Issue 36

Page 1

‫كيف أعلنت‬ ‫"الدولة اإلسالمية"‬ ‫الحرب على العالم‬

‫هل ّ‬ ‫تدخلت روسيا‬ ‫في سوريا من أجل‬ ‫أنابيب النفط؟‬

‫سلطنة ُعمان‪:‬‬ ‫إشارات ُمق ِلقة‬ ‫لكن ال داعي للذعر‬

‫�شهرية ● �إقت�صادية ● ثقافية ● �إجتماعية ‪ -‬ال�سنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 36‬ت�شرين الثاني ‪ -‬كانون الأول (نوفمبر ‪ -‬دي�سمبر) ‪٢٠١5 -‬‬

‫وباء الكوليرا‬

‫ُي ِّ‬ ‫هدد الشرق األوسط‬


‫اإلفتتاحية‬ ‫�شهرية ● �إقت�صادية ● ثقافية ● �إجتماعية‬ ‫ال�سنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 36‬ت�شرين الثاني ‪ -‬كانون الأول (نوفمبر ‪ -‬دي�سمبر) ‪٢٠١5 -‬‬

‫‪www.asswak-alarab.com‬‬

‫ت�صدر من لندن عن �شركة "�أ�سواق العرب" للن�شر المحدودة‬ ‫العنوان الرئي�سي‪:‬‬ ‫‪Asswak Al-Arab Publishing Ltd‬‬ ‫‪788-790 Finchley Road‬‬ ‫‪London NW11 7TJ - United Kingdom‬‬ ‫‪Tel: +44(0)758 3320593‬‬ ‫‪Fax: +44(0)2082019448‬‬ ‫‪email: info@asswak-alarab.com‬‬ ‫‪Editor-In-Chief: Gabriel Tabarani‬‬

‫رئي�س مجل�س الإدارة ‪ /‬رئي�س التحرير‬

‫كابي طبراني ‪www.gabrielgtabarani.com -‬‬ ‫‪g.tabarani@gmail.com‬‬

‫مدير التحرير (لندن)‬

‫هاني مكارم ‪h.m.makarem@gmail.com -‬‬

‫مديرة الت�سويق ‪ -‬فيكتوريا روبرت�س‬ ‫ت�صدر في لبنان بالتعاون مع مجلة "تحت الأ�ضواء" الإقت�صادية‬ ‫ مركز ال�شرق الأو�سط للدرا�سات والعالقات العامة‪ ،‬بناية بيرال‪،‬‬‫الطابق الأول �شارع الجزائر‪ ،‬المال ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫مدير التحرير (بيروت)‬ ‫جوزف قرداحي ‪josephkordahi@yahoo.com -‬‬ ‫مديرة الت�سويق والعالقات العامة (بيروت)‬ ‫دارين عالمه ‪darinealameh@gmail.com -‬‬ ‫مكتب المغرب‪:‬‬ ‫برومو بري�س ‪� 16 -‬شارع جياللي العريبي‬ ‫الدار البي�ضاء ‪ -‬المغرب‬ ‫الإخراج الفني‬ ‫علي كمال الدين ‪alikamallll@gmail.com -‬‬ ‫التوزيع ‪� -‬شركة الأوائل ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫الإ�شتراكات‪:‬‬ ‫للأفراد‪ 100 :‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬ ‫لل�شركات‪ 150 :‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬

‫للم�ؤ�س�سات الر�سمية والبعثات الديبلوما�سية‪:‬‬

‫‪ 200‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬ ‫‪Price list‬‬

‫ ‪7000‬‬ ‫‪L.L.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪B.D.‬‬ ‫‪2 C.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪E.P.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪J.D.‬‬ ‫ ‪1‬‬ ‫‪K.D.‬‬ ‫ ‪1‬‬ ‫‪O.R.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪Q.R.‬‬ ‫ ‪10‬‬ ‫‪S.R.‬‬ ‫ ‪100‬‬ ‫‪S.L.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪Drhm.‬‬ ‫ ‪3‬‬ ‫‪Pounds.‬‬ ‫‪10 T.D‬‬ ‫‪20 MAD‬‬

‫ ‪Lebanon‬‬ ‫ ‪Bahrain‬‬ ‫ ‪Cyprus‬‬ ‫ ‪Egypt‬‬ ‫ ‪Jordan‬‬ ‫ ‪Kuwait‬‬ ‫ ‪Oman‬‬ ‫ ‪Qatar‬‬ ‫ ‪Saudi Arabia‬‬ ‫ ‪Syria‬‬ ‫ ‪UAE‬‬ ‫ ‪UK‬‬ ‫ ‪Tunis‬‬ ‫ ‪Morocco‬‬

‫المقاالت التي ُتن�شر تع ّبر فقط عن �آراء �أ�صحابها‬

‫هجمات �إرهابية بعيدة من الإ�سالم‬ ‫أ ّكدت سلس��لة قاتلة ومثيرة من األحداث خالل األيام الماضية الخطر الجسيم الذي ما زال‬ ‫يش ّكله اإلرهاب على الس�لام واإلستقرار في العالم‪ .‬في ‪ 31‬تشرين األول (أكتوبر) الفائت‬ ‫س��قطت طائرة روس��ية مدنية‪ ،‬بس��بب إنفجار قنبلة ُوضعت على متنها‪ ،‬بعد إقالعها من‬ ‫مدينة ش��رم الش��يخ المصرية في واحد من أس��وأ الهجمات اإلرهابية على مدنيين روس‬ ‫منذ س��قوط اإلتحاد السوفياتي؛ وفي ‪ 12‬تش��رين الثاني (نوفمبر) الجاري‪ ،‬وقع إنفجاران‬ ‫في س��وق حاشد في برج البراجنة في ضاحية بيروت الحنوبية أسفرا عن مقتل ‪ 44‬شخصاً‬ ‫وأكثر من ‪ 200‬جريح‪ُ ،‬وأحبط هجوم آخر على مس��جد‪ .‬وفي ‪ 13‬تش��رين الثاني (نوفمبر)‬ ‫المنسقة في العاصمة الفرنسية‬ ‫الحالي‪ ،‬قام مس��لحون إنتحاريون بسلس��لة من الهجمات ّ‬ ‫أدّت إلى مقتل أكثر من ‪ 127‬ش��خصاً وأكثر من ‪ 300‬جريح‪ ،‬والتي إعتبرت أس��وأ هجمات‬ ‫عرفتها فرنسا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية‪.‬‬ ‫وإذا كان إسقاط الطائرة الروسية وتفجيرا الضاحية الجنوبية في بيروت ال تقل مأسوية عما‬ ‫وقع في باريس‪ ،‬فإن أحداث العاصمة الفرنسية ُتعتبر أكثر أهمية سياسياً وأمنياً لما لها من‬ ‫تداعيات على مستقبل ما سيجري في سوريا وحتى العراق‪ ،‬وخصوصاً أن الدولة الفرنسية‬ ‫إعتبرتها بمثابة "إعالن حرب"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ف��ي باريس‪ ،‬ضرب ثماني��ة على األقل من المهاجمين أهدافا س��هلة‪ ،‬بم��ا في ذلك قاعة‬ ‫المحتش��دة‪ ،‬وما ال يقل عن ثالثة مطاعم والملعب الوطني الفرنسي‪ ،‬الذي كان‬ ‫"باتاكالن" ُ‬ ‫مليئ��اً بالناس الذين أتوا لمش��اهدة مب��اراة كرة قدم ودية بين فرنس��ا وألمانيا والتي كان‬ ‫يحضرها الرئيس الفرنس��ي فرنس��وا هوالند‪ .‬لقد كانت ضربة صادمة وموجعة لألمة التي‬ ‫ال تزال تتعافى من هجمات كانون الثاني (يناير) الفائت على مكاتب الصحيفة الس��اخرة‬ ‫"شارلي إِيبدو"‪.‬‬ ‫ليس من الصعب أن نس�� ّمي ما حدث في شرم الشيخ والضاحية الجنوبية وباريس بما هو‬ ‫عليه‪ .‬إنها مجرد هجمات شنيعة على مدنيين أبرياء من قبل متطرفين‪ .‬إنه عمل إرهابي‪.‬‬ ‫بغ��ض النظر عن مدى الجهد الذي يبذله بعض المدافعين من أجل التوصل إلى "مبررات"‬ ‫رائع��ة وراء هذه األعمال اإلجرامية‪ ،‬فإن هذه الهجم��ات الجبانة ال يوجد ما يبررها‪ .‬فهي‬ ‫جريمة ليست ضد روسيا أو لبنان أو فرنسا فحسب ولكن أيضاً ضد الشعب والدين اللذين‬ ‫يدّعي هؤالء اإلرهابيون المرضى بأنهم يمثلونهما‪.‬‬ ‫يقول ش��هود عيان في أح��داث باريس أن اإلرهابيين قالوا بأنه��م كانوا ين ّفذون جريمتهم‬ ‫"بسبب ما يحدث في سوريا"‪ .‬وقالوا بأن بعض القتلة كان يهتف "الله أكبر"‪.‬‬ ‫إن اإلس�لام بالتأكيد ال يتسامح مع اإلرهاب؛ وال شعب س��وريا‪ .‬لقد كان السوريون ضحايا‬ ‫اإلره��اب عل��ى مدى الس��نوات الخم��س الماضية – فق��د ُر ِّوعوا من قبل نظام وحش��ي‬ ‫ومجموعات إرهابية ُمس ّلحة تدّعي الجهاد ومحاربة هذا النظام‪.‬‬ ‫ما حدث في بيروت وش��رم الش��يخ وباريس أخيراً لم يكن بإس��م سوريا وال اإلسالم‪ .‬كانت‬ ‫مج��رد أعمال إرهابية إرتكبه��ا مرضى تبنّوا عقيدة دينية غريبة ال عالقة لها أبداً باإلس�لام‬ ‫الحقيق��ي‪ .‬ينبغي على العالم اليوم أن يقف متّح��داً في مواجهة اإلرهاب وتحتاج البلدان‬ ‫المُسلمة أن تكون في طليعة تلك المعركة‪.‬‬ ‫كابي طبراني‬

‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪3‬‬



‫‪68‬‬

‫‪78‬‬

‫‪92‬‬

‫نفط‬

‫نفط‬

‫عالم المرأة‬

‫المعركة الفاصلة‬ ‫على المورد الوحيد‬ ‫يحدد مستقبل ليبيا‬ ‫الذي ّ‬

‫لماذا لن‬ ‫يتدفق النفط سريعاً‬ ‫من صوابير إيران‬

‫ّ‬ ‫تتمتع‬ ‫لماذا ال‬ ‫المرأة السعودية‬ ‫بحق اإلقتراع إال شكلياً‬

‫‪21‬‬

‫رأي خبير‬ ‫لبنان‪ :‬تسييس‬ ‫اإلقتصاد حتى اإلنتحار؟‬

‫‪74‬‬

‫‪47‬‬

‫بكل هدوء‬ ‫حزب "نداء تونس" باق‬ ‫ّ‬ ‫تشققه‬ ‫في الحكم رغم‬

‫‪91‬‬

‫نفط‬

‫المنبر اإلجتماعي‬ ‫أعظم ثروة‪...‬‬ ‫الوقت‬

‫هل ّ‬ ‫تدخلت روسيا‬ ‫في سوريا من أجل‬ ‫خطوط أنابيب الغاز؟‬

‫‪99‬‬

‫‪100‬‬

‫‪101‬‬

‫كتاب‬

‫عالم النجوم‬

‫عالم النجوم‬

‫بن برنانكي يعيد‬ ‫أسباب أزمة ‪ 2008‬إلى‬ ‫سوق "الجملة” المالية‬

‫نيكول سابا‬ ‫"تتوجع من الصمت"‬ ‫ّ‬ ‫سوري ًا‬

‫أوبريت‬ ‫"أميرة الغجر"‬ ‫في مسقط‬

‫‪97‬‬

‫الموقف الثقافي‬ ‫"جريمة شرف”‬ ‫في بيت صباح!‬

‫‪114‬‬

‫آخر العنقود‬ ‫أكتبوا على حيطان‬ ‫المدينة‪ :‬يحيا الموت‬


‫ال�سنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 36‬ت�سرين الثاني ‪ -‬كانون الأول (نوفمبر ‪ -‬دي�سمبر) ‪٢٠١5 -‬‬

‫كيف أعلنت‬ ‫"الدولة اإلسالمية"‬ ‫الحرب على العالم‬

‫هل ّ‬ ‫تدخلت روسيا‬ ‫في سوريا من أجل‬ ‫أنابيب النفط؟‬

‫في هذا العدد‬

‫سلطنة عُ مان‪:‬‬ ‫إشارات ُمقلِقة‬ ‫لكن ال داعي للذعر‬

‫�سهرية ● اإقت�سادية ● ثقافية ● اإجتماعية ‪ -‬ال�سنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪ - 36‬ت�سرين الثاني ‪ -‬كانون الأول (نوفمبر ‪ -‬دي�سمبر) ‪٢٠١5 -‬‬

‫وباء الكوليرا‬

‫ُي ِّ‬ ‫هدد الشرق األوسط‬

‫‪3rd Year - Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪ABU DHABI - KHALIDIYA STREET - TEL: 02 6813141‬‬ ‫‪AL MARYAH ISLAND - SOWWAH SQUARE - TEL: 02 6266730‬‬

‫‪82‬‬

‫تحقيق الشهر‬ ‫موضوع الغالف‬

‫وباء الكوليرا‬ ‫يهدد‬ ‫ّ‬ ‫الشرق األوسط‬

‫‪22‬‬

‫‪28‬‬

‫‪32‬‬

‫‪36‬‬

‫سوريا والعراق‬

‫فلسطين‬

‫العراق‬

‫ُعمان‬

‫كيف أعلن تنظيم‬ ‫"الدولة اإلسالمية"‬ ‫الحرب على العالم‬

‫مأساة‬ ‫الفلسطينيين‬

‫صعود وأفول‬ ‫نجم ُمقتدى الصدر‬

‫ُعمان‪ :‬إشارات ُمق ِلقة‬ ‫لكن ال داعي للذعر!‬

‫‪40‬‬

‫‪50‬‬

‫‪56‬‬

‫‪64‬‬

‫دول مجلس التعاون‬

‫مصارف‬

‫مصارف‬

‫مشاريع غاز‬

‫اإلنهيار اآلتي‬ ‫إلى إقتصادات الخليج؟‬

‫الم ِعيب‬ ‫اإلنقاذ المصرفي ُ‬ ‫في تونس‬

‫أكبر ‪ 100‬مصرف عربي‬ ‫في العام ‪:2015‬‬ ‫سنة مالية قوية أخرى‬

‫فلسطين تبحث‬ ‫عن اإلستقالل في مجال‬ ‫قيدها‬ ‫الطاقة وإسرائيل ُت ِّ‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫لبنان يواجه التهديدات الإقت�صادية بـ"الأموال الذكية"‬ ‫يواجه الإقت�ص ��اد اللبناني تهديدات كبيرة على "عرب نت ‪ "2015‬في دورته ال�ساد�سة‪ ،‬والذي‬ ‫الم�س ��تويات كافة‪ ،‬ما دفع م�ؤ�س�س ��ة "�س ��تاندرد عقد على مدى يومين في بيروت‪.‬‬ ‫�آند بورز" للت�صنيف االئتماني �أخير ًا �إلى تغيير وتناول الم�ش ��اركون ف ��ي الم�ؤتمر ق�ض ��ايا ذات‬ ‫ت�ص ��نيفه م ��ن "م�س ��تقر" �إلى "�س ��لبي"‪ .‬وربط �ص ��لة بالتج ��ارة الإلكترونية والإع�ل�ام الرقمي‬ ‫التقري ��ر �س ��وء النم ��و بالإ�ضط ��راب ال�سيا�س ��ي والإبت ��كار‪ ،‬وت�أثي ��ر المن�ص ��ات الرقمي ��ة ف ��ي‬ ‫الحا�صل في البالد والمنطقة ب�شكل عام‪.‬‬ ‫القطاع ��ات الإقت�ص ��ادية وخدم ��ة العم�ل�اء‬ ‫ولك ��ن في الجه ��ة المقابلة‪ ،‬تظه ��ر دالالت عدة والت�س ��ويق وتركيب الخدمات وال�سلع الجديدة‪،‬‬ ‫تح�س ��ن الإقت�ص ��اد يقودها بدء الت�ش ��غيل في ح�ض ��ور �أكثر من ‪ 700‬محترف ورائد �أعمال‬ ‫عل ��ى ّ‬ ‫بالأموال الذكية‪ ،‬وهي مبادرة تَحظى بدعم من في المجال الرقمي‪.‬‬ ‫جانب الم�ستثمرين والمواطنين‪.‬‬ ‫وم ��ن �ض ��من البرام ��ج الداعم ��ة للإقت�ص ��اد‪،‬‬ ‫وكان ��ت مب ��ادرة م�ص ��رف لبن ��ان‪ ،‬ب�إ�ص ��دار "البرنام ��ج الدول ��ي لت�س ��ريع الأعم ��ال" ال ��ذي‬ ‫التعمي ��م الرقم ‪ ،331‬الذي ي�س ��مح للم�ص ��ارف �إ�ست�ض ��اف ‪� 45‬ش ��ركة من قط ��اع رواد الأعمال‬ ‫والم�ؤ�س�س ��ات المالية‪ ،‬بالم�ساهمة �ضمن حدود اللبنانيي ��ن من مختلف المج ��االت على مدار ‪4‬‬ ‫‪ 3‬ف ��ي المئة من �أموالها الخا�ص ��ة‪ ،‬في ر�س ��ملة �أ�ش ��هر في المرحلة الأولى‪ .‬كما زودها بم�صادر‬ ‫م�ش ��اريع نا�ش ��ئة وحا�ض ��نات �أعمال و�ش ��ركات تمويل وخبراء وفر�ص االنفتاح على دول الخارج‬ ‫م�سرعة للأعمال‪ ،‬يكون ن�شاطها متمحور ًا حول وفاعليات عالمية‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى �إر�شادات على‬ ‫قط ��اع المعرفة‪ ،‬على �إعتب ��ار �أن البنية التحتية م�ستويات عالية و�شبكات توا�صل‪.‬‬ ‫و�ص ��مم "البرنام ��ج الدول ��ي‬ ‫ف ��ي لبن ��ان �أ�ص ��بحت مهي� ��أة‬ ‫ُ‬ ‫لت�س ��ريع الأعم ��ال" به ��دف‬ ‫لإحت�ضان الإقت�صاد الرقمي‪.‬‬ ‫تطوير رواد الأعمال في لبنان‪،‬‬ ‫وفي �آذار (مار�س) الما�ض ��ي‪،‬‬ ‫وذل ��ك �ض ��من مجال �إقت�ص ��اد‬ ‫�أعل ��ن "م�ص ��رف لبن ��ان"‬ ‫المعرف ��ة وقط ��اع تكنولوجي ��ا‬ ‫تخ�ص ��ي�ص مبل ��غ ‪ 400‬مليون‬ ‫المعلومات واالت�صاالت بتوجيه‬ ‫دوالر لدع ��م الإ�س ��تثمارات‬ ‫دول ��ي‪ ،‬وعب ��ر دعمهم لتو�س ��يع‬ ‫وال�ش ��ركات التكنولوجي ��ة‬ ‫نطاق �أعمالهم وتعزيز �أوا�ص ��ر‬ ‫النا�ش ��ئة في البالد‪ ،‬من خالل‬ ‫التعمي ��م ذاته‪ ،‬خ�ل�ال م�ؤتمر حاكم م�صرف لبنان ريا�ض �سالمة التوا�صل مع الأ�سواق العالمية‪.‬‬

‫البنك الدولي‪ :‬تحويالت المغتربين �إلى لبنان ‪ 7,5‬مليارات دوالر‬ ‫قدّر البن ��ك الدول ��ي تحوي�ل�ات المغتربين �إلى‬ ‫لبن ��ان ب� �ـ‪ 7,5‬ملي ��ارات دوالر ف ��ي ‪ ،2015‬بم ��ا‬ ‫ي�ش ّكل �إرتفاع ًا بن�س ��بة ‪ %0,7‬من ‪ 7,45‬مليارات‬ ‫ف ��ي ‪ ،2014‬مقارنة بتحوي�ل�ات مقدارها ‪7,86‬‬ ‫مليارات ف ��ي ‪ 2013‬و‪ 6,73‬مليارات في ‪.2012‬‬ ‫وخ ّف� ��ض البن ��ك الدول ��ي تقديرات ��ه لتحويالت‬ ‫المغتربي ��ن �إل ��ى لبن ��ان ف ��ي ‪ 2014‬ال ��ى ‪8,9‬‬ ‫مليارات في ني�سان (�إبريل)الما�ضي‪.‬‬ ‫و�س � ّ�جل لبنان بذلك �أبط�أ ن�س ��بة نمو للتحويالت‬ ‫بي ��ن الإقت�ص ��ادات النامي ��ة ال� �ـ‪ 15‬الأكث ��ر تل ّقي ًا‬ ‫لتحويالت المغتربين في العام الما�ض ��ي‪ .‬وتوقع‬

‫البنك الدول ��ي �أن ترتفع التحويالت �إلى البلدان‬ ‫النامية بن�س ��بة ‪ ،%2‬والتحويالت �إلى الدول ذات‬ ‫الدخ ��ل المتو�س ��ط �إل ��ى المرتف ��ع (‪)UMICs‬‬ ‫بن�س ��بة ‪ %2,1‬في ‪ .2015‬ووفق الم�سح الذي ورد‬ ‫في الن�ش ��رة الأ�س ��بوعية لمجموعة بنك بيبلو�س‬ ‫"‪ ،"Lebanon this Week‬ح� � ّل لبن ��ان ف ��ي‬ ‫المرتبة ‪ 16‬عالمي ًا و‪ 11‬بين الإقت�صادات النامية‬ ‫حي ��ال تحوي�ل�ات المغتربين ف ��ي ‪ .2015‬كذلك‪،‬‬ ‫�ص� � ّنف كثاني �أكب ��ر متلقّ لتحوي�ل�ات المغتربين‬ ‫بي ��ن ‪ 16‬دولة عربية وكثالث �أكب ��ر متلقّ لها بين‬ ‫‪ 49‬دولة ذات الدخل المتو�سط �إلى المرتفع‪.‬‬

‫الموجز اللبناني‬ ‫حج���م الأرا�ض���ي الت���ي �إنتقل���ت ملكيتها من‬ ‫الم�س���يحيين اللبنانيي���ن الى غيره���م حتى تاريخ‬ ‫الأول من ت�ش���رين الثاني (نوفمب���ر) ‪ 2015‬تق ّدر‬ ‫بـ‪ 40‬مليون متر مربع‪ ،‬تتوزع على كامل االرا�ضي‬ ‫اللبناني���ة‪ ،‬باال�ض���افة ال���ى ‪� 466‬ش���قة بيعت من‬ ‫غير لبنانيي���ن خالل الأعوام الممت���دة بين ‪2013‬‬ ‫و‪ .2015‬لكن الأخطر م���ن كل ذلك �أن �أرقام هذه‬ ‫المبيع���ات العقارية �س���واء �أكانت �أرا�ض���ي جرداء‬ ‫�أم عقارية �أم �ش���ققا ً ووحدات �س���كنية‪ ،‬ال ت�شتمل‬ ‫عل���ى عملي���ات البيع الت���ي ال يتم ت�س���جيلها لدى‬ ‫الدوائر العقاري���ة‪ ،‬ذلك �أن الكثير م���ن البيوعات‬ ‫ت�ش���تمل على � ٍ‬ ‫أرا����ض غي���ر مم�س���وحة‪ ،‬وتاليا ً يتم‬ ‫بيعها بوا�س���طة عقود تحم���ل توقيع المختار فقط‬ ‫وت�سمى �صكوك بيع‪� ،‬إ�ضافة الى عمليات بيع تتم‬ ‫ّ‬ ‫لدى الكتاب العدول من دون �أي ح�سيب �أو رقيب‪،‬‬ ‫وتاليا ً ال يعمد �أ�صحابها الى ت�سجيلها لدى الدوائر‬ ‫العقاري���ة لألف �سبب و�سب���ب‪ ،‬في ظل عدم وجود‬ ‫قانون وا�ضح يجبر ال�شاري على ت�سجيل العقارات‬ ‫الت���ي ي�شتريها فوراً‪ ،‬وهكذا "ت�ضيع الطا�سة" كما‬ ‫يق���ال‪ ،‬وتختلط الأمور بين م���ن ي�شتري ومن يبيع‬ ‫وم���ن يم�سك باالرا�ضي والتالل ومن يتحكم في ما‬ ‫ي�سم���ى "الجغرافيا ال�سيا�سية" ف���ي بالد لم تنجح‬ ‫في تجاوز عثراتها الطائفية بعد‪.‬‬ ‫�أ�سف����ت جمعية م�صارف لبن����ان ب�ش ّدة لـ"ح ّدة‬ ‫الخط����اب ال�سيا�س����ي الم�ستج���� ّد و�إنعكا�ساته على‬ ‫الو�ضعي����ن االقت�ص����ادي واالجتماع����ي‪ ،‬ف����ي ظلّ‬ ‫الحراك المدني المتن ّق����ل والمتوا�صل الذي‪ ،‬على‬ ‫أحقيت����ه‪� ،‬إ ّتخ����ذ �أحيان����ا ً مظاه����ر عنفي����ة �أ ّدت �إلى‬ ‫� ّ‬ ‫ؤ�س�س����ات االقت�صادي����ة وتراجع‬ ‫�‬ ‫الم‬ ‫���ل‬ ‫�‬ ‫عم‬ ‫تعطيل‬ ‫ّ‬ ‫الإنتاج والإنتاجية وتهجير عدد من العمال‪ ،‬ف�ضالً‬ ‫ع����ن تفاقم انعكا�سات التباط�����ؤ االقت�صادي على‬ ‫الأُ َجراء والفئات العاملة"‪.‬‬ ‫‪ ‬ت�ؤك����د الدرا�س����ات والتقاري����ر ال�صادرة عن‬ ‫منظمات دولية‪ ،‬مرة جديدة‪� ،‬إرتفاع ن�سبة الف�ساد‬ ‫وغي����اب ال�شفافية ف����ي لبنان الذي ح����ل في فئة‬ ‫ال����دول ذات مخاط����ر الف�س����اد "العالية ج����داً" في‬ ‫"م�ؤ�ش����ر مكافح����ة الف�ساد في قط����اع الدفاع في‬ ‫ال�ش����رق االو�سط و�شم����ال افريقي����ا"‪ ،‬ال�صادر عن‬ ‫منظم����ة ال�شفافي����ة الدولي����ة‪ .‬مع الإ�ش����ارة الى ان‬ ‫موازن����ة وزارة الدفاع في لبن����ان‪ ،‬التي وردت في‬ ‫م�شروع قان����ون موازن����ة ‪ ،2015‬و�صلت الى نحو‬ ‫‪ 2309‬ملي����ارات لي����رة‪ ،‬منها ما يق����ارب ‪1455‬‬ ‫ملياراً مخ�ص�صة للأجور‪ ،‬اي ‪ %63‬من اجمالي حجم‬ ‫الموازن����ة‪ .‬وخ�ص�ص المبلغ المتبق����ي للتجهيزات‬ ‫والإن�ش����اءات و�ش����راء الأ�سلح����ة والذخائر ونفقات‬ ‫الت�أهيل والترميم‪.‬‬ ‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪7‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون لبنانية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف اللبناني‬

‫لماذا تجاهل العالم الهجوم الإرهابي الوح�شي في بيروت؟‬ ‫ترك ��ت هجم ��ات ‪ 13‬ت�شرين الأول (نوفمبر) المد ّم ��رة في باري�س مئات متن ��وع‪ ،‬ي�سكنه لبنانيون وفل�سطينيون و�سوريون مع مجموعة متنوعة‬ ‫بي ��ن قتي ��ل وجريح‪ ،‬و�ش ّلت المدينة وجلبت �إره ��اب "داع�ش" �إلى العالم م ��ن الإنتم ��اءات ال�سيا�سي ��ة والديني ��ة‪ .‬لق ��د ه ��دف المهاجم ��ان اللذان‬ ‫الغربي لأول مرة‪.‬‬ ‫فج ��را �أنف�سهم ��ا في �س ��وق مزدحمة �إل ��ى قتل مدنيين ق ��در الم�ستطاع‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫بع ��د �ساع ��ات عل ��ى الهجم ��ات‪� ،‬إنهم ��ر الح ��ب والدع ��م عل ��ى العا�صم ��ة �آخذي ��ن معهم ��ا بع�ض الرج ��ال والن�س ��اء والأطفال والط�ل�اب والكهول‬ ‫الفرن�سي ��ة "الحبيب ��ة" م ��ن كل رك ��ن م ��ن �أركان العال ��م‪� .‬أ�ض ��يء مبن ��ى من جميع الأديان والخلفيات‪ .‬كانت واحدة من ال�ضحايا �إمر�أة لبنانية‬ ‫"�إمباي ��ر �ستي ��ت" ف ��ي نيوي ��ورك ودار الأوبرا في �سيدن ��ي ب�ألوان العلم �أميركية التي كانت في زيارة لب�ضعة �أيام فقط من مدينة ديربورن في‬ ‫الفرن�س ��ي‪ .‬و�ص ّم ��م "فاي�سب ��وك" ب�سرعة �صورة ب�أل ��وان العلم الفرن�سي والية مي�شيغان‪ ،‬حيث كانت ت�أمل في �أخذ بع�ض �أفراد من عائلتها �إلى‬ ‫الثالثة بحيث يمكن للم�ستخدمين "دعم فرن�سا والجمهور الباري�سي" الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫و�صورة "�إختيار ال�سالمة" لل�سماح للنا�س في باري�س لتنبيه الأ�صدقاء ولك ��ن عندم ��ا حدث ��ت التفجيرات ف ��ي بيروت‪ ،‬ل ��م يكن هن ��اك "�إختيار‬ ‫و�أفراد العائلة ب�أنهم لم ي�صابوا ب�أذى‪.‬‬ ‫�سالم ��ة" على "فاي�سبوك" للبنانيي ��ن ‪� -‬أو ال�سوريين �أو الفل�سطينيين‬ ‫و�أ�ش ��ار الرئي� ��س الأميركي باراك �أوباما �إلى �أن "ه ��ذا كان هجوماً لي�س ‪ -‬الذي ��ن يعي�ش ��ون ف ��ي برج البراجنة‪ .‬ولم ُيع ِل ��ن �أي زعيم في العالم �أو‬ ‫فقط على باري�س ‪ ...‬ولي�س فقط على ال�شعب الفرن�سي‪ ،‬ولكن ‪ ...‬على يق ��ول ب�أن ��ه "هجوم على الب�شري ��ة جمعاء"‪ .‬ولم تك ��ن هناك مظاهرات‬ ‫الب�شرية جمعاء والقيم العالمية التي نتقا�سمها"‪.‬‬ ‫ت�ضام ��ن وا�ضح ��ة‪ ،‬والت ��ي تب ّي ��ن الدع ��م والتعاط ��ف م ��ع �أولئ ��ك الذين‬ ‫ولك ��ن كان هن ��اك هج ��وم �آخ ��ر لتنظي ��م "الدول ��ة الإ�سالمي ��ة" قبل يوم فقدوا حياتهم‪.‬‬ ‫واح ��د فق ��ط وق ��د كان م�أ�سوي� �اً بالحج ��م ذات ��ه �أي�ض� �اً‪ .‬وق ��د ح ��دث ف ��ي وغني عن القول‪ ،‬ب�أن مبنى "�إمباير �ستيت" لم ُي�ضاء ب�شجرة �أرز ‪ -‬رمز‬ ‫بي ��روت ‪ -‬المدين ��ة الت ��ي �أحبها كثي ��رون ح ��ول العالم و�س ّموه ��ا باري�س العلم اللبناني ‪ -‬فوق �أفق مدينة نيويورك‪.‬‬ ‫ال�ش ��رق‪ .‬مع ذلك ف�إن الهجوم بال ��كاد قد لوحظ في الغرب‪ .‬فيما كانت لق ��د ثبت علمياً‪ ،‬ومفهوم عاطفياً‪� ،‬أن م�أ�ساة �صغيرة في الفناء الخلفي‬ ‫ر�سائ ��ل الت�ضامن مع فرن�سا ُتغرق و�سائل الإعالم الإجتماعية‪ ،‬و ُيعرب للم ��رء تثي ��ر مزيداً م ��ن الح ��زن �أكثر من كارث ��ة عالمية عل ��ى الجانب‬ ‫الأ�صدق ��اء والزمالء عن الرعب للفظائع التي �إرتكبت‪ ،‬هاجمني �س�ؤال الآخ ��ر م ��ن العال ��م‪ .‬ولك ��ن في حال ��ة باري� ��س وبي ��روت‪� ،‬إن الأمر محير‬ ‫ُمح ��زن‪ :‬لم ��اذا ال ي�ستح ��ق �شعب ��ي ال ��ذي �أنتم ��ي �إلي ��ه العي ��ار عين ��ه من لم ��اذا واح ��دة منهم ��ا ت�ستح ��ق الحزن الجماع ��ي والحداد‪ ،‬ف ��ي حين �أن‬ ‫التغطية‪ ،‬والحزن الجماعي الوا�ضح ذاته؟‬ ‫الأخرى لي�ست كذلك‪.‬‬ ‫فجر نا�شط ��ان من "داع�ش" �أنف�سهما لم ��اذا العن ��ف في جزء م ��ن العالم بال ��كاد ي�ستحق التغطي ��ة الإخبارية‪،‬‬ ‫ف ��ي ‪ 12‬ت�شرين الثاني (نوفمبر) ّ‬ ‫ف ��ي �س ��وق مزدحم ��ة في حي ب ��رج البراجنة ف ��ي بيروت‪ ،‬مم ��ا �أ�سفر عن في حين �أن العنف في بلد �آخر ُينعى وي�ستحق الحزن ب�شكل جماعي؟‬ ‫مقت ��ل ‪ 44‬و�إ�صاب ��ة �أكثر من ‪� 200‬آخرين في �أ�سو�أ هجوم �إرهابي �شهدته ه ��ل لأن القناب ��ل والعن ��ف يعتب ��ران عم�ل ً�ا روتيني� �اً في منطق ��ة ال�شرق‬ ‫المدينة منذ �سنوات‪.‬‬ ‫الأو�سط‪ ،‬ولكن لي�س في �أوروبا؟‬ ‫عل ��ى الرغم من �أن الجماع ��ة الإرهابية التي كانت وراء هجمات باري�س ه ��ذا لي� ��س فق ��ط ع ��ن باري� ��س وبي ��روت‪ .‬بل ه ��و �أي�ض� �اً ع ��ن التفجيرات‬ ‫وبي ��روت ه ��ي نف�سه ��ا‪ ،‬ف�إن �س ��رد و�سائ ��ل الإع�ل�ام الغربي ��ة كان مختلفاً اليومي ��ة والمج ��ازر المتكررة في �سوريا والع ��راق التي �سقطت الى حد‬ ‫تمام� �اً‪ .‬في باري�س‪ ،‬هاج ��م "داع�ش" �شباناً تقدميين في المدينة‪ ،‬حيث كبي ��ر ع ��ن رادار و�سائ ��ل الإع�ل�ام الغربية‪� .‬إن ��ه عن الح ��دود التي تقفل‬ ‫قت ��ل الع�ش ��رات م ��ن الذين كانوا يتمتع ��ون بليلتهم في حف ��ل مو�سيقي‪ ،‬ب�سرع ��ة في وج ��ه ال�سوريي ��ن والعراقيي ��ن الفارين من عن ��ف "داع�ش"‬ ‫وي�شاهدون مباراة لكرة القدم‪ ،‬وي�أكلون في مطاعم‪ .‬في بيروت‪� ،‬ضرب و"الن�ص ��رة" والنظ ��ام ف ��ي بلديهم‪ ،‬حيث ل ��م ُيت َرك له ��م �أي خيار �سوى‬ ‫"داع�ش" "معق ً‬ ‫ال لحزب اهلل" في "ال�ضاحية الجنوبية لبيروت"‪ ،‬وهي الف ��رار م ��ن طري ��ق المعابر البحري ��ة الخط ��رة والم�شي ب�إتج ��اه وعبر‬ ‫و�صف ف ��ي كثير من الأحيان �أوروب ��ا‪ ،‬مجتازي ��ن الح ��دود على �أمل طل ��ب اللجوء‪� .‬إنه ع ��ن حقيقة �أن‬ ‫منطق ��ة فقي ��رة‪ ،‬ت�سكنها غالبية �شيعية و ُت َ‬ ‫ب�أنه ��ا معق ��ل للإرهاب في المنطقة‪ .‬وقد ُ�ص� �وِّر الهجوم ب�أنه لي�س �أكثر ج ��واز �سف ��ر يحمله بع�ض النا�س – ح�صل عليه بحادث مولد �أو ميالد‪،‬‬ ‫م ��ن عقاب عل ��ى �إ�ستراتيجية تدخ ��ل "حزب اهلل" الم�ستم ��ر في الحرب ف ��ي معظ ��م الح ��االت ‪ -‬يجعله ي�ستح ��ق ال�سالم ��ة والرحم ��ة‪ ،‬والبع�ض‬ ‫الأهلية ال�سورية ودعم نظام الرئي�س ال�سوري ب�شار الأ�سد‪.‬‬ ‫الآخر ال‪.‬‬ ‫غالبية و�سائل الإعالم الغربية لم تذكر �أنه في حين يقع برج البراجنة لي�س ��ت باري� ��س فق ��ط‪ :‬كل ه ��ذه الم�آ�س ��ي ه ��ي "�إعت ��داء عل ��ى الب�شري ��ة‬ ‫في ال�ضاحية الجنوبية لبيروت‪ ،‬ويتواجد بالقرب منه‪ ،‬مثل العديد من جمعاء"‪.‬‬ ‫مخيمات الالجئين الفل�سطينيين تقليدياً‪" ،‬حزب اهلل"‪ ،‬فهو �أي�ضاً حي‬ ‫بيروت ‪ -‬رئيف عمرو‬

‫‪6‬‬

‫العدد ‪ - 36‬ت�شرين الثاين ‪ -‬كانون الأول (نوفمرب ‪ -‬دي�سمرب) ‪٢٠١5 -‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫الم�س�ؤولية االجتماعية لل�شركات تتطور في لبنان‬ ‫حقق لبن ��ان عب ��ر مب ��ادرات �أطلقها م�ص ��رف‬ ‫لبن ��ان المرك ��زي وبن ��وك وم�ؤ�س�س ��ات‪ ،‬مفهوم‬ ‫"الم�س�ؤولية االجتماعية لل�شركات"‪ ،‬من خالل‬ ‫�أداء ه ��ذا ال ��دور ب�آلي ��ات متنوع ��ة‪ ،‬وتُرجم ��ت‬ ‫�إ�س ��تفادة للمجتم ��ع اللبنان ��ي �ش ��ملت قطاعات‬ ‫حيوية وخدمية‪ .‬ونوق� ��ش هذا المفهوم و�أهميته‬ ‫ف ��ي المنت ��دى ال�س ��نوي الخام�س ال ��ذي نظمته‬ ‫"�سي �أ�س �آر ليبانون" بعنوان "دور الإ�ستدامة‬ ‫في تعزيز قيمة العالمة التجارية و�سمعتها" في‬ ‫فندق "فيني�سيا"‪ ،‬برعاية حاكم م�صرف لبنان‬ ‫المركزي ريا�ض �سالمة‪.‬‬ ‫و�إعتب ��ر الرئي� ��س التنفي ��ذي لل�ش ��ركة ّ‬ ‫المنظمة‬ ‫خال ��د الق�ص ��ار‪� ،‬أن "تقويم �أ�س ��هم ال�ش ��ركات‬ ‫في الأ�س ��واق العالمية لم يعد ي�س ��تند فقط على‬ ‫موجوداتها ونتائجها المالية فح�س ��ب‪ ،‬بل �أي�ض ًا‬ ‫بنا ًء عل ��ى تقاريرها ونتائج �أرقامها االجتماعية‬ ‫والبيئية ال�سنوية المنتظمة"‪.‬‬ ‫ور�أى وزي ��ر البيئ ��ة اللبنان ��ي محمد الم�ش ��نوق‪،‬‬ ‫�ض ��رورة "الو�ص ��ول في مكان ما ف ��ي لبنان �إلى‬ ‫�ص ��يغة الم�س� ��ؤولية الإجتماعية الم�ش ��تركة بين‬

‫الهيئات والم�ؤ�س�س ��ات الإقت�صادية‪ ،‬عبر �إن�شاء‬ ‫�ص ��ناديق ق ��د تك ��ون للإنم ��اء �أو البيئ ��ة �أو �أي‬ ‫مو�ض ��وع له طاب ��ع وطن ��ي‪ ،‬حيث تعج ��ز الدولة‬ ‫�أحيان ًا �أو حيث ي�ضيع ال�سيا�سيون من البو�صلة"‪.‬‬ ‫و�أك ��د الرئي�س التنفي ��ذي لـ"مجموعة الفطيم"‬ ‫�آالن بجان ��ي‪�" ،‬إلتزام المجموعة تطوير قدرات‬ ‫ال�شباب العربي العامل لديها"‪ ،‬م�ؤكد ًا �أن "�أكبر‬ ‫ث ��روة تملكها هي ‪� 27‬ألف عامل �ض ��منها‪ ،‬ولي�س‬ ‫ال�سبعة مليارات دوالر التي تمثل رقم �أعمالها"‪.‬‬ ‫وقال رئي�س مجل�س �إدارة "بنك لبنان والمهجر"‬ ‫�س ��عد الأزهري‪� ،‬أن "�إقتناعي بالدور ال ُم�ستدام‬ ‫يتج�س ��د‬ ‫لل�ش ��ركات في الم�س� ��ؤولية االجتماعية ّ‬ ‫في الن�ش ��اطات التي ُيقدّمها الم�صرف‪� ،‬إذ كان‬ ‫�سباق ًا في �إبتكار هذه الن�شاطات ودعمها"‪.‬‬ ‫و�أك ��د �س�ل�امة‪� ،‬أن "المرك ��زي" حق ��ق عمليات‬ ‫ذات �ص ��لة بالم�س� ��ؤولية الإجتماعية‪ ،‬فهو "لعب‬ ‫دور ًا ف ��ي قط ��اع التعلي ��م‪ ،‬م�س ��اهم ًا في �ش ��كل‬ ‫مبا�ش ��ر في �إن�ش ��اء جامعة متقدمة في بيروت‪.‬‬ ‫تن�ص على تخ�صي�ص قرو�ض‬ ‫كما �أ�صدر تعاميم ّ‬ ‫مي�سرة للتح�صيل الجامعي"‪.‬‬ ‫ّ‬

‫لبنان‪ :‬الثروة ال�صافية للفرد في المرتبة ‪ 49‬الأعلى عالمي ًا‬ ‫قدر بنك الإ�س ��تثمار العالمي "كريدي �سوي�س"‬ ‫(‪ )Credit Suisse‬الثروة ال�ص ��افية للفرد في‬ ‫لبن ��ان ب� �ـ‪ 30,207‬دوالرات في نهاي ��ة حزيران‬ ‫(يوني ��و) ‪� ،2015‬أي بانخفا� ��ض ن�س ��بته ‪%1,7‬‬ ‫م ��ن ‪ 30,733‬دوالر ًا في نهاية حزيران (يونيو)‬ ‫‪ ،2014‬وذل ��ك بعدم ��ا بلغ ��ت ذروة مقداره ��ا‬ ‫‪ 35,946‬دوالر ًا في نهاية ‪.2007‬‬ ‫و�سجلت الثروة ال�صافية للمواطن اللبناني نمواً‬ ‫بمع ��دل �س ��نوي مركب بل ��غ ‪ %3,1‬م ��ن ‪20,695‬‬ ‫دوالر ًا ف ��ي نهاي ��ة ‪� 2000‬إل ��ى ‪ 30,903‬دوالرات‬ ‫في نهاية ‪ .2013‬وجاءت الثروة ال�صافية للفرد‬ ‫ف ��ي لبنان في المرتبة ‪ 49‬الأعلى بين ‪ 174‬دولة‬ ‫عالمي� � ًا‪ ،‬والثالث ��ة الأعل ��ى بي ��ن ‪ 46‬دول ��ة ذات‬ ‫الدخل المتو�سط �إلى المرتفع‪ ،‬وال�سابعة الأعلى‬ ‫بي ��ن ‪ 19‬دولة عربية في نهاية حزيران (يونيو)‬ ‫‪.2015‬‬

‫ووفق التقرير الذي �أوردته الن�ش ��رة الأ�س ��بوعية‬ ‫لمجموع ��ة بن ��ك بيبلو� ��س "‪Lebanon This‬‬ ‫‪ ،"Week‬و�ص ��لت الأ�ص ��ول المالية ال�ص ��افية‬ ‫للف ��رد ف ��ي لبن ��ان �إل ��ى ‪ 22,443‬دوالر ًا ف ��ي‬ ‫نهاي ��ة حزي ��ران (يوني ��و) ‪� ،2015‬أي ب�إرتف ��اع‬ ‫‪ %0,3‬عن ‪ 22,372‬ف ��ي نهاية حزيران (يونيو)‬ ‫‪ ،2014‬وذلك بعدما و�ص ��لت �إلى ذروة مقدارها‬ ‫‪ 24,690‬دوالر ًا ف ��ي نهاي ��ة ‪ .2007‬و�س ��جلت‬ ‫الأ�ص ��ول ال�ص ��افية للفرد في لبنان نمو ًا بمعدل‬ ‫�س ��نوي مرك ��ب بل ��غ ‪ %4,1‬م ��ن ‪ 13,276‬دوالر ًا‬ ‫في نهاي ��ة ‪� 2000‬إل ��ى ‪ 22,249‬دوالر ًا في نهاية‬ ‫‪ .2013‬وج ��اءت الأ�ص ��ول ال�ص ��افية للف ��رد في‬ ‫المركز ‪ 40‬الأعلى عالمي� � ًا‪ ،‬والأعلى بين الدول‬ ‫ذات الدخل المتو�س ��ط �إلى المرتفع‪ ،‬وال�ساد�سة‬ ‫الأعل ��ى بين ال ��دول العربية ف ��ي نهاية حزيران‬ ‫(حزيران) ‪.2015‬‬

‫قال ‪ 82‬في المئة من اللبنانيين الم�شاركين‬ ‫ف���ي �إ�ستطالع �إقليمي �إن و�ض���ع البيئة في بلدهم‬ ‫تراج���ع خ�ل�ال ال�سنين الع�ش���ر الأخي���رة‪ ،‬فيما وجد‬ ‫‪ 99‬ف���ي المئة‪ ،‬وهي الن�سب���ة الأعل���ى �إقليميا ً‪� ،‬أن‬ ‫حكومتهم ال تقوم بما في���ه الكفاية لرعاية البيئة‪.‬‬ ‫و�أبدى ‪ 84‬في المئة �إ�ستعدادهم لتغيير عاداتهم‬ ‫الغذائية و‪ 82‬ف���ي المئة لدفع �أ�سعار �أعلى للمياه‬ ‫والكهرب���اء‪ ،‬اذا كان ه���ذا ي�ساه���م ف���ي تر�شي���د‬ ‫الإ�سته�ل�اك ورعاي���ة البيئة‪ ،‬في حي���ن وجد معظم‬ ‫اللبنانيي���ن �أن التحدي���ات البيئية الثالث���ة الأولى‬ ‫تتمث���ل ف���ي االزدح���ام الم���روري و�سالم���ة الغذاء‬ ‫والنفاي���ات‪ .‬هذه بع����ض النتائج الخا�ص���ة بلبنان‬ ‫الت���ي �أظهرها �إ�ستطالع لل���ر�أي العام العربي الذي‬ ‫�أجراه المنتدى العربي للبيئ���ة والتنمية (�أفد) في‬ ‫‪ 22‬بلداً عربيا ً‪.‬‬ ‫ُيعاني القط���اع العقاري رك���وداً �شبه م�ستمر‬ ‫من���ذ الع���ام ‪ .2010‬لك���ن رغ���م تراج���ع العمليات‬ ‫�إ�ستم���رت الأ�سعار �شب���ه ثابت���ة‪� ،‬إال �أن الجديد هو‬ ‫التراج���ع الكبير في �أرقام ‪ ، 2015‬ما يعني زعزعة‬ ‫لهيكلية الأ�سع���ار التي لن تت�أخر ف���ي الإنخفا�ض‬ ‫تجنبا ً لإنهيارات محتملة‪.‬‬ ‫و�شه����دت �أرقام هذه ال�سنة تراجع����ا ً ملحوظا ً على‬ ‫�صعيدي البناء وال�شراء‪ ،‬اذ تراجع ت�سليم الإ�سمنت‬ ‫بن�سب����ة ‪ %16.7‬ف����ي الأ�شهر ال�سبع����ة الأولى من‬ ‫ال�سن����ة مقارنة بالفترة نف�سها من العام الما�ضي‪.‬‬ ‫كذلك تراجعت رخ�ص البن����اء (الم�ساحات) بن�سبة‬ ‫‪ %15.9‬وع����دد العملي����ات ‪ %12‬ف����ي الأ�شه����ر‬ ‫الثماني����ة الأول����ى‪ .‬و�إذا كان الالف����ت م����ن الأرقام‬ ‫ال�صادرة‪ ،‬زيادة عدد عمليات ال�شراء من الأجانب‬ ‫(‪ %37.4+‬ف����ي �آب (�أغ�سط�����س) ‪� ،)2015‬إال‬ ‫�أن عملي����ات البي����ع للبنانيي����ن تراجعت ‪%12.7‬‬ ‫ف����ي الفترة نف�سه����ا‪ .‬وهذا الأمر يع����ود �إلى تراجع‬ ‫الن�شاط االقت�صادي بالدرجة الأولى والذي تراجع‬ ‫معه اال�ستهالك بن�سبة ‪ ،%18‬و�إنعك�س الأمر تاليا ً‬ ‫على القط����اع العقاري ال����ذي ي�أتي ف����ي المراتب‬ ‫التي تلي �إ�سته��ل�اك المواد الأ�سا�سي����ة والطبابة‬ ‫والتعليم‪.‬‬ ‫ك�ش���ف الأمين العام لإتحاد الم�صارف العربية‬ ‫توجه دولي لعولمة قانون "فاتكا"‬ ‫و�سام فتوح عن ّ‬ ‫‪ FATCA‬الأميركي‪� ،‬أي قانون الإمتثال ال�ضريبي‬ ‫عل���ى ح�ساب���ات الأميركيي���ن الخارجي���ة‪ ،‬لي�صب���ح‬ ‫قانون���ا ً دوليا ً تحت الم�سم���ى ‪" GATCA‬غاتكا "‬ ‫(‪Global Account Tax Compliance‬‬ ‫‪ ،)Act‬اي قان���ون االمتث���ال ال�ضريب���ي عل���ى‬ ‫الح�ساب���ات العالمي���ة‪ ،‬والذي تطبق���ه معظم دول‬ ‫العال���م على رعاياه���ا الذين يعملون خ���ارج حدود‬ ‫بلدانهم الأم ولديهم مداخيل و�إ�ستثمارات‪.‬‬

‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪9‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون لبنانية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫المفكرة اللبنانية‬

‫لبنان يتراجع في م�ؤ�شر ممار�سة الأعمال‬ ‫�ص ّن ��ف البن ��ك الدول ��ي وم�ؤ�س�س ��ة التموي ��ل‬ ‫العالمي ��ة لبن ��ان ف ��ي المرتب ��ة ‪ 123‬بي ��ن ‪189‬‬ ‫بل ��داً ف ��ي العالم وف ��ي المركز العا�ش ��ر بين ‪21‬‬ ‫دول ��ة عربي ��ة حي ��ال �سهول ��ة ممار�س ��ة �أن�شطة‬ ‫الأعم ��ال ل�سن ��ة ‪ .2016‬وتراجعت مرتبة لبنان‬ ‫العالمية بنقطتين عن المرتبة ‪ 121‬في م�سح‬ ‫‪ ،2015‬ف ��ي حين لم تتغ ّي ��ر مرتبته بين الدول‬ ‫العربي ��ة‪ ،‬م ��ن الع ��ام الما�ض ��ي‪ .‬وح� � ّل لبن ��ان‬ ‫ف ��ي المرتب ��ة ‪ 39‬بي ��ن ‪ 49‬دول ��ة ذات الدخ ��ل‬ ‫المتو�س ��ط �إل ��ى المرتف ��ع الم�شمولة في م�سح‬ ‫‪ .2016‬ويحت�س ��ب البنك الدول ��ي هذا الم�ؤ�شر‬ ‫بن ��اء عل ��ى مجموعة م ��ن ‪ 10‬م�ؤ�ش ��رات ثانوية‬ ‫لتنظي ��م الأعمال التجارية التي تقي�س الوقت‬ ‫والكلف ��ة لتلبي ��ة متطلب ��ات الحكوم ��ة لب ��دء‬ ‫الن�ش ��اط التج ��اري‪ ،‬وت�شغيله‪ ،‬ودف ��ع �ضرائبه‪،‬‬ ‫وت�صفيت ��ه‪ .‬وترتك ��ز الت�صنيف ��ات ف ��ي م� ّؤ�ش ��ر‬ ‫‪ 2016‬على م�سافة نتيجة كل دولة �إلى الحدود‬ ‫الق�ص ��وى (‪ ،)Distance to Frontier‬ب ��دل‬ ‫�أ�سلوب الترتي ��ب المئوي التي تم تطبيقه في‬ ‫الدرا�س ��ات ال�سابقة‪ .‬ويقي� ��س �أ�سلوب الم�سافة‬ ‫�إل ��ى الح ��دود (‪ )DTF‬الم�ساف ��ة بي ��ن الأداء‬ ‫الحال ��ي لدول ��ة م ��ا و�أداء الدول ��ة الأف�ضل في‬ ‫العال ��م ف ��ي كل م�ؤ�ش ��ر فرعي‪ .‬وت ��راوح نتيجة‬ ‫ال� �ـ(‪ )DTF‬م ��ن �صف ��ر �إل ��ى ‪ ،100‬بحي ��ث تم ّثل‬ ‫نتيج ��ة ال� �ـ‪" 100‬الح ��دود"‪� ،‬أو الدولة الأف�ضل‬ ‫�أداءً‪ .‬وبلغ ��ت نتيجة الم�ساف ��ة �إلى الحدود في‬ ‫ت�سجل تغييراً‬ ‫لبنان ‪ 56,4‬في م�سح ‪ ،2016‬فلم ّ‬ ‫كبي ��راً ع ��ن نتيج ��ة ‪ 56,5‬ف ��ي الم�س ��ح ال�سابق‪.‬‬ ‫و�أ�شار البنك الدول ��ي �إلى �أن الدولة اللبنانية‬ ‫لم تن ّفذ �أياً من الإ�صالحات‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وح ّل لبنان ف ��ي المرتبة ‪ 114‬عالميا والثامنة‬ ‫عربي� �اً ع ��ن فئ ��ة ب ��دء الن�ش ��اط التج ��اري‪.‬‬ ‫وبح�س ��ب الدرا�س ��ة‪ ،‬يحت ��اج �صاح ��ب من�ش� ��أة‬ ‫الأعم ��ال �إل ��ى ‪� 6‬إج ��راءات لب ��دء الن�ش ��اط‬ ‫التج ��اري‪ ،‬مقارن ��ة ب� �ـ‪� 6,9‬إج ��راءات عل ��ى‬ ‫ال�صعي ��د العالمي و‪� 8,1‬إجراءات على ال�صعيد‬ ‫الإقليم ��ي‪ ،‬و‪� 4,7‬إج ��راءات عل ��ى �صعي ��د دول‬ ‫منظم ��ة التعاون الإقت�ص ��ادي والتنمية؛ بينما‬ ‫ت�ستغرق الفترة الزمنية لبدء العمل التجاري‬

‫‪8‬‬

‫البنك الدولي‪ :‬لبنان في تراجع‬

‫‪ 15‬يوم� �اً ف ��ي لبنان مقارن ��ة ب� �ـ‪ 20,4‬يوماً على الم�ساف ��ة �إلى حدوده في ه ��ذا الم�ؤ�شر ‪،49,85‬‬ ‫ي�سجل تغيير ع ��ن نتيجته في م�سح العام‬ ‫ال�صعي ��د العالم ��ي‪ ،‬و‪ 18,7‬يوماً عل ��ى ال�صعيد فل ��م ّ‬ ‫الإقليم ��ي و‪ 8,3‬اي ��ام على �صعي ��د دول منظمة الما�ض ��ي‪ ،‬وكان ��ت �أدن ��ى م ��ن مع ��دل ال ��دول‬ ‫ي�سج ��ل العربية البالغ ‪.53,1‬‬ ‫التع ��اون االقت�ص ��ادي والتنمي ��ة‪ .‬ول ��م ّ‬ ‫البنك الدولي �أي �إ�صالح في عملية البدء في ووف ��ق تقري ��ر بن ��ك بيبلو� ��س‪ ،‬ح� � ّل لبن ��ان ف ��ي‬ ‫الن�ش ��اط التجاري في لبن ��ان منذ العام ‪ ،2011‬المرتب ��ة ‪ 103‬عالمي� �اً و‪ 14‬عربي� �اً ع ��ن فئ ��ة‬ ‫وبلغ ��ت نتيجة الم�سافة �إلى الحدود في لبنان ت�سجيل الملكية‪ .‬و�أ�شار الم�سح �إلى �أن ت�سجيل‬ ‫ف ��ي هذا الم�ؤ�شر ‪ 82,68‬مقارنة بنتيجة ‪ 82,77‬الملكية فيه ي�ستغرق ‪ 34‬يوماً وت�ساوي كلفتها‬ ‫في م�سح ‪ ،2015‬وكانت �أعلى من معدل الدول ‪ %5,9‬م ��ن قيم ��ة العق ��ار مقارن� � ًة بالمع ��دل‬ ‫العالم ��ي البال ��غ ‪ 48,3‬يوم� �اً و‪ %5,6‬م ��ن قيم ��ة‬ ‫العربية البالغ‪.78,84 ‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وح� � ّل لبن ��ان ف ��ي المرتب ��ة ‪ 135‬عالمي� �ا و‪ 16‬العق ��ار‪ ،‬وبمع ��دل ‪ 31,2‬يوم� �ا و‪ %5,6‬من قيمة‬ ‫عربي� �اً ع ��ن فئ ��ة �إنف ��اذ العق ��ود‪ .‬وبح�س ��ب العقار في الدول العربية‪ ،‬وبمعدل ‪ 21,8‬يوماً‬ ‫الدرا�س ��ة‪ ،‬تحتاج ال�شركات في ��ه �إلى ‪ 721‬يوماً و‪ %4,2‬من قيمة العقار‬ ‫لإنفاذ العقود التجارية‪ ،‬مقارنة بمعدل ‪ 629,9‬ف ��ي دول منظم ��ة التع ��اون الإقت�ص ��ادي‬ ‫عل ��ى ال�صعي ��د العالم ��ي و‪ 654,4‬ف ��ي البل ��دان والتنمي ��ة‪ .‬ويحت ��اج �صاح ��ب من�ش� ��أة الأعم ��ال‬ ‫العربي ��ة‪ ،‬و‪ 538,3‬ف ��ي دول منظم ��ة التع ��اون ف ��ي لبن ��ان �إلى ‪� 8‬إج ��راءات لت�سجي ��ل الملكية‪،‬‬ ‫الإقت�ص ��ادي والتنمي ��ة‪ .‬بالإ�ضاف ��ة ال ��ى ذل ��ك‪ ،‬مقارنة ب� �ـ‪� 5,8‬إجراءات عل ��ى ال�صعيد العالمي‬ ‫ت�ساوي كلفة �إنفاذ العقد في لبنان ‪ %30,8‬من و‪� 5,4‬إج ��راءات عل ��ى ال�صعي ��د الإقليمي‪ ،‬و‪4,7‬‬ ‫قيمة المطالبة مقارن ��ة بـ‪%33,8‬على ال�صعيد �إج ��راءات عل ��ى �صعي ��د دول منظم ��ة التعاون‪.‬‬ ‫العالم ��ي و‪ %27,3‬عل ��ى ال�صعي ��د الإقليم ��ي و�أ�شار البنك الدول ��ي �إلى �أن الدولة اللبنانية‬ ‫و‪ %21,1‬م ��ن قيمة المطالب ��ة في دول منظمة جعل ��ت عملي ��ة نقل الملكي ��ة �أكث ��ر تعقيدًا من‬ ‫التع ��اون االقت�صادي والتنمي ��ة‪ .‬وبلغت نتيجة خالل زيادة الوقت الالزم لت�سجيلها‪.‬‬

‫العدد ‪ - 36‬ت�شرين الثاين ‪ -‬كانون الأول (نوفمرب ‪ -‬دي�سمرب) ‪٢٠١5 -‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫"�أونروا" تتوقع عجز ًا يقارب ‪ 81‬مليون دوالر في موازنتها للعام ‪2016‬‬ ‫ق ��ال المفو� ��ض الع ��ام لـ"وكال ��ة غوث وت�ش ��غيل‬ ‫الالجئي ��ن الفل�س ��طينيين" (�أون ��روا) بي ��ار‬ ‫كرينب ��ول �إن "العجز المتو َّقع في موازنة الوكالة‬ ‫لتغطية ن�ش ��اطاتها في العام المقبل‪ ،‬يقارب ‪81‬‬ ‫مليون دوالر"‪.‬‬ ‫وذكر كرينبول خالل م�ؤتمر �ص ��حافي في فندق‬ ‫فخ ��م على �ش ��اطئ البح ��ر المي ��ت‪� ،‬أن "المبلغ‬ ‫المتوقع مبدئي ًا في ما يتعلق بعجز موازنة العام‬ ‫المقبل يقارب ‪ 135‬مليون دوالر‪ ،‬خف�ض ��ناه عبر‬ ‫�إجراءات داخلية �إلى ‪ 81‬مليون دوالر"‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف‪� ،‬أن "العجز يتعلق بالخدمات الأ�سا�سية‬ ‫الت ��ي تقدمها الوكال ��ة من تعلي ��م وعناية طبية‬ ‫ودع ��م �إجتماعي‪ ،‬ور�ص ��دت له ��ا موازنة بحجم‬ ‫‪ 680‬مليون دوالر للعام المقبل"‪.‬‬ ‫وعان ��ت "�أون ��وروا" �أزم ��ة مالي ��ة خانق ��ة العام‬ ‫الحال ��ي‪ ،‬م ��ا كان �س ��يدفعها م ��ع ب ��دء الع ��ام‬ ‫الدرا�س ��ي‪� ،‬إلى عدم فتح �أبواب مدار�سها �أمام‬ ‫حوالى ن�ص ��ف مليون طالب ف ��ي المنطقة‪ ،‬لكن‬ ‫دعم� � ًا قدمت ��ه دول مانح ��ة في نهاية ال�ص ��يف‪،‬‬

‫حال دون ذلك‪.‬‬ ‫وتقدم الوكالة في الإجمال‪ ،‬خدمات �إلى حوالى‬ ‫خم�س ��ة ماليين الجئ فل�س ��طيني م�س ��جلين في‬ ‫الأردن و�سوريا ولبنان وال�ض ��فة الغربية وقطاع‬ ‫غزة‪ ،‬بينما يعتم ��د تمويلها بالكامل تقريب ًا على‬ ‫تبرع ��ات تقدمه ��ا ال ��دول الأع�ض ��اء ف ��ي الأمم‬ ‫المتحدة‪.‬‬

‫المفو�ض العام لـ"�أونروا" بيار كرينبول‬

‫الف�ساد يعم قطاع الدفاع في العالم العربي‬ ‫�أ�شار تقرير "م�ؤ�ش ��ر مكافحة الف�ساد في قطاع‬ ‫الدفاع في ال�ش ��رق االو�سط و�ش ��مال افريقيا"‪،‬‬ ‫ال�ص ��ادر ع ��ن منظم ��ة ال�ش ��فافية الدولية‪ ،‬الى‬ ‫�إزدي ��اد الإنف ��اق الع�س ��كري "ال�س ��ري" في دول‬ ‫ال�ش ��رق الأو�س ��ط و�ش ��مال افريقيا التي �أنفقت‬ ‫�أكث ��ر م ��ن ‪ 135‬ملي ��ار دوالر عل ��ى الت�س ��لح في‬ ‫‪� ،2014‬أي م ��ا يم ّثل ‪ 5,1‬ف ��ي المئة من �إجمالي‬ ‫ناتجها المحلي‪ ،‬وهي من بين الن�س ��ب "الأعلى‬ ‫ف ��ي العال ��م"‪ .‬و�أوردت المنظم ��ة "ان الإنف ��اق‬ ‫ال�س ��ري على الدف ��اع يتزايد ف ��ي المنطقة التي‬ ‫ت�س ��تحوذ حالي� � ًا عل ��ى نح ��و ‪ %25‬م ��ن الإنفاق‬ ‫الدفاعي المبهم في العالم"‪ .‬وع ّرفت المنظمة‬ ‫االنفاق الع�س ��كري "المبهم" ب�أنه "الإنفاق على‬ ‫الدفاع الذي ال يتم الإف�صاح عنه"‪.‬‬ ‫و�ش ��مل التقري ��ر ‪ 14‬دولة في ال�ش ��رق الأو�س ��ط‬ ‫و�ش ��مال �أفريقي ��ا ب�إ�س ��تثناء �إ�س ��رائيل‪ ،‬حي ��ث‬ ‫�أدرج كل م ��ن لبن ��ان واالردن واالمارات وايران‬ ‫وال�س ��عودية في فئة الدول ذات مخاطر الف�ساد‬

‫"العالية جد ًا"‪ .‬وحلت تون�س في فئة "مخاطر‬ ‫الف�س ��اد العالي ��ة"‪ ،‬والكويت والمغ ��رب والعراق‬ ‫وعم ��ان و�س ��وريا والجزائ ��ر‬ ‫وليبي ��ا والبحري ��ن ُ‬ ‫وم�ص ��ر وقط ��ر واليم ��ن ف ��ي فئ ��ة "المخاط ��ر‬ ‫الحرجة"‪.‬‬ ‫ولفت ��ت منظم ��ة ال�ش ��فافية الدولي ��ة ال ��ى ان‬ ‫"ال�ص ��راع في ال�ش ��رق االو�س ��ط والحرب في‬ ‫�س ��وريا واليمن والعراق �أدّيا الى ت�سجيل نمو هو‬ ‫اال�س ��رع في العالم" بف�ض ��ل موازنات دفاع دول‬ ‫المنطقة‪ .‬وبح�س ��ب التقرير‪ ،‬حققت ال�س ��عودية‬ ‫�أكبر زيادة في الإنفاق على الت�س ��ليح في العالم‬ ‫والت ��ي بلغت ‪ %17‬بين ‪ 2010‬و‪ ،2015‬كذلك ن ّبه‬ ‫ال ��ى �أن العديد من موازن ��ات الدفاع المتزايدة‬ ‫تُنف ��ق ب�ش ��كل غي ��ر �ص ��حيح ب�س ��بب الف�س ��اد‬ ‫والمح�س ��وبية‪ ،‬و�إنعدام ال�شفافية‪ .‬كما لفت الى‬ ‫ان كبار الم�س�ؤولين في معظم م�ؤ�س�سات الدفاع‬ ‫يتحكم ��ون ف ��ي عمليات ال�ش ��راء الع�س ��كرية وال‬ ‫يخ�ضعون لأي رقابة‪.‬‬

‫الموجز العربي‬ ‫�أ�ش���ارت اللجن���ة المالي���ة في مجل����س النواب‬ ‫خ�ص�صت لموازنة العام‬ ‫العراقي �إلى �أن الحكوم���ة ّ‬ ‫المقب���ل ‪ 113.5‬تريليون دينار (نحو ‪ 100‬مليار‬ ‫دوالر)‪� ،‬أي �أق���ل م���ن موازن���ة العام الحال���ي ب�ستة‬ ‫ملي���ارات دوالر‪ .‬وقال���ت ع�ض���و لجن���ة االقت�ص���اد‬ ‫واال�ستثمار النيابية نورة �سالم محمد في ت�صريح‬ ‫�صحاف���ي �إن "المعلومات الأولية عن طريقة توزيع‬ ‫المخ�ص�صات‬ ‫الموازن���ة‪ ،‬تظهر �أن ‪ 75‬في المئة من‬ ‫ّ‬ ‫�ستك���ون لم�صلحة النفق���ات الت�شغيلي���ة‪ ،‬والربع‬ ‫المتبق���ي للموازن���ة اال�ستثماري���ة‪ .‬وبم���ا �أن ن�سبة‬ ‫العج���ز بلغت ‪ 29‬تريليون دين���ار‪ ،‬فذلك يعني �أن‬ ‫كل الم���وارد �ستك���ون للت�شغيلي���ة"‪ .‬وح���ذرت من‬ ‫�إ�ستم���رار توقف �أكثر م���ن ‪ 6500‬م�شروع حكومي‬ ‫ف���ي الع���راق للع���ام الثاني ب�سب���ب تراج���ع �أ�سعار‬ ‫النفط‪ ،‬لأن ذلك �سيت�سبب بمزيد من الم�شاكل في‬ ‫ما خ�ص تقديم الخدمات و�إيجاد فر�ص عمل"‪.‬‬ ‫�أعلن���ت وزارة ا�ست�صالح الأرا�ض���ي الم�صرية‬ ‫توقيع اتفاق فني لعمل منظومة تجارة حرة خا�صة‬ ‫بان�سيابي���ة و�سهولة مرور المنتج���ات الزراعية مع‬ ‫كل من الأردن ولبنان و�إيطاليا‪.‬‬ ‫ونق���ل بي���ان �أ�صدرت���ه ال���وزارة �أخيراً ع���ن رئي�س‬ ‫الإدارة المركزي���ة للحجر الزراعي في وزارة الزراعة‬ ‫�سع���د مو�س���ى‪� ،‬أن االتف���اق يهدف �إل���ى ا�ستخدام‬ ‫ال�شه���ادات الزراعي���ة الإلكترونية‪ ،‬م�ؤك���داً �أنه تم‬ ‫دع���وة م�ص���ر �إل���ى التوقيع عل���ى االتف���اق لما قد‬ ‫يكون له من �أثر مه���م في زيادة كميات المنتجات‬ ‫الزراعية الم�صدرة �إلى هذه البلدان‪.‬‬ ‫وق���ع العاه���ل المغرب���ي الملك محم���د ال�ساد�س‬ ‫�أخي���راً في مدينة العي���ون كبرى محافظ���ات ال�صحراء‬ ‫الغربي���ة خم�سة �إتفاقات لتقدي���م الدعم المالي لعدد‬ ‫م���ن الأقالي���م ال�صحراوي���ة ولمد طري���ق �سريع بلغت‬ ‫قيمت���ه االجمالي���ة ‪ 77‬ملي���ار دره���م‪� ،‬أي نح���و ‪7.7‬‬ ‫مليارات دوالر‪ .‬و�أفادت وكالة المغرب العربي للأنباء‬ ‫الر�سمية ان االتفاقات تدخل �ضمن خطة �أطلق عليها‬ ‫"النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية"‪ .‬وقالت‬ ‫الحكومة المغربية �إن هذا "النموذج يتمحور على ثالثة‬ ‫�أهداف رئي�سية هي حماية الث���روات المائية والبحرية‬ ‫والنهو����ض بالطاق���ات المتج���ددة وحماي���ة االنظم���ة‬ ‫الطبيعي���ة والتن���وع البيئ���ي وتقوية �شب���كات الربط‬ ‫بي���ن االقاليم الجنوبية وباقي م���دن و�أقاليم المملكة‬ ‫وك���ذا مع باق���ي العالم"‪ .‬وت�أت���ي ه���ذه الم�شاريع في‬ ‫ذك���رى مرور ‪� 40‬سنة على "الم�سي���رة الخ�ضراء" التي‬ ‫نظمه���ا العاهل الراح���ل الح�سن الثاني ف���ي ال�ساد�س‬ ‫من ت�شري���ن الثاني (نوفمبر) ‪ 1975‬ال�سترجاع �إقليم‬ ‫ال�صحراء الغربي���ة من الم�ستعمر اال�سبان���ي �سلميا ً �إذ‬ ‫تطوع ‪� 350‬ألف مغربي للقيام بهذه الم�سيرة‪.‬‬ ‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪11‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون عربية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف العربي‬

‫ما زالت الم�ساءلة هي الأ�سا�س لـ"الربيع العربي"‬ ‫ف ��ي بداي ��ة الإنتفا�ض ��ات العربية في الع ��ام ‪ ،2011‬كان هناك �شيء واحد‬ ‫وا�ضح� �اً عل ��ى الفور‪� .‬إذا كان ��ت المجتمعات العربي ��ة الم�ضطربة ف�شلت‬ ‫ف ��ي جعل الم�ؤ�س�سات الأمني ��ة والع�سكرية �أكثر خ�ضوعاً للم�ساءلة‪ ،‬ف�إن‬ ‫ثوراتها قد تف�شل‪ .‬وما ر�أيناه منذ ذلك الحين ي�ؤكد هذا‪.‬‬ ‫ف ��ي بل ��دان مثل ليبيا و�سوريا‪ ،‬كانت هن ��اك ديناميكية منف�صلة‪​​،‬ولكنها‬ ‫ذات �صل ��ة‪ ،‬ف ��ي اللعب‪ .‬لقد �أظهر �إنهيار نظ ��ام معمر القذافي في ليبيا‬ ‫ب� ��أن المخاط ��ر الناجم ��ة ع ��ن �إنع ��دام الم�ساءل ��ة ل ��م تك ��ن كبي ��رة‪ ،‬بقدر‬ ‫لحظ‬ ‫الكارث ��ة الت ��ي يمك ��ن �أن تتب ��ع فج� ��أة من ف ��راغ �أمني‪ ،‬عندما ل ��م ُت َ‬ ‫�أحكام �أو �إ�ستراتيجية للإنتقال �إلى نظام �أكثر �إ�ستقراراً‪.‬‬ ‫في �سوريا‪� ،‬أدرك �أن�صار ب�شار الأ�سد في وقت مبكر �أن مفتاح بقائه على‬ ‫قيد الحياة هو الحفاظ على الوحدة في الأجهزة الأمنية التي حافظت‬ ‫على بقاء حكمه ل�سنوات‪ .‬حتى عندما بد�أ الجي�ش ال�سوري يتداعى من‬ ‫القت ��ل والف ��رار فق ��د تم ّكن الت�سل�س ��ل الهرمي الأمني �أن يبق ��ى �أكثر �أو‬ ‫موحداً‪ ،‬تاركاً جوهر النظام �سليم‪.‬‬ ‫�أقل ّ‬ ‫ف ��ي م�صر‪ ،‬كانت ال�صورة �أكثر تعقي ��داً‪ .‬عندما حدثت الثورة �ضد نظام‬ ‫ح�سن ��ي مب ��ارك‪ ،‬كان ��ت موجهة في المق ��ام الأول �ضد الأجه ��زة الأمنية‬ ‫الت ��ي ت�سيطر عليه ��ا وزارة الداخلية‪ .‬فقد �إعتب ��ر ال�شعب الجي�ش كثقل‬ ‫م ��وازن لها‪ ،‬وهي قراءة ذكية للحالة التي نمت على مدى حوالي �أربعة‬ ‫عقود في م�صر‪.‬‬ ‫ف ��ي كت ��اب رائع بعن ��وان "جنود وجوا�سي� ��س ورجال دول ��ة‪ :‬طريق م�صر‬ ‫نح ��و الث ��ورة"‪ ،‬ق� �دّم عال ��م الإجتم ��اع الم�ص ��ري ح ��ازم قندي ��ل ق ��راءة‬ ‫تاريخي ��ة للعالق ��ة بي ��ن �أجهزة الأمن ف ��ي م�صر ‪ -‬وخ�صو�ص� �اً العالقة‬ ‫بي ��ن القي ��ادة ال�سيا�سية والجي�ش‪ ،‬وبين الجي�ش وق ��وات الأمن المدنية‬ ‫في وزارة الداخلية‪.‬‬ ‫بالن�سب ��ة �إل ��ى قندي ��ل يمك ��ن فه ��م الكثير عن فت ��رة ما بعد ث ��ورة ‪1952‬‬ ‫الم�صري ��ة م ��ن درا�س ��ة الديناميكية بي ��ن ه ��ذه الم�ؤ�س�سات‪ .‬فكم ��ا �أن�ش�أ‬ ‫جم ��ال عب ��د النا�ص ��ر الإتح ��اد الإ�شتراكي العرب ��ي‪ ،‬وهو ح ��زب �سيا�سي‪،‬‬ ‫كثق ��ل م ��وازن ل�سلط ��ة الجي� ��ش‪ ،‬وال ��ذي و�ضع ��ه تح ��ت زعام ��ة �صديقه‬ ‫ومناف�س ��ه عب ��د الحكي ��م عامر‪ ،‬فق ��د �أن�ش�أ ف ��ي وقت الحق ٌّ‬ ‫كل م ��ن �أنور‬ ‫ال�س ��ادات ومب ��ارك الأجه ��زة الأمنية التابع ��ة لوزارة الداخلي ��ة لإحتواء‬ ‫الجي�ش‪.‬‬ ‫م ��ن ناحي ��ة �أخ ��رى‪ ،‬فق ��د �أدّى �إ�شمئ ��زاز الم�صريي ��ن م ��ن عج ��ز محمد‬ ‫موجهة �ضده‪ ،‬و�إلى دعوة‬ ‫مر�سي في العام ‪� 2013‬إلى مظاهرات حا�شدة ّ‬ ‫الجي� ��ش لإبع ��اده من من�صب ��ه‪ .‬ولبى الجي�ش النداء‪ ،‬كم ��ا يقول قنديل‪،‬‬ ‫معيداً هيمنته ال�سيا�سية والع�سكرية على البالد‪ .‬وتعززت هذه الهيمنة‬ ‫م ��ن طري ��ق �إنتخاب عبد الفت ��اح ال�سي�س ��ي رئي�ساً في الع ��ام ‪ ،2014‬ومن‬ ‫الذي �أنتجته الإنتخابات البرلمانية الحالية‪.‬‬ ‫ف ��ي جمي ��ع الحاالت كان ��ت �إج ��راءات‪� ،‬أو ع ��دم تدخل‪ ،‬الأجه ��زة الأمنية‬

‫‪10‬‬

‫العدد ‪ - 36‬ت�شرين الثاين ‪ -‬كانون الأول (نوفمرب ‪ -‬دي�سمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫والع�سكري ��ة هي التي تح ��دد النتيجة النهائي ��ة للإنتفا�ضات‪ .‬فقط في‬ ‫تون� ��س‪ ،‬حيث كان الجي�ش �صغي ��راً ن�سبياً‪ ،‬لم تكن �أجهزة الأمن حا�سمة‬ ‫ف ��ي ت�شكي ��ل التطورات ال�سيا�سي ��ة‪ .‬ولكن حتى هناك‪ ،‬ف� ��إن �إقرار قانون‬ ‫مكافح ��ة الإره ��اب ف ��ي تم ��وز (يولي ��و) الما�ض ��ي‪ ،‬ف ��ي �أعق ��اب هجم ��ات‬ ‫"ب ��اردو" و�سو�س ��ة‪� ،‬أث ��ار مخ ��اوف م ��ن �أن ي� ��ؤدي الت�شري ��ع �إل ��ى تقييد‬ ‫الحريات‪.‬‬ ‫الق ��وة الهائلة للم�ؤ�س�سات الأمنية والع�سكرية ‪ -‬التي يمكننا �أن ن�ضيف‬ ‫�إليه ��ا الق�ضائي ��ة ‪ -‬ح� �دّدت �إل ��ى حد كبير معال ��م العال ��م العربي في ما‬ ‫بع ��د اال�ستعم ��ار‪ .‬هن ��اك ع ��دد من الأ�سب ��اب لذل ��ك‪ ،‬لي�س �أقله ��ا �أن هذه‬ ‫الم�ؤ�س�سات راكمت قوة عظمى �أ�سا�ساً ل�ضمان بقاء النظام‪.‬‬ ‫وهن ��اك �أي�ض� �اً حقيق ��ة �أن �أجهزة الأم ��ن عك�ست الواق ��ع الإجتماعي في‬ ‫كثي ��ر م ��ن الأحي ��ان ف ��ي مرحل ��ة م ��ا بع ��د الإ�ستعم ��ار‪ .‬وال �سيم ��ا خالل‬ ‫خم�سين ��ات و�ستين ��ات الق ��رن الفائ ��ت‪ ،‬حي ��ث كان ��ت ك�أدوات للنهو� ��ض‬ ‫الإجتماعي له�ؤالء الذين كانوا على الهام�ش الإجتماعي‪.‬‬ ‫لق ��د َف ِه ��م النظام ��ان في ليبي ��ا و�سوريا الآث ��ار المترتبة عل ��ى ما فعلوه‬ ‫ف ��ي العام ‪ 2011‬عندما �أثارا الح ��روب الأهلية للإحتفاظ بال�سلطة ل ّما‬ ‫�إنتف� ��ض ال�س ��كان �ضدهم ��ا‪ .‬لق ��د �إعتق ��دا ب�أن الح ��رب لن ت� ��ؤدي � اّإل �إلى‬ ‫زي ��ادة الت�ضام ��ن داخ ��ل �صفوف النظام م ��ن طريق زي ��ادة الإ�ستقطاب؛‬ ‫ولك ��ن �أي�ض� �اً فيم ��ا الأم ��ن ينه ��ار ف� ��إن الف ��راغ ال ��ذي �سيعقب ذل ��ك كان‬ ‫م�ست�ساغين تقريباً في‬ ‫يعن ��ي الفو�ضى‪ ،‬مما يجع ��ل النظامين يب ��دوان‬ ‫َ‬ ‫المقابل‪.‬‬ ‫ه ��ذا التكتي ��ك ف�ش ��ل ف ��ي ليبي ��ا‪ ،‬ولكن ��ه ق ��د نج ��ح ف ��ي �سوري ��ا‪ .‬التركيز‬ ‫الدول ��ي عل ��ى "داع�ش" قل ��ب تماماً النظ ��رة تجاه نظ ��ام الأ�سد‪ ،‬لدرجة‬ ‫�أن الم�س�ؤولي ��ن الأميركيي ��ن ق ��د �إعترفوا ب�أنه �إذا �إنه ��ار النظام ب�سرعة‬ ‫كبي ��رة جداً‪ ،‬ف�إن الجماعات الجهادية �ست�سيطر على البالد‪ .‬وغني عن‬ ‫الق ��ول �أن وا�شنط ��ن ق ��د وقعت ف ��ي فخ �أق ��دم خدعة في كت ��اب الأنظمة‬ ‫الأمنية‪ :‬ت�صوير �أنف�سها كبدائل �أف�ضل للم�صائب التي خلقتها‪.‬‬ ‫تطم ��ح مجتمع ��ات م ��ا بع ��د الث ��ورة �إل ��ى الإ�ستق ��رار بع ��د فت ��رة م ��ن‬ ‫الإ�ضطراب ��ات‪ .‬والم�ؤ�س�س ��ات الأمني ��ة‪ ،‬عل ��ى العك� ��س من ذل ��ك‪ ،‬تتطلب‬ ‫توترات وتهديدات بال نهاية لتبرير وجودها والقواعد التي تفر�ضها‪.‬‬ ‫له ��ذا ال�سب ��ب لكي تنجح الثورة‪ ،‬يجب‪� ،‬أو ًال‪� ،‬أن ُيحل هذا التناق�ض بين‬ ‫�أهداف كال الجانبين‪.‬‬ ‫ف ��ي الديموقراطي ��ات هن ��اك و�سائ ��ل للم�ساءلة للحفاظ عل ��ى الأجهزة‬ ‫الأمنية في الخط الم�ستقيم‪ .‬ولكن في الكثير من الم�ؤ�س�سات الأمنية‬ ‫ف ��ي المنطق ��ة ف�إن الم�ساءل ��ة بب�ساطة ال وجود له ��ا‪ ،‬الأمر الذي ي�سمح‬ ‫لأدوات القم ��ع ان تنتع� ��ش‪ .‬و�س ��وف ت�ستم ��ر ه ��ذه المع�ضلة ف ��ي تحديد‬ ‫العالم العربي ب�شكل عميق لمدة طويلة ‪ ...‬طويلة‪.‬‬ ‫لندن ‪ -‬هاني مكارم‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫تعد م�شاريع بـ‪ 13‬مليار دوالر‬ ‫م�صر ّ‬ ‫تعتزم م�ص ��ر طرح فر�ص تنط ��وي على �إمكانات‬ ‫لم�شاريع قد تتجاوز قيمتها ‪ 13‬مليار دوالر‪ ،‬تكون‬ ‫متاحة �أمام القطاع الخا�ص على مدى ال�س ��نوات‬ ‫الخم� ��س المقبلة‪ ،‬وذلك خ�ل�ال "القمة العالمية‬ ‫لطاق ��ة الم�س ��تقبل ‪ "2016‬التي ت�ست�ض ��يفها �أبو‬ ‫ظبي بين ‪ 18‬و‪ 21‬كانون الثاني (يناير) ‪.2015‬‬ ‫و�أفاد خبراء م�ص ��ريون في قط ��اع الطاقة‪ ،‬ب�أن‬ ‫القمة �ست�ش ��هد منتدى خا�ص� � ًا بعنوان "منتدى‬ ‫م�ستقبل الطاقة في م�ص ��ر"‪ ،‬للتعريف ب�أحدث‬ ‫التطورات في مج ��االت الكهرباء والمياه والغاز‬ ‫والطاق ��ة ال�شم�س ��ية والري ��اح و�إدارة النفاي ��ات‬ ‫ف ��ي �أكبر اقت�ص ��اد في العالم العرب ��ي‪ ،‬ما يتيح‬ ‫المجال �أمام الح�ضور لال�ستماع من الم�س�ؤولين‬ ‫الم�ص ��ريين ال ��ى ر�ؤي ��ة بالده ��م للقط ��اع ف ��ي‬ ‫ال�سنين الع�شر المقبلة‪.‬‬ ‫و ُيتوقع �أن تلعب م�صادر الطاقة المتــجددة دوراً‬ ‫رئي�س ��ي ًا في م�ش� �ـــهد الطاقة الم�ص ��ري عندما‬ ‫تقدّم فر�ص� � ًا لم�ش ��اريع بـ‪ 13‬ملي ��ار دوالر‪ ،‬وفق ًا‬ ‫ل�شركة "فرو�س ��ت �آند �سوليفان" للبحوث‪ ،‬التي‬

‫ت�ش ��ير �إلى �أن الق ��درة الكهربائي ��ة الحالية في‬ ‫الب�ل�اد مه ّي�أة لتت�ض ��اعف م ��ن ‪ 31‬غيغاواط في‬ ‫‪� 2013‬إلى ‪ 60‬غيغاواط في ‪.2020‬‬ ‫ّ‬ ‫وتخطط م�ص ��ر للح�صول على ‪ 20‬في المئة من‬ ‫�إجمالي قدرتها الكهربائية من م�صادر متجدّدة‬ ‫بحلول العام ‪ ،2020‬من م�شاريع الرياح والمياه‬ ‫والتقنيات الكهرو�ض ��وئية وال�شم�سية المركزة‪،‬‬ ‫وفق� � ًا لتقري ��ر �ص ��ادر ع ��ن "المرك ��ز الإقليمي‬ ‫للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة"‪.‬‬ ‫وق ��ال رئي�س م�ش ��اريع البنية التحتي ��ة في �إدارة‬ ‫اال�س ��تثمار المبا�ش ��ر ف ��ي "المجموع ��ة المالية‬ ‫هيرمي� ��س"‪ ،‬بكر عبدالوهاب‪" :‬م�ص ��ر ت�ش ��هد‬ ‫بناء م�ش ��اريع جديدة للطاقة المتجدّدة‪ ،‬ت�ص ��ل‬ ‫قدرته ��ا الإنتاجي ��ة �إل ��ى �أكث ��ر من �أربع ��ة �آالف‬ ‫ميغ ��اواط‪ .‬وتنق�س ��م ه ��ذه الم�ش ��اريع م ��ا بي ��ن‬ ‫طاقة الري ��اح والطاقة ال�شم�س ��ية‪ ،‬وق ��د ُلزّمت‬ ‫بعد مناق�ص ��ات تناف�س ��ية وفق ًا للنظام الجديد‬ ‫الذي يقوم على دفع تعرفة مقابل تغذية ال�شبكة‬ ‫الر�سمية بالطاقة المتجددة"‪.‬‬

‫المغرب ي�أمل بزيادة �صادراته عبر تعزيز ال�صناعة‬ ‫�أعل ��ن وزير الم ��ال واالقت�ص ��اد المغربي محمد‬ ‫بو�سعيد‪� ،‬أن �إقت�صاد بلده �أ�صبح يعتمد "نظام ًا‬ ‫تنموي� � ًا جدي ��د ًا" ي�س ��مح بالتح� � ّول تدريج ًا من‬ ‫االعتماد على الزراعة وال�س ��ياحة �إلى االعتماد‬ ‫على ال�ص ��ناعات الحديثة‪ ،‬لتطوير ال�صادرات‬ ‫ومعالجة خلل الميزان التجاري الذي تراجع ‪22‬‬ ‫في المئة هذه ال�س ��نة‪ ،‬م�س ��تفيد ًا من �إنخفا�ض‬ ‫�أ�س ��عار الطاق ��ة وم�ش ��تريات القمح في ال�س ��وق‬ ‫الدولية‪.‬‬ ‫وتوقع الوزير ال ��ذي كان يتحدث �أمام البرلمان‬ ‫�أخير ًا‪� ،‬أن ُي�ص� �دّر المغرب ما قيمته ‪ 120‬مليار‬ ‫درهم (‪ 13‬مليار دوالر) من �ص ��ناعة ال�سيارات‬ ‫وقط ��ع الطائ ��رات وتجهي ��زات عرب ��ات النق ��ل‬ ‫بحلول العام ‪ ،2020‬من خ�ل�ال �إنتاج ‪� 800‬ألف‬ ‫�س ��يارة �س ��نوي ًا من طرازات "دا�س ��يا" و"رينو"‬ ‫و"بيجو – �سيتروين"‪.‬‬ ‫وك�شفت م�صادر "وجود مفاو�ضات مع م�ص ّنعين‬ ‫�آخرين لإقامة م�ص ��انع �س ��يارات ف ��ي المغرب‪،‬‬ ‫خ�صو�ص� � ًا من �ألمانيا والواليات المتحدة‪ ،‬لرفع‬

‫وزير المال واالقت�صاد المغربي محمد بو�سعيد‬

‫الإنتاج �إلى مليون �سيارة �سنوي ًا في مطلع العقد‬ ‫المقبل"‪.‬‬ ‫و ُقدرت �ص ��ادرات ال�س ��يارات هذه ال�س ��نة بنحو‬ ‫‪ 50‬ملي ��ار دره ��م ف ��ي مقاب ��ل ‪ 40‬ملي ��ار ًا العام‬ ‫الما�ض ��ي‪ ،‬و�أ�صبحت الم�صدر الأول لل�صادرات‬ ‫بع ��د الفو�س ��فات ال ��ذي زاد ‪ 19‬ف ��ي المئ ��ة‪،‬‬ ‫وال�ص ��ناعات الغذائية ‪ 14‬في المئة‪ ،‬و�صادرات‬ ‫الن�سيج والمالب�س التي بلغت ‪ 25‬مليار درهم‪.‬‬

‫�أك���د وزير الطاقة والث���روة المعدنية الأردني‬ ‫�إبراهي���م �سي���ف‪� ،‬أن الملك عب���داهلل الثاني ركز في‬ ‫خطاب العر�ش عل���ى البعد ال�سيا�س���ي والمنظومة‬ ‫الإ�صالحي���ة وتط���رق لل�ش����أن االقت�ص���ادي ال���ذي‬ ‫و�صفه ب�أن���ه يحتل �أولوية رئي�سي���ة‪ ،‬خ�صو�صا ً في‬ ‫م���ا يتعل���ق بانعكا����س �أث���ر النمو عل���ى القطاعات‬ ‫االقت�صادي���ة المختلف���ة وعلى ال�شرائ���ح المختلفة‬ ‫في المناطق كافة‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف في حديث �صحاف���ي �أن الملك ا�ستعر�ض‬ ‫عدداً من الأف���كار كان �أبرزه���ا تـــوجـــيه الحــكومة‬ ‫لإنـ�ش���اء �صن���دوق �إ�ستثم���اري �أردن���ي‪ ،‬ي�ستقطب‬ ‫�إ�ستثم���ارات الم�ص���ارف وال�صنادي���ق ال�سيادي���ة‬ ‫العربية وم�ؤ�س�س���ات القطاع الخا�ص والأفراد‪ ،‬في‬ ‫م�شاري���ع وطني���ة تنموي���ة وريادية‪ ،‬تع���ود بالنفع‬ ‫على االقت�صاد الوطني وعلى الم�ساهمين في هذا‬ ‫ال�صندوق‪.‬‬ ‫ح���ذّرت �أكب���ر مجموعة اقت�صادي���ة خا�صة في‬ ‫اليمن م���ن توقّ ف م�صانعه���ا و�شركاتها في �شكل‬ ‫نهائ���ي‪� ،‬إذا ل���م تتمكّ ن م���ن ت�أمين الدي���زل الذي‬ ‫تحتاج���ه لمتابع���ة ن�شاطه���ا ونق���ل منتجاته���ا �إلى‬ ‫الأ�س���واق‪ .‬و�أعلن���ت مجموع���ة "هائل �سعي���د �أنعم‬ ‫و�ش���ركاه" ف���ي بي���ان‪� ،‬أن "م�صانعن���ا و�شركاتن���ا‬ ‫متوقفة منذ �أكثر من ‪ 20‬يوما ً‪ ،‬وقد تتوقف نهائيا ً‬ ‫�إذا لم نتمكّ ن من ت�أمين الديزل"‪.‬‬ ‫و�أ�ضافت‪" :‬الأمر لم يقت�ص���ر على و�ضع العراقيل‬ ‫�أو عدم ال�سماح لنا با�ستي���راد حاجاتنا من الديزل‪،‬‬ ‫ب���ل تج���اوزه �إل���ى اللج���وء �إل���ى �أ�سالي���ب ال�ضغط‬ ‫م���ن خالل حمل���ة ت�شوي���ه وت�شهي���ر تب ّناه���ا بع�ض‬ ‫الجهات الم�ستفيدة من �أزم���ات المجتمع وتعطيل‬ ‫عملي���ة الإنتاج في البل���د‪ ،‬لإجبارنا على التخلّي عن‬ ‫م�س�ؤوليتنا الوطنية تجاه �شعبنا ووطننا والوقوف‬ ‫�إل���ى جانبه في هذه الظ���روف القاهرة"‪ ،‬وذلك في‬ ‫ا ّته���ام وا�ضح للحوثيي���ن الذين ي�سيط���رون على‬ ‫�أجزاء وا�سعة من البلد‪.‬‬ ‫فق���د النظام ال�سوري ال�سيطرة على م�ساحات‬ ‫وا�سع���ة من الب�ل�اد منذ بداي���ة الع���ام ‪� ،2011‬إما‬ ‫لم�صلح���ة المعار�ضة ال�سورية الم�سلحة �أو لم�صلحة‬ ‫تنظي���م "الدول���ة الإ�سالمية" (داع����ش)‪ .‬ولعل �أبرز‬ ‫ه���ذه المناطق هي المنطق���ة ال�شمالية ‪ -‬ال�شرقية‬ ‫من �سوري���ا حيث منابع النفط وحقوله التي �سيطر‬ ‫كبد قطاع النفط خ�سائر بلغت‬ ‫عليها التنظيم‪ ،‬م���ا ّ‬ ‫نحو ‪ 50‬ملي���ار دوالر منذ �أربع �سنوات‪ .‬وكان وزير‬ ‫النف���ط ال�س���وري �سليمان عبا����س قال ا�أخي���راً �إن‬ ‫"خ�سائر قطاع النفط نتيجة الأو�ضاع التي تعي�شها‬ ‫البالد تج���اوزت ‪ 50‬مليار دوالر‪ ،‬مت�ضمنة الخ�سائر‬ ‫المادي���ة الناجمة عن �ضربات التحالف الذي تقوده‬ ‫الواليات المتحدة �ضد تنظيم الدولة الإ�سالمية"‪.‬‬

‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪13‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون عربية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫المفكرة العربية‬

‫على المجتمع الدولي �إنهاء �صراعات ال�شرق الأو�سط‬ ‫ذك ��ر تقرير لـ"المر�صد الإقت�صادي" لمنطق ��ة ال�شرق الأو�سط و�شمال وف ��ي �ش� ��أن الم�ستقب ��ل الإقت�ص ��ادي للمنطق ��ة‪ ،‬تو ّق ��ع التقري ��ر �أن يبلغ‬ ‫�أفريقي ��ا‪ ،‬التاب ��ع لمجموعة "البنك الدولي" �أخيراً‪� ،‬أنه على رغم �إ�شادة مع ��دل نم ��و �إجمالي النات ��ج المحلي ‪ 2.8‬ف ��ي المتو�سط الع ��ام الحالي‪،‬‬ ‫تح�سن ه ��ذه التوقعات �ضئيل ��ة مع �إ�ستم ��رار التراجع‬ ‫كثي ��ر من المراقبين ف ��ي المنطقة العربية ب�إرتفاع معدالت النمو قبل و ُتع ��د �إحتم ��االت ّ‬ ‫ان ��دالع ث ��ورات "الربي ��ع العرب ��ي" ب�سن ��وات ع ��دة‪� ،‬أظه ��رت �إ�ستطالعات ف ��ي �أ�سعار النف ��ط وبقاء الحروب الأهلي ��ة وال�صراع ��ات‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى‬ ‫ر�أي للمواطني ��ن ف ��ي الفترة ذاتها‪ ،‬تراجعاً حاداً في معدالت الر�ضا عن الركود ال ُمحتمل في الإقت�صاد العالمي‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��رت الح ��روب الأهلي ��ة كثي ��راً باقت�ص ��ادات ليبي ��ا واليم ��ن والعراق‬ ‫حياتهم‪ ،‬خ�صو�صاً الطبقة الو�سطى‪.‬‬ ‫و�أو�ض ��ح التقري ��ر �أن ث ��ورات "الربيع العرب ��ي" �إندلعت ب�سب ��ب التنامي و�سوري ��ا‪ ،‬وتنت�ش ��ر �آثاره ��ا ف ��ي الإقت�صادي ��ن اللبنان ��ي والأردن ��ي‪� ،‬إذ ل ��م‬ ‫الوا�س ��ع للإح�سا� ��س بع ��دم الر�ض ��ا عن نوعي ��ة الحياة‪ ،‬وت ��ردي م�ستوى ت�سج ��ل البلدان الم�ستوردة للنفط في المنطقة نمواً �سريعاً في �أعقاب‬ ‫المعي�ش ��ة للمواطني ��ن ف ��ي ال ��دول العربية‪ ،‬م ��ا �أدى �إلى �إنهي ��ار عقدها تراجع �أ�سعار النفط‪ ،‬لت�ضررها بدرجات متفاوتة بالهجمات الإرهابية‪،‬‬ ‫الإجتماع ��ي‪ ،‬م�شي ��راً �إل ��ى �أن "ت ��ردي م�ستوي ��ات المعي�ش ��ة‪ ،‬تج ّل ��ى ف ��ي و�إنت�ش ��ار �آثار الح ��روب من البلدان المجاورة و�ضعف النمو في منطقة‬ ‫نق� ��ص الوظائف الجيدة ف ��ي القطاع الر�سمي‪ ،‬و�سوء الخدمات العامة‪ ،‬اليورو وغمو�ض الأو�ضاع ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫و�ضعف الم�ساءلة العامة‪ .‬بينما لم يتمكن نظام الدعم الوا�سع النطاق وج ��اء �إنعكا� ��س ثورات "الربيع العربي" على �س ��وق العمل �سلباً‪ ،‬ما �أدّى‬ ‫م ��ن تعوي� ��ض كل ه ��ذه الم�ش ��كالت‪� ،‬إذ �أن ت�أثي ��ره في الطبق ��ة الو�سطى �إلى �إرتفاع معدل البطالة في البلدان العربية‪ ،‬وتراجع م�ؤ�شرات النمو‬ ‫الت ��ي تبل ��غ نحو ‪ 40‬في المئة‪� ،‬أقل درجة م ��ن ت�أثيره في الطبقة الدنيا فيه ��ا‪ ،‬بالإ�ضاف ��ة �إل ��ى تزايد عجز الموازن ��ة وتدهور المي ��زان التجاري‬ ‫والإحتي ��اط النق ��دي‪ ،‬وتراجع قيم ��ة العمالت الوطني ��ة و�إرتفاع معدل‬ ‫التي تبلغ الن�سبة ذاتها"‪.‬‬ ‫وق ��ال كبير الخبراء الإقت�صاديين في منطق ��ة ال�شرق الأو�سط و�شمال الت�ضخ ��م وكلف ��ة المعي�شة‪ ،‬الأمر الذي �ساهم ف ��ي تفاقم م�شكلة الفقر‬ ‫�أفريقي ��ا في "البنك الدولي"‪� ،‬شانتا ديفاراجان‪� ،‬إن "العقد الإجتماعي وزي ��ادة ع ��دد الفقراء‪ ،‬حتى �أن دو ًال عربي ��ة �إنتقلت من و�ضعية الفائ�ض‬ ‫القدي ��م لإع ��ادة توزي ��ع الثروة م ��ع �إختف ��اء �أ�صوات المواطني ��ن لم يعد المال ��ي �إلى و�ضعية العجز في الموازن ��ة‪ ،‬ب�سبب جهود الإنفاق ل�ضمان‬ ‫مجدياً‪ .‬يريدون �إ�سماع �أ�صواتهم‪ ،‬وفر�صاً حقيقية‪ ،‬وتقدماً �إقت�صادياً"‪ ،‬الإ�ستق ��رار الإجتماع ��ي وم ��ا ت�ل�اه م ��ن تع ّث ��ر �إقت�ص ��ادي و�صعوبات في‬ ‫المناخ ال�سيا�سي والأمني‪.‬‬ ‫في �إ�شارة �إلى �إندالع الثورات العربية‪.‬‬ ‫وذك ��ر التقرير �أنه عل ��ى المجتمع الدولي بذل الجهود لإنهاء �صراعات وف ��ي مقال بعنوان "الربيع العربي والعودة �إلى البعد االقت�صادي"في‬ ‫المنطق ��ة وم�ساع ��دة بلدانه ��ا عل ��ى تجدي ��د العق ��د الإجتماع ��ي‪ ،‬لأنه ��ا �صحيف ��ة "الحياة" اللندني ��ة‪ ،‬ير ّكز الكاتب ال�سع ��ودي �سلطان العامر‪،‬‬ ‫معر�ضة �إلى ال�سقوط في الفو�ضى‪ ،‬و�أن �إ�ستمرار الإ�ضطرابات ال�سائدة عل ��ى "�أهمي ��ة الدور ال ��ذي تلعبه الظ ��روف االقت�صادي ��ة وتوزعها على‬ ‫الآن‪ ،‬يزي ��د م ��ن حدته ��ا وي�ضع ��ف الأداء الإقت�ص ��ادي‪ ،‬الأم ��ر الذي دفع الخي ��ارات اال�ستراتيجي ��ة‪ ،‬والأح ��داث الرئي�سي ��ة الت ��ي نعي�شه ��ا ف ��ي‬ ‫مجموع ��ة "البنك الدولي" قب ��ل �أ�سابيع عدة‪� ،‬إلى تد�شين �إ�ستراتيجية الأع ��وام القليل ��ة الما�ضية من ��ذ �إندالع �أحداث "الربي ��ع العربي"‪ ،‬على‬ ‫جدي ��دة للمنطق ��ة تر ّكز عل ��ى معالجة �أ�سب ��اب ال�صراع لتعزي ��ز ال�سالم رغ ��م �إعتم ��اد بع� ��ض المحللي ��ن للأح ��داث عل ��ى البع ��د الخارج ��ي‪� ،‬أو‬ ‫والإ�ستق ��رار‪ ،‬ومن �ضم ��ن �أهدافها الرئي�سية‪� ،‬إع ��ادة بناء العالقات بين عل ��ى هويات الأط ��راف المت�صارع ��ة‪� ،‬أو �إرجاع الأحداث �إل ��ى الخيارات‬ ‫المواط ��ن وحكومته عبر تح�سين الخدمات وزيادة م�ستويات ال�شفافية الت ��ي يتبعها الفاعل ��ون الرئي�سيون من النخ ��ب والجماعات ال�سيا�سية‬ ‫والم�ساءلة‪.‬‬ ‫الكبرى"‪.‬‬ ‫وف ��ي ه ��ذا ال�ص ��دد‪ ،‬قال ��ت الم�ؤلف ��ة الرئي�سي ��ة للتقري ��ر‪ ،‬الخبي ��رة وي ��رى العام ��ر �أن "المحللين �إبتعدوا عن تناول البعد الإقت�صادي‪ ،‬لأن‬ ‫االقت�صادي ��ة الأولى في مكتب منطقة ال�شرق الأو�سط و�شمال �أفريقيا النظري ��ة االقت�صادي ��ة الكال�سيكية التي تربط التنمية االقت�صادية مع‬ ‫في "البنك الدولي" �إيلينا يانت�شوفيت�شينا‪� ،‬إن "الو�ضع ال يزال يتفاقم التحول الديموقراطي‪ ،‬ف�شلت في تف�سير �أ�سباب �إندالع الثورات‪ ،‬بينما‬ ‫ف ��ي المنطق ��ة‪� ،‬إذ �أن العوامل التي �ساهمت ف ��ي تعا�سة المواطنين قبل يطرح النظرية التي تقدم بها كارل�س بويك�س في كتابه الديموقراطية‬ ‫"الربي ��ع العرب ��ي" ما زالت قائم ��ة‪ ،‬وعلى رغم �أن المظالم وحدها ال و�إعادة التوزيع‪ ،‬التي ت�ستند على تق�سيم المجتمع �إلى ق�سمين فاعلين‬ ‫ت� ��ؤدي �إلى ح ��روب �أهلية‪ ،‬ف�إن الثورات التي تح ّركه ��ا المظالم يمكن �أن (�أغني ��اء وفق ��راء)‪ ،‬والم�س ��اواة في توزي ��ع الدخل وطبيع ��ة الثروات في‬ ‫تنمو وتتطور �إلى ذلك‪ ،‬خ�صو�صاً في المجتمعات التي ت�شهد �إ�ستقطاباً المنطق ��ة‪ ،‬م ��ا يق ��دم ت�ص ��وراً ع ��ن التح ��والت الديموقراطي ��ة م ��ن دون‬ ‫عل ��ى �أ�س� ��س عرقي ��ة �أو طائفي ��ة‪ ،‬وما يزيد م ��ن مخاطر ال�ص ��راع �إرتفاع لجوء ال�شعوب �أو ال�سلطة �إلى العنف‪ ،‬كما هو حا�صل في بع�ض البلدان‬ ‫معدالت البطالة بين ال�شباب"‪.‬‬ ‫العربية"‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫العدد ‪ - 36‬ت�شرين الثاين ‪ -‬كانون الأول (نوفمرب ‪ -‬دي�سمرب) ‪٢٠١5 -‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫تناق�ض بين ت�صنيفين �إئتمانيين للإقت�صاد ال�سعودي‬ ‫ب ��رز �إختالف بين وكاالت الت�ص ��نيف الإئتماني‬ ‫ح ��ول الإقت�ص ��اد ال�س ��عودي‪� ،‬إذ �أعلن ��ت وكال ��ة‬ ‫"مودي ��ز" الإبق ��اء عل ��ى ت�ص ��نيف ال�س ��عودية‬ ‫ال�سيادي عند "‪ ،"AA3‬بعد �أيام من تخفي�ض‬ ‫وكالة "�ستاندرد �آند بورز" ت�صنيفها الإئتماني‪.‬‬ ‫و�أك ��دت "مودي ��ز" �أن "ت�ص ��نيف ال�س ��عودية‬ ‫الإئتمان ��ي �أت ��ى بف�ض ��ل ق ��وة الو�ض ��ع المالي"‪،‬‬ ‫م�ضيف ًة �أنها �ص ّنفت �إ�صدارات المملكة الطويلة‬ ‫الأجل "‪ AA3‬مع نظرة م�ستقبلية م�ستقرة"‪.‬‬ ‫وتابعت الوكالة �أن "الت�ص ��نيف يعك�س الأ�ص ��ول‬ ‫المالية الوفيرة لل�س ��عودية‪ ،‬والتي �ستم ّكنها من‬ ‫تح ّم ��ل فترة هب ��وط �إيرادات النف ��ط والحفاظ‬ ‫على الو�ضع المالي الذي يتنا�سب مع الت�صنيف‬ ‫الحالي"‪ ،‬مو�ض ��حة �أن "الو�ضع المالي للمملكة‬ ‫�س ��يظل قوي ًا خالل ال�س ��نوات المقبلة‪ ،‬و�سيفوق‬ ‫الأثر ال�س ��لبي لهبوط �أ�س ��عار النفط‪ .‬ال�سعودية‬ ‫لديها م ��وارد مالية كبي ��رة جد ًا �س ��تدعم فترة‬ ‫عجز الموازنة"‪.‬‬ ‫وتوقع ��ت الوكالة �إرتف ��اع عجز موازن ��ة حكومة‬ ‫�أكبر م�صدّر للنفط في العالم �إلى ‪ 12‬في المئة‬

‫خ�ل�ال الع ��ام الحالي‪ ،‬بفعل الهب ��وط الحاد في‬ ‫�أ�س ��عار النفط الذي مثل نح ��و ‪ 87‬في المئة من‬ ‫�إيرادات المملكة في الع ��ام ‪ ،2014‬لكنها قالت‬ ‫�أنه "حتى مع بقاء �أ�سعار النفط عند الم�ستويات‬ ‫الحالي ��ة على م ��دى العامين المقبلين‪� ،‬س ��تظل‬ ‫الم ��وارد المالي ��ة للحكومة قوية و�س ��تم ّكنها من‬ ‫تموي ��ل العجز م ��ن دون زيادة كبي ��رة في الدين‬ ‫الحكومي"‪.‬‬ ‫وي�أت ��ي ت�ص ��نيف "مودي ��ز" بع ��د �أربع ��ة �أيام من‬ ‫خف� ��ض وكال ��ة "�س ��تاندرد �آن ��د ب ��ورز" العالمية‬ ‫ت�صنيف ال�سعودية �إلى "‪ "A+‬مع نظرة م�ستقبلية‬ ‫�سلبية‪ ،‬من ت�صنيف "‪ "AA-‬مع نظرة �إيجابية‪،‬‬ ‫وهو ما �إنتقدته وزارة المال ال�سعودية‪.‬‬ ‫و�أ�شارت الوزارة �إلى عدم �إتفاقها مع المنهجية‬ ‫المتبع ��ة في هذا التقييم من جانب الم�ؤ�س�س ��ة‪،‬‬ ‫و�أنه "عبارة عن ردة فعل مت�س ّرعة وغير مبررة‬ ‫وال ت�س ��ندها الوقائع‪ ،‬ب�سبب �إ�ستناد الوكالة في‬ ‫تقييمه ��ا �إلى عوامل وقتية وغير م�س ��تدامة‪� ،‬إذ‬ ‫لم يكن هناك تغ ّير �سلبي في العوامل الأ�سا�سية‬ ‫التي ت�ستوجب عادة تغير‪ ‬التقييم"‪.‬‬

‫تجارة دبي ‪ 178‬مليار دوالر في ‪� 6‬أ�شهر‬ ‫تجاوزت قيمة تجارة دبي الخارجية غير النفطية‬ ‫في الن�ص ��ف الأول من العام الحالي‪ 652 ،‬مليار‬ ‫دره ��م (‪ 178‬مليار دوالر)‪ ،‬عل ��ى رغم التقلبات‬ ‫التي ت�شهدها الأ�س ��واق العالمية نتيجة متغيرات‬ ‫عديدة‪� ،‬أبرزها تراجع �أ�س ��عار النفط و�إنخفا�ض‬ ‫�أ�سعار ال�سلع والمعادن‪� ،‬إ�ضافة �إلى التذبذب في‬ ‫�أ�سعار �صرف العمالت الدولية الرئي�سية‪.‬‬ ‫و�أعلنت دائرة جم ��ارك دبي �أن �إجمالي تجارتها‬ ‫الخارجي ��ة توزع عل ��ى واردات قيمتها ‪ 402‬مليار‬ ‫دره ��م‪ ،‬و�ص ��ادرات قيمته ��ا ‪ 65‬ملي ��ار دره ��م‪،‬‬ ‫و�إع ��ادة الت�ص ��دير بقيمة ‪ 185‬ملي ��ار درهم‪ ،‬ما‬ ‫يع ��زز موقعه ��ا عل ��ى خارط ��ة التج ��ارة العالمية‬ ‫كمركز �إقليمي ودولي رئي�سي للتبادل التجاري‪.‬‬ ‫وبمواكب ��ة تح� � ّول دب ��ي �إل ��ى المدين ��ة الأذك ��ى‬ ‫عالمي� � ًا‪ ،‬و�إكتمال التح ّول �إل ��ى خدمات الحكومة‬ ‫الذكية ف ��ي الدولة‪ ،‬وتنامي �س ��وق التقنية محلي ًا‬ ‫و�إقليمي� � ًا ودولي� � ًا‪ ،‬ت�ص ��درت الهوات ��ف الذكي ��ة‬ ‫والخليوية والأر�ض ��ية الب�ض ��ائع كاف ��ة في تجارة‬

‫�سلطان �أحمد بن �سليم‬

‫دبي الخارجية‪� ،‬إذ بلغت قيمة تجارة الهواتف في‬ ‫الن�صف الأول من العام نحو ‪ 95‬مليار درهم‪� ،‬أي‬ ‫‪ 15‬في المئة من �إجمالي التجارة الخارجية‪ ،‬وهي‬ ‫الأرقام التي عك�س ��تها ال ��دورة الناجحة لمعر�ض‬ ‫"جيتك�س" للتقنية‪ ،‬التي اختتمت �أخير ًا في دبي‪،‬‬ ‫بم�شاركة ‪� 3900‬شركة وجهة حكومية وخ�صو�ص ًا‬ ‫من داخل الإمارة وخارجها‪ ،‬عر�ض ��ت �إبتكاراتها‬ ‫التقنية بما فيها الهواتف الذكية وتطبيقاتها‪.‬‬

‫الموجز الخليجي‬ ‫تج���اوز حجم العوائ���د االقت�صادية للفعاليات‬ ‫ال�سياحي���ة ف���ي المملك���ة العربي���ة ال�سعودية في‬ ‫الع���ام الما�ضي �أكثر م���ن ‪ 11‬مليار ريال‪ ،‬من خالل‬ ‫ما حققته المهرجانات التي تجاوزت ‪ 300‬مهرجان‬ ‫وفعالية م���ن مبيعات وتن�شي���ط للحركة ال�سياحية‬ ‫والأ�س���واق والمطاعم ومراكز الخدم���ات المختلفة‬ ‫في المناطق التي تقام فيها المهرجانات‪.‬‬ ‫وذكرت "وكالة الأنباء ال�سعودية" �أن بيانا ً �صحافيا ً‬ ‫ل"الهيئة العامة لل�سياح���ة والتراث الوطني" ذكر‬ ‫�أن حج���م اال�ستثم���ار ف���ي قط���اع الفعالي���ات في‬ ‫العام الما�ضي تج���اوز �أكثر من ‪ 100‬مليون ريال‪،‬‬ ‫م���ن خالل عم���ل وا�ستثم���ار �أكثر م���ن ‪� 130‬شركة‬ ‫وم�ؤ�س�سة في هذا القطاع‪.‬‬ ‫و�أو�ضح �أن المهرجانات �إ�ستقبلت �أكثر من ‪11.7‬‬ ‫ملي���ون �شخ�ص بن�سب���ة نمو تخط���ت ‪ 15‬في المئة‬ ‫مقارن���ة بالعام الما�ضي‪ ،‬فيما تج���اوز الإنفاق على‬ ‫المهرجانات ‪ 30‬في المئة مقارنة بالعام ‪.2013‬‬ ‫وتوقع���ت الهيئ���ة �إرتف���اع العوائ���د االقت�صادية‬ ‫للفعالي���ات ال�سياحي���ة �إلى ‪ 15‬ملي���ار ريال خالل‬ ‫العامي���ن المقبليي���ن‪ ،‬خ�صو�ص���ا ً م���ع االرتف���اع‬ ‫الملحوظ للفعالي���ات ال�سياحي���ة وتنوعها وزيادة‬ ‫الإقبال عليها‪.‬‬ ‫ح���ذّر امير قطر ال�شيخ تمي���م بن حمد �آل ثاني‬ ‫�أخيراً من م�ساوئ "دولة الرعاية" وقت تواجه بالده‬ ‫الغني���ة �إنعكا�سات االنهي���ارات الكبيرة في ا�سعار‬ ‫النفط والغاز‪.‬‬ ‫وقال في افتتاح الدورة الرابعة والأربعين لمجل�س‬ ‫ال�ش���ورى �إن "دول���ة الرعاي���ة تك���ون للمواطن غير‬ ‫المقت���در‪ ،‬وللطفول���ة وال�شيخوخ���ة‪ ...‬ولكنه���ا ال‬ ‫يفتر�ض �أن تكون دولة رعاي���ة لمجال الأعمال‪� .‬إنه‬ ‫مجال المبادرة الخا�صة‪ .‬على الدولة �أن تدعم مجال‬ ‫الأعمال بوا�سطة تجهيز الظروف لال�ستثمار‪ ،‬و�إزالة‬ ‫الإختناقات البيروقراطي���ة‪ ،‬و�إعداد البنية التحتية‬ ‫الحا�ضن���ة للم�شاريع‪� .‬أما البقية ف�إنها تتوقف على‬ ‫قطاع الأعمال نف�سه"‪.‬‬ ‫�أ�صبح���ت الإماراتية عه���ود الرومي �أول ع�ضو‬ ‫عربي ف���ي مجل�س ري���ادة الأعمال العالم���ي التابع‬ ‫للأم���م المتح���دة‪ ،‬بعدم���ا �أعلنت المنظم���ة الدولية‬ ‫�أخيراً �إختيارها لتمثيل �أبو ظبي في المجل�س‪.‬‬ ‫ويق���وم مجل����س ري���ادة الأعم���ال العالم���ي ب���دور‬ ‫�إ�ست�شاري �إ�ستراتيجي للأمم المتحدة‪ ،‬وي�ضم نخبة‬ ‫من الأ�سم���اء الالمع���ة والقيادية في مج���ال ريادة‬ ‫الأعم���ال من مختلف القطاع���ات‪ .‬ويعمل على دعم‬ ‫الحم�ل�ات والبرامج الت���ي تطلقها الأم���م المتحدة‪،‬‬ ‫لتقلي���ل م�ستوي���ات البطالة والفق���ر على م�ستوى‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪15‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون خليجية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف الخليجي‬

‫�إيران‪ :‬فر�صة الكويت ال�ضائعة‬ ‫ق ��د تك ��ون �إي ��ران ق ��د ع ��ادت �إل ��ى الأعم ��ال التجاري ��ة بع ��د �سن ��وات م ��ن‬ ‫العقوب ��ات‪� .‬إن الب�ل�اد ه ��ي الع ��ب رئي�س ��ي‪ :‬يبل ��غ حج ��م �إقت�صاده ��ا ‪400‬‬ ‫ملي ��ار دوالر‪ ،‬وهو ثاني �أكبر اقت�صاد في منطقة ال�شرق الأو�سط و�شمال‬ ‫�أفريقي ��ا بعد المملكة العربية ال�سعودية‪ ،‬مع ثاني �أكبر عدد من ال�سكان‬ ‫بع ��د م�ص ��ر‪� .‬إذا ت ��م رف ��ع العقوب ��ات ونجح ��ت الحكومة في ج ��ذب ر�ؤو�س‬ ‫الأم ��وال لتجدي ��د قط ��اع النفط والغ ��از المتده ��ور‪ ،‬ف�إن البن ��ك الدولي‬ ‫يق ��در ب� ��أن النمو ق ��د يرتفع من ‪ 1.9‬ف ��ي المئة في ال�سن ��ة المالية ‪2015‬‬ ‫حتي ‪ 5،8‬في المئة في العام ‪ 2016‬و‪ 6.7‬في المئة في العام ‪ . 2017‬ومن‬ ‫�ش�أن هذه العملية �أن تخلق فر�صاً كثيفة للتجارة والإ�ستثمار‪.‬‬ ‫من الذي يمكنه �أن ي�ستفيد من هذا التغيير؟ �شركاء طهران التجاريون‬ ‫الرئي�سي ��ون الحالي ��ون ال�صي ��ن والهند وتركي ��ا‪ ،‬هي البل ��دان المر�شحة‬ ‫المحتمل ��ة لكي تكون بمثابة قنوات لت�سهيل تدفق التجارة ور�أ�س المال‪،‬‬ ‫ولك ��ن يمك ��ن لمجل�س التع ��اون الخليج ��ي �أي�ضا قي ��ادة العملية‪� .‬إن‬ ‫�إم ��دادات نف ��ط �إ�ضافية �س ُتبقي الأ�سع ��ار منخف�ضة‪ ،‬ولكن‬ ‫الزي ��ادة ف ��ي الن�شاط غي ��ر النفطي يمك ��ن �أن ت�ساعد‬ ‫المنطقة التي من المتوقع �أن يتباط�أ نمو ناتجها‬ ‫المحلي الإجمالي �إلى �أقل من ثالثة في المئة‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪ .2016‬وعل ��ى الرغ ��م م ��ن العالقات‬ ‫المع ّق ��دة تاريخي� �اً‪ ،‬ف� ��إن بع� ��ض البل ��دان عل ��ى‬ ‫�شاط ��ىء الخلي ��ج الغرب ��ي حاف ��ظ عل ��ى قنوات‬ ‫�إت�ص ��ال قوي ��ة م ��ع �إي ��ران‪� .‬إن رف ��ع العقوب ��ات‬ ‫ق ��د ي� ��ؤدي ال ��ى زي ��ادة ف ��ي التدفق ��ات التجارية‬ ‫واال�ستثمارية التي من �ش�أنها �أن ت�شكل دفعة قوية‬ ‫لمنطق ��ة تعاني ب�ش ��دة من �ضعف االقت�ص ��اد العالمي‬ ‫و�إنخفا�ض �أ�سعار النفط‪.‬‬ ‫الكوي ��ت‪ ،‬عل ��ى �سبي ��ل المث ��ال‪ ،‬يمك ��ن �أن تلع ��ب دوراً محورياً ف ��ي �إعادة‬ ‫رب ��ط �إيران �إلى العالم‪ ،‬على الأق ��ل على الورق‪ .‬يتمتع هذا البلد بعالقات‬ ‫متينة مع الإقت�صادات الغربية‪ ،‬وقد نجح في ت�شغيل قطاعه النفطي منذ‬ ‫العام ‪ ،1975‬والذي راكم لديه كميات كبيرة من ر�أ�س المال الذي هو على‬ ‫�إ�ستعداد لإ�ستثماره‪ .‬في ال�سنين الع�شر الما�ضية‪ ،‬جنت الكويت ‪ 520‬مليار‬ ‫م ��ن الفائ� ��ض في الح�ساب الجاري‪� ،‬أي ما يعادل ‪ 130‬في المئة من الناتج‬ ‫المحل ��ي الإجمال ��ي لإي ��ران في الع ��ام ‪ .2014‬وم ��ع ذلك‪ ،‬ه ��ذا المزيج من‬ ‫العوام ��ل ‪ -‬الق ��رب الجغرافي والعالقات الجيدة م ��ع الغرب‪ ،‬ور�أ�س المال‬ ‫ لي�ست فريدة من نوعها للكويت‪ .‬الإمارات العربية المتحدة وال�سعودية‬‫وقط ��ر يمك ��ن �أن ت ّدع ��ي مي ��زات م�شابه ��ة‪� .‬سم ��ة واح ��دة تجع ��ل الكوي ��ت‬ ‫فري ��دة م ��ن نوعها هو الإندم ��اج الناجح للأقلي ��ة ال�شيعي ��ة الكبيرة‪ ،‬التي‬ ‫ت�شي ��ر التقديرات �إلى �أن عددها حوالي ثل ��ث عدد �سكان البالد الأ�صليين‬ ‫البال ��غ ‪ 1.3‬مليون ن�سم ��ة‪ .‬لي�ست هناك دولة �أخرى ف ��ي العالم �إ�ستطاعت‬ ‫دم ��ج المجموعتي ��ن (ال�سنة وال�شيعة) به ��ذا النجاح‪ :‬ال�شيع ��ة في الكويت‬

‫‪14‬‬

‫العدد ‪ - 36‬ت�شرين الثاين ‪ -‬كانون الأول (نوفمرب ‪ -‬دي�سمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫يتمتع ��ون بفر� ��ص �إقت�صادي ��ة مماثل ��ة لبقي ��ة المواطنين ال�سن ��ة للو�صول‬ ‫�إل ��ى الأدوار الرئي�سي ��ة في القطاعين العام والخا� ��ص‪ .‬وفقاً لخبير �ش�ؤون‬ ‫ال�ش ��رق االو�س ��ط �إبراهيم المرا�شي‪� ،‬إزدهرت العائ�ل�ات التجارية ال�شيعية‬ ‫بدع ��م م ��ن الأ�س ��رة الحاكم ��ة ف ��ي الكويت‪ ،‬حي ��ث �أن�ش ��ات م�ؤ�س�س ��ات مالية‬ ‫خا�ص ��ة ‪� -‬إرتب ��ط البن ��ك الأهلي الكويت ��ي عند والدته بالعائ�ل�ات ال�شيعية‬ ‫ف ��ي البالد ‪ -‬وحافظت على روابط و�صالت تجارية ومالية مع �إيران‪ .‬لذا‬ ‫لك ��ي ت�ستطيع الكوي ��ت الإ�ستفادة من عودة �إيران ال ��ى الإقت�صاد العالمي‪،‬‬ ‫ينبغي على ال�شيعة الكويتيين �إعادة تن�شيط �شبكات تجارتهم النائمة التي‬ ‫ت ��م بنا�ؤه ��ا على م ��دى �أجيال لتحديد فر� ��ص الإ�ستثمار ف ��ي الوقت الذي‬ ‫يوفرون الو�ساطة التجارية وال�شبكات المالية ل�شركائهم الإيرانيين‪.‬‬ ‫ولك ��ن ه ��ذا لن يحدث‪ .‬ه ��ذه ال�شبكات التي كانت موج ��ودة منذ �أكثر من‬ ‫ثالث ��ة ق ��رون ت ��كاد تك ��ون غي ��ر موج ��ودة الآن‪� .‬أو ًال لقد ت�ض ��ررت ‪ -‬على‬ ‫الرغ ��م م ��ن �أنها ل ��م تنقطع ‪ -‬خ�ل�ال الحرب بي ��ن �إي ��ران والعراق‪،‬‬ ‫عندم ��ا �إنح ��ازت الكوي ��ت �إل ��ى الع ��راق‪ .‬ولك ��ن تخري ��ب‬ ‫المن�ش� ��آت النفطي ��ة ال ��ذي �أق ��دم علي ��ه ال�شيع ��ة‬ ‫الكويتي ��ون ف ��ي �أواخ ��ر ثمانين ��ات الق ��رن الفائ ��ت‬ ‫ه ��و ال ��ذي �أعط ��ى ال�ضرب ��ة القا�ضي ��ة للعالق ��ة‬ ‫الإيراني ��ة ‪ -‬الكويتي ��ة‪ .‬لق ��د خلق ��ت الهجم ��ات‬ ‫�ضج ��ة ف ��ي الب�ل�اد‪ ،‬م ��ع طل ��ب البع� ��ض بمن ��ع‬ ‫ال�شيع ��ة م ��ن العم ��ل ف ��ي �صناعة النف ��ط‪ .‬لقد‬ ‫كان عل ��ى المجتم ��ع ال�شيع ��ي �أن يتخ ��ذ تدابير‬ ‫جذري ��ة لتف ��ادي �أي �ش ��ك ف ��ي �إلتزام ��ه ووالئ ��ه‬ ‫للكوي ��ت‪ .‬وقد قطع �صالته م ��ع �إيران‪ ،‬وهو و�ضع‬ ‫ل ��م يتغير من ��ذ ذلك الحين‪ .‬في العام ‪� 2014‬إ�ستوردت‬ ‫�إي ��ران �سلع� �اً بقيم ��ة ‪ 162‬ملي ��ون دوالر من الكوي ��ت‪� ،‬أي ما‬ ‫يع ��ادل ‪ 0.2‬ف ��ي المئة من وارداتها‪ .‬ولم يت ��م ت�سجيل �أي �صادرات من‬ ‫�إيران الى الكويت من قبل �صندوق النقد الدولي‪ .‬وقد رحبت الحكومة‬ ‫الكويتي ��ة ر�سمياً بنتائج المفاو�ض ��ات النووية �إال �أن هذا الو�ضع من غير‬ ‫المرجح �أن يتطور �إلى �شراكة �إقت�صادية ذات �صلة‪.‬‬ ‫وم ��ن المفارق ��ات �أن دول ��ة الإم ��ارات العربي ��ة المتح ��دة‪� ،‬أح ��د البل ��دان‬ ‫ال ��ذي �إتخذ مواقف �أكث ��ر �صرامة وحدّة �ضد �إي ��ران‪� ،‬ست�ستفيد �أكثر من‬ ‫غيره ��ا‪ .‬عل ��ى الرغم من النزاعات الإقليمية من ��ذ فترة طويلة التي �أدت‬ ‫�إل ��ى مواق ��ف غي ��ر ودية م ��ن حكام �أب ��و ظبي بالن�سب ��ة �إل ��ى �أي تقارب مع‬ ‫�إي ��ران‪� ،‬إ�ضافة �إل ��ى �ضغط الواليات المتحدة على الإم ��ارات التي �أوقفت‬ ‫كل العالق ��ات التجاري ��ة وال�شب ��كات المالية م ��ع طهران‪ ،‬ف� ��إن كان تدفق‬ ‫اال�ستثم ��ار والتجارة �سينمو ب�سبب �إن�ضمام �إي ��ران �إلى الأ�سواق الدولية‪،‬‬ ‫ف�إن الت�أثير �سيكون �ضئي ً‬ ‫ال للغاية في الكويت‪ ،‬في حين �أن دولة الإمارات‬ ‫العربية المتحدة �ستجني الفوائد من عمليات الو�ساطة‪.‬‬ ‫�أبو ظبي ‪ -‬عمار الحالق‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫تريليون دوالر في ‪� 5‬سنوات عجز الدول العربية الم�صدرة للنفط‬ ‫توق ��ع �ص ��ندوق النق ��د الدول ��ي �أخي ��ر ًا �أن يتجاوز‬ ‫عج ��ز ال ��دول العربية الم�ص ��دِّ رة للنف ��ط تريليون‬ ‫دوالر ف ��ي خم�س �س ��نوات‪ ،‬منه ��ا ‪ 360‬مليار دوالر‬ ‫خ�ل�ال الع ��ام الحال ��ي والباق ��ي خالل ال�س ��نوات‬ ‫الأربع المقبلة‪ ،‬وذلك نتيجة تراجع �أ�س ��عار النفط‬ ‫م ��ن ‪ 110‬دوالرات للبرميل �إل ��ى ما دون ‪ 50‬دوالر ًا‬ ‫منذ حزيران (يونيو) ‪ ،2014‬بالإ�ضافة �إلى تباط�ؤ‬ ‫االقت�صاد ال�صيني‪ ،‬وتذبذب �أ�سعار العمالت‪.‬‬ ‫وقال مدير �إدارة ال�ش ��رق الأو�سط و�آ�سيا الو�سطى‬ ‫في ال�صندوق م�س ��عود �أحمد‪ ،‬في م�ؤتمر �صحافي‬ ‫عقده ف ��ي دبي‪� ،‬إن "�إحتدام ال�ص ��راعات وهبوط‬ ‫�أ�سعار النفط �أديا �إلى تراجع �آفاق النمو في الدول‬ ‫العربي ��ة الم�ص ��درة للنف ��ط‪ .‬وتفاقم ��ت حدة هذا‬ ‫الو�ض ��ع بفعل نوبة التقلبات التي �أ�صابت الأ�سواق‬ ‫المالي ��ة العالمي ��ة �أخي ��ر ًا‪� ،‬إذ يتوق ��ع �أن تتباط� ��أ‬ ‫وتي ��رة النمو في ه ��ذه الدول في الم ��دى القريب‪،‬‬ ‫لكن بدرج ��ة طفيفة فق ��ط‪ ،‬نظر ًا �إلى �إ�س ��تعانتها‬ ‫باحتياطاتها المالية ولجوئها �إلى خيارات التمويل‬ ‫المتاحة‪ ،‬بالإ�ض ��افة �إلى �ض ��بط �أو�ضاعها المالية‬ ‫العامة"‪.‬‬ ‫ورجح �أحمد ان تحدث "زيادة متوا�ضعة في �أ�سعار‬ ‫ّ‬ ‫النفط في المدى المتو�سط‪ ،‬لكن دون تعافيها �إلى‬

‫م�ستويات الذروة الم�سجلة في العام ‪ .2014‬وتوقع‬ ‫�أن تتح�سن �أ�س ��عار النفط خالل ال�سنوات الخم�س‬ ‫المقبلة‪ ،‬لتتراوح بين ‪ 60‬و‪ 65‬دوالر ًا للبرميل‪.‬‬ ‫وعلى رغم توقعات تح�س ��ن �أ�سعار النفط‪ ،‬غير �أن‬ ‫تقرير ًا �أ�صدره ال�صندوق في ال�شهر الفائت‪ ،‬توقع‬ ‫�أن ت�شهد دول مجل�س التعاون الخليجي تراجع ًا في‬ ‫ر�ص ��يد ح�س ��ابها الجاري من فائ� ��ض قدره ‪ 15‬في‬ ‫المئ ��ة من �إجمالي النات ��ج المحلي عام ‪� 2014‬إلى‬ ‫عجز بن�سبة ‪ 0.25‬في المئة عام ‪ ،2015‬ورجح �أن‬ ‫ي�صل عجز المالية العامة في دول الخليج مجتمعة‬ ‫�إل ��ى ‪ 13‬ف ��ي المئة‪ ،‬ليتح�س ��ن قلي ًال بع ��د ذلك في‬ ‫المدى المتو�سط‪.‬‬

‫م�سعود �أحمد‬

‫البحرين ّ‬ ‫تخطط لتطوير قطاع الألومنيوم‬ ‫�أعلنت "�ش ��ركة ممتلكات البحرين القاب�ض ��ة"‪،‬‬ ‫ال ��ذراع الإ�س ��تثمارية لمملك ��ة البحري ��ن �أخير ًا‬ ‫�أنه ��ا وقعت �إتفاق م�ش ��روع م�ش ��ترك مع �ش ��ركة‬ ‫"�س ��ينرجيز كا�س ��تنغز ليمتد"‪� ،‬إح ��دى كبرى‬ ‫�شركات ت�ص ��نيع الألومنيوم الخا�ص بالإطارات‬ ‫في الهند‪ ،‬بهدف ت�أ�س ��ي�س م�ص ��نع متخ�ص ���ص‬ ‫في �ص ��ناعة الألومنيوم الخا� ��ص بالإطارات في‬ ‫البحرين‪.‬‬ ‫و ُي َع ��د الم�ش ��روع بمثاب ��ة حج ��ر الأ�س ��ا�س ف ��ي‬ ‫منطق ��ة �ص ��هر المع ��ادن الجدي ��دة‪ ،‬والج ��اري‬ ‫تطويرها بمحاذاة "�شركة �ألومنيوم البحرين"‬ ‫(�ألبا)‪ ،‬وه ��ي عبارة عن مبادرة م�ش ��تركة بين‬ ‫"ممتل ��كات" ومجل�س التنمية االقت�ص ��ادية في‬ ‫البحرين كجزء م ��ن الجهود الرامية �إلى زيادة‬ ‫التنويع في قطاع �صناعة الألومنيوم‪.‬‬ ‫ويتج ��ه القطاع نحو ج ��ذب ِق َيم م�ض ��افة عالية‬

‫الم�س ��توى ف ��ي قط ��اع ال�ص ��ناعات التحويلي ��ة‪.‬‬ ‫و�سي�ضم الم�صنع مزايا ت�شمل ت�صميم ًا �شام ًال‪،‬‬ ‫وهند�سة ومحاكاة متقدمة‪ ،‬و�إمكانات فائقة في‬ ‫تطوي ��ر ال ُمنتج‪ ،‬وق ��درة �إنتاجية ت�ص ��ل �إلى ‪25‬‬ ‫�ألف ط ��نٍّ ‪ ،‬ويتوقع �أنْ َيخلق الم�ص ��نع نحو ‪600‬‬ ‫فر�ص ��ة عمل‪ .‬وتبلغ ح�صة "ممتلكات" في هذا‬ ‫الم�شروع ‪ 49‬في المئة‪.‬‬ ‫وقال الرئي� ��س التنفيذي لـ"ممتل ��كات" محمود‬ ‫ها�ش ��م الكوهج ��ي‪ُ " :‬يم ِّث ��ل توقيع ه ��ذا االتفاق‬ ‫اال�س ��تراتيجي مع "�سينرجيز" خطوة مهمة في‬ ‫تطوي ��ر قطاع �ص ��ناعات الألومني ��وم التحويلية‬ ‫�كل �إيجابي ف ��ي تعزيز‬ ‫الت ��ي �ست�س ��اهم ف ��ي �ش � ٍ‬ ‫اقت�ص ��اد المملكة‪ .‬وتلتزم "ممتل ��كات" بتوفير‬ ‫الدع ��م ال�ل�ازم للمرحلة المقبلة التي �ست�ش ��هد‬ ‫م�شاريع تنموية �ض ��خمة على �صعيد القطاعين‬ ‫العام والخا�ص في البحرين"‪.‬‬

‫و�سع���ت "الإتحاد للطي���ران" الإماراتية نطاق‬ ‫�شبك���ة رحالتها �إلى ال�سعودية‪ ،‬عب���ر �إ�ضافة خم�س‬ ‫رح�ل�ات �أ�سبوعية بين مدينت���ي الريا�ض و�أبو ظبي‬ ‫من قبل �شريكتها بالرمز "فالي نا�س"‪.‬‬ ‫ومن �ش����أن رحالت �شرك���ة «فالي نا����س» الجديدة‬ ‫المقرر �إطالقها في ‪ 16‬كانون الأول (دي�سمبر)‪� ،‬أن‬ ‫تكمل رحالت "االتحاد للطيران" الأ�سبوعية القائمة‬ ‫حاليا ً بين �أب���و ظبي والريا����ض والبالغ عددها ‪13‬‬ ‫رحل���ة‪ ،‬ما �سي�ساه���م في ت�أمين ‪ 18‬رحل���ة �أ�سبوعيا ً‬ ‫لل�ضيوف‪ ،‬ف�ضالً عن مزيد م���ن الخيارات والمرونة‬ ‫�سواء �أكانوا م�سافرين من ال�سعودية �أو الإمارات �أو‬ ‫م���ا بعدها‪ .‬ووفق االتفاق بي���ن ال�شركتين‪� ،‬ست�ضع‬ ‫"فالي نا�س" رمزها المك���ون على رحالت "االتحاد‬ ‫للطيران" البالغ عددها ‪ 226‬رحلة والتي ت�شغلها‬ ‫بين �أبو ظبي و‪ 20‬وجهة حول العالم‪.‬‬ ‫ق���ال الرئي�س التنفي���ذي لـ"البن���ك المركزي‬ ‫ال ُعمان���ي" حم���ود ب���ن �سنج���ور الزدجال���ي �إن‬ ‫ب�ل�اده �ستوا�ص���ل اال�ستثم���ار في تعزي���ز وتنويع‬ ‫�إقت�صادها‪ ،‬عل���ى رغم ت�ضرر ماليتها نتيجة هبوط‬ ‫�أ�سع���ار النف���ط‪ .‬و�أ�ش���ار �إل���ى �أن «�سلطن���ة ُعم���ان‬ ‫�ستم�ضي قدما ً في جهود طموحة ومكلفة لتو�سيع‬ ‫قاعدته���ا ال�صناعي���ة وخلق فر�ص عم���ل‪ ،‬و�ستبلغ‬ ‫تكلف���ة الم�شروعات ال�صناعي���ة وم�شروعات البنية‬ ‫التحتي���ة التي يجري العمل فيه���ا حاليا ً والمخطط‬ ‫لها مليارات الدوالرات"‪.‬‬ ‫و�أو�ضح �أن الهدف الأ�سا�سي للحكومة و"المركزي‬ ‫ال ُعمان���ي" في ظل تدني �أ�سع���ار النفط‪ ،‬هو تعزيز‬ ‫عملي���ة النمو وتحفي���ز عملية التنوي���ع‪ ،‬م�ضيفا ً �أن‬ ‫"التج���ارب ال�سابق���ة ترج���ح �أن مرون���ة االقت�صاد‬ ‫ال ُعمان���ي وقوت���ه الداخلية �ست�سم���وان فوق تدني‬ ‫�أ�سعار النفط‪ ،‬وتحققان اال�ستدامة لعملية النمو"‪.‬‬ ‫حاف���ظ الم�ستثم���رون الع���رب عل���ى ن�شاطه���م‬ ‫الإ�ستثماري في العقارات العالمية‪" ،‬و�ضخوا ‪11.5‬‬ ‫مليار دوالر في الأ�سواق الخارجية في الن�صف الأول‬ ‫م���ن ال�سنة‪ ،‬على رغم تراجع �أ�سع���ار النفط في �شكل‬ ‫ملحوظ"‪ ،‬وفقا ً لبحوث �أعدتها �شركة "�سي بي �آر �إي"‬ ‫لال�ست�ش���ارات العقارية العالمي���ة‪ .‬و�إ�ستثمرت قطر‬ ‫والإمارات ف���ي العقارات العالمي���ة ‪ 5.24‬مليارات‬ ‫و‪ 4.54‬مليارات دوالر على التوالي‪.‬‬ ‫و�أك���دت الم�ؤ�س�س���ة العالمي���ة �أن ال�صفق���ات الت���ي‬ ‫�أنجزتها �صنــاديق الثروة ال�سيادية �أخــــيــراً‪" ،‬عـززت‬ ‫النـــ�ش���اط اال�ستثم���اري"‪ ،‬مالحظ���ة "تنام���ي قاع���دة‬ ‫وتو�س���ع ا�ستراتيجياتهم اال�ستثمارية‬ ‫الم�ستثمري���ن‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫لت�شمل مزي���دا من النطاقات الجغرافية والقطاعات‪،‬‬ ‫وبذل���ك تجاوزت الن�شاط���ات اال�ستثماري���ة الأ�سواق‬ ‫الرئي�سي���ة المعت���ادة‪ ،‬لت�صل �إلى مواق���ع ثانوية في‬ ‫�أوروبا والأميركتين وو�سط �آ�سيا والمحيط الهادئ"‪.‬‬

‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪17‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون خليجية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف الخليجي‬

‫ُعمان‪ :‬مبادرات طموحة لدعم نمو تكنولوجيا المعلومات والإت�صاالت‬ ‫هن ��اك مجموع ��ة م ��ن المب ��ادرات الحكومي ��ة الت ��ي تق ��ود �إعتم ��اد تكنولوجيا‬ ‫المعلوم ��ات والإت�ص ��االت ف ��ي ُعم ��ان‪ ،‬فيم ��ا تعم ��ل ال�سلطنة عل ��ى ربط جميع‬ ‫المن ��ازل والمح ��ال التجاري ��ة ب�شبك ��ة وطني ��ة عري�ض ��ة النطاق بحل ��ول العام‬ ‫‪.2040‬‬ ‫و ُيع ��زى نم ��و القط ��اع في ج ��زء منه �إل ��ى جهود الحكوم ��ة لتعزي ��ز الربط‪ ،‬وهو‬ ‫عن�ص ��ر �أ�سا�س ��ي م ��ن �إ�ستراتيجي ��ة �أو�س ��ع ل"م�ش ��روع ُعم ��ان الرقم ��ي" ( ُعم ��ان‬ ‫الرقمي ��ة) الت ��ي ب ��د�أت ف ��ي الع ��ام ‪ ،2003‬والت ��ي تر ّك ��ز عل ��ى تطوي ��ر مه ��ارات‬ ‫تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬ومحو الأمية الرقمية وخدمات الحكومة الإلكترونية‪.‬‬ ‫�إ�ستراتيجي ��ة عُمان الرقمية‪ ،‬التي ت�شرف عليها م ِّ‬ ‫ُنظمة القطاع "هيئة تقنية‬ ‫المعلومات"‪ ،‬تهدف �إلى تو�سيع �إ�ستيعاب تكنولوجيا المعلومات واالت�صاالت‬ ‫ف ��ي جمي ��ع قطاع ��ات الإقت�ص ��اد من خ�ل�ال تطوير البني ��ة التحتي ��ة الداعمة‬ ‫المطلوبة‪ ،‬وت�شجيع مبادرات التدريب ودعم ال�شركات المبتدئة‪.‬‬ ‫"ه ��ذه لي�س ��ت �س ��وى المراح ��ل الأول ��ى م ��ن برنام ��ج �أكث ��ر طموح ��ا"‪ ،‬ق ��ال‬ ‫الرئي� ��س التنفي ��ذي للهيئة �سالم الرزيق ��ي‪" .‬بحلول العام ‪ 2040‬نريد تطوير‬ ‫تكنولوجي ��ا المعلوم ��ات كج ��زء قائ ��م بذاته‪ ،‬قط ��اع عمودي – ه ��ذا هو هدفنا‬ ‫الأ�سا�سي"‪ ،‬قال‪.‬‬ ‫و�سعت عُمان ب�ش ��كل مطرد �شبكته ��ا الحالية من‬ ‫لمواكب ��ة الطل ��ب المتزاي ��د‪ّ ،‬‬ ‫الألي ��اف الب�صري ��ة‪ ،‬ف�ض�ل ً�ا ع ��ن من ��ح �ش ��ركات الإت�ص ��االت مث ��ل "عُمانت ��ل"‬ ‫و"�أوري ��دو ُعم ��ان" (‪ )Ooredoo Oman‬منف ��ذاً �أ�سا�سي� �اً لتو�سيع نطاق توافر‬ ‫الألياف �إلى الإت�صاالت المنزلية‪.‬‬ ‫م ��ن جهته ��ا تعم ��ل "ال�شرك ��ة ال ُعمانية للنط ��اق العري� ��ض"‪ ،‬الت ��ي �أن�شئت في‬ ‫ني�س ��ان (�إبري ��ل) ‪ ،2014‬عل ��ى تو�سيع البني ��ة التحتية من الألي ��اف الب�صرية‪،‬‬ ‫وذل ��ك بهدف تغطية ‪ ٪90‬من محافظ ��ة م�سقط بحلول العام ‪ .2021‬وبحلول‬ ‫الع ��ام ‪ ،2030‬م ��ن المتوق ��ع �أن تتمت ��ع جمي ��ع المناطق الح�ضري ��ة ب‪ ٪95‬من‬ ‫الإت�ص ��ال وا�سع النطاق‪ ،‬مع تحديد تغطية بوا�سطة الأقمار الإ�صطناعية و‪/‬‬ ‫�أو تغطية متنقلة ذات نطاق عري�ض كحلول الميل الأخير ال ُمحت َمل ل�صعوبة‬ ‫الو�صول �إلى المناطق الريفية‪.‬‬ ‫وق ��د �سع ��ت الحكومة �أي�ضاً بن�شاط لتعزيز محو الأمية الرقمية في ال�سنوات‬ ‫الأخي ��رة‪ .‬بحل ��ول العام ‪ ،2013‬كان حوال ��ي ‪ 100،000‬عماني وعمانية ح�ضروا‬ ‫برام ��ج تدريب عل ��ى الإنترنت‪ ،‬مع ‪ 90،000‬جهاز كومبيوت ��ر مجاني و‪72,000‬‬ ‫جه ��از م ��ودم مجان ��ي ت ��م توزيعه ��ا م ��ن خ�ل�ال المب ��ادرة الوطني ��ة للحا�سوب‬ ‫ال�شخ�صي في البالد‪ ،‬وفقاً لهيئة تقنية المعلومات‪.‬‬ ‫فيم ��ا يرتف ��ع �إخت ��راق الإت�ص ��ال عال ��ي ال�سرع ��ة‪ ،‬فكذل ��ك الطلب عل ��ى مزيد‬ ‫م ��ن الأجهزة المتطورة‪� ،‬س ��واء من حيث الكومبيوت ��رات �أو تقنية االت�صاالت‬ ‫المتنقل ��ة‪ .‬وه ��ذا ب ��دوره م ��ن المتوق ��ع �أن ُيغ� � ّذي الطل ��ب عل ��ى البرمجي ��ات‬ ‫والخدم ��ات‪ ،‬مم ��ا ي�ساع ��د على خلق النم ��و الر�أ�سي الذي تتوخ ��اه هيئة تقنية‬ ‫المعلومات‪.‬‬ ‫�إن الإقب ��ال على خدمات تكنولوجيا المعلوم ��ات �آخذ في الإرتفاع ب�شكل حاد‪،‬‬ ‫وذل ��ك بف�ض ��ل الطل ��ب الق ��وي م ��ن القط ��اع الخا� ��ص‪ ،‬كم ��ا ق ��ال �أالن �صوايا‪،‬‬ ‫ال�شري ��ك الإداري ف ��ي " ُعم ��ان داتا ب ��ارك"‪� ،‬أقدم و�أكبر �شرك ��ة تزويد خدمات‬ ‫تكنولوجي ��ا و�إ�ست�ضاف ��ة مواق ��ع ف ��ي ال�سلطنة‪ .‬ووفق� �اً ل�صوايا‪ ،‬فق ��د �إرتفعت‬ ‫�إي ��رادات ال�شركة خالل العام وحتى تاريخ ��ه بن�سبة ‪ ٪35‬في العام على �أ�سا�س‬ ‫�سنوي في �أيلول (�سبتمبر) نتيجة لذلك‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫العدد ‪ - 36‬ت�شرين الثاين ‪ -‬كانون الأول (نوفمرب ‪ -‬دي�سمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫"لق ��د �أ�صبح ��ت تكنولوجي ��ا المعلومات جزءاً ال يتجز�أ من العمل في جميع‬ ‫�أنح ��اء العال ��م‪ ،‬وعُمان لي�ست �إ�ستثناء"‪ ،‬قال �أحمد عودة‪ ،‬المدير العام ل�شركة‬ ‫الخلي ��ج للحا�سب ��ات الآلية ُعم ��ان‪" .‬العديد من العمالء ف ��ي القطاع الخا�ص‬ ‫يطلب ��ون الآن حلو ًال ويتطلعون �إلى مزيد م ��ن تكامل تكنولوجيا المعلومات‬ ‫والإت�ص ��االت ف ��ي �أعماله ��م لتحقي ��ق �أق�ص ��ى ق ��در م ��ن الكف ��اءة والفوائ ��د‬ ‫التجارية"‪.‬‬ ‫ووفق� �اً لعودة‪ ،‬ف�إن ال�شركات ف ��ي قطاعات خدمات الرعاية ال�صحية والتعليم‬ ‫�إل ��ى النف ��ط والغ ��از‪ ،‬وكذل ��ك الحكوم ��ة‪ ،‬يمكنه ��ا الإ�ستف ��ادة م ��ن تكنولوجي ��ا‬ ‫مب�سط� �اً ووا�ضح� �اً و�ص ّناع‬ ‫المعلوم ��ات لتح�سي ��ن عملياته ��ا‪�" .‬أ�صب ��ح القط ��اع ّ‬ ‫القرار �صاروا يعطونه �أولوية �أكثر"‪� ،‬أ�ضاف‪.‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك‪ ،‬ال تزال هناك مخ ��اوف من �أن ي� ��ؤدي �إنخفا�ض �أ�سع ��ار الطاقة �إلى‬ ‫خف�ض الإنفاق الحكومي على تكنولوجيا المعلومات والإت�صاالت‪ ،‬الذي كان‬ ‫تقليدي� �اً واح ��داً م ��ن القوى الدافع ��ة لل�صناعة‪ ،‬يق ��ول �صوايا‪ ،‬وا�ضع� �اً ت�أكيداً‬ ‫�إ�ضافياً على الحاجة لإ�ستثمارات القطاع الخا�ص لتعزيز النمو‪.‬‬ ‫"الحكوم ��ة تنف ��ق ع ��ادة حوال ��ي ‪ ٪9-7‬م ��ن الموازن ��ة عل ��ى تكنولوجي ��ا‬ ‫المعلوم ��ات‪ .‬ونظ ��راً لإنخفا� ��ض �أ�سع ��ار النف ��ط‪ ،‬فه ��ذا المعدّل ق ��د ينخف�ض‬ ‫ه ��ذا الع ��ام‪� ،‬أو ينبغ ��ي عل ��ى الحكومة النظ ��ر في نم ��وذج خدم ��ات تكنولوجيا‬ ‫المعلومات"‪ ،‬م�ضيفاً‪.‬‬ ‫م ��ن ناحي ��ة �أخرى‪ ،‬هن ��اك مجال رئي�سي يمكن ��ه �أن ي�ساعد ف ��ي تعزيز الطلب‬ ‫م ��ن القط ��اع الخا� ��ص في �سلطن ��ة عمان وه ��و الأم ��ن ال�سيبراني‪ ،‬ال ��ذي كان‬ ‫�أولوي ��ة وطني ��ة ف ��ي ال�سن ��وات الأخي ��رة‪ ،‬م�ستفيداً م ��ن �إ�ستثم ��ارات كبيرة في‬ ‫التكنولوجيا والموارد الب�شرية‪.‬‬ ‫ف ��ي �أحدث تقرير له ب�ش�أن الأمن ال�سيبراني العالمي‪� ،‬ص ّنف الإتحاد الدولي‬ ‫لالت�ص ��االت �سلطن ��ة ُعم ��ان في المرتي ��ة الأولى في منطقة ال�ش ��رق الأو�سط‬ ‫و�شم ��ال �أفريقي ��ا والثالث ��ة ف ��ي العال ��م م ��ن حي ��ث الإ�ستع ��داد �ض ��د الهجمات‬ ‫الإلكترونية‪ ،‬محتل ًة مرتبة قبل النروج واليابان و�ألمانيا‪.‬‬ ‫وفق� �اً لتقرير الإتح ��اد الدولي للإت�صاالت‪ ،‬الذي �صدر ف ��ي الربع الثاني من‬ ‫الع ��ام ‪� ،2015‬إن ت�صني ��ف ُعم ��ان ُيع ��زى في ج ��زء كبير من ��ه �إل ��ى �إ�ستراتيجية‬ ‫الحكومة ال�شاملة للأمن ال�سيبراني‪ ،‬والتي ت�شتمل على �إطار قانوني وا�ضح‪،‬‬ ‫ف�ض ً‬ ‫ال عن التعاون على الم�ستوى الوطني والدولي‪.‬‬ ‫لدى عُمان �أكثر من ‪� 10‬شراكات مع الدول والمنظمات التي تهدف �إلى تبادل‬ ‫المعرف ��ة و�أ�صول الأم ��ن ال�سيبراني‪ ،‬كما ذكرت و�سائ ��ل االعالم المحلية في‬ ‫تموز (يوليو)‪ ،‬وكانت تعمل مع وزارة التربية والتعليم لتقديم تدريب الأمن‬ ‫ال�سيبراني في الف�صول الدرا�سية في جميع �أنحاء البالد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫�إن �إلت ��زام ال�سلطن ��ة الم�ستم ��ر الدف ��اع ال�سيبران ��ي يو ّف ��ر فر�ص� �ا ال تع� � ّد وال‬ ‫تح�ص ��ى لمقدم ��ي خدم ��ات تكنولوجي ��ا المعلوم ��ات والإت�ص ��االت المحليي ��ن‬ ‫والأجانب‪ ،‬مع توقع نمو طلب قوي في ك ّل من القطاعين العام والخا�ص‪.‬‬ ‫"�إن م�ستخدم ��ي تكنولوجي ��ا المعلوم ��ات الأوائ ��ل ف ��ي ُعم ��ان ه ��م قط ��اع‬ ‫الإت�صاالت والقطاع الم�صرفي والحكومة"‪ ،‬قال عودة‪ .‬و"نظراً �إلى الطبيعة‬ ‫المتغ ّي ��رة ب�إ�ستم ��رار للتهدي ��دات ال�سيبراني ��ة‪ ،‬ف� ��إن ه ��ذه القطاع ��ات تتطلب‬ ‫درج ��ة عالي ��ة م ��ن الأم ��ان لأنظمته ��ا‪ ،‬مما ي�شي ��ر �إل ��ى �أن الطلب عل ��ى ترقية‬ ‫التقنيات والحلول �ست�ستمر"‪ ،‬على حد قوله‪.‬‬

‫م�سقط ‪� -‬سمير الح�سيني‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫باق‬ ‫تباط�ؤ االقت�صاد العالمي ٍ‬

‫ربما يكون �ص ��ندوق النقد الدولي "متفائ ًال جد ًا"‬ ‫بتوقعاته المرتفعة للنمو العالمي في العام ‪،"2016‬‬ ‫وفق ًا لتحليل �شركة "�آ�سيا لال�ستثمار" الذي ر�صد‬ ‫"عوامل متنوعة ت�شير �إلى زيادة تباط�ؤه"‪ .‬و�إعتبر‬ ‫�أن انتعا�ش االقت�صادات المتقدمة "�سيف�ضي �إلى‬ ‫مزيد م ��ن القلق في ال�سيا�س ��ة المتبعة‪ ،‬و�إحتمال‬ ‫�أن يزيد زعزعة الأ�س ��واق المالية واالقت�ص ��ادات‬ ‫النا�شئة"‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار تحلي ��ل �أ�س ��بوعي للأ�س ��واق النا�ش ��ئة في‬ ‫�آ�س ��يا‪� ،‬إل ��ى �أن �ص ��ندوق النقد خ ّف� ��ض تقديراته‬ ‫للنمو العالمي هذه ال�سنة وللمرة الثانية ‪ 20‬نقطة‬ ‫�أ�س ��ا�س في حزيران (يونيو) الما�ضي وفي ال�شهر‬ ‫الج ��اري م ��ن ‪� 3.5‬إل ��ى ‪ 3.1‬ف ��ي المئ ��ة"‪ .‬وعزا‬ ‫ال�س ��بب في ذلك �إلى "التباط�ؤ ال�ص ��يني وتراجع‬ ‫�أ�س ��عار ال�س ��لع الأ�سا�س ��ية التي تركزت في معظم‬ ‫�أنواع ال�س ��لع هذه ال�سنة‪ ،‬و�أخير ًا التطبيع الو�شيك‬ ‫لل�سيا�س ��ة النقدية الأميركية والذي ي�ستغرق وقت ًا‬ ‫�أطول مم ��ا كان متوقع ًا‪ ،‬في وق ��ت ال يزال مجل�س‬ ‫االحتياط الفيديرالي قلق ًا �إزاء الأجواء المعاك�سة‬ ‫محلي ًا وخارجي ًا"‪ .‬ولفت التحليل �إلى �أن "توقعات‬ ‫ال�ص ��ندوق بالن�س ��بة �إل ��ى النم ��و المرتق ��ب لعام‬ ‫‪ 2016‬والتي خ ّف�ض ��ها بمقدار ‪ 20‬نقطة �أ�سا�س‪ ،‬ال‬ ‫تزال �أعلى من تلك المقدّر ت�س ��جيلها هذه ال�س ��نة‬

‫وهي ‪ 3.6‬في المئة"‪ .‬و�أو�ض ��ح �أن �آ�س ��يا النا�ش ��ئة‬ ‫ومنطقة ال�شرق الأو�سط و�شمال �أفريقيا "�شهدت‬ ‫�أق ��ل خف�ض له ��ذه ال�س ��نة مقارن ًة باالقت�ص ��ادات‬ ‫النامي ��ة بمق ��دار ‪ 10‬نقاط �أ�س ��ا�س‪ ،‬ف ��ي حين لم‬ ‫ت�س ��جل �أي خف� ��ض لعام ‪ ،2016‬و ُيع ��زى ذلك �إلى‬ ‫"المخزون المالي الكبير لديها"‪.‬‬ ‫والح ��ظ تحلي ��ل "�آ�س ��يا لال�س ��تثمار" �أن "�آ�س ��يا‬ ‫النا�ش ��ئة ه ��ي المنطق ��ة الوحي ��دة الأخ ��رى التي‬ ‫ُيتوق ��ع �أن يتباط� ��أ فيها نمو االقت�ص ��اد ف ��ي العام‬ ‫‪ ،2016‬وت�س ��تمر ال�ص ��ين في التباط� ��ؤ م�ؤدية �إلى‬ ‫هب ��وط الرقم القيا�س ��ي الذي ت�ش ��كله‪ ،‬مع الأخذ‬ ‫ف ��ي االعتبار �س ��يطرتها على �أكثر م ��ن ثلثي �إنتاج‬ ‫المنطق ��ة‪ ،‬وت�أثيره ��ا العميق في بقي ��ة الدول من‬ ‫خالل التجارة واال�ستثمار والقنوات المالية"‪.‬‬ ‫وي�شهد اقت�صادا تايلند و�س ��نغافورة ت�سارع ًا هذه‬ ‫ال�س ��نة‪ ،‬لك ��ن ال�ص ��ندوق لم يل� � ِغ "�إم ��كان تعافي‬ ‫معظم ه ��ذه الدول العام المقب ��ل"‪ .‬وماليزيا هي‬ ‫الدول ��ة الوحيدة التي يتوق ��ع لها �أن "تتباط�أ العام‬ ‫المقبل نتيجة اعتماد اقت�صادها على النفط"‪.‬‬ ‫وعل ��ى رغ ��م توقع "تباط�ؤ �آ�س ��يا م ��ن ‪ % 6.8‬عام‬ ‫‪� 2014‬إل ��ى ‪ % 6.5‬ه ��ذه ال�س ��نة‪ ،‬و ‪ % 6.4‬ع ��ام‬ ‫‪ُ ،2016‬يتوقع "ح�ص ��ول المنطقة على ح�صة �أكبر‬ ‫من الإنتاج العالمي لجهة القيمة اال�سمية‪.‬‬

‫م�شاريع رو�سية ‪� -‬إيرانية بـ ‪ 40‬مليار دوالر منذ ‪2013‬‬

‫وزير الطاقة الرو�سي �ألك�سندر نوفاك‬

‫�أعلن ��ت رو�س ��يا و�إي ��ران ان قيم ��ة م�ش ��اريعهما‬ ‫الم�شتركة منذ ‪ 2013‬بلغت ‪ 40‬مليار دوالر‪ ،‬وفق‬ ‫م ��ا نقلت وكالة "تا�س" للأنباء عن وزير الطاقة‬ ‫الرو�سي‪� ،‬ألك�س ��ندر نوفاك �أخير ًا خالل زيارته‬ ‫�إلى طهران‪ .‬وبحث الوزير الرو�س ��ي مع الجانب‬ ‫الإيران ��ي في �س ��بل تطوير وتعزي ��ز التعاون بين‬ ‫البلدين‪ ،‬وعقد بم�ش ��اركة ممثلي قطاع الأعمال‬

‫الرو� ��س اجتماع ��ات ولق ��اءات م ��ع ال�ش ��ركاء‬ ‫الإيرانيين لتكوين خريطة طريق للتعاون‪.‬‬ ‫ونقل ��ت وكال ��ة "نوفو�س ��تي" ع ��ن نوف ��اك قوله‬ ‫بع ��د لقائه رئي�س اللجنة الحكومية الرو�س ��ية ‪-‬‬ ‫الإيرانية الم�ش ��تركة‪" :‬عقدنا �إجتماع ًا تمهيدي ًا‬ ‫مع ال�س ��لطات الإيرانية وممثل ��ي قطاع الأعمال‬ ‫الإيراني بم�ش ��اركة ممثلي ال�شركات الرو�سية"‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف‪" :‬ناق�ش ��نا تطوي ��ر قط ��اع الطاقة في‬ ‫�إي ��ران‪ ،‬بم ��ا في ذلك بن ��اء وتحدي ��ث محطات‬ ‫توليد الطاقة وبناء مج ّمع كهرباء‪� ،‬إ�ض ��افة �إلى‬ ‫تعزيز التعاون في مجال االت�ص ��االت والف�ض ��اء‬ ‫والنقل والبنية التحتية لل�سكك الحديد‪ ،‬وتزويد‬ ‫�إي ��ران طائرات �س ��وبرجت"‪ .‬كما �أ�ش ��ار الوزير‬ ‫الرو�س ��ي �إلى �إمكان �إن�ش ��اء م�ص ��رف م�شترك‬ ‫بهدف تمويل الم�شاريع‪.‬‬

‫الموجز الدولي‬ ‫توقع الرئي�س الإيران���ي ح�سن روحاني مجدداً‬ ‫رفع العقوبات عن بالده بنهاية ال�سنة الجارية‪ ،‬بعد‬ ‫�أ�سب���وع من الأم���ر الذي �أ�صدره مر�ش���د الجمهورية‬ ‫الإ�سالمي���ة الإيراني���ة �آي���ة اهلل عل���ي خامنئي بو�ضع‬ ‫قي���ود يمكن �أن ت�ؤجل تنفيذ اتف���اق �إيران النووي‬ ‫مع القوى العالمية‪.‬‬ ‫ونقلت عنه وكالة الجمهوري���ة اال�سالمية الإيرانية‬ ‫لالنب���اء "ارنا" خ�ل�ال مرا�س���م للترحي���ب بال�سفير‬ ‫اال�سبان���ي الجدي���د لدى طه���ران‪" :‬وفق���ا ً لخططنا‬ ‫ف�إن العقوبات القمعية على الجمهورية اال�سالمية‬ ‫الإيراني���ة �سترف���ع بنهاي���ة ‪ ."2015‬وبموج���ب‬ ‫االتف���اق الموقع في ‪ 14‬تم���وز (يوليو) بين �إيران‬ ‫والق���وى ال�ست يتعين عل���ى الجمهورية الإ�سالمية‬ ‫تفكي���ك �أج���زاء كبيرة م���ن برنامجها الن���ووي قبل‬ ‫رفع العقوبات الدولية المفرو�ضة عليها لال�شتباه‬ ‫في ان���ه يهدف �إلى انت���اج قناب���ل‪ .‬ويتوقع معظم‬ ‫المحللين �أن ت�ستغرق هذه العملية التي بد�أت في‬ ‫‪ 18‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ما ال يقل عن �أربعة �إلى‬ ‫�ستة �أ�شهر‪ ،‬لكن روحاني قال مراراً �إنه يتوقع رفع‬ ‫العقوبات في كانون الأول (دي�سمبر)‪.‬‬ ‫�أعل���ن االوروبيون خالل قمة مالطا الأخيرة عن‬ ‫ان�شاء �صن���دوق بقيمة ‪ 1,8‬مليار ي���ورو لم�ساعدة‬ ‫افريقيا على مكافحة "الأ�سباب العميقة للهجرة"‪،‬‬ ‫فيم���ا �أعرب���ت دول افريقية ع���ن انزعاجها ال�صرار‬ ‫االوروبيين عل���ى اعادة مزيد م���ن المهاجرين غير‬ ‫ال�شرعيين الى بلدانهم‪.‬‬ ‫وجمعت قمة فاليتا نح���و ‪ 50‬رئي�س دولة وحكومة‬ ‫من القارتين‪ ،‬واختتمت باعالن خطة عمل م�شتركة‬ ‫تت�ضمن مبادرات ينبغي تطبيقها �سريعا ً‪.‬‬ ‫وفي محادثات���ه مع الدول االفريقية‪ ،‬ر�صد االتحاد‬ ‫االوروب���ي ‪ 1,8‬ملي���ار ي���ورو لتموي���ل م�شاريع من‬ ‫اجل ابط���اء توافد االفارقة الى �أرا�ضيه‪ .‬لكنه ح�ض‬ ‫الدول االع�ض���اء على تقديم م�ساهم���ات �أي�ضا ً من‬ ‫�أجل م�ضاعفة هذا المبلغ‪.‬‬ ‫قال���ت �إدارة مين���اء مومبا�س���ا الكين���ي‪� ،‬أكبر‬ ‫موانئ �ش���رق �أفريقي���ا‪� ،‬إن المين���اء �سينفق ‪100‬‬ ‫مليون �شلن (‪ 980,392.16‬دوالر) لبناء محطة‬ ‫جديدة لل�سفن ال�سياحي���ة‪ ،‬بهدف تعزيز ال�سياحة‪.‬‬ ‫ووجهت القر�صنة في خليج عدن والمحيط الهندي‬ ‫�ضرب���ة قوية ل�سياح���ة ال�سفن ف���ي المنطقة‪ ،‬لكن‬ ‫القط���اع يتعافى من���ذ الع���ام ‪ ،2011‬بعد تكثيف‬ ‫الدوريات البحرية ون�شر حرا�س م�سلحين على متن‬ ‫ال�سفن‪ .‬وق���ال ناطق با�س���م �سلط���ة الموانئ حاج‬ ‫ما�سيم���و "كنا ن�ستقبل ‪� 40‬سفينة �سياحية �سنويا ً‬ ‫فيه���ا ‪� 40‬ألف �سائح"‪ .‬م�ضيفا ً �أن "العدد �إنخف�ض‬ ‫�إلى ال�صفر تقريبا ً‪ ،‬ب�سبب القر�صنة"‪.‬‬ ‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪19‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون دولية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫المفكرة الدولية‬

‫اليونان ي�سعى �إلى ربط الديون بملف اللجوء‬ ‫�إنق�ش ��ع الغب ��ار ف ��ي اليون ��ان لتج ��د النقاب ��ات‬ ‫العمالية ذاتها من جديد في ال�شوارع‪� ،‬إحتجاجاً‬ ‫عل ��ى �إتف ��اق َد ْي ��ن جدي ��د يط ��اول مزي ��داً م ��ن‬ ‫مكت�سب ��ات العم ��ال والموظفين‪ ،‬بع ��د مفاو�ضات‬ ‫ع�سي ��رة �إ�ستم ��رت �شه ��وراً و�أبق ��ت �أثين ��ا ف ��ي حال‬ ‫خ ��وف م�ستم ��ر و�صلت �إلى هلو�س ��ات حول خروج‬ ‫اليونان من منطقة اليورو‪.‬‬ ‫و�إ�ضط ��رت حكوم ��ة "�سيريزا" الت ��ي تتغنى دوماً‬ ‫بكونه ��ا �أول حكوم ��ة ي�ساري ��ة ف ��ي اليون ��ان‪� ،‬إل ��ى‬ ‫التراج ��ع �أكث ��ر م ��ن م ��رة �أم ��ام �إ�ص ��رار الدائنين‬ ‫و�إنعدام الخيارات البديلة‪ ،‬لتبقى خالفات بينها‬ ‫وبي ��ن الدائنين عل ��ى تفا�صيل و�إج ��راءات‪ .‬لكنها‬ ‫م ��ع ه ��ذا‪ ،‬ال ت ��زال تردد �أنه ��ا تقاتل حت ��ى النف�س‬ ‫الأخي ��ر للحف ��اظ عل ��ى ممتل ��كات اليونانيي ��ن‬ ‫و�أموالهم‪.‬‬ ‫الخالف ��ات الأخيرة كانت حول م�صادرة الم�سكن‬ ‫الأول لليونانيي ��ن المت�أخري ��ن ف ��ي ت�سدي ��د‬ ‫الأق�س ��اط الم�ستحق ��ة‪� ،‬إذ يطال ��ب الدائن ��ون‬ ‫بت�شديد ال�شروط وم�ص ��ادرة الم�سكن الأول‪ ،‬في‬ ‫حي ��ن تعتبر الحكومة اليونانية �أن هذه الم�س�ألة‬ ‫�ست�صيب �أعداداً كبيرة من اليونانيين‪ ،‬خ�صو�صاً‬ ‫�أنه ��ا تطاول مئ ��ات الآالف‪ ،‬ما يعن ��ي ا�ستعداءهم‬ ‫وخ�س ��ارة �أ�صواتهم االنتخابي ��ة‪ .‬وهناك خالفات‬ ‫�أخ ��رى ف ��ي �ش� ��أن الدي ��ون المتعث ��رة لآالف‬ ‫اليونانيين وكيفية تنظيم دفعات ت�سديدها‪.‬‬ ‫كذل ��ك �أعلن ��ت الحكوم ��ة �أنه ��ا �ستلغ ��ي نظ ��ام‬ ‫االمتي ��ازات ال�ضريبي ��ة ال ��ذي تتمتع ب ��ه مناطق‬ ‫�سياحي ��ة يوناني ��ة مث ��ل بع� ��ض ج ��زر بح ��ر �إيجه‪.‬‬ ‫ه ��ذه الج ��زر ح�صل ��ت منذ فت ��رات عل ��ى �إعفاءات‬ ‫�ضريبي ��ة لت�شجي ��ع ال�سياح ��ة فيه ��ا‪ ،‬لك ��ن هن ��اك‬ ‫�شكاوى م ��ن عمليات ته ّرب �ضريب ��ي وا�سعة على‬ ‫رغم تلك الإعفاءات‪.‬‬ ‫لك ��ن الم�س�ألة التي �أثارت الكثير من ردات الفعل‬ ‫ف ��ي اليونان وجعل ��ت الحكومة تب ��دو خائفة من‬ ‫الت�صري ��ح بها‪ ،‬كان ��ت فر�ض �ضرائ ��ب على قطاع‬ ‫التعلي ��م الخا� ��ص ال ��ذي �أ�صبح يج ��ذب �شرائح ال‬ ‫ب�أ� ��س بها م ��ن اليونانيين في ال�سن ��وات الأخيرة‪.‬‬ ‫وقد خرجت فع ً‬ ‫ال تظاهرات كثيرة منددة برغبة‬ ‫الحكومة في �إثقال هذا القطاع بال�ضرائب‪.‬‬ ‫وبالت ��وازي م ��ع الترويج لفكرة ن�ض ��ال الحكومة‬ ‫ال�شر� ��س للدفاع عن ممتل ��كات اليونانيين‪ ،‬عمل‬

‫‪18‬‬

‫رئي�س الوزراء اليوناني �ألك�سي�س ت�سيبرا�س‬

‫رئي� ��س الحكوم ��ة‪� ،‬ألك�سي� ��س ت�سيبرا� ��س‪ ،‬عل ��ى‬ ‫اال�ستف ��ادة م ��ن مل ��ف �آخ ��ر للتخفيف م ��ن �أعباء‬ ‫مل ��ف الدي ��ون‪ .‬فقد �سعى منذ فت ��رة لربط ملف‬ ‫اللج ��وء بمل ��ف الدي ��ون‪ ،‬طالب� �اً تخفي ��ف بع� ��ض‬ ‫الأعب ��اء ع ��ن اليونان التي تتحم ��ل‪ ،‬بو�صفها �أول‬ ‫بل ��د �أوروب ��ي ي�ستقب ��ل الالجئي ��ن‪� ،‬أعب ��ا ًء كبيرة‪،‬‬ ‫وفق� �اً لر�ؤيت ��ه‪ ،‬وبالتال ��ي فهي ت�ستح ��ق �شيئاً من‬ ‫المعامل ��ة الخا�ص ��ة م ��ن الدائني ��ن وال�ش ��ركاء‬ ‫الأوروبيين‪.‬‬ ‫وعم ��ل ت�سيبرا� ��س خ�ل�ال �شه ��ور ال�صي ��ف عل ��ى‬ ‫�إ�صطح ��اب كل م�س�ؤول �أوروبي يزور اليونان �إلى‬ ‫الج ��زر اليوناني ��ة‪ ،‬حيث ينتظ ��ر �آالف الالجئين‬ ‫نقله ��م �إل ��ى �أثين ��ا‪ ،‬لموا�صل ��ة طريقه ��م �إلى دول‬ ‫�أوروبا الغربي ��ة‪ .‬طبعاً كانت ت�سبق تلك الزيارات‬ ‫عملي ��ات تخفيف لأعداد الالجئي ��ن‪ ،‬عبر توفير‬ ‫مزي ��دٍ من ال�سف ��ن وترتيب الأماكن كي ال تظهر‬ ‫الأمور م�أ�سوية‪.‬‬ ‫كم ��ا ي�ؤك ��د ت�سيبرا� ��س وم�س�ؤول ��ون �أوروبي ��ون‬ ‫�آخ ��رون �ض ��رورة �إ�ش ��راك تركي ��ا ف ��ي ع�ل�اج ملف‬ ‫الهج ��رة‪ .‬والمطل ��وب من تركي ��ا �أوروبياً في هذا‬ ‫المج ��ال‪� ،‬إقام ��ة المع�سك ��رات الم�سم ��اة "ه ��وت‬ ‫�سب ��وت" ف ��ي �أرا�ضيه ��ا لف ��رز الالجئي ��ن ع ��ن‬ ‫المهاجري ��ن الإقت�صاديي ��ن قب ��ل و�صوله ��م �إل ��ى‬ ‫الأرا�ض ��ي الأوروبية‪ ،‬وهو ما كانت تركيا رف�ضته‬ ‫وو�صفته ب�أنه غير �إن�ساني‪.‬‬ ‫حتى ال�ساعة‪ ،‬ال يبدو �أن ت�سيبرا�س نجح في �إقناع‬ ‫الأوروبيي ��ن بحجج ��ه لربط مل ��ف اللجوء بملف‬ ‫الدي ��ون‪ ،‬حي ��ث �ص ��درت ردود �ألماني ��ة و�أوروبي ��ة‬ ‫راف�ض ��ة له ��ذا المنط ��ق‪ .‬لك ��ن يب ��دو م ��ن خ�ل�ال‬ ‫الأجن ��دة المعلنة لزي ��ارة ت�سيبرا�س الأخيرة �إلى‬

‫العدد ‪ - 36‬ت�شرين الثاين ‪ -‬كانون الأول (نوفمرب ‪ -‬دي�سمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫تركيا �أنه م�ستمر في تلك الم�ساعي‪.‬‬ ‫وال يخل ��و مل ��ف اللجوء في اليون ��ان بالطبع من‬ ‫جوان ��ب �إقت�صادي ��ة‪ ،‬فالدول ��ة تنف ��ق عل ��ى بع�ض‬ ‫نواحي ��ه‪ ،‬فيم ��ا تتلق ��ى م�ساع ��دات �أوروبي ��ة ف ��ي‬ ‫مقابل ذلك‪ .‬لكن العبء الأكبر تتحمله منظمات‬ ‫�إغاثية ومتطوعون‪ ،‬حيث تغيب الدولة اليونانية‬ ‫والم�ؤ�س�سات الدولية الكبرى عن ال�شواطئ التي‬ ‫ي�ص ��ل �إليها الالجئون‪ ،‬ليتحم ��ل متطوعون من‬ ‫منظم ��ات �إن�ساني ��ة �أوروبي ��ة و�إ�سالمي ��ة الع ��بء‬ ‫الأكبر من هذه المهمة‪.‬‬ ‫وكان ��ت الحكوم ��ة الحالي ��ة �أعلنت قب ��ل �شهور �أن‬ ‫الحكوم ��ة اليميني ��ة ال�سابق ��ة �إمتنع ��ت عن طلب‬ ‫ح�صته ��ا م ��ن الم�ساع ��دة الأوروبي ��ة المخ�ص�صة‬ ‫لالجئي ��ن‪ ،‬لتتهرب من مل ��ف اللجوء وواجباته‪.‬‬ ‫كم ��ا �أن مل ��ف اللج ��وء لي� ��س �إ�ستنزاف� �اً خال�ص� �اً‬ ‫لليون ��ان‪ ،‬فالالجئ ��ون ال�سوري ��ون خ�صو�ص� �اً‪،‬‬ ‫ي�ساهم ��ون ف ��ي �إحي ��اء االقت�ص ��ادات المحلي ��ة‬ ‫حيثم ��ا حل ��وا‪ .‬ففي الج ��زر اليوناني ��ة‪ ،‬ال يزالون‬ ‫يم�ل��أون الفن ��ادق الت ��ي يفتر�ض �أنه ��ا فارغة في‬ ‫ف�ص ��ل ال�شتاء النق�ض ��اء المو�س ��م ال�سياحي‪ ،‬كما‬ ‫ّ‬ ‫ين�شط ��ون الم�شاري ��ع ال�صغي ��رة مث ��ل المطاع ��م‬ ‫ومكاتب ال�سف ��ر ومحالت االت�ص ��االت الهاتفية‪،‬‬ ‫�إ�ضاف ��ة �إلى �أنه ��م يملأون البواخ ��ر الذاهبة �إلى‬ ‫�أثينا‪.‬‬ ‫كم ��ا �أن ف ��رق المتطوعي ��ن الذي ��ن يقيم ��ون ف ��ي‬ ‫الجزي ��رة ف ��ي �ش ��كل �شبه دائ ��م‪ ،‬ت�ساه ��م في دعم‬ ‫االقت�ص ��ادات المحلي ��ة عب ��ر �شراء م ��واد غذائية‬ ‫ومالب� ��س وغيره ��ا لتقديمه ��ا �إل ��ى الالجئي ��ن‬ ‫وعبر حجوزات طويلة الأمد في فنادق الجزيرة‬ ‫وا�ستعمال الكثير من الخدمات المحلية‪.‬‬ ‫وال ت ��زال ق�ضية �أخرى تثير الحيرة في اليونان‪،‬‬ ‫وه ��ي نق ��ل الالجئين م ��ن الجزر �إل ��ى �أثينا بد ًال‬ ‫م ��ن نقله ��م مبا�ش ��رة �إل ��ى �سالونيك ��ي القريب ��ة‬ ‫م ��ن الح ��دود اليوناني ��ة المقدونية‪ .‬وه ��و �س�ؤال‬ ‫ل ��م يج ��د �أي مراق ��ب جواب� �اً �أو تف�سيراً ل ��ه‪ ،‬لكنه‬ ‫عملياً يخدم �شبكة وا�سعة من �شركات ال�سفريات‬ ‫الت ��ي �أ�صبحت تنظم رح�ل�ات خا�صة بالحافالت‬ ‫م ��ن �أثينا �إلى منطقة الح ��دود ال�شمالية‪ ،‬ليتابع‬ ‫الالجئ ��ون رحلته ��م بعد ذل ��ك ف ��ي دول البلقان‪،‬‬ ‫كم ��ا يخ ��دم فن ��ادق و�س ��ط �أثين ��ا الت ��ي �أ�صبح ��ت‬ ‫ممتلئة في �شكل دائم‪.‬‬


‫ر�أي خبير‬

‫بقلم الدكتور جا�سم عجاقة*‬

‫لبنان‪:‬‬ ‫تسييس اإلقتصاد حتى اإلنتحار؟‬ ‫م ��ن المع ��روف �أن الأحزاب تعتمد ف ��ي بع�ض الأحي ��ان �أ�ساليب‬ ‫التعطي ��ل ف ��ي الحي ��اة ال�سيا�سية وذل ��ك بهدف ت�سجي ��ل نقاط‪.‬‬ ‫وم ��ن المع ��روف �أي�ضاً �أنه ��ا تلج�أ �إلى تعطي ��ل بع�ض الم�شاري ��ع الإقت�صادية‬ ‫مدعوم ��ة بحج ��ة عدم مالءمتها للبلد‪ .‬لك ��ن �أن ي�صل التعطيل �إلى مرحلة‬ ‫الإنتحار‪ ،‬فهذا ال يوجد �إال في لبنان‪.‬‬ ‫من ��ذ �إغتي ��ال الرئي�س رفي ��ق الحريري في العام ‪ ،2005‬ولبن ��ان يعي�ش حالة‬ ‫�إنق�سام عمودي بلغت ذروتها في العام ‪ 2008‬حيث ظهر �إلى العلن �إ�صطفاف‬ ‫ق ��وي بين فريق ��ي ‪ 8‬و‪� 14‬آذار‪ .‬ومنذ ذلك الوقت والإنق�سمات تتوالى ومعها‬ ‫التعطي ��ل عل ��ى جمي ��ع ال�صعد‪ ،‬حي ��ث كلنا يتذك ��ر فترات ت�صري ��ف الأعمال‬ ‫الطويل ��ة الت ��ي �شهده ��ا لبن ��ان وال�شغ ��ور الرئا�س ��ي الم�ستمر من ��ذ �أكثر من‬ ‫ع ��ام ون�ص ��ف‪ .‬و�إذا كان التعطي ��ل ال�سيا�س ��ي يع ��ود ف ��ي الدرج ��ة الأول ��ى �إلى‬ ‫الإجتهدات القانونية التي تقوم بها هذه الأحزاب �سواء كانت في ال�سلطة �أو‬ ‫خارجه ��ا‪ ،‬ف�إن تعطيل القرارات الإقت�صادية والمالية للدولة اللبنانية نابع‬ ‫في الدرجة الأولى من ت�سيي�س الإقت�صاد و�إ�ستخدام الأحزاب لمواقعها في‬ ‫ال�سلطة بطريقة �سلبية‪.‬‬ ‫ما هي الح�صيلة من ذلك؟‬ ‫الواق ��ع �أن ح�صيل ��ة ت�سيي� ��س الإقت�صاد �سيئ ��ة وتعي�سة ج ��داً‪� ،‬إذ يكفي النظر‬ ‫�إل ��ى و�ضع لبنان الإقت�صادي بين الأعوام ‪� 2007‬إلى ‪ ،2010‬والفترة منذ بدء‬ ‫الأزم ��ة ال�سوري ��ة حتى ال�ساع ��ة‪ ،‬لي�ستنتج المرء مدى ال�ض ��رر الكبير الذي‬ ‫تلقاه الإقت�صاد اللبناني نتيجة هذه المنهجية العقيمة‪.‬‬ ‫في العام ‪� 2010‬أعلنت وكالة “الـم�سح الجيولوجي الأميركية” (‪ )USGS‬عن‬ ‫�إكت�ش ��اف ث ��روة هيدروكربوني ��ة قابعة في قعر البحر ف ��ي الحو�ض ال�شرقي‬ ‫للبح ��ر الأبي�ض ال ُمتو�سط‪ .‬على �أثرها‪� ،‬أق� � ّر مجل�س النواب اللبناني قانون‬ ‫النفط‪ .‬لكن الإنق�سام ال�سيا�سي الذي كان قائماً في ذلك الوقت � ّأخر تعيين‬ ‫هيئة �إدارة قطاع البترول في لبنان �أ�شهراً عدة‪ ،‬كما منع‪ ،‬وي�ستمر في منع‪،‬‬ ‫�إق ��رار مر�س ��وم تق�سيم المنطق ��ة الإقت�صادي ��ة الخال�صة �إلى رق ��ع ومر�سوم‬ ‫�ش ��روط تلزي ��م التنقي ��ب و�إ�ستخ ��راج النفط والغ ��از‪ .‬نعم ه ��ذا التعطيل هو‬ ‫قب ��ل كل �شيء ناتج من التعطي ��ل في القرارات في حين �أنه في �إ�سرائيل ت ّم‬ ‫�إ�ستخراج الغاز خالل فترة خم�س �سنوات منذ �إعالن الوكالة الأميركية‪.‬‬ ‫لك ��ن ملف النفط لي�س الوحي ��د‪ ،‬فالإ�صالحات الإقت�صادي ��ة التي يحتاجها‬ ‫الإقت�ص ��اد اللبنان ��ي ت� � ّم ن�سفها كله ��ا‪ ،‬وها ه ��ي م�شاريع القواني ��ن نائمة في‬ ‫�أدراج مجل�س النواب �أو مجل�س الوزراء‪ .‬فمث ً‬ ‫ال �إذا ما �أخذنا قانون ال�شراكة‬ ‫بي ��ن القط ��اع الع ��ام والخا� ��ص‪ ،‬ن ��رى �أن ه ��ذا المل ��ف الحي ��وي والأ�سا�س ��ي‬ ‫للإقت�ص ��اد اللبناني ينام ف ��ي �أدراج مجل�س الوزراء من دون معرفة ال�سبب‪.‬‬ ‫ه ��ذا الملف �أ�سا�س ��ي لإقت�صاد يفتقد �إلى الإ�ستثم ��ارات ك�إفتقاد ال�سمكة �إلى‬ ‫الم ��اء واله ��واء‪ ،‬وبغي ��اب ق ��درة الدول ��ة عل ��ى التموي ��ل ال بديل م ��ن القطاع‬ ‫الخا� ��ص لتموي ��ل الإ�ستثم ��ارات الالزم ��ة ف ��ي قطاع ��ات حيوي ��ة كالكهرب ��اء‬ ‫والإت�صاالت والطرقات والمياه وال�صرف ال�صحي‪...‬‬

‫ملف الكهرباء الذي تعاقبت عليه حكومات عدة منذ �أكثر من ثالثين عاماً‪،‬‬ ‫و�إنكب ��ت عل ��ى درا�ست ��ه م ��ن دون ج ��دوى‪ ،‬يبقى الع ّل ��ة الأولى الت ��ي ت�ستنزف‬ ‫خزين ��ة الدول ��ة اللبنانية‪ ،‬وع ّلة م�س�ؤولة عن تراكم �أكثر من ‪ 36‬مليار دوالر‬ ‫م ��ن الدي ��ن الع ��ام (�أي ن�ص ��ف الدي ��ن الع ��ام اللبنان ��ي)‪ .‬ما ال�سب ��ب في عدم‬ ‫�إيج ��اد ح� � ّل لهذا الملف؟ بالطب ��ع هناك عامل الف�ساد‪ ،‬لك ��ن يجب المعرفة‬ ‫ب�أن ترجمة الف�ساد تت ّم بالتعطيل‪ .‬وما القول عن ملف الطرقات في لبنان‪،‬‬ ‫يعجان بال�سيارات‪ ،‬لأ يوجد في‬ ‫حي ��ث ب�إ�ستثناء بيروت وجب ��ل لبنان اللذين ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫البلد طرقات في المناطق الحدودية (�شما ًال‪� ،‬شرقا وجنوبا) ت�سمح ب�إن�شاء‬ ‫ن�شاط ��ات �إقت�صادي ��ة كالزراعة في عكار والتي تتطلب قبل كل �شيء طرقات‬ ‫لإي�ص ��ال المح�صول �إل ��ى ال�ساحل! وماذا نقول ع ��ن ال�صرف ال�صحي الذي‬ ‫ر�ص ��د له الإتح ��اد الأوروبي من الأموال ما يكفي لجب ��ل لبنان وبيروت من‬ ‫دون نتيجة‪ ،‬وها هو لبنان يُفرغ �صرفه ال�صحي في البحر وفي الأنهر‪.‬‬ ‫�إقت�صادي� �اً‪ ،‬ه ��ذا التعطي ��ل �أدّى �إل ��ى تراج ��ع النم ��و ب�شكل ملح ��وظ‪ ،‬و�ضرب‬ ‫هي ��اكل ه ��ذا االقت�ص ��اد مُتح ّو ًال بذلك �إل ��ى �إقت�صاد �شبه ر ّيع ��ي ال وجود فيه‬ ‫تقريباً للقطاعين الأولي والثانوي‪.‬‬ ‫كيف يُ�س ّي�س الإقت�صاد اللبناني؟‬ ‫يُخبرنا التاريخ �أن ت�سيي�س الإقت�صاد في لبنان �أخذ �أربعة �أ�شكال‪ :‬الأول تعطيل‬ ‫�إق ��رار الم�ش ��روع‪ ،‬الثاني القب ��ول بالم�شروع مع �إعادة توزي ��ع طائفي ومناطقي‬ ‫غي ��ر منطق ��ي‪ ،‬الثال ��ث ن�سف الم�شروع م ��ع مجيء وزير �أو م�س� ��ؤول من ال�صف‬ ‫الأخر‪ ،‬الرابع تعطيل تنفيذ الم�شروع من قبل الم�س�ؤولين التنفيذيين‪.‬‬ ‫وهك ��ذا ر�أين ��ا العدي ��د م ��ن الم�شاري ��ع الت ��ي ل ��م ت�ص ��ل �إل ��ى الإق ��رار‪� ،‬أو �أن‬ ‫الم�شاريع التي �أُق ّرت‪ ،‬تو ّقفت في خالل مراحل التنفيذ‪ ،‬كم�شروع �س ّد جنة‬ ‫ال ��ذي ُتحي ��ط به العدي ��د من الت�س ��ا�ؤالت �إن من ناحية ج ��دواه الإقت�صادية‬ ‫�أو م ��ن ناحي ��ة من ��ع تمويل ��ه‪� .‬أي�ضاً يُمكن ذك ��ر م�شروع الكهرب ��اء الذي �أ ّقره‬ ‫مجل�س النواب ولم يُن ّفذ‪.‬‬ ‫كيف يُمكن تخطي هذه ال ُم�شكلة؟‬ ‫�إن الطريقة الوحيدة لتحييد ال�سيا�سة عن االقت�صاد‪ ،‬تبد�أ بو�ضع القوا�سم‬ ‫ال ُم�شترك ��ة بي ��ن كل الأح ��زاب اللبناني ��ة في م ��ا يخ�ص النظ ��رة ال ُم�ستقبلية‬ ‫والر�ؤي ��ة الإقت�صادي ��ة للبن ��ان‪ .‬ه ��ذه القوا�س ��م ال ُم�شترك ��ة يج ��ب �أن ُت�ش ��كل‬ ‫نوع� �اً م ��ن الد�ستور يلتزم به كل الأطراف �إن كان ��وا في ال�سلطة �أو خارجها‪،‬‬ ‫وبالتال ��ي يت� � ّم دع ��م ه ��ذه القواني ��ن والمرا�سي ��م الت ��ي تذه ��ب ب�إتج ��اه هذه‬ ‫القوا�س ��م ال ُم�شتركة‪ .‬هذا الأمر يعف ��ي لبنان من �آتون التعطيل الذي يُهدّد‬ ‫بن�س ��ف الكيان اللبناني كله �إذا م ��ا �إ�ستمر في ال�سنوات ال ُمقبلة‪ .‬وهذا الأمر‬ ‫لي� ��س بط ��رح جدي ��د‪ ،‬فف ��ي بلجي ��كا حي ��ث الإنق�سام بي ��ن ال�شم ��ال والجنوب‬ ‫ق ��وي وت� � ّم تعطي ��ل الحكومة لم ��دة ‪ 180‬يوماً لم يتوقف االقت�ص ��اد ولم يت ّم‬ ‫التعطي ��ل وال�سبب يعود �إل ��ى ميثاق ال�شرف الذي ذكرناه �أعاله وهو تحييد‬ ‫ال�سيا�س ��ة عن االقت�ص ��اد لما للإقت�صاد ال ُمزدهر من خي ��ر على ك ّل مكونات‬ ‫البلد‪ .‬فمتى ي�أتي دور لبنان؟‬

‫* خبير �إقت�صادي و�إ�ستراتيجي‬

‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪21‬‬



‫�إنفجار برج البراجنة‪ :‬ما ذنب المدنيين؟‬

‫ُيق� � ّدر ع ��بء الح ��رب ال ��ذي تتحمل ��ه "الدول ��ة‬ ‫الإ�س�ل�امية" بملي ��ار �إلى ملي ��اري دوالر �س ��نوي ًا‪.‬‬ ‫طبع� � ًا هذا ال ي�س ��اوي موازنة الدف ��اع الأميركية‪،‬‬ ‫� اّإل �أنه ��ا �أكث ��ر ث ��راء من بع� ��ض الدول الرا�س ��خة‬ ‫مث ��ل ميرانم ��ار (بورما) وموريتاني ��ا‪ .‬و�إيراداتها‬ ‫بالت�أكي ��د ق ّزم ��ت تلك الت ��ي كان يجنيه ��ا تنظيم‬ ‫"القاع ��دة" ال ��ذي ع ��اث حت ��ى الآن �أكثر بكثير‬ ‫خراب ًا وف�س ��اد ًا في الخارج ب�أموال �أقل بكثير من‬ ‫مناف�سته الجهادية‪.‬‬ ‫ال ��دول الراعي ��ة للإرهاب تدعم ع ��ادة جماعات‬ ‫بالوكالة لأنه ��ا ال تريد �أن ُتع� � َرف رعايتها‪ ،‬خوف ًا‬ ‫م ��ن �أن ال�ض ��حايا الم�س ��تهدفين �س ��وف ي ��ر ّدون‬ ‫ب�ض ��ربات قوية‪ .‬مث ��ا ٌل على ذلك طائ ��رة لوكربي‬ ‫ف ��وق �إ�س ��كتلندا‪ ،‬الت ��ي �إته ��م بتدبيره ��ا الزعيم‬ ‫الليبي الراحل معمر القذافي‪.‬‬ ‫ولكن لي�س هذا ما يحدث هنا‪ .‬لقد تب ّنت "الدولة‬ ‫الإ�س�ل�امية" بوقاحة الهجمات في �ش ��رم ال�ش ��يخ‬ ‫وبي ��روت وباري� ��س‪ ،‬حت ��ى ل ��و �أن المخاب ��رات لم‬ ‫تتمكن بعد م ��ن الت�أكيد من �أن التنظيم الإرهابي‬ ‫وجه هذه العمليات في الواقع‪ .‬مع ذلك‪ ،‬لي�س‬ ‫ق ��د ّ‬ ‫هناك �ش ��ك في �أن "الدولة الإ�س�ل�امية" تريد �أن‬

‫يع ��رف �أعدا�ؤها الخارجي ��ون الأقوياء �أنه يمكنها‬ ‫�إلحاق خ�س ��ائر فادحة ب�س ��كانهم المدنيين‪ .‬لقد‬ ‫فعلت الواليات المتحدة ال�ش ��يء نف�سه على نطاق‬ ‫�أكثر ب�ش ��اعة من ذلك بكثير للمدنيين اليابانيين‬ ‫ف ��ي الح ��رب العالمية الثاني ��ة‪ ،‬الأمر ال ��ذي �أ ّدى‬ ‫�إل ��ى ت�أمين الإ�ست�س�ل�ام غير الم�ش ��روط لليابان‪.‬‬ ‫�إذا كان ��ت ل"الدولة الإ�س�ل�امية" مقاتالت نفاثة‬ ‫وذخائر‪ ،‬ف�إنها �س ��تفعل ال�شيء نف�سه ‪ -‬وبد ًال من‬ ‫موجهة‪.‬‬ ‫ذلك ف�إنها ت�ستخدم ذخائر �إن�سانية ّ‬ ‫�إن الأمر �س ��يكون مقلق� � ًا �أكثر تقريب ًا �إذا �إت�ض ��ح‬ ‫توجه هذه الهجمات‪.‬‬ ‫�أن "الدولة الإ�س�ل�امية" لم ّ‬ ‫�إن الخاليا الم�س ��تقلة والمتطرفي ��ن التابعين لها‬ ‫الذي ��ن لديهم الق ��درة عل ��ى الت�س ��بب بمثل هذا‬ ‫الدم ��ار �س ��يكون م ��ن ال�ص ��عب وقفه ��م لأنهم ال‬ ‫يتلقون التعليمات التي يمكن �إعترا�ضها‪.‬‬ ‫لي�س من الوا�ضح ماذا ت�أمل "الدولة الإ�سالمية"‬ ‫من التحقيق بوا�س ��طة هذه الهجم ��ات‪� .‬إذا كانت‬ ‫تهتم بالإ�س ��تمرار في ال�س ��يطرة على �أرا�ض ��يها‪،‬‬ ‫ف�إنه ��ا فك ��رة �س ��يئة لإ�س ��تعداء �أق ��وى �أعدائها �أو‬ ‫زيادة عدائهم �أكثر‪ -‬خ�صو�ص� � ًا في حالة رو�س ��يا‬ ‫و"ح ��زب اهلل"‪ .‬ربم ��ا تعتق ��د �أن ه ��ذه الهجمات‬

‫ت�شكل ردع ًا لمزيد من الإعتداءات على �أرا�ضيها‪،‬‬ ‫�أو ربم ��ا كانت تريد ت�س ��جيل �إنت�ص ��ارات دعائية‬ ‫لك�س ��ب المزيد م ��ن المج ّندي ��ن‪� .‬أو ربم ��ا تعتقد‬ ‫بخطابه ��ا الم ��ر ّوع وتح ��اول �إث ��ارة معرك ��ة نهاية‬ ‫العال ��م‪ .‬وكما حدث بعد هجمات ‪2001 /11 / 9‬‬ ‫م ��ع "القاع ��دة"‪ ،‬قد ال نعرف منطقه ��ا الحقيقي‬ ‫وماذا تريد فعلي ًا � اّإل بعد �سنوات عدة‪.‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬ال ينبغي لنا �أن نكون �سريعين جد ًا لعزو‬ ‫التفكير المته ّور �إلى "الدولة الإ�سالمية"‪ .‬لقد ف ّكر‬ ‫قادتها طوي ًال حول �إ�ستخدام العنف وقيمة �إخافة‬ ‫النا�س العاديي ��ن‪ .‬خالل العقد الما�ض ��ي‪ ،‬نفذت‬ ‫هجمات قاتلة �ضد المدنيين العراقيين لإ�ستفزاز‬ ‫الحكوم ��ة العراقي ��ة والمبالغ ��ة ف ��ي رد الفع ��ل �أو‬ ‫لتخويف ال�س ��كان المحليين لقب ��ول حكمها‪ .‬حتى‬ ‫�أن حملتها الإرهابية �إمتدت �إلى الدول المجاورة‬ ‫للعراق‪� :‬سابقها �أو �سلفها‪ ،‬تنظيم "القاعدة" في‬ ‫العراق‪ ،‬ق�ص ��ف حفل زفاف ف ��ي العام ‪ 2005‬في‬ ‫ع ّم ��ان لمعاقبة الحكوم ��ة الأردنية على عملها مع‬ ‫الأميركيين لتحقيق الإ�ستقرار في العراق‪.‬‬ ‫بالن�س ��بة �إل ��ى م�ؤ�س ���س تنظي ��م "القاع ��دة" ف ��ي‬ ‫الع ��راق‪� ،‬أبو م�ص ��عب الزرق ��اوي‪� ،‬إن �إخافة‬ ‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪23‬‬


‫الم�شرق العربي‬ ‫سوريا والعراق‬

‫هل غزوة باري�س �ستغ ّير م�صيره وتكون بداية لنهايته؟‬

‫كيف أعلن تنظيم "الدولة اإلسالمية"‬ ‫الحرب على العالم‬ ‫و ّل��دت حالة الإ�ض��طراب ال�ش��ديد ف��ي كل من �س��وريا والعراق فراغ � ًا �إجتماعي ًا ‪� -‬سيا�س��ياً‪ ،‬حي��ث تمكّ نت‬ ‫المجموع��ات الجهادي��ة من الإزده��ار‪ .‬وقد �أثبت تنظيم "الدولة الإ�س�لامية في العراق وال�ش��ام" (داع�ش) �أنه‬ ‫الأقوى والأكثر ديناميكية بين هذه المجموعات‪ ،‬من خالل �س��يطرته على م�ساحات وا�سعة من الأرا�ضي في‬ ‫�سوريا والعراق‪ .‬وبعد فترة وجيزة على �إلحاق الهزيمة بالقوات العراقية و�إحتالل المو�صل في حزيران (يونيو)‬ ‫‪� ،2014‬أعل��ن "داع�ش" بجر�أة عن �إقامة الخالف��ة وغيّر ت�سميتها لت�صبح ما نعرفه اليوم ب"الدولة الإ�سالمية"‪.‬‬ ‫كي��ف �أ�صبح��ت الدولة الإ�سالمية قوي ًة �إلى هذا الحدّ ؟ ما هي �أهدافه��ا وخ�صائ�صها؟ وما هي �أف�ضل الخيارات‬ ‫المتاحة الحتواء هذه المجموعة وهزيمتها؟ خ�صو�ص ًا بعد الهجمات الأخيرة في بيروت وباري�س‪.‬‬ ‫دم�شق ‪ -‬محمد الحلبي‬ ‫ظهرت "الدولة الإ�سالمية" على مدى‬ ‫الأ�سابيع الما�ضية كواحدة من الدول‬ ‫الراعي ��ة للإرهاب الأكثر عدوانية في العالم‪� .‬إذا‬ ‫�ص ��دقت �إدعاءاتها‪ ،‬فقد قام �أع�ضا�ؤها بهجمات‬ ‫متط ��ورة �ض ��د دولتين م ��ن الأع�ض ��اء الخم�س ��ة‬ ‫الدائمي ��ن ف ��ي مجل� ��س الأم ��ن الدولي ‪ -‬فرن�س ��ا‬ ‫ورو�سيا‪ .‬كانت المذابح التي وقعت في باري�س يوم‬ ‫الجمعة في ‪ 13‬ت�ش ��رين الثاني (نوفمبر) الجاري‬ ‫�أ�س ��و�أ هج ��وم عرفته فرن�س ��ا منذ نهاي ��ة الحرب‬ ‫العالمي ��ة الثاني ��ة؛ كما �أعتب ��ر �إ�س ��قاط الطائرة‬ ‫الرو�س ��ية المدنية بعد �إقالعها من مدينة �ش ��رم‬ ‫ال�شيخ الم�ص ��رية في ‪ 31‬ت�شرين الأول (�أكتوبر)‬ ‫الفائت‪ ،‬واحد ًا من �أ�سو�أ الهجمات الإرهابية على‬ ‫مدنيي ��ن رو�س منذ �س ��قوط الإتحاد ال�س ��وفياتي‪.‬‬ ‫م ��ن ناحي ��ة �أخرى‪ ،‬قام ��ت "الدولة الإ�س�ل�امية"‬ ‫�أي�ض ًا بتفجيرات �إنتحارية متزامنة في بيروت في‬ ‫‪ 12‬ت�ش ��رين الثاني (نوفمبر) الجاري‪ ،‬مما �أ�سفر‬ ‫عن مقتل الع�شرات من المدنيين في منطقة برج‬ ‫البراجنة التي ي�سيطر عليها "حزب اهلل"‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫�أبو بكر البغدادي‪ :‬ر�أ�سه مطلوب من كل العالم‬

‫ل ��م يتع� � ّود العال ��م � اّإل �أخي ��ر ًا عل ��ى التفكي ��ر في‬ ‫"الدول ��ة الإ�س�ل�امية" كدولة فعلي ��ة‪ ،‬ناهيك عن‬ ‫دول ��ة راعي ��ة للإره ��اب‪ .‬بالن�س ��بة �إل ��ى معظ ��م‬ ‫تاريخ ��ه‪ ،‬كان تنظي ��م "داع�ش" جماع ��ة �إرهابية‬ ‫�أو متم ّردة‪ .‬ولكن فيما نمت قوته‪ ،‬بدا �أكثر �أ�ش ��به‬ ‫بحكوم ��ة‪ .‬فبالإ�ض ��افة �إلى �أنه �إحتك ��ر العنف في‬ ‫المناط ��ق التي ي�س ��يطر عليها‪ ،‬فقد ل � ّ�م القمامة‬ ‫وجم ��ع ال�ض ��رائب‪ .‬وق ��د �أطل ��ق علي ��ه بع�ص ��هم‬

‫العدد ‪ - 36‬ت�شرين الثاين ‪ -‬كانون الأول (نوفمرب ‪ -‬دي�سمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫ب�أنه "�ش ��به دول ��ة" و"دويلة"‪ .‬وبغ� ��ض النظر عن‬ ‫الم�ص ��طلحات‪ ،‬ف�إنه مجرد جماعة متم ّردة الآن‬ ‫ ولدي ��ه الماليين من الدوالرات تحت ت�ص ��رفه‬‫لتمويل مغامراته الع�سكرية في الداخل والخارج‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن �إلت ��زام جماع ��ة "الدول ��ة‬ ‫الإ�س�ل�امية" �إيديولوجية جهادية عالمية لتنظيم‬ ‫"القاعدة"‪ ،‬التي تحثّ وتدعو �إلى هجمات على‬ ‫الغ ��رب‪ ،‬ف�إنها �أنفق ��ت معظم �أمواله ��ا على بناء‬ ‫دولة في ال�ش ��رق الأو�س ��ط و�ش ��مال �أفريقيا‪ .‬لذا‬ ‫يمك ��ن للمجتمع الدولي �أن يطمئن بع�ض ال�ش ��يء‬ ‫من التركيز المحلي ل"الدولة الإ�س�ل�امية" ‪� -‬إنه‬ ‫من الأف�ض ��ل �إنفاق المال على البنية التحتية من‬ ‫التركيز على تمويل م�ؤامرات �إرهابية في الخارج‪.‬‬ ‫ولكن �إذا كانت "الدولة الإ�سالمية" �أ�ضافت الآن‬ ‫العملي ��ات الخارجي ��ة �إل ��ى �إنف ��اق حكومتها‪ ،‬كما‬ ‫ت�شير الهجمات الأخيرة‪ ،‬ف�إن الإحتماالت مخيفة‪.‬‬ ‫لديها ثروة دولة‪ ،‬وطم ��وح قوة �إمبريالية‪ ،‬وقائمة‬ ‫�أعداء تت�ض ّمن �أ�س ��ماء الدول الأع�ضاء في الأمم‬ ‫المتحدة‪� .‬إنها تنظيم "القاعدة" لكن مع �ض ��مير‬ ‫�أقل‪ ،‬وعدد �أكثر من الق ��وى العاملة والمجندين‪،‬‬ ‫وطريقة �أ�سرع لجمع المزيد من المال‪.‬‬


‫غزوة باري�س‪ :‬قد ت�ؤدي �إلى نهاية "الدولة الإ�سالمية"‬

‫�ض ��د ليبيا‪ ،‬ال ت�ش ��كل خيارات قابلة للتطبيق هنا‪.‬‬ ‫وفر�ض الحظر على مبيعات الأ�سلحة ال يهم على‬ ‫حد �س ��واء ‪� -‬إن "الدولة الإ�س�ل�امية" ت�ستمر في‬ ‫الح�ص ��ول على الأ�س ��لحة من �أعدائها �أو �شرائها‬ ‫في ال�سوق ال�سوداء‪.‬‬ ‫ب ��ادئ ذي ب ��دء‪ ،‬يج ��ب عل ��ى الأع ��داء البعيدين‬ ‫ل"الدولة الإ�س�ل�امية" �أن يق ��رروا ما هو هدفهم‬ ‫في هذه المعركة‪ .‬مثل غيرها من الدول المارقة‪،‬‬ ‫ف�إن ��ه يمك ��ن �إحتوا�ؤه ��ا �أو حت ��ى تدميره ��ا‪ .‬وكل‬ ‫�سيا�س ��ة منهم ��ا لديها �س ��لبيات‪ .‬الإحت ��واء يترك‬ ‫دول ��ة �س ��ليمة ولكن ُي�ض ��عف قدرتها عل ��ى العمل‬ ‫خ ��ارج حدودها‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إن الإرهاب ي�ص ��بح‬ ‫ف ��ي الواقع �أداة �أكثر جاذبي ��ة لدولة ُمحتواة‪ ،‬لأنه‬ ‫ي�ش ��مل خي ��ارات تقليدي ��ة �أق ��ل‪� .‬أما تدمي ��ر دولة‬ ‫مارقة تمام ًا فيتخل�ص من الم�ش ��كلة ‪ -‬ولكن كما‬ ‫ر�أين ��ا على مدى العقد الما�ض ��ي ف ��ي العراق‪ ،‬ما‬ ‫ي�أتي بعد ذلك قد يكون �أ�سو�أ من ذلك‪ ،‬خ�صو�ص ًا‬ ‫�إذا انهارت الدولة كلها مرة واحدة‪.‬‬ ‫حتى الآن‪� ،‬إختارت الوالي ��ات المتحدة وحلفا�ؤها‬ ‫�ش ��يئ ًا بي ��ن الإحت ��واء والتدمير ال�س ��ريع‪ :‬الخنق‪.‬‬ ‫بالعم ��ل مع خليط م ��ن الميلي�ش ��يات المحلية في‬ ‫�س ��وريا والع ��راق‪ ،‬فق ��د ب ��د�أ الحلف ��اء ي�ض� � ّيقون‬ ‫بب ��طء الخناق ح ��ول رقبة "الدولة الإ�س�ل�امية"‪،‬‬ ‫م�س ��تعيدين �أرا�ض ف ��ي المحي ��ط والتحرك نحو‬ ‫معقلها في غرب العراق و�شرق �سوريا‪ .‬لقد كانت‬ ‫عملية بطيئة وم�ؤلمة‪ ،‬ولكنها �أدت �إلى نتائج‪ :‬لقد‬ ‫فقدت "الدولة الإ�س�ل�امية" ربع �أرا�ض ��يها خالل‬

‫�إن �سيا�سات المجتمع الدولي المعتادة‬ ‫للتعامل مع الدول الراعية للإرهاب ال‬ ‫تعمل في حالة "الدولة الإ�سالمية"‪.‬‬ ‫فهي لي�ست جزء ًا من النظام الدولي‪،‬‬ ‫حيث �أن العقوبات كالحظر التجاري �أو‬ ‫تجميد الح�سابات الم�صرفية‪ ،‬والتي‬ ‫كانت ف ّعالة �ضد ليبيا‪ ،‬ال ت�شكل‬ ‫خيارات قابلة للتطبيق هنا‪ .‬وفر�ض‬ ‫الحظر على مبيعات الأ�سلحة ال يهم‬ ‫على حد �سواء ‪� -‬إن "الدولة الإ�سالمية"‬ ‫ت�ستمر في الح�صول على الأ�سلحة من‬ ‫�أعدائها �أو �شرائها في ال�سوق ال�سوداء‬ ‫الع ��ام الما�ض ��ي‪ .‬وقد �إنت ُِق ��دت الوتي ��رة البطيئة‬ ‫بق�س ��وة‪ ،‬لكنها تملك ف�ضل �إعطاء �أعداء "الدولة‬ ‫الإ�س�ل�امية" الوقت لإ�س ��تيعاب الم ��دن المح ّررة‬ ‫حديث ًا من دون الحاجة �إلى �إتخاذ الم�س�ؤولية عن‬ ‫كامل الأرا�ضي في وقت واحد‪.‬‬ ‫الهجمات على المدنيين‪ ،‬مث ��ل تلك التي ر�أيناها‬ ‫في باري�س‪ ،‬قد ُ�ص � ِّ�ممت لإجب ��ار الحكومات على‬ ‫تغيير �سيا�س ��اتها جذري ًا ‪� -‬إما التهدئة ب�س ��رعة‪،‬‬

‫كم ��ا فعل الرئي� ��س رونال ��د ريغان ف ��ي لبنان بعد‬ ‫تفجي ��ر ثكن ��ات المارين ��ز وال�س ��فارة الأميركي ��ة‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪� ،1983‬أو المبالغة ف ��ي ردة الفعل مع‬ ‫عر� ��ض كبي ��ر للق ��وة‪ .‬قبل ال ��رد عل ��ى الهجمات‬ ‫الأخي ��رة ل"الدول ��ة الإ�س�ل�امية"‪ ،‬ينبغ ��ي عل ��ى‬ ‫الوالي ��ات المتحدة وحلفائها التفكير في الأ�س ���س‬ ‫المو�ض ��وعية لل�سيا�س ��ة الحالي ��ة وال�س ��لبيات‬ ‫الرئي�سية للبدائل قبل �أن تغ ّير �إتجاهها‪.‬‬ ‫نتيجة �إيجابية لهجمات "الدولة اال�سالمية" قد‬ ‫يكون هناك تغيير في موقف رو�سيا تجاه "الدولة‬ ‫ُعط مو�سكو �أولوية‬ ‫الإ�س�ل�امية"‪ .‬حتى الآن‪ ،‬لم ت ِ‬ ‫لغاراته ��ا الجوي ��ة عل ��ى "الدول ��ة الإ�س�ل�امية"‪،‬‬ ‫وف�ض ��لت ب ��د ًال م ��ن ذل ��ك تدمي ��ر المتم ّردي ��ن‬ ‫ّ‬ ‫الذين ي�ش ��كلون تهديد ًا مبا�ش ��ر ًا لنظام الرئي�س‬ ‫ال�س ��وري ب�شار الأ�س ��د‪� .‬إذا �ص ��ارت رو�سيا �أكثر‬ ‫جدية حول تدمير "الدولة الإ�س�ل�امية"‪ ،‬و�إيجاد‬ ‫و�سيلة لت�س ��ريع رحيل الأ�سد‪ ،‬فقد تكون "الدولة‬ ‫الإ�س�ل�امية" ق ��د فعلت خي ��ر ًا للعال ��م‪ .‬تبدو كل‬ ‫الإحتم ��االت منخف�ض ��ة بالن�س ��بة �إل ��ى تغيي ��ر‬ ‫الرئي�س الرو�سي فالديمير بوتين م�ساره في هذه‬ ‫المرحل ��ة ‪ -‬ولكن تكرار ال�ض ��ربات والهجومات‬ ‫من قبل "الدولة الإ�س�ل�امية" ق ��د يقنعه بتغيير‬ ‫ر�أيه‪.‬‬ ‫�إن �آف ��اق المدى القري ��ب لنهاية هجمات "الدولة‬ ‫الإ�س�ل�امية" ف ��ي الخ ��ارج قاتم ��ة‪ .‬فيم ��ا تنه ��ار‬ ‫الحكومت ��ان في �س ��وريا والع ��راق‪ ،‬ف� ��إن "الدولة‬ ‫الإ�س�ل�امية" �س ��وف ت�س ��تمر ف ��ي هجومه ��ا على‬ ‫�أعدائه ��ا البعيدي ��ن‪ .‬وهناك �أماك ��ن �أخرى حيث‬ ‫يمكنه ��ا الإنتقال والعم ��ل في و�ض ��ح النهار‪ ،‬مثل‬ ‫ليبي ��ا‪ .‬ربم ��ا �أن "الدول ��ة الإ�س�ل�امية" ل ��ن تكون‬ ‫لديه ��ا الموارد عينها التي لديه ��ا الآن لأنها تفقد‬ ‫المزيد من الأرا�ضي ‪ -‬ولكن مع ذلك‪ ،‬ف�إن عملية‬ ‫تمويل هجمات في الخارج ال تتطلب ثروة كبيرة‪.‬‬ ‫مع ذل ��ك‪� ،‬إن هجم ��ات "الدولة الإ�س�ل�امية" قد‬ ‫حف ��زت �أخي ��ر ًا المجتمع الدولي عل ��ى العمل من‬ ‫�أجل منع المزيد من الفظائع مثل تلك التي حدثت‬ ‫ف ��ي باري�س ولبنان و�ش ��رم ال�ش ��يخ‪ .‬ونتيجة لعمل‬ ‫دول ��ي �أكثر ت�ض ��افر ًا‪ ،‬ف� ��إن "الدولة الإ�س�ل�امية"‬ ‫م ��ن المحتمل �أن ت�ش ��هد �إنهيار ًا تدريجي� � ًا بطيئ ًا‬ ‫لدولتها وتزايد �ضعف قدرتها على ال�سيطرة على‬ ‫�أرا� ��ض جدي ��دة‪� .‬إن ه ��ذا ال يحدث فق ��ط عندما‬ ‫تتم ��دد جماع ��ة �إرهابي ��ة �أكثر من طاقته ��ا ‪� -‬إنه‬ ‫خطر تفتر�ض ��ه وتتوقعه �أي دولة عندما ت�ستخدم‬ ‫الإرهاب ك�أداة لل�سيا�سة الخارجية‪.‬‬ ‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪25‬‬


‫الم�شرق العربي ¶ �سوريا والعراق‬ ‫الأعداء والخ�ص ��وم كانت �إ�س ��تراتيجية �سيا�سية‬ ‫�أكثر فعالية بكثير من محاولة ك�س ��بهم‪ .‬في حين‬ ‫دعا تنظيم "القاعدة" المركزي �إلى ك�سب قلوب‬ ‫وعقول الجماهير ال ُم�س ��لمة‪ ،‬فق ��د �أراد الزرقاوي‬ ‫تخويفهم و�إ�ستقطابهم‪� .‬إن مهاجمة المدنيين هو‬ ‫ال�س ��بيل الأكثر فعالية للقيام بذلك‪ .‬ويتفق ورثته‬ ‫فكري ًا في "الدولة الإ�سالمية" معه في ذلك‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن ه ��ذه الفكرة قد ُف ّ�ص ��لت في واحد من‬ ‫الكتيب ��ات الإ�س ��تراتيجية ال ُم ّ‬ ‫ف�ض ��لة ل"الدول ��ة‬ ‫الإ�س�ل�امية"‪" :‬تنظيم الوح�ش ��ية"‪ .‬هذا الكتيب‪،‬‬ ‫الذي �ص ��در خالل ال�س ��نة الأولى من الحرب في‬ ‫العراق‪ ،‬يعر�ض خطة لإعادة ت�أ�سي�س �إمبراطورية‬ ‫�إ�س�ل�امية عالمي ��ة �أو خالفة‪ .‬الكات ��ب المجهول‪،‬‬ ‫الذي ُيع َرف ب�إ�سمه الحركي �أبو بكر ناجي‪ ،‬يدافع‬ ‫ع ��ن مهاجمة المدنيي ��ن في �أرا�ض ��ي العدو لردع‬ ‫حكوماته ��م عن التدخل في م�ش ��اريع بناء الدولة‬ ‫الجهادي ��ة �أو يدفعها �إلى المبالغ ��ة في رد الفعل‪،‬‬ ‫وبالتالي �إ�س ��تنفاد �أنف�س ��ها‪ .‬ينبغي وق ��ف القيود‬ ‫الإ�س�ل�امية المعت ��ادة عل ��ى الحرب‪ ،‬كم ��ا يقول‪،‬‬ ‫بحيث يمكن للجهاديين محاربة النار بالنار‪.‬‬ ‫نحن نعرف الآن �أن تنظيم "الدولة الإ�س�ل�امية"‪،‬‬ ‫ال ��ذي �إنبثق ع ��ن تنظيم "القاع ��دة" في العراق‪،‬‬ ‫ت� َ‬ ‫�اق �إل ��ى تنفي ��ذ هجمات خ ��ارج الع ��راق عندما‬ ‫كان �أ�س ��امة بن الدن على قي ��د الحياة‪ .‬على وجه‬ ‫الخ�صو�ص‪ ،‬كان يريد �إ�ستهداف �إيران والمملكة‬ ‫العربية ال�س ��عودية لأنهما كانا يعمالن �ض ��ده في‬ ‫العراق‪ .‬في خالف علني في العام الما�ض ��ي بين‬ ‫زعيم تنظيم القاع ��دة �أيمن الظواهري والناطق‬ ‫الر�س ��مي ب�إ�س ��م "الدول ��ة الإ�س�ل�امية"‪ ،‬ك�ش ��ف‬ ‫ه ��ذا الأخير �أن تنظيم "القاع ��دة" المركزي قد‬ ‫ح ��رم التنظيم المتفرع من ��ه والتابع له من تنفيذ‬ ‫هجم ��ات ف ��ي الخ ��ارج م ��ن دون ترخي� ��ص منه‪.‬‬ ‫"الدولة الإ�سالمية" �أحنى ركبته في ذلك الوقت‪،‬‬ ‫على الرغم من تذمر �أع�ضائه‪.‬‬ ‫لم يكن التذمر بين �أع�ض ��اء "الدولة الإ�سالمية"‬ ‫لأنه ��م �أرادوا �ض ��رب �إثنين من �أكبر خ�ص ��ومهم‬ ‫الم�سلمين في ال�ش ��رق الأو�سط ومنعوا من ذلك؛‬ ‫لقد كانت المنظمة تتخ ّيل نف�س ��ها �ش ��به خالفة‪.‬‬ ‫وكانت تريد تليين خ�ص ��ومها للإ�ستيالء على كل‬ ‫�شيء في نهاية المطاف‪.‬‬ ‫ف ��ي ال�س ��نوات الأول ��ى‪ ،2010-2006 ،‬ل ��م يك ��ن‬ ‫تنظيم "الدولة الإ�سالمية" دولة بالن�سبة �إلى �أي‬ ‫تعريف للكلمة‪ .‬على الأكثر‪ ،‬كان جماعة متمردة‪،‬‬ ‫حيث �إ�س ��تطاعت القوات الأميركية والعراقية مع‬

‫‪24‬‬

‫�إنفجار الطائرة الرو�سية في �شرم ال�شيخ‪ :‬هل يغير �سيا�سة مو�سكو؟‬

‫نتيجة �إيجابية للهجمات الأخيرة قد‬ ‫يكون هناك تغيير في موقف رو�سيا‬ ‫تجاه "الدولة الإ�سالمية"‪ .‬حتى الآن‪،‬‬ ‫لم تُعطِ مو�سكو �أولوية لغاراتها الجوية‬ ‫وف�ضلت‬ ‫على "الدولة الإ�سالمية"‪ّ ،‬‬ ‫المتمردين الذين‬ ‫بد ًال من ذلك تدمير‬ ‫ّ‬ ‫ي�شكلون تهديد ًا مبا�شر ًا لنظام الرئي�س‬ ‫ال�سوري ب�شار الأ�سد‪� .‬إذا �صارت رو�سيا‬ ‫�أكثر جدية حول تدمير "الدولة‬ ‫الإ�سالمية"‪ ،‬و�إيجاد و�سيلة لت�سريع‬ ‫رحيل الأ�سد‪ ،‬فقد تكون "الدولة‬ ‫الإ�سالمية" قد فعلت خير ًا للعالم‬ ‫القبائل ال�س ��نية في الع ��راق �إجبارها على العمل‬ ‫�س ��ري ًا تح ��ت الأر�ض‪ .‬بع ��د ذلك‪ ،‬كان ��ت منظمة‬ ‫�إرهابية ت�ش ��ن هجمات على المدنيين في المقام‬ ‫الأول في العراق‪.‬‬ ‫ولك ��ن الح ��رب الأهلي ��ة ال�س ��ورية و�إن�س ��حاب‬ ‫الأميركيي ��ن م ��ن العراق �ش� � ّكال فر�ص ��ة لتنظيم‬ ‫"الدولة الإ�س�ل�امية" لإ�ستخدام �إ�سمه كما يجب‪.‬‬ ‫ف ��ي حين خا�ض غي ��ره من الجماع ��ات المتمردة‬

‫العدد ‪ - 36‬ت�شرين الثاين ‪ -‬كانون الأول (نوفمرب ‪ -‬دي�سمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫ال�س ��نية معارك �ض ��د الحكوم ��ات المركزية‪ ،‬من‬ ‫دون �أن تقدم �شك ًال بدي ًال ل�سلطة خا�صة بها‪ ،‬فقد‬ ‫تو�ص ��ل "الدولة الإ�س�ل�امية" �إلى �إعداد حكومته‬ ‫الخا�ص ��ة في المناط ��ق النائي ��ة القبلية ال�س ��نية‬ ‫ال�ساخطة في �سوريا والعراق‪.‬‬ ‫كج ��زء من م�ش ��روع بن ��اء الدول ��ة‪ ،‬ف� ��إن جماعة‬ ‫"الدولة الإ�سالمية" ق�ضت ب�صبر على مناف�سيها‬ ‫من طري ��ق الإغتيال وال�س ��جن‪ .‬قبل �أن ت�س ��تولي‬ ‫على الرقة‪ ،‬على �س ��بيل المثال‪� ،‬إختطف عنا�صر‬ ‫"الدول ��ة اال�س�ل�امية" رئي� ��س مجل� ��س بلدي ��ة‬ ‫المدين ��ة؛ كما خطفت ع�ش ��رات �آخرين ممن كان‬ ‫م ��ن المتوق ��ع �أن يق ��اوم حكمه ��ا‪ .‬ولما �س ��يطرت‬ ‫وحكم ��ت‪ ،‬فقد نف ��ذت �إعدام ��ات وعملي ��ات قتل‬ ‫على نحو ب�ش ��ع بح ��ق المدنيين الذي ��ن تح ّدوها‪.‬‬ ‫وال تطبق "الدولة الإ�سالمية" فقط تكليف ًا كتابي ًا‬ ‫للعقوبات للإ�شارة �إلى تقواها و�صالحها الديني؛‬ ‫ف�إن العقوبات ترعب �أي�ض� � ًا ال�س ��كان‪ .‬والذي كان‬ ‫يتحدى المجموعة كان يو�ص ��ف بالمرتد‪ ،‬ويعاقب‬ ‫بالإعدام‪.‬‬ ‫والآن فق ��د ق ��ررت "الدول ��ة الإ�س�ل�امية" �إرهاب‬ ‫�أعدائه ��ا البعيدي ��ن‪ .‬فكي ��ف يج ��ب �أن يك ��ون رد‬ ‫فعلهم؟‬ ‫�إن �سيا�سات المجتمع الدولي المعتادة للتعامل مع‬ ‫الدول الراعية للإرهاب ال تعمل في حالة "الدولة‬ ‫الإ�س�ل�امية"‪ .‬فه ��ي لي�س ��ت ج ��زء ًا م ��ن النظ ��ام‬ ‫الدولي‪ ،‬حيث �أن العقوب ��ات كالحظر التجاري �أو‬ ‫تجميد الح�سابات الم�صرفية‪ ،‬والتي كانت ف ّعالة‬


‫الم�شرق العربي ¶ �سوريا والعراق‬

‫فخ "داع�ش" الإيراني‬ ‫كيف �إ�ستخدمت طهران "الدولة الإ�سالمية" للهيمنة على �سوريا والعراق‬ ‫لندن ‪ -‬با�سم رحال‬ ‫الخي ��ار يبدو ب�سيطاً‪ .‬في جانب يقف الماللي بلبا�س ملكي‪ ،‬النوع الذي كان‬ ‫يحم ��ي كن ��وز بالد فار� ��س قبل الإ�سالم حتى �إنهم يغ� � ّردون على تويتر باللغة‬ ‫الإنكليزي ��ة‪ .‬عل ��ى الجان ��ب الآخر تق ��ف "الدول ��ة الإ�سالمي ��ة" (داع�ش)‪ ،‬مع‬ ‫غزوه ��ا و�إغت�صابه ��ا ونهبها‪ .‬وقد و�صف محمد جواد ظريف وزير الخارجية‬ ‫الإيران ��ي‪ ،‬الواق ��ع �أف�ض ��ل م ��ن �أي �شخ� ��ص‪�" .‬إن الخط ��ر ال ��ذي نواجه ��ه و�أنا‬ ‫يتج�سد ف ��ي رجال مق ّنعي ��ن يخ ّربون مهد‬ ‫�أق ��ول �إنن ��ا‪ ،‬لأن ال �أح ��د بمن� ��أى – ّ‬ ‫الح�ضارة"‪ ،‬مح ِّذراً من التع ّلق ب�إمكانية التقارب بين وا�شنطن وطهران �ضد‬ ‫"داع�ش"‪.‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك‪ ،‬تحت مثل هذه العب ��ارات المثي ��رة للقلق هن ��اك �إ�ستراتيجية �أكثر‬ ‫خبث� �اً‪� .‬إن �إي ��ران ت�ستخ ��دم �صعود "الدول ��ة الإ�سالمية" في ال�ش ��رق الأو�سط‬ ‫لتعزي ��ز قوته ��ا‪� .‬إن طه ��ران ه ��ي الآن حلي ��ف رئي�س ��ي ف ��ي دعم �شيع ��ة العراق‬ ‫والنظ ��ام العلوي لب�شار الأ�سد �ضد الجهاديين ال�س ّنة ال�شر�سين والم�سلحين‬ ‫ت�سليح� �اً جي ��داً‪ .‬في تل ��ك المع ��ارك‪ ،‬ت�سهر طه ��ران على الأرجح عل ��ى القيام‬ ‫بم ��ا يكف ��ي للت�أكد م ��ن �أن ال�سنة ل ��ن ي�ستولوا على �أج ��زاء ال�شيعة في العراق‬ ‫ومناط ��ق الأ�س ��د ف ��ي �سوري ��ا‪ ،‬ولك ��ن ال �أكث ��ر من ذلك‪ .‬ف ��ي الوق ��ت عينه‪ ،‬في‬ ‫�أعق ��اب ت�صاع ��د "داع� ��ش"‪ ،‬عملت طهران على تقوي ��ة الميلي�شيات ال�شيعية‬ ‫الراديكالية الخا�صة بها‪.‬‬ ‫ويمك ��ن �أن تك ��ون النتيج ��ة زعزع ��ة دائم ��ة لإ�ستق ��رار قل ��ب العال ��م العرب ��ي‪.‬‬ ‫�سيك ��ون ذلك �إنت�صاراً كبي ��راً للجمهورية الإ�سالمي ��ة الفار�سية‪ ،‬التي �شهدت‬ ‫�إرتف ��اع حظوظه ��ا وفر�صتها فيما م�صر وتركيا �أ�صبحتا غارقتين في �أزمات‪،‬‬ ‫وفيم ��ا المملك ��ة العربية ال�سعودية‪ ،‬المناف�سة ال�سني ��ة الجدية المتبقية‪ ،‬قد‬ ‫تورطت في حرب اليمن‪.‬‬ ‫ُر�سم م ��ن خبرتها في لبن ��ان في �أوائل‬ ‫�إن نم ��وذج �إي ��ران للعم ��ل في الخ ��ارج ي َ‬ ‫ثمانينات القرن الفائت‪ ،‬عندما عمل النظام على دمج مجموعة متنوعة من‬ ‫الأح ��زاب ال�شيعي ��ة �إلى "حزب اهلل"‪ .‬وبتوجي ��ه �إيراني‪� ،‬إ�ستهدف "حزب اهلل"‬ ‫الواليات المتحدة‪ ،‬حيث قاد بالد العم �سام للخروج من لبنان بعدما ق�صف‬ ‫ثكن ��ات م�ش ��اة البحرية الأميركية ف ��ي بيروت في الع ��ام ‪ .1983‬وهذا الهجوم‬ ‫�أع ��اد �صن ��ع لبنان؛ منذ ذل ��ك الحين‪� ،‬صار لطهران �صوت قي ��ادي في �سيا�سة‬ ‫البالد‪ ،‬وعمل "حزب اهلل" كوكيل �إرهابي مع قوته الأكثر تدميراً في العالم‬ ‫العربي‪.‬‬ ‫ك ��ررت الجمهورية الإ�سالمية الإيرانية نم ��وذج لبنان في العراق بعد ‪.2003‬‬ ‫كان لطه ��ران هدفان متكام�ل�ان‪ :‬طرد الواليات المتح ��دة من العراق ومنع‬ ‫ت�شكي ��ل ع ��راق جديد معا ٍد لإيران‪ .‬م ��رة �أخرى‪ ،‬تح ّولت طه ��ران الى تطوير‬ ‫الميلي�شي ��ات ال�شيعي ��ة الراديكالي ��ة‪ .‬وت�سابق ��ت المياي�شي ��ات �شب ��ه الع�سكرية‬ ‫عل ��ى مهاجم ��ة القوات الأميركي ��ة وترهيبها‪ ،‬وقتلت بع� ��ض الأحيان‪ ،‬ال�شيعة‬ ‫العلمانيين ورجال الدين العراقيين المتمردين‪.‬‬ ‫في العام ‪ ،2011‬حققت طهران نجاحاً باهراً مع �إن�سحاب القوات الأميركية‪.‬‬ ‫ومنذ ذلك الحين‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬فقد واجهت �صعوبة في ال�سيطرة على الزعماء‬ ‫ال�شيع ��ة العراقيين ذوي التفكير الم�ستق ��ل‪ .‬لذا كان "داع�ش" بالتالي نعمة‪.‬‬

‫ل ��م ت�ستط ��ع �أمي ��ركا المت ��رددة وال الجي� ��ش العراق ��ي المتداع ��ي م ��ن ح�ش ��د‬ ‫�إ�ستجابة ف ّعالة‪ .‬ملأ الم�ست�شارون الإيرانيون والميلي�شيات ال�شيعية الفراغ‪،‬‬ ‫حي ��ث � ّأمن ��وا حماي ��ة بغ ��داد ّ‬ ‫ووط ��دوا نف ��وذ طه ��ران م ��ع ال�س ��كان ال�شيعة في‬ ‫العراق‪.‬‬ ‫كان عل ��ى اي ��ران �أن تكون �سرية في العراق ولو لم ��رة‪� .‬إنتقل قا�سم �سليماني‪،‬‬ ‫قائ ��د فيل ��ق "القد� ��س"‪ ،‬وح ��دة التدخ ��ل ال�سري ��ع الأ�سا�سي ��ة ف ��ي "الحر�س‬ ‫الث ��وري الإ�سالم ��ي" الإيران ��ي‪� ،‬إل ��ى ب�ل�اد الرافدي ��ن ب�سري ��ة حت ��ى ال يثي ��ر‬ ‫غ�ض ��ب العراقيين الذي ��ن كانوا حذرين وقلقين من وج ��ود �أ�سياد فار�سيين‪.‬‬ ‫وع�ل�اوة عل ��ى ذل ��ك‪ ،‬كان ��ت طه ��ران تهتم بق ��در كبير بما تق ��وم ب ��ه الم�ؤ�س�سة‬ ‫الديني ��ة ال�شيعية العراقية‪ ،‬بزعامة �آية اهلل علي ال�سي�ستاني‪ .‬مبا�شرة �أو من‬ ‫خ�ل�ال وكالء‪ ،‬خل ��ط الإيرانيون المداهنة‪ ،‬والإعان ��ات‪ ،‬وقلي ً‬ ‫ال من الترهيب‬ ‫للح�ص ��ول عل ��ى طريقهم ف ��ي النجف وكرب�ل�اء‪ ،‬والمراك ��ز الكبي ��رة للتعليم‬ ‫الإ�سالم ��ي ف ��ي بالد ما بي ��ن النهرين‪ .‬ولكن تلك الأيام ق ��د و ّلت‪ .‬مع �صعود‬ ‫"داع�ش"‪ ،‬وما يترتب عليه من �إرتفاع القوة ال�صلبة الإيرانية‪ ،‬فقد �أ�صبحت‬ ‫طه ��ران ب�شكل ملحوظ �أقل قلقاً ب�ش�أن الت�صورات العراقية والإن�سجام داخل‬ ‫الم�ؤ�س�سة الدينية‪.‬‬ ‫لق ��د ذهبت‪� ،‬أي�ضاً‪ ،‬تلك الأيام الت ��ي كانت فيها طهران قلقة كثيراً من ال�سنة‬ ‫المعتدلي ��ن‪ .‬خ�ل�ال ثمانينات وت�سعينات القرن الفائ ��ت‪ ،‬مار�ست �إيران بد�أب‬ ‫نهج� �اً خا�ص� �اً بالن�سب ��ة �إلى ال�سن ��ة المتطرفين‪ .‬لق ��د قاد الرئي� ��س علي �أكبر‬ ‫ها�شم ��ي رف�سنجان ��ي‪ ،‬وم�ساعده‪ ،‬ح�سن روحاني‪ ،‬ه ��ذا التوا�صل‪ ،‬في محاولة‬ ‫لإقن ��اع الع ��رب ال�سن ��ة عل ��ى التركيز عل ��ى عدو م�شت ��رك‪ ،‬الوالي ��ات المتحدة‬ ‫و�إ�سرائي ��ل‪ .‬وق ��د لع ��ب "ح ��زب اهلل" اللبناني‪ ،‬م ��ع عماد مغنية ف ��ي ال�صدارة‪،‬‬ ‫دوراً �أ�سا�سي� �اً ف ��ي م�ساع ��دة الماللي ف ��ي حل خالفاتهم م ��ع المت�شدّدين من‬ ‫العرب ال�سنة‪.‬‬ ‫لك ��ن جهود الجمهوري ��ة الإ�سالمية الفار�سي ��ة �أنتجت نجاح� �اً هام�شياً‪ :‬عدد‬ ‫قلي ��ل ج ��داً من الجماع ��ات ال�سنية ترتبط م ��ع طهران؛ غالبيته ��ا كانت على‬ ‫�إ�ستع ��داد لأخ ��ذ م ��ال المالل ��ي والأ�سلح ��ة‪ .‬لقد قب ��ل تنظي ��م "القاعدة" في‬ ‫الع ��راق ب�شكل متقطع الم�ساع ��دة الإيرانية حيث �أ�ض� � ّر بالواليات المتحدة‪.‬‬ ‫ولك ��ن ق ��درة طه ��ران على �إجبار الحكوم ��ات العربية على قب ��ول �أولوياتها ال‬ ‫ت ��زال مح ��دودة‪ .‬كان ��ت طهران تع ��رف دائم� �اً �أنه ف ��ي المعق ��ل الإ�سالمي في‬ ‫ال�ش ��رق الأو�س ��ط‪ ،‬ف�إن عدد ال�شيعة وال�سنة متق ��ارب تقريباً‪ .‬من خالل تبني‬ ‫الطائفي ��ة‪ ،‬ف� ��إن �إي ��ران تلعب الآن دوراً م�ؤ ّثراً‪� ،‬إن لم يك ��ن مهيمناً‪ ،‬في جميع‬ ‫�أنحاء المنطقة‪.‬‬ ‫�إذا �أراد المتطرف ��ون ال�سنة ت�أ�سي�س خاليا �إرهابية داخل المجتمعات الأقلية‬ ‫ال�سني ��ة ف ��ي �إيران‪ ،‬ف� ��إن طهران قد ترغ ��ب في خنق "داع� ��ش"‪ .‬مع ذلك‪ ،‬مع‬ ‫�إ�ستبعاد هذا الإحتمال‪ ،‬ف�إن نظام الماللي لي�ست له م�صلحة في التقليل من‬ ‫حمام الدم الطائفي الذي �سمح له ب�أن يتمتع بت�أثير �أكبر من �أي وقت م�ضى‬ ‫من ��ذ ثورة ‪ .1979‬ف ��ي �أح�سن الأحوال‪ ،‬فقد جلبت مع ��اداة الواليات المتحدة‬ ‫لطه ��ران زمي ��ل م�ساف ��ر‪ .‬لقد �أعط ��ى "داع�ش"النظام �أف�ض ��ل �ضربة له لبناء‬ ‫�إمبراطورية‪ .‬بالن�سبة �إلى النخبة الحاكمة في �إيران‪ ،‬لم ي َ‬ ‫ُنظر �أبداً �إلى كره‬ ‫ال�سنة لل�شيعة ب�أنه �شيء جيد‬

‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪27‬‬



‫�أحداث القد�س ال�شرقية‪� :‬إنتفا�ضة ال�سكاكين‬

‫الفترة الإنتقالية لمدة خم�س �س ��نوات دائمة منذ‬ ‫الع ��ام ‪ ،1993‬نظر ًا �إلى م ��رور ‪ 1998‬من دون �أي‬ ‫�إمتعا�ض ي�ش ��ير �إلى تذمر‪ .‬ومع بع�ض التعديالت‬ ‫الطفيف ��ة‪ ،‬فق ��د ثب ��ت �أن الت�س ��وية الت ��ي �أدخلها‬ ‫�أو�س ��لو عل ��ى ممار�س ��ة الإحتالل لن تك ��ون بداية‬ ‫النهاي ��ة لحكم �إ�س ��رائيل‪ ،‬و�إنما بداية لممار�س ��ة‬ ‫الفل�سطينيين حفظ النظام والأمن ب�أنف�سهم في‬ ‫مراكزهم ال�س ��كانية نيابة عن ا�سرائيل وبرنامج‬ ‫م�س ��تعمراتها الم�س ��تمر‪ .‬لم يحقق الفل�سطينيون‬ ‫الإ�س ��تقالل ال ��ذي توقع ��وه �أن يتب ��ع �إتفاق ��ات‬ ‫�أو�س ��لو في الع ��ام ‪ ،1993‬والذي �إعتق ��دوا ب�أنهم‬ ‫�سيح�ص ��لون عليه من خالل تلك الترتيبات‪ .‬بد ًال‬ ‫من ذلك فقد وجدوا �أنف�سهم في و�ضع‪ ،‬ب�إ�ستثناء‬ ‫القد�س ال�شرقية‪ ،‬مجبرين فيه على العي�ش تحت‬ ‫الحكم المبا�ش ��ر لقيادة فل�سطينية محلية فاقدة‬ ‫الم�صداقية‪ ،‬و�سيطرة �أو�سع للجي�ش الإ�سرائيلي‪،‬‬ ‫مع عدم وجود نهاية في الأفق‪.‬‬ ‫هذا بال�ضبط هو ال�شعور بالركود التام الذي يبدو‬ ‫�أنه يقود الغ�ض ��ب الذي �أُع � ِ�رب عنه في هجمات‬ ‫الطعن‪ .‬الفل�سطينيون لي�سوا بطبيعتهم عدميين‪.‬‬ ‫لك ��ن ال�ش ��بان الفل�س ��طينيين‪ ،‬والكثي ��ر من بقية‬ ‫المجتمع‪ ،‬ي�شهدون ويعي�شون لحظة عدمية‪ ،‬التي‬ ‫ال ي�ؤمنون بها �أو التماهي مع الكثير من �أي �ش ��يء‬ ‫خارج الأ�س ��رة الذرية المبا�شرة‪ ،‬لأن لي�س هناك‬

‫حق ًا �ش ��يء لهم يفيده ��م �سيا�س ��ي ًا �أو �إجتماعي ًا‪.‬‬ ‫�إن ال�س ��لطة الفل�س ��طينية التي يتزعمها الرئي�س‬ ‫الم�س ��ن محمود عبا�س‪ ،‬قد فقدت كل م�صداقية‬ ‫ل ��دى الفل�س ��طينيين العاديي ��ن‪ .‬ف�إنه ��م ينظرون‬ ‫�إليه ��ا على �أنها فا�س ��دة‪ ،‬غير ف ّعال ��ة‪ ،‬و�أنها تم ّثل‬ ‫نهج ًا ديبلوما�س ��ي ًا و�سيا�س ��ي ًا �إلى التحرر الوطني‬ ‫والإ�ستقالل ف�شل ف�ش ًال ذريع ًا وكام ًال‪ .‬وقد �أثبتت‬

‫وجهة �إلى الفل�سطينيين‬ ‫الر�سائل ال ُم َّ‬ ‫العاديين من جميع الجهات ُت�شعل‬ ‫الغ�ضب والي�أ�س‪ .‬ر�سالة �إ�سرائيل ال لب�س‬ ‫فيها وهي‪" :‬لقد هُ زمتم و ُق ِهرتم‪ ،‬والآن‬ ‫عليكم بقبول ن�صيبكم"‪ .‬و ُي َنظر �إلى‬ ‫ر�سالة القادة ال�سيا�سيين الفل�سطينيين‬ ‫تقول �أ�سا�س ًا‪" :‬نحن �أبطالكم‪ ،‬ولكن لي�س‬ ‫لدينا �أي فكرة حول كيفية تعزيز‬ ‫م�صالحكم‪ ،‬وتعزيز ق�ضيتكم‬ ‫�أو الح�صول على �إ�ستقاللكم"‬

‫المفاو�ض ��ات مع �إ�س ��رائيل ب�أنها عقيم ��ة تمام ًا‪،‬‬ ‫والحكوم ��ة الإ�س ��رائيلية الحالي ��ة بزعامة رئي�س‬ ‫الوزراء بنيامين نتنياهو ينظر �إليها الفل�سطينيون‬ ‫عالمي ًا على �أنها معادية علن ًا لل�سالم على �أ�سا�س‬ ‫حل الدولتين‪ .‬وتُعتبر ت�ص ��ريحات نتنياهو خالل‬ ‫الإنتخابات الإ�س ��رائيلية الأخيرة نهائية وقاطعة‬ ‫و�إنعكا�س� � ًا ل�سيا�س ��ات ت ��ل �أبيب الحقيقي ��ة‪ ،‬التي‬ ‫ترف�ض تمام ًا فكرة �إقامة دولة فل�سطينية‪ .‬و ُيعت َبر‬ ‫تعيي ��ن نتنياه ��و للمتط ��رف وزعي ��م المطالبي ��ن‬ ‫ب�ضم الم�س ��توطنات داني دانون لتمثيل �إ�سرائيل‬ ‫في الأم ��م المتحدة‪ ،‬مزيد ًا م ��ن الت�أكيد على �أن‬ ‫الدولة العبرية ترف�ض تمام� � ًا �إحتمال العي�ش في‬ ‫�سالم مع دولة فل�سطينية ُم�ستقلة‪� .‬إن ت�صريحات‬ ‫نتنياهو ب�أنه م�س ��تعد للتفاو� ��ض في �أي وقت‪ ،‬من‬ ‫دون �ش ��روط م�س ��بقة‪ ،‬و�أنه ال ي ��زال ملتزم ًا بحل‬ ‫الدولتين لي�س ��ت لديها عملي ًا �أي م�ص ��داقية بين‬ ‫�أي دائرة �إنتخابية فل�سطينية على الإطالق‪.‬‬ ‫�إن �إنهيار الأفق ال�سيا�سي ب�ش�أن محادثات ال�سالم‬ ‫مع �إ�سرائيل قد تفاقم ب�إنت�شار ال�شعور على نطاق‬ ‫وا�سع بين الفل�سطينيين �أن نهج عبا�س "البديل"‬ ‫م ��ن المب ��ادرات ف ��ي الم�ؤ�س�س ��ات المتع ��ددة‬ ‫الأطراف مثل الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية‬ ‫الدولية هو في طريق م�س ��دود مماثل‪ .‬لقد �س ��مع‬ ‫الفل�سطينيون و�ش ��هدوا ما يكفي من الخطب‬ ‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪29‬‬


‫الم�شرق العربي‬ ‫فلسطين‬

‫العالم العربي ال ٍه في م�شاكله والعالم الأو�سع ب�إنتظار �إ�سرائيل المتعنتة‬

‫مأساة الفلسطينيين‬ ‫من��ذ ثالثين��ات الق��رن الفائ��ت والفل�سطيني��ون يحاول��ون الح��رب‬ ‫وال�سالم‪ ،‬العنف وغ�صن الزيتون‪ ،‬للو�صول �إلى �إقامة دولتهم‪ ،‬لكنهم‬ ‫لم يح�صدوا � اّإل خيبات الأمل م��ن العالمين العربي القريب والدولي‬ ‫البعيد‪ ،‬ومن زعمائه��م الذين ق�سّ متهم ال�سيا�سة و�أعمتهم المح�سوبية‬ ‫والف�س��اد‪ .‬م��ن هن��ا لم يج��د �شب��اب القد���س ال�شرقية �س��وى العنف‬ ‫بال�سكاكين �أمامهم لعلّ وع�سى‪.‬‬ ‫بيت لحم ‪� -‬سمير حن�ضل‬ ‫�إن ت�ص ��اعد العن ��ف الحال ��ي بي ��ن‬ ‫الفل�س ��طينيين ف ��ي الأرا�ض ��ي الت ��ي‬ ‫�إحتلته ��ا �إ�س ��رائيل في الع ��ام ‪ 1967‬غي ��ر عادي‬ ‫ف ��ي كثير من النواح ��ي‪ .‬ديموغرافي� � ًا فهو يتر ّكز‬ ‫ب�شكل كبير بين ال�شباب‪ ،‬الذين تتراوح �أعمارهم‬ ‫بي ��ن ‪ 13‬و‪ 16‬عام� � ًا ف ��ي المق ��ام الأول‪ ،‬ويتر ّك ��ز‬ ‫جغرافي� � ًا ف ��ي القد�س ال�ش ��رقية‪ .‬وهو ب�ل�ا قيادة‬ ‫�إلى حد كبير‪ ،‬وفي الغال ��ب تبدو �أعمالهم عفوية‬ ‫�ص ��ادرة م ��ن غ�ض ��ب ف ��ردي‪� .‬إذا كان ��ت هن ��اك‬ ‫ق ��وة تنظي ��م من �أي ن ��وع‪ ،‬ف�إنه ��ا تتم ّثل بو�س ��ائل‬ ‫الإع�ل�ام الإجتماعية‪ ،‬مثل "تويتر" و"وات�س ��اب"‬ ‫و"فايب ��ر" و"فاي�س ��بوك"‪ ،‬الت ��ي م ��ن خالله ��ا‬ ‫يتوا�ص ��ل ه�ؤالء ال�ش ��باب على هواتفه ��م النقالة‪.‬‬ ‫ولكن هذه الو�سائل ال ت�ش ّكل هيكلة قوية �أو عام ًال‬ ‫توجيهي ًا‪ .‬وتلك المنظمات مثل "حما�س" و�أولئك‬ ‫الأ�ش ��خا�ص مث ��ل الدع ��اة الدينيي ��ن المتطرفين‬ ‫الذين يحاولون الإ�س ��تفادة من الو�ض ��ع‪ ،‬وت�أجيج‬ ‫نيران الغ�ضب‪ُ ،‬يظهرون كل ب�صمات الإنتهازيين‬ ‫الذي ��ن ي�س ��عون �إلى و�ض ��ع الي ��د عل ��ى الظاهرة‬ ‫القائمة‪� .‬إن الفكرة ب�أنه ��م ملهمون حق ًا‪ ،‬ناهيك‬ ‫ع ��ن القيادة �أو التوجيه‪ ،‬للعن ��ف من المرجح �أنه‬ ‫غير �صحيح‪ .‬كما ال يبدو �أنهم �إ�ستفادوا مبا�شرة‬

‫‪28‬‬

‫�إجتماعي ًا �أو �سيا�سي ًا من الإ�ضطرابات‪ ،‬حتى الآن‬ ‫على الأقل‪.‬‬ ‫وق ��د �إقت ��رح كثي ��رون �أن هن ��اك �ص ��لة للغ�ض ��ب‬ ‫بالأماك ��ن المقد�س ��ة‪ ،‬نظ ��ر ًا �إل ��ى �أن القد� ��س‬ ‫ال�ش ��رقية تم ّث ��ل نقط ��ة محوري ��ة ف ��ي ت�ص ��اعد‬ ‫الهجم ��ات‪ .‬وق ��د يكون ه ��ذا الأم ��ر وارد ًا‪ ،‬ولكن‬ ‫لي�س �أكي ��د ًا‪ .‬ولأن طبيعة الهجم ��ات هي عمليات‬

‫ال�سلطة الفل�سطينية التي‬ ‫يتزعمها الرئي�س الم�سن محمود‬ ‫عبا�س‪ ،‬قد فقدت كل م�صداقية‬ ‫لدى الفل�سطينيين العاديين‪ .‬ف�إنهم‬ ‫ينظرون �إليها على �أنها فا�سدة‪ ،‬غير‬ ‫ف ّعالة‪ ،‬و�أنها تم ّثل نهج ًا ديبلوما�سي ًا‬ ‫و�سيا�سي ًا �إلى التحرر الوطني‬ ‫والإ�ستقالل ف�شل ف�ش ًال ذريع ًا وكام ًال‪.‬‬ ‫وقد �أثبتت المفاو�ضات مع �إ�سرائيل‬ ‫ب�أنها عقيمة تمام ًا‬

‫العدد ‪ - 36‬ت�شرين الثاين ‪ -‬كانون الأول (نوفمرب ‪ -‬دي�سمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫طعن فردية ع�ش ��وائية �ضد اليهود الإ�سرائيليين‪،‬‬ ‫ف� ��إن هن ��اك تف�س ��ير ًا مختلف� � ًا تمام� � ًا للتركي ��ز‬ ‫عل ��ى القد�س ال�ش ��رقية‪� .‬إنه الم ��كان الوحيد في‬ ‫الأرا�ض ��ي المحتلة حيث �أن الفل�سطينيين الذين‬ ‫يعي�ش ��ون تح ��ت الحك ��م الع�س ��كري الإ�س ��رائيلي‬ ‫يمتزج ��ون مع اليهود بحرية و�س ��هولة‪ .‬بالمقارنة‬ ‫مع معظم المدن الأخرى في العالم‪ ،‬ف�إن القد�س‬ ‫ال�شرقية التي تحتلها �إ�سرائيل هي معزولة ب�شكل‬ ‫جذري‪ ،‬وكذلك منف�ص ��لة وغي ��ر متكافئة لدرجة‬ ‫كبي ��رة‪ .‬ولكن بالمقارنة مع باقي مناطق ال�ض ��فة‬ ‫الغربية المحتلة‪ ،‬وخ�صو�ص� � ًا المراكز ال�س ��كانية‬ ‫الفل�س ��طينية في المنطقة "�أ" "‪ "،A‬ف�إن العرب‬ ‫واليهود يتفاعلون ب�إنتظام في القد�س ال�ش ��رقية‪،‬‬ ‫وبالت�أكي ��د �إل ��ى ح� � ّد ل ��م ُي�س� � َمع به‪ ،‬على �س ��بيل‬ ‫المث ��ال‪ ،‬ف ��ي رام اهلل‪ .‬ولذلك ق ��د يعك�س الطعن‬ ‫الع�ش ��وائي في القد�س �أي�ض� � ًا فر�صة �أكبر‪ ،‬ف�ض ًال‬ ‫عن �شعور �أقوى للوجود الإ�سرائيلي عموم ًا‪.‬‬ ‫ه ��ذا التمييز بي ��ن القد�س ال�ش ��رقية و"المنطقة‬ ‫�أ" يك�ش ��ف �أي�ض� � ًا الكثي ��ر ع ��ن طبيع ��ة الغ�ض ��ب‬ ‫الفل�س ��طيني‪� .‬إن "المنطق ��ة �أ" ترم ��ز �إل ��ى‬ ‫المناط ��ق الفل�س ��طينية الت ��ي ُت ��دار ذاتي� � ًا الت ��ي‬ ‫و�ض ��عتها �إتفاقات �أو�س ��لو في العام ‪ ،1993‬تحت‬ ‫�س ��يطرة هيئة حكم �إنتقالية لمدة خم�س �سنوات‬ ‫والمعروفة ب"ال�س ��لطة الفل�سطينية"‪ .‬و�أ�صبحت‬


‫حركة "حما�س"‪ :‬فقدت بريقها لدى الجيل الجديد‬

‫�سالم فيا�ض‪� :‬أحرجوه ف�أخرجوه‬

‫�إن ت�صاعد العنف الحالي‬ ‫بين الفل�سطينيين في الأرا�ضي‬ ‫التي �إحتلتها �إ�سرائيل في العام‬ ‫‪ 1967‬غير عادي في كثير من‬ ‫يتركز‬ ‫النواحي‪ .‬ديموغرافي ًا فهو ّ‬ ‫ب�شكل كبير بين ال�شباب‪ ،‬الذين‬ ‫تتراوح �أعمارهم بين ‪ 13‬و‪ 16‬عام ًا في‬ ‫ويتركز جغرافي ًا‬ ‫المقام الأول‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫في القد�س ال�شرقية‬ ‫ال�س ��كان الأ�صليين من عقدة الدونية ومن الي�أ�س‬ ‫والتقاع� ��س عن العمل‪ ،‬وهذا م ��ا يجعله ال يعرف‬ ‫الخ ��وف ويعيد له �إحترام ال ��ذات"‪ .‬ومن الم�ؤكد‬ ‫�أن هذا الكالم يبدو �أنه ي�شكل �إجابة الأمر الواقع‬ ‫الت ��ي يفر�ض ��ها العنف عن ر�س ��ائل الي�أ� ��س التي‬ ‫تحفز الهزيمة المقبلة من الجهات المذكورة في‬ ‫الفقرة ال�سابقة‪.‬‬ ‫بالطبع �إنه وهم م�أ�س ��وي‪ .‬ال يوجد تاريخ ب�ش ��ري‬ ‫يو�ض ��ح �آثار الهزيم ��ة الذاتية والنتائج العك�س ��ية‬ ‫ّ‬ ‫للعنف‪� ،‬س ��واء كان جماعي ًا �أو فردي ًا‪ ،‬ع�شوائي ًا �أو‬ ‫منتظم ًا‪� ،‬أف�ض ��ل و�أكثر من التجربة الفل�س ��طينية‬ ‫المعا�ص ��رة‪ .‬هزيم ��ة بع ��د �أخ ��رى ‪ -‬ب ��دء ًا م ��ن‬ ‫الإنتفا�ض ��ة �ض ��د البريطانيي ��ن ف ��ي منت�ص ��ف‬ ‫ثالثين ��ات الق ��رن الفائت و�ص ��و ًال مبا�ش ��رة �إلى‬ ‫حروب غزة في ال�س ��نوات الأخيرة ‪ -‬كانت الإرث‬

‫الحقيق ��ي الوحيد الذي ت ��رك للجيل الجديد من‬ ‫الفل�س ��طينيين‪ .‬ولكن‪ ،‬ب�س ��بب الحقيقة النف�سية‬ ‫في تركيبات مقالة فان ��ون ال ُمرعبة‪ ،‬عندما يرى‬ ‫ال�ش ��باب �أن ال وجود لبدائل معقولة ولي�س لديهم‬ ‫�أي �ش ��يء يمكنهم من خالله تحديد �أنف�سهم‪� ،‬أو‬ ‫الذي يمكن من خالله توجيه معظم �إحتياجاتهم‬ ‫الوجودية وال�سيا�س ��ية الأ�سا�س ��ية‪ ،‬ي�صبح العنف‬ ‫البدي ��ل الوحي ��د ال ��ذي ال مف ��ر من ��ه‪� .‬إن العنف‬ ‫يع ّرف الواقع الفل�سطيني‪ .‬والإحتالل الإ�سرائيلي‬ ‫ه ��و بطبيعته نظ ��ام عنف‪ ،‬ولي�س فق ��ط لأنه بنية‬ ‫هيمنة وحكم ع�س ��كري على ماليين المحرومين‬ ‫غي ��ر المواطنين‪ ،‬فهو ي�س� � ّهل ويفر�ض الم�ش ��روع‬ ‫الإ�س ��تيطاني الم�س ��تمر‪ ،‬وال ��ذي يق ��ع ف ��ي قل ��ب‬ ‫الإحت�ل�ال‪ ،‬والذي يعتمد عل ��ى واقع ثابت وتهديد‬ ‫ب�إ�س ��تخدام القوة الغا�ش ��مة‪ .‬حاول تخ ّيل برنامج‬

‫ت�س ��وية ال عنفية التي ت�س ��تخدم المنط ��ق لإقناع‬ ‫الفل�س ��طينيين بالتخلي طواعي ��ة عن ممتلكاتهم‪،‬‬ ‫و�أرا�ضيهم �سواء الفردية �أو الجماعية‪ ،‬وت�سليمها‬ ‫للوافدين الجدد من بروكلي ��ن والتفيا �أو �إثيوبيا‪.‬‬ ‫تو�ض ��ح ب�س ��هولة‬ ‫�إن العبثية لمثل هذا ال�س ��يناريو ّ‬ ‫العنف الذي يكمن وراء الم�ش ��روع الإ�س ��تيطاني‪،‬‬ ‫كما ُيع َرب عنه مبا�شرة يومي ًا عند نقاط التفتي�ش‬ ‫وغيرها من نظم المراقبة والإن�ضباط وال�سيطرة‬ ‫الذي يحدد حياة الفل�سطينيين‪ ،‬بما في ذلك في‬ ‫القد�س ال�شرقية‪.‬‬ ‫�أكب ��ر م�أ�س ��اة ه ��ي �أن ��ه بالن�س ��بة �إلى ال�ش ��باب‬ ‫الفل�س ��طينيين الذي ��ن ي�ش ��نون هجوم� � ًا عنيف ًا‪،‬‬ ‫ف� ��إن الحقيق ��ة هي �أنه ��م يفعلون ذل ��ك عبث ًا‪� ،‬أو‬ ‫حتى �أنهم ي�ش ��اركون في م�ش ��روع هزيمة ذاتية‪،‬‬ ‫يكاد يكون من الم�ؤكد �أنه غير ذي �ص ��لة تقريب ًا‪.‬‬ ‫المنط ��ق النف�س ��ي ال ��ذي ع ّبر عنه فانون ين�س ��خ‬ ‫هذه الحجج الدامغة‪ ،‬وخ�صو�ص� � ًا بالن�س ��بة �إلى‬ ‫الجيل الجديد من ال�شباب في القد�س ال�شرقية‪،‬‬ ‫المحاط وال ُمختنق تمام ًا من قبل الإحتالل‪� .‬إنها‬ ‫لحظ ��ة عدمية حي ��ث العنف الفردي الع�ش ��وائي‬ ‫�ض ��د الإ�س ��رائيليين ك�ش ��كل م ��ن �أ�ش ��كال �إثبات‬ ‫ال ��ذات ي�ص ��بح �أكث ��ر �أهمية من الواق ��ع حيث ال‬ ‫يمك ��ن الدفاع عن هذه الأعم ��ال لي�س فقط من‬ ‫الناحية ال�سيا�س ��ية والناحي ��ة الأخالقية‪ ،‬ولكن‬ ‫�أي�ض� � ًا لأن لها نتائج عك�س ��ية على �أي �شيء ب ّناء‪.‬‬ ‫�إن الواق ��ع الرهي ��ب للإحتالل ال ��ذي ال نهاية له‬ ‫ف ��ي الأفق‪ ،‬م ��ع غي ��اب �أي �إطار معق ��ول �أو حتى‬ ‫غي ��ر قابل للت�ص ��ديق ف ��ي الأفق لو�ض ��ع حد له‪،‬‬ ‫ق ��د فر� ��ض عملي ًا ظهور و�ض ��ع مرع ��ب "طبيعي‬ ‫جدي ��د" بي ��ن الإ�س ��رائيليين والفل�س ��طينيين‪.‬‬ ‫ف ��ي تلك الأماك ��ن حيث يتفاعلون يومي ًا وب�ش ��كل‬ ‫روتين ��ي‪ ،‬مثل القد�س ال�ش ��رقية‪ ،‬ه ��ذا يعني �أنه‬ ‫�س ��يكون من الم�ؤكد وجود تهديد م�ستمر للعنف‬ ‫الفردي والع�ش ��وائي من قبل الفل�س ��طينيين رد ًا‬ ‫عل ��ى العن ��ف الجماع ��ي والمنهج ��ي للإحت�ل�ال‬ ‫الإ�س ��رائيلي‪ .‬فقط تغيي ��ر في الواقع الأ�سا�س ��ي‬ ‫للإحت�ل�ال‪ ،‬وتغيي ��ر ال�ش ��روط الأ�سا�س ��ية الت ��ي‬ ‫يتفاع ��ل م ��ن خالله ��ا المحت ��ل والواق ��ع تح ��ت‬ ‫الإحت�ل�ال‪ ،‬ال ُمهيمِ ��ن والمقه ��ور‪ ،‬ف ��ي الوق ��ت‬ ‫الحا�ض ��ر‪� ،‬أو ظه ��ور مفاجئ وغي ��ر متو َّقع لأفق‬ ‫�سيا�سي جديد‪ ،‬من المرجح �أن تنجح في تجنب‬ ‫ه ��ذا الروتي ��ن الجدي ��د والم�أ�س ��وي "الطبيعي"‬ ‫بين اليهود الإ�س ��رائيليين والفل�سطينيين الذين‬ ‫يعي�شون تحت �سيطرتهم‬ ‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪31‬‬


‫الم�شرق العربي ¶ فل�سطين‬ ‫وتوقي ��ع الإتفاق ��ات التي تعك�س ه ��ذا النهج الذي‬ ‫لم ي�س ��فر عن �أية تغييرات من �أي نوع على �أر�ض‬ ‫الواقع للفهم ب�أن هذا الم�س ��ار لي�س بدي ًال مجدي ًا‬ ‫لتحقيق حقوقه ��م الوطنية وال�سيا�س ��ية‪ .‬وعالوة‬ ‫عل ��ى ذلك‪� ،‬إن الإنهي ��ار الم�أ�س ��وي لبرنامج بناء‬ ‫الدول ��ة والم�ؤ�س�س ��ات التي قاده ��ا رئي�س الوزراء‬ ‫دمر الم�سار الموازي الذي‬ ‫ال�س ��ابق �سالم فيا�ض َّ‬ ‫ّ‬ ‫كان واع ��د ًا لتطوي ��ر الم�ؤ�س�س ��ات‪ ،‬ال ��ذي ينظ ��م‬ ‫الأط ��ر والهي ��اكل الإقت�ص ��ادية لدول ��ة م�س ��تقلة‪،‬‬ ‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن الإحت�ل�ال وم ��ن �أج ��ل و�ض ��ع‬ ‫ح� � ّد للإحت�ل�ال‪ .‬كانت الإ�س ��تجابة الإ�س ��رائيلية‬ ‫والغربي ��ة ق�ص ��يرة النظر ب�ش ��كل مثير للده�ش ��ة‬ ‫للمبادرات الفل�س ��طينية المتع ��ددة الأطراف من‬ ‫خ�ل�ال مهاجم ��ة موازن ��ة ال�س ��لطة الفل�س ��طينية‬ ‫وتدمير ق ��درة فيا�ض عل ��ى ت�أمين الأم ��وال لي�س‬ ‫فقط لبرامج ��ه ولكن حتى لدفع الرواتب وتدمير‬ ‫م�صداقيته كمحاور مع الجهات المانحة الدولية‪،‬‬ ‫الأمر الذي �س ��مح لكوادر حرك ��ة "فتح" وغيرها‬ ‫من مناف�س ��يه الفل�س ��طينيين التخل� ��ص من هذا‬ ‫ال ُم�ص� � ِلح المزعج و�سيا�س ��اته الف ّعالة وال ُم�ستقلة‬ ‫�أي�ض ًا‪.‬‬ ‫الواقع �أن الهجوم الإ�سرائيلي والغربي �ضد فيا�ض‬ ‫في محاولة م�ض� � ّللة لإنتقاد المبادرات المتعددة‬ ‫الأطراف الفل�سطينية‪ ،‬حيث كان من المفارقات‬ ‫تقريب ًا �أنه وحده ُي�ستج َوب‪ ،‬يعك�س ف�شل وا�شنطن‬ ‫الم�ستمر للنظر في ت�أثير �سيا�ساتها في ال�سيا�سة‬ ‫الفل�س ��طينية والثقافة ال�سيا�سية‪ .‬وهكذا بالن�سبة‬ ‫�إل ��ى الموج ��ة الحالي ��ة م ��ن الإ�ض ��طرابات‪� .‬إن‬ ‫ت�ص ��اعد العن ��ف الحال ��ي هو م�أ�س ��وي وم�ض� � ّلل‪،‬‬ ‫ولكن �أي�ض� � ًا عملي� � ًا ال مف ّر منه تقريب� � ًا‪ ،‬رد ًا على‬ ‫ع ��دم ق ��درة الجيل الفل�س ��طيني الجدي ��د العثور‬ ‫على �أي �شيء ي�س ��تطيع من خالله تحديد نف�سه‪،‬‬ ‫�أو يمكنه من خالله التعبير عن هويته ال�سيا�س ��ية‬ ‫والوطنية‪ .‬كل مبادئ �شباب هذا الجيل ال ُمحتملة‬ ‫تعر�ض ��ت للقم ��ع‪� ،‬أو ُق ّلل من �أهميتها‪� ،‬أو �ص ��ارت‬ ‫م�ص ��در ًا لل�س ��خرية من قب ��ل قيادتهم الفا�ش ��لة‪،‬‬ ‫�أو الإحتالل الم�س ��تمر‪ ،‬والإنع ��دام التام لأي �أفق‬ ‫�سيا�س ��ي �أو ديبلوما�س ��ي لو�ض ��ع حد لها‪ .‬لم يعثر‬ ‫الفل�سطينيون ال�ش ��باب على �شيء ي�ؤمنون به من‬ ‫"حما�س" �أو غيره ��ا من الجماعات المتطرفة‪.‬‬ ‫�سيا�س ��ات ه ��ذه المنظمات ال تقدم �ش ��يئ ًا �س ��وى‬ ‫المعان ��اة الكبيرة التي تت�ض ��ح ب�س ��هولة في غزة‪،‬‬ ‫وف�ش ��ل خطابه ��ا بالمثل الذي ي�ض ��رب على الوتر‬ ‫الح�سا�س‪ ،‬ربما ب�إ�ستثناء الغ�ضب الخام والعنف‪.‬‬

‫‪30‬‬

‫الرئي�س الفل�سطيني محمود عبا�س‪ :‬فقد م�صداقيته‬

‫ولكن لي� ��س هناك دليل على �أن ه ��ذه المنظمات‬ ‫ت�س ��تفيد ب�أي معنى ه ��ادف من الت�ش ��نج الحالي‬ ‫للعنف‪ ،‬وهناك �أ�س ��باب تدعو �إلى الإعتقاد ب�أنها‬ ‫على قدم الم�س ��اواة‪� ،‬أو ربما حتى �أكثر من ذلك‪،‬‬ ‫تفقد م�صداقيتها بين ال�شبان الفل�سطينيين‪.‬‬ ‫وجهة �إلى الفل�سطينيين العاديين‬ ‫�إن الر�سائل ال ُم َّ‬ ‫من جميع الجهات تُ�ش ��عل هذا الغ�ض ��ب والي�أ�س‪.‬‬ ‫ر�سالة �إ�س ��رائيل ال لب�س فيها وهي‪" :‬لقد هُ زمتم‬ ‫و ُقهِ رتم‪ ،‬والآن عليكم بقبول ن�ص ��يبكم"‪ .‬و ُي ّ‬ ‫نظر‬ ‫�إلى ر�سالة القادة ال�سيا�سيين الفل�سطينيين تقول‬ ‫�أ�سا�س ًا‪" :‬نحن �أبطالكم‪ ،‬ولكن لي�س لدينا �أي فكرة‬ ‫حول كيفية تعزيز م�ص ��الحكم‪ ،‬وتعزيز ق�ضيتكم‬ ‫�أو الح�ص ��ول على �إ�س ��تقاللكم"‪ .‬ويب ��دو الغرب‪،‬‬ ‫والمجتم ��ع الدولي عموم ًا‪ ،‬يقوالن‪�" :‬س ��وف نعود‬ ‫�إليك ��م في �أقرب وق ��ت عندما يبدو �أن �إ�س ��رائيل‬ ‫مهتم ��ة بال�س�ل�ام م ��رة �أخ ��رى‪ ،‬والآن ف ��ي ه ��ذه‬ ‫الأثناء هنا بع�ض الكلمات الرقيقة والم�س ��اعدات‬ ‫المحدودة"‪ .‬و�إلى حد كبي ��ر‪ ،‬ف�إن العالم العربي‬ ‫لي�س لديه ر�س ��الة وا�ضحة للفل�س ��طينيين‪� ،‬إذ �أنه‬ ‫مهت ��م تمام� � ًا ف ��ي الأزم ��ات الأكثر �إلحاح� � ًا مثل‬ ‫الح ��روب ف ��ي �س ��وريا وليبي ��ا والع ��راق واليمن‪،‬‬ ‫و�ص ��عود الحركة الإرهابية "الدولة الإ�س�ل�امية"‬ ‫(داع� ��ش)‪� .‬إن الفل�س ��طينيين‪ ،‬مث ��ل كل العرب‪،‬‬ ‫يح�ص ��لون عل ��ى المعلوم ��ات ال�سيا�س ��ية الدولية‬ ‫ب�ش ��كل رئي�س ��ي من القنوات الإخبارية الف�ضائية‬ ‫العربي ��ة مث ��ل القن ��اة القطري ��ة "الجزي ��رة"‬ ‫وال�س ��عودية "العربية"‪ .‬لذلك لديهم �ش ��عور قوي‬ ‫عن �أن ق�ض ��اياهم ه ��ي �إلى حد كبي ��ر تجل�س في‬ ‫المقعد الخلفي العربي‪ ،‬حيث فقدت �إهتمام حتى‬ ‫�أ�شد �أبطالها المتح ّم�سين‪ .‬ومن ال�صعب المبالغة‬ ‫في ال�شعور بالعزلة والي�أ�س والهجر والي�أ�س‪.‬‬

‫العدد ‪ - 36‬ت�شرين الثاين ‪ -‬كانون الأول (نوفمرب ‪ -‬دي�سمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫ه ��ذا ه ��و ال�س ��ياق المبا�ش ��ر لت�ص ��اعد العن ��ف‬ ‫الفل�س ��طيني‪ ،‬ال ��ذي يجري �أي�ض� � ًا تغذيت ��ه بقوة‬ ‫بوا�س ��طة القم ��ع العني ��ف م ��ن ق ��وات الإحت�ل�ال‬ ‫الإ�س ��رائيلي وحت ��ى الهجم ��ات الأكث ��ر عنف ًا من‬ ‫المتع�ص ��بين‪ .‬وف ��ي‬ ‫قب ��ل الم�س ��توطنين اليه ��ود‬ ‫ّ‬ ‫قم ��ة الأزم ��ة الوجودي ��ة الت ��ي تواجهه ��ا الهوي ��ة‬ ‫ال�سيا�س ��ية الفل�س ��طينية ت�أت ��ي دورة متبادلة من‬ ‫الإنتقام المتبادل مع الم�س ��توطنين‪ ،‬و�إلى حد ما‬ ‫حتى مع الجي�ش الإ�س ��رائيلي‪ ،‬الأم ��ر الذي يزيد‬ ‫الوق ��ود عل ��ى لهي ��ب الغ�ض ��ب‪ .‬م ��ن دون الحاجة‬ ‫�إل ��ى القراءة‪� ،‬أو حتى تقريب ًا عدم ال�س ��ماع‪ ،‬كتب‬ ‫فرانتز فانون مقالته التي ال تزال ذات �صلة "في‬ ‫ما يتعلق بالعنف"‪ ،‬حيث تبدو �س ��كاكين ال�شباب‬ ‫تتوجه ح�سب فكرته‪" :‬على‬ ‫في القد�س ال�ش ��رقية ّ‬ ‫م�ستوى الأفراد‪� ،‬إن العنف قوة تطهير‪� .‬إنه يحرر‬


‫حرك ��ة الم ��رور‪ ،‬وتوزي ��ع الأغذية‪ .‬وه ��ذا الفريق –‬ ‫و�س ��ع �شبكته‬ ‫الذي بات ُيعرف بالتيار ال�ص ��دري – ّ‬ ‫م ��ن خالل الم�ؤ�س�س ��ات الدينية المنت�ش ��رة بين نحو‬ ‫مليون ��ي ن�س ��مة من �س ��كان تل ��ك المنطق ��ة‪ ،‬وخالل‬ ‫�أ�سابيع قليلة‪� ،‬أعاد �إحياء عنا�صر تنظيم رجل الدين‬ ‫الراح ��ل‪ ،‬وبد�أت عملية �إحي ��اء الحركة الجماهيرية‬ ‫الت ��ي كان � ّأ�س�س ��ها قب ��ل �إغتيال ��ه في الع ��ام ‪.1999‬‬ ‫م�ستفيد ًا من القوة الوليدة من �إرث ال�صدر الراحل‬ ‫بين الطبقة الدنيا ال�ش ��يعية في المدينة‪ ،‬ف�ض ًال عن‬ ‫فراغ ال�س ��لطة الذي خلفه التفكك المفاجئ والكامل‬ ‫للدول ��ة‪ ،‬فقد �أطلق التيار ال�ص ��دري عل ��ى المنطقة‬ ‫�إ�س ��م "مدينة ال�ص ��در" وبد�أ تو�سيع نفوذه في جميع‬ ‫�أنح ��اء الهوام�ش الفقيرة والمترامي ��ة الأطراف في‬ ‫العا�صمة‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغم من �أن عدم الإ�س ��تقرار ف ��ي �أيام الغزو‬ ‫الأول ��ى قد م ّكن التيار ال�ص ��دري م ��ن توليد الزخم‬ ‫الأ ّول ��ي الحي ��وي‪ ،‬فق ��د ثب ��ت �أن �إرتفاع نف ��وذه كان‬ ‫غير مرغوب فيه لأنه لم يكن متو َّقع ًا‪ .‬فقد �أ�س ��فرت‬ ‫العنا�ص ��ر الأ�سا�س ��ية لج ��دول �أعم ��ال ال�ص ��دريين‬ ‫(وللطريق ��ة الت ��ي �س ��ينفذونه م ��ن خالله ��ا) ع ��ن‬ ‫�إ�ستقبال بارد من قبل الالعبين ال�سائدين في نظام‬ ‫ما بعد �ص ��دام الوليد‪ .‬وحمل لهم عدا�ؤهم ال�صريح‬ ‫والمت�ش� �دّد تج ��اه التحال ��ف ال ��ذي تق ��وده الواليات‬ ‫المتح ��دة ع ��داوة دائم ��ة م ��ن الق ��ادة الع�س ��كريين‬

‫ُمقتدى ال�صدر‪ :‬ماذا يخبىء له الم�ستقبل؟‬

‫الأميركيين‪ .‬كما �أن �إرث ال�شهيد ال�صدر الذي حمل‬ ‫عداء خبيث ًا تجاه �شخ�ص ��يات بارزة و�أ�س ��ر وف�صائل‬ ‫�ش ��يعية (وكثي ��ر منها �ص ��ارت له منا�ص ��ب نفوذ في‬ ‫النظ ��ام ال�سيا�س ��ي الجدي ��د من خ�ل�ال التعاون مع‬ ‫�سلطات الإحتالل) �ضمن نبذ​​و�إبعاد التيار ال�صدري‬ ‫من �أروقة ال�سلطة‪ .‬و�أخير ًا‪ ،‬كان على ال�صدريين �أن‬ ‫يبحروا ويجتازوا الإنق�سامات والأحكام ال ُم�سبقة في‬ ‫المجتمع العراقي‪� .‬إن �صعودهم كحركة من الطبقة‬ ‫الدنيا ال�ش ��يعية الم�ضطهدة‪ ،‬مع طموحات ال تتوقف‬ ‫فقط على تمكين قاعدتهم ال�س ��كانية‪ ،‬ولكن �أي�ض� � ًا‬ ‫للإنتق ��ام من �أولئ ��ك الذين ظلموه ��م‪ ،‬و�أهملوهم‪،‬‬

‫"جي�ش المهدي"‪� :‬سمعته كانت �سيئة‬

‫في ما كان ُيعرف �آنذاك ب�إ�سم مدينة‬ ‫�صدام‪� ،‬أكبر و�أعتى غيتو في العا�صمة‬ ‫العراقية‪ ،‬نزل م�ؤيدون �سابقون ومحبون‬ ‫لرجل الدين ال�شيعي اال�شهيد �آية اهلل‬ ‫ال ُعظمى ال�سيد محمد محمد �صادق‬ ‫ال�صدر الى ال�شوارع لتوفير خدمات‬ ‫مثل جمع القمامة‪ ،‬ومراقبة حركة‬ ‫المرور‪ ،‬وتوزيع الأغذية‪ .‬وهذا الفريق‬ ‫– الذي بات ُيعرف بالتيار ال�صدري‬ ‫و�سع �شبكته من خالل الم�ؤ�س�سات‬ ‫– ّ‬ ‫الدينية المنت�شرة بين نحو مليوني‬ ‫ن�سمة من �سكان تلك المنطقة‬

‫و�أذ ّلوه ��م ف ��ي العق ��ود الما�ض ��ية‪ ،‬عن ��ى �أن كثيرين‬ ‫�سوف ينظر �إليهم بعين العداء وال�شك ‪ -‬لي�س �أقلها‬ ‫م ��ن قبل "الأف�ض ��ل ح ��ا ًال" داخل الطائفة ال�ش ��يعية‬ ‫العراقية‪.‬‬ ‫م ��ع ذلك‪ ،‬ف�إن التيار ال�ص ��دري �أ�ص ��بح ق ��وة م�ؤ ّثرة‬ ‫محوري ��ة ف ��ي الع ��راق‪ .‬فق ��د واج ��ه مجموع ��ة م ��ن‬ ‫العقب ��ات الهائل ��ة من ��ذ البداي ��ة (و�سي�س ��تحوذ بعد‬ ‫ذلك على خ�ص ��وم �إ�ض ��افيين‪ ،‬على ر�أ�س ��هم تنظيم‬ ‫"القاعدة")‪ ،‬ولكن ال�صدريين كانوا يمتلكون �سلعة‬ ‫نادرة وق ِّيمة من �ش� ��أنها �أن ت�ؤجج �صعودهم‪ :‬الرابط‬ ‫الإيديولوج ��ي الذي �أقامه رجل الدين ال�ش ��هيد بين‬ ‫جماهي ��ر الطبقة الدنيا ال�ش ��يعية ف ��ي العراق خالل‬ ‫ت�سعينات القرن الفائت‪ .‬على الم�شهد الوطني حيث‬ ‫كان ال�س ��كان مفتَّتين بمنهجية وغير م�س َّي�س ��ين على‬ ‫مدى عق ��ود‪ ،‬كانت فر�ص ��ة التي ��ار ال�ص ��دري لبناء‬ ‫قاعدة من القواعد ال�ش ��عبية الحقيقية �أ�ص ��و ًال ق ِّيمة‬ ‫غي ��ر عادية‪ .‬ومع تبو�ؤ الإبن الوحيد على قيد الحياة‬ ‫لمحم ��د محمد �ص ��ادق ال�ص ��در‪ُ ،‬مقتدى ال�ص ��در‪،‬‬ ‫زعامة �إنبعاث الحركة‪ ،‬وميلي�ش ��يا "جي�ش المهدي"‬ ‫كهيئة تنظيمية رئي�س ��ية‪ ،‬ف�إن قدرة التيار ال�صدري‬ ‫على تعبئة الطبقة الدنيا ال�ش ��يعية كانت حا�سمة في‬ ‫ت�شكيل م�صيرهم ونجاحهم‪.‬‬

‫الخطوات الأولى المتع ّثرة‬ ‫كانت غ ��زوات التيار ال�ص ��دري الأولى ف ��ي عهد ما‬ ‫بعد �ص ��دام م�ش� ��ؤومة‪ .‬في جهوده الأولية لل�س ��يطرة‬ ‫على الم�ؤ�س�س ��ة الدينية ل�ش ��يعة العراق في النجف‪،‬‬ ‫تو ّرط في جريمة قتل مثيرة للجدل َو َ�ص َمت م�شروعه‬ ‫بالخروج على القانون والميل �إلى العنف الوح�ش ��ي‪.‬‬ ‫ف ��ي ‪ 10‬ني�س ��ان (�إبري ��ل) ‪( 2003‬ي ��وم واحد فقط‬ ‫بع ��د �س ��قوط بغداد)‪ ،‬تع ّر� ��ض رجل الدين ال�ش ��يعي‬ ‫المحت ��رم عب ��د المجي ��د الخوئي‪ ،‬نج ��ل الراحل �آية‬ ‫اهلل العظمى عبد القا�س ��م الخوئي‪ ،‬لهجوم من قبل‬ ‫�أن�ص ��ار التيار ال�ص ��دري �ض ��من حدود �أحد �أقد�س‬ ‫الأماكن في النجف ثم قتل بوح�شية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫في بغ ��داد‪ ،‬كان الو�ض ��ع �أف�ض ��ل ح ��اال قلي�ل�ا‪ .‬فقد‬ ‫تزايدت ال�ض ��غوط على التيار ال�صدري في ما يتعلق‬ ‫بالنهب الذي د ّمر المدينة‪� .‬ص ��حيح �أم ال‪ ،‬فقد �أُلقي‬ ‫الل ��وم على الطبقة الدنيا من ال�ش ��يعة بالن�س ��بة �إلى‬ ‫الح�ص ��ة الأكبر م ��ن هذا النه ��ب‪ ،‬الأم ��ر الذي زاد‬ ‫غ�ض ��ب كثير من البغداديين‪ ،‬الذي ��ن كانوا ينظرون‬ ‫�إل ��ى التي ��ار ال�ص ��دري ب�أن ��ه ي�س ��يطر عل ��ى الأحياء‬ ‫الفقيرة ويطلق العنان لم�ؤيديه لنهب و�سط المدينة‪.‬‬ ‫وقد طل ��ب ممثلو الحكوم ��ة الوليدة ف ��ي العراق من‬ ‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪33‬‬


‫الم�شرق العربي‬ ‫العراق‬

‫يهم‬ ‫كيف نجح "جي�ش المهدي" في العراق تقريب ًا ‪ ...‬و لماذا ذلك ّ‬

‫صعود وأفول نجم ُمقتدى الصدر‬ ‫توقع خبراء كثر ب�أن يكون مقتدى ال�صدر وميلي�شياه المتمثلة بـ"جي�ش المهدي"‪ ،‬كال�سيد ح�سن ن�صراهلل‬ ‫وميلي�شي��ا "ح��زب اهلل" في لبنان‪ ،‬الأ�سا�س في بناء م�ستقبل العراق‪ ،‬ولكن كل التوقعات خابت مع �أفول‬ ‫نج��م ال�صدر وحل ميلي�شياه‪ ،‬وي�ش��رح ق�صة ذلك الباحث نيكوال�س كرولي‪ ،‬م�ؤلف كتاب "موت جي�ش‬ ‫المهدي" في المقال التالي‪:‬‬ ‫بقلم نيكوال�س كرولي*‬

‫عندم ��ا و�ص ��لت ق ��وات التحال ��ف �إل ��ى‬ ‫بغداد في بداي ��ة �آذار (مار�س) ‪،2003‬‬ ‫ح ّل ��ت ف ��ي المدين ��ة حالة م ��ن الفو�ض ��ى‪� .‬إحت�ش ��د‬ ‫المواطنون في ال�ش ��وارع للإحتفال ب�س ��قوط �صدام‬ ‫ح�س ��ين‪ ،‬وتدمي ��ر �أقوى رموز نظام ��ه‪ ،‬والإنتقام من‬ ‫�أولئك الذين �س ��اندوه ودعموا حكمه‪ .‬وقد تم ت�شويه‬ ‫جداري ��ات �ص ��دام‪ ،‬كم ��ا ُح ِّط ��م تمثاله ال�ش ��هير في‬

‫‪32‬‬

‫�س ��احة الفردو�س‪ ،‬وبد�أت الإتهامات ُتالحق موظفي‬ ‫حزب البعث على �أعمالهم ال�سابقة‪.‬‬ ‫لك ��ن ظهور الإ�ض ��طرابات‪ ،‬التي خلقته ��ا موجة من‬ ‫ال�س ��رقات والخطف والقتل التي �إجتاحت المدينة‪،‬‬ ‫لقوات �أكثر‬ ‫حجبت الإج ��راءات المتع ّمدة‬ ‫والموجهة ٍ‬ ‫ّ‬ ‫تما�س ��ك ًا‪ .‬تح ��ت غط ��اء من الفو�ض ��ى‪ ،‬كان ��ت فئات‬ ‫عدي ��دة ُتناور في موقفه ��ا لمتابعة ج ��داول �أعمالها‬ ‫على �أر�ض غير م�ؤ ّكدة ما بعد �صدام‪.‬‬ ‫كم ��ا ال ي ��زال الواق ��ع �إل ��ى يومنا ه ��ذا‪ ،‬ف� ��إن الفراغ‬

‫العدد ‪ - 36‬ت�شرين الثاين ‪ -‬كانون الأول (نوفمرب ‪ -‬دي�سمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫في ال�س ��لطة في مرحلة ما بعد �ص ��دام خلق فر�ص� � ًا‬ ‫للف�ص ��ائل ال�سيا�س ��ية الطموح ��ة‪ ،‬والراديكالي ��ة‪،‬‬ ‫والعازم ��ة‪ .‬في بداية الإحتالل‪ ،‬ظه ��رت �إحدى هذه‬ ‫المجموعات ب�ش ��كل غير متو َّقع عل ��ى محيط بغداد‪.‬‬ ‫في ما كان ُيعرف �آنذاك ب�إ�س ��م مدينة �صدام‪� ،‬أكبر‬ ‫و�أعت ��ى غيتو في العا�ص ��مة العراقية‪ ،‬ن ��زل م�ؤيدون‬ ‫�س ��ابقون ومحبون لرجل الدين ال�شيعي اال�شهيد �آية‬ ‫اهلل ال ُعظمى ال�سيد محمد محمد �صادق ال�صدر الى‬ ‫ال�شوارع لتوفير خدمات مثل جمع القمامة‪ ،‬ومراقبة‬


‫القوات الأميركية في العراق‪� :‬إنتقد ال�صدر وجودها ب�شدة‬

‫يكافح ��ون لإدارتها‪ .‬ثاني ًا‪ ،‬فقد قابل �س ��طوة "جي�ش‬ ‫المهدي" في بغداد �إزدياد وتو�س ��ع �س ��معته ال�س ��يئة‬ ‫في ممار�س ��ته للعنف الوح�ش ��ي‪ ،‬ف�ض�ل� ًا ع ��ن تفاقم‬ ‫الم�ش ��اكل التنظيمي ��ة‪ .‬وكانت الميلي�ش ��يا نمت على‬ ‫نطاق وا�س ��ع‪ ،‬ولكنها �أ�ص ��بحت مثيرة للجدل ب�شكل‬ ‫كبي ��ر وغير متما�س ��كة من الناحية الهيكلي ��ة‪ .‬ثالث ًا‪،‬‬ ‫�إن �إنت�ص ��ار ال�ش ��يعة الو�ش ��يك في الحرب الطائفية‬ ‫يعني‪ ،‬في نظر رئي�س ال ��وزراء �آنذاك نوري المالكي‬ ‫والالعبي ��ن المهيمنين في الم�ؤ�س�س ��ة ال�ش ��يعية‪� ،‬أن‬ ‫جي� ��ش المهدي قد خ ��دم الغر�ض من ��ه‪� .‬إن تناق�ص‬ ‫تهدي ��د تنظي ��م "القاع ��دة" والتم� � ّرد ال�س ��ني يعني‬ ‫�إنحالل القوة الرئي�س ��ية التي كانت تربط الف�صائل‬ ‫ال�شيعية المتناف�سة مع ًا في المقام الأول‪.‬‬ ‫م ��ع ح�ص ��اره بمجموع ��ة م ��ن الم�ش ��اكل الداخلية‪،‬‬ ‫ومواجهة كتل ��ة من التحديات الخارجية‪ ،‬فقد عرف‬ ‫التي ��ار ال�ص ��دري فج�أة �إنخفا�ض� � ًا حاد ًا ف ��ي نفوذه‬ ‫والت�أيي ��د ال�ش ��عبي خ�ل�ال عام ��ي ‪ 2007‬و ‪.2008‬‬ ‫غير قادر على تعزيز المكا�س ��ب التي تحققت ب�ش ��ق‬ ‫الأنف�س‪ ،‬ف�إن التيار ال�صدري وجد نف�سه �أمام خيانة‬ ‫من قبل مناف�س ��يه في الم�ؤ�س�سة ال�ش ��يعية‪ ،‬وتع ّر�ض‬

‫مدم ��ر قادت ��ه الواليات المتحدة في �س ��ياق‬ ‫لهج ��وم ِّ‬ ‫زيادة ع ��دد قواتها‪ .‬و�أُجبر ُمقتدى على ال�س ��فر الى‬ ‫المنفى الإيراني‪ ،‬و�أ�ص ��بح ال�سيا�س ��يون ال�صدريون‬ ‫غرب ��اء ودخ�ل�اء م ��رة �أخ ��رى‪ ،‬و ُق� �زّم دور "جي� ��ش‬ ‫المه ��دي" �إلى درج ��ة �أن مقت ��دى �إ�ض ��طر �إلى ح ّله‬ ‫تمام ًا‪.‬‬ ‫خالف� � ًا للتحذي ��رات الت ��ي غالب� � ًا ما كان ��ت وخيمة‬ ‫لمراقبين معا�ص ��رين‪ ،‬فقد ُط ��رد "جي�ش المهدي"‬ ‫من المي ��دان من دون �إندالع وا�س ��ع النطاق للعنف‪.‬‬ ‫ب ��د ًال م ��ن ذل ��ك‪ ،‬م ��ع �إ�س ��تثناء �إ�ض ��طرابات عابرة‬ ‫ف ��ي �آذار (مار� ��س) ‪ 2008‬و�إ�ش ��تباكات متفرقة مع‬ ‫الق ��وات الأميركية والعراقية في الأ�ش ��هر التي تلت‪،‬‬ ‫فقد �إنهارت الميلي�ش ��يا تدريج ًا‪ .‬ولم يقت�ص ��ر الأمر‬ ‫على طردها من الأرا�ض ��ي التي كانت �إحتلتها خالل‬ ‫الحرب الطائفية‪ ،‬لكنها �إ�ضطرت �أي�ض ًا للتنازل عن‬ ‫ال�س ��يطرة على معق ��ل التيار ال�ص ��دري‪ .‬كان نطاق‬ ‫هزائمه ��ا في بغداد وجنوب العراق كبير ًا بحيث �أمر‬ ‫ُمقتدى حل الميلي�ش ��يا التي كانت في ال�سابق ترعب‬ ‫الجميع ب�شكل كامل‪ ،‬تارك ًا الإتجاه الم�ستقبلي للتيار‬ ‫ال�صدري عر�ضة لل�س�ؤال والت�سا�ؤل‪.‬‬

‫�إن درا�س ��ة وثيق ��ة لحملة "جي�ش المهدي" تك�ش ��ف‬ ‫كيف ولم ��اذا �إنفج ��رت الميلي�ش ��يا بالطريق ��ة التي‬ ‫حدثت‪ .‬من خالل ح�شد ع�شرات الآالف من ال�شبان‪،‬‬ ‫�صار "جي�ش المهدي" واحد ًا من �أكثر القوى الهائلة‬ ‫ف ��ي عراق م ��ا بعد �ص ��دام‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬عل ��ى الرغم‬ ‫م ��ن النمو الهائل للميلي�ش ��يا‪ ،‬فلم تك ��ن قيادة التيار‬ ‫ال�ص ��دري قادرة على ح�ش ��د كتلة متما�سكة من بين‬ ‫القاع ��دة الديموغرافية‪ .‬في درا�س ��ة لنجاح "جي�ش‬ ‫المه ��دي" عل ��ى الم�س ��توى المحلي‪ ،‬فمن الوا�ض ��ح‬ ‫�أن ه ��ذه النتيجة حدَّدتها �س ��لف ًا �إلى ح ��د كبير حالة‬ ‫المجتم ��ع العراقي‪ .‬م ��ع الطبقة الدنيا ال�ش ��يعية في‬ ‫العراق قد د ُِّم ��رت وتفتت من قبل مجموعة من قوى‬ ‫تاريخي ��ة (بما في ذلك عوامل مثل الدنيوية كهجرة‬ ‫وا�س ��عة النطاق م ��ن الريف بالن�س ��بة �إلى الح�ض ��ر‬ ‫والت�ش ��رذم القبلي‪ ،‬والإ�س ��تثنائية ك�ض ��راوة الحكم‬ ‫البعث ��ي وحرم ��ان العقوب ��ات الدولية التي فر�ض ��ت‬ ‫خ�ل�ال ت�س ��عينات الق ��رن الفائ ��ت)‪ ،‬ف� ��إن المجتمع‬ ‫المدن ��ي لم يكن مج ��رد �أر�ض قاحل ��ة لزراعة تم ّرد‬ ‫�ش ��عبي ولكن‪ ،‬في بع�ض الأماكن‪� ،‬سام‪ .‬وتما�شي ًا مع‬ ‫�أف�ض ��ل الممار�س ��ات لحرب المتمردين‪ ،‬نما "جي�ش‬ ‫المه ��دي" من طري ��ق الذه ��اب محلي ًا‪ ،‬و�إ�س ��تيعاب‬ ‫حي‬ ‫قطاع ��ات محلية للمجتمع العراقي على �أ�س ��ا�س ّ‬ ‫تل ��و الآخ ��ر‪ .‬في القيام بذل ��ك‪ ،‬ف�إنه غزا م�س ��احات‬ ‫وا�س ��عة م ��ن الع ��راق‪ .‬وم ��ع ذلك‪ ،‬نظ ��ر ًا �إل ��ى حالة‬ ‫المجتم ��ع العراقي الوح�ش ��ية وال�ص ��فات الخا�ص ��ة‬ ‫لأولئ ��ك الذين كانوا في قيادة الميلي�ش ��يا‪ ،‬ف�إن هذه‬ ‫العملية نف�س ��ها ق ��د �س� � ّممت "جي�ش المه ��دي" من‬ ‫الداخل‪.‬‬ ‫�إن م�ص ��ير جي� ��ش المه ��دي مفيد فيما نحن ن�س ��عى‬ ‫�إل ��ى مواجهة العنف الذي يحي ��ق بالعراق في الوقت‬ ‫الحا�ض ��ر‪� :‬إن ع ��دم الق ��درة الم�س ��تمرة لحكومات‬ ‫ع ��راق م ��ا بعد �ص ��دام عل ��ى ت�أمي ��ن فعالي ��ة و�إدارة‬ ‫بالدهم ب�شكل جيد ف�إن الأر�ض �ست�ستمر في �أن تكون‬ ‫خ�ص ��بة لخلق فر�ص لجماعات م�سلحة متطرفة لها‬ ‫ر�ؤى بديلة لم�ستقبل العراق؛ ولكن ه�ؤالء الم�سلحين‬ ‫�س ��يكافحون حتم� � ًا لإيج ��اد موطئ قدم �س ��ليم على‬ ‫الأر� ��ض المتده ��ورة للمجتم ��ع العراقي‪ ،‬و�س ��يبقون‬ ‫عر�ضة لتطبيق مت�ضافر للقوة‬ ‫* نيكوال����س كرولي هو الم�ؤ�س����س والمدير العام لـ"�س���وبالترن‬ ‫ري�س���ورت�ش �سيرفي�س���يز"‪ ،‬وم�ؤلف كتاب "موت جي�ش المهدي‪:‬‬ ‫�ص���عود‪ ،‬و�أفول‪ ،‬و�إنبعاث �أقوى ميلي�ش���يا في العراق (هير�ست‪،‬‬ ‫‪.)2015‬‬ ‫قتب�س و ُمعدَّ ل من كت���اب "موت جي�ش المهدي‪:‬‬ ‫* ه���ذا المقال ُم َ‬ ‫�ص���عود و�أفول و�إنبع���اث �أقوى ميلي�ش���يا في العراق (هير�س���ت‪،‬‬ ‫عربه وت�ص���رف به ق�س���م الأبحاث في "�أ�س���واق‬ ‫‪ .)2015‬وق���د ّ‬ ‫العرب"‪.‬‬ ‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪35‬‬


‫الم�شرق العربي ¶ العراق‬ ‫ُمقت ��دى �إدانة عمليات ال�س ��لب والنهب والم�س ��اعدة‬ ‫على �إ�س ��تعادة النظام‪ ،‬لكنه رف� ��ض‪ .‬بد ًال من ذلك‪،‬‬ ‫تغا�ض ��ى عن الأم ��ر ‪� -‬ش ��ريطة �أن يدفع الل�ص ��و�ص‬ ‫�ضريبة دينية لرجال الدين من التيار ال�صدري على‬ ‫قيمة غنيمتهم‪ .‬و�أكد هذا الإ�س ��تفزاز على الإ�شتباه‬ ‫ال�ش ��عبي ب�أن فقراء ال�شيعة كانوا الجناة الرئي�سيين‬ ‫ف ��ي عملي ��ات ال�س ��لب والنه ��ب (بتواط�ؤ م ��ن التيار‬ ‫ال�ص ��دري)‪ ،‬وكان رد الفعل‪� ،‬إنتقادات من �ش ��ركاء‬ ‫�سابقين ومحبين لوالد ُمقتدى‪.‬‬ ‫خ�ل�ال الأ�ش ��هر التي تل ��ت ذل ��ك‪� ،‬أدّى ع ��داء التيار‬ ‫ال�ص ��دري ال�ص ��ريح �ض ��د الإحت�ل�ال وزي ��ادة قوته‬ ‫داخلي� � ًا �إلى ك�س ��به بع�ض الت�أييد الدولي – ال�س ��يما‬ ‫فيما ال�س ��خط ال�شعبي �ض ��د الإحتالل الأجنبي كان‬ ‫يزداد حدة‪ .‬ولكن حتى مع هذا‪ ،‬فقد جاء �أول �أعظم‬ ‫�إنج ��از له مع محاذي ��ر كبيرة‪ .‬م ��ن الناحية العملية‬ ‫المبا�ش ��رة‪ ،‬ف�إنه قاد التيار ال�صدري �إلى �سل�سلة من‬ ‫الهزائم المد ّمرة في �ساحة المعركة (وعلى الأخ�ص‬ ‫في النجف خالل �ص ��يف العام ‪� .)2004‬أقل ب�ش ��كل‬ ‫وا�ضح‪ ،‬ولكن لي�س �أقل قدرة على الت�أثير‪ ،‬ف�إنه فاقم‬ ‫تدهور �سمعته بالتهور وق�صر النظر الإ�ستراتيجي‪.‬‬ ‫وبالتال ��ي فقد عزّز ال�ص ��دريون �س ��معتهم كدخيلين‬ ‫عدوانيي ��ن خ�ل�ال المرحلة الأولى من فت ��رة ما بعد‬ ‫�ص ��دام‪ .‬في المج ��ال ال�سيا�س ��ي‪� ،‬أدت معار�ض ��تهم‬ ‫الت ��ي ال ه ��وادة فيه ��ا لق ��وات التحال ��ف‪ ،‬ولأحزاب‬ ‫الم�ؤ�س�سة ال�ش ��يعية التي كانت تتعاون مع الإحتالل‪،‬‬ ‫�إلى تهمي�شهم الر�سمي‪ .‬وبالمثل‪ ،‬ف�إن �إ�ستفزازاتهم‬ ‫لع ��دم الإ�س ��تقرار جعلته ��م ال يحظون ب�ش ��عبية على‬ ‫نطاق وا�س ��ع بي ��ن عام ��ة ال�س ��كان‪ .‬بد ًال م ��ن تليين‬ ‫موقفهم‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬فقد �إعتنق ال�ص ��دريون و�ضعهم‬ ‫الدخيل ‪ -‬م�ش ��كلين حكوم ��ة ظل خا�ص ��ة‪ ،‬ورافعين‬ ‫ت�ش ��ددهم عل ��ى نح ��و متزاي ��د ف ��ي الق ��ول والفعل‪،‬‬ ‫ومعتمدي ��ن عل ��ى مطالبة �ص ��ريحة ب�أنهم الخ�ص ��م‬ ‫ال�ش ��يعي الب ��ارز في النظ ��ام ال�سيا�س ��ي الجديد في‬ ‫العراق‪.‬‬

‫�صعود التيار ال�صدري‬ ‫العن ��ف الطائف ��ي – ال ��ذي ب ��د�أ كتيار كام ��ن داخل‬ ‫التمرد ال�س ��ني‪� ،‬إكت�س ��ب زخم ًا خالل ف�صلي الربيع‬ ‫وال�ص ��يف في العام ‪ ،2004‬وتك ّثف ب�ش ��كل كبير في‬ ‫�سياق �إنتخابات كانون الثاني (يناير) ‪ – 2005‬التي‬ ‫غ ّيرت الم�ش ��هد الإ�س ��تراتيجي في العراق في طرق‬ ‫عدة لفائدة التيار ال�ص ��دري المبا�ش ��رة‪ .‬الأهم من‬ ‫ذل ��ك‪ ،‬كان �ص ��عود تنظي ��م "القاعدة" ف ��ي العراق‬ ‫والطائفية ال�شر�س ��ة م ��ن الجهاديين ال�س ��نة‪ ،‬الأمر‬

‫‪34‬‬

‫نوري المالكي‪ :‬عندما حانت ال�ساعة تخلّى عن ال�صدر‬

‫رجل الدين عبد المجيد الخوئي‪ :‬قتله التيار ال�صدري؟‬

‫الزمن‪ ،‬مع �إعتبار ُمقتدى �صانع "الملوك" في �أعلى‬ ‫الم�س ��تويات ال�سيا�س ��ية العراقية‪ ،‬و�س ��يطرة "جي�ش‬ ‫المهدي" على م�س ��احات �شا�س ��عة في و�سط وجنوب‬ ‫العراق‪.‬‬

‫بحلول �أواخر العام ‪ ،2006‬كان التيار‬ ‫ال�صدري قوة كبيرة في العراق‪ .‬لقد‬ ‫�صار ُمقتدى ال�صدر �شخ�صية وطنية الخيانة‪ ،‬والنفي‪ ،‬والهزيمة‬ ‫م�ؤ ّثرة‪ّ ،‬‬ ‫و�شكل ال�سيا�سيون ال�صدريون بحل ��ول �أواخ ��ر الع ��ام ‪ ،2006‬كان التيار ال�ص ��دري‬ ‫عن�صر ًا مركزي ًا في الحكومة العراقية ق ��وة كبيرة ف ��ي العراق‪ .‬لقد �ص ��ار ُمقتدى ال�ص ��در‬ ‫الذي �أرغم النخبة ال�شيعية على و�ضع نزاعها جانب ًا‬ ‫مع التيار ال�ص ��دري والتوا�ص ��ل مع ��ه‪ ،‬ولكن بحذر‪،‬‬ ‫ب�إ�سم الت�ضامن الطائفي‪.‬‬ ‫�إ�س ��تمر ت�ص ��اعد نج ��م التي ��ار ال�ص ��دري على قدم‬ ‫و�س ��اق مع ت�ص ��اعد العن ��ف الطائفي خ�ل�ال عامي‬ ‫‪ 2005‬و‪ .2006‬وق ��د �إرتف ��ع حج ��م القت ��ل وزاد‬ ‫الإ�س ��تقطاب الإجتماع ��ي �إل ��ى م�س ��تويات دفع ��ت‬ ‫بالمراقبين �إلى و�ص ��ف ال�ص ��راع ب�أنه حرب �أهلية‪.‬‬ ‫فيما تع ّر�ض ��ت �أحياء �ش ��يعية في بغ ��داد وحولها �إلى‬ ‫مجموعة من الهجمات والإ�ص ��ابات المد ّمرة ‪ -‬ولم‬ ‫تثبت القوات الع�س ��كرية العراقية وال الأميركية �أنها‬ ‫ق ��ادرة عل ��ى حماي ��ة المدنيي ��ن – فقد ظه ��ر جي�ش‬ ‫المهدي كح�ص ��ن للمدنيين ال�شيعة ال غنى عنه �ضد‬ ‫الجهاديي ��ن ال�س� � ّنة‪ .‬وفي الوقت عين ��ه‪ ،‬في المجال‬ ‫ال�سيا�سي‪� ،‬إ�س ��تفاد التيار ال�صدري من �إدراج نف�سه‬ ‫الموحد الحاكم الأمر الذي‬ ‫داخل الإئتالف العراقي ّ‬ ‫جلب ل ��ه قوة متزاي ��دة‪ ،‬وزيادة الإي ��رادات‪ ،‬وتعزيز‬ ‫الإحت ��رام‪ .‬وبالتال ��ي �إرتفع ��ت مواق ��ع نف ��وذ التيار‬ ‫ال�صدري وميلي�ش ��يا "جي�ش المهدي" �إلى م�ستوى ال‬ ‫يمكن ت�ص ��وره �سابق ًا خالل فترة ق�ص ��يرة جد ًا من‬

‫العدد ‪ - 36‬ت�شرين الثاين ‪ -‬كانون الأول (نوفمرب ‪ -‬دي�سمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫�شخ�ص ��ية وطني ��ة م�ؤ ّث ��رة‪ ،‬و�ش� � ّكل ال�سيا�س ��يون‬ ‫ال�ص ��دريون عن�صر ًا مركزي ًا في الحكومة العراقية‪،‬‬ ‫كما كانت حركتهم قوب قو�سين من �أن تكون العربة‬ ‫ال�سيا�س ��ية �ش ��به الح�ص ��رية للطبقة الدنيا ال�شيعية‬ ‫المزده ��رة في العراق‪ .‬في الوقت عينه‪ ،‬كان "جي�ش‬ ‫المه ��دي" �أكبر و�أق ��وى من �أي وقت م�ض ��ى‪ .‬وكانت‬ ‫ميلي�شياته �إ�ستوعبت جحافل من المجندين الجدد‪،‬‬ ‫حيث �سيطر على ت�ضاري�س تو�سعية‪ ،‬و�أمكن لمقاتليه‬ ‫�أن يدّعوا الف�ض ��ل الكبير ب�أنهم ح ّول ��وا تيار الحرب‬ ‫الطائفية ل�ص ��الح طائفتهم‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬ف�إن‬ ‫التغييرات الديموغرافية التي �إجتاحت بغداد كانت‬ ‫ّ‬ ‫تب�شر بم�س ��تقبل واعد للتيار ال�صدري‪ .‬ولم يقت�صر‬ ‫الأمر على المدينة ال�ش ��يعية ب�شكل �أكبر من �أي وقت‬ ‫م�ض ��ى في تاريخه ��ا الطوي ��ل‪ ،‬ولكنه �ش ��مل الطبقة‬ ‫الدني ��ا للحركة التي نمت �أي�ض� � ًا كن�س ��بة مئوية بين‬ ‫وتو�سعت �إقليمي ًا كذلك‪.‬‬ ‫الغالبية ال�شيعية‪ّ ،‬‬ ‫لك ��ن عل ��ى الرغ ��م م ��ن التق ��دم الملح ��وظ للتي ��ار‬ ‫ال�ص ��دري‪ ،‬فق ��د واج ��ه م�ش ��اكل كبي ��رة ومتنامية‪.‬‬ ‫�أو ًال‪ ،‬ف ��ي حين �أن و�ص ��ول ال�ص ��دريين الى ال�س ��لطة‬ ‫ق ��د منحهم مجموعة وا�س ��عة من الفوائ ��د‪ ،‬ف�إنه مع‬ ‫ال�س ��لطة ي�أت ��ي المزي ��د م ��ن الم�س� ��ؤوليات‪ ،‬وتزداد‬ ‫التو ّقع ��ات‪ ،‬وتتك ّث ��ف الرقابة العامة وال�ش ��عبية‪ .‬وقد‬ ‫جلب ��ت لهم نجاحاته ��م �أعباء �إ�ض ��افية الت ��ي كانوا‬


‫بع� � ٌ�ض من �أقوى ال�ش ��ركات في �س ��لطنة ُعمان �أخذ‬ ‫ي�ش ��عر بالرياح الإقت�ص ��ادية الباردة م ��ع �إنخفا�ض‬ ‫الأرب ��اح‪ .‬فق ��د �س � ّ�جل �أكبر مق ��اول محلي‪� ،‬ش ��ركة‬ ‫جلف ��ار للهند�س ��ة والمق ��اوالت‪ ،‬خ�س ��ارة �ص ��افية‬ ‫ُمج َّمع ��ة بلغ ��ت ‪ 3.49‬ماليي ��ن ريال ُعمان ��ي لفترة‬ ‫الت�س ��عة �أ�ش ��هر المنتهية في ‪� 30‬أيلول (�س ��بتمبر)‬ ‫الفائت‪ ،‬مقارنة ب�أرباح �صافية ُمج َّمعة بلغت ‪2.36‬‬ ‫مليوني ريال ُعماني في فترة الت�س ��عة �أ�ش ��هر الأولى‬ ‫من ‪ .2014‬كما تفيد مذكرة بحثية لمح ّللي م�ؤ�س�سة‬ ‫"الخليجية بادر لأ�س ��واق المال"‪ ،‬ب�أن هذا الرقم‬ ‫كان �أقل بكثير من تقديراتها‪�" .‬إننا م�س ��تمرون في‬ ‫موقفنا الحذر بالن�س ��بة �إلى �أداء ال�ش ��ركة للم�ضي‬ ‫قدم ًا في خ�ضم بيئة �سوق �صعبة‪ ،"،‬قالت‪.‬‬ ‫من ناحية �أخرى �إنخف�ضت ال�صادرات �أي�ض ًا ب�شكل‬ ‫حاد‪ .‬لقد �إنخف�ض �إجمالي ال�صادرات في الن�صف‬ ‫الأول من ‪ 2015‬بن�س ��بة ‪ 32.6‬في المئة �إلى ‪6.81‬‬ ‫ملي ��ارات ري ��ال ُعمان ��ي‪ ،‬وذلك تم�ش ��ي ًا م ��ع تراجع‬ ‫�أ�س ��عار النفط‪َ .‬‬ ‫وغ ِرق متو�سط​​�سعر الخام ال ُعماني‬ ‫بن�س ��بة ‪ 43.5‬ف ��ي المئة �إل ��ى ‪ 59.8‬دوالر للبرميل‬ ‫خ�ل�ال الأ�ش ��هر الت�س ��عة الأولى من ه ��ذا العام من‬ ‫‪ 105.81‬دوالرات للبرمي ��ل للفترة عينها من العام‬ ‫‪ ،2014‬كما ت�شير بيانات المركز الوطني للإح�صاء‬ ‫والمعلوم ��ات‪ .‬وه ��ذا الأم ��ر �أدى ب ��دوره �إلى تراجع‬ ‫�صادرات النفط الخام والمنتجات البترولية والغاز‬ ‫الطبيعي الم�س ��ال بن�س ��بة ‪ 39‬في المئ ��ة �إلى ‪4.09‬‬ ‫مليارات ريال ُعماني في الن�صف الأول‪ .‬ولكن حتى‬ ‫هن ��ا‪ ،‬ال يمك ��ن �أن يكون كل التح ��دي مرتبط ًا ب�آثار‬

‫�إنخفا�ض �أ�سعار النفط‪ .‬فقد �إنخف�ضت ال�صادرات‬ ‫غي ��ر النفطية �إل ��ى ما يقرب من ‪ 10‬ف ��ي المئة �إلى‬ ‫‪ 1.67‬مليار ريال ُعماني‪ ،‬كما تك�شف �أرقام المركز‬ ‫الوطني للإح�صاء والمعلومات‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن هذه البيانات تر�س ��م خلفية مثيرة للقلق‬ ‫ل�ص ��انعي ال�سيا�س ��ات ال ُعمانية‪ .‬لك ��ن‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬ال‬ ‫تزال ال�س ��لطنة تمل ��ك عدد ًا قلي ًال م ��ن الأوراق في‬ ‫جعبتها‪ .‬وكما �أ�شارت وكالة الت�صنيف "موديز" في‬

‫في ‪ 19‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) الفائت‪،‬‬ ‫ك�شفت وزارة المالية في ُعمان عن‬ ‫عجز في الموازنة العامة قدره ‪2.68‬‬ ‫ملياري ريال ُعماني (‪ 6.97‬مليارات‬ ‫دوالر) للأ�شهر الثمانية الأولى من‬ ‫العام ‪ ،2015‬على عك�س الفائ�ض الذي‬ ‫تمتعت به البالد في الفترة عينها‬ ‫من العام الما�ضي والذي بلغ ‪205.7‬‬ ‫ماليين ريال ُعماني‪ ،‬حيث �إنخف�ضت‬ ‫عائدات النفط �إلى ما يقرب من ‪ 46‬في‬ ‫المئة �إلى ‪ 3.77‬مليارات ريال ُعماني‬ ‫النفط العُماني‪ :‬و�صل �إنتاجه �إلى مليون برميل يومياً‬

‫تقريرها عن الإئتمان في �آب (�أغ�سط�س) الفائت‪:‬‬ ‫�إن ملف الإئتمان ال�س ��يادي في البالد يعر�ض عدد ًا‬ ‫من نقاط القوة‪ .‬وم ��ن المرجح �أن يظل نمو الناتج‬ ‫المحل ��ي الإجمالي الحقيقي �إيجابي ًا‪ ،‬حتى لو كانت‬ ‫"مودي ��ز" تتوق ��ع �أن يتباط�أ �إلى متو�س ��ط يتراوح‬ ‫بي ��ن ‪ 2‬ف ��ي المئة �إل ��ى ثالثة في المئة �س ��نوي ًا حتى‬ ‫عال في وقت‬ ‫العام ‪� ،2019‬إنخفا�ض ًا من �إتجاه نمو ٍ‬ ‫�س ��ابق بلغ ‪ 4.9‬في المئة في المتو�س ��ط​​بين عامي‬ ‫‪ 2005‬و‪ .2014‬وتتوق ��ع وكالة الت�ص ��نيف الأميركية‬ ‫– الدولية �أن يتباط�أ نمو الناتج المحلي الإجمالي‬ ‫ال ُعمان ��ي ال ��ى نح ��و ثالث ��ة ف ��ي المئة خ�ل�ال فترة‬ ‫‪.2016-2015‬‬ ‫المرجح �أن ي�ش� � ّكل الت�ض ��خم‬ ‫غير‬ ‫من‬ ‫من جهت ��ه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫م�ش ��كلة للإقت�ص ��اد ال ُعمان ��ي الذي يبلغ متو�س ��طه‬ ‫واح ��د ًا في المئة فقط هذا العام‪� .‬إن الدوالر القوي‬ ‫�سوف ي�ساعد على �إحتواء �إرتفاع الأ�سعار‪.‬‬ ‫مع ذلك‪� ،‬ست�س ��تمر المالية العامة في ال�سلطنة في‬ ‫تلقي ال�ض ��ربات‪� .‬إن المحاوالت للح� � ّد من الإنفاق‬ ‫ل ��م ت� ��ؤت ثمارها �إل ��ى �أي درجة كبي ��رة‪ .‬فقد هبط‬ ‫�إجمال ��ي الإنفاق العام بن�س ��بة ‪ 3.2‬في المئة فقط‬ ‫�إل ��ى ‪ 7.83‬مليارات مليار ريال ُعماني في الأ�ش ��هر‬ ‫الثمانية الأولى من الع ��ام ‪ .2015‬والإنفاق الحالي‬ ‫ مثل رواتب القطاع العام ‪� -‬إرتفعت فعلي ًا بن�س ��بة‬‫‪ 4.9‬في المئة �إلى ‪ 5.23‬مليارات ريال ُعماني‪ ،‬في‬ ‫حي ��ن �أن الإنف ��اق الإ�س ��تثماري – �أي الإنفاق الذي‬ ‫يو ّل ��د النمو – �إنخف�ض بن�س ��بة ‪ 2.5‬ف ��ي المئة �إلى‬ ‫‪ 1.88‬مليار ريال ُعماني‪ .‬وهذه لي�س ��ت الأنواع من‬ ‫�أرقام الإنفاق التي يريد ال ُعمانيون ر�ؤيتها‪.‬‬ ‫"لقد ّتم خف�ض النفقات الر�أ�سمالية في الموازنة‪،‬‬ ‫على الرغ ��م من �أن النفقات الجارية والتي ت�ش ��مل‬ ‫الروات ��ب هي �أعلى بكثير مم ��ا كانت عليه في العام‬ ‫‪ "،2014‬يقول جيا�س جوكنت‪ ،‬كبير الإقت�ص ��اديين‬ ‫في معهد التمويل الدولي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ويو�ض ��ح‪" :‬لك ��ي �أكون �أكثر تحدي ��د ًا‪ ،‬فقد �إنخف�ض‬ ‫المبلغ المتداول لنفقات التنمية لإثني ع�ش ��ر �شهراً‬ ‫من ‪ 4.6‬مليارات ريال في حزيران (يونيو) ‪2014‬‬ ‫�إلى ‪ 2.9‬ملي ��اري ريال في حزيران (يونيو) ‪2015‬‬ ‫(‪ ٪36-‬في العام على �أ�س ��ا�س �سنوي)‪ .‬في الفترة‬ ‫عينها‪ ،‬زادت النفقات الجارية بنحو ‪ 17‬في المئة"‪.‬‬ ‫لي� ��س معن ��ى ذل ��ك �أن هن ��اك الكثير ال ��ذي يمكن‬ ‫لل�س ��لطات القيام ب ��ه لعك�س �إتج ��اه الإنخفا�ض في‬ ‫يتو�س ��ع العجز‬ ‫المالي ��ة العام ��ة‪ .‬تتوقع "موديز" �أن ّ‬ ‫المال ��ي ف ��ي �س ��لطنة ُعمان م ��ن ‪ 2015‬ف�ص ��اعدا‪ً،‬‬ ‫فيم ��ا الإي ��رادات الهيدروكربوني ��ة الحكومي ��ة‬ ‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪37‬‬


‫الخليج العربي‬ ‫ُعمان‬

‫قد تكون م�سقط تواجه رياح ًا معاك�سة مالية لكن �إقت�صادها ال يزال يحتفظ ببع�ض النقاط الم�ضيئة‬

‫ُعمان‪ :‬إشارات ُمق ِلقة‬ ‫لكن ال داعي للذعر!‬

‫م��ع تج��اوز العجز في الموازنة العامة توقع��ات الحكومة‪ ،‬و�إ�ستمرار هبوط �أ�سع��ار النفط‪ ،‬تواجه �سلطنة‬ ‫عُ م��ان تحديات عدة‪ ،‬لكن‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬يب��دو �أن �إقت�صادها ما زال يحتفظ ببع�ض النقاط الم�ضيئة كما يفيد‬ ‫التقرير التالي‪:‬‬ ‫م�سقط ‪� -‬سمير الح�سيني‬ ‫ّ‬ ‫المخطط ��ون الإقت�ص ��اديون في‬ ‫واج ��ه‬ ‫م�سقط وقت ًا ع�صيب ًا في الآونة الأخيرة‪،‬‬ ‫مع �صدور مجموعة من الم�ؤ�شرات التي تك�شف بكل‬ ‫الألوان مدى الألم الذي �أ�ص ��يبت به ال�س ��لطنة التي‬ ‫تفتق ��ر �إلى مخازن الوق ��ود الهيدروكربوني العازلة‬ ‫التي يتمتع بها جيرانها في الخليج‪.‬‬ ‫ف ��ي ‪ 19‬ت�ش ��رين الأول (�أكتوب ��ر) الفائت‪ ،‬ك�ش ��فت‬ ‫وزارة المالي ��ة ف ��ي ُعمان ع ��ن عجز ف ��ي الموازنة‬ ‫العام ��ة ق ��دره ‪ 2.68‬ملياري ري ��ال ُعماني (‪6.97‬‬ ‫ملي ��ارات دوالر) للأ�ش ��هر الثماني ��ة الأول ��ى م ��ن‬ ‫الع ��ام ‪ ،2015‬على عك�س الفائ� ��ض الذي تمتعت به‬ ‫البالد في الفترة عينها من العام الما�ض ��ي والذي‬ ‫بل ��غ ‪ 205.7‬ماليين ريال ُعماني‪ ،‬حيث �إنخف�ض ��ت‬ ‫عائ ��دات النف ��ط �إلى ما يق ��رب من ‪ 46‬ف ��ي المئة‬ ‫�إل ��ى ‪ 3.77‬ملي ��ارات ري ��ال ُعماني‪ .‬لق ��د تجاوزت‬ ‫الب�ل�اد فعلي ًا توقعات الحكوم ��ة حول العجز المالي‬ ‫لهذا العام والذي و�ض ��عته في ح ��دود ‪ 2.5‬ملياري‬ ‫ري ��ال ُعماني ‪ -‬ووفق� � ًا للمركز الوطني للإح�ص ��اء‬ ‫والمعلوم ��ات ال ُعمان ��ي‪ ،‬فق ��د �إنخف� ��ض �إجمال ��ي‬ ‫الإي ��رادات بن�س ��بة ‪ 36.3‬ف ��ي المئ ��ة �إل ��ى ‪5.95‬‬ ‫مليارات ريال ُعماني مقارنة مع العام الفائت‪.‬‬ ‫حتم ًا‪ ،‬لقد ت�أثر الن�ش ��اط الإقت�صادي فيما ال�شعور‬ ‫بقيود الإنفاق الحكومي بد�أ ي�أخذ م�ساره بين النا�س‬

‫‪36‬‬

‫وفي الأ�س ��واق وعملي ��ات �إعادة تدوي ��ر البترودوالر‬ ‫التي تح�ص ��ل �ص ��ارت نادرة ج ��د ًا‪� .‬إنخف�ض الناتج‬ ‫المحلي الإجمالي الإ�سمي ال ُعماني ‪ 14.2‬في المئة‬ ‫في الن�صف الأول من العام‪ ،‬كما ُتظهر �إح�صاءات‬ ‫المرك ��ز الوطن ��ي للإح�ص ��اء والمعلوم ��ات‪ ،‬فيم ��ا‬ ‫�إنخف� ��ض النات ��ج المحل ��ي الإجمال ��ي بالأ�س ��عار‬ ‫الجاري ��ة �إل ��ى ‪ 13.55‬ملي ��ار ري ��ال ُعمان ��ي خالل‬ ‫الفت ��رة من كان ��ون الثان ��ي (يناير) �إل ��ى حزيران‬ ‫البنك المركزي ال ُعماني‪ :‬الإقرا�ض للقطاع الخا�ص يرتفع‬

‫العدد ‪ - 36‬ت�شرين الثاين ‪ -‬كانون الأول (نوفمرب ‪ -‬دي�سمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫(يوني ��و) من الع ��ام ‪ 2015‬الجاري‪� ،‬ض ��د ‪15.79‬‬ ‫ملي ��ار ري ��ال ُعماني ف ��ي الفت ��رة عينها م ��ن العام‬ ‫‪ .2014‬وم ��رة​​�أخرى‪ ،‬كان �إنخفا�ض �أ�س ��عار النفط‬ ‫هو العامل الرئي�س ��ي‪� .‬إن النات ��ج المحلي الإجمالي‬ ‫للقط ��اع الهيدروكربوني‪ ،‬والذي م َّث ��ل ‪ 34‬في المئة‬ ‫م ��ن الن�ش ��اط الإقت�ص ��ادي في الن�ص ��ف الأول من‬ ‫الع ��ام ‪� ،2015‬إنخف�ض ‪ 38.2‬ف ��ي المئة �إلى ‪4.64‬‬ ‫مليارات ريال ُعماني‪.‬‬


‫الخليج العربي ¶ عمان‬ ‫في �إنخفا�ض‪ .‬وتوقعت وكالة الت�ص ��نيف ب�أن ُعمان‬ ‫�س ��وف تعرف عجز ًا مالي ًا كبير ًا في ‪ 2015‬و‪،2016‬‬ ‫حوالي ‪ 12‬في المئ ��ة من الناتج المحلي الإجمالي‪،‬‬ ‫فيما الإيرادات الحكومية �س ��تت�أثر �س ��لب ًا من جراء‬ ‫�إنخفا�ض �أ�سعار النفط‪.‬‬ ‫ويرى مح ّللون �أن المالية العامة تحمل وط�أة التباط�ؤ‬ ‫الإقت�صادي‪�" .‬إننا نتوقع عجز ًا كبير ًا في الموازنة‪،‬‬ ‫نحو ‪ 16‬في المئ ��ة من الناتج المحلي الإجمالي في‬ ‫الع ��ام ‪ 2015‬و‪ 12.2‬في المئة م ��ن الناتج المحلي‬ ‫الإجمال ��ي ف ��ي غي ��اب ت�ص ��حيح �أو�ض ��اع المالي ��ة‬ ‫العامة"‪ ،‬يقول جوكنت‪ .‬م�ضيف ًا‪" :‬لقد زادت ُعمان‬ ‫الإنفاق ب�ش ��كل حاد في ال�سنوات الأخيرة �إ�ستجابة‬ ‫لل�ضغوط الإجتماعية"‪.‬‬ ‫وكال ��ة ت�ص ��نيف �أخ ��رى‪" ،‬فيت� ��ش"‪� ،‬أ�ش ��ارت ف ��ي‬ ‫دفاعه ��ا ع ��ن الب�ل�اد �إل ��ى �أن الموازن ��ة العمومية‬ ‫ال�س ��يادية قوية‪ ،‬والتي تخفف من �ضغوط �إنخفا�ض‬ ‫�أ�س ��عار النفط‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إن هذا الموقف �س ��وف‬ ‫يتده ��ور فيم ��ا �ص ��ناديق الث ��روة ال�س ��يادية تج ��ف‬ ‫�سيولتها‪� .‬ص ��ندوق النقد الدولي‪ ،‬في الوقت عينه‪،‬‬ ‫يتوق ��ع �أنه م ��ن دون مزيد من التعدي ��ل المالي ف�إن‬ ‫هذه المخازن �س ��وف ُت�س ��تنفد بحلول نهاية العقد‪،‬‬ ‫مفتر�ض� � ًا �أن الدين الحكومي �سيبقى عند ن�سبة ‪25‬‬ ‫في المئة من الناتج المحلي الإجمالي‪.‬‬ ‫وحتى م ��ع �إي ��رادات الحكومة المنخف�ض ��ة والدين‬ ‫الحكومي العالي خالل �سنة �إلى ثالث �سنوات‪ ،‬ف�إن‬ ‫مقايي�س الدين ل�سلطنة ُعمان �ستظل تقا َرن �إيجابي ًا‬ ‫مع ت�صنيف متو�س ��ط (‪ ،)A‬يقول المحلل الإئتمان‬ ‫ال�س ��يادي ف ��ي "مودي ��ز" �س ��تيفان داي ��ك‪" .‬ل ��دى‬ ‫الحكوم ��ة ال ُعماني ��ة العديد من �ص ��ناديق الأموال‪،‬‬ ‫وكذل ��ك ودائ ��ع ف ��ي النظ ��ام الم�ص ��رفي المحلي‪.‬‬ ‫بالإ�ض ��افة �إلى ذلك‪� ،‬إن ديون القطاع العام الأو�سع‬ ‫منخف�ض ��ة‪ ،‬والت ��ي ف ��ي ر�أي وكالة "مودي ��ز" تح ّد‬ ‫من المخاط ��ر الناجمة عن الإلتزام ��ات ال ُمحتملة‬ ‫ال ُمتبل ��ورة ف ��ي الموازنة العمومي ��ة للحكومة"‪ ،‬كما‬ ‫يقول‪.‬‬ ‫كانت ن�س ��بة الدين العام لدى ُعمان منخف�ضة جداً‬ ‫نحو �س ��تة في المئة م ��ن الناتج المحل ��ي الإجمالي‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪" .2014‬هناك مجال وا�س ��ع لمزيد من‬ ‫�إ�صدار �سندات ديون‪ ،‬ولكن حجم العجز ‪ -‬المتوقع‬ ‫حالي ًا في خانة منخف�ض ��ة من رقمين كن�سبة مئوية‬ ‫من الناتج المحلي الإجمالي ‪ -‬يعني �أن م�س ��تويات‬ ‫الدي ��ن يمكن �أن ترتفع ب�س ��رعة �إل ��ى حوالي ‪ 70‬في‬ ‫المئة م ��ن الناتج المحلي الإجمالي �إذا لم ت�س ��تغ ّل‬ ‫الحكومة �ص ��ندوق �إحتياط الدول ��ة‪ .‬بد ًال من ذلك‪،‬‬

‫منطقة الدقم‪� :‬سيكون تركيز كبير عليها‬

‫�إنخف�ض الناتج المحلي الإجمالي‬ ‫الإ�سمي ال ُعماني ‪ 14.2‬في المئة في‬ ‫الن�صف الأول من العام‪ ،‬كما تُظهر‬ ‫�إح�صاءات المركز الوطني للإح�صاء‬ ‫والمعلومات‪ ،‬فيما �إنخف�ض الناتج‬ ‫المحلي الإجمالي بالأ�سعار الجارية‬ ‫�إلى ‪ 13.55‬مليار ريال ُعماني خالل‬ ‫الفترة من كانون الثاني (يناير) �إلى‬ ‫حزيران (يونيو) من العام ‪2015‬‬ ‫الجاري‪� ،‬ضد ‪ 15.79‬مليار ريال ُعماني‬ ‫في الفترة عينها من العام ‪2014‬‬ ‫من دون �إ�ص ��دار �س ��ندات ديون يمكن �أن ُي�س ��تن َفد‬ ‫ال�ص ��ندوق في غ�ضون �س ��نوات عدة‪ ،‬والدين العام‬ ‫�سوف ي�ستمر في الإرتفاع �إلى �أكثر من ‪ 20‬في المئة‬ ‫من الناتج المحلي الإجمالي"‪ ،‬يقول جوكنت‪.‬‬ ‫من ناحي ��ة �أخرى‪� ،‬إن الإقرا� ��ض للقطاع الخا�ص‬ ‫يرتف ��ع ب�ش ��كل مط ��رد ه ��ذا الع ��ام‪ ،‬وه ��و عام ��ل‬ ‫�إيجاب ��ي‪� .‬إن نم ��و الإئتمان في البن ��وك التقليدية‬ ‫في �سلطنة ُعمان ت�سارع �إرتفاع ًا الى ن�سبة �سنوية‬ ‫بلغ ��ت ‪ 10.6‬في المئة في �آب (�أغ�س ��ط�س)‪ ،‬من‬ ‫‪ 9.2‬ف ��ي المئ ��ة في تم ��وز (يوليو)‪ ،‬كما تك�ش ��ف‬

‫بيانات البنك المركزي‪.‬‬ ‫ما ه ��و �أكثر م ��ن ذلك‪� ،‬أن ال�س ��لطات في م�س ��قط‬ ‫لديها م�ص ��در كبير وغير م�ستغل حتى الآن للتمويل‬ ‫في متناول اليد‪ ،‬ويتم ّثل ب�صندوق التنمية الخليجي‬ ‫البال ��غ ‪ 10‬ملي ��ارات دوالر‪ .‬ه ��ذه الآلي ��ة التمويلية‬ ‫ن�ش� ��أت منذ �أربع �س ��نوات من قبل المملكة العربية‬ ‫ال�س ��عودية والكويت والإم ��ارات العربي ��ة المتحدة‬ ‫وقطر‪ ،‬لم�ساعدة الدول الأ�ضعف �إقت�صادي ًا في دول‬ ‫مجل�س التعاون الخليجي‪� ،‬سلطنة ُعمان والبحرين‪،‬‬ ‫في �أعقاب "الربيع العربي"‪ .‬حتى الآن‪ ،‬لم تَ�س ��تغ ّل‬ ‫ُعم ��ان الج ��زء الخا�ص بها م ��ن هذه الأم ��وال‪ .‬مع‬ ‫عودة بع�ض الم�ش ��اريع الر�أ�س ��مالية ال�ضخمة‪ ،‬مثل‬ ‫الم�ش ��روع الوطني لل�س ��كك الحديدية‪ ،‬ف� ��إن تمويل‬ ‫دول مجل�س التعاون الخليجي �سيو ّفر دعم ًا مفيد ًا‪.‬‬ ‫�سوف ي�ستمر الإ�ستثمار العام والخا�ص مر ّكز ًا على‬ ‫مناطق م�ش ��اريع رئي�سية مثل المنطقة الإقت�صادية‬ ‫الخا�ص ��ة ف ��ي الدق ��م‪ ،‬حيث يوج ��د مين ��اء ومركز‬ ‫خدمات لوج�ستية ومنطقة �صناعية‪.‬‬ ‫الزي ��ادة المطردة في �إنتاج النف ��ط الخام ال ُعماني‬ ‫هذا العام الذي و�ص ��ل �إل ��ى العالمة الفارقة مليون‬ ‫برميل يومي ًا في تموز (يوليو) الفائت‪ ،‬يو ّفر �أي�ض� � ًا‬ ‫تخفيف� � ًا �أو تلطيف� � ًا لتراج ��ع �أ�س ��عار النف ��ط الذي‬ ‫�شهده العام الما�ضي‪ .‬ومن المرجح �أن ت�ستمر هذه‬ ‫الزيادات على مدى �أعوام مقبلة عدة‪.‬‬ ‫�سي�س ��تمر العام المقبل في حمل وت�شكيل �صعوبات‬ ‫لحكومة �س ��لطنة ُعم ��ان‪ ،‬التي قد تكاف ��ح من �أجل‬ ‫خف� ��ض الإنف ��اق والحف ��اظ عل ��ى ال�س ��يطرة عل ��ى‬ ‫المالي ��ة العامة‪ .‬ولك ��ن عموم ًا‪ ،‬ال يوج ��د حتى الآن‬ ‫مزاج للذعر في م�سقط‬ ‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪39‬‬


Khalidiya Street - Abu Dhabi - UAE Tel: +971 2 6654300 Fax: +971 2 6663396


‫النفط في الكويت‪ :‬تعتمد الحكومة ب�شكل �أ�سا�سي على عائداته‬

‫الواق ��ع‪� ،‬إذا كان التنوي ��ع ب�س ��يط ًا مث ��ل �إ�س ��تيراد‬ ‫المخططات التقنية من الدول التي تنوعت بالفعل متطلبات التنويع‬ ‫�إقت�ص ��اداتها‪ ،‬مثل بوت�س ��وانا وماليزي ��ا والنروج‪� ،‬إن البل ��دان التي ن ّوعت �إقت�ص ��اداتها بنجاح كانت‬ ‫ف�سيكون قد ّتم فعلي ًا �إنجاز ذلك‪.‬‬ ‫لديها عموم ًا الأطر ال�سيا�س ��ية التي ت�س ��مح بذلك‬ ‫الم�شكلة هي �أنه في كثير من الإقت�صادات العربية وت�س� � ّهل عملي ��ة التح ��ول بالإ�ض ��افة �إل ��ى البيئات‬ ‫في الخليج نادر ًا ما ت�ش ّكل ال�سيا�سات الإقت�صادية الإقليمية التي ت�ش � ّ�جعها‪ .‬على �س ��بيل المثال ت�أ ّمل‬ ‫الجي ��دة �سيا�س ��ة جيدة‪ ،‬خ�صو�ص� � ًا بالن�س ��بة �إلى في و�ض ��ع بوت�سوانا‪ ،‬التي كانت عند �إ�ستقاللها في‬ ‫النخ ��ب الحاكمة‪ .‬ذل ��ك لأن التغيي ��رات الهيكلية الع ��ام ‪ 1966‬تعتمد �إعتماد ًا كبير ًا على �إ�س ��تخراج‬ ‫الت ��ي يتطلبها التنوي ��ع الإقت�ص ��ادي ‪ --‬على وجه‬ ‫التحديد‪� ،‬إنتاج عدد �أكبر ومتنوع ذات قيمة عالية‬ ‫من ال�س ��لع ‪َ --‬ت ِع ��د بتمكي ��ن الدوائ ��ر الإنتخابية‬ ‫التجاري ��ة الت ��ي‪ ،‬م ��ع تدف ��ق الدخ ��ل الجديد‪ ،‬من‬ ‫العراق‪ ،‬على �سبيل المثال‪،‬‬ ‫المحتم ��ل �أن تتحدّى الحاك ��م‪ .‬فمث ًال في الكويت‪،‬‬ ‫�إن �ص ��عود طبق ��ة تجار م�س ��تقلة يمك ��ن �أن تق ّو�ض و�ضع التنويع الإقت�صادي كهدف من‬ ‫ق ��وة النظام الأمي ��ري‪� .‬إذا كان الح ��كام في دولة �أهداف ال�سيا�سات الأ�سا�سية في واحدة‬ ‫الإمارات العربية المتحدة ق ��د قبلوا ًبالتنويع‪ ،‬في من الخطط الأولى الخم�سية للتنمية‬ ‫الوقت نف�س ��ه‪ ،‬ف�إن ذلك يرج ��ع جزئيا �إلى القطاع‬ ‫الخا�ص الإماراتي الذي ال ي�شكل تهديد ًا �سيا�سي ًا‪ ،‬في العام ‪ -1965‬مع ذلك فقد �أ�صبحت‬ ‫البالد �أكثر �إعتماد ًا على النفط مع مرور‬ ‫لأنه يعتمد ب�شكل كبير على العمالة الأجنبية‪.‬‬ ‫لك ��ي يتحقق التنوي ��ع وينجح‪ ،‬ف�إن هن ��اك تكاليف الوقت‪ .‬في قطر‪ ،‬والكويت‪ ،‬والمملكة‬ ‫�سيا�سية يجب دفعها للنخب الحاكمة في‬ ‫المقابل‪ :‬العربية ال�سعودية‪� ،‬أي�ض ًا‪ ،‬كان التنويع‬ ‫�إن ه�ؤالء يحتاجون �إلى معرفة �أنهم �سوف يك�سبون‬ ‫�أكثر مما �سيخ�سرون من الإ�صالحات‪ .‬لذا يجب �أن هدف التنمية المركزي‪ ،‬ولكن لم‬ ‫تبد�أ �أي مناق�ش ��ة جادة ب�ش� ��أن التنويع الإقت�صادي‬ ‫يتحقق منه �شيء كبير منذ‬ ‫م ��ن خالل الإعتراف ب�أن النخ ��ب التي تعتمد على‬ ‫�سبعينات القرن الفائت‬ ‫الموارد �ستح�ص ��ل على تعوي�ض عن الخ�سائر التي‬ ‫�ستتعر�ض للخطر‪.‬‬

‫المعادن‪ ،‬وخ�صو�ص ًا �إ�ستخراج الما�س‪ ،‬ومنذ ذلك‬ ‫الحين ط ّورت قطاعات الزراعة وال�س ��ياحة ب�شكل‬ ‫ق ��وي‪ .‬و ُيمكن �أن ُيع ��زى نجاح بوت�س ��وانا �إلى عدد‬ ‫من العوامل‪ :‬لقد ورث ��ت البالد دوائر �إنتخابية مع‬ ‫م�ص ��الح �إقت�صادية متنوعة‪ ،‬من بينها المزارعون‬ ‫والرعاة؛ و�إ�ستفادت �أي�ض ًا من المناف�سة ال�سيا�سية‬ ‫والإئتالفات الم�س ��تقرة‪ .‬كما �أن ع�ضوية بوت�سوانا‬ ‫ف ��ي الإتح ��اد الجمركي لجن ��وب �أفريقي ��ا خدمت‬ ‫كحافز خارجي مهم لإ�ص�ل�اح معقول للإقت�ص ��اد‬ ‫الكل ��ي‪� ،‬إذ �أنه ��ا قيدت الب�ل�اد ومنعتها م ��ن �إتباع‬ ‫�سيا�س ��ة نقدية وتجارية غير حكيمة‪ .‬وهكذا‪ ،‬فقد‬ ‫�ش ��جعت هذه المكونات مع ًا عل ��ى تطوير قطاعات‬ ‫�إقت�صادية جديدة ومتنوعة‪.‬‬ ‫من ناحية �أخرى‪ ،‬ف�إن حالة ماليزيا تعطي درو�س� �اً‬ ‫مماثل ��ة‪ .‬ف ��ي فترة م ��ا بعد الإ�س ��تقالل ف ��ي العام‬ ‫‪ ،1957‬كانت الأقلية العرقية ال�ص ��ينية في البالد‬ ‫ت�س ��يطر على الكثير من �ش ��ركات القطاع الخا�ص‬ ‫الماليزي‪ ،‬عامل ًة بمثابة قوة موازِنة لقطاع الموارد‬ ‫الطبيعي ��ة‪ ،‬ال ��ذي هيمنت عليه م�ص ��الح المطاط‬ ‫وزيت النخيل والق�صدير‪ .‬وقد �إنعك�س هذا الو�ضع‬ ‫ف ��ي ال�سيا�س ��ة الماليزي ��ة‪ ،‬حيث تم ّكن ��ت العرقية‬ ‫ال�ص ��ينية من حماية م�ص ��الحها الإقت�صادية على‬ ‫الرغم من كونها �أقلية ديموغرافية‪ ،‬وقد �ساعدها‬ ‫على ذل ��ك �إتف ��اق تقا�س ��م ال�س ��لطة التوافقية مع‬ ‫المجتم ��ع العرقي المالي ��و (�أو الم�ل�اي)‪ .‬وكانت‬ ‫�سيا�سة الإقت�صاد الكلي ‪ -‬خ�صو�ص ًا �سعر ال�صرف‬ ‫المبالغ فيه ال ��ذي ينتج عادة من قطاع موارد‬ ‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪41‬‬


‫النفط في الإمارات‪ :‬تنوع الإقت�صاد خف�ض الإعتماد عليه‬

‫الخليج العربي‬ ‫دول مجلس التعاون‬

‫هل يمكن الوقاية منه وتفاديه؟‬

‫اإلنهيار اآلتي إلى إقتصادات الخليج؟‬ ‫�إنخفا���ض �أ�سعار النفط‪ ،‬و�إت�ساع العجز المالي‪ ،‬و�إرتفاع عدد ال�سكان والإ�ضطراب ال�سيا�سي والإرهاب‪،‬‬ ‫و�إرتف��اع بطالة ال�شباب ‪ ...‬تلك العوام��ل ت�ستح�ضر و�صفة لكارثة �إقت�صادية لمنطقة الخليج العربي التي‬ ‫كان��ت ت�سيطر علي �إم��دادات الطاقة الرئي�سية في العالم والتي �أظه��رت �إمكانية لتحقيق نجاح �إقت�صادي‬ ‫حقيقي طويل االجل‪ .‬فهل ا�صابت لعنة النفط المنطقة و دفعتها الى الهاوية الإقت�صادية مع ارتفاع العجز‬ ‫المالي؟‬ ‫�أبو ظبي ‪ -‬ع ّمار الحلاّ ق‬ ‫قب ��ل خم� ��س �س ��نوات‪ ،‬ت�ش ��اركت دول‬ ‫مجل� ��س التعاون الخليج ��ي‪ ،‬البحرين‪،‬‬ ‫الكويت‪ُ ،‬عمان‪ ،‬قطر‪ ،‬المملكة العربية ال�س ��عودية‪،‬‬ ‫ودولة الإمارات العربية المتحدة‪ ،‬في فائ�ض مالي‬ ‫بلغ ‪ 600‬مليار دوالر‪ .‬وبحل ��ول العام ‪ ،2020‬يتو ّقع‬ ‫�ص ��ندوق النق ��د الدول ��ي �أن تُراك ��م ه ��ذه البلدان‬ ‫عجز ًا مجتمع� � ًا قدره ‪ 700‬ملي ��ار دوالر‪ .‬وربما قد‬ ‫يجعل �إ�ستمرار �إنخفا�ض �أ�سعار النفط الأمور �أكثر‬ ‫�سوء ًا‪ .‬هذا الخبر ال�سيئ هو تذكير �آخر �إلى حاجة‬

‫‪40‬‬

‫الدول العربية الغنية بالموارد �إلى بناء �إقت�صادات‬ ‫حيوية متنوعة التي يمكنها �أن تتح ّمل �آثار �صدمات‬ ‫�أ�سعار النفط والغاز‪.‬‬ ‫على الرغم من �أن الحكوم ��ات العربية قد �أدركت‬ ‫من ��ذ فترة طويل ��ة الحاجة �إلى الإنتق ��ال بعيد ًا من‬ ‫الإعتم ��اد ال ُمفرط على النفط والغاز‪ ،‬فقد حققت‬ ‫نجاح� � ًا قلي ًال ال ُيذك ��ر في هذا المج ��ال‪ .‬العراق‪،‬‬ ‫عل ��ى �س ��بيل المث ��ال‪ ،‬و�ض ��ع التنويع الإقت�ص ��ادي‬ ‫كه ��دف م ��ن �أه ��داف ال�سيا�س ��ات الأ�سا�س ��ية في‬ ‫واحدة م ��ن الخطط الأولى الخم�س ��ية للتنمية في‬ ‫الع ��ام ‪ -1965‬مع ذلك فقد �أ�ص ��بحت البالد �أكثر‬

‫العدد ‪ - 36‬ت�شرين الثاين ‪ -‬كانون الأول (نوفمرب ‪ -‬دي�سمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫�إعتم ��اد ًا على النف ��ط مع مرور الوق ��ت‪ .‬في قطر‪،‬‬ ‫والكويت‪ ،‬والمملكة العربية ال�سعودية‪� ،‬أي�ض ًا‪ ،‬كان‬ ‫التنويع هدف التنمي ��ة المركزي‪ ،‬ولكن لم يتحقق‬ ‫منه �شيء كبير منذ �سبعينات القرن الفائت‪ .‬حتى‬ ‫�إقت�ص ��اد دول ��ة الإمارات العربي ��ة المتحدة‪ ،‬الذي‬ ‫ُيعتب ��ر من �أكث ��ر الإقت�ص ��ادات تنوع ًا ف ��ي منطقة‬ ‫الخليج‪ ،‬يعتمد �إلى حد كبير على �صادرات النفط‪.‬‬ ‫لم ��اذا ف�ش ��لت الحكوم ��ات الخليجي ��ة العربي ��ة‬ ‫ب�إ�س ��تمرار في تنويع �إقت�ص ��اداتها على الرغم من‬ ‫الوعود الطويلة الأم ��د والخطط الكبرى؟ االجابة‬ ‫له ��ا عالق ��ة بال�سيا�س ��ة �أكثر م ��ن الإقت�ص ��اد‪ .‬في‬


‫الخليج العربي ¶ دول مجل�س التعاون‬ ‫دبي‪ :‬قطاعا ال�سياحة والعقارات ن َّوعا �إقت�صادها‬

‫طبيعي ��ة مزده ��ر ويح ّد م ��ن الق ��درة التناف�س ��ية‬ ‫للقط ��اع الخا� ��ص ال�ص ��ناعي – غي ��ر مقبولة من‬ ‫قبل الم�ص ��الح ال�ص ��ينية‪ .‬في الوقت عينه‪� ،‬سمح‬ ‫قرب ماليزيا من طرق التجارة العالمية الرئي�سية‬ ‫لل�ش ��ركات الماليزي ��ة الإ�س ��تفادة م ��ن التج ��ارة‬ ‫الإقليمية‪ ،‬والإ�س ��تثمار‪ ،‬و�شبكات �سال�سل التوريد‪،‬‬ ‫مع فوائد �إقت�ص ��ادية قوية‪ .‬ه ��ذه العوامل ُمجتمعة‬ ‫فتحت الطريق �أمام الإقت�ص ��اد الذي �إزدهر لي�س‬ ‫فقط ب�س ��بب ال�سلع الأ�سا�س ��ية‪ ،‬ولكن �أي�ض ًا نتيجة‬ ‫الموجه للت�صدير‪.‬‬ ‫الت�صنيع َّ‬ ‫و�أقرب �إلى العالم العربي‪ ،‬تو ّفر التجربة الإيرانية‬ ‫درو�س� � ًا مماثل ��ة‪ .‬مثل بوت�س ��وانا وماليزي ��ا‪ ،‬كانت‬ ‫�إيران منذ فترة طويلة موطن ًا لم�صالح �إقت�صادية‬ ‫متنوعة التي �ش� � ّكلت بعمق �سيا�ستها الإقت�صادية‪،‬‬ ‫والت ��ي ح ّولتها من �إقت�ص ��اد البازار ال�ش ��هير الذي‬ ‫كان ��ت تدي ��ره الطبق ��ات التجاري ��ة الح�ض ��رية‬ ‫الإيراني ��ة‪� ،‬إل ��ى قط ��اع �س ��يارات ق ��وي وقاع ��دة‬ ‫�صناعية �ص ��لبة من ال�سلع الإ�ستهالكية‪ .‬كما �شجع‬ ‫الو�ض ��ع الجيو�سيا�س ��ي طهران عل ��ى التنويع‪ ،‬لأن‬ ‫العزلة الت ��ي واجهتها في �أعقاب ثورة العام ‪1979‬‬ ‫والعقوب ��ات الدولي ��ة الالحق ��ة ل ��م تت ��رك للنخب‬ ‫الحاكمة خيارات �أخرى �سوى التطلع �إلى �أبعد من‬ ‫النفط‪� ،‬إلى قطاعات مثل البتروكيماويات وال�س ��لع‬ ‫الإ�ستهالكية‪ .‬وكانت النتيجة �إقت�صاد ًا �أكثر تنوع ًا‬ ‫من كثير من جيرانها العرب‪.‬‬ ‫تفتق ��ر ال ��دول العربي ��ة النفطي ��ة في الخلي ��ج �إلى‬ ‫جميع ه ��ذه المك ّونات الثالثة التي �س� � ّهلت التنويع‬ ‫الإقت�ص ��ادي ف ��ي ق�ص ���ص النجاح ه ��ذه‪ :‬الدوائر‬

‫الإنتخابي ��ة المختلف ��ة الإقت�ص ��ادية‪ ،‬والتحالفات‬ ‫ال�سيا�س ��ية القوي ��ة‪ ،‬والآث ��ار الإقليمي ��ة المفي ��دة‪.‬‬ ‫ف ��ي الواقع‪ ،‬في فت ��رة ما بعد الإ�س ��تقالل‪ ،‬العديد‬ ‫م ��ن الإقت�ص ��ادات الخليجي ��ة العربي ��ة ل ��م ي ��رث‬ ‫الدوائ ��ر الإنتخابية الإقت�ص ��ادية الت ��ي يمكنها �أن‬ ‫تك�س ��ب �أدوار ًا �سيا�س ��ية قوية‪ .‬بد ًال من ذلك‪ ،‬بقي‬ ‫الن�ش ��اط الإقت�ص ��ادي مح�ص ��ور ًا ف ��ي الأو�س ��اط‬ ‫الملكي ��ة الحاكم ��ة‪ .‬وقد �أدى �إكت�ش ��اف النفط �إلى‬ ‫تفاقم الم�ش ��كلة‪ ،‬حيث �أنه م ّكن الحكام من تقييد‬ ‫طبق ��ة التجار ف ��ي عقود م ��ع الدول ��ة وغيرها من‬ ‫�أ�ش ��كال المح�سوبية‪ .‬كما �أن ال�صراع المتف�شي في‬

‫الم�شكلة هي �أنه في كثير من‬ ‫الإقت�صادات العربية في الخليج نادر ًا‬ ‫ما ّ‬ ‫ت�شكل ال�سيا�سات الإقت�صادية‬ ‫الجيدة �سيا�سة جيدة‪ ،‬خ�صو�ص ًا‬ ‫بالن�سبة �إلى النخب الحاكمة‪ .‬ذلك‬ ‫لأن التغييرات الهيكلية التي يتطلبها‬ ‫التنويع الإقت�صادي َتعِد بتمكين‬ ‫الدوائر الإنتخابية التجارية التي‪ ،‬مع‬ ‫تدفق الدخل الجديد‪ ،‬من المحتمل �أن‬ ‫تتحدى الحاكم‬ ‫ّ‬

‫المنطق ��ة ق ّو�ض �آف ��اق الإنتاج الخا� ��ص من طريق‬ ‫تعطيل روابط ال�سوق بين الدول‪.‬‬

‫ملعقة من ال�سكر‬ ‫للإبتع ��اد م ��ن الإعتم ��اد على النف ��ط‪ ،‬مع ذلك‪،‬‬ ‫تحت ��اج المجتمع ��ات العربي ��ة الخليجي ��ة �إل ��ى‬ ‫تطوي ��ر ت�س ��وية �سيا�س ��ية جدي ��دة تُجب ��ر النخب‬ ‫للتنازل و�إف�س ��اح المجال للقط ��اع الخا�ص‪ .‬غير‬ ‫�أن ذلك يثير �س� ��ؤا ًال �ص ��عب ًا‪� :‬إذا كان الإقت�ص ��اد‬ ‫المغل ��ق المعتمد على الم ��وارد يفيد النخب‪ ،‬فما‬ ‫هو ال�ش ��يء الذي يمكن فعله لإقن ��اع تلك النخب‬ ‫بال�سماح للتنويع؟‬ ‫الج ��واب ال ُمحتم ��ل يكم ��ن ف ��ي ال�سيا�س ��ات التي‬ ‫تع ّو�ض النخب عن الخ�س ��ائر التي �س ��تعاني منها‬ ‫ج ��راء تحويل وت�س ��وية المجال الإقت�ص ��ادي‪ .‬من‬ ‫جهتها تق ّدم ال�صين مثا ًال تو�ضيحي ًا لهذه العملية‪:‬‬ ‫من خ�ل�ال دمج ق ��ادة الأعمال في بني ��ة الحزب‬ ‫ال�شيوعي‪ ،‬تم ّكنت بكين بمحاذاة وربط الإ�صالح‬ ‫الإقت�ص ��ادي م ��ع م�ص ��الح النخ ��ب ال�سيا�س ��ية‪.‬‬ ‫�أو لن�أخ ��ذ ق�ض ��ية �إثيوبي ��ا‪ ،‬والتي تُعتب ��ر الآن بين‬ ‫الإقت�صادات الع�شرة الأ�سرع نمو ًا في العالم‪ ،‬التي‬ ‫�أن�ش�أت �شركات مملوكة للحزب بدعم من �أوقاف‬ ‫متخ�ص�ص ��ة لت�ش ��جيع الإ�س ��تثمار ف ��ي المناط ��ق‬ ‫المتخ ّلفة‪ .‬مثل هذه النماذج الر�أ�سمالية الحزبية‬ ‫تثير �أ�س ��ئلة �ص ��عبة حول المناف�س ��ة في ال�س ��وق‪.‬‬ ‫لكنها م ��ع ذلك تثبت �أن النخب تميل �إلى �ص ��الح‬ ‫تو�س ��يع الكعكة الإقت�ص ��ادية عندما ت�ش ��عر ب�أنها‬ ‫م�ستفيدة وتقود الم�ستفيدين‪.‬‬ ‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪43‬‬


“FOUNDED in 1996”

www.ad-diplomasi.com

P.o.box 138, Chelsea, London SW3 6BH, England Tel: +44 (0) 207 286 1372 | Fax: +44 (0) 207 266 1479 Email: ad-diplomasi@btconnect.com

Ed i t o r : Ray m

A in Arab d-Diplomasi N ic as we ll as in ews Report is English p by Foc ublished from us Pre s s ( U K Lo n d o n ) Limit ed .

o n d At

allah

Ad-Diplomasi News Report monthly distributes critical analysis of events in the Arab world and the Middle East to its subscribers among the top Arab decision makers, government officials, diplomats, journalists and business dealers. Ad-Diplomasi News Report analysis goes beyond the event to provide the information and assessments needed to understand intelligently what is going on in the ever changing Middle East political, military and economic scene. Ad-Diplomasi News Report’s writers have an impeccable reputation as experts in Arab affairs and their work is widely quoted by the international media.


‫الخليج العربي ¶ دول مجل�س التعاون‬ ‫يو ّفر �إنخفا�ض �أ�سعار النفط لدول الخليج فر�صة‬ ‫للإ�ص�ل�اح الم�ؤ�س�س ��ي الخ�ّلااّ ق المماث ��ل‪ .‬لق ��د‬ ‫نظرت دول عدة في المنطقة �إلى القطاع المالي‬ ‫ب�إعتباره ال�سبيل الرئي�سي للتنويع؛ حتى الآن‪ ،‬مع‬ ‫ذلك‪ ،‬فقد ترددت في تنفيذ ال�سيا�سات القانونية‬ ‫والتنظيمية التي من �ش� ��أنها �أن ت�ضع هذا القطاع‬ ‫على �أ�س ���س �س ��ليمة‪ ،‬وما زالت الأ�س ��واق الثانوية‬ ‫الإقليمي ��ة للدي ��ن متخ ّلف ��ة‪ .‬وفيما ي�س ��تعد بع�ض‬ ‫دول الخليج لإ�ص ��دار �سندات لتعوي�ض التحديات‬ ‫المالية التي نتجت من �إنخفا�ض �أ�س ��عار النفط‪،‬‬ ‫ينبغي عليها النظر �أي�ض� � ًا في ال�سعي �إلى تحقيق‬ ‫هذه الإ�ص�ل�احات المالية التي ط ��ال �إنتظارها‪،‬‬ ‫من بينها و�ض ��ع لوائح تحوطية للإقت�صاد الكلي‪.‬‬ ‫يمك ��ن لل ��دول العربية الغني ��ة بالنفط �أي�ض� � ًا �أن‬ ‫تنظر في فت ��ح القطاعات المحمية‪ ،‬مثل ال�س ��لع‬ ‫الإ�س ��تهالكية‪ ،‬والإ�سكان‪ ،‬و�أ�س ��واق العقارات ‪...‬‬ ‫للمناف�سة المحلية والأجنبية‪ .‬لكن لنجاح تحقيق‬ ‫�أي تنوي ��ع‪ ،‬ف�إن النخ ��ب الحالية بحاج ��ة �إلى �أن‬ ‫ت�صبح �أ�صحاب م�صلحة في الإ�صالح من خالل‬ ‫ت�صميم ذكي م�ؤ�س�سي‪.‬‬ ‫تالي� � ًا‪ ،‬من غي ��ر المرج ��ح �أن ينج ��ح التنويع من‬ ‫دون رواب ��ط �أوث ��ق بي ��ن الإقت�ص ��ادات الخليجية‬ ‫العربي ��ة‪� .‬إن الم�ؤ�س�س ��ة الخا�ص ��ة تزده ��ر عل ��ى‬ ‫الإت�ص ��االت والرواب ��ط الإقليمي ��ة الت ��ي تدع ��م‬ ‫�سال�س ��ل التوري ��د الكثيفة‪ ،‬وتمنح‪ ،‬كما ت�ض ��من‪،‬‬ ‫�أ�س ��واق ًا �أكب ��ر لمنتجي القط ��اع الخا�ص‪ ،‬وتحفّز‬ ‫الحكومات على موا�ص ��لة الإ�صالحات التجارية‪.‬‬ ‫في �آ�س ��يا و�أميركا الالتينية‪ ،‬على �س ��بيل المثال‪،‬‬ ‫ت�س ّهل الأ�سواق الإقليمية المترابطة الت�صنيع من‬ ‫طريق ال�س ��ماح لل�شركات بالم�شاركة في �سال�سل‬ ‫التوري ��د العالمي ��ة‪� .‬إن الحدي ��ث ع ��ن التع ��اون‬ ‫الإقليم ��ي قد يبدو غير عملي ف ��ي المناخ الأمني​​‬ ‫الحالي في ال�ش ��رق الأو�س ��ط‪ ،‬ولكن �س ��يكون من‬ ‫ال�صعب تجنب ال�س� ��ؤال الإقليمي في الم�ستقبل‪.‬‬ ‫في الواقع‪ ،‬ينبغي �أن يكون التكامل الإقت�ص ��ادي‬ ‫عن�ص ��ر ًا �أ�سا�سي ًا في �أي محاولة للفرار والهروب‬ ‫م ��ن العن ��ف في المنطق ��ة‪ .‬وعلى الرغ ��م من �أن‬ ‫دول الخلي ��ج العربي م�س ��تقلة �إقت�ص ��ادي ًا فيمكن‬ ‫�أن ُينظر �إليها ب�إعتبارها تحدي ًا لم�ص ��الح القوى‬ ‫الغربي ��ة‪ ،‬التي �س ��تكون له ��ا فوائد �أي�ض� � ًا‪ :‬فكما‬ ‫�أظهرت �أزمة الالجئين الأخيرة‪ ،‬ف�إن الآثار غير‬ ‫المبا�ش ��رة لل�صراع الإقليمي ي�ص ��عب �إحتوا�ؤها‪،‬‬ ‫لذا ف�إن نظام ًا �سلمي ًا و�إجتماعي ًا مزدهر ًا �سيفيد‬ ‫القوى الإقليمية والأجنبية على حد �سواء‪.‬‬

‫الريا�ض‪ :‬تحاول التنويع ولكن‪...‬‬

‫�إن التنويع الإقت�ص ��ادي ف ��ي دول مجل�س التعاون‬ ‫الخليج ��ي ل ��م ي�ص ��ل حت ��ى الآن �إل ��ى مرحل ��ة‬ ‫تكنوقراطية‪ .‬وهو يحم ��ل �آثار قوة عميقة للنخب‬ ‫الحاكم ��ة والدينامي ��ات الإقليمية الأو�س ��ع‪ .‬و�إذا‬ ‫كان ��ت ال ��دول الخليجي ��ة ت�أمل في جن ��ي الفوائد‬ ‫الت ��ي يع ��د به ��ا التنوي ��ع‪ ،‬فينبغي عليه ��ا تخفيف‬ ‫التكالي ��ف التي قد تُف َر�ض عل ��ى النخب الحاكمة‬

‫للإبتعاد من الإعتماد على النفط‪،‬‬ ‫تحتاج المجتمعات العربية‬ ‫الخليجية �إلى تطوير ت�سوية‬ ‫�سيا�سية جديدة تُجبر النخب للتنازل‬ ‫و�إف�ساح المجال للقطاع الخا�ص‪ .‬غير‬ ‫�أن ذلك يثير �س�ؤا ًال �صعب ًا‪� :‬إذا كان‬ ‫الإقت�صاد ال ُمغ َلق ال ُمعتمِد على الموارد‬ ‫يفيد النخب‪ ،‬فما هو ال�شيء الذي‬ ‫يمكن فعله لإقناع تلك النخب‬ ‫بال�سماح للتنويع؟‬

‫وزيادة التحفي ��زات لها و�إ�س ��تغالل الفوائد التي‬ ‫يتيحها للمنطقة ككل‪.‬‬ ‫ويبق ��ى‪ ،‬هل ن�ش ��هد لعن ��ة الإعتماد عل ��ى النفط‪،‬‬ ‫وخلق الم ��وت البطيء في المنطق ��ة فيما يجري‬ ‫�إ�س ��تنزاف �ص ��ناديق الث ��روة ال�س ��يادية تدريج ًا‬ ‫لتمويل العجز المالي؟‬ ‫لق ��د ف�ش ��لت دول عدة ف ��ي دفع جيل ال�ش ��باب‬ ‫العاطلي ��ن ال ��ي العم ��ل‪ ،‬والآن �س ��يكون لديه ��ا‬ ‫القلي ��ل لتقدم ��ه �إل ��ى الجي ��ل المقب ��ل‪ .‬الإقتتال‬ ‫الداخل ��ي الإقليم ��ي‪ ،‬والف�س ��اد‪ ،‬والإنق�س ��ام‬ ‫الطائف ��ي المتزايد‪ ،‬جميع ه ��ذه العوامل ّ‬ ‫تغذي‬ ‫ع ��ادة طريق التدخ ��ل الأجنب ��ي وغالبها ناجم‬ ‫عن الجماعات الإرهابية العابرة للحدود‪ ،‬وتلوح‬ ‫في �أفق المنطقة �أجي ��ال من الفقر‪� ،‬إال �إذا كان‬ ‫�ش ّكل الو�ضع اليوم نداء لإيقاظ الحكام والقادة‬ ‫الع ��رب في الخلي ��ج وغي ��ره لتحمل الم�س� ��ؤولية‬ ‫الإقت�ص ��ادية و�أعب ��اء التنمية والأم ��ن والرعاية‬ ‫الإجتماعي ��ة‪ ،‬وقب ��ل خ�س ��ارة كل �ش ��يء �أم ��ام‬ ‫الإرهاب والإجرام‪.‬‬ ‫لق ��د �أثبتت دول ��ة الإمارات العربي ��ة المتحدة �إلى‬ ‫ح ��د كبي ��ر �أن الأمن الإقت�ص ��ادي ممك ��ن‪ ،‬ولكن‬ ‫عدد ًا قلي ًال من الدول الآخرى في المنطقة لديها‬ ‫�سيا�س ��يون وق ��ادة �أ�ص ��حاب ر�ؤية وب�ص ��يرة مثل‬ ‫حكام �أبوظبي ودبي ال�س ��ابقين و الحاليين‬ ‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪45‬‬


‫الفندق الكبير‬ ‫فيال دي فرانس‬

‫حيث التاريخ‬

‫‪GRAND HOTEL‬‬ ‫‪VILLA DE FRANCE‬‬ ‫يلتقي باحلداثة‬

‫طنجة‬ ‫المغرب‬

‫بريد إلكتروني‬ ‫‪reservation@ghvdf.com‬‬

‫‪Tangier‬‬ ‫‪Morocco‬‬

‫من سلسلة فنادق ومنتجعات لورويال ‪www.leroyal.com‬‬ ‫للحجز‪ :‬هاتف‪ ،+ 212539333111 :‬فاكس‪+212539333222 :‬‬

‫موقع‪:‬‬ ‫‪www.ghvdf.com‬‬


‫بقلم عبد اللطيف الفراتي*‬

‫بكل هدوء‬

‫حزب "نداء تونس"‬ ‫باق في الحكم رغم ّ‬ ‫تشققه‬ ‫�أعلن �أكثر من ‪ 30‬ع�ضواً من �أ�صل ‪ 86‬نائباً يمثلون حزب‬ ‫الغالبي ��ة الن�سبية "نداء تون�س" ف ��ي البرلمان التون�سي‬ ‫مغادرة كتلة حزبهم‪.‬‬ ‫وعل ��ى الرغ ��م م ��ن �إن�شق ��اق كتلت ��ه‪ ،‬وهو ح ��زب رئي� ��س الجمهورية‪،‬‬ ‫بحي ��ث �أ�صب ��ح يعتب ��ر الكتل ��ة الثاني ��ة‪ ،‬بع ��د كتل ��ة ح ��زب "النه�ض ��ة"‬ ‫الإ�سالم ��ي‪ ،‬ف ��كل الدالئ ��ل ت�شي ��ر �إل ��ى �أن �إ�ستق ��رار الحكوم ��ة ل ��ن‬ ‫ي�صيب ��ه �س ��وء‪ ،‬و�ستبقى في مكانها و�إن وج ��ب نتيجة للخالف داخل‬ ‫الكتلة البرلمانية تعديل بع�ض مك ّوناتها‪.‬‬ ‫فبعد �إن�شقاق حوالي ثلث �أع�ضاء الكتلة البرلمانية الأولى‪ ،‬فقد �أكد‬ ‫المن�ش ّقون �أنهم �سيبقون على والئهم للحكومة ي�صوتون لفائدتها‪.‬‬ ‫وين� ��ص الد�ستور التون�سي على �أنه يتوج ��ب على رئي�س الجمهورية‬ ‫دع ��وة الكتل ��ة الأولى ف ��ي المجل� ��س النيابي �إل ��ى ت�شكي ��ل الحكومة‪،‬‬ ‫وه ��ذا م ��ا ح�ص ��ل ف ��ي �شت ��اء ‪ ،2015‬عندما كان ح ��زب "ن ��داء تون�س"‬ ‫ُيم�س ��ك ب� �ـ‪ 86‬مقع ��داً نيابي� �اً م ��ن �أ�ص ��ل ‪ ، 217‬فيما ح ��زب "النه�ضة"‬ ‫الإ�سالمي لم يكن لديه �سوى ‪ 68‬مقعداً‪.‬‬ ‫و�إذ �إنقلب ��ت الآي ��ة وب ��ات حزب "النه�ض ��ة" ما�سكاً بالمرتب ��ة الأولى‪،‬‬ ‫ف� ��إن المراقبين يعتقدون �أن ��ه لن ُيدعى �إلى ت�شكيل حكومة جديدة‬ ‫بدل الحكومة القائمة‪ ،‬ولع ّل وراء ذلك �سببين‪:‬‬ ‫�أ ّولهم ��ا �أن الحكومة الحالية برئا�سة حبيب ال�صيد‪ ،‬ما زالت تعتمد‬ ‫عل ��ى غالبي ��ة مريحة ج ��داً‪ ،‬ب�إعتب ��ار �أن �أربعة �أو ‪� 5‬أح ��زاب من�ضوية‬ ‫تح ��ت لوائه ��ا بم ��ا فيه ��ا ح ��زب "النه�ضة"‪ ،‬وه ��ي تم�سك عل ��ى الأقل‬ ‫ب� �ـ‪ 180‬مقع ��داً‪� ،‬أي الغالبي ��ة الب�سيط ��ة والغالبي ��ة المو�صوف ��ة الت ��ي‬ ‫تتج ��اوز الثلثي ��ن‪ ،‬بحيث يمكنه ��ا تمرير القوانين‪ ،‬وحت ��ى القوانين‬ ‫الأ�سا�سي ��ة التي تتطلب غالبية تفوق ثلثي �أع�ضاء المجل�س‪ ،‬ف�ض ً‬ ‫ال‬ ‫عن �ضمان �إ�ستقرار الحكومة‪.‬‬ ‫وثانيهما �أن الإ�سالميين غير راغبين في الحكم في هذه المرحلة‪،‬‬ ‫بع ��د التجرب ��ة الفا�شلة الت ��ي عا�شوها على ر�أ� ��س ال�سلطة بين ‪2012‬‬ ‫و‪ ،2014‬خوفاً من عدم وجود كفاءات لديهم متمر�سة على ال�سلطة‪،‬‬ ‫قادرة على دواليبها‪ ،‬وحتى ي�صلوا �إلى الإنتخابات المقبلة المحلية‬ ‫والت�شريعي ��ة بعذري ��ة جديدة‪ ،‬ما ي�ؤهلهم وفق� �اً لتقديراتهم بالفوز‬ ‫بالمرتبة الأولى في البرلمان وتوليهم ت�شكيل الحكومة‪.‬‬ ‫ول ��و كان الأم ��ر �سائراً على طبيعته لوجب ف ��ي هذه المرحلة‪ ،‬وبعد‬ ‫�إنق�س ��ام الحزب الأول‪ ،‬دعوة الناخبين �إل ��ى �إنتخابات �سابقة لأوانها‬

‫بع ��د �سنة ون�صف على �إنتخابات خريف ‪ ، 2014‬والخ�ضوع لإمالءات‬ ‫�صن ��دوق الإقت ��راع‪ ،‬غي ��ر �أن ��ه ال يب ��دو �أن �أح ��داً يري ��د �أن يغام ��ر في‬ ‫ه ��ذه المرحل ��ة‪ ،‬وتف�ضل كل الأطراف الحفاظ على الو�ضع كما هو‪،‬‬ ‫ويعتقد كل طرف �أن الوقت يجري في �صالحه‪.‬‬ ‫عل ��ى �أن ال�س� ��ؤال المط ��روح ب�إلح ��اح الآن ه ��و م ��اذا �سيك ��ون م�صي ��ر‬ ‫الح ��زب الأول‪� ،‬أي ح ��زب رئي� ��س الجمهوري ��ة وفقاً للو�ض ��ع الحالي‪،‬‬ ‫بعد الت�شقق الذي �أ�صابه؟‬ ‫الواقع �أن الإن�شقاق يقوم على عن�صرين‪:‬‬ ‫�أو ًال عن�ص ��ر �إرادة التوري ��ث‪ ،‬ذل ��ك �أن حاف ��ظ قائ ��د ال�سب�س ��ي‪ ،‬نج ��ل‬ ‫الرئي� ��س الباج ��ي قائد ال�سب�س ��ي‪ ،‬هو الذي يتزعم ق�سم� �اً قوياً‪ ،‬وهو‬ ‫الذي يريد �أن تكون له الكلمة الأولى في الحزب الذي �أن�ش�أه والده‬ ‫قبل ‪� 4‬سنوات من ال �شيء‪" ،‬بق�صد خلق توازن �سيا�سي في البالد"‪،‬‬ ‫عل ��ى �إثر �إكت�س ��اح الإ�سالميي ��ن لل�ساحة في �إنتخاب ��ات خريف ‪2011‬‬ ‫الت�أ�سي�سية‪.‬‬ ‫ويعتق ��د المراقب ��ون �أن الوالد يقف �إلى جانب �إبن ��ه‪ ،‬و�إال فما معنى‬ ‫�أن ينا�ص ��ر مدي ��ر دي ��وان رئي� ��س الجمهوري ��ة ر�ض ��ا ب ��ن الح ��اج نجل‬ ‫الرئي� ��س‪ ،‬ويك ��ون �أكب ��ر �سن ��د له‪ ،‬في مناف�س ��ة حزبي ��ة كان ينبغي �أن‬ ‫يكون رئي�س الجمهورية بعيداً منها بحكم الد�ستور محايداً فيها ‪.‬‬ ‫وثاني� �اً �أن الق�س ��م الم�ؤيد لإبن ال�سب�سي هو الأكثر حما�ساً للتحالف‬ ‫الحكومي الحالي مع الإ�سالميين‪ ،‬بل هو الأقرب على ما يبدو �إلى‬ ‫مقوالته ��م‪ ،‬فيما الق�سم الثان ��ي يبدو �أكثر "الئكية" وعلمانية‪ ،‬وهو‬ ‫و�إن قب ��ل بح�ض ��ور الإ�سالميين ب�سب ��ب التوازنات الواجب ��ة‪ ،‬ب�إعتبار‬ ‫�أن حزبه ��م ال يتمت ��ع �إال بغالبي ��ة ن�سبي ��ة ال مطلق ��ة‪ ،‬ف�إنه ��م ي ��رون‬ ‫�ضرورة �أن يلتزم حزب "النه�ضة" و�إن كان داخل الحكومة بحدود‬ ‫معين ��ة‪� ،‬أ�سا�سه ��ا الحفاظ عل ��ى نمط المجتمع الم ��وروث‪� ،‬سواء من‬ ‫التاري ��خ الإ�صالحي التون�سي منذ منت�ص ��ف القرن التا�سع ع�شر‪� ،‬أو‬ ‫م ��ن الم�سار البورقيب ��ي‪ ،‬الذي حرر المر�أة ون�شر التعليم على �أو�سع‬ ‫نطاق وع�صرن المجتمع و�شرع لقوانين تقدمية ال مثيل لها في �أي‬ ‫بلد عربي �أو �إ�سالمي‪..‬‬ ‫غي ��ر �أن مراقبي ��ن كثيري ��ن يعتق ��دون �أن اله ��زة التي يم ��ر بها حزب‬ ‫رئي� ��س الدول ��ة‪ ،‬ل ��ن ت�سي ��ر �إل ��ى منتهاه ��ا و�أنه ��ا �ستجد ف ��ي النهاية‬ ‫م�ستق ��راً لها‪ ،‬و�إال ف� ��إن �آثارها المدمرة �سوف لن ت�شق الحزب فقط‬ ‫بل كذلك المجتمع والدولة‬

‫* كاتب و�صحافي من تون�س‪ ،‬ورئي�س التحرير ال�سابق ل�صحيفة "ال�صباح" التون�سية (‪)fouratiab@gmail.com‬‬

‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪47‬‬


JTCE

Le Nom Qu’il Faut Connaitre Au Maroc

JTCE Sarl est une société Marocaine des secteurs du bâtiment et travaux publics. Elle intervient dans la construction des bâtiments, des grands ouvrages et des infrastructures d'énergie (tertiaire, industriel, infrastructures) Pour Plus D’information: 67 angle Boulevard Hassan 1er, Casablanca, Maroc Tel: (212) 0664 501 319, Email: jtcesarl@gmail.com


‫امل�صارف‬

‫�رشكات الت�أمني‬

‫�رشكات الإ�ستثمار‬

‫الم�صارف العراق ّية ّ‬ ‫تحذر من �أزمة �سيولة‬ ‫و�ص ��ف رئي� ��س "جمعية الم�ص ��ارف الإ�س�ل�امية‬ ‫العراقي ��ة" �ص ��ادق ال�ش ��مري‪ ،‬المرحل ��ة الت ��ي‬ ‫يعي�شها القطاع الم�ص ��رفي العراقي بالـ"�صعبة"‬ ‫نتيج ��ة التحديات الكثيرة الت ��ي يواجهها‪ ،‬مح ّذر ًا‬ ‫م ��ن �أزمة �س ��يولة كبي ��رة ق ��د تواج ��ه الكثير من‬ ‫الم�ص ��ارف‪ ،‬تتمث ��ل ف ��ي عجزه ��ا ع ��ن الوف ��اء‬ ‫ب�إلتزاماته ��ا تج ��اه المودعين‪ .‬و�أكد في ت�ص ��ريح‬ ‫�ص ��حافي‪� ،‬أن "جانب ًا مهم ًا من تداعيات الأخطار‬ ‫يتعلق بت�ش ��ويه �ص ��ورة الم�ص ��ارف العراقية �أمام‬ ‫مرا�س ��ليها م ��ن الم�ص ��ارف الخارجي ��ة‪ ،‬م ��ا قد‬ ‫ُيف�ض ��ي �إل ��ى زعزعة الثق ��ة بالإقت�ص ��اد العراقي‬ ‫وبذراع ��ه المالي ��ة المتم ّثلة بقطاع الم�ص ��ارف"‪.‬‬ ‫و�ش ��دد على �أهمي ��ة "�إتخاذ التدابير ال�ض ��رورية‬ ‫لمواجه ��ة تداعيات الأزمة‪ ،‬وعلى ر�أ�س ��ها المبالغ‬ ‫التي ترتب ��ت عليها للبنك المرك ��زي خالل العام‬ ‫الحالي‪ ،‬بينها غرامات على ت�صاريح جمركية لم‬ ‫تُثبت �صحتها"‪.‬‬ ‫و�أو�ضح ال�ش ��مري �أن "التزام الم�صارف بت�سديد‬ ‫المبال ��غ المفرو�ض ��ة عليه ��ا خ�ل�ال ‪ 15‬يوم� � ًا من‬

‫تاريخ �ص ��دور ق ��رار المركزي‪� ،‬س ُي�ض ��اعف �أزمة‬ ‫الثق ��ة بي ��ن المودعي ��ن والم�ص ��ارف نتيجة عدم‬ ‫قدرة الأخيرة على الوفاء بت�س ��ديد حقوقهم‪� ،‬إلى‬ ‫جانب التداعيات ال�س ��لبية عل ��ى المراكز المالية‬ ‫للم�ص ��ارف لجهة �إنعكا�سها على �أرباحها وحقوق‬ ‫الم�س ��اهمين فيه ��ا وتراجع �أ�س ��عار �أ�س ��همها في‬ ‫البور�صة"‪.‬‬ ‫ُيذك ��ر �أن محاف ��ظ "المرك ��زي" عل ��ي مح�س ��ن‬ ‫العالق‪ ،‬وعد بدر�س �إقتراحات قدّمتها الم�صارف‬ ‫ع ��ن الغرام ��ات المفرو�ض ��ة عليه ��ا‪ ،‬والخ�س ��ائر‬ ‫الكبي ��رة الت ��ي �ستت�س� � ّبب بها في حال ت�س ��ديدها‬ ‫دفعة واحدة‪ ،‬كما يطلب "المركزي"‪.‬‬ ‫وقال ال�ش ��مري �أن "جمعية الم�صارف الإ�سالمية‬ ‫العراقية تتجه نحو عقد م�ؤتمر في بغداد في مطلع‬ ‫الع ��ام ‪ ،2016‬يتولى �إق ��رار �آلي ��ات تعتمد الربط‬ ‫بين مكافح ��ة الفقر و�إيجاد فر� ��ص عمل للفقراء‬ ‫و�إ�س ��تخدام الطاقات الب�ش ��رية ال ُمتاح ��ة‪ ،‬ودمج‬ ‫ال�ش ��ريحة المه ّم�ش ��ة في كيان نموذجي م�ؤ�س�سي‬ ‫من خالل �إمدادها بت�سهيالت م�صرفية"‪.‬‬

‫خطوات مغربية تدريجية لتحرير �سعر �صرف الدرهم‬ ‫�أعل ��ن محاف ��ظ الم�ص ��رف المرك ��زي المغرب ��ي‬ ‫"التح�س ��ن المتوا�صل‬ ‫عبداللطيف الجواهري‪� ،‬أن‬ ‫ّ‬ ‫في �أداء الإقت�ص ��اد المحلي يدعو �إلى التفكير في‬ ‫تحري ��ر �س ��عر �ص ��رف الدرهم المغرب ��ي مع بقية‬ ‫العم�ل�ات الدولية‪ ،‬لمواكبة الإنفتاح الإقت�ص ��ادي‬ ‫والتج ��اري العالم ��ي ال ��ذي يجمع الرب ��اط مع ‪55‬‬ ‫�سوق ًا تجارية عبر العالم‪ ،‬وتحويل المركز المالي‬ ‫الدول ��ي في ال ��دار البي�ض ��اء �إل ��ى �س ��وق �إقليمية‬ ‫وعالمية لإ�ستقطاب ر�ؤو�س الأموال والإ�ستثمارات‬ ‫نحو �أفريقيا وال�شرق الأو�سط"‪.‬‬ ‫وكان �ص ��ندوق النقد الدولي ال ��ذي منح المغرب‬ ‫خط ��وط �إئتم ��ان بقيم ��ة ‪ 11.2‬ملي ��ار دوالر‪،‬‬ ‫لمواجه ��ة ال�ص ��عوبات المالية التي تل ��ت "الربيع‬ ‫العرب ��ي" والأزم ��ة الأوروبية‪ ،‬ح� �ّ�ض الرباط على‬ ‫�إعتماد مرونة وا�س ��عة في �س ��عر �ص ��رف العمالت‬ ‫لج ��ذب مزي ��د م ��ن الإ�س ��تثمارات وال�س ��ياحة‬ ‫وتطوير ال�ص ��ادرات‪ ،‬لمعالجة الخلل في التجارة‬ ‫الخارجي ��ة و�ض ��عف الم ��وارد الأجنبي ��ة‪ .‬وغ ّيرت‬ ‫الرباط في وقت �سابق‪� ،‬سلة العمالت التي يعتمد‬ ‫عليها نظام ال�ص ��رف‪ ،‬وزادت ح�صة الدوالر �إلى‬

‫محافظ الم�صرف المركزي المغربي عبداللطيف الجواهري‬

‫‪ 40‬ف ��ي المئة وق ّل�ص ��ت اليورو �إل ��ى ‪ 60‬في المئة‪،‬‬ ‫للإ�ستفادة من عولمة التجارة والمبادالت و�أ�سعار‬ ‫ال�سلع الأ�سا�سية‪.‬‬ ‫و�أو�ضح الجواهري الذي قدم عر�ض ًا �أمام اللجنة‬ ‫المالية في مجل�س النواب حول "دور الم�ص ��ارف‬ ‫المركزي ��ة ف ��ي ال�سيا�س ��ات النقدية" �أخي ��ر ًا‪� ،‬أن‬ ‫تحرير �سعر ال�صرف "يحتاج �إلى فترة ت�أقلم على‬ ‫مدى متو�سط‪ ،‬تبد�أ بمعالجة عدد من ال�صعوبات‬ ‫الهيكلي ��ة في الإقت�ص ��اد المغربي‪ ،‬ومنها �ض ��عف‬ ‫ال�ص ��ادرات قيا�س� � ًا �إلى الواردات‪ ،‬ما يت�س ّبب في‬ ‫عجز دائم في ميزان المدفوعات الخارجية"‪.‬‬

‫من األسواق‬ ‫عاد الأردن بق���وة �إلى �أ�سواق ال�سندات �أخيراً‪،‬‬ ‫في �إ�ص���دار م�ستقل هو الأول ف���ي خم�س �سنوات‪.‬‬ ‫لك���ن الطلب العالمي الكبير ل���ن ي�ساهم بقوة في‬ ‫تخفيف القلق حول ال�سيولة في ال�شرق الأو�سط‪.‬‬ ‫وب���اع الأردن الحا�ص���ل على ت�صني���ف ‪،-BB,B1‬‬ ‫م���ا قيمته ‪ 500‬مليون دوالر م���ن �سندات ت�ستحق‬ ‫ف���ي العام ‪ 2025‬بعائد ‪ 6.375‬في المئة‪ .‬وكان‬ ‫ت�سوي���ق الإ�صدار بد�أ في ح���دود ‪ 6.75‬في المئة‬ ‫وبنطاق �إ�ستر�ش���ادي �أولي بين ‪ 6.50‬و‪6.625‬‬ ‫في المئة قبل الت�سعير النهائي‪.‬‬ ‫وداف���ع م�صدر قريب من العملية ع���ن قرار مرتبي‬ ‫الإ�ص���دار بالب���دء بنطاق مت�سع ث���م خف�ضه ‪37.5‬‬ ‫نقط���ة �أ�سا����س‪ ،‬مو�ضح���ا ً �أن "ردود الم�ستثمري���ن‬ ‫كانت ت�شير �إل���ى رغبتهم في ب���دء الت�سويق حتى‬ ‫ولو عند م�ستويات �أعلى من ذلك"‪.‬‬ ‫ووفق���ا ً للم�صدر‪ ،‬تجاوزت طلب���ات الإكتتاب ‪2.5‬‬ ‫ملي���اري دوالر‪ ،‬و�أدار العملي���ة "�سيت���ي غروب" و‬ ‫"جي بي مورغان"‪.‬‬ ‫حقّق بنك ع���وده اللبناني في الأ�شهر الت�سعة‬ ‫ن�سبيا ً اذ �س ّجلت‬ ‫الأولى من �سنة ‪� 2015‬أداء مواتيا ً‬ ‫ّ‬ ‫�أرباحه ال�صافية نم ّواً بن�سبة ‪ %8,7‬مقارن ًة بالفترة‬ ‫المماثل���ة من الع���ام ‪ ،2014‬و�إرتفع���ت �إلى ‪304‬‬ ‫ماليي���ن دوالر‪ ،‬مو ّزعة بن�سب���ة ‪ %54‬على الوحدات‬ ‫اللبناني���ة و‪ %46‬عل���ى الوح���دات في الخ���ارج‪ .‬قد‬ ‫ّ‬ ‫جاءت ه���ذه النتيجة ف���ي ظلّ تخ�صي����ص م�ؤونات‬ ‫لنوعية‬ ‫�صافي���ة بقيمة ‪ 98‬ملي���ون دوالر تعزي���زاً‬ ‫ّ‬ ‫موج���ودات الم�ص���رف ومناعته���ا ف���ي مواجه���ة‬ ‫التط��� ّورات المعاك�س���ة المتراكم���ة ف���ي ع���دد من‬ ‫بل���دان �إنت�شار المجموع���ة‪ .‬في المقاب���ل‪� ،‬إرتفعت‬ ‫المجمع���ة ل���دى عوده لت���وازي ‪42,4‬‬ ‫الموج���ودات‬ ‫ّ‬ ‫مليار دوالر ف���ي نهاية �أيلول (�سبتمبر) المن�صرم‪،‬‬ ‫�أي بنم���و ن�سب ُت���ه ‪ %1‬مقارنة بنهاي���ة كانون الأول‬ ‫(دي�سمب���ر) ‪ ،2014‬و�ص���ل �إل���ى ‪ %5‬بعد ت�صحيح‬ ‫الت�أثير ال�سلبي لتدهور �سعر �صرف كلّ من الجنيه‬ ‫التركية‪.‬‬ ‫الم�صري والليرة‬ ‫ّ‬ ‫ح���از برنام���ج " ‪ "SME Financing‬م���ن"‬ ‫‪ "Creditbank‬جائ���زة �أف�ض���ل م�ص���رف لتمويل‬ ‫م�شاري���ع" ‪ "SME‬لع���ام ‪ 2014‬لمنطقة الم�شرق‬ ‫م���ن "‪ ."CPI Financing‬ه���دف برنام���ج‬ ‫الم�شاري���ع "‪ "SME‬في "‪ "Creditbank‬هو دعم‬ ‫ذوي الإرادة الذي���ن يملك���ون الخب���رة واالحت���راف‬ ‫وتعزي���ز قدراته���م لتحقي���ق االه���داف‪ ،‬وذلك عبر‬ ‫مجموعة متكاملة م���ن الحلول الم�صرفية التي تتم‬ ‫درا�ستها لتطاب���ق حاجات م�شروع وتزويد �أ�صحابه‬ ‫بالإ�ست�شارات الالزمة‪.‬‬

‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪49‬‬


‫البور�صات العربية والدولية‬

‫�أخبار �أ�سواق المال‬

‫العمالت‬

‫المؤشر‬

‫بور�صة الكويت‪ :‬مجموعة �إ�صالحات رئي�سية‬ ‫تح�سين ال�سيولة وزيادة القيمة ال�سوقية هي محور الإ�صالحات الجارية في �سوق‬ ‫الكويت للأوراق المالية‪ ،‬فيما تعمل ال�سلطات على �إعادة تن�شيط نمو البور�صة‪.‬‬ ‫ب ��د�أت ال�سلط ��ات فعلي� �اً العم ��ل على مجموع ��ة م ��ن الإ�صالحات التقني ��ة‪ .‬في حين‬ ‫ي�ش� � ّكل ك�س ��ب و�ضع �سوق نا�شئة عل ��ى الم�ؤ�شرات المتداولة دولياً ج ��زءاً �أ�سا�سياً في‬ ‫ج ��دول الأعم ��ال في المدى الطويل‪ ،‬ف�إن مقترحات �أخرى‪ ،‬بما في ذلك بيع ح�صة‬ ‫�أقلي ��ة م ��ن �أ�سهم بور�ص ��ة الكويت و�إدراج �ش ��ركات النفط المملوك ��ة للدولة‪ ،‬يجري‬ ‫النظر فيها‪.‬‬ ‫حت ��ى �أواخ ��ر �أيلول (�سبتمب ��ر)‪ ،‬كانت هناك حوالي ‪� 24‬شرك ��ة قد �أعلنت عن خطط‬ ‫ل�شطب �إ�سمها من التداول في بور�صة الكويت منذ بداية العام ‪ ،2014‬وفقاً لتقارير‬ ‫و�سائل االعالم‪ .‬وكان بينها بيت التمويل الخليجي في البحرين الذي �إختار وقف‬ ‫التداول‪ ،‬بعدما وافق مجل�س �إدارته على ال�شطب الطوعي‪.‬‬ ‫و�شطب ��ت �سوق الأوراق المالي ��ة خم�س �شركات �إ�ضافية خالل الفترة نتيجة لتعليق‬ ‫ح�ص ��ة طوي ��ل الأمد �أو ب�سبب الخ�سائر المتراكمة التي تجاوزت ‪ ٪75‬من ر�أ�سمالها‬ ‫الكل ��ي‪� .‬شركت ��ان جديدت ��ان فق ��ط ‪� -‬شرك ��ة االت�ص ��االت "فيف ��ا الكوي ��ت" و"ميزان‬ ‫القاب�ضة" ‪� -‬أُدرِجتا في البور�صة خالل هذا الوقت‪.‬‬ ‫ال�شي ��خ ط�ل�ال علي العب ��داهلل الجابر ال�صب ��اح‪ ،‬الرئي�س التنفي ��ذي ل�شركة النوادي‬ ‫القاب�ضة ‪ -‬واحدة من ال�شركات التي �أعلنت عن خطط ل�شطب �إ�سمها من التداول‬ ‫ه ��ذا الع ��ام – �ص ��رح لو�سائل الإع�ل�ام في �أيل ��ول (�سبتمبر)‪�" :‬إن ال�سب ��ب الرئي�سي‬ ‫للإن�سح ��اب م ��ن الت ��داول هو القيم ��ة ال�سوقي ��ة المنخف�ضة لأ�سه ��م ال�شركة"‪ .‬كما‬ ‫ذك ��رت �شركات �أخ ��رى �أن �إنخفا�ض معدل �سرعة حركة الأ�سهم كان �سبباً لل�شطب‪،‬‬ ‫م ��ع و�ص ��ول حجم الت ��داول اليومي في بور�ص ��ة الكويت في كثير م ��ن الأحيان �إلى‬ ‫ن�صف الم�ستويات التي ت�شهدها بور�صات المملكة العربية ال�سعودية ودبي‪.‬‬ ‫وه ��ذا يق ��ف على النقي�ض من العديد من الأ�س ��واق الأخرى في المنطقة‪ ،‬حيث �أن‬ ‫ت�س ��ع �ش ��ركات قد �أُدرجت في البور�صة ال�سعودي ��ة خالل الفترة نف�سها‪ ،‬في حين �أن‬ ‫�سوق دبي المالية وبور�صة نا�سداك دبي �إ�ستقبلتا معاً �سبعة داخلين جدد‪.‬‬ ‫وعرف ��ت �أحج ��ام الت ��داول في بور�صة الكوي ��ت تراجعاً طوال الع ��ام ‪� ،2014‬إنخفا�ضاً‬ ‫بن�سب ��ة ‪ ٪58‬عل ��ى م ��دار ال�سنة‪ ،‬في حي ��ن �أن القيمة الإجمالية للأ�سه ��م المتداولة‬ ‫�إنخف�ضت بن�سبة ‪� ٪46‬إلى ‪ 6.2‬مليارات دينار كويتي (‪ 20.5‬مليار دوالر)‪ .‬في الوقت‬ ‫عين ��ه �إنخف�ض ��ت القيمة ال�سوقي ��ة للبور�صة بن�سبة ‪ ٪45.5‬خ�ل�ال الفترة �إلى ‪30.2‬‬ ‫مليار دينار (‪ 99.9‬مليار دوالر)‪ ،‬وفقاً لبيانات بور�صة الكويت‪.‬‬ ‫و�إ�ستم ��رت ه ��ذه الأرقام �إلى حد كبي ��ر في �إتجاهها النزولي ف ��ي العام ‪ .2015‬وعلى‬ ‫الرغ ��م م ��ن �أن عدد الأ�سه ��م المتداولة �إرتف ��ع بن�سبة ‪ ٪3‬خالل الن�ص ��ف الأول من‬ ‫الع ��ام‪ ،‬ح�س ��ب الأرق ��ام الر�سمية‪ ،‬فقد �إنخف� ��ض �إجمالي قيمتها بن�سب ��ة ‪ ٪12‬لت�صل‬ ‫�إل ��ى ‪ 2.4‬ملي ��اري دين ��ار (‪ 7.9‬مليارات دوالر)‪ .‬و�إنخف�ضت قيم ��ة الأ�سهم المتداولة‬ ‫م ��رة �أخ ��رى ف ��ي الربع الثال ��ث‪ ،‬هابط� � ًة بن�سبة ‪� ٪29‬إل ��ى ‪ 774.1‬ملي ��ون دينار (‪2.6‬‬ ‫ملياري دوالر)‪.‬‬ ‫و�أفادت ال�شركات ب�أنه �إ�ضافة �إلى عدم وجود ال�سيولة في بور�صة الكويت‪ ،‬فغالباً ما‬ ‫كانت الأ�سهم ُتق َّيم ب�أقل من قيمتها‪.‬‬ ‫وتدع ��م هذه ال�ش ��ركات مخاوفها ببيانات منت�صف العام ال�ص ��ادرة من بنك الكويت‬ ‫الوطن ��ي‪ ،‬والتي �أظهرت �إرتفاع الأرب ��اح الإجمالية ل‪� 169‬شركة مُدرجة في بور�صة‬ ‫الكويت بن�سبة ‪ ٪5.6‬في العام على �أ�سا�س �سنوى لت�صل الى ‪ 868‬مليون دينار (‪2.9‬‬ ‫ملياري دوالر)‪ ،‬مدفوع ًة بقطاعات العقارات والخدمات المالية‪ .‬وفي الوقت عينه‪،‬‬ ‫خ�ل�ال الفترة نف�سه ��ا‪� ،‬إنخف�ض �إجمال ��ي القيمة ال�سوقية لبور�ص ��ة الكويت بن�سبة‬ ‫‪� ٪6.6‬إلى ‪ 29.2‬مليار دينار (‪ 96.6‬مليار دوالر)‪.‬‬ ‫وم ��ع �إع ��راب �أ�صحاب الم�صلحة الإقليميين عن قلقه ��م �إزاء ت�أثير �شطب ال�شركات‬

‫‪48‬‬

‫العدد ‪ - 36‬ت�شرين الثاين ‪ -‬كانون الأول (نوفمرب ‪ -‬دي�سمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫م ��ن الت ��داول ف ��ي بور�ص ��ة الكوي ��ت عل ��ى جاذبي ��ة الإكتتاب ��ات العام ��ة الأولي ��ة ف ��ي‬ ‫الم�ستقب ��ل‪ ،‬يتوق ��ع الخب ��راء �أن ُتق ��دم ال�سلط ��ات الكويتي ��ة على �إدخ ��ال �سل�سلة من‬ ‫الإ�صالحات في الأ�شهر المقبلة بهدف تحقيق الإ�ستقرار في البور�صة‪ ،‬وفي نظرة‬ ‫�أطول بعيدة المدى‪ ،‬تحقيق ت�صنيف �سوق نا�شئة في نهاية المطاف‪.‬‬ ‫وف ��ي حي ��ن �أن الكويت حتى الآن ل ��م تح�صل على مكان في قائم ��ة مورغان �ستانلي‬ ‫كابيت ��ال �إنترنا�شيون ��ال (‪ )MSCI‬للأ�س ��واق قي ��د النظر لو�ضع �س ��وق نا�شئة‪ ،‬فهذا‬ ‫يعن ��ي �أن ترقيته ��ا من غير المرجح �أن تحدث قب ��ل ‪ 2017‬على �أقرب تقدير‪ ،‬وهيئة‬ ‫�س ��وق الم ��ال تعمل على التح�سين ��ات التقنية التي ت�أمل �أن تع� � ّزز تر�شيح ال�سوق في‬ ‫المدى الطويل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وتت�ض ّم ��ن �إ�ستراتيجية الهيئ ��ة جعل ت�سوية ال�صفقات �أكث ��ر �إن�سجاما مع المعايير‬ ‫العالمي ��ة‪ ،‬والخ�صخ�ص ��ة المحتمل ��ة لبور�صة الكويت نف�سها‪ ،‬الت ��ي قالت الحكومة‬ ‫ب�أنها يمكن �أن تنطوي على تقديم ما ي�صل �إلى ‪ ٪44‬من �أ�سهم البور�صة �إلى �شركة‬ ‫متخ�ص�صة في ت�شغيل التبادل‪.‬‬ ‫ف ��ي �أيل ��ول (�سبتمب ��ر) �ص ��رح ناي ��ف الحج ��رف‪ ،‬رئي� ��س مجل� ��س �إدارة هيئ ��ة ال�سوق‬ ‫المالي ��ة‪ ،‬لو�سائ ��ل الإع�ل�ام ان الحكوم ��ة تدر� ��س �أي�ض� �اً �إدراج ال�ش ��ركات النفطي ��ة‬ ‫المملوك ��ة للدول ��ة‪ ،‬والت ��ي يمك ��ن �أن تو ّف ��ر دفع ��ة قوية لل�س ��وق من حي ��ث ال�سيولة‬ ‫والقيمة على حد �سواء‪.‬‬ ‫لقد �شهدت بور�صات �أخرى في المنطقة‪ ،‬بما في ذلك بور�صة قطر و�سوق دبي المالية‪،‬‬ ‫زي ��ادة كبيرة في ن�شاط التداول بعد �إع ��ادة ت�صنيف قطر والإمارات من قبل "مورغان‬ ‫�ستانل ��ي كابيت ��ال �إنترنا�شيونال" (‪ )MSCI‬وغيره‪ ،‬على الرغ ��م من �أن التدفقات التي‬ ‫كان يتوقعها الم�ستثمر الم�ؤ�س�سي من �إعادة الت�صنيف لم تتحقق بالكامل‪.‬‬ ‫ح�سن ��ت �سل�سل ��ة م�ؤ�ش ��ر فاينن�ش ��ال تايم ��ز ل�ل��أوراق المالية‬ ‫ف ��ي �أيل ��ول (�سبتمب ��ر) ّ‬ ‫(‪ )FTSE‬مرتب ��ة بور�ص ��ة قط ��ر م ��ن و�ض ��ع ح ��دود �إلى و�ضع �س ��وق نا�شئ ��ة ثانوية‪،‬‬ ‫بع ��د ترقيات مماثلة من "مورغ ��ان �ستانلي كابيتال �إنترنا�شيونال" و"�ستاندرد �أند‬ ‫ب ��ورز" في الع ��ام الما�ضي‪ .‬وقد �إرتف ��ع متو�سط​​حجم الت ��داول اليومي في بور�صة‬ ‫قط ��ر ‪ %160‬ف ��ي الع ��ام عل ��ى �أ�سا� ��س �سن ��وي في �أعق ��اب ترقي ��ة "مورغ ��ان �ستانلي"‪،‬‬ ‫وفق� �اً للمدي ��ر التنفيذي للبور�صة‪ ،‬را�ش ��د بن علي المن�صوري‪ ،‬م ��ع �إرتفاع �إجمالي‬ ‫القيمة ال�سوقية ‪ ٪21.8‬في العام ‪� 2014‬إلى ‪ 676.8‬مليار ريال قطري (‪ 185.9‬مليار‬ ‫دوالر)‪ .‬وف ��ي الي ��وم الأول من التداول بعد �إدراج البالد في م�ؤ�شر مورغان �ستانلي‬ ‫للأ�سواق النا�شئة‪ ،‬و�صلت الأ�سهم المتداولة في بور�صة قطر �إلى رقم قيا�سي ‪4.6‬‬ ‫ملي ��ارات ري ��ال قطري (‪1.3‬مليار دوالر) ‪ ،‬وفقاً للتقرير ال�سنوي للبور�صة‪ ،‬مقارن ًة‬ ‫م ��ع �إرتف ��اع قيا�سي �سابق في حزي ��ران (يونيو) ‪ 2008‬بلغ ‪ 2.4‬ملي ��اري ريال قطري‬ ‫(‪ 659.3‬مليون دوالر)‪.‬‬ ‫م ��ن جانب ��ه‪� ،‬إرتفع م�ؤ�شر �سوق دب ��ي المالية ‪ ٪58‬منذ بداية العام حتى �أيار (مايو)‬ ‫‪ 2014‬مت�أث ��راً ب�أخب ��ار �إع ��ادة ت�صنيف دولة الإم ��ارات من قبل مورغ ��ان �ستانلي‪ ،‬مع‬ ‫تزايد متو�سط​​التداول اليومي بن�سبة ‪ ٪136.7‬على مدار ال�سنة‪ .‬وقد بلغت القيمة‬ ‫ال�سوقي ��ة للبور�ص ��ة بحلول نهاية الع ��ام الفائت ‪ 322.6‬مليار دين ��ار �إماراتي (‪87.7‬‬ ‫مليار دوالر)‪ ،‬محقق ًة ‪ ٪24.3‬من الأرباح‪.‬‬ ‫وم ��ع ذلك‪ ،‬ف�إن تدفقات المحافظ المتوقعة من الم�ؤ�س�سات الإ�ستثمارية العالمية‬ ‫ل ��م تتحق ��ق �إل ��ى الدرجة التي �أملت به ��ا الأ�سواق‪ ،‬مع تباط�ؤ النم ��و العالمي وتوقع‬ ‫�إرتفاع �سعر الفائدة في الواليات المتحدة فقد ف�ضل معظم اللم�ستثمرين الإبتعاد‬ ‫من الأ�سواق النا�شئة‪.‬‬ ‫وال�س� ��ؤال هن ��ا‪ :‬ه ��ل الإ�صالحات المتوقع ��ة في بور�ص ��ة الكويت �ستك ��ون �أنجح من‬ ‫�أقرانها في الدول المجاورة؟‬

‫الكويت ‪ -‬خالد الديب‬


‫ر�سمي ًا �أبد ًا‪ .‬مع ذلك‪ ،‬قبل الت�صويت على الإنقاذ‪،‬‬ ‫برزت معلومات جديدة تفيد ب�أن مراجعة ح�سابات‬ ‫بنك الإ�س ��كان ُعهدت �إلى �شركة �إ�ست�شارية يملكها‬ ‫المنجي بكار الذي كان �شقيقه‪ ،‬توفيق بكار‪ ،‬ي�شغل‬ ‫من�ص ��ب وزير المالي ��ة في عهد زي ��ن العابدين بن‬ ‫عل ��ي في الع ��ام ‪ ،1999‬وبع ��د ذلك ُع ِّي ��ن محافظ ًا‬ ‫للبن ��ك المركزي التون�س ��ي م ��ن ‪ 2004‬حتى العام‬ ‫‪ ،2011‬عندم ��ا تم ��ت �إقالته من من�ص ��به‪ .‬ويدّعي‬ ‫بع� ��ض المعلوم ��ات‪� ،‬أنه ف ��ي عهد بن عل ��ي‪ ،‬مار�س‬ ‫توفيق �ض ��غوط ًا عل ��ى الرئي� ��س التنفيذي ال�س ��ابق‬ ‫لل�ش ��ركة التون�س ��ية للبن ��ك لمنح �ش ��قيقه المنجي‬ ‫قرو�ض غير م�ض ��مونة ليتم ّكن من �ش ��راء ممتلكات‬ ‫كانت �س ��ت� َّؤجر �إلى م�ؤ�س�س ��ة حكومي ��ة (وهو �إدعاء‬ ‫نفاه توفيق)‪.‬‬ ‫وق ��د غ�ض ��ب الجمه ��ور التون�س ��ي ج ��راء ه ��ذه‬ ‫المعلومات‪ .‬وحتى مع ذلك‪ ،‬بعد ب�ضعة �أيام‪� ،‬ص َّوت‬ ‫مجل� ��س نواب ال�ش ��عب ف ��ي تون�س بغالبية �س ��احقة‬ ‫ل�ص ��الح خط ��ة الإنق ��اذ البالغة ‪ 867‬ملي ��ون دينار‬ ‫(‪ 440‬مليون دوالر) المم ّولة من دافعي ال�ض ��رائب‬ ‫لم�س ��اعدة البنكي ��ن عل ��ى الق�ض ��اء عل ��ى الدي ��ون‬ ‫المعدومة‪.‬‬ ‫بع ��د تمرير خطة الإنقاذ في البرلمان‪� ،‬أعرب كبار‬ ‫الم�ست�ش ��ارين في الحكومة التون�س ��ية ع ��ن قلقهم‬ ‫م ��ن �أن ق�ض ��ايا هيكلي ��ة رئي�س ��ية ‪ -‬مث ��ل عمليات‬ ‫ال�ش ��راءات ومراجع ��ة تدقيق الح�س ��ابات‪ ،‬ف�ض�ل ً�ا‬ ‫عن وجود �ش ��ركات مملوكة للدول ��ة ُمثقلة بالديون‬ ‫كعمالء رئي�س ��يين لهذين البنكين ‪ -‬تبقى من دون‬ ‫ح ��ل‪ .‬وهم يعتقدون �أنه قبل مرور فترة طويلة‪ ،‬ف�إن‬ ‫الم�صرفين �سوف يطلبان المزيد من الأموال‪.‬‬

‫بنك الإ�سكان‪ :‬و�صلته عملية الإنقاذ‬

‫كبير جد ًا لكي يف�شل‬ ‫ٌ‬ ‫�إذ ًا‪ ،‬لم ��اذا ُم ِّر َرت خطة الإنقاذ؟ قال لي م�ست�ش ��ار‬ ‫حكومي رفيع الم�س ��توى �أن بع�ض �أع�ضاء البرلمان‬ ‫الذي ��ن كان ��وا يعار�ض ��ون خط ��ة �آب (�أغ�س ��ط�س)‬ ‫للإنق ��اذ على �أ�س ��ا�س �أنه ��ا تفتقر �إلى بن ��ود تتعلق‬ ‫بم�س�ؤولية رموز النظام ال�سابق لم�ساءلتهم‪� ،‬شعروا‬ ‫ب�أنه ��م ُملزَ م ��ون للت�ص ��ويت بنع ��م‪ .‬مث ��ل الواليات‬ ‫المتح ��دة‪ ،‬بدت تون� ��س واقعة في و�ض ��ع "�أكبر من‬ ‫�أن يف�ش ��ل"‪� :‬إن بنوك الدولة الثالثة الكبيرة لديها‬ ‫ب�ص ��مة كبي ��رة في النظ ��ام المالي للب�ل�اد‪ ،‬وذلك‬ ‫لأنها ت�ش ��كل نحو ‪ 40‬في المئة من �إجمالي الأ�صول‬ ‫الم�صرفية‪ ،‬حيث �أن جزء ًا كبير ًا منها هو قرو�ض‪.‬‬ ‫وقد �أفاد عاملون في القطاع الم�صرفي التون�سي �أن‬ ‫�إجمالي محفظة القرو�ض المعدومة لم�صارف‬ ‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪51‬‬


‫�أ�سواق المال‬ ‫مصارف‬

‫ٌ‬ ‫مدفوع من ال�شعب‪ ،‬ولكنه لي�س من �أجل ال�شعب‬

‫اإلنقاذ المصرفي ُ‬ ‫الم ِعيب في تونس‬ ‫�أعلن �أخير ًا وزير المالية التون�سي �سليم �شاكر ب�أن تون�س بد�أت خطوات �إ�صالح في القطاع البنكي‪ ،‬و�ضخّ ت‬ ‫‪ 440‬ملي��ون دوالر لإع��ادة ر�سملة اثنين من البنوك العامة‪ ،‬وهما بنك الإ�س��كان وال�شركة التون�سية للبنك‪،‬‬ ‫وه��ي قرارات رحّ ب بها �صن��دوق النقد الدولي‪ .‬و�أو�ضح �شاك��ر �أن خطة �إنقاذ البن��وك العمومية م�ستمرة‪،‬‬ ‫و�سيت��م �إ�ستقطاب �شركاء فنيي��ن ي�ساعدون في الإقالع بها‪ .‬و�أ�شار �إلى �أن الدولة لن ت�ضخ مزيد ًا من الأموال‬ ‫لر�سمل��ة البنوك‪ ،‬م�ضيف � ًا �أن الإ�صالحات �ست�شمل �أي�ض � ًا هيكلة البنك المركزي ليك��ون �أكثر �إ�ستقاللية‪.‬‬ ‫ولكن �إلى �أي حد ي�صح هذا الكالم؟ وهل يتما�شى مع ما يجري فعلي ًا في البالد؟‬ ‫تون�س ‪ -‬الهادي بدر الدين‬ ‫ف ��ي بداي ��ة �آب (�أغ�س ��ط�س)‪ ،‬طال ��ب‬ ‫العدي ��د م ��ن البرلمانيين التون�س ��يين‬ ‫الغا�ض ��بين حكومتهم بالك�ش ��ف عن نتائج عمليات‬ ‫المراجعة ال�س ��رية التي جرت لح�سابات م�صر َفين‬ ‫تملكهما الدولة‪ .‬وبعد �أيام فقط‪ ،‬وبالتحديد في ‪7‬‬ ‫�آب (�أغ�س ��ط�س)‪ ،‬جرى ت�ص ��ويت في مجل�س نواب‬ ‫ال�ش ��عب عل ��ى �إنقاذ البنكين ‪ -‬ال�ش ��ركة التون�س ��ية‬ ‫للبن ��ك وبن ��ك الإ�س ��كان ‪ -‬اللذي ��ن كان ��ت غالبي ��ة‬ ‫ُخدمت بطريقة‬ ‫محاف ��ظ القرو� ��ض فيهما قد �إ�س� �ت ِ‬ ‫�س ��يئة مخالفة للقانون �أو هُ درت و�ض ��اعت من قبل‬ ‫نظ ��ام الرئي� ��س ال�س ��ابق زي ��ن العابدين ب ��ن علي‪،‬‬ ‫الأم ��ر ال ��ذي �أدّى �إلى �إحتفاظ هذين الم�ص ��رفين‬ ‫ب"ت�س ��ونامي" من الدي ��ون المعدومة التي بقيت‬ ‫م ��ن دون ح� � ّل‪ ،‬وه ��ذا ب ��دوره �أث ��ار �ض ��جة علني ��ة‬ ‫و�ش ��ائعات ب�أن البنكين متع ّثران ومن دون �س ��يولة‪،‬‬ ‫وربما ُمفل�سان‪.‬‬ ‫�إن تفا�ص ��يل عملي ��ات التدقي ��ق �ألق ��ت ال�ض ��وء‬ ‫عل ��ى ن�ش ��اط الإقرا� ��ض م ��ن البنكين خ�ل�ال �أكثر‬ ‫م ��ن عقدين م ��ن �س ��وء الإدارة في ظل م�س� ��ؤولين‬ ‫م�صرفيين ع َّينهم الرئي�س ال�س ��ابق زين العابدين‬ ‫بن عل ��ي‪ .‬خ�ل�ال تل ��ك الفت ��رة الزمني ��ة‪� ،‬أُج ِبرت‬ ‫البنوك على تموي ��ل معظم‪� ،‬إن لم يكن كل‪ ،‬طلبات‬ ‫القرو�ض ال ُمقدَّمة من قبل بن علي وحا�ش ��يته‪ .‬وقد‬ ‫فعل ��ت ذلك م ��ن طريق ع ّد و�إعتبار ه ��ذه القرو�ض‬ ‫كهدايا‪ ،‬وفق ًا لأحد الم�ص ��رفيين التون�س ��يين الذي‬

‫‪50‬‬

‫� ّإطلع على واحدة من عمليات التدقيق الم�ص ��رفية‬ ‫ال�سرية‪ .‬عندما كانت ُتمنح القرو�ض ف�إن غالبيتها‬ ‫لم تكن ُت�سدَّد �أبد ًا‪ .‬ومنذ �سقوط نظام بن علي بعد‬ ‫الث ��ورة في العام ‪ ،2011‬ظ ّل البن ��كان على حالهما‬ ‫ولم يتم �إ�ص�ل�احهما �إلى حد كبير‪ ،‬على الرغم من‬ ‫�أن الحكومة وعدت بتغيير الإدارتين على الم�ستوى‬ ‫التنفيذي‪.‬‬ ‫�شخ�ص ��يات عدة من داخ ��ل دائرة زي ��ن العابدين‬ ‫ب ��ن عل ��ي الداخلية ُمدين ��ة لهذين البنكي ��ن‪ ،‬ومنذ‬

‫قبل الت�صويت على الإنقاذ في‬ ‫البرلمان التون�سي‪ ،‬برزت معلومات‬ ‫جديدة تفيد ب�أن مراجعة ح�سابات‬ ‫بنك الإ�سكان ُعهدت �إلى �شركة‬ ‫�إ�ست�شارية يملكها المنجي بكار الذي‬ ‫كان �شقيقه‪ ،‬توفيق بكار‪ ،‬ي�شغل‬ ‫من�صب وزير المالية في عهد زين‬ ‫العابدين بن علي في العام ‪ ،1999‬وبعد‬ ‫ذلك ُع ِّين محافظ ًا للبنك المركزي‬ ‫التون�سي من ‪ 2004‬حتى العام ‪،2011‬‬ ‫عندما تمت �إقالته من من�صبه‬

‫العدد ‪ - 36‬ت�شرين الثاين ‪ -‬كانون الأول (نوفمرب ‪ -‬دي�سمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫�س ��قوط النظام القدي ��م في �أواخ ��ر ‪ 2011‬تح ّولت‬ ‫ه ��ذه ال�شخ�ص ��يات و�إن�ض ��مت �إلى �ص ��ف الحلفاء‬ ‫الرئي�س ��يين لحزب الغالبية الجديد "نداء تون�س"‪،‬‬ ‫بقي ��ادة الرئي�س التون�س ��ي الجدي ��د‪ ،‬الباجي قائد‬ ‫ال�سب�س ��ي (‪ 88‬عام� � ًا)‪ ،‬م ��ن �أجل حماي ��ة نفوذها‬ ‫ال�سيا�س ��ي ومعامالته ��ا المالي ��ة‪ ،‬عل ��ى ح ��د ق ��ول‬ ‫م�س� ��ؤول ّ‬ ‫مطلع وعلى دراية بالمعامالت الم�صرفية‬ ‫في بنوك الدولة‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬يقول‪ ،‬فقد �صارت‬ ‫التغيي ��رات فى الإدارة ال ُم َّ‬ ‫خطط لها مت�ش ��ابكة في‬ ‫لعبة ال�س ��لطة‪ ،‬حيث كان على "نداء تون�س" و�أقرب‬ ‫حلفائ ��ه الإقدام عل ��ى تغيير المع َّينين الرئي�س ��يين‬ ‫في البنكين بعد ‪ 2011‬من �أجل خلق "توزيع جديد‬ ‫للكعكة"‪.‬‬ ‫وبالتال ��ي ف� ��إن خط ��ة الإنق ��اذ الت ��ي يم ّوله ��ا دافع‬ ‫ال�ض ��رائب في تون�س ت�سمح للم�س� ��ؤولين الحاليين‬ ‫وال�س ��ابقين وحلفائهم بم�سح و�إلغاء ديونهم ب�سرية‬ ‫وتحت الب�ساط‪ .‬في الواقع‪ ،‬كما قالت �سعاد بيولي‪،‬‬ ‫م ��ن حزب الجبهة ال�ش ��عبية‪� ،‬أم ��ام البرلمان‪ ،‬كان‬ ‫الإنق ��اذ "محاول ��ة لتموي ��ه الحقيق ��ة"‪ .‬و�إقت ��رح‬ ‫النائ ��ب حافظ ال ��زواري من حزب "�آف ��اق تون�س"‬ ‫و�ضع الم�س� ��ؤولين الذين لم ي�سدِّ دوا قرو�ضهم على‬ ‫القائم ��ة ال�س ��وداء العامة‪ ،‬وق ��ال ان ��ه ال يمكنه �أن‬ ‫يدعم عملي ��ة الإنقاذ خالف ذلك‪ .‬و�أعلنت النائبة‬ ‫�س ��امية عبو‪ ،‬من "ح ��زب التي ��ار الديموقراطي"‪،‬‬ ‫�أن �إنق ��اذ البنكين �س ��يكون معيب ًا م ��ن دون معرفة‬ ‫"الو�ضع الحقيقي"‪.‬‬ ‫ف ��ي النهاي ��ة‪ ،‬لم ُت َ‬ ‫ن�ش ��ر نتيج ��ة عملي ��ات التدقيق‬


‫ملي ��ون دوالر‪ ،‬وبعد ذلك‪ ،‬في بداية ت�ش ��رين الأول‬ ‫(�أكتوب ��ر)‪ ،‬واف ��ق البنك الدولي عل ��ى قر�ض طال‬ ‫�إنتظ ��اره يبل ��غ ‪ 500‬ملي ��ون دوالر لم�س ��اعدة �إعادة‬ ‫هيكلة بن ��وك الدول ��ة التون�س ��ية وللم�س ��اعدة على‬ ‫تحفي ��ز النمو الإقت�ص ��ادي‪ .‬وكانت ه ��ذه القرو�ض‬ ‫في ج ��زء منها م�ش ��روطة ببع�ض الر�س ��ملة الأولية‬ ‫و�إع ��ادة هيكلة بنوك الدولة الثالث ��ة في تون�س‪� ،‬إال‬ ‫�أن العملية لإعادة الر�سملة كانت ُمبهمة‪.‬‬ ‫ملحة‬ ‫�إن �إعادة ر�س ��ملة بنوك الدولة كان ��ت �أولوية ّ‬ ‫من ��ذ �س ��قوط زي ��ن العابدين ب ��ن عل ��ي‪� .‬إن �أموال‬ ‫الإنق ��اذ‪ ،‬والتي ت�أتي من جيوب دافعي ال�ض ��رائب‪،‬‬ ‫�س ��وف تق ّلل من عج ��ز ر�ؤو�س �أموال بن ��وك الدولة‬ ‫عندم ��ا تن�ش ��ر موازناتها العمومية قب ��ل نهاية هذا‬ ‫العام‪ .‬ولكن من حيث �إ�ستراتيجية الدولة الجديدة‬ ‫لهذه البنوك‪ ،‬التي ال فائدة منها كم�صدر للإئتمان‬ ‫لتحفيز النمو الإقت�صادي‪ ،‬قال لي م�ست�شار حكومي‬ ‫رفيع الم�س ��توى �أن ال �أحد يعرف ماذا �سيحدث بعد‬ ‫ذلك‪" .‬حتى الوزراء لي�ست لديهم معلومات ب�سبب‬ ‫غياب و�إنعدام ال�ش ��فافية‪ .‬نحن حق ًا نتخذ خطوات‬ ‫في الظالم"‪ ،‬م�ضيف ًا‪.‬‬ ‫هناك �أي�ض� � ًا عدم و�ضوح ب�ش�أن ما �إذا كانت �إعادة‬ ‫هيكلة البنوك �س ��وف ت�س ��اعد على �إ�صالح القطاع‬ ‫الم�صرفي‪ .‬في �أيلول (�سبتمبر) الفائت‪� ،‬أكد ناجي‬ ‫لل�صحافة �أن خطة �إعادة الهيكلة جارية‪ .‬جنب ًا �إلى‬

‫وزير المالية التون�سي �سليم �شاكر‪:‬‬ ‫تنظيم و�ضع بنوك الدولة قبل نهاية ‪2015‬‬

‫محافظ البنك المركزي التون�سي ال�شاذلي العياري‪:‬‬ ‫البحث عن حلول للإ�صالح الم�صرفي‬

‫جنب مع عملية �إنقاذ �آب (�أغ�س ��ط�س) التي تعتمد‬ ‫عل ��ى دافع ��ي ال�ض ��رائب‪ ،‬ق ��ال �أن �إع ��ادة الهيكلة‬ ‫�ست�سمح لل�شركة التون�س ��ية للبنك للبقاء �سائلة �أي‬ ‫قادرة على الدفع‪ .‬وقد وعد وزير المالية التون�سي‪،‬‬ ‫�سليم �ش ��اكر‪ ،‬بالمثل ب�إعادة هيكلة البنوك الثالثة‬ ‫بحل ��ول نهاي ��ة هذا الع ��ام‪ ،‬وفي حزي ��ران (يونيو)‬ ‫ُع ِّين جمال الدين ال�شي�ش ��تي رئي�س� � ًا لمجل�س �إدارة‬ ‫ال�شركة التون�سية للبنك‪ .‬وق ّرر مجل�س �إدارة البنك‬ ‫الف�ص ��ل بي ��ن �ص�ل�احيات رئي� ��س مجل� ��س الإدارة‬ ‫والرئي� ��س التنفي ��ذي‪ ،‬وال ��ذي م ��ن �ش� ��أنه �أن يزيد‬

‫ظاهري ًا �إ�س ��تقالل المجل�س وي�سمح بالتالي مراقبة‬ ‫الإقرا�ض غير الالئق �أو الفا�س ��د‪ .‬ولكن ال�شي�ش ��تي‬ ‫كان الم�ست�ش ��ار المال ��ي لزين العابدي ��ن بن علي‪،‬‬ ‫و�أي�ض� � ًا الرئي�س التنفيذي ال�سابق ل�شركة الطيران‬ ‫المملوكة للدولة‪ ،‬الخطوط التون�س ��ية‪ .‬المر�شحون‬ ‫الآخرون الذين �إقترحهم �شاكر كر�ؤ�ساء تنفيذيين‬ ‫�أو ر�ؤ�س ��اء لمجال� ��س �إدارات البن ��وك الحكومي ��ة‬ ‫الثالثة ُر ِف�ض ��وا لأ�س ��باب المح�س ��وبية ال�سيا�سية‪،‬‬ ‫وفق ًا لم�س�ؤول كبير �شارك في هذه العملية‪ .‬وعالوة‬ ‫على ذلك‪ ،‬لأن م�ش ��اكل الحكم الأ�سا�س ��ية هي من‬ ‫دون حل �أ�ص�ل ً�ا‪ ،‬قال‪ ،‬ف�إن �أي تغيير هيكلي �أو تغيير‬ ‫في القيادة هو مج ��رد عملية �إعادة توزيع لعائدات‬ ‫البقرة الحلوب‪.‬‬ ‫في الواقع‪� ،‬إن عملي ��ة الإنقاذ المعتمدة على �أموال‬ ‫دافعي ال�ض ��رائب �س ��وف تخ ّف�ض العجز في ر�ؤو�س‬ ‫�أموال البنوك بد ًال من �إ�ستخدامها في �إ�ستثمارات‬ ‫�أخرى لتحفيز الإقت�صاد التون�سي‪ .‬ال يزال عاملون‬ ‫كثر في القطاع الم�ص ��رفي ي�ش ّكون من �أنه ال الثقة‬ ‫تح�س ��نت‪ ،‬وال الثقة‬ ‫ف ��ي القط ��اع الم�ص ��رفي ق ��د ّ‬ ‫زادت في �سيا�س ��ة البنك المركزي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إن‬ ‫الإ�ص�ل�اح الم�صرفي �أم ٌر �ض ��روري‪ ،‬لأنه من دونه‬ ‫�س ��وف لن يكون هناك بالت�أكيد �إنتعا�ش �إقت�صادي‬ ‫لتون�س‪.‬‬ ‫في تقريره في ال�ش ��هر الفائت‪ ،‬قال �صندوق النقد‬ ‫الدولي �إن �إ�صالح الرقابة الم�صرفية نف�سها يبقى‬ ‫"�أولوية مطلقة"‪ .‬وكما قال النائب في�ص ��ل الت ّبيني‬ ‫ف ��ي البرلمان‪ ،‬تحت ��اج تون� ��س �إلى جعل محا�س ��بة‬ ‫ال ّمق َّربي ��ن م ��ن النظام ال�س ��ابق وتح ّمل م�س� ��ؤولية‬ ‫�أعمالهم في خ�ضم الإ�صالح الم�صرفي لي�س "�أقل‬ ‫�أهمي ��ة من مكافحة الإرهاب"‪ .‬هذه البنوك ‪ ،‬قال‪،‬‬ ‫هي الرمز الجلي والوا�ضح للف�ساد‬

‫�إن تفا�صيل عمليات التدقيق‬ ‫للح�سابات �ألقت ال�ضوء على‬ ‫ن�شاط الإقرا�ض من البنكين خالل‬ ‫�أكثر من عقدين من �سوء الإدارة في‬ ‫ظل م�س�ؤولين م�صرفيين ع َّينهم‬ ‫الرئي�س ال�سابق زين العابدين بن علي‪.‬‬ ‫خالل تلك الفترة الزمنية‪� ،‬أُجبِرت‬ ‫البنوك على تمويل معظم‪� ،‬إن لم يكن‬ ‫قدمة من قبل‬ ‫كل‪ ،‬طلبات القرو�ض ال ُم َّ‬ ‫بن علي وحا�شيته‪ .‬وقد فعلت ذلك‬ ‫عد و�إعتبار هذه القرو�ض‬ ‫من طريق ّ‬ ‫كهدايا‪ ،‬وفق ًا لأحد الم�صرفيين‬ ‫التون�سيين‬

‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪53‬‬


‫�أ�سواق المال ¶ م�صارف‬

‫ال�شركة التون�سية للبنك‪ 30 :‬في المئة من الديون لم ت�سدد‬

‫الرئي�س ال�سابق زين العابدين بن علي‪:‬‬ ‫جعل بنوك الدولة في خدمته وخدمة حا�شيته‬

‫الرئي�س التون�سي الباجي قائد ال�سب�سي‪:‬‬ ‫م�س�ؤولية كبيرة �أمام حزبه لإعادة تنظيم الو�ضع الم�صرفي‬

‫الدول ��ة الثالثة (هناك بنك دولة واحد لم ي�ش ��مله‬ ‫تجر بعد عملية تدقيق لح�ساباته)‬ ‫الإنقاذ‪ ،‬لأنه لم ِ‬ ‫حوالي ‪ 6.7‬مليارات دينار (‪ 3.4‬مليارات دوالر)‪.‬‬ ‫وفي الوقت عينه‪� ،‬ص ّرح وزير المالية ال�سابق حكيم‬ ‫ب ��ن حم ��ودة وم�ص ��ادر م�ص ��رفية �أخ ��رى للدورية‬ ‫أفرقا كونفيدن�ش ��ل" (‪)Africa Confidential‬‬ ‫"� ِ‬ ‫في �أواخر العام الما�ضي �أن هذه البنوك تمتلك ما‬ ‫يقرب من ‪ 5‬مليارات دينار (‪ 2.64‬ملياري دوالر)‬ ‫من الودائع‪.‬‬ ‫من جه ��ة �أخرى يبدو �أن ‪ 40‬ف ��ي المئة من الديون‬ ‫المعدوم ��ة ت�أت ��ي من قط ��اع ال�س ��ياحة‪ .‬لق ��د ذكر‬ ‫النائب في�ص ��ل الت ّبيني خالل جل�س ��ة برلمانية �أن‬ ‫بع� ��ض المق ّربي ��ن من زي ��ن العابدين ب ��ن علي في‬ ‫قطاع ال�س ��ياحة �أخذوا قرو�ض� � ًا بقيمة ‪ 10‬ماليين‬ ‫دين ��ار (‪ 5.1‬ماليي ��ن دوالر)‪ ،‬وم ��ن ث ��م �س ��رقوا‬ ‫ن�ص ��فها‪ .‬كما �أن بن علي قدّم فنادق �إلى ع�ش ��يرته‬ ‫وحا�شيته لإ�س ��تخدامها ك�ضمان مقابل قرو�ض من‬ ‫بنوك الدولة‪ .‬وقال لي ع�ضو �سابق في لجنة �إ�صالح‬ ‫القطاع ال�س ��ياحي ف ��ي تون�س �أنه بد ًال من ت�س ��ديد‬ ‫ه�ؤالء المق َّربين قرو�ض ��هم ف�إنهم �إ�شتروا �سيارات‬ ‫ل�ص ��ديقاتهم وع�شيقاتهم وزادوا ثرواتهم الخا�صة‬ ‫من خالل �إ�س ��تثمارات �أخ ��رى‪ .‬الواق ��ع �أن العديد‬ ‫من "�أ�ص ��حاب هذه الفنادق" ال يزالون يرف�ض ��ون‬ ‫الإع�ل�ان عن دخلهم الكامل‪ ،‬وفق ًا للم�ص ��در عينه‬ ‫في لجنة �إ�صالح ال�سياحة‪ ،‬ولم يعد لديهم الأموال‬ ‫للعم ��ل و�إدارة فنادقهم �أو ت�س ��ديد قرو�ض ��هم‪ .‬لقد‬ ‫�أ�صيبت �صناعة ال�سياحة ب�إنتكا�سة كبيرة بعد ثورة‬ ‫‪ُ ،2011‬‬ ‫و�ض � ِ�ربت مرة �أخرى ه ��ذا العام بهجومين‬ ‫�إرهابيين ‪ -‬الأول ف ��ي المتحف الوطني بباردو في‬ ‫العا�ص ��مة‪ ،‬وبعد ذلك في منتجع �شعبي في �سو�سة‪.‬‬ ‫لق ��د هبطت ال�س ��ياحة الآن �إلى ‪ 76‬ف ��ي المئة مما‬

‫كان ��ت عليه في العام ‪ ،2010‬قبل عام من �س ��قوط‬ ‫بن عل ��ي‪ ،‬وفق� � ًا للبنك المرك ��زي‪ .‬وقال �ص ��ندوق‬ ‫النقد الدولي في تقرير في ال�شهر الما�ضي �أن هذه‬ ‫الهجمات ق ��د �أدّت �إلى �إلغاء ما يقرب من ن�ص ��ف‬ ‫حج ��وزات الفن ��ادق القائم ��ة وكان ��ت المنتجع ��ات‬ ‫فارغة في ذروة مو�س ��م ال�ص ��يف‪ .‬ويق ��دِّ ر المكتب‬ ‫الوطن ��ي لل�س ��ياحة �أن نح ��و ‪ 90‬في المئ ��ة من �أكثر‬ ‫من ‪ 800‬فندق م�س � ّ�جل في تون�س تعاني بالفعل من‬ ‫�ص ��عوبات مالية �أو هي في عملية �إغالق‪ .‬بالن�س ��بة‬ ‫�إلى ال�س ��نة ككل‪ ،‬يتوقع �ص ��ندوق النق ��د الدولي �أن‬

‫‪52‬‬

‫في ‪� 7‬آب (�أغ�سط�س) الفائت جرى‬ ‫ت�صويت في مجل�س نواب ال�شعب‬ ‫التون�سي على �إنقاذ بنكين ‪ -‬ال�شركة‬ ‫التون�سية للبنك وبنك الإ�سكان ‪-‬‬ ‫اللذين كانت غالبية محافظ القرو�ض‬ ‫فيهما قد �إ�ستُخدِ مت بطريقة �سيئة‬ ‫�أو هُ درت و�ضاعت من قبل نظام‬ ‫الرئي�س ال�سابق زين العابدين بن‬ ‫علي‪ ،‬الأمر الذي �أ ّدى �إلى �إحتفاظهما‬ ‫ب"ت�سونامي" من الديون المعدومة‬ ‫التي ال تزال من دون حل‪ ،‬وهذا بدوره‬ ‫�أثار �ضجة علنية و�شائعات ب�أن البنكين‬ ‫متع ّثران ومن دون �سيولة‪ ،‬وربما ُمفل�سان‬

‫العدد ‪ - 36‬ت�شرين الثاين ‪ -‬كانون الأول (نوفمرب ‪ -‬دي�سمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫الخ�س ��ائر م ��ن تدفقات ال�س ��ياحة �س ��تكون حوالي‬ ‫‪ 1.1‬ملي ��ار دوالر‪� ،‬أي ب�إنخفا�ض ‪ 45‬في المئة‪ ،‬مع‬ ‫تداعيات "مهمة" �سلبية على الإقت�صاد الأو�سع‪.‬‬ ‫من ال�سهل �أن نرى‪� ،‬إذ ًا‪ ،‬لماذا ما يقرب من ‪ 30‬في‬ ‫المئة من الديون الم�ستحقة على ال�شركة التون�سية‬ ‫للبنك‪� ،‬أكبر البنوك الثالثة المملوكة للدولة‪" ،‬على‬ ‫االرجح" لم يتم ت�س ��ديدها وفق� � ًا للمدير التنفيذي‬ ‫للبن ��ك‪ ،‬عبد الوهاب ناجي‪ .‬و�أو�ض ��ح على الإذاعة‬ ‫الوطنية بعد �أ�سبوعين على ت�صويت البرلمان على‬ ‫عملية الإنقاذ في �آب (�أغ�س ��ط�س) ب�أن ال�ش ��ركات‬ ‫المعت َّل ��ة المملوك ��ة للدول ��ة ومجموع ��ة متنوعة من‬ ‫القطاعات المت�ض� � ِّررة من التباط�ؤ الإقت�صادي في‬ ‫تون�س ال تزال تواجه تحديات في �سداد ديونها‪.‬‬

‫خطوات في الظالم‬ ‫بعد �شهر واحد فقط على ت�صويت �آب (�أغ�سط�س)‪،‬‬ ‫تحدث ��ت المديرة العامة ل�ص ��ندوق النق ��د الدولي‬ ‫كري�س ��تين الغ ��ارد ومحاف ��ظ البن ��ك المرك ��زي‬ ‫التون�س ��ي ال�شاذلي العياري مع ًا في م�ؤتمر �صحافي‬ ‫عن عملية �إنقاذ �أخرى‪ .‬قال العياري �إن مفاو�ضات‬ ‫جارية للح�ص ��ول على قر�ض يبلغ عل ��ى �أقل تقدير‬ ‫‪ 1.7‬مليار دوالر من �صندوق النقد الدولي لحاالت‬ ‫الطوارئ‪ .‬وبحلول نهاية ذلك ال�شهر‪� ،‬س ّلم �صندوق‬ ‫النقد الدولي لتون�س قر�ض� � ًا يزي ��د قلي ًال على ‪300‬‬


The Best Brazilian Technology

Motrice Equipamentos e Processos Ltda is a Brazilian company specializing in process of food industry, especially in the heat treatment through equipment like Drum Dryer, Spray Dryer, Paddle Dryer, Fluidized Bed Systems, Lyophilisation and also type Tunnel forced air dryers. Motrice has a pilot plant in Curitiba, Brazil, with the possibility to provide the following services:

• Product development • Prototyping Product • Exploratory testing. • Support projects and supports the technical area of new lines And through its Innovation Centre, already serve and provide support in the development of processes for manufacturing flakes fruits, starches and modified gelatin, milk, flour, instant cereal flakes, dried yeast and others…

Equipment

Drum dryer is a suitable drying equipment for temperature sensitive products that present in liquid or paste form and that the drying occurs in a few seconds by forming a thin layer on the cylinder surface without causing oxidation in the product since this process does not no product contact with air.

For More information write to MOTRICE, R São Simão 36, P.O. Box: 82900-290, Curitiba, Paraná, Brazil, Phone: +5541-3366-7226 Or visit: www.motrice.com.br, or www.ippel.com.br Middle East & North Africa Agent: TERRASTONE FINANCE, Istanbul, Turkey For more Information visit: www.terrastonefinance.com


In Food Thermal Processing Motrice projects and manufactures heavy load equipment of high precision for the agribusiness and chemical industry. It works to innovate the conception of equipment focusing the commercial and production needs of the industry. As complemental services of processes engineering, Motrice makes available a research team with engineers dedicated to new concepts of products, besides a pilot plant for the development of processes and preparation of samples for market tests. Maintenance and technical support are also the focus of Motrice, which renders services of evaluation, recovery, reconditioning and modernization of complex machines, including from other suppliers.


‫م ��ن حي ��ث العائ ��دات؛ �إذ يبل ��غ العائ ��د الإجمالي‬ ‫عل ��ى الأ�ص ��ول ‪ ،٪2.31‬في حي ��ن �أن العائد الكلي‬ ‫على ر�أ�س المال و�ص ��ل �إلى ن�سبة مثيرة للإعجاب‬ ‫‪.٪38.07‬‬ ‫هناك عرو� ��ض فردية قوية كذل ��ك‪ .‬تتمتع البنوك‬ ‫الم�ص ��رية ب�أكب ��ر وج ��ود ف ��ي الت�ص ��نيف العربي‬ ‫للعائدات‪ .‬فالبنك التجاري الدولي في م�ص ��ر هو‬ ‫ثاني �أكبر هدّاف في الت�ص ��نيف العربي مع و�صول‬ ‫العائد على الأ�صول فيه �إلى ‪ ،٪3.85‬مبا�شرة بعد‬ ‫"راك بن ��ك" في دولة الإمارات العربية المتحدة‬ ‫الذي يبل ��غ عائده عل ��ى الأ�ص ��ول ‪ .٪4.18‬ويتمتع‬ ‫البن ��ك التج ��اري الدولي في م�ص ��ر �أي�ض� � ًا بثاني‬ ‫�أعل ��ى عائد على ر�أ� ��س المال ف ��ي المنطقة البالغ‬ ‫‪ ،٪50.98‬وه ��ذه الم ��رة تالي� � ًا م�ؤ�س�س ��ة �أخ ��رى‬ ‫م�صرية‪ ،‬بنك القاهرة‪ ،‬الذي بلغ عائده على ر�أ�س‬ ‫المال ‪ .٪72.24‬كما تجدر الإ�ش ��ارة �إلى م�ؤ�س�س ��ة‬ ‫م�ص ��رية �أخرى‪ ،‬بنك قط ��ر الوطني الأهلي‪ ،‬الذي‬ ‫�س ��جل ثالث �أعل ��ى عائد على الأ�ص ��ول ورابع �أعلى‬ ‫عائد على ر�أ�س المال‪.‬‬ ‫ف ��ي حي ��ن �أن البن ��وك الم�ص ��رية تطل ��ق تموجات‬ ‫جي ��دة‪ ،‬ف� ��إن ق�ص ��ة نج ��اح هادئ ��ة ف ��ي المنطقة‬ ‫ت�أت ��ي م ��ن البحرين‪ .‬عل ��ى الرغم م ��ن �أن البنوك‬ ‫ف ��ي المملكة ال�ص ��غيرة ل ��م تفز ب� ٍّأي م ��ن الجوائز‬ ‫لأدائها الكل ��ي ‪ -‬النمو والربحي ��ة متينان‪ ،‬لكنهما‬ ‫التجاري وفا بنك المغربي‪ :‬زيادة متوا�ضعة في ر�أ�سماله‬

‫لي�س ��ا �إ�ستثنائيين – ف�إن المقر�ضين فيها ما زالوا‬ ‫يتربعون في الجزء العلوي في فئات عدة‪.‬‬ ‫وبالتحدي ��د‪ ،‬بن ��ك الخلي ��ج المتحد ف ��ي البحرين‬ ‫دخل الترتيب ه ��ذا العام مع زيادة في ر�أ�س المال‬ ‫بن�س ��بة ‪� ،٪57.90‬أكث ��ر م ��ن �أي م�ؤ�س�س ��ة �أخرى‪.‬‬ ‫و ُيظهر البنك �أي�ض� � ًا طموحه بت�سجيله �أعلى ن�سبة‬ ‫�إرتفاع في الموازنة بلغت ‪ ،٪120.71‬مما �أك�س ��به‬

‫م ��رة �أخ ��رى المرك ��ز الأول لأكبر زي ��ادة في هذا‬ ‫المجال‪ .‬كما نمت �أ�ص ��ول م�ص ��رف ال�سالم وبيت‬ ‫التمويل الخليجي �أي�ض� � ًا بن�س ��بة مثي ��رة للإعجاب‬ ‫بلغ ��ت ‪ ٪79.67‬و‪ ٪43.76‬عل ��ى التوال ��ي‪ .‬وق ��د‬ ‫تراف ��ق هذا الإتجاه في بي ��ت التمويل الخليجي مع‬ ‫زيادة ‪ ٪171.8‬في الأرباح‪ ،‬وهو �أعلى م�س ��توى في‬ ‫الترتيب‪.‬‬

‫قطر‪� :‬إنجازات عالية‬

‫�ستة من �أعلى ‪ 10‬بنوك بالن�سبة �إلى‬ ‫عائدات الأ�صول في الترتيب تنتمي‬ ‫�إلى ال ُمقر�ضين الإماراتيين‪ ،‬مع تفاخر‬ ‫"راك بنك" بعائد ‪ ،٪4.18‬وهو الأعلى‬ ‫في الترتيب‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬تمكنت‬ ‫الإمارات العربية المتحدة من الحفاظ‬ ‫على قدرتها التناف�سية مع نمو الربح‬ ‫الكلي لم�صارفها قبل ال�ضريبة بن�سبة‬ ‫‪ ،٪23.28‬في المرتبة الثانية بعد م�صر‬

‫ف ��ي كثي ��ر م ��ن الأحي ��ان ال زال ��ت قطر ت�س ��ير في‬ ‫ظ ��ل جارتيها الأكب ��ر‪ ،‬المملكة العربية ال�س ��عودية‬ ‫والإمارات العربية المتح ��دة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬كان �أداء‬ ‫البنوك في هذا البلد ال�صغير الذي ي�سكنه حوالي‬ ‫مليوني �ش ��خ�ص جيد جد ًا في الت�ص ��نيف العالمي‬ ‫لهذا العام‪.‬‬ ‫في الواقع‪ ،‬البنك الوحيد الذي خرج عن الإحتكار‬ ‫الثنائ ��ي للمملك ��ة العربي ��ة ال�س ��عودية والإم ��ارات‬ ‫العربي ��ة المتح ��دة للمرات ��ب الع�ش ��ر العلي ��ا ف ��ي‬ ‫الت�ص ��نيف الإقليمي في ر�أ�س المال فئة ‪ 1‬هو بنك‬ ‫قطر الوطني‪ ،‬الذي قفز �أربعة مراكز �إلى المركز‬ ‫الثاني بف�ضل زيادة ر�أ�س المال ب‪.٪22.94‬‬ ‫وقد �س ��جل ه ��ذا البنك العملي ��ة الأكث ��ر ربح ًا في‬ ‫ال�ش ��رق الأو�س ��ط‪ ،‬حيث بلغت �أرباحه قبل خ�ص ��م‬ ‫ال�ض ��رائب ‪ 3.07‬ملي ��ارات دوالر‪ .‬كم ��ا �أنه يتمتع‬ ‫بالمرتب ��ة العا�ش ��رة في الت�ص ��نيف بالن�س ��بة �إلى‬ ‫العائ ��د على ر�أ�س المال‪ ،‬وهو �أمر غير عادي لبنك‬ ‫من ه ��ذا الحجم‪ .‬ف ��ي الوقت عينه �إن ��ه واحد من‬ ‫المقر�ض ��ين الأكث ��ر فعالية من حي ��ث التكلفة‪ ،‬مع‬ ‫بلوغ ن�س ��بة التكلفة �إلى الدخل ‪ ٪19.16‬في نهاية‬ ‫الع ��ام ‪ .2014‬وفي العام الفائت‪ ،‬وا�ص ��ل التو�س ��ع‬ ‫خ ��ارج �س ��وقه المحلي ��ة ال�ص ��غيرة ن�س ��بي ًا قبل �أن‬ ‫ي�ص ��بح �ص ��احب ح�ص ��ة الغالبية في "�إيكوبنك"‪،‬‬ ‫ال ُمقر�ض لعموم �أفريقيا و�أكبر تكتل م�ص ��رفي في‬ ‫"توغو"‪.‬‬ ‫في حين �أن الم�ص ��ارف الأخرى في قطر لم ت�صل‬ ‫�إل ��ى الئحة الع�ش ��رة الأولى‪ ،‬ف�إنها م ��ا زالت قادرة‬ ‫على التفوق على كثيرين من �أقرانها في المنطقة‪.‬‬ ‫لقد ك�س ��بت عائد ًا على الأ�صول الإجمالية ‪٪2.07‬‬ ‫وعائد ًا على ر�أ�س المال ‪ ،٪19.67‬مما يجعلها في‬ ‫المرتبة الثانية بعد م�ص ��ر‪ .‬على وجه الخ�صو�ص‪،‬‬ ‫تمتع م�ص ��رف الري ��ان ب�أداء ملحوظ حيث �س ��جل‬ ‫‪ ٪32.37‬زي ��ادة ف ��ي ر�أ� ��س المال م ��ن الفئة ‪ 1‬مع‬ ‫الحفاظ على الربحية‪� ،‬إذ بلغ العائد على الأ�ص ��ول‬ ‫لدي ��ه ‪ ،٪2.52‬وه ��و عل ��ى الئحة تا�س ��ع �أعلى‬ ‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪57‬‬


‫�أ�سواق المال‬ ‫مصارف‬

‫على الرغم من عدم اليقين ال�سيا�سي و�إنخفا�ض �أ�سعار النفط‬

‫أكبر ‪ 100‬مصرف عربي في العام ‪:2015‬‬ ‫سنة مالية قوية أخرى‬ ‫ت�ستم��ر غالبي��ة الم�ص��ارف في �أنح��اء العالم العرب��ي في �أداء جي��د على الرغ��م من الظ��روف ال�سيا�سية‬ ‫الم�ضطربة‪ ،‬وفق ًا لترتيب مجلة "ذي بنكر" التابعة لمجموعة "فاينن�شال تايمز" لأف�ضل بنك عربي‪ ،‬وكما‬ ‫يفيد التقرير التالي‪:‬‬ ‫لندن ‪ -‬محمد �سليم‬

‫بروز م�صر‬

‫ق ��د يك ��ون قط ��اع البنوك ف ��ي منطقة‬ ‫ال�شرق الأو�سط و�شمال �أفريقيا ي�شهد‬ ‫تحدي ��ات �سيا�س ��ية و�أمني ��ة متزايدة‪ ،‬لك ��ن مجلة‬ ‫"ذي بنكر" المالية البريطانية (التابعة لم�ؤ�س�سة‬ ‫"فاينن�شال تايمز") تُظهر‪ ،‬في ت�صنيفها لأف�ضل‬ ‫و�أكب ��ر مئ ��ة م�ص ��رف عربي للع ��ام ‪� ،2015‬س ��نة‬ ‫�أخرى من الأداء القوي‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن نتائ ��ج البن ��وك العربية ممتازة ح�س ��ب‬ ‫جمي ��ع المقايي� ��س‪ .‬لق ��د عمل ��ت البن ��وك المحلية‬ ‫ب�ش ��كل خا�ص و�ص ��عب لتح�س ��ين مرونته ��ا‪ ،‬رافع ًة‬ ‫�إجمال ��ي ر�أ�س المال م ��ن فئة ‪ 1‬بن�س ��بة ‪٪11.08‬‬ ‫حي ��ث زادت قاع ��دة ر�أ� ��س الم ��ال الإجمالي ��ة �إلى‬ ‫و�س ��عت البن ��وك‬ ‫‪ 263.16‬ملي ��ار دوالر‪ .‬وق ��د ّ‬ ‫موازناته ��ا العمومي ��ة بن�س ��بة ‪ ،٪10.5‬و�أقل قليالً‬ ‫من ‪ ٪12.2‬التي ُ�س � ّ�جلت في العام ال�سابق‪ ،‬لت�صل‬ ‫مقتني ��ات الم�ص ��ارف المج ّمع ��ة ف ��ي الت�ص ��نيف‬ ‫العالمي �إلى ‪ 2388‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫كما زادت الربحية ‪ ،٪13.48‬وهو تح�س ��ن طفيف‬ ‫على ن�سبة ‪ ٪10.94‬التي ُ�س ِّجلت في العام ال�سابق‪.‬‬ ‫ومن المثير للإهتمام �أنه في حين ينت�شر النمو في‬ ‫ر�أ�س المال والأ�ص ��ول بالت�س ��اوي ف ��ي جميع �أنحاء‬ ‫المنطق ��ة‪ ،‬ف� ��إن ه ��ذا ال ينطب ��ق ولي�س ه ��و الحال‬ ‫بالن�سبة �إلى الأرباح‪.‬‬ ‫وق ��د تجاوزت البن ��وك في دولة الإم ��ارات العربية‬ ‫المتح ��دة وم�ص ��ر �أقرانها في المنطق ��ة مع زيادة‬ ‫في الربح قدرها ‪ ٪23.28‬و‪ ٪24.7‬على التوالي‪.‬‬

‫ت�أتي ق�ص ��ة نجاح مثيرة للإعجاب من الم�صارف‬ ‫قر�ض ��ون في حالة جيدة‬ ‫الم�ص ��رية‪ ،‬حيث بدا ال ُم ِ‬ ‫بع ��د فت ��رة طويل ��ة م ��ن �إدخ ��ال �إ�ص�ل�احات على‬ ‫القط ��اع وحالة عدم اليقين ال�سيا�س ��ي‪ .‬لقد زادت‬ ‫البنوك الم�صرية �أ�صولها �أكثر من �أي بلد �آخر في‬ ‫تو�س ��ع �ش ��امل في الموازنة العمومية‬ ‫المنطقة‪ ،‬مع ّ‬

‫‪56‬‬

‫العدد ‪ - 36‬ت�شرين الثاين ‪ -‬كانون الأول (نوفمرب ‪ -‬دي�سمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫و�صل �إلى ‪ ٪18.32‬فيما الإقترا�ض العام والخا�ص‬ ‫ق ��د تعاف ��ى‪ .‬ويبدو ان هذا الإتجاه �س ��وف ي�س ��تمر‬ ‫فيم ��ا الم�ش ��اريع الكبرى ف ��ي البني ��ة التحتية التي‬ ‫تدعمها الحكومة مع ّلقة على بقاء �إختراق البنوك‬ ‫والقط ��اع الم�ص ��رفي منخف�ض� � ًا ‪ ٪10 -‬فقط من‬ ‫ال�س ��كان البال ��غ عدده ��م ‪ 89‬مليون ن�س ��مة لديهم‬ ‫ح�سابات م�صرفية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وتهيم ��ن البنوك الم�ص ��رية �أي�ض� �ا عل ��ى الترتيب‬ ‫بنك عوده اللبناني‪ :‬زاد ر�أ�سماله وو�سع موازنته‬


‫العائد على ر�أ�س المال لدى �أول �أكبر �ستة م�صارف عربية‪� 2002 ،‬إلى ‪2014‬‬ ‫بنك الراجحي‬ ‫بنك �أبو ظبي الوطني‬

‫بنك الإمارات دبي الوطني‬ ‫بنك قطر الوطني‬

‫‪%‬‬ ‫‪50‬‬

‫البنك الوطني التجاري‬ ‫مجموعة �سامبا المالية‬

‫‪40‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪2014‬‬

‫‪2013‬‬

‫‪2012‬‬

‫‪2011‬‬

‫‪2010‬‬

‫‪2009‬‬

‫‪2008‬‬

‫‪2007‬‬

‫‪2006‬‬

‫‪2005‬‬

‫‪2004‬‬

‫‪2003‬‬

‫‪2002‬‬

‫‪0‬‬

‫الم�صدر‪www.thebankerdatabase.com :‬‬

‫ال ت ��زال البن ��وك الخليجية م ��ن بين الم�ؤ�س�س ��ات‬ ‫الأكث ��ر فعالي ��ة م ��ن حي ��ث التكلفة ف ��ي المنطقة‪،‬‬ ‫وبالتالي في جميع �أنحاء العالم‪ .‬وقد تمتع ب�شرف‬ ‫�أدنى تكلفة على الدخل "م�ص ��رف الطاقة الأول"‬ ‫ف ��ي البحرين‪ ،‬والذي �أنفق فقط ‪ 17،46‬دوالر ًا من‬ ‫�أجل تولي ��د ‪ 100‬دوالر من الدخ ��ل‪ .‬بنكان �آخران‬ ‫بارزان بالن�سبة �إلى كفاءة تكلفتهما هما ُمقر�ضان‬ ‫كبيران‪ ،‬بنك قطر الوطني وبنك الخليج الأول في‬ ‫دول ��ة الإمارات العربية المتح ��دة‪ ،‬اللذان يحتلاّ ن‬ ‫المرتبتين الرابعة وال�ساد�سة بالن�سبة �إلى التكلفة‬ ‫على الدخل على التوالي‪.‬‬ ‫بالإ�ض ��افة �إل ��ى البن ��وك الخليجي ��ة‪ ،‬يمار� ��س‬ ‫"�أفريك�س ��يم بنك" والبن ��ك التجاري الدولي في‬ ‫م�ص ��ر �أي�ض� � ًا حجم� � ًا �أ�ص ��غر م ��ن العملي ��ات بين‬ ‫ال ��دول العربية‪ .‬في "�أفريك�س ��يم بن ��ك"‪ ،‬تم دفع‬ ‫‪ 18.07‬دوالر ًا لتوليد ‪ 100‬دوالر من الدخل ون�سبة‬ ‫التكلف ��ة �إلى الدخل في البنك التجاري الدولي في‬ ‫م�ص ��ر كانت فق ��ط ‪ .%20.03‬ب�ش ��كل عام‪ ،‬عرف‬ ‫"�أفريك�س ��يم بنك" �سنة جيدة جد ًا مع زيادة في‬ ‫ر�أ�س ��ماله بلغت ‪ ،٪30.07‬وه ��ي الأكبر في البالد‬ ‫وتا�س ��ع �أكبر زي ��ادة في المنطقة‪ .‬ونم ��ت الموازنة‬ ‫العمومي ��ة للبن ��ك �أي�ض� � ًا‪ ،‬وه ��ذه الم ��رة بن�س ��بة‬ ‫‪� ،٪25.12‬سابع �أكبر زيادة في المنطقة‪.‬‬

‫البلد‬

‫عدد‬ ‫البنوك‬

‫ن�سبة كفاية‬ ‫ر�أ�س المال (‪)%‬‬

‫العائد على‬ ‫الأ�صول (‪)%‬‬

‫العائد على ر�أ�س‬ ‫المال (‪)%‬‬

‫البحرين‬

‫‪11‬‬

‫‪11.51‬‬

‫‪1.28‬‬

‫‪11.15‬‬

‫م�صر‬

‫‪9‬‬

‫‪6.07‬‬

‫‪2.31‬‬

‫‪38.07‬‬

‫الأردن‬

‫‪3‬‬

‫‪10.28‬‬

‫‪1.85‬‬

‫‪18.01‬‬

‫الكويت‬

‫‪9‬‬

‫‪9.96‬‬

‫‪1.18‬‬

‫‪11.86‬‬

‫لبنان‬

‫‪10‬‬

‫‪7.32‬‬

‫‪1.17‬‬

‫‪16.02‬‬

‫ليبيا‬

‫‪1‬‬

‫‪4.63‬‬

‫‪0.38‬‬

‫‪8.12‬‬

‫المغرب‬

‫‪7‬‬

‫‪8.82‬‬

‫‪1.52‬‬

‫‪17.25‬‬

‫عُمان‬

‫‪7‬‬

‫‪11.41‬‬

‫‪1.67‬‬

‫‪14.66‬‬

‫قطر‬

‫‪10‬‬

‫‪10.51‬‬

‫‪2.07‬‬

‫‪19.67‬‬

‫ال�سعودية‬

‫‪12‬‬

‫‪13.67‬‬

‫‪1.98‬‬

‫‪14.51‬‬

‫الإمارات‬

‫‪21‬‬

‫‪12.41‬‬

‫‪1.93‬‬

‫‪15.59‬‬

‫الميزة المحلية‬

‫المجموع‬

‫‪100‬‬

‫‪11.02‬‬

‫‪1.78‬‬

‫‪16.17‬‬

‫ميزة �أخرى فريدة للم�ش ��هد الم�صرفي في العالم‬ ‫العربي هي �شبه غياب عالمي لل�شركات التابعة‬

‫العائد على الأ�صول والعائد على ر�أ�س المال لكل بلد‬

‫الم�صدر‪www.thebankerdatabase.com :‬‬

‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪59‬‬


‫�أ�سواق المال ¶ م�صارف‬ ‫مرتبة في الترتيب‪.‬‬ ‫كان الت�ص ��نيف الما�ض ��ي ق ��د �أظه ��ر �أن البن ��وك‬ ‫الإماراتية قادرة على و�ض ��ع �أ�ص ��ولها للإ�ستخدام‬ ‫الأح�س ��ن وه ��ذا الع ��ام ال يختلف الأمر‪� .‬س ��تة من‬ ‫�أعلى ‪ 10‬بنوك بالن�س ��بة �إلى عائدات الأ�ص ��ول في‬ ‫الترتيب تنتم ��ي �إلى ال ُمقر�ض ��ين الإماراتيين‪ ،‬مع‬ ‫تفاخ ��ر "راك بن ��ك" بعائد ‪ ،٪4.18‬وه ��و الأعلى‬ ‫في الترتيب‪ .‬وع�ل�اوة على ذلك‪ ،‬تمكنت الإمارات‬ ‫العربي ��ة المتح ��دة م ��ن الحف ��اظ عل ��ى قدرته ��ا‬ ‫التناف�س ��ية م ��ع نمو الرب ��ح الكلي لم�ص ��ارفها قبل‬ ‫ال�ضريبة بن�سبة ‪ ،٪23.28‬في المرتبة الثانية بعد‬ ‫م�ص ��ر‪ .‬بالإ�ض ��افة �إلى ذلك‪ ،‬تمكنت �أبو ظبي من‬ ‫�إ�ض ��افة م�صرف �آخر �إلى الئحة بنوكها الموجودة‬ ‫عل ��ى الئحة الع�ش ��رة الأعل ��ى؛ وزاد بن ��ك �أبوظبي‬ ‫التج ��اري ر�أ�س ��ماله بن�س ��بة ‪ ،٪6.66‬م ��ا يكف ��ي‬ ‫للإرتقاء مرتبتين �إلى المركز التا�سع‪.‬‬ ‫م ��ن ناحية �أخرى‪ ،‬يوا�ص ��ل البنك الأهلي التجاري‬ ‫في المملك ��ة العربية ال�س ��عودية تربعه في المركز‬ ‫الأول م ��ن دون منازع‪ ،‬م ��ع ‪ 12.28‬مليار دوالر في‬ ‫ر�أ� ��س الم ��ال من الفئ ��ة ‪ .1‬مقر�ض �س ��عودي �آخر‪،‬‬ ‫بن ��ك الراجحي‪ ،‬يتبع ف ��ي المركز الثال ��ث‪ ،‬قافز ًا‬ ‫مركزين بف�ض ��ل زي ��ادة ر�أ�س الم ��ال ب‪.٪34.17‬‬ ‫وال ي ��زال القط ��اع الم�ص ��رفي ال�س ��عودي �أف�ض ��ل‬ ‫العب في المنطق ��ة‪ ،‬مقتني ًا ‪ ٪23.44‬من �إجمالي‬ ‫الموج ��ودات ف ��ي الترتيب و‪ ٪26,08‬م ��ن �إجمالي‬ ‫ر�أ� ��س الم ��ال‪� ،‬أكثر من �أي بلد �آخ ��ر‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫م ��ن �أنه ال يتمتع ب�أعلى العوائد‪ ،‬ولكن مع نمو ر�أ�س‬ ‫الم ��ال الكلي ب‪ ٪17.05‬فقد تم ّك ��ن من الحفاظ‬ ‫على قدرته التناف�سية مع كل من قطر وم�صر‪.‬‬

‫المغرب ينكم�ش‬ ‫في ترتي ��ب العام الما�ض ��ي‪ ،‬م ّيز ال ُمقر�ض ��ون في‬ ‫المغرب �أنف�س ��هم ب�أعلى زيادة في ر�أ�س المال من‬ ‫الفئة ‪ ،1‬لكنهم لم ي�س ��تطيعوا تك ��رار هذا الإنجاز‬ ‫هذا العام‪ .‬في الواقع‪ ،‬لقد تق ّل�صت ر�ؤو�س الأموال‬ ‫المج َّمعة للبنوك المغربية ب‪.٪2.31‬‬ ‫مجموعة البنك ال�ش ��عبي‪ ،‬التي �سجلت �أعلى زيادة‬ ‫ف ��ي ر�أ� ��س الم ��ال ف ��ي البالد ف ��ي ترتي ��ب ‪،2014‬‬ ‫�إنخف�ض ��ت ه ��ذا الع ��ام بن�س ��بة ‪ .٪9.43‬ويحاول‬ ‫البنك �إنت�شال نف�سه من هذا الإنخفا�ض من خالل‬ ‫تو�سيع نطاق �أعماله‪ ،‬حيث �إ�شترى ح�صة ‪ ٪53‬في‬ ‫"البن ��ك الدول ��ي لأفريقيا" (‪ )BIA‬ف ��ي النيجر‪،‬‬ ‫ويخطط ل�ش ��راء �أ�سهم الأقلية بحلول نهاية العام‪.‬‬ ‫ولدى البنك وجود فعلي في �أفريقيا و�سوف يجعله‬

‫‪58‬‬

‫"راك بنك" في الإمارات‪ :‬الرائد في مجال العائد على الأ�صول‬

‫"البنك الدولي لأفريقيا" في النيجر �أكبر العب‬ ‫في �سوق تلك البالد ب�سبب ملكيته لبنك �أتالنتيك‬ ‫النيجر (‪.)Banque Atlantique Niger‬‬ ‫�ش ��هدت ال�ش ��ركات المغربي ��ة التابعة ل ُمقر�ض ��ين‬ ‫فرن�س ��يين �أي�ض� � ًا نتائج �سيئة‪�" .‬سو�س ��يتيه جنرال‬ ‫المغرب"‪ ،‬و"م�صرف المغرب"‪ ،‬ومجموعة البنك‬ ‫ال�ش ��عبي‪ ،‬والبنك المغرب ��ي للتجارة وال�ص ��ناعة‪،‬‬ ‫كلها ن�ش ��رت تقل�ص ًا في ر�ؤو�س �أموالها من الفئة ‪1‬‬ ‫يتجاوز ‪.٪6‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬فقد تحدّت الم�ؤ�س�س ��ات المملوكة محلي ًا‬ ‫هذا الإتجاه‪ .‬التجاري وفا بنك‪ ،‬وهو �أكبر بنك في‬ ‫البالد ومملوك جزئي ًا ل�ش ��ركة �إ�س ��تثمارية للملك‬ ‫محمد ال�س ��اد�س "ال�ش ��ركة الوطنية للإ�ستثمار"‪،‬‬ ‫قد ن�ش ��ر زي ��ادة متوا�ض ��عة في ر�أ�س المال بن�س ��بة‬ ‫‪ .٪5.43‬كما �أن م�ؤ�س�سة محلية �أخرى‪" ،‬مجموعة‬ ‫بنك بي �أم �س ��ي �إي" (‪،)BMCE Bank Group‬‬ ‫عززت قاعدة ر�أ�س مالها مع نمو ‪.٪1.12‬‬ ‫ل�س ��وء الحظ‪ ،‬حتى هذه البن ��وك المحلية لم يكن‬ ‫ب�إمكانها مقاومة الإنخفا�ض في الأ�صول حيث يبلغ‬ ‫الإنخفا�ض الكلي للمقر�ضين المغاربة في الترتيب‬ ‫‪ ،٪5.93‬مع ن�شر كل م�صرف لإنخفا�ض‪.‬‬

‫�إنخفا�ض التكاليف‬ ‫ف ��ي حي ��ن كان الأداء الع ��ام قوي ًا جد ًا ف ��ي ترتيب‬ ‫ال�س ��نة الفائتة‪ ،‬فقد جاء ذلك بثمن حيث �إرتفعت‬ ‫ن�س ��ب التكلف ��ة �إل ��ى الدخ ��ل ل ��دى عدد م ��ن كبار‬ ‫الم�صارف‪ .‬لح�سن الحظ بالن�سبة �إلى ال ُمقر�ضين‬

‫العدد ‪ - 36‬ت�شرين الثاين ‪ -‬كانون الأول (نوفمرب ‪ -‬دي�سمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫وع ِك�س في‬ ‫في المنطقة‪ ،‬ف�إن هذا الإتجاه قد تح ّول ُ‬ ‫الترتيب الحالي‪.‬‬ ‫في المملكة العربية ال�س ��عودية‪� ،‬إنخف�ضت التكلفة‬ ‫�إل ��ى الدخ ��ل في البن ��ك الأهل ��ي التجاري ب�ش ��كل‬ ‫كبي ��ر �إلى ‪ ٪34.69‬بعد �إرتفاعه �إلى ‪ ٪44.65‬في‬ ‫العام ال�س ��ابق‪ .‬كما �ش ��هد البنك الوطني الكويتي‬ ‫زي ��ادة في تكلفة ت�ش ��غيل �أعماله ف ��ي ترتيب العام‬ ‫الما�ض ��ي‪ ،‬ولكنها �إنخف�ض ��ت ن�س ��بة التكلف ��ة �إلى‬ ‫الدخل من ‪� ٪33.07‬إلى ‪ ٪32.54‬في ترتيب هذا‬ ‫الع ��ام‪ .‬من جهته يتبع بيت التمويل الكويتي النمط‬ ‫عينه‪ .‬بعد �إرتفاع التكاليف في العام الما�ضي �إلى‬ ‫‪ ،٪40.72‬عرفت التكلفة �إلى الدخل هبوط ًا قلي ًال‬ ‫�إلى ‪.٪39.96‬‬ ‫ه ��ذا هو الحال مع ال ُمقر�ض ��ين القطريين‪ ،‬الذين‬ ‫يدي ��رون عموم ًا عملي ��ات ف ّعالة‪� .‬إن ن�س ��بة التكلفة‬ ‫�إلى الدخل لدى بنك قطر الوطني �إنخف�ض ��ت �إلى‬ ‫‪ ٪19.16‬في ترتيب هذا العام‪ ،‬بعدما �إرتفعت �إلى‬ ‫‪ ٪20.89‬ف ��ي العام ال�س ��ابق‪ .‬وفي البنك التجاري‬ ‫القط ��ري‪ ،‬هبطت التكاليف قلي�ل ً�ا �أكثر من نقطة‬ ‫مئوية الى ‪.٪33.25‬‬ ‫بالن�س ��بة �إلى الجزء االكبر من هذه الإنخفا�ضات‬ ‫فه ��و ال يع ّو�ض ع ��ن الزيادات الكبي ��رة التي وقعت‬ ‫في العام الما�ض ��ي – لقد �إرتفع متو�سط​​التكاليف‬ ‫ب�أكث ��ر م ��ن خم� ��س نق ��اط مئوي ��ة‪ ،‬ف ��ي حي ��ن �أن‬ ‫الإنخفا�ض ��ات الأخيرة عادة م ��ا كانت على مقربة‬ ‫م ��ن نقطة مئوية واحدة‪ .‬ولكنه ��ا تبين �أن الإرتفاع‬ ‫في التكاليف تو ّقف على الأقل حتى الآن‪.‬‬


‫ر�أ�س المال ف ��ي كل من الإمارات العربية المتحدة‬ ‫و�سلطنة ُعمان‪ .‬وعالوة على ذلك‪� ،‬إن ح�صة "�أت�ش‬ ‫�أ�س بي �س ��ي" في هذه الأ�س ��واق ال تزال �ص ��غيرة‪،‬‬ ‫كما �إجمالي �أ�صوله في الإمارات العربية المتحدة‬ ‫تمثل ‪ %6.01‬وفي �سلطنة ُعمان ‪.%9.47‬‬ ‫�إن �شركات تابعة ومملوكة من قبل البنوك العربية‬ ‫الأخ ��رى هي �أف�ض ��ل ح ��ا ًال بكثير‪ .‬فمث ًال �ش ��هدت‬ ‫عمليات بنك البحرين الأهلي في ُعمان نمو ًا م�ؤثر ًا‬ ‫في م�س ��توى ر�أ�س المال من الفئ ��ة ‪ 1‬بلغ ‪،٪14.7‬‬ ‫وهو الأكبر في البالد‪ .‬وت�ش ��مل ال�ش ��ركات التابعة‬ ‫العربي ��ة الأخرى الناجحة البن ��ك الأهلي الوطنى‬ ‫القطري في م�ص ��ر‪ ،‬الذي يحت ��ل المرتبة الرابعة‬ ‫من حيث العائد على ر�أ�س المال والثالث بالن�س ��بة‬ ‫�إلى العائد على الأ�صول‪.‬‬

‫البنك التجاري الدولي في م�صر‪ :‬ثاني �أكبر هدّ اف في الت�صنيف العربي بالن�سبة �إلى العائد على الأ�صول‬

‫الطريق �إلى الأمام‬ ‫حت ��ى الآن ت�ص� �دّت البن ��وك الخليجي ��ة بنج ��اح‬ ‫ل�ضغوط �أ�سعار النفط‪ ،‬لكن تع ّر�ضها للقطاع العام‬ ‫من المرجح �أن ي�ؤثر فيها في المدى الطويل ما لم‬ ‫ت�ض ��بط وتنظم نماذج �أعمالها‪� .‬إن �أ�س ��عار النفط‬ ‫�س ��يكون لها ت�أثير مبا�ش ��ر في معظ ��م الأرباح قبل‬ ‫ال�ض ��رائب‪ ،‬على الرغم من �أن بيئة �أ�سعار الفائدة‬ ‫المنخف�ض ��ة قد ق ّل�صت فعلي ًا المكا�سب من �أعمال‬ ‫الإقرا�ض‪.‬‬ ‫لح�سن الحظ‪� ،‬إن الحجم الهائل لو�سائد ال�سالمة‬ ‫المالية التي تراكم ��ت في البنوك الخليجية خالل‬ ‫�س ��نوات الإزده ��ار تجع ��ل م ��ن المرج ��ح �أن يم ��ر‬ ‫بع�ض الوقت قبل �أن تبد�أ هذه الم�ص ��ارف ال�شعور‬ ‫بالوط�أة بطريقة جدية‪.‬‬ ‫في بالد الم�ش ��رق‪ ،‬ف�إن ال�صراع في �سوريا يهيمن‬ ‫على الآفاق الإقت�صادية للمنطقة‪ .‬في الأردن تبدو‬ ‫البن ��وك منزعجة م ��ن عدم الإ�س ��تقرار الإقليمي‪،‬‬ ‫عل ��ى الرغ ��م من �أن الو�ض ��ع يبدو �أكثر �إ�س ��تقرار ًا‬ ‫من العام الما�ض ��ي‪ .‬في حين خ�سر البنك الأردني‬ ‫الكويت ��ي م ��ا يق ��رب م ��ن ‪ ٪21‬م ��ن ر�أ�س ��ماله في‬ ‫ترتيب العام الما�ض ��ي‪ ،‬فقد حقق هذا العام زيادة‬ ‫متوا�ض ��عة بن�سبة ‪ ،٪4.35‬وهي الأكبر في البالد‪.‬‬ ‫كما ع ��رف �أكبر بنك ف ��ي الأردن‪ ،‬البنك العربي‪،‬‬ ‫�إنخفا�ض� � ًا ف ��ي موازنة ر�أ�س ��ماله بن�س ��بة ‪٪0.99‬‬ ‫ونمت موازنته العمومية بن�سبة ‪.٪3.77‬‬ ‫وفي لبنان‪ ،‬عرفت الم�ص ��ارف نتائج جيدة �أي�ض ًا‪،‬‬ ‫بالنظ ��ر �إل ��ى قرب الب�ل�اد م ��ن ال�ص ��راع‪ .‬جميع‬ ‫البن ��وك في وطن الأرز في الترتيب �س � ّ�جلت زيادة‬ ‫في ر�أ�س المال الفئة ‪ ،1‬مع ح�ص ��ول بنك �سو�سيته‬

‫جميع البنوك في لبنان في الترتيب‬ ‫�سجلت زيادة في ر�أ�س المال فئة ‪،1‬‬ ‫ّ‬ ‫مع ح�صول بنك �سو�سيته جنرال في‬ ‫لبنان على المركز ال�سابع لأعلى زيادة‬ ‫بن�سبة ‪ .٪32.79‬كما �أن �أكبر مقر�ض‬ ‫في البالد‪ ،‬بنك عودة‪ ،‬لم َ‬ ‫يبق بعيد ًا‬ ‫�سجل زيادة في ر�أ�سماله بن�سبة‬ ‫حيث ّ‬ ‫‪ ،٪21.53‬جنب ًا �إلى جنب مع تو�سيع‬ ‫الموازنة العمومية بـ‪.٪15.94‬‬

‫جنرال في لبنان على المركز ال�س ��ابع لأعلى زيادة‬ ‫بن�س ��بة ‪ .٪32.79‬كما �أن �أكبر مقر�ض في البالد‪،‬‬ ‫بنك ع ��ودة‪ ،‬لم يبق بعي ��د ًا حيث �س � ّ�جل زيادة في‬ ‫ر�أ�س ��ماله بن�س ��بة ‪ ،٪21.53‬جنب� � ًا �إل ��ى جنب مع‬ ‫تو�سيع الموازنة العمومية ب‪.٪15.94‬‬ ‫وم ��ع ذل ��ك‪ ،‬ال يزال القط ��اع الم�ص ��رفي اللبناني‬ ‫يواجه تحديات كبيرة‪ .‬وفق ًا لتقرير �صندوق النقد‬ ‫الدولي ال�ص ��ادر في �أيار (مايو)‪ ،‬لقد تباط�أ النمو‬ ‫االقت�ص ��ادي في لبنان و�إنخف�ض من متو�سط قدره‬ ‫‪ ٪7‬في ال�س ��نوات الأخي ��رة �إلى �أقل م ��ن ‪ .٪2‬وقد‬ ‫تق ّل�صت القطاعات االقت�ص ��ادية الرئي�سية‪ ،‬وكما‬ ‫ه ��و الحال ف ��ي منطقة الخلي ��ج‪ ،‬ف�إن الم�ص ��ارف‬ ‫اللبناني ��ة تواجه تع ّر�ض� � ًا كبير ًا للدي ��ن العام‪ ،‬مما‬ ‫دف ��ع ب ��وكاالت الت�ص ��نيف الدولي ��ة �إل ��ى تخفي�ض‬ ‫ت�صنيفات بع�ض البنوك‬ ‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪61‬‬


‫�أ�سواق المال ¶ م�صارف‬ ‫الأجنبية‪ .‬وهذا �أمر طبيعي في الأ�سواق المتقدمة‬ ‫ ف ��ي الخليج‪ ،‬يحوم الوجود الأجنبي حول ن�س ��بة‬‫‪ .٪5‬ولك ��ن في حين �أن هناك وج ��ود ًا �أجنبي ًا �أكبر‬ ‫في المغرب و�س ��لطنة ُعمان‪ ،‬حيث يهيمن الأجانب‬ ‫عل ��ى حوالي ‪ ٪16‬م ��ن �إجمالي الموج ��ودات‪ ،‬ف�إنه‬ ‫يمكنه �أن يكون بال �ش ��ك �أق ��وى نظر ًا �إلى �إمكانات‬ ‫النمو في المنطق ��ة‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬ال يبدو �أن‬ ‫العمليات الخارجية ق ��ادرة على المطالبة الكبيرة‬ ‫في ن�س ��بة الأرب ��اح‪ .‬في المغرب‪ ،‬تجن ��ي العمليات‬ ‫المملوك ��ة للأجانب فق ��ط ‪ %10.87‬م ��ن مجموع‬ ‫الأرباح قبل خ�ص ��م ال�ضرائب‪ ،‬وفي �سلطنة ُعمان‬ ‫ينخف�ض الرقم قلي ًال �إلى ‪.٪10.48‬‬ ‫ف ��ي الواق ��ع‪ ،‬لق ��د كان العام باهت� � ًا بالن�س ��بة �إلى‬ ‫ال ُمقر�ضين الأوروبيين في ال�شرق الأو�سط و�شمال‬

‫في ترتيب العام الما�ضي‪،‬‬ ‫م ّيز ال ُمقر�ضون في المغرب �أنف�سهم‬ ‫ب�أعلى زيادة في ر�أ�س المال من الفئة ‪،1‬‬ ‫لكنهم لم ي�ستطيعوا تكرار هذا الإنجاز‬ ‫هذا العام‪ .‬في الواقع‪ ،‬لقد تق ّل�صت‬ ‫ر�ؤو�س الأموال المج َّمعة‬ ‫للبنوك المغربية بـ‪٪2.31‬‬

‫�أفريقيا‪ .‬كما هو َّ‬ ‫مو�ض ��ح �س ��ابق ًا‪� ،‬ش ��هدت البنوك‬ ‫الفرن�س ��ية ف ��ي المغ ��رب �إنكما�ش� � ًا ف ��ي موازناتها‬ ‫العمومية ور�ؤو�س �أموالها‪ .‬والبنك الأوروبي الوحيد‬ ‫في م�ص ��ر في الترتيب �أي�ض ًا �س ��جل �إنخفا�ض ًا في‬ ‫ر�أ� ��س المال من الفئة ‪ ،1‬بنك الإ�س ��كندرية‪ ،‬الذي‬ ‫يملكه الم�ص ��رف االيطالي "�إنتيزا �س ��ان باولو"‪،‬‬ ‫�س � ّ�جل �إنخفا�ض� � ًا بن�س ��بة ‪ ٪1.55‬في ر�أ�س المال‪.‬‬ ‫وكان بن ��ك "�أت� ��ش �أ� ��س ب ��ي �س ��ي" (‪ )HSBC‬هو‬ ‫الم�ؤ�س�سة الأوروبية الوحيدة التي �شهدت ال�شركات‬ ‫التابع ��ة لها ف ��ي المنطقة العربية نم ��و ًا‪ .‬نما ر�أ�س‬ ‫الم ��ال من الفئ ��ة ‪ 1‬لبنك "�أت�ش �أ�س بي �س ��ي" في‬ ‫الإم ��ارات ‪ ،٪7.76‬بينم ��ا �أظهر بن ��ك "�أت�ش �أ�س‬ ‫بي �س ��ي" ف ��ي ُعمان زي ��ادة قدره ��ا ‪ .٪1.46‬ومع‬ ‫ذلك‪ ،‬ال تزال هذه الزيادات �أقل من متو�س ��ط نمو‬

‫�أعلى ع�شرين نمو قبل ال�ضريبة للم�صارف التي فاق العائد على ر�أ�س المال لديها ‪ 15‬في المئة‬ ‫المرتبة‬

‫البنك‬

‫البلد‬

‫العائد على‬ ‫ر�أ�س المال‬ ‫ال�سابق (‪)%‬‬

‫�أحدث عائد‬ ‫على ر�أ�س المال‬ ‫(‪)%‬‬

‫الأرباح قبل‬ ‫ال�ضريبة‬ ‫(التغير ‪)%‬‬

‫الأرباح قبل‬ ‫ال�ضريبة (بماليين‬ ‫الدوالرات)‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪20‬‬

‫بنك النور‬ ‫بنك دبي الإ�سالمي‬ ‫بنك م�صر‬ ‫بنك الم�شرق‬ ‫بنك قطر الوطني الأهلي‬ ‫بنك قطر الإ�سالمي‬ ‫البنك التجاري الدولي م�صر‬ ‫بنك الفجيرة الوطني‬ ‫بنك قطر التجاري‬ ‫بنك عُمان الوطني‬ ‫بنك بيروت‬ ‫البنك ال�سعودي الهولندي‬ ‫البنك العربي الإفريقي الدولي‬ ‫بنك عوده‬ ‫بنك دبي التجاري‬ ‫بنك الخليج الأول‬ ‫بنك �أبو ظبي الوطني‬ ‫بنك القاهرة‬ ‫م�صرف الر ّيان‬ ‫بنك �أبو ظبي التجاري‬

‫االمارات‬ ‫االمارات‬ ‫م�صر‬ ‫االمارات‬ ‫م�صر‬ ‫قطر‬ ‫م�صر‬ ‫االمارات‬ ‫قطر‬ ‫عُمان‬ ‫لبنان‬ ‫المملكة ال�سعودية‬ ‫م�صر‬ ‫لبنان‬ ‫االمارات‬ ‫االمارات‬ ‫االمارات‬ ‫م�صر‬ ‫قطر‬ ‫االمارات‬

‫‪10.53‬‬ ‫‪12.39‬‬ ‫‪25.29‬‬ ‫‪13.19‬‬ ‫‪33.68‬‬ ‫‪14.18‬‬ ‫‪47.84‬‬ ‫‪14.90‬‬ ‫‪13.46‬‬ ‫‪15.43‬‬ ‫‪16.69‬‬ ‫‪16.86‬‬ ‫‪23.64‬‬ ‫‪17.50‬‬ ‫‪15.55‬‬ ‫‪17.03‬‬ ‫‪14.64‬‬ ‫‪64.57‬‬ ‫‪23.07‬‬ ‫‪14.86‬‬

‫‪21.85‬‬ ‫‪19.18‬‬ ‫‪36.50‬‬ ‫‪15.74‬‬ ‫‪37.77‬‬ ‫‪15.01‬‬ ‫‪50.98‬‬ ‫‪15.40‬‬ ‫‪15.40‬‬ ‫‪17.27‬‬ ‫‪17.45‬‬ ‫‪18.04‬‬ ‫‪27.46‬‬ ‫‪17.22‬‬ ‫‪16.86‬‬ ‫‪19.27‬‬ ‫‪15.55‬‬ ‫‪72.24‬‬ ‫‪20.24‬‬ ‫‪16.15‬‬

‫‪165.48‬‬ ‫‪63.88‬‬ ‫‪48.27‬‬ ‫‪33.20‬‬ ‫‪31.32‬‬ ‫‪30.58‬‬ ‫‪28.89‬‬ ‫‪28.57‬‬ ‫‪23.82‬‬ ‫‪22.25‬‬ ‫‪21.34‬‬ ‫‪21.24‬‬ ‫‪20.19‬‬ ‫‪19.58‬‬ ‫‪19.01‬‬ ‫‪18.68‬‬ ‫‪18.11‬‬ ‫‪18.01‬‬ ‫‪16.11‬‬ ‫‪15.91‬‬

‫‪184.61‬‬ ‫‪768.29‬‬ ‫‪738.24‬‬ ‫‪697.12‬‬ ‫‪466.49‬‬ ‫‪469.23‬‬ ‫‪775.35‬‬ ‫‪137.61‬‬ ‫‪546.88‬‬ ‫‪149.34‬‬ ‫‪209.73‬‬ ‫‪485.60‬‬ ‫‪236.78‬‬ ‫‪455.16‬‬ ‫‪327.25‬‬ ‫‪1.562.10‬‬ ‫‪1.592.86‬‬ ‫‪293.70‬‬ ‫‪554.75‬‬ ‫‪1.144.59‬‬

‫الم�صدر‪www.thebankerdatabase.com :‬‬

‫‪60‬‬

‫العدد ‪ - 36‬ت�شرين الثاين ‪ -‬كانون الأول (نوفمرب ‪ -‬دي�سمرب) ‪٢٠١5 -‬‬


‫الطاقة البديلة‬

‫�سوريا‪ 50 :‬مليار دوالر خ�سائر قطاع النفط والغاز‬ ‫بلغ ��ت قيم ��ة خ�س ��ائر قط ��اع النف ��ط والغاز في �س ��نة‪ .‬وتت�ض ��من خ�س ��ائر قطاع النف ��ط والغاز‬ ‫�س ��وريا �أكثر م ��ن ‪ 50‬ملي ��ار دوالر �أميركي منذ "الخ�س ��ائر المادية الناجمة عن �ضربات قوات‬ ‫بدء النزاع قبل نحو خم�س �سنوات‪ .‬و�أعلن وزير الإئــتالف الغربي والتي �إ�ستهدفت �أخير ًا ب�شكل‬ ‫النف ��ط �س ��ليمان عبا�س في ت�ص ��ريحات نقلتها مبا�ش ��ر �آب ��ار الــنفط والغ ��از"‪ ،‬في �إ�ش ��ارة الى‬ ‫�صحيفة "الوطن" ال�سورية المقربة من النظام الغ ��ارات الت ��ي ي�ش ��نها االئت�ل�اف الدولي الذي‬ ‫�أن "خ�س ��ائر قط ��اع النف ��ط والث ��روة المعدنية تق ��وده الوالي ��ات المتح ��دة على حق ��ول نفطية‬ ‫نتيج ��ة تعديات الجماعات الإرهابية الم�س ��لحة ي�س ��يطر عليه ��ا تنظي ��م "الدول ��ة اال�س�ل�امية"‬ ‫من ��ذ ب ��دء الأزم ��ة تجاوزت‬ ‫(داع� ��ش) وتحدي ��د ًا ف ��ي‬ ‫خم�سين مليار دوالر"‪.‬‬ ‫�شرق البالد‪.‬‬ ‫و�س ��بق لعبا� ��س �أن �أعلن في‬ ‫وبلغ المعدل الو�سطي لإنتاج‬ ‫تم ��وز (يولي ��و) ‪� 2014‬أن‬ ‫النفط في �سوريا منذ مطلع‬ ‫خ�سائر قطاع النفط والغاز‬ ‫ال�س ��نة الجاري ��ة حتى نهاية‬ ‫بلغ ��ت ‪ 21,4‬ملي ��ار دوالر‬ ‫�أيل ��ول (�س ��بتمبر) الفائ ��ت‬ ‫�أميرك ��ي من ��ذ ب ��دء النزاع‬ ‫‪ 9688‬برمي�ل ً�ا يومي� � ًا‪ ،‬م ��ع‬ ‫منت�ص ��ف �آذار (مار� ��س)‬ ‫العل ��م �أن االنت ��اج كان ‪385‬‬ ‫‪ ،2011‬مم ��ا يعن ��ي �أن‬ ‫�ألف برميل يومي ًا قبل ن�شوب‬ ‫الخ�س ��ائر ت�ض ��اعفت خالل‬ ‫النزاع‪.‬‬ ‫وزير النفط ال�سوري �سليمان عبا�س‬

‫ال�سعودية‪ :‬تراجع �أرباح �شركات البتروكيماويات‬ ‫حقق ��ت �ش ��ركات ال�ص ��ناعات البتروكيماوي ��ة‬ ‫ال�سعودية المدرجة �أ�س ��همها في ال�سوق المالية‬ ‫�أرباح ًا �ص ��افية عن الأ�شهر الت�س ��عة الأولى من‬ ‫الع ��ام الحال ��ي ‪ 2015‬بلغ ��ت ‪ 19.8‬مليار ريال‪،‬‬ ‫ف ��ي مقابل ‪ 32.1‬مليار ريال للفترة نف�س ��ها من‬ ‫العام الفائ ��ت‪ ،‬بتراجع قدره ‪ 12.3‬مليار ريال‪،‬‬ ‫ون�س ��بته ‪ 38.4‬في المئة‪� ،‬إذ حققت ‪� 10‬شركات‬ ‫من القط ��اع �أرباح ًا قدره ��ا ‪ 20.92‬مليار ريال‬ ‫بينم ��ا حققت الأربع �ش ��ركات الأخرى خ�س ��ارة‬ ‫قدرها ‪ 1.48‬مليار ريال‪.‬‬ ‫وبلغ ��ت �أرباح �ش ��ركات البتروكيماوي ��ات عن الربع‬ ‫الثال ��ث من العام الحالي ‪ 6.63‬مليارات ريال‪ ،‬في‬ ‫مقابل ‪ 9.43‬مليارات ريال للربع المماثل من العام‬ ‫الما�ض ��ي ‪ ،2014‬بن�س ��بة تراج ��ع ‪ 29.7‬في المئة‪،‬‬ ‫وف ��ي مقاب ��ل ‪ 8.4‬ملي ��ارات ري ��ال للربع ال�س ��ابق‪،‬‬ ‫بن�س ��بة تراجع ‪ 21‬في المئة‪ ،‬و�س ��جلت ‪� 10‬شركات‬ ‫من القطاع �أرباح ًا �ص ��افية ف ��ي الربع الثالث بلغت‬ ‫‪ 7.45‬ملي ��ارات ري ��ال‪ ،‬ف ��ي المقابل حقق ��ت �أربع‬ ‫�شركات خ�سارة �صافية بلغت ‪ 823‬مليون ريال‪.‬‬ ‫وتباين �أداء �ش ��ركات البتروكيماويات ال�سعودية‬

‫تبع� � ًا لظروف كل �ش ��ركة وحجم ر�أ�س ��مالها‪� ،‬إذ‬ ‫تبلغ ر�ؤو�س �أموال �ش ��ركات القطاع الـ‪� 14‬شركة‬ ‫المدرج ��ة في ال�س ��وق المالية ال�س ��عودية ‪92.4‬‬ ‫ملي ��ار ريال‪ ،‬بلغت قيمتها ال�س ��وقية حوالي ‪399‬‬ ‫ملي ��ار ريال‪ ،‬ت�ش ��كل ‪ 23.4‬في المئ ��ة من قيمة‬ ‫�سوق الأ�سهم ال�سعودية‪.‬‬ ‫و�إ�س ��تحوذت ال�ش ��ركة ال�س ��عودية لل�ص ��ناعات‬ ‫الأ�سا�س ��ية (�س ��ابك) على ‪ 79.3‬في المئة من‬ ‫�أرب ��اح قط ��اع البتروكيماوي ��ات خالل الأ�ش ��هر‬ ‫الت�س ��عة الأولى من العام الحالي‪ ،‬بعد تحقيقها‬ ‫�أرباح� � ًا بلغ ��ت ‪ 15.71‬ملي ��ار ريال‪ ،‬ف ��ي مقابل‬ ‫‪ 19.08‬ملي ��ار ري ��ال للفترة نف�س ��ها م ��ن العام‬ ‫الما�ضي بن�سبة تراجع ‪ 17.66‬في المئة‪.‬‬ ‫وجاءت �ش ��ركة "�س ��ابك" في �ص ��دارة �ش ��ركات‬ ‫قط ��اع البتروكيماويات لجهة ر�أ� ��س المال البالغ‬ ‫‪ 30‬ملي ��ار ري ��ال‪ ،‬تلته ��ا �ش ��ركة كيان ال�س ��عودية‬ ‫ب� �ـ ‪ 15‬ملي ��ار ري ��ال‪ ،‬ث ��م �ش ��ركة راب ��غ للتكري ��ر‬ ‫والبتروكيماويات بر�أ�سمال ‪ 8.76‬مليارات ريال‪،‬‬ ‫فيما ُتعد �ش ��ركة اللجين �أقل ال�شركات المدرجة‬ ‫في القطاع بر�أ�سمال يبلغ ‪ 692‬مليون ريال‪.‬‬

‫بإيجاز‬ ‫بعد م���رور �أكثر من ‪� 11‬سنة على ح�صول �شركة‬ ‫البت���رول الوطني���ة الكويتي���ة عل���ى كل الموافق���ات‬ ‫المطلوب���ة‪ُ ،‬وقِّ ع���ت ف���ي ال�شه���ر الفائ���ت العق���ود‬ ‫المتعلّق���ة ببناء م�صف���اة الزور في الكوي���ت‪ ،‬لتكون‬ ‫الم�صف���اة الرابعة في الإمارة‪ ،‬لكن ذلك لن ي�ستمر �إال‬ ‫لفت���رة ق�صيرة‪� ،‬إذ ُيتوقَّ ع �إغ�ل�اق م�صفاة ال�شعيبة مع‬ ‫انتهاء المرحلة الأولى م���ن الم�صفاة الجديدة‪ ،‬ليعود‬ ‫عدد الم�صافي �إلى ثالث‪.‬‬ ‫والكوي���ت م���ن �أوائ���ل ال���دول النفطية ف���ي ال�شرق‬ ‫الأو�س���ط الت���ي �إ�ستثم���رت ف���ي قط���اع التكري���ر‬ ‫والم�صاف���ي‪� ،‬إذ �أن�ش����أت �أول م�صف���اة وطني���ة ف���ي‬ ‫الخلي���ج العرب���ي ودول "�أوب���ك"‪ ،‬وذل���ك في‪1967‬‬ ‫بم�شارك���ة من القطاعين الع���ام والخا�ص وبن�سبة ‪40‬‬ ‫ف���ي المئة للثاني‪ .‬والقطاع النفطي الكويتي من �أول‬ ‫القطاع���ات في الدول النفطية لجه���ة الإ�ستثمار في‬ ‫مبيعات الوقود بالتجزئة في الدول الم�ستهلكة حول‬ ‫العال���م‪ ،‬وب���د�أت �أول �إ�ستثماراته ف���ي ‪ 1983‬ب�شراء‬ ‫محطات بنزين في �أوروبا �إلى جانب بع�ض الم�صافي‪.‬‬ ‫وي�ستثمر حاليا ً في م�صفاة م�شتركة في فيتنام‪.‬‬ ‫ق���ال نائ���ب الرئي����س الإيران���ي‪�" ،‬إ�سح���اق‬ ‫جيهانغيري"‪� ،‬إن عائدات ب�ل�اده من النفط في العام‬ ‫‪ 2011‬كانت ‪ 118‬ملي���ار دوالر‪ ،‬وقد تراجعت خالل‬ ‫العام الحال���ي �إلى ‪ 18‬ملي���ار دوالر ب�سبب المقاطعة‬ ‫االقت�صادي���ة الدولي���ة و�إنخفا����ض �أ�سع���ار النف���ط‪.‬‬ ‫وح�س���ب خب���ر �أورده التلفزي���ون الحكوم���ي الإيراني‪،‬‬ ‫ف����إن "جيهانغيري" �أف���اد‪ ،‬في م�ؤتم���ر بمنا�سبة يوم‬ ‫إنقطاعا‬ ‫الت�صدير‪� ،‬أن التط���ور االقت�صادي لم ي�شهد �‬ ‫ً‬ ‫رغ���م التراج���ع المذكور‪ .‬ولف���ت �إلى �أنه���م يتوقعون‬ ‫�إلغ���اء العقوبات االقت�صادي���ة المفرو�ضة في كانون‬ ‫الأول (دي�سمب���ر) المقب���ل‪ ،‬م�ضي ًفا‪" :‬بن���ا ًء عليه ف�إننا‬ ‫نج���ري �إ�ستعداداتن���ا م���ن �أجل رف���ع �إنتاجن���ا اليومي‬ ‫البالغ مليون برميل‪ ،‬بمقدار ‪� 500‬ألف برميل‪ ،‬وخالل‬ ‫�أ�شهر ع���دة �سنرفع �إنتاجنا �إل���ى مليوني برميل‪ ،‬وهو‬ ‫الم�ستوى الذي كنا عليه قبل العقوبات"‪.‬‬ ‫ن�شر موقع �إلكتروني تابع للكونغر�س الأميركي‬ ‫ن�سخ���ة من م�شروع قانون �إقترح فيه زعماء المجل�سين‬ ‫فيه بي���ع ‪ 58‬مليون برميل نفط من �إحتياط الطوارئ‬ ‫على مدى �ست �سنوات تبد�أ في ال�سنة المالية ‪2018‬‬ ‫للم�ساهمة في تمويل �إتفاق في �ش�أن الموازنة ُينهي‬ ‫خفو�ض���ات �إجباري���ة في الإنف���اق‪ .‬ويح���وي الإحتياط‬ ‫النفط���ي الإ�ستراتيجي �أكثر م���ن ‪ 695‬مليون برميل‬ ‫م���ن الخ���ام ف���ي تك�سا����س ولويزيان���ا‪ .‬وكان خب���راء‬ ‫�إقت�ص���اد قال���وا �إن خف����ض االحتي���اط الإ�ستراتيجي‬ ‫فك���رة �صائبة في وقت خط�أ في �ض���وء �أ�سعار النفط‬ ‫المنخف�ضة‪.‬‬

‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪63‬‬


‫النفط‬

‫�أخبار الطاقة‬

‫الطاقة‬

‫من اآلبار‬

‫تون�س‪� :‬أهمية التعاون الإقليمي في مجال الطاقة‬ ‫ف ��ي مواجه ��ة الطل ��ب المتزاي ��د وو�ص ��ول الإنت ��اج المحل ��ي �إل ��ى ذروته‪ ،‬لك ��ي تحافظ على ت ��وازن الطاقة المتغ ِّير‪ ،‬فقد �سع ��ت تون�س �إلى مزيد‬ ‫تتطلع تون�س �إلى تنويع مزيج الطاقة لديها من خالل توثيق التعاون م ��ن التع ��اون الإقليم ��ي‪ ،‬حي ��ث تح ّول ��ت �إل ��ى الجزائ ��ر للح�ص ��ول عل ��ى‬ ‫م ��ع الجزائر وزيادة �إنت ��اج الطاقة المتجدّدة‪ .‬ومع التوقعات التي تفيد الدع ��م‪ .‬وبع ��د زي ��ارة وزير الطاق ��ة الجزائ ��ري‪� ،‬صالح خب ��ري‪ ،‬لتون�س‬ ‫ب� ��أن الطل ��ب �س ��وف يبل ��غ �أكثر م ��ن ال�ضع ��ف بحل ��ول الع ��ام ‪ ،2030‬وفقاً ف ��ي �أواخر تموز (يوليو) الفائت‪� ،‬إتفقت الدولتان على زيادة م�ستويات‬ ‫للوكال ��ة الوطنية لإدارة الطاقة‪ ،‬ف� ��إن خططاً لزيادة �إمدادات الغاز من �إم ��دادات الغ ��از الطبيع ��ي م ��ن الجزائ ��ر �إل ��ى ‪ 2.4‬ملي ��اري مت ��ر مرب ��ع‬ ‫جارته ��ا والإرتف ��اع المط ��رد في �إنتاج الطاق ��ة ال�شم�سي ��ة �سي�ساعد على ه ��ذا الع ��ام‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى تعزي ��ز التبادل التجاري الثنائ ��ي القائم من‬ ‫الغ ��از الطبيع ��ي الم�س ��ال‪ .‬كم ��ا ت�شغل تون� ��س وتم ّثل حالي� �اً نقطة عبور‬ ‫تخفيف بع�ض ال�ضغط على ال�شبكة الحالية‪.‬‬ ‫م ��ع �إحتياط ��ات �صغي ��رة من النفط والغ ��از‪� ،‬إنتقلت تون� ��س تدريجاً �إلى �إ�ستراتيجي ��ة لخ ��ط �أنابي ��ب يربط بي ��ن الجزائر و�إيطالي ��ا عبر البحر‬ ‫�صاف للنفط منذ العام ‪ .2000‬ووفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأبي�ض المتو�سط‪ ،‬حيث �ستتلقى لقاء ذلك عائدات من ر�سوم العبور‪.‬‬ ‫م�ست ��ورد ٍ‬ ‫الأميركي ��ة‪ ،‬فق ��د �إنخف� ��ض �إنت ��اج النف ��ط المحل ��ي من م�ستوي ��ات ذروة وي�أت ��ي هذا �إل ��ى جانب الإفتت ��اح الأخير لخط الرب ��ط الخام�س ل�شبكة‬ ‫الإنتاج في منت�صف ثمانينات القرن الفائت من ‪ 120،000‬برميل يومياً الكهرباء عبر الحدود في �أواخر تموز (يوليو)‪ ،‬الذي ُطوِّر بتكلفة بلغت‬ ‫‪ 115.8‬مليون دينار تون�سي (‪ 52.2‬مليون يورو)‪ ،‬حيث تبلغ قدرته ‪400‬‬ ‫�إلى نحو ‪ 60،000‬برميل يومياً في العام ‪.2013‬‬ ‫ف ��ي الوق ��ت ال ��ذي تم ّث ��ل المحروقات نح ��و ‪ ٪99‬من �إ�سته�ل�اك الطاقة كيلوفول ��ت ويمت ��د على ‪ 210‬كيلومترات‪ ،‬وم ��ن المتوقع �أن ي�ساعد على‬ ‫المحل ��ي‪ ،‬ف� ��إن هذا الواق ��ع يع ّر�ض الب�ل�اد لمخاطر �أكب ��ر بالن�سبة �إلى الحد من التكاليف الت�شغيلية لل�شبكة التون�سية‪.‬‬ ‫�إن ج ��زءاً �أ�سا�سي� �اً من �إ�ستراتيجي ��ة تون�س لتنوي ��ع �إقت�صادها بعيداً من‬ ‫�إنقطاع الإمدادات وتق ّلب الأ�سعار‪.‬‬ ‫ومم ��ا يعرقل �إم ��دادات الوقود وجود م�صفاة نف ��ط وحيدة في تون�س النف ��ط والغ ��از ينط ��وي على �إلت ��زام وا�سع النط ��اق للطاق ��ة المتجدّدة‪.‬‬ ‫– تنت ��ج حالي� �اً حوال ��ي ‪ 34،000‬برميل يومي� �اً ‪ -‬وهو رقم يم ّثل �أقل وكج ��زء م ��ن ه ��ذه الجه ��ود‪� ،‬أطلق ��ت الحكوم ��ة المخط ��ط ال�شم�س ��ي‬ ‫بكثي ��ر م ��ن الطلب‪ ،‬ال ��ذي بلغ في المتو�س ��ط​​حوال ��ي ‪ 90،000‬برميل التون�سي في ‪ 2012‬الذي �ستكون قدرته ‪ 10,900‬ميغاواط‪.‬‬ ‫يومياً في العام ‪ ،2013‬وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأميركية‪ .‬وفي ويه ��دف ه ��ذا المخطط �إلى زيادة ح�صة الكهرب ��اء المو َّلدة من م�صادر‬ ‫حي ��ن �أن البل ��د ق ��د �سعى �إل ��ى تطوير م�صف ��اة ثانية ف ��ي ال�صخيرة ‪ -‬الطاقة المتجددة �إلى ‪ ٪30‬بحلول العام ‪ ،2030‬وهو �إنجاز كبير بالنظر‬ ‫ب�سع ��ة �أولي ��ة قدره ��ا ‪ 120،000‬برمي ��ل يومي� �اً م ��ن النف ��ط المكاف ��ئ‪� ،‬إل ��ى �أن م�ص ��ادر الطاقة المتج ��ددة (ب�إ�ستثن ��اء الطاق ��ة المائية) م ّثلت‬ ‫ويمك ��ن �أن يتو�س ��ع حجمه ��ا �إل ��ى ‪ 250،000‬برميل يومي� �اً – فقد ُع ٌّلق ‪ ٪2‬فق ��ط م ��ن الكهرباء في الع ��ام ‪ .2010‬وم ��ن دون �إ�ستراتيجية هادفة‬ ‫و�أوق ��ف الم�ش ��روع الذي تبل ��غ كلفته ملياري دوالر ف ��ي العام الما�ضي مو�ضوعة‪ ،‬كان من المتوقع �أن تزيد م�صادر الطاقة المتجدّدة �إلى ‪٪5‬‬ ‫عندم ��ا ت�سب ��ب �إنخفا�ض الإنتاج في ليبيا المج ��اورة ب�إثارة المخاوف فقط خالل ال�سنوات ال‪ 15‬المقبلة‪.‬‬ ‫ب�ش� ��أن موثوقية �إمدادات النفط‪ .‬وقد �أدى النق�ص في الإمدادات �إلى �إن �إ�ستراتيجية الطاقة‪ ،‬التي من المتوقع �أن تجمع تموي ً‬ ‫ال يبلغ ‪4.75‬‬ ‫ً‬ ‫�إرتف ��اع الطلب على المنتج ��ات المك َّررة الم�ست ��وردة‪ ،‬مما زاد تكاليف مليارات يورو من الم�ستثمرين بحلول العام ‪ ،2030‬تقترح مزيجا طاقة‬ ‫الري ��اح (‪ ،)٪15‬والطاقة ال�ضوئي ��ة (‪ )٪10‬والطاقة ال�شم�سية المركزة‬ ‫الطاقة الوطنية‪.‬‬ ‫ف ��ي المقاب ��ل‪� ،‬إن قط ��اع الم�ص � ّ�ب (التكري ��ر والتوزي ��ع) َّ‬ ‫منظ� � ٌم بدرج ��ة (‪ ،)٪5‬منتج� � ًة مجتمع ��ة ‪ 3725‬ميغ ��اواط م ��ن قدرة الطاق ��ة المتجددة‬ ‫عالي ��ة م ��ع �سعر بيع �إلزامي والعديد من القوانين‪ ،‬مثل مدة ال�شهرين المثبت ��ة بحلول العام ‪ – 2030‬وهي زيادة كبيرة على م�ستويات الطاقة‬ ‫كح ��د �أدنى للمخ ��زون‪ ،‬والذي من ال�صعب تطبيق ��ه‪�" .‬إن تنظيم ن�شاط في ‪ ،2012‬والتي �سجلت ‪ 250‬ميغاواط غالبيتها و ّلدتها طاقة الرياح‪.‬‬ ‫الم�ص ��ب وتعقيد بع�ض الإج ��راءات المع ّينة قد حدّا من فر�ص وربحية �إن �إ�ش ��راك القط ��اع الخا� ��ص �سيك ��ون حا�سم� �اً ف ��ي تحقي ��ق تطلع ��ات‬ ‫الم�ش ّغلي ��ن وبالتال ��ي �إ�ستثماراته ��م"‪ ،‬ق ��ال محم ��د ال�شعبون ��ي‪ ،‬المدير المخطط ال�شم�سي التون�سي؛ وجنباً �إلى جنب مع �إ�ستثمار ‪ 500‬مليون‬ ‫العام ل�شركة فيفو تون�س للطاقة‪ .‬م�ضيفاً‪�" :‬إنها �سوق تناف�سية مخيفة ي ��ورو م ��ن القطاع الع ��ام و‪ 120‬مليون يورو في دع ��م الإ�ستثمار‪ ،‬ف�سوف‬ ‫حي ��ث تم ِّيز ال�ش ��ركات �أنف�سها فق ��ط بمنتجاتها‪ ،‬وقنواته ��ا اللوج�ستية‪ ،‬ت�سعى الحكومة �إلى ‪ 4‬ميارات يورو من التمويل من القطاع الخا�ص‪.‬‬ ‫ف ��ي الم ��دى الق�صير‪ ،‬عل ��ى تون�س �أن تزيد التع ��اون الإقليمي الذي من‬ ‫ومواقعها‪ ،‬وخدماتها"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يعان ��ي قط ��اع الم�ص ��ب �أي�ض� �ا من �سوق غي ��ر ر�سمية الت ��ي تمثل حوالي �ش�أنه �أن ي�ساعدها على معالجة نق�ص الطاقة الأكثر �إلحاحا مع الح ّد‬ ‫‪ ٪25‬م ��ن ال�س ��وق الإجمالية‪ .‬ويرجع ذلك �أ�سا�س� �اً �إلى عدم وجود رقابة من الإ�ستثمار المكلف في البنية التحتية فيما تعمل البالد نحو هدف‬ ‫على الحدود الليبية‪ ،‬والتي تم ّكن كمية كبيرة من النفط الأرخ�ص من طويل الأجل من مزيج الطاقة الأكثر تنوعاً و�أمناً‪.‬‬ ‫العبور كل يوم‪.‬‬ ‫تون�س ‪ -‬الهادي بدر الدين‬

‫‪62‬‬

‫العدد ‪ - 36‬ت�شرين الثاين ‪ -‬كانون الأول (نوفمرب ‪ -‬دي�سمرب) ‪٢٠١5 -‬‬


‫حقل غزة البحري‪ :‬متى يتم ال�سماح ب�إ�ستغالله‬

‫تخدم حالي ًا غزة فقط‪ .‬وهي تعمل بوا�سطة الوقود‬ ‫التي غالب ًا ما يتم �إ�ستيرادها من �إ�سرائيل‪.‬‬ ‫ه ��ذا ال�ص ��يف‪ ،‬تم تقني ��ن الكهرباء ف ��ي غزة �إلى‬ ‫ثماني �س ��اعات في الي ��وم‪ ،‬على الرغم من �أن هذه‬ ‫الفترة في الواقع تنخف�ض غالب ًا ب�ش ��كل �أكبر كلما‬ ‫زاد الطلب ‪ --‬على �سبيل المثال‪ ،‬عندما ي�ستخدم‬ ‫�س ��كان غزة مك ّيفات تبريد الهواء‪ ،‬ف�إن من �ش� ��أن‬ ‫ذلك‪ ،‬في كثي ��ر من الأحيان‪� ،‬أن ي�ؤدي �إلى �إنقطاع‬ ‫الكهرب ��اء بن�س ��بة ‪ 70‬ف ��ي المئ ��ة في القط ��اع‪� .‬إن‬ ‫الزائري ��ن عادة يت�ص ��لون للت�أكد من �أن الأ�ض ��واء‬ ‫موجودة قبل القيام بزيارتهم‪ ،‬خوف ًا من العتمة �أو‬ ‫توقف الم�صاعد في البنايات العالية‪� ،‬أو‪ ،‬كما كان‬ ‫الحال عندما زرت خالل �شهر رم�ضان‪� ،‬أكل وجبة‬ ‫الإفطار باردة‪.‬‬ ‫يعي ��د العديد م ��ن النا�س �أزمة الكهرب ��اء في غزة‬ ‫�إلى �س ��وء الإدارة في محطة الطاق ��ة‪�" .‬إن محطة‬ ‫تولي ��د الكهرباء هي كارثة عل ��ى قطاع غزة"‪ ،‬قال‬ ‫�أحد كب ��ار الموظفين في �س ��لطة الطاقة والموارد‬ ‫الطبيعية الفل�سطينية في غزة‪" .‬لو لم تكن �شركة‬ ‫كهرب ��اء غ ��زة موجودة‪ ،‬كن ��ا �سن�س ��تورد الكهرباء‬ ‫مبا�شرة من ال�شبكة الإ�سرائيلية"‪ ،‬على حد قوله‪.‬‬ ‫على الرغم من �أن محطة توليد الكهرباء في غزة‬ ‫هي �ش ��ركة مملوكة للقطاع الخا�ص‪ ،‬ف�إن ال�س ��لطة‬ ‫الفل�س ��طينية ق ��د �أخذت م�س� ��ؤولية ت�أمي ��ن وتوريد‬ ‫الوق ��ود المطل ��وب لت�ش ��غيلها‪ .‬ف ��ي الع ��ام ‪،2000‬‬

‫�إفتتح ��ت المحط ��ة بع ��د �إكت�ش ��اف ‪ 1.4‬تريلي ��ون‬ ‫ق ��دم مكعبة من الغاز في حق ��ل غزة البحري‪ .‬في‬ ‫ذل ��ك الوق ��ت‪ ،‬كان البع� ��ض يعتقد ب�أن فل�س ��طين‬ ‫ربما يمكنها تحقيق الإ�س ��تقالل في مجال الطاقة‬ ‫حيث تم ّد الحق ��ول المحلية المحطة بالغاز‪ .‬ولكن‬ ‫بعد �س ��نوات قليلة‪ ،‬تب� �دّدت تلك الآمال‪ .‬لقد كانت‬ ‫ال�س ��لطة الفل�س ��طينية غير قادرة على الإ�س ��تفادة‬ ‫من حقول غزة البحرية لأن �إ�سرائيل ال تزال ت�ضع‬ ‫قيود ًا على �إ�س ��تغاللها و�إ�ستعمالها‪ .‬بد ًال من ذلك‪،‬‬

‫كانت ال�سلطة الفل�سطينية‬ ‫غير قادرة على الإ�ستفادة من حقول‬ ‫غزة البحرية لأن �إ�سرائيل ال تزال‬ ‫ت�ضع قيود ًا على �إ�ستغاللها و�إ�ستعمالها‪.‬‬ ‫بد ًال من ذلك‪ ،‬تح ّولت ال�سلطة‬ ‫الفل�سطينية �إلى �إ�ستخدام الوقود‬ ‫ال�سائل‪ ،‬في المقام الأول وقود الديزل‪،‬‬ ‫والذي هو ‪ 4-2‬مرات �أكثر تكلفة‬ ‫من الغاز لتوليد الطاقة‬

‫تح ّولت ال�س ��لطة الفل�سطينية �إلى �إ�ستخدام الوقود‬ ‫ال�س ��ائل‪ ،‬في المقام الأول وقود الديزل‪ ،‬والذي هو‬ ‫‪ 4-2‬م ��رات �أكثر تكلفة من الغ ��از لتوليد الطاقة‪.‬‬ ‫ومما ال يثير الده�ش ��ة‪ ،‬لقد وقعت �شركة الكهرباء‬ ‫في عجز كبير ف ��ي الموازنة بلغ ما يقرب من ‪360‬‬ ‫مليون دوالر‪.‬‬ ‫كثير ًا ما �إتّهمت ال�س ��لطة الفل�س ��طينية مبا�ش ��رة‬ ‫بم�س� ��ؤوليتها ع ��ن �إرتفاع تكالي ��ف الوقود ونق�ص‬ ‫الطاق ��ة الالح ��ق‪ .‬لت�أمين م�ص ��د ٍر لوقود محطة‬ ‫تولي ��د الكهرب ��اء‪ ،‬فق ��د تح ّول ��ت الحكوم ��ة ف ��ي‬ ‫ال�ض ��فة الغربية ب�ش ��كل دائم �إلى عميل لت�س ��هيل‬ ‫ولتبادل ال�س ��لع �إلى حد ما‪� ،‬أي �شراء الديزل من‬ ‫المو ِّردين الإ�س ��رائيليين وبيعه �إلى محطة توليد‬ ‫الكهرب ��اء ف ��ي غزة بع ��د فر�ض �ض ��ريبة الوقود‪.‬‬ ‫وم ��ن غير الوا�ض ��ح كيف يجري ح�س ��اب وفر�ض‬ ‫هذه ال�ض ��رائب‪ ،‬التي يلعنها كثير ًا �س ��كان غزة‪،‬‬ ‫ولكن تقديرات �سلطة الطاقة والموارد الطبيعية‬ ‫الفل�س ��طينية ف ��ي غ ��زة تفي ��د ب� ��أن الر�س ��م ه ��و‬ ‫حوال ��ي ‪ 40‬في المئة‪ .‬بالإ�ض ��افة �إلى ذلك‪ ،‬تقول‬ ‫ه ��ذه ال�س ��لطة و�ش ��ركة محطة كهرباء غ ��زة ب�أن‬ ‫تع�سفية‬ ‫ال�س ��لطة الفل�س ��طينية تفر�ض �إجراءات ّ‬ ‫ُمكلفة �إ�ض ��افية وغير �شفّافة‪ ،‬مثل ت�ضخيم تكلفة‬ ‫الوق ��ود‪ ،‬للتعوي� ��ض عن ال�ض ��رائب التي ت�ض ��عها‬ ‫�إ�س ��رائيل عل ��ى واردات وقود الدي ��زل‪ .‬الواقع �إن‬ ‫ع ��دم وجود مراجع ��ة للح�س ��ابات يجعل من‬ ‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪65‬‬


‫عالم الطاقة‬ ‫مشاريع غاز‬

‫�سيا�سة الغاز في غزة ومهمة ال�سلطة الفل�سطينية‬

‫فلسطين تبحث عن اإلستقالل‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫في مجال الطاقة وإسرائيل تقيدها‬ ‫ف��ي بداي��ة العق��د الفائت �إكتُ�ش��ف حقل غزة البح��ري الذي يحتوي عل��ى كمية مهمة من الغ��از‪ ،‬فتفاءل‬ ‫الغزّاوي��ون ومعه��م الحكومة الفل�سطيني��ة‪ ،‬وبعد �سنوات على ذل��ك �إكتُ�شف حقل "رنتي���س" في ال�ضفة‬ ‫الغربي��ة‪ ،‬الأم��ر الذي زاد في فرحة الفل�سطينيين عموم ًا وال�سلطة ف��ي رام اهلل‪ ،‬وبد�أ بع�ض المعلقين يدّ عي‬ ‫ب�أن فل�سطين على طريق الإ�ستقالل في مجال الطاقة‪ .‬ولكن هل هذا �صحيح؟ وما هي العقبات التي يمكن‬ ‫�أن تحول دون ذلك‪.‬‬ ‫رام اهلل ‪� -‬سمير حن�ضل‬ ‫ف ��ي نهاي ��ة �ص ��يف ‪� ،2015‬إكت�ش ��فت‬ ‫عمالق ��ة الطاق ��ة الإيطالي ��ة "�إين ��ي"‬ ‫واح ��د ًا من �أكب ��ر حقول الغ ��از الطبيعي في البحر‬ ‫المتو�س ��ط‪ .‬قبالة ال�شواطئ الم�ص ��رية يقبع حقل‬ ‫الغ ��از "زهر"‪ ،‬الذي ين ��ام عل ��ى ‪ 30‬تريليون قدم‬ ‫مكعب ��ة م ��ن الغ ��از الطبيع ��ي‪ .‬وفيما كانت م�ص ��ر‬ ‫دب الذع ��ر ف ��ي‬ ‫تحتف ��ل باالخب ��ر ال�س ��ار‪ ،‬فق ��د ّ‬ ‫�إ�س ��رائيل ح ��ول الآث ��ار المترتبة على الإكت�ش ��اف‬ ‫بالن�س ��بة �إلى حقل الغاز الكبير "الطاغوت" الذي‬ ‫ر ّوج ��ت له كثي ��ر ًا‪ ،‬والذي تم �إكت�ش ��افه ف ��ي كانون‬ ‫الأول (دي�س ��مبر) ‪ .2010‬لق ��د كان "دع ��وة �أليمة‬ ‫للإ�س ��تيقاظ"‪ ،‬ق ��ال وزي ��ر الطاق ��ة الإ�س ��رائيلي‪،‬‬ ‫يوفال �شتاينت�س‪ ،‬مع ّلق ًا‪.‬‬ ‫لم ��اذا؟ �إن �إكت�ش ��اف "�إيني" ربما يمك ��ن �أن يعيد‬ ‫م�ص ��ر‪ ،‬التي خ ّف�ضت ب�شكل كبير �ص ��ادرات الغاز‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪� ،2012‬إل ��ى دورها كبلد م�ص� �دّر للغاز‬ ‫في المنطقة‪ .‬وهذا الأمر يهدّد طموحات �إ�سرائيل‬ ‫التي تعمل لكي ت�ص ��بح قوة في مج ��ال الطاقة في‬ ‫المنطقة‪ .‬الواقع‪� ،‬إن الأ�سا�س المنطقي الذي دعم‬ ‫�ص ��فقة الغاز‪ ،‬التي بل ��غ حجمها ‪ 15‬ملي ��ار دوالر‪،‬‬ ‫و ُو ِّقعت بين الأردن و�إ�س ��رائيل في العام الما�ض ��ي‬ ‫يب ��دو الآن �ض ��عيف ًا‪� :‬إن َع ّم ��ان‪ ،‬التي �س ��عت لتجد‬ ‫بدي ًال من �إنخفا�ض وتوقف الموارد الم�صرية‪ ،‬قد‬

‫‪64‬‬

‫تُق ّرر حالي ًا العودة �إلى القاهرة كم�صدر للغاز �أقل‬ ‫�إثارة للجدل محلي ًا‪.‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك‪ ،‬بالن�س ��بة �إل ��ى فل�س ��طين‪ ،‬الت ��ي كانت‬ ‫�أي�ض ًا تفاو�ض �إ�س ��رائيل للح�صول على الغاز‪ ،‬ف�إن‬ ‫ه ��ذه التغ ّي ��رات الإقليمية لي� ��س لها ت�أثي ��ر ُيذكر‪.‬‬ ‫م ��ع �إعتمادها الك ّل ��ي تقريب ًا على الدول ��ة العبرية‬ ‫لت�أمي ��ن �إحتياجاته ��ا م ��ن الطاقة‪ ،‬ف�إن فل�س ��طين‬ ‫�بل لتعزيز نوعية الحياة لمواطنيها‬ ‫ت�س ��عى �إلى �س � ٍ‬ ‫في ظل الإحتالل‪ .‬من جهتهم ي�س ��عى �س ��كان غزة‬

‫يعيد العديد من النا�س �أزمة الكهرباء‬ ‫في غزة �إلى �سوء الإدارة في محطة‬ ‫الطاقة‪�" .‬إن محطة توليد الكهرباء هي‬ ‫كارثة على قطاع غزة"‪ ،‬قال �أحد كبار‬ ‫الموظفين في �سلطة الطاقة والموارد‬ ‫الطبيعية الفل�سطينية في غزة‪" .‬لو لم‬ ‫تكن �شركة كهرباء غزة موجودة‪،‬‬ ‫كنا �سن�ستورد الكهرباء مبا�شرة من‬ ‫ال�شبكة الإ�سرائيلية"‪ ،‬على حد قوله‬

‫العدد ‪ - 36‬ت�شرين الثاين ‪ -‬كانون الأول (نوفمرب ‪ -‬دي�سمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫�إلى �إ�س ��تيراد الغاز من مدينة ع�سقالن في جنوب‬ ‫�إ�س ��رائيل لتخفي ��ف المعان ��اة والح ّد م ��ن �إنقطاع‬ ‫التي ��ار الكهربائ ��ي‪ ،‬ف ��ي حي ��ن تتفاو� ��ض ال�ض ��فة‬ ‫الغربية مع �إ�س ��رائيل لإ�ستيراد الغاز لزيادة توليد‬ ‫الطاقة المحلية وتخفي�ض تكاليف الكهرباء‪.‬‬ ‫ه ��ذه التدابير التي هي للمدى الق�ص ��ير‪ ،‬في حين‬ ‫�أنها �ض ��رورية بمثابة �أمر م�ؤق ��ت‪ ،‬ف�إنها ت�أتي على‬ ‫ح�س ��اب قدرة فل�س ��طين على ت�أكيد �س ��يادتها على‬ ‫موارده ��ا الطبيعية الخا�ص ��ة ‪ -‬الحق ��ول البحرية‬ ‫للغاز قبالة �س ��واحل غزة وعلى حقل غاز "رنتي�س"‬ ‫في ال�ض ��فة الغربية – وقد تق ِّو�ض �آفاق الإ�ستقالل‬ ‫في مجال الطاقة في المدى الطويل‪.‬‬

‫العمل في الفراغ‬ ‫خالل الف�ص ��ل الفائ ��ت‪ ،‬قمت بزي ��ارة �إلى ٍّ‬ ‫كل من‬ ‫قطاع غزة وال�ضفة الغربية‪ ،‬وتحدثت �إلى عدد من‬ ‫الم�س� ��ؤولين في قطاع الطاقة فيهما‪ .‬مثل الأردن‪،‬‬ ‫لق ��د ت�أ ّث ��رت فل�س ��طين م ��ن ج� � ّراء فق ��دان الغاز‬ ‫الم�صري‪� .‬إنها ت�شتري حالي ًا نحو ‪ 88‬في المئة من‬ ‫�إحتياجاتها من الكهرباء من �إ�سرائيل‪� .‬إن محطة‬ ‫تولي ��د الكهرب ��اء الوحي ��دة العاملة في الأرا�ض ��ي‬ ‫الفل�سطينية هي �ش ��ركة غزة لتوليد الطاقة‪ ،‬وتقع‬ ‫ف ��ي القطاع‪ ،‬جن ��وب مدينة غزة‪ .‬وه ��ذه المحطة‬ ‫تو ّلد نحو ع�ش ��رة في المئة من �إجمالي �إحتياجات‬ ‫الفل�س ��طينيين من الكهرباء‪ ،‬على الرغم من �أنها‬


‫يلين الموقف الإ�سرائيلي تجاه الفل�سطينيين بالن�سبة �إلى �إ�ستخراج الغاز‬ ‫حقل "زهر" الم�صري‪ :‬قد ّ‬

‫و�سعة"‪.‬‬ ‫الإ�سرائيلي لمحطة توليد كهرباء ُم َّ‬ ‫وتعتقد �ش ��ركة فل�سطين لتوليد الطاقة ب�أنها الآن‬ ‫ف ��ي موقف تفاو�ض ��ي �أقوى‪ ،‬و�س ��وف تكون قادرة‬ ‫على التغلب على هذه الخالفات ب�ش� ��أن ال�س ��عر‪.‬‬ ‫وتعزو ال�ش ��ركة توقعاتها الإيجابية �إلى �إقتناعها‪،‬‬ ‫التي ت�ش ��اركها فيها غالبية �سكان ال�ضفة الغربية‬ ‫وكذلك �س ��كان غزة‪� ،‬أن �إ�سرائيل هي �أكثر جدية‬ ‫بالن�س ��بة �إل ��ى ال�س ��ماح ب�إنتاج الغاز م ��ن الحقل‬ ‫البحري في غزة‪.‬‬ ‫ل ��م ت�ص ��در �أي ت�ص ��ريحات ر�س ��مية م ��ن‬ ‫الإ�س ��رائيليين لت�أكيد هذا‪ .‬ولكن م�صادر مق َّربة‬ ‫من المفاو�ض ��ات المحيطة بحق ��ل غزة البحري‬ ‫�أف ��ادت ب�أن هن ��اك دفع ًا فعلي� � ًا وتليين� � ًا ُم َ‬ ‫نتظر ًا‬ ‫للموقف من الجانب الإ�س ��رائيلي‪ ،‬لل�س ��ماح لهذا‬ ‫الحق ��ل ب�أن يبد�أ الإنتاج‪ .‬و ُيق ��دِّ ر عدد من النا�س‬ ‫الذي ��ن تحدث ��ت �إليهم ب� ��أن الوقت الذي �س ��وف‬ ‫ي�س ��تغرقه و�ضع حقل غزة قيد العمل �سيكون نحو‬ ‫‪� 30‬شهر ًا‪.‬‬ ‫بالطب ��ع‪ ،‬هن ��اك مخ ��اوف م ��ن �أن الإعتماد على‬ ‫الغاز الإ�س ��رائيلي يمكن �أن يق ِّو� ��ض �أمن الطاقة‬ ‫الفل�س ��طيني‪ ،‬لأن �إ�س ��رائيل يمكنها ب�سهولة قفل‬ ‫ال�ص ��نابير‪� .‬إن ح ��االت �س ��ابقة‪ ،‬الت ��ي حج ��زت‬ ‫�إ�س ��رائيل فيه ��ا عل ��ى عائ ��دات ال�ض ��رائب ع ��ن‬ ‫الفل�س ��طينيين‪ُ ،‬ت َع� � ّد �س ��ابقة ب ��ارزة لمث ��ل ه ��ذا‬ ‫ال�س ��لوك‪ .‬ولك ��ن ه ��ذه المخ ��اوف ت ��م رف�ض ��ها‬ ‫ب�س ��رعة‪�" .‬إن �ش ��ركة فل�س ��طين لتولي ��د الطاقة‬

‫تتفاو�ض مع القطاع الخا�ص الإ�س ��رائيلي‪ ،‬ولي�س‬ ‫مع الحكومة الإ�س ��رائيلية‪ .‬لن يكون هناك تدخل‬ ‫�سيا�سي لتوفير الغاز"‪ ،‬قال �أملة‪.‬‬ ‫وقد ب ّرر م�س� ��ؤولون م ��ن ٍّ‬ ‫كل من ال�ض ��فة الغربية‬ ‫وقطاع غزة ب�أن �ص ��فقات الغاز ه ��ذه هي بمثابة‬ ‫و�س ��يلة لو�ض ��ع حج ��ر الأ�س ��ا�س للإ�س ��تقالل‬ ‫الفل�س ��طيني في مجال الطاقة في الم�ستقبل‪ .‬في‬ ‫نهاية المطاف �إن خط الأنابيب من ع�سقالن �إلى‬ ‫�تخدم لنقل الغاز م ��ن حقل غزة‬ ‫غزة �س ��وف ُي�س � َ‬ ‫البحري �إلى قطاع غزة المحا�صر‪ .‬وبالمثل‪ ،‬فقد‬ ‫تواف ��ق �إ�س ��رائيل حتى على نقل الغ ��از من خالل‬ ‫بنيتها التحتية من حقل غزة البحري �إلى ال�ضفة‬ ‫الغربية‪ .‬ومن هذا المنظور‪ ،‬تُعتبر الإتفاقات مع‬ ‫�إ�س ��رائيل مج ��رد بدي ��ل م�ؤقت حتى يت ��م تحرير‬ ‫الغاز الفل�سطيني في النهاية‪.‬‬ ‫وبالنظ ��ر �إلى تاريخ الجهود المبذولة لحفر حقل‬ ‫غزة البحري‪ ،‬ف�إن هذه الخطط في الواقع تحمل‬ ‫معه ��ا المخاطر التي لن تنت ��ج �أي غاز‪ ،‬وفي هذه‬ ‫الحال ��ة ف� ��إن الفل�س ��طينيين يكون ��ون تفاو�ض ��وا‬ ‫ب�أنف�س ��هم للإعتم ��اد الدائ ��م على �إ�س ��رائيل في‬ ‫مج ��ال الطاق ��ة‪ .‬كم ��ا ذكرن ��ا �آنف ًا‪ ،‬ربم ��ا هناك‬ ‫بع� ��ض الدالئ ��ل عل ��ى �أن �إ�س ��رائيل تتج ��ه ف ��ي‬ ‫الواق ��ع �إلى "تليي ��ن" موقفها في م ��ا يتعلق بهذا‬ ‫المجال‪� .‬أو ًال‪ ،‬حقل غزة البحري هو الآن ر�ص ��يد‬ ‫�إ�س ��تراتيجي‪� .‬إن خوف ا�س ��رائيل م ��ن �أن يحتكر‬ ‫حق ��ل "زهر" الم�ص ��ري ال�س ��وق الإقليمية يمكن‬

‫�أن يقود �إلى �إ�س ��تخدام الغاز الفل�س ��طيني ليكون‬ ‫بمثابة "التحلية" لإ�س ��تخدام الغاز الإ�س ��رائيلي‪،‬‬ ‫مم ��ا يجعله �أكثر قبوال للعم�ل�اء المعادين‪ .‬ثاني ًا‪،‬‬ ‫يمك ��ن لحقل غزة البح ��ري �أن يلع ��ب دور ًا مهم ًا‬ ‫في �إ�س ��تقرار غزة‪ ،‬وهو هدف يكت�سب �أهمية في‬ ‫�إ�سرائيل‪.‬‬ ‫في �أي حال‪ ،‬يبدو �أن الفل�سطينيين على �إ�ستعداد‬ ‫للم�ض ��ي قدم� � ًا م ��ع �أخ ��ذ ه ��ذه المخاط ��ر ف ��ي‬ ‫الإعتبار‪� .‬إن الجهود التي ت َ‬ ‫ُبذل لفر�ض ال�س ��يادة‬ ‫عل ��ى م�ص ��ادر �أخ ��رى للغ ��از‪ ،‬وبالتحدي ��د حقل‬ ‫"رنتي� ��س" في ال�ض ��فة الغربية‪ ،‬تب ��دو معدومة‪.‬‬ ‫على الرغم من �أن بع�ض الم�س�ؤولين �أ ّكد ب�أن هذا‬ ‫الحقل قد "جرى التعامل معه وتناوله على �أعلى‬ ‫الم�س ��تويات في الحكومة"‪ ،‬ف�إنه ال يوجد م�ؤ�ش ��ر‬ ‫على �أن هذا الت�أكيد قد يكون �صحيح ًا‪.‬‬ ‫ولكن لكي نكون عادلين‪ ،‬ف�إن القيادة الفل�سطينية‬ ‫تنتهج تدابير ق�صيرة الأجل للتخفيف من معاناة‬ ‫�شعبها‪ .‬وفي غياب ت�سوية �سيا�سية‪ ،‬فقد �أ�صبحت‬ ‫الهم ��وم الإقت�ص ��ادية الأ�س ��مى والأه ��م والأكثر‬ ‫ألت م�س�ؤولين فل�سطينيين ما �إذا‬ ‫�إلحاح ًا‪ .‬لقد �س� ُ‬ ‫كان هن ��اك خوف م ��ن �أن �إلغاء هذه ال�ص ��فقات‬ ‫ير�س ��خ الإحت�ل�ال في ال�ض ��فة الغربية‬ ‫يمك ��ن �أن ّ‬ ‫والح�صار الم�ستمر لقطاع غزة‪.‬‬ ‫"نع ��م‪ ،‬بالطبع"‪ ،‬قال م�س� ��ؤول كبير في ال�ض ��فة‬ ‫الغربي ��ة‪ .‬م�ض ��يف ًا‪" :‬لك ��ن النا� ��س يري ��دون‬ ‫العي�ش"‬ ‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪67‬‬


‫عالم الطاقة ¶ م�شاريع غاز‬

‫محطة توليد الكهرباء في غزة‪ :‬ال ت�ستطيع تلبية حاجات ال�سكان‬

‫حقل "رنتي�س" في ال�ضفة الغربية‪ :‬ال�سلطة الفل�سطينية عاجزة عن �إ�ستغالله‬

‫�صحة هذه الإ ّدعاءات‪.‬‬ ‫الم�ستحيل التحقق من ّ‬ ‫م ��ن ناحية �أخ ��رى‪ ،‬فق ��د �أجبرت تكالي ��ف الوقود‬ ‫الباهظة المحطة على تقلي�ص �إ�ستخدامها لكامل‬ ‫طاقتها‪ .‬وجاء دفع ثمن الوقود �أي�ض� � ًا على ح�ساب‬ ‫الإ�س ��تثمارات المهمة الأخرى‪ ،‬مثل تطوير �شبكات‬ ‫القيا� ��س وتو�ص ��يل ونق ��ل الكهرباء في غ ��زة‪�( .‬إن‬ ‫النظام الموجود غير ف ّعال حتى �أنه �أدّى �إلى تراكم‬ ‫المح�ص ��لة بل ��غ مجموعها‬ ‫جب ��ل من الفواتير غير‬ ‫ّ‬ ‫‪ 860‬ملي ��ون دوالر عل ��ى مر ال�س ��نين)‪ .‬كما تحتاج‬ ‫�ش ��ركة الكهرب ��اء �إل ��ى ‪ 45‬ملي ��ون دوالر لإ�ص�ل�اح‬ ‫الأ�ض ��رار الناجم ��ة عن الع ��دوان الإ�س ��رائيلي في‬ ‫حزي ��ران (يونيو) ‪ 2014‬على قط ��اع غزة‪ ،‬والذي‬ ‫د ّمر خزانات الوقود في المحطة ف�ض ًال عن �أجزاء‬ ‫وا�سعة من �شبكات توزيع الكهرباء‪.‬‬

‫تليين الموقف الإ�سرائيلي‬ ‫للتعام ��ل م ��ع �إنقط ��اع التي ��ار الكهربائ ��ي ال ُمزمن‬ ‫وللتخفيف من معاناة �س ��كان غزة‪ ،‬الذين خرجوا‬ ‫�إل ��ى ال�ش ��وارع للإحتجاج ه ��ذا ال�ص ��يف‪ ،‬وافقت‬ ‫ال�سلطة الفل�سطينية في ال�ضفة الغربية على تطوير‬ ‫خ ��ط �أنابيب الغاز من ع�س ��قالن �إلى محطة توليد‬ ‫الكهرباء في غزة‪ ،‬حيث �سيتم تمويل الم�شروع من‬ ‫الحكوم ��ة القطري ��ة‪ ،‬وقد قدمت الخط ��ة التنموية‬ ‫(مع �إ�س ��تعداد ال�س ��لطة الفل�س ��طينية لدفع تكلفة‬ ‫الغ ��از) �إلى �إ�س ��رائيل في وقت �س ��ابق من ال�ش ��هر‬ ‫الفائ ��ت‪ .‬من خالل رب ��ط محطة تولي ��د الكهرباء‬

‫‪66‬‬

‫مبا�ش ��رة �إلى م�ص ��در للغ ��از‪ ،‬يقول م�س� ��ؤولون في‬ ‫�س ��لطة الطاقة والموارد الطبيعية الفل�سطينية في‬ ‫غزة‪ ،‬ف� ��إن جمي ��ع �إحتياجات تولي ��د الكهرباء في‬ ‫غزة يمكن تلبيتها ف ��ي نهاية المطاف‪ .‬من جهتها‬ ‫ال تزال �إ�س ��رائيل تفكر ف ��ي �إمكانية الموافقة على‬ ‫هذا الخط‪.‬‬

‫للتعامل مع �إنقطاع التيار الكهربائي‬ ‫ال ُمزمن وللتخفيف من معاناة �سكان‬ ‫غزة‪ ،‬الذين خرجوا �إلى ال�شوارع‬ ‫للإحتجاج هذا ال�صيف‪ ،‬وافقت ال�سلطة‬ ‫الفل�سطينية في ال�ضفة الغربية على‬ ‫تطوير خط �أنابيب الغاز من ع�سقالن �إلى‬ ‫محطة توليد الكهرباء في غزة‪ ،‬حيث‬ ‫�سيتم تمويل الم�شروع من الحكومة‬ ‫القطرية‪ ،‬وقد قدمت الخطة التنموية‬ ‫(مع �إ�ستعداد ال�سلطة الفل�سطينية لدفع‬ ‫تكلفة الغاز) �إلى �إ�سرائيل في وقت‬ ‫�سابق من ال�شهر الفائت‬

‫العدد ‪ - 36‬ت�شرين الثاين ‪ -‬كانون الأول (نوفمرب ‪ -‬دي�سمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫في حين �أن ه ��ذا االتفاق يزيد من الإعتماد على‬ ‫�إ�س ��رائيل‪ ،‬ف�إن م�س� ��ؤو ًال من "حما�س" الذي بدا‬ ‫غير مكترث لمثل هذه المخاوف‪ ،‬قال‪�" :‬إنه �أمر‬ ‫�إن�س ��اني‪ ،‬وه ��ي قواعد الجغرافيا عل ��ى �أي حال‪،‬‬ ‫فالعدو يمتلك الغاز"‪.‬‬ ‫ن�ش ��طاء في ال�ض ��فة الغربي ��ة كان لديهم �ش ��عور‬ ‫تو�ص ��لت �ش ��ركة‬ ‫مختل ��ف‪ .‬ف ��ي العام الما�ض ��ي‪ّ ،‬‬ ‫فل�سطين لتوليد الطاقة في ال�ضفة الغربية‪ ،‬التي‬ ‫ت�أ�س�ست في العام ‪ ،2010‬الى �إتفاق مع �إ�سرائيل‬ ‫لإ�س ��تيراد الغ ��از �إل ��ى ال�ض ��فة الغربية م ��ن �أجل‬ ‫تطوي ��ر محطة لتوليد الطاقة الكهربائية وخف�ض‬ ‫تكلف ��ة الكهرباء‪ .‬و�إحت � َّ�ج الجمهور الفل�س ��طيني‬ ‫ب�ش ��دة على الإتف ��اق الذي �إعتبره رم ��ز ًا للتطبيع‬ ‫مع الإحتالل‪ .‬بعد فترة وجيزة على ذلك‪� ،‬أُلغيت‬ ‫ال�ص ��فقة‪ .‬وق ��د �أُعي ��د ف�ض ��ل ذلك �إلى ن�ش ��طاء‬ ‫م ��ن "حرك ��ة المقاطع ��ة و�س ��حب الإ�س ��تثمارات‬ ‫وفر�ض العقوبات" لل�ض ��غط على �ش ��ركة الطاقة‬ ‫الفل�سطينية للتراجع عن ال�صفقة‪.‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬رف�ض م�س�ؤولون فل�سطينيون في ال�ضفة‬ ‫الغربي ��ة مث ��ل ه ��ذه الإدع ��اءات‪" .‬لق ��د تع ّث ��رت‬ ‫ال�ص ��فقة ب�سبب خالفات على ال�سعر"‪ ،‬قال ف�ؤاد‬ ‫�أملة‪ ،‬الرئي�س الم�س ��اعد للتخطي ��ط والمعلومات‬ ‫ف ��ي �س ��لطة الطاق ��ة الفل�س ��طينية ف ��ي ال�ض ��فة‬ ‫الغربية‪ .‬و�أ�ض ��اف‪" :‬في الواقع‪[ ،‬المفاو�ض ��ات]‬ ‫ال ت ��زال جارية حتى يومنا هذا‪ .‬وت�س ��عى �ش ��ركة‬ ‫فل�س ��طين لتولي ��د الطاق ��ة �إل ��ى ت�أمي ��ن الغ ��از‬


‫النفط في ليبيا‪ :‬بين ثناياه ينام م�ستقبل البالد‬

‫فيم ��ا تع َّمقت الحرب الأهلي ��ة الليبية خالل العام‬ ‫الفائت‪ ،‬فقد تراجعت ح�ص ��يلة �ص ��ادرات البالد‬ ‫النفطية ب�ش ��كل دراماتيكي – يبل ��غ الإنتاج حالي ًا‬ ‫نحو رب ��ع الإنتاج الذي كان في حقب ��ة الديكتاتور‬ ‫ال�س ��ابق معمر القذافي‪ .‬وقد �أُغ ِلق منفذ رئي�س ��ي‬ ‫لت�ص ��دير النفط ب�س ��بب القتال �أخي ��ر ًا‪ ،‬مما �أدى‬ ‫�إلى تفاقم الم�ش ��كلة‪ .‬ولما كان النفط هو ال�ش ��يء‬ ‫الوحي ��د في ليبيا الذي ي�س ��تحق القتال من �أجله‪،‬‬ ‫ف� ��إن الح ��رب في معظمه ��ا تتر ّكز وتتمح ��ور الآن‬ ‫حول ��ه ‪ -‬م ��ع تداعي ��ات وعواق ��ب وخيم ��ة عل ��ى‬ ‫ال�ص ��ناعة‪ .‬و�إذا لم يتم ح ّل ال�ص ��راع قريب ًا‪ ،‬ف�إن‬ ‫م�ص ��ير ال�ش ��عب الليبي ‪ -‬وربما وج ��ود ليبيا كما‬ ‫نعرفها‪� -‬سيكون مو�ضع �شك‪.‬‬ ‫من ��ذ �أي ��ار (ماي ��و) ‪ ،2014‬ن�ش� ��أت حكومت ��ان‬ ‫متناف�س ��تين في ليبيا‪ .‬عندم ��ا ّتم �إنتخاب مجل�س‬ ‫الن ��واب الليب ��ي في حزي ��ران (يونيو) م ��ن العام‬ ‫الفائت‪ ،‬كانت ن�سبة الت�صويت متدنية‪ ،‬ولم ت�شعر‬ ‫الكتل والميلي�ش ��يا الإ�س�ل�امية ب�أنها ممثلة تمثي ًال‬ ‫ع ��اد ًال‪ .‬ور ّد ًا على ذل ��ك �إجتم ��ع الم�ؤتمر الوطنى‬ ‫الع ��ام ‪ -‬مجل�س النواب ال�س ��ابق ‪ -‬ف ��ي طرابل�س‬ ‫و�إ ّدع ��ى ب�أنه الهيئة التمثيلية ال�ش ��رعية والوحيدة‬ ‫لل�ش ��عب الليبي‪ .‬م ��ن جهته �إ ّدع ��ى مجل�س النواب‬ ‫ال ُمنتخب ال�ش ��يء عينه ‪ -‬وه ��و الحكومة الوحيدة‬ ‫ال ُمعترف بها دولي ًا – و�إن�سحب �إلى مدينة طبرق‬ ‫في �شرق البالد‪.‬‬ ‫فيم ��ا �إنق�س ��مت الحكومة الليبية �إل ��ى جكومتين‪،‬‬ ‫فقد �إنق�س ��مت معها غالبية الم�ؤ�س�سات �أي�ض ًا‪ ،‬مع‬ ‫�إن�شاء �إدارات مماثلة في ال�شرق والغرب‪ .‬وع َّينت‬ ‫ك ٌّل من الحكومتين ق�ض ��اة في النظم الق�ض ��ائية‬ ‫لكل منها‪ ،‬و�أدارت بنوكها المركزية الخا�صة بها‪،‬‬ ‫وحافظت على قوات ع�سكرية ُمنف�صلة‪.‬‬ ‫ربما كان الإنق�سام الأكثر �أهمية ذلك الذي حدث‬ ‫في الم�ؤ�س�س ��ة الوطنية للنفط‪ ،‬ال�ش ��ركة ال ُمنتجة‬ ‫والم�ص ��دِّ رة للنف ��ط المملوكة للدول ��ة‪ .‬نظر ًا �إلى‬ ‫�أولوي ��ة النفط ف ��ي الإقت�ص ��اد الليبي‪ ،‬ف� ��إن هذه‬ ‫الم�ؤ�س�س ��ة ه ��ي المفتاح لهذا البل ��د‪ .‬في حين �أن‬ ‫مق ّرها كان دائم ًا في طرابل�س‪ ،‬ف�إن طبرق �أعلنت‬ ‫عن �إن�ش ��اء م�ؤ�س�س ��تها الوطنية للنفط في ال�شرق‬ ‫ف ��ي كان ��ون االول (دي�س ��مبر) ‪ ،2014‬معلن ًة ب�أن‬ ‫جميع �شركات النفط يجب �أن تتعامل فقط معها‪.‬‬ ‫بعد كل �شيء‪ ،‬تقول‪� ،‬إن الم�ؤ�س�سة الوطنية للنفط‬ ‫في ال�شرق هي م�ؤ�س�سة ر�سمية مرتبطة بالحكومة‬ ‫المعترف بها دولي ًا‪.‬‬ ‫ف ��ي �إجتم ��اع لمجل�س الأمن الدول ��ي في �آذار‬ ‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪69‬‬


‫عالم الطاقة‬ ‫نفط‬

‫النفط يمكن �أن ي�ساعد على �إعادة توحيد البالد مرة �أخرى �أو تفتيتها �إلى الأبد‬

‫المعركة الفاصلة على المورد‬ ‫الوحيد الذي ّ‬ ‫يحدد مستقبل ليبيا‬ ‫تُعتب��ر �إحتياطات النفط ف��ي ليبيا الأكبر في قارة �إفريقيا وواحدة من بين �أكب��ر ع�شرة في العالم بمعدل قُدِّ ر‬ ‫ب‪ 46.4‬ملي��ار برميل في ‪ .2010‬وقد بلغ معدل الإنتاج اليومي ف��ي ذلك العام ‪ 1.65‬مليون برميل‪ ،‬حيث‬ ‫يتوقع الخبراء �أن ت�ستمر هذه الإحتياطات مدة ‪� 77‬سنة �إذا ما �إ�ستمر الإنتاج بالمعدل الحالي وما لم تُكتَ�شف‬ ‫�أب��ار نف��ط جديدة‪ .‬وتتمت��ع ليبيا بجاذبية خا�ص��ة في هذا المجال نظ��ر ًا �إلى تدني تكالي��ف �إنتاج النفط في‬ ‫�أرا�ضيه��ا (ت�ص��ل حتى �إل��ى دوالر للبرميل في بع�ض الحق��ول) وقربها من الأ�سواق الأوروبي��ة‪ .‬ويفيد �أهل‬ ‫الخب��رة في المجال الهيدروكربون��ي �أن غالبية الأرا�ضي الليبية ما زالت غير مُكت�شفة نتيجة للعقوبات التي‬ ‫فُر�ض��ت عليه��ا �سابق ًا بالإ�ضافة �إلى الخالفات م��ع �شركات النفط الأجنبية‪ ،‬و�إن��دالع الحرب الأهلية التي‬ ‫�أدّت �إلى ن�شوء حكومتين متناف�ستين وتعثّر �إنتاج النفط بالم�ستوى ال�سابق‪.‬‬ ‫طرابل�س ‪ -‬الهادي الورفلي‬ ‫يم ّث ��ل النفط �ش ��ريان الحي ��اة لليبيا‪.‬‬ ‫لي�س ل ��دى البالد تقريب ًا �أي �ص ��ناعة‬ ‫غي ��ره‪ ،‬فه ��و �ص ��ناعتها الوحي ��دة‪ .‬ووفق� � ًا للبنك‬ ‫الدولي‪ ،‬ت�ش� � ّكل عائدات النف ��ط �أكثر من ‪ 95‬في‬ ‫المئ ��ة من موازنة الحكومة‪ .‬ولما كان نحو ‪ 80‬في‬ ‫المئة من الليبيين يتقا�ضون رواتبهم من الدولة‪،‬‬ ‫فلي�س من المبالغة القول ب�أن النفط ّ‬ ‫يغذي و ُيلب�س‬ ‫ال�ش ��عب الليبي‪ .‬الحقيقة �أنه ال يوجد �أي بلد �آخر‬ ‫يعتمد �إلى هذا الحد على مورد واحد‪.‬‬ ‫ه ��ذا في الواق ��ع �أم� � ٌر مقل ��ق‪ ،‬خ�صو�ص� � ًا عندما‬ ‫نعل ��م �أن ليبيا ه ��ي في معظمها �ص ��حراء‪ ،‬تفتقر‬ ‫�إل ��ى الأرا�ض ��ي الكبيرة ال�ص ��الحة للزراعة حيث‬ ‫ال يمكنه ��ا �أن ت�ؤ ّم ��ن غذاءه ��ا محلي� � ًا‪" .‬من دون‬ ‫العائ ��دات الهيدروكربوني ��ة‪ ،‬ف�إن قابلي ��ة الحياة‬ ‫للدولة الليبية ت�ص ��بح مو�ضع ت�س ��ا�ؤل كبير"‪ ،‬قال‬ ‫جي ��ف بورتر‪ ،‬الخبير في �ش� ��ؤون �ش ��مال �أفريقيا‬ ‫والأ�س ��تاذ المحا�ض ��ر في الأكاديمية الع�س ��كرية‬ ‫الأميركية "وي�س ��ت بوين ��ت"‪�" .‬إذا لم تكن هناك‬ ‫عائدات ت�ص ��دير‪ ،‬لي�س هناك مال‪ ،‬واذا لم يكن‬ ‫هناك مال‪ ،‬لي�س هناك طعام"‪ ،‬م�ضيف ًا‪.‬‬

‫‪68‬‬

‫ميناء زويتينة‪� :‬أُعلن عن �إغالقه في بداية ت�شرين الثاني (نوفمبر) الحالي‬

‫العدد ‪ - 36‬ت�شرين الثاين ‪ -‬كانون الأول (نوفمرب ‪ -‬دي�سمرب) ‪٢٠١5 -‬‬


‫عالم الطاقة ¶ نفط‬ ‫(مار� ��س) الفائ ��ت‪� ،‬أ�ص ��در الديبلوما�س ��يون فيه‬ ‫ق ��رار ًا ُيعل ��ن �أن �أهم �أجه ��زة الدولة ف ��ي ليبيا ‪-‬‬ ‫وخ�صو�ص� � ًا الم�ؤ�س�س ��ة الوطنية للنف ��ط – ينبغي‬ ‫�أن تبقى م�س ��تقلة وتتعامل بنزاهة مع الحكومتين‬ ‫المتناف�س ��تين‪ .‬ف ��ي الوق ��ت ال ��ذي ت ��م التوقي ��ع‬ ‫عل ��ى الق ��رار‪ ،‬كان معظ ��م الموان ��ئ النفطي ��ة‬ ‫والت�ص ��دير �ص ��ار تحت �س ��يطرة حكومة طبرق‪،‬‬ ‫ف ��ي حي ��ن �أن جمي ��ع العق ��ود والمدفوع ��ات تمت‬ ‫من خالل الم�ؤ�س�س ��ات الوطني ��ة التابعة لحكومة‬ ‫طرابل� ��س‪ .‬لق ��د �إلتزم الق ��رار الأمم ��ي الحفاظ‬ ‫ُق�س ��م الإيرادات بين‬ ‫على هذا الو�ض ��ع الراهن‪ :‬ت ّ‬ ‫الحكومتي ��ن‪ ،‬ولأنه ال يمكن �أن تعمل الواحدة دون‬ ‫الأخرى‪ ،‬ف�إن �إتحاد ًا غير مريح تربطه الم�صالح‬ ‫�سوف ي�ستمر‪.‬‬ ‫ولكن في الأ�سابيع والأ�شهر التي تلت ذلك‪� ،‬أ�صبح‬ ‫وا�ض ��ح ًا �أن القرار الذي �صدر في �آذار (مار�س)‬ ‫ال معنى له على �أر� ��ض الواقع‪ .‬لقد تابعت حكومة‬ ‫طب ��رق خططه ��ا لإقامة م�ؤ�س�س ��ة وطني ��ة للنفط‬ ‫خا�ص ��ة بها في حي ��ن �إحتجت طرابل�س‪ ،‬م�ص� � ّرة‬ ‫عل ��ى �أن جميع عقود النفط يجب �أن ت�س ��تمر من‬ ‫خاللها‪.‬‬ ‫مثل الم�ؤ�س�س ��ة التي تعادلها في الجزائر وم�صر‪،‬‬ ‫ف� ��إن وظيفة الم�ؤ�س�س ��ة الوطنية للنف ��ط في ليبيا‬ ‫ه ��ي على ح ��د �س ��واء ُمنتج ��ة و ُم ِّ‬ ‫نظم ��ة للقطاع‪.‬‬ ‫ولأنه ��ا تفتقر �إلى المعرف ��ة والخبرة للتنقيب عن‬ ‫النف ��ط بنف�س ��ها‪ ،‬ف�إنها ع ��ادة تلج�أ �إلى �ش ��راكة‬ ‫م ��ع �ش ��ركات نف ��ط �أجنبي ��ة لإ�س ��تغالل الموارد‪.‬‬ ‫وتتمتع الم�ؤ�س�س ��ة بالوالية وم�س� ��ؤولية الح�ص ��ول‬ ‫عل ��ى �أف�ض ��ل ال�ص ��فقات الممكن ��ة مع ال�ش ��ركاء‬ ‫الأجان ��ب‪ ،‬ف ��ي حين تُ�ش ��رف �أي�ض� � ًا عل ��ى �إدارة‬ ‫الموارد والإنتاج‪ .‬ويتطلب هذا الدور خبرة وا�سعة‬ ‫وكفاءة بيروقراطية‪ ،‬الأمر الذي يجعل الم�ؤ�س�سة‬ ‫الوطني ��ة للنف ��ط ف ��ي طرابل� ��س واقعي� � ًا فقط �أن‬ ‫ت ّدعي �إمتالكهما‪.‬‬ ‫ولك ��ن هذا الواقع لم ُي ِثن حكومة طبرق‪ .‬في تموز‬ ‫(يولي ��و) الفائ ��ت‪َ ،‬ع َّين ��ت ناجي المغرب ��ى‪ ،‬وهو‬ ‫مهند� ��س في �ش ��ركة نفط ليبي ��ة‪ ،‬رئي�س� � ًا جديد ًا‬ ‫للم�ؤ�س�س ��ة الوطنية للنفط الخا�صة بها‪ ،‬على �أمل‬ ‫�أنه يمكن �أن ينجح حيث ف�شل �سلفه‪ :‬ت�أمين عقود‬ ‫للنفط‪.‬‬ ‫مع تعيي ��ن رئي�س ��ها الجديد وبدء عمل ��ه‪� ،‬أطلقت‬ ‫الم�ؤ�س�س ��ة الوطنية للنفط في طبرق حملة وا�سعة‬ ‫النط ��اق لإقناع �ش ��ركات النفط ب�س ��حب وتقديم‬ ‫�أعمالها �إلى ال�ش ��رق‪ .‬في م�ؤتم ��ر ُعقد في مالطا‬

‫�إبراهيم الج�ضران‪:‬‬ ‫ميلي�شياته ت�سيطر على النفط‬

‫في �أيلول (�سبتمبر) الفائت‪ ،‬قال المغربى لح�شد‬ ‫�ص ��غير من الم�س ��تثمرين الأجانب المحتملين �أن‬ ‫م�ؤ�س�س ��ته الجديدة فتحت ح�سابات م�صرفية في‬ ‫دبي وم�صر وهي م�ستعدة لتجاوز طرابل�س تمام ًا‪.‬‬ ‫في حين لم تح�ض ��ر �أي �شركة من �شركات النفط‬ ‫الكبرى الم�ؤتمر‪ ،‬فقد و�ض ��عت الم�ؤ�س�سة الوطنية‬ ‫للنف ��ط ال�ش ��رقية ق�ض ��ية مقنعة �أمام ال�ش ��ركات‬ ‫الأ�ص ��غر التي تم جمعه ��ا‪ .‬من الناحي ��ة التقنية‪،‬‬ ‫�إنه ��ا تم ّث ��ل الحكوم ��ة ال ُمعت� � َرف بها دولي� � ًا فقط‬

‫ولما كان النفط هو ال�شيء الوحيد‬ ‫في ليبيا الذي ي�ستحق القتال من‬ ‫�أجله‪ ،‬ف�إن الحرب في معظمها ّ‬ ‫تتركز‬ ‫وتتمحور الآن حوله ‪ -‬مع تداعيات‬ ‫وعواقب وخيمة على ال�صناعة‬ ‫ناجي المغربي‪ّ :‬‬ ‫"نحذر ال�شركات‬ ‫العالمية من التعامل مع الإدارة غير‬ ‫ال�شرعية في طرابل�س‪ ...‬وقد �سمحنا‬ ‫لهذه الحكومة من تحميل بع�ض‬ ‫ال�سفن حتى الآن لكي ال تت�ضرر‬ ‫معي�شة ال�شعب الليبي‪ ،‬ولكننا ال نريد‬ ‫لهذا الو�ضع غير القانوني �أن ي�ستمر"‬

‫ف ��ي ليبيا‪ .‬كما �أنها ت�س ��يطر عل ��ى جميع محطات‬ ‫الت�ص ��دير الرئي�س ��ية ف ��ي الب�ل�اد‪ ،‬ق ��ال الرئي�س‬ ‫الجديد للح�ضور‪.‬‬ ‫"�إنن ��ا نح � ّ�ذر ال�ش ��ركات العالمية م ��ن التعامل‬ ‫م ��ع الإدارة غي ��ر ال�ش ��رعية"‪ ،‬ق ��ال المغرب ��ى‬ ‫لل�ص ��حافيين ف ��ي الم�ؤتمر‪ ،‬م�ش ��ير ًا �إل ��ى حكومة‬ ‫طرابل�س‪ .‬و�أ�ض ��اف‪" :‬لم نوقف هذه الحكومة من‬ ‫تحمي ��ل بع�ض ال�س ��فن حت ��ى الآن لكي ال تت�ض ��رر‬ ‫معي�شة ال�شعب الليبي‪ ،‬ولكننا ال نريد لهذا الو�ضع‬ ‫غير القانوني �أن ي�ستمر"‪.‬‬ ‫حت ��ى الآن‪� ،‬إخت ��ار معظ ��م �ش ��ركات النف ��ط‬ ‫الأجنبي ��ة ‪ -‬بما في ذلك �أكبره ��ا‪ ،‬مثل "بي بي"‬ ‫(‪ )BP‬البريطانية و"�إين ��ي" الإيطالية و"توتال"‬ ‫الفرن�سية ‪ -‬موا�صلة التعامل مع حكومة طرابل�س‬ ‫ب ��دل الحكوم ��ة ال ُمعت َرف به ��ا دولي ًا ف ��ي طبرق‪.‬‬ ‫والعق ��ود القانوني ��ة الت ��ي تحكم النفط ف ��ي ليبيا‬ ‫غالية و ُملزمة‪ ،‬وتخ�شى ال�شركات من و�ضعها في‬ ‫�أي ��دٍ عديمة الخبرة في طب ��رق‪ ،‬كما �أفاد موظف‬ ‫�س ��ابق ف ��ي "ال�ش ��ركة العربي ��ة العام ��ة للبترول"‬ ‫الليبية‪.‬‬ ‫"طب ��رق تنق�ص ��ها المعرفة لت�ش ��غيل الم�ؤ�س�س ��ة‬ ‫الوطني ��ة للنفط"‪ ،‬ق ��ال الموظف الذي طلب عدم‬ ‫الك�شف عن �إ�سمه لحماية �سالمته‪ .‬و�أ�شار �إلى �أن‬ ‫المغربي عمل في �شركة نفط ليبية كبيرة �سابق ًا‪،‬‬ ‫"لكنه كان غائب ًا عن المجال النفطي ل�س ��نوات‬ ‫ع ��دة‪ ،‬لذا ف�إنه يفتقر �إل ��ى الخبرة‪ .‬قبل هذا كان‬ ‫مج ��رد مهند� ��س‪ ،‬ولم يكن حتى رئي�س� � ًا لق�س ��م‪.‬‬ ‫الم�ؤ�س�س ��ة في ال�ش ��رق تحتاج �إلى خب ��رة‪ .‬رئي�س‬ ‫ال ��وزراء الحالي لحكومة طب ��رق عبد اهلل الثيني‬ ‫هو رجل ع�س ��كري‪ ،‬لذلك فهو ال يفهم كيف يعمل‬ ‫كل هذا"‪.‬‬ ‫من جهته عم ��ل المبعوث الخا�ص للأمم المتحدة‬ ‫�إل ��ى ليبيا‪ ،‬ليون برناردينو‪ ،‬ب�ش ��كل محموم لإقناع‬ ‫طرابل�س وطبرق بتوقيع �إتفاق �سالم ينهي القتال‪.‬‬ ‫لقد جاء برناردينو مع خطط متتالية عدة‪ ،‬وا�صف ًا‬ ‫كل واح ��دة منها ب�أنها �س ��ت�ؤدي �إلى �إتفاق �س�ل�ام‬ ‫نهائ ��ي‪ .‬لكن ��ه لم يك ��ن ق ��ادر ًا على �إقن ��اع ٍّ‬ ‫كل من‬ ‫الحكومتين بالتوقيع على �أي �صفقة‪ ،‬وكان الموعد‬ ‫النهائ ��ي يتب ��ع الآخر حتى �إنته ��ت المهلة من دون‬ ‫حل‪ .‬في ‪ 4‬ت�شرين الثاني (نوفمبر)‪� ،‬أعلنت الأمم‬ ‫المتح ��دة �أن الديبلوما�س ��ي الألماني مارتن كوبلر‬ ‫�س ��يخلف برناردينو في مهمته في الأيام المقبلة‪.‬‬ ‫ح�س ��د عليها في محاولته‬ ‫ويواج ��ه كوبلر مهمة ال ُي َ‬ ‫لإ�س ��تئناف المفاو�ض ��ات بي ��ن حكومتي ��ن‬ ‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪71‬‬



‫رهينتي ��ن للميلي�ش ��يات‪ ،‬حيث ترف� ��ض كل واحدة‬ ‫منهما الإعتراف ب�شرعية مناف�ستها‪ .‬والذي يزيد‬ ‫الأمور تعقيد ًا‪� ،‬إنتهاء والية الحكومة ال ُمنت َ​َخبة في‬ ‫طبرق ف ��ي ‪ 20‬ت�ش ��رين الأول (�أكتوب ��ر) الفائت‪،‬‬ ‫الأمر الذي و�ض ��ع مكانته ��ا في خط ��ر ب�إعتبارها‬ ‫الحكوم ��ة الوحيدة ال ُمعترف بها ر�س ��مي ًا من قبل‬ ‫الدول الغربية‪ ،‬بما في ذلك الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫�إذا �س ��ارت الأمور ب�ش ��كل �إيجابي‪ ،‬ف�سوف ت�شمل‬ ‫بن ��ود �أي �إتف ��اق �س�ل�ام تعيي ��ن رئي� ��س واحد لكل‬ ‫�إدارة في كافة الإدارات والوكاالت الحكومية‪ ،‬بما‬ ‫في ذلك الم�ؤ�س�س ��ة الوطني ��ة للنفط‪ .‬على الورق‪،‬‬ ‫ف�إن هذا �س ��يعيد "حياكة" �أجزاء ليبيا مع ًا مرة‬ ‫�أخ ��رى ‪ -‬ولكن طبرق �أثبت ��ت فعلي ًا تجاهلها لهذه‬ ‫الإتفاقات‪ .‬فهي ال تزال ت�س ��عى بن�شاط �إلى جذب‬ ‫الزبائن نحو الم�ؤ�س�سة الوطنية للنفط التابعة لها‬ ‫و�سحبهم من مناف�ستها في الغرب‪.‬‬ ‫حتى الآن‪ ،‬لم تنجح في و�ض ��ع ال�ص ��يغة النهائية‬ ‫لأي �ص ��فقة (على الأق ��ل علن ًا) ‪ -‬ولك ��ن هذا قد‬ ‫يتغير اذا تمكنت من موا�صلة تعزيز قب�ضتها على‬ ‫مراف ��ق �إنتاج النفط وت�ص ��ديره‪ .‬وق ��ال المغربي‬ ‫�أخي ��ر ًا �أن الم�ؤ�س�س ��ة الوطني ��ة للنف ��ط تخط ��ط‬ ‫ل�ش ��حن مليون برميل من النفط الخام لم�شترين‬ ‫في الأ�سابيع المقبلة‪.‬‬ ‫وتحاول طبرق �أي�ض� � ًا تنفيذ تهديداتها بال�ض ��غط‬ ‫عل ��ى طرابل�س‪ .‬في ‪ 3‬ت�ش ��رين الثان ��ي (نوفمبر)‬ ‫�أعلن ��ت قوات ليبية تُ�س ��يطر عل ��ى موانيء نفطية‬ ‫رئي�س ��ية فى �ش ��رق الب�ل�اد �أنها ّ‬ ‫حظ ��رت تحميل‬ ‫ناقالت النف ��ط بالخام فى ميناء الزويتينة‪� ،‬أحد‬ ‫�أكب ��ر موان ��ىء البالد‪� ،‬إذا كانت عق ��ود الناقالت‬ ‫مو ّقعة مع الحكوم ��ة الموازية في طرابل�س وذلك‬ ‫فى ت�ص ��عيد ل�صراع ال�س ��يطرة على الميناء‪ .‬وقد‬ ‫�أجبر هذا الأمر طرابل�س على �إعالم الم�ش ��ترين‬ ‫�أنه ��ا قد ال تكون ق ��ادرة على الوف ��اء ب�إلتزاماتها‬ ‫التعاقدي ��ة‪ .‬وبغ� ��ض النظر عما ق ��د يتقرر في �أي‬ ‫مفاو�ض ��ات م�س ��تقبلية‪ ،‬فقد �أظهرت طب ��رق �أنه‬ ‫يمكنها �إ�س ��تخدام قوتها لمنع و�ص ��ول مناف�س ��تها‬ ‫�إلى مرافق الت�ص ��دير ‪ -‬وهذا قد يكون حا�س ��م ًا‪.‬‬ ‫"الم�ؤ�س�س ��ة الوطني ��ة للنف ��ط التي �س ��تبدو �أكثر‬ ‫جاذبي ��ة ل�ش ��ركات النف ��ط االجنبي ��ة تل ��ك التي‬ ‫�س ��تكون لها معظم ال�سيطرة على النفط نف�سه"‪،‬‬ ‫قال كري�ستوفر ت�شيفيز‪ ،‬المدير الم�ساعد لمركز‬ ‫الدفاع الدولي والأمني في م�ؤ�س�سة "راند"‪.‬‬ ‫عل ��ى �أر�ض الواقع‪ ،‬ي�ش ��مل ال�ص ��راع �أكث ��ر بكثير‬ ‫من الحكومتي ��ن المت�ش ��احنتين‪ .‬تت�ألف ليبيا من‬

‫المبعوث الخا�ص للأمم المتحدة �إلى ليبيا‪ ،‬ليون برناردينو‪:‬‬ ‫حاول ولم يفلح‬

‫ع�ش ��رات القبائل‪ٍّ ،‬‬ ‫ولكل منها م�صالحها الخا�صة‬ ‫وال ��والءات المتغي ��رة‪" .‬هن ��اك �س� ��ؤال حول مدى‬ ‫القدرة الفعلي ��ة التي تتمتع بها القوى ال�سيا�س ��ية‬ ‫لل�سيطرة على الميلي�شيات المهمة على االر�ض"‪،‬‬ ‫قال ت�ش ��يفيز‪�" .‬أعتق ��د �أن كل هذا يع ��ود الى من‬ ‫ي�سيطر على النفط‪ ،‬كما يتع ّلق الأمر بالتحالفات‬ ‫عل ��ى الأر� ��ض‪ ،‬و�أي ق ��وى �سيا�س ��ية ت�س ��يطر على‬ ‫المواقع والمرافق داخل ليبيا"‪ ،‬م�ضيف ًا‪.‬‬ ‫�إبراهيم الج�ضران هو مثال جيد ‪ -‬وحا�سم‪ .‬كان‬

‫حتى الآن‪� ،‬إختار معظم �شركات‬ ‫النفط الأجنبية ‪ -‬بما في ذلك‬ ‫�أكبرها‪ ،‬مثل "بي بي" (‪)BP‬‬ ‫البريطانية و"�إيني" الإيطالية‬ ‫و"توتال" الفرن�سية ‪ -‬موا�صلة التعامل‬ ‫مع حكومة طرابل�س بدل الحكومة‬ ‫عترف بها دولي ًا في طبرق‪ .‬والعقود‬ ‫ال ُم َ‬ ‫القانونية التي تحكم النفط في ليبيا‬ ‫غالية و ُملزمة‪ ،‬وتخ�شى ال�شركات من‬ ‫و�ضعها في �أي ٍد عديمة الخبرة‬ ‫في طبرق‪ ،‬كما �أفاد موظف �سابق‬ ‫في "ال�شركة العربية العامة‬ ‫للبترول" الليبية‬

‫ال�ش ��اب البالغ من العمر ‪ 34‬عام ًا زعيم ميلي�ش ��يا‬ ‫ف ��ي �أثناء ثورة ‪ ،2011‬وع ِّي ��ن قائد ًا لقوات حر�س‬ ‫المن�ش� ��آت النفطي ��ة الليبي ��ة م ��ن قب ��ل الحكومة‬ ‫موح ��دة في العام‬ ‫الإنتقالي ��ة التي كان ��ت ال تزال ّ‬ ‫‪ .2012‬ولم ��ا كان �أ�ص�ل� ًا م ��ن المدينة ال�ش ��رقية‬ ‫"�أجدابي ��ا"‪ ،‬فقد كان زعيم الميلي�ش ��يا المارق‬ ‫م�ؤيد ًا علن ًا لنظ ��ام فيديرالي في ليبيا‪ ،‬وكثير ًا ما‬ ‫�إ�ستخدم �سلطته لفتح �أو �إغالق الموانئ النفطية‪،‬‬ ‫قاطع ًا بذلك �صادرات النفط ‪ -‬وبالتالي الرواتب‬ ‫ عندما ال يتفق مع � ٍّأي من الحكومتين‪.‬‬‫"كان واحد ًا من الأ�س ��باب الأولية للهبوط الحاد‬ ‫في �إنت ��اج النفط الليبي الح�ص ��ار الذي فر�ض ��ه‬ ‫�إبراهيم الج�ض ��ران في �آب (�أغ�سط�س) ‪،"2013‬‬ ‫ق ��ال بورت ��ر‪ .‬لقد وا�ص ��ل قائ ��د الميل�ش ��يا تكتيك‬ ‫التوق ��ف وقط ��ع النفط في تحدٍّ ل ��كال النظامين‪،‬‬ ‫حتى �أنه حاول �سرقة ناقلة مح َّملة بالنفط الخام‬ ‫لبيعه في ال�س ��وق ال�س ��وداء‪ .‬وقد �أُو ِقفت ال�سفينة‬ ‫ف ��ي نهاية المط ��اف من قبل البحري ��ة الأميركية‬ ‫قبالة �سواحل قبر�ص‪.‬‬ ‫ويج ��ب ع ��دم التقليل م ��ن ق ��وة الج�ض ��ران‪ .‬في‬ ‫الواق ��ع‪ ،‬وفق ًا لتقارير و�س ��ائل الإع�ل�ام المحلية‪،‬‬ ‫لق ��د كان هو‪ ،‬ولي�س ��ت حكومة طب ��رق‪ ،‬الذي قام‬ ‫ب�إغ�ل�اق ميناء زويتينة �أخير ًا‪ .‬وكما ي�ش ��ير بورتر‬ ‫�إن الج�ض ��ران‪ ،‬ولي�س ��ت طرابل� ��س �أو طبرق‪ ،‬من‬ ‫ي�سيطر حق ًا على ال�صادرات‪.‬‬ ‫"هناك هذا الإنف�ص ��ال بين الأفراد الموجودين‬ ‫على الأر�ض الذين ينا�ض ��لون من �أجل ال�س ��يطرة‬ ‫عل ��ى ه ��ذه الأ�ص ��ول الهيدروكربوني ��ة المختلف ��ة‬ ‫ومجموعة مختلفة من النا�س في طرابل�س الذين‬ ‫ي�س ��يطرون على الم�ؤ�س�س ��ات البيروقراطية التي‬ ‫تح ّول فع ًال النفط الخام �إلى مال"‪ ،‬قال‪ .‬م�ضيف ًا‪:‬‬ ‫"حت ��ى لو كانت لدينا حكومة وحدة وطنية‪ ،‬فمن‬ ‫الممكن جد ًا �أن القوى عينها التي �أ ّدت �إلى �إنهيار‬ ‫قط ��اع النف ��ط والغاز قبل �إندالع الح ��رب الأهلية‬ ‫�سوف تعاود الظهور"‪.‬‬ ‫ف ��ي نهاية المطاف‪ ،‬لي�س ��ت الأم ��م المتحدة‪ ،‬وال‬ ‫طبرق‪ ،‬وال طرابل�س‪ ،‬من يح ّدد الم�صير ال�سيا�سي‬ ‫والإقت�ص ��ادي في ليبيا‪ :‬الميلي�شيات والقبائل هي‬ ‫التي تفعل ذلك‪�" .‬إذا كنت تريد �أن تفعل �أي �شيء‬ ‫في تلك البالد‪ ،‬عليك �إ�ش ��راك القبائل المحلية‪،‬‬ ‫والمجتم ��ع المحل ��ي"‪ ،‬قال الموظف ال�س ��ابق في‬ ‫"ال�شركة العربية العامة للبترول" الليبية‪.‬‬ ‫"ال�سيا�سيون! لي�س بين �أيديهم �سوى بيع الكالم‬ ‫‪ ...‬ولي�س �أكثر من ذلك"‪ ،‬م�ضيف ًا‬ ‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪73‬‬


Our Services

WE

Private equity Asset Management Portfolio Structuring Infrastructure Investment

KN

OW

FIN

AN

CE

Our Address 2233 Ponce De Leon Boulevard, Coral Gables, Miami, Fl 33134, U.S.A. Tel: +1 (305) 767 1357, Email: info@falconamericas.com Website: www.falconamericas.com


‫دم�شق ‪ -‬محمد الحلبي‬ ‫جدّد ّ‬ ‫تدخل رو�س ��يا الأخير في �س ��وريا‬ ‫النقا� ��ش والجدل حول دوافع مو�س ��كو‬ ‫الت ��ي دفعته ��ا الآن للإنخ ��راط ع�س ��كري ًا في هذا‬ ‫ال�ص ��راع ال ��ذي تج ��اوز عم ��ره الخم�س �س ��نوات‪.‬‬ ‫جيم�س نيك�س ��ي‪ ،‬رئي�س برنامج رو�س ��يا و�أورا�س ��يا‬ ‫ف ��ي مرك ��ز �أبحاث "ت�ش ��اتام هاو� ��س" البريطاني‬ ‫وزميلت ��ه‪ ،‬زينيا ويكي ��ت‪ ،‬مديرة م�ش ��روع الواليات‬ ‫المتحدة ف ��ي المركز‪ ،‬ربما و�ض ��عا �أف�ض ��ل تبرير‬ ‫للدواف ��ع الرو�س ��ية ف ��ي مقالهم ��ا �أخي ��ر ًا عندم ��ا‬ ‫ت�س ��اءال‪" :‬م ��ا ال ��ذي يجعل بل ��د ًا ينوء �إقت�ص ��اده‬ ‫تحت ثقل م�ش ��اكل ركود ح ��اد ويعاني من عقوبات‬ ‫مفرو�ض ��ة عليه ب�س ��بب تدخل ��ه ف ��ي �أوكرانيا‪ ،‬الى‬ ‫فتح جبهة عمليات ع�س ��كرية �إ�ض ��افية في �س ��وريا‬ ‫بعيد ًا من �س ��احة عملياته التقليدية وخارج مجال‬ ‫ف�ضاء الإتحاد ال�سوفياتي ال�سابق؟ ما الذي يدفعه‬ ‫بالإ�ض ��افة ال ��ى الأ�س ��باب الر�س ��مية ال ُمع َلن ��ة الى‬ ‫القيام ب�ض ��رب المجموعات الع�سكرية المعار�ضة‬ ‫التي تحارب النظام في دم�ش ��ق ب�إ�ستثناء المعاقل‬ ‫التي ي�سيطر عليها تنظيم "داع�ش"؟"‪.‬‬ ‫ج ��واب واح ��د ه ��و الغ ��از الطبيع ��ي‪ .‬عل ��ى وج ��ه‬ ‫التحدي ��د‪� ،‬إن غالبية ال ��دول الأجنبية الم�ش ��اركة‬ ‫في ال�ص ��راع ف ��ي بالد ال�ش ��ام هي دول م�ص� �دّرة‬ ‫للغ ��از‪ ،‬ولديها م�ص ��الح في واحد من م�ش ��روعين‬ ‫متناف�س ��ين من خط ��وط �أنابيب ي�س ��عى ك ٌّل منهما‬ ‫�إلى عبور الأرا�ضي ال�سورية لنقل الغاز �إلى �أوروبا‪:‬‬ ‫واح ٌد قطري والآخر �إيراني‪ .‬ب�إخت�صار‪ ،‬في الوقت‬ ‫الذي تخ ��رج الجمهورية الإ�س�ل�امية م ��ن عزلتها‬ ‫وتتح ّرر من العقوبات الدولية وت�صبح �إحتياطاتها‬ ‫تاحة للت�صدير‪ ،‬ف�إن حرب الغاز‬ ‫الهائلة من الغاز ُم َ‬ ‫ال�سوري بد�أت تغلي‪.‬‬

‫خطوط الطاقة‬ ‫في الع ��ام ‪ ،1989‬بد�أت قطر و�إي ��ران تطوير حقل‬ ‫القب ��ة ال�ش ��مالية ‪ /‬بار� ��س الجنوب ��ي‪ ،‬ال ��ذي ُد ِفن‬ ‫عل ��ى ‪ 3000‬متر تحت قاع الخليج العربي‪ .‬ومع ‪51‬‬ ‫تريليون متر مكعب من الغاز و ‪ 50‬مليار متر مكعب‬ ‫من المك ّثفات ال�س ��ائلة‪ ،‬فهو ُيعتبر �أكبر حقل للغاز‬ ‫الطبيع ��ي في العالم‪ ،‬حيث يق ��ع ما يقرب من ثلث‬ ‫�إحتياطاته ف ��ي المياه الإيرانية والثلثين في المياه‬ ‫القطرية‪.‬‬ ‫منذ �إكت�ش ��افه‪ ،‬وقطر ت�س ��تثمر بكثافة في م�صانع‬ ‫ومحطات الغاز الطبيعي الم�س ��ال التي تم ّكنها من‬

‫الرئي�س ب�شار الأ�سد‪ :‬رف�ض التوقيع على خط �أنابيب قطر‬

‫نقل الغاز �إلى جميع �أنحاء العالم في ناقالت‪ .‬لكن‬ ‫عمليات الت�س ��ييل وال�ش ��حن التي تُ�ضاعف مجموع‬ ‫التكاليف‪ ،‬ال �س ��يما فيما �أ�سعار الغاز تراجعت‪ ،‬قد‬ ‫ق ّو�ضت الفر�ص ��ة �أمام الغاز القطري للدخول �إلى‬ ‫الأ�س ��واق الأوروبية ب�س ��بب مزاحمة الغاز الرو�سي‬ ‫الأرخ� ��ص الآتي عبر خط ��وط الأنابي ��ب‪ .‬وهكذا‪،‬‬ ‫ف ��ي العام ‪� ،2009‬إقترحت قط ��ر بناء خط �أنابيب‬ ‫لإر�س ��ال الغاز عبر �ش ��مال غ ��رب المملكة العربية‬ ‫ال�س ��عودية‪ ،‬والأردن‪ ،‬و�سوريا �إلى تركيا‪ ،‬و�إ�ستثمار‬

‫�إقترحت طهران بناء خط �أنابيب بين‬ ‫�إيران والعراق و�سوريا الذي �سي�ضخ‬ ‫الغاز الإيراني من الحقل الذي تت�شارك‬ ‫فيه مع قطر‪ ،‬من طريق المرافئ‬ ‫ال�سورية مثل الالذقية وتحت البحر‬ ‫الأبي�ض المتو�سط‪ .‬وعلى ما يبدو‪،‬‬ ‫باركت مو�سكو هذا الم�شروع‪ ،‬وربما‬ ‫لأنها تعتقد ب�أنه �سيكون من ال�سهل‬ ‫عليها التعامل مع طهران لل�سيطرة‬ ‫على واردات الغاز �إلى �أوروبا من �إيران‬ ‫ومنطقة بحر قزوين و�آ�سيا الو�سطى‬

‫مليارات الدوالرات م�سبق ًا‪� ،‬إيمان ًا من الدوحة ب�أن‬ ‫هذا الم�ش ��روع من �ش�أنه �أن يق ّلل تكاليف النقل في‬ ‫المدى الطويل‪ .‬مع ذلك‪ ،‬رف�ض الرئي�س ال�س ��وري‬ ‫ب�ش ��ار الأ�س ��د التوقيع على الخطة‪ .‬يبدو �أن رو�سيا‬ ‫الت ��ي ال تري ��د تقوي�ض مكانته ��ا في �أ�س ��واق الغاز‬ ‫الأوروبية قد و�ض ��عت الع�صي في دواليب الم�شروع‬ ‫و�ض ��غطت على الرئي�س ال�سوري ب�شكل كبير لمنعه‬ ‫من التوقيع‪.‬‬ ‫ف ��ي الوقت عينه‪ ،‬على الرغم م ��ن �أن �إيران تفتقر‬ ‫�إل ��ى البني ��ة التحتي ��ة لت�ص ��دير �إحتياطاته ��ا من‬ ‫الغ ��از‪ ،‬فقد وجدت �أن الفر�ص ��ة �س ��انحة لها‪ ،‬لذا‬ ‫�إقترح ��ت خط �أنابي ��ب بدي ًال بين �إي ��ران والعراق‬ ‫و�س ��وريا الذي �سي�ض ��خ الغاز الإيران ��ي من الحقل‬ ‫نف�س ��ه‪ ،‬الذي تت�ش ��ارك في ��ه مع قط ��ر‪ ،‬من طريق‬ ‫المراف ��ئ ال�س ��ورية مث ��ل الالذقية وتح ��ت البحر‬ ‫الأبي�ض المتو�س ��ط‪ .‬وعلى ما يبدو‪ ،‬باركت مو�سكو‬ ‫هذا الم�ش ��روع‪ ،‬وربما لأنها تعتقد ب�أنه �سيكون من‬ ‫ال�سهل عليها التعامل مع طهران (التي على عك�س‬ ‫قطر‪ ،‬لي�س ��ت موطن ًا لقاعدة �أميركية) لل�س ��يطرة‬ ‫عل ��ى واردات الغاز �إلى �أوروبا م ��ن �إيران ومنطقة‬ ‫بحر قزوين و�آ�س ��يا الو�س ��طى‪ .‬وج ��اء الإعالن عن‬ ‫�ص ��فقة خط �أنابيب بين العراق و�إيران و�سوريا في‬ ‫العام ‪ .2011‬ووقع الأطراف المعنيون على الوثائق‬ ‫في تم ��وز (يوليو) ‪ .2012‬وكان من المقرر �أن يتم‬ ‫الإنته ��اء من بناء الخ ��ط في الع ��ام ‪ ،2016‬ولكن‬ ‫عوا�ص ��ف "الربيع العربي" وما تالها من فو�ض ��ى‬ ‫في �سوريا ع ّثر و� ّأخر الم�شروع‪.‬‬

‫تدخّ ل رو�سيا‬ ‫منذ بداية القتال‪ ،‬قدّمت �إيران دعم ًا وا�سع النطاق‬ ‫لحكومة الأ�سد‪ .‬وح�س ��ب بع�ض التقارير‪ ،‬فهي �إلى‬ ‫حد ما‪� ،‬أكثر �أو �أقل‪ ،‬تدير الجي�ش ال�سوري‪ ،‬ف�ض ًال‬ ‫ع ��ن تزويده بالأ�س ��لحة والعت ��اد والآن حتى بقوات‬ ‫م ��ن "الحر�س الثوري" وفيل ��ق "القد�س" و"حزب‬ ‫اهلل"‪ .‬ل ��دى طهران �أ�س ��باب عديدة لدعم الأ�س ��د‬ ‫– كانت دم�شق حليف ًا يمكن الإعتماد عليه وقناة‬ ‫لإر�سال الأ�سلحة �إلى "حزب اهلل" – وو�ضع �سوريا‬ ‫كطريق عبور محتمل لإحتياطات �إيران ال�ض ��خمة‬ ‫من الغاز الطبيعي يدخل في الإعتبار‪.‬‬ ‫ف ��ي الوقت عين ��ه‪ ،‬بد�أت قط ��ر من جهته ��ا العمل‬ ‫لإ�س ��قاط نظام الأ�س ��د من طريق تمويل جماعات‬ ‫متم� � ّردة حيث و�ص ��لت قيمة دعمها �إل ��ى حوالي ‪3‬‬ ‫ملي ��ارات دوالر بي ��ن عام ��ي ‪ 2011‬و‪ .2013‬حت ��ى‬ ‫�أنها قدّمت ‪ 50،000‬دوالر مكاف�أة للمن�ش� � ّقين‬ ‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪75‬‬


‫عالم الطاقة‬ ‫نفط‬

‫هجوم بوتين الهيدروكربوني‬

‫ّ‬ ‫هل تدخلت روسيا في سوريا‬ ‫من أجل خطوط أنابيب الغاز؟‬ ‫�شعر الرو�س بعد تفكك الإتحاد ال�سوفياتي �أن ال�صراع على الت�سلح قد �أنهكهم و�سط غياب عن عوالم الطاقة‬ ‫ال�ضروري��ة لأي دول��ة �صناعية‪ ،‬فيما كان الأميركيون يتحرّكون في مناطق النفط عبر عقود عدة مكّ نتهم من‬ ‫النم��و ومن ال�سيطرة على القرار ال�سيا�سي الدولي بال منازعات كبي��رة‪ .‬ولهذا تحرّك الرو�س ب�إتجاه مكامن‬ ‫الطاق��ة (النفط والغاز)‪ .‬وعلى �إعتبار �أن الق�سمة الدولي��ة ال تحتمل المناف�سة في قطاعات النفط كثيراً‪ ،‬فقد‬ ‫عمل��ت مو�سك��و على ال�سعي �إلى م��ا ي�شبه �إحتكار الغاز في مناط��ق �إنتاجها �أو نقله��ا وت�سويقها على نطاق‬ ‫وا�سع‪ .‬ولكن هل كان تدخّ لها في �سوريا نابع ًا من هذه الفر�ضية؟‬

‫التدخل الرو�سي في �سوريا‪ :‬غيّر ال�صورة ولكن‪...‬‬

‫‪74‬‬

‫العدد ‪ - 36‬ت�شرين الثاين ‪ -‬كانون الأول (نوفمرب ‪ -‬دي�سمرب) ‪٢٠١5 -‬‬


‫عالم الطاقة ¶ نفط‬ ‫عن النظام ال�س ��وري و�أ�سرهم و�إ�ست�ضافت قاعدة‬ ‫ع�س ��كرية الت ��ي م ��ن خالله ��ا تق ��وم المخاب ��رات‬ ‫المركزي ��ة الأميركي ��ة (�س ��ي �آي �إي) بتدري ��ب‬ ‫المتم ّردين ال�سوريين‪ .‬علم ًا �أن العالقات القطرية‬ ‫مع �سوريا في ال�سابق كانت ودية – وبقيت كذلك‪،‬‬ ‫حتى لعبت قناة "الجزيرة" في الدوحة دور ًا حيوي ًا‬ ‫ف ��ي دعم ث ��ورات "الربيع العربي" و�أعطت �ص ��وت ًا‬ ‫للإحتجاجات في �س ��وريا‪ .‬كما �س ��عت قطر �أي�ض� � ًا‬ ‫�إلى عزل الأ�س ��د ديبلوما�س ��ي ًا بت�سليم مقعد �سوريا‬ ‫ف ��ي الجامع ��ة العربية �إل ��ى المعار�ض ��ة‪ .‬وبقيامها‬ ‫بذل ��ك‪ ،‬فقد ه ��ددت الإمارة الخليجية ال�ص ��غيرة‬ ‫عالقاتها الوثيقة �سابق ًا مع �إيران‪.‬‬ ‫م ��ن ناحية �أخرى‪ ،‬فقد �أ�ض ��اف التدخل الرو�س ��ي‬ ‫طبق ��ة جديدة‪� .‬إن مو�س ��كو ّ‬ ‫تف�ض ��ل ر�ؤية بناء خط‬ ‫الأنابي ��ب بي ��ن العراق واي ��ران و�س ��وريا �أو ال خط‬ ‫�أنابي ��ب عل ��ى الإط�ل�اق‪ ،‬بحيث يمكنها ال�س ��يطرة‬ ‫على �إمدادات الغاز �إلى �أوروبا‪� ،‬س ��وقها الرئي�سي‪،‬‬ ‫بطريق ��ة �أف�ض ��ل‪ .‬بالن�س ��بة �إلى دولة قط ��ر‪ ،‬تم ّثل‬ ‫�سوريا فر�صة لنقل الغاز �إلى ال�سوق بثمن بخ�س �أو‬ ‫منع �إيران من الهيمنة على �ص ��ادرات خط �أنابيب‬ ‫ينق ��ل الغاز من حقل م�ش ��ترك الملكي ��ة‪ .‬الواليات‬ ‫المتح ��دة‪ ،‬ف ��ي الوقت عين ��ه‪ ،‬تدعم خ ��ط �أنابيب‬ ‫قط ��ر ب�إعتباره و�س ��يلة لتحقيق الت ��وازن مع �إيران‬ ‫وتنويع �إمدادات الغاز �إلى �أوروبا بعيد ًا من رو�سيا‪.‬‬ ‫وتركيا‪ ،‬وبالمثل‪ ،‬تعتقد ب�أن خط الأنابيب القطري‬ ‫من �ش�أنه �أن ي�ساعد على تنويع �إمداداتها من الغاز‬ ‫بعي ��د ًا من الطاق ��ة الرو�س ��ية وتعزي ��ز طموحاتها‬ ‫لتكون مرك ��ز ًا لنقل الغاز بين �آ�س ��يا و�أوروبا‪ .‬وفي‬ ‫الأيام الأخيرة‪ ،‬ذ ّكرت و�س ��ائل الإعالم الر�س ��مية‬ ‫الرو�س ��ية تركي ��ا ب�أنه ��ا "م ��ن غي ��ر المرج ��ح �أن‬ ‫ت�س ��تطيع العي�ش م ��ن دون الغ ��از الرو�س ��ي" وب�أن‬ ‫المو ّرد الرئي�سي الآخر لتركيا‪� ،‬إيران‪ ،‬قد تحالفت‬ ‫مع رو�سيا في �سوريا‪.‬‬ ‫بعب ��ارة �أخ ��رى‪� ،‬إن �أي ��ة ت�س ��وية �سيا�س ��ية للأزمة‬ ‫ف ��ي �س ��وريا يج ��ب �أي�ض� � ًا �أن تو ّفق بين الم�ص ��الح‬ ‫المتناف�س ��ة على الغاز‪ .‬وثم ��ة طريقة للقيام بذلك‬ ‫تتم ّث ��ل ف ��ي بناء وتمكي ��ن ٍّ‬ ‫كل من خط ��ي الأنابيب‪،‬‬ ‫بحي ��ث يمكنهما مع ًا جلب الغاز القطري والإيراني‬ ‫�إل ��ى ال�س ��وق بثم ��ن بخ� ��س‪ .‬وم ��ن �ش� ��أن ذل ��ك �أن‬ ‫يح� � ّل‪ ،‬عل ��ى الأقل‪ ،‬واحدة من م�ش ��اكل ال�ص ��راع‪.‬‬ ‫ف ��ي الحقيق ��ة‪� ،‬إن ذلك �س ��يخدم م�ص ��الح جميع‬ ‫الأطراف الفاعلة ب�شكل معقول‪ ،‬ب�إ�ستثناء رو�سيا‪.‬‬ ‫ف ��ي الواق ��ع‪� ،‬إن خط ��ي الأنابيب �س ��يكونان بمثابة‬ ‫كارثة للكرملين‪ .‬لدى رو�س ��يا م�ص ��لحة حيوية في‬

‫الرئي�س الرو�سي فالديمير بوتين‪:‬‬ ‫بارك خط الأنابيب الإيراني‬

‫غالبية الدول الأجنبية الم�شاركة‬ ‫في ال�صراع في بالد ال�شام هي دول‬ ‫م�صدرة للغاز‪ ،‬ولديها م�صالح في‬ ‫ّ‬ ‫واحد من م�شروعين متناف�سين من‬ ‫خطوط �أنابيب ي�سعى ٌّ‬ ‫كل منهما �إلى‬ ‫عبور الأرا�ضي ال�سورية لنقل الغاز �إلى‬ ‫واحد قطري والآخر �إيراني‬ ‫�أوروبا‪ٌ :‬‬ ‫في العام ‪� ،2009‬إقترحت قطر‬ ‫بناء خط �أنابيب لإر�سال الغاز عبر‬ ‫�شمال غرب المملكة العربية‬ ‫ال�سعودية‪ ،‬والأردن‪ ،‬و�سوريا �إلى تركيا‪،‬‬ ‫و�إ�ستثمار مليارات الدوالرات م�سبق ًا‪،‬‬ ‫�إيمان ًا من الدوحة ب�أن هذا الم�شروع‬ ‫من �ش�أنه �أن يق ّلل تكاليف النقل في‬ ‫المدى الطويل‪ .‬مع ذلك‪ ،‬رف�ض الرئي�س‬ ‫ال�سوري ب�شار الأ�سد التوقيع على‬ ‫الخطة تحت �ضغط رو�سي‬

‫ال�س ��يطرة على �إم ��دادات الغاز �إل ��ى �أوروبا‪ ،‬حيث‬ ‫تبي ��ع "غازب ��روم" ‪ 80‬ف ��ي المئة م ��ن �إحتياجاتها‬ ‫من الغ ��از‪ .‬لقد نج ��ح الإتحاد الأوروب ��ي في تنويع‬ ‫م�ص ��ادر وارداته في ال�س ��نوات الأخي ��رة (جزئي ًا‬ ‫م ��ن خ�ل�ال واردات الغاز الم�س ��ال) وت�س ��عى �إلى‬ ‫تطوير خطوط �أنابيب �إ�ض ��افية من �آ�سيا الو�سطى‬ ‫وال�ش ��رق الأو�س ��ط لزيادة خف� ��ض �إعتمادها على‬ ‫الغ ��از الرو�س ��ي‪� .‬إن خط ��وط �أنابي ��ب جديدة من‬ ‫قطر و�إيران يمكنها �أن ت�س ��لب ح�ص ��ة من رو�س ��يا‬ ‫في ال�س ��وق‪ ،‬ولكن الأهم �سوف ت�ؤدي �إلى تخفي�ض‬ ‫الأ�س ��عار �أق ��ل مم ��ا تحت ��اج �إلي ��ه موازن ��ة الدول ��ة‬ ‫الرو�سية من �أجل ال�صمود والبقاء‪.‬‬ ‫�أظهرت رو�س ��يا م ��ن قبل عن �إ�س ��تعدادها لخو�ض‬ ‫ح ��رب ب�س ��بب مثل هذه الق�ض ��ايا‪ .‬خا�ض ��ت حرب ًا‬ ‫ف ��ي جورجي ��ا لإحب ��اط خط ��ط غربي ��ة لت�ص ��دير‬ ‫الغ ��از من منطق ��ة بحر قزوي ��ن الى الغ ��رب عبر‬ ‫�أذربيجان وجورجيا �إلى تركيا‪ .‬ذهبت �إلى الحرب‬ ‫ف ��ي �أوكرانيا من �أجل ال�س ��يطرة عل ��ى دولة عبور‬ ‫حيوي ��ة بين رو�س ��يا و�أوروبا‪ .‬وم ��ن المعقول التوقع‬ ‫�أن تنخ ��رط رو�س ��يا في قت ��ال لمنع خ ��ط الأنابيب‬ ‫القط ��ري من عبور �س ��وريا في طريقه �إل ��ى �أوروبا‬ ‫و�إلى جعل ال�ص ��ادرات الإيرانية تعتمد على الدعم‬ ‫الرو�س ��ي‪ .‬وه ��ذا ما يف�س ��ر �أي�ض� � ًا لم ��اذا �إختارت‬ ‫رو�سيا �إ�ستهداف الجماعات المتم ّردة التي تم ّولها‬ ‫ال�س ��عودية وقط ��ر في �س ��وريا في حملة الق�ص ��ف‪،‬‬ ‫ولم ��اذا �أن م�ش ��اركة رو�س ��يا قد ع� �زّزت عزم دول‬ ‫الخليج‪.‬‬ ‫عندم ��ا ت�ؤخذ �إعتبارات الطاقة هذه بعين الإعتبار‪،‬‬ ‫يبدو وا�ضح ًا ب�أن ت�س ��ليم �سوريا للم�صالح الرو�سية‬ ‫والإيراني ��ة‪ ،‬كم ��ا �أو�ص ��ى البع� ��ض ف ��ي الأ�س ��ابيع‬ ‫الأخيرة‪� ،‬س ��يكون كارثة‪ .‬لك ��ن التفاو�ض على الح ّل‬ ‫�س ��يكون �ص ��عب ًا للغاية مع مو�س ��كو عندما تتعار�ض‬ ‫الم�ص ��الح الأميركية والرو�سية ب�ش ��كل حاد‪ .‬يجب‬ ‫عل ��ى الوالي ��ات المتح ��دة الوق ��وف ب�ش ��كل ح ��ازم‬ ‫و�إ�س ��تغالل الأزم ��ة للبدء في �إ�ص�ل�اح العالقات مع‬ ‫تركيا‪ ،‬والمملكة العربية ال�سعودية‪ ،‬والدول الحليفة‬ ‫التقليدية الأخرى في ال�شرق الأو�سط‪ ،‬والتي توترت‬ ‫العالقات معها جراء الإ�ض ��طرابات التي نتجت من‬ ‫"الربي ��ع العربي"‪� .‬إن تركيا تقع على مفترق طرق‬ ‫بين �آ�س ��يا و�أوروبا‪ ،‬ويمكنها �أن تم ّثل �أف�ض ��ل فر�صة‬ ‫للع ��ب دور الو�س ��يط النزيه في نقل الغاز و�ض ��مان‪،‬‬ ‫مع دعم �أميركي‪� ،‬أن جميع موردي الغاز في ال�شرق‬ ‫الأو�س ��ط لديهم القدرة على ت�ص ��دير ونقل �سلعهم‬ ‫الق ِّيمة بحرية تامة‬ ‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪77‬‬


SECDEB INC. We Handle Forex, Money Transfer & Remittance Services Worldwide

10F Philamlife Tower, 8767 Paseo De Roxas, Makati City, Manila, Philippines Tel: +632 901-4172, Email: fideliterinvest@aol.com

Or visit our website: www.stgeorgessociety.com


‫الذي كان ��ت العقوبات الأميركية �س ��ارية المفعول‬ ‫من ��ذ الع ��ام ‪ ،2010‬وم ��ن ث ��م �إل ��ى ‪ 2.5‬مليون ��ي‬ ‫برميل في منت�ص ��ف الع ��ام ‪ ،2012‬مبا�ش ��رة قبل‬ ‫�أن ت�أخ ��ذ العقوب ��ات الأوروبي ��ة ت�أثيرها‪ .‬وحتى مع‬ ‫التخ ّل� ��ص من عقوبات الوالي ��ات المتحدة و�أوروبا‬ ‫ف�إن �ص ��ادرات النفط الخام الإيراني على الأرجح‬ ‫ل ��ن تنتع�ش على الأقل قبل منت�ص ��ف العام ‪.2016‬‬ ‫وعندما يحدث ذلك‪� ،‬سوف تواجه طهران مناف�سة‬ ‫�شر�س ��ة مع �إنخفا�ض �أ�س ��عار النف ��ط العالمية‪ ،‬ال‬ ‫�س ��يما و�أن ال ��دول المناف�س ��ة – بالتحديد العراق‬ ‫والكويت‪ ،‬والمملكة العربية ال�سعودية ‪� --‬صار لها‬ ‫موطئ قدم في الأ�سواق الآ�سيوية النا�شئة‪.‬‬

‫�إ�صالح الهياكل الأ�سا�سية المتهالكة‬ ‫عانت �صناعة النفط الإيرانية التي كانت مزدهرة‬ ‫�سابق ًا من �إنتكا�سات هائلة منذ العام ‪ .1979‬كانت‬ ‫طه ��ران تنتج قبل "ثورة الخمين ��ي" �أكثر من ‪5.8‬‬ ‫ماليي ��ن برميل يومي ًا م ��ن النفط مع قدرة محتملة‬ ‫ُتق� �دّر ب‪ 6.3‬ماليي ��ن برمي ��ل‪ ،‬مم ��ا جعله ��ا ثاني‬ ‫�أكبر دولة م�ص ��دِّ رة للنفط ورابع �أكبر منتج للنفط‬ ‫ف ��ي العالم‪ .‬وكان ��ت طهران تملك في حينه ت�س ��عة‬ ‫م�ص ��اف تعمل ب�ش ��كل جيد و�إثنتين قيد الإكتمال‪،‬‬

‫النفط الرخي�ص موجود‬ ‫في كل مكان‪ ،‬و�شركات النفط‬ ‫الكبرى تخ ِّف�ض �إ�ستثماراتها في‬ ‫م�شاريع جديدة‪ ،‬و�شركات‬ ‫الخدمات النفطية تدر�س وت�سعى‬ ‫�إلى ت�سريح محتمل لآالف العمال‪.‬‬ ‫ومن جهتها تبدو �شركات النفط‬ ‫الآن �أكثر �إنتقائية من �أي وقت م�ضى‬ ‫للمكان الذي تو ّد الإ�ستثمار فيه‪ ،‬و�إيران‬ ‫قد ال تكون في �أعلى القائمة‪ ،‬على‬ ‫الرغم من �أن طهران عر�ضت �إتفاقات‬ ‫جذابة لتقا�سم الإنتاج‪ ،‬ف�ض ًال عن‬ ‫خف�ض �سعر النفط الخام‬

‫الأم ��ر ال ��ذي �أعط ��ى �إي ��ران الق ��درة عل ��ى تلبي ��ة‬ ‫الإحتياجات المح ّلية والت�صدير على حد �سواء‪.‬‬ ‫قبل الثورة الإيرانية‪ ،‬كانت �ش ��ركة النفط الوطنية‬ ‫الإيرانية ُتدَ ار ب�شكل جيد وال تعمل فقط في �إيران‪،‬‬ ‫ولكنها �أي�ض ًا كانت تدير �إ�ستثمارات دولية وعمليات‬ ‫تكرير في الهند وجنوب �أفريقيا وكوريا الجنوبية‪.‬‬ ‫وقد تو�ص ��لت �ش ��ركة النفط الوطنية االيرانية �إلى‬ ‫�إتفاق مبدئ ��ي لدخول الأ�س ��واق الأميركية لتكرير‬ ‫وتوزي ��ع المنتج ��ات البترولية‪ ،‬وكانت على و�ش ��ك‬ ‫الإنتهاء من �إن�شاء عملية مماثلة في �أوروبا‪.‬‬ ‫في تل ��ك الأي ��ام‪ ،‬كانت ل ��دى �إيران �أي�ض� � ًا خطط‬ ‫ولي ��دة لإنتاج الكهرب ��اء من الطاق ��ة الذرية‪ .‬وقد‬ ‫�شاركت غالبية الدول في �أوروبا و�أميركا ال�شمالية‬ ‫تقريب ًا في ه ��ذا العمل‪ ،‬وتحديد ًا فرن�س ��ا و�ألمانيا‬ ‫والوالي ��ات المتح ��دة‪ ،‬حيث عر�ض ��ت عل ��ى �إيران‬ ‫الم�س ��اعدة ف ��ي تقديم المعرف ��ة الفني ��ة النووية‪.‬‬ ‫ف ��ي الواقع‪ ،‬ت ��م بن ��اء �أول محطة للطاق ��ة النووية‬ ‫الإيرانية في العام ‪ 1978‬بوا�س ��طة مقاول �ألماني‪،‬‬ ‫وكانت محطة الطاقة الثانية قيد الإن�شاء وي�شرف‬ ‫عل ��ى بنائها مقاول فرن�س ��ي في عهد ال�ش ��اه‪ .‬منذ‬ ‫قيام الثورة‪ ،‬عانت �صناعة النفط والغاز الإيرانية‬ ‫وتك ّبدت خ�سائر فادحة ب�سبب الف�ساد وغياب‬ ‫م�صفاة عبادان‪ :‬يعود تاريخها �إلى عهد ال�شاه‬

‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪79‬‬


‫عالم الطاقة‬ ‫نفط‬

‫عقبات عدة تحول دون تحقيق طموحات طهران الهيدروكربونية‬

‫لماذا لن يتدفق النفط سريعاً‬ ‫من صوابير إيران‬ ‫على الرغم من �إجماع العديد من الخبراء ومراقبي �أ�سواق الطاقة �أن االتفاق النووي الإيراني �سيدفع �أ�سعار‬ ‫النف��ط �إلى الهبوط في �سوق متخمة بالمعرو�ض‪� ،‬إال �أنهم يعتق��دون �أن ت�أثير النفط الإيراني لن يكون كبير ًا‬ ‫ف��ي الأ�سع��ار قبل العام ‪ .2016‬وحتى بعد العام ‪ 2016‬ترى وكالة الطاقة الدولية �أن �إيران �ستلج�أ �إلى الزيادة‬ ‫التدريجي��ة في طاقتها الإنتاجية من النفط حتى ال تخاط��ر ب�إنهيار جديد في الأ�سعار‪ .‬ولكن من الم�ؤكد �أن‬ ‫�أ�سعار النفط �ستت�أثر لبع�ض الوقت خالل �شهور‪ ،‬حينما تبد�أ �إيران بيع مخزوناتها النفطية العائمة التي تقدّ ر‬ ‫بما يراوح بين ‪ 25‬و‪ 37‬مليون برميل‪ .‬وح�سب تقديرات م�صارف "�سيتي غروب" الأميركي و"يو بي �إ�س"‬ ‫ال�سوي�سري و"كومير�سبانك" الألماني في مذكراتها للعمالء‪" ،‬ف�إن �إيران لن تتمكن من زيادة �إنتاجها ب�أكثر‬ ‫من ‪� 500‬ألف برميل قبل نهاية العام الحالي"‪ .‬ولكن‪ ،‬هل حتى هذه الزيادة ممكنة حقاً؟‬ ‫طهران ‪ -‬ه�شام الجعفري‬ ‫حت ��ى قب ��ل و�ص ��ول مجموع ��ة ال ��دول‬ ‫الخم� ��س (�أميركا‪ ،‬رو�س ��يا‪ ،‬ال�ص ��ين‪،‬‬ ‫بريطانيا‪ ،‬فرن�س ��ا) زائد �ألماني ��ا �إلى �إتفاق نهائي‬ ‫مع الجمهورية الإ�سالمية ب�ش�أن برنامجها النووي‪،‬‬ ‫ف�إن �ش ��ركات النفط العالمية والم�س ��تثمرين كانوا‬ ‫ي�س ��عون فعلي� � ًا �إل ��ى ث ��روة �إي ��ران الهيدروكربونية‬ ‫الهائل ��ة‪ ،‬فيم ��ا كان الم�س� ��ؤولون في قط ��اع النفط‬ ‫الإيران ��ي من حهتهم ين�ش ��رون بيان ��ات و�إعالنات‬ ‫متفائلة بالن�س ��بة �إلى �إحتماالت �ص ��ادرات الطاقة‬ ‫بع ��د رف ��ع العقوب ��ات‪ .‬ولكن‪ ،‬م ��ع ذلك‪ ،‬يب ��دو ب�أن‬ ‫ال�ص ��ناعة الإيرانية نف�س ��ها قد ال تكون م�س ��تعدة‬ ‫تمام ًا لهذا التفا�ؤل‪.‬‬ ‫لق ��د ت ��م تنفي ��ذ ال�ص ��فقة التاريخي ��ة م ��ع �إيران‬ ‫في ‪ 14‬تم ��وز (يولي ��و) الفائت‪ ،‬وبموجبها �س ��وف‬ ‫تتوقف العقوبات‪ ،‬التي خ ّف�ض ��ت �ص ��ادرات النفط‬ ‫الإيران ��ي �إلى �أكثر من الن�ص ��ف‪ ،‬تدريج ًا‪ .‬حالي ًا‪،‬‬ ‫تبي ��ع �إيران حوال ��ي ‪ 1.2‬مليون برمي ��ل يومي ًا من‬ ‫النفط‪� ،‬إنخفا�ض� � ًا م ��ن ‪ 3,580,000‬برميل يومي ًا‬ ‫ف ��ي الن�ص ��ف الأول م ��ن الع ��ام ‪ 2012‬ف ��ي الوقت‬

‫‪78‬‬

‫العدد ‪ - 36‬ت�شرين الثاين ‪ -‬كانون الأول (نوفمرب ‪ -‬دي�سمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫النفط في �إيران‪ :‬كلفة تطوير بناه التحتية تبلغ ‪ 200‬مليار دوالر‬


‫متو ّقع ��ة تبل ��غ ‪ 250‬ملي ��ون مت ��ر مكع ��ب يومي ًا من‬ ‫الغاز الطبيعي‪� ،‬س ��يتم الإنتهاء منه ��ا في ‪� 21‬آذار‬ ‫(مار�س) ‪ ،2014‬ليتزامن ذلك مع ال�سنة الإيرانية‬ ‫الجدي ��دة‪ .‬ولك ��ن م ��رة �أخ ��رى لم يكن هن ��اك �أي‬ ‫تنفيذ‪ ،‬بل وعود فارغة فقط‪.‬‬ ‫�أم ��ا بالن�س ��بة �إل ��ى وف ��اء �ش ��ركة النف ��ط الوطنية‬ ‫الإيراني ��ة بوعودها ه ��ذه المرة‪ ،‬فال تب ��دو الأمور‬ ‫جيدة‪.‬‬

‫�أوقات ع�صيبة‬ ‫من ��ذ تو ّق ��ف �أوروبا عن �إ�س ��تيراد الخ ��ام الإيراني‬ ‫في منت�ص ��ف العام ‪ ،2012‬و�شركة النفط الوطنية‬ ‫الإيرانية تبيع الخام بخ�صم كبير لإغراء الزبائن‬ ‫في �ش ��رق �آ�سيا‪ .‬هذه الممار�سة‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬ال يمكن‬ ‫�أن ت�س ��تمر �إل ��ى الأب ��د ‪ -‬خ�صو�ص� � ًا مع �إ�س ��تمرار‬ ‫�إنخفا�ض الأ�س ��عار العالمية‪ .‬حالي� � ًا‪ ،‬تنتج ك ٌّل من‬ ‫رو�س ��يا والمملكة العربية ال�س ��عودية كميات هائلة‬ ‫م ��ن النفط‪ ،‬ف ��ي حين ت�ش ��هد الوالي ��ات المتحدة‬ ‫طفرة النفط ال�ص ��خري‪ .‬كما �أن تباط�ؤ الإقت�صاد‬ ‫في �شرق �آ�س ��يا يعني �إنخفا�ض الطلب على النفط‬ ‫في �سوق الطاقة ال�ساخنة �سابق ًا‪ .‬الواقع �أن النفط‬ ‫الرخي� ��ص موجود في كل مكان‪ ،‬و�ش ��ركات النفط‬ ‫الكبرى تخ ِّف�ض �إ�س ��تثماراتها في م�شاريع جديدة‪،‬‬ ‫و�ش ��ركات الخدم ��ات النفطية تدر�س وت�س ��عى �إلى‬ ‫ت�س ��ريح محتم ��ل لآالف العمال‪ .‬وم ��ن جهتها تبدو‬ ‫�ش ��ركات النف ��ط الآن �أكث ��ر �إنتقائية م ��ن �أي وقت‬ ‫م�ض ��ى للمكان الذي تو ّد الإ�س ��تثمار في ��ه‪ ،‬و�إيران‬ ‫ق ��د ال تكون في �أعلى القائم ��ة‪ ،‬على الرغم من �أن‬ ‫طهران عر�ض ��ت �إتفاقات جذابة لتقا�سم الإنتاج‪،‬‬ ‫ف�ض ًال عن خف�ض �سعر النفط الخام‪.‬‬ ‫�أعلن ��ت وزارة النف ��ط الإيرانية خ�ل�ال م�ؤتمر في‬ ‫فيينا في �ش ��هر تم ��وز (يوليو) الفائت‪� ،‬أن �ش ��ركة‬ ‫النف ��ط الوطني ��ة الإيرانية قد ح� �دّدت العديد من‬ ‫م�ش ��اريع النفط والغاز ال ُمحتَمل ��ة التي قد تتطلب‬ ‫‪ 200‬مليار دوالر من الإ�س ��تثمار قبل العام ‪.2020‬‬ ‫وفي �أوائل �آب (�أغ�س ��ط�س)‪� ،‬أفاد �سعيد غافمبور‪،‬‬ ‫المدير العام للتخطيط الإ�س ��تراتيجي في �ش ��ركة‬ ‫النف ��ط الوطني ��ة الإيرانية‪ ،‬ب� ��أن �ص ��ناعة النفط‬ ‫ف ��ي �إيران بحاجة ال ��ى �إ�س ��تثمار ‪ 100‬مليار دوالر‬ ‫في ال�ش ��هر لمدة خم�س ��ة �أ�ش ��هر على الأقل لتكون‬ ‫ق ��ادرة على الو�ص ��ول �إلى م�س ��تويات �إنتاج ما قبل‬ ‫العقوب ��ات‪ .‬ولجذب هذا النوع من الإ�س ��تثمارات‪،‬‬ ‫قال وزير ال�ص ��ناعة ر�ضا نعمت زاده �أن ال�شركات‬ ‫الأجنبي ��ة يمك ��ن �أن ت�ش ��ارك ف ��ي الخ�صخ�ص ��ة‬

‫وزير النفط الإيراني ال�سابق ر�ستم قا�سمي‪:‬‬ ‫�إعالن عن م�شروع لم َير النور!‬

‫ال ُمزمع ��ة ل�ش ��ركات النف ��ط الإيراني ��ة المملوك ��ة‬ ‫للدول ��ة حالما يتم رفع العقوبات‪� .‬إن هذا النموذج‬ ‫الجديد لإعطاء المنتجين العالميين ح�ص ��ة �أكبر‬ ‫في � ّأي ربح من م�ش ��اريع النفط والغاز الخم�س ��ين‬ ‫ال ُمقت َرحة من طه ��ران‪ُ ،‬يعتبر تغيير ًا عن �إتفاقات‬ ‫�إع ��ادة ال�ش ��راء الحالية الأقل موات ��اة التي ّ‬ ‫تحظر‬ ‫على �شركات النفط الح�صول على حقوق الملكية‪.‬‬ ‫وفي غ�ض ��ون ذلك‪� ،‬أعل ��ن م�س� ��ؤولون �إيرانيون �أن‬ ‫البالد لن تفر�ض قيود ًا على الإ�ستثمارات الأجنبية‬ ‫في �ص ��ناعات الطاقة في �إقت�ص ��ادها الجديد بعد‬ ‫رفع العقوبات‪.‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬حتى لو قال الوزراء الإيرانيون �أن البالد‬

‫�أدى تباط�ؤ �إنتاج النفط‬ ‫�إلى م�شاكل عديدة‪� :‬إنخف�ض‬ ‫ال�ضغط في الخزانات النفطية‬ ‫الإيرانية‪ ،‬مما �أ ّدى بدوره �إلى �إبطاء‬ ‫وهبوط الإنتاج؛ كما �أ ّدت فترات‬ ‫طويلة من القيود التقنية على العمليات‬ ‫�إلى تدني معايير الآالت ال�سيئة‬ ‫�أ�ص ًال‪ .‬من جهة �أخرى ف�إن ال�شيخوخة‬ ‫الطبيعية لحقول النفط في البالد تعني‬ ‫�أنها لن تنتج بالقدر عينه كما‬ ‫في ال�سابق‬

‫تتح ��رك بعيد ًا م ��ن ملكي ��ة الدولة‪ ،‬ف�إن الد�س ��تور‬ ‫الحال ��ي للجمهوري ��ة الإ�س�ل�امية يق ��ول خ�ل�اف‬ ‫ذل ��ك‪� .‬إن اللغة الد�س ��تورية ال تزال ّ‬ ‫تحظر الملكية‬ ‫الأجنبي ��ة للنفط والغاز‪ ،‬الأمر ال ��ذي يجعل عقود‬ ‫تقا�س ��م الإنتاج م�ستحيلة وغير قابلة للتنفيذ‪ ،‬على‬ ‫الرغم من �أن ح�ص ��ة في �إنت ��اج حقل نفطي يمكن‬ ‫�إعتبارها كدفعة مالية لإ�س ��تثمار �شركات النفط‪.‬‬ ‫لكن �شركات النفط ال يمكنها و�ضع كميات محتملة‬ ‫ومتو َّقعة نظري ًا من النف ��ط الإيراني تحت الأر�ض‬ ‫في موازناتها العمومية‪.‬‬ ‫و ُيجم ��ع العدي ��د م ��ن الخب ��راء ب�أن ��ه ينبغ ��ي على‬ ‫�شركات الطاقة التي تعتزم القيام ب�أعمال تجارية‬ ‫في �إيران �أن تكون حذرة من الوقوع في م�شاكل في‬ ‫قطاع الطاق ��ة في البالد‪ .‬فهو قط ��اع يهيمن عليه‬ ‫ف�س ��اد مزمن و�س ��وء �إدارة‪ .‬كما �أنه ال يزال هناك‬ ‫خط ��ر ماثل �أبد ًا وهو �أن الإتف ��اق النووي قد ينهار‬ ‫وبالتالي �س ��تعود العقوبات �إلى مكانها‪ .‬وهكذا ف�إن‬ ‫الإ�س ��تثمارات في �ص ��ناعة النف ��ط الإيرانية تبقى‬ ‫محفوفة بالمخاطر‪ ،‬وقد ت�س ��تغرق ع�ش ��ر �سنين �أو‬ ‫�أكث ��ر لت�ؤت ��ي ثمارها‪ .‬الم�س ��تثمرون يعرفون ذلك‪،‬‬ ‫ولي� ��س هناك م ��ا يدعو �إلى الإعتقاد ب�أنهم �س ��وف‬ ‫يتدافعون �إلى البالد‪.‬‬ ‫�إن �إزالة العقوبات ربما تعزز الإقت�ص ��اد الإيراني‪،‬‬ ‫ولك ��ن قب ��ل �أن يت ��م ر�ؤية ه ��ذه الآثار‪ ،‬ف� ��إن تدفق‬ ‫ال�سيولة في الإقت�صاد الإيراني �سيو ّفر للمت�شدِّ دين‬ ‫في الحكوم ��ة وق ��وات الحر�س الثوري الإ�س�ل�امي‬ ‫ر�ص ��يد ًا من النقد‪ ،‬مع كون الأخير الم�ستفيد رقم‬ ‫واحد لنهاية العقوبات‪ .‬وخالف ًا لموقف وا�ش ��نطن‬ ‫القائ ��ل ب� ��أن رف ��ع العقوب ��ات �س ��يعزز الإقت�ص ��اد‬ ‫الإيران ��ي‪ ،‬ال ��ذي م ��ن �ش� ��أنه �أن يخف ��ف من حدة‬ ‫مواق ��ف الم�س� ��ؤولين الإيرانيي ��ن وتعزي ��ز �س ��لوك‬ ‫�أف�ض ��ل داخل طه ��ران‪ ،‬ف�إن تعزيز الإقت�ص ��اد من‬ ‫المرج ��ح �أن يزي ��د دخ ��ل المت�ش� �دّدين وت�أثيرهم‬ ‫ف ��ي ال�سيا�س ��ة المحلي ��ة والخارجي ��ة والإقت�ص ��اد‬ ‫الوطن ��ي‪� .‬إن �إزالة العقوبات �س ��تعزز �أي�ض� � ًا قوات‬ ‫الحر� ��س الث ��وري‪ ،‬الأمر ال ��ذي �سي�س ��فر عن خلق‬ ‫بيئة حيث ي�ص ��بح �إنت�شار الأ�س ��لحة النووية وعدم‬ ‫الإ�س ��تقرار في المنطقة �أكثر �إحتما ًال‪� .‬إن �سنوات‬ ‫من الركود �ض ��من قطاع النف ��ط الإيراني ال يمكن‬ ‫�أن ت�ص ��حيحها وت�صليحها بين ع�ش ��ية و�ضحاها‪،‬‬ ‫تمام� � ًا كم ��ا ال يمكن رفع العقوبات ف ��ي يوم واحد‪.‬‬ ‫يجب على الحكومات وال�شركات النفطية �أن تكون‬ ‫حذرة م ��ن الإندفاع �إل ��ى �إيران عندم ��ا يكون رفع‬ ‫الأحمال الثقيلة ال يزال �أمامنا‬ ‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪81‬‬


‫عالم الطاقة ¶ نفط‬ ‫الإدارة المهني ��ة والخبرة‪ ،‬والرك ��ود التكنولوجي‪،‬‬ ‫والإفتقار �إلى ر�أ�س المال‪ ،‬و�ض ��عف الإ�س ��تثمار في‬ ‫البنية التحتية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ومما زاد الطين بلة ولم ي�س ��اعد الو�ض ��ع �أبدا تلك‬ ‫الأ�ض ��رار التي خ ّلفتها الح ��رب العراقية الإيرانية‬ ‫‪ ،1988-1980‬بما في ذلك الأ�ض ��رار التي لحقت‬ ‫ب�أج ��زاء كبيرة من م�ص ��فاة عب ��ادان‪ ،‬التي كانت‬ ‫تعتبر �أكبر م�ص ��فاة في ال�ش ��رق الأو�سط في ذلك‬ ‫الوقت‪ ،‬ف�ض�ل ً�ا ع ��ن العديد م ��ن وح ��دات الإنتاج‬ ‫وخطوط الأنابيب �س ��واء ف ��ي البر �أو في البحر في‬ ‫الخليج العربي‪.‬‬ ‫الأ�ض ��رار الت ��ي حدثت خ�ل�ال الحرب بي ��ن �إيران‬ ‫والع ��راق د ّمرت الإقت�ص ��اد الإيراني‪ ،‬وفي محاولة‬ ‫لإنعا�ش هذا الإقت�ص ��اد وك�سب المزيد من الدخل‬ ‫زادت طه ��ران �إنتاجه ��ا النفط ��ي ب�ش ��كل مفرط‪،‬‬ ‫مما �أ�س ��فر عن �أ�ض ��رار جيولوجية في الخزانات‪.‬‬ ‫للتخل�ص من هذه الأ�ضرار‪ ،‬تحتاج ايران �إلى وقت‬ ‫طوي ��ل ومال طائل‪ .‬وعلى الرغ ��م من �أن العقوبات‬ ‫الدولي ��ة قد خ ّف�ض ��ت �إنت ��اج النفط بواق ��ع مليون‬ ‫برميل يومي ًا‪ ،‬ف�إن �س ��وء الإدارة والف�س ��اد المزمن‬ ‫كانا م�س�ؤولين عن خف�ض �إنتاج النفط �إلى الن�صف‬ ‫تقريب ًا مما كان في عهد ال�شاه قبل الثورة‪.‬‬

‫الخام يتك ّلم‬ ‫�إذا ُو ِ�ض ��عت العقوب ��ات جانب� � ًا‪ ،‬ف�إن �إنت ��اج النفط‬ ‫الإيران ��ي بحد ذات ��ه عرف ركود ًا من ��ذ فترة‪ .‬وقد‬ ‫�أدى تباط� ��ؤ ه ��ذا الإنت ��اج �إل ��ى م�ش ��اكل عدي ��دة‪:‬‬ ‫�إنخف�ض ال�ضغط في الخزانات النفطية الإيرانية‪،‬‬ ‫مما �أدّى بدوره �إلى �إبطاء وهبوط الإنتاج؛ كما �أدّت‬ ‫فترات طويلة من القيود التقنية على العمليات �إلى‬ ‫تدني معايير الآالت ال�سيئة �أ�ص ًال‪ .‬من جهة �أخرى‬ ‫ف�إن ال�شيخوخة الطبيعية لحقول النفط في البالد‬ ‫تعني �أنه ��ا لن تنتج بالقدر عينه كما في ال�س ��ابق‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن ال�ص ��ناعة الهيدروكربوني ��ة الإيرانية‪،‬‬ ‫المحروم ��ة من التق ��دم التكنولوجي‪ ،‬والإ�س ��تثمار‬ ‫الخارجي‪ ،‬والإدارة الجي ��دة‪ ،‬هي في حالة تراجع‬ ‫متقدِّ مة وتتطلب �إهتمام ًا فوري ًا‪.‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬ف�إن وزير النفط االيراني‪ ،‬بيجان نامدار‬ ‫زنكن ��ه‪ ،‬الذي من الم�ؤكد �أنه يعلم الحالة ال�س ��يئة‬ ‫لهذه ال�ص ��ناعة‪ ،‬قد �أ�ص ��در وعود ًا متفائلة ب�ش� ��أن‬ ‫الإكت�ش ��افات النفطي ��ة‪ ،‬و�إنت ��اج الغ ��از‪ ،‬و�إمكانات‬ ‫البتروكيماويات‪ ،‬والم�صافي الجديدة في البالد‪.‬‬ ‫قال زنكنه‪ ،‬الذي تو ّلى من�صبه في منت�صف العام‬ ‫‪ ،2013‬للم�ؤتم ��ر ال ��وزاري لدول منظم ��ة "�أوبك"‬

‫‪80‬‬

‫وزير النفط االيراني‪ ،‬بيجان نامدار زنكنه‪:‬‬ ‫وعود متفائلة بالجملة‬

‫في فيين ��ا في كان ��ون الأول (دي�س ��مبر) ‪� 2013‬أن‬ ‫"�إحي ��اء ح�ص ��ة �إيران التي خ�س ��رتها في �س ��وق‬ ‫النف ��ط هو �أمر ف ��ي قمة �أولوياتي‪� .‬س ��وف نحافظ‬ ‫على ح�صتنا في ال�سوق ولن نقبل بتخفي�ضها حتى‬ ‫ببرمي ��ل واحد تحت �أي ظرف م ��ن الظروف‪ ،‬ولن‬ ‫نتخ ّلى عن حقوقنا ب�ش� ��أن هذه الم�س� ��ألة‪� .‬سن�صل‬ ‫ال ��ى �أربعة ماليين برميل يومي� � ًا من �إنتاج النفط‪،‬‬ ‫حت ��ى ل ��و �إنخف� ��ض �س ��عر الخ ��ام �إل ��ى ‪ 20‬دوالر ًا‬ ‫للبرمي ��ل‪ ،‬و�س ��وف نكون قادرين من الو�ص ��ول �إلى‬ ‫م�ستوى �صادرات ما قبل العقوبات في مطلع العام‬ ‫المقبل"‪ .‬وفي �آذار (مار�س) من هذا العام‪� ،‬أعلن‬ ‫زنكنه �أن �إيران �سترفع �صادراتها النفطية بمقدار‬

‫كانت طهران تنتج قبل‬ ‫"ثورة الخميني" �أكثر من ‪5.8‬‬ ‫ماليين برميل يومي ًا من النفط مع قدرة‬ ‫ُقدر ب‪ 6.3‬ماليين برميل‪ ،‬مما‬ ‫محتملة ت ّ‬ ‫م�صدرة للنفط‬ ‫جعلها ثاني �أكبر دولة ِّ‬ ‫ورابع �أكبر منتج للنفط في العالم‪.‬‬ ‫وكانت طهران تملك في حينه ت�سعة‬ ‫م�صاف تعمل ب�شكل جيد و�إثنتين قيد‬ ‫الإكتمال‪ ،‬الأمر الذي �أعطاها القدرة‬ ‫على تلبية الإحتياجات المح ّلية‬ ‫والت�صدير على حد �سواء‬

‫العدد ‪ - 36‬ت�شرين الثاين ‪ -‬كانون الأول (نوفمرب ‪ -‬دي�سمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫مليون برميل يومي ًا في غ�ض ��ون �شهرين بعد �إنتهاء‬ ‫العقوبات‪ ،‬و�ض ��خ �أربعة ماليين يومي ًا في غ�ض ��ون‬ ‫ثالثة �أ�شهر‪ .‬و�أخير ًا‪ ،‬قال خالل �إجتماع في ني�سان‬ ‫(�إبري ��ل) في طه ��ران مع وزير النف ��ط الفنزويلي‬ ‫�أ�سدروبال �شافيز‪ ،‬انه ينبغي على منظمة "�أوبك"‬ ‫�أن ت�ستعد وتعد نف�سها لزيادة �إنتاج النفط الإيراني‬ ‫�إلى م�ستويات ما قبل العقوبات‪.‬‬ ‫لك ��ن‪ ،‬يبدو ح�س ��ب معظ ��م الخب ��راء ب� ��أن بيانات‬ ‫زنكن ��ه هي مفرطة ف ��ي التف ��ا�ؤل‪ ،‬والإطار الزمني‬ ‫الذي يقترحه �أمر م�ستحيل التحقيق‪ .‬وفق ًا لتقرير‬ ‫�ص ��در ف ��ي �أيل ��ول (�س ��بتمبر) الفائت ع ��ن �إدارة‬ ‫معلوم ��ات الطاقة الأميركية‪ ،‬يمك ��ن لإيران زيادة‬ ‫�إنتاجها من النفط فقط ب‪ 300،000‬برميل يومي ًا‬ ‫في الن�ص ��ف الثاني من العام ‪ .2016‬وفي الواقع‪،‬‬ ‫تعتق ��د �إدارة معلومات الطاقة الأميركية �أن �إيران‬ ‫ل ��ن تزيد �إنتاجه ��ا النفطي ب�ش ��كل كبير على مدى‬ ‫ث�ل�اث �إل ��ى خم�س �س ��نوات �أخرى‪ .‬في ج ��زء منه‪،‬‬ ‫لأن العقوبات �س ��يتم رفعه ��ا تدريج ًا‪ ،‬وفقط �إذا ما‬ ‫ت�ص ��رفت �إيران بح�سن نية �ض ��من �إطار �إجراءات‬ ‫الوكالة الدولي ��ة للطاقة الذري ��ة‪� .‬إن عملية تحقق‬ ‫الوكال ��ة‪ ،‬والتي �س ��وف تح� �دّد مدى �إلت ��زام �إيران‬ ‫ب�إلتزاماتها ال ُمكتَ�ش� � َفة حديث ًا‪ ،‬قد ت�ستمر من �ستة‬ ‫�إلى ‪� 12‬ش ��هر ًا‪ .‬وحتى �إذا ُرفع ��ت عقوبات الإتحاد‬ ‫الأوروبي والأم ��م المتحدة‪ ،‬فمن المرجح �أن تبقى‬ ‫العقوبات الأميركية لبع�ض الوقت‪ ،‬لأنها تت�ش ��ابك‬ ‫م ��ع قوانين‪ ،‬ووالي ��ات‪ ،‬و�أوامر تنفيذية رئا�س ��ية ‪-‬‬ ‫التي ت�ش ّكل ك ّلها عقبات لتطلعات �صادرات �إيران‪.‬‬ ‫للت�أكيد‪� ،‬إن الوع ��ود الكاذبة والإفراط في التفا�ؤل‬ ‫لي�س ��ا �ش ��يئ ًا جديد ًا في �ص ��ناعة النفط الإيرانية‪.‬‬ ‫في ت�ش ��رين الثان ��ي (نوفمب ��ر) ‪� ،2009‬أعلن وزير‬ ‫النفط الإيراني �آنذاك ر�س ��تم قا�س ��مي عن توقيع‬ ‫�إيران على عقد مع �ش ��ركة "�س ��ينوبك" ال�ص ��ينية‬ ‫لبن ��اء خم�س م�ص ��اف جدي ��دة‪ .‬في ذل ��ك الوقت‪،‬‬ ‫ق ��ال قا�س ��مي‪�" :‬إن بناء هذه الم�ص ��افي �س ��يزيد‬ ‫�إجمال ��ي الطاقة التكريرية للنف ��ط في البالد من‬ ‫‪ 1.65‬مليون برميل يومي ًا في الوقت الحا�ض ��ر �إلى‬ ‫‪ 3.5‬ماليي ��ن برميل‪ .‬وهذه الم�ص ��افي �ست�س ��مح‬ ‫لبالدن ��ا لي� ��س فقط تلبي ��ة الإحتياج ��ات المحلية‪،‬‬ ‫ولك ��ن �أي�ض� � ًا لتك ��ون ق ��ادرة على ت�ص ��دير كميات‬ ‫كبيرة من المنتجات المك َّررة"‪ .‬حتى الآن‪ ،‬لم يتم‬ ‫�إنجاز �أي �ش ��يء من هذه ال�ص ��فقة‪ .‬وقال قا�سمي‬ ‫ف ��ي مقابلة م ��ع وكالة "ري ��ا نوفو�س ��تي"‪ ،‬في تموز‬ ‫(يولي ��و) ‪� ،2012‬أن ثماني مراحل من حقل بار�س‬ ‫الجنوبي (الم�ش ��ترك مع قطر)‪ ،‬مع طاقة �إنتاجية‬


‫بيروت ‪ -‬كري�ستل بدرو�سيان*‬

‫كان �آخ ��ر ٍّ‬ ‫تف�ش كبي ��ر لوب ��اء الكوليرا‬ ‫ي�ض ��رب �أفريقيا وال�ش ��رق الأو�سط في‬ ‫عام ��ي ‪ 1997‬و‪ .1998‬وقد عانى ج� � ّراء ذلك �أكثر‬ ‫من ‪� 200،000‬ش ��خ�ص وتوفي ‪ 8000‬فيما �إنت�ش ��ر‬ ‫المر� ��ض من جن ��وب موزامبيق و�ص ��و ًال �إلى القرن‬ ‫الإفريقي و�إلى ال�ش ��رق الأو�سط‪ .‬الآن يبدو �أن وباء‬ ‫الكوليرا قد عاد‪ .‬وهذه المرة يمكن �أن يكون �أ�سو�أ‬ ‫من ذلك بكثير‪.‬‬ ‫كم ��ا في الع ��ام ‪ ،1997‬ف�إن تف�ش ��ي الي ��وم‪ ،‬والذي‬ ‫بد�أ ّ‬ ‫يتك�ش ��ف في ال�شرق الأو�سط و�ش ��رق �أفريقيا‪،‬‬ ‫يتزاي ��د خالل ح ��دث مناخ "النيني ��و" الذي يح ّول‬ ‫الأنم ��اط الطبيعية للمطر والجفاف على الكوكب‪،‬‬ ‫نا�ش ��ر ًا بكتيري ��ا الكوليرا التي تنقله ��ا المياه‪ .‬لكن‬ ‫الإن ��دالع ه ��ذا العام ل ��ه �أبع ��اد خطيرة �إ�ض ��افية‪:‬‬ ‫�إنه يتغ ّذى للإنت�ش ��ار من الح ��رب في جميع �أنحاء‬ ‫ال�ش ��رق الأو�س ��ط‪ ،‬ووجود م�س ��احات وا�س ��عة غير‬ ‫محكومة‪ ،‬و�ض ��عف الحوكمة ف ��ي المنطقة‪ ،‬و�أزمة‬ ‫الجئين هائلة‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغم من �أن نطاق الإن ��دالع الحالي ما زال‬ ‫معت ��د ًال حت ��ى الآن‪ ،‬مع �أق ��ل من ‪� 11،000‬إ�ص ��ابة‬ ‫م�ؤكدة‪ ،‬فقد �إنت�شر عبر ف�سحة �أكبر بكثير من وباء‬ ‫العام ‪ ،1997‬حيث و�صل �إلى عدد �أكبر في ال�شرق‬ ‫الأو�س ��ط‪ ،‬وال يزال يهدد بال�سفر مع الالجئين �إلى‬ ‫منطقة جغرافية �أو�س ��ع‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬هناك‬ ‫كاف للإعتقاد ب�أن �إ�ص ��اباته الر�سمية �أقل‬ ‫�س ��بب ٍ‬ ‫مما هي عليه ب�شكل �صارخ‪.‬‬ ‫لقد �أُ�ص ��يب ‪� 2000‬ش ��خ�ص على الأقل في العراق‬ ‫بالكولي ��را منذ منت�ص ��ف �أيلول (�س ��بتمبر)‪ ،‬وقد‬ ‫ل ّوثت بكتيريا "ال�ض ��مة" (‪ )Vibrio‬نهر الفرات‪،‬‬ ‫وربم ��ا دجلة كذلك‪ّ .‬‬ ‫ويتف�ش ��ى الوباء و�س ��ط ف�ش ��ل‬ ‫ق ��درات الدولة في بغداد‪ ،‬و�أ�س ��و�أ "دولة" فا�ش ��لة‬ ‫ف ��ي محافظة الأنب ��ار وغيرها م ��ن المناطق التي‬ ‫ي�س ��يطر عليه ��ا تنظي ��م "الدول ��ة الإ�س�ل�امية"‬ ‫(داع� ��ش)‪ ،‬ومع�س ��كرات الماليين م ��ن الالجئين‬ ‫ال�س ��وريين وغيرهم من النازحي ��ن الذين ال م�أوى‬ ‫له ��م‪ ،‬و�أمط ��ار قا�س ��ية تغلق �أج ��زاء م ��ن �أفريقيا‬ ‫وال�ش ��رق الأو�سط بف�ض ��ل واحدة من �أ�سو�أ ظواهر‬ ‫النينيو" المناخية في المحيط الهادئ في التاريخ‬ ‫�سجل‪.‬‬ ‫ال ُم َّ‬ ‫في ت�شرين الأول (�أكتوبر) قالت الجمعية ال�سورية‬ ‫الأميركية الطبية‪ ،‬وهي منظمة غير حكومية تُقدم‬ ‫الم�س ��اعدات داخل البالد الت ��ي مزّقتها الحرب‪،‬‬

‫جرثومة الكوليرا‪ :‬تنتع�ش في الطق�س الحار‬

‫�أن ��ه "م ��ن المرجح ج ��د ًا" �أن طف�ل ً�ا يعي�ش خارج‬ ‫حل ��ب قد توفي من الكولي ��را‪ ،‬وربما يعود ذلك �إلى‬ ‫عدوى على نطاق وا�س ��ع ف ��ي المنطقة‪ .‬منذ كانون‬ ‫الثان ��ي (يناي ��ر)‪� ،‬أفادت اليوني�س ��يف ع ��ن وجود‬ ‫�أكث ��ر م ��ن ‪ 105،000‬حال ��ة �إ�س ��هال حاد �أ�ص ��ابت‬ ‫الأطف ��ال ال�س ��وريين داخ ��ل الب�ل�اد‪ ،‬عل ��ى الرغم‬ ‫م ��ن عدم وج ��ود مختبرات متاحة هن ��اك لتحديد‬

‫في لبنان‪ ،‬حيث ال توجد مخيمات‬ ‫ر�سمية لالجئين‪� ،‬أكثر من مليون‬ ‫�سوري يقيمون في م�ستوطنات من‬ ‫الخيم غير ر�سمية ومدن ال�صفيح‪ .‬ومع‬ ‫وجود نق�ص فعلي �أ�ص ًال في �إمدادات‬ ‫المياه ‪ --‬لبنان في خ�ضم �سنوات‬ ‫طويلة من الجفاف ‪ --‬فقد تمددت هذه‬ ‫الإمدادات �إلى �أكثر من طاقتها‪ .‬في‬ ‫م�ستوطنة واحدة في بيروت‪ ،‬و�صف‬ ‫الجئون الإمدادات المت�ضائلة المل ّوثة‬ ‫ب "مياه الجحيم"‪ .‬وفي ظل هذه‬ ‫الظروف يزدهر وباء الكوليرا وينتع�ش‬

‫�س ��بب الع ��دوى لمعظم الأمرا�ض‪ .‬بع� � ٌ�ض من هذه‬ ‫الحاالت‪ ،‬وربما �أكثرها‪ ،‬قد يكون ب�سبب الكوليرا‪.‬‬ ‫وهناك �س ��بب للخوف من �إنت�ش ��ار الوباء �أبعد من‬ ‫ذلك �أي�ض� � ًا‪ .‬وقد �أكد م�س�ؤولون �أتراك لمواطنيهم‬ ‫ب� ��أن ال وج ��ود لح ��االت الكولي ��را بي ��ن الالجئي ��ن‬ ‫ال�سوريين الذين يعي�شون في هذا البلد‪ .‬في لبنان‪،‬‬ ‫حيث الماليي ��ن من الالجئين يقيمون والفو�ض ��ى‬ ‫الحكومية تواجه �أزمة جمع القمامة منذ ما يقرب‬ ‫من �أربعة �أ�ش ��هر‪ ،‬ح� � ّذر الأطباء م ��ن �أن الظروف‬ ‫مهي�أة لإنت�ش ��ار هائل للمر�ض‪ .‬في ‪ 2‬ت�ش ��رين الأول‬ ‫(اكتوب ��ر)‪ ،‬و�ض ��ع م�س� ��ؤولو ال�ص ��حة اليوناني ��ون‬ ‫�س ��ائح ًا هولندي ًا في العالج في �أثينا بعدما �أُ�صيب‬ ‫ب�إ�س ��هال حاد في جزيرة كو�س‪ ،‬التي ت�ش ��كل نقطة‬ ‫و�ص ��ول لآالف الالجئين ال�س ��وريين‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫م ��ن �أنه كان هناك تخوف م ��ن الكوليرا لكن ذلك‬ ‫ل ��م يت�أك ��د �أبد ًا‪ .‬وم ��ع ذل ��ك‪ ،‬هناك قل ��ق متزايد‬ ‫ف ��ي �أوروبا م ��ن حمل الالجئي ��ن لكوليرا ال�ض ��مة‬ ‫(‪.)Vibrio cholera‬‬ ‫لك ��ن �أزم ��ة الكولي ��را ه ��ذا الع ��ام ذهب ��ت بالفعل‬ ‫�إل ��ى �أبعد من ح ��دود العراق �أو حت ��ى نهري دجلة‬ ‫والفرات‪.‬‬

‫وباء �إفريقي و�شرق �أو�سطي‬ ‫حتى ‪ 22‬ت�ش ��رين الأول (�أكتوبر)‪ ،‬بلغ ر�س ��مي ًا عدد‬ ‫الإ�ص ��ابات ف ��ي �ش ��رق �أفريقيا وال�ش ��رق الأو�س ��ط‬ ‫بهذا الوب ��اء ‪ 10,700‬حالة‪ ،‬مع ‪ 170‬حالة وفاة في‬ ‫تنزاني ��ا وجمهورية الكونغو الديموقراطية و�أوغندا‬ ‫والع ��راق والبحري ��ن وكيني ��ا وجن ��وب ال�س ��ودان‬ ‫والكوي ��ت و�إي ��ران والمناط ��ق الكردي ��ة والمناطق‬ ‫التي ي�س ��يطر عليه ��ا تنظيم "الدولة الإ�س�ل�امية"‪،‬‬ ‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أن الأرق ��ام بالت�أكي ��د ال تق ��ول‬ ‫الق�ص ��ة ب�أكملها نظر ًا �إلى ظروف الحرب وتدهور‬ ‫الخدم ��ات الطبية في المنطق ��ة‪ .‬تنزانيا‪ ،‬وحدها‪،‬‬ ‫�أف ��ادت ب� ��أن هن ��اك ‪ 5000‬حال ��ة لديه ��ا من ��ذ �آب‬ ‫(�أغ�س ��ط�س)‪ ،‬مع ‪ 74‬حالة وف ��اة‪ .‬وقد قام "�أطباء‬ ‫بال حدود" بحملة تطعيم وا�س ��عة النطاق في تموز‬ ‫(يولي ��و)‪� ،‬ش ��ملت ‪ 130،000‬الجئ داخ ��ل تنزانيا‬ ‫الذي ��ن تج ّرع ��وا مرتين من جرع ��ات التطعيم من‬ ‫طريق الفم المطلوبة للحماية‪ .‬وذكرت الكونغو ب�أن‬ ‫لديه ��ا ‪ 4000‬حالة‪ ،‬منها ‪ 95‬حال ��ة وفاة‪( .‬عرفت‬ ‫الكونغو جوالت عدة من الكوليرا منذ العام ‪،1994‬‬ ‫عندم ��ا هرب �أكث ��ر من ملي ��ون الجئ م ��ن الإبادة‬ ‫الجماعية ف ��ي روان ��دا‪ ،‬الذين �إ�س ��تقروا على قمة‬ ‫منطقة بركانية خارج "غوما"‪ ،‬مع غياب كامل‬ ‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪83‬‬


‫تحقيق ال�شهر‪ /‬مو�ضوع الغالف‬

‫"النينيو" وتغير المناخ وعدم الإ�ستقرار يمكن �أن تجعل الأزمة �أكثر خطورة‬

‫وباء الكوليرا‬ ‫ّ‬ ‫يهدد الشرق األوسط‬

‫�ص �رّح مدي��ر �صندوق الأمم المتحدة لرعاي��ة الطفولة "يوني�سيف" في العراق بيت��ر هوكينز ب�أن تف�شي مر�ض‬ ‫الكوليرا في العراق �إمتد �إلى �سوريا والبحرين والكويت‪ ،‬وهناك خطر من تحوّله �إلى وباء �إقليمي مع �إ�ستعداد‬ ‫�أعداد كبيرة من الزوار ال�شيعة للتوجه �إلى العراق‪.‬‬ ‫ور ُِ�صد المر�ض‪ ،‬الذي يمكن ان ي�ؤدي الى الوفاة ب�سبب الجفاف والف�شل الكلوي خالل �ساعات �إذا لم يُعالَج‪،‬‬ ‫غ��رب العا�صمة بغداد في �أيلول (�سبتمبر) و�أ�صاب منذ ذلك الحين ‪� 2200‬شخ�ص على االقل وت�سبب بوفاة‬ ‫�ستة‪.‬‬ ‫وقال هوكينز‪�" :‬إن الوباء ن�شط �إقليمي ًا فعلياً‪ ،‬ويمكن �أن تزيد مخاطر هذا الأمر بمجيء �أنا�س من �شتى �أنحاء‬ ‫المنطقة �إلى العراق والكويت والبحرين و�سوريا التي فيها بالفعل حاالت �إ�صابات م�ؤكدة"‪.‬‬ ‫وتتواف��د �أع��داد كبيرة م��ن ال�شيعة �إلى الع��راق في كان��ون الأول (دي�سمب��ر) لإحياء ذك��رى �أربعينية الإمام‬ ‫الح�سين‪ .‬و�أفاد هوكينز �أن "اليوني�سيف" تعمل مع �شخ�صيات دينية في مدينتي النجف وكربالء ال�شيعيتين‬ ‫لتوفير المعلومات عن �سبل الحماية من الكوليرا التي تتوطّ ن في العراق‪.‬‬

‫‪82‬‬

‫العدد ‪ - 36‬ت�شرين الثاين ‪ -‬كانون الأول (نوفمرب ‪ -‬دي�سمرب) ‪٢٠١5 -‬‬


‫نهر الدجلة‪ :‬هو الآخر ينقل الكوليرا‬

‫�أوروبا‪ .‬ويق ��ول خبراء المناخ ب� ��أن "النينيو" لعام‬ ‫‪� 1997‬إحتل المرتبة الأق ��وى على الإطالق‪ ،‬مو ّلد ًا‬ ‫واح ��دة من �أكثر ال�س ��نوات بل ًال و�س ��خونة لأميركا‬ ‫ال�شمالية منذ ‪.1895‬‬ ‫ولك ��ن ظاه ��رة "النيني ��و" التي تك ّون ��ت على مدى‬ ‫العامين الما�ض ��يين في منطق ��ة المحيط الهادئ‬ ‫م ��ن المنتظر �أن ت�ص ��بح حتى �أكبر م ��ن تلك التي‬ ‫حدث ��ت ف ��ي فت ��رة ‪ ،1998-1997‬الت ��ي �س� � ّببها‬ ‫وي�س� � ّببها تغير المناخ‪ ،‬الذي رفع درجات الحرارة‬ ‫ف ��ي محيطات العال ��م‪ .‬جنب� � ًا �إلى جنب م ��ع تغ ّير‬ ‫المناخ ال ��ذي �أدّى �إلى �إرتفاع ح ��رارة البحر‪ ،‬ف�إن‬ ‫ظاه ��رة "النيني ��و" الحالي ��ة تبل ��غ في المتو�س ��ط​​‬ ‫‪ 3-2‬درج ��ات مئوية ف ��وق المع ��دل الطبيعي لهذا‬ ‫الوق ��ت م ��ن العام في معظ ��م المحي ��ط الهادىء‪.‬‬ ‫ويعتب ��ر العلم ��اء ب� ��أن "النينيو" هو نم ��ط للطق�س‬ ‫الذي يح ��دث عندما تبلغ ح ��رارة مجموعة كبيرة‬ ‫من مي ��اه المحيط الهادئ �أكثر من ن�ص ��ف درجة‬ ‫مئوية ف ��وق درج ��ات الح ��رارة العادية مو�س ��مي ًا‪.‬‬ ‫في �آب (�أغ�س ��ط�س)‪� ،‬أ�ص ��درت وكالة نا�سا �صور ًا‬ ‫للأقمار الإ�ص ��طناعية التي تقارن و�ضع "النينيو"‬ ‫في �ص ��يف العام ‪� 1997‬إلى م ��ا هو عليه قبل ثالثة‬ ‫�أ�ش ��هر م�ض ��ت‪� :‬إن �أي �ش ��خ�ص يمكن ��ه �أن يرى �أن‬ ‫تمدّد الإنتفاخ الدافئ الذي ينت�شر على كامل خط‬ ‫الإ�س ��تواء في المحيط الهادئ ه ��و �أكبر بكثير في‬ ‫العام ‪ .2015‬وقد ح ّذر م�س� ��ؤولون في حينه من �أن‬

‫الظواهر الجوية ال�ضخمة �ستبد�أ تحدث في جميع‬ ‫�أنحاء العالم‪.‬‬ ‫بحلول منت�صف ت�ش ��رين الأول (�أكتوبر) الفائت‪،‬‬ ‫ب ��د�أت درام ��ا "النيني ��و" ّ‬ ‫تتك�ش ��ف بو�ض ��وح‪ .‬فقد‬ ‫�أُلق ��ي الل ��وم عل ��ى نظام الطق� ��س لإحت ��واء الهواء‬ ‫ال�س ��ام في قبة راكدة فوق �سنغافورة‪ ،‬التي �أر�سلت‬ ‫�أعا�ص ��ير قاتلة عبر الفليبين وجنوب �ش ��رق �آ�سيا‪،‬‬ ‫مم ��ا ت�س ��بب بالجفاف في �أج ��زاء ُم�ش ��بعة بالماء‬ ‫ع ��ادة في غ ��رب �أفريقيا‪ ،‬وهطول �أمط ��ار متف ّرقة‬

‫متحدث ب�إ�سم منظمة ال�صحة العالمية‪:‬‬ ‫"�إن الو�ضع الأمني ​​المتدهور في العراق‬ ‫�إلى جانب تعطل الخدمات ال�صحية‬ ‫العامة وزيادة نزوح ال�سكان يجعل‬ ‫الظروف مواتية لنقل المر�ض"‪ .‬وعالوة‬ ‫على ذلك‪ ،‬ف�إن منظمة ال�صحة العالمية قد‬ ‫�أكدت �أخير ًا على وجود ال يقل عن ثماني‬ ‫حاالت مر�ضية بين العراقيين الذين‬ ‫يعي�شون في مخيمات داخل البالد‬

‫على �أجزاء من �ش ��رق �أفريقيا بق ��وة وغزارة �أدت‬ ‫�إلى �إنهيارات طينية وفي�ض ��انات‪ .‬كم ��ا �أُلقي اللوم‬ ‫على التغييرات التي حدثت في �أنماط �ص ��يد طيور‬ ‫ملك البطريق عل ��ى "النينيو"‪ ،‬جنب ًا �إلى جنب مع‬ ‫قا�س للغاية في �ش ��رق �أفريقيا بحيث‬ ‫جفاف ع ��ام ٍ‬ ‫�أن الأم ��م المتحدة ح� � ّذرت من �أن �إنع ��دام الأمن‬ ‫الغذائ ��ي الحاد قد يلوح في الأفق‪ .‬في ‪ 25‬ت�ش ��رين‬ ‫الأول (اكتوبر)‪� ،‬أفاد َعا ِلم في الغالف الجوي من‬ ‫جامع ��ة كولورادو ب�أن "النينيو" قد غ ّذى �إع�ص ��ار‬ ‫"باتري�ش ��يا"‪ ،‬الذي �س � ّ�جلت رياحه رقم ًا قيا�سي ًا‬ ‫و�صل �إلى ‪ 200‬ميل في ال�ساعة‪.‬‬ ‫كان لت�أثير "النينيو" في منطقة ال�ش ��رق الأو�سط‪،‬‬ ‫�إل ��ى جان ��ب تغي ��ر المن ��اخ‪� ،‬ش ��قان‪� :‬أو ًال‪ ،‬و�ص ��لت‬ ‫درجات الحرارة من جنوب العراق حتى تركيا �إلى‬ ‫م�س ��تويات قيا�س ��ية هذا ال�ص ��يف‪ ،‬بالغة �أكثر من‬ ‫‪ 122‬درجة فهرنهاي ��ت‪ .‬وتخ ّيم الآن على المنطقة‬ ‫كلها حالة جفاف �ش ��ديد‪� ،‬أ�س ��و�أ من تلك التي قال‬ ‫بع�ضهم �أنها �س� � ّببت الإنتفا�ضة ال�سورية في العام‬ ‫‪ 2011‬والت ��ي �أدّت �إلى قمع نظام الأ�س ��د والحرب‬ ‫الأهلية الحالية‪.‬‬ ‫الخطوات التي �إتّخذتها الحكومة التركية وتنظيم‬ ‫"الدولة الإ�سالمية"‪ ،‬وكالهما قد عرفت �أرا�ضيه‬ ‫ظروف� � ًا غير عادية من الحرارة والجفاف ب�س ��بب‬ ‫ال�س ��دود على طول نهر الفرات البالغ ‪ 1700‬ميل‪،‬‬ ‫ق ��د فاقمت ت�أثير "النينيو" ف ��ي المنطقة‪ .‬في �أيار‬ ‫(مايو)‪ ،‬بث قادة "داع�ش" فيديو ُيظهر مهاجمته‬ ‫�س ��دود منبع نه ��ر الفرات ف ��ي تركي ��ا و�إعالن نية‬ ‫الجماع ��ة المتطرف ��ة خ ��زن المي ��اه المتبقية وراء‬ ‫�س ��د الرم ��ادي داخل �أرا�ض ��يها الم�ص ��ادرة‪ .‬تبلغ‬ ‫م�س ��تويات المياه الآن ن�صف الم�س ��توى المو�سمي‬ ‫المعتاد في العراق و�سوريا‪ .‬كما بانت ظروف بناء‬ ‫�س ��دود مماثلة‪ ،‬ومياه منخف�ضة‪ ،‬للأ�سباب عينها‪،‬‬ ‫على طول نهر دجلة البالغ ‪ 1150‬مي ًال‪ ،‬الذي يمتد‬ ‫�أي�ض ّا من تركيا �إلى الخليج العربي‪.‬‬

‫الكوليرا في العراق‬ ‫بينم ��ا الأمط ��ار الغزي ��رة ق ��د ُتع� �زّز ّ‬ ‫تف�ش ��ي وباء‬ ‫الكوليرا‪ ،‬ف�إن بكتيريا "ال�ضمة" (‪ )Vibrio‬ت�صبح‬ ‫�أكثر تركيز ًا عندم ��ا تنتع�ش في المياه العذبة التي‬ ‫ال تزال مل ّوثة بالف�ضالت الب�شرية والحيوانية‪ ،‬مثل‬ ‫تل ��ك الموجودة الآن في �س ��د الف ��رات‪ .‬مع كميات‬ ‫�أقل من المياه‪ ،‬هناك �أقل من التقطير والتخفيف‪.‬‬ ‫وهذا يعني �إحتمال �إحتواء �أي كوب مع َّين من مياه‬ ‫نهر الفرات �أو خ�ض ��ار مروية بوا�س ��طتها على‬ ‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪85‬‬


‫تحقيق ال�شهر‪ /‬مو�ضوع الغالف‬ ‫للمراحي� ��ض ومرافق المياه العذبة)‪ .‬في �ض ��احية‬ ‫واقعة ف ��ي جنوب غ ��رب �أوغندا ُتدع ��ى "هويما"‪،‬‬ ‫حي ��ث يعي� ��ش حوال ��ي ‪ 20,000‬الجئ م ��ن الكونغو‬ ‫وروان ��دا وبوروندي وجنوب ال�س ��ودان وال�ص ��ومال‬ ‫وكيني ��ا في مخي ��م في ظروف �س ��يئة‪� ،‬إندل ��ع وباء‬ ‫الكولي ��را في �أواخر ت�ش ��رين الأول (�أكتوبر) عقب‬ ‫هط ��ول �أمط ��ار غزيرة على نحو غي ��ر عادي‪ .‬حتى‬ ‫‪ 23‬ت�ش ��رين الأول (�أكتوبر)‪ ،‬تم نقل ‪� 130‬شخ�ص� � ًا‬ ‫م�صاب ًا الى الم�ست�شفى‪ ،‬وتوفي �ستة‪.‬‬

‫ما هي الكوليرا؟‬ ‫الكولي ��را‪ ،‬والت ��ي ُتع ��رف �أحيان ��ا ب�إ�س ��م الكوليرا‬ ‫الآ�س ��يوية �أو الكوليرا الوبائية‪ ،‬هي �أمرا�ض معدية‬ ‫تُ�سببها �سالالت جرثومة �ض ��مة الكوليرا ال ُمنتجة‬ ‫للذيفان المعوي‪ ،‬وتنتقل الجرثومة �إلى الب�شر من‬ ‫طريق تناول طعام �أو �ش ��رب مي ��اه مل َّوثة ببكتيريا‬ ‫�ض ��مة الكوليرا من مر�ض ��ى كوليرا �آخرين‪ .‬ولقد‬ ‫كان ُيعت َقد لفترة طويلة �أن الإن�س ��ان هو الم�ستودع‬ ‫الرئي�س ��ي للكولي ��را‪ ،‬ولكن تواج ��دت �أدالت كثيرة‬ ‫تفي ��د عل ��ى �أن البيئ ��ات المائي ��ة يمك ��ن �أن تعم ��ل‬ ‫كم�ستودعات للبكتيريا‪.‬‬ ‫�ض ��مة الكولي ��را ه ��ي جرثوم ��ة �س ��لبية الغ ��رام‬ ‫متحركة‪ ،‬وتهاجم خاليا الأمعاء عبر �إنتاج ذيفان‬ ‫فت�سبب فقدان الج�سم لكميات كبيرة من الأمالح‬ ‫والمياه وبالتالي ت�س ��بب �إ�سها ًال حاد ًا قد ي�ؤدي �إلى‬ ‫الوف ��اة‪ .‬وق ��د ينخف� ��ض �ض ��غط الدم ب�س ��ببها في‬ ‫ال�ش ��خ�ص ال�سليم �إلى م�س ��تويات متدنية جد ًا في‬ ‫غ�ض ��ون �س ��اعة من بداية ظهور �أعرا�ض المر�ض؛‬ ‫وقد يموت المر�ضى الم�ص ��ابون في غ�ضون ثالث‬ ‫�س ��اعات �إذا لم يت ��م تقديم الع�ل�اج الطبي‪ .‬وفي‬ ‫ال�س ��يناريو ال�ش ��ائع‪ ،‬يتط ��ور المر� ��ض م ��ن البراز‬ ‫ال�س ��ائل �أو ًال �إل ��ى �ص ��دمة ف ��ي غ�ض ��ون ‪� 4‬إلى ‪12‬‬ ‫�ساعة‪ ،‬حيث ي�أتي الوفاة في غ�ضون ‪� 18‬ساعة �إلى‬ ‫�أيام ع ��دة‪ ،‬ما لم ُيقدّم العالج الإماهي من طريق‬ ‫الفم (�أو في الوريد‪ ،‬في الحاالت الأكثر خطورة)‪.‬‬ ‫يمكن لبكتيريا الكوليرا ال�س ��فر من مكان �إلى �آخر‬ ‫عب ��ر طريقتين‪ :‬من خالل �ش ��بكات المي ��اه �أو من‬ ‫طريق �شخ�ص م�ص ��اب‪ .‬عندما يتم التخل�ص من‬ ‫النفايات الب�شرية المل ّوثة و�إلقا�ؤها في نهر‪ ،‬تذهب‬ ‫الكوليرا �إلى الم�ص ��ب‪ .‬والمواد الغذائية التي يتم‬ ‫ر ّيها بالم ��اء المل َّوث‪ ،‬ومن ثم تُ�ش ��حن �إلى منطقة‬ ‫�أخ ��رى �أو بلد �آخر‪ ،‬قد تحم ��ل المر�ض �إلى مناطق‬ ‫جديدة �إذا �أُ ِكلت المنتجات خام ًا من دون غ�س ��ل‪.‬‬ ‫ف ��ي العام ‪ ،1979‬كن ��ت في تنزانيا عندما �إنت�ش ��ر‬

‫‪84‬‬

‫نهر الفرات‪ :‬تنام بين ثناياه جراثيم الكوليرا‬

‫وباء الكوليرا ب�شكل هائل بوا�سطة "الكاجو" الذي‬ ‫ت ��م تعبئته من قب ��ل عاملي ��ن ُم�ص ��ابين ب�أيدٍ غير‬ ‫مغ�س ��ولة‪ .‬من ناحية �أخرى‪ ،‬قد يحمل م�س ��افرون‬ ‫دوليون الكوليرا م ��ن دون معرفتهم ويمررونها مع‬ ‫نفاياتهم‪ ،‬نا�شرين بكتيريا ال�ضمة (‪ )Vibrio‬من‬ ‫بلد �إلى �آخر‪.‬‬ ‫"الكوارث التي هي من �صنع الإن�سان �أو الطبيعية‬ ‫يمكنه ��ا �أن تك ّث ��ف مخاط ��ر الأوبئ ��ة ب�ش ��كل كبير‪،‬‬ ‫كم ��ا يمك ��ن �أن تفعل ظ ��روف مخيم ��ات الالجئين‬

‫على الرغم من �أن نطاق الإندالع الحالي ما‬ ‫زال معتد ًال حتى الآن‪ ،‬مع �أقل من ‪11،000‬‬ ‫�إ�صابة م�ؤكدة‪ ،‬فقد �إنت�شر عبر ف�سحة‬ ‫�أكبر بكثير من وباء العام ‪ ،1997‬حيث‬ ‫و�صل �إلى عدد �أكبر في ال�شرق الأو�سط‪،‬‬ ‫وال يزال يهدد بال�سفر مع الالجئين �إلى‬ ‫منطقة جغرافية �أو�سع‪ .‬وعالوة على ذلك‪،‬‬ ‫كاف للإعتقاد ب�أن �إ�صاباته‬ ‫هناك �سبب ٍ‬ ‫الر�سمية �أقل مما هي عليه ب�شكل �صارخ‬

‫العدد ‪ - 36‬ت�شرين الثاين ‪ -‬كانون الأول (نوفمرب ‪ -‬دي�سمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫المزدحم ��ة‪� .‬إن التف�ش ��ي المد ّم ��ر م ��ع �إرتف ��اع‬ ‫معدالت ح ��االت الوفاة غالب ًا ما يك ��ون النتيجة"‪،‬‬ ‫وفق ًا لمنظمة ال�ص ��حة العالمية‪" .‬بالإ�ض ��افة �إلى‬ ‫المعان ��اة الإن�س ��انية الناجم ��ة عن الكولي ��را‪ ،‬ف�إن‬ ‫تف�ش ��ي وباء الكوليرا ي�سبب هلع ًا وتمزّق ًا في البنية‬ ‫الإجتماعية والإقت�صادية‪ ،‬ويمكن �أن تعوق التنمية‬ ‫في المجتمعات المت�ضررة"‪ ،‬م�ضيفة‪.‬‬

‫دور المناخ والطق�س‬ ‫يلع ��ب المن ��اخ والطق� ��س دور ًا رئي�س ��ي ًا‪ .‬ف ��ي وباء‬ ‫‪� ،1998-1997‬إنت�ش ��ر المر� ��ض ي�س ��رعة ب�س ��بب‬ ‫الأمط ��ار الغزي ��رة والإنهيارات الطيني ��ة الناجمة‬ ‫م ��ن تغ ّي ��ر المناخ ال ��دوري ال ��ذي يح ��دث عندما‬ ‫تتغي ��ر الري ��اح العاب ��رة‪ ،‬لأ�س ��باب غي ��ر معروفة‪،‬‬ ‫دافع ًة تيارات المحيط ��ات الجارية خارج �أنماطها‬ ‫العادية‪ .‬و ُي�س ّمى هذا النمط من المناخ "النينيو"‪.‬‬ ‫ويح ��دث ه ��ذا النظ ��ام عندم ��ا يظهر �إنتف ��اخ في‬ ‫منطقة المحيط الهادئ الإ�ستوائية وعندما تتوقف‬ ‫الرياح التجارية‪ ،‬الأم ��ر الذي يتيح للمياه بالركود‬ ‫والت�س � ّ�خن‪ ،‬ويولد ظواه ��ر جوي ��ة دراماتيكية‪� .‬إن‬ ‫غ�ض ��ب "النينيو" عادة يتم ّيز بالجفاف من القرن‬ ‫الأفريقي �إلى الهند و�أو�ستراليا؛ وعوا�صف غزيرة‬ ‫ف ��ي �ش ��رق �أفريقي ��ا وعلى ط ��ول �س ��احل المحيط‬ ‫اله ��ادىء م ��ن الأميركتين؛ و�إنفج ��ارات من البرد‬ ‫والعوا�ص ��ف الثلجية في الجزر البريطانية و�شمال‬


‫والم� ��أوى الآمن‪ ،‬التي يمك ��ن �أن تحميهم من الآفات‬ ‫مثل الكوليرا‪ .‬ما يقرب من مليوني �شخ�ص لج�أوا �إلى‬ ‫تركي ��ا‪ ،‬حيث تعي�ش الغالبية العظمى في خيام �أو في‬ ‫مب ��ان مهجورة ومنازل �ش ��به مهدمة‪ ،‬مع عدم وجود‬ ‫�إمكانية الح�ص ��ول على مياه �آمنة �أو �ص ��رف �صحي‪.‬‬ ‫في لبنان‪ ،‬حيث ال توجد مخيمات ر�س ��مية لالجئين‪،‬‬ ‫�أكثر من مليون �س ��وري يقيمون في م�س ��توطنات من‬ ‫الخيم غير ر�س ��مية ومدن ال�صفيح‪ .‬مع وجود نق�ص‬ ‫فعلي �أ�ص�ل ً�ا في �إمدادات المياه ‪ --‬لبنان في خ�ضم‬ ‫�س ��نوات طويل ��ة من الجف ��اف ‪ --‬فقد تم ��ددت هذه‬ ‫الإم ��دادات �إل ��ى �أكث ��ر م ��ن طاقتها‪ .‬في م�س ��توطنة‬ ‫واح ��دة ف ��ي بي ��روت‪ ،‬و�ص ��ف الجئ ��ون الإم ��دادات‬ ‫المت�ضائلة المل ّوثة ب "مياه الجحيم"‪ .‬وفي ظل هذه‬ ‫الظروف‪ ،‬يزدهر وباء الكوليرا وينتع�ش‪.‬‬ ‫ق ��د ال ت�ص ��ل الكولي ��را �إل ��ى م�س ��تويات وبائية في‬ ‫ال�ش ��رق الأو�س ��ط لأن بكتيريا الكوليرا تنتع�ش في‬ ‫المياه ال�س ��طحية الدافئ ��ة؛ لذلك فمن الممكن �أن‬ ‫تدفعها درج ��ات الحرارة الأكثر برودة في ف�ص ��ل‬ ‫ال�ش ��تاء �إلى ال�س ��كون‪� .‬أو �أنه ��ا تنتقل �إل ��ى �أماكن‬ ‫يتمتع به ��ا النا�س بما يكفيهم م ��ن المياه النظيفة‬ ‫ال�ص ��الحة لل�ش ��رب وال�صرف ال�ص ��حي بحيث ال‬ ‫يمكنها �أن تتر�سخ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ولكن ق ��د تندلع �أي�ض� �ا‪ .‬وعندما تفع ��ل ذلك‪ ،‬ف�إن‬ ‫ع ��دد الحاالت تنمو باطراد‪ ،‬مم ��ا يجعل احتوا�ؤها‬ ‫�ص ��عب ًا و ُمكلف� � ًا‪ ،‬وغير م�ؤكد‪ .‬وهذا هو ال�س ��بب في‬

‫�أن الطريقة الأكثر فعالية وف ّعالة من حيث التكلفة‬ ‫لل�س ��يطرة على م�س ��ببات الأمرا�ض مث ��ل الكوليرا‬ ‫هي بطردها وح�ص ��رها قبل �أن ي�ص ��اب كثير من‬ ‫النا�س‪ .‬لكن منظمة ال�ص ��حة العالمية‪ ،‬الم�ؤ�س�سة‬ ‫الدولي ��ة الرائ ��دة ال ُمك َّلفة تن�س ��يق ه ��ذه الجهود‪،‬‬ ‫�سيئة التجهيز لهذه المهمة‪.‬‬

‫عدم جهوزية منظمة ال�صحة العالمية‬ ‫على الرغم من التحذيرات ب�أن �سوريا هي عر�ضة‬

‫الم�شكلة مع منظمة ال�صحة العالمية‬ ‫هي �أنها ُمق ّيدة �سيا�سي ًا‪ .‬يجب عليها‬ ‫الح�صول على �إذن من الحكومات للعمل‬ ‫في �أرا�ضيها‪ .‬في حالة �سوريا‪ ،‬هذا‬ ‫يعني �أنه يجب على المنظمة العالمية‬ ‫تن�سيق �أن�شطتها من خالل نظام الأ�سد‪.‬‬ ‫وهذا يجعل �أن�شطة المنظمة الدولية‬ ‫تنح�صر على الأرا�ضي التي ت�سيطر‬ ‫عليها الحكومة فقط‬

‫دير الزور‪� :‬أُعلن عن �إ�صابة فيها‬

‫لتف�ش ��ي وباء الكوليرا‪ ،‬فلم يتم �إتخاذ الإحتياطات‬ ‫الالزم ��ة‪ .‬كان ��ت منظم ��ة ال�ص ��حة العالمية غير‬ ‫ق ��ادرة عل ��ى تن�س ��يق حمل ��ة تطعيم جماعية �ض ��د‬ ‫الكولي ��را ف ��ي الع ��راق � اّإل بع ��د �س ��تة �أ�س ��ابيع من‬ ‫�إندالعها هناك‪ ،‬وتركت بالد ال�ش ��ام عر�ضة لهذا‬ ‫المر�ض ب�ش ��كل خطير‪ .‬وبحلول الوقت الذي بد�أت‬ ‫فيه الحمل ��ة‪ ،‬كان المر�ض �إمت� � ّد فعلي ًا خارج بالد‬ ‫مق�س ��م َّ‬ ‫ومقطع الأجزاء‪.‬‬ ‫الرافدين �إلى بلد مجاور ّ‬ ‫ولم تتخ ��ذ الوكالة الدولية �أية تدابير ل�ض ��مان �أن‬ ‫الكولي ��را يمك ��ن مالحظتها ور�ص ��دها اذا ظهرت‬ ‫في �س ��وريا‪ .‬لق ��د تم تدمي ��ر المختب ��رات القادرة‬ ‫على ت�ش ��خي�ص الكوليرا في �ش ��مال و�ش ��رق �سوريا‬ ‫من قبل نظام ب�شار الأ�سد‪ .‬لكن الوكالة ف�شلت في‬ ‫و�ضع معدّات للمختبرات الت�شخي�صية التي يمكنها‬ ‫�أن تم ِّيز ب�س ��رعة الكوليرا م ��ن الأمرا�ض الأخرى‪،‬‬ ‫مثل �آالت "بي �س ��ي �آر" (‪ ،)PCR‬في مناطق عبر‬ ‫الحدود يمكن الو�ص ��ول �إليها‪ .‬لذلك‪ ،‬يتم الك�شف‬ ‫ع ��ن ح ��االت الكوليرا من خ�ل�ال �إختب ��ارات �أكثر‬ ‫بدائي ��ة‪ ،‬والتي ال تقبلها منظمة ال�ص ��حة العالمية‬ ‫كدلي ��ل‪ .‬ونتيجة له ��ذا الواق ��ع‪ ،‬وعل ��ى الرغم من‬ ‫وجود تدفق م�س ��تمر م ��ن التقارير ع ��ن الأمرا�ض‬ ‫المنت�ش ��رة مثل الكولي ��را من �أطباء الم�س ��اعدات‬ ‫الإن�سانية‪ ،‬ف�إن �سوريا ر�س ��مي ًا في الوقت الراهن‪،‬‬ ‫وفق ًا للوكالة الدولية‪" ،‬خالية من الكوليرا"‪.‬‬ ‫والم�ش ��كلة مع منظمة ال�ص ��حة العالمي ��ة هي �أنها‬ ‫ُمق ّي ��دة �سيا�س ��ي ًا‪ .‬يجب عليها الح�ص ��ول على �إذن‬ ‫م ��ن الحكوم ��ات للعمل ف ��ي �أرا�ض ��يها‪ .‬ف ��ي حالة‬ ‫�سوريا‪ ،‬هذا يعني �أنه يجب على المنظمة العالمية‬ ‫تن�سيق �أن�ش ��طتها من خالل نظام الأ�سد (النظام‬ ‫عين ��ه ال ��ذي دم ��ر م ��ا يق ��رب م ��ن ‪ 60‬ف ��ي المئة‬ ‫م ��ن الم�ست�ش ��فيات العام ��ة في الب�ل�اد من خالل‬ ‫ال�ض ��ربات الجوية)‪ .‬وهذا يجعل �أن�ش ��طة منظمة‬ ‫ال�ص ��حة العالمية تنح�ص ��ر عل ��ى الأرا�ض ��ي التي‬ ‫ت�سيطر عليها الحكومة فقط‪.‬‬ ‫م ��ن ناحي ��ة �أخ ��رى‪� ،‬إن منظمة ال�ص ��حة العالمية‬ ‫�أي�ض� � ًا تعتمد مالي ًا على مانحي ��ن‪ .‬لقد �أفاد تقرير‬ ‫�صدر في �أيار (مايو) ‪ 2014‬عن "ت�شاتام هاو�س"‪،‬‬ ‫وه ��و مركز �أبحاث بريطاني‪� ،‬إل ��ى �أن �أكثر من ‪75‬‬ ‫في المئة من موازنة منظمة ال�ص ��حة العالمية يتم‬ ‫التحكم بها من قب ��ل المانحين الخارجيين الذين‬ ‫يمل ��ون كيفية �إنف ��اق تلك الأموال‪ .‬وك�ش ��ف تحليل‬ ‫له ��ذا الجزء م ��ن االجه ��ات المانحة ف ��ي موازنة‬ ‫منظمة ال�صحة العالمية ‪� 2005-2004‬أن �أقل من‬ ‫ع�ش ��رة في المئة من هذه الأموال ُخ ِّ�ص�ص ��ت‬ ‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪87‬‬


‫تحقيق ال�شهر‪ /‬مو�ضوع الغالف‬ ‫جرع ��ة خطي ��رة م ��ن "ال�ض ��مة" (‪ )Vibrio‬التي‬ ‫ترتف ��ع م ��ع �إنخفا�ض م�س ��توى المياه‪ .‬من ��ذ فترة‪،‬‬ ‫في كان ��ون الأول (دي�س ��مبر) ‪ ،2014‬كانت هناك‬ ‫تقاري ��ر عن ح ��االت كوليرا داخل مدينة المو�ص ��ل‬ ‫وفي محافظة الأنبار اللتين ي�سيطر عليهما تنظيم‬ ‫"داع�ش"‪ .‬وذكرت تقارير غير م�ؤكدة من المو�صل‬ ‫في كانون الثاني (يناير) الفائت �أن الم�ست�شفيات‬ ‫ت�س ��تقبل يومي ًا ‪ 15‬حالة جديدة من الكوليرا‪( .‬لم‬ ‫يع ّلق "الدولة الإ�س�ل�امية" على �إنت�شار المر�ض)‪.‬‬ ‫ف ��ي منت�ص ��ف �ش ��هر �أيل ��ول (�س ��بتمبر)‪ ،‬ت�أكدت‬ ‫ح ��االت الكوليرا الأولى داخل العراق‪ ،‬مع بع�ض ��ها‬ ‫كان ف ��ي بل ��دة �أبو غري ��ب‪ ،‬على بع ��د ‪ 15‬مي ًال من‬ ‫بغداد‪ .‬في غ�ضون �أيام‪� ،‬إنت�شر المر�ض الى بغداد‬ ‫نف�س ��ها‪ ،‬وهناك معلومات تفيد ب�أنه و�صل الآن �إلى‬ ‫الب�ص ��رة في �أق�ص ��ى جنوب الع ��راق‪ ،‬و�إلى المدن‬ ‫التي ي�س ��يطر عليها الأكراد مثل �أربيل ودهوك في‬ ‫ال�شمال‪ ،‬و�إلى مخيمات الالجئين المجاورة‪ ،‬و�إلى‬ ‫مناطق �أخرى متعددة من العراق‪.‬‬ ‫�أبلغ ��ت حكومة بغ ��داد منظم ��ة ال�ص ��حة العالمية‬ ‫ر�س ��مي ًا عن �إندالع الوباء في ‪� 12‬أيلول (�سبتمبر)‪،‬‬ ‫ون�شرت فريق ًا �إ�ست�شاري ًا لوزارة ال�صحة العراقية‪.‬‬ ‫وق ��د تم ح�ش ��د ف ��رق النظاف ��ة ب�س ��رعة للحد من‬ ‫�إ�س ��تخدام مياه ال�ش ��رب من نهر الفرات وت�شجيع‬ ‫غ�سل اليدين بال�صابون والماء النظيف‪ .‬للأ�سف‪،‬‬ ‫ف� ��إن العراقيي ��ن معت ��ادون الآن عل ��ى �إحتياط ��ات‬ ‫الكولي ��را‪� ،‬إذ �أن ه ��ذا الإندالع يم ّث ��ل الثالث لهذا‬ ‫المر� ��ض من ��ذ الغ ��زو الأميركي في الع ��ام ‪.2003‬‬ ‫وق ��د ت�س� � ّبب الإندالعان ال�س ��ابقان مع� � ًا ب‪4500‬‬ ‫حال ��ة كولي ��را و‪ 30‬حال ��ة وف ��اة عل ��ى الأق ��ل‪� .‬إن‬ ‫الإندالع الأخير مثير للقلق ب�ش ��كل خا�ص لأن قدرة‬ ‫الحكوم ��ة العراقية �ض ��عفت ب�ش ��دة بالن�س ��بة �إلى‬ ‫الحكم والحف ��اظ على البنى التحتية الأ�سا�س ��ية‪،‬‬ ‫وذل ��ك نتيج ��ة لحربها م ��ع "الدولة الإ�س�ل�امية"‪.‬‬ ‫ولأن ظاهرة "النينيو" قد و ّلدت �أحداث ًا في �ش ��رق‬ ‫�أفريقيا التي تُ�سهم في الإنت�شار القاري للكوليرا‪.‬‬ ‫�أكثر من ‪ 10‬ماليين عراقي و�سوري وكردي يعي�شون‬ ‫الآن ف ��ي ظروف ُمزرية‪ ،‬نازحي ��ن داخل بلدانهم �أو‬ ‫في مخيمات الالجئين في المنطقة‪ .‬بين الالجئين‬ ‫على م ��دى ال�س ��نوات الأرب ��ع الما�ض ��ية كان هناك‬ ‫ٍّ‬ ‫تف�ش للح�ص ��بة (‪ 1000‬حالة حالي ًا داخل العراق)‪،‬‬ ‫حم ��ى التيفوئي ��د و�إلته ��اب الكبد من فئ ��ة �أ‪ ،‬حمى‬ ‫القرم‪-‬الكونغو النزفية‪ ،‬وحتى �شلل الأطفال‪ ،‬الذي‬ ‫كان ُيعتب ��ر ب�أنه قد و ّلى من غير رجعة من ال�ش ��رق‬ ‫الأو�س ��ط‪ .‬الواقع �أن الظروف مه َّي�أة لوباء الكوليرا‬

‫‪86‬‬

‫الذي قد ي�س ��تغرق بقا�ؤه فترة طويل ��ة جد ًا‪ .‬وقد ر ّد‬ ‫متحدث ب�إ�سم منظمة ال�صحة العالمية على الأ�سئلة‬ ‫من خالل البريد الإلكتروني حول الأو�ضاع الراهنة‬ ‫لالجئين‪ ،‬قائال‪�" :‬إن الو�ض ��ع الأمني​​المتدهور في‬ ‫العراق �إلى جانب تعطل الخدمات ال�صحية العامة‬ ‫وزيادة نزوح ال�س ��كان يجعل الظ ��روف مواتية لنقل‬ ‫المر�ض"‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬ف�إن منظمة ال�ص ��حة‬ ‫العالمي ��ة ق ��د �أكدت �أخي ��ر ًا على وج ��ود ال يقل عن‬ ‫ثماني حاالت مر�ضية بين العراقيين الذين يعي�شون‬ ‫في مخيمات داخل البالد‪.‬‬

‫المر�ض في �سوريا‬ ‫وب ��اء الكوليرا ال ��ذي بد�أ في العراق في منت�ص ��ف‬ ‫�أيلول (�س ��بتمبر) تم ��دد �إلى �س ��وريا التي مزقتها‬ ‫الحرب‪ .‬من هناك‪ ،‬يمكن لتدفق �أعداد كبيرة من‬ ‫الالجئين اليائ�س ��ين حمل المر�ض ونقله �إلى عمق‬ ‫ال�شرق الأو�سط وحتى �إلى جنوب �أوروبا‪.‬‬ ‫�أفاد �أطباء الإغاثة الإن�س ��انية العاملون في �سوريا‬ ‫ب� ��أن ثالث ح ��االت ت�أ ّكدت ف ��ي مدينتين ي�س ��يطر‬ ‫عليهم ��ا "الدولة الإ�س�ل�امية"‪ :‬دير الزور‪� ،‬ش ��رق‬ ‫�س ��وريا‪ .‬وحلب‪ ،‬في الج ��زء ال�ش ��مالي الغربي من‬ ‫الب�ل�اد‪ .‬مما ال �ش ��ك فيه �أن هذه الحاالت لي�س ��ت‬ ‫�س ��وى غي�ض من في�ض‪ .‬في ظل �أف�ض ��ل الظروف‪،‬‬ ‫ي�ش � ّ�خ�ص الأطب ��اء ع ��ادة ‪ 30‬في المئ ��ة فقط من‬ ‫ح ��االت الكوليرا التي تحدث �أثناء ّ‬ ‫تف�ش ��ي الأوبئة؛‬ ‫الالجئون في لبنان‪ :‬قد يحملون معهم الكوليرا‬

‫العدد ‪ - 36‬ت�شرين الثاين ‪ -‬كانون الأول (نوفمرب ‪ -‬دي�سمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫ف ��ي �س ��وريا‪ ،‬حي ��ث ت ��م تدمي ��ر الم�ست�ش ��فيات‬ ‫والعي ��ادات في غ ��ارات جوي ��ة‪ ،‬فم ��ن المرجح �أن‬ ‫ت�شخي�صهم �سيكون �أقل بكثير‪.‬‬ ‫�إن هذا التف�شي كان يمكن التنب�ؤ به‪ .‬فكما �أ�سلفنا‪،‬‬ ‫مر� ��ض جرثومي ينت�ش ��ر �إلى‬ ‫يت�س� � ّبب بالكولي ��را ُم ِ‬ ‫النا� ��س من طريق الف�ض�ل�ات الب�ش ��رية ّ‬ ‫ويتف�ش ��ى‬ ‫ب�س ��هولة م ��ن خالل الطع ��ام والمي ��اه المل ّوثة‪� .‬إذا‬ ‫�إنت�ش ��ر �إلى مخيم ��ات الالجئي ��ن ال ُمزدحمة حيث‬ ‫مر�ض‬ ‫مرافق ال�ص ��رف ال�صحي بدائية‪ ،‬يمكن لل ُم ِ‬ ‫�أن يتف�ش ��ى ب�س ��رعة‪ .‬لق ��د ُ�ش� � ّرد الماليي ��ن م ��ن‬ ‫النا�س داخلي ًا في �س ��وريا‪ ،‬و ُقطع ��ت �إمدادات مياه‬ ‫ال�ش ��رب ال ُمط ّه ��رة م ��ن المناطق التي ال ت�س ��يطر‬ ‫عليه ��ا الحكوم ��ة‪ .‬وقب ��ل ثماني ��ة �أ�ش ��هر‪� ،‬أ�ش ��ارت‬ ‫منظم ��ة ال�ص ��حة العالمي ��ة �إل ��ى �إمكاني ��ة تع ّر�ض‬ ‫البالد لمر�ض الكوليرا‪ .‬ثم قبل �ش ��هرين‪� ،‬ض ��رب‬ ‫الوب ��اء في الع ��راق المجاور‪ ،‬حيث �أ�ص ��اب ‪ 15‬من‬ ‫‪ 18‬محافظ ��ة‪ .‬مع ح ��دود ُي�س ��هل �إختراقها ونزوح‬ ‫جماعي من ال�س ��وريين والعراقيين وغيرهم‪ ،‬كان‬ ‫و�صول الكوليرا �إلى �سوريا مجرد م�س�ألة وقت‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الواق ��ع �أن ه ��ذا المر� ��ض ق ��د وج ��د الآن موطنا في‬ ‫منطقة ال�ش ��رق الأو�س ��ط‪ ،‬حيث مخيمات الالجئين‬ ‫المكتظة والم�س ��توطنات في بل ��دات ومدن محرومة‬ ‫م ��ن المي ��اه الت ��ي تو ّف ��ر �أر�ض� � ًا خ�ص ��بة مثالية‪ .‬في‬ ‫�سوريا‪� ،‬أكثر من ‪ 13.5‬مليون �شخ�ص في حاجة �إلى‬ ‫الم�س ��اعدة الإن�س ��انية‪ ،‬بما في ذلك المياه النظيفة‬


‫تحقيق ال�شهر‪ /‬مو�ضوع الغالف‬

‫القمامة في لبنان‪ :‬م�صدر للأمرا�ض‬

‫للأمرا�ض غير المعدية (�أمرا�ض القلب وال�سكري‬ ‫عل ��ى �س ��بيل المثال) الت ��ي تمثل �أكثر من ن�ص ��ف‬ ‫جمي ��ع الوفي ��ات ف ��ي جميع �أنح ��اء العال ��م‪ ،‬و�أكثر‬ ‫من ثالث ��ة �أرباعها تحدث في البل ��دان الفقيرة �أو‬ ‫متو�سطة الدخل‪.‬‬ ‫هذه القيود تبطئ وت�س� � ِّي�س عمل منظمة ال�ص ��حة‬ ‫العالمي ��ة‪ .‬وقد ال تعوق وتيرته ��ا الواهنة جهودها‬ ‫للحد من ظروف �إنت�ش ��ار الأمرا� ��ض غير المعدية‬ ‫مث ��ل ال�س ��منة وال�س ��رطان‪ ،‬و�إنما هي غي ��ر كفوءة‬ ‫ب�شكل عميق لمواجهة �إنت�ش ��ار �أوبئة معدية وخفية‬ ‫التي تتحرك ب�س ��رعة‪ .‬وبف�ض ��ل تكثي ��ف الإختالل‬ ‫البيئي‪ ،‬وال�ص ��راع ال�سيا�س ��ي‪ ،‬والح ��راك العالمي‬ ‫المت�س ��ارع‪ ،‬نحن نواجه المزيد من هذه الأمرا�ض‬ ‫الي ��وم �أكثر من �أي وقت م�ض ��ى‪ .‬بين عامي ‪1940‬‬ ‫و‪� ،2004‬أكث ��ر م ��ن ‪ 300‬م�س ��ببات للأمرا� ��ض‬ ‫�إنت�شرت حديث ًا بين الب�شر �أو ظهرت في �أماكن لم‬ ‫ي�س ��بق �أن عرفت مثي ًال لها من قبل‪ .‬فيرو�س �إيبوال‬ ‫والكولي ��را‪ ،‬جنب ًا �إل ��ى جنب مع �إنفلون ��زا الطيور‪،‬‬ ‫والإلته ��اب الرئ ��وي ال�ش ��رق �أو�س ��طي‪ ،‬والإلتهاب‬ ‫الرئ ��وي الح ��اد‪ ،‬و�أ�ش ��كال جدي ��دة م ��ن بكتيري ��ا‬ ‫ُمقا ِومة للم�ضادات الحيوية‪ ،‬كانت من بينها‪.‬‬ ‫مازال ��ت تداعي ��ات الإخفاق ��ات الأخي ��رة لإحتواء‬ ‫فيرو�س �إيبوال والكوليرا م�س ��تمرة ب�ش ��كل ثقيل؛ ال‬ ‫تزال ك ٌّل من هايتي وغينيا في غرب �أفريقيا تكافح‬ ‫لل�سيطرة على هذه الجراثيم الوا�صلة حديث ًا‪ .‬فيما‬

‫على الرغم من التحذيرات ب�أن �سوريا‬ ‫هي عر�ضة لتف�شي وباء الكوليرا‪ ،‬فلم‬ ‫يتم �إتخاذ الإحتياطات الالزمة‪ .‬كانت‬ ‫منظمة ال�صحة العالمية غير قادرة على‬ ‫تن�سيق حملة تطعيم جماعية �ضد‬ ‫الكوليرا في العراق � اّإل بعد �ستة �أ�سابيع‬ ‫من �إندالعها هناك‪ ،‬وتركت بالد ال�شام‬ ‫عر�ضة لهذا المر�ض ب�شكل خطير‬ ‫الكوليرا ت�أخذ طريقها عبر الأزقة وتتعر�ض لخيام‬ ‫الالجئين الرثة في �ش ��مال �س ��وريا‪ ،‬م ��ن المنتظر‬ ‫�أن يتف�ش ��ى وباء غير م�س ��بوق عل ��ى نحو مماثل في‬ ‫ال�ش ��رق الأو�س ��ط‪ .‬والفرق ه ��و �أن تجنب ��ه ال يزال‬ ‫ممكن ًا‪ .‬ولكن الوقت للعمل هو الآن‪.‬‬

‫نوع الكوليرا في الم�شرق العربي‬ ‫و�سط هذه الأزمة القا�سية والخطيرة‪ ،‬هناك بع�ض‬ ‫الأخب ��ار الجيدة‪ .‬ف ��ي البلدان الأفريقية وال�ش ��رق‬ ‫�أو�س ��طية المت�ض ��ررة‪ ،‬ف�إن نوع الكوليرا هو نف�سه‪:‬‬

‫�س�ل�الة �إينابا‪ .‬وفق ًا لمنظمة ال�صحة العالمية‪� ،‬إن‬ ‫ن ��درة القدرات المختبرية في البلدان المت�ض ��ررة‬ ‫جعل ��ت م ��ن الم�س ��تحيل فع ��ل التحلي ��ل الجين ��ي‬ ‫المف�صل الذي ي�ستطيع ت�أكيد �أن كل �إندالع ينطوي‬ ‫َّ‬ ‫عل ��ى ط ��راز عرق ��ي متطاب ��ق‪ ،‬ولكنها �إفتر�ض ��ت‬ ‫�أن ��ه من الكونغ ��و �إلى الكويت‪ ،‬كان وباء م�ش ��ترك ًا‪.‬‬ ‫وحتى الآن ف�إن ال‪ 1942‬ع ّينة التي قامت بتحليلها‬ ‫منظمة ال�ص ��حة العالمية ال تظهر �أي عالمة على‬ ‫مقاوم ��ة للم�ض ��ادات الحيوي ��ة‪ ،‬لذل ��ك ف�إنه يمكن‬ ‫معالجة المر�ض ��ى ب�ش ��كل ف ّعال �إذا و�صلوا ب�سرعة‬ ‫�إلى مرافق الم�ست�ش ��فى‪� .‬إن الوفاة ب�سبب الكوليرا‬ ‫ه ��و الجف ��اف‪ :‬ت�س ��بب البكتيريا �إ�س ��ها ًال �ش ��ديد ًا‬ ‫وفقدان ال�س ��وائل‪� .‬إذا تم عالجها في وقت مبكر‪،‬‬ ‫يمكن للم�ض ��ادات الحيوية غي ��ر المكلفة والإماهة‬ ‫والترطيب مع مياه �صالحة لل�شرب عالج المر�ضى‬ ‫في غ�ضون �أقل من �أ�سبوع‪.‬‬ ‫ت�أثر المنطقة كلها ب�سل�س ��لة "�إينابا" هو �أي�ض ًا من‬ ‫الأخب ��ار الجيدة لإ�س ��تخدام اللق ��اح‪ .‬لدى منظمة‬ ‫ال�ص ��حة العالمية مليون جرعة من اللقاح الفموي‬ ‫لمكافح ��ة �إينابا‪ .‬وقد قامت المنظمة في ت�ش ��رين‬ ‫الثان ��ي (نوفمب ��ر) الجاري بحملة تطعيم وا�س ��عة‬ ‫النطاق في العراق‪ ،‬كما �أف ��اد الناطق عبر البريد‬ ‫االلكترون ��ي‪" ،‬ب�إ�س ��تخدام ‪ 510،000‬جرع ��ة م ��ن‬ ‫مليون المخزون العالمي" للو�ص ��ول �إلى ربع مليون‬ ‫من النازحين والالجئين العراقيين‪ .‬وقد �إلتزمت‬ ‫الحكومة الأميركية بدفع ‪ 37‬مليون دوالر لحمالت‬ ‫النظافة في جميع �أنحاء العراق لوقف �إنت�شار وباء‬ ‫الكوليرا‪.‬‬ ‫ف ��ي العام ‪� ،1854‬ض ��رب وب ��اء الكولي ��را لندن‪،‬‬ ‫وتتب ��ع الطبيب جون �س ��نو ال�ش ��هير �إنت�ش ��اره �إلى‬ ‫م�ض ��خّ ة مي ��اه تق ��ع في �ش ��ارع "برود �س ��تريت"‪.‬‬ ‫�أقنع ال�سلطات المحلية بتعطيل مقب�ض الم�ضخة‬ ‫و�أوقف الوباء‪� .‬إن ق�ص ��ة م�ضخة "برود �ستريت"‬ ‫يت ��م تدري�س ��ها حالي� � ًا كمبد�أ �أ�سا�س ��ي لل�ص ��حة‬ ‫العام ��ة‪ ،‬ودلي ��ل عل ��ى �أن �أف�ض ��ل و�س ��يلة لوق ��ف‬ ‫�أي وب ��اء يكم ��ن في من ��ع �إنت�ش ��ار الجراثيم التي‬ ‫ت�س ��بب المر�ض‪ .‬في ال�ش ��رق الأو�سط اليوم‪ ،‬ف�إن‬ ‫م�ضخة "برود �س ��تريت" هي نهر الفرات‪ ،‬وربما‬ ‫دجلة‪ ،‬والذي يعادل ك�س ��ر مقب�ض الم�ض ��خة هو‬ ‫فتح جميع �س ��دود المنبع‪ ،‬وال�سماح لتدفق المياه‬ ‫بتطهي ��ر "�ض ��مة" الكوليرا للخ ��روج الى الخليج‬ ‫العربي‬ ‫* خبيرة �صحة وتغذية‬

‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪89‬‬


‫املهند�س رئيف احللو‬ ‫درا�سات وتنفيذ يف لبنان والدول العربية‬

HELOU ENGINEERING GROUP

Tel: 961 1 256755-257009 Fax: 961 1 256755 E-mail: raif@raifhelou.com


‫بقلم ميرنا زخر ّيا*‬

‫المنبر الإجتماعي‬

‫أعظم ثروة‪ ...‬الوقت‬ ‫ه ��ا ق ��د �شارف العام على نهايته‪ ،‬وها ق ��د م ّر مئة عام وعام مُنذ‬ ‫ُن�شوب الحرب العالمية الأولى في �سنة ‪ ،1914‬وهي حربٌ دارت‬ ‫بي ��ن ال ��دول الأوروبية على مدى �أكثر من �أربع �سنوات و�إنتهت في مثل هذا‬ ‫ال�شه ��ر‪ ،‬وق ��د كان له ��ا بالغ الأثر في ال ��دول العربية‪ ،‬ذل ��ك �أن مُعظمها كان‬ ‫مُحت�ل ً�ا من تلك الدول‪ .‬ففي القرن الما�ض ��ي كانت بريطانيا مُهيمنة على‬ ‫العال ��م‪� ،‬أما في الق ��رن الحالي فقد �أ�صبحت الوالي ��ات المتحدة الأميركية‬ ‫ه ��ي الق� � ّوة العالمي ��ة الأكبر‪ .‬وما بين ه ��ذه وتلك‪ ،‬ما بي ��ن طموحات الغرب‬ ‫ف ��ي الما�ض ��ي و�إخفاقاته في الحا�ضر‪ ،‬ما ال ��ذي تغ ّير في المحيط العربي؟‬ ‫يُخط ��ئ َم ��ن يُردّد ب�أن التاريخ يُعيد نف�سه‪ ،‬نحنُ مَن يكتب التاريخ ب�أفعالنا‪:‬‬ ‫ف� ��إنْ عدَّلن ��ا �أفعالن ��ا‪ ،‬كتبنا تاريخ� �اً مُ�شرِقاً مُ�ش ّع� �اً؛ و�إنْ �أبقينا عل ��ى �أعمالنا‪،‬‬ ‫�أعدنا التاريخ الجريح نف�سه‪.‬‬ ‫برزت خالل قرنٍ كاملٍ من الزمن‪ ،‬م�ستجدات ودالالت وتطورات عدّة‪ ،‬لعل‬ ‫�أبرزها التالي‪:‬‬ ‫‪ .1‬النقل ��ة التكنولوجي ��ة‪� :‬إنه ��ا العن ��وان الأبرز م ��ن دون ُمن ��ازع‪ ،‬م ّما حفز‬ ‫الآثار على تط ّور الآالت وتوا�صل الأفراد وتغطية الأحداث؛‬ ‫‪ .2‬المعاهدات ال�سلمية‪ :‬تناق�ص عدد الدول التي تدعو �إلى الحرب‪ ،‬فيما‬ ‫منذ قرنٍ لم يكن �أحد ليوقف هجوماً من دول ٍة قو ّيةٍ؛‬ ‫‪ .3‬دول ��ة "داع� ��ش"‪ :‬كان القت ��ل ج ��ا ٍر و ُقد ّرت حين ��ذاك الخ�سائ ��ر الب�شرية‬ ‫بت�سعة ماليين قتيل‪ ،‬وها هُ م عرب اليوم يقتل واحدهم الآخر؛‬ ‫‪ .4‬جامعة الدول العربية‪ :‬الداعية �إلى وِحدة الدول العربية ت� ّأ�س�ست �سنة‬ ‫‪� ،1945‬أي قبيل �سبعة �أ�شهرٍ من منظمة الأمم المتحدة؛‬ ‫‪� .5‬إ�سته ��داف المدنيي ��ن‪� :‬سابق� �اً كان ��ت الح ��روب ُتخا� ��ض بي ��ن جي�شي ��ن‬ ‫مُتنازعين في �ساحة محدّدة للقتال‪� ،‬أما حالياً فكل المدن مُباحة؛‬ ‫‪ .6‬الأ�سلح ��ة الذكية‪ :‬ب ��دل الأ�ساطيل ذات القدرات والمع ��دات التقليدية‪،‬‬ ‫و�صلنا �إلى �إمكانية �إ�ستعمال طائر ٍة مُدمر ٍة من دون طيارٍ؛‬ ‫‪ .7‬الق�ضي ��ة الفل�سطيني ��ة‪ :‬التحدّي الأكبر كان �إن�شق ��اق العرب حول ن�ش�أة‬ ‫ج�سم عد ٍو معزولٍ وجا ٍر موجو ٍد مقبولٍ ‪.‬‬ ‫�إ�سرائيل‪ ،‬ما بين ٍ‬ ‫�ألح ��رب ه ��ي نزاع مُ�سلح بين دولتين �أو �أكثر مِ ��ن الكيانات غير ال ُمن�سجمة‪،‬‬ ‫حي ��ث اله ��دف منها هو �إع ��ادة تنظيم الخارط ��ة الجيو‪�-‬سيا�سي ��ة (الروابط‬ ‫ال�سببي ��ة بي ��ن الجغرافيا وال�سيا�سة)‪ .‬لكنْ ‪� ،‬إذا كان ه ��ذا التعريف �صحيحاً‪،‬‬ ‫فما �سبب �إقتناع الكثيرين بعدم �إمكانية �إعادة �إندالعها؟ قد تتغ ّير وتتبدّل‬ ‫وتتقدّم الو�سائل القتالية‪� ،‬إنما تبقى الحرب حرباً‪ ،‬تبقى قت ً‬ ‫ال ودماراً‪ ،‬تبقى‬ ‫ُنزوحاً ونيراناً‪ ،‬تماماً مثلما هو الم�شهد الآن على �إمتداد الدول العربية‪.‬‬ ‫من ��ذ مئ ��ة ع ��ام وع ��ام‪ ،‬كان المن ��اخ ال�سائد بي ��ن ال ��دول الأوروبي ��ة (مُ�شابهاً‬ ‫للمن ��اخ ال�سائد حالياً بي ��ن الدول العربية)‪� ،‬إذ كان المنط ��ق ي�ؤكد �إ�ستحالة‬ ‫�إندالع حرب في ما بينها‪ ،‬ذلك �أن‪ :‬طوائفها و�إقت�صاداتها و�أمنها وعائالتها‬ ‫وثقافاته ��ا وعاداته ��ا ه ��ي مُتداخل ��ة ببع�ضه ��ا البع� ��ض ومُتكامل ��ة لبع�ضه ��ا‬

‫البع� ��ض؛ بالإ�ضاف ��ة �إلى �أن العولمة كانت حينها �س ّي ��دة الموقف‪ ،‬فقد طال‬ ‫التق� �دّم �صناعة ال�سفن والقطارات والهواتف وغيرها‪ .‬وعلى الرغم من كل‬ ‫ذلك‪ ،‬ه ّبت حرباً عالمي ًة غ ّيرت الخريطة ال�سيا�سية‪.‬‬

‫أوجه الت�شابه بين الأم�س واليوم؟‬ ‫ما هي � ُ‬

‫‪ . 1‬كان ��ت بريطاني ��ا ق ّوة عظمى لك ��نْ عاجزة عن فر�ض الأم ��ن‪ ،‬واليوم ها‬ ‫هي �أميركا ق ّوة عظمى لكنْ عاجزة عن فر�ض الأمن؛‬ ‫‪ .2‬كان ��ت فرن�س ��ا دولة ذات تاري � ٍ�خ وت�أريخ �إنما خائرة الق� � ّوة‪ ،‬واليوم ها هي‬ ‫تاريخ وت�أريخ �إنما خائرة الق ّوة؛‬ ‫اليابان دولة ذات ٍ‬ ‫‪ .3‬كان ��ت �ألمانيا حا�ضرة ب�إمتياز �إقت�صادياً كم ��ا ع�سكرياً‪� ،‬أما في الحا�ضر‬ ‫فال�صين هي الحا�ضرة ب�إمتياز �إقت�صادياً كما ع�سكرياً‪.‬‬ ‫ّ‬

‫ما هي الأ�سباب التي �أو�صلتنا �إلى هنا؟‬

‫‪َ . 1‬وف ��رة النفط وحاجة النفط وقيمة النف ��ط‪ :‬يُقال �أن الثروات ب�إمكانها‬ ‫الدب �إلى الك ْرم؛‬ ‫�أن تكون لعنة‪ ،‬فهل لعنة البترول جلبت ّ‬ ‫‪� .2‬صحوَة مو�سكو‪ :‬بعدما �أخذ ال ُمنافِ�س الأبرز لأميركا يتعافي‪ ،‬كان ال بُد‬ ‫من �إمتداد ال�سيطرة‪ ،‬بهدف الح ّد من نفوذ رو�سيا؛‬ ‫وال�صين على يقين ب�أن‬ ‫ال�صين‪ :‬بكين هي ال ُمزاحم المقبل‪ّ ،‬‬ ‫‪ .3‬مُحا�صرة ّ‬ ‫تفتيت المنطقة يُ�ساهم في مُحا�صرتها‪ ،‬لذلك عار�ضته‪.‬‬

‫ما هي العوامل التي �ساعدت �أميركا؟‬

‫‪�ُ . 1‬سهولة ال�سيطرة على بع�ض الدول العربية �أر�ضاً و�شعباً‪ ،‬بُغية تفتيتها‬ ‫وتق�سيمها �أقله �شعبو ّياً بح�سب ال�شرق الأو�سط الجديد؛‬ ‫‪�ُ .2‬صع ��ود جماعة "الأخوان الم�سلمين" وهي جماعات �إ�سالمية مُتطرفة‬ ‫�ص ّنفها البع�ض ب�أنها �إرهابية‪ ،‬وبالتالي بالإمكان �شرائها و�إ�شغالها؛‬ ‫‪ .3‬خل ��ق وتعزي ��ز مناخ طائف ��ي �أبطال ُه من دون منازع هُ م ��ا المحور ال�س ّني‬ ‫ّ‬ ‫للتدخل‪.‬‬ ‫ب ُمواجهة الهالل ال�شيعي‪ّ ،‬مما �أعطى الذريعة‬ ‫ما هي الثوابت التي ال ُتعجب �أميركا؟‬

‫‪ .1‬التق�سيمات التي ُر�سمت للمنطقة بعد �إتفاقية �سايك�س بيكو �سنة ‪1916‬‬ ‫ل ْم ت�أخذ بعين الإعتبار الإختالفات والخالفات الطائفية؛‬ ‫‪ .2‬الطبق ��ة ال�سيا�سية العربية الحاكم ��ة‪ ،‬منها مَن كان ُمتعاونا ومنها مَن‬ ‫كان مُعادياً‪ ،‬وتغييرها �س ُيحدث تغييراً مُرتقباً بالم�س ّلمات؛‬ ‫‪ .3‬فل�سطي ��ن مُحتل ��ة منذ العام ‪ ،1948‬قريباً �سبع ��ون �سن ًة �ستكون قد و ّلت‬ ‫وما زالت بع�ض الدول لم تتط ّبع ولم تو ّقع على التفاهم‪.‬‬ ‫م ��ع نهاي ��ة الح ��رب الأول ��ى‪ ،‬ل ��م ي ُع ��د م ��ن ُوج ��ود ال للدول ��ة العثماني ��ة وال‬ ‫للإمبراطوري ��ات الرو�س ّية والنم�سو ّية والمجر ّية؛ فقد تفككت دول وو ّلدت‬ ‫بهدف من ِع تكرا ِر‬ ‫دول؛ و�أعي ��د ر�سم خارط� � ًة جديد ًة مع تق�سيماتٍ جدي ��دةٍ‪ِ ،‬‬ ‫الم�آ�سي والمعا�صي‪ .‬لكنْ ‪ ،‬وقعت الحرب الثانية‪ْ ،‬‬ ‫فهل من حرب ثالثة؟‬ ‫هل من ثالثة ُتعيد ر�سم خارطة الدول العربية؟ �سو� ٌأل نجد ُه اليوم في ك ُتب‬ ‫الجغرافيا‪ّ � ،‬أما الجواب فنجد ُه غداً في ك ُتب التاريخ‬

‫* متخ�ص�صة في علم النف�س وعلم التنمية الب�شر ّية وحائزة على ماجي�ستير في العلمين‬

‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪91‬‬


Lody Saliby

Haute Couture

Wedding dresses, Evening clothes, Selling or Renting, Pret-a- Porter, Accessories

Christ Le Rois Center, 8th Floor, Adonis Road, Zouk Mossbeh, Lebanon Tel: 00961 – (0) 9221643 , Email: lodysaliby@hotmail.com, Web: www.lodysaliby.com


‫الريا�ض ‪ -‬راغب ال�شيباني‬ ‫عندما ُف ِتح ت�س ��جيل الناخبين في �آب‬ ‫(�أغ�سط�س) الفائت‪ ،‬ف�إن عدد ًا قلي ًال‬ ‫م ��ن �ص ��ديقات رن ��ا (‪ )...‬تذ ّكر الأم ��ر‪ ،‬وعندما‬ ‫لفت ��ت الخريج ��ة الجامعية �إبن ��ة ال‪ 25‬ربيع ًا �إلى‬ ‫الأم ��ر �أثارت نظرات غريبة بين الحا�ض ��رات‪ .‬ال‬ ‫�أحد منهن كان يخطط للم�شاركة في الإنتخابات‬ ‫البلدي ��ة الت ��ي �س ��تجري ف ��ي المملك ��ة العربي ��ة‬ ‫ال�س ��عودية في ‪ 12‬كلنون الأول (دي�س ��مبر) – �إنه‬ ‫الإقتراع الأول الذي �س ��يتم فيه ال�س ��ماح للن�س ��اء‬ ‫بالوقوف في ال�ص ��فوف كناخبات َّ‬ ‫ومر�شحات في‬ ‫تلك البالد‪.‬‬ ‫"�ص ��ديقاتي يعرفن موع ��د الإنتخابات‪ ،‬ولكنهن‬ ‫ل�سن متحم�سات لها"‪ ،‬كما �أ�شارت رنا بعد ظهر‬ ‫�أح ��د �أي ��ام ت�ش ��رين الأول (�أكتوبر) م ��ن مكتبها‬ ‫في �ش ��ركة للعالقات العامة في جدة‪ .‬و�أ�ض ��افت‪:‬‬ ‫"�إنهن لم ي�سجلن �أ�سماءهن للإقتراع"‪.‬‬ ‫لقد �ش ��عرت رنا ب�ش ��عور مختل ��ف‪ .‬بالت�أكيد‪� ،‬إنها‬ ‫خط ��وة �ص ��غيرة‪ ،‬وربم ��ا قد ي�أت ��ي منه ��ا القليل‪،‬‬ ‫لكنها كانت م�ص ��رة على �أهميتها‪" .‬نحن بحاجة‬ ‫�إل ��ى و�ص ��ول الن�س ��اء �إلى ه ��ذه العملي ��ة"‪ ،‬قالت‬ ‫لأ�ص ��دقائها وعائلته ��ا – و�إل ��ى نف�س ��ها‪" .‬يمكن‬ ‫للمر�أة �أن تفعل �أ�ش ��ياء كثي ��رة مفيدة للمجتمع"‪،‬‬ ‫م�ضيفة‪.‬‬ ‫ولكن في حالة رنا‪ ،‬تلك الأ�شياء ال ت�شمل الت�سجيل‬ ‫للإقت ��راع؛ فهي عددت الكثير م ��ن العقبات التي‬ ‫واجهته ��ا‪ :‬كان ��ت فت ��رة الت�س ��جيل وجي ��زة جد ًا‪،‬‬ ‫والوثائق المطلوبة ُمرهقة جد ًا للح�ص ��ول عليها‪،‬‬ ‫والو�ص ��ي القانوني – وهو �أمر مطلوب من جميع‬ ‫الن�س ��اء ال�س ��عوديات للح�ص ��ول على �أدنى الأمور‬ ‫البيروقراطي ��ة – ل ��م يكن موجود ًا؛ �إ�ض ��افة �إلى‬ ‫مي ��ل عائلتها �إل ��ى التفكير ف ��ي �أن ال�سيا�س ��ة هو‬ ‫من �إخت�ص ��ا�ص الرجل‪ ،‬كل ذل ��ك �أدى �إلى �إثباط‬ ‫عزمها وجهودها‪.‬‬ ‫في المملكة العربية ال�س ��عودية‪ ،‬تت�ش ��ارك ن�س ��اء‬ ‫كثي ��رات تجربة رنا‪ .‬وتقول لجن ��ة االنتخابات �أن‬ ‫الن�س ��اء ي�ش ّكلن حوالي ‪ 22‬في المئة من الناخبين‬ ‫الج ��دد في الإنتخاب ��ات البلدية ف ��ي كانون االول‬ ‫(دي�س ��مبر)‪� ،‬أو ‪� 130.673‬إم ��ر�أة ح�س ��ب رئي�س‬ ‫اللجنة التنفيذية والمتحدث الر�سمي لالنتخابات‬ ‫المهند�س جديع القحطاني‪.‬‬ ‫ي�ص ��ف �ص ��انعو ال�سيا�س ��ات والنا�ش ��طات ف ��ي‬ ‫ال�س ��عودية عل ��ى حد �س ��واء منح النظ ��ام الملكي‬

‫الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز‪ :‬قرار بحق الت�صويت للمر�أة‬

‫المر�أة حق الإقتراع في االنتخابات البلدية كمعلم‬ ‫في مجال تخفيف القيود ال�ص ��ارمة المعروفة في‬ ‫البالد على الن�س ��اء‪( .‬يتم التعامل مع الإناث في‬ ‫المملكة من المهد �إلى اللحد تحت الو�ص ��اية‪ ،‬وال‬ ‫يمكنهن �إتخاذ قرارات ‪ -‬من ال�س ��فر �إلى التعليم‬ ‫– من دون موافقة الرجل)‪ .‬ولكن يبدو �أن �أرقام‬ ‫الت�س ��جيل المخ ِّيب ��ة للآمال تروي ق�ص ��ة �أخرى‪.‬‬ ‫بع�ض الراف�ض ��ات يجادلن بالفعل ب�أن ذلك يثبت‬ ‫ب�أن المر�أة لي�س ��ت قادرة �أو مهتمة في التورط في‬ ‫ال�سيا�سة‪.‬‬ ‫لك ��ن الأرقام المنخف�ض ��ة في الت�س ��جيل لي�س ��ت‬ ‫�إنعكا�س� � ًا لإهتمام الإناث بقدر ما هي م�ؤ�شر على‬ ‫العديد من الحواجز التي ال تزال تقف في طريق‬ ‫الم ��ر�أة ال�س ��عودية الت ��ي ت�أمل في الم�ش ��اركة في‬ ‫الحياة العامة‪.‬‬

‫�أعلن العاهل الراحل الملك عبد اهلل بن عبد‬ ‫العزيز في ‪� 2011‬أن الن�ساء �سوف ي�سمح‬ ‫لهن بالت�صويت في �إنتخابات المجال�س‬ ‫المحلية التي تم ت�شكيلها لأول مرة في العام‬ ‫‪ ،2005‬والتي تمار�س دورها في الموافقة‬ ‫على م�شروعات عدة مثل الطرق الجديدة‬ ‫و�شبكات ال�صرف ال�صحي وكم يجب �أن تكلف‪.‬‬ ‫وقد وعدت ال�سلطات ب�أنها �ستكون م�ستعدة‬ ‫لم�شاركة المر�أة بحلول العام ‪2015‬‬

‫�إن عملية الت�سجيل التي هدفت �إلى تمكين المر�أة‬ ‫�إنته ��ت �إل ��ى التذكير بن ��واح كثيرة ال ت ��زال تعيق‬ ‫تقدم المواطنات في المملكة‪.‬‬ ‫كاان ��ت الآم ��ال كبي ��رة ف ��ي المجتم ��ع الن�س ��ائي‬ ‫ال�سعودي عندما �أعلن العاهل الراحل الملك عبد‬ ‫اهلل بن عبد العزيز في ‪� 2011‬أن الن�س ��اء �س ��وف‬ ‫ي�س ��مح لهن بالت�ص ��ويت في �إنتخاب ��ات المجال�س‬ ‫المحلي ��ة التي ت ��م ت�ش ��كيلها لأول مرة ف ��ي العام‬ ‫‪ ،2005‬والتي تمار� ��س دورها في در�س والموافقة‬ ‫عل ��ى م�ش ��روعات ع ��دة مث ��ل الط ��رق الجدي ��دة‬ ‫و�شبكات ال�صرف ال�ص ��حي وكم يجب �أن تكلف‪.‬‬ ‫وق ��د وع ��دت ال�س ��لطات ب�أنها �س ��تكون م�س ��تعدة‬ ‫لم�شاركة المر�أة بحلول العام ‪.2015‬‬ ‫ويرتب ��ط فتح الب ��اب �أمام الن�س ��اء ب�سل�س ��لة من‬ ‫الإ�ص�ل�احات الأخرى في المجال� ��س البلدية‪ .‬في‬ ‫الإنتخاب ��ات ال�س ��ابقة‪� ،‬إخت ��ار الناخبون ن�ص ��ف‬ ‫�أع�ض ��اء المجال� ��س البلدي ��ة‪ ،‬في حين ت ��م تعيين‬ ‫الن�ص ��ف الآخر م ��ن قبل الحكوم ��ة‪ .‬وهذا الرقم‬ ‫الآن �س ��وف يتغ ّي ��ر �إل ��ى �إنتخ ��اب الثلثي ��ن م ��ن‬ ‫الأع�ض ��اء وتعيي ��ن الثل ��ث الباق ��ي‪ .‬كما تو�س ��عت‬ ‫�ص�ل�احيات المجال� ��س الجدي ��دة بالن�س ��بة �إل ��ى‬ ‫مراجع ��ة الم�ش ��اريع المحلي ��ة والإنف ��اق‪ .‬والأهم‬ ‫ه ��و �أن كل مجل�س �س ��تكون له موازنته الخا�ص ��ة‪،‬‬ ‫منف�ص ��لة عن تل ��ك المخ�ص�ص ��ة لمكت ��ب رئي�س‬ ‫البلدي ��ة حيث م ��ن المفتر�ض �أن يق ��دم المجل�س‬ ‫الم�شورة‪ .‬وفي الوقت عينه‪� ،‬إنخف�ض الحد الأدنى‬ ‫ل�سن الت�صويت من ‪� 21‬سنة �إلى ‪� 18‬سنة‪.‬‬ ‫ولكن في ع�ش ��رات المقابالت‪ ،‬روت ن�ساء �سل�سلة‬ ‫م ��ن العقب ��ات الت ��ي وقفت ف ��ي طري ��ق جهودهن‬ ‫للت�س ��جيل‪ .‬وكان التوقيت ال�شكوى الأكثر �شيوعا‪:‬‬ ‫فتح ��ت مراك ��ز ت�س ��جيل الناخبي ��ن ف ��ي ‪� 22‬آب‬ ‫(�أغ�س ��ط�س) و�أُغلق ��ت في ‪� 14‬أيلول (�س ��بتمبر)‬ ‫– وهي فترة ال�سفر الأكثر �شعبية في المملكة‪،‬‬ ‫عندم ��ا يغل ��ق كثير م ��ن المح�ل�ات والمكاتب في‬ ‫البالد‪ .‬و�ش ��ملت ه ��ذه الفترة �إرتفاع ح ��رارة �آب‬ ‫(�أغ�س ��ط�س)‪ ،‬والتي �إنخف�ض ��ت قبل مو�سم الحج‬ ‫ال�س ��نوي‪ .‬رن ��ا‪ ،‬عل ��ى �س ��بيل المثال‪ ،‬كان ��ت تزور‬ ‫عائلته ��ا ف ��ي الريا�ض خ�ل�ال ذلك الوق ��ت‪ ،‬وهو‬ ‫�إلتزام منعها من الت�سجيل في جدة‪.‬‬ ‫"كان عل ��ى الم�س� ��ؤولين �أن يتابع ��وا فت ��ح مكاتب‬ ‫الت�س ��جيل بع ��د الح ��ج"‪ ،‬يق ��ول خال ��د المعين ��ة‪،‬‬ ‫رئي�س التحرير ال�س ��ابق ل�ص ��حيفة "عرب نيوز"‬ ‫المحلية‪ .‬م�ض ��يف ًا‪" :‬هذا هو الوقت الذي ن�س ��افر‬ ‫خالله جميع ًا �إلى الخارج لق�ضاء �إجازة‪� .‬إذا‬ ‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪93‬‬


‫عالم المر�أة‬

‫على الرغم من القرار الملكي ال�صادر عن العاهل الراحل عبداهلل بن عبد العزيز‬

‫ملاذا ال تتم ّتع املرأة السعودية‬ ‫بحق اإلقرتاع إال شكلي ًا‬ ‫عل��ى الرغ��م من الق��رار الملكي الذي �صدر ف��ي ‪ 2013‬في زمن الملك عب��د اهلل بن عبد العزيز‬ ‫والذي منح المر�أة ف��ي المملكة العربية ال�سعودية الحق في الت�صويت في االإنتخابات البلدية‪،‬‬ ‫ف�إن مجموعة من الحواجز الثقافية والقانونية والإجتماعية تمنع وتحول دون �إقبال ن�سائي قوي‬ ‫على مراكز الإقتراع كما يفيد التقرير التالي‪.‬‬ ‫الن�ساء ال�سعوديات‪ :‬عقبات كثيرة‬ ‫�أمامهن قبل الح�صول على حقوقهن‬

‫‪92‬‬

‫العدد ‪ - 36‬ت�شرين الثاين ‪ -‬كانون الأول (نوفمرب ‪ -‬دي�سمرب) ‪٢٠١5 -‬‬


‫العملي ��ة‪ ،‬ه ��ذا ن ��ادر ًا ما يح ��دث‪ .‬الم ��ر�أة هنا ال‬ ‫يمكنها �أن تقود �س ��يارة‪ ،‬وكثير من الأ�س ��ر ي�ص ��ر‬ ‫عل ��ى عدم مغادرته ��ا المنزل م ��ن دون مرافقتها‬ ‫لأحد �أع�ض ��اء الأ�س ��رة م ��ن الذك ��ور‪�" .‬إن العقبة‬ ‫الأولى هي التنقل ‪ -‬لم ي�س ��مح الأزواج لزوجاتهم‬ ‫بالذهاب للت�سجيل"‪ ،‬يقول المعينة‪.‬‬ ‫�أكثر من ذلك ‪...‬لقد كتب ال�صحافي عبدالواحد‬ ‫الحمي ��د ف ��ي �ص ��حيفة "الجزي ��رة" ال�س ��عودية‬ ‫ف ��ي ‪" :2015/10/15‬ال �أع ��رف كي ��ف يمك ��ن‬ ‫للمر�ش ��حات ف ��ي �إنتخاب ��ات المجال� ��س البلدي ��ة‬ ‫�إقناع الناخبين والح�ص ��ول على ثقتهم �إذا كانت‬ ‫المر�شحات ال ي�ستطعن مخاطبة الناخبين �إال من‬ ‫طريق وكيل ذكر �أو �شركة يمثلها ذكر!"‪.‬‬ ‫م�ض ��يف ًا‪�" :‬أعتق ��د �أن ه ��ذا الإج ��راء ال ��ذي ت ��م‬ ‫الإع�ل�ان عن ��ه (ال يح ��ق للم ��ر�أة المر�ش ��حة �أن‬ ‫مجل�س ال�شورى ال�سعودي‪ :‬تجربة دخول المر�أة �إليه كانت ناجحة‬

‫تخاط ��ب جمهورها �إال بوا�س ��طة وكي ��ل ذكر) هو‬ ‫بمثاب ��ة تكري�س لدونية الم ��ر�أة التي الزالت تعاني‬ ‫م ��ن فق ��دان الثق ��ة والم�ص ��داقية ف ��ي مجتمعنا‬ ‫الذك ��وري حتى لو كان ��ت تحمل �أعلى ال�ش ��هادات‬ ‫العلمي ��ة‪� ،‬أو كان ��ت تحم ��ل تجربة عملي ��ة طويلة‪،‬‬ ‫فباهلل عليكم تخيلوا ح�ض ��رة الوكيل وهو يتحدث‬ ‫بل�س ��ان موكلت ��ه ويجيب عل ��ى الإ�ستف�س ��ارات عن‬ ‫برنامجه ��ا‪ ،‬ويجتهد في تو�ض ��يح �أفكارها وك�أنها‬ ‫مخلوق خرافي يعي�ش في عالم الخيال!! �أو تخيلوا‬ ‫مندوب ال�شركة الذكر يعقد م�ؤتمراته ال�صحافية‬ ‫َّ‬ ‫المر�ش ��حة الت ��ي ه ��ي من‬ ‫بالنياب ��ة ع ��ن الأنث ��ى‬ ‫الق�صور بحيث تحتاج �إلى مندوب ذكر من �شركة‬ ‫ربحية متخ�ص�ص ��ة ف ��ي تلميع الناخب ��ات الالتي‬ ‫�سنعتمد عليهن لحل م�شاكل المجتمعات المحلية‬ ‫التي �ستُقام فيها المجال�س البلدية!؟"‬ ‫وت�س ��اءل‪�" :‬إذا كان ��ت ه ��ذه المر�ش ��حة ه ��ي من‬ ‫الق�ص ��ور بحي ��ث تحت ��اج �إل ��ى ذك ��ر يم ّثله ��ا ف ��ي‬ ‫مخاطب ��ة الناخبي ��ن فلم ��اذا ن�س ��مح لها �أ�سا�س� � ًا‬ ‫بالتر�ش ��ح؟ ولماذا ال نطلب منها (اهلل ال يهينها)‬ ‫�أن تذه ��ب �إل ��ى بيته ��ا ومطبخه ��ا وتتف ��رغ لطهي‬ ‫الطعام لأطفالها وغ�سل مالب�سهم وترك وظائف‬ ‫الذكور للذكور بح�س ��ب ما وقر في قلوبنا وعقولنا‬ ‫و�إ�ستقر في �أذهاننا وقناعاتنا!؟"‪.‬‬ ‫و�إنته ��ى �إلى الق ��ول‪" :‬لقد كانت �إتاحة الفر�ص ��ة‬ ‫للمر�أة ال�سعودية للتر�شح في �إنتخابات المجال�س‬ ‫البلدي ��ة خط ��وة ح�ض ��ارية عظيم ��ة �إل ��ى الأم ��ام‬ ‫�أ�ش ��ادت بها و�سائل الإعالم في العديد من بلدان‬ ‫العالم‪ ،‬ولكن من الم�ؤك ��د �أن الإجراءات التي تم‬ ‫الإع�ل�ان عنه ��ا قد ن�س ��فت المكا�س ��ب الإعالمية‬ ‫الت ��ي حققناه ��ا و�س ��وف تتح ��ول تلك المكا�س ��ب‬ ‫�إل ��ى خ�س ��ائر فادح ��ة عندم ��ا تتناولها الو�س ��ائل‬ ‫الإعالمية المعادية وغير المعادية بال�سخرية منا‬ ‫وتردي ��د الحديث عن المعاملة الدونية للمر�أة في‬ ‫بالدنا وك�أنها مواطن من الدرجة الثانية!"‪.‬‬ ‫حت ��ى لو كانت الن�س ��اء قادرات عل ��ى التغلب على‬ ‫ه ��ذه القيود‪ ،‬ف�إنه ال يزال هناك كثيرات يكافحن‬ ‫للتخل�ص م ��ن ال�ش ��عور الطاغي ب� ��أن الإنتخابات‬ ‫البلدية لن تحقق الكثير‪� .‬إنه �شعور مفهوم‪� ،‬إذ �أن‬ ‫�س ��نوات من الإ�ص�ل�احات الموعودة ذهبت هباء‬ ‫و�صارت بعيدة على هام�ش �إهتماماتهن اليومية‪.‬‬ ‫"هن ��اك الكثير من الن�س ��اء يقل ��ن‪ ،‬لماذا يجب‬ ‫�أن ن�س � ّ�جل؟ وهذا هو ال�ش ��يء المح ��زن "‪ ،‬تروي‬ ‫النا�ش ��طة ف ��ي ج ��دة‪ ،‬وه ��ي �أ�س ��تاذة جامعي ��ة‬ ‫متقاع ��دة‪" .‬هن ��اك الكثير من �ص ��ديقاتي‪ ،‬وهم‬

‫مثقف ��ات ومتعلمات‪ ،‬لكنهن يقلن ما هي الفائدة؟‬ ‫لم ��اذا يج ��ب علي �أن �أمار�س حق ��ي من خالل كل‬ ‫تو�ضح‪.‬‬ ‫هذه الم�صاعب؟"‪ّ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫المر�ش ��حات الطامح ��ات يتفقن عل ��ى �أن الدافع‬ ‫للناخب ��ات هو تحد �ص ��ارخ لهن‪" .‬لي�س وا�ض ��ح ًا‬ ‫لكثير من الإناث مدى �أهمية م�شاركتهن في هذه‬ ‫الإنتخاب ��ات"‪ ،‬تقول رندة َبراجا‪ ،‬وهي مديرة في‬ ‫�شركة �صحة‪ ،‬التي قدمت طلب ًا لتكون مر�شحة في‬ ‫�إنتخابات كانون االول (دي�سمبر)‪.‬‬ ‫الكثير من مل�ص ��قات الحكوم ��ة ولوحات الإعالن‬ ‫ت�ش ��ير �إلى كيف ومتى �س ��تجري الإنتخابات‪� :‬أين‬ ‫تق ��ع مواقع الت�س ��جيل‪ ،‬ودوامها اليوم ��ي‪ .‬ما كان‬ ‫تو�ض ��ح لم ��اذا يجب �أن‬ ‫ُجادل‪ ،‬ر�س ��الة ّ‬ ‫ينق�ص‪ ،‬ت ِ‬ ‫تقوم الناخبات بالت�سجيل‪.‬‬ ‫وعلى الرغ ��م من العثرات الأولية‪ ،‬ف�إن الفر�ص ��ة‬ ‫للت�ص ��ويت قد تفيد الن�س ��اء �أكثر مما يبدو‪ ،‬تقول‬ ‫المدافع ��ات‪ .‬المجال� ��س البلدي ��ة لي�س ��ت ب ّراقة‪،‬‬ ‫لكنها تعمل على الق�ض ��ايا اليومية المعتادة ‪ -‬من‬ ‫�إ�ص�ل�اح الطرق �إلى تنظيف القمامة ‪ -‬التي ت�ؤثر‬ ‫ب�ش ��كل وثيق في ج ��ودة الحياة لدى ال�س ��عوديين‪.‬‬ ‫على �إفترا�ض �أن الن�س ��اء نجحن في الإنتخابات‪،‬‬ ‫�س ��تكون لديهن فر�ص ��ة للإثبات للجمهور ب�أن في‬ ‫�إ�ستطاعتهن تنفيذ �أ�شياء مهمة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الر�ؤية وحدها يمكن �أن يكون لها ت�أثير �أي�ضا‪ ،‬كما‬ ‫فعلت في البرلمان الإ�ست�ش ��اري الوطني‪ ،‬مجل�س‬ ‫ال�ش ��ورى‪ .‬تم تعيين ن�س ��اء في المجل� ��س الم�ؤلف‬ ‫من ‪ 150‬ع�ض ��و ًا لأول مرة في العام ‪ ،2013‬و�سط‬ ‫مزيج مماثل من الحذر وال�ش ��ك‪" .‬وهناك الكثير‬ ‫م ��ن النا� ��س يقول ��ون الآن ب� ��أن الن�س ��اء �أ ّثرن في‬ ‫وظيف ��ة مجل�س ال�ش ��ورى"‪ ،‬قالت ب�س ��مة العمير‪،‬‬ ‫الرئي�س ��ة التنفيذي ��ة لغرف ��ة التج ��ارة ف ��ي مركز‬ ‫ال�س ��يدة خديجة بنت خويلد‪ ،‬الذي يهتم ب�ش� ��ؤون‬ ‫الم ��ر�أة‪" .‬عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أن �س ��لطة �أع�ض ��اء‬ ‫المجل� ��س ل ��م تتغير‪ ،‬ف� ��إن ديناميكيته ��م تغيرت‪،‬‬ ‫وذلك ب�سبب الن�ساء"‪ ،‬م�ضيفة‪.‬‬ ‫بالن�س ��بة �إل ��ى كثيرات‪ ،‬كانت المنا�س ��بة فر�ص ��ة‬ ‫ت�س ��تحق المتاع ��ب‪ .‬لقد تطل ��ب الأمر للنا�ش ��طة‬ ‫في جدة �أ�س ��بوعين للت�س ��جيل‪ .‬ولكن فعلت ذلك‪،‬‬ ‫ودفع ��ت ب�ص ��ديقاتها و�أف ��راد عائلته ��ا الإن ��اث‬ ‫للت�سجيل �أي�ض� � ًا‪" .‬لن �أح�صل الآن على �شيء من‬ ‫الم�ش ��اركة‪ ،‬لكن من الم�ؤك ��د �أن بناتي وحفيداتي‬ ‫�سوف يح�صلن على �شيء من ذلك"‪ ،‬قالت لهن‪.‬‬ ‫"�إنه ��ا الخط ��وة االول ��ى‪ ،‬لدفع الب ��اب‪ .‬لماذا ال‬ ‫نفتحه الآن؟"‪ ،‬قالت‬ ‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪95‬‬


‫عالم المر�أة‬ ‫لم تت�سجل الن�س ��اء‪ ،‬فال�س ��بب يعود �إلى الم�سائل‬ ‫اللوج�ستية"‪.‬‬ ‫م ��ن ناحي ��ة �أخ ��رى‪� ،‬أثبت ��ت الوثائ ��ق المطلوب ��ة‬ ‫للت�سجيل ب�أنها �شاقة �أي�ض ًا‪ .‬يتطلب من الناخبين‬ ‫جل ��ب بطاقاته ��م الوطنية‪ ،‬و�إثب ��ات الإقامة‪ ،‬وهو‬ ‫طلب معقد في بلد حيث تعتمد معظم الن�ساء على‬ ‫ولي �أمر للتملك‪ ،‬ودف ��ع فواتير المياه والكهرباء‪،‬‬ ‫وتوقيع عقود الإيجار‪ .‬و�إذا لم ت�س ��تطع الناخبات‬ ‫�ضمان �أي �إثبات للإقامة ب�أ�سمائهن‪ ،‬ف�إن البلدية‬ ‫طلبت بد ًال من ذلك �شهادة مختومة من الحكومة‬ ‫المحلية‪ .‬ولكن بع�ض الن�س ��اء قيل لهن في مكتب‬ ‫بعد �آخر �أن ه ��ذه الخدمة لم يتم تجهيزها لأحد‬ ‫لتقديمها‪.‬‬ ‫"لق ��د كان ��ت فو�ض ��ى كبي ��رة؛ كان الأم ��ر حق� � ًا‬ ‫متعب ًا"‪ ،‬تروي نا�ش ��طة منذ فترة طويلة في جدة‪،‬‬ ‫وا�ص ��فة تجربته ��ا‪� .‬أو ًال رف�ض ��ت �ش ��ركة الهاتف‬ ‫و�ض ��ع عنوان على فاتورة تحمل �إ�سمها‪ .‬وبالتالي‬ ‫وجهها �إلى مكتب‬ ‫ف�إن مركز ت�س ��جيل الت�ص ��ويت ّ‬ ‫رئي�س البلدية لت�صديق �شهادة �إ�ستئجار منزلها‪.‬‬ ‫هناك‪ ،‬قيل لها‪� ،‬إن غرفة التجارة وال�ص ��ناعة في‬ ‫جدة هي التي تقدم هذه الخدمة – ولكن الغرفة‬ ‫بدورها رف�ض ��ت �أي�ض� � ًا‪ .‬في النهاية‪ ،‬تط ّلب الأمر‬ ‫الطلب �إلى �صديق بيروقراطي من �أجل الح�صول‬ ‫على �شهادة مختومة‪.‬‬ ‫كانت ال�ض ��غوط الإجتماعية �أي�ض ًا هائلة ومع ِّثرة‪.‬‬ ‫على �س ��بيل المثال لم تلقَ رنا ت�شجيع ًا من عائلتها‬ ‫على الت�صويت‪ ،‬وبع�ض العائالت لم ت�سمح لإناثها‬ ‫بالت�سجيل تمام ًا‪" .‬بع�ضهم لديه هذا الر�أي حول‬ ‫الن�ساء ب�أنهن ل�س ��ن قادرات على فعل �أي �شيء"‪،‬‬ ‫كما تقول‪.‬‬ ‫في الوقت عينه‪� ،‬أطلق المحافظون الإجتماعيون‬ ‫ف ��ي المملك ��ة العربية ال�س ��عودية حملة بوا�س ��طة‬ ‫و�س ��ائل الإع�ل�ام االجتماعي ��ة يح ��ذرون فيه ��ا‬ ‫م ��ن الإنحط ��اط الأخالق ��ي �إذا ت ��م �إنتخ ��اب‬ ‫الن�س ��اء‪�" .‬أقول‪ُ :‬ي َّ‬ ‫حظر على الن�س ��اء الم�س ��لمات‬ ‫الم�ش ��اركة"‪ ،‬ق ��ال �أحد رجال الدي ��ن الذي يتبعه‬ ‫عل ��ى تويتر ‪� 161،000‬ش ��خ�ص‪ ،‬عبد الرحمن بن‬ ‫نا�صر البراك‪ ،‬في فتوى‪ّ ،‬‬ ‫محذر ًا من "عواقب في‬ ‫الآخرة" بالن�سبة �إلى الن�ساء اللواتي ي�شاركن‪.‬‬ ‫مزي ��ج م ��ن العقب ��ات اللوج�س ��تية والإجتماعي ��ة‬ ‫منعت حت ��ى بع�ض المدافعات الأكثر �ص ��خب ًا عن‬ ‫حق ��وق الم ��ر�أة ف ��ي المملك ��ة العربية ال�س ��عودية‬ ‫من الت�س ��جيل والإن�ض ��مام �إلى قوائ ��م الناخبين‬ ‫والناخب ��ات‪ .‬واح ��دة كان ��ت من ��ى �أبو �س ��ليمان‪،‬‬

‫‪94‬‬

‫�أطلق المحافظون الإجتماعيون في المملكة‬ ‫العربية ال�سعودية حملة بوا�سطة و�سائل‬ ‫الإعالم االجتماعية يحذرون فيها من الإنحطاط‬ ‫الأخالقي �إذا تم �إنتخاب الن�ساء‪�" .‬أقول‪:‬‬ ‫ُي َّ‬ ‫حظر على الن�ساء الم�سلمات الم�شاركة"‪،‬‬ ‫قال �أحد رجال الدين الذي يتبعه على تويتر‬ ‫‪� 161،000‬شخ�ص‪ ،‬عبد الرحمن بن نا�صر‬ ‫البراك‪ ،‬في فتوى‪ ،‬مح ّذراً من "عواقب في‬ ‫الآخرة" بالن�سبة �إلى الن�ساء اللواتي ي�شاركن‬

‫العدد ‪ - 36‬ت�شرين الثاين ‪ -‬كانون الأول (نوفمرب ‪ -‬دي�سمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫الأمينة العامة ال�سابقة لم�ؤ�س�سة الوليد بن طالل‬ ‫وواحدة من �أبرز ال�شخ�صيات التلفزيونية الإناث‬ ‫في المملكة‪ .‬بين �أ�س ��فارها الخا�ص ��ة وتلك لولي‬ ‫�أمره ��ا‪ ،‬والدها‪ ،‬لم تكن قادرة على جمع الوثائق‬ ‫الالزمة لإثبات �إقامتها‪.‬‬ ‫"جزء مني م�س ��تاء للغاية لأنن ��ي لم �أكن قادرة‬ ‫على الت�سجيل"‪ ،‬كما تقول‪�" .‬أنا �أفهم الحاجة �إلى‬ ‫�إثبات �أننا نعي�ش حياة واحدة‪ ،‬لكنهم جعلوا الأمر‬ ‫�ص ��عب ًا جد ًا‪ ،‬م ��ع توقيت وفت ��رة ق�ص ��يرة جد ًا"‪،‬‬ ‫م�ضيفة‪.‬‬ ‫حين تكافح النا�شطات الملتزمات بحقوق المر�أة‬ ‫لتقدي ��م �أوراقه ��ن‪ ،‬ف� ��إن الن�س ��اء م ��ن الخلفيات‬ ‫الأكث ��ر محافظة لم ي�ص ��لن �إلى ه ��ذا الحد‪ .‬من‬ ‫الناحي ��ة القانونية‪ ،‬يمكن ت�س ��جيل الناخبات من‬ ‫دون موافق ��ة ول ��ي الأم ��ر ‪ -‬ولكن في الممار�س ��ة‬


‫بقلم جوزف قرداحي‬

‫الموقف الثقافي‬

‫"جرمية شرف”‬ ‫يف بيــت صبــاح!‬ ‫نادرة هي اللقاءات التي تحدثت فيها الفنانة اللبنانية‬ ‫الراحل ��ة �صب ��اح ع ��ن حياته ��ا العائلي ��ة الخا�ص ��ة بعمق‬ ‫و�شفافي ��ة وج ��ر�أة‪� ،‬أو التي ك�شفت من خاللها ع ��ن �أ�سرار وحقائق‬ ‫بقي ��ت "ط ��ي الغمو� ��ض" وعالم ��ات الإ�ستفه ��ام‪ ،‬ط ��وال م�سيرته ��ا‬ ‫الفني ��ة الطويل ��ة‪ ،‬والتي ل ��م ي�س ّلط الإعالم فيها �س ��وى على حياة‬ ‫الف ��رح والت�أل ��ق والنج ��اح وال�شه ��رة والث ��روة الت ��ي عا�شته ��ا و‪...‬‬ ‫الرج ��ال والأزواج الذي ��ن عرفته ��م عل ��ى تنوعه ��م وتفاوتهم عمراً‬ ‫و�شك ً‬ ‫ال و�صفات مهنية!‬ ‫ه ��ذه الجوانب ال ُم�شرق ��ة من حياة الأ�سطورة �صب ��اح‪ ،‬التي دخلت‬ ‫ف ��ي وجدان ع�ش ��اق فنها منذ �أط ّل ��ت على م�سرح ال�شه ��رة وال�ضوء‬ ‫حت ��ى رحيله ��ا‪ ،‬هل كان ��ت حقاً به ��ذه الإ�شراقة ول ��م تحجب بع�ض‬ ‫�أ�ش ّعته ��ا �أي غيمة حزينة تركت ظال ًال م�ؤلمة بقيت تحفر ب�صمت‬ ‫في قلب �صباح وقلب كل فرد من افراد عائلتها؟!‬ ‫ف ��ي لق ��اء نادر �أج ��راه معه ��ا الزميل ج ��وزف عي�ساوي عل ��ى �شا�شة‬ ‫تلفزيون "الحرة"‪ ،‬ك�شفت �صباح ولأول مرة وبهذا الو�ضوح وهذه‬ ‫ال�شفافي ��ة ع ��ن جريم ��ة قت ��ل طاول ��ت والدته ��ا‪ ،‬ون ّفذه ��ا �شقيقها‪،‬‬ ‫"غ�س ً‬ ‫ال للعار" كما �أ�شيع في حينه‪ ،‬فيما �صباح كانت ّ‬ ‫ت�شق خطواتها‬ ‫الأول ��ى في عالم ال�سينما الم�صري ��ة‪ .‬والمفارقة �أن ا�سئلة الحوار‬ ‫بق ��در م ��ا كان ��ت جريئ ��ة ومبا�ش ��رة و�أحيان� �اً �إ�ستفزازي ��ة‪ ،‬بق ��در ما‬ ‫كان ��ت �إجاب ��ات �صباح هادئة ووا�ضحة وب�سيط ��ة‪ ،‬مُف َعمة بالفل�سفة‬

‫تنف تهمة قتل والدته ��ا على يد �شقيقها الهارب‬ ‫الوجداني ��ة‪ ،‬فل ��م ِ‬ ‫الى البرازيل منذ اكثر من �ستين عاماً‪ ،‬والذي �أ�س�س حياة عائلية‬ ‫جدي ��دة هن ��اك‪ ،‬في �صراع بين فقدان الوال ��دة وبين الث�أر لل�شرف‬ ‫الذي �إهتز في �أح�ضان �أحد الممثلين الم�صريين‪.‬‬ ‫وعل ��ى الرغ ��م م ��ن ب�ساط ��ة التعلي ��ق وعفويت ��ه عل ��ى حادث ��ة قت ��ل‬ ‫والدته ��ا‪ ،‬ف� ��إن �صب ��اح �أب ��دت عل ��ى ما يب ��دو تعاطف� �اً م ��ع �شقيقها‪:‬‬ ‫"�صرن ��ا خايفي ��ن على خي ��ي‪ ،‬وك ّل ه ّمنا كيف بدنا نخ ّل�صو ونه ّربو‬ ‫عالبرازي ��ل!"‪ ،‬الأم ��ر ال ��ذي لم ي�ش� ��أ المحاور على قن ��اة "الحرة"‬ ‫جوزف عي�ساوي التركيز عليه ربما نزو ًال عند رغبة �صباح‪ ...‬مما‬ ‫يثير عالمات الت�سا�ؤل على نوع ومتانة العالقة التي كانت قائمة‬ ‫بينه ��ا وبي ��ن والدته ��ا‪ ،‬خ�صو�ص� �اً حينما ع� �دَّدت �أ�سم ��اء الراحلين‬ ‫الذين تود لقاءهم‪ ،‬م�ستثنية �إ�سم والدتها!‬ ‫�صب ��اح الأ�سط ��ورة‪� ،‬أثبت ��ت م ��رة جدي ��دة‪ ،‬ب�أنه ��ا �إم ��ر�أة �إ�ستثنائي ��ة‬ ‫ن ��ادرة‪ ،‬جاءت الى الحياة في زم ��ن �إ�ستثنائي‪ ،‬فحفرت فيها �إ�سمها‬ ‫بح ��روف من ذه ��ب‪ ،‬متج ��اوزة م ّرها وعلقمه ��ا‪ ،‬بح�ل�اوة الإيمان‪،‬‬ ‫وع�س ��ل الملك ��ة الذي غ� � ّذى رجا ًال لم يج ��اروا �إقباله ��ا وحما�ستها‬ ‫وحيويتها‪ ،‬ف�إنته ��وا من حياتها �سريعاً تماماً كذكور ملكة النحل‪،‬‬ ‫وغ ��ادرت هذه الحياة تاركة مدر�سة راقية في تع ّلم �أ�صول ال�شهرة‬ ‫القائم ��ة عل ��ى التوا�ض ��ع‪ ،‬والإرتق ��اء نح ��و المج ��د عل ��ى �س ّل ��م من‬ ‫الأخالق النبيلة!‬

‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪97‬‬


Your weight loss succe ss sto ry starts here Dietitian Christelle Bedrossian Bariatric Surgery Nutritionist - Trained at the University of Montreal

Lose 6-8 kg with our Medical Protocol Customized Diet Plans Weight Loss Surgery Nutrition Programs Clinics in Adlieh-Beirut & Jounieh Online Consultation

Dietitian Christelle Bedrossian Dietitian Christelle Bedrossian

+961 76 95 96 98 +961 3 417 589 www.christellebedrossian.com


‫كتاب‬

‫"�شجاعة ِالفعل" لرئي�س مجل�س الإحتياطي الفيديرالي ال�سابق‬ ‫بن برنانكي يعيد أسباب أزمة ‪ 2008‬إىل سوق "اجلملة” املالية‬ ‫من ال�صعب �أن نقر�أ مذكرات رئي�س بنك الإحتياطي الفيديرالي الأميركي ال�سابق بن برنانكي‬ ‫الجدي��دة‪�" ،‬شجاعة الفِعل"‪ ،‬ب�إعتبارها �أي �شيء �آخ��ر غير م�أ�ساة‪ .‬فهي ق�صة الرجل الذي ربما‬ ‫كان ال�شخ���ص الأف�ضل �إ�ستعداد ًا ف��ي العالم ل�شغل الوظيفة التي مُنحت ل��ه‪ ،‬ولكنه �سرعان ما‬ ‫وجد نف�سه مهزوم ًا �أمام تحدياتها‪ ،‬ثم تخلف �سريع ًا عن المنحنى ولم يتمكن من اللحاق قط‪.‬‬ ‫وا�شنطن ‪ -‬محمد زين الدين‬ ‫قراءة مذكرات رئي�س مجل�س الإحتياطي‬ ‫الفيديرالي الأميركي ال�سابق بن برنانكي‬ ‫الجديدة عن الأزمة المالية ‪�" -‬ش ��جاعة‬ ‫ال ِفعل" (‪ - )The Courage To Act‬تذ ّكرنا كم نحن‬ ‫محظوظ ��ون‪ .‬على الرغم م ��ن الإنتعا�ش الإقت�ص ��ادي‬ ‫البط ��يء ب�ش ��كل مخ ّيب للآم ��ال‪ ،‬كان يمك ��ن �أن يكون‬ ‫الأمر �أ�س ��و�أ بكثير‪ .‬الحكمة التقليدية هي �أننا تقادينا‬ ‫ك�س ��اد ًا كبي ��ر ًا ثاني ًا‪ ،‬حي ��ث كان من الممك ��ن �أن يبلغ‬ ‫معدل البطالة في �أميركا ‪ 25‬في المئة‪ .‬ال �شيء في ما‬ ‫يرويه برنانكي يناق�ض هذا الإ�ستنتاج‪.‬‬ ‫الواقع �أن ال�ش ��ارع الرئي�س ��ي �إعتمد على �ش ��ارع المال‬ ‫والم�ص ��ارف"وول �س ��تريت" �أكثر من �أي وقت م�ض ��ى‬ ‫ وه ��و واق ��ع مرير بق ��ي برنانكي يكرره خ�ل�ال �أحلك‬‫�أي ��ام الأزمة‪ .‬تحت ��اج ال�ش ��ركات �إلى الإئتم ��ان لتمويل‬ ‫�إ�س ��تثمارات جدي ��دة ولتخفي ��ف التقلب ��ات المو�س ��مية‬ ‫وتغطية النفقات اليومية‪ .‬وفيما خ�سرت هذه ال�شركات‬ ‫الح�ص ��ول على الإئتمان �أو خ�ش ��يت الإقدام عليه‪ ،‬فقد‬ ‫ر�أت �أن بقاءه ��ا عل ��ى قي ��د الحي ��اة هو عل ��ى المحك‪.‬‬ ‫ل ��ذا �إحتفظ ��ت ب�أموالها النقدي ��ة ب�أي و�س ��يلة متاحة‪.‬‬ ‫وتوقف ��ت عن التوظيف‪ ،‬وبد�أت بعمليات الطرد وت�أخير‬ ‫الم�شاريع الإ�ستثمارية‪ .‬في الفترة من �أيلول (�سبتمبر)‬ ‫‪� 2008‬إلى �ش ��باط (فبراير) ‪�ُ ،2010‬ش ��طب من لوائح‬ ‫مرتبات الموظفين في �أميركا ‪ 7.1‬ماليين ن�سمة‪.‬‬ ‫�س ��اعد مجل� ��س الإحتياط ��ي الفيديرالي عل ��ى الحد من‬ ‫تو�س ��ع هذا التدهور قبل �أن ي�ص ��ل �إلى ما ن�سميه ك�ساد ًا‬ ‫عظيم� � ًا �آخ ��ر‪ .‬م ��ع �إحج ��ام و�إ�ض ��راب المقر�ض ��ين من‬ ‫القط ��اع الخا� ��ص‪ ،‬ف� ��إن بن ��ك الإحتياط ��ي الفيديرال ��ي‬ ‫و ّف ��ر م�ؤقت� � ًا الأم ��وال تح ��ت عن ��وان "مقر� ��ض الم�ل�اذ‬ ‫الأخير"‪ .‬دعم ��ت برامجه المعق ��دة للإقرا�ض البنوك‪،‬‬ ‫والمتعاملي ��ن ف ��ي الأوراق المالي ��ة‪ ،‬و�ص ��ناديق �أ�س ��واق‬ ‫المال‪ ،‬والمقر�ض ��ين الأجانب‪ ،‬و�سوق الأوراق التجارية‪.‬‬ ‫كانت المبالغ هائلة‪ .‬في فترة معينة‪ ،‬و�صل الإقرا�ض من‬ ‫خالل نافذة "الخ�صم" التقليدية �إلى ‪ 900‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫ماذا ت�ضيف مذكرات برنانكي �إلى معرفتنا؟‬ ‫بالن�س ��بة �إل ��ى المبتدئي ��ن‪ ،‬ف�إنه ��ا تعط ��ي م�ص ��داقية‬

‫جديدة لإدعائ ��ه ب�أن بنك الإحتياط ��ي الفيديرالي لم‬ ‫يك ��ن في مق ��دوره الح� ��ؤول دون �إفال�س بن ��ك "ليمان‬ ‫براذرز" في �أيلول (�س ��بتمبر) ‪ .2008‬نذكر �أن �إنهيار‬ ‫"بن ��ك ليمان" �أث ��ار الذعر المالي‪ .‬و�أذكر �أي�ض� � ًا �أن‬ ‫برنانكي قد �أكد على �أن بنك الإحتياطي الفيديرالي ال‬ ‫يمكنه �إقرا�ض "ليمان" لأن البنك المركزي الأميركي‬ ‫يحتاج �إلى �ضمانات ولم يكن لدى "ليمان" �أي �ضمانة‬ ‫مع�س ��ر ًا؛ لق ��د تج ��اوزت ديون ��ه موجوداته)‪ .‬ما‬ ‫(كان ّ‬ ‫ً‬ ‫يجعل هذا الزعم �أكثر ت�ص ��ديقا الآن هو نتائج عملية‬ ‫�إفال�س بنك "ليمان"‪ ،‬التي ي�ست�شهد بها برنانكي‪ .‬لقد‬ ‫ُق� �دّرت الخ�س ��ائر بحوال ��ي ‪ 200‬مليار دوالر‪ ،‬وح�ص ��ل‬ ‫العديد من الدائنين على ‪� 25‬سنت ًا فقط على الدوالر‪.‬‬ ‫بع ��د ذلك‪ ،‬و ّف ��ر برنانكي �أرقام ًا مفيدة لي�ش ��رح لماذا‬ ‫كان النظ ��ام المال ��ي ُمع َّر�ض� � ًا‪ .‬منذ �س ��نوات‪ ،‬هيمنت‬ ‫البن ��وك عل ��ى النظام وح�ص ��لت عل ��ى �أموالها ب�ش ��كل‬ ‫رئي�س ��ي من ودائ ��ع الأفراد والم�ؤ�س�س ��ات‪ .‬وكانت هذه‬ ‫الأموال منيع ��ة �إلى حد كبير من الذع ��ر لأن معظمها‬ ‫كان م�ؤ ّمن� � ًا وم�ض ��مون ًا م ��ن قب ��ل الدول ��ة‪ .‬ولك ��ن في‬ ‫العق ��ود الأخيرة‪ ،‬نمت �س ��وق "جملة" للح�ص ��ول على‬ ‫�أم ��وال تتك� � ّون م ��ن فائ�ض نقد ال�ش ��ركات و�ص ��ناديق‬ ‫التقاع ��د والأف ��راد الأثري ��اء وغيرهم‪ .‬وقد �أُقر�ض ��ت‬ ‫ه ��ذه الأموال غير الم�ؤ َّمن عليها للبنوك والم�ؤ�س�س ��ات‬ ‫المالية الأخرى لفترات ق�صيرة‪ ،‬وغالب ًا ما بين ع�شية‬ ‫و�ض ��حاها‪ .‬بحل ��ول �أواخر الع ��ام ‪ ،2006‬بل ��غ مجموع‬ ‫�أموال �سوق "الجملة" ‪ 5.6‬تريليونات دوالر‪ ،‬وهو مبلغ‬ ‫يتج ��اوز الودائع الم�ؤمن عليه ��ا ‪ 4.1‬تريليونات دوالر‪.‬‬ ‫وكان ال�س ��حب المفاج ��ئ لهذه الأموال ه ��و الذي دفع‬ ‫الذعر وهدّد النظام المالي بالإنهيار‪.‬‬ ‫�أخي ��ر ًا‪ ،‬يق ��ول برنانك ��ي ب�ش ��كل مقنع �أن ه ��ذا الذعر‬ ‫المالي ‪ -‬ولي�س التخلف عن �س ��داد القرو�ض العقارية‬ ‫عالي ��ة المخاط ��ر ‪ -‬كان جوه ��ر الأزم ��ة‪ .‬لق ��د م ّثل ��ت‬ ‫قرو�ض الرهن العقاري نحو ‪ 13‬في المئة من القرو�ض‬ ‫العقارية غير ال ُم�س� �دَّدة‪ ،‬كما يق ��ول‪ .‬وعلى الرغم من‬ ‫�أنها �أطلقت الأزمة ف�إن الخ�س ��ائر التي و ّلدتها وحدها‬ ‫كان يمك ��ن �إ�س ��تيعابها م ��ن قب ��ل النظام المال ��ي‪� .‬إن‬ ‫ال�ض ��رر الإقت�ص ��ادي الحقيقي‪ ،‬كما ي ّدع ��ي‪ ،‬نابع من‬ ‫الآثار الجانبية الفو�ض ��وية ل�ش ��طب الره ��ن العقاري‪:‬‬

‫غالف‬ ‫كتاب‬ ‫"�شجاعة‬ ‫الفعل"‬

‫المخ ��اوف من المزيد من الخ�س ��ائر ف ��ي �أنواع �أخرى‬ ‫م ��ن القرو� ��ض (دي ��ون بطاق ��ات الإئتم ��ان‪ ،‬وقرو�ض‬ ‫ال�سيارات)؛ و�إنخفا�ض �أ�س ��عار ال�سندات التي �أطلقت‬ ‫عليه ��ا الم�ؤ�س�س ��ات المالي ��ة �إ�س ��م "الأوراق المالي ��ة‬ ‫ال�سامة"؛ وهروب �أموال �سوق "الجملة" من البنوك‪،‬‬ ‫والم�ص ��ارف الإ�س ��تثمارية وغيرها (الكثي ��ر من هذه‬ ‫الأموال ذهبت �إلى �سندات الخزانة الأميركية)‪.‬‬ ‫وبالتالي بتعر�ض ��ه لل�ضربة‪� ،‬أ�ص ��بح النظام المالي في‬ ‫غيبوبة‪ .‬لم يعد ُيقدّم الإئتمان حيث ُيحتاج �إليه‪ .‬تبعت‬ ‫ذلك �سل�س ��لة م ��ن ردود الفع ��ل الكارثية ف ��ي مجاالت‬ ‫الإنف ��اق‪ ،‬والإنت ��اج‪ ،‬وفر� ��ص العمل‪ ،‬والثق ��ة‪" .‬الأزمة‬ ‫المالي ��ة"‪ ،‬كت ��ب برنانكي "كانت لها عواقب مبا�ش ��رة‬ ‫على ال�شارع الرئي�سي"‪.‬‬ ‫�إلى حد ما‪ ،‬كل ه ��ذا فيه كثير من الحقيقة‪ .‬مع ذلك‪،‬‬ ‫كنظري ��ة للأزم ��ة‪ ،‬ف�إنه ��ا غي ��ر مكتمل ��ة‪� .‬إن الأزمات‬ ‫المالية لي�س ��ت تمام ًا �أحداث ًا ع�شوائية‪ .‬ينبغي �أن يكون‬ ‫النظام عر�ضة ل�صدمة‪ .‬يحدّد برنانكي �ضعف ًا واحد ًا‪،‬‬ ‫التموي ��ل ب"الجملة"‪ .‬ولكن كان هناك م�ص ��در �أكبر‬ ‫لل�ض ��عف‪ :‬الإزدهار الكبير الذي تمتع ب ��ه الأميركيون‬ ‫عل ��ى مدى ربع قرن‪ .‬خالل هذه الفترة‪ ،‬لم يكن هناك‬ ‫�س ��وى ركودين خفيفي ��ن‪ .‬وتراجع الت�ض ��خم و�أ�س ��عار‬ ‫الفائدة؛ و�إرتفعت �أ�سعار الأ�سهم والمنازل‪� .‬إن ال�شعور‬ ‫بالث ��راء جع ��ل الأميركيين يقتر�ض ��ون �أكث ��ر وينفقون‬ ‫�أكث ��ر‪ .‬من العام ‪� 1982‬إلى العام ‪� ،2007‬إرتفع الإنفاق‬ ‫الإ�س ��تهالكي الأميركي من ‪ 62‬ف ��ي المئة من �إجمالي‬ ‫الناتج المحلي �إلى ‪ 67‬في المئة‪.‬‬ ‫الثروة الجيدة لها عواقب‪ .‬تُغ ّذي الثقة العمياء‪ .‬ويبدو‬ ‫الإقت�ص ��اد �أقل خطورة‪ ،‬ويرجع ذل ��ك جزئي ًا �إلى بنك‬ ‫الإحتياط ��ي الفيديرالي الذي بدا قادر ًا على نزع فتيل‬ ‫�أي تهدي ��د خطي ��ر للرخ ��اء‪� .‬إن ال�س ��لوكيات التي �أدّت‬ ‫ف ��ي نهاية المط ��اف �إلى الأزم ��ة ‪ -‬معايي ��ر الإقرا�ض‬ ‫المتراخية‪ ،‬والمزيد من الإقترا�ض‪� -‬ش � ّ�جعها الم�شهد‬ ‫الإقت�ص ��ادي ال ��ذي بدا �أق ��ل تهديد ًا‪ .‬لقد ق ��اد الكثير‬ ‫من �إر�ض ��اء الرخاء �إلى ال�ش ��لل وعدم الإ�ستقرار‪ .‬هذا‬ ‫ه ��و الدر� ��س المرك ��زي للأزم ��ة‪ .‬ال يعت ��رف برنانكي‬ ‫بالإنعكا�س ��ات المزعجة؛ للإن�صاف‪ ،‬يكاد ال يوجد �أي‬ ‫�شخ�ص �آخر يعترف بذلك‬ ‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪99‬‬


TBN MANAGEMENT LIMITED

Delivering Excellence & Total Solutions

We Provide Consultancy Services On: Water & Sanitation- Planning & Economics – Civil Engineering, Bridges and Structures – Railway Engineering … and a lot more For more information visit our website: www.tbnmanagement.com Or contact us on: Tel: +44 (0)203 286 1826, Email: info@tbnmanagement.com


‫أوبريت "أميرة الغجر" في مسقط‬ ‫ومو�س ��يقاها الم�ؤث ��رة‪ ،‬ومالب�س ��ها‬ ‫�إحت�ض ��نت دار الأوبرا ال�س ��لطانية‬ ‫المل ّونة المبهرة‪.‬‬ ‫ف ��ي م�س ��قط �أوبري ��ت "�أمي ��رة‬ ‫"�أميرة الغجر" عمل �ساحر يقدّمه‬ ‫الغج ��ر" عل ��ى م ��دار ليلتين‪ ،‬في‬ ‫بمه ��ارة م�س ��رح بوداب�س ��ت للأوبرا‬ ‫‪ 12‬و‪ 14‬ت�ش ��رين الثاني (نوفمبر)‬ ‫والم�س ��رح الغنائي‪ .‬وهو �أحد �أقدم‬ ‫توقيت ي�صادف مرور‬ ‫الجاري‪ ،‬في ٍ‬ ‫ً‬ ‫و�أنج ��ح الم�س ��ارح ف ��ي المجر التي‬ ‫مئة عام على عر�ض ��ها الأول‪ ،‬علما‬ ‫ت�شتهر بتاريخها العريق كجزء من‬ ‫�أنه ��ا عمل مو�س ��يقي غنائي خفيف‬ ‫الإمبراطورية النم�س ��وية المجرية‬ ‫الطاب ��ع وتُعتبر م ��ن �أ�ش ��هر �أعمال‬ ‫(‪ .)1918 - 1867‬وهو يقدّم �أكثر‬ ‫الأوبرا حول العالم‪.‬‬ ‫من خم�سمئة عمل �سنوي ًا‪ ،‬معظمها‬ ‫والجدي ��ر بالذك ��ر �أن ه ��ذه‬ ‫طانية‬ ‫ال�سل‬ ‫وبرا‬ ‫ل‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫مهمة‬ ‫�أوبريت "�أميرة الغجر"‪ :‬تجربة‬ ‫عرو�ض مو�س ��يقية معروف ��ة‪� ،‬أمام‬ ‫"الأوبري ��ت" للم�ؤل ��ف المو�س ��يقي‬ ‫جمهور يتجاوز بعدده الأربعمئة �ألف‬ ‫المج ��ري �إيميرت� ��ش كالم ��ان تحكي‬ ‫ق�ص ��ة ح ��ب ملتهب ��ة ت ��دور �أحداثه ��ا عل ��ى خلفي ��ة الإ�ض ��طرابات �ش ��خ�ص‪ ،‬علم ًا �أن بوداب�س ��ت ت�أتي ف ��ي المركز الثان ��ي‪ ،‬بعد فيينا‪،‬‬ ‫الإجتماعي ��ة التي �ش ��هدتها �أوروبا في بداية القرن الع�ش ��رين‪ .‬وقد كعا�صمة لفن الأوبرا‪.‬‬ ‫�إ�ش ��تهرت و�إنت�شرت خالل القرن الما�ضي كواحدة من �أ�شهر �أعمال وم ��ن نافل القول‪� ،‬أنه نظر ًا �إلى �أن هذا الفن ُيعت َبر جديد ًا ن�س ��بي ًا‬ ‫الأوبرا المحبوبة والرائجة في العالم‪ .‬فالبطلة فتاة جميلة م�ستقلة على م�س ��رح دار الأوبرا ال�س ��لطانية في م�س ��قط‪ ،‬ف� ��إن عر�ض هذ‬ ‫تدع ��ى "�س ��يلفا" تعم ��ل مطربة ناجح ��ة‪ ،‬ويحبها ثالثة �ش ��باب من العمل العالمي ُيعتبر فعالية مميزة ومهمة خالل مو�س ��م ‪– 2015‬‬ ‫الطبقة الأر�س ��توقراطية‪ .‬فيما تتم ّي ��ز ب�أحداثها المفاجئة و�ألحانها ‪2016‬‬

‫تتفوق على مايكل جاكسون‬ ‫أديل‬ ‫ّ‬ ‫تر ّب ��ع الألبوم الـ‪ 21‬للمغنية البريطانية �أدي ��ل على عر�ش الألبومات ف ��ي المقاب ��ل‪ ،‬حل النج ��م العالم ��ي الراح ��ل مايكل جاك�س ��ون في‬ ‫الأعظم ف ��ي التاريخ وفق� � ًا لقائمة مجل ��ة "‪ "Billboard‬العالمية‪ ،‬المرتب ��ة الثالث ��ة ب�ألبوم" ‪ "Thriller‬الذي ظل ف ��ي المركز الأول‬ ‫بحي ��ث تف ّوقت ب ��ه على الفن ��ان العالم ��ي مايكل جاك�س ��ون‪ .‬وكتبت لم ��دة ‪� 37‬أ�س ��بوعا منذ العام ‪� 1983‬إل ��ى ‪ ،1984‬كما ظل في قائمة‬ ‫المجل ��ة �أن "�ألبوم ‪ 21‬لأديل ت�ص� �دّر قائمة �أف�ض ��ل ‪� 200‬ألبوم على �أف�ضل ‪� 10‬ألبومات لمدة ‪� 78‬أ�سبوع ًا‪ .‬كما �أن ‪� 7‬أغنيات منه تمكنت‬ ‫م� � ّر التاريخ بحيث ت�ص ��در القائمة على مدى ‪� 24‬أ�س ��بوع ًا وظل في من الو�ص ��ول �إلى مرتبة �أف�ض ��ل ‪� 10‬أغنيات في قائمة �أف�ض ��ل ‪100‬‬ ‫مرك ��ز متق ��دم لفترة طويل ��ة"‪ .‬علم ًا �أن ��ه عندما �أ�ص ��درته في �آذار �أغنية التي تعدها مجلة " ‪."Billboard‬‬ ‫(مار�س) ‪ 2011‬بقي في قائمة �أف�ض ��ل ‪� 10‬ألبومات‬ ‫من جه ٍة �أخرى‪ ،‬تمك ��ن فريق "البيتلز" من التربع‬ ‫لمدة ‪� 78‬أ�س ��بوع ًا‪ ،‬وظل ر�صيده �ص ��امد ًا لأكثر من‬ ‫عل ��ى قائم ��ة المجل ��ة للمغني ��ن الأف�ض ��ل عل ��ى م ّر‬ ‫ّ‬ ‫‪� 245‬أ�س ��بوع ًا متتالي ًا‪ .‬كما جاء ف ��ي المركز الثاني‬ ‫التاري ��خ‪ ،‬وحل في المرك ��ز الثاني رولينغ �س ��تونز‪،‬‬ ‫ف ��ي قائمة �أعظ ��م الألبومات عبر التاري ��خ‪ .‬و�إحتل‬ ‫وهما دخال حلبة التناف�س في قائمة الـ‪ 200‬لـلمجلة‬ ‫�ص ��دارة قائمة �أف�ض ��ل ‪� 200‬ألبوم لمدة �أ�سبوعين‪،‬‬ ‫من ��ذ الع ��ام ‪� ،1964‬إال �أن النجم ��ة ال�ش ��ابة تايل ��ور‬ ‫كما ظل ف ��ي قائمة �أف�ض ��ل ‪� 10‬ألبومات لمدة ‪109‬‬ ‫�سويفت التي �إ�ستطاعت اقتحام هذا الر�سم البياني‬ ‫�أ�سابيع ّ‬ ‫وحطم الأرقام القيا�سية‪.‬‬ ‫بعدهما بـ‪� 25‬س ��نة والول مرة في‪ 11‬ت�ش ��رين الثاني‬ ‫والجدي بالذك ��ر �أن �ألبوم ‪ 21‬هو ثان ��ي �ألبوماتها‬ ‫(نوفمبر) من العام ‪ 2006‬حيث �إ�ستمرت بح�ضورها‬ ‫ً‬ ‫ونال ��ت عن ��ه �س ��ت جوائز "غرام ��ي" م ��ن بينها‪،‬‬ ‫ت�ص ��اعديا وتمكنت من �إحتالل الترتيب رقم ‪ 8‬على‬ ‫ال‬ ‫جائزة "�أف�ضل �ألبوم"‪.‬‬ ‫مغنية البريطانية �أديل‪ :‬نجاح بارز قائمة " ‪"The all time artists list‬‬

‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪101‬‬


‫عالم النجوم‬

‫"تتوجع من الصمت" سوري ًا‬ ‫نيكول سابا‬ ‫ّ‬ ‫تُعت َبر الفنانة نيكول �س ��ابا من �أكثر المغنيات ن�ش ��اط ًا على ال�ساحة الفنية‪ .‬تارة‪ ،‬تطرح �أغنيات‬ ‫�آخرها "ق ّررت" (كلمات �أمير طعيمة‪ ،‬و�ألحان عمرو م�ص ��طفى‪ ،‬و�إخراج يا�س ��ر �س ��امي) التي‬ ‫عر� ��ض "كليبها" �أخير ًا‪ ،‬وطور ًا تُ�ش ��ارك في م�ش ��اريع درامي ��ة‪ .‬لكن تلك الأعم ��ال التلفزيونية‬ ‫�إنح�صرت في م�صر ولم ّ‬ ‫تتخط حدود القاهرة‪ .‬لذلك كان ينق�ص المغنية اللبنانية �أن تط ّل في‬ ‫م�سل�سالت عربية ع ّلها تك ّر�س �إ�سمها في عالم التمثيل‪.‬‬ ‫ويب ��دو �أن نجم ��ة فريق "فور كات�س" �س ��ابق ًا‪� ،‬إتخذت القرار بتو�س ��يع �أعمالها وك�س ��ر الحدود‬ ‫الم�صرية‪ ،‬ودخول بوابة الأعمال ال�سورية عبر م�سل�سل "وجع ال�صمت" (كتابة و�إخراج �أ�سماء‬ ‫عدّة و�إنتاج "غولدن الين") لتكون بطلة لإحدى خما�س ��ياته ال�س ��تّ ‪ .‬ويعالج "وجع ال�ص ��مت"‬ ‫الحب والخيانة‪ ،‬وهو �ش ��بيه بم�سل�س ��ل "�ص ��رخة روح" الذي واجهته �إنتقادات عدّة‬ ‫ق�ص ���ص ّ‬ ‫ني‬ ‫كول �سابا‪ :‬الدخول �إلى الدراما ال�سورية‬ ‫ب�س ��بب جر�أة الموا�ض ��يع الجن�س ��ية التي تطرق �إليها‪ .‬وكان ح�س ��ام الخيمي المدير التنفيذي‬ ‫رجح في ت�صريح لموقع "البو�سطة" ال�سوري‪� ،‬أن تبد�أ الممثلة اللبنانية ت�صوير م�شاهدها �أواخر ال�شهر الحالي‪.‬‬ ‫ل"غولدن الين" ّ‬ ‫في �س ��ياق �آخر‪ ،‬لن تكون �س ��ابا الوحيدة التي �س ��تط ّل في الدراما ال�س ��ورية في الأعمال التي �س� �تُعر�ض في العام ‪ ،2016‬بل �أن زوجها �أي�ض ًا‬ ‫الممثل يو�س ��ف الخال هو الآخر �س ��يكون له عمله‪ .‬بعد تجارب ناجحة له في الأعمال الم�شتركة منها "ت�شيللو" (كتابة نجيب ن�صير و�إخراج‬ ‫�س ��امر برقاوي) و"لو" (كتابة وحوار بالل �ش ��حادات ونادين جابر‪ ،‬و�إخراج �سامر برقاوي) عر�ض القائمون عليه دور ًا �أ�سا�سي ًا في م�سل�سل‬ ‫حب ملحمية جرت �أحداثها في‬ ‫"خاتون" (�إخراج تامر �إ�سحق وت�أليف طالل مارديني)‪ ،‬الذي يب�صر النور في رم�ضان‪ .‬وهو يروي ق�صة ّ‬ ‫�أثناء الإحتالل الفرن�سي لمدينة دم�شق‬

‫المتجددة‬ ‫سميرة سعيد النجمة‬ ‫ّ‬ ‫�إعتقد بع�ض ��هم �أنّ المظهر الجريء الذي ت�صدّر غالف �ألبوم "عايزة �أم�ض ��من�ش نف�س ��ي"‪ ،‬و"مح�ص ��ل�ش حاج ��ة"‪ ،‬و"�إحتم ��ال وارد"‪ ،‬و"يا‬ ‫�أعي� ��ش" (�إنت ��اج �ش ��ركة "روتان ��ا" لل�ص ��وتيات والمرئي ��ات) للمغنية لطي ��ف"‪ ،‬و"معندي� ��ش وق ��ت"‪ ،‬و"جرال ��ك �إي ��ه"‪ ،‬و"�أي ��وة اتغيرت"‪،‬‬ ‫المغربية �س ��ميرة �سعيد بال�شعر البنف�سجي‪� ،‬سيكون المفاج�أة الوحيدة و"�أوق ��ات كتي ��ر"‪ ،‬و"حب"‪ .‬وتعاون ��ت المغنية المغربية مع ال�ش ��عراء‬ ‫ف ��ي العم ��ل الذي ُط ��رح �أخير ًا‪ .‬لك ��ن المفاج� ��أة الأكبر كان ��ت محتوى والملحني ��ن‪ :‬نادر عبد اهلل‪ ،‬ون�ص ��ر الدين ناجي‪ ،‬وع�ص ��ام ح�س ��ني‪،‬‬ ‫الألب ��وم‪ .‬رغم الت�أجيل المتك ّرر لطرحه في الأ�س ��واق‪ ،‬لم ي�ؤ ّثر ذلك في و�أيم ��ن عز‪ ،‬وبهاء الدين محمد‪ ،‬ووليد �س ��عد‪ ،‬و�إيه ��اب عبد الواحد‪،‬‬ ‫ومحمد رحيم‪ ،‬ومحمود الع�سيلى‪ ،‬وبالل �سرور وغيرهم‪ .‬ولم تتراجع‬ ‫نجاح "عايزة �أعي�ش" الذي ُيعتبر بمثابة �صدمة فنية �إيجابية‪.‬‬ ‫�صاحبة "كل دي �إ�شاعات" في عملها الجديد‪،‬‬ ‫ت�س ��تحقّ الـ"ديفا" المغربية كل الإهتمام الإعالمي الذي تعرفه اليوم‬ ‫بل قفزت �إلى الأعلى خطوات كثيرة‪ ،‬وتف ّوقت‬ ‫بعدما �إ�س ��تمع محبوها �إل ��ى �أغانيها الجديدة‪.‬‬ ‫عل ��ى نف�س ��ها وزميالته ��ا‪ .‬ل ��م تكن م�س ��يرة‬ ‫لق ��د �إخت ��ارت الكلم ��ة واللح ��ن المتج ّد َد ْي ��ن‬ ‫المغربي ��ة موفق ��ة بالكام ��ل‪ ،‬فه ��ي عرف ��ت‬ ‫بطريقة ع�ص ��رية بعيد ًا م ��ن التكرار‪ .‬قد يعتبر‬ ‫مط ّبات مهنية عدّة �أه ّمها في الألبومات التي‬ ‫بع�ضهم �أن �أغاني "عايزة �أعي�ش" �سريعة جد ًا‪،‬‬ ‫طرحته ��ا في ال�س ��نوات الأخي ��رة‪ ،‬وتحديد ًا‬ ‫وق ��د تكون غريب ��ة وغير م�ألوفة عند الإ�س ��تماع‬ ‫�ألبومه ��ا "�أي ��ام حيات ��ي" (‪ .)2008‬لم يكن‬ ‫�إليها للمرة الأولى‪ .‬لكن لو د ّقق الم�س ��تمع فيها‪،‬‬ ‫ط ��رح «عايزة �أعي�ش» �س ��ه ًال خ�صو�ص� � ًا �أنهّ‬ ‫لوجد �أنّ �س ��ميرة و�ض ��عت ف ��ي ك ّل منها لم�س ��ة‬ ‫باللهج ��ة الم�ص ��رية‪ ،‬ب ��ل تزامن م ��ع �ألبوم‬ ‫خا�صة‪� ،‬س ��واء عبر الأداء �أو النوتات المو�سيقية‬ ‫�أنغام "�أح�ل�ام بريئة"‪ ،‬ولك ��ن الأخير ح ّقق‬ ‫الت ��ي دمج ��ت المو�س ��يقى ال�ش ��رقية والغربي ��ة‬ ‫�أرقام� � ًا‪ ،‬مع ذل ��ك فهو ال يق ��ارن بنجاحات‬ ‫مع ًا‪ .‬وي�ض ��م الألبوم ‪� 12‬أغني ��ة هي‪" :‬هوا هوا"‪،‬‬ ‫و"عاي ��زة �أعي� ��ش"‪ ،‬و"�إن�س ��انة م�س� ��ؤولة"‪ ،‬و"ما‬ ‫�سميرة‬ ‫�سميرة �سعيد‪ :‬نجمة تتجدد‬

‫‪100‬‬

‫العدد ‪ - 36‬ت�شرين الثاين ‪ -‬كانون الأول (نوفمرب ‪ -‬دي�سمرب) ‪٢٠١5 -‬‬


‫ف�ؤاد �شيا‪ ،‬وليد ع�ساف‪ ،‬ف�ؤاد �سعد‪ ،‬غ�سان ع�ساف‪ ،‬جان �أ�سمر‬

‫مروان �أبو عا�صي‪ ،‬ب�سام خدي�س‪ ،‬توفيق ع�ساف‪ ،‬نديم حماده‬

‫زياد بارود‪ ،‬فاروق محفوظ‪ ،‬غ�سان ع�ساف‬

‫جان �أ�سمر وجوزيف رعيدي‬

‫فاتن العبا�س و�سامر الح�سن‬

‫بيار كرنبي‪� ،‬أيمن فطايري‪ ،‬منير زخم‪ ،‬معين مطر‪� ،‬صالح �صعب‬

‫ف�ؤاد �شيا والعميد جان �سلوم‬

‫طارق بالل ورانيا خليل‬

‫نان�سي حداد ورامي مارون‬

‫رانيا غ�صوب‬

‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪103‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫بنك بريوت والبالد العربية يفتتح فرع ًا يف احلازمية‬ ‫�إحتفل بنك بيروت والبالد العربية (‪ )BBAC‬ب�إفتتاح فرعه الجديد في منطقة‬ ‫الحازمية‪ ،‬بح�ضور رئي�س مجل�س الإدارة المدير العام غ�سان ع�ساف‪ ،‬وح�شد من‬ ‫ال�شخ�صيات ال�سيا�سية والإجتماعية والإعالمية‪.‬‬ ‫ويتميز الفرع الجديد بموقعه الإ�ستراتيجي على طريق ال�شام الدولية في منطقة‬ ‫الحازمية الحيوية وت�ص ��ميمه المتطور‪� ،‬إ�ض ��افة �إلى التجهيزات التي تهدف �إلى‬ ‫خدمة عمالء الم�ص ��رف من الأفراد وال�ش ��ركات على ال�ش ��كل الأكمل من خالل‬ ‫تقديم خدمات �شاملة وتقنيات متطورة‪.‬‬

‫وخالل الحفل قال ع�ساف ان الفرع الجديد لبنك بيروت والبالد العربية‪ ،‬م�ؤهل‬ ‫ليك ��ون من الأق ��وى بين كافة الف ��روع في لبنان‪ ،‬م�ش ��ير ًا الى �أنه تم تخ�ص ��ي�ص‬ ‫الم�ساحة‪ ،‬وفريق العمل‪ ،‬والدعم المطلوب لتكون �إنطالقة الفرع �سريعة وناجحة‪.‬‬ ‫وح�سب ع�ساف ف�إن عدد فروع الـ"‪ "BBAC‬ي�صل بعد �إفتتاح فرع الحازمية الى‬ ‫‪ 39‬فرع ًا في لبنان‪ ،‬بالإ�ضافة الى ‪ 5‬فروع �أو نقاط تواجد في الخارج‪ .‬و�أكد على‬ ‫حر�ص الإدارة على موا�صلة تطوير وتو�سيع �شبكة الفروع محلي ًا و�إقليمي ًا‪� ،‬إلتزام ًا‬ ‫منها بالإهتمام بالعمالء وبتقديم �أف�ضل الخدمات والمنتجات الم�صرفية‪.‬‬

‫غ�سان ع�ساف مع موظفي الفرع الجديد‬

‫رنا ّلب�س‪� ،‬إدوار جبور‪� ،‬شنتال حم�صي‬

‫�سوزان ر�ضوان ومنير زخم‬

‫‪102‬‬

‫العدد ‪ - 36‬ت�شرين الثاين ‪ -‬كانون الأول (نوفمرب ‪ -‬دي�سمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫�أليان ق�صير ورامي خليل‬

‫مي�شلين ديب ووليد ر�سامني‬

‫رائد لبكي‪� ،‬أماليا عازوري‪� ،‬أنطوان عي�سى‬

‫توفيق �شيا‪ ،‬بوال �سرحان‪� ،‬سوزان �ضو‬


‫القا�ضي كلود كرم وكريمته �ستيفاني‬

‫جنين وريما بيطار‬

‫�أكرم ومنال م�شرفية‬

‫ال�سفير عزيز قزي وقرينته ميريام‪ ،‬ميراي بويز‬

‫ال�سفير ح�سن �ضيا وعقيلته روال‬

‫�سنتيا وري�شار �أ�سمر‬

‫ريتا ووليد زريق‪ ،‬و�سمير نعمة‬

‫فالي عطوي وزينة �أ�سعد‬

‫ريتا وعو�ض الرومي‬

‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪105‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫العيد الوطني اإلسباين يف بريوت‬ ‫�إحتفلت �س ��فيرة �إ�س ��بانيا ل ��دى لبنان ميالغرو� ��س هيرنان ��دو بالعيد الوطني‬ ‫لبالدها في مقر ال�سفارة في "ق�صر �شهاب" في الحدث‪ ،‬بح�ضور ممثل رئي�س‬ ‫مجل�س النواب نبيه بري النائب مي�ش ��ال مو�سى‪ ،‬وممثل رئي�س مجل�س الوزراء‬ ‫تمام �س�ل�ام وزير الإع�ل�ام رمزي جريج‪ ،‬وممثل ��ة وزير الداخلي ��ة والبلديات‬

‫نهاد الم�ش ��نوق ميرا �ضاهر‪ ،‬وعدد من ال�شخ�صيات ال�سيا�سية والديبلوما�سية‬ ‫والروحي ��ة والإجتماعية‪� ،‬إ�ض ��افة �إلى ممثل قائد الجي� ��ش العماد جان قهوجي‬ ‫العمي ��د �إيمانويل كرجيان‪ ،‬وعدد من �ض ��باط الكتيبة الإ�س ��بانية في اليونيفل‬ ‫و�أركان ال�سفارة و�أبناء الجالية الإ�سبانية في لبنان‪.‬‬

‫ال�سفيرة ميالغرو�س هيرناندو مع �أركان �سفارتها‬

‫ف�ؤاد مخزومي‪ ،‬المطران اليا�س عوده‪ ،‬جورج ع�سيلي‬

‫جوزيف حبي�س‪ ،‬فيفيان م�شاقة‪ ،‬ريا�ض رحال‬

‫‪104‬‬

‫العدد ‪ - 36‬ت�شرين الثاين ‪ -‬كانون الأول (نوفمرب ‪ -‬دي�سمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫الوزير رمزي جريج‪ ،‬المطران اليا�س عوده‪ ،‬الوزير ال�سابق اليا�س حنا‬

‫منير وروال دويدي‪ ،‬وال�شيخ فادي الجميل‬

‫بوال فغالي‪ ،‬جوليا ومحمد �شقير‬


‫مجتمع‬ ‫لندن‬

‫تكرمي جيهان السادات يف لندن‬ ‫دع ��ت عقيل ��ة ال�س ��فير الم�ص ��ري‬ ‫لدى بالط "�س ��انت جيم�س" داليا‬ ‫البطل �إلى حفل �إ�س ��تقبال ن�س ��ائي‬ ‫عل ��ى �ش ��رف جيه ��ان ال�س ��ادات‪،‬‬ ‫عقيلة الرئي�س الم�ص ��ري الأ�س ��بق‬ ‫�أن ��ور ال�س ��ادات‪ ،‬في دار ال�س ��فارة‬ ‫في لندن‪ .‬ح�ض ��رت الحفل �سفيرة‬ ‫لبن ��ان �إنع ��ام ع�س ��يران وعقيالت‬ ‫ال�س ��فراء الع ��رب المعتمدي ��ن في‬ ‫بريطاني ��ا‪� ،‬إ�ض ��افة �إل ��ى نخبة من‬ ‫�س ��يدات الأعمال والمال والإعالم‬ ‫العربيات في المملكة المتحدة‪.‬‬

‫جيهان ال�سادات (�إلى الي�سار) تحاور دينا البطل وكريمتها‬

‫�شريفة خيري‪ ،‬ناديل لولون‪ ،‬ح�سنا ر�شيد‬

‫هيفاء الكيالني وجيهان ال�سادات‬

‫جيهان ال�سادات‬

‫�سفيرة لبنان �إنعام ع�سيران‬

‫داليا البطل‬

‫ح�سنا ر�شيد‬

‫دالل الدوي�سان‬

‫نظيرة �صوالح‬

‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪107‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫عمر الزعني يعود إىل بريوت عرب مركز الرتاث اللبناين‬ ‫ع ��اد عم ��ر الزعن ��ي �أدا ًء وغنا ًء �إل ��ى الجمهور ال ��ذي لبى دعوة "مرك ��ز التراث‬ ‫اللبناني" ف ��ي الجامعة اللبنانية الأميركية(‪� )LAU‬إلى ندوته ال�ش ��هرية وكانت‬ ‫عن "عمر الزعني �ش ��اعر ال�شعب وعا�ش ��ق بيروت"‪� ،‬شارك فيها المخرج محمد‬ ‫كري ��م والباحث ح�س ��ن ال�س ��احلي والفن ��ان �أحم ��د قعبور‪� .‬إفتتح الأم�س ��ية مدير‬ ‫المركز ال�ش ��اعر هنري زغيب معيد ًا �إلى الح�ض ��ور "دور عمر الزعني الإعالمي‬ ‫في بيئته وزمانه �صوت ًا و�صور ًة في وثفاته المنبرية والم�سرحية التي كان ينتظرها‬ ‫الجمهور ويته ّيبها ال�سيا�سيون لإنتقاداته الالذعة لتجاوزا ِتهم ومواق َفهم"‪.‬‬ ‫‪ ‬محم ��د كر ّي ��م �أو�ض ��ح �أن "عمر الزعني �أ�س ���س ف ��ن المونولوغ في لبن ��ان‪ ،‬فذاع‬ ‫�ص ��يته �شاعر ًا �شعبي ًا �إنتقادي ًا كان �صوت النا�س و�ض ��ميرهم‪ .‬وته ّي�أت له عنا�صر‬ ‫�إ�س ��تقطبت �إعج ��اب العام ��ة والخا�ص ��ة"‪ .‬فيم ��ا تحدث ‪ ‬ح�س ��ن ال�س ��احلي عن‬ ‫"تح� � ُّوالت بي ��روت ال�سيا�س ��ية واالجتماعي ��ة في ق�ص ��ائد الزعن ��ي"‪� .‬أما‪� ‬أحمد‬

‫قعبور فقد �ش ��رح كيف جدّد ذاك التراث ف�أعاد ب�ص ��وته ت�سجيل عدد من �أغاني‬ ‫الزعني ب�أورك�س ��ترا حديثة �أبرزت ما غم�ض في الت�س ��جيالت القديمة البائ�س ��ة‬ ‫التقني ��ات لفقرها �أي ��ام الزعني‪ ،‬و�أبرزت �ألحانه التي توا َء َم ��ت تـمام ًا مع كلماته‬ ‫في �إي�ص ��ال النقد ال�س ��اخر والتوجيه ال�ص ��ائب و�إطالق ال�ص ��رخات التي كانت‬ ‫تمثل ر�أي ال�ش ��عب ومواقفه من ال�سلطة المنتدبة �أو ًال ثم اال�ستقاللية الحق ًا‪ .‬وفي‬ ‫هذا ال�س ��ياق قدّم قعبور في الأم�س ��ية من تراث الزعني‪" :‬بيروت زهرة في غير‬ ‫�أوانه ��ا"‪" ،‬الدني ��ا قايمه"‪" ،‬تع ��ا ودّع"‪" ،‬ما بهوى َحــدّ"‪ ،‬وخت ��م ب�أغنية "بدنا‬ ‫بحرية يا ر ّي�س" وهي التي �صدرت الحق ًا ب�صوت وديع ال�صافي من تلحين محمد‬ ‫عبدالوه ��اب �إنما في كلمات مغايرة‪" :‬عندك بحرية يا ري�س‪�ُ ،‬س� � ْمر و�ش ��رقية يا‬ ‫ري�س"‪ ،‬بينما �أ�صل كلمات الزعني‪" :‬بدنا بحريه يا ري�س‪� ،‬صافيين النية يا ري�س‪،‬‬ ‫بزنود قوية يا ري�س‪� ،‬أَبد ًا ما تح ّل�س يا ري�س"‪.‬‬

‫�أحمد قعبور‪ ،‬هنري زغيب‪ ،‬محمد كريم‪ ،‬ح�سن ال�ساحلي‬

‫�آني محفوظ‪ ،‬كري�ستيان عطي�ش‪ ،‬هيام ح�سنية‬

‫هاني عوا�ضة ودنيا فيا�ض‬

‫‪106‬‬

‫العدد ‪ - 36‬ت�شرين الثاين ‪ -‬كانون الأول (نوفمرب ‪ -‬دي�سمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫فار�س داغر‪� ،‬سلوى الأمين‪� ،‬سلمان زين الدين‬

‫وجيه نحلة‪ ،‬محمد ك�شلي‪ ،‬زهير مغربل‬

‫هناء البعلبكي و�أمين فر�شوخ‬

‫هيثم و�أمينة غو�ش‬

‫�سمير وجمال الزعني‬


‫ميرنا �ضومط‪ ،‬ناجي ال�صغير‪ ،‬ليليان �إندراو�س‪ ،‬دينا ما�ضي‬

‫النقيب �أ�سيل حمزة والمالزم �أول كالرا �أبو فا�ضل‬

‫�سليمة ريفي‪ ،‬دانيا قزي‪ ،‬غري�س حكيم‬

‫�سنتيا حبي�ش وجيلبيرت زوين‬

‫كلوديا درزي وزينة جانبية‬

‫دوروتي �شمعون وزينة حوري‬

‫مايا حلباوي وبالن�ش باز‬

‫هبة دربا�س ووداد عريجي‬

‫ليليان �إندراو�س‬

‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪109‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫إطالق احلملة الوطنية للتوعية ضد سرطان الثدي يف لبنان‬ ‫برعاي ��ة وح�ض ��ور عقيلة رئي�س مجل�س الوزراء لمى �س�ل�ام وبتنظيم من وزارة‬ ‫ال�ص ��حة العامة اللبنانية‪� ،‬أُطلق من ال�سراي المنتدى اللبناني الأول ل�سرطان‬ ‫الثدي في اطار الحملة الوطنية للتوعية على �سرطان الثدي‪ ،‬تحت عنوان "ما‬ ‫بتن�سى �شي ب�س معقول تن�سى ال�صورة ال�شعاعية ‪ ...‬ذكرها مرة بال�سنة"‪.‬‬ ‫�ش ��ارك في �إطالق الحمل ��ة نقابة �أطباء لبنان‪ ،‬ونقابة �ص ��يادلة لبنان‪ ،‬ونقابة‬ ‫الممر�ض ��ين والممر�ض ��ات‪ ،‬ونقابة الم�ست�ش ��فيات في لبنان‪ ،‬ونقابة القابالت‬ ‫القانونيات و�ش ��ركة "رو�ش لبنان"‪ ،‬وجمعي ��ات علمية �أخرى �إلى جانب اللجنة‬ ‫الوطنية ل�سرطان الثدي‪.‬‬ ‫ح�ضر المنتدى عقيلة رئي�س مجل�س النواب رندة بري‪ ،‬ووفاء �سليمان وعقيالت‬ ‫عدد من الوزراء والنواب و�سفراء عرب و�أجانب وهيئات ن�سائية �إجتماعية‪.‬‬ ‫وتكريم� � ًا ل�ش ��هر التوعية على �س ��رطان الث ��دي وللعائالت التي �ص ��ارعت هذا‬ ‫المر� ��ض‪ ،‬لب�س ال�س ��راي الكبير الحلة الزهرية لت�ش ��جيع الن�س ��اء على �إجراء‬

‫ال�ص ��ورة ال�ش ��عاعية ال�س ��نوية‪ .‬و�ش ��دد المنت ��دى ال ��ذي �أدار حلق ��ات ح ��واره‬ ‫الإعالمي و�سام بريدي‪ ،‬على �أهمية دور الرجل في رعاية المر�أة التي يحبها‪.‬‬ ‫و�شجع الرجال على الم�شاركة ب�شكل فعال في م�سيرة مكافحة �سرطان الثدي‪.‬‬ ‫و�أكدت ال�س ��يدة �س�ل�ام ان رعايتها للحملة الوطنية لمكافحة �س ��رطان الثدي‬ ‫تنطلق من اقتناعها ب�أن "�ص ��حة المجتمع مو�ض ��وع �أ�سا�س ��ي ويجب �أن يرتقي‬ ‫�إلى م�ستوى الق�ضية الوطنية"‪.‬‬ ‫تجدر الإ�شارة الى �أن حملة التوعية الوطنية تمتد على مدى ثالثة �أ�شهر‪ ،‬مما‬ ‫يتيح للن�ساء فر�صة الإ�ستفادة من الح�سم على ال�صورة ال�شعاعية للثدي حتى‬ ‫نهاية كانون الأول (دي�س ��مبر) ‪ ،2015‬حيث �ستخف�ض الم�ست�شفيات والمراكز‬ ‫الطبية الخا�ص ��ة في كل �أرجاء لبنان كلفة ال�صورة ال�شعاعية �إلى �أربعين �ألف‬ ‫ليرة لبنانية‪ ،‬بينما �س ��تقدم الم�ست�شفيات الحكومية ال�صورة ال�شعاعية للثدي‬ ‫مجان ًا طوال فترة الحملة‪.‬‬

‫�إدي وليليان مطران ولمى �سالم‬

‫رندة بري ووفاء �سليمان‬

‫ندى �سليم وبوال عطالله‬

‫‪108‬‬

‫العدد ‪ - 36‬ت�شرين الثاين ‪ -‬كانون الأول (نوفمرب ‪ -‬دي�سمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫ريا�ض و�سيلينا رحال‬

‫فريدا الري�س وليلى م�شنوق‬


‫رنده الداعوق وميرنا �أبو مراد‬

‫ميرنا الب�ستاني ومكرم زكور‬

‫روجيه ويمنى زكار‬

‫ناديا تويني ونا�صر عي�سى‬

‫لينا تويني وتيا �صابر‬

‫مي�شال و�سلوى تويني‬

‫�إيالن �أندريا ورنده �شليطا‬

‫جوزيف حايك‬

‫مي�شلين �أبو �سمرا وندى �سالمة‬

‫غ�سان ونان�سي ع�ساف‬

‫رفاييل وجومانا دبانة‬

‫جان وجومانا ع�ساف‬

‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪111‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫إعادة افتتاح متحف نقوال سرسق يف األشرفية‬ ‫رعى رئي�س الحكومة اللبنانية تمام �س�ل�ام ُم َم َّثال بعقيلته لمى‪� ،‬إفتتاح متحف‬ ‫نقوال �إبرهيم �سر�س ��ق في اال�شرفية‪ ،‬في ح�ضور وزير ال�سياحة مي�شال فرعون‬ ‫ووزي ��ر الثقافة رون ��ي عريجي والنائ ��ب جان �أوغا�س ��ابيان وال�س ��فير البابوي‬ ‫غابريالي كات�ش ��ا ومديرة "الوكالة الوطنية لالعالم" لور �س ��ليمان وفاعليات‬ ‫�سيا�س ��ية و�إجتماعي ��ة و�إقت�ص ��ادية وثقافية وفني ��ة والمجل�س البل ��دي لمدينة‬ ‫بيروت والم�س�ؤولين في متحف �سر�سق‪.‬‬ ‫بع ��د الن�ش ��يد الوطني ق ��دم الإحتفال ج ��وزف حويك‪ ،‬ثم تح ��دث رئي�س لجنة‬ ‫المتح ��ف الوزير ال�س ��ابق ط ��ارق متري‪ ،‬ف�أبدى �س ��روره "بع ��ودة متحف نقوال‬ ‫ابراهيم �سر�س ��ق الى اللبنانيي ��ن‪ ،‬ي�ؤلف بين رونقه القدي ��م وحلته الجديدة‪،‬‬ ‫بي ��ن الحديث والمعا�ص ��ر‪ ،‬بين حف ��ظ التراث والتجدد‪ ،‬بي ��ن معار�ض الفنون‬ ‫والأن�شطة الثقافية"‪.‬‬ ‫ث ��م تحدث متولي المتحف رئي�س المجل�س البلدي لبيروت بالل حمد‪ ،‬فلفت الى‬ ‫�أن المتحف عاد "ر�س ��الة للفن والثقافة والإبداع ور�س ��الة ح�ض ��ارية تعك�س وجه‬ ‫بيروت الح�ض ��اري والثقافي واالن�ساني"‪ ،‬من ّوه ًا بو�صية �سر�سق ان "يهب ق�صر ًا‬ ‫فخم� � ًا تراثي ًا حام�ل ً�ا كل معان ��ي الأناقة والرقي والهند�س ��ة التراثية"‪ .‬م�ش ��ير ًا‬ ‫الى �أن المتحف ُيعاد �إفتتاحه بعد �س ��بع �س ��نوات من الترميم و�أ�ش ��غال التو�س ��عة‬ ‫"والجم ��ع بي ��ن القدي ��م والحداثة فكانت الح�ص ��يلة �أربع طبق ��ات تحت االر�ض‬ ‫و�ص ��االت لمختلف العرو�ض الفني ��ة للمهتمين والباحثين ف ��ي مختلف المدار�س‬ ‫الفنية والثقافية‪� ،‬إ�ضافة الى �صالة للم�ؤتمرات وطبقة مخ�ص�صة لترميم التحف‬ ‫الفنية في ق�صر �إحت�ضن �أو�سع المجموعات الفنية المحلية والعالمية"‪.‬‬

‫جو روفايل‪� ،‬صوالنج الجميل‪ ،‬نديم بو رزق‪ ،‬خليل برمانا‬

‫نورا جنبالط‬

‫‪110‬‬

‫العدد ‪ - 36‬ت�شرين الثاين ‪ -‬كانون الأول (نوفمرب ‪ -‬دي�سمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫لمى �سالم‬

‫�سنتيا غبريل‪� ،‬أنطوان حكيم‪ ،‬ماريان رعيدي‬

‫طارق متري‬

‫بالل �أحمد‬


‫جنين الفقيه‪ ،‬نغم بو �شبل‪ ،‬ميراي عبد الملك‪ ،‬ريم فرحات‬

‫العميد هادي ومي�شلين �أو�سي‬

‫ال�سفير لوكا ريندا و�إيميه روبرت�سون‬

‫كري�ستان ونعمت �أو�سي‬

‫القا�ضي �سمير حمود وعقيلته ليلى‬

‫غرازييال وفيليب بحوث‬

‫رانيا وناجي �إكو‬

‫�أرليت وناظم متى‪ ،‬و�أ�سطا �أبو رجيلي‬

‫دينا ن�صر وياتريك خوري‬

‫فيليب الزاريني‬

‫‪Issue 36 - November / December - 2015‬‬

‫‪113‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫ألبري متى سفري ًا للنوايا احلسنة‬ ‫تم تعيين المهند�س �ألبير متى �سفير ًا للنوايا الح�سنة لمبادرة عي�ش لبنان‪ ،‬في‬ ‫ح�ض ��ور وزراء الخارجية والمغتربين جبران با�سيل والداخلية والبلديات نهاد‬ ‫الم�ش ��نوق والبيئة محمد الم�ش ��نوق وممثلين عن نائب رئي� ��س مجل�س الوزراء‬ ‫وزير الدفاع �س ��مير مقبل ووزير العدل �أ�ش ��رف ريفي‪ ،‬والممثل المقيم للأمم‬ ‫المتح ��دة في لبنان فيليب الزاريني‪ ،‬ومدي ��ر برنامج الأمم المتحدة في لبنان‬ ‫لوكا رندا وعدد من الق�ضاة وال�سفراء‪.‬‬ ‫وفي المنا�س ��بة �أقامت مبادرة "اعي�ش لبنان" حفل ع�ش ��اء في فندق "هيلتون‬ ‫حبت ��ور" تخلل ��ه كلمة لمتى اع ��رب فيها "عن �س ��عادته بتعيينه �س ��فيرا للنوايا‬ ‫الح�سنة"‪ ،‬وعاهد على "العمل على تحقيق الإنجازات"‪.‬‬ ‫وقال‪":‬لق ��د �ش ��رفني مكت ��ب الأمم المتح ��دة الإنمائي في بي ��روت‪� ،‬أن عينني‬ ‫�س ��فيرا للنوايا الح�س ��نة‪ ،‬في لفتة م�شكورة ومقدرة من القيمين على المنظمة‬ ‫العالمي ��ة‪ ،‬و�أتطلع �إلى برنامج عمل يت�ض ��من دعم البلدي ��ات وتنمية قدراتها‪،‬‬

‫ون�ش ��ر مفهوم الإنماء المتوازن‪ ،‬وت�ش ��جيع المغتربين على الإ�س ��تثمار‪ ،‬لأن في‬ ‫ذلك �أقرب الطرق �إلى محو الفوارق بين المناطق والبلديات وذلك من خالل‬ ‫العم ��ل مع برنامج �أعي�ش لبن ��ان الذي يحمل عالمات التكاتف الأخوي بين كل‬ ‫مكونات ال�شعب اللبناني"‬ ‫ث ��م تح ��دث الزارين ��ي وقال‪":‬نحن �س ��عداء هذه الليل ��ة للترحي ��ب ب�ألبير متى‬ ‫�س ��فير ًا للنوايا الح�س ��نة لمبادرة �أعي�ش لبنان‪ ،‬ي�ش ��رفني قبوله دعوة برنامج‬ ‫الأمم المتحدة الإنمائي لي�صبح ع�ضو ًا في �أ�سرة �أعي�ش لبنان‪� .‬إنه ين�ضم �إلى‬ ‫الئحتنا المتميزة من �س ��فراء النوايا الح�س ��نة كغالب فرح ��ة‪ ،‬وبوران بويري‪،‬‬ ‫فادي �سالمة‪ ،‬اليا�س �سعد و�سعدة فخري‪� .‬إن �سفراء النوايا الح�سنة‪� ،‬أظهروا‬ ‫كمعظ ��م اللبنانيين �س ��واء هن ��ا �أم في الخ ��ارج‪ ،‬نجاح ًا ملحوظ� � ًا و�أخذ زمام‬ ‫المب ��ادرة في مختلف المجاالت الثقافية والإقت�ص ��ادية والإجتماعية والطبية‬ ‫والعلمية وال�سيا�سية"‪.‬‬

‫الوزير نهاد الم�شنوق‪� ،‬ألبير متى‪ ،‬الوزير جبران با�سيل‪ ،‬كلير متى‬

‫جورج وغيتا كال�س‬

‫‪112‬‬

‫العدد ‪ - 36‬ت�شرين الثاين ‪ -‬كانون الأول (نوفمرب ‪ -‬دي�سمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫نور �إ�سطفان و�سعد اليا�س‬

‫راغدة و�سوالف عا�صي‬


Offering you the leading brands in Ceramic tiles, Sanitary ware, Kitchen cabinets, Sarieddine has it covered. Offering you the leading brands in Ceramic Adding a touchware, of class that cabinets, turns residential or tiles, Sanitary Kitchen Sarieddine commercial property into a palatial setting. has it covered. Log on to or visit our Adding a www.sarieddine-trading.com touch of class that turns residential or new show room and see for yourself, there’s more to commercial property into a palatial setting. just living with Sarieddine. Log on to www.sarieddine-trading.com or visit our new show room and see for yourself, there’s more to just living with Sarieddine.

Design for today’s living Abu Dhabi: t. 00971 2 6776121, 6774937 Design for today’s living Al Ain: t. 00971 3 7212211, 7218883 sartest@emirates.net.ae Abu Dhabi: t. 00971 2 6776121, 6774937


‫�آخر‬

‫العنقود‬

‫أكتبوا على حيطان املدينة‪:‬‬ ‫يحيا املوت‬ ‫ُك ِتب هذا المقال في العام ‪2020‬‬

‫هن��ا‪ ،‬على ُبعد أع��وام‪ ،‬عُ ّلق��ت "أ ّم الش��رائع" على عود‬ ‫ِمشنقة‪.‬‬ ‫ُأنزلت جثما ًنا ملفو ًفا بعلم العار في تراب ج ّبانة ُملتَبس��ة‬ ‫العنوان كيال يوضع على قبرها وردة‪.‬‬ ‫لم َ‬ ‫تتل عليها صالة‪ .‬ولم ُتقم لها مجالس عزاء‪.‬‬ ‫أكتبوا على حيطانها‪ :‬يحيا الموت‪.‬‬ ‫ممجد‪.‬‬ ‫فالحياة فيها مكروهة‪ ،‬والموت َّ‬ ‫مدينة حصرت الوطن وإختصرته‪ ،‬مركزته وخنقته‪.‬‬ ‫مدينة تزغرد للقتيل والقاتل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وتتعطر من قوارير الزبالة‪.‬‬ ‫تعشق رائحة الدم‪،‬‬ ‫حاض��رة ُبنيت بعرق ش�� ّغيلة مس��توردين‪ ،‬و ُد ِّمرت بأيدي‬ ‫وللسكر‬ ‫النازحين‪ ،‬وإنصرف أهلوها لمعاقرة عصير الوهم‪ّ ،‬‬ ‫بالكؤوس الفارغة‪.‬‬ ‫قدمي ُمغتصبها بعدما أدمنت ال ّلذة‬ ‫عاصمة إنتُحرت على‬ ‫ّ‬ ‫صالحا للمراودة‪.‬‬ ‫بالوجع‪ ،‬ولم يعد لحمها ً‬ ‫أ ّم المدن عاهرها الغرباء في أس ّرة أبنائها‪ ،‬وعلى مرأىً من‬ ‫المصاب بعجز ليلة الدخول عليها‪.‬‬ ‫بعلها ُ‬ ‫بي��روت خدم��ت خادمته��ا‪ ،‬وباع��ت مصاغه��ا إلطع��ام‬ ‫المتناوبين عليها‪ ،‬وتس ّولت آخر زفرة قبل الوفاة‪.‬‬ ‫أكتبوا على حيطانها‪ :‬يحيا الموت‪.‬‬

‫هن��ا‪ ،‬على مقربة من أعوام مض��ت‪ ،‬قيل‪ :‬الحقّ ال يموت‪،‬‬ ‫والش��عب حراك‪ .‬وقام��ت الثورة‪ .‬فإبتس��م الليث وبرزت‬ ‫أنياب��ه‪ .‬ونامت نواطير بيروت عن ثعالبها‪ ،‬وإنتصر "كافور‬ ‫على المتن ّبي"‪.‬‬ ‫وأقام س�لاطين هذا الزّمان الليالي المالح من دون أفراح‪.‬‬

‫ص��ار الخجل "موضة" بالية‪ .‬أضحى الدارج فجو ًرا‪ ،‬والحرام‬ ‫"مو ًتا رحيما"‪.‬‬ ‫وح َكم خصر‬ ‫تح َّول��ت المدينة إلى خ ّمارة في ظاهر البلد‪َ ،‬‬ ‫بردفي بق��رة غير حلوب‪ .‬ومن كانوا‬ ‫راقصة ش��رق ّية العباد‬ ‫ِّ‬ ‫ح ّر ًاسا صاروا س��جناء‪ ،‬وإنسحبت "سويس��را ّ‬ ‫الشرق" إلى‬ ‫ّ‬ ‫"س��ت الدنيا" ش��مطاء‬ ‫موقعها الطبيعي في الغرب تاركة‬ ‫عارية حتى من "ورقة التّين"‪.‬‬ ‫أكتبوا على حيطان المدينة‪ :‬من هنا م ّرت الحياة‪.‬‬ ‫إبحثوا بين األنقاض عن كتاب مزّقته عاديات ثقافة الموت‬ ‫قبل أن ُيقرأ‪.‬‬ ‫إبحث��وا عن أش�لاء أجنّة لم ُيولدوا وعاجلته��م المن ّية في‬ ‫أرحام أ ّمهاتهم‪.‬‬ ‫إبحث��وا ع��ن أبطال خراف ّيي��ن تو ّرطوا في تج��ارة األعناق‬ ‫فقطعوا رأس بيروت وجزّوا قبله رأس الوطن‪.‬‬ ‫إبحثوا عن ذهب الفس��اد ال��ذي تركه لصوص المال العام‬ ‫لعلماء األثآر‪ ،‬ولمهووس��ي الحف��ر وراء "المغربي" لنهب‬ ‫الكنوز المرصودة‪.‬‬ ‫إبحث��وا ع��ن "مخ ِّبر" واح��د‪ ،‬على آخر رم��ق‪ ،‬يروي لكم‬ ‫كي��ف إنهار الهيكل على رؤوس من ورثوه مزعزع البنيان‪،‬‬ ‫فأجهزوا عليه باإلهمال‪ ،‬وبسرقة القبور‪ ،‬وبدفن األحياء‪.‬‬ ‫إبحث��وا عن وطن طمرته عاصمته تحته��ا‪ ،‬وبايع جريمتها‬ ‫قتالها من كل دس��كرة حين دعاهم واجب إنقاذ الغريق‬ ‫بالغرق معه‪.‬‬ ‫أكتب��وا على ما بقي من حيط��ان المدينة‪ :‬هنا‪ ،‬ربما‪ ،‬ترقد‬ ‫ضح ّية أبالسة السياسة‪ ،‬وطواغيت المال‪ ،‬في إنتظار عودة‬ ‫"طائر الفينيق"‬

‫* كاتب و�أديب و�صحافي لبناني‪ ،‬والمدير العام ال�سابق للأخبار في الم�ؤ�س�سة اللبنانية للإر�سال (�أل بي �سي)‬

‫‪114‬‬

‫العدد ‪ - 36‬ت�شرين الثاين ‪ -‬كانون الأول (نوفمرب ‪ -‬دي�سمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫بقلم �إيلي �صليبي*‬


ABU DHABI - KHALIDIYA STREET - TEL: 02 6813141 AL MARYAH ISLAND - SOWWAH SQUARE - TEL: 02 6266730

BRIONI.cOM


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.