Issue 42

Page 1

‫"حزب اهلل" يغرق‬ ‫في المستنقع‬ ‫السوري‬

‫العسكر التركي‬ ‫يعود إلى الخليج‬ ‫من ‪ ...‬قطر‬

‫التعصب‬ ‫ّ‬ ‫"يؤجج"‬ ‫الديني‬ ‫ّ‬ ‫الخليج العربي‬

‫�شهرية ● �إقت�صادية ● ثقافية ● �إجتماعية ‪ -‬ال�سنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫الح�صار في �سوريا‪:‬‬ ‫ال َت َر ُّبح من ال ُب�ؤ�س والعذاب‬


‫اإلفتتاحية‬ ‫�شهرية ● �إقت�صادية ● ثقافية ● �إجتماعية‬ ‫ال�سنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫‪www.asswak-alarab.com‬‬

‫ت�صدر من لندن عن �شركة "�أ�سواق العرب" للن�شر المحدودة‬ ‫العنوان الرئي�سي‪:‬‬ ‫‪Asswak Al-Arab Publishing Ltd‬‬ ‫‪788-790 Finchley Road‬‬ ‫‪London NW11 7TJ - United Kingdom‬‬ ‫‪Tel: +44(0)758 3320593‬‬ ‫‪Fax: +44(0)2082019448‬‬ ‫‪email: info@asswak-alarab.com‬‬ ‫‪Editor-In-Chief: Gabriel Tabarani‬‬

‫رئي�س مجل�س الإدارة ‪ /‬رئي�س التحرير‬

‫كابي طبراني ‪www.gabrielgtabarani.com -‬‬ ‫‪g.tabarani@gmail.com‬‬

‫مدير التحرير (لندن)‬

‫هاني مكارم ‪h.m.makarem@gmail.com -‬‬

‫مديرة الت�سويق ‪ -‬فيكتوريا روبرت�س‬ ‫ت�صدر في لبنان بالتعاون مع مجلة "تحت الأ�ضواء" الإقت�صادية‬ ‫ مركز ال�شرق الأو�سط للدرا�سات والعالقات العامة‪ ،‬بناية بيرال‪،‬‬‫الطابق الأول �شارع الجزائر‪ ،‬المال ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫مدير التحرير (بيروت)‬ ‫جوزف قرداحي ‪josephkordahi@yahoo.com -‬‬ ‫مديرة الت�سويق والعالقات العامة (بيروت)‬ ‫دارين عالمه ‪darinealameh@gmail.com -‬‬ ‫مكتب المغرب‪:‬‬ ‫برومو بري�س ‪� 16 -‬شارع جياللي العريبي‬ ‫الدار البي�ضاء ‪ -‬المغرب‬ ‫الإخراج الفني‬ ‫علي كمال الدين ‪alikamallll@gmail.com -‬‬ ‫التوزيع ‪� -‬شركة الأوائل ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫الإ�شتراكات‪:‬‬ ‫للأفراد‪ 100 :‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬ ‫لل�شركات‪ 150 :‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬

‫للم�ؤ�س�سات الر�سمية والبعثات الديبلوما�سية‪:‬‬

‫‪ 200‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬ ‫‪Price list‬‬

‫ ‪7000‬‬ ‫‪L.L.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪B.D.‬‬ ‫‪2 C.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪E.P.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪J.D.‬‬ ‫ ‪1‬‬ ‫‪K.D.‬‬ ‫ ‪1‬‬ ‫‪O.R.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪Q.R.‬‬ ‫ ‪10‬‬ ‫‪S.R.‬‬ ‫ ‪100‬‬ ‫‪S.L.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪Drhm.‬‬ ‫ ‪3‬‬ ‫‪Pounds.‬‬ ‫‪10 T.D‬‬ ‫‪20 MAD‬‬

‫ ‪Lebanon‬‬ ‫ ‪Bahrain‬‬ ‫ ‪Cyprus‬‬ ‫ ‪Egypt‬‬ ‫ ‪Jordan‬‬ ‫ ‪Kuwait‬‬ ‫ ‪Oman‬‬ ‫ ‪Qatar‬‬ ‫ ‪Saudi Arabia‬‬ ‫ ‪Syria‬‬ ‫ ‪UAE‬‬ ‫ ‪UK‬‬ ‫ ‪Tunis‬‬ ‫ ‪Morocco‬‬

‫المقاالت التي ُتن�شر تع ّبر فقط عن �آراء �أ�صحابها‬

‫على الأمم المتحدة التوقف عن تلقي الأوامر من الأ�سد‬ ‫تحتاج األمم المتحدة إلى إجراء مراجعة ش��املة لعمليات اإلغاثة في س��وريا بعد صدور‬ ‫تقرير شاركت فيه أكثر من ‪ 50‬مؤسسة من مجموعات المجتمع المدني اإلنسانية الذي‬ ‫ُيدين المنظمة الدولية لكونها متواطئة مع النظام السوري في المعاملة السيئة الصادمة‬ ‫التي يمارسها على شعبه‪.‬‬ ‫يفيد فحوى التقرير أن األمم المتحدة قد فقدت حيادها وكانت مس��تعدة لقبول سيطرة‬ ‫حكومة دمش��ق على عملها في بالد الش��ام أكثر بكثير مما كان مطلوباً أو مناسباً بسبب‬ ‫قلق المنظمة من الوضع الس��يىء في البالد وإس��تعدادها لفعل أي ش��يء للوصول إلى‬ ‫الناس الذين يحتاجون إلى المساعدة‪.‬‬ ‫ويذكر التقرير أنه مباشرة في بداية الحرب‪ ،‬هدّدت حكومة بشار األسد االمنظمة الدولية‬ ‫بإلغاء ترخيصها واإلذن بالعمل داخل س��وريا وسحب تأش��يرات موظفيها غير السوريين‬ ‫اذا حاولت وكاالتها إرس��ال مس��اعدات الى المدينة الجنوبية درعا التي كانت تحاصرها‬ ‫قوات الحكومة‪.‬‬ ‫ومنذ ذلك الحين "إس��تخدمت الحكومة الس��ورية هذا التهديد للتالعب في‪ :‬أين‪ ،‬كيف‬ ‫ولمن تستطيع األمم المتحدة إيصال المساعدات اإلنسانية"‪.‬‬ ‫يقول التقرير المد ّمر بأن ثقافة اإلمتثال لنظام األسد قد و ّفرت لحكومته قدرة ف ّعالة على‬ ‫رفض توصيل المس��اعدات إلى المناطق التي يس��يطر عليها المتم ّردون‪ ،‬مما م ّكنها من‬ ‫إستخدام الحصار كسالح في الحرب (إقرأ موضوع الغالف)‪.‬‬ ‫م��ن جهتها نفت األمم المتحدة ما ورد في التقرير‪ ،‬وقالت أنه "يس��يء إلى عمل عمال‬ ‫اإلغاثة اإلنسانية الوطنية والدولية"‪ ،‬في حين أضافت أيضاً أنها لم تتوقف أبداً عن "إتهام‬ ‫األطراف في النزاع‪ ،‬بما في ذلك الحكومة السورية‪ ،‬بإعاقة عمل األمم المتحدة اإلنساني‬ ‫في سوريا"‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬قال الرئيس السابق لمفوضية األمم المتحدة لالجئين الفلسطينيين في دمشق‬ ‫أن الفشل المنهجي في اإلس��تجابة التي تقودها األمم المتحدة عنت أن المساعدات لم‬ ‫ُت َ‬ ‫عط على أس��اس الحاجة‪ ،‬كما يجب أن يكون‪ ،‬ولكن المنظمة قد سمحت إلى حد كبير‬ ‫للنظام ووكالئه السيطرة على اإلستجابة لبرنامج بمليارات الدوالرات‪.‬‬ ‫والشيء المثير للقلق بشكل خاص في التقرير هو أنه في نيسان (إبريل) الفائت‪ ،‬وصلت‬ ‫المق َّدمة إلى دمشق إلى األراضي التي‬ ‫نسبة ‪ 12‬في المئة فقط من المساعدات الغذائية ُ‬ ‫هي خارج سيطرة الحكومة‪ ،‬وفقاً لبرنامج األغذية العالمي‪.‬‬ ‫ال يتناول التقرير المس��اعدات التي تقدمها المنظمة الدولية إلى الدول المجاورة ولكنه‬ ‫يجعل من الواضح أن النظام الس��وري كان عديم الضمير تماماً ألن األسد قد إكتشف أن‬ ‫األم��م المتحدة ل��ن تفرض أية عقوبات على النظام خوفاً م��ن منع وكاالتها من الوصول‬ ‫إلى األراضي التي ال يس��يطر عليها أو يحكمها‪ ،‬وبالتالي فهو يبقى مطمئناً إلى أنه سوف‬ ‫يستمر في تلقي المليارات من الدوالرات في صورة مساعدات من األمم المتحدة بصرف‬ ‫النظر عما يفعل‪.‬‬ ‫هذا الوضع يجب أن ينتهي في أقرب وقت‪.‬‬ ‫كابي طبراني‬



‫‪82‬‬

‫‪94‬‬

‫‪95‬‬

‫تحقيق الشهر‬

‫عالم النجوم‬

‫عالم النجوم‬

‫الجزائر‬ ‫على شفا اإلنفجار؟‬

‫نيللي كريم ترتفع‬ ‫حر"‬ ‫في "سقوط ّ‬

‫مايا دياب‬ ‫بـ"سبع أرواح"‬

‫‪34‬‬

‫رأي خبير‬ ‫كيف نُ بعِ د شبح الحرب‬ ‫عن إيران والسعودية؟‬

‫‪47‬‬

‫كلمة خبير‬ ‫ُعمان تجتاز عاصفة‬ ‫هبوط أسعار النفط بنجاح‬

‫‪49‬‬

‫‪96‬‬

‫بكل هدوء‬ ‫ضباب تونسي كثيف‬ ‫حول مقررات‬ ‫حركة "النهضة"‬

‫الفن السابع‬ ‫األفالم العربية العشرة‬ ‫التي بهرت مهرجان "كان"‬ ‫السينمائي على مر العصور‬

‫‪91‬‬

‫‪102‬‬

‫‪104‬‬

‫‪106‬‬

‫مجتمع‬

‫مجتمع‬

‫مجتمع‬

‫عرس دولي‬ ‫ٌ‬ ‫لـ"ج ِوي" طبراني‬ ‫ُ‬ ‫في إسبانبا‬

‫مجموعة عوده‬ ‫تكرم المشاركين في‬ ‫ّ‬ ‫منتدى اإلقتصاد العربي‬

‫توزيع جائزة‬ ‫بشارة الخوري‬ ‫للتوعية الديموقراطية‬

‫المنبر اإلجتماعي‬ ‫هل يحيا العدل بالمُساواة؟‬

‫‪93‬‬

‫الموقف الثقافي‬ ‫أمين معلوف‬ ‫و“جمهورية الحمقى”!‬

‫‪114‬‬

‫آخر العنقود‬ ‫بقرة السعودية الحلوب‬


‫ال�سنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪ - 4٢‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫"حزب اهلل" يغرق‬ ‫في المستنقع‬ ‫السوري‬

‫العسكر التركي‬ ‫يعود إلى الخليج‬ ‫من ‪ ...‬قطر‬

‫في هذا العدد‬

‫التعصب‬ ‫ّ‬ ‫"يؤجج"‬ ‫الديني‬ ‫ّ‬ ‫الخليج العربي‬

‫�سهرية ● اإقت�سادية ● ثقافية ● اإجتماعية ‪ -‬ال�سنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪ - 4٢‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫الح�سار في �سوريا‪:‬‬ ‫ال َت َر ُّبح من ال ُبوؤ�س والعذاب‬

‫‪3rd Year - Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪26‬‬

‫المشرق العربي‬ ‫سوريا ‪ /‬موضوع الغالف‬

‫الحصار في سوريا‪:‬‬ ‫التربح من‬ ‫ّ‬ ‫البؤس والعذاب‬

‫‪20‬‬

‫‪36‬‬

‫‪42‬‬

‫‪50‬‬

‫لبنان‬

‫مجلس التعاون‬

‫قطر – تركيا‬

‫تونس‬

‫"حزب اهلل" يغرق‬ ‫في المستنقع السوري‬

‫التع ُّصب الديني في‬ ‫َ‬ ‫ؤجج"‬ ‫"ي ِّ‬ ‫دول الخليج العربي ُ‬ ‫سوء معاملة الوافدين‬

‫العسكر التركي‬ ‫يعود إلى الخليج العربي‬ ‫من‪ ...‬قطر!‬

‫تونس تبحث عن الترياق‬ ‫من طريق حكومة‬ ‫وحدة وطنية‬

‫‪54‬‬

‫‪60‬‬

‫‪66‬‬

‫‪76‬‬

‫إيران‬

‫مصارف‬

‫الطاقة‬

‫غاز‬

‫عودة‬ ‫محمود أحمدي نجاد؟‬

‫ماذا يعني‬ ‫رأس المال للبنوك‬ ‫األميركية؟‬

‫البيني في‬ ‫التعاون اإلقليمي َ‬ ‫مجال الطاقة يمكنه إطالق‬ ‫إمكانات الشرق األوسط‬

‫هل هناك‬ ‫حرب غاز بين‬ ‫أميركا وروسيا؟‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫م�ؤتمر "اقت�صاد لبنان ‪ :"2025‬محاولة لإطالق خطة �إنقاذ ع�شرية‬ ‫ثم ��ة تواف ��ق �ش ��به ت ��ام بي ��ن اللبنانيي ��ن م ��ن عبود �إل ��ى مكافحة الإحتكار ال ��ذي و�صفه ب�أنه‬ ‫�سيا�سيي ��ن ومواطني ��ن عل ��ى ت� ��أزم الو�ض ��ع "�ش ��ر مطلق" مت�سائ ًال عن الأ�سباب التي تمنع‬ ‫االقت�ص ��ادي لبلدهم‪ ،‬وقد ال يختل ��ف اثنان في دخول الطي ��ران الرخي�ص �إلى لبن ��ان ما ي�ؤدي‬ ‫لبن ��ان عل ��ى �ضرورة و�ض ��ع خطة �إنق ��اذ طارئة �إلى خ�سارة لبنان لما يزيد على ‪� 500‬ألف �سائح‬ ‫ت�أخ ��ذ في االعتبار مجموعة من العوامل الثابتة �أجنبي كمثل من �ضمن �أمثلة عدة يمكن �سردها‬ ‫والمتغيرة في المعادل ��ة االقت�صادية‪ .‬هذا ربما في ه ��ذا ال�سياق‪ .‬و�شدد على �ض ��رورة مكافحة‬ ‫ما ح ��اول تحقيق ��ه الم�ؤتمر االقت�ص ��ادي الذي الف�س ��اد والمح�سوبي ��ات �أ�س ��وة ب�سنغافورة التي‬ ‫�إ�ست�ضافه فن ��دق "هيلتون" ‪ -‬حبتور في بيروت تعد مثا ًال ُيقتدى به في هذا الإطار‪.‬‬ ‫�أخي ��ر ًا تحت عنوان "�إقت�صاد لبنان ‪� ،"2025‬إذ وال يكتم ��ل النقا�ش في �ش� ��أن اقت�صاد لبنان من‬ ‫�إقت ��رح منظموه والم�شاركون في ��ه و�ضع �سيا�سة دون ذك ��ر قطاع النفط والبت ��رول الذي ال يزال‬ ‫�إقت�صادية ع�شري ��ة تُنقذ �إقت�ص ��اد لبنان اليوم جام ��د ًا من ��ذ �سن ��وات‪� ،‬إذ اعتب ��ر رئي� ��س هيئة‬ ‫وت�ؤ�س� ��س القت�صاد م�ستقبل ��ي يراعي التحديات �إدارة قط ��اع النف ��ط والغ ��از ف ��ي لبن ��ان و�سام‬ ‫الأمنية والتكنولوجية المتجددة‪.‬‬ ‫الذهبي �أن الب ��دء با�ستخراج النفط والغاز من‬ ‫و�إ�سته ��ل وزي ��ر ال�سياح ��ة‬ ‫ال�شواط ��ئ اللبناني ��ة مرتب ��ط‬ ‫ال�سابق ف ��ادي عب ��ود النقا�ش‬ ‫ب�إقرار المرا�سيم التي ال تزال‬ ‫بالت�شدي ��د عل ��ى �أهمي ��ة‬ ‫عالق ��ة ف ��ي �أدراج التجاذبات‬ ‫التكنولوجي ��ا وت�أثيره ��ا ف ��ي‬ ‫ال�سيا�سي ��ة منذ الع ��ام ‪.2013‬‬ ‫الم�ستقب ��ل االقت�ص ��ادي لأي‬ ‫وعد الذهبي هذا الت�أخر "غير‬ ‫المب ��رر" تراجع� � ًا خ�صو�ص� �اً‬ ‫بل ��د‪ ،‬م�ست�شه ��د ًا ب�أمثل ��ة م ��ن‬ ‫القطاع ��ات ال�صناعي ��ة ف ��ي‬ ‫�أن المنطق ��ة ت�شه ��د تغي ��رات‬ ‫الوالي ��ات المتح ��دة و�أبرزه ��ا‬ ‫عل ��ى ه ��ذا ال�صعي ��د لجه ��ة‬ ‫�شركة "ك ��وداك" التي �أفل�ست‬ ‫�أ�سعار النف ��ط �أو بالن�سبة �إلى‬ ‫بع ��د دخ ��ول التكنولوجي ��ا‬ ‫زي ��ادة االعتماد عل ��ى الطاقة‬ ‫وزير ال�سياحة اللبناني ال�سابق‬ ‫فادي عبود‬ ‫وو�سائلها �إل ��ى قطاعها‪ .‬ودعا‬ ‫المتجددة‪.‬‬

‫لبنان م�ستفيد كبير من الم�ساعدات التقنية في �صندوق النقد‬ ‫�أ�شار مركز الم�ساع ��دة التقنية لل�شـرق الأو�سط‬ ‫التاب ��ع ل�صن ��دوق النق ��د الدول ��ي �إل ��ى ح�صول‬ ‫لبن ��ان عل ��ى ن�سب ��ة ‪ %15‬من مجم ��ل م�ساعدات‬ ‫المرك ��ز التقني ��ة لل�سن ��ة المالي ��ة المنتهي ��ة في‬ ‫ني�سان (�إبريل) ‪ ،2016‬ليكون بذلك‪� ،‬إلى جانب‬ ‫الأردن‪ ،‬ثالث �أكبر م�ستفيد من هذه الم�ساعدة‪،‬‬ ‫بعد م�ص ��ر (‪ )%21‬وال�س ��ودان (‪ .)%18‬وتقدّم‬ ‫لبنان على العراق (‪ ،)%9‬وال�ضفة الغربية وغزة‬ ‫(‪ )%8‬و�أفغان�ست ��ان وليبي ��ا (‪ %2‬ل ��كل منهما)‪.‬‬ ‫وح�ص ��ل لبن ��ان عل ��ى ‪ 35,5‬ف ��رد ًا �أ�سبوعي ًا وهو‬ ‫مقيا� ��س يع ��ادل ‪� 5‬أي ��ام عمل ف ��ي الأ�سب ��وع‪� ،‬أو‬ ‫م�ساع ��دة ‪ 177,5‬يوم ًا في ال�سنة المالية ‪،2016‬‬ ‫مم ��ا ي�ش ��كل ارتفاع� � ًا ع ��ن ن�سب ��ة ‪ 24,5‬ف ��رد ًا‬

‫�أ�سبوعي� � ًا ف ��ي ال�سن ��ة المالي ��ة ‪ ،2015‬مقارن ��ة‬ ‫بـ‪ 39,5‬ف ��رد ًا �أ�سبوعي ًا في ال�سنة المالية ‪.2014‬‬ ‫وق ��د وردت نتائ ��ج ه ��ذه الدرا�س ��ة ف ��ي الن�شرة‬ ‫الأ�سبوعي ��ة لمجموعة بن ��ك بيبلو�س "‪Lebanon‬‬ ‫‪ ."This Week‬وح�ص ��ل لبن ��ان عل ��ى ‪ 12‬ف ��رد‬ ‫�أ�سبوعي� � ًا‪� ،‬أي ‪ 60‬يوم� � ًا م ��ن الم�ساع ��دات ف ��ي‬ ‫مو�ض ��وع الرقابة على الن�ش ��اط الم�صرفي‪ ،‬مما‬ ‫ي�شكل ‪ %33,8‬من مجموع الم�ساعدة التي ح�صل‬ ‫عليها و‪ %17,1‬من �إجمال ��ي م�ساعدات المركـز‬ ‫في هذه الفئة في المنطقة لل�سنة المالية ‪.2016‬‬ ‫و�أكم ��ل المركز تحدي ��ث دليل الرقاب ��ة الخا�ص‬ ‫بلجن ��ة الرقابة على الم�صارف في لبنان بهدف‬ ‫محاذاته مع الرقابة على �أ�سا�س المخاطر‪.‬‬

‫الموجز اللبناني‬ ‫على نقي�ض المعنيين في القطاع ال�س���ياحي‪،‬‬ ‫يبدو وزير ال�س���ياحة متفائالً بالمو�س���م ال�س���ياحي‬ ‫ال���ذي يتوق���ع �أن ينمو بن�س���بة ‪ %15‬هذه ال�س���نة‪،‬‬ ‫معتمداً ف���ي تفا�ؤله على الم�ش���اريع التي تح�ض���ر‬ ‫لها وزارته‪ ،‬وعلى اال�س���تقرار الأمني الذي ي�شهده‬ ‫لبنان على نحو جعله يطلق على المو�سم ال�سياحي‬ ‫"�صيفا ً �آمنا ً" بدالً من "�صيف �أمني" الذي نادى به‬ ‫نقيب �أ�صحاب الفنادق بيار الأ�شقر‪.‬‬ ‫ولأن لبن���ان لدي���ه البن���ى التحتي���ة ال�سياحية التي‬ ‫تخ ّوله لأن يكون بلداً �سياحيا ً ب�إمتياز‪ ،‬تقوم وزارة‬ ‫ال�سياح���ة بخط���ط ت�سويقي���ة روتيني���ة كل �صيف‬ ‫مدعومة بالن�شاطات والمهرجانات التي تن�شط في‬ ‫فترة ال�صيف‪ .‬ولكن يب���دو �أن وزير ال�سياحة يركّ ز‬ ‫هذه الفترة على ال�سياحة الريفية‪ ،‬فقد �أطلق قبل‬ ‫عامي���ن م�شروعا ً يتعل���ق بال�سياح���ة الريفية يمتد‬ ‫عل���ى ‪� 5‬سن���وات‪ .‬وقد لق���ي الم�ش���روع نجاحا ً غير‬ ‫متوق���ع خ�صو�صا ً وان البني���ة ال�سياحية الأ�سا�سية‬ ‫لي�ست موجودة في الريف بدليل �أ َّنها كانت ت�شكل‬ ‫‪ %5‬من ال�سياحة في حي���ن "ن�ستطيع �أن نرفع هذه‬ ‫الن�سبة �إلى ‪ ،"%20‬وفق ما ي�ؤكد الوزير فرعون‪.‬‬ ‫ت�شي���ر اح�ص���اءات المرك���ز الزراعي ف���ي طرابل�س‬ ‫والمني���ة ال���ى �أن متو�س���ط عم���ر �شج���رة الزيتون‬ ‫اللبناني���ة ه���و ‪� 150‬سن���ة‪ ،‬وم�ساح���ة الأرا�ض���ي‬ ‫المزروع���ة بالزيتون تبلغ ما يق���ارب الـ ‪ 563‬كلم‬ ‫مربعا ً بح�سب �إح�صاءات "الفاو" في العام ‪،2010‬‬ ‫�أي ما يع���ادل ‪ %54‬من الأرا�ض���ي المزروعة‪ ،‬و‪%8‬‬ ‫م���ن م�ساحة لبنان‪ ،‬منها ‪ %41‬في ال�شمال‪� .‬أما عدد‬ ‫مزارع���ي الزيتون في لبنان فيتخط���ى الـ ‪� 17‬ألف‬ ‫مزارع‪ .‬ووفق المركز‪ ،‬فان ‪ %30‬من �إنتاج الزيتون‬ ‫ه���و زيت���ون للمائ���دة‪ ،‬و‪ %70‬ل�صنع الزي���ت‪ ،‬وما‬ ‫يقارب من ‪ %30‬من الزيت المنتج هو بكر بامتياز‪.‬‬ ‫م���ع اال�شارة ال���ى �أن محافظة �شم���ال لبنان وحدها‬ ‫ت�ضم ‪ 274‬مع�صرة زيتون‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ردا ُ على القرار الذي �أ�صدره �أخيرا ً والذي يتعلّق‬ ‫بوق����ف ا�ستي����راد المنتجات الزراعي����ة والحليب‬ ‫والألب����ان والأجب����ان والبي�����ض م����ن �سوريا حتى‬ ‫الأول من �شب����اط المقبل‪ ،‬والذي ر�أت فيه بع�ض‬ ‫الجمعي����ات الزراعي����ة �أن����ه �سيا�س����ي بامتياز وال‬ ‫أ�صر‬ ‫عالقة ل����ه بم�صالح المزارعي����ن وحمايتهم‪ّ � ،‬‬ ‫وزي����ر الزراع����ة اللبنان����ي �أكرم �شهي����ب على �أن‬ ‫قراره ال خلفي����ات �سيا�سية له "بغ�ض النظر عن‬ ‫موقفنا ال�سيا�سي كح����زب ا�شتراكي من النظام‬ ‫ال�س����وري"‪ ،‬وا�ضع����ا ً المعار�ضي����ن للق����رار ف����ي‬ ‫قف�����ص االتهام نف�س����ه الذي و�ضع����وه فيه‪ ،‬و�أن‬ ‫"اعترا�ضهم نابع من خلفية �سيا�سية ولي�س من‬ ‫خلفيات وطنية"‪.‬‬ ‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪7‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون لبنانية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف اللبناني‬

‫هل ي�ستطيع �سعد الحريري �إنقاذ نف�سه والجمهورية؟‬ ‫كان ��ت للإنتخاب ��ات البلدية الأخيرة ف ��ي لبنان �أكثر من ُبع ��دٍ وطني �أكثر‬ ‫من المعتاد‪ .‬لأنه قد تم ت�أجيل الإنتخابات البرلمانية مرتين منذ العام‬ ‫‪ ،2013‬فق ��د �أ�صبح ��ت الإنتخاب ��ات المحلي ��ة �إ�ستفت ��اء ب�ش ��كل ف ّع ��ال ح ��ول‬ ‫الق�ضاي ��ا الوطني ��ة ‪ -‬ولي� ��س �أقله ��ا العالق ��ة بي ��ن الق ��وى ال�سيا�سية التي‬ ‫ت�ضم تحالف ‪� 14‬آذار الذي ال يزال يتمتع بغالبية في البرلمان‪.‬‬ ‫كان ��ت هناك �إثنتان من الق�ضايا المتعلقة بقوى ‪� 14‬آذار في اللعب‪ .‬كانت‬ ‫الأول ��ى م ��ا يمك ��ن �أن يح ��دث ل�سع ��د الحري ��ري‪ ،‬رئي� ��س ال ��وزراء ال�سابق‪،‬‬ ‫ال ��ذي عاد �إل ��ى لبنان بعد غياب طوي ��ل‪ .‬وكانت الثاني ��ة م�صير العالقات‬ ‫بي ��ن ا"لق ��وات اللبنانية" والحريري ف ��ي �ضوء التحال ��ف الإنتخابي بين‬ ‫"القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" الذي يتزعمه مي�شال عون‪.‬‬ ‫وق ��د تباين ��ت الحظ ��وظ ال�سيا�سي ��ة للحري ��ري‪ .‬ف ��ازت القائمت ��ان اللت ��ان‬ ‫�أيدهم ��ا ودعمهم ��ا ف ��ي بي ��روت و�صي ��دا‪ .‬وم ��ع ذل ��ك‪ ،‬ف ��ي العا�صم ��ة كان‬ ‫الإقب ��ال �ضعيف� �اً ج ��داً – الأمر الذي �أظهر �أن الحريري وجد �صعوبة في‬ ‫ح�ش ��د قاعدته‪ .‬وفازت قائمت ��ه �أي�ضاً بهام�ش �ض ّيق �إلى حد ما �ضد قائمة‬ ‫�أخ ��رى �شمل ��ت �شخ�صيات من المجتم ��ع المدني الت ��ي ال تتمتع بالخبرة‬ ‫ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك‪ ،‬عانى الحري ��ري �إذ ً‬ ‫الال كبيراً في المكان ال ��ذي كان يحتاج الى‬ ‫تحقي ��ق ف ��وز كبير في ��ه‪ .‬ف ��ي طرابل�س‪ ،‬معق ��ل ال�سلط ��ة ال�سني ��ة‪ ،‬خ�سرت‬ ‫القائم ��ة المدعوم ��ة م ��ن رئي�س ال ��وزراء ال�سابق وغيره م ��ن ال�شخ�صيات‬ ‫المحلي ��ة الكبرى �أم ��ام الالئحة المدعومة من �أ�ش ��رف ريفي‪ .‬وهو وزير‬ ‫الع ��دل الم�ؤي ��د للحري ��ري ال ��ذي �إ�شتب ��ك معه الأخي ��ر لأن ��ه �إ�ستقال من‬ ‫الحكومة من دون موافقته‪.‬‬ ‫م ��ن جهته ي�ص� � ّور ريفي نف�سه عل ��ى �أنه وريث حقيقي لرفي ��ق الحريري‪،‬‬ ‫مما يعني �أن �سعد الحريري بتحالفه مع ال�سيا�سيين الذين ُي َ‬ ‫نظر �إليهم‬ ‫ب�أنه ��م مُق َّرب ��ون من النظام ال�سوري قد خان ه ��ذا الإرث‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إنه‬ ‫م ��ا ج ��اء بع ��د ذل ��ك قد و�ض ��ع ف ��ي المنظور م ��دى ال�ض ��رر ال ��ذي �ألحقته‬ ‫هزيمة الحريري بالعالقات في تحالف ‪� 14‬آذار‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ف ��ي مناطق "الق ��وات اللبنانية"‪ُ ،‬رفعت الفتات تهن ��ىء ريفي‪ .‬وهذا ي�ؤكد‬ ‫�أن الخ�ل�اف بي ��ن الرئي� ��س الحري ��ري ورئي�س ح ��زب "الق ��وات اللبنانية"‬ ‫�سمير جعجع كان بعيداً من الحل‪.‬‬ ‫ويعود �سبب خالف جعجع �إلى مفاج�أته قبل �أ�شهر عندما دعم الحريري‬ ‫مناف� ��س له‪� ،‬سليمان فرنجية‪ ،‬للرئا�سة‪ ،‬من دون �إبالغه‪ .‬في ذلك الوقت‬ ‫كان جعج ��ع المر�ش ��ح الر�سمي لتحال ��ف ‪� 14‬آذار‪ .‬ورداً عل ��ى ذلك فقد �أ ّيد‬ ‫ع ��ون‪ ،‬المناف� ��س الرئي�سي للتحالف من ��ذ فترة طويلة‪ ،‬ون� ��أى بنف�سه عن‬ ‫الحريري‪ .‬وهذا ادى هذا الى �إنهيار فعلي ل‪� 14‬آذار‪.‬‬ ‫الي ��وم يب ��دو ‪� 14‬آذار ف ��ي حال ��ة م ��ن الفو�ض ��ى‪ .‬ال ي ��زال الحري ��ري ي�ؤي ��د‬ ‫فرنجية كمر�شح للرئا�سة‪ ،‬على الرغم من وجود �ضغط عليه لدعم عون‬ ‫لرئا�س ��ة الجمهوري ��ة‪ ،‬لو�ضع حد للف ��راغ الرئا�سي الموه ��ن الذي �إ�ستمر‬ ‫لأكث ��ر من عامين‪ .‬ومن المفارقات‪� ،‬أن فرنجية قال للحريري انه �سوف‬ ‫يتفهّم ولن يعار�ض ت�صويته لعون‪ ،‬ولكن نظراً �إلى النتائج في طرابل�س‪،‬‬

‫‪6‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫حيث عون ال يحظى ب�شعبية‪ ،‬ف�إن رئي�س الوزراء ال�سابق يتردد في تنفير‬ ‫قاعدته مرة �أخرى‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يمك ��ن ل"ح ��زب اهلل" �أن يكون �سعيدا في كل ه ��ذا‪ .‬مع الإنق�سام الحا�صل‬ ‫ف ��ي ق ��وى ‪� 14‬آذار‪ ،‬يرى الحزب مج ��ا ًال لمتابعة ج ��دول �أعماله في لبنان‬ ‫و�سوري ��ا‪� .‬إن الف ��راغ الرئا�س ��ي‪ ،‬الذي �ساه ��م الحزب فيه ب�ش ��كل ملحوظ‪،‬‬ ‫جع ��ل الدولة غير فعال ��ة‪ ،‬و�أف�سح المجال ل"حزب اهلل" لتمرير �أولوياته‬ ‫من دون عائق‪.‬‬ ‫عل ��ى م ��ا يب ��دو �إن الإحب ��اط ل ��دى الحري ��ري ف ��ي �إزدي ��اد‪ .‬عل ��ى �شا�ش ��ة‬ ‫التلفزي ��ون الوطن ��ي‪� ،‬أدل ��ى وزي ��ر الداخلي ��ة‪ ،‬نه ��اد الم�شن ��وق‪ ،‬وهو حليف‬ ‫لرئي�س الوزراء ال�سابق‪ ،‬ت�صريحات �أخيراً �أثارت غ�ضب ال�سعوديين‪ .‬قال‬ ‫�أن المملك ��ة‪ ،‬من بي ��ن �أمور �أخرى‪ ،‬قد �أيدت تر�شي ��ح فرنجية‪ ،‬و�أ�شار �إلى‬ ‫�أن الملك عبد اهلل هو الذي كان �أقنع الحريري للت�صالح مع ب�شار الأ�سد‬ ‫في العام ‪ ،2010‬بعد �إغتيال والده‪.‬‬ ‫وق ��د �أعل ��ن ال�سفير ال�سعودي في بي ��روت �إ�ستغرابه ل ��كالم الم�شنوق‪ ،‬كما‬ ‫�إنتقدت ��ه �صحيف ��ة �سعودية رائدة‪ .‬في حين رجح ��ت م�صادر غير معروفة‬ ‫�أن الحريري كان غا�ضباً من وزير الداخلية‪ ،‬ف�إن الواقع على الأرجح كان‬ ‫مختلف� �اً‪ .‬من ال�صعب �أن نت�ص ّور الم�شن ��وق ذا الخبرة الوا�سعة يُقدِ م على‬ ‫ت�صريحاته � اّإل �إذا كان لإر�سال الر�سالة نيابة عن الحريري‪.‬‬ ‫ي�شع ��ر الحري ��ري بخيب ��ة �أم ��ل �أن ال�سعوديي ��ن ق ��د دفع ��وه ف ��ي �إتجاه ��ات‬ ‫�سيا�سي ��ة �أفقدت ��ه الت�أييد بين ال�سنة اللبنانيي ��ن ‪ -‬بما في ذلك تحالفاته‬ ‫�شجع ��ت الريا�ض على تعزيز‬ ‫الت ��ي ال تحظ ��ى ب�شعبية في طرابل�س‪ ،‬حيث ّ‬ ‫الوح ��دة ال�سني ��ة‪ .‬وزي ��ادة على هذا‪ ،‬فق ��د خف�ضت المملك ��ة تمويل رئي�س‬ ‫ال ��وزراء ال�ساب ��ق‪ ،‬حتى باتت �شركات الحريري قريب ��ة من الإفال�س‪ ،‬مما‬ ‫يحد ب�شدة من قدرته على تمويل �آلته ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫ونظ ��راً �إل ��ى ه ��ذا الو�ض ��ع ف�إنه لن يك ��ون من الم�ستغ ��رب �إذا م ��ا �إ�ستخدم‬ ‫الحري ��ري الوزي ��ر الم�شن ��وق لبع ��ث ر�سال ��ة �إل ��ى المملك ��ة ب�أن ��ه ي�ستح ��ق‬ ‫معامل ��ة �أف�ض ��ل م ��ن توجيه الل ��وم ل�سيا�س ��ات كان ال�سعوديون ق ��د دفعوه‬ ‫�إل ��ى �إتباعه ��ا‪ .‬في ال�صورة الأكبر هذا قد يعني �أن الحريري ينظف ببطء‬ ‫الطري ��ق لتح� � ّول �سيا�س ��ي من تلقاء نف�س ��ه‪ ،‬واح ٌد يمكن �أن يك ��ون ت�أييده‬ ‫عون‪.‬‬ ‫م ��اذا يك�سب الحريري؟ �إن العودة �إل ��ى الحياة ال�سيا�سية في لبنان ت�سمح‬ ‫ل ��ه �أن يلع ��ب دوراً �أكث ��ر ن�شاط� �اً‪ ،‬وربم ��ا كرئي� ��س لل ��وزراء‪ .‬ويتع ّي ��ن عل ��ى‪،‬‬ ‫وي�ستطي ��ع‪ ،‬الرئي� ��س والحكوم ��ة معاً �أي�ض� �اً تحفيز الن�ش ��اط االقت�صادي‬ ‫ال ��ذي ت�شت ��د الحاج ��ة �إلي ��ه‪ ،‬وال�سم ��اح للحريري ب�إحي ��اء �شب ��كات رعايته‬ ‫ببطء‪.‬‬ ‫نح ��ن ل�سنا هناك بع ��د‪ ،‬ولكن تحالف ‪� 14‬آذار كان دائم� �اً تذكرة الحريري‬ ‫عل ��ى ال�ساح ��ة الوطني ��ة‪ .‬وفيم ��ا �سق ��ط �إرب� �اً‪ ،‬فق ��د ت�ضاءل ��ت حظوظ ��ه‬ ‫ال�سيا�سي ��ة‪ ،‬ف ��ي حي ��ن �أن خ�صوم ��ه ال�سيا�سيي ��ن ق ��د ربح ��وا‪ .‬لي� ��س ل ��دى‬ ‫الحريري خيار �سوى التك ّيف مع الو�ضع الجديد‪ ،‬وب�سرعة‪.‬‬ ‫بيروت ‪ -‬رئيف عمرو‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫ظاهرة �صرف العمال في لبنان تنذر بكارثة‬ ‫تفتك �أزمة النزوح ال�سوري باالقت�صاد اللبناني‬ ‫منذ �سن ��وات وتدفع ب ��ه نحو الهاوي ��ة عام ًا بعد‬ ‫ع ��ام‪ ،‬ي�سانده ��ا ف ��ي ذل ��ك غي ��اب ال�سيا�سات‬ ‫االقت�صادي ��ة الحكومي ��ة‪ ،‬بم ��ا �ساه ��م في خلق‬ ‫"مهنة جديدة للبنانيين �إ�سمها البطالة"‪ ،‬على‬ ‫ح ّد تعبير وزير العمل �سجعان قزي الذي �أو�ضح‬ ‫�أن "ن�سبة البطالة في لبنان و�صلت الى ‪،%25‬‬ ‫‪ %36‬منه ��م في عمر ال�شب ��اب و‪ %47‬من طالب‬ ‫الجامعات"‪.‬‬ ‫وا�ش ��ار ال ��ى �أنّ ‪ 67,000‬يغادرون لبن ��ان �سنوي ًا‬ ‫من مختلف الم�ستوي ��ات العلم ّية بعمر ال�شباب‪،‬‬ ‫ف ��ي حين ان لبنان بحاجة ال ��ى ‪ 34,000‬فر�صة‬ ‫عمل �سنوي ًا اال انه ال يوجد فعلي ًا �سوى ما يقارب‬ ‫‪ 3,400‬فقط‪.‬‬ ‫من جهت ��ه‪ ،‬ك�شف رئي�س م�ؤ�س�سة "البورا" الأب‬ ‫طون ��ي خ�ضرا �أن ع ��دد الموظفي ��ن ال ُم�س ّرحين‬ ‫ف ��ي العام ‪ 2015‬بل ��غ ‪ 12,000‬عامل‪ ،‬منهم من‬ ‫ت � ّ�م ت�سريحهم ب�سب ��ب �إقف ��ال الم�ؤ�س�سات التي‬ ‫يعملون لديه ��ا‪ ،‬ومنهم من ّتم ت�سريحهم ب�سبب‬ ‫ت ��ردّي االو�ضاع االقت�صادي ��ة و�سيا�سة التق�شف‬ ‫المتّبعة في معظم ال�شركات اللبنانية‪.‬‬ ‫وتفي ��د �آخر �أرق ��ام وزارة العم ��ل بتلقيها حوالي‬ ‫‪ 1500‬طل ��ب لت�سري ��ح عم ��ال ف ��ي الأ�سبوعي ��ن‬

‫وزير العمل �سجعان قزي‬

‫الأولي ��ن من حزي ��ران (يونيو) الج ��اري‪ ،‬حيث‬ ‫تلق ��ت طلبات ت�شاور من جمعي ��ات دولية عاملة‬ ‫في لبنان وهي جمعي ��ة االغاثة الدولية ل�صرف‬ ‫‪� 103‬أج ��راء‪� ،‬شرك ��ة المراف ��ق والخدم ��ات‬ ‫(او�سكو) المتعاقدة م ��ع كهرباء لبنان ل�صرف‬ ‫‪� 590‬أجي ��ر ًا‪ ،‬مطع ��م �أوتار ل�ص ��رف ‪� 100‬أجير‬ ‫بحج ��ة ت ��ردّي الو�ض ��ع االقت�ص ��ادي‪ ،‬كذل ��ك‬ ‫�أقدمت �شرك ��ة "اميرالد وجت� ��س" على �صرف‬ ‫طيارين لبنانيي ��ن وم�ساعد طي ��ار لبناني‪ .‬وقد‬ ‫ت ّم ��ت عملي ��ات ال�صرف قبل انه ��اء الت�شاور مع‬ ‫ال ��وزارة بمقت�ض ��ى المادة ‪ 50‬فق ��رة "واو" من‬ ‫قانون العمل‪.‬‬

‫�إتحاد الغرف اللبنانية يتك ّفل متابعة م�ستحقات‬ ‫لدى العراق لرجال �أعمال‬ ‫�أعل ��ن رئي�س �إتح ��اد غرف التج ��ارة وال�صناعة‬ ‫والزراع ��ة ف ��ي لبنان محمد �شقي ��ر‪� ،‬أن "ق�ضية‬ ‫مهم ��ة ال ت ��زال عالقة من ��ذ �سنوات بي ��ن لبنان‬ ‫والع ��راق‪ ،‬وتتمث ��ل بدي ��ون رج ��ال الأعم ��ال‬ ‫اللبنانيي ��ن ل ��دى الحكوم ��ة العراقي ��ة والبالغة‬ ‫نح ��و ملي ��ار دوالر"‪ .‬و�أمل في كلم ��ة خالل لقاء‬ ‫�إقت�صادي نظمه االتحاد للبحث في �سبل تفعيل‬ ‫التب ��ادل التجاري بي ��ن البلدين‪ ،‬م ��ن الحكومة‬ ‫العراقي ��ة "�إنهاءه ��ا في �ش ��كل �سريع من خالل‬ ‫حلول من�صفة تحفظ ح ��ق اللبنانيين"‪ .‬وك�شف‬ ‫�أن االتحاد "�سيكل ��ف مكتب محاماة في بيروت‬ ‫و�آخر ف ��ي الع ��راق‪ ،‬لتول ��ي �ش ��كاوى اللبنانيين‬ ‫�أ�صحاب الحقوق في الع ��راق‪ ،‬والتكفل بنفقات‬

‫الق�ضاي ��ا‪ ،‬لمتابعته ��ا م ��ع الجه ��ات �صاحب ��ة‬ ‫االخت�صا� ��ص ف ��ي الع ��راق"‪ .‬ور�أى �أن "تنظي ��م‬ ‫الدورة ال� �ـ‪ 43‬لـ"معر�ض بغ ��داد الدولي" بين ‪1‬‬ ‫و‪ 10‬ت�شري ��ن الثان ��ي (نوفمب ��ر)‪ ،‬ي�شكل محطة‬ ‫�أ�سا�سي ��ة لتعزيز التعاون االقت�ص ��ادي والتبادل‬ ‫التجاري"‪.‬‬ ‫و�شدد رئي�س مجل�س الأعمال اللبناني ‪ -‬العراقي‬ ‫عبد الودود الن�صولي على �أن "البحث �سيتركز‬ ‫عل ��ى �إيج ��اد الحل ��ول للم�ش ��اكل المطروح ��ة"‪،‬‬ ‫م�ستب�ش ��ر ًا "خي ��ر ًا ب�إقام ��ة "معر� ��ض بغ ��داد‬ ‫الدولي"‪ ،‬الذي ن�أم ��ل �أن ي�شكل محطة �أ�سا�سية‬ ‫لإعادة الحيوية في العالق ��ات االقت�صادية بين‬ ‫البلدين"‪.‬‬

‫�أعل���ن رئي�س اتح���اد الغ���رف اللبنانية رئي�س‬ ‫غرف���ة بي���روت وجبل لبن���ان محم���د �شقي���ر �إقامة‬ ‫"�أ�سب���وع لبنان ف���ي �سلطنة عم���ان" بالتعاون بين‬ ‫غرفة بيروت وجب���ل لبنان وغرفة تج���ارة و�صناعة‬ ‫ُعمان بين ‪ 23‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) المقبل و‪26‬‬ ‫منه في "مركز المعار�ض والم�ؤتمرات الدولية" في‬ ‫يت�ضمن �أ�سبوع لبن���ان معر�ضا ً للمنتجات‬ ‫م�سق���ط‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ال�صناعية والخدماتي���ة اللبنانية على م�ساحة �ألفي‬ ‫متر مرب���ع‪ ،‬وملتق���ى �إقت�صاديا ً لبناني���ا ً ‪ُ -‬عمانيا ً‪،‬‬ ‫ولقاءات عمل ثنائية بين رجال االعمال اللبنانيين‬ ‫الم�شاركين ونظرائهم ال ُعمانيين‪.‬‬ ‫وق���ال �شقي���ر‪" :‬ال �ش���ك ف���ي �أن �إنفت���اح �سلطنة‬ ‫ُعم���ان على اي���ران جعله���ا بوابة ا�سا�سي���ة لدخول‬ ‫المنتجات العربية واالجنبي���ة الى هذا البلد‪ .‬والآن‬ ‫بع���د رف���ع العقوب���ات االقت�صادي���ة الدولي���ة عن‬ ‫�إي���ران‪ ،‬بات���ت �سلطنة ُعم���ان ت�ش���كل بوابة مهمة‬ ‫لل�صناع���ات اللبناني���ة الراغب���ة في الدخ���ول الى‬ ‫ال�سوق االيرانية"‪.‬‬ ‫وقع رئي�س �إتح���اد غرف التج���ارة وال�صناعة محمد‬ ‫�شقي���ر ورئي����س المنت���دى العالم���ي للم�ؤ�س�سات‬ ‫ال�صغي���رة والمتو�سط���ة تون���ك �إياني���ك‪ ،‬في مقر‬ ‫الغرفة‪� ،‬إتفاقا ً لإن�ضمام اتحاد الغرف اللبنانية الى‬ ‫المنت���دى‪ .‬يه���دف المنتدى الذي �أُن�ش���ئ بالتعاون‬ ‫بين اتحاد الغرف التركي���ة وغرفة التجارة الدولية‬ ‫ال���ى دع���م الم�ؤ�س�س���ات ال�صغي���رة والمتو�سط���ة‪،‬‬ ‫وتقدي���م اال�ست�ش���ارات والمعلوم���ات له���ا بهدف‬ ‫تطوي���ر عمله���ا وزي���ادة قدرته���ا التناف�سي���ة‬ ‫وتمكينها من ولوج اال�س���واق العالمية والم�ساعدة‬ ‫ف���ي ت�سويق منتجاته���ا‪ ،‬ف�ضالً عن جعله���ا �شريكا ً‬ ‫�أ�سا�سيا ً في الق���رارات االقت�صادية‪ .‬و�أ�شار �شقير‬ ‫الى ان "لبن���ان �سي�ستفيد بموجب هذا االتفاق من‬ ‫خدمات المنت���دى ويتفاعل معه خدمة للم�ؤ�س�سات‬ ‫ال�صغيرة والمتو�سطة التي ت�شكل العمود الفقري‬ ‫لالقت�صاد الوطني"‪.‬‬ ‫"لبن���ان ب�ش���كل ع���ام هو البل���د الأول ف���ي العالم‬ ‫الذي ت�ص���ل ن�سبة الالجئين فيه م���ن فل�سطينيين‬ ‫وعراقيي���ن و�سوريي���ن وغيره���م م���ن المهاجرين‬ ‫غي���ر ال�شرعيي���ن مقارنة بع���دد ال�س���كان �إلى ‪80‬‬ ‫الجئا ً مقابل كل ‪ 100‬لبنان���ي"‪ ،‬وفقا ً لعميد كلية‬ ‫الآداب في الجامع���ة اللبنانية �سابقا ً الدكتور علي‬ ‫فاع���ور‪ .‬ي�شرح فاع���ور في حوار �صحاف���ي � َّأن "منذ‬ ‫العام ‪� 2013‬أكَّ ���دت الهيئات الدولي���ة خ�صو�صا ً‬ ‫المفو�ضي���ة العليا لالجئين � َّأن لبن���ان ف َق َد القدرة‬ ‫عل���ى اال�ستيع���اب مقارن��� ًة بعدد �سكان���ه وم�ساحة‬ ‫�أر�ض���ه‪ ،‬ليبل���غ ع���دد القاطنين عل���ى �أر�ضه بين ‪7‬‬ ‫ماليين ون�صف المليون �إلى ‪ 8‬ماليين من لبنانيين‬ ‫وغير لبنانيين‪.‬‬

‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪9‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون لبنانية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫المفكرة اللبنانية‬

‫ثقة الم�ستهلك تراجعت في الف�صل الأول‬ ‫�أطل ��ق بن ��ك بيبلو� ��س بالتع ��اون م ��ع "الجامع ��ة‬ ‫الأميركية في بيروت" من خالل كلية �سليمان‬ ‫العلي ��ان لإدارة الأعم ��ال‪ ،‬نتائ ��ج "م�ؤ�ش ��ر بن ��ك‬ ‫بيبلو� ��س والجامعة الأميركي ��ة في بيروت لثقة‬ ‫الم�ستهل ��ك في لبن ��ان" للف�ص ��ل الأول من �سنة‬ ‫‪ 2016‬والذي يقي�س ثقة الم�ستهلكين اللبنانيين‬ ‫وتوقعاتهم المتعلقة بالو�ضع االقت�صادي العام‬ ‫و�أحواله ��م المالي ��ة الخا�ص ��ة‪ ،‬كم ��ا تفع ��ل �أب ��رز‬ ‫م�ؤ�شرات ثقة الم�ستهلك في العالم‪.‬‬ ‫تح�سن� �اً ف ��ي الم�ؤ�ش ��ر بن�سب ��ة‬ ‫و�أظه ��رت النتائ ��ج ّ‬ ‫‪ %5,7‬ف ��ي كان ��ون الثان ��ي (يناي ��ر)‪ ،‬وتراجع� �اً‬ ‫بن�سب ��ة ‪ %1,3‬في �شباط (فبراير) و‪ %10‬في �آذار‬ ‫(مار� ��س) ‪ ،2016‬م ��ا ي�ش� � ّكل �أكب ��ر ن�سب ��ة تراج ��ع‬ ‫�شهري منذ �أيلول (�سبتمبر) ‪ .2015‬وبلغ معدل‬ ‫الم�ؤ�ش ��ر ال�شهري ‪ 35,9‬نقطة في الف�صل الأول‬ ‫م ��ن ‪� ،2016‬أي بتراج ��ع ن�سبت ��ه ‪ %2,6‬ع ��ن ‪36,9‬‬ ‫نقط ��ة ف ��ي الف�ص ��ل الراب ��ع م ��ن الع ��ام ‪.2015‬‬ ‫�إ�ضاف ��ة �إل ��ى ذلك‪ ،‬بلغ مع ��دل الم�ؤ�ش ��ر الفرعي‬ ‫لبنك بيبلو�س و"الجامع ��ة الأميركية" للو�ضع‬ ‫الحال ��ي ‪ 32,9‬نقطة في الف�ص ��ل الأول من �سنة‬ ‫‪ 2016‬وتراج ��ع بن�سبة ‪ %0,4‬عن الف�صل ال�سابق‪،‬‬ ‫ف ��ي حي ��ن بل ��غ مع ��دل الم�ؤ�ش ��ر الفرع ��ي لبن ��ك‬ ‫بيبلو� ��س و"الجامع ��ة الأميركي ��ة" للتوقع ��ات‬ ‫الم�ستقبلي ��ة ‪ 37,9‬نقط ��ة وانخف� ��ض بن�سب ��ة‬ ‫‪ %3,9‬عن الف�صل الرابع من العام ‪.2015‬‬ ‫وظه ��ر التدهور ف ��ي نتائج الم�ؤ�ش ��ر في الف�صل‬ ‫الأول م ��ن �سنة ‪ 2016‬عب ��ر �إجابات الم�ستهلكين‬

‫ن�سيب غبريل‬

‫اللبنانيي ��ن عن �أ�سئل ��ة الم�سح الذي يرتكز عليه‬ ‫الم�ؤ�شر‪� ،‬إذ �إعتبر ‪ %77,3‬من المواطنين الذين‬ ‫�شمله ��م هذا الم�س ��ح �أن و�ضعهم المالي الحالي‬ ‫ه ��و "�أ�س ��و�أ" مم ��ا كان عليه قبل �ست ��ة �أ�شهر‪ ،‬في‬ ‫حي ��ن ذكر ‪ %19,2‬م ��ن ال ُم�ستطلعين �أن و�ضعهم‬ ‫المالي بقي على حاله‪ .‬في المقابل‪� ،‬إعتبر ‪%3,5‬‬ ‫فق ��ط من اللبنانيين الذي ��ن �شملهم الم�سح في‬ ‫الف�صل الأول من �سنة ‪� 2016‬أن و�ضعهم المالي‬ ‫ه ��و �أف�ض ��ل مم ��ا كان علي ��ه ف ��ي الأ�شه ��ر ال�ست ��ة‬ ‫ال�سابقة‪ ،‬وهي الن�سب ��ة الف�صلية الرابعة الأدنى‬ ‫من ��ذ بدء �إحت�س ��اب الم�ؤ�ش ��ر في تم ��وز (يوليو)‬ ‫‪.2007‬‬ ‫وف ��ي تحلي ��ل لنتائ ��ج الم�ؤ�ش ��ر‪� ،‬أ�ش ��ار كبي ��ر‬ ‫الإقت�صاديين ومدي ��ر ق�سم البحوث والتحاليل‬ ‫االقت�صادي ��ة في مجموعة بن ��ك بيبلو�س ن�سيب‬ ‫غبري ��ل �إل ��ى �أن "حدثي ��ن رئي�سيي ��ن �أ ّث ��را عل ��ى‬ ‫ثق ��ة الم�ستهل ��ك في الف�ص ��ل الأول من ‪."2016‬‬

‫وقال‪" :‬الحدث الأول هو الم�صالحة التاريخية‬ ‫والتفاه ��م بي ��ن "الق ��وات اللبناني ��ة" و"التي ��ار‬ ‫تح�س ��ن الم�ؤ�شر‬ ‫الوطن ��ي الحر"‪ ،‬م ��ا �ساهم في ّ‬ ‫الفرعي لبن ��ك بيبلو�س و"الجامع ��ة الأميركية‬ ‫ف ��ي بيروت" للو�ضع الحال ��ي بن�سبة ‪ %9‬و�إرتفاع‬ ‫الم�ؤ�ش ��ر الفرع ��ي لبن ��ك بيبلو� ��س والجامع ��ة‬ ‫للتوقع ��ات الم�ستقبلي ��ة بن�سب ��ة ‪ %4‬ف ��ي كان ��ون‬ ‫الثان ��ي (يناير)‪� .‬أما الح ��دث الثاني فهو �إندالع‬ ‫الأزم ��ة ال�سيا�سي ��ة بي ��ن دول مجل� ��س التع ��اون‬ ‫الخليجي ولبنان وما نجم عنها من مخاوف في‬ ‫�ش� ��أن تداعي ��ات الأزمة على االقت�ص ��اد اللبناني‪،‬‬ ‫مما �ساهم ف ��ي انخفا�ض م�ؤ�شر الو�ضع الحالي‬ ‫بن�سب ��ة تراكمي ��ة بلغ ��ت ‪ %15‬وتراج ��ع م�ؤ�ش ��ر‬ ‫التوقع ��ات الم�ستقبلي ��ة بن�سب ��ة ‪ %9,3‬في �شباط‬ ‫(فبراي ��ر) و�آذار (مار� ��س)‪ .‬و�إعتب ��ر غبري ��ل �أن‬ ‫العوام ��ل الأخ ��رى الت ��ي �ساهمت ف ��ي �إبقاء ثقة‬ ‫الم�ستهل ��ك عن ��د م�ستوي ��ات منخف�ض ��ة ت�شم ��ل‬ ‫ف�شل مجل�س النواب المتكرر في �إنتخاب رئي�س‬ ‫للجمهوري ��ة وال�شل ��ل ف ��ي عملي ��ة �صن ��ع الق ��رار‬ ‫داخ ��ل الم�ؤ�س�سات العامة‪� ،‬إ�ضاف ��ة �إلى ال�شكوك‬ ‫الكبي ��رة ح ��ول ق ��درة الحكوم ��ة عل ��ى �إيجاد حل‬ ‫دائم وم�ستدام لأزمة النفايات‪.‬‬ ‫كذل ��ك �أ�شار ال ��ى �أن الأو�ضاع الأمنية الم�ستقرة‬ ‫و�إنخفا� ��ض �أ�سع ��ار النف ��ط محلي� �اً ا�ضاف ��ة ال ��ى‬ ‫تراجع الت�ضخم الم�ستورد‪ ،‬هي عوامل �ساعدت‬ ‫عل ��ى الح� � ّد م ��ن تراجع ثق ��ة ال َأ�سر ف ��ي الف�صل‬ ‫الأول من ال�سنة‪.‬‬

‫النمو في لبنان ‪ 1.8‬في المئة هذه ال�سنة‬ ‫توقع البن ��ك الدولي �أن "يرتفع النم ��و االقت�صادي‬ ‫الحقيقي ف ��ي لبنان في �شكل طفي ��ف �إلى ‪ 1.8‬في‬ ‫المئ ��ة هذه ال�سنة‪ ،‬و�إلى ‪ 2.3‬ف ��ي المئة عام ‪2017‬‬ ‫و‪ 2.5‬ف ��ي ‪ ،2018‬مدعوم� � ًا باالنتعا� ��ش التدريجي‬ ‫لقط ��اع ال�سياح ��ة"‪ .‬وخ ّف�ض النم ��و الم�سجل العام‬ ‫الما�ضي "من ‪� 2‬إلى ‪ 1.5‬في المئة"‪ .‬و�س ّلط البنك‬ ‫ال�ض ��وء ف ��ي تقري ��ره ع ��ن التط ��ورات االقت�صادية‬ ‫ف ��ي لبنان ف ��ي الن�ص ��ف الأول من الع ��ام الحالي‪،‬‬

‫‪8‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫وال ��وارد ف ��ي الن�ش ��رة الأ�سبوعية لوح ��دة البحوث‬ ‫االقت�صاد ّي ��ة في "بن ��ك الإعتم ��اد اللبناني"‪ ،‬على‬ ‫"التح�سن الملمو�س في الأو�ضاع الأمنية اللبنانية‬ ‫ّ‬ ‫منذ مطلع العام ‪ ،2015‬والذي قابله تفاقم في حدّة‬ ‫التجاذب ��ات ال�سيا�س ّية المحل ّية وا�ستمرار التو ّترات‬ ‫الإقليم ّية‪ ،‬ما عرقل النمو"‪ .‬ور�أى �أن لبنان "�إ�ستفاد‬ ‫م ��ن تراجع �أ�سع ��ار النف ��ط عالمي� � ًا‪� ،‬إذ �إنخف�ضت‬ ‫تحويالت الحكوم ��ة �إلى �شركة كهرباء لبنان خالل‬

‫ي�ستطع تح�سي ��ن و�ضع‬ ‫الع ��ام الما�ض ��ي‪ ،‬لك ��ن ل ��م ِ‬ ‫المالية العام ��ة في ظل تدهور الإيرادات الحكوم ّية‬ ‫مقارن ��ة بالعام ‪� ،2014‬إذ تحقق ��ت خالله �إيرادات‬ ‫ا�ستثنائ ّي ��ة م ��ن جم ��ع مت� ّأخ ��رات عائ ��دة لقط ��اع‬ ‫االت�ص ��االت"‪ .‬ولفت �إل ��ى �أن عجز المالي ��ة العامة‬ ‫"�إرتفع بن�سبة ‪ 0.7‬نقطة مئو ّية في العام الما�ضي‪،‬‬ ‫لي�ص ��ل �إلى ‪ 7.3‬في المئة م ��ن الناتج المحلي‪ ،‬في‬ ‫مقابل ‪ 6.6‬في المئة في العام ‪."2014‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫العراق‪ :‬برنامج �إ�صالحي كلفته ‪ 300‬مليار دوالر‬ ‫�أعلن وزير التخطيط والتعاون الإنمائي العراقي‬ ‫�سلم ��ان الجميل ��ي �إط�ل�اق م�ش ��روع �إ�صالح ��ي‬ ‫لتعزيز التنمية‪ ،‬بالتعاون مع "الوكالة الأميركية‬ ‫للتنمي ��ة الدولية"‪ ،‬وتخ�صي�ص ‪ 300‬مليار دوالر‬ ‫له ��ذا الغر�ض‪ .‬وق ��ال مراقب ��ون �أن العراق فقد‬ ‫�ضعف قيمة ه ��ذه التخ�صي�صات خالل ال�سنين‬ ‫الـ‪ 10‬الما�ضي ��ة‪ ،‬وفر�صة توافره ��ا �ضئيلة جد ًا‬ ‫ف ��ي ظ ��ل الأزم ��ات ال�سيا�سي ��ة واالقت�صادي ��ة‬ ‫والأمنية حالي ًا‪.‬‬ ‫وق ��ال الجميل ��ي في كلم ��ة خالل م�ؤتم ��ر �إطالق‬ ‫الم�ش ��روع �أن "وزارة التخطي ��ط بالتع ��اون م ��ع‬ ‫الوكال ��ة الأميركي ��ة للتنمي ��ة الدولي ��ة �أطلقت ��ا‬ ‫م�ش ��روع ترابط‪ ،‬وهو عبارة عن برنامج لإ�صالح‬

‫وزير التخطيط والتعاون الإنمائي العراقي �سلمان الجميلي‬

‫التنمية في العراق باالعتماد على برنامج متطور‬ ‫ومنظوم ��ة للتعاق ��دات المح ��ددة"‪ .‬و�أ�ضاف �أن‬ ‫"البرنامج هدفه �إدارة الم�شاريع الإ�ستثمارية‪،‬‬ ‫والم�ش ��روع يعتبر �إنجاز ًا كبير ًا في ظل الظروف‬ ‫الحالي ��ة الح�سا�س ��ة"‪ .‬ولف ��ت �إل ��ى �أن "الو�ض ��ع‬ ‫الحال ��ي يتطل ��ب من الحكوم ��ة معالج ��ة الواقع‬ ‫التنم ��وي‪ ،‬وذل ��ك يتطل ��ب �إرادة �سيا�سي ��ة قوية‬ ‫لت�صحيح الم�س ��ارات الخاطئة به ��دف تح�سين‬ ‫م�ستوى الأداء لتقديم �أف�ضل الخدمات"‪.‬‬ ‫و�أكد رئي�س لجنة االقت�صاد واال�ستثمار النيابية‬ ‫ج ��واد البوالن ��ي ف ��ي ت�صري ��ح �صحاف ��ي‪ ،‬على‬ ‫هام� ��ش الم�ؤتم ��ر‪� ،‬أن "هن ��اك توجه� � ًا جدي ��د ًا‬ ‫للقط ��اع الخا� ��ص العراق ��ي‪ ،‬ال ��ذي ي�سع ��ى �إلى‬ ‫التح ��ول من قطاع تجاري يعتمد على اال�ستيراد‬ ‫�إل ��ى ال�صناع ��ة بكاف ��ة �أنواعه ��ا وم�ستوياتها"‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف �أن "القط ��اع الخا� ��ص نج ��ح خ�ل�ال‬ ‫ال�سن ��وات الما�ضية في ت�أمين وفرة مالية تمكنه‬ ‫من طرق باب القط ��اع ال�صناعي على مراحل‪،‬‬ ‫وقد ب ��د�أ بالتعاقد مع م�ص ّنعين من دول الخليج‬ ‫و�إيران وتركيا وال�صين‪ ،‬لنقل خطوط �إنتاج �إلى‬ ‫داخل الع ��راق والب ��دء بالت�صنيع تح ��ت عنوان‬ ‫الت�صنيع للغير �أو االمتياز"‪.‬‬

‫غياب الرقابة ُيلهب الأ�سعار في �أ�سواق اليمن‬ ‫ت�شه ��د الأ�سواق اليمني ��ة فو�ضى عارم ��ة و�إنعدام‬ ‫الرقاب ��ة‪� ،‬إذ �إرتفع ��ت �أ�سع ��ار ال�سل ��ع بم ��ا فيه ��ا‬ ‫الغذائية بن�سب ��ة كبيرة‪ ،‬على خلفية تدهور العملة‬ ‫الوطني ��ة "الريال" و�إقب ��ال الم�ستهلكين في �شكل‬ ‫كثيف على ال�شراء قبل حلول �شهر رم�ضان‪.‬‬ ‫تجار التجزئة والجملة �أ�سعار ال�سلع الأ�سا�س‬ ‫ورفع ّ‬ ‫والم ��واد الغذائي ��ة بن�س ��ب تت ��راوح بي ��ن ‪ 10‬و‪25‬‬ ‫في المئ ��ة‪ ،‬بحجة تراج ��ع الريال �أم ��ام العمالت‬ ‫الأجنبية‪ ،‬على رغم �أن ما ُيباع في ال�سوق المحلية‬ ‫حالي� � ًا ه ��و من المخ ��زون القديم الذي ل ��م يت�أ ّثر‬ ‫بتراجع العملة‪ ،‬ف�ض ًال ع ��ن تراجع خ�سائرها �إلى‬ ‫حد م ��ا وثباته ��ا على م ��ا بي ��ن ‪ 280- 270‬ريا ًال‪،‬‬ ‫بعدما تجاوز ‪ 300‬ريال في الأيام الما�ضية‪.‬‬ ‫و�شج ��ع �إ�ضطراب الأ�سواق وانعدام الرقابة عليها‬ ‫التجار‪ ،‬على رفع �أ�سعار‬ ‫و�ضع ��ف الأجهزة المعنية ّ‬ ‫الب�ضائ ��ع وو�ص ��ل الأمر �إلى حد تالع ��ب المخابز‬

‫والأف ��ران ب�سعر الرغيف ووزنه‪ ،‬بذريعة التغ ّيرات‬ ‫الطارئ ��ة على �سعر �صرف العملة الوطنية و�أ�سعار‬ ‫الم�شتقات النفطية‪ .‬و�سجلت الأ�سعار قفزة كبيرة‬ ‫لتك ��ون الأول ��ى به ��ذه الن�سبة خ�ل�ال �أي ��ام قليلة‪،‬‬ ‫وان�سح ��ب االرتفاع على �أ�سع ��ار الأدوية ومنتجات‬ ‫م�ستوردة ومحلية‪.‬‬ ‫وعل ��ى رغم م ��ن مبادرة "�ش ��ركات هائ ��ل �سعيد‬ ‫�أنع ��م و�شركاه" وه ��ي �أكبر مجموع ��ة اقت�صادية‬ ‫خا�صة ف ��ي اليمن‪ ،‬بتخفي�ض �أ�سعار كل منتجاتها‬ ‫الغذائي ��ة مع حل ��ول �شهر رم�ض ��ان بن�سبة ‪ 30‬في‬ ‫التج ��ار ل ��م يلتزموا به ��ا‪ .‬و�أعلنت‬ ‫المئ ��ة‪� ،‬إال �أن ّ‬ ‫المجموع ��ة �أن "�أ�سع ��ار ال�سلع والم ��واد الغذائية‬ ‫ثابت ��ة‪ ،‬و�أن خف�ضه ��ا بن�سب ��ة ‪ 30‬في المئ ��ة ي�أتي‬ ‫ف ��ي منا�سب ��ة �شه ��ر رم�ض ��ان الكري ��م‪� ،‬إ�ضاف ��ة‬ ‫�إل ��ى الظ ��روف اال�ستثنائية الت ��ي يعي�شها الوطن‬ ‫والمواطن"‪.‬‬

‫الموجز العربي‬ ‫�أظهر م�سح دولي عن الهجرة في الأردن لعام‬ ‫‪ ،2014‬ال���ذي �أطلقت نتائجه دائ���رة الإح�صاءات‬ ‫العامة‪� ،‬أن ‪ 63‬في المئة من المهاجرين الأردنيين‬ ‫هاج���روا لأ�سب���اب اقت�صادي���ة‪ ،‬و‪ 31‬ف���ي المئ���ة‬ ‫لأ�سب���اب اجتماعية‪ ،‬و‪ 6‬في المئ���ة لأ�سباب �أخرى‪.‬‬ ‫ولف���ت الم�سح‪ ،‬الذي �أطل���ق نتائجه نيابة عن وزير‬ ‫التخطي���ط والتع���اون الدول���ي عم���اد الفاخ���وري‬ ‫رئي����س دائ���رة الإح�صاءات العام���ة قا�سم الزعبي‪،‬‬ ‫�إل���ى �أن ‪ 26‬في المئة من الذي���ن هاجروا لأ�سباب‬ ‫اقت�صادي���ة‪ ،‬كان هدفهم البحث ع���ن فر�ص عمل‬ ‫�أف�ض���ل‪ ،‬و‪ 15‬في المئة ب�سب���ب عدم وجود فر�ص‬ ‫عم���ل �أ�ص�ل�اً‪ ،‬و‪ 14‬في المئ���ة ب�سبب ع���دم كفاءة‬ ‫الدخل في الأردن‪.‬‬ ‫وج���اء هذا الم�سح‪ ،‬الذي ُنفذ في الأردن بين �شباط‬ ‫(فبراي���ر) و�آب (�أغ�سط����س) ‪ ،2014‬كج���زء م���ن‬ ‫الم�شروع اليورومتو�سط���ي للمفو�ضــية الأوروبية‬ ‫لتنفي���ذ درا�س���ات م�سحية عن الهج���رة في معظم‬ ‫الدول في جنوب منطقة البحر المتو�سط و�شرقها‪،‬‬ ‫وبتمويل م�شترك من االتح���اد الأوروبي والحكومة‬ ‫الأردنية‪.‬‬ ‫وافق���ت اللجن���ة االقت�صادي���ة ف���ي البرلمان‬ ‫الم�ص���ري برئا�س���ة عل���ي م�صيلح���ي‪ ،‬عل���ى اتفاق‬ ‫"برنامج الملك �سلمان بن عبدالعزيز" لتنمية �شبه‬ ‫جزيرة �سيناء‪.‬‬ ‫و�أ�ش���ارت وزي���رة التعاون الدول���ي الم�صرية �سحر‬ ‫ن�ص���ر‪� ،‬إلى �أن ال�صندوق ال�سع���ودي للتنمية "دعم‬ ‫م�شروع تنمي���ة �سيناء بتمويل قيمت���ه ‪ 1.5‬مليار‬ ‫دوالر"‪ ،‬الفتة �إلى "اتفاق���ات �أُبرمت مع ال�صندوق‬ ‫الكويتي بقيم���ة ‪ 825‬ملي���ون دوالر‪ ،‬وال�صندوق‬ ‫العرب���ي للإنم���اء بقيمة ‪ 155‬مليون���ا ً"‪ .‬و�أعلنت �أن‬ ‫"�أربعة �صناديق عربية �ست�ساهم في م�شروع تنمية‬ ‫�سيناء‪ ،‬وكل واحد منه���ا �سي�ساهم في تخ�ص�صات‬ ‫مختلفة‪ ،‬منها الآبار"‪.‬‬ ‫�أعلن���ت الياب���ان‪ ،‬خ�ل�ال قمة مجموع���ة الدول‬ ‫ال�صناعية ال�سبع الكبرى‪ ،‬تقديم م�ساعدات بقيمة‬ ‫�ستة مليارات دوالر خالل ال�سنوات الثالث المقبلة‬ ‫لدعم جه���ود ال�سالم في منطقة ال�ش���رق االو�سط‪،‬‬ ‫تزامنا ً م���ع مب���ادرة �إ�ستقبال ‪ 150‬طالب���ا ً �سوريا ً‪.‬‬ ‫و�أف���اد بيان لوزارة ال�ش����ؤون الخارجية ان الحكومة‬ ‫اليابانية "تلت���زم تقديم م�ساع���دات مالية حجمها‬ ‫نحو �ستة ملي���ارات دوالر لمنطقة ال�شرق االو�سط"‬ ‫بي���ن عامي ‪ 2016‬و ‪ 2018‬بم���ا ي�ساعد على "منع‬ ‫انت�شار التطرف"‪.‬‬ ‫وال���دول المعني���ة ه���ي �سوري���ا والع���راق واالردن‬ ‫وتركي���ا ولبن���ان وم�ص���ر وتون�س والجزائ���ر وليبيا‬ ‫وفل�سطين واليمن و�أفغان�ستان وايران‪.‬‬ ‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪11‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون عربية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف العربي‬

‫مر ًا للبع�ض‬ ‫لم تكن �إتفاقية "�سايك�س بيكو" دواء ّ‬

‫�أطلق ��ت م ��رور مئ ��ة عام عل ��ى �إتفاقي ��ة "�سايك�س بيك ��و" العديد م ��ن �إعادة‬ ‫تقيي ��م م ��ا قد يُمك ��ن �أن تكون علي ��ه منطقة ال�شرق الأو�س ��ط لو لم توافق‬ ‫بريطاني ��ا وفرن�س ��ا في العام ‪ 1916‬عل ��ى تق�سيم الإمبراطوري ��ة العثمانية‬ ‫لأغرا�ضهما الخا�صة‪.‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك‪ ،‬هن ��اك �شيء واحد لم يُف َع ��ل هو مبادرة �إع ��ادة النظر في تف�سير‬ ‫القوميي ��ن العرب للإتفاقي ��ة‪� .‬إن التفا�صيل الكال�سيكي ��ة في هذا ال�صدد‬ ‫ه ��ي ف ��ي كت ��اب �ص ��در ف ��ي الع ��ام ‪ 1938‬للكات ��ب والم� ��ؤرخ اللبنان ��ي ج ��ورج‬ ‫�أنطونيو�س‪ ،‬بعنوان "ال�صحوة العربية"‪.‬‬ ‫لق ��د �ص ّور �أنطونيو�س تفاهمات الحلفاء على الدولة العثمانية ب�إعتبارها‬ ‫خيان ��ة لم ��ا كان ق ��د ُوعد ب ��ه العرب‪ ،‬قب ��ل كل �شيء �شريف مك ��ة الها�شمي‪،‬‬ ‫ح�سي ��ن ب ��ن علي‪ .‬ح ّث ��ت بريطانيا ال�شريف عل ��ى الثورة �ض ��د العثمانيين‪،‬‬ ‫وجعلت ��ه يعتق ��د �أن ��ه ف ��ي مقابل ه ��ذا �سوف تعت ��رف بمملك ��ة عربية كبرى‬ ‫تحت حكمه‪.‬‬ ‫لك ��ن‪ ،‬في حين �أن بريطانيا كانت ُتق� �دّم وعوداً �إلى ال�شريف ح�سين‪ ،‬كانت‬ ‫�أي�ض� �اً تتعام ��ل �س ��راً م ��ع فرن�سا‪ .‬لذل ��ك‪ ،‬يق ��ول �أنطونيو�س‪ ،‬لق ��د �أحبطت‬ ‫القوى الأوروبية التطلعات العربية لبناء دولة م�ستقلة في الأرا�ضي التي‬ ‫يحتله ��ا العثماني ��ون و�أوروب ��ا‪ ،‬ب ��د ًال من فر� ��ض حدود م�صطنع ��ة لتق�سيم‬ ‫ال�شعوب العربية‪.‬‬ ‫م ��ن ال�صع ��ب نكران كيل البريطانيي ��ن بمكيالين في م ��ا يتعلق بال�شريف‬ ‫ح�سي ��ن‪ .‬ولك ��ن �سيك ��ون م ��ن ال�سذاجة �أن نرى ف ��ي ذلك تقوي�ض� �اً للرغبة‬ ‫العربي ��ة في �إن�ش ��اء دولة عربية م�ستقلة‪ .‬ما فعل ��ه البريطاني كان يعرقل‬ ‫طموحات �ساللة �شريف مكة‪ ،‬التي ال يمكن ان تت�ساوى مع ال�سعي العربي‬ ‫من �أجل الوحدة‪.‬‬ ‫في الواقع‪ ،‬منحت بريطانيا في نهاية المطاف �إثنين من �أبناء ال�شريف‪،‬‬ ‫في�ص ��ل وعب ��د اهلل‪ ،‬مملكتين كانتا مرتبطتين �إرتباط� �اً وثيقاً بها‪� ،‬ضامنة‬ ‫الحك ��م الها�شم ��ي في الع ��راق و�ش ��رق الأردن بعد الع ��ام ‪ .1921‬وبعيداً من‬ ‫�إ�صابتهم ��ا القوميي ��ن الع ��رب بالم ��رارة‪ ،‬ف� ��إن المملكتي ��ن ق ��د تح ّولتا �إلى‬ ‫ركيزتي ��ن م ��ن ركائز الق ��وة البريطانية في العالم العرب ��ي‪ ،‬خم�س �سنوات‬ ‫فقط بعد �إتفاقية "�سايك�س بيكو"‪.‬‬ ‫ولي�س من الوا�ضح �إذا كان الها�شميون عك�سوا حقاً �إجماعاً عربياً‪ ،‬لذا ف�إن‬ ‫القول ب�أنه كانت لديهم تطلعات عربية وا�سعة قد يكون غير دقيق‪� .‬سوف‬ ‫يُظهر في�صل بالت�أكيد على �أنه �أبرز معار�ضي فرن�سا في العام ‪ ،1920‬قبل‬ ‫�أن ُته� � َزم قوات ��ه العربي ��ة في معركة مي�سل ��ون من قبل الجي� ��ش الفرن�سي‬ ‫تحت قيادة الجنرال هنري غورو‪.‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك‪ ،‬بالن�سب ��ة �إل ��ى ُنخب ��ة دم�ش ��ق‪ ،‬الت ��ي كان ��ت �إزده ��رت تح ��ت حكم‬ ‫العثمانيي ��ن‪ ،‬عندم ��ا ب ��د�أت ت�ؤي ��د ق ��دراً �أكب ��ر م ��ن الالمركزي ��ة ف ��ي �إطار‬ ‫الإمبراطوري ��ة‪ ،‬كان هن ��اك �شكوك حول قدوم زعيم جديد من ال�صحراء‪.‬‬ ‫�إن وجه ��اء المناط ��ق الح�ضرية ه� ��ؤالء‪ ،‬الذين لعب ��وا دوراً مهماً في و�ضع‬ ‫يج�سدهم‬ ‫مب ��ادئ القومي ��ة العربية‪ ،‬لم يكون ��وا على يقين م ��ن �أن في�صل ّ‬ ‫�أو يم ّثلهم‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫وخط ال�صدع هذا لم يكن الوحيد بين الح�ضر والريف الذي ي�ضع فكرة‬ ‫الوح ��دة العربي ��ة ف ��ي نوع منظ ��ور‪ .‬كان ال�شك �أي�ض� �اً وا�ضحاً ف ��ي العراق‪،‬‬ ‫عندم ��ا تو ّل ��ى في�ص ��ل ال�سلط ��ة‪ .‬كان ال�شيع ��ة‪ ،‬م ��ن بي ��ن �أط ��راف �أخ ��رى‪،‬‬ ‫مترددي ��ن ف ��ي البداية ح ��ول �إحت�ض ��ان هذا المل ��ك ال�سن ��ي الأردني الذي‬ ‫�إ�ست ��ورده البريطاني ��ون‪ .‬ولكن القومي ��ة العربية لم تلعب �أب ��داً على واقع‬ ‫الإنق�سامات الطائفية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مث ��ل ه ��ذه ال�شكوك كانت ب�ل�ا حدود و�أكث ��ر و�ضوحا بين الأقلي ��ات الدينية‬ ‫غي ��ر الم�سلم ��ة ف ��ي �أمكن ��ة �أخ ��رى ‪ -‬خ�صو�ص� �اً الموارن ��ة في لبن ��ان‪ ،‬الذين‬ ‫رحبوا بالفرن�سيين وفعلوا الكثير لل�ضغط من �أجل �إ�ستقالل لبنان الكبير‪.‬‬ ‫ف ��ي �أيل ��ول (�سبتمب ��ر) ‪� 1920‬أن�ش�أ الجنرال غورو دول ��ة لبنان‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫�أدّى �إلى �إ�ستياء القوميين العرب‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد خفّ �إ�ستيا�ؤهم تدريجاً‬ ‫في جميع الأنحاء وقبلوا بالدولة الجديدة والم�شاركة في م�ؤ�س�ساتها‪.‬‬ ‫لحرم ��ان القومية العربية م ��ن ال�سلطة �سيكون تزييفاً للتاريخ‪ .‬مع ذلك‪،‬‬ ‫ف�إن ��ه ربم ��ا �أ�ص ��دق �أي�ض� �اً القول �أن ق ��وة القومي ��ة العربية تو�سع ��ت ب�شكل‬ ‫رئي�س ��ي في معار�ضة القوى اال�ستعماري ��ة الأوروبية خالل الفترة ما بين‬ ‫الحربي ��ن العالميتين‪ ،‬ب ��د ًال من �إعتبارها عمالق نائ ��م م�صاب بالإحباط‬ ‫فقط من القوى الأوروبية‪.‬‬ ‫�إن �شريع ��ة القومي ��ة العربية‪ ،‬بحكم التعريف تقريب� �اً‪ ،‬ال يمكنها �أن تنظر‬ ‫ف ��ي العدي ��د م ��ن اال�ستثناءات الت ��ي ت�ؤهلها‪ .‬ف ��ي حالة وج ��ود ُم ُثل عربية‬ ‫يق�س ��م العرب ‪ -‬مث ��ل الدين‬ ‫تحت�ض ��ن الجمي ��ع‪ ،‬ف�ل�ا يمك ��ن لأي �ش ��يء �أن ّ‬ ‫�أو المذه ��ب �أو القبلي ��ة �أو الإقليمي ��ة‪ .‬لإته ��ام البريطانيي ��ن والفرن�سيين‬ ‫موحدين‪ ،‬عندما‬ ‫بتق�سي ��م الع ��رب يعن ��ي �أن العرب في المقام الأول كان ��وا َّ‬ ‫كانت ال�صورة مختلفة‪.‬‬ ‫من ��ذ �سن ��وات عدة ُ‬ ‫زرت دم�شق‪ .‬وعندما كن ��ت هناك �أدركتُ كيف كان النا�س‬ ‫يت ��رددون ف ��ي مناق�ش ��ة الطائفي ��ة‪" .‬هذا له عالق ��ة �أكثر بلبن ��ان"‪ ،‬كان رد‬ ‫الفع ��ل المتك ��رر م ��ن النا� ��س الذي ��ن قابلته ��م‪ .‬والي ��وم‪ ،‬م ّزق ��ت الطائفي ��ة‬ ‫موحداً‬ ‫الب�ل�اد‪ ،‬ف ��ي حين �أن لبنان‪ ،‬ال ��ذي �إعترف بنظامه الطائف ��ي‪ ،‬بقي ّ‬ ‫رغم حربه‪ ،‬وذلك �إلى حد كبير لأنه كانت لديه �آليات في المكان لمعالجة‬ ‫واقع مجتمعاته المفككة‪.‬‬ ‫ال�شيء نف�سه ينطبق على القومية العربية‪ .‬على الرغم من �إعتبارها منذ‬ ‫فت ��رة طويلة على �أنها طائف ��ة علمانية لل�شرق الأو�سط‪ ،‬ف�إن الحركة نحو‬ ‫�إن�ش ��اء دولة عربية واحدة لم تتق ��دم كثيراً خالل فترة ما بعد الإ�ستعمار‪.‬‬ ‫وظل ��ت ح ��دود "�سايك� ��س بيكو" في الم ��كان‪ ،‬تدافع عنها بح ��رارة الأنظمة‬ ‫التي بنت �أ�س�س �إيديولوجياتها على �إن�سحاب الإمبريالية الغربية‪.‬‬ ‫الذكرى المئوية ل�سايك�س بيكو يجب �أن تحفز القوميين العرب المراجعة‬ ‫و�إلق ��اء ال�ض ��وء عل ��ى �أنف�سهم‪� .‬إن �إلقاء اللوم عل ��ى بريطانيا وفرن�سا لي�س‬ ‫كافي� �اً لتف�سير ف�شل القومية العربية خ�ل�ال القرن منذ وقعت االتفاقية‪،‬‬ ‫ناهي ��ك ع ��ن الدول ��ة العربي ��ة الحديث ��ة‪ .‬لكن الأ�سط ��ورة هي دائم� �اً �أ�سهل‬ ‫للقبول من الحقيقة‪.‬‬ ‫لندن ‪ -‬مي�شال مظلوم‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫ثقة الم�ستثمرين ال�سياديين م�ستقرة في منطقة ال�شرق الأو�سط‬

‫�أكدت �شركة "�إنفي�سك ��و" �أن ثقة الم�ستثمرين‬ ‫ال�سياديي ��ن ف ��ي ال�شرق الأو�س ��ط م�ستقرة على‬ ‫رغم تحديات الظ ��روف الخارجية‪ ،‬و�أن ر�ؤو�س‬ ‫�أم ��وال �سيادي ��ة جدي ��دة تتدف ��ق �إل ��ى الأ�سواق‬ ‫الأميركي ��ة الواع ��دة فيم ��ا تبتع ��د اال�ستثمارات‬ ‫من �أ�سواق البرازيل ورو�سيا وال�صين‪.‬و�أ�صدرت‬ ‫ال�شرك ��ة تقرير ًا ج ��اء فيه‪�" :‬أ�صبح ��ت الأ�صول‬ ‫العقاري ��ة المق�ص ��د الأول للراغبي ��ن في زيادة‬ ‫مخ�ص�ص ��ات ال�صناديق ال�سيادي ��ة في ال�شرق‬ ‫الأو�س ��ط لال�ستثمارات البديلة ب�شكل �أ�سرع من‬ ‫مخ�ص�صات اال�ستثمار ف ��ي ح�ص�ص ال�شركات‬ ‫الخا�صة والبنى التحتية"‪.‬‬ ‫و�إ�ستعر� ��ض تقرير ال�شرك ��ة بعن ��وان "�إنفي�سكو‬ ‫غلوب ��ال �سوفيري ��ن � ّأ�سيت ما َنجمن ��ت" ال�سلوك‬ ‫اال�ستثماري المع َّقد ل�صناديق الثروات ال�سيادية‬ ‫والم�ص ��ارف المركزية عبر ا�ستط�ل�اع �آراء ‪77‬‬ ‫م�س� ��ؤول �إ�ستثم ��ارات �سيادي ��ة ومدي ��ر �إحتياط‬ ‫خارجي ف ��ي العالم‪ .‬ويدير ه� ��ؤالء ‪ 66‬في المئة‬

‫م ��ن الأ�ص ��ول ال�سيادي ��ة و‪ 25‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن‬ ‫االحتياط ��ات الخارجية العالمي ��ة بما مجموعه‬ ‫‪ 8.96‬تريليونات دوالر‪ .‬و�أ�ش ��ار التقرير �إلى �أن‬ ‫ثقة الم�ستثمرين ال�سياديين في ال�شرق الأو�سط‬ ‫حافظ ��ت عل ��ى �إ�ستقرارها على رغ ��م �إ�ستمرار‬ ‫تقلبات الأ�سواق وانخفا�ض �أ�سعار النفط‪ ،‬حيث‬ ‫وا�صل الم�ستثمرون انتهاج �سيا�سة طويلة الأمد‪،‬‬ ‫وال ��ى وجود توج ��ه قوي لتف�ضي ��ل اال�ستثمار في‬ ‫الواليات المتحدة على مناطق �أخرى من العالم‬ ‫�إ�ضافة �إلى وج ��ود �إقبال متزايد على اال�ستثمار‬ ‫في الأ�صول العقاري ��ة في �سياق ال�سعي الى دفع‬ ‫المخ�ص�صات نحو اال�ستثمارات البديلة‪.‬‬ ‫و�أكدت "انفي�سكو" �أن الم�ستثمرين ال�سياديين‬ ‫ف ��ي ال�شرق الأو�س ��ط �أكثر �إ�ستع ��داد ًا من حيث‬ ‫قدراته ��م‪ ،‬عل ��ى رغ ��م ت�أث ��ر �أداء اال�ستثمارات‬ ‫ال�سيادي ��ة ب�أح ��وال االقت�ص ��اد الك ّل ��ي الناجمة‬ ‫من �إ�ستمرار �إنخفا� ��ض �أ�سعار النفط ومتو�سط‬ ‫العائدات ال�سنوية للمحافظ اال�ستثمارية‪.‬‬

‫"مطار الملكة علياء" طليعي في �إدارة �إنبعاثات الكربون‬ ‫تمك ��ن "مطار الملكة علياء الدولي" من �إجتياز‬ ‫الم�ست ��وى الثالث من �شه ��ادة االعتماد العالمية‬ ‫ف ��ي �إدارة االنبعاث ��ات الكربوني ��ة للمط ��ارات‪،‬‬ ‫لي�صب ��ح الأول ال ��ذي ينج ��ح ف ��ي تج ��اوز ه ��ذا‬ ‫الم�ستوى في منطقة ال�شرق الأو�سط‪ ،‬في �سياق‬ ‫جهوده الم�ستمرة نح ��و تح�سين الكفاءة البيئية‬ ‫ال�شاملة‪.‬‬ ‫و�أُعلن عن ه ��ذا الإنجاز في الم�ؤتمر والمعر�ض‬ ‫الإقليم ��ي لمجل� ��س المط ��ارات الدول ��ي ال� �ـ ‪11‬‬ ‫لمنطقة �آ�سي ��ا والمحيط الهادئ في �أو�ستراليا‪،‬‬ ‫و�أُ�شي ��د بـ"�إنج ��ازات مطارات دولي ��ة في مجال‬ ‫الحد من انبعاثات الكربون �ضمن �إطار برنامج‬ ‫�إدارة االنبعاثات الكربونية للمطارات"‪.‬‬ ‫وق ��ال الرئي�س التنفي ��ذي ل"مجموع ��ة المطار‬ ‫الدول ��ي" كيل ��د بنغ ��ر‪" ،‬ف ��ي �سي ��اق �سعين ��ا‬ ‫الم�ستمر �إلى تحقيق اال�ستدامة البيئية على كل‬ ‫الم�ستوي ��ات‪ ،‬و�ضع مطار الملك ��ة علياء الدولي‬ ‫الح� � ّد م ��ن التل ��وث وتقلي� ��ص انبع ��اث غازات‬ ‫لير�سخ التزامنا تجاه‬ ‫الدفيئة في �س ّلم �أولوياته‪ّ ،‬‬

‫المجتمع المحلي‪ ،‬وي�ساهم في تقلي�ص الب�صمة‬ ‫البيئية في الأردن"‪.‬‬ ‫واعتب ��ر �أن "�إحرازنا الم�ست ��وى الثالث من هذه‬ ‫ال�شه ��ادة المعترف به ��ا دولي ًا‪ ،‬دلي ��ل �آخر على‬ ‫مكانة المط ��ار في مجال الحد م ��ن االنبعاثات‬ ‫الكربونية �إقليمي ًا"‪.‬‬ ‫و�أك ��د الع ��زم عل ��ى "الم�ض ��ي واال�ستم ��رار في‬ ‫العم ��ل لإح ��راز م�ستوي ��ات متقدم ��ة ف ��ي ه ��ذه‬ ‫ال�شه ��ادة‪ ،‬لنتمك ��ن من تحقيق هدفن ��ا المتمثل‬ ‫ف ��ي ت�سيي ��ر عملي ��ات ت�شغيلي ��ة ب�أق ��ل �إنبعاثات‬ ‫كربوني ��ة ممكنة"‪ .‬و�أو�ض ��ح �أن �سيا�سات خف�ض‬ ‫انبعاثات الكرب ��ون التي يتبناه ��ا المطار «�أدّت‬ ‫�إل ��ى انخفا�ض ملمو� ��س في االنبعاث ��ات بمعدل‬ ‫‪ 0.79‬كيلوغ ��رام ف ��ي االنبعاث ��ات للم�ساف ��ر‬ ‫الواحد بين ‪ 2012‬و‪ ."2014‬وتم ّكن المطار من‬ ‫"ت�سجيل انخفا�ض �أكبر في انبعاثاته الكربونية‬ ‫م ��ن ‪ 3.68‬كيلوغرام ��ات للم�ساف ��ر الواحد في‬ ‫الع ��ام ‪� 2014‬إل ��ى ‪ 3.59‬كيلوغرامات في العام‬ ‫‪."2015‬‬

‫�أعلن وزير الم���ال واالقت�صاد المغربي‪ ،‬محمد‬ ‫بو�سعي���د‪� ،‬أن ال َد ْي���ن العام بل���غ ‪ 641‬مليار درهم‬ ‫(‪ 67‬مليار دوالر) حت���ى ني�سان (�أبريل) الما�ضي‪،‬‬ ‫�أي م���ا يعادل ‪ 63.4‬في المئ���ة من الناتج المحلي‬ ‫الإجمال���ي‪ 147 ،‬ملي���ار درهم منه���ا ديون خارجية‬ ‫و‪ 494‬ملي���اراً ديون داخلية‪ .‬و�إعتب���ر في ت�صريح‬ ‫�صحاف���ي �أن ال َد ْين المغربي يظ���ل تحت ال�سيطرة‬ ‫وبعي���داً م���ن الخط الأحم���ر‪ ،‬الذي ح���دده "�صندوق‬ ‫النق���د الدولي" بالن�سبة �إلى الدول النا�شئة والذي‬ ‫يبل���غ نح���و ‪ 70‬في المئ���ة م���ن النات���ج‪ .‬واعتبر �أن‬ ‫المديونية المغربية مرتبطة �أ�سا�سا ً بعجز الموازنة‪،‬‬ ‫فكلم���ا زاد العج���ز المال���ي زاد حج���م اال�ستدان���ة‬ ‫واالقترا����ض‪ ،‬الفتا ً �إلى �أن عج���ز الموازنة المغربية‬ ‫خ�ل�ال ال�سن���وات الما�ضي���ة‪ ،‬بل���غ ‪ 7.2‬ف���ي المئة‬ ‫من النات���ج في الع���ام ‪ ،2012‬م���ا �أدى �إلى زيادة‬ ‫االقترا�ض الخارجي والداخل���ي لمواجهته‪ ،‬فتراجع‬ ‫�إلى ‪ 4.3‬في المئة في العام الما�ضي‪ ،‬وهو مر�شح‬ ‫ليبلغ ‪ 3‬في المئة في العام المقبل‪.‬‬ ‫ُيتوقع �أن ترتفع �إيرادات العراق من وقف العمل‬ ‫بالإعفاءات الجمركية �إل���ى ‪ 4‬مليارات دوالر �سنويا ً‪،‬‬ ‫خ�صو�صا ً �أن تعليمات الإعفاء الجمركي �صدرت في‬ ‫ظروف اقت�صادي���ة مختلفة عما ت�شهده البالد حاليا ً‪،‬‬ ‫ما ي�ستوج���ب تعليق العمل بهذه الإعفاءات �أو �إعادة‬ ‫النظر فيه���ا‪ .‬وقال الم�ست�ش���ار االقت�صادي لرئي�س‬ ‫ال���وزراء العراقي‪ ،‬مظهر محمد �صال���ح‪ ،‬في ت�صريح‬ ‫�صحاف���ي �إن حج���م الإي���رادات الجمركي���ة با�ستثناء‬ ‫منافذ �إقليم كرد�ستان قد يالم�س ‪ 4‬مليارات دوالر‬ ‫بحل���ول نهاية ال�سنة‪ ،‬وهذا الرق���م يفوق ما خطط له‬ ‫في الموازنة العامة ومن �ش�أنه �أن ي�ساهم في خف�ض‬ ‫العجز المال���ي‪ ،‬م�شيراً �إلى �سع���ي الحكومة لتح�سين‬ ‫الأداء والجباية في الجمارك‪.‬‬ ‫�أف���ادت "الهيئة المغربية ل�س���وق الر�ساميل"‬ ‫�إن المغرب يعتزم بيع ح�صة تبلغ ‪ 40‬في المئة في‬ ‫�شرك���ة "مر�س���ى المغرب" عبر ط���رح �أولي عام في‬ ‫بور�ص���ة الدار البي�ض���اء‪ .‬وت�أ�س�ست �شركة "مر�سى‬ ‫المغرب" ف���ي العام ‪ ،2006‬وتدي���ر الأر�صفة في‬ ‫ت�سع موانئ مغربية وتقدم خدمات لوجي�ستية‪.‬‬ ‫وقالت ال�شركة �إنه���ا ت�سعى للح�صول على تمويل‬ ‫لتو�سعاته���ا المزمع���ة ف���ي �إط���ار مناف�ستها على‬ ‫الف���وز ب����إدارة ر�صيفين �آخري���ن في مين���اء الدار‬ ‫البي�ض���اء‪ ،‬وقالت �إنها تبحث ع���ن فر�ص �أخرى في‬ ‫�شمال وغرب �أفريقي���ا‪ .‬و�سيكون هذا الطرح الأول‬ ‫ف���ي المغرب ه���ذا العام‪ ،‬والأول عل���ى الإطالق في‬ ‫عملي���ة خ�صخ�صة ف���ي البالد‪ .‬وق���د ي�ساعد الطرح‬ ‫عل���ى �إنعا�ش بور�صة ال���دار البي�ض���اء التي تعاني‬ ‫من تبع���ات الأزمة في منطقة الي���ورو ونق�ص عدد‬ ‫الم�ستثمرين الأجانب‪.‬‬

‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪13‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون عربية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫المفكرة العربية‬

‫ال ُمغتربون العرب ح ّولوا ‪ 49‬مليار دوالر في �سنة‬ ‫ك�ش ��ف �إتح ��اد الم�ص ��ارف العربي ��ة �أن "تحوي�ل�ات‬ ‫و�شم ��ال �أفريقي ��ا‪ ،‬و‪ 97.4‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن مجم ��ل‬ ‫المغتربي ��ن �إل ��ى ال ��دول العربي ��ة بلغ ��ت‪ ،‬بوج ��ود‬ ‫التحوي�ل�ات �إل ��ى المنطق ��ة العربي ��ة‪ .‬وبلغ ��ت‬ ‫عمال ��ة مهاج ��رة تق ��در ب� �ـ ‪ 24‬ملي ��ون �شخ� ��ص‪49 ،‬‬ ‫التحوي�ل�ات �إل ��ى م�ص ��ر ‪ 19.7‬ملي ��ار دوالر (م ��ا‬ ‫ملي ��ار دوالر ف ��ي الع ��ام ‪ ،2015‬و�إحتل ��ت م�ص ��ر‬ ‫يمث ��ل ‪ 40.4‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن مجم ��ل التحويالت)‪،‬‬ ‫المرتب ��ة الأول ��ى عربي� �اً وال�سابع ��ة عالمي� �اً ف ��ي‬ ‫و‪ 7.2‬ملي ��ارات دوالر �إلى لبنان‪ ،‬و‪ 6.4‬مليارات �إلى‬ ‫التحويالت النقدي ��ة التي بلغت ‪ 19.7‬مليار دوالر‬ ‫المغرب‪ ،‬و‪ 3.8‬مليارات �إلى الأردن‪ .‬و�شملت الئحة‬ ‫�أي م ��ا يمثل ‪ 40.4‬في المئة من مجمل تحويالت‬ ‫�أكب ��ر ‪ 20‬دول ��ة متلقية للتحويالت ف ��ي العالم في‬ ‫العام ‪ ،2015‬ك ً‬ ‫المغتربين �إلى المنطقة العربية‪.‬‬ ‫ال من م�صر ولبنان والمغرب‪.‬‬ ‫الأمين العام لإتحاد الم�صارف العربية و�سام فتوح‬ ‫ً‬ ‫و�إحت ��ل لبن ��ان المرتب ��ة الثانية عربي� �ا بتحويالت‬ ‫وقد �أ ّثر �إنخفا�ض �أ�سعار النفط منذ منت�صف العام‬ ‫بلغ ��ت نح ��و ‪ 7.2‬ملي ��ارات دوالر‪ .‬و�أدت ظاه ��رة تجن ��ب الأخط ��ار وتراج ��ع ‪ 2014‬ف ��ي تدفق ��ات التحوي�ل�ات‪ ،‬بما �أن ن�سبة كبيرة م ��ن المهاجرين العرب‬ ‫�أ�سع ��ار النف ��ط والتباط� ��ؤ االقت�ص ��ادي ف ��ي ال ��دول العربية المنتج ��ة للنفط يقيم ��ون ويعمل ��ون ف ��ي الدول العربي ��ة الم�ص ��درة للنف ��ط‪ ،‬وبالتحديد دول‬ ‫�إل ��ى �إنخفا� ��ض ب�سي ��ط في تحوي�ل�ات المغتربين �إل ��ى لبنان بن�سب ��ة ‪ 3.3‬في الخلي ��ج‪ .‬و�شهدت ن�سبة نم ��و التحويالت �إنخفا�ضاً في م�صر‪ ،‬وذلك من ‪9.7‬‬ ‫المئ ��ة ف ��ي الع ��ام ‪ ،2015‬وهي �أف�ض ��ل مقارنة بالع ��ام ‪ 2014‬حي ��ن كانت ن�سبة ف ��ي المئ ��ة في العام ‪� 2014‬إلى ‪ 0.7‬في المئة في العام ‪ ،2015‬بما �أن �أكثر من‬ ‫االنخفا�ض ‪ 8.4‬في المئة"‪.‬‬ ‫‪ 71.5‬في المئة من التحويالت �إلى م�صر م�صدرها دول الخليج‪ .‬وفي �شكل‬ ‫و�أو�ض ��ح الإتح ��اد في درا�س ��ة �أن "دول مجل� ��س التعاون الخليج ��ي (ب�إ�ستثناء موازٍ‪ ،‬تراجعت التحويالت المالية �إلى لبنان بن�سبة ‪ 3.3‬في المئة في العام‬ ‫البحري ��ن) دخل ��ت الئحة �أكب ��ر ‪ 20‬دولة مُر�سل ��ة للتحويالت ف ��ي العالم في ‪ ،2015‬بع ��د تراج ��ع مماثل بن�سبة ‪ 8.4‬في المئة ف ��ي العام ‪ .2014‬و�إنخف�ضت‬ ‫الع ��ام ‪ ،2014‬و�أت ��ت ال�سعودي ��ة ثانية عالمي� �اً بعد الواليات المتح ��دة �إذ بلغت التحوي�ل�ات �إل ��ى المغرب بن�سبة ‪ 7.3‬في المئ ��ة في العام ‪ ،2015‬وهي الن�سبة‬ ‫التحوي�ل�ات المر�سل ��ة م ��ن دول الخليج من حوالى ‪ 29‬ملي ��ون عامل �أجنبي الأ�سو�أ بين الدول العربية‪ ،‬ويعود ذلك في �شكل رئي�سي �إلى تراجع الأو�ضاع‬ ‫نح ��و ‪ 98‬ملي ��ار دوالر‪ ،‬ف ��ي الع ��ام ‪ .2014‬وذه ��ب ج ��زء كبي ��ر منها �إل ��ى الدول االقت�صادية في كل من فرن�سا و�إيطاليا و�إ�سبانيا‪ ،‬حيث �أن ‪ 70‬في المئة من‬ ‫العربي ��ة والج ��زء الآخ ��ر الى دول عدة مث ��ل الهند‪ ،‬الفيليبي ��ن‪ ،‬وباك�ستان‪ ...‬التحوي�ل�ات �إلى المغرب م�صدره ��ا الدول الثالث المذكورة‪ ،‬وكذلك ب�سبب‬ ‫الخ وفق العمالة الموجودة في دول الخليج"‪.‬‬ ‫انخفا� ��ض قيم ��ة الي ��ورو مقابل ال ��دوالر‪ .‬في المقاب ��ل‪ ،‬ف�إن ال ��دول العربية‬ ‫وكت ��ب الأمين الع ��ام لالتحاد و�سام فتوح في الدرا�س ��ة‪" :‬على رغم الأو�ضاع الم�ص ��درة للتحوي�ل�ات ه ��ي دول الخلي ��ج ‪ -‬ال�سعودي ��ة‪ ،‬الإم ��ارات‪ ،‬الكوي ��ت‪،‬‬ ‫ال�سيا�سية ال�صعبة‪ ،‬بلغت تحويالت المغتربين �إلى اليمن ‪ 3.4‬مليارات دوالر قطر‪ ،‬البحرين وعُمان‪� ،‬إ�ضافة �إلى ليبيا‪.‬‬ ‫(‪ 7.0‬ف ��ي المئ ��ة من مجمل التحويالت) و�إل ��ى تون�س ‪ 2.4‬ملياري دوالر في وخ�ل�ال ‪ ،2014‬بلغ ��ت التحويالت المر�سلة م ��ن دول الخليج ومن حوالى ‪29‬‬ ‫العام ‪ 4.8( 2015‬في المئة من مجمل التحويالت)‪ .‬ونتيجة عدم اال�ستقرار ملي ��ون عام ��ل �أجنبي‪ ،‬نحو ‪ 98.2‬مليار دوالر‪ ،‬وهي تمثل نحو �ستة في المئة‬ ‫ال�سيا�س ��ي والأمن ��ي ف ��ي �سوريا‪ ،‬لم ي�ص ��در عن البنك الدول ��ي معلومات عن م ��ن النات ��ج المحل ��ي الإجمال ��ي له ��ذه ال ��دول‪ ،‬و‪ 93.2‬في المئ ��ة من مجمل‬ ‫حجم التحويالت �إلى �سوريا منذ العام ‪."2011‬‬ ‫تدفق ��ات التحوي�ل�ات م ��ن المنطق ��ة العربي ��ة‪ .‬واحتل ��ت المملك ��ة العربي ��ة‬ ‫وق ��ال‪" :‬نظ ��راً �إل ��ى الف ��وارق بين ال ��دول العربي ��ة بالن�سبة �إل ��ى م�ستويات ال�سعودي ��ة المرتب ��ة الثاني ��ة عالمي� �اً (بع ��د الوالي ��ات المتح ��دة)‪ ،‬والإمارات‬ ‫الدخل والهيكلية االقت�صادية ومميزات �أ�سواق العمل‪ ،‬ف�إن المنطقة العربية المرتب ��ة الخام�س ��ة‪ ،‬والكوي ��ت المرتبة ال�ساد�س ��ة‪ ،‬وقطر المرتب ��ة العا�شرة‪،‬‬ ‫هي في الوقت نف�سه م�صدر ومتلق رئي�سي لتحويالت العاملين في الخارج‪ .‬و ُعم ��ان المرتب ��ة الثاني ��ة ع�ش ��رة‪� ،‬ضم ��ن �أكبر ‪ 20‬دول ��ة مر�سل ��ة للتحويالت‬ ‫وزادت التحوي�ل�ات م ��ن و�إلى الدول العربية في �شكل مت�صاعد خالل العقد ح ��ول العال ��م في العام ‪ .2014‬م ��ع الإ�شارة �إلى �أن ن�سب ��ة العمال المهاجرين‬ ‫الما�ض ��ي‪ ،‬كا�سبة �أهمي ��ة اقت�صادية واجتماعية كبيرة في المنطقة‪ .‬وبوجود �إلى عدد ال�سكان هي الأعلى عالمياً في قطر (‪ 91‬في المئة)‪ ،‬والإمارات (‪88‬‬ ‫عمال ��ة مهاجرة تقدر بحوالى ‪ 24‬ملي ��ون �شخ�ص‪ ،‬بلغت التحويالت المالية في المئة) والكويت (‪ 72‬في المئة)‪.‬‬ ‫�إل ��ى ال ��دول العربي ��ة نحو ‪ 48.8‬ملي ��ار دوالر في العام ‪ ،2015‬ف ��ي حين بلغت وبالن�سب ��ة �إل ��ى م�ص ��در التحوي�ل�ات �إل ��ى المنطق ��ة العربي ��ة‪ ،‬ف� ��إن الواليات‬ ‫التحويالت من المنطقة العربية نحو ‪ 105.4‬مليارات في العام ‪."2014‬‬ ‫المتحدة هي الأكثر تواتراً كم�صدر للتحويالت للدول العربية‪� ،‬إ�ضافة �إلى‬ ‫وتغط ��ي الدرا�س ��ة ‪ 11‬دولة عربية م�صدّرة للعمالة ه ��ي الجزائر‪ ،‬وجيبوتي‪ ،‬كن ��دا وال�سعودي ��ة والإمارات العربية‪ .‬في حين �أن معظم الدول العربية ذات‬ ‫وم�صر‪ ،‬والأردن‪ ،‬ولبنان‪ ،‬والمغرب‪ ،‬وال�سودان‪ ،‬و�سوريا‪ ،‬وتون�س‪ ،‬وفل�سطين‪ ،‬التدفق ��ات الكبي ��رة تعتمد عل ��ى دول الخليج‪ ،‬ف�إن ال ��دول العربية في �شمال‬ ‫واليم ��ن‪ .‬وبلغ مجم ��وع التحويالت التي تلقتها هذه الدول (ما عدا �سوريا) �أفريقي ��ا وه ��ي الجزائ ��ر والمغ ��رب وتون�س‪ ،‬تع ��د كا�ستثناء‪ .‬ويع ��ود ذلك �إلى‬ ‫‪ 47.6‬مليار دوالر‪ ،‬وهو ما يمثل �ستة في المئة من ناتجها القومي المجمع‪ ،‬العالق ��ات االقت�صادية القوية بين هذه ال ��دول والدول الأوروبية‪ ،‬خ�صو�صاً‬ ‫ويمث ��ل ‪ 94.6‬في المئة من مجمل التحوي�ل�ات �إلى منطقة ال�شرق الأو�سط فرن�سا وبلجيكا و�ألمانيا‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬ ‫الموجز الخليجي‬

‫بالريادة في تحويل وا�سع للحكومة ال�سعودية‬ ‫العديمة الجدوى‪.‬‬ ‫ن�ش ��ر ه ��ذا المجل� ��س �أخي ��راً برنام ��ج التح ��ول‬ ‫الوطني (‪� 112‬صفحة) الذي يحدد بالتف�صيل‬ ‫م�ؤ�ش ��رات الإ�صالح ��ات والتق ��دم ل ��كل وزارة‬ ‫ووكالة حكومي ��ة التي ينبغي �أن تنفذ من �أجل‬ ‫تحقي ��ق الأه ��داف الطموح ��ة للغاي ��ة لخط ��ة‬ ‫�إ�ص�ل�اح ر�ؤي ��ة ‪� .2030‬إن اله ��دف الرئي�س ��ي هو‬ ‫�إنهاء �إعتماد المملكة على النفط �إلى حد كبير‬ ‫م ��ن خالل �إن�ش ��اء �أكبر �صن ��دوق للإ�ستثمارات‬ ‫العام ��ة في العالم لإنتاج المليارات من الأرباح‬ ‫م ��ع هدف �أولي يتمثل في زيادة الإيرادات غير‬ ‫النفطي ��ة ثالث ��ة �أ�ضعاف �إل ��ى ‪ 141‬مليار دوالر‬ ‫في �أربع �سنوات‪.‬‬ ‫في نواح كثيرة‪ ،‬يمثل محمد قطيعة جذرية مع‬ ‫جيل والده م ��ن الأمراء الم�سني ��ن ال ُمحدَّدين‬ ‫بالتقلي ��د الذي ��ن حكم ��وا المملك ��ة ب�سرية منذ‬ ‫ت�أ�سي�سه ��ا في الع ��ام ‪ .1932‬وب�شكل وا�ضح لي�س‬ ‫لدي ��ه �أي �إعتب ��ار للعم ��ر �أو الأقدمي ��ة‪ .‬وق ��د‬ ‫�أظهر �أي�ضاً �أنه ال يتورع من تعزيز �صورته في‬ ‫و�سائ ��ل الإع�ل�ام الأجنبية‪ ،‬وه ��ذا �أمر في وقت‬ ‫�ساب ��ق كان من المحرم ��ات الملكية‪ .‬ويبدو �أنه‬ ‫حت ��ى غير خائف عل ��ى تحدّي الو�ض ��ع الراهن‬ ‫الملكي من خالل التناف�س مع �إبن عمه الأكبر‬ ‫الأكث ��ر خب ��رة الآن‪ ،‬ول ��ي العه ��د الأمير محمد‬ ‫بن نايف‪ ،‬لي�صبح خليفة والده المبا�شر‪.‬‬ ‫ولك ��ي يح ��دث ذل ��ك‪ ،‬ف�إن عل ��ى المل ��ك �سلمان‪،‬‬ ‫ال ��ذي خل ��ع بالفع ��ل ول ��ي العهد الأمي ��ر مقرن‬ ‫ف ��ي الع ��ام الما�ض ��ي‪� ،‬إعف ��اء محم ��د ب ��ن نايف‪،‬‬ ‫وزي ��ر الداخلية القوي وال ��ذي �أثبت قدرة على‬ ‫التعام ��ل م ��ع الق�ضايا الأمنية لم ��دة ‪ 17‬عاماً‪.‬‬ ‫ويع ��ود ل ��ه الف�ض ��ل ف ��ي الحف ��اظ عل ��ى حك ��م‬ ‫�آل �سع ��ود ف ��ي م�أم ��ن م ��ن المكائ ��د الإرهابي ��ة‬ ‫�أو ًال م ��ن تنظي ��م "القاع ��دة" والآن من تنظيم‬ ‫"الدولة الإ�سالمية" �أي�ضاً‪.‬‬ ‫محم ��د ب ��ن ناي ��ف‪ ،‬ال ��ذي �سيكم ��ل عام ��ه ال‪57‬‬ ‫ف ��ي �آب (�أغ�سط� ��س) المقبل‪ ،‬ه ��و رئي�س لهيئة‬ ‫رئي�سي ��ة �أخرى ل�صنع ال�سيا�س ��ات �أن�ش�أها العام‬ ‫الما�ض ��ي المل ��ك �سلم ��ان تح ��ت �إ�س ��م "مجل�س‬

‫ال�ش� ��ؤون الأمنية وال�سيا�سي ��ة"‪ .‬وطالما �إعتبر‬ ‫انه الأمير ال�سع ��ودي المف�ضل لدى وا�شنطن‪،‬‬ ‫ويب ��دو �سائ ��راً ب�أم ��ان عل ��ى الطري ��ق ال�صحيح‬ ‫لي�صب ��ح المل ��ك المقب ��ل‪ .‬ولك ��ن محم ��د ب ��ن‬ ‫�سلم ��ان الآن يتح� �دّى ه ��ذا االفترا� ��ض‪ ،‬الأم ��ر‬ ‫ال ��ذي �أجب ��ر الم�س�ؤولي ��ن االميركيي ��ن عل ��ى‬ ‫درا�س ��ة تدابي ��ره بجدي ��ة �أكث ��ر والتحق ��ق م ��ن‬ ‫دوافعه و�أهدافه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫محم ��د بن �سلم ��ان يق ��ود ف�صيال م ��ن ال�صقور‬ ‫داخ ��ل العائلة المالكة الذي ق ��رر تو�سيع القوة‬ ‫الع�سكري ��ة ال�سعودي ��ة �إل ��ى ح ��د كبير م ��ن �أجل‬ ‫مناف�س ��ة �إي ��ران بق ��وة �أكب ��ر‪ ،‬والتي تخ ��رج الآن‬ ‫م ��ن عزلته ��ا الدولي ��ة بع ��د الإتف ��اق عل ��ى وقف‬ ‫برنامجه ��ا الن ��ووي الع�سك ��ري‪ .‬وق ��د �أطل ��ق‬ ‫ال�سعودي ��ون �إئتالفي ��ن ع�سكريي ��ن ف ��ي الأ�شهر‬ ‫ال‪ 15‬الما�ضي ��ة‪ ،‬واح� � ٌد يت�أل ��ف م ��ن ت�س ��ع دول‬ ‫عربية �سنية للقتال في اليمن �ضد المتمردين‬ ‫الحوثيي ��ن المدعومين من طه ��ران‪ .‬والهدف‬ ‫الر�سم ��ي للإئت�ل�اف الآخ ��ر‪ ،‬المحت�ض ��ن ل‪34‬‬ ‫دول ��ة �سني ��ة‪ ،‬هو مكافحة الإره ��اب‪ ،‬على الرغم‬ ‫م ��ن �أن ��ه ي َ‬ ‫ُنظ ��ر �إلي ��ه عل ��ى نط ��اق وا�س ��ع ب�أن ��ه‬ ‫يمث ��ل حيل ��ة �أخرى لمواجه ��ة �إي ��ران ال�شيعية‪.‬‬ ‫ف ��ي الوق ��ت عين ��ه‪ ،‬ت�ش ��ارك المملك ��ة العربي ��ة‬ ‫ال�سعودي ��ة ف ��ي �إئتالف ثال ��ث بقي ��ادة الواليات‬ ‫المتحدة لمقاتلة تنظيم "الدولة الإ�سالمية"‪.‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك‪ ،‬ف� ��إن الأه ��داف الأ�سا�سي ��ة للبلدي ��ن‬ ‫لي�س ��ت ه ��ي نف�سها‪ .‬بالن�سب ��ة �إل ��ى �إدارة �أوباما‪،‬‬ ‫الق ��دوة ل�سيا�سته ��ا ف ��ي ال�شرق الأو�س ��ط حالياً‬ ‫ه ��ي "�إ�ضع ��اف "داع� ��ش" وتدمي ��ره"‪ ،‬و�إنت�شال‬ ‫الوالي ��ات المتح ��دة م ��ن الح ��روب المتع ��ددة‬ ‫ف ��ي المنطقة‪ ،‬وال�صراع ��ات الطائفية‪ ،‬وتعزيز‬ ‫االنف ��راج ال�سعودي‪-‬الإيران ��ي‪ .‬بالن�سب ��ة �إل ��ى‬ ‫المملك ��ة العربي ��ة ال�سعودي ��ة‪ ،‬ف� ��إن الأه ��داف‬ ‫الأ�سمى هي دحر النف ��وذ الإيراني ال�شيعي في‬ ‫العال ��م العربي ال�سني‪ ،‬و�إ�سقاط حليف طهران‬ ‫الرئي�س ��ي في ��ه‪ ،‬الرئي�س ال�سوري ب�ش ��ار الأ�سد‪،‬‬ ‫والحفاظ على تورط الواليات المتحدة ب�شكل‬ ‫كامل في المنطقة‪.‬‬ ‫وا�شنطن ‪� -‬سمير الحلو‬

‫توقعت وزارة العمل والتنمية االجتماعية في‬ ‫الريا����ض �أن ت�ستقبل �س���وق العمل ال�سعودية هذا‬ ‫الع���ام مليوني طالب عم���ل من الجن�سي���ن‪ ،‬ملمحة‬ ‫�إل���ى م�س�ؤوليته���ا عن توظي���ف ‪� 400‬أل���ف منهم‪.‬‬ ‫فيم���ا يفتر����ض �أن ي�ستوعب القط���اع الحكومي ما‬ ‫تبق���ى من الخريجي���ن‪� ،‬إال �أنها �أ�ش���ارت �إلى �أن هذا‬ ‫القطاع يعاني "الت�شب���ع"‪ .‬وقال نائب الوزير �أحمد‬ ‫الحميدان‪" :‬نحن �أمام تحد كبير لتوظيف ما ال يقل‬ ‫ع���ن ‪� 400‬ألف وظيفة مالئم���ة �سنويا ً لل�سعوديين‬ ‫وال�سعودي���ات‪ ،‬لناحية الأج���ر وبيئة العمل في ظل‬ ‫ت�شبع الجهات الحكومية من الموظفين"‪.‬‬ ‫وتب���دو مع�ضل���ة التوظيف ف���ي جانبه���ا الن�سائي‬ ‫�أكث���ر تعقيداً م���ن ت�شغي���ل نظرائهم الرج���ال‪� ،‬إال‬ ‫�أن الحمي���دان �أك���د خالل كلمة �ألقاه���ا في "ملتقى‬ ‫التج���ارب الناجحة لعمل المر�أة" الذي �أقيم في مقر‬ ‫الغرف���ة التجاري���ة ال�صناعية بالريا�ض �أخي���راً‪� ،‬أنه‬ ‫�سيتم تقلي�ص ن�سب���ة البطالة بين الن�ساء‪ ،‬وتوفير‬ ‫فر�ص العمل لهن‪.‬‬ ‫�أعلن���ت �شرك���ة "كالتون���ز"‪ ،‬المتخ�ص�صة في‬ ‫مج���ال اال�ست�ش���ارات العقاري���ة‪ ،‬ا�ستم���رار الطلب‬ ‫الق���وي م���ن ال�ش���ركات العالمي���ة عل���ى الوحدات‬ ‫المكتبي���ة ف���ي المناطق الح���رة في دب���ي‪ ،‬م�شيرة‬ ‫�إل���ى �أن الطل���ب الأكبر يتركز عل���ى الوحدات التي‬ ‫تراوح م�ساحتها بي���ن ‪� 3‬آالف و‪� 7‬آالف قدم مربعة‪،‬‬ ‫م���ع ا�ستحواذ المناط���ق الحرة عل���ى ‪ 75‬في المئة‬ ‫من معدالت الطلب‪ .‬و�أ�ضاف���ت ال�شركة في تقرير‬ ‫حول �آفاق �سوق العقارات التجارية في دبي لربيع‬ ‫‪� ،2016‬أن "م�شه���د �إيج���ارات المكات���ب الرئي�سة‬ ‫في �أب���رز المناط���ق الحرة حاف���ظ عل���ى ا�ستقراره‬ ‫خ�ل�ال الرب���ع الأول من الع���ام الحالي‪ ،‬م���ع ت�سجيل‬ ‫معدالت �إ�شغال مرتفعة في المناطق الرئي�سة مثل‬ ‫مركز دبي المالي العالمي‪ ،‬ومدينة دبي للإنترنت‪،‬‬ ‫ومدينة دبي للإعالم"‪.‬‬ ‫تتج���ه هيئ���ة ال�س���وق المالي���ة ف���ي المملك���ة‬ ‫العربي���ة ال�سعودية �إلى �إجراء تعديالت على قواعد‬ ‫خف����ض الحد الأدنى المطلوب لقيمة الأ�صول التي‬ ‫تديرها الم�ؤ�س�سات المالية الأجنبية‪.‬‬ ‫ودعت الهيئ���ة �أخيراً الم�ستثمري���ن والمهتمين �إلى‬ ‫�إب���داء �آرائه���م ومالحظاتهم ح���ول م�ش���روع القواعد‬ ‫المنظم���ة ال�ستثم���ار الم�ؤ�س�س���ات المالي���ة الأجنبية‬ ‫ف���ي الأوراق المالية المدرجة بع���د تحديثه‪ ،‬و�أتاحته‬ ‫(�إبت���داء م���ن ‪ 20‬حزي���ران (يوني���و)) عل���ى موقعها‬ ‫الإلكترون���ي ولمدة ‪ 30‬يوما ً تقويمي���ا ً عبر القنوات‬ ‫الر�سمية للهيئة‪ ،‬م�ؤكدة �أن المقترحات والمالحظات‬ ‫التي تتلقاها �ستكون محل العناية والدرا�سة لغر�ض‬ ‫اعتماد‏ال�صيغة النهائية للقواعد‪.‬‬ ‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪15‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون خليجية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف الخليجي‬

‫الأمير ال�سعودي "الخارق" يزور وا�شنطن‬ ‫الأمي ��ر "الثائ ��ر" محم ��د بن �سلم ��ان‪ ،‬ولي ولي‬ ‫عهد المملكة العربية ال�سعودية ووزير دفاعها‪،‬‬ ‫ق ��ام ب� ��أول زي ��ارة ر�سمية ل ��ه �إل ��ى وا�شنطن منذ‬ ‫�أي ��ام في ظل �إنخفا�ض جديد في العالقات بين‬ ‫الوالي ��ات المتحدة وبالده‪ .‬في �سن ال‪ ،30‬وبعد‬ ‫‪� 14‬شهراً فقط على و�صوله �إلى من�صبه الرفيع‪،‬‬ ‫ف� ��إن الأمي ��ر الطموح ه ��و بالفعل �أح ��د �صانعي‬ ‫ال�سيا�س ��ة الأكث ��ر نف ��وذاً ف ��ي العائل ��ة المالك ��ة‬ ‫ال�سعودي ��ة‪ ،‬ف ��ي حي ��ن يبقى نوعاً م ��ن اللغز في‬ ‫العا�صم ��ة الأميركي ��ة‪ .‬لق ��د كان م�شغ ��و ًال ف ��ي‬ ‫هند�س ��ة �إقت�ص ��اد �سع ��ودي جدي ��د غي ��ر معتم ��د‬ ‫عل ��ى النف ��ط للحي ��اة‪ ،‬والآن علي ��ه التعام ��ل مع‬ ‫ت�شكي ��ل ال�سيا�س ��ة الخارجية الجدي ��دة التي لم‬ ‫تعد تعتمد على �أميركا لقوتها الع�سكرية‪.‬‬ ‫محم ��د ه ��و رائ ��د ال�صق ��ور ال�شباب ف ��ي العائلة‬ ‫المالك ��ة ال ��ذي ي�ص� � ّر عل ��ى �إظه ��ار المملك ��ة‬ ‫ال�سعودي ��ة ب�أنه ��ا لي�س ��ت ق ��وة ديني ��ة ونفطي ��ة‬ ‫فق ��ط‪ ،‬ولكنه ��ا �أي�ض� �اً واح ��دة ع�سكري ��ة‪ .‬كان ��ت‬ ‫�إدارة �أوبام ��ا ت�شج ��ع دائم� �اً ال�سعوديي ��ن عل ��ى‬ ‫االعتم ��اد عل ��ى �أنف�سهم ل�ضم ��ان �أمنهم‪ ،‬ولكنها‬ ‫�إكت�شف ��ت ف ��ي العملي ��ة ب� ��أن الريا� ��ض لديه ��ا‬ ‫�أه ��داف و�أولوي ��ات مت�ضاربة مع وا�شنطن‪ .‬وقد‬ ‫�أ�صبح هذا �أكثر و�ضوحاً في المواقف المتباينة‬ ‫ف ��ي التعام ��ل م ��ع �إي ��ران‪ .‬ال�سعودي ��ون ‪ -‬الذين‬ ‫يعتبرون الجمهورية الإ�سالمية بانها عدوتهم‬ ‫الرئي�سي ��ة ف ��ي المنطق ��ة ‪ -‬ي�سع ��ون �إل ��ى ع ��زل‬ ‫طه ��ران‪ ،‬بينما ي�شجع البي ��ت الأبي�ض الريا�ض‬ ‫على التقارب و"تبادل الم�صالح مع الجيران‪".‬‬ ‫‪ ‬ولكن النقطة الأ�سا�سية للخالف في محادثات‬ ‫محم ��د ف ��ي وا�شنط ��ن م ��ع كب ��ار الم�س�ؤولي ��ن‬ ‫الأميركيي ��ن كانت بال �شك �سوريا‪ .‬ال�سعوديون‬ ‫يري ��دون ت�صعي ��د الح ��رب الجب ��ار الرئي� ��س‬ ‫ال�س ��وري ب�ش ��ار الأ�سد على ت ��رك ال�سلطة‪ .‬وهم‬ ‫يدفع ��ون البيت الأبي�ض �إل ��ى تبني خطة بديلة‬ ‫تدع ��و �إل ��ى مث ��ل ه ��ذا الت�صعي ��د‪ ،‬بم ��ا ف ��ي ذلك‬ ‫الق ��رار المثير للجدل ب�إعطاء �صواريخ م�ضادة‬ ‫للطائ ��رات للجماع ��ات المتم ��ردة المناه�ض ��ة‬ ‫للنظام ال�سوري‪.‬‬ ‫حت ��ى الآن‪ ،‬ل ��م ُيب ��دِ الرئي� ��س �أوبام ��ا �إهتمام� �اً‬

‫‪14‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫الرئي�س باراك �أوباما ي�ستقبل الأمير محمد بن �سلمان‬

‫�أو م�صلح ��ة ف ��ي الخط ��ة (ب)‪ ،‬الت ��ي ُيق ��ال �أن الأخي ��رة �أكث ��ر و�ضوح� �اً‪ .‬فهم ��ا ال يتفق ��ان على‬ ‫وزي ��ر الخارجية‪ ،‬جون كي ��ري‪ ،‬ي�ؤيدها كو�سيلة �أه ��داف الح ��رب ف ��ي �سوري ��ا واليم ��ن وقب ��ل كل‬ ‫لك�سب نفوذ في حاجة ما�سة �إليه لل�ضغط على �ش ��يء عل ��ى م ��ا �إذا كان �سيك ��ون هن ��اك ت�سوي ��ة‬ ‫حكوم ��ة الأ�سد‪ .‬في خطاب وطن ��ي �ألقاه �أخيراً‪ ،‬للخالف ��ات م ��ع �إي ��ران‪� .‬إن ال�سيا�س ��ة النفطي ��ة‬ ‫�أعل ��ن اال�س ��د ب�شكل وا�ضح �أنه يعت ��زم البقاء في ال�سعودي ��ة‪ ،‬الت ��ي من ��ذ فت ��رة طويل ��ة ت�ستجي ��ب‬ ‫ال�سلط ��ة �إلى �أجل غير مُ�س ّمى‪ ،‬وتعهّد ب�إ�ستعادة لم�صال ��ح الوالي ��ات المتح ��دة‪ ،‬ته ��دف الآن‬ ‫"كل �شب ��ر" م ��ن الأرا�ض ��ي ال�سوري ��ة ال�شا�سع ��ة جزئي� �اً �إل ��ى الح ��د من تناف� ��س منتج ��ي النفط‬ ‫التي ت�سيط ��ر عليها حالياً جماعات المتمردين ال�صخري الأميركي وحتى �إيقافهم عن العمل‪.‬‬ ‫وي�ضغط الكونغر�س لإ�صدار ت�شريعات لتجريد‬ ‫الإ�سالمية والعلمانية‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن �سوري ��ا تمث ��ل �أكب ��ر ع ّلة ف ��ي تال�شي الحكوم ��ة ال�سعودي ��ة م ��ن الح�صان ��ة ال�سيادي ��ة‬ ‫العالق ��ة الخا�ص ��ة بي ��ن الوالي ��ات المتح ��دة م ��ن �أجل ال�سم ��اح لأ�س ��ر �ضحايا �أح ��داث �أيلول‬ ‫وال�سعودي ��ة الت ��ي يع ��ود تاريخه ��ا �إل ��ى نهاي ��ة (�سبتمب ��ر) ‪ 2001‬رف ��ع دع ��اوى ق�ضائي ��ة �ض ��د‬ ‫الح ��رب العالمي ��ة الثاني ��ة‪� .‬إن حج ��ر الزاوي ��ة المملك ��ة ف ��ي المحاك ��م الأميركية �ض ��د الدعم‬ ‫الدائ ��م من ��ذ فت ��رة طويل ��ة ‪ -‬النف ��ط ال�سعودي ال�سعودي المزعوم للإرهابيين الخاطفين‪.‬‬ ‫�إل ��ى الوالي ��ات المتح ��دة ف ��ي مقاب ��ل الحماي ��ة ف ��ي ه ��ذه العالق ��ة غي ��ر الم�ستق ��رة الآن �أت ��ى‬ ‫الأميركي ��ة لحك ��م �آل �سع ��ود ‪ -‬ل ��م يع ��د �ساري� �اً‪ .‬محم ��د ب ��ن �سلم ��ان‪ ،‬ال�ش ��اب ال�صغير ف ��ي ال�سنً‬ ‫ول ��م يع ��د النف ��ط ال�سع ��ودي حا�سم� �اً بالن�سب ��ة وغي ��ر ال ُمج� � ّرب لك ��ي يع ��رف �صن ��اع ال�سيا�س ��ة‬ ‫�إل ��ى �أمي ��ركا‪ ،‬و�أ�صبح ��ت الريا� ��ض �أق ��ل �إعتماداً الأميركي ��ون معدن ��ه‪ .‬بف�ض ��ل وال ��ده‪ ،‬المل ��ك‬ ‫ب�ش ��كل متزايد على وا�شنط ��ن لأمنها‪ .‬وال يزال �سلمان‪ ،‬ف�إن محمد يتح� �دّى المعايير ال ُمعتادة‬ ‫الطرف ��ان مُق ّيدي ��ن بالعدي ��د م ��ن العالق ��ات للملكي ��ة م ��ن خ�ل�ال �إب ��راز نف�س ��ه ف ��ي �ص ��دارة‬ ‫الع�سكري ��ة والأمني ��ة‪ ،‬ولك ��ن �أهدافهم ��ا المتناف�سي ��ن قب ��ل �إثب ��ات مهارات ��ه ف ��ي الحكم‪.‬‬ ‫وتطلعاتهم ��ا ف ��ي المنطقة غالباً م ��ا تكون على فه ��و يحم ��ل منا�ص ��ب متع ��ددة‪ ،‬م ��ن ول ��ي ول ��ي‬ ‫العهد ووزير الدفاع �إلى رئي�س مجل�س ال�ش�ؤون‬ ‫خالف الآن‪ .‬‬ ‫�أ�صبح ��ت الخالف ��ات بي ��ن البلدي ��ن ف ��ي الآونة االقت�صادي ��ة والتنمي ��ة الجدي ��د ال ��ذي يت�س ��م‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫ُعمان تعر�ض فر�ص ًا عقارية مغرية‬ ‫ال ت ��زال فر�ص تحقيق المكا�سب متاحة لأ�صحاب‬ ‫العق ��ارات ف ��ي ُعمان‪ ،‬م ��ن خالل تقدي ��م حوافز‬ ‫رجح �أن‬ ‫�إ�ضافي ��ة للم�ست�أجرين المحتملين‪ ،‬كما ُي ّ‬ ‫يكون �أ�صحاب العقارات الذي ��ن ي�ضعون الأولوية‬ ‫للم�ست�أجر من خالل فر�ض قيمة �إيجارية معقولة‬ ‫تتواف ��ق م ��ع التقلبات ف ��ي ال�سوق وتعك� ��س الواقع‬ ‫االقت�ص ��ادي من حولهم‪ ،‬مث ��ل �إتاحة اال�ستخدام‬ ‫المجان ��ي للمرافق في الموق ��ع‪� ،‬أول الم�ستفيدين‬ ‫حي ��ن تنتع�ش ال�سوق في نهاية المطاف‪ ،‬وفق ًا لما‬ ‫�أظهر تقرير �أ�صدرت ��ه �شركة "كالتونز" العاملة‬ ‫في مجال اال�ست�شارات العقارية‪.‬‬ ‫و�أك ��د رئي� ��س "كالتون ��ز" في ُعم ��ان فيليب بول‬ ‫ف ��ي التقري ��ر ح ��ول �سوق العق ��ارات ف ��ي م�سقط‬ ‫هذه ال�سن ��ة‪" :‬ما زلنا ن�شهد زي ��ادة في ال�شواغر‬ ‫ف ��ي �أ�س ��واق الم ��ال الت ��ي ينظ ��ر �إليها عل ��ى �أنها‬ ‫ثانوية‪ ،‬ما يوفر لأ�صحاب العقارات فر�صة كبيرة‬ ‫لال�ستف ��ادة م ��ن ُبع ��د النظر على الم ��دى البعيد‬ ‫وتجدي ��د عقاراتهم خالل فترة �شغ ��ور الوحدات‬ ‫العقارية"‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف‪" :‬ف ��ي ظ ��ل هب ��وط متو�س ��ط �أ�سع ��ار‬ ‫الإيجارات في م�سقط‪� ،‬أتيحت للم�ست�أجر فر�صة‬ ‫االختي ��ار‪ ،‬كم ��ا �أن الوح ��دات العقاري ��ة العالي ��ة‬ ‫الجودة والت ��ي ت�س ّعر وفق الأ�ص ��ول‪ ،‬ت�شهد �إقبا ًال‬ ‫�سريع ًا‪ ،‬ويركز الم�ست�أجر عند البحث عن �أماكن‬

‫مريحة للإقامة توفر جودة عالية ت�شمل المرافق‬ ‫وو�سائل الراحة"‪.‬‬ ‫و�أظهر التقري ��ر �أن متو�سط �إيج ��ارات الوحدات‬ ‫ال�سكني ��ة هبط ‪ 5.9‬في المئ ��ة خالل الربع الأول‬ ‫م ��ن الع ��ام الحال ��ي مقارن ��ة بالع ��ام الما�ض ��ي‪،‬‬ ‫وت�ص� �دّرت �س ��وق الفي�ل�ات هذا التراج ��ع لي�صل‬ ‫متو�س ��ط �إيجاراتها ال�شهرية �إل ��ى نحو �ألف ريال‬ ‫(‪ 2600‬دوالر)‪ ،‬بانخفا�ض ‪ 14.1‬في المئة‪.‬‬ ‫وتعتبر برامج �صرف الموظفين الوا�سعة النطاق‬ ‫ف ��ي القطاع ��ات الرئي�سي ��ة و�إ�ستم ��رار �إنكما� ��ش‬ ‫قط ��اع النف ��ط والغاز‪ ،‬م ��ن الم�ؤث ��رات الرئي�سية‬ ‫والمبا�شرة في قيمة الإيجارات‪ .‬وقال رئي�س ق�سم‬ ‫البح ��وث ف ��ي كالتونز في�ص ��ل دوران ��ي‪�" :‬إذا لم‬ ‫تتحقق التوقعات بو�ص ��ول ال�سوق �إلى �أدنى نقطة‬ ‫قب ��ل الب ��دء بمع ��اودة االرتفاع‪� ،‬سي�ستم ��ر تراجع‬ ‫الطلب على ا�ستئجار �أماكن الإقامة خالل ال�سنة‬ ‫المقبل ��ة‪ ،‬ما �سي�ضع مزيد ًا م ��ن ال�ضغط النزولي‬ ‫على الإيجارات"‪ .‬و�أ�ضاف‪" :‬مع هذه المعطيات‪،‬‬ ‫نتوقع هبوط معدل الإيجارات خالل العام الحالي‬ ‫ما بين ‪ 5‬و‪ 10‬في المئة في المتو�سط"‪ .‬و ُيذكر �أن‬ ‫الم�شاري ��ع العقارية ذات الج ��ودة الأف�ضل والتي‬ ‫تق ��ع مع ��دالت �إيجاراتها �ضمن الح ��د الأدنى من‬ ‫نط ��اق الإيج ��ارات م ��ا بي ��ن ‪ 250‬و‪ 500‬ريال في‬ ‫ال�شهر‪ ،‬قد تحافظ على ا�ستقرارها‪.‬‬

‫�صندوق النقد يدعم ال�سعودية في التحول االقت�صادي "الجريء"‬ ‫�أعرب �صندوق النق ��د الدولي عن ت�أييده لخطة‬ ‫الإ�ص�ل�اح االقت�ص ��ادي الوا�سع ��ة النط ��اق التي‬ ‫�أعلنته ��ا المملك ��ة العربية ال�سعودي ��ة‪ .‬وقال �إن‬ ‫المملك ��ة تخف� ��ض الإنف ��اق بالوتي ��رة المنا�سبة‬ ‫للتكي ��ف مع العج ��ز الكبير ف ��ي الموازنة العامة‬ ‫والناجم عن هبوط �أ�سعار النفط‪.‬‬ ‫وف ��ي ‪ 25‬ني�س ��ان (�إبري ��ل) الما�ض ��ي �أعلن ولي‬ ‫ولي العهد الأمير محمد بن �سلمان تحت عنوان‬ ‫"ر�ؤية ال�سعودية ‪ "2030‬عن خطوات رامية الى‬ ‫تقلي� ��ص اعتماد المملكة عل ��ى �صادرات النفط‬ ‫خالل ال�سن ��وات الـ‪ 15‬المقبل ��ة تت�ضمن خف�ض‬ ‫الدعم وزي ��ادة ال�ضرائب وبي ��ع �أ�صول حكومية‬ ‫وتعزيز كفاية الأداء الحكومي‪� ،‬إلى جانب جهود‬ ‫لتحفيز ا�ستثمارات القطاع الخا�ص‪.‬‬

‫ويح�ض �صن ��دوق النقد الدول ��ي ال�سعودية منذ‬ ‫�سن ��وات على تبني الكثير م ��ن تلك الإجراءات‪.‬‬ ‫وق ��ال في بيان �أخي ��ر ًا �إن خطة الإ�صالح تهدف‬ ‫�إلى �إج ��راء "تحول لالقت�ص ��اد ال�سعودي وا�سع‬ ‫النطاق وجريء بما يالئم الو�ضع"‪.‬‬ ‫وقال الم�س� ��ؤول في �صندوق النق ��د الدولي تيم‬ ‫كالي ��ن بعدما ر�أ� ��س وف ��د ًا �إل ��ى ال�سعودية هذا‬ ‫ال�شهر لإج ��راء م�شاورات �سنوي ��ة مع الريا�ض‪:‬‬ ‫"م ��ن المتوق ��ع �أن تو�ضح ال�سيا�س ��ات الداعمة‬ ‫الت ��ي �سيعل ��ن عنها ف ��ي الأ�شهر المقبل ��ة كيفية‬ ‫تحقي ��ق ه ��ذه الأه ��داف"‪ .‬و�أ�ض ��اف‪" :‬ل�ضمان‬ ‫نجاحها �سيقت�ضي الأمر ترتيب الإ�صالحات في‬ ‫ت�سل�س ��ل �سليم بح�سب الأولويات وتقويم الوتيرة‬ ‫المنا�سبة للتنفيذ بدقة"‪.‬‬

‫�أعلن���ت الهيئ���ة العامة للطي���ران المدني عن‬ ‫اختيار "طي���ران نا�س" ناقالً جوي���ا ً لقطاع الجنوب‬ ‫ف���ي ال�سعودي���ة‪ ،‬وج���اء اختي���ار الناق���ل الوطن���ي‬ ‫ال�سع���ودي �ضم���ن �إع�ل�ان الهيئ���ة ع���ن اختياره���ا‬ ‫لمطار �أبها الإقليمي ليك���ون مطاراً محوريا ً لخدمة‬ ‫المنطق���ة الجنوبي���ة‪� ،‬إذ �سيكون ه���ذا المطار ثاني‬ ‫المط���ارات المحورية في المملك���ة بعد مطار حائل‬ ‫�شم���ال المملك���ة‪ ،‬وذلك �ضم���ن م�ش���روع "وطني"‬ ‫للمطارات المحورية‪ .‬و�أو�ضح���ت الهيئة �أن اختيار‬ ‫�شرك���ة "طي���ران نا����س" لتك���ون الناق���ل الج���وي‬ ‫للقط���اع الجنوب���ي في المملك���ة‪ ،‬جاء بع���د درا�سة‬ ‫�إمكاناته���ا وجاهزيته���ا وتوافقه���ا م���ع متطلبات‬ ‫الهيئة‪� ،‬إذ تقوم ال�شركة بت�سيير رحالت بين مطار‬ ‫�أبها والمط���ارات الأخرى في المنطق���ة‪ ،‬ومنها �إلى‬ ‫بقية مناطق المملكة‪.‬‬ ‫تتوقع �سلطنة ُعمان عجزاً في الموازنة بقيمة‬ ‫‪ 8.6‬ملي���ارات دوالر هذا الع���ام مقارنة بـ ‪11.7‬‬ ‫ملي���ار دوالر في الع���ام ‪ .2015‬وتبن���ت ال�سلطنة‬ ‫�إج���راءات لخف�ض الإنفاق وزي���ادة الدخل من بينها‬ ‫خف�ض الدعم على الوقود والكهرباء‪ .‬وتنتج عمان‪،‬‬ ‫الدول���ة غير الع�ضو في «منظم���ة الدول الم�صدرة‬ ‫للنفط» (�أوبك)‪ ،‬نحو مليون برميل نفط يوميا ً‪.‬‬ ‫قال���ت �شركة "فينكانتي���ري" الإيطالية لبناء‬ ‫ال�سف���ن التي ت�سيط���ر عليها الدول���ة‪� ،‬إنها وقعت‬ ‫اتفاق���ا ً م���ع قطر لبن���اء �سبع �سف���ن بقيم���ة �أربعة‬ ‫مليارات يورو تقريبا ً (‪ 4.47‬مليارات دوالر)‪.‬‬ ‫و�أو�ضح���ت "فينكانتي���ري" في بي���ان �أنها �ستزود‬ ‫قط���ر ب�أربع���ة ط���رادات و�سفينتي دع���م و�سفينة‬ ‫�إن���زال برمائي���ة و�ستقدم خدم���ات الدعم في قطر‬ ‫لم���دة ‪ 15‬عاما ً بع���د الت�سليم‪ .‬و�سيت���م بناء جميع‬ ‫ال�سفن في �أحوا�ض لبن���اء ال�سفن في �إيطاليا بدءاً‬ ‫من العام ‪.2018‬‬ ‫ووق���ع االتف���اق ف���ي روم���ا الرئي����س التنفي���ذي‬ ‫ل"فينكانتيري" جيو�سيب���ي بونو مع قائد القوات‬ ‫البحري���ة القطري���ة محمد ب���ن نا�ص���ر المهندي في‬ ‫ح�ض���ور وزي���رة الدف���اع الإيطالية روبرت���ا بينوتي‬ ‫ونظيرها القطري خالد بن محمد �آل ثاني‪.‬‬ ‫دع���ت ال�سعودي���ة ال�ش���ركات الرو�سي���ة �إلى‬ ‫اال�ستثم���ار ف���ي المملك���ة‪ ،‬وتو�سي���ع ال�ش���راكات‬ ‫اال�ستثماري���ة القائمة‪ ،‬وذلك خ�ل�ال م�شاركتها في‬ ‫منتدى �سانت بطر�سبرغ االقت�صادي الدولي الذي‬ ‫�أقيم �أخيراً في رو�سيا‪.‬‬ ‫و�ش���ارك ف���ي المنت���دى كل م���ن الهيئ���ة العام���ة‬ ‫لال�ستثمار‪ ،‬ووزارة االقت�صاد والتخطيط‪ ،‬والهيئة‬ ‫الملكي���ة للجبيل وينب���ع‪ ،‬و�صن���دوق اال�ستثمارات‬ ‫العامة‪.‬‬

‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪17‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون خليجية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫المفكرة الخليجية‬

‫ت�سريح �آالف الموظفين في ابو ظبي‪� ...‬ضمن اجراءات تق�شفية في الخليج‬ ‫�إ�ستغن ��ت ال�ش ��ركات �شبه الحكومي ��ة في �أبو ظبي ع ��ن �آالف العاملين‪ ،‬في‬ ‫م�ؤ�ش ��ر جديد ال ��ى ت�أهب ال ��دول الخليجية الغنية بالنف ��ط لفترة تق�شف‬ ‫طويلة‪ ،‬مع تعر�ض �إقت�صاداتها ل�ضغوط ب�سبب هبوط �سعر النفط الخام‪.‬‬ ‫من ��ذ منت�صف ‪ 2015‬قل�صت الإمارات العربية المتحدة وال�سعودية وقطر‬ ‫ودول اخ ��رى ف ��ي المنطق ��ة االنف ��اق عل ��ى ع ��دد م ��ن م�شروع ��ات البن ��اء‪،‬‬ ‫وخف�ض ��ت دع ��م الطاق ��ة لتقلي� ��ص عج ��ز الموازن ��ة الناج ��م م ��ن النف ��ط‬ ‫الرخي� ��ص‪ .‬والي ��وم‪ ،‬ب ��د�أت بع� ��ض الحكوم ��ات خف� ��ض ع ��دد العاملي ��ن في‬ ‫ال�ش ��ركات التي ت�سيط ��ر عليها‪ ،‬والكثير منها في قط ��اع الطاقة‪ .‬والهدف‬ ‫�أال تثقل هذه ال�شركات كاهل الموازنات العامة‪� ،‬إذا ا�ستمرت �أ�سعار النفط‬ ‫منخف�ضة ل�سنوات عدة‪.‬‬ ‫وقال ��ت م�ص ��ادر مطلع ��ة �إن "�شرك ��ة بت ��رول �أبو ظب ��ي الوطني ��ة (�أدنوك)‬ ‫الت ��ي يعمل فيه ��ا نحو ‪� 55‬ألفاً �ألغت مئات الوظائ ��ف في الأ�شهر الأخيرة‪،‬‬ ‫و�ستقل� ��ص �أع ��داد العاملي ��ن فيه ��ا بواق ��ع ‪� 5‬آالف عل ��ى الأق ��ل ف ��ي نهاي ��ة‬ ‫‪ ."2016‬وا�ش ��ارت الى �أن "الخف� ��ض �سي�شمل معظم ال�شركات الـ‪17‬‬ ‫التابع ��ة له ��ا‪ ،‬ف ��ي �إطار �إع ��ادة هيكل ��ة‪ ،‬عقب تغيي ��رات في‬ ‫قيادة ال�شركة ال�شهر الما�ضي"‪.‬‬ ‫ول ��م ي�ؤك ��د المتح ��دث با�سم "�أدن ��وك �أو ينف" ما‬ ‫ذكرته الم�صادر‪ .‬وقال "تدر�س �أدنوك في �شكل‬ ‫م�ستم ��ر �سبل زيادة الكف ��اءة والأرباح‪ ،‬ال�سيما‬ ‫في ظل الأو�ضاع الحالية في ال�سوق‪".‬‬ ‫و�أف ��اد تقري ��ر ل�شرك ��ة "مورغ ��ان مكينل ��ي"‬ ‫للتوظي ��ف �إن �سوق وظائف النفط والغاز في‬ ‫الإم ��ارات تتج ��ه الى ت�سجيل �أ�س ��و�أ عام في ما‬ ‫يزيد على ع�ش ��ر �سنين في ‪ ."2016‬وقال مدير‬ ‫المنطق ��ة ف ��ي ال�شركة تريفور ميرف ��ي‪" :‬ما زال‬ ‫قط ��اع النف ��ط والغ ��از يئ ��ن‪ ،‬ومع ��دالت اال�ستغناءات‬ ‫تتنامى عموماً"‪.‬‬ ‫ل ��م تكن معظم اال�ستغناءات في ال�شركات الحكومية في �أبو ظبي‬ ‫نتيجة خف�ض الإنتاج في الإمارات التي لم تقل�ص �إنتاجها النفطي‪ ،‬وتقول‬ ‫�إنه ��ا �ستم�ضي قدماً في م�شروعات تطوي ��ر للغاز والنفط قيد التخطيط‬ ‫م ��ن م ��دة طويلة‪ .‬وال تعني اال�ستغناءات وج ��ود عجز في التمويل‪� ،‬إذ تبلغ‬ ‫قيم ��ة �صندوق الث ��روة ال�سيادية مئ ��ات المليارات من ال ��دوالرات‪ ،‬ويمكن‬ ‫الإم ��ارة �أن ت�سح ��ب م ��ن احتياطاتها‪ ،‬مع الحفاظ عل ��ى م�ستويات الإنفاق‬ ‫الحالية لع�شرات ال�سنين‪.‬‬ ‫لكن الحكومة تريد �إبطاء وتيرة ال�سحب‪ ،‬في ظل احتمال ا�ستمرار �أ�سعار‬ ‫النف ��ط المنخف�ضة ل�سن ��وات‪ .‬العام الما�ضي‪ ،‬ا�ستبق ��ت �أبو ظبي حكومات‬ ‫الخلي ��ج الأخ ��رى‪ ،‬وخف�ض ��ت دع ��م �أ�سع ��ار الوق ��ود والكهرب ��اء المحلي ��ة‪.‬‬ ‫واليوم‪ ،‬ت�سير على المنوال نف�سه مع ال�شركات �شبه الحكومية‪.‬‬ ‫وف ��ي قط ��ر ت�ستغني �شركات مملوك ��ة للدولة‪ ،‬مثل قط ��ر للبترول و�سكك‬ ‫الحدي ��د القطرية عن عاملين‪ .‬وتدر�س �شركات حكومية في دول �أخرى‪،‬‬

‫‪16‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫مث ��ل ال�سعودي ��ة و�سلطنة عُمان‪� ،‬سبل خف� ��ض التكاليف‪ .‬لكن لم تلج�أ بعد‬ ‫لخف�ض كبير للوظائف‪.‬‬ ‫وت�شم ��ل معظم اال�ستغناءات في ال�شركات الحكومية في �أبوظبي وغيرها‬ ‫العاملي ��ن الأجان ��ب‪ ،‬ولي� ��س المحليين‪ ،‬لأن الحكومة تري ��د كبح معدالت‬ ‫البطال ��ة بي ��ن مواطنيها‪ .‬ومع ذلك ف�إن �إلغاء الوظائف ي�ساهم في تباط�ؤ‬ ‫االقت�صاد في المنطقة‪ .‬وتوقع �صندوق النقد الدولي �أن ينزل معدل نمو‬ ‫النات ��ج المحل ��ي الإجمالي في �أبو ظبي �إلى ‪ 1.7‬في المئة هذه ال�سنة‪ ،‬في‬ ‫مقابل ‪ 4.4‬في المئة في ‪.2015‬‬ ‫وف ��ي دب ��ي المج ��اورة‪ ،‬حي ��ث ال يعتمد االقت�ص ��اد على النف ��ط مبا�شرة في‬ ‫حي ��ن تدع ��م ال�شركات الحكومي ��ة بقوة م�شروعات �سياحي ��ة وعقارية‪ ،‬من‬ ‫المتوقع �أن يت�سارع المعدل قلي ً‬ ‫ال �إلى ‪ 3.7‬في المئة من ‪ 3.6‬في المئة‪.‬‬ ‫وم ��ن ال�ش ��ركات في �أبو ظبي التي تخف�ض العاملين فيها‪� ،‬شركة �أبو ظبي‬ ‫الوطني ��ة للطاق ��ة (طاق ��ة) الت ��ي ا�ستغن ��ت ع ��ن ‪ 25‬ف ��ي المئة من ��ذ ‪.2014‬‬ ‫وقال ��ت ال�شرك ��ة ال�شهر الج ��اري �إنها خف�ضت نح ��و ثلث الوظائف‬ ‫ف ��ي قطاع النفط والغاز‪ ،‬و‪ 55‬في المئة من العاملين في‬ ‫مقره ��ا الرئي�س ��ي‪ ،‬بعدما مني ��ت بخ�سائر ف ��ي الربع‬ ‫الأول‪.‬‬ ‫وف ��ي وقت �سابق م ��ن هذه ال�سن ��ة‪ ،‬قالت �شركة‬ ‫االتح ��اد للقط ��ارات المملوك ��ة للحكوم ��ة‬ ‫االتحادي ��ة ف ��ي الإم ��ارات انه ��ا خف�ض ��ت عدد‬ ‫العاملي ��ن فيه ��ا ‪ 30‬ف ��ي المئ ��ة‪ ،‬ف ��ي �إط ��ار‬ ‫�إع ��ادة الهيكلة‪ .‬وقالت م�ص ��ادر �إن هيئة مياه‬ ‫وكهرباء �أبو ظب ��ي �سرحت ع�شرات العاملين‪،‬‬ ‫معظمهم من المغتربين‪ .‬ولم يرد المتحدثون‬ ‫با�سم الهيئة على ات�صاالت طلباً للتعقيب‪.‬‬ ‫وق ��ال عقيل ما�ضي‪ ،‬وه ��و الرئي�س التنفيذي ل�شركة‬ ‫الإن�ش ��اءات البترولية الوطني ��ة التابعة لل�شركة القاب�ضة‬ ‫العام ��ة �صناع ��ات المملوك ��ة لحكوم ��ة �أب ��و ظب ��ي‪ ،‬وه ��ي م ��ن �أكبر‬ ‫مقاول ��ي حقول النفط في الإمارة‪� ،‬إن ال�شركة تجري مراجعة لم�ستويات‬ ‫العمالة فيها‪.‬‬ ‫ال�شه ��ر الما�ض ��ي‪ ،‬ق ��ال رئي� ��س مجل� ��س �إدارة �أرابت ��ك محم ��د الرميث ��ي ان‬ ‫برنام ��ج خف� ��ض التكالي ��ف ف ��ي �شرك ��ة الإن�ش ��اءات‪ ،‬و�أكب ��ر م�ساه ��م فيه ��ا‬ ‫�صندوق �آبار لال�ستثمار‪ ،‬قد ي�شمل تقلي�ص وظائف‪.‬‬ ‫وي�س ��رح ع ��دد م ��ن ال�ش ��ركات الأجان ��ب لتوظي ��ف المواطني ��ن‪ .‬وقال ��ت‬ ‫م�ص ��ادر �إن "كليفالن ��د كلين ��ك" للمراك ��ز الطبي ��ة والمملوك ��ة ل�شرك ��ة‬ ‫مبادل ��ة للتنمي ��ة‪� ،‬ستوف ��ر �أكثر م ��ن ‪ 100‬فر�صة عم ��ل للمواطنين‪ ،‬بعدما‬ ‫�أبلغ ��ت عاملي ��ن �أجان ��ب �أن عليهم الرحي ��ل في نهاية ال�سن ��ة‪ .‬وحين طلب‬ ‫م ��ن "كليفالند كلين ��ك" التعليق‪� ،‬أجابت �أن عدداً م ��ن المنا�صب االدارية‬ ‫�سينتق ��ل �إلى مواطني ��ن �إماراتيين خالل الأ�شهر المقبلة‪ ،‬في �إطار جهود‬ ‫تنمية المهارات المحلية‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫�ألمانيا تحتاج ‪� 400‬ألف م�سكن هذه ال�سنة‬ ‫ين ّب ��ه خب ��راء البناء ف ��ي �ألمانيا من ��ذ �سنوات‪،‬‬ ‫القطاع العام من وج ��ود �أزمة �سكن في البالد‪،‬‬ ‫م ��ا ينعك�س �إرتفاع� � ًا في الإيج ��ارات في المدن‬ ‫خ�صو�ص� � ًا‪ .‬وقدّروا حاج ��ة �ألمانيا ه ��ذه ال�سنة‬ ‫ب� �ـ‪� 400‬ألف م�سك ��ن جديد‪ ،‬تحدي ��د ًا في المدن‬ ‫الرئي�سي ��ة الجاذب ��ة لآالف الوافدي ��ن للعم ��ل‬ ‫والعي� ��ش فيها‪ .‬ومع قدوم نح ��و ‪� 800‬ألف الجئ‬ ‫ومهاجر �إلى �ألمانيا منذ �صيف العام الما�ضي‪،‬‬ ‫ي ��رى الم�س�ؤولون حاجة ما�س ��ة لت�أمين الم�سكن‬ ‫لهم �أي�ض ًا‪.‬‬ ‫وتتوق ��ع "نقاب ��ة �صناع ��ة البن ��اء الألماني ��ة"‬ ‫و"النقاب ��ة المركزي ��ة لقطاع البن ��اء" �أن يرتفع‬ ‫دخ ��ل القطاع ثالثة ف ��ي المئة لي�ص ��ل �إلى ‪103‬‬ ‫مليارات يورو في العام الحالي‪ .‬في الوقت ذاته‪،‬‬ ‫�أعل ��ن بنك الدع ��م الإنمائ ��ي العائ ��د للحكومة‬ ‫"كا �أف في" بدوره تقدير ًا مماث ًال جاء فيه �أن‬ ‫�ألمانيا تحتاج �إلى ما بين ‪ 350‬و‪� 400‬ألف م�سكن‬ ‫جدي ��د‪� ،‬إال �أنه توقع بناء ‪� 300‬ألف م�سكن فقط‪،‬‬ ‫و�أن ترتف ��ع اال�ستثم ��ارات الفعلي ��ة ف ��ي القطاع‬ ‫بن�سبة ‪ 3‬ف ��ي المئة في مقابل �إرتفاعها ‪ 1.3‬في‬ ‫المئة العام الما�ضي مقارنة بعام ‪.2014‬‬ ‫وي�ستع ��د العامل ��ون في قط ��اع البن ��اء لمواجهة‬

‫تنامي الطلب عل ��ى ال�سكن من المواطنين ومن‬ ‫الم�ؤ�س�س ��ات الحكومي ��ة‪ ،‬وينتظ ��رون الح�صول‬ ‫عل ��ى ت�سهيالت من الدوائ ��ر الحكومية لخف�ض‬ ‫التدابي ��ر البيروقراطي ��ة الت ��ي تتطل ��ب ع ��ادة‬ ‫�أ�سابي ��ع م ��ن االنتظ ��ار للح�صول عل ��ى رخ�ص‬ ‫البناء وبدء التنفيذ‪.‬‬ ‫و�أع ��رب رئي� ��س نقاب ��ة �صناعة البن ��اء‪ ،‬توما�س‬ ‫ب ��اور‪ ،‬عن تف ��ا�ؤل كبي ��ر بالعام الحال ��ي متوقع ًا‬ ‫زيادة الطلب على الم�ساكن الخا�صة والعامة‪.‬‬ ‫وقال �أن النمو الأكبر �سيكون في ال�سكن الخا�ص‬ ‫حي ��ث �سيزيد بن�سبة خم�سة في المئة على العام‬ ‫الما�ضي‪ ،‬وبقيمة ت�ص ��ل �إلى ‪ 38‬مليار يورو‪� ،‬أي‬ ‫�ضع ��ف ما �أُنفق ف ��ي العام ‪ 2015‬حي ��ن ّتم بناء‬ ‫‪� 290‬أل ��ف م�سك ��ن‪ .‬وبالمقارنة بالع ��ام ‪،2010‬‬ ‫يمثل هذا العدد زيادة تبلغ ‪ 80‬في المئة‪.‬‬ ‫وح ّذر باور من �أن بن ��اء م�ساكن رخي�صة ن�سبياً‬ ‫ي�صب ��ح �صعب� � ًا مع الوق ��ت في مدن مث ��ل برلين‬ ‫وهامب ��ورغ وميوني ��خ‪ ،‬ب�سبب الهج ��رة الداخلية‬ ‫الحا�صل ��ة م ��ن الأري ��اف �إلى الم ��دن من جهة‪،‬‬ ‫والهج ��رة المتزايدة �إلى �ألمانيا من الخارج من‬ ‫ناحية �أخرى‪ ،‬ما يتطلب في الواقع بناء �أكثر من‬ ‫‪� 400‬ألف وحدة �سكنية �سنوي ًا‪.‬‬

‫وا�شنطن تنفي "عرقلة" الن�شاطات التجارية مع �إيران‬

‫نف ��ت الإدارة الأميركي ��ة �أن تك ��ون تعم ��ل عل ��ى‬ ‫"عرقل ��ة" الن�شاط ��ات التجاري ��ة م ��ع �إي ��ران‪،‬‬ ‫م�ؤكدة �أنه منذ تخفي ��ف العقوبات عن طهران‪،‬‬ ‫تمكن ��ت من فتح ح�ساب ��ات م�صرفية في العالم‬ ‫وت�صدير نفطها �إلى �أوروبا‪.‬‬ ‫وقال م�ساع ��د وزير الخزان ��ة الأميركية المكلف‬ ‫مكافح ��ة الإرهاب �آدم �سزوب ��ن‪" :‬نحن ال نعرقل‬ ‫الن�شاط ��ات التجاري ��ة الم�سموح بها م ��ع �إيران‪،‬‬ ‫ول ��ن نقوم بذل ��ك"‪ .‬وتابع خالل جل�س ��ة ا�ستماع‬ ‫�أم ��ام لجنة تابعة �إل ��ى الكونغر�س‪" :‬كم ��ا �أننا ال‬ ‫نعرقل ح�صول �إيران على �أموال (‪ )...‬وال ن�شجع‬ ‫�أح ��د ًا عل ��ى القي ��ام بذلك‪ .‬ل ��و �أننا نفع ��ل ذلك‪،‬‬ ‫لكنا �أ�ضعفن ��ا رغبة �إيران بالت ��زام بنود االتفاق‬ ‫(النووي) ما كان �سين�سف �صدقيتنا الدولية"‪.‬‬ ‫ومنذ التخفي ��ف الجزئي للعقوب ��ات على �إيران‬ ‫بناء على اتف ��اق تم التو�صل �إليه حول البرنامج‬

‫النووي لطهران في تموز (يوليو) ‪ ،2015‬ت�شتكي‬ ‫طه ��ران عل ��ى ال ��دوام م ��ن رف� ��ض الم�صارف‬ ‫الكبيرة �إقامة عالقات تجارية معها‪.‬‬ ‫واكد ممثل الخزان ��ة االميركية انه منذ التوقيع‬ ‫على الإتف ��اق ال�صيف الما�ض ��ي "فتحت �إيران‬ ‫ح�ساب ��ات م�صرفية جدي ��دة في �أنح ��اء العالم‬ ‫كاف ��ة‪ ،‬وتمكن ��ت م ��ن الو�ص ��ول �إل ��ى ملي ��ارات‬ ‫الدوالرات من االحتياطات"‪ .‬وتابع‪�" :‬إ�ستعادت‬ ‫�ص ��ادرات �إيران النفطية �إل ��ى �أوروبا ن�صف ما‬ ‫كانت عليه قبل العقوبات"‪.‬‬ ‫واقر الم�س�ؤول الأميرك ��ي ب�أن "البع�ض ما يزال‬ ‫يت ��ردد بالقيام ب�أعمال مع �إي ��ران"‪ ،‬م�شير ًا �إلى‬ ‫�أن ه ��ذا الأم ��ر ال عالق ��ة ل ��ه بالعقوب ��ات التي‬ ‫م ��ا ت ��زال قائمة "لل�ضغ ��ط على مواق ��ف �إيران‬ ‫اال�ستراتيجية �إزاء الإرهاب وزعزعة اال�ستقرار‬ ‫الإقليمي وال�صواريخ البال�ستية"‪.‬‬

‫الموجز الدولي‬ ‫�صرح���ت الممثل���ة العلي���ا لالتح���اد االوروبي‬ ‫لل�ش����ؤون الخارجي���ة وال�سيا�سة االمني���ة فيديريكا‬ ‫موغيرين���ي ب����أن االتح���اد يتوا�ص���ل م���ع �شركات‬ ‫وم�ص���ارف لت�شجيعها عل���ى تنفي���ذ ن�شاطات في‬ ‫�إيران بعد توقيع االتفاق النووي‪.‬‬ ‫وقال���ت خ�ل�ال م�ؤتمر �صحاف���ي في الن���روج‪" :‬في‬ ‫الأ�شه���ر الأربع���ة الأولى من ه���ذا الع���ام زاد حجم‬ ‫التجارة بي���ن االتحاد الأوروبي و�إي���ران بن�سبة ‪22‬‬ ‫ف���ي المئ���ة‪ ...‬نتوا�ص���ل بن�شاط كثيف م���ع مجتمع‬ ‫الأعم���ال والم�ص���ارف ف���ي �أوروب���ا و�أماك���ن �أخرى‬ ‫لت�شجيع العمل في �إيران"‪.‬‬ ‫وم���ن جهت���ه �أبلغ وزي���ر الخارجي���ة الإيران���ي محمد‬ ‫جواد ظري���ف م�ؤتمراً �صحافيا ً ف���ي النروج �أن على‬ ‫الواليات المتحدة ب���ذل المزيد لت�شجيع الم�صارف‬ ‫على العمل مع �إيران بعد رفع العقوبات‪.‬‬ ‫وقال‪�" :‬أعتقد �أن الواليات المتحدة رفعت‬ ‫ق���ال �صندوق النق���د الدول���ي �إن مفاو�ضات‬ ‫تخفيف ع���بء ديون اليونان ينبغ���ي �أن تركز على‬ ‫تمدي���د فت���رات ال�سم���اح واال�ستحق���اق و"�أ�سع���ار‬ ‫فائ���دة منخف�ض���ة ج���داً"‪ .‬و�أحج���م الناط���ق با�س���م‬ ‫�صندوق النقد جيري راي����س خالل م�ؤتمر �صحافي‬ ‫دوري ف���ي وا�شنط���ن ع���ن ت�أكي���د تقاري���ر ب����أن‬ ‫"ال�صن���دوق يح�ض على فترة توق���ف لمدفوعات‬ ‫ديون اليونان حتى ‪ 2040‬في �إطار المفاو�ضات"‪.‬‬ ‫وقال �إن "محادثات الدي���ون مع �أثينا والمقر�ضين‬ ‫الأوروبيي���ن مكون �ضروري لإع���ادة هيكلة برنامج‬ ‫�إنقاذ اليونان �إلى جانب الإ�صالحات المالية"‪.‬‬ ‫وق���ال‪" :‬تبادلنا وجهات النظر الأولي���ة مع �شركائنا‬ ‫في خ�صو�ص المبادئ العامة المتعلقة بتخفيف عبء‬ ‫الديون‪ .‬نعتقد �أن من الممكن ا�ستعادة القدرة على‬ ‫خدمة الديون من دون الخف�ض ال�صريح لم�ستحقات‬ ‫الدائنين‪ ،‬لكن هذا �سيتطلب �شروطا ً بالغة التي�سير‬ ‫للقرو�ض ت�شم���ل فترات �سم���اح وا�ستحقاق طويلة‬ ‫و�أ�سعار فائدة منخف�ضة جداً"‪.‬‬ ‫توقعت وكالة �إئتمان���ات الت�صدير الإيطالية‬ ‫الت���ي ت�سيطر عليه���ا الدول���ة (�سا����س)‪� ،‬أن تزيد‬ ‫ال�ص���ادرات الغذائي���ة بن�سبة ‪ 5‬في المئ���ة �سنويا ً‬ ‫ف���ي المتو�سط حت���ى الع���ام ‪ 2019‬لتتفوق على‬ ‫كل القطاعات الأخرى بف�ضل تو�سع قوي في دول‬ ‫مثل ال�صين‪.‬‬ ‫ُيذكر �أن م�صنعي الأغذية الإيطاليين هم في �شكل‬ ‫تقلي���دي �ش���ركات �صغيرة مملوك���ة لعائالت تجد‬ ‫�صعوب���ة في بيع منتجاتها في الخارج‪ .‬لكن �ضعف‬ ‫الطلب في الداخل حي���ث يتعافى االقت�صاد ببطء‬ ‫من ركود عميق يدفع ال�شركات لل�سعي �إلى زيادة‬ ‫مبيعاتها في دول �أخرى‪.‬‬ ‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪19‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون دولية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫المفكرة الدولية‬

‫رو�سيا ّ‬ ‫ت�شكل مجل�س ًا رئا�سي ًا للإ�شراف على الم�شاريع الحيوية‬ ‫هيمنت كلمة الرئي�س الرو�سي فالديمير بوتين‬ ‫ولقاءاته على �أعم ��ال "منتدى �سان بطر�سبورغ‬ ‫االقت�ص ��ادي الدول ��ي" ف ��ي ن�سخت ��ه الع�شري ��ن‪،‬‬ ‫وا�ست�أث ��رت �ش ��ركات الطاق ��ة بمعظ ��م االتفاقات‬ ‫ومذك ��رات التفاه ��م الموقع ��ة‪ .‬وتوا�صل الجدل‬ ‫ح ��ول الأو�ض ��اع االقت�صادية في رو�سي ��ا و�أف�ضل‬ ‫ال�سب ��ل م ��ن �أجل تج ��اوز الأزم ��ة الحالي ��ة ب�أقل‬ ‫الأثمان‪.‬‬ ‫ور�أى بوتي ��ن ب�أن النظ ��ام االقت�صادي العالمي‪،‬‬ ‫وع ��دم تعاف ��ي العالم م ��ن الأزم ��ة االقت�صادية‬ ‫ف ��ي ‪ 2008‬ت�سب ��ب ف ��ي ع ��دم تعاف ��ي �إقت�ص ��اد‬ ‫ب�ل�اده في وق ��ت ي�شه ��د العالم تح ��والت كبيرة‬ ‫ف ��ي كل المج ��االت‪ .‬وج ��دد بوتي ��ن الت�أكي ��د‬ ‫عل ��ى �أن ب�ل�اده �ستوا�ص ��ل جهودها ف ��ي تحرير‬ ‫االقت�ص ��اد‪ ،‬وتح�سي ��ن من ��اخ الأعم ��ال‪ .‬وف ��ي‬ ‫مواجه ��ة المهم ��ات الطارئ ��ة عل ��ى رو�سي ��ا ف ��ي‬ ‫ظ ��ل ظ ��روف الأزم ��ة‪ ،‬ر�أى بوتي ��ن �أن الو�ض ��ع‬ ‫يحت ��اج �إل ��ى مقارب ��ات جدي ��دة كا�شفاً ع ��ن نيته‬ ‫ت�شكي ��ل مجل� ��س ب�إ�شراف ��ه م ��ن اج ��ل التطوير‬ ‫الإ�ستراتيج ��ي و�إدارة الم�شاري ��ع االقت�صادي ��ة‬ ‫ذات الأهمية الق�صوى‪.‬‬ ‫ف ��ي �إح ��دى جل�س ��ات الم�ؤتم ��ر الذي رف ��ع �شعار‬ ‫"على عتبة واقع اقت�صادي جديد"‪ ،‬قال بوتين‬ ‫�إن بالده "تجاوزت التراجع االقت�صادي تقريباً‪،‬‬ ‫وتم ��ت تهيئة الظروف الأ�سا�سي ��ة لالنتقال �إلى‬ ‫النم ��و‪ ،‬وت�سنى لن ��ا تحقيق اال�ستقرار في مجال‬ ‫االقت�ص ��اد الكل ��ي‪ ،‬وانخف�ض ��ت ن�سب ��ة الت�ضخ ��م‬ ‫ف ��ي �ش ��كل ملمو� ��س"‪ .‬و�أكد بوتين ف ��ي كلمة مع‬ ‫ع ��دد م ��ن الم�ستثمرين الأجان ��ب �أن "على رغم‬ ‫ال�صعوب ��ات المو�ضوعي ��ة‪ ،‬وه ��ي قائم ��ة بالفعل‪،‬‬ ‫ل ��م نق ��دم على فر� ��ض قي ��ود على حرك ��ة ر�ؤو�س‬ ‫الأم ��وال‪ .‬و�أود الت�أكي ��د‪� ،‬أننا ال نن ��وي فعل ذلك‬ ‫م�ستقب ً‬ ‫ال"‪ ...‬وعر�ض بوتين على الم�ستثمرين‬ ‫توظي ��ف �أمواله ��م ف ��ي مج ��االت ال�صناع ��ات‬ ‫االبتكارية والتقنيات العالية‪.‬‬ ‫ودع ��ا بوتي ��ن �إل ��ى االن�ضم ��ام �إل ��ى االتح ��اد‬ ‫االقت�ص ��ادي الأورا�س ��ي ال ��ذي ي�ض ��م �إ�ضاف ��ة‬ ‫�إل ��ى رو�سي ��ا ك ً‬ ‫ال م ��ن كازاخ�ست ��ان وبيالرو�سي ��ا‬ ‫و�أرمينيا‪ .‬و�شدد الرئي� ��س الرو�سي على �ضرورة‬ ‫بن ��اء عالق ��ات �شفاف ��ة بي ��ن ال�سلط ��ات وقط ��اع‬

‫‪18‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫الرئي�س فالديمير بوتين‬

‫الأعم ��ال‪ ،‬ولف ��ت �إل ��ى �أهمي ��ة تطوي ��ر قط ��اع‬ ‫الأعمال ال�صغيرة والمتو�سطة‪.‬‬ ‫وكان المدي ��ر الع ��ام ل�صن ��دوق اال�ستثم ��ارات‬ ‫الرو�سي ��ة المبا�ش ��رة كري ��ل دميتري ��ف توق ��ع‬ ‫توقي ��ع اتفاق ��ات ا�ستثمارية مع �ش ��ركات �أجنبية‬ ‫بقيم ��ة تتراوح بي ��ن ‪ 2 - 1.5‬مليار دوالر‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إلى عقود مع �شركات فرن�سية و�إيطالية‪ .‬و�أ�شار‬ ‫دميتري ��ف �إل ��ى اهتم ��ام الم�ستثمري ��ن الأجانب‬ ‫بالعم ��ل في ال�سوق الرو�سية‪ ،‬وقال �إن كثيراً من‬ ‫"ال�ش ��ركاء الغربيي ��ن ي ��رون �أن العقوبات لي�ست‬ ‫مفيدة"‪.‬‬ ‫وزي ��ر الم ��ال ال�ساب ��ق �ألك�س ��ي كودري ��ن ق ��ال في‬ ‫احدى جل�س ��ات المنتدى �إن رو�سيا "تعي�ش على‬ ‫ح�ساب الما�ضي" و�أو�ضح �أن الحكومة ا�ستنزفت‬ ‫م ��وارد �صن ��دوق االحتي ��اط‪ ،‬واحتياط ��ات‬ ‫الم�ص ��رف المرك ��زي م ��ن العم�ل�ات الأجنبي ��ة‬ ‫لتغطي ��ة العج ��ز ف ��ي الموازن ��ة‪ .‬ودعا �إل ��ى تبني‬ ‫اقت�ص ��اد متطور يعتمد عل ��ى ت�صدير المنتجات‬ ‫االبتكاري ��ة ب ��د ًال م ��ن التركي ��ز عل ��ى �ص ��ادرات‬ ‫النف ��ط والخام ��ات‪ .‬ولف ��ت كودري ��ن �إل ��ى �أن‬ ‫تراج ��ع دخل الرو� ��س وم�ستوى حياته ��م لل�سنة‬ ‫الثالث ��ة عل ��ى التوالي يعد تحدي� �اً كبيراً للنخب‬ ‫الحاكم ��ة‪ ،‬م�شي ��راً �إل ��ى �أن ذل ��ك ل ��م يح�صل في‬

‫�أزمتي ‪ 2008‬و‪.1998‬‬ ‫وفي مجال ال�صفقات المعلن عنها حظي قطاع‬ ‫الطاق ��ة كم ��ا ف ��ي ال ��دورات الما�ضي ��ة بن�صي ��ب‬ ‫الأ�س ��د‪ .‬ووقع ��ت �شركت ��ا "غازب ��روم" و"روي ��ال‬ ‫دوت� ��ش �شل" عل ��ى مذكرة تعاون لإج ��راء درا�سة‬ ‫حول �آفاق �إن�شاء م�صنع للغاز الطبيعي الم�س ّيل‬ ‫عل ��ى بح ��ر البلطي ��ق ف ��ي مين ��اء "�أو�س ��ت لوغا"‬ ‫�شمال ��ي غربي رو�سيا بطاق ��ة �إنتاجية ت�صل �إلى‬ ‫‪ 10‬ماليي ��ن طن �سنوياً‪ .‬ووقع الجانبان مذكرة‬ ‫التفاه ��م بعد لقاء جمع مدي ��ري ال�شركتين مع‬ ‫بوتين‪.‬‬ ‫و�أعلن ��ت �شرك ��ة "رو� ��س نف ��ط"‪ ،‬كب ��رى �ش ��ركات‬ ‫النف ��ط الرو�سية‪ ،‬ع ��ن �إن�شاء م�ؤ�س�س ��ة م�شتركة‬ ‫م ��ع �شرك ��ة "ب ��ي ب ��ي" البريطاني ��ة‪� ،‬سيت ��م‬ ‫ف ��ي �إطاره ��ا ا�ستثم ��ار ‪ 300‬ملي ��ون دوالر ف ��ي‬ ‫التنقي ��ب الجيولوج ��ي ف ��ي غ ��رب �سيبيري ��ا في‬ ‫حو� ��ض "يني�سيي – خاتانغ ��ا"‪ .‬وتملك ال�شركة‬ ‫البريطاني ��ة نح ��و ‪ 49‬ف ��ي المئة م ��ن الم�ؤ�س�سة‬ ‫الم�شترك ��ة بمقت�ضى المذكرة الموقعة‪ ،‬على �أن‬ ‫يبد�أ العمل في �أواخر العام الحالي‪ .‬كما �أبرمت‬ ‫"رو� ��س نف ��ط" عقداً م ��ع �شرك ��ة "بيتروفيتنام"‬ ‫الفيتنامي ��ة لتوري ��د ‪ 96‬مليون ط ��ن من النفط‬ ‫الرو�سي حتى العام ‪.2040‬‬


‫"المقاوم ��ة" م ��ن القومي ��ة العربية ث ��م الحركة‬ ‫الفل�سطينية‪ ،‬التي تدّعي ب�أن قوة �إ�سرائيل المادية‬ ‫والع�سكرية ُمع َّر�ضة ل�ضعف هيكلي داخلي من �ش�أنه‬ ‫�أن يكفل هزيمتها ونهايتها في نهاية المطاف‪.‬‬ ‫ولك ��ن‪ ،‬هذه المرة‪ ،‬كان ي�ستخدم الخطاب لت�أطير‬ ‫ر�سال ��ة �سلمية �إل ��ى حد ما ‪ -‬الع ��دو ال ُمفت َر�ض �أنه‬ ‫هاجم �إلاّ �إذا تع ّر�ض‬ ‫�ضعي ��ف وم�صيره الزوال لن ُي َ‬ ‫"حزب اهلل" للإ�ستفزاز‪.‬‬ ‫فيما تابع قا�سم تطوي ��ر مو�ضوعه‪ ،‬ف�إن �سبب هذا‬ ‫التناق�ض �أ�صبح وا�ضح ًا‪ .‬في قفزة خطابية متوتّرة‬ ‫نوع� � ًا م ��ا‪ ،‬تع ّر� ��ض �إل ��ى المع�ضل ��ة الإ�ستراتيجية‬ ‫الحالي ��ة الت ��ي تواجه "ح ��زب اهلل"‪ .‬م ��ا هو �سبب‬ ‫"الن�صر الإلهي" في العام ‪2000‬؟ �س�أل‪ .‬ومجيب ًا‬ ‫ق ��ال‪" :‬كثير م ��ن النا�س يعتب ��رون �أنن ��ا �إنت�صرنا‬ ‫ب�سب ��ب البندقية التي هزمت �إ�سرائيل! ولكن �أقول‬ ‫لك ��م‪� :‬إنت�صرن ��ا ب�سب ��ب الحج ��اب وراء البندقية‬ ‫ال ��ذي ير ّبي الأطف ��ال في مواجهة الكف ��ر العالمي‬ ‫ف ��ي طاع ��ة اهلل"‪ ،‬م�ضيف ًا ب� ��أن " �أهلل تعالى يحقق‬ ‫لنا الإنت�صارات والإنجازات ببركة هذا الإيمان"‪.‬‬ ‫ل ��دى "ح ��زب اهلل" مجموع ��ة متنوع ��ة م ��ن‬

‫في �أعقاب حرب ‪ 2006‬التي‬ ‫دامت ‪ 33‬يوم ًا بين �إ�سرائيل‬ ‫و"حزب اهلل"‪ ،‬بدا �أن الحركة‬ ‫ال�شيعية و�أن�صارها االيرانيين على‬ ‫حافة �إختراق �إ�ستراتيجي كبير‪.‬‬ ‫نا�شئ ًا بدعم من طهران في �أوائل‬ ‫ثمانينات القرن الفائت‪ ،‬ف�إن "حزب‬ ‫اهلل" كان النموذج الأول للم�ؤ�س�سات‬ ‫والمجموعات ال�سيا�سية والع�سكرية‬ ‫ال�شيعية التي من خاللها �سعت‬ ‫�إيران �إلى تعزيز م�صالحها‬ ‫في منطقة ال�شرق الأو�سط‬

‫الم�صطلح ��ات غي ��ر ال ُمغري ��ة جد ًا الت ��ي ينعت‬ ‫به ��ا الإ�سرائيليين واليهود‪ .‬م ��ع ذلك‪ ،‬تكفيريون‬ ‫يف�ضل‬ ‫لي�ست واح ��دة منها‪ .‬و�إنما ه ��و م�صطلح ّ‬ ‫بع� ��ض ال�شيعة �أن ينعتوا به �أعداءهم الجهاديين‬ ‫رج ��ع �أو ُيعيد مح ��اوالت �أولئك‬ ‫ال�س ّن ��ة‪ .‬وه ��ذا ُي ِ‬ ‫الذي ��ن يعلن ��ون ب� ��أن غي ��ر الم�سلمي ��ن الآخرين‬ ‫مرت ��دون‪ ،‬ويربط ��ون �ضمن� � ًا الجهاديي ��ن ال�س ّنة‬ ‫الي ��وم م ��ع الطوائ ��ف المتطرف ��ة ف ��ي الفت ��رة‬ ‫الإ�سالمي ��ة المبك ��رة‪ ،‬الت ��ي يعار�ضه ��ا الإ�سالم‬ ‫المعتدل وال�سائد‪.‬‬ ‫م ��ع خفة بالغي ��ة‪� ،‬سعى قا�سم �إل ��ى �إقامة نوع من‬ ‫الإرتب ��اط ال�سل�س بي ��ن �أع ��داء ال�صهيونية الذين‬ ‫عان ��وا م ��ن "الن�ص ��ر االلهي" ف ��ي الع ��ام ‪،2000‬‬ ‫و�أعدائهم التكفيريين (الجهاديون ال�سنة) الذين‬ ‫يواجههم ويحاربهم الحزب ب�شكل رئي�سي اليوم‪.‬‬ ‫وه ��ذا الرابط ال يطاب ��ق المنطق‪ .‬لك ��ن الأ�سباب‬ ‫الت ��ي تدعو قا�سم �إل ��ى الإ�شارة �إلي ��ه هي مع ذلك‬ ‫مفهوم ��ة تمام ًا‪ .‬كي ��ف كانت االمور تب ��دو ب�سيطة‬ ‫لـ"ح ��زب اهلل" قبل عقد من الزم ��ن فقط‪ .‬وكيف‬ ‫�صار و�ضعه الآن �أكثر تعقيد ًا‪.‬‬ ‫قوات "حزب الله" في بلدة الق�صير‪ :‬ن�صر ذو تكلفة ب�شرية‬

‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪21‬‬


‫الم�شرق العربي‬ ‫لبنان‬

‫تدخله في بالد ال�شام �أعاده وكي ًال �شيعي ًا �إيراني ًا و�أفقده بريقه‬

‫"حزب اهلل" يغرق في الم�ستنقع ال�سوري‬ ‫على الرغم من الخ�سائر التي يتكبدها ب�شري ًا ومالياً‪ ،‬ي�ص ّر "حزب اهلل"على البقاء في �سوريا للمدافعة عن‬ ‫نظ��ام الرئي�س ب�شار الأ�سد وم�ساعدة �إيران في تو�سيع هيمنتها الإقليمية‪ ،‬الأمر الذي �أفقده بريقه و�شعبيته‬ ‫العربية وعرقل دوره المقاوم �ضد �إ�سرائيل‪.‬‬ ‫بيروت ‪ -‬رئيف عمرو‬ ‫ُمتحدِّ ث ًا خ�ل�ال تج ّمع في جنوب لبنان‬ ‫ف ��ي ال�شهر الفائت‪� ،‬أك ��د نائب الأمين‬ ‫الع ��ام لـ"حزب اهلل" ال�شيخ نعي ��م قا�سم �إ�ستعداد‬ ‫الحرك ��ة للحرب م ��ع �إ�سرائيل‪ .‬ف ��ي الوقت عينه‪،‬‬ ‫عندما دخلت قوات "حزب الله" �إلى بيروت الغربية‬

‫‪20‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫قال ال�شيخ ب�شكل وا�ضح �أن الحرب لن تحدث هذا‬ ‫ال�صيف ما لم تبادر بها �إ�سرائيل‪.‬‬ ‫في خطاب ��ه‪� ،‬أ�ش ��ار قا�سم‪ ،‬ال ��ذي ُيعتب ��ر ّ‬ ‫المنظر‬ ‫الإيديولوجي لـ"حزب اهلل"‪� ،‬إلى "الن�صر الإلهي"‬ ‫للحركة‪ ،‬ال ��ذي �أ�سفر عن �إن�سح ��اب �إ�سرائيل من‬ ‫جن ��وب لبنان في �أي ��ار (ماي ��و) ‪ .2000‬وقال‪ ،‬في‬

‫تك ��رار لعقي ��دة المقاوم ��ة للحرك ��ة‪� ،‬أن �إن�سحاب‬ ‫العام ‪ 2000‬كان بداية فترة تراجع �إ�سرائيل‪ .‬هذه‬ ‫الفترة‪ ،‬تو ّقع‪� ،‬ستنتهي �إلى �إزالة الدولة اليهودية‪.‬‬ ‫حت ��ى الآن‪ ،‬يمكن توقع ما قال ��ه ولي�س هناك �شيء‬ ‫جديد‪ .‬النقطة الأخيرة هي كال�سيكية في خطاب‬ ‫"حزب اهلل"‪ .‬لقد ورثت الحركة ال�شيعية عقيدة‬


‫ال�صراع الطائفي والتناحر الأو�سع القوة المحركة‬ ‫الرئي�سي ��ة لمنطقة ال�ش ��رق الأو�س ��ط الحالية التي‬ ‫و ّرطت "حزب اهلل" و�أو�صلت ��ه �إلى الم�أزق ال ُمر ِبك‬ ‫ال ��ذي يج ��د فيه الآن نف�س ��ه ‪ -‬وال ��ذي كان خطاب‬ ‫قا�سم نموذج ًا له‪.‬‬ ‫لق ��د ُو ِلد تدخل "حزب اهلل" في �سوريا من �ضرورة‬ ‫ما�س ��ة‪ .‬لو �سق ��ط الأ�س ��د‪ ،‬ل ��كان ك ٌّل م ��ن الحركة‬ ‫ال�شيعي ��ة نف�سه ��ا والتكت ��ل الإقليم ��ي ال ��ذي تقوده‬ ‫�إي ��ران والذي تنتمي �إليه واج ��ه كارثة‪� .‬سوريا‪ ،‬بعد‬ ‫�إنت�ص ��ار المتمردين‪� ،‬ستحكمه ��ا الغالبية ال�سنية‪،‬‬ ‫و�سوف تتحالف مع الق ��وى االقليمية ال�سنية‪ .‬ومثل‬ ‫ه ��ذه النتيج ��ة �سوف تت ��رك "ح ��زب اهلل" معزو ًال‬ ‫عل ��ى البحر الأبي� ��ض المتو�سط‪ ،‬مقطوع� � ًا عن �أي‬ ‫مناطق نائية وع ��ن �أي �إحتمال لإع ��ادة الإمدادات‬ ‫من الإيرانيين في حال ن�شوب حرب‪ .‬وبالن�سبة �إلى‬ ‫�إيران‪ ،‬ف�إن �سقوط الأ�سد قد يعني نهاية �أي �أمل في‬ ‫وجود منفذ على البحر الأبي�ض المتو�سط​​�أو فر�صة‬ ‫للتدخل بقوة �ضد �إ�سرائيل عبر "حزب اهلل"‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬كانت طهران وعميله ��ا ُم�ص ِّممين على منع‬ ‫ح ��دوث هذا‪ .‬وع�ل�اوة على ذل ��ك‪ ،‬ف� ��إن ال�صعوبة‬ ‫المحددة الت ��ي يواجهها الأ�سد هي واحدة ي�ستطيع‬ ‫فيه ��ا "ح ��زب اهلل" الم�ساع ��دة ب�ش ��كل جي ��د في‬ ‫معالجتها‪.‬‬ ‫ل ��دى الأ�سد‪ ،‬ف ��ي رو�سيا و�إي ��ران‪ ،‬حلف ��اء قادرون‬ ‫وداعمون هم على �إ�ستعداد في حالة رو�سيا لدعمه‬ ‫ديبلوما�سي ًا وبيعه الأ�سلحة‪ ،‬وف ��ي الحالة الإيرانية‬ ‫توفير المال وم�شورة الخبراء‪.‬‬ ‫م ��ع ذلك‪ ،‬ل ��م تكن �أي دول ��ة منهما عل ��ى �إ�ستعداد‬ ‫لمعالج ��ة هذه الم�س�أل ��ة الملحة الأكث ��ر �إثارة لقلق‬ ‫الأ�س ��د ‪ -‬بالتحدي ��د غياب ق ��وات م�ش ��اة ُم�ص ِّممة‬ ‫وق ��ادرة ب�أع ��داد كافي ��ة الت ��ي ه ��ي عل ��ى �إ�ستعداد‬ ‫للم�شارك ��ة ف ��ي القت ��ال معه‪ .‬عل ��ى ال ��ورق‪ ،‬يمتلك‬ ‫الأ�سد جي�ش ًا‪ ،‬عندما ُي َ‬ ‫ح�شد ب�شكل كامل‪ ،‬يبلغ عدده‬ ‫‪ 510,000‬جندي‪ .‬في الممار�سة العملية‪ ،‬لم يتمكن‬ ‫م ��ن تعبئة جزء كبير من ه ��ذه القوات‪ .‬الإعتبارات‬ ‫الطائفي ��ة (الجي�ش‪ ،‬مثل ال�س ��كان‪ ،‬يت�ألف بغالبيته‬ ‫ال�ساحقة من العرب ال�سنة)‪ ،‬تعني �أنه ال يمكنه �أن‬ ‫يثق في جزء كبير منها‪.‬‬ ‫فيم ��ا نمت ه ��ذه الم�شكل ��ة �أكثر حدة خ�ل�ال العام‬ ‫‪ ،2012‬فق ��د �إخت ��ارت �إي ��ران تعبئ ��ة وكالئه ��ا‬ ‫الإقليميي ��ن لم�ساعدة النظ ��ام ال�سوري‪� .‬إن "حزب‬ ‫اهلل"‪ ،‬ال ��ذي ُيعتب ��ر �إل ��ى ح ��د بعي ��د �أق ��در عمالء‬ ‫طه ��ران و�أي�ض ًا لديه �أكب ��ر م�صلحة في بقاء الأ�سد‬ ‫في الحكم‪ ،‬لعب دور ًا حيوي ًا في هذه التعبئة‪.‬‬

‫ال�شيخ نعيم قا�سم‪ :‬ال حرب مع �إ�سرائيل هذا ال�صيف‪...‬‬

‫وفق� � ًا لتقري ��ر وزارة الخزان ��ة الأميركي ��ة ف ��ي �آب‬ ‫(�أغ�سط� ��س) ‪ ،2012‬كان "ح ��زب اهلل" ف ��ي ذلك‬ ‫الوق ��ت "ي ��د ّرب موظفين م ��ن الحكوم ��ة ال�سورية‬ ‫مبا�ش ��رة داخ ��ل �سوري ��ا‪ ،‬وي�س ّه ��ل تدري ��ب القوات‬ ‫ال�سورية عبر الذراع الإرهابية لإيران فيلق الحر�س‬ ‫الثوري الإ�سالمي ‪ -‬فيلق القد�س‪ .‬وقد لعب "حزب‬ ‫اهلل" �أي�ض� � ًا دور ًا مهم� � ًا ف ��ي الجه ��ود المبذول ��ة‬ ‫لطرد قوات المعار�ض ��ة ال�سورية من مناطق داخل‬ ‫�سوريا"‪.‬‬ ‫ف ��ي �سي ��اق الع ��ام ‪ ،2013‬زاد دور "حزب اهلل" في‬ ‫�سوري ��ا ب�شكل كبير‪ .‬ب ��د�أ مقاتلو الحرك ��ة ال�شيعية‬ ‫يلعب ��ون دور ًا مبا�ش ��ر ًا ف ��ي القتال‪ .‬وتو ّل ��ى الحزب‬ ‫�أي�ض ًا م�س�ؤولية تدري ��ب‪ ،‬قوة علوية جديدة �إلى حد‬ ‫كبير �شبه ع�سكرية تدعى "قوات الدفاع الوطني"‪،‬‬

‫حتى الآن‪ ،‬ال يزال "حزب اهلل" ملتزم ًا‬ ‫تمام ًا الدفاع عن النظام في �سوريا‪.‬‬ ‫وين�شر نحو ‪ 6000‬من مقاتليه في‬ ‫البالد في �أي وقت من الأوقات‪ .‬مع‬ ‫توقف مفاو�ضات جنيف‪ ،‬ف�إن الحرب‬ ‫ال�سورية ال يبدو �أنها �ست�ضع �أوزارها‬ ‫قريب ًا‪ .‬وهذا يعني �أن �سوريا تبدو �أنها‬ ‫�ستكون التركيز الرئي�سي لـ"حزب‬ ‫اهلل" لفترة طويلة مقبلة‬

‫التي �ستلع ��ب دور ًا حا�سم ًا في �سد الفجوة الناجمة‬ ‫عن �إفتق ��ار النظام لق ��وات م�شاة موثوق ��ة ب�أعداد‬ ‫كافية‪.‬‬ ‫ف ��ي ني�س ��ان (�إبري ��ل) ‪� ،2013‬أخ ��ذ "ح ��زب اهلل"‬ ‫الم�س�ؤولي ��ة الأ�سا�سي ��ة ف ��ي عملية بري ��ة حيوية في‬ ‫و�س ��ط �سوريا – ال�سيطرة على الق�صير‪ ،‬وهي بلدة‬ ‫تقطنها غالبي ��ة �سنية في محافظة حم�ص القريبة‬ ‫من الحدود اللبنانية‪� .‬شارك نحو ‪ 1700‬مقاتل في‬ ‫العملية‪ ،‬التي �شهدت ح ��زب اهلل لأول مرة ي�شارك‬ ‫في القتال ف ��ي مناطق ح�ضرية عل ��ى نطاق وا�سع‪.‬‬ ‫�إن�سحب المتمردون من الق�صير بعد نحو �شهرين‪.‬‬ ‫لك ��ن‪ ،‬كان �إنت�ص ��ار "حزب اهلل" ُمكلف� � ًا‪ .‬لقد َف َقد‬ ‫نحو ‪ 200‬مقاتل في م�سار العملية‪.‬‬ ‫م ��ن ناحي ��ة �أخ ��رى‪ ،‬لعبت الحرك ��ة ال�شيعي ��ة دور ًا‬ ‫حيوي� � ًا في القتال في محافظة حل ��ب‪ ،‬وفي منطقة‬ ‫دم�شق‪ ،‬وفي محافظة حم�ص في هذا الوقت‪ .‬وجاء‬ ‫التدخل المبا�ش ��ر على نحو متزايد مع ثمن باهظ‪.‬‬ ‫ُقت ��ل ق ��ادة كب ��ار ومقاتل ��ون مخ�ضرم ��ون مثل علي‬ ‫فيا�ض وم�صطفى بدر الدين في �سوريا‪ .‬وقتل �أكثر‬ ‫م ��ن ‪ 1500‬رجل ل"حزب اهلل" ف ��ي �سوريا �آخرهم‬ ‫ف ��ي ‪ 17‬حزي ��ران (يوني ��و) الجاري حي ��ث فقد ‪20‬‬ ‫مقات ًال في حلب و�أُ ِ�سر �أخ ��رون‪� ،‬إ�ضافة �إلى حوالي‬ ‫‪� 7‬آالف جريح‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫لع ��ب مقاتل ��و "ح ��زب اهلل" دورا حيويا ف ��ي �إعادة‬ ‫فت ��ح منطقة جبال القلمون‪ ،‬وبع ��د ذلك في هجوم‬ ‫النظ ��ام في محافظات الالذقي ��ة و�إدلب في �أواخر‬ ‫‪.2015‬‬ ‫ً‬ ‫و�إدراكا من ��ه لل�صعوب ��ات الت ��ي �أ�ض ��رت ب�صورت ��ه‬ ‫الناتج ��ة م ��ن كون ��ه يخو� ��ض حرب� � ًا �ض ��د �إخوان ��ه‬ ‫الم�سلمي ��ن‪ ،‬فق ��د �سع ��ى "ح ��زب اهلل" �إل ��ى تبرير‬ ‫تدخل ��ه بطرق مختلف ��ة‪ .‬لبع�ض الوق ��ت‪� ،‬شدّد على‬ ‫�ضرورة حماية مرق ��د ال�سيدة زينب في دم�شق من‬ ‫نوايا ال�سلفيين ال�سنة لتدميره (الذين يعتبرون كل‬ ‫هذه الأ�ضرح ��ة ب�أنها منافية للإ�سالم)‪ .‬وفي وقت‬ ‫الح ��ق‪ ،‬مال الحزب �إلى ت�أطي ��ر م�شاركته بالحاجة‬ ‫�إلى حماية لبنان من خط ��ر التكفيريين من طريق‬ ‫مواجهتهم في �سوريا‪.‬‬ ‫حت ��ى الآن‪ ،‬ال ي ��زال "ح ��زب اهلل" ملتزم� � ًا تمام� � ًا‬ ‫الدف ��اع عن النظام في �سوري ��ا‪ .‬وين�شر نحو ‪6000‬‬ ‫م ��ن مقاتليه ف ��ي البالد في �أي وقت م ��ن الأوقات‪.‬‬ ‫مع توقف مفاو�ضات جني ��ف‪ ،‬ف�إن الحرب ال�سورية‬ ‫ال يب ��دو �أنها �ست�ضع �أوزاره ��ا قريب ًا‪ .‬وهذا يعني �أن‬ ‫�سوريا تبدو �أنها �ستكون التركيز الرئي�سي لـ"حزب‬ ‫اهلل" لفت ��رة طويلة مقبلة‪� .‬إن المع�سكر الم�ؤيد‬ ‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪23‬‬


‫الم�شرق العربي ¶ لبنان‬ ‫جوهرة تاج �إيران‬ ‫ف ��ي �أعق ��اب ح ��رب ‪ 2006‬الت ��ي دام ��ت ‪ 33‬يوم� � ًا‬ ‫بي ��ن �إ�سرائي ��ل و"ح ��زب اهلل"‪ ،‬ب ��دا �أن الحرك ��ة‬ ‫ال�شيعية و�أن�صاره ��ا االيرانيين على حافة �إختراق‬ ‫�إ�ستراتيج ��ي كبي ��ر‪ .‬نا�شئ� � ًا بدعم م ��ن طهران في‬ ‫�أوائ ��ل ثمانينات القرن الفائ ��ت‪ ،‬ف�إن "حزب اهلل"‬ ‫كان النم ��وذج الأول للم�ؤ�س�س ��ات والمجموع ��ات‬ ‫ال�سيا�سي ��ة والع�سكري ��ة ال�شيعية الت ��ي من خاللها‬ ‫�سع ��ت �إي ��ران �إل ��ى تعزي ��ز م�صالحها ف ��ي منطقة‬ ‫ال�شرق الأو�سط‪.‬‬ ‫كان "حزب اهلل" جوهرة التاج في هذه المجموعة‪.‬‬ ‫لق ��د منح �إي ��ران الدخول �إلى ق�ضي ��ة عموم العرب‬ ‫والم�سلمين للحرب �ضد �إ�سرائيل‪ .‬في �أيار (مايو)‬ ‫‪� ،2000‬أنهت الحركة حرب ع�صابات طويلة بنجاح‬ ‫فيم ��ا �أنه ��ت �إ�سرائي ��ل �إحتالله ��ا لجن ��وب لبنان‪.‬‬ ‫وف ��ي �صيف الع ��ام ‪ ،2006‬يمك ��ن �أن ُتعتبر الحملة‬ ‫الإ�سرائيلي ��ة المرتبك ��ة والع�شوائي ��ة �أي�ض� � ًا �إنجاز ًا‬ ‫ل"ح ��زب اهلل"‪ ،‬وبالتال ��ي له ��دف طه ��ران‪ ،‬عل ��ى‬ ‫الرغ ��م من الخ�سائ ��ر الإقت�صادي ��ة والب�شرية التي‬ ‫و ّلدتها للبنان‪.‬‬ ‫بطبيع ��ة الحال‪ ،‬كان ��ت الأه ��داف التكتيكية تتمثل‬ ‫ب�إن�سح ��اب �إ�سرائي ��ل م ��ن جنوب لبن ��ان قبل العام‬ ‫‪ ،2000‬والحفاظ على ق ��درة الحركة ال�شيعية على‬ ‫موا�صلة �ضرب �إ�سرائيل في العام ‪ .2006‬مع ذلك‪،‬‬ ‫من الناحي ��ة الإ�ستراتيجية‪ ،‬كانت له ��ذه الأحداث‬ ‫�أهمية �أكبر‪.‬‬ ‫في �أعق ��اب ح ��رب الع ��ام ‪� ،2006‬إرتفع ��ت �شعبية‬ ‫ال�سيد ح�سن ن�صر اهلل و"حزب اهلل" ب�شكل مذهل‪،‬‬ ‫وفق ًا لجميع المقايي�س المتاحة‪ .‬لقد وجد �إ�ستطالع‬ ‫الر�أي العام العربي ال�سنوي في العام ‪ ،2008‬الذي‬ ‫�أج ��ري في ذروة هيبة ووهج "حزب اهلل" في �أوائل‬ ‫العام ‪� ،2008‬أن ‪ 26‬في المئة من الم�شاركين قالوا‬ ‫�أن الأمي ��ن العام لـ"حزب اهلل"‪ ،‬ال�سيد ن�صراهلل‪،‬‬ ‫ه ��و الزعيم العالم ��ي الأكثر قيمة خ ��ارج بالدهم‪.‬‬ ‫وكان الرئي� ��س ال�سوري ب�شار الأ�س ��د الثاني بن�سبة‬ ‫‪ .٪16‬وكان ��ت زي ��ادة �شعبي ��ة ه ��ذا الأخي ��ر �أي�ض� � ًا‬ ‫مرتبطة بعالقته الوثيقة مع "حزب اهلل"‪.‬‬ ‫لق ��د ب ��دت �إنج ��ازات "ح ��زب اهلل" ب�أنه ��ا تب� � ّرر‬ ‫الإ�ستثم ��ارات الإيراني ��ة الطويل ��ة ف ��ي الحرك ��ة‬ ‫ال�شيعي ��ة‪� .‬إذا كان ��ت الق�ضي ��ة الفل�سطيني ��ة ه ��ي‬ ‫الطريق للو�صول �إلى قل ��وب العرب (حتى بالن�سبة‬ ‫�إل ��ى دول ��ة �شيعي ��ة غير عربي ��ة مثل �إي ��ران)‪ ،‬و�إذا‬ ‫كان الدع ��م العربي �ضروري ًا له ��دف �إيران للقيادة‬

‫‪22‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫ال�سيد ح�سن ن�صرالله‪ :‬فقد �شعبيته العربية تدريج ًا‬

‫والزعام ��ة الإقليمي ��ة‪ ،‬ف�إن �إ�ستراتيجي ��ة �إ�ستخدام‬ ‫"حزب اهلل" كمو ّلد لل�شرعية بدت‪ ،‬في حينه‪� ،‬أنها‬ ‫ت�ؤتي ثمارها‪.‬‬ ‫وكان ��ت القوة المتنامي ��ة لـ"ح ��زب اهلل" مهمة في‬ ‫ط ��رق �أخرى‪ .‬كان للغزو الأميركي للعراق في العام‬ ‫‪� 2003‬أثر غير مق�صود بتحويل وت�سليم البالد �إلى‬ ‫ال�شيعة العرب الذي ��ن ي�شكلون الغالبية في البالد‪.‬‬ ‫ق ��دم الإيراني ��ون دعم� � ًا ن�شيط� � ًا للتم ��رد ال�شيع ��ي‬ ‫العراق ��ي �ض ��د الإحت�ل�ال الغرب ��ي من ��ذ البداي ��ة‪.‬‬ ‫و�إتبعت جماعات مثل منظم ��ة بدر وكتائب "حزب‬ ‫اهلل" �صيغ ��ة الجم ��ع بي ��ن الن�شاطي ��ن ال�سيا�س ��ي‬ ‫والع�سك ��ري لخدم ��ة ال�شيعة المحليي ��ن والم�صالح‬ ‫الإيرانية‪.‬‬ ‫�أث ��ار �صعود الهيمن ��ة ال�شيعية في الع ��راق �إمكانية‬

‫ال يمكن مقاومة قوة "حزب اهلل"‬ ‫لبناني ًا‪ .‬ولكن مزاعم الحركة‬ ‫ال�شيعية ب�أنها تم ّثل ر�أ�س الحربة‬ ‫لعموم الم�سلمين والعرب �ضد �إ�سرائيل‬ ‫والغرب تعر�ضت ل�صدمة �شديدة‪ .‬في‬ ‫�إ�ستطالع الر�أي العام العربي ال�سنوي‬ ‫في ‪ ،2010‬تق ّل�صت �شعبية ن�صر اهلل‬ ‫من ‪� ٪26‬إلى ‪ ،٪9‬وذلك قبل عام من‬ ‫�إندالع "الربيع العربي"‬

‫ظهور خ ��ط متج ��اور ومتما�س من ال ��دول الم�ؤيدة‬ ‫لإي ��ران تمتد عب ��ر العراق الى �سوري ��ا ومنها لبنان‬ ‫والبح ��ر الأبي�ض المتو�س ��ط �أي الهالل ال�شيعي‪� .‬إن‬ ‫تحقي ��ق مثل هذا الو�ضع يمن ��ح طهران هيمنة على‬ ‫م�ساح ��ة كبيرة في قل ��ب ال�شرق الأو�س ��ط العربي‪،‬‬ ‫ومنف ��ذ ًا للو�ص ��ول �إلى البح ��ر الأبي� ��ض المتو�سط‪،‬‬ ‫وطريق ًا مبا�شر ًا مجاور ومتما�س مع خط المواجهة‬ ‫مع �إ�سرائيل‪.‬‬ ‫في الفترة المحمومة في �أعقاب حرب العام ‪2006‬‬ ‫م ��ع �إ�سرائيل‪ ،‬بدا هذا االحتمال ف ��ي متناول اليد‪.‬‬ ‫وكان م ��ن المتع ّين والمتوق ��ع �أن يلعب "حزب اهلل"‬ ‫اللبنان ��ي دور البطول ��ة في هذا الإنت ��اج ‪ -‬كنموذج‬ ‫للعرب �أن الأ�ساليب الإيرانية تنتج �إنت�صارات �ضد‬ ‫اليه ��ود‪ ،‬وبالتال ��ي كعامل يعرقل ويوق ��ف الم�شاعر‬ ‫الم�ضادة لل�شيعة والفر�س‪.‬‬

‫الأ�شياء تتداعى‬ ‫ثم‪ ،‬ب�شكل تدريجي تقريب ًا في البداية‪ ،‬بد�أت الأمور‬ ‫ت�سي ��ر في طريق منحرف‪ .‬لق ��د فعل الحزب ذلك‪،‬‬ ‫كما هو متوقع‪ ،‬على طول خط ال�صدع الطائفي‪.‬‬ ‫في �أي ��ار (ماي ��و) ‪ ،2008‬ح ّول "ح ��زب اهلل" قوته‬ ‫ال�صارم ��ة �ض ��د خ�صوم ��ه ال�س ّن ��ة المحليين‪ .‬منذ‬ ‫الإن�سحاب ال�سوري تحت �ضغط من لبنان في العام‬ ‫‪ ،2005‬ف� ��إن مناف�س ��ة كانت جارية ح ��ول م�ستقبل‬ ‫البالد‪ .‬في مواجه ��ة مع�سكر "حزب اهلل" الم�سلح‬ ‫وحلفائ ��ه كان تحال ��ف "‪� 14‬آذار" ال ��ذي يق ��وده‬ ‫ال�سن ��ة م ��ع بع� ��ض الأح ��زاب الم�سيحي ��ة الموالين‬ ‫لل�سعودي ��ة والغرب‪ .‬ف ��ي �أيار (ماي ��و) ‪ ،2008‬كان‬ ‫رد فعل "حزب اهلل" ب�إ�ستخدامه القوة في محاولة‬ ‫لمن ��ع الحكوم ��ة المدعومة من تحال ��ف "‪� 14‬آذار"‬ ‫من تقيي ��د �إ�ستقاللي ��ة الحركة ال�شيعة ف ��ي �إن�شاء‬ ‫بنيتها الأمنية الأ�سا�سية في لبنان‪.‬‬ ‫ف ��ي غ�ضون �أي ��ام‪� ،‬سيط ��ر "ح ��زب اهلل" مدعوم ًا‬ ‫موجه ًا ر�سالة‬ ‫ببع�ض حلفائه على بي ��روت الغربية‪ّ ،‬‬ ‫قوة �صلبة وا�ضح ��ة لمناف�سيه الموالي ��ن لل�سعودية‬ ‫ب�أن �أي محاولة لتحجيم قوته لن تكون مقبول ًة‪.‬‬ ‫ال يمك ��ن مقاومة ق ��وة "ح ��زب اهلل" لبناني ًا‪ .‬ولكن‬ ‫مزاع ��م الحركة ال�شيعية ب�أنها تمث ��ل ر�أ�س الحربة‬ ‫لعم ��وم الم�سلمي ��ن والعرب �ض ��د �إ�سرائيل والغرب‬ ‫تعر�ض ��ت ل�صدم ��ة �شديدة‪ .‬ف ��ي �إ�ستط�ل�اع الر�أي‬ ‫الع ��ام العربي ال�سنوي ف ��ي ‪ ،2010‬تق ّل�صت �شعبية‬ ‫ن�ص ��ر اهلل م ��ن ‪� ٪26‬إلى ‪ ،٪9‬وذلك قب ��ل عام من‬ ‫�إندالع "الربيع العربي"‪.‬‬ ‫بطبيع ��ة الحال كانت الأحداث ف ��ي �سوريا‪ ،‬وظهور‬


‫الم�شرق العربي ¶ لبنان‬ ‫لإي ��ران ال ��ذي ينتم ��ي �إلي ��ه "ح ��زب اهلل" ال يزال‬ ‫ملتزم ًا مركزي ًا بقاء نظام الأ�سد‪.‬‬ ‫الم�شكلة هي �أن ��ه في حين �أنه قوي بما فيه الكفاية‬ ‫لمنع تدمير الأ�سد‪ ،‬فهو ال يبدو �أنه قادر على هزيمة‬ ‫التم ��رد �ض ��ده ب�ش ��كل نهائ ��ي‪ .‬لذلك �س ��وف تكون‬ ‫هن ��اك حاجة �إل ��ى مقاتلي "ح ��زب اهلل" لمحاربة‬ ‫التكفيريي ��ن ف ��ي �سوريا ف ��ي الم�ستقب ��ل المنظور‪.‬‬ ‫و�سوف ت�ستمر جن ��ازات ال�شهداء‪ .‬و�ست�ستمر وجوه‬ ‫ال�شبان الأ�صغر �سن ًا �أكثر من �أي وقت م�ضى الذين‬ ‫ُيقتلون في �سوري ��ا بالظهور على مل�صقات الحركة‬ ‫ف ��ي قرى جنوب لبنان وال�ضاحية الجنوبية لبيروت‬ ‫والبقاع ال�شمالي‪.‬‬ ‫بالن�سب ��ة �إلى الحركة‪ ،‬كل هذا ل ��ه عدد من الآثار‪،‬‬ ‫ومعظمها لي�ست �إيجابية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫�أو ًال‪ ،‬ف ��ي حي ��ن ال ي ��زال "ح ��زب اهلل" مهيمنا في‬ ‫لبنان‪ ،‬ف�إن الدور الذي يقوم به في �سوريا قد و�ضع‬ ‫على نحو فعال ح ��د ًا لوظيفته الإ�ستراتيجية كمو ّلد‬ ‫ال�شرعية لراعيته �إيران‪.‬‬ ‫ُيعتب ��ر "ح ��زب اهلل" الآن ف ��ي جميع �أنح ��اء العالم‬ ‫العربي ق ��وة طائفي ��ة �شيعية‪ ،‬تعمل ب�ش ��كل رئي�سي‬ ‫في قتل ال�سن ��ة‪ .‬وطالما �إ�ستمرت الحرب ال�سورية‪،‬‬ ‫�سيك ��ون م ��ن الم�ستحي ��ل ل"ح ��زب اهلل" زعزع ��ة‬ ‫و�إزالة ه ��ذه ال�صورة‪ .‬وهناك �أي�ض� � ًا م�ؤ�شرات �إلى‬ ‫تزايد الإ�ستياء حتى بين الطائفة ال�شيعية اللبنانية‬ ‫الحا�ضنة ل"ح ��زب اهلل" من �إراقة الدماء على ما‬ ‫يب ��دو التي ال نهاية لها ف ��ي �سوريا ودور الحركة في‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫ثاني� � ًا‪ ،‬طالما بقيت الحركة ال�شيعية ُملتزمة القتال‬ ‫ف ��ي �سوريا‪ ،‬ف�إن �أي عدوان �ض ��د �إ�سرائيل من غير‬ ‫المرجح‪.‬‬ ‫وو�سعه منذ حرب‬ ‫وقد �أع ��اد "حزب اهلل" ت�س ّلح ��ه ّ‬ ‫الع ��ام ‪ ،2006‬ويق� �دّر المخطط ��ون الإ�سرائيلي ��ون‬ ‫�أن ��ه يمتل ��ك الآن ما ال يق ��ل ع ��ن ‪ 150,000‬قذيفة‬ ‫و�صاروخ‪ .‬ولكن مع هذا العدد الكبير من المقاتلين‬ ‫الملتزمي ��ن مهم ��ات �أ�سا�سية في �سوري ��ا‪ ،‬ف�إن فتح‬ ‫جبهة ثاني ��ة �ضد عدو �أقوى بكثي ��ر من المتمردين‬ ‫ال�سوريي ��ن‪� ،‬إ�سرائيل‪ ،‬من المرجح �أن يكون ترف ًا ال‬ ‫ي�ستطيع "حزب اهلل" �أو راعيه الإيراني تحمله‪.‬‬ ‫ثالث� � ًا‪� ،‬إن ق ��درة "حزب اهلل" للرد عل ��ى �إجراءات‬ ‫�ض ��ده �أي�ض� � ًا قد تكون مح ��دودة ب�سب ��ب رغبته في‬ ‫تجنب الدخ ��ول في مواجه ��ة كبرى م ��ع �إ�سرائيل‪.‬‬ ‫لق ��د ُقتل عدد من �أع�ض ��اء الحركة البارزين خالل‬ ‫العامي ��ن الما�ضيين بمن في ذل ��ك ح�سن اللقي�س‪،‬‬ ‫�سمي ��ر القنطار‪ ،‬جهاد مغنية‪ ،‬و�أخير ًا‪ ،‬بدر الدين‪.‬‬

‫كانت �شعبية ن�صرالله عالية قبل ع�شرة �أعوام ح�سب الإيكونومي�ست‬

‫ولكن في جميع هذه العمليات‪ ،‬ما عدا �آخرها (بدر‬ ‫الدين)‪� ،‬إتهم "حزب اهلل" �إ�سرائيل‪.‬‬ ‫ولك ��ن �إنتق ��ام الحرك ��ة ال�شيعية‪ ،‬عندم ��ا يح�صل‪،‬‬ ‫كان عل ��ى نطاق �صغير‪ .‬م ��رة �أخ ��رى‪� ،‬إن الطبيعة‬ ‫المتوا�ضعة للإنتقام ل"حزب اهلل" ربما م�ستمدة‬ ‫من عدم الرغبة في المخاط ��رة بمواجهة مفتوحة‬ ‫مع ت ��ل �أبيب ف ��ي الوقت ال ��ذي تقات ��ل الحركة في‬ ‫�سوريا‪.‬‬ ‫ف ��ي الواق ��ع �أن م�أزق "ح ��زب اهلل" يعك� ��س الو�ضع‬ ‫الأو�س ��ع للكتل ��ة الإقليمية التي تقوده ��ا �إيران‪ .‬من‬ ‫حي ��ث الق ��وة ال�صلبة‪ ،‬ف� ��إن الإيرانيي ��ن وحلفائهم‬

‫ُولِد تدخل "حزب اهلل" في �سوريا من‬ ‫�ضرورة ما�سة‪ .‬لو �سقط الأ�سد‪ ،‬لكان‬ ‫ٌّ‬ ‫كل من الحركة ال�شيعية نف�سها‬ ‫والتكتل الإقليمي الذي تقوده �إيران‬ ‫والذي تنتمي �إليه واجه كارثة‪� .‬سوريا‪،‬‬ ‫بعد �إنت�صار المتمردين‪� ،‬ستحكمها‬ ‫الغالبية ال�سنية‪ ،‬و�سوف تتحالف مع‬ ‫القوى االقليمية ال�سنية‪ .‬ومثل هذه‬ ‫النتيجة �سوف تترك "حزب اهلل"‬ ‫معزو ًال على البحر الأبي�ض المتو�سط‬

‫يبل ��ون بالء ح�سن ًا في جميع �أنح ��اء منطقة ال�شرق‬ ‫الأو�س ��ط المليئ ��ة بال�صراع ��ات‪ .‬م ��ع ذل ��ك‪ ،‬ل ��م‬ ‫ينت�ص ��روا حت ��ى الآن في �أيٍّ م ��ن ال�صراعات التي‬ ‫تو ّرط ��وا فيها (ف ��ي اليمن والع ��راق و�سوريا)‪ ،‬لكن‬ ‫العمي ��ل الإيراني ف ��ي كل من ه ��ذه ال�سياقات لي�س‬ ‫قريب ًا من الهزيمة‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬ت�شكل �إيران اليوم‪ ،‬و ُي َ‬ ‫نظر �إليها �أنها ت�شكل‪،‬‬ ‫طرف ًا في الحرب الطائفية ال�شيعية ‪ -‬ال�سنية‪.‬‬ ‫�إعتبار ًا من الآن‪ ،‬يبدو الإيرانيون �أنهم غير قادرين‬ ‫عل ��ى تطوير تحالفات قوية من خ ��ارج المجتمعات‬ ‫ال�شيعية في العالم العربي‪ .‬ولكن المنطقة ال يمكن‬ ‫�أن يهيمن عليها ال�شيعة وحدهم‪.‬‬ ‫�إذا كان الإيراني ��ون ي�أملون يوم ًا ب�إ�ستخدام "حزب‬ ‫اهلل" وحربه �ضد �إ�سرائيل كو�سيلة لتوليد ال�شرعية‬ ‫بين ال�سكان العرب غير ال�شيعة‪ ،‬ف�إن العرب ال�سنة‬ ‫حت ��ى الآن يعتب ��رون الح ��زب قوة غريب ��ة وطائفية‬ ‫وعدائية‪ .‬عندما �أُج ِبروا على الإختيار بين �ضرورة‬ ‫الحف ��اظ عل ��ى نظام الأ�س ��د‪ ،‬والطموح ب� ��أن ُي َ‬ ‫نظر‬ ‫�إليه ��م كقوة لعم ��وم الم�سلمي ��ن‪ ،‬ف� ��إن الإيرانيين‪،‬‬ ‫وبالتال ��ي عمالءه ��م‪� ،‬إختاروا ب�ش ��كل غير مفاجئ‬ ‫الم�صال ��ح المادي ��ة المبا�ش ��رة عل ��ى الأه ��داف‬ ‫الإ�ستراتيجية الأو�سع نطاق ًا‪.‬‬ ‫والنتيج ��ة م ��ن كل ذلك هو �أن "ح ��زب اهلل" اليوم‬ ‫يواجه �إحتم ��ال �إ�ستمرار التدخل ف ��ي الآلة اللعينة‬ ‫للح ��رب ال�سورية‪ ،‬نازف� � ًا مقاتلي ��ن و�شرعية (على‬ ‫الرغ ��م م ��ن ك�س ��ب‪ ،‬بطبيع ��ة الح ��ال‪ ،‬التجرب ��ة‬ ‫والخب ��رة)‪ .‬طالم ��ا دام هذا الو�ض ��ع‪ ،‬يمكن للمرء‬ ‫�أن يتوق ��ع �أن ي�ستمر قادة الحزب في كلماتهم التي‬ ‫تذ ّكر ب"�إنت�صارات" بعيدة �ضد �إ�سرائيل‪ ،‬وال�سعي‬ ‫�إل ��ى �إلبا�س ن�ضالهم الحالي �ضد ال�سنة من التبرج‬ ‫من الحرب ال�سابقة‪.‬‬ ‫�إن المرحل ��ة الحالي ��ة لن ت�ستم ��ر بال�ض ��رورة �إلى‬ ‫الأب ��د‪ ،‬بطبيع ��ة الحال‪ ،‬ويبقى "ح ��زب اهلل" حتى‬ ‫الآن الق ��وة الع�سكري ��ة غي ��ر الحكومي ��ة الأكث ��ر‬ ‫�شرا�س ��ة التي تواجه �إ�سرائي ��ل‪ .‬ولكن �سرد "حزب‬ ‫اهلل" ع ��ن "المقاومة" لعم ��وم الم�سلمين قد يكون‬ ‫من عداد �ضحايا الحرب الأهلية ال�سورية‪.‬‬ ‫لقد ع ّرى ال�صراع الطاحن �إلى �شرق و�شمال لبنان‬ ‫ب�شكل قاطع الحقائ ��ق الطائفية ال�صارخة الكامنة‬ ‫ف ��ي ال ��والءات ال�سيا�سية ف ��ي ال�ش ��رق الأو�سط‪� .‬إن‬ ‫ح ��زب اهلل‪ ،‬كنتيجة للحرب ال�سوري ��ة‪ ،‬قد �إنك�شف‬ ‫الآن �أم ��ام الجمي ��ع و�أثب ��ت م ��ا كان علي ��ه دائم� � ًا‪،‬‬ ‫وبالتحدي ��د‪ :‬وكيل الإ�سالمي ��ة ال�شيعي ��ة الطائفية‬ ‫لإيران ‪ -‬ال �أكثر وال �أقل‬ ‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪25‬‬



‫دم�شق ‪ -‬ويل تودمان*‬

‫في ‪ 9‬حزي ��ران (يونيو) ‪ ،2016‬دخلت‬ ‫قافلة م�ساع ��دات غذائية ُم�شتركة من‬ ‫الأم ��م المتحدة والهالل الأحم ��ر العربي ال�سوري‬ ‫حا�صرة‪" ،‬داريا"‪،‬‬ ‫�إلى �إحدى �ضواحي دم�ش ��ق ال ُم َ‬ ‫للمرة الأولى منذ ت�شرين الثاني (نوفمبر)‪.2012‬‬ ‫وم ��ع ذلك‪ ،‬بعد �ساعات ق�صفت الحكومة ال�سورية‬ ‫ال�ضاحية ب‪ 28‬برمي ًال متفجر ًا‪ ،‬ومنعت الف�صائل‬ ‫المحلية من تقديم الم�ساعدة‪.‬‬ ‫ف ��ي حين �أنه ��ا تعاني من بع�ض �أ�س ��و�أ الظروف في‬ ‫كل ب�ل�اد ال�شام‪ ،‬ف� ��إن داريا هي مج ��رد واحدة من‬ ‫عدد م ��ن المناط ��ق الم�أهولة بال�س ��كان التي تعي�ش‬ ‫تح ��ت الح�صار في �سوريا‪ .‬ف ��ي �أيار (مايو) ‪،2016‬‬ ‫قدّرت الأمم المتحدة �أن ‪� 592,700‬شخ�ص يعي�شون‬ ‫حا�ص ��رة في �سوريا‪ ،‬غالبيتها تفر�ضها‬ ‫في مناطق ُم َ‬ ‫الحكوم ��ة ال�سورية‪ .‬كم ��ا تفيد المعلوم ��ات ب�أنه من‬ ‫�أ�صل المجموع‪ ،‬هناك ‪ 78.1( 462,700‬في المئة)‬ ‫يحا�صره ��م النظ ��ام ف ��ي مواق ��ع مختلف ��ة في ريف‬ ‫دم�ش ��ق‪ ،‬وحي الوعر في حم� ��ص‪ ،‬ومخيم اليرموك؛‬ ‫وهن ��اك ‪ 18.6( 110,000‬في المئ ��ة) يحا�صرهم‬ ‫تنظي ��م "الدول ��ة الإ�سالمية" (داع� ��ش) في مدينة‬ ‫دير ال ��زور؛ و‪ 3.4( 20,000‬في المئة) تحا�صرهم‬ ‫جماعات المعار�ضة الم�سلحة في فوعة وكفريا‪.‬‬ ‫الح ُ�ص ��ر (جمع ح�ص ��ار) في‬ ‫لق ��د ظهرت ح ��رب ُ‬ ‫�سوري ��ا كتكتي ��ك وح�ش ��ي لمكافحة التم ��رد الذي‬ ‫�إ�ستخدم ��ه النظ ��ام في بداي ��ة الإنتفا�ض ��ة عندما‬ ‫ف�ش ��ل في تحديد م ��كان المتمردين ف ��ي المناطق‬ ‫الح�ضرية‪.‬‬ ‫ب�إغ�ل�اق مناط ��ق ب�أكمله ��ا ومن ��ع دخ ��ول الب�ضائع‬ ‫الح ُ�صر تهدف �إل ��ى �إجبار‬ ‫وحرك ��ة النا� ��س‪ ،‬ف� ��إن ُ‬ ‫ال�سكان الهائجين والمتمردي ��ن على الإ�ست�سالم‪.‬‬ ‫كان لتكتي ��كات الح�صار عدد م ��ن الفوائد‪ ،‬و�أثبت‬ ‫�أن ��ه تكتيك دفاعي ف ّعال يقط ��ع مناطق المعار�ضة‬ ‫التي لديها القدرة على االنت�شار �إلى معاقل رئي�سية‬ ‫للنظام‪ .‬على �سبيل المثال‪� ،‬إن محا�صرة المناطق‬ ‫التي ي�سيطر عليها المتمردون في �ضواحي دم�شق‬ ‫منع ��ت �إنت�ش ��ار القتال �إل ��ى و�سط المدين ��ة‪ .‬وكان‬ ‫الح�ص ��ار �أي�ضا تكتيك ًا ع�سكري ًا فعا ًال فيما الجي�ش‬ ‫ال�س ��وري �أ�صب ��ح عل ��ى نح ��و متزايد منت�ش ��ر ًا فوق‬ ‫طاقته‪ ،‬لأن ��ه يتطلب عدد ًا من الق ��وى العاملة �أقل‬ ‫من الع ��دد الذي يتطلب ��ه الهجوم الب ��ري الكامل‪.‬‬ ‫وم ��ع ذل ��ك‪ ،‬ف ��ي حي ��ن �أن ح�ص ��ار �ش ��رق الغوطة‬ ‫ق ��د حق ��ق هدف ��ه الدفاعي لمن ��ع �أي هج ��وم كبير‬

‫دوما المحا�صرة‪� :‬إ�سمحوا لنا �أن نموت‬

‫للمتم ّردي ��ن عل ��ى مدينة دم�شق م ��ن المنطقة‪� ،‬إال‬ ‫حا�صرين‬ ‫�أنه ف�شل حتى الآن في �إجبار ال�سكان ال ُم َ‬ ‫عل ��ى الإ�ست�سالم‪ .‬في الواق ��ع‪ ،‬في معظم المناطق‬

‫�أدت الحرب ال�سورية �إلى‬ ‫تدمير البنية التحتية‪ ،‬و�إنخفا�ض‬ ‫كبير في الناتج الإقت�صادي‪ ،‬وهبوط‬ ‫حاد في الإ�ستثمار‪ .‬ويقدر "المركز‬ ‫ال�سوري لبحوث ال�سيا�سات" �إجمالي‬ ‫الخ�سائر المتراكمة للإقت�صاد‬ ‫ال�سوري بحلول نهاية العام ‪2015‬‬ ‫ب�أكثر من ‪ 254‬مليار دوالر‬

‫حا�ص ��رة تنت�ش ��ر ح ��االت �شائع ��ة م ��ن الر�شوة‬ ‫ال ُم َ‬ ‫والتهري ��ب‪ ،‬وغالب ًا ما تقوم بها الق ��وى ذاتها التي‬ ‫تحا�صر المنطقة‪� .‬إن �إنت�شار هذه الممار�سات غير‬ ‫الم�شروعة يعني �أن الحوافز الإقت�صادية هي الآن‬ ‫واحدة من الأ�سباب الرئي�سية للح�صار في �سوريا‪،‬‬ ‫لأنها �أ�صبحت جزء ًا ال يتجز�أ من �إقت�صاد الحرب‬ ‫في البالد‪.‬‬

‫�إقت�صاد الحرب في �سوريا‬ ‫�أدت الح ��رب ال�سورية �إلى تدمي ��ر البنية التحتية‪،‬‬ ‫و�إنخفا� ��ض كبير في النات ��ج الإقت�صادي‪ ،‬وهبوط‬ ‫ح ��اد ف ��ي الإ�ستثم ��ار‪ .‬ويق ��در "المرك ��ز ال�سوري‬ ‫لبحوث ال�سيا�سات" �إجمال ��ي الخ�سائر المتراكمة‬ ‫للإقت�صاد ال�سوري بحلول نهاية العام ‪ 2015‬ب�أكثر‬ ‫م ��ن ‪ 254‬مليار دوالر‪ .‬وبلغ �إنخفا� ��ض قيمة الليرة‬ ‫ال�سوري ��ة �إلى م�ستوي ��ات قيا�سية جدي ��دة في �أيار‬ ‫(ماي ��و) ‪ ،2016‬عندم ��ا �أ�ص ��در البن ��ك المركزي‬ ‫ال�سوري �سعر ال�ص ��رف الر�سمي لليرة مقابل‬ ‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪27‬‬


‫الم�شرق العربي‬ ‫سوريا ‪ /‬موضوع الغالف‬

‫�إقت�صاد الحرب يمنع ال�سالم في بالد ال�شام‬

‫الح�صار في �سوريا‪:‬‬ ‫التر ّبح من الب�ؤ�س والعذاب‬ ‫�شهدت خم�س �سنوات من المعارك الطاحنة في �سوريا ظهور �إقت�صاد حرب يزيد الحوافز لإطالة �أمد ال�صراع‪،‬‬ ‫بالإ�ضاف��ة �إلى بع�ض الممار�سات الع�سكرية التي تقدم مكاف�أة مالية مُجزية‪ .‬واحدة من هذه الممار�سات هي‬ ‫فر�ض ح�صار‪ .‬وهذا الح�صار لم يعد مجرد تكتيك ع�سكري لإخ�ضاع المعار�ضين‪ ،‬فقد �أ�صبح �أي�ض ًا م�شروع ًا‬ ‫مربح �اً‪ ،‬ي�شمل �شبكة معقدة م��ن رجال الأعمال والتجار والجهات الم�سلحة‪ ،‬كل واحد منهم ي�ستفيد على‬ ‫ح�س��اب المدنيين المحا�صرين‪ .‬هذا التقرير الذي كتبه الباحث ويل تودمان يك�شف عن التفا�صيل المعقدة‬ ‫لإقت�ص��اد الح�صار‪ ،‬والتحديات التي تواج��ه مقدمو الإغاثة الإن�سانية الذين ي�ضط��رون للتعامل مع �شركات‬ ‫حا�صرين‪.‬‬ ‫الح�صار غير الم�شروعة من �أجل منع المجاعة على نطاق وا�سع في �صفوف المدنيين المُ َ‬

‫‪26‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬


‫�إلى موقع �آخر‪ ،‬والذي قد تكون فيه فر�ص محدودة‬ ‫لك�سب المال‪ ،‬هذا �إذا ُوجدت‪.‬‬ ‫�إن العملي ��ة هي ن�صف منظمة؛ فيما ُي�سمح للجنود‬ ‫بالحف ��اظ على ج ��زء مع ّين م ��ن الإي ��رادات التي‬ ‫يو ّلدونه ��ا ويح�صل ��ون عليه ��ا‪ ،‬ف� ��إن البقية تذهب‬ ‫�إل ��ى خزائ ��ن النظ ��ام‪ .‬خ�ل�ال ربي ��ع ‪� ،2014‬أخذ‬ ‫جن ��ود من الحر�س الرئا�س ��ي والمخابرات الجوية‬ ‫دوالري ��ن ع ��ن كل كيلوغ ��رام من الم ��واد الغذائية‬ ‫الت ��ي ُ�سم ��ح بدخولها �إلى �ش ��رق الغوطة من نقطة‬ ‫تفتي� ��ش الوافدين‪ ،‬والت ��ي �أ�صبحت الحق� � ًا تُعرف‬ ‫ب�إ�س ��م "معب ��ر المليون" �إذ كان يعتق ��د الجنود �أن‬ ‫ب�إ�ستطاعتهم الح�ص ��ول على مليون ليرة �سورية (‬ ‫حوال ��ي ‪ 5,000‬دوالر) في ال�ساع ��ة من الر�شاوى‪.‬‬ ‫وم ��ن الن ��ادر �أن يدفع المدنيون للق ��وات الم�سلحة‬ ‫عند نقاط التفتي� ��ش مبا�شرة لتمرير ال�سلع‪ ،‬ولكن‬ ‫بد ًال م ��ن ذل ��ك‪ ،‬هناك و�سط ��اء معروف ��ون با�سم‬ ‫'التج ��ار" يقومون بعملية المبادل ��ة‪ .‬وه�ؤالء التجار‬ ‫هم عادة من رجال الأعمال الذين عا�شوا او عملوا‬ ‫حا�صرة قبل ال�ص ��راع‪ ،‬وبالتالي‬ ‫في المنطق ��ة ال ُم َ‬ ‫لديه ��م �إت�صاالت محلي ��ة‪ .‬معظم رج ��ال الأعمال‬ ‫الذين ال يزالون في �سوريا لهم عالقات مع النظام‬ ‫– �صف ��ة حيوية لهم ليكونوا قادرين على العمل‪.‬‬ ‫ذلك �أن التج ��ار يتفاو�ضون م ��ع النظام للح�صول‬ ‫على �إذن ل�ش ��راء ال�سلع من رج ��ال الأعمال خارج‬ ‫حا�ص ��رة‪ ،‬والتن�سي ��ق معه ��م لت�سليم‬ ‫المنطق ��ة ال ُم َ‬ ‫الب�ضاعة �إلى نقطة التفتي�ش‪.‬‬

‫لمحة عن تاجر‬ ‫‪ ‬رج ��ل الأعمال الث ��ري �أب ��و �أيم ��ن المنفو�ش (في‬ ‫الأربعين ��ات) الآت ��ي م ��ن المدين ��ة المحا�ص ��رة‬ ‫م�سرابا‪ ،‬ه ��و التاجر الأبرز في �شرق الغوطة‪ .‬فقد‬ ‫�إ�ستخدم عالقاته ال�شخ�صية مع النظام ال�سوري‪،‬‬ ‫وي�شاع مع مكتب ب�ش ��ار الأ�سد‪ ،‬للح�صول على �إذن‬ ‫حا�صرة‬ ‫لإ�ستيراد الغذاء والوقود �إلى المنطقة ال ُم َ‬ ‫�ش ��رق الغوطة‪ ،‬وت�صدير منتج ��ات الألبان والمواد‬ ‫الكهربائي ��ة من المنطقة �إل ��ى دم�شق‪ .‬على الرغم‬ ‫م ��ن �أن ��ه ل ��م ُيب� � َرم �أي وقف لإط�ل�اق الن ��ار بعد‪،‬‬ ‫ف�إن منطقت ��ه المحلية م�سرابا ل ��م ت�شهد الغالبية‬ ‫العظم ��ى من هجم ��ات النظام‪ ،‬على م ��ا يبدو كان‬ ‫ذل ��ك جزء ًا م ��ن الترتي ��ب‪ .‬وي�ستفي ��د النظام من‬ ‫خالل �أخذ جزء من �أرباح ��ه‪ ،‬و�أولئك الموجودون‬ ‫حا�ص ��رة ي�ستفي ��دون م ��ن‬ ‫داخ ��ل المنطق ��ة ال ُم َ‬ ‫عملي ��ة التوظيف الت ��ي يقوم بها وت�شم ��ل �أكثر من‬ ‫‪ 1000‬عام ��ل‪ ،‬ويدف ��ع روات ��ب بع� ��ض الموظفي ��ن‬

‫�شرق الغوطة‪ :‬ح�صارها �صار م�صدراً للربح للنظام والمعار�ضة على حد �سواء‬

‫البيروقراطيين المحليين‪ ،‬ويوفر درجة من الأمن‬ ‫لأولئ ��ك الذين يعي�شون بالقرب من م�صنعه‪ .‬وقدّر‬ ‫�أحد �سكان �شرق الغوطة �أنه قبل �أن ت�صبح الأنفاق‬ ‫في الإ�ستخ ��دام المنتظم‪ ،‬فقد حقق �أرباح ًا يومية‬ ‫بلغت ‪� 10‬آالف دوالر على الأقل‪.‬‬ ‫ي�ستطي ��ع رج ��ال الأعمال �ش ��راء عقود م ��ن �أعلى‬ ‫الم�ستويات في النظام م ��ن �أجل �أن يح�صلوا على‬ ‫�إحتكار فعل ��ي لتوريد �سلعة معين ��ة �إلى الجماعات‬ ‫العامل ��ة هن ��اك والر�س ��وم �أو ال�سلع الت ��ي يجب �أن‬

‫حا�صرة‪َ �" :‬‬ ‫أريدك �أن تقول‬ ‫دوما ال ُم َ‬ ‫للعالم �أننا لم نلعب �أي دور في هذا‬ ‫ال�صراع‪� .‬إننا ل�سنا مع �أي مجموعة‪،‬‬ ‫ف�صيل‪� ،‬أو طائفة م�سلحة؛ لي�س لدينا‬ ‫عمل‪ ،‬وال طعام لأطفالنا‪ ،‬وال و�سيلة‬ ‫للهروب من هذا الجحيم‪ .‬كل يوم‪،‬‬ ‫نرى البراميل المتفجرة ونتوقع �أن‬ ‫نموت‪ .‬نحن في �إنتظار الموت‪ .‬حفظ‬ ‫اهلل نفو�سنا‪ ،‬فقط �إ�سمحوا لنا �أن نموت"‬

‫تُدف ��ع للتاجر للتمرير بين نقاط التفتي�ش‪ .‬وعندما‬ ‫حا�صرة‪ ،‬ف�إن‬ ‫ت�صبح هذه ال�سلع داخل المنطقة ال ُم َ‬ ‫التجار في كثير من الأحيان يخزنونها ويكد�سونها‬ ‫ويطلق ��ون �سراحه ��ا ب�ش ��كل �إ�ستراتيج ��ي لتعظيم‬ ‫�أرباحها‪ .‬وبعد �أن يدفعوا نفق ��ات �إ�ستيراد ال�سلع‪،‬‬ ‫ف� ��إن التج ��ار يرفع ��ون الأ�سع ��ار بن�سبة ت�ص ��ل �إلى‬ ‫‪ 70‬ف ��ي المئة‪ ،‬وه ��ذا يعني تحقيق رب ��ح ي�صل �إلى‬ ‫‪ 40‬ف ��ي المئة من التكلفة النهائي ��ة لل�سلع‪ .‬ونتيجة‬ ‫له ��ذه العملية‪� ،‬إل ��ى جانب �إرتف ��اع الطلب الناجم‬ ‫ع ��ن نق�ص عام في توافرها‪ ،‬ي�ص ��ل �إرتفاع �أ�سعار‬ ‫ال�سلع الأ�سا�سية �إلى م�ستويات باهظة‪� .‬إن الأ�سعار‬ ‫تتذب ��ذب ب�إ�ستم ��رار‪ ،‬وفق ًا للطلب وق ��درة ال�سكان‬ ‫حا�صرين على �شرائه ��ا‪ .‬ويب ّين الجدول التالي‬ ‫ال ُم َ‬ ‫مقارنة لأ�سعار ُذ ِك ��رت لل�سلع اال�سا�سية في دم�شق‬ ‫حا�صرة عندما كانت في‬ ‫ومنطقة �شرق الغوطة ال ُم َ‬ ‫ذروتها خالل �شتاء ‪.2014 -2013‬‬ ‫مدينة منطقة الغوطة‬ ‫النوع‬ ‫ال ُمحا�صرة‬ ‫دم�شق‬ ‫(كلغ)‬ ‫�سكر (‪ 0.66 )1‬دوالر ‪ 19‬دوالراً‬ ‫‪ 0.67‬دوالر ‪ 21‬دوالراً‬ ‫الرز (‪)1‬‬ ‫الخبز (‪ 0.16 )1.5‬دوالر ‪ 11‬دوالراً‬ ‫عندما �إفتتح نفق لل�سلع الغذائية من منطقة �شرق‬ ‫الغوطة التي ت�سيطر عليها جماعات المعار�ضة‬ ‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪29‬‬


‫الم�شرق العربي ¶ �سوريا ‪ /‬مو�ضوع الغالف‬

‫مدينة دير الزور‪ :‬واقعة بين ح�صارين‬

‫ال ��دوالر حي ��ث �أن كل ‪ 620‬لي ��رة �سوري ��ة �ص ��ارت‬ ‫ت�س ��اوي ‪ 1.4‬دوالر �أميركي‪ .‬وعلى الرغم من هذا‬ ‫الدمار الإقت�ص ��ادي‪ ،‬ف�إن الرئي� ��س ال�سوري ب�شار‬ ‫الأ�س ��د قد �أنفق موارد كبيرة ل�ضمان �أن الخدمات‬ ‫ال تزال ُتق� �دّم في المناطق الخا�ضعة ل�سيطرته –‬ ‫وه ��ذا عن�صر �أ�سا�س ��ي في �إ�ستراتيجيت ��ه لإ�ضفاء‬ ‫ال�شرعية على نظامه‪.‬‬ ‫�رب هو م�سع ��ى ُمكلف ي�صل‬ ‫م ��ع ذل ��ك‪� ،‬إن �شنّ ح � ٍ‬ ‫�إلى �أدنى م�ستوى في النظام‪ .‬لم يكن على النظام‬ ‫�ش ��راء الأ�سلحة والمع ��دات الع�سكري ��ة والذخيرة‬ ‫فق ��ط‪ ،‬ولك ��ن كان علي ��ه �أي�ض� � ًا الدف ��ع‪ ،‬والغذاء‪،‬‬ ‫وع�ل�اج ونق ��ل الق ��وات‪ ،‬و�إ�ص�ل�اح الأ�ض ��رار التي‬ ‫لحقت بالبني ��ة التحتية الحيوية‪ .‬ومن �أجل تحقيق‬ ‫هذا الأمر‪ ،‬فق ��د خ ّف�ض الإنف ��اق الحكومي‪ ،‬وو ّفر‬ ‫حلف ��اء خارجي ��ون الم�ساع ��دة االقت�صادي ��ة‪ ،‬وتم‬ ‫التخل ��ي عن م�شاريع �إ�ستثماري ��ة جديدة‪ ،‬و�إ�ضطر‬ ‫النظام �إل ��ى االعتماد ب�شكل �أكبر على نخبة رجال‬ ‫الأعم ��ال‪ ،‬الذي ��ن ترتب ��ط م�صالحه ��م م ��ع بق ��اء‬ ‫النظ ��ام‪ .‬وكان هن ��اك م�ص ��در مهم �آخ ��ر للدخل‬ ‫يتم ّثل بال�سماح بانت�شار الف�ساد والأن�شطة ال�شائنة‬ ‫الأخ ��رى‪ ،‬بما في ذلك ال�سرق ��ة وخطف المدنيين‬ ‫والمطالب ��ة بفدية لإعادتهم �إلى ذويهم‪ .‬والحقيقة‬ ‫�أن ك ًال م ��ن الجي� ��ش والميلي�شي ��ات الموالي ��ة‬ ‫للحكوم ��ة ال�سوري ��ة يتمت ��ع بتاريخ م ��ن الإ�ستفادة‬ ‫من الممار�سات الإقت�صادية غير الم�شروعة‪ ،‬مثل‬

‫‪28‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫تهري ��ب المخ ��درات من لبن ��ان‪ ،‬وه ��ذه الممار�سة‬ ‫كانت جارية منذ �سبعينات القرن الفائت‪.‬‬ ‫وم ��ن المعروف �أن �ضباط ًا م ��ن الحكومة ال�سورية‬ ‫كان ��وا يتقا�سم ��ون عائ ��دات الميلي�شي ��ات ويقبلون‬ ‫الر�شاوى‪ .‬وقد �إ�ستمرت هذه الممار�سات وتكثفت‬ ‫خ�ل�ال النزاع الحال ��ي‪ .‬واحدة من �أكث ��ر الو�سائل‬ ‫المربحة التي �إ�ستفادت منها الميلي�شيات الموالية‬ ‫للحكوم ��ة و�ضب ��اط الجي�ش �إقت�صادي� � ًا منذ بداية‬ ‫الإنتفا�ضة كان ��ت �سيطرتهم على نق ��اط التفتي�ش‬

‫ب�إغالق مناطق ب�أكملها ومنع دخول‬ ‫الح ُ�صر‬ ‫الب�ضائع وحركة النا�س‪ ،‬ف�إن ُ‬ ‫(جمع ح�صار) تهدف �إلى �إجبار‬ ‫ال�سكان الهائجين والمتمردين على‬ ‫الإ�ست�سالم‪ .‬وكان لتكتيكات الح�صار‬ ‫عدد من الفوائد‪ ،‬و�أثبت �أنه تكتيك‬ ‫دفاعي ف ّعال يقطع مناطق المعار�ضة‬ ‫التي لديها القدرة على االنت�شار �إلى‬ ‫معاقل رئي�سية للنظام‬

‫ف ��ي �سوريا‪ .‬ف ��ي بع� ��ض الأحي ��ان‪� ،‬سم ��ح النظام‬ ‫للميلي�شي ��ات الموالي ��ة ل ��ه الإ�ستف ��ادة مالي� � ًا م ��ن‬ ‫ال�ص ��راع ف ��ي مقاب ��ل دع ��م الجي�ش ال�س ��وري في‬ ‫العملي ��ات الع�سكرية الرئي�سية‪ .‬ف ��ي العام ‪،2015‬‬ ‫�أطلق النظام العنان للميلي�شيات في مناطق حلب‪،‬‬ ‫و�أق ��ام رجالها نق ��اط تفتي�ش و�أخ ��ذوا ر�سوم ًا من‬ ‫المدنيين من �أجل تمريرهم‪.‬‬ ‫ولأن الح�صار تفر�ضه ق ��وات م�سلحة وتقيم نقاط‬ ‫تفتي� ��ش لتنفي ��ذه عل ��ى المداخ ��ل الإ�ستراتيجي ��ة‬ ‫حا�ص ��رة‪ ،‬ف� ��إن ه ��ذه‬ ‫الم�ؤدي ��ة �إل ��ى المنطق ��ة ال ُم َ‬ ‫النقاط تو ّفر فر�ص ًا وا�سعة للعديد من الممار�سات‬ ‫الإقت�صادي ��ة غي ��ر الم�شروع ��ة‪� .‬إن الح ��االت التي‬ ‫ت�سمح به ��ا الجماعات الم�سلح ��ة بدخول الب�ضائع‬ ‫حا�صرة في مقاب ��ل ر�شاوى هي‬ ‫�إل ��ى المناط ��ق ال ُم َ‬ ‫الأكث ��ر �شيوع ًا في ح�صار المناط ��ق الريفية‪ ،‬مثل‬ ‫المناط ��ق الريفي ��ة المحيط ��ة بدم�ش ��ق‪ .‬هنا‪ ،‬في‬ ‫كثير م ��ن الأحيان تدخ ��ل الأرا�ض ��ي الزراعية في‬ ‫محي ��ط الح�صار‪ ،‬لذا ف� ��إن لدى ال�س ��كان القدرة‬ ‫عل ��ى �إنت ��اج كمية مح ��دودة فق ��ط م ��ن غذائهم‪.‬‬ ‫ومع ذل ��ك‪ ،‬ف� ��إن تكتيك محاول ��ة تجوي ��ع ال�سكان‬ ‫المحا�صري ��ن للإ�ست�س�ل�ام لم تفلح كثي ��ر ًا‪ ،‬وهذا‬ ‫ي�ساعد على تف�سير �إنت�شار الر�شوة‪ .‬وكما قال �أحد‬ ‫�سكان المدينة المحا�ص ��رة دوما في ريف دم�شق‪:‬‬ ‫يف�سر لماذا دام الح�صار‬ ‫"الف�ساد فقط يمكن �أن ّ‬ ‫الذي عانينا منه طوي ًال"‪.‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬يعترف النظام ب�أهمية حرمان المناطق‬ ‫حا�ص ��رة م ��ن القدرة عل ��ى توفير الغ ��ذاء من‬ ‫ال ُم َ‬ ‫خ�ل�ال الإكتفاء الذات ��ي‪ ،‬وبالتالي �إجب ��ار ال�سكان‬ ‫حا�صري ��ن عل ��ى الإعتم ��اد على التج ��ار‪ .‬وكان‬ ‫ال ُم َ‬ ‫ه ��ذا وا�ضح ًا ف ��ي ال�شه ��ر الما�ضي‪ ،‬م ��ع �إ�ستيالء‬ ‫النظ ��ام على الج ��زء الجنوبي من �ش ��رق الغوطة‪،‬‬ ‫بما ف ��ي ذلك ‪ 10,000‬ف ��دان من حق ��ول القمح و‬ ‫‪� 100,000‬شج ��رة فاكهة‪ ،‬التي �س ��وف ت�ؤثر ت�أثير ًا‬ ‫كبير ًا في كمية المواد الغذائية التي يمكن زراعتها‬ ‫حا�صرة‪ ،‬والنتيج ��ة ال ُمحت َملة‬ ‫داخل المنطق ��ة ال ُم َ‬ ‫ف ��ي تحفيز �إرتفاع �أ�سعار الغ ��ذاء‪� .‬إن الجنود عند‬ ‫نق ��اط التفتي� ��ش ي�ستغل ��ون و�ضعهم ق ��در الإمكان‬ ‫نظ ��ر ًا �إلى طبيعة �إنت�شاره ��م حيث ال يعلم عنا�صر‬ ‫الجي� ��ش ال�سوري وال �أع�ض ��اء الميلي�شيات الموالية‬ ‫للحكومة �إل ��ى متى �سيبقون على نق ��اط التفتي�ش‪.‬‬ ‫ومع عدم قدرة النظام على دفع �أجورهم بالكامل‬ ‫ب�سبب القيود الإقت�صادي ��ة المتزايدة‪ ،‬ف�إن �أولئك‬ ‫الذي ��ن ُن ِ�شروا على نقاط التفتي� ��ش لديهم الحافز‬ ‫لإ�ستخ ��راج المال قدر الإمكان قب ��ل �أن يتم نقلهم‬


‫�إن مدينة دير الزور في �شرق �سوريا ي�سيطر عليها‬ ‫النظ ��ام ال�س ��وري ويحا�صرها تنظي ��م "داع�ش"‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬ف� ��إن القوات الحكومية ت�ضع الكثير من‬ ‫القي ��ود على تدف ��ق الب�ضائع وحرك ��ة النا�س الأمر‬ ‫الذي يجعل ال�سكان المدنيين على نحو فعال تحت‬ ‫ح�صارين من النظام ومن "الدولة الإ�سالمية"‪.‬‬ ‫وق ��د �أكد �س ��كان �سابقون في المدين ��ة �أنهم دفعوا‬ ‫�إلى النظام بين ‪ 150,000‬و‪ 300,000‬ليرة �سورية‬ ‫(بين ‪ 625‬دوالر ًا‪ -‬و‪ 1360‬دوالر ًا) للح�صول على‬ ‫مقاعد على متن الطائرات الع�سكرية للهروب من‬ ‫الح�ص ��ار‪ ،‬الأمر الذي جعل تل ��ك العملية م�صدر ًا‬ ‫مربح� � ًا للدخ ��ل بالن�سبة �إل ��ى النظام‪ .‬ف ��ي �شرق‬ ‫الغوط ��ة �إحت ��ج �س ��كان دوم ��ا �أي�ض ًا عل ��ى �سيطرة‬ ‫المتمردين على الأنفاق في منا�سبات متعددة‪ .‬في‬ ‫الع ��ام ‪ ،2015‬و�ضعت الجماع ��ات الم�سلحة داخل‬ ‫حا�صرة نظام ًا �شبه ر�سمي لإ�ستخدام‬ ‫المنطقة ال ُم َ‬ ‫نف ��ق من �ش ��رق الغوطة‪ ،‬مع عملي ��ة تطبيق ر�سمية‬ ‫حا�صرة‪.‬‬ ‫الزمة لمرور المدنيين خارج المنطقة ال ُم َ‬ ‫و�أع ��رب �أحد �سكان �شرق الغوط ��ة عن غ�ضبه من‬ ‫جماع ��ات المعار�ض ��ة الم�سلحة قائ�ل ً�ا‪" :‬ال يوجد‬

‫ح�ص ��ار‪ ،‬هذا كذب‪ .‬كي ��ف يمك ��ن �أن يكون هناك‬ ‫ح�ص ��ار عندما ي�ستطي ��ع قائد "جي� ��ش الإ�سالم"‬ ‫الدخول والخروج من الغوطة مرات عدة هذا العام‬ ‫ويظه ��ر في تركيا والمملكة العربي ��ة ال�سعودية‪� ،‬أو‬ ‫عندما يغادر ‪ 1000‬من مقاتليه الغوطة في ال�شهر‬ ‫الما�ض ��ي للذهاب لمحاربة "داع�ش" في القلمون؟‬ ‫[‪ ]...‬هن ��اك ترتيب ��ات ف ��ي المكان لم� ��ص �أف�ضل‬ ‫ما في ه ��ذه المنطق ��ة‪ ،‬وال�سماح لبع� ��ض الجهات‬ ‫بالإ�ستفادة‪ ،‬فيما يعاني المدنيون"‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬من المهم �أن ندرك �أن هذه الممار�سات‬ ‫الح ُ�ص ��ر (جمع ح�ص ��ار)‪ .‬في‬ ‫ال تح ��دث ف ��ي كل ُ‬ ‫الع ��ام ‪ 2014‬ف ��ي �أثن ��اء ح�ص ��ار اليرم ��وك‪ ،‬على‬ ‫�سبي ��ل المث ��ال‪ ،‬كان التهري ��ب ممنوع� � ًا ومق ّي ��د ًا‬ ‫ب�ش ��دة وهن ��اك القلي ��ل من الأدل ��ة عل ��ى �إ�ستفادة‬ ‫جه ��ات م�سلح ��ة مالي� � ًا م ��ن الح�ص ��ار‪ .‬وبالمثل‪،‬‬ ‫�سيط ��رت قوات "حزب اهلل" عل ��ى نقاط التفتي�ش‬ ‫المحيطة ببلدة م�ضاي ��ا‪� ،‬شمال دم�شق‪ ،‬في �أواخر‬ ‫الع ��ام ‪ ،2015‬و�شن ��ت حملة على �شب ��كات الف�ساد‬ ‫والتهريب الت ��ي كانت ت�سمح بها القوات الحكومية‬ ‫ال�سورية‪ .‬على هذا النحو‪� ،‬إ�شتد الح�صار وتدهور‬

‫الحاالت التي ت�سمح‬ ‫بها الجماعات الم�سلحة بدخول‬ ‫حا�صرة‬ ‫الب�ضائع �إلى المناطق ال ُم َ‬ ‫في مقابل ر�شاوى هي الأكثر‬ ‫�شيوع ًا في ح�صار المناطق‬ ‫الريفية‪ ،‬مثل المناطق الريفية‬ ‫المحيطة بدم�شق‬

‫حا�صري ��ن‪ .‬كان للمعونة دور ف ّعال‬ ‫�إلى ال�سكان ال ُم َ‬ ‫في من ��ع �سقوط المزي ��د من ال�ضحاي ��ا المدنيين‬ ‫حا�صرة‪ ،‬ولكن نظ ��ر ًا �إلى قب�ضة‬ ‫في المناط ��ق ال ُم َ‬ ‫الجهات الفاعل ��ة الم�سلحة على دخ ��ول الب�ضائع‪،‬‬ ‫ف�ل�ا منا�ص م ��ن �أن تتفاعل مع �إقت�ص ��اد الحرب‪.‬‬ ‫حا�صرة‬ ‫حتى بعد تح�سن الو�صول �إلى المناطق ال ُم َ‬ ‫ال ��ذي ج ��اء كج ��زء م ��ن المفاو�ض ��ات المحيط ��ة‬ ‫بوق ��ف الأعمال القتالي ��ة �أخير ًا‪ ،‬فق ��د �إ�ستطاعت‬ ‫م�ساع ��دات الأمم المتحدة الغذائي ��ة من الو�صول‬ ‫حا�صرين في‬ ‫�إلى �أق ��ل من ربع �س ��كان �سوري ��ا ال ُم َ‬ ‫�آذار (مار� ��س) الفائ ��ت‪ .‬ومع ذل ��ك‪ ،‬تو ّفر العديد‬ ‫م ��ن المنظمات غي ��ر الحكومي ��ة الم�ساع ��دة �إلى‬ ‫حا�صرة في �سوريا‪ .‬وب�سبب المخاطر‬ ‫المناطق ال ُم َ‬ ‫الت�شغيلي ��ة م ��ن وق ��وع البيانات في �أي ��دي �أطراف‬ ‫الن ��زاع الت ��ي ترغ ��ب ف ��ي ال�سيط ��رة عل ��ى ت�سليم‬ ‫حا�ص ��رة‪ ،‬ف� ��إن‬ ‫الم�ساع ��دات �إل ��ى المناط ��ق ال ُم َ‬ ‫�أرق ��ام الم�ساعدات ال ُمق َّدمة من خالل �آليات غير‬ ‫ر�سمي ��ة‪ ،‬مثل المنظمات المحلية والمنظمات غير‬ ‫الحكومي ��ة الدولي ��ة العاملة �سر ًا‪ ،‬ال يت ��م جمعها‪.‬‬ ‫�إن الجان ��ب الأخالق ��ي لتقدي ��م الم�ساعدات التي‬ ‫تتفاع ��ل مع �إقت�صاد الح ��رب وي�ستفيد منها بع�ض‬ ‫الجهات الم�سلح ��ة معقد ب�شكل كبي ��ر‪ .‬من طريق‬ ‫تخزي ��ن الأ�س ��واق المحلية ف� ��إن الم�ساع ��دات قد‬ ‫تُ�شعل ممار�سات �إقت�صادية غير م�شروعة موجودة‬ ‫م�سبق ًا مث ��ل النهب والتحويل‪ .‬كم ��ا ذكرنا �سابق ًا‪،‬‬ ‫�إن العدي ��د م ��ن المنظمات غي ��ر الحكومية تو�صل‬ ‫حا�صرة من خالل‬ ‫الم�ساع ��دات �إلى المناط ��ق ال ُم َ‬ ‫�إقام ��ة عالق ��ات م ��ع التج ��ار الذي ��ن يتما�شون مع‬ ‫مختلف الجماعات الم�سلحة‪� ،‬إما لعبور ال�سلع من‬ ‫خ�ل�ال نقاط التفتي� ��ش‪� ،‬أو تهريبها عب ��ر الأنفاق‪.‬‬ ‫وق� �دّر مز ّود �إن�ساني �أن م ��ا ي�صل �إلى ‪ 90‬في المئة‬ ‫من الم�ساعدات الى �شرق الغوطة يتم تحويلها من‬ ‫قبل �أولئك الذين يحققون �أرباح ًا من ال�صراع‪.‬‬

‫ماذا يمكن العمل؟‬ ‫الو�ضع الإن�ساني تده ��ور ًا �سريع ًا‪ .‬وذكرت منظمة‬ ‫�أطب ��اء بال ح ��دود �أن ‪� 16‬شخ�ص ًا عل ��ى الأقل لقوا‬ ‫حتفه ��م ب�سب ��ب �س ��وء التغذي ��ة في �شت ��اء ‪-2015‬‬ ‫‪ 2016‬نتيجة لذلك‪.‬‬

‫الم�ساعدات الإن�سانية و�إقت�صاد الحرب‬ ‫�أظه ��ر الو�ض ��ع ف ��ي م�ضايا الأث ��ر المد ّم ��ر وماذا‬ ‫يح ��دث عندم ��ا ال ت�ص ��ل الم�ساع ��دات الإن�سانية‬

‫فيما باتت الممار�سات غير الم�شروعة التي ت�شكل‬ ‫حا�صرة را�سخة‪،‬‬ ‫�إقت�صاد الحرب في المناطق ال ُم َ‬ ‫ف� ��إن �أولئك الذين ي�ستفيدون منها قد �صاروا �أكثر‬ ‫ق ��وة‪ ،‬و�ش� �دّدوا قب�ضته ��م‪ .‬لتقوي� ��ض ممار�ساتهم‬ ‫الإ�ستغاللية ب�شكل �أكثر فعالية‪ ،‬ف�إن تح ّو ًال جوهري ًا‬ ‫ف ��ي توفير الم�ساع ��دات �صار �ضروري� � ًا‪� .‬أحد هذه‬ ‫التح ّوالت يمكن �أن يكون التو�سع في الإنزال الجوي‬ ‫على المناطق المحا�صرة‪ ،‬والذي يدر�سه المجتمع‬ ‫الدولي حالي ًا بجدي ��ة �أكبر‪ .‬الواقع �أن الإنزال‬ ‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪31‬‬


‫الم�شرق العربي ¶ �سوريا ‪ /‬مو�ضوع الغالف‬ ‫الم�سلحة في �صيف ‪� ،2015‬إنخف�ضت �أ�سعار ال�سلع‬ ‫الغذائي ��ة الأ�سا�سي ��ة ال ُمق َّدم ��ة من التج ��ار ب�شكل‬ ‫كبير‪ .‬لقد تجاوز هذا النفق نقاط تفتي�ش النظام‪،‬‬ ‫م�ؤدي ًا �إلى م ��كان مخفي في الأرا�ضي التي ي�سيطر‬ ‫عليه ��ا النظام‪ .‬على هذا النحو‪ ،‬كان التجار خارج‬ ‫الح�ص ��ار الذي ��ن كان ��وا متحالفين م ��ع جماعات‬ ‫حا�ص ��رة قادري ��ن عل ��ى �إر�س ��ال‬ ‫المعار�ض ��ة ال ُم َ‬ ‫حا�صرين‪.‬‬ ‫الأ�سلح ��ة والب�ضائع �إلى المقاتلي ��ن ال ُم َ‬ ‫ونظر ًا �إلى الم�ستويات العالية جد ًا للبطالة والفقر‬ ‫حا�ص ��رة‪ ،‬فق ��د كان المدني ��ون‬ ‫ف ��ي المناط ��ق ال ُم َ‬ ‫قادري ��ن على دفع تكاليف ه ��ذه ال�سلع فقط نتيجة‬ ‫لتحوي ��ل الأموال من �أق ��ارب �أو �أ�صدق ��اء يعي�شون‬ ‫حا�ص ��رة‪� ،‬أو ب�سبب الم�ساعدة‬ ‫خ ��ارج المنطقة ال ُم َ‬ ‫من المنظمات الإن�سانية‪.‬‬ ‫هناك ع ��دد مختل ��ف من الجه ��ات الت ��ي ت�ستفيد‬ ‫مالي� � ًا من وج ��ود الح�ص ��ار؛ كما �أن هن ��اك ثالثة‬ ‫طرق رئي�سية التي تدخ ��ل بوا�سطتها الب�ضائع �إلى‬ ‫حا�صرة‪:‬‬ ‫المنطقة ال ُم َ‬ ‫‪ -1‬التجار المتحالفون مع النظام‪ :‬تجار‪ ،‬مثل �أبو‬ ‫�أيمن المنفو� ��ش‪ ،‬يوفرون للنظ ��ام �أجزاء من‬ ‫�أرباحه ��م في مقاب ��ل ال�سماح له ��م ب�إ�ستيراد‬ ‫حا�ص ��رة‪ .‬وه ��م‬ ‫الب�ضائ ��ع �إل ��ى المنطق ��ة ال ُم َ‬ ‫ين�سقون مع رج ��ال الأعمال من خارج منطقة‬ ‫الح�ص ��ار لت�صدير ال�سلع‪ ،‬والت ��ي عندها يتم‬ ‫نقله ��ا عبر نق ��اط التفتي� ��ش التابع ��ة للنظام‪.‬‬ ‫وتعاق ��د المنظم ��ات غي ��ر الحكومي ��ة �أحيان ًا‬ ‫م ��ع ه� ��ؤالء التج ��ار لإي�ص ��ال الم�ساع ��دات‬ ‫حا�ص ��رة‪ .‬يج ��ب �أن يك ��ون‬ ‫�إل ��ى المناط ��ق ال ُم َ‬ ‫ل ��دى التج ��ار �أي�ض� � ًا عالق ��ات م ��ع م�س�ؤولين‬ ‫م ��ن الجماع ��ات الم�سلح ��ة داخ ��ل المنطق ��ة‬ ‫المحا�ص ��رة‪� ،‬إذ �أن المتمردي ��ن الم�سلحي ��ن‬ ‫ي�أخذون ر�سوم� � ًا من التجار م ��ن �أجل ت�سهيل‬ ‫العملية �إلى المنطقة المحا�صرة‪.‬‬ ‫‪ -2‬التج ��ار المتحالفون مع الجماع ��ات ال ُم�س ّلحة‬ ‫(عبر الأنفاق)‪ :‬بعد بن ��اء الأنفاق التي تربط‬ ‫�شرق الغوط ��ة مع المنطقتي ��ن اللتين ي�سيطر‬ ‫عليهم ��ا المتم ��ردون القاب ��ون وب ��رزة اللتي ��ن‬ ‫وافقت ��ا عل ��ى هدنة م ��ع النظ ��ام‪ ،‬ف� ��إن ال�سلع‬ ‫يمك ��ن تهريبه ��ا ب�سهول ��ة �أكبر �إل ��ى المنطقة‬ ‫المحا�ص ��رة‪ .‬وعل ��ى الرغم م ��ن التحايل على‬ ‫نق ��اط التفتي�ش التابعة للنظ ��ام ف�إن جماعات‬ ‫المعار�ضة الم�سلحة التي ت�سيطر على الأنفاق‬ ‫ت�أخذ ج ��زء ًا من �أرب ��اح التجار م ��ن �إ�ستيراد‬ ‫ال�سلع �إلى �شرق الغوطة‪.‬‬

‫‪30‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫‪ -3‬القوافل التابعة لالمم المتحدة‪ :‬قوافل الأمم‬ ‫المتح ��دة هي ال�سبيل الأكث ��ر فعالية للحد من‬ ‫التر ّب ��ح‪ .‬ال يت ��م الح�صول عل ��ى الب�ضائع من‬ ‫خ�ل�ال التج ��ار �أنف�سهم المنحازي ��ن للنظام‪،‬‬ ‫وال يت ��م �أخ ��ذ الر�شاوى عند نق ��اط التفتي�ش‪.‬‬ ‫م ��ع ذلك‪ ،‬ف�إن بع�ض ال�سلع التي يعتقد النظام‬ ‫�أن ��ه يمك ��ن للجماع ��ات الم�سلح ��ة المعار�ضة‬ ‫�أن ت�ستخدمه ��ا ل�صالحه ��ا يت ��م �إزالتها‪ .‬وقال‬ ‫حا�صري ��ن في حي الوعر في‬ ‫�أح ��د ال�سكان ال ُم َ‬ ‫حم� ��ص‪� ،‬أن حفا�ض ��ات ق ��د �أزيل ��ت دائم ًا من‬ ‫�شحن ��ات الم�ساع ��دات بحجة �أنه ��ا يمكن �أن‬ ‫تُ�ستخ ��دم �ضم ��ادات للمقاتلي ��ن الم�صابين‪.‬‬ ‫�إن �إزال ��ة عنا�ص ��ر �أخرى ي�ساع ��د على �ضمان‬ ‫حف ��اظ التج ��ار ال ُم ّ‬ ‫ف�ضلي ��ن عل ��ى �إحتكارهم‬ ‫لبع�ض ال�سلع‪.‬‬ ‫وهذه القوافل هي ن ��ادرة‪ .‬في �أيار (مايو) ‪،2016‬‬ ‫�أذن ��ت الحكومة ال�سورية للأم ��م المتحدة بتقديم‬ ‫الم�ساع ��دة �إلى ‪ 24.7‬في المئ ��ة من الم�ستفيدين‬ ‫المخطط له ��م بالكامل و�إل ��ى ‪ 33.8‬في المئة مع‬ ‫�شروط‪ .‬ولم تت ��م الموافقة على طلبات الم�ساعدة‬ ‫على الت�سليم �إلى ‪ 41.5‬في المئة من الم�ستفيدين‬ ‫المخطط لهم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يتحك ��م التج ��ار �أي�ض� �ا ف ��ي تدف ��ق الب�ضائ ��ع من‬ ‫حا�صرة‪ .‬على الرغم من �أن الب�ضائع‬ ‫المناطق ال ُم َ‬ ‫تمي ��ل �إلى الإ�ستنفاد على نحو خطير في المناطق‬ ‫المحا�ص ��رة‪ ،‬ف� ��إن المزارعين في بع� ��ض الأحيان‬ ‫يبيعون المنتجات الزراعية �إلى التجار لت�صديرها‬ ‫خ ��ارج الح�ص ��ار‪ ،‬ويبي ��ع المدني ��ون �أي�ض� � ًا �أدوات‬ ‫�شخ�صي ��ة للتجار‪ .‬ونظر ًا �إلى عدم وجود الكهرباء‬ ‫حا�صرة‪ ،‬ف� ��إن النا�س في الداخل‬ ‫في المناطق ال ُم َ‬ ‫لي�ست لديهم و�سيلة لإ�ستخدام ال�سلع الكهربائية‪،‬‬ ‫لذا ي�شتريها التجار ويقوم ��ون ببيعها في الخارج‪.‬‬ ‫ف ��ي كل نقط ��ة تفتي� ��ش يم ��رون عليه ��ا‪ ،‬يجب على‬ ‫التجار دفع ر�سوم للجماع ��ات ال ُم�س ّلحة للعبور مع‬ ‫هذه ال�سل ��ع‪ .‬وبالتال ��ي‪� ،‬إن ت�صدي ��ر الب�ضائع من‬ ‫حا�صرة هو و�سيلة �أخرى التي ي�ستفيد‬ ‫المناطق ال ُم َ‬ ‫منها التجار والمتمردون مالي ًا على حد �سواء‪.‬‬ ‫المقاتلون من كال الجانبين يربحون من الح�صار‬ ‫حا�صرة �أن قوات‬ ‫�أفاد عدد من �سكان المناطق ال ُم َ‬ ‫النظ ��ام والمعار�ضة على حد �س ��واء �إ�ستفادت من‬ ‫وجود الح�صار‪� .‬إل ��ى �أي مدى �إ�ستغلت الجماعات‬ ‫الم�سلح ��ة ف ��ي الداخل الو�ض ��ع لتحقي ��ق مكا�سب‬ ‫مالي ��ة �أو مادية يختلف �إختالف� � ًا كبير ًا‪ .‬مع ذلك‪،‬‬ ‫حا�ص ��رون �إ�ستياء وا�س ��ع النطاق‬ ‫�أع ��رب �س ��كان ُم َ‬

‫م ��ن الجماع ��ات المتم ��ردة لتخزي ��ن الإم ��دادات‬ ‫وتكدي�سه ��ا ب ��دل توزيعه ��ا‪ ،‬وتحوي ��ل الم�ساعدات‬ ‫الإن�ساني ��ة‪ ،‬والإ�ستف ��ادة من التهري ��ب‪� .‬إن �أعمال‬ ‫ال�شغ ��ب والإحتجاج ��ات �ض ��د المتمردي ��ن ف ��ي‬ ‫حا�صرة �شائعة‪ .‬والجماعات المتمردة‬ ‫المناطق ال ُم َ‬ ‫الم�سلحة لي�ست وحدها ُمتّهمة بتكدي�س الإمدادات‬ ‫المحدودة‪ .‬في �شرق الغوطة‪ ،‬قام مدنيون ب�أعمال‬ ‫�شغ ��ب �ض ��د م�ست�شفى ف ��ي الع ��ام ‪ ،2015‬متهمين‬ ‫�إياها بتخزين الوقود‪ .‬ويبدو �أن جماعات المجتمع‬ ‫المدن ��ي لي�ست ق ��ادرة على كبح الجه ��ات الفاعلة‬ ‫الم�سلح ��ة من �إ�ستغالل ظروف الح�صار‪ ،‬وتنا�ضل‬ ‫من �أجل تح ��دي عالقات هذه الجهات مع التجار‪.‬‬ ‫�إل ��ى جانب تهري ��ب وتج ��ارة ال�سلع‪ ،‬تق ��ف جهات‬ ‫م�سلح ��ة على كال الجانبين في كثي ��ر من الأحيان‬ ‫حيث تطلب مبالغ كبيرة من المال لت�سهيل مغادرة‬ ‫حا�صرة‪ .‬ه ��ذه الممار�سة‬ ‫المدنيي ��ن للمنطق ��ة ال ُم َ‬ ‫�إم ��ا تنط ��وي عل ��ى م ��رور المدنيي ��ن م ��ن خ�ل�ال‬ ‫حا�صر (ف ��ي حالة‬ ‫نق ��اط التفتي� ��ش والمط ��ار ال ُم َ‬ ‫دي ��ر الزور)‪� ،‬أو عل ��ى الأنفاق الت ��ي ي�سيطر عليها‬ ‫حا�صرة‪.‬‬ ‫المتمردون الم�سلحون داخل المناطق ال ُم َ‬ ‫الجي�ش ال�سوري‪ :‬ي�ستفيد �أفراده من حواجز الح�صار‬


‫الم�شرق العربي ¶ �سوريا ‪ /‬مو�ضوع الغالف‬ ‫الج ��وي يمكنه تجاوز العديد م ��ن مراحل �إقت�صاد‬ ‫الح ��رب المذك ��ورة �أع�ل�اه‪ ،‬و�س ��وف ي�ساع ��د على‬ ‫حا�صرة‪.‬‬ ‫تخفي� ��ض �أ�سعار ال�سوق ف ��ي المناطق ال ُم َ‬ ‫وم ��ع ذل ��ك‪ ،‬فق ��د ح� � ّذر �ستيف ��ان دي مي�ست ��ورا‪،‬‬ ‫المبع ��وث الخا� ��ص للأم ��م المتحدة �إل ��ى �سوريا‪،‬‬ ‫م ��ن �أن الإنزال الجوي كان "المالذ الأخير"‪ ،‬لأنه‬ ‫الو�سيلة "الأغل ��ى والأكثر تعقيد ًا والأكثر خطورة"‬ ‫لتو�صيل الم�ساعدات �إلى المناطق المحا�صرة‪.‬‬ ‫حتى الآن‪ ،‬حاول ��ت الأمم المتح ��دة فقط �إ�سقاط‬ ‫الم�ساع ��دات �إل ��ى مدين ��ة دي ��ر ال ��زور‪ .‬المحاولة‬ ‫الأول ��ى‪ ،‬ف ��ي �شب ��اط (فبراي ��ر) ‪ ،2016‬كان ��ت‬ ‫محفوف ��ة بال�صعوب ��ات‪ .‬من �أ�ص ��ل ‪ 21‬من�صة من‬ ‫الغذاء تم �إنزالها من قبل برنامج الغذاء العالمي‪،‬‬ ‫فقد �سق ��ط �سبع منها في �أرا� ��ض ال ي�سيطر عليها‬ ‫�أحد‪ ،‬وت�ضررت �أرب� � ٌع منها‪ ،‬وبقيت ع�ش ٌر في عداد‬ ‫المفقودة‪.‬‬ ‫وعل ��ى الرغم م ��ن �أن المح ��اوالت الأخي ��رة كانت‬ ‫�أكث ��ر نجاح ًا‪ ،‬ف�إن �سكان دي ��ر الزور ي�شكون ب�أنهم‬ ‫يرون القليل م ��ن الم�ساعدات من الإنزال الجوي‪.‬‬ ‫�إن جن ��ود النظ ��ام ف ��ي كثير من الأحي ��ان ي�سطون‬ ‫عل ��ى المن�صات ومن ث ��م يوزعونها عل ��ى �أ�سرهم‬ ‫وم�ؤيديه ��م‪ ،‬قبل بي ��ع البقي ��ة ب�أ�سع ��ار باهظة في‬ ‫�أ�سواق المدينة‪.‬‬ ‫عل ��ى هذا النحو‪ ،‬ف�إن الإن ��زال الجوي لي�س بمن�أى‬ ‫ع ��ن الإنح ��راف والتر ّبح‪ ،‬كما هو الح ��ال مع غيره‬ ‫من �أ�سالي ��ب �إي�ص ��ال الم�ساعدات �إل ��ى المناطق‬ ‫حا�ص ��رة‪ .‬بالن�سب ��ة �إلي ��ه لك ��ي يك ��ون ناجح ًا‪،‬‬ ‫ال ُم َ‬ ‫يج ��ب �أن يجري تن�سيق دقيق بي ��ن االمم المتحدة‬ ‫والجماع ��ات المدني ��ة المحلي ��ة داخ ��ل المناط ��ق‬ ‫حا�صرة‪ ،‬للت�أكد من �أن الم�ساعدات لن ت�ستولي‬ ‫ال ُم َ‬ ‫عليه ��ا الجماعات الم�سلحة‪ .‬ونوع الم�ساعدة الذي‬ ‫يتم ت�سليمه ينبغي �أي�ض ًا �أن يكون م�صمم ًا بطريقة‬ ‫تعزز الإعتماد على الذات والإ�ستدامة في المناطق‬ ‫المحا�صرة‪� .‬إذا �إعتب ��ر الإنزال الجوي على نطاق‬ ‫وا�س ��ع‪ ،‬ف�إن ��ه يج ��ب عل ��ى المقدمي ��ن الإن�سانيين‬ ‫�إغتن ��ام هذه الفر�ص ��ة لتقديم �أن ��واع الم�ساعدات‬ ‫الت ��ي كثير ًا م ��ا يتم �إزالته ��ا من القواف ��ل البرية‪.‬‬ ‫يج ��ب �أن ت�ستكمل الأدوي ��ة والمع ��دات الطبية مع‬ ‫الب ��ذور والأدوات الزراعية لتعزيز الإنتاج الغذائي‬ ‫على الم�ستوى المحلي‪ .‬كما �أن �أ�شكا ًال رخي�صة من‬ ‫توليد الطاقة المتجددة �س ��وف ي�ساعد �أي�ض ًا على‬ ‫تقوي�ض الإحتكار ال ��ذي يتمتع به بع�ض التجار في‬ ‫توفير الوقود‪.‬‬ ‫‪ ‬وقد وافق ��ت مجموعة دع ��م �سوري ��ا الدولية‪ ،‬بما‬

‫الرئي�س ب�شار الأ�سد‪:‬‬ ‫الح�صار �صار م�صدر ًا للربح‬

‫يوفر التجار للنظام �أجزاء من‬ ‫�أرباحهم في مقابل ال�سماح لهم‬ ‫ب�إ�ستيراد الب�ضائع �إلى المنطقة‬ ‫حا�صرة‪ .‬وهم ين�سقون مع رجال‬ ‫ال ُم َ‬ ‫الأعمال من خارج منطقة الح�صار‬ ‫لت�صدير ال�سلع‪ ،‬والتي عندها يتم‬ ‫نقلها عبر نقاط التفتي�ش التابعة للنظام‬

‫في ذل ��ك رو�سيا‪ ،‬في �أيار (ماي ��و) ‪ 2016‬على �أنه‬ ‫�إذا ُمنع ��ت الأم ��م المتحدة م ��ن الو�ص ��ول �إلى � ّأي‬ ‫حا�صرة في �سوري ��ا بحلول الأول‬ ‫من المناط ��ق ال ُم َ‬ ‫من حزي ��ران (يونيو)‪ ،‬ف� ��إن على برنام ��ج الغذاء‬ ‫العالم ��ي عندها الم�ضي قدم ًا في برنامج الج�سور‬ ‫الجوي ��ة والإن ��زال الج ��وي لإي�ص ��ال الم�ساعدات‬ ‫الإن�سانية‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغم م ��ن �أنه كان تط ��ور ًا حا�سم ًا �أن جميع‬ ‫الأطراف في مجموعة دعم �سوريا الدولية تعهدوا‬ ‫بدع ��م مثل هذه الخطوة‪ ،‬فق ��د مرت المهلة‪ ،‬حتى‬ ‫كتاب ��ة هذا التقري ��ر‪ ،‬من دون تنفي ��ذ‪� .‬سيكون من‬ ‫ال�صعب للغاية تنفيذ الخطة في ريف دم�شق‪ ،‬على‬ ‫الرغم من دعم رو�سيا‪.‬‬ ‫م ��ن ناحي ��ة �أخرى عل ��ى الوالي ��ات المتح ��دة‪ ،‬في‬ ‫مفاو�ضاته ��ا الجاري ��ة م ��ع رو�سيا لإع ��ادة �إطالق‬ ‫عملي ��ة ال�س�ل�ام ال�سوري ��ة وكذل ��ك مناق�شاته ��ا‬ ‫المبا�شرة مع الإيرانيين‪ ،‬ال�ضغط من �أجل المزيد‬

‫�ستيفان دي مي�ستورا‪ :‬الإنزال الجوي‬ ‫هو المالذ الأخير للم�ساعدات‬

‫م ��ن و�صول الم�ساع ��دات الإن�سانية �إل ��ى المناطق‬ ‫حا�صرة ك�شرط لإ�ستئناف المفاو�ضات‪.‬‬ ‫ال ُم َ‬ ‫�إن الفوز بالدعم الرو�سي والإيراني لزيادة و�صول‬ ‫حا�صرة‬ ‫الم�ساع ��دات الإن�سانية �إلى المناط ��ق ال ُم َ‬ ‫�أم ��ر بال ��غ الأهمي ��ة للح�ص ��ول عل ��ى تع ��اون م ��ن‬ ‫الحكوم ��ة ال�سوري ��ة‪ .‬في المقابل‪ ،‬يمك ��ن للواليات‬ ‫المتح ��دة ال�ضغط على الجماع ��ات المتم ّردة عبر‬ ‫ال ��دول التي ترعاه ��ا وتدعمها‪ :‬تركي ��ا وال�سعودية‬ ‫وقط ��ر‪ ،‬لل�سم ��اح بو�ص ��ول مماثل‪ ،‬في حي ��ن تقوم‬ ‫بالتن�سي ��ق م ��ع رو�سيا واالم ��م المتح ��دة لتح�سين‬ ‫تو�صي ��ل الم�ساع ��دات �إل ��ى المناط ��ق ال ُم َحا�صرة‬ ‫من قب ��ل "داع� ��ش"‪ .‬وه ��ذا يخ ��دم �أي�ض� � ًا بمثابة‬ ‫�إج ��راء لبن ��اء الثق ��ة لمحادث ��ات ال�س�ل�ام‪ ،‬وعدم‬ ‫ت�شجي ��ع جمي ��ع الأط ��راف الفاعل ��ة ومنعه ��ا م ��ن‬ ‫فر� ��ض الح�ص ��ار كعمل م ��ن �أعمال الح ��رب‪ .‬وقد‬ ‫�أظه ��ر ه ��ذا ال�ص ��راع �أن �ضحايا الح�ص ��ار غالب ًا‬ ‫ما يكونوا غير الق ��وات الم�سلحة ال ُم�ستهدَ فة‪ ،‬لكن‬ ‫مدنيين عاديين كانوا ف ��ي المكان الخط�أ‪ ،‬كما هو‬ ‫ّ‬ ‫مو�ض ��ح �أدناه في القول التالي ال ُمقتب�س من �سكان‬ ‫َ‬ ‫حا�صرة‪�" :‬أريدك �أن تقول للعالم �أننا لم‬ ‫دوم ��ا ال ُم َ‬ ‫نلع ��ب �أي دور ف ��ي هذا ال�صراع‪� .‬إنن ��ا ل�سنا مع �أي‬ ‫مجموع ��ة‪ ،‬ف�صيل‪� ،‬أو طائفة م�سلح ��ة‪ .‬لي�س لدينا‬ ‫عم ��ل‪ ،‬وال طعام لأطفالن ��ا‪ ،‬وال و�سيلة للهروب من‬ ‫هذا الجحي ��م‪ .‬كل يوم‪ ،‬ن ��رى البراميل المتفجرة‬ ‫ونتوق ��ع �أن نموت‪ .‬نحن في �إنتظ ��ار الموت‪ .‬حفظ‬ ‫اهلل نفو�سنا‪ ،‬فقط �إ�سمحوا لنا �أن نموت"‬ ‫* وي���ل تودمان باحث يركز �إهتمامه عل���ى الم�شرق العربي‪ .‬وقد‬ ‫عمل �سابق��� ًا في م�ؤ�س�سة "مير�سي ك���ور"‪ ،‬ومكتب مبعوث الأمم‬ ‫المتح���دة الى �سوري���ا‪ ،‬و�صحيفة "�صن���داي تايمز" ف���ي المملكة‬ ‫المتحدة‪ .‬وه���و حا�صل على درجة الماج�ستي���ر من جامعة جورج‬ ‫تاون‪ ،‬وعلى درجة البكالوريو�س من جامعة �أوك�سفورد‪.‬‬

‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪33‬‬



‫للخ��روج من ه��ذه األزمة‪ ،‬يتع ّين عل��ى الدولتين إتخاذ خطوات إلس��ترضاء فعلى س��بيل المثال‪ ،‬يمكن للجان الفنية إستكش��اف طرق لبدء الس��عودية‬ ‫بعضهما البعض‪ .‬أوالً‪ ،‬يمكنهما إنش��اء خط ساخن إلدارة األزمات بين الرياض محادثات رس��مية مع إيران من دون الحاجة إلى المصادقة أو الموافقة على‬ ‫وطهران‪ ،‬بحيث يربط هذا الخط وزارتي خارجية البلدين‪ ،‬و ُيس��تتبع بتأسيس دور طهران في الشؤون العربية‪ .‬ويمكنها أيضاً إقتراح حلول تلبي اإلحتياجات‬ ‫مكت��ب جديد في كال الدولتين مخصص لمعالجة األحداث اإلقليمية الجارية األمنية اإليرانية‪ ،‬كحماية األخيرة من إنتش��ار األخطار اآلتية من دولة العراق‬ ‫بشكل مستقل عن عملية صنع القرار الرسمية‪ .‬من شأن كل مكتب أن ينشئ غير المس��تقرة المجاورة‪ ،‬من دون جعل طهران تدعم الميليش��يات العراقية‬ ‫نظاماً إلدارة النواحي اللوجس��تية لإلتصاالت بينهم��ا‪ ،‬وبهذه الطريقة‪ ،‬يمكن أو اليمنية‪ ،‬أو ترس��ل قواتها إلى س��وريا‪ .‬ويمكن أيضاً لهذه اللجان أن تعالج‬ ‫القضايا الصعبة األخرى‪ ،‬كإنخفاض أس��عار النفط‪ ،‬األمر الذي وضع إيران التي‬ ‫للقادة التحاور مع بعضهم مباشرة‪ ،‬بدالً من ترك الحوار للغة العنف‪.‬‬ ‫ف��ي الواق��ع‪ ،‬غالباً ما تنجم الحروب عن سلس��لة من األح��داث التصعيدية‪ ،‬تس��عى إلى زيادة س��رعة إنتاج النفط وصادراتها بعد سنوات من العقوبات‪،‬‬ ‫المرج��ح أن تتبع أي حرب قد تنش��ب بين عل��ى خالف مع الس��عودية العازم��ة على الحفاظ على حصتها من الس��وق‬ ‫ولي��س نتيجة ق��رار واحد‪ .‬ومن‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫النفطية‪.‬‬ ‫إيران والسعودية هذا المسار‪ ،‬خصوصا أن أيا من‬ ‫ً‬ ‫وأخي��را‪ ،‬يمك��ن للجانبين أن يحتوي��ا خصومتهما‬ ‫البلدين لم يعلن ع��ن مصلحته في إعالن الحرب‬ ‫من خ�لال اإلتفاق عل��ى تقلي��ص تدخالتهما في‬ ‫مباش��رة‪ .‬ولهذا‪ ،‬يمكن للخط الس��اخن أن يساعد‬ ‫الصراع��ات اإلقليمي��ة‪ .‬فالس��عودية قلقة من أن‬ ‫الطرفين على معالجة القضايا التي تنشأ‪ ،‬من دون‬ ‫من ال�صعب الت�ص ّور ب�أن ال�سعودية‬ ‫تصبح إي��ران ق��وة إقليمية مهيمن��ة‪ ،‬األمر الذي‬ ‫الحاجة إلى إعتماد العنف‪.‬‬ ‫و�إيران ت�ستطيعان التعاون مع ًا لم�صلحة‬ ‫جع��ل األولى تضع سياس��ة خارجي��ة تهدف منع‬ ‫على س��بيل المث��ال‪ ،‬كان يمكن للخط الس��اخن‬ ‫عليهما‬ ‫�سيكون‬ ‫لكن‬ ‫ككل‪.‬‬ ‫المنطقة‬ ‫حدوث ذلك‪ .‬ويمكن للجمهورية اإلس�لامية إزالة‬ ‫المذك��ور أن يلع��ب دوراً مهماً جداً لو أس��قطت‬ ‫ُ‬ ‫ريد‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫إذا‬ ‫�‬ ‫للتعاي�ش‬ ‫طريقة‬ ‫إيجاد‬ ‫�‬ ‫هذه المخاوف من خالل طمأنة القادة اإلقليميين‬ ‫الس��عودية الطائرة اإليرانية في اليمن‪ ،‬وذلك من‬ ‫بأنها ترغب في أن تصبح شريكاً لهم‪ ،‬وليس حاكماً‬ ‫خالل توفي��ره فرصة للطرفين لمناقش��ة الحادث‬ ‫للمنطقة �أن تعي�ش في �سالم‬ ‫عليهم‪ .‬في الواقع‪ ،‬لقد أكد وزير الخارجية اإليراني‬ ‫على إنف��راد‪ ،‬بدالً من عرضه عل��ى محكمة الرأي‬ ‫جواد ظريف م��راراً وتكراراً على ضرورة أن تعمل‬ ‫الع��ام‪ .‬وم��ن المرج��ح أن تكون هن��اك حوادث‬ ‫في ظل �إنعدام الثقة بين الريا�ض‬ ‫إيران والس��عودية س��وية لحل األزمات السياسية‬ ‫مش��ابهة لحادثة الطائرة اإليرانية في المستقبل‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫�ضروري‬ ‫المبا�شر‬ ‫الحوار‬ ‫يبدو‬ ‫وطهران‪،‬‬ ‫في المنطقة‪ ،‬موضحاً إستعداد بالده للقيام بذلك‪.‬‬ ‫ل��دى إيران قوات في س��وريا‪ ،‬وترغ��ب المملكة‬ ‫ولكن الرياض لم تص ّدق كالمه حتى اآلن‪.‬‬ ‫إرس��ال قواتها إل��ى هناك أيضاً‪ .‬ومن ش��أن الخط لتوفير فر�ص للطرفين لفهم بع�ضهما‬ ‫الساخن أن يساعد على التقليل من أخطار حوادث البع�ض ب�شكل �أف�ضل‪ ،‬ومبا�شرة تقليل يمك��ن لطه��ران أن ُتثب��ت موقفه��ا و ُتبرهن عن‬ ‫جديته من خالل إس��تخدام نفوذها ضمن صفوف‬ ‫النيران الخاطئة‪ ،‬والهجمات العرضية‪ ،‬وغيرها من ال�شكوك المتبادلة بينهما‪ ،‬علم ً‬ ‫هذا‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫الحوثيي��ن ف��ي اليمن‪ ،‬الذي��ن يحارب��ون قوات‬ ‫الحوادث التي ق��د تج ّر إلى حافة الحرب‪ .‬وتجدر‬ ‫ي�صعب‬ ‫ولكن‬ ‫قوله‬ ‫ي�سهل‬ ‫أمر‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫الحكوم��ة اليمني��ة المدعوم��ة من الس��عودية‪،‬‬ ‫اإلش��ارة هنا إلى أنه في أعق��اب الهجوم اإليراني‬ ‫تنفيذه على �أر�ض الواقع‬ ‫للتوصل إلى إتفاق سالم في البالد‪ ،‬وهذا من شأنه‬ ‫على الس��فارة الس��عودية في طه��ران في كانون‬ ‫أن يكون بمثابة إجراء إلبداء حس��ن نية من دون‬ ‫الثان��ي (يناير) الفائت‪ ،‬قطع��ت الرياض عالقاتها‬ ‫التخلي عن القضية التي ُتع ّد محورية بالنسبة إلى‬ ‫م��ع إيران‪ ،‬ما أدى إلى تفاقم األزمة بش��كل كبير‬ ‫األمن اإليراني‪.‬‬ ‫وفت��ح الباب لصراع ُمحت َمل‪ .‬ل��م يكن هذا الخط‬ ‫الس��اخن ضرورياً في الماضي‪ ،‬عندما لم تكن التوترات شديدة كما هي عليه وهن��ا‪ ،‬يمك��ن أن يكون تدخل طرف ثالث مفيداً لتش��جيع إيران على القيام‬ ‫اليوم‪ ،‬حيث كان يمكن للبلدين أن تستخدما القنوات الديبلوماسية التقليدية بمثل هذه المبادرة وتش��جيع الس��عودية للرد بالمث��ل‪ ،‬ربما من طريق كبح‬ ‫جماح التحريض اإلعالمي‪ .‬فالمعاملة بالمثل هي أساس��ية في هذا الس��ياق‪،‬‬ ‫لإلتصال‪.‬‬ ‫إذا لم يكن الطرفان مستعدين للتحدث إلى بعضهما مباشرة‪ ،‬يمكنهما النظر ألنها ستسمح للثقة أن تنمو بين الطرفين من أجل القيام بمحادثات مباشرة‪.‬‬ ‫رجح أكثر مما يبدو‬ ‫في تأس��يس لجان فنية لمنع إندالع الحرب‪ ،‬بحيث تشمل هذه اللجان خبراء إن وصول السعودية وإيران إلى إتفاق هو أمر ُمتو َّقع و ُم َّ‬ ‫سياس��يين وأعضاء من التكنوقراط في وزارتي الخارجية اإليرانية والسعودية‪ ،‬عليه‪ ،‬ألن كالهما واقع حالياً في دوامة ضارة من التصعيد‪ ،‬من دون وجود أي‬ ‫حل عس��كري يلوح في األفق‪ .‬وهنا يمكن لتكتيكات إدارة األزمات المذكورة‬ ‫ينسقون في ما بينهم من دون إشراك المسؤولين السياسيين‪.‬‬ ‫تسمح هذه اللجان لخبراء السياسة أن يعملوا مع بعضهم البعض بغية إيجاد أن تش��كّل الخطوات األولى للخروج من هذه المنافس��ة المُكلِفة على نحو‬ ‫نهج لمعالجة مصالح الدولتين من دون إش��راك الحكومات بش��كل مباش��ر‪ .‬متزايد‬ ‫* �إبراهيم فريحات (معروف �أي�ض ًا بـ �شرقية)‪ ‬هو زميل �أول في ال�سيا�سة الخارجية في معهد بروكنغز الأميركي‪ ،‬وخبير في النزاعات الدولية في جامعة جورجتاون‬

‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪35‬‬


‫بقلم �إبراهيم فريحات*‬

‫ر�أي خبير‬

‫كيف ُنبعِ د �شبح الحرب‬ ‫عن �إيران وال�سعودية؟‬ ‫الصراعات في الشرق األوسط‪ ،‬سواء في العراق أو لبنان أو سوريا‬ ‫أو اليمن‪ ،‬تتش��ارك بعام��ل واحد‪ :‬التنافس بين إي��ران والمملكة‬ ‫العربية الس��عودية‪ .‬لس��نوات طويلة ألهب هذا التنافس العنف في مناطق‬ ‫مزّقتها الحروب أص ًال‪ ،‬وخلق س��احات قت��ال جديدة في مناطق كانت تتمتع‬ ‫بس�لام نس��بي وبالتالي‪ ،‬فإ ّنه م��ن الصعب التص�� ّور بأن الس��عودية وإيران‬ ‫تس��تطيعان التعاون معاً لمصلحة المنطقة ككل‪ .‬لكن سيكون عليهما إيجاد‬ ‫طريقة للتعايش إذا ُأريد للمنطقة أن تعيش في س�لام‪ .‬حتى لو لم تستطيعا‬ ‫ح��ل األزمات تماماً بينهما‪ ،‬فإنهما ال ت��زاالن قادرتين على إحتواء عدائيتهما‪.‬‬ ‫صحي��ح ّأن تحقيق ذلك سيش��كل تحدّياً‪ ،‬إال أنه بإم��كان كال الجانبين إتخاذ‬ ‫ٌ‬ ‫خطوات اليوم من ش��أنها أن تساعد على س��حب منطقة الشرق األوسط من‬ ‫حافة الدمار واإلنهيار‪.‬‬ ‫لقد أش��ار الرئيس األميركي باراك أوباما‪ ،‬باإلضافة إلى ش��خصيات أخرى‪ ،‬إلى‬ ‫ّأن الصراع بين السعودية وإيران "عمره ألف عام"‪ ،‬ولكن التاريخ يقول خالف‬ ‫ذلك‪ .‬فعلى الرغم من بعض الفترات التي شهدت تصاعد التوتر بين الدولتين‪،‬‬ ‫خصوصاً في أعقاب تفجير أبراج الخبر في حزيران (يونيو) ‪ ،1996‬فإن إيران‬ ‫وئام نس��بي خالل الفترة الممتدة ما بين عامي ‪1989‬‬ ‫والس��عودية كانتا على ٍ‬ ‫و‪ .2005‬في الواقع‪ ،‬إعتمد الرئيس��ان اإليرانيان السابقان هاشمي رفسنجاني‬ ‫ومحمد خاتمي لهجة أكثر إعتداالً من أسالفهما‪ ،‬كما أنهما سعيا إلى تحسين‬ ‫العالقات مع دول الخليج‪ .‬وأس��فرت هذه المبادرات عن إس��تعادة العالقات‬ ‫الديبلوماسية بين البلدين‪ ،‬فض ًال عن الزيارات المتبادلة بين قادتهما‪ .‬وبقيت‬ ‫العالق��ات طيبة خالل األي��ام األولى لحكم الرئي��س اإليراني محمود أحمدي‬ ‫نج��اد‪ .‬إال ّأن ديكتاتوريات الوطن العربي س��قطت في الع��ام ‪ ،2011‬تارك ًة‬ ‫وراءه��ا حالة من الفوض��ى‪ .‬وإنتهزت إيران والس��عودية الفرص��ة لمحاولة‬ ‫تأس��يس هيمنتهما في الدول التي ش��هدت إنعدام اإلستقرار حديثاً‪ ،‬فنتجت‬ ‫من ذلك حروب بالوكالة‪.‬‬ ‫حرب بي��ن البلدين‪ .‬فعلى‬ ‫يمكن أن تس��وء العالقات بس��هولة وتنحدر نحو ٍ‬ ‫سبيل المثال‪ ،‬في نيس��ان (إبريل) ‪ ،2015‬حاولت طائرة إيرانية كسر الحصار‬ ‫السعودي المفروض على اليمن من خالل الهبوط‪ ‬في صنعاء‪ ،‬لكن المقاتالت‬ ‫الس��عودية ح ّلقت على مقربة من الطائرة اإليراني��ة‪ ،‬ود ّمرت مدرج المطار‬ ‫لمن��ع الطائ��رة من الهبوط‪ .‬وفي تل��ك الحادثة‪ ،‬إقترب��ت طائرتا "أف – ‪"15‬‬ ‫س��عوديتان من الطائرة اإليرانية لدرجة أن الطيارين اس��تطاعوا رؤية وجوه‬ ‫بعضهم البعض‪ .‬ولو وقع حادث حينها‪ ،‬لكانت وس��ائل اإلعالم اإليرانية إدّعت‬ ‫بأن الس��عودية أس��قطت عمداً الطائرة اإليرانية‪ ،‬ولربما لن يكون حينها أمام‬ ‫طهران أي خيار سوى الرد‪.‬‬

‫‪34‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫بالمحصل��ة‪ُ ،‬تب��رز هذه الح��وادث الخطي��رة‪ ،‬التي تقف على ش��فير هاوية‬ ‫اإلش��تباك‪ ،‬الحاجة إلى تأسيس إتصال أوس��ع وأكثر ذكاء بين البلدين؛ وعلى‬ ‫الرغم من الصعوبة التي يبدو عليها هذا األمر بالنس��بة إلى إيران والسعودية‬ ‫على ح ٍد س��واء‪ ،‬فإن بدء محادثات بينهما في أقرب فرصة ممكنة هي أفضل‬ ‫طريقة لكي تتجنب كال القوتين اإلنحدار إلى الحرب‪.‬‬ ‫ثمة أس��باباً كثيرة يمكنها أن تدفع ك ًال من‬ ‫وباإلضافة إلى تجنب الحرب‪ ،‬فإن ّ‬ ‫الس��عودية وإيران إلى محاولة التوصل إلى إتفاق؛ في الواقع‪ ،‬إن مستقبلهما‬ ‫يرتبط بش��كل وثيق ال ينفصم‪ .‬إنهما أقوى دولتين في العالم اإلس�لامي‪ ،‬وكل‬ ‫منهما تش��ارك في تشكيل مسار الشرق األوس��ط‪ .‬ال يمكن إلحداهما النجاح‬ ‫بمفردها‪ ،‬ألن كلتاهما بحاجة إلى األخرى لتحقيق أهدافها‪ ،‬س��واء أح ّبتا ذلك‬ ‫أم ال‪ .‬ويرجع ذلك إلى المستوى العالي من الترابط ما بين الدولتين الجارتين‪،‬‬ ‫ال س ّيما في مجاالت أمن الخليج والترابط االقتصادي في المنطقة‪.‬‬ ‫تشير طهران والرياض إلى أنهما ترغبان تجنب الصراع بينهما‪ ،‬وأنهما ّ‬ ‫تفضالن‬ ‫تأس��يس عالقات قائمة على مبدأ حس��ن الجوار‪ .‬ففي كان��ون الثاني (يناير)‬ ‫الفائت‪ ،‬أش��ار ول��ي ولي العهد ووزي��ر الدفاع الس��عودي‪ ،‬األمير محمد بن‬ ‫س��لمان‪ ،‬إلى أن أي ش��خص يدفع إلى الحرب بين إي��ران والمملكة العربية‬ ‫السعودية "ليس في كامل قواه العقلية‪ ،‬ألن الحرب بين المملكة وإيران هي‬ ‫بداية لكارثة كبرى في المنطقة ‪ ...‬ونحن لن نسمح بالتأكيد بحصول أي شيء‬ ‫من هذا القبيل"‪.‬‬ ‫وفي مع��رض حديثه عن العالقات اإليرانية‪-‬الس��عودية في ش��باط (فبراير)‬ ‫الفائ��ت‪ ،‬دعا وزي��ر الخارجية اإليراني ج��واد ظريف‪ ،‬إلى تغيي��ر "النموذج‬ ‫اإليران��ي"‪ ،‬مؤك��داً للـ"األخوة" الس��عوديين بأن إيران "مس��تعدة للعمل مع‬ ‫الس��عودية"‪ .‬وفي الش��هر التالي‪ ،‬قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير‪:‬‬ ‫"إذا غ ّيرت إيران طريقتها وسياس��اتها‪ ،‬ال ش��يء يمنع من فتح صفحة جديدة‬ ‫وبناء عالقات أفضل على أساس مبدأ حسن الجوار‪ ،‬وعدم التدخل في شؤون‬ ‫اآلخرين"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وف��ي ظل إنعدام الثقة بي��ن الطرفين‪ ،‬يبدو الحوار المباش��ر ضروريا لتوفير‬ ‫فرص للبلدين لفهم بعضهما البعض بش��كل أفضل‪ ،‬ومباش��رة تقليل الشكوك‬ ‫المتبادلة بينهما‪ ،‬علماً بأن هذا األمر يس��هل قوله ولكن يصعب تنفيذه على‬ ‫أرض الواق��ع‪ّ .‬إن الرياض ترف��ض إجراء محادثات مع طهران بس��بب ّ‬ ‫تدخل‬ ‫األخيرة في الش��ؤون السعودية والعربية‪ .‬أما الجمهورية اإلسالمية‪ ،‬فتقول ّإن‬ ‫المحادثات يجب أن تجري قبل أن تغ ّير سياس��اتها‪ .‬بالنس��بة إلى إيران‪ ،‬فإن‬ ‫هذا الحوار تريده أن يتضمن مناقشة "إحتياجاتها األمنية" بطريقة عادلة قبل‬ ‫إجراء أية تغييرات إستراتيجية‪.‬‬


‫مهاجران م�سيحيان يحتفالن بزفافهما في �أبو ظبي‬

‫�ضد �أتباع الديانات الأخرى يتع ّر�ض �إلى مزيد من‬ ‫المراقبة والتدقيق‪.‬‬ ‫وبالتال ��ي‪ ،‬يرث ��ي مق ��ال �إفتتاح ��ي ف ��ي �صحيف ��ة‬ ‫"الغاردي ��ان" البريطاني ��ة (‪ 25‬كان ��ون الأول‬ ‫(دي�سمب ��ر) ‪ )2014‬ب� ��أن الم�سيحيي ��ن ف ��ي دول‬ ‫مجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي ه ��م تقريب� � ًا "خدم‪،‬‬ ‫عامل ��ون برج� ��س وعلى نحو بغي� ��ض‪ .‬يجب عليهم‬ ‫ُي َ‬ ‫�أن يمار�سوا دينهم في ال�سر‪ ،‬مع تهديد المعتنقين‬ ‫الجدد بالقتل"‪ .‬وذه ��ب كاتب �آخر يدعى �ستيفان‬ ‫�شتاين �إلى �شرح الأهمية العاطفية لهذا الحرمان‬ ‫م ��ن ح ��ق �أ�سا�سي م ��ن حق ��وق الإن�س ��ان‪" :‬معظم‬ ‫الم�سيحيي ��ن الذين �أت ��وا �إلى هنا فعل ��وا ذلك من‬ ‫�أجل العثور على عمل في الأرا�ضي العربية‪ ،‬ونتيجة‬ ‫لذل ��ك‪ ،‬ف�إن معظمه ��م يعي�شون وحيدي ��ن‪ ،‬بعد �أن‬ ‫ترك ��وا زوجاته ��م و�أ�سرهم ف ��ي وطنه ��م‪ .‬ونتيجة‬ ‫لذلك تم ّثل الرعية‪ ،‬وكذل ��ك �إيمانهم الكاثوليكي‪،‬‬ ‫قطعة من الوطن بالن�سبة �إليهم"‪.‬‬ ‫وتُعتب ��ر ق�ضي ��ة رفاهي ��ة الم�سيحيين ف ��ي المملكة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودي ��ة �ضاغط ��ة و ُم ّلح ��ة عل ��ى وج ��ه‬

‫ب�سبب طبيعتها المت� ّأ�صلة في �إطار‬ ‫مجتمعاتهم‪ ،‬يميل الغربيون �إلى‬ ‫�إنتقاد المجتمعات الأخرى التي‬ ‫ال ت�شاركهم الأخالقيات عينها‪.‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬نظر ًا �إلى �أهمية ال�شرق‬ ‫الأو�سط بالن�سبة �إلى م�صالحهم‬ ‫الإ�ستراتيجية واالقت�صادية في حقبة‬ ‫ما بعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬فقد‬ ‫غ�ضوا الطرف عنه حيث خلقوا فجوة‬ ‫وا�ضحة بين الإعتقاد في حرية الدين‬ ‫والتفاعل مع �أولئك الذين انتهكوا‬ ‫ب�شكل �صارخ هذا المبد�أ‬

‫الخ�صو�ص لأن الحكومة هناك ّ‬ ‫تحظر ممار�سة كل‬ ‫ال�شعائ ��ر الدينية غير الإ�سالمي ��ة جنب ًا �إلى جنب‬ ‫مع النفور من المذاهب الإ�سالمية غير الوهابية‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬ف�إن م�س�ألة عدم وجود حق للم�سيحيين‬ ‫غير المرتب ��ط بالحرية الدينية ه ��ي في كثير من‬ ‫الأحي ��ان مم ّوهة من قبل رجال الدين الم�سيحيين‬ ‫�أنف�سه ��م الذين يخ�ش ��ون �إ�ستع ��داء ال�سلطات في‬ ‫الخليج‪ .‬لقد �صرح الق�س �أندرو تومب�سون‪ ،‬الراعي‬ ‫الأعلى لكني�سة "�سانت �أندرو" في �أبو ظبي‪ ،‬ب�شكل‬ ‫مده�ش �إلى �صحيفة محلية (غولف نيوز) �أنه "من‬ ‫الأ�سهل �أن �أك ��ون م�سيحي ًا هنا (في �أبو ظبي) من‬ ‫�أن �أكون م�سيحي ًا ف ��ي المملكة المتحدة"‪ .‬وح�سب‬ ‫ت�صريح "بيل �شوارتز"‪ ،‬راعي الكني�سة الأنغليكانية‬ ‫في الدوح ��ة لوكالة "رويترز" ف ��ي ‪ 8‬ت�شرين الأول‬ ‫(�أكتوبر) ‪" :2010‬ف ��ي الخليج‪ ،‬ب�إ�ستثناء المملكة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودي ��ة‪� ،‬إن المواق ��ف الحكومية تم ّثل‬ ‫ت�سامح ًا ديني ًا ولي�ست حرية دينية"‪.‬‬ ‫�إن ن�ش ��ر الإنجي ��ل من خ�ل�ال الن�ش ��اط التب�شيري‬ ‫ه ��و �أي�ض ًا تق ّل� ��ص ب�شدة بين ال ��دول الأع�ضاء‬ ‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪37‬‬


‫الخليج العربي‬ ‫مجلس التعاون‬

‫هل هناك مجال للتعددية الطائفية في مجل�س التعاون؟‬

‫الت َع ُّ�صب الديني في دول الخليج العربي‬ ‫" ُي� ِّؤجج" �سوء معاملة الوافدين‬ ‫عل��ى الرغم من التطور والتقدم اللذي��ن حققتهما دول مجل�س التعاون الخليج��ي‪ ،‬ف�إنها لم ت�ستطع حتى‬ ‫الآن الو�صول �إلى تحقيق "العدالة الدينية" بالن�سبة �إلى الوافدين للعمل في ديارها وخ�صو�ص ًا الم�سيحيين‬ ‫منهم‪ .‬التقرير التالي يناق�ش هذا المو�ضوع في العمق‪.‬‬ ‫خ�شان*‬ ‫بيروت ‪ -‬الدكتور هالل ّ‬

‫الإهتم ��ام ف ��ي و�ض ��ع الم�سيحيين في‬ ‫ال�ش ��رق الأو�س ��ط ر ّك ��ز ب�ش ��كل كبي ��ر‬ ‫عل ��ى نوعية حياته ��م في الم�ش ��رق العربي وم�صر‬ ‫وجن ��وب ال�سودان‪ ،‬وهي المناط ��ق التي كانت ذات‬ ‫غالبي ��ة م�سيحية قبل ظهور الإ�سالم والتي ال تزال‬ ‫�أقليات م�سيحية كبي ��رة تعي�ش فيها‪ .‬على النقي�ض‬ ‫م ��ن ذل ��ك‪ ،‬كان هن ��اك القلي ��ل م ��ن الإهتمام في‬ ‫و�ض ��ع الم�سيحيين في �شبه الجزيرة العربية‪ ،‬التي‬ ‫ل ��م يكن فيه ��ا وجود م�سيح ��ي �أ�ص ًال ف ��ي الع�صور‬ ‫الإ�سالمية‪.‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬ف�إن الطفرة النفطية في �سبعينات القرن‬ ‫الفائ ��ت و ّلدت طلب� � ًا هائ ًال على العمال ��ة الأجنبية‬ ‫ف ��ي دول الخليج الريعية‪ .‬وال ��ذي ال يثير الده�شة‪،‬‬ ‫�أن مجم ��وع العم ��ال ال�ضروريي ��ن والالزمين لدفع‬ ‫الإقت�ص ��ادات النا�شئة في دول الخليج كان ال ب ّد �أن‬ ‫ي�شم ��ل �أعداد ًا كبيرة من الم�سيحيين‪ .‬وهناك الآن‬ ‫�أكث ��ر من ثالث ��ة ماليين ون�صف الملي ��ون �شخ�ص‬ ‫م ��ن الم�سيحيي ��ن الوافدي ��ن العاملي ��ن ف ��ي دول‬ ‫مجل�س التعاون الخليج ��ي ال�ست (المملكة العربية‬ ‫ال�سعودي ��ة‪ ،‬دول ��ة الإم ��ارات العربي ��ة المتح ��دة‪،‬‬ ‫الكوي ��ت‪� ،‬سلطن ��ة ُعم ��ان‪ ،‬قط ��ر‪ ،‬والبحري ��ن)‬ ‫معظمه ��م من الكاثولي ��ك الذين �أتوا م ��ن الفلبين‬ ‫والهند وباك�ستان‪ .‬وفيما تتزايد �أعدادهم ب�إطراد‪،‬‬ ‫فق ��د �أ�صب ��ح ال�س�ؤال عن ه ��ل �أو كي ��ف ‪� -‬أو متى ‪-‬‬ ‫�سي�سمح لهم بممار�سة دينهم علن ًا​​ق�ضية مهمة‪.‬‬

‫‪36‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫ال�شيخ محمد بن زايد‪:‬‬ ‫لفتة �إلى طائفة الهندو�س‬

‫الو�ضع الحالي للم�سيحية العربية‬ ‫ف ��ي الغرب‪ ،‬كان ��ت حرية العب ��ادة الت ��ي يختارها‬ ‫ال�شخ�ص ف ��ي �أي �إتجاه قيم ��ة �أ�سا�سية على الأقل‬ ‫من ��ذ �أواخ ��ر الق ��رن الثام ��ن ع�شر‪ .‬وعل ��ى الرغم‬ ‫من ثبات قي ��ود معاداة الكاثوليكي ��ة واليهودية في‬ ‫�أوروب ��ا �أو �أميركا ال�شمالية‪ ،‬ف�إن الم�سار العام كان‬ ‫واح ��د ًا يتم ّيز بتزايد الت�سامح مع طرائق ومذاهب‬ ‫الإيمان‪ .‬ولع ّل �أبرز مثال على ذلك هو �أي�ض ًا واح ٌد‬ ‫م ��ن الأق ��دم‪ :‬التعدي ��ل الأول للد�ست ��ور الأميركي‪،‬‬ ‫ال ��ذي ّ‬ ‫حظر على الحكوم ��ة الإتحادية ممار�سة �أي‬ ‫دين‪.‬‬

‫ال�شيخ �صباح الأحمد ال�صباح‪ :‬خا�ض معركة مع الإ�سالميين‬ ‫للمدافعة عن الكنائ�س الم�سيحية‬

‫ب�سب ��ب طبيعتها المت� ّأ�صلة في �إط ��ار مجتمعاتهم‪،‬‬ ‫يميل الغربي ��ون �إل ��ى �إنتقاد المجتمع ��ات الأخرى‬ ‫الت ��ي ال ت�شاركه ��م الأخالقيات عينه ��ا‪ .‬مع ذلك‪،‬‬ ‫نظ ��ر ًا �إلى �أهمي ��ة ال�ش ��رق الأو�س ��ط بالن�سبة �إلى‬ ‫م�صالحه ��م الإ�ستراتيجية واالقت�صادية في حقبة‬ ‫م ��ا بع ��د الح ��رب العالمي ��ة الثاني ��ة‪ ،‬فق ��د غ�ضوا‬ ‫الط ��رف عن ��ه حي ��ث خلق ��وا فج ��وة وا�ضح ��ة بين‬ ‫الإعتق ��اد ف ��ي حري ��ة الدي ��ن والتفاعل م ��ع �أولئك‬ ‫الذي ��ن انتهكوا ب�ش ��كل �صارخ هذا المب ��د�أ‪� .‬إال �أنه‬ ‫بع ��د هجمات �أيل ��ول (�سبتمب ��ر) ‪ 2001‬و"الحرب‬ ‫تع�صب الم�سلمين‬ ‫على الإره ��اب" ال ُم ِ‬ ‫�صاحبة بد�أ ّ‬


‫�أول كني�سة بنيت في الكويت "الكني�سة الإنجيلية الوطنية"‪ :‬عدد مقاعدها ‪ 600‬مقعد‬

‫تفر� ��ض نظ ��ام الح�ص�ص على عدد رج ��ال الدين‬ ‫والعاملي ��ن في الكنائ�س‪ ،‬وت�ضغ ��ط على الكويتيين الطوائف الم�سيحية الأ�صلية والم�ستوردة‬ ‫للإمتناع عن ت�أجير ال�شق ��ق �أو الفلل لإ�ستخدامها هن ��اك عامل �آخر مهم ي�شرح موقف دول مجل�س‬ ‫ككنائ�س غير ر�سمية‪.‬‬ ‫التع ��اون الخليجي بالن�سبة �إلى التعددية الدينية‬ ‫وبالمثل‪ ،‬ف�إن المادة ‪ 32‬من د�ستور دولة الإمارات ف ��ي �شب ��ه الجزي ��رة العربية‪ ،‬هو ان ��ه حتى وقت‬ ‫العربية المتحدة تكف ��ل "حرية ممار�سة ال�شعائر قري ��ب ن�سبي� � ًا كان هن ��اك ع ��دد قليل م ��ن غير‬ ‫الدينية ‪ ...‬وفق� � ًا للعادات المرعي ��ة و�شريطة �أن الم�سلمي ��ن الذين يمك ��ن �أن يواجهه ��م �أو يلتقي‬ ‫ال تتعار�ض مع ال�سيا�س ��ة العامة �أو تنتهك الآداب به ��م ال�سكان‪ .‬التقليد الإ�سالم ��ي يفيد �أنه‪ ،‬قبل‬ ‫العام ��ة"‪ .‬وهذا التحذير النهائ ��ي ‪�" -‬شريطة �أن وقت ق�صير من وفات ��ه‪� ،‬أعرب النبي محمد عن‬ ‫ال تتعار�ض مع ال�سيا�س ��ة العامة �أو تنتهك الآداب ال ��ر�أي القائ ��ل ب�أنه يج ��ب �أن يك ��ون هناك دين‬ ‫العام ��ة" ‪ -‬ه ��و �ش ��رط حا�س ��م؛ ومع ذل ��ك‪ ،‬ف�إنه واحد ف ��ي �شبه الجزيرة العربي ��ة فقط‪� ،‬أال وهو‬ ‫يقلب الأح ��كام الد�ستورية على ر�ؤو�سها‪ .‬حتى في‬ ‫ال ��دول التي يديرها حكام م�ستب ��دون ‪� --‬أو ربما‬ ‫على وجه التحديد لأنه يحكمها م�ستبدون – ف�إن‬ ‫التاريخ الحديث للم�سيحية‬ ‫ال ��ر�أي العام في هذه الم�سائل يع� � َّول عليه كثير ًا‪.‬‬ ‫ف ��ي دولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجل�س‬ ‫في الخليج العربي يعود‬ ‫التع ��اون الخليج ��ي الأخ ��رى‪� ،‬إن ق ��درة الحكومة‬ ‫الى ‪ 1893‬عندما و�صلت‬ ‫على منح الحرية الديني ��ة الحقيقية للم�سيحيين‬ ‫مجموعة من الم�سيحيين �إلى‬ ‫محدودة ج ��د ًا ب�سبب �أن �شعوبه ��ا الورعة ال تزال‬ ‫ُعمان و�إ�شترت مبنى كبير ًا‬ ‫غي ��ر مرتاح ��ة لمثل ه ��ذه الحريات‪ .‬ف ��ي الواقع‪،‬‬ ‫ف ��ي حي ��ن �أن المملك ��ة العربي ��ة ال�سعودي ��ة تبرز‬ ‫مع قطعة �أر�ض ح�صلت عليها‬ ‫ب�إعتبارها الدول ��ة الخليجية الوحي ��دة التي علن ً​​ا كهدية من ال�سلطان‪ .‬هذه المجموعة‬ ‫ال تت�سام ��ح مع التن ��وع الدين ��ي‪ ،‬ف�إن لفت ��ة العام‬ ‫التي ت�ضم �أع�ضاء من الكني�سة‬ ‫الما�ض ��ي لولي عه ��د �أبو ظب ��ي‪ ،‬الحاك ��م الفعلي‬ ‫الإ�صالحية الأميركية‪ ،‬جاءت‬ ‫للب�ل�اد‪ ،‬ال�شيخ محم ��د بن زايد‪ ،‬ف ��ي منح قطعة‬ ‫�أر� ��ض لبناء معبد هندو�س ��ي هي مظهر فريد من‬ ‫لأغرا�ض تب�شيرية‬ ‫البراغماتي ��ة ال تُظهر بال�ض ��رورة موافقة �شعبية‬ ‫عامة‪.‬‬

‫الإ�س�ل�ام‪ .‬وبينما �صمدت جي ��وب قليلة من غير‬ ‫الم�سلمي ��ن لفت ��رة م ��ن الوق ��ت ‪ --‬يه ��ود خيبر‬ ‫ون�صارى نجران‪ ،‬قرب اليمن ‪ -‬بعد وقت ق�صير‬ ‫م ��ن وف ��اة النبي محم ��د‪ ،‬فق ��د قيل ب� ��أن واحد ًا‬ ‫م ��ن خلفائ ��ه الفوريين‪ ،‬الخليفة عم ��ر‪ ،‬قد �أنهى‬ ‫المهمة‪� .‬سواء جرى الق�ضاء على غير الم�سلمين‬ ‫في �شب ��ه الجزيرة العربية بال�ضبط بهذا ال�شكل‬ ‫هو �أق ��ل �أهمية من الواقع‪ ،‬وه ��و �أن هناك عدد ًا‬ ‫قلي�ل ً�ا م ��ن الم�سيحيي ��ن الأ�صليين ف ��ي الخليج‬ ‫العرب ��ي ب�إ�ستثناء ربم ��ا مئات عدة ف ��ي الكويت‬ ‫و�سلطنة ُعمان والبحرين‪.‬‬ ‫�إن التاري ��خ الحدي ��ث للم�سيحي ��ة ف ��ي الخلي ��ج‬ ‫العرب ��ي يعود ال ��ى ‪ 1893‬عندم ��ا و�صلت مجموعة‬ ‫م ��ن الم�سيحيي ��ن �إل ��ى ُعم ��ان و�إ�شت ��رت مبن ��ى‬ ‫كبي ��ر ًا مع قطع ��ة �أر�ض ح�صلت عليه ��ا كهدية من‬ ‫ال�سلطان‪ .‬هذه المجموع ��ة التي ت�ضم �أع�ضاء من‬ ‫الكني�سة الإ�صالحية الأميركي ��ة‪ ،‬جاءت لأغرا�ض‬ ‫تب�شيرية‪ .‬كما �أن كني�سة القدي�سين بطر�س وبول�س‬ ‫الكاثوليكي ��ة ت�أ�س�ست هناك فقط في العام ‪،1977‬‬ ‫تلته ��ا كنائ�س �أرثوذك�سي ��ة‪ ،‬و�سريانية �أرثوذك�سية‪،‬‬ ‫وقبطية‪.‬‬ ‫م ��ن جهتها ت ّدع ��ي البحرين ب�أن �أق ��دم كني�سة في‬ ‫منطق ��ة الخلي ��ج قد قام ��ت عل ��ى �أرا�ضيه ��ا‪ .‬لقد‬ ‫ُ�شيدت الكني�سة الإنجيلية الوطنية في العام ‪1906‬‬ ‫عل ��ى �أي ��دي مب�شري ��ن �إنجيليين تابعي ��ن للكني�سة‬ ‫الإ�صالحية في �أميركا‪.‬‬ ‫في الكوي ��ت‪ ،‬يعود بناء الكني�سة الإنجيلية الوطنية‬ ‫�إلى الع ��ام ‪ .1931‬وبنيت كني�س ��ة قبطية في العام‬ ‫‪ ،1958‬ث ��م تبعته ��ا في وقت الحق كني�س ��ة �أرمنية‪.‬‬ ‫حت ��ى ه ��ذا الوج ��ود الم�سيح ��ي المح ��دود كان‬ ‫ل�سنوات ع ��دة هدف ًا للمع ��ارك ال�سيا�سية ال�شر�سة‬ ‫بين �أمي ��ر الكويت ال�شيخ �صب ��اح الأحمد ال�صباح‬ ‫والإ�سالميي ��ن‪ .‬لقد ن�ش� ��أت الوهابي ��ة ال�سلفية في‬ ‫الكويت بعد حرب الكويت ونجد في ‪1920-1919‬؛‬ ‫وعل ��ى الرغ ��م من �أنها حرك ��ة �أقلي ��ة‪ ،‬ف�إنها تتمتع‬ ‫بنف ��وذ كاف لإبط ��اء �إنت�شار الت�سام ��ح الديني في‬ ‫الكويت‪.‬‬ ‫م ��ا ال يقل عن ثلثي الم�سيحيين في مجل�س التعاون‬ ‫الخليج ��ي يعملون ف ��ي المملكة العربي ��ة ال�سعودية‬ ‫حيث تم قطعهم تمام ًا عن �أي �إت�صال مع الكني�سة‬ ‫�أو ممثليه ��ا من رجال الدي ��ن‪ .‬وتدّعي تقارير غير‬ ‫م�ؤك ��دة �أن هن ��اك الآالف م ��ن المتح ّولي ��ن �إل ��ى‬ ‫الم�سيحي ��ة ف ��ي المملك ��ة ال�صحراوي ��ة الذي ��ن ال‬ ‫ي�ستطيع ��ون ال ُمجاهرة بدينه ��م الجديد ونبذ‬ ‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪39‬‬


‫الخليج العربي ¶ مجل�س التعاون‬ ‫ف ��ي مجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي‪ .‬وقد تن ��اول روي‬ ‫فيريب� ��س‪ ،‬الم�س� ��ؤول ع ��ن الكني�س ��ة الإنجيلي ��ة‬ ‫الم�سيحي ��ة المتحدة الجن ��وب �أفريقي ��ة في دبي‪،‬‬ ‫بلغ ��ة ديبلوما�سي ��ة‪" :‬نح ��ن نحت ��رم ونعم ��ل �ضمن‬ ‫الح ��دود الت ��ي و�ضعوه ��ا لن ��ا"‪ ،‬م�شي ��ر ًا �إل ��ى �أن‬ ‫كني�سته لي�ست لديها م�شكلة مع �أع�ضائها للتحدث‬ ‫للآخري ��ن عن الم�سيحية ب�صفتهم الخا�صة‪ .‬وفي‬ ‫البحري ��ن‪ ،‬ت�سم ��ح ال�سلطات للكهن ��ة ق�ضاء بع�ض‬ ‫الوق ��ت مع العمال الم�سيحيي ��ن الذين يعي�شون في‬ ‫مواقع العمل وال�صالة مع ًا‪ .‬ومع ذلك‪ُ " ،‬يمنع منع ًا‬ ‫بات ًا �أي �ش ��كل من �أ�شكال التب�شي ��ر الم�سيحي بين‬ ‫الم�سلمي ��ن في كل مكان [ف ��ي دول مجل�س التعاون‬ ‫الخليجي]"‪ ،‬على حد قول �شتين‪.‬‬ ‫م ��ن ناحية �أخرى‪� ،‬إن النق� ��ص الحاد في الكنائ�س‬ ‫لإ�ستيع ��اب الإحتياج ��ات الروحي ��ة للعدي ��د م ��ن‬ ‫الطوائ ��ف الم�سيحي ��ة ف ��ي دول مجل� ��س التع ��اون‬ ‫الخليجي ه ��و �أمر خطير �آخر‪ .‬في حين �أن م�شكلة‬ ‫م�ساح ��ة الكني�سة موجودة في كل مكان في منطقة‬ ‫الخليج‪ ،‬ف� ��إن المثال التالي ي�شير �إلى حجمها‪ .‬كل‬ ‫ي ��وم جمعة في مدين ��ة الكويت‪ ،‬ينح�ش ��ر �أكثر من‬ ‫‪ 2000‬م�سيحي داخل كني�سة العائلة المقد�سة التي‬ ‫تت�س ��ع ل‪ 600‬مقعد فقط �أو الإ�ستم ��اع من الخارج‬ ‫للقدا� ��س الذي ُين َقل عبر مكب ��رات ال�صوت‪ ،‬الأمر‬ ‫الذي يجعل الأ�سق ��ف الكاثوليك ��ي‪ ،‬كاميلو بالين‪،‬‬ ‫في قلق دائم من التدافع كما قال ل"رويتر"‪�" :‬إذا‬ ‫حدث ��ت حال ��ة ذع ��ر‪ ،‬ف�سوف تق ��ع كارث ��ة ‪� ...‬إنها‬ ‫معجزة ب�أن �شيئ ًا لم يحدث حتى الآن"‪.‬‬ ‫القيود على عدد من الكنائ�س الم�سموح بها والقيود‬ ‫المفرو�ض ��ة على دخول رجال الدي ��ن الم�سيحيين‬ ‫تعيق قدرة الكهنة لخدمة رعاياهم على نحو كاف‬ ‫لأن كل واحد منه ��م عليه �إجراء قدادي�س عدة في‬ ‫عطل ��ة نهاي ��ة الأ�سب ��وع‪ ،‬والعديد م ��ن الأبر�شيات‬ ‫�أي�ض ًا تقع محطاته على م�سافات بعيدة جد ًا‪ .‬يقوم‬ ‫عم ��ل الكاهن قب ��ل كل �شيء على خدم ��ة الأ�سرار‬ ‫ه ��ذه‪ ،‬بالإ�ضافة �إل ��ى الإحتف ��ال بالقدا�س‪ ،‬هناك‬ ‫�أي�ض ًا التعميد والزواج والجنازات‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار المط ��ران بول هن ��در‪ ،‬ال ��ذي ي�شرف على‬ ‫الكنائ� ��س الكاثوليكي ��ة ف ��ي دول مجل� ��س التع ��اون‬ ‫الخليجي واليمن‪� ،‬إلى دور المتطوعين العلمانيين‬ ‫في الحفاظ عل ��ى �إ�ستمرار الكني�سة‪�" :‬إنها كني�سة‬ ‫تقوم على �أكتاف العلمانيين"‪.‬‬

‫مفاهيم �إ�سالمية عن الت�سامح الديني‬ ‫ما هي الأ�سباب الكامنة وراء هذا الم�أزق؟‬

‫‪38‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫الق�س �أندرو تومب�سون‪ ،‬الراعي الأعلى لكني�سة "�سانت �أندرو" في �أبو ظبي في �أحد الإحتفاالت الدينية‬

‫بالن�سب ��ة �إل ��ى الم�سلمي ��ن ال �إل ��ه �إلاّ اهلل‪ .‬هذه هي‬ ‫العد�س ��ة الت ��ي م ��ن خالله ��ا (ينظ ��رون �إل ��ى) �أو‬ ‫يف�سر‬ ‫ف�س ��رون كل الديانات الأخرى‪ ،‬وهذا الر�أي ّ‬ ‫ُي ّ‬ ‫لم ��اذا ال يفهم العديد من الم�سلمي ��ن الم�سيحية‪.‬‬ ‫بالن�سب ��ة �إليه ��م‪ ،‬الق ��ر�آن هو كلم ��ة اهلل النهائية‪.‬‬ ‫وعل ��ى العموم‪ ،‬ف� ��إن الم�سلمين ق ��د يت�ساهلون في‬ ‫من ��ح بع� ��ض الحري ��ة للم�سيحيي ��ن لك ��ي يمار�سوا‬ ‫�شعائره ��م الدينية ف ��ي �إطار عم ��ل "المجتمعات‬ ‫المحمية" من الناحية القانونية‪ ،‬والأدنى م�ؤ�س�سي ًا‬ ‫(�أه ��ل الذمة)‪ ،‬ولك ��ن ال يجب �أن ُيعط ��ى الإيمان‬ ‫الم�سيحي الفر�صة لكي يزدهر‪.‬‬

‫في العام ‪ ،2014‬وفق ًا للأرقام الر�سمية‪،‬‬ ‫بلغ عدد ال�سكان الأ�صليين في الكويت‬ ‫نحو ‪ 1.2‬مليون من �إجمالي ال�سكان‬ ‫البالغ عددهم ‪ 4‬ماليين‪ ،‬في حين‬ ‫بلغ عدد الم�سلمين المغتربين ‪1.8‬‬ ‫مليون والم�سيحيين المغتربين حوالي‬ ‫‪( 700.000‬ينتمي ال�سكان الباقون‬ ‫�إلى عدد من الأديان الأخرى)‪ .‬ومع‬ ‫ذلك‪ ،‬ف�إن الإمارة لديها �أكثر من ‪1000‬‬ ‫م�سجد و�سبع كنائ�س فقط‬

‫�إن الم�سيحي ��ة في القر�آن تو ّرط ��ت في نقا�ش حول‬ ‫طبيع ��ة الم�سي ��ح‪ ،‬تارك� � ًة الإنطب ��اع ب� ��أن �أتباعه ��ا‬ ‫�إختلفوا ف ��ي الواقع حول تكوي ��ن �إيمانهم‪ .‬ونتيجة‬ ‫لذلك‪� ،‬إعتبر الم�سلمون الأوائل الم�سيحية تف�سير ًا‬ ‫كاف ��ر ًا لطبيعة ي�سوع‪ ،‬الذي يرد ف ��ي القر�آن كنبي‬ ‫ولك ��ن لي� ��س �إب ��ن اهلل‪ .‬و�إ�ستمر ه ��ذا الت�ص ّور ولم‬ ‫يفقد �شيئ ًا من حدّته‪.‬‬ ‫التعددي ��ة الديني ��ة كما فهمها الغ ��رب ال توجد في‬ ‫�أي مكان ف ��ي منطقة الخلي ��ج‪ ،‬وال�صبر المحدود‬ ‫ربم ��ا كان �أف�ضل م ��ا يمكن للم�سيحيي ��ن �أن ي�أملوا‬ ‫به ف ��ي هذه البل ��دان المحافظة ج ��د ًا‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫على ال ��ورق‪ ،‬تمار�س دول مجل�س التعاون الخليجي‬ ‫الت�سام ��ح الديني‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فق ��د �إع ُت ِبرت �سلطنة‬ ‫ُعم ��ان واح ��دة من �أكثر ال ��دول ت�سامح� � ًا في �شبه‬ ‫الجزيرة العربي ��ة‪� .‬إن العب ��ادة الم�سيحية محم ّية‬ ‫من خ�ل�ال القان ��ون الأ�سا�سي لذل ��ك البلد‪ ،‬الذي‬ ‫ّ‬ ‫يحظ ��ر التمييز عل ��ى �أ�سا�س الدي ��ن ويعتبر ت�شويه‬ ‫�سمع ��ة �أي دي ��ن جريم ��ة جنائي ��ة‪ .‬وبالمث ��ل‪ ،‬ف�إن‬ ‫الد�ستور الكويت ��ي ين�ص نظري ًا على توفير الحرية‬ ‫الديني ��ة‪ .‬ولك ��ن الواقع ي ��روي ق�ص ��ة مختلفة‪ .‬في‬ ‫الع ��ام ‪ ،2014‬وفق� � ًا للأرق ��ام الر�سمي ��ة‪ ،‬بلغ عدد‬ ‫ال�س ��كان الأ�صليي ��ن ف ��ي الكويت نح ��و ‪ 1.2‬مليون‬ ‫م ��ن �إجمال ��ي ال�س ��كان البالغ عدده ��م ‪ 4‬ماليين‪،‬‬ ‫ف ��ي حين بل ��غ ع ��دد الم�سلمي ��ن المغتربي ��ن ‪1.8‬‬ ‫ملي ��ون والم�سيحيين المغتربي ��ن حوالي ‪700،000‬‬ ‫(ينتم ��ي ال�س ��كان الباق ��ون �إلى عدد م ��ن الأديان‬ ‫الأخرى)‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف� ��إن الإمارة لديها �أكثر من‬ ‫‪ 1000‬م�سجد و�سبع كنائ�س فقط؛ كما �أن الحكومة‬


‫الم�سيحيين في �ألمانيا والنم�سا ورو�سيا‪ .‬والجواب‬ ‫ه ��و ان العائلة المالكة ال�سعودي ��ة ت�ستر�ضي دائم ًا‬ ‫الم�ؤ�س�س ��ة الديني ��ة القوي ��ة في الب�ل�اد لأن رجال‬ ‫الدين الوهابيين يز ّودونها بال�شرعية الدينية التي‬ ‫تحتاجها للحكم‪.‬‬ ‫لك ��ن المعار�ض ��ة لبن ��اء الكنائ� ��س والمدار� ��س‬ ‫الم�سيحية ترتب ��ط �أي�ض ًا بنظري ��ات الم�ؤامرة‪� .‬إن‬ ‫بناء الكنائ�س تحت �شعار حرية العبادة ينظر �إليه‬ ‫الخليجي ��ون بعي ��ن الريبة لأن ��ه كثير ًا م ��ا �إعتقدوا‬ ‫ب�أن الغربيي ��ن يتطلعون �إلى تنفي ��ر الم�سلمين من‬ ‫الإ�س�ل�ام م ��ن طري ��ق فت ��ح المدار� ��س التب�شيرية‬ ‫ف ��ي بلدانه ��م‪ .‬ويخ�ش ��ى المعار�ضون م ��ن �أن بناء‬ ‫الكنائ�س �سيع ��زز قب�ضة ّ‬ ‫المب�شري ��ن الم�سيحيين‪،‬‬ ‫وبالتالي منع �إنت�شار الإ�سالم بين العمال الأجانب‬ ‫في حي ��ن يقومون ف ��ي وقت واحد ب ��زرع الإرتباك‬ ‫وال�ش ��ك في �أذه ��ان �سكان الخليج ح ��ول المعايير‬ ‫والقيم الإ�سالمية‪.‬‬

‫الإ�ستنتاج‬ ‫تب ��ذل دول مجل�س التعاون الخليج ��ي جهد ًا كبير ًا‬ ‫لتعزيز الثقافة ال�شعبية على �أ�سا�س الدين والتراث‬ ‫كو�سيلة لت�أكي ��د ال�سيادة وال�شرعية ال�سيا�سية على‬ ‫حد �س ��واء‪� .‬إن دول ��ة الإمارات العربي ��ة المتحدة‪،‬‬ ‫على �سبيل المثال‪� ،‬أ�س�ست �سلطتها ال�سيا�سية على‬ ‫ير�سخ العالقات بين‬ ‫عقد �إجتماع ��ي متج ّذر بعمق ّ‬ ‫الق ��ادة والمواطنين م ��ع تقاليد �أ�صيل ��ة و�أعراف‪.‬‬

‫�إع ُتبِرت �سلطنة ُعمان واحدة‬ ‫من �أكثر الدول ت�سامح ًا في �شبه‬ ‫الجزيرة العربية‪� .‬إن العبادة الم�سيحية‬ ‫محم ّية من خالل القانون الأ�سا�سي‬ ‫لذلك البلد‪ ،‬الذي ّ‬ ‫يحظر التمييز على‬ ‫�أ�سا�س الدين ويعتبر ت�شويه �سمعة‬ ‫�أي دين جريمة جنائية‬ ‫وي�شير هذا الأمر �إلى الحفاظ على العادات والقيم‬ ‫العريقة الت ��ي ت�ستند على النقاء العرقي والتوحيد‬ ‫الدين ��ي‪ .‬وقد �أخ ��ذت المملكة العربي ��ة ال�سعودية‬ ‫هذا الإ�ضف ��اء ال�شرع ��ي الديني �إلى خط ��وة �أبعد‬ ‫م ��ن خالل زعمها ب�أن القي ��ادة الإ�سالمية تتمحور‬ ‫حول و�صايتها وحمايتها لإثنين من �أقد�س المواقع‬ ‫اال�سالمية‪.‬‬ ‫م ��ن ناحية �أخ ��رى‪� ،‬إن تدفق العم ��ال الأجانب �إلى‬ ‫دول الخلي ��ج ‪ --‬يتراوح ما بي ��ن ‪ 90-50‬في المئة‬ ‫م ��ن مجم ��وع ال�س ��كان‪ --‬ي�ش ��كل تهدي ��د ًا خطير ًا‬ ‫لم�ستقب ��ل النظ ��ام الإجتماعي لل�س ��كان الأ�صليين‬ ‫م ��ن خ�ل�ال تقوي� ��ض القي ��م التقليدية الت ��ي توفر‬ ‫الركي ��زة الأ�سا�سي ��ة ل�شرعي ��ة النظ ��ام‪ .‬وت ّدع ��ي‬

‫كينيون مهاجرون في ال�سعودية يحملون نع�ش �إمر�أة كينية توفيت جراء �إ�ساءة المعاملة‬

‫الريا� ��ض �أن العم ��ال الأجان ��ب ه ��م �أق ��ل من ثلث‬ ‫ال�س ��كان‪ .‬ومع ذل ��ك‪ ،‬ف�إن الدرا�س ��ات الإح�صائية‬ ‫ال�سنوي ��ة ال�سعودي ��ة ُم�ضل ّلة‪� .‬إن �أح ��دث رقم لعدد‬ ‫�س ��كان الب�ل�اد ي�ض ��ع المجم ��وع في ح ��دود ‪30.8‬‬ ‫ملي ��ون ن�سم ��ة‪ ،‬بمن ف ��ي ذل ��ك ‪ 33‬ف ��ي المئة من‬ ‫العمال ��ة الوافدة (ح�س ��ب �أراب نيوز – جدة)‪� .‬إن‬ ‫تقديرات ال�سكان ال�سعوديين ال ت�شير �إلى ال ُمعالين‬ ‫م ��ن المهاجري ��ن �أو العم ��ال غي ��ر ال�شرعيين‪� .‬إن‬ ‫تو�سع الإقت�ص ��اد ال�سعودي يعتم ��د "ح�صري ًا على‬ ‫جهود العمال الأجانب‪ ،‬والذين تميل الإح�صاءات‬ ‫الر�سمي ��ة �إلى التقليل منهم ب�ش ��كل فا�ضح"‪ .‬ومن‬ ‫غي ��ر المحتم ��ل �أن يك ��ون ق ��د خطر في ب ��ال قادة‬ ‫دول مجل� ��س التع ��اون الخليجي �أن الق ��وى العاملة‬ ‫الأجنبية �ست�صبح �سمة دائمة‪ ،‬و�إن كان في الجزء‬ ‫ال�سفلي‪ ،‬من الف�سيف�ساء الديموغرافية‪.‬‬ ‫والحقيقة هي �أنه على الرغم من الإ�شارة الغريبة‬ ‫�إل ��ى تمدي ��د الجن�سي ��ة ومنحه ��ا �إل ��ى المغتربين‪،‬‬ ‫ف�إنه ال توج ��د �أي نية لدمجهم‪ ،‬ناهيك عن �إدخال‬ ‫الم�سيحيي ��ن ف ��ي ن�سي ��ج المجتمع ��ات الخليجية‪.‬‬ ‫ولي�س ��ت هن ��اك عملي� � ًا �أي فر�ص ��ة ب� ��أن المملك ��ة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودية �سوف ت�سمح ببن ��اء كنائ�س في‬ ‫المملك ��ة لأن ذلك يحمل ف ��ي طياته خطر تقوي�ض‬ ‫ال�شرعي ��ة التقليدي ��ة القائم ��ة على �أ�سا� ��س ديني‬ ‫ل�سالل ��ة �آل �سعود‪ ،‬والتي ب ��د�أت تظهر عليها بوادر‬ ‫الت�آكل‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬طالما تحتفظ القيادة الم�سيحية‬ ‫المحلي ��ة بنهجها الجبان‪ ،‬ف�إن ع ��دم وجود �ضغط‬ ‫خارجي �سوف ُيبقي فقط على الو�ضع الراهن كما‬ ‫ه ��و‪ .‬و�أف�ضل مثال على هذا النهج �إ�ستجابة كاميلو‬ ‫بالي ��ن لدعوة ع�ضو في البرلم ��ان الكويتي لتدمير‬ ‫الكنائ� ��س القائمة‪" :‬لي�س لدي ��ك �أي �شيء للخوف‬ ‫من ��ا‪ .‬نح ��ن �ش ��ركاء ف ��ي الحي ��اة‪ .‬ونح ��ن نحترم‬ ‫قوانينك وتقاليدك"‪.‬‬ ‫وف ��ي مكان �آخر في دول مجل�س التعاون الخليجي‪،‬‬ ‫�س ��وف ت�ستمر النخ ��ب الحاكمة ف ��ي تو�سيع لفتات‬ ‫متوازنة م ��ن النوايا الح�سنة تجاه غير الم�سلمين‪،‬‬ ‫ولك ��ن �سيكون م ��ن الوه ��م �أن نتوقع منه ��ا تجاوز‬ ‫ت�صوره ��ا التقلي ��دي ب� ��أن الم�سيحيي ��ن ذمي ��ون‬ ‫وبالتال ��ي منحهم حق ممار�س ��ة �شعائرهم الدينية‬ ‫بحري ��ة‪ ،‬ناهي ��ك ع ��ن كام ��ل الحق ��وق ال�سيا�سية‬ ‫والم�ساواة‬ ‫* الدكت���ور هالل خ�ش���ان �أ�ستاذ العل���وم ال�سيا�سية ف���ي الجامعة‬ ‫الأميركية في بيروت‪.‬‬

‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪41‬‬


‫الخليج العربي ¶ مجل�س التعاون‬ ‫الإ�س�ل�ام خوف ًا من العقاب ال ��ذي هو الإعدام في‬ ‫هذه الحالة‪.‬‬

‫�آثار في المجتمعات الخارجية‬ ‫عل ��ى الرغ ��م من ع ��دم وج ��ود وا�ضح ف ��ي منطقة‬ ‫الخلي ��ج للعالق ��ة بي ��ن التع�ص ��ب الدين ��ي و�إ�ساءة‬ ‫معاملة العمال المهاجرين‪ ،‬ف�إن حقيقة �أن العديد‬ ‫م ��ن الأجانب في المنطقة غير م�سلمين ومن �أدنى‬ ‫الدرج ��ات الإجتماعي ��ة والإقت�صادية من المرجح‬ ‫�أنه ��ا تلع ��ب دور ًا ف ��ي موق ��ف ال�سلط ��ات بالن�سبة‬ ‫�إل ��ى مفاهيم التعددية الديني ��ة‪� .‬إن �إ�ساءة معاملة‬ ‫العمال الوافدين وا�سع ��ة الإنت�شار في دول مجل�س‬ ‫التع ��اون الخليجي‪ ،‬كما هو الح ��ال في العديد من‬ ‫البل ��دان الأخرى في جمي ��ع �أنحاء العالم‪ .‬في دول‬ ‫الخلي ��ج‪ ،‬ال عالقة لإ�س ��اءة المعامل ��ة بالدين على‬ ‫الرغ ��م من �أنه ��ا قد تتداخل م ��ع التع�صب الديني‬ ‫في بع�ض الأحيان‪.‬‬ ‫ف ��ي الحقيق ��ة‪ ،‬ربم ��ا يك ��ون م ��ن الأ�سه ��ل بكثي ��ر‬ ‫المطالبة بقدر �أكبر من حرية العبادة للم�سيحيين‬ ‫ف ��ي دول الخليج م ��ن المطالبة بالحد م ��ن �إ�ساءة‬ ‫معامل ��ة العمال الأجانب‪ ،‬بغ�ض النظر عن دينهم‪،‬‬ ‫متر�سخ ثقافي� � ًا في تراث‬ ‫لأن مث ��ل ه ��ذا ال�سل ��وك ّ‬ ‫العبودية عن ��د العرب‪ .‬خالل فترته ��ا الإمبريالية‬ ‫في الخليج العربي‪� ،‬إنق�سمت الحكومة البريطانية‬ ‫بين ال�سيا�س ��ة الليبرالية والم�صال ��ح الإقت�صادية‬ ‫التي "تمي ��ل عموم ًا �إلى ت�سهي ��ل م�ؤ�س�سة الرق في‬ ‫�ش ��رق الجزيرة العربية"‪ .‬وبينم ��ا �ألغيت العبودية‬ ‫ف ��ي نهاية المط ��اف في معظ ��م دول الخليج‪ ،‬فقد‬ ‫بقي ��ت حت ��ى الع ��ام ‪ 1964‬ف ��ي المملك ��ة العربي ��ة‬ ‫ال�سعودي ��ة وحتى العام ‪ 1970‬ف ��ي ُعمان‪ ،‬وال تزال‬ ‫ثقاف ��ة العبودي ��ة ت�س ��ود المنطق ��ة‪ ،‬وخ�صو�ص ًا في‬ ‫ال�سعودية حيث �أنها "محبوكة في الن�سيج النف�سي‬ ‫للمملك ��ة"‪ ،‬على حد قول الكاتب غراهام بيبلز في‬ ‫كتابه ع ��ن العمال المهاجرين في المملكة العربية‬ ‫ال�سعودية‪ .‬وفي واحدة م ��ن الحلقات الكثيرة التي‬ ‫ال تُح�ص ��ى من �سوء المعامل ��ة‪ ،‬روى عمال كينيون‬ ‫يعمل ��ون في المنازل في المملكة العربية ال�سعودية‬ ‫ق�ص�ص� � ًا مزعجة عن �سوء معاملتهم تراوحت بين‬ ‫الحرم ��ان من الطع ��ام والنوم �إلى �س ��وء المعاملة‬ ‫الج�سدي ��ة والتحر�ش الجن�سي (وفق� � ًا لأخبار "بي‬ ‫بي �سي" في ‪.)2015 /09/1‬‬ ‫ينف ��ي م�س�ؤول ��ون ف ��ي مجل� ��س التع ��اون الخليجي‬ ‫ب�إ�ستم ��رار تهمة �إ�ساءة المعاملة ويعتبرونها دعاية‬ ‫رخي�ص ��ة‪ ،‬ولك ��ن نظ ��ر ًا �إل ��ى الرقاب ��ة الحكومي ��ة‬

‫‪40‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫تُعتبر ق�ضية رفاهية الم�سيحيين في‬ ‫المملكة العربية ال�سعودية �ضاغطة‬ ‫لحة على وجه الخ�صو�ص لأن‬ ‫و ُم ّ‬ ‫الحكومة هناك ّ‬ ‫تحظر ممار�سة كل‬ ‫ال�شعائر الدينية غير الإ�سالمية جنب ًا‬ ‫�إلى جنب مع النفور من المذاهب‬ ‫الإ�سالمية غير الوهابية‬ ‫ال�صارمة في الدول الخليجية‪ ،‬التي �أعاقت طوي ًال‬ ‫و�سائل الإعالم وال�صحافة المحلية وال�صحافيين‪،‬‬ ‫فلي� ��س هناك �شك ف ��ي �أن المدى الكام ��ل لإ�ساءة‬ ‫المعامل ��ة هناك هو طي الكتمان ب�شكل جيد‪ ،‬وب�أن‬ ‫العم ��ال المهاجرين �س ��وف ي�ستمرون ف ��ي �إغراق‬ ‫�س ��وق العمل ف ��ي دول الخلي ��ج للم�ساعدة على نزع‬ ‫فتيل ال�ضغوط عنها للتعامل مع هذه الق�ضية‪.‬‬ ‫وم ��ع ذلك‪ ،‬يحر� ��ص الم�س�ؤول ��ون الخليجيون على‬ ‫تجنب ال�صراع ��ات مع الغرب ب�ش�أن ق�ضايا �إ�ساءة‬ ‫المعاملة وكذلك الحرية الدينية‪ .‬وعلى الرغم من‬ ‫بع� ��ض �إ�ش ��ارات الإ�ستياء بين ال�س ��كان المحليين‪،‬‬ ‫فق ��د حاولت القي ��ادة القطري ��ة خ�ل�ال ال�سنوات‬ ‫القليل ��ة الما�ضية تعزي ��ز �صورة الدول ��ة الحديثة‪،‬‬ ‫الكني�سة البروت�ستانتية في م�سقط‪ :‬هند�ستها الخارجية عربية‬

‫وبن ��اء المدين ��ة التعليمي ��ة ف ��ي قط ��ر (ف ��ي العام‬ ‫‪ )1997‬ورعاي ��ة الأح ��داث الريا�ضي ��ة الكبرى في‬ ‫حمل ��ة للح�صول على مكانة على خريطة العالمية‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬عندما فتحت قط ��ر كني�سة �سيدة الوردية‬ ‫ف ��ي العام ‪ ،2008‬فقد �أع ��رب م�س�ؤول حكومي عن‬ ‫�أمل ��ه ف ��ي �أن "يبع ��ث ذلك بر�سال ��ة �إيجابي ��ة �إلى‬ ‫العال ��م"‪ .‬وه ��ذا‪ ،‬بالت�أكي ��د‪ ،‬لم يمن ��ع الإمارة من‬ ‫ر�ص ��د �أن�شط ��ة الكنائ� ��س الم�سيحي ��ة ع ��ن كث ��ب‪،‬‬ ‫ومنعه ��ا من الإعالن عن الخدم ��ات الدينية ولكن‬ ‫ع ��دم منعه ��ا ب�ش ��كل قاط ��ع‪ .‬ف ��ي خط ��وة مماثلة‬ ‫نح ��و التطبيع والتحدي ��ث‪� ،‬أقامت دول ��ة الإمارات‬ ‫العربي ��ة المتح ��دة عالق ��ات ديبلوما�سي ��ة م ��ع‬ ‫الكر�س ��ي الر�سولي في العام ‪ .2007‬ووفق ًا لزعماء‬ ‫م�سيحيي ��ن‪ ،‬تكافح الحكوم ��ات الخليجية من �أجل‬ ‫تحقي ��ق توازن بين �إحتياج ��ات الجاليات الأجنبية‬ ‫المتزايدة ومطالب مواطنيها المحافظين‪.‬‬ ‫وهناك مثال �صارخ له ��ذا ال�صراع يمكن �أن ُي َ‬ ‫نظر‬ ‫�إلي ��ه ف ��ي فتوى مثي ��رة للج ��دل �صادرة ف ��ي العام‬ ‫‪ 2012‬ع ��ن مفت ��ي ال�سعودية‪ ،‬ال�شيخ عب ��د العزيز‬ ‫ال�شي ��خ‪ ،‬التي تدعو �إلى تدمي ��ر جميع الكنائ�س في‬ ‫�شبه الجزي ��رة العربية‪ .‬ب�إ�ستثناء �إدانة �ضئيلة من‬ ‫الم�سيحيين العراقيي ��ن واللبنانيين والم�صريين‪،‬‬ ‫الذ الم�س�ؤول ��ون الع ��رب بال�صم ��ت حي ��ال ه ��ذه‬ ‫الم�س�أل ��ة الخطي ��رة‪" .‬كي ��ف يمك ��ن �أن ي�ص ��در‬ ‫المفت ��ي بيان� � ًا بمثل ه ��ذه الأهمية م ��ن وراء ظهر‬ ‫ملك ��ه؟" كانت �إ�ستجابة �ساذجة من قبل الأ�ساقفة‬


‫الف�ضائية القطرية "الجزيرة"‪� :‬أ�ضرت كثير ًا بعالقات الدوحة العربية‬

‫الدوح ��ة الم�ساعدة عل ��ى تعوي�ض فق ��دان ال�سياحة‬ ‫الرو�سية في تركيا بع ��د �إ�سقاطها الطائرة الرو�سية‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪ ،2015‬حيث قدم ��ت حوال ��ي ‪ 3‬مليارات‬ ‫دوالرات م ��ن الدع ��م االقت�ص ��ادي وكذل ��ك �أعلنت‬ ‫عن �ضمان ��ات لت�صدير الغاز ال�ض ��روري �أي�ض ًا‪� ،‬إذا‬ ‫ما ق ��ررت مو�سكو موا�صلة معاقب ��ة �أنقرة من خالل‬ ‫حجب �إمدادات الغاز الطبيعي في الم�ستقبل‪.‬‬

‫م�صالح تركيا‬ ‫في الواق ��ع �إن الإعالن عن قاعدة ع�سكرية م�شتركة‬ ‫تركي ��ة ‪ -‬قطري ��ة ي�ض � ّ�ج بالرمزي ��ة‪ .‬من ��ذ �سق ��وط‬ ‫الإمبراطورية العثمانية وحدوث الثورة الإيرانية في‬ ‫الع ��ام ‪ 1979‬والنخبة الكمالية ف ��ي تركيا منذ فترة‬ ‫طويل ��ة تعتبر ال�شرق الأو�سط منطقة خطرة و ُمع ّقدة‬ ‫تعان ��ي م ��ن العن ��ف القبل ��ي والطائف ��ي والأ�صولي ��ة‬ ‫الدينية‪ .‬وخالف ًا ل"ح ��زب العدالة والتنمية"‪ ،‬الذي‬ ‫قرر ت�أكيد النفوذ التركي في منطقة ال�شرق الأو�سط‬ ‫و�شم ��ال �أفريقيا‪ ،‬ف�إن المعار�ضة العلمانية في تركيا‬ ‫تق ّيم الجهود الرامية �إلى تح�سين عالقات �أنقرة مع‬ ‫الغرب‪ ،‬بد ًال مع داخل العالم العربي الم�ضطرب‪.‬‬ ‫بعد نح ��و ‪ 100‬عام عل ��ى مغادرة الق ��وات العثمانية‬ ‫�آخر ثكناته ��ا في الخليج العربي‪ ،‬الت ��ي ف ّر �أفرادها‬ ‫�إل ��ى �إي ��ران ف ��ي �أعق ��اب المواجه ��ات العنيف ��ة مع‬ ‫البريطانيين‪ ،‬ف� ��إن عودة الجي� ��ش التركي �إلى قطر‬ ‫ينا�سب ت�ص ��ورات الطموحات "العثمانية الجديدة"‬ ‫التي ي�سوقها الرئي� ��س التركي رجب طيب �أردوغان‪.‬‬ ‫�إذا كان هن ��اك دليل �أو ال عل ��ى �أن تركيا ت�سعى فع ًال‬ ‫�إل ��ى �إ�ستعادة �أمج ��اد العثمانيين‪ ،‬فم ��ن الوا�ضح �أن‬ ‫�أنقرة مهتمة بن�شر النفوذ التركي في الأرا�ضي التي‬ ‫�سبق �أن حكمها العثماني ��ون‪ ،‬بما في ذلك ال�سواحل‬ ‫الجنوبي ��ة للخليج‪ ،‬حي ��ث توجد هناك �س ��وق �سالح‬

‫مربحة وهذا ال ي�ضر!‬ ‫�إن �إع ��ادة ت�أكي ��د النف ��وذ الرو�سي في جمي ��ع �أنحاء‬ ‫المنطق ��ة‪ ،‬والأه ��م ف ��ي �سوري ��ا‪� ،‬أنع� ��ش و�أوقد هذا‬ ‫الطموح فيما العالق ��ات التركية الرو�سية تنمو �أكثر‬ ‫توتر ًا‪ .‬على الرغ ��م �أنه قبل ‪ 2011‬كان هناك الكثير‬ ‫من الحديث عن تعميق العالقات بين تركيا ورو�سيا‬ ‫ف ��ي مج ��ال الطاقة‪ ،‬ف� ��إن رهان ��ات �أنق ��رة ومو�سكو‬ ‫ال ُمتعار�ض ��ة في الح ��رب الأهلية ف ��ي �سوريا و�ضعت‬ ‫البلدين �ضد بع�ضهما البع�ض‪.‬‬ ‫وبالمث ��ل‪ ،‬فقد عانت عالقات تركي ��ا مع �إيران �أي�ضاً‬ ‫فيم ��ا �أنقرة وطه ��ران وجدتا موقفيهم ��ا على طرفي‬ ‫نقي� ��ض في ال�ص ��راع ال�سوري‪ .‬وعل ��ى الرغم من �أن‬

‫و�سط النك�سات الكبرى‬ ‫والإ�ستراتيجيات الفا�شلة في منطقة‬ ‫ال�شرق الأو�سط و�شمال �أفريقيا‬ ‫الم�ضطربة‪ ،‬و�صلت القيادة التركية‬ ‫�إلى قناعة ب�أن قطر هي الحليف العربي‬ ‫الأكثر ثقة والذي يمكن لأنقرة‬ ‫الإعتماد عليه‪ .‬في الواقع‪ ،‬كان من �ضمن‬ ‫هذا ال�سياق الجيو�سيا�سي �إعالن �سفير‬ ‫�أنقرة �إلى الدوحة في العام الفائت عن‬ ‫خطط لإقامة قاعدة ع�سكرية تركية‬ ‫‪ -‬قطرية م�شتركة في قطر‬

‫واحدة من مب ��ادرات ال�سيا�س ��ة الخارجية ل"حزب‬ ‫العدال ��ة والتنمي ��ة" ف ��ي منت�ص ��ف ‪� /‬أواخ ��ر العقد‬ ‫الفائ ��ت تبنت تح�سين عالقات تركيا مع الجمهورية‬ ‫الإ�سالمي ��ة في �إطار "�صفر م�ش ��اكل مع الجيران"‪،‬‬ ‫ف� ��إن الح ��رب في �سوريا ق ��د وتّرت العالق ��ات‪ ،‬على‬ ‫الرغ ��م من �أن العالقات االقت�صادية بين البلدين ال‬ ‫تزال قوية‪.‬‬ ‫وقد �أدّى �إ�ستمرار الدعم الرو�سي والإيراني للنظام‬ ‫ال�س ��وري �إل ��ى نك�س ��ات كبي ��رة ل�سيا�س ��ة تركي ��ا في‬ ‫�سوري ��ا‪ ،‬التي �سعت للإطاح ��ة بالرئي�س ب�شار الأ�سد‬ ‫و�إحالل حكومة �إ�سالمية �سني ��ة ودية لتركية محله‪.‬‬ ‫ف ��ي المقابل‪ ،‬وجدت تركيا ق�ضي ��ة م�شتركة �أكبر مع‬ ‫دول الخلي ��ج العرب ��ي الت ��ي ترعى الجه ��ات الفاعلة‬ ‫عينه ��ا في ال�صراع ال�سوري‪ ،‬وم ��ع قطر �أكثر من �أي‬ ‫بل ��د �آخر حيث ان البلدين يت�شاركان بتف�ضيل مماثل‬ ‫للح ��ركات الإ�سالمي ��ة ال�سني ��ة‪� .‬إن �إدخ ��ال رو�سي ��ا‬ ‫في ال�ص ��راع ال�سوري‪ ،‬وكالعب رئي�س ��ي في ال�شرق‬ ‫الأو�س ��ط‪ ،‬قد ع ّقد خطط تركي ��ا لتو�سيع نفوذها في‬ ‫المنطق ��ة‪� .‬إن تعميق التعاون بي ��ن مو�سكو وطهران‪،‬‬ ‫يو�س ��ع وج ��وده �أي�ض ًا ف ��ي العال ��م العربي‪ ،‬قد‬ ‫ال ��ذي ّ‬ ‫ً‬ ‫�أ�ضاف زخم� �ا �أكبر لتركيا لمتابعة التحالف المحلي‬ ‫الم�ض ��اد‪ ،‬ال �سيم ��ا نظ ��ر ًا �إل ��ى عدم وج ��ود �إهتمام‬ ‫أمني‬ ‫�أميرك ��ي للقي ��ام ب ��دور قيادي ف ��ي النظ ��ام ال ​​‬ ‫الإقليم ��ي المتغير‪ .‬تخدم قطر كه ��دف �أول وا�ضح‪،‬‬ ‫نظ ��ر ًا لأنها الدولة لم�ؤيدة ب�ش ��كل وثيق ر�ؤية "حزب‬ ‫العدالة والتنمية" الإقليمية‪.‬‬ ‫وتدخ ��ل ال�سيا�س ��ة الداخلية في المعادل ��ة �أي�ض ًا‪� .‬إن‬ ‫خن ��ق �أردوغان للإحتجاج ��ات وال�صحاف ��ة‪ ،‬ف�ض ًال‬ ‫عن ف�ضائ ��ح الف�ساد الجاري ��ة‪ ،‬زادت الإنق�سام بين‬ ‫"ح ��زب العدال ��ة والتنمي ��ة" والعديد م ��ن �شرائح‬ ‫المجتم ��ع الترك ��ي‪ ،‬وكذلك م ��ع المعار�ضة‪ .‬من‬ ‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪43‬‬


‫الخليج العربي‬ ‫قطر – تركيا‬

‫قاعدة "عيديد" الأميركية في قطر‪ :‬الأميركيون باقون‬

‫التحالف الإ�ستراتيجي المزدهر بين �أنقرة والدوحة‬

‫الع�سكر التركي يعود �إلى الخليج العربي‬ ‫من‪ ...‬قطر!‬ ‫تع��رف العالقات التركي��ة القطرية �إزدهار ًا في ه��ذه الأيام بعدما وّقعت �أنقرة والدوح��ة على �سل�سلة من‬ ‫الإتفاق��ات الإقت�صادي��ة والع�سكرية بما فيها بناء قاع��دة ع�سكرية م�شتركة في قط��ر لإقامة ‪ 3000‬جندي‬ ‫تركي فيها للدفاع عن الإمارة الخليجية ال�صغيرة‪.‬‬ ‫الدوحة ‪ -‬رفيق �شعبان‬ ‫بين و�صول "ح ��زب العدال ��ة والتنمية"‬ ‫�إلى ال�سلطة في بالد م�صطفى �أتاتورك‬ ‫في �أوائ ��ل العق ��د الفائت و�إن ��دالع الأزم ��ة ال�سورية‬ ‫في الع ��ام ‪ ،2011‬بدا نهج �سيا�س ��ة تركيا الخارجية‬ ‫"�صفر م�ش ��اكل مع الجيران" ك�أن ��ه ي�ستحق الثناء‪.‬‬ ‫الي ��وم‪ ،‬م ��ع ذلك‪ ،‬ربم ��ا كان �أف�ضل و�ص ��ف ل�سيا�سة‬ ‫�أنق ��رة الخارجية ه ��ي �أنها "�صفر جي ��ران من دون‬ ‫م�ش ��اكل"‪ .‬رد ًا عل ��ى الإنتفا�ضات العربي ��ة في العام‬ ‫‪ ،2011‬تط� � ّور نه ��ج �أنقرة م ��ن ن�شر الق ��وة الناعمة‬ ‫ف ��ي المق ��ام الأول �إلى �إحت�ض ��ان "الق ��وة ال�صلبة"‬ ‫‪ -‬خ�صو�ص� � ًا في الع ��راق و�سوريا‪ .‬وق ��د �أغ�ضب هذا‬

‫‪42‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫التح� � ّول مجموعة من حكومات ال�شرق الأو�سط‪ ،‬من‬ ‫م�صر �إلى �إيران‪ ،‬ومن العراق �إلى دولة الإمارات‪.‬‬ ‫و�سط النك�سات الكبرى والإ�ستراتيجيات الفا�شلة في‬ ‫منطقة ال�شرق الأو�سط و�شمال �أفريقيا الم�ضطربة‪،‬‬ ‫و�صلت القيادة التركية �إلى قناعة في وقت الحق ب�أن‬ ‫قط ��ر هي الحلي ��ف العربي الأكثر ثق ��ة والذي يمكن‬ ‫لأنق ��رة الإعتماد علي ��ه‪ .‬في الواق ��ع‪ ،‬كان من �ضمن‬ ‫ه ��ذا ال�سياق الجيو�سيا�سي �إع�ل�ان �سفير �أنقرة �إلى‬ ‫الدوح ��ة في العام الفائت ع ��ن خطط لإقامة قاعدة‬ ‫ع�سكري ��ة تركي ��ة ‪ -‬قطري ��ة م�شتركة ف ��ي قطر‪ .‬في‬ ‫جوه ��ر الإتفاق ال�سيا�سي والع�سكري التركي الالحق‬ ‫م ��ع الدوحة هو الإعت ��راف العلن ��ي �أن كال الدولتين‬ ‫تواجه ��ان �أع ��داء م�شتركي ��ن‪ ،‬وترعي ��ان الجه ��ات‬

‫الفاعل ��ة غي ��ر الحكومية عينها‪ ،‬ولديهم ��ا ردود فعل‬ ‫مماثلة في العديد من الأزمات الإقليمية‪ ،‬وت�شتركان‬ ‫في نهاية المطاف ب�أهداف عدة في المدى الطويل‪.‬‬ ‫بموج ��ب الإتف ��اق‪ ،‬تع ّه ��دت تركيا بحماي ��ة قطر من‬ ‫التهديدات الخارجية – وهذا تطور طبيعي للتعزيز‬ ‫التدريج ��ي للعالق ��ات الع�سكرية بي ��ن البلدين التي‬ ‫تع ��ود �إلى �إتف ��اق التعاون في �صناع ��ة الدفاع بينهما‬ ‫في العام ‪ .2007‬وقد و ّقع ��ت تركيا وقطر �إتفاقيتين‬ ‫ع�سكريتي ��ن الحقتي ��ن ف ��ي الع ��ام ‪ .2012‬وبموجب‬ ‫الإتفاق الحالي‪ ،‬الذي ي�شمل �أي�ض ًا تبادل المعلومات‬ ‫الإ�ستخباراتي ��ة‪� ،‬س ��وف يتركز ويقي ��م ‪ 3000‬جندي‬ ‫م ��ن الجي� ��ش التركي في قط ��ر‪ .‬وفي مقاب ��ل �إلتزام‬ ‫تركيا �أمن الإمارة الخليجية ال�صغيرة‪ ،‬فقد عر�ضت‬


‫�سفيره ��ا لدى تركيا رد ًا عل ��ى �إدانة �أنقرة على عزل‬ ‫الرئي�س مر�سي ف ��ي القاهرة في ‪ .2013‬وت�شير هذه‬ ‫الخطوة �إلى الفائ ��دة المحتملة من جانب االمارات‬ ‫في التو�صل �إلى تقارب مع القيادة التركية‪.‬‬

‫ملء الفراغ‬

‫الأمير محمد بن �سلمان‪:‬‬ ‫الإعالن عن التحالف الإ�سالمي الع�سكري‬

‫الملك �سلمان بن عبد العزيز‪ :‬في عهده تح�سنت‬ ‫العالقات ال�سعودية مع الدوحة و�أنقرة‬

‫يرى المل ��ك عبد اهلل‪ ،‬ولما كانت تتطلع �إلى �إمكانية‬ ‫�أكب ��ر للتعاون مع �أنقرة في مواجهة الأزمة ال�سورية‪،‬‬ ‫ف� ��إن المملكة قد تعتبر في نهاية المطاف �أن الوجود‬ ‫الع�سك ��ري الترك ��ي ف ��ي قط ��ر يتما�شى �إل ��ى حد ما‬ ‫م ��ع م�صالحه ��ا ‪ -‬على الأقل حت ��ى الآن‪ .‬في الواقع‪،‬‬ ‫تت�ش ��ارك الريا� ��ض والدوحة و�أنقرة ف ��ي العديد من‬ ‫الأه ��داف الم�شتركة في المنطق ��ة‪ ،‬ولي�س فقط في‬ ‫�سوريا‪ ،‬ولكن �أي�ض ًا في اليمن حيث تدعم الحكومات‬ ‫الثالث �إ�ستعادة حكومة من�صور هادي المعترف بها‬ ‫دولي ًا الحكم في البالد‪.‬‬ ‫الفي ��ل ف ��ي الغرفة‪ ،‬بطبيع ��ة الحال‪ ،‬ه ��و �إيران‪ .‬في‬ ‫كان ��ون الأول (دي�سمب ��ر) الما�ضي‪ ،‬فاج� ��أ ولي ولي‬ ‫العه ��د ال�سع ��ودي الأمير محم ��د بن �سلم ��ان العالم‬ ‫ب�إعالن ��ه عن �إن�ش ��اء التحالف الإ�سالم ��ي الع�سكري‬ ‫ال ��ذي ي�ضم ‪ 34‬دولة هي �أع�ضاء في منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالم ��ي‪ .‬ويفيد الغياب الملحوظ ل ��ك ّل من �إيران‬ ‫والعراق من هذا التحالف ب�أن جدول �أعماله �سيقوده‬ ‫�أه ��ل ال�سن ��ة‪ .‬وبالنظر �إلى �أن تركي ��ا وقطر هما من‬ ‫�أع�ض ��اء ه ��ذا التحال ��ف الع�سك ��ري لعم ��وم ال�سنة‪،‬‬ ‫فربم ��ا �سي�ؤدي ذل ��ك بالريا�ض في نهاي ��ة المطاف‬ ‫�إل ��ى تب ّني بن ��اء القاع ��دة الع�سكري ��ة الم�شتركة في‬ ‫قطر‪ ،‬ف�ض�ل ً�ا عن ت�أييدها لدور ع�سكري تركي �أقوى‬ ‫ف ��ي الم�شهد الأمني​​في الخلي ��ج العربي‪ .‬ونظر ًا �إلى‬ ‫الح ��رب الب ��اردة الخا�ص ��ة بين الريا� ��ض وطهران‪،‬‬ ‫ق ��د تك ��ون القي ��ادة ال�سعودي ��ة �أكثر تقب�ل ً�ا للقاعدة‬ ‫الع�سكري ��ة الم�شتركة‪ ،‬لدرج ��ة �أن �أنقرة والدوحة ال‬ ‫تزاالن متحالفتين مع المبادئ الأ�سا�سية ل�سيا�ستها‬ ‫الخارجية‪ ،‬وخ�صو�ص ًا في ما يت�صل ب�سوريا واليمن‪.‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك‪ ،‬هن ��اك ع�ض ��وان �آخ ��ران ف ��ي التحالف‬ ‫الإ�سالم ��ي الع�سك ��ري ق ��د يعتر�ض ��ان عل ��ى م�س�ألة‬ ‫الوجود الع�سكري التركي في قطر‪ .‬م�صر واالمارات‬ ‫لديهما م�شاكل كبيرة مع ك ّل من �أنقرة والدوحة على‬

‫دعمهم ��ا جماع ��ة "الإخ ��وان الم�سلمي ��ن" في جميع‬ ‫�أنح ��اء منطقة ال�ش ��رق الأو�س ��ط و�شم ��ال �أفريقيا‪.‬‬ ‫�إن �إنتق ��اد �أردوغان العنيف للجي� ��ش الم�صري على‬ ‫�إ�سق ��اط محم ��د مر�س ��ي في تم ��وز (يولي ��و) ‪2013‬‬ ‫دفع بم�صر �إل ��ى خف�ض م�ستوى عالقاتها مع تركيا‪.‬‬ ‫و�أح ��كام الإعدام التي �أعلن عنها �أخير ًا وطالت �ستة‬ ‫�صحافيي ��ن من بينه ��م �إثنان من قن ��اة "الجزيرة"‬ ‫لتورطه ��م المزعوم بت�سريب �أ�سرار الدولة �إلى قطر‬ ‫ت�ؤكد �إنعدام الثقة بي ��ن القاهرة والدوحة‪ .‬في ذلك‬ ‫الوقت‪� ،‬إتهم م�س�ؤولون م�صريون الف�ضائية القطرية‬ ‫بدعم الإنتفا�ض ��ة لأخذ "الث�أر" لقط ��ر من الرئي�س‬ ‫الم�صري ال�سابق ح�سني مبارك‪.‬‬ ‫في ال�سنوات الأخيرة‪ ،‬كانت تركيا واالمارات ت�ؤيدان‬ ‫مجموع ��ات متعار�ضة ف ��ي م�صر وليبي ��ا‪ .‬مع ذلك‪،‬‬ ‫ع ّين ��ت �أبو ظبي ف ��ي ال�شهر الفائت �سفي ��ر ًا جديد ًا‬ ‫ل ��دى �أنقرة‪ ،‬بعد ثالث �سن ��وات من �سحب الإمارات‬

‫ل�سنوات عديدة عملت ال�سيا�سة‬ ‫الخارجية لدولة قطر خارج �إطار‬ ‫�سيا�سة �إطار دول مجل�س التعاون‬ ‫الخليجي الفعلية‪� .‬إن نهج الدوحة‬ ‫الم�ستقل ن�سبي ًا بالن�سبة �إلى ال�ش�ؤون‬ ‫الخارجية في كثير من الأحيان قد‬ ‫�أغ�ضب الم�س�ؤولين في الريا�ض و�أبو‬ ‫ظبي‪ ،‬الذين �إتهموا القطريين بتقوي�ض‬ ‫الأمن الجماعي لدول مجل�س التعاون‬

‫فيم ��ا تتق ��ارب قطر مع تركي ��ا وتحت�ضنه ��ا ك�شريك‬ ‫ف ��ي مج ��ال الدف ��اع خ�ل�ال فت ��رة م ��ن الإ�ضطراب‬ ‫المتزايد في المنطقة‪ ،‬ف� ��إن الم�س�ؤولين في الدوحة‬ ‫يتابعون تح ��ركات الدول الأخرى في مجل�س التعاون‬ ‫الخليج ��ي‪ ،‬التي تحولت �إلى �شريكات جدد لأغرا�ض‬ ‫دفاعي ��ة‪ .‬الواق ��ع �أن الم�س�ؤولين ف ��ي مجل�س التعاون‬ ‫الخليج ��ي ي�ستجيب ��ون �إل ��ى م ��ا يعتبرون ��ه �إنخفا�ض‬ ‫�إهتمام ونف ��وذ وا�شنطن في منطقة ال�شرق الأو�سط‬ ‫و�شم ��ال �أفريقيا‪ ،‬مما �أدى �إلى �إعادة تنظيم النظام‬ ‫الإقليم ��ي‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬تت�ش ��ارك دول الخليج‬ ‫العربي ��ة ف ��ي القل ��ق م ��ن تراج ��ع محتم ��ل للقيم ��ة‬ ‫الإ�ستراتيجي ��ة لمجل� ��س التعاون الخليج ��ي بالن�سبة‬ ‫�إلى �أميركا نتيج ��ة لذوبان الجليد في العالقات بين‬ ‫وا�شنطن وطهران‪� .‬إن تراجع الواليات المتحدة عن‬ ‫دوره ��ا ال�سابق ب�إعتبارها الق ��وة المهيمنة الإقليمية‬ ‫ق ��د خلق ف�ضاء‪ ،‬و�إن كان غي ��ر مرغوب فيه من قبل‬ ‫العدي ��د من حلفائها‪ ،‬لبنية �أمنية جديدة في ال�شرق‬ ‫الأو�سط‪ .‬التحالف الإ�سالم ��ي الع�سكري ف�ض ًال عن‬ ‫الم�ساع ��ي الع�سكري ��ة التي تقوده ��ا ال�سعودية‪ ،‬هما‬ ‫ج ��زء م ��ن محاولة لإع ��ادة تعري ��ف الهي ��كل الأمني​​‬ ‫في المنطق ��ة‪ .‬ويمكن �أي�ض ًا �أن ُي َ‬ ‫نظ ��ر �إلى التحالف‬ ‫الع�سكري التركي القطري الجديد في ال�ضوء عينه‪،‬‬ ‫ولك ��ن يبقى ال�س�ؤال‪ :‬هل �سيعمل هذا كمحور م�ستقل‬ ‫ف ��ي المنطق ��ة‪� ،‬أو يق ��ع تح ��ت �إخت�صا� ��ص التحالف‬ ‫ال�سني الكبير الذي ر�سمته الريا�ض؟‬ ‫على الرغم من �أن ح ��كام الخليج العربي م�صممون‬ ‫عل ��ى الحفاظ على تحالفهم م ��ع الواليات المتحدة‪،‬‬ ‫ف�إن دول مجل� ��س التعاون تتاب ��ع ترتيباتها الدفاعية‬ ‫الخا�صة بها ل�ضمان �أمنها لل�سنوات المقبلة‪ .‬الواقع‬ ‫�أن دول مجل�س التعاون ق ��د عمقت بالفعل عالقاتها‬ ‫الدفاعي ��ة م ��ع فرن�س ��ا‪� ،‬ألماني ��ا‪� ،‬إيطالي ��ا‪ ،‬رو�سي ��ا‬ ‫وبريطاني ��ا‪ ،‬و�إ�ستغنم ��ت تركيا فر�ص ��ة �إ�ستراتيجية‬ ‫لدخول الم�شهد الأمني المتطور في منطقة الخليج‪.‬‬ ‫كي ��ف �ست ��رد ال ��دول الخم� ��س الأخ ��رى ف ��ي مجل�س‬ ‫التع ��اون على عودة القوات التركي ��ة �إلى الخليج بعد‬ ‫قرن على هزيم ��ة العثمانيين على ي ��د البريطانيين‬ ‫يبقى من دون جواب حتى الآن‪ .‬بغ�ض النظر‪ ،‬هناك‬ ‫كل الأ�سب ��اب للتوقع ب�أن تركي ��ا وقطر �سوف تع ّمقان‬ ‫تحالفهم ��ا الإ�ستراتيجي في الم�ستقبل و�سط الهياج‬ ‫الجيو�سيا�سي الم�ضطرب في المنطقة‬ ‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪45‬‬


‫الخليج العربي ¶ قطر ‪ -‬تركيا‬ ‫خ�ل�ال تو�سيع الوجود الع�سك ��ري للبالد في الخارج‪،‬‬ ‫ف� ��إن قاعدة ع�سكري ��ة م�شتركة في قط ��ر ت�صب في‬ ‫�إ�ستراتيجي ��ة �أردوغان التي تقوم عل ��ى اللعب بورقة‬ ‫القومي ��ة عل ��ى ال�ساح ��ة الدولي ��ة‪ ،‬وبالتال ��ي تحويل‬ ‫الإنتب ��اه عن الم�ش ��اكل الداخلي ��ة‪ .‬و�أردوغ ��ان لي�س‬ ‫الزعيم الأول في التاريخ يقوم بذلك‪ ،‬ولكن لم يتج َّل‬ ‫ميل ��ه �إلى ال�سلطوية (الديكتاتورية) في الحكم بقوة‬ ‫كما اليوم‪� .‬إن ت�صرفاته تثير ت�سا�ؤالت لي�س فقط بين‬ ‫منتقديه ف ��ي تركيا‪ ،‬ولكن �أي�ض ًا ل ��دى الكثيرين في‬ ‫المجتمع الدولي‪ ،‬حول كيف �أن طموحاته ال�سيا�سية‬ ‫قد تحدّد �سيا�سة �أنقرة الخارجية الم�ستقبلية‪.‬‬

‫م�صالح قطر‬ ‫على الرغم من �أنها ثرية وغنية بالمعادن ب�شكل بارز‪،‬‬ ‫ف� ��إن قطر هي واحدة م ��ن �أ�صغر ال ��دول في منطقة‬ ‫ال�ش ��رق الأو�س ��ط‪ ،‬حيث تحي ��ط بها ق ��وى �أكبر منها‬ ‫بكثير‪ .‬لحماية �سيادة و�أمن الإمارة‪ ،‬ف�إن الم�س�ؤولين‬ ‫ف ��ي الدوحة �إعتم ��دوا تاريخي ًا عل ��ى الدعم الأجنبي‬ ‫في مجال الدفاع‪ .‬كحليفة ع�سكرية رئي�سية للواليات‬ ‫المتحدة‪ ،‬وم�ست�ضيف ��ة القيادة المركزية الأميركية‪،‬‬ ‫وع�ض ��و ف ��ي مجل�س التع ��اون الخليج ��ي‪ ،‬تعتمد قطر‬ ‫ب�ش ��كل كبير عل ��ى عالقاتها مع وا�شنط ��ن والريا�ض‬ ‫لأمنها الداخلي‪ .‬م ��ع ذلك‪ ،‬ف�إن �إ�ستراتيجية الدوحة‬ ‫للأمن الدول ��ي تتوقف على تب ّني مجموعة من الدول‬ ‫ك�شركاء في الدفاع‪ ،‬وت�أليب الم�صالح الجيو�سيا�سية‬ ‫المتناف�سة �ض ��د بع�ضها البع� ��ض‪ ،‬وتعزيز الم�صالح‬ ‫الوطنية لدولة قطر في هذه العملية‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغم م ��ن كونها ع�ض ��و ًا في مجل� ��س التعاون‬ ‫الخليجي‪ ،‬ف�إن قطر طالما �إعتبرت المملكة العربية‬ ‫ال�سعودي ��ة جارة متعجرف ��ة ال تحترم دائم� � ًا �سيادة‬ ‫الإمارة الخليجي ��ة ال�صغيرة و�إ�ستقاللها‪ .‬لقد كانت‬ ‫لديهم ��ا �إختالفات في الما�ض ��ي‪ ،‬وبناء عالقات مع‬ ‫تركي ��ا هي طريقة واحدة لقط ��ر للحفاظ على بع�ض‬ ‫خياراته ��ا مفتوح ��ة والحف ��اظ على بع� ��ض مجاالت‬ ‫المن ��اورة ف ��ي ظ ��ل الموق ��ف ال�سع ��ودي المهيم ��ن‪.‬‬ ‫ولي� ��س المق�ص ��ود م ��ن �إن�ش ��اء القاع ��دة الع�سكرية‬ ‫التركية القطرية الم�شتركة لتكون بدي ًال من القيادة‬ ‫المركزي ��ة الأميركية‪ ،‬لكنها تدخ ��ل في �إ�ستراتيجية‬ ‫الدوح ��ة ف ��ي تنويع �شبك ��ة الإمارة ل�ش ��ركاء الدفاع‪،‬‬ ‫في الوق ��ت الذي توفر لدول العالم الأكثر نفوذ ًا رفع‬ ‫الرهان على قطر م�ستقرة ومزدهرة‪.‬‬

‫المنظر الطبيعي لأمن الخليج‬ ‫ل�سن ��وات عديدة عمل ��ت ال�سيا�س ��ة الخارجية لدولة‬ ‫قط ��ر خارج �إطار �سيا�سة �إط ��ار دول مجل�س التعاون‬ ‫الخليج ��ي الفعلية‪� .‬إن نهج الدوح ��ة الم�ستقل ن�سبي ًا‬

‫‪44‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫ال�شيخ تميم بن حمد �آل ثاني‪:‬‬ ‫وثق �إ�ستراتيجي ًا مع �أنقرة‬

‫الرئي�س رجب طيب �أردوغان‪ :‬هل يحقق‬ ‫"العثمانية الجديدة" من الخليج؟‬

‫بالن�سبة �إلى ال�ش�ؤون الخارجية في كثير من الأحيان‬ ‫قد �أغ�ضب الم�س�ؤولين في الريا�ض و�أبو ظبي‪ ،‬الذين‬ ‫�إتهم ��وا القطريي ��ن بتقوي�ض الأم ��ن الجماعي لدول‬ ‫مجل�س التع ��اون‪ .‬وكان دعم قطر لجماعة "الإخوان‬ ‫الم�سلمين" م�صدر ًا رئي�سي ًا للتوتر بين الدوحة ودول‬ ‫الخليج العربي الأخرى‪ .‬في نظر العديد من الأنظمة‬ ‫العربي ��ة‪ ،‬كانت قناة "الجزيرة" الف�ضائية في قطر‬ ‫المملوك ��ة للدول ��ة مج ��رد ب ��وق لجماع ��ة "الإخوان‬ ‫الم�سلمين"‪.‬‬ ‫ف ��ي �آذار (مار� ��س) ‪� ،2014‬أث ��ار هذا التوت ��ر �أزمة‬ ‫ديبلوما�سي ��ة حي ��ث عل ��ى �أثره ��ا �سحب ��ت البحرين‬ ‫والمملك ��ة العربي ��ة ال�سعودي ��ة واالم ��ارات العربي ��ة‬ ‫المتح ��دة �سفراءها من الدوحة في محاولة لمعاقبة‬ ‫قط ��ر على دعم جماعة "الإخوان الم�سلمين"‪ .‬وعلى‬ ‫الرغ ��م من �أن �سف ��راء الدول الخليجي ��ة الثالث قد‬ ‫عادوا �إل ��ى الدوحة ف ��ي ت�شرين الثان ��ي (نوفمبر)‪،‬‬

‫ف� ��إن �أمير قط ��ر الجدي ��د‪ ،‬ال�شخ تميم ب ��ن حمد �آل‬ ‫ثان ��ي‪ ،‬الذي �إعتل ��ى العر�ش في الع ��ام ‪� ،2013‬أدرك‬ ‫�أن �إ�ستراتيجيات ال�سيا�سة الخارجية لوالده‪ ،‬ال�شيخ‬ ‫حمد بن خليفة �آل ثاني‪ ،‬قد �أثبتت �أنها ُمكلفة لبالده‪.‬‬ ‫ل ��ذا �أق ��دم الأمي ��ر تمي ��م على عم ��ل رائ ��ع ب�إ�صالح‬ ‫عالقات الدوح ��ة مع دول مجل�س التع ��اون الأخرى‪.‬‬ ‫مع ذل ��ك‪ ،‬ال يزال دع ��م قطر للف�صائ ��ل الإ�سالمية‬ ‫ف ��ي منطقة ال�ش ��رق الأو�سط و�شم ��ال �أفريقيا يك ّون‬ ‫م�ص ��در ًا للتوت ��ر ف ��ي عالقة قط ��ر مع باق ��ي الدول‬ ‫الأع�ضاء في مجل�س التعاون ‪ --‬خ�صو�ص ًا االمارات‬ ‫– بالإ�ضافة �إلى م�صر‪ .‬من خالل تعميق العالقات‬ ‫مع تركي ��ا‪ ،‬التي لديها ج ��دول �أعمال ف ��ي ال�سيا�سة‬ ‫الخارجي ��ة يتوافق ب�شكل وثيق مع قطر‪ ،‬ف�إن الدوحة‬ ‫ت�سعى �إل ��ى ت�أمين قدر �أكبر م ��ن النفوذ وجه ًا لوجه‬ ‫م ��ع جيرانها ف ��ي الخليج م ��ن خالل �إن�ش ��اء �شراكة‬ ‫ع�سكرية مع دولة غير خليجية‪.‬‬ ‫وال�س�ؤال هنا‪ :‬ما هو موقف المملكة العربية ال�سعودية‬ ‫من هذه القاعدة الع�سكرية التركية ‪-‬القطرية؟‬ ‫م ��ن جهة‪ ،‬كانت هناك توترات بين الريا�ض و�أنقرة‬ ‫خ�ل�ال دعم الأخيرة لجماعة "الإخوان الم�سلمين"‪،‬‬ ‫ال �سيم ��ا �ض ��د الرئي� ��س الم�ص ��ري عب ��د الفت ��اح‬ ‫ال�سي�س ��ي‪ .‬لق ��د خ�ش ��ي البع�ض في المنطق ��ة من �أن‬ ‫"حزب العدالة والتنمية" كان ي�أمل في ركوب موجة‬ ‫�إنت�ص ��ارات "الإخوان الم�سلمين" في بلدان "الربيع‬ ‫العربي" للو�صول �إلى الهيمنة في المنطقة العربية‪.‬‬ ‫في �ضوء ذلك‪ ،‬ف�إن عالقة وثيقة قطرية ‪ -‬تركية قد‬ ‫تقلق المملكة العربية ال�سعودية‪.‬‬ ‫م ��ن ناحي ��ة �أخرى‪ ،‬م ��ن المهم مالحظ ��ة �إنخفا�ض‬ ‫التوت ��ر بين المملك ��ة العربية ال�سعودي ��ة وتركيا منذ‬ ‫�إعت�ل�اء الملك �سلمان ب ��ن عبد العزي ��ز العر�ش في‬ ‫�أوائ ��ل العام ‪ .2015‬ولما كان ��ت الريا�ض حالي ًا ترى‬ ‫�أن "الإخ ��وان الم�سلمي ��ن" هم �أقل خط ��ر ًا مما كان‬

‫بعد نحو ‪ 100‬عام على‬ ‫مغادرة القوات العثمانية �آخر‬ ‫فر‬ ‫ثكناتها في الخليج العربي‪ ،‬التي ّ‬ ‫�أفرادها �إلى �إيران في �أعقاب المواجهات‬ ‫العنيفة مع البريطانيين‪ ،‬ف�إن عودة‬ ‫الجي�ش التركي �إلى قطر ينا�سب‬ ‫ت�صورات الطموحات "العثمانية‬ ‫الجديدة" التي ي�سوقها الرئي�س‬ ‫التركي رجب طيب �أردوغان‬


‫كلمة خبير‬

‫بقلم الدكتور عبداهلل نا�صر الدين*‬

‫ُعمان تجتاز‬ ‫عا�صفة هبوط �أ�سعار النفط بنجاح‬ ‫مع إنخفاض أس��عار النفط منذ حزي��ران (يونيو) ‪ ٢٠١٤‬دخل بتقديرنا‪ ،‬رغم معرفة الس��لطات بالتأثير السلبي الذي قد ينتج عن خفض‬ ‫إقتصاد سلطنة عُ مان‪ ‬حقبة جديدة تستدعي‪ ‬إعادة النظر في و ترشيد اإلنفاق الحكومي‪ ،‬إال أنها أخذت القرار الصائب بإعطاء األولوية‬ ‫النهج اإلقتصادي الذي‪ ‬إتبعته لعقود‪ .‬‬ ‫للبيئ��ة الماكرو‪-‬إقتصادية في الب�لاد ومنعت أي تراج��ع مقلق للمالية‪.‬‬ ‫ففي أواسط الش��هر الجاري بالتعاون مع خمسة مصارف دولية أصدرت كانت أبرز تلك الخطوات خف��ض العجز في الموازنة إلى الناتج المحلي‬ ‫مسقط سندات بقيمة ‪ ٢٫٥‬ملياري دوالر وذلك لتغطية العجز في الموازنة من مس��توى ‪ ٪١٦‬في العام الفائت‪ ١١.٧( ‬مليار دوالر)‪ ‬إلى مس��توى لن‬ ‫الناتج من تراجع أس��عار النفط‪ .‬و ُيعت َبر ه��ذا اإلصدار الدولي‪ ‬األول منذ يتع��دى الـ‪ ٪١٣‬هذا العام (‪ ٨.٦‬ملي��ارات دوالر)‪ .‬هذا اإلنخفاض هو كما‬ ‫عقدين‪ .‬ما هو ش��كل الحقب��ة المالية الجديدة في الس��لطنة؟ وما هي أش��رنا نتيجة خفض اإلنفاق إضاف ًة إلى فرض ضرائب على الشركات‪ .‬بنا ًء‬ ‫تأثيرات تراجع النفط في الموازنة في السلطنة على المدى البعيد؟‪ ‬‬ ‫عليه فقد أبقت وكالة "س��تاندرد أند بورز"‪ ‬على التصنيف اإلئتماني على‬ ‫بداي ًة تجدر اإلش��ارة‪ ‬إلى أنه‪ ‬منذ تراجع‪ ‬أس��عار النفط إتخذت‪ ‬سلطات ‪ BBB-/A-3‬مع نظرة مستقبلية مستقرة‪.‬‬ ‫السلطنة خطوات حثيثة في س��بيل‪ ‬تحقيق التنوع اإلقتصادي‪ ‬واإلعتماد لكن تعاني الس��لطنة بتقديرنا من مش��اكل إقتصادية عدي��دة‪ .‬أوالً‪ ،‬إن‬ ‫بش��كل أقل على‪ ‬عائدات النفط‪ .‬غير أن ه��ذا التوجه والذي يظهر جلياً النفط الذي يش��كل حالياً ‪ ٪٤٠‬من الناتج كما أش��رنا‪ ،‬ال يزال يش��كل ما‬ ‫ٍ‬ ‫في الخطة اإلقتصادية التي‪ ‬وضعت للخمس��ة أعوام ‪ ٢٠٢٠-٢٠١٦‬و التي يقارب ‪ ٪٨٧‬من عائدات الدولة‪ .‬فالتوس��ع اإلقتص��ادي ال يبدو‪ ‬ف ّعاالً في‬ ‫تس��عى من خاللها‪ ‬تقليص حصة النفط م��ن الناتج‪ ‬المحلي إلى ما دون إيجاد عائدات بديلة والصندوق الس��يادي في الس��لطنة ضعيف‪ .‬وعلى‬ ‫الـ‪ ٪١٠‬عن مس��توى يبلغ حالياً ما يقارب الـ‪ .٪٤٠‬هذا التوجه ليس‪ ‬وليد هذا األس��اس خفضت ش��ركة "موديز" التصنيف االتماني للس��لطنة إلى‬ ‫العمانية منذ العام ‪ ٢٠٠٠‬عندما ‪ Baa1‬أي ثالث نقاط عن السندات الرديئة‪."junk bonds" ‬‬ ‫اللحظة األخيرة بل بدأت به الس��لطات ُ‬ ‫كان النف��ط يش��كل ما يق��ارب الـ‪ ٪٧٠‬م��ن الناتج وإعتم��دت منذ ذلك تدرك الس��لطات في عُ مان أنه لن يكون باإلم��كان تغيير تركيبة اإلقتصاد‬ ‫الوقت سلس��لة من الخطط الخمسية ساعية إلى تطوير هيكلية اإلقتصاد التقليدية من دون تفعيل القطاع الخاص وإدخاله في ش��راكات‪"Public ‬‬ ‫عبر التركيز على خمس��ة قطاعات أساس��ية‪ :‬الصناعة‪ ،‬النفط‪ ،‬الس��ياحة‪ .Private Partnerships" ،‬و قد نجحت أخيراً في جذب‪ ‬إس��تثمارات في‬ ‫اللوجس��تيات‪ ،‬الصيد والس��مك‪ ،‬والمناجم‪ .‬والحقيقة أن التحس��ن الذي مشاريع مشتركة‪ ‬بين قطر‪( ‬شركة كروا)‪ ‬وصندوق السلطنة اإلستثماري‪ ‬في‬ ‫حققته الس��لطنة كان ملفت��اً‪ ،‬إال أن‪ ‬حدة التراجع األخير ألس��عار‪ ‬النفط قطاع‪ ‬تجميع‪ ‬الس��يارات في منطقة دقم الحرة بإس��تثمار يبلغ ‪ ١٦٠‬مليار‬ ‫وال��ذي لم يكن متوقعاً فرض نفس��ه على المش��هد‪ ‬اإلقتصادي‪ ‬والمالي‪ ،‬دوالر يقض��ي بإنت��اج ‪ ٢٠٠٠‬مركبة س��نوياً‪ ،‬ه��ذا باإلضافة إلى إس��تثمار‬ ‫وفاقت تأثيراته‪ ‬حدود الخط��ة التي ُوضعت‪ .‬ويمكن‪ ‬القول أنه لو حصل مماثل مع الش��ركة اإليرانية "خودرو" في المنطقة ذاتها تصل فيها القدرة‬ ‫التده��ور األخير للنفط مع حلول الع��ام ‪ ٢٠٢٠‬بدالً من‪ ‬العام ‪ ٢٠١٤‬كما اإلنتاجي��ة إل��ى ‪ ١٠٬٠٠٠‬مركبة‪ .‬هذه اإلس��تثمارات تش��كل الدفعة التي‬ ‫حصل لكانت وطأته أقل مما هي عليه اليوم‪ .‬إن التحس��ن الذي‪ ‬حققته يحتاجه��ا اإلقتصاد في الوقت الراهن لدعم مح��رك النمو اإلقتصادي‪ .‬كل‬ ‫الس��لطنة يمكن لمس��ه‪ ‬بتصنيف بنيته��ا التحتية بالمرتبة ال��ـ‪ ١٧‬عالمياً تل��ك المحاوالت ال تزال تصطدم بضعف المه��ارات وقطاع التعليم الذي‬ ‫وتصنيف بيئتها اإلستثمارية‪ ‬بالمرتبة ‪ ٧٠‬بين ‪ ١٤٨‬دولة و الرابعة بين‪ ‬دول توليه الس��لطنة إهتماماً خاصاً من أجل نقل مواطنيها من ثقافة اإلقتصاد‬ ‫الريعي المدعوم إلى إقتصاد حيث للقطاع الخاص فيه دور محوري‪ .‬ولكن‬ ‫منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا‪.‬‬ ‫هذا التقدم‪ ‬ورغم أهميته‪ ‬ال يزال بحاجة إلى جهود كثيرة من أجل تطوير ال تزال الس��لطنة بحاجة إلى جهود كبيرة جداً في هذا اإلطار‪ .‬كما يجب‪ ‬‬ ‫اإلقتص��اد وتغيي��ر بنيت��ه الهيكلية‪ .‬فالبنية الحالية والنم��و اإلقتصادي ال على السلطنة أإلستمرار في العمل من أجل تطوير البيئة االسثمارية‪.‬‬ ‫بشكل كبير على إنفاق الدولة الذي يشكل أكثر من ثلث إن اإلصدار الذي حصل قبل أي��ام جذب ثالثة أضعاف القيمة المطلوبة‪،‬‬ ‫يزاالن يعتمدان‬ ‫ٍ‬ ‫اإلنفاق العام مما يجعل اإلقتصاد والفرص اإلقتصادية رهينة هذا اإلنفاق‪ .‬ما يش��ير إلى الوضع الجيد الذي ال تزال تتمت��ع به المالية العامة للبالد‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من اإلنفاق الكبير على قطاع السياحة الذي تسعى السلطات في ظل هذا الحرص واالهتمام اللذين تبدياه الس��لطنة‪ ‬مما‪ ‬ال ش��ك فيه‬ ‫جاه��د ًة إلى تطوي��ره إال أنه ال تتعدى حصته ‪ ٪٢‬م��ن الناتج المحلي‪ .‬و أنها استطاعت تجنيب‪ ‬البلد من عواقب سلبية‪ ‬جداً على اإلقتصاد‬ ‫* خبير �إقت�صادي‪ ،‬و�أ�ستاذ الإقت�صاد في كلية �إدارة الأعمال في جامعة بيروت العربية‬

‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪47‬‬


“FOUNDED in 1996”

www.ad-diplomasi.com

P.o.box 138, Chelsea, London SW3 6BH, England Tel: +44 (0) 207 286 1372 | Fax: +44 (0) 207 266 1479 Email: ad-diplomasi@btconnect.com

Ed i t o r : Ray m

A in Arab d-Diplomasi N ic as we ll as in ews Report is English p by Foc ublished from us Pre s s ( U K Lo n d o n ) Limit ed .

o n d At

allah

Ad-Diplomasi News Report monthly distributes critical analysis of events in the Arab world and the Middle East to its subscribers among the top Arab decision makers, government officials, diplomats, journalists and business dealers. Ad-Diplomasi News Report analysis goes beyond the event to provide the information and assessments needed to understand intelligently what is going on in the ever changing Middle East political, military and economic scene. Ad-Diplomasi News Report’s writers have an impeccable reputation as experts in Arab affairs and their work is widely quoted by the international media.


‫بقلم عبد اللطيف الفراتي*‬

‫بكل هدوء‬

‫�ضباب تون�سي كثيف‬ ‫حول مقررات حركة "النه�ضة"‬ ‫إنقضى مؤتمر حركة "النهضة" اإلسالمية في تونس‪ ،‬وأقفلت أبواب‬ ‫أكبر تظاهرة عرفتها الحياة الحزبية في تلك البالد قبل وبعد ست‬ ‫سنوات من "الثورة"‪ ،‬والتي صحبتها بهرجة كبيرة وإستدعاء ما ال يقل عن ‪ 10‬آالف‬ ‫الم ّ‬ ‫غطى في‬ ‫شخصية لحفل اإلفتتاح‪ ،‬الذي ُأقيم في ملعب الرياضات المتعددة ُ‬ ‫ضاحية رادس‪.‬‬ ‫وقد انكفأ ‪ 1200‬من أعضاء هذه الحركة في اليوم الموالي في ضاحية الحمامات‬ ‫السياحية على أنفسهم في مؤتمر ُمغلق ُوصف من قبل منظميه بالديموقراطي‪،‬‬ ‫وإنتهى إلى إقرار الخط الجديد‪ ،‬الذي قرره له رئيس الحزب راشد الغنوشي‪ ،‬بعد‬ ‫صحية لما إعتبر أخطاء‪ ،‬إرتكبت سواء في فترة ما قبل اليد‬ ‫عملية نقد ذاتي ّ‬ ‫الحديدية الثقيلة التي نزلت على الحركة من قبل حكومات متعاقبة أو في فترة‬ ‫حكم "نهضوي" للبالد بين ‪ 2011‬و‪ 2014‬سادتها أخطاء كبيرة‪.‬‬ ‫الواضح أن الحزب خرج من المؤتمر‪ ،‬وقد أق ّر ما سبق أن شرع في تنفيذه من‬ ‫فصل السياسي عن الدعوي‪ .‬األمر الذي طرح أسئلة عدة‪ :‬متى يبدأ التنفيذ‪ ،‬وكيف‬ ‫سيكون؟ وهل ستتح ّول الحركة إلى حزب سياسي محض‪ ،‬على غرار األحزاب‬ ‫المسيحية الديموقراطية في عدد من البلدان األوروبية‪ ،‬حيث يكون السياسي‬ ‫هو الغالب‪ ،‬والمرجعية المسيحية تكاد تكون غائبة؟ أم أنه سيكون متفرداً بحيث‬ ‫تكون المرجعية الدينية االسالمية هي الطاغية‪ ،‬وتكون الديموقراطية هي الفرع؟‬ ‫ومهما يكن‪ ،‬فإن حركة "النهضة" قد شهدت تطوراً‪ ،‬يسميه البعض تق ّلباً منذ‬ ‫نشأتها األولى‪ ،‬من فكر المصري حسن البنا قبل ‪ 90‬سنة أو تكاد إلى فكر سيد‬ ‫قطب قبل ‪ 65‬سنة‪ ،‬الذي كفر المجتمع وبشر بأسلمته "بعد أن أصابه الكفر‬ ‫والحياد عن الطريق السوي والمستقيم"‪ ،‬إلى مقولة راشد الغنوشي الشهيرة‪،‬‬ ‫من أن التدافع االجتماعي سيم ّكن من نشر األفكار التي ّ‬ ‫بشر بها وتغيير نمط‬ ‫المجتمع‪ ،‬وإن كان ما حصل خالل حكم الثالثي بزعامة "النهضة"‪ ،‬قد حاول‬ ‫"دفع" المجتمع من دون نجاح ُيذكر نحو التراجع عن المكتسبات المجتمعية‪،‬‬ ‫بحيث إنتهت "النهضة" إلى اإلقتناع‪ ،‬بأن تونس التي تجر وراءها قرابة قرنين‬ ‫من اإلصالح من بينها ‪ 60‬سنة من حكم الفكر البورقيبي وإصالحاته اإلجتماعية‬ ‫العميقة‪ ،‬والمنتسبة إلى المذهب السني المـــالكي األشعري‪ ،‬عصية على ما كان‬ ‫ُيراد لها‪ ،‬نتيجة لما هي عليه من تحرر فكري‪-‬إجتماعي ال يقدر أحد عليه‪ ،‬ومن‬ ‫األفضل التفاعل معه على مجابهته‪.‬‬ ‫الواقع أن مؤتمر "النهضة" لم يستطع‪ ،‬نتيجة التوازنات الداخلية المعقدة‪ ،‬وموروث‬ ‫فكري مزروع في القواعد أكثر من القيادات‪ ،‬أن يقدم على الفصل بين الديني‬ ‫والسياسي‪ ،‬وإكتفى بتقرير الفصل بين السياسي والدعوي‪ ،‬في ضبابية دامسة‪ ،‬لم‬ ‫يحدد ما سيكون في السياسي وما هو برنامجه‪ ،‬وما سيكون في الدعوي وماذا‬ ‫ستكون أدواته‪ ،‬هل في إطار جمعيات أو مؤسسات معينة؟ ولمن ستنتسب؟ وهل‬ ‫ستبقى على الوالء لحزب "النهضة"؟ وهل سيكون الغنوشي زعيماً لإلثنين؟ أم أنه‬

‫سيخصص جهوده للحزب‪ ،‬ع ّله يظفر شخصياً بمناصب عليا في الدولة‪ ،‬إذا فاز‬ ‫حزبه في اإلنتخابات المقبلة‪ ،‬المقررة في ‪ ،2019‬إذا لم يطرأ ما يمكن أن يقلب‬ ‫المعادالت‪ ،‬أو يدفع قبل األوان إلنتخابات سابقة ألوانها رئاسية أو برلمانية؟‬ ‫تشير كل الدالئل إلى أن حركة "النهضة"‪ ،‬لم تجرؤ في مؤتمرها العاشر على‬ ‫اإلنتقال بإسمها إلى تسمية حزب "النهضة" وبالتالي لم تستطع تحقيق النقلة‬ ‫الكبرى المرتقبة‪ ،‬وأن فصل ما ُيس ّمى بالسياسي عما ُيس ّمى بالدعوي‪ ،‬يمثل مناورة‬ ‫ذكية إلستقطاب جانب من الرأي العام‪ ،‬ضاق ذرعا بما يجري في البالد‪ ،‬وما ينتابها‬ ‫من أزمات نتيجة ضعف كفاءة حكامها الحاليين‪ ،‬بعدما نسي الناس ضعف وتخبط‬ ‫"النهضة" خالل فترة حكمها في الفترة بين ‪ 2011‬وبدايات ‪2014‬؛ غير أن مختلف‬ ‫إستطالعات الرأي ما زالت‪ ،‬رغم فشل الحكم الحالي الذي تأخذ منه "النهضة"‬ ‫بطرف وتشارك فيه ضمن رباعي حاكم‪ ،‬تضعها في مرتبة ثانية بعد حزب "نداء‬ ‫تونس" رغم إنفجاره واألزمة الداخلية التي يمر بها‪.‬‬ ‫وتتفق مؤسسات سبر اآلراء على أن حركة "النهضة" باقية على نسبة من الناخبين‬ ‫تزيد حتماً على ‪ 25‬في المئة ولكنها ال تصل بحال إلى ‪ 30‬في المئة‪ ،‬وهذا ال‬ ‫يؤهلها غالباً للحصول على الموقع األول في إنتخابات وطنية ُمقبلة‪ ،‬األمر الذي ال‬ ‫يجعلها ُتدعى إلى تشكيل الحكومة في حالة بقائها على هذه الحال‪ ،‬كما حصل‬ ‫بعد إنتخابات تشرين األول (أكتوبر) ‪ ،2011‬وإن كان المراقبون ال يستبعدون‬ ‫أمرين اثنين يمكن أن يحققا المفاجأة‪:‬‬ ‫أولهما أن تتابع السلطة الحالية وقيادتها المتمثلة بحزب "نداء تونس"‪ ،‬مواصلة‬ ‫الفشل في حكمها‪ ،‬وتفتت القوة السياسية التي تعتمد عليها‪.‬‬ ‫وثانيهما أن تتسع رقعة المص ّوتين ل"النهضة"‪ ،‬بعد نسيان خيباتها السابقة في‬ ‫الحكم‪ ،‬أو تصديق مقولتها بأنها حزب سياسي مدني‪ ،‬ال يبغي بحال تغيير نمط‬ ‫المجتمع‪ ،‬وهو نمط يسود إعتقاد كبير بأنه ال بديل منه‪ ،‬وأن التبشير بنمط آخر‬ ‫يستند على الدين‪ ،‬ال حظوظ له في تونس كما دلت التجربة قبل ‪ 3‬أو ‪ 4‬سنوات‬ ‫خصوصاً في ظل دستور ‪ 2014‬الذي جاء في ظل وفاق عام‪ ،‬إضطرت "النهضة"‬ ‫الموافقة عليه‪ ،‬والذي وإن لم يصل إلى إقرار الدولة العلمانية‪ ،‬فإنه أقر في فصوله‬ ‫المهمة مبدأ الدولة المدنية وما أسمي بالقيم الكونية‪.‬‬ ‫"النهضة" أبهرت بتنظيم مؤتمرها‪ ،‬وبإنضباط منتسبيها‪ ،‬وبممارساتها الديموقراطية‬ ‫الداخلية‪ ،‬ولكن تركت نوعاً من الحذر‪ ،‬نتيجة إستمرار الزعامة فيها بال منافسة‬ ‫للغنوشي على مدى وجودها‪ ،‬وهو الرجل الذي عاد إلى سيرة بورقيبة في ‪،1971‬‬ ‫فهدد باالنسحاب‪ ،‬إن لم تترك له مسألة تعيين أعضاء المكتب التنفيذي‪ ،‬أكبر‬ ‫جهاز تقرير في الحركة‪.‬‬ ‫وكان بورقيبة لجأ إلى هذا األمر بالضبط في مؤتمر المنستير في العام ‪1971‬‬ ‫عندما تف ّرد بإختيار أعضاء الديوان السياسي للحزب االشتراكي الدستوري آنذاك‪،‬‬ ‫رافضاً إنتخابهم‬

‫* كاتب و�صحافي من تون�س‪ ،‬ورئي�س التحرير ال�سابق ل�صحيفة "ال�صباح" التون�سية (‪)fouratiab@gmail.com‬‬

‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪49‬‬


JTCE

Le Nom Qu’il Faut Connaitre Au Maroc

JTCE Sarl est une société Marocaine des secteurs du bâtiment et travaux publics. Elle intervient dans la construction des bâtiments, des grands ouvrages et des infrastructures d'énergie (tertiaire, industriel, infrastructures) Pour Plus D’information: 67 angle Boulevard Hassan 1er, Casablanca, Maroc Tel: (212) 0664 501 319, Email: jtcesarl@gmail.com


‫الإئت�ل�اف الحال ��ي الأربع ��ة‪ ،‬وم�ستقلي ��ن (ربما‬ ‫المق�صود وج ��وه من نظام بن علي من الم�شهود‬ ‫لهم بالكف ��اءة التي لم تكن متوف ��رة في �أع�ضاء‬ ‫الحكومة الحالية من وجهة نظره) واتحاد رجال‬ ‫الأعمال وخ�صو�ص� � ًا �إتحاد النقاب ��ات العمالية‪،‬‬ ‫بق�صد �إ�شراك المركزية النقابية‪ ،‬في م�س�ؤولية‬ ‫الحكم‪ ،‬وتخفيف ح ��دة مطالباتها التي �آلت �إلى‬ ‫زي ��ادة في الأجور بمق ��دار ‪ 90‬في المئة خالل ‪5‬‬ ‫�سن ��وات ف ��ي القط ��اع العمومي وح ��ده‪ ،‬ما ناءت‬ ‫ب ��ه موازنة الدول ��ة وجعلته ��ا تلج�أ �إل ��ى القر�ض‬ ‫الخارجي لت�سديد المرتبات‪ ،‬كما وتر�شيد حركة‬ ‫�إ�ضرابات يقول �إنها خربت �إقت�صاد البالد‪.‬‬ ‫غي ��ر �أن اتح ��اد النقاب ��ات العمالية الق ��وي‪ ،‬و�إن‬ ‫قب ��ل بمبد�أ حكومة الوح ��دة الوطنية‪ ،‬ف�إنه �أعلن‬ ‫�أن ��ه لي�س معني� � ًا ب�أن يكون �ضمنه ��ا‪ ،‬ما يعني �أنه‬ ‫يرف�ض �أي �إلتزام بعقلنة التحركات االجتماعية‪.‬‬

‫بالد بال حكومة حقيقية؟‬ ‫بات ��ت حكومة ال�صي ��د بمثابة حكوم ��ة ت�صريف‬ ‫�أعمال‪ ،‬لي�س لها من قرار‪� ،‬أو يد فاعلة للم�ستقبل‪،‬‬ ‫وال�صي ��د ال ��ذي جاء ب ��ه رئي� ��س الجمهورية بعد‬

‫الرئي�س الباجي قائد ال�سب�سي‪ :‬ماذا وراء �إعالنه الأخير؟‬

‫�إنتخاب ��ه في موق ��ع الرئا�سة �أواخ ��ر ‪ ،2014‬من‬ ‫خ ��ارج حزب ��ه "ن ��داء تون� ��س"‪ ،‬هو رج ��ل �إداري‬ ‫جي ��د‪ ،‬لكن تنق�صه في الوق ��ت عينه "كاريزما"‬ ‫�ضرورية لرئي�س حكومة في نظام �شبه برلماني‪،‬‬ ‫�أي تتجم ��ع بين يديه غال ��ب ال�سلطات‪ ،‬وم�س�ؤول‬ ‫�أم ��ام البرلمان ولي� ��س �أمام رئي� ��س الجمهورية‬ ‫كم ��ا ف ��ي الأنظم ��ة الرئا�سي ��ة؛ �إ�ضافة �إل ��ى �أنه‬ ‫لي�س خطيب� � ًا وال رجل �إت�ص ��ال يفر�ض ح�ضوره‪،‬‬

‫خالل ‪� 14‬شهر ًا من "حكم" حبيب‬ ‫ال�صيد �إ�ضطر �إلى القيام بتعديل وزاري‬ ‫وا�سع‪ ،‬عدا تعديالت �أقل �أهمية‪ ،‬كما‬ ‫�إ�ضطر �أي�ض ًا �إلى الخ�ضوع "لأوامر"‬ ‫حزب "النه�ضة" ب�إقالة وزير ال�ش�ؤون‬ ‫الدينية عثمان بطيخ‬ ‫ف�ض ًال عن قلة قدرته على ال�سيطرة على �أع�ضاء‬ ‫حكومت ��ه المنتمين �إلى �أربعة �أحزاب منها حزب‬ ‫"النه�ضة" اال�سالمي‪.‬‬ ‫و�إذ يع ��ود �إختي ��ار رئي� ��س الحكوم ��ة �إلى الحزب‬ ‫الفائ ��ز بالمرتبة الأولى ‪ ،‬ولي� ��س بالأغلبية ‪ ،‬ف�إن‬ ‫الباجي قائ ��د ال�سب�سي‪ ،‬هو ال ��ذي �أوحى لحزبه‬ ‫الفائز معه ف ��ي �إنتخابات الرئا�س ��ة والبرلمان‪،‬‬ ‫بتر�شي ��ح الحبي ��ب ال�صي ��د ال ��ذي كان وزي ��ره‬ ‫للداخلي ��ة ف ��ي الحكوم ��ة المو ّقتة‪ ،‬الت ��ي �شكلها‬ ‫بع ��د "الث ��ورة" ف ��ي ‪ ،2011‬رغم بع� ��ض التململ‬

‫في �صف ��وف قي ��ادات الح ��زب التي كان ��ت ترى‬ ‫�أن الأول ��ى �أن يكون مر�ش ��ح رئا�سة الحكومة من‬ ‫ف�ضل‬ ‫الح ��زب الفائ ��ز‪ ،‬غي ��ر �أن قائد ال�سب�س ��ي ّ‬ ‫�إختي ��ار الحبي ��ب ال�صيد في بداي ��ات ‪� 2015‬أوالً‬ ‫لأن ��ه طوع �أمره‪ ،‬وثاني ًا تجنب� � ًا لإهتزاز في "نداء‬ ‫تون� ��س" الم�ؤ�س�س في ذلك الحي ��ن قبل عامين‪،‬‬ ‫وال ��ذي لم تكن قياداته منتخبة‪ ،‬بحيث يمكن �أن‬ ‫تفرز من بين �أع�ضائها من ينال ثقة الجميع‪.‬‬ ‫وقد قيل حينه ��ا ‪� ،‬أن الباجي ب�شخ�صيته القوية‪،‬‬ ‫وتربيته على يد بورقيبة المت�س ّلطة‪ ،‬لم يكن يقدر‬ ‫على التعام ��ل مع رئي�س حكوم ��ة ال يكون موالي ًا‪،‬‬ ‫فيما ال�سلطات الحقيقية ح�سب د�ستور ‪ 28‬كانون‬ ‫الثان ��ي (يناي ��ر) ‪ ، 2014‬تتجم ��ع في ي ��د رئي�س‬ ‫الحكومة الم�س�ؤول �أمام البرلمان‪.‬‬ ‫وخ�ل�ال ‪� 14‬شه ��ر ًا م ��ن "حكم" حبي ��ب ال�صيد‬ ‫�إ�ضط ��ر �إلى القي ��ام بتعدي ��ل وزاري وا�سع‪ ،‬عدا‬ ‫تعدي�ل�ات �أقل �أهمية‪ ،‬كم ��ا �إ�ضطر �إلى الخ�ضوع‬ ‫"لأوامر" حزب "النه�ضة" ب�إقالة وزير ال�ش�ؤون‬ ‫الديني ��ة عثم ��ان بطي ��خ ‪ ،‬كل ذل ��ك بعدما كانت‬ ‫الحكوم ��ة الأولى التي �شكله ��ا قد القت �صعوبات‬ ‫ف ��ي القب ��ول‪ ،‬عند االع�ل�ان عنه ��ا م ��ا �إ�ضطره‬ ‫�إلى تغييره ��ا‪ ،‬والإ�ستغناء عن كف ��اءات حقيقية‬ ‫ال يحبه ��ا ه ��ذا الح ��زب �أو ذاك‪ ،‬م ��ن الأحزاب‬ ‫الأربع ��ة الم�ؤتلف ��ة‪ ،‬و�سيق ��ول المراقب ��ون �أن‬ ‫تل ��ك الحكوم ��ة لم تقم عل ��ى برنام ��ج ُمح ّدد بل‬ ‫قام ��ت على توافقات ومحا�ص�ص ��ات حزبية بين‬ ‫الأح ��زاب الأربعة‪ ،‬مما � ّأهله ��ا للدخول في جدار‬ ‫وف�شل ذريع‪ ،‬ف ��ي بلد يواجه م�ش ��اكل اقت�صادية‬ ‫واجتماعية م�ستع�صية على الحل‪ ،‬وكما قال �أحد‬ ‫المراقبين وم ��ن كبار االقت�صاديي ��ن �إن موازنة‬ ‫الواليات المتحدة ال تقدر على حل م�شاكل تون�س‬ ‫ما دامت المطلبية عالية جد ًا‪.‬‬

‫مطلبية عالية‬ ‫و�إنتاجية في الح�ضي�ض‬ ‫وم ��ا دام النا�س ل ��م ين�صرفوا �إل ��ى العمل‪ ،‬وما‬ ‫دام ��ت الإ�ضراب ��ات �س ��واء التي ينظمه ��ا �إتحاد‬ ‫النقاب ��ات �أو تل ��ك الت ��ي ي�سك ��ت عنه ��ا وي�ؤيدها‬ ‫من طرف خفي رغم ع ��دم قانونيتها‪ ،‬متمادية‪،‬‬ ‫بال�ص ��ورة الت ��ي بلغ فيه ��ا الفاق ��د الناق�ص من‬ ‫مداخيل الفو�سف ��ات والبت ��رول وال�سياحة‪ ،‬يكاد‬ ‫ي�صل �إل ��ى حجم القرو�ض التي �إقتر�ضتها تون�س‬ ‫من الخ ��ارج‪ ،‬خالل ال�سنوات الأخي ��رة ‪ ،‬ل�سداد‬ ‫�أج ��ور متفاقم ��ة �أو دي ��ون حل �أجله ��ا �أ�ص ًال‬ ‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪51‬‬


‫المغرب العربي‬ ‫تونس‬

‫الباجي قائد ال�سب�سي ي�ستعير �إحدى تجارب بورقيبة‬

‫تون�س تبحث عن الترياق‬ ‫من طريق حكومة وحدة وطنية‬ ‫م��ن �سيكون رئي�س الحكوم��ة التون�سية المقبل‪ ،‬بعد "الإقال��ة" غير المُ علَنة و غي��ر الد�ستورية المفاجئة‬ ‫لـ"حبيب ال�صيد" الذي يتندر ب�ش�أنه التون�سيون ب�أنه لم يكن �أ�سد ًا كما يدل عليه �إ�سمه‪.‬‬ ‫تون�س ‪ -‬عبد اللطيف الفراتي‬ ‫فاج�أ الرئي� ��س التون�سي الباجي قائد‬ ‫ال�سب�س ��ي مواطني ��ه‪ ،‬خ�ل�ال برنامج‬ ‫تلفزيون ��ي ُبثّ في ‪ 2‬حزي ��ران (يونيو) الجاري‪،‬‬

‫تون�س‪:‬‬ ‫التظاهرات قد تعود‬

‫‪50‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫بالإعالن عن التوجه نح ��و ت�شكيل حكومة وحدة‬ ‫وطني ��ة‪ ،‬على �شاكلة الحكوم ��ة الأولى التي �أ ّلفها‬ ‫الرئي� ��س التون�س ��ي الأ�سب ��ق الراح ��ل الحبي ��ب‬ ‫بورقيب ��ة �إبان حقبة الإ�ستق�ل�ال في �سنة ‪،1956‬‬ ‫لتكون قادرة على حل الم�شاكل الم�ستع�صية التي‬

‫تواجه البالد‪.‬‬ ‫حكومة وحدة وطنية �أو حكومة وحدة �إجتماعية؟‬ ‫وم ��ا لم يقله قائ ��د ال�سب�سي هو �أن ��ه قرر �صرف‬ ‫رئي� ��س الحكوم ��ة‪ ،‬ب�إتج ��اه (وه ��ذا م ��ا قال ��ه)‬ ‫ت�ألي ��ف "حكومة وح ��دة وطنية"‪ ،‬ت�ض ��م �أحزاب‬


‫الم�شرق العربي ¶ تون�س‬ ‫وفوائ ��د‪ ،‬من دون �أن تكون قد �أ�سهمت في زيادة‬ ‫الثروة‪ ،‬بما �أثقل كاه ��ل البالد من دون �أن يكون‬ ‫هناك حل �آخر �أمام حكومات عرفت منذ ‪2010‬‬ ‫ن�سب ��ة النمو تذوب عام ًا بعد ع ��ام‪ ،‬لتتوقف عند‬ ‫‪ 0.8‬في المئ ��ة في العام ‪� 2015‬أي ال�سنة الأولى‬ ‫من حك ��م ال�سب�سي – ال�صي ��د‪ ،‬وكل الم�ؤ�شرات‬ ‫ت ��دل على �أنها لن تبلغ بحال ‪ 2‬في المئة المقررة‬ ‫للع ��ام ‪ ،2016‬فيما �إن الن�سب ��ة ال�ضرورية للبدء‬ ‫بح ��ل م�شكل البطال ��ة المتفاقم ال يق ��ل عن ‪� 5‬أو‬ ‫‪ 6‬ف ��ي المئ ��ة ‪ ،‬للب ��دء ب�إمت�صا� ��ص مخ ��زون من‬ ‫البطالة يق ��در بـ‪� 600‬ألف عاط ��ل من العمل من‬ ‫بينه ��م ‪ 240‬م ��ن الحا�صلين على �شه ��ادات عليا‬ ‫غالبه ��ا فاق ��د القيم ��ة العلمية‪ .‬وف ��ي وقت باتت‬ ‫الحكوم ��ة خا�ضعة لإبت ��زازات نقابية‪ ،‬تقوم على‬ ‫�إرادة الم�شاركة ف ��ي الت�سيير الإداري على غرار‬ ‫ما ه ��و جار ف ��ي وزارت ��ي ال�صح ��ة والتعليم من‬ ‫رف�ض تعيينات معينة‪.‬‬ ‫وللواقع ف�إن كثير ًا م ��ن المراقبين كانوا متفقين‬ ‫من ��ذ ‪ 2015/2014‬عل ��ى �أن ال�صي ��د ل ��م يك ��ن‬ ‫الرج ��ل المنا�سب‪ ،‬على نزاهته وكفاءته الإدارية‬ ‫العالي ��ة ب�سب ��ب �ضع ��ف "الكاريزم ��ا" عن ��ده‪،‬‬ ‫وافتقاره للقدرة الخطابي ��ة‪ ،‬وخ�صو�ص ًا �إفتقاده‬ ‫الر�ؤي ��ة والب�صيرة وقوة ال�شخ�صي ��ة لدفع فريق‬ ‫حكومي هو �أ�ص ًال غير متجان�س‪.‬‬

‫�أهلت ��ه ليجل� ��س ف ��ي من�ص ��ب رئي� ��س الحكومة‪،‬‬ ‫وه ��ي �أي�ض� � ًا ثق ��ة للواق ��ع غي ��ر �ضروري ��ة وفق ًا‬ ‫لمقت�ضي ��ات الد�ستور‪ ،‬ولو كان �شخ�ص ًا �آخر غير‬ ‫ال�صيد لتح ّدى رئي�س الجمهورية على �إعتبار �أن‬ ‫مبادرت ��ه غي ��ر د�ستورية‪ ،‬فلي�س ل ��ه �أن يعلن عن‬ ‫تغيير الحكومة‪ ،‬والبرلمان وحده هو القادر على‬ ‫�سحب الثقة من الحكومة و�أع�ضائها‪.‬‬ ‫وتجاوز ًا لكل هذا‪ ،‬وللنواحي التي يبدو �أن رئي�س‬ ‫الجمهورية وم�ست�شاري ��ه يعتبرونها �شكلية‪ ،‬فمن‬ ‫ه ��و رئي�س الحكوم ��ة الذي �سي�أتي بع ��د ال�صيد‪،‬‬ ‫�إن نج ��ح رئي� ��س الجمهوري ��ة ف ��ي �إزاحت ��ه‪ ،‬وكل‬ ‫الم�ؤ�ش ��رات تدفع للإعتق ��اد ب�إحتماالت نجاحه‪،‬‬ ‫على الأقل لنيل فترة �سماح جديدة‪.‬‬ ‫رئي�س الحكومة حبيب ال�صيد‪ :‬لم ينجح في مهمته‬

‫رهان ال�سب�سي هل ينجح في رفعه؟‬ ‫دخ ��ل ال�سب�سي ف ��ي رهان لإعط ��اء نف�س جديدة‬ ‫لواليت ��ه الت ��ي م ��ر عل ��ى بدئهــــــ ��ا ع ��ام ون�صف‬ ‫الع ��ام‪ ،‬والت ��ي ات�سم ��ت بف�شل ذريع ل ��م يتحدث‬ ‫عنه �صراحة في خطابه في ‪ 2‬حزيران (يونيو)‪،‬‬ ‫و ه ��و ف�شل يتحم ��ل �إلى ح ��د كبي ��ر م�س�ؤوليته‪،‬‬ ‫ولكن ال�س� ��ؤال هو‪ :‬هل �سينجح في قلب المعادلة‬ ‫لفائدته‪ ،‬وال�شعبية الت ��ي انطلق بها رئي�س ًا �آخذة‬ ‫في الت�آكل وفق ًا لعمليات �إ�ستطالع الر�أي؟‬ ‫لي�س ��ت هن ��اك م�ؤ�ش ��رات �إل ��ى �أن مفاج�أت ��ه قد‬ ‫حقق ��ت �أهدافه ��ا‪ ،‬وخ�صو�ص� � ًا اله� �زّة النف�سية‬ ‫الت ��ي �أرادها‪ ،‬مما يدف ��ع للت�سا�ؤل عم ��ا �إذا كان‬ ‫�سيترك حكومة ال�صيد توا�صل طريقها المتع ّثر‪،‬‬ ‫ولعل ��ه م ��ن الغريب �أن رئي� ��س الحكومة لم يقدم‬ ‫�إ�ستقالت ��ه خ�ل�ال جل�ست ��ه الأ�سبوعية م ��ع رئي�س‬ ‫الجمهورية ف ��ي ‪ 6‬حزيران (يوني ��و) بعدما كان‬ ‫تلق ��ى �صفعة �شديدة من رئي� ��س الجمهورية على‬ ‫الأق ��ل ب�إعالمه بما ينوي االع�ل�ان عنه‪ ،‬وبعدما‬ ‫ب ��دا �أنه لم يع ��د يتمتع بثقت ��ه‪ ،‬وه ��ي الثقة التي‬

‫را�شد الغنو�شي‪ :‬هل ي�ؤيد خطوة قائد ال�سب�سي؟‬

‫عدد كبير من المراقبين كانوا متفقين‬ ‫منذ ‪ 2015/2014‬على �أن ال�صيد لم‬ ‫يكن الرجل المنا�سب‪ ،‬على نزاهته‬ ‫وكفاءته الإدارية العالية‪ ،‬ب�سبب �ضعف‬ ‫"الكاريزما" عنده‪ ،‬و�إفتقاره للقدرة‬ ‫الخطابية‪ ،‬وخ�صو�ص ًا �إفتقاده الر�ؤية‬ ‫والب�صيرة وقوة ال�شخ�صية لدفع‬ ‫فريق حكومي هو �أ�ص ًال غير متجان�س‬

‫من �سيكون رئي�س الحكومة الجديد؟‬ ‫هل �سيك ��ون رئي�س الحكوم ��ة الجديد من حزب‬ ‫"ن ��داء تون�س" المت�شظي وال ��ذي كما قال �أحد‬ ‫ال�صحافيين عنه �أن ��ه "كان �صرح ًا فهوى"‪ ،‬وما‬ ‫بق ��ي من الحزب يعلن �صراح ��ة‪ ،‬متح ّدي ًا رئي�سه‬ ‫ال�ساب ��ق الباج ��ي قائ ��د ال�سب�سي‪ ،‬ب�أن ��ه ال بد �أن‬ ‫يك ��ون من بين �صفوفه‪ ،‬الأمر الذي قد ي�ؤدي �إلى‬ ‫معرك ��ة جديدة �ستنطلق �شرارته ��ا وال �شك‪� ،‬إذا‬ ‫كان االختي ��ار من �صفوف ح ��زب الرئي�س‪ ،‬الذي‬ ‫ب ��ات تحت �سيطرة نجله حاف ��ظ قائد ال�سب�سي‪،‬‬ ‫في عملية توريث غير �شعبية مطلق ًا‪.‬‬ ‫�أم �أن عين رئي� ��س الجمهورية على �أحد الأ�سماء‬ ‫الكبي ��رة من النظ ��ام ال�سابق الت ��ي برهنت على‬ ‫كفاءاته ��ا العالية‪ ،‬وقدرتها عل ��ى الت�سيير‪ ،‬وهي‬ ‫تتمت ��ع بالر�ؤيا والب�صي ��رة والج ��ر�أة والمعروفة‬ ‫بنزاهتها الذاتية ومعرفتها بدواليب الإدارة من‬ ‫�أمثال م�صطفى كمال النابل ��ي ومنذر الزنايدي‬ ‫وكم ��ال مرج ��ان وغيره ��م‪ ،‬ول � َ�م ال يت ��م �إختيار‬ ‫الوزي ��ر الأول الأ�سب ��ق الناج ��ح زم ��ن ب ��ن علي‬ ‫محم ��د الغنو�ش ��ي الذي ال يب ��دو �أن ��ه يرغب في‬ ‫العودة �إل ��ى الن�شاط ال�سيا�سي‪ ،‬وق ��د �إنكف�أ على‬ ‫نف�س ��ه بع ��د �إ�ستقالته م ��ن الحكومة ف ��ي �شباط‬ ‫(فبراي ��ر) ‪ ، 2011‬والمع ��روف ب�أن ��ه �إقت�صادي‬ ‫كبير‪ ،‬ولي�س �سيا�سي ًا‪.‬‬ ‫في الوقت عينه هناك �س�ؤال مطروح‪ ،‬ماذا �سيكون‬ ‫م�صير ال ��وزراء الثالثة الأكث ��ر �شعبية في حكومة‬ ‫ال�صي ��د‪ :‬وزير التعليم ناجي جلول‪ ،‬ووزير ال�صحة‬ ‫�سعيد العائدي ‪ ،‬ووزير ال�ش�ؤون الإجتماعية محمود‬ ‫ب ��ن رم�ض ��ان الت ��ي تطال ��ب بر�ؤو�سه ��م النقابات‬ ‫العمالية وحركة "النه�ضة"‬ ‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪53‬‬



‫اال�سالمي ��ة من ��ذ الحرب بي ��ن �إي ��ران والعراق في‬ ‫ثمانين ��ات الق ��رن الفائ ��ت‪ ،‬وهي ح ��رب خ�سرتها‬ ‫�إيران تقريب ًا �أمام الرئي�س العراقي ال�سابق �صدام‬ ‫ح�سي ��ن‪ .‬عندم ��ا غ ��ادر �أحم ��دي نج ��اد الرئا�سة‪،‬‬ ‫كان مع ��دل الت�ضخ ��م ‪ 46‬في المئ ��ة‪ ،‬ومعدل النمو‬ ‫كان �سلبي� � ًا تحت ال�صفر �ستة ف ��ي المئة (‪،)%6-‬‬ ‫و�إنخف�ض ��ت قيمة العملة الوطنية بن�سبة تقرب من‬ ‫‪ 300‬في المئة‪.‬‬ ‫وم ��ع ذلك‪ ،‬يه ��دد �أحمدي نج ��اد الآن بالعودة �إلى‬ ‫الحي ��اة ال�سيا�سية‪ ،‬وهو �إحتم ��ال ال يثير �أ�صدقاءه‬ ‫وم�ؤيديه المت�شددين القديمين‪.‬‬ ‫على م ��دى الأ�شهر القليل ��ة الفائت ��ة‪ ،‬كان �أحمدي‬ ‫نج ��اد ُيل ّمح �إل ��ى �أنه قد ير�شح نف�س ��ه للرئا�سة في‬ ‫الإنتخاب ��ات التي �ستج ��ري في حزي ��ران (يونيو)‬ ‫‪ .2017‬كان يق ��وم بج ��والت ف ��ي الم ��دن ال�صغيرة‬ ‫والتح ��دث ف ��ي الم�ساج ��د‪ .‬و�إته ��م روحان ��ي ب�أنه‬ ‫"ف�ش ��ل" في االتف ��اق النووي ال ��ذي تو�صلت �إليه‬ ‫طه ��ران مع الواليات المتح ��دة وغيرها من القوى‬ ‫العالمي ��ة‪ ،‬ف ��ي تموز (يولي ��و) ‪ ،2015‬لأن ��ه يعتقد‬ ‫�ضحى بالبرنام ��ج النووي الإيراني‬ ‫�أن الإتف ��اق قد َّ‬ ‫لتحقي ��ق مكا�س ��ب غير م�ؤك ��دة‪ .‬ون�ش ��ر م�ساعدوه‬ ‫�أي�ض� � ًا ر�سال ��ة تفي ��د ب�أن ��ه �إذا عاد �أحم ��دي نجاد‬ ‫�إل ��ى ال�سلط ��ة‪ ،‬ف�إن ��ه �سوف يزي ��د بن�سب ��ة خم�سة‬ ‫�أ�ضع ��اف الب ��دل النق ��دي البال ��غ ‪ 40‬دوالر ًا الذي‬ ‫منح ��ه للإيرانيي ��ن في الع ��ام ‪ 2011‬بع ��د �أن رفع‬ ‫الدعم ع ��ن ال�سلع الأ�سا�سية مث ��ل المواد الغذائية‬

‫المر�شد الأعلى علي خامنئي‪ :‬هل ي�ؤيد عودة �أحمدي نجاد؟‬

‫والوقود للتحرك في �إتجاه �أ�سعار ال�سوق وتح�سين‬ ‫الإقت�صاد‪.‬‬ ‫م�شجع ��ي �أحمدي نج ��اد‪ ،‬الذين هم في الغالب‬ ‫�إن ّ‬ ‫ط�ل�اب جامع ��ات �إ�سالمي ��ون مت�ش ��ددون �سابقون‬ ‫ورج ��ال ميلي�شي ��ا "البا�سي ��ج"‪ ،‬قد �أن�ش� ��أوا مواقع‬ ‫�إلكتروني ��ة لن�ش ��ر تحركات ��ه وخطب ��ه‪ .‬وو�ضع ��وا‬ ‫مل�صق ��ات لح ّثه على الع ��ودة �إل ��ى ال�سيا�سة‪� .‬أحد‬ ‫المل�صق ��ات علي ��ه تعلي ��ق "هناك جف ��اف‪ ،‬ونحن‬ ‫بحاج ��ة �إلى المطر" تحت �صورة للرئي�س ال�سابق‪.‬‬ ‫بالن�سب ��ة �إليهم‪� ،‬إن ��ه يمثل �شخ�ص� � ًا ُيمكنه تعميق‬ ‫الث ��ورة الإ�سالمي ��ة ف ��ي الداخ ��ل وقي ��ادة الحركة‬ ‫المناه�ضة للإمبريالية في الخارج جنب ًا �إلى جنب‬

‫م ��ع الق ��ادة الثوريين ف ��ي �أمي ��ركا الالتينية‪ ،‬مثل‬ ‫فيديل ورا�ؤول كا�سترو ودانيال �أورتيغا‪.‬‬ ‫خ�صوم ��ه ي�أخذون ه ��ذا الأمر عل ��ى محمل الجد‪.‬‬ ‫المتح ��دث ب�إ�س ��م جماعة ديني ��ة مت�ش ��ددة كانت‬ ‫ت�ؤي ��ده �سابق� � ًا ب�ش ��دة غي ��ر متحم� ��س له ف ��ي هذه‬ ‫الأي ��ام‪�" :‬أحمدي نجاد ال ي�ستحق �أن ُيعطى فر�صة‬ ‫�أخ ��رى"‪ ،‬قال ب�ش ��كل قاطع‪ .‬وو�صف �أح ��د �أع�ضاء‬ ‫البرلمان ب�أنها نعم ��ة �ألاّ ت�ستيقظ كل يوم لتجد �أن‬ ‫الرئي� ��س قد قال �شيئ ًا ملتهب ًا وخل ��ق م�شاكل لبقية‬ ‫الحكومة‪ .‬وق ��ال ع�ضو �آخر في البرلم ��ان �أنه قبل‬ ‫�أن يفكر �أحمدي نجاد بالعودة‪ ،‬عليه تبرئة �ساحته‬ ‫م ��ن الف�س ��اد‪ ،‬م�شي ��ر ًا �إل ��ى �إتهام ��ات ب�إختال�سه‬ ‫الأموال العامة مع حكومته‪.‬‬ ‫لق ��د جاء الرئي�س ال�سابق ال ��ى ال�سلطة في المقام‬ ‫الأول بدع ��م قوي من المر�شد الأعلى �آية اهلل علي‬ ‫خامنئ ��ي‪ .‬وفق� � ًا لعل ��ي �سعيدي ممث ��ل خامنئي في‬ ‫م�ؤ�س�س ��ة الحر� ��س الثوري‪ ،‬ف�إن الأخي ��رة هي التي‬ ‫"هند�ست الإنتخابات"‪ ،‬جاذب ًة الأ�صوات ل�صالحه‬ ‫م ��ن خ�ل�ال تعبئ ��ة �أف ��راد الحر� ��س وميلي�شي ��ات‬ ‫البا�سي ��ج‪ ،‬وبدع ��م م ��ن رج ��ال الدي ��ن ال�صغ ��ار‬ ‫المت�شددي ��ن الذي ��ن �أُوف ��دوا �إل ��ى جمي ��ع �أنح ��اء‬ ‫الب�ل�اد ل�صال ��ح حملته الإنتخابي ��ة‪( .‬كانت هناك‬ ‫م�ؤ�شرات ف ��ي ذلك الوقت �إل ��ى �أن مكتب المر�شد‬ ‫الأعلى‪ ،‬وبخا�صة �إبنه م�صطفى‪ ،‬كان �أي�ض ًا نا�شط ًا‬ ‫وي�شجع به ��دوء الت�صويت لأحمدي نجاد)‪ .‬وكانت‬ ‫ّ‬ ‫هناك �شك ��وك قوية حول تزوي ��ر الإنتخابات حتى‬ ‫عندم ��ا �إن ُتخ ��ب للم ��رة الأول ��ى في الع ��ام ‪.2005‬‬ ‫لكنه فق ��د دعم كل من المر�ش ��د الأعلى والحر�س‬ ‫الثوري في فترة واليت ��ه الثانية في من�صبه عندما‬ ‫�إ�صط ��دم �أحيان ًا علن ًا​​م ��ع خامنئي‪ ،‬خ�صو�ص ًا‬

‫�إذا �شعر ال ُمر�شد الأعلى علي‬ ‫خامنئي �أن تر�شيح �أحمدي نجاد‬ ‫لن يكون ُمجدي ًا‪ ،‬قد يتح ّول مكتبه‬ ‫�إلى الخيار الثاني‪ :‬الجنرال قا�سم‬ ‫�سليماني‪ .‬وهو قائد فيلق القد�س‪،‬‬ ‫ذراع الحر�س الثوري للعمليات‬ ‫ال�سرية في الخارج‪ ،‬البالغ‬ ‫من العمر ‪ 59‬عام ًا‬

‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪55‬‬


‫العالم‬ ‫إيران‬

‫ال�شعبوية غير ال ُمح ّبذة �شعبي ًا في �إيران تعود �إلى ال�سيا�سة‬

‫عودة محمود �أحمدي نجاد؟‬ ‫عل��ى الرغم من ف�شله ال�سيا�س��ي والإقت�صادي خالل فترة حكمه‪ ،‬بد�أ الرئي���س الإيراني ال�سابق المت�شدد‬ ‫محم��ود �أحمدي نجاد حملة هادئة في محاول��ة للعودة �إلى ال�ساحة ال�سيا�سية وربما التر�شح للإنتخابات‬ ‫الرئا�سية في العام المقبل‪.‬‬ ‫طهران ‪ -‬ه�شام الجعفري‬ ‫ع � ّ�م �إرتياح كبير ف ��ي المجتمع الدولي‬ ‫عندم ��ا تقاع ��د محم ��ود �أحم ��دي‬ ‫نج ��اد‪ ،‬زعي ��م المواجه ��ة الإيراني ��ة‪ ،‬ف ��ي الع ��ام‬ ‫‪ 2013‬بع ��د فت ��رة م�ضطرب ��ة دامت ثماني ��ة اعوام‬ ‫كرئي� ��س للجمهوري ��ة الإ�سالمي ��ة و�إ�ست ُِبدل بح�سن‬ ‫روحان ��ي‪ .‬كان الرئي� ��س الإيراني ال�ساب ��ق معروف ًا‬ ‫جي ��د ًا ب�إنكاره المحرقة اليهودي ��ة وب�إعالنه الجاد‬ ‫الغري ��ب للم�ست�ش ��ارة الألمانية �أنغي�ل�ا ميركل في‬ ‫�آب (�أغ�سط� ��س) ‪ 2006‬ب�أن �إيران و�ألمانيا تحالفا‬ ‫�ضد "المنت�صرين في الح ��رب العالمية الثانية"‪.‬‬ ‫كم ��ا �أن المراقبي ��ن هم �أليفون �أي�ض� � ًا وعلى دراية‬ ‫بمناورت ��ه في ‪ 2005‬بعر�ضه عل ��ى الوكالة الدولية‬ ‫للطاق ��ة الذري ��ة‪ ،‬التي كان ��ت م�س�ؤولة ع ��ن �إجراء‬

‫يعتقد البروف�سور �صادق‬ ‫زيباكالم من جامعة طهران �أن �أحمدي‬ ‫نجاد قادر على الفوز ب‪� 10‬إلى ‪15‬‬ ‫مليون �صوت‪ ،‬وحتى في هذه الأيام‪� .‬إن‬ ‫المت�شددين‪ ،‬مهما كانوا يكرهونه‪ ،‬ال‬ ‫ّ‬ ‫يمكنهم تجاهل هذا ب�سهولة‪.‬‬ ‫"قد ي�ضطرون �إلى بلع كبريائهم‬ ‫ودعم تر�شيحه"‪ ،‬كما قال‬

‫‪54‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫عملي ��ات التفتي�ش النووية في �إيران‪ ،‬تمويل موازنة‬ ‫المنظم ��ة ال�سنوي ��ة ب�أكملها‪ .‬وال�سب ��ب �أن �أحمدي‬ ‫نج ��اد كان يعتق ��د ب�أن ��ه �إذا كان الغ ��رب ي�ستطي ��ع‬ ‫"�شراء" الوكالة الأممية من خالل تمويلها‪ ،‬ف�إن‬ ‫طهران يمكنها كذلك‪.‬‬ ‫�إن ت�صريحات و�سيا�س ��ات �أحمدي نجاد جلبت له‬ ‫عدد ًا قلي ًال م ��ن الأ�صدقاء في الخ ��ارج‪ .‬ولم يكن‬ ‫الو�ض ��ع �أف�ضل في بالده‪ ،‬حي ��ث �أ�سفرت مبادراته‬ ‫المته� � ّورة �إل ��ى حال ��ة م ��ن الفو�ض ��ى الإقت�صادية‬ ‫وال�سيا�سي ��ة‪ .‬لقد �أدّى البرنامج النووي الذي دفعه‬ ‫بتحد �إلى فر�ض عقوبات دولية �شديدة على‬ ‫قدم� � ًا ٍ ّ‬

‫�إي ��ران كانت �أ�شد و�أق�سى عقوبات ُف ِر�ضت على �أي‬ ‫بلد في الع�صر الحديث‪ .‬لقد د ّمرت هذه العقوبات‬ ‫الإقت�صاد الذي كان يترنح بالفعل منذ �سنوات من‬ ‫�س ��وء االدارة في ظل حكم ��ه‪ .‬و�أدت �إعادة �إنتخابه‬ ‫في �صي ��ف ‪� 2009‬إلى �إ�ضطراب ��ات وا�سعة النطاق‬ ‫وطويلة الأمد‪ ،‬لأن كثيرين من االيرانيين �إعتقدوا‬ ‫ب�أن ��ه ال يمكن ��ه الفوز �إلاّ من خ�ل�ال ت�صويت مزور‬ ‫فق ��ط‪� .‬أح ��د ق ��ادة الحر� ��س الث ��وري‪ ،‬محمد علي‬ ‫جعف ��ري‪ ،‬المنوط به مهمة �إخم ��اد "الإنتفا�ضة"‪،‬‬ ‫و�صف الو�ض ��ع على �شا�ش ��ات التلفزيون الحكومي‬ ‫الإيراني في العام ‪ 2013‬ك�أخطر تهديد للجمهورية‬

‫محمود �أحمدي نجاد خالل �إحدى زياراته "الإنتخابية"‪� :‬صور وزعها م�شجعوه عبر الإنترنت‬


‫مل�صق لم�شجعيه‪ :‬تعليق "هناك جفاف‪ ،‬ونحن بحاجة �إلى المطر" تحت �صورة للرئي�س ال�سابق‬

‫ملي ��ون �شخ� ��ص ق ��د ال يكف ��ي للف ��وز باالنتخابات‬ ‫للمت�شددين‪ .‬في العام ‪ ،2013‬فاز روحاني بحوالي‬ ‫‪ 19‬ملي ��ون �ص ��وت ‪� -‬أكث ��ر م ��ن ‪ 50‬ف ��ي المئة من‬ ‫اال�ص ��وات بن�سبة قليل ��ة‪ .‬على النقي� ��ض من ذلك‪،‬‬ ‫ح�ص ��ل �إثن ��ان من كب ��ار المر�شحي ��ن المت�شددين‬ ‫فقط على �أربعة و�ستة ماليين �صوت لكل منهما‪.‬‬ ‫�إذا �شع ��ر ال ُمر�شد الأعلى �أن تر�شيح �أحمدي نجاد‬ ‫ل ��ن يكون ُمجدي� � ًا‪ ،‬قد يتح� � ّول مكتبه �إل ��ى الخيار‬ ‫الثان ��ي‪ :‬الجنرال قا�سم �سليمان ��ي‪ .‬وهو قائد فيلق‬ ‫القد� ��س‪ ،‬ذراع الحر�س الثوري للعملي ��ات ال�سرية‬ ‫في الخارج‪ ،‬البال ��غ من العمر ‪ 59‬عام ًا‪ .‬قاد بع�ض‬ ‫المتمردين العراقيين الذين كانوا يقاتلون القوات‬ ‫الأميركي ��ة‪ ،‬لكن ��ه الآن يقود الحم�ل�ات الع�سكرية‬ ‫الإيراني ��ة ف ��ي �سوري ��ا والع ��راق‪ ،‬وال ي ��زال يمث ��ل‬ ‫"الع ّراب" لجماعة "حزب اهلل" في لبنان‪.‬‬

‫م�شجعي �أحمدي نجاد‪ ،‬الذين هم‬ ‫�إن ّ‬ ‫في الغالب طالب جامعات �إ�سالميون‬ ‫مت�شددون �سابقون ورجال ميلي�شيا‬ ‫"البا�سيج"‪ ،‬قد �أن�ش�أوا مواقع �إلكترونية‬ ‫لن�شر تحركاته وخطبه‪ .‬وو�ضعوا‬ ‫مل�صقات لح ّثه على العودة �إلى‬ ‫ال�سيا�سة‪� .‬أحد المل�صقات عليه تعليق‬ ‫"هناك جفاف‪ ،‬ونحن بحاجة �إلى‬ ‫المطر" تحت �صورة للرئي�س ال�سابق‬

‫في الآونة الأخيرة‪� ،‬أبدت و�سائل الإعالم الإيرانية‬ ‫المحافظ ��ة �إهتمام� � ًا كبي ��ر ًا بالجن ��رال اللغ ��ز‪.‬‬ ‫ن�شرت �إحدى ال�صحف �ص ��ورة له وهو يوا�سي �إبن‬ ‫م�صطفى ب ��در الدين‪� ،‬آخر قائ ��د �شهيد ل"حزب‬ ‫اهلل" ف ��ي �سوري ��ا‪ .‬و ُن�ش ��رت �ص ��ورة له وه ��و يقود‬ ‫ق ��وات �إيراني ��ة �إلى حل ��ب لدعم الرئي� ��س ال�سوري‬ ‫ب�ش ��ار الأ�سد‪ .‬كما تم ت�صوي ��ر �سليماني �أخير ًا في‬ ‫العراق يق ��دم الم�شورة لقادة الميلي�شيات ال�شيعية‬ ‫ف ��ي �ضواح ��ي الفلوجة‪ .‬وبعد ب�ضع ��ة �أيام في وقت‬ ‫الحق‪� ،‬ألقى �سليماني خطاب ًا في طهران في م�ؤتمر‬ ‫ف�صيل للمت�شددين البرلمانيين – وهو ظهور �أثار‬ ‫الده�ش ��ة في العا�صمة لأنه ل ��م يكن من المعروف‬ ‫عنه �سابق� � ًا �أنه ينظر �إلى الخو�ض ف ��ي ال�سيا�سة‪،‬‬ ‫على الأقل في ال�سيا�سة الحزبية‪ .‬وهذا الأمر ك ّثف‬ ‫التكهن ��ات حول نواياه لتر�شي ��ح نف�سه للإنتخابات‬ ‫الرئا�سية في العام المقبل‪.‬‬ ‫لي�س من الم�ستبع ��د �أن يتر�شح �سليماني في العام‬ ‫المقب ��ل‪ .‬بع ��د كل �شيء‪ ،‬قد يكون لدي ��ه دعم �أكثر‬ ‫م ��ن �أحمدي نج ��اد‪ ،‬ال �سيما في �أو�س ��اط النخبة‪،‬‬ ‫بالنظ ��ر �إلى �أن �إيران قد نم ��ت �أكثر ع�سكري ًا على‬ ‫مر ال�سنين‪ .‬تح ّول الكثير من قادة الحر�س الثوري‬ ‫�إل ��ى مالب� ��س المدنيي ��ن و�أخ ��ذوا مواق ��ع لهم في‬ ‫البرلمان والحكوم ��ة‪ ،‬وفي االقت�ص ��اد‪ .‬والجنرال‬ ‫ه ��و �شخ�صية جذابة‪ ،‬متوازن ��ة‪ ،‬و ُمحترمة �إلى حد‬ ‫كبير لي�س فق ��ط من المت�شددين ولك ��ن �أي�ض ًا من‬ ‫الإ�صالحيين الإ�سالميي ��ن وحتى القوميين الذين‬ ‫ي ��رون م�آث ��ره ف ��ي المنطق ��ة فيم ��ا ه ��و يدافع عن‬ ‫م�صالح البالد – والحفاظ على �إيران �آمنة‪ ،‬الذي‬ ‫�أ�صبح م�صدر فخر‪ .‬حت ��ى الآن‪ ،‬لم يع ّلق �سليماني‬ ‫عل ��ى الإتف ��اق الن ��ووي‪ّ ،‬‬ ‫وف�ضل البقاء خ ��ارج هذه‬ ‫الق�ضية ال�سيا�سية ال�سامة‪.‬‬ ‫من ناحي ��ة �أخرى‪� ،‬سليماني ه ��و �أي�ض ًا قريب جداً‬ ‫م ��ن خامنئ ��ي‪ ،‬الذي ه ��و محتر� ��س وح ��ذر ب�شكل‬ ‫متزاي ��د من روحاني‪ .‬يتعار� ��ض الأخيران ب�إنتظام‬ ‫م ��ع بع�ضهم ��ا علن ًا ح ��ول م�سائ ��ل ال�سيا�س ��ة‪ ،‬من‬ ‫�أهمي ��ة تدري�س اللغة الإنكليزي ��ة في المدار�س �إلى‬ ‫دور المر�أة وفوائد الإتفاق النووي‪ .‬في الإنتخابات‬ ‫الرئا�سية الت ��ي �ستجري في العام المقبل‪� ،‬سيكون‬ ‫على روحاني مواجه ��ة قوى هائلة في الداخل التي‬ ‫م ��ن المرجح �أن تجعل �سنت ��ه الأخيرة في من�صبه‬ ‫م ��ن الأ�صعب حتى الآن‪ .‬لكن ال تزال لديه الغالبية‬ ‫ال�ساحق ��ة من الإيرانيي ��ن التي ت�ؤي ��ده والتي تريد‬ ‫منه توجيه البالد نحو الإعتدال ‪ --‬مهما قد يبدو‬ ‫ذلك الإعتدال من الخارج‬ ‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪57‬‬


‫العالم ¶ �إيران‬

‫الرئي�س ح�سن روحاني‪� :‬سنته الأخيرة في من�صبه �ستكون �صعبة‬

‫خ�ل�ال محاولته �إقال ��ة وزير الإ�ستخب ��ارات حيدر‬ ‫م�صلح ��ي ف ��ي ني�س ��ان (�إبري ��ل) ‪ ،2011‬وهو �أمر‬ ‫عار�ضه خامنئي‪� .‬إحتجاج ًا‪� ،‬إعتكف �أحمدي نجاد‬ ‫ورف� ��ض الح�ضور �إلى مكتبه لم ��دة ‪ 11‬يوم ًا‪ .‬وكان‬ ‫م�ص ��در �آخر للتوتر م ��ع المر�شد الأعل ��ى �إختياره‬ ‫المقترح لمن�صب نائ ��ب الرئي�س الأول‪� ،‬إ�سفنديار‬ ‫رحي ��م م�شائ ��ي‪ ،‬الذي يتمت ��ع بوجه ��ات نظر غير‬ ‫تقليدي ��ة ع ��ن الإ�سالم و�أثب ��ت قدرته عل ��ى قيادة‬ ‫الرئي�س خ ��ارج �إيديولوجيا "الث ��ورة الإ�سالمية"‪.‬‬ ‫وينتمي ك ٌّل من �أحمدي نج ��اد وم�شائي �إلى طائفة‬ ‫م ��ن الم�ؤمنين المتح ّم�سين لع ��ودة مبكرة للمهدي‬ ‫ الإم ��ام ال‪ 12‬المفقود ال ��ذي يعتقد كثيرون من‬‫ال�شيع ��ة �أنه �سيعود يوم ًا لإح�ل�ال ال�سالم والعدالة‬ ‫على وجه الأر�ض‪ .‬كما ب ��د�أ �أحمدي نجاد وم�شائي‬ ‫ن�شر �سمة قومية للت�ش ّيع التي كانت على خالف مع‬ ‫�سمة �إ�سالم المر�شد الأعلى والنظام الإيراني‪.‬‬ ‫قد يكون �أحمدي نجاد يعرف �أنه ال يحظى ب�شعبية‬ ‫ف ��ي �أروقة ال�سلطة‪ ،‬لكنه ي�ست�شع ��ر بوجود فر�صة‪.‬‬ ‫�إن الإنتخاب ��ات الرئا�سية المقبلة �سوف تركز على‬ ‫الأرج ��ح عل ��ى م�س�ألة مق ��دار �إ�ستف ��ادة �إيران من‬ ‫الإتف ��اق النووي الذي �أدّى �إلى رف ��ع العقوبات عن‬ ‫البالد‪ .‬في �إنتقادهم لروحاني‪ ،‬جادل المت�شددون‬ ‫�أن ��ه تخ ّلى ع ��ن �أغلى ما تمل ��ك �إي ��ران‪ ،‬البرنامج‬ ‫النووي‪ ،‬مقابل "ال �ش ��يء تقريب ًا"‪ .‬ويقف خامنئي‬ ‫الى جانبه ��م‪ ،‬وكذلك الحر�س الث ��وري‪ ،‬وال�سلطة‬ ‫الق�ضائي ��ة‪ ،‬والعدي ��د م ��ن المراك ��ز الأخ ��رى في‬ ‫ال�سلطة‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن �أم ��ام روحان ��ي مهم ��ة �صعب ��ة �إذا كان‬ ‫عليه �إظهار كي ��ف �إ�ستفادت �إيران في ظل �إدارته‪،‬‬

‫‪56‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫الجنرال قا�سم �سليماني‪ :‬قد يكون‬ ‫خرطو�شة المت�شددين الأخيرة في �إنتخابات ‪2017‬‬

‫على مدى الأ�شهر القليلة الفائتة‪،‬‬ ‫كان محمود �أحمدي نجاد ُيل ّمح �إلى‬ ‫�أنه قد ير�شح نف�سه للرئا�سة في‬ ‫الإنتخابات التي �ستجري في حزيران‬ ‫(يونيو) ‪ .2017‬لذا قام بجوالت في‬ ‫المدن ال�صغيرة وتحدث في الم�ساجد‬ ‫وكنتيج ��ة للإتفاق النووي‪ .‬لق ��د كانت الفوائد من‬ ‫رفع العقوبات بطيئ ��ة‪ .‬البطالة متف�شية‪ ،‬والأعمال‬ ‫التجارية بطيئة‪ ،‬والتج ��ارة مع العالم الخارجي ال‬ ‫تزال في حالة ركود‪ .‬ال تزال الجمهورية الإ�سالمية‬ ‫تتعاف ��ى م ��ن العقوب ��ات الم�صرفية الت ��ي ق�صمت‬ ‫بمفرده ��ا تقريب� � ًا �إقت�صادها‪ .‬و�صول �إي ��ران �إلى‬ ‫التجارة بالدوالر الأميرك ��ي ال يزال ُم ّ‬ ‫عط ًال ب�سبب‬ ‫العقوب ��ات الأميركية الأخرى المت�صلة ببرنامجها‬ ‫ال�صاروخ ��ي‪ ،‬و�سجلها الم�ؤ�سف ف ��ي مجال حقوق‬ ‫الإن�سان‪ ،‬ودعمها المزعوم للإرهاب‪.‬‬ ‫ف ��ي الوق ��ت عينه‪ ،‬م ��ع ذل ��ك‪ ،‬تم ّك ��ن روحاني من‬ ‫خف� ��ض الت�ضخم م ��ن م�ستويات مرتفع ��ة جد ًا �إلى‬ ‫�أق ��ل من ع�شرة ف ��ي المئ ��ة‪ .‬وقد تخل�ص ��ت �إيران‬ ‫الآن �إل ��ى حد كبير من بع� ��ض �أ�سو�أ العقوبات‪ .‬عاد‬ ‫ال�شن ��اط �إلى �صادرات النف ��ط‪ .‬والأهم من ذلك‪،‬‬ ‫فقد حقن جرعة حا�سمة من التفا�ؤل في ال�سيا�سة‬ ‫الإيراني ��ة‪ ،‬الأمر ال ��ذي �أدى �إل ��ى الأداء ال�ضعيف‬

‫للمت�شددين في االنتخابات الأخيرة التي جرت في‬ ‫�آذار (مار�س) لمجل� ��س النواب ومجل�س الخبراء‪.‬‬ ‫وق ��د خ�سر العدي ��د م ��ن ال�شخ�صي ��ات المت�شددة‬ ‫الرئي�سي ��ة مقاعده ��م‪ ،‬وفق ��دوا ال�سيط ��رة عل ��ى‬ ‫البرلم ��ان للمرة االول ��ى منذ ‪ 12‬عام� � ًا‪ .‬وهذا هو‬ ‫�أحدث م�ؤ�شر �إلى �أن الإيرانيين يدعمون الإعتدال‬ ‫يج�سده المت�شددون‪.‬‬ ‫على التطرف الذي ّ‬ ‫وبالن�سب ��ة �إل ��ى المت�شدّدي ��ن‪ ،‬قد تتطل ��ب الأوقات‬ ‫الع�صيب ��ة تدابير يائ�سة‪ .‬وق ��د لم�س �أحمدي نجاد‬ ‫ذلك‪ .‬وه ��و ال�شخ�صية المت�ش� �دّدة الوحيدة الذي‬ ‫لدي ��ه ن ��داء �شعب ��وي‪� .‬إن ��ه ال ي ��زال يتمت ��ع بدع ��م‬ ‫ف ��ي �أو�س ��اط الفق ��راء ف ��ي المناط ��ق الريفية في‬ ‫جمي ��ع �أنحاء الب�ل�اد‪ .‬خالل الفترة الت ��ي ق�ضاها‬ ‫ف ��ي من�صب ��ه‪� ،‬ساف ��ر ب�إنتظ ��ام �إل ��ى م ��دن وقرى‬ ‫المحافظ ��ات‪ ،‬وتعه ��د ب�إج ��راء تح�سين ��ات‪ ،‬عل ��ى‬ ‫الرغم من �أنه حقق فقط جزء ًا �صغير ًا من وعوده‪.‬‬ ‫كما زاد روات ��ب المتقاعدين والممر�ضين والعمال‬ ‫ف ��ي الحكوم ��ة‪ .‬وخطته ال�سيئ ��ة الت�ص� � ّور لإعطاء‬ ‫كل �إيران ��ي م ��ا يعادل ‪ 40‬دوالر ًا �شهري� � ًا نقد ًا بد ًال‬ ‫م ��ن بع�ض الإعان ��ات �أدّت �إلى نتائ ��ج عك�سية على‬ ‫االقت�ص ��اد وخلق ��ت �سيولة �ضخم ��ة‪ ،‬لكنها عززت‬ ‫�أتباعه‪.‬‬ ‫يعتق ��د البروف�س ��ور �ص ��ادق زيباكالم م ��ن جامعة‬ ‫طه ��ران �أن �أحمدي نج ��اد قادر عل ��ى الفوز ب‪10‬‬ ‫�إل ��ى ‪ 15‬مليون �ص ��وت‪ ،‬وحتى في ه ��ذه الأيام‪� .‬إن‬ ‫المت�شدّدي ��ن‪ ،‬مهم ��ا كان ��وا يكرهون ��ه‪ ،‬ال يمكنهم‬ ‫تجاه ��ل ه ��ذا ب�سهول ��ة‪" .‬قد ي�ضط ��رون �إل ��ى بلع‬ ‫كبريائه ��م ودع ��م تر�شيح ��ه"‪ ،‬قال زيب ��اكالم في‬ ‫مقاب�ل�ات �صحافي ��ة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف� ��إن ت�صويت ‪15‬‬


‫امل�صارف‬

‫�رشكات الت�أمني‬

‫�رشكات الإ�ستثمار‬

‫العراق‪ :‬خطة خم�سية لتطوير القطاع الم�صرفي‬ ‫�أقر الم�صرف المرك ��زي العراقي للمرة الأولى‬ ‫خطة خم�سية تنتهي بحلول العام ‪ 2020‬لتطوير‬ ‫القط ��اع الم�صرفي و�آليات عمل ��ه و�إيجاد حلول‬ ‫للأزمة المالية الخانقة التي يعي�شها البلد‪.‬‬ ‫وت�ضمن ��ت الخط ��ة خم�س ��ة �أه ��داف لدع ��م‬ ‫الإ�ستق ��رار المال ��ي وتحقيقه‪ ،‬وتعزي ��ز القطاع‬ ‫الم�صرف ��ي والم�ؤ�س�س ��ات المالي ��ة وتقويته ��ا‪،‬‬ ‫وتطوير البنية التنظيمي ��ة لـ"البنك المركزي"‬ ‫وهيكليته‪ .‬كما خ�ص�ص ��ت هدفين لتطوير ر�أ�س‬ ‫الم ��ال الب�ش ��ري وتفعي ��ل العالق ��ات الداخلي ��ة‬ ‫والخارجية‪.‬‬ ‫وقال محافظ "المركزي"‪ ،‬علي مح�سن العالق‬ ‫في حديث �صحافي‪" :‬هذه الخطة �ستكون �أ�شبه‬ ‫ب� ��أول �إ�ستراتيجي ��ة للبن ��ك و�ضعت وف ��ق منهج‬ ‫متكام ��ل ف ��ي التخطيط ح ��ددت في ��ه الأهداف‬ ‫العام ��ة والفرعية والمت�ضمن ��ة م�شاريع وبرامج‬ ‫ومبادرات ربطت بمواعيد لتنفيذها"‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف �أن نخب ��ة م ��ن الخب ��راء المحليي ��ن‬ ‫والعالميي ��ن المتخ�ص�صي ��ن �ساهم ��وا في و�ضع‬ ‫هذه الخطة �إ�ضافة �إلى ك ��وادر الم�صرف‪ ،‬و�أن‬ ‫فريق العمل �أجرى تحلي ًال دقيق ًا للبيئة الداخلية‬ ‫والخارجي ��ة وت�شخي� ��ص نقاط الق ��وة وال�ضعف‬ ‫والفر� ��ص والتحدي ��ات وكيفية اال�ستف ��ادة منها‬

‫محافظ البنك المركزي العراقي علي مح�سن العالق‬

‫خالل مراحل التنفيذ على مدى خم�س �سنوات‪.‬‬ ‫و�شدد محافظ "المركزي" على �أهمية تحقيق‬ ‫الأه ��داف الخم�س ��ة وخ�صو�ص� � ًا اال�ستقرار في‬ ‫الأ�سع ��ار المحلية والمحافظ ��ة على نظام مالي‬ ‫ثاب ��ت وتعزي ��ز التنمي ��ة الم�ستدام ��ة‪ ،‬وكذل ��ك‬ ‫االهتم ��ام بالرقابة والإ�ش ��راف على الم�صارف‬ ‫لبن ��اء قط ��اع كف ��وء وفع ��ال باعتب ��اره ي�ض ��م‬ ‫م�ؤ�س�س ��ات م�صرفي ��ة ت�أ�س�س ��ت غالبيتها خالل‬ ‫الفت ��رة الأخيرة‪ ،‬وما زالت بعي ��دة من المعايير‬ ‫والممار�س ��ات الحديث ��ة وتن ��وع الن�شاطات وهي‬ ‫تفتق ��ر للتقنيات والبرام ��ج الحديث ��ة والكوادر‬ ‫الم�ؤهلة‪.‬‬

‫م�صارف الإمارات تلغي ‪ 1247‬وظيفة‬ ‫�إن�ضم ��ت الم�ص ��ارف العامل ��ة ف ��ي الإم ��ارات‬ ‫�إل ��ى الموج ��ة ال�سائ ��دة داخ ��ل ال�ش ��ركات‬ ‫والم�ؤ�س�س ��ات الكب ��رى ف ��ي القطاعي ��ن الع ��ام‬ ‫والخا�ص والمنطقة‪ ،‬والمتمثلة في خف�ض ن�سبة‬ ‫الموظفي ��ن‪ ،‬ف ��ي خطـ ��وة تهـــدف �إل ��ى خفـــ�ض‬ ‫نفقـــاتهـا لمواجهـــة ت�أثير تراجع �أ�سعار النفط‪.‬‬ ‫و�أعل ��ن الم�ص ��رف المرك ��زي �أن "الم�ص ��ارف‬ ‫خف�ض ��ت ع ��دد موظفيها خ�ل�ال �آذار (مار�س)‬ ‫الما�ض ��ي �إل ��ى ‪ 38,912‬موظف� � ًا‪ ،‬م ��ن ‪40,159‬‬ ‫موظف� � ًا نهاي ��ة �شب ��اط (فبراير)‪ ،‬م ��ا يعني �أن‬ ‫‪ 1247‬موظف� � ًا خ�س ��روا وظائفه ��م"‪ .‬وج ��اءت‬ ‫خطوة الم�صارف بعدم ��ا د�أبت على �إ�ستقطاب‬ ‫الي ��د العاملة الجدي ��دة بعد �إنح�س ��ار تداعيات‬ ‫الأزم ��ة المالي ��ة العالمي ��ة ف ��ي الع ��ام ‪،2008‬‬ ‫و�إرتف ��اع الطلب وتنامي الإي ��رادات‪ ،‬فيما تميل‬

‫�إل ��ى تقلي�صهم وح�صر النفق ��ات خالل فترات‬ ‫االنكما�ش كنوع من التحوط‪.‬‬ ‫وعل ��ى رغ ��م حال ��ة الترق ��ب والح ��ذر الت ��ي‬ ‫تعي�شه ��ا الم�صارف الإماراتي ��ة‪ ،‬كغيرها من‬ ‫القطاع ��ات االقت�صادية ب�سبب تراجع �أ�سعار‬ ‫النفط ال ��ذي ي�شكل ن�سبة مرتفعة من الدخل‬ ‫الإجمال ��ي للكثير م ��ن دول المنطق ��ة بن�سب‬ ‫متفاوت ��ة‪ ،‬قدم ��ت الم�ص ��ارف الإماراتية في‬ ‫الربع الأول من ال�سن ��ة مزيد ًا من القرو�ض‪.‬‬ ‫و�أظهرت بيانات "المركزي" �إرتفاع "ر�صيد‬ ‫القرو� ��ض ال�شخ�صي ��ة لأغرا� ��ض �إ�ستهالكية‬ ‫والت ��ي مولته ��ا الم�صارف م ��ع نهاي ��ة الربع‬ ‫الأول �إلى ‪ 135.6‬مليار درهم (‪ 36.7‬مليار‬ ‫دوالر) مقارن ��ة بـ‪ 133.3‬ملي ��ار درهم نهاية‬ ‫العام الما�ضي"‪.‬‬

‫من األسواق‬ ‫�أو�صى الم�ؤتمر الحادي والثالثين للإتحاد العام‬ ‫العربي للت�أمين الذي عقد في فندق "فيني�سيا" في‬ ‫بي���روت ب�أن تفيد هيئات الرقاب���ة على الت�أمين في‬ ‫ال���دول الت���ي ال تفر����ض ذلك عل���ى �إلزامي���ة ت�أمين‬ ‫البت���رول والغاز ل���دى �ش���ركات الت�أمي���ن الوطنية‪،‬‬ ‫م���ن الخب���رات العربي���ة والإقليمي���ة والت�سهي�ل�ات‬ ‫التي تقدمه���ا �شركات �إعادة الت�أمي���ن العالمية في‬ ‫ه���ذا المجال‪ ،‬ودر����س �آلي���ة لف�ض المنازع���ات بين‬ ‫�ش���ركات الت�أمين و�إع���ادة الت�أمي���ن العربية‪ .‬كذلك‬ ‫نا�شد الجه���ات الحكومية ذات العالق���ة بالإ�ستمرار‬ ‫في تطوير قوانين الإ�ش���راف والرقابة على الت�أمين‬ ‫ليك���ون هذا القطاع ق���ادراً على مواكب���ة التطورات‬ ‫التي تمكنه م���ن تحقيق التق���دم المرتقب‪ ،‬وكذلك‬ ‫منا�ش���دة �ش���ركات الت�أمي���ن العربي���ة الإف���ادة م���ن‬ ‫الق���درات المتوافرة ف���ي المنطق���ة العربية وتنويع‬ ‫المنتج���ات والخدمات الت���ي تقدمه���ا والإرتقاء بها‬ ‫�إل���ى م�ست���وى نظرائه���ا م���ن ال�ش���ركات العالمي���ة‪،‬‬ ‫و�إ�ص���دار القواني���ن المنظم���ة للت�أمي���ن الرقمي بما‬ ‫فيها الت�سويق الإلكتروني لم�سايرة الثورة الرقمية‬ ‫والإ�ستفادة منها وكذلك القوانين المنظمة للت�أمين‬ ‫عبر الم�ص���ارف ك�أحد �سبل تطوير الج���ودة ال�شاملة‬ ‫بقطاع الت�أمين‪ .‬ا�ضافة الى العمل على تطوير �إدارة‬ ‫نظم المعلوم���ات و�أ�ساليب قيا����س و�إدارة المخاطر‬ ‫الت�أميني���ة التي بات���ت ب�أحجام كبيرة ج���داً وتحديث‬ ‫طرق التعامل معها‪.‬‬ ‫بعد تو�ضيح حاكم م�صرف لبنان ريا�ض �سالمة‬ ‫موجبات التعميم رقم ‪ 137‬المتعلق بقانون مكافحة‬ ‫تمويل "حزب اهلل"‪ ،‬طلبت هيئة التحقيق الخا�صة في‬ ‫م�صرف لبنان م���ن الم�ص���ارف والم�ؤ�س�سات المالية‬ ‫وم�ؤ�س�س���ات الو�ساط���ة المالية و�سائ���ر الم�ؤ�س�سات‬ ‫الملزمة باالبالغ‪" ،‬ع���دم اتخاذ �أي تدبير لجهة اقفال‬ ‫اي ح�ساب عائد لأحد عمالئها �أو االمتناع عن التعامل‬ ‫معه �أو عن فتح �أي ح�ساب له قبل مرور ‪ 30‬يوما ً على‬ ‫ابالغ "هيئة التحقيق الخا�صة"‪ ،‬على �أن يت�ضمن هذا‬ ‫التبليغ تو�ضيح���ا ً للأ�سباب الموجبة التي تبرر اتخاذ‬ ‫هذه االجراءات والتدابير‪.‬‬ ‫و�أ�شارت الى �أنه "في حال لم يرد �أي جواب من هيئة‬ ‫التحقيق الخا�صة خالل المهلة المذكورة اعاله يعود‬ ‫�إلى الم�صارف وللم�ؤ�س�سات المعنية اتخاذ االجراءات‬ ‫المنا�سبة بهذا الخ�صو����ص‪ .‬و�إذ ا�شارت الى �أن هذه‬ ‫تطبق في ما خ����ص الح�سابات العائدة‬ ‫االج���راءات ال ّ‬ ‫لأ�شخا����ص �أو م�ؤ�س�س���ات مدرج���ة ا�سما�ؤهم على اي‬ ‫م���ن اللوائح الم�ص���درة المتعلقة بتطبي���ق القانون‬ ‫نبهت‬ ‫االميرك���ي ال�صادر بتاريخ ‪ّ ،2015/12/18‬‬ ‫�إلى �أن كل من يخالف �أحكام هذا التعميم �سيتعر�ض‬ ‫للمالحقة �أمام الهيئة الم�صرفية العليا"‪.‬‬

‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪59‬‬


‫البور�صات العربية والدولية‬

‫�أخبار �أ�سواق المال‬

‫العمالت‬

‫المؤشر‬

‫قنابل "حزب اهلل" ال ت�ستطيع الفوز على النظام الم�صرفي‬

‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أن "حزب اهلل" �أفاد ب� ��أن ال عالقة ل ��ه بالقنبلة التي‬ ‫�إنفج ��رت بالقرب من م�صرف لبنان ��ي بارز م�ساء الأحد في ‪ 12‬ال�شهر‬ ‫الجاري‪ ،‬ال �أحد تقريباً في بيروت ي�أخذ هذا على محمل الجد‪.‬‬ ‫ج ��اءت القنبل ��ة بع ��د �أ�سابي ��ع م ��ن الخ�ل�اف بي ��ن الح ��زب والقط ��اع‬ ‫الم�صرف ��ي اللبناني‪ ،‬الذي قام بتنفيذ ت�شري ��ع �أميركي معروف ب�إ�سم‬ ‫قانون منع تمويل "حزب اهلل" الدولي ال�صادر في العام ‪.2015‬‬ ‫يفر� ��ض هذا القانون عقوبات على جميع الم�ؤ�س�سات التي تتعامل مع‬ ‫"ح ��زب اهلل" �أو ال�ش ��ركات التابع ��ة له‪ ،‬من خالل منعها من العمل في‬ ‫النظام المال ��ي الأميركي‪ .‬ورداً على هذا‪� ،‬أقدمت الم�صارف اللبنانية‬ ‫عل ��ى �إغ�ل�اق الح�ساب ��ات الت ��ي ت�شتب ��ه ف ��ي �أنه ��ا تابع ��ة للم�ؤ�س�س ��ات �أو‬ ‫الأفراد الذين لهم عالقات مع الحزب ال�شيعي‪.‬‬ ‫في المقابل‪ ،‬جادل الحزب �أن البنوك تفرط في تف�سير واليتها‪ ،‬و�أنه‬ ‫يجب عليها �إغالق تلك الح�سابات المع َّينة فقط من قبل مكتب وزارة‬ ‫الخزان ��ة الأميركية لمراقبة الأ�ص ��ول الأجنبية‪ ،‬الذي يدير ويفر�ض‬ ‫عقوبات تتعلق ب�أهداف ال�سيا�سة الخارجية الأميركية‪ .‬ولكن بالن�سبة‬ ‫�إلى البنوك هذا لي�س مقبو ًال �أو جيداً بما فيه الكفاية‪.‬‬ ‫�إن من ��ع العمل ف ��ي النظام المالي الأميركي ه ��و قبلة الموت بالن�سبة‬ ‫�إل ��ى البن ��وك الدولي ��ة‪ .‬وه ��ذا يعن ��ي �أنه ��ا ال ت�ستطي ��ع الدخ ��ول ف ��ي‬ ‫التعام�ل�ات بال ��دوالر عبر نيويورك‪ ،‬التي من �ش�أنه ��ا �أن تجبرها على‬ ‫نحو فعال على �إغالق �أبوابها‪ .‬وكما يعلم معظم الم�صارف اللبنانية‪،‬‬ ‫�إذا تم تحديد �أحدهم من قبل الواليات المتحدة ب�أنه مذنب ال يطبق‬ ‫قان ��ون من ��ع تموي ��ل "حزب اهلل" الدولي يمكن �أن يك ��ون له ت�أثير �سام‬ ‫في الجهاز الم�صرفي ككل‪ ،‬مع �إرتفاع ال�شكوك حول م�صداقيته‪.‬‬ ‫ويق ��ول م�س�ؤول ��ون م�صرفي ��ون‪ ،‬وخ�صو�ص� �اً حاك ��م البن ��ك المرك ��زي‬ ‫ريا�ض �سالمة‪� ،‬أنه لي�س لديهم خيار �سوى تنفيذ القانون الأميركي‪.‬‬ ‫وه ��ذا يحم ��ل بع� ��ض الثق ��ل‪� ،‬إذ �أن الإقت�صاد اللبناني يعتم ��د كلياً على‬ ‫البن ��وك و�شرائه ��ا ل�سن ��دات الخزان ��ة الحكومي ��ة لتموي ��ل الديون في‬ ‫الب�ل�اد‪� .‬إذا ت ��م �إ�سته ��داف القط ��اع الم�صرف ��ي لإظه ��ار مرون ��ة تج ��اه‬ ‫"حزب اهلل"‪ ،‬ف�إن الإقت�صاد �سيكون في خطر حقيقي من الإنهيار في‬ ‫نهاية المطاف‪.‬‬ ‫�إن الت�شريع ��ات المالي ��ة الأميركي ��ة ال�سابق ��ة‪ ،‬م ��ن خ�ل�ال التهدي ��د‬ ‫بقط ��ع الو�صول �إل ��ى �أ�سواق الواليات المتحدة‪ ،‬قد نجحت في تفكيك‬ ‫الممار�س ��ات الم�صرفي ��ة ف ��ي جمي ��ع �أنح ��اء العال ��م الت ��ي تعار�ضه ��ا‬ ‫وا�شنط ��ن‪ .‬لق ��د كان ��ت المخاوف من القط ��ع‪ ،‬على �سبي ��ل المثال‪� ،‬إلى‬ ‫جان ��ب فر�ض مزيد من العقوبات المبا�شرة‪ ،‬قد �أجبرت �سوي�سرا على‬ ‫التخلي عن �سيا�ستها لل�سرية الم�صرفية في ما يتعلق بالأميركيين‪.‬‬ ‫في الواقع‪ ،‬كانت وا�شنطن قادرة على فر�ض برنامج الرقابة العالمية‬ ‫على البنوك المعروف ب�إ�سم قانون الإمتثال ال�ضريبي على الح�سابات‬ ‫الخارجي ��ة‪� ،‬أو "فات ��كا"‪ .‬بموج ��ب ه ��ذا القان ��ون ف� ��إن البن ��وك ُمل َزمة‬

‫‪58‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫ب�إر�س ��ال تقاري ��ر �سنوي ��ة �إلى دائ ��رة الإي ��رادات الداخلية ع ��ن �أ�صحاب‬ ‫الح�ساب ��ات الأميركيي ��ن‪ ،‬كو�سيلة لم�صلحة ال�ضرائ ��ب لتحديد ما �إذا‬ ‫كانوا يقومون بتغطية الدخل ب�شكل دقيق‪.‬‬ ‫الأداة الرئي�سية لل�ضغط في "فاتكا" هي ذات �صلة مع مناق�شة قانون‬ ‫من ��ع تمويل "حزب اهلل"‪� .‬إذا ف�شل بنك في تقديم تقرير عن �أ�صحاب‬ ‫الح�ساب ��ات الأميركي ��ة‪ ،‬وحت ��ى م ��ن طري ��ق الخط� ��أ‪ ،‬يح ��ق ل�سلط ��ات‬ ‫الوالي ��ات المتح ��دة �إقتط ��اع ‪ 30‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن التعام�ل�ات بالدوالر‬ ‫المتعلق ��ة بذل ��ك الح�ساب‪ .‬ونتيجة لذل ��ك‪ ،‬ف�إن الم�ص ��ارف اللبنانية‪،‬‬ ‫مث ��ل تل ��ك الم�صارف ف ��ي كل مكان‪� ،‬سارع ��ت �إلى االمتث ��ال ل"فاتكا"‪،‬‬ ‫على الرغم من �أنها قد تكبدت تكاليف عالية للقيام بذلك‪.‬‬ ‫بالإ�ضافة‪ ،‬تم �إرغام البنوك على تقديم �إجراءات �إعرف عميلك الأكثر‬ ‫تعقي ��داً م ��ن ذلك بكثي ��ر‪ ،‬ل�ضم ��ان �أن عمالءها ال يخبئ ��ون جن�سيتهم‬ ‫الأميركية‪� ،‬أو �إ�ستخدام �أفراد الأ�سرة غير الأميركيين لإخفاء المال‪.‬‬ ‫وفت ��ح ح�س ��اب في بيروت يمك ��ن الآن �أن ي�ستغرق وقتاً طوي ً‬ ‫ال جداً لأن‬ ‫البنوك ت�أخذ جانب الحذر‪.‬‬ ‫�إن �سل ��وك البن ��وك بالن�سب ��ة �إلى "فات ��كا"‪ ،‬الذي ُولِد م ��ن الخوف‪ ،‬هو‬ ‫م�ؤ�شر جيد لما يواجه "حزب اهلل"‪ .‬والبنوك‪ ،‬بحكم تعريفها تقريباً‪،‬‬ ‫تبتع ��د عن المخاط ��ر‪ ،‬وتتجنب �إمكانية �أن ُي َ‬ ‫نظ ��ر �إليها على �أنها غير‬ ‫متوافق ��ة �أو غي ��ر ُملتزمة القوانين‪ ،‬فقد �إعتمدت عادة موقفاً يتجاوز‬ ‫ما هو �ضروري‪.‬‬ ‫والم�شكل ��ة ه ��ي �أن ه ��ذا النه ��ج ينظر �إلي ��ه "حزب اهلل" بع ��دم الر�ضى‬ ‫الآن‪.‬‬ ‫البن ��وك تخ�ش ��ى �أن ُتظه ��ر �أي مرون ��ة مع الح ��زب يمكن �أن ت� ��ؤدي �إلى‬ ‫عواقب وخيمة �أكثر �إذا ات�سعت ت�سميات الخزانة الأميركية‪� .‬إذا ُ�شجِ ب‬ ‫�أح ��د البن ��وك من قبل الأميركيين ل�سبب معين‪ ،‬فهذا يمكن �أن يخلق‬ ‫االنطباع ب�أن النظام برمته متورط في التغطية‪.‬‬ ‫�إذا كان ذل ��ك ليح ��دث‪ ،‬ف� ��إن �إنعدام الثقة في النظ ��ام الم�صرفي �سوف‬ ‫ينت�ش ��ر والعديد من �أ�صحاب الح�سابات ق ��د يف�ضلون �إر�سال �أموالهم‬ ‫�إل ��ى �أماك ��ن �أخرى‪ ،‬مم ��ا يجعل النظ ��ام �أكثر عر�ضة للخط ��ر‪ .‬والأهم‬ ‫م ��ن ذل ��ك �أن البنوك الكبرى الأخ ��رى في جميع �أنح ��اء العالم �سوف‬ ‫ترف�ض موا�صلة التعامل مع الم�صارف اللبنانية‪.‬‬ ‫يعتقد "حزب اهلل" ب�أن التخويف يمكن �أن يعزز موقفه التفاو�ضي مع‬ ‫البنوك‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إنه ال يبدو �أنه �أدرك ب�أن التخويف الأميركي هو‬ ‫�أكبر بكثير‪ ،‬مما ي�شكل تهديداً وجودياً للقطاع الم�صرفي‪.‬‬ ‫ف ��ي الواق ��ع‪� ،‬إذا كان عل ��ى "ح ��زب اهلل" و�ض ��ع قناب ��ل ف ��ي كل بن ��ك في‬ ‫البالد‪ ،‬ف�إنه في نهاية المطاف �سوف ي�ضر نف�سه فقط‪ .‬تحت الإكراه‬ ‫المت�ش ��دد‪ ،‬يمك ��ن �أن ي�صب ��ح الم�صرفي ��ون حت ��ى �أق ��ل قابلي ��ة لتقدي ��م‬ ‫تنازالت‪ .‬بين القنابل والمال‪ ،‬عادة ما يفوز الأخير‪.‬‬ ‫بيروت ‪ -‬محمد العوني‬


‫�أ�سواق المال‬ ‫مصارف‬

‫الم�صرفيون يلعبون باللغة لتمرير "مغامراتهم" المالية‬

‫ماذا يعني ر�أ�س المال للبنوك الأميركية؟‬ ‫تلعب البن��وك والم�ؤ�س�سات المالية في الواليات المتحدة ب�شكل �سريع وف�ضفا�ض مع ما ي�شكل "النقد في‬ ‫ال�صندوق" في حالة وقوع �أزمة‪ .‬ولكن هناك عبارة �أف�ضل لهذا‪ :‬و�صفة لكارثة‪.‬‬ ‫وا�شنطن ‪ -‬كميل �شهوان‬ ‫�إذا كان ��ت هن ��اك نقطة واح ��دة متف ٌق‬ ‫عليها في النقا�ش المتنافر بعد الأزمة‬ ‫حول النظ ��ام المالي‪ ،‬فهي �أن البن ��وك الأميركية‬ ‫كان لديه ��ا ر�أ�سم ��ال �ضئي ��ل للغاي ��ة قب ��ل �إنهي ��ار‬ ‫العام ‪� .2008‬إن �أهم البنوك اال�ستثمارية ال ُمثقلة‬ ‫بالدي ��ون‪ ،‬مث ��ل "ليمان ب ��راذرز"‪ ،‬ق ��د �إقتر�ضت‬ ‫حوال ��ي ‪ 40‬دوالر ًا ل ��كل ‪ 1‬دوالر �إ�ستثمرت ��ه‪ ،‬الأمر‬ ‫ال ��ذي تركه ��ا ه�شة وعر�ض ��ة ل�ضرب ��ة الإنخفا�ض‬ ‫المفاج ��ئ لأ�سع ��ار المن ��ازل‪ .‬ولك ��ن ف ��ي محاولة‬ ‫ّ‬ ‫والمنظمون في‬ ‫لت�ضيي ��ق م ��ا يعن ��ي الم�صرفي ��ون‬ ‫القط ��اع المالي في الواقع بـ"ر�أ�س المال" في هذه‬ ‫الأيام‪ ،‬ت�ؤول �إجاباته ��م ب�سرعة �إلى تعابير ُمب َهمة‬ ‫وم�صطلح ��ات مليئ ��ة بالطال�س ��م‪ .‬لق ��د �إنت�شرت‬ ‫م�صطلحات مثل �أ�سه ��م عادية من ال�صف الأول‪،‬‬ ‫والأوراق المالية الطارئة‪ ،‬و�أوزان المخاطر داخل‬ ‫ال�صناع ��ة كم ��ا ل ��و �أنه ��ا ته ��دف �إلى تنفي ��ر غير‬ ‫تخ�ص�صين‪.‬‬ ‫ال ُم ّ‬ ‫ه ��ذا الغمو�ض هو �ش ��يء بارز ج ��د ًا ونحن نقترب‬ ‫م ��ن الذك ��رى ال�ساد�سة للإ�صالح ��ات المالية في‬ ‫الوالي ��ات المتحدة التي قدمها قانون دود‪-‬فرانك‬ ‫(ن�سب� � ًة �إل ��ى ال�سينات ��ور "كري�ستوفر ج ��ي‪ .‬دود"‬ ‫والنائ ��ب "بارن ��ي فران ��ك" اللذي ��ن عم�ل�ا ب�شكل‬ ‫حثي ��ث لو�ضع ��ه)‪ .‬م ��ع م ��رور الوق ��ت‪� ،‬أ�صبح من‬ ‫الوا�ض ��ح �أن ه ��ذا القان ��ون ما هو �إلاّ خط ��وة �أولى‬ ‫متوا�ضعة نحو الحفاظ على النظام الم�صرفي –‬ ‫حيث �أن العديد من �أحكامه ال يزال مو�ضع نقا�ش‬ ‫�أو تنفيذ‪ ،‬وقد تع ّهد المر�شح الرئا�سي عن الحزب‬ ‫الجمهوري دونالد ترامب عك�س معظم بنوده‪.‬‬ ‫على نحو متزايد‪ ،‬بد�أ ّ‬ ‫المنظمون يعتقدون �أن على‬ ‫البنوك �أن يكون لديها ر�أ�سمال �أكثر في دفاترها‪.‬‬ ‫وت�شير الأبحاث �إلى �أن البنوك الم�ستقرة وال ُمم ّولة‬ ‫جي ��د ًا هي �أكثر قدرة على موا�صلة الإقرا�ض حتى‬

‫عندما ت�أتي الإقت�ص ��ادات والأ�سواق المالية تحت‬ ‫ال�ضغ ��ط‪�" .‬إن ال�ضم ��ان ب� ��أن لدى البن ��وك ر�أ�س‬ ‫الم ��ال الكاف ��ي لدع ��م ن�ش ��اط �إقرا�ضها ه ��و �أمر‬ ‫حي ��وي"‪ ،‬قال هي ��ون �شي ��ن‪ ،‬كبي ��ر الإقت�صاديين‬ ‫في بنك الت�سويات الدولي ��ة ال�سوي�سري في بازل‪،‬‬ ‫الذي هو المركز لو�ضع القواعد البنكية العالمية‪.‬‬ ‫"البن ��ك الذي يتمت ��ع ب�أموال وفيرة ‪ ...‬قادر على‬ ‫الإقترا� ��ض �أكث ��ر م ��ن دائني ��ه‪ ،‬وب�ش ��روط �أف�ضل‬

‫ب�إلقاء نظرة على بنك �أوف �أميركا‬ ‫يتبين �أن �إجمالي قيمته ال�سوقية‬ ‫تبلغ ‪ 141.1‬مليار دوالر‪ .‬المطلوبات‬ ‫الم�ستحقة؟ مذهلة ت�صل �إلى ‪1.9‬‬ ‫تريليون دوالر‪ .‬كما �أن �إعتماد "�سيتي‬ ‫غروب" على الإقترا�ض هو بالمثل‬ ‫ُيظهر �أن القيمة ال�سوقية لأ�سهمه تبلغ‬ ‫‪ 138.3‬مليار دوالر مقابل �إجمالي‬ ‫مطلوبات ي�صل �إلى ‪ 1.5‬تريليون دوالر‬

‫بكثي ��ر" ق ��ال �شين ف ��ي م�ؤتم ��ر البن ��ك المركزي‬ ‫الأوروب ��ي ف ��ي فرانكفورت‪� ،‬ألمانيا‪ ،‬ف ��ي ‪ 7‬ني�سان‬ ‫(�إبريل) الفائت‪.‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك‪ ،‬ف� ��إن �ش ��ارع الم ��ال الأميرك ��ي "وول‬ ‫�ستريت" ي�شعر بطريق ��ة مختلفة‪ .‬بوا�سطة تعقيد‬ ‫وتوحي ��ل الجدل ح ��ول ر�أ�س م ��ال الم�صارف منذ‬ ‫الإنهي ��ار المال ��ي في الع ��ام ‪� ،2008‬سج ��ل �أنجح‬ ‫و�أ�ض� � ّر �إنقالب تنظيمي‪ .‬تم ّك ��ن من الت�صوير ب�أن‬

‫متطلبات الأ�صول العالية ت�أتي مع تكلفة �إجتماعية‬ ‫عالية تع ��وق الإقرا�ض وتعيق النم ��و االقت�صادي‪.‬‬ ‫ه ��ذا التعتيم هو متع َّمد‪� .‬إنه ُيعطي "وول �ستريت"‬ ‫مي ��زة فريدة في و�ض ��ع القواعد ب�أخ ��ذه الق�ضايا‬ ‫الرئي�سي ��ة مثل كيف يجب �أن تعتمد البنوك ب�شكل‬ ‫كبي ��ر على الدي ��ون ‪ -‬نظر ًا �إل ��ى الحاجة الممكنة‬ ‫للإنقاذ من دافع ��ي ال�ضرائب‪ ،‬على �سبيل المثال‬ ‫ �إلى حد كبير خارج ال�ساحة العامة وال�شعبية‪.‬‬‫الواقع �أن �إختال� ��س ال�صناعة للجدل الدائر حول‬ ‫ر�أ�س م ��ال الم�صارف ي�سبق قان ��ون دود‪-‬فرانك‪.‬‬ ‫�إن ��ه يع ��ود الى معايير "ب ��ازل ‪ "II‬لر�ؤو� ��س �أموال‬ ‫البن ��وك ال�ص ��ادرة ف ��ي ‪ ،2004‬والت ��ي �سمح ��ت‬ ‫للم�ص ��ارف العالمي ��ة الكبيرة الذه ��اب �إلى حفلة‬ ‫الإقترا� ��ض التي �أدت �إلى كارث ��ة ‪ .2008‬في ذلك‬ ‫الوق ��ت‪ ،‬كان ما ي�سمى �أوزان المخاطر‪ ،‬التي تتيح‬ ‫للمنظمين تقرير �أي نوع من �أنواع الديون يجب �أن‬ ‫ُيعت َبر �آمن� � ًا حتى تتم معاملته على �أنه يعادل ر�أ�س‬ ‫المال‪� ،‬أ�سا�س الم�شكلة‪ .‬وكانت النتائج كارثية‪.‬‬ ‫البنوك الت ��ي كانت تع ّول عل ��ى الأ�صول المرتبطة‬ ‫بالإ�س ��كان كبدائل �أ�سا�سية للنق ��د �إكت�شفت فج�أة‬ ‫ب�أن ال�سندات ال ُم�ص َّنفة "�إي �إي �إي" (‪ )AAA‬لم‬ ‫م�شتر‬ ‫تع ��د لها قيمة فعلية‪ ،‬لأنه ل ��م يعد هناك �أي ٍ‬ ‫فيما الذعر يتزايد‪ .‬وقد حدث هذا مرة �أخرى في‬ ‫�أوروب ��ا‪ ،‬حي ��ث �أن البنوك التي �إمت�ل��آت خزائنها‬ ‫ب�سن ��دات حكومي ��ة "�آمنة" من دول مث ��ل اليونان‬ ‫والبرتغال �إحتاجت �إلى الع ��ودة لطلب الم�ساعدة‬ ‫م ��ن دافع ��ي ال�ضرائب عندم ��ا �إنخف�ضت وغرقت‬ ‫قيمة تلك الأوراق المالية‪.‬‬ ‫"م ��ن خ�ل�ال نظ ��ام ر�أ� ��س الم ��ال المبن ��ي عل ��ى‬ ‫المخاط ��ر قرر المنظمون ما ه ��و الخطير وما هو‬ ‫لي�س كذلك‪ .‬وكانوا على خط�أ‪ .‬لقد كانوا مخطئين‬ ‫تمام� � ًا" قالت �شيال بير‪ ،‬الرئي�سة ال�سابقة ل�شركة‬ ‫الت�أمين على الودائ ��ع الفيديرالية الأميركية‪ ،‬في‬ ‫كلم ��ة �ألقتها في �أي ��ار (ماي ��و) الفائت‪" .‬في‬ ‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪61‬‬


‫بنك "ليمان براذرذ"‪� :‬إقتر�ض ‪40‬‬ ‫دوالر ًا مقابل كل دوالر �إ�ستثمره‬

‫‪60‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬


‫الرئي�س التنفيذي لبنك "ويلز فارغو" جون �شتومبف‪:‬‬ ‫ت�صريحه غريب‬

‫لل�ش ��ركات غي ��ر الم�صرفية ونظيراته ��ا في "وول‬ ‫�ستريت"‪" .‬م ��ن النادر لل�ش ��ركات الحفاظ‪ ،‬على‬ ‫�أ�سا� ��س منتظ ��م‪ ،‬على �أق ��ل من ‪ 30‬ف ��ي المئة من‬ ‫الأ�سه ��م مقارنة ب�إجمال ��ي �أ�صولها العامة"‪ ،‬تقول‬ ‫�أدمات ��ي‪ .‬خذ �شرك ��ة "وول م ��ارت"‪� ،‬أكبر متاجر‬ ‫التجزئ ��ة في الواليات المتح ��دة‪ .‬لديها �إلتزامات‬ ‫�إجمالي ��ة قدره ��ا ‪ 119.4‬ملي ��ار دوالر‪ ،‬ولك ��ن‬ ‫الأ�سواق المالية تُق ِّيم �إجمال ��ي �أ�سهمها المتميزة‬ ‫ب‪ 208.8‬مليارات دوالر ‪� -‬أكثر من كافية لتغطية‬ ‫الدي ��ون المحتمل ��ة‪ .‬ماذا عن �شرك ��ة "�أبل"؟ يبلغ‬ ‫�إجمال ��ي القيم ��ة ال�سوقي ��ة لأ�سهمه ��ا ‪ 533‬ملي ��ار‬ ‫دوالر‪ ،‬بالمقارن ��ة م ��ع مطلوبات ال�شرك ��ة البالغة‬ ‫‪ 174.8‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫وب�إلق ��اء نظ ��رة على بن ��ك �أوف �أمي ��ركا يتبين �أن‬ ‫�إجمالي قيمت ��ه ال�سوقية تبلغ ‪ 141.1‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫المطلوب ��ات الم�ستحق ��ة؟ مذهلة ت�ص ��ل �إلى ‪1.9‬‬ ‫تريلي ��ون دوالر‪ .‬كم ��ا �أن �إعتم ��اد "�سيتي غروب"‬ ‫عل ��ى الإقترا� ��ض ه ��و بالمث ��ل ُيظه ��ر �أن القيم ��ة‬

‫ال�سوقية لأ�سهمه تبل ��غ ‪ 138.3‬مليار دوالر مقابل‬ ‫�إجمالي مطلوب ��ات ي�صل �إلى ‪ 1.5‬تريليون دوالر‪.‬‬ ‫وه ��ذه الأرق ��ام ربما تقل ��ل مديونية ه ��ذه البنوك‬ ‫الفعلية لأنها تتمتع بالقدرة على �إخفاء المطلوبات‬ ‫من خ�ل�ال معام�ل�ات خ ��ارج الموازن ��ة العمومية‬ ‫ب�إ�ستخدام الم�شتقات‪ ،‬كما ك�شفت الأزمة المالية‬ ‫ب�شكل �صارخ‪.‬‬ ‫�إن المطالبي ��ن بر�أ�سم ��ال �أعل ��ى من ذل ��ك بكثير‬ ‫يعتق ��دون �أن الأ�س ��واق �س ��وف تجب ��ر طبيعي ًا على‬ ‫تجزئ ��ة وتفكي ��ك الم�ؤ�س�س ��ات غير الفعال ��ة‪ ،‬لأن‬ ‫الدع ��م ال�ضمني الذي تلقت ��ه ‪ -‬نا�شئ ًا من النظرة‬ ‫ب�أنه ��ا مدعوم ��ة من الحكوم ��ة ‪� -‬س ��وف يتال�شى‬ ‫تدريج� � ًا‪ .‬وذهب �آخرون �إل ��ى �أن �أكبر الم�ؤ�س�سات‬ ‫يج ��ب تفكيكه ��ا بحي ��ث �أنه ��ا ال ول ��ن تع ��ود تهدد‬ ‫اال�ستق ��رار المال ��ي‪� .‬أي� � ًا كان الح ��ل الأمث ��ل‪� ،‬إن‬ ‫الح�صول على اللغة ال�صحيحة هو �شرط �أ�سا�سي‬

‫�إختال�س ال�صناعة للجدل‬ ‫الدائر حول ر�أ�س مال الم�صارف‬ ‫ي�سبق قانون دود‪-‬فرانك‪� .‬إنه يعود الى‬ ‫معايير "بازل ‪ "II‬لر�ؤو�س �أموال البنوك‬ ‫ال�صادرة في ‪ ،2004‬والتي �سمحت‬ ‫للم�صارف العالمية الكبيرة الذهاب‬ ‫�إلى حفلة الإقترا�ض التي �أدت‬ ‫�إلى كارثة ‪2008‬‬

‫لتنظيم ف ّعال‪ .‬لذلك ي�ستح ��ق الأمر تعريف بع�ض‬ ‫الم�صطلح ��ات للم�ساع ��دة عل ��ى الحيلول ��ة دون‬ ‫التالعب بها لم�صلحة ال�صناعة‪.‬‬ ‫ف ��ي �أب�س ��ط قواع ��ده‪� ،‬إن ر�أ� ��س الم ��ال ه ��و م ��ال‬ ‫للإنف ��اق‪ ،‬ونق� � ٌد ُي�ستث َم ��ر من دون توق ��ع ال�سداد‪.‬‬ ‫هذا هو ال�سبب في �أنه من المفيد جد ًا �أن ال تكون‬ ‫هن ��اك قيود �أو �شروط‪ .‬لك ��ن "وول �ستريت" طبخ‬ ‫جميع �أنواع الديون الت ��ي يريد �إعتبارها على �أنها‬ ‫تع ��ادل النقد‪ ،‬والمنظمون قد �إ�شت ��روا تمام ًا هذه‬ ‫الفكرة‪.‬‬ ‫�أو ًال‪ ،‬هن ��اك "ر�أ�س المال الم�ش ��روط"‪ ،‬المعروف‬ ‫�أي�ض ًا با�سم �سندات "كوكو"‪ .‬وهي �سندات دَين من‬ ‫المفتر� ��ض �أن تُح َّول �إلى �أ�صول في �أوقات ال�شدة‪.‬‬ ‫لي� ��س م ��ن ال�صع ��ب �أن نرى لم ��اذا ه ��ذه الفكرة‬ ‫رهيبة‪� :‬إن م�ش ّغ ��ل التحويل ي�س ّرع في ن�ضوب ر�أ�س‬ ‫الم ��ال بد ًال من موازنته �أو معادلت ��ه‪ .‬ثاني ًا‪ ،‬هناك‬ ‫"ر�أ�س المال الوازن للمخاطر"‪ .‬وهو في الأ�سا�س‬ ‫�أ�صول �إ�ضافية التي يحب الم�صرفيون �أن يتعاملوا‬ ‫معها كر�أ�سمال عل ��ى الرغم من �أنها في الحقيقة‬ ‫لي�س ��ت كذلك‪ .‬وه ��ي تت�ضم ��ن �أدوات الدين التي‬ ‫تُعتبر �آمنة جد ًا‪ ،‬مث ��ل ال�سندات الحكومية‪ .‬ولكن‬ ‫قب ��ل الأزم ��ة المالية‪ ،‬فق ��د �شملت �أي�ض� � ًا �سندات‬ ‫الإ�س ��كان الم�صنف ��ة "�إي �إي �إي" (‪ )AAA‬الت ��ي‬ ‫تب ّين �أن لها قيمة �ضئيلة �أو معدومة‪.‬‬ ‫"�أعتقد �أنه علينا التخ ّلي عن ر�أ�س المال الخطر"‪،‬‬ ‫قال ��ت بير في �أيار (ماي ��و) الفائت‪" .‬فقط �إجراء‬ ‫عملي ��ة �إختبار �إجهاد ون�سبة الدين" ‪ -‬ن�سبة ديون‬ ‫البنك مقابل الأ�سه ��م المتميزة‪ .‬وقالت �أن تعقيد‬ ‫قان ��ون دود‪-‬فرانك‪ ،‬الذي ُن�شر ف ��ي مجلد �ضخم‬ ‫يحتوي على ‪� 848‬صفحة‪� ،‬أفاد البنوك الكبيرة‪.‬‬ ‫وما يزيد الأمور تعقيد ًا‪� ،‬أن المنظمين �إ�ستخدموا‬ ‫م�صطلح ��ات مث ��ل ر�أ� ��س الم ��ال "الع ��ازل" �أو‬ ‫"الو�س ��ادة"‪ ،‬والت ��ي تع ��زز م ��ن جدي ��د مفه ��وم‬ ‫الأم ��وال التي تو�ضع جانب ًا‪ ،‬وبالتالي �إخراجها من‬ ‫مجموع الأم ��وال المتاحة للإقرا� ��ض واال�ستثمار‪.‬‬ ‫�آخ ��ر م�صطل ��ح مخت�صر الذي تف�ضل ��ه ال�صناعة‬ ‫"‪� "TLAC‬أي �إجمال ��ي الق ��درات لإمت�صا� ��ص‬ ‫الخ�سائر‪.‬‬ ‫ولك ��ن خال�صة الق ��ول‪ ،‬وفق ًا لكب ��ار المفكرين في‬ ‫مج ��ال التمويل‪ ،‬وا�ض ��ح‪ :‬ر�أ�س المال ه ��و �أ�صول‪،‬‬ ‫والأ�صول ه ��ي ر�أ�س المال‪ .‬كل �ش ��يء �آخر ي�صبح‬ ‫كو�ض ��ع �أحم ��ر ال�شفاه عل ��ى �شف ��اه الخنازير كما‬ ‫يقول المثل‪ .‬والت�شوي�ش على النقا�ش ال يفعل �سوى‬ ‫ت�سريع الأزمة المالية المقبلة‬ ‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪63‬‬


‫�أ�سواق المال ¶ م�صارف‬ ‫�أوروب ��ا قالوا �إن الدي ��ون ال�سيادية لي�ست محفوفة‬ ‫بالمخاطر‪ .‬ف ��ي الواليات المتحدة قلنا ب�أن توريق‬ ‫الره ��ن العق ��اري (تجمي ��ع القرو� ��ض العقاري ��ة‬ ‫وغيره ��ا من �أن ��واع الديون لإع ��ادة بيعها) لي�ست‬ ‫محفوف ��ة بالمخاطر‪ ،‬وب� ��أن مقاي�ض ��ة العجز عن‬ ‫�سداد الإئتم ��ان [�أداة م�شتقة �إ�ستخدمت للتحوط‬ ‫�ض ��د مخاط ��ر ال�ش ��ركات �أو تق�صي ��ر البالد عن‬ ‫الدف ��ع] ل ��م تك ��ن محفوف ��ة بالمخاط ��ر‪ ،‬والواقع‬ ‫�أن مقاي�ض ��ة العج ��ز عن �س ��داد االئتمان خف�ضت‬ ‫بطريقة �أو ب�أخرى الخطر"‪ ،‬على حد قولها‪.‬‬ ‫بد�أ الإرتب ��اك حول الم�صطلح ��ات ُيزعج �أ�ستاذة‬ ‫ال�ش� ��ؤون المالي ��ة ف ��ي جامع ��ة �ستانف ��ورد عن ��ات‬ ‫�أدمات ��ي بعد وق ��ت ق�صير من الأزم ��ة المالية في‬ ‫العام ‪ ،2009‬فيما تجم ��ع ال�سيا�سيون والمنظمون‬ ‫ف ��ي وا�شنط ��ن لإ�صدار م ��ا �أ�صبح ُيع ��رف بقانون‬ ‫دود‪-‬فرانك‪�" .‬إذا �إِعتُبر ر�أ�س المال زور ًا ب�أنه نق ٌد‬ ‫خامل‪ ،‬ف� ��إن مناق�شة تنظيم ر�أ� ��س المال خرجت‬ ‫ع ��ن م�سارها عل ��ى الفور م ��ن طري ��ق مقاي�ضات‬ ‫وهمية" تقول �أدماتي‪ .‬وهنا ما يعني ذلك‪:‬‬ ‫�إذا قل ��ت �أن ر�أ� ��س الم ��ال ه ��و مال علي ��ك و�ضعه‬ ‫"جانب ًا"‪ ،‬ف�إنه ي�شير �إلى �أنه مال ال يمكن قر�ضه‪.‬‬ ‫وبالتالي‪ ،‬ف�إن التفكير يذهب‪ ،‬ب�أن هذا الأمر ي�ضر‬ ‫النمو والإئتمان‪ .‬ولكن هذا لي�س هو الق�ضية‪ .‬يمكن‬ ‫للبنوك تقديم القرو�ض من ديونها �أو �أ�صولها‪.‬‬ ‫�إن العدي ��د م ��ن المنظمي ��ن‪ ،‬ومح ّلل ��ي ال�س ��وق‪،‬‬ ‫والمن�ش ��ورات المالي ��ة الرئي�سي ��ة ه ��م مذنب ��ون‬ ‫ب�إ�شارته ��م الى ر�أ�س المال ك�ش ��يء يجب �أن يكون‬ ‫ُمخ ّب� ��أً تح ��ت الفرا� ��ش‪ .‬م ��ن ال�صع ��ب �أن تن�س ��ى‬ ‫عناوين مثل ذلك الذي ن�شرته �صحيفة فاينن�شال‬ ‫تايمز في �شهر تموز (يوليو) ‪" :2015‬حثّ البنوك‬ ‫على الو�ضع جانب ًا المزيد من ر�أ�س المال لمخاطر‬ ‫�أ�سعار الفائدة"‪.‬‬ ‫وي�صل �سوء الفه ��م ‪� -‬أو الت�ضليل ‪� -‬إلى ال�صفوف‬ ‫العلي ��ا ف ��ي "وول �ستري ��ت"‪ .‬وي�شه ��د الت�صري ��ح‬ ‫الم�ضل ��ل �أو الجاه ��ل بعم ��ق للرئي� ��س التنفي ��ذي‬ ‫لبن ��ك "ويلز فارغ ��و"‪ ،‬جون �شتومب ��ف‪ ،‬ل�صحيفة‬ ‫فاينن�ش ��ال تايمز في تم ��وز (يونيو) ‪ 2013‬على �أن‬ ‫ح�سابات التوفي ��ر لزبائنه والودائع الأخرى هي له‬ ‫لإنفاقها ‪ -‬على ما يبدو نا�سي ًا �أنها في الواقع عب ٌء‬ ‫على موازن ��ة البنك العمومية‪ ،‬ولي�س ��ت �أ�صو ًال له‪.‬‬ ‫"لأن لدينا هذا التمويل الذاتي الكبير من ودائع‬ ‫الم�ستهلكين فلي�س لدينا الكثير من الديون"‪ ،‬قال‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن ت�صريح �شتومبف‪ ،‬مق�ص ��ود �أم ال‪ ،‬هو‬ ‫دليل على مدى "الإعتياد" الذي �أ�صبح عليه "وول‬

‫‪62‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫الرئي�س باراك �أوباما يوقع قانون "دود – فرانك" �أمام �صانعيه و�أع�ضاء الكونغر�س‬

‫�ستريت" للمخاطرة ب�أموال النا�س الآخرين حيث‬ ‫ين�سى الم�صرفيون تقريب� � ًا �أن المال هو ل�شخ�ص‬ ‫�آخر‪ .‬وكلم ��ا كان البنك �أكثر مديوني ��ة‪ ،‬كان �أكثر‬ ‫ه�شا�ش ��ة وعر�ض ��ة حت ��ى لتراجع طفي ��ف في قيم‬

‫على نحو متزايد‪ ،‬بد أ�‬ ‫ّ‬ ‫المنظمون يعتقدون �أن على البنوك‬ ‫�أن يكون لديها ر�أ�سمال �أكثر في‬ ‫دفاترها‪ .‬وت�شير الأبحاث �إلى �أن البنوك‬ ‫الم�ستقرة وال ُمم ّولة جيد ًا هي �أكثر‬ ‫قدرة على موا�صلة الإقرا�ض حتى‬ ‫عندما ت�أتي الإقت�صادات والأ�سواق‬ ‫المالية تحت ال�ضغط‬

‫الإقت�صاد �أو الأ�صول‪.‬‬ ‫"م ��ن المثير للقلق �أن المنظمي ��ن والأكاديميين‪،‬‬ ‫الذي ��ن يجب �أن يعرف ��وا ب�شكل �أف�ض ��ل‪ ،‬يتعاونون‬ ‫ب�ش ��كل روتين ��ي م ��ع ال�صناع ��ة لطم� ��س الق�ضايا‬ ‫ب�إ�ستخدام لغة ُم�ض ّللة والف�شل في تحدي بياناتها‬ ‫الكاذب ��ة"‪ ،‬كما زعم ��ت �أدماتي ف ��ي �أواخر العام‬ ‫الما�ضي‪�" .‬إذا ب ��د ًال من اللغة ‪ ...‬يتركز الإهتمام‬ ‫ب�ش ��كل �صحي ��ح عل ��ى التموي ��ل والمديوني ��ة‪ ،‬ف�إن‬ ‫م�ست ��وى المناق�شة �سوف يك ��ون مرتفع ًا‪ ،‬و�سيفهم‬ ‫المزيد من النا�س هذه الق�ضايا"‪ ،‬قالت‪.‬‬ ‫ب ��د ًال م ��ن �أن تق ��ول "�إحتف ��ظ" �أو "�ض ��ع جانب� � ًا‬ ‫المزي ��د من ر�أ� ��س الم ��ال"‪ ،‬وهي عب ��ارات تخلق‬ ‫�إنطباع� � ًا خاطئ� � ًا‪ ،‬تق ��ول �أدمات ��ي‪ ،‬يج ��ب عل ��ى‬ ‫المنظمي ��ن �أن يطلبوا من البنوك تقليل �إعتمادها‬ ‫عل ��ى الإقترا� ��ض‪ ،‬مم ��ا ي�ساعد على من ��ع �صناعة‬ ‫الخدم ��ات المالية م ��ن �إ�ستمال ��ة �أو ت�شويه معنى‬ ‫الم�صطلح‪.‬‬ ‫هنا يبدو م ��ن المفيد مقارنة الموازنات العمومية‬


‫الطاقة البديلة‬

‫الطاقة البديلة في �أوروبا تغطي ‪ %70‬من �إنتاج الكهرباء في ‪2040‬‬ ‫يتوا�ص ��ل تق ��دم م�ص ��ادر الطاق ��ة البديل ��ة في‬ ‫�أوروب ��ا ك ��ي تغط ��ي ‪ 70‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن �إنت ��اج‬ ‫الطاقة الكهربائية ف ��ي �أوروبا في العام ‪،2040‬‬ ‫متف ّوقة بذلك عل ��ى الواليات المتحدة‪� ،‬إ�ستناد ًا‬ ‫�إل ��ى تقري ��ر لمجموع ��ة "بلومبورغ ني ��و �إنرجي‬ ‫فاينن�س" بعنوان "ني ��و �إنرجي �آوتلوك ‪."2016‬‬ ‫و�أفاد ب�أن "�أ�سعار الغاز والفحم �ستبقى متدنية‪،‬‬ ‫لكن ذلك لن يحول دون تحول نظام انتاج التيار‬ ‫الكهربائ ��ي في العالم في العق ��ود المقبلة‪� ،‬إلى‬ ‫م�ص ��ادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة‬ ‫ال�شم�سية"‪.‬‬ ‫وكانت م�صادر الطاق ��ة المتجددة تمثل ‪ 32‬في‬ ‫المئ ��ة من �إنت ��اج التي ��ار الكهربائي ف ��ي �أوروبا‬ ‫في العام ‪ .2015‬و ُيتوق ��ع �أن ترتفع في الواليات‬

‫المتح ��دة م�ساهمة م�صادر الطاق ��ة المتجددة‬ ‫م ��ن ‪ 14‬في المئة ف ��ي الع ��ام ‪� 2015‬إلى ‪ 40‬في‬ ‫المئ ��ة ف ��ي الع ��ام ‪ ،2040‬عل ��ى رغ ��م ازده ��ار‬ ‫�إ�ستخدام الغاز ال�صخري المرجح تراجعه من‬ ‫‪ 33‬في المئة �إلى ‪ 31‬في المئة‪.‬‬ ‫وق� �دّر خب ��راء �أن "ي�ساه ��م �إنخفا� ��ض تكاليف‬ ‫تقنيات توليد الطاق ��ة من الرياح بن�سبة ‪ 41‬في‬ ‫المئة بحل ��ول العام ‪ ،2040‬والطاق ��ة ال�شم�سية‬ ‫‪ 60‬ف ��ي المئ ��ة بحلول الع ��ام ‪ ،2040‬ف ��ي زيادة‬ ‫االعتماد على هذه الم�صادر لتحل مكان النفط‬ ‫والغ ��از والفح ��م"‪ .‬و�ستك ��ون م�ص ��ادر الطاق ��ة‬ ‫المتج ��ددة �أرخ� ��ص ثمن� � ًا ف ��ي دول كثي ��رة في‬ ‫العالم بحلول العام ‪ ،2020‬وفي كل العالم بدء ًا‬ ‫من العام ‪.2030‬‬

‫وظائف قطاع الطاقة المتجددة تبلغ ‪ 8.1‬ماليين وظيفة‬ ‫�أعلن ��ت "الوكالة الدولي ��ة للطاق ��ة المتجددة"‬ ‫(�آرينا) بلوغ مجموع الوظائف في القطاع ‪8.1‬‬ ‫ماليين وظيفة‪ ،‬بنمو خم�سة في المئة عن العام‬ ‫الفائ ��ت‪ ،‬ف ��ي نمط يعاك� ��س �إنخفا� ��ض وظائف‬ ‫قطاعات الطاقة الأخرى‪.‬‬ ‫وقال ��ت "�آرين ��ا" ف ��ي تقري ��ر عل ��ى هام� ��ش‬ ‫�إجتماعه ��ا ال� �ـ‪ 11‬في مقره ��ا في ابوظب ��ي‪� ،‬إن‬ ‫"اكثر من ‪ 8.1‬ماليين �شخ�ص في العالم هم‬ ‫حالي� � ًا موظفون ف ��ي قطاع الطاق ��ة المتجددة‪،‬‬ ‫بزيادة خم�سة في المئة عن العام الما�ضي"‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ارت تقدي ��رات "�آرينا" �إل ��ى �أن ‪ 1.3‬مليون‬ ‫وظيفة‪ ،‬ت�ضاف �إل ��ى الرقم الوارد �أعاله‪ ،‬وفرها‬ ‫قطاع الطاقة الكهرومائية ب�شكل مبا�شر عالمي ًا‪.‬‬ ‫وق ��ال المدير الع ��ام للوكال ��ة عدن ��ان �أمين �إن‬ ‫"النم ��و المتزايد في قط ��اع الطاقة المتجددة‬ ‫الف ��ت لأنه يعاك�س الأنم ��اط في قطاع الطاقة"‪،‬‬ ‫في ظل التراجع الحاد في �أ�سعار النفط عالمي ًا‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف‪ :‬الزي ��ادة "مدفوع ��ة م ��ن االكالف‬ ‫المتناق�ص ��ة للطاق ��ة المتج ��ددة واط ��ارات‬ ‫ال�سيا�س ��ات العام ��ة" الت ��ي بات ��ت ت�سم ��ح لهذه‬ ‫الطاق ��ة بالنم ��و‪ ،‬مو�ضح� � ًا‪" :‬نتوق ��ع �أن ي�ستمر‬ ‫هذا النمط مع تعزيز الجدوى التجارية للطاقة‬ ‫المتج ��ددة و ُم�ضي الدول �إل ��ى تحقيق الأهداف‬

‫المدير العام لـ"الوكالة الدولية للطاقة المتجددة" عدنان �أمين‬

‫المناخي ��ة الت ��ي اتفق عليه ��ا في باري� ��س"‪ ،‬في‬ ‫�إ�شارة �إل ��ى القمة العالمية للمن ��اخ التي عقدت‬ ‫في كانون الأول (دي�سمبر) الما�ضي‪.‬‬ ‫و�أو�ضح التقرير �أن الجزء الأكبر من الموظفين‬ ‫ف ��ي الطاقة المتج ��ددة (‪ 2.8‬مليوني �شخ�ص)‬ ‫يعملون في قطاع �ألواح الطاقة ال�ضوئية‪ ،‬بزيادة‬ ‫‪ 11‬في المئة‪.‬‬ ‫و�أعتب ��ر �أمين �أنه "مع ت�سارع االنتقال في مجال‬ ‫الطاق ��ة‪ ،‬ف�إن نم ��و الوظائف في قط ��اع الطاقة‬ ‫المتج ��ددة �سيبقى قوي� � ًا"‪ ،‬م�ضيف� � ًا �أن الوكالة‬ ‫"تق� �دّر �أن م�ضاعفة ح�ص ��ة الطاقة المتجددة‬ ‫من قط ��اع الطاقة عالمي ًا بحل ��ول العام ‪،2030‬‬ ‫�سي�ؤدي �إلى توافر �أكثر من ‪ 24‬مليون وظيفة"‪.‬‬

‫بإيجاز‬ ‫ر�أت "وكال���ة الطاقة الدولي���ة" �أخيراً �أن �سوق‬ ‫النف���ط متوازن���ة الآن بفعل حاالت توق���ف مفاجئة‬ ‫للإنتاج في بع�ض المراكز والطلب القوي خ�صو�صا ً‬ ‫من االقت�صادات النا�شئة‪ ،‬لك���ن توقّ عت �أن يتجدد‬ ‫الفائ�ض في ال�سوق مطلع العام المقبل‪.‬‬ ‫ورج���ح تقرير �شهري للوكال���ة �إ�ستقرار نمو الطلب‬ ‫ّ‬ ‫في ‪ 2017‬عند نحو ‪ 1.3‬مليون برميل يوميا ً وهو‬ ‫الم�ستوى ذاته لتقديراتها في العام الحالي بعدما‬ ‫رفعت توقعها ال�صادر في �أيار (مايو) الما�ضي من‬ ‫‪ 1.2‬مليون برمي���ل يوميا ً‪ .‬و�أ�ضاف‪" :‬مجدداً وعلى‬ ‫�أ�سا����س االفترا�ض التخطيطي ب�أن ينمو �إنتاج نفط‬ ‫�أوب���ك نمواً متوا�ضعا ً ف���ي ‪ ،2017‬نتوقع �أن ن�شهد‬ ‫�إرتفاع مخ���زون النفط العالمي قلي�ل� ًا في الن�صف‬ ‫الأول م���ن ‪ 2017‬ثم انخفا�ض���ه بدرجة �أكبر بقليل‬ ‫في الن�ص���ف الثان���ي‪ ،‬وبالن�سبة �إلى الع���ام ب�أكمله‬ ‫ف�سينخف�ض المخزون ب�شكل طفيف جداً يبلغ ‪100‬‬ ‫�ألف برميل يوميا ً"‪.‬‬ ‫توقع���ت منظم���ة البل���دان الم�ص���درة للبترول‬ ‫(�أوبك)‪� ،‬أن ت�صبح �سوق النفط العالمية �أكثر توازنا ً‬ ‫في الن�صف الثاني من هذه ال�سنة‪ ،‬في وقت ي�ساعد‬ ‫تعطل بع�ض الإنت���اج في نيجيريا وكندا في ت�سارع‬ ‫وتي���رة تقل�ص تخمة المعرو����ض‪ .‬و�أ�شارت المنظمة‬ ‫في تقرير �شهري �إلى �أن الإمدادات �ستفوق الطلب‬ ‫بواق���ع ‪� 160‬ألف برمي���ل يوميا ً فقط ف���ي الن�صف‬ ‫الثاني‪ ،‬و�أدى ت�سجيل فائ�ض بواقع ‪ 2.59‬مليوني‬ ‫برميل يوميا ً في الربع الأول �إلى بلوغ �أ�سعار النفط‬ ‫�أدن���ى م�ستوياتها في ‪� 12‬سن���ة‪ .‬و�إرتفعت الأ�سعار‬ ‫�إل���ى ‪ 50‬دوالراً للبرميل م���ن ‪ 27‬دوالراً في كانون‬ ‫الثان���ي (يناي���ر)‪� ،‬إذ يت�سبب تعطل بع����ض الإنتاج‬ ‫في الح���د من فائ����ض المعرو�ض من الخ���ام‪ .‬وترى‬ ‫ي�سرع وتي���رة تقل�ص الفجوة بين‬ ‫المنظم���ة �إن ذلك ّ‬ ‫العر�ض والطلب في ال�سوق‪ ،‬وهو �أمر كانت تتوقعه‬ ‫عل���ى �أي حال �إذ ي�ؤث���ر �إنخفا�ض �أ�سع���ار الخام على‬ ‫الإمدادات المرتفعة الكلفة من خارج المنظمة‪.‬‬ ‫ُتخطّ ���ط �شركة "توتال" لال�ستحواذ على �شركة‬ ‫"المبيري�س" ثالث �أكب���ر �شركة لبيع الغاز الطبيعي‬ ‫والطاق���ة المتج���ددة في بلجيكا‪ ،‬ف���ي حين توا�صل‬ ‫ال�شركة الفرن�سية الكبرى ف���ي قطاع النفط والغاز‬ ‫تو�سعها في مجال الطاقة المتجددة‪.‬‬ ‫وقال���ت "توت���ال" و"المبيري�س" في بي���ان م�شترك‬ ‫�أنهم���ا �إتفقتا عل���ى �أن ت�ستحوذ الأول���ى على جميع‬ ‫�أ�سه���م الأخي���رة م���ن دون الك�شف ع���ن التفا�صيل‬ ‫المالي���ة‪ ،‬لك���ن م�ص���دراً ق���ال �أن قيم���ة ال�صفق���ة‬ ‫�ستت���راوح بي���ن ‪ 150‬و‪ 200‬ملي���ون ي���ورو (‪224‬‬ ‫مليون دوالر)‪.‬‬

‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪65‬‬


‫النفط‬

‫�أخبار الطاقة‬

‫الطاقة‬

‫من اآلبار‬

‫الم�ستقبل م�شرق لمخطط الطاقة ال�شم�سية على الأ�سطح في دبي‬ ‫�إط�ل�اق م�ش ��روع الطاق ��ة ال�شم�سية على الأ�سطح في دبي ف ��ي �آذار (مار�س)‬ ‫الفائت هو �أحدث خطوة تتخذها الإمارة لبناء ال�سوق المحلية لتكنولوجيا‬ ‫تعتمد على الطاقة ال�شم�سية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫م�س ِّوق ��ة ووا�سم ��ة نف�سه ��ا ب�إعتباره ��ا المر�ش ��ح االوف ��ر حظ� �ا ف ��ي قطاع ��ات‬ ‫متنوعة مثل التجارة والخدمات اللوج�ستية وال�سياحة الفاخرة والخدمات‬ ‫المالي ��ة والترفيه‪ ،‬ف� ��إن التكنولوجيا "الخ�ضراء" الآن ت�شكل بو�ضوح جزءاً‬ ‫من الإ�ستراتيجية الإقت�صادية في الإمارة‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن خط ��ة الطاقة ال�شم�سي ��ة على الأ�سطح في دب ��ي لي�ست البرنامج‬ ‫الوحي ��د ف ��ي دول ��ة الإم ��ارات الذي يه ��دف �إل ��ى �إختب ��ار حل ��ول لإحتياجات‬ ‫الب�ل�اد م ��ن الطاقة في الم ��دى الطويل‪ .‬في �أوائل الع ��ام ‪� ،2013‬أطلقت �أبو‬ ‫ظبي "�شم�س ‪ ،"1‬في ذلك الوقت �أكبر مركز للطاقة ال�شم�سية المكثفة في‬ ‫العال ��م‪ .‬وق ��د تم تطوي ��ر الم�شروع من قبل �شركة تابع ��ة ل�شركة "م�صدر"‪،‬‬ ‫الت ��ي تهدف �إل ��ى الإ�ستثمار في حلول الطاقة المتج ��ددة والنظيفة في كل‬ ‫الإم ��ارات وح ��ول العال ��م‪ .‬م�شروع �آخ ��ر‪ ،‬مدينة م�ص ��در‪ ،‬يهدف �إل ��ى �إظهار‬ ‫جدوى تطوير منطقة ح�ضرية خالية من الكربون‪.‬‬ ‫�إن ق ��وة الإ�ش ��ارة لم�شاري ��ع مثل "�شم�س ‪ "1‬ومدينة م�ص ��در تتزايد ب�إطالق‬ ‫خطط حوافز تكنولوجيا الطاقة المتجددة مثل م�شروع الطاقة ال�شم�سية‬ ‫عل ��ى الأ�سط ��ح ف ��ي دب ��ي‪ .‬وه ��ذا ي�ض ��ع دولة الإم ��ارات �أكث ��ر تقدم� �اً في هذا‬ ‫المجال على العديد من جيرانها في المنطقة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وقد جذبت الطاقة المتجددة في الآونة الأخيرة �إهتماما منهجيا في منطقة‬ ‫ال�شرق الأو�سط‪ ،‬والتي عادة لديها مزيج من الطاقة يعتمد �إلى حد كبير على‬ ‫الوق ��ود الأحفوري‪ .‬ف ��ي دول مجل�س التعاون الخليجي على وجه الخ�صو�ص‪،‬‬ ‫�ش� � ّكل النف ��ط‪ ،‬وفي الآون ��ة الأخيرة الغ ��از الطبيعي‪ ،‬العمود الفق ��ري للتنمية‬ ‫االقت�صادية والثروة المالية‪ ،‬ف�ض ً‬ ‫ال عن �إمدادات الطاقة في المنطقة‪.‬‬ ‫�إن الت�ص ��ور ال�سائ ��د ب� ��أن الوق ��ود الأحف ��وري �سيك ��ون وفي ��راً �إل ��ى الأب ��د مع‬ ‫الوق ��ود المنخف� ��ض التكلف ��ة لتوليد الطاق ��ة المحلية عنى تلبي ��ة �إمدادات‬ ‫النف ��ط والغاز الطبيعي تقريباً جميع �إحتياجات الطاقة في دولة الإمارات‬ ‫ودول مجل�س التعاون الخليجي‪.‬‬ ‫التغيي ��ر ف ��ي التفكي ��ر ح ��ول م�ص ��ادر الطاقة المتج ��ددة كجزء م ��ن الر�ؤية‬ ‫الم�ستقبلي ��ة للطاقة في �أب ��و ظبي وعوا�صم المنطقة جاء نتيجة لعااملين‬ ‫�أ�سا�سيين‪ .‬واحد هو هبوط �أ�سعار العديد من تكنولوجيات الطاقة القائمة‬ ‫عل ��ى م�ص ��ادر الطاق ��ة المتج ��ددة خ�ل�ال العقد الفائ ��ت‪ ،‬ال �سيم ��ا في حالة‬ ‫الخالي ��ا الكهرو�ضوئي ��ة ال�شم�سية‪ .‬والآخر هو الزي ��ادة الكبيرة في الطلب‬ ‫في جميع �أنحاء المنطقة‪.‬‬ ‫�إن الطل ��ب عل ��ى الطاق ��ة ف ��ي دولة الإم ��ارات اليوم ه ��و �أكث ��ر ‪� 60‬ضعفاً من‬ ‫المع ��دل ال�ساب ��ق في �أوائ ��ل �سبعينات الق ��رن الفائت‪ ،‬و�إ�سته�ل�اك الفرد في‬ ‫الإمارات هو الآن من بين �أعلى المعدالت في العالم‪.‬‬ ‫الكثي ��ر م ��ن ه ��ذا يمكن �أن ُيع ��زى �إلى النم ��و االقت�صادي ال�سري ��ع والتنمية‬ ‫اللذي ��ن ت�شهدهم ��ا دولة الإمارات منذ عق ��ود �أربعة‪ ،‬جنباً �إلى جنب مع نمو‬ ‫�سري ��ع لل�س ��كان وم�ستويات معي�ش ��ة عالية جداً‪� .‬إن بيئ ��ة ال�سعر المنخف�ض‬ ‫التكلفة للطاقة في الإمارات تلعب �أي�ضاً دوراً مهماً‪ ،‬لأنها تقلل من حوافز‬

‫‪64‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫�سل ��وك الإ�سته�ل�اك المو ّفر للطاق ��ة والإ�ستثمار في طاق ��ة �أكثر كفاءة من‬ ‫قبل ال�سوق‪.‬‬ ‫و�إزاء ه ��ذه الخلفي ��ة تتطل ��ع دولة الإمارات‪ ،‬جنباً �إل ��ى جنب مع العديد من‬ ‫دول الخلي ��ج المج ��اورة‪� ،‬إل ��ى م�ستقب ��ل خيارات �إم ��دادات الطاق ��ة في حين‬ ‫تطور �سيا�سات تهدف �إلى الحد من النمو في الطلب على الطاقة‪.‬‬ ‫�إن الإمارات العربية المتحدة على و�شك �أن ت�صبح �أول دولة خليجية لديها‬ ‫طاق ��ة نووي ��ة مدني ��ة‪ ،‬وه ��ي ج ��زء م ��ن �إ�ستراتيجية طويل ��ة الأج ��ل لتنويع‬ ‫�إقت�صاده ��ا بعي ��داً من النفط والغاز ونحو حل ��ول الطاقة النظيفة‪ .‬و�أ�شكال‬ ‫الطاق ��ة المتج ��ددة هي جزء �آخر مهم محتمل ف ��ي المعادلة‪ ،‬و�أ�شعة �شم�س‬ ‫الإم ��ارات الت ��ي يمك ��ن الإعتماد عليها على مدار العام ه ��ي �سبب وجيه جداً‬ ‫للنظر في �إعتماد الطاقة ال�شم�سية‪.‬‬ ‫مث ��ل م�ص ��ادر الطاق ��ة المتجددة الأخ ��رى‪ ،‬ف� ��إن الطاقة ال�شم�سي ��ة ال تزال‬ ‫غي ��ر تناف�سي ��ة تمام� �اً م ��ن حي ��ث الكلف ��ة م ��ع م�ص ��ادر الطاق ��ة التقليدي ��ة‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص� �اً ف ��ي حالة الطاق ��ة ال�شم�سية المكثفة‪ .‬ولكن كم ��ا هو الحال مع‬ ‫�أ�س ��واق م�ستقبلي ��ة �أخ ��رى‪ ،‬ف�إن �إثب ��ات التكنولوجيا والوف ��ورات التدريجية‬ ‫ف ��ي التكالي ��ف التي تت ��م من خالل منحن ��ى التعلم من الإ�ستخ ��دام المبكر‬ ‫ُتعتب ��ر مهم ��ة في قيادة جدوى الطاق ��ة ال�شم�سية‪ .‬هذا لي�س فقط في دولة‬ ‫الإم ��ارات‪ ،‬ولك ��ن �أي�ض� �اً ف ��ي غيرها من الأ�س ��واق حيث ال�شم� ��س غير وفيرة‬ ‫مثل �ألمانيا والمملكة المتحدة و�أميركا ال�شمالية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫�إن تطوي ��ر �أ�س ��واق محلي ��ة للطاقة البديلة هو �أي�ض� �ا �إ�ستثمار طويل الأجل‬ ‫لدول ��ة الإم ��ارات لأ�سباب �أخ ��رى‪ .‬من خالل الإعتماد عل ��ى م�صادر الطاقة‬ ‫الهيدروكربوني ��ة تقريب� �اً لكل �إحتياجاته ��ا المحلية من الطاق ��ة‪ ،‬ت�ستهلك‬ ‫الدول ��ة الخليجي ��ة كمي ��ات متزاي ��دة م ��ن النفط والغ ��از‪ .‬ولك ��ن كل برميل‬ ‫م�ستهلَ ��ك محلي� �اً هو برميل لم يت ��م ت�صديره‪ ،‬الأمر ال ��ذي يكلف الإمارات‬ ‫من حيث القيمة الحقيقية من خالل عائدات الت�صدير ال�ضائعة‪.‬‬ ‫�إن تكلفة �إعتماد دولة الإمارات الم�ستمر على النفط والغاز لمزيج الطاقة‬ ‫المحل ��ي ه ��ي عالية في الم ��دى الطويل‪ ،‬و�أخذه ��ا بالتزامن م ��ع الإنتعا�ش‬ ‫المحتم ��ل لأ�سع ��ار النف ��ط‪ ،‬يمك ��ن �أن تتجاوز بكثي ��ر التكلف ��ة الأولية لن�شر‬ ‫تكنولوجي ��ات الطاقة المتجددة مثل المراف ��ق الطاقة ال�شم�سية ال�ضوئية‬ ‫على وجه الخ�صو�ص‪.‬‬ ‫ه ��ذا بالإ�ضاف ��ة �إل ��ى الفوائ ��د المحتمل ��ة الإ�ضافي ��ة للطاق ��ة المتجددة في‬ ‫المنطق ��ة ككل‪ ،‬بم ��ا في ذلك تباط�ؤ الإرتف ��اع ال�سريع في �إنبعاثات الكربون‬ ‫في دول مجل�س التعاون الخليجي‪ ،‬وخلق الحوافز لنمو الإقت�صاد الأخ�ضر‪.‬‬ ‫تب�سي ��ط ال�سيا�س ��ة داخ ��ل دول ��ة الإم ��ارات �سوف تك ��ون الخط ��وة المنطقية‬ ‫التالي ��ة لتحوي ��ل المب ��ادرات عل ��ى م�ست ��وى الإم ��ارة مث ��ل برنام ��ج الطاق ��ة‬ ‫ال�شم�سي ��ة على الأ�سطح في دبي �إل ��ى �سيا�سة عامة لدولة الإمارات العربية‬ ‫المتح ��دة‪ .‬وه ��ذا م ��ن �ش�أنه زي ��ادة الجه ��ود الموازية التي ُتب ��ذل في تنظيم‬ ‫كفاءة الطاقة و�إدارة الطلب على الطاقة‪ .‬معاً يمكنهما ت�أ�سي�س دولة ُتعتبر‬ ‫الأول ��ى حقاً والأوفر حظ� �اً ‪ -‬لي�س فقط في مجال الطاقة المتجددة ولكن‬ ‫�أي�ضا في اال�ستخدام الف ّعال والم�ستدام للموارد الطبيعية الثمينة‪.‬‬

‫دبي ‪ -‬هاني مكارم‬


‫المتح ��دة‪ ،‬و�أوروب ��ا‪ ،‬وحتى الهند‪ .‬ه ��ذا النوع من‬ ‫المناف�س ��ة غير المجدي ��ة ال يج ��ب �أن ي�ستمر‪ .‬مع‬ ‫بع�ض الر�ؤية العالمية من قبل القادة في المنطقة‪،‬‬ ‫يمكنن ��ا �أن نرى ترتيبات تعاوني ��ة بين دول الجوار‬ ‫الت ��ي م ��ن �ش�أنها تقلي ��ل تكاليف الإنت ��اج الخا�صة‬ ‫بها‪ ،‬وتعظي ��م م�ستويات �إنتاجها‪ ،‬وال�سماح للجميع‬ ‫بالتناف� ��س م ��ع المنتجي ��ن الرئي�سيين ف ��ي العالم‬ ‫لل�سلع المتقدمة‪.‬‬

‫التعاون البيني الإقليمي تاريخي ًا‬ ‫كان ��ت هن ��اك مح ��اوالت كثي ��رة م ��ن قب ��ل القوى‬ ‫الإقليمي ��ة للتع ��اون في مج ��ال الطاق ��ة‪ .‬مع ذلك‪،‬‬ ‫كم ��ا ُيب ِّين التاري ��خ‪ ،‬كثير من ه ��ذه المحاوالت قد‬ ‫ف�شل ب�سب ��ب الخالف ��ات ال�سيا�سي ��ة وال�صراعات‬ ‫الإقليمية‪ .‬منذ عق ��ود‪ ،‬بد�أ العراق و�سوريا التعاون‬ ‫عل ��ى م ��د خ ��ط �أنابي ��ب متب ��ادل المنفع ��ة يربط‬ ‫بي ��ن حقول النفط ف ��ي كركوك في �شم ��ال العراق‬ ‫�إل ��ى محطة مين ��اء بانيا� ��س ال�سوري عل ��ى البحر‬ ‫المتو�سط‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ب�إفتتاح ��ه ف ��ي الع ��ام ‪ ،1952‬فق ��د �ش� �كل خ ��ط‬ ‫�أنابي ��ب كرك ��وك ‪ -‬بانيا�س نقطة مهم ��ة في تطور‬ ‫�صناع ��ة النف ��ط ف ��ي الع ��راق‪ .‬كم ��ا ق� �دّم ل�سوريا‬ ‫نفط ًا ب�أ�سعار تف�ضيلي ��ة للإ�ستخدام المحلي‪ ،‬مما‬ ‫�أت ��اح لدم�شق ت�صدير �إنتاجها م ��ن النفط ب�أ�سعار‬ ‫ال�س ��وق المفيدة‪ .‬هذا الترتي ��ب‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬لم يدم‬ ‫طوي ًال‪ .‬في الع ��ام ‪ ،1956‬عندما كان ال يزال خط‬ ‫الأنابي ��ب تحت ملكي ��ة �أنغلو ‪ -‬فرن�سي ��ة‪ ،‬هاجمته‬ ‫الق ��وات ال�سوري ��ة وت�ض ��رر ج ��د ًا وذل ��ك رد ًا على‬ ‫الغزو البريطاني ‪ -‬الفرن�سي ل�شبه جزيرة �سيناء‪،‬‬ ‫وكذلك قبول العراق في حلف بغداد‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫من �أنه عاد �إلى العمل بعد ذلك بوقت ق�صير‪ ،‬ف�إن‬ ‫عملياته عادت وتوقفت مرة �أخرى في العام ‪1972‬‬ ‫ب�سبب خالفات جمركي ��ة‪ ،‬الأمر الذي �أقفل العمل‬ ‫و�إ�ستخ ��دام خ ��ط االنابيب حتى الع ��ام ‪ .2001‬في‬ ‫ذلك الحين �إ�ستخدم �صدام ح�سين خط الأنابيب‬ ‫لتجاوز عقوبات الأمم المتحدة المع ّوقة للت�صدير‪،‬‬ ‫وه ��ي ممار�سة �إنتهت عندم ��ا �أ�صبح خط الأنابيب‬ ‫هدف� � ًا لل�ضرب ��ات الجوي ��ة الأميركية خ�ل�ال غزو‬ ‫العراق في العام ‪.2003‬‬ ‫�إن ال�سب ��ب ال ��ذي دفع �صدام ح�سي ��ن لبدء جهود‬ ‫مت�ضاف ��رة لتنويع طرق الت�صدير لمنتوجات بالده‬ ‫كان رد ًا عل ��ى نزاع ��ات عراقي ��ة – �سوري ��ة ح ��ول‬ ‫التعرفة ف ��ي �سبعينات وثمانين ��ات القرن الفائت‪،‬‬ ‫ف�ض�ل ً�ا ع ��ن المخ ��اوف الأمني ��ة للت�صدي ��ر‬

‫النفط الجزائري‪ :‬عن�صر فاعل للتقارب مع المغرب‬

‫خط �أنابيب عبر البالد العربية"التابالين"‪� :‬أقفل لعدم جدواه‬

‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪67‬‬


‫عالم الطاقة‬ ‫الطاقة‬

‫ال�صراعات والحروب ال يح ّلها � اّإل الإقت�صاد‬

‫التعاون الإقليمي ال َبيني في مجال الطاقة‬ ‫يمكنه �إطالق �إمكانات منطقة ال�شرق الأو�سط‬ ‫عل��ى الرغم من �أن منطق��ة ال�شرق الأو�سط و�شم��ال �أفريقيا عرفت كيف تتعاون مع العال��م في مجال الطاقة‬ ‫لتجن��ي الأموال ال�ضخم��ة‪ ،‬لكنها لم ت�ستطع التعاون في ما بينها في هذا المجال‪ ،‬الأمر الذي �أفقدها مناعتها‬ ‫وحرمها فوائد كثيرة‪ .‬ولكن كيف يمكن �أن يتم هذا التعاون؟ وهل هو ممكن؟‬ ‫لندن ‪ -‬با�سم رحال‬ ‫على م ��دى الأجيال القليل ��ة الما�ضية‪،‬‬ ‫كان م ��ن ال�صع ��ب َل ��وم �أولئ ��ك‬ ‫المت�شائمين حول م�ستقبل ال�شرق الأو�سط و�شمال‬ ‫�أفريقي ��ا‪ .‬لقد بدت المنطقة في �أوائل العام ‪2016‬‬ ‫�أنه ��ا �سقطت في حال ��ة من الإ�ضمح�ل�ال الدائم‪.‬‬ ‫م ��ن ناحي ��ة �أخ ��رى‪� ،‬سيك ��ون م ��ن الظل ��م ن�سيان‬ ‫بع�ض الإنجازات الت ��ي تحققت في ال�سنوات الـ‪40‬‬ ‫الفائت ��ة‪ ،‬وكثي ��ر منها قد ت � ّ�م على �أ�سا� ��س الميزة‬ ‫الن�سبي ��ة الطبيعي ��ة الت ��ي تتمتع به ��ا المنطقة في‬ ‫مج ��ال الم ��واد الهيدروكربونية الوفي ��رة والقليلة‬ ‫الكلفة‪.‬‬ ‫ال تقت�ص ��ر الطاق ��ة في منطق ��ة ال�ش ��رق الأو�سط‬ ‫و�شم ��ال �أفريقي ��ا فق ��ط عل ��ى �إ�ستخ ��راج النف ��ط‬ ‫الخ ��ام �أو الغ ��از الطبيعي‪ ،‬بل ت�شم ��ل �أي�ض ًا تطوير‬ ‫�صناع ��ات كبي ��رة تعتمد عليه ��ا مث ��ل الكيماويات‬ ‫والأ�سمدة والإ�سمنت والمعادن‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬عندما‬ ‫يتعل ��ق الأمر بعالق ��ات بينية ذات منفع ��ة متبادلة‬ ‫في مج ��ال الطاقة‪ ،‬فلم يكن هن ��اك تعاون �إقليمي‬ ‫كبي ��ر‪ ،‬حت ��ى ف ��ي �أغن ��ى دول المنطق ��ة‪ .‬وبطبيعة‬ ‫الح ��ال‪� ،‬إن مج ��رد �إنت ��اج النف ��ط الخ ��ام والغ ��از‬ ‫الطبيع ��ي ال يتطل ��ب الكثير من التب ��ادل المحلي‪،‬‬ ‫ولكن يجب �أن يكون هناك على الأقل ت�شجيع كبير‬ ‫للتجارة المنفعية ‪،‬على �سبيل المثال‪ ،‬بين الجزائر‬ ‫والمغرب‪ ،‬وبين قطر والمملكة العربية ال�سعودية‪،‬‬ ‫والعراق والكويت‪� ،‬أو �سلطنة عمان ودولة الإمارات‬ ‫العربي ��ة المتح ��دة‪ .‬حت ��ى الآن‪ ،‬م ��ع ذل ��ك‪ ،‬كانت‬

‫‪66‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫غالبي ��ة العالقات بين م�ستهلك ��ي ومنتجي الطاقة‬ ‫�إقليمي ��ة داخلي ��ة ف ��ي طابعها ب ��د ًال م ��ن �أن تكون‬ ‫�إقليمي ��ة بينية ف ��ي جوهرها‪ ،‬وهذا يعن ��ي وقوعها‬ ‫في الغالب بين منتجي الطاقة في ال�شرق الأو�سط‬ ‫والم�ستهلكي ��ن في العال ��م ال�صناع ��ي‪ ،‬بمن فيهم‬ ‫�أولئ ��ك الموجودون في �أوروبا‪� ،‬أمي ��ركا ال�شمالية‪،‬‬ ‫وال�شرق الأق�صى‪ .‬وهذا النق�ص في تجارة الطاقة‬ ‫وال�صناع ��ة بي ��ن دول ال�ش ��رق الأو�س ��ط و�شم ��ال‬

‫هناك ثالثة مجاالت للتعاون في مجال‬ ‫الطاقة التي يمكنها تحقيق �أق�صى‬ ‫قدر من المنافع لجميع الأطراف في‬ ‫المنطقة‪� :‬إن�شاء تبادل تجاري و�صناعي‬ ‫بين المغرب والجزائر في مجاالت‬ ‫الغاز الطبيعي والفو�سفات والأ�سمدة‬ ‫المتقدمة‪ ،‬ومختلف المنتجات النهائية؛‬ ‫�إ�ستثمارات �صناعية وتجارية في دول‬ ‫مجل�س التعاون الخليجي‪ ،‬وبالتحديد‬ ‫تبادل الغاز الطبيعي القطري بمنتجات‬ ‫�سعودية �أو �إماراتية؛ وتبادل التجارة‬ ‫والإ�ستثمارات بين �إيران ودول الخليج‬

‫�أفريقيا يع ��ود �إلى �أ�سباب �سيا�سية‪ ،‬ذلك �أن بلدان‬ ‫المنطق ��ة ل ��م تط� � ِّور عالق ��ات مبنية عل ��ى الثقة‪،‬‬ ‫ناهيك عن ح� � ّل النزاعات والخ�صومات القديمة‪.‬‬ ‫في الأ�سا� ��س‪ ،‬كان الإفتقار �إلى الحكم الر�شيد هو‬ ‫�سبب عدم التعاون في مجال الطاقة‪.‬‬ ‫وبطبيع ��ة الح ��ال‪� ،‬إذا �إ�ستم ��ر ه ��ذا الإتج ��اه من‬ ‫قل ��ة التعاون وتد ّن ��ي م�ستوى الحك ��م‪ ،‬ف�سوف نرى‬ ‫المزي ��د من ال�شيء نف�سه‪� .‬إن دول ال�شرق الأو�سط‬ ‫و�شم ��ال �أفريقي ��ا‪ ،‬وعل ��ى وج ��ه الخ�صو� ��ص ف ��ي‬ ‫الخلي ��ج‪� ،‬س ��وف تتناف�س لي�س فقط بي ��ن �أنف�سها‪،‬‬ ‫ولك ��ن �أي�ض� � ًا م ��ع منتجي ��ن عالميي ��ن �آخرين مثل‬ ‫رو�سي ��ا‪ ،‬والآن الواليات المتح ��دة‪ ،‬للح�صول على‬ ‫ح�ص ��ة في �أ�س ��واق النفط الخام والغ ��از الطبيعي‬ ‫العالمي ��ة‪ .‬والبل ��دان الت ��ي تتمت ��ع بر�ؤي ��ة �أف�ض ��ل‬ ‫لتطوي ��ر الم�شاريع التحويلي ��ة ال�صناعية‪ ،‬ال �سيما‬ ‫دولة الإم ��ارات العربية المتح ��دة وقطر والمملكة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودي ��ة‪� ،‬س ��وف تبتع ��د م ��ن الإعتماد‬ ‫عل ��ى مبيعات الهيدروكربونات والبدء في �إ�ستثمار‬ ‫موارده ��ا في منتجات تحويلية ذات قيمة م�ضافة‪،‬‬ ‫و�أبرزها البتروكيماويات والأ�سمدة‪ .‬مع ذلك‪ ،‬من‬ ‫دون تع ��اون داخلي بيني �إقليمي في منطقة ال�شرق‬ ‫الأو�س ��ط و�شمال �أفريقي ��ا‪ ،‬ف�إن ه ��ذه ال�صناعات‬ ‫�سوف تجد �أنف�سها في م�أزق م�ألوف‪ ،‬وهو التناف�س‬ ‫مع بع�ضها البع�ض في �أ�سواق محدودة‪ .‬في الواقع‪،‬‬ ‫ه ��ذا م ��ا يح ��دث فعلي� � ًا‪� .‬إن �إنت ��اج الكيماوي ��ات‪،‬‬ ‫والأ�سم ��دة‪ ،‬والألمني ��وم الكبي ��ر ف ��ي ال�سعودي ��ة‬ ‫يتناف�س مع منتجات مماثلة من الكويت‪ ،‬المغرب‪،‬‬ ‫الجزائ ��ر‪ ،‬وقطر‪ ،‬ف ��ي �أ�سواق ال�صي ��ن‪ ،‬والواليات‬


‫التجارة الإقليمية البينية‬ ‫وتداعياتها المحلية‬

‫حقل القبة ال�شمالية‪ :‬يمكن �أن يكون مجا ًال للتعاون بين قطر وال�سعودية‬

‫م ��ن التعاون الإقليمي �إل ��ى المنطقة‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫من �أن خ ��ط الأنابيب قد نوق� ��ش على مدى عقود‪،‬‬ ‫فق ��د �أعاق تطوره الجم ��ود ال�سيا�سي بين الجزائر‬ ‫والرب ��اط ب�سبب النزاع في ال�صحراء‪ ،‬ولم ي�صبح‬ ‫ممكن� � ًا �إ�ستخدام خط الأنابي ��ب �إلاّ حين تم توقيع‬ ‫الإتف ��اق الدول ��ي الذي رعت ��ه الأم ��م المتحدة في‬ ‫‪ 1988‬والذي خفف التوت ��رات‪ .‬ب�إعتراف الجميع‪،‬‬ ‫ل ��م يت ��م ح ��ل ال�ص ��راع حت ��ى الآن ب�ش ��كل كامل‪،‬‬ ‫ولك ��ن خ ��ط الأنابيب و ّف ��ر نقطة �إنط�ل�اق للتعاون‬ ‫بي ��ن الجزائ ��ر والمغرب‪ ،‬وحتى �أنه ق ��د �أ�سفر عن‬ ‫بيع مح ��دود من الغاز الجزائ ��ري لمحطات توليد‬ ‫الطاقة في المغرب من طريق خط الأنابيب‪ .‬وهذه‬ ‫العالقة النا�شئة في مجال الطاقة قد تعمل كمثال‬ ‫على الفر�ص الم�ستقبلي ��ة لتعاون متبادل المنفعة‪،‬‬ ‫وهو مث ��ال �سوف يناق�شه هذا التقرير ب�إ�ستفا�ضة‪.‬‬ ‫للأ�س ��ف‪� ،‬إن العالق ��ة بي ��ن البلدي ��ن المغربيي ��ن‬ ‫الجارين �إنعطفت نحو الأ�سو�أ‪ ،‬والعالقة المزدهرة‬ ‫و�صل ��ت �إلى نهاي ��ة م�سدودة‪ .‬ولأن الغ ��از الطبيعي‬ ‫ال ��ذي تر�سل ��ه الجزائ ��ر ال ��ى �إ�سباني ��ا يت ��م نقله‬ ‫بموجب �إتفاقات وقرو� ��ض دولية وا�سعة‪ ،‬ف�إن هذه‬ ‫الخالفات لم توقف التدف ��ق‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ت�ستخدم‬ ‫الجزائ ��ر الآن خط ��وط �أنابيب �أخرى �إل ��ى �أوروبا‪:‬‬ ‫واح ٌد مبا�شر �إلى �إ�سبانيا و�آخر عبر تون�س‪.‬‬ ‫كم ��ا �أن العالق ��ة الم�ضطرب ��ة بين �أك ��راد العراق‬ ‫وبغ ��داد‪ ،‬والأداء غي ��ر الجي ��د ل"خ ��ط �أنابي ��ب‬ ‫الغ ��از العربي"‪​​،‬يو ّف ��ران �أمثلة �أخ ��رى للمحاوالت‬ ‫الم�ضطرب ��ة ف ��ي المنطق ��ة ف ��ي مج ��ال التعاون‪.‬‬

‫مع �سع ��ي الأكراد �إل ��ى مزيد من الحك ��م الذاتي‪،‬‬ ‫و�إ�ص ��رار بغ ��داد عل ��ى مركزي ��ة �أق ��وى‪ ،‬وعائدات‬ ‫الطاق ��ة تغ ��ذي موازن ��ات الجانبي ��ن‪ ،‬ف� ��إن �إتفاق ًا‬ ‫لتقا�سم الأرباح و ّدي� � ًا على المدى الطويل بالن�سبة‬ ‫�إل ��ى م ��وارد الطاق ��ة العراقية يبدو �إل ��ى حد كبير‬ ‫غي ��ر محتم ��ل‪ .‬ب�ش ��كل معاك� ��س‪ ،‬في حال ��ة "خط‬ ‫�أنابيب الغاز العربي"‪​​،‬ال ��ذي ينقل الغاز الطبيعي‬ ‫الم�صري �إل ��ى الأردن و�سوري ��ا و�إ�سرائيل ولبنان‪،‬‬ ‫وحت ��ى بالتعاون م ��ع تركيا والعراق‪ ،‬ف� ��إن الم�س�ألة‬ ‫ال تتعل ��ق بالعالقات الجيو�سيا�سية‪ ،‬ولكن بال�ش�ؤون‬ ‫الداخلية الخا�صة في م�صر‪� .‬إن دعم الطاقة الذي‬ ‫يتح� �دّى المنط ��ق في م�ص ��ر‪ ،‬والنق� ��ص الداخلي‬ ‫الخطي ��ر للغ ��از الطبيعي‪� ،‬إلى جان ��ب الإ�ستهداف‬ ‫الم�ستم ��ر لخط الأنابيب من قب ��ل م�سلحين‪� ،‬أدت‬ ‫مجتمعة �إل ��ى �إقفال عمليات ه ��ذا الخط‪ .‬وعالوة‬ ‫عل ��ى ذلك‪ ،‬على الرغم م ��ن �إكت�شاف الغاز الهائل‬ ‫�أخي ��ر ًا في م�صر ف ��ي حقل "زه ��ر"‪ ،‬ف�إنه ال يزال‬ ‫م ��ن الم�شكوك في ��ه �أن هذا البل ��د العربي ال�شمال‬ ‫�أفريقي �سي�ست�أنف ت�صدي ��ر الغاز الطبيعي في �أي‬ ‫وقت قري ��ب‪ .‬بالإ�ضافة �إلى ه ��ذه الأمثلة‪ ،‬فقد ّتم‬ ‫�إقتراح العديد من الم�شاريع الجارية الأخرى‪ ،‬بما‬ ‫في ذلك خط �أنابيب ال�صداقة بين �إيران والعراق‬ ‫و�سوري ��ا‪ ،‬وخ ��ط �أنابيب قطر – تركي ��ا المناف�س‪،‬‬ ‫ال ��ذي من �ش�أنه �أن يعمل من خالل دول عديدة في‬ ‫الخلي ��ج والم�شرق العربي‪ .‬ولم ُيب�صر الم�شروعان‬ ‫�إل ��ى ح ��د الآن الن ��ور ب�سب ��ب الحواج ��ز والعوائق‬ ‫المالية والجيو�سيا�سية‪.‬‬

‫بالنظ ��ر �إل ��ى حجم تج ��ارة الطاقة الدولي ��ة‪ ،‬ف�إن‬ ‫حج ��م التعاون في مجال الطاق ��ة بين دول ال�شرق‬ ‫الأو�س ��ط و�شمال �أفريقيا �ضئي ��ل للغاية‪� .‬إن تطور ًا‬ ‫طبيعي ًا للتج ��ارة ح�صل بين الأ�س ��واق التي تحتاج‬ ‫�إل ��ى الطاقة‪ ،‬وال �سيما في العالم ال�صناعي‪ ،‬وتلك‬ ‫القادرة عل ��ى �إنتاجها في ال�ش ��رق الأو�سط‪ .‬وهذه‬ ‫نمت �إلى طرق متقدم ��ة جد ًا لكنها لم تُط َّور‪ .‬على‬ ‫وج ��ه الخ�صو� ��ص‪ ،‬تداول ��ت دول الخلي ��ج و�شمال‬ ‫افريقي ��ا النفط مقابل ال�سلع م ��ع �أوروبا والواليات‬ ‫المتحدة وال�ش ��رق الأق�صى منذ خم�سينات القرن‬ ‫الفائ ��ت‪ .‬ولم تكن هن ��اك جهود لتطوي ��ر الأ�سواق‬ ‫في منطق ��ة ال�شرق الأو�سط‪ ،‬ف ��ي جانب كبير منه‬ ‫ب�سب ��ب عدم وج ��ود �أ�شي ��اء كثيرة للتب ��ادل‪ .‬كانت‬ ‫ال�سعودي ��ة تتطل ��ع �إل ��ى التحديث من �أج ��ل البدء‬ ‫ف ��ي توفير م�ستوي ��ات معي�ش ��ة مماثل ��ة لمواطنيها‬ ‫لتل ��ك التي تتمتع به ��ا �أوروبا والوالي ��ات المتحدة‪.‬‬ ‫للقي ��ام بذل ��ك فقد كان ��ت بحاجة �إل ��ى ال�سيارات‬ ‫ومك ّيفات الهواء و�أجهزة التلفاز والأدوات والآالت‬ ‫بجميع �أنواعها‪ ،‬والت ��ي لم يكن من الممكن العثور‬ ‫عليه ��ا في بل ��دان ال�ش ��رق الأو�س ��ط‪ .‬بالت�أكيد في‬ ‫�سبعين ��ات الق ��رن الفائ ��ت‪� ،‬سعى ك ٌّل م ��ن العراق‬ ‫و�سوري ��ا‪ ،‬في ظل حكم حزب "البعث"‪� ،‬إلى تطوير‬ ‫�صناع ��ات ال�سل ��ع الإ�ستهالكي ��ة‪ .‬كان الع ��راق في‬ ‫�سبعين ��ات الق ��رن الفائت ينت ��ج �أجه ��زة تلفزيون‬ ‫وغ�س ��االت و�سلع� � ًا منزلية �أخ ��رى لأ�سواقه‪ ،‬و�أغلق‬ ‫ح ��دوده على ال ��واردات لت�شجيع الإنت ��اج المحلي‪.‬‬ ‫وكان ��ت خالل ه ��ذه الفترة بن ��ت القي ��ادة البعثية‬ ‫في الع ��راق مج ّمع ��ات �صناعية ثقيل ��ة مثل مجمع‬ ‫البتروكيماوي ��ات ف ��ي الب�ص ��رة وم�صن ��ع الحديد‬ ‫وال�صلب ف ��ي خور الزبير‪ .‬وق ��د حاولت بغداد بيع‬ ‫العدي ��د م ��ن منتجاته ��ا الإ�ستهالكي ��ة �إل ��ى الدول‬ ‫المج ��اورة من خ�ل�ال المعار�ض الت ��ي �أُقيمت بين‬ ‫وقت و�آخر في البحرين �أو دبي‪.‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك‪ ،‬كان ��ت نوعي ��ة ه ��ذه المنتج ��ات �سيئة‬ ‫للغاي ��ة‪ ،‬وال يمكنها ب�أي حال م ��ن الأحوال مناف�سة‬ ‫المنتجات الأكثر تط ��ور ًا والأف�ضل ت�صميم ًا الآتية‬ ‫م ��ن الياب ��ان والغ ��رب‪� ،‬أو الب�ضائ ��ع ال�صيني ��ة‪.‬‬ ‫وبالتال ��ي‪ ،‬ظل ��ت التب ��ادالت بي ��ن دول ال�ش ��رق‬ ‫الأو�س ��ط في الغالب معدومة‪ .‬وع�ل�اوة على ذلك‪،‬‬ ‫فق ��د ُر ِف�ضت المنتجات العراقي ��ة وال�سورية‪ ،‬التي‬ ‫تم �صنعه ��ا ونمت وفق ًا لنم ��اذج �سوفياتية في‬ ‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪69‬‬


‫عالم الطاقة ¶ الطاقة‬ ‫الناجمة م ��ن الحرب بين �إي ��ران والعراق‪ .‬وكانت‬ ‫�إح ��دى ه ��ذه المب ��ادرات بناء خ ��ط �أنابي ��ب عبر‬ ‫ال�سعودي ��ة �إلى ميناء المعجز عل ��ى البحر االحمر‬ ‫ق ��رب ينب ��ع‪ ،‬والمع ��روف ب�إ�س ��م "عب ��ر الجزيرة‬ ‫العربي ��ة"‪ .‬وم ��ن المفارق ��ات‪� ،‬أن ال�سعوديي ��ن قد‬ ‫�أغلق ��وا هذه المحاول ��ة لت�صدير النف ��ط رد ًا على‬ ‫غزو الع ��راق للكويت في الع ��ام ‪ ،1990‬مما يظهر‬ ‫مرة �أخرى كيف �أن المناف�سات الجيو�سيا�سية هي‬ ‫�أهم من التعاون الإقت�صادي‪ .‬وقد ط ّورت ال�سعودية‬ ‫"عب ��ر الجزيرة العربي ��ة" و�إ�ستخدمته منذ ذلك‬ ‫الحي ��ن محلي ًا‪ .‬وبالمث ��ل‪ ،‬ف�إن خ ��ط الأنابيب عبر‬ ‫البالد العربية (المعروف ب�إ�سم التابالين) الذي‬ ‫كان ينق ��ل النفط م ��ن المملكة العربي ��ة ال�سعودية‬ ‫عبر الأردن ولبن ��ان �إلى البحر الأبي�ض المتو�سط‪،‬‬ ‫مو ّفر ًا الدخل ل�ل��أردن‪ ،‬و�سوريا‪ ،‬ولبنان‪ ،‬والمملكة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودي ��ة منذ الع ��ام ‪ ،1950‬تم �إغالقه‬ ‫�أي�ض� � ًا م ��ن قب ��ل الريا� ��ض رد ًا على دع ��م الأردن‬ ‫للع ��راق بع ��د الغ ��زو الأخي ��ر للكوي ��ت‪ .‬ب�إعت ��راف‬ ‫الجميع‪� ،‬أ�صبح "التابالين" على نحو متزايد غير‬ ‫مجدٍ �إقت�صادي� � ًا �إبتداء من الع ��ام ‪ ،1975‬ويرجع‬ ‫ذلك جزئي ًا �إلى نمو الناقالت التجارية ال�ضخمة‪،‬‬ ‫ولك ��ن �أي�ض ًا ب�سب ��ب النزاعات ح ��ول ر�سوم العبور‬ ‫التي �أثارها كل من �سوريا ولبنان‪.‬‬

‫التعاون الإقليمي البيني الحالي‬ ‫ف ��ي الوق ��ت الحا�ض ��ر‪ ،‬م ��ع وج ��ود ه ��ذه الخلفية‬ ‫المتق ّلب ��ة في مجال التعاون ف�إن عدد ًا من م�شاريع‬ ‫الطاقة الإقليمية ُيب ِّين مراحل متفاوتة من النجاح‬ ‫والف�ش ��ل‪� .‬إن �أف�ض ��ل مث ��ال على النج ��اح بين هذه‬ ‫المح ��اوالت كان م�شروع غ ��از دولفين الذي ن�ش�أت‬ ‫فكرت ��ه ف ��ي الع ��ام ‪ ،1999‬وب ��د�أ العمل ف ��ي العام‬ ‫‪ .2007‬وي�شم ��ل هذا الم�شروع نق ��ل الغاز الطبيعي‬ ‫م ��ن حقل ال�شمال القطري في ر�أ�س لفان �إلى دولة‬ ‫الإمارات و�سلطنة ُعم ��ان‪� .‬إن خط �أنابيب دولفين‬ ‫الذي ك ّلف �أكثر من ‪ 7‬مليارات دوالر ويتمتع بقدرة‬ ‫ت�صديرية تبلغ ‪ 3.2‬ملي ��ارات قدم مكعبة قيا�سية‬ ‫في الي ��وم‪ ،‬هو �أول م�شروع للغ ��از في الخليج عابر‬ ‫للح ��دود‪ .‬وم ��ع ذلك‪ ،‬فق ��د ت ��م ت�أجي ��ل الم�شروع‬ ‫ل�سن ��وات ع ��دة ب�سب ��ب المعار�ض ��ة ال�صامدة من‬ ‫المملكة العربية ال�سعودية‪ .‬و�إ�ستندت الإعترا�ضات‬ ‫ال�سعودي ��ة عل ��ى حقيق ��ة �أن خط الأنابي ��ب �سوف‬ ‫يجت ��از المي ��اه الإقليمي ��ة ال�سعودي ��ة‪ ،‬وه ��و �إدعاء‬ ‫رف�ضت ��ه �أبو ظبي‪� .‬إن النزاع الحدودي عند تقاطع‬ ‫قطر‪ ،‬المملك ��ة العربية ال�سعودي ��ة‪ ،‬والإمارات لم‬

‫‪68‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫م�شروع دولفين للغاز‪ :‬مثال ناجح للتعاون البيني الخليجي‬

‫تت ��م ت�سويته‪ ،‬وعلى الرغم من �أن الريا�ض �سمحت‬ ‫�أخير ًا الم�ضي قدم ًا في الم�شروع‪ ،‬فقد فعلت ذلك‬ ‫عل ��ى م�ض� ��ض‪ ،‬ويمكنه ��ا بالتالي �إحي ��اء الم�شاكل‬ ‫دائم� � ًا‪ .‬حت ��ى بي ��ن االمارات وقط ��ر‪ ،‬ف� ��إن ال�سعر‬ ‫ال ��ذي تفاو�ض عليه الطرفان من ��ذ �سنوات عديدة‬ ‫يخ�ضع للكثير م ��ن الم�شاحنات‪ .‬ين�ص العقد على‬ ‫�أن تقب� ��ض الدوح ��ة ‪ 1,4‬دوالر ل ��كل وحدة حرارية‬ ‫بريطانية‪ ،‬وه ��و �سعر ُيعتبر �أق ��ل بكثير من العائد‬ ‫ال�صاف ��ي ال ُمعتاد (‪ 6‬دوالرات ل ��كل وحدة حرارية‬ ‫بريطانية) الذي تح�صل عليه قطر من �صادراتها‬ ‫من الغاز الطبيعي ال ُم�سال �إلى ال�شرق الأق�صى‪.‬‬

‫النق�ص في تجارة الطاقة‬ ‫وال�صناعة بين دول ال�شرق الأو�سط‬ ‫و�شمال �أفريقيا يعود �إلى �أ�سباب‬ ‫�سيا�سية‪ ،‬ذلك �أن بلدان المنطقة‬ ‫لم تط ِّور عالقات مبنية على الثقة‪،‬‬ ‫ناهيك عن ّ‬ ‫حل النزاعات والخ�صومات‬ ‫القديمة‪ .‬في الأ�سا�س‪ ،‬كان الإفتقار‬ ‫�إلى الحكم الر�شيد هو �سبب عدم‬ ‫التعاون في مجال الطاقة‬

‫بع ��د �إنهي ��ار �أ�سع ��ار الطاقة ف ��ي منت�ص ��ف العام‬ ‫‪� ،2014‬صار العائ ��د ال�صافي لقطر على مبيعاتها‬ ‫في ال�ش ��رق الأق�صى �أقل بكثير الي ��وم‪ ،‬وربما �أقل‬ ‫من ‪ 4‬دوالرات لكل وحدة حرارية بريطانية‪ .‬وكان‬ ‫من الممكن تو�سيع ق ��درة م�شروع دولفين �إلى حد‬ ‫كبي ��ر ل ��و �إتفق الطرف ��ان على �سعر ع ��ادل‪ .‬يدرك‬ ‫القطري ��ون �أن االمارات ت�ص� �دّر كمياتها من الغاز‬ ‫الطبيعي ال ُم�سال بالأ�سعار العالمية‪ ،‬والتي و�صلت‬ ‫�إل ��ى ‪ 18‬دوالر ًا ل ��كل وحدة حراري ��ة بريطانية �إلى‬ ‫الياب ��ان ف ��ي ‪ ،2010‬في حين كان ��ت ت�ستورد الغاز‬ ‫عب ��ر خ ��ط الأنابيب من قط ��ر بالمع ��دل المذكور‬ ‫�أع�ل�اه ‪ 1،4‬دوالر ل ��كل وحدة حراري ��ة بريطانية‪.‬‬ ‫عندما يمكن لكال الطرفين الجلو�س على الطاولة‬ ‫مع وجهات نظر واقعية بالن�سبة �إلى الأ�سعار‪ ،‬ربما‬ ‫يمك ��ن عنده ��ا التو�صل �إل ��ى حل و�س ��ط‪ .‬في هذه‬ ‫الأثناء‪ ،‬تنف ��ق االمارات مبالغ طائل ��ة على تطوير‬ ‫ت�شكي�ل�ات للغ ��از المحك ��م �أو ال�ض ّي ��ق‪ ،‬والذي قد‬ ‫يكل ��ف ما ي�صل ال ��ى ‪ 6‬دوالرات لكل وحدة حرارية‬ ‫بريطاني ��ة من خ�ل�ال م�شروع م�شت ��رك مع �شركة‬ ‫"�أوك�سيدنت ��ال بتروليوم"‪ ،‬ويمك ��ن �أن ي�أتي وقت‬ ‫حيث تكون م�ستعدة لإ�ستيراد الغاز من �إيران‪.‬‬ ‫من ناحي ��ة �أخرى‪ُ ،‬يبره ��ن خط �أنابي ��ب المغرب‬ ‫العرب ��ي – �أوروب ��ا كذل ��ك عل ��ى �صعوب ��ة التعاون‬ ‫بي ��ن بل ��دان المنطق ��ة‪ .‬في حي ��ن يت ��م �إ�ستخدام‬ ‫خ ��ط الأنابي ��ب ف ��ي الغالب لنق ��ل الغ ��از الطبيعي‬ ‫الجزائ ��ري �إل ��ى �إ�سباني ��ا والبرتغال‪ ،‬ف� ��إن جزء ًا‬ ‫من ��ه يمر عب ��ر المغ ��رب‪ ،‬وبالتال ��ي يجل ��ب جانب ًا‬


‫الجه ��د للإ�ستفادة من الأيدي العاملة الوا�سعة في‬ ‫منطق ��ة ال�ش ��رق الأو�سط و�شم ��ال �أفريقيا لتطوير‬ ‫الخدم ��ات وال�صناع ��ات في منطق ��ة الخليج‪ .‬في‬ ‫الواق ��ع‪ ،‬خالل �إحدى الفترات كان هناك �أكثر من‬ ‫مليون عام ��ل م�صري في العراق ف ��ي عهد �صدام‬ ‫ح�سي ��ن‪ ،‬معظمهم ف ��ي الزراعة والبن ��اء‪ .‬وعندما‬ ‫وقفت القاهرة �ضد بغ ��داد في حرب الخليج‪ ،‬ف�إن‬ ‫ه� ��ؤالء العم ��ال الم�صريين‪ ،‬الذين كان ��وا �ساهموا‬ ‫�إل ��ى حد كبير ف ��ي التنمي ��ة الزراعية ف ��ي العراق‬ ‫وتزوي ��ده بالخدمات والمه ��ارات الأ�سا�سية عندما‬ ‫كان الع ��راق را�سخ� � ًا في الحرب‪ ،‬تم ��ت معاملتهم‬ ‫ب�ل�ا رحمة‪ ،‬وغالبيته ��م ُر ّحلوا م ��ن دون الح�صول‬ ‫عل ��ى مدخراتهم �أو ممتلكاتهم‪ .‬في حين �أن هناك‬ ‫حتى يومنا ه ��ذا عدد ًا ال ب�أ�س ب ��ه من الم�صريين‬ ‫والمغارب ��ة ف ��ي مختل ��ف ال�صناع ��ات الخدمي ��ة‬ ‫العراقية‪ ،‬ف�إن عدم الق ��درة على الإ�ستفادة ب�شكل‬ ‫كام ��ل من هذا التجمع من العمال ��ة العربية ُيظهر‬ ‫م ��دى �سهول ��ة العوام ��ل ال�سيا�سي ��ة الإقليمية على‬ ‫تعوي ��ق وتع ّث ��ر الم�ساع ��ي الإقت�صادي ��ة المحتملة‪.‬‬ ‫في الواقع‪ ،‬في حي ��ن �أن العمال العرب هيمنوا في‬ ‫البداية عل ��ى عدد ال�سكان الوافدي ��ن‪ ،‬ف�إن معظم‬

‫العمالة الواف ��دة في الخليج ي�أتي حالي ًا من جنوب‬ ‫�أو جن ��وب �شرق �آ�سي ��ا‪ .‬وكان هذا التح ��ول �سريع ًا‬ ‫ودراماتيكي� � ًا‪ .‬فيم ��ا كان الع ��رب يمثل ��ون ‪ 72‬ف ��ي‬ ‫المئ ��ة من ال�س ��كان الوافدين �إل ��ى منطقة الخليج‬ ‫ف ��ي العام ‪ ،1975‬ف�إنه بحل ��ول العام ‪� 1985‬صارت‬ ‫ن�سبة القوى العامل ��ة الوافدة �إلى الخليج من �آ�سيا‬ ‫‪ 63‬في المئة‪.‬‬ ‫وقدّر بحثٌ �أجراه المركز المالي الكويتي في العام‬ ‫‪� 2015‬أن ع ��دد العم ��ال الوافدين ف ��ي الخليج بلغ‬ ‫‪ 25‬مليون� � ًا‪ ،‬وغالبيته ��م �أتت من الهن ��د والفليبين‬ ‫وبنغالدي� ��ش وباك�ستان و�إندوني�سي ��ا و�سري النكا‪،‬‬ ‫وج ��اء ج ��زء �أقلي م ��ن م�ص ��ر واليم ��ن‪� .‬إن ه�ؤالء‬ ‫العم ��ال والمهند�سي ��ن والمحا�سبي ��ن‪ ،‬الذي ��ن‬ ‫ي�شكل ��ون م ��ا يزي ��د على ‪ 75‬ف ��ي المئة م ��ن القوى‬ ‫العاملة الخا�صة‪ ،‬ينتجون تدفقات من التحويالت‬ ‫الخارجي ��ة المالي ��ة الكبي ��رة‪ ،‬التي ق ��درت ب‪100‬‬ ‫ملي ��ار دوالر ف ��ي ‪� ،2015‬إرتفاع� � ًا م ��ن ‪ 70‬ملي ��ار‬ ‫دوالر ف ��ي ‪ .2012‬ف ��ي حين �أنه م ��ن ال ُم�س َّلم به �أن‬ ‫م�صر واليمن يح�صالن على ح�صة �أقلية من هذه‬ ‫التحويالت‪ ،‬ف� ��إن الغالبية العظم ��ى تذهب لإفادة‬ ‫المجتمع ��ات غي ��ر العربي ��ة‪ .‬كان يمك ��ن �أن يكون‬

‫الفو�سفات في المغرب‪ :‬يمكنه �أن يكون عن�صر ًا �إقت�صادي ًا للتقارب مع الجزائر‬

‫الن�صي ��ب الأكب ��ر من هذه الوظائ ��ف والتحويالت‬ ‫مث ��ا ًال رئي�سي ًا عن �إ�ستفادة منطقة ال�شرق الأو�سط‬ ‫ككل م ��ن عائ ��دات النف ��ط‪ .‬للأ�س ��ف‪ ،‬كان هناك‬ ‫جه ��د ُم َّ‬ ‫نظم من قبل دول الخلي ��ج للحد من تدفق‬ ‫المغتربي ��ن العرب‪ .‬وقد ن�ش�أت هذه الجهود ب�سبب‬ ‫العوامل ال�سيا�سية والإقت�صادية والإجتماعية‪ .‬في‬ ‫رحل ��ت المملكة العربي ��ة ال�سعودية‬ ‫الع ��ام ‪ّ ،1990‬‬ ‫‪ 700،000‬يمن ��ي بعدم ��ا دعم ��ت حكوم ��ة �صنعاء‬ ‫غزو �ص ��دام ح�سين للكويت‪ .‬وبالمث ��ل‪ ،‬كما ذكرنا‬ ‫�سابق ًا‪ ،‬طرد العراق غالبية العمال الم�صريين في‬ ‫العام ‪ .1990‬وفي ما يت�صل بذلك‪ ،‬كانت االمارات‬ ‫حذرة من المغتربي ��ن الم�صريين منذ �أيام جمال‬ ‫عب ��د النا�ص ��ر‪ ،‬ف ��ي البداية ب�سب ��ب المخاوف من‬ ‫القومية العربي ��ة‪ ،‬و�أخير ًا ب�سبب التعب والقلق من‬ ‫جماعة "الإخوان الم�سلمين"‪.‬‬ ‫بد ًال من هذا النفور من التعاون‪ ،‬ف�إن تباد ًال طبيعياً‬ ‫للمنفعة المتبادل ��ة كان يمكنه �أن ي� ّؤ�س�س للترحيب‬ ‫بالعمال العرب في الخلي ��ج من �أجل موا�صلة ن�شر‬ ‫فوائد ث ��روة الطاقة في منطق ��ة الخليج‪ ،‬في حين‬ ‫يفي في وقت واحد ب�إحتياج ��ات العمالة المحلية‪.‬‬ ‫ب ��د ًال من ذلك‪ ،‬فق ��د كانت دول الخلي ��ج قلقة من‬ ‫"تم�صي ��ر" ُمحتم ��ل لمجتمعاته ��ا‪ .‬م ��ع كل ه ��ذه‬ ‫العوامل في الإعتبار‪ ،‬ف�إن مفهوم الإقت�صاد الدولي‬ ‫لتطوي ��ر المي ��زة الطبيعي ��ة ومقارنته ��ا م ��ن �أجل‬ ‫تح�سين الجميع يب ��دو �أجنبي ًا في ال�شرق الأو�سط‪.‬‬ ‫في الواقع‪ ،‬لقد تم �إخ�ضاع مفهوم منظمة التجارة‬ ‫العالمي ��ة للتج ��ارة كو�سيلة لب�س ��ط ال�سيطرة على‬ ‫دول ��ة �أخ ��رى �أو مجتمع �آخر‪ .‬قد يك ��ون هذا الأمر‬ ‫بق ��ي من موروثات و ُمخ ّلفات الحقبة الإ�ستعمارية‪،‬‬ ‫�أو ق ��د يكون نتيجة ثانوية م ��ن المواقف الم�شبوهة‬ ‫التي تنت�شر بي ��ن المجموعات ال�سكانية المختلفة‪،‬‬ ‫�أو كليهم ��ا‪ .‬وف ��ي كلت ��ا الحالتين‪ ،‬يب ��دو �أن عوامل‬ ‫مت�أ�صل ��ة جد ًا ف ��ي روح القي ��ادة وال�شعب على حد‬ ‫�سواء تح ّد من جهود التعاون البيني الإقليمي‪ .‬و�إذا‬ ‫�إ�ستم ��رت دول ال�شرق الأو�سط و�شمال �أفريقيا في‬ ‫العمل عل ��ى النحو المعتاد‪ ،‬ف�إن ث ��روة الق ّلة �سوف‬ ‫تزي ��د وت�ستمر ف ��ي النمو على �أ�سا� ��س التبادل بين‬ ‫ال�شرق والغ ��رب �أو بين ال�شمال والجنوب المذكور‬ ‫�أعاله‪ .‬و�ستبقى بالتالي الروابط البينية منخف�ضة‬ ‫والمنافع الم�شتركة للتجارة الدولية على الم�ستوى‬ ‫الإقليمي لن تتحقق‪.‬‬ ‫�إن دو ًال مث ��ل م�ص ��ر �أو �سوري ��ا‪ ،‬عندم ��ا تعي�ش في‬ ‫�سالم‪� ،‬س ��وف ت�ستمر في التنمي ��ة‪ ،‬ولكنها �ستظل‬ ‫عالق ��ة وغارق ��ة ب�ل�ا �أم ��ل ف ��ي و�ض ��ع العالم‬ ‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪71‬‬


‫عالم الطاقة ¶ الطاقة‬ ‫مج ��ال التوزيع والت�صنيع‪ ،‬ول ��م تلقَ قبو ًال حتى من‬ ‫قب ��ل العراقيي ��ن وال�سوريي ��ن �أنف�سهم‪ .‬ف ��ي نهاية‬ ‫المطاف‪� ،‬أغلقت الم�صانع المحلية �أبوابها وفتحت‬ ‫الحدود ببطء للمنتجات ال�شرقية والغربية‪ ،‬ولكن‬ ‫م ��ع تعريف ��ات مهمة للحف ��اظ على بع� ��ض الدخل‬ ‫للدول ��ة‪ .‬في الع ��راق‪ ،‬ح ّفز هذا التح� � ّول بعيد ًا من‬ ‫الإنت ��اج المحلي �أي�ض ًا �إلى الإن ��زالق الى حرب مع‬ ‫�إي ��ران‪ .‬م ��ن ناحي ��ة �أخ ��رى‪ ،‬ف� ��إن دول الخليج لم‬ ‫تغل ��ق حدوده ��ا �أم ��ام المنتج ��ات الخارجية‪ .‬في‬ ‫حي ��ن كان ��ت هن ��اك جه ��ود لتطوي ��ر ال�صناع ��ات‬ ‫التحويلي ��ة ف ��ي منطق ��ة الخلي ��ج‪ ،‬وال �سيم ��ا ف ��ي‬ ‫االم ��ارات والمملكة العربية ال�سعودية‪ ،‬ف�إن نموذج‬ ‫التنمي ��ة كان مختلف ًا تمام ًا ع ��ن النمط ال�سوفياتي‬ ‫ال ��ذي ُو ِجد في الع ��راق‪ .‬لقد و ّف ��رت دول الخليج‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص� � ًا المملك ��ة العربي ��ة ال�سعودي ��ة‪ ،‬حوافز‬ ‫كبيرة لل�شركات المملوكة للدولة والقطاع الخا�ص‬ ‫لتطوي ��ر ال�صناع ��ة ب�إ�ستخ ��دام التكنولوجي ��ات‬ ‫الغربي ��ة واليابانية‪ .‬وقد �شجعت كثي ��ر ًا الم�شاريع‬ ‫الم�شترك ��ة‪ .‬على �سبيل المثال‪ ،‬في �أوائل ثمانينات‬ ‫القرن الفائت‪ ،‬بد�أت �شركة "�سابك" �إن�شاء قواعد‬ ‫ت�صنيع من خالل ‪ 11‬م�شروع� � ًا م�شترك ًا مع �أمثال‬ ‫و�ص ّنعت منتجاتها‬ ‫"�سوميتومو" و"ميت�سوبي�شي"‪ُ .‬‬ ‫وفق �أعل ��ى المعايير وبيعت ف ��ي البداية من خالل‬ ‫ال�شركاء الأجانب في الخارج‪.‬‬ ‫بالن�سبة �إلى �إقت�صاديات التنمية‪ ،‬فقد �إتبعت دول‬ ‫الخلي ��ج نموذج "النم ��و الذي تق ��وده ال�صادرات"‬ ‫ال ��ذي �إ�ستفاد من المزايا الن�سبي ��ة الطبيعية‪ ،‬في‬ ‫المق ��ام الأول م ��ن المنتج ��ات ال ُمك� � َّررة‪ ،‬بد ًال من‬ ‫نم ��وذج "�إحالل الواردات" ال ��ذي يعمل في �سوريا‬ ‫والع ��راق‪ .‬الي ��وم‪ ،‬تُعتب ��ر "�سابك" من بي ��ن �أكبر‬ ‫ال�شركات البتروكيماوية في العالم‪ .‬لقد تع ّلمت �أو‬ ‫�إ�شترت التقنيات م ��ن �شركائها الأجانب‪ ،‬و�أن�ش�أت‬ ‫مراك ��ز البح ��وث الخا�صة بها‪ ،‬وتتق� �دّم للح�صول‬ ‫عل ��ى ب ��راءات �إختراع ��ات خا�ص ��ة به ��ا‪ ،‬وكل هذا‬ ‫يحدث في حين ال تزال تعمل مع ال�شركات الغربية‬ ‫والياباني ��ة على التكنولوجيا التي عليها �أن تتعلمها‬ ‫وتتقن �إ�ستخدامه ��ا‪ .‬وقد �أدّى هذا النهج بال�شركة‬ ‫ال�سعودية لكي ت�صبح ثان ��ي �أكبر �شركة كيماويات‬ ‫ف ��ي العالم‪ .‬من الم�سلم به �أن نم ��و "�سابك" لي�س‬ ‫له عالقة مع البلدان الأخرى في ال�شرق الأو�سط‪.‬‬ ‫وبد ًال من ذلك ف�إن ال�شركة �إتبعت نموذج ًا للتجارة‬ ‫البحت ��ة بي ��ن ال�شم ��ال والجن ��وب‪� ،‬أو بي ��ن ال�شرق‬ ‫والغ ��رب‪ ،‬بد ًال من الجن ��وب والجنوب الذي ي�شمل‬ ‫التعاون الإقليمي‪ ،‬والذي كان من المحتمل �أن يبثّ‬

‫‪70‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫نتائج مفيدة للمملكة العربية ال�سعودية وجيرانها‪.‬‬ ‫وعل ��ى المن ��وال عين ��ه‪� ،‬إن تطوي ��ر الإقت�ص ��اد‬ ‫االماراتي‪ ،‬وخ�صو�ص ًا في ف ��ي دبي‪ ،‬موجه �أ�سا�س ًا‬ ‫نحو ال�شرق الأق�صى و�أوروبا و�أفريقيا‪ .‬ميناء جبل‬ ‫علي‪ ،‬وه ��و جزء �أ�سا�س ��ي من �إقت�ص ��اد دبي الذي‬ ‫نما �إل ��ى ثالث �أكبر مين ��اء للحاويات ف ��ي العالم‪،‬‬ ‫يتلق ��ى ب�ضائع ال تعد وال تح�صى حيث يتم تحويلها‬ ‫وتخزينها لإعادة توزيعها‪� ،‬أو �إعادة ت�صديرها‪.‬‬ ‫�إلى حد ما‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬هناك عن�صر �شرق �أو�سطي‬ ‫له ��ذا التبادل‪ .‬العديد من ال�شركات العالمية‪ ،‬مثل‬ ‫كراي�سلر‪ ،‬وجنرال موتورز‪ ،‬و�سوني‪ ،‬تجلب حاويات‬ ‫عب ��ر ميناء جب ��ل عل ��ي وتف ّرغها ف ��ي م�ستودعات‬ ‫�ضخم ��ة في منطقة التج ��ارة الحرة في جبل علي‪.‬‬ ‫وبعد ذلك تعيد ت�صدير قطع الغيار والمنتجات في‬ ‫دفعات و�شحنات �صغيرة بر ًا �أو جو ًا �إلى دول �أخرى‬ ‫في المنطقة‪ .‬في بع� ��ض الحاالت‪ ،‬تقوم ال�شركات‬ ‫بت�صنيع الب�ضائع في جبل علي للت�صدير لدول مثل‬ ‫باك�ستان �أو �إيران‪ .‬وهذا ي�سمح لل�شركات الإ�ستفادة‬ ‫م ��ن العمالة الأجنبية المنخف�ضة التكلفة في دبي‪،‬‬ ‫والكثي ��ر منها ي�أتي من الهند �أو باك�ستان‪ ،‬بد ًال من‬ ‫القي ��ام بت�صنيعه ��ا ب�شكل مبا�شر ف ��ي �شبه القارة‬

‫كانت هناك محاوالت كثيرة من قبل‬ ‫القوى الإقليمية في منطقة ال�شرق‬ ‫الأو�سط و�شمال �أفريقيا للتعاون في‬ ‫مجال الطاقة‪ .‬مع ذلك‪ ،‬كما ُيب ِّين‬ ‫التاريخ‪ ،‬كثير من هذه المحاوالت‬ ‫قد ف�شل ب�سبب الخالفات ال�سيا�سية‬ ‫وال�صراعات الإقليمية‬

‫الهندية‪ .‬هذه ال�ص ��ادرات تمنح عندها ال�شركات‬ ‫الح ��ق قانوني ًا ب�إخراج النقد الأجنبي من باك�ستان‬ ‫�أو �إي ��ران‪ ،‬وه ��ي ممار�س ��ة الت ��ي لواله ��ا �ستك ��ون‬ ‫مح ��دودة ب�سب ��ب �ضواب ��ط ر�أ�س الم ��ال ال�صارمة‬ ‫ف ��ي كثير من الأحي ��ان‪ .‬مع ذلك‪ ،‬ال يب ��دو �أن هذه‬ ‫الترتيبات م�ؤهلة لك ��ي تو�ضع في خانة التعاون في‬ ‫ال�شرق الأو�سط‪ .‬يت ��م ت�صنيع الب�ضائع ب�إ�ستخدام‬

‫مواد خ ��ام م�ستوردة �أو منتج ��ات ن�صف م�صنعة‪،‬‬ ‫ومن ث ��م يتم تجميعه ��ا من قبل العمال ��ة الوافدة‪،‬‬ ‫و�أخي ��ر ًا تُ�ص َّدر؛ ومع ذلك‪ ،‬ف� ��إن المحتوى المحلي‬ ‫ه ��و في حده الأدنى‪ .‬ع�ل�اوة على ذلك‪ ،‬في الحالة‬ ‫الباك�ستاني ��ة‪ ،‬ف� ��إن الممار�سة ه ��ي �أكثر من جهد‬ ‫منظ ��م من قبل التج ��ار لتجاوز النظ ��م والقوانين‬ ‫التجاري ��ة والمالي ��ة الخانق ��ة في باك�ست ��ان‪ .‬حيث‬ ‫�أن ه ��ذا النمط من التج ��ارة الذي لي�ست له فائدة‬ ‫تُذكر بالن�سبة �إلى باك�ستان �أو �إيران‪ ،‬ت�ستفيد منه‬ ‫دبي ب�شكل كبير‪� .‬إن قطاعها المالي يتلقى الأموال‬ ‫م ��ن ال�شركات الت ��ي ت�ست�أجر المكات ��ب والمخازن‬ ‫والمن ��ازل‪ .‬وبالمث ��ل‪ ،‬يبي ��ع تجاره ��ا ال�سي ��ارات‪،‬‬ ‫والأث ��اث‪ ،‬وجمي ��ع �أن ��واع الخدم ��ات المتط ��ورة‬ ‫لل�صناعات الأجنبية وموظفيها‪ .‬وفق ًا لذلك‪ ،‬ف�إنه‬ ‫�صاف‪ .‬بد ًال من‬ ‫لي�س تباد ًال مربح ًا للطرفين ب�شكل ٍ‬ ‫ذلك‪ ،‬هناك في نهاية المطاف تحويل الأموال من‬ ‫باك�ست ��ان و�إيران �إلى دبي‪ ،‬مم ��ا ي�ؤدي �إلى خ�سارة‬ ‫�صافي ��ة لهذي ��ن البلدي ��ن‪ ،‬وربح ًا �صافي� � ًا للإمارة‬ ‫الخليجية‪ .‬واح� � ٌد من الجه ��ود التعاونية ال ُمربحة‬ ‫�صاف الذي لديه القدرة عل ��ى التط ّور بين‬ ‫ب�ش ��كل ٍ‬ ‫دول الخليج وبقية دول ال�شرق الأو�سط العربي كان‬


‫�أق ��رب �إلى العيون مما هو علي ��ه الجرف الأ�صفر‪.‬‬ ‫وه ��ذا ُيق ��دم �إمكانية م�شروع م�شت ��رك جزائري‪-‬‬ ‫مغربي �آخر لتطوي ��ر بنية تحتية حديثة للفو�سفات‬ ‫لم�صلح ��ة كال البلدي ��ن وكذل ��ك لفائ ��دة ال�شع ��ب‬

‫العالقة الم�ضطربة بين �أكراد‬ ‫العراق وبغداد تو ّفر مثا ًال للمحاوالت‬ ‫الم�ضطربة في المنطقة في مجال‬ ‫التعاون‪ .‬مع �سعي الأكراد �إلى مزيد‬ ‫من الحكم الذاتي‪ ،‬و�إ�صرار بغداد على‬ ‫مركزية �أقوى‪ ،‬وعائدات الطاقة تغذي‬ ‫موازنات الجانبين‪ ،‬ف�إن �إتفاق ًا و ّدي ًا‬ ‫لتقا�سم الأرباح على المدى الطويل‬ ‫بالن�سبة �إلى موارد الطاقة العراقية‬ ‫يبدو �إلى حد كبير غير محتمل‬

‫الكبري ��ت م ��ن الجزائ ��ر‪ .‬ف ��ي المقاب ��ل‪ ،‬ت�ستطيع‬ ‫الجزائر �أن تك ��ون م�ستثمر ًا ف ��ي القيمة الم�ضافة‬ ‫لل�صناع ��ة التحويلية من النفط والغ ��از‪ ،‬وبالتالي‬ ‫ال�سماح لكال البلدي ��ن بزيادة الإيرادات والتنويع‪.‬‬ ‫�إن البلدي ��ن �سوف ي�ستفيدان ب�شكل ال يمكن �إنكاره‬ ‫�إلى حد كبير‪.‬‬ ‫حت ��ى �أنه يمك ��ن للم ��رء �أن يت�ص� � ّور �أو يتخ ّيل ب�أن‬ ‫م�شكل ��ة ال�شع ��ب ال�صحراوي‪ ،‬ومعظم ��ه عا�ش في‬ ‫مخيمات الالجئي ��ن منذ �أواخ ��ر �سبعينات القرن‬ ‫الفائ ��ت نتيجة لح ��رب ال�صح ��راء الغربية‪ ،‬يمكن‬ ‫حله ��ا بالطريقة عينها‪ .‬ل ��دى ال�صحراء المغربية‬ ‫مناجم الفو�سفات‪ ،‬حيث ير�سل �إنتاجها �إلى مدينة‬ ‫العي ��ون‪ ،‬عا�صم ��ة الإقليم ومركز المين ��اء الوحيد‬ ‫ف ��ي القطاع‪ .‬وق ��د �إ�ستثم ��رت الرب ��اط القليل في‬ ‫تطوير ه ��ذه الموارد‪ ،‬والميناء قدي ��م وغير ف ّعال‪.‬‬ ‫ويت ��م نقل الفو�سف ��ات على بعد ‪ 60‬مي�ل ً�ا بوا�سطة‬ ‫حزام ناقل‪ ،‬و ُي َّ‬ ‫نظ ��ف ب�إ�ستخدام مياه البحر‪ ،‬وهو‬ ‫غي ��ر م�صن ��وع كمنتجات �أكثر ربحي ��ة من حام�ض‬ ‫الفو�سف ��ور و"ديانومي ��وم الفو�سف ��ات"‪ .‬هن ��ا مرة‬ ‫�أخرى‪ ،‬تو ّفر الم ��وارد الجزائرية ح�ل ً�ا �إقت�صادي ًا‬ ‫ُمحتم�ل ً�ا‪� .‬إن خزان ��ات الغ ��از ف ��ي الجزائ ��ر‪ ،‬هي‬

‫ال�صح ��راوي‪ .‬وقد ال يحدث هذا حت ��ى تتم ت�سوية‬ ‫و�ضع الإقليم بالكامل بما ير�ضي جميع الأطراف‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬ف�إنه لي�س من غير المعقول ب�أن التعاون‬ ‫في الق�ضايا االقت�صادي ��ة والتعدين البحت يمكنه‬ ‫�أن ي�ضع الأ�سا�س لت�سوية تعود بالفائدة على جميع‬ ‫الأطراف المعنية‪.‬‬

‫‪ .2‬قطر ‪ -‬المملكة العربية ال�سعودية‬ ‫مث ��ال �آخ ��ر عل ��ى التعاون ال ��ذي يمك ��ن �أن يحدث‬ ‫بتكلف ��ة منخف�ض ��ة ن�سبي� � ًا ه ��و �إحتمال بي ��ع قطر‬ ‫لغازه ��ا الطبيعي �إلى المملك ��ة العربية ال�سعودية‪.‬‬ ‫�إن المملك ��ة تحت ��اج �إل ��ى الغ ��از الطبيع ��ي‪ ،‬وذلك‬ ‫�أ�سا�س� � ًا ب�سب ��ب نموها الإقت�ص ��ادي المده�ش على‬ ‫م ��دى ال�سن ��وات ال‪ 40‬الما�ضي ��ة ال ��ذي يجف ��ف‬ ‫تدريج� � ًا موارده ��ا‪ .‬تحت ��اج المملك ��ة العربي ��ة‬ ‫ال�سعودي ��ة �إلى كمي ��ات هائلة من الغ ��از الطبيعي‬ ‫لتحلي ��ة المي ��اه ل�سكانها البالغ عدده ��م ‪ 32‬مليون‬ ‫ن�سمة‪ ،‬وتوليد الكهرباء لمدنها المتطورة على نحو‬ ‫متزاي ��د‪ ،‬و�إ�ستعماله كم ��ادة و�سيط ��ة ل�صناعاتها‬ ‫الكيماوي ��ة والأ�سم ��دة‪ ،‬و�صناع ��ات المع ��ادن‪.‬‬ ‫وب�إعت ��راف الجميع‪ ،‬ل ��دى الريا�ض م ��وارد كبيرة‬

‫م ��ن الغ ��از الطبيعي‪ ،‬ال ��ذي ُي�ستخرج م ��ن النفط‬ ‫الخ ��ام ال ��ذي تنتجه‪ ،‬وال ��ذي‪ ،‬على عك� ��س الدول‬ ‫الأخ ��رى ف ��ي المنطقة‪ ،‬قررت ع ��دم ت�صديره من‬ ‫�أج ��ل ت�شجي ��ع الت�صني ��ع المحل ��ي‪ .‬وعرف ��ت هذه‬ ‫ال�سيا�س ��ة ال�صناعي ��ة نجاح� � ًا كبي ��ر ًا‪ ،‬ولكن عدد‬ ‫ال�س ��كان �إرتفع ب�شكل كبير‪ ،‬لدرجة �أن الطلب على‬ ‫الغاز الطبيع ��ي نما وتجاوز الإم ��دادات ال�سعودية‬ ‫الكبيرة‪ .‬في محاولة لتخفيف هذا العجز بالن�سبة‬ ‫�إل ��ى الغاز الطبيعي‪� ،‬إ�ستثم ��رت �أرامكو ال�سعودية‪،‬‬ ‫�شرك ��ة النفط الوطنية ف ��ي المملكة‪ ،‬ق ��در ًا كبير ًا‬ ‫من الجه ��د والمال لتطوير م�ص ��ادر جديدة للغاز‬ ‫الطبيع ��ي ال تعتمد عل ��ى �إ�ستخ ��راج النفط الخام‬ ‫(وي�سم ��ى �أي�ض ًا "الغاز الجاف")‪ .‬وقد نجحت في‬ ‫�إيجاد ودائ ��ع كبيرة من "الغاز الطبيعي الجاف"‪،‬‬ ‫ولك ��ن ه ��ذا الغ ��از الطبيع ��ي الجديد ه ��و حام�ض‬ ‫وغني بكبري ��ت الهيدروجين‪ ،‬مم ��ا يجعله خطير ًا‬ ‫جد ًا ومكلف ًا للإنتاج‪.‬‬ ‫هن ��اك غ ��از طبيع ��ي ج ��اف �آخ ��ر متو ّف ��ر كالغاز‬ ‫ال�صخ ��ري‪ ،‬خ�صو�ص� � ًا ف ��ي الج ��زء ال�شمالي من‬ ‫الب�ل�اد بالق ��رب م ��ن مناج ��م الفو�سف ��ات الت ��ي‬ ‫�إفتتحت حديث ًا في الجالمي ��د ووعد ال�شمال‪ .‬ومع‬ ‫ذلك‪ ،‬ف�إن الغاز ال�صخري هو �أي�ض ًا ُمك ِلف الإنتاج‬ ‫ويتطلب كميات كبيرة من المياه‪ ،‬والتي هي بالفعل‬ ‫في نق�ص في المملك ��ة‪ ،‬وهي متاحة فقط من �آبار‬ ‫متحجرة غير قابلة للتجديد‪ .‬ومن ال�صعب معرفة‬ ‫م ��ا هي تكلفة �إ�ستخراج و�إنتاج هذا الغاز الطبيعي‬ ‫الحام�ض‪ ،‬ولك ��ن يمكن �أن يكون مرتفع ًا في حدود‬ ‫‪ 6‬دوالرات ل ��كل وح ��دة حراري ��ة بريطاني ��ة ح�سب‬ ‫بع� ��ض التقدي ��رات‪ .‬وفق� � ًا لذلك‪ ،‬حتى م ��ع �إرتفاع‬ ‫ال�سعر المحلي للغ ��از في المملكة من ‪ 0.75‬دوالر‬ ‫�إل ��ى ‪ 1.25‬دوالر ل ��كل وح ��دة حراري ��ة بريطانية‬ ‫ف ��ي �أواخ ��ر كان ��ون االول (دي�سمب ��ر) ‪ ،2015‬ف�إن‬ ‫�إ�ستخ ��راج الغاز الطبيع ��ي الحام�ض لي� ��س �صعب ًا‬ ‫فح�سب‪ ،‬ب ��ل �أي�ض ًا م ��ن الناحية المالي ��ة له نتائج‬ ‫عك�سية‪ .‬مرة �أخ ��رى‪� ،‬إن نظرة �سريعة على الدول‬ ‫المج ��اورة لل�سعودي ��ة ت�س ّل ��ط ال�ضوء عل ��ى فر�صة‬ ‫�ضائع ��ة كبي ��رة للتع ��اون‪ .‬بالق ��رب م ��ن المناطق‬ ‫ال�صناعي ��ة ف ��ي المنطق ��ة ال�شرقية ف ��ي المملكة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودي ��ة يق ��ع حق ��ل القب ��ة ال�شمالي ��ة‬ ‫القط ��ري للغ ��از الطبيعي‪ ،‬وهو الأكب ��ر في العالم‪.‬‬ ‫و�سيك ��ون من الكفاءة البارزة لدولة قطر والمملكة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودي ��ة بن ��اء خط �أنابي ��ب ق�صير من‬ ‫القب ��ة ال�شمالية �إل ��ى الجبيل ور�أ� ��س الخير‪ ،‬حيث‬ ‫تتم معالجة �صخور الفو�سفات‪.‬‬ ‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪73‬‬


‫عالم الطاقة ¶ الطاقة‬ ‫الثالث‪ ،‬في حين �أن دول الخليج و�صلت �أو �ست�صل‬ ‫�إل ��ى م�ستويات على ق ��دم الم�س ��اواة‪� ،‬أو �أعلى‪ ،‬مع‬ ‫المعايير الغربية‪.‬‬

‫�إمكانية التعاون في الم�ستقبل‬ ‫يمك ��ن للمرء �أن ال يتوق ��ع �أن يغ ّير النا�س مواقفهم‬ ‫بي ��ن ع�شي ��ة و�ضحاه ��ا‪ .‬وم ��ع ذل ��ك‪ ،‬ف�إن ��ه م ��ن‬ ‫الممك ��ن التوقع �أنه ب�إمكانهم ر�ؤي ��ة فوائد التنمية‬ ‫الإقت�صادي ��ة الحديث ��ة‪� .‬إذا كانت هن ��اك �إمكانية‬ ‫لتعزيز التبادل من دون "�أمتعة" ومتاعب �سيا�سية‬ ‫وعرقي ��ة �أو طائفي ��ة‪ ،‬ف�إن مزايا التب ��ادل ال ُمر ِبحة‬ ‫والمفي ��دة للجمي ��ع قد تتطور‪� .‬إن الثم ��ار المتد ّلية‬ ‫م ��ن �شج ��رة التع ��اون‪ ،‬والت ��ي يمك ��ن �أن تن�ش�أ في‬ ‫الم�ستقبل القريب وتو ّفر فوائد خالية من ال�سيا�سة‬ ‫لجميع الأطراف المعنية‪ ،‬تبدو قليلة ومتباعدة في‬ ‫م ��ا بينها‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يبدو �أن هناك ثالثة مجاالت‬ ‫للتع ��اون في مج ��ال الطاق ��ة التي يمكنه ��ا تحقيق‬ ‫�أق�صى قدر من المنافع لجميع الأطراف‪:‬‬ ‫‪� .1‬إن�ش ��اء تب ��ادل تج ��اري و�صناعي بي ��ن المغرب‬ ‫والجزائر في مج ��االت الغاز الطبيعي والفو�سفات‬ ‫والأ�سمدة المتقدمة‪ ،‬ومختلف المنتجات النهائية؛‬ ‫‪� .2‬إ�ستثم ��ارات �صناعية وتجاري ��ة في دول مجل�س‬ ‫التعاون الخليجي‪ ،‬وبالتحديد تبادل الغاز الطبيعي‬ ‫القطري بمنتجات �سعودية �أو �إماراتية؛‬ ‫‪ .3‬تب ��ادل التجارة والإ�ستثم ��ارات بين �إيران ودول‬ ‫الخليج‪.‬‬

‫‪ .1‬المغرب‪-‬الجزائر‬ ‫لع� � ّل الحال ��ة المغربي ��ة ‪ -‬الجزائرية ه ��ي المثال‬ ‫الأكثر �شناعة ل�سيا�سة القوة التي تد ّمر الإمكانات‬ ‫الكبي ��رة لمنطقة‪ .‬يملك المغ ��رب �أكبر �إحتياطات‬ ‫من الفو�سفات في العالم‪ ،‬وقد ط ّور البنية التحتية‬ ‫لتعظيم العائد على هذه الموارد‪ .‬وقد �أن�ش�أ و�إعتمد‬ ‫بع�ض ًا من �أكثر التقنيات حداثة وتطور ًا في العالم‬ ‫لإ�ستخراج وت�صنيع الفو�سفات‪ .‬على �سبيل المثال‪،‬‬ ‫فق ��د ط ّور مين ��اء الجرف الأ�صفر‪ ،‬ال ��ذي ي�ستقبل‬ ‫ويعال ��ج الفو�سف ��ات من مناجم خريبك ��ة على بعد‬ ‫نح ��و ‪ 95‬مي ًال‪ .‬ف ��ي الما�ض ��ي‪ ،‬كان ينبغي تنظيف‬ ‫الفو�سف ��ات‪ ،‬وتحميله على القط ��ارات‪ ،‬ونقله �إلى‬ ‫الجرف الأ�صف ��ر �أو الدار البي�ضاء‪ .‬وعندما ي�صل‬ ‫�إلى هناك‪ ،‬يمكن ت�صديره فقط كحجر الفو�سفات‬ ‫ب�سعر منخف�ض‪ ،‬ليت ��م تكريره �إلى �أ�سمدة �صالحة‬ ‫للإ�ستعم ��ال ف ��ي بلدان �أخ ��رى‪ .‬اليوم‪ ،‬ف ��ي ميناء‬ ‫الجرف الأ�صفر‪ ،‬يمكن �أن ُيح َّول حجر الفو�سفات‬

‫‪72‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫خط �أنابيب كركوك – بانيا�س‪� :‬أقفل في ‪2003‬‬

‫النظيف �إلى حام� ��ض الفو�سفور من خالل �إ�ضافة‬ ‫الماء وحام�ض الكبري ��ت‪ ،‬ومن ثم ُيج ّفف و ُي�صدّر‬ ‫كحام� ��ض الفو�سف ��ور �أو معالجت ��ه �أكث ��ر ب�إ�ضاف ��ة‬ ‫الأموني ��ا �إل ��ى ثنائ ��ي الفو�سف ��ات –الأموني ��وم‬ ‫(دياموني ��وم الفو�سف ��ات)‪ ،‬وهو منت ��ج �أكثر قيمة‬ ‫بكثير‪ .‬ومع ذل ��ك‪ ،‬ف�إن تكلفة النق ��ل وكمية المياه‬ ‫الالزمة للإنتاج تق ّلل هام�ش الربح للمغاربة ب�شكل‬ ‫كبير‪ .‬وللتقليل من هذه التكاليف‪� ،‬صمم "المكتب‬ ‫ال�شريف للفو�سفاط"‪� ،‬شركة الفو�سفات المغربية‬ ‫الر�سمي ��ة‪ ،‬وبن ��ى خ ��ط �أنابي ��ب من خريبك ��ة �إلى‬ ‫الجرف الأ�صفر‪ ،‬الذي ينقل الآن طين الفو�سفات‬ ‫بم ��ا يقرب من واحد على ع�شرة من التكلفة ويوفر‬ ‫كمي ��ات هائل ��ة من المي ��اه‪ ،‬في مناخ ج ��اف جد ًا‪.‬‬ ‫عالوة على ذل ��ك‪� ،‬أن�ش�أ المكت ��ب منطقة �صناعية‬ ‫في الج ��رف الأ�صفر لجذب الم�ستثمرين الأجانب‬ ‫لت�صدير "ديانومي ��وم الفو�سفات" �إل ��ى بلدانهم‪.‬‬ ‫وي�صن ��ع "المكت ��ب ال�شري ��ف للفو�سف ��اط" �أي�ض� � ًا‬ ‫كميات ��ه الخا�ص ��ة م ��ن "ديانومي ��وم الفو�سف ��ات"‬ ‫للت�صدير �أ�سا�س ًا �إلى �أميركا الجنوبية و�أوروبا‪.‬‬ ‫مع ذل ��ك‪ ،‬ف� ��إن "المكت ��ب ال�شري ��ف للفو�سفاط"‬ ‫لي�س مناف�س� � ًا بالقدر الذي ينبغ ��ي عليه �أن يكون‪.‬‬

‫يتطل ��ب �إنتاج حام� ��ض الفو�سف ��ور وال"ديانوميوم‬ ‫فو�سف ��ات" كميات كبيرة من الكبري ��ت والأمونيا‪.‬‬ ‫معظم الكبري ��ت الذي ُينتج اليوم ه ��و ناتج ثانوي‬ ‫م ��ن �إ�ستخراج النفط الخ ��ام‪ ،‬و ُي�صنع الأمونيا مع‬ ‫غاز الميث ��ان من الغاز الطبيعي‪ .‬ي�شتري "المكتب‬ ‫نتجين من‬ ‫ال�شريف للفو�سفاط" حالي� � ًا هذين ال ُم َ‬ ‫بل ��دان بعيدة ووا�سع ��ة‪ ،‬بما في ذلك م ��ن المملكة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودي ��ة‪ ،‬ب�أ�سع ��ار دولية وم ��ع تكاليف‬ ‫نق ��ل كبيرة‪ ،‬حيث بدوره يح ��رق �إيرادات محتملة‪.‬‬ ‫�إن الفر�صة ال�ضائعة للتع ��اون بين بلدان المنطقة‬ ‫تن�ش� ��أ عندم ��ا ي ��درك الم ��رء �أن الجزائ ��ر‪ ،‬جارة‬ ‫المغ ��رب‪ ،‬هي واحدة من �أكب ��ر الدول المنتجة في‬ ‫العال ��م للكبري ��ت والأمونيا‪ .‬مع ذل ��ك‪ ،‬ال المملكة‬ ‫المغربي ��ة وال الجزائ ��ر ترغ ��ب ف ��ي التج ��ارة �أو‬ ‫الإ�ستثم ��ار ف ��ي �صناع ��ات بع�ضهم ��ا البع� ��ض‪ .‬لو‬ ‫كان ��ت كل من الجزائر والرب ��اط تقبل العمل مع ًا‪،‬‬ ‫ل ��كان بالإمكان �أن ي� ��ؤدي ذلك �إلى �إنت ��اج �أ�سمدة‬ ‫ب�أرخ�ص الأ�سعار في العالم‪� .‬إن م�شروع ًا م�شترك ًا‬ ‫ب�سيط ًا في الجرف الأ�صفر يمكنه �أن يح�صل على‬ ‫الغاز مبا�شرة م ��ن "حا�سي الرمل" في ال�صحراء‬ ‫و ُيح� � ّول �إلى �أمونيا‪ .‬بالطريقة عينها‪ ،‬يمكن ت�سليم‬


‫نظامه ��م‪ .‬مع ذلك‪� ،‬إعتبار ًا من بداية كانون الأول‬ ‫(يناي ��ر) ‪ ،2016‬يب ��دو �أن الحذاء ق ��د وجد نف�سه‬ ‫في القدم الأخ ��رى‪� .‬إن المملكة العربية ال�سعودية‬ ‫تتحدث وتفعل كما لو كانت معزولة وت ُِركت وحدها‬ ‫ف ��ي مواجهة الذئاب الآتية من طهران في مختلف‬ ‫�أنح ��اء الخلي ��ج‪ .‬ربم ��ا يمك ��ن تخفي ��ف الت�ص� � ّور‬ ‫ال�سعودي الحالي من التهدي ��د الإيراني‪ ،‬وال�شعور‬ ‫الم�شاب ��ه ال ��ذي عرفته �إي ��ران �سابق� � ًا‪ ،‬من خالل‬ ‫التع ��اون الإقت�ص ��ادي‪ .‬لو �أن كل الق ��وى الخليجية‬ ‫عملت مع� � ًا لتنمية �إقت�صاداته ��ا‪ ،‬ف�إنها يمكنها �أن‬ ‫تكون الآن قوىً �صناعي ��ة كبرى على نطاق العالم‪.‬‬ ‫وبالت ��وازي يمك ��ن الإ�ستخال� ��ص م ��ن المواجهات‬ ‫الدامي ��ة للغاية بي ��ن فرن�سا و�ألمانيا ف ��ي القرنين‬ ‫ال‪ 19‬وال‪ 20‬والت ��ي انته ��ت عل ��ى ما يب ��دو ب�إتفاق‬ ‫عل ��ى تب ��ادل الفحم وال�صل ��ب‪ .‬وقد تط� � ّورت هذه‬ ‫االتفاقي ��ة تدريج ًا �إل ��ى الإتح ��اد الأوروبي‪ ،‬و�أثرت‬ ‫�أو �أغن ��ت ب�ش ��كل كبير فرن�س ��ا و�ألماني ��ا والبلدان‬ ‫المحيطة بهما‪ .‬مم ��ا ال �شك فيه بعد �إراقة الدماء‬ ‫ف ��ي الح ��رب العالمي ��ة الثاني ��ة‪� ،‬إتخ ��ذت القيادة‬ ‫ال�سيا�سي ��ة الفرن�سية والألمانية ق ��رار ًا ب�إ�ستخدام‬ ‫التع ��اون االقت�صادي لجلب النا� ��س مع ًا وتقريبهم‬ ‫�إل ��ى بع�ضهم البع�ض‪ .‬يمكن �أن يكون الأمر مماث ًال‬

‫في منطقة الخليج‪ .‬لدى �إيران ودول الخليج الكثير‬ ‫مما يمكن التعاون ف ��ي مجاله‪ .‬على �سبيل المثال‪،‬‬ ‫تمام� � ًا كما يمكن لقط ��ر �أن تبيع الغاز �إلى المملكة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودية ف�إن �إيران يمكنها �أن تبيع الغاز‬ ‫وعم ��ان‪ ،‬والكويت‪ ،‬والعراق‪ ،‬وحتى‬ ‫�إلى الإمارات‪ُ ،‬‬ ‫المملكة العربية ال�سعودية‪.‬‬ ‫ف ��ي المقابل‪ ،‬يمك ��ن لدول الخلي ��ج �أن ت�ستثمر في‬ ‫مراف ��ق الت�صنيع في �إي ��ران‪ ،‬و�إ�ستيراد المنتجات‬ ‫الزراعي ��ة الفار�سية ب ��د ًال من �إ�ستيراده ��ا بتكلفة‬ ‫باهظ ��ة من بعيد‪ ،‬وب ��ذل جهود م�شترك ��ة في بناء‬ ‫مرافق �أكثر تقدم ًا للكيماويات والأ�سمدة ومعالجة‬ ‫المع ��ادن‪ .‬وكما تَب َّي ��ن‪ ،‬ف�إن الالئح ��ة الإقت�صادية‬ ‫كبيرة ويمكن �أن تكون ناجحة‪ ،‬خ�صو�ص ًا �أن الدول‬ ‫الخليجي ��ة المج ��اورة تتمتع ب�س ��وق م�شتركة لأكثر‬ ‫من ‪ 120‬مليون م�ستهل ��ك وهي قريبة من الأ�سواق‬ ‫ال�ضخمة في جنوب �آ�سيا وال�شرق الأق�صى‪.‬‬ ‫وق ��د �شهدت وعرف ��ت ُعمان فعلي ًا ه ��ذه الإمكانيات‬ ‫للتع ��اون‪ .‬وه ��ي ت�ستع ��د لتوقي ��ع �إتفاق م ��ع طهران‬ ‫لإ�ستيراد الغاز الطبيعي الإيراني للتنمية ال�صناعية‬ ‫في �صحار ومناطق �أخرى من البالد‪ .‬وهذا يتطلب‬ ‫بع� ��ض الإ�ستثمارات الرئي�سية في خط �أنابيب تحت‬ ‫الم ��اء من ال�ساحل الإيراني �إل ��ى ال�سلطنة‪ ،‬والذي‪،‬‬ ‫ف ��ي حين �أنه �صعب من الناحي ��ة التقنية‪ ،‬فهو لي�س‬ ‫ب� ��أي ح ��ال م�ستحي ًال‪ .‬وعل ��ى المنوال عين ��ه‪ ،‬يمكن‬ ‫للإم ��ارات ب�سهولة �أي�ض� � ًا �أن تبد�أ ن�سبي� � ًا �إ�ستيراد‬ ‫الغ ��از الطبيع ��ي م ��ن الجمهوري ��ة الإ�سالمي ��ة‪ .‬في‬ ‫الواقع‪� ،‬إن خط ��وط الأنابيب من �إيران �إلى الحدود‬ ‫البحرية ف ��ي �إمارة ال�شارقة‪ ،‬ومن الحدود البحرية‬ ‫�إل ��ى �ساح ��ل ال�شارقة‪ ،‬موج ��ودة بالفع ��ل‪ .‬كل ذلك‬ ‫يتطل ��ب م ��ن الناحي ��ة التقنية فق ��ط التحقق وربط‬ ‫الخطوط لبدء التدفق‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إن هذه الأمتار‬ ‫القليلة من الو�صل تتطلب �إرادة �سيا�سية على طرفي‬ ‫خط الأنابي ��ب‪ ،‬التي قد تك ��ون �أو ال تكون موجودة‪،‬‬ ‫و ُيحتم ��ل �أن تك ��ون ُمع ّقدة وفق� � ًا لطبيع ��ة ال�سيا�سة‬ ‫الداخلية في دولة الإمارات العربية المتحدة‪ ،‬حيث‬ ‫�أن �إم ��ارة واح ��دة قد ال تتفق دائم� � ًا مع �أخرى حول‬ ‫كيفية الإ�ستفادة من التعاون الخارجي‪.‬‬

‫الإ�ستنتاج‬ ‫التعاون ف ��ي مجال الطاقة يعني التعاون في تحديث‬ ‫الإقت�ص ��اد‪ ،‬بم ��ا ف ��ي ذل ��ك م�شاري ��ع م�شترك ��ة في‬ ‫مجال الكيماوي ��ات والأ�سمدة والألومنيوم والمعادن‬ ‫الأخ ��رى‪ .‬وجميع ه ��ذه المنتج ��ات التحويلية ت�سمح‬ ‫للخلي ��ج تقليل وظيفت ��ه الأ�سا�سية كمج ��رد م�ستودع‬

‫وق ��ود لأوروبا �أو ال�صين‪ .‬كم ��ا �أن من �ش�أنه �أن يخلق‬ ‫فر� ��ص العمل وثروة م�ستقرة تقوم على �إنتاج القيمة‬ ‫الم�ضاف ��ة بد ًال م ��ن مجرد الإ�ستخ ��راج‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫ق ��د يكون الإ�ستنت ��اج المحزن �أن مثل ه ��ذا التعاون‬ ‫ال يمكن �أن يح ��دث �إلاّ بعد كوارث مماثلة لتلك التي‬ ‫وقعت ف ��ي ‪� 1918-1914‬أو ‪ 1945-1939‬في �أوروبا‬ ‫و�آ�سيا‪ :‬وهي كوارث‪ ،‬و ّلدت في نهاية المطاف جذور‬ ‫التعاون‪ ،‬لكنها كلفت ع�شرات الماليين من الأرواح‪،‬‬ ‫ود ّمرت البل ��دان والمجتمعات ب�أكمله ��ا‪ ،‬و�إ�ستمرت‬ ‫ف ��ي ترك ب�صمته ��ا‪ .‬هذا الن ��وع من الك ��وارث لي�س‬ ‫�ضروري ًا‪� .‬إذا كان الزعماء‪ ،‬الذين يتمتعون ب�صفات‬ ‫م�شابه ��ة لتلك التي كان يتمتع به ��ا الملك ال�سعودي‬ ‫الراحل عبد اهلل بن عبد العزيز �أو الرئي�س الإيراني‬ ‫الحال ��ي ح�سن روحاني‪ ،‬لديهم الإرادة لجمع النا�س‬ ‫مع� � ًا‪ ،‬والإنف�صال ع ��ن الإيديولوجي ��ات المتطرفة‪،‬‬ ‫ف�إن مجال الإقت�ص ��اد والتجارة يوفر فر�صة �سريعة‬ ‫ن�سبي� � ًا ومفيد ًا لقي ��ام التعاون‪ .‬يتمت ��ع الطرفان في‬ ‫الخليج بم ��وارد هائلة من الطاقة الت ��ي تتفاوت بما‬ ‫فيه الكفاية لت�ؤدي �إلى التعاون‪.‬‬ ‫ال�سعوديون لديهم النف ��ط الخام ولدى الإيرانيين‬ ‫الغ ��از الطبيع ��ي‪ .‬ال�سعودي ��ون لديهم ر�أ� ��س المال‬ ‫والدراي ��ة ف ��ي مج ��االت الكيماوي ��ات‪ ،‬والأ�سمدة‪،‬‬ ‫والمعادن‪ ،‬ولدى الإيرانيين معرفة بمواد كيميائية‬ ‫و�أ�سم ��دة �أخ ��رى وق ��وة عم ��ل متع ّلمة كبي ��رة‪ .‬من‬ ‫الوا�ض ��ح �أن بع� ��ض الأ�سا�سي ��ات للتع ��اون موجود‬ ‫فعلي ًا‪ .‬الآن كل ما ه ��و مطلوب هو قادة ذوات ر�ؤية‬ ‫وح�س ��ن نية من جميع �أنح ��اء الخليج للتعرف على‬ ‫هذه الم ��وارد الت ��ي تتيح ه ��ذه الفر�صة حق� � ًا‪� .‬إن‬ ‫�إ�ستنتاج ��ات مماثلة يمك ��ن �إ�ستخال�صها في باقي‬ ‫دول ال�ش ��رق الأو�سط و�شم ��ال �أفريقيا‪� .‬إن التعاون‬ ‫الإقت�ص ��ادي ال ُمحتم ��ل المغرب ��ي ‪ -‬الجزائ ��ري‬ ‫يمكن ��ه تعزيز الإقت�صاد في كال البلدين‪ ،‬وتوظيف‬ ‫جماهي ��ر العاطلين من العمل‪ ،‬وجل ��ب الأمل للغز‬ ‫ال�صح ��راوي‪� .‬إن ا�ستخدام� � ًا �أف�ض ��ل للمه ��ارات‬ ‫المتاح ��ة والعمال من م�صر ف ��ي ال�سوق الخليجية‬ ‫�س ��وف يجلب تحوي�ل�ات ما�سة م ��ن الخليج الغني‬ ‫بالنف ��ط �إلى الإقت�صاد الم�ص ��ري‪ .‬و�إجما ًال‪ ،‬يبدو‬ ‫�أن التع ��اون االقت�صادي بي ��ن دول ال�شرق الأو�سط‬ ‫و�شم ��ال �أفريقيا من �ش�أنه �أن يحق ��ق فوائد كبيرة‬ ‫لجميع مواطنيها‪ .‬وم ��ع ذلك‪ ،‬يتطلب هذا التعاون‬ ‫ق ��ادة م ��ع ر�ؤية جريئ ��ة وا�ضحة تتج ��اوز الحواجز‬ ‫الإيديولوجي ��ة والتاريخي ��ة للتركيز عل ��ى م�ستقبل‬ ‫بلدانه ��م‪ ،‬وال�شباب الذي ��ن هم الث ��روة الحقيقية‬ ‫للمنطقة‬ ‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪75‬‬


‫عالم الطاقة ¶ الطاقة‬ ‫�إن �أب ��رز الثم ��ار ال ُمحت َمل ��ة لهذا الخي ��ار تعنونت‬ ‫ب�ضائق ��ة مالية �شديدة ت�شعر به ��ا قطر في الوقت‬ ‫الحا�ض ��ر‪ .‬بينما تملك الدوحة ق ��درة هائلة لإنتاج‬ ‫وت�صدير الغاز الطبيع ��ي ال�سائل �إلى جميع �أنحاء‬ ‫العال ��م‪ ،‬ف�إنه ��ا تفع ��ل ذل ��ك ب�سعر مرتب ��ط ب�سعر‬ ‫النف ��ط الخام‪ ،‬وهو ال�سعر الذي عرف غرق ًا لأكثر‬ ‫من �سنة‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬في هذا الوقت‪ ،‬ف�إن قطر‬ ‫ترب ��ح قلي ًال جد ًا من الغاز الطبيعي الذي ت�صدره‪،‬‬ ‫بما في ذلك الغاز الطبيعي الم�سال ال ُمر ِبح �سابق ًا‬ ‫الذي تر�سله �إلى اليابان وكوريا الجنوبية‪� .‬إعتبار ًا‬ ‫من مطل ��ع العام ‪ ،2016‬ف�إن �سع ��ر الغاز الطبيعي‬ ‫ال ُم�سال الم�صدّر �إلى اليابان بلغ حوالي ‪ 9‬دوالرات‬ ‫لكل وحدة حراري ��ة بريطانية‪ ،‬والذي‪ ،‬بعد ح�ساب‬ ‫كاف ��ة تكالي ��ف قط ��ر – في �ش ��كل رئي�س ��ي النقل‪،‬‬ ‫وال�صناعات التحويلية‪ ،‬والم�ستحقات لل�شركاء ‪--‬‬ ‫�أنتج ربح ًا �صافي ًا بلغ ‪ 4‬دوالرات لكل وحدة حرارية‬ ‫بريطاني ��ة فق ��ط‪ .‬و ُيعتبر هذا �إنخفا�ض� � ًا حاد ًا في‬ ‫الأ�سع ��ار التي حام ��ت ح ��ول ‪ 16‬دوالر ًا لكل وحدة‬ ‫حراري ��ة بريطاني ��ة على م ��دى ال�سن ��وات الخم�س‬ ‫الما�ضي ��ة‪ ،‬والت ��ي كان ��ت بدوره ��ا قدم ��ت رقمين‬ ‫من الأرب ��اح ال�صافي ��ة العائدة‪ .‬وينم ع ��ن الكثير‬ ‫�إعالن �صندوق النقد الدولي عن �أن عائدات قطر‬ ‫الإجمالي ��ة من �ص ��ادرات الغاز الطبيع ��ي ال ُم�سال‬ ‫تراجع ��ت �أكثر من ‪ 25‬في المئ ��ة منذ ‪ ،2011‬ومع‬ ‫�إعتبار �صادرات النف ��ط والغاز الم�صدر الرئي�سي‬ ‫للدخل في دولة قطر‪ ،‬ف�إنه لي�س من الم�ستغرب �أن‬ ‫الإمارة الخليجية ال�صغيرة �إ�ضطرت �إلى الإعالن‬ ‫ع ��ن عج ��ز مال ��ي للم ��رة الأول ��ى من ��ذ ‪ 15‬عام ًا‪.‬‬ ‫ويب ��دو �أن التو�ص ��ل �إلى �صفقة بي ��ن حكومتي قطر‬ ‫وال�سعودية هو الح ��ل الأمثل‪ .‬يمكن للريا�ض �شراء‬ ‫كميات وافرة من الغاز الطبيعي من الدوحة ب�سعر‬ ‫‪ 3‬دوالرات لكل وح ��دة حرارية بريطانية‪ ،‬وبالتالي‬ ‫خف�ض الحاجة �إلى تطوير �إحتياطات مكلفة للغاية‬ ‫من الغاز الحام�ض‪.‬‬ ‫بالن�سب ��ة �إلى دولة قطر‪ ،‬هذا م ��ن �ش�أنه �أن يغنيها‬ ‫ع ��ن الحاجة �إلى ت�سيي ��ل الغاز الطبيع ��ي‪ ،‬وبدوره‬ ‫تحقيق وفورات دوالرين �أو �أكثر لكل وحدة حرارية‬ ‫بريطانية‪ ،‬والح ّد من متطلبات ال�صيانة ال�ضخمة‬ ‫لم�صان ��ع ت�سييل الغ ��از الطبيع ��ي‪ ،‬وتوفير م�صدر‬ ‫ثابت للطلب عل ��ى منتجاتها‪ .‬ف ��ي المقابل‪ ،‬يمكن‬ ‫�أن ت�ستثم ��ر ف ��ي العديد من ال�ش ��ركات الكيميائية‬ ‫ال�سعودية‪ .‬وهذا من �ش�أنه خلق المزيد من الطلب‬ ‫على الغ ��از الطبيعي وفي الوق ��ت نف�سه الم�ساعدة‬ ‫عل ��ى تطوي ��ر ال�ش ��ركات ال�صناعي ��ة ال�سعودي ��ة‬

‫‪74‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫م ��ن القوى االقت�صادية من طري ��ق ر�سملة المزايا‬ ‫الطبيعي ��ة ل ��كل منهما‪ ،‬ف� ��إن التع ��اون القطري –‬ ‫ال�سع ��ودي يمكن �أن يجع ��ل كال البلدين تناف�سيين‬ ‫مع عمالق ��ة الكيماويات مثل �شرك ��ة "بادن �أنيلين‬ ‫�أن ��د �صودا فاكتوري" �أو (‪ )B.A.S.F‬في �ألمانيا �أو‬ ‫�شرك ��ة "داو للكيماويات" في الوالي ��ات المتحدة‪.‬‬ ‫وم ��ع ذلك‪ ،‬يمكن لهذا الأمر بالطبع �أن يحدث �إذا‬ ‫ت ��م حل الق�ضاي ��ا الأ�سا�سية ال�سيادي ��ة‪ .‬من ناحية‬ ‫�أخ ��رى‪ ،‬يمكن للتع ��اون �أن ي�ؤدي �سريع� � ًا �إلى بناء‬ ‫الثق ��ة بين الطرفي ��ن‪ ،‬وبالتالي تحقي ��ق ما ف�شلت‬ ‫�أن تفعل ��ه �آالف االجتماع ��ات والوع ��ود في مجل�س‬ ‫التعاون الخليجي‪.‬‬

‫بالنظر �إلى حجم تجارة الطاقة‬ ‫الدولية‪ ،‬ف�إن حجم التعاون في مجال‬ ‫الطاقة بين دول ال�شرق الأو�سط و�شمال‬ ‫�أفريقيا �ضئيل للغاية‪� .‬إن تطور ًا طبيعي ًا‬ ‫للتجارة ح�صل بين الأ�سواق التي‬ ‫تحتاج �إلى الطاقة‪ ،‬وال �سيما في العالم‬ ‫ال�صناعي‪ ،‬وتلك القادرة على �إنتاجها‬ ‫في ال�شرق الأو�سط‪ .‬وهذه نمت �إلى‬ ‫طرق متقدمة جد ًا لكنها لم تُط َّور‬ ‫‪ .3‬مجل�س التعاون الخليجي ‪� -‬إيران‬ ‫المزده ��رة‪� .‬إن ح ��دود ًا مفتوح ��ة حق� � ًا للمنتجات‬ ‫والإ�ستثم ��ارات في دول مجل�س التع ��اون الخليجي‬ ‫يمك ��ن �أن تحف ��ز نم ��و ًا كبي ��ر ًا ل ��كال البلدين‪ ،‬في‬ ‫حي ��ن يجعلهما �أي�ض� � ًا �أق ��ل �إعتماد ًا عل ��ى تقلبات‬ ‫�أ�س ��واق ال�سل ��ع العالمية‪ .‬وتمام ًا مث ��ل التعاون بين‬ ‫المغ ��رب والجزائر الذي يمك ��ن �أن يجعل البلدين‬

‫لع ّل التح� �دّي الأ�صع ��ب يكمن في تطوي ��ر التعاون‬ ‫بي ��ن دول الخليج العرب ��ي و�إي ��ران‪� .‬إن عبء الدم‬ ‫الفا�سد الذي يجري في عروق العالقات ال�سعودية‬ ‫ الإيراني ��ة م ��ن ال�صع ��ب تج ��اوزه والتغلب عليه‪.‬‬‫تخ�شى ك ٌّل من الدولتين العزلة‪ ،‬وحتى �إعالن خطة‬ ‫العمل الم�شتركة ال�شامل ��ة التي نتجت من الإتفاق‬ ‫الن ��ووي‪ ،‬كان الإيرانيون ي�شع ��رون بالعزلة وب�أنهم‬ ‫محاط ��ون بالأع ��داء الذي ��ن ي�سع ��ون �إل ��ى �إطاحة‬

‫خط �أنابيب "عبر الجزيرة العربية"‪� :‬أقفلته ال�سعودية في وجه �صدام ح�سين‬


‫طفرة ال�صخر الزيتي في �أميركا‪ :‬هل تفيد �أوروبا؟‬

‫م ��ن الحالتي ��ن‪ ،‬ف�إن �أوروب ��ا �ستكون ه ��ي الرابحة‬ ‫�إقت�صادي ًا وجغرافي ًا و�سيا�سي ًا‪.‬‬ ‫الواقع �أن الحجة الإقت�صادي ��ة هي ب�سيطة ولكنها‬ ‫�صحيحة‪ ،‬على الرغم من �أن الحجة الجيو�سيا�سية‬ ‫ه ��ي خاطئة‪ ،‬لأنها تبالغ ف ��ي �أهمية الغاز الطبيعي‬ ‫ال ُم�سال الأميركي وت�أثيره في ال�سيا�سة الأورا�سية‪،‬‬ ‫وهي تعزز الإنطباع الخاط ��ئ ب�أن �أمن الطاقة في‬ ‫�أوروب ��ا يكمن في الخارج‪� .‬إن �إمدادات جديدة من‬ ‫الوالي ��ات المتحدة �أو من �أي مكان �آخر‪ ،‬هي ج ّيدة‬ ‫للم�ستهلكين لأنها �سوف تزيد من خف�ض الأ�سعار‪.‬‬ ‫ولك ��ن �أم ��ن الطاق ��ة في �أوروب ��ا هو في ي ��د �أوروبا‬ ‫وحده ��ا؛ والتوج� ��س كثي ��ر ًا ح ��ول الغ ��از الطبيعي‬ ‫ال ُم�س ��ال الأميرك ��ي يمكن ��ه ت�شتي ��ت المخاطر من‬ ‫التحدي ��ات‪ ،‬بم ��ا في ذل ��ك تعزي ��ز �س ��وق الطاقة‬ ‫الداخلي ��ة في �أوروب ��ا‪ ،‬التي ال تزال ُمج� � ّز�أة ب�شكل‬ ‫ُيرثى له‪ ،‬خ�صو�ص ًا في �أوروبا ال�شرقية‪.‬‬

‫�إفترا�ضات خاطئة‬ ‫بحلول العام ‪ ،2020‬ف�إن الواليات المتحدة يمكنها‬ ‫�أن ت�ص� �دّر ما يقرب من ‪ 80‬ملي ��ار متر مكعب من‬ ‫الغاز الطبيعي الم�سال �إل ��ى �أوروبا �سنوي ًا ‪ --‬نحو‬ ‫ثلث ��ي حجم الكمية التي �صدّرتها رو�سيا �إلى �أوروبا‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪ ،2015‬و�أق ��ل قلي�ل ً�ا من ثل ��ث �إجمالي‬ ‫�إ�سته�ل�اك �أوروب ��ا من الغاز‪ ،‬وه ��و ‪ 400‬مليار متر‬ ‫مكعب في ال�سنة (‪ 450‬مليار متر مكعب‪� ،‬إذا �شملنا‬ ‫تركي ��ا)‪ .‬لذا لي�س من الم�ستغ ��رب �أن ال�صراع قد‬ ‫يب ��دو و�شيكا‪� :‬إذا كانت ه ��ذه الح�صة الكبيرة من‬

‫بحلول العام ‪ ،2020‬ف�إن الواليات‬ ‫ت�صدر ما يقرب من‬ ‫المتحدة يمكنها �أن ّ‬ ‫‪ 80‬مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي‬ ‫ال ُم�سال �إلى �أوروبا �سنوي ًا ‪ --‬نحو ثلثي‬ ‫�صدرتها رو�سيا �إلى‬ ‫حجم الكمية التي ّ‬ ‫�أوروبا في العام ‪ ،2015‬و�أقل قلي ًال من‬ ‫ثلث �إجمالي �إ�ستهالك �أوروبا من الغاز‪،‬‬ ‫وهو ‪ 400‬مليار متر مكعب في ال�سنة‬ ‫(‪ 450‬مليار متر مكعب‪� ،‬إذا �شملنا تركيا)‬ ‫الغاز الطبيعي الم�س ��ال الأميركي �ستحط رحالها‬ ‫ف ��ي �أوروبا‪ ،‬ف�إن ذلك �س ُيخ � ِ�رج رو�سيا من ال�سوق‬ ‫و ُيف ِقده ��ا جزء ًا كبير ًا من مبل ��غ ال‪ 42‬مليار دوالر‬ ‫ال ��ذي ح�صلت عليه من خ�ل�ال ت�صدير الغاز عبر‬ ‫الأنابيب في العام ‪.2015‬‬ ‫م ��ع ذلك تقوم تلك الحجة على �إفترا�ضات خاطئة‬ ‫حول �سوق الغاز‪ .‬محاولة فهم �سوق الغاز الأوروبية‬ ‫م ��ن خالل النظر فقط �إلى الغاز الطبيعي ال ُم�سال‬ ‫الأميرك ��ي والغ ��از الرو�س ��ي ه ��و �أ�شب ��ه بمحاول ��ة‬ ‫للإ�ستمت ��اع �سيمفوني ��ة من خ�ل�ال الإ�ستماع فقط‬ ‫عازف كمانٍ واحد‪.‬‬ ‫�إلى جزء من ِ‬

‫�إن �إنت ��اج �أوروب ��ا ينخف� ��ض تدريج ًا بنح ��و ع�شرة‬ ‫ملي ��ارات مت ��ر مكعب ف ��ي ال�سن ��ة‪ ،‬لذل ��ك تحتاج‬ ‫الق ��ارة العج ��وز �إلى ما يق ��رب م ��ن ‪ 50‬مليار متر‬ ‫مكعب بحلول الع ��ام ‪ 2020‬فقط لتعوي�ض التراجع‬ ‫ف ��ي معرو�ضها الخا� ��ص‪� .‬إذا كان ن�صف �صادرات‬ ‫الغاز الطبيعي الم�سال الأميركي‪� ،‬أي ‪ 40‬مليار متر‬ ‫مكع ��ب في ال�سنة‪� ،‬سيحط ف ��ي �أوروبا‪ ،‬ف�إن رو�سيا‬ ‫�سوف لن ترى �أي انخفا�ض جوهري في �صادراتها‬ ‫الخا�ص ��ة‪ .‬وحتى لو و�صل ��ت كل الكمي ��ة‪ ،‬المقدرة‬ ‫ب‪ 80‬مليار متر مكعب‪ ،‬من الغاز الطبيعي الم�سال‬ ‫الأميركي �إلى �أوروبا‪ ،‬وه ��و �أمر ُم�ستب َعد نظر ًا �إلى‬ ‫ال�سحب والإ�ستيراد من مناطق �أخرى‪ ،‬ف�إن رو�سيا‬ ‫�س ��وف تحافظ عل ��ى الأرجح على مكانته ��ا ك�أكبر‬ ‫مو ّرد �إلى القارة (جنب ًا �إلى جنب مع النروج)‪.‬‬ ‫ه ��ذا االحتم ��ال‪ ،‬بطبيع ��ة الح ��ال‪ ،‬يفتر� ��ض �أن‬ ‫العر� ��ض والطلب والأ�سعار تبق ��ى ثابتة‪ .‬وهذا �أمر‬ ‫رجح‪ .‬على م ��دى العقد الفائ ��ت‪� ،‬إنخف�ض‬ ‫غي ��ر ُم َّ‬ ‫�إ�سته�ل�اك الغ ��از الأوروبي بنحو الخم� ��س �أو ‪100‬‬ ‫ملي ��ار متر مكع ��ب‪ .‬ه ��ذا الإنخفا�ض‪ ،‬ال ��ذي �أدى‬ ‫ب ��دوره �إل ��ى �إنخفا� ��ض مماثل ف ��ي الإنت ��اج‪ ،‬ترك‬ ‫�إحتياجات �أوروبا من الغاز الم�ستورد في الم�ستوى‬ ‫عينه في العام ‪ 2005‬نحو ‪ 300‬مليار متر مكعب‪.‬‬ ‫لك ��ن في الآون ��ة الأخيرة‪ ،‬ب ��د�أ الطل ��ب الأوروبي‬ ‫على الغاز الإرتفاع مرة �أخرى‪ .‬فقد �صعد بن�سبة‬ ‫‪ 4.5‬ف ��ي المئ ��ة ف ��ي الع ��ام ‪ ،2015‬ويرجع ذلك‬ ‫جزئي ًا �إلى ب ��رودة الطق�س وجزئي ًا �إلى �إنخفا�ض‬ ‫الأ�سع ��ار‪ .‬في المملكة المتح ��دة‪ ،‬على �سبيل‬ ‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪77‬‬


‫عالم الطاقة‬ ‫غاز‬

‫واقع �سوق الطاقة العالمية‬

‫هل هناك حرب غاز بين �أميركا ورو�سيا؟‬ ‫�إحتفل��ت �أمي��ركا ف��ي �آذار (مار�س) الفائت بب��دء ت�صدير �أول �شحنة م��ن الغاز الطبيع��ي المُ �سال من �شركة‬ ‫"�شيني��ر" الى �شرك��ة "بتروبرا�س" في البرازيل‪ .‬وكانت "�شينير" الأميركية قد وقعت عقود ًا لتوريد ‪20‬‬ ‫ملي��ون طن م��ن الغاز الطبيعي المُ �سال �سنوي ًا ولم��دة ع�شرين عام ًا �إلى �شركات اوروبي��ة و�أ�سيوية والتينية‪.‬‬ ‫والحقيقة �أن ثورة الغاز ال�صخري قد جعلت الواليات المتحدة م�صدر ًا مهم ًا لت�صدير الغاز الطبيعي المُ �سال‬ ‫�إل��ى باق��ي دول العالم‪ ،‬وبالطبع ف�إن اوروبا هي من �أهم الزبائن لهذا الغ��از‪ .‬وتقوم ال�شركات الأميركية حالي ًا‬ ‫بت�شييد م�صانع جديدة لإنتاج وت�صدير الغاز الطبيعي المُ �سال حيث من المقدر �أن تبلغ كمياته الم�صدرة من‬ ‫�أمي��ركا حوالي ‪ 60‬مليون طن �سنوي ًا بعد ثالث �سنوات‪ .‬وه��ي بذلك تفتتح مرحلة جديدة و�سباق ًا لت�صدير‬ ‫الغ��از الطبيع��ي الأمر الذي قد يحرر �أوروب��ا من الهيمنة الرو�سية ف��ي هذا المجال وبالتال��ي يفتح حرب ًا بين‬ ‫مو�سكو ووا�شنطن على الح�ص�ص في الأ�سواق‪.‬‬ ‫لندن ‪ -‬هاني مكارم‬ ‫ف ��ي ‪ 21‬ني�س ��ان (�إبري ��ل) الفائ ��ت‪،‬‬ ‫غ ��ادرت �أول �شحنة من الغاز الطبيعي‬ ‫ال ُم�س ��ال الأميرك ��ي خلي ��ج المك�سي ��ك وعب ��رت‬ ‫المحي ��ط الأطل�سي متجهة �إلى �أوروبا‪ ،‬وهي خطوة‬

‫‪76‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫�إع ُتب ��رت على نطاق وا�سع ب�أنها الخطوة الأولى في‬ ‫حرب غاز و�شيك ��ة بين الواليات المتحدة ورو�سيا‪.‬‬ ‫وكما ّ‬ ‫تو�ضح نظرية بع�ض خبراء الطاقة‪� :‬إن رو�سيا‬ ‫في الواقع تهيمن على �س ��وق الغاز الأوروبية‪ ،‬وهي‬ ‫ت�ستخدم ذلك لل�ضغ ��ط على الدول المجاورة لها‪،‬‬ ‫ُ�سكت �أ ّية دولة �أوروبية كبرى تُعار�ض طموحاتها‬ ‫وت ِ‬

‫الجيو�سيا�سي ��ة‪� .‬إن الغ ��از الطبيع ��ي ال ُم�س ��ال‬ ‫الأميرك ��ي‪ ،‬تتابع النظرية‪ ،‬يهدّد القب�ضة الرو�سية‬ ‫ويمكن ��ه ف ��ي �أ�سو�أ الح ��االت �إ�ضعافه ��ا‪ .‬فهو بديل‬ ‫�أرخ� ��ص و�أكثر موثوقية‪ .‬ف ��ي المقابل‪ ،‬لدى رو�سيا‬ ‫خي ��اران‪� :‬إم ��ا �أنها تخ�س ��ر ح�صتها ف ��ي ال�سوق �أو‬ ‫تناف�س من خ�ل�ال خف�ض �أ�سعاره ��ا‪ .‬ولكن في � ٍّأي‬


‫عالم الطاقة ¶ غاز‬ ‫المث ��ال‪ ،‬تجاوز الغاز الفحم في توليد الطاقة في‬ ‫�أي ��ار (ماي ��و) ‪ ،2015‬وتجاوزه من ��ذ ذلك الحين‬ ‫بح ��د كبير‪ :‬في الأ�شهر الأربع ��ة الأولى من العام‬ ‫‪ ،2016‬و ّفر الغاز ‪ 40‬في المئة من توليد الكهرباء‬ ‫ف ��ي المملكة المتحدة‪ ،‬في حين و ّفر الفحم فقط‬ ‫‪ 15‬ف ��ي المئ ��ة‪ .‬ف ��ي �إ�سباني ��ا‪ ،‬التي كان ��ت تُعت َبر‬ ‫�سابق� � ًا �سوق الغاز الواعدة ف ��ي �أوروبا‪ ،‬بد�أ الغاز‬ ‫العودة‪ :‬في العام ‪ ،2015‬و ّلد الغاز ما يزيد قلي ًال‬ ‫على ن�ص ��ف كمية الكهرباء الت ��ي ينتجها الفحم‬ ‫ف ��ي تل ��ك البالد‪ .‬ف ��ي �أوائ ��ل الع ��ام ‪ ،2016‬كان‬ ‫�إ�ستهالك الغاز على قدم الم�ساواة مع �إ�ستهالك‬ ‫الفحم‪ .‬كما �أن دو ًال �أخرى‪ ،‬مثل النم�سا‪ ،‬اليونان‪،‬‬ ‫و�إيطالي ��ا‪ ،‬ي�شهد فيها الغ ��از �إ�ستعادة ح�صته في‬ ‫ال�سوق كذلك‪.‬‬ ‫على جانب العر�ض‪ ،‬تُعت َبر النروج ثاني �أكبر مز ّود‬ ‫للغ ��از لأوروبا (ت�ص ��در جوال ��ي ‪ 110‬مليارات متر‬ ‫مكعب �سنوي� � ًا) بعد رو�سيا (ت ��و ّرد ‪ 160‬مليار متر‬ ‫مكع ��ب �سنوي ًا ً)‪ .‬وت�أتي الجزائ ��ر‪ ،‬التي ت�صدر �إلى‬ ‫�أوروب ��ا حوال ��ي ‪ 33‬مليار متر مكع ��ب‪ ،‬في المرتبة‬ ‫الثالث ��ة‪ ،‬عل ��ى الرغم م ��ن �أن ح�صتها ف ��ي ال�سوق‬ ‫�آخذة ف ��ي التقل�ص‪ .‬وهذا ما يجعل هذين البلدين‬ ‫العبين ُمه ّمي ��ن‪ ،‬على الأقل بالن�سب ��ة �إلى البلدان‬ ‫الأوروبي ��ة ال�ساحلية‪ ،‬التي لديه ��ا �إمكانية الو�صول‬ ‫المبا�ش ��ر �إل ��ى الغ ��از الطبيع ��ي ال ُم�س ��ال المنقول‬ ‫بح ��ر ًا‪ .‬هذه ال ��دول الأوروبية ال�ساحلي ��ة �أي�ض ًا من‬ ‫المرج ��ح �أن تك ��ون المراك ��ز الت ��ي �سي�ص ��ل �إليها‬ ‫الغ ��از الطبيع ��ي ال ُم�س ��ال الأميرك ��ي‪ ،‬لأن �إمكانية‬ ‫نقل ��ه �إلى الداخ ��ل غالب ًا ما تكون مح ��دودة ب�سبب‬ ‫البنية التحتية وغيره ��ا من العوائق‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ال‬ ‫�أح ��د يتحدث عن حرب �أ�سع ��ار تلوح في الأفق بين‬ ‫الواليات المتح ��دة والنروج والجزائ ��ر‪ .‬هذا لي�س‬ ‫مثير ًا م ��ن الناحية الجيو�سيا�سية‪ ،‬على الرغم من‬ ‫�أن ��ه من غير المرج ��ح �أن يحدث‪ :‬الغ ��از الطبيعي‬ ‫ال ُم�س ��ال الأميركي �سوف يناف� ��س في �أ�سواق حيث‬ ‫الن ��روج والجزائ ��ر هم ��ا العبت ��ان ف ��ي كثي ��ر من‬ ‫الأحيان �أكبر من رو�سيا‪� .‬إرتفعت �صادرات النروج‬ ‫�إل ��ى �أوروبا في ال�سن ��وات الأخيرة‪ ،‬ولكن �صادرات‬ ‫الجزائ ��ر �إنخف�ض ��ت �إلى حد كبير‪ .‬كي ��ف يتفاعل‬ ‫هذان البلدان في البيئة المتغيرة لل�سوق في �أوروبا‬ ‫�سوف يكون مهم ًا ب�شكل كبير‪.‬‬ ‫خارج �أوروبا‪� ،‬سوف ت�ضي ��ف �أو�ستراليا الكثير من‬ ‫الغ ��از الطبيعي ال ُم�س ��ال �إلى الإم ��دادات العالمية‬ ‫مثل الواليات المتحدة على مدى ال�سنوات الخم�س‬ ‫المقبل ��ة‪ .‬وبطبيع ��ة الح ��ال‪ ،‬ف� ��إن ُبع ��د الم�ساف ��ة‬

‫�أنابيب النفط بين رو�سيا و�أوكرانيا‪� :‬سميت �أنابيب الأزمة الأخيرة‬

‫الم�سال القطري‪� :‬سلعد �أوروبا للوقوف في وجه الدب الرو�سي‬ ‫الغاز الطبيعي ُ‬

‫بي ��ن �أو�سترالي ��ا و�أوروبا يعن ��ي �أن القليل من الغاز‬ ‫الطبيعي ال ُم�سال من المرجح �أن ي�صل من الأولى‬ ‫�إلى الثاني ��ة‪ .‬ولكن لأن �سوق الغ ��از العالمية‪ ،‬التي‬ ‫كان ��ت �سابق ًا محكومة ب�إح ��كام بين المناطق‪ ،‬هي‬ ‫الآن �أكث ��ر ترابط� � ًا‪ ،‬فعندما ي�صل الغ ��از الطبيعي‬ ‫ال ُم�س ��ال الأو�سترالي �إلى �آ�سي ��ا‪� ،‬سيق ّلل من حاجة‬ ‫�آ�سي ��ا �إل ��ى �سحب الغ ��از و�إ�ستي ��راده م ��ن ال�شرق‬ ‫الأو�س ��ط �أو من حو� ��ض الأطل�سي‪ .‬لذا �سيكون هذا‬

‫الغاز حر ًا للتح ّرك في جميع �أنحاء العالم‪ ،‬بما في‬ ‫ذلك �أوروبا‪.‬‬ ‫�إن ذل ��ك الغاز الطبيعي ال ُم�س ��ال‪ ،‬بطبيعة الحال‪،‬‬ ‫ق ��د ال ي�أتي �إلى �أوروبا لأن الأ�س ��واق الأخرى‪ ،‬على‬ ‫ال�صعيد العالمي‪ ،‬تمي ��ل �إلى الح�صول على بدائل‬ ‫�أق ��ل ودفع �أ�سعار مرتفعة تاريخي� � ًا على الغاز �أكثر‬ ‫من �أوروبا‪ .‬بع ��د كل �شيء‪� ،‬أولئك الذين �إ�ستثمروا‬ ‫ف ��ي الغ ��از الطبيع ��ي ال ُم�س ��ال الأميرك ��ي في‬ ‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪79‬‬


SECDEB INC. We Handle Forex, Money Transfer & Remittance Services Worldwide

10F Philamlife Tower, 8767 Paseo De Roxas, Makati City, Manila, Philippines Tel: +632 901-4172, Email: fideliterinvest@aol.com

Or visit our website: www.stgeorgessociety.com


‫عالم الطاقة ¶ غاز‬ ‫ال�سن ��وات الأخي ��رة فعل ��وا ذل ��ك‪ ،‬م ��ع الأخ ��ذ في‬ ‫الإعتب ��ار م�شتري ��ن �آخري ��ن �أكث ��ر ربح� � ًا‪ .‬ال يزال‬ ‫الطل ��ب عل ��ى الغ ��از الطبيع ��ي الم�س ��ال قوي� � ًا في‬ ‫�أميركا الالتينية وينمو في منطقة ال�شرق الأو�سط‬ ‫و�شم ��ال �أفريقيا‪ .‬ودول �أخرى تري ��د �أي�ض ًا بدورها‬ ‫�إ�ستي ��راد الغاز الطبيع ��ي ال ُم�س ��ال‪ ،‬خ�صو�ص ًا �إذا‬ ‫ظل ��ت الأ�سعار منخف�ض ��ة‪� .‬إن كمية الغاز الطبيعي‬ ‫ال ُم�سال التي �ستذهب �إلى �أوروبا �ستعتمد بال�ضبط‬ ‫على كيفي ��ة ّ‬ ‫تك�ش ��ف تفاعل هذا العر� ��ض والطلب‬ ‫المع ّقدين على مدى ال�سنوات الخم�س المقبلة‪.‬‬ ‫خ�ل�ال تلك الفترة‪ ،‬لي�ست لدينا و�سيلة لمعرفة كم‬ ‫�سي�صل من الغاز الطبيع ��ي ال ُم�سال الأميركي �إلى‬ ‫�أوروبا ‪ --‬وال ينبغي لنا �أن نهتم بذلك حق ًا‪ .‬يمكن‬ ‫للغاز الأميرك ��ي �أن يكون له ت�أثير عميق في �أوروبا‬ ‫م ��ن دون الو�ص ��ول �إليها لأن الإم ��دادات في نهاية‬ ‫المط ��اف يمك ��ن �إ�ستبدالها‪ .‬ويمك ��ن �أن يكون لها‬ ‫ت�أثي ��ر هام�ش ��ي في ال�سوق حتى ل ��و �شحنت �سفينة‬ ‫بعد �أخ ��رى ب�سبب الأ�س ��واق المتناف�س ��ة‪ .‬كل هذا‬ ‫يتوق ��ف على مدى تط ��ور كل تلك الق ��وى الأخرى‪،‬‬ ‫التي لي�ست ثابتة �أبد ًا‪ ،‬في �أوروبا وخارجها‪.‬‬

‫�أكثر من ح�صة ال�سوق‬ ‫ال �ش ��يء من ه ��ذا التعقيد يبدو �أن ��ه مهم لوا�ضعي‬ ‫ال�سيا�س ��ات‪ :‬الغبطة الأوروبية ع ��ن و�صول و�شيك‬ ‫للغ ��از الطبيعي ال ُم�س ��ال الأميركي مرئية وظاهرة‬ ‫عبر المحيط الأطل�سي كم ��ا الإ�ستهجان الرو�سي‪.‬‬ ‫�إن �أ ّي ��ة تقلب ��ات في ح�صة رو�سيا ف ��ي ال�سوق ال بد‬ ‫�أن ينظر �إليها بع�ض الخبراء ب�إعتبارها مهمة من‬ ‫الناحية الجيو�سيا�سية‪� .‬إنها لي�ست كذلك‪.‬‬ ‫تح ّرك ��ت ح�صة رو�سيا في ال�س ��وق �صعود ًا وهبوط ًا‬ ‫كثي ��ر ًا عل ��ى م ��دى ال�سن ��وات ال‪ 20‬الفائت ��ة‪ ،‬و�إذا‬ ‫تح ّرك ��ت مرة �أخرى فل ��ن يكون ذلك مهم� � ًا جد ًا‪.‬‬ ‫كم ��ا �أن الح�ص ��ة ف ��ي ال�س ��وق لي�ست مهم ��ة كثير ًا‬ ‫بالن�سب ��ة �إلى �أم ��ن الطاقة في �أوروب ��ا‪ ،‬على الأقل‬ ‫عندم ��ا تكون مح�صورة في نط ��اق �ضيق من ب�ضع‬ ‫نق ��اط مئوية‪� .‬إن �أزمة الغاز الأخطر التي واجهتها‬ ‫�أوروبا ب�سبب رو�سيا كانت في العام ‪ ،2009‬عندما‬ ‫تعطلت ال�ص ��ادرات عبر �أوكرانيا لمدة �أ�سبوعين‪،‬‬ ‫وج ��اءت في وقت كان ��ت ح�صة رو�سيا ف ��ي ال�سوق‬ ‫الأوروبية في �أدن ��ى م�ستوى لها على الإطالق فيما‬ ‫قطر‪ ،‬على وجه الخ�صو�ص‪ ،‬عززت �صادراتها �إلى‬ ‫�أوروبا‪ .‬هناك ما هو �أكثر في الحياة الجيو�سيا�سية‬ ‫من ح�صة ال�س ��وق‪ ،‬وحان الوقت لكي توقف �أوروبا‬ ‫هذا المقيا�س لأمن الطاقة في القارة‪.‬‬

‫الغاز الطبيعي النروجي‪ :‬يلعب دوراً كبيراً في �أوروبا‬

‫بد ًال م ��ن ذلك‪ ،‬ينبغي عل ��ى �أوروب ��ا �أن تر ّكز على‬ ‫المناف�س ��ة التي تواجهها والأ�س ��واق الجديدة التي‬ ‫يمك ��ن �إ�ستك�شافه ��ا‪ .‬بالن�سبة �إل ��ى كل الكالم عن‬ ‫�أن �شرك ��ة غازب ��روم الرو�سية تُ�ستخ ��دَ م لأهداف‬ ‫الكرملي ��ن الجيو�سيا�سي ��ة‪ ،‬كانت ال�شرك ��ة ممث ًال‬ ‫تجاري� � ًا عقالني� � ًا ب�ش ��كل م�ستغ ��رب‪ ،‬ف ��ي بع� ��ض‬ ‫الأحي ��ان‪� ،‬شائكة ولك ��ن بالت�أكي ��د عقالنية‪ .‬حتى‬

‫ينخف�ض �إنتاج �أوروبا تدريج ًا بنحو‬ ‫ع�شرة مليارات متر مكعب في ال�سنة‪،‬‬ ‫لذلك تحتاج القارة العجوز �إلى ما‬ ‫يقرب من ‪ 50‬مليار متر مكعب بحلول‬ ‫العام ‪ 2020‬فقط لتعوي�ض التراجع‬ ‫في معرو�ضها الخا�ص‪� .‬إذا كان ن�صف‬ ‫�صادرات الغاز الطبيعي ال ُم�سال‬ ‫الأميركي‪� ،‬أي ‪ 40‬مليار متر مكعب في‬ ‫ال�سنة‪� ،‬سيحط في �أوروبا‪ ،‬ف�إن رو�سيا‬ ‫�سوف لن ترى �أي انخفا�ض جوهري‬ ‫في �صادراتها الخا�صة‬

‫المفو�ضي ��ة الأوروبي ��ة‪ ،‬التي تحقق ف ��ي ممار�سات‬ ‫ت�سوي ��ق غازب ��روم و�إ�ستراتيجي ��ة ت�سعيره ��ا ف ��ي‬ ‫جميع �أنحاء �أوروبا ال�شرقي ��ة والو�سطى‪� ،‬إعترفت‬ ‫�أن ��ه بحلول الوق ��ت الذي ي�صل الغ ��از الرو�سي �إلى‬ ‫جمهوري ��ة الت�شي ��ك‪ ،‬حي ��ث ت�شتد المناف�س ��ة‪ ،‬ف�إن‬ ‫ال�س ��وق هي الت ��ي تح ��رك الأ�سع ��ار‪� .‬إن غازبروم‬ ‫تعرف المناف�سة عندما تراها‪.‬‬ ‫ب�إخت�صار‪ ،‬يمكن لأوروبا ب�سهولة �أن تدير ظهرها‬ ‫للغاز الطبيع ��ي ال ُم�سال الأميرك ��ي والتركيز بد ًال‬ ‫من ذلك عل ��ى �إ�ستكمال ال�سوق الداخلية‪ .‬بعد كل‬ ‫�ش ��يء‪ ،‬ف ��ي ‪ ،2010 - 2009‬ح�صل ��ت �أوروبا على‬ ‫موج ��ة �أخرى من الغاز الطبيع ��ي ال ُم�سال الوارد‪،‬‬ ‫�إل ��ى حد كبير‪ ،‬من دولة قط ��ر‪ ،‬والذي بلغ معظمه‬ ‫�شم ��ال غ ��رب وجن ��وب �أوروبا‪� .‬أم ��ا منطقة و�سط‬ ‫و�ش ��رق �أوروبا فلم ت�شعر �س ��وى بن�سيم عليل ل ّين‪.‬‬ ‫ه ��ذا الو�ضع ُيظهر �أنه ال يه ��م كثير ًا كم ي�صل من‬ ‫الغ ��از الطبيعي ال ُم�سال الأميرك ��ي �إلى �أوروبا‪ .‬ما‬ ‫يه ��م هو كيف �أن ه ��ذا الغاز و�أي غ ��از �آخر يمكن‬ ‫�أن يتحرك داخل �أوروب ��ا‪� .‬إذا كان يمكنه الو�صول‬ ‫�إل ��ى و�س ��ط و�ش ��رق �أوروب ��ا‪ ،‬الأمر ال ��ذي يتطلب‬ ‫�إتخ ��اذ �إجراءات قوي ��ة �ضد ال ��دول المعنية‪ ،‬مثل‬ ‫بلغاري ��ا ودول البلطيق‪ ،‬التي تق ��اوم المناف�سة في‬ ‫مناطقه ��ا‪ ،‬عندها �سوف ي�ستم ��ر �أمن الطاقة في‬ ‫�أوروبا في التح�س ��ن‪ .‬و�إذا لم يحدث ذلك ف�إن �أي‬ ‫ق ��در من �ص ��ادرات الواليات المتح ��دة لن يحدث‬ ‫فرق ًا‬ ‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪81‬‬


Our Services

WE

Private equity Asset Management Portfolio Structuring Infrastructure Investment

KN

OW

FIN

AN

CE

Our Address 2233 Ponce De Leon Boulevard, Coral Gables, Miami, Fl 33134, U.S.A. Tel: +1 (305) 767 1357, Email: info@falconamericas.com Website: www.falconamericas.com


‫الجي�ش الجزائري‪ :‬هل ما زال عماد النظام؟‬

‫جو ًا من ال�سخ ��ط يت�س ّكع في ال�شوارع‪ .‬كان‬

‫وواجهتُ ّ‬ ‫حديث عن �أزمة – �أ�سع ��ار النفط قد غرقت دولة مدنية؟‬ ‫هن ��اك‬

‫و�إنخف�ض ��ت قيم ��ة الدين ��ار‪ -‬لك ��ن الجزائريين قد‬ ‫تع ّودوا منذ فترة طويلة على �سماع مثل هذا الكالم‪.‬‬ ‫ف ��ي الواق ��ع‪� ،‬إن تاري ��خ الب�ل�اد الحدي ��ث كان مليئ ًا‬ ‫بالتوتر الدائم‪.‬‬ ‫الي ��وم‪ ،‬م ��ع ذل ��ك‪ ،‬يواج ��ه الو�ض ��ع الراه ��ن‪ ،‬الذي‬ ‫يبدو غير قاب ��ل للتغيير‪ ،‬في الجزائ ��ر مجموعة من‬ ‫ُغرق‬ ‫التحدي ��ات الداخلية والخارجية التي يمكن �أن ت ِ‬ ‫البالد في الفو�ضى‪ .‬وقد ك ّث ��ف �إنهيار �أ�سعار النفط‬ ‫العالمي ��ة ال�ضغط على �إقت�صاد البالد‪ ،‬مما �أدى �إلى‬ ‫�إرتف ��اع معدالت البطال ��ة‪� .‬إن الإحباط م ��ن الف�ساد‬ ‫والبيروقراطي ��ة الطاغي ��ة قد ع� �زّز و�أنع�ش حركات‬ ‫الإحتجاج في جميع �أنحاء البالد‪.‬‬ ‫وي�أتي ه ��ذا ال�ضغط في وقت �سيىء للنخب الحاكمة‬ ‫في الجزائر‪ ،‬التي تكافح من �أجل �ضمان ما �سيحدث‬ ‫في مرحلة ما بعد الرئي�س عبد العزيز بوتفليقة‪ .‬لقد‬ ‫بلغ الرئي�س الجزائري الآن ال‪ 78‬عام ًا‪ ،‬وحكم البالد‬ ‫منذ الع ��ام ‪ .1999‬ولكن بعد �إ�صابته ب�سكتة دماغية‬ ‫ف ��ي العام ‪ ،2013‬ف�إنه نادر ًا ما يظهر علن ًا‪ ،‬مما دفع‬ ‫كثيري ��ن �إلى الت�سا�ؤل عن الدور الذي يلعبه فع ًال في‬ ‫�إدارة �ش�ؤون البالد اليومية‪ .‬الواقع �أنه عندما يظهر‬ ‫ج�سد‬ ‫عل ��ى كر�س ��ي متحرك �ضعيف� � ًا وواهي ًا‪ ،‬ف�إن ��ه ُي ّ‬ ‫النظام الذي يم ّثل ��ه‪ :‬م�سنّ ومنعزل‪ ،‬وجزء من جيل‬ ‫تتجاوز �أعمار �أبنائه ال‪ 70‬عام ًا يتر�أ�س بلد ًا حيث �أن‬ ‫نحو ‪ 67‬في المئة من �سكانه هم تحت �سن الثالثين‪.‬‬

‫لك ��ن بع� ��ض التغيي ��ر ق ��د يك ��ون يج ��ري عل ��ى ق ��دم‬ ‫و�س ��اق‪ ،‬على الرغم من �أن نظ ��ام الحكم ال ُمب َهم في‬ ‫الجزائ ��ر – الذي يدعوه الجزائري ��ون "ال�سلطة" �أو‬ ‫"‪ -" le Pouvoir‬يجع ��ل من ال�صعب على المراقبين‬

‫عندما يظهر الرئي�س عبد العزيز‬ ‫بورقيبة على كر�سي متحرك �ضعيف ًا‬ ‫ج�سد النظام الذي يم ّثله‪:‬‬ ‫وواهي ًا‪ ،‬ف�إنه ُي ّ‬ ‫م�سن ومنعزل‪ ،‬وجزء من جيل تتجاوز‬ ‫ّ‬ ‫�أعمار �أبنائه الـ‪ 70‬عام ًا يتر�أ�س بلد ًا‬ ‫حيث �أن نحو ‪ 67‬في المئة من �سكانه‬ ‫هم تحت �سن الثالثين‬ ‫�أن يعرف ��وا تمام ًا م ��ا يحدث‪ .‬ولكن يب ��دو �أن النخبة‬ ‫الحاكم ��ة تع ��د الم�سرح للإنتقال �إل ��ى مرحلة ما بعد‬ ‫بوتفليق ��ة‪ .‬ف ��ي ‪ 24‬كان ��ون الثان ��ي (يناي ��ر) ‪،2016‬‬ ‫�إتخ ��ذ الرئي� ��س خط ��وة كبي ��رة عندم ��ا ح� � ّل دائ ��رة‬ ‫الإ�ستعالم والأم ��ن (المخاب ��رات الع�سكرية)‪ ،‬وهي‬

‫�أه ��م و�أق ��وى جه ��از مخابرات ف ��ي الب�ل�اد‪ .‬ومن ثم‬ ‫�أعلن ��ت الحكومة عن �إن�ش ��اء وكالة جديدة‪" ،‬مديرية‬ ‫الم�صالح الأمنية"‪ ،‬تحت الإ�شراف المبا�شر لرئي�س‬ ‫الجمهوري ��ة وير�أ�سها الجن ��رال عثمان طرطاق‪ ،‬وهو‬ ‫قائد �سابق في دائرة الإ�ستعالم والأمن‪.‬‬ ‫على الرغم من �أن �أجه ��زة المخابرات تمتعت دائم ًا‬ ‫تو�سع �إلى‬ ‫ب�سلط ��ة كبيرة ف ��ي الجزائر‪ ،‬ف�إن نفوذه ��ا ّ‬ ‫�أبع ��د من ذلك خ�ل�ال الحرب الأهلية ف ��ي ت�سعينات‬ ‫القرن الفائت‪ .‬تحت ذريعة محاربة الإرهاب‪ ،‬و�صلت‬ ‫عيون المخابرات الع�سكرية �إلى الأحزاب ال�سيا�سية‪،‬‬ ‫وال�ش ��ركات ف ��ي القطاع ��ات الحيوي ��ة‪ ،‬والجامعات‪،‬‬ ‫وو�سائ ��ل الإع�ل�ام‪ .‬ولك ��ن ف ��ي �أيل ��ول (�سبتمب ��ر)‬ ‫‪� ،2015‬أعف ��ت الحكوم ��ة رئي� ��س دائ ��رة الإ�ستع�ل�ام‬ ‫ونحته‬ ‫والأم ��ن‪ ،‬الجن ��رال محمد مدين‪ ،‬م ��ن مهامه ّ‬ ‫من من�صبه‪ .‬وكانت ه ��ذه الخطوة قوية‪ :‬على الرغم‬ ‫م ��ن �أن معظ ��م الجزائريين ال يعرفون �س ��وى القليل‬ ‫ع ��ن مدين‪ ،‬والمع ��روف �أي�ض ًا ب�إ�س ��م "توفيق"‪ ،‬فقد‬ ‫كان �أ�سا�سي� � ًا لو�ص ��ول بوتفليق ��ة �إل ��ى ال�سلطة‪ .‬تحت‬ ‫قيادت ��ه‪� ،‬ساعدت دائرة الإ�ستع�ل�ام والأمن بوتفليقة‬ ‫عل ��ى ت�أمين كل �إنت�صارات ��ه الإنتخابية‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫تل ��ك الإنتخاب ��ات التي �أ ّمنت ل ��ه فترت ��ه الرابعة في‬ ‫منت�ص ��ف ‪ .2014‬وقد �ص ّور الرئي�س وم�ساعدوه �إزالة‬ ‫دائرة اال�ستعالم والأمن كخطوة ت�شتد الحاجة �إليها‬ ‫لتحويل ه ��ذه الدائرة من بولي� ��س �سيا�سي �إلى وكالة‬ ‫لمكافحة الإرهاب‪ .‬ولكنها تزيل �أي�ض ًا عائق ًا ُمحت َم ًال‬ ‫�أمام خط ��ط الخالفة للنظام‪ :‬دائ ��رة �إ�ستعالم‬ ‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪83‬‬


‫الق�ضاء الجزائري‪:‬‬ ‫لي�س م�ستق ًال!‬

‫تحقيق ال�شهر‬

‫خم�س �سنوات بعد "الربيع العربي"‬

‫الجزائر على �شفا الإنفجار؟‬ ‫من��ذ الع��ام ‪ 2011‬والجزائر تحاول �إيجاد ح��ل لأزماتها ال�سيا�سي��ة والإقت�صادية والإجتماعي��ة معتمدة على‬ ‫الإعان��ات والوعود بالإ�صالح التي لم تفلح كثير ًا ب�إخماد الغ�ض��ب ال�شعبي‪ .‬ومع توعك الرئي�س عبد العزيز‬ ‫بوتفليق��ة وع��دم قدرت��ه على �إدارة �ش ��ؤون البالد اليومي��ة‪ ،‬وهبوط �أ�سع��ار النفط‪ ،‬و�إنخفا���ض الإحتياطات‬ ‫الأجنبية‪ ،‬و�إرتفاع معدل البطالة‪ ،‬خ�صو�ص ًا بين ال�شباب‪ ،‬تبدو البالد في و�ضع �سيىء جد ًا قد ي�ؤدي بها �إلى‬ ‫ال �أم �آجالً‪.‬‬ ‫الإنفجار عاج ً‬ ‫الجزائر – �سالمة عبد الرحمن‬ ‫و�س ��ط الإ�ضطراب ��ات ال�سيا�سي ��ة الت ��ي‬ ‫�ش ّكلت منطقة ال�ش ��رق الأو�سط و�شمال‬ ‫�أفريقي ��ا منذ الع ��ام ‪� ،2011‬أثبت النظام الجزائري‬ ‫ب�أنه نظام مرن‪ .‬على مدى العقود الخم�سة الما�ضية‪،‬‬ ‫�شهدت البالد فترات من عدم الإ�ستقرار والأزمات‪.‬‬

‫‪82‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫بع ��د الح ��رب الوح�شي ��ة الت ��ي �أدّت �إل ��ى �إ�ستق�ل�ال‬ ‫الجزائ ��ر ف ��ي العام ‪ ،1962‬ت ��م �إ�ستب ��دال الإنتداب‬ ‫الفرن�سي بدولة الحزب الواحد‪ ،‬والت�سلط الع�سكري‪،‬‬ ‫والطغمة �أو "الأوليغار�شية" التي ال تزال تهيمن على‬ ‫الب�ل�اد بعد ‪ 54‬عام ًا‪ .‬وكما قال المحامي الجزائري‬ ‫النا�شط ف ��ي مجال حقوق الإن�س ��ان علي يحيى عبد‬ ‫النور ذات مرة‪" :‬لقد حررنا الأر�ض‪ ،‬ولكن لم نح ّرر‬

‫النا�س"‪ .‬وحتى الآن‪ ،‬ال ي ��زال يحكم الجزائر مزيج‬ ‫مبهم من �ضباط الجي�ش والأمن والنخب ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬ف� ��إن النظ ��ام الجزائري ال ي ��زال �صامد ًا‬ ‫وقائم ًا‪ ،‬حت ��ى فيما عالمات االنحطاط تنخر عظام‬ ‫النظام ال�سيا�سي الأجوف في البالد‪.‬‬ ‫في �شباط (فبراير)‪ ،‬و�صلتُ �إلى الجزائر العا�صمة‬ ‫بعد يوم على موافقة البرلمان على الد�ستور الجديد‪.‬‬


‫لقم ��ع الإحتجاج ��ات ف ��ي الع ��ام ‪ .2011‬ولك ��ن م ��ن‬ ‫ال�صع ��ب �ألاّ نرى �أن هذه التغييرات هي خطوة �أخرى‬ ‫دعائي ��ة ت�سويقية م ��ن جانب ال�سلط ��ات لخلق ت�ص ّور‬ ‫للتغيي ��ر من دون تحقيقه‪ .‬بد ًال م ��ن مناق�شة مفتوحة‬ ‫ف ��ي البرلم ��ان‪ ،‬فق ��د هند�س ��ت الحكوم ��ة بنف�سه ��ا‬ ‫الإ�صالح ��ات الد�ستورية‪ ،‬الأمر ال ��ذي �أدى ب�أحزاب‬ ‫المعار�ض ��ة‪� ،‬أن ت�سميه ��ا فر�ص ��ة �ضائع ��ة لإنفت ��اح‬ ‫ديموقراط ��ي حقيقي‪ .‬وقد قاطعت غالبية المعار�ضة‬ ‫الت�صوي ��ت ف ��ي مجل� ��س الأم ��ة (البرلم ��ان)‪ .‬فاتح ًا‬ ‫ال ��دورة البرلمانية‪ ،‬قال رئي�س المجل�س‪ ،‬عبد القادر‬ ‫ب ��ن �صال ��ح‪� ،‬أن بوتفليقة قد بعث بر�سال ��ة تهنئة �إلى‬ ‫�أع�ض ��اء البرلمان ي�شكرهم فيها على موافقتهم على‬ ‫الد�ستور ال ُمعدّل‪ .‬علم� � ًا �أن البرلمان لم يكن بعد قد‬ ‫�أج ��رى عملية الت�صويت‪ .‬لذا ف�إن �أع�ضاء بارزين في‬ ‫الدول ��ة‪ ،‬على ما يبدو‪ ،‬يجدون �صعوب ��ة بالغة للت�أكيد‬ ‫ب�أن البرلمان يلعب �أي دور في حكم البالد‪.‬‬ ‫الحكوم ��ة �أي�ض ًا لم تطل ��ب موافقة ال�شعب الجزائري‬ ‫في �إ�ستفتاء ‪ -‬ربما لأنها تعلم �أنها ال تحظى ب�شعبية‪.‬‬ ‫�إن الجزائريي ��ن يعرف ��ون كي ��ف ُتدار بالده ��م‪ :‬يتم‬ ‫�إتخ ��اذ القرارات في المقام الأول �سر ًا‪ ،‬ومن ثم تم ّر‬ ‫على مجل�س الوزراء �أو البرلمان حيث تتلقى "ق�شرة"‬ ‫قانوني ��ة و�شرعي ��ة �سيا�سية‪ .‬وقد كان ه ��ذا �صحيح ًا‬ ‫دائم� � ًا من ��ذ الإ�ستق�ل�ال‪ .‬ف ��ي �إنتخاب ��ات الجمعي ��ة‬ ‫الت�أ�سي�سي ��ة في الع ��ام ‪ ،1962‬الأولى التي تحدث في‬ ‫الجزائ ��ر الم�ستقل ��ة‪�ُ ،‬سمِ ��ح لل�شعب ال ُمح� � ّرر حديث ًا‬ ‫الت�صوي ��ت‪ ،‬ولكن فقط لقائم ��ة مر�شحين من حزب‬ ‫واحد‪ :‬جبه ��ة التحرير الوطني‪ .‬لقد ُ�سمح لهم ت�أكيد‬ ‫وت�أيي ��د القرارات التي كان �إتخذه ��ا �أع�ضاء الحزب‬ ‫�أ�ص ًال في وقت �سابق من ذلك العام في الإجتماعات‬ ‫التي عقدت في تلم�سان وطرابل�س‪.‬‬ ‫لق ��د حدّد حك ��م الح ��زب الواحد لـ"جبه ��ة التحرير‬ ‫الوطن ��ي" �سيا�سة الجزائر الم�ستقلة حتى الأزمة في‬ ‫�أواخر ثمانينات القرن الفائت‪ ،‬عندما ا�ضطر النظام‬ ‫�إل ��ى فتح المجال لق ��وى �سيا�سية جدي ��دة‪ .‬في العام‬ ‫‪ ،1997‬خ�ل�ال الح ��رب الأهلية‪ ،‬ت ��م ت�أ�سي�س التجمع‬ ‫الوطن ��ي الديموقراط ��ي لخو�ض الإنتخاب ��ات عندما‬ ‫بل ��غ التعب ال�شعبي العام م ��ن قب�ضة "جبهة التحرير‬ ‫الوطن ��ي"‪ ،‬المهيمنة طوي ًال عل ��ى ال�سيا�سة الوطنية‪،‬‬ ‫ذروته‪ .‬ولكن على الرغم من �أن لدى الجزائر �أطراف ًا‬ ‫متع ��ددة اليوم‪ ،‬ف�إن ال�سلطة الحقيقية ال تزال ُمب َهمة‬ ‫في التعامالت ال�سيا�سية التي تجري خارج ال�سيا�سة‬ ‫الحزبي ��ة‪ .‬ت�ش ��كل ك ٌّل من "جبهة التحري ��ر الوطني"‬ ‫و"التجمع الوطن ��ي الديموقراط ��ي" �أدوات �سيا�سية‬ ‫للطغم ��ة �أو "الأوليغار�شي ��ة" الحاكم ��ة‪ .‬ك ٌّل منهم ��ا‪،‬‬ ‫ف�ض�ل ً�ا عن ع ��دد ال يح�صى من الأح ��زاب ال�صغيرة‬ ‫الموالية للحكومة‪ ،‬دعم التغييرات الد�ستورية‪.‬‬

‫بوتفليق ��ة الد�ست ��ور لإزال ��ة ح� � ّد الرئا�س ��ة لواليتين‪.‬‬ ‫وهذا م ��ا �سمح له خو�ض الإنتخابات في العام ‪2009‬‬ ‫وت�أمين والية رئا�سي ��ة رابعة له في العام ‪ .2014‬الآن‬ ‫يريد النظام �أن يبرهن على التقدم الذي �أحرزه نحو‬ ‫الديموقراطية‪ ،‬فقد �أعاد حد الرئا�سة �إلى فترتين‪.‬‬

‫ال�شتاء العربي‬

‫الرئي�س عبد العزيز بوتفليقة‪ :‬ال ي�ستطيع �إدارة �ش�ؤون البالد اليومية‬

‫�سعيد بوتفليقة‪ :‬هل هو الحاكم الفعلي للجزائر؟‬

‫ج ��زء من ال�سبب ب� ��أن �أحزاب المعار�ض ��ة والمجتمع‬ ‫الجزائ ��ري ب�صف ��ة عامة ق ��د يبدوان غي ��ر مهتمين‬ ‫ج ��د ًا بالتعديالت الد�ستوري ��ة هو �أن د�ست ��ور البالد‬ ‫ع ��ادة م ��ا يطب ��ق ب�ش ��كل مختلف ج ��د ًا م ��ن النخبة‬ ‫الحاكم ��ة والغالبي ��ة المحكومة‪ .‬على �سبي ��ل المثال‪،‬‬ ‫ف ��ي �أحدث مراجع ��ة‪� ،‬أ�ضاف ��ت الحكومة فق ��رة �إلى‬ ‫الم ��ادة ‪ 51‬لإعط ��اء "م�س�ؤولي ��ات الدول ��ة العلي ��ا‬ ‫والأدوار ال�سيا�سي ��ة" �إل ��ى المواطنين من الجن�سية‬ ‫الجزائري ��ة ح�صر َا‪ .‬ولك ��ن عندما �ص� � ّوت البرلمان‬ ‫على التعديالت الد�ستورية‪ ،‬كان م�س�ؤولون حكوميون‬ ‫عدي ��دون رفيعو الم�ستوى ال يزال ��ون يحملون جن�سية‬ ‫مزدوجة‪ .‬ث ��م �أو�ضحت ال�سلطات ب�أنها �ستُعلن الحق ًا‬ ‫عن المنا�صب الت ��ي ُتم َنع عن المواطنين المزدوجي‬ ‫الجن�سية‪.‬‬ ‫منذ تولي ��ه الرئا�سة في العام ‪ ،1999‬تر�أ�س بوتفليقة‬ ‫ثالث ��ة تعدي�ل�ات د�ستوري ��ة‪ :‬ف ��ي ‪ ،2001‬و‪،2008‬‬ ‫و‪ .2016‬ولك ��ن في الجزائر‪ ،‬التغيي ��رات الد�ستورية‪،‬‬ ‫مث ��ل االنتخاب ��ات‪ ،‬يمكنه ��ا ان تنت ��ج النتيج ��ة الت ��ي‬ ‫ترغبه ��ا النخب ��ة الحاكم ��ة‪ .‬ف ��ي الع ��ام ‪ ،2008‬غ ّير‬

‫ف ��ي كان ��ون الثان ��ي (يناي ��ر) ‪� ،2011‬أطاح ��ت‬ ‫�إحتجاج ��ات �شعبية الرئي�س التون�س ��ي زين العابدين‬ ‫ب ��ن علي‪ ،‬الذي حكم تون�س لم ��دة ‪ 23‬عام ًا‪ .‬في وقت‬ ‫واحد تقريب� � ًا‪� ،‬إجتاحت �إحتجاجات �أنحاء الجزائر‪،‬‬ ‫والت ��ي �أثارها في البداية �إرتفاع �أ�سعار الغذاء‪ ،‬ولكن‬ ‫ح ّفزتها الأح ��داث التي وقعت في تون� ��س المجاورة‪.‬‬ ‫ولكن النظ ��ام الجزائري �أبقى ب�إح ��كام قب�ضته على‬ ‫ال�سلطة‪ ،‬مهدِّ ئ ًا الإ�ضطرابات الإجتماعية من طريق‬ ‫زي ��ادة الأجور وقمع �أي �إحتجاج ��ات ب�سرعة‪ .‬عندما‬ ‫قم ��تُ بال�سفر عب ��ر البالد ف ��ي �أوائل الع ��ام ‪،2011‬‬ ‫فوجئتُ بر�ؤية ال�سرعة وفعالية ال�سلطات للق�ضاء على‬ ‫�أدن ��ى تلميح لمظاهرة‪ .‬فقد قامت ب�إغالق ال�ساحات‬ ‫الت ��ي كانت من المقرر �أن ت�ست�ضي ��ف الإحتجاجات‪،‬‬ ‫و�إيق ��اف و�سائل النق ��ل العام ف ��ي العا�صمة‪ ،‬وتفريق‬ ‫النا� ��س الذي ��ن تجمعوا ف ��ي ال�شارع �أو توقف ��وا لر�ؤية‬ ‫م ��ا كان يحدث‪ ،‬وف�ص ��ل وتق�سي ��م المتظاهرين �إلى‬ ‫مجموع ��ات �صغي ��رة‪ ،‬و�إعتق ��ال النا�شطي ��ن‪ .‬في �أي‬ ‫حفن ��ة م ��ن االحتجاج ��ات الت ��ي �شاهدته ��ا في ذلك‬ ‫الوقت‪ ،‬ف ��ي الجزائر العا�صمة وغيره ��ا من المدن‪،‬‬ ‫كان دائم� � ًا يبدو �أن هناك �أفراد ًا م ��ن ال�شرطة �أكثر‬ ‫من المتظاهرين‪.‬‬ ‫م ��ا هو �أكثر من ذلك‪� ،‬أن ذاك ��رة �صراع الجزائر في‬ ‫الما�ض ��ي منع ��ت �إحتجاج المجموعات م ��ن الو�صول‬ ‫�إل ��ى تجمعات حرج ��ة‪ .‬في ت�سعينات الق ��رن الفائت‪،‬‬ ‫تركت حرب �أهلية وح�شية بين ‪ 150,000‬و‪200,000‬‬ ‫قتي ��ل؛ كما تم ��ت عمليات �إغت�ص ��اب وتعذيب كثيرة‪.‬‬ ‫كان الإ�ستق ��رار ُم َّ‬ ‫ف�ض�ل ً�ا‪ ،‬ق ��ال ل ��ي الأ�صدق ��اء‪،‬‬ ‫ب ��دل الإن�ضم ��ام �إل ��ى الإحتجاج ��ات الإقليمي ��ة التي‬ ‫تتح� �دّى الأنظمة الإ�ستبدادية المج ��اورة‪ .‬في �شباط‬ ‫(فبراي ��ر) ‪ ،2016‬كرر ال�صحافي والي هذا ال�شعور‪:‬‬ ‫"ل ��دى الجزائريين كل الأ�سباب في العالم لإ�شعال‬ ‫ث ��ورة �صباح كل يوم‪ ،‬ولكن هن ��اك �سبب ًا واحد ًا كبير ًا‬ ‫ال يري ��دون م ��ن �أجله �أي ث ��ورة‪ .‬لق ��د �أدت الحركات‬ ‫الإحتجاجي ��ة لدين ��ا ف ��ي الما�ض ��ي �إلى ح ��رب �أهلية‬ ‫وح�شية"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫م ��ن جهته ��ا عر�ض ��ت ال�سلط ��ات �أي�ض� �ا حفن ��ة من‬ ‫التن ��ازالت ال�سيا�سية‪ .‬في �شب ��اط (فبراير) ‪،2011‬‬ ‫رف ��ع النظام حال ��ة الط ��وارئ الت ��ي كان فر�ضها في‬ ‫العام ‪ .1992‬وبعد �شهرين‪ ،‬في ني�سان (�إبريل)‪،‬‬ ‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪85‬‬


‫تحقيق ال�شهر‬

‫�إحتجاجات‬ ‫‪ 2011‬في‬ ‫الجزائر‪� :‬سيا�سة‬ ‫الع�صا والجزرة‬ ‫�أوقفتها‬

‫البنك المركزي‬ ‫الجزائري‪:‬‬ ‫�إنخف�ضت‬ ‫الإحتياطات‬ ‫الأجنبية‬

‫وترجح من �سيخلف‬ ‫و�أم ��ن قوية من �ش�أنها �أن تتدخل ّ‬ ‫الرئي�س الحالي‪.‬‬ ‫وينا�س ��ب تفكي ��ك دائ ��رة الإ�ستع�ل�ام والأم ��ن �أي�ضاً‬ ‫رواي ��ة الحكومة التي تق ��ول �أن الجزائر �صارت دولة‬ ‫عادية؛ لقد �أ�صبح �شعار "الدولة المدنية" واحد ًا من‬ ‫ال�شع ��ارات ال ُم َّ‬ ‫ف�ضلة لدى النخبة الحاكمة‪ .‬ولكن هل‬ ‫�أن النظ ��ام الجزائ ��ري يهدف حق ًا �إل ��ى تحقيق هذا‬ ‫الأم ��ر؟ فهذا �ش ��يء غير م�ؤك ��د بع ��د‪� .‬إن ال�شعارات‬ ‫تب ��دو جوفاء نظر ًا �إلى �أنه عل ��ى مدى ال�سنوات الـ‪25‬‬ ‫الما�ضي ��ة‪ ،‬عمل ��ت �أجه ��زة الأم ��ن الداخل ��ي بحرية‬ ‫تمام� � ًا من دون رادع‪ .‬لذا عندم ��ا تزعم الحكومة �أن‬ ‫الأجه ��زة الأمنية تحت ��اج �إلى تفكيكها‪ ،‬ف� ��إن العديد‬ ‫م ��ن الجزائريين ي�س� ��أل‪ ،‬لماذا الآن؟ م ��ن م�ساعدة‬ ‫عل ��ى التالعب ف ��ي الإنتخاب ��ات �إلى الإ�ش ��راف على‬ ‫�أن�شطة الأحزاب والن�شط ��اء ال�سيا�سيين‪ ،‬ف�إن دائرة‬ ‫الإ�ستع�ل�ام والأم ��ن ق ��د مار�س ��ت منذ فت ��رة طويلة‬ ‫ال�سلط ��ة في الجزائر‪ .‬وه ��ذا يجعل من غير المرجح‬ ‫�أن تك ��ون الحكومة قد تجاهل ��ت تمام ًا هذا بب�ساطة‪.‬‬ ‫�إن منطق "التنظيف" للأجهزة الأمنية‪ ،‬الذي ي�سهل‬ ‫عل ��ى الرئي� ��س وحلفائ ��ه ن�شره‪ ،‬ه ��و النتيج ��ة الأكثر‬ ‫�إحتما ًال‪.‬‬ ‫حتى وق ��ت قريب‪� ،‬ش� � ّكل الجي�ش والأجه ��زة الأمنية‬ ‫والرئا�سة العمود الفقري الهيكلي للنظام‪ .‬ولكن‪ ،‬كما‬ ‫ق ��ال لي ح�سن وال ��ي‪ ،‬الكاتب ال�سيا�س ��ي في �صحيفة‬ ‫"الوطن" ف ��ي �شباط (فبراير) الفائت‪ ،‬تحت حكم‬ ‫بوتفليق ��ة‪ ،‬ب ��رز م�صدر جدي ��د للنفوذ‪ :‬الم ��ال‪ .‬وقد‬ ‫ن�ش� ��أت طغمة �أو "�أوليغار�شي ��ة" مالية‪ ،‬تمثلت ب�شبكة‬ ‫من رج ��ال الأعم ��ال حول �شقي ��ق بوتفليق ��ة‪� ،‬سعيد‪،‬‬ ‫الذي ��ن ي�ستفي ��دون م ��ن عق ��ود الدول ��ة والتعامل مع‬ ‫ال�ش ��ركات العالمي ��ة التي تعم ��ل ف ��ي الجزائر‪ .‬هذه‬ ‫الحق ��ن م ��ن الأم ��وال ف ��ي النظ ��ام زع ��زع الطريقة‬ ‫التقليدية التي كان يعمل فيها‪.‬‬

‫تعديالت د�ستورية‬

‫النفط‪ :‬لم‬ ‫ت�ستطع الحكومة‬ ‫الإ�ستفادة منه‬ ‫كما يجب‬

‫‪84‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫�إ�ص�ل�اح �أجه ��زة المخاب ��رات هو �أحد الط ��رق الذي‬ ‫حاول النظام من خالله �أن ُيعطي �إنطباع ًا للتحديث؛‬ ‫والإ�ص�ل�اح الد�ست ��وري هو طري ��ق �آخر‪ .‬ف ��ي �شباط‬ ‫(فبراي ��ر) الفائت‪ ،‬ت ّمت الموافقة على د�ستور جديد‬ ‫من قبل البرلم ��ان‪� .‬شملت التغيي ��رات �إعادة �إدخال‬ ‫ح� � ّد لفت ��رة رئي�س الجمهوري ��ة التي �ستك ��ون فترتين‬ ‫رئا�سيتين مدة كل واحدة خم�س �سنوات‪ ،‬والإعتراف‬ ‫بالأمازيغي ��ة‪ ،‬التي يتحدث بها البرب ��ر في الجزائر‪،‬‬ ‫كلغ ��ة ر�سمي ��ة‪ .‬و�أك ��د الد�ست ��ور الجديد �أي�ض� � ًا على‬ ‫�أن رئي� ��س ال ��وزراء يجب الآن �أن ُيخت ��ار من الأغلبية‬ ‫البرلمانية‪ ،‬بد ًال من ان ُيع َّين من قبل الرئي�س‪.‬‬ ‫لق ��د �أعلنت الحكومة ع ��ن الإ�صالح الد�ست ��وري �أو ًال‬


‫هن ��اك ذكر لإ�ستق�ل�ال الق�ضاء‪ .‬ولك ��ن عندما تفكر‬ ‫ف ��ي �أن الق�ض ��اة ُيع َّين ��ون بقرار رئا�س ��ي و�أن الرئي�س‬ ‫يمكن ��ه �أن يعفيه ��م م ��ن مهامه ��م‪ ،‬ف�إنك ت ��درك �أن‬ ‫العدال ��ة في الجزائر هي ف ��ي الحقيقة تحت �إ�شراف‬ ‫ال�سلط ��ة التنفيذية"‪ ،‬م�ضيف ًا‪ .‬وال ت�شمل الإ�صالحات‬ ‫الحكومي ��ة الجارية تغييرات كبيرة في الطريقة التي‬ ‫يتم فيها �إختيار الق�ضاة ‪.‬‬

‫فقدان ذاكرة ق�سري‬ ‫راك ��دة �سيا�سي ًا ومُرهَ ق ��ة �إقت�صادي ًا‪ ،‬ف� ��إن الجزائر‬ ‫قد ُ�ش ّلت �أي�ض ًا م ��ن �إرث حربيها‪ .‬كانت الأولى حرب‬ ‫التحرير‪ ،‬والتي �إ�ستمرت من ‪1954‬حتى ‪ 1962‬حيث‬ ‫�أن�ش�أت العديد من الأ�ساطير الوطنية الجزائرية‪� .‬إن‬ ‫ال�سير ف ��ي �أية مكتبة في الجزائ ��ر العا�صمة ُيع ّرفك‬ ‫على الأبط ��ال الوطنيي ��ن الذين هزم ��وا الفرن�سيين‬ ‫و�أ�س�سوا الدولة والذين يحدّقون من �أغلفة كل الكتب‬ ‫تقريب ًا‪ .‬وق ��د ُخ ّلدت �أ�سماء ه�ؤالء الأبطال �أي�ض ًا على‬ ‫البالط ��ات التذكاري ��ة عب ��ر ال�ش ��وارع المتعرجة في‬ ‫المدين ��ة‪ .‬وكان ثمن التحرير �أكث ��ر من مليون �شهيد‬ ‫جزائري‪ .‬وكانت المكاف�أة دولة م�ستقلة‪.‬‬ ‫بقاي ��ا الح ��رب الثاني ��ة‪ ،‬المتم ّثل ��ة ب�ص ��راع ت�سعينات‬ ‫الق ��رن الفائ ��ت حي ��ث حارب ��ت الدول ��ة المتمردي ��ن‬ ‫الإ�سالميي ��ن‪ ،‬هي �أقل و�ضوح ًا‪ .‬لك ��ن �إرثها هو �أعمق‪.‬‬ ‫ح�س ��ب معظ ��م الرواي ��ات‪� ،‬إن تكلفة ال�ص ��راع الثاني‬ ‫بلغت بين ‪ 150,000‬و‪ 200,000‬قتيل‪ .‬ومن الم�ستحيل‬ ‫تجاهل هذا النزاع الثاني‪ ،‬على الرغم من عدم وجود‬ ‫معال ��م ذكرى له‪ ،‬ف� ��إن معظم الجزائريي ��ن الذين ما‬ ‫زالوا على قيد الحياة هم تذكير دائم له‪ :‬الناجون من‬ ‫تعذي ��ب الدولة؛ ذكريات �أفراد الأ�س ��ر الذين ماتوا �أو‬ ‫�إختف ��وا؛ الأعداء ال�سابقون الذين �أجبروا على العي�ش‬ ‫كجي ��ران م ��رة �أخرى ف ��ي هدنة م�صطنع ��ة‪ .‬مع ذلك‬ ‫ف� ��إن الجزائر لم ي�سبق له ��ا �أن تناولت ب�شكل �صحيح‬ ‫عواقب ه ��ذه الحرب‪" .‬لقد قرر النظ ��ام والجي�ش �أن‬ ‫هذه الفترة من تاريخ الجزائر ينبغي �أن تو�ضع جانب ًا‪.‬‬ ‫ال يوج ��د ف�ضاء عام للنقا�ش حول الع�شرية ال�سوداء"‪،‬‬ ‫قال لي عمر بلهو�شات‪ ،‬نا�شر �صحيفة "الوطن"‪" .‬كما‬ ‫لو ل ��م يكن هناك �ضحاي ��ا وال جناة‪ ،‬يري ��دون منا �أن‬ ‫نن�سى ما حدث"‪ ،‬م�ضيف ًا‪.‬‬ ‫ف ��ي العام ‪� ،1999‬أ�ص ��در النظام قان ��ون العفو الذي‬ ‫�سم ��ح لآالف المتم ّردي ��ن ن ��زع �أ�سلحته ��م‪ .‬وتم ��ت‬ ‫الموافقة عل ��ى الر�سم البياني لل�س�ل�ام والم�صالحة‬ ‫الوطنية (المتمثل بقان ��ون الوفاق المدني) في وقت‬ ‫الحق ف ��ي �إ�ستفتاء وطن ��ي في الع ��ام ‪ .2005‬وهذان‬ ‫القانونان جلبا ال�سالم‪ ،‬لكنهما �إ�ستبعدا التحقيقات‬ ‫والمحاكم ��ات ب�ش� ��أن م�صي ��ر �آالف الجزائريي ��ن‬ ‫الذي ��ن �إختفوا عل ��ى �أيدي قوات الأم ��ن �أو قتلوا على‬

‫ي ��د الإرهابيين خالل ال�صراع‪ .‬ل ��م يعلم الآالف من‬ ‫الجزائريين �أبد ًا ما حدث لأحبائهم‪.‬‬ ‫�إلتقي ��ت الدكت ��ور �ص�ل�اح الدين �سيدهم ف ��ي منزله‬ ‫ف ��ي �شب ��اط (فبراي ��ر) الفائ ��ت‪ .‬ف ��ي �صب ��اح �أح ��د‬ ‫الأيام ف ��ي الع ��ام ‪� ،1995‬إ�ستيقظ ليفاج� ��أ بمحاولة‬ ‫�إغتيال فا�شلة على حيات ��ه من خالل محطة الإذاعة‬ ‫الفرن�سي ��ة المغربي ��ة "ميدي ‪ ."1‬بعدم ��ا تحدث الى‬ ‫�شبك ��ة تلفزي ��ون دولي ��ة حول عملي ��ات القت ��ل خارج‬ ‫نطاق الق�ض ��اء والإختفاء الق�سري المرتكبة من قبل‬ ‫ر�سلت "فرقة الم ��وت" �إلى منزله‪ .‬خوف ًا‬ ‫الحكوم ��ة‪� ،‬أُ ِ‬ ‫عل ��ى حياته‪ ،‬لج� ��أ �إلى من ��زل �أحد الأ�صدق ��اء م�ساء‬

‫الي ��وم ال�سابق‪ ،‬وه ��و القرار الذي �أنق ��ذه‪ .‬وبعد ذلك‬ ‫�أجب ��ر على ق�ض ��اء حوالي ت�سع �سنوات ف ��ي االختباء‬ ‫وفت ��رة في �سج ��ن "�سركاج ��ي" ال�سي ��ئ ال�سمعة في‬ ‫الجزائ ��ر بعدم ��ا ُحكم عليه بال�سجن لم ��دة ‪ 20‬عام ًا‬ ‫بتهم زائفة تتعلق بالإرهاب‪.‬‬ ‫وفق� � ًا ل�سيدهم‪� ،‬إن تغيي ��رات النظ ��ام الع�سكري في‬ ‫الجزائ ��ر �ستبق ��ى كما كان ��ت عليه‪" .‬عملي ��ة تفكيك‬ ‫دائ ��رة اال�ستع�ل�ام والأم ��ن ه ��ي دعائي ��ة للت�سوي ��ق‪،‬‬ ‫ولإ�ستر�ض ��اء المجتمع الدولي‪ .‬ه ��ذه التعديالت هي‬ ‫دورية‪ ،‬كل �أع ��وام عدة يحدث �شيء من هذا القبيل‪.‬‬ ‫في كل مرة تقع �أزمة داخل النظام‪ ،‬يغير الم�س�ؤولون‬ ‫لبا�سه ��م �شكلي� � ًا"‪ ،‬ق ��ال ل ��ي �سيده ��م‪ .‬كان يجل� ��س‬ ‫في غرف ��ة الإ�ستقبال ف ��ي منزله حي ��ث عا�ش حياته‬ ‫كله ��ا‪ ،‬وحيث‪ ،‬قبل �أكثر من ن�صف ق ��رن �أثناء حرب‬ ‫التحرير‪ ،‬ر�أى الجن ��ود الفرن�سيين يقتحمون المنزل‬ ‫بحث� � ًا عن جده‪ .‬ك�صالح الدين �سيدهم بعد �سنوات‪،‬‬ ‫فق ��د �أُن ِقذ جده لأنه لم يكن موج ��ود ًا في المنزل في‬ ‫ذلك الوقت‪" .‬ولكن حتى هذا النظام لن ي�ستمر �إلى‬ ‫الأبد"‪� ،‬أ�ضاف �سيدهم‪" .‬لكل �شيء نهاية"‪.‬‬

‫هد�أ تقليدي ًا‬ ‫على الرغم من �أن النظام قد ّ‬ ‫ال�سخط ال�شعبي من خالل الإنفاق‬ ‫العام‪ ،‬ف�إن �إنهيار �أ�سعار النفط جعل‬ ‫هذا الأمر �أ�صعب بكثير‪ .‬في الآونة‬ ‫الأخيرة‪� ،‬إكت�سب بع�ض الإحتجاجات نفط رخي�ص‬ ‫منذ ت�أمي ��م الرئي�س هواري بومدي ��ن �صناعة النفط‬ ‫المحلية مكانة وطنية‪ ،‬مثل حركة‬ ‫والغ ��از في الع ��ام ‪ ،1971‬كانت عائ ��دات ال�صادرات‬ ‫العاطلين من العمل‪ ،‬التي بد�أت في‬ ‫الهيدروكربوني ��ة ُتدف ��ع للدول ��ة الجزائري ��ة و�أبق ��ت‬ ‫المدن الجنوبية من الجزائر و�إنت�شرت النظ ��ام في ال�سلط ��ة‪ .‬لك ��ن الإعتماد عل ��ى عائدات‬ ‫في معظم �أنحاء البالد‬ ‫النف ��ط ي�أتي مع مخاطر‪� .‬إن �إنهيار �أ�سعار النفط في‬ ‫منت�ص ��ف ثمانينات القرن الفائت‪ ،‬والتخفي�ضات في‬ ‫الإعان ��ات التي تلت م ّهدت الطريق لحرب �أهلية‬

‫منطقة القبائل‪:‬‬ ‫مركز الإرهابيين‬

‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪87‬‬


‫تحقيق ال�شهر‬ ‫وعدت الحكومة بتعدي�ل�ات د�ستورية ت�سمح بالمزيد‬ ‫من الإنفتاح ال�سيا�سي‪ ،‬وفي �أيلول (�سبتمبر) ‪،2011‬‬ ‫فتحت الدولة قطاع البث لقنوات الراديو والتلفزيون‬ ‫للقط ��اع الخا� ��ص‪� .‬إن �إنهيار ليبيا �إلى ح ��رب �أهلية‪،‬‬ ‫والوج ��ود المتزاي ��د هن ��اك للمت�شددي ��ن التابعي ��ن‬ ‫لتنظي ��م "الدول ��ة الإ�سالمي ��ة" (المع ��روف �أي�ض� � ًا‬ ‫بداع�ش)‪ ،‬عززا �سرد النظام �أن �سالم ًا ّ‬ ‫ه�ش ًا ال يزال‬ ‫�أف�ضل بكثير من الفو�ضى‪.‬‬

‫ت�شحيم الكفوف‬ ‫م ��ع ذلك‪ ،‬ال ي ��زال النا� ��س ينزلون �إل ��ى ال�شوارع كل‬ ‫يوم‪ .‬فهم يحتجون على الوظائف‪ ،‬والت�ضخم‪ ،‬وعدم‬ ‫وج ��ود �سك ��ن وغيرها م ��ن الخدم ��ات‪ .‬بالن�سبة �إلى‬ ‫الجزء الأكبر‪ ،‬ف�إن مطالبه ��م هي �إجتماعية ولي�ست‬ ‫�سيا�سي ��ة‪ .‬يفتق ��ر المحتج ��ون �إل ��ى و�سائ ��ل التعبير‬ ‫ع ��ن مطالبهم التي تقدمه ��ا الأح ��زاب ال�سيا�سية �أو‬ ‫النقاب ��ات العمالي ��ة ب�شكل ع ��ام‪ .‬وكما كت ��ب الم�ؤرخ‬ ‫الفرن�س ��ي بنيامين �ست ��ورا في �أوائ ��ل العقد الفائت‪،‬‬ ‫فيم ��ا البالد ت�سترد عافيتها ببطء م ��ن �سنوات �أ�سو�أ‬ ‫�صراع وح�شي‪" :‬المواطنون الجزائريون ال يطالبون‪:‬‬ ‫لت�سق ��ط الدولة"‪� .‬أكثر توا�ضع� � ًا‪ ،‬يطلبون من الدولة‬ ‫الوف ��اء ب�إلتزاماته ��ا للحماي ��ة‪ ،‬وعق ��د المحاكم ��ات‬ ‫العادي ��ة‪ ،‬وممار�س ��ة كام ��ل واجباته ��ا الد�ستوري ��ة‪.‬‬ ‫وت�شم ��ل المطالبة �أي�ض ًا بدول ��ة القانون والف�صل بين‬ ‫ال�سيا�سي والديني‪ ،‬وال�سيا�سي والع�سكري"‪.‬‬ ‫وال�شيء نف�سه يمك ��ن �أن ُيقال اليوم‪ .‬على الرغم من‬ ‫�أن النظام قد ه ّد�أ تقليدي ًا ال�سخط من خالل الإنفاق‬ ‫الع ��ام‪ ،‬ف� ��إن �إنهي ��ار �أ�سع ��ار النفط جعل ه ��ذا الأمر‬

‫كاريكاتور الذع‬ ‫عن الأخوين‬ ‫بوتفليقة‬

‫‪86‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫�أ�صع ��ب بكثير‪ .‬ف ��ي الآون ��ة الأخي ��رة‪� ،‬إكت�سب بع�ض‬ ‫الإحتجاج ��ات المحلي ��ة مكان ��ة وطنية‪ ،‬مث ��ل حركة‬ ‫العاطلي ��ن من العمل‪ ،‬التي بد�أت في المدن الجنوبية‬ ‫من الجزائر و�إنت�شرت في معظم �أنحاء البالد‪.‬‬ ‫ي�شك ��و �أكث ��ر ال�شب ��اب الجزائ ��ري م ��ن ع ��دم وجود‬ ‫فر�ص عم ��ل‪� .‬إنهم محبطون من الدول ��ة القوية التي‬ ‫ترف� ��ض التعامل معهم كمواطنين‪ .‬وهم ي�صفون هذا‬ ‫ال�صراع اليومي ب"هج ��رة" �أو "�إزدراء"‪ .‬وجاء �أول‬ ‫�إت�ص ��ال لي مع عواقبه ال ُمد ّمرة في العام ‪ .2011‬في‬ ‫مدينة الآ�شير ف ��ي والية "برج بوعريري ��ج"‪� ،‬إلتقيت‬ ‫وال ��د عب ��د ال ��رزاق الأ�شه ��ب (‪� 25‬سن ��ة)‪ ،‬ال�ش ��اب‬

‫تحت حكم بوتفليقة‪ ،‬برز م�صدر‬ ‫جديد للنفوذ‪ :‬المال‪ .‬وقد ن�ش�أت‬ ‫طغمة �أو "�أوليغار�شية" مالية‪ ،‬تمثلت‬ ‫ب�شبكة من رجال الأعمال حول �شقيق‬ ‫بوتفليقة‪� ،‬سعيد‪ ،‬الذين ي�ستفيدون من‬ ‫عقود الدولة والتعامل مع ال�شركات‬ ‫العالمية التي تعمل في الجزائر‪ .‬هذه‬ ‫الحقن من الأموال في النظام زعزع‬ ‫الطريقة التقليدية التي كان يعمل فيها‬

‫ال ��ذي كان �إنتحر قب ��ل ب�ضعة �أ�سابي ��ع ب�إ�شعال نف�سه‬ ‫بع ��ود كبريت‪ .‬تمام ًا مثل غيره م ��ن �ضحايا الإنتحار‬ ‫حرق� � ًا‪ ،‬فقد ت�ص� � ّرف ب�سبب الإحب ��اط والتمرد‪ ،‬قال‬ ‫ل ��ي والده‪ .‬على الرغم من محاوالت عدة‪ ،‬لم ي�ستطع‬ ‫عبد الرزاق الح�صول على بطاقة هوية من ال�سلطات‬ ‫المحلي ��ة لتولي وظيفة في الجزائ ��ر العا�صمة‪ ،‬حيث‬ ‫قال لوالده �أن البيروقراطيي ��ن �أهانوه و�أ�سا�ؤوا �إليه‪.‬‬ ‫ولأن البلدي ��ة المحلية رف�ضت م�ساعدته‪ ،‬على الرغم‬ ‫من طلباته المتكررة‪ ،‬فقد �أُعطيت وظيفته في نهاية‬ ‫المط ��اف �إلى �شخ� ��ص �آخر‪ .‬وقال لي وال ��ده �أنه بعد‬ ‫�إنتح ��ار �إبنه‪ ،‬كتب ر�سالة �إل ��ى بوتفليقة‪ّ ،‬‬ ‫مو�ضح ًا �أن‬ ‫عب ��د الرزاق قد قت ��ل نف�سه ب�سبب المب ��االة الإدارة‪.‬‬ ‫وعندما ح�صل �أخير ًا على لقاء مع القا�ضي المحلي‪،‬‬ ‫الذي �أعطاه ه ��ذه الر�سالة‪ ،‬مزّق الم�س�ؤول الحكومي‬ ‫الر�سال ��ة ورماها بعي ��د ًا‪ ،‬مدّعي ًا �أن النب ��ي ال ي�ص ّلي‬ ‫لأولئك الذين يقتلون �أنف�سهم‪.‬‬ ‫�إنتح ��ار عبد الرزاق حرق ًا كان واحد ًا من العديد من‬ ‫الإنتحارات التي جرت في ذلك الوقت‪ ،‬التي ح ّفزتها‬ ‫الإحتجاج ��ات حول �إرتفاع الأ�سعار ف ��ي �أواخر العام‬ ‫‪ .2010‬وكثي ��ر منه ��ا حدث منذ ذل ��ك الحين‪ .‬يدرك‬ ‫الجزائري ��ون �أنه كلما كانوا بحاج ��ة �إلى التفاعل مع‬ ‫بيروقراطي ��ة الدولة‪ ،‬ف�إنه م ��ن المرجح �أن يتعر�ضوا‬ ‫لعدم المب ��االة‪ ،‬في �أح�س ��ن الأح ��وال‪ ،‬وال�شتيمة في‬ ‫�أ�س ��و�أ الأحوال‪ .‬لتجنب هذا‪� ،‬أو لت�سريع �أية �إجراءات‬ ‫�إداري ��ة روتيني ��ة‪ ،‬فم ��ن الأف�ض ��ل �أن تع ��رف �ضابط‬ ‫�شرطة‪� ،‬أو �أي �شخ�ص يعمل في المحافظة المحلية‪.‬‬ ‫وتنعك�س الر�شوة ال�صغيرة في حاالت وا�سعة النطاق‬ ‫م ��ن الف�س ��اد الت ��ي ت ��ورط م�شاري ��ع البني ��ة التحتية‬ ‫والعق ��ود الحكومي ��ة الكبيرة‪ .‬وقد تاب ��ع الجزائريون‬ ‫ع ��ن كثب حاالت تو ّرط �شركة النفط والغاز المملوكة‬ ‫للدول ��ة "�سوناط ��راك" �أو بن ��اء طري ��ق �سريع طوله‬ ‫‪ 1200‬كيلومت ��ر‪ .‬وكانت النتيجة دفع غرامات باهظة‬ ‫وعقوب ��ات بال�سج ��ن لم�س�ؤول ��ي ال�شرك ��ة ومقاولي ��ن‬ ‫�أجانب عاملين في البالد‪ ،‬ولكن معظم الجزائريين‬ ‫عل ��ى يقي ��ن م ��ن �أن �أولئ ��ك المقربي ��ن م ��ن النظام‬ ‫والحك ��م حوكموا بقواعد مختلفة‪ .‬رئي�س �سوناطراك‬ ‫ال�سابق محمد مزيان‪ ،‬على �سبيل المثال‪ ،‬الذي �أدين‬ ‫بالف�ساد‪ ،‬لم يتلقَّ �س ��وى ال�سجن لمدة خم�س �سنوات‬ ‫م ��ع وقف التنفيذ وغرامة تبلغ ‪ 17،000‬يورو (حوالي‬ ‫‪ 19,100‬دوالر)‪.‬‬ ‫وقد �أبرزت هذه الح ��االت الطبيعة الحقيقية للنظام‬ ‫الق�ضائي ف ��ي الجزائر‪ .‬ووفق ًا لأمي ��ن �سيدهم‪ ،‬وهو‬ ‫محام جزائري‪ ،‬ال يزال النظام الق�ضائي الجزائري‬ ‫عر�ضة للت�أثي ��ر ال�سيا�سي لأن الرئي� ��س ال يزال يع ِّين‬ ‫الق�ضاة في المنا�صب الأ�سا�سية‪" .‬النظام الق�ضائي‬ ‫لم يك ��ن �أبد ًا م�ستق ًال"‪ ،‬ق ��ال �سيدهم‪" .‬على الورق‪،‬‬


‫�شركة‬ ‫�سوناطراك‪:‬‬ ‫الف�ضيحة هزت‬ ‫�أركانها‬

‫ال�شروع في �إ�صالح �شامل لنظام الدعم الجزائري‪.‬‬ ‫هن ��اك تدابير �أخرى �سوف ت�ساع ��د �أي�ض ًا على تحفيز‬ ‫الإقت�ص ��اد‪ .‬الروتين المف ��رط الذي ي�ض ّي ��ق وي�ضايق‬ ‫القط ��اع الخا�ص ف ��ي الب�ل�اد‪ .‬وفق ًا لتقري ��ر ممار�سة‬ ‫ت�صني ��ف الأعمال لعام ‪ 2016‬ال�ص ��ادر عن مجموعة‬ ‫البنك الدولي‪� ،‬إحتلت الجزائر المرتبة ‪ 163‬من �أ�صل‬ ‫‪ 189‬دول ��ة لبيئ ��ة �أعماله ��ا‪ .‬وهذا يجعل م ��ن ال�صعب‬ ‫جذب الإ�ستثم ��ار الأجنبي وي�شل ال�ش ��ركات المحلية‪.‬‬ ‫�إن فت ��ح �شركة جديدة ف ��ي الجزائ ��ر ي�ستغرق حوالي‬ ‫‪ 20‬يوم ًا ويتطل ��ب ‪� 12‬إجراء مختلف� � ًا‪ ،‬مقارنة بع�شرة‬ ‫�أي ��ام و�أربعة �إجراءات في المغ ��رب و‪ 11‬يوم ًا وع�شرة‬ ‫�إجراءات ف ��ي تون�س‪ .‬لقد �أدى هذا الأمر في الجزائر‬ ‫�إلى عال ��م �أعمال منق�سم‪ :‬في مجموع ��ة �أولى‪ ،‬هناك‬ ‫تلك ال�شركات التي ت�ستفيد من الإت�صاالت ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫في مجموعة �أخرى‪ ،‬توجد �أي �شركة �أخرى‪.‬‬ ‫ف ��ي موازنتها للعام ‪ ،2016‬و�ضع ��ت الحكومة تدابير‬ ‫جديدة لجذب الم�ستثمرين من القطاع الخا�ص‪ .‬كان‬ ‫واح ��د من تحركاتها الأكثر �إثارة للده�شة منح الإذن‬ ‫لل�ش ��ركات المملوكة للدولة بيع م ��ا ي�صل الى ‪ 66‬في‬ ‫المئة من �أ�سهمه ��ا لم�ستثمرين من القطاع الخا�ص‪،‬‬ ‫مع �إمكانية بيع كامل بعد خم�س �سنوات‪ ،‬على الرغم‬ ‫م ��ن �أن الحكومة �سيك ��ون عليها الموافق ��ة على هذه‬ ‫ال�صفق ��ات‪ .‬من الناحية النظري ��ة‪� ،‬إن تحرير بع�ض‬ ‫الأعم ��ال الرئي�سي ��ة المملوك ��ة للدول ��ة ف ��ي الجزائر‬ ‫لر�أ�س الم ��ال الخا�ص قد ي�ؤدي �إل ��ى تح�سين �أدائها‪.‬‬ ‫ولكن هذا الإجراء وحده �سيكون له ت�أثير محدود‪.‬‬

‫العدو داخلي‬ ‫ف ��ي الوق ��ت عينه‪ ،‬تواج ��ه الجزائر خط ��ر الإرهاب‪.‬‬

‫كل ي ��وم‪ُ ،‬تعلن ال�صحف عن �إنج ��از جديد‪�" .‬إرهابي‬ ‫ُي�س ّل ��م نف�س ��ه ف ��ي تمنرا�ست"‪" ،‬الق�ض ��اء على ثالثة‬ ‫�إرهابيين في والية تيزي �أوزو"‪" ،‬قتل �إرهابيين قرب‬ ‫البويرة"‪ .‬وتزعم الحكوم ��ة �أن قوات الأمن قد قتلت‬ ‫‪� 109‬إرهابيي ��ن ف ��ي العام ‪ .2015‬كم ��ا ت�سرد تقارير‬ ‫يومية ع ��دد الإرهابيي ��ن الذين قتل ��وا والموقع الذي‬ ‫قتل ��وا فيه‪ ،‬لكنها ال ت�صف الرواب ��ط بين الإرهابيين‬ ‫�أو �شرح �أن�شطتهم �أو خططهم‪.‬‬ ‫في معظم الح ��االت‪ ،‬ت�شير هذه التقارير �إلى منطقة‬ ‫القبائل‪� ،‬إل ��ى ال�شرق من الجزائ ��ر العا�صمة‪ .‬قيادة‬ ‫ال�سيارة في �أنح ��اء المنطقة‪ ،‬تم ّكنك �أن تفهم لماذا‬ ‫يختاره ��ا المتم ��ردون الم�سلح ��ون كقاع ��دة‪ .‬خ ��ارج‬ ‫القرى المكتظة بال�س ��كان تقع تالل مهجورة تغطيها‬ ‫الغاب ��ات وقم ��م �صخرية عالي ��ة‪ .‬على ه ��ذه الطرق‪،‬‬ ‫يحر�س م�سلح ��ون كل مناطق العب ��ور‪ .‬ويبدو مجندو‬ ‫الجي� ��ش دائم� � ًا �صغار ًا ج ��د ًا في زيه ��م ور�شا�شاتهم‬ ‫الكال�شينك ��وف‪ ،‬فيم ��ا ه ��م يل ّوح ��ون لت�سيي ��ر حركة‬ ‫الم ��رور �أو م ��ن خ�ل�ال المراقب ��ة م ��ن وراء حواجز‬ ‫�إ�سمنتي ��ة واقي ��ة‪ .‬تحر� ��س �أكيا� ��س الرم ��ل ج ��دران‬ ‫الثكن ��ات الع�سكري ��ة‪ ،‬وتحي ��ط بالثكن ��ات الم�ؤقت ��ة‬ ‫ال�صغي ��رة �أ�سالك �شائكة‪ .‬يحاول الجي�ش الجزائري‬ ‫�إحتالل كل المناط ��ق البرية‪ ،‬وغير الم�أهولة‪ ،‬خ�شية‬ ‫�أن يتر�سخ العدو فيها‪ .‬لكن من غير الوا�ضح بال�ضبط‬ ‫من هو هذا العدو‪.‬‬ ‫هناك نوعان من الروايات ح ��ول الإرهاب والوجود‬ ‫الع�سكري ف ��ي �أهم المناطق القبلي ��ة في الجزائر‪.‬‬ ‫بالن�سب ��ة �إل ��ى البع� ��ض‪� ،‬إن الن�ش ��اط الإرهاب ��ي‬ ‫ف ��ي منطق ��ة القبائ ��ل‪ ،‬ه ��و �إرث الح ��رب الأهلي ��ة‪.‬‬ ‫المنظم ��ات الإرهابي ��ة مث ��ل "الجماع ��ة ال�سلفي ��ة‬

‫للدع ��وة والقتال"‪ ،‬التي �أ�صبحت في ما بعد "تنظيم‬ ‫القاع ��دة في ب�ل�اد المغ ��رب الإ�سالم ��ي"‪ ،‬ت�ش ّكلت‬ ‫فيم ��ا كانت الحرب الأهلية ت�ضع �أوزارها‪ .‬بعد ذلك‬ ‫تج� � ّذرت في المنطق ��ة خالل "الربي ��ع الأ�سود" في‬ ‫الع ��ام ‪ ،2001‬عندما قتلت ال�شرط ��ة مراهق ًا الأمر‬ ‫ال ��ذي �أثار �سل�سلة م ��ن الإحتجاج ��ات‪ .‬و�أدت حملة‬ ‫القم ��ع التي تلت �إلى ‪ 126‬حال ��ة وفاة‪ ،‬معظمهم من‬ ‫ال�شب ��اب‪ .‬وي�شي ��ر البع�ض �إل ��ى �أن ه ��ذا التوتر بين‬ ‫ق ��وات الحكومة والنا�س الذي ��ن يعي�شون في منطقة‬ ‫القبائ ��ل كان واح ��د ًا م ��ن الأ�سب ��اب الت ��ي �أدت �إلى‬ ‫�إن�شاء الجماعات المت�شددة هناك‪.‬‬ ‫ت�شجع‪،‬‬ ‫ويعتق ��د �آخرون‪ ،‬م ��ع ذلك‪ ،‬ب� ��أن ال�سلط ��ات ّ‬ ‫�أو عل ��ى الأقل ت�سم ��ح‪ ،‬للجماع ��ات الإرهابية بالعمل‬ ‫كو�سيل ��ة لتبري ��ر الوج ��ود الع�سك ��ري الكثي ��ف ف ��ي‬ ‫المنطق ��ة‪ .‬فه ��م ي ��رون �أن وج ��ود الحكوم ��ة الق ��وي‬ ‫ه ��و �إ�ستم ��رار لل�سيا�س ��ات ال�سابقة الت ��ي تهدف �إلى‬ ‫"تعري ��ب" البرب ��ر ف ��ي الجزائر‪ .‬وم ��ن المرجح �أن‬ ‫الحقيق ��ة ه ��ي مزيج م ��ن الروايتي ��ن مع� � ًا‪ .‬قد يجد‬ ‫النظ ��ام �أنه من المفيد ال�سماح لحد �أدنى من العنف‬ ‫كمبرر لت�ضخيم موازن ��ة القوات الم�سلحة (الجزائر‬ ‫هي �أكبر م�شتر لل�سالح في القارة الإفريقية)‪.‬‬ ‫ف ��ي الجنوب‪ ،‬تب ��دو التحديات الأمنية ف ��ي الجزائر‬ ‫�أكثر و�ضوح ًا‪ .‬لق ��د ت�سلل م�سلحون عبر الحدود التي‬ ‫ي�سه ��ل �إختراقها م ��ع ليبي ��ا ومالي‪ .‬في �أوائ ��ل العام‬ ‫‪ ،2013‬عل ��ى �سبيل المثال‪ ،‬هاج ��م �إرهابيون م�صنع‬ ‫�أمينا� ��س للغاز‪ ،‬مما �أ�سفر عن مقت ��ل ‪ 39‬رهينة و‪29‬‬ ‫مت�شدد ًا‪� .‬إن �إنهيار الأمن في منطقة ال�ساحل و�شمال‬ ‫�أفريقيا منذ الع ��ام ‪ 2011‬عزز دور الجزائر كحليف‬ ‫حا�س ��م للغرب في الح ��رب �ضد الإره ��اب‪ ،‬والتعاون‬ ‫مع فرن�س ��ا والوالي ��ات المتحدة تك ّثف ف ��ي ال�سنوات‬ ‫الأخي ��رة‪ .‬الجزائ ��ر ه ��ي الآن ع�ض ��و ف ��ي ال�شراك ��ة‬ ‫لمكافح ��ة الإره ��اب عب ��ر ال�صح ��راء الت ��ى تقودها‬ ‫الواليات المتحدة‪ .‬ولك ��ن‪ ،‬كما يدرك النظام جيد ًا‪،‬‬ ‫�إن ه ��ذا التع ��اون ي�ساعد عل ��ى ردع ال�ضغوط الدولية‬ ‫على ح ��كام البالد من �أجل �إج ��راء وتنفيذ الإ�صالح‬ ‫ال�سيا�سي والإقت�صادي‪.‬‬ ‫وبالتال ��ي �س ��وف يتاب ��ع النظ ��ام الجزائ ��ري �إرتباكه‬ ‫وترهله‪� .‬إن �سعر النف ��ط‪ ،‬في جزء منه‪ ،‬يحدّد قدرة‬ ‫النظ ��ام عل ��ى درء �إرتف ��اع ال�سخ ��ط ال�شعب ��ي‪ ،‬ولكن‬ ‫الج ��زء الآخر �سوف تحدده الخط ��وات التي تتخذها‬ ‫القي ��ادة الحالي ��ة للتح�ضي ��ر لخ ��روج بوتفليق ��ة‪� .‬إن‬ ‫النظام يتمت ��ع بح�سن الح ��ظ لأن المعار�ضة ال تزال‬ ‫منق�سم ��ة‪ .‬ولك ��ن �إذا لم ت�س ��نّ الحكوم ��ة الجزائرية‬ ‫الإ�صالح ��ات الالزم ��ة ف ��ي الم ��دى المنظ ��ور‪ ،‬ف�إن‬ ‫�إ�ستي ��اء الر�أي العام‪ ،‬الم�ستم ��ر منذ فترة طويلة‪ ،‬قد‬ ‫ينفجر قريب ًا‬ ‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪89‬‬


‫تحقيق ال�شهر‬ ‫في ت�سعينات القرن الما�ضي‪ .‬اليوم‪ ،‬ال تزال عائدات‬ ‫النف ��ط تح� �دّد ق ��درة الحكوم ��ة عل ��ى قم ��ع ال�سخط‬ ‫ال�شعب ��ي‪ .‬ت�ش ��كل الهيدروكربونات ‪ 97‬ف ��ي المئة من‬ ‫�ص ��ادرات الجزائ ��ر و‪ 60‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن العائدات‬ ‫المالية للدولة‪ .‬لك ��ن �أ�سعار النفط تراجعت من نحو‬ ‫‪ 100‬دوالر للبرميل في منت�صف العام ‪� 2014‬إلى �أقل‬ ‫م ��ن ‪ 40‬دوالر ًا ف ��ي �آذار (مار� ��س) ‪ ،2016‬وبالتالي‬ ‫فق ��د �إنخف�ضت عائدات ال�ص ��ادرات النفطية بن�سبة‬ ‫‪ 41‬ف ��ي المئ ��ة ف ��ي ‪� 2015‬إل ��ى ‪ 35.7‬ملي ��ار دوالر‪،‬‬ ‫وقال ��ت ال�سلط ��ات الجزائري ��ة �أن عائ ��دات ت�صدير‬ ‫الطاقة قد ينخف�ض​​�إلى �أبعد من ذلك في ‪� 2016‬إلى‬ ‫‪ 26.4‬ملي ��ار دوالر‪ .‬كم ��ا خ ّف�ض غ ��رق �أ�سعار النفط‬ ‫االحتياطي ��ات الأجنبية للب�ل�اد‪ ،‬والتي �إنخف�ضت من‬ ‫‪ 194‬ملي ��ار دوالر ف ��ي ‪� 2013‬إلى ‪ 143‬مليار دوالر في‬ ‫نهاية العام ‪ .2015‬وت�ضاع ��ف عجز الموازنة تقريب ًا‬ ‫لي�صل �إلى ‪ 16‬في المئة من الناتج المحلي الإجمالي‬ ‫في العام ‪.2015‬‬ ‫�سمحت �إحتياطات النفط والغ ��از في البالد للنظام‬ ‫�شراء ال�س�ل�ام‪ ،‬ولكنها �أحبطت �أي�ض ًا جهوده لتطوير‬ ‫قطاعات �أخرى م ��ن الإقت�صاد‪ .‬تعتمد الجزائر على‬ ‫ال ��واردات‪ ،‬مما جعله ��ا عر�ض ��ة للزيادة ف ��ي �أ�سعار‬ ‫ال�سل ��ع الدولي ��ة ‪ --‬في �أواخر الع ��ام ‪� ،2010‬إندلعت‬ ‫�إحتجاجات رد ًا على �إرتف ��اع �أ�سعار المواد الغذائية‪.‬‬ ‫لق ��د ح� � ّول �إنخفا�ض عائ ��دات ال�ص ��ادرات الميزان‬ ‫التج ��اري للب�ل�اد‪� :‬أ�صب ��ح فائ� ��ض ‪ 25‬ملي ��ار دوالر‬ ‫ال ُمح َّقق في العام ‪ 2011‬عجز ًا بقيمة ‪ 13‬مليار دوالر‬ ‫في العام ‪.2015‬‬ ‫في المدى المتو�سط‪ ،‬يمك ��ن للحكومة الإعتماد على‬ ‫�إحتياطاتها �أو الإقترا�ض من الأ�سواق الدولية‪ .‬ولكن‬ ‫ف ��ي المدى الطويل‪ ،‬قد تثبت هذه التدابير ب�أنها غير‬ ‫كافية‪.‬‬ ‫الجزائري ��ون قلق ��ون‪� .‬إنه ��م يدرك ��ون �أن الأمور من‬ ‫تتح�س ��ن‪ .‬فه ��م‬ ‫المرج ��ح �أن ت ��زداد �س ��وء ًا قب ��ل �أن ّ‬ ‫يتوقع ��ون زي ��ادات ف ��ي �أ�سع ��ار الكهرب ��اء والغاز في‬ ‫موازنة الع ��ام ‪ ،2016‬ويخ�شون من �أن البطالة �سوف‬ ‫ترتف ��ع فيما بد�أ ك ٌّل م ��ن القطاعي ��ن الخا�ص والعام‬ ‫ف ��ي ت�سريح الموظفي ��ن والعم ��ال‪ .‬الآن‪� ،‬أكثر من �أي‬ ‫وق ��ت م�ضى‪ ،‬ي�س� ��أل النا�س ف ��ي الجزائ ��ر ب�إ�ستمرار‬ ‫الم�سافرين عن عمل ��ة �أجنبية‪� .‬إلى جانب الباعة في‬ ‫ال�س ��وق ال�س ��وداء المعتادة‪ ،‬الذين يقف ��ون في �ساحة‬ ‫مين ��اء �سعيد يحملون �أكوام ًا كبي ��رة من الدنانير في‬ ‫�أيديهم‪� ،‬أ�صب ��ح كل تفاعل في مجال الأعمال فر�صة‬ ‫للجزائريي ��ن ‪� --‬سائق ��و �سيارات الأج ��رة‪ ،‬وموظفو‬ ‫اال�ستقب ��ال ف ��ي الفن ��ادق‪ ،‬و�أ�صح ��اب المطاعم ‪--‬‬ ‫للتخل ��ي ع ��ن العملة المحلي ��ة والح�ص ��ول على �شيء‬ ‫�أكث ��ر قيمة‪ .‬ف ��ي ر�س ��م كاريكاتوري ُن�ش ��ر في �شباط‬

‫‪88‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫الدينار‬ ‫الجزائري‪ :‬فقد‬ ‫قيمته ب�شكل‬ ‫كبير‬

‫على الرغم من �أن �أجهزة المخابرات‬ ‫تمتعت دائم ًا ب�سلطة كبيرة في‬ ‫تو�سع �إلى‬ ‫الجزائر‪ ،‬ف�إن نفوذها ّ‬ ‫�أبعد من ذلك خالل الحرب الأهلية‬ ‫في ت�سعينات القرن الفائت‪ .‬وتحت‬ ‫ذريعة محاربة الإرهاب‪ ،‬و�صلت عيون‬ ‫المخابرات الع�سكرية �إلى الأحزاب‬ ‫ال�سيا�سية‪ ،‬وال�شركات في القطاعات‬ ‫الحيوية‪ ،‬والجامعات‪ ،‬وو�سائل الإعالم‬ ‫(فبراير) في �صحيف ��ة "الحرية" (‪ ،)Liberté‬ر�سم‬ ‫ر�سام الكاريكاتور الجزائري علي ديالم ورقة نقدية‬ ‫بقيم ��ة ‪ 200‬دينار‪ ،‬مع عن ��وان "الجزائر تقدم ورقة‬ ‫النقد الجديدة ‪ 1‬يورو"‪� ،‬أي قيمة الدينار الجزائري‬ ‫في ال�سوق ال�سوداء‪.‬‬ ‫وق ��د وع ��دت ال�سلط ��ات بتنوي ��ع الإقت�ص ��اد وتحرير‬ ‫القطاع الخا�ص‪ .‬ولكن ه ��ذه التدابير �سوف ت�ستغرق‬ ‫وقت� � ًا طوي�ل ً�ا‪� .‬إن ف�شل النظ ��ام في تنوي ��ع الإقت�صاد‬ ‫عندم ��ا كانت �أ�سعار النفط مرتفع ��ة في �أوائل العقد‬ ‫الفائ ��ت يمك ��ن �أن يكون واح ��د ًا من �أ�س ��و�أ �أخطائه‪،‬‬ ‫ولكن النظ ��ام و�ضع �أولوياته لإع ��ادة �إحالل ال�سالم‬ ‫بعد الح ��رب الأهلية‪ .‬وفق ًا ل�صن ��دوق النقد الدولي‪،‬‬

‫فقد راكم ��ت الجزائر �سنوي� � ًا فوائ�ض موازن ��ة �أولية‬ ‫بل ��غ متو�سطه ��ا ‪ 7.7‬ف ��ي المئ ��ة من النات ��ج المحلي‬ ‫الإجمال ��ي بين عام ��ي ‪ 1998‬و‪ٌ .2008‬‬ ‫بع�ض من هذه‬ ‫العائدات �إ�ستخدم لت�سديد الديون الخارجية للبالد‪،‬‬ ‫والتي �إنخف�ضت من ‪ 60‬في المئة �إلى ‪ 5‬في المئة من‬ ‫الناتج المحلي الإجمالي خالل تلك الفترة‪ .‬و�سمحت‬ ‫عائ ��دات النف ��ط �أي�ض ًا للبالد توفير الم ��ال‪ .‬لقد نما‬ ‫ال�صندوق الوطني للنفط في البالد �إلى ‪ 40‬في المئة‬ ‫من الناتج المحلي الإجمالي بحلول العام ‪ ،2008‬مما‬ ‫�ساعد البالد على �إجتياز الأزمة المالية الدولية‪.‬‬ ‫من ��ذ ذل ��ك الحين‪ ،‬مع ذل ��ك‪ ،‬فقد عرف ��ت الجزائر‬ ‫عجز ًا ف ��ي الموازنة‪ ،‬حت ��ى قبل الإنهي ��ار الأخير في‬ ‫�أ�سع ��ار النفط العالمية‪ .‬منذ الع ��ام ‪� ،2006‬إنخف�ض‬ ‫�إنت ��اج النفط والغ ��از‪ ،‬ويرجع ذل ��ك �أ�سا�س ًا �إلى عدم‬ ‫الإ�ستثم ��ار الكاف ��ي‪ .‬وف ��ي الوق ��ت عين ��ه‪� ،‬إرتفع ��ت‬ ‫النفقات‪ ،‬مدفوعة ببرام ��ج البنية التحتية الطموحة‬ ‫والدع ��م للحليب والكهرباء وغ ��از الطهي‪ ،‬والإ�سكان‬ ‫– دعم تلك المواد في العام ‪ ،2015‬بلغ نحو ‪ 30‬في‬ ‫المئة من الناتج المحلي الإجمالي‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن النظ ��ام حا�ص ��ر نف�سه في ف ��ورة الإنفاق‬ ‫الم�ستم ��رة للحفاظ على الإ�ستق ��رار‪ .‬وفق ًا ل�صندوق‬ ‫النق ��د الدول ��ي‪� ،‬إن التع ��ادل المالي ل�سع ��ر النفط ‪-‬‬ ‫ال�سعر ال�ضروري لتحقيق التوازن في الموازنة ‪ --‬قد‬ ‫�إرتف ��ع م ��ن ‪ 20‬دوالر ًا للبرميل في الع ��ام ‪� ،2003‬إلى‬ ‫‪ 125‬دوالر ًا ف ��ي العام ‪ ،2012‬و�إلى ‪ 130.5‬دوالر ًا في‬ ‫العام ‪.2015‬‬ ‫رد ًا عل ��ى ذلك‪ ،‬ج ّمدت الحكومة �أو � ّأجلت العديد من‬ ‫م�شاريع البني ��ة التحتية‪ .‬ولكن فيما تكافح ال�سلطات‬ ‫لو�ضع خطة الخالفة‪ ،‬ف�إنها ربما �ستكون متردّدة في‬


‫المنبر الإجتماعي‬

‫بقلم ميرنا زخر ّيا*‬

‫هل يحيا العدل باملُساواة؟‬ ‫المس��اواة هي ْأن تس��اوي‪ .‬فهل الذي‬ ‫العدل هو ْأن َتعدُ ل‪ ،‬فيما ُ‬ ‫يساوي بين مختلف األطراف يكون بالتالي قد َعدَل بينهم جميعا؟ً‬ ‫ال‪ ،‬المس��اواة والعدل ليسا واحداً‪ .‬إن العدالة ليست مرادفاً للمساواة‪ ،‬لدرجة‬ ‫أنه في كثي ٍر من األحيان ُيعارض واحدٌ اآلخر‪ ،‬رغم أنه في أحيانٍ أخرى ُيك ّمل‬ ‫واحدٌ اآلخر؛ ما يجعل األمور تختلط على البعض‪ ،‬ذلك أن الصفتين متداخلتان‬ ‫ومتجاذبتان‪ ،‬بسبب إشارتهما وداللتهما إلى ُحسن التعامل تجاه اآلخرين‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫بالم ُث��ل العليا وبالقيم‬ ‫الع��دل هو من صفات الله ع ّز‬ ‫وج��ل‪ ،‬لذا هو مت ّ​ّصل ُ‬ ‫الرفيعة‪ .‬هذه الصفات من الصعب العثور عليها عند ُمعظم البش��ر‪ ،‬وإال لكنّا‬ ‫مجتمعات إس��تثنائي ٍة‪ ،‬ولكان واحدنا يعامل اآلخر كأنه يتعامل مع‬ ‫نعيش في‬ ‫ٍ‬ ‫نفس��ه فتراه ُيس��اويه بذاته؛ ولما كنّا عندئذ إحتجنا إل��ى المحاكم والقضاة‬ ‫ليحكموا بعدلٍ بين الناس‪ ،‬ذلك أن عدالة البش��ر هي نس��بية الطابع بسبب‬ ‫المصالح واألمزجة التي تتقلب صعوداً وهبوطاً بحسب الظروف اآلنية‪ ،‬لتبقى‬ ‫والطمع واألنانية‪.‬‬ ‫المعايير اإللهية هي الوحيدة األبية عن اإلنزالق نحو الرشو ِة‬ ‫ِ‬ ‫أ ّما المس��اواة فهي صفات بش��ر ّية الطابع‪ ،‬وهي غالباً ما ُتعنى بش��كلٍ عام‬ ‫بالمواضي��ع ذات التجاذب��ات الحقوقي��ة‪ ،‬لذا ع��اد ًة ما ُتش��ير المعاهدات‬ ‫ن��واح أكثر من أن ُتحصى أو‬ ‫واإلتفاقات الدولية إلى موضوع المس��اواة في‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ُتع�� ّد‪ ،‬مثل الدين وال ِعرق والجن��س؛ وقد كثرت أخي��را مطالبات المنظمات‬ ‫اإلنسانية بإقرار المساواة بين الرجل والمرأة‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن المطالبة‬ ‫بالمس��اواة ق��د تكون لتغطي��ة الثغرات الت��ي تنتج عن غي��اب العدالة‪ ،‬أو‬ ‫للد ّقة‪ ،‬لتغطية إستنس��ابية العدالة البشرية التي تتجاذبها معدّالت المصالح‬ ‫الشخص ّية‪.‬‬ ‫في بعض المواقف‪ ،‬المس��اواة ُتعارض و ُتجافي و ُتعرقل المس��ار العادل‪ ،‬بلْ‬ ‫تصل إل��ى ح ّد التآخي والتالقي والتوازي مع الظلم‪ .‬لذلك‬ ‫بإمكانها أحياناً ْأن ِ‬ ‫يس��تتب التمييز بين الناس من أجل‬ ‫ف��إن المطلوب في بعض المواقف‪ْ ،‬أن‬ ‫َّ‬ ‫ْأن يس��تحصل كل ذي حقّ على حقه‪ .‬إن إختالف البش��ر عن بعضهم البعض‬ ‫يدعو إلى إقرار قوانين تعدل في ما بينهم وليس فقط إلى إتفاقات تس��اوي‬ ‫في ما بينهم‪.‬‬ ‫ظروف مح ّددة‪ ،‬على العدل‪ ،‬من خالل تطبيق مبدأ المساواة‪،‬‬ ‫قد نحصل‪ ،‬في‬ ‫ٍ‬ ‫لكن مبدأ العدل ال يحيا بالمساواة‪ ،‬ذلك أن التسوية بين الناس ليست عدال‪ً،‬‬ ‫إذ هناك الفعل ور ّد الفعل تماماً كما هناك الظالم والمظلوم‪.‬‬ ‫لكائن منْ كان‪ ،‬ومهما إجتهد وإجتزأ‪ْ ،‬أن ُينكر أهمية المساواة بين‬ ‫ال يمكن‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أبناء المجتمع‪ ،‬ذلك أن أس��س المس��اواة تتض ّمن جزءا أساس��يا من شريحة‬ ‫العدل؛ فبالمس��اواة يتح ّقق العدل بين جهتين متساويتين ْ‬ ‫وإن لم يكن بين‬

‫جهتين مختلفتين‪ ،‬وكما ُيقال "الن��اس أجناس"‪ ،‬وهُ م بطبيعتهم وبتص ّرفاتهم‬ ‫بل هم ُمتمايزين‪ ،‬ما يتطلب نصوصاً‬ ‫ليسوا متساوين‪ ،‬ال ْ‬ ‫مختصة تم ّيز بينهم‬ ‫ّ‬ ‫حيناً و ُتس��اوي بينهم في أحيانٍ أخرى؛ ما ُيشير إلى أن المساواة هي بوصلة‬ ‫للمتساوين ال أكثر‪.‬‬ ‫يتوضح أن مبادئ المس��اواة‪ ،‬تمام��اً كما أجناس الناس‪ ،‬هي أيضاً‬ ‫بالمحصلة‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫على أنواع‪ ،‬منها اإليجابي ومنها الس��لبي؛ بحيث أن التساوي الموجب يهدف‬ ‫إلى تحقيق العدالة‪ ،‬في حين أن التساوي السالب يؤدي إلى تعطيل العدالة‪.‬‬ ‫واألم��ر عينه ينطبق ُحكماً على مبادئ التمييز‪ ،‬بحيث أن أنماط التمايز منها‬ ‫المرغوب ومنها المرفوض؛ ما ُيش��ير إلى حتمية ُوجود أنماط من المس��اواة‬ ‫المقبولة كالتس��اوي في الش��ؤون األخالقية والقانونية وكل ما ينضوي تحت‬ ‫هذين البابين؛ وبالمقابل أنماط من المس��اواة غير المقبولة بس��بب أنها ال‬ ‫تندرج تحت أبواب تحقيق العدالة‪ ،‬كالتساوي في النتائج والقرارات‪.‬‬ ‫ويهذا الحال‪ ،‬يكون الباحث عن الحقّ أمام التش��كيلة التالية من المس��اواة‪،‬‬ ‫حيث األبواب المطلوب فتحها على مصراعيها هي‪:‬‬ ‫ المس��اواة األخالقية‪ :‬ذلك أن كل إنس��ان‪ ،‬مهما تكن الظروف‪ ،‬يس��تحقّ ْأن‬‫ُيعام��ل ضم��ن المعايير األخالقية واإلنس��انية‪ ،‬رغم أن الناس ليس��وا جميعاً‬ ‫متساويين في تص ّرفاتهم أزاء بعضهم البعض؛‬ ‫ المس��اواة القانونية‪ :‬ذلك أن التس��اوي أمام القانون ضروري‪ ،‬لناحية كافة‬‫اإلعتب��ارات المجتمعية كالحالل والحرام‪ ،‬أما ح ّيز الفروقات فال يطال س��وى‬ ‫الخاص��ةبفل��كالقضي��ةالمطروح��ة‪.‬‬ ‫العب��ر ّ‬ ‫إن الغاية األساس��ية من إقرار مبدأ التساوي هو لتعبيد وتسهيل طريق الخير‬ ‫والتق ّدم أمام الجميع بش��كلٍ متسا ٍو‪ .‬ولكنْ عند هذه العتبة ال ُبد من إقفال‬ ‫باب المس��اواة وفتح أبواب اإلجتهادات المح ّقة لجهة ضرورة تطبيق معايير‬ ‫العدالة بحسب ما تقتضيه كل قضية على إنفراد‪ .‬أما بعد‪ ،‬فإن عملية التقيد‬ ‫بالقوانين وإحت��رام الحقوق وإتمام الواجبات‪ ،‬فك ّلها تقع على عاتق كل فر ٍد‬ ‫بأس��لوب‬ ‫من أف��راد المجتمعات كافة؛ وإن اإلخالل بهذه الثوابت‪ ،‬يس��ي ّرنا‬ ‫ٍ‬ ‫حتمي نحو المضي بفتح بابين من أبواب الالمساواة‪ ،‬هُ ما‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ الالمساواة في القرارات‪ :‬إذ ومنْ أجل قرا ٍر عادلٍ ‪ُ ،‬يستحسن دراسة ومراعاة‬‫كافة التفاوتات والقدرات والتجاوزات الفرد ّية؛‬ ‫ الالمس��اواة في النتائج‪ :‬إذ ومنْ أجل نتيج ٍة عادل ٍة‪ُ ،‬يفترض أخذ كل ش��اردة‬‫وواردة بعين اإلعتبار قبيل إقرار التحكيم النهائي‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫المتساوية‪ ،‬وتعديل المساواة‬ ‫الخالصة‪ُ :‬يفترض تأمين المس��اواة في القضايا ُ‬ ‫المتمايزة‬ ‫في القضايا ُ‬

‫* متخ�ص�صة في علم النف�س وعلم التنمية الب�شر ّية وحائزة على ماجي�ستير في العلمين‬

‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪91‬‬


Your weight loss succe ss sto ry starts here Dietitian Christelle Bedrossian Bariatric Surgery Nutritionist - Trained at the University of Montreal

Lose 6-8 kg with our Medical Protocol Customized Diet Plans Weight Loss Surgery Nutrition Programs Clinics in Adlieh-Beirut & Jounieh Online Consultation

Dietitian Christelle Bedrossian Dietitian Christelle Bedrossian

+961 76 95 96 98 +961 3 417 589 www.christellebedrossian.com


‫بقلم جوزف قرداحي‬

‫الموقف الثقافي‬

‫أمني معلوف‬ ‫و“جمهورية احلمقى”!‬ ‫هل المثقفون اللبنانيون حمقى؟!‬ ‫ل ��و عدنا �إل ��ى ذروة �صعود ما كان ُيع ��رف بالحركة‬ ‫الثقافي ��ة من ��ذ منت�ص ��ف �ستينات الق ��رن الفائت حت ��ى بداية‬ ‫الح ��رب الأهلي ��ة ف ��ي العام ‪ 1975‬حي ��ث كانت بي ��روت “ل�ؤل�ؤة‬ ‫الع ��رب” و”�س ��ت الدني ��ا” كما و�صفه ��ا ال�شاع ��ر الراحل نزار‬ ‫قبان ��ي‪ ،‬لأدركن ��ا �أن معظ ��م نا�شط ��ي تل ��ك الحرك ��ة ي�سكنه ��م‬ ‫“�أحمق �صغير” �إ�سمه الغرور‪.‬‬ ‫م ��ا منا�سب ��ة ه ��ذا ال ��كالم‪ ،‬ولم ��اذا �إته ��ام ه ��ذه الطبق ��ة م ��ن‬ ‫المثقفين بالغباء والغرور؟!‬ ‫ل ��و عدن ��ا �أي�ضاً و�أي�ض� �اً �إلى تلك الحقبة م ��ن الع�صر الذهبي‬ ‫لبي ��روت‪ ،‬وراقبنا �صعوده ��ا المت�سارع نحو الهاوية‪ ،‬لأكت�شفنا‬ ‫�أن تل ��ك الطبق ��ة م ��ن المثقفي ��ن كان ��ت المح ّر� ��ض الأول‬ ‫عل ��ى �إنتح ��ار المدين ��ة‪ ،‬والعاب ��ث الأول ب ِق َيمِ ه ��ا الأخالقي ��ة‬ ‫ِّ‬ ‫والمنظ ��ر الأول لثقاف ��ة موته ��ا‪،‬‬ ‫والإجتماعي ��ة والديني ��ة‪،‬‬ ‫والم�ؤ�س�س الأول لظاهرة تخوينها‪ ،‬ومطلق الر�صا�صة الأول‬ ‫على جبينها‪.‬‬ ‫تل ��ك الطبق ��ة م ��ن المثقفي ��ن‪ ،‬كانت الق� � ّواد الأول ال ��ذي باع‬ ‫ج�س ��د بيروت لكل المت�آمرين عليها من منظمات فل�سطينية‬ ‫أكيا�س ممل ��وءة بف�ضة العمالة‪،‬‬ ‫و�أنظم ��ة قمعي ��ة عربية‪ ،‬لقاء � ِ‬ ‫�سعي� �اً لبن ��اء �أب ��راج �صحفية‪ ،‬مهمته ��ا بث ال�سم ��وم في عروق‬ ‫هذه العا�صمة الفاتنة التي �شاخت في عز �صباها‪.‬‬ ‫ف ��ي خ�ض ��م الجدل ال ��ذي �أثاره ظهور الروائ ��ي �أمين معلوف‬ ‫عل ��ى �شا�ش ��ة �إ�سرائيلي ��ة قب ��ل �أكث ��ر م ��ن �أ�سبوعي ��ن‪ ،‬و�ص ��ف‬ ‫م�س� ��ؤول ال�صفح ��ة الثقافية ف ��ي جريدة “الأخب ��ار” الزميل‬ ‫بي ��ار �أبي �صع ��ب عالم الفاي�سب ��وك الإفترا�ض ��ي بـ”جمهورية‬ ‫الحمق ��ى” وذل ��ك رداً عل ��ى المدافعي ��ن ع ��ن معل ��وف‪ .‬وق ��د‬ ‫و�صل ��ت ني ��ران �أب ��ي �صع ��ب عل ��ى ما يب ��دو �إلى مرم ��ى مديرة‬ ‫مكت ��ب جريدة “الجريدة” في بي ��روت الزميلة جولي مراد‪،‬‬ ‫بعدم ��ا �أرف ��ق و�صف ��ه بن� ��ص له ��ا كدلي ��ل عل ��ى �صح ��ة �إتهامه‬ ‫مجتم ��ع “الفاي�سب ��وك” بالحمق ��ى‪ .‬حيث و�صف ��ت الزميلة‬ ‫م ��راد منتق ��دي �أمي ��ن معل ��وف و�أدب ��ه بالأم ّيين لأنه ��م‪“ :‬ما‬

‫بيحكو كلمتين فرن�سي‪ ،‬وال فاتحين كتاب بحياتن” نا�صحة‬ ‫ه� ��ؤالء ب� ��أن يح�ص ��روا �إهتماماته ��م بم�شاه ��دة الم�سل�س�ل�ات‬ ‫الرم�ضاني ��ة عل ��ى �شاكلة “ب ��اب الحارة”‪ .‬لترد م ��راد بدورها‬ ‫عل ��ى �أب ��ي �صعب ال ��ذي �إتهمت ��ه بممار�س ��ة دور المفت ��ي الذي‬ ‫يحلل ويح ّرم‪ ،‬نا�صحة �إياه بالتخفيف من توتره الذي جعله‬ ‫ي�صفها بعبارات غير الئقة‪.‬‬ ‫�صاح ��ب “هُ وي ��ات قاتل ��ة” �أمين معلوف‪� ،‬أغل ��ب الظن يتفرج‬ ‫م ��ن بعي ��د عل ��ى المثقفي ��ن اللبنانيي ��ن المدافعي ��ن عن ��ه‬ ‫ب�ض ��راوة والمطالبي ��ن ال�شر�سي ��ن ب�إعت ��ذاره عم ��ا فع ��ل‪ .‬ق ��د‬ ‫يقر�أه ��م وق ��د ال يقر�أه ��م ف ��ي ع ��ز �إن�شغال ��ه بكتاب ��ه الجدي ��د‬ ‫“كر�سي على ال�سين”‪ ،‬وقد ي�ضحك في �سره تلك ال�ضحكة‬ ‫“الكي ��وت” عل ��ى م ��ا يراها الزميل �أبي �صع ��ب‪ ،‬وقد ُيقهقه‬ ‫قهقه ��ة “فاي�سبوكي ��ة” �إفترا�ضي ��ة مد ِّوي ��ة “هاهاهاه ��ا” �أو‬ ‫“ههههههه ��ه” ف ��ي �أثن ��اء جلو�سه على الكر�س ��ي رقم ‪ 29‬في‬ ‫الأكاديمية الفرن�سية‪ ،‬لي�س ّلي من �سبقوه في الجلو�س طوال‬ ‫�أربعة قرون‪.‬‬ ‫بدوره‪� ،‬سوف يتفرج الإ�سرائيلي على معارك طبقة المثقفين‬ ‫ق�سم الر�أي العام اللبناني‪ ،‬وح ّول و�سائل‬ ‫حول لقاء تلفزيوني ّ‬ ‫التوا�ص ��ل الإجتماعي ��ة وال�صفح ��ات الثقافي ��ة �إل ��ى �ساح ��ات‬ ‫ح ��رب‪ .‬و�س ��وف يه ��ز�أ متذك ��راً تل ��ك الطبق ��ة م ��ن المثقفي ��ن‬ ‫الت ��ي كان ��ت من ��ذ ذروة �صعود حركته ��ا في منت�ص ��ف �ستينات‬ ‫الق ��رن الفائت �أف�ضل حليف لمخططاته الرامية �إلى تفتيت‬ ‫“الجمهورية اللبنانية” وتحويلها �إلى “جمهورية حمقى”‪.‬‬ ‫ل ��م يكن �إكت�شافاً‪ ،‬حي ��ن �أدرك الإ�سرائيلي �أن داخل كل مثقف‬ ‫ي�س ��اري �أو يمين ��ي لبنان ��ي يتغلغ ��ل “�أحم ��ق �صغي ��ر”‪� ،‬ساه ��م‬ ‫م ��ن حيث ي ��دري �أو ال يدري في �إزده ��ار ونمو وتطور الدولة‬ ‫العبري ��ة‪ ،‬وف ��ي جع ��ل لبنان �ساح ��ة مفتوحة ل ��كل الم�ؤامرات‬ ‫والح ��روب‪ ،‬الت ��ي مه ��دت الطري ��ق �أم ��ام �إ�سرائي ��ل لعب ��ور‬ ‫مخططاته ��ا الجهنمي ��ة م ��ن دون �أي مجه ��ود‪ .‬فـ”جمهورية‬ ‫الحمق ��ى” ال تحت ��اج �إلى �أكثر من هكذا طبقة من المثقفين‬ ‫تعوم على �شبر من الغرور!‬

‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪93‬‬


Lody Saliby

Haute Couture

Wedding dresses, Evening clothes, Selling or Renting, Pret-a- Porter, Accessories

Christ Le Rois Center, 8th Floor, Adonis Road, Zouk Mossbeh, Lebanon Tel: 00961 – (0) 9221643 , Email: lodysaliby@hotmail.com, Web: www.lodysaliby.com


‫مايا دياب بـ"سبع أرواح"‬ ‫تح � ّ�ب ماي ��ا دي ��اب �إتب ��اع �أ�سلوب‬ ‫كلي ��ب �أغني ��ة "�سب ��ع �أرواح" تح ��ت‬ ‫الت�شوي ��ق ف ��ي الحدي ��ث ع ��ن‬ ‫�إدارة المخ ��رج جو بو عيد‪ .‬االغنية‬ ‫�أعماله ��ا وم�شاريعه ��ا الفنية‪ .‬قبل‬ ‫م�صري ��ة ب�إمتياز وه ��ي �ضمن �آخر‬ ‫�أيام‪ ،‬ن�ش ��رت عل ��ى �صفحتها على‬ ‫�ألبوماتها‪ ،‬ولكن دي ��اب تتكتم على‬ ‫�إن�ستغ ��رام �ص ��ورة كر�س ��ي تق ��ف‬ ‫كليبه ��ا الجديد وترف� ��ض الحديث‬ ‫�إلى جانبه‪ ،‬وكتب ��ت تحت ال�صورة‬ ‫عن م�ضم ��ون العمل‪ ،‬لع� � ّل ال�سر ّية‬ ‫"‪ ."soon‬مايا التي طرحت �أخير ًا‬ ‫ت� ��ؤدّي �إل ��ى �إح ��داث �ضج ��ة حول‬ ‫�ألبومها الجدي ��د " ‪ "My maya‬لم‬ ‫الكلي ��ب‪ .‬كم ��ا �أن دي ��اب �ستحي ��ي‬ ‫يح ّقق �أي نجاح ملح ��وظ‪ ،‬ربما لأن‬ ‫�سه ��رة عي ��د الفط ��ر ف ��ي االردن‪.‬‬ ‫المغني ��ة �إن�شغلت بت�صوي ��ر برنامج‬ ‫ومن ��ذ �سن ��وات‪ ،‬تواظ ��ب المغنية‬ ‫"�إ�س�أل العرب" على قناة "‪mbc‬‬ ‫"‪،‬‬ ‫اللبنانية على �إحي ��اء �سهرات في‬ ‫�أو لأن الزم ��ن حالي� � ًا ل ��م يع ��د زمن‬ ‫المملك ��ة الها�شمي ��ة‪ .‬على ال�ضفة‬ ‫الألبومات‪.‬‬ ‫االخرى‪ ،‬مع �إنتهاء المو�سم االول‬ ‫بف�ضل ال�سو�شيال ميديا‪ ،‬بات الفنان‬ ‫م ��ن "�إ�س�أل العرب"‪ ،‬من المتوقع‬ ‫مايا دياب‪ :‬نا�شطة في كل المجاالت‬ ‫يعتم ��د على �إن�ستغ ��رام والفاي�سبوك‬ ‫�أن يع ��ود البرنام ��ج ف ��ي مو�س ��م‬ ‫ً‬ ‫وتويتر و�سناب�ش ��ات‪� ،‬أكثر من �إتكاله‬ ‫ثان قريب� �ا‪ .‬الم�شروع التلفزيوني‬ ‫على" ‪ "CD‬غنائي يك ّلفه الكثير للترويج له في االعالنات‪.‬‬ ‫عبارة ع ��ن م�سابق ��ات �ألعاب ترفيه ��ي‪ ،‬ويقوم على مقارن ��ة �أجوبة‬ ‫ف ��ي �سياق �آخر‪ ،‬ت�ستع� � ّد نجمة فريق "فور كات� ��س" �سابق ًا لت�صوير الم�شتركين في المنزل والم�شتركين في اال�ستديو‬

‫أصالة إشتاقت ألختها ريم‬ ‫خاطبت الفنانة ال�سورية �أ�صالة ن�صري �شقيقتها ريم بر�سالة م�ؤثرة د ّونتها بتعليق‬ ‫عل ��ى �صورة لإبنها وه ��و ي�ضع �شارب ًا مز ّيف� � ًا‪ .‬وذلك عبر ح�سابه ��ا ال�شخ�صي على‬ ‫"�إن�ستغ ��رام" حيث �إعتب ��رت زعلها من �شقيقتها ريم بمثاب ��ة ال�شارب الم�ستعار‪،‬‬ ‫وعبرت عن �شوقها لها م�شيرة �إلى �أن والدهما ال يزال يرعاهما من بعيد‪.‬‬ ‫وج ��اء ف ��ي تعليقها على ال�ص ��ورة‪" :‬و�أنا �أنظر لل�صور الت ��ي �أحملها في هاتفي‪ ،‬وال‬ ‫�أع ��رف ما معنى �أن توحي ل ��ي �صورة �إبني وك�أنه كبر (ب�سبب ال�شوارب) و�إ�شتياقي‬ ‫لأخت ��ي ريم‪ ،‬وك�أن علي يقول لي (�إلى متى �سنبقى بال خالتنا التي كانت من �أقرب‬ ‫النا�س لك؟)"‪ .‬و�أ�ضافت‪" :‬ال �أعرف �إن كنت فع ًال �أقوى على ال�سماح‪ ،‬وهل �شوقي‬ ‫له ��ا يف ��وق جرحي منها ق ��وة‪� ،‬إ�شتقت �أن نكون مع� � ًا و�أن ن�ضحك ونلع ��ب مع ًا‪ ،‬و�أن‬ ‫ن�ساف ��ر ال�ساحل ال�شمالي في وطن ��ي الحبيب م�صر �أي�ضا مع� � ًا‪ ،‬كم �أرجو من ربي‬ ‫�أن يعينن ��ي عل ��ى ن�سيان م ��ا �أرهقني‪ ،‬و�أن يل ّم ��ع في ذهني وروح ��ي وخيالي �صورة‬ ‫رح ��م واحد جمعنا‪ ،‬ووال ��د رائع مهما �إبتعد ال يبعد رعان ��ا‪� ،‬شاركتكم لحظتي قبل‬ ‫�أن �أ�شارك �أهلي‪ ،‬لأنني �أعرف لو �إ�ست�شرتهم في ما �أريد البوح به؟ لن يقبلوا"‪.‬‬ ‫و�إنه ��ت تدوينته ��ا بجملة الفت ��ة قالت فيه ��ا‪" :‬زعلي منه ��ا ي�شبه �ش ��ارب �إبني‬ ‫المز ّي ��ف‪ ،‬و�شوق ��ي �إليها هو �شوق ��ي لأن �أرى �إبني رج ًال ب�ش ��ارب حقيقي ‪� ..‬أنا‬ ‫في حيرة"‬

‫�أ�صالة‪ :‬خاطبت �شقيقتها بر�سالة م�ؤثرة‬

‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪95‬‬


‫عالم النجوم‬

‫نيللي كريم ترتفع في "سقوط ح ّر"‬ ‫وتخ�ص�صها‬ ‫ل ��م تتعب نيللي كريم م ��ن الأدوار التمثيلية ال�صعبة‪ ،‬بل ما زال ��ت م�ص ّرة عليها ّ‬ ‫�سنوي� � ًا ل�شه ��ر رم�ضان‪ .‬قبل عامين‪ ،‬نقلت الممثلة الم�صري ��ة �أو�ضاع ال�سجينات في "�سجن‬ ‫الن�س ��ا" (ت�ألي ��ف مريم نعوم وهال ��ة الزغندي و�إخراج كاملة �أبو ذك ��ري)‪ ،‬ولعبت بطولة‬ ‫عمل ناجح ال تزال �أ�صدا�ؤه تتردد لغاية اليوم‪ .‬تاله العام الفائت م�سل�سل "تحت ال�سيطرة"‬ ‫(ت�ألي ��ف مري ��م نعوم ‪ -‬تامر مح�س ��ن و�إخراج تامر مح�سن)‪ ،‬و�ألقت في ��ه ال�ضوء على حياة‬ ‫المدمنين على المخدرات‪.‬‬ ‫ً‬ ‫قوي ويحمل �إ�س ��م "�سقوط ح ّر" (ت�أليف مريم‬ ‫ه ��ذا العام‪ ،‬كان الموع ��د �أي�ضا مع م�سل�سل ّ‬ ‫نع ��وم و�إخ ��راج �شوق ��ي الماجري)‪ ،‬يتح� �دّث عن فتاة تته ��م بقتل زوجه ��ا و�أختها‪ ،‬فتدخل‬ ‫الم�صح‪ ،‬وتلق ��ي ال�ضوء على‬ ‫م�ست�شف ��ى الأمرا� ��ض النف�سية للع�ل�اج‪ .‬تتر ّكز الكاميرا ف ��ي‬ ‫ّ‬ ‫المف�ضلة‪ ،‬فهي نادراً‬ ‫ّ‬ ‫ال�سجينات اللواتي يعانين الأم ّرين‪ .‬باتت الأدوار المركبة لعبة نيللي‬ ‫ّ‬ ‫دة‬ ‫ق‬ ‫المع‬ ‫ال�شخ�صيات‬ ‫م ��ا تط� � ّل في عمل خفي ��ف �أو "اليت" كما تق ��ول ‪ .‬نراها تتن ّقل بي ��ن‬ ‫نيللي كريم‪ :‬تت�ألق في "�سقوط حر"‬ ‫تخ�ص�صت فيها‪ ،‬من دون �أن تم ّر ولو قلي ًال على � ّأي دور ب�سيط‪ .‬ال تتناف�س نيللي مع‬ ‫وك�أ ّنها ّ‬ ‫زميالتها‪ ،‬بل هي خارج نطاق تلك اللعبة كلي ًا‪ .‬تلعب مالمح النجمة دور ًا بارز ًا في تق ّم�ص ال�شخ�صيات المع ّقدة‪ ،‬فمالمحها القا�سية ت�ؤدّي‬ ‫الق�صة متوقعة �أو عولجت �سابق ًا‬ ‫الر�سال ��ة ب�ش ��كل وا�ض ��ح ومبا�شر‪� .‬إذ ًا‪�" ،‬سقوط ح ّر" يرفع نيللي مجدد ًا نح ��و الأعالي حتى لو كانت �أحداث ّ‬ ‫في م�سل�سالت �أخرى‬

‫سعاد العبداهلل أم في "ساق البامبو"‬ ‫ت�سح ��ر �سعاد العب ��داهلل الم�شاهدين عندما تط ّل ب ��دور الأم‪ ،‬وهي وترف�ض قرارات �أوالدها وتُملي عليهم �آراءها‪.‬‬ ‫ال�شخ�صي ��ة الت ��ي �إلت�صقت بها من ��ذ �سنوات وال ت ��زال لغاية اليوم لي� ��س جديد ًا على �سع ��اد �أن تكون بطلة عمل خليج ��ي مثير للجدل‪،‬‬ ‫المح ّبب ��ة �إلى قلبه ��ا‪ .‬ت�ساعد مالمح الممثل ��ة الكويتية على �إي�صال فهي تح � ّ�ب �أدوار الأمومة المر ّكبة وتبح ��ث عنها ب�شتّى الطرق لكي‬ ‫ال ��دور ب�شكل متقن وحرفي‪ُ .‬حكي الكثير عن نجاحات �سعاد وفازت تُبق ��ي �إ�سمه ��ا المع ًا‪ .‬قبل عام لعب ��ت بطولة "�أمن ��ا رويحة الجنة"‬ ‫بلق ��ب "�سندري�ل�ا ال�شا�ش ��ة الخليجي ��ة" �إ�س ��وة بـ"�سي ��دة ال�شا�شة (ت�ألي ��ف هبة م�ش ��اري حمادة و�إخراج محم ��د القفا�ص)‪ ،‬فتعاطف‬ ‫العربية" الذي رافق م�سيرة الفنانة الم�صرية‬ ‫معه ��ا النا� ��س لأن الم�سل�سل ي ��روي �سيرة �أم‬ ‫فاتن حمام ��ة‪� ،‬أو لقب "ال�سندريال" للراحلة‬ ‫تعان ��ي م ��ن بع� ��ض الأمرا�ض بينم ��ا �أوالدها‬ ‫�سعاد ح�سني‪.‬‬ ‫ال يهت ّم ��ون به ��ا‪ .‬ترفع الممثل ��ة الكويتية من‬ ‫في رم�ض ��ان الحالي‪ ،‬تلعب الممثلة الخليجية‬ ‫قيم ��ة و�ش� ��أن � ّأي عم ��ل ت�شارك في ��ه بف�ضل‬ ‫بطول ��ة م�سل�س ��ل "�س ��اق البامب ��و" (للكات ��ب‬ ‫�سحرها الخا� ��ص الذي جعلها رقم� � ًا �صعب ًا‬ ‫الكويت ��ي �سع ��ود ال�سنعو�س ��ي و�إخ ��راج محمد‬ ‫ف ��ي عال ��م التلفزيون‪ .‬ف ��ي ال�سي ��اق نف�سه‪،‬‬ ‫القفا� ��ص) و ُيعر� ��ض عل ��ى قنات ��ي "دب ��ي"‬ ‫�أظهرت الفنانة الخليجية الجانب االن�ساني‬ ‫و"�أم‪ .‬ب ��ي‪� .‬سي‪ .‬درام ��ا"‪ .‬العمل الذي يحظى‬ ‫لديه ��ا‪ ،‬عندما تحدّثت �أم ��ام مجموعة من‬ ‫بم�شاه ��دة عالية‪ ،‬يروي ق�صة عائلة م�ؤلفة من‬ ‫العامالت الفليبيني ��ات وطلبت منهن عدم‬ ‫االم غنيم ��ة (�سعاد العب ��داهلل) وثالث فتيات‬ ‫كرهه ��ا ب�سبب دورها ف ��ي "�ساق البامبو"‪.‬‬ ‫وول ��د وحي ��د را�شد (عب ��د المح�س ��ن النمر)‪.‬‬ ‫ولفت ��ت الممثلة ف ��ي الفيديو ال ��ذي �إنت�شر‬ ‫يت ��ز ّوج الأخير من خادمت ��ه الفلبينية جوزفين‬ ‫عل ��ى مواقع التوا�صل االجتماعي �أنها فع ًال‬ ‫(مر�سيد� ��س كابرال) وتنجب منه طف ًال‪ .‬ت�ؤدّي‬ ‫"�إم ��ر�أة طيب ��ة وتتعام ��ل ب�ش ��كل جيد مع‬ ‫رقم �صعب في عالم التلفزيون الكويتي‬ ‫الفنانة دور الوالدة المتحك ّمة بم�صير عائلتها‪� ،‬سعاد العبدالله‪:‬‬ ‫العامالت الآ�سيويات"‬

‫‪94‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬


‫"كان" ‪ -‬جوزيف فهيم‬ ‫ف ��ي ت�شريحه ��م لمهرج ��ان "كان"‬ ‫ال�سينمائي الدول ��ي لهذا العام‪ ،‬الحظ‬ ‫المح ّلل ��ون غياب� � ًا �صارخ� � ًا للمو�ض ��وع ذات ال�صلة‬ ‫الأكثر ف ��ي المناق�شات الفرن�سية الحالية‪ :‬العالقة‬ ‫بي ��ن فرن�سا والعالم العربي ف ��ي �أعقاب الهجمات‬ ‫الإرهابية على باري�س في ت�شرين الثاني (نوفمبر)‬ ‫الفائ ��ت‪ .‬و"كان" يبقى نادي ًا ح�صري ًا يقت�صر على‬ ‫�أب ��رز ال�سينمائيين ف ��ي العالم‪ ،‬حي ��ث �أن الغالبية‬ ‫العظم ��ى منهم ه ��م من خريجي ��ه ‪ --‬كين لوت�ش‪،‬‬ ‫�أوليفيي ��ه �أ�سايا� ��س‪ ،‬بيدرو �ألمودوف ��ار‪ ،‬كري�ستيان‬ ‫مونجي ��و‪ ،‬وغيره ��م‪� .‬إن الجوان ��ب المختلف ��ة‬ ‫للمهرج ��ان ع ّو�ض ��ت عن ه ��ذا الإغف ��ال وال�سهو‪،‬‬ ‫بعر� ��ض ع�شرة �أفالم عربية معظمها للجيل الثاني‬ ‫من الفرن�سيين العرب‪.‬‬ ‫ت�صدر �أف�ل�ام الوفد العربي ف ��ي مهرجان "كان"‬ ‫هذا الع ��ام "�إ�شتباك" للمخ ��رج الم�صري محمد‬ ‫دي ��اب‪ ،‬وهو درام ��ا متع ��ددة ال�شخ�صي ��ة �ص ِّورت‬ ‫بكاملها ف ��ي �سيارة ترحيالت تابع ��ة لل�شرطة بعد‬ ‫الإطاح ��ة بالرئي�س "الإخوان ��ي" محمد مر�سي في‬ ‫‪ 2013‬ف ��ي م�ص ��ر‪ ،‬وهو م ��ن بطول ��ة مجموعة من‬ ‫نجوم الدراما وال�سينما الذين �أُثبتوا قدرتهم على‬ ‫تقدي ��م َفنّ مختلف ع ��ن ال�سائد في الوقت الحالي‬ ‫عل ��ى ر�أ�سه ��م نيلل ��ي كريم وهان ��ي ع ��ادل و�أحمد‬ ‫مالك والطفل �أحمد دا�ش‪ ،‬ومن ت�أليف خالد دياب‬ ‫ومحم ��د دي ��اب‪ .‬و�إن�ضم ��ت �إل ��ى دي ��اب المخرجة‬ ‫الفل�سطينية مها الحاج (من عرب ‪ )1948‬بفيلمها‬ ‫الأول‪�" ،‬أمور �شخ�صي ��ة"‪ ،‬وهو دراما محلية تركز‬ ‫على ثالثة �أزواج من �أجيال مختلفة يت�صارعون مع‬ ‫ال ��زواج والأحالم ال ُمحبطة والمنف ��ى‪ .‬وقد �أكدت‬ ‫المخرج ��ة عل ��ى هوي ��ة الفيل ��م الفل�سطينية رغم‬ ‫التموي ��ل الإ�سرائيل ��ي‪ ،‬وتم ت�صويره ف ��ي فل�سطين‬ ‫ولغت ��ه ه ��ي العربية‪ ،‬وهو م ��ن بطول ��ة مي�ساء عبد‬ ‫اله ��ادي‪ ،‬دريد لداوي‪ ،‬عام ��ر حليحل‪ ،‬حنان حلو‪،‬‬ ‫زياد بكري‪� ،‬سناء �شواهدة ومحمود �شواهدة‪.‬‬ ‫و�شارك �أي�ض ًا ف ��ي فاعلية ن�صف �شهر المخرجين‬ ‫فيلم “�إلهيات” للمخرجة المغربية هدى بنيامين‪،‬‬ ‫وه ��و كذل ��ك فيلمه ��ا الطوي ��ل الأول‪ ،‬وت�أخذن ��ا‬ ‫المخرجة �إل ��ى ال�ضواحي حيث نتع ��رف على دينا‬ ‫الت ��ي تعي� ��ش ف ��ي ح ��ي ي�سكن ��ه مت�شددون‪ ‬وكذلك‬ ‫تنت�ش ��ر فيه التجارة غي ��ر الم�شروعة عل ��ى ر�أ�سها‬ ‫المخ ��درات‪ ،‬وتق ��رر الإنغما� ��س ف ��ي ه ��ذا العالم‬ ‫المتوح�ش‪ .‬كما �شارك الفيل ��م الجزائري "قنديل‬

‫"�أمور �شخ�صية" لمها الحاج‪ :‬التمويل �إ�سرائيلي والهوية فل�سطينية‬

‫ُعر�ض فيلم "�شوف" وهو الفيلم الثامن‬ ‫للمخرج التون�سي كريم دريدي‪ ،‬والثالث‬ ‫الذي تدور �أحداثه في �شوارع مر�سيليا‪ ،‬وهو‬ ‫�إنتاج فرن�سي ‪ -‬تون�سي م�شترك‪ .‬وي�أخذنا‬ ‫المخرج هنا �إلى عالم المخدرات والعنف‬ ‫في �ضواحي مر�سيليا‪ ،‬وبدالً من الإ�ستعانة‬ ‫بممثلين محترفين قام ب�إ�ستخدام �شباب من‬ ‫�أبناء المناطق التي تدور فيها �أحداث الفيلم‪.‬‬ ‫و�أقام عدد من ور�ش التمثيل لمدة عامين‬ ‫لتح�سين �أدائهم‬ ‫البح ��ر" ف ��ي المهرج ��ان �ضم ��ن فعالي ��ة “ن�صف‬ ‫�شه ��ر المخرجي ��ن” �أي�ض� � ًا وه ��و م ��ن �إخ ��راج‬ ‫دامي ��ان �أون ��وري‪ ،‬حيث يقدم ر�ؤيت ��ه لو�ضع المر�أة‬ ‫ف ��ي المجتمع الجزائ ��ري وذلك من خ�ل�ال ق�صة‬ ‫�أم �شاب ��ة ت�سم ��ى نفي�سة يت ��م االعت ��داء عليها من‬ ‫مجموعة م ��ن الرجال عل ��ى �شاط ��ئ البحر‪ .‬ومن‬ ‫جهت ��ه �أتب ��ع الممث ��ل الفرن�س ��ي الجزائ ��ري الذي‬ ‫تح ّول �إلى مخرج ر�شي ��د دجيداني فيلمه الدرامي‬

‫"رانغان" (‪ )Rengaine‬في ‪ 2012‬بفيلم "تور دو‬ ‫فران� ��س"‪ ،‬وهو فيلم �شارك في ��ه الممثل الفرن�سي‬ ‫جي ��رار دوبارديو ويروي ق�صة مغني "راب" عربي‬ ‫�شاب ال ��ذي ي�شكل فرقة مع �أ�ست ��اذه الفرن�سي في‬ ‫ال�سباحة‪.‬‬ ‫وفي ق�س ��م "�أ�سبوع النقاد"‪� ،‬ش ��ارك فيلم "ربيع"‬ ‫اللبنان ��ي‪ ،‬وه ��و م ��ن تمثيل ب ��ركات جب ��ور وجوليا‬ ‫ق�صار ومي�شال �أ�ضبا�شي وتوفيق بركات بم�شاركة‬ ‫جورج دياب‪ ،‬و�إخراج فات�شي بولجورجيان‪ .‬وتدور‬ ‫�أح ��داث الفيل ��م ح ��ول ال�شاب ربي ��ع �إب ��ن الأربعة‬ ‫والع�شري ��ن عام� � ًا وه ��و �ضري ��ر ويعم ��ل مو�سيقي‪،‬‬ ‫وعندم ��ا يقدّم �أوراقه لي�سافر مع فرقته �إلى �أوروبا‬ ‫يكت�شف �إنه ُمتب ّنى‪ ،‬ويبد�أ في البحث عن �أ�صوله‪.‬‬ ‫كم ��ا ُعر� ��ض فيلم "�ش ��وف" وه ��و الفيل ��م الثامن‬ ‫للمخ ��رج التون�س ��ي كري ��م دري ��دي‪ ،‬والثالث الذي‬ ‫ت ��دور �أحداث ��ه ف ��ي �ش ��وارع مر�سيليا‪ ،‬وه ��و �إنتاج‬ ‫فرن�س ��ي ‪ -‬تون�س ��ي م�شت ��رك‪ .‬وي�أخذن ��ا المخ ��رج‬ ‫هن ��ا �إلى عال ��م المخ ��درات والعنف ف ��ي �ضواحي‬ ‫مر�سيليا‪ ،‬وبد ًال م ��ن الإ�ستعانة بممثلين محترفين‬ ‫ق ��ام ب�إ�ستخ ��دام �شباب م ��ن �أبن ��اء المناطق التي‬ ‫ت ��دور فيها �أح ��داث الفيلم‪ .‬و�أقام ع ��دد من ور�ش‬ ‫التمثيل لمدة عامين لتح�سي ��ن �أدائهم‪ .‬و"�شوف"‬ ‫كلم ��ة عربية عامي ��ة ولكن لها معن ��ى مختلف ًا لدى‬ ‫ع�صاب ��ات مر�سيليا حيث تعني ال�شخ�ص الم�س�ؤول‬ ‫ع ��ن مراقب ��ة الحي وعين ��ه ال�ساه ��رة‪ ،‬وتدور‬ ‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪97‬‬


‫الفن ال�سابع‬

‫�إ�ستبعدت الأفالم العربية من المناف�سة الأ�سا�سية في دورة هذا العام‬

‫األفالم العربية العشرة التي بهرت‬ ‫مهرجان "كان" السينمائي على مر العصور‬ ‫يب��دو �أن ‪ 2016‬كان عام � ًا جيد ًا حتى الآن لتمثيل ال�سينما العربية ف��ي المحافل الدولية‪ ،‬حيث‬ ‫�شه��د تر�شح فيل��م “ذيب” لجائزة الأو�سكار ك�أف�ضل فيلم �أجنب��ي لي�صبح �أول فيلم عربي ي�صل‬ ‫�إلى هذه الجائزة‪ ،‬و�أي�ض ًا هذا العام �شارك �صناع الأفالم العرب بعدد جيد من الأفالم في مهرجان‬ ‫"كان" و�إن كان ذلك خارج المناف�سة الرئي�سية‪.‬‬ ‫من فيلم �إ�شتباك للمخرج محمد دياب‪ :‬دراما متعددة ال�شخ�صية‬

‫‪96‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬


‫المخرج يو�سف �شاهين" و�صل �إلى "كان" بفيلمه "الأر�ض"‬

‫ف ��ي ذلك ويب ��دو �أن المخرج عار� ��ض الأمر منذ‬ ‫البداية‪.‬‬ ‫ويعتبر فيلم "الغريب ال�صغير" وثيقة �صادقة عن‬ ‫المجتم ��ع الريفي اللبناني في ذل ��ك الحين‪ ،‬ونال‬ ‫�إ�ستح�سان النق ��اد لم�ستواه الفن ��ي وجمالياته؛ �إذ‬ ‫�أن ��ه ُ�ص ِّور على طريق ��ة �سينما الواقعي ��ة الإيطالية‬ ‫الجدية في خم�سينات القرن الفائت‪.‬‬ ‫يتناول الفيلم ق�ص ��ة �شاب مثالي يتخلى عن حلمه‬ ‫ب� ��أن ي�صبح طي ��ا ًرا قبل �أن ي�سقط ف ��ي فخ الثقافة‬ ‫الفا�سدة لمرحلة ما قبل الحرب الأهلية في لبنان‪.‬‬

‫وكان ن�صر �أول مخرج عرب ��ي غير م�صري ُي َّ‬ ‫ر�شح‬ ‫لأعلى جائ ��زة في مهرج ��ان "كان"‪ ،‬ولكن �أعماله‬ ‫بات ��ت طي الن�سيان �إلى حدٍّ كبي ��ر الآن‪ .‬و"الغريب‬ ‫ال�صغير" ُيعد �أف�ضل �أعماله‪.‬‬ ‫ويحت ��ل ن�صر موقع ًا ريادي ًا في ال�سينما اللبنانية؛‬ ‫لأنه ينتمي �إلى الجي ��ل الذي �أ�س�س �سينما وطنية‬ ‫ل ��م تك ��ن موج ��ودة �آن ��ذاك �صناع ��ة �أو �إنتاج� � ًا‬ ‫�أو تقلي ��د ًا وه ��و �أول م ��ن تخ� � ّرج م ��ن الوالي ��ات‬ ‫المتح ��دة في ال�سينما وع ��اد ليطبق ما در�سه في‬ ‫لبنان‪.‬‬

‫�شارك فيلم "ربيع" اللبناني في ق�سم‬ ‫النقاد‪ ،‬وهو من تمثيل بركات جبور وجوليا‬ ‫ق�صار ومي�شال �أ�ضبا�شي وتوفيق بركات‬ ‫بم�شاركة جورج دياب‪ ،‬و�إخراج فات�شي‬ ‫بولجورجيان‪ .‬وتدور �أحداث الفيلم حول ال�شاب‬ ‫ربيع �إبن الأربعة والع�شرين عاماً وهو �ضرير‬ ‫ويعمل مو�سيقي‪ ،‬وعندما يق ّدم �أوراقه‬ ‫لي�سافر مع فرقته �إلى �أوروبا يكت�شف �إنه‬ ‫ُمتب ّنى‪ ،‬ويبد�أ في البحث عن �أ�صوله‬

‫‪ .8‬على حافة الهاوية (‪.)2011‬‬ ‫المخرجة‪ :‬ليلى الكيالني‬ ‫مخرج ��ة الوثائقي ��ات المغربي ��ة ليل ��ى الكيالن ��ي‬ ‫حقق ��ت قف ��ز ًة لها ف ��ي �صناع ��ة الأفالم م ��ع هذا‬ ‫الفيلم ال�شجاع الذي يتن ��اول دراما الجريمة حول‬ ‫فتاتي ��ن تعم�ل�ان ف ��ي م�صن ��ع وتج ��دان نف�سيهما‬ ‫تنزلق ��ان �إلى عال ��م الجريمة في ال ��دار البي�ضاء‪.‬‬ ‫�إن �إ�ستخدام الكيالني للأداء غير المهني يطم�س‬ ‫ع ��ن عمد الح ��د الفا�ص ��ل بي ��ن الخي ��ال والواقع؛‬ ‫لتر�سم �صور ًة قوي ًة �أ�صيل ًة لجيل ما بعد الألفية في‬ ‫المغ ��رب‪ ،‬الذي يكافح للعثور على مكانٍ وهوي ٍة في‬ ‫عالم العولمة الجديد‪.‬‬ ‫‪ .7‬ريح ال�سد (‪.)1986‬‬ ‫المخرج‪ :‬نوري بوزيد‬ ‫‪ ‬ري ��ح ال�س ��د �شريط‪� ‬سينمائ ��ي تون�سي‪ ‬م ��ن‬ ‫�إخراج‪ ‬نوري �أبو زيد‪ .‬فاز‪ ‬بالتانيت الذهبي‪ ‬لأح�سن‬ ‫�شري ��ط طويل في �أي ��ام قرط ��اج ال�سينمائية ل�سنة‬ ‫‪ ،1986‬و�ش ��ارك ف ��ي الم�سابق ��ة الر�سمي ��ة ف ��ي‬ ‫مهرجان "كان" ال�سينمائي‪ ‬في ال�سنة ذاتها‪.‬‬ ‫وق ��د و�ضع المخ ��رج التون�س ��ي المخ�ض ��رم بوزيد‬ ‫ال�سينما التون�سية على الخريطة لأول مرة مع هذا‬ ‫ب�شكل كبير الذي يروي ق�صة‬ ‫الفيلم المثير للجدل ٍ‬ ‫نجار �ش ��اب من مدين ��ة �صفاق�ص‪ ،‬يتب ��ع ن�صيحة‬ ‫والدي ��ه بال ��زواج؛ �إال �أن ��ه ال ي ��زال م�صدوم ًا منذ‬ ‫الطفول ��ة بعد �أن �إغت�صبه �أح ��د المكلفين بتعليمه‬ ‫المهن ��ة هو و�صديق ��ه‪ .‬الفيلم تعر� ��ض لواحدة من‬ ‫�أكبر المحرمات في الثقافة العربية‪.‬‬ ‫‪ .6‬وقائع �سنين الجمر (‪.)1975‬‬ ‫المخرج‪ :‬محمد لخ�ضر حامينا‬ ‫فيل ��م درام ��ي تاريخ ��ي للجزائري محم ��د لخ�ضر‬ ‫حامينا‪ ،‬وهو الفيلم العربي الوحيد الفائز بجائزة‬ ‫ال�سعف ��ة الذهبية ف ��ي ‪ ،1975‬متف ّوق� � ًا على �أفالم‬ ‫لمارت ��ن �سكور�سيزي‪ ،‬وفيرن ��ر هيرت�سوغ‪ ،‬ومايكل‬ ‫�أنجل ��و �أنطونيوني‪ ،‬م ��ع �أول �إنتاج محلي كبير حول‬ ‫حرب الإ�ستقالل الجزائرية‪ .‬و ُيعتبر "وقائع �سنين‬ ‫الجمر" قطع ��ة من الفن البروليت ��اري ال�سوفياتي‬ ‫المتنك ��ر ف ��ي زي ملحم ��ة هوليوودي ��ة‪ ،‬والذي دار‬ ‫ح ��ول وقائع تاريخ الجزائر ‪ ‬الن�ضالي‪ ،‬الذي غطته‬ ‫م�ساحات الدماء الحمراء من �أجل نيل الإ�ستقالل‬ ‫والحري ��ة‪ ،‬والنظم الت ��ي تمار�س القم ��ع وتجه�ض‬ ‫حقوق الإن�سان‪� ‬أينما كان‪ .‬كما �صور الفيلم الحياة‬ ‫القبلية في جبال الجزائر‪ ،‬والتي كانت تعي�ش على‬ ‫حياة التنقل في ال�صحراء‪ ‬والرعي‪ ،‬ثم لم تلبث �أن‬ ‫تح ّولت ال�صح ��راء �إلى �ساحة للقتال والجهاد‬ ‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪99‬‬


‫الفن ال�سابع‬ ‫الأحداث حول �سفيان ال�شاب في الع�شرينات الذي‬ ‫ه ��رب من الح ��ي العنيف للدرا�س ��ة‪ ،‬ولكن يعود له‬ ‫م ��رة �أخرى لينتق ��م لأخيه المقت ��ول ب�سبب تجارة‬ ‫المخدرات‪.‬‬ ‫وفي ق�سم الأفالم الم�ستقلة "‪ "ACID‬تم عر�ض‬ ‫الفيل ��م اللبنان ��ي "م ��ن ال�سم ��اء" للمخ ��رج و�سام‬ ‫�ش ��رف وهو فيلمه الروائي الطوي ��ل الأول‪ ،‬ويتناول‬ ‫ق�ص ��ة مقاتل �سابق ُف ِقد لفت ��رة طويلة وكان ُيعت َقد‬ ‫�أن ��ه مات‪ ،‬ولكن يع ��ود ويواجه التغيي ��رات الكبيرة‬ ‫التي حدث ��ت في �أ�سرته وبالده خ�ل�ال غيابه‪ .‬وتم‬ ‫ت�صوي ��ر الفيلم بموازنة محدودة للغاية وخالل ‪15‬‬ ‫يوم ًا فق ��ط‪ ،‬وير ّكز على الح ��رب الأهلية اللبنانية‬ ‫ولك ��ن ب�صورة غير مبا�شرة‪ ،‬ب ��ل �إ�ستغل الكوميديا‬ ‫والهزلية في تقديم فكرة المخرج‪.‬‬ ‫م ��ن ناحي ��ة �أخ ��رى‪ ،‬يب ��دو �أن مهرج ��ان "كان"‬ ‫يتبع خط ��ى مهرج ��ان "برلين" ف ��ي التركيز على‬ ‫الق�ص� ��ص العربية‪ ،‬وه ��ي لفتة يراه ��ا المراقبون‬ ‫ب�أنه ��ا �إقرار بالب ��روز المتزايد لل�سينم ��ا العربية‪،‬‬ ‫والتي في النهاية �صارت نا�ضجة‪.‬‬ ‫مع ذلك‪� ،‬إن نظرة �أعمق في تاريخ التمثيل المتكرر‬ ‫للمنطق ��ة في مهرجان "كان" يُظهِ ر �أنه منذ �أوائل‬ ‫دورات �أع ��رق مهرجان �سينمائ ��ي في العالم‪ ،‬كان‬ ‫لل�سينم ��ا العربي ��ة ت�أثي ��ر ال ُيمحى ووزن� � ًا‪ .‬وفي ما‬ ‫يل ��ي قائم ��ة �أف�ضل ع�ش ��رة �أفالم عربي ��ة عر�ضها‬ ‫مهرج ��ان "كان"‪ ،‬والتي تت�سق ف ��ي المو�ضوعات‪،‬‬ ‫والجمالي ��ة‪ ،‬وال�س ��رد‪ .‬وهي مجموع ��ة متنوعة من‬ ‫الروائع المذهلة الخفية التي تنتظر من يكت�شفها‪،‬‬ ‫التي تمثل مدخ ًال �إلى �سينم ��ا وا�سعة‪ ،‬وغنية و�إلى‬ ‫حد كبير غير م�صنفة‪.‬‬ ‫‪ .10‬الحرام (‪.)1965‬‬ ‫المخرج‪ :‬هنري بركات‬ ‫الحرام‪ ‬ه ��و فيلم‪ ‬دراما‪ ‬م�صري‪ ‬من �إنتاج‪،1965 ‬‬ ‫كت ��ب ق�صته‪ ‬يو�س ��ف �إدري� ��س‪ ،‬و�أخرجه‪ ‬هن ��ري‬ ‫بركات‪، ‬وه ��و م ��ن بطولة‪ ‬فات ��ن حمامة‪ ‬وعبد اهلل‬ ‫غيث‪ ‬وزك ��ي ر�ستم‪ .‬وقد ت ��م تر�شيحه لنيل جائزة‬ ‫ال�سعفة الذهبية في مهرجان كان‪ ‬في العام ‪،1965‬‬ ‫كما تم ت�صنيفه في المركز الخام�س �ضمن �أف�ضل‬ ‫‪ 100‬فيلم في تاريخ ال�سينما الم�صرية في �إ�ستفتاء‬ ‫النقاد‪.‬‬ ‫وي ��روي الفيل ��م ق�صة عزي ��زة التي تعم ��ل وزوجها‬ ‫عبد اهلل �ضم ��ن عمال التراحي ��ل‪ .‬وي�صاب الزوج‬ ‫بالمر�ض الذي ُيقعده عن العمل‪ .‬وذات يوم ي�شتاق‬ ‫ال ��زوج �إلى �أكل البطاطا فتذه ��ب عزيزة لتقتلعها‬ ‫م ��ن الأر� ��ض‪ ،‬ويفاجئها هناك �أحد �شب ��ان القرية‬

‫‪98‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫المخرج اللبناني جورج ن�صر‪� :‬أول فيلم لبناني بالفرن�سية و�صل �إلى "كان"‬

‫من فيلم "�شوف" لكريم دريدي‪ :‬عنف في �ضواحي مار�سيليا‬

‫فيعت ��دي عليه ��ا وتحم ��ل من ��ه وتنجح ف ��ي �إخفاء‬ ‫حملها عن الأعين‪ .‬وكان من المعروف �أن عالقتها‬ ‫الزوجية معدومة ب�سبب مر�ض زوجها‪ ،‬لذا عندما‬ ‫تلد مولوده ��ا تخاف �أن يف�ضحه ��ا �صراخه فتقتله‬ ‫من دون وعي �أو ق�صد وهي تحاول �أن ت�سكته‪ .‬ومن‬ ‫ث ��م تعود �إل ��ى العمل متح ّمل ��ة �آالم ج�سدها ولكنها‬ ‫ت�صاب بحمى النفا�س وتموت‪.‬‬ ‫‪ .9‬الغريب ال�صغير (‪)Le Petit Étranger‬‬ ‫(‪ .)1962‬المخرج‪ :‬جورج نا�صر‬ ‫فيلم "الغريب ال�صغير" الثاني لجورج ن�صر و�أول‬

‫فيل ��م لبناني باللغة الفرن�سي ��ة‪ُ ،‬ر ِّ�شح لنيل ال�سعفة‬ ‫الذهبية في مهرجان "كان" ال�سينمائي ولقي في‬ ‫تلك الفترة �إ�ستح�سان النقاد‪.‬‬ ‫وعل ��ى الرغ ��م م ��ن ذل ��ك‪ ،‬فل ��م يت ��ح للفيلم في‬ ‫حين ��ه �أن ُي ��وزَّع في بيروت �إذ ل ��م تكن ال�صاالت‬ ‫ترغ ��ب في عر�ضه في ظل �شي ��وع موجة ال�سينما‬ ‫التجاري ��ة‪ .‬كما �أن الفيلم لم يوزع في باري�س؛ ما‬ ‫دفع المنتج ماري ��و عرقتنجي �إلى ح�ض المخرج‬ ‫عل ��ى �إ�ضافة م�شاهد �ساخنة �إل ��ى الق�صة طمع ًا‬ ‫ف ��ي ت�أمي ��ن توزي ��ع الفيل ��م‪ ،‬م ��ن دون �أن ينجح‬ ‫فاتن حمامة في فيلم "الليلة الأخيرة" لكمال ال�شيخ‪ :‬ت�ألقت‬

‫ت�صدر �أفالم الوفد العربي في مهرجان "كان"‬ ‫هذا العام "�إ�شتباك" للمخرج الم�صري محمد‬ ‫دياب‪ ،‬وهو دراما متعددة ال�شخ�صية �ص ِّورت‬ ‫بكاملها في �سيارة ترحيالت تابعة لل�شرطة‬ ‫بعد الإطاحة بالرئي�س "الإخواني" محمد‬ ‫مر�سي في ‪ 2013‬في م�صر‪ ،‬وهو من بطولة‬ ‫مجموعة من نجوم الدراما وال�سينما الذين‬ ‫�أُثبتوا قدرتهم على تقديم َف ّن مختلف عن‬ ‫ال�سائد في الوقت الحالي‬


‫عر�ضت المخرجة الفل�سطينية مها الحاج‬ ‫(من عرب ‪ )1948‬فيلمها الأول‪�" ،‬أمور‬ ‫�شخ�صية"‪ ،‬وهو دراما محلية تركز على ثالثة‬ ‫�أزواج من �أجيال مختلفة يت�صارعون مع‬ ‫الزواج والأحالم ال ُمحبطة والمنفى‪ .‬وقد �أكدت‬ ‫المخرجة على هوية الفيلم الفل�سطينية‬ ‫رغم التمويل الإ�سرائيلي‪ ،‬وتم ت�صويره في‬ ‫فل�سطين ولغته هي العربية‬

‫وتت�شاب ��ك �أيديهما في عالقة ح�سية حميمية حيث‬ ‫تتناق� ��ض ه ��ذه الم�شاه ��د الودي ��ة بي ��ن الحبيبين‬ ‫م ��ع وقائ ��ع البغ� ��ض الت ��ي تح ��دث عل ��ي الحاجز‪.‬‬ ‫ي�شاه ��د الحبيب ��ان م�شاهد �إذالل وعن ��ف للركاب‬ ‫الفل�سطينيي ��ن الذي ��ن يرغب ��ون بزي ��ارة القد�س‪.‬‬ ‫فيط ّي ��ر الفت ��ى العا�شق م ��ن نافذة �سط ��ح �سيارته‬ ‫بالون ًا علي ��ه �صورة يا�سر عرفات �أقلق الجنود علي‬ ‫الحاج ��ز‪ ،‬لكن عرفات (عل ��ي البال ��ون) �إ�ستطاع‬ ‫االف�ل�ات م ��ن حاج ��ز المحت ��ل وطلق ��ات الجنود‪،‬‬ ‫وهكذا يزور عرفات المر�سوم علي البالون الأحمر‬ ‫القد� ��س بكنائ�سه ��ا وم�ساجدها وي�ستق ��ر علي قبة‬ ‫م�سجد الحرم القد�سي‪.‬‬ ‫�إيلي ��ا �سليم ��ان الفل�سطين ��ي ه ��و المخ ��رج العربي‬ ‫الأكث ��ر �أ�صال ��ة و"يد �إلهي ��ة" ما ي ��زال واحدً ا من‬ ‫الأفالم العربية الأكث ��ر راديكالية حتى الآن‪ .‬تميز‬ ‫"يد �إلهية" بتن�سيق العمل وال�صوت بدقة لت�سليط‬ ‫ال�ضوء عل ��ى العبثية الهائلة لل�ص ��راع الإ�سرائيلي‬ ‫ الفل�سطين ��ي‪ .‬مقارن� � ًة م ��ع �أعمال ��ه الأخ ��رى‪،‬‬‫فاللهج ��ة هن ��ا هي �شر�س ��ة‪ ،‬والنكتة ه ��ي تهكمية‪،‬‬ ‫وال�صور ‪ ‬خيالية و�سوريالية‪.‬‬

‫‪ .2‬الأر�ض (‪.)1969‬‬ ‫المخرج‪ :‬يو�سف �شاهين‬ ‫الأر�ض هو فيلم‪ ‬م�صري‪ ‬درامي ‪ ‬من �أخراج يو�سف‬ ‫�شاهين‪ ،‬م�أخوذ عن رواي ��ة الكاتب الم�صري عبد‬ ‫الرحم ��ن ال�شرقاوي التي كتبها ف ��ي العام ‪،1953‬‬ ‫ويعتبر �أح ��د �أهم �أفالم‪ ‬ال�سينم ��ا الم�صرية‪ .‬وفي‬ ‫�إحتفالية مئوية ال�سينما الم�صرية في العام ‪1996‬‬ ‫تم ت�صنيفه في المرك ��ز الثاني �ضمن �أف�ضل ‪100‬‬ ‫فيل ��م في تاري ��خ ال�سينم ��ا الم�صرية‪ ‬ف ��ي �إ�ستفتاء‬ ‫النقاد‪.‬‬ ‫تدور �أح ��داث الفيلم في �إحدى الق ��رى الم�صرية‬ ‫في الع ��ام ‪ 1933‬التي يفاج�أ �أهله ��ا بقرار حكومي‬

‫مارون بغدادي‪ :‬فيلمه "خارج الحياة" �أن�ضج فيلم عن الحرب اللبنانية‬

‫بتقلي ��ل نوب ��ة الري �إل ��ى ‪� 5‬أيام بد ًال م ��ن ‪� 10‬أيام‪،‬‬ ‫فيب ّل ��غ العمدة الفالحي ��ن �أن نوبة ال ��ري �أ�صبحت‬ ‫منا�صف ��ة م ��ع �أرا�ض ��ي محم ��ود ب ��ك الإقطاع ��ى‪،‬‬ ‫فيجتم ��ع رجال القرية للت�شاور ويتفقوا على تقديم‬ ‫عري�ضة للحكومة من خالل محمد �أفندي ومحمود‬ ‫ب ��ك الذي ي�ستغ ��ل الموق ��ف وتوقيعاته ��م لين�شىء‬ ‫طريق� � ًا ل�سرايت ��ه من خ�ل�ال �أر�ضه ��م الزراعية‪،‬‬ ‫ولكن يث ��ور الفالح ��ون ‪-‬وعلى ر�أ�سه ��م محمد �أبو‬ ‫�سويل ��م‪ -‬دفاع ًا ع ��ن �أر�ضهم ويلق ��ون الحديد في‬ ‫المي ��اه‪ ،‬فتر�سل الحكومة ق ��وات الهجانة لت�سيطر‬ ‫على القري ��ة ب�إعالن حظر التج ��وال‪ ،‬ويتم �إنتزاع‬ ‫الأرا�ضي منهم بالقوة‪ ،‬ويت�صدى محمد �أبو �سويلم‬ ‫لقوات الأمن وبتم �سحل ��ه على الأر�ض وهو يحاول‬ ‫الت�شبث بالجذور‪.‬‬ ‫�شاهي ��ن الأ�سط ��وري‪ ،‬المخ ��رج ال�سينمائي الأكثر‬ ‫�شه ��ر ًة في العال ��م العربي‪ ،‬يع ��رف بقطعته الفنية‬ ‫الرائعة "محطة م�صر" في العام ‪ ،1958‬لكن هذه‬ ‫الملحم ��ة الريفية تع ��د ال�ص ��ورة المحبوبة له في‬ ‫العال ��م العرب ��ي حيث برع الفن ��ان الراحل محمود‬ ‫المليج ��ي في �أدائه ل ��دور �أحد �صغ ��ار المزارعين‬ ‫الذي ��ن يواجهون مالك الأرا�ضي م ��ن �أجل و�صول‬ ‫المياه �إلى �أرا�ضيهم قبل ثورة العام ‪.1952‬‬ ‫‪.1‬الليلة الأخيرة (‪.)1964‬‬ ‫المخرج‪ :‬كمال ال�شيخ‬ ‫ُيع� � َرف كم ��ال ال�شي ��خ عل ��ى نط ��اق وا�س ��ع ب�أن ��ه‬ ‫هيت�شك ��وك الم�ص ��ري ‪� --‬شخ�صي ��ة فري ��دة‬ ‫ف ��ي ال�سينم ��ا العربية ال ��ذي لم ُت َر مث ��ل �أفالمه‬ ‫الجنائي ��ة خارج المنطقة‪ .‬فيلمه الم�شهور "حياة‬ ‫�أو م ��وت" في الع ��ام ‪� -- 1955‬أول فيلم م�صري‬ ‫يت ��م ت�صويره خ ��ارج الإ�ستوديوهات ‪ --‬هو عمله‬ ‫الأكث ��ر �شه ��رة‪ ،‬مما جعل ��ه ي�صل �إل ��ى المناف�سة‬ ‫الرئي�سية ف ��ي مهرجان "كان" ال�سينمائي‪ ،‬لكن‪،‬‬ ‫الليل ��ة الأخي ��رة‪ ،‬هذا العم ��ل المل ��يء بالغمو�ض‬ ‫النف�س ��ي المثالي هو ال ��ذي كان تحفته الدائمة‪.‬‬ ‫تلع ��ب فاتن حمامة دور �إمر�أة في منت�صف العمر‬ ‫الت ��ي ت�ستيقظ ذات يوم لتج ��د نف�سها �أنها كبرت‬ ‫‪� 15‬سن ��ة ومتزوج ��ة م ��ن زوج �شقيقته ��ا‪ .‬وت ��دور‬ ‫�أحداث الفيلم حول محاول ��ة تلك المر�أة البحث‬ ‫ع ��ن ما�ضيها وحياته ��ا ال�سابق ��ة‪ ،‬ومعرفة �سبب‬ ‫التجربة الغريبة التي مرت بها‪.‬‬ ‫الليل ��ة الأخيرة ه ��و مثال على كال�سيكي ��ة ال�سينما‬ ‫الم�صري ��ة غي ��ر الم�ألوف ��ة في الغ ��رب – فيلم ذو‬ ‫�إدراك عمي ��ق‪ ،‬وذكي جد ًا وم�س � ٍّ�ل ب�شكل كبير وهو‬ ‫ال يزال �صالح ًا لكل زمان‬ ‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪101‬‬


‫الفن ال�سابع‬ ‫الم�ستمي ��ت م ��ن �أج ��ل ني ��ل الحري ��ة الم�ضرج ��ة‬ ‫بالدماء‪ ،‬ويغلب على الفيلم روح التراجيديا‪ ،‬حيث‬ ‫�سادت فيه مناظر الب�ؤ�س والألم والمجازر الدموية‬ ‫لمئات من المواطنين‪.‬‬ ‫وق ��د هوج ��م الفيل ��م ب�شرا�س ��ة م ��ن قب ��ل اليمين‬ ‫الفرن�سي بعد ظهوره الأول‪ ،‬وما يزال قائم ًا بو�صفه‬ ‫واحد ًا من الإنجازات ال�سينمائية العربية الأهم‪.‬‬ ‫‪ .5‬خارج الحياة (‪.)1991‬‬ ‫المخرج مارون بغدادي‬ ‫ربما يكون فيلم "بي ��روت الغربية" لزياد الدويري‬ ‫ه ��و الفيل ��م الأكث ��ر �شهرة ح ��ول الح ��رب الأهلية‬ ‫اللبنانية‪ ،‬ولكن "خ ��ارج الحياة" لمارون بغدادي‪،‬‬ ‫ال ��ذي ُر ّ�شح لنيل جائزة ال�سعف ��ة الذهبية والفائز‬ ‫بجائ ��زة لجن ��ة التحكي ��م ف ��ي مهرج ��ان "كان"‬ ‫ال�سينمائ ��ي ف ��ي الع ��ام ‪ ،1991‬ه ��و �أكث ��ر ن�ضج ًا‪.‬‬ ‫م�ستندً ا �إلى ق�ص ��ة حقيقية عن �إختطاف وتعذيب‬ ‫م�صور فرن�سي من قبل ميلي�شيا لبنانية في بيروت‪،‬‬ ‫ف�إن "خ ��ارج الحياة" هو �شهادة م ��ن بغدادي عن‬ ‫الح ��رب والرجولة‪ ،‬وهي التيمة التي تم ّيز �أفالمه‪.‬‬ ‫يلتقط بغدادي ببراع ��ة الفو�ضى والبلبلة في البلد‬ ‫ال ��ذي ينزلق �إل ��ى الجن ��ون‪ ،‬فيما ي�ش ��كك في دور‬ ‫ال�صحافة في وقت النزاع‪.‬‬ ‫بع ��د ربع قرن عل ��ى �صدوره‪ ،‬ف�إن "خ ��ارج الحياة"‬ ‫ال ي ��زال وثيقة مثالي ��ة للم�أ�ساة التي ال تزال تطارد‬ ‫النف�سية اللبنانية‪.‬‬ ‫‪� .4‬صمت الق�صور (‪.)1994‬‬ ‫المخرجة‪ :‬مفيدة التالتلي‬ ‫يتن ��اول الفيلم ق�صة غام�ضة ع ��ن �إبنة خادمة في‬ ‫�سن المراهقة (النجمة هند �صبري في �أول ظهور‬ ‫لها عل ��ى ال�شا�شة) تن�ش�أ في من ��زل �أر�ستوقراطي‬ ‫ف ��ي نهاية الحكم اال�ستعماري الفرن�سي في تون�س‪.‬‬ ‫وه ��ذه ال�شاب ��ة التي تُدعى عليا ه ��ي مغنية وتحمل‬ ‫من عالقتها العاطفي ��ة برفيقها الذي يطلب منها‬ ‫الإجها�ض‪.‬‬ ‫وتعل ��م عليا بنب�أ وفاة �سيده ��ا ال�سابق الأمير علي‪،‬‬ ‫فتع ��ود‪ ،‬لتعزية عائلت ��ه‪� ،‬إلى الق�صر ال ��ذي ن�ش�أت‬ ‫في ��ه‪ .‬وبعودتها �إل ��ى هناك تت�سابق ذكري ��ات �أ ُمها‬ ‫التي كان ��ت خادمة فيه كما كان ��ت ط ٌباخة ورفيقة‬ ‫وراق�صة‪ .‬وتتذكر �أي�ض ًا طفولتها حيث كانت ُولدت‬ ‫م ��ن �أب مجه ��ول الهوية وكل ما نت ��ج من ذلك من‬ ‫حيرة و�أ�سرار في الق�صر‪.‬‬ ‫وقد ُعر�ض "�صمت الق�صور" في مهرجان "كان"‬ ‫ف ��ي ‪ 1994‬ونال جائ ��زة وتنويه ًا خا�ص� � ًا من لجنة‬ ‫التحكي ��م‪ .‬و ُيعتبر الفيلم الآن معي ��ا ًرا في ال�سينما‬

‫‪100‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫فيلم "يد �إلهية" لإيليا �سليمان‪ :‬فيلم فل�سطيني جريء‬

‫العربي ��ة‪ ،‬و�ساه ��م ف ��ي تر�سي ��خ �سمع ��ة التالتل ��ي‬ ‫ب�إعتباره ��ا �إحدى المخرج ��ات الأكث ��ر ت�أثير ًا في‬ ‫تاريخ المنطقة‪.‬‬

‫المخرجة مفيدة التاللي‪�" :‬صمت الق�صور" �أو�صلها �إلى ال�شهرة‬

‫‪ .3‬يد �إلهية (‪.)2002‬‬ ‫المخرج �إيليا �سليمان‬ ‫‪" ‬ي ��د �إلهية" هو فيلم فل�سطين ��ي ُم�ش َبع بالإ�شارات‬ ‫والرموز‪ .‬وه ��و من �إخراج الفنان الفل�سطيني �إيليا‬ ‫�سليم ��ان‪ ،‬و�إنتاج م�شت ��رك (فرن�س ��ي‪ ،‬فل�سطيني‪،‬‬ ‫مغرب ��ي‪� ،‬ألماني) في الع ��ام ‪ ،2001‬مدت ��ه �ساعة‬ ‫و�إثنت ��ان وثالث ��ون دقيقة‪ .‬وقد ح�ص ��ل الفيلم علي‬ ‫جائزتي ��ن‪ ،‬جائ ��زة لجن ��ة التحكيم ف ��ي مهرجان‬ ‫"كان" ال�سينمائ ��ي ف ��ي الع ��ام‪ ،2002 ‬وجائ ��زة‬ ‫"�سكرين" العالمية في مهرجان ال�سينما الأوروبية‬ ‫لفيلم غير �أوروبي‪.‬‬ ‫والفيل ��م ه ��و �سجل ح ��ب و�ألم‪ ..‬ق�صة ح ��ب بين فتي‬ ‫فل�سطيني من �سكان الأر�ض الفل�سطينية ‪�( 1948‬إيليا‬ ‫�سليم ��ان) وفتاة فل�سطينية من �سكان ال�ضفة الغربية‬ ‫(منال خ�ض ��ر) يلتقيان في �سيارة فارهة علي حاجز‬ ‫�إ�سرائيلي (نقطة تفتي�ش)‪ ،‬ويراقبان الوجع المتناثر‬ ‫والمعاناة علي حواجز الإحتالل الإ�سرائيلية‪.‬‬ ‫الفيلم هو حكاية عالقة الفتي الفل�سطيني (�إيليا)‬ ‫م ��ع الفت ��اة الفل�سطيني ��ة (من ��ال) عل ��ي الحاجز‬ ‫الإ�سرائيل ��ي (حاج ��ز ال ��رام)‪ .‬كي ��ف يلتقي ��ان‬


‫لـ"جوِ ي"‬ ‫ميرندا تقول نعم ُ‬ ‫وتلب�سه محب�س "القف�ص الذهبي"‬

‫العرو�س مع الطفلتين اللتين تقدمتاها في مرا�سم الزفاف‬

‫ليديا بدرا‬

‫غ�سان خوري وعبدو �سلوم‬

‫الكاهن الكاثوليكي الأب ماريانو بيرون‬ ‫يزوج العرو�سين ح�سب التقاليد الأرثوذك�سية‬ ‫ّ‬

‫العرو�سان يقطعان قالب الحلوى‬

‫الزميل ريمون عطالله‪ ،‬كابي طبراني‪� ،‬سير نظمي �أوجي‬

‫دكتورة �إيلينا خوري‬

‫قبلة �شرعية ‪...‬‬

‫عبدو �سلوم‪ ،‬كابي طبراني‪� ،‬إيلين بدرا‪ ،‬ناديا �سلوم‬

‫الزميلة هدى الح�سيني‬

‫طبال‬ ‫جون وناهيا ّ‬ ‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪103‬‬


‫مجتمع‬ ‫إسبانبا‬

‫لـ"جوِ ي” طرباين يف إسبانبا‬ ‫ٌ‬ ‫عرس دويل ُ‬

‫العرو�سان ويحيط بهما من اليمين الأ�شابين‪ :‬ديفيد �سالك‪ ،‬نيبوج�سا نيديليجكوفيت�ش‪� ،‬شن لونغ‪ ،‬ومن الي�سار الإ�شبينات‪� :‬شقيقة العرو�س �ستيفاني بيترز‪ ،‬و�إبنة عمة العري�س مونيكا �سلوم‪ ،‬ونيكيتا �شوراريا ريبيرو‬

‫�أكث ��ر من مئت ��ي �شخ�ص من لبنان‪ ،‬نيقو�سيا‪� ،‬أبو ظب ��ي‪ ،‬لندن‪ ،‬مدريد‪ ،‬باري�س‪،‬‬ ‫جنيف‪ ،‬فرنكفورت‪ ،‬وا�شنط ��ن‪ ،‬نيويورك‪ ،‬ميامي‪� ،‬سانتو دومينغو‪ ،‬بورتوبرن�س‪،‬‬ ‫كينغ�ستون‪� ،‬سيول وهونغ كونغ ‪ ...‬لبوا دعوة نا�شر ورئي�س تحرير "�أ�سواق العرب"‬ ‫كاب ��ي طبراني وزوجته ال�سابقة نان�سي حن�ضل �إل ��ى ح�ضور حفل زفاف نجلهما‬ ‫ُج� � ِوي (‪ )Joey‬على ميرندا كريمة رجل الأعم ��ال البريطاني – القبر�صي بيتر‬ ‫بيت ��رز وقرينت ��ه �إيليني‪ ،‬وذلك في مجمع "�إيل �سيغ ��ارال دي ال�س مير�سيدي�س"‬ ‫"‪ ،"El Cigarral de Las Mercedes‬في مدينة توليدو‪ ،‬في �إ�سبانيا‪.‬‬ ‫وقد �أقيم ��ت �إحتفاالت الزفاف على مدى ثالثة �أي ��ام‪ ،‬كان �أولها ع�شاء �أقامه‬ ‫وال ��د العري�س في اليوم الأول (‪� 28‬أيار‪ /‬ماي ��و) على �شرف �أهل العرو�س في‬ ‫مطع ��م "�إي ��ل كارم ��ن دي مونتي�سي ��ون" (‪،)El Carmen de Montesion‬‬ ‫وف ��ي اليوم التالي �أقيم حف ��ل �إ�ستقبال للتعارف بي ��ن المدعوين في فندق "ال‬ ‫ها�سين ��دا دي ��ل الكاردين ��ال" "‪ "La Hacienda del Cardenal‬ف ��ي �أجواء‬ ‫تراثي ��ة �إ�سبانية – عربية وعلى وقع �أنغام مو�سيقية ناعمة حيث �أختتم الحفل‬ ‫ب�ألعاب نارية ملأت ف�ضاء توليدو‪.‬‬ ‫وفي اليوم الثال ��ث كان الموعد الحا�سم مع حفل الزفاف الذي �أقيم في باحة‬

‫"�إيل �سيغارال دي ال�س مير�سيدي�س" ال ُمزدانة بالخ�ضرة والزهور حيث �أ�شرف‬ ‫عل ��ى �إجراء مرا�سم ال ��زواج الكاه ��ن الكاثوليكي‪ ،‬الأمين الع ��ام لكاردينالية‬ ‫مدريد‪ ،‬الأب ماريانو بيرون‪ ،‬الذي �أجرى المرا�سم وفق الطق�سين الكاثوليكي‬ ‫ثم الأرثوذك�سي مراعاة للعرو�س التي تنتمي �إلى الطائفة الأرثوذك�سية‪.‬‬ ‫وقب ��ل �أن تب ��د�أ المرا�سم الكن�سي ��ة �ألقت �أ�ست ��اذة الأدب الإنكليزي في جامعة‬ ‫لج ِوي‬ ‫جورجت ��اون ال�شاع ��رة ناتالي حن�ضل ق�صي ��دة بالإنكليزي ��ة مخ�ص�صة ُ‬ ‫وميرن ��دا ومنا�سبة زواجهما‪ ،‬تبعته ��ا الم�صرفية فاليري حن�ض ��ل (�إبنة خال‬ ‫العري�س) بقراءة ق�صيدة بالفرن�سية عن الحب والزواج‪...‬‬ ‫بع ��د ذلك‪ ،‬كان الموعد لحف ��ل كوكتيل �آخر و�أخذ ال�ص ��ور التذكارية ‪ ...‬ومن‬ ‫ثم حف ��ل الع�شاء الكبير الذي �أقيم في منحى �آخر من المجمع الفندقي حيث‬ ‫رحب فيه ��ا بالح�ضور وتم ّنى‬ ‫�ألق ��ى والد العري�س الزميل كاب ��ي طبراني كلمة ّ‬ ‫للعرو�سي ��ن حي ��اة م�ستقبلية �سعي ��دة وهانئة‪ .‬وتبعه العري� ��س بكلمة �شكر فيها‬ ‫الح�ض ��ور على تلبية الدعوة‪ ،‬ووالديه على رعايته و�إي�صاله �إلى ما ي�صبو �إليه‪،‬‬ ‫وعائلة عرو�سه لجلبهم ميرندا �إلى هذا العالم ‪...‬‬ ‫وكان الختام حفلة مو�سيقية راق�صة حتى ال�صباح‪...‬‬

‫والد العرو�س بيتر بيترز ي�صحب كريمته لت�سليمها �إلى العري�س المنتظر‬

‫من حفل الزفاف‬

‫‪102‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬


‫النقيب اليا�س عون‪� ،‬إدمون جمال‪ ،‬جاين �شرابيه‬

‫النائب هنري حلو‪ ،‬غنى دندن‪� ،‬شريف �إدري�س‬

‫جوليا �سحالوي‪ ،‬عبدو �أبي نادر‪ ،‬دولفين تابت‬

‫بيار ال�ضاهر والوزير رمزي جريج‬

‫رنده بدير‪ ،‬تامر غزالي‪ ،‬كارول عون‬

‫دوري�س غنطو�س وكارول عون‬

‫�إيلي رزق وكارول �أبو جودة‬

‫نديم عا�صي وروجيه ملكي‬

‫جومانا وجان تامر‬

‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪105‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫�سمير حنا‪ ،‬العميد �أنطوان حلو‪ ،‬اللواء �إبراهيم ب�صبو�ص‪ ،‬جوزيف ك�سرواني‪� ،‬سالم ندا‬

‫ال�سفير جورج �سيام‪ ،‬النائب يا�سين جابر‪� ،‬صالح �سالم‬

‫جمموعة عوده‬ ‫تكرم املشاركني يف‬ ‫ّ‬ ‫منتدى اإلقتصاد العربي‬

‫�سمير حنا‪ ،‬مارك عوده‪� ،‬سالم ندا‪ ،‬جوزيف ك�سرواني‪� ،‬إبراهيم �صليبي‬

‫النقيب اليا�س عون و�سمير حنا‬

‫‪104‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫دع ��ا المدير الع ��ام التنفي ��ذي لمجموع ��ة عوده‬ ‫�سمير حنا �إلى حفل �إ�ستقبال تكريم ًا للم�شاركين‬ ‫في “منتدى الإقت�صاد العربي” الذي عقد �أخير ًا‬ ‫ف ��ي العا�صمة اللبنانية وذل ��ك في فيلاّ عوده في‬ ‫حدائق ال�صوفيل في الأ�شرفية – بيروت‪ .‬ح�ضر‬ ‫الحف ��ل الم�شارك ��ون ف ��ي المنت ��دى �إ�ضاف ��ة �إلى‬ ‫عدد م ��ن الم�س�ؤولين اللبنانيين ورجال و�سيدات‬ ‫الم ��ال والأعم ��ال‪ ،‬ونخب ��ة م ��ن الم�صرفيي ��ن‬ ‫والإقت�صاديين وح�شد م ��ن �شخ�صيات المجتمع‬ ‫اللبناني‪.‬‬

‫�أنطوان الأ�سمر والنقيب اليا�س عون‬


‫المطران بول�س مطر والوزير رمزي جريج‬

‫الوزير ريمون عريجي و�سفيرة الإتحاد الأوروبي كري�ستينا ال�سن‬

‫ع�صام كرم‪ ،‬ريمون �شديد‪ ،‬ال�سفير جورج �سيام‬

‫النواب ف�ؤاد ال�سعد‪ ،‬هنري الحلو‪� ،‬أحمد فتفت‬

‫رفيق �شالال‪� ،‬سحر ومحمد البعلبكي‬

‫النقيب اليا�س عون وف�ؤاد الخازن‬

‫النقيب �أنطونيو الها�شم‬

‫مالك الخوري‬

‫فادي بيرق‬

‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪107‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫توزيع جائزة بشارة اخلوري‬ ‫للتوعية الدميوقراطية‬

‫وليد الخازن‪ ،‬جو�سلين حداد‪ ،‬مي�شال الخوري‪ ،‬دانيال الخوري‬

‫�سفير بلجيكا �أليك�س ليانيرت�س و�سفيرة الإتحاد الأوروبي كري�ستينا ال�سن‬

‫كامل مهنا وجوزيف حبي�س‬

‫‪106‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫م�سعود الأ�شقر و�سمير ال�ضاهر‬

‫ّ‬ ‫نظم ��ت وزارة التربي ��ة اللبناني ��ة و"لجنة جائزة ب�ش ��ارة الخوري‬ ‫للتوعي ��ة الديموقراطية" في "بيت المحام ��ي" ‪ -‬بيروت‪� ،‬إحتفاالً‬ ‫�أعلن ��ت فيه نتائج الم�سابقة التي نظمته ��ا بدعم من بعثة الإتحاد‬ ‫الأوروب ��ي ف ��ي لبنان وعنوانه ��ا "الد�ست ��ور وبناء الدول ��ة"‪ ،‬والتي‬ ‫�ش ��ارك فيها طالب م ��ن ال�صف الثانوي النهائ ��ي بفرعيه العلمي‬ ‫والأدبي للعام الدرا�سي ‪ ،2016-2015‬ينتمون الى مدار�س ر�سمية‬ ‫وخا�ص ��ة في �شت ��ى المحافظات اللبنانية‪ .‬وف ��از ‪ 10‬طالب برحلة‬ ‫تعليمي ��ة وتثقيفي ��ة و�سيا�سية �إل ��ى بروك�سيل‪ ،‬حيث مق ��ر االتحاد‬ ‫الأوروبي‪ ،‬للتعرف على م�ؤ�س�ساته‪.‬‬ ‫وح�ض ��ر االحتفال �شخ�صيات �سيا�سي ��ة وثقافية و�أكاديمية‪ ،‬و�ألقى‬ ‫رئي� ��س لجنة الجائزة مالك الخوري كلم ��ة تحدث فيها عن الغاية‬ ‫من من ��ح الجائزة لل�سنة الثانية على التوال ��ي‪ .‬وقال‪" :‬لماذا هذه‬ ‫الم�سابق ��ة مع الطالب؟ لأننا نراهن عليه ��م وي�ش ّكلون الم�ستقبل‪،‬‬ ‫وغ ��د ًا �سيت�سلمون زم ��ام الأمور ف ��ي بلدنا وي�صب ��ح م�صيرنا بين‬ ‫�أيديه ��م مهم ��ا كان ��ت مهنه ��م �أو وظائفه ��م �أو �إخت�صا�صاتهم"‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف‪" :‬من �أهداف الجائزة‪ ،‬التعرف على طريقة تفكير الجيل‬ ‫ال�صاعد في الظروف الراهنة‪ ،‬واالطالع على المخزون المعرفي‬ ‫للط�ل�اب حول �أ�س�س بناء دول ��ة ديموقراطية‪ ،‬والتعرف على مدى‬ ‫�إلمام �أبنائن ��ا بماهية التركيبة ال�سيا�سي ��ة اللبنانية‪ ،‬وتحري�ضهم‬ ‫على التفكير النقدي البناء"‪.‬‬ ‫و�ألق ��ت رئي�سة بعثة االتحاد الأوروبي في لبنان ال�سفيرة كري�ستينا‬ ‫ال�س ��ن كلمة عر�ض ��ت فيها دور البعثة في دع ��م الم�سابقة وتقديم‬ ‫جوائزها للفائزين الذين هن�أتهم معربة عن �إعجابها باهتمامهم‪.‬‬ ‫والفائ ��زون هم‪ :‬غي ��دا محمد فقيه ومي�ساء نبي ��ل بي�ضون (ثانوية‬ ‫البازوري ��ة)‪ ،‬عل ��ي �شحادة وعم ��اد جاب ��ر (ثانوية الدكت ��ور نزيه‬ ‫البزري)‪ ،‬نج ��اح وليد عالء الدين (ثانوي ��ة كترمايا)‪ ،‬كارن حنا‬ ‫يعق ��وب و�أندريا �أندره غاريو�س وكري�سوتبال ناجي الزيناتي ومينو‬ ‫جو جوزف اليا�س (ثانوية مار يوحنا)‪ ،‬ورونا رفيق فيا�ض (ثانوية‬ ‫العرفان)‪.‬‬

‫فرج كرباج وح�سين الح�سيني‬


‫ف�ؤاد ونهاد دعبول‬

‫لينا دوغان ومهى �سلمى‬

‫ندى ورفعت طربيه‬

‫�إدمون و�سعاد �صعب‬

‫رانيا وعمر الرا�سي‬

‫ديما و�أنطوان زهرة‬

‫ب�سام ودنيز براك‬

‫لينا وعبد الله الخال‬

‫روال و�سعد اليا�س‬

‫�إبراهيم حلبي وعقيلته‬

‫كلود �صوما ونادين �شلهوب‬

‫ربيكا �أبو نا�ضر‬

‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪109‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫عبد الهادي ولميا محفوظ‬

‫غبريال عبد النور‪ ،‬دكتور جوزيف جبرا‪ ،‬كري�ستيان �أو�سي‬

‫عشاء اجلامعة اللبنانية األمريكية‬ ‫السنوي‬ ‫�أكث ��ر من ثالثمئ ��ة وخم�سين �صحافي� � ًا و�صحافية يعملون ف ��ي مختلف و�سائل‬ ‫الإع�ل�ام المكتوبة والمرئي ��ة والم�سموعة‪ ،‬بالإ�ضافة ال ��ى الإعالم الإ ِلكتروني‬ ‫وممثلي ��ن ع ��ن و�سائل الإع�ل�ام العربية والعالمي ��ة في بي ��روت‪ ،‬كانوا �ضيوف‬ ‫الع�ش ��اء ال�سن ��وي التكريمي الذي نظمت ��ه الجامعة اللبناني ��ة الأميركية تحت‬ ‫عنوان "ع�شاء الإعالم ال�شرق ��ي" برئا�سة الدكتور جوزف جبرا داخل مطعم‬ ‫"بابل" في منطقة ال�ضبية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ح�ضر الع�شاء الإحتفالي النائب عمار حوري ممثال رئي�س مجل�س النواب نبيه‬ ‫ب ��ري ورئي�س مجل�س الوزراء تمام �سالم‪ ،‬المدير العام لوزارة الإعالم ح�سان‬ ‫فلحة ممث ًال وزير الإعالم رمزي جريج‪ ،‬النواب‪� :‬أنطوان زهرة‪ ،‬عبا�س ها�شم‬ ‫وناجي غاريو�س‪.‬‬ ‫بع ��د الن�شيد الوطن ��ي اللبناني رحب المدي ��ر التنفيذي للإع�ل�ام والعالقات‬ ‫العام ��ة ف ��ي الجامعة الدكت ��ور كري�ستيان �أو�س ��ي بالح�ضور ث ��م تحدث رئي�س‬ ‫الجامع ��ة الدكتور جوزف جبرا عن‪ ‬ريادة القطاع التربوي في لبنان وتحديد ًا‬ ‫عن م�ؤ�س�سات التعليم العالي التي �شكلت عنوان �إعتزاز للوطن و�إرتقت به الى‬ ‫م�صاف العالمية‪.‬‬

‫نافذ قوا�ص وعقيلته‬

‫‪108‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫جوزيف ودوللي فرح‬

‫�إ�سبران�س غانم‪ ،‬جيلبير رزق‪ ،‬نادين كفوري‬

‫طوني و�أنجليك طعمة‬


‫القا�ضي جان فهد‪ ،‬منال و�أكرم م�شرقية‬

‫الوزير ريمون عريجي وروجيه ن�سنا�س‬

‫�سمير نعيمة والدكتورة نور بيرفوربان‬

‫رابحة خزعل وفلوران�س كالبونجي‬

‫كميل زيادة وراغدة درغام‬

‫�أنطوان حداد و�أردا �أكمكجي‬

‫�سعيد ويمنى غريب‬

‫�إليان وطارق متري‬

‫العميد خليل �أبو �سليمان‪ ،‬نبيل �صالحاني‪ ،‬جورج بول�س‬

‫جي�سيكا جبر‪ ،‬فيكتوريا �شميت‪ ،‬زينا زوين‬

‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪111‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫"يوم أوروبا" يف متحف سرسق‬

‫النائب يا�سين جابر‪ ،‬القائم بالأعمال الأميركي ال�سفير ريت�شارد جونز‪ ،‬ال�سفير الفرن�سي �إيمانويل بون‬

‫ال�سفيرة كري�ستينا ال�سن و�أع�ضاء ال�سفارة‬

‫النائب هنري حلو‪ ،‬روجيه ع�شي‪� ،‬أنطوان �صفير‬

‫‪110‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫لمنا�سب ��ة ي ��وم �أوروب ��ا‪� ،‬أقامت رئي�س ��ة بعثة االتح ��اد الأوروبي ف ��ي لبنان‬ ‫ال�سفي ��رة كري�ستينا ال�سن حفل �إ�ستقبال في متح ��ف �سر�سق‪ ،‬الأ�شرفية ‪-‬‬ ‫بيروت‪� ،‬شاركت في ��ه �شخ�صيات ديبلوما�سية و�سيا�سي ��ة وع�سكرية و�أمنية‬ ‫ودينية و�إقت�صادية و�إجتماعية و�أكاديمية و�إعالمية ومن المجتمع المدني‪ .‬‬ ‫ومث ��ل رئي� ��س مجل� ��س الن ��واب نبي ��ه ب ��ري النائب يا�سي ��ن جاب ��ر‪ ،‬ورئي�س‬ ‫الحكوم ��ة تمام �س�ل�ام الوزيرة �ألي� ��س �شبطيني‪ ،‬ووزي ��ر الخارجية جبران‬ ‫با�سي ��ل ال�سفيرة مي ��را فيوليدي� ��س‪ .‬وح�ض ��ر �أي�ض� � ًا وزراء الإعالم رمزي‬ ‫جري ��ج‪ ،‬والثقافة ريم ��ون عريجي‪ ،‬والبيئة محمد الم�شن ��وق‪ ،‬ووزير الدولة‬ ‫ل�ش�ؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج‪ ،‬والمدير العام لقوى الأمن الداخلي‬ ‫ابراهي ��م ب�صبو�ص‪ ،‬ورئي� ��س مجل�س متحف �سر�سق الوزي ��ر ال�سابق طارق‬ ‫متري‪.‬‬

‫الوزير محمد م�شنوق وعقيلته مينو‬


‫�سيلفي فيعاني ونهى حاتم‬

‫جورج و�ألك�سندرا ع�سيلي‬

‫منى وريمون دكا�ش‬

‫نهى وف�ؤاد حاتم‬

‫دليلة وعماد ماهر‬

‫ك�ساندرا و�شربل ّلب�س‬

‫فيليب و�أنطونيا الزاريني‬

‫جينا �شما�س وماريا مراد‬

‫لورين �سكاف‬

‫ميرنا الب�ستاني‬

‫‪Issue 42 - June - 2016‬‬

‫‪113‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫معرض طريق احلرير‬ ‫يف متحف بسوس‬

‫�سيلفي فيعاني‪ ،‬منى �صحناوي‪ ،‬روبرت كوك‬

‫كرمة علي‪ ،‬ميرفت بكور‪ ،‬دونا رعد‬

‫جومانا ورفاييل دبانة‪ ،‬فادي ب�ستر�س‬

‫روزي ومهى الحافظ‪ ،‬منير دريدي‬

‫‪112‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫�إفتتح �أخير ًا معر�ض "ذكريات من طريق الحرير" في متحف الحرير في‬ ‫ب�سو� ��س‪ ،‬بدعوة من جورج ع�سيلي وعقيلت ��ه �ألك�سندرا وح�ضور عدد كبير‬ ‫من المدعوين الذين جالوا ف ��ي المعر�ض‪ ،‬و�إ�ستعادوا محطات من تاريخ‬ ‫هذه الحرفة اليدوية القديمة والمميزة‪ .‬‬ ‫وحم ��ل ه ��ذا المعر�ض دعوة لل�سفر عل ��ى طريق الحرير عب ��ر المجموعة‬ ‫الخا�صة وال�شخ�صية لألك�سندرا ع�سيلي‪ ،‬وما ترفل بها خزانتها من ثياب‬ ‫رائع ��ة و�أك�س�سوارات وقطع حريرية �إرتدتها ف ��ي منا�سبات ت�ؤرخ لأحداث‬ ‫مهمة بالن�سبة �إليها‪ ،‬بين العام ‪ ١٩٥٠‬و‪ ،١٩٨٠‬بحيث �إ�ستعر�ضها مهند�س‬ ‫الديك ��ور جان ل ��وي مانغي بطريق ��ة ممي ��زة وت�سل�سلية وف ��ق المنا�سبات‬ ‫و�أهميتها‪ .‬‬ ‫فالمعر� ��ض‪ ،‬بما يت�ضمن م ��ن قطع حريرية نادرة م�صنوع ��ة باليد‪ ،‬تعيد‬ ‫ر�س ��م تنقالت الباخرة الت ��ي كان يقودها والد �ألك�سن ��درا قبل �أن ي�صبح‬ ‫�أمي ��را ًال للبحرية البريطاني ��ة‪ ،‬فيما كان يجوب البح ��ار و�صو ًال الى هونغ‬ ‫كونغ‪ ،‬وكانت يومها ال تزال مراهقة‪ ،‬و�صو ًال الى بحر م�سقط ر�أ�س والدتها‬ ‫الرو�سية التي كانت تع�شق �أجمل القما�ش الم�صنوع من الحرير‪ .‬‬ ‫ومن بي ��ن القطع المعرو�ض ��ة �أول ف�ست ��ان حرير �إرتدت ��ه �ألك�سندرا حين‬ ‫ُقدّمت �إلى الملكة اليزابيث بعمر الثامنة ع�شرة‪ ،‬وف�ستان �آخر �إرتدته في‬ ‫حف ��ل �إ�ستقبال ملك �سيام في ق�صر ويند�سورالبريطاني‪ ،‬والزي ال�صيني‬ ‫الذي طلب خ�صي�ص ًا لها من هونغ كونغ‪.‬‬ ‫وي�ستعر�ض المعر�ض في جانب كبير منه‪� ،‬إ�ضافة الى مجموعتها الخا�صة‬ ‫م ��ن ف�ساتين الحري ��ر‪ ،‬عالقة �ألك�سن ��درا ع�سيلي بالحرير عل ��ى �أنواعه‪،‬‬ ‫و�شغفها بالأناقة الذي دفعها لتعلم الخياطة خالل درا�ستها الجامعية في‬ ‫باري�س‪ ،‬حيث كانت تعد ت�صميم ًا وينفذ لها‪ .‬كما وي�سلط المعر�ض ال�ضوء‬ ‫على كيفي ��ة تحويلها ال�ساري الهندي وحرير حل ��ب الى قبعات بعد �إعادة‬ ‫العمل فيها وعلى طريقتها‪ ،‬حيث خلقت عالم ًا ثوري ًا يعك�س �شخ�صيتها‪ .‬‬ ‫وم ��ن المعر�ض �أي�ض ًا محط ��ة لندنية‪ ،‬حينما �إنجذب ��ت �ألك�سندرا لأقم�شة‬ ‫ور�س ��وم زي ��كا �أن�شر‪ ،‬الم�صم ��م ال�شهير لدى دار دي ��ور وغيرهما من دور‬ ‫الأزي ��اء العالمية‪ ،‬والذي بعدما ت�أثر باعج ��اب �ألك�سندرا بعمله‪ ،‬قدم لها‬ ‫مجموعة من ت�صاميمه الخا�صة‪ .‬‬

‫جمال بري وندى �سردوك‬


Offering you the leading brands in Ceramic tiles, Sanitary ware, Kitchen cabinets, Sarieddine has it covered. Offering you the leading brands in Ceramic Adding a touchware, of class that cabinets, turns residential or tiles, Sanitary Kitchen Sarieddine commercial property into a palatial setting. has it covered. Log on to or visit our Adding a www.sarieddine-trading.com touch of class that turns residential or new show room and see for yourself, there’s more to commercial property into a palatial setting. just living with Sarieddine. Log on to www.sarieddine-trading.com or visit our new show room and see for yourself, there’s more to just living with Sarieddine.

Design for today’s living Abu Dhabi: t. 00971 2 6776121, 6774937 Design for today’s living Al Ain: t. 00971 3 7212211, 7218883 sartest@emirates.net.ae Abu Dhabi: t. 00971 2 6776121, 6774937


‫العنقود‬

‫�آخر‬

‫بقرة السعودية احللوب‬ ‫ّ‬ ‫مرحكيم وحواريه ذات مسغبة على كوخ فقير‪ ،‬فهالهما‬ ‫م��ا رأي��اه م��ن ب��ؤس وف��اق��ة‪ .‬ك��وم��ة م��ن األخ�ش��اب القديمة‬ ‫ُ‬ ‫م�ل�أى ب �ث �ق��وب ت�ظ �ه��رم��ن ال �ع ��ورات م��ا ح ��رص ال �ف�ل�اح ال�م�س�ك�ي��ن أن‬ ‫ي�خ�ف�ي��ه‪ .‬وإم� �رأة ض��ام��رة ت�ل�ب��س ال �س��واد ال�خ�ش��ن‪ ،‬ورج ��ل زاده الفقر‬ ‫ً‬ ‫ًّ‬ ‫وشيبا‪ .‬وأمام فوهة الباب نصف المفتوح‪ّ ،‬‬ ‫تسمرت أربع أقدام‬ ‫هما‬ ‫ضامرة تبحث في خشاش األرض عما ّ‬ ‫يسد الرمق‪ .‬دق الحكيم بيد‬ ‫من حاجة على باب الكوخ‪ ،‬فأطل األشيب من النافذة‪ ،‬ورحب على‬ ‫عكس المتوقع‪ ،‬بضيفيه الثقيلين‪ .‬ولما ولجا الكوخ‪ ،‬وجد الحكيم‬ ‫ً‬ ‫وسط هذا العفن يا‬ ‫الداخل أشد بؤسا‪ .‬فقال للفالح‪" :‬كيف تعيش‬ ‫ً‬ ‫رج��ل؟" قال الفالح‪" :‬نحمد الله أنه وهبنا بقرة حلوبا‪ ،‬نشرب لبنها‪،‬‬ ‫ونصنع منه ال�ج�ب��ن‪ ،‬ونبيع م��ا ف��اض منه لنشتري ب��ه م��ا يقيم إودن��ا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫نحن والله أفضل حاال من غيرنا"‪.‬‬ ‫إمتألت بطنا الحكيم والحواري بلبن لم يتغير طعمه‪ ،‬وشكرا للفالح‬ ‫وزوجته ك��رم الضيافة‪ّ ،‬‬ ‫وقبال رؤوس الصغار وإنصرفا‪ .‬وق��رب تلة‪،‬‬ ‫ت��وق��ف ال�ح�ك�ي��م‪ ،‬وط�ل��ب م��ن ح��واري��ه أن ي�ع��ود ل�ي�س��رق ب�ق��رة ال�ف�لاح‪،‬‬ ‫ويأتي بها إليه‪ .‬بعد ت��ردد ذه��ب الشاب إل��ى ك��وخ الفقير‪ ،‬وم��ا لبث أن‬ ‫عاد بالخوار‪ .‬وعندها جاء اإلختباراألصعب‪ ،‬إذ طالب الشيخ تلميذه‬ ‫المطيع أن يلقي البقرة من فوق التلة‪ .‬فهل يطيع التلميذ شيخه وإن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كان ظالما؟ هل يقابل باإلساءة إحسانا على بعد خطوات من قدميه‬ ‫المتعبتين؟ وهل يقتل بقرة ما زال لبنها ًيترجرج في أمعائه؟‬ ‫رفض الشاب هذه المرة أن يقدم قدما على ق��دم‪ ،‬ووق��ف في مكانه‬ ‫ً ً‬ ‫كمسمار في تابوت‪ .‬لكن التلميذ لم يرفض يوما أم�را لمعلم ما عهد‬ ‫عليه إال الصالح‪ ،‬وما رأى منه إال التقوى‪ .‬فهل يفعلها اليوم ويفسخ‬ ‫عهد ثقة أع�ط��اه ع��ن طيب خاطر لسيده؟ ت� ّ‬ ‫�ردد ال�ح��واري‪ ،‬وط��ال به‬ ‫التردد‪ ،‬حتى رأى إصرار شيخه‪ ،‬فأخذ برأس البقرة يشدها إليه حتى‬ ‫ص��ار عند أعلى نقطة في سنام التلة‪ .‬وم��ا هي إال لحظات حتى ألقت‬ ‫البقرة نظرة وداع على رجلين لم يريا من ضروعها إال الحليب‪ .‬ومن‬ ‫يومها‪ ،‬ل��م يسامح التلميذ معلمه‪� .‬ك�ان يسمع ل��ه ويطيع‪ ،‬لكنه كان‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫يقدم الوالء إضطرارا‪ ،‬ويتبع التعاليم قهرا‪ ،‬وينام كل ليلة وفي قلبه‬ ‫غصة‪ .‬لماذا فعل معلمه ما فعل؟ ولماذا قابل إحسان الفقير بكل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫هذا الجحود؟ وكيف يقطع المرء ضرعا مده يوما بشريان حياة؟‬ ‫ذات ل�ي�ل��ة‪ ،‬ق��رر ال �ح��واري أن ي�ع��ود إل��ى ال �ك��وخ ال�خ�ش�ب��ي ل�ي�ق��ف أم��ام‬ ‫ال �ف�ل�اح ف ��ي ض �ع��ة ي �س �ت��رض �ي��ه وي �س �ت �ع �ط �ف��ه ح �ت��ى ي �ص �ف��ح ع �ن ��ه‪ .‬وف��ي‬ ‫ال�ط��ري��ق‪ ،‬إس�ت�ب��دت ال�ه��واج��س ب��ال�ف�ت��ى‪ .‬م��اذا ل��و وج��د ال��ري��ح تصفر في‬ ‫ك��وخ الكريم؟ وم��اذا لو رأى أطفال من أحسن إليه مشردين حفاة‪،‬‬ ‫ي�ف�ت��رش��ون األرص �ف��ة أو ي�ج�ل�س��ون ف��ي إح ��دى ال��زواي��ا ي�س��أل��ون ال�ن��اس‬ ‫إح �س��ان��ا؟ وب ��أي وج ��ه س�ي�ل�ق��ى م��ن أق �ب��ل ب��وج�ه��ه ع�ل�ي�ه�م��ا ف�ط�ع�ن��اه في‬ ‫الظهرمن دون شفقة؟ وأي ثمن يمكنه أن يدفع ّ‬ ‫ليعوض الفالح عن‬ ‫* كاتب و�صحافي م�صري‬

‫‪114‬‬

‫العدد ‪ - 42‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١6 -‬‬

‫بقلم عبد الرازق �أحمد ال�شاعر*‬

‫ً‬ ‫سنوات الضياع؟ وبأي الكلمات يبدأ إعتذاره الذي تأخرجدا؟ وعند‬ ‫ذات المنعطف ال��ذي وق��ف ف�ي��ه ال�ف�ت��ي وش�ي�خ��ه ذات غ��در‪ ،‬توقف‬ ‫الفتى بعدما هاله ما رأى‪ .‬إذ لم يعد لكوخ الفالح أثرتقصه عين‪ ،‬ولم‬ ‫يعد لبؤسه وج��ود‪ .‬وم�ك��ان ك��وم��ة ال�خ�ش��ب‪ ،‬وق��ف قصر منيف يطل‬ ‫على المكان في زهو‪ ،‬وحول القصر سيارات فارهة وإصطبالت خيل‪.‬‬ ‫وقبل أن يدور التلميذ على عقبيه ليعود من حيث أتى‪ ،‬لمح الفالح‬ ‫يخرج من البوابة الرئيسية وفي يده مفتاح سيارة كانت تنتظره أمام‬ ‫مدخل القصر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تريد أن أكمل‪ ،‬وكأنك لم تعش يوما مرحلة اليأس من كل �شيء ومن‬ ‫ك��ل أح��د إال م��ن ي��دي��ك؟ ت��ري��د أن أك�م��ل ّ‬ ‫لتهز رأس��ك وتمسح شاربيك‬ ‫وتثني على صنيع الحكيم؟ وك��أن��ك خ��ارج ع��ن إط��ار ضعفك‪ ،‬وكأنك‬ ‫خارج سياق الحزن العربي الكبير‪ .‬تريد أن تجد ما يأخذك بعيدا من‬ ‫الم َ‬ ‫بؤسك‪ ،‬وأن تجد ما ت� ّ�روح به عن ف��ؤادك ُ‬ ‫تعب؟ تريد أن تجعلها‬ ‫ق�ص��ة تحكيها ل�ص�غ��ارك ق�ب��ل ال �ن��وم؟ ل�ت�ف�ع��ل‪ ،‬ل�ك��ن عليك أن تن�سى‬ ‫لاّ‬ ‫نظرة البقرة التي أعطت كل �ش��يء‪ ،‬ولم تأخذ من حكمة الحكيم إ‬ ‫عل‪ .‬لماذا يفقد الناس األشياء ليجدوا أشياء‪ ،‬ونقف نحن‬ ‫الرمي من ٍ‬ ‫عند كل فقد في إنتظار فقد أكبر؟ ول�م��اذا يخرج الناس أش��داء بعد‬ ‫كل هزيمة‪ ،‬بينما ال نصادق نحن بعد الهزائم إال النكسات والوجع؟‬ ‫ول �م��اذا ي�ت�ح� ّ�ول ال�ك��وخ إل��ى ق�ص��ر‪ ،‬ون�خ��رج ن�ح��ن م��ن بيوتنا إل��ى م�زاب��ل‬ ‫األوط��ان‪ ،‬وم��ن عزنا إل��ى كل مهانة بعد كل هزيمة‪ ،‬وك��ل ت�ع��ادل‪ ،‬وكل‬ ‫نصر؟ ول�م��اذا تحولت المملكة العربية السعودية ف��ي نظر المرشح‬ ‫الجمهوري "دونالد ترامب" إلى مجرد بقرة حلوب‪" :‬علينا أن نحلب‬ ‫ال �ب �ق��رة ال �س �ع��ودي��ة ق ��درال�م�س�ت�ط��اع ح�ت��ى ي�ص�ب��ح ش�ي��وخ�ه��ا األث��ري��اء‬ ‫عديمي الفائدة‪ ،‬وعندها نغادرالشرق األوسط"‪.‬‬ ‫دونالد ترامب ال يمارس هنا دور الشيخ‪ ،‬لكننا نمارس دور البقرة عن‬ ‫طيب خاطر في إنتظار السقوط األخير‪ .‬هم يدافعون عن السعودية‬ ‫"ل �س �ب��ب واح� ��د ووح �ي ��د‪ ،‬وه ��و ال �ن �ف��ط"‪ ،‬ه �ك��ذا ي�ق��ول�ه��ا ال ��رج ��ل ب�ك��ل‬ ‫ص�ف��اق��ة‪ ،‬وي�ج��د بين ال�ع��رب آالف ال�ح��واري�ي��ن المستعدين لجر رأس‬ ‫السعودية العربية نحو الهاوية‪ .‬هم ينتظرون الشبع‪ ،‬ونحن ننتظر‬ ‫ج� �زاء س �ن �م��ار‪ .‬ه��م ي�ت�س��اب�ق��ون ل�ح�ص��د األص� ��وات اإلن�ت�خ��اب�ي��ة ون�ح��ن‬ ‫ن�س�ت�ع��د ل��رب��ط ال �ل �ج��ام وش ��د ال �ل �ج��ام‪ .‬وح �ي��ن ي��أم��ر ت �رام��ب‪ ،‬سيتقدم‬ ‫أش �ق��اؤن��ا ل�ت�ن�ف�ي��ذ وص��اي��ا ال�م�ع�ل��م م��ن دون ت� ��ردد‪ .‬ول ��ن ي�ش�ع��ر تلميذ‬ ‫ً‬ ‫بتأنيب ضمير ع�ل��ى س�ق��وط ب�ق��رة ال�س�ع��ودي��ة ال�ح�ل��وب‪ ،‬ألن أح ��دا لم‬ ‫يرث لسقوط بغداد أو لسقوط طرابلس أو لسقوط حلب‪ .‬سيشرب‬ ‫ِ‬ ‫ت�رام��ب نفطنا ح�ت��ى ال�ث�م��ال��ة‪ ،‬ث��م ي��أم��ر ح��واري�ي��ه ف��ي المنطقة بسرقة‬ ‫عل من دون رحمة‪ .‬لكننا‬ ‫البقرة التي لم يعد له بها حاجة ليلقيها من ٍ‬ ‫ً‬ ‫حتما لن نستطيع بعد بقرتنا الحلوب أن نمتلك القصور أو مرابط‬ ‫الخيل‪ ،‬ألننا سنكون ببساطة قد سقطنا معها‪ ،‬وإلى األبد‬


ABU DHABI - KHALIDIYA STREET - TEL: 02 6813141 AL MARYAH ISLAND - SOWWAH SQUARE - TEL: 02 6266730

BRIONI.cOM


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.