا في‬ ‫العراق الأمر الذي م ّكنها من �أن تناف�س ال�س ��لطة‬ ‫وال�سيا�س ��ة ف ��ي الدول ��ة العراقي ��ة الحديثة‪ .‬في‬ ‫الع ��ام ‪ ،1958‬لعبت الم�ؤ�س�س ��ة الدينية ال�ش ��يعية‬ ‫دور ًا طليعي ًا ومبا�ش ��ر ًا في ت�أ�سي�س حزب الدعوة‬ ‫الإ�س�ل�امية‪ ،‬وهو �أول جماعة �إجتماعية �سيا�سية‬ ‫�إ�س�ل�امية �ش ��يعية رئي�س ��ية في العراق‪ ،‬الذي هو‬ ‫الي ��وم الحزب الحاكم في الع ��راق‪ .‬عمل �آية اهلل‬ ‫ال ُعظمى الحكيم ب�ص ��فة الراع ��ي للحزب‪ ،‬وكان‬ ‫�أبن ��ا�ؤه‪ ،‬جنب� � ًا �إلى جنب م ��ع �أع�ض ��اء من طبقة‬ ‫رجال الدين‪ ،‬من بين �أع�ضائه الم�ؤ�س�سين‪.‬‬ ‫وخ�ل�ال الفت ��رة عينه ��ا‪� ،‬أ�ص ��در الحكي ��م فتوى‬ ‫تمنع قت ��ل الأكراد‪ .‬وفق� � ًا لتقرير خبير ال�ش� ��ؤون‬ ‫ال�ش ��يعية والكردي ��ة ران ��ج عالء الدي ��ن‪ ،‬بما في‬ ‫ذلك مقابالته م ��ع رجال الدين ال�ش ��يعة و�أفراد‬ ‫القوات الم�س ��لحة العراقية‪ ،‬ف�إن الجنود ال�ش ��يعة‬ ‫في الجي�ش العراقي �أطاعوا الفتوى بعدم �إ�ص ��ابة‬ ‫الأه ��داف الكردية عم ��د ًا‪ ،‬وبالتال ��ي عدم تنفيذ‬ ‫قرار الحكومة العراقية‪ ،‬التي كانت �أعطت �أوامر‬ ‫للق�ض ��اء عل ��ى الحرك ��ة الكردي ��ة في كرد�س ��تان‬ ‫العراق‪.‬‬ ‫كما تح� � ّدت الم�ؤ�س�س ��ة الدينية ح ��زب "البعث"‬ ‫عندم ��ا جاء �إلى ال�س ��لطة في الع ��ام ‪ .1968‬لقد‬ ‫�أراد نظام "البعث" قمع نفوذ الم�ؤ�س�س ��ة الدينية‬ ‫لكنه ف�ش ��ل ب�س ��بب قدرة الم�ؤ�س�س ��ة الدينية على‬ ‫العم ��ل ب�ش ��كل م�س ��تقل ع ��ن الدولة‪ .‬فه ��ي تتمتع‬ ‫بالإ�س ��تقالل المال ��ي (يتلقى كبار رج ��ال الدين‬ ‫التبرعات‪ ،‬المعروفة ب�أداء ُ‬ ‫الخم�س‪ ،‬من �أتباعهم‬ ‫في الداخ ��ل والخارج) ويمكنه ��ا �أن تجني وتولدّ‬ ‫مئات الماليين من الدوالرات لتمويل �أن�ش ��طتها‪.‬‬ ‫وتتر�أ� ��س الم�ؤ�س�س ��ة الديني ��ة ال�ش ��يعية �أي�ض� � ًا‬ ‫مجموع ��ة م ��ن الم�ؤ�س�س ��ات الديني ��ة والتعليمية‬ ‫والثقافي ��ة‪ ،‬والتي ت�س ��مح له ��ا بتو�س ��يع قاعدتها‬ ‫الإجتماعي ��ة وح�ش ��د �أع ��داد كبي ��رة م ��ن النا�س‬ ‫لأغرا�ض �سيا�سية‪.‬‬ ‫بعد القمع الجماعي �ض ��د الطائفة ال�ش ��يعية في‬ ‫�أواخر �ستينات و�أوائل �س ��بعينات القرن الفائت‪،‬‬ ‫وعل ��ى الرغ ��م م ��ن تفكيك �ش ��بكات المعار�ض ��ة‬ ‫ال�ش ��يعية‪ ،‬ف�إن نظام �ص ��دام ح�س ��ين البعثي بقي‬ ‫ُمع َّر�ض� � ًا لمواجهة رجال الدي ��ن و�أتباعهم حيث‬ ‫قادوا �إنتفا�ضات �شعبية في عامي ‪ 1977‬و‪،1979‬‬

‫‪38‬‬

‫العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫وهذه الأخي ��رة �أثارتها الث ��ورة الإيرانية في تلك‬ ‫ال�س ��نة‪ .‬خ�ل�ال الحرب م ��ع �إيران ف ��ي ثمانينات‬ ‫القرن الفائت‪ ،‬حاول النظام‪ ،‬كما تُظهر �سجالت‬ ‫ح ��زب "البع ��ث"‪ ،‬تخوي ��ف �آي ��ة اهلل العظم ��ى‬ ‫�أب ��و القا�س ��م الخوئي‪ ،‬الذي �س ��بق ال�سي�س ��تاني‪،‬‬

‫ال يمكن لمقتدى ال�صدر �أن يكون ُمنقذ‬ ‫العراق‪ .‬فهو م�س�ؤول مبا�شر عن �سفك‬ ‫الدماء والف�ساد‪ ،‬و�ضعف الحكم الذي‬ ‫عانى منه العراق منذ �أكثر من عقد‪� .‬إن‬ ‫جهود تعبئته ال�شعبية لها عالقة ب�إحياء‬ ‫�أهميته ال�سيا�سية الخا�صة‪ ،‬والتي قد‬ ‫ت�ضاءلت خالل الحرب على تنظيم‬ ‫"الدولة الإ�سالمية" ب�سبب بروز جهات‬ ‫�شيعية �أخرى ح�صلت على �إ�شادة‬ ‫وا�سعة النطاق لنجاحها في المعركة‬ ‫�ضد الجهاديين ال�سنّة‬

‫مقتدى ال�صدر‪ :‬ال يمكنه �إنقاذ العراق‬

‫�آية الله محمد �صادق ال�صدر‪ :‬بنى القاعدة لإبنه‬

‫لإجباره على �إ�ص ��دار فتوى ل�شرعنة الحرب �ضد‬ ‫الجمهورية الإ�س�ل�امية‪ .‬ولكن المحاولة ف�ش ��لت‪،‬‬ ‫وف ��ي النهاية تعرقلت جهود النظام لح�ش ��د دعم‬ ‫ال�ش ��يعة للحرب �ض ��د الفار�س ��ي الذي ي�شاركهم‬ ‫الدين عبر الحدود‪.‬‬ ‫التدخ ��ل ال ُمبك ��ر لل�سي�س ��تاني بع ��د ح ��رب العام‬ ‫‪� 2003‬ش ��مل ال�ض ��غط عل ��ى الوالي ��ات المتحدة‬ ‫والم�س� ��ؤولين العراقيي ��ن ل�ض ��مان �أن مجل�س� � ًا‬ ‫منتخب ًا �س ��يكتب الد�ستور الجديد للبالد‪ ،‬خالفا‬ ‫لرغب ��ات وا�ش ��نطن وغيره ��ا‪ ،‬الت ��ي �س ��عت �إلى‬ ‫عملية �س ��رية خل ��ف الأبواب ال ُمغلق ��ة‪ .‬كما جمع‬ ‫ال�سي�س ��تاني الف�ص ��ائل ال�ش ��يعية المتحارب ��ة في‬ ‫العام ‪ 2005‬للت�أكد من �أنها �س ��تناف�س وت�ش ��ارك‬ ‫موحدة في العام‬ ‫في الإنتخابات البرلمانية ككتلة ّ‬ ‫‪ ،2005‬خوف� � ًا من �أن ي�ؤدي الإقتتال الداخلي بين‬ ‫مختل ��ف الجماعات والميلي�ش ��يات ال�ش ��يعية �إلى‬ ‫ت�ش ��جيع التم ّرد ال�س ��ني المرن ال ��ذي يت�ألف من‬ ‫البعثيي ��ن وتنظي ��م "القاعدة" في الع ��راق‪ .‬وقد‬

‫ف ��ازت الكتلة ال�ش ��يعية ف ��ي االنتخاب ��ات ومنعت‬ ‫قيامة "البعث" والبعثيين‪.‬‬ ‫في العام ‪� ،2006‬س ��اعد ال�سي�ستاني على �إحتواء‬ ‫‪ -‬عل ��ى الرغم من �أن ��ه لم يتمكن م ��ن �إيقافها‬‫‪ -‬موجة جديدة من العنف الطائفي في العراق‬‫الت ��ي �إندلعت بعدما ق�ص ��ف تنظي ��م "القاعدة"‬ ‫ف ��ي العراق �ض ��ريح الإمام الح�س ��ن الع�س ��كري‪،‬‬ ‫وهو م�س ��جد �ش ��يعي مقد�س في مدينة �س ��امراء‬ ‫التي يهيمن عليها ال�س� � ّنة‪ .‬وقد لعب ال�سي�س ��تاني‬ ‫دور ًا مهم� � ًا ف ��ي الح ��د م ��ن م�س ��توى العنف من‬ ‫خالل دعوت ��ه �إلى الوح ��دة والإعت ��دال‪ .‬ومار�س‬ ‫�ض ��غط ًا ب�إنتظ ��ام عل ��ى الم�س� ��ؤولين العراقيي ��ن‬ ‫والأميركيين لإنهاء ال�ص ��راع‪ .‬لكن هذا لم يمنع‬ ‫الع ��راق م ��ن الإن ��زالق الى ح ��رب �أهلي ��ة‪ ،‬ولكن‬ ‫تدخ�ل�ات ال�سي�س ��تاني �س ��اعدت بالت�أكي ��د عل ��ى‬ ‫تقييد الميلي�شيات ال�شيعية المدعومة من الدولة‬ ‫ومنعها من �إرتكاب �إبادة جماعية �ض ��د ال�س ��كان‬ ‫ال�س� � ّنة ف ��ي الع ��راق‪ .‬كان يمكن �أن تك ��ون الأمور‬


‫�شركة "خودر لل�سيارات" الإيرانية‪:‬‬ ‫�ستبني م�صنعاً �ضخماً لها في ال�سلطنة‬

‫الأميركي ��ة‪ .‬وف ��ي الح ��رب العراقي ��ة ‪ -‬الإيرانية‪،‬‬ ‫�إحت�ض ��نت م�سقط محادثات �س ��رية بين الطرفين‬ ‫المتنازعين لوقف �إطالق النار‪ ،‬ورف�ض ��ت الدعوة‬ ‫�إلى مقاطعة �إيران وعزلها ديبلوما�سي ًا و�إقت�صادي ًا‬ ‫فى العام ‪ ،1987‬وكذلك رف�ض ��ت ال�س ��ماح للعراق‬ ‫ب�إ�س ��تخدام �أرا�ضيها للهجوم على جزر �أبي مو�سى‬ ‫وطنب الكبرى وطنب ال�ص ��غرى‪ .‬وبعد �إنتهاء تلك‬ ‫تو�س ��طت ال�س ��لطنة لإعادة العالقات بين‬ ‫الحرب ّ‬ ‫�إيران وال�س ��عودية و�إيران والمملكة المتحدة‪ .‬كما‬ ‫لعبت م�س ��قط دور ًا مهم ًا في �إ�ستمرار الحوار بين‬ ‫�إي ��ران وم�ص ��ر في �أثن ��اء فترة �إنقط ��اع العالقات‬ ‫الديبلوما�س ��ية بينهما بعد الث ��ورة الإيرانية وحتى‬ ‫�آذار (مار� ��س) ‪ ،1991‬و�س ��اعدت ف ��ي تحري ��ر‬ ‫الأ�س ��رى‪ ،‬والبح ��ارة وال�ص ��يادين الم�ص ��ريين‬ ‫حتجزين لدى �إيران خالل �س ��نوات الحرب مع‬ ‫ال ُم َ‬ ‫العراق‪.‬‬ ‫� اًإل �أن ح ��رب الخلي ��ج الثاني ��ة (‪)1991-1990‬‬ ‫ت�سببت في توتر العالقات بين م�سقط وطهران بعد‬ ‫قيام الأخيرة بالتعر�ض لناقالت النفط التي تعبر‬ ‫م�ضيق هرمز‪ ،‬وكذلك ن�شرها لل�صواريخ الم�ضادة‬ ‫لل�س ��فن بالقرب منه‪ ،‬مما حدا ب ُعم ��ان �إلى تكثيف‬ ‫تواجده ��ا الع�س ��كري ف ��ي م�س ��ندم‪ ،‬المطل ��ة على‬ ‫م�ضيق هرمز‪ ،‬والتي تبعد م�سافة ال تتجاوز ال�ستين‬ ‫كيلومترا عن الح ��دود الإيرانية‪ .‬لكن الطرفين ما‬ ‫لبث ��ا �أن تجاوزا التوتر الط ��ارئ‪ ،‬وعادت العالقات‬ ‫�إل ��ى طابعه ��ا التعاوني‪ ،‬حيث تو�س ��طت ال�س ��لطنة‬ ‫وبنج ��اح م ��رات ع ��دة لتحري ��ر رهائ ��ن غربيي ��ن‬ ‫محتجزي ��ن ل ��دى طه ��ران‪ ،‬كم ��ا حدث ف ��ي العام‬ ‫‪ 2007‬م ��ن �أجل الإف ��راج عن بح ��ارة بريطانيين‪،‬‬

‫ثم في العام ‪ 2011‬للإفراج عن رهائن �أميركيين‪،‬‬ ‫حي ��ث ت ��ردد �أن م�س ��قط دفع ��ت ملي ��ون ون�ص ��ف‬ ‫الملي ��ون دوالر للإف ��راج عنه ��م‪ ،‬و�أر�س ��لت طائرة‬ ‫لنق ��ل الرهائن من طهران‪ .‬كما وافقت عمان على‬ ‫تمثيل الم�صالح الإيرانية في بع�ض الدول الغربية‬ ‫الت ��ي لي�س للجمهورية الإ�س�ل�امية فيه ��ا �أي تمثيل‬ ‫ديبلوما�سي‪ ،‬كبريطانيا وكندا‪ .‬وعلى �إمتداد فترة‬ ‫الخ�ل�اف النووي بين �إيران والغ ��رب‪ ،‬ظلت ُعمان‬ ‫ت�ؤكد على �ضرورة الحل ال�سلمي والحوار المبا�شر‬ ‫بي ��ن جميع الأطراف لحل �إ�ش ��كالية الملف النووي‬ ‫الإيراني وتجنيب المنطقة خطر الحرب التي بدت‬

‫فيما توا�صل ُعمان لعب دور �أ�سا�سي‬ ‫في جهود �إيران لفتح وتطوير �أ�سواق‬ ‫جديدة عبر المحيط الهندي وال�شرق‬ ‫الأو�سط الكبير‪ ،‬ف�إن م�س�ألة تعميق‬ ‫العالقات بين م�سقط وطهران من‬ ‫المرجح �أن تظل م�صدر ًا للتوتر في‬ ‫مجل�س التعاون الخليجي‪� .‬إن المجل�س‬ ‫من دون �شك حذر وقلق من �إتباع ُعمان‬ ‫�سيا�سة خارجية م�ستقلة يمكن �أن‬ ‫تُ�ضعف �إطار الأمن الجماعي لدول‬ ‫الخليج العربية‬

‫في بع�ض الأحيان و�شيكة‪.‬‬ ‫وف ��ي ح ��وار م ��ع ال�ص ��حافة الأميركية ف ��ي العام‬ ‫‪� ،2012‬أكد ال�س ��لطان قابو�س بن �س ��عيد �أن "على‬ ‫�إيران والواليات المتحدة الأميركية �أن تجل�سا مع ًا‬ ‫وتتحدثا"‪ ،‬ولم يكن هذا الت�صريح �سوى م�ؤ�شر لما‬ ‫يحدث خلف الكوالي�س‪ ،‬حيث لعبت الديبلوما�س ��ية‬ ‫ال ُعماني ��ة دور الو�س ��يط في الترتيب له ��ذا الحوار‬ ‫بين الطرفين وتعزيز فر�ص نجاحه‪ .‬و�إ�ست�ض ��افت‬ ‫م�س ��قط �إجتماع ��ات �س ��رية بي ��ن ديبلوما�س ��يين‬ ‫وق ��ادة �أمنيين من كال البلدي ��ن‪ ،‬منذ العام ‪2011‬‬ ‫ف ��ي محاولة للو�ص ��ول �إلى �أر�ض ��ية م�ش ��تركة‪� ،‬إلى‬ ‫�أن تكلل ��ت جهوده ��ا بالنج ��اح في ت�ش ��رين الثاني‬ ‫(نوفمبر) ‪ 2013‬من خالل تو�صل �إيران �إلى �إتفاق‬ ‫جنيف مع مجموعة الدول ‪.1 + 5‬‬ ‫الواقع �أن ُعمان ت�شترك مع �إيران في م�ضيق هرمز‬ ‫وتحافظ على عالقات ودية معها‪ ،‬على الرغم من‬ ‫ع�ض ��ويتها في مجل� ��س التعاون ل ��دول الخليج التي‬ ‫تع ��ادي معظم دوله الجمهورية الإ�س�ل�امية‪ .‬وفيما‬ ‫تع ��ود �إيران تدريج� � ًا �إلى الإندماج في الإقت�ص ��اد‬ ‫العالمي‪ ،‬فقد �أ�ص ��بحت ال�س ��لطنة نقط ��ة �إنطالق‬ ‫لل�ش ��ركات االيراني ��ة الت ��ي ت�س ��عى �إل ��ى �إخت ��راق‬ ‫الأ�سواق الأفريقية والآ�سيوية والعربية الجديدة‪.‬‬ ‫�إن ظهور ُعمان كمركز ح ��رج ومهم للتجارة الذي‬ ‫يت�س ��ق مع ال�سيا�س ��ة‬ ‫يرب ��ط �إيران �إلى قارات عدة ّ‬ ‫الخارجي ��ة الم�س ��تقلة الت ��ي تنتهجه ��ا ال�س ��لطنة‪،‬‬ ‫والتي تعمل في كثي ��ر من الأحيان خارج �إطار دول‬ ‫مجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي‪ .‬وتمتد ج ��ذور روابط‬ ‫ُعمان التجارية والثقافي ��ة والجغرافية �إلى �أرا�ض‬ ‫غير عربية م� ّؤ�ص ��لة في تاريخها ك�إمبراطورية‬ ‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪41‬‬


‫الخليج العربي‬ ‫سلطنة ُعمان‬

‫م�ضيق هرمز‪:‬‬ ‫يجمغ م�صالح ُعمان و�إيران‬

‫م�سقط م�ستعدة للإ�ستفادة من الفر�ص المتاحة مع طهران‬

‫�إيران َتع ُب ُر �إلى العالم من بوابة ُعمان‬ ‫عُ رف��ت �سلطن��ة عُ مان بدورها في تقريب وجهات النظ��ر داخل البيت الخليجي �أو بي��ن دول الخليج العربية‬ ‫وجيرانه��ا‪ ،‬في الكثير من الق�ضاي��ا الح�سا�سة‪ .‬ورغم كونها ع�ضو ًا في مجل�س التعاون الخليجي‪ ،‬فقد تميّزت‬ ‫بعالق��ات ح�سنة مع �إيران‪ ،‬وتب ّن��ت مواقف محايدة و�أحيان ًا مخالفة للإجم��اع الخليجي في عدد من الق�ضايا‬ ‫الإقليمية‪ ،‬من دون �أن تتخلّى عن حر�صها على نبذ ال�صدام و�إبقاء باب الحوار مفتوح ًا مع جميع الأطراف‪.‬‬ ‫وم��ع �إلغاء العقوبات الدولية عن �إيران �أخي��راً‪ ،‬توثّقت العالقات الإقت�صادية �أكثر من �أي وقت م�ضى بين‬ ‫م�سقط وطهران حيث تحوّلت ال�سلطنة �إلى بوابة للجمهورية الإ�سالمية الإقت�صادية للإنطالق �إلى العالم‪.‬‬ ‫م�سقط ‪� -‬سمير الح�سيني‬ ‫ترتبط �س ��لطنة ُعمان و�إي ��ران بعالقة‬ ‫قديم ��ة تاريخي ًا لم تك ��ن دائم ًا ودودة‪،‬‬ ‫� اّإل �أنه ��ا �ش� � ّكلت �أم ��ر ًا واقع� � ًا تفر�ض ��ه الجغرافيا‬ ‫والم�ص ��الح الم�ش ��تركة بي ��ن قوتي ��ن بحريتي ��ن‬ ‫كبيرتي ��ن ت�س ��يطران على مدخل الخلي ��ج العربي‪.‬‬ ‫وق ��د �إتخذت ه ��ذه العالقة �ش ��كل تعاون �سيا�س ��ي‬ ‫نا�ض ��ج بع ��د تول ��ي ال�س ��لطان قابو� ��س بن �س ��عيد‬ ‫الحك ��م في العام ‪ ،1970‬حيث �أم� �دّت �إيران‪ ،‬وكل‬ ‫م ��ن الأردن وبريطانيا‪ ،‬ال�س ��لطان قابو�س بالدعم‬

‫‪40‬‬

‫العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫الع�س ��كري لمواجه ��ة الث ��ورة في ظف ��ار‪ ،‬في حين‬ ‫كان ��ت بع� ��ض الدول العربي ��ة تدعم الثوار ر�س ��ميا‬ ‫وتد ّربه ��م‪ .‬وفي المقابل �س ��عت ُعم ��ان نحو تقريب‬ ‫�إي ��ران م ��ن دول الخلي ��ج العربية الأخ ��رى‪ ،‬حيث‬ ‫دعا ال�س ��لطان قابو� ��س في الع ��ام ‪� 1976‬إلى عقد‬ ‫محادثات بين ال ��دول الثماني المطلة على الخليج‬ ‫العرب ��ي‪ ،‬على �أم ��ل تقريب وجهات النظ ��ر و�إزالة‬ ‫�س ��وء التفاهم التاريخ ��ي بين تلك الأط ��راف‪� ،‬إال‬ ‫�أن المحادث ��ات لم تح ّقق نجاح ًا ُيذكر‪ .‬وعند قيام‬ ‫الثورة الإيرانية وت�أ�سي�س الجمهورية الإ�سالمية في‬ ‫�أواخر �س ��بعينات القرن الفائت‪ ،‬حافظت م�س ��قط‬

‫على عالقاتها بطهران رغم العداء المتنامي �ضد‬ ‫�إي ��ران في المنطق ��ة وعلى ال�ص ��عيد العالمي على‬ ‫حد �س ��واء‪ .‬وحت ��ى بعد �إندالع الح ��رب العراقية ‪-‬‬ ‫الإيراني ��ة ف ��ي الع ��ام ‪ ،1980‬والتي ا�س ��تمرت نحو‬ ‫عقد م ��ن الزمن‪ ،‬و�س ��اندت دول الخلي ��ج خاللها‬ ‫العراق‪� ،‬إ�ستمرت العالقات ال ُعمانية الإيرانية من‬ ‫دون �إنقطاع‪.‬‬ ‫تكتف ُعم ��ان بالحف ��اظ على خط الإت�ص ��ال‬ ‫ول ��م ِ‬ ‫مفتوح� � ًا مع طهران‪ ،‬و�إنما لعبت دور الو�س ��يط في‬ ‫م ��رات عديدة بينه ��ا وبين ال ��دول العربية‪ ،‬وبينها‬ ‫وبين القوى الغربية كبريطانيا والواليات المتحدة‬


‫الرئي�س ح�سن روحاني وال�سلطان قابو�س‪:‬‬ ‫زيارة ر�سمية �إلى م�سقط �أف�ضت �إلى �إتفاقات‬

‫مدينة الدقم‪ :‬مينا�ؤها بوابة �إيران �إلى العالم‬

‫النفط‪ ،‬ف�إن �إ�س ��تيراد الغاز الإيراني للإ�س ��تهالك‬ ‫المحل ��ي ف ��ي ال�س ��لطنة يمك ��ن �أن يح� � ّرر الدول ��ة‬ ‫الخليجية لبيع المزيد من الغاز الطبيعي ال ُم�س ��ال‬ ‫�إلى دول �أجنبية‪.‬‬ ‫ُتق� �دّم ُعمان لإي ��ران نقطة �إنطالق �إل ��ى �أفريقيا‪،‬‬ ‫ولكن رف ��ع العقوبات ع ��ن الجمهورية الإ�س�ل�امية‬ ‫يمك ��ن �أي�ض� � ًا �أن يف�ض ��ي �إل ��ى تعمي ��ق عالق ��ات‬ ‫ال�س ��لطنة في مجال الطاق ��ة‪ ،‬عبر �إيران‪ ،‬ب�آ�س ��يا‬ ‫الو�س ��طى الغنية بالغاز‪� .‬إن �إق ��رار الإتفاق النووي‬ ‫الم�ؤقت في ت�ش ��رين الثان ��ي (نوفمبر) ‪ 2013‬م ّثل‬ ‫خط ��وة مهمة نح ��و بن ��اء العالق ��ة التجاري ��ة بين‬ ‫�آ�س ��يا الو�س ��طى و�إيران و�س ��لطنة ُعم ��ان‪ .‬في �آب‬ ‫(�أغ�س ��ط�س) ‪� ،2014‬إجتم ��ع وزراء خارجية ُعمان‬ ‫و�إي ��ران وتركمان�س ��تان و�أوزبك�س ��تان في م�س ��قط‬ ‫لتوقيع مذكرة تفاهم حول "�إن�ش ��اء ممر نقل دولي‬ ‫وعابر (ترانزيت)" في �إطار �إتفاق "ع�شق �أباد"‪،‬‬ ‫ال ��ذي ُو ّق ��ع ف ��ي الع ��ام ‪ 2011‬لإن�ش ��اء الممر بين‬ ‫البل ��دان الأربع ��ة‪( .‬ومن ��ذ ذلك الحين‪� ،‬إن�ض ��مت‬ ‫الهند وكازاخ�س ��تان)‪� .‬إ�ستعر�ض وزراء الخارجية‬ ‫�أي�ض ًا مبادئ لفتح الموانئ ال ُعمانية �صحار والدقم‬ ‫و�ص�ل�الة �إلى �آ�سيا الو�س ��طى‪� .‬إن �آفاق هذا الممر‬ ‫التجاري قد دفعت بال �ش ��ك الم�س�ؤولين ال ُعمانيين‬ ‫للمتابعة الديبلوما�س ��ية بهدف الإفراج عن تجارة‬

‫�إيران م ��ع العالم الخارجي وتخفي ��ف حدة التوتر‬ ‫بين طهران وخ�صومها‪.‬‬ ‫م ��ن وجهة نظ ��ر المملكة العربية ال�س ��عودية ودول‬ ‫مجل�س التعاون الخليجي الأخرى ف�إن �إعادة �إدماج‬ ‫ايران في الإقت�ص ��اد العالمي ت�ش ّكل �أمر ًا مزعج ًا‪،‬‬ ‫ول ��و �أنه ��ا متوقعة‪ ،‬نتيج ��ة خطة العمل الم�ش ��ترك‬ ‫ال�شاملة‪ .‬كان ال�س ��عوديون غا�ضبين عندما علموا‬ ‫�أن نظرائه ��م ال ُعمانيين قد �إ�ست�ض ��افوا محادثات‬ ‫�س ��رية ح ��ول الإتف ��اق الن ��ووي بي ��ن الم�س� ��ؤولين‬ ‫الأميركيين والإيرانيين و�إتّبعوا �سب ًال ديبلوما�سية‬ ‫ب�ش ��كل م�س ��تقل عن دول مجل� ��س التع ��اون‪ .‬وفيما‬ ‫توا�ص ��ل ُعمان لعب دور �أ�سا�س ��ي ف ��ي جهود �إيران‬ ‫لتطوي ��ر �أ�س ��واق جدي ��دة عب ��ر المحي ��ط الهندي‬ ‫وال�ش ��رق الأو�س ��ط الكبي ��ر‪ ،‬ف� ��إن م�س� ��ألة تعمي ��ق‬

‫�سفير طهران في م�سقط‪،‬‬ ‫علي �أكبر �سيبويه‪� ،‬أعلن �أن �إيران‬ ‫�سوف "تكافىء" العا�صمة ال ُعمانية‪،‬‬ ‫م�سقط‪ ،‬على دورها الم�ؤثر في الو�صول‬ ‫�إلى الإتفاق النووي الأخير ورفع‬ ‫العقوبات‪ .‬م�ضيف ًا‪" :‬الأ�صدقاء في �أوقات‬ ‫الحاجة ق ّلة وقد وقفت ُعمان معنا‬ ‫في ال�سراء وال�ضراء‪ ،‬ونحن‬ ‫ال نن�سى �أ�صدقاءنا"‬

‫العالق ��ات بين م�س ��قط وطهران م ��ن المرجح �أن‬ ‫تظل م�ص ��در ًا للتوتر في مجل�س التعاون الخليجي‪.‬‬ ‫�إن المجل� ��س م ��ن دون �ش ��ك حذر وقلق م ��ن �إتباع‬ ‫ُعمان �سيا�س ��ة خارجية م�س ��تقلة يمكن �أن تُ�ضعف‬ ‫�إطار الأمن الجماعي لدول الخليج العربية‪.‬‬ ‫ولك ��ن فيم ��ا التج ��ارة ال ُعماني ��ة الإيراني ��ة تنم ��و‪،‬‬ ‫وموان ��ئ مثل الدقم تقدم فر�ص� � ًا عري�ض ��ة لإيران‬ ‫ال تع ��د وال تح�ص ��ى‪ ،‬ف� ��إن �أع�ض ��اء دول مجل� ��س‬ ‫التع ��اون الخليج ��ي لديه ��م �أي�ض ��ا الكثير لك�س ��به‬ ‫م ��ن تعزيز البني ��ة التحتية في ال�س ��لطنة وقدرتها‬ ‫على الو�ص ��ول �إلى بحر العرب والمحيط الهندي‪.‬‬ ‫عندم ��ا بد�أ ال ُعمانيون بن ��اء ميناء الدقم في العام‬ ‫‪� ،2013‬إعترفت المملكة العربية ال�س ��عودية ودولة‬ ‫الإم ��ارات العربية المتح ��دة بالفر�ص ��ة التي تق ّلل‬ ‫�إعتمادهم ��ا عل ��ى م�ض ��يق هرم ��ز لنق ��ل نفطهما‬ ‫و�أطلقت كل منهما خطط ًا لو�ص ��ل الطرق وال�سكك‬ ‫الحديدية وخطوط الأنابيب بالدقم‪.‬‬ ‫كبل ��د م�س ��تقر �سيا�س ��ي ًا ف ��ي الزاوي ��ة الجنوبي ��ة‬ ‫ال�ش ��رقية من �ش ��به الجزيرة العربية‪ ،‬ف� ��إن ُعمان‬ ‫ُمحاط ��ة ببع� ��ض خطوط ال�ص ��دع الجيو�سيا�س ��ية‬ ‫الأكث ��ر ح�سا�س ��ية ف ��ي العال ��م‪ ،‬ومم ��رات تجارية‬ ‫مهم ��ة‪ .‬تحت قيادة ال�س ��لطان قابو�س بن �س ��عيد‪،‬‬ ‫ُبحر بح ��ذر وواقعية عبر‬ ‫�إ�س ��تطاعت م�س ��قط �أن ت ِ‬ ‫بح ��ار الإنق�س ��امات الجغرافي ��ة الطائفي ��ة ف ��ي‬ ‫المنطق ��ة للحفاظ عل ��ى عالق ��ات �إيجابية مع كل‬ ‫القوى‪ .‬وثمة ركيزة �أ�سا�س ��ية لل�سيا�س ��ة الخارجية‬ ‫في ال�س ��لطنة تتمثل في تحقيق توازن بين م�صالح‬ ‫جيرانها الأكثر قوة لدفع م�صالحها الخا�صة‪.‬‬ ‫من جهته ��م نظر العماني ��ون طوي ًال �إل ��ى المملكة‬ ‫العربي ��ة ال�س ��عودية باعتباره ��ا ج ��ارة متعجرفة‪،‬‬ ‫والي ��وم هناك خالف ��ات قوية بين الم�س� ��ؤولين في‬ ‫م�س ��قط والريا� ��ض ح ��ول العدي ��د من الق�ض ��ايا‪،‬‬ ‫ب ��دء ًا م ��ن �إنتاج النف ��ط ال ��ى التدخل الع�س ��كري‬ ‫ال�سعودي في اليمن‪� .‬إن تعميق العالقات مع �إيران‬ ‫ت�س ��مح ل ُعمان بت�أمين �إ�س ��تقالل جيو�سيا�س ��ي عن‬ ‫الريا�ض‪ ،‬والذي �س ��وف ي�س ��تمر فيم ��ا المزيد من‬ ‫العقوبات تُرفع �ض ��د �إيران‪ ،‬وتقدّم فر�ص ًا جديدة‬ ‫لل�س ��لطنة في الإقت�ص ��اد العالمي‪� .‬إن تزايد الممر‬ ‫التجاري ال ُعماني ‪ -‬الإيراني �س ��وف ي�س� � ّهل ت�أكيد‬ ‫و�ض ��مان نهج �سلطنة ُعمان ب�إتباع �سيا�سة خارجية‬ ‫م�س ��تقلة متج ّذرة في تاري ��خ البالد الفريد كمركز‬ ‫لإمبراطوري ��ة المحيط الهندي‪ .‬ف ��ي الواقع‪ ،‬فيما‬ ‫ُي ّ‬ ‫خطط ال ُعماني ��ون لم�س ��تقبلهم‪ ،‬ف�إنهم ينظرون‪،‬‬ ‫في الوقت عينه‪� ،‬إلى ما�ضيهم‬ ‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪43‬‬


‫الخليج العربي ¶ �سلطنة عمان‬ ‫�إمتدت �سلطتها عبر دول كالهند وباك�ستان و�إيران‬ ‫وال�صومال وموزامبيق وتنزانيا‪� .‬إن هوية المحيط‬ ‫الهن ��دي بالن�س ��بة �إلى ُعمان تتج ��اوز في كثير من‬ ‫الأحيان الهوية العربية‪/‬الإ�سالمية وع�ضويتها في‬ ‫مجل�س التعاون الخليجي‪.‬‬ ‫والآن فيما تنف�ض �إيران الغبار عن عزلتها الدولية‬ ‫وتتخل� ��ص من العقوب ��ات التي تح ّملتها ل�س ��نوات‪،‬‬ ‫ف�إن ال�سلطنة لديها فر�ص جديدة لتر�سيخ مكانتها‬ ‫كممر تجاري متزايد الأهمية‪.‬‬ ‫تم تنفيذ خطة العمل الم�شتركة ال�شاملة في كانون‬ ‫الثان ��ي (يناير) الفائت‪ .‬وبعد �س ��تة �أي ��ام‪� ،‬أفادت‬ ‫معلومات �ص ��حافية ب�أن �سفير طهران في م�سقط‪،‬‬ ‫علي �أكبر �سيبويه‪� ،‬أعلن �أن �إيران �سوف "تكافىء"‬ ‫العا�ص ��مة ال ُعمانية‪ ،‬م�س ��قط‪ ،‬على دوره ��ا الم�ؤثر‬ ‫ف ��ي الو�ص ��ول �إل ��ى الإتفاق الن ��ووي الأخي ��ر ورفع‬ ‫العقوب ��ات‪ .‬وقال �س ��يبويه‪" :‬الأ�ص ��دقاء في �أوقات‬ ‫الحاج ��ة ق ّل ��ة وقد وقفت ُعم ��ان معنا في ال�س ��راء‬ ‫وال�ضراء‪ ،‬ونحن ال نن�سى �أ�صدقاءنا"‪.‬‬ ‫و�أعل ��ن �أن ثم ��ة تخطيط ًا لإقامة ج�س ��ر علوي على‬ ‫م�ض ��يق هرم ��ز يرب ��ط ال�س ��لطنة ب�إي ��ران‪ .‬وق ��ال‬ ‫ل�ص ��حيفة الوطن ال ُعمانية "�س ��وف يكون الج�س ��ر‬ ‫هو ج�س ��ر �س�ل�ام و�ص ��داقة بين �إي ��ران من جانب‬ ‫وال�سلطنة وبلدان مجل�س التعاون الخليجي الأخرى‬ ‫واليمن من جانب �آخر”‪ ،‬و�أ�ض ��اف‪�” :‬سوف ي�ؤدي‬ ‫الج�سر �إلى تعزيز العالقات في كل المجاالت بين‬ ‫بلدينا"‪.‬‬ ‫و�أو�ض ��ح �أنه �س ��وف يربط كذلك �إيران �إقت�صادياً‬ ‫وتجاري� � ًا بدول مجل� ��س التع ��اون الخليجي واليمن‬ ‫عب ��ر ال�س ��لطنة‪ ،‬بالإ�ض ��افة �إل ��ى تحفي ��ز حرك ��ة‬ ‫ال�س ��ياحة في كال االتجاهين‪ .‬و�أعلن �س ��يبويه �أنه‬ ‫�س ��وف يتم �إ�س ��تخدام �أح ��دث التقنيات ف ��ي بناء‬ ‫و�إدارة الج�س ��ر و�س ��وف يت�ض ��من مقاولي ��ن م ��ن‬ ‫ال�س ��لطنة و�إيران‪ .‬ي�أتي هذا بعد وقت ق�ص ��ير من‬ ‫االتفاق بين البلدين على زي ��ادة الرحالت بينهما‬ ‫وهو ما يعني تعزيز العالقات‪.‬‬ ‫وبعيد ًا من الت�ص ��اريح‪ ،‬فقد ن ّف ��ذت �إيران وعدها‬ ‫بمكاف� ��أة ُعمان في �آذار (مار� ��س) الفائت عندما‬ ‫�أعلنت �أنها ب�ص ��دد �إن�شاء م�ش ��روع م�شترك بقيمة‬ ‫‪ 200‬ملي ��ون دوالر م ��ع ال�س ��لطنة‪ ،‬ال ��ذي ُ�س� � ّمي‪،‬‬ ‫"�أوركي ��د الدولي لل�س ��يارات"‪ ،‬والذي يهدف �إلى‬ ‫بناء م�ص ��نع لل�س ��يارات في مدينة الدقم‪ ،‬الواقعة‬ ‫عل ��ى ط ��ول �س ��احل بح ��ر العرب ف ��ي ال�س ��لطنة‪.‬‬ ‫و�سوف يتقا�سم �صندوق الإ�ستثمار المملوك للدولة‬ ‫ال ُعماني ��ة ملكية الم�ش ��روع م ��ع ال�ش ��ركة الإيرانية‬

‫‪42‬‬

‫العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫ال�سلطان قابو�س بن �سعيد‪ :‬توثيق العالقات الإقت�صادية‬ ‫مع طهران �صار �أمر ًا �إ�ستراتيجي ًا‬

‫"خ ��ودرو" ‪� -‬أكبر �ش ��ركة �س ��يارات في ايران –‬ ‫وم�ستثمر ُعماني‪.‬‬ ‫تعت ��زم مجموع ��ة ال�س ��يارات الإيراني ��ة �أن تب ��د�أ‬ ‫العم ��ل في العام المقبل ب�إنتاج ‪ 20,000‬وحدة قبل‬ ‫منت�صف العام ‪ .2018‬وقد �أعلن الرئي�س التنفيذي‬ ‫ل�شركة "خودرو" الإيرانية‪ ،‬ها�شم يكه ‪ -‬زاري‪� ،‬أن‬ ‫‪ 5000‬وحدة فقط ت�س ��تهدف ال�س ��وق ال ُعمانية و�أن‬ ‫‪ 15,000‬الأخ ��رى �ستُ�ص� �دّر �إلى �أثيوبي ��ا و�أريتريا‬ ‫وال�سودان واليمن‪ .‬كما تخطط �إيران م�شاريع عدة‬ ‫�أخرى في ُعمان‪ ،‬بما في ذلك م�ص ��نع لتكنولوجيا‬ ‫النانو‪ ،‬ومجمع م�ست�شفيات وتد�شين رحالت جوية‬ ‫بين ُعمان ومدينة �شهبار في �إيران‪.‬‬ ‫ف ��ي كانون الثان ��ي (يناير) الفائت‪ ،‬و ّقعت �ش ��ركة‬ ‫"خودرو" �أي�ض� � ًا على �ص ��فقة قيمتها ‪ 436‬مليون‬

‫في حوار مع ال�صحافة الأميركية في‬ ‫العام ‪ّ � ،2012‬أكد ال�سلطان قابو�س بن‬ ‫�سعيد �أن "على �إيران والواليات المتحدة‬ ‫الأميركية �أن تجل�سا مع ًا وتتحدثا"‪،‬‬ ‫ولم يكن هذا الت�صريح �سوى م�ؤ�شر لما‬ ‫يحدث خلف الكوالي�س‪ ،‬حيث لعبت‬ ‫الديبلوما�سية ال ُعمانية دور الو�سيط‬ ‫في الترتيب لهذا الحوار بين الطرفين‬ ‫وتعزيز فر�ص نجاحه‬

‫دوالر والت ��ي بموجبه ��ا �س ��وف تنتج �ش ��ركة "بيجو‬ ‫�س ��تروين" الفرن�س ��ية ‪� 200،000‬س ��يارة �س ��نوي ًا‬ ‫ف ��ي ذروة الم�ش ��روع‪ .‬وهذه ال�ش ��ركة �س ��وف تكون‬ ‫�شريكة على قدم الم�ساواة‪ ،‬كما ذكرت "فاينن�شال‬ ‫تريبيون" الإيرانية‪.‬‬ ‫م ��ن ناحية �أخ ��رى‪� ،‬أدّى تراجع �أ�س ��عار النفط �إلى‬ ‫�ض ��رر �ش ��ديد في مالي ��ة الدولة في ُعم ��ان‪ ،‬الأمر‬ ‫ال ��ذي �أوقع البلد الخليجي العربي في �أزمة مالية‪.‬‬ ‫مث ��ل دول مجل�س التعاون الخليج ��ي الأخرى‪ ،‬ف�إن‬ ‫ال�س ��لطنة عازمة عل ��ى تنويع م�ص ��ادر دخلها‪ .‬في‬ ‫الواق ��ع‪ ،‬قب ��ل ‪ 21‬عام ًا م ��ن �إعالن ول ��ي ولي عهد‬ ‫المملكة العربية ال�سعودية الأمير محمد بن �سلمان‬ ‫عن ر�ؤية المملكة لعام ‪ ،2030‬كانت ُعمان و�ضعت‬ ‫ر�ؤيته ��ا لعام ‪ ،2020‬والتي تهدف �أي�ض� � ًا �إلى تنمية‬ ‫الإقت�ص ��اد الخا�ص في البالد‪ ،‬وزي ��ادة الإيرادات‬ ‫من خارج قطاع النفط والإ�س ��تثمار في ر�أ�س المال‬ ‫الب�شري في البالد‪.‬‬ ‫خ�ل�ال زيارة الرئي�س الإيراني ح�س ��ن روحاني �إلى‬ ‫م�سقط في �آذار (مار�س) ‪ ،2014‬وافق الم�س�ؤولون‬ ‫ال ُعماني ��ون والإيراني ��ون على �إن�ش ��اء خ ��ط �أنابيب‬ ‫للغ ��از تحت �س ��طح البحر بط ��ول ‪ 124‬مي ًال يربط‬ ‫بي ��ن البلدين‪ .‬فيما تتجه ُعمان �إلى ت�ص ��دير الغاز‬ ‫الطبيع ��ي ال ُم�س ��ال كو�س ��يلة لتقلي ��ل الإعتماد على‬


‫جزيرتا تيران‬ ‫و�صنافير‪:‬‬ ‫�صغيرتان‬ ‫على الخريطة‬ ‫ومهمتان‬ ‫�إ�ستراتيجي ًا‬

‫فيما تدهورت العالقات الم�صرية ‪ -‬ال�سعودية في‬ ‫عهد جمال عبد النا�صر‪ ،‬فقد ن�ش�أت النزاعات مرة‬ ‫�أخرى حول ال�س ��يادة على الجزيرتين‪ ،‬مع �إ�صرار‬ ‫المملكة العربية ال�س ��عودية على �أنها المالكة بحق‬ ‫للجزيرتي ��ن وع ��ودة م�ص ��ر �إلى مطالبات �س ��ابقة‬ ‫بال�س ��يادة‪ .‬وخ�ل�ال جل�س ��ة لمجل�س الأم ��ن التابع‬ ‫للأمم المتحدة في العام ‪� ،1954‬إدّعت م�صر ب�أن‬ ‫الجزيرتي ��ن هما جزء من �أرا�ض ��يها‪ ،‬ولكن الأهم‬ ‫م ��ن ذلك‪ ،‬ب�أنه ��ا �إلتزمت ال�ص ��مت في وقت الحق‬ ‫عندما �أكدت المملكة العربية ال�س ��عودية �سيادتها‬ ‫عل ��ى �أرا�ض ��ي الجزيرتين في الع ��ام ‪ .1957‬وهذا‬ ‫النوع من الت�ضارب والتناق�ض ق ّو�ض �أ�س�س مطالبة‬ ‫م�صر‪.‬‬ ‫بع ��د ح ��رب الأيام ال�س ��تة ف ��ي حزي ��ران (يونيو)‬ ‫‪� ،1967‬إحت ّلت �إ�سرائيل جزيرتي تيران و�صنافير‪،‬‬ ‫لكنها �أعادتهما �إلى م�ص ��ر في العام ‪ 1982‬كجزء‬ ‫من معاهدة ال�س�ل�ام التي و ّقعت بي ��ن البلدين في‬ ‫الع ��ام ‪ .1979‬و ُتح� �دّد المعاهدة ب� ��أن الجزيرتين‬ ‫هم ��ا ج ��زء من المنطق ��ة "‪ "C‬في �س ��يناء‪ ،‬وهذا‬ ‫الت�ص ��نيف يعني �أن القوات المتعددة الجن�س ��يات‬ ‫والمراقبي ��ن (ق ��وة حف ��ظ ال�س�ل�ام التي ت�ش ��رف‬ ‫على �إتفاق ال�س�ل�ام) وال�شرطة المدنية الم�صرية‬ ‫يمكنه ��ا فق ��ط التمركز هن ��اك‪ .‬وفق ًا لمرا�س�ل�ات‬ ‫ر�س ��مية بين وزي ��ري خارجية م�ص ��ر وال�س ��عودية‬ ‫ف ��ي ذلك الوق ��ت ‪� --‬أحمد ع�ص ��مت عبد المجيد‬

‫والأمي ��ر �س ��عود الفي�ص ��ل – طلب ��ت القاهرة من‬ ‫الريا� ��ض ت�أجي ��ل مناق�ش ��ات ملكي ��ة الجزيرتي ��ن‬ ‫النهائية �إلى ما بعد �إن�س ��حاب �إ�س ��رائيل من جميع‬ ‫الأرا�ضي الم�صرية وفق ًا لإتفاقية ال�سالم‪.‬‬ ‫وقد طغت على الم�سائل القانونية والتاريخية لنقل‬ ‫ال�سيادة مجموعة من م�ش ��اعر القومية ال ُمفرطة‪،‬‬ ‫الت ��ي �أطلقه ��ا �إنق�ل�اب عب ��د الفتاح ال�سي�س ��ي في‬ ‫تموز (يوليو) ‪ ،2013‬والإ�س ��تياء الم�صري الطويل‬ ‫الأم ��د من ثروة الخليج‪ .‬مع ذلك‪ ،‬كان النزاع منذ‬ ‫فترة طويلة نقطة للنقا�ش والتفاو�ض بين القاهرة‬ ‫والريا�ض‪ .‬على �س ��بيل المثال‪� ،‬إن �إعالن القاهرة‬ ‫ف ��ي تم ��وز (يولي ��و) ‪ ،2015‬ال ��ذي �ش ��مل �إتفاقية‬

‫على الرغم من �أن م�صر‬ ‫قد ح�صلت على �إ�ستقاللها ر�سمي ًا‬ ‫في العام ‪ ،1922‬ف�إن المملكة المتحدة‬ ‫�إحتفظت بحقها في الحفاظ على‬ ‫ال�سيطرة الأمنية على م�ستعمرتها‬ ‫ال�سابقة‪ ،‬حيث �إ�ستخدمتها كقاعدة‬ ‫في �أثناء الحرب العالمية الثانية‬

‫�إقت�صادية وع�س ��كرية م�ش ��تركة لتعزيز العالقات‬ ‫بين البلدين‪� ،‬أ�شار �إلى �أن تر�سيم الحدود البحرية‬ ‫هو من �أهم مجاالت التعاون‪.‬‬ ‫من جهته‪� ،‬إعتبر ال�شعب �أن نقل ال�سيادة كان تناز ًال‬ ‫نتيج ��ة موقف النظام ال�ض ��عيف و�إعتم ��اده الكبير‬ ‫عل ��ى المملك ��ة العربية ال�س ��عودية‪� .‬إن التفا�ص ��يل‬ ‫المرئية لل�ص ��فقة الأخي ��رة ‪ --‬تزامنت مع �إلتزام‬ ‫كبي ��ر للعون والم�س ��اعدة من الريا� ��ض ‪ --‬عزّزت‬ ‫الإعتقاد ب�أن م�ص ��ر قد ت�صرفت مثل الفقير الذي‬ ‫يبحث عن �صدقات المملكة‪ .‬على هذا النحو‪ ،‬فقد‬ ‫ح�صل التحرك بتكلفة �سيا�سية �ضخمة‪.‬‬ ‫الواقع �أن عمق الإحباط ي�ستح�ضر لحظات �أخرى‬ ‫من الغ�ض ��ب ال�ش ��عبي الت ��ي تنطوي عل ��ى تنازالت‬ ‫�إقليمية التي حددت مالمح مرحلة ما بعد ح�س ��ني‬ ‫مبارك الم�ش�ؤومة في م�صر‪ .‬كانت هناك �إتهامات‬ ‫ت�آمرية �ض ��د الرئي�س يومها‪ ،‬محمد مر�سي‪ ،‬تدّعي‬ ‫ب�أنه �س ��يقدّم تن ��ازالت �إقليمية للفل�س ��طينيين في‬ ‫�ش ��به جزيرة �س ��يناء‪ ،‬و�إلى قطر ف ��ي منطقة قناة‬ ‫ال�سوي�س‪ ،‬و�إلى ال�سودان في مثلث حاليب‪( ،‬قطعة‬ ‫�أر�ض م�شتركة متنازع عليها على حدود البلدين)‪.‬‬ ‫وق ��د و ّلدت هذه الإتهامات غ�ض ��ب ًا �ش ��ديد ًا وكانت‬ ‫ف ّعال ��ة ف ��ي تقوي� ��ض حك ��م الزعيم المدع ��وم من‬ ‫"الإخ ��وان الم�س ��لمين"‪ .‬في الواق ��ع‪ ،‬كان هناك‬ ‫مثل هذه ال�ض ��جة حول ه ��ذه المطالبات في العام‬ ‫‪ ،2014‬وت�ضمن الد�ستور الجديد بند ًا �صريح ًا‬ ‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪45‬‬


‫وادي النيل‬ ‫مصر‬

‫ال�سيا�سة وراء تحويل ملكية الأرا�ضي �إلى المملكة العربية ال�سعودية‬

‫هل ّ‬ ‫يحق للرئي�س ال�سي�سي نقل �سيادة جزيرتي‬ ‫تيران و�صنافير من دون �إ�ستفتاء �شعبي؟‬ ‫ف��ي ال�شهر الفائت قام العاهل ال�سعودي المل��ك �سلمان بن عبد العزيز ب�أول زيارة ر�سمية �إلى م�صر حيث‬ ‫حفل��ت بتوقيع �أكثر م��ن ‪� 17‬إتفاقية تعاون في كافة المجاالت الإقت�صادي��ة والإجتماعية والأمنية‪ ،‬وكان‬ ‫�أهمه��ا الإتفاق على نقل ال�سيادة الم�صرية على جزيرتي تيران و�صنافير الواقعتين في البحر الأحمر �إلى‬ ‫ال�سعودية‪ ،‬الأمر الذي ولّد �أزمة داخلية تهدّ د الإ�ستقرار‪.‬‬ ‫بقلم مايكل وحيد حنا*‬

‫في ‪ 10‬ني�سان (�إبريل) الفائت‪� ،‬أعلنت‬ ‫م�صر ب�أنها �س ��وف تنقل �سيادتها على‬ ‫الجزيرتين ال�صغيرتين تيران و�صنافير الواقعتين‬ ‫في البحر الأحمر �إلى ال�سيادة ال�سعودية بعد عقود‬ ‫طويلة م ��ن الن ��زاع عليهم ��ا‪ ،‬الأمر ال ��ذي �أثار رد‬ ‫فعل غا�ض ��ب ًا في جميع �أنحاء م�ص ��ر‪ .‬وقد حجبت‬ ‫ردود الفعل المحلية الحقائ ��ق الإقليمية والمحلية‬ ‫التي ك�ش ��فتها عملية نقل ال�س ��يادة‪� :‬إن المطالبات‬ ‫القانونية ال�س ��عودية بالجزر لي�ست غير معقولة �أو‬ ‫ال �أ�س ��ا�س لها من ال�ص ��حة‪ ،‬و�أن النظام الم�صري‬ ‫هو في حالة غير م�س ��تقرة فيما هو يحاول تحقيق‬ ‫الت ��وازن بي ��ن الم�ش ��اعر الداخلي ��ة والم�ص ��الح‬ ‫الأجنبي ��ة‪ .‬كما ال يقل �أهمية �أي�ض� � ًا م ��ا تعني هذه‬ ‫ال�صفقة لإ�سرائيل والمملكة العربية ال�سعودية‪.‬‬ ‫في الع ��ام ‪� ،1906‬إحتلت م�ص ��ر‪ ،‬التي كانت تحت‬ ‫الإحت�ل�ال البريطان ��ي‪ ،‬الجزيرتي ��ن ف ��ي محاولة‬ ‫لخل ��ق ظ ��روف مواتي ��ة عل ��ى الأر�ض قبل تر�س ��يم‬ ‫حدودها ال�ش ��رقية مع الإمبراطورية العثمانية في‬ ‫وق ��ت الحق م ��ن ذلك الع ��ام‪ .‬على الرغ ��م من �أن‬ ‫م�صر قد ح�صلت على �إ�ستقاللها ر�سمي ًا في العام‬ ‫‪ ،1922‬ف�إن المملكة المتحدة �إحتفظت بحقها في‬ ‫الحفاظ على ال�س ��يطرة الأمنية على م�س ��تعمرتها‬ ‫ال�س ��ابقة‪ ،‬حي ��ث �إ�س ��تخدمتها كقاعدة ف ��ي �أثناء‬

‫‪44‬‬

‫العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫وزير الدفاع الإ�سرائيلي مو�شيه يعلون‪ :‬تو�صلنا �إلى �إتفاق‬ ‫مع ال�سعودية وم�صر و�أميركا ب�ش�أن الجزيرتين‬

‫كان هناك مثل هذه ال�ضجة‬ ‫حول هذه المطالبات في العام ‪،2014‬‬ ‫وت�ضمن الد�ستور الجديد بند ًا �صريح ًا‬ ‫يق�ضي ب�أنه "ينبغي �إ�ستدعاء الناخبين‬ ‫للإ�ستفتاء على المعاهدات ذات ال�صلة‬ ‫بال�سالم والتحالف‪ ،‬وتلك المتعلقة‬ ‫بحقوق ال�سيادة"‬

‫الحرب العالمي ��ة الثانية‪ .‬كما لم تعترف بريطانيا‬ ‫ر�س ��مي ًا بتر�س ��يم م�ص ��ر لحدودها البحرية‪ ،‬التي‬ ‫ت�ض� � ّمنت الجزيرتين‪ .‬في ظل هذه الظروف‪ ،‬بقي‬ ‫الو�ض ��ع القانون ��ي لهاتين الجزيرتين غير وا�ض ��ح‬ ‫حتى العام ‪.1949‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك‪ ،‬و ّل ��د ت�سل�س ��ل الأح ��داث ف ��ي العامين‬ ‫‪ 1949‬و‪ 1950‬مجموع ��ة من ال�س ��وابق التي عززت‬ ‫المطالبات ال�سعودية بال�س ��يادة على الجزيرتين‪.‬‬ ‫ف ��ي �آذار (مار� ��س) ‪� ،1949‬إ�س ��تولت �إ�س ��رائيل‬ ‫(عرفت في ما بعد ب�إ�س ��م‬ ‫عل ��ى "�أم الر�ش ��را�ش" ُ‬ ‫�إي�ل�ات)‪ ،‬وه ��ي مدينة تق ��ع بين م�ص ��ر والمملكة‬ ‫العربية ال�س ��عودية‪ ،‬حيث تواج ��ه الجزيرتين عبر‬ ‫خلي ��ج العقبة‪ .‬وبعد هذه الحادثة‪ ،‬وخوف ًا من نوايا‬ ‫�إ�س ��رائيل‪ ،‬طلبت الريا�ض م ��ن القاهرة ب�أن تحتل‬ ‫القوات الم�ص ��رية الجزيرتين‪ ،‬وذلك في محاولة‬ ‫لمنع مرور ال�سفن الإ�سرائيلية عبر م�ضيق تيران‪.‬‬ ‫ف ��ي كتاب ��ه الق ّيم‪" ،‬دول ال�ش ��رق الأو�س ��ط وقانون‬ ‫البحر"‪ ،‬ي�شير الباحث علي الحكيم �إلى �أن الإتفاق‬ ‫الم�صري ‪ -‬ال�س ��عودي على الجزيرتين قد �أُع ِلمت‬ ‫ب ��ه دول �أخ ��رى عب ��ر مذ ّكرة تف�ص ��يلية م�ص ��رية‬ ‫مكتوب ��ة ف ��ي الع ��ام ‪ .1950‬ذك ��رت ه ��ذه الوثيقة‬ ‫ب�أن "الحكومة الم�ص ��رية تعمل ف ��ي توافق تام مع‬ ‫الحكوم ��ة ال�س ��عودية الت ��ي طلبت منه ��ا الإحتالل‬ ‫الفعلي لهاتين الجزيرتين‪ .‬هذا الإحتالل هو الآن‬ ‫�أمر واقع"‪.‬‬


‫وزير الخارجية ال�سعودي عادل الجبير‪� :‬إحترام المعاهدات‬ ‫التي وقعتها القاهرة مع الإ�سرائيليين‬

‫مجل�س النواب الم�صري‪ :‬هل يناق�ش الإتفاق حول نقل ال�سيادة؟‬

‫نف�س ��ه على مث ��ل ه ��ذه الم�س� ��ألة الح�سا�س ��ة جد ًا‬ ‫والمثيرة للجدل‪ ،‬ف�س ��وف يكون ذلك نك�س ��ة كبيرة‬ ‫لنظام ال�سي�سي‪.‬‬ ‫حت ��ى الآن‪ ،‬تالق ��ت الم�ص ��الح الجماعي ��ة بي ��ن‬ ‫النخب ��ة والدولة للحد من طبيع ��ة التحديات التي‬ ‫تواج ��ه النظام‪ .‬هذا الحذر هو نت ��اج فترة ما بعد‬ ‫مب ��ارك الم�ض ��طربة في الب�ل�اد‪ ،‬وتده ��ور البيئة‬ ‫الأمني ��ة الإقليمية‪ ،‬والأهم‪ ،‬ال�ش ��عور بالم�س� ��ؤولية‬ ‫لمن ��ع �أي �إنتفا�ض ��ة �أخ ��رى‪ .‬وكان �أه ��م م�ص ��در‬ ‫لإ�س ��تقرار النظام بالتالي هو الم�ؤ�س�س ��ة الأمنية‪،‬‬ ‫وال ت ��زال كذل ��ك‪ .‬الآن‪ ،‬يفيد بع� ��ض التقارير ب�أن‬ ‫البع�ض داخل الم�ؤ�س�س ��ة الأمنية غا�ضب حول نقل‬ ‫ال�سيادة‪� ،‬إذ �أنه بالن�سبة �إلى الجي�ش‪ ،‬فقد �إ�ستثمر‬ ‫هذه الق�ض ��ية بفخر وطن ��ي وينظر �إليها من خالل‬ ‫عد�س ��ة ح ��روب م�ص ��ر مع �إ�س ��رائيل‪ .‬وم ��ع ذلك‪،‬‬ ‫ف�إن ��ه ال يزال من غير المرجح �أن تقرر الم�ؤ�س�س ��ة‬ ‫الأمنية ككل تدخ ًال �سيا�س ��ي ًا كبير ًا �آخر‪ ،‬ال�س ��يما‬ ‫و�أن القيادة العليا للقوات الم�سلحة ترتبط �إرتباط ًا‬ ‫وثيق ًا بالرئي�س‪.‬‬ ‫على الم�ستوى الإقليمي‪� ،‬إلتزمت �إ�سرائيل ال�صمت‬ ‫ب�شكل خا�ص حيال نقل ال�سيادة‪ ،‬مما يعك�س تطور ًا‬ ‫ف ��ي التفكي ��ر الإ�س ��رائيلي بالن�س ��بة �إل ��ى معاهدة‬ ‫ال�س�ل�ام والديناميات الإقليمي ��ة‪ .‬في ٍّ‬ ‫كل من عامي‬

‫‪ 1956‬و‪ ،1967‬خالل �إندالع الحرب مع �إ�س ��رائيل‪،‬‬ ‫منع ��ت م�ص ��ر و�ص ��ول الإ�س ��رائيليين �إلى م�ض ��يق‬ ‫تي ��ران‪ .‬من ��ذ ذل ��ك الحي ��ن‪� ،‬إعتبرت ت ��ل �أبيب �أن‬ ‫الت�ص ��دي لخط ��ر الإغالق ف ��ي الم�س ��تقبل واجب‬ ‫�إ�ستراتيجي كبير‪ .‬حتى وقت قريب‪ ،‬كانت �إ�سرائيل‬ ‫�أي�ض ًا حذرة جد ًا من �إحتمال تغيير �شروط معاهدة‬ ‫ال�س�ل�ام‪ ،‬التي منح ��ت �إدارة الأمن في الجزيرتين‬ ‫�إلى م�ص ��ر‪ .‬وم ��ع ذلك‪ ،‬فقد �أ�ص ��بحت �أكثر مرونة‬ ‫في ال�سنوات الأخيرة ب�ش�أن ن�شر القوات الم�صرية‬ ‫ف ��ي �س ��يناء وراء الح ��دود والمناط ��ق المح ��ددة‬ ‫م ��ن معاهدة ال�س�ل�ام‪ .‬كما �أن رد فعله ��ا على هذه‬ ‫ال�ص ��فقة الجدي ��دة هو دلي ��ل �آخر على نه ��ج �أكثر‬ ‫�إ�س ��ترخاء‪ ،‬ولك ��ن م ��ن المالحظ �أي�ض� � ًا لإ�ش ��راك‬ ‫المملكة العربية ال�سعودية‪ ،‬التي لي�ست لها عالقات‬ ‫ديبلوما�س ��ية ر�سمية مع �إ�س ��رائيل‪ .‬في ت�صريحات‬ ‫لل�ص ��حافة‪ ،‬قال وزير الدفاع الإ�س ��رائيلي مو�ش ��يه‬ ‫"تو�ص ��لنا الى �إتفاق بي ��ن االدول الأربع ‪--‬‬ ‫يعلون‪ّ :‬‬ ‫ال�س ��عودية وم�ص ��ر و�إ�س ��رائيل والواليات المتحدة‬ ‫‪ -‬لنق ��ل ال�س ��يادة ف ��ي الجزيرتي ��ن‪� ،‬ش ��رط �أن‬‫يملأ ال�س ��عوديون واجبات الم�ص ��ريين في الملحق‬ ‫الع�سكري لمعاهدة ال�سالم"‪.‬‬ ‫من جهت ��ه‪� ،‬أكد وزير الخارجية ال�س ��عودي‪ ،‬عادل‬ ‫الجبي ��ر‪ ،‬عل ��ى �أن المملك ��ة العربية ال�س ��عودية لن‬

‫تقيم عالقات مبا�ش ��رة �أو �إت�صاالت مع �إ�سرائيل‪،‬‬ ‫ولكنها تحت ��رم "الإتفاق ��ات والإلتزامات المتع ّلقة‬ ‫بالجزيرتين والتي وافقت عليها م�صر"‪ .‬مع ذلك‪،‬‬ ‫ف�إن �إرتياح ا�س ��رائيل بالن�سبة �إلى الترتيبات يبدو‬ ‫�أنه ي�س ��تند ويرتبط ب�ض ��مانات خطية من المملكة‬ ‫العربية ال�س ��عودية ب�أن نقل ال�س ��يادة لن ي�ؤثر �سلب ًا‬ ‫في حرية �إ�سرائيل للمالحة في م�ضيق تيران‪ .‬هذا‬ ‫الم�س ��توى من التفاعل الديبلوما�سي غير المبا�شر‬ ‫يعك�س التقارب المتزايد للم�ص ��الح بين �إ�س ��رائيل‬ ‫والمملكة العربية ال�س ��عودية في ما يتعلق بالتهديد‬ ‫الإقليمي الذي ت�ش ّكله �إيران‪.‬‬ ‫وم ��ع ذلك‪ ،‬ف�إن ه ��ذه التحوالت لها ح ��دود‪ ،‬وعلى‬ ‫الرغ ��م من التوقع ��ات لتحالفات �إقليمية رئي�س ��ية‬ ‫لبن ��اء محور �ض ��د �إي ��ران‪ ،‬ف� ��إن هذا ال�ش ��كل من‬ ‫�أ�شكال التفاعل العام غير المبا�شر (في تمييز عن‬ ‫الإت�صاالت ال�س ��رية) على الأرجح �أن يكون الحد‪.‬‬ ‫على الرغم من �أن الق�ض ��ية الفل�سطينية قد فقدت‬ ‫الكثي ��ر من مركزيتها في العالم العربي‪ ،‬ف�إن عدم‬ ‫وجود ح ّل للنزاع �س ��وف ي�س ��تمر بمنع �أي خطوات‬ ‫ر�سمية �أخرى نحو تطبيع �إ�سرائيل في المنطقة‪.‬‬ ‫ب�إخت�ص ��ار‪ ،‬على الرغم من �أن نقل �س ��يادة م�صر‬ ‫ف ��ي تيران و�ص ��نافير �إلى ال�س ��عودية‪ ،‬من الناحية‬ ‫القانوني ��ة المو�ض ��وعية‪ ،‬لي� ��س تناز ًال كبي ��ر ًا‪ ،‬ف�إن‬ ‫الخط ��وة غير المتوقعة كانت له ��ا تداعيات كبيرة‬ ‫عل ��ى ال�سيا�س ��ة الداخلي ��ة والإقليمي ��ة وك�ش ��فت‬ ‫الحقائق الكامنة في كال المجالين‬ ‫* ماي���كل وحيد حنّا زميل �أول في "م�ؤ�س�سة القرن" ‪(Century‬‬ ‫)‪ Foundation‬وزميل �أول في مركز القانون والأمن في كلية‬ ‫الحقوق في جامعة نيويورك‪.‬‬ ‫وعربه ق�سم الدرا�سات والأبحاث‬ ‫* هذا المقال ُكتِب بالإنكليزية ّ‬ ‫في "�أ�سواق العرب"‪.‬‬

‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪47‬‬


‫وادي النيل ¶ م�صر‬

‫الرئي�س عبد الفتاح ال�سي�سي والملك �سلمان بن عبد العزيز‪:‬‬ ‫الزيارة كانت ناجحة ولكن‪...‬‬

‫يق�ضي ب�أنه "ينبغي �إ�ستدعاء الناخبين للإ�ستفتاء‬ ‫على المعاهدات ذات ال�ص ��لة بال�سالم والتحالف‪،‬‬ ‫وتلك المتعلقة بحقوق ال�سيادة"‪.‬‬ ‫ولكن بالن�س ��بة �إلى نقل ال�س ��يادة في الجزيرتين‪،‬‬ ‫لم تكن هناك م�ش ��اورات عام ��ة �أو �إعداد‪ ،‬ناهيك‬ ‫عن الإ�س ��تفتاء‪ .‬وبطبيعة الحال‪ ،‬فقد و ّفر الغ�ضب‬ ‫المحل ��ي فتحة جدي ��دة لمنتقدي نظام ال�سي�س ��ي‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص� � ًا ف ��ي و�س ��ائل الإع�ل�ام الإجتماعي ��ة‪.‬‬ ‫الإعالمي المعروف با�س ��م يو�س ��ف �سخر من نقل‬ ‫ال�س ��يادة بكتابت ��ه على "تويت ��ر"‪" :‬تع � َ‬ ‫�ال و�إقترب‬ ‫يا با�ش ��ا‪ ،‬الجزيرة بمليار دوالر‪ ،‬واله ��رم ب�إثنين‪،‬‬ ‫بالإ�ض ��افة �إلى تماثيل كهدية"‪ .‬وجماعة نا�ش ��طة‬ ‫معروفة ب�إ�س ��م "حركة �ش ��باب ‪� 6‬أبريل" و�ص ��فت‬ ‫الق ��رار ب�أن ��ه خيان ��ة‪ ،‬و(عل ��ى م ��ا يبدو م ��ن دون‬ ‫�س ��خرية) دع ��ت الق ��وات الم�س ��لحة �إل ��ى التدخل‬ ‫والدف ��اع ع ��ن الوطن‪ .‬وقد تق� �دّم محامون �أي�ض� � ًا‬ ‫بمطالب ��ات قانونية �ض ��د ه ��ذا القرار‪ ،‬م�ش ��يرين‬ ‫ال ��ى بند د�س ��توري ين�ص على �إ�ست�ش ��ارة ال�ش ��عب‬ ‫حول مثل هذه ال�ص ��فقات‪ .‬وقد تفاقم الغ�ضب من‬ ‫جراء تقارير �ص ��حافية تفيد ب�أن م�ص ��ر قد �أبلغت‬ ‫الواليات المتحدة و�إ�سرائيل حول نقل ال�سيادة قبل‬ ‫الإعالن العام‪.‬‬ ‫ولع ّل ما كان �أكثر �إثارة للقلق بالن�س ��بة �إلى النظام‬ ‫ه ��و الإنتق ��اد العلني الذي �ص ��در م ��ن م�ؤيديه من‬ ‫القوميي ��ن والوطنيين الأكثر �ص ��خب ًا‪ .‬على �س ��بيل‬ ‫المث ��ال‪ ،‬تهاني الجبالي‪ ،‬النائبة ال�س ��ابقة لرئي�س‬ ‫المحكم ��ة الد�س ��تورية العلي ��ا والداعم ��ة الب ��ارزة‬ ‫للجي� ��ش الم�ص ��ري‪� ،‬أعربت عن ت�ش� � ّككها في نقل‬ ‫ال�سيادة والطريقة التي ُن ّفذ بها‪.‬‬ ‫�إن عدم الت�ش ��اور العام ي�ش ��ير �إلى �أن ال�سي�سي �إما‬ ‫قد َف َقدَ الإت�ص ��ال بالم�ش ��اعر العامة �أو �أنه �إعتقد‬

‫‪46‬‬

‫العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫ب�أن الم�ش ��اورات العامة من �ش� ��أنها �أن تك�شف عن‬ ‫معار�ض ��ة كبيرة لنقل ال�س ��يادة تمنعه من الم�ضي‬ ‫قدم� � ًا ف ��ي ال�ص ��فقة‪ .‬في ه ��ذه الحالة‪ ،‬ق ��د يكون‬ ‫بب�س ��اطة يائ�س� � ًا لتوثي ��ق العالق ��ات الم�ص ��رية‪-‬‬ ‫ال�س ��عودية وفي وقت �ش ��ديد ال�ص ��عوبة �إقت�صادي ًا‬ ‫لم�ص ��ر‪ .‬وعل ��ى الرغ ��م م ��ن الم�س ��اعدة المالي ��ة‬ ‫ال�ض ��خمة (�إعتبار ًا من �أواخر العام ‪ ،2015‬كانت‬ ‫م�ص ��ر قد تلق ��ت ما يق ��در ب ‪ 30‬ملي ��ار دوالر في‬ ‫�أ�ش ��كال مختلفة من الم�س ��اعدة االقت�ص ��ادية من‬ ‫حلفائه ��ا الخليجيي ��ن) والدع ��م الديبلوما�س ��ي‬ ‫الكبي ��ر‪ ،‬فق ��د كان هناك خالف مهم بين م�ص ��ر‬ ‫وال�س ��عودية تمث ��ل بخالف ��ات عام ��ة كبي ��رة حول‬ ‫الأولوي ��ات والتوقع ��ات الإقليمية‪ .‬وق ��د برزت هذه‬ ‫�إلى الواجهة عندما رف�ضت م�صر ن�شر قوات برية‬ ‫لدعم الحملة الع�سكرية التي تقودها ال�سعودية في‬ ‫اليمن‪ .‬و�أي�ض� � ًا في �س ��وريا‪ ،‬حيث �إنحازت م�ص ��ر‬ ‫�أ�سا�س� � ًا �إلى رو�سيا في دعم الرئي�س ال�سوري ب�شار‬ ‫الأ�س ��د‪ ،‬الأمر الذي و�ض ��عها مبا�ش ��رة في خالف‬ ‫مع المملكة العربية ال�س ��عودية‪ .‬وهك ��ذا كان دافع‬ ‫ال�سي�سي على الأرجح هو محاولة لملمة الأمور من‬ ‫خالل بادرة ح�سن نية‪.‬‬ ‫وال�س� ��ؤال الآن بالن�س ��بة �إلى نظام ال�سي�سي هو �إلى‬ ‫�أي حد �سيكون الإ�ستياء ال�شعبي متوا� ً‬ ‫صال وعميق ًا‪.‬‬ ‫والذي م ّيز �أحدث موجة من ال�س ��خط هي �أنها لم‬ ‫ُتق ��دِّ م فقط فر�ص ��ة لأ�ش ��د المعار�ض ��ين للنظام‪،‬‬ ‫ولكنه ��ا �أثارت �أي�ض� � ًا غ�ض ��ب العديد م ��ن حلفائه‬ ‫القوميين‪ .‬وتجدر الإ�شارة‪ ،‬بطبيعة الحال‪� ،‬إلى �أن‬ ‫هذه النك�سة الأخيرة ت�أتي �أي�ض ًا في �أعقاب �سل�سلة‬ ‫م ��ن عث ��رات �إقت�ص ��ادية و�أمنية و�سيا�س ��ية �أخرى‬ ‫�أ�ض ��رت بالثقة العامة في الحكوم ��ة وقدرتها على‬ ‫الحكم‪.‬‬

‫مع ذلك‪ ،‬ف�إن �إت�س ��اع نطاق هذا الغ�ض ��ب من نقل‬ ‫ال�س ��يادة‪ ،‬للمفارق ��ة‪� ،‬س ��وف يق ّو� ��ض فر� ��ص هذا‬ ‫الحادث لتحدّي �إ�س ��تقرار النظام ب�شكل كبير‪ .‬في‬ ‫مواجهة حقيقة �أن �أن�ص ��ار "الإخوان الم�س ��لمين"‬ ‫ون�ش ��طاء المعار�ض ��ة �س ��يحاولون الإ�س ��تفادة من‬ ‫الإ�س ��تياء الحال ��ي م ��ن خ�ل�ال تعبئ ��ة قواعدهم‪،‬‬ ‫ف� ��إن �أن�ص ��ار النظام م ��ن القوميين عل ��ى الأرجح‬ ‫�س ��وف يخ ّفف ��ون �إنتقاداتهم ويتج ّنب ��ون الدعوات‬ ‫للإحتج ��اج خوف ًا م ��ن تعزيز خ�ص ��ومهم‪ .‬ال تزال‬ ‫دينامي ��ات ذات المح�ص ��لة �ص ��فر م ��ن الحي ��اة‬ ‫ال�سيا�سية الم�صرية هي ال�سمة المميزة‪.‬‬ ‫م ��ن ناحي ��ة �أخ ��رى‪ ،‬يمك ��ن �أن ي�ص ��ل الأم ��ر �إلى‬ ‫مجل� ��س الن ��واب‪ ،‬والذي �س ��تكون مهمت ��ه مراجعة‬ ‫وتنفي ��ذ �إتف ��اق الح ��دود البحرية‪ .‬وهن ��اك دالئل‬ ‫فعلية ت�ش ��ير �إل ��ى �أن موافق ��ة البرلم ��ان على نقل‬ ‫�س ��يادة الجزيرتي ��ن ل ��ن تكون �س ��هلة تمام� � ًا‪ ،‬مع‬ ‫�إعالن بع� ��ض البرلمانيي ��ن والأحزاب ال�سيا�س ��ية‬ ‫عن ع ��دم موافقتهم‪ .‬على الرغم م ��ن �أن الرف�ض‬ ‫ال�ص ��ريح يبدو �أمر ًا بعيد الإحتمال‪ ،‬ف�إن م�س ��توى‬ ‫المقاومة البرلمانية م�ؤ�شر مهم �إلى المزاج العام‬ ‫ور�أي النخب ��ة والدعم للنظام‪� .‬إذا �إختار الج�س ��م‬ ‫الت�شريعي‪ ،‬الذي غالب ًا ما ُي َ‬ ‫نظر �إليه على �أنه لي�س‬ ‫�أكثر من مجرد ختم مطاط ��ي للنظام‪� ،‬أن يفر�ض‬


‫بع� ��ض ال�شخ�ص ��يات ال�ش ��ائنة �إل ��ى حد م ��ا‪� .‬إن‬ ‫العديد من ق ��ادة "فجر ليبيا" �أتوا من الجماعة‬ ‫الإ�س�ل�امية المقاتل ��ة الليبي ��ة‪ ،‬وه ��ي منظم ��ة‬ ‫معار�ض ��ة للقذافي كانت لها عالقات مع تنظيم‬ ‫"القاعدة" في �أفغان�س ��تان في ت�سعينات القرن‬ ‫الفائت‪.‬‬ ‫ل ��م يعت ��رف الم�ؤتم ��ر ال�ش ��عبي العام ب�ش ��رعية‬ ‫الإنتخاب ��ات البرلمانية التي ج ��رت في حزيران‬ ‫(يوني ��و) ‪ ،2014‬و�إعتبره ��ا عل ��ى �أنه ��ا و�س ��يلة‬ ‫لتقوي� ��ض �إنتخابات ��ه الت ��ي �أجراه ��ا في �ش ��باط‬ ‫(فبراي ��ر) ‪ 2014‬لتمدي ��د واليت ��ه للحك ��م حتى‬ ‫نهاي ��ة الع ��ام‪ .‬وعالوة على ذلك‪� ،‬ش ��عر الم�ؤتمر‬ ‫ال�ش ��عبي الع ��ام �أن �ش ��رعية �إنتخاب ��ات حزيران‬ ‫(يوني ��و) حولها �أ�س ��ئلة كثيرة نظر ًا �إلى �ض ��عف‬ ‫اقبال الناخبين‪ ،‬حيث نجم عنها جزئي ًا الهجوم‬ ‫الع�س ��كري‪" ،‬عملية الكرامة"‪ ،‬التي قادها اللواء‬ ‫خليف ��ة حفت ��ر‪ ،‬ال ��ذي قاتل عل ��ى حد �س ��واء مع‬ ‫و�ض ��د القذافي في الما�ضي و�أ�صبح الحق ًا حليف ًا‬ ‫لمجل� ��س النواب في طبرق‪ .‬فقط قبل �ش ��هر من‬ ‫الإنتخاب ��ات‪� ،‬أطلق حفتر هجومه �ض ��د الم�ؤتمر‬ ‫ال�ش ��عبي الع ��ام وحلفائه‪ .‬وقد منع ��ت الهجمات‬ ‫الإنتقامي ��ة مجل� ��س النواب من اال�س ��تيالء على‬

‫ال�س ��لطة ف ��ي طرابل�س وق ��اده ذلك �إل ��ى التوجه‬ ‫�شرق ًا �إلى طبرق‪.‬‬ ‫عندم ��ا �إ�ش ��تد القتال‪� ،‬إتخ ��ذت الق ��وى الغربية‬ ‫خطوة �إلى الوراء‪ ،‬و�أ�ص ّرت على المفاو�ضات بين‬

‫بد�أ �إنهيار تحالف م�صراتة مع الم�ؤتمر‬ ‫ال�شعبي العام عندما ح�صلت المدينة‬ ‫ال�ساحلية على عر�ض �أف�ضل‪ .‬في‬ ‫�أوائل �شباط (فبراير) ‪ ،2015‬بد�أت‬ ‫بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا‬ ‫التوا�صل مبا�شرة مع �شخ�صيات من‬ ‫ً‬ ‫متيحة لهم التفاو�ض ب�شكل‬ ‫م�صراتة‪،‬‬ ‫منف�صل عن الم�ؤتمر ال�شعبي العام‪.‬‬ ‫كان مجتمع الأعمال في م�صراتة مهتم ًا‬ ‫ب�شكل كبير في �إنهاء ال�صراع الذي‬ ‫قد عزله �إقت�صادي ًا‬

‫الحكومتي ��ن المتناف�س ��تين‪ .‬ومع ذل ��ك‪ ،‬يبدو �أن‬ ‫الغرب‪ ،‬في �إطار بعثة الأمم المتحدة للدعم في‬ ‫ليبيا‪ ،‬وا�ص ��ل ت�أييده لمجل� ��س النواب في طبرق‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن الن�س ��خة النهائية من �إتفاق ال�س�ل�ام‬ ‫الذي �ص ��اغته االمم المتحدة‪ ،‬والمعروف �أي�ض ًا‬ ‫ب�إ�سم "الإتفاق ال�سيا�سي الليبي"‪ ،‬والذي ت�ستند‬ ‫علي ��ه حكومة الوحدة الوطني ��ة الجديدة‪� ،‬أعطى‬ ‫مجل� ��س النواب ق ��وة �أكث ��ر بكثير من تل ��ك التي‬ ‫منحها للم�ؤتمر ال�ش ��عبي الع ��ام‪ .‬فقد جعل الأول‬ ‫الج�س ��م الت�ش ��ريعي لحكوم ��ة الوح ��دة الوطنية‬ ‫والأخي ��ر "مجل� ��س الدول ��ة" الذي لديه �س ��لطة‬ ‫�إ�ست�شارية ولكن ال �سلطة حقيقية‪.‬‬

‫ف�شل الت�صويت‬ ‫ربم ��ا لأن عملي ��ة الأم ��م المتحدة عل ��ى ما يبدو‬ ‫مواتي ��ة له ��م‪ ،‬ف� ��إن ق ��ادة طب ��رق ل ��م ي�أخ ��ذوا‬ ‫المفاو�ضات على محمل الجد‪ .‬في �آذار (مار�س)‬ ‫‪� ،2015‬س� � ّمى رئي�س الحكوم ��ة الم�ؤيدة لمجل�س‬ ‫الن ��واب عبد اهلل الثني الل ��واء حفتر‪ ،‬الذي كان‬ ‫يقاتل فعلي� � ًا تحالف "فجر ليبيا" التابع للم�ؤتمر‬ ‫ال�ش ��عبي العام‪ ،‬القائد العام للقوات الم�س ��لحة‪.‬‬ ‫تابع حفتر تنفيذ "عملية الكرامة"‪ ،‬ظاهري ًا‬ ‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪49‬‬


‫المغرب العربي‬ ‫ليبيا‬

‫حكومة الوحدة الوطنية تحاول الإقالع ولكن‪...‬‬

‫وحدة ليبيا ُمع َّلقة على عزل‬ ‫اللواء خليفة حفتر‬ ‫�إ�ستطاع��ت الأم��م المتحدة �أخي��ر ًا بعد مح��اوالت طويل��ة الو�صول‬ ‫�إلى ت�ألي��ف حكومة وحدة وطنية في ليبيا برئا�س��ة فايز ال�سراج‪ .‬وقد‬ ‫الق��ى الحدث ت�أييد ًا في الغرب و�إ�ستح�سان � ًا وت�أييد ًا من بع�ض القوى‬ ‫الداخلي��ة الليبية‪ � ،‬اّإل �أن العقبة الكبرى �أمام نجاح الحكومة الجديدة‬ ‫ه��و اللواء خليف��ة حفتر الذي عين��ه مجل�س النواب ف��ي طبرق قائد ًا‬ ‫للقوات الم�سلحة‪ ،‬والذي حتى الآن لم ي�ؤيّدها‪.‬‬ ‫طرابل�س (الغرب) ‪ -‬خالد الديب‬ ‫بع ��د م ��ا يق ��رب م ��ن عامي ��ن عل ��ى‬ ‫الحرب الأهلية بين القوات الم�سلحة‬ ‫المختلف ��ة الت ��ي دعم ��ت �إم ��ا مجل� ��س الن ��واب‬ ‫المعترف به دولي ًا الم�س ��تقر في مدينة طبرق �أو‬ ‫الم�ؤتمر ال�ش ��عبي العام المناف� ��س في طرابل�س‪،‬‬ ‫فقد حققت ليبيا �أخير ًا بع�ض التقدم نحو �إقامة‬ ‫حكوم ��ة وحدة وطني ��ة‪ .‬ف ��ي ‪� 30‬آذار (مار�س)‪،‬‬ ‫�س ��افر رئي� ��س حكوم ��ة الوح ��دة الوطني ��ة الذي‬ ‫ع ّينت ��ه الأم ��م المتح ��دة‪ ،‬فايز ال�س ��راج‪ ،‬و�س ��تة‬ ‫من م�ست�ش ��اريه �س ��ر ًا �إلى طرابل�س‪ ،‬و�أقاموا في‬ ‫قاع ��دة �أب ��و �س ��تة البحري ��ة الآمن ��ة‪ .‬ومنذ ذلك‬ ‫الحي ��ن‪� ،‬إ�س ��تطاعت ه ��ذه الحكوم ��ة الجدي ��دة‬ ‫ال�سيطرة على عدد قليل من الوزارات بالإ�ضافة‬ ‫�إلى فن ��دق "ريك�س ��و�س"‪ ،‬حي ��ث كان يجتمع في‬ ‫ال�س ��ابق الم�ؤتمر ال�ش ��عبي الع ��ام‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫من بع�ض النجاح في العا�ص ��مة‪ ،‬م ��ع ذلك‪ ،‬ف�إن‬ ‫حكومة الوحدة الوطنية تواجه عقبات‪.‬‬ ‫ال �شك �أن الم�ؤتمر ال�ش ��عبي العام ما زال واحداً‬ ‫م ��ن ه ��ذه العقبات‪ ،‬ولك ��ن اليوم‪ ،‬ف� ��إن التحدي‬ ‫الرئي�س ��ي ي�أت ��ي من مجل� ��س النواب ف ��ي طبرق‬

‫‪48‬‬

‫العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫وحلفائ ��ه‪ .‬كان م ��ن المطل ��وب �أن يقت ��رع ه ��ذا‬ ‫المجل� ��س على القبول والإن�ض ��مام �إل ��ى حكومة‬ ‫الوح ��دة بع ��د ع�ش ��رة �أي ��ام عل ��ى توقي ��ع �إتفاق‬ ‫ال�س�ل�ام الذي تو�س ��طت فيه الأمم المتحدة في‬

‫كان الم�ؤتمر ال�شعبي العام �أقل‬ ‫جاذبية للغرب‪ .‬كانت تهيمن عليه‬ ‫جماعة "الإخوان الم�سلمين"‪ ،‬و�شمل‬ ‫حلفا�ؤه الذين ّ‬ ‫�شكلوا الحق ًا "فجر‬ ‫ليبيا" بع�ض ال�شخ�صيات ال�شائنة �إلى‬ ‫حد ما‪� .‬إن العديد من قادة "فجر ليبيا"‬ ‫�أتوا من الجماعة الإ�سالمية المقاتلة‬ ‫الليبية‪ ،‬وهي منظمة معار�ضة للقذافي‬ ‫كانت لها عالقات مع تنظيم "القاعدة"‬ ‫في �أفغان�ستان في ت�سعينات‬ ‫القرن الفائت‬

‫الم�ؤتمر ال�شعبي العام في طرابل�س‪ :‬وعد بحل نف�سه ولكن‪...‬‬

‫‪ 17‬كان ��ون الأول (دي�س ��مبر) ‪ ،2015‬ولك ��ن بعد‬ ‫م ��ا يق ��رب من ن�ص ��ف الع ��ام‪ ،‬ف�إنه ال ي ��زال لم‬ ‫يفع ��ل ذلك‪ .‬وعلى الرغ ��م من مكانت ��ه المواتية‬ ‫ف ��ي الحكوم ��ة الجديدة‪ ،‬م ��ا زال مجل�س النواب‬ ‫وحلف ��ا�ؤه متعنتي ��ن وراف�ض ��ين الت�ص ��ويت‪ .‬بد ًال‬ ‫من الم�ساومة‪ ،‬ف�إن بع�ض� � ًا منهم ي�سعى �إلى نزع‬ ‫ال�شرعية تمام ًا عن خ�صومه‪.‬‬

‫الإنحياز‬ ‫�إعترف الغرب بمجل� ��س النواب منذ االنتخابات‬ ‫البرلماني ��ة في حزيران (يوني ��و) ‪ ،2014‬والذي‬ ‫�أعطاه ق ��در ًا من ال�ش ��رعية على الرغ ��م من �أن‬ ‫�إقب ��ال الناخبي ��ن كان �أق ��ل م ��ن ‪ 20‬ف ��ي المئة‪.‬‬ ‫و�ض ��م هذا المجل�س وجوه� � ًا م�ألوفة مثل محمود‬ ‫جبري ��ل ‪ --‬وهو �شخ�ص ��ية متعاونة من المجل�س‬ ‫الوطني الإنتقالي‪ ،‬الحكومة الم�ؤقتة التي حكمت‬ ‫ليبي ��ا بعد معمر القذافي حت ��ى �إنتخابات ‪2012‬‬ ‫– ال ��ذي تفاخر بميول ��ه العلمانية على ما يبدو‬ ‫لجعله �أكثر �إن�سجام ًا مع الغرب‪.‬‬ ‫كان الم�ؤتمر ال�ش ��عبي العام �أقل جاذبية للغرب‪.‬‬ ‫كانت تهيمن عليه جماعة "الإخوان الم�سلمين"‪،‬‬ ‫و�شمل حلفا�ؤه الذين �ش� � ّكلوا الحق ًا "فجر ليبيا"‬


‫المغرب العربي ¶ ليبيا‬ ‫دفاع ًا عن مجل�س النواب‪ ،‬ولكن في الواقع كانت‬ ‫العملية مجرد فر�ص ��ة بالن�سبة �إليه لرفع مكانته‬ ‫الخا�ص ��ة ونزع ال�ش ��رعية عن معار�ض ��يه‪ .‬وكان‬ ‫من بينه ��م جماعة "الإخوان الم�س ��لمين"‪ ،‬التي‬ ‫و�صفها ب"المر�ض الخبيث"‪.‬‬ ‫وا�ص ��لت مكانة مجل� ��س النواب �أن تك ��ون مواتية‬ ‫ف ��ي كانون الثاني (يناي ��ر) ‪ 2016‬عندما �أعطت‬ ‫حكوم ��ة الوحدة التي يقودها ال�س ��راج منا�ص ��ب‬ ‫رئي�س ��ية مث ��ل وزراء النف ��ط والمالي ��ة والدف ��اع‬ ‫ل�شخ�ص ��يات متحالف ��ة مع البرلم ��ان في طبرق‬ ‫وحلفائ ��ه‪ .‬كما عر�ض ��ت الحكومة الت ��ي يقودها‬ ‫ال�سراج �أي�ض� � ًا واحد ًا من منا�ص ��ب نواب رئي�س‬ ‫الوزراء �إلى علي القطراني وهو حليف لحفتر‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغ ��م من كل ه ��ذا‪ ،‬فق ��د ف�ش ��ل مجل�س‬ ‫الن ��واب في �إجراء ت�ص ��ويت على قب ��ول حكومة‬ ‫الوح ��دة الوطني ��ة م ��رات ع ��دة‪ ،‬كان �آخرها في‬ ‫‪ 18‬ني�س ��ان (�إبري ��ل) الفائت‪ .‬ه ��ذه المرة‪ ،‬كان‬ ‫هن ��اك ما يكفي م ��ن النواب حا�ض ��رين لإكتمال‬ ‫الن�ص ��اب القانون ��ي‪ .‬ولك ��ن �إلتزامه ��م بحفتر‪،‬‬ ‫ال ��ذي يعتب ��ر �أن حكومة الوحدة الوطنية ت�ش ��كل‬ ‫تهديد ًا ل�س ��لطته ال ُمكت�س ��بة حديث� � ًا‪ ،‬جعل حفنة‬ ‫من �أع�ض ��اء البرلمان تثير ما يكفي من الفو�ضى‬ ‫لمنع الت�ص ��ويت‪ .‬و�أف ��ادت معلومات ب� ��أن ه�ؤالء‬ ‫�ض ��ربوا نائب ًا زمي ًال‪ ،‬وهددوا �آخرين بالإعتقال‪.‬‬ ‫وهذه لي�س ��ت الم ��رة االولى التي ي�س ��تخدم فيها‬ ‫ه�ؤالء الأع�ضاء تكتيكات مماثلة‪.‬‬ ‫بعد �أيام قليلة من الهزيمة‪ ،‬نظم محمد �ش ��عيب‬ ‫و�أحم ��د هوم ��ا‪ ،‬النائ ��ب الأول والنائ ��ب الثان ��ي‬ ‫لرئي�س مجل� ��س النواب‪� ،‬إجتماع� � ًا لحوالي ‪100‬‬ ‫م ��ن �أع�ض ��اء البرلمان لإ�ص ��دار بيان يق ��ول �أنه‬ ‫عل ��ى الرغم من منعه ��م من الإدالء ب�أ�ص ��واتهم‬ ‫ر�س ��مي ًا ب�ش� ��أن قبول حكوم ��ة الوح ��دة الوطنية‪،‬‬ ‫ف�إنه ��م يعلن ��ون ت�أييده ��ا ودعمها‪ .‬وقد �أ�ش ��ادت‬ ‫الواليات المتحدة والدول الأوروبية بهذه الجهود‬ ‫"ال�شجاعة" لكنها ف�شلت ب�أن تالحظ �أن البيان‬ ‫لم يقدم الدعم غير الم�ش ��روط لحكومة الوحدة‬ ‫وطنية‪ .‬لقد دعا البيان �إلى �إ�سقاط المادة ‪ 8‬من‬ ‫�إتفاقية ال�س�ل�ام‪ ،‬التي تعطي المجل�س الرئا�سي‬ ‫لحكومة الوح ��دة الوطنية ال�س ��لطة لتعيين قادة‬ ‫الجهاز الع�سكري و�أمن الدولة في ليبيا‪.‬‬ ‫ينظر �أن�ص ��ار حفتر �إلى هذه الم ��ادة ب�إعتبارها‬ ‫و�س ��يلة لإقالته وتعيين قائد جديد مكانه للقوات‬ ‫الم�س ��لحة؛ وفي الواق ��ع‪ ،‬من المرج ��ح �أن تقدم‬ ‫حكوم ��ة الوح ��دة على فع ��ل ذلك للحف ��اظ على‬

‫اللواء خليفة حفتر‪ :‬عثرة �أمام حكومة الوحدة‬

‫دعم المدينة ال�س ��احلية م�ص ��راتة‪ ،‬التي �س ��بق‬ ‫�أن تحالفت مع الم�ؤتمر ال�ش ��عبي العام‪ .‬وبالتالي‬ ‫كانت م�ص ��راتة متعاونة حتى الآن – فقد دعمت‬ ‫جه ��ود الأمم المتحدة وقبل ��ت بحكومة الوحدة‪،‬‬ ‫التي تهيم ��ن عليها مناف�س ��تها طب ��رق‪ ،‬لكنها ال‬ ‫تزال تعار�ض ب�شدة حفتر‪ .‬هذا الموقف مفهوم؛‬ ‫لقد �سعى حفتر �إلى الق�ضاء على جميع خ�صومه‬ ‫و�إدارته للو�ضع بال�شكل الذي كان يديره القذافي‬ ‫�أغ�ضب حتى الم�ؤيدين ال�سابقين‪ .‬بعدم �إظهاره‬ ‫�أي �إ�ستعداد لتقديم تنازالت‪ ،‬فقد يتطلب الو�ضع‬ ‫عزل حفتر م ��ن �أجل الوحدة‪ ،‬ولكن هذه المهمة‬ ‫ل ��ن تكون �س ��هلة‪ .‬على الرغم م ��ن الخالف بين‬ ‫�أع�ض ��اء برلمان طبرق ح ��ول دوره‪ ،‬ف�إن حفتر ال‬ ‫يزال �أقوى حليف لهم‪ .‬و�سوف يكون من ال�صعب‬ ‫الف�صل بينه وبين مجل�س النواب من دون �ضغط‬ ‫كبير من الغرب‪.‬‬

‫كل �شيء هادئ على الجبهة الغربية‬

‫رئي�س حكومة الوحدة الوطنية فايز ال�سراج‪:‬‬ ‫مهمة �صعبة ولي�ست م�ستحيلة‬

‫التحدي الرئي�سي لحكومة‬ ‫الوحدة الوطنية في ليبيا ي�أتي من‬ ‫مجل�س النواب في طبرق وحلفائه‪.‬‬ ‫كان من المطلوب �أن يقترع هذا‬ ‫المجل�س على القبول والإن�ضمام �إلى‬ ‫حكومة الوحدة بعد ع�شرة �أيام على‬ ‫توقيع �إتفاق ال�سالم الذي تو�سطت فيه‬ ‫الأمم المتحدة في ‪ 17‬كانون الأول‬ ‫(دي�سمبر) ‪ ،2015‬ولكن بعد ما يقرب‬ ‫من ن�صف العام‪ ،‬ف�إنه ال يزال‬ ‫لم يفعل ذلك‬

‫ف ��ي الوقت عين ��ه‪� ،‬إن مقاومة الم�ؤتمر ال�ش ��عبي‬ ‫العام لحكوم ��ة الوحدة الوطنية �أخذت ت�ض ��عف‬ ‫ب�س ��بب تراجع الت�أييد له‪ .‬كان ��ت حليفة الم�ؤتمر‬ ‫ال�ش ��عبي العام الرئي�س ��ية هي الألوية القوية من‬ ‫م�ص ��راتة‪ .‬وكانت ه ��ذه الألوية‪� ،‬إل ��ى حد كبير‪،‬‬ ‫�أكثر ثورية من الإ�س�ل�اميين في طبيعتها – حتى‬ ‫�أن بع�ض ��ها كان يحتقر الميلي�ش ��يات اال�سالمية‬ ‫الت ��ي تقاتل في "فجر ليبي ��ا" ‪ --‬لكنها تحالفت‬ ‫معها �ض ��د حفت ��ر ومجل� ��س النواب ف ��ي طبرق‪،‬‬ ‫واللذي ��ن ر�أت ب�أنهما مغطيان بموالين للقذافي‪.‬‬ ‫(قبل حفت ��ر �أخير ًا زيارة من الطيب ال�ص ��افي‪،‬‬ ‫اليد اليمن ��ى للقذافي الذي ُنفي في العام ‪2011‬‬ ‫بعد قمع الإحتجاجات خ�ل�ال "الربيع العربي"‪،‬‬ ‫وع ��اد �إلى طب ��رق ف ��ي �أوائ ��ل ني�س ��ان (�إبريل)‬ ‫‪ .2016‬ه ��ذا الن ��وع م ��ن ال�س ��لوك يع ��زز فق ��ط‬ ‫الت�ص� � ّورات ب�أن حفتر وطبرق هما من الموالين‬ ‫للقذاف ��ي)‪ .‬لهذا ولأ�س ��باب �أخرى‪ ،‬كانت عالقة‬ ‫م�صراتة مع الم�ؤتمر ال�شعبي العام دائم ًا واحدة‬ ‫مالئمة ومنا�سبة وقتي ًا‪.‬‬ ‫بد�أ �إنهيار تحالف م�ص ��راتة مع الم�ؤتمر ال�شعبي‬ ‫الع ��ام عندما ح�ص ��لت المدينة ال�س ��احلية على‬ ‫عر� ��ض �أف�ض ��ل‪ .‬ف ��ي �أوائ ��ل �ش ��باط (فبراي ��ر)‬ ‫‪ ،2015‬ب ��د�أت بعث ��ة الأمم المتح ��دة للدعم في‬ ‫ليبي ��ا التوا�ص ��ل مبا�ش ��رة م ��ع �شخ�ص ��يات م ��ن‬ ‫م�ص ��راتة‪ ،‬متيح ًة لهم التفاو�ض ب�شكل منف�صل‬ ‫ع ��ن الم�ؤتم ��ر ال�ش ��عبي الع ��ام‪ .‬كان مجتمع‬ ‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪51‬‬


“FOUNDED in 1996”

www.ad-diplomasi.com

P.o.box 138, Chelsea, London SW3 6BH, England Tel: +44 (0) 207 286 1372 | Fax: +44 (0) 207 266 1479 Email: ad-diplomasi@btconnect.com

Ed i t o r : Ray m

A in Arab d-Diplomasi N ic as we ll as in ews Report is English p by Foc ublished from us Pre s s ( U K Lo n d o n ) Limit ed .

o n d At

allah

Ad-Diplomasi News Report monthly distributes critical analysis of events in the Arab world and the Middle East to its subscribers among the top Arab decision makers, government officials, diplomats, journalists and business dealers. Ad-Diplomasi News Report analysis goes beyond the event to provide the information and assessments needed to understand intelligently what is going on in the ever changing Middle East political, military and economic scene. Ad-Diplomasi News Report’s writers have an impeccable reputation as experts in Arab affairs and their work is widely quoted by the international media.


‫المغرب العربي ¶ ليبيا‬

‫مجل�س النواب الليبي في طبرق‪ :‬لم ي�ؤيد ر�سمي ًا بعد حكومة الوحدة‬

‫الأعمال في م�صراتة مهتم ًا ب�شكل كبير في �إنهاء‬ ‫ال�ص ��راع الذي قد عزله �إقت�ص ��ادي ًا‪ .‬وقد ع ّينت‬ ‫حكوم ��ة ال�س ��راج من م�ص ��رانة ال�سيا�س ��ي عبد‬ ‫الرحمن ال�س ��ويحلي رئي�س� � ًا ل"مجل� ��س الدولة"‬ ‫الجدي ��د ورجل الأعمال �أحمد معيتيق �أحد نواب‬ ‫رئي�س الوزراء‪ .‬في �أواخر �آذار (مار�س) ‪،2016‬‬ ‫�أعلن المجل� ��س البلدي في م�ص ��راتة الإعتراف‬ ‫ب�ش ��رعية حكوم ��ة الوح ��دة الوطني ��ة الوحي ��دة‪،‬‬ ‫وبالتال ��ي التخل ��ي ع ��ن الم�ؤتمر ال�ش ��عبي العام‪.‬‬ ‫وبع ��د �أي ��ام‪� ،‬إن�ض ��مت ع�ش ��ر مدن �أخ ��رى كانت‬ ‫�س ��ابق ًا تحت حك ��م الم�ؤتمر ال�ش ��عبي العام �إلى‬ ‫موقف م�ص ��راتة‪ ،‬متعهدة دعم حكومة الوحدة‪.‬‬ ‫ولك ��ن م ��ا زال هن ��اك في م�ص ��راتة وم ��ن بقايا‬ ‫"فجر ليبيا" ميلي�ش ��يات مت�ش ّددة �ست�ستمر في‬ ‫معار�ض ��ة عملية ال�س�ل�ام‪ ،‬ولكن حتى فيما تبدو‬ ‫�أنها �أكثر تركيز ًا عل ��ى حماية �أحيائها فمن غير‬ ‫المرجح �أن ت�شارك في هجوم ع�سكري نيابة عن‬ ‫الم�ؤتمر ال�شعبي العام‪.‬‬ ‫�إن فقدان م�ص ��راتة وفجر ليبيا �س ّرع في �إ�صدار‬

‫الم�ؤتمر ال�ش ��عبي الع ��ام في ‪ 5‬ني�س ��ان (�إبريل)‬ ‫بيان �أعلن فيه �أنه �س ��يحل نف�سه لإف�ساح المجال‬ ‫�أم ��ام حكوم ��ة الوح ��دة الوطنية‪ .‬وعندم ��ا �ألغى‬ ‫رئي� ��س ال ��وزراء التاب ��ع للم�ؤتمر ال�ش ��عبي العام‬ ‫خليفة الغويل الإعالن في اليوم التالي‪ ،‬كان على‬ ‫ما يب ��دو غير مجد‪ ،‬بالنظر �إلى �أن الم�ؤتمر فقد‬ ‫معظم دعمه‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬في ‪ 19‬ني�سان (�إبريل)‪،‬‬ ‫�أعلنت الواليات المتحدة على نحو �صحيح ب�أنها‬ ‫�ست�ض ��يف الغويل ال ��ى قائمة عقوباته ��ا لعرقلته‬ ‫عملية ال�سالم‪.‬‬ ‫الي ��وم‪� ،‬إن �أكبر عقبة �أم ��ام الوحدة الوطنية هي‬ ‫مجل� ��س النواب ف ��ي طبرق‪ .‬وقد عر�ض ��ت الأمم‬ ‫المتح ��دة علي ��ه �أكث ��ر من ن�ص ��يبه الع ��ادل من‬ ‫الدعم‪ ،‬ولكن العديد من قادته و�أع�ضائه ي�ستمر‬ ‫في تقوي�ض عملية ال�سالم‪ .‬ورد ًا على ذلك‪ ،‬يتع ّين‬ ‫على الغرب الحفاظ على العقوبات القائمة و�سنّ‬ ‫�أخ ��رى جدي ��دة على �أف ��راد �أ�سا�س ��يين ‪ --‬مثل‬ ‫حفتر وقائ ��د قواته الجوية‪� ،‬ص ��قر الجرو�ش ��ي‪،‬‬ ‫وكالهما �إعتُبر من قبل االتحاد الأوروبي للو�ضع‬

‫عل ��ى الئح ��ة العقوب ��ات ف ��ي الع ��ام الفائت‪ .‬من‬ ‫ناحية �أخ ��رى‪ ،‬يجب على مجل� ��س الأمن الدولي‬ ‫موا�ص ��لة تجميد الأ�ص ��ول الليبية‪ ،‬وو�ضع �شروط‬ ‫الإف ��راج عن الأموال على قب ��ول حكومة الوحدة‬ ‫الوطني ��ة‪ ،‬كما ينبغي �أن ي�س ��تمر في فر�ض قيود‬ ‫عل ��ى بي ��ع النف ��ط م ��ن خ�ل�ال حكوم ��ة الوحدة‬ ‫الوطني ��ة فقط‪ .‬كما يتع ّين عليه �أن ينفذ بطريقة‬ ‫�أف�ضل حظر الأ�س ��لحة التي تر�سلها بع�ض الدول‬ ‫الخليجية وغيرها منتهكة القرار الأممي‪.‬‬ ‫و�إذا حاف ��ظ كل من الوالي ��ات المتحدة والغرب‬ ‫على هذا ال�ض ��غط‪ ،‬ف�سوف ي�س ��تطيعان �إ�ضعاف‬ ‫طب ��رق و�إجباره ��ا عل ��ى قب ��ول الم ��ادة ‪ .8‬و�إذا‬ ‫�إ�س ��تمرت طب ��رق ف ��ي عناده ��ا وتعنته ��ا‪ ،‬ف� ��إن‬ ‫ال�ض ��غط الغرب ��ي على الأق ��ل يمكن ��ه �أن يق ّو�ض‬ ‫قاع ��دة دعمه ��ا‪ .‬في الح ��د الأدن ��ى‪ ،‬يتعين على‬ ‫الغ ��رب �أن ي ��درك �أن تح ّي ��زه لمجل� ��س النواب‪،‬‬ ‫�س ��واء كان حقيقي ًا �أو مت�ص� � ّور ًا‪ ،‬ه ��و الذي �أدى‬ ‫�إلى �إختالل التوازن الذي بات في حد ذاته يهدد‬ ‫الوحدة الوطنية في ليبيا‬ ‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪53‬‬


JTCE

Le Nom Qu’il Faut Connaitre Au Maroc

JTCE Sarl est une société Marocaine des secteurs du bâtiment et travaux publics. Elle intervient dans la construction des bâtiments, des grands ouvrages et des infrastructures d'énergie (tertiaire, industriel, infrastructures) Pour Plus D’information: 67 angle Boulevard Hassan 1er, Casablanca, Maroc Tel: (212) 0664 501 319, Email: jtcesarl@gmail.com


‫مجل�س خبراء القيادة‪ :‬الكلمة له في �إختيار خليفة خامنئي‬

‫(مار�س) الفائت �إ�س ��ته ً‬ ‫الال ل�ص ��راع يختمر على‬ ‫ال�سلطة‪ .‬لم ت�ش ��هد الجمهورية الإ�سالمية عملية‬ ‫الخالفة � اّإل مرة واحدة من قبل‪ ،‬في العام ‪،1989‬‬ ‫عندما �أ�ص ��بح خامنئي ال ُمر�ش ��د الأعلى بعد وفاة‬ ‫�آي ��ة اهلل روح اهلل الخمين ��ي‪ .‬والت ��ي تح ّول ��ت �إلى‬ ‫عملية طويلة للغاية‪� ،‬إمتدت نحو خم�س �س ��نوات‪،‬‬ ‫حي ��ث �إنط ��وت عل ��ى الكثي ��ر م ��ن الم�ؤام ��رات‬ ‫والمنعطف ��ات والتقلبات التي انتهت �إلى ت�ش ��كيل‬ ‫ال�سيا�س ��ات الإيرانية في الداخ ��ل والخارج‪ .‬ومن‬ ‫المرج ��ح �أن تك ��ون عملية الخالف ��ة الحالية حتى‬ ‫مح�ص ��ورة �أكثر بالمناف�سة ال�شخ�ص ��ية والفئوية‬ ‫داخل النظام‪.‬‬ ‫ال يوجد رجالن �آخ ��ران يعرفان عن هذه العملية‬ ‫�أكث ��ر م ��ن خامنئ ��ي ورف�س ��نجاني‪ .‬الإثن ��ان كانا‬ ‫ف ��ي �أوائ ��ل الأربعينات عندما �ص ��عدا �إل ��ى �أعلى‬ ‫المنا�ص ��ب من خالل عالقة �شخ�ص ��ية وثيقة مع‬ ‫الخميني‪ .‬ب ��د�أا كمتعاوني ��ن وم�ؤ�س�س ��ين للحزب‬ ‫الجمهوري الإ�س�ل�امي‪ ،‬العرب ��ة التي بحلول العام‬ ‫‪ ،1981‬ركزت ال�س ��لطة ال�سيا�سية في �أيدي رجال‬ ‫الدين في �أعقاب �س ��قوط ال�ش ��اه العلماني محمد‬ ‫ر�ضا بهلوي‪ ،‬في �شباط (فبراير) ‪.1979‬‬ ‫تتالق ��ى �ش ��راكة خامنئ ��ي ورف�س ��نجاني عل ��ى‬ ‫من�ص ��ة واحدة رئي�س ��ية هي‪ :‬تحييد المناف�س ��ين‬ ‫ال ُم�ش ��ت َركين‪ .‬ف ��ي ال�س ��نوات القليل ��ة الأولى من‬ ‫الثورة‪ ،‬ق ��اد الرجالن جه ��ود ًا لتهمي� ��ش‪ ،‬وطرد‪،‬‬ ‫وحت ��ى قت ��ل المعار�ض ��ة ال�سيا�س ��ية الت ��ي وقفت‬

‫في طريقهم ��ا‪ .‬من بين �أمور �أخرى‪ ،‬في ت�ش ��رين‬ ‫الثان ��ي (نوفمب ��ر) ‪ ،1979‬هند�س ��ا �س ��قوط �أول‬ ‫حكومة معتدلة في مرحلة ما بعد ال�ش ��اه التي كان‬ ‫يتر�أ�سها مهدي بازركان‪.‬‬ ‫في وقت الحق‪ ،‬في �ص ��يف ‪ ،1981‬تواط�أ خامنئي‬ ‫ورف�س ��نجاني على �إ�س ��قاط �أول رئي�س للجمهورية‬ ‫الإ�س�ل�امية ال ُمنتخ ��ب �ش ��عبي ًا‪� ،‬أبو الح�س ��ن بني‬ ‫�صدر‪ .‬فقد �ش ّهرا به ب�أنه ليبرالي يعمل على �إبقاء‬ ‫�إيران في الفلك االميركي‪ .‬وقد خططا مع ًا ونفذا‬ ‫م�س ��رحية الت�ص ��ويت على الإتهام ف ��ي البرلمان‬ ‫التي دفعت بني �صدر �إلى الفرار من البالد‪.‬‬ ‫في تلك ال�س ��نوات‪ ،‬كانت عالقة الرجلين تتوازن‬ ‫ف ��ي حقيق ��ة �أن كالهم ��ا يفتق ��ر �إل ��ى الم�ؤهالت‬

‫في �صيف ‪ ،1981‬تواط�أ خامنئي‬ ‫ورف�سنجاني على �إ�سقاط �أول رئي�س‬ ‫للجمهورية الإ�سالمية‪� ،‬أبو الح�سن بني �صدر‪.‬‬ ‫فقد �ش ّهرا به ب�أنه يعمل على �إبقاء �إيران‬ ‫في الفلك االميركي‪ .‬وقد خططا مع ًا ونفذا‬ ‫م�سرحية الت�صويت على الإتهام في البرلمان‬ ‫التي دفعت بني �صدر �إلى الفرار من البالد‬

‫الديني ��ة‪ ،‬وهذا ما يعني �أن المن�ص ��ب الأعلى في‬ ‫البالد‪ ،‬الذي كان �إ�سمي ًا محجوز ًا ومحفوظ ًا على‬ ‫�أ�سا�س الأقدمية في الم�ؤ�س�س ��ة الدينية ال�شيعية‪،‬‬ ‫كان مح ّرم� � ًا عليهما‪ .‬وعامل الت ��وازن الآخر كان‬ ‫الخمين ��ي نف�س ��ه‪ ،‬ال ��ذي �أدخ ��ل عم ��د ًا التناف�س‬ ‫داخل النظ ��ام الإ�س�ل�امي‪ ،‬حيث و�ض ��ع خامنئي‬ ‫ورف�سنجاني �ضد بع�ض ��هما البع�ض للحفاظ على‬ ‫نف�سه في قمة ال�سلطة‪ .‬لكن خامنئي ورف�سنجاني‬ ‫م ��ا لبث ��ا �أن و�ص�ل�ا ف ��ي وقت �س ��ريع �إلى م�س ��ار‬ ‫ت�صادمي‪.‬‬ ‫في الفترة التي �سبقت وفاة الخميني في حزيران‬ ‫(يوني ��و) ‪ ،1989‬ر�أى رف�س ��نجاني �ص�ل�احياته‬ ‫تتو�س ��ع‪ .‬كرئي�س للبرلمان منذ العام ‪ ،1980‬ح ّول‬ ‫الج�س ��م الت�ش ��ريعي �إلى مركز رئي�س ��ي لل�سلطة‪.‬‬ ‫وجاء ذلك على ح�ساب الرئا�سة‪ ،‬التي كان يحتلها‬ ‫خامنئي بعد ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪.1981‬‬ ‫في ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪ ،1984‬عندما �إنت�شرت‬ ‫ال�ش ��ائعات حول �ص ��حة الخميني المري�ض‪� ،‬سعى‬ ‫خامنئ ��ي �إل ��ى ت�أمي ��ن المزيد من ال�ص�ل�احيات‬ ‫لرئا�س ��ة الجمهورية في الوق ��ت الذي كان الرجل‬ ‫العجوز ال يزال على قيد الحياة‪ .‬خامنئي قبل كل‬ ‫�ش ��يء �أراد �أن ي�ص ��بح نائب القائد العام للقوات‬ ‫الم�س ��لحة للخميني‪ ،‬وهو دور قوي في وقت كانت‬ ‫�إيران ف ��ي حرب مع العراق ولكن المن�ص ��ب كان‬ ‫يحتله رف�س ��نجاني ول ��م يكن على و�ش ��ك التنازل‬ ‫عنه والإ�ست�سالم‪.‬‬ ‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪55‬‬


‫العالم‬ ‫إيران‬

‫المعركة على الخالفة �إرتفعت حرارتها‬

‫ال�صراع بين خامنئي ورف�سنجاني ّ‬ ‫يتجدد‬ ‫لإختيار المر�شد الأعلى المُقبل‬ ‫بعدم��ا �إنتهت مرحلتا الإنتخابات لمجل�س خبراء القي��ادة ومجل�س النواب في �إيران‪ ،‬بد�أت مرحلة �أكثر‬ ‫�أهمي��ة وهي الإ�ستعداد لإختيار مر�شد �أعل��ى للثورة يخلف �آية اهلل خامنئي الذي يبدو �أنه تقدم في ال�سن‬ ‫وحالته ال�صحية لي�ست على ما يرام‪ ،‬وكما قال �أخيراً‪� ":‬أنا لن �أعي�ش �إلى الأبد"‪.‬‬ ‫طهران ‪ -‬ه�شام الجعفري‬ ‫في ‪� 10‬آذار (مار�س) الفائت‪� ،‬إجتمع‬ ‫ال ُمر�ش ��د الأعلى للث ��ورة الإيرانية �آية‬ ‫اهلل عل ��ي خامنئي مع مجموعة م ��ن رجال الدين‬ ‫من "مجل� ��س خبراء القيادة"‪ ،‬الذي ُيعتبر‪ ‬الهيئة‬ ‫الأ�سا�س ��ية في النظ ��ام الإيراني ال ��ذي َع َهد �إليه‬ ‫الد�س ��تور مهم ��ة تعيي ��ن وع ��زل المر�ش ��د الأعلى‬ ‫للث ��ورة ف ��ي الجمهورية الإ�س�ل�امية‪ .‬قبل ب�ض ��عة‬ ‫�أي ��ام‪ ،‬ف ��ي ‪� 26‬ش ��باط (فبراير) �ش ��هدت البالد‬ ‫�إنتخاب ��ات �أع�ض ��اء ه ��ذا المجل� ��س حي ��ث فق ��د‬ ‫فيها مر�ش ��حون مت�ش� � ّددون بارزون من �أع�ض ��ائه‬ ‫مقاعده ��م و�إرتف ��ع ع ��دد المعتدلي ��ن في ��ه ثالث‬ ‫مرات تقريب ًا‪ .‬في �ص ��باح ذلك الي ��وم‪ ،‬كان يدور‬ ‫في ذه ��ن خامنئي ال ُمف َعم بالحيوية والجال�س في‬ ‫بهو جدرانه مطلية باللون الأبي�ض �ش ��يئ ًا مح ّدد ًا‪:‬‬ ‫�إنه يريد التحدث عن خليفته‪.‬‬ ‫�إن المجل�س‪ ،‬الذي ت�أ�س�س في العام ‪ 1983‬ويتك ّون‬ ‫م ��ن ‪ 88‬م ��ن كبار رجال الدين ال�ش ��يعة‪� ،‬أُن�ش ��ىء‬ ‫مع مهمتين رئي�س ��يتين ف ��ي الإعتبار‪ :‬الإ�ش ��راف‬ ‫عل ��ى �أداء ال ُمر�ش ��د الأعلى و�إختي ��ار خليفته‪ .‬في‬ ‫ذل ��ك ال�ص ��باح‪ ،‬عق ��دوا �إجتماعه ��م لمناق�ش ��ة‬ ‫توج ��ه خامنئي البالغ من‬ ‫المو�ض ��وع الأخير‪ .‬وقد ّ‬ ‫العم ��ر ‪ 77‬عام ًا �إلى الح�ض ��ور‪ ،‬الم�ؤلف من �أقوى‬ ‫مجموعة من رج ��ال الدين في البالد‪ ،‬بمن فيهم‬ ‫�أولئ ��ك الذين �أعيد �إنتخابه ��م لفترة ثانية مدتها‬

‫‪54‬‬

‫العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫الإمام روح الله الخميني‪:‬‬ ‫زرع ال�شقاق بين خامنئي ورف�سنجاني ليبعد �شرهما‬

‫ثماني �س ��نوات‪ .‬لن �أعي�ش �إل ��ى الأبد‪ ،‬قال‪ ،‬ولكن‬ ‫"المر�ش ��د الأعلى يجب �أن يكون ثوري ًا"‪ .‬ونا�ش ��د‬ ‫خامنئ ��ي الحا�ض ��رين "ال تكونوا عفيف ��ي النف�س‬ ‫وخجولي ��ن" عندم ��ا يتعلق الأم ��ر ب�إختيار الرجل‬ ‫المقبل‪.‬‬ ‫المالحظ ��ة المح ّمل ��ة بالكثي ��ر م ��ن المعان ��ي‪،‬‬ ‫والتلميح �إلى �أن بع�ض ال�شخ�صيات التي �إجتمعت‬ ‫موجهة‬ ‫تفتق ��ر �إلى الحما�س الث ��وري‪ ،‬كانت طلقة ّ‬ ‫�إلى الرجل الجال� ��س �إلى جانب خامنئي‪� ،‬آية اهلل‬ ‫علي �أكبر رف�س ��نجاني البال ��غ ‪ 81‬عام ًا‪ .‬الرجالن‬ ‫�ص ��ديقان وخ�ص ��مان لأكثر من ن�صف قرن‪ ،‬وقد‬ ‫عقدا �صفقة تاريخية في العام ‪ ،1989‬خالل �آخر‬ ‫م ��رة جرت فيها عملية الخالف ��ة في �إيران‪ ،‬لدفع‬ ‫�إنتخاب خامنئي للمن�صب الأعلى في البالد‪.‬‬ ‫ولك ��ن الي ��وم تغي ��رت الأو�ض ��اع‪ ،‬لق ��د �ص ��ار لكلٍّ‬ ‫منهم ��ا ر�ؤية مختلف ��ة للغاية بالن�س ��بة �إلى �إيران‪،‬‬ ‫وهناك �أمل �ض ��ئيل بتحقيق �صفقة �أخرى بينهما‪.‬‬ ‫بعب ��ارة �أخرى‪ ،‬قد تكون هناك لعبة �ش ��د حبل لم‬ ‫ي�س ��بق لها مثيل في الم�س ��تقبل القريب‪ .‬خامنئي‬ ‫ورف�س ��نجاني‪ ،‬اللذان يرمزان �إلى الو�ضع القائم‬ ‫�ض ��د الوعود بالإ�ص�ل�اح‪ ،‬ي ��رى كل واح ��د منهما‬ ‫عملي ��ة الخالف ��ة ب�إعتباره ��ا منعطف� � ًا محوري� � ًا‬ ‫لبلدهم و�إرث ًا فردي ًا لكل منهما‪.‬‬

‫في جل�سة مُ�سجّ لة على �شريط فيديو‬ ‫في مجل�س الخبراء‪� ،‬إدّعى رف�سنجاني �أن‬ ‫الخميني قال له "ال تنظر �إلى �أبعد من‬ ‫خامنئي" في �إختيار المر�شد الأعلى المقبل‪،‬‬ ‫وبالتالي �أ ّمن و�ضمن المن�صب الأعلى في‬ ‫البالد لخامنئي‪ .‬حتى يومنا هذا‪ ،‬ال يوجد‬ ‫�سوى كلمة رف�سنجاني لإثبات هذا االدعاء �صديقان وخ�صمان‬

‫يمك ��ن �إعتب ��ار ت�ص ��ريحات خامنئ ��ي ف ��ي �آذار‬


‫العالم ¶ �إيران‬

‫�آية الله علي خامنئي‪:‬‬ ‫يريد �أن يختار خليفته‬

‫�آية الله علي �أكبر رف�سنجاني‪:‬‬ ‫�ستكون له كلمة في �إختيار الخليفة‬

‫مهدي بازركان‪� :‬سقطت حكومته‬ ‫ب�سبب ت�آمر خامنئي ورف�سنجاني �ضده‬

‫ف�شلت �ض ��ربة خامنئي �ضد رف�س ��نجاني‪ ،‬وكانت‬ ‫�إهان ��ة �شخ�ص ��ية له �أم ��ام الر�أي الع ��ام من غير‬ ‫المرج ��ح �أن تُمح ��ى وتُزال م ��ن عقله‪ .‬وق ��د لج�أ‬ ‫الإثن ��ان �إل ��ى �إنتقاد �أحدهم ��ا الآخر في و�س ��ائل‬ ‫الإع�ل�ام المملوكة للدولة‪ ،‬مما �إ�ض ��طر الخميني‬ ‫�إلى التدخل لتهدئة الو�ضع‪ .‬وفي �آب (�أغ�سط�س)‬ ‫‪� ،1985‬أُ ِذ ّل خامنئي م ��رة �أخرى عندما‪ ،‬كرئي�س‬ ‫للجمهورية‪ ،‬ل ��م يتم ّكن من �إختيار رئي�س لوزرائه‬ ‫وفر� ��ض علي ��ه مي ��ر ح�س ��ين مو�س ��وي‪ ،‬حلي ��ف‬ ‫رف�س ��نجاني‪ ،‬لوالية ثانية‪ .‬و�ض ��ع خامنئ ��ي اللوم‬ ‫والم�س� ��ؤولية ف ��ي ذل ��ك عل ��ى رف�س ��نجاني‪ ،‬وفي‬ ‫خطاب �ألقاه في البرلمان‪ ،‬قال ب�ش ��كل وا�ضح �أن‬ ‫مو�س ��وي لم يكن �إختياره و�أنه غير قادر على فعل‬ ‫�أي �شيء حيال ذلك‪ .‬لكن الخميني‪ ،‬الذي يهم�س‬ ‫رف�س ��نجاني ف ��ي �أذنه ب�ص ��وت �أعلى‪� ،‬ص� � ّرح ب�أن‬ ‫�إختيار �أي �ش ��خ�ص غير مو�س ��وي رئي�س� � ًا للوزراء‬ ‫�سيكون "بمثابة خيانة للإ�سالم"‪.‬‬ ‫ق ��د تكون المناف�س ��ة بي ��ن خامنئي ورف�س ��نجاني‬ ‫ظلت بعيدة من الجمهور‪ ،‬لكنها لم تذهب بعيد ًا‪.‬‬ ‫و ُتظهِ ��ر برقي ��ات ُر ِفعت عنه ��ا ال�س ��رية �أنه حتى‬ ‫وكاالت اال�س ��تخبارات الغربي ��ة كانت ت�ض ��ع هذا‬ ‫ال�ص ��راع على راداراتها‪ ،‬وكانت تراقب عن كثب‬ ‫فيم ��ا كان ك ٌّل م ��ن خامنئي ورف�س ��نجاني ي�س ��عى‬ ‫�إلى ح�ش ��د الدعم في �ص ��فوف القوات الم�س ��لحة‬ ‫الإيرانية �إذا تط ّلب ال�صراع على خالفة الخميني‬ ‫�أن ُيخا�ض في ال�شوارع‪.‬‬

‫ورف�س ��نجاني ال�ش ��راكة ذات المنفع ��ة المتبادلة‬ ‫الت ��ي عملت ب�ش ��كل جي ��د مبا�ش ��رة بعد �س ��قوط‬ ‫ال�ش ��اه‪ .‬و�س ��وف يندم رف�س ��نجاني في وقت الحق‬ ‫وي�أ�س ��ف له ��ذا القرار‪ ،‬ولك ��ن كان هو ال ��ذي د ّبر‬ ‫ور ّت ��ب لرجل الدين المتو�س ��ط الرتب ��ة خامنئي‪،‬‬ ‫البال ��غ من العمر ‪ 49‬عام ًا‪ ،‬خالفة الخميني‪ .‬كان‬ ‫ذلك مثا ًال للنفعية ال�سيا�سية العليا‪.‬‬ ‫�سجلة على �ش ��ريط فيديو في مجل�س‬ ‫في جل�س ��ة ُم ّ‬ ‫الخبراء‪� ،‬إ ّدعى رف�سنجاني �أن الخميني قال له "ال‬ ‫تنظر �إلى �أبعد من خامنئي" في �إختيار المر�ش ��د‬ ‫الأعلى المقبل‪ ،‬وبالتالي �أ ّمن و�ض ��من المن�ص ��ب‬ ‫الأعل ��ى في البالد لخامنئي‪ .‬حت ��ى يومنا هذا‪ ،‬ال‬ ‫يوجد �سوى كلمة رف�سنجاني لإثبات هذا االدعاء‪،‬‬

‫لكن ��ه فاز في اليوم نف�س ��ه‪ .‬وكجزء من الإتفاقية‪،‬‬ ‫�إنتقل رف�س ��نجاني �إلى الق�ص ��ر الرئا�س ��ي‪ ،‬ولكن‬ ‫فق ��ط بعدم ��ا تم تعزيز �س ��لطات الرئي�س ب�ش ��كل‬ ‫كبير‪ ،‬وهي تدابير تم �س� � ّنها ر�سمي ًا عبر �إ�ستفتاء‬ ‫�شعبي على الد�ستور في تموز (يوليو) ‪.1989‬‬ ‫عل ��ى م ��دى ال�س ��نوات الثمان ��ي المقبل ��ة كرئي�س‬ ‫للبالد‪ ،‬يمك ��ن القول �أن رف�س ��نجاني كان الرجل‬ ‫الأق ��وى ف ��ي ال�سيا�س ��ة الإيراني ��ة‪ .‬فق ��د و�ض ��ع‬ ‫م�سار ًا جديد ًا لل�سيا�س ��ة الخارجية‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫محاوالت ت�سعى �إلى نوع من الإنفراج مع الواليات‬ ‫المتح ��دة ودول عربية مناف�س ��ة لطهران‪ ،‬بما في‬ ‫يواجه‬ ‫ذل ��ك المملك ��ة العربي ��ة ال�س ��عودية‪ ،‬ول ��م َ‬ ‫بمعار�ضة تُذكر من خامنئي‪ .‬محلي ًا‪ ،‬و�ضع خطط ًا‬ ‫ل"حقبة �إعادة الإعمار"‪ ،‬وهي برنامج �إقت�صادي‬ ‫�شمل تحرير التجارة وتمويل العديد من الم�شاريع‬ ‫الكبرى من خالل الإقترا�ض الدولي‪ .‬مرة �أخرى‪،‬‬ ‫وافق خامنئي على معظمها على الرغم من �أنه ال‬ ‫ي ��زال من غير الم�ؤكد �إذا كان ذلك ب�س ��بب عدم‬ ‫وجود خيار �آخر‪.‬‬ ‫لك ��ن خامنئ ��ي ل ��م يكت � ِ�ف بكون ��ه مجرد مر�ش ��د‬ ‫�أعل ��ى رم ��زي‪� .‬أراد �أن يك ��ون خمين ��ي �آخ ��ر قوي ًا‬ ‫�صاحب �سلطات وا�سعة‪ .‬في وقت الحق بعد �سبعة‬ ‫وع�ش ��رين عام� � ًا‪ ،‬يمك ��ن لخامنئ ��ي �أن ي ّدعي �أنه‬ ‫نج ��ح في المناورة على حليفه ال�س ��ابق وخ�ص ��مه‬ ‫الالح ��ق‪ ،‬لكن ��ه ل ��م يتمك ��ن م ��ن �إطف ��اء نف ��وذ‬ ‫رف�س ��نجاني �أو الكثي ��ر م ��ن الأ�س ��رار الت ��ي يهدد‬ ‫دائم ًا ب�أنه �سيك�شفها‪.‬‬ ‫لي�س فقط لأنه مفتاح رئي�سي وقوة مهمة في مجل�س‬ ‫الخبراء‪ ،‬ولكن رف�سنجاني الداهية ح ّول نف�سه الى‬ ‫ع� � ّراب الف�ص ��ائل الإ�ص�ل�احية والمعتدلة في‬

‫�سيا�سة مريحة‬ ‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن كل ه ��ذا‪ ،‬م ��ع تراج ��ع �ص ��حة‬ ‫الخمين ��ي في �أوائ ��ل الع ��ام ‪� ،1989‬أحيا خامنئي‬

‫لم ت�شهد الجمهورية الإ�سالمية عملية‬ ‫خالفة �إلاّ مرة واحدة من قبل‪ ،‬في‬ ‫العام ‪ ،1989‬عندما �أ�صبح خامنئي‬ ‫ال ُمر�شد الأعلى بعد وفاة �آية اهلل روح‬ ‫اهلل الخميني‪ .‬والتي تح ّولت �إلى عملية‬ ‫طويلة للغاية‪� ،‬إمتدت نحو خم�س‬ ‫�سنوات‪ ،‬حيث �إنطوت على الكثير‬ ‫من الم�ؤامرات والمنعطفات والتقلبات‬ ‫التي انتهت �إلى ت�شكيل ال�سيا�سات‬ ‫الإيرانية في الداخل والخارج‬

‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪57‬‬



‫العالم ¶ �إيران‬

‫�أبو الح�سن بني �صدر‪:‬‬ ‫فر من البالد هرب ًا من م�ؤامرة خامنئي ورف�سنجاني‬

‫الجمهورية الإ�سالمية‪� .‬إنه يدعو علن ًا نف�سه الداعم‬ ‫الرئي�س ��ي للحكومة المعتدلة لح�سن روحاني‪ ،‬وكان‬ ‫كثير ًا ما يقحم نف�س ��ه في معارك �ض ��د معار�ض ��ي‬ ‫الرئي� ��س المعتدل المت�ش ��ددين‪ .‬في هذه المعارك‪،‬‬ ‫يعتقد انه هو الفائز؛ الواقع �أن �ش ��عور رف�س ��نجاني‬ ‫بالثق ��ة ح ��ول الم�س ��تقبل كان في عر� ��ض حي على‬ ‫ال�ص ��فحة الأولى ل"�ش ��رق" (‪ )Shargh‬في ‪� 3‬أيار‬ ‫(مايو) الحالي‪� ،‬إحدى �أكبر ال�صحف الإ�صالحية‪.‬‬ ‫لقد �إقتب�ست بب�س ��اطة من رف�سنجاني قوله‪" :‬الآن‬ ‫�أ�ستطيع �أن �أموت ب�سالم"‪.‬‬ ‫ولك ��ن هل يمكنه؟ خط ��اب خامنئي ف ��ي ‪� 10‬آذار‬ ‫(مار�س) ووخز �أولئك الذين يفتقرون �إلى وثائق‬ ‫تفوي� ��ض ثورية ي�ش ��ير �إل ��ى مخاوفه ب�ش� ��أن قدرة‬ ‫رف�س ��نجاني عل ��ى هند�س ��ة خالفت ��ه‪ ،‬وبالطريقة‬ ‫عينه ��ا التي جل ��ب فيها رف�س ��نجاني خامنئي �إلى‬ ‫�أعلى �س ��لطة في البالد في الع ��ام ‪ .1989‬و�أطلق‬ ‫خامنئ ��ي الطلقة الأولى‪ .‬قبل الإنتخابات الأخيرة‬ ‫لمجل�س الخبراء في �ش ��باط (فبراي ��ر) الفائت‪،‬‬ ‫كان رف�س ��نجاني وحلف ��ا�ؤه �أطلقوا حملة لتر�ش ��يح‬ ‫حفيد �آي ��ة اهلل الخمين ��ي‪ ،‬ح�س ��ن الخميني (‪43‬‬ ‫عام� � ًا)‪ ،‬الذي يمي ��ل �إلى الإ�ص�ل�احييين‪ .‬و ُر ِف�ض‬ ‫تر�شيحه من قبل مجل�س �ص ��يانة الد�ستور‪ ،‬الذي‬ ‫من مهامه الإ�شراف علی الإنتخابات‪ ،‬والموافقة‬ ‫عل ��ی المر�ش ��حين لرئا�س ��ة الجمهوري ��ة ومجل�س‬ ‫الخبراء‪ ،‬ومجل�س ال�شورى‪ ،‬و�ضمان التوافق بين‬ ‫الت�ش ��ريعات التي يقرها البرلمان مع الد�س ��تور‪.‬‬ ‫وه ��و م�س� ��ؤول �أم ��ام خامنئ ��ي‪ .‬وكانت الأ�س ��باب‬ ‫الت ��ي �أُعطي ��ت لرف� ��ض ح�س ��ن الخمين ��ي بالكاد‬ ‫تك ��ون ُمقنعة ‪ --‬بما ف ��ي ذلك عمره‪ ،‬على الرغم‬ ‫من �أن مر�ش ��حين �أ�ص ��غر �س ��ن ًا قد تم �إختيارهم‬

‫طهران‪ :‬عا�صمة تنتظر التغيير‬

‫‪ -‬ولكن قبل الخميني ال�ص ��غير وحلفا�ؤه القرار‬‫على م�ض ���ض‪ .‬ذلك �أن رف�س ��نجاني‪ ،‬ودائرته‪ ،‬ال‬ ‫يري ��دان �إعط ��اء الذرائ ��ع لإط�ل�اق االعت ��داءات‬

‫تتالقى �شراكة خامنئي ورف�سنجاني‬ ‫على من�صة واحدة رئي�سية هي‪ :‬تحييد‬ ‫�شتركين‪ .‬في ال�سنوات‬ ‫المناف�سين ال ُم َ‬ ‫القليلة الأولى من الثورة‪ ،‬قاد الرجالن‬ ‫جهود ًا لتهمي�ش‪ ،‬وطرد‪ ،‬وحتى قتل‬ ‫المعار�ضة ال�سيا�سية التي وقفت في‬ ‫طريقهما‪ .‬من بين �أمور �أخرى‪ ،‬في ت�شرين‬ ‫الثاني (نوفمبر) ‪ ،1979‬هند�سا �سقوط‬ ‫�أول حكومة معتدلة في مرحلة ما بعد‬ ‫ال�شاه التي كان يتر�أ�سها مهدي بازركان‬

‫عليه ��م من قب ��ل خامنئي والأجه ��زة الأمنية‪ ،‬بما‬ ‫في ذلك الحر�س الثوري‪ ،‬التي ي�سيطر عليها‪ .‬في‬ ‫الت�س ��امح مع محاولة الخميني ال�ص ��غير الفا�شلة‬ ‫لدخ ��ول مجل� ��س الخب ��راء فق ��د فق ��دت �ش ��بكة‬ ‫رف�س ��نجاني جولة لكن ال�صراع على المن�صب ما‬ ‫زال م�شتع ًال‪.‬‬ ‫م ��ن وجهة نظ ��ر هذين الرجلي ��ن ال ُم�س ��نين من‬ ‫النظ ��ام‪� ،‬إن عملي ��ة الخالفة هي �أكث ��ر بكثير من‬ ‫ال�سيا�سة‪ ،‬رغم ذلك‪ ،‬بما فيها �ضمان �أن �أ�سرهما‬ ‫و�أقرب حلفائهما ال�سيا�س ��يين �سيكونون محميين‬ ‫من العقاب بمجرد �أن يغادرا ال�ساحة ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫�شيء واحد هو م�ؤكد‪ ،‬التوقيت ‪� --‬إيران �ستن�ضم‬ ‫تدريج� � ًا �إل ��ى االقت�ص ��اد العالمي وتعيد ت�أ�س ��ي�س‬ ‫عالقاته ��ا م ��ع الغ ��رب بعد �س ��نوات م ��ن العداء‬ ‫‪ -‬ي�ض ��يف �أهمي ��ة �أكبر لل�ص ��راع على ال�س ��لطة‬‫الحالي ��ة‪ .‬ه ��ذه المرحل ��ة �س ��وف تح� � ّدد الإتجاه‬ ‫الإيديولوجي للجمهورية الإ�س�ل�امية‪ ،‬ويمكنها �أن‬ ‫تح ّول �إيران �سيا�سي ًا و�إقت�صادي ًا و�إجتماعي ًا نظر ًا‬ ‫�إلى وجهات النظر العالمية المختلفة للمع�سكرين‬ ‫ال�سيا�سيين المهيمنين في البالد‬ ‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪59‬‬



‫امل�صارف‬

‫�رشكات الت�أمني‬

‫�رشكات الإ�ستثمار‬

‫عملة "بتكوين" تت�سلل �إلى المنطقة‬ ‫يراقب العديد من الم�س ��تثمرين �سوق العمالت‬ ‫في �ش ��كل يوم ��ي‪� ،‬إذ يرتف ��ع الدوالر �أمام �س ��لة‬ ‫العمالت ت ��ارة وينخف�ض ط ��ور ًا‪ .‬لكن العمالت‬ ‫ال ترتك ��ز فقط على تل ��ك التي يج ��ري التداول‬ ‫فيها في الأ�س ��واق العالمية والمحلية‪� ،‬إذ �ساهم‬ ‫�إرتفاع االعتماد على الإنترنت في ن�شوء عمالت‬ ‫الكترونية ال يمكن تداولها في الأ�س ��واق العادية‬ ‫نظر ًا �إلى عدم وجودها فعلي ًا‪.‬‬ ‫وتعتب ��ر "بتكوي ��ن" (‪ )bitcoin‬نوع� � ًا من هذه‬ ‫العم�ل�ات‪ ،‬وان كان ��ت الأ�ش ��هر بي ��ن �أخواته ��ا‪.‬‬ ‫وتعج ال�سوق االلكترونية بهذه العملة التي بد�أت‬ ‫ت�ش ��هد �إقبا ًال في عالمنا العرب ��ي‪ ،‬بعد �إبتكارها‬ ‫ف ��ي ‪ 2009‬عل ��ى ي ��د رج ��ل يلقب نف�س ��ه با�س ��م‬ ‫"�ساتو�ش ��ي ناكاموتو"‪ ،‬والذي تبين �أخير ًا �أنه‬

‫خبي ��ر الكومبيوت ��ر الأو�س ��ترالي كريغ �س ��تيفن‬ ‫رايت‪.‬‬ ‫وك�أي ن ��وع من العم�ل�ات االفترا�ض ��ية‪ ،‬ينطوي‬ ‫التعام ��ل به ��ذه العملة عل ��ى �أخطار كبي ��رة‪� ،‬إذ‬ ‫ُيمك ��ن لـ"بتكوي ��ن" ان تفق ��د ‪ 80‬ف ��ي المئة من‬ ‫قيمتها ال�س ��وقية خالل ث ��وانٍ قليلة‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫ي�ش ��كل خطورة وا�ض ��حة على الم�س ��تثمرين في‬ ‫ه ��ذا القط ��اع‪ .‬وتتميز ه ��ذه العملة ب�إ�س ��تحالة‬ ‫تقفي �أثرها‪ ،‬الأمر الذي يجعلها العملة الأن�سب‬ ‫لتبيي�ض الأم ��وال وتمويل العملي ��ات الإرهابية‪،‬‬ ‫وه ��ذا ما دف ��ع ببع� ��ض الحكومات �إل ��ى تجريم‬ ‫التعام ��ل بها ومنعها من التداول‪ ،‬كتايالند مث ًال‬ ‫الت ��ي كانت �أول من من ��ع التداول فيه ��ا قبل ان‬ ‫ترخي القيود القانونية عليها في وقت الحق‪.‬‬

‫الق�ضاء ال�سعودي ي�سترجع ‪ 111‬مليار ريال‬ ‫ك�ش ��ف وزي ��ر الع ��دل رئي� ��س المجل� ��س الأعل ��ى‬ ‫للق�ض ��اء ال�س ��عودي وليد ال�ص ��معاني �أخير ًا �أن‬ ‫الق�ض ��اء التنفيذي ا�سترجع �أكثر من ‪ 111‬مليار‬ ‫ريال من المماطلين والم�س ّوفين‪.‬‬ ‫وقال ال�صمعاني في ت�صريح �صحافي �إثر توقيع‬ ‫اتفاق تبادل المعلومات بين وزارته و"ال�ش ��ركة‬ ‫ال�س ��عودية للمعلومات االئتمانية" (�سمة)‪�" :‬إن‬ ‫االتف ��اق يعد رافد ًا م ��ن روافد ق�ض ��اء التنفيذ‪،‬‬ ‫دعم� � ًا للعدال ��ة الناج ��زة واال�س ��تثمار المال ��ي‬ ‫الناجح"‪.‬‬ ‫ووقع االتفاق وكيل وزارة العدل ل�ش� ��ؤون الحجز‬ ‫والتنفيذ حمد الخ�ض ��يري‪ ،‬والرئي�س التنفيذي‬ ‫لـ"�س ��مة" نبي ��ل المب ��ارك‪ ،‬لإتم ��ام الربط بين‬ ‫الجانبين للوقوف على جميع التعامالت المالية‬ ‫والمعلوم ��ات االئتماني ��ة ال�ص ��حيحة والدقيقة‬ ‫والمحدث ��ة لقطاع ��ي الأف ��راد وال�ش ��ركات وفق‬ ‫نظ ��ام المعلومات االئتمانية والئحته التنفيذية‪،‬‬ ‫وتمكي ��ن ق�ض ��اة التنفي ��ذ م ��ن التع ��رف �إل ��ى‬ ‫ال�س ��لوكيات االئتماني ��ة والمديونيات ال�س ��ابقة‬ ‫والقائم ��ة والمتعث ��رة وفترات �س ��دادها وحجم‬ ‫المخاط ��ر االئتمانية ا�س ��تيفا ًء لنظ ��ام التنفيذ‬ ‫ومادت ��ه الثالث ��ة التي تجيز لقا�ض ��ي التنفيذ �أن‬ ‫ي�أمر بالإف�ص ��اح عن �أم ��وال المدين بمقدار ما‬

‫وزير العدل رئي�س المجل�س الأعلى للق�ضاء ال�سعودي‬ ‫وليد ال�صمعاني‬

‫يفي بال�سند التنفيذي‪.‬‬ ‫و�أو�ضح الخ�ضيري �أن وقوف ق�ضاة التنفيذ على‬ ‫المعلوم ��ات االئتماني ��ة للمنفذ �ض ��دهم الحكم‬ ‫الق�ضائي �سي�س ��اهم في "�إر�ساء �إقت�صاد �سليم‬ ‫ومتعاف ��ي وقوي يعتمد على ال�ش ��فافية‪ ،‬ويحفظ‬ ‫الحق ��وق ويعزز م ��ن تكام ��ل الأجه ��زة العدلية‬ ‫والمالية ف ��ي المملك ��ة لإيجاد بيئة اقت�ص ��ادية‬ ‫مثالية"‪.‬‬ ‫ولفت المبارك �إلى �أن توافر المعلومة الق�ضائية‬ ‫�سي�س ��اهم ف ��ي "بن ��اء تقري ��ر ائتمان ��ي مكتمل‬ ‫الأركان مالي� � ًا وق�ض ��ائي ًا‪ ،‬م ��ا يحد م ��ن تفاوت‬ ‫المعلومات ويقلل من المخاطر"‪.‬‬

‫من األسواق‬ ‫�أ�ش���ارت بع�ض الم�ص���ادر الم�صرفية الرفيعة‬ ‫الم�ست���وى‪ ،‬الى �أن رئي�س مجل�س �إدارة بنك بيروت‬ ‫�سلي���م �صفي���ر قد �أت���م المراحل النهائي���ة لعملية‬ ‫ي�ضم نحو ‪20‬‬ ‫�إ�ستح���واذه على م�صرف في رومانيا‬ ‫ّ‬ ‫فرعا في كافة �أنحاء البالد‪ .‬وتبقى المعلومات غير‬ ‫ً‬ ‫تماما‪ ،‬فيم���ا �إذا كانت عملي���ة اال�ستحواذ‬ ‫وا�ضح���ة‬ ‫ً‬ ‫تم���ت با�س���م بنك بي���روت �أو با�س���م رئي�س مجل�س‬ ‫ّ‬ ‫�إدارت���ه �سلي���م �صفير‪ ،‬وه���ي خط���وة قانونية مئة‬ ‫في المئ���ة‪ .‬وبالفعل‪ ،‬بنك بيروت ملت���زم �سيا�سة‬ ‫التو�سع المدرو�سة بم���ا يتالءم وحاجات اللبنانيين‬ ‫ّ‬ ‫في الداخل والخارج‪ ،‬بما ي�ساهم في تعزيز وتطوير‬ ‫فرعا‬ ‫الدورة االقت�صادية‪ ،‬ول���ه اليوم �أكثر من ‪ً 65‬‬ ‫فرعا‬ ‫ف���ي لبن���ان‪ ،‬باال�ضاف���ة الى م���ا يق���ارب ‪ً 46‬‬ ‫منت�ش���را في العال���م ناهيك عن مكات���ب تمثيلية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫لي�صب���ح بنك بي���روت متواج��� ًدا في ‪ 14‬بل��� ًدا في‬ ‫العالم‪ ،‬مع �أكثر من ‪ 2300‬موظف‪.‬‬ ‫�إعتب���ر الخبي���ر الم�صرف���ي عبدالعزيز ح�سون‪،‬‬ ‫�أن الم�ص���ارف الأجنبية في الع���راق "ال تزال تحتاج‬ ‫�إل���ى بذل جهد متميز لزيادة م�ساحة مناف�ستها في‬ ‫ال�سوق العراقية‪ ،‬وتو�سيع ن�شاطها الذي كان يجب‬ ‫�أن يتفاعل مع المتعاملين على نطاق �أ�شمل"‪.‬‬ ‫والحظ م���ن خالل متابعته ن�شاط الم�صارف الأجنبية‪،‬‬ ‫�أن فروعها ال���ـ‪" 50‬لم تق ّدم خدم���ات ائتمانية في‬ ‫ال�س���وق المحلي���ة‪ ،‬ولم تم��� ّول �أي م�ش���روع"‪ ،‬معتبراً‬ ‫ف���ي ت�صريح �صحافي‪� ،‬أن العالق���ة بالمتعاملين "ال‬ ‫تزال محدودة جداً‪ ،‬وهي ت�سع���ى �إلى فر�ض �شروط‬ ‫قا�سي���ة في ح���ال الموافقة على من���ح �أية قرو�ض"‪.‬‬ ‫ور�أى ح�سون �أن "الظروف الأمنية واال�ستثنائية ربما‬ ‫تكون �سببا ً لتري���ث الم�صارف الأجنبية في التعامل‬ ‫مع الزبائن"‪ .‬ولفت �أي�ضا ً �إلى "انتقال عدوى تراجع‬ ‫تقدي���م خدم���ات م�صرفية ممي���زة �إل���ى الم�صارف‬ ‫العراقية التي ت�ساهم فيها م�صارف خارجية"‪.‬‬ ‫�أعل���ن البن���ك المرك���زي الأوروب���ي توقفه عن‬ ‫�إ�ص���دار �أوراق البنكن���وت فئة ‪ 500‬ي���ورو بحلول‬ ‫نهاي���ة الع���ام ‪ ،2018‬ب�سب���ب القلق م���ن �أنها قد‬ ‫ت�سهل �أن�شط���ة غير م�شروعة‪ ،‬لكنه���ا �ستبقى قيد‬ ‫اال�ستخدام لأجل غير م�سمى‪.‬‬ ‫و�أ�ض���اف البنك قائ�ل� ًا في بيان‪" :‬ورق���ة البنكنوت‬ ‫فئ���ة ‪ 500‬ي���ورو �ستبق���ى عملة قانوني���ة‪ ،‬ولذلك‬ ‫يمك���ن �أن ت�ستخ���دم كو�سيل���ة للدف���ع واالحتفاظ‬ ‫بالقيمة"‪ .‬و�أو�ضح البنك �أن "ورقة البنكنوت ‪500‬‬ ‫ي���ورو �ش�أنه���ا �ش����أن �أوراق البنكنوت م���ن الفئات‬ ‫الأخ���رى للي���ورو �ستحتفظ دائم���ا ً بقيمتها ويمكن‬ ‫مبادلتها من خالل نظام الي���ورو للبنوك المركزية‬ ‫الوطنية لفترة زمنية غير محددة"‪.‬‬

‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪61‬‬


‫البور�صات العربية والدولية‬

‫�أخبار �أ�سواق المال‬

‫العمالت‬

‫المؤشر‬

‫إن�س خروج بريطانيا من �أوروبا ‪ -‬البنوك االيطالية هي م�صدر قلق �أكبر‬ ‫� َ‬ ‫يبل ��غ مع ��دل الدين �إلى النات ��ج المحلي الإجمالي ف ��ي ايطاليا ‪- ٪132‬‬ ‫�أكث ��ر م ��ن �ضعف الم�ستوى ال ��ذي و�ضعته معاه ��دة ما�ستريخت لتجمع‬ ‫اليورو‪ .‬وقد و�صلت القرو�ض المتعثرة الإيطالية �إلى ‪ 360‬مليار يورو‪،‬‬ ‫وه ��ي تم ّث ��ل ‪ ٪18‬من �إجمالي القرو�ض وت�س ��اوي �سد�س الناتج المحلي‬ ‫الإجمال ��ي الإيطالي‪ .‬وهذا يعني �أن الحكومة الإيطالية الواقعة �أ�ص ً‬ ‫ال‬ ‫تح ��ت �ضغ ��ط �شديد �سوف تكافح لإنقاذ بنوكه ��ا حتى لو ُ�سمح لها بفعل‬ ‫ذل ��ك بموج ��ب "مجل� ��س �إدارة الق ��رار الواح ��د" ‪(Single Resolution‬‬ ‫)‪ Board‬الجديد في منطقة اليورو‪.‬‬ ‫من ��ذ بع� ��ض الوق ��ت خ�ش ��ي المحلل ��ون م ��ن "ت�أثي ��ر الفرا�ش ��ة" حي ��ث‬ ‫الم�ش ��اكل في بنك �إيطالي قد تطل ��ق �سل�سلة من ردود الفعل وتداعيات‬ ‫عبر النظام الم�صرفي الأوروبي‪.‬‬ ‫الواق ��ع �إن �إن�شاء �صن ��دوق م�ساندة بمبلغ ‪ 5‬مليارات يورو لإنقاذ �أ�ضعف‬ ‫ال ُمقر�ضي ��ن في �إيطاليا �إذا لزم الأمر‪ ،‬كما ورد في �صحيفة "فاينن�شال‬ ‫تايم ��ز"‪ ،‬قد يك ��ون و�سيلة لتهدئة هذه المخاوف‪ .‬ولكنه مع ذلك �سوف‬ ‫يترك روما مع واحد من �أ�ضعف الأنظمة الم�صرفية في �أوروبا‪.‬‬ ‫من جهتها وعدت الحكومة الإيطالية �أي�ضاً بمعالجة قوانين الإفال�س‬ ‫الت ��ي عفا عليها الزمن في البالد حيث يبل ��غ متو�سط �إ�سترداد العافية​​‬ ‫�سبع �سنوات (مقابل المعدل الأوروبي البالغ �سنتين �أو ثالث �سنوات)‪،‬‬ ‫ويمك ��ن �أن ي�ستغ ��رق ‪� 12‬أو ‪ 13‬عام� �اً‪ .‬وق ��د وع ��دت بت�شري ��ع جدي ��د ف ��ي‬ ‫غ�ضون الأيام المقبلة‪.‬‬ ‫حت ��ى �إذا ح ��دث ذل ��ك ف�إن ��ه ال ي ��زال هن ��اك طري ��ق طوي ��ل‪� .‬سبع ��ون في‬ ‫المئ ��ة م ��ن القرو� ��ض المتعثرة الإيطالي ��ة تتعلق بالم�شاري ��ع ال�صغيرة‬ ‫والمتو�سط ��ة الحجم‪ ،‬وهي من النوع القديم وجودة �أ�صولها مختلطة‪،‬‬ ‫وفق� �اً لوكال ��ة الت�صنيف الإئتماني "فيت�ش"‪ .‬وق ��د �أُطلِق برنامج توريق‬ ‫م�ضم ��ون من الدول ��ة للقرو�ض المتعثرة في �شب ��اط (فبراير) الفائت‬

‫كبدي ��ل م ��ن المبيع ��ات المبا�ش ��رة‪ ،‬ولك ��ن‪ ،‬تفي ��د "فيت� ��ش" �أن " البنوك‬ ‫قال ��ت �أن المخط ��ط يب ��دو مُرهِ قاً ب�ش ��كل مُفرِط وهذا م ��ن المرجح �أن‬ ‫يح ّد من �إ�ستعدادها للم�شاركة"‪.‬‬ ‫وق ��د �أُثي ��ر العم ��ل عل ��ى �صن ��دوق الإنق ��اذ‪ ،‬م ��ن طريق زي ��ادة ر�أ� ��س المال‬ ‫المخط ��ط له‪ ،‬من قبل البنك الإقليمي "بوبوالري دي فيت�شنزا" والذي‬ ‫تعه ��د بتمويله �أكبر بنك في الب�ل�اد وواحد من �أقواها‪" ،‬يونيكريديت"‪.‬‬ ‫�إذا ل ��م يتم بيع الأ�سهم و�إنتهت بها المطاف في �سجالت "يونيكريديت"‬ ‫فق ��د ت� ��ؤدي ب"يونيكريدي ��ت" نف�سه �إل ��ى الحاجة �إلى المزي ��د من ر�أ�س‬ ‫المال‪ ،‬وهكذا ت�صبح م�شاكل بنك واحد م�شكلة بالن�سبة �إلى القطاع ككل‪.‬‬ ‫كم ��ا ه ��و‪ ،‬ينطوي �صندوق الإنقاذ على �أكبر و�أق ��وى البنوك التي تدعم‬ ‫�أ�صغ ��ر و�أ�ضع ��ف البن ��وك‪ ،‬وم ��ا �إذا كان ه ��ذا يحت ��وي �أو ين�ش ��ر الم�شكل ��ة‬ ‫فيجب الإنتظار لنعرف ونكت�شف‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ف ��ي نظام العملة الم�شتركة مثل اليورو‪ ،‬ت�شكل المالية ال�سيئة �إ�ضافة �إلى‬ ‫�ضع ��ف القطاع الم�صرفي في ايطاليا تحدياً كبيراً‪ .‬لقد ر�أينا مع اليونان‬ ‫كي ��ف �أن ال�صعوب ��ات االقت�صادية لع�ضو واح ��د يمكن �أن ت�ؤثر في الأع�ضاء‬ ‫الآخري ��ن‪ ،‬وكي ��ف �أن الحل ��ول ينبغ ��ي �أن ت�أخ ��ذ ف ��ي االعتب ��ار كل الحقائ ��ق‬ ‫االقت�صادية وال�سيا�سية ‪ -‬ب�إخت�صار‪� ،‬إلى �أي مدى �سيكون دافعو ال�ضرائب‬ ‫واقع في ورطة‪.‬‬ ‫في �ألمانيا على �إ�ستعداد للإنفاق لم�ساعدة بلد خارجي ٍ‬ ‫كان هن ��اك غ�ض ��ب كبير على اليونان‪ ،‬حيث �أن �إقت�ص ��اده �أ�صغر ‪ 18‬مرة‬ ‫م ��ن نظيره الألمان ��ي‪� .‬إن �إقت�صاد �إيطاليا‪ ،‬عل ��ى النقي�ض من ذلك‪ ،‬هو‬ ‫�أكث ��ر م ��ن ن�صف �إقت�ص ��اد �ألمانيا‪ .‬و�إذا وقعت �إيطاليا ف ��ي �صعوبات ف�إن‬ ‫منطق ��ة الي ��ورو ب�أكمله ��ا �ستك ��ون ف ��ي �أزمة كبي ��رة �إذا خرج ��ت المملكة‬ ‫المتح ��دة م ��ن االتح ��اد الأوروب ��ي �أو بقي ��ت في ��ه حيث لن يك ��ون لذلك‬ ‫عواقب على الإطالق‪.‬‬ ‫روما ‪ -‬محمد �سليم‬

‫البنك الدولي يعلن �إنهيار �إحتياطي �سوريا من العمالت الأجنبية‬ ‫�أعل ��ن البن ��ك الدول ��ي ف ��ي ‪ 20‬ني�س ��ان (�إبريل)‬ ‫الفائ ��ت �إنهي ��ار �إحتياطي "الم�ص ��رف المركزي‬ ‫ال�س ��وري" التابع للنظام م ��ن العمالت الأجنبية‪،‬‬ ‫متراجع� � ًا من ‪ 20‬ملي ��ار دوالر (‪ 17‬ملي ��ار يورو)‬ ‫قب ��ل بداي ��ة الثورة �إل ��ى ‪ 700‬ملي ��ون دوالر (‪616‬‬ ‫مليون يورو)‪.‬‬ ‫وق ��ال البن ��ك الدول ��ي ف ��ي تقري ��ره ال ��ذي حمل‬ ‫عنوان "مين ��ا �إيكونومي ��ك مونيت ��ور" (المراقب‬ ‫الإقت�ص ��ادي لمنطقة ال�ش ��رق الأو�س ��ط و�ش ��مال‬ ‫�أفريقيا) �أن "انهيار ال�صادرات واالحتياطي �أدى‬

‫‪60‬‬

‫العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫�إلى تراجع قيمة العملة الوطنية"‬ ‫وفي العام ‪ ،2010‬كان �سعر �صرف الليرة ال�سورية‬ ‫‪ 47‬ليرة للدوالر الواحد‪ ،‬في حين بات اليوم ‪462‬‬ ‫ليرة للدوالر وفق التداول الر�سمي‪� .‬أما في ال�سوق‬ ‫ال�سوداء فيراوح بين ‪ 500‬و‪ 510‬ليرات‪.‬‬ ‫و�أو�ضح البنك الدولي �أن �إجمالي الناتج الداخلي‬ ‫في �س ��وريا تراجع بن�س ��بة ‪ 19‬ف ��ي المئة في العام‬ ‫‪ ،2015‬ويفتر�ض �أن ي�ش ��هد تراجع ًا جديد ًا بن�سبة‬ ‫‪ 8‬في المئة في ‪.2016‬‬ ‫ف ��ي المقاب ��ل‪� ،‬إرتف ��ع العج ��ز ف ��ي الموازن ��ة في‬

‫�ش ��كل كبير من ‪ 12‬في المئة م ��ن �إجمالي الناتج‬ ‫الداخل ��ي خالل الفترة بين ‪ 2011‬و‪� 2014‬إلى ‪20‬‬ ‫في المئ ��ة في ‪ ،2015‬ويفتر�ض �أن ي�ص ��ل �إلى ‪18‬‬ ‫في المئة في ‪.2016‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وتعان ��ي �س ��ورية خ�صو�ص� �ا تراجع� �ا للعائ ��دات‬ ‫النفطي ��ة من ‪ 4.7‬مليارات دوالر في العام ‪2011‬‬ ‫(‪ 4.1‬ملي ��ارات ي ��ورو) �إل ��ى ‪ 0.14‬ملي ��ار دوالر‬ ‫(‪ 0.12‬ملي ��ار ي ��ورو) ف ��ي ‪ .2015‬وب ��ات تنظيم‬ ‫"الدولة اال�س�ل�امية" ي�س ��يطر عل ��ى غالبية �آبار‬ ‫النفط في البالد‪.‬‬


‫خاص��ة‪ .‬وقد س��اهمت الس��رية المصرفية في نمو القط��اع المصرفي "حزب الله" تأثير خاص في لبنان على الرغم من أنه فرض على كل دول‬ ‫وودائع��ه من كل حدب و صوب‪ ،‬حي��ث دعمه اإلغتراب اللبناني الذي العالم‪ ،‬ذلك بأنه يجعل القطاع المصرفي اللبناني في قلب الصراع الدائر‬ ‫يف��وق عدد س��كان لبنان‪ ،‬و"البت��رودوالر" المتدفق م��ن دول الخليج في المنطقة رغم جميع محاولته و نجاحه في عزل نفسه عن الصراعات‬ ‫العربية‪ .‬ومن دون ش��ك إن الس��رية المصرفية تلعب دوراً إيجابياً في السياسية الداخلية والدولية على كثرتها‪ .‬لقد وضع القرار األخير القطاع‬ ‫نمو الودائع في أوقات األزمات والفورات اإلقتصادية على حد س��واء‪ .‬المصرفي اللبناني في وضع محرج إس��تطاع في بادىء األمر إمتصاصه‪.‬‬ ‫في خضم الحرب األهلية اللبنانية وبينما كان القتل في الش��وارع كانت وما لبثت أن برزت التساؤالت كثيرة حول مصير حسابات شريحة كبيرة‬ ‫ودائ��ع القطاع المصرفي تنمو في ما ع��دا خالل حقبة ثمانينات القرن من اللبنانين وال سيما نواب "حزب الله"‪ ،‬وليس فقط تلك األسماء التي‬ ‫الفائت‪ .‬ومع إعادة اإلعمار وعودة اإلستقرار السياسي واألمني في لبنان وردت على الالئحة التي اصدرتها وزارة الخزانة األميركية‪ .‬لكن سرعان ما‬ ‫ساهمت السرية المصرفية في ضخ مبالغ هائلة إلى القطاع المصرفي‪ .‬إستطاع مصرف لبنان بحكمته المعهودة إلى إصدار المراسيم التطبيقية‬ ‫وأخيراً فيما كانت األزم��ة المالية تعصف بالعالم‪ ،‬تكلم اإلعالم الغربي فخفف من وطأة القرار عبر حصر قرار إغالق أو رفض فتح الحس��ابات‬ ‫عن معجزة لبنان المالية التي‪ ،‬و بفضل السرية المصرفية‪ ،‬جعلت لبنان بإجب��ار المصارف اللبنانية بالمرور به وأخ��ذ موافقة على أي قرار من‬ ‫يس��تفيد من األزمة ويجذب تحويالت لم يس��بق له��ا مثيل في تاريخ هذا الن��وع‪ .‬بانت األمور و كأن هناك تنس��يقاً ضمنياً وعبر قنوات مع‬ ‫البلد‪.‬‬ ‫"حزب الله" لهندس��ة تطبيق القرار خصوصاً أن بعض المعلومات اشار‬ ‫بشكل منسق‬ ‫لقد تغ ّير مش��هد العالم اليوم‪ ،‬و ب��ات لبنان في عين العاصفة‪ .‬فاألزمة إلى سحب أموال جمعيات وهيئات من القطاع المصرفي‬ ‫ٍ‬ ‫اليوم تستهدف‪ ،‬ولو‬ ‫بشكل غير مباشر‪ ،‬السرية المصرفية‪ .‬وتحليل أولي لوض��ع حد للبلبل��ة‪ .‬و في هذه األجواء‪ ،‬كان��ت تصريحات كتلة الوفاء‬ ‫ٍ‬ ‫للتأثيرات يش��ير إلى ق��درة القطاع المصرفي عل��ى التأقلم مع األجواء للمقاومة‪ ‬حول تعامل مصرف لبنان مع القرار‪ ‬مفاجئة‪ ،‬و لعله قد يشير‬ ‫الجديدة‪ .‬فعلى الرغم من التوجه الدولي تراجعت التحويالت‬ ‫بش��كل إل��ى أن التكهنات حول التنس��يق الضمني مع المص��رف المركزي غير‬ ‫ٍ‬ ‫طفيف من ‪ ٧٫٢‬مليارات دوالر في العام ‪ ٢٠١٤‬إلى ‪ ٧٫١‬مليارات دوالر في صحيحة‪ ‬أو أن شيئاً ما حصل خارج إطار هذه التفاهمات‪.‬‬ ‫الع��ام ‪ ،٢٠١٥‬كما ُتظهر التحويالت‬ ‫ومهم��ا تك��ن أس��باب رد فع��ل‬ ‫ألول ش��هرين م��ن الع��ام الحالي‬ ‫الكتلة‪ ،‬إال أن ذل��ك يجعل مصرف‬ ‫تراجع��اً طفيف��اً قد يكون بس��بب‬ ‫لبن��ان وألول م��رة عل��ى خ��ط‬ ‫بداي��ة تأثير تراجع أس��عار النفط‬ ‫اإلشتباك‪ ‬السياس��ي ف��ي لبن��ان‪،‬‬ ‫ف��ي التحويالت م��ن دول الخليج‪.‬‬ ‫و يض��ع القط��اع المصرفي‪ ‬أم��ام‬ ‫ويتع ّين اإلش��ارة هن��ا إلى صعوبة‬ ‫تحدي��ات كبي��رة والوض��ع المالي‬ ‫تقييم تأثير السرية المصرفية على‬ ‫ف��ي لبن��ان أم��ام منعط��ف ربما‬ ‫جذب التحويالت بسبب غياب أي‬ ‫األخطر‪ ‬من��ذ تس��عينات الق��رن‬ ‫دراسة علمية من هذا النوع أو أي‬ ‫الفائت‪ ،‬وذل��ك إن لم تتم معالجة‬ ‫الخ�لاف خل��ف الكواليس‪ ‬وبعيداً‬ ‫تصريح رس��مي في هذا اإلطار‪ ،‬لذا‬ ‫تبقى التحليالت في إطار التكهنات‬ ‫م��ن اإلع�لام‪ .‬إن معالجة مس��ائل‬ ‫و الس��يناريوهات‪ .‬و لكن ال يمكن‬ ‫بهذه الحساس��ية يس��تدعي األخذ‬ ‫التغاض��ي أيض��اً ع��ن الضغوطات‬ ‫بعين اإلعتب��ار معطيات إقتصادية‬ ‫األوروبية وال سيما من قبل منظمة‬ ‫دولية تش��ير إلى إستحالة عمل أي‬ ‫الحماي��ة واألمن التي طالبت لبنان‬ ‫قطاع مصرف��ي في العال��م خارج‬ ‫بتس��ليم بيانات��ه المصرفية واصف ًة‬ ‫اإلمالءت األميركية‪ ‬بسبب سيطرتها‬ ‫إياه بنموذج يكاد يكون جنة مالية‬ ‫على سالح الدوالر وجميع شركات‬ ‫وملجأً لألموال التائهة والهاربة‪.‬‬ ‫التحوي��ل والتصني��ف والمصارف‬ ‫المراسلة في العالم‬ ‫كان للقرار األخير الذي يس��تهدف‬ ‫ن�سق مع "حزب الله" لإ�صدار قراره‬ ‫ريا�ض �سالمة‪ :‬هل ّ‬ ‫* خبير �إقت�صادي‪ ،‬و�أ�ستاذ الإقت�صاد في كلية �إدارة الأعمال في جامعة بيروت العربية‬

‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪63‬‬


‫ر�أي خبير‬

‫بقلم الدكتور عبداهلل نا�صر الدين*‬

‫هل باتت ال�سرية الم�صرفية في لبنان‬ ‫في خطر؟‬ ‫عند صدور قرار وزارة الخزان��ة األميركية األخير رقم‪ ٢٢٩٧ ‬مفاعيلها إختلفت بين دول ٍة وأخرى‪.‬‬ ‫الذي يستهدف "حزب الله"‪ ،‬إستطاع مصرف لبنان (المركزي) لق��د أثارت تلك القوانين تس��اؤالت مالية و إقتصادي��ة مهمة خصوصاً‬ ‫ومعه القطاع المصرف��ي اللبناني إمتصاص العواقب األولية المباش��رة في تل��ك الدول التي تعمل بالس��رية المصرفية في العالم كسويس��را‬ ‫للق��رار عب��ر قطع الطري��ق عل��ى أي إلتباس‪ ‬في ما يتعل��ق في مدى ولوكس��مبورغ وس��نغافورة ولبنان‪ .‬بموازاة ذلك‪ ،‬ولكي يزيد المش��هد‬ ‫إلت��زام بيروت بالقرار‪ ،‬وعمدت حاكمية المصرف المركزي اللبناني إلى تعقيداً‪ ،‬أتت قضية تسريبات أوراق بنما‪ ،‬والسيما‪ ‬الضجة‪ ‬الدولية العارمة‬ ‫إصدار التعميم ‪ ١٣٧‬حول المراس��يم التطبيقية للقرار لتس��تبق الزيارة الت��ي تبعتها للقضاء على الجن��ات الضريبية والم�لاذات األمنة‪ ،‬لتزيد‬ ‫المتوقعة‪ ‬لمس��اعد وزير الخزانة األميرك��ي ديفيد غاليزر إلى العاصمة التس��اؤالت حول قدرة هذه الدول على الجمع بين الشفافية كمطلب‬ ‫اللبنانية في االس��ابيع المقبلة‪ .‬لكن هذا المش��هد سرعان أن تغ ّير مع دولي والسرية المصرفية‪.‬‬ ‫خروج كتلة الوفاء للمقاومة (كتلة نواب "حزب‬ ‫رضخت الدول الرائدة في الس��رية المصرفية‬ ‫للتوج��ه الدولي‪ ،‬فسويس��را مث� ً‬ ‫الله" في مجلس النواب) عن صمتها في تحرك‬ ‫لا التي اقرت‬ ‫غير متوق��ع يدين إنصياع القط��اع المصرفي‬ ‫الس��رية المصرفي��ة ف��ي الع��ام ‪ ٢٠٢٤‬قررت‬ ‫التخل��ي عنها مع نهاية الع��ام ‪ ،٢٠١٨‬و أعرب‬ ‫ومع��ه مصرف لبنان للقرارت األميركية المالية �إ�ستطاع القطاع الم�صرفي اللبناني‬ ‫المتكاثرة من دون "أخذ مصلحة لبنان" بعين‬ ‫رواد القط��اع المصرف��ي فيه��ا عن إس��تحالة‬ ‫وعلى ر�أ�سه م�صرف لبنان الت�أقلم‬ ‫اإلعتبار حسب ما أعربت الكتلة‪ .‬والسؤال هنا‪:‬‬ ‫أإلس��تمرار به��ا في ظ��ل التغي��رات الحاصلة‬ ‫مع القرارات الأميركية و الدولية‬ ‫ما هي مفاعي��ل القرار األميرك��ي اإلقتصادية‬ ‫والمطالب الدولية الحاس��مة‪ .‬ومن جهته‪ ،‬لم‬ ‫المتكررة في ال�سنوات القليلة‬ ‫ّ‬ ‫والمالية وال س��يما تل��ك المرتبطة بالس��رية‬ ‫بش��كل رس��مي عل��ى موقفه من‬ ‫ُيعلق لبنان‬ ‫ٍ‬ ‫في‬ ‫النواب‬ ‫مجل�س‬ ‫أقر‬ ‫�‬ ‫لقد‬ ‫الما�ضية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫المصرفية وما هي هذه التداعيات بعد دخول‬ ‫الس��رية المصرفية التي يعمل به��ا وقرر كما‬ ‫ثالثة‬ ‫الفائت‬ ‫(نوفمبر)‬ ‫الثاني‬ ‫ت�شرين‬ ‫مصرف لبنان و لو مرغماً على خط التش��ابك‬ ‫يبدو اإللتزام بالقرارات الدولية من دون ربطها‬ ‫السياسي في لبنان؟‬ ‫قوانين �أ�صدرها م�صرف لبنان تتعلق بالس��رية المصرفي��ة‪ .‬أم��ا إجاب��ات المصرف‬ ‫بتبي�ض الأموال ومحاربة الإرهاب‪،‬‬ ‫إستطاع القطاع المصرفي اللبناني وعلى رأسه‬ ‫المركزي وجمعي��ة المص��ارف اللبنانية حول‬ ‫إ�ضافة �إلى نقل تداعيات هذه القرارات على السرية المصرفية‬ ‫مص��رف لبنان التأقلم مع الق��رارات األميركية والتهرب ال�ضريبي‪ً � ،‬‬ ‫و الدولي��ة المتك��ررة ف��ي الس��نوات القليلة‬ ‫فق��د بقيت غامض��ة مع الميل ح��ول اإلبقاء‬ ‫الأموال عبر الحدود البرية‬ ‫الماضية‪ .‬لقد أق ّر مجلس النواب في تش��رين‬ ‫عليه��ا‪ .‬وكانت الس��رية المصرفي��ة في لبنان‬ ‫ُ‬ ‫الثاني (نوفمبر) الفائت ثالثة قوانين أصدرها‬ ‫أق�� ّرت في العام ‪ ١٩٥٦‬بع��د ضغوطات كبيرة‬ ‫لبنان‬ ‫في‬ ‫الم�صرفية‬ ‫ال�سرية‬ ‫تتجاوز‬ ‫مصرف لبنان تتعل��ق بتبيض األموال ومحاربة‬ ‫م��ن أصحاب النفوذ اإلقتص��ادي حينها كرجل‬ ‫ً‬ ‫لت�شمل‬ ‫ا‬ ‫دولي‬ ‫المقبولة‬ ‫المهنية‬ ‫ال�سرية‬ ‫اإلرهاب‪ ،‬والته��رب الضريبي‪ ،‬إضاف ًة إلى نقل‬ ‫األعم��ال والمصرف��ي اللبناني ‪ -‬الفلس��طيني‬ ‫األموال عبر الحدود البرية‪ ،‬كما سبق أن إلتزم �سرية المعلومات الم�صرفية وحجبها يوسف بيدس مؤسس ومالك بنك "إنترا"‪.‬‬ ‫حتى عن ال�سلطات وال �سيما وزارة‬ ‫القط��اع المصرفي بقانون اإلمتث��ال الضريبي‬ ‫تتجاوز الس��رية المصرفية في لبنان الس��رية‬ ‫للحسابات األجنبية (فاتكا) المرتبط بالتصريح المال‪ ،‬وهي ال ت َ‬ ‫ُرفع عن �أي ح�ساب �إال المهني��ة المقبول��ة دولي��اً لتش��مل س��رية‬ ‫الضريبي للمواطنين األميركيين خارج الواليات‬ ‫المعلوم��ات المصرفي��ة وحجبه��ا حت��ى عن‬ ‫ب�إيعاز من هيئة تحقيق خا�صة‬ ‫المتحدة‪ .‬وهذه القوانين لم ُتف َرض على لبنان‬ ‫الس��لطات وال سيما وزارة المال‪ ،‬وهي ال ُتر َفع‬ ‫فحس��ب بل عل��ى دول العال��م أجمع‪ ،‬ولكن‬ ‫عن أي حس��اب إال بإيعاز م��ن هيئة تحقيق‬

‫‪62‬‬

‫العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬


‫زوريخ ‪ -‬ه�شام الجعفري‬ ‫نقل ��ت وكال ��ة �أنب ��اء الجمهوري ��ة الإ�س�ل�امية ع ��ن‬ ‫حميد طهرانف ��ار نائب محافظ البن ��ك المركزي‬ ‫الإيران ��ي‪ ،‬قوله "ال تزال هن ��اك فوبيا الخوف من‬ ‫�إيران في القطاع الم�صرفي وهو ما نحاول التغلب‬ ‫عليه"‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف‪" :‬طلبن ��ا م ��ن �ص ��ندوق النق ��د الدول ��ي‬ ‫مراجع ��ة قوانينن ��ا حت ��ى تطمئ ��ن بن ��وك ال ��دول‬ ‫الأخرى‪ .‬و�س ��يعلن �ص ��ندوق النق ��د الدولي تقييمه‬ ‫في العام ‪ ."2018‬ولم ّ‬ ‫يو�ضح ال�سبب في �إ�ستغراق‬ ‫�إعالن التقييم فترة عامين‪.‬‬ ‫وكان ��ت ال ��دول الغربية الكب ��رى بقي ��ادة الواليات‬ ‫المتح ��دة واالتح ��اد الأوروبي قد رفع ��ت في كانون‬ ‫الثاني (يناير) الفائت معظم العقوبات عن �إيران‬ ‫مقابل الحد من برنامجها النووي‪.‬‬ ‫لك ��ن بع� ��ض العقوب ��ات الأميركية لم تُر َف ��ع‪ ،‬وظلّ‬

‫م ��ن المحظور على البنوك الأميركي ��ة القيام ب�أي‬ ‫�أعمال تجارية مع �إيران �س ��واء ب�ش ��كل مبا�ش ��ر �أو‬ ‫غير مبا�ش ��ر لأن وا�ش ��نطن ال ت ��زال تتهم طهران‬ ‫"بدعم الإرهاب"‪ ،‬ح�سب وكالة "رويترز"‪.‬‬ ‫و�أدى ه ��ذا �إل ��ى �إحج ��ام م�ؤ�س�س ��ات �أوروبي ��ة عن‬ ‫التعامل مع �إيران خ�ش ��ية مواجهة م�ش ��اكل قانونية‬ ‫�أميركية �إذا ا�ست�أنفت الروابط الم�صرفية‪.‬‬ ‫وبموج ��ب تخفي ��ف العقوب ��ات‪� ،‬أُعيد رب ��ط معظم‬ ‫البنوك الإيرانية ب�شبكة جمعية الإت�صاالت المالية‬ ‫العالمية بين البنوك (�س ��ويفت) ال�شهر الما�ضي‪،‬‬ ‫مم ��ا �أتاح لإيران �إ�س ��تئناف التعامالت الدولية مع‬ ‫البنوك الأجنبية‪.‬‬ ‫وقال �أليك�س ثير�سبي الرئي�س التنفيذي لمجموعة‬ ‫بنك �أبوظب ��ي‪� ،‬أكبر بنك في الإمارات‪� ،‬إن البنوك‬ ‫ال ت�س ��تطيع �إب ��رام تعام�ل�ات م ��ع �إي ��ران بالدوالر‬ ‫الأميركي بموجب الأو�ضاع الراهنة‪.‬‬ ‫وانتق ��د نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت‬

‫�إنتقد نائب وزير الخارجية الإيراني‬ ‫مجيد تخت روانجي �أحد مفاو�ضي‬ ‫الإتفاق النووي ما و�صفه "ال�سلوك‬ ‫المتح ّفظ" من البنوك الأوروبية في‬ ‫�إ�ستئناف التعامالت مع الجمهورية‬ ‫الإ�سالمية‪ ،‬ونقلت وكالة �أنباء‬ ‫الجمهورية الإ�سالمية عنه قوله لرجال‬ ‫�أعمال �أوروبيين في منتدى �إ�ست�ضافته‬ ‫طهران �أخير ًا‪" :‬ال توجد عراقيل قانونية‬ ‫�أمام تو�سيع العالقات الإيرانية الأوروبية"‬ ‫روانجي �أحد مفاو�ض ��ي الإتفاق النووي ما و�ص ��فه‬ ‫"ال�س ��لوك المتح ّفظ" من البن ��وك الأوروبية في‬ ‫�إ�ستئناف التعامالت مع الجمهورية الإ�سالمية‪.‬‬ ‫ونقل ��ت وكال ��ة �أنب ��اء الجمهوري ��ة الإ�س�ل�امية عن‬ ‫تخ ��ت روانجي قوله لرج ��ال �أعم ��ال �أوروبيين في‬ ‫منت ��دى ا�ست�ض ��افته طه ��ران �أخي ��ر ًا‪" :‬ال توج ��د‬ ‫عراقيل قانونية �أمام تو�س ��يع العالق ��ات الإيرانية‬ ‫الأوروبية"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وق ��ال �أي�ض� �ا �إن البن ��ك المرك ��زي الإيراني ينفذ‬

‫قوانين جديدة �ضد غ�سيل الأموال وتمويل الإرهاب‬ ‫وذلك لت�سهيل الروابط مع البنوك الأوروبية‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن �أكب ��ر البنوك ف ��ي �إي ��ران تحر�ص على‬ ‫�إ�س ��تئناف العالقات مع البنوك الأوروبية الكبرى‪،‬‬ ‫لك ��ن الم�ؤ�س�س ��ات المالي ��ة الأ�ص ��غر فق ��ط عل ��ى‬ ‫�إ�س ��تعداد للعودة �إلى ال�س ��وق الإيرانية في �أعقاب‬ ‫الإتفاق النووي التاريخي‪.‬‬ ‫في مقابلة �صحافية في ‪� 3‬أيار (مايو) على هام�ش‬ ‫م�ؤتمر ُعقد في زوريخ‪ ،‬عزا م�صطفى به�شتي روى‪،‬‬ ‫ع�ض ��و في المجل�س التنفيذي لبنك "با�سارغاد"‪،‬‬ ‫ه ��ذا الت ��ردد �إل ��ى �إتفاق ��ات الت�س ��وية الت ��ي بلغت‬ ‫ملي ��ارات ال ��دوالرات والتي تو�ص ��لت �إليها البنوك‬ ‫الأوروبي ��ة الكب ��رى م ��ع وزارة الع ��دل الأميركي ��ة‬ ‫ح ��ول �إنته ��اكات العقوبات ال�س ��ابقة‪ .‬و�أ�ش ��ار �إلى‬ ‫�أن مكتب مراقبة الأ�ص ��ول الأجنبي ��ة التابع لوزارة‬ ‫الخزان ��ة الأميركية يمكنه طم�أنة هذه البنوك ب�أن‬ ‫الحظر قد ُرفع ويمكنها بالتالي �إ�ستئناف الأعمال‬ ‫الم�شروعة مع �إيران‪.‬‬ ‫وقد �أعرب م�س� ��ؤولون �إيراني ��ون عن �إحباطهم من‬ ‫ب ��طء وتيرة الفوائد الإقت�ص ��ادية الملمو�س ��ة التي‬ ‫�شهدوها منذ تنفيذ خطة العمل الم�شترك ال�شاملة‬ ‫في ‪ 16‬كانون الثاني (يناير) الفائت‪ .‬وكان العائق‬ ‫الرئي�سي ال�صعوبة التي تواجهها طهران في �إعادة‬ ‫ربط م�ؤ�س�س ��اتها المالي ��ة والإقت�ص ��ادية بالنظام‬ ‫المالي الدولي‪.‬‬ ‫وقال "به�ش ��تي روى" �أن العقوبات ق ّو�ضت البنوك‬ ‫الإيراني ��ة و�أجبرت تمويل التجارة على اللجوء �إلى‬ ‫قنوات غام�ض ��ة‪ .‬وم�صرفه‪ ،‬الذي ت�أ�س�س في العام‬ ‫‪ ،2005‬قد تعامل مع م ��ا قيمته ‪ 11‬مليار دوالر في‬ ‫تموي ��ل التجارة ف ��ي ‪ ،2012-2011‬ح�س ��ب قوله‪،‬‬ ‫ولكن ح�ص ��ته في ال�س ��وق �إنهارت �إلى مليار دوالر‬ ‫في العام التالي في ظل العقوبات‪.‬‬ ‫وق ��ال‪" :‬علين ��ا ال�س ��ماح للقط ��اع الم�ص ��رفي‬ ‫معالجة المدفوعات‪ ،‬لأنه يمكن ر�ص ��ده ومراقبته‬ ‫ب�سهولة"‪.‬‬ ‫وقال "به�ش ��تي روى" �أن بنك "با�س ��ارغاد"‪ ،‬الذي‬ ‫عل ��ى عك�س البن ��ك المركزي الإيران ��ي‪ ،‬لم ُي َ‬ ‫قطع‬ ‫عن ��ه نظ ��ام "�س ��ويفت" للتعام�ل�ات الإلكترونية‪،‬‬ ‫يجري درا�س ��ة العناية الواجبة الخا�ص ��ة به للت�أكد‬ ‫من �أن العملي ��ة ال تنطوي على مواد محظورة ذات‬ ‫�إ�ستخدام مزدوج ع�سكري ‪ /‬مدني‪ ،‬و�أن الم�شتري‬ ‫والبائع �ش ّفافان‪ ،‬و�أن �أي �شخ�ص في العملية لي�س‬ ‫م�شمو ًال بالحظر الأميركي‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف‪�" :‬إنن ��ا ال نفه ��م ما هو ن ��وع الخطر‬ ‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪65‬‬


‫�أ�سواق المال‬ ‫مصارف‬

‫ُرفعت العقوبات لكن المعاناة لم تنت ِه بعد‬

‫لماذا تتردد البنوك الأوروبية‬ ‫الكبرى في العودة �إلى �إيران؟‬ ‫�شك��ت �إي��ران �أخيراً من �أن البنوك الأوروبية تحج��م عن �إ�ستئناف العالقات التجاري��ة معها في �أعقاب رفع‬ ‫العقوب��ات الإقت�صادي��ة‪ ،‬وقال��ت �إنها طلبت م��ن �صندوق النقد الدول��ي تبديد مخاوف ه��ذه الم�ؤ�س�سات‪.‬‬ ‫ويب��دو �أن الإيرانيين والأميركيين يرون �أ�سباب ًا مختلفة لإحجام البنوك الأوروبية الكبرى للعودة �إلى ال�سوق‬ ‫الإيرانية بعد الإتفاق النووي‪.‬‬ ‫البنك المركزي الإيراني‪� :‬سن قوانين جديدة لإعادة الثقة �إلى البنوك‬

‫‪64‬‬

‫العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬


‫�أ�سواق المال ¶ م�صارف‬ ‫الذي يرتبط بهذه المعامالت‪ .‬ما نطلبه هو مجرد‬ ‫تمويل �شفاف تمام ًا للتجارة"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وقد �ش ��كا م�س� ��ؤولون �إيرانيون �أي�ض� �ا من �أن عدم‬ ‫الو�ص ��ول المبا�ش ��ر �أو غير المبا�ش ��ر �إل ��ى النظام‬ ‫المال ��ي ف ��ي الوالي ��ات المتح ��دة ق ��د ع ّق ��د وق ّيد‬ ‫قدرتهم على الو�ص ��ول �إلى مليارات الدوالرات من‬ ‫عائ ��دات النفط التي كانت ق ��د ُج ّمدت في المقام‬ ‫الأول في البنوك الآ�س ��يوية‪ .‬وقال به�ش ��تي روى �أنه‬ ‫يجب على الحكومة الأميركية �أن ت�سمح ب�إ�ستخدام‬ ‫الدوالر ب�إعتباره "�أداة للمحا�سبة" لت�سهيل تحويل‬ ‫العمالت مثل الريال ال ُعماني والروبية الهندية �إلى‬ ‫يورو‪.‬‬ ‫و�أف ��اد ج ��ورج كالينفيل ��د‪ ،‬وهو محام ��ي خبير في‬ ‫العقوبات في مكتب المحاماة "كليفورد ت�ش ��ان�س"‬ ‫في وا�ش ��نطن‪� ،‬أن مكتب مراقبة الأ�صول الأجنبية‬ ‫في وزارة الخزانة الأميركية يمكنه �إ�صدار رخ�صة‬ ‫عامة ت�س ��مح بالتحويالت الت ��ي تنطوي فقط على‬ ‫ال ��دوالر الأميرك ��ي في نح ��و ط ��ارىء‪ ،‬وال تتطلب‬ ‫الإنتق ��ال الفعلي للأم ��وال من خالل الم�ؤ�س�س ��ات‬ ‫الأميركية ‪ -‬ما ي�س ��مى �إنعطافات ب‪ 180‬درجة �أو‬ ‫(‪.)U-turns.‬‬ ‫ال َيع ��زو كالينفيل ��د �إحج ��ام البن ��وك الأوروبي ��ة‬ ‫الكبي ��رة للع ��ودة �إلى �إيران �إلى مخ ّلف ��ات �إتفاقات‬ ‫الت�سوية بمليارات الدوالرات بين البنوك الأجنبية‬ ‫الكب ��رى ووزارة الخزان ��ة في وا�ش ��نطن‪ ،‬ب ��ل �إلى‬ ‫العقوب ��ات الأميركية التي ّ‬ ‫تحظ ��ر على المواطنين‬ ‫الأميركيي ��ن التعامل تج ��اري‪ ،‬مهما كان نوعه‪ ،‬مع‬ ‫�إي ��ران � اّإل في عدد قليل من المج ��االت ال ُمحدّدة‪.‬‬ ‫ويعم ��ل ع ��دد م ��ن الأميركيي ��ن ف ��ي ع ��داد كب ��ار‬ ‫الم�س� ��ؤولين التنفيذيي ��ن ف ��ي ه ��ذه الم�ص ��ارف‪،‬‬ ‫وم ��ن ال�ص ��عب ج ��د ًا حرمانه ��م ب�ش ��كل كامل من‬ ‫العم ��ل مع طه ��ران‪ ،‬قال كالينفيلد‪ .‬و�أ�ض ��اف ب�أن‬ ‫مكتب مراقبة الأ�ص ��ول الأجنبية يمكن ��ه �أن يعالج‬ ‫هذا الأمر من طريق �إ�ص ��دار "رخ�ص ��ة عامة من‬ ‫�ش� ��أنها �أن ت�س ��مح للم�ؤ�س�س ��ات المالي ��ة الأجنبية‪،‬‬ ‫غير الأميركية‪� ،‬إ�شراك موظفيها الأميركيين" في‬ ‫الأعمال القانونية المت�صلة ب�إيران‪.‬‬ ‫من جهتها ت�صر �إدارة باراك �أوباما على �أنها تفعل‬ ‫كل �شيء من الواجب القيام به لتنفيذ خطة العمل‬ ‫الم�ش ��ترك ال�ش ��املة‪ .‬ويقول جاريت ب�ل�ان‪ ،‬نائب‬ ‫من�س ��ق المبادرة ف ��ي وزارة الخارجي ��ة الأميركية‬ ‫لتنفي ��ذ الإتف ��اق الن ��ووي الإيران ��ي وال ��ذي كان‬ ‫يح�ض ��ر المنتدى الأوروب ��ي – الإيراني في زوريخ‪:‬‬ ‫"نحن نميل �إلى التقدم" في هذه الق�ضايا � اّإل �أن‬

‫بنك با�سارغاد الإيراني‪ :‬هبطت معامالته التجارية من ‪ 11‬مليار دوالر �إلى مليار واحد‬

‫الحكوم ��ة الأميركي ��ة ال يمكنه ��ا �أن ت�أم ��ر البنوك‬ ‫ب�إتخاذ �إجراءات تعتبرها خطرة‪.‬‬ ‫ومن المتوقع �أن ينمو الإقت�ص ��اد الإيراني بن�س ��بة‬ ‫‪ ٪5 - 4‬ه ��ذا العام‪ ،‬وهو �أعلى معدل في المنطقة‪،‬‬ ‫ولكن ��ه ال يزال �أقل من ه ��دف طهران الطامح �إلى‬ ‫ن�س ��بة ‪ .٪8‬وتواجه البنوك االيراني ��ة تحديات مع‬ ‫ع ��دد كبير من القرو� ��ض المتعثرة التي ورثتها من‬ ‫�إدارة الرئي� ��س محمود �أحمدي نجاد‪ ،‬الذي �ش ��جع‬ ‫البنوك على الإقرا�ض عندما بلغت �أ�س ��عار النفط‬ ‫م�ستويات قيا�سية‪.‬‬ ‫وق ��ال "به�ش ��تي روى" �أن ه ��ذه القرو� ��ض قد تمت‬ ‫�إع ��ادة برمج ��ة مواعيده ��ا والبن ��ك المرك ��زي‬ ‫الإيران ��ي الآن ُي ِلزم الم�ؤ�س�س ��ات المالية االيرانية‬

‫نائب محافظ البنك المركزي‬ ‫الإيراني حميد طهرانفار‪" :‬ال تزال‬ ‫هناك "فوبيا" الخوف من �إيران في‬ ‫القطاع الم�صرفي وهو ما نحاول‬ ‫التغلب عليه‪ .‬وقد طلبنا من �صندوق‬ ‫النقد الدولي مراجعة قوانيننا حتى‬ ‫تطمئن بنوك الدول الأخرى‪ .‬و�سيعلن‬ ‫�صندوق النقد الدولي تقييمه في‬ ‫يو�ضح ال�سبب في‬ ‫العام ‪ ."2018‬ولم ّ‬ ‫�إ�ستغراق �إعالن التقييم فترة عامين‬

‫بالحف ��اظ عل ��ى ‪ ٪13‬م ��ن ودائعه ��ا ل ��دى البن ��ك‬ ‫المرك ��زي ب�س ��عر فائ ��دة ‪ ٪1‬فق ��ط‪ .‬في حي ��ن �أن‬ ‫البن ��وك‪ ،‬الت ��ي ال تزال م�ض ��طرة �إلى دفع �أ�س ��عار‬ ‫فائدة من رقمين للمودعين‪� ،‬أبدت �إ�س ��تياءها من‬ ‫هذا ال�ش ��رط‪ ،‬وقال "به�ش ��تي روى" �أن الأمر كان‬ ‫في الواق ��ع حماية جيدة للمحافظة على ال�ص ��حة‬ ‫الم�ستقبلية للنظام الم�صرفي الإيراني‪.‬‬ ‫"�إن ذل ��ك ُيعط ��ي موازنة قوية بوج ��ود ر�أ�س مال‬ ‫�إ�ض ��افي في البنك المركزي الذي هو ‪ 2.5‬مرتين‬ ‫�أكثر من ر�أ�سمالنا المدفوع"‪ ،‬قال‪.‬‬ ‫و�أكد "به�ش ��تي روى" وغيره م ��ن الإيرانيين الذين‬ ‫ح�ض ��روا المنتدى الأوروبي – الإيراني على الدور‬ ‫الذي يمكن �أن يقوم به القطاع الخا�ص في بالدهم‬ ‫في بيئة ما بعد العقوبات‪.‬‬ ‫"نح ��ن نعتق ��د �أن القط ��اع الخا�ص لديه فر�ص ��ة‬ ‫لرف ��ع مكانت ��ه ف ��ي الإقت�ص ��اد الإيران ��ي"‪ ،‬ق ��ال‬ ‫"به�ش ��تي روى"‪ .‬م�ض ��يف ًا �أن ��ه "خ�ل�ال العامي ��ن‬ ‫الما�ض ��يين‪ ،‬كانت هناك �سيا�س ��ة �إنتظار وترقب‪.‬‬ ‫�إن رفع العقوبات �س ��يو ّلد فر�ص ًا للأ�شخا�ص الذين‬ ‫ي�سعون �إلى الح�صول على حياة كريمة"‪.‬‬ ‫و"به�ش ��تي روى"‪ ،‬ال ��ذي تلق ��ى تعليمه ف ��ي جامعة‬ ‫بورتالند في والية �أوريغون الأميركية في �سبعينات‬ ‫الق ��رن الفائت‪ ،‬ع ��اد �إلى �إيران ف ��ي العام ‪.1980‬‬ ‫وقد دمعت عيناه عندما تحدث عن �أ�سباب عودته‬ ‫وق ��راره بالبقاء في �إيران خالل �س ��نوات الحرب‪،‬‬ ‫والعقوبات وغيرها من ال�صعوبات‪.‬‬ ‫"كم�ص ��رفي‪ ،‬يحدوني �أم ��ل كبير" قال‪ ،‬من �أجل‬ ‫م�س ��تقبل �أكثر �إزدهار ًا للإيرانيي ��ن‪ .‬مختتم ًا‪" :‬لو‬ ‫�أفقد الأمل‪ ،‬لن �أ�س ��تطيع البق ��اء وراء مكتبي يوم ًا‬ ‫واحد ًا �أكثر"‬ ‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪67‬‬



‫�أ�سواق المال‬ ‫مصارف‬

‫على الرغم من �أزمة ‪ 2008‬الم�صارف الكبيرة ما زالت عمالقة‬

‫�إنكما�ش "�سيتي غروب" يو�ضح �إتجاه ًا‬ ‫في البنوك الأميركية الكبرى‬ ‫كان��ت ق�ضي��ة البن��وك العمالقة التي ه��ي �أكبر من �أن تُق َف��ل ال�سبب الأكب��ر للأزمة المالي��ة التي ع�صفت‬ ‫بالواليات المتحدة ومن ثم العالم في العام ‪ ،2008‬وعلى هذا الأ�سا�س فقد �أ�صدرت �إدارة �أوباما قانون دود‬ ‫ فران��ك الذي وافق علي��ه الكونغر�س والذي �أدى �إلى �إعادة بع�ض الثقة �إل��ى الأ�سواق المالية الأميركية‪.‬‬‫ولكن بعد �ست �سنوات على �صدوره �إلى �أي حد نجح؟ وما هو و�ضع البنوك العمالقة حالي ًا في �أميركا؟‬ ‫نيويورك – �سمير �صفير‬ ‫�أ�ص ��بح "�س ��يتي غروب" �أول م�ص ��رف‬ ‫عمالق في الوالي ��ات المتحدة منذ نحو‬ ‫عقدي ��ن من خالل التو�س ��ع في م�ش ��اريع و�ش ��ركات‬ ‫وبرامج جديدة في الوقت الذي �س ��عى �إلى �إ�س ��قاط‬ ‫الحواج ��ز الت ��ي تح ��د من حجم ��ه‪ .‬ولكن بع ��د �أزمة‬ ‫‪ 2008‬تغ ّي ��رت �أ�ش ��ياء كثي ��رة في ��ه وف ��ي غي ��ره من‬ ‫الم�صارف الكبيرة‪.‬‬ ‫في ال�شهر الفائت بدا "�سيتي غروب" مختلف ًا كثيراً‬ ‫ب�شكل وا�ضح عندما �أعلن عن نتائجه الف�صلية‪ .‬لقد‬ ‫�إختفت كلي ًا خطوط الأعمال مثل القرو�ض العقارية‬ ‫عالي ��ة المخاط ��ر‪ ،‬والت ��ي كان ��ت تُ�س ��تخدَ م لتحديد‬ ‫ال�شرك ًة‪.‬‬ ‫عل ��ى م ��دى ال�س ��نوات ال�س ��بع الفائتة‪ ،‬باع "�س ��يتي‬ ‫غ ��روب" �أكثر من ‪� 60‬ش ��ركة تابعة ل ��ه‪ ،‬متخلي ًا عن‬ ‫فروع بنوك التجزئة من بو�س ��طن الى باك�ستان‪ .‬بعد‬ ‫كل ذلك‪ ،‬تقل�صت حيازات البنك ب‪ 700‬مليار دوالر‬ ‫ مبلغ يعادل تقريب ًا الناتج الإقت�ص ��ادي ل�سوي�سرا‪.‬‬‫وق ��ال الرئي�س التنفي ��ذي للبنك ماي ��كل كوربات في‬ ‫ال�ش ��هر الفائ ��ت ان ��ه منذ توليه من�ص ��به ف ��ي العام‬ ‫‪� ،2012‬إنخف� ��ض ع ��دد الق ��وى العاملة في ال�ش ��ركة‬ ‫بن�س ��بة ‪ 40،000‬وظيفة‪ ،‬من خالل ت�سريح العمال �أو‬ ‫بيع �شركات‪.‬‬ ‫ف ��ي الحمل ��ة الإنتخابي ��ة الأميركي ��ة‪ ،‬وف ��ي النقا�ش‬ ‫الديموقراط ��ي‪ ،‬خ�صو�ص� � ًا عل ��ى ل�س ��ان ال�س ��يناتور‬ ‫بيرني �س ��اندرز‪ ،‬الذي تردد خالل الأ�سابيع الفائتة‪،‬‬ ‫كثير ًا م ��ا عاد الحديث �إلى �إفترا�ض �أن �ش ��يئ ًا قلي ًال‬

‫جد ًا قد تغير في النظام الم�ص ��رفي في �أميركا منذ‬ ‫الأزمة المالية في العام ‪ .2008‬ولكن النتائج المالية‬ ‫لـ"�س ��يتي غروب" كانت واحدة من الأ�شياء العديدة‬ ‫للتذكير عن مدى ما حققته الحكومة من نجاح فعلي‬ ‫م ��ن خالل دفعها للبنوك لكي ت�ص ��بح �أب�س ��ط و�أكثر‬ ‫�أمان ًا‪� ،‬إن لم تكن دائم ًا �أ�صغر‪.‬‬ ‫م ��ن ناحية �أخ ��رى‪� ،‬أكد بن ��ك "�أوف �أميركا" و"جي‬ ‫ب ��ي مورغان ت�ش ��ي�س"‪ ،‬ف ��ي الإعالن ع ��ن �أرباحهما‬ ‫الخا�ص ��ة في ال�ش ��هر الفائ ��ت‪ ،‬كم عزّزا و�س ��ادتهما‬ ‫المالي ��ة التي راكماه ��ا لحماية �أنف�س ��هما في �أزمة‪،‬‬ ‫وكم هي الأعمال الخطرة التي قد تخل�صا منها‪.‬‬ ‫�إن عرو� ��ض البن ��وك خالل ال�ش ��هر الفائت �أ�ش ��ارت‬ ‫�أي�ض� � ًا ال ��ى �أن ��ه حت ��ى ل ��و ي�ص ��ل ال�س ��يناتور بيرني‬ ‫�س ��اندرز‪ ،‬الديموقراطي م ��ن والي ��ة فيرمونت‪� ،‬إلى‬

‫على مدى ال�سنوات ال�سبع الفائتة‪ ،‬باع‬ ‫"�سيتي غروب" �أكثر من ‪� 60‬شركة‬ ‫تابعة له‪ ،‬متخلي ًا عن فروع بنوك‬ ‫التجزئة من بو�سطن الى باك�ستان‪.‬‬ ‫بعد كل ذلك‪ ،‬تقل�صت حيازات البنك‬ ‫بـ‪ 700‬مليار دوالر ‪ -‬مبلغ يعادل تقريب ًا‬ ‫الناتج الإقت�صادي ل�سوي�سرا‬

‫البي ��ت الأبي� ��ض ‪ -‬و�أُح ِبطت رغبته لتق�س ��يم البنوك‬ ‫الكب ��رى ‪ -‬ف� ��إن ال�ش ��ركات المالي ��ة �س ��وف تواج ��ه‬ ‫�ض ��غوط ًا مكثفة من منظميها وم�س ��اهميها لتخفيف‬ ‫عدد الموظفين وخطوط الأعمال‪.‬‬ ‫ف ��ي ني�س ��ان (�إبريل) الفائ ��ت‪ ،‬تحدث بن ��ك "�أوف‬ ‫�أميركا" عن �إحتمال �إجراء مزيد من التخفي�ضات‪،‬‬ ‫ف ��ي حين �أ�ش ��ار "غولدمان �س ��اك�س" �إلى �أن ��ه يتهي�أ‬ ‫لل�ش ��روع ف ��ي �أكب ��ر حمل ��ة لخف� ��ض التكالي ��ف منذ‬ ‫�سنوات‪.‬‬ ‫كل ه ��ذه التحركات هي دلي ��ل على قوة الأدوات التي‬ ‫�إ�ستخدمها ّ‬ ‫المنظمون بالفعل‪ ،‬وتُظهر نية الإ�ستمرار‬ ‫ف ��ي �إ�س ��تخدامها‪ ،‬لتغيير الو�ض ��ع في �أكب ��ر البنوك‬ ‫الأميركية‪.‬‬ ‫ب ��د ًال من مجرد القول للبنوك بالتقل�ص والإنكما�ش‪،‬‬ ‫فق ��د �إ�س ��تخدم ال ُم ّ‬ ‫نظم ��ون مجموع ��ة م ��ن �أدوات‬ ‫غام�ض ��ة �أحيان ًا ‪ -‬مثل متطلب ��ات ر�أ�س المال ‪ -‬التي‬ ‫به ��دوء لك ��ن ب�ش ��كل كبير تُعاق ��ب البن ��وك لحجمها‬ ‫وتعقيده ��ا‪ ،‬وتطلب منه ��ا ايجاد �س ��بل للتق ّل�ص من‬ ‫تلقاء نف�سها‪.‬‬ ‫فق ��ط في ال�ش ��هر الفائت‪ ،‬مار�س ��ت هيئ ��ات تنظيم‬ ‫العم ��ل الم�ص ��رفي �أداة جديدة ن�س ��بي ًا عندما قالت‬ ‫لخم�س ��ة من �أكب ��ر ثمانية بنوك �أنها ف ��ي حاجة �إلى‬ ‫و�ض ��ع خطط �أف�ضل لت�صفية �أنف�س ��ها والتق ّل�ص في‬ ‫حالة وق ��وع �أزم ��ة‪� .‬إذا لم تفعل البن ��وك ذلك‪ ،‬فقد‬ ‫ه� �دّد المنظم ��ون ب�إجبارها على التق ّل� ��ص �أكثر من‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وكان "�س ��يتي غروب" واحدا فقط م ��ن �أكبر ثمانية‬ ‫بنوك لديه خطته‪� ،‬أو ما ُي�س� � ّمى "و�صية العي�ش"‬ ‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪69‬‬


‫�سيتي غروب في نيويورك‪ :‬قل�ص نف�سه لكنه ما زال عمالق ًا‬

‫‪68‬‬

‫العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬


‫�أ�سواق المال ¶ م�صارف‬ ‫والتي واف ��ق عليها مجل� ��س الإحتياط ��ي الفيديرالي‬ ‫والم�ؤ�س�سة الإتحادية للت�أمين على الودائع‪ ،‬في جزء‬ ‫كبي ��ر ب�س ��بب خطوات البن ��ك التي �إتخذه ��ا بالفعل‬ ‫بتقلي�ص حجمه‪.‬‬ ‫مع ذل ��ك‪ ،‬مثل البن ��وك الكب ��رى الأخ ��رى‪ ،‬ف�إنه لم‬ ‫يخرج بعد من الغابة‪ .‬ب�س ��بب العقوب ��ات التنظيمية‬ ‫لكونه كبير ًا‪ ،‬يت�ساءل بع�ض الخبراء في �شارع المال‬ ‫"وول �ستريت" �أنه حتى لو ق ّل�ص حجمه‪ ،‬ف�إن "�سيتي‬ ‫غروب" ال يزال كبير ًا جد ًا‪.‬‬ ‫"يجب �أن تقوموا ببيع الف�ضيات في قاعات الطعام‬ ‫�أو م�ش ��ابك الورق في المكتب �أو كرا�س ��ي المكتب �أو‬ ‫المكت ��ب كله"‪ ،‬ق ��ال المحلل الم�ص ��رفي مايك مايو‬ ‫لكبار الم�س�ؤولين التنفيذيين في "�سيتي غروب" في‬ ‫محادثة عبر الهاتف في ال�شهر الفائت‪.‬‬ ‫وكان �إحب ��اط ماي ��و �إ�س ��تجابة لمعان ��اة ون�ض ��االت‬ ‫"�س ��يتي غروب" وغيره م ��ن الم�ص ��ارف العمالقة‬ ‫لزيادة الأرباح تحت العبء التنظيمي الجديد الذي‬ ‫يواجه ��ه‪ .‬وكانت النتائج في الرب ��ع الأول هذا العام‬ ‫من بين الأ�ض ��عف التي �أفادت البنوك الكبيرة عنها‬ ‫من ��ذ الأزم ��ة المالية‪ ،‬فيم ��ا هي ت�ص ��ارع وتعاني مع‬ ‫تباط�ؤ االقت�ص ��اد العالمي و�إنخفا�ض �أ�سعار الفائدة‬ ‫ب�شكل م�ستمر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ودفع ��ت التحدي ��ات ب�أ�س ��هم البنوك ن ��زوال في هذا‬ ‫العام �إلى �أدنى م�س ��توى لها منذ العام ‪ .2012‬وهذا‬ ‫بدوره‪ ،‬قد �أجبر مديري البنوك على خف�ض الرواتب‬ ‫والعالوات‪ ،‬والآالف من فر�ص العمل‪� ،‬ض ��من نطاق‬ ‫�أعمالهم‪.‬‬ ‫الخدم ��ات المالية على الرغ ��م من ذلك ال تزال من‬ ‫بين القطاعات الأكثر ربح� � ًا في الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫والأهم من ذلك‪ ،‬ال ت ��زال البنوك الكبيرة عمالقة‪.‬‬ ‫"جي بي مورغان ت�ش ��ي�س" و"ويلز فارغو" هما �أكبر‬ ‫مم ��ا كانا عليه قبل الأزمة المالية‪ .‬في جميع البنوك‬ ‫الكبي ��رة‪ ،‬ال ت ��زال عملي ��ات المخاط ��رة ف ��ي "وول‬ ‫�ستريت" توفر ن�سبة كبيرة من الإيرادات والأرباح‪.‬‬ ‫ولكن كل ذلك تم �ضغطه من خالل "الإلتزام بالبيئة‬ ‫التنظيمية الحالية"‪ ،‬قال بريان كالنهانزل‪ ،‬المحلل‬ ‫لدى "كيفي برويات �أند وودز"‪ ،‬وهو بنك �إ�ستثماري‪.‬‬ ‫وق ��ال كالنهانزل �أن "�س ��يتي غروب" عل ��ى الأرجح‬ ‫�س ��وف ي�ض ��طر �إل ��ى الك�س ��ر والتق�س ��يم ف ��ي نهاية‬ ‫المطاف �إلى �أجزاء �أ�ص ��غر �إذا كان يرغب في زيادة‬ ‫النمو في ظل الأنظمة الحالية‪.‬‬ ‫حت ��ى الآن‪ ،‬كثي ��ر من الأ�ص ��ول التي باعته ��ا البنوك‬ ‫الكبي ��رة مث ��ل "�س ��يتي غ ��روب" �ش ��ملت خليط ًا من‬ ‫ال�ش ��ركات والأعم ��ال ‪ -‬قرو� ��ض الط�ل�اب‪ ،‬ووح ��دة‬ ‫الت�أمي ��ن‪ ،‬وعملي ��ات التجزئة في الزواي ��ا النائية �أو‬ ‫العالم النامي‪.‬‬

‫�سيتي غروب‬ ‫‪$44.92‬‬ ‫‪$0.06- %0.13‬‬‫ح�سب �إغالق ال�سوق في ‪2016/04/15‬‬ ‫‪46.50‬‬ ‫‪46.00‬‬ ‫‪45.50‬‬ ‫‪45.00‬‬ ‫‪44.50‬‬ ‫الظهر‬

‫‪ 2‬بعد الظهر‬

‫‪� 10‬صباح ًا‬ ‫نيويورك تايمز‬

‫الم�صدر‪ :‬رويترز‬

‫�سيتي غروب‬ ‫‪$44.92‬‬ ‫‪$9.10- %16.85‬‬‫ح�سب �إقفال ال�سوق في ‪2016 /15/04‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪70‬‬

‫‪2016‬‬

‫‪60‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪30‬‬ ‫كانون الأول (يناير)‬

‫ت�شرين الأول (�أكتوبر)‬

‫الم�صدر‪ :‬رويترز‬

‫ولك ��ن يقول كالنهان ��زل ب�أن البنك م ��ا زال بحاجة‬ ‫�إل ��ى �إتخ ��اذ خط ��وات �أكث ��ر جذري ��ة‪ ،‬م�ش ��ير ًا �إل ��ى‬ ‫"�س ��يتي غروب"‪ ،‬كتق�س ��يم �أعماله الم�صرفية بين‬ ‫الم�س ��تهلكين وال�شركات �إلى �شركتين منف�صلتين �أو‬ ‫بيع �أجزاء من وحدته المك�سيكية المربحة‪.‬‬ ‫ومع ذل ��ك‪ ،‬يمكن للم�ص ��ارف الح�ص ��ول على مهلة‬ ‫و�إ�س ��تراحة م ��ن العديد م ��ن هذه ال�ض ��غوط �إذا فاز‬ ‫الجمه ��وري دونال ��د ترام ��ب بالبي ��ت االبي� ��ض ف ��ي‬ ‫ت�شرين الثاني (نوفمبر) المقبل‪ .‬فقد دعا المر�شح‬ ‫الجمهوري للرئا�س ��ة الأميركية �إلى عك�س الإ�ص�ل�اح‬ ‫وج ��ه العديد من‬ ‫المال ��ي لقان ��ون دود‪-‬فرانك الذي ّ‬ ‫الإجراءات التنظيمية الأخيرة‪.‬‬ ‫من ناحية �أخرى‪ ،‬يوا�ص ��ل "�س ��يتي غ ��روب" وغيره‬ ‫من البنوك الكبرى الدفاع عن الأهمية االقت�صادية‬ ‫للبن ��وك العالمي ��ة م ��ع مجموعة وا�س ��عة من خطوط‬ ‫الأعمال‪.‬‬

‫تموز (يوليو)‬ ‫نيويورك تايمز‬

‫"نح ��ن ال نعتق ��د ان الوق ��ت ق ��د ح ��ان لب ��دء بي ��ع‬ ‫الأثاث"‪ ،‬قال المدير المالي ل"�سيتي غروب"‪ ،‬جون‬ ‫�سي غيربات�ش رد ًا على المحلل مايو‪.‬‬ ‫ولك ��ن في �أكثر من ب�ض ��ع نق ��اط‪ ،‬ت�س ��للت تلميحات‬ ‫اال�س ��تقالة �إلى عرو�ض كب ��ار التنفيذيين في البنك‬ ‫فيما كانوا يتحدثون عن �ض ��رورة الر�ض ��وخ لت�شديد‬ ‫القب�ضة التنظيمية‪.‬‬ ‫"نحن نحاول تلبي ��ة متطلبات جميع الأنظمة وجميع‬ ‫القواعد وجمي ��ع المتطلبات" قال الرئي�س التنفيذي‬ ‫لبن ��ك "جي بي مورغان"‪ ،‬جيمي ديمون في ال�ش ��هر‬ ‫الفائ ��ت‪ ،‬بع ��د الإع�ل�ان عن واحد م ��ن �أ�س ��و�أ �أرباع‬ ‫البنك منذ �سنوات‪.‬‬ ‫وا�ض ��اف‪" :‬لق ��د كنا نفعل ذلك الآن لم ��دة خم�س �أو‬ ‫�س ��ت �س ��نوات‪ .‬لقد مرت �س ��ت �س ��نوات على �صدور‬ ‫قان ��ون دود‪-‬فرانك؛ لديه ��م وظائفه ��م للقيام بها‪،‬‬ ‫وعلينا �أن تتفق ونتوافق ونتكيف مع ذلك"‬ ‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪71‬‬


WE KNOW FINANCE Our Services Private equity Asset Management Portfolio Structuring Infrastructure Investment

Our Address: 2233 Ponce De Leon Boulevard, Coral Gables, Miami, Fl 33134, U.S.A. Tel: +1 (305) 767 1357, Email: info@falconamericas.com falconamericas.com


‫الطاقة البديلة‬

‫الخالف ال�سعودي ‪ -‬الإيراني يعرقل �إ�ستراتيجية "�أوبيك"‬ ‫�أفادت م�ص ��ادر في العا�ص ��مة النم�سوية �أن منظمة البلدان الم�ص ��درة للنفط "�أوبيك" لم تتفق بعد‬ ‫على �إ�س ��تراتيجية طويلة المدى‪ ،‬وقت تعار�ض ال�س ��عودية �إقتراح ًا من خ�صمها اللدود �إيران لتعزيز‬ ‫�س ��يطرة المنظمة على �سوق النفط‪ ،‬الأمر الذي ي�ش ��ير �إلى �إ�شتداد الخالف على النهج الذي تتبعه‬ ‫"�أوبي ��ك" في الم�س ��تقبل‪ .‬و�إجتمع مجل� ��س محافظي المنظمة �أخير ًا في فيينا للبحث في الم�س ��ودة‬ ‫الجديدة لإ�ستراتيجيتها الطويلة الأمد‪ .‬وقال م�صدران في "�أوبيك" �أنه بينما �أحرز الأع�ضاء تقدّم ًا‬ ‫في بع�ض الق�ضايا‪ ،‬لم توافق ال�سعودية‪� ،‬أكبر منتج في "�أوبيك"‪ ،‬على �إقتراح طهران و�ضع "الإدارة‬ ‫الف ّعال ��ة للإنتاج" �ض ��من التحدي ��ات التي تواجه المنظمة‪ .‬و�أكد م�ص ��در طلب عدم ذكر �إ�س ��مه �أن‬ ‫"�إيران وال�سعودية لم تتفقا"‪.‬‬ ‫وكانت �إيران �إقترحت تعديل �أول التحديات الع�ش ��رة التي و�ض ��عتها "�أوبيك" لنف�سها‪ ،‬وهي "الحفاظ‬ ‫على �إ�ستقرار �سوق النفط"‪ ،‬لت�شير عو�ض ذلك �إلى �إدارة الإمدادات‪ ،‬وفق ًا لم�سودة �سابقة لإ�ستراتيجية‬ ‫الأم ��د الطويل‪ .‬ولي�س مح�س ��وم ًا بعد ما �إذا كانت "�أوبيك" �ست�ض ��ع دوره ��ا التقليدي المتم ّثل في كبح‬ ‫الإمدادات لتعزيز الأ�س ��عار‪ ،‬وهو دور تف�ض ��له �إيران و�أع�ض ��اء �آخرون مثل الجزائر‪ ،‬في مقدم جدول‬ ‫�أعمالها وتراجع المنظمة عن محاولة �إدارة ال�س ��وق‪ ،‬في �ض ��وء تزايد �إمدادات المعرو�ض من خارج‬ ‫المنظمة‪ ،‬وهي ر�ؤية تتما�شى مع طريقة تفكير ال�سعودية التي قادت التحول في ا�ستراتيجية "�أويبك"‬ ‫في ت�شرين الثاني (نوفمبر) ‪ 2014‬حين �أحجمت المنظمة عن خف�ض الإنتاج‪.‬‬

‫مدير "وكالة الطاقة" متفائل بتوازن �سوق النفط‬ ‫ر�أى مدي ��ر "وكالة الطاقة الدولية" فاتح بيرول‬ ‫�أخير ًا �أن �أ�س ��عار النفط ربما تك ��ون بلغت �أدنى‬ ‫م�س ��توياتها‪ ،‬ولك ��ن ذل ��ك يتوقف على �س�ل�امة‬ ‫االقت�ص ��اد العالم ��ي بحي ��ث ال يك ��ون م�ص ��در ًا‬ ‫للقلق‪ .‬وقال في حديث �إلى وكالة "رويترز" على‬ ‫هام�ش �إجتماع وزراء طاقة "مجموعة ال�س ��بع"‬ ‫ف ��ي كيتاكيو�ش ��و في جنوب غ ��رب الياب ��ان‪� ،‬أن‬ ‫تراج ��ع الإنتاج بما يزيد عل ��ى ‪� 700‬ألف برميل‬ ‫يومي� � ًا هذه ال�س ��نة وتعط ��ل الإنتاج ف ��ي �أماكن‬ ‫م ��ن بينه ��ا نيجيري ��ا والكوي ��ت‪ ،‬ق ��ادا االتج ��اه‬ ‫ال�صعودي‪.‬‬ ‫و�س ��ئل بي ��رول ع ��ن �إحتم ��ال �أن تكون الأ�س ��عار‬ ‫بلغ ��ت القاع ف�أج ��اب‪" :‬قد تكون الح ��ال كذلك‬ ‫ولكن الأمر يتوقف على االقت�ص ��اد العالمي‪ .‬في‬ ‫الأحوال العادية‪� ،‬س ��نرى الأ�س ��عار تتجه �صعود ًا‬ ‫ولي� ��س �ص ��وب الهبوط (‪ )...‬ق ��رب نهاية العام‬ ‫الحال ��ي‪ .‬في الن�ص ��ف الثاني من الع ��ام �أو في‬ ‫‪ 2017‬كحد �أق�ص ��ى �ستحقق الأ�س ��واق توازن ًا"‪.‬‬ ‫و�أمل ب�أن يرى تعافي ًا في �إ�ستثمارات الإنتاج في‬ ‫الع ��ام المقبل بعدما تراجع ��ت ‪ 40‬في المئة في‬ ‫العامين الما�ضيين‪ .‬وتوقع �إنخفا�ض الإنتاج في‬ ‫الدول غير الأع�ض ��اء في "�أوبك" �أكثر من ‪700‬‬

‫مدير "وكالة الطاقة الدولية" فاتح بيرول‬

‫�أل ��ف برميل يومي ًا‪ ،‬وهو �أكبر تراجع في نحو ‪20‬‬ ‫�سنة‪ .‬وقال‪" :‬ما نود �أن نراه بعد التراجع الكبير‬ ‫في ‪ 2015‬و‪� ،2016‬أن تتعافى اال�س ��تثمارات في‬ ‫‪ 2017‬و�أن ت�ص ��ل �إلى م�س ��توى ‪ 600‬مليار دوالر‬ ‫مرة �أخرى"‪.‬‬ ‫وقال �أن تراجع الإ�ستثمارات للعام الثالث �سيكون‬ ‫�إ�شكالي ًا لأ�سواق النفط‪� ،‬إذ قد يقود �إلى قفزة في‬ ‫�أ�س ��عار الخام وتذبذب ًا �أكبر‪ ،‬وهو لي�س لم�صلحة‬ ‫الم�س ��تهلكين‪ .‬و�أ�ض ��اف‪" :‬ف ��ي ظ ��ل توقعات نمو‬ ‫الطل ��ب بواق ��ع ‪ 1.2‬ملي ��ون برمي ��ل يومي� � ًا هذه‬ ‫ال�س ��نة‪� ،‬س ��يبد�أ قريب� � ًا ال�س ��حب م ��ن المخزون‬ ‫العالمي ما �سي�ساهم في �إرتفاع الأ�سعار"‪.‬‬

‫بإيجاز‬ ‫�أعل���ن الناط���ق ب�إ�سم وزارة النف���ط العراقية‪،‬‬ ‫عا�ص���م جه���اد‪� ،‬أن بغ���داد �صدرت ف���ي المتو�سط‬ ‫‪ 3.364‬ماليي���ن برميل يوميا ً في ني�سان (�إبريل)‬ ‫�إرتفاعا ً م���ن متو�سط �آذار (مار�س) البالغ ‪3.286‬‬ ‫ماليين برميل يوميا ً‪.‬‬ ‫ويقترب هذا الرقم م���ن الم�ستوى القيا�سي البالغ‬ ‫‪ 3.37‬ماليي���ن برميل يوميا ً ال���ذي �ص ّدره العراق‬ ‫ف���ي ت�شرين الثان���ي (نوفمبر) الما�ض���ي‪ ،‬ما يزيد‬ ‫ال�ضغ���وط عل���ى الأ�سع���ار العالمي���ة ويجبرها على‬ ‫التراج���ع‪ .‬و�أفاد م�صدر في القطاع ب�أن العراق كان‬ ‫يرج���ح �أن يتجاوز ه���ذا الم�ست���وى‪� ،‬إذ بلغ متو�سط‬ ‫ال�ص���ادرات ف���ي الأي���ام ‪ 24‬الأول���ى م���ن ني�سان‬ ‫(�إبريل) ‪ 3.43‬ماليين برميل يوميا ً‪ ،‬لكن الأ�سبوع‬ ‫الأخير لم ي�شهد ت�سجيل الأرقام ذاتها‪.‬‬ ‫نق���ل موقع معلوم���ات وزارة النف���ط الإيرانية‬ ‫على الإنترنت (�شانا) عن وزير النفط بيغن زنغنه‪،‬‬ ‫�إن �صادرات �إي���ران النفطية �إل���ى كوريا الجنوبية‬ ‫زادت �أكثر من �أربعة �أمثالها لت�صل �إلى ‪� 400‬ألف‬ ‫برميل يومي���ا ً منذ رفع العقوب���ات عن طهران في‬ ‫كانون الثاني (يناير)‪.‬‬ ‫وعمل���ت �إيران‪ ،‬الت���ي كانت ت�ص���در �أقل من ‪100‬‬ ‫�أل���ف برميل يوميا ً �إلى كوري���ا قبل رفع العقوبات‪،‬‬ ‫عل���ى الإ�سراع في زي���ادة الإنتاج م���ع التركيز على‬ ‫الزبائ���ن التقليديي���ن ف���ي �آ�سي���ا ولكنه���ا ت�صدر‬ ‫�شحن���ات �إل���ى �أوروبا �أي�ض���ا ً‪ .‬ووفق���ا ً للبيانات من‬ ‫"�إنرج���ي �أ�سبكت����س"‪� ،‬إرتفعت ال���واردات العالمية‬ ‫للخام الإيراني �إل���ى ‪ 1.9‬مليون برميل يوميا ً في‬ ‫�آذار (مار�س) م���ن ‪ 1.51‬مليون برميل يوميا ً في‬ ‫�شباط (فبراير)‪.‬‬ ‫كما ذكر زنغنه �أن �إي���ران وكوريا الجنوبية تعمالن‬ ‫على حل م�شاكل تحويل مدفوعات مبيعات الخام‪.‬‬ ‫�أعل���ن م�س�ؤول حكومي يمني‪� ،‬أن خ�سائر قطاع‬ ‫النف���ط المبا�ش���رة وغي���ر المبا�ش���رة‪ ،‬الناتج���ة من‬ ‫الحرب تج���اوزت ‪ 7‬ملي���ارات دوالر‪ .‬ولفت القائم‬ ‫ب�أعم���ال وزير النفط والمعادن يحي���ى الأعجم‪� ،‬إلى‬ ‫ٍ‬ ‫م�صاف وخ ّزانات‬ ‫�إ�ستهداف المن�ش�آت النفطية من‬ ‫و�صهاري���ج وخط���وط �أنابي���ب ومحطّ ���ات وق���ود‬ ‫وغيرها‪" ،‬به���دف تدمير �إقت�ص���اد اليمن ومن�ش�آته‬ ‫الحيوية واالقت�صادية"‪.‬‬ ‫و�أكّ د وكيل وزارة النفط والمعادن علي ال�صانع‪� ،‬أن‬ ‫"تعر����ض لأ�ضرار بالغة خالل �أكثر من �سنة‬ ‫القطاع‬ ‫ّ‬ ‫من الح���رب‪ ،‬و�أف�ضى توقّ ف ت�صدي���ر النفط الخام‬ ‫�إلى خ�سائر تفوق ‪ 3‬مليارات دوالر العام الما�ضي‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى الخ�سائر الفنية في حقول �إنتاج النفط‬ ‫ومن�ش�آتها وفقدان العمّال وظائفهم"‪.‬‬

‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪73‬‬


‫النفط‬

‫�أخبار الطاقة‬

‫الطاقة‬

‫من اآلبار‬

‫الملك فحم يفقد عر�شه‬ ‫"بيبودي �إينرجي" (‪ )Peabody Energy‬الأميركية‪� ،‬أكبر �شركة خا�صة‬ ‫لتعدين الفحم في العالم‪ ،‬قدم ��ت �أخير ًا طلب ًا لحمايتها من الإفال�س في‬ ‫الواليات المتحدة‪ .‬لقد �أ�صبحت ال�شركة �أحدث �ضحية في حمام الدم في‬ ‫�س ��وق الفحم الذي دفع فعلي ًا مناجم �أميركية كبرى �أخرى �إلى الم�ص ��ير‬ ‫عينه‪� ،‬إلى الإفال�س‪ ،‬في الأ�شهر الأخيرة‪.‬‬ ‫�أفادت "بيبودي �إينرجي" في ملف �إفال�سها ب�أن التحديات التي تواجه‬ ‫قط ��اع الفح ��م هي "غير م�سبوقة"‪ ،‬وت�شمل التباط�ؤ في ال�صين‪ ،‬والغاز‬ ‫الطبيع ��ي الرخي� ��ص‪ ،‬والأنظمة البيئي ��ة الجديدة‪ .‬وت�أم ��ل ال�شركة في‬ ‫�إ�ستخ ��دام الحماي ��ة م ��ن الإفال� ��س لإ�سق ��اط ديونها وتح�سي ��ن التدفق‬ ‫النق ��دي‪ ،‬و�س ��وف تبق ��ى كل مناجمه ��ا تعم ��ل ف ��ي ه ��ذه الأثن ��اء‪ .‬وق ��ال‬ ‫الرئي� ��س التنفي ��ذي ل"بيب ��ودي �إينرجي" غلين كي ّلو ب� ��أن الإفال�س هو‬ ‫"الطريق ال�صحيح للم�ضي قدماً" من �أجل "و�ضع الأ�سا�س لإ�ستقرار‬ ‫طويل الأمد والنجاح في الم�ستقبل"‪.‬‬ ‫ف ��ي الوالي ��ات المتح ��دة‪� ،‬إتجهت حظوظ �ش ��ركات الفحم �إل ��ى الجنوب‬ ‫ب�ش ��كل كبير‪ ،‬وب�سرعة‪� .‬إن القيمة المجتمعة لأكبر �أربع �شركات منتجة‬ ‫�أميركي ��ة – بيب ��ودي �إينرجي‪� ،‬آرك ك ��ول‪� ،‬ألفا نات�ش ��ورال ري�سور�سيز‪ ،‬و‬ ‫كالود بي ��ك �إينرج ��ي ‪ -‬كان ��ت ت�ساوي ف ��ي العام ‪ 2011‬حوال ��ي ‪ 34‬مليار‬ ‫دوالر‪ ،‬وفق� �اً للمجموع ��ة الإ�ست�شاري ��ة "رودي ��وم"‪ .‬الي ��وم‪ ،‬ف� ��إن قيمته ��ا‬ ‫هبطت �إلى حوالي ‪ 185‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫ويب ��دو �أن التحدي ��ات الت ��ي تواج ��ه �صناع ��ة الفح ��م �أكث ��ر جوهرية من‬ ‫الري ��اح المعاك�س ��ة الدوري ��ة الت ��ي ت�ض ��رب دوري� �اً منتج ��ي ال�سل ��ع ف ��ي‬ ‫الواليات المتحدة‪ .‬لقد �أوقع الغاز الطبيعي الرخي�ص والوفير الفحم‬ ‫م ��ن عليائ ��ه المهيمن في قط ��اع الطاقة الأميركي‪ .‬وف ��ي الوقت عينه‪،‬‬ ‫�سع ��ت �إدارة �أوباما �إلى فر�ض �أنظمة بيئية �صارمة جديدة على الفحم‪.‬‬ ‫وال يبدو �أن الرياح العك�سية على الفحم من المرجح ان تختفي في �أي‬ ‫وقت قريب‪.‬‬ ‫"م ��ن دون �أدن ��ى �ش ��ك‪� ،‬إنه تح ّول هيكل ��ي" قالت كيل ��ي ميت�شِ ل‪ ،‬مديرة‬ ‫حمل ��ة الطاق ��ة لمنظم ��ة الخ�ض ��ر الأميركي ��ة‪ ،‬وهي جماع ��ة تدافع عن‬ ‫البيئ ��ة‪ .‬ب ��د ًال من ف ��رز وجدول ��ة كافة التحدي ��ات الت ��ي يواجهها قطاع‬ ‫الفح ��م‪ ،‬قال ��ت‪" :‬م ��ن الأ�سه ��ل محاولة تحدي ��د ما هو ال�ش ��يء الجديد‬ ‫الذي جنوه منه‪ .‬والجواب هو‪ ،‬في الأ�سا�س ال �شيء"‪.‬‬ ‫عل ��ى ال�صعي ��د العالم ��ي‪ ،‬ف� ��إن التوقع ��ات بالن�سب ��ة �إل ��ى الفح ��م تختلف‬ ‫قلي�ل ً�ا‪ .‬الغ ��از الطبيع ��ي لي� ��س تمام� �اً حت ��ى الآن رخي�ص� �اً �أو وفي ��راً ف ��ي‬ ‫العدي ��د م ��ن الأ�س ��واق الأخ ��رى كما هو الح ��ال في الوالي ��ات المتحدة‪،‬‬ ‫الأمر الذي يترك م�ساحة �أكبر للفحم‪ ،‬وخ�صو�صاً في �آ�سيا‪.‬‬ ‫"ل ��دى الوالي ��ات المتحدة �إختالف جوهري في ظروف ال�سوق‪ ،‬ولكن‬ ‫عل ��ى ال�صعي ��د الدول ��ي‪� ،‬أن ��ا ال �أعتق ��د �أن هناك عائق� �اً �أ�سا�سي� �اً لحدوث‬ ‫�إنتعا� ��ش ف ��ي �أ�سع ��ار الفحم" ق ��ال جيم طوم�س ��ون‪ ،‬رئي�س ق�س ��م �أبحاث‬ ‫الفحم في القارة الأميركية في �شركة الإ�ست�شارات "�آي �إت�ش �سيرا"‪.‬‬

‫‪72‬‬

‫العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫هن ��اك ب�ض ��ع عالم ��ات �إ�ستفه ��ام كبيرة‪� .‬إن �شهي ��ة ال�صين التي ب ��دت �أنها‬ ‫ال ت�شب ��ع م ��ن الفح ��م‪� ،‬سواء م ��ن النوع ال ��ذي يُ�ستخدَم كوق ��ود لمحطات‬ ‫تولي ��د الكهرباء �أو م ��ن النوع الذي يُ�ستخدَم لإ�شع ��ال �أفران ال�صلب‪ ،‬قد‬ ‫توقفت فج�أة‪ .‬فال�سلطات ال�صينية ت�سعى �إلى الحد من �إ�ستهالك الفحم‬ ‫الوطن ��ي والح ��د م ��ن بناء محطات جدي ��دة لتوليد الكهرب ��اء التي تعمل‬ ‫بالفحم لكي تبد�أ التعامل مع تلوث الهواء القاتل‪ ،‬وال�سام �سيا�سياً‪.‬‬ ‫يمكن لبلدان �آ�سيوية �أخرى‪ ،‬وخ�صو�صاً الهند‪ ،‬حرق الكثير من الفحم‬ ‫ف ��ي الم�ستقب ��ل لأنه ��ا ت�سعى �إلى �إي�ص ��ال الكهرباء �إلى مئ ��ات الماليين‬ ‫من النا�س‪ .‬ولكن حتى في الهند‪ ،‬ف�إن خططاً طموحة للطاقة النظيفة‬ ‫مث ��ل الطاق ��ة ال�شم�سي ��ة يمك ��ن �أن ت�ش ّكل عقب ��ة �أمام م�ستقب ��ل الفحم‪.‬‬ ‫والهند‪ ،‬مثل ال�صين‪ ،‬واليابان‪ ،‬وكوريا الجنوبية‪ ،‬يمكنها �أي�ضاً �إ�ستيراد‬ ‫كميات كبيرة من الغاز الطبيعي لت�شغيل محطات الطاقة في ال�سنوات‬ ‫المقبل ��ة‪ .‬لق ��د بل ��غ حجم التج ��ارة المنقولة بح ��راً من الغ ��از الطبيعي‬ ‫رقماً قيا�سياً في العام الما�ضي‪ ،‬الأمر الذي يجعل من الأ�سهل بالن�سبة‬ ‫�إلى البلدان في �أوروبا و�آ�سيا البدء ب�إيجاد بدائل معقولة من الفحم‪.‬‬ ‫بالن�سبة �إلى �شركات المناجم الكبيرة‪ ،‬بما في ذلك "بيبودي �إينرجي"‬ ‫و"�آرك كول"‪ ،‬ف�إن �س�ؤال المليار دوالر يتوقف على ال�سوق في الم�ستقبل‬ ‫للفحم المعدني ذي الجودة العالية‪ ،‬والمرتفع الثمن‪ ،‬مثل النوع الذي‬ ‫ُي�ستخ ��دم في �صناعة ال�صلب‪ .‬يوفر فحم "المات" معظم �أرباح �شركات‬ ‫المناج ��م؛ وينب ��ع جزء من ويالت "بيبودي �إينرجي" من ديون ح�صلت‬ ‫عليه ��ا ل�شراء منتج للفحم المعدني الأو�سترالي بنحو ‪ 5‬مليارات دوالر‬ ‫في العام ‪.2011‬‬ ‫لكن الطلب ال�صيني على ال�صلب تراجع مع تباط�ؤ الإقت�صاد ال�صيني‪.‬‬ ‫ف�إل ��ى جانب تح� � ّول بكين ال ُمتع َّمد بعيداً من ال�صناع ��ات الثقيلة و�أكثر‬ ‫نح ��و الخدمات‪ ،‬ف�إن �س ��وق فحم "المات" ال ُمربِحة عرفت هبوطاً‪ .‬فقد‬ ‫تراجع ��ت �ص ��ادرات الوالي ��ات المتحدة م ��ن فحم "المات" �إل ��ى ال�صين‬ ‫ب�أكثر من ‪ 80‬في المئة في العام الما�ضي‪ ،‬و�إنخف�ضت ال�صادرات ب�شكل‬ ‫ع ��ام بنح ��و ‪ 25‬ف ��ي المئة‪ .‬و�أف ��ادت مجموعة "رودي ��وم" الإ�ست�شارية في‬ ‫وق ��ت �ساب ��ق م ��ن هذا العام ب� ��أن �إكتئاب �سوق فحم "الم ��ات" في ال�صين‬ ‫هو ال�سبب الحقيقي لمعاناة �شركات الفحم في �أميركا‪.‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك‪ ،‬ق ��د يكون فح ��م "الم ��ات" ال�ض ��وء الوحي ��د في نهاي ��ة النفق‬ ‫حا�صرين مثل "بيبودي �إينرجي"‪ .‬الطلب‬ ‫بالن�سب ��ة �إلى المنتجي ��ن ال ُم َ‬ ‫العالم ��ي عل ��ى ال�صلب ف ��ي حالة ركود‪ ،‬ولك ��ن يمكنه �أن ينتع� ��ش �إذا عاد‬ ‫االقت�ص ��اد العالم ��ي �إل ��ى الم�س ��ار ال�صحي ��ح‪ .‬ف ��ي ال�شهر الفائ ��ت �أعلنت‬ ‫"رابطة ال�صلب العالمية" ب�أن الطلب قد يتعافى في �أوائل ‪ ،2017‬وهو‬ ‫ما يعني المزيد من الإقبال على منتوج �شركات الفحم‪.‬‬ ‫"�إن الق ��ول ب� ��أن �س ��وق فح ��م "الم ��ات" ال يمك ��ن �أن يع ��ود �إل ��ى الإنتعا�ش‬ ‫مت�شائم جداً"‪ ،‬قال طوم�سون‪.‬‬ ‫وا�شنطن – هاني مكارم‬


‫الإم ��ارات العربية المتح ��دة‪ ،‬فهي �أكث ��ر �إهتمام ًا‬ ‫في ت�ص ��دير تكنولوجيا الطاق ��ة المتجددة وتمويل‬ ‫م�شاريع الطاقة ال�شم�سية في الخارج‪.‬‬ ‫�إن التراج ��ع الثابت ل�س ��عر البني ��ة التحتية للطاقة‬ ‫ال�شم�س ��ية‪ ،‬وخ�صو�ص ًا الخاليا ال�ض ��وئية‪ ،‬وتوليد‬ ‫الطاق ��ة منها‪ ،‬قد جعل خي ��ار الطاقة البديلة �أكثر‬ ‫قابلية للإ�س ��تمرار في دول �شمال �أفريقيا وال�شرق‬ ‫الأو�س ��ط‪ ،‬وهي منطقة حيث ت�ش ��رق ال�شم�س فيها‬ ‫بوفرة‪ .‬ولي�س فقط في �أن التكنولوجيا قد �أ�صبحت‬ ‫�أ�س ��عارها معقولة �أكثر‪ ،‬ولكن التكاليف الت�شغيلية‬ ‫بعد البناء �صارت في الحد الأدنى �أي�ض ًا مقارنة مع‬ ‫الجي ��ل القائم على النفط والغ ��از‪ .‬ونتيجة لذلك‪،‬‬ ‫يركز العديد من البلدان في المنطقة العربية على‬ ‫الطاقة ال�شم�س ��ية كو�س ��يلة لتلبية الطلب المتزايد‬ ‫عل ��ى الكهرب ��اء‪ ،‬و�إجراء تخفي�ض ��ات ف ��ي برامج‬ ‫الدعم الحكومي غير الم�ستدامة‪ ،‬وتقليل الإعتماد‬ ‫على واردات الطاقة‪.‬‬ ‫لي� ��س م ��ن المتوق ��ع �أن تح ��ل الطاق ��ة ال�شم�س ��ية‬ ‫م ��كان النفط والغاز كم�ص ��در رئي�س ��ي للطاقة في‬ ‫المنطق ��ة‪ ،‬ولكن في المكان الذي يمكن للأ�س ��واق‬ ‫تلبية الأهداف والإ�س ��تراتيجيات الوطنية‪� ،‬ستكون‬ ‫لديه ��ا القدرة على م�س ��اعدة بع� ��ض البلدان على‬ ‫تنويع م�ص ��ادر طاقتها‪ .‬نظر ًا �إلى الطلب المتزايد‬ ‫على الطاقة في المنطقة ف�إن الإهتمام والإ�ستثمار‬

‫ف ��ي مجال توليد الطاقة ال�شم�س ��ية �س ��يزيدان في‬ ‫المديين القريب والمتو�سط‪.‬‬

‫الأردن والمغرب‪ :‬م�ستوردان للطاقة‬ ‫الأردن‪ ،‬المملك ��ة الم�س ��تقرة ن�س ��بي ًا ف ��ي منطق ��ة‬ ‫م�ض ��طربة �إلى ح ��د كبير‪ ،‬ه ��و عر�ض ��ة لتحديات‬

‫خطت ال�سعودية خطوات كبيرة في‬ ‫ت�صدير تكنولوجيا الطاقة ال�شم�سية‪.‬‬ ‫وت�شارك ال�شركة‪ ‬العربية لتنمية‬ ‫المياة والطاقة ال�سعودية المعروفة‬ ‫بـ"�أكوا باور" في م�شاريع متعددة‬ ‫في المنطقة (المغرب والأردن) و�أبعد‬ ‫(جنوب �أفريقيا وتركيا)‪ .‬كما �أعربت‬ ‫�شركة النفط الوطنية‪�" ،‬شركة الزيت‬ ‫العربية ال�سعودية" (�أرامكو)‪� ،‬أي�ض ًا‬ ‫عن �إهتمامها في تطوير القدرة على‬ ‫ت�صدير الطاقة ال�شم�سية‬

‫ديموغرافي ��ة‪ .‬ت�س ��تورد الب�ل�اد �أكث ��ر م ��ن ‪ 95‬في‬ ‫المئ ��ة من �إحتياجاته ��ا من الطاق ��ة بتكلفة تقرب‬ ‫م ��ن ‪ 16‬في المئة م ��ن الناتج المحل ��ي الإجمالي‪.‬‬ ‫ل ��ذا ف� ��إن الإعتم ��اد على الطاق ��ة يجعلها ِعر�ض� � ًة‬ ‫و ُمع َّر�ض ��ة �إلى حد م ��ا‪ :‬في عام ��ي ‪ 2011‬و‪،2012‬‬ ‫ت�س� � ّببت الإ�ضطرابات في �إمدادات الغاز الطبيعي‬ ‫من م�ص ��ر ب�إ�س ��تنزاف الأردن لإحتياطاته تمام ًا‪.‬‬ ‫وع ��ادت الم�ش ��كلة م ��رة �أخ ��رى �إل ��ى الواجهة في‬ ‫الع ��ام ‪ ،2013‬عندم ��ا توقف ��ت واردات النفط من‬ ‫الع ��راق‪� .‬إن �إمدادات الطاقة غي ��ر الم�ؤكدة لديها‬ ‫القدرة على ت�أجيج اال�ضطرابات في البالد‪ ،‬حيث‬ ‫يت ��م دع ��م تكالي ��ف الطاقة ب�ش ��كل كبي ��ر من قبل‬ ‫النظ ��ام الملك ��ي‪ .‬بعد كل �ش ��يء‪ ،‬كان ��ت �إمدادات‬ ‫الكهرباء المحلية غير المنتظمة من بين الأ�سباب‬ ‫الرئي�س ��ية التي � ّأججت الإ�ض ��طرابات الإجتماعية‬ ‫في البلدان المجاورة لبنان والعراق وم�ص ��ر‪ .‬لذا‬ ‫ب ��ذل الأردن جهود ًا رامية �إلى تنويع م�ص ��ادره من‬ ‫الطاقة الكهربائية من خ�ل�ال زيادة قدرة الطاقة‬ ‫ال�شم�س ��ية‪ ،‬و�أ�ض ��اف في ال�س ��نوات الأخيرة طاقة‬ ‫الري ��اح والطاق ��ة النووي ��ة‪� .‬إذا �أرادت المملك ��ة‬ ‫الها�ش ��مية �أن تحقق هدفها المتمث ��ل في الإعتماد‬ ‫عل ��ى م�ص ��ادر الطاقة المتج ��ددة بن�س ��بة ‪ 20‬في‬ ‫المئة من طاقته التوليدية بحلول العام ‪ ،2018‬ف�إن‬ ‫الطاقة ال�شم�سية �سوف تلعب دور ًا رئي�سي ًا‪.‬‬ ‫�أرامكو ال�سعودية‪ :‬عينها على م�صادر الطاقة ال�شم�سية‬

‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪75‬‬


‫عالم الطاقة‬ ‫الطاقة الشمسية‬

‫لأنه يقع في منطقة مليئة بال�صحاري ال ُم�شمِ�سة‬

‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫م�شرق‬ ‫م�ستقبل‬ ‫العالم العربي‪:‬‬ ‫وواعدٌ لتوليد الطاقة ال�شم�سية‬ ‫تتجه الدول العربية المنتجة والم�ستوردة للنفط على حد �سواء �إلى الإ�ستنجاد بال�شم�س لإ�ستخدام طاقتها لإنتاج‬ ‫الكهرباء �أو لت�صديرها‪ ،‬وقد بد�أت من �أجل ذلك بناء م�شاريع �ضخمة ومتو�سطة و�صغرى للو�صول �إلى هدفها في‬ ‫ال�سنوات القليلة المقبلة كما يروي التقرير التالي‪:‬‬ ‫لندن ‪ -‬هاني مكارم‬ ‫ال�ص ��حاري ه ��ي الأماك ��ن الت ��ي تبدو‬ ‫الأمث ��ل والأكث ��ر منطقي ��ة لإ�س ��تخدام‬ ‫تكنولوجيا الطاقة ال�شم�سية‪ .‬في الواقع‪� ،‬إن الرقعة‬ ‫ال�ص ��حراوية الت ��ي تمتد م ��ن المحيط الأطل�س ��ي‬ ‫عبر �ش ��مال �أفريقيا و�ش ��به الجزي ��رة العربية �إلى‬

‫الخليج العربي لديها �إمكانات وا�س ��عة من الطاقة‬ ‫ال�شم�س ��ية‪ .‬ولك ��ن حت ��ى وق ��ت قريب ل ��م يكن من‬ ‫المج ��دي �إقت�ص ��ادي ًا‪� ،‬أو حت ��ى �ض ��روري ًا‪ ،‬تطوير‬ ‫الم ��وارد المتج� �دّدة‪ .‬وف ��ي العديد م ��ن المناطق‪،‬‬ ‫جعلت القيود الجغرافية‪ ،‬مثل الت�ضاري�س الوعرة‪،‬‬ ‫م�شاريع الطاقة ال�شم�سية غير عملية‪.‬‬ ‫‪ ‬لك ��ن هن ��اك الآن مزيج ًا من ال�ض ��غط ال�س ��كاني‬

‫م�شروع نور قرب مدينة ورزازات في المغرب‪ :‬المرحلة الأولى من م�شروع عمالق‬

‫‪74‬‬

‫العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫و�إنخفا�ض �أ�سعار النفط والجاهزية التكنولوجية‪،‬‬ ‫الذي ي�شجع دول �ش ��مال �أفريقيا وال�شرق الأو�سط‬ ‫عل ��ى المزي ��د م ��ن الإ�س ��تثمارات ف ��ي الطاق ��ة‬ ‫ال�شم�س ��ية‪ .‬بالن�س ��بة �إل ��ى بل ��دان مث ��ل الأردن‬ ‫والمغرب‪ ،‬ف�إن الطاقة المتجددة قد تقدم الطريق‬ ‫نح ��و مزيد م ��ن الإ�س ��تقالل ف ��ي مج ��ال الطاقة‪.‬‬ ‫و�أخ ��رى‪ ،‬مث ��ل المملك ��ة العربية ال�س ��عودية ودولة‬


‫مدينة م�صدر في الإمارات‪:‬‬ ‫ذراع الدولة في مجال‬ ‫الطاقة المتجددة‬

‫الطاقة ال�شم�سية والم�ش ��اريع ال ُمرتبطة بها ت�شير‬ ‫�إلى �أن م�صر تتطلع �إلى ما بعد العالقات التقليدية‬ ‫لتعزي ��ز قط ��اع الطاق ��ة المتجددة‪ ،‬وعل ��ى الرغم‬ ‫م ��ن �أن الالعبي ��ن الأوروبيي ��ن والإقليميي ��ن‪ ،‬مثل‬ ‫المملكة العربية ال�سعودية ودولة الإمارات العربية‬ ‫المتحدة‪ ،‬ال يزالون م�ستثمرين ن�شيطين‪.‬‬

‫ال�سعودية‪ ،‬الإمارات‪ ،‬الجزائر‪:‬‬ ‫دول ُم�صدِّ رة تبقى ُم�صدِّ رة‬ ‫تعتمد ال�سعودية على النفط لإنتاج الكهرباء‪ ،‬وهي‬ ‫تواجه طلب ًا محلي ًا متزايد ًا على الكهرباء في وقت‬ ‫ي�ض ��ع �إنخفا�ض �أ�سعار النفط �ض ��غط ًا مالي ًا كبير ًا‬ ‫على الحكومة‪� .‬إن �إ�س ��تهالكها من الوقود المحلي‬ ‫يتّبع ويتابع �إتجاه ًا ال يمكن تحمله‪ .‬ب�إ�س ��تخدامها‬ ‫�أكثر من ‪ 3‬ماليين برميل من النفط يومي ًا محلي ًا‪،‬‬

‫ف�إن ال�س ��عودية ه ��ي �أكبر م�س ��تهلك عالمي للنفط‬ ‫لإنت ��اج الطاقة‪ .‬نح ��و ثلث �إ�س ��تهالكها اليومي من‬ ‫النفط ي�س ��تخدم كوقود لمحطات توليد الكهرباء‪.‬‬ ‫ومن دون م�ص ��ادر �إ�ض ��افية للتولي ��د لتلبية �إرتفاع‬ ‫الطل ��ب عل ��ى الكهرباء‪ ،‬ف�إن ح�ص ��ة النف ��ط التي‬ ‫ي�ستهلكها توليد الكهرباء في المملكة �سوف ترتفع‪.‬‬ ‫‪ ‬عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أن ال�س ��عودية تنف ��ذ تدريج� � ًا‬ ‫�إ�ص�ل�احات الدع ��م الرامية �إلى الح ��د من الطلب‬ ‫المحل ��ي عل ��ى الطاقة‪ ،‬ف�إنه ��ا ال ت ��زال تعمل على‬ ‫تطوير بدائل للطاقة‪ ،‬حيث يمكن للطاقة ال�شم�سية‬ ‫�أن تدخ ��ل ح ّي ��ز اللع ��ب‪ .‬بالن�س ��بة �إل ��ى الأهداف‬ ‫الحالية‪ ،‬ف�إن الطاقة المتجددة تمثل ‪ ٪8‬من �إنتاج‬ ‫الكهرب ��اء بحلول العام ‪ 2020‬و‪ 15‬في المئة بحلول‬ ‫الع ��ام ‪ ،2030‬مع الطاقة ال�شم�س ��ية تمثل الغالبية‬ ‫العظمى من هذه الزيادة‪ .‬في الما�ض ��ي‪ ،‬مع ذلك‪،‬‬

‫مددت الريا�ض الجداول الزمنية لهذه الأهداف‪.‬‬ ‫م ��ع ذلك فقد خطت ال�س ��عودية خطوات كبيرة في‬ ‫ت�ص ��دير تكنولوجيا الطاقة ال�شم�س ��ية‪ .‬وت�ش ��ارك‬ ‫ال�ش ��ركة‪ ‬العربية لتنمية المياة والطاقة ال�سعودية‬ ‫المعروف ��ة ب"�أك ��وا ب ��اور" ف ��ي م�ش ��اريع متعددة‬ ‫في المنطق ��ة (المغ ��رب والأردن) و�أبعد (جنوب‬ ‫�أفريقي ��ا وتركي ��ا)‪ .‬كم ��ا �أعرب ��ت �ش ��ركة النف ��ط‬ ‫الوطني ��ة‪�" ،‬ش ��ركة الزي ��ت العربي ��ة ال�س ��عودية"‬ ‫(�أرامكو)‪� ،‬أي�ض� � ًا عن �إهتمامها في تطوير القدرة‬ ‫على ت�ص ��دير الطاقة ال�شم�س ��ية‪ .‬مع وجود خطط‬ ‫لإ�ضافة مرافق لإنتاج تكنولوجيا الطاقة ال�شم�سية‪،‬‬ ‫فق ��د يكون ب�إمكان الريا�ض المحافظة على دورها‬ ‫كم�صدّر للطاقة ال�شم�سية في المنطقة‪ ،‬خ�صو�ص ًا‬ ‫مع �إ�س ��تمرار نم ��و وتطور قطاع الطاقة ال�شم�س ��ية‬ ‫لديه ��ا‪ .‬من جهتها �إكت�س ��بت �ش ��ركة "�أك ��وا باور"‬ ‫�سمعة �إقليمية ب�أنها تملك �إقت�صادات كافية وا�سعة‬ ‫النطاق لتقديم عرو� ��ض �أقل تكلفة من غيرها من‬ ‫�ش ��ركات الطاقة ال�شم�س ��ية الرئي�س ��ية‪ ،‬ومعظمها‬ ‫�ش ��ركات غربية �أو �شرق �آ�س ��يوية‪ .‬وقد �ساعد هذا‬ ‫الو�ض ��ع "�أكوا باور" عل ��ى الفوز بعط ��اءات كبيرة‬ ‫مث ��ل المرحلة الأولى من م�ص ��نع ن ��ور في المغرب‬ ‫ومحط ��ة محمد ب ��ن را�ش ��د للطاقة ال�شم�س ��ية في‬ ‫الإمارات‪.‬‬ ‫ف ��ي الوقت عينه‪ ،‬و�ض ��عت دولة الإم ��ارات العربية‬ ‫المتحدة نف�سها في مرتبة مم ّول الطاقة المتجدّدة‬ ‫ومحور تنميتها‪ .‬وعلى �أرا�ض ��يها يقوم المقر العام‬ ‫للوكالة الدولية للطاقة المتجددة‪ ،‬وهي ت�ست�ضيف‬ ‫الم�ؤتم ��رات المهمة التي تركز على كل من الطاقة‬ ‫المتج ��ددة وغي ��ر المتجددة‪ .‬وع�ل�اوة على ذلك‪،‬‬ ‫فقد �إ�س ��تخدمت �س ��خاءها الوافر الهيدروكربوني‬ ‫لتطوير م�ش ��اريع فريدة كبيرة ‪ -‬و�ص ��غيرة – في‬ ‫مجال الطاقة المتجددة بطرق ال ت�ستطيع البلدان‬ ‫الأقل غنى بالموارد‪ ،‬مثل المغرب والأردن وم�صر‪،‬‬ ‫مجاراتها‪ .‬لقد �إ�ستطاعت الإمارات �أن تتبو�أ مرنبة‬ ‫عالية وت�ص ��بح الرائدة �إقليمي ًا ف ��ي مجال الطاقة‬ ‫ال�شم�س ��ية وذل ��ك جزئي ًا ب�س ��بب قدرته ��ا الكبيرة‬ ‫على تبني التكنولوجيا (�س ��واء محلي ًا �أو من خالل‬ ‫�شراكات مع دول �أخرى) وتمويل م�شاريع في جميع‬ ‫�أنح ��اء العالم‪ .‬مدينة "م�ص ��در"‪ ،‬ذراع البالد في‬ ‫مجال الطاقة المتجددة‪ ،‬ترتبط مع �شركة مبادلة‬ ‫للتنمي ��ة‪ ،‬الت ��ي هي م ��ن �أ�ص ��غر �ص ��ناديق الثروة‬ ‫ال�س ��يادية في البالد‪ .‬وت�شارك م�صدر في م�شاريع‬ ‫في جميع �أنحاء منطقة ال�ش ��رق الأو�سط و�أفريقيا‬ ‫و�أميركا الجنوبي ��ة و�أوروبا وجزر في المحيط‬ ‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪77‬‬


‫عالم الطاقة ¶ الطاقة ال�شم�سية‬ ‫�إن العديد من الم�شاريع الكبيرة وال�صغيرة تجري‬ ‫عل ��ى ق ��دم و�س ��اق حالي ًا ف ��ي الأردن‪ ،‬م ��ن تركيب‬ ‫الألواح ال�شم�س ��ية على �أ�س ��طح المن ��ازل �إلى بناء‬ ‫مج ّمع ��ات �شم�س ��ية كبيرة م ��ع قدرات ت�ص ��ل �إلى‬ ‫‪ 200‬ميغ ��اواط‪ .‬لقد جعلت المملك ��ة عملية تقديم‬ ‫العط ��اءات لم�ش ��اريع الطاق ��ة المتج ��ددة �س ��هلة‬ ‫ن�س ��بي ًا‪ ،‬االأمر الذي �إجتذب �ش ��ركات من مختلف‬ ‫�أنح ��اء العال ��م‪ .‬مع ذل ��ك‪ ،‬لن يك ��ون الأردن قادر ًا‬ ‫على تحقيق �أهدافه الطموحة من تلقاء نف�س ��ه؛ �إن‬ ‫ال�ش ��راكات بين القطاعين العام والخا�ص �ستكون‬ ‫حا�سمة في نمو قطاع الطاقة المتجددة فيه‪.‬‬ ‫مث ��ل الأردن‪ ،‬ي�س ��تورد المغرب معظ ��م �إحتياجاته‬ ‫من الطاق ��ة ‪ -‬حوالي ‪ 90‬في المئة‪ .‬وتتطلع الدولة‬ ‫الم�س ��تقرة بالمث ��ل �أي�ض� � ًا �إل ��ى م�ص ��ادر الطاق ��ة‬ ‫المتجددة‪ ،‬خ�صو�ص� � ًا الطاقة ال�شم�س ��ية‪ ،‬لزيادة‬ ‫�أم ��ن الطاق ��ة وتخفي� ��ض تكالي ��ف الطاق ��ة‪ .‬لكن‬ ‫المملك ��ة المغربي ��ة ت�أخذ الفكرة خط ��وة �أبعد من‬ ‫خ�ل�ال بناء ما �س ��يكون �أكب ��ر محط ��ة للطاقة في‬ ‫العال ��م ب�إ�س ��تخدام تكنولوجيا الطاقة ال�شم�س ��ية‬ ‫ال ُمر ّك ��زة‪ ،‬الت ��ي ت�س ��تعمل المراي ��ا �أو العد�س ��ات‬ ‫لتركيز �أ�ش ��عة ال�ش ��م�س التي تو ّلد الحرارة لت�شغيل‬ ‫التوربينات‪ .‬المرحلة الأولى من الم�ش ��روع‪ ،‬مجمع‬ ‫الن ��ور ال�شم�س ��ي ق ��رب مدين ��ة ورزازات‪� ،‬إفتتحت‬ ‫ف ��ي وق ��ت �س ��ابق م ��ن ه ��ذا الع ��ام‪ .‬وقد و�ض ��عت‬ ‫الرباط هدف ًا كبير ًا‪� :‬إمتالك م�ص ��ادر من الطاقة‬ ‫المتجددة ت�س ��اوي ن�ص ��ف �إنتاجها م ��ن الكهرباء‬ ‫بحل ��ول الع ��ام ‪( 2025‬الطاقة ال�شم�س ��ية �س ��تلبي‬ ‫حوالي ثل ��ث الطلب)‪ .‬حتى �أن المملكة تهدف لكي‬ ‫ت�ص ��بح بلد ًا ُم�ص� �دّر ًا للكهرباء‪ .‬وبطبيعة الحال‪،‬‬ ‫ف�إن حجم م�ش ��اريعها �س ��يتطلب عط ��اءات كبيرة‪،‬‬ ‫كما �سيتطلب �إ�ستثمارات دولية والحد من م�شاركة‬ ‫ال�شركات المحلية‪.‬‬ ‫‪� ‬إن قطاع الطاقة ال�شم�س ��ية المزدهر في المغرب‬ ‫ال ي ��زال يواج ��ه بع� ��ض التحدي ��ات‪ ،‬لي� ��س �أقله ��ا‬ ‫الحاجة �إلى و�س ��يلة تخزين يمكن الإعتماد عليها‪،‬‬ ‫وه ��ذ الأمر مه ��م ج ��د ًا �إذ �أن �ض ��وء ال�ش ��م�س هو‬ ‫م�ص ��در متقلب للطاقة ب�ش ��كل طبيعي‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫م ��ع مزاياها الجغرافي ��ة والإ�س ��تقرار الإجتماعي‬ ‫الن�س ��بي‪ ،‬تب ��دو المملكة ف ��ي موقف جي ��د وممتاز‬ ‫لإ�ستغالل �إمكاناتها من الطاقة ال�شم�سية‪.‬‬

‫م�صر‪ :‬تزايد الطلب‬ ‫من جهتها ال تبدو الم�ؤ�س�س ��ات المالية وال�سيا�سية‬ ‫والأمني ��ة في م�ص ��ر م�س ��تقرة مثل تل ��ك التي في‬

‫‪76‬‬

‫العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫بذل الأردن جهود ًا رامية �إلى تنويع‬ ‫م�صادره من الطاقة الكهربائية من‬ ‫خالل زيادة قدرة الطاقة ال�شم�سية‪،‬‬ ‫و�أ�ضاف في ال�سنوات الأخيرة طاقة‬ ‫الرياح والطاقة النووية‪� .‬إذا �أرادت عمان‬ ‫�أن تحقق هدفها المتمثل في الإعتماد‬ ‫على م�صادر الطاقة المتجددة بن�سبة‬ ‫‪ 20‬في المئة من طاقته التوليدية‬ ‫بحلول العام ‪ ،2018‬ف�إن الطاقة‬ ‫ال�شم�سية �سوف تلعب دور ًا رئي�سي ًا‬ ‫و�ضعت دولة الإمارات العربية‬ ‫المتحدة نف�سها في مرتبة مم ّول‬ ‫المتجددة ومحور تنميتها‪.‬‬ ‫الطاقة‬ ‫ّ‬ ‫وعلى �أرا�ضيها يقوم المقر العام‬ ‫للوكالة الدولية للطاقة المتجددة‪،‬‬ ‫وهي ت�ست�ضيف الم�ؤتمرات المهمة‬ ‫التي تركز على كل من الطاقة‬ ‫المتجددة وغير المتجددة‬

‫المغ ��رب �أو الأردن‪ ،‬كم ��ا يب ��دو �أن خط ��ر ح ��دوث‬ ‫�إ�ضطرابات �إجتماعية فيها �أكثر قوة و�إحتما ًال من‬ ‫المملكتين العربيتين‪ .‬لكن من�ش ��ورات ال�صناعة ال‬ ‫تزال تراه ��ن على البالد كنقطة �س ��اخنة ُمحت َملة‬ ‫للإ�س ��تثمار في مجال الطاق ��ة المتجددة‪� .‬إن عدد‬ ‫�سكان م�صر ال�ضخم يخلق ويو ّلد طلب ًا هائ ًال على‬ ‫الطاق ��ة‪ ،‬والذي ق ��د ُيرهق موازن ��ة الحكومة لكنه‬ ‫�أي�ض� � ًا يفتح فر�ص ًا للإ�س ��تثمار في التقنيات لتلبية‬ ‫الحاجة المتزايدة‪.‬‬ ‫‪� ‬إن م�ش ��اكل الطاقة في م�صر لي�ست جديدة‪ .‬لقد‬ ‫�إنخف�ض الإنتاج ب� ّإطراد ب�س ��بب نق�ص الإ�س ��تثمار‬ ‫في عمليات النف ��ط والغاز الطبيعي المحلية‪ .‬وفي‬ ‫الوقت نف�س ��ه‪� ،‬إرتفع الطلب المحلي على الطاقة‪.‬‬ ‫لكن الرئي�س عبد الفتاح ال�سي�س ��ي ن ّفذ �إ�صالحات‬ ‫�إ�ستطاعت جذب �إ�ستثمارات متجددة لقطاع الغاز‬

‫الطبيع ��ي‪ ،‬م ��ع م�ش ��اريع مث ��ل حقل "زه ��ر" للغاز‬ ‫الطبيعي الذي �إكت�شفته ال�شركة الإيطالية "�إيني"‪.‬‬ ‫في الواقع �إن الطاقة المتجددة لن تلبي بال�ضرورة‬ ‫جميع الإحتياجات ال�ش ��عبية الأكث ��ر �إلحاح ًا‪ .‬وقود‬ ‫الطهي‪ ،‬على �س ��بيل المث ��ال‪ ،‬كان �أحيان ًا ُيف َقد من‬ ‫الأ�سواق‪ ،‬والطاقة ال�شم�سية لن تحل مبا�شرة هذه‬ ‫الم�ش ��كلة‪ .‬من ناحية �أخرى‪ ،‬ال ي ��زال منع �إنقطاع‬ ‫التيار في ال�ص ��يف (الآن �ش ��ائع جد ًا في م�ص ��ر)‬ ‫ه ��و �أولوي ��ة بالن�س ��بة �إل ��ى الحكومة‪ ،‬الت ��ي فقدت‬ ‫الكثير من الدعم ال�ش ��عبي‪� .‬إن تح�سين �إنتاج الغاز‬ ‫الطبيع ��ي يمكن �أن ُي�س ��اعد على توفي ��ر �إمدادات‬ ‫الكهرب ��اء بطريقة �أكث ��ر �إت�س ��اق ًا ومالءمة‪ ،‬ولكن‬ ‫التوق ��ع في زيادة الطل ��ب‪� ،‬سيف�س ��ح المجال �أمام‬ ‫المزيد من �أ�ش ��كال توليد الطاقة‪ .‬الإتفاقات التي‬ ‫ُو ّقع ��ت �أخير ًا مع اليابان وكوري ��ا الجنوبية لتطوير‬


‫عالم الطاقة ¶ الطاقة ال�شم�سية‬ ‫الهادئ‪.‬‬ ‫الجزائ ��ر‪� ،‬إح ��دى ال ��دول المنتجة الرائ ��دة للغاز‬ ‫الطبيعي‪ ،‬لديها خطط طموحة لإتباع م�سار مماثل‬ ‫بالن�س ��بة �إل ��ى الطاقة ال�شم�س ��ية‪ .‬قدرة من�ش� ��آت‬ ‫الطاق ��ة المتج ��ددة الإجمالية تبل ��غ ‪ 22‬جيغاواط‬ ‫ ‪ 13‬جيغ ��اواط منه ��ا ت�أتي من الطاقة ال�شم�س ��ية‬‫– من المتوقع �أن تكون في العمل بحلول ‪.2030‬‬ ‫وه ��ذا ما يكف ��ي من الطاق ��ة لتلبية م ��ا يقرب من‬ ‫رب ��ع الإحتياجات المحلية في حين ال تزال تحتفظ‬ ‫بج ��زء كبي ��ر للت�ص ��دير‪ .‬لك ��ن ت�ص ��دير الطاق ��ة‬ ‫المتجددة �س ��وف يتطلب بحث ًا و�إ�ستثمارات كبيرة‬ ‫ف ��ي حل م�ش ��كلة عدم وج ��ود قدرة تخزي ��ن كافية‬ ‫للطاق ��ة‪ ،‬مما ي�ش ��كل عائق� � ًا لدمج كمي ��ات كبيرة‬ ‫من الطاق ��ة المتجددة المتغيرة ف ��ي جميع �أنحاء‬ ‫العال ��م‪� .‬إن الجزائ ��ر �س ��وف تتطلب �إ�س ��تثمارات‬ ‫وتعاون� � ًا �أجنبي� � ًا لتلبي ��ة خططه ��ا الكب ��رى‪ .‬وعلى‬ ‫الرغم من �أن البالد هي �أكثر �إ�س ��تقرار ًا من بع�ض‬ ‫جيرانه ��ا‪ ،‬مثل ليبيا‪ ،‬ف� ��إن حكومتها هي في عملية‬ ‫�إنتقال بطيئة في القيادة‪ ،‬وخطر عدم الإ�س ��تقرار‬ ‫الناجم من الإحتجاجات المتعلقة بالتنمية وتوزيع‬ ‫م ��وارد الطاق ��ة مرتف ��ع‪ .‬وم ��ع ذلك‪ ،‬فق ��د حققت‬ ‫الب�ل�اد خطوات وا�س ��عة نحو جذب اال�س ��تثمارات‬ ‫الالزمة لبناء قدرتها ال�شم�سية‪ .‬مع �أكثر من ‪250‬‬ ‫ميغ ��اواط من الق ��درة المركبة في الع ��ام ‪،2015‬‬

‫الرئي�س عبد الفتاح ال�سي�سي‪:‬‬ ‫�إ�صالحاته الإقت�صادية جذبت الم�ستثمرين‬

‫والعم ��ل الذي يجري في مواقع �إ�ض ��افية في العام‬ ‫‪ ،2016‬ف� ��إن الجزائ ��ر تتجه نحو هدفه ��ا المتمثل‬ ‫بتولي ��د ‪ 15‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن الكهرباء م ��ن الطاقة‬ ‫ال�شم�سية بحلول العام ‪.2020‬‬

‫و�ضع الأمور في ن�صابها‬ ‫م ��ن المنتظر �أن ينم ��و دور الطاقة ال�شم�س ��ية في‬ ‫المنطق ��ة العربي ��ة‪� .‬إن التكنولوجي ��ا تقت ��رب من‬ ‫التعادل مع ال�ش ��بكة‪ ،‬وهي النقط ��ة التي تبلغ فيها‬

‫تكلفته ��ا الرقم عين ��ه �أو �أق ��ل م ��ن التكنولوجيات‬ ‫التقليدي ��ة التي تغذي ال�ش ��بكة الكهربائية‪ .‬وتكلفة‬ ‫الطاقة ال�شم�س ��ية على الأرجح �س ��وف تتجه نزو ًال‬ ‫حت ��ى �أكث ��ر م ��ن ذلك‪ .‬م ��ع ذل ��ك‪� ،‬إل ��ى �أن تتطور‬ ‫وتتح�س ��ن تكنولوجيا تخزين الطاق ��ة‪ ،‬ف�إن �إدماج‬ ‫الطاق ��ة المتج ��ددة في �ش ��بكات الكهرباء �س ��وف‬ ‫يكون مق ّيد ًا �إلى حد ما‪ ،‬وخ�صو�ص� � ًا بالن�س ��بة �إلى‬ ‫الإ�ستخدام الكامل للم�شاريع الأكبر المخطط لها‪.‬‬ ‫‪ ‬عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أنه ��ا �س ��تبقى تابع ��ة‬ ‫للهيدروكربون ��ات‪ ،‬ف� ��إن الطاقة ال�شم�س ��ية تت�أهل‬ ‫وتتح�ضر لكي ت�ص ��بح جزء ًا �أكثر �أهمية في مزيج‬ ‫الطاقة في ال�ش ��رق الأو�س ��ط و�ش ��مال �أفريقيا‪� .‬إن‬ ‫تطورها يو ّفر الفر�ص اال�س ��تثمارية التي‪ ،‬في حين‬ ‫تقت�ص ��ر على الكيانات ذات ر�ؤو� ��س �أموال كبيرة‪،‬‬ ‫يمكنه ��ا �أن تح� � ّول في نهاي ��ة المطاف ج ��زء ًا من‬ ‫الإعتم ��اد عل ��ى الطاقة في المنطق ��ة‪ .‬على المدى‬ ‫الق�ص ��ير‪ ،‬قد تن�ش ��ىء م�ش ��اريع الطاقة ال�شم�سية‬ ‫في الواقع �إعتم ��اد ًا على دول �أخرى لبع�ض الدول‪،‬‬ ‫لكنها �س ��تغ ّذي �أي�ض� � ًا قطاعات الطاقة المتجددة‬ ‫النا�شئة حيث ال�شركات المحلية هي حري�صة على‬ ‫الإ�س ��تثمار‪ .‬وفي الوقت المنا�سب‪ ،‬يمكن لم�شاريع‬ ‫الطاقة ال�شم�س ��ية �أن ت�س ��اعد ال ��دول العربية على‬ ‫تنوي ��ع م�ص ��ادرها م ��ن الطاق ��ة الكهربائي ��ة و�أن‬ ‫ت�صبح �أكثر �إ�ستقاللية في مجال الطاقة‬ ‫"�أكوا باور"‪� :‬شركة �سعودية ن�شيطة في حقل الطاقة المتجددة‬

‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪79‬‬


SECDEB INC. We Handle Forex, Money Transfer & Remittance Services Worldwide

10F Philamlife Tower, 8767 Paseo De Roxas, Makati City, Manila, Philippines Tel: +632 901-4172, Email: fideliterinvest@aol.com

Or visit our website: www.stgeorgessociety.com


‫القطاعي ��ن الخا�ص والع ��ام في الداخ ��ل والخارج‬ ‫الت ��ي تهتم في الأبحاث والتطوير في مجال الطاقة‬ ‫النظيف ��ة‪ .‬للت�أكي ��د‪� ،‬إن المهمة �ش ��اقة‪ ،‬وكذلك هي‬ ‫مخاطر عدم التحرك‪.‬‬

‫ال ّ‬ ‫توقف عن التفكير في الغد‬ ‫�تقبل ُم َ‬ ‫نخ ِف� ��ض الكرب ��ون يكمن في‬ ‫المفت ��اح لم�س � ٍ‬ ‫الطاق ��ة الكهربائي ��ة‪� .‬إن التح�س ��ينات ف ��ي ه ��ذه‬ ‫ال�ص ��ناعة مهم ��ة لي� ��س فق ��ط ب�س ��بب �أن الطاق ��ة‬ ‫الكهربائية ت�ش� � ّكل �أكبر ح�ص ��ة م ��ن �إنبعاثات ثاني‬ ‫�أوك�س ��يد الكرب ��ون ولك ��ن لأن جن ��ي ثم ��ار م�ص ��ب‬ ‫الإبتكارات ‪ --‬مثل المركبات الكهربائية ‪ --‬يتطلب‬ ‫�إم ��دادات منب ��ع نظي ��ف للكهرباء‪ .‬تم ّث ��ل محطات‬ ‫تولي ��د الكهرباء التي تعمل بالوق ��ود الأحفوري الآن‬ ‫حوال ��ي ‪ 70‬ف ��ي المئة م ��ن الكهرب ��اء تقريب� � ًا على‬ ‫م�س ��توى العالم‪ .‬ولكن بحل ��ول العام ‪ ،2050‬ح ّذرت‬ ‫وكال ��ة الطاق ��ة الدولي ��ة ب� ��أن هذه الن�س ��بة �س ��وف‬ ‫تنخف�ض �إلى �س ��بعة في المئ ��ة فقط لإعطاء العالم‬ ‫فر�ص ��ة‪ ،‬ال تتعدّى ن�س ��بتها ‪ 50‬ف ��ي المئة‪ ،‬للح ّد من‬ ‫ظاه ��رة الإحتبا�س الح ��راري بدرجتي ��ن مئويتين‪.‬‬ ‫�إن المزي ��د من الطاقة العامل ��ة بالوقود الأحفوري‬ ‫يكون مقب ��و ًال �إذا كان في الإمكان �إلتقاط �إنبعاثات‬ ‫الكربون وتخزينها تحت الأر�ض‪ .‬وم�ص ��ادر الطاقة‬ ‫الخالية من الكربون‪ ،‬مثل ال�شم�س والرياح والطاقة‬ ‫الكهرومائي ��ة والطاق ��ة النووية‪� ،‬س ��وف تحتاج �إلى‬ ‫النم ��و ب�س ��رعة‪� ،‬إل ��ى درج ��ة �أن تكون ق ��ادرة على‬ ‫توفير معظم الطاق ��ة الكهربائية في العالم بحلول‬ ‫منت�صف القرن‪.‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك‪ ،‬ف� ��إن الم�ش ��كلة ه ��ي �أن التكنولوجيات‬ ‫النظيف ��ة الآن تحق ��ق تقدم� � ًا عل ��ى هام� ��ش عال ��م‬ ‫الوقود الأحفوري قد ال يكون كافي ًا في عالم تهيمن‬ ‫علي ��ه الطاقة النظيف ��ة‪� .‬إن تكاليف طاقة الرياح �أو‬ ‫الطاق ��ة ال�شم�س ��ية‪ ،‬على �س ��بيل المث ��ال‪ ،‬تنخف�ض‬ ‫قريب ًا م ��ن تلك للغاز الطبيعي والفحم في الواليات‬ ‫المتح ��دة‪ ،‬ولكن ه ��ذا كان ممكن ًا ب�س ��بب مو ّلدات‬ ‫الوق ��ود الأحف ��وري المرن ��ة‪ ،‬الت ��ي تخ ّف ��ف الطاقة‬ ‫المتفاوت ��ة للغاي ��ة الت ��ي تنتجها ال�ش ��م�س والرياح‪.‬‬ ‫وتكثي ��ف المعرو� ��ض من هذه الم�ص ��ادر المتقطعة‬ ‫�س ��وف يتجاوز العر�ض على ال�شبكة الكهربائية في‬ ‫�أوق ��ات معينة‪ ،‬مما يجع ��ل الطاقة المتج ��ددة �أقل‬ ‫قيمة وتتطلب تقلبات متطرفة لت�ضا�ؤل​​�إنتاج الوقود‬ ‫الأحف ��وري‪� .‬إن الطاقة النووي ��ة والكهرومائية‪ ،‬من‬ ‫جانبهم ��ا‪ ،‬هما �أكثر موثوقي ��ة‪ ،‬ولكن كالهما واجه‬ ‫معار�ض ��ة بيئية �ش ��ديدة على حد �سواء‪ .‬نتيجة‬

‫م�شروع "�أبولو"‪ :‬كلف ‪ 13‬مليار دوالر‬

‫�سيارة "تي�سال" الكهربائية‪ :‬جذبت �إ�ستثمارات خا�صة وعامة‬

‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪81‬‬


‫عالم الطاقة‬ ‫الطاقة المتجددة‬

‫تغ ّير المناخ تكافحه �أميركا بالإبتكار‬

‫ثورة الطاقة النظيفة‬ ‫ف��ي ‪ 22‬ني�س��ان (�إبري��ل) الفائت جمع الأمين الع��ام للأمم المتحدة ب��ان كي مون �أكثر من مئ��ة رئي�س دولة‬ ‫وحكوم��ة في مقر المنظم��ة الدولية في نيويورك حيث وقّع��وا على الإتفاق الدولي الذي ت��م التو�صل �إليه‬ ‫ف��ي نهاية الع��ام الفائت في �ضاحية "بورجي��ه" الباري�سية حول �سبل الحد من غ��ازات الدفيئة والتكيّف مع‬ ‫�إنعكا�ساته��ا ال�سلبية‪ ،‬الأم��ر الذي فتح الطريق �أمام ثورة ف��ي مجال الطاقة النظيفة عماده��ا الإبتكار تقودها‬ ‫الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫وا�شنطن ‪ -‬محمد زين الدين‬ ‫فيما كان م�ؤتمر الأم ��م المتحدة لتغ ّير‬ ‫المن ��اخ ف ��ي باري� ��س يختت ��م �أعمال ��ه‬ ‫ف ��ي كان ��ون الأول (دي�س ��مبر) ‪ ،2015‬رف ��ع وزراء‬ ‫الخارجية‪ ،‬الذين ح�ضروا من جميع �أنحاء العالم‪،‬‬ ‫�أياديه ��م كعالمة �إنت�ص ��ار‪ .‬في الواق ��ع‪ ،‬كان هناك‬ ‫�ش ��يء للإحتف ��ال به في العا�ص ��مة الفرن�س ��ية �أكثر‬ ‫مما كان عليه الو�ض ��ع في �أي قمة مناخ �سابقة‪ .‬قبل‬ ‫ف�ص ��لة‬ ‫الم�ؤتم ��ر‪ ،‬قدّم �أكثر من ‪ 180‬بلد ًا خطط ًا ُم ّ‬ ‫للح ��د م ��ن �إنبعاثات غ ��ازات الدفيئ ��ة لديها‪ .‬وبعد‬ ‫�أ�سبوعين من المفاو�ضات ال ُمك ّثفة‪ ،‬وافق ‪ 195‬بلد ًا‬ ‫على تقديم خطط جديدة و�أقوى كل خم�س �سنوات‪.‬‬ ‫ولك ��ن من دون تق� �دّم كبير ف ��ي تكنولوجيا الطاقة‬ ‫النظيف ��ة‪ ،‬ف�إن �إتفاق باري�س قد ي� ��ؤدي بدول كثيرة‬ ‫�إل ��ى تحقي ��ق تح�س ��ينات متوا�ض ��عة ف ��ي خططه ��ا‬ ‫الم�ستقبلية الخا�صة بالمناخ‪ .‬وهذا لن يكون كافي ًا‪.‬‬ ‫حتى لو �إ�س ��توفيت و ُن ّفذت التعه ��دات القائمة‪ ،‬ف�إنه‬ ‫م ��ن المرج ��ح �أن ترتفع ح ��رارة الأر� ��ض بين ‪2.7‬‬ ‫�إل ��ى ‪ 3.5‬درجة مئوية – الأمر الذي ُيهدّد الكوكب‬ ‫بكارث ��ة‪ .‬كم ��ا �أن خف�ض الإنبعاث ��ات �أكثر من ذلك‬ ‫لي�س ُمح َّبذ ًا �أو ُمح َّبب ًا �سيا�سي ًا‪ ،‬وبخا�صة في البلدان‬ ‫النامية‪ :‬مثل الهند‪ ،‬حيث يتع ّين على �ص ��ناع القرار‬ ‫فيها الإختيار بين دفع النمو الإقت�صادي والتخ ّل�ص‬ ‫التدريجي من الوقود الأحفوري القذر‪ .‬لذا‪ ،‬طالما‬ ‫�إ�س ��تمرت هذه المقاي�ض ��ة‪ ،‬ف� ��إن الديبلوما�س ��يين‬

‫‪80‬‬

‫العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫�سوف ي�أتون �إلى م�ؤتمرات المناخ و�أيديهم ُمك ّبلة‪.‬‬ ‫ف ��ي الواقع‪ ،‬على هام�ش القم ��ة فقط‪ ،‬كانت باري�س‬ ‫ُت�س� � ّرب الأخبار الجي ��دة على جبه ��ة التكنولوجيا‪.‬‬ ‫لق ��د ك�ش ��ف بي ��ل غيت� ��س النق ��اب ع ��ن "�إئت�ل�اف‬ ‫�إخت ��راق الطاق ��ة" ‪(Breakthrough Energy‬‬ ‫)‪ ،Coalition‬ال ��ذي ي�ض ��م �أكثر من ع�ش ��رين من‬

‫على الرغم من �أن الواليات المتحدة‬ ‫هي �أكبر مم ّول للبحث والتطوير في‬ ‫مجال الطاقة في العالم‪ ،‬فهي تُنفق‬ ‫ب�شكل مزمن دون الم�ستوى المطلوب‬ ‫بالمقارنة مع �إ�ستثماراتها في �أولويات‬ ‫بحثية وطنية �أخرى‪� .‬إن مبلغ ال‪6.4‬‬ ‫المخ�ص�ص للبحث‬ ‫مليارات دوالر‬ ‫ّ‬ ‫والتطوير في مجال الطاقة النظيفة هو‬ ‫مجرد رقم �صغير �إذا ما قورن بالمبلغ‬ ‫الذي �أنفق على �إ�ستك�شاف الف�ضاء (‪13‬‬ ‫مليار دوالر)‪ ،‬والطب (‪ 31‬مليار دوالر)‪،‬‬ ‫والدفاع (‪ 78‬مليار دوالر)‬

‫الراعين الأغنياء الذين ُي ّ‬ ‫خططون للإ�س ��تثمار في‬ ‫�شركات تكنولوجيا مبتدئة للطاقة النظيفة‪ .‬و�أعلن‬ ‫الرئي�س الأميركي ب ��اراك �أوباما "مهمة الإبتكار"‪،‬‬ ‫الت ��ي تقوم عل ��ى �إتفاق بي ��ن ‪ 20‬بل ��د ًا ‪ --‬بما فيها‬ ‫�أكب ��ر ثالثة بلدان في العالم في �إنبعاثات الكربون‪:‬‬ ‫ال�صين‪ ،‬والواليات المتحدة‪ ،‬والهند ‪ --‬لم�ضاعفة‬ ‫التمويل الحكومي في مجال البحث وتطوير الطاقة‬ ‫النظيف ��ة �إلى ‪ 20‬ملي ��ار دوالر �س ��نوي ًا بحلول العام‬ ‫‪ .2020‬الواقع �أن وا�ش ��نطن �سوف ُتحيي‪� ،‬أو تَق�ضي‬ ‫عل ��ى‪ ،‬ه ��ذا التع ّهد‪� ،‬إذ �أن �أكثر من ن�ص ��ف الهدف‬ ‫�س ��ي�أتي من م�ض ��اعفة موازنة الحكوم ��ة الأميركية‬ ‫الحالية البالغة ‪ 6.4‬مليارات دوالر �سنوي ًا‪.‬‬ ‫�إن مكافح ��ة تغ ّي ��ر المن ��اخ بنج ��اح �س ��وف تتطلب‬ ‫ح�سا�س ��ة بالت�أكيد بالن�سبة �إلى‬ ‫�سيا�س ��ات حكومية ّ‬ ‫تكاف� ��ؤ الملع ��ب الإقت�ص ��ادي بين الطاق ��ة النظيفة‬ ‫والق ��ذرة‪ ،‬مث ��ل و�ض ��ع �س ��عر عل ��ى �إنبعاث ��ات ثاني‬ ‫�أوك�س ��يد الكرب ��ون‪ .‬ولكن ذل ��ك يتطلب �سيا�س ��ات‬ ‫ُت�ش � ِّ�جع الإ�س ��تثمار في تكنولوجيات جديدة للطاقة‬ ‫النظيفة‪ ،‬والتي قد ال تو ّلد فر�ص ًا متكافئة من تلقاء‬ ‫نف�س ��ها‪ .‬وهذا الأمر �س ��وف يتطلب قي ��ادة �أميركا‪،‬‬ ‫البل ��د الوحي ��د الذي يتمت ��ع بالقدرة عل ��ى الإبتكار‬ ‫المطلوب‪ .‬في الما�ض ��ي‪� ،‬شهدت الواليات المتحدة‬ ‫طفرة �إ�س ��تثمارات ف ��ي مجال الإبت ��كار في الطاقة‬ ‫النظيف ��ة‪� ،‬إال �أنه ��ا خمدت بع ��د فت ��رة‪ .‬لمنع ذلك‬ ‫م ��ن الحدوث مرة �أخرى‪ ،‬ف�إن ��ه ينبغي على الإدارة‬ ‫الأميركية زيادة الدعم ب�ش ��كل كبير لل�ش ��ركات في‬


‫�ش ��ركات ر�أ� ��س الم ��ال الإ�س ��تثماري محافظه ��ا‬ ‫اال�س ��تثمارية ف ��ي قط ��اع الطاق ��ة النظيفة بن�س ��بة‬ ‫‪ 75‬ف ��ي المئ ��ة‪ .‬والحكوم ��ة الأميركي ��ة الإتحادية‪،‬‬ ‫الت ��ي كانت تعاني من رد فعل �س ��لبي �سيا�س ��ي حول‬ ‫�إفال�س بع�ض الم�س ��تفيدين من �ضمانات القرو�ض‬ ‫الفيديرالية (و�أ�ش ��هرها‪ ،‬ال�شركة الم�صنعة لألواح‬ ‫الطاقة ال�شم�س ��ية "�س ��وليندرا")‪ ،‬ق ّل�ص ��ت دعمها‬ ‫للم�شاريع المحفوفة بالمخاطر �أي�ض ًا‪.‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬لم يكن كل �ش ��يء خا�س ��ر ًا‪ ،‬فف�شل هاتين‬ ‫الموجتي ��ن يق ��دم درو�س� � ًا لكيفي ��ة الت�أك ��د م ��ن �أن‬ ‫الواحدة الآتية �س� �تُثبت على �أنه ��ا �أكثر دوام ًا‪� .‬أو ًال‪،‬‬ ‫لقد ك�ش ��فتا عن مدى �أهمية التمويل الحكومي‪ :‬بعد‬ ‫خف�ض الدعم الإتحادي للبحث والتطوير في قطاع‬ ‫الطاقة الأميركي في ثمانينات القرن الفائت‪ ،‬فقد‬ ‫�إنخف� ��ض معه عدد �إيداعات البراءات التي ت�ش ��مل‬ ‫الطاقة ال�شم�سية‪ ،‬وطاقة الرياح‪ ،‬والطاقة النووية‪.‬‬ ‫الي ��وم‪ ،‬على الرغ ��م من �أن الوالي ��ات المتحدة هي‬ ‫�أكب ��ر مم� � ّول للبحث والتطوي ��ر في مج ��ال الطاقة‬ ‫في العالم‪ ،‬فهي ُتنفق ب�ش ��كل مزمن دون الم�س ��توى‬ ‫المطلوب بالمقارن ��ة مع �إ�س ��تثماراتها في �أولويات‬ ‫بحثي ��ة وطني ��ة �أخ ��رى‪� .‬إن مبل ��غ ال� �ـ‪ 6.4‬مليارات‬ ‫المخ�ص ���ص للبح ��ث والتطوي ��ر ف ��ي مج ��ال‬ ‫دوالر‬ ‫ّ‬ ‫الطاق ��ة النظيف ��ة ه ��و مجرد ج ��زء �ص ��غير �إذا ما‬ ‫قورن بالمبلغ الذي �أنفق على �إ�ستك�ش ��اف الف�ض ��اء‬ ‫(‪ 13‬ملي ��ار دوالر)‪ ،‬والط ��ب (‪ 31‬ملي ��ار دوالر)‪،‬‬ ‫والدف ��اع (‪ 78‬مليار دوالر)‪ .‬نظر ًا �إلى هذه الفجوة‬ ‫الكبي ��رة‪ ،‬ينبغي على الكونغر� ��س الإهتمام ومتابعة‬ ‫تع ّهد "مهمة الإبتكار"‪ ،‬وعلى الأقل م�ضاعفة تمويل‬ ‫البح ��ث والتطوير للطاق ��ة النظيف ��ة‪ .‬وفعلي ًا‪ ،‬وافق‬ ‫الكونغر� ��س على زي ��ادة الإنفاق في مج ��ال البحث‬ ‫والتطوير التطبيقي للطاقة بن�س ��بة ع�شرة في المئة‬ ‫في موازنت ��ه للع ��ام ‪� ،2016‬أكثر من الزي ��ادة التي‬ ‫قررها للإنفاق على �أي بحث �أو تطوير لأي برنامج‬ ‫�أو وكالة �أو �إدارة رئي�س ��ية �أخ ��رى‪ .‬ولكن �إبتداء من‬ ‫الع ��ام ‪ ،2017‬ف�إن م�ض ��اعفة الموازنة في غ�ض ��ون‬ ‫خم�س �سنوات �س ��وف يتطلب زيادات �سنوية ال تقل‬ ‫عن ‪ 15‬في المئة‪.‬‬ ‫الدر� ��س الثان ��ي ه ��و �أن عل ��ى الحكوم ��ة لي�س فقط‬ ‫تموي ��ل البح ��وث الأ�سا�س ��ية فح�س ��ب‪ ،‬ب ��ل تطبي ��ق‬ ‫م�ش ��اريع البح ��وث والإختبار �أي�ض� � ًا‪ .‬يع ��ود �إنحياز‬ ‫وا�ش ��نطن في ه ��ذا المجال �إلى عق ��ود‪ .‬في تقريره‬ ‫الم�ؤ ّثر ف ��ي العام ‪" ،1945‬العل ��وم‪ ،‬الحدود التي ال‬ ‫نهاي ��ة له ��ا" )‪،(Science, the Endless Frontier‬‬ ‫ح ��ثّ فانيف ��ار بو�ش‪ ،‬كبي ��ر م�ست�ش ��اري العلوم لدى‬

‫بيل غيت�س‪� :‬أطلق "�إئتالف �إختراق الطاقة"‬

‫الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون‪:‬‬ ‫نجح في م�ؤتمر باري�س وما بعده‬

‫في تقريره الم�ؤ ّثر في العام ‪،1945‬‬ ‫"العلوم‪ ،‬الحدود التي ال نهاية‬ ‫لها" ‪(Science, the Endless‬‬ ‫)‪ّ ،Frontier‬‬ ‫حث فانيفار بو�ش‪،‬‬ ‫كبير م�ست�شاري العلوم لدى‬ ‫الرئي�س فرانكلين روزفلت‪ ،‬الحكومة‬ ‫الأميركية على التركيز على البحوث‬ ‫الأ�سا�سية‪ ،‬التي من �ش�أنها �أن تو ّلد �أفكار ًا‬ ‫كان من المفتر�ض �أن يترجمها القطاع‬ ‫الخا�ص �إلى تكنولوجيات تجارية‬

‫الرئي� ��س فرانكلي ��ن روزفلت‪ ،‬الحكوم ��ة الأميركية‬ ‫عل ��ى التركي ��ز على البح ��وث الأ�سا�س ��ية‪ ،‬التي من‬ ‫�ش� ��أنها �أن تو ّل ��د �أف ��كار ًا كان م ��ن المفتر� ��ض �أن‬ ‫يترجمها القطاع الخا�ص �إلى تكنولوجيات تجارية‪.‬‬ ‫وقد �إهتمت غالبية الإدارات المتعاقبة بن�ص ��يحته‪،‬‬ ‫و�ضاعف ريغان جهوده في هذا الحقل‪ُ ،‬مخ ّف�ض ًا كل‬ ‫التمويل تقريب� � ًا للبحث والتطوير في مجال الطاقة‬ ‫التطبيقية‪ .‬بحلول �أواخر ت�س ��عينات القرن الفائت‪،‬‬ ‫�ص ��ارت البح ��وث الأ�سا�س ��ية ت�ش ��كل نح ��و ‪ 60‬ف ��ي‬ ‫المئة من مجموع الإنف ��اق الفيديرالي على البحث‬ ‫مجال‬ ‫والتطوي ��ر للطاق ��ة‪ .‬مع ذلك‪ ،‬بد ًال م ��ن خلق ٍ‬ ‫�أمام القطاع الخا�ص لإلتقاط العملية حيث تركتها‬ ‫الحكوم ��ة‪ ،‬ف�إن التخفي�ض ��ات في الموازن ��ة خ ّوفته‬ ‫و�أبعدت ��ه‪ .‬لذا �إنكم� ��ش الإ�س ��تثمار الخا�ص بمقدار‬ ‫ال�س� � ُبل �أمام‬ ‫الن�ص ��ف بي ��ن ‪ 1985‬و‪ ،1995‬فاتح� � ًا ُ‬ ‫الإدارة الأميركية للإ�س ��تثمار العام في �أنواع بديلة‬ ‫من الوقود‪ ،‬و�ألواح الطاقة ال�شم�س ��ية‪ ،‬والمفاعالت‬ ‫النووية المتقدمة‪.‬‬ ‫من ناحية �أخرى‪ّ ،‬‬ ‫تك�ش ��فت ق�ص ��ة مماثلة في نهاية‬ ‫الطف ��رة الثاني ��ة م ��ن الإبت ��كار في مج ��ال الطاقة‬ ‫النظيف ��ة‪ .‬عندم ��ا �إنتهت فترة التموي ��ل التحفيزي‬ ‫بع ��د الع ��ام ‪ ،2011‬ف� ��إن التموي ��ل العام لم�ش ��اريع‬ ‫الإختب ��ار ‪ -‬الت ��ي تثب ��ت م ��ا �إذا كان ��ت التقني ��ات‬ ‫الجدي ��دة تعم ��ل في ظ ��روف العال ��م الحقيقي ‪--‬‬ ‫�إنخف� ��ض ب�أكثر من ‪ 90‬ف ��ي المئة‪ .‬كان من المتوقع‬ ‫�أن يت�ش ��ارك الم�س ��تثمرون من القطاع الخا�ص في‬ ‫الخطر في هذه الم�ش ��اريع مع الحكومة الإتحادية‪،‬‬ ‫ولك ��ن عندم ��ا ّ‬ ‫تبخ ��ر التموي ��ل الحكومي‪� ،‬س ��حب‬ ‫الم�س ��تثمرون �أمواله ��م – الأم ��ر ال ��ذي �أدّى‪ ،‬م ��ن‬ ‫بين �أم ��ور �أخرى‪� ،‬إلى �إلغاء م�ش ��اريع عدة لإلتقاط‬ ‫وتخزين �إنبعاثات الكرب ��ون من محطات الكهرباء‬ ‫التي تعمل بالفحم‪.‬‬ ‫وبالتالي‪ ،‬يتع ّين على �صناع القرار في �أميركا زيادة‬ ‫هذا النوع من الإ�س ��تثمار العام الذي يجذب ر�ؤو�س‬ ‫الأموال الخا�ص ��ة‪ .‬وتحقيق ًا له ��ذه الغاية‪ ،‬ينبغي �أن‬ ‫تكون الأولوية الأولى �إعادة التمويل العام لم�ش ��اريع‬ ‫الإختب ��ار‪� .‬آخ ��ر معقل لدعم هذه الم�ش ��اريع يمكن‬ ‫حا�صر‬ ‫العثور عليه في برنامج �ض ��مان القرو�ض ال ُم َ‬ ‫�سيا�س ��ي ًا ف ��ي وزارة الطاق ��ة‪ .‬لع ��زل التموي ��ل عن‬ ‫الهوى ال�سيا�س ��ي‪ ،‬ف� ��إن مجل�س الإبت ��كار الأميركي‬ ‫في مج ��ال الطاقة‪ ،‬الذي ي�ض ��م مجموعة من كبار‬ ‫رجال الأعمال‪ ،‬قد �إقترح �إن�ش ��اء �ش ��ركة محا�س ��بة‬ ‫ر�س ��مية فيديرالية م�س ��تقلة تقوم بتمويل م�ش ��اريع‬ ‫الإختبار‪ .‬كما �إقترح �آخرون تمكين الواليات �أو‬ ‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪83‬‬


‫عالم الطاقة ¶ الطاقة المتجددة‬ ‫لذل ��ك‪ ،‬ف�إن محاولة خلق �ش ��بكة كهرباء خالية من‬ ‫الكرب ��ون م ��ع التقنيات المتاحة الآن فعلي ًا �س ��تكون‬ ‫ُمكلفة و ُمع ّقدة‪ ،‬وال تحظى ب�شعبية‪.‬‬ ‫بالمث ��ل‪� ،‬إن تنظيف �ص ��ناعة الموا�ص�ل�ات والنقل‬ ‫�سوف يتطلب قفزات تكنولوجية كبيرة �إلى الأمام‪.‬‬ ‫فالوقود البديل بالكاد يكون تناف�س ��ي ًا عندما ترتفع‬ ‫�أ�س ��عار النف ��ط‪ ،‬وفي العق ��ود المقبل ��ة‪� ،‬إذا نجحت‬ ‫ال�سيا�س ��ات المناخي ��ة ف ��ي الحد م ��ن الطلب على‬ ‫النفط‪ ،‬ف�إن �س ��عره �س ��ينخف�ض‪ ،‬مم ��ا يجعل الأمر‬ ‫�أكث ��ر �ص ��عوبة لأن ��واع وق ��ود بديل ��ة للمناف�س ��ة‪� .‬إن‬ ‫الغرق الأخير لأ�س ��عار النفط يق� �دّم الطعم ال ُمنذر‬ ‫للم�ش ��اكل التي �ست�أتي‪ :‬لقد �أدى بالفعل �إلى �إفال�س‬ ‫�ش ��ركات الوق ��ود الحي ��وي و�أبعد الم�س ��تهلكين من‬ ‫ال�سيارات الكهربائية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كل هذا يعني ب�أن نظاما للطاقة النظيفة‪ ،‬ب�أ�س ��عار‬ ‫معقول ��ة‪ ،‬ويمك ��ن الإعتم ��اد علي ��ه‪� ،‬س ��وف يتطلب‬ ‫مجموع ��ة متنوعة م ��ن تقنيات ُمنخ ِف�ض ��ة الكربون‬ ‫متف ّوق ��ة على الخيارات الموجودة‪ .‬ال تزال مو ّلدات‬ ‫الطاق ��ة النووية والفحم والغاز الطبيعي �ض ��رورية‬ ‫لتوفير الطاقة التي يمكن التنب�ؤ بها‪ .‬ولكن ت�صاميم‬ ‫المفاع�ل�ات الجدي ��دة قد يمكنها جعل الإن�ص ��هار‬ ‫الن ��ووي م�س ��تحي ًال مادي� � ًا �أو فيزيائي ًا‪ ،‬والأغ�ش ��ية‬ ‫الهند�س ��ية ال ُمعتمِ ��دة على تقنية "النان ��و" يمكنها‬ ‫من ��ع �إنبعاثات الكربون في محط ��ات توليد الطاقة‬ ‫الت ��ي تعم ��ل بالوق ��ود الأحف ��وري‪ .‬كم ��ا �أن الطالء‬ ‫ال�شم�س ��ي الرخي� ��ص مث ��ل ورق الج ��دران يمكن ��ه‬ ‫تمكي ��ن المباني من تولي ��د المزيد من الطاقة �أكثر‬ ‫مما ت�ستهلك‪ .‬وتكنولوجيات التخزين المتقدمة ‪--‬‬ ‫من البطاريات كثيفة الطاق ��ة �إلى المحفزات التي‬ ‫ت�س � ّ�خر �أ�شعة ال�ش ��م�س لتق�س ��يم المياه وخلق وقود‬ ‫الهيدروجين – ت�ستطيع �أن تحقق �إ�ستقرار �شبكات‬ ‫الكهرب ��اء وطاق ��ة المركب ��ات‪ .‬وقائم ��ة الأمني ��ات‬ ‫تط ��ول‪ :‬ط ��رق جدي ��دة لال�س ��تفادة م ��ن خزان ��ات‬ ‫الطاقة الحرارية الأر�ضية التي كان يتع ّذر الو�صول‬ ‫�إليها في ال�س ��ابق‪ ،‬والوقود الحيوي الذي ال يتناف�س‬ ‫مع المحا�ص ��يل الغذائية‪ ،‬ومع ��دات فائقة الكفاءة‬ ‫لتدفئة وتبريد المباني‪.‬‬ ‫كل واح ��د من هذه الأ�ش ��ياء ال�س ��الفة ممكن‪ ،‬ولكن‬ ‫هن ��اك حاج ��ة ما�س ��ة �إل ��ى �إخت ��راق رئي�س ��ي ف ��ي‬ ‫المختب ��ر �أو حدوث �أول �إختبار من نوعه للم�ش ��روع‬ ‫ف ��ي الميدان‪ .‬على �س ��بيل المث ��ال‪� ،‬إن ال�س ��عي �إلى‬ ‫محفز مثالي لإ�س ��تخدام �أ�ش ��عة ال�ش ��م�س لتق�س ��يم‬ ‫المي ��اه لم ينت ��ج ن�ص ��ر ًا كيميائي ًا‪ ،‬وط�ل�اء الطاقة‬ ‫ال�شم�س ��ية الكف ��وء الذي ُي�س ��مى "بيروف�س ��كايت"‬

‫‪82‬‬

‫العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫"‪ "perovskite‬ال ي ��زال غير جاهز للإ�س ��تخدام‬ ‫على نطاق وا�س ��ع‪ .‬لذلك فمن المثير للقلق ب�أنه من‬ ‫العام ‪� 2007‬إلى العام ‪ ،2014‬حتى فيما ت�ض ��اعفت‬ ‫التدفق ��ات المالية العالمية لن�ش ��ر الطاقة النظيفة‬ ‫النا�ض ��جة �إل ��ى ‪ 288‬ملي ��ار دوالر‪ ،‬فق ��د �إنخف� ��ض‬ ‫الإ�س ��تثمار الخا�ص في ال�شركات الجديدة �إلى نحو‬ ‫‪ 50‬في المئة‪� ،‬إلى �أقل من ‪ 2.6‬ملياري دوالر‪ .‬ولكن‬ ‫يمكن للواليات المتحدة عك�س هذا االتجاه‪.‬‬

‫المرة الثالثة ثابتة؟‬

‫الرئي�س باراك �أوباما‪" :‬مهمة الإبتكار"‬

‫الرئي�س رونالد ريغان‪:‬‬ ‫�إهتم بالتركيز على البحوث الأ�سا�سية‬

‫تقدم كبير في تكنولوجيا‬ ‫من دون ّ‬ ‫الطاقة النظيفة‪ ،‬ف�إن �إتفاق باري�س‬ ‫قد ي�ؤدي بدول كثيرة �إلى تحقيق‬ ‫تح�سينات متوا�ضعة في خططها‬ ‫الم�ستقبلية الخا�صة بالمناخ‪ .‬وهذا لن‬ ‫يكون كافي ًا‪ .‬حتى لو �إ�ستوفيت و ُن ّفذت‬ ‫التعهدات القائمة‪ ،‬ف�إنه من المرجح‬ ‫�أن ترتفع حرارة الأر�ض بين ‪2.7‬‬ ‫�إلى ‪ 3.5‬درجة مئوية – الأمر الذي‬ ‫هدد الكوكب بكارثة‬ ‫ُي ّ‬

‫من ��ذ تطوير الطاق ��ة النووية المدني ��ة بعد الحرب‬ ‫العالمي ��ة الثانية‪ ،‬فقد �ش ��هدت �أميركا طفرتين في‬ ‫حقل الإبتكار ف ��ي الطاقة النظيفة‪ ،‬تلتهما �أزمتان‪.‬‬ ‫الطف ��رة الأول ��ى‪ ،‬التي كان ��ت رد ًا على ال�ص ��دمات‬ ‫النفطية في �س ��بعينات الق ��رن الفائت‪ ،‬كان الدافع‬ ‫وراءها الإ�ستثمار العام‪ .‬من العام ‪� 1973‬إلى العام‬ ‫‪� ،1980‬ض ��اعفت وا�ش ��نطن الإ�س ��تثمار �أربع مرات‬ ‫ف ��ي البح ��ث والتطوير في مج ��ال الطاق ��ة‪ ،‬مم ّول ًة‬ ‫تح�س ��ينات كبي ��رة في م�ص ��ادر الوق ��ود الأحفوري‬ ‫والطاق ��ة المتج ��ددة على حد �س ��واء‪ .‬ولكن عندما‬ ‫�إنهارت �أ�س ��عار النفط في ثمانينات القرن الفائت‪،‬‬ ‫ح ّث ��ت �إدارة الرئي�س رونالد ريغ ��ان الكونغر�س على‬ ‫الإبق ��اء على قرارات الإ�س ��تثمار ف ��ي الطاقة لقوى‬ ‫ال�س ��وق‪ .‬وقد �أذع ��ن الكونغر�س‪ ،‬مخ ّف�ض� � ًا التمويل‬ ‫في مجال البحث والتطوير في قطاع الطاقة بن�سبة‬ ‫تزيد على ‪ 50‬في المئة خالل فترتي ريغان‪.‬‬ ‫بف�ض ��ل حزم ��ة الحواف ��ز الت ��ي قدّمته ��ا �إدارة‬ ‫�أوباماف� ��إن التمويل الإتحادي م ��ا لبث �أن تبع؛ ومن‬ ‫‪� 2009‬إل ��ى ‪� ،2011‬أنفقت الحكومة الأميركية �أكثر‬ ‫من ‪ 100‬ملي ��ار دوالر في القط ��اع من خالل مزيج‬ ‫م ��ن المنح والقرو� ��ض والحوافز ال�ض ��ريبية (على‬ ‫الرغم م ��ن �أن معظم هذا التدفق دَعم �إ�س ��تخدام‬ ‫التكنولوجيات القائمة) ‪ .‬بع�ض ال�شركات المبتدئة‬ ‫م ��ن هذه الفترة �أ�ص ��بح �ش ��ركات ناجح ��ة متداولة‬ ‫علن� � ًا‪ ،‬بما في ذلك �ص ��انعة ال�س ��يارات الكهربائية‬ ‫"تي�سال"‪ ،‬ومث ّبتة الألواح ال�شم�سية "�سوالر �سيتي"‬ ‫(‪ ،)SolarCity‬و�ص ��انعة البرامج "الكومبيوترية"‬ ‫"�أوباور" (‪.)Opower‬‬ ‫ولكن الغالبية العظمى ف�ش ��لت‪ ،‬وتلك التي �صمدت‬ ‫منها ع ّو�ض ��ت قلي ًال جد ًا من الخ�سائر‪ .‬في الواقع‪،‬‬ ‫من �أ�ص ��ل مبلغ ‪ 36‬مليار دوالر �إ�س ��تثمرته �شركات‬ ‫�ص ��نادبق ر�أ� ��س المال م ��ن ‪� 2004‬إل ��ى ‪ ،2014‬ف�إن‬ ‫ما ي�صل �إلى الن�ص ��ف قد ُخ ِ�سر و�ضاع‪ .‬لقد �إنتهت‬ ‫الطف ��رة فج� ��أة‪ :‬م ��ن ‪� 2010‬إل ��ى ‪ ،2014‬خ ّف�ض ��ت‬


‫تب ّني التقنيات الجديدة ب�ش ��كل �أ�س ��رع‪ .‬ينبغي على‬ ‫الحكومة الإتحادية �أن تدعم هذه الجهود مالي ًا‪� ،‬أو‬ ‫على �أقل تقدير‪ ،‬الخروج من الطريق‪.‬‬ ‫في الواقع‪ ،‬يمكن �أن ي�ؤدي ّ‬ ‫تدخل الحكومة في بع�ض‬ ‫الأحيان �إلى نتائج عك�س ��ية‪ .‬العديد من ال�سيا�سات‬ ‫الحالية للطاقة النظيفة في �أميركا‪ ،‬مثل �س ��لطات‬ ‫الوالي ��ة على المرافق للح�ص ��ول على ن�س ��بة معينة‬ ‫م ��ن طاقتها م ��ن الطاق ��ة المتج ��ددة والإعفاءات‬ ‫ال�ض ��ريبية االتحادية لمن�ش� ��آت الطاقة ال�شم�س ��ية‬ ‫وطاق ��ة الري ��اح‪ ،‬تدع ��م �ض ��من ًا التكنولوجي ��ات‬ ‫الموجودة �أ�ص�ل� ًا النا�ض ��جة‪ .‬قد ت�ستطيع �سيا�سات‬ ‫�أف�ض ��ل من تنحية المخ�ص�ص ��ات �أو تعر�ض جوائز‬ ‫للتكنولوجيات النا�ش ��ئة الت ��ي تكلف �أكثر الآن ولكن‬ ‫يمكنها �أن تك ّلف �أقل وترفع م�س ��توى الأداء في وقت‬ ‫الح ��ق‪ .‬يمك ��ن ل�ل��إدارة الأميركية حتى �أن ت�ص ��بح‬ ‫عميلة‪ .‬الجي�ش‪ ،‬على �سبيل المثال‪ ،‬قد يقوم ب�شراء‬ ‫تقنيات مبتدئة مثل �ألواح �شم�سية مرنة‪ ،‬وبطاريات‬ ‫كثيفة اال�س ��تخدام للطاق ��ة‪� ،‬أو مفاعالت �ص ��غيرة‬ ‫نووية‪.‬‬

‫الإبتكار في الخارج‬ ‫الإبت ��كار في مجال الطاقة النظيفة على الم�س ��توى‬ ‫الدولي يعاني من م�ش ��اكل مماثلة‪ .‬مثل وا�ش ��نطن‪،‬‬ ‫ف�إن حكومات �أخ ��رى تنفق القليل جد ًا على البحث‬ ‫والتطوير‪ ،‬مع �إنخفا�ض ح�صة البحث والتطوير في‬

‫تم ّثل محطات توليد الكهرباء التي‬ ‫تعمل بالوقود الأحفوري الآن حوالي‬ ‫‪ 70‬في المئة من الكهرباء تقريب ًا على‬ ‫م�ستوى العالم‪ .‬ولكن بحلول العام‬ ‫‪ّ ،2050‬‬ ‫حذرت وكالة الطاقة الدولية‬ ‫ب�أن هذه الن�سبة �سوف تنخف�ض �إلى‬ ‫�سبعة في المئة فقط لإعطاء العالم‬ ‫تتعدى ن�سبتها ‪ 50‬في‬ ‫فر�صة‪ ،‬ال ّ‬ ‫للحد من ظاهرة الإحتبا�س‬ ‫المئة‪ّ ،‬‬ ‫الحراري بدرجتين مئويتين‬ ‫الطاقة النظيف ��ة المم َّولة من القطاع العام من ‪11‬‬ ‫ف ��ي المئة ف ��ي �أوائ ��ل ثمانينات الق ��رن الفائت �إلى‬ ‫�أربع ��ة في المئة ف ��ي العام ‪ .2015‬وبف�ض ��ل "مهمة‬ ‫الإبت ��كار"‪ ،‬يمك ��ن �أن ينعك�س هذا الإتج ��اه قريب ًا‪.‬‬ ‫من�س ��قة ف�إن‬ ‫ولك ��ن �إذا �إرتفع الإنفاق بطريقة غير َّ‬ ‫الحكوم ��ات قد تك ّرر بع�ض مج ��االت البحث وتغفل‬ ‫�أخرى‪.‬‬ ‫ولأن الحكوم ��ات تق ّد� ��س �إ�س ��تقالليتها‪ ،‬ف� ��إن‬

‫البخار يرتفع من �أبراج التبريد لمحطة الكهرباء النووية في نوجينت �سور �سين في فرن�سا‬

‫الطريقة الخاطئة لحل هذه الم�ش ��كلة �س ��تكون من‬ ‫خ�ل�ال عملية مركزية من �أعلى �إلى �أ�س ��فل لتوجيه‬ ‫الأولوي ��ات البحثي ��ة لكل بلد‪ .‬بد ًال م ��ن ذلك‪ ،‬يجب‬ ‫على �إحدى الم�ؤ�س�س ��ات القائمة تن�سيق الإنفاق من‬ ‫خ�ل�ال نهج من �أ�س ��فل �إلى �أعل ��ى‪� .‬إن الهيئة الأكثر‬ ‫منطقية له ��ذه المهمة هي "هيئة الطاقة النظيفة"‬ ‫)‪ ،(Clean Energy Ministerial‬وه ��ي منت ��دى‬ ‫عالمي تخيلته �إدارة �أوباما لجمع م�س� ��ؤولي الطاقة‬ ‫تقريب ًا من كل بلد م�شارك في "مهمة الإبتكار" في‬ ‫الطاق ��ة النظيفة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إن هذا المنتدى من‬ ‫دون موظفين دائمين‪ ،‬ودعم من الإدارة الأميركية‬ ‫ال ُمقبلة‪ ،‬ف�سوف ينحل تلقائي ًا‪ .‬لذا يجب على �إدارة‬ ‫�أوبام ��ا التح ��رك ب�س ��رعة لإقن ��اع �ش ��ركاء "مهمة‬ ‫الإبتكار" للم�س ��اعدة على تمويل �أمانة عامة دائمة‬ ‫والموازنة الت�شغيلية للمنتدى‪ .‬وعندما يحدث ذلك‪،‬‬ ‫يمك ��ن للهيئة �أن ت�ص ��در التقرير ال�س ��نوي لنفقات‬ ‫البح ��ث والتطوي ��ر لكل ع�ض ��و‪ ،‬و�أي بل ��دان يمكنها‬ ‫�أن تدع ��و �أقرانها للم�س ��اءلة ع ��ن تعهداتها لتمويل‬ ‫م�ض ��اعف‪ .‬يمكن للمنتدى �أي�ض ًا �أن يدعو م�س�ؤولين‬ ‫لتب ��ادل الإتجاهات حول حدود البحوث التطبيقية‪،‬‬ ‫التي ي�س ��تقيها من طلبات المن ��ح ال ُمقدَّمة لهيئات‬ ‫التمويل الوطنية‪.‬‬ ‫ث ��م هن ��اك م�ش ��كلة نف ��ور ال�ش ��ركات الأجنبية من‬ ‫الإ�س ��تثمار ف ��ي الإبتكار‪� .‬إن منتجي كل �ش ��يء بدء ًا‬ ‫من الألواح ال�شم�س ��ية �إلى البطاري ��ات‪ ،‬ومعظمهم‬ ‫في �آ�سيا‪ ،‬ر ّكزوا بد ًال من ذلك على خف�ض التكاليف‬ ‫ب�ش ��كل قا�س وف ��ي كثير من الحاالت �إ�س ��تفادوا من‬ ‫الم�س ��اعدات الحكومية لبناء القدرات الت�صنيعية‬ ‫الهائلة لإنتاج التقنيات المفهومة جيد ًا‪ .‬اليوم‪ ،‬يتم‬ ‫�إنتاج �أكثر من ثلثي الألواح ال�شم�س ��ية في ال�صين‪،‬‬ ‫حيث ُتنفق غالبية ال�شركات �أقل من واحد في المئة‬ ‫من عائداته ��ا على البحث والتطوي ��ر (في الواقع‪،‬‬ ‫كان تدفق الألواح ال�شم�سية الرخي�صة من ال�صين‪،‬‬ ‫�إلى ح ��د كبير‪ ،‬ت�س ��بب ب�إفال� ��س �ش ��ركات الطاقة‬ ‫ال�شم�سية المبتدئة في الواليات المتحدة في بداية‬ ‫هذا العقد)‪.‬‬ ‫لي� ��س فق ��ط �أن هذا ال�س ��باق العالمي �إلى الأ�س ��فل‬ ‫ُيعي ��ق نمو الإبتكار في مج ��ال الطاقة النظيفة‪ ،‬فهو‬ ‫يطابق �أي�ض� � ًا ب�شكل �سيئ القوة التناف�سية للواليات‬ ‫المتح ��دة‪ .‬في ال�ص ��ناعات الأخرى‪� ،‬إن ال�ش ��ركات‬ ‫الأميركي ��ة الرائ ��دة تو ّلد مكا�س ��ب �إقت�ص ��ادية في‬ ‫الداخل والخارج على حد �سواء من خالل الإ�ستثمار‬ ‫ب�شكل كبير في البحث والتطوير‪ .‬في الإلكترونيات‪،‬‬ ‫والمو�صالت‪ ،‬وال�صناعات الطبية‪ ،‬على �سبيل‬ ‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪85‬‬


‫عالم الطاقة ¶ الطاقة المتجددة‬ ‫المناطق لتمويل م�ش ��اريعها الخا�صة‪ ،‬مع المطابقة‬ ‫والتقيد بالمنح الإتحادية‪� .‬إذا �إ�ستطاع الإقتراحان‬ ‫المرور عب ��ر الكونغر�س‪ ،‬ف�إن كالهما قد يفتح باب‬ ‫الإ�ستثمار الخا�ص ب�شكل كبير‪.‬‬ ‫من جهتها �أح ��رزت وزارة الطاقة الأميركية مزيداً‬ ‫م ��ن التق ��دم ف ��ي دع ��م التقني ��ات غير النا�ض ��جة‬ ‫بم ��ا في ��ه الكفاية للإختب ��ار‪ .‬في الع ��ام ‪ ،2009‬مع‬ ‫وحي من وكالة م�ش ��اريع �أبحاث الدف ��اع المتقدمة‬ ‫الأميركي ��ة‪� ،‬أو "دارب ��ا" )‪� ،(DARPA‬أن�ش� ��أت‬ ‫حا�ض ��نة التقني ��ات عالي ��ة المخاطر ل ��دى الجي�ش‬ ‫الأميركي‪" ،‬وكالة م�ش ��اريع البح ��وث المتقدمة –‬ ‫للطاق ��ة"‪� ،‬أو "‪ ."ARPA-E‬وق ��د �إجتذب العديد‬ ‫م ��ن م�ش ��اريع "‪ "ARPA-E‬بالفع ��ل �إ�س ��تثمارات‬ ‫م ��ن القطاع الخا�ص‪ .‬في العام ‪ ،2013‬على �س ��بيل‬ ‫المثال‪� ،‬إ�س ��تحوذت �ش ��ركة "غوغ ��ل" على "مكاني‬ ‫ب ��اور" (‪ ،)Makani Power‬وه ��ي �ش ��ركة مبتدئة‬ ‫تعمل على تطوي ��ر طائرة ورقية تح ّول طاقة الرياح‬ ‫عل ��ى �إرتفاع ��ات عالي ��ة �إل ��ى طاق ��ة‪ .‬كم ��ا �أقامت‬ ‫ال ��وزارة �أي�ض� � ًا �ش ��راكات بي ��ن القطاعي ��ن الع ��ام‬ ‫والخا�ص �شملت الحكومة والأكاديميين وال�شركات‬ ‫�أُطل ��ق عليه ��ا �إ�س ��م "مراك ��ز الإب ��داع" ‪ -‬لتطوي ��ر‬ ‫التكنولوجيات المتقدمة‪ .‬وقد تعهد الرئي�س �أوباما‬ ‫بزي ��ادة موازنة "‪ "ARPA-E‬ثالثة �أ�ض ��عاف �إلى‬ ‫ملي ��ار دوالر بحل ��ول الع ��ام ‪ 2021‬و�إن�ش ��اء ع�ش ��رة‬ ‫مراكز جديدة للبح ��وث للقطاعين العام والخا�ص‬ ‫في جميع �أنحاء الب�ل�اد‪ .‬هنا يجب على الكونغر�س‬ ‫الموافقة على هذه المقترحات‪.‬‬ ‫ينبغي عل ��ى وزارة الطاقة الأميركية تو�س ��يع نطاق‬ ‫دعمه ��ا لنوع واح ��د من ال�ش ��راكة بي ��ن القطاعين‬ ‫الع ��ام والخا�ص على وجه الخ�ص ��و�ص‪ :‬الإتحادات‬ ‫ال�ص ��ناعية الت ��ي تجمع الم ��وارد لتحقي ��ق �أولويات‬ ‫بحثية م�ش ��تركة‪ .‬مرة �أخرى‪ ،‬تو ّفر وكالة م�ش ��اريع‬ ‫�أبح ��اث الدف ��اع المتقدم ��ة الأميركي ��ة "دارب ��ا"‬ ‫نموذج� � ًا‪ .‬ف ��ي ثمانين ��ات القرن الفائت‪� ،‬س ��اعدت‬ ‫في تمويل مجموعة من م�ص� � ّنعي رقائق الكومبيوتر‬ ‫تدع ��ى "�س ��يماتيك" )‪ ،(SEMATECH‬الت ��ي من‬ ‫خالله ��ا �إ�س ��تثمرت ال�ص ��ناعة ف ��ي معايي ��ر بحث‬ ‫وتطوي ��ر وتقنية م�ش ��تركة‪ .‬وبحلول العق ��د التالي‪،‬‬ ‫�إ�س ��تطاعت الواليات المتحدة �إ�ستعادة ريادتها في‬ ‫ال�س ��وق م ��ن الياب ��ان‪ .‬والإبتكار في مج ��ال الطاقة‬ ‫النظيف ��ة‪ ،‬على النقي�ض من ذل ��ك‪ ،‬يعاني من فتور‬ ‫ال�ش ��ركات‪ .‬م ��ن الع ��ام ‪� 2006‬إل ��ى الع ��ام ‪،2014‬‬ ‫�أنفقت ال�شركات الأميركية ‪ 3‬مليارات دوالر �سنوي ًا‬ ‫على البح ��ث والتطوير المحلي في الطاقة النظيفة‬

‫‪84‬‬

‫العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫�أعلن الرئي�س الأميركي باراك‬ ‫�أوباما "مهمة الإبتكار"‪ ،‬التي‬ ‫تقوم على �إتفاق بين ‪ 20‬بلد ًا ‪--‬‬ ‫بما فيها �أكبر ثالثة بلدان في العالم‬ ‫في �إنبعاثات الكربون‪ :‬ال�صين‪،‬‬ ‫والواليات المتحدة‪ ،‬والهند ‪--‬‬ ‫لم�ضاعفة التمويل الحكومي‬ ‫في مجال البحث وتطوير الطاقة‬ ‫النظيفة �إلى ‪ 20‬مليار دوالر �سنوي ًا‬ ‫بحلول العام ‪2020‬‬ ‫وكانت مترددة في اال�ستعانة بم�صادر خارجية في‬ ‫مج ��ال البحث والتطوي ��ر في قطاع الطاقة �أي�ض� � ًا‪،‬‬ ‫و�إكتفت في الح�ص ��ول على ن�صف الطاقة النظيفة‬ ‫المبتدئ ��ة فقط في كثير م ��ن الأحيان كما فعلت مع‬ ‫ال�شركات الطبية الحيوية المبتدئة‪.‬‬ ‫يج ��ب عل ��ى ال�ش ��راكات بي ��ن القطاعي ��ن الع ��ام‬ ‫والخا�ص في �أميركا �أن ت�ساعد على تنويع مجموعة‬ ‫م�س ��تثمري القط ��اع الخا� ��ص لتمويل الإبت ��كار في‬ ‫�ألواح الطاقة ال�شم�سية‪ :‬بكين �أكبر منتج لها‬

‫مج ��ال الطاقة النظيف ��ة‪ .‬في الواقع‪� ،‬إن �أ�ص ��حاب‬ ‫ر�ؤو�س الأموال وحدهم ال يكفون‪ ،‬لأن الإ�ستثمارات‬ ‫في مجال الطاق ��ة النظيفة تتطلب �أم ��وا ًال لفترات‬ ‫�أطول مما يريده �أو ّ‬ ‫يف�ض ��له �أ�صحاب ر�ؤو�س الأموال‬ ‫عموم� � ًا‪� .‬إن "�إئتالف �إختراق الطاقة" قد ي�س ��اعد‬ ‫عل ��ى ح� � ّل هذه الم�ش ��كلة م ��ن طريق من ��ح القطاع‬ ‫المزيد من ر�أ�س المال "ال�ص ��بور"‪ .‬و�أو�ضح غيت�س‬ ‫�أنه وزمالءه الم�س ��تثمرين �س ��يكونون على �إ�ستعداد‬ ‫للإنتظار ل�س ��نوات‪ ،‬بل عقود‪ ،‬للح�صول على العائد‬ ‫على �إ�س ��تثماراتهم‪ .‬ولكن ر�ؤيته تعتمد على تكثيف‬ ‫الحكومة �أي�ض ًا دعمها‪.‬‬ ‫�إن �إخفاقات الما�ضي ُتقدّم الدر�س الثالث والأخير‬ ‫لوا�ض ��عي ال�سيا�س ��ات‪ :‬الحاج ��ة �إل ��ى رف ��ع مج ��ال‬ ‫اللعب حي ��ث ُتناف�س تكنولوجي ��ات الطاقة النظيفة‬ ‫النا�ش ��ئة تل ��ك القائمة‪ .‬ف ��ي قطاع الكهرب ��اء على‬ ‫وج ��ه الخ�ص ��و�ص‪� ،‬إن �ش ��ركات الإبت ��كار المبتدئة‬ ‫هي في و�ض ��ع غير م�ؤات‪ ،‬لأنها تفتقر �إلى متك ّيفين‬ ‫�أوائ ��ل على �إ�س ��تعداد لدفع عالوة عل ��ى المنتجات‬ ‫الجدي ��دة‪� .‬أكب ��ر العم�ل�اء‪ ،‬المراف ��ق الكهربائية‪،‬‬ ‫تمي ��ل ال ��ى �أن تكون على درجة عالي ��ة من التنظيم‬ ‫الإحت ��كاري الإقليم ��ي‪ ،‬والت ��ي لديه ��ا القلي ��ل م ��ن‬ ‫الت�س ��امح م ��ع الخطر وال تنفق الكثي ��ر على البحث‬ ‫والتطوي ��ر (ع ��ادة ‪ 0.1‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن �إجمال ��ي‬ ‫الإي ��رادات)‪ .‬تعمل ك ٌّل م ��ن نيوي ��ورك وكاليفورنيا‬ ‫عل ��ى �إ�ص�ل�اح �أنظمتهم ��ا لت�ش ��جيع المراف ��ق على‬


‫عالم الطاقة ¶ الطاقة المتجددة‬ ‫المث ��ال‪ ،‬تعي ��د ال�ش ��ركات الأميركي ��ة �إ�س ��تثمار ما‬ ‫ي�ص ��ل الى ‪ 20‬ف ��ي المئة من عائداته ��ا في البحث‬ ‫والتطوير‪.‬‬ ‫لت�ش ��جيع ال�ش ��ركات الأجنبية على الإ�س ��تثمار �أكثر‬ ‫ف ��ي البحث والتطوير ف ��ي مجال الطاق ��ة النظيفة‪،‬‬ ‫ينبغي على �أميركا �إحت�ضان التعاون بين القطاعين‬ ‫الع ��ام والخا� ��ص‪� .‬إن النم ��وذج الجيد ال ��ذي يمكن‬ ‫�أن ُيحت ��ذى ب ��ه هو مرك ��ز �أبحاث الطاق ��ة النظيفة‬ ‫ال�ص ��يني ‪ -‬الأميركي‪ ،‬الذي �أن�ش ��ئ في العام ‪2009‬‬ ‫ويت ��م تمويل ��ه من قب ��ل حكومتي الوالي ��ات المتحدة‬ ‫وال�ص ��ين‪ ،‬والم�ؤ�س�س ��ات الأكاديمي ��ة‪ ،‬وال�ش ��ركات‬ ‫الخا�ص ��ة‪ .‬والجدير بالذكر �أن هذا المركز قد �أزال‬ ‫عقبة رئي�س ��ية �أمام التعاون الدولي‪� :‬س ��رقة الملكية‬ ‫الفكرية‪ .‬يلتزم الم�ش ��اركون بقواعد وا�ض ��حة حول‬ ‫ملكية وترخي� ��ص التقنيات التي يبتكرها ويخترعها‬ ‫المرك ��ز‪ .‬وما لم تتفق الدولتان على غير ذلك‪ ،‬ف�إنه‬ ‫يج ��ب �أن ُتق� �دَّم المنازع ��ات �إلى التحكي ��م الدولي‬ ‫الذي تحكمه قواعد الأمم المتحدة‪ .‬وقد و ّقعت عليه‬ ‫�أكثر من ‪� 100‬شركة‪ ،‬وفي العام ‪ ،2014‬مدّدت بكين‬ ‫ووا�ش ��نطن بحما�س هذه ال�ش ��راكة‪ .‬لقد حان الوقت‬ ‫بالن�س ��بة �إل ��ى الوالي ��ات المتحدة لكي تطب ��ق �إطار‬ ‫الملكية الفكرية لمركز الأبحاث ال�صيني الأميركي‬ ‫على التع ��اون مع الدول الأخرى‪ ،‬مث ��ل الهند‪ ،‬والتي‬ ‫لي�س لديها معها �أي اتفاق من هذا القبيل‪.‬‬

‫الثورة المقبلة‬ ‫م ��ن خ�ل�ال الإ�س ��تثمار المحل ��ي وقي ��ادة حمل ��ة‬ ‫تكنولوجي ��ة ف ��ي الخارج‪ ،‬ف� ��إن الوالي ��ات المتحدة‬ ‫�س ��وف ُتعطي للإبتكار في مج ��ال الطاقة النظيفة‬ ‫ملحة مطلوبة‪ .‬مديرو �ش ��ركات الطاقة �سوف‬ ‫دفعة ّ‬ ‫يت�ش ��اركون م ��ع كب ��ار الأكاديميي ��ن ف ��ي م�ؤتمرات‬ ‫التكنولوجيا‪ .‬والإتحادات ال�ص ��ناعية �س ��وف تو ّفر‬ ‫خرائ ��ط الطريق للتح�س ��ينات التكنولوجية الهائلة‬ ‫الت ��ي تتوقع �إختراقات في الم�س ��تقبل‪ .‬وم�س ��تثمرو‬ ‫الم�ؤ�س�سات �سوف يراهنون على ال�شركات المبتدئة‬ ‫ويوافقون على الإنتظار ع�شر �سنين �أو �أكثر قبل �أن‬ ‫يرون العوائد‪.‬‬ ‫بالن�س ��بة �إل ��ى الكثيرين في وا�ش ��نطن‪ ،‬ه ��ذا يبدو‬ ‫وك�أن ��ه فانتازيا خيالية ُمكلف ��ة‪ .‬والواقع‪� ،‬أن تحويل‬ ‫قطاع الطاقة �إلى قوة �إبتكار من �ش� ��أنه �أن ُيثبت �أنه‬ ‫�أ�ص ��عب و�أكثر تكلفة من م�ش ��روع مانهاتن �أو مهمة‬ ‫"�أبولو" الف�ضائية‪ .‬في كلتا الحالتين‪ ،‬فقد �أنفقت‬ ‫الحكوم ��ة ملي ��ارات الدوالرات على ه ��دف محدد‪،‬‬ ‫ف ��ي حين �أن النجاح في االبت ��كار في مجال الطاقة‬

‫م�ؤتمر باري�س لتغير المناخ‪ :‬كان نقطة �إنطالق جديدة للطاقة النظيفة‬

‫النظيفة يتطلب مع ًا الإ�س ��تثمار العام والخا�ص في‬ ‫مجموعة وا�سعة من التقنيات‪.‬‬ ‫�إال �أن الوالي ��ات المتحدة قد حققت تح ّوالت مماثلة‬ ‫من قبل‪ .‬خذ �ص ��ناعة الطب الحي ��وي‪ .‬مثل الطاقة‬ ‫المبتدئ ��ة النظيفة‪ ،‬فقد تح ّملت ال�ص ��ناعة الطبية‬ ‫المبتدئ ��ة دورات من الإزدهار والك�س ��اد في مجال‬

‫في الما�ضي‪� ،‬شهدت الواليات المتحدة‬ ‫طفرة �إ�ستثمارات في مجال الإبتكار‬ ‫في الطاقة النظيفة‪� ،‬إال �أنها خمدت‬ ‫بعد فترة‪ .‬لمنع ذلك من الحدوث‬ ‫مرة �أخرى‪ ،‬ف�إنه ينبغي على الإدارة‬ ‫الأميركية زيادة الدعم ب�شكل كبير‬ ‫لل�شركات في القطاعين الخا�ص والعام‬ ‫في الداخل والخارج التي تهتم في‬ ‫الأبحاث والتطوير في مجال الطاقة‬ ‫النظيفة‪ .‬للت�أكيد‪� ،‬إن المهمة �شاقة‪،‬‬ ‫وكذلك هي مخاطر عدم التحرك‬

‫اال�س ��تثمار في ثمانينات وت�سعينات القرن الفائت‪.‬‬ ‫ولك ��ن الي ��وم‪ ،‬وجزئي� � ًا بف�ض ��ل التموي ��ل الحكومي‬ ‫ال ُمرتفع وال ُم�س ��تدام‪ ،‬ف�إن القطاع الخا�ص ي�ستثمر‬ ‫على نطاق وا�س ��ع في مجال �إبت ��كار الطب الحيوي‪.‬‬ ‫يمكن للمرء �أن يعتر�ض على �أن لدى �صناعة الطب‬ ‫الحي ��وي هوام�ش ربح عالية‪ ،‬على النقي�ض من تلك‬ ‫ال�ضئيلة التي تم ّيز �صناعة الطاقة النظيفة‪ ،‬والذي‬ ‫�سمح بزيادة الإ�ستثمار في البحث والتطوير‪ .‬ولكن‬ ‫قط ��اع الطاقة النظيفة ال ينبغ ��ي �أن يكون محكوم ًا‬ ‫ب�شكل دائم بالأرباح ال�صغيرة‪� :‬إن �شركات الإبتكار‬ ‫يمك ��ن �أن تك�س ��ب هوام�ش �أعلى من منتجي ال�س ��لع‬ ‫الأ�سا�س ��ية اليوم من خالل تطوير منتجات جديدة‬ ‫تخدم المطالب التي لم ُت َّلب َبعد‪.‬‬ ‫مع الطاق ��ة النظيفة‪ ،‬قد ال تك ��ون المخاطر �أعلى‪.‬‬ ‫�إذا �أراد العال ��م تجنب كارث ��ة مناخية‪ ،‬ف�إنه يحتاج‬ ‫�إل ��ى خف�ض �إنبعاثات الكربون بن�س ��بة ‪ 80‬في المئة‬ ‫بحلول منت�صف هذا القرن ‪ --‬وهو هدف بب�ساطة‬ ‫بعي ��د التحقيق والمن ��ال مع التكنولوجي ��ا الحالية‪.‬‬ ‫لكن ُم�س� � َّلح ًة بتر�س ��انة �أكثر �إنخفا�ض� � ًا بالكربون‪،‬‬ ‫يمكن للبلدان التع ّهد بخف�ض الإنبعاثات التي كانت‬ ‫طموحة وواقعية‪� .‬إن الإقت�ص ��ادات النا�شئة لم تعد‬ ‫تواجه المفا�ض ��لة بين الحد م ��ن الوقود الأحفوري‬ ‫ال�ض ��ار ورفع �س ��كانها م ��ن فقر الطاق ��ة‪ .‬ويبدو �أن‬ ‫الواليات المتحدة �س ��وف ت�ض ��ع نف�س ��ها في طليعة‬ ‫الثورة التكنولوجية المقبلة في هذا المجال‬ ‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪87‬‬


Khalidiya Street - Abu Dhabi - UAE Tel: +971 2 6654300 Fax: +971 2 6663396


‫تطوان ‪ -‬ليال جا�سينتو*‬

‫ف ��ي الأ�س ��ابيع الت ��ي ت َل ��ت الهجومي ��ن‬ ‫الإرهابيي ��ن ف ��ي العا�ص ��مة البلجيكية‬ ‫(ف ��ي المطار ومحطة مالبيك لقطارات الأنفاق)‪،‬‬ ‫ل ��م تُ�ض� � ِّيع ال�س ��لطات وال�ص ��حافة الوقت لر�س ��م‬ ‫الرواب ��ط والعالق ��ات بين الهجمات في بروك�س ��ل‬ ‫وباري�س ‪ --‬بين مولينبيك و�سكاربيك البلجيكيتين‬ ‫وال�ض ��واحي الفرن�س ��ية‪ ،‬بين مخب�أ هنا‪ ،‬وب�صمات‬ ‫�أ�ص ��ابع ُو ِج ��دت هن ��اك‪� .‬إن الخط ��وط التي تربط‬ ‫ه ��ذه ال�ش ��بكة ال ُمع ّق ��دة م ��ن القرابة وال�ص ��داقة‬ ‫العاب ��رة للح ��دود الوطني ��ة �ص ��ارت تُ�ش ��به لوح ��ة‬ ‫جاك�س ��ون بول ��وك التجريدية مع ر�س ��الة مزعجة‪:‬‬ ‫ه ��ذه هي الإلتواءات والنقاط التي ُيمكن �أن تُحاك‬ ‫الح َمل �إلى‬ ‫فيها الم�ؤامرات الإرهابي ��ة القاتلة من َ‬ ‫الوالدة وحتى التنفيذ‪.‬‬ ‫�إن ر�سم ال�ش ��كل والم�ضمون للخاليا الإرهابية في‬ ‫�أوروبا هو بالت�أكيد عملٌ تحقيقي حيوي‪ .‬لكن ما لم‬ ‫ُي َلح ��ظ �أو �إف ُت ِقد في كل ه ��ذه الخطوط التي تربط‬ ‫المناطق الح�ضرية الرمادية في �أوروبا هي التالل‬ ‫ال ُم�شمِ �سة والوديان والمدن في �شمال المغرب‪ .‬لذا‬ ‫�إلى المغرب يجب �أن نذه ��ب‪ ،‬لتتبع الروابط التي‬ ‫تعود �إل ��ى �أجيال‪� ،‬إل ��ى عهد الإ�س ��تعمار‪ ،‬وبالتالي‬ ‫عب ��ور البح ��ر الأبي�ض المتو�س ��ط​​‪ -‬البح ��ر الذي‬ ‫ق�س ��م‪� ،‬أوروبا و�شمال �أفريقيا‬ ‫يربط‪ ،‬بد ًال من �أن ُي ّ‬

‫ لنفهم تمام ًا ما الذي ُيح ّفز ال�ش ��باب هناك على‬‫العيث خراب ًا في عوا�صم �أوروبا الغربية‪.‬‬ ‫ف ��ي قل ��ب الهجم ��ات الإرهابية ف ��ي جمي ��ع �أنحاء‬ ‫العال ��م عل ��ى مدى ال�س ��نوات الـ‪ 15‬الما�ض ��ية كان‬ ‫الريف‪ .‬هذه المنطقة الجبلية في �شمال المغرب‪،‬‬ ‫الت ��ي تمتد من م ��دن مكتظ ��ة بال�س ��كان‪ ،‬كطنجة‬

‫العالقات التي تربط الريف‬ ‫المغربي بالهجمات الجهادية ربما‬ ‫خرجت �إلى النور للمرة الأولى في‬ ‫العام ‪ 2004‬بعد تفجيرات مدريد في‬ ‫‪� 11‬آذار (مار�س) من ذلك العام‪ ،‬عندما‬ ‫�إكتُ�شِ ف �أن غالبية المت�آمرين تقريب ًا‬ ‫لها �صالت بمدينة تطوان‬ ‫وتط ��وان‪ ،‬ف ��ي الغ ��رب �إل ��ى الح ��دود الجزائري ��ة‬ ‫في ال�ش ��رق‪ ،‬ه ��ي منطقة فقي ��رة لكنه ��ا غنية في‬ ‫نبات الماريجوان ��ا‪ ،‬وباعة الح�ش ��ي�ش‪ ،‬وال ُمه ّربين‬ ‫والبائعي ��ن المتج ّولي ��ن‪ ،‬و�أبط ��ال المقاومة الذين‬ ‫تم� � ّردوا عل ��ى �إدارات الإ�س ��تعمار‪ ،‬ومل ��وك ما بعد‬

‫الإ�س ��تعمار‪ ،‬و�أية �س ��لطة تُف َر�ض من فوق‪ .‬بالن�سبة‬ ‫�إل ��ى �أوالد الري ��ف الذين �س ��افروا وهاج ��روا �إلى‬ ‫توحدت‬ ‫�أوروب ��ا‪ ،‬ف�إن هذه الخلفية يمكنها �أن تكون ّ‬ ‫وتالق ��ت لديهم مع التهمي� ��ش الغربي‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫�س� � ّهل له ��م الو�ص ��ول �إل ��ى ال�ش ��بكات الإجرامي ��ة‬ ‫والتطرف‪ ،‬ودفع ال�ض ��عفاء منهم ب�ش ��كل فريد �إلى‬ ‫الإنخراط في �أعمال �إرهابية‪.‬‬ ‫�إن العالق ��ات الت ��ي ترب ��ط الري ��ف المغرب ��ي‬ ‫بالهجمات الجهادية ربما خرجت �إلى النور للمرة‬ ‫الأولى ف ��ي العام ‪ 2004‬بعد تفجي ��رات مدريد في‬ ‫‪� 11‬آذار (مار�س) من ذلك العام‪ ،‬عندما �إكت ُِ�ش ��ف‬ ‫�أن غالبية المت�آمرين تقريب ًا لها �ص�ل�ات بتطوان‪.‬‬ ‫بع ��د ثالث �س ��نوات عل ��ى هجمات مدري ��د‪ ،‬كتبت‬ ‫ال�ص ��حافية الأميركي ��ة �أندريا �إيلي ��وت‪ ،‬مقا ًال في‬ ‫مجل ��ة نيويورك تايمز‪ ،‬عندم ��ا زارت تلك المدينة‬ ‫القاحلة ف ��ي قلب الريف‪ ،‬ذكرت في ��ه �أنها وجدت‬ ‫فجري‬ ‫عدد ًا من �شباب تطوان‪ ،‬وقد �إ�ستوحوا من ُم ّ‬ ‫مدريد‪ ،‬ي�ش ��قون طريقهم �إلى العراق للجهاد �ضد‬ ‫الق ��وات الإميركي ��ة م ��ع تنظي ��م "القاع ��دة" ف ��ي‬ ‫العراق‪ ،‬ال�سابق ل"الدولة الإ�سالمية"‪.‬‬ ‫بعد ما يقرب من الع�شر �سنين‪� ،‬أدّى درب ال�سياحة‬ ‫الجهادي ��ة عينه �إل ��ى هجمات باري�س وبروك�س ��ل‪.‬‬ ‫واح ٌد من �أحدث الريفيين الذي ك�سب �شهرة دولية‬ ‫كان نجم الع�ش ��راوي‪� ،‬ص ��انع القناب ��ل في تنظيم‬ ‫"الدولة الإ�س�ل�امية" (داع�ش) الذي �س ��افر‬ ‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪89‬‬


‫تحقيق ال�شهر‬

‫مدينة �شف�شاون‪:‬‬ ‫من المدن‬ ‫التاريخية‬ ‫في جبال الريف‬

‫الرباط ت�سعى جاهدة للق�ضاء على �أ�صول الإرهاب بكل الو�سائل‬

‫الريف المغربي ّ‬ ‫ي�صدر الجهاديين‬ ‫�إلى �سوريا و�أوروبا؟‬ ‫عل��ى الرغ��م من تاريخه الحافل �ض��د الإ�ستعمارين الإ�سبان��ي والفرن�سي‪ ،‬ف�إن الريف المغرب��ي عانى‪ ،‬وما زال‪ ،‬من‬ ‫ه�شا�ش��ة الم��وارد الطبيعي��ة المتمثّلة في �إنت�ش��ار التربة الفقيرة وقلة الم��وارد المائية والخ�ض��وع للتقلبات المناخية‬ ‫وتده��ور الغطاء النباتي‪ .‬كما �أنه �إقت�صادي ًا يواجه �إزدواجية بين الفالحة التقليدية المعي�شية التي توجّ ه‪� ‬إنتاجها نحو‬ ‫ال�سوق الداخلية وال تحقق الإكتفاء الذاتي والزراعة الت�سويقية المُ وجَّ هة نحو ال�سوق الخارجية بالإ�ضافة �إلى‪� ‬ضعف‬ ‫الأن�شطة التكميلية كال�صناعة والتجارة والخدمات‪ .‬و�إجتماعياً‪ ،‬يعاني الريف من �إرتفاع ن�سبة الفقر والأمية‪ ،‬و�ضعف‬ ‫ن�سب��ة التعليم والتغطية ال�صحية‪ ،‬وتفاق��م م�شكلة الهجرة القروية والخارجية‪ .‬وفي مي��دان التجهيزات و الخدمات‬ ‫العمومية‪ ‬هن��اك �ضعف �شبكات ماء ال�شرب والكهرباء والموا�صالت‪ ،‬وقلة المرافق العمومية‪ ،‬و�إنت�شار ال�سكن غير‬ ‫الالئق‪ .‬لذا تحوّلت جبال الريف في �شمال المملكة المغربية موطن ًا للباعة المتجوّلين والمُ هرّبين‪ ،‬والخارجين عن‬ ‫القانون لقرون عدة‪ .‬لكنها الآن يبدو �أنها �صارت �أر�ض ًا خ�صبة لت�صدير الإرهابيين الجهاديين �إلى �سوريا و�أوروبا‪.‬‬

‫‪88‬‬

‫العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬


‫تحقيق ال�شهر‬ ‫�إل ��ى �س ��وريا ف ��ي الع ��ام ‪ ،2013‬حيث ط� � ّور و�أتقن‬ ‫خبرته بالمتفجرات‪ .‬لقد �شاهدناه جميع ًا الآن‪� :‬إنه‬ ‫واحد من الرجال الثالثة الذين �إل َت َقطت �ص ��ورهم‬ ‫كامي ��رات المراقبة وهم يدفعون عربات في مطار‬ ‫بروك�س ��ل �ص ��باح ‪� 22‬آذار (مار� ��س) الفائت‪ .‬وقد‬ ‫�إدّعت التقارير الأولية �أنه كان "الرجل الثالث" ‪-‬‬ ‫المعروف �أي�ض� � ًا بلقب "رجل مع قبعة"‪ -‬الذي ف ّر‬ ‫بعيد ًا‪ .‬لكن ممثلي الإدع ��اء البلجيكي يقولون الآن‬ ‫�أن الع�ش ��راوي كان واحد ًا من الإنتحاريين اللذين‬ ‫فجرا نف�سيهما في المطار‪.‬‬ ‫كان الع�ش ��راوي من الريف‪ :‬مواطن بلجيكي ن�ش� ��أ‬ ‫ف ��ي الغالب في حي �س ��كاربيك في بروك�س ��ل لكنه‬ ‫ُولد في �أجدي ��ر‪ ،‬وهي بلدة مغربية �ص ��غيرة تتمتع‬ ‫بتاريخ ريفي فخور‪ .‬الم�ش ��تبه به في هجوم باري�س‬ ‫�ص�ل�اح عبد ال�سالم و�ش ��قيقه �إبراهيم‪ ،‬الذي كان‬ ‫واح ��د ًا م ��ن المهاجمين في العا�ص ��مة الفرن�س ��ية‬ ‫الذي �إ�ستهدف الحانات والمطاعم في الدائرتين‬ ‫فجر نف�س ��ه‬ ‫العا�ش ��رة والحادية ع�ش ��رة قب ��ل �أن ُي ّ‬ ‫في مطعم باري�س ��ي �ش ��عبي في ‪ 13‬ت�ش ��رين الثاني‬ ‫(نوفمبر) ‪ ،2015‬كان �أ�ص ��لهما �أي�ض ًا من الريف‪.‬‬ ‫(رئي� ��س الع�ص ��ابة عب ��د الحميد �أباع ��ود لم يكن‬ ‫من �أ�ص ��ل ريف ��ي – لقد جاءت عائلت ��ه من جنوب‬ ‫المغرب)‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن ع ��بء الم�ش ��اكل ف ��ي تل ��ك المنطق ��ة‬ ‫يع ��ود �إلى ما� ٍ��ض طويل‪ .‬لقد �إختن ��ق تاريخ الريف‬ ‫بالمع ��ارك بين الممال ��ك البربرية في ع�ص ��ر ما‬ ‫قب ��ل الإ�س ��تعمار‪ ،‬ال ��ذي �أف�س ��ح المج ��ال لحروب‬ ‫وثورات كبرى �ض ��د الإ�س ��بان والفرن�س ��يين خالل‬ ‫الفترة الإ�ستعمارية‪ .‬ونتج من �إ�ستقالل البالد في‬ ‫العام ‪� 1956‬إن�سحاب الفرن�سيين والإ�سبان‪ ،‬ولكن‬ ‫�إ�ستمر ال�صراع على ال�سلطة بين النخب المغربية‬ ‫الم�ستقلة حديث ًا وال�سكان البربر الأمر الذي �أ�شعل‬ ‫دورة �أخ ��رى م ��ن التم ��رد والقمع من قب ��ل الملك‬ ‫المغرب ��ي محم ��د الخام� ��س‪ ،‬وثم من خلف ��ه نجله‬ ‫الملك الح�س ��ن الثاني‪ .‬وب�س ��بب تمرده التاريخي‪،‬‬ ‫فقد كوفئ الريف بعقود من �إهمال الدولة‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬كما هو معروف‪ ،‬لم يزر الملك الح�سن‬ ‫الثان ��ي �أبد ًا ق�ص ��ريه ف ��ي طنجة وتط ��وان‪ .‬كانت‬ ‫الخدم ��ات الحكومية ف ��ي المنطق ��ة ال تُذكر‪ ،‬لذا‬ ‫فقد ملأ الإ�س�ل�اميون الفراغ‪ ،‬و�إنت�ش ��رت التعاليم‬ ‫الوهابية مثل النار في اله�شيم في الأحياء الفقيرة‬ ‫والأك ��واخ في مدن مثل تطوان‪ .‬الي ��وم‪ ،‬تتمتع هذه‬ ‫المنطق ��ة ب�أعلى معدالت الفقر‪ ،‬ووفيات الأمهات‪،‬‬ ‫والأمية بين الإناث في البالد‪� ،‬إلى جانب تدني‬

‫حبال الريف‬ ‫تنتف�ض �ضد‬ ‫الإق�صاء‬ ‫والتهمي�ش في‬ ‫‪ 23‬كانون‬ ‫الأول (دي�سمبر)‬ ‫‪2011‬‬

‫تطوان‪ :‬بع�ض‬ ‫الجهاديين‬ ‫�أ�صله منها‬

‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪91‬‬


ROYAL FIT

Mineral water fluoridated Member of The Brazilian Chamber Of Commerce & Industry (CCIBRA)

Water is much more than our business

Directly from the famous Furnas Aquifer in Brazil to your table where you are Most of the natural resources of Brazil are internationally known, but its water is one of the best when compared to other places in the world.

For more information write to: Mr RONALDO DIJKSTRA, ROYAL FIT, RUA CLYCEMA KOSSATZ CARVALHO, 205 BAIRRO SAN MARTIN PONTA GROSSA PARANÁ BRASIL Or Contact Telelepone No: +55 42 32263839


‫تحقيق ال�شهر‬ ‫م�ؤ�شرات النمو �إلى �أقل معدل في المملكة‪ .‬لذلك‪،‬‬ ‫على الرغ ��م من �أن العاهل الحال ��ي الملك محمد‬ ‫ال�س ��اد�س قد �إ�س ��تثمر في المنطق ��ة وجعلها نقطة‬ ‫لق�ض ��اء �إجازة في الريف‪ ،‬ف�إن ال�س ��خاء لم ي�صل‬ ‫الى �أهالي الريف العاديين‪ .‬وكما قالت ال�صحافية‬ ‫الأميركي ��ة �إليوت في تحقيقه ��ا في مجلة نيويورك‬ ‫تايم ��ز‪" :‬كثير من ال�س ��كان المحليي ��ن يجدون �أن‬ ‫�س ��ياراتهم متهالك ��ة ال ت�ص ��لح للط ��رق ال�س ��ريعة‬ ‫الجدي ��دة الناعم ��ة �أو �أنه ��م غير ُمد ّربين ب�ش ��كل‬ ‫جيد للمناف�س ��ة على فر�ص العم ��ل في المنتجعات‬ ‫ال�سياحية ال ُمترفة في المنطقة"‪.‬‬ ‫�إن ق�ص ��ة عائلة عبد ال�سالم تُنا�سب وتُطابق نمطاً‬ ‫ريفي� � ًا نموذجي ًا‪ .‬ينحدر الوالدان من قرية بويافار‬ ‫ف ��ي محافظة الناظور الريفية‪ ،‬وهي منطقة تُركت‬ ‫أرا�ض فرن�س ��ية‪ ،‬حيث عمل‬ ‫للجزائ ��ر‪ ،‬ثم �ص ��ارت � ٍ‬ ‫رج ��ال البرب ��ر الجبلي ��ون ف ��ي الم ��زارع المملوكة‬ ‫للفرن�س ��يين �أو �إ�س ��تقروا في المدن ال�ساحلية التي‬ ‫كان ��ت تتو�س ��ع �س ��ريع ًا ف ��ي الجزائ ��ر‪ .‬وهناك في‬ ‫الجزائ ��ر‪ ،‬الت ��ي كانت م ��ا زالت تحت الإ�س ��تعمار‬ ‫الفرن�سي‪ ،‬ح�ص ��ل الوالدان في عائلة عبد ال�سالم‬ ‫عل ��ى الجن�س ��ية الفرن�س ��ية‪ ،‬مم ��ا �أدى بالتالي �إلى‬ ‫منحه ��ا �إل ��ى جمي ��ع �أطفالهم ��ا كذلك‪ .‬و�ش ��هدت‬ ‫الخط ��وة الثاني ��ة م ��ن الهج ��رة الريفية �إن�ض ��مام‬ ‫الماليي ��ن �إل ��ى موج ��ة‪ ،‬ما بع ��د الح ��رب‪ ،‬لتدفق‬ ‫العم ��ال ذوي المهارات المتدني ��ة لتغذية المناجم‬ ‫والم�صانع في غرب �أوروبا خالل �سنوات الإزدهار‬ ‫بعد الح ��رب العالمية الثانية‪ .‬وج ��اءت عائلة عبد‬ ‫ال�سالم �إلى بلجيكا في �ستينات القرن الفائت‪.‬‬ ‫ولك ��ن في حي ��ن �أن �أوروبا قد َع َر�ض ��ت �أنواع ًا من‬ ‫الفر� ��ص الإقت�ص ��ادية التي �إ�س ��تفاد منه ��ا الجيل‬ ‫الأول م ��ن المهاجري ��ن‪ ،‬ف� ��إن الجي ��ل التال ��ي كان‬ ‫يكاف ��ح ويعان ��ي‪ .‬والركود الإقت�ص ��ادي منذ �أواخر‬ ‫�س ��بعينات الق ��رن الفائت لم ي�س ��اعد ه ��و الآخر‪.‬‬ ‫�إن ال�ص ��ناعات الثقيلة ومناجم الفحم البلجيكية‬ ‫التي جذبت المغاربة �سابق ًا من قراهم قد توقفت‬ ‫الآن‪ ،‬تارك ًة وراءها مناطق ح�ضرية م�أزومة تعاني‬ ‫من م�ش ��اكل كبيرة‪ .‬يحوم مع ��دل البطالة الوطني‬ ‫ف ��ي بلجيكا ح ��ول ‪ 8‬في المئ ��ة‪ ،‬ويرتفع �إل ��ى �أكثر‬ ‫من ‪ 20‬في المئة بين ال�ش ��باب‪ .‬لكن بالن�س ��بة �إلى‬ ‫البلجيكيين من �أ�ص ��ول مغربية �أو تركية‪ ،‬يمكن �أن‬ ‫يت�ضاعف الرقم الى نحو ‪ 40‬في المئة‪.‬‬ ‫ولك ��ن البطالة لي�س ��ت ه ��ي العامل الوحي ��د الذي‬ ‫ُي�س ��هم في جذب بع�ض ال ُم�س ِلمين البلجيكيين �إلى‬ ‫ق�ضية الجهاديين‪ .‬بين الأقلية الم�سلمة في بلجيكا‬

‫الملك محمد ال�ساد�س‪ :‬يجهد لت�صحيح الأو�ضاع في الريف‬

‫بعد ثالث �سنوات على هجمات مدريد‪،‬‬ ‫كتبت ال�صحافية الأميركية �أندريا‬ ‫�إيليوت‪ ،‬مقا ًال في مجلة نيويورك تايمز‪،‬‬ ‫عندما زارت تلك المدينة القاحلة في‬ ‫قلب الريف‪ ،‬ذكرت فيه �أنها وجدت‬ ‫عدد ًا من �شباب تطوان‪ ،‬وقد �إ�ستوحوا من‬ ‫فجري مدريد‪ ،‬ي�شقون طريقهم �إلى‬ ‫ُم ّ‬ ‫العراق للجهاد �ضد القوات الإميركية‬ ‫مع تنظيم "القاعدة في العراق"‪،‬‬ ‫ال�سابق لـ"الدولة الإ�سالمية"‬ ‫�أو "داع�ش"‬ ‫نتج من �إ�ستقالل المغرب في العام‬ ‫‪� 1956‬إن�سحاب الفرن�سيين والإ�سبان‪،‬‬ ‫ولكن �إ�ستمر ال�صراع على ال�سلطة‬ ‫بين النخب المغربية الم�ستقلة حديث ًا‬ ‫وال�سكان البربر‪ ،‬الأمر الذي �أ�شعل‬ ‫دورة �أخرى من التمرد والقمع من قبل‬ ‫الملك محمد الخام�س‪ ،‬وثم من نجله‬ ‫الملك الح�سن الثاني‪ .‬وب�سبب تمرده‬ ‫التاريخي‪ ،‬فقد كوفئ الريف بعقود‬ ‫من �إهمال الدولة‬

‫ الت ��ي ُيق� �دّر عدده ��ا بنح ��و ‪ 5.9‬ف ��ي المئة من‬‫�إجمال ��ي عدد ال�س ��كان البالغ ‪ 11.3‬مليون ن�س ��مة‬ ‫– ي�شكل المغاربة �أكبر مجتمع (ما بين ‪400،000‬‬ ‫�إلى ‪ ،)500،000‬يليهم المجتمع من �أ�ص ��ل تركي‪.‬‬ ‫في حي ��ن �أن المواطنين البلجيكيي ��ن �أو المقيمين‬ ‫من �أ�صل مغربي قد هيمنوا على قائمة الجهاديين‬ ‫في البالد على مدى ال�سنوات ال‪ 15‬الما�ضية‪ ،‬فقد‬ ‫�أ�ش ��ار الخبراء �إلى عدم وجود �أ�س ��ماء تركية على‬ ‫القوائ ��م الإرهابي ��ة‪ .‬في بلد مثل بلجي ��كا ‪ -‬الذي‪،‬‬ ‫على عك�س فرن�س ��ا‪ ،‬ال يوجد لديه تاريخ �إ�ستعماري‬ ‫ف ��ي العالم الإ�س�ل�امي – ل ��م ُي ً‬ ‫كاف‬ ‫عط �إهتم ��ا ٌم ٍ‬ ‫في دوائ ��ر الإ�س ��تخبارات وال�سيا�س ��ة �إلى �أ�ص ��ول‬ ‫ال ُمجرمين الذين تح ّولوا �إلى جهاديين‪ .‬وهذا �أمر‬ ‫م�ؤ�سف‪ ،‬لأن الإجابات يمكن �أن ت�ساعد على �إيجاد‬ ‫وت�أطي ��ر الحلول لما ه ��و في المقام الأول م�ش ��كلة‬ ‫داخلية مع �آثار عابرة للحدود الوطنية‪.‬‬ ‫لم ��اذا ل ��م ينج ��ذب البلجيكي ��ون من �أ�ص ��ل تركي‬ ‫�باب متنوع ��ة‪:‬‬ ‫ب�ش ��كل موث ��وق �إل ��ى الجه ��اد؟ �أ�س � ٌ‬ ‫بالن�س ��بة �إلى المبتدئين‪� ،‬إنه ��م يتحدثون التركية‪،‬‬ ‫لذا فهم �أقل تع ّر�ض� � ًا للتب�شير الوهابي العربي من‬ ‫�إخوته ��م المغارب ��ة‪ .‬ثم هن ��اك ثقافة‪ :‬ف ��ي مقابلة‬ ‫�أخي ��رة مع "نيويورك ريفي ��و �أوف بوك�س"‪ ،‬تحدث‬ ‫"ديديي ��ه ليروي"‪ ،‬وه ��و باحث رائد في الإرهاب‬ ‫ف ��ي الأكاديمي ��ة الع�س ��كرية الملكية ف ��ي بلجيكا‪،‬‬ ‫ع ��ن "ن ��وع مع ّي ��ن من بن ��اء الهوي ��ة ف ��ي المجتمع‬ ‫الترك ��ي"‪ ،‬حيث �أن "الت ��راث العلماني الذي خ ّلفه‬ ‫م�ص ��طفى كمال �أتات ��ورك ‪ ...‬ربما ال ي ��زال يلعب‬ ‫دور ًا"‪ .‬كما �أن هناك عام ًال حا�سم ًا �آخر هو كيفية‬ ‫�إدارة الم�س ��اجد وتزويده ��ا بالأئم ��ة‪ :‬م ��ن جهتها‬ ‫تر�س ��ل تركيا �أئمتها الخا�ص ��ين لتلبية المتطلبات‬ ‫الديني ��ة للجالية التركية في بلجيكا‪ ،‬وتُدار غالبية‬ ‫الم�س ��اجد التي يتردد عليها الأت ��راك البلجيكيون‬ ‫من "ديانات"‪ ،‬المديرية التركية لل�ش�ؤون الدينية‪،‬‬ ‫الت ��ي تحافظ على �س ��يطرة ُمح َكمة عل ��ى المجال‬ ‫الديني في الدولة التركية‪ .‬على النقي�ض من ذلك‪،‬‬ ‫ف�إن الم�ساجد التي تقوم بخدمة المجتمع المغربي‬ ‫يديره ��ا �أئم ��ة مدربون ف ��ي الخليج الذي ��ن‪ ،‬يقول‬ ‫النقاد‪� ،‬أنهم ّ‬ ‫يب�شرون بال�س ��لفية في الإ�سالم التي‬ ‫ه ��ي �أكثر راديكالي ��ة بكثير من المذه ��ب المالكي‬ ‫الإ�سالمي ال ُمما َر�س في �شمال وغرب �أفريقيا‪.‬‬ ‫ولك ��ن‪ ،‬في خلفية كل هذا‪ ،‬ال يزال هناك الريف ‪-‬‬ ‫عامل تطرف بمفرده‪.‬‬ ‫�إن ديناميكية التهدئة ف ��ي تلك المنطقة المغربية‬ ‫و�س ��وء الإدارة‪ ،‬والإهم ��ال‪ ،‬الت ��ي ورثته ��ا من‬ ‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪93‬‬


‫الفندق الكبير‬ ‫فيال دي فرانس‬

‫حيث التاريخ‬

‫‪GRAND HOTEL‬‬ ‫‪VILLA DE FRANCE‬‬ ‫يلتقي باحلداثة‬

‫طنجة‬ ‫المغرب‬

‫بريد إلكتروني‬ ‫‪reservation@ghvdf.com‬‬

‫‪Tangier‬‬ ‫‪Morocco‬‬

‫من سلسلة فنادق ومنتجعات لورويال ‪www.leroyal.com‬‬ ‫للحجز‪ :‬هاتف‪ ،+ 212539333111 :‬فاكس‪+212539333222 :‬‬

‫موقع‪:‬‬ ‫‪www.ghvdf.com‬‬


‫المهاجري ��ن الكب ��ار وال�ص ��غار‪ ،‬فهن ��اك عالقات‬ ‫ترب ��ط‪ .‬وكانت هذه العالقات الريفية‪ ،‬ال ُم�س ��تندة‬ ‫على رموز ال�س ��لوك القديمة التي ت�ض ��ع ال�ض ��يافة‬ ‫والقراب ��ة فوق القانون المو�ض ��وع من نخب بعيدة‪،‬‬ ‫هي التي �س ��اعدت �ص�ل�اح و�إبراهيم عبد ال�سالم‬ ‫و�إخوتهم في الجهاد على التخفي والنمو‪.‬‬ ‫هذه هي �أنوا ٌع من ال�ش ��بكات التي ينبغي الآن على‬ ‫الأجه ��زة الأمنية البلجيكية والفرن�س ��ية‪ ،‬التي في‬ ‫غالبيتها من البي�ض‪ ،‬الق�ضاء عليها والت�سلل �إليها‪.‬‬ ‫ح�سن ًا‪ ،‬حظ ًا �س ��عيد ًا لهم‪� .‬إن الدجاج الإ�ستعماري‬ ‫القدي ��م ع ��اد الى الوط ��ن ليجثم ويبقى‪ ،‬و�أف�ض ��ل‬ ‫طريقة لمعالجة هذه الم�شاكل هي من طريق تنويع‬ ‫الخدمات الأمنية و�ضمان �أن ال ي�ضرب المهاجرون‬ ‫"�س ��قف ًا زجاجي ًا" وهم ي�س ��عون جاهدين ليجدوا‬ ‫لأنف�س ��هم مكان ًا في المجتمع الغربي‪ .‬في حين �أنه‬ ‫من المهم �أن نفهم الفروق الدقيقة في الأ�ص ��ول ‪-‬‬ ‫وخ�صو�ص� � ًا عندما يتعلق الأمر بالتعاقد مع الأئمة‬ ‫والتعاون الأمني​​بين ال�س ��لطات الأوروبية و�ش ��مال‬ ‫�أفريقيا – ف�إنه من المهم جد ًا �أي�ض ًا الت�أكد من �أن‬ ‫الغ ��رب ال ولن يقع في فخ ال�ص ��ور النمطية‪ .‬وغني‬

‫الإرهابي �صالح عبد ال�سالم‪� :‬أ�صله من الريف‬

‫ع ��ن القول �أن الريفيين لي�س ��وا كله ��م جهاديين �أو‬ ‫عر�ض ��ة لأعم ��ال �إجرامية‪ .‬مث ��ل الغالبية العظمى‬ ‫م ��ن المهاجرين الم�س ��لمين ف ��ي �أوروب ��ا‪ ،‬غالبية‬ ‫الريفيين تجد العالم ��ة التجارية لتنظيم "الدولة‬ ‫الإ�س�ل�امية عدمي ��ة‪ ،‬غريبة ع ��ن الإ�س�ل�ام ولعنة‬ ‫للدي ��ن الذي يمار�س ��ونه‪ .‬يعي�ش ف ��ي �أوروبا الكثير‬ ‫من الريفيين الم�ؤهلي ��ن والمتع ّلمين‪ .‬في هولندا‪،‬‬

‫على �سبيل المثال‪ ،‬رئي�س بلدية روتردام �أحمد �أبو‬ ‫طالب‪ ،‬هو ريفي‪.‬‬ ‫في العام الفائت‪� ،‬أثار �أبو طالب‪ ،‬المغربي المولد‪،‬‬ ‫�ضجة في الأو�ساط ال�سيا�سية و"الراب" الهولندية‬ ‫عندما قال للم�سلمين الذين ال يريدون التك ّيف مع‬ ‫الثقافة الغربية ب�أنه يمكنهم العودة من حيث �أتوا‪.‬‬ ‫�إنه نوع من الحديث المت�ش� �دّد من �إبن البلد الذي‬ ‫جع ��ل الريفيين يحترمونه‪� .‬إنني �أ�ش ��عر بالفظاظة‬ ‫و�أن ��ا �أق ��ول ه ��ذا ال ��كالم‪ ،‬ولك ��ن �س� ��أقولها م ��رة‬ ‫�أخرى‪ :‬لقد حان الوقت لإ�شراك المجتمع ال ُم�سلم‬ ‫في ه ��ذا ال�ص ��راع في �أعل ��ى منا�ص ��ب المجتمع‪.‬‬ ‫�إن� � َ�س "الإ�س�ل�اموفوبيا" ف ��ي �أوروب ��ا اليميني ��ة‬ ‫البي�ض ��اء والي�س ��ار ال�ص ��حيح �سيا�س ��ي ًا‪ .‬يمكنهم‬ ‫�أن يجادل ��وا ويحت�س ��وا ما يريدون في �ص ��الوناتهم‬ ‫و�إ�س ��توديوهاتهم‪� .‬إن هذا ال�صراع ينبغي الفوز به‬ ‫في ال�شوارع‪ ،‬من مولينبيك �إلى تطوان‬ ‫* لي�ل�ا جا�سينتو ه���ي مرا�سل���ة �صحافية في محط���ة "فرن�سا ‪"24‬‬ ‫ومتخ�ص�صة في �ش�ؤون ال�شرق الأو�سط وجنوب �آ�سيا‪.‬‬ ‫وعربه ق�سم الدرا�سات والأبحاث‬ ‫* هذا المقال ُكتب بالإنكليزية ّ‬ ‫في "�أ�سواق العرب"‪.‬‬

‫مولينبيك في‬ ‫بروك�سل‪ :‬الحي‬ ‫الذي ت�سكنه‬ ‫غالبية من �أ�صول‬ ‫مغربية‬

‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪95‬‬


‫تحقيق ال�شهر‬ ‫الحقب ��ة الإ�س ��تعمارية‪ ،‬تعك� ��س تلك التي �أ�ص ��ابت‬ ‫المناط ��ق القبلية الم�ض ��طربة في باك�س ��تان‪ .‬مثل‬ ‫الريف‪ ،‬فق ��د حافظت المناط ��ق القبلية الطرفية‬ ‫الباك�س ��تانية عل ��ى قواع ��د �س ��لوك تقليدي ��ة عل ��ى‬ ‫�أ�س ��ا�س ال�شرف‪ ،‬والث�أر‪ ،‬وال�ض ��يافة‪ .‬عندما ينهار‬ ‫النظ ��ام القديم في غياب م�ؤ�س�س ��ات الدولة‪ ،‬ف�إن‬ ‫الإيديولوجي ��ات الجهادية تزدهر وتنتع�ش في هذه‬ ‫الأماك ��ن مثل محا�ص ��يل الماريجوانا على �س ��فوح‬ ‫الريف المغرب ��ي �أو براعم الخ�ش ��خا�ش على طول‬ ‫الطريق ال�سريع في منطقة هَ ل َمند الأفغانية‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن تراك ��م الإهمال قد �أثر حت ��ى في حياة‬ ‫الريفيي ��ن المحظوظين ن�س ��بي ًا الذي ��ن هربوا من‬ ‫الفق ��ر في الوط ��ن �إل ��ى �أوروبا‪ .‬لقد و�ص ��ل الجيل‬ ‫الأكب ��ر �س ��ن ًا �إل ��ى الجزائ ��ر �آن ��ذاك الم�س ��تعمرة‬ ‫الفرن�س ��ية‪ ،‬وبلجيكا‪� ،‬أو البر الرئي�س ��ى الفرن�س ��ي‬ ‫فقط ليجدوا ب�أن‪ ،‬كونهم من �س ��كان جيب �إ�سباني‬ ‫�س ��ابق‪ ،‬ل ��م تكن الفرن�س ��ية ف ��ي متناوله ��م‪ .‬كما‪،‬‬ ‫كبربر يتكلمون لغات ولهجات �أمازيغية‪ ،‬لم يكونوا‬ ‫يتكلمون العربية‪.‬‬ ‫ف ��ي ظل هذه الظروف‪ ،‬ت ��م زرع الطرق والأعراف‬

‫تفجير ‪11‬‬ ‫�آذار (مار�س)‬ ‫‪ 2004‬في‬ ‫مدريد‪ :‬غالبية‬ ‫الم�شاركين من‬ ‫تطوان‬

‫‪94‬‬

‫العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫الإرهابي نجم الع�شراوي‪� :‬أ�صله من الريف �أي�ض ًا‬

‫القديم ��ة للري ��ف بالن�س ��بة �إل ��ى قواع ��د ال�س ��لوك‬ ‫التقليدي ��ة‪ ،‬وال�ش ��رف‪ ،‬والعدال ��ة‪ ،‬وال�ش ��ك ف ��ي‬ ‫ال�سلطات في �أحياء بروك�سل حيث �إزدهرت ونمت‪.‬‬ ‫�أمر عادل �أم ال‪ ،‬ت�صف ال�سلطات البلجيكية مجتمع‬ ‫الري ��ف في الب�ل�اد ب�أنه يتميز بالفو�ض ��ى و"ثقافة‬ ‫قبلي ��ة �أكثر عدوانية" اللتين تمي ��زه عن الجاليات‬ ‫المهاج ��رة الأخ ��رى‪ .‬ف ��ي مق ��ال ثاق ��ب ن�ش ��رته‬

‫"بوليتيك ��و" بعنوان "مولينبي ��ك ّ‬ ‫حطمت قلبي"‪،‬‬ ‫�أ�شار ال�صحافي تيون فوتين‪ ،‬وهو من �سكان الحي‬ ‫�س ��ابق ًا وع�ض ��و مجموعة حي "بوبو" ("بوهيميون‬ ‫بورجوازي ��ون")‪ ،‬كيف‪ ،‬مث ��ل العديد من المهنيين‬ ‫البي� ��ض الذين ي�س ��تفيدون من �أ�س ��عار االيجارات‬ ‫المعقول ��ة ف ��ي مولينبي ��ك‪� ،‬إنتق ��ل وهو يحل ��م ب�أن‬ ‫�أطفاله �س ��وف يلعب ��ون مع جيرانه ��م المغاربة في‬ ‫منطقة محبة متعددة الثقافات‪ .‬ولكن‪� ،‬أ�ش ��ار �إلى‬ ‫�أن "الحي لم يكن متعدد الثقافات‪ .‬بد ًال من ذلك‪،‬‬ ‫مع ما يقرب من ‪ 80‬في المئة من ال�سكان من �أ�صل‬ ‫مغربي‪ ،‬لم يكن ممتث ًال للأعراف والتقاليد ب�شكل‬ ‫م�أ�س ��وي وغي ��ر متجان�س‪ .‬ق ��د تكون هن ��اك ثقافة‬ ‫بديل ��ة حيوية ف ��ي الدار البي�ض ��اء ومراك�ش‪ ،‬ولكن‬ ‫بالت�أكيد لي�س في مولينبيك"‪.‬‬ ‫م ��ا ل ��م يفهمه فوتي ��ن ‪ -‬وعدد كبير ف ��ي بلجيكا ال‬ ‫يزال �أي�ض� � ًا ‪ -‬هو �أن "الثقافات البديلة" في الدار‬ ‫البي�ض ��اء ومراك� ��ش هي بعيدة م ��ن مولينبيك كما‬ ‫ت�ل�ال الريف هي من الق�ص ��ر الملكي في الرباط‪.‬‬ ‫في حين �أن الوافدين الجدد من ال"بوبو" يميلون‬ ‫�إل ��ى ال�ش ��عور ب�أنه ��م غرب ��اء‪ ،‬ف�إن ��ه بالن�س ��بة �إلى‬


‫بقلم ميرنا زخر ّيا*‬

‫المنبر الإجتماعي‬

‫َ‬ ‫شهوة إلغاء اآلخر‬ ‫ْ‬ ‫أختلف‬ ‫قال الكاتب والفيلس��وف الفرنسي فولتير ذات م ّرة‪" :‬قد‬ ‫معك في الرأي‪ ،‬ولكني على إستعداد أن أدفع حياتي ثمناً لضمان‬ ‫حقك ف��ي إبداء رأيك"‪ .‬لي��س المطلوب أن يكون الع��رب فولتير ّيي الفكر‪،‬‬ ‫بحيث يس��تعدّون لدف��ع حياتهم ثمناً لضمان حق��وق اآلخرين؛ إنما‪ ،‬ما منْ‬ ‫شيء يمنع فكرة قبول اآلخر‪ ،‬والتعاون لألفضل بدل التنافس لإللغاء‪.‬‬ ‫ألل��ه‪ ،‬ع�� َّز َّ‬ ‫لكي ُيلغي‬ ‫وجل‪ ،‬خلقَ الن��اس ُمختلفين واحدهم عن اآلخ��ر‪ ،‬ال ْ‬ ‫واحدهم اآلخر‪ْ ،‬‬ ‫بل ألن مبدأ اإلختالف هو أبعد من ُمج ّرد كونه حالة طبيعية‪،‬‬ ‫إنه حالة صح ّية‪ .‬وعليه‪ ،‬ال يمكن معالجة خطوة إلغاء اآلخر من دون المضي‬ ‫ُ‬ ‫طوات متعدّد ٍة نحو منظومة اإلصالح اإلجتماعي‪ ،‬ذلك أن الحلول لنْ تهبط‬ ‫بخ ٍ‬ ‫أهم النقاط‪:‬‬ ‫تترسخ من دون عناء‪ ،‬والتالية هي منْ ّ‬ ‫من السماء ولنْ ّ‬ ‫‪ .1‬س��يكولوجيا الخوف على الذات‪ :‬ما ُيشير إلى عدم ثقة الفرد ب ُقدراته أو‬ ‫بتأييد المق ّربين له؛ أو ر ّبما إلى إستعمال ِه أساليب ُملتوية يخشى أن يتم‬ ‫ْ‬ ‫فضحها؛ ور ّبما إلى يقينه أن اآلخر يتمتّع بمزايا تجعله يتف ّوق عليه؛‬ ‫‪ .2‬إحت��رام اإلنتماءات الش��خص ّية والثقافية والحضار ّي��ة‪ :‬يلجأ البعض إلى‬ ‫اإلنط��واء فترا ُه يغي��ب عن المواجهة الثنائية الش��فافة التي ُتب ّرر واحداً‬ ‫منهم��ا؛ أو يقتح��م ُبمواجه��ة أحاد ّية فت��راه يفتقر إلى ُنظ��م التحاور‬ ‫والتعاون؛‬ ‫وطن واع ٍد‪ ،‬ومن َثم ترميم ال َوعي‬ ‫‪ .3‬تكوين الوعي الوطن��ي‪ :‬من أجل بناء ٍ‬ ‫القومي بهدف خ�لاص الهو ّية العرب ّية والتضام��ن حولها؛ فال َوعي يطال‬ ‫ُمجمل النواحي المؤثرة وليس فقط األخالقية والدينية من دون غيرهما؛‬ ‫‪ .4‬اإلقتناع بالتكامل مع اآلخر‪ :‬ال أحد ُيمكنه أن يدّعي بأنه ُممس��ك بشتّى‬ ‫لكائن َمنْ كان‪ .‬فالتكامل‬ ‫فروع المعرفة في قبضة يده‪ ،‬وأنه ليس بحاج ٍة ٍ‬ ‫حضاري؛‬ ‫بمشروع‬ ‫المعرفي ُيعتبر نقطة إرتكاز ساعة اإلنطالق‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ .5‬اإلق��رار بأهم ّية التن ّوع‪ :‬البعض يغف��ل آثار غنى التن ّوع‪ ،‬وبالتالي ال يهتم‬ ‫للس��عي نحو تعميق اإلدراك وإرساء قواعد الفهم المشترك التي تهدف‬ ‫إلى إيجاد حلولٍ مشتركة‪ ،‬لذا تجد ُه ُيقفل على ذاته وعلى منْ حواليه؛‬ ‫شجع على الهدر والفساد‪،‬‬ ‫المق ّيد ُي ّ‬ ‫‪ .6‬التنمية الشاملة‪ :‬إن اإلقتصاد ال َريعي ُ‬ ‫و ُيبع��د ذوي الكفاءات والش��هادات‪ ،‬ما ُيع ّمق ج��ذور الرضوخ والتبعية‬ ‫ويؤدي إلى مزيد من المقدرة الباطلة على إبعاد األدمغة بإتجاه الهجرة؛‬ ‫نص ديني ُيح�� ّرم الحداثة والعلم‬ ‫‪ .7‬إج��راء ُمصالحة م��ع الحداثة‪ :‬ال يوجد ّ‬ ‫المصالح��ة مع التط ّور والتطوير‪ ،‬ما‬ ‫والتكنولوجي��ا‪ .‬لقد طال أمد إنتظار ُ‬ ‫سوف ُيغني العالقات اإلقتصادية والسياسية والثقافية واإلجتماعية‪.‬‬

‫إن ثقافة إلغاء اآلخر أصبحت بمثابة موروث سائد بصور ٍة طبيعي ٍة في العديد‬ ‫م��ن ال��دول العربية‪ ،‬إذ هناك دوماً ث ّمة منْ يبغ��ي إلغاء اآلخر‪ ،‬وينوي محو‬ ‫مساحة الوسط ومس��ار الوسطيين؛ ما أدّى إلى تعاظم المشهد اإللغائي في‬ ‫الحكومات واألحزاب والمنظمات‪ ،‬وحتى داخل العائالت‪ .‬وفي حال ْلم يتّعظ‬ ‫العرب م��نْ اآلثار الس��لبية المتر ّتبة على هذا المنطق الذي ير ُفض إش��راك‬ ‫اآلخ��ر‪ ،‬فمنَ المتو ّقع عندئذ أن تكون الس��نوات المقبل��ة حبلى بمزي ٍد من‬ ‫اإلنتفاضات والثورات والمشكالت‪.‬‬ ‫نح��نُ أ ّمة ْلم نعتد على ق��را َءة وتف ّهم اإلختالف‪ ،‬وبالتالي‪ْ ،‬لم نس��تفد منه‪.‬‬ ‫ذل��ك أن منْ ُيعارضنا نعتبر ُه ُحكماً وفوراً خصماً لنا‪ .‬فما هي عناوين الموانع‬ ‫الثالثة األساس ّية؟‬ ‫¶ أو ًال‪ ،‬تجاهُ ل شرعة حقوق اإلنسان‪ :‬التي تف ُرض اإلعتراف باآلخر‪ .‬إنما يبدو‬ ‫أنه كلما تط�� ّورت حركة الحقوق‪ ،‬كلما تط ّورت بالمقاب��ل حركة اإلنتهاكات‪.‬‬ ‫ذل��ك أن بعض الناس يتناول الحقوق منْ منظار األناّ فقط‪ ،‬ما منْ ش��أنه أن‬ ‫يصب بإتجاه إلغاء اآلخر‪ ،‬وهذا حتماً يتنافى مع مبدأ حقوق اإلنسان؛‬ ‫ّ‬ ‫المتس ّلط‪ :‬ال شك أن ث ّمة خل ًال في ُبنية هذا العقل الذي‬ ‫¶ ثانياً‪ ،‬سيادة العقل ُ‬ ‫يتوق إلى إلغاء اآلخر والهيمنة على كل مفارق القرارات واإلنجازات‪ ،‬ما ُيجيز‬ ‫خضع اآلخرين‪،‬‬ ‫الس��لطة بأنه��ا القدرة الواعية أو غير الواعي��ة التي ُت ِ‬ ‫تعريف ُ‬ ‫علماً أن التس�� ّلط هو ذو داللة ُمزدوجة‪ ،‬إذ هو ق ّو ًة خارجية ُ‬ ‫وضعف داخلي؛‬ ‫مزيج لطالم��ا ن��ادى بالديموقراطية‪ .‬إ ّنما‬ ‫¶ ثالث��اً‪ ،‬م��زْج الد ّين بالسياس��ة‪ٌ :‬‬ ‫التجريم المعنوي لكل ما ه��و جديد والتأليه األعمى لكل الثوابت القديمة‪،‬‬ ‫يجعل الفرد يتس��ا َءل عن س ّر عالقة السياس��ة بالد ّين؛ ُخصوصاً أنه ال يوجد‬ ‫ُنص��وص دينية ُتح ّرم التط ّورات والتحديث��ات‪ ،‬كما ال يوجد إجتهاد يدعو إلى‬ ‫الجمود وال ُركود‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫عالم البارحة‪ ،‬تط ّو َر اليوم بفعل الثورة التكنولوجية‪ ،‬وتح ّول‪ :‬من جه ٍة مبدئية‪،‬‬ ‫إلى س��اح ٍة تفاعلية بش��ر ّية يتفاعل على أرضها كل الناس؛ ومن جه ٍة الحقة‪،‬‬ ‫إلى س��اح ٍة جغرافية ُتلغي الحدود لكنها ُتغني الهو ّيات‪ .‬وما زال بني العرب‬ ‫يحاولون تهميش بعضهم البعض‪ ،‬إنها شهوة إلغاء اآلخر‪.‬‬ ‫فم��اذا ل ْو حاول هؤالء الـ‪ 400‬مليون نس��مة الموزع��ون في ‪ 22‬دولة عربية‬ ‫ُمنفصلة سياسياً و ُمتصلة جغرافياً‪ ،‬باإلضافة إلى الـ‪ 40‬مليون نسمة المهاجرين‬ ‫في باق��ي دول العالم؛ ماذا ل ْو حاولوا التكامل مع بعضهم بدل الهيمنة على‬ ‫بعضهم‪ ،‬ماذا ل ْو أجهدوا أنفس��هم ألجل "اإلتحاد بدل اإللغاء"؟ س��وأل برسم‬ ‫العرب‪ ،‬كل بني العرب‬

‫* متخ�ص�صة في علم النف�س وعلم التنمية الب�شر ّية وحائزة على ماجي�ستير في العلمين‬

‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪97‬‬


Lody Saliby

Haute Couture

Wedding dresses, Evening clothes, Selling or Renting, Pret-a- Porter, Accessories

Christ Le Rois Center, 8th Floor, Adonis Road, Zouk Mossbeh, Lebanon Tel: 00961 – (0) 9221643 , Email: lodysaliby@hotmail.com, Web: www.lodysaliby.com


‫بقلم جوزف قرداحي‬

‫الموقف الثقافي‬

‫فن احملاورة‬ ‫وعرض العضالت!‬ ‫ع ��ادة �سيئ ��ة �أدرجته ��ا قن ��اة “الجزي ��رة”‬ ‫القطرية ونقلت عدواها الى �سائر المحطات‬ ‫الف�ضائي ��ة العربية وخ�صو�ص� �اً الإخبارية منها‪ ،‬وهي‬ ‫عادة مقاطعة ال�ضيف في برامج الحوارات ال�سيا�سية‬ ‫المبا�ش ��رة على الهواء‪ ،‬والدخ ��ول على خط الحديث‬ ‫ب�سب ��ب وبال �سب ��ب‪ ،‬وبمنا�سب ��ة وغير منا�سب ��ة‪ ،‬الأمر‬ ‫ال ��ذي ي�شاغب عل ��ى تركي ��ز الم�شاهد وال�ضي ��ف معاً‪،‬‬ ‫فال ت�صل فكرة ال�ضيف كاملة‪ ،‬خ�صو�صاً عندما يقوم‬ ‫“ال ُم�ضي ��ف” ببتر ج ��واب �ضيفه بطريقة �إ�ستفزازية‬ ‫وقب ��ل ان ت�صب ��ح اجابت ��ه جمل ��ة مفي ��دة يتلقاه ��ا هذا‬ ‫المتف ِّرج “القاعد” عل ��ى �أع�صابه وهو يعد “ع�صي”‬ ‫المجابهة الحواري ��ة من كال الجانبين‪ ،‬حتى ل ُيخ َّيل‬ ‫الي ��ه ان ح�ض ��رة المذي ��ع (�أو المذيع ��ة) المحت ��رم‪،‬‬ ‫�س ��وف لن يتوانى عن لطم �ضيفه على خده االأيمن‪،‬‬ ‫ث ��م يعود الى �شتيمته و”دعو�سته” لأنه تج َّر�أ ووافق‬ ‫عل ��ى ان يط ��ل بر�أ�س ��ه من “�شب ��اك �شا�شت ��ه الأي�سر”‪،‬‬ ‫الوا�سعة ال�سمعة والتداول‪.‬‬ ‫ام ��ا الع ��ادة الأ�س ��و�أ المنت�ش ��رة ف ��ي معظ ��م المحطات‬ ‫ف�ضائياً و�أر�ضياً‪ ،‬هي عادة “عر�ض ع�ضالت” المذيع‬ ‫�أو المق ��دم التلفزيون ��ي‪� ،‬أم ��ام �ضيف ��ه والم�شاهدي ��ن‪،‬‬ ‫حت ��ى لتخ ��ال ان االدوار مقلوب ��ة‪ ،‬وان ال�ضي ��ف ه ��و‬ ‫م ��ن ُيحاور المذي ��ع وي�ست�ضيفه ويلقي علي ��ه �أ�سئلته‬ ‫الخطي ��رة ولي� ��س العك� ��س‪ .‬فيتح ��ول المذي ��ع ال ��ى‬ ‫ِّ‬ ‫منظ ��ر وفيل�سوف‪ ،‬وعالمة فارقة من عالمات الر�أي‬ ‫ال�سدي ��د‪ ،‬فيما ي�أخذ ال�ضيف دور المتلقي‪ ،‬الم�صغي‪،‬‬ ‫المرتب ��ك ال ��ذي �ضاعت علي ��ه الر�ؤي ��ة‪ ،‬وتال�شت من‬ ‫ر�أ�س ��ه الفك ��رة‪ ،‬متعاون� �اً م ��ع ه ��ذا المذيع ال ��ذي انعم‬ ‫علي ��ه بالظه ��ور التلفزيون ��ي‪ ،‬را�ضي� �اً �أن يتح� � َّول ال ��ى‬

‫مجرد م�ستمع‪.‬‬ ‫م ��ا يزي ��د الأم ��ر �س ��وءاً‪ ،‬ه ��و عندم ��ا تك ��ون المحاورة‬ ‫عبر الأقم ��ار الإ�صطناعي ��ة (ال�ساتاليت) ومن خلف‬ ‫البحار‪ ،‬الأمر الذي ي�ستدعي ت�أخيراً تقنياً في و�صول‬ ‫ال�صوت من والى الجهة االخرى‪ ،‬فيبدو االمر وك�أنه‬ ‫ح ��وار طر�ش ��ان‪ ،‬بقدر م ��ا هو م�ضح ��ك وكاريكاتوري‪،‬‬ ‫بق ��در ما هو مزعج وي�شاغب عل ��ى م�ستوى المحاورة‬ ‫وعمقها والو�صول بها الى المرتجى المفيد‪.‬‬ ‫وكثيراً ما تك َّرر هذا الم�شهد الكاريكاتوري ‪ -‬ال ُمزعج‬ ‫وعل ��ى �أكثر م ��ن ف�ضائية �إخبارية‪ ،‬ح ��اول فيها مذيع‬ ‫او مذيع ��ة المحطة قطع حدي ��ث ال�ضيف غير القادر‬ ‫عل ��ى تلقي ال�صوت مبا�شرة‪ ،‬ف ��كان يبدو ذلك المذيع‬ ‫ب�صوت ��ه “العالي االوتار” والطبقات كمن ي�صرخ في‬ ‫وج ��ه �ضيفه م�ؤ ّنباً‪ ،‬ومك ��رراً المحاولة في مقاطعته‪،‬‬ ‫فيم ��ا ال�ضي ��ف م�ستر�س�ل ً�ا ف ��ي حديث ��ه ال يفق ��ه م ��ا‬ ‫ي ��دور م ��ن حوله �سوى بع ��د لحظات تك ��ون فيها تلك‬ ‫“اللحظات” قد �ضاعت هدراً في “الت�شوي�ش” الذي‬ ‫تحدثه محاوالت مقاطعة ال�ضيف المتكررة‪.‬‬ ‫المحاورة بال “مواخذة”‪ ،‬هي فن من اخطر الفنون‬ ‫الت ��ي ت�ستن ��د عل ��ى ف ��ن اال�صغ ��اء او ًال‪ ،‬وف ��ن اال�صغاء‬ ‫ثاني� �اً‪ ،‬وف ��ن اال�صغ ��اء ثالث� �اً و�أخي ��راً‪ .‬فالمح ��اور او‬ ‫المق ��دم او المذي ��ع ال ��ذي ال يتق ��ن “ف ��ن اال�ستم ��اع‬ ‫واال�صغاء” ال ُيتقن “فن الحوار” بكل �صراحة‪.‬‬ ‫ولمزي ��د من الت�أكد‪ ،‬راجعوا ار�شيف �أعالم التلفزيون‬ ‫الخالدي ��ن‪ ،‬مثل ريا�ض �شرارة ونجيب حنك�ش و�أطال‬ ‫اهلل ف ��ي عمريهم ��ا �إيل ��ي �صليب ��ي وليل ��ى ر�ست ��م‪...‬‬ ‫وتعلموا كيف كان ه�ؤالء يتقنون “فن اال�صغاء” قبل‬ ‫�أي كالم!‬

‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪99‬‬


Your weight loss succe ss sto ry starts here Dietitian Christelle Bedrossian Bariatric Surgery Nutritionist - Trained at the University of Montreal

Lose 6-8 kg with our Medical Protocol Customized Diet Plans Weight Loss Surgery Nutrition Programs Clinics in Adlieh-Beirut & Jounieh Online Consultation

Dietitian Christelle Bedrossian Dietitian Christelle Bedrossian

+961 76 95 96 98 +961 3 417 589 www.christellebedrossian.com


‫رانيا يوسف تظهر في رمضان بثالثة وجوه‬ ‫ت�ص� � ّور الفنانة رانيا يو�س ��ف ثالثة م�سل�س�ل�ات‬ ‫ال ��ى ذل ��ك‪ ،‬ذك ��رت راني ��ا يو�س ��ف �أن م�سل�س ��ل‬ ‫جديدة هي‪ :‬م�سل�س ��ل "ليلة" (بطولة مك�س ��يم‬ ‫"�أفراح القبة"‪ ،‬جذبها بمجرد قراءة ال�سيناريو‬ ‫خليل وهاي ��دي كرم و�أم ��ل رزق و�إخراج محمد‬ ‫الم�أخ ��وذ ع ��ن رواي ��ة للأدي ��ب الكبي ��ر نجي ��ب‬ ‫بكير)‪ ،‬وم�سل�س ��ل "�أفراح القب ��ة" (بطولة منى‬ ‫محفوظ‪ ،‬مو�ض ��حة �أن العمل ي ��دور في فترة من‬ ‫زكي و�إياد ن�صار و�سو�س ��ن بدر وجمال �سليمان‬ ‫�سبعينات القرن الما�ضي‪ ،‬وهي دراما اجتماعية‬ ‫محمد‬ ‫ومن ت�أليف محمد �أمين را�ض ��ي و�إخراج‬ ‫ت�س ��تعر�ض التفا�ص ��يل التي قد يفعلها الإن�س ��ان‬ ‫يا�س ��ين)‪ ،‬و"�س ��بع �أرواح" (بطول ��ة �إياد ن�ص ��ار‬ ‫في حيات ��ه ولكنه يتبر�أ منه ��ا وينكرها �أمام كل‬ ‫وخال ��د النب ��وي ومن ت�أليف محمد �س ��يد ب�ش ��ير‬ ‫من حوله‪ .‬ورف�ض ��ت رانيا يو�س ��ف الإف�صاح عن‬ ‫و�إخراج طارق رفعت)‪.‬‬ ‫تفا�ص ��يل دورها م�شيرة �إلى �أنه �سيكون مفاج�أة‬ ‫ع ��ن م�ش ��اركتها في ثالث ��ة �أعمال درامي ��ة دفعة‬ ‫لجمهورها‪.‬‬ ‫واحدة‪ ،‬قالت رانيا يو�سف‪" :‬لم �أرتّب لال�شتراك رانيا يو�سف‪ :‬ثالثة م�سل�سالت في وقت واحد وع ��ن تجربته ��ا الدرامية الثالث ��ة‪ ،‬قالت رانيا‪:‬‬ ‫ف ��ي ثالثة �أعم ��ال في وق ��ت واحد‪ ،‬لك ��نّ مواعيد‬ ‫"جذبني دوري ف ��ي "ليلة" الذي يظهرني في‬ ‫ً‬ ‫الت�صوير تالزمت في وقت واحد بالم�صادف ًة"‪.‬‬ ‫�ش ��كل جدي ��د وطريق ��ة �أداء مختلفة تماما ع ��ن بقي ��ة الأدوار التي‬ ‫وعن طبيعة دورها تقول يو�سف‪�" :‬أج�سد في م�سل�سل "�سبع �أرواح" ج�س ��دتها طوال م�س ��يرتي الفنية‪ .‬في ��ه �أقدم �شخ�ص ��ية تدعى ليلة‬ ‫�شخ�صية فنانة م�ش ��هورة‪ ،‬وهي لي�ست المرة الأولى التي �أقدم فيها وتعمل مدر�س ��ة كي ت�ستطيع �أن ت�صرف على والدتها و�شقيقتها بعد‬ ‫دور ممثلة‪ ،‬بل ج�سدتها من قبل في م�سل�سلي "�أهل كايرو" و"نيران وف ��اة والدها‪ ،‬وهي من طبقة متو�س ��طة تجتهد حتى تقدر �أن تعي�ش‬ ‫�ص ��ديقة" اللذين حظيا بنجاح الفت‪� ،‬إال �أنن ��ي وجدت �أن الدور حي ��اة كريمة بطريقة �س ��وية‪ ،‬لكنه ��ا تتعر�ض للعدي ��د من الظروف‬ ‫الجديد له تفا�ص ��يل مختلفة و�س� � ُيخرج مني طاقات تمثيلية كبيرة‪ ،‬ال�ص ��عبة وتواجه م�ش ��اكل مع زوجها بعدما ترك عمله فيطلب منها‬ ‫لذا ال �أعتقد �أنني �س�أكرر نف�سي"‪.‬‬ ‫�أن تعيله"‬

‫إيما واتسون في أوراق بنما‬ ‫ورد �إ�سم نجمة "هاري بوتر" الممثلة �إيما وات�سون في �أوراق بنما‪ ،‬ما ب�إ�س ��م "‪�("Emma Charlotte Duerre Watson‬إيما �شارلوت‬ ‫�أثار �إ�س ��تغراب الكثيرين نظر ًا �إلى كونها نا�شطة في حقل الم�ساواة دوري وات�سون)‪ .‬من جهته المتحدث با�سم وات�سون والمدافع عنها‪،‬‬ ‫الإجتماعية وحقوق المر�أة‪ ،‬حيث تبين �أن لديها �ش ��ركة في الخارج �ش ��رح �أن "وات�س ��ون" كانت ت�س ��تخدم ال�ش ��ركة الخارجية لأ�سباب‬ ‫من النوع الم�ستخدم ل�ضريبة دودج(‪ )dodge tax‬التي ت�ستخدمها �أمني ��ة ولي�س للح�ص ��ول على مزاي ��ا مالية‪ ،‬حيث قال �أن ال�ش ��ركات‬ ‫بع�ض ال�ش ��ركات لتخفي�ض ال�ضرائب بطريقة غير‬ ‫البريطانية تن�ش ��ر علنا​​تفا�ص ��يل الم�س ��اهمين‪،‬‬ ‫قانوني ��ة‪ .‬وعل ��ى الرغم م ��ن الدفاع الق ��وي الذي‬ ‫وبالتال ��ي فه ��ي ال تمل ��ك الحماي ��ة الالزم ��ة‬ ‫قدّمه المتحدث با�س ��مها‪ ،‬يبدو �أن ما ك�ش ��فت عنه‬ ‫ل�س�ل�امتها ال�شخ�ص ��ية الت ��ي تع ّر�ض ��ت للخطر‬ ‫�أوراق بنما‪� ،‬س ��يلقي ال�شك على م�ؤهالتها كنجمة‬ ‫في الما�ض ��ي ب�س ��بب ه ��ذه المعلوم ��ات المتاحة‬ ‫�ش ��هيرة نا�ش ��طة في المجال الإن�ساني من الي�سار‬ ‫للجمهور عن و�ض ��عها المال ��ي"‪ .‬و�أكد �أنها تبحث‬ ‫الليبرال ��ي المف ��رط الث ��راء‪ .‬علم� � ًا �أن تفا�ص ��يل‬ ‫فقط عن الخ�صو�ص ��ية وال تتهرب من ال�ض ��رائب‬ ‫ق�ضية "وات�سون" مع �أوراق بنما قد عر�ضها عمود‬ ‫عبر ه ��ذه ال�ش ��ركة بالخ ��ارج‪ ،‬علم� � ًا �أن محبيها‬ ‫يتمنون �أن يكون تو�ضيح المتحدث با�سمها �صادقاً‬ ‫"‪ " Steerpike‬ف ��ي مجلة "‪، "the Spectator‬‬ ‫حتى تبقى �سمعتها جديرة بكونها نا�شطة �إن�سانياً‬ ‫حيث اكت�ش ��ف �أحد ال�صحافيين �ضمن ت�سريبات‬ ‫قاع ��دة البيان ��ات �أن �إيما وات�س ��ون ت�س ��تفيد من‬ ‫ونجمة ت�س ��تحق االحترام و�صورة جيدة عن �سيدة‬ ‫�‬ ‫إيما‬ ‫وات�س‬ ‫ّ‬ ‫ون‪:‬‬ ‫لط‬ ‫خت‬ ‫�س‬ ‫معتها �أوراق بنما تحمل ق�ضايا الن�ساء في جميع �أنحاء العالم‬ ‫�ش ��ركة خارجي ��ة في ج ��زر فيرج ��ن البريطانية‬

‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪101‬‬


‫عالم النجوم‬

‫زينة دكاش تُخرج السجناء من عزلتهم إلى المسرح‬ ‫ثمانية وثالثون �س ��جين ًا في �س ��جن رومية في لبنان ح ّررتهم ال ُمخرجة زينة دكا�ش لنحو‬ ‫�س ��اعتين جاعل ��ة �إياه ��م ممثلين في م�س ��رحيتها "الكاثار�س ��ية" الجدي ��دة "جوهر في‬ ‫مه ��ب الريح"‪ ،‬ف�أدوا �أدوارهم ببراعة �ش ��ديدة العفوية وع ّبروا عن معاناتهم وم�آ�س ��يهم‬ ‫ال�شخ�ص ��ية داخل الجدران‪� .‬إنها الم�س ��رحية الثالثة تنجزها دكا�ش في �س ��ياق م�شروع‬ ‫"ق�صة من�سيين خلف الق�ضبان" وفي قلب ال�سجن‪ ،‬بعد "‪ 12‬لبناني غا�ضب" (‪)2009‬‬ ‫و"�ش ��هرزاد في بعبدا" (‪ ،)2012‬وتط ّلب �إعدادها نحو عام ون�ص ��ف عام ق�ض ��تهما‬ ‫بين ال�سجناء ت�صغي �إليهم وتكتب لهم وتم ّرنهم مط ّوعة �أج�سادهم وتعابيرهم‪ ،‬ودافعة‬ ‫بهم �إلى �إخراج المكبوت في نفو�سهم وال وعيهم‪.‬‬ ‫و�إن ب ��دت الم�س ��رحية مجموعة لوحات �أو �إ�سكت�ش ��ات منف�ص ��لة بع�ض ��ها ع ��ن بع�ض‪،‬‬ ‫فالخيط الدرامي الذي ن�س ��جته المخرجة بقوة‪ ،‬جمع بين هذه اللوحات والإ�سكت�شات‬ ‫م�ش� � ّك ًال منه ��ا عر�ض� � ًا متكام�ل ً�ا داخل ج ٍّو واح ��د هو ج ّو ال�س ��جن والم�س ��اجين‪ .‬ومع‬ ‫�إعتمادها تقنية "الب�س ��يكودراما" المتخ�ص�ص ��ة فيها �أكاديمي ًا‪ ،‬عمدت دكا�ش �إلى ما‬ ‫ي�ش ��به م�سرح "ال�شان�س ��ونيه" من خالل الأغاني ال�س ��اخرة والرق�ص "الم�ضخم"‪،‬‬ ‫زينة‬ ‫دكا�ش‪ :‬حولت ال�سجناء �إلى ممثلين‬ ‫�إلى جانب المونولوغات والحوارات والم�شاهد التعبيرية الج�سدية‪ ،‬ناهيك عن لقطات‬ ‫ً‬ ‫الفيديو الم�ص ��ورة داخل ال�س ��جن والتي �أ�ضفت على العر�ض بعد ًا توثيقي ًا ودرامي ًا في �آن واحد‪ .‬بدا العر�ض طويال �إلى حد ما نتيجة طرحه‬ ‫ق�ضايا قانونية تتعلق بحقوق ال�سجناء المه�ضومة‪ ،‬و�إثارة �شجون كثيرة يعانيها ه�ؤالء المن�سيون (وهي موجهة �إلى الم�س�ؤولين المعنيين من‬ ‫ق�ض ��اة و�ض ��باط وحقوقيين كانوا حا�ضرين) لكنّ الم�ش ��هدية المتحركة القائمة على مواقف درامية عميقة �ساهمت في �إنقاذه من الرتابة‬ ‫و"المو�ضوعية" القانونية‪.‬‬ ‫كان الجمهور �أمام ممثلين غير محترفين ي�ؤدون �شخ�صيات زمالء لهم هم من المر�ضى النف�سيين المرميين في "الم�أوى االحترازي" ومن‬ ‫المحكومين بال�س ��جن الم�ؤبد �أو بالإعدام‪ ،‬وهنا يكمن التحدي الذي خا�ض ��ته زينة دكا�ش وفريقها‪� .‬س ��جناء د ّربتهم وعملت معهم ليكونوا‬ ‫رديفين �أو �أ�شباه ًا لرفاقهم الذين ي�ستحيل �أن يطلوا على الجمهور‪ ،‬لأنهم مر�ضى‬

‫نشد "األمل"‬ ‫كاظم الساهر ُي ِ‬ ‫نقل الفنان كاظم ال�ساهر ب�صوته ر�سالة‬ ‫ال�شيخ محمد بن را�ش ��د �آل مكتوم‪ ،‬نائب‬ ‫رئي� ��س دول ��ة الإم ��ارات‪ ،‬رئي� ��س مجل� ��س‬ ‫الوزراء وحاكم دبي �إلى ال�شباب العربي‪،‬‬ ‫حيث غ ّنى ق�ص ��يدته "الأم ��ل" التي كانت‬ ‫ملحم ًة غنائي ��ة هادفة وبن ��اءة‪� ،‬أدّاها في‬ ‫حف ��ل جائزة ال�ص ��حافة العربي ��ة لتكريم‬ ‫الفائزين �ض ��من الدورة الخام�س ��ة ع�شرة‬ ‫للجائ ��زة الت ��ي �أقيم ��ت م�س ��اء الأربع ��اء‬ ‫الموافق ‪� 11‬أيار (مايو) الجاري في مركز‬ ‫دبي التجاري العالمي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وتلخ�ص الق�صيدة‪ ،‬التي �أن�شدها ال�ساهر‪،‬‬ ‫فك ��رة �أن ��ه ال بديل م ��ن "الأمل" لم�س ��تقبل‬

‫‪100‬‬

‫العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫المنطق ��ة العربي ��ة الت ��ي تق ��ف الي ��وم على‬ ‫محك تاريخي‪ ،‬لت�ستعيد ح�ضارتها وت�ست�أنف‬ ‫يوج ��ه "م�ؤل ��ف الق�ص ��يدة"‬ ‫ريادته ��ا‪� .‬إذ ّ‬ ‫بكلماته ��ا القوية والمع ّبرة‪ ،‬ر�س ��الة مفادها‬ ‫�أن ال ��دول والأم ��م وال�ش ��عوب المنفتح ��ة‬ ‫المت�س ��امحة ت�س ��تطيع النهو� ��ض والتط ��ور‬ ‫بالأم ��ل‪ ،‬و�أن الأجيال العربي ��ة المقبلة لها‬ ‫حق علينا ب�أن ن�ص ��نع لها �أم ًال ينير الدرب‬ ‫�أمامه ��م ويهيئ لهم م�س ��تقب ًال جمي ًال‪ ،‬لأن‬ ‫المنطقة التي نعي�ش فيها وال�شباب العربي‬ ‫الذي ي ��رى واقع �أمته بحاجة �إلى م�ش ��روع‬ ‫ا�شد المكتوم يعيد �إليه ثقته الح�ض ��ارية بنف�س ��ه‪ ،‬ويعيد‬ ‫ال�ساهر‪ :‬غنى ق�صيدة لل�شيخ محمد بن ر‬ ‫كاظم‬ ‫الأمل �إلى منطقته‬


‫العميد �شارل عطا‪ ،‬النائب عمار حوري‪ ،‬دافيد عي�سى‬

‫الوزير �آالن حكيم وقرينته غري�س يحيطان بالبطريرك غريغوريو�س الثالث حكيم‬

‫ريتا عطا‪ ،‬كارول م�شلب‪ ،‬رندة عكر‪� ،‬سلوى عنداري‬

‫دافيد عي�سى‪� ،‬أنطوان كليمو�س‪ ،‬اللواء جورج قرعة‬

‫ديديه �ضومط‪ ،‬كلود دب�س‪ ،‬نيفين ها�شم‬

‫يوال نجيم‪ ،‬جويل ن�سنا�س‪ ،‬ميريام �سكاف‬

‫مارلين وجوزيف �أبو نجم‬

‫زين وجوزيان معلوف‬

‫جنى �سالمة ومالك را�شد‬

‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪103‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫العشاء السنوي‬ ‫للمجلس األعلى للروم‬ ‫الكاثوليك يف لبنان‬

‫فريدا الري�س‪ ،‬الوزير مي�شال فرعون‪ ،‬الوزير �آالن حكيم‪ ،‬النائب نعمة طعمة‬

‫ميريام �سكاف‪ ،‬ال�سفير البابوي غبريال كات�شا‪ ،‬الوزير ال�سابق نقوال �صحناوي‬

‫النائب عمار حوري وداوود ال�صايغ‬

‫‪102‬‬

‫العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫محمد عنان ويارا ب�شارة‬

‫�أق ��ام المجل�س الأعلى لطائفة الروم الكاثوليك حفل‬ ‫ع�ش ��ائه ال�س ��نوي‪ ،‬برعاية بطريرك �إنطاكيا و�سائر‬ ‫الم�ش ��رق واال�س ��كندرية واور�ش ��ليم للروم الملكيين‬ ‫الكاثولي ��ك غريغوريو� ��س الثال ��ث لحام وح�ض ��وره‪،‬‬ ‫وح�ض ��ور المط ��ران حنا عل ��وان ممث�ل ً�ا البطريرك‬ ‫المارون ��ي الكاردينال مار ب�ش ��ارة بطر� ��س الراعي‪،‬‬ ‫النائب عمار حوري ممث ًال الرئي�س �س ��عد الحريري‪،‬‬ ‫الوزير ال�سابق �سليم جري�صاتي ممث ًال رئي�س "تكتل‬ ‫التغيير والإ�صالح" النائب العماد مي�شال عون‪ ،‬نائب‬ ‫رئي�س المجل�س االعلى لطائفة الروم الكاثوليك وزير‬ ‫ال�س ��ياحة مي�ش ��ال فرعون‪ ،‬وزير االقت�صاد والتجارة‬ ‫�آالن حكي ��م‪ ،‬الوزير ال�س ��ابق نقوال �ص ��حناوي ممث ًال‬ ‫رئي� ��س "التي ��ار الوطن ��ي الح ��ر" وزي ��ر الخارجي ��ة‬ ‫والمغتربين جبران با�سيل‪� ،‬شادي �سعد ممث ًال رئي�س‬ ‫"تي ��ار المردة" الوزير ال�س ��ابق �س ��ليمان فرنجية‪،‬‬ ‫النائب طوني �أبو خاطر ممثال رئي�س "حزب القوات‬ ‫اللبنانية" �س ��مير جعجع‪ ،‬ال�س ��فير الباب ��وي غبريال‬ ‫كات�ش ��يا‪ ،‬والن ��واب‪ :‬نعم ��ة طعمة‪ ،‬مي�ش ��ال مو�س ��ى‪،‬‬ ‫محمد ال�ص ��فدي‪ ،‬العمي ��د جانو ح ��داد ممث ًال قائد‬ ‫الجي� ��ش العم ��اد جان قهوج ��ي‪ ،‬المدير الع ��ام لأمن‬ ‫الدولة اللواء جورج قرعة‪ ،‬المدير العام لقوى االمن‬ ‫الداخل ��ي الل ��واء ابراهي ��م ب�ص ��بو�ص‪ ،‬العميد داني‬ ‫فار�س ممث ًال المدير العام للأمن العام اللواء عبا�س‬ ‫ابراهيم‪ ،‬رئي�س "الكتلة ال�ش ��عبية" ميريام �س ��كاف‪،‬‬ ‫المطران ادوار �ض ��اهر‪ ،‬رئي�س المجل�س االقت�صادي‬ ‫واالجتماع ��ي روجي ��ه ن�س ��نا�س‪ ،‬رئي� ��س الرابط ��ة‬ ‫المارونية انطوان اقليمو�س‪ ،‬وفاعليات‪.‬‬

‫نادين وفادي �سماحة‬


‫الجميل‬ ‫قن�صل لبنان طوني فرنجية والمطران مارون نا�صر‬ ‫ّ‬

‫الجميل‪� ،‬أمين خوري‪ ،‬الأب �شربل قزي‬ ‫ميالد مارون‪ ،‬المطران مارون نا�صر‬ ‫ّ‬

‫جون مخول وبيرفيكتا يزبك‬

‫معروف عيد وقرينته‬

‫نادر �أبو �أنطون وقرينته‬

‫نادي حكيم‬

‫هاني �أبو �أنطون وقرينته‬

‫ر�ضوان عي�سى‬

‫ريتا بيركاحي‬

‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪105‬‬


‫مجتمع‬ ‫لندن‬

‫العشاء السنوي لرعية سيدة لبنان يف لندن‬

‫الطاولة الرئي�سية‬

‫قن�صل لبنان مازن كبارة‬

‫طوني و�صونيا نوار‬

‫‪104‬‬

‫العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫�ش� �دّد راعي �أبر�شية فرن�س ��ا للموارنة والزائر الر�س ��ولي على �أوروبا‪ ،‬المطران مارون نا�صر الجم ّيل‪ ‬على‬ ‫"الوحدة داخل الكني�سة المارونية �ضمن التنوع"‪.‬‬ ‫وكان المط ��ران الجمي ��ل قام ب�أول زيارة راعوية له �إلى بريطانيا‪ ،‬تفق ��د خاللها الجالية المارونية هناك‬ ‫الذين يقدر عددهم ب�س ��تة �آالف‪ .‬و�إحتفل بتكري�س �أول �أخوية للحبل بها بال دن�س هناك‪ ،‬وتر�أ�س �إحتفال‬ ‫المناول ��ة الأولى لـ‪ 23‬ولد ًا من �أبناء رعية �س ��يدة لبنان في لندن التي ت�ش ��رف عليه ��ا الرهبنة اللبنانية ‪-‬‬ ‫المارونية‪ .‬وقام بلفتة خا�صة حيال القبار�صة الموارنة في العا�صمة البريطانية‪.‬‬ ‫دامت الزيارة التي رافقه فيها �أمين �سر الأبر�شية الخوري ريمون با�سيل ‪� 10‬أيام‪ ،‬وتر�أ�س الع�شاء الراعوي‬ ‫ال�س ��نوي في فندق "هيلتون" في لندن الذي �ش ��ارك فيه حوالي ‪� 250‬شخ�ص� � ًا‪ .‬وعر�ض خالله الخطوط‬ ‫العري�ض ��ة لأ�سقفيته في فرن�سا و�أوروبا‪� .‬شاركت في هذا الع�شاء �سفيرة لبنان في المملكة المتحدة �إنعام‬ ‫ع�سيران و�شخ�صيات عديدة من كل القطاعات واالخت�صا�صات‪.‬‬ ‫واحتفل المطران الجميل في اليوم التالي بم�ش ��اركة الأب �ش ��ربل القزي والأب �س ��ابا والخوري با�س ��يل‪،‬‬ ‫بقدا�س في كني�س ��ة رعية �س ��يدة لبنان التي غ�ص ��ت بالم�ؤمنين‪ ،‬وبتكري�س �أول �أخوية للحبل بها بال دن�س‬ ‫للموارنة في لندن و�أوروبا‪� ،‬ض ��مت ‪� 13‬س ��يدة و‪ 3‬رجال‪� ،‬س ��ي�ؤازرون خادم الرعية في مهماته ف�ض�ل ً�ا عن‬ ‫العمل الروحي وال�صلوات‪.‬‬ ‫ور ّك ��ز الجمي ��ل في عظته عل ��ى "تجذر الموارنة ف ��ي االيمان والأ�ص ��الة و�إنفتاحهم في عال ��م الإغتراب‪،‬‬ ‫(ت�صوير طوني كيال)‬ ‫ودورهم الريادي لنقل �صورة لبنان الح�ضارية والثقافية"‪ .‬‬

‫روني رو�سي وقرينته‬

‫نمر اليا�س‬


‫دكتور جورج تابت وقرينته منى‬

‫جورج جبور ودنيز كرم‬

‫غازي وميليا حداد‬

‫لو�سي وكريم الرا�سي‬

‫نيكول وجاك �صراف‬

‫مروان وميراي حايك‬

‫�شيرين معلوف وريم مخيبر‬

‫فيفيان وروبير دبا�س‬

‫جي�سي حنا ونبيل �شعيا‬

‫�شيرين �شعيا وخليل دب�س‬

‫�سهام تويني‬

‫�ألين لحود‬

‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪107‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫�ضومط‪ ،‬ماريا‪ ،‬وجوزيف رعيدي‬

‫لمى �سالم‪� ،‬سليم وميراي رعد‪ ،‬وريمون عوده‬

‫حفل موسيقي‬ ‫من أجل األطفال املرضى بالقلب‬

‫مي عوده وليلى ال�صلح حماده‬

‫روزي ونجيب بول�س‬

‫‪106‬‬

‫العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫�أقام ��ت جمعي ��ة "‪ "Heartbeat‬حف ًال فني ًا مو�س ��يقي ًا وغنائي ًا ُخ ّ�ص ���ص‬ ‫ريع ��ه للأطفال الذين يعان ��ون من �أمرا�ض القلب‪ .‬وق ��د �أُقيم هذا الحفل‬ ‫في "البيال" في بيروت وح�ض ��ره ح�ش ��د �سيا�س ��ي و�إجتماعي و�إقت�صادي‬ ‫الفت في مقدمهم لمى عقيلة رئي�س الوزراء تمام �س�ل�ام‪ ،‬النائب عاطف‬ ‫مجدالني وقرينته غالدي�س‪ ،‬الوزراء ال�سابقون ليلى ال�صلح حماده‪ ،‬نقوال‬ ‫نحا�س‪ ،‬ريمون عودة وقرينته مي‪ ،‬القا�ض ��ي �ش ��كري �صادر‪ ،‬رئي�س �إتحاد‬ ‫رج ��ال الأعم ��ال للبحر المتو�س ��ط جاك �ص ��راف وقرينته نيك ��ول‪ ،‬نعمت‬ ‫�أفرام رئي�س الم�ؤ�س�س ��ة المارونية للإنت�ش ��ار‪� ،‬س ��ليم حبيب رئي�س مجل�س‬ ‫�إدارة "�أنتركونتيننتال بنك"‪.‬‬ ‫وق ��د �إ�س� �تُه ّل الحفل ال ��ذي قدمه �س ��فراء الجمعية �إيميه �ص ��ياح‪ ،‬دانياال‬ ‫رحمة ومك�سيم �شعيا‪ ،‬بعر�ض لمدة �ساعتين �شاهد خاللها الح�ضور تراث ًا‬ ‫منوع ًا من مختلف البلدان في العالم‪ .‬وفي نهايته جرى �سحب "تومبوال"‬ ‫على قطع نادرة‪.‬‬

‫دكتور �أنطوان الحاج وقرينته غاييل‬

‫فيكتور بخعازي ولمى �سالم‬


‫فاديا المحتد‪ ،‬يارا مرعي‪ ،‬روال العجوز‬

‫�سفير الكويت عبد العال القناعي وعقيلته‬

‫رنده بري مع لمى �سالم‪ ،‬منى الهراوي‪ ،‬وفاء مي�شال �سليمان‪ ،‬مي نجيب ميقاتي و�أع�ضاء من الجمعية‬

‫نادر و�أنابيال �صعب‬

‫كارول بو دروي�ش‪ ،‬ناديا حمدون‪ ،‬مايا كنعان‬

‫�سعيد وجيهان المروق‬

‫النائب ناجي غلريو�س وقرينته �صونيا‬

‫دارين ومرت�ضى قبالن‬

‫محمد بو دروي�ش ومحمد مرت�ضى‬

‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪109‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫مي�ساء وخليل �إبراهيم‪ ،‬دريد لحام‪ ،‬رنده بري‪� ،‬أمال �إبراهيم‬

‫املعوقني‬ ‫تكرمي دريد حلام يف عشاء اجلمعية اللبنانية لرعاية‬ ‫ّ‬ ‫ك ّرمت الجمعية اللبنانية لرعاية المع ّوقين‪ ،‬في حفل ع�ش ��ائها الخيري ال�س ��نوي هذا العام الذي �أقيم في‬ ‫البيال ‪ -‬و�سط بيروت‪ ،‬الفنان دريد لحام‪ ،‬بح�ضور نائب رئي�س مجل�س الوزراء وزير الدفاع �سمير مقبل‪،‬‬ ‫وزير اال�شغال العامة غازي زعيتر‪ ،‬وزير ال�ش�ؤون االجتماعية ر�شيد دربا�س‪ ،‬وزير التربية اليا�س بو �صعب‪،‬‬ ‫�سفير الكويت عبد العال القناعي‪ ،‬النواب‪ :‬مي�شال مو�سى‪ ،‬ناجي غاريو�س ونبيل نقوال‪ ،‬الوزراء ال�سابقين‬ ‫ليلى ال�صلح حماده‪ ،‬عدنان الق�صار وفريج �صابونجيان‪ ،‬العميد جوزيف واكيم ممث ًال قائد الجي�ش العماد‬ ‫جان قهوجي‪ ،‬رئي�س المجل�س االقت�صادي واالجتماعي روجيه ن�سنا�س‪ ،‬رئي�سة الجمعية رنده عا�صي بري‪،‬‬ ‫منى الهراوي‪ ،‬وفاء مي�ش ��ال �س ��ليمان‪ ،‬مي نجيب ميقاتي‪ ،‬المدير العام ل�سوليدير منير الدويدي‪ ،‬الفنان‬ ‫دريد لحام‪ ،‬المطربة جوليا بطر�س‪ ،‬المطرب عا�ص ��ي الحالني‪ ،‬المطربة الم�ص ��رية غادة رجب‪ ،‬الفنان‬ ‫والم�ؤلف المو�س ��يقي غي مانوكيان‪ ،‬الم�ص ��مم العالمي ايلي �ص ��عب‪ ،‬وح�ش ��د من ال�شخ�ص ��يات الر�سمية‬ ‫والفاعليات وممثلي المنظمات االقليمية والدولية‪.‬‬ ‫�إ�س� �تُهل الحفل ب�شريط وثائقي عن الفنان دريد لحام‪ ،‬قدمته الإعالمية �أنابيال هالل �صعب‪ ،‬يظهر �أبرز‬ ‫محطات حياته الفنية والمهنية ومقاطع من �أبرز ادواره الم�سرحية والتلفزيونية‪ .‬ثم تم تكريمه من بري‪.‬‬ ‫والق ��ى الفن ��ان المك ��رم كلمة قال فيها‪�" :‬إن تكريمكم لي يجعلني �أكثر فخر ًا بمحبتكم‪ ،‬لأن �أف�ض ��ل هبات‬ ‫اهلل للإن�سان هي القدرة على مالم�سة قلوب الآخرين‪ ،‬و�أنتم قد الم�ستم قلبي بالعمق‪ ،‬وخ�صو�ص ًا �أنه �أتى‬ ‫من جمعية تقف الى جانب من هم بحاجة الى من يقف الى جانبهم‪ ،‬ي�ستنه�ض فيهم روح التحدي‪ ،‬يزرع‬ ‫الأمل في قلوبهم المتعبة‪ ،‬فالأمل هو الإ�ستمتاع �سلف ًا بالم�ستقبل‪ ،‬و�أرى �أن الكون يبقى بارد ًا �إذا لم تدفئه‬ ‫�إبت�سامة �إمتنان من طفل ذي حاجة"‪.‬‬

‫الوزير غازي زعيتر وعقيلته روال‬

‫‪108‬‬

‫العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫رنده بري تتو�سط كوليت وعا�صي الحالني‬

‫الوزير �سمير مقبل وقرينته جوي�س‬


‫النائب عاطف مجدالني‪ ،‬بالل حمد‪� ،‬آن ماري عفي�ش‪� ،‬أورليان �شوفالييه‬

‫"بيت بيروت"‪ :‬حا�ضن الذاكرة الجماعية‬

‫خليل برمانا‪ ،‬عبد الودود ن�صولي‪ ،‬نديم �أبو رزق‬

‫زينة ونديم �أبو رزق‬

‫ر�شيد الأ�شقر‬

‫ب�شرى عيتاني‬

‫يو�سف حيدر‬

‫اللوحة التي تعلن عن �إنتهاء عملية الترميم‬

‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪111‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫الإفتتاح ورفع ال�ستارة عن اللوحة التي تعلن �إنتهاء عملية الترميم‬

‫"بيت بريوت" متحفٌ للذاكرة اجلماعية‬ ‫نج ��ا "بيت ب ��ركات" �أو "البيت ال�ص ��فر" الذي يكاد يبلغ قرن� � ًا من العمر‪ ،‬من‬ ‫الحرب اللبنانية التي �ص� �دّعته وهدمت �أجزا ًء من ��ه‪ .‬كما نجا من خطر �أكبر‪،‬‬ ‫ه ��و خطر الهدم الذي طال مباني �أثرية كثيرة في بيروت‪ .‬وبعد حمالت قادها‬ ‫نا�ش ��طون ومعماريون للحفاظ عليه‪ ،‬و�إ�س ��تمالكه من جان ��ب بلدية بيروت في‬ ‫العام ‪ ،2003‬وبدء عمليات الترميم‪� ،‬أو ما ي�ص ��فه مهند�س الم�ش ��روع يو�س ��ف‬ ‫حيدر بـ"عملية جراحية" منذ �س ��بع �س ��نوات‪ ،‬ها هو "البيت الأ�ص ��فر" يخرج‬ ‫بح ّلته �شبه النهائية كمتحف للذاكرة الجماعية ومركز للثقافة والفنّ ‪ ،‬ليتح ّول‬ ‫من "بيت بركات" �إلى "بيت بيروت"‪ ،‬حيث �إفتتح‪ ،‬ب�ش ��كل �أولي‪ ،‬في ‪ 27‬ني�سان‬ ‫(�إبريل) الفائت‪ ،‬رغم �أنه لي�س مكتم ًال بعد‪ ،‬بح�ضور عدد غفير من المهتمين‪.‬‬ ‫وق ��د م ّر المبنى في مراحل عدة‪ .‬فهو �ش� � ّيد في العام ‪ّ ،1924‬ثم �أ�ض ��يف �إليه‬ ‫طابق ��ان �آخران ف ��ي العام ‪ .1936‬خالل الحرب اللبناني ��ة‪ ،‬ونظر ًا �إلى موقعه‬ ‫عل ��ى خ ��ط التما�س في منطقة ال�س ��وديكو‪ ،‬تح� � ّول �إلى مركز ع�س ��كري‪ ،‬بنيت‬ ‫في ��ه متاري�س المقاتلين التي حاف ��ظ عليها حيدر‪ ،‬لأنها تم ّثل جزء ًا من ذاكرة‬ ‫المدين ��ة‪� .‬أ�ص� � ّر حي ��در عل ��ى المحافظة على "ندب ��ات" المبن ��ى و"جروحه"‬ ‫و"�آثاره"‪ ،‬ذلك "�أنني تعاملت معه على �أ�سا�س �أنه �إن�سان ولي�س كومة حجارة‪،‬‬ ‫فل ��م �أرغ ��ب في �إعادته �ش ��اب ًا في عم ��ر الع�ش ��رين‪� ،‬إنما الإبقاء عل ��ى معالمه‬ ‫القديمة‪ ،‬و�إ�ض ��افة �أع�ضاء �إ�صطناعية �إليه حيث يلزم‪ ،‬فمحي الآثار هو محي‬ ‫للذاك ��رة"‪ ،‬وفق حيدر‪ ،‬الذي �إنطلق في عمله من مبد�أ "واجب الذاكرة" التي‬ ‫جرى طم�سها في لبنان بعد الحرب‪.‬‬ ‫�أُ�ض ��يف �إلى المبن ��ى القديم الم�ؤ ّلف م ��ن �أربعة طوابق‪ ،‬مبن ��ى جديد من ‪11‬‬ ‫طابق ًا مال�ص ��ق ًا له‪ ،‬يم ّثل مرحلة "الحداث ��ة" في بيروت‪ ،‬لتعبر هذه الطوابق‪،‬‬ ‫مع طوابق المرحلتين ال�س ��ابقتين‪ ،‬عن ذاكرة بيروت الثقافية والمعمارية بما‬ ‫تق�ص ��دنا � اّأل نر ّكز على‬ ‫قديم وحديث‪ .‬وهنا ي�ش ��ير حيدر �إلى "�أننا ّ‬ ‫فيه ��ا من ٍ‬ ‫التاريخ المتع ّلق بالحرب فقط‪ ،‬لأن ذلك يعني خ�س ��ارة معاني كثيرة �أخرى"‪.‬‬ ‫و�إنطالق� � ًا م ��ن مبد�أ الحداثة‪� ،‬سي�ض ��م المبن ��ى الجديد "مر�ص ��د ًا مديني ًا"‪،‬‬

‫‪110‬‬

‫العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫ير�ص ��د تح ّوالت المدينة وتغ ّيراتها‪ ،‬بالإ�ض ��افة �إلى مركز للأبحاث‪ ،‬وقاعتين‬ ‫للم�ؤتم ��رات‪ ،‬ومكتبات تحتوي �أر�ش ��يف ًا ح ��ول ك ّل ما يتع ّل ��ق بالمدينة‪ ،‬منها ما‬ ‫�سيكون متاح ًا للجميع‪ ،‬ومنها ما �س ُيخ�ص�ص للباحثين فقط‪.‬‬ ‫المبن ��ى مج ّهز ال�ست�ض ��افة معار� ��ض للفنانين‪ ،‬بالإ�ض ��افة �إل ��ى معر�ض دائم‬ ‫�سي�ضم مقتنيات العائالت التي �سكنت المبنى والتي تُركت في "تتخيتاتهم"‪.‬‬ ‫وقد ا�س ��تخرج م ��ن "نفايات" �إ�س ��تديو ت�ص ��وير كان موجود ًا ف ��ي المبنى ‪60‬‬ ‫�أل ��ف "نيغاتي ��ف"‪" ،‬تحك ��ي ق�ص ���ص �س ��كان بي ��روت من خ�ل�ال �أعرا�س ��هم‬ ‫و�أعياد ميالدهم ومنا�س ��باتهم"‪ .‬وقد و�ض ��ع في ال�ش ��ارع‪ ،‬ف ��ي مقابل المبنى‬ ‫"‪( "Projectors‬كا�ش ��فان �ض ��وئيان) م ��ن �أج ��ل الإ�ض ��اءة‪ ،‬و ُي�ض ��اف �إلى‬ ‫م ّيزات المبنى الم�س ��تحدث �أنه �أخ�ضر و�صديق للبيئة‪ ،‬فهو يعتمد على الطاقة‬ ‫ال�شم�سية من �أجل التكييف‪ ،‬وعلى االقت�صاد في الإ�ضاءة‪.‬‬ ‫"ل ��ك ّل مرحل ��ة لغتها"‪ ،‬هذا م ��ا هدف حيدر �إلى �إظه ��اره من خالل عمارة‬ ‫"بيت بيروت"‪ .‬فالمرحلة الأولى تتج ّلى من خالل هند�سة الطابقين الأر�ضي‬ ‫والأول من المبنى القديم اللذين يحويان على قناطر ّتم الحفاظ عليها‪ ،‬وعلى‬ ‫�أج ��زاء من البالط القديم‪� .‬أما ما فقد خالل ال�س ��نوات الما�ض ��ية من بالط‬ ‫و�أعمدة و�أ�س ��قف‪ ،‬فقد �أ�س ��تعي�ض عنه ب�أج ��زاء عملية حديثة ال�ص ��نع‪ ،‬ليجد‬ ‫الزائر �أر�ض ��ية وجدران ًا مرقعة تتماوج بين الحج ��ري والمعدني‪ ،‬بين القديم‬ ‫والحدي ��ث‪ ،‬وذلك "من �أجل �إظه ��ار النق�ص في المبنى"‪ ،‬وف ��ق حيدر‪ ،‬الذي‬ ‫ي�شرح �أنه في "مرحلة بدء الحداثة ّتم الإ�ستغناء عن القناطر‪ ،‬وهذا ما يظهر‬ ‫في الطابقين الثاني والثالث‪ ،‬اللذين �صممهما المهند�س ف�ؤاد فرح‪.‬‬ ‫�أرادت بلدي ��ة بيروت (القديمة)‪ ،‬التي م ّولت الم�ش ��روع‪ ،‬تد�ش ��ينه قبل �إنتهاء‬ ‫واليتها‪ .‬وهي �إفتتحته في ‪ 27‬ني�سان (�إبريل)‪ ،‬رغم �أنه لي�س مكتم ًال بعد‪� .‬أما‬ ‫ف�سيتم في �أيلول (�سبتمبر) ‪ ،2016‬و�سيتخ ّلله معر�ض‪ ،‬كما‬ ‫الإفتتاح الر�س ��مي‬ ‫ّ‬ ‫�سي�ضم تجهيزات �سمعية وب�صرية ت�شرح تاريخ المكان وقيمته‪ ،‬وهي ما زالت‬ ‫غير جاهزة بعد‪.‬‬


‫مارلين �سيدة‪ ،‬يا�سر عكاوي‪ ،‬هالة ح�شا�ش‬

‫جورج �إندراو�س‪ ،‬ريناتا علم‪ ،‬منعو قطي�ش‪ ،‬كارين عازوري‬

‫�سيرج داربيك�س‪ ،‬لور دوغودفيل‪ ،‬و�سام ربيز‬

‫فريدريك بابو‪ ،‬مارلين �سيدة‪� ،‬سيرج داربيك�س‬

‫ح�سن �أبو عقدة وكميل �سعادة‬

‫كارين عازوري وزينة فريوات‬

‫مي�شيل بول�س ونافين زيادة‬

‫نديم ودانيا الق�صار‬

‫ماريان حلو‬

‫كاتيا دند�ش‬

‫‪Issue 41 - May - 2016‬‬

‫‪113‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫با�سكال �أوبيك‪ ،‬الوزير ريمون عريجي‪ ،‬عدنان الق�صار‪ ،‬دانيا الق�صار‪ ،‬المقدم خالد طق�ش‪ ،‬مارلين بوغاران‬

‫"فرنسبنك" يقيم معرض الفنانني الشباب للفنون اجلميلة‬ ‫�إفتتح "فرن�س ��بنك" الدورة الثانية ع�ش ��رة لمعر�ض الفنانين ال�ش ��باب للفنون‬ ‫الجميلة في لبنان "جبل" الذي ينظمه الم�ص ��رف �س ��نوي ًا لت�ش ��جيع الفن في‬ ‫لبن ��ان و�إكت�ش ��اف المواهب الجديدة‪ .‬وق ��د كان المعر�ض ه ��ذا العام برعاية‬ ‫"فرن�سبنك"‬ ‫وح�ض ��ور وزير الثقافة ريمون عريجي‪ ،‬وبح�ضور رئي�س مجموعة‬ ‫َ‬ ‫الق�ص ��ار‪ ،‬وع ��دد م ��ن ال�شخ�ص ��يات االجتماعي ��ة والفني ��ة والثقافية‬ ‫عدن ��ان ّ‬ ‫ّ‬ ‫واالقت�ص ��ادية‪� ،‬إ�ض ��افة الى الهيئ ��ة المنظمة لـ"جبل" وه ��واة الفن ومتذوقيه‬ ‫و�أ�ص ��حاب �ص ��االت العر� ��ض الفني ��ة والفنانين الم�ش ��اركين وح�ش ��د من �أهل‬ ‫ال�صحافة والإعالم‪.‬‬ ‫في هذه المنا�سبة‪ ،‬ث ّمن الوزير عريجي م�ساعي فرن�سبنك وم�ساهمته في دعم‬ ‫الوج ��ه الثقافي والفني في لبنان ال �س ��يما مع ال�ش ��باب الذين ه ��م �أمل الغد‪،‬‬ ‫وذلك من خالل م�ساعدتهم في عر�ض �أعمالهم و مواهبهم‪.‬‬ ‫الق�ص ��ار بالقول‪" :‬ن�ؤمن في "فرن�سبنك"‬ ‫فرن�س ��بنك‪ّ ،‬‬ ‫وع ّقب رئي�س مجموعة َ‬ ‫بواجبنا الم�س ��اهمة ف ��ي التنمية الثقافي ��ة و�إثراء المجتم ��ع بالثقافة والفنون‬ ‫الت ��ي تع ��ود بالنفع عل ��ى المواطنين والوطن"‪ .‬و�أ�ض ��اف الق�ص ��ار‪�" :‬إن مه ّمة‬

‫لينا رجب‪ ،‬مروى غبريل‪� ،‬سو�سن رو�ضة‬

‫‪112‬‬

‫العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫فرن�سبنك اال�س ��تراتيجية‪ ،‬من خالل معار�ض "جبل" التي يطلقها الم�صرف‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫�س ��نويا وعلى �إمتداد ‪ 12‬عاما‪ ،‬تكمن في توفير �أفق جديدة للفنانين النا�شئين‬ ‫من جميع مناطق لبنان‪ ،‬وت�شجيعهم على تنمية مواهبهم وزيادة قدراتهم"‪.‬‬ ‫وقبيل االفتت ��اح‪ُ ،‬ن ّظم م�ؤتمر لمعر�ض "جبل"‪ ،‬تخللته طاولة م�س ��تديرة تحت‬ ‫الق�صار‪،‬‬ ‫عنوان "العالم ‪ -‬ق�ص � ٌ‬ ‫��ص في ُ�ص� � َور"‪ .‬في هذا ال�سياق‪� ،‬أكدت دانيا ّ‬ ‫مديرة ق�س ��م الت�س ��ويق واالعالن والإعالم في "فرن�س ��بنك"‪ ،‬عل ��ى �أن "الفنّ‬ ‫التا�س ��ع يفر�ض نف�سه اليوم كج�سر توا�ص ��ل بين الجمهور والفن المعا�صر‪� ،‬إذ‬ ‫�سيكت�ش ��ف رواد المعر� ��ض البعد الفن ��ي المبهر وراء ه ��ذه الأعمال من خالل‬ ‫التيارين الت�صويري وال�سردي اللذين ي�ستح�ضران الحلم"‪.‬‬ ‫كم ��ا كان ��ت مداخالت ل ��كل من ماري ��ن بوغ ��اران الق ّيمة عل ��ى المعر�ض‪ ،‬لور‬ ‫دوتفيل الم�ست�شارة الفنية‪ ،‬با�سكال �أوديل الخبير في الغرفة الوطنية للخبراء‬ ‫المتخ�ص�ص ��ين‪ ،‬مي�ش ��يل �ستاندجوف�س ��كي الر�س ��امة اللبناني ��ة التو�ض ��يحية‬ ‫ور�س ��امة ال�ش ��رائط الم�ص� � ّورة‪ ،‬و�س ��يرج داربيك� ��س‪ ،‬المدير الفن ��ي والتقني‬ ‫لـمهرجان "ملتقى الفن التا�سع لـ"�إيك�س �أون بروفان�س" في باري�س"‪.‬‬

‫جوزيف فرح و�شايال ماروني‬

‫جومانا رزق وزينة قا�سم‬


Offering you the leading brands in Ceramic tiles, Sanitary ware, Kitchen cabinets, Sarieddine has it covered. Offering you the leading brands in Ceramic Adding a touchware, of class that cabinets, turns residential or tiles, Sanitary Kitchen Sarieddine commercial property into a palatial setting. has it covered. Log on to or visit our Adding a www.sarieddine-trading.com touch of class that turns residential or new show room and see for yourself, there’s more to commercial property into a palatial setting. just living with Sarieddine. Log on to www.sarieddine-trading.com or visit our new show room and see for yourself, there’s more to just living with Sarieddine.

Design for today’s living Abu Dhabi: t. 00971 2 6776121, 6774937 Design for today’s living Al Ain: t. 00971 3 7212211, 7218883 sartest@emirates.net.ae Abu Dhabi: t. 00971 2 6776121, 6774937


‫العنقود‬

‫�آخر‬

‫ليت هارون بيننا‬

‫بقلم عبد الرازق �أحمد ال�شاعر*‬

‫ً‬ ‫ذهب مو�سى بالعصا‪ ،‬ثم عاد باأللواح‪ .‬وبين ذهاب وأوب��ة‪ّ ،‬‬ ‫غير قوم التيه إلههم‪ ،‬وعبدوا ِعجال له خوار‪ ،‬رغم أن ِعجلهم‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ال يجيب مضطرا إذا دعاه‪ ،‬وال يكشف السوء عن أحد‪ .‬وإستبد الغضب بالنبي العائد‪ ،‬فألقى األلواح وأخذ بلحية أخيه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يجره إليه‪ ،‬لكنه رغم ذلك تلطف في القول إلى القوم الضالين الذين إستضعفوه‪ .‬ثم يسكت الغضب عن مو�سى‪ ،‬ويكمل مسيرته مع‬ ‫قوم ال يؤمنون إال بالذهب‪ ،‬وال يسجدون إال للمادة‪ ،‬وإن كان لها خوار‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫نعود إلى هارون الذي بعث مع النبي نبيا‪ ،‬وكان لسان صدق لمو�سى‪ ،‬حل الله به عقدة لسانه‪ ،‬فأوضح بيانه‪ ،‬وشرح ما إستغلق على‬ ‫ً‬ ‫القوم فهمه من صحيح الرسالة‪ .‬كان الرجل من فصيلة النبيين‪ ،‬وكان يحمل األمانة مع أخيه كتفا بكتف‪ ،‬فكيف لحامل لواء عقيدة‬ ‫أن يبقى مع عباد الذهب‪ ،‬فال يحادد من حاد الله وال يعادي من عادى رسوله؟ كيف يرى قومه يسجدون لصنم صنعوه بأيديهم‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ويرى ظهورهم ّ‬ ‫تتقوس أمام محراب األصفر الدنس‪ ،‬فال ينتفض غاضبا‪ ،‬أو يهجرهم على أضعف إيمان؟ هل كان اإلستضعاف (إن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫القوم إستضعفوني) سببا وجيها لمجالسة ّ‬ ‫نبي ألهل الباطل ومخالطتهم؟ أم أن الخوف من البطش والتنكيل (وكادوا يقتلونني) هو‬ ‫الذي حدا بخليفة مو�سى أن يلتزم الصمت حيال كفربني إسرائيل وزيغهم؟ أم تراه الخوف من تشتيت شمل القوم وإن اجتمعوا على‬ ‫باطل (إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل)؟ أو لهذه األسباب مجتمعة ّ‬ ‫تحمل هارون تمتمات بني إسرائيل الفاجرة بين يدي‬ ‫عجل الذهب حتى عاد مو�سى بألواح الرحمة؟‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّأرقتني تلك األسئلة كثيرا وأنا أضع أقدامي غيرالواثقة فوق أعتاب المراهقة‪ .‬وظللت أبحث في حوا�شي التاريخ عن واقعة تبرر جلوس‬ ‫نبي ال حول له وال ألواح خلف صفوف المارقين في إنتظار من ذهب للقاء ربه‪ .‬وحين ّ‬ ‫ّ‬ ‫تفجرت ثورات الربيع العربي الكاذب‪ ،‬عاودتني‬ ‫ّ‬ ‫تلك التساؤالت وإن بزخم أكبر‪ .‬وبدأت تتجلى أمامي‪ ،‬مع كل إعتقال وقنص‪ ،‬ومع كل تفجيروقصف‪ ،‬حكمة هارون الذي ترك قومه‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫يتوحدون على عجل له خوار بدل أن ّ‬ ‫يفرقهم أمما‪ ،‬ليذيق بعضهم بأس بعض‪ .‬وتنشطر األسئلة الكبيرة إلى شظايا موجعة‪ :‬ألم يكن‬ ‫ً‬ ‫سكوت الثوار على فساد حسني مبارك وزبانيته خيرا من شطر البالد إلى نصفين؟ ألم يكن الصبر على سفاهة معمر القذافي وتفاهته‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خيرا من توزيع األرا�ض��ي واألع�راض في ليبيا على المقتتلين بإسم ال��رب؟ ألم تكن حياة ص��دام حسين خيرا لشعب العراق ال��ذي باع‬ ‫ً‬ ‫أرضه كلها للشيطان مقابل رأس واحدة؟ ألم يكن جلوس علي عبد الله صالح على عرش اليمن خيرا لليمن وأهله من توزيعه كجيفة‬ ‫ً‬ ‫نتنة بين القادمين من أق�صى حدود الغباء؟ ثم ألم يكن بشار األسد المستبد خيرا لشعب سوريا المستباح من بشار السفاح الذي‬ ‫ّ‬ ‫ال يرقب في مؤمن إال وال ذمة؟ وهنا يقف على أعتاب الوجيعة إستهجان يستحق اإللتفات‪ :‬تعني أن نداهن الظالمين ونتملقهم كي‬ ‫نحظى بحياة ‪ -‬أي حياة؟ تعني أن نتوقف عن إنتقاد الظالمين والضرب على أياديهم حتى وإن بغوا وطغوا وأكثروا في األرض الفساد؟‬ ‫ُ‬ ‫تعني أن ال نقول كلمة حق عند سلطان وإن جار أو حاكم وإن فسق؟ وهو أمر لم أع ِنه هنا‪ ،‬ولم أ ِّلمح إليه من قريب أو بعيد‪ .‬لكنني‬ ‫ً‬ ‫هنا أستخدم معيار النتائج لقياس حصيلة المصالح والمفاسد‪ .‬وهنا يحق لي أن أتساءل كمواطن شريف �ك�ان ثوريا بامتياز حتى‬ ‫صدمته القوارع‪ :‬هل كان هارون النبي على باطل؟ وهل كان يستحق من مو�سى التأنيب والتوبيخ؟ أم أنه كان حكيما سابقا لعصره‪،‬‬ ‫حافظ على وحدة بني إسرائيل في زمن الفتنة‪ ،‬وظل معهم ‪ -‬على مضض ‪ -‬حتى أتاهم اليقين؟ شتان بين رجل وقف في بالط الملك‬ ‫فأمره ونهاه‪ ،‬كما فعل الشيخ الغزالي في بالط مبارك ذات شجاعة‪ ،‬وبين أناس أتوا من كل حدب ليشهدوا منافع لهم‪ ،‬لم يجمعهم إال‬ ‫الصوت‪ ،‬ولم يفرقهم إال السوط‪ .‬شتان بين علماء ّ‬ ‫حركهم اليقين‪ ،‬فوقفوا يدافعون في بالط الحاكم عن إيمان وقرفي القلب وصدقه‬ ‫ً‬ ‫العمل‪ ،‬وبين أناس لم يجتمعوا على رأس‪ ،‬ولم ّ‬ ‫يتوحدوا على رأي‪ .‬قد ال تكون الثورة األولى شركا ومؤامرة ‪ ..‬لكن إستمرارها رغم كل ما‬ ‫تشهده العواصم ّ‬ ‫المهدمة من فظائع أمريستحق الدهشة‪ .‬جديرة تلك العواصم العربية التي ال تزال على قيد التوحد أن تبقى فوق‬ ‫الخرائط‪ .‬ويستحق المناضلون الشرفاء الذين دافعوا عن حرية أوطانهم أن يخرجوا من غياهب المعتقالت والسجون‪ ،‬ويستحق‬ ‫ال�م��واط�ن��ون إلتفاتة ب�لا تمييز وال تصنيف‪ .‬ويستحق ال��وط��ن ه��دن��ة تسمح بإلتقاط م��ا سقط م��ن وع��ي وم��ا ض��اع م��ن ث�ق��ة‪ ،‬وتستحق‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫دبيبا غيرعاصف‪ ،‬وكلمة حق غير ُم ّ‬ ‫سفة‪ ،‬ويستحق المواطنون واقعا أفضل وغدا أكثرإحتماال‬ ‫الميادين‬ ‫* كاتب و�صحافي م�صري‬

‫‪114‬‬

‫العدد ‪� - 41‬أيار (مايو) ‪٢٠١6 -‬‬


ABU DHABI - KHALIDIYA STREET - TEL: 02 6813141 AL MARYAH ISLAND - SOWWAH SQUARE - TEL: 02 6266730

BRIONI.cOM


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.