Issue 10

Page 1

‫ماذا يريد‬ ‫حزب اهلل‬ ‫في لبنان؟‬

‫الطفرة النفطية‬ ‫األميركية تهدد‬ ‫اإلقتصاد السعودي‬

‫بن برنانكي‬ ‫يترك وراءه‬ ‫قنبلة موقوتة‬

‫�شهرية ● �إقت�صادية ● ثقافية ● �إجتماعية ‪ -‬العدد العا�شر‪ - ‬تموز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫لغز األمير!‬


‫�شهرية ● �إقت�صادية ● ثقافية ● �إجتماعية‬ ‫العدد العا�شر‪ - ‬تموز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫‪www.asswak-alarab.com‬‬

‫ت�صدر في لندن عن �شركة �أ�سواق العرب للن�شر المحدودة‬ ‫بالتعاون مع المجلة الإقت�صادية "تحت الأ�ضواء"‬ ‫مركز �أبحاث ال�شرق الأو�سط‬ ‫بناية بيرال‪ ،‬الطابق الأول‬ ‫�شارع الجزائر‪ ،‬المال ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫رئي�س مجل�س الإدارة ‪ /‬رئي�س التحرير‬ ‫كابي طبراني ‪g.tabarani@gmail.com -‬‬ ‫مدير التحرير (لندن)‬ ‫هاني مكارم ‪h.m.makarem@gmail.com -‬‬ ‫مدير التحرير (بيروت)‬ ‫جوزف قرداحي ‪josephkordahi@yahoo.com -‬‬ ‫مكتب المغرب‪:‬‬ ‫برومو بري�س ‪� 16 -‬شارع جياللي العريبي‬ ‫الدار البي�ضاء ‪ -‬المملكة المغربية‬ ‫مدير التحرير (الدار البي�ضاء)‬ ‫محمد لديب ‪mohamed.ladib@gmail.com -‬‬ ‫الإخراج الفني‬

‫علي كمال الدين ‪alikamallll@gmail.com -‬‬

‫التوزيع ‪� -‬شركة الأوائل‬ ‫بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫العنوان الرئي�سي‪:‬‬

‫‪Asswak Al-Arab Publishing Ltd‬‬ ‫‪788-790 Finchley Road‬‬ ‫‪London NW11 7TJ - United Kingdom‬‬ ‫‪Tel: +44(0)758 3320593‬‬ ‫‪Fax: +44(0)2082019448‬‬ ‫‪email: info@asswak-alarab.com‬‬ ‫‪Editor-In-Chief: Gabriel Tabarani‬‬

‫الإ�شتراكات‪:‬‬ ‫للأفراد‪ 100 :‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬ ‫لل�شركات‪ 150 :‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬

‫للم�ؤ�س�سات الر�سمية والبعثات الديبلوما�سية‪:‬‬

‫‪ 200‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬ ‫‪Price list‬‬

‫ ‪7000‬‬ ‫‪L.L.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪B.D.‬‬ ‫‪2 C.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪E.P.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪J.D.‬‬ ‫ ‪1‬‬ ‫‪K.D.‬‬ ‫ ‪1‬‬ ‫‪O.R.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪Q.R.‬‬ ‫ ‪10‬‬ ‫‪S.R.‬‬ ‫ ‪100‬‬ ‫‪S.L.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪Drhm.‬‬ ‫ ‪3‬‬ ‫‪Pounds.‬‬ ‫‪10 T.D‬‬ ‫‪20 MAD‬‬

‫ ‪Lebanon‬‬ ‫ ‪Bahrain‬‬ ‫ ‪Cyprus‬‬ ‫ ‪Egypt‬‬ ‫ ‪Jordan‬‬ ‫ ‪Kuwait‬‬ ‫ ‪Oman‬‬ ‫ ‪Qatar‬‬ ‫ ‪Saudi Arabia‬‬ ‫ ‪Syria‬‬ ‫ ‪UAE‬‬ ‫ ‪UK‬‬ ‫ ‪Tunis‬‬ ‫ ‪Morocco‬‬

‫المقاالت التي ُتن�شر تع ّبر فقط عن �آراء �أ�صحابها‬

‫اإلفتتاحية‬

‫عندما يرخ�ص الكالم‬ ‫ت�سب ��ب الرئي�س اللبنان ��ي العماد مي�شال �سليمان ب�ضجة في ال�شهر الفائت عندما �أ�صر‬ ‫عل ��ى �إر�س ��ال �شكاوى ر�سمية حول الإنتهاكات ال�سورية لح ��دود لبنان �إلى كل من الأمم‬ ‫المتح ��دة وجامع ��ة الدول العربية‪ .‬لقد تلقى �سليمان هجوم� �اً حاداً من بع�ض الجهات‬ ‫للقيام بذلك ‪ -‬مع التركيز على "بع�ض الجهات"‪.‬‬ ‫ق ��ال الرئي� ��س‪ ،‬من خ�ل�ال بيانات ر�سمي ��ة وت�صريح ��ات لو�سائل الإعالم‪� ،‬أن ��ه عازم على‬ ‫حماية المقاومة ‪ -‬حزب اهلل ‪ -‬عندما تن�شط في لبنان‪ ،‬ولكن لي�س عندما ت�شارك في‬ ‫القتال في �سوريا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ويب ��دو �أن حت ��ى ه ��ذا ل ��م يك ��ن كافي� �ا لمنتقدي �سليم ��ان‪ ،‬الذين ع ��ادوا م ��رة �أخرى الى‬ ‫مجموع ��ة مب ��ادئ كان ��ت �سائدة منذ �أمد بعيد في لبن ��ان‪ :‬ال يمكن لل�سلطات في دم�شق‬ ‫�أن تفع ��ل �أي خط� ��أ‪ ،‬وال يُ�سم ��ح لأح ��د ين ��وي �شغل �أو ي�شغ ��ل وظائف عامة ف ��ي لبنان �أن‬ ‫ينتقد م�س�ؤولين �سوريين‪.‬‬ ‫يمكن للمرء هنا �أن يطرح �أ�سئلة كثيرة في �أعقاب مثل هذه الإنتقادات‪� .‬أحدها ينطوي‬ ‫عل ��ى م�صداقي ��ة الأح ��زاب مثل ح ��زب اهلل والآخرين الذي ��ن وافقوا على �إع�ل�ان بعبدا‪،‬‬ ‫الذي تم �إ�صداره تحت رعاية �سليمان‪� ،‬إذا تطلب الأمر �إنعا�ش الذاكرة‪.‬‬ ‫ف ��ي ذل ��ك الوق ��ت‪ ،‬تع ّه ��د كب ��ار ال�سيا�سيي ��ن اللبناني ��ن �أن لبن ��ان ل ��ن يقح ��م نف�س ��ه ف ��ي‬ ‫تحالف ��ات و�صراع ��ات �إقليمي ��ة‪ .‬لذا على ح ��زب اهلل والجماعات اللذي ��ن �شعرا بالغ�ضب‬ ‫م ��ن ت�صرف ��ات �سليم ��ان �أن يب ��د�أا تذكير �أنف�سهم ��ا ب�أنهما ق ��د وافقا على �سيا�س ��ة الن�أي‬ ‫بالنف�س والإمتناع عن التدخل‪.‬‬ ‫�س�ؤال �آخر ينطوي على جهود رئي�س الجمهورية في وقت �سابق لحماية ال�سيادة اللبنانية‪.‬‬ ‫�إن ��ه مجب ��ر على حماية ح ��دود البالد‪ ،‬وقد طلب م ��ن وزير الخارجية ف ��ي حكومة ت�صريف‬ ‫الأعم ��ال ترجم ��ة مخاوف ��ه �إل ��ى �أفع ��ال‪ .‬وكم ��ا يعل ��م الجمي ��ع‪ ،‬لدى وزي ��ر الخارجي ��ة نف�سه‬ ‫تف�سيرات خا�صة على كل �شيء تقريباً يدعو �إليه �سليمان عندما يتعلق الأمر بحماية لبنان‬ ‫من تداعيات الحرب ال�سورية‪� .‬إذا قال �سليمان ب�أنه كان هناك �إنتهاك من قبل قوات النظام‬ ‫ال�سوري‪ ،‬ي�ؤدي عدنان من�صور تلقائياً �سيطرة على ما يدور ويقال‪ ،‬في خدمة ذلك النظام‪.‬‬ ‫حت ��ى ل ��و �أعلن �سليم ��ان �أن ك ً‬ ‫ال من قوات الحكومة ال�سوري ��ة والمتمردين المناه�ضين‬ ‫للنظ ��ام ي�شارك ��ون ف ��ي �إنته ��اكات الح ��دود‪ ،‬فه ��ذا ال ي ��زال غي ��ر جي ��د بم ��ا في ��ه الكفاية‬ ‫لمن�ص ��ور‪ .‬ل ��م يقبل وزير الخارجية �أب ��داً فكرة �أن م�ؤ�س�سات الدول ��ة اللبنانية يجب �أن‬ ‫ت�صغي وت�صمت عندما يتعلق الأمر ب�سوريا‪ ،‬كما يتذكر النا�س عندما �سعى من�صور الى‬ ‫الته ّرب من م�س�ؤولياته في ما يتعلق بالإتهامات �ضد الوزير ال�سابق مي�شال �سماحة‪.‬‬ ‫ف ��ي نهاي ��ة المط ��اف‪� ،‬إتهام ��ات الخيان ��ة ه ��ي ف ��ي اله ��واء‪ ،‬والكلم ��ات رخي�ص ��ة‪ .‬والنا�س‬ ‫ّ‬ ‫المنحطة بالت�أكيد ال يتمتعون بالحرية‬ ‫�أنف�سهم الذين يدلون بمثل هذه الت�صريحات‬ ‫عينها ب�أن يفعلوا ذلك في �سوريا‪.‬‬ ‫ب�إهان ��ة رئي� ��س الدولة والحط من قدره‪ ،‬وه ��و الذي �إ�ضطر الى العمل بعد رف�ض وزير‬ ‫الخارجي ��ة المتم� � ّرد �أن ي�صغ ��ي �إلي ��ه‪ ،‬ف�إن منتق ��دي �سليمان ي�شاركون ف ��ي هدم الدولة‬ ‫ذاتها التي يدّعون �أنهم يدعمونها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لقد �سعى للحفاظ على لبنان في م�أمن من تداعيات الحرب ال�سورية‪ ،‬و�إتهم كال الجانبين‬ ‫المتحاربين في بالد ال�شام ب�إنتهاكات الحدود‪ .‬فقط في لبنان هكذا �شخ�ص يتهم بالخيانة‪.‬‬

‫كابي طبراني‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪3‬‬


Khalidiya Street - Abu Dhabi - UAE Tel: +971 2 6654300 Fax: +971 2 6663396


‫‪32‬‬ ‫العدد العا�شر ‪ -‬تموز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫ماذا يريد‬ ‫حزب اهلل‬ ‫في لبنان؟‬

‫الطفرة النفطية‬ ‫األميركية تهدد‬ ‫اإلقتصاد السعودي‬

‫بن برنانكي‬ ‫يترك وراءه‬ ‫قنبلة موقوتة‬

‫عالم الطاقة ‬ ‫النفط‬

‫‪70‬‬

‫الموقف الثقافي ‬

‫‪86‬‬

‫األغاني الشرقية القديمة بين‬ ‫الغث والسمين!‬

‫�شهرية ● اإقت�شادية ● ثقافية ● اإجتماعية ‪ -‬العدد العا�شر ‪ -‬تموز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫كتاب ‬ ‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪TO BE ONE OF A KIND‬‬

‫‪87‬‬

‫لغز األمير!‬

‫‪Khalidiya Street - Abu Dhabi - UAE‬‬ ‫‪Tel: +971 2 6813741‬‬ ‫‪brioni.com‬‬

‫تشجع موسكو إستخراج‬ ‫لماذا‬ ‫ّ‬ ‫أقذر أنواع النفط؟‬

‫تحقيق ال�شهر ‬

‫‪76‬‬ ‫جورج يرق ينصب فخاخه الرقمية‬ ‫ليصطاد النساء!‬

‫�صح ة‬

‫‪88‬‬

‫رياح مأساة جديدة تهب‬ ‫على لبنان من الخليج العربي‬

‫المنبر الإجتماعي ‬ ‫عمالت ‬ ‫ر�أي‬

‫من اإلعالم التقليدي إلى‬ ‫اإلعالم التضليلي‬

‫‪61‬‬

‫عالم الأعمال ‬

‫لماذا سيكون الـ"يوان"‬ ‫عملة دولية بحلول العام ‪2015‬‬

‫عالم الطاقة ‬ ‫النفط‬

‫الطفرة النفطية األميركية‬ ‫تهدد النظام اإلقتصادي‬ ‫ّ‬ ‫السعودي !‬

‫‪83‬‬

‫‪84‬‬

‫"طاعون" الشرق األوسط‬ ‫يحمل "الموت األسود" إلى‬ ‫العالم!‬

‫عالم الثقافة ‬

‫‪96‬‬

‫غناء‬

‫‪64‬‬

‫عالم الطاقة ‬ ‫النفط‬

‫‪68‬‬

‫بكين تجني أكبر الفوائد‬ ‫من الطفرة النفطية في العراق‬

‫شارل عربيد‪ :‬لكي تنجح اليوم‬ ‫في تسويق أي منتوج عليك أن‬ ‫تنجح في إحاطته بعالمة تجارية‬ ‫مبتكرة‬ ‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫فيروز الظالمة والمظلومة!‬ ‫‪5‬‬


‫الفهرس‬ ‫الم�شرق العربي ‬ ‫لبنان‬

‫‪20‬‬

‫وادي النيل ‬ ‫م�صر‬

‫‪36‬‬

‫لماذا تنازل الشيخ حمد بن خليفة‬ ‫عن الحكم في قطر؟‬

‫لغز األمير!‬

‫ماذا يريد حزب اهلل في لبنان؟‬

‫الم�شرق العربي ‬ ‫�سوريا‬

‫‪24‬‬

‫سوريا‪ :‬القبائل أطلقت‬ ‫اإلنتفاضة وهي ستعيد السالم‬ ‫واإلستقرار‬

‫العالم العربي ‬

‫‪28‬‬

‫اإلقتصاد المصري يتهالك ويئن‬ ‫من ّ‬ ‫قلة رأس المال‬

‫المغرب العربي ‬ ‫المغرب‬

‫‪38‬‬

‫الشركات المغربية تتطلع إلى‬ ‫اإلمارات إلنقاذ أعمالها‬

‫وجهة نظر ‬

‫‪41‬‬

‫تركيا أمام خيارين‪ :‬دولة‬ ‫أتاتورك أم دولة إسالمية‬ ‫متطرفة‬

‫العالم ‬ ‫�أفريقيا‬

‫�أ�سواق المال ‬ ‫الإحتياطي الفيديرالي الأميركي‬

‫‪54‬‬

‫‪42‬‬

‫بن برنانكي أنقذ اإلقتصاد‬ ‫العالمي لكن هل سيترك وراءه‬ ‫قنبلة موقوتة؟‬

‫لماذا تالحق المآسي الشرق‬ ‫األوسط؟‬

‫ر�أي خبير ‬ ‫إستقرار دول الخليج مفتاح‬ ‫اإلنتعاش إلقتصاد الشرق‬ ‫االوسط‬ ‫‪4‬‬

‫�أ�سواق المال ‬ ‫الديون‬

‫‪31‬‬ ‫الطفرة اإلقتصادية‬ ‫في أفريقيا‪...‬‬ ‫حقيقة أم خيال؟‬ ‫العدد ‪ - 10‬متوز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫الديون الضخمة في الدول‬ ‫الغربية تهدد بإنهيار مالي‬ ‫عالمي خطير‬

‫‪58‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫الموجز اللبناني‬

‫البنك الدولي يتوقع ارتفاع النمو الحقيقي للبنان �إلى ‪ ٪2‬في ‪2013‬‬ ‫لي�س م�ستغرب ًا ان يبقى معدل نمو الإقت�صاد تحت �ضغط الإرتدادات الناجمة عن الإ�ضطراب الأمني‬ ‫ف ��ي المجال الإقليمي للبنان‪� .‬إنطالق� � ًا من ذلك‪ ،‬توقع البنك الدولي نم ��و الناتج المحلي الإجمالي‬ ‫الحقيق ��ي للبن ��ان بن�سبة ‪ %2‬في ‪ 2013‬و‪ %2,3‬في ‪ 2014‬و‪ %4‬ف ��ي ‪ ،2015‬بعد نمو ‪ %1,5‬في الـ‪2011‬‬ ‫و‪.2012‬‬ ‫ه ��ذا م ��ا افاد به �آخر تقري ��ر للبنك الدولي �صدر ف ��ي ال�شهر الفائت‪ ،‬وفيه �أ�شار ال ��ى �أن نمو الناتج‬ ‫المحل ��ي �إ�ستق ��ر ف ��ي العام ‪ 2012‬عند مع ��دل ‪" ،%1.5‬وخ�صو�ص ��ا �أن ال�ضبابية الت ��ي تلف الأجواء‬ ‫ال�سيا�سية على ال�ساحة المحلية والآثار غير المبا�شرة للأزمة ال�سورية‪ ،‬قد �أرخت بثقلها على قطاع‬ ‫ال�سياح ��ة‪ ،‬ف�ض ًال ع ��ن �ضعف الم ��وارد العامة الرازحة تح ��ت �ضغوط الأع ��داد المتزايدة لالجئين‬ ‫ال�سوريي ��ن"‪� .‬إال �أن ��ه �أ�شار الى �أن الإ�سته�ل�اك الخا�ص في لبنان قد �أفاد م ��ن طلب �إ�ضافي مرتبط‬ ‫بحاج ��ات ه� ��ؤالء الالجئين‪ ،‬من دون ان ي�شي ��ر الى �أعدادهم المتزايدة على نح ��و غير مدرو�س بما‬ ‫يمكن �أن ي�ش ّكل حلقات �ضغط مبا�شر على الإقت�صاد الوطني‪.‬‬

‫محمد الحوت‪� :‬أرباح "الميدل �إي�ست" �إنخف�ضت ‪ ٪50‬خالل ‪� 3‬سنوات‬ ‫كما كل القطاع ��ات االقت�صادية‪ ،‬كان لطيران‬ ‫ال�ش ��رق االو�سط ن�صي ��ب من ت ��ردي االو�ضاع‬ ‫ال�سيا�سي ��ة والأمني ��ة ف ��ي الب�ل�اد والمنطق ��ة‪،‬‬ ‫بدلي ��ل م ��ا اعلنه رئي� ��س مجل� ��س ادارة طيران‬ ‫ال�ش ��رق االو�سط محمد الحوت‪ ،‬م�شير ًا الى �أن‬ ‫"ارباح ال�شركة ومجموع ال�شركات التابعة لها‬ ‫�إنخف�ضت خالل الأع ��وام الثالثة الأخيرة نحو‬ ‫‪ .٪50‬فف ��ي الع ��ام ‪ 2009‬بلغت �أرب ��اح ال�شركة‬ ‫‪ 115‬ملي ��ون دوالر و�إنخف�ضت ع ��ام ‪� 2012‬إلى‬ ‫‪ 58‬مليونا "‪.‬‬ ‫ه ��ذا الو�ض ��ع �إنعك� ��س كذلك عل ��ى الحجوزات‬ ‫وخ�صو�ص ًا على درج ��ة رجال االعمال من دول‬ ‫الخليج الت ��ي �إنخف�ضت بن�سب ��ة تناهز ال‪.٪40‬‬ ‫ورغ ��م �أن هذا الإنخفا�ض ي�ستعا�ض عنه بزيادة‬ ‫عدد الم�سافرين ال�سوريين على بع�ض الخطوط‬ ‫مث ��ل م�صر وتركيا والأردن‪� .‬إال �أنه وفق الحوت‪،‬‬ ‫ف� ��إن زي ��ادة ع ��دد الم�سافري ��ن ال�سوريي ��ن "ال‬ ‫يع ّو�ض وال بطريقة من الطرق النق�ص الحا�صل‬ ‫في �إي ��رادات درجة رجال الأعم ��ال من الخليج‬ ‫العربي"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وخ�ل�ال �إ�ستقبال ��ه وف ��دا م ��ن نقاب ��ة مح ��رري‬ ‫ال�صحاف ��ة برئا�سة النقي ��ب اليا�س عون‪� ،‬إعتبر‬ ‫الح ��وت ان "�شرك ��ة طي ��ران ال�ش ��رق الأو�سط"‬ ‫وعل ��ى رغ ��م كل الظ ��روف ال�صعب ��ة الت ��ي يمر‬ ‫فيه ��ا لبنان تعك�س �صورت ��ه الجميلة التي يحبها‬ ‫اللبناني ��ون والع ��رب والخليجي ��ون والأوروبيون‬

‫محمد الحوت‬

‫وغيره ��م‪� ،‬صورة لبن ��ان الجم ��ال وال�ضيافة "‪،‬‬ ‫معلن� � ًا ان "مجل�س ادارة ال�شركة م�ستمر بف�ضل‬ ‫ثق ��ة الم�ساهم م�صرف لبن ��ان‪ ،‬وحاكمه ريا�ض‬ ‫�سالمة الذي هو كنز للبنان وعنوان الثقة به "‪.‬‬ ‫واعتب ��ر الح ��وت ال ��ى ان م ��ن اه ��م الإنجازات‬ ‫الجدي ��دة لل�شركة مركز التدري ��ب والم�ؤتمرات‬ ‫ال ��ذي ه ��و اكبر بكثير م ��ن حاج ��ات ال "ميدل‬ ‫�إي�س ��ت"‪ ،‬و "لكننا ننظ ��ر �إلى ان يك ��ون مركز ًا‬ ‫م�ستقطب ًا للمعنيين بالطيران في الدول العربية‬ ‫والعالم"‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار ال ��ى ان "الخ�سائ ��ر المتراكم ��ة و�صلت‬ ‫�إلى اكثر من ‪ 700‬ملي ��ون دوالر‪ ،‬ولكننا ع ّو�ضنا‬ ‫غالبي ��ة المبلغ‪ ،‬بف�ضل خط ��ة �إ�صالحية و�ضعها‬ ‫ودعمه ��ا الرئي� ��س رفي ��ق الحري ��ري والحاك ��م‬ ‫ريا�ض �سالمة"‪.‬‬

‫�أعلن رئي�س جمعي���ة ال�صناعيين نعمت افرام‬ ‫�أن الهيئ���ات الإقت�صادي���ة �أرادت من خالل منتدى‬ ‫"البي���ال" توجيه �صرخة �إل���ى الأفرقاء ال�سيا�سيين‬ ‫لوق���ف تدمي���ر البل���د ووق���ف الإنهي���ار الكام���ل‬ ‫والإن�ص���راف �إل���ى تلبية حاجات النا����س والمجتمع‪.‬‬ ‫ورغ���م �أن الم�شارك���ة كان���ت خجول���ة "لأن الجمي���ع‬ ‫ب���ات ي�شعر بع���دم وجود �أمل في تح�س���ن الأو�ضاع‬ ‫القائم���ة"‪ ،‬ق���ال �أف���رام ان الهيئ���ات ورغ���م ذلك‪،‬‬ ‫�أقام���ت المنتدى "لنبره���ن للمواط���ن �أن المجتمع‬ ‫المدن���ي ي�ستطي���ع �أن يحم���ل هموم���ه �أكث���ر م���ن‬ ‫ال�سيا�سيي���ن"‪ ،‬م�شيراً الى �أنه���ا �ستتابع م�سيرتها‬ ‫م���رت بظروف‬ ‫حت���ى النهاي���ة‪ ،‬ومعتب���راً �أن الب�ل�اد ّ‬ ‫�أ�صعب و�أن "الوعي ل���دى المواطن هو �أكبر و�أعلى‬ ‫بكثير مما لدى الم�س�ؤولين‪ .‬وهذا هو الأمل الوحيد‬ ‫لإنق���اذ الب�ل�اد‪ ،‬لأن من �ش����أن الأف���كار الخالقة �أن‬ ‫تنقلنا �إلى مرحلة جديدة وخ�صو�صا �أن البلد و�صل‬ ‫�إلى مرحلة قريبة من الإنهيار"‪.‬‬ ‫وقع���ت م�ؤ�س�س���ة التموي���ل الدولي���ة‪ ،‬ع�ض���و‬ ‫مجموع���ة البن���ك الدولي‪� ،‬إتف���اق تموي���ل التجارة‬ ‫مع الإعتم���اد الم�صرف���ي‪ ،‬وذلك بغر����ض م�ساعدة‬ ‫ال�ش���ركات اللبنانية على دخول �أ�س���واق الت�صدير‬ ‫والإ�ستي���راد العالمي���ة‪ ،‬وتعزي���ز عملي���ات التجارة‬ ‫الخارجية ودعم النمو الإقت�صادي‪.‬‬ ‫و�ستتولى م�ؤ�س�سة التمويل والإعتماد الم�صرفي‪،‬‬ ‫بموجب هذا االتفاق‪ ،‬م�ساع���دة عمالء الم�صرف من‬ ‫ال�شركات في الو�صول الى �أ�سواق جديدة و�إطالق‬ ‫العنان لفر�ص جديدة للنمو وتوفير فر�ص العمل‪.‬‬ ‫وي�أت���ي هذا التع���اون في �سي���اق برنام���ج تمويل‬ ‫التجارة العالمية التابع لم�ؤ�س�سة التمويل الدولية‬ ‫وال���ذي تبل���غ قيمت���ه ‪ 5‬ملي���ارات دوالر‪ .‬ويق���دم‬ ‫البرنام���ج �ضمانات جزئي���ة �أو كلية لتغطية مخاطر‬ ‫التعام�ل�ات التجاري���ة لأكثر م���ن ‪ 265‬م�صرفا ً في‬ ‫العالم وخ�صو�صا ً في المناطق التي تتعر�ض فيها‬ ‫التجارة الخارجية‬ ‫�أعلن���ت �شركة "كفاالت" �أن ع���دد المعامالت‬ ‫لقرو�ض الم�ؤ�س�سات ال�صغي���رة والمتو�سطة التي‬ ‫ا�صدرته���ا ال�شرك���ة ف���ي �آذار (مار����س) الما�ضي‬ ‫بل���غ ‪ 68‬كفال���ة‪ ،‬فيم���ا بلغ���ت قيمته���ا الإجمالية‬ ‫‪ 13,1‬مليار لي���رة‪ ،‬وبذلك ي�صبح ع���دد الكفاالت‬ ‫الم�صدرة في الف�صل االول من ال�سنة ‪ 183‬كفالة‬ ‫قيمته���ا ‪ 36,9‬مليار ليرة ف���ي مقابل ‪ 240‬كفالة‬ ‫بقيمة ‪ 49,7‬ملي���اراً �أ�صدرتها ف���ي الف�صل عينه‬ ‫م���ن ‪ .2012‬وعلي���ه يكون متو�سط قيم���ة الكفالة‬ ‫الواحدة قد �إنخف�ض م���ن ‪ 207,3‬ماليين ليرة في‬ ‫كانون الثاني (يناير) – �آذار (مار�س) الما�ضي الى‬ ‫‪ 201,8‬مليون في الفترة عينها من ‪.2013‬‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪7‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون لبنانية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف اللبناني‬

‫توازن الجي�ش اللبناني بين الدولة وحزب اهلل‬ ‫ف ��ي ‪ 23‬و‪ 24‬حزي ��ران (يوني ��و) الفائت‪ ،‬ح ��ارب الجي� ��ش اللبناني �أتب ��اع ال�شيخ‬ ‫ال�سلف ��ي �أحم ��د الأ�سي ��ر بالق ��رب م ��ن مدين ��ة �صي ��دا‪ .‬ه ��ذا القتال‪ ،‬ال ��ذي كان‬ ‫التح ��دي الأكث ��ر خطورة على ال�سل ��م الأهلي في بلد الأرز من ��ذ بداية الحرب‬ ‫ف ��ي �سوري ��ا‪� ،‬س ّل ��ط ال�ض ��وء على بع� ��ض الم�شاكل ال ��ذي يواجه لبن ��ان فيما هو‬ ‫ي�سعى �إلى تجنب الإنهيار الى حرب �أهلية‪.‬‬ ‫�إن ق ��رار الأ�سي ��ر مهاجمة الجي�ش في ذل ��ك الأحد‪ -‬الذي �أدّى �إلى وفاة وجرح‬ ‫عدد من الع�سكريين‪ -‬يعك�س عدم الثقة الذي ي�شعر به الكثيرون من الطائفة‬ ‫ال�سنية تجاه الجي�ش‪ .‬هناك ت�صور لدى ال�سنة �أن الجي�ش هو �أداة لحزب اهلل‪.‬‬ ‫وه ��ذا يع ��ود �إلى �أيار (مايو) ‪ ،2008‬عندما �إجت ��اح الحزب ال�شيعي الأحياء ذات‬ ‫الغالبية ال�سنية في بيروت الغربية‪ ،‬و�سمح الجي�ش �أن يحدث ذلك‪.‬‬ ‫كان ال�س ّنة في �ضاحية �صيدا‪ ،‬عبرا‪ ،‬حيث كانت قاعدة الأ�سير‪ ،‬غا�ضبين ب�صفة‬ ‫خا�صة من �أن الجي�ش لم ي ّتخذ �أي تدابير لمواجهة الميلي�شيات ال�شيعية التي‬ ‫�أطلقت ع�شرات ال�صواريخ على "عبرا" في �أثناء المواجهة الم�س ّلحة في ال�شهر‬ ‫الما�ض ��ي‪ .‬عندم ��ا‪ ،‬ي ��وم االحد (‪ 23‬حزي ��ران‪ /‬يونيو)‪ ،‬تل ّقى عن�ص ��ران من �أتباع‬ ‫الأ�سي ��ر �س ��وء معاملة‪ ،‬كما �إدّعيا‪ ،‬على نقطة تفتي� ��ش تابعة للجي�ش‪� ،‬أمر ال�شيخ‬ ‫ال�سلف ��ي رجال ��ه ب�إط�ل�اق النار على الجن ��ود‪ ،‬ودعا ال�سنة في الق ��وات الم�سلحة‬ ‫�إلى الفرار من الخدمة‪ ،‬الأمر الذي ال يمكن للجي�ش ال�سماح بتمريره‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن الجي� ��ش كان فعلي� �اً مقرب� �اً م ��ن ح ��زب اهلل‪ ،‬ولك ��ن ه ��ذا لي� ��س م ��ن‬ ‫الم�ستغ ��رب‪ .‬لم ��دة ‪ 20‬عام� �اً حت ��ى الآن معظ ��م كبارال�ضب ��اط ف ��ي الم�ؤ�س�س ��ة‬ ‫الع�سكري ��ة ُع ّي ��ن �أو ر ّق ��ي �إل ��ى ح ��د كبي ��ر م ��ن قب ��ل الأح ��زاب واالأط ��راف‬ ‫وال�سيا�سيي ��ن اللبنانيي ��ن الم�ؤيدين ل�سوريا بما ف ��ي ذلك حزب اهلل‪ .‬ال�ضباط‬ ‫الم�سيحي ��ون الم�ؤي ��دون لمي�شال ع ��ون ال يدخلون في ه ��ذه الفئة‪ ،‬ولكن منذ‬ ‫عودت ��ه �إلى لبن ��ان في العام ‪� ،2005‬إنحاز عون الى �سوريا وحزب اهلل‪ ،‬وبالتالي‬ ‫ف�إن ال�ضباط الم�ؤيدين له يميلون الآن الى الحزب ال�شيعي‪.‬‬ ‫وم ��ع ذل ��ك‪ ،‬فم ��ن ال�صحي ��ح �أي�ض� �اً �أن الجي� ��ش الي ��وم ه ��و المداف ��ع الرئي�س ��ي‬ ‫ع ��ن ال�سل ��م الأهلي في لبن ��ان‪ ،‬و�أنه يعك� ��س الف�سيف�ساء الطائفي ��ة في البالد‪.‬‬ ‫وتحر� ��ص قي ��ادة الجي� ��ش عل ��ى ع ��دم �إتخ ��اذ مواق ��ف قد تن ّف ��ر �ضب ��اط و�أفراد‬ ‫الم�ؤ�س�سة من الطائفة ال�سنية‪� .‬إن الجهود للت�شكيك في والء الجي�ش �ضمنياً‬ ‫ي�ش� � ّكل خط ��راً على �إ�ضفاء ال�شرعية على �إج ��راءات مثل تلك التي حدثت �ضد‬ ‫الأ�سي ��ر والمتعاطفي ��ن مع ��ه‪ ،‬الذي ��ن ينظ ��رون �إل ��ى الجي� ��ش عل ��ى �أن ��ه عدو ‪-‬‬ ‫"الجي�ش الإيراني‪ "،‬كما �أطلق عليه الأ�سير‪.‬‬ ‫وه ��ذا ي�شير �إل ��ى حقيقة �أخرى �أبرزها عمل الأ�سي ��ر‪ :‬بمعنى �أن جدول �أعمال‬ ‫الطائف ��ة ال�سني ��ة في لبنان قد ت ��م �إختطافه من قب ��ل المتطرفين فيها‪ .‬بعد‬ ‫القت ��ال قرب �صيدا‪� ،‬أعرب ال�سيا�سيون ال�سن ��ة المعتدلون دعم للجي�ش‪ ،‬ولكن‬ ‫تجنب ��وا �إدان ��ة الأ�سير‪ .‬ولم يكن ذلك لأنهم يتفقون مع ��ه‪ -‬في الواقع العديد‬ ‫منه ��م ي ��رى فيه خطراً‪ -‬ولكن لأنهم ال يري ��دون التفريط في ال�شارع ال�سني‪،‬‬ ‫حيث عداء الأ�سير لحزب اهلل يحظى ب�شعبية‪.‬‬ ‫�إن ت�أثي ��ر الجماع ��ات ال�سلفية ال�سنية في لبنان قد بولغ فيه غالباً‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫ف�إن ��ه م ��ن ال�صحيح �أي�ض� �اً �أنه في الوقت الذي كان التنظي ��م ال�سني الرئي�سي‪،‬‬ ‫"تي ��ار الم�ستقب ��ل"‪ ،‬في حالة من الفو�ض ��ى الن�سبية‪ ،‬بعدما غاب زعيمه �سعد‬ ‫‪6‬‬

‫العدد ‪ - 10‬متوز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫الحري ��ري ع ��ن لبن ��ان من ��ذ الع ��ام ‪ ،2011‬م�ل��أت جماع ��ات �إ�سالمي ��ة �صغي ��رة‬ ‫تدريج� �اً الف ��راغ‪ .‬لهذا ال�سبب يجب على �سا�سة ال�س ّنة المعتدلين � اّأل ي�سمحوا‬ ‫لح ��ادث "عب ��را" �أن ي�ؤدي �إل ��ى تهمي�شهم بي ��ن ال�س ّنة‪� ،‬أو ال�سم ��اح للمجتمعات‬ ‫الأخرى ت�صويرهم باعتبارهم مناه�ضين للدولة‪.‬‬ ‫لتو�ضي ��ح �أي غمو� ��ض‪ ،‬تول ��ى الحري ��ري الحدي ��ث عبر موج ��ات الأثير في ‪24‬‬ ‫حزي ��ران (يوني ��و) لت�أكي ��د الدع ��م للجي� ��ش‪ .‬والح ��ظ‪" :‬ربم ��ا كان الأ�سل ��وب‬ ‫[للتعام ��ل م ��ع الأ�سير] قا�سي� �اً‪ ،‬ولكن يجب التعامل م ��ع �أي �شيء �ضد الدولة‬ ‫بالطريق ��ة نف�سه ��ا‪ ،‬ولي� ��س هن ��اك م ��ن ه ��و �أكب ��ر م ��ن (ال)بل ��د ‪� ...‬إذا كان �أي‬ ‫�شخ� ��ص يعتق ��د عك� ��س ذل ��ك‪� ،‬سي�أت ��ي الي ��وم ال ��ذي �سيطل ��ب في ��ه م ��ن الدولة‬ ‫الم�ساعدة والحماية "‪.‬‬ ‫ف ��ي حي ��ن �أن هذا ق ��د ال يكون �أفرح و�أر�ض ��ى بع�ض ال�سنة‪ ،‬ف� ��إن الحريري كان‬ ‫ي�شي ��ر بو�ض ��وح �إلى حزب اهلل عندما ق ��ال "�سنوا�صل القول ب� ��أن الأ�سلحة هي‬ ‫الم�شكلة الرئي�سية في البالد"‪.‬‬ ‫�إخت ��ار الأ�سي ��ر معرك ��ة م ��ع ح ��زب اهلل والدول ��ة حيث لي�س ��ت لديه �أي ��ة فر�صة‬ ‫للف ��وز‪� .‬صي ��دا هي ممر �إ�ستراتيجي لح ��زب اهلل‪� ،‬إذ تربط ال�ضاحية الجنوبية‬ ‫ذات الغالبية ال�شيعية من بيروت بمعقله في جنوب لبنان‪ .‬وتحذيرات الأ�سير‬ ‫ب�أن ��ه �سيغل ��ق الطري ��ق الأمر ال ��ذي يعتبره ح ��زب اهلل �أنه لن يك ��ون محتم ً‬ ‫ال‪،‬‬ ‫كان ��ت م�ستن ��دة ال ��ى �إعتق ��اد ال�شي ��خ ال�سلف ��ي‪ ،‬ف ��ي ح ��ال تو�س ��ع القت ��ال‪ ،‬ب� ��أن‬ ‫الم�ساع ��دة �ست�أتيه م ��ن الجماعات ال�سلفية في مخي ��م عين الحلوة لالجئين‬ ‫الفل�سطينيين في �صيدا‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ف ��ي النهاي ��ة‪ ،‬ه ��زم الجي� ��ش الأ�سي ��ر‪ ،‬الذي (قت ��ل) �أو ف� � ّر �إلى جه ��ة مجهولة‪.‬‬ ‫يمك ��ن �أن يك ��ون حزب اهلل �سعيداً مع هذا‪ ،‬ولكن ذلك ال يمكن �أن ي�سعد لبنان‬ ‫ب�ش ��كل ع ��ام‪ .‬بينما تجم ��ع غالبية المراقبي ��ن على �أن حزب اهلل ه ��و الم�س�ؤول‬ ‫عن التوترات المت�صاعدة في لبنان‪ ،‬وذلك ب�سبب تدخله الع�سكري في النزاع‬ ‫ال�س ��وري ال ��ى جان ��ب نظام الأ�سد‪ ،‬يحر� ��ص الحزب داخل لبن ��ان على الحفاظ‬ ‫على ال�سلم الأهلي‪ ،‬لحماية ظهره‪.‬‬ ‫رحي ��ل الأ�سي ��ر المفاج ��ئ ق ��د يه� �دّئ م�ؤقت� �اً م ��ا كان م�سرح� �اً ونقط ��ة �إ�شتعال‬ ‫لإ�ضطراب ��ات طائفي ��ة خطيرة في �صيدا‪ .‬في حي ��ن نزلت جماعات �سلفية �إلى‬ ‫ال�ش ��وارع ف ��ي �أماكن عدة لدعم ال�شيخ ال�سلف ��ي‪ ،‬فقد فعلت ذلك بطريقة غير‬ ‫منظمة حيث بعد يوم واحد على ما يبدو تم �إحتواء تحركها �إلى حد كبير‪.‬‬ ‫الخيار الأف�ضل لأولئك اللبنانيين المعار�ضين لحزب اهلل هو �إ�ستقرار لبنان‬ ‫�سيا�سياً‪ ،‬وال�سماح للحزب �أن يغرق �أعمق في الم�ستنقع ال�سوري‪ .‬ف�إن تح�سين‬ ‫�إمدادات الأ�سلحة للمتمردين ال�سوريين جعلهم خ�صماً �أ�صعب بكثير‪ ،‬و�سوف‬ ‫يطول ال�صراع في �سوريا‪ ،‬مع خ�سارة حزب اهلل �أكثر و�أكثر من الرجال‪.‬‬ ‫دع ��ا ال�سيد ح�سن ن�ص ��ر اهلل �أخيراً �أولئك الذين عار�ضوا الحزب للقتال �ضده‬ ‫في �سوريا ولي�س في لبنان‪ .‬يجب على خ�صوم الحزب �أن ي�أخذوا هذا العر�ض‬ ‫عل ��ى محم ��ل الج ��د‪ .‬معظ ��م اللبنانيي ��ن ال يري ��د وال ي�ستطي ��ع تحم ��ل ح ��رب‬ ‫يف�سر لماذا قلة من‬ ‫طائفي ��ة مد ّم ��رة‪ .‬ل ��ذا‪� ،‬إن ف�شل الأ�سير لفهم هذا الواق ��ع ّ‬ ‫النا�س �أ�سفت لنك�سته‪.‬‬ ‫بيروت ‪ -‬رئيف عمرو‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫تح�سنه في م�ؤ�شرات تكنولوجيا المعلومات واالت�صاالت‬ ‫لبنان يحافظ على ّ‬ ‫د ّل ��ت الإح�ص ��اءات الت ��ي تُ�صدره ��ا �سنوي� � ًا‬ ‫وكال ��ة االم ��م المتحدة ف ��ي مج ��ال المعلومات‬ ‫واالت�صاالت‪ ،‬وهي جزء من النظام الإح�صائي‬ ‫�سجل‬ ‫ال�شام ��ل للأمم المتحدة‪ ،‬عل ��ى �أن لبنان ّ‬ ‫تح�سن ًا في كل م�ؤ�ش ��رات تكنولوجيا المعلومات‬ ‫والإت�صاالت خالل ‪.2012‬‬ ‫�سج ��ل ترتي ��ب لبنان عل ��ى الم�ست ��وى العالمي‪،‬‬ ‫وف ��ق ن�سب ��ة �إ�شت ��راكات الهاتف الخلي ��وي �إلى‬ ‫ع ��دد المقيمين‪ ،‬تح�سن ًا م ��ن المرتبة ‪� 137‬إلى‬ ‫ال� �ـ‪ ،124‬بينما حافظ عل ��ى ترتيبه الإقليمي �أي‬ ‫ف ��ي المرتب ��ة ‪ .13‬ووف ��ق الوكالة الدولي ��ة‪ ،‬بلغ‬ ‫�إجمالي ع ��دد اال�شتراكات في الهاتف الخليوي‬ ‫في لبنان ‪ 4‬ماليين عام ‪� 2012‬أي بارتفاع ‪،%18‬‬ ‫لتفوق هذه الزيادة في عدد ا�شتراكات الهاتف‬ ‫الخلي ��وي تلك الم�سجلة على الم�ستوى الإقليمي‬ ‫والبالغة ‪ .%8‬و�إرتفعت ن�سبة �إ�شتراكات الهاتف‬ ‫الخليوي من ما يناهز ‪ 79٫5‬لكل ‪ 100‬مقيم في‬ ‫لبنان عام ‪� 2011‬إلى ‪ 93٫2‬لكل ‪ 100‬مقيم في‬ ‫‪ ،2012‬لتبق ��ى هذه الن�سبة �أق ��ل من المتو�سط‬ ‫الإقليم ��ي والبال ��غ ‪ 102٫6‬ل ��كل ‪ 100‬مقي ��م‪.‬‬ ‫ف ��ي االح�ص ��اءات التي �صدرت �أخي ��ر ًا و�شملت‬ ‫قط ��اع االت�ص ��االت ح ��ول العال ��م‪ ،‬وتُورده ��ا‬ ‫الن�ش ��رة الأ�سبوعي ��ة لبن ��ك ع ��وده ‪Lebanon‬‬

‫‪ ،Weekly Monitor‬بل ��غ مجم ��وع �إ�شت ��راكات‬ ‫الهات ��ف الثاب ��ت ‪ 878,105‬ف ��ي لبن ��ان خ�ل�ال‬ ‫‪� 2012‬أي ب�إرتف ��اع ‪ ،%1٫4‬وذلك من ‪865,617‬‬ ‫�إ�شتراك ف ��ي ‪ .2011‬و�إرتفعت ن�سبة �إ�شتراكات‬ ‫الهات ��ف الثاب ��ت ‪ 20.3‬ل ��كل ‪ 100‬مقي ��م ف ��ي‬ ‫لبن ��ان ف ��ي ‪� 2011‬إل ��ى ‪ 20٫5‬ل ��كل ‪ 100‬مقيم‬ ‫ف ��ي ‪" ،2012‬لتبق ��ى ه ��ذه الن�سب ��ة �أعل ��ى من‬ ‫المتو�س ��ط الإقليم ��ي والذي �سج ��ل ن�سبة ‪9٫4‬‬ ‫ل ��كل ‪ 100‬مقيم ف ��ي ‪ 2012‬مقارنة ب� �ـ ‪ 9٫9‬في‬ ‫‪ ."2011‬وتراج ��ع ترتي ��ب لبن ��ان مرتبة واحدة‬ ‫عالمي� � ًا‪ ،‬ليحت ��ل المرك ��ز ‪ ،90‬بينم ��ا حاف ��ظ‬ ‫عل ��ى ترتيب ��ه الإقليم ��ي ف ��ي المرك ��ز الراب ��ع‪.‬‬ ‫�أم ��ا بالن�سب ��ة ال ��ى م�ستخدم ��ي الإنترنت‪ ،‬فقد‬ ‫بل ��غ عدده ��م الإجمالي في لبن ��ان ‪ 2.6‬مليوني‬ ‫م�ستخدم ًا ف ��ي ‪� 2012‬أي بارتفاع ‪ %19‬بمقارنة‬ ‫بـ‪ ،2011‬لتفوق هذه الزيادة تلك الم�سجلة على‬ ‫الم�ست ��وى الإقليم ��ي والبالغة ن�سب ��ة ‪ .%13‬وقد‬ ‫تح�سن ��ت ن�سبة م�ستخدم ��ي الإنترنت لكل ‪100‬‬ ‫مقيم م ��ن ‪ %52٫0‬في ‪� 2011‬إل ��ى ‪ %61٫3‬في‬ ‫‪ ،2012‬متج ��اوز ًة بذل ��ك المتو�س ��ط الإقليم ��ي‬ ‫والبال ��غ ‪ %34٫7‬ف ��ي ‪ .2012‬وتح�س ��ن ترتي ��ب‬ ‫لبن ��ان عل ��ى الم�ست ��وى العالم ��ي متقدم� � ًا من‬ ‫المرتبة ‪ 64‬في ‪� 2011‬إلى الـ‪ 57‬في ‪.2012‬‬

‫م�شروع تو�أمة بين الإدارتين ال�ضريبيتين اللبنانية والفرن�سية‬ ‫ال�ضريبية" المم� � َّول من الإتحاد‬ ‫لف ��ت المدي ��ر الع ��ام للمالي ��ة‬ ‫االوروب ��ي والمنف ��ذ بالتع ��اون مع‬ ‫ف ��ي لبن ��ان �أالن بيفان ��ي الى ان‬ ‫مديرية المالية العامة الفرن�سية‪،‬‬ ‫"مديري ��ة المالي ��ة تن ّف ��ذ من ��ذ‬ ‫ويمت ��د ‪� 18‬شه ��ر ًا بموازن ��ة‬ ‫�أع ��وام عمليات تحدي ��ث و�إعادة‬ ‫ت�ص ��ل �إل ��ى ملي ��ون و ‪� 850‬أل ��ف‬ ‫هيكل ��ة وا�سع ��ة النط ��اق عل ��ى‬ ‫ي ��ورو‪ .‬و�أو�ض ��ح بيفان ��ي �أن "هذا‬ ‫�صعي ��د �إدارته ��ا ال�ضريبية بغية‬ ‫الم�ش ��روع‪ ،‬ه ��و تو�أم ��ة ي�ستكم ��ل‬ ‫تعزيز فاعليتها وجودة خدماتها‬ ‫�أعمال برنامج دعم الإ�صالحات‬ ‫و�إمكاناته ��ا"‪ ،‬وق ��ال‪" :‬مررن ��ا‬ ‫ال ��ذي بد�أ ف ��ي ‪ 2009‬على �صعيد‬ ‫فع�ل ً�ا‪ ،‬ورغم المطبات العديدة‪،‬‬ ‫المدير العام للمالية في لبنان‬ ‫بيفاني‬ ‫أالن‬ ‫�‬ ‫�إدارة ال�ضريب ��ة عل ��ى القيم ��ة‬ ‫بنجاح ��ات كبي ��رة ُيحت ��ذى بها‪،‬‬ ‫الم�ضاف ��ة‪ ،‬و�ساهم ف ��ي تح�سين‬ ‫غالب� � ًا بدعم فاع ��ل و�صادق من‬ ‫الق ��درات الفني ��ة والإداري ��ة لموظف ��ي المديرية‬ ‫�شركائنا‪ ،‬وفي مقدمهم الإتحاد االوروبي"‪.‬‬ ‫تح ��دث بيفاني خ�ل�ال �إط�ل�اق م�ش ��روع التو�أمة المعني ��ة‪ ،‬وخ�صو�ص ��ا ف ��ي مج ��ال ح�س ��ن �إدارة‬ ‫"تحديث الق ��درات الإدارية والت�شغيلية للإدارة الطاقات الب�شرية والتدقيق ال�ضريبي الفاعل"‪.‬‬

‫�أ�ص���در رئي�س هيئ���ة الأ�س���واق المالية حاكم‬ ‫م�صرف لبنان ريا�ض �سالمة القرار رقم ‪ 3‬المتعلق‬ ‫بح�ش���د التموي���ل ‪ Crowd funding‬الذي ُيعنى‬ ‫بالن�ش���اط الموج���ه للجمهور بغي���ة تمويل �شركات‬ ‫�صغي���رة �أو متو�سط���ة الحج���م او �ش���ركات نا�شئة‬ ‫‪ Startup‬وذل���ك عبر "�إ�ستثم���ار" الجمهور بعدد‬ ‫م���ن �أ�سهم هذه ال�ش���ركات المطروحة للتوظيف �أو‬ ‫ح�ص�صها عبر م�ؤ�س�سة معينة‪.‬‬ ‫ويح���دد القرار على نح���و وا�ضح بع����ض المفاهيم‬ ‫المتعلّق���ة بالأ�سهم او الح�ص�ص‪ ،‬والبنية القانونية‬ ‫والإ�ستثمار مع ال�ش���روط المتوجبة والحد الأق�صى‬ ‫لقيم���ة كل توظي���ف مبا�ش���ر او غي���ر مبا�ش���ر م���ن‬ ‫الم�ستثم���ر الواحد في كل �شرك���ة‪ .‬يذكر انه يمكن‬ ‫االطالع على م�ضمون هذا القرار‪ ،‬في العدد ‪ 27‬من‬ ‫الجريدة الر�سمية تاريخ ‪.2013/06/20‬‬ ‫�أ�ش���ار وزير االقت�ص���اد والتج���ارة في حكومة‬ ‫ت�صريف االعمال نقوال نحا�س الى "ان الم�ؤ�س�سات‬ ‫ال�صغي���رة والمتو�سط���ة ه���ي العم���ود الفق���ري‬ ‫لالقت�ص���اد‪ .‬ل���ذا‪ ،‬ف���ان دع���م ه���ذه الم�ؤ�س�س���ات‬ ‫وم�ساعدتها ف���ي تطوير قدراته���ا التناف�سية باتا‬ ‫حاج���ة �ضروري���ة لنم���و الإقت�صاد وتوفي���ر فر�ص‬ ‫العم���ل مما يتطل���ب‪� ،‬إ�ضافة الى �إم���كان الح�صول‬ ‫على التموي���ل‪ ،‬تهيئة المناخ القانوني والتنظيمي‬ ‫بن���اء خريط���ة م�ؤ�س�سي���ة داعم���ة‪ ،‬وتجهي���ز البن���ى‬ ‫التحتية الم�ؤاتي���ة‪ ،‬و�إنفتاح على اال�سواق العالمية‬ ‫واحت�ضان قوى ب�شرية م�ؤهلة تتمتع بروح المبادرة‬ ‫واالبتكار "‪.‬‬ ‫�أو�ص���ى منت���دى الفك���ر التقدم���ي وم�ؤ�س�سة‬ ‫"فريدري����ش �أيب���رت"‪ ،‬الذي نظم م�ؤتم���راً بعنوان‪:‬‬ ‫"الإقت�ص���اد اللبنان���ي‪ :‬كي���ف نح��� ّول التحدي���ات‬ ‫فر�ص���ا ً"‪ ،‬ال���ذي عقد اخي���راً في فن���دق "ريفييرا"‬ ‫في بي���روت‪ ،‬ب�ضرورة "المحافظة عل���ى الإ�ستقرار‬ ‫وال�سل���م االهلي‪ ،‬مدخ�ل� ًا حتميا ً لمعالج���ة الملفات‬ ‫الإقت�صادي���ة والإجتماعي���ة والمعي�شية المتراكمة‪،‬‬ ‫وال �سيم���ا م���ع تنامي التوت���ر الإقليم���ي والداخلي‬ ‫وت�صاعد الم�شكالت الأمنية في �أكثر من منطقة"‪.‬‬ ‫ودع���ا الم�شاركون‪ ،‬القوى ال�سيا�سية الى "ت�سهيل‬ ‫ت�ألي���ف حكوم���ة جدي���دة ك���ي ت�ضطل���ع بالمهمات‬ ‫ال�سيا�سي���ة واالقت�صادية واالجتماعي���ة‪ ،‬وتحد من‬ ‫التوتر المتنقل بين المناطق"‪.‬‬ ‫�أطل���ق وزي���ر الأ�شغ���ال العامة والنق���ل غازي‬ ‫العري�ضي �سل�سلة من الحلول لمعالجة الأزمة التي‬ ‫ي�شهده���ا مرف�أ بي���روت في الفت���رة الراهنة حيال‬ ‫تكدي�س الم�ستوعب���ات والب�ضائع وعمل ال�شاحنات‬ ‫و�إخ���راج الم�ستوعبات وال�سلع من حرم مرف�أ بيروت‬ ‫و�إليه‪.‬‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪9‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون لبنانية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫"الفاو"‪ :‬الأزمة ال�سورية �إنعك�ست �سلب ًا على �سبل عي�ش المزارعين اللبنانيين‬ ‫�أرخ ��ت الأزم ��ة ال�سوري ��ة �أث ��ار ًا �سلبي ��ة عل ��ى حياة‬ ‫المزارعي ��ن اللبنانيي ��ن القاطني ��ن ف ��ي المناط ��ق‬ ‫الريفي ��ة المج ��اورة ل�سوري ��ا‪ ،‬وفق منظم ��ة الأغذية‬ ‫والزراع ��ة للأم ��م المتح ��دة "الف ��او"‪ ،‬اذ ر�أت ان‬ ‫الم ��وارد �شحيح ��ة والتناف� ��س عليه ��ا كبي ��ر‪" ،‬و�إذا‬ ‫ل ��م يق� �دّم المجتم ��ع الدول ��ي المزي ��د م ��ن الدعم‬ ‫للمزارعي ��ن‪� ،‬سيك ��ون عل ��ى ه� ��ؤالء التخل ��ي ع ��ن‬ ‫�أرا�ضيهم وبي ��ع ما�شيتهم "‪ ،‬معتبرة �أن الإرتفاع في‬ ‫�أ�سعار العلف والأدوية الزراعية بالتوازي مع تراجع‬ ‫التجارة عبر الحدود‪ "،‬ترغم المزارعين‪� ،‬أ�صحاب‬ ‫الحيازات ال�صغيرة عل ��ى �أن ي�صبحوا عاطلين عن‬ ‫العمل "‪.‬‬ ‫تع ��دت الأزمة المناطق المتاخمة ل�سوريا لت�شمل كل‬ ‫لبنان‪ ،‬فتخطت قطاع تربية الموا�شي الى المنتجات‬ ‫الزراعي ��ة‪ .‬ونج ��م ع ��ن االزم ��ة‪� ،‬إقف ��ال الح ��دود‬ ‫البرية م ��ن جراء الحوادث الأمني ��ة الخطرة داخل‬ ‫االرا�ضي ال�سوري ��ة‪ ،‬ومنع ال�شاحن ��ات اللبنانية من‬ ‫دخول الأرا�ض ��ي ال�سورية او عبر الحدود الم�شتركة‬ ‫(ف ��ي ال�شمال والبقاع)‪ ،‬في مقاب ��ل منع ال�شاحنات‬ ‫المح ّملة م ��ادة المازوت من الو�صول اليها‪ .‬فما هي‬ ‫المنتج ��ات االكث ��ر ت�أث ��را باالزمة؟ وه ��ل ثمة حلول‬ ‫عاجلة النقاذ القطاع من االنهيار؟‬ ‫"ان االزم ��ة ال�سورية وخف�ض اال�ستهالك الداخلي‬ ‫ف ��ي �سوري ��ا م ��ن ج ��راء الن ��زوح وتعط ��ل الحي ��اة‬ ‫االقت�صادي ��ة‪ ،‬كذل ��ك توقف خط ��وط الت�صدير في‬ ‫اتج ��اه بلدان الخلي ��ج ودول الإتح ��اد االوروبي‪� ،‬أدى‬ ‫ال ��ى �إغ ��راق ال�سوق المحلي ��ة بالمنتج ��ات ال�سورية‬ ‫التي تفتقد الت�صري ��ف (الماعز‪ ،‬البي�ض‪ ،‬الدجاج‪،‬‬ ‫الخ�ض ��ر عل ��ى انواعه ��ا)" ‪ ،‬وف ��ق ما �أو�ض ��ح رئي�س‬ ‫جمعي ��ة المزارعين انطوان الحويك‪ ،‬م�شير ًا الى �أن‬ ‫"قط ��اع البي�ض والفروج يعاني كارثة ب�سبب تدفق‬ ‫المنتجات ال�سورية وتهريبها الى لبنان‪ ،‬فو�صل �سعر‬ ‫كرتونة البي�ض بالمفرق الى ‪ 2500‬ليرة‪ ،‬وكيلوغرام‬ ‫الفروج الى ‪ 3‬االف ليرة"‪.‬‬ ‫�أ�ض ��اف‪�" :‬أم ��ا على �صعي ��د الموا�شي‪ ،‬فت ��م ادخال‬ ‫�آالف ر�ؤو� ��س الماع ��ز ال ��ى لبنان منذ نح ��و عامين‬ ‫وحتى الي ��وم وفي فترة ق�صيرة ت ��م �إدخال ‪ 12‬الف‬ ‫ر�أ� ��س ماع ��ز‪ ،‬مم ��ا �أدى الى تدن ��ي �أ�سع ��ار لحومها‬ ‫وحليبه ��ا‪ ،‬علم ًا ان لبنان ي�ضم نح ��و ‪ 400‬الف ر�أ�س‬ ‫ماعز"‪.‬‬ ‫ور�أى �أن �أ�سعار الجملة من منتجات اللحوم والحليب‬ ‫�إنخف�ض ��ت م ��ن جراء �إغ ��راق ال�س ��وق المحلية‪ ،‬في‬ ‫‪8‬‬

‫رئي�س جمعية المزارعين انطوان الحويك‬

‫حي ��ن بقي ��ت ا�سع ��ار المف� � ّرق على ما ه ��ي عليه في‬ ‫معظ ��م الأحي ��ان‪ ،‬ف�أف ��اد التج ��ار من ه ��ذا الو�ضع‬ ‫الجدي ��د‪ ،‬كذلك ال�صناعيون الذين يمكنهم تخزين‬ ‫هذه المنتجات وبيعها في وقت الحق "‪.‬‬ ‫ام ��ا في قطاع الخ�ض ��ر‪ ،‬فكانت المناف�س ��ة ال�سورية‬ ‫كارثي ��ة عل ��ى المنتجي ��ن اللبنانيي ��ن وال �سيم ��ا �أن‬ ‫وزارة الزراع ��ة لم ت�س َع جدي ًا الى تجديد الروزنامة‬ ‫الزراعية مع ال ��دول العربية‪ ،‬بح�سب الحويك الذي‬ ‫�إعتب ��ر �أنه ��ا �أُلغيت ول ��م تب ��ادر وزارة الزراعة وفق‬ ‫�صالحياتها الى و�ضع قي ��ود غير جمركية للحد من‬ ‫تدفق ال�سل ��ع الزراعي ��ة وال�سيما موا�صف ��ات وقيود‬ ‫نوعية‪ ،‬فغرق ��ت الأ�سواق بالمنتج ��ات ال�سورية التي‬ ‫تدخ ��ل ب�ل�ا ح�سيب او رقي ��ب وم ��ن دون اي مراقبة‬ ‫"‪ ،‬م�شير ًا الى ان لبنان �إ�ستورد في �آذار (مار�س)‬ ‫‪ 2010‬نح ��و ‪ 1400‬ط ��ن من البن ��دورة‪ ،‬في حين انه‬ ‫�إ�ستورد ‪ 4900‬ف ��ي �آذار (مار�س) ‪ ،2013‬بمعنى ان‬ ‫الإ�ستيراد من هذه المادة زاد نحو ثالثة ا�ضعاف‪.‬‬ ‫اما عل ��ى �صعيد ال�ص ��ادرات‪ ،‬فقد �أو�ض ��ح الحويك‬ ‫"فق ��د ت�أث ��رت ب�صعوب ��ة العب ��ور عب ��ر �سوريا‪ ،‬اذ‬ ‫�إنخف�ض ��ت هذه ال�ص ��ادرات م ��ن ‪ 28,095‬طن ًا في‬ ‫ني�س ��ان (�إبري ��ل) ‪ 2012‬ال ��ى ‪ 22,119‬ف ��ي ني�سان‬ ‫(�إبري ��ل) ‪ ،2013‬ف ��ي حين ت�أثرت قطاع ��ات الموز‬ ‫والحم�ضي ��ات والأكي دنيا والتف ��اح من هذه االزمة‪،‬‬ ‫بالتزامن مع �إرتفاع كبير في كلفة ال�شحن"‪.‬‬ ‫وخل� ��ص ال ��ى �أن ه ��ذا الت�ض ��ارب في اال�سع ��ار بين‬ ‫الإنتاجي ��ن المحل ��ي وال�سوري‪� ،‬سي� ��ؤدي الى �إخراج‬ ‫الكثير م ��ن المزارعين اللبنانيي ��ن ومربي الما�شية‬ ‫والدواجن من ال�سوق المحلية وتالي ًا �سيدمر القطاع‬ ‫الزراع ��ي‪ ،‬لعدم قدرة المنتجين على تخطي الأزمة‬

‫العدد ‪ - 10‬متوز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫الناجم ��ة عن المناف�سة وغياب �أي دعم ر�سمي لهذه‬ ‫القطاعات التي تع ّثرت من جراء االزمة ‪.‬‬ ‫م ��ن جهته ��ا �أوردت "الف ��او" ان تراج ��ع التج ��ارة‬ ‫الثنائية بي ��ن �سوريا ولبنان مقرون ًا بتقل�ص التجارة‬ ‫عب ��ر �سوري ��ا م ��ع الأ�س ��واق المربح ��ة مث ��ل تركي ��ا‬ ‫والخلي ��ج‪� ،‬أدى �إلى �صعوبة كبيرة ل ��دى المزارعين‬ ‫اللبنانيين للمحافظة على لقمة عي�شهم‪.‬‬ ‫ولفت ��ت ال ��ى �أن الكثي ��ر م ��ن الالجئي ��ن ال�سوريين‬ ‫جلب ��وا ما�شيته ��م معه ��م �إل ��ى لبن ��ان‪ ،‬م�شي ��رة الى‬ ‫عب ��ور نح ��و ‪� 12‬ألف ر�أ�س ماعز جبل ��ي و�شامي بدء ًا‬ ‫م ��ن �آذار (مار� ��س) الفائت‪" ،‬ويزي ��د العدد الكبير‬ ‫للما�شي ��ة ال�سورية ف ��ي لبنان خطر الرع ��ي الجائر‬ ‫ف ��ي الم�ساح ��ات الخ�ض ��راء و�إرتفاع �أ�سع ��ار العلف‬ ‫و�إنخفا�ض �سعر الما�شية بن�سبة ‪." ٪ 60‬‬ ‫و�أو�ضح ��ت ان المزارعي ��ن ال�سوريي ��ن واللبنانيي ��ن‬ ‫الذي ��ن يعي�ش ��ون في المناط ��ق الحدودي ��ة على حد‬ ‫�س ��واء‪ ،‬خ�سروا �إم ��كان النف ��اد �إل ��ى الإعانات على‬ ‫المدخ�ل�ات الزراعية التي كانت متوافرة في �سوريا‬ ‫قب ��ل الحرب‪ ،‬بما في ذلك العلف والبذور والأ�سمدة‬ ‫واللقاح ��ات والرعاي ��ة ال�صحي ��ة للحيوان ��ات‪.‬‬ ‫"وبنتيجة ذلك‪ ،‬باتت مرونة ال�سكان المحليين في‬ ‫جبه ال�صدم ��ات ه�شة‪ ،‬مثل االرتف ��اع المفاجئ في‬ ‫�أ�سعار العل ��ف والمناف�سة في الأ�س ��واق المحلية في‬ ‫حده ��ا الأدنى‪ ،‬وبات �أ�صح ��اب الحيازات ال�صغيرة‬ ‫يكافح ��ون في �سبيل حماية �سبل عي�شهم والم�صادر‬ ‫الأ�سا�سية للغذاء والتغذية"‪.‬‬ ‫‪ ‬ودعت "الف ��او" �إلى الدعم الف ��وري لإعادة �إنعا�ش‬ ‫الأم ��ن الغذائي و�سبل العي� ��ش المحلية في المناطق‬ ‫اللبنانية الأكثر ت�أثرا‪ ،‬معتبرة �أن �إعادة ت�أهيل قطاع‬ ‫الألبان في لبنان ت�شكل فر�صة مهمة‪ ،‬والفتة الى ان‬ ‫اللبن وم�شتقاته "يعتبر من المكونات الأ�سا�سية في‬ ‫النظام الغذائي اليومي للبنانيين"‪.‬‬ ‫واف ��ادت ان االلبان واالجب ��ان التقليدية "ت�ساهمان‬ ‫ف ��ي الكمي ��ة الم�ستهلكة م ��ن البروتي ��ن والمغذيات‬ ‫الدقيق ��ة‪ .‬ورغم ذلك‪ ،‬ي�ست ��ورد لبنان نحو ‪ ٪60‬من‬ ‫الألبان التي ي�ستهلكها‪ .‬ومع توافر الدعم ال�ضروري‬ ‫لقط ��اع الألب ��ان‪ ،‬يمكن لبنان �أن ي�صب ��ح تقريبا في‬ ‫حال اكتفاء ذاتي"‪.‬‬ ‫وطالبت بالدعم "لتنفيذ حملة تلقيح وطنية الحتواء‬ ‫الأمرا�ض الحيواني ��ة العابرة للحدود وار�ساء �آليات‬ ‫لتحقيق الأم ��ن الغذائي ومكافحة �أمرا�ض النباتات‬ ‫على طول الحدود اللبنانية ال�سورية "‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫الموجز العربي‬

‫دم�شق‪ :‬ندافع عن الليرة بالتن�سيق مع رو�سيا وال�صين و�إيران‬ ‫�إته ��م نائ ��ب رئي� ��س ال ��وزراء ال�س ��وري لل�ش� ��ؤون‬ ‫االقت�صادي ��ة وزير التجارة المحلي ��ة قدري جميل‬ ‫ف ��ي مقابل ��ة م ��ع �صحيف ��ة "الفاينن�ش ��ال تايم�س"‬ ‫البريطاني ��ة‪ ،‬المملكة العربية ال�سعودية والواليات‬ ‫المتح ��دة وبريطاني ��ا بتقوي� ��ض العمل ��ة ال�سورية‪،‬‬ ‫وك�ش ��ف �أن �إي ��ران ورو�سي ��ا وال�صي ��ن تدع ��م‬ ‫المعامالت الإقت�صادية لبالده وتقدم لها ما ي�صل‬ ‫�إلى ‪ 500‬ملي ��ون دوالر �شهري ًا من النفط وخطوط‬ ‫الإئتمان‪.‬‬ ‫وق ��ال ان الريا�ض ووا�شنطن ولندن تدبر "م�ؤامرة‬ ‫لتقوي� ��ض العملة ال�سورية من خ�ل�ال اغراق لبنان‬ ‫والأردن باللي ��رة ال�سوري ��ة"‪ .‬و�أ�ض ��اف �أن �سوري ��ا‬ ‫"تن�س ��ق الآن م ��ع رو�سيا وال�صين واي ��ران للدفاع‬ ‫ّ‬ ‫ع ��ن الليرة و�إنزال قيمتها �إل ��ى ال�سعر الم�ستهدف‬ ‫م ��ن الحكومة وهو ‪ 100‬ليرة مقابل الدوالر‪ ،‬ونحن‬ ‫نعد لهجوم م�ض ��اد و�سنطالب بتعوي�ضات‪ ،‬بمجرد‬ ‫التو�ص ��ل �إل ��ى ح ��ل �سيا�س ��ي و�إنه ��اء القت ��ال‪ ،‬من‬ ‫الق ��وى العالمي ��ة الت ��ي عار�ضت ذل ��ك‪ ،‬كما فعلت‬ ‫�ألمانيا حين دفعت تعوي�ضات بعد الحرب العالمية‬ ‫الثاني ��ة"‪ .‬و�أو�ض ��ح �أن ال ��دول الث�ل�اث "تدع ��م‬ ‫االقت�صاد ال�سوري وت�ساعد الحكومة ال�سورية على‬

‫ممار�س ��ة كل �أعماله ��ا بالريال والروب ��ل واليوان‪،‬‬ ‫لتمكينه ��ا م ��ن التغلب عل ��ى العقوب ��ات الغربية"‪.‬‬ ‫و�أف ��اد �أن �إي ��ران ورو�سي ��ا وال�صي ��ن "�ست�ساع ��د‬ ‫�سوريا قريب� � ًا في الهجوم الم�ض ��اد �ضد الم�ؤامرة‬ ‫الخارجية لإغراق اللي ��رة ال�سورية‪ ...‬وهذه الدول‬ ‫تدعمنا �سيا�سي ًا وع�سكري ًا و�إقت�صادي ًا �أي�ض َا"‪.‬‬ ‫و�أعل ��ن جمي ��ل �أي�ض ًا �أن لدى �سوري ��ا "خط ائتمان‬ ‫غي ��ر مح ��دود م ��ع اي ��ران للأغذي ��ة وواردات‬ ‫المنتج ��ات النفطي ��ة‪ ،‬وقام ��ت �أي�ض� � ًا بت�صحي ��ح‬ ‫خط�أ ما قب ��ل الأزمة من ت ��داول العمالت الغربية‬ ‫وح ّولت التداول �إل ��ى العمالت الرو�سية وال�صينية‬ ‫والإيرانية بد ًال من ذلك"‪.‬‬

‫نائب رئي�س الوزراء ال�سوري لل�ش�ؤون االقت�صادية‬ ‫وزير التجارة المحلية قدري جميل‬

‫العراق يعتزم �إحياء �صناعته الع�سكرية‬ ‫�أعلنت الأمانة العام ��ة لمجل�س الوزراء العراقي‬ ‫ني ��ة الحكوم ��ة �إع ��ادة ت�أهيل �ش ��ركات الت�صنيع‬ ‫الع�سك ��ري "المنحلة" التي ل ��م تنجح محاوالت‬ ‫دمجه ��ا م ��ع ال�صناع ��ات المدني ��ة‪ .‬ونق ��ل بيان‬ ‫للمكت ��ب الإعالم ��ي لأمان ��ة مجل� ��س ال ��وزراء‬ ‫ع ��ن مع ��اون الأمي ��ن الع ��ام ل�ش� ��ؤون ال ��وزارات‬ ‫والمحافظ ��ات رحمن عي�سى ح�س ��ن قوله خالل‬ ‫تر�ؤ�س ��ه �إجتماع ًا م ��ع ر�ؤ�ساء �ش ��ركات الت�صنيع‬ ‫الع�سك ��ري‪� ،‬إن توجه حكومت ��ه الآن هو النهو�ض‬ ‫بال�ش ��ركات العام ��ة التابع ��ة لهيئ ��ة الت�صني ��ع‬ ‫الع�سكري ال�سابقة‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار م ��دراء �ش ��ركات الح ��ارث واليرم ��وك‬ ‫والقاد�سي ��ة وحطي ��ن وحموراب ��ي والقعق ��اع‬ ‫الع�سكري ��ة �إل ��ى �أن "�شركاته ��م ت�ض ��م مالكات‬ ‫وكف ��اءات وطني ��ة عالية الم�ست ��وى ومتخ�ص�صة‬ ‫بال�صناعات الحربية‪ ،‬وهي قادرة على رفد وزارة‬

‫الدف ��اع بم ��ا تحتاج �إلي ��ه �ضم ��ن �إخت�صا�صاتها‬ ‫وب�أ�سع ��ار تقل كثير ًا ع ��ن �أ�سع ��ار الإ�ستيراد في‬ ‫حال �إعتماد نظام التمويل الذاتي"‪.‬‬ ‫و�ش� �دّدوا عل ��ى �أهمي ��ة ت�أهي ��ل ال�ش ��ركات لأنها‬ ‫�ست�ساه ��م في ت�شغي ��ل مالكاته ��م المعطلة منذ‬ ‫�سق ��وط النظ ��ام ال�ساب ��ق‪ ،‬مطالبي ��ن بالدع ��م‬ ‫المنا�سب من الجهات المعنية بما يعيد الحيوية‬ ‫له ��ذه ال�شركات بعدم ��ا دُمرت خ�ل�ال الحروب‬ ‫ال�سابق ��ة‪ .‬و�أك ��دوا �أن ف ��ي ح ��ال ح�صولهم على‬ ‫تمويل منا�س ��ب �سي�ستطيعون �إ�ستع ��ادة قدرتهم‬ ‫الإنتاجي ��ة خالل فترة ق�صي ��رة �إذ �أن �شركاتهم‬ ‫جاهزة والخبرات موج ��ودة‪ .‬و�إتفق المجتمعون‬ ‫عل ��ى موا�صل ��ة الإجتماع ��ات بعد تو�سي ��ع دائرة‬ ‫الم�شاركي ��ن للو�ص ��ول �إل ��ى �أف�ض ��ل ال�سبل لحل‬ ‫م�ش ��اكل ه ��ذه ال�ش ��ركات و�إع ��ادة خطوطه ��ا‬ ‫الإنتاجية‪.‬‬

‫�أ�صدر الرئي�س ال�سوري ب�شار الأ�سد‪ ،‬مر�سوما ً‬ ‫يق�ض���ي بزي���ادة روات���ب العاملي���ن المدنيي���ن‬ ‫والع�سكريين‪ ،‬في القطاع العام والم�ؤ�س�سات التي‬ ‫تزيد م�ساهمة الدولة فيها على ‪. %75‬‬ ‫وذك���رت وكال���ة الأنب���اء ال�سوري���ة "�سان���ا"‪� ،‬أن‬ ‫"الأ�س���د �أ�ص���در مر�سوما ً يق�ضي بزي���ادة الرواتب‬ ‫والأجور ال�شهرية المقطوع���ة‪ ،‬للعاملين المدنيين‬ ‫والع�سكريين في الوزارات والإدارات والم�ؤ�س�سات‬ ‫العامة و�شركات وم�ؤ�س�سات القطاع العام‪ ،‬وكذلك‬ ‫القطاع الم�شترك الذي ال تقل م�ساهمة الدولة فيه‬ ‫عن ‪ %75‬من ر�أ�س مالها"‪.‬‬ ‫ب���د�أ الأردن �إعتب���اراً من ‪ 16‬حزي���ران (يونيو)‬ ‫الفائ���ت‪ ،‬فر����ض ر�س���وم عل���ى وارادته م���ن مادة‬ ‫حديد الت�سليح‪ ،‬بمق���دار ‪ 80‬ديناراً للطن‪ ،‬بح�سب‬ ‫بيان ر�سمي‪� ،‬ص���در عن وزارة ال�صناع���ة والتجارة‬ ‫الأردنية‪.‬‬ ‫وتوق���ع مراقب���ون �أن "يلق���ى الق���رار ترحيب���ا ً من‬ ‫م�صان���ع الحدي���د ف���ي الأردن‪ ،‬التي تبل���غ طاقتها‬ ‫الإنتاجية �أكث���ر من ‪� 520‬ألف ط���ن �سنويا ً‪ ،‬وحاجة‬ ‫ال�س���وق ‪� 540‬أل���ف ط���ن‪ ،‬يت���م �إ�ستي���راد الكمية‬ ‫المتبقية‪ ،‬والبالغة ‪� 20‬ألف طن من الخارج"‪.‬‬ ‫طل���ب رئي�س الوزراء الأردن���ي عبد اهلل الن�سور‬ ‫من ال���وزارات والدوائر ذات العالق���ة الإ�سراع في‬ ‫تقديم الم�شاريع التنموية الر�أ�سمالية الممولة من‬ ‫المنحة الخليجية‪.‬‬ ‫و�أك���د الن�سور عل���ى �أهمية رفع جاهزي���ة الوزارات‬ ‫وزي���ادة التن�سي���ق بينه���ا لال�ستف���ادة المثلى من‬ ‫المنح���ة الخليجية البالغ���ة ‪ 5‬ملي���ارات دوالر على‬ ‫م���دى ‪� 5‬سنوات ت�ص���رف باالتفاق بي���ن الجانبين‬ ‫على م�شروعات تنموية في المملكة‪.‬‬ ‫توق���ع الم�ص���رف المرك���زي المغرب���ي نم���واً‬ ‫يتراوح بي���ن ‪ 4.5‬و‪ 5.5‬في المئ���ة نهاية العام‬ ‫الحال���ي‪ ،‬م�ستفيداً من تح�س���ن المح�صول الزراعي‬ ‫و�إنتاج نح���و ‪ 10‬ماليين طن م���ن الحبوب‪ ،‬وعودة‬ ‫االنتعا����ش �إل���ى قطاع���ات ال�سياح���ة وتحوي�ل�ات‬ ‫المغتربين و�إرتف���اع الإ�ستثم���ارات الخارجية نحو‬ ‫‪ 32‬في المئة‪.‬‬ ‫وح���ذر ف���ي المقاب���ل م���ن الأث���ر ال�سلب���ي للو�ضع‬ ‫ال�سيا�س���ي عل���ى الأداء االقت�ص���ادي ف���ي حال لم‬ ‫تعال���ج الحكوم���ة خالفاته���ا الداخلي���ة بي���ن حزبي‬ ‫"اال�ستق�ل�ال" و"العدال���ة والتنمي���ة"‪ .‬و�إعتب���ر في‬ ‫تقري���ر �أ�ص���دره �أخيراً بع���د �إجتماع���ه الف�صلي �أن‬ ‫"الو�ضع المالي واالقت�صادي يبقى ه�شا ً ومرتبطا ً‬ ‫بمعطي���ات عدة منه���ا الو�ضع ال�سيا�س���ي الداخلي‬ ‫والأزمة في دول الإتحاد الأوروبي"‪.‬‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪11‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون عربية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف العربي‬

‫�إلى متى يقبعون في ال�سجن من دون محاكمة؟‬ ‫�أولوي ��ة الأولويات ف ��ي حقوق الإن�س ��ان وفقاً‬ ‫للمواثي ��ق الدولي ��ة تق ��وم عل ��ى عن�صري ��ن‬ ‫�إثني ��ن رئي�سيي ��ن‪ ،‬و�إن كان ��ت هن ��اك حق ��وق‬ ‫�أخ ��رى مهم ��ة وذات �أولوي ��ة‪ ،‬ولكنها ال ترقى‬ ‫�إلى هاتين الأولويتين‪:‬‬ ‫�أوالهم ��ا‪ :‬الح ��ق ف ��ي الحي ��اة‪ ،‬وتتف ��ق الي ��وم‬ ‫كل الت�شريع ��ات الدولي ��ة عل ��ى �أن الحياة هي‬ ‫مك�س ��ب �إله ��ي �أو طبيع ��ي بقط ��ع النظ ��ر عن‬ ‫المعتق ��دات‪ ،‬ال يح ��ق لأي �إن�س ��ان �سحبه ��ا‪،‬‬ ‫وتعتبر �أولوية الأولويات المطلقة‪.‬‬ ‫�أم ��ا ثانيهم ��ا‪ :‬فه ��ي الحري ��ة الفردي ��ة‪ ،‬وهذه‬ ‫الحري ��ة تختلف من حرية التعبير �إلى حرية‬ ‫المعتق ��د �إل ��ى حري ��ة التنقل‪� ،‬إل ��ى غيرها من‬ ‫ن�ص ��ت عليها تل ��ك المواثيق‬ ‫الحري ��ات‪ ،‬الت ��ي ّ‬ ‫و�أ ّك ��دت عليه ��ا ت�أكي ��داً �شدي ��داً‪ .‬والحري ��ات‬ ‫العام ��ة ف ��ي التعري ��ف المتف ��ق علي ��ه ه ��ي‬ ‫مجموعة الحريات الفردية المتنا�سقة بحكم‬ ‫القوانين �أو الأعراف والتقاليد المرعية‪.‬‬ ‫ولع ��ل �أه ��م ما ر ّكزت ��ه الثورة ف ��ي تون�س منذ‬ ‫ح�صوله ��ا ه ��و الت�أكي ��د المطلق عل ��ى هاتين‬ ‫الأولويتي ��ن‪ ،‬ف�س ��ادت حرية التعبي ��ر عموماً‪،‬‬ ‫و�إن بات ��ت حالي� �اً مه ��ددة ب�ش ��كل وا�ض ��ح ف ��ي‬ ‫م ��ا يتعر� ��ض ل ��ه البع� ��ض م ��ن عن ��ت و�أحياناً‬ ‫م ��ن �إعت ��داء ب�سب ��ب ممار�س ��ة تل ��ك الحرية‪،‬‬ ‫وخ�صو�صاً من الإعالميين‪ ،‬بق�صد �إرهابهم‪،‬‬ ‫ومحاول ��ة تكمي ��م �أفواهه ��م‪ ،‬والع ��ودة به ��م‬ ‫�إل ��ى مرب ��ع الخن ��وع وال�صم ��ت �أو تزيي ��ف‬ ‫الحقائ ��ق‪� ،‬أو الخ�ض ��وع للرقاب ��ة الخارجي ��ة‬ ‫�أو الذاتية‪ ‬وتحويله ��م �إل ��ى مج ��رد �أدوات‬ ‫"بروباغندا"‪.‬‬ ‫كم ��ا �أن عدم تنفي ��ذ �أي حكم بالإعدام هو وال‬ ‫�ش ��ك مك�سب‪ ،‬و�إن كان يع ��ود عموماً �إلى عهد‬ ‫زي ��ن العابدين بن علي ال�سابق من حيث ‪� ،‬إن‬ ‫الأح ��كام ال�صادرة‪ ‬بالإع ��دام ل ��م ينف ��ذ منها‪،‬‬ ‫�إال القلي ��ل والقلي ��ل جداً‪ ،‬فيم ��ا بقي ع�شرات‬ ‫المحكومب ��ن مع ّلقي ��ن‪ ،‬لزي ��ارات �آخ ��ر الليل‬ ‫لإحتمال جرهم �إلى الم�شانق‪.‬‬ ‫وم ��ن الم�ؤ�س ��ف �أن يك ��ون �ص ��در من ��ذ �أي ��ام‬ ‫‪10‬‬

‫حك ��م باالعدام‪ ،‬لي�س منتظراً ل ��ه التنفيذ ما العدالة غير وارد‪.‬‬ ‫دام الرئي� ��س من�صف المرزوق ��ي في موقعه‪ ،‬وم ��ن هن ��ا ف� ��إن االحتف ��اظ بع ��دد من ال ��وزراء‬ ‫ب�إعتب ��ار كونه م ��ن منظومة حق ��وق الإن�سان والم�س�ؤولي ��ن ال�سابقي ��ن خ ��ارج حت ��ى الزم ��ن‬ ‫الم�سم ��وح ب ��ه قانون� �اً‪ ،‬وتج ��اوزه ب�أ�شه ��ر‬ ‫الراف�ضة لهذه العقوبة‪.‬‬ ‫ولع ّل ��ه وعل ��ى الأق ��ل‪ ،‬يقدم ع ��ى �إ�ص ��دار عفو عدي ��دة ت ��كاد تبل ��غ ال�سن ��ة ‪ ،‬لي� ��س م ��ن دول ��ة‬ ‫ع ��ن كل الذي ��ن �ص ��درت ب�ش�أنه ��م �أح ��كام القانون ف ��ي �شيء‪ ،‬ف�إما محاكم ��ة تتوفر فيها‬ ‫�إع ��دام‪ ،‬يح ��ول بموجب ��ه تل ��ك الأح ��كام �إل ��ى ال�ضمان ��ات جميع� �اً ‪� ،‬أو ليطل ��ق �سراحه ��م ف ��ي‬ ‫�أح ��كام بالأ�شغ ��ال ال�شاق ��ة بحك ��م �صالحياته �إنتظ ��ار محاكم ��ة ال يب ��دو �أن موعده ��ا ف ��ي‬ ‫الأفق‪ ،‬خ�صو�صاً و�أنه يبدو �أن الكثيرين منهم‬ ‫الد�ستورية‪.‬‬ ‫لك ��ن هذا لي�س مو�ضوعنا الي ��وم ومو�ضوعنا ال تتوفر‪� ‬ضده ��م �أد ّلة قاطع ��ة �أو غير قاطعة‪،‬‬ ‫بالأ�سا� ��س يتعل ��ق بالحري ��ة الفردي ��ة‪ ،‬وه ��ذه �أو يمك ��ن �أن يكون ��وا خا�ضعين‪ ‬لن�صو� ��ص‬ ‫الحري ��ة لي�ست‪ ‬حري ��ة مطلق ��ة‪ ،‬فه ��ي مق ّيدة �سابق ��ة الو�ض ��ع‪ ،‬وبالتالي فلع ��ل الخوف لدى‬ ‫ال�سلط ��ات ه ��و �أن تنتهي المحاكم ��ات الفعلية‪،‬‬ ‫بالقوانين الم�ضبوطة المحددة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وبم ��ا �أن الث ��ورة �أع ��ادت لتون� ��س حقه ��ا ف ��ي بع ��د �إتهام ��ات كثي ��رة متنوع ��ة‪� ،‬إل ��ى تبرئ ��ة ال‬ ‫ال�سالم ��ة البدنية‪ ‬للأف ��راد‪ ،‬و�ضمن ��ت تريده ��ا الطبق ��ة ال�سيا�سية الحالي ��ة �أو لع ّلها‬ ‫الحرية الفردية‪ ،‬ف�إنه يبدو غريباً �أن ي�ستمر تخ�شاها‪.‬‬ ‫التج ��اوز‪ ،‬والتطاول عل ��ى القانون‪� ،‬سواء من وعموم� �اً فلعله جاء الوق ��ت لتوفير �ضمانات‬ ‫للمواطني ��ن‪ ،‬ونح ��ن نعي�ش ف ��ي �أعقاب ثورة‪،‬‬ ‫طرف ال�سلطة التنفيذية �أو الق�ضائية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وهن ��ا نو ّد �أن ن�شير الى �أن مجموعة من كبار وال نق ��ول ق�صدا تحت ظ ��ل ثورة‪ ،‬لأن الكثير‬ ‫م ��ن �سب ��ق �أن تول ��وا ال�سلط ��ة‪ ،‬وبقطع النظر م ��ن الت�صرف ��ات وال�سل ��وك داخ ��ل الطبق ��ة‬ ‫عم ��ا ُين�س ��ب �إليه ��م م ��ن �أفع ��ال‪ ،‬يقبع ��ون في ال�سيا�سية بحكامها ومعار�ضيها تتناق�ض مع‬ ‫ال�سج ��ون من ��ذ الأ�سابيع الأول ��ى ل�سنة ‪ 2011‬روح الث ��ورة‪� ،‬إذن توفي ��ر �ضمان ��ات للمواطن‪،‬‬ ‫ف ��ي التحدي ��د بالن�سب ��ة الى حريت ��ه وو�ضعه‬ ‫�أي لأكثر من �سنتين‪.‬‬ ‫ومن حق العدالة وال �شك‪� ،‬أن تحا�سبهم على ف ��ي حال ��ة �إيق ��اف‪ ،‬لم ��دة �أي ��ام �أو �أ�سابي ��ع �أو‬ ‫م ��ا ب ��دا لها من تج ��اوزات م ��ن طرفهم‪ ،‬وكل �أ�شهر‪ ،‬ثم �إطالق �سراحه‪.‬‬ ‫تغيي ��ر ف ��ي الأنظمة عبر التاري ��خ عرف مثل لع ��ل ق�ضاتن ��ا المحترمي ��ن م ��ن م ��ا ي�سم ��ى‬ ‫تل ��ك الت�صرفات‪ ،‬بغ� ��ض النظر من تقييمها‪ ،‬بالق�ض ��اء الواق ��ف ي�ست�سهل ��ون و�ض ��ع النا�س‬ ‫ولكنن ��ا كنا‪ ‬نحن والكثيرون نعتق ��د �أن دولة وراء الق�ضب ��ان‪ ،‬غي ��ر �شاعرين دوم ��ا بم�آ�سي‬ ‫القانون قد جاء �أوانها‪ ،‬و�أن المتهمين منهم العائ�ل�ات داخ ��ل المجتم ��ع‪ ،‬والإ�ضط ��راب‬ ‫ال بد �أن يتمتعوا‪ ‬بالحق في محاكمة عادلة‪ ،‬ال ��ذي يدخل عل ��ى حياتهم �إ�ضاف ��ة للأ�ضرار‬ ‫وفقاً للمعايير المتعارفة والنزاهة الالزمة‪ ،‬النف�سي ��ة عل ��ى من يت ��م �إيقافه ��م ‪ ،‬ثم يطلق‬ ‫وذل ��ك ف ��ي الآج ��ال الت ��ي �ضبطه ��ا القان ��ون �سراحه ��م بع ��د �أن يتب ّي ��ن �أنه ��م �أبري ��اء مم ��ا‬ ‫ُن�س ��ب و ُين�س ��ب �إليه ��م‪� ،‬أل ��م يك ��ن �أن�س ��ب �أن‬ ‫للإحتفاظ بهم بين يدي العدالة‪.‬‬ ‫ولع ��ل الأه ��م م ��ن كل ال�ش ��يء ه ��و �أن يبق ��ى يبقوا خ ��ارج ال�سجون مع �إعتم ��اد ال�ضمانات‬ ‫الم ��رء في حال ��ة �سراح‪ ،‬م ��ا دام يتمتع بمحل المعتم ��دة في البلدان الديموقراطية‪ ،‬حيث‬ ‫�إقامة معروف‪ ،‬وم ��ا دام محروماً من ال�سفر حرية الفرد مقد�سة ؟‬ ‫بق ��رار ق�ضائ ��ي ال ينبغي �أن ال يكون محدوداً �أم �أننا نتابع ال�سير على خطى الما�ضي ؟!‬ ‫تون�س ‪ -‬عبد اللطيف الفراتي‬ ‫ف ��ي الزم ��ن‪ ،‬وم ��ا دام �إن�سحاب ��ه م ��ن �أم ��ام‬

‫العدد ‪ - 10‬متوز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫م�صر‪� :‬إيرادات ال�سياحة ارتفعت ‪ 12.5‬في المئة خالل ‪� 5‬أ�شهر‬ ‫�إرتفع ��ت �إيرادات قن ��اة ال�سوي� ��س بن�سبة واحد‬ ‫ف ��ي المئة في �أيار (مايو) الما�ضي‪ ،‬و�أفاد موقع‬ ‫�إلكتروني تابع للحكومة الم�صرية‪ ،‬ب�أن "قيمتها‬ ‫بلغ ��ت ‪ 438.1‬مليون دوالر‪ ،‬ف ��ي مقابل ‪434.6‬‬ ‫ملي ��ون دوالر في ال�شهر ذاته م ��ن العام ‪،2012‬‬ ‫بينم ��ا و�صل ��ت �إل ��ى ‪ 406.1‬ماليي ��ن دوالر في‬ ‫ني�سان (�أبريل)‪.‬‬ ‫وكان ��ت الحكومة الم�صرية رفع ��ت ر�سوم عبور‬ ‫ال�سف ��ن لقن ��اة ال�سوي� ��س مطل ��ع �أي ��ار (ماي ��و)‬ ‫الما�ضي ف ��ي م�سعى �إلى زي ��ادة الإيرادات‪ ،‬في‬ ‫وق ��ت يكاف ��ح االقت�صاد لمواجهة �أزم ��ة العملة‪.‬‬ ‫وتُعد �إي ��رادات القن ��اة من الم�ص ��ادر الرئي�سة‬ ‫للنق ��د الأجنبي ف ��ي الإقت�صاد الم�ص ��ري‪� ،‬إلى‬ ‫جان ��ب ال�سياح ��ة و�ص ��ادرات النف ��ط والغ ��از‬ ‫وتحويالت الم�صريين من الخارج‪.‬‬ ‫�إل ��ى ذل ��ك‪� ،‬أعل ��ن وزي ��ر ال�سياح ��ة الم�ص ��ري‬ ‫ه�شام زعزوع‪ ،‬ح�صول "انفراج ن�سبي في �أزمة‬ ‫ال�سياح ��ة بنم ��و �إيراداتها ف ��ي الأ�شهر الخم�سة‬ ‫الما�ضي ��ة من ه ��ذه ال�سن ��ة‪ ،‬بن�سب ��ة ‪ 12.5‬في‬ ‫المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الما�ضي‪،‬‬ ‫عل ��ى رغ ��م اال�ضطراب ��ات"‪ .‬وق� �دّر قيمته ��ا ب� �ـ‬ ‫"‪ 4‬ملي ��ارات دوالر �أنفقه ��ا ‪ 5‬ماليي ��ن �سائح"‪.‬‬ ‫و�إعتب ��ر ان ال�سائح يتعامل "م ��ع منطقة البحر‬ ‫الأحم ��ر و�سيناء‪ ،‬وك�أنه ��ا جمهورية مختلفة عن‬

‫وزير ال�سياحة الم�صري ه�شام زعزوع‬

‫م�ص ��ر‪ ،‬متغا�ضي ًا عما يحدث ف ��ي المحافظات‬ ‫الأخ ��رى"‪ .‬و�أو�ض ��ح �أن متو�سط ن�س ��ب الإ�شغال‬ ‫في مناط ��ق البحر الأحمر و�سين ��اء "ارتفع �إلى‬ ‫نحو ‪ 65‬في المئة‪ ،‬فيما تتراوح في القاهرة بين‬ ‫‪ 20‬و‪ 25‬ف ��ي المئ ��ة‪ ،‬وال تتجاوز ‪ 13‬في المئة في‬ ‫ال�صعيد‪ ،‬وهي المناطق التي ال تزال تعاني"‪.‬‬ ‫ولف ��ت في لقاء م ��ع �إتحاد الكت ��اب ال�سياحيين‪،‬‬ ‫�إل ��ى "تراج ��ع �أع ��داد ال�سي ��اح من بل ��دان مثل‬ ‫بريطانيا‪ ،‬التي كانت تُعد ثاني �أكبر �سوق لجهة‬ ‫الع ��دد‪ ،‬وباتت في المرك ��ز الثالث"‪ .‬والحظ �أن‬ ‫متو�س ��ط �إنفاق ال�سائح "ارتف ��ع عن الم�ستويات‬ ‫المنخف�ضة التي بلغها خالل �سنة الثورة لي�صبح‬ ‫‪ 70.3‬دوالر لليلة‪ ،‬لكن ��ه ال يزال متدني ًا مقارنة‬ ‫بما حققه عام ‪ 2010‬عندما بلغ ‪ 85‬دوالر ًا"‪.‬‬

‫حوادث الطرق تك ّبد المنطقة العربية ‪ 60‬مليار دوالر �سنوي ًا‬ ‫ق ��در خب ��راء خ�سائ ��ر المنطق ��ة العربي ��ة جراء‬ ‫ح ��وادث المرور ب�أكثر من ‪ 60‬مليار دوالر �سنوي ًا‪،‬‬ ‫في حين �أك ��د تقرير �أ�صدرت ��ه م�ؤ�س�سة "بوز �أند‬ ‫كومبان ��ي" �أخي ��ر ًا �أن ه ��ذه الح ��وادث ت�شكل ‪10‬‬ ‫ف ��ي المئة م ��ن الم�ستويات العالمي ��ة‪ ،‬ما "يحتم‬ ‫عل ��ى حكومات المنطق ��ة بذل ق�ص ��ارى جهدها‬ ‫لتبني �إ�ستراتيجية متعددة الأبعاد لل�سالمة على‬ ‫الطرق"‪.‬‬ ‫و�أظه ��رت �إح�صاءات البنك الدول ��ي �أن حوادث‬ ‫الطرق ُت�سفر عن مقت ��ل ‪ 1.2‬مليون �شخ�ص في‬ ‫العال ��م و�إعاق ��ة �أو �إ�صاب ��ة �أكثر م ��ن ‪ 10‬ماليين‬ ‫�سنوي ًا‪ ،‬كما يتوقع �أن ت�صبح‪ ،‬بالمعدالت الحالية‪،‬‬ ‫�سبب الوفاة الخام�س عالمي ًا بحلول عام ‪،2030‬‬ ‫بعدما كانت في المرتبة الـ‪ 10‬عام ‪.2010‬‬

‫و ُتعتب ��ر الأرق ��ام ف ��ي منطق ��ة ال�ش ��رق الأو�سط‬ ‫و�شم ��ال �إفريقيا مقلقة في �شكل خا�ص‪� ،‬إذ ت�ؤدي‬ ‫حوادث الطرق �إلى مقتل ما بين ‪ 17‬و‪� 22‬شخ�ص ًا‬ ‫ل ��كل ‪� 100‬ألف ن�سم ��ة �سنوي ًا‪ ،‬مقارن ��ة بمتو�سط‬ ‫دول منظم ��ة التعاون االقت�صادي والتنمية البالغ‬ ‫‪� 6.2‬أ�شخا�ص لكل ‪� 100‬ألف ن�سمة‪.‬‬ ‫و�أ�شار تقرير "بوز �آند كومباني" �إلى �أن حكومات‬ ‫المنطقة تعمل على تنظيم الإ�ستجابات لحوادث‬ ‫الطرق عل ��ى نموذج "هادون"‪ ،‬وهو نموذج ي�شيع‬ ‫�إ�ستخدام ��ه ف ��ي مج ��ال الوقاية م ��ن الإ�صابات‬ ‫ويغط ��ي كل المراحل المعنية بالحوادث‪ ،‬بما في‬ ‫ذلك مرحلة ما قبل وقوع الحادث ومرحلة وقوعه‬ ‫ومرحلة ما بعد وقوعه‪� ،‬إال �أن المنطقة تعاني من‬ ‫وجود عيوب في كل عن�صر من النموذج‪.‬‬

‫�أعل���ن �صن���دوق النق���د الدول���ي �أن���ه �أج���رى‬ ‫نقا�ش���ات م���ع البنك المرك���زي اليمن���ي والحكومة‬ ‫اليمنية للتو�صل �إلى �صيغة تفاهم بين الطرفين‪،‬‬ ‫لخف�ض ديون تتجاوز ‪ 1.6‬مليار دوالر �إقتر�ضتها‬ ‫الحكومة من البن���ك المركزي في الفترة الما�ضية‪.‬‬ ‫وتوقع ممثل���ه المقيم في اليمن غ���ازي �شبيكات‪،‬‬ ‫�أن تق���وم الحكومة اليمنية بخف����ض ديونها للبنك‬ ‫المرك���زي بم���ا يتالءم م���ع الم�ستوى ال���ذي يحدده‬ ‫قانون���ه‪ .‬و�أو�ضح ف���ي بيان �أن نج���اح الحكومة في‬ ‫خف�ض هذه المديونية يعتمد على تنفيذ �إ�صالحات‬ ‫مالية و�سرعة وفاء الدول المانحة بالتزاماتها التي‬ ‫�أقرته���ا ف���ي �إجتماع���ات ا�صدقاء اليم���ن والدولة‬ ‫المانحة والبالغة نحو ثمانية مليارات دوالر‪.‬‬ ‫قالت نوروز مولود محم���د �أمين‪ ،‬مديرة هيئة‬ ‫اال�ستثم���ار ف���ي حكوم���ة �إقليم كرد�ست���ان‪ ،‬وبلغة‬ ‫الأرقام عن حجم اال�ستثم���ارات في الإقليم‪ ،‬قائلة‬ ‫�إن "حج���م �إ�ستثم���ارات القط���اع الخا����ص العراقي‬ ‫والعربي والأجنبي في عموم الإقليم يبلغ ‪ 22‬مليار‬ ‫دوالر تتوزع على قطاعات بناء المجمعات ال�سكنية‬ ‫والفن���ادق وال�سياحة والتج���ارة وال�صناعة‪ ،‬وي�أتي‬ ‫المجال الزراعي ف���ي ذيل القائمة"‪ ،‬م�شيرة �إلى �أن‬ ‫"حجم اال�ستثمارات في القطاع الزراعي حتى الآن‬ ‫يبلغ ‪ 285‬مليون دوالر"‪.‬‬ ‫�أعلن���ت الهيئ���ة الم�صري���ة العام���ة لل�سل���ع‬ ‫التمويني���ة �أن �ش���روط مناق�ص���ات القم���ح ف���ي‬ ‫الم�ستقب���ل �ستظ���ل كالمعت���اد‪ ،‬بم���ا ف���ي ذل���ك‬ ‫ا�ستخدام الدوالر وترتيبات ال�شحن‪.‬‬ ‫وقال نائب رئي�س الهيئ���ة ممدوح عبد الفتاح عبر‬ ‫الهات���ف لوكالة "رويت���رز" رداً عل���ى تكهنات ب�أن‬ ‫م�ص���ر‪� ،‬أكبر م�ست���ورد للقمح في العال���م قد تغير‬ ‫العمل���ة �أو �شروط ال�شحن حي���ن ت�شتري من ال�سوق‬ ‫الدولية‪ ،‬انه "ال توج���د تغييرات والأمر �سيظل كما‬ ‫كان"‪.‬‬ ‫ك�ش���ف تقرير للم�ص���رف المرك���زي الم�صري‬ ‫�أن تحوي�ل�ات الم�صريين في الخ���ارج �سجلت �أعلى‬ ‫م�ستوياته���ا لت�ص���ل �إلى ‪ 13.9‬ملي���ار دوالر‪ ،‬من‬ ‫تم���وز (يوليو) ‪� 2012‬إل���ى �آذار (مار�س) ‪،2013‬‬ ‫في مقابل ‪ 12.9‬ملي���ار دوالر خالل الفترة ذاتها‬ ‫م���ن ال�سنة المالي���ة الما�ضي���ة‪ ،‬بزيادة نح���و مليار‬ ‫دوالر‪.‬‬ ‫و�أف���اد التقرير ب����أن الإي���رادات ال�سياحي���ة زادت‬ ‫نح���و ملي���ار دوالر لت�سج���ل ‪ 8.1‬ملي���ارات دوالر‪،‬‬ ‫ف���ي مقابل ‪ 7.1‬ملي���ارات خالل الأ�شه���ر الت�سعة‬ ‫المذكورة‪ ،‬وبلغ �صاف���ي تدفق المبالغ المالية �إلى‬ ‫الداخل نحو ‪ 4.3‬مليارات دوالر‪ ،‬في مقابل خروج‬ ‫نحو ‪ 2.7‬ملياري دوالر في الفترة ذاتها‪.‬‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪13‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون عربية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫ثروات الأغنياء في المنطقة العربية زادت رغم �أزمة المال العالمية‬ ‫�أك ��د �أغنياء من ال�شرق الأو�س ��ط و�شمال �أفريقيا‬ ‫�أن ثرواته ��م زادت على رغم �أزمة المال العالمية‬ ‫الت ��ي ت�أثر به ��ا معظم دول العال ��م‪ .‬و�أ�شار تقرير‬ ‫�أ�ص ��دره �أخير ًا ق�س ��م �إدارة الث ��روات والإ�ستثمار‬ ‫في "بن ��ك باركليز"‪� ،‬إل ��ى �أن �أ�صح ��اب الثروات‬ ‫في المنطق ��ة يبدون ثقة متزاي ��دة حيال �إمكانية‬ ‫التنمي ��ة ال�سريع ��ة لثرواته ��م مقارن ��ة ب�أثري ��اء‬ ‫الأ�س ��واق الأخ ��رى حول العالم‪ .‬و�أجم ��ع �أكثر من‬ ‫ن�صف الم�شاركي ��ن من المنطقة (‪ 60‬في المئة)‬ ‫ف ��ي ا�ستط�ل�اع �أج ��راه الق�س ��م‪ ،‬و ُوزع ��ت ن�سخته‬ ‫العربي ��ة في دب ��ي‪ ،‬عل ��ى �إمكانية ت�شكي ��ل الثروة‬ ‫الآن في �ش ��كل �أ�سرع من ال�ساب ��ق‪ ،‬في مقابل ‪43‬‬ ‫ف ��ي المئة ف ��ي �أوروب ��ا و‪ 31‬في المئة ف ��ي �أميركا‬ ‫ال�شمالية‪.‬‬ ‫ولفت �أكثر من ن�صف الم�شاركين في الإ�ستطالع‬ ‫(‪ 54‬ف ��ي المئ ��ة)‪� ،‬إلى �أن الإ�ستثم ��ارات الفردية‬ ‫�ساهم ��ت في �شكل كبير ف ��ي ثرواتهم الإجمالية‪،‬‬ ‫مقارنة بم�ص ��ادر الدخل الأخرى كالميراث (‪49‬‬ ‫في المئ ��ة)‪ .‬ولفت ‪ 50‬في المئة م ��ن الم�شاركين‬ ‫في الإ�ستط�ل�اع من المنطقة‪� ،‬إلى �إرتفاع م�ستوى‬ ‫ثرواتهم خالل اال�ضطرابات المالية الأخيرة‪ ،‬ما‬ ‫يثبت ميل �أثرياء ال�شرق الأو�سط و�شمال �أفريقيا‬ ‫�إل ��ى �إمت�ل�اك وجهات نظ ��ر �أكث ��ر �إيجابية حيال‬ ‫النك�س ��ات المالية مع �إظه ��ار عزيمة �أكبر للتغلب‬ ‫عل ��ى ال�شدائ ��د‪ .‬و�أكد ‪ 45‬في المئ ��ة من �أ�صحاب‬ ‫الث ��روات الع ��رب‪� ،‬أن الأزم ��ة المالي ��ة الأخيرة‪،‬‬ ‫قدم ��ت �إليهم العديد من الفر�ص‪ ،‬على �إعتبار �أن‬ ‫الإخفاق ��ات ال�سابقة في م�ساعي ري ��ادة الأعمال‬ ‫تزيد من فر�ص نجاح �أي م�شروع تجاري جديد‪.‬‬ ‫وي�ستن ��د التقري ��ر ال ��ذي يحم ��ل عن ��وان "الأ�صل‬ ‫والمي ��راث‪ :‬تغير نظ ��ام ت�شكيل الث ��روة" ويندرج‬ ‫من �ضمن �سل�سل ��ة "ر�ؤى الثروات" الذي ي�صدره‬ ‫الق�س ��م‪� ،‬إلى �إ�ستطالع �ض ��م �آراء �أكثر من �ألفين‬ ‫من �أ�صح ��اب الثروات‪ ،‬بينهم عدد من كبار رواد‬ ‫الأعمال ورج ��ال الأعم ��ال والم�ستثمرين‪ .‬و�ش ّكل‬ ‫التقري ��ر درا�س ��ة مع ّمقة ح ��ول الآلي ��ات الراهنة‬ ‫لت�شكيل الث ��روات و�إنفاقها وتبادله ��ا في العالم‪،‬‬ ‫كما تناول الم�شه ��د العالمي للثروة‪ ،‬والدور الذي‬ ‫تلعبه الثقافات المختلفة في التح�ضير للم�ستقبل‬ ‫�آخذ ًا في االعتبار موقف الثقافات تجاه التخطيط‬ ‫للثروة والميراث والعمل الخيري‪.‬‬ ‫وفي �إقت�ص ��ادات ال�شرق الأو�سط و�شمال �أفريقيا‬ ‫‪12‬‬

‫بنك باركليز‬

‫ذات النم ��و المت�س ��ارع‪� ،‬أو�ض ��ح نحو ثالث ��ة �أرباع‬ ‫الم�شاركي ��ن (‪ 73‬في المئة) ف ��ي الإ�ستطالع‪� ،‬أن‬ ‫الق�س ��م الأكبر من ثرواته ��م ُجمِ ع في غ�ضون �أقل‬ ‫من ‪� 20‬سنة‪ .‬ويميل الأثرياء في هذه المنطقة �إلى‬ ‫توظي ��ف جزء �أكبر من موارده ��م في الممتلكات‬ ‫الخا�صة‪ ،‬بد ًال من الأ�صول والمقتنيات الملمو�سة‪.‬‬ ‫وتت ��وزع ثروات �أثرياء المنطقة في �شكل كبير في‬ ‫الممتلكات الخا�ص ��ة (‪ 30‬في المئة من الثروة)‪،‬‬ ‫تليها الإ�ستثمارات (‪ 23‬ف ��ي المئة) والمدخرات‬ ‫النقدية (‪ 20‬في المئ ��ة)‪ .‬وفي المقابل يتجه ‪13‬‬ ‫في المئة من الثروة فقط �إلى الأ�صول الملمو�سة‪.‬‬ ‫وم ��ع تنامي حجم الثروات وتكوينها بمعدل �أ�سرع‬ ‫من �أي وقت م�ضى‪ ،‬تطرق التقرير �إلى التحديات‬ ‫التي تواجه الأف ��راد الحديثي الث ��راء والعائالت‬ ‫التي تحتاج �إلى ر�سم خط ��ط للم�ستقبل‪ .‬و�أو�ضح‬ ‫التقري ��ر �أن العديد م ��ن �أثرياء العال ��م يف�ضلون‬ ‫الآن تقدي ��م �أمواله ��م �إل ��ى العائل ��ة والأ�صدق ��اء‬ ‫والأعمال الخيرية ف ��ي حياتهم بد ًال من توريثها‪،‬‬ ‫�إذ يعتبرون ثرواته ��م �أداة "تمكين"‪ .‬وي�سود هذا‬ ‫التوج ��ه ال�شرق الأو�سط و�شمال �أفريقيا في �شكل‬ ‫خا�ص‪ ،‬حي ��ث يخطط ‪ 19‬في المئة م ��ن الأثرياء‬ ‫لوهب كامل ثروتهم للعائلة والأ�صدقاء والجهات‬ ‫الخيري ��ة خالل حياتهم مقارنة بخم�سة في المئة‬ ‫فقط في بريطاني ��ا و�أربعة في المئة في الواليات‬

‫العدد ‪ - 10‬متوز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫المتح ��دة‪ .‬وك�شف ‪ 96‬في المئة م ��ن الم�شاركين‬ ‫ف ��ي الإ�ستطالع من المنطقة‪ ،‬ع ��ن تفكيرهم في‬ ‫وه ��ب ثروتهم‪ ،‬جزئي ًا �أو بالكام ��ل‪� ،‬إلى العائلة �أو‬ ‫الأ�صدقاء‪� ،‬إما خالل حياتهم �أو كميراث‪.‬‬ ‫وق ��ال المدي ��ر التنفي ��ذي رئي� ��س �إدارة الثروات‬ ‫واال�ستثمار لل�ش ��رق الأو�سط و�شمال �أفريقيا لدى‬ ‫"بركليز" روري غيلبرت‪� ،‬إن �أ�صحاب الثروات في‬ ‫الأ�سواق الحديث ��ة النمو‪ ،‬يعتبرون الأموال بمثابة‬ ‫�أداة تمكين لعائالتهم‪ ،‬ولذلك يبدي ه�ؤالء رغبة‬ ‫في نق ��ل ثرواتهم وتوريث �أعماله ��م �إلى الأجيال‬ ‫الجدي ��دة‪ .‬وك�شف التقري ��ر �أن "العائالت الثرية‬ ‫ف ��ي المنطقة تتمتع ب ��روح ريادية قوي ��ة مع رغبة‬ ‫وا�ضح ��ة بلع ��ب دور فاع ��ل ف ��ي �إدارة �أمواله ��م‪،‬‬ ‫كم ��ا �أن لديهم ثق ��ة كبيرة بم�ستقب ��ل المنطقة"‪.‬‬ ‫و�إ�ضافة �إلى الميراث‪ ،‬ك�ش ��ف التقرير �أن الأ�صل‬ ‫المتغي ��ر للث ��روة ي�ؤثر ف ��ي �شكل كبير ف ��ي دوافع‬ ‫الأثري ��اء حول العال ��م‪ ،‬لي�صبحوا �أكث ��ر اهتمام ًا‬ ‫بالأعمال الخيري ��ة‪� ،‬إذ يميل �أثرياء المنطقة �إلى‬ ‫تقدي ��م الم ��ال �إلى جه ��ات خيري ��ة‪ ،‬انطالق ًا من‬ ‫ال�شع ��ور بالواج ��ب والم�س�ؤولية (‪ 65‬ف ��ي المئة)‬ ‫والمعتق ��دات الديني ��ة (‪ 60‬في المئ ��ة)‪ .‬وينطبق‬ ‫ذل ��ك على ‪ 69‬في المئة من الأثرياء في بريطانيا‬ ‫و�سوي�سرا‪ ،‬و‪ 71‬ف ��ي المئة في الواليات المتحدة‪،‬‬ ‫و‪ 84‬في المئة في موناكو‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫الموجز الخليجي‬

‫الإمارات تنتظر مليوني �سائح خليجي خالل ال�صيف‬ ‫توق ��ع خبراء في قطاع ال�سياح ��ة و�صول مليوني‬ ‫�سائ ��ح خليج ��ي �إل ��ى الإم ��ارات خ�ل�ال عطل ��ة‬ ‫ال�صيف مقارنة بنحو ‪ 1.3‬مليون العام الفائت‬ ‫ونحو ‪� 800‬ألف �سائح عام ‪.2011‬‬ ‫و�أ�ش ��ار الرئي� ��س التنفيذي لم�ؤ�س�س ��ة "العابدي‬ ‫لل�سياح ��ة وال�سف ��ر" �سعي ��د العاب ��دي �إل ��ى �أن‬ ‫الإمارات عموم� � ًا ودبي خ�صو�ص ًا ب ��د�أت ت�شهد‬ ‫تدف ��ق ال�سي ��اح م ��ن كل ال ��دول‪ ،‬خ�صو�ص� � ًا من‬ ‫دول الخلي ��ج‪ ،‬م ��ع ب ��دء مو�سم ال�صي ��ف‪ .‬وعزا‬ ‫تدف ��ق ال�سي ��اح الخليجيي ��ن �إل ��ى الإم ��ارات‬ ‫�إل ��ى ا�ستم ��رار معان ��اة معظم مناط ��ق الجذب‬ ‫العربي ��ة من تداعي ��ات الربيع العرب ��ي‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إلى دخول تركيا وال ��دول المحيطة ب�سورية �إلى‬ ‫الئحة الدول التي تعان ��ي �إ�ضطرابات �سيا�سية‪،‬‬ ‫ف ��ي وق ��ت نجح ��ت "مفاج� ��آت �صي ��ف دب ��ي"‬ ‫ف ��ي �إ�ستقط ��اب �أعداد كبي ��رة م ��ن الجن�سيات‬ ‫الخليجي ��ة‪ .‬ورجح ��ت درا�سة �أعدته ��ا مجموعة‬ ‫فن ��ادق "بيبلو�س" �أن ي�شكل ال�سعوديون نحو ‪80‬‬ ‫ف ��ي المئة من ال�سي ��اح الخليجيين في الإمارات‬ ‫خالل الفترة المذكورة‪.‬‬ ‫وتوق ��ع العاب ��دي �إ�ستم ��رار تدف ��ق ال�سي ��اح �إلى‬ ‫الإم ��ارات "حت ��ى �إ�شع ��ار �آخ ��ر"‪� ،‬إذ �إرتفع ��ت‬ ‫حجوزات ال�سفر �إلى دبي خالل ال�صيف بمعدل‬ ‫‪ 60‬في المئة‪ ،‬كم ��ا �أن الحجوزات �إلى الإمارات‬ ‫مكتملة‪ .‬و�أك ��دت منظمة ال�سياح ��ة العالمية �أن‬

‫عدد ال�سي ��اح الدوليين الذي ��ن زاروا دبي فقط‬ ‫الع ��ام الما�ض ��ي بل ��غ نح ��و ت�سع ��ة ماليي ��ن‪� ،‬أي‬ ‫�أن الإم ��ارة ا�ستح ��وذت عل ��ى ‪ 17‬ف ��ي المئة من‬ ‫�إجمالي ال�سي ��اح �إلى منطقة ال�ش ��رق الأو�سط‪،‬‬ ‫م�شي ��رة �إل ��ى �أن فنادق الإم ��ارة احتلت المركز‬ ‫الأول لجهة معدالت الإ�شغال في المنطقة‪.‬‬ ‫وت�أت ��ي توقعات ه ��ذه ال�سنة بالتزام ��ن مع �إطالق‬ ‫معظم الفنادق الإماراتية برامج وخطط ًا ترويجية‬ ‫خ�ل�ال ال�صي ��ف‪ ،‬ت�سته ��دف الن ��زالء المحليي ��ن‬ ‫وال�سي ��اح الخليجيي ��ن بالدرج ��ة الأول ��ى‪ ،‬وت�شمل‬ ‫خفو�ض ��ات ت�ص ��ل �إل ��ى ‪ 30‬ف ��ي المئة ف ��ي �أ�سعار‬ ‫الغرف‪ ،‬فيما يوفر بع� ��ض الفنادق عرو�ض ًا ت�شمل‬ ‫تذاك ��ر مجاني ��ة لدخ ��ول مجموعة م ��ن المرافق‬ ‫ال�سياحية والترفيهية في عدد من الإمارات‪.‬‬ ‫وعلى رغم �إرتفاع درج ��ة الحرارة في الإمارات‬ ‫خ�ل�ال ال�صي ��ف‪� ،‬إال �أن "المرك ��ز الإعالم ��ي‬ ‫لم�ؤ�س�س ��ة دبي للمهرجان ��ات والتجزئة" �أكد �أن‬ ‫فعالي ��ات "مفاج� ��آت �صي ��ف دب ��ي" �إ�ستقطبت‬ ‫الع ��ام الما�ض ��ي ‪ 4.36‬ماليي ��ن زائ ��ر �أنفق ��وا‬ ‫‪ 12.3‬ملي ��ار دره ��م (‪ 3.3‬ملي ��ارات دوالر)‪.‬‬ ‫ولف ��ت م�س�ؤول ��ون في القط ��اع الفندق ��ي �إلى �أن‬ ‫ال�سي ��اح المحليي ��ن والخليجيين ي�شكل ��ون �أكثر‬ ‫م ��ن ن�صف ن ��زالء الفنادق خ�ل�ال ال�صيف‪ ،‬ما‬ ‫�شج ��ع الفنادق على تركي ��ز �إهتمامها على هذه‬ ‫ال�شريحة من ال�سياح من خالل عرو�ض خا�صة‪.‬‬

‫ُعمان‪ 2.5 :‬في المئة �إرتفاع العائدات العامة‬ ‫�إرتفع ��ت الإي ��رادات الحكومية ل�سلطن ��ة ُعمان‬ ‫‪ 2.5‬ف ��ي المئة خالل الأ�شهر الأربعة الأولى من‬ ‫ال�سن ��ة مقارنة بالفت ��رة ذاتها الع ��ام الما�ضي‪،‬‬ ‫متجاوزة ‪ 4.716‬مليارات ريال (‪ 12.27‬مليار‬ ‫دوالر)‪ .‬وع ��زت الن�ش ��رة الإح�صائي ��ة ال�شهرية‬ ‫ال�صادرة ع ��ن "المرك ��ز الوطن ��ي للإح�صاء"‬ ‫ه ��ذا االرتفاع �إلى �صعود �صافي �إيرادات النفط‬ ‫حتى نهاية ني�سان (�أبريل) الما�ضي نحو ‪10.1‬‬ ‫ف ��ي المئ ��ة �إل ��ى ‪ 3.5988‬ملي ��ار ري ��ال مقارنة‬ ‫ب� �ـ ‪ 3.2682‬ملي ��ار‪ ،‬و�إرتف ��اع �إي ��رادات �ضريبة‬ ‫الدخل على ال�ش ��ركات �سبعة في المئة �إلى نحو‬ ‫‪ 142‬ملي ��ون ري ��ال‪ ،‬والإي ��رادات الر�أ� ��س مالية‬ ‫‪ 46.3‬في المئة �إلى �ستة ماليين ريال‪.‬‬

‫و�أظهر تراج ��ع �إيرادات الغ ��از ‪ 25.3‬في المئة‬ ‫�إل ��ى ‪ 513‬ملي ��ون ري ��ال‪ ،‬و�إي ��رادات ال�ضريب ��ة‬ ‫الجمركي ��ة ‪ 74.4‬ف ��ي المئة �إل ��ى ‪ 16.9‬مليون‬ ‫ريال‪ .‬ولفتت �إلى �إرتف ��اع �إجمالي الإنفاق العام‬ ‫للحكوم ��ة ‪ 17.7‬في المئة �إل ��ى ‪ 3.6834‬مليار‬ ‫ريال نتيجة �صع ��ود النفقات الجارية ‪ 10.5‬في‬ ‫المئة �إل ��ى ‪ 2.229‬مليار والنفقات الإ�ستثمارية‬ ‫‪� 8.3‬إل ��ى �أكث ��ر م ��ن ‪ 835‬مليون ري ��ال‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إلى �إرتفاع الم�ساهم ��ات ودعم القطاع الخا�ص‬ ‫‪ 81‬ف ��ي المئ ��ة �إل ��ى ‪ 618.6‬ملي ��ون‪ .‬و�أكدت �أن‬ ‫الموازن ��ة العام ��ة �شه ��دت حت ��ى نهاي ��ة ني�سان‬ ‫(�إبري ��ل) الما�ض ��ي فائ�ض ًا تج ��اوز ‪ 997‬مليون‬ ‫ريال مقارنة بنحو ‪ 1.5‬مليار العام الما�ضي‪.‬‬

‫�أ�ص���در �أمي���ر قط���ر ال�شي���خ تميم ب���ن حمد �آل‬ ‫ثاني قراراً ب�إعادة ت�شكي���ل مجل�س �إدارة جهاز قطر‬ ‫للإ�ستثم���ار‪ ،‬و�إ�ستبعد بموجب القرار الجديد رئي�س‬ ‫ال���وزراء القطري ال�سابق ال�شي���خ حمد بن جا�سم من‬ ‫نيابة رئا�س���ة الجهاز‪ ،‬وفق ما �أف���ادت وكالة االنباء‬ ‫القطرية الر�سمية‪ .‬وي�أت���ي �إ�ستبعاد حمد بن جا�سم‬ ‫بعدما خ�سر من�صبه كرئي�س للوزراء ووزير للخارجية‬ ‫في الحكومة الجديدة التي �شكّ لها �أمير قطر الجديد‬ ‫في ‪ 26‬حزيران (يونيو) الفائت غداة توليه من�صبه‬ ‫�إثر تنحي والده ال�شيخ حمد بن خليفة �آل ثاني‪.‬‬ ‫�إرتف���ع الت�ضخم في دول���ة االمارات نحو واحد‬ ‫في المئة خ�ل�ال �أيار (مايو) الما�ض���ي‪ ،‬قيا�سا ً الى‬ ‫ال�شه���ر ذاته م���ن العام الما�ض���ي‪ ،‬نتيج���ة �إرتفاع‬ ‫�أ�سع���ار كثير م���ن ال�سلع والخدم���ات وفي مقدمها‬ ‫الإيجارات‪ .‬و�أعلن "المرك���ز الوطني للإح�صاء" في‬ ‫�أبوظب���ي �أن �أ�سع���ار التجزئ���ة �سجل���ت ارتفاعا ً بلغ‬ ‫‪ 0.26‬ف���ي المئ���ة خالل �أي���ار (ماي���و) مقارن ًة بها‬ ‫في ال�شه���ر ال�سابق‪ ،‬حيث �إرتف���ع الرقم القيا�سي‬ ‫الع���ام لأ�سعار التجزئ���ة �إل���ى ‪ 117.67‬مقارن ًة بـ‬ ‫‪ 117.36‬خ�ل�ال ني�س���ان (�إبري���ل) ال�ساب���ق‪ ،‬كما‬ ‫�إرتف���ع ‪ 0.97‬في المئة خالل �أي���ار (مايو) مقارن ًة‬ ‫بال�شهر ذاته من ‪.2012‬‬ ‫�أكد رئي�س اللجنة الوطنية ل�شركات الإ�سمنت‬ ‫ال�سعودية زامل المق���رن "�أن التن�سيق الذي حدث‬ ‫�أخي���راً بي���ن الجه���ات الر�سمية المعني���ة و�شركات‬ ‫الأ�سمن���ت كان لعالج �أزمة الإ�سمنت الأخيرة ولي�س‬ ‫لإيج���اد حل���ول م�ستقبلي���ة تواكب النم���و المتوقع‬ ‫للطل���ب ف���ي المملك���ة"‪ ،‬م�شي���راً �إل���ى �أن ال�س���وق‬ ‫ت�شه���د انفراج���ا ً ف���ي �أزم���ة الأ�سمنت‪ ،‬وق���ال‪" :‬ال‬ ‫توجد الآن �أزم���ة‪ ،‬وال�سوق م�ستق���رة"‪ ،‬م�ضيفا ً‪" :‬ال‬ ‫�أعتق���د �أن �أحداً يبيع ب�أكثر م���ن ال�سعر المقرر وهو‬ ‫‪ 14‬و‪ 15‬ري���االً (‪ 3.73‬و�أربعة دوالرات) للكي�س‬ ‫وفق المنطقة"‪ ،‬و�أ�شار �إل���ى �أن من يبيع ب�أعلى من‬ ‫ال�سعر المقرر هم فئة محدودة ت�ستغل ت�أخر بع�ض‬ ‫ال�شاحنات الخا�صة بالأ�سمنت وفي �أماكن محدودة‪.‬‬ ‫�أعلن���ت تون����س ان �شرك���ة "الإم���ارات الدولية‬ ‫لالت�صاالت" التي تمتل���ك ‪ %35‬من را�سمال �شركة‬ ‫"ات�ص���االت تون����س" المملوكة للدولة ق���ررت بيع‬ ‫ح�صتها في ال�شركة‪ ،‬و�أن الحكومة التون�سية وافقت‬ ‫على طلب في هذا ال�ش�أن من ال�شركة االماراتية‪.‬‬ ‫وقالت وزارة تكنولوجيا المعلومات واالت�صال في‬ ‫تون�س في بيان "ت���م الإذن لل�شريك الإ�ستراتيجي‬ ‫"الإم���ارات الدولي���ة للإت�صاالت" بمبا�ش���رة عملية‬ ‫عر�ض ح�صته من الم�ساهمة ف���ي ال�شركة الوطنية‬ ‫لالت�صاالت للبيع‪ ،‬وذلك يناء على طلبه"‪.‬‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪15‬‬


‫�ش�ؤون خليجية‬ ‫من الخليج‬

‫زراعة‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫�إنتعا�ش القطاع غير النفطي في �أبو ظبي‬

‫ال�سعودية‪ :‬قطاع المقاوالت‬ ‫ي�سعى لإنقاذ ‪ 4.3‬مليارات دوالر من الهدر‬

‫البيان ��ات الإقت�صادي ��ة الت ��ي �صدرت ف ��ي وقت �سابق م ��ن ال�شهر‬ ‫الفائ ��ت �أ ّك ��دت عل ��ى �أن �أبوظب ��ي ال ت ��زال تتمت ��ع بتح�س ��ن متين‬ ‫و�إرتفاع النمو في جميع القطاعات‪ .‬وهذه البيانات التي ن�شرها‬ ‫"مرك ��ز �إح�ص ��اء �أبوظب ��ي" تظهر �أن النات ��ج المحلي الإجمالي‬ ‫تح�س ��ن ونما بن�سبة ‪ 7.7‬في المئ ��ة خالل العام‪ ،‬لي�صل‬ ‫للإم ��ارة ّ‬ ‫�إلى م�ستوى قيا�سي ‪ 911.59‬مليار درهم في العام ‪� ،2012‬إرتفاعاً‬ ‫من ‪ 846.68‬مليار درهم في العام ‪.2011‬‬ ‫ف ��ي حين توفر البيانات هذه غذاء كثي ��راً للتفكير‪ ،‬هناك �إتجاه‬ ‫واحد �سير�ض ��ي الم�س�ؤولين الحكوميي ��ن والإقت�صاديين هو �أن‬ ‫الأن�شط ��ة والقطاع ��ات غي ��ر النفطي ��ة �ساهمت بنح ��و ‪ 43.5‬من‬ ‫الناتج المحلي الإجمالي في الإمارة خالل العام ‪ 2012‬بالأ�سعار‬ ‫الجاري ��ة‪ .‬وبالنظر �إلى �أن الحكومة عازم ��ة على تنويع �إقت�صاد‬ ‫الإم ��ارة بعي ��داً م ��ن قطاع النف ��ط‪� ،‬سيك ��ون هناك ع ��زاء لها من‬ ‫حقيقة �أن القطاع غير النفطي زاد بن�سبة ‪ 9.6‬في المئة ‪ -‬وهذا‬ ‫ما يتجاوز �أف�ضل التقديرات التي و�ضعت �سابقاً على الورق‪.‬‬ ‫من المهم �أن ن�شير‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬الى �أن النفط يلعب و�سي�ستمر في‬ ‫لع ��ب دور كبي ��ر جدا" في �إقت�صاد الإمارة حيث �ستكون له ح�صة‬ ‫مهم ��ة م ��ن كعكت ��ه‪ .‬فق ��د �أ�شار جه ��از الإح�ص ��اء �أن �سع ��ر المورد‬ ‫الهيدروكربون ��ي ال ي ��زال مرتفع� �اً ن�سبي� �اً رغم �أنه م ��ن المتوقع‬ ‫�أن يكون م�سطحاً خالل العام ‪ ،2013‬نظراً الى زيادة الإنتاج من‬ ‫روا�س ��ب ال�صخر الزيتي وغيرها من الموارد التي ت�أثرت ب�سبب‬ ‫الأحداث الجيو�سيا�سية التي تحركت الآن مرة �أخرى‪.‬‬ ‫ومع ذلك ف�إن البيانات ت�ؤكد �أي�ضاً على �أن �أبوظبي قوية وت�ش ّكل‬ ‫فر�صة �إ�ستثمارية جذابة لأولئك الذين يبحثون عن مالذ �آمن‬ ‫ج ��داً م ��ن الإ�ضطراب ��ات ف ��ي �أماكن �أخ ��رى في المنطق ��ة‪ .‬ومع‬ ‫التق ��دم الحا�ص ��ل ف ��ي مدين ��ة خليف ��ة ال�صناعي ��ة ف ��ي �أبوظب ��ي‬ ‫ف ��ي الربعي ��ن الأخيرين م ��ن الع ��ام ‪ ،2012‬تظهر �أرق ��ام التجارة‬ ‫وال�شح ��ن �أي�ض� �اً �أن القطاع غير النفط ��ي للإمارة �سوف ي�ستمر‬ ‫ف ��ي الإزدهار و�ستزيد ح�صته من النات ��ج المحلي الإجمالي في‬ ‫ال�سنة الحالية وال�سنوات الم�ستقبلية‪.‬‬ ‫لق ��د كان ه ��دف الم�س�ؤولين في �أبوظب ��ي زيادة كبيرة في معدل‬ ‫نم ��و القطاعات الإقت�صادية غير النفطية ذات ال�صلة‪ .‬وبالنظر‬ ‫�إل ��ى �أنه منذ الع ��ام ‪ ،2005‬زادت القطاعات غير النفطية بمعدل‬ ‫‪ 2.4‬مرتي ��ن‪ ،‬ف�إن محرك التنويع ي ��دور على قدم و�ساق ويحقق‬ ‫نجاح� �اً كبي ��راً‪ ،‬كا�سب� �اً مكان� �اً م ��ع ع ��ودة الحي ��اة ال ��ى م�ستوي ��ات‬ ‫التداول التجاري والإنتعا�ش التدريجي للإقت�صاد العالمي‪� .‬إن‬ ‫ه ��ذه البيان ��ات تظه ��ر من دون �أدن ��ى �شك ب�أن تنوي ��ع القطاعات‬ ‫غير النفطية هي �سيا�سة رابحة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫�أبو ظبي ‪� -‬سليم �سلوم‬

‫ك�ش ��ف مجل� ��س الغ ��رف ال�سعودي ��ة عن خطت ��ه ف ��ي مواجه ��ة وزارة العمل‬ ‫لمنا�ص ��رة قطاع المقاوالت �ضد القرار ال ��ذي �إتخذته الوزارة �أخير ًا ب�ش�أن‬ ‫زيادة تكاليف رخ�صة العمل البالغة ‪ 2400‬ريال (‪ 640‬دوالرا")‪.‬‬ ‫وق ��ال فه ��د الحمادي رئي�س اللجن ��ة الوطنية للمقاولين ف ��ي المجل�س‪�" :‬إن‬ ‫اللجن ��ة �إذ تهيب بجميع الم�ؤ�س�سات و�شركات قطاع المقاوالت الإ�سراع في‬ ‫المطالبة بالح�صول على التعوي� ��ض الالزم من الجهات الحكومية المالكة‬ ‫للم�شاري ��ع التي يقومون بتنفيذها‪ ،‬ف�إنها ت�شدد على الجدية في تعاطيها مع‬ ‫هذا الأمر"‪.‬‬ ‫و�أكد �أن اللجن ��ة على �أتم اال�ستعداد للتعاون مع اللجنة الم�شكلة من جهات‬ ‫حكومي ��ة ع ��دة لدرا�سة �آلي ��ة تعوي� ��ض المتعاقدين مع الدولة ع ��ن المقابل‬ ‫المال ��ي لرخ�ص ��ة العم ��ل‪ ،‬وذلك من خ�ل�ال تزويده ��ا بمرئياته ��ا في هذا‬ ‫الخ�صو� ��ص‪ ،‬م�شيرا �إل ��ى �أن اللجنة �أج ��رت درا�سة �شاملة ع ��ن ت�أثير هذا‬ ‫القرار على قطاع المقاولين‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وكان ��ت اللجن ��ة �أ�صدرت من خالل مجل�س الغرف �أخي ��را بيانا عممته على‬ ‫جميع الغرف التجارية وال�صناعية ف ��ي ال�سعودية‪ ،‬طالبت فيه الم�ؤ�س�سات‬ ‫و�ش ��ركات المق ��اوالت المت�ض ��ررة من قرار زي ��ادة تكالي ��ف رخ�صة العمل‬ ‫البالغ ��ة ‪ 2400‬ريال (‪ 640‬دوالر ًا) بزيادة الخط ��ى في الت�سريع بالمطالبة‬ ‫بالح�صول على التعوي�ض ال�ل�ازم من الجهات الحكومية المالكة للم�شاريع‬ ‫التي يقومون بتنفيذها حتى الآن‪.‬‬ ‫و�ش ��ددت اللجن ��ة عل ��ى الإلتزام بالعم ��ل وفق ه ��ذا البيان‪ ،‬به ��دف تمكين‬ ‫المقاولين المت�ضررين م ��ن الح�صول على التعوي�ض الالزم‪ ،‬نتيجة تطبيق‬ ‫قرار رفع تكلف ��ة العمالة الوافدة‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى توعية المقاولين حول �آلية‬ ‫تعوي�ضه ��م عن �أثر الق ��رار للعقود الحكومية الج ��اري تنفيذها‪ ،‬والتي كان‬ ‫تاري ��خ التقدم للمناف�س ��ة فيها قبل القرار من قب ��ل وزارة العمل وفق نظام‬ ‫المناف�سات والم�شتريات الحكومية‪.‬‬ ‫و�أهاب التعميم باللج ��ان الخا�صة بالمقاولين في الغرف التجارية �ضرورة‬ ‫و�أهمية توعي ��ة وتوجيه من�سوبيها من المقاولين ب�سرع ��ة �إنهاء �إجراءاتهم‬ ‫المتعلق ��ة بالتعوي� ��ض من قب ��ل المن�ش� ��آت المالك ��ة للم�شاريع الت ��ي يتولون‬ ‫تنفيذها‪.‬‬ ‫وطلبت اللجنة الوطنية للمقاولين من جميع المقاولين في ال�سعودية تقديم‬ ‫النم ��اذج المخ�ص�صة لهذا الغر�ض �إلى الجهات المالكة للم�شاريع‪ ،‬وت�شمل‬ ‫خطاب� � ًا �إلى الجه ��ة المالكة للم�ش ��روع الحكومي للمطالب ��ة بالتعوي�ض عن‬ ‫الر�س ��وم الإ�ضافية عل ��ى رخ�صة العمل‪ ،‬حيث �أرفقت م ��ع التعميم نموذجا‬ ‫م�ستخل�صا للتعوي�ض عن الزيادة في ر�سوم العمالة الوافدة‪.‬‬ ‫ي�ش ��ار �إل ��ى �أن ق ��ادة قط ��اع المقاوالت ف ��ي ال�سعودي ��ة �سعوا ال ��ى الخروج‬ ‫م ��ن م�أزق ق ��رار وزارة العم ��ل الأخير عبر ثالث ��ة م�س ��ارات ر�سمية ودينية‬ ‫وق�ضائي ��ة‪ ،‬بما في ذلك التوج ��ه �إلى دار الإفتاء ال�سعودي ��ة ومطالبة مفتي‬ ‫عام ال�سعودية ب�إ�صدار فتوى �صريحة في هذا الأمر بعد درا�سة هذا القرار‬ ‫م ��ن كل جوانبه لمعرف ��ة الأ�ضرار التي تترتب علي ��ه‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى التوجه‬ ‫�إلى ديوان المظالم لرد مظلمة رجاالت قطاع المقاوالت‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫العدد ‪ - 10‬متوز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫تطوير القطاع ال�صناعي الإنتاجي‬ ‫�ضرورة لتعزيز التبادل التجاري الخليجي‬ ‫�شهد التب ��ادل التجاري ل ��دول المنطقة مراحل‬ ‫كثي ��رة منذ ب ��دء مرحل ��ة الإنت ��اج النفطي التي‬ ‫�ساهم ��ت في �إبراز هذه ال ��دول كمنتج وم�صدر‬ ‫لأكث ��ر ال�سل ��ع �أهمي ��ة ف ��ي العال ��م‪ ،‬كم ��ا برزت‬ ‫الأهمي ��ة االقت�صادي ��ة والتجاري ��ة له ��ذه الدول‬ ‫تبع� � ًا لإزدي ��اد �أهمية النفط ف ��ي كل القطاعات‬ ‫الإنتاجي ��ة والخدمي ��ة و�إ�ستخداماته ��ا‪ ،‬قبل �أن‬ ‫ي�صبح المحور الأ�سا�س لكل خطط الإنتاج لدى‬ ‫العديد من القطاعات الإنتاجية وال�صناعية في‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار تقري ��ر ل�شركة "المزاي ��ا القاب�ضة" �إلى‬ ‫�أن "الدول الخليجية �شكلت �أهمية كبيرة للدول‬ ‫ال�صناعي ��ة المتقدمة على م�ست ��وى ال�صادرات‬ ‫وال ��واردات‪ ،‬لت�ص ��ل �إل ��ى �إعتباره ��ا فر�ص ��ة‬ ‫�إ�ستثماري ��ة مهمة للف ��وز بح�ص�ص متزايدة من‬ ‫الفر� ��ص التي توفرها خطط التنمية‪ ،‬وتزويدها‬ ‫بكل ما تتطلبه قطاعاتها الإقت�صادية الإنتاجية‬ ‫المتعلقة بقط ��اع النفط والخدمي ��ة التي ت�شمل‬ ‫العديد م ��ن القطاعات التي ت ��م التركيز عليها‬ ‫ف ��ي البداية‪ ،‬وم ��ن هنا بد�أت عملي ��ة المفا�ضلة‬ ‫بي ��ن �إ�ستي ��راد م ��ا يل ��زم وبي ��ن �إم ��كان �إنتاجه‬

‫داخلي ًا"‪.‬‬ ‫ولفت �إل ��ى �أن "حجم التبادل التجاري بين دول‬ ‫مجل� ��س التع ��اون الخليجي في تح�س ��ن م�ستمر‪،‬‬ ‫وب ��د�أ م ��ع التركي ��ز عل ��ى التكام ��ل االقت�صادي‬ ‫والتجاري بدء ًا من منطقة التجارة الحرة حتى‬ ‫ع ��ام ‪ ،2002‬ثم �إطالق الإتح ��اد الجمركي عام‬ ‫‪ ،2003‬و�إط�ل�اق ال�س ��وق الخليجي ��ة الم�شتركة‬ ‫عام ‪ ،"2008‬مبين ًا �أن "التطبيق الكامل لإتفاق‬ ‫االتح ��اد الجمرك ��ي �سيع ��زز التب ��ادل التجاري‬ ‫والكف ��اءة الإنتاجي ��ة وحج ��م ال�س ��وق‪ ،‬وبالتالي‬ ‫�سي�ؤدي �إلى خف�ض الأ�سعار"‪.‬‬ ‫و�أك ��د التقري ��ر �أن "م�ضم ��ون مب ��ادئ الإتح ��اد‬ ‫الجمركي تت�ضمن العديد من عوامل النجاح في‬ ‫ح ��ال االلتزام بها‪� ،‬إذ ن�ص ��ت على �إيجاد تعرفة‬ ‫جمركي ��ة موح ��دة تجاه باق ��ي ال ��دول‪ ،‬و�إعتماد‬ ‫�أنظم ��ة و�إج ��راءات جمركي ��ة موح ��دة و�إنتقال‬ ‫ال�سل ��ع بين دول المجل�س من دون قيود جمركية‬ ‫�أو غي ��ر جمركية ومعاملة ال�سلع المنتجة في �أي‬ ‫م ��ن دول المجل� ��س كمنتج ��ات وطني ��ة‪ ،‬ولذلك‬ ‫�إرتف ��ع حج ��م التبادل التج ��اري في �ش ��كل فاق‬ ‫التوقعات"‪.‬‬

‫النمو في المنطقة هذه ال�سنة بين ‪ 3.5‬و�أربعة في المئة‬ ‫تراوح توقعات النمو ف ��ي منطقة ال�شرق الأو�سط‬ ‫و�شم ��ال �أفريقيا بين ‪ 3.5‬و�أربع ��ة في المئة هذه‬ ‫ال�سن ��ة و‪ 4.5‬وخم�س ��ة في المئة ع ��ام ‪� ،2014‬إذ‬ ‫توا�صل دول مجل�س التعاون الخليجي �إ�ستثماراتها‬ ‫القوي ��ة في تطوير البني ��ة التحتي ��ة وتنويع الأداء‬ ‫االقت�ص ��ادي م ��ا �سي�ؤدي �إل ��ى تعزيز نم ��و الناتج‬ ‫المحلي الإجمالي للقطاع غير النفطي‪.‬‬ ‫و�أ�شار تقرير �أ�صدرته �أخير ًا "مجموعة بنك قطر‬ ‫الوطني" �إلى �أن "معظم الدول الم�ستوردة للنفط‬ ‫في المنطقة �ستوا�ص ��ل التعافي الإقت�صادي على‬ ‫رغم الأخطار التي تواجهها ومنها �إعتمادها على‬ ‫الطل ��ب العالمي‪ ،‬وحال ع ��دم اليقي ��ن ال�سيا�سي‬ ‫فيها"‪.‬‬ ‫ولف ��ت �إل ��ى �أن "منطقة ال�ش ��رق الأو�سط و�شمال‬ ‫�أفريقي ��ا �ستبقى من المناط ��ق التي �ست�ساهم في‬ ‫تعزيز النم ��و العالمي الذي ُيتوق ��ع �أن يراوح بين‬

‫‪ 2.5‬وثالث ��ة في المئة هذه ال�سن ��ة وما بين ‪3.5‬‬ ‫و�أربعة في المئة العام المقبل"‪..‬‬ ‫و�أكد �أن "م�ستقبل الأداء االقت�صادي في المنطقة‬ ‫ال ي ��زال �إيجابي� � ًا على رغ ��م التحدي ��ات‪ ،‬كما �أن‬ ‫تقديرات �صندوق النق ��د الدولي �أظهرت �أن دول‬ ‫الخليج حققت معدالت نم ��و مرتفعة‪( ،‬يقدر نمو‬ ‫الناتج المحلي بالأ�سعار الثابتة ب�ستة في المئة)‪،‬‬ ‫بقيادة ال�سعودي ��ة وقطر‪ ،‬بينما �سجلت باقي دول‬ ‫المنطق ��ة نم ��و ًا �أق ��ل بكثي ��ر‪( ،‬يقدر نم ��و الناتج‬ ‫المحلي بالأ�سعار الثابتة بـ‪ 1.9‬في المئة)‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف التقرير �أن "دول الخليج �سجلت معدالت‬ ‫ت�ضخ ��م منخف�ضة بلغت ‪ 2.4‬ف ��ي المئة‪ ،‬مقارنة‬ ‫ب� �ـ ‪ 8.9‬ف ��ي المئة ف ��ي باق ��ي دول المنطقة‪ ،‬كما‬ ‫وا�صل ��ت الموازنات العام ��ة والح�سابات الجارية‬ ‫ف ��ي دول الخليج ت�سجي ��ل فوائ�ض كبي ��رة بف�ضل‬ ‫�إرتفاع �أ�سعار النفط والغاز"‪.‬‬

‫ف���ي الوقت الذي ت�شهد فيه ال�سوق العقارية‬ ‫ال�سعودية ركوداً‪ ،‬تختلف معدالته بح�سب المناطق‬ ‫الجغرافي���ة وم�ستوى خدم���ات البنية التحتية‪ .‬فقد‬ ‫�أكد خبراء عقاري���ون �أن انخفا�ض بع�ض القطاعات‬ ‫العقاري���ة ي�أتي �إنعكا�س���ا ً للبرام���ج الجديدة التي‬ ‫ب���د�أت وزارة "الإ�سكان" العمل بها‪ ،‬مما خلق ركوداً‬ ‫قد ي�ستمر لب�ضع���ة �أ�شهر قبل �أن يعود الطلب من‬ ‫جديد وت�صعد الأ�سعار‪.‬‬ ‫وعلّل ه�ؤالء الخبراء �إنخفا�ض �أ�سعار العقارات خالل‬ ‫الفت���رة الحالية بن�س���ب تتراوح بي���ن ‪ 15‬و ‪،٪20‬‬ ‫بتوقف عملي���ات الطلب مقابل �إرتف���اع العرو�ض‪،‬‬ ‫م�شيري���ن �إل���ى �أن توفي���ر الم�ساك���ن م���ن الممكن‬ ‫�أن يواج���ه طلب���ا ً عاليا ً ب�ش���كل �سن���وي مقابل �شح‬ ‫الم�ساحات التي تقع داخل النطاقات العمرانية‪.‬‬ ‫�أعل���ن الجهاز المرك���زي للمعلومات البحريني‬ ‫ت�سجي���ل نم���و ن�سبت���ه ‪ 2.5‬في المئة خ�ل�ال الربع‬ ‫الأول م���ن ال�سن���ة‪ ،‬مقارنة بـ‪ 0.2‬ف���ي المئة خالل‬ ‫الفترة ذاتها العام الما�ضي‪ .‬وكان محللون توقعوا‬ ‫في �إ�ستطالع ر�أي �أجرته وكالة "رويترز" في ني�سان‬ ‫(�أبريل) الما�ضي‪� ،‬أن ينمو االقت�صاد البحريني نحو‬ ‫‪ 3.3‬في المئ���ة هذه ال�سنة ف���ي مقابل ‪ 3.4‬في‬ ‫المئة العام الما�ضي‪.‬‬ ‫وقّ ���ع وزير �ش�ؤون البلديات والزراعة البحريني‬ ‫جمع���ة الكعب���ي ف���ي الخرط���وم‪� ،‬إتفاق���ا ً لإ�ست�ل�ام‬ ‫� ٍ‬ ‫أر����ض زراعية ف���ي ال�سودان‪ .‬ودع���ت غرفة التجارة‬ ‫وال�صناع���ة‪ ،‬الأع�ض���اء و�ش���ركات القط���اع الخا�ص‬ ‫للأغذية‪ ،‬وم�ؤ�س�سات م�صرفي���ة‪� ،‬إلى "التركيز على‬ ‫القطاع الزراعي وال�صناعات الغذائية‪ ،‬لتحقيق �أمن‬ ‫غذائي وتغطية حاجات البحرين ولو بجزء قليل"‪.‬‬ ‫ور�أت الغرف���ة �أن اال�ستثمار ف���ي القطاع هو "قرار‬ ‫�إ�ستراتيجي ُمجد ماليا ً على المدى البعيد‪ ،‬ويتطلب‬ ‫تعاون القطاعين العام والخا�ص"‪.‬‬ ‫توقع �صندوق النق���د الدولي �أن ي�صل معدل‬ ‫نمو النات���ج المحلي الإجمالي لدول���ة الإمارات �إلى‬ ‫‪ 3.6‬ف���ي المئة ع���ام ‪ 2013‬عل���ى �أن يرتفع �إلى‬ ‫‪ 3.7‬ف���ي المئ���ة ع���ام ‪ 2014‬و‪ 3.8‬ف���ي المئ���ة‬ ‫ع���ام ‪ 2015‬نتيجة للن�ش���اط الإقت�صادي المدعوم‬ ‫بالإ�ستثمار والتجارة وال�سياحة والدعم اللوج�ستي‪.‬‬ ‫ون���وه ال�صن���دوق ف���ي بيان �أ�ص���دره ح���ول نتائج‬ ‫الم�ش���اورات الت���ي �أجرته���ا بعثت���ه المتخ�ص�ص���ة‬ ‫م���ع م�س�ؤول���ي الإم���ارات‪ ،‬بالم�ؤ�ش���رات الإيجابي���ة‬ ‫لالقت�ص���اد الكلي للإمارات‪ .‬وكان���ت البعثة �أجرت‬ ‫م�شاوراتها مع الإمارات خ�ل�ال الفترة الواقعة بين‬ ‫‪ 30‬ني�س���ان (�أبريل) و‪� 15‬أي���ار (مايو) الما�ضيين‬ ‫ف���ي �إطار الم���ادة الرابعة ف���ي �ش�أن تقوي���م الأداء‬ ‫المالي واالقت�صادي للدول الأع�ضاء‪.‬‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪17‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون خليجية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫قطر تكثف �إ�ستثماراتها في فرن�سا‬ ‫�إ�شت ��رت �أ�صغ ��ر دول ��ة خليجي ��ة‬ ‫(‪ 11437‬كل ��م مرب ��ع) فن ��ادق‬ ‫باري�سي ��ة مث ��ل رافل ��ز (روي ��ال‬ ‫مون�س ��و �سابق� � ًا) و"كونك ��ورد‬ ‫الفاي ��ت" وفن ��دق اللوف ��ر‬ ‫وبينين�س ��وال ومارتينيز وكارلتون‬ ‫في كان و"بالي دوال ميديتيراني"‬ ‫في ني�س‪ .‬وباتت �أي�ضا تملك منذ‬ ‫‪ 2009‬ربع (‪ )٪37 23‬الم�ؤ�س�سة‬ ‫الفرن�سي ��ة المتخ�ص�ص ��ة ف ��ي‬ ‫الفن ��ادق والكازينوه ��ات الت ��ي‬ ‫ت�ستثمر فندق ماجي�ستيك باريير‬ ‫وغراي دالبيون في كان‪.‬‬ ‫كما كانت �إ�ستثمارات قطر كبيرة‬ ‫في جادة ال�شانزيليزيه (‪� 35‬ألف‬ ‫متر مربع) و�إ�شت ��رت �أي�ض ًا على‬ ‫الج ��ادات الكب ��رى مبنى من ‪23‬‬ ‫�ألف مت ��ر مربع يوج ��د فيه مقار‬ ‫�صحيفة لوفيغارو‪.‬‬ ‫وح�صل �سوق الف ��ن على ح�صته‬ ‫�إذ �سجل ��ت �شرك ��ة �أرتبراي� ��س‬ ‫الفرن�سي ��ة في �أيل ��ول (�سبتمبر)‬ ‫الما�ض ��ي "ع ��دد ًا كبي ��ر ًا" م ��ن‬ ‫الطلبات من قطر‪.‬‬ ‫ومطلع ‪ 2012‬ا�شترت قطر لوحة‬ ‫لبول �سيزان بقيمة تقدر ب ‪250‬‬ ‫مليون دوالر التي تعد �أهم �صفقة‬

‫�ضاعف القطري ��ون في ال�سنوات‬ ‫الأخي ��رة �إ�ستثماراته ��م ف ��ي‬ ‫فرن�س ��ا ب�شرائهم عقارات فخمة‬ ‫و�ش ��ركات �صناعي ��ة وحتى بع�ض‬ ‫الن ��وادي الريا�ضي ��ة م ��ع �إظهار‬ ‫�إقبال كبير على حيازة ممتلكات‬ ‫تعتبر "ثروات وطنية"‪ .‬وبح�سب‬ ‫وكالة ال�صحافة الفرن�سية قالت‬ ‫وزارة الخارجي ��ة �إن ��ه "خ�ل�ال‬ ‫خم� ��س �سن ��وات �إ�ستثم ��رت قطر‬ ‫ب�شكل مبا�ش ��ر وغير مبا�شر نحو‬ ‫‪ 15‬مليار دوالر" في فرن�سا‪.‬‬ ‫وف ��ي ‪� 2010‬أ�صبحت قطر �أغنى‬ ‫دول ��ة ف ��ي العالم لجه ��ة �إجمالي‬ ‫النات ��ج الداخلي الف ��ردي بف�ضل‬ ‫الث ��روات الطائل ��ة م ��ن النف ��ط‬ ‫والغاز‪.‬‬ ‫ولك ��ي ال يعتم ��د فقط عل ��ى هذه‬ ‫الم ��وارد �أطلق �أمير قطر ال�سابق‬ ‫ال�شي ��خ حمد بن خليف ��ة �آل ثاني‬ ‫في ‪ 2005‬هيئ ��ة قطر للإ�ستثمار‬ ‫الت ��ي تق ��در �أر�صدته ��ا ب ‪150‬‬ ‫ملي ��ار دوالر "لتعزي ��ز �إقت�ص ��اد‬ ‫الب�ل�اد م ��ن خ�ل�ال التنوي ��ع في‬ ‫موجودات جديدة"‪.‬‬ ‫كم ��ا ال تت ��ردد جه ��ات خا�ص ��ة‬ ‫�أمير قطر ال�سابق ال�شيخ حمد بن خليفة �آل ثاني‬ ‫قطري ��ة ف ��ي الإ�ستثم ��ار �أي�ض� � ًا‬ ‫ف ��ي فرن�س ��ا‪ .‬وبح�س ��ب وزارة التج ��ارة الخارجي ��ة تجذب فرن�س ��ا ‪ ٪10‬من �أبرمت في حينها في �سوق الفن‪.‬‬ ‫الإ�ستثم ��ارات القطري ��ة في الخ ��ارج‪ ،‬ال �سيم ��ا ب�سبب اتف ��اق �ضريبي يعفي ودعا الرئي�س فرن�سوا هوالند خالل زيارته الأخيرة لقطر في ال�شهر الفائت‬ ‫الم�ستثمري ��ن المحليي ��ن �إل ��ى ع ��دم الإكتفاء ب�ش ��راء الفن ��ادق �أو العقارات‬ ‫عقارات دولة قطر والهيئات العامة‪.‬‬ ‫والأمر لم ينته هنا‪ ،‬ففي ت�شرين الثاني (نوفمبر) الما�ضي �أعلن �سفير قطر الفخمة في باري�س بل التوجه �إلى قطاعات تكنولوجية واعدة‪.‬‬ ‫لدى فرن�سا محمد جه ��ام الكواري �أن بالده تنوي �إ�ستثمار ‪ 10‬مليارات يورو وه ��ي دعوة لقي ��ت �آذانا �صاغية بم ��ا �أن �شركة قطر �ألقاب�ض ��ة �ست�ساهم في‬ ‫�إن�ش ��اء �صن ��دوق بقيمة ‪ 300‬مليون ي ��ورو لتمويل م�ؤ�س�س ��ات فرن�سية �صغيرة‬ ‫�إ�ضافية في م�ؤ�س�سات فرن�سية كبرى‪.‬‬ ‫وا�شترت قطر متاج ��ر "لوبرانتان" الكبرى ومجموعة "لوتانور" لل�صناعات ومتو�سطة الحجم‪.‬‬ ‫الجلدي ��ة وح�ص�ص ًا في مجموع ��ات مدرجة في بور�ص ��ة كاك ‪ 40‬مثل توتال م ��ن جهة �أخ ��رى �أعلنت �شركة "�سام�سونغ �سي �أند ت ��ي كوربري�شن" الكورية‬ ‫(‪ ٪3‬وربم ��ا ‪ ٪5‬الم�ستثم ��ر الثان ��ي) وفيفن ��دي (‪ )٪3‬والغاردي ��ر (‪ ٪8 .12‬الجنوبي ��ة �أنها فازت بعق ��د بقيمة ‪ 793 .46‬ملي ��ار وون (‪ 693‬مليون دوالر)‬ ‫الم�ستثم ��ر الأول) وفين�سي (‪ ٪5.5‬الم�ستثمر الثاني) وفيوليا البيئية (‪ )٪5‬من �شركة �سكك حديد قطر لت�شييد جزء من قطاع الأنفاق في م�شروع مترو‬ ‫الدوحة‪.‬‬ ‫و�إل في �إم �إ�ش (‪.)٪1‬‬ ‫كم ��ا ا�ستثمرت قطر ف ��ي نواد ريا�ضية مثل نادي ب ��اري �سان جيرمان ونادي وبح�س ��ب رويت ��رز �أ�ضاف ��ت "�سام�سونغ" في بي ��ان �أن من المق ��رر �أن يكتمل‬ ‫باري�س لكرة اليد وق�سم من حقوق دوري الدرجة الأولى الفرن�سية حتى العام تنفيذ العقد في جزيران (يونيو) ‪.2018‬‬ ‫ومترو الدوحة هو �أحد م�شاريع كبرى عدة تعكف قطر على �إن�شائها في �إطار‬ ‫‪ 2016‬لمجموعة تلفزيون الجزيرة‪.‬‬ ‫كم ��ا �أن طموحات قطر اال�ستثماري ��ة طالت خ�صو�صا المجال العقاري‪ ،‬فقد �إ�ستعداداتها لإ�ست�ضافة نهائيات ك�أ�س العالم لكرة القدم ‪.2022‬‬ ‫‪16‬‬

‫العدد ‪ - 10‬متوز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫الموجز الدولي‬

‫�أميركا تقل�ص ‪ 175‬مليون دوالر‬ ‫من الم�ساعدات الع�سكرية ال�سنوية لإ�سرائيل‬ ‫�أ�صدر رئي�س الوزراء الإ�سرائيلي بنيامين نتانياهو‪،‬‬ ‫تعليم ��ات لم�ست�شاري ��ه والموظفي ��ن المهنيين في‬ ‫الحكومة‪ ،‬بعدم مطالبة الإدارة الأميركية �إ�ستثناء‬ ‫�إ�سرائيل م ��ن خطة تقلي�ص الموازن ��ة الأميركية‪،‬‬ ‫بع ��د �أن تق ��رر خف� ��ض الم�ساع ��دات الع�سكري ��ة‬ ‫المخ�ص�صة لها مبلغ ‪ 175‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫وقالت �صحيفة "معاري ��ف"‪� ،‬إن الإدارة الأميركية‬ ‫قررت تقلي�ص ‪ 175‬ملي ��ون دوالر من الم�ساعدات‬ ‫الع�سكري ��ة ال�سنوي ��ة لإ�سرائي ��ل‪ ،‬بن�سب ��ة ‪ %5‬م ��ن‬ ‫الم�ساع ��دات ال�سنوي ��ة الت ��ي يبل ��غ حجمه ��ا ‪3.1‬‬ ‫مليارات دوالر‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف ��ت �أن نتنياهو �أ�ص ��در تعليمات لم�ست�شاريه‬ ‫والموظفين المهنيين بمكتبه ووزارة الدفاع‪ ،‬عدم‬

‫رئي�س الحكومة الإ�سرائيلية بنيامين نتنياهو‬

‫مطالب ��ة الإدارة الأميركي ��ة با�ستثناء �إ�سرائيل في‬ ‫خطة التقلي�صات التي تنفذها الإدارة‪.‬‬ ‫و�أكدت ال�صحيفة على �أن الم�س�ؤولين في �إ�سرائيل‬ ‫"تنف�س ��وا ال�صع ��داء" عندما �أيقن ��وا �أن تقلي�ص‬ ‫الم�ساع ��دات الأميركي ��ة لن يتعدى ه ��ذه الن�سبة‪،‬‬ ‫بعدم ��ا �س ��اد تخ ��وف ف ��ي �إ�سرائي ��ل م ��ن تقلي�ص‬ ‫الم�ساعدات بن�سبة �أعلى‪.‬‬ ‫ونقل ��ت عن �سفي ��ر �إ�سرائيل ف ��ي وا�شنطن‪ ،‬مايكل‬ ‫�أورن‪ ،‬قول ��ه �إن "�إ�سرائيل لم تطلب ا�ستثناءها من‬ ‫التقلي�ص‪ ،‬ونحن م�ستعدون للم�شاركة في العبء"‪.‬‬ ‫ووفق ًا لل�صحيف ��ة ف�إن التقلي�ص ف ��ي الم�ساعدات‬ ‫الأميركي ��ة لإ�سرائي ��ل �سي�ؤثر على ق ��درة �إ�سرائيل‬ ‫ل�ش ��راء طائ ��رات مقاتلة م ��ن ط ��راز "اف‪،"35-‬‬ ‫بعدم ��ا كانت وقعت على �صفق ��ة ل�شراء ‪ 19‬طائرة‬ ‫من هذا الطراز‪.‬‬ ‫ولفت ��ت �إل ��ى �أن التقديرات ف ��ي �إ�سرائي ��ل هي �أن‬ ‫الوالي ��ات المتحدة �ستم ّول ‪ %75‬م ��ن �صفقة �شراء‬ ‫ه ��ذه الطائرات‪ ،‬و�أن التقلي� ��ص �سي�ؤثر على �شراء‬ ‫المزي ��د من ه ��ذه الطائرات ف ��ي الم�ستقبل ولي�س‬ ‫على ال�صفقة التي تم التوقيع عليها‪.‬‬ ‫ويتوق ��ع �أن ي�ؤث ��ر التقلي�ص على حج ��م التدريبات‬ ‫الم�شتركة للجي�شي ��ن الأميركي والإ�سرائيلي وعلى‬ ‫التمويل الذي �أقرته الواليات المتحدة لمنظومات‬ ‫اعترا� ��ض ال�صواريخ‪ ،‬من ن ��وع "القبة الحديدية"‬ ‫و"حيت�س"‪.‬‬

‫تراجع النمو العالمي‬ ‫توقع البن ��ك الدولي في تقرير بعن ��وان "الآفاق‬ ‫الإقت�صادية العالمية‪ ،‬حزيران (يونيو) ‪،2013‬‬ ‫ادارة نم ��و �أق ��ل تقلب ًا رغ ��م بطئ ��ه"‪ ،‬ان ي�ستقر‬ ‫االقت�صاد العالم ��ي‪ ،‬وان بوتيرة نمو �أبط�أ ن�سبيا‬ ‫خالل ال�سنوات المقبلة‪ .‬وقدّر ان يتراجع النمو‬ ‫االقت�صادي العالمي على نحو طفيف الى ‪%2,2‬‬ ‫ف ��ي ‪ ،2013‬مخف�ض ��ا بذل ��ك توقعات ��ه ال�سابقة‬ ‫لن�سبة نمو بنحو ‪.%3‬‬ ‫ف ��ي المقابل يرى التقرير ان نمو الناتج المحلي‬ ‫االجمال ��ي العالمي �سيتعافى تدريجا لي�صل الى‬ ‫‪ %3‬ف ��ي ‪ ،2014‬وم ��ن ثم ال ��ى ‪ %3,3‬في ‪.2015‬‬

‫وق� �دّر ان ن�سبة نمو االقت�ص ��اد العالمي بـ ‪%2,3‬‬ ‫في ‪ 2012‬مقارنة بـ ‪ %2,8‬في ‪.2011‬‬ ‫والحظ ان االخطار المحدقة في �إقت�صاد العديد‬ ‫م ��ن الب�ل�اد‪� ،‬أكانت متط ��ورة او نا�شئ ��ة‪ ،‬ال تزال‬ ‫م�ستمرة بعد ال�صدمات والت�شنجات التي ح�صلت‬ ‫ف ��ي ‪ 2011‬ومطلع ‪ ،2012‬وخ�صو�ص ًا حيال الدول‬ ‫االوروبية ذات الدخل المرتفع التي ال تزال تعاني‬ ‫�ضعف ثق ��ة الم�ستهلكين والم�ستثمري ��ن‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫الى اع ��ادة هيكلة القطاع الم�صرفي وال�سيا�سات‬ ‫المالي ��ة العائدة الى كل منها‪ ،‬مم ��ا ُترجم ركود ًا‬ ‫في الحركة الإقت�صادية لديها‪.‬‬

‫قال �إتحاد الم�صدرين الأتراك‪� ،‬إن ال�صادرات‬ ‫التركي���ة زادت ‪ 0.6‬في المئة على �أ�سا�س �سنوي‬ ‫ف���ي حزيران‪/‬يوني���و‪ ،‬لت�ص���ل �إل���ى ‪ 11.8‬مليار‬ ‫دوالر‪.‬‬ ‫ونم���ت ال�ص���ادرات ‪ 2.5‬ف���ي المئة ف���ي الن�صف‬ ‫الأول من ال�سنة �إل���ى ‪ 74.66‬مليار دوالر‪ ،‬ح�سب‬ ‫ما ذكر االتحاد في بيان‪.‬‬ ‫وي�صدر االتحاد بياناته قبل �شهر تقريبا ً من �أرقام‬ ‫معه���د الإح�ص���اءات الر�سم���ي‪ ،‬وغالبا ً م���ا تتطابق‬ ‫معها‪.‬‬ ‫�سجل���ت ال�ص���ادرات الكوري���ة الجنوبية خالل‬ ‫حزي���ران (يونيو) الما�ضي تراجع���ا ً هو الأول منذ ‪4‬‬ ‫�أ�شهر بلغت ن�سبته ‪ 0.9‬في المئة لتبلغ ‪46.73‬‬ ‫ملي���ار دوالر‪ .‬ونقل���ت وكالة "يونه���اب" عن وزارة‬ ‫التجارة وال�صناعة والطاق���ة �أن ال�صادرات حققت‬ ‫في �أيار (مايو) الما�ض���ي ارتفاعا ً بن�سبة ‪ 3.2‬في‬ ‫المئة على �أ�سا�س �سنوي‪.‬‬ ‫يذك���ر �أن هذا �أول تراجع في ال�صادرات منذ �شباط‬ ‫(فبراير) ‪ ،2013‬حين بلغ���ت ن�سبة التراجع ‪8.9‬‬ ‫في المئة‪ .‬وتراجعت ن�سبة الواردات في حزيران ‪/‬‬ ‫يوني���و ‪ 1.8‬في المئة �إل���ى ‪ 41.22‬مليار دوالر‪،‬‬ ‫ما �ساهم في تحقيق الب�ل�اد فائ�ضا ً تجاريا ً لل�شهر‬ ‫الـ‪ 17‬على التوالي قدر بـ‪ 5.52‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫�سج���ل معدل البطالة في منطقة اليورو‪ ،‬رقما ً‬ ‫قيا�سيا ً جديداً في �أيار‪/‬مايو‪ ،‬بلغ ‪ 12,1‬في المئة‬ ‫من عدد اليد العاملة الفعلية‪ ،‬بعد توقعات �أ�شارت‬ ‫�إل���ى انخفا�ض معطي���ات ال�شهر ال���ذي �سبق‪ ،‬كما‬ ‫�أعلن المكتب الأوروبي للإح�صاءات (يورو�ستات)‪.‬‬ ‫وذك���ر المركز في بيان‪� ،‬أن "مع���دل البطالة ل�شهر‬ ‫ني�سان‪�/‬أبري���ل تراجع بالفعل �إل���ى ‪ 12‬في المئة‪،‬‬ ‫مقابل ‪ 12,2‬في المئة معلنة �سابقا ً"‪.‬‬ ‫وفي الفت���رة الممتدة بي���ن ني�سان‪�/‬أبريل و�أيار‪/‬‬ ‫مايو‪ ،‬ان�ضم ‪� 67‬أل���ف �شخ�ص �إلى �أعداد العاطلين‬ ‫عن العمل داخ���ل منطقة اليورو‪ .‬وي�صل الرقم �إلى‬ ‫حوالى ‪ 1,344‬مليون في غ�ضون عام‪.‬‬ ‫�أعل���ن الرئي�س الفنزويل���ي نيكوال�س مادورو‬ ‫م���ن العا�صم���ة الرو�سي���ة مو�سكو عزم ب�ل�اده على‬ ‫تعزيز التحالف اال�ستراتيجي مع رو�سيا‪.‬‬ ‫ونقل���ت وكال���ة �أنب���اء (نوفو�ست���ي) الرو�سية عن‬ ‫مادورو قوله خالل لقائه نظيره الرو�سي فالديمير‬ ‫بوتين في الكرملين �إن الرئي�س الفنزويلي الراحل‬ ‫"هوغ���و ت�شافي���ز كان عل���ى الدوام ي���روج وين�شر‬ ‫االحت���رام والح���ب الكبيرين لرو�سي���ا‪ ،‬ونحن ورثنا‬ ‫منه هذا الح���ب وجئنا �إلى هنا كي ن�ؤكد رغبتنا في‬ ‫تعزيز التحالف الإ�ستراتيجي مع رو�سيا"‪.‬‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪19‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون دولية‬ ‫الموقف الدولي‬

‫ماذا يعني فوز ح�سن روحاني للعالم ؟‬ ‫�أرب ��ك الناخبون الإيرانيون خبراء �ش�ؤون‬ ‫�إي ��ران‪ .‬قلي ��ل منهم ق ��د تنب�أ بف ��وز وا�ضح‬ ‫ف ��ي ال ��دور االول ل�صال ��ح �أي مر�ش ��ح‪،‬‬ ‫ناهي ��ك ال ��كالم ع ��ن المر�ش ��ح الأكث ��ر‬ ‫�إعتدا ًال بين مر�شح ��ي الرئا�سة الإيرانية‬ ‫ال�ست ��ة‪ .‬قد تكون �إيران دولة ثيوقراطية‪،‬‬ ‫ولك ��ن واح ��دة حي ��ث نتائ ��ج الإنتخابات ال‬ ‫يمكن التنب�ؤ بها م�سبقاً‪ ،‬وحيث التف�ضيل‬ ‫المفتر� ��ض للمر�ش ��د الأعل ��ى للث ��ورة ال‬ ‫ي�ضمن النتائج‪.‬‬ ‫حت ��ى الآن‪� ،‬إن �إي ��ران دول ��ة ثيوقراطي ��ة‪،‬‬ ‫حيث يتم فيها �إخ�ضاع رئي�س الجمهورية‬ ‫الإ�سالمي ��ة ر�سمياً �إلى �سلط ��ة دينية‪ .‬قد‬ ‫يك ��ون الر�ؤ�ساء محافظي ��ن متطرفين �أو‬ ‫معتدلي ��ن �أو واقعيين‪ ،‬ولكن لي�س لديهم‬ ‫الكلم ��ة الأخي ��رة ف ��ي �إي ��ران‪ .‬المر�ش ��د‬ ‫الأعلى �آية اهلل علي خامنئي‪ ،‬في ال�سلطة‬ ‫منذ الع ��ام ‪ ،1989‬هو الذي يفعل‪ .‬لذا‪ ،‬ما‬ ‫ه ��و معنى الإنتخابات الرئا�سية الإيرانية‬ ‫الحادي ��ة ع�ش ��رة التي جرت ف ��ي منت�صف‬ ‫ال�شهر الفائت ؟‬ ‫ُو�ص ��ف الرئي�س المنتخ ��ب ح�سن روحاني‬ ‫ب�إن ��ه �إ�صالح ��ي‪ .‬ولك ��ن �أي ن ��وع م ��ن‬ ‫الإ�صالح ��ات ينوي ال�شروع في المجاالت‬ ‫الإقت�صادي ��ة وال�سيا�سي ��ة والإجتماعي ��ة؟‬ ‫وفيم ��ا ين ��وي �إج ��راء �إ�صالح ��ات‪ ،‬م ��ا‬ ‫ه ��و حج ��م الدع ��م ال ��ذي م ��ن المحتم ��ل‬ ‫�أن يتلق ��اه م ��ن مختل ��ف الجماع ��ات‬ ‫االجتماعي ��ة ‪ --‬لق ��د �أنتخ ��ب وف ��از م ��ع‬ ‫م ��ا يزي ��د قلي�ل ً�ا عل ��ى ‪ ٪50‬م ��ن الأ�صوات‬ ‫ال�شعبي ��ة فقط‪ --‬وم ��ن المر�شد الأعلى؟‬ ‫كي ��ف �سيك ��ون رد فعل جماع ��ات الم�صالح‬ ‫الخا�صة الأخرى المحتمل على ذلك؟‬ ‫المجتم ��ع الدول ��ي ه ��و الأكث ��ر �إهتمام� �اً‪،‬‬ ‫بطبيع ��ة الح ��ال‪ ،‬ف ��ي الآث ��ار المترتب ��ة‬ ‫عل ��ى ال�سيا�س ��ات الخارجي ��ة للإنتخاب ��ات‬ ‫الإيراني ��ة‪ .‬روحان ��ي‪ ،‬المفاو� ��ض الن ��ووي‬ ‫ال�ساب ��ق‪ ،‬مع ��روف جي ��داً ل ��دى نظرائ ��ه‬ ‫الغربيي ��ن‪ ،‬وال�صينيي ��ن‪ ،‬والرو� ��س‪.‬‬ ‫‪18‬‬

‫بالت�أكي ��د برنام ��ج �إي ��ران الن ��ووي �س ��وف‬ ‫ي�ستم ��ر‪ ،‬ولك ��ن ه ��ل يمك ��ن لإنتخ ��اب‬ ‫روحاني‪ ،‬الذي وافق عليه �أ�سا�ساً خامنئي‪،‬‬ ‫�أن ي� ��ؤدي �إل ��ى �إتف ��اق ح ��ول معلمات ��ه �أو‬ ‫معالم ��ه ف ��ي ال�سن ��وات الث�ل�اث المتبقية‬ ‫من �إدارة �أوباما؟‬ ‫وج ��ود روحان ��ي ف ��ي طه ��ران و�أوبام ��ا ف ��ي‬ ‫البي ��ت الأبي� ��ض ق ��د يب ��دو حظ� �اً جي ��داً‬ ‫للديبلوما�سي ��ة وال�س�ل�ام‪ .‬والواق ��ع �س ��وف‬ ‫يك ��ون بو�ض ��وح �أكث ��ر تعقي ��داً‪ .‬الو�ض ��ع في‬ ‫ال�شرق الأو�سط �صار خطيراً و�أكثر جدية‪.‬‬ ‫ويظه ��ر ال�ص ��راع ف ��ي �سوري ��ا عل ��ى نح ��و‬ ‫متزايد على �أن ��ه حرب بالوكالة بين �إيران‬ ‫وحليفه ��ا ال�شيع ��ي ح ��زب اهلل‪ ،‬م ��ن ناحية‪،‬‬ ‫والتحالف ال�سني بقي ��ادة المملكة العربية‬ ‫ال�سعودي ��ة‪ ،‬مع دور قطري مميز‪ ،‬من جهة‬ ‫�أخ ��رى‪ .‬ال يمكن �أن تكون هناك ت�سوية في‬ ‫�سوريا �إال �إذا وافقت �إيران وال�سعودية على‬ ‫الإن�ضمام الى العملية ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫المفاج� ��أة الإيجابي ��ة لالنتخاب ��ات‬ ‫الإيراني ��ة ال ينبغي �أن ت�ؤدي �إلى الغبطة‪.‬‬ ‫الأ�س�س في �إيران لم تتغير‪ .‬رئي�س معتدل‬ ‫محم ��د خاتمي‪ -‬قاد �إيران من قبل‪ ،‬من‬‫‪ 1997‬حت ��ى ‪ ،2005‬وتل ��ك الفر�ص ��ة ل ��م‬ ‫ُت�ستخ ��دم من قبل الرئي�سين الأميركيين‬ ‫بيل كلينتون وجورج دبليو بو�ش للو�صول‬ ‫�إلى �إيران‪ .‬وبالمثل‪ ،‬ف�شل المر�شد الأعلى‬ ‫الإيران ��ي خامنئ ��ي ف ��ي الو�ص ��ول �إل ��ى يد‬ ‫ب ��اراك �أوبام ��ا المم ��دودة في الع ��ام ‪،2009‬‬ ‫وبالتالي فقدت فر�صة �أخرى‪.‬‬ ‫ف ��ي ‪ 29‬حزي ��ران (يوني ��و) الفائ ��ت ق ��ال‬ ‫روحان ��ي م ��ن عل ��ى �شا�ش ��ة التلفزي ��ون‬ ‫الحكومي‪� ،‬أن �إيران تريد "حواراً وتفاع ً‬ ‫ال‬ ‫م ��ع الآخرين م ��ن موقف الم�س ��اواة‪ ،‬على‬ ‫�أ�سا� ��س الإحت ��رام والم�صال ��ح المتبادل ��ة"‬ ‫فه ��ل يفعل وي�ستغنم مع �أوباما الفر�صة؟‬ ‫وه ��ل �سيك ��ون الأم ��ر مختلفاً ه ��ذه المرة‬ ‫عن ال�سابق؟ �سوف ننتظر لنرى‪.‬‬ ‫لندن ‪ -‬ليلى الحلو‬

‫العدد ‪ - 10‬متوز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫ايران ت�ستورد خام ًا‬ ‫ي�ستخدم في �صنع ال�صواريخ‬ ‫من المانيا وفرن�سا‬ ‫ت�ستغ ��ل اي ��ران ثغ ��رة ف ��ي العقوب ��ات الغربية‬ ‫لت�ستورد خ ��ام االلومينا النق ��ي بدرجة عالية‬ ‫م ��ن دول اوروبية ع ��دة بينها الماني ��ا وفرن�سا‬ ‫التي ربما ت�ستخدمها طهران في �صنع �أجزاء‬ ‫مد ّرعة من �أ�سلحة ومكونات �صواريخ‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��رت الإج ��راءات الغربي ��ة الت ��ي فر�ضت‬ ‫على ايران في �ش� ��أن برنامجها النووي المثير‬ ‫للج ��دل بقطاع ��ات كثيرة ف ��ي اقت�صادها من‬ ‫بينها ال�صلب والمع ��ادن االخرى حيث تعتمد‬ ‫ب�ش ��دة فيه ��ا على ال ��واردات‪ .‬وتق ��ول طهران‬ ‫ان ن�شاطه ��ا الن ��ووي مخ�ص� ��ص لالغرا� ��ض‬ ‫ال�سلمية‪.‬‬ ‫و�إ�ستثن ��ي الخ ��ام النقي من عقوب ��ات الإتحاد‬ ‫الأوروبي‪ ،‬لك ��ن العقوب ��ات االميركية التي تم‬ ‫ت�شديده ��ا �أغلقت هذه الثغ ��رة‪ .‬ووفق ًا الفادة‬ ‫وزارة الخزانة االميركية فان �أحدث �إجراءات‬ ‫�ستغطي "المعادن الخام �أو ن�صف الم�صنعة"‬ ‫التي ت�شمل االلومنيوم‪.‬‬ ‫وقال مارك دوبويتز الذي قدم الم�شورة لإدارة‬ ‫الرئي�س ب ��اراك اوبام ��ا و�أع�ض ��اء الكونغر�س‬ ‫االميرك ��ي في �ش�أن العقوب ��ات انه "بعد االول‬ ‫م ��ن تموز (يولي ��و)‪ ،‬ف�إن العقوب ��ات الجديدة‬ ‫�ست�ضيف الى القائمة ال�سوداء تجارة المعادن‬ ‫م ��ع �إي ��ران بم ��ا فيه ��ا االلومني ��وم والفح ��م‬ ‫وال�صل ��ب والذهب والف�ض ��ة والبالتين �ضمن‬ ‫ا�شياء �أخرى ويجب ان ت�ضم االلومينا"‪.‬‬ ‫وااللومينا �صورة نقي ��ة من البوك�سيت الخام‪.‬‬ ‫وهي ت�ستخدم ف ��ي �صنع االلومنيوم لكن حين‬ ‫تك ��ون ف ��ي �أعلى �صوره ��ا النقي ��ة �أو ما يعرف‬ ‫"بالدرج ��ة الكيميائي ��ة" تكون له ��ا تطبيقات‬ ‫ذات ا�ستخدامات ع�سكرية ح�سا�سة‪.‬‬ ‫و�أظه ��رت بيان ��ات ال�ص ��ادرات م ��ن م�ؤ�س�سة‬ ‫خدم ��ات معلوم ��ات التج ��ارة العالمي ��ة وه ��ي‬ ‫م�ؤ�س�س ��ة م�ستقل ��ة انه ف ��ي الفترة بي ��ن كانون‬ ‫الثاني (يناي ��ر) ‪ 2012‬و�آذار (مار�س) ‪2013‬‬ ‫بيع ��ت كمي ��ة تبل ��غ ‪ 4000‬ط ��ن م ��ن االلومينا‬ ‫الي ��ران معظمه ��ا م ��ن المانيا وفرن�س ��ا‪ ،‬لكن‬ ‫ج ��اءت بع�ض الواردات من �سلوفينيا وايطاليا‬ ‫والمجر وبلجيكا‪.‬‬


‫�إيران ��ي م ��ن �أ�ص ��ل لبنان ��ي‪ ،‬ف ��ي الت�ش ّي ��ع ال�سيا�سي‬ ‫و� ّأ�س� ��س حرك ��ة المحرومي ��ن التي �أن�ش� ��أت بعد ذلك‬ ‫ميلي�شي ��ا الت ��ي تب ّنت بعد ع ��ام واحد �إ�سم� � ًا جديد ًا‪،‬‬ ‫حرك ��ة "�أم ��ل"‪ .‬كان ال�سب ��ب الأكبر لنج ��اح ال�صدر‬ ‫ف ��ي ح�شد الطائف ��ة ال�شيعية خلفه عزم ��ه على و�ضع‬ ‫ال�شيعة الفقراء عل ��ى الخارطة ال�سيا�سية في لبنان‪،‬‬ ‫وو�ض ��ع ح ��د للمعامل ��ة المتدني ��ة الت ��ي يتل ّقونها من‬ ‫الطوائف الأخرى‪ ،‬ف�ض ًال عن تف�ضيل ال�سنة �إبقائهم‬ ‫عاجزين‪.‬‬ ‫من ��ذ بداياته ��ا‪� ،‬إخت ��ارت حرك ��ة �أم ��ل اللع ��ب وفق ًا‬ ‫لقواع ��د ال�سيا�سة الطائفية اللبناني ��ة ‪ -‬الأمر الذي‬ ‫و ّف ��ر للطائفة ال�شيعية بع ��دم طغيان الطائفة ال�سنية‬ ‫عليه ��ا ‪ --‬وم�ستع ��دة في ه ��ذا المج ��ال للتعاون مع‬ ‫الم�ؤ�س�س ��ة الماروني ��ة‪ .‬وم ��ع ذلك‪ ،‬ف� ��إن �صعود نجم‬ ‫منظمة التحرير الفل�سطيني ��ة في لبنان بعد طردها‬ ‫م ��ع رجالها م ��ن الأردن ف ��ي ‪ّ 1970‬‬ ‫تدخل في خطط‬ ‫ال�ص ��در لتحوي ��ل ال�شيع ��ة ال ��ى فاع ��ل رئي�س ��ي ف ��ي‬ ‫ال�سيا�س ��ة اللبنانية‪ .‬كان الإمام يكره وجود م�سلحين‬ ‫فل�سطينيي ��ن في جن ��وب لبنان‪ ،‬ولك ��ن تج ّنب بعناية‬ ‫الإ�شتب ��اك مع منظمة التحري ��ر الفل�سطينية �إذ كان‬ ‫يعتب ��ر ب�أن ��ه م ��ن الناحي ��ة ال�سيا�سي ��ة ال يج ��ب على‬ ‫ال�سيا�سيي ��ن الم�سلمين �أن ينك ��روا حق المنظمة في‬ ‫محارب ��ة �إ�سرائيل‪ .‬في الوقت عينه‪� ،‬إ�ستطاع ال�صدر‬ ‫بناء عالقة عمل ممتازة مع النظام ال�سوري في عهد‬ ‫حافظ الأ�سد‪.‬‬ ‫�إن �إختفاء ال�صدر الغام�ض في ليبيا في العام ‪،1978‬‬ ‫ونج ��اح ثورة �آية اهلل الخميني في �إيران بعد �أقل من‬ ‫عام في وقت الحق‪ ،‬كان لهما ت�أثير كبير على ال�شيعة‬ ‫في لبنان‪ .‬وبف�ض ��ل حجم الطائفة ال�شيعية والحدود‬ ‫الم�شتركة للب�ل�اد مع �إ�سرائيل‪ ،‬ظه ��رت ب�شكل بارز‬ ‫في لبنان جهود الخميني لت�صدير ثورته الإ�سالمية‪.‬‬ ‫من جهته و�ضع نبي ��ه بري‪ ،‬الذي تولى رئا�سة "�أمل"‬ ‫في العام ‪� ،1980‬صراحة الحركة �ضد الفل�سطينيين‬ ‫وح ��اول تحدّيهم ع�سكري ًا‪ .‬لكن تراخيه الإيديولوجي‬ ‫ونفعيته ال�سيا�سية �أدي ��ا في نهاية المطاف الى ت�آكل‬ ‫الحرك ��ة التي"�إبتلي ��ت بتدهور �أخالق ��ي جرائهما"‪.‬‬ ‫من ��ذ ذلك الحين ل ��م ت�ستطع "ام ��ل" تقديم نف�سها‬ ‫كحليف موثوق بما فيه الكفاية بالن�سبة الى طهران‪،‬‬ ‫ف�أ�صبح لزام ًا على الإم ��ام الخميني �إن�شاء مجموعة‬ ‫�سيا�سي ��ة ع�سكري ��ة جدي ��دة لأغرا�ض ��ه و�أهداف ��ه‪.‬‬ ‫وقتها �أرادت طه ��ران الرد على دعم مجل�س التعاون‬ ‫الخليجي لبغداد في حربها �ضد �إيران من خالل خلق‬ ‫قاع ��دة �إيديولوجي ��ة من الدعم داخ ��ل �إحدى الدول‬ ‫العربي ��ة‪ .‬مع م ��رور الوقت‪ ،‬كب ��رت حركتها المحلية‬

‫ال�سيد ح�سن ن�صرالله‪:‬‬ ‫هل يحقق �إ�ستراتيجيته التي و�ضعها في ‪1986‬؟‬

‫(المتمثلة بحزب اهلل) في لبنان ونمت قوية بما فيه‬ ‫الكفاي ��ة لإثبات نف�سها و�إحت�ل�ال مكانة في المجتمع‬ ‫ال�شيعي‪ .‬و�سرعان ما �إ�ستهدف ��ت ال�شيعة الي�ساريين‬ ‫ّ‬ ‫والمنظرين البارزين فيهم‪،‬‬ ‫وق�ضت على النا�شطين‬ ‫مث ��ل ح�سن بزّوني‪ ،‬ع�ضو اللجن ��ة المركزية لمنظمة‬ ‫العم ��ل ال�سيا�سي‪ ،‬والمفكر ال�شيوع ��ي ح�سين مروة‪،‬‬ ‫والأكاديمي ح�سن حمدان (الملقب المهدي عامل)‪،‬‬ ‫بوا�سطة الإغتيال‪.‬‬ ‫بعد فتك ��ه بالي�سار ال�شيعي‪ ،‬تحول �إهتمام حزب اهلل‬ ‫ال ��ى محاربة ق ��وات الدف ��اع الإ�سرائيلي ��ة وعمالئها‬ ‫المحليي ��ن‪ ،‬جي� ��ش لبن ��ان الجنوبي‪ ،‬قب ��ل مهاجمته‬

‫ح�سن ن�صراهلل في ‪" :1986‬نحن‬ ‫غير قادرين في الوقت الحا�ضر على‬ ‫تثبيت حكم الإ�سالم‪ ،‬ولكن هذا ال‬ ‫يعني ت�أجيل �إيديولوجيتنا وم�شروعنا‬ ‫‪ ...‬يجب �أن نعمل بجد لتحقيق هدفنا‪،‬‬ ‫و�أهم و�سيلة للقيام بذلك هي تحويل‬ ‫لبنان الى مجتمع حرب "‬ ‫�شبح تجدد �إنتعا�ش ال�سنة في‬ ‫�سوريا هو بالفعل ما ي�ؤرق حزب اهلل في‬ ‫لبنان وهذا وراء تدخله الع�سكري في‬ ‫�سوريا �إلى جانب نظام الأ�سد‬

‫حركة "�أمل" و�إجبارها عل ��ى الخروج من ال�ضاحية‬ ‫الجنوبي ��ة لبيروت‪ ،‬وهي مهم ��ة �أنجزت بحلول العام‬ ‫‪ .1988‬وبع ��د مرور عام‪ ،‬ا�ست�أنف حزب اهلل هجومه‬ ‫�ض ��د "�أمل" في تلك الأجزاء م ��ن جنوب لبنان التي‬ ‫هي خ ��ارج �سيطرة الجي�ش الإ�سرائيلي وجي�ش لبنان‬ ‫الجنوب ��ي‪ .‬تدخ ��ل الإيراني ��ون وال�سوري ��ون عنده ��ا‬ ‫لتطبي ��ع العالقات بي ��ن القوتين ال�شيعيتي ��ن و�إقامة‬ ‫توازن جديد للقوى الذي �إعترف بتفوق حزب اهلل‪.‬‬ ‫عل ��ى �أثر �إن�سح ��اب �إ�سرائي ��ل من جان ��ب واحد من‬ ‫جن ��وب لبن ��ان في �أي ��ار (مايو) ‪ ،2000‬ح� � ّول حزب‬ ‫اهلل تركيزه الرئي�سي على تعزيز قب�ضته على النظام‬ ‫ال�سيا�س ��ي اللبنان ��ي‪ ،‬ومتابعة بن ��اء مجتمعه المثالي‬ ‫الخا� ��ص‪ .‬وكان ��ت نتيجة هذه العملي ��ة �إن�شاء مجتمع‬ ‫ح ��زب اهلل المتم ّيز الذي يتطلع �إل ��ى �إيران للإلهام‬ ‫والتوجيهات‪.‬‬

‫�إحتكار القتال �ضد �إ�سرائيل‬ ‫جنب� � ًا �إل ��ى جنب مع جه ��وده الرامية �إل ��ى ال�سيطرة‬ ‫عل ��ى ال�شيعة ف ��ي لبنان‪ ،‬تح ّرك ح ��زب اهلل لإحتكار‬ ‫القت ��ال �ض ��د �إ�سرائي ��ل‪ ،‬ال ��ذي كان ب ��د�أ ف ��ي العام‬ ‫‪ 1982‬ب�إعتب ��اره اله ��دف لجبهة المقاوم ��ة الوطنية‬ ‫العلماني ��ة العري�ض ��ة‪ .‬علم� � ًا �أن تل ��ك الجماع ��ات‬ ‫الدينية الت ��ي �إندمجت لإن�شاء ح ��زب اهلل في العام‬ ‫‪ 1985‬ل ��م ت�شارك في البداية في ح ��رب الع�صابات‬ ‫المنخف�ضة الدرجة المعادي ��ة لإ�سرائيل‪ ،‬التي كانت‬ ‫ف ��ي االول بقي ��ادة ال�شيوعيين اللبنانيي ��ن‪ ،‬و�أع�ضاء‬ ‫من الح ��زب ال�س ��وري القوم ��ي االجتماع ��ي‪ ،‬وفلول‬ ‫الجبه ��ة الديموقراطية ال�شعبي ��ة لتحرير فل�سطين‪.‬‬ ‫ولكن بحل ��ول الع ��ام ‪� ،1987‬سيطر ح ��زب اهلل على‬ ‫ر�سخته‬ ‫الط ��رق الم�ؤدية �إل ��ى الحزام الأمني ال ��ذي ّ‬ ‫�إ�سرائيل في جنوب لبن ��ان‪ ،‬مما �أدى الى �ش ّل فعالية‬ ‫جبهة المقاومة الوطني ��ة الأمر الذي �أدى �إلى ح ّلها‪.‬‬ ‫ث ��م قدّم حزب اهلل �أي�ض ًا جناحه الع�سكري الخا�ص‪،‬‬ ‫المقاومة الإ�سالمي ��ة‪ّ .‬‬ ‫وحظر على �أي مجموعة �شن‬ ‫عملي ��ات م�ستقلة وحدد على �أن كل الهجمات �ستكون‬ ‫تحت علمه و�إ�سمه‪.‬‬ ‫بعده ��ا قدّم ح ��زب اهلل تعريف ��ه الإختزالي الخا�ص‬ ‫للوطني ��ة؛ م�صطلح ��ات مث ��ل "تحرير م ��زارع �شبعا‬ ‫وت�ل�ال كفر�شوب ��ا"‪" ،‬الق ��درة الع�سكري ��ة الرادع ��ة‬ ‫لح ��زب اهلل"‪ ،‬و"حرم ��ة المقاوم ��ة المظف ��رة"‬ ‫�أ�صبح ��ت مفاهي ��م غي ��ر قابل ��ة للتفاو�ض ف ��ي اللغة‬ ‫ال�سيا�سي ��ة اللبناني ��ة‪ .‬كما �أن الت�شكي ��ك في �شرعية‬ ‫الجن ��اح الع�سك ��ري لح ��زب اهلل‪ ،‬وتر�سانت ��ه �أ�صبح‬ ‫مرادف ًا لعبارة "م�ؤامرة �ضد المقاومة‪ ،‬والتواط�ؤ مع‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪21‬‬


‫الم�شرق العربي‬

‫لبنان‬

‫ر�سالته المفتوحة في ‪ 1985‬فتحت له الطريق‬

‫ماذا يريد حزب اهلل في لبنان؟‬ ‫منذ ‪ 1985‬عام �إنطالقته واللبنانيون‪ ،‬والعرب معهم‪ ،‬يت�ساءلون ماذا يريد‬ ‫ح��زب اهلل؟ هل يريد �أن يحول لبنان الى دول��ة �إ�سالمية ونموذج لإيران‬ ‫والي��ة الفقيه ؟ �أم �أنه عدل عن م�شروعه ال��ذي و�ضع �إ�ستراتيجيته ح�سن‬ ‫ن�صراهلل في ‪ 1986‬قبل �أن ي�صل الى قيادة الحزب ؟ التقرير التالي يروي‬ ‫التفا�صيل من بداياتها‪.‬‬ ‫غرار والية الفقيه في �إيران (و�صاية الفقيه)‪.‬‬

‫بيروت ‪ -‬رئيف عمرو‬ ‫تع� � ّرف الجمه ��ور اللبنان ��ي الى حزب‬ ‫اهلل للم ��رة الأول ��ى ف ��ي الع ��ام ‪1985‬‬ ‫عب ��ر ر�سالت ��ه المفتوح ��ة الم�شه ��ورة الآن‪ ،‬والت ��ي‬ ‫تق ��ول مقدمته ��ا‪" :‬نح ��ن �أبن ��اء الأم ��ة (المجتمع‬ ‫الم�سل ��م) ‪ -‬في حزب اهلل‪ ،‬طليعة الذين ن�صرهم‬ ‫اهلل ف ��ي �إي ��ران ‪ ...‬ونحن نطيع �أوام ��ر قائد واحد‬ ‫‪ ...‬تل ��ك ال�صادرة ع ��ن مع ّلمنا وفقيهن ��ا [�آية اهلل‬ ‫الخمين ��ي] " (ال�سفي ��ر‪� 16 ،‬شب ��اط (فبراي ��ر)‬ ‫‪ .)1985‬وبع ��د ذل ��ك بعام قدّم ح�س ��ن ن�صر اهلل‪،‬‬ ‫وكان يومها �ضابط ًا مرتبط ًا بالمجل�س الإ�ست�شاري‬ ‫للح ��زب وحالي ًا قائ ��ده الأعلى‪� ،‬أه ��داف المنظمة‬ ‫العام ��ة وو�ضع �إ�ستراتيجي ��ة وا�ضحة ب�شكل ال لب�س‬ ‫في ��ه‪" :‬نحن غير قادرين ف ��ي الوقت الحا�ضر على‬ ‫تثبي ��ت حكم الإ�س�ل�ام‪ ،‬ولكن ه ��ذا ال يعني ت�أجيل‬ ‫�إيديولوجيتن ��ا وم�شروعنا ‪ ...‬يج ��ب �أن نعمل بجد‬ ‫لتحقي ��ق هدفن ��ا‪ ،‬و�أه ��م و�سيلة للقي ��ام بذلك هي‬ ‫تحوي ��ل لبن ��ان الى مجتم ��ع ح ��رب " (ال�سفير ‪12‬‬ ‫ني�سان (�إبريل) ‪.)1986‬‬ ‫وقد قيل �أن بيان حزب اهلل في العام ‪ ،2009‬الذي‬ ‫ن ّقح الر�سال ��ة المفتوحة‪� ،‬أك ��د �إنخفا�ض الحما�س‬ ‫الثوري وتزايد قبول المنظمة بديمومة لبنان‪ .‬ومع‬ ‫ذلك ف�إن قراءة مت�أنية للبيان يظهر �أنه كان مجرد‬ ‫تالعب ف ��ي الكلمات‪ ،‬الإعتراف بلبن ��ان "وطننا"‬ ‫ولكن لي�س كدول ��ة �أمة م�شروعة‪ .‬في الواقع‪ ،‬بعيد ًا‬ ‫من كونه ف ��ي "عملية م�ستمرة لبن ��اء هوية"‪ ،‬فقد‬ ‫�سع ��ى حزب اهلل خالل ال�سن ��وات القليلة الما�ضية‬ ‫�إل ��ى التغل ��ب عل ��ى �أوجه الق�ص ��ور وتعزي ��ز هدفه‬ ‫النهائ ��ي في تحويل لبنان �إل ��ى دولة �إ�سالمية على‬ ‫‪20‬‬

‫تقوي�ض الدولة اللبنانية‬ ‫كان ح ��زب اهلل يحتاج الى ح ِّي ��ز مادي لن�شر ر�سالته‬ ‫الدعائية لك�سب جمهور من الأن�صار في قلوب ال�شيعة‬ ‫في لبنان‪ .‬وحتى قبل ت�شكيل الحزب ر�سمي ًا‪� ،‬إ�شتبك‬ ‫مت�ش ��ددون مقربون من ��ه مع ال�شرطة ف ��ي ال�ضاحية‬ ‫الجنوبية لبيروت‪ .‬وقد �إ�ستغلوا محاولة الرئي�س �أمين‬ ‫الجمي ��ل (‪� )1988 – 1982‬إتخاذ �إجراءات �صارمة‬ ‫�ضد الميلي�شيات الم�سلم ��ة و�إ�ستعادة �سلطة الدولة‪،‬‬ ‫و�إعتبروه ��ا دلي ًال على عدائ ��ه للم�سلمين ب�شكل عام‬

‫العدد ‪ - 10‬متوز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫"المقاومة الإ�سالمية"‪:‬‬ ‫بوا�سطتها يحقق �أهدافه الإ�ستراتيجية‬

‫(وال�شيعة على وجه الخ�صو�ص)‪ ،‬وتح ّولوا من حركة‬ ‫حمي ��دة ملتزمة الإر�شاد الدين ��ي والتعليم �إلى حزب‬ ‫�سيا�سي ع�سكري كامل‪.‬‬ ‫لم يكن من ال�صعب جد ًا على حزب اهلل تقوي�ض دور‬ ‫الدولة في المناطق ال�شيعية مثل ال�ضاحية الجنوبية‬ ‫لبيروت و�سه ��ل البقاع‪ .‬لقد كان ��ت الجهات ال�شيعية‬ ‫تعاني م ��ن الفقر‪ ،‬وفي البقاع ال�شمالي‪ ،‬حيث �أب�صر‬ ‫حزب اهلل الن ��ور‪ ،‬كانت الدولة غير موجودة تقريب ًا‪.‬‬ ‫وبف�ض ��ل م�ساهمات �سخية �إيراني ��ة‪� ،‬أخذ حزب اهلل‬ ‫عل ��ى عاتقه توفي ��ر الخدم ��ات الأ�سا�سي ��ة لجمهوره‬ ‫الفقير‪ ،‬مثل المياه وال�صرف ال�صحي‪ ،‬التي عادة ما‬ ‫تقدمه ��ا الدولة‪ .‬لقد نجح ف ��ي المتاجرة بالخدمات‬ ‫ل�شراء ال ��والء ووا�صل �إل ��ى الهدف المقب ��ل لي�صبح‬ ‫المهيمن ال�شيعي الوحيد‪.‬‬

‫ال�سيطرة على ال�شيعة‬ ‫ب ��د�أت الجهود لتنظيم ال�شيع ��ة اللبنانيين في حركة‬ ‫�سيا�سي ��ة خا�صة به ��م في التبل ��ور في الع ��ام ‪1974‬‬ ‫عندم ��ا ّ‬ ‫ب�شر الإم ��ام مو�سى ال�ص ��در‪ ،‬وهو رجل دين‬


‫لهج ��وم �أ�سفر ع ��ن مقتل �أربع ��ة من حرا�س ��ه �أقنعه‬ ‫عل ��ى الهجرة م ��ن لبنان‪ .‬ف ��ي الع ��ام ‪� ،2008‬أغتيل‬ ‫و�س ��ام عيد‪ ،‬النقيب في ق�سم المعلومات التابع لقوى‬ ‫الأم ��ن الداخلي‪ ،‬في �إنفجار مرتب ��ط بتحقيقاته في‬ ‫الإت�ص ��االت المحمولة التي �إ�ستخدمها الفريق الذي‬ ‫�إغتال الحري ��ري‪ .‬كانت �أ�ساليب التح ��ري المبتكرة‬ ‫الت ��ي �إ�ستخدمها عي ��د م�صدر قل ��ق لم�س�ؤولي حزب‬ ‫اهلل‪ ،‬الذي ��ن قالوا ل ��ه "�أن بع�ض الهوات ��ف التي كان‬ ‫يطارده ��ا كان ��ت ت�ستخ ��دم م ��ن قبل عم�ل�اء حزب‬ ‫اهلل لإج ��راء عملي ��ة مكافح ��ة التج�س�س �ض ��د وكالة‬ ‫المخابرات اال�سرائيلي ��ة (المو�ساد) وانه في حاجة‬ ‫�إل ��ى التراجع" (موقع "نهار نت"‪ 23 ،‬ت�شرين الثاني‬ ‫‪ /‬نوفمبر ‪ .)2010‬في العام ‪� ،2012‬إنفجار كبير في‬ ‫�شرق بيروت قتل رئي�س ق�سم المعلومات العميد و�سام‬ ‫الح�سن‪ ،‬بعد ب�ضع �ساعات على عودته �إلى لبنان من‬ ‫زي ��ارة خارجي ��ة‪ .‬لم تثبت هوية قتل ��ة الح�سن‪ ،‬ولكن‬ ‫حقيقة �أن ح ��زب اهلل ي�سيطر عل ��ى الأمن تمام ًا في‬ ‫مط ��ار بي ��روت الدولي يلق ��ي ال�شك حول م ��ن الذي‬ ‫�إقترف الجريمة‪ .‬الق�ضاء على الح�سن و�إخراجه من‬ ‫الم�شهد �أنهى مرة واحدة و�إلى الأبد التحدّي الأمني‬ ‫الذي كان يمثله ق�سم المعلومات لحزب اهلل‪.‬‬ ‫وق ��د �إ�ستعم ��ل ح ��زب اهلل �أي�ض� � ًا وكالء وداعمي ��ن‬ ‫لتوري ��ط المعار�ضي ��ن ال�سن ��ة ف ��ي ف�ضائ ��ح منهكة‪.‬‬ ‫له ��ذا‪ّ ،‬‬ ‫يف�ضل الح ��زب �إ�ستخدام م�ؤيدي ��ن مثل فايز‬ ‫�شك ��ر‪ ،‬الأمين الع ��ام لحزب البع ��ث اللبناني‪ ،‬ووئام‬ ‫وهاب‪ ،‬رئي�س "ح ��زب التوحيد" الدرزي‪ ،‬و�صفحات‬ ‫ال�صح ��ف الم�ؤيدة و�أهمها "الأخب ��ار"‪ ،‬و�أخير ًا قناة‬ ‫"الميادين"‪.‬‬ ‫خ�ل�ال حرب �صيف ‪ 2006‬بين �إ�سرائيل وحزب اهلل‪،‬‬ ‫�ص ��درت �صحيف ��ة "الأخب ��ار" اللبناني ��ة الول م ��رة‪،‬‬ ‫بالتزامن مع �إتهام حزب اهلل �أن حزب �سعد الحريري‬ ‫"تي ��ار الم�ستقب ��ل" والمملك ��ة العربي ��ة ال�سعودي ��ة‬ ‫يتوط� ��أان م ��ع الحكومتي ��ن الأميركي ��ة والإ�سرائيلية‬ ‫لتدمير الحزب‪ .‬ف ��ي العام ‪ ،2010‬ن�شرت ال�صحيفة‬ ‫تهم ًا �ضد طارق ربعة‪ ،‬رئي�س ق�سم التخطيط الإداري‬ ‫للهاتف المحم ��ول لل�شركة الم�شغلة "�ألفا"‪ ،‬وبالتالي‬ ‫لعب ��ت دور ًا حا�سم ًا في �إعتقال ��ه من قبل المخابرات‬ ‫الع�سكرية للإ�شتباه بالتوا�ص ��ل مع المو�ساد و�إعطاء‬ ‫الإ�سرائيليي ��ن الو�صول �إلى �شبكة المحمول اللبنانية‬ ‫("الأخب ��ار" ‪ 13‬كان ��ون الأول‪ /‬دي�سمبر ‪� .)2010‬إن‬ ‫�إعتقال ربع ��ة‪ ،‬وهو �سني من ح ��ي الطريق الجديدة‬ ‫في بي ��روت‪ ،‬معقل الدعم ال�سيا�س ��ي للحريري‪ ،‬وقع‬ ‫بم�ساعدة م ��ن �أن�صار حليف ح ��زب اهلل في "التيار‬ ‫الوطن ��ي الحر"‪ ،‬ال ��ذي بهيمنت ��ه عل ��ى �إدارة وزارة‬

‫مفتي الجمهورية اللبنانية الراحل ح�سن خالد‪ :‬لماذا �أغتيل؟‬

‫العميد و�سام الح�سن‪:‬‬ ‫بقتله لم يعد من تحد �أمني لحزب الله في لبنان‬

‫الإت�صاالت و"�ألفا موباي ��ل" �إ�ستطاع ت�أطير الق�ضية‬ ‫�ضد ربيعة ("الأخبار" ‪� 15‬أيار‪ /‬مايو ‪.)2012‬‬ ‫وفي الآون ��ة الأخيرة‪� ،‬سعت �صحيف ��ة "الأخبار" �إلى‬ ‫توري ��ط "تي ��ار الم�ستقب ��ل" بزعام ��ة الحري ��ري في‬ ‫ت�سلي ��ح الجي�ش ال�سوري الحر المعار�ض لنظام ب�شار‬ ‫الأ�س ��د‪ .‬وظهر عل ��ى �صفحتها الأولى ن� ��ص محادثة‬

‫لقد قطع حزب اهلل فعلي ًا �شوط ًا طوي ًال‬ ‫في تحقيق هدفه المتمثل في ال�سيطرة‬ ‫على لبنان منذ بداياته المتوا�ضعة في‬ ‫‪1985‬فهو ي�سيطر على ال�سيا�ستين‬ ‫الداخلية والخارجية للبالد ويدير �آلة‬ ‫ع�سكرية متف ّوقة على الجي�ش الوطني‬

‫مزعوم ��ة بين ع�ضو كتلة الحريري البرلمانية وممثل‬ ‫عن الجي�ش ال�سوري الحر يطلب �أ�سلحة ("الأخبار"‬ ‫‪ 29‬ت�شري ��ن الثان ��ي ‪ /‬نوفمب ��ر ‪ .)2012‬في حين قد‬ ‫يكون "تيار الم�ستقبل" في الواقع يعمل كحلقة و�صل‬ ‫بين الجي� ��ش ال�سوري الحر وم ��زودي الأ�سلحة‪ ،‬ف�إن‬ ‫ال�صحيف ��ة تجاهل ��ت في حين ��ه دور ح ��زب اهلل في‬ ‫القتال �إلى جانب قوات نظام الأ�سد‪.‬‬ ‫كح ��زب �سيا�س ��ي �شمول ��ي‪ ،‬ال ي�ستطي ��ع ح ��زب اهلل‬ ‫البق ��اء عل ��ى قيد الحي ��اة من دون عن�ص ��ر ع�سكري‬ ‫ول ��ن يقبل ب�أقل م ��ن ال�سيطرة الكامل ��ة على النظام‬ ‫ال�سيا�س ��ي اللبنان ��ي‪� .‬إن م�شكل ��ة ح ��زب اهلل‪ ،‬الذي‬ ‫يمتل ��ك القوة الع�سكرية الأول ��ى في لبنان‪ ،‬هو عجزه‬ ‫الكام ��ن في تحويل نف�س ��ه �إلى ق ��وة �سيا�سية داخلية‬ ‫حقيقي ��ة خوف� � ًا م ��ن �أن "�شرعيته [�س ��وف] ت�صبح‬ ‫مت�ساوي ��ة مع مجموع ��ات �سيا�سية عادي ��ة التي تقبل‬ ‫قواعد المالءمة والإ�ستيعاب"‪ .‬وهذا بدوره يعني �أن‬ ‫حزب اهلل لم يتخ ّل عن هدفه المتمثل في �إقامة دولة‬ ‫�إ�سالمية في لبنان‪.‬‬ ‫في الواق ��ع لقد قطع حزب اهلل فعلي� � ًا �شوط ًا طويالً‬ ‫في تحقي ��ق هدفه المتمثل في ال�سيط ��رة على لبنان‬ ‫منذ بدايات ��ه المتوا�ضعة في ‪� .1985‬إنه ي�سيطر على‬ ‫ال�سيا�ستين الداخلية والخارجي ��ة للبالد‪ ،‬ويدير �آلة‬ ‫ع�سكري ��ة متف ّوقة عل ��ى الجي�ش الوطن ��ي‪ .‬وهو لديه‬ ‫الق ��ول الف�ص ��ل في التعيين ��ات الحكومي ��ة والإدارية‬ ‫والق�ضائية‪ ،‬و�أظهر تفاعله مع الجماعات ال�سيا�سية‬ ‫اللبناني ��ة ب ��ان لي�س ��ت لدي ��ه ني ��ة حق� � ًا لإ�ستيع ��اب‬ ‫الممار�س ��ات ال�سيا�سي ��ة اللبناني ��ة‪ ،‬لي� ��س �أقله منذ‬ ‫تحوي ��ل توجه ��ه ال�شيع ��ي ال ��ذي �أعاق قدرت ��ه لحوار‬ ‫ه ��ادف (في مقاب ��ل تحالفات تكتيكية) م ��ع ال�سنة‪.‬‬ ‫وع�ل�اوة عل ��ى ذل ��ك‪ ،‬النم ��وذج الإيراني م ��ن والية‬ ‫الفقيه‪ ،‬الذي ي�ؤيده ح ��زب اهلل‪ ،‬يح ّير الكثيرين من‬ ‫المفكري ��ن النقديين ال�شيعة‪ .‬ولي�س من الم�ستغرب‪،‬‬ ‫يعتقد �أحم ��د الأ�سعد‪ ،‬زعيم الحزب ال�شيعي الوليد‪،‬‬ ‫الإنتماء اللبناني الجديد‪ ،‬ب�أنه "يجب علينا التخل�ص‬ ‫من حزب اهلل من �أجل بناء دولة قابلة للحياة "‪.‬‬ ‫�إن رياح التغيير تح ّول ال�شرق الأو�سط‪ ،‬وال ب ّد من �أن‬ ‫تترك ب�صماتها على م�سار الأحداث في لبنان‪ .‬ومن‬ ‫جه ��ة �أخرى �إن الإنتفا�ضة ال�سورية من غير المرجح‬ ‫�أن تجل ��ب الديموقراطي ��ة �إل ��ى البالد الت ��ي مزقتها‬ ‫الحرب‪ ،‬ولكن يكاد يكون من الم�ؤكد �أنها �سوف تغ ّير‬ ‫الت ��وازن القائم ف ��ي ال�سلطة في لبن ��ان‪� .‬شبح تجدد‬ ‫�إنتعا� ��ش ال�سنة في �سوريا ه ��و بالفعل ما ي�ؤرق حزب‬ ‫اهلل في لبنان وهذا وراء تدخله الع�سكري في �سوريا‬ ‫الى جانب نظام الأ�سد‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪23‬‬


‫الم�شرق العربي ¶ لبنان‬ ‫ال�صهيونية والإمبريالية الأميركية"‪.‬‬

‫العثور على �شريك ماروني غير �إيديولوجي‬ ‫في ال�سيا�س ��ة الطائفية اللبناني ��ة‪ ،‬ال بد لأي جماعة‬ ‫�سيا�سي ��ة تمث ��ل طائف ��ة رئي�سية م ��ن �أن تتحالف مع‬ ‫نظيرته ��ا من طائفة كبيرة �أخ ��رى من �أجل التحرك‬ ‫�ضمن الإ�ضطرابات في النظام ال�سيا�سي‪ .‬بعد فترة‬ ‫وجي ��زة من �إب ��رام �إتفاق الطائف ف ��ي العام ‪،1989‬‬ ‫الذي �أنه ��ى الحرب الأهلية اللبناني ��ة التي �إ�ستمرت‬ ‫لعق ��ود‪ ،‬ر�أى ح ��زب اهلل �أن ��ه يحت ��اج ال ��ى "ت�صوير‬ ‫نف�س ��ه ب�إعتباره الم ��ر ّوج الرئي�س ��ي للتعاي�ش الم�سلم‬ ‫ الم�سيح ��ي ‪ ...‬من خالل تمثيل متعدد للطوائف"‪.‬‬‫غير ق ��ادر عل ��ى التماه ��ي م ��ع الق ��وات اللبنانية �أو‬ ‫ح ��زب الكتائ ��ب‪ ،‬اللذي ��ن ت�شتب ��ك �إيديولوجيتهم ��ا‬ ‫الوطني ��ة المتح ّم�س ��ة بتطلعات ��ه ال�شيعي ��ة العالمية‪،‬‬ ‫وج ��د حزب اهلل في نهاية المط ��اف �شريك ًا في قائد‬ ‫الجي� ��ش اللبنان ��ي الأ�سبق الم�سيح ��ي العماد مي�شال‬ ‫عون‪ ،‬الذي قي ��ل ب�أنه يحمل �ضغينة �ضد ال�سيا�سيين‬ ‫الموارنة لرف�ضهم ال�سماح له في الو�صول الى رئا�سة‬ ‫الجمهورية في الع ��ام ‪ .1988‬بعد خم�سة ع�شر عام ًا‬ ‫م ��ن المنفى ف ��ي فرن�سا‪ ،‬ع ��اد �إلى لبنان ف ��ي العام‬ ‫‪ 2005‬وتو ّل ��ى مقالي ��د التي ��ار الوطن ��ي الح ��ر الذي‬ ‫كان يق ��وده غيابي ًا‪ .‬وفق ًا لمنط ��ق ال�سيا�سة الطائفية‬ ‫اللبناني ��ة‪ ،‬يحت ��اج التيار الوطن ��ي الحر وحزب اهلل‬ ‫ال ��ى بع�ضهم ��ا البع� ��ض‪ ،‬وف ��ي الع ��ام ‪ ،2006‬وقع ��ا‬ ‫مذكرة تفاهم التي مكنتهما من تحقيق م�صالحهما‬ ‫المتميزة تحت �ستار الوحدة‪.‬‬

‫تهمي�ش ال�سنة‬ ‫قب ��ل �أن يتحول �ض ��د الم�ؤ�س�سات ال�سني ��ة ال�سيا�سية‬ ‫والأمني ��ة‪ ،‬كان من ال�ض ��روري لح ��زب اهلل الق�ضاء‬ ‫على رج ��ال الدين ال�سنة الم�ستقل ��ي التفكير والر�أي‬ ‫ب�سب ��ب قدرتهم على ت�أطير الهوية الدينية من خالل‬ ‫ال�سيا�سة‪ .‬ه ��ذا ال�سياق ي�ساعد عل ��ى تف�سير �إغتيال‬ ‫مدي ��ر �إتح ��اد الجمعي ��ات الإ�سالمي ��ة والم�ؤ�س�سات‬ ‫في لبن ��ان في ‪ ،1982‬ال�شيخ �أحم ��د ع�ساف‪ ،‬ورئي�س‬ ‫مجل�س ال�شريعة الأعلى الإ�سالمي في ‪ ،1986‬ال�شيخ‬ ‫�صبح ��ي ال�صال ��ح ف ��ي ‪ .1986‬ومفت ��ي الجمهوري ��ة‬ ‫ال�شي ��خ ح�سن خال ��د ف ��ي ‪ .1989‬كان ع�ساف يمتلك‬ ‫قدرات تنظيمي ��ة قوية ويعر�ض �شع ��ور ًا قوي ًا بالهوية‬ ‫الجماعي ��ة بينما كان �صالح يطعن بالإمامة ال�شيعية‬ ‫الإثن ��ي ع�شري ��ة ومفاهي ��م والي ��ة الفقي ��ه‪ ،‬وكالهما‬ ‫�أم ��ران مهمان �إيديولوجي ًا بالن�سب ��ة الى حزب اهلل‪.‬‬ ‫وكانت عملي ��ة �إغتي ��ال ال�شيخ خالد محاول ��ة لإقناع‬ ‫‪22‬‬

‫الإمام �آية الله الخميني‪� :‬أراد ت�صدير ثورته فكان حزب الله‬

‫رئي�س الحكومة اللبناني الراحل رفيق الحريري‪:‬‬ ‫�أنع�ش الموقف ال�سني فتمت ت�صفيته‬

‫دول مجل�س التع ��اون الخليجي بع ��دم الموافقة على‬ ‫قيادة قوة الردع العربية الجديدة لتحرير لبنان من‬ ‫القب�ض ��ة الخانق ��ة ال�سورية‪ .‬وكان ه ��ذا غير مقبول‬ ‫تمام ًا بالن�سبة الى حزب اهلل الذي تتوقف �إحتماالت‬ ‫تحقي ��ق نجاح ��ه عل ��ى �إ�ستبع ��اد ت�أثي ��ر دول مجل�س‬ ‫التعاون الخليجي والإعتماد على دم�شق‪.‬‬

‫�أرادت طهران الرد على‬ ‫دعم مجل�س التعاون الخليجي‬ ‫لبغداد في حربها �ضد �إيران من خالل‬ ‫خلق قاعدة �إيديولوجية من الدعم‬ ‫داخل �إحدى الدول العربية‬ ‫ف�أن�ش�أت حزب اهلل‬

‫العدد ‪ - 10‬متوز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫�ضم ��ن �إتفاق الطائ ��ف في ‪ 1989‬لل�شيع ��ة والموارنة‬ ‫الم�ؤيدي ��ن ل�سوريا ال�سيطرة على الأجهزة ال�سيا�سية‬ ‫والأمني ��ة والق�ضائية ف ��ي البالد‪ .‬ولك ��ن عودة رجل‬ ‫الأعم ��ال ال�سني رفيق الحريري من المملكة العربية‬ ‫ال�سعودي ��ة ال ��ى لبنان بع ��د ذلك بوق ��ت ق�صير قلب‬ ‫الت ��وازن ال�سيا�س ��ي الذي كان ي�سع ��ى حزب اهلل في‬ ‫�أن يك ��ون لم�صلحته‪ .‬في العام ‪� ،1992‬صوتت غالبية‬ ‫من ن ��واب البرلمان على تعيي ��ن الحريري مر�شحها‬ ‫المف�ض ��ل لمن�ص ��ب رئي� ��س مجل� ��س ال ��وزراء‪ .‬وبات‬ ‫�صع ��وده ال�سريع �إلى ال�سلط ��ة يهدد جهود حزب اهلل‬ ‫للهيمن ��ة على ال�ساحة ال�سيا�سية اللبنانية‪ ،‬خ�صو�ص ًا‬ ‫بع ��د ح�صوله على دع ��م غير م�شروط م ��ن المملكة‬ ‫العربية ال�سعودية والغرب‪.‬‬ ‫�إ�ستنت ��ج حزب اهلل �أن الحري ��ري يمثل تهديد ًا يجب‬ ‫الق�ضاء عليه‪ ،‬وهو ر�أي ت�شاطره فيه طهران ودم�شق‪.‬‬ ‫وكان نفوذ الحري ��ري غير مقبول ويتناق�ض مع نمط‬ ‫�سلط ��ة ال�سن ��ة الت ��ي كانت تتال�ش ��ى ف ��ي المنطقة‪،‬‬ ‫وبالتال ��ي ت ��م اغتياله في الع ��ام ‪ .2005‬في حزيران‬ ‫(يوني ��و) ‪� ،2011‬إتهم ��ت المحكم ��ة الخا�صة لالمم‬ ‫المتح ��دة ف ��ي لبن ��ان (‪� )STL‬أربع ��ة لبنانيي ��ن من‬ ‫الم�شتب ��ه بهم مرتبطين بح ��زب اهلل بالقيام بعملية‬ ‫الإغتي ��ال‪ .‬وقد رف�ض زعيم ح ��زب اهلل ال�سيد ح�سن‬ ‫ن�ص ��ر اهلل ب�ش ��كل قاط ��ع ت�سليمه ��م لأن "المحكم ��ة‬ ‫الخا�ص ��ة بلبنان هي محكمة �أميركي ��ة ‪� -‬إ�سرائيلية‪،‬‬ ‫والمتهمون الأربعة هم �إخوانن ��ا في المقاومة الذين‬ ‫لديه ��م �سجل �شريف"‪ .‬و�ضع �إغتيال الحريري حد ًا‬ ‫لم�شروع ��ه ف ��ي �إعادة �إعم ��ار لبنان م ��ا بعد الحرب‬ ‫عل ��ى خط ��وط �سيا�سي ��ة و�إقت�صادية تح ّب ��ذ المملكة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودية والغرب‪ .‬وهكذا‪ ،‬تمت �إزالة عقبة‬ ‫هائلة من م�سار ت�صاميم حزب اهلل للبنان‪.‬‬ ‫يفتق ��ر �سعد الحريري‪ ،‬نجل رفي ��ق الحريري ووريثه‬ ‫والتب�صر لموا�صلة �سيا�سات‬ ‫ال�سيا�سي‪ ،‬ال ��ى الفطنة‬ ‫ّ‬ ‫وال ��ده‪ ،‬ناهي ��ك عن كبح جماح ح ��زب اهلل‪ .‬لقد كان‬ ‫المفت ��اح لح ��زب اهلل ك ��ي يذه ��ب بعيد ًا ف ��ي عملية‬ ‫الإغتيال يتطلب تفكيك جهاز الإ�ستخبارات الخا�ص‬ ‫للحريري‪ ،‬ق�س ��م المعلومات في قوى الأمن الداخلي‬ ‫ف ��ي لبن ��ان‪� .‬أراد رفي ��ق الحري ��ري الإ�ستف ��ادة م ��ن‬ ‫التقالي ��د الت ��ي مكنت ال�س ّن ��ة من قيادة ق ��وى الأمن‬ ‫الداخل ��ي بخلق عن�صر �إ�ستخب ��ارات لديها لمواجهة‬ ‫�سيط ��رة ال�شيع ��ة وحلفائه ��م الموارنة عل ��ى المكتب‬ ‫الثاني (المخابرات الع�سكرية)‪.‬‬ ‫ب ��د ًال من ذل ��ك‪ ،‬ب ��د�أ ح ��زب اهلل عهد ًا جدي ��د ًا من‬ ‫الإره ��اب‪ .‬ف ��ي الع ��ام ‪ ،2006‬كان �سام ��ر �شح ��ادة‪،‬‬ ‫وه ��و محقق ف ��ي جريم ��ة �إغتيال الحري ��ري‪� ،‬ضحية‬


‫منذ المظاهرات الأولى �ض ��د نظام الرئي�س ب�شار‬ ‫الأ�س ��د الت ��ي قاده ��ا رج ��ال القبائ ��ل ال�ساخطون‬ ‫ف ��ي �شم ��ال �ش ��رق مدين ��ة الح�سك ��ة ف ��ي �شب ��اط‬ ‫(فبراي ��ر) ‪ .2011‬الغ�ضب ال�شعب ��ي في محافظة‬ ‫درع ��ا‪ ،‬الذي ع ّب�أت ��ه وح ّركته �شب ��كات نا�شطة بين‬ ‫القبائ ��ل م�ؤلفة �أ�سا�س ًا من ال�شباب ورجال القبائل‬ ‫الم�شردي ��ن ج ّراء �إعتقال وقتل �شابين قبليين‪ ،‬غ ّذ‬ ‫و�أ�شع ��ل الإنتفا�ضة الوطنية‪ .‬حالي� � ًا‪ ،‬المجموعات‬ ‫القبلي ��ة العربي ��ة ال�سورية هي م�شارك ��ة ن�شطة في‬ ‫الميلي�شيات االم�ؤيدة والمناه�ضة للأ�سد على حد‬ ‫�سواء‪ ،‬وكجنود في الجي� ��ش ال�سوري‪ ،‬و�أع�ضاء في‬ ‫الميلي�شيات القبلية التي تعنى بحماية قبيلتها وهي‬ ‫م�ستقل ��ة عن كل م ��ن الدولة ال�سوري ��ة والمعار�ضة‬ ‫الم�سلحة‪ .‬‬ ‫وم ��ا يثي ��ر القل ��ق ب�صفة خا�ص ��ة في �سي ��اق حرب‬ ‫�أهلية ف ��ي �سوريا ه ��و �إحتمال التحال ��ف‪ ،‬ولو كان‬ ‫م�ؤقت ًا‪ ،‬بين القبائل العربي ��ة ال�سورية والجماعات‬ ‫ال�سلفية المت�شددة مثل "جبه ��ة الن�صرة" التابعة‬ ‫معارك حلب‪:‬‬ ‫القبائل لهم دور‬ ‫كبير فيها‬

‫لتنظي ��م "القاعدة"‪ .‬ف ��ي المحافظ ��ات ال�شمالية‬ ‫ال�شرقي ��ة‪ :‬الرقة والح�سكة ودير ال ��زور التي ي�شار‬ ‫�إليه ��ا مجتمعة بالجزي ��رة (تقع عل ��ى الحدود مع‬ ‫تركيا ف ��ي ال�شمال والعراق ف ��ي ال�شرق)‪ ،‬تتعاي�ش‬ ‫الغالبي ��ة م ��ن قبائ ��ل الع ��رب ال�سن ��ة ب�صعوبة مع‬ ‫جماع ��ات مثل "جبه ��ة الن�صرة" الت ��ي لها وجود‬ ‫ق ��وي ف ��ي المنطقة‪ .‬و�أك ��د �شيخ قبل ��ي مرموق في‬ ‫المنطقة على �أنه م ��ن دون دعم رئي�سي دولي ف�إن‬ ‫القبائ ��ل ال�سورية �ستفعل ما ينبغي عليها القيام به‬ ‫لحماية �أ�صولها‪ ،‬بما في ذلك العمل مع الجماعات‬ ‫ال�سلفية المت�شددة �أو حتى �إيران‪.‬‬ ‫وتنق�س ��م القبائ ��ل العربي ��ة ال�سوري ��ة �إل ��ى قبائ ��ل‬ ‫(الإتح ��ادات القبلي ��ة العاب ��رة للح ��دود الوطني ��ة‬ ‫والقومي ��ة) وع�شائ ��ر (قبائ ��ل فردي ��ة)‪ .‬وتنق�سم‬ ‫الع�شائ ��ر الى مزي ��د م ��ن الأفخ ��اذ (جماعات)‪،‬‬ ‫والخم� ��س �أو �إب ��ن الع ��م (الأن�ساب)‪ ،‬وعن ��د �أدنى‬ ‫م�ست ��وى �آل البي ��ت �أو العائل ��ة (�أ�س ��ر ممت ��دة)‪.‬‬ ‫ونظ ��ر ًا ال ��ى طبيع ��ة ال�ص ��راع ال�س ��وري المنت�شر‬

‫وفي كونها م�صدر ًا قوي ًا‬ ‫للتعبئة الإجتماعية وال�سيا�سية‪،‬‬ ‫ف�إن القبلية العربية ال�سورية ّ‬ ‫�شكلت‬ ‫ال�صراع منذ المظاهرات الأولى �ضد‬ ‫نظام الرئي�س ب�شار الأ�سد التي قادها‬ ‫رجال القبائل ال�ساخطون في �شمال‬ ‫�شرق مدينة الح�سكة في �شباط‬ ‫(فبراير) ‪2011‬‬ ‫تُعتبر قبيلة العقيدات واحدة‬ ‫من القبائل الأكثر ن�شاط ًا وتنظيم ًا‬ ‫وت�سليح ًا في التحالفات الم�ضادة لنظام‬ ‫الأ�سد وقد ن ُّظمت مجموعاتها المقاتلة‬ ‫على الم�ستوى المحلي‪ ،‬وهي جزء من‬ ‫تحالف القبائل الوطنية الذي يطلق‬ ‫على نف�سه �إ�سم "كتائب‬ ‫قبيلة العقيدات"‬

‫وموقع ��ه جغرافي� � ًا‪ ،‬ف� ��إن الجماع ��ات الم�سلح ��ة‬ ‫القبلي ��ة ال�سورية‪ ،‬مثل غيرها م ��ن الم�شاركين في‬ ‫الحرب الأهلي ��ة‪ ،‬ت�شارك عموم ًا ف ��ي القتال قرب‬ ‫مناطق �سكنها‪ .‬وعلى الرغم من الطبيعة المحلية‬ ‫عموم ًا في تعبئة الجماع ��ات الم�سلحة في الحرب‬ ‫الأهلي ��ة ال�سورية‪ ،‬فهناك تمييز وا�ضح في الحجم‬ ‫وت�ضامن المجموعة التي تميز الع�شيرة (القبيلة)‬ ‫عن القبيل ��ة (القبلية)‪ ،‬وهي الوح ��دات الرئي�سية‬ ‫المنظم ��ة الت ��ي عر�ضته ��ا الجماع ��ات الم�سلح ��ة‬ ‫القبلية حتى الآن في ال�صراع‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغم من �أن ��ه �أحيان ًا قد ي�ش ��ار �إليها با�سم‬ ‫القبيل ��ة وت�شم ��ل �أف ��راد ًا م ��ن القبائل ف ��ي الدول‬ ‫المج ��اورة ل�سوري ��ا‪ ،‬ف� ��إن الع�شائر ع ��ادة ما تكون‬ ‫موج ��ودة وقوي ��ة فق ��ط في منطق ��ة معين ��ة داخل‬ ‫�سوريا‪ .‬من ه�ؤالء الع�شائر مث ًال ع�شيرة الحدادين‬ ‫في �شمال غرب محافظت ��ي حلب و�إدلب‪ ،‬وع�شيرة‬ ‫الموالي في محافظة �إدلب‪ ،‬وع�شيرة الدمالخة في‬ ‫محافظات �إدلب‪ ،‬وحماة‪ ،‬وحلب‪ ،‬والرقة‪ ،‬وع�شيرة‬ ‫بن ��ي خالد ف ��ي و�س ��ط غ ��رب محافظت ��ي حم�ص‬ ‫وحم ��اه‪ ،‬و ع�شي ��رة الزعب ��ي ف ��ي محافظ ��ة درعا‬ ‫الجنوبية وعبر الحدود في �شمال الأردن‪.‬‬ ‫وق ��د �أنخ ��رط مقاتل ��ون م ��ن ع�شيرتي بن ��ي خالد‬ ‫والموال ��ي في المعار�ضة الم�سلح ��ة وهم يج�سدون‬ ‫دور الع�شي ��رة المحلي في القتال في غرب �سوريا‪.‬‬ ‫كم ��ا �أن هناك عدد ًا من الكتائ ��ب من مقاتلي بني‬ ‫خالد ال ��ذي تحال ��ف وقاتل تحت مظل ��ة مجموعة‬ ‫المعار�ضة الم�سلحة‪" ،‬الجي�ش ال�سوري الحر"‪ ،‬ما‬ ‫زال م�ستم ��ر ًا في الم�شاركة ف ��ي القتال في مدينة‬ ‫حم� ��ص و�ضواحيه ��ا‪" .‬لواء ال ��درع" لبن ��ي خالد‬ ‫ف ��ي محافظة حماه ه ��و �أي�ض� � ًا قوة قتالي ��ة مك ّونة‬ ‫تحت مظلة جماعة المعار�ض ��ة الم�سلحة ال�سورية‬ ‫الغربي ��ة‪" ،‬جبه ��ة ثوار �سوري ��ا"‪ .‬ورج ��ال ع�شيرة‬ ‫الموال ��ي يقاتلون �ض ��د الجي�ش ال�س ��وري النظامي‬ ‫في محيط بل ��دة مع ّرة النعم ��ان‪� ،‬إلى الجنوب من‬ ‫مدين ��ة �إدلب‪ ،‬حيث تتواجد القبيلة ب�أعداد كبيرة‪.‬‬ ‫وه ��م ن�شيطون في القتال من �أج ��ل ال�سيطرة على‬ ‫البل ��دة والقاعدة الع�سكرية ال�سوري ��ة القريبة من‬ ‫وادي ال�ضيف‪.‬‬ ‫وكانت ثالث كتائب للمعار�ضة الم�سلحة التي تدّعي‬ ‫�أنها قبلية‪ ،‬ولكن من دون ذكر الإنتماء القبلي على‬ ‫وج ��ه التحدي ��د‪ ،‬نا�شطة في غ ��رب �سوريا‪ .‬ويطلق‬ ‫على واحدة من ه ��ذه المجموعات "كتيبة القبائل‬ ‫الحرة"‪ ،‬والتي‪ ،‬مث ��ل الموالي والدمالخة‪ ،‬ن�شطت‬ ‫ح ��ول بلدة مع ّرة النعم ��ان‪ ،‬م�شاركة في القتال من‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪25‬‬


‫الم�شرق العربي‬

‫سوريا‬

‫"�أ�سواق العرب" تم�سح الجماعات القبلية الم�سلحة في بالد ال�شام‬

‫سوريا‪ :‬القبائل أطلقت اإلنتفاضة‬ ‫وهي ستعيد السالم واإلستقرار‬ ‫على الرغم من �أن حزب البعث حكم �سوريا لأكثر من ‪ 5‬عقود لم ي�ستطع‬ ‫�إلغ��اء القبائل ونفوذه��ا على الرغم من محاوالت��ه المتعددة ل�سجن بع�ض‬ ‫زعمائها وحرمها من خي��رات الدولة‪ .‬لذا كانت �إنتفا�ضتها في درعا التي‬ ‫فتح��ت �أبواب "الث��ورة ال�سورية الجدي��دة" تذكير ًا ب�أهمي��ة نفوذ القبائل‬ ‫ودورها في �إعادة الإ�ستقرار في الم�ستقبل الى بالد ال�شام‪.‬‬

‫‪24‬‬

‫العدد ‪ - 10‬متوز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫دم�شق ‪ -‬محمد الحلبي‬ ‫ال ت ��زال القبلي ��ة ت�ش� � ّكل الأ�سا� ��س‬ ‫للهوي ��ة الطائفي ��ة بين ال�سن ��ة العرب‬ ‫عبر �سوري ��ا‪ ،‬بغ�ض النظر عم ��ا �إذا كانوا يعي�شون‬ ‫ف ��ي المناط ��ق الريفي ��ة �أو الح�ضرية‪ .‬وف ��ي كونها‬ ‫م�ص ��در ًا قوي� � ًا للتعبئ ��ة الإجتماعي ��ة وال�سيا�سية‪،‬‬ ‫ف� ��إن القبلي ��ة العربي ��ة ال�سوري ��ة �ش ّكل ��ت ال�صراع‬


‫مظاهرات درعا الأولى‪ :‬بد�أتها القبائل‬

‫ال�شيع ��ة بقوله ��م و�إ�شارته ��م ال ��ى �أن ال�سبب يعود‬ ‫ال ��ى جذور قبيلة البق ��ارة ب�إعتباره ��ا قبيلة �أغنام‬ ‫�أو ماع ��ز ترع ��ى ولي�ست قبيل ��ة الجم ��ل "النبيل"‬ ‫القائد‪ .‬ف ��ي حلب‪ُ ،‬علم �أن مقاتلي البقارة يقاتلون‬ ‫مع الجي�ش ال�سوري لمهاجمة الأحياء التي ت�سيطر‬ ‫عليه ��ا المعار�ض ��ة ف ��ي المدين ��ة‪ ،‬و�إ ّدع ��ى مقاتلو‬ ‫المعار�ض ��ة ال�سورية �أي�ض ًا ب�أنه ��م خا�ضوا قتا ًال مع‬ ‫رج ��ال من قبيل ��ة البقارة الذين يدعم ��ون الجي�ش‬ ‫ال�س ��وري النظام ��ي خالل معركة ج ��رت لتحرير‬ ‫�سجناء في ال�سجن المركزي في حلب‪.‬‬ ‫وكان ال�شي ��خ نواف راغب الب�شي ��ر طالب بالقيادة‬ ‫العام ��ة للبق ��ارة‪ ،‬وهو نج ��ل �شيخ البق ��ارة الأعلى‬ ‫ال�ساب ��ق المتوف ��ي الآن‪ .‬وال�شي ��خ الب�شي ��ر‪ ،‬ال ��ذي‬ ‫كان واح ��د ًا م ��ن ال�شخ�صيات المعار�ض ��ة البارزة‬ ‫الت ��ي و ّقعت عل ��ى �إع�ل�ان دم�ش ��ق الإ�صالحي في‬ ‫الع ��ام ‪ ،2005‬و�سج ��ن من قبل الحكوم ��ة ال�سورية‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪ ،2011‬و�أرغم على �إ�ص ��دار بيان ت�أييد‬ ‫للرئي� ��س ب�ش ��ار الأ�سد‪ .‬بع ��د ان�شقاقه �إل ��ى تركيا‪،‬‬ ‫�أ�صب ��ح ال�شي ��خ الب�شير زعيم ًا ب ��ارز ًا داخل مجل�س‬ ‫القبائل العربية ف ��ي �سوريا وزعيم جبهة الجزيرة‬ ‫والفرات لتحرير �سوريا‪.‬‬ ‫وجبه ��ة الجزي ��رة والف ��رات لتحري ��ر �سوري ��ا هي‬ ‫منظمة معار�ضة و�أنها‪ ،‬وفق ًا لل�شيخ الب�شير‪ ،‬تتك ّون‬ ‫من حوالي ‪ 138‬كتيبة معار�ضة م�س ّلحة‪� .‬أما كتائب‬ ‫منطقة الجزيرة فهي تن�سق ب�شكل وثيق مع القيادة‬ ‫العلي ��ا الع�سكرية للجي� ��ش ال�سوري الح ��ر‪ ،‬ولكنها‬ ‫م�ستقل ��ة ع ��ن الإئتالف الوطن ��ي للث ��ورة ال�سورية‬ ‫وق ��وى المعار�ض ��ة والمجل� ��س الوطن ��ي ال�س ��وري‪.‬‬

‫و�أك ��د ال�شي ��خ الب�شير �أي�ض� � ًا على �أن ��ه يوجد تحت‬ ‫�إمرت ��ه ال�شخ�صية حوال ��ي ‪� 500‬إلى ‪ 3,000‬مقاتل‬ ‫م�سلح منظمين ف ��ي جماعات محاربة تقاتل تحت‬ ‫مظل ��ة "�ألوي ��ة �أحفاد الر�سول" ف ��ي مناطق �شمال‬ ‫محافظتي الرقة والح�سكة‪.‬‬

‫القتال �ضد الأكراد‬ ‫‪ ‬نظ ��م ال�شي ��خ الب�شي ��ر العدي ��د م ��ن الجماع ��ات‬ ‫الم�سلحة الت ��ي �سعت بن�شاط الى مهاجمة الأكراد‬ ‫في المدين ��ة المختلطة عرقي� � ًا "ر�أ�س العين" في‬ ‫المنطقة ال�شمالية ال�شرقية في محافظة الح�سكة‬ ‫عل ��ى طول الح ��دود التركي ��ة‪ .‬وذك ��ر مقاتلون من‬ ‫البق ��ارة موال ��ون للحكوم ��ة‪ ،‬ولي�س لديه ��م روابط‬ ‫مع ال�شيخ الب�شي ��ر‪� ،‬أنهم �شاركوا في هجمات �ضد‬ ‫ح ��زب الإتح ��اد الديموقراطي الك ��ردي في الحي‬ ‫المختل ��ط عرقي� � ًا ف ��ي حل ��ب ال�شمالي ��ة‪" ،‬ال�شيخ‬

‫ما يثير القلق ب�صفة خا�صة‬ ‫في �سياق حرب �أهلية في �سوريا هو‬ ‫�إحتمال التحالف‪ ،‬ولو كان م�ؤقت ًا‪ ،‬بين‬ ‫القبائل العربية ال�سورية والجماعات‬ ‫ال�سلفية المت�شددة مثل "جبهة‬ ‫الن�صرة" التابعة لتنظيم "القاعدة"‬

‫مق�صود"‪ .‬الواق ��ع �إن م�شاركة المقاتلين القبليين‬ ‫من البقارة في هجمات �ضد الأكراد ّ‬ ‫يو�ضح الحالة‬ ‫اله�شة الم�ستمرة في العالقات القبلية العربية مع‬ ‫الأكراد ف ��ي المناطق المختلط ��ة عرقي ًا مثل حلب‬ ‫والجزيرة‪.‬‬ ‫‪ ‬وق ��د ب ��رزت مدينت ��ا الح�سك ��ة والقام�شل ��ي ف ��ي‬ ‫المنطقة ال�شمالية ال�شرقية من محافظة الح�سكة‪،‬‬ ‫بالقرب م ��ن الحدود مع تركيا وكرد�ستان العراق‪،‬‬ ‫كموق ��ع لل�ص ��راع بين القبائ ��ل العربي ��ة والأكراد‪.‬‬ ‫ف ��ي القام�شل ��ي‪� ،‬إن�ضم �أع�ضاء م ��ن قبيلة "طيء"‬ ‫الى تنظيم م�ؤي ��د لنظام الأ�سد "اللجان ال�شعبية"‬ ‫تحت قي ��ادة النائ ��ب ال�س ��وري "الطيئ ��ي" ال�شيخ‬ ‫محمد فار�س وت�شي ��ر التقارير �إلى �أن هذه اللجان‬ ‫�إنخرطت في العديد من الإ�شتباكات مع المقاتلين‬ ‫الأك ��راد م ��ن ح ��زب الإتح ��اد الديموقراطي‪ .‬ومع‬ ‫ذل ��ك‪ ،‬فقد �ش ّكل زعماء القبائل العربية المحليون‬ ‫ووجهاء الأك ��راد الذين ن�ش�أوا مع ًا مجل�س ًا م�شترك ًا‬ ‫ف ��ي القام�شل ��ي لتج ّن ��ب مث ��ل ه ��ذه ال�صراعات‪.‬‬ ‫علم� � ًا �أن القتال في الجانب الك ��ردي عادة يفتعله‬ ‫�أف ��راد من الجماع ��ات المرتبطة بح ��زب الإتحاد‬ ‫الديموقراطي‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن ��ه يت ��م �إ�ستخ ��دام الهوي ��ة القبلي ��ة ف ��ي‬ ‫المناط ��ق الم�ضطرب ��ة ف ��ي �سوريا لتعبئ ��ة وتوجيه‬ ‫�أن�شط ��ة م�س ّلحة من رجال القبائل في دعم كل من‬ ‫الحكوم ��ة �أو المعار�ضة‪ .‬ع�ل�اوة على ذلك‪ ،‬الهوية‬ ‫القبلية (حتى عندم ��ا تكون نائمة‪ ،‬كما هي الحال‬ ‫في المدن الكبرى ف ��ي كثير من الأحيان) ‪ --‬كما‬ ‫ح ��دث في العراق‪� --‬ستفر� ��ض نف�سها ب�شكل بارز‬ ‫بين العرب ال�سنة عب ��ر �سوريا فيما الإ�ستقرار في‬ ‫الب�ل�اد يتزعزع �أكث ��ر‪ ،‬بما في ذلك ف ��ي المناطق‬ ‫الح�ضري ��ة الرئي�سية ف ��ي غرب �سوري ��ا مثل حلب‬ ‫ودم�ش ��ق‪ .‬القبلي ��ة ه ��ي الحقيق ��ة الإجتماعي ��ة‬ ‫والثقافية في جمي ��ع �أنحاء �سوريا‪ ،‬ولي�س فقط في‬ ‫المحافظ ��ات ال�شرقية الأقل نمو ًا ف ��ي البالد‪� .‬إنه‬ ‫�ش ��كل مهم من المجتم ��ع المدن ��ي التقليدي الذي‬ ‫ي�ساع ��د في تحديد نجاح ترتيب ��ات الأمن المحلية‬ ‫�أو الأجنبي ��ة التي تدعمه ��ا‪ ،‬والت�أثي ��ر على الحكم‬ ‫الر�شيد وعلى �إ�ستدامة عمليات الإ�ستقرار الطويل‬ ‫الأج ��ل والتنمي ��ة الإقت�صادي ��ة ف ��ي جمي ��ع �أنحاء‬ ‫البالد‪ .‬وفيما ال ��دول الم�ضادة والمعار�ضة لنظام‬ ‫الأ�س ��د تناق�ش خي ��ارات المجتمع الدول ��ي لتنفيذ‬ ‫عملي ��ات للإ�ستق ��رار ف ��ي مرحل ��ة ما بع ��د الأ�سد‬ ‫المحتملة‪ ،‬يجب �أن تكون القبائل العربية ال�سورية‬ ‫جزء ًا مهم ًا في هذا الجهد‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪27‬‬


‫الم�شرق العربي ¶ �سوريا‬

‫ال�سفير ال�سوري ال�سابق في العراق نواف ال�شيخ فار�س‪:‬‬ ‫قبيلته �أثرت عليه‬

‫اللواء محمد فار�س‪:‬‬ ‫�إن�شق وينتمي الى العقيدات‬

‫ال�شيخ نواف راغب الب�شير‪:‬‬ ‫�أجبره الأ�سد على ت�أييده‬

‫�أجل ال�سيط ��رة على وادي ال�ضي ��ف‪ .‬ويرتبط هذا‬ ‫الفريق �أي�ض� � ًا بال�سوريين الوطنيي ��ن‪ ،‬تحت مظلة‬ ‫جماعة المعار�ض ��ة الم�سلح ��ة الإ�سالمية ال�سنية‪،‬‬ ‫"�ألوي ��ة �أحف ��اد الر�سول"‪ .‬كتيبة �أخ ��رى قبائلية‪،‬‬ ‫"قبائ ��ل ال�ش ��ام الح ��رة"‪� ،‬أن�شئت ف ��ي درعا في‬ ‫�شب ��اط (فبراي ��ر) وت ّدع ��ي ب�أنها ق ��د ت�ش ّكلت من‬ ‫قب ��ل جنود القبائل المن�ش ّقين عن الجي�ش ال�سوري‬ ‫في محافظ ��ات درعا‪ ،‬وحلب‪ ،‬والرق ��ة‪ ،‬والح�سكة‪،‬‬ ‫ودير الزور‪" .‬قبائل ال�ش ��ام الحرة" هي كتيبة من‬ ‫كتائب العمري‪ ،‬التابعة ل"�ألوي ��ة �أحفاد الر�سول"‬ ‫ف ��ي درعا‪ .‬وقد ت ��م ت�شكيل �إئت�ل�اف �آخر في حلب‬ ‫م ��ن الميلي�شي ��ات القبلي ��ة تت�ألف م ��ن العديد من‬ ‫المن�شقين عن الجي� ��ش ال�سوري‪ ،‬يطلق على نف�سه‬ ‫�إ�سم "جبهة القبائ ��ل ال�سورية"‪ ،‬وذلك في ني�سان‬ ‫(�إبريل) الفائت‪.‬‬

‫م ��ن جهتها �أخذت قبيلة العقيدات تبرز ب�إعتبارها‬ ‫واحدة من القبائل الأكثر ن�شاط ًا وتنظيم ًا وت�سليح ًا‬ ‫في التحالفات الم�ضادة لنظام الأ�سد‪ .‬وقد ُن ّظمت‬ ‫مجموعاته ��ا المقاتلة على الم�ستوى المحلي‪ ،‬وهي‬ ‫جزء من تحالف القبائل الوطنية الذي يطلق على‬ ‫نف�س ��ه �إ�سم "كتائب قبيلة العقيدات"‪ .‬هذه الألوية‬ ‫ه ��ي نا�شطة ج ��د ًا في محافظة حم� ��ص حول وفي‬ ‫المدينة ال�صغيرة الر�ستن �إلى ال�شمال من حم�ص‬ ‫وف ��ي محافظة دير الزور‪ ،‬حي ��ث لديها قوة خا�صة‬ ‫ف ��ي مدينة دير ال ��زور والى جنوبه ��ا �ضمن حزام‬ ‫م ��ن المجتمع ��ات التي ت�شم ��ل مدينت ��ي الميادين‬ ‫والبوكمال على الح ��دود العراقية‪ .‬ت�شارك كتائب‬ ‫العقيدات �أي�ض� � ًا في القتال ح ��ول ال�شمال الغربي‬ ‫لمدينة �إدلب قرب الحدود التركية‪.‬‬ ‫كانت قبيل ��ة العقيدات �أي�ض� � ًا م�شاركة نا�شطة في‬ ‫جماعة معار�ضة المنفى‪ ،‬ومجل�س القبائل العربية‬

‫في �سوري ��ا‪ .‬والعديد م ��ن الأع�ض ��اء البارزين في‬ ‫المعار�ضة ال�سورية هم من رجال قبيلة العقيدات‪،‬‬ ‫بمن في ذلك ال�سفي ��ر ال�سوري ال�سابق في العراق‬ ‫نواف ال�شيخ فار� ��س؛ و�أول رائد ف�ضاء في �سوريا‪،‬‬ ‫اللواء محم ��د فار�س؛ ورئي�س المجل� ��س الع�سكري‬ ‫في حلب‪ ،‬العقيد عبد الجب ��ار العقيدي؛ والرئي�س‬ ‫ال�سابق لفرع الأمن ال�سيا�سي في الالذقية‪ ،‬العميد‬ ‫الركن نبيل فهد الدندل‪ .‬‬ ‫‪ ‬م ��ن جهة �أخ ��رى هن ��اك �أي�ض� � ًا تحدي ��ات تواجه‬ ‫التن�سي ��ق الف ّعال بين القبائ ��ل ووحدتها في �سوريا‬ ‫الت ��ي تنتج ع ��ن الإنت�شار الجغراف ��ي داخل البالد‬ ‫والإنق�سام ��ات الداخلي ��ة الت ��ي يت�س ّب ��ب به ��ا واقع‬ ‫القوة المحلية في محافظ ��ة مع ّينة‪ .‬ت�شير �أبحاثنا‬ ‫�إلى �أن المثال الأكثر و�ضوح� � ًا للإنق�سامات داخل‬ ‫القبائ ��ل في ال�صراع يحدث داخ ��ل قبيلة البقارة‪.‬‬ ‫فق ��د �شارك ��ت ف ��ي الأن�شط ��ة الم�س ّلحة ف ��ي دعم‬ ‫و�ض ��د المعار�ض ��ة عل ��ى ح ��د �س ��واء‪ .‬وق ��د ت�أثرت‬ ‫البقارة ب�شدة خ�صو�ص ًا م ��ن �سيا�سة حزب البعث‬ ‫ال�سوري لتقوي�ض الحكم الذاتي القبلي والحرمان‬ ‫االقت�ص ��ادي الناج ��م عن الجف ��اف الطويل الأمد‬ ‫ال ��ذي دم ��ر مناط ��ق �سوري ��ة ريفي ��ة تعتم ��د على‬ ‫الزراعة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كما ينق�سم �أف ��راد قبيلة البقارة دينيا �أو بالأحرى‬ ‫مذهبي ًا من طريق �إعتناق المذهب ال�شيعي‪ ،‬حيث‬ ‫�أن ربعه ��م ف ��ي ق ��رى جنوب حل ��ب تح ّول ��وا نتيجة‬ ‫التب�شير المم َّول من �إيران‪ .‬وقد قدّم زعماء قبائل‬ ‫�شمر والعقيدات �شرح ًا ثقافي ًا لعدم تما�سك قبيلة‬ ‫البقارة القبل ��ي الداخلي والتح ّول م ��ن ال�سنة �إلى‬

‫القبائل ال�سورية في الحرب الأهلية‬ ‫‪� ‬أكب ��ر القبائ ��ل ف ��ي �سوري ��ا‪ ،‬وال �سيم ��ا العقيدات‬ ‫والبقارة و�شمر‪ ،‬هي �إتحادات قبلية عابرة للحدود‬ ‫الوطني ��ة الت ��ي لديه ��ا ع�شائ ��ر مك ّون ��ة ف ��ي جميع‬ ‫�أنح ��اء البالد‪ .‬ه ��ذه القبائل‪ ،‬مع ذل ��ك‪ ،‬موجودة‬ ‫ف ��ي الوق ��ت الحا�ض ��ر في �أكب ��ر عدد ف ��ي منطقة‬ ‫الجزي ��رة‪ .‬بع�ض القبائل في �سوريا‪ ،‬مثل عنزة في‬ ‫محافظة حم� ��ص‪ ،‬وطيء في محافظ ��ة الح�سكة‪،‬‬ ‫والنعي ��م‪ ،‬موجودة في �سوري ��ا ب�أعداد �أقل مما هي‬ ‫عليه ف ��ي الدول المجاورة‪ .‬وبي ��ن القبائل الأ�صغر‬ ‫تعتبر النعيم هي الأكبر وبع� ��ض رجالها �أن�ش�أ لواء‬ ‫للمعار�ضة في ريف دم�شق‪.‬‬ ‫‪26‬‬

‫م�شاركة المقاتلين القبليين‬ ‫من البقارة في هجمات �ضد الأكراد‬ ‫يو�ضح الحالة اله�شة الم�ستمرة في‬ ‫ّ‬ ‫العالقات القبلية العربية مع الأكراد‬ ‫في المناطق المختلطة عرقي ًا مثل‬ ‫حلب والجزيرة‬

‫العدد ‪ - 10‬متوز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬


‫الحرب في �سوريا‪ :‬الفار�س الأميركي لن ي�أتي‬

‫فيها‪ .‬وف ��ي حالة العال ��م العربي‪ ،‬ف� ��إن ال�ضمان �أو‬ ‫الت�أمي ��ن على التغطي ��ة لإلقاء اللوم عل ��ى المو�ساد‬ ‫ووكالة المخاب ��رات المركزية و�أمي ��ركا وبريطانيا‬ ‫واليه ��ود‪� ،‬أو بوزو المه ��رج لغي ��اب الديموقراطية‪،‬‬ ‫وع ��دم �إحترام حقوق الإن�سان‪ ،‬وعدم الم�ساواة بين‬ ‫الجن�سين �إنتهت �صالحيته منذ فترة طويلة‪.‬‬ ‫م ��ن الم�ؤك ��د �أن الغرب ��اء ال يزال ��ون ي�ؤث ��رون عل ��ى‬ ‫منطقة ال�ش ��رق الأو�سط بطرق �سلبي ��ة جد ًا‪ .‬ولكن‬ ‫ه ��ذا لي�س ع ��ذر ًا للإعتق ��اد ب�أن �شعوبه ��ا ال يمكنها‬ ‫تحدي ��د م�صيرها ب�أنف�سها‪ .‬بع ��د كل �شيء‪ ،‬هذا هو‬ ‫م ��ا كان م ��ن المفتر� ��ض �أن يكون ه ��دف ال�صحوة‬ ‫العربية‪ .‬ولكن �ألم ت�سمع بعد ب�أن‪ :‬ال�صحوة العربية‬ ‫خطفتها "غيالن" غربية‪ ،‬ولكن بوا�سطة قوى داخل‬ ‫المجتم ��ع العربي نف�سه‪ ،‬بمن في ذل ��ك الأ�صوليين‬ ‫الإ�سالميي ��ن‪ ،‬وعنا�صر علماني ��ة وليبرالية التي لم‬ ‫تتمكن م ��ن تنظيم نف�سه ��ا على نحو ف ّع ��ال‪ ،‬وبقايا‬ ‫الأنظم ��ة القديم ��ة التي م ��ا زالت ف ��ي ال�سلطة بعد‬ ‫رحيل الر�ؤ�ساء الطغاة‪.‬‬

‫مظاهرة المعار�ضة الم�صرية الأخيرة‪ :‬عندما يقرر ال�شعب م�صيره‬

‫يعتقدون �أن العالم يجل�س على حافة مقعد جماعي‬ ‫‪ 7/24‬يت�س ��اءل م ��ا ال ��ذي �سيح ��دث م�ستقب�ل ً�ا في‬ ‫منطقتهم و�إبتكار طرق جديدة لإنقاذهم‪ .‬لقد تعب‬ ‫الأميركي ��ون حق ًا م ��ن دعاة ال�س�ل�ام الإ�سرائيليين‬ ‫الذي ��ن يهاجم ��ون وا�شنط ��ن لع ��دم �إنق ��اذ عملي ��ة‬ ‫ال�س�ل�ام ومن العرب الذين ينتظ ��رون من الواليات‬ ‫المتح ��دة معاقب ��ة �إ�سرائي ��ل‪ .‬وف ��ي الوق ��ت عينه‪،‬‬ ‫التح ��دث الى �أي لبنان ��ي يحملك ال ��ى الإعتقاد �أن‬ ‫م ��ا يحدث في بي ��روت هو في عق ��ول وتفكير �صناع‬ ‫ال�سيا�سة الأميركيين من ال�صباح حتى الليل‪ .‬وعلى‬

‫المجتمعات التي �أثبتت �أنها الأكثر‬ ‫دوام ًا وناجحة على مر الزمن (ك ّلها‬ ‫خارج العالم العربي) هي تلك التي‬ ‫�أبقت عوالم اهلل والإن�سان منف�صلة‪ ،‬حيث‬ ‫الم�ؤ�س�سات هي �شاملة و�ضامنة‪ ،‬وحيث‬ ‫الأنانية‬ ‫حرية الدين والمعتقد‪ ،‬وربما الأكثر‬ ‫�أن ��ا �أعل ��م �أنه �سيك ��ون بمثابة �صدمة‪ ،‬لك ��ن ال�شرق‬ ‫�أهمية حرية ال�ضمير‪ ،‬ت�سود‬

‫الأو�سط ف ��ي الحقيقة لم يعد مرك ��ز العالم‪ .‬اليوم‬ ‫تح� � ّول المركز الى �آ�سيا‪ ،‬و�أوروب ��ا‪ ،‬و�أميركا‪ ،‬وحتى‬ ‫�أفريقيا حيث �إقت�صادات ال�سوق الحرة والتعددية‪،‬‬ ‫والم�شاري ��ع الإن�ساني ��ة تبتك ��ر‪ ،‬وتخت ��رع‪ ،‬وتنت ��ج‪،‬‬ ‫وتخل ��ق �أ�شياء ‪ -‬تاركة منطق ��ة ال�شرق الأو�سط في‬ ‫ر�ؤية الم ��ر�آة الخلفية‪� .‬إقر�أ �أي ًا م ��ن تقارير التنمية‬ ‫الب�شرية للأمم المتحدة‪ ،‬التي ت�ؤرخ حكاية حزينة‪.‬‬ ‫ولكن كثيرين في ال�شرق الأو�سط ال يزالون يعتقدون‬ ‫�أنهم في الب�ؤرة المركزية لكل �شيء ‪� -‬أو بطريقة ما‬ ‫ت�ستحق �أن تكون‪.‬‬ ‫الكثير من العرب والكثير من الإ�سرائيليين ما زالوا‬

‫الكثير من العرب والكثير‬ ‫من الإ�سرائيليين ما زالوا يعتقدون �أن‬ ‫العالم يجل�س على حافة مقعد جماعي‬ ‫‪ 7/24‬يت�ساءل ما الذي �سيحدث‬ ‫م�ستقب ًال في منطقتهم و�إبتكار طرق‬ ‫جديدة لإنقاذهم‬

‫الرغ ��م من خ�س ��ارة �أميركا وع ��دم م�صداقيتها‪ ،‬ال‬ ‫يزال هن ��اك ذلك الأمل‪ ،‬الذي هو ف ��ي غير محله‪،‬‬ ‫ب�أن الواليات المتحدة �سوف تنقذ �سوريا‪.‬‬ ‫وهن ��ا خبر عاجل‪ :‬الفار�س الأميركي لن ي�أتي‪ .‬ربما‬ ‫�إذا غرق الو�ضع �أكثر‪ ،‬ف�إن ال�سكان المحليين �سوف‬ ‫يفعلون المزيد لأنف�سهم‪ .‬لكنني �أ�شك في ذلك‪.‬‬

‫قيادة‬ ‫لي�س ��ت هن ��اك في الحقيق ��ة �أية قيادة‪ .‬م ��ن المثير‬ ‫لل�سخري ��ة ‪ -‬وال �سيم ��ا عل ��ى خلفي ��ة الدواف ��ع‬ ‫الديموقراطية لل�صحوة العربية ‪� -‬أن القادة الأكثر‬ ‫دواما تب ّين �أنه ��م الملوك والأمراء‪� .‬إن ملك الأردن‬ ‫عب ��د اهلل الثاني والعاه ��ل ال�سعودي الملك عبداهلل‬ ‫ب ��ن عبد العزي ��ز يب ��دوان �أنهم ��ا رجال دول ��ة �أكثر‬ ‫مقارن ��ة بمحم ��د مر�سي في م�صر ون ��وري المالكي‬ ‫في العراق‪.‬‬ ‫ولك ��ن حتى هنا هناك م�شكل ��ة‪� .‬أ�صبح قادة ال�شرق‬ ‫الأو�س ��ط �أ�سياد ًا في �إكت�ساب ال�سلطة‪ ،‬لكنهم لي�سوا‬ ‫راغبين ف ��ي م�شاركتها‪ .‬ز ِّوج ذل ��ك �إلى عدم وجود‬ ‫م�ؤ�س�س ��ات �شرعية و�شاملة ‪ -‬و�إل ��ى �سيا�سيين �أكثر‬ ‫�إهتمام� � ًا في تعزيز م�صال ��ح قبيلتهم �أو عائلتهم �أو‬ ‫طائفته ��م الديني ��ة �أكثر من م�صال ��ح الأمة ككل –‬ ‫يب ��دو م�ستقبل الأ�شياء والحك ��م الخا�ضع للم�ساءلة‬ ‫في العالم العربي لي�س م�شرق ًا �أبد ًا‪.‬‬ ‫فيرو� ��س "مير�س" ال يزال لغز ًا‪ .‬ولكني واثق من �أن‬ ‫علم ��اء الوبائيات في نهاي ��ة المطاف �سوف يجدون‬ ‫ل ��ه الع�ل�اج‪ .‬م ��ن جهة �أخ ��رى �أن ��ا �أعلم �أن ��ه يجب‬ ‫�إعط ��اء هذه المنطق ��ة �أجيا ًال قليل ��ة لترتيب الأمور‬ ‫و�أو�ضاعها‪ .‬ولكني واثق تقريب ًا ب�أن �شيئ ًا لن يحدث‬ ‫�أو يتط ��ور عل ��ى الرغم من معرفتي ب� ��أن ما ُيمر�ض‬ ‫هذه المنطقة وينق�صها هي الحقيقة ال�صريحة ولو‬ ‫كانت جارحة وغير مريحة‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪29‬‬


‫العالم العربي‬

‫رغم ال�صحوة العربية الآن ‪ ...‬الأمل في الأجيال المقبلة‬

‫لماذا تالحق المآسي الشرق األوسط؟‬ ‫يب��دو �أن��ه مكت��وب عل��ى منطقة‬ ‫ال�شرق الأو�س��ط ال�صغير والكبير‬ ‫ب ��أن تعي���ش ف��ي م�آ���س دائم��ة‬ ‫وم�ش��اكل معقدة ج��راء �إ�ستمرار‬ ‫العن��ف والطائفية وع��دم الكفاءة‬ ‫وغيرها‪.‬‬ ‫لندن ‪ -‬محمد عبد الملك‬ ‫ال�ش ��رق الأو�س ��ط ال يحت ��اج حق� � ًا �إل ��ى‬ ‫المزيد م ��ن الأخبار ال�سيئ ��ة‪ ،‬ولكن ما‬ ‫العمل فهي ت�أتيه من دون �إ�ستئذان‪.‬‬ ‫ر�سمي� � ًا‪ .‬المنطق ��ة لديه ��ا الآن مر�ض خا� ��ص بها‪:‬‬ ‫ي�سم ��ى فيرو� ��س "مير� ��س"‪� ،‬أو "الإلته ��اب الرئوي‬ ‫ال�شرق �أو�سطي" ‪ -‬وهو �إبن عم فيرو�س "�سار�س"‪،‬‬ ‫لكن يبدو �أنه �أ�شد فتك ًا‪.‬‬ ‫ه ��ذا الخبر المح ��زن �أعادن ��ي (مرة �أخ ��رى) الى‬ ‫التفكيرع ��ن الحال ��ة المحزن ��ة الت ��ي و�صل ��ت �إليها‬ ‫المنطق ��ة‪ .‬هناك بع�ض النق ��اط الم�ضيئة ‪� -‬أو على‬ ‫الأقل بع� ��ض البقع التي لي�ست مظلم ��ة كثير ًا‪ .‬تبدو‬ ‫تون� ��س‪ ،‬حتى الآن‪ ،‬ب�أنها تجت ��از المرحلة الإنتقالية‬ ‫م ��ع �إ�ستق ��رار ن�سبي من دون عن ��ف �أو حكم م�شلول‬ ‫غير كف� ��ؤ‪ .‬وهناك جي ��ل ال�شباب العرب ��ي والم�سلم‬ ‫ال ��ذي يبدو �أنه عازم عل ��ى تحرير نف�سه من الطرق‬ ‫القديم ��ة‪ ،‬مطالب� � ًا لي�س فقط بالحري ��ة ال�شخ�صية‬ ‫ولكن بالكرامة �أي�ض ًا‪ .‬وكما قال الإعالمي الأميركي‬ ‫ه ��وارد بيل‪� :‬إنه ��م مجانين كما الجحي ��م‪ ،‬وهم لن‬ ‫يتحملوا الو�ضع بعد الآن‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ومع ذل ��ك‪ ،‬يبدو معظم المنطق ��ة �سيئا‪ :‬العنف في‬ ‫العراق‪ ،‬والحرب الأهلية في �سوريا و�إمتداد العنف‬ ‫الى لبنان؛ وتزايد الي�أ�س ال�شعبي في م�صر؛ والقمع‬ ‫في البحرين؛ وعدم وجود �سلطة مركزية في ليبيا؛‬ ‫وطري ��ق م�سدود ف ��ي عملي ��ة ال�س�ل�ام اال�سرائيلية‬ ‫الفل�سطيني ��ة‪ .‬حت ��ى ف ��ي تركي ��ا‪ ،‬الدول ��ة المثي ��رة‬ ‫للعجب‪� ،‬أ�صبحت الأمور مقلقة‪.‬‬ ‫‪28‬‬

‫م ��ا الذي يحدث هنا؟ لماذا‪ ،‬عندما يبدو �أن معظم‬ ‫�أنح ��اء العال ��م يتحرك �إلى الأم ��ام‪ ،‬يتخلف ال�شرق‬ ‫الأو�س ��ط ع ��ن الرك ��ب؟ ولم ��اذا �ضاع ��ت لحظت ��ه‬ ‫التح ّولي ��ة الكبي ��رة ‪ -‬ال�صح ��وة العربي ��ة ‪ -‬على ما‬ ‫يب ��دو و�س ��ط خليط م ��ن العن ��ف والطائفي ��ة وعدم‬ ‫الكفاءة؟ قد تكون هناك �أ�سباب كثيرة لهذه الحالة‬ ‫الم�ؤ�سفة‪ .‬ولكن هنا الخم�سة االوائل‪.‬‬

‫�إ�ساءة معاملة الن�ساء‬ ‫و�ض ��ع المر�أة ‪ -‬م ��ا يمكن وما ال يمك ��ن �أن تقوم به‬ ‫ م ��ن الناحي ��ة النظري ��ة والممار�س ��ة يختلف على‬‫نطاق وا�سع في المنطق ��ة‪ .‬ولكن هناك الكثير جد ًا‬ ‫م ��ن ع ��دم الم�ساواة والتميي ��ز‪ .‬البل ��دان التي تم ّيز‬ ‫ب�شكل منهجي �ضد ن�صف �سكانها‪ ،‬عمد ًا �أو خالف‬ ‫ذل ��ك‪ ،‬ولأي �سبب كان (الثقاف ��ة والدين والتقاليد‬ ‫والتجاه ��ل) محاولة تعيق تق ��دم المر�أة‪ ،‬وتكبحها‪،‬‬ ‫كما �أن مج ��رد تجاهلها لن يك ��ون �أخالقي ًا ومنتج ًا‬ ‫و�إبداعي� � ًا‪� ،‬أو تناف�سي ًا مثل تلك الت ��ي تم ّكن المر�أة‬ ‫وتدفعه ��ا الى التقدم‪� -‬س ��واء في ال�ش ��رق الأو�سط‬ ‫�أو ف ��ي �أي مكان �آخ ��ر‪ .‬و�سوف لن يك ��ون م�ستقبلها‬ ‫م�شرق ًا تقريب ًا‪.‬‬

‫عدم ف�صل الدين عن الدولة‬ ‫�أنا �أعل ��م �أنه من غير ال�صحيح �سيا�سي ًا الت�صويب‪،‬‬ ‫ولك ��ن ب ِّي ��ن لي مجتمع� � ًا �صحي ًا واح ��د ًا ناجح ًا حق ًا‬

‫العدد ‪ - 10‬متوز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫الملك عبالله الثاني‪ :‬يبدو قائد ًا �أف�ضل من محمد مر�سي‬

‫يعم ��ل وفق ًا لقواع ��د �إلهية مقررة ديني� � ًا قائمة على‬ ‫فك ��رة �أن �إله ��ه ه ��و �أف�ض ��ل م ��ن �أي �إله �آخ ��ر ‪� -‬أو‬ ‫حيث الجماع ��ات الدينية المتطرف ��ة تخيف وت�شن‬ ‫حرب ًا �ضد �إخوته ��ا و�أخواتها في المواطنة‪ ،‬و�أحيان ًا‬ ‫با�ستخ ��دام الإرهاب والعن ��ف‪� .‬إعتق ��دت �أن تركيا‬ ‫ق ��د تك ��ون �إ�ستثن ��اء‪ .‬لكن �سل ��وك رئي� ��س الحكومة‬ ‫رج ��ب طيب �أردوغان في �إتج ��اه "ت�سير في طريقي‬ ‫�أو �إذه ��ب ال ��ى الجحي ��م" جعلني �أعي ��د النظر في‬ ‫موقفي‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن المجتمعات التي �أثبتت �أنها الأكثر دوام ًا‬ ‫وناجحة على مر الزمن (ك ّلها خارج العالم العربي)‬ ‫هي تلك الت ��ي �أبقت عوالم اهلل والإن�سان منف�صلة‪،‬‬ ‫حي ��ث الم�ؤ�س�س ��ات ه ��ي �شامل ��ة و�ضامن ��ة‪ ،‬وحيث‬ ‫حرية الدي ��ن والمعتقد‪ ،‬وربما الأكث ��ر �أهمية حرية‬ ‫ال�ضمي ��ر‪ ،‬ت�س ��ود‪ .‬ف ��ي الحقيقة‪� ،‬إن حري ��ة التعبير‬ ‫ه ��ي عن�صر بال ��غ الأهمية ف ��ي تحقي ��ق الإمكانات‬ ‫الب�شري ��ة‪ ،‬والخل ��ق‪ ،‬والإب ��داع‪ .‬ويج ��ب �إحترامه ��ا‬ ‫وحمايته ��ا من قب ��ل الدولة‪ .‬يمكنك مث�ل ً�ا الذهاب‬ ‫�إل ��ى "تايمز �سكوي ��ر" ف ��ي نيوي ��ورك �أو "ترافلغار‬ ‫�سكوي ��ر" في لندن‪ ،‬من دون تهدي ��د النظام العام‪،‬‬ ‫حيث ت�ستطيع �أن تقول �أي �شيء ترغب عن اليهودية‬ ‫والم�سيحية �أو الإ�سالم من دون خوف من الإعتقال‬ ‫�أو م ��ا ه ��و �أ�سو�أ‪ .‬ولكن ه ��ل يمكن ��ك �أن تفعل الأمر‬ ‫عينه في ميدان التحرير في القاهرة ؟‬

‫الكثير من الم�ؤامرة‬ ‫كثي ��ر م ��ن النا�س ف ��ي ال�ش ��رق الأو�س ��ط يرف�ضون‬ ‫النظ ��ر في الم ��ر�آة‪� .‬إنه ��م يف�ضلون ب ��د ًال من ذلك‬ ‫خل ��ق الأع ��ذار والخروج بمب ��ررات لم ��اذا �آخرون‪،‬‬ ‫قوى خ ��ارج ح ِّيهم‪ ،‬هم الم�س�ؤول ��ون عن الم�صائب‬ ‫الت ��ي ح ّل ��ت �أو تحل به ��م‪� .‬أنا �أع ��رف كل �شيء عن‬ ‫الإ�ستعم ��ار وال�صهيوني ��ة واالمبريالي ��ة وال�شيوعية‬ ‫والعلماني ��ة والإ�س�ل�ام وغيره ��ا التي ت ��م توظيفها‬ ‫للإظه ��ار �أن الغرب ��اء ولي� ��س ال�س ��كان المحلي ��ون‬ ‫ي�ستحقون اللوم على ما يجري في العالم العربي‪.‬‬ ‫ولكن دعنا نكون واقعيين‪ .‬النقطة هنا‪ ،‬كما يعلم كل‬ ‫�شخ� ��ص‪� ،‬أن هناك تاريخ ًا لإنته ��اء �صالحية �إلقاء‬ ‫الل ��وم عل ��ى والديك للطريق ��ة التي تربي ��ت ون�ش�أت‬


‫ر�أي خبير‬

‫شؤون خليجية‬

‫إستقرار دول الخليج مفتاح اإلنتعاش إلقتصاد الشرق االوسط‬ ‫بقلم غ�سان حا�صباني*‬

‫رغ ��م كل الأح ��داث الت ��ي م� � َّرت به ��ا‬ ‫منطق ��ة ال�شرق االو�س ��ط وال تزال‪،‬‬ ‫مح�صنة ب�إ�ستقرارها‬ ‫تبق ��ى دول الخليج العربي َّ‬ ‫الإقت�ص ��ادي مم ��ا ي�ساه ��م ف ��ي ت�أمي ��ن ج ��و داعم‬ ‫لإ�ستقرار المنطقة ككل على المدى المتو�سط‪.‬‬ ‫ت�ؤث ��ر عوامل متع ��ددة على �إ�ستق ��رار البلدان مثل‬ ‫ن�سب ��ة ال�شباب والبطالة ون�سب ��ة الت�ضخم وتوزيع‬ ‫الث ��روة والنم ��و الإقت�ص ��ادي ون�سب ��ة ال�س ��كان م ��ا‬ ‫دون خ ��ط الفق ��ر‪ .‬كم ��ا ي�ؤث ��ر �إ�ستق ��رار ال�سيا�سات‬ ‫الإقت�صادي ��ة وتط ��ور البن ��ى التحتي ��ة والتوتر في‬ ‫الداخل والخارج على �إ�ستقرار البلدان �إقت�صادياً‪.‬‬ ‫وتتمي ��ز دول الخلي ��ج بن�سبة كبيرة م ��ن ال�شباب‬ ‫حي ��ث ي�صل مع ��دل العم ��ر تقريباً �إل ��ى ‪� 27‬سنة‪،‬‬ ‫وه ��ذا ي�شي ��ر ال ��ى �شريح ��ة كبيرة م ��ن المجتمع‬ ‫مقارن ��ة ببل ��دان �أوروب ��ا لكنه ��ا ال تم ّث ��ل تهدي ��داً‬ ‫كبي ��راً للإ�ستق ��رار‪ ،‬ب�إ�ستثناء اليم ��ن حيث ت�صل‬ ‫الن�سب ��ة الى ‪� 18‬سنة‪ .‬لك ��ن البطالة بين ال�شباب‬ ‫ت�ص ��ل ال ��ى مع ��دل ‪ 18‬ف ��ي المئ ��ة وف ��ي بع� ��ض‬ ‫الحاالت الى ‪ %28‬مما ينذر بتحديات �إجتماعية‬ ‫ال ي�ستهان بها‪.‬‬ ‫�أم ��ا معدل الت�ضخم ف�ل�ا يتعدى ‪ %4‬وهو م�ؤ�شر‬ ‫�إيجابي بالن�سبة ال ��ى الإ�ستقرار الإقت�صادي في‬ ‫دول الخلي ��ج �إذ ي�شي ��ر �إل ��ى �إ�ستق ��رار ن�سب ��ي ف ��ي‬ ‫القدرة ال�شرائية للمواطنين‪.‬‬ ‫وم ��ن الالف ��ت �أن مع ��دل نم ��و الدخ ��ل القوم ��ي‬ ‫ي ��وازي معدل الت�ضخم مم ��ا يطمئن من ناحية‬ ‫�إل ��ى �أن �إقت�ص ��اد منطق ��ة الخلي ��ج ال زال ينم ��و‬ ‫مقارن ��ة ب�إقت�صاد �سائ ��ر منطقة ال�شرق الأو�سط‬ ‫�أو حت ��ى �أوروب ��ا‪ ،‬لك ��ن ثمة حاجة ال ��ى الحد من‬ ‫الت�ضخ ��م‪ .‬لك ��ن �إ�ستق ��رار ال�سيا�س ��ات الداعم ��ة‬ ‫للنم ��و الإقت�ص ��ادي �ساه ��م ف ��ي التخفي ��ف م ��ن‬ ‫ال�شكوك الناتجة عن الأزمة المالية العالمية‪.‬‬ ‫كم ��ا �ساهم ��ت الإ�ستثمارات العمالق ��ة في البنى‬ ‫التحتي ��ة المتط ��ورة مثل الإت�ص ��االت والكهرباء‬ ‫والطرق ��ات والنقل الع ��ام والم ��دن الإقت�صادية‪،‬‬ ‫في تعزيز الإ�ستق ��رار الإقت�صادي تجاه الأزمات‬ ‫الحا�صلة من خ�ل�ال خلق فر�ص العمل وتفعيل‬ ‫ال ��دورة الإقت�صادية‪ ،‬فجاءت لتع ّو�ض جزئ ًيا عن‬ ‫م�شكل ��ة البطالة بين ال�شب ��اب‪ .‬وعلى الرغم من‬ ‫�أن التوت ��رات الحا�صل ��ة ح ��ول منطق ��ة الخلي ��ج‬ ‫*‬

‫�إم ��ا في ال ��دول المج ��اورة او في بع� ��ض الدول‬‫الخليجي ��ة مث ��ل اليم ��ن والبحري ��ن‪ -‬حافظ ��ت‬ ‫دول الخلي ��ج عل ��ى �إ�ستقراره ��ا الإقت�ص ��ادي‬ ‫والإجتماعي‪.‬‬ ‫وم ��ن الم�ؤ�شرات المهم ��ة التي ت�ؤثر ب�شكل كبير‬ ‫ف ��ي الإ�ستق ��رار الإجتماع ��ي ه ��ي توزي ��ع الث ��روة‬ ‫�أو الفج ��وة ف ��ي الدخ ��ل‪ .‬فمع ��دل م�ؤ�ش ��ر جين ��ي‬ ‫لمنطق ��ة الخلي ��ج ه ��و ‪ 35‬وه ��ذا يعن ��ي‪ ،‬عك�س ما‬ ‫يعتق ��د البع� ��ض‪ ،‬ان توزي ��ع الدخ ��ل قري ��ب م ��ن‬ ‫ال ��دول المتط� � ّورة ح ��ول العال ��م‪ .‬فه ��و م�شاب ��ه‬ ‫لمع ��دل دول منظم ��ة التع ��اون والتنمي ��ة والذي‬ ‫يت ��راوح بي ��ن ‪ 24‬و‪ ،49‬و�أق ��ل بكثي ��ر م ��ن دول‬ ‫افريقيا التي ي�صل معدل الم�ؤ�شر فيها الى ‪.70‬‬ ‫وم�ؤ�ش ��ر جين ��ي ه ��و تحلي ��ل ح�ساب ��ي لم�ستويات‬ ‫الدخ ��ل يت ��راوح بي ��ن ال�صف ��ر والمئة‪ .‬ف� ��إذا كان‬ ‫الم�ؤ�شر �صفراً يعني �أن الثروة مو ّزعة بالت�ساوي‬ ‫بي ��ن جميع المواطني ��ن‪ ،‬واذا بل ��غ المئة‪ ،‬فيعني‬ ‫ذل ��ك ان الث ��روة مح�صورة ب�شخ� ��ص واحد‪ ،‬على‬ ‫االقل نظري� �اً‪ .‬ومعدل ال ��دول الخليجية �أف�ضل‬ ‫م ��ن الوالي ��ات المتح ��دة‪ ،‬وه ��و يق ��ارن ب ��كل من‬ ‫المملك ��ة المتحدة و فرن�س ��ا والمانيا وكلها دول‬ ‫تطب ��ق نظام� �اً �إقت�صادي� �اً ح ��راً لك ��ن م ��ع �إهتمام‬ ‫كبير في الم�ساواة الإجتماعية‪.‬‬ ‫ه ��ذا الإ�ستق ��رار الإقت�ص ��ادي والإجتماعي ي�ضع‬ ‫دول الخليج في ثالثة مواقع رئي�سية‪:‬‬ ‫�أو ًال‪� ،‬أ�صبح ��ت دول الخلي ��ج من المناطق الأكثر‬ ‫جاذبي ��ة لل�ش ��ركات العالمي ��ة الت ��ي تبح ��ث ع ��ن‬ ‫فر� ��ص نمو خ ��ارج �أ�سواقه ��ا المحلي ��ة‪ ،‬خ�صو�صاً‬ ‫في االميركيتين وف ��ي �أوروبا بعدما �أدّت الأزمة‬ ‫الإقت�صادي ��ة الى تقل�ص الفر� ��ص فيها‪ .‬و�أ�صبح‬

‫م ��ن ال�صع ��ب للمخططي ��ن الإ�ستراتيجيين في‬ ‫ال�ش ��ركات الت ��ي تبح ��ث عن نم ��و خ ��ارج �أ�سواقها‬ ‫�أن ي�ستثن ��وا �أ�س ��واق الخلي ��ج م ��ن ح�ساباته ��م‪.‬‬ ‫حت ��ى ال�شركات التي كانت تدمج منطقة ال�شرق‬ ‫االو�س ��ط مع اوروب ��ا في خططه ��ا الت�سويقية �أو‬ ‫التو�سعي ��ة‪� ،‬أ�صبح ��ت الي ��وم تنظ ��ر ال ��ى �أ�س ��واق‬ ‫الخلي ��ج ب�إ�ستقاللية و تنظ ��م �أعمالها حول هذا‬ ‫الواقع الجديد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ثاني� �اً‪ ،‬تلعب دول الخلي ��ج دوراً راعيا للإ�ستقرار‬ ‫الإقت�ص ��ادي ف ��ي باق ��ي منطق ��ة ال�ش ��رق‬ ‫االو�س ��ط م ��ن خ�ل�ال الم�ساع ��دات الإقت�صادي ��ة‬ ‫والإ�ستثم ��ارات ف ��ي الدول التي ب ��د�أت تخرج من‬ ‫الأزمات ال�سيا�سية الكبيرة التي مرت بها خالل‬ ‫ال�سنوات الأربع الفائتة‪.‬‬ ‫وه ��ذا ال ��دور الجدي ��د القدي ��م‪ ،‬يحم ��ل �أهمي ��ة‬ ‫خا�ص ��ة في ه ��ذه المرحل ��ة من تاري ��خ المنطقة‬ ‫�إذ �أن التح ��ول في النم ��و الإقت�صادي من الغرب‬ ‫الى ال�شرق يمر في ال�شرق االو�سط‪ ،‬وقد ت�ضيع‬ ‫الفر� ��ص �إذا لم تلعب المنطق ��ة دوراً �أ�سا�سياً في‬ ‫�إ�ستقطاب الإ�ستثمارات‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وهذا الأمر يتطلب �إ�ستقراراً ن�سبيا ت�ستطيع �أن‬ ‫ت�ؤمن ��ه دول الخلي ��ج للدول المج ��اورة لتحافظ‬ ‫عل ��ى الت ��وازن الإقت�صادي وتخف ��ف من مخاطر‬ ‫تداعيات الأزمات الإقت�صادية في هذه الدول‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ ،‬تكون دول الخليج‪ ،‬ومن خالل �إ�ستقرارها‬ ‫الإقت�ص ��ادي‪� ،‬إحدى الم�صادر الرئي�سية لر�ؤو�س‬ ‫الأم ��وال الت ��ي ق ��د ت�ستثم ��ر ف ��ي دول الغ ��رب‬ ‫الرازح ��ة تح ��ت وط� ��أة الأزم ��ات الإقت�صادي ��ة‬ ‫المتتالي ��ة‪ .‬فم�صائ ��ب ق ��وم الغ ��رب ق ��د ت�أت ��ي‬ ‫بفر�ص �إ�ستثمارية وفوائد لقوم الخليج‪� ،‬إذا �صح‬ ‫التعبي ��ر‪ .‬رغم �أن قرار الإ�ستثم ��ار في الخارج ال‬ ‫يج ��ب ان ي�أتي عل ��ى ح�ساب الفر�ص في الأ�سواق‬ ‫المحلية‪ ،‬قد تك ��ون هناك فر�صة مثالية متاحة‬ ‫اليوم لتنويع التوظيف المالي با�سعار مغرية‪.‬‬ ‫وف ��ي كل االحوال‪ ،‬يبقى الإ�ستق ��رار الإقت�صادي‬ ‫والإجتماع ��ي ال�سائ ��د ف ��ي دول الخلي ��ج العربي‬ ‫ال�ضامن الأكبر لخروج منطقة ال�شرق االو�سط‬ ‫من حالة عدم الإ�ستق ��رار جراء ت�أثيرات الأزمة‬ ‫الإقت�صادي ��ة العالمي ��ة و�أزم ��ات اجتماعي ��ة‬ ‫تراكمت على مدى عقود‬

‫خبير في ال�ش�ؤون الإ�ستراتيجية والإقت�صادية‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪31‬‬



‫ال�شيخ حمد بن خليفة �آل ثاني‪ :‬ما هي الحقيقة وراء �إعتزاله؟‬

‫الدوحة ‪ -‬عبد الغني �شعبان‬ ‫م ��ن كان ي�صدّق قبل عامين �أن الرئي�س‬ ‫ال�س ��وري ب�ش ��ار الأ�س ��د �سي�صم ��د �أكثر‬ ‫م ��ن �أمير قط ��ر ف ��ي "العر� ��ش"؟ �أو �أن واح ��د ًا من‬ ‫�أغن ��ى و�أكثر القادة العرب �أمن� � ًا‪ ،‬حيث ال يواجه �أي‬ ‫تحديات داخلي ��ة وا�ضحة‪� ،‬سوف يترك ال�سلطة بين‬ ‫ع�شي ��ة و�ضحاه ��ا؟ �أو‪ ،‬لهذه الم�س�أل ��ة‪� ،‬أن �أي زعيم‬ ‫عرب ��ي م ��ن �ش�أنه �أن يتن ��ازل عن ال�سلط ��ة ويعطيها‬ ‫التم�سك به ��ا حتى النهاية المريرة؟‬ ‫طوع ًا بد ًال من ّ‬ ‫�أو �أن كل ذلك يبدو ‪ ...‬طبيعي ًا؟‬ ‫خ�ل�ال الأ�سب ��وع الأخير م ��ن ال�شهر الفائ ��ت‪� ،‬أتمت‬ ‫قط ��ر عملية �إنتقال القيادة بطريقة بارعة لم ي�سبق‬ ‫له ��ا مثيل من ال�شي ��خ حمد بن خليف ��ة �آل ثاني (‪61‬‬ ‫عام ًا) الى ولي عه ��ده ونجله ال�شيخ تميم البالغ من‬ ‫العم ��ر ‪ 33‬عام ًا‪ .‬في هذه العملية‪� ،‬أُبعد �أي�ض ًا ال�شيخ‬ ‫حم ��د ب ��ن جا�س ��م �آل ثان ��ي (المعروف ف ��ي الغرب‬ ‫بالأح ��رف الأول ��ى الإنكليزي ��ة م ��ن ا�سم ��ه‪)HBJ ،‬‬ ‫ال ��ذي جثم منذ فت ��رة طويلة على رئا�س ��ة الحكومة‬ ‫ووزارة الخارجي ��ة وكان واحد ًا من وزراء الخارجية‬ ‫الأكث ��ر �صراحة في المنطقة‪ .‬كل �ش ��يء �أُع ّد بعناية‬ ‫فائق ��ة و ُقدِّ مت العملي ��ة ب�سهولة‪ ،‬الأم ��ر الذي جعل‬ ‫م ��ن ال�سهل �أن نغف ��ل الطبيعة ال�صادم ��ة حق ًا لنقل‬ ‫ال�سلط ��ة ه ��ذا‪ .‬علم� � ًا �أن �أح ��د ًا من الق ��ادة العرب‬ ‫الحديثي ��ن لم يتنازل ع ��ن ال�سلطة طواعية‪ ،‬حتى لو‬ ‫كان مري�ض� � ًا مي�ؤو�س ًا م ��ن �شفائه‪� ،‬أو عاج ��ز ًا‪� ،‬أو ال‬ ‫يحظى ب�أي ��ة �شعبية (�أيّ من هذه الحاالت ال تنطبق‬ ‫على الأمير المنتهية واليته)‪.‬‬ ‫ف ��ي حي ��ن �سيكون هن ��اك جه ��د كبي ��ر للت�أكيد على‬ ‫الف ��رق بين تنازل الأمير حمد عن العر�ش والأنظمة‬ ‫الت ��ي �أطيح ��ت خ�ل�ال الإنتفا�ض ��ات العربي ��ة‪ ،‬ف�إن‬ ‫هن ��اك حقيقة تبق ��ى وهي �أن الأمي ��ر �أ�صبح خام�س‬ ‫رئي�س دولة عربية يت ��رك من�صبه منذ كانون الثاني‬ ‫(يناي ��ر) ‪ .2011‬بالت�أكي ��د‪� ،‬إن �إنتق ��ا ًال منظم ًا الى‬

‫ال�شيخ حمد بن جا�سم �آل ثاني‪ :‬ما هو الدور الذي �سيلعبه في العهد الجديد ؟‬

‫نج ��ل الأمير ال يبدو كثير ًا مثل الإنتفا�ضات ال�شعبية‬ ‫التي �أودت ب�أنظمة تون�س (زين العابدين بن علي)‪،‬‬ ‫وم�ص ��ر (ح�سني مبارك)‪ ،‬واليم ��ن (علي عبد اهلل‬ ‫�صال ��ح)‪ ،‬وليبي ��ا (معم ��ر القذاف ��ي)‪ .‬لم تج � ِ�ر �أيّ‬ ‫�إحتجاجات لترغ ��م �أمير البالد ورئي�س وزرائه على‬ ‫ترك الحك ��م‪ ،‬ولم تجبرهما ق ��وة ع�سكرية للخروج‬ ‫من الب ��اب الخلفي‪ ،‬ولم ت�صدر ق ��رارات من الأمم‬ ‫المتح ��دة �أو ت�صريح ��ات م ��ن ر�ؤ�س ��اء دول غربي ��ة‬ ‫تطالب برحيلهم ��ا‪ ،‬كما لن تكون هن ��اك محاكمات‬ ‫مهين ��ة تنتظ ��ر‪ .‬ف ��ي الواق ��ع‪ ،‬مع ذل ��ك‪ ،‬ف� ��إن قرار‬ ‫الأمي ��ر كان �صادم ًا على طريقته الخا�صة كما كانت‬ ‫الإنتفا�ضتان التون�سية والم�صرية‪.‬‬

‫في حين �سيكون هناك جهد كبير‬ ‫للت�أكيد على الفرق بين تنازل الأمير‬ ‫حمد عن العر�ش والأنظمة التي �أطيحت‬ ‫خالل الإنتفا�ضات العربية‪ ،‬ف�إن هناك‬ ‫حقيقة تبقى وهي �أن الأمير �أ�صبح خام�س‬ ‫رئي�س دولة عربية يترك من�صبه منذ‬ ‫كانون الثاني (يناير) ‪2011‬‬ ‫ما هو الدور الذي �سيلعبه ال�شيخ حمد‬ ‫بن جا�سم‪ ،‬القوة الدافعة ووجه ال�سيا�سة‬ ‫الخارجية القطرية ل�سنوات عديدة؟‬ ‫هل يمكن ان ي�صبح نقطة تجمع لأولئك‬ ‫ال�ساخطين على �أي �إتجاه جديد قد‬ ‫يتخذه الأمير ال�شيخ تميم؟‬

‫وق ��د �أُع ّد بدء تنفيذ قرار االمي ��ر بعناية لجعل ما ال‬ ‫يمك ��ن ت�صوره يب ��دو ال مفر منه ب�أث ��ر رجعي‪ .‬كانت‬ ‫تقاري ��ر عن الإنتقال الو�شيك ت ��م تداولها لأكثر من‬ ‫�شه ��ر‪� ،‬س ّربته ��ا م�صادر رفيع ��ة الم�ست ��وى وكذلك‬ ‫�سرت �شائعات مفرطة‪ ،‬مط ّبع ًة بذلك الفكرة ومل ّينة‬ ‫بع� ��ض من ل�سعته‪ .‬لكن حمل ��ة الإت�صاالت والت�سويق‬ ‫هذه لم تجعل مفاج�أة الح ��دث �أقل‪ .‬و�أنا �أعلم �أنني‬ ‫ل�س ��ت الوحي ��د فقط ال ��ذي �سمع الإ�شاع ��ة ولكن لم‬ ‫ي�صدقه ��ا‪ .‬ب�صراح ��ة‪ ،‬حتى بع ��د ال�سن ��وات القليلة‬ ‫الما�ضي ��ة‪ ،‬ال يب ��دو �أن يك ��ون ف ��ي الحم� ��ض النووي‬ ‫(‪ )DNA‬للزعم ��اء الع ��رب ‪ -‬وخ�صو�ص� � ًا المل ��وك‬ ‫والأم ��راء ‪ -‬التن ��ازل طوع ًا عن ال�سلط ��ة‪ .‬والأخطر‬ ‫م ��ن ذل ��ك �أن الق�ص ��ة ب ��د�أت ب�شائع ��ات دورية عن‬ ‫�إنقالب ع�سكري �ضد �آل ثاني ع ّممها نقاد �سوريون‪،‬‬ ‫وم�صري ��ون‪ ،‬و�سعودي ��ون �ض ��د قطر‪ .‬وبينم ��ا يعاني‬ ‫الأمي ��ر المنتهي ��ة واليته م�ش ��اكل �صحي ��ة‪ ،‬فهذا لم‬ ‫يمن ��ع الملك فهد بن عبد العزيز �آل �سعود من حكم‬ ‫المملكة العربية ال�سعودية لمدة ع�شر �سنين‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن �أولئك الذي ��ن �صاغوا الرواي ��ة الر�سمية‬ ‫لتن ��ازل الأمي ��ر كانوا حري�صين ج ��د ًا على تقديمها‬ ‫عل ��ى �أنه ��ا خط ��وة تاريخية ولك ��ن طبيعي ��ة‪ ،‬واحدة‬ ‫يمك ��ن �أن ُتحت ��ذى من قبل مل ��وك و�أم ��راء ور�ؤ�ساء‬ ‫ع ��رب �آخرين – كانوا جريئي ��ن وبعيدي النظر كما‬ ‫الأمي ��ر المتنازل عن العر� ��ش ال�شيخ حمد‪ .‬قد تكون‬ ‫البحرين الأكث ��ر �إ�ستفادة باتب ��اع خطوة قطر ونقل‬ ‫ال�سلط ��ة �إل ��ى ولي العهد‪ .‬لك ��ن ال �آل خليفة وال قادة‬ ‫مجل� ��س التعاون الخليجي الأ�صدقاء من المرجح �أن‬ ‫يفعلوا ذلك‪ .‬في الواقع‪� ،‬إن الملوك والأمراء العرب‬ ‫ه ��م �أكث ��ر عر�ضة للهت ��اف وال�سرور به ��دوء لرحيل‬ ‫زعيم ينظرون �إلي ��ه على �أنه م�صدر �إزعاج ال يمكن‬ ‫التنب� ��ؤ به وع�ض ��و غير موثوق في ن ��ادي دول مجل�س‬ ‫التع ��اون الخليج ��ي‪" .‬م ��ا حدث ‪ ...‬ف ��ي قطر �سوف‬ ‫عل ��ى الأرجح يبقى في قطر"‪ ،‬الح ��ظ �أ�ستاذ العلوم‬ ‫ال�سيا�سية الإماراتي عبد الخالق عبد اهلل‪.‬‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪33‬‬


‫مو�ضوع الغالف‬

‫قطر‬

‫لماذا تنازل ال�شيخ حمد بن خليفة عن الحكم في قطر؟‬

‫لغز األمير!‬ ‫عل��ى الرغم من �أن �شائعات تنازله عن ال�سلطة لولي عه��ده و�إبنه الرابع ال�شيخ تميم بد�أت منذ �أكثر‬ ‫م��ن �شهر تقريب ًا ف�إن تنح��ي �أمير قطر ال�سابق ال�شيخ حمد بن خليف��ة �آل ثاني عن الحكم طوع ًا ترك‬ ‫�أ�سئلة كثيرة من دون �أجوبة ولغز ًا محير ًا يبحث عن حل‪ .‬ماذا نعرف حق ًا عن نقل ال�سلطة في قطر‬ ‫وخطط الأمير ال�شاب الجديد للبالد؟‬ ‫الأمير ال�شيخ تميم بن حمد بن خليفة �آل ثاني‪:‬‬ ‫هل يغير �أم يتابع م�سيرة والده؟‬

‫‪32‬‬

‫العدد ‪ - 10‬متوز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬


‫محطة الجزيرة‪ :‬هل تتغير �سيا�ستها ؟‬

‫وقاع ��دة ع�سكري ��ة �أميركية‪ .‬وهناك ح ��دود لذلك‪:‬‬ ‫قاع ��دة الوالي ��ات المتح ��دة ووج ��ود ال�سعودية ربما‬ ‫منعاه ��ا م ��ن �أن ت�صب ��ح حليف� � ًا كام ًال لإي ��ران‪� ،‬إذا‬ ‫�أرادت مث ��ل هذا ال�شيء‪ ،‬ل�سبب ما‪ .‬لكن هذه القيود‬ ‫ال ت�ستخ ��دم �سوى في �أق�صى الح ��االت‪ .‬غياب قيود‬ ‫نظامي ��ة ذات مغزى يعني �أنه يمك ��ن �أن تختار �إتباع‬ ‫�سيا�س ��ات تحمل عالمته ��ا التجارية ‪ -‬ولكن ال �شيء‬ ‫في النظام يجبرها على القيام بذلك‪.‬‬ ‫وعل ��ى الرغم م ��ن الإحتماالت الجامح ��ة التي على‬ ‫ما يب ��دو تقدمها هذه‪ ،‬ف�إن غالبي ��ة المحللين تتوقع‬ ‫�إ�ستمراري ��ة في ال�سيا�سة الخارجي ��ة القطرية‪ ،‬لكن‬ ‫ربم ��ا بطريقة �أقل مواجهة‪ ،‬وربما �أكثر �إن�سجام ًا مع‬ ‫حلف ��اء قطر في دول مجل�س التعاون الخليجي‪ .‬وق ّلة‬ ‫هي الت ��ي تتوقع تغييرات مهمة ف ��ي دعم المعار�ضة‬ ‫ال�سوري ��ة �أو ف ��ي ال�سيا�س ��ات الإقليمي ��ة الرئي�سي ��ة‬ ‫الأخرى في قطر‪ .‬وربما هذا هو ال�صحيح في الأجل‬ ‫الق�صي ��ر‪ ،‬فيما تنهمك القي ��ادة الجديدة في العمل‬ ‫على �إ�ستقرار مكانتها‪ ،‬وت�سعى الى طم�أنة الجماهير‬ ‫المحلي ��ة والأجنبي ��ة‪ .‬لقد �أ�شار الأمي ��ر الجديد الى‬ ‫الإ�ستمرارية ف ��ي �أول خطاب له‪ ،‬م�ؤكد ًا انه �سيلتزم‬ ‫الطري ��ق الذي و�ضعه وال ��ده‪ .‬لكن ه ��ذه التحركات‬ ‫المبكرة تفيدنا في الواقع قلي ًال الى �أين �سوف ي�أخذ‬ ‫البالد بمجرد �أن ي�ستق ّر تمام ًا في ال�سلطة‪.‬‬ ‫لقد � َ‬ ‫أده�ش خبراء كثيرين بع�ض المالحظات �ضمن‬ ‫�إ�ش ��ارات محدودة كانت لديهم حتى الآن من الأمير‬ ‫ال�شيخ تمي ��م‪� .‬إحدى هذه المالحظ ��ات كان تعليقه‬ ‫�أن ��ه "يرف� ��ض الإنق�سامات في المجتمع ��ات العربية‬ ‫عل ��ى �أ�س� ��س طائفي ��ة"‪ .‬ل ��ذا ت�ساءلوا ه ��ل يمكن �أن‬

‫ي�ؤخذ هذا عل ��ى �أنه توبيخ �ضمني �ساخر للخط �ضد‬ ‫ال�شيعة الذي �ساد في دول مجل�س التعاون الخليجي‬ ‫ف ��ي ال�سنوات الأخيرة‪ ،‬بما في ذلك تغطية الجزيرة‬ ‫الطائفية القوية من �سوريا والت�صريحات الطائفية‬ ‫للإ�سالم ��ي المت�ش ��دد ال�شي ��خ يو�س ��ف القر�ض ��اوي‬ ‫ال ��ذي يقطن في الدوح ��ة؟ و�أي�ض ًا‪ ،‬ه ��ل �أن تركيز‬ ‫الأمي ��ر ال�شيخ تمي ��م على �سيا�س ��ة خارجية م�ستقلة‬ ‫قطرية في خطاب تن�صيبه يعني �إبتعاد ًا �ضمني ًا من‬ ‫ال�سيا�سات المثيرة للجدل ف ��ي الما�ضي �أو كتحذير‬ ‫�أنه لن تك ��ون هناك تنازالت لتف�ضي�ل�ات ال�سعودية‬ ‫�أكثر مما كان والده؟‬ ‫ً‬ ‫من جهة �أخرى فوجئ ه�ؤالء الخبراء �أي�ضا ب�إ�ستقالة‬ ‫المدير الع ��ام لقن ��اة "الجزيرة" ال�شي ��خ �أحمد بن‬ ‫تنحى من من�صبه للإن�ضمام‬ ‫جا�سم �آل ثاني‪ ،‬الذي ّ‬ ‫�إل ��ى الحكومة الجديدة كوزي ��ر للإقت�صاد والتجارة‬ ‫بعد �أقل من عامين غير مميزين في من�صبه‪ .‬هل �أن‬ ‫خلفه الذي �سيحل مكانه �سينخذ خطوات لإ�ستعادة‬

‫تواجه قطر قيود ًا دولية كبيرة‬ ‫�إلى حد ما‪ ،‬نظر ًا الى حجمها ال�صغير‬ ‫وتحديات دول الجيران‪ ،‬ولكنها محمية‬ ‫جراء ثروتها ال�ضخمة‬ ‫من الأ�سو�أ منها ّ‬ ‫وقاعدة ع�سكرية �أميركية‬

‫�سمع ��ة المحطة العربية الرائ ��دة‪ ،‬التي فقدت قدر ًا‬ ‫كبير ًا من الم�صداقية على مدى العامين الما�ضيين‬ ‫ب�سب ��ب تغطيته ��ا لأح ��داث �سوريا وم�ص ��ر؟ هل �أن‬ ‫القيادة الجديدة �ستوا�ص ��ل �إ�ستراتيجية تو�سع قناة‬ ‫الجزي ��رة المذه ��ل عالمي� � ًا‪ ،‬بم ��ا في ذل ��ك متابعة‬ ‫فتح قناة الجزيرة �أمي ��ركا‪ ،‬المقررة �إنطالقتها في‬ ‫خريف هذا العام؟ وبعد ذلك‪ ،‬بالطبع‪ ،‬ما هو الدور‬ ‫الذي �سيلعبه ال�شيخ حمد بن جا�سم‪ ،‬القوة الدافعة‬ ‫ووجه ال�سيا�سة الخارجية القطرية ل�سنوات عديدة؟‬ ‫عل ��ى الرغم من �إبعاده ال�سري ��ع‪ ،‬ف�إنه يبدو من غير‬ ‫المحتم ��ل �أن يتقاعد بهدوء �إلى حياة م�صرفي‪ .‬هل‬ ‫يمك ��ن ان ي�صبح نقط ��ة تجمع لأولئ ��ك ال�ساخطين‬ ‫على �أي �إتجاه جديد قد يتخذه الأمير الجديد؟‬ ‫ل ��و كان هذا عم ��ود ر�أي في "�أ�س ��واق العرب"‪ ،‬فكان‬ ‫الأم ��ر �سيغريني لتقديم ت�شبيه ��ات "لعبة العرو�ش"‬ ‫(‪ )Game of Thrones‬ف ��ي قط ��ر‪ ،‬م ��ع �آل ثان ��ي‬ ‫يلعبون �أدوار "الني�ستيرز" (‪ .)Lannisters‬ف�إنه من‬ ‫ال�سه ��ل �أن نت�ص ��ور الأمير ال�شيخ تمي ��م كما جوفري‬ ‫ال�ش ��اب‪ ،‬الغام� ��ض‪ ،‬والطم ��وح؛ وال�شيخ ��ة موزة كما‬ ‫"�سير�سي" (‪ ،)Cersei‬الأم التي تجد ت�أثير �أمومتها‬ ‫ف ��ي تراجع فيما �إغراءات ال�سلط ��ة الملكية �أ�صبحت‬ ‫وا�ضحة؛ والأمير حمد المنتهية واليته كما "تايوين"‬ ‫(‪ ،)Tywin‬البطري ��رك العازم عل ��ى الحفاظ على‬ ‫�ش�ؤون الدول ��ة على الطريق ال�صحي ��ح؛ ال�شيخ حمد‬ ‫ب ��ن جا�سم كم ��ا "جايم ��ي" (‪ ،)Jaime‬ال ��ذي كان‬ ‫�ضوء ًا �ساطع ًا للأ�سرة التي تواجه الآن ظروف ًا تغ ّيرت‬ ‫جذري ًا‪( .‬يمكن �أن �أتقبل تر�شيحات لدور "تايريون"‬ ‫(‪ .)Tyrion‬لكن ��ي �س�أت ��رك تل ��ك الت�شبيهات ت�أخذ‬ ‫طريقها من دون نهاية‪ ،‬الى حد كبير مثل كتب جورج‬ ‫مارتن "لعبة العرو�ش" (‪.)Game of Thrones‬‬ ‫الأه ��م من ذلك هو التذكي ��ر بالإمكانات الم�ستمرة‬ ‫للتغيي ��ر غي ��ر المتوق ��ع والمفاج ��ئ ف ��ي المنطقة ‪-‬‬ ‫والعدي ��د من الأ�ش ��كال التي يمك ��ن �أن يتخذها مثل‬ ‫ه ��ذا التغيير‪ .‬ما ح ��دث في الدوح ��ة كان بعيد ًا من‬ ‫الث ��ورة‪ ،‬لكنه كان مفاج� ��أة كبيرة‪� .‬أن ��ا‪ ،‬كواحد من‬ ‫كثيري ��ن‪ ،‬ال �أعتقد �أننا نعرف حتى الآن الق�صة كلها‬ ‫وراء ق ��رار الأمي ��ر حم ��د الإعتزال �أو نواي ��ا القيادة‬ ‫الجدي ��دة‪ .‬وعل ��ى الأقل في �إتجاه واح ��د حا�سم‪ ،‬ما‬ ‫حدث ف ��ي الدوح ��ة بالت�أكيد لن يبقى ف ��ي الدوحة‪.‬‬ ‫نظر ًا ال ��ى دور قطر الن�شيط تقريب� � ًا في كل واحدة‬ ‫م ��ن الم�ش ��اكل المت�شابكة في المنطق ��ة‪ ،‬من م�صر‬ ‫�إل ��ى �سوريا �إلى ليبيا �إلى اليم ��ن �إلى فل�سطين‪ ،‬ف�إن‬ ‫اختي ��ارات الأمي ��ر الجديد ته ��م بطرق �أق ��ل قابلية‬ ‫للتنب�ؤ مما يعتقد كثيرون‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪35‬‬


‫مو�ضوع الغالف ¶ قطر‬ ‫ولكن حتى �إذا ف�شلت الخطوة ب�إلهام الملوك والأمراء‬ ‫العرب بالتنازل عن ال�سلطة‪ ،‬ف�إن مثا ًال �آخر للطريق‬ ‫المحتمل لتغيير القيادة في الخليج العربي قد تكون‬ ‫ل ��ه �آثار �أبعد من الق�صور والبالطات‪ ،‬وبب�ساطة من‬ ‫طري ��ق �إع ��ادة تقدي ��م �إمكانية التغيي ��ر التي خفتت‬ ‫بفعل �أه ��وال �سوريا والفو�ضى ف ��ي م�صر‪ .‬قد يكون‬ ‫الق ��ادة قد نجوا حت ��ى الآن‪ ،‬ولكن الخلي ��ج قد ت�أثر‬ ‫عميق ًا من الإنتفا�ضات العربية‪ :‬لع ّل الكويت تمر في‬ ‫�أخطر �أزمة �سيا�سية في تاريخها الحديث؛ والمملكة‬ ‫العربية ال�سعودية ت�ستع ��د لمواجهة تحديات �أجيال‬ ‫من ال�سكان المحبطة‪ ،‬ولي�س من المرجح �أن ت�سترد‬ ‫البحرين عافيتها ال�سيا�سية في وقت قريب‪ ...‬ثروة‬ ‫ق�سم ت�سد في‬ ‫كبي ��رة‪ ،‬ودعم دولي‪ ،‬و�إ�ستراتيجي ��ات ّ‬ ‫الحك ��م الداخلي ‪ ،‬والتع ��اون الف ّع ��ال الوطني‪ ،‬كلها‬ ‫�ساع ��دت الأنظمة على مقاوم ��ة تلك ال�ضغوط‪ .‬لكن‬ ‫الحم�ل�ات المكثف ��ة في جمي ��ع �أنح ��اء الخليج على‬ ‫م ��دى ال�سنوات القليلة الما�ضية لقمع ن�شطاء حقوق‬ ‫الإن�س ��ان‪ ،‬والإحتجاج ��ات ال�سيا�سي ��ة‪ ،‬والمواطنين‬ ‫ال�شيع ��ة‪ ،‬والإخ ��وان الم�سلمي ��ن‪ ،‬وحت ��ى "ال�شتائم"‬ ‫على االنترنت للقيادة تظهر مدى القلق الذي �أ�صبح‬ ‫يخ ّيم على دول المنطقة‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى‪� ،‬إعتبر بع�ض الخبراء تحرك ال�شيخ‬ ‫حم ��د وقائي� � ًا �ضد الموج ��ة المقبلة م ��ن التحديات‬ ‫لح ��كام الخليج‪ ،‬و�إ�ستباق الأحداث وال�سير بالتنازل‬ ‫ع ��ن ال�سلطة ف ��ي الطليعة قبل التح ��ول الذي ي�سبق‬ ‫العا�صفة‪ .‬ولكن قليلين هم الذين ر�أوا قطر‪ ،‬الإمارة‬ ‫ال�صغي ��رة الغنية ب�ش ��كل مفرط‪ّ ،‬‬ ‫مر�شح ��ة محتملة‬ ‫لمث ��ل ه ��ذه الإنتفا�ضات‪ ،‬حت ��ى بالمقارن ��ة مع دول‬ ‫الخلي ��ج الأخرى‪ .‬ومن المفارق ��ات‪� ،‬أن قرار ال�شيخ‬ ‫حم ��د لنقل ال�سلط ��ة ال ��ى خليفته ال�ش ��اب الذي لم‬ ‫ُيختب ��ر بعد‪ -‬وخالل ه ��ذه الأوق ��ات الع�صيبة ‪ -‬قد‬ ‫يك ��ون عالمة عل ��ى �أم ��ان و�صالبة النظ ��ام ن�سبيا"‬ ‫بالن�سب ��ة �إلى نظرائ ��ه في الخلي ��ج والعالم العربي‪.‬‬ ‫وبالطب ��ع لي�س هناك �ش ��يء ثوري �أبد ًا ف ��ي التنازل‬ ‫ع ��ن ال�سلطة‪ :‬قط ��ر ال تزال نظام� � ًا وراثي ًا‪ ،‬تحكمها‬ ‫عائلة واحدة من خالل الم�ؤ�س�سات نف�سها‪ ،‬مع عدم‬ ‫وجود عالمة من عالمات الديموقراطية الإنتخابية‬ ‫الموع ��ودة‪ ،‬مع حما�س ��ة �أكثر لحري ��ة ال�صحافة في‬ ‫الخ ��ارج �أكثر من الداخل‪ ،‬ومع ت�سامح محدود حتى‬ ‫لأ�شكال خفيفة من المعار�ضة‪.‬‬ ‫ن ��ادر ًا م ��ا �إحت ّل ��ت ال�سيا�س ��ة الداخلي ��ة القطري ��ة‬ ‫�إهتمام ًا كبير ًا في العال ��م الخارجي‪ .‬ما يريده غير‬ ‫القطريين حق ًا معرفة ما يعنيه هذا التغيير بالن�سبة‬ ‫ال ��ى ال�سيا�س ��ة الخارجي ��ة القطري ��ة‪ .‬و�إ�سمحوا لي‬ ‫‪34‬‬

‫ال�شيخة موزة‪ :‬من زوجة �أمير الى والدة �أمير‬

‫ال�شيخ �أحمد بن جا�سم �آل ثاني‪ :‬من "الجزيرة" الى وزارة الإقت�صاد والتجارة‬

‫�أن � ّألخ� ��ص في ث�ل�اث كلمات �آالف المق ��االت التي‬ ‫كتب ��ت بالفعل حول ه ��ذا المو�ض ��وع‪ :‬ال �أحد يعرف‪.‬‬ ‫تمتع ��ت دولة قط ��ر دائم� � ًا بحك ��م ذات ��ي �إ�ستثنائي‬ ‫م�ستق ��ل من كل ال�ضغوط المحلية والدولية في ر�سم‬ ‫ال�سيا�س ��ات الخارجي ��ة‪ .‬لق ��د كانت الق ��رارات على‬ ‫هذه الجبهة مركزي ��ة وذات طابع �شخ�صي الى حد‬ ‫كبير مع ق ��ادة يواجهون عدد ًا قلي ًال جد ًا من القيود‬ ‫ال�سيا�سي ��ة الداخلية‪ .‬وهذا يعن ��ي �أن الأمير ال�شاب‬ ‫غير المعروف خارجي ًا ال�شيخ تميم ربما لديه حرية‬ ‫�أكثر من �أي زعي ��م �آخر في العالم لإتخاذ �أي م�سار‬ ‫يف�ضله‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وال �أح ��د يع ��رف حق� �ا ما ّ‬ ‫يف�ض ��ل‪ .‬وبالتال ��ي الو�ضع‬ ‫عين ��ه ينطب ��ق بالن�سب ��ة ال ��ى تف�ش ��ي الإفترا�ض ��ات‬ ‫والأق ��وال حول محافظت ��ه الإجتماعي ��ة المزعومة‪،‬‬ ‫والتوج ��ه المحل ��ي‪ ،‬والمناف�سة مع ال�شي ��خ حمد بن‬ ‫جا�س ��م‪ ،‬ووجه ��ات نظ ��ره ح ��ول حما� ��س‪ ،‬والعالقة‬ ‫م ��ع ال�سعوديي ��ن‪ ،‬و�أكث ��ر م ��ن ذل ��ك‪ .‬ربم ��ا ي�شارك‬

‫الأمي ��ر ال�شيخ تميم معتق ��دات والديه عينها و�سوف‬ ‫ي�ستم ��ر بال�سي ��ر ف ��ي طريقه ��ا‪ .‬ربم ��ا ان ��ه �سيترك‬ ‫البرام ��ج الإجتماعي ��ة الطموحة لوالدت ��ه‪ ،‬ال�شيخة‬ ‫م ��وزة‪ ،‬التي لم ُتم�س لكن توج ��ه الدوحة نحو التمتع‬ ‫بثروتها من دون كل التعقي ��دات الفو�ضوية ل�سيا�سة‬ ‫خارجية نا�شط ��ة‪ .‬ربما كان ال�شيخ تميم يتماهى مع‬ ‫جماع ��ة الإخوان الم�سلمين‪ ،‬و�س ��وف يدعمهم حتى‬ ‫�أكثر م ��ن ذي قبل‪� ،‬أو ربما انه يف�ض ��ل ر�أب ال�صدع‬ ‫ف ��ي العالقات م ��ع ال�سعوديي ��ن والإماراتيين الذين‬ ‫يحتقرون هذه الجماعة‪.‬‬ ‫الو�ض ��ع ه ��و �أن ال �أح ��د يعرف حق ًا‪ ،‬وربم ��ا وال حتى‬ ‫الأمي ��ر الجدي ��د نف�س ��ه‪ ،‬وهن ��اك ع ��دد قلي ��ل م ��ن‬ ‫القي ��ود المحلي ��ة �أو الدولي ��ة بالن�سب ��ة ال ��ى قدرت ��ه‬ ‫عل ��ى الت�ص ��رف‪ .‬لي�س ��ت هن ��اك قاع ��دة �إجتماعية‬ ‫ف ��ي قط ��ر تطال ��ب برب ��ط ال�سيا�س ��ات الخارجي ��ة‬ ‫بال�شيخ حمد بن جا�س ��م �أو الأمير المتقاعد‪ .‬هذان‬ ‫القائ ��دان �إختارا فقط �إتب ��اع �سيا�سة تدخل �إقليمية‬ ‫قومية عربي ��ة‪ ،‬بما في ذلك دعم ح ��ركات الإخوان‬ ‫الم�سلمي ��ن‪ ،‬والدف ��ع بق ��وة لتغيير النظ ��ام في ليبيا‬ ‫و�سوري ��ا‪ ،‬ومنح م�ساع ��دات �إقت�صادي ��ة �ضخمة �إلى‬ ‫الحكومة الم�صرية الجدي ��دة‪ ،‬وتمويل �إمبراطورية‬ ‫"الجزيرة" الدولية‪ .‬حتى لو كان هناك دعم قوي‬ ‫قط ��ري محلي لمثل ه ��ذه ال�سيا�س ��ات ‪� -‬أو نقي�ضها‬ ‫له ��ذه الم�س�ألة – لي�ست لدى الجمهور و�سيلة �ضغط‬ ‫لإ�ستخدامها ب�شكل فعال على الأمير‪.‬‬ ‫تواج ��ه قطر قيود ًا دولية �أكبر �إلى حد ما‪ ،‬نظر ًا الى‬ ‫حجمه ��ا ال�صغي ��ر وتحديات دول الجي ��ران‪ ،‬ولكنها‬ ‫محمي ��ة م ��ن الأ�س ��و�أ منها ج� � ّراء ثروته ��ا ال�ضخمة‬

‫بينما يعاني الأمير حمد المنتهية‬ ‫واليته م�شاكل �صحية‪ ،‬فهذا لم يمنع‬ ‫الملك فهد بن عبد العزيز �آل �سعود من‬ ‫حكم المملكة العربية ال�سعودية‬ ‫لمدة ع�شر �سنين‬

‫العدد ‪ - 10‬متوز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬


‫الجنيه الم�صري‪ :‬تدنى ‪%20‬‬

‫الدولي‪ ،‬ف�إن على الحكوم ��ة الم�صرية تنفيذ حزمة‬ ‫م ��ن الإ�صالح ��ات ال�شامل ��ة‪� .‬أو ًال‪� ،‬شه ��د الجني ��ه‬ ‫الم�ص ��ري بالفعل �إنخفا�ض� � ًا بن�سبة ‪ ٪20‬في القيمة‬ ‫من ��ذ قيام الثورة‪ ،‬وه ��ذا يتما�شى مع �شرط �صندوق‬ ‫النق ��د الدول ��ي لتخفي� ��ض قيم ��ة العملة‪ .‬ثاني� � ًا‪� ،‬إن‬ ‫�صندوق النقد الدولي يحر�ص على �إ�ستهداف نظام‬ ‫دع ��م تراجعي ال ��ذي يم ّث ��ل حالي ًا ‪ 48.3‬ف ��ي المئة‬ ‫من الإنف ��اق الحكوم ��ي‪ .‬المطلب الرئي�س ��ي الثالث‬ ‫ل�صن ��دوق النقد الدولي هو �إلت ��زام �إ�صالح النظام‬ ‫ال�ضريب ��ي والإنتقال �إلى �ضريبة مثل �ضريبة القيمة‬ ‫الم�ضافة على المبيع ��ات والم�شتريات‪ ،‬ونظام �أكثر‬ ‫تقدمي ��ة ل�ضريب ��ة الدخ ��ل ب ��د ًال م ��ن نظ ��ام ال�سعر‬ ‫الم�سطح الحالي‪.‬‬ ‫ف ��ي حي ��ن �أن القرو� ��ض ال�سيادية يمك ��ن �أن ت�سبب‬ ‫م�شاكل خطيرة على المدى الطويل‪ ،‬ف�إن الإ�صالحات‬ ‫التي يطالب بها �صندوق النقد الدولي ت�ش ّكل خطر ًا‬ ‫�أكث ��ر �إلحاح� � ًا لمزيد م ��ن القالق ��ل والإ�ضطرابات‬ ‫ال�سيا�سي ��ة‪ .‬وعادة م ��ا يكون �إنخفا� ��ض قيمة العملة‬ ‫المحلي ��ة لت�شجي ��ع ال�ص ��ادرات‪ ،‬ولك ��ن العديد من‬ ‫الق�ضاي ��ا مثل �أزم ��ة ال�سيولة‪ ،‬والمخ ��اوف الأمنية‪،‬‬ ‫ونق� ��ص الطاقة‪ ،‬والتقلب ��ات ال�سيا�سي ��ة‪ ،‬حدّت من‬ ‫القدرة عل ��ى الإنتاج‪ ،‬وهذا يعن ��ي �أن تخفي�ض قيمة‬ ‫العملة وحدها قد يحمي ح�صة ال�سوق لكنه لن يكون‬ ‫كافي� � ًا لزي ��ادة ال�صادرات �إلى حد كبي ��ر‪ .‬وبالتالي‪،‬‬ ‫ف� ��إن الجنيه الم�صري الأرخ� ��ص �سوف ي�س ِّرع فقط‬ ‫في تراجع الإحتياطات الأجنبية وجعل عبء الديون‬ ‫الحالية حتى �أكثر تكلفة للمحافظة عليه‪.‬‬ ‫وع�ل�اوة عل ��ى ذل ��ك‪� ،‬إن الإعان ��ات ه ��ي الركي ��زة‬ ‫الأ�سا�سي ��ة للمجتم ��ع الم�ص ��ري‪ .‬و�أي ��ة محاول ��ة‬

‫المظاهرات‪ :‬هل ت�ؤدي الى حرب �أهلية؟‬

‫لإ�صالحه ��ا �أو �إلغائها في الواقع يمكن �أن ت�ؤدي الى‬ ‫تك ��رار �أعم ��ال العنف التي وقعت خ�ل�ال مظاهرات‬ ‫الخبز في العام ‪ ،1977‬التي جاءت في �أعقاب �إلغاء‬ ‫�صن ��دوق النق ��د الدول ��ي‪ ،‬بتفوي�ض مماث ��ل‪ ،‬الدعم‬ ‫على المواد الغذائي ��ة الأ�سا�سية‪ .‬كان العنف �شديد ًا‬ ‫لدرجة �أن الرئي�س �أنور ال�سادات �إ�ضطر �إلى التخلي‬ ‫عن جميع محاوالت �إ�صالح نظام الإعانات‪ .‬مع هذا‬ ‫يخ�ص‬ ‫في االعتبار‪ ،‬ف�إن ال�سيا�س ��ة المحيطة بقرار ّ‬ ‫م�ستقب ��ل الم�س ��ار االقت�ص ��ادي في م�صر ه ��و �أكثر‬ ‫تعقيد ًا مما يبدو للوهلة الأولى‪ .‬الحكومة قلقة ب�شكل‬ ‫خا� ��ص من القيام ب�أي عمل من �ش�أنه �أن يو ّلد مزيد ًا‬ ‫م ��ن العنف في ال�شوارع �أو ي� ��ؤدي �إلى فقدان الدعم‬ ‫في الفترة التي ت�سب ��ق �إنتخابات مجل�س ال�شعب في‬ ‫الخريف‪.‬‬ ‫وكانت المعار�ضة المبدئية ب ��د�أت على المقترحات‬ ‫الحالية لقر�ض �صندوق النقد الدولي‪ ،‬قبل عامين‪،‬‬ ‫م ��ن المجل�س الأعلى للق ��وات الم�سلحة عندما تولى‬

‫في حين �أن القرو�ض ال�سيادية يمكن‬ ‫�أن ت�سبب م�شاكل خطيرة على المدى‬ ‫الطويل‪ ،‬ف�إن الإ�صالحات التي يطالب‬ ‫بها �صندوق النقد الدولي ّ‬ ‫ت�شكل‬ ‫خطر ًا �أكثر �إلحاح ًا لمزيد من القالقل‬ ‫والإ�ضطرابات ال�سيا�سية‬

‫ال�سلط ��ة بعد الث ��ورة‪� ،‬إذ �أنه لم يك ��ن يريد �أن ي�أخذ‬ ‫م�س�ؤولي ��ة ع ��بء المزيد من الدي ��ون‪ .‬الآن مع مزيد‬ ‫من الديون ب ��ات �أمر ًا مفروغ ًا منه‪ ،‬ت�أتي المعار�ضة‬ ‫ف ��ي المق ��ام الأول م ��ن الأط ��راف ال�سلفي ��ة ب�سبب‬ ‫معار�ضته ��ا لإقترا� ��ض مبني عل ��ى الفائ ��دة الثابتة‬ ‫المدى‪� .‬أكث ��ر فتور ًا​​هي المعار�ض ��ة العلمانية‪ ،‬التي‬ ‫تنق�سم على الم�س�ألة ب�سبب الإرث الإيجابي وال�سلبي‬ ‫ل�صندوق النقد الدول ��ي‪ .‬الكل يتذكر برنامج م�صر‬ ‫ال�ساب ��ق ل�صندوق النقد الدولي في ت�سعينات القرن‬ ‫الفائ ��ت؛ البع�ض ر ّكز عل ��ى النتائ ��ج الإيجابية‪ ،‬في‬ ‫حي ��ن �إنتقد �آخرون ي�شدة تدابي ��ر ّ‬ ‫التق�شف ال�صعبة‬ ‫الت ��ي �إرتبطت بالقر�ض‪ .‬كثير م ��ن العلمانيين �أي�ض ًا‬ ‫ال ُيري ��د �أن ُينظ ��ر �إلي ��ه باعتب ��اره يما�ش ��ي الحزب‬ ‫الحاك ��م‪ .‬م ��ن جهته ��ا ذهب ��ت ال ��ذراع ال�سيا�سي ��ة‬ ‫لجماعة الإخوان الم�سلمين والحزب الحاكم‪ ،‬حزب‬ ‫الحرية والعدالة‪ ،‬من معار�ضة قر�ض �صندوق النقد‬ ‫الدولي منذ عامين ال ��ى دعمه الآن‪ ،‬ولكنه مع ذلك‬ ‫ت ��ردد ف ��ي تقديم �أي التزام ��ات ذات مغ ��زى �إذ �أنه‬ ‫يتطلع الى الإنتخابات في الخريف‪.‬‬ ‫يبقى �أن الحكومة الم�صرية تحتاج الى �إبرام �صفقة‬ ‫�صن ��دوق النق ��د الدولي في ال�شهر المقب ��ل‪ ،‬قبل �أن‬ ‫تب ��د�أ دورة الإقتراع في الخري ��ف‪ .‬و�إال‪� ،‬سيتم و�ضع‬ ‫القرارات المثي ��رة للجدل جانب ًا حت ��ى الإنتهاء من‬ ‫الإنتخاب ��ات ‪� --‬إذا كانت �ستح ��دث في الخريف �أو‬ ‫�إذا � ّأجل ��ت مرة �أخرى الى ‪ .2014‬وكلما ت�أخر�إتخاذ‬ ‫الق ��رار‪ ،‬المزيد م ��ن التدهور �سيح ��دث في الو�ضع‬ ‫المال ��ي الم�صري‪ ،‬مم ��ا يثير ت�سا�ؤالت ح ��ول ما �إذا‬ ‫كان ��ت �صفقة �صن ��دوق النقد الدول ��ي �ستكون كافية‬ ‫وفي الواقع �ست�صبح بعيدة المنال‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪37‬‬


‫وادي النيل‬

‫مصر‬

‫قر�ض �صندوق النقد الدولي �ضروري لكنه محفوف بالمخاطر‬

‫اإلقتصاد المصري يتهالك ويئن من ّ‬ ‫قلة رأس المال‬ ‫بعد عام على ت�سلم محمد مر�س��ي �سلطاته الد�ستورية كرئي�س لجمهورية‬ ‫م�ص��ر العربي��ة تعي���ش دولة الفراعن��ة وقت � ًا �سيا�سي � ًا ع�صيب ًا عل��ى ال�صعد‬ ‫ال�سيا�سية والإقت�صادية والإجتماعية‪ ،‬حيث يتوقع معظم المراقبين ت�صاعد‬ ‫التظاه��رات التي بد�أت منذ �أي��ام وكان �أكبرها للمعار�ضة ف��ي �آخر ال�شهر‬ ‫الفائت‪ ،‬الأمر الذي قد ي�ؤدي الى حرب �أهلية لن يح�سمها � اّإل نزول الجي�ش‬ ‫و�أخذه ال�سلطة من جديد‪ .‬في هذه الأثناء ت�سعى الحكومة للح�صول على‬ ‫م�ساعدات مالية لدرء الخطر المت�سارع على و�ضع البالد المالي‪.‬‬ ‫القاهرة ‪ -‬هدى �أحمد‬ ‫قب ��ل �أقل م ��ن ‪� 30‬شه ��ر ًا كان ��ت م�صر‬ ‫حافل ��ة بالحما� ��س والتف ��ا�ؤل‪ .‬فه ��ي لم‬ ‫تن� � ِه فق ��ط ثالثة عق ��ود من حك ��م ح�سن ��ي مبارك‪،‬‬ ‫ب ��ل فعلت ذل ��ك �أ�سا�س ًا بطريقة �سلمي ��ة وعلى �أيدي‬ ‫مهنيي ��ن م�صريين �شباب الذي ��ن‪ ،‬كان ُيعتقد‪� ،‬أنهم‬ ‫�سي�سي ��رون بم�ص ��ر وي�أخذونه ��ا نح ��و م�ستقبل �أكثر‬ ‫حري ��ة و�أكث ��ر ازده ��ار ًا‪ .‬اليوم‪ ،‬ه ��ذا البل ��د ي�سكنه‬ ‫الإ�ستقطاب ال�سيا�سي ويواجه �أ�سو�أ �أزمة �إقت�صادية‬ ‫منذ ثالثين ��ات القرن الفائت‪ .‬وي�س ��ود �شعور �شديد‬ ‫بالإحباط والت�شا�ؤم المظلم في جميع �أنحاء البالد‪،‬‬ ‫�إذ ب ��دا �أن التوقعات قد بولغ فيها ب�شكل غير واقعي‪،‬‬ ‫كم ��ا �أن اله ��واة وعديم ��ي ال�ضمي ��ر ال�سيا�سي و�سوء‬ ‫الإدارة االقت�صادي ��ة في فترة الإنتق ��ال هي ال�سبب‬ ‫الجذري للحالة المزرية ل�ش�ؤون اليوم‪.‬‬ ‫م ��ع �إ�ستمرار الج ��دل ال�سيا�س ��ي‪� ،‬شه ��د الإقت�صاد‬ ‫الم�ص ��ري م�صادر �إيراداته الكبرى مثل ال�ضرائب‪،‬‬ ‫وال�سياح ��ة‪ ،‬وال�ص ��ادرات‪ ،‬واال�ستثم ��ارات تنخف�ض‬ ‫�إل ��ى حد كبي ��ر‪ .‬وفي الوقت عين ��ه‪ ،‬زادت نفقاته مع‬ ‫الدع ��م الكبي ��ر للطاق ��ة والغ ��ذاء‪ .‬ونتيج ��ة لذلك‪،‬‬ ‫هبط ��ت الإحتياطات من العملة الأجنبية في عامين‬ ‫بن�سب ��ة تزيد على ‪ 60‬في المئ ��ة‪ ،‬من ‪ 37‬مليار دوالر‬ ‫�إلى ‪ 13,5‬مليار دوالر‪ ،‬حيث �أن ن�صفها فقط هو في‬ ‫الحقيقة �سائل‪.‬‬ ‫وبينم ��ا ال تزال البني ��ة التحتي ��ة الإقت�صادية القوية‬ ‫ف ��ي م�ص ��ر �سليم ��ة‪ ،‬فق ��د و َّل ��د الإحتق ��ان ال�شعبي‬ ‫‪36‬‬

‫تحتاج م�صر الى ال�سيولة ب�سرعة‪،‬‬ ‫وبالتالي متابعة ثالثة م�سارات‬ ‫للح�صول على ر�أ�س المال‪ :‬بيع‬ ‫ال�سندات الحكومية‪ ،‬والهدايا ال�سيادية‬ ‫والمنح من الحكومات العربية وال�شرق‬ ‫�أو�سطية‪ ،‬والتفاو�ض على �إتفاقات‬ ‫قرو�ض مع الم�ؤ�س�سات المالية مثل‬ ‫�صندوق النقد الدولي‬

‫العدد ‪ - 10‬متوز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫الرئي�س محمد مر�سي‪:‬‬ ‫ق�سمت م�صر‬ ‫�سنة من حكمه ّ‬

‫المتزايد وتناق�ص ال�صبر لدى جزء من الموظفين‬ ‫�شع ��ور ًا بالتقلبات التي ق ّل�صت ��ا �شهية الم�ستثمرين‪،‬‬ ‫الأم ��ر ال ��ذي �أدى ال ��ى �سيا�س ��ات حكومي ��ة �شعبية‬ ‫ب�ش ��كل متزايد الت ��ي هي غير قابل ��ة للإ�ستدامة في‬ ‫الم�ستويات الحالية لتيارات الإيرادات‪.‬‬ ‫الواقع �أن م�صر تحتاج الى النقد وال�سيولة ب�سرعة‪،‬‬ ‫وبالتال ��ي متابعة ثالثة م�سارات للح�صول على ر�أ�س‬ ‫الم ��ال‪ :‬من خ�ل�ال بي ��ع ال�سن ��دات الحكومية‪ ،‬ومن‬ ‫خ�ل�ال الهداي ��ا ال�سيادي ��ة والمن ��ح م ��ن الحكومات‬ ‫العربية وال�شرق �أو�سطية‪ ،‬ومن خالل التفاو�ض على‬ ‫�إتفاقات قرو�ض م ��ع الم�ؤ�س�سات المالية مثل‪ ،‬ولكن‬ ‫لي� ��س على �سبي ��ل الح�صر‪� ،‬صن ��دوق النقد الدولي‪.‬‬ ‫لقد تّم �إ�ستخ ��دام ر�أ�س المال ه ��ذا لدعم الموازنة‬ ‫وتحقي ��ق �إ�ستقرار الجنيه الم�ص ��ري‪ .‬وبينما بحلول‬ ‫العام ‪ ،2012‬و�صلت الديون المحلية الى ‪ 187‬مليار‬ ‫دوالر‪ ،‬والدي ��ون الخارجية ال ��ى ‪ 34.7‬مليار دوالر‪،‬‬ ‫ف� ��إن زيادة ف ��ي حقن ر�أ� ��س الم ��ال‪� ،‬إذا �إقترنت مع‬ ‫الإ�صالح ��ات ال�ضرورية‪ ،‬يمك ��ن �أن تم ّهد ببطء الى‬ ‫�أن تك ��ون و�سيل ��ة لتحقي ��ق الإنتعا� ��ش االقت�ص ��ادي‪.‬‬ ‫وم ��ع ذلك‪ ،‬يج ��ب �أن يكون هن ��اك �إ�ستق ��رار للبيئة‬ ‫ال�سيا�سية كي ت�ستطيع المح ��ركات الإقت�صادية في‬ ‫البالد العم ��ل على النحو الأمث ��ل‪ .‬الوقت هو جوهر‬ ‫الم�س�أل ��ة فيما الرك ��ود ي�أكل بقوة الم ��وارد المتبقية‬ ‫المتاح ��ة‪ ،‬ومماطلة الحكومة ه ��ي الأخرى تق ّلل مما‬ ‫تبق ��ى من الم�صداقية لدى �صناع القرار مع ال�شعب‬ ‫�أو مع م�ستثمرين جدد‪.‬‬ ‫ويجم ��ع خبراء الإقت�صاد عل ��ى �أن التمويل ال�سيادي‬ ‫هو ح ��ل ق�صي ��ر الأج ��ل للإقت�صاد الم�ص ��ري‪ ،‬وله‬ ‫عواق ��ب �سيا�سية فورية قليل ��ة‪ .‬ف�إنه‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬يميل‬ ‫�إل ��ى دع ��م المماطل ��ة الإقت�صادي ��ة‪ ،‬و�إذا كان غير‬ ‫مت ��وازن يمكن �أن يخلق تبعي ��ة �سيا�سية غير �صحية‬ ‫عل ��ى بلدان �أخرى‪ .‬من ناحية �أخرى �إن ال�صفقة مع‬ ‫�صن ��دوق النق ��د الدولي هي الدواء الم ��ر ولكن على‬ ‫الأرجح دواء �ضروري �إذا كانت م�صر �ستح�صل على‬ ‫فات ��ورة �صحية �أو عل ��ى الأقل بروتوك ��ول �إقت�صادي‬ ‫منا�سب لت�شجي ��ع الإ�ستثمار الأجنب ��ي والمحلي‪� ،‬إذ‬ ‫�أن التركيز بب�ساطة عل ��ى ق�ضايا ال�سيولة الق�صيرة‬ ‫الأجل لي�س ح ًال م�ستدام ًا‪.‬‬ ‫م ��ن �أجل الح�ص ��ول على تمويل من �صن ��دوق النقد‬


‫الم�ستدام ��ة ورف ��ع الم�ست ��وى المعي�ش ��ي والإجتماع ��ي‬ ‫واالقت�صادي لل�شعب المغربي‪.‬‬ ‫وقال محم ��د �سيف ال�سويدي‪ ،‬المدي ��ر العام ل�صندوق‬ ‫�أبوظب ��ي للتنمي ��ة بالإناب ��ة‪� ،‬إن ه ��ذه المنح ��ة "تج�سد‬ ‫حر� ��ص و�إهتمام دولة الإم ��ارات العربية المتحدة على‬ ‫دعم وم�ساع ��دة المملكة المغربية ال�شقيق ��ة‪ ،‬وتما�شي ًا‬ ‫م ��ع نهجها في لعب دور فعال في دع ��م م�سيرة التنمية‬ ‫في ال ��دول ال�شقيق ��ة وال�صديقة وتمكينه ��ا من التغلب‬ ‫عل ��ى ال�صعوب ��ات والتحديات التي تواجهه ��ا واالرتقاء‬ ‫بم�ستويات معي�شة �شعوبها"‪.‬‬ ‫وق ��ال ال�سويدي �إن وفد ال�صندوق �سيعقد مباحثات مع‬ ‫الحكوم ��ة المغربية لتحديد حزم ��ة الم�شاريع المقترح‬ ‫تمويله ��ا والتي تدخ ��ل �ضمن �أولويات الخط ��ة التنموية‬ ‫ف ��ي المملك ��ة المغربي ��ة‪ ،‬و�إنه م ��ن المتوق ��ع �أن تتركز‬ ‫هذه الم�شاري ��ع على قطاعات حيوية ف ��ي مجال البنية‬ ‫التحتي ��ة‪ ،‬مثل التعليم وال�صحة والخدمات الإجتماعية‬ ‫وال�صحية‪ .‬‬ ‫كم ��ا قدمت الكويت منحة للمغ ��رب بقيمة ‪ 1250‬مليون‬ ‫دوالر‪ ،‬لتموي ��ل م�شاريع �إنمائية‪ ،‬وذل ��ك بمقت�ضى �سبع‬ ‫�إتفاقي ��ات ت ��م التوقي ��ع عليها ف ��ي ال�شه ��ر الفائت في‬ ‫العا�صم ��ة الكويتية بي ��ن المملكة وال�صن ��دوق الكويتي‬ ‫للتنمية الإقت�صادية العربية‪.‬‬ ‫ووق ��ع الإتفاقي ��ات الت ��ي ج ��اءت‪ ،‬ح�س ��ب بالغ ل ��وزارة‬ ‫الإقت�ص ��اد والمالية‪ ،‬تبع� � ًا لزيارة العم ��ل التي قام بها‬ ‫المل ��ك محمد ال�ساد�س‪ ،‬لبع�ض دول الخليج في ت�شرين‬ ‫الأول (اكتوب ��ر) الما�ضي ومن بينه ��ا دولة الكويت في‬ ‫�إط ��ار تفعي ��ل ال�شراك ��ة الإ�ستراتيجي ��ة بي ��ن المغ ��رب‬ ‫ومجل�س التع ��اون‪ ،‬وزير الإقت�ص ��اد والمالية نزار بركة‬ ‫‪،‬والمدير العام لل�صندوق الكويتي للتنمية االقت�صادية‬ ‫العربية عبد الوهاب احمد البدر باعتبار ان ال�صندوق‬ ‫هو الجهة المكلفة بتدبير المنحة المقدمة‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف البالغ �أن مب ��ادرة الحكومة الكويتية تعبر عن‬ ‫م ��دى متانة العالقة التي تجمع بي ��ن المملكة المغربية‬ ‫ودول ��ة الكويت وع ��ن عمق التع ��اون بينهم ��ا في مجال‬ ‫تمويل م�شاري ��ع تنموية في المغرب من خالل تدخالت‬ ‫ال�صندوق الكويتي‪.‬‬ ‫وت�ستفي ��د م ��ن ه ��ذه المنحة مجموع ��ة م ��ن الم�شاريع‬ ‫موزعة على جهات ومناطق مختلفة في المغرب‪ ،‬وتهم‬ ‫عدد ًا من القطاع ��ات الإ�ستراتيجية التنموية من طرق‬ ‫وموانىء و�سدود وفالح ��ة و�صحة وتربية وطنية وتعليم‬ ‫عال‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫وم ��ن المتوقع �أن تك ��ون له ��ذه الم�شاريع �آث ��ار �إيجابية‬ ‫وقيم ��ة م�ضاف ��ة م ��ن �ش�أنه ��ا �أن ت�ساه ��م ف ��ي تطوي ��ر‬ ‫البنيات التحتية وتدعيم الموارد الب�شرية وبالتالي رفع‬ ‫الم�ستوى المعي�شي ل�سكان المناطق الم�ستفيدة‪.‬‬ ‫‪ ‬وت ��رى م�صادر من المغ ��رب �أن العالقات المغربية مع‬

‫وزير الإقت�صاد والمالية المغربي نزار بركة‪:‬‬ ‫وقع �إتفاق ًا مع الكويت‬

‫تلقت الرباط هبة من دولة الإمارات‬ ‫بقيمة ‪ 1.250‬مليار دوالر لتعزيز‬ ‫التنمية في المغرب وجاءت هذه‬ ‫المنحة �ضمن مبادرة ال�صندوق‬ ‫الخليجي للتنمية الذي �أقر بتمويل‬ ‫م�شاريع تنموية في المملكة المغربية‬ ‫تخطط ع�شرات ال�شركات‬ ‫المغربية لفتح فروع لها في دولة‬ ‫الإمارات العربية المتحدة‪� ،‬سعي ًا منها‬ ‫لتجاوز �إ�شكالية تراجع م�ستوى‬ ‫معامالتها في المغرب‪ ،‬و�إعتقاد ًا منها �أنها‬ ‫�ستجد فر�ص ًا �سانحة في هذه المنطقة‬

‫محمد بنبوكر ويو�سف العلوي‪:‬‬ ‫البحث عن �أ�سواق في الخليج‬

‫الخليج‪ ،‬خ�صو�صا الإمارات العربية المتحدة والكويت‬ ‫وال�سعودي ��ة‪ ،‬ت�شه ��د تط ��ور ًا متوا�ص�ل ً�ا‪ .‬فبالن�سبة الى‬ ‫الإم ��ارات ت�ؤك ��د الم�ص ��ادر �أن نهاي ��ة الع ��ام الما�ضي‬ ‫والن�ص ��ف الأول م ��ن ال�سن ��ة الجاري ��ة �شكل ��ت زي ��ارة‬ ‫الوف ��ود الر�سمية ف ��ي كال البلدي ��ن‪ ٬‬عام�ل ً�ا م�ساعد ًا‬ ‫للرقي بالتع ��اون الثنائي في �شتى المج ��االت الحيوية‪.‬‬ ‫كم ��ا زار وف ��د �إقت�ص ��ادي مغرب ��ي رفي ��ع ي�ض ��م مدراء‬ ‫كبري ��ات ال�شركات ال�صناعية المغربية وذلك في �إطار‬ ‫التعري ��ف بوجهة المغرب الإ�ستثمارية وتعزيز ال�شراكة‬ ‫الإقت�صادي ��ة بين المنع�شي ��ن الإقت�صاديي ��ن المغاربة‬ ‫ونظرائهم الإماراتيين‪.‬‬ ‫‪ ‬تتطل ��ع دول ��ة االم ��ارات التي تع ��د ثالث بل ��د م�ستثمر‬ ‫�أجنبي مبا�شر و�أول بلد عربي م�ستثمر في المملكة‪ ،‬في‬ ‫الم�ستقبل لتعزيز تواجدها في �سوق اال�ستثمار الوطني‬ ‫من خ�ل�ال �ضخ �إ�ستثمارات مهمة ف ��ي قطاعات واعدة‬ ‫مثل الطاقة وال�سياحة والإت�صاالت والعقار‪.‬‬ ‫وي�ؤكد المالحظون �أن الإمارات العربية المتحدة تعتبر‬ ‫من بين �أولى دول مجل�س التعاون الخليجي التي �سجلت‬ ‫ح�ضور ًا قوي ًا والفت ًا في ال�سوق المغربية خالل ال�سنوات‬ ‫االخي ��رة ب�إ�ستثمارات نوعي ��ة ومهمة وداعم ��ة لأورا�ش‬ ‫التنمية التي انخرط فيها المغرب‪ .‬‬ ‫و�شه ��د حج ��م اال�ستثم ��ارات الإماراتي ��ة ف ��ي المغرب‬ ‫خالل ال�سنوات الأخيرة تطور ًا ملحوظا م�سج ًال نحو ‪5‬‬ ‫مليارات دوالر مه نهاية �سنة ‪ 2010‬بعدما كان ال يتعدى‬ ‫المليار دوالر‪.‬‬ ‫ورغ ��م الم�ستوى ال ��ذي بلغته العالق ��ات الثنائية �إال �أن‬ ‫م�ست ��وى التب ��ادل التج ��اري بي ��ن البلدين الي ��زال دون‬ ‫الطموح ��ات المن�شودة‪ ،‬وظل متوا�ضع ًا ولم يحقق �سوى‬ ‫ن�سب ��ة نمو طفيف ��ة ما بي ��ن ‪ 2007‬و‪ 2011‬حي ��ث �إنتقل‬ ‫من‪ 120‬مليون دوالر �إلى ‪ 140‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫‪ ‬وي�شي ��ر المراقب ��ون �إل ��ى �أن وتي ��رة التب ��ادل التجاري‬ ‫الحالي ��ة بي ��ن المملك ��ة ودول ��ة الإم ��ارات رغ ��م وجود‬ ‫العديد م ��ن االتفاقيات الثنائية ذات ال�صلة‪ ٬‬ال تعك�س‬ ‫في حقيقة الأمر‪ ٬‬طم ��وح البلدين في الإرتقاء بها �إلى‬ ‫م�ستويات �أف�ضل بالنظر �إل ��ى الم�ؤهالت التي يزخران‬ ‫بها في �شتى القطاعات الإقت�صادية‪.‬‬ ‫وي�ص ��در المغ ��رب �إل ��ى دول ��ة الإم ��ارات الحوام� ��ض‪٬‬‬ ‫والمالب� ��س الجاه ��زة‪ ٬‬وم�صب ��رات الأ�سم ��اك‪٬‬‬ ‫والأحذي ��ة‪ ٬‬والأث ��واب‪ ٬‬والمن�سوج ��ات القطني ��ة‪٬‬‬ ‫وغيره ��ا‪ ٬‬ف ��ي حي ��ن ي�ست ��ورد منه ��ا الغ ��از والبت ��رول‬ ‫وم�شتقاتهما‪.‬‬ ‫ويح ��دو المنع�شي ��ن الإقت�صاديين ف ��ي كال البلدين �أمل‬ ‫كبي ��ر للإرتقاء بالتعاون التج ��اري الم�شترك لي�صل �إلى‬ ‫م�ستوي ��ات واع ��دة خ�صو�ص� � ًا و�أن البلدي ��ن يمتلكان من‬ ‫المقومات م ��ا ي�ساعدهما على تذليل كاف ��ة ال�صعوبات‬ ‫التي تحول دون الرفع من وتيرة المبادالت التجارية‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪39‬‬


‫المغرب العربي‬

‫المغرب‬

‫قدمت ماليين الدوالرات �ﻹ نقاذ �إقت�صاد المملكة‪ ‬‬ ‫بعدما ّ‬

‫الشركات المغربية تتطلع إلى اإلمارات‬ ‫إلنقاذ أعمالها‬ ‫فيما تحاول الدوائر الر�سمية في المملكة المغربية الخروج من عنق الأزمة االقت�صادية التي دخل المغرب دوامتها مع‬ ‫تفاقم الم�شاكل المالية في القارة االوروبية‪ ،‬التي تهيمن على نحو ‪ 90‬في المئة من مبادالته التجارية والإقت�صادية‪،‬‬ ‫ظهر توجه جديد في �أو�ساط القطاع الخا�ص المغربي يبحث عن �أ�سواق جديدة‪ ...‬خليجية هذه المرة‪.‬‬ ‫الدار البي�ضاء ‪ -‬محمد‪ ‬لديب‬ ‫�شرع محمد بنبوبكر‪ ،‬وهو من الم�ستثمرين‬ ‫ال�شب ��اب المغارب ��ة العاملي ��ن ف ��ي مجال‬ ‫�إبت ��كار تطبيقات الهواتف الذكي ��ة والأجهزة الرقمية‪،‬‬ ‫في البح ��ث عن �أ�سواق جديدة‪ .‬فط ��وال ال�سبع �سنوات‬ ‫المن�صرمة كانت �أوروبا وال�شركات المتعددة الجن�سية‬ ‫في المغرب هما �أحد �أبرز الأ�سواق التي كانت ت�ؤمن له‬ ‫رقم �أعمال محترم َا‪.‬‬ ‫لك ��ن مع تفاق ��م الأزمة المالية في الق ��ارة العجوز قبل‬ ‫�سن ��ة ونيف ومن ثم �إنتقالها الى المغرب في بداية هذا‬ ‫العام‪� ،‬ش ��رع كل من محمد بنبوبكر ويو�سف العلوي في‬ ‫تغيي ��ر وجهة �شركته العاملة في مجال �إبتكار تطبيقات‬ ‫الهوات ��ف الذكية‪ ،‬نحو ال�ش ��رق وبال�ضبط �إل ��ى �أ�سواق‬ ‫الإمارات وقطر وال�سعودية وباقي دول الخليج‪.‬‬ ‫بالن�سبة الى هذا ال�شاب المغربي‪ ،‬فهذا التوجه �سيعطي‬ ‫نف�س� � ًا جدي ��د ًا ل�شركت ��ه العاملة في مج ��ال التطبيقات‬ ‫الذكي ��ة‪ ،‬خ�صو�ص ًا و�أن �أ�س ��واق الخلي ��ج العربي تعتبر‬ ‫الأكثر نمو ًا في مجال �إ�ستعمال التطبيقات الذكية‪.‬‬ ‫وين ��وي محم ��د بنبوبكر‪ ،‬فت ��ح فرع ل�شركت ��ه في مدينة‬ ‫دب ��ي‪ ،‬في محاولة منه للظف ��ر ب�صفقات مربحة بعدما‬ ‫"�أطلق ��ت دول ��ة الإم ��ارات العربية المتح ��دة مبادرتها‬ ‫الجديدة حول الحكومة الذكية عبر الهواتف والأجهزة‬ ‫المتنقلة"‪.‬‬ ‫وتهدف مبادرة "الحكومة الذكية" الى تحويل الحكومة‬ ‫الإلكتروني ��ة ال ��ى حكومة ذكي ��ة‪ ،‬بحيث تتي ��ح ا�ستفادة‬ ‫مواطني دولة االمارات من خدمات هذه الحكومة عبر‬ ‫الهواتف النقالة الذكية طوال ‪� 24‬ساعة في اليوم‪ ،‬على‬ ‫�أن يت ��م التحول الكامل للحكومة الذكي ��ة والو�صول في‬ ‫‪� 2020‬إلى �أعلى معدالت الأداء الذكي المتميز‪.‬‬ ‫‪ ‬ويت ��م العمل بالحكومة الذكية الم�ستقبلية بنقل مراكز‬ ‫‪38‬‬

‫الخدم ��ات و�إ�ستقب ��ال المعام�ل�ات الحكومي ��ة �إلى كل‬ ‫هاتف وجهاز متحرك في يد �أي متعامل‪ ،‬بما يمكنه من‬ ‫تقدي ��م طلبه للحكومة حيثما كان ومن دون �أي انتظار‪،‬‬ ‫ف ��ي ذات ال�سياق �س ��وف ي�سمح هذا االنج ��از �إ�ستيعاب‬ ‫المه ��ارات الرقمي ��ة وتوطينه ��ا وخلق منا�ص ��ب �شغل‪،‬‬ ‫بالعم ��ل على ت�أ�سي�س جيل من �شب ��اب الدولة قادر على‬ ‫التعامل مع �إح ��دى التقنيات الإلكترونية بذكاء و�إبتكار‬ ‫من دون اللجوء الى التقليد والتكرار‪.‬‬ ‫‪ ‬و�إل ��ى جان ��ب بنبوبك ��ر والعل ��وي‪ ،‬تخط ��ط ع�ش ��رات‬ ‫ال�ش ��ركات المغربية لفتح فروع لها ف ��ي دولة الإمارات‬ ‫العربي ��ة المتحدة‪� ،‬سعي ًا منها لتج ��اوز �إ�شكالية تراجع‬ ‫م�ست ��وى معامالتها في المغ ��رب‪ ،‬و�إعتق ��اد ًا منها �أنها‬ ‫�ستج ��د فر�ص� � ًا �سانحة في ه ��ذه المنطق ��ة‪ ،‬التي تعتبر‬ ‫حالي ًا من المناط ��ق القليلة جد ًا التي تحقق �أكبر ن�سب‬ ‫في النمو االقت�صادي على الإطالق في العالم‪ .‬‬ ‫‪ ‬ويقول بنبوبكر "الإمارات العربية المتحدة وخ�صو�صاً‬ ‫دب ��ي و�أبوظب ��ي‪ ،‬قطع ��ت �أ�شواط� � ًا هائل ��ة عل ��ى كاف ��ة‬

‫العدد ‪ - 10‬متوز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫الملك محمد ال�ساد�س‪:‬‬ ‫رحلته �إلى الخليج فتحت كل الأبواب‬

‫الم�ستوي ��ات‪ ،‬وه ��ي الآن توا�ص ��ل تطوي ��ر �إقت�صاده ��ا‬ ‫وبنيته ��ا التحتية‪ ...‬و�أعتقد �أن ال�شركات المغربية التي‬ ‫دخل ��ت حديث ًا الى الإم ��ارات �ستجد لها موطئ قدم في‬ ‫هذا البلد الذي تربطه عالقة خا�صة مع المغرب"‪.‬‬ ‫وي�ؤكد م�س�ؤولون م ��ن االتحاد العام لمقاوالت المغرب‪،‬‬ ‫(�أعل ��ى تمثيلي ��ة لرج ��ال االعم ��ال وال�ش ��ركات التابعة‬ ‫للقطاع الخا�ص في المملكة)‪،‬‬ ‫�أن الإم ��ارات العربية المتحدة تتمت ��ع ببيئة �إ�ستثمارية‬ ‫فري ��دة‪ ،‬وتقدم ت�سهي�ل�ات كبي ��رة للم�ستثمرين ورجال‬ ‫الأعم ��ال‪ .‬كم ��ا ت�ستفي ��د الإم ��ارات من تمتعه ��ا ببنية‬ ‫تحتي ��ة حديث ��ة ومتط ��ورة‪ ،‬و�إ�ستقرار �سيا�س ��ي و�أمني‪،‬‬ ‫ووج ��ود نظ ��ام م�صرفي متط ��ور‪ ،‬وت�شريع ��ات وقوانين‬ ‫تحم ��ي الم�ستثمري ��ن وغيرها من المي ��زات التي تعزز‬ ‫تناف�سية البيئة الإ�ستثمارية في دولة الإمارات‪ .‬‬ ‫‪ ‬وي�أت ��ي ه ��ذا التوجه ف ��ي الوقت ال ��ذي تلق ��ت المملكة‬ ‫المغربي ��ة هبة من دولة الإم ��ارات بقيمة ‪ 1.250‬مليار‬ ‫دوالر لتعزيز التنمية في البلد‪.‬‬ ‫حيث وقع �صندوق �أبوظب ��ي للتنمية على مذكرة تفاهم‬ ‫به ��ذا ال�ش�أن وذلك ف ��ي �إطار م�ساهمة دول ��ة الإمارات‬ ‫في منحة دول مجل� ��س التعاون الخليجي �ضمن مبادرة‬ ‫ال�صندوق الخليجي للتنمي ��ة الذي �أقر بتمويل م�شاريع‬ ‫تنموية في المملكة المغربية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وت�أت ��ي المنح ��ة الإماراتي ��ة تما�شيا مع ق ��رار قادة دول‬ ‫مجل�س التعاون بتقدي ��م منحة للمملكة المغربية بقيمة‬ ‫خم�س ��ة ملي ��ارات دوالر يتم تمويلها بالت�س ��اوي بين كل‬ ‫من دولة الإمارات والمملكة العربية ال�سعودية والكويت‬ ‫وقطر على مدار خم�سة �أعوام‪.‬‬ ‫وم ��ن المق ��رر �أن يت ��م تخ�صي� ��ص المنح ��ة التي كلف‬ ‫ب�إدارته ��ا والإ�ش ��راف عليه ��ا �صندوق �أبوظب ��ي للتنمية‬ ‫لتموي ��ل م�شاري ��ع تنموية �ضمن قطاع ��ات حيوية ت�سهم‬ ‫في دع ��م جه ��ود الحكوم ��ة المغربية لتحقي ��ق التنمية‬


‫وجهة نظر‬

‫تركيا أمام خيارين‪ :‬دولة أتاتورك أم دولة إسالمية متطرفة‬ ‫بقلم جا�سم عجاقة*‬

‫يتمت ��ع الإقت�ص ��اد الترك ��ي بمي ��زات‬ ‫الإقت�ص ��اد الق ��وي وال ُم�ستق ��ر‪ ،‬وق ��د‬ ‫�إ�ستط ��اع على م� � ّر العقود الإندم ��اج ب�شكل جيد في‬ ‫الإقت�ص ��اد الإقليم ��ي والعالم ��ي‪ .‬م ��ع ذل ��ك‪ ،‬يُواج ��ه‬ ‫العدي ��د م ��ن ال ُم َع ِّوق ��ات (�إقت�صادي ��ة و�سيا�سي ��ة)‬ ‫الت ��ي ت�ؤثر عل ��ى �أدائه كغياب العدال ��ة الإجتماعية‪،‬‬ ‫وفقدان التنظيم ال ُمتطور‪ ،‬والإن�ضمام �إلى منطقة‬ ‫الي ��ورو ‪ ...‬و�أت ��ت الإ�ضطرابات الأخي ��رة التي ه ّزت‬ ‫البالد لتخلق مخاوف في الأ�سواق‪ ،‬تمثلت بهبوط‬ ‫ح ��اد لم�ؤ�شر الأ�سه ��م فيها‪ُ ،‬من ��ذرة ب�إحتمال ن�شوب‬ ‫�أزمة �إقت�صادية خطيرة‪.‬‬ ‫يحت ��ل الإقت�ص ��ادي الترك ��ي المرتب ��ة الأول ��ى ف ��ي‬ ‫ال�ش ��رق الأو�س ��ط‪ ،‬وال�سابع ��ة ف ��ي �أوروبا (بم ��ا فيها‬ ‫رو�سي ��ا)‪ ،‬والخام�س ��ة ع�ش ��رة عالمي� �اً‪ .‬ه ��ذه الق ��وة‬ ‫ج ��اءت نتيج ��ة لعوامل عدة �سمحت لب�ل�اد �أتاتورك‬ ‫بالإندم ��اج ب�شكل كبي ��ر في الإقت�ص ��ادات العالمية‪.‬‬ ‫وه ��ذه العوامل هي ولي ��دة الإ�صالحات التي قامت‬ ‫به ��ا الحكوم ��ة ف ��ي الع ��ام ‪ 2001‬و�إل ��ى ثب ��ات النظام‬ ‫الحاك ��م عل ��ى مدى ال�سنين الما�ضي ��ة مما �سمح له‬ ‫بو�ضع خطة �إقت�صادية وتنفيذها‪.‬‬ ‫يفي ��د �صن ��دوق النق ��د الدولي ب� ��أن النات ��ج المحلي‬ ‫الإجمال ��ي للإقت�ص ��اد الترك ��ي يبل ��غ ‪ 1050‬ملي ��ار‬ ‫دوالر‪ ،‬م ��ع بطال ��ة تح ��وم ح ��ول ‪ ،%8.5‬وت�ضخ ��م‬ ‫بمع ��دل ‪ .%6.3‬كم ��ا تت ��و ّزع هيكليت ��ه عل ��ى الزراع ��ة‬ ‫(‪ ،)%30‬وال�صناع ��ة (‪ ،)%25‬والخدم ��ات ‪ ،%45‬مم ��ا‬ ‫�سم ��ح ل ��ه الإ�ستف ��ادة ب�ش ��كل كبي ��ر م ��ن تدن ��ي كلفة‬ ‫الأيدي العاملة‪ .‬وعلى الرغم من العالقات ال�سيئة‬ ‫م ��ع دول الجوار (�سوريا‪ ،‬الع ��راق‪� ،‬إيران وقبر�ص)‪،‬‬ ‫ت�أتي هذه ال ��دول في المراتب الأولى‪ ،‬بعد �ألمانيا‪،‬‬ ‫م ��ن ناحي ��ة �إ�ستي ��راد الب�ضائ ��ع التركي ��ة‪ .‬ف ��ي حين‬ ‫ت�أتي رو�سي ��ا وال�صين والمانيا ف ��ي المرتبة الأولى‬ ‫م ��ن ناحي ��ة الت�صدير �إلى تركيا‪� .‬أم ��ا على ال�صعيد‬ ‫المال ��ي‪ ،‬فلدى �أنق ��رة م�ستوى دي ��ن �ضمن معاهدة‬ ‫ما�ستريت� ��ش (‪ %51‬م ��ن الناتج المحل ��ي الإجمالي)‬ ‫والعجز في موازنتها هو ما دون الـ ‪.%2.5‬‬ ‫وق ��د �إ�ستطاعات تركيا ب�سيا�س ��ة النمو التي �إتبعتها‬ ‫من ��ذ �أوائ ��ل ثمانين ��ات الق ��رن الفائ ��ت �أن ت�ضم ��ن‬ ‫لنف�سها ن�سبة نمو مقبولة‪ .‬ولكن هذه الن�سبة كانت‬ ‫مُتق ّلب ��ة ب�سب ��ب الأح ��داث ال�سيا�سي ��ة والإقت�صادية‬ ‫الت ��ي واجهتها كحرب الع�صابات ف ��ي ‪ ،1984‬الأزمة‬ ‫المالي ��ة ف ��ي ‪ ،1994‬و الأزمة المالي ��ة والإقت�صادية‬ ‫ف ��ي �أواخ ��ر ت�سعين ��ات الق ��رن الما�ض ��ي‪ .‬وقام ��ت‬ ‫الحكوم ��ة ف ��ي الع ��ام ‪ 2001‬بو�ضع خط ��ة �إ�صالحية‬ ‫ت�ضمنت �أربع نقاط‪:‬‬ ‫‪� -1‬إ�ستقاللية البنك المركزي التركي؛‬ ‫*‬

‫‪� -2‬إع ��ادة ر�سمل ��ة ع ��دد م ��ن البن ��وك العام ��ة‬ ‫والخا�صة؛‬ ‫‪� -3‬إقف ��ال الم�ص ��ارف الت ��ي ف ��ي و�ض ��ع‬ ‫الإفال�س؛‬ ‫‪� -4‬إع ��ادة عيكلة عدد م ��ن الم�ؤ�س�سات العامة‬ ‫والخا�صة‪.‬‬ ‫وعل ��ى الرغ ��م م ��ن محدودي ��ة ه ��ذه الإ�صالح ��ات‪،‬‬ ‫�أ�س�س ��ت ه ��ذه الأخي ��رة البني ��ة للو�ض ��ع المال ��ي‬ ‫والإقت�ص ��ادي الحالي في تركي ��ا و�ساعدها في ذلك‬ ‫عامالن‪� :‬ضخامة الإ�ستهالك الداخلي (‪ 76‬مليون‬ ‫ترك ��ي) و�إ�ستثم ��ارات هائلة بلغت ح ��دود الـ‪ %20‬من‬ ‫الناتج المحلي الإجمالي‪.‬‬ ‫ودف ��ع الو�ض ��ع الإقت�ص ��ادي المتردّي ال ��ذي عا�شته‬ ‫تركي ��ا ف ��ي �أواخ ��ر ت�سعين ��ات الق ��رن المن�ص ��رم‬ ‫�إل ��ى و�ص ��ول النظ ��ام الإ�سالم ��ي الحال ��ي ف ��ي‬ ‫‪�( 2002‬أكاب ��ي)‪ .‬و�إ ّتبع ��ت الحكوم ��ات المتعاقب ��ة‬ ‫خط ��ة حكوم ��ة النظ ��ام ال�ساب ��ق نف�سه ��ا مم ��ا �سم ��ح‬ ‫ب�إ�ستمراري ��ة تنفي ��ذ الإ�ستثم ��ارات م�ستفيدة بذلك‬ ‫م ��ن الأو�ضاع الإقليمية الت ��ي �ساعدتها على تقوية‬ ‫الإقت�صاد كالعقوب ��ات الإقت�صادية على �إيران‪ ،‬التي‬ ‫ل ��م تحترمه ��ا �أنقرة‪ ،‬و�إعادة �إعم ��ار العراق والطلب‬ ‫الإماراتي على الب�ضائع التركية‪ .‬كما وكان لموقف‬ ‫تركي ��ا م ��ن الح�ص ��ار الإ�سرائيل ��ي المفرو� ��ض على‬ ‫غزة‪ ،‬وتعر�ض �سفينة ال�سالم التي �أر�سلتها �إلى غزة‬ ‫والت ��ي �إنته ��ت بمقتل ‪� 9‬أ�شخا�ص ُع� � ّزل‪� ،‬أثر �إيجابي‬ ‫كبير على الإقت�صاد‪.‬‬ ‫بُعي ��د �إنته ��اء الح ��رب العالمي ��ة الثاني ��ة ودخ ��ول‬ ‫العال ��م ف ��ي حرب ب ��اردة‪� ،‬أخذت العالق ��ة التركية ‪-‬‬ ‫الأميركي ��ة منحاً ع�سكرياً عب ��ر التعاون القوي بين‬ ‫الماكينتي ��ن الع�سكريتي ��ن‪ .‬وترافق ه ��ذا التمو�ضع‬ ‫م ��ع تده ��ور العالق ��ات التركي ��ة – ال�سوفياتي ��ة‪،‬‬ ‫والإ�ضطراب ��ات الداخلي ��ة‪ ،‬ومل ��ف الأك ��راد‪ .‬وبع ��د‬ ‫الإنق�ل�اب ال ��ذي ح�ص ��ل ف ��ي الع ��ام ‪ ،1980‬تط ��ورت‬ ‫العالق ��ات الأميركي ��ة م ��ن عالق ��ات ع�سكرية بحتة‬

‫�إل ��ى عالق ��ة مبني ��ة عل ��ى منط ��ق جيو�ستراتيج ��ي‬ ‫حي ��ث تمو�ضع ��ت تركي ��ا �ضم ��ن ال�سيا�س ��ة الغربية‪.‬‬ ‫و�إ�ستطاع ��ات الوالي ��ات ال ُمتح ��دة م ��ن خ�ل�ال ه ��ذا‬ ‫التع ��اون الإ�ستفادة من قاعدة ع�سكرية في منطقة‬ ‫ال�ش ��رق الأو�س ��ط عب ��ر حلف �شم ��ال الأطل�س ��ي‪ ،‬كما‬ ‫والت�أئي ��ر عل ��ى ال�سيا�س ��ات العربي ��ة عب ��ر ال�سيا�س ��ة‬ ‫الإقليمي ��ة التركي ��ة‪ .‬وكنتيج ��ة له ��ذا التع ��اون‪،‬‬ ‫ن�ش� ��أت عالقة تعاون ع�سكرية بي ��ن الدولة العبرية‬ ‫والدول ��ة التركية و�أخ ��ذ التعاون الع�سك ��ري يتزايد‬ ‫وبلغ �أق�صاه في حرب الخليج الثانية‪.‬‬ ‫الواقع �أن تحليل ال�سيا�سة الخارجية التركية ي�ؤدي‬ ‫�إل ��ى عدد م ��ن الإ�ستنتاجات التي ُتف�س ��ر ما يح�صل‬ ‫حالي� �اً في تل ��ك البالد‪ .‬فالتوج ��ه التركي لإحتالل‬ ‫زعام ��ة العال ��م الإ�سالمي العربي‪ ،‬دف ��ع النظام �إلى‬ ‫�أخ ��ذ مواقف عدة القت ترحيباً في الداخل التركي‬ ‫كما وفي دول المنطقة العربية‪ .‬فموقف �أنقرة من‬ ‫ح�صار غزة ومن الجار ال�سوري �شكل �إلى حد كبير‬ ‫رجوعه ��ا �إل ��ى ال�ساح ��ة الإقليمي ��ة وهي الت ��ي كانت‬ ‫غائب ��ة عنه ��ا لعق ��ود‪ .‬ولك ��ن ُنالح ��ظ �أن الحكوم ��ة‬ ‫�إ�ستغلت ه ��ذه المواقف لتنفيذ خططها بما يخ�ص‬ ‫الداخ ��ل و�أكب ��ر دليل عل ��ى ذل ��ك الإ�ضطرابات التي‬ ‫تح�ص ��ل حالي� �اً في الب�ل�اد والتي ُت�ش ��كل مع تطرف‬ ‫بع� ��ض الق ��وى الإ�سالمي ��ة‪ ،‬والأزمة ال�سوري ��ة �أكبر‬ ‫تحدٍ لحكومة رجب طيب �أردوغان‪.‬‬ ‫ف�سرها العال ��م الغرب ��ي‪ ،‬وخ�صو�صاً‬ ‫ه ��ذه الخط ��ط ّ‬ ‫�ألماني ��ا‪ ،‬عل ��ى �أنه ��ا تح ��ول النظ ��ام الحال ��ي �إل ��ى‬ ‫"�سلط ��وي" مب ��رراً ذل ��ك بالقم ��ع ال ��ذي ط ��ال‬ ‫ُ‬ ‫المظاه ��رات الأخي ��رة‪ .‬وعل ��ى ه ��ذا ال�صعي ��د‬ ‫توت ��رت العالق ��ات �أخيراً بي ��ن المانيا‪� ،‬أه ��م �شريك‬ ‫�إقت�ص ��ادي‪ ،‬وتركيا على خلفي ��ة البحث في �إن�ضمام‬ ‫هذه الأخيرة �إلى الإتحاد الأوروبي والذي ُتعار�ضه‬ ‫�ألماني ��ا كترجمة للر�أي العام الألماني‪ .‬وقد هددت‬ ‫حكوم ��ة �أردوغ ��ان برلي ��ن بعقوب ��ات �إقت�صادي ��ة في‬ ‫ح ��ال رف�ض ��ت ه ��ذه الأخي ��رة الموافق ��ة عل ��ى البدء‬ ‫بالمرحل ��ة الثاني ��ة م ��ن المحادث ��ات م ��ع الإتح ��اد‬ ‫الأوروب ��ي‪ .‬وه ��ذا �إذا م ��ا ح�ص ��ل �سيك ��ون ل ��ه ت�أثي ��ر‬ ‫�سلب ��ي عل ��ى الإقت�صاد الترك ��ي ب�إعتب ��ار �ألمانيا من‬ ‫�أهم �شركاء �أنقرة في التجارة الخارجية‪.‬‬ ‫ويبقى الق ��ول �أن المعجزة التركي ��ة التي ترجمتها‬ ‫�سيا�سته ��ا الإقت�صادية تقف الأن �أمام خيارين حيث‬ ‫عل ��ى الحكوم ��ة الإختي ��ار بينهم ��ا‪ :‬الإ�ستم ��رار ف ��ي‬ ‫الخ ��ط الإقت�صادي وال�سيا�س ��ي ال�صاعد الذي بد�أه‬ ‫�أتات ��ورك‪� ،‬أو �إعتم ��اد خ ��ط �إ�سالم ��ي متطرف الذي‬ ‫ير�س ��م عالم ��ة �إ�ستفه ��ام عل ��ى الم�ستقب ��ل القري ��ب‬ ‫والبعيد‬

‫بروفي�سور وخبير �إقت�صادي و�أ�ستاذ محا�ضر في الجامعة اللبنانية‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪41‬‬


Offering you the leading brands in Ceramic tiles, Sanitary ware, Kitchen cabinets, Sarieddine has it covered. Offering you the leading brands in Ceramic Adding a touchware, of class that cabinets, turns residential or tiles, Sanitary Kitchen Sarieddine commercial property into a palatial setting. has it covered. Log on to or visit our Adding a www.sarieddine-trading.com touch of class that turns residential or new show room and see for yourself, there’s more to commercial property into a palatial setting. just living with Sarieddine. Log on to www.sarieddine-trading.com or visit our new show room and see for yourself, there’s more to just living with Sarieddine.

Design for today’s living Abu Dhabi: t. 00971 2 6776121, 6774937 Design for today’s living Al Ain: t. 00971 3 7212211, 7218883 sartest@emirates.net.ae Abu Dhabi: t. 00971 2 6776121, 6774937


‫الملف‬ ‫بالمدار� ��س الثانوية الى م ��ا يقرب من ‪ 50‬في المئة‪،‬‬ ‫وعل ��ى م ��دى العق ��د الفائ ��ت �إزداد متو�س ��ط​​العمر‬ ‫المتوقع بنحو ع�شرة في المئة‪.‬‬ ‫ال ��ر�أي الثان ��ي هو �أكث ��ر ت�شا�ؤم� � ًا‪ .‬ف�إن ��ه يلقي ظالالً‬ ‫م ��ن ال�شك على متانة النمو ف ��ي �أفريقيا‪ ،‬وي�شير الى‬ ‫�إ�ستم ��رار �إكتئاب متاعبه ��ا الإقت�صادية‪ .‬ومثل الر�أي‬ ‫الأول‪ ،‬هذا �أي�ض ًا له م ��ا يبرره ب�أدلة مقنعة‪� .‬إن النمو‬ ‫في �أفريقيا في الآونة الأخيرة تبع �إلى حد كبير �إرتفاع‬ ‫�أ�سع ��ار ال�سل ��ع الأ�سا�سية‪ ،‬وت�ش ��ك ّل ال�سل ��ع الأ�سا�سية‬ ‫الح�صة ال�ساحقة من �صادراتها ‪ -‬وهذا �إحتمال غير‬ ‫م�ستقر �أبد ًا‪ .‬في الواقع‪ ،‬يرى المت�شائمون �أن �أفريقيا‬ ‫بب�ساطة ترك ��ب موجة ال�سلع التي ترتف ��ع �إلى الذروة‬ ‫وتهب ��ط‪ ،‬و�أن المنطق ��ة ل ��م تق ��م حت ��ى الآن ب�إجراء‬ ‫هذا الن ��وع م ��ن التغيي ��رات الإقت�صادي ��ة الأ�سا�سية‬ ‫التي م ��ن �ش�أنها �أن تحميها عند و�ص ��ول الك�ساد‪� .‬إن‬ ‫قط ��اع ال�صناع ��ات التحويلية ف ��ي ال ��دول الأفريقية‬ ‫جنوب ال�صحراء الكب ��رى‪ ،‬على �سبيل المثال‪ ،‬حالي ًا‬ ‫يم ّث ��ل الح�صة ال�صغي ��رة نف�سها م ��ن الناتج المحلي‬ ‫الإجمال ��ي التي كانت له في �سبعينات القرن الفائت‪.‬‬ ‫م ��ا هو �أكث ��ر من ذلك‪ ،‬عل ��ى الرغم م ��ن الإنخفا�ض‬ ‫الع ��ام في الفقر‪ ،‬ف�إن بلدان� � ًا عدة التي تنمو ب�سرعة‪،‬‬ ‫مثل بوركينا فا�سو وموزامبيق وتنزانيا‪ ،‬تمكنت بالكاد‬ ‫من تخفي�ض معدالت الفقر فيها‪ .‬وعلى الرغم من �أن‬

‫غالبي ��ة الحروب الأهلية ف ��ي �أفريقيا قد انتهت‪ ،‬ف�إن‬ ‫ع ��دم الإ�ستق ��رار ال�سيا�س ��ي ال ي ��زال م�ست�شري ًا على‬ ‫نط ��اق وا�سع‪ :‬في العام الما�ضي وح ��ده‪ ،‬عانت غينيا‬ ‫بي�ساو ومالي من �إنقالبين‪ ،‬وه ّز تجدد �أعمال العنف‬ ‫�شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية‪ ،‬و�إندلع القتال‬ ‫عل ��ى الحدود بي ��ن جنوب ال�س ��ودان وال�س ��ودان‪ .‬في‬ ‫الوق ��ت الحا�ضر‪ ،‬نحو ثلث البل ��دان الأفريقية جنوب‬ ‫ال�صحراء الكبرى هي في خ�ضم �صراع عنيف‪.‬‬

‫العديد من الحكومات يكافح من‬ ‫�أجل توفير الخدمات الأ�سا�سية‪:‬‬ ‫المعلمون في المدار�س الإبتدائية العامة‬ ‫في تنزانيا غائبون بن�سبة ‪ 23‬في‬ ‫المئة من الوقت‪ ،‬والأطباء العاملون مع‬ ‫الحكومة في ال�سنغال يق�ضون ما معدله‬ ‫‪ 39‬دقيقة فقط في اليوم لإ�ستقبال‬ ‫ور�ؤية المر�ضى‬

‫�أ�سواق �أفريقيا مليئة بالنا�س‪ ...‬وبالفقراء‬

‫م ��ن‬ ‫جهة‬

‫�أخرى تك ّل ��ف الم�شاكل البنيوية المتزايدة �أي�ض ًا ثمن ًا‬ ‫باهظ� � ًا‪ .‬يعان ��ي جزء كبير م ��ن �أفريقيا م ��ن الف�ساد‬ ‫الم�ست�شري‪ ،‬ومعظم بنيته ��ا التحتية في حالة �سيئة‪.‬‬ ‫العديد من الحكومات يكافح من �أجل توفير الخدمات‬ ‫الأ�سا�سية‪ :‬المعلم ��ون في المدار�س الإبتدائية العامة‬ ‫ف ��ي تنزانيا غائبون بن�سبة ‪ 23‬ف ��ي المئة من الوقت‪،‬‬ ‫والأطب ��اء العاملون مع الحكومة في ال�سنغال يق�ضون‬ ‫م ��ا معدله ‪ 39‬دقيقة فقط في الي ��وم لإ�ستقبال ور�ؤية‬ ‫المر�ض ��ى‪� .‬أوجه الق�صور هذه �ست�صبح �أكثر و�ضوح ًا‬ ‫مع �إزدهار و�إنتعا�ش �سكان �أفريقيا‪.‬‬ ‫ثم هناك حقيق ��ة �أن البلدان الأفريقي ��ة‪ ،‬وخ�صو�صاً‬ ‫تل ��ك الت ��ي ه ��ي غني ��ة بالم ��وارد‪ ،‬غالب� � ًا م ��ا تق ��ع‬ ‫فري�س ��ة لما يطل ��ق عليه خب ��راء الإقت�ص ��اد "دارون‬ ‫�أ�سيموغل ��و" (‪ )Daron Acemoglu‬ودعاها �أ�ستاذ‬ ‫العل ��وم ال�سيا�سي ��ة جيم� ��س روبن�س ��ون "الم�ؤ�س�سات‬ ‫الإ�ستخراجي ��ة"‪ :‬ال�سيا�س ��ات والممار�س ��ات �ص ّممت‬ ‫للبح ��ث و�إ�ستخ ��راج و�إدارة الث ��روة و الم ��وارد ف ��ي‬ ‫مجتم ��ع ل�صالح نخب ��ة �صغيرة لكنها قوي ��ة �سيا�سي َا‪.‬‬ ‫نتيجة واحدة لذلك هي ع ��دم م�ساواة مذهلة‪ ،‬غالب ًا‬ ‫ما تخفي �آثارها �إح�صائيات نمو �إيجابية‪.‬‬ ‫كي ��ف ينبغي �أن ُينظر ال ��ى هذه الأدل ��ة المتناق�ضة؟‬ ‫للوهل ��ة الأول ��ى‪ ،‬يبدو ه ��ذان الر�أي ��ان ع�صيين على‬ ‫التوفي ��ق‪ .‬مع ذلك‪� ،‬إت�ض ��ح �أن كالهما عل ��ى حق‪� ،‬أو‬ ‫على الأقل يعك�سان جوانب من واقع �أكثر تعقيد ًا التي‬ ‫ل ��م ُتلتق ��ط �أو ُتلحظ تمام ًا‪ .‬ير ّك ��ز المت�شككون كثير ًا‬ ‫على ال�صادرات ال�سلعية في المنطقة حيث ف�شلوا في‬ ‫فهم �أن م ��دى نموها الأخير ج ��اء نتيجة لإ�صالحات‬ ‫�إقت�صادي ��ة (وكثي ��ر منه ��ا كانت �ضروري ��ة تقت�ضيها‬ ‫ال�سيا�س ��ات الخاطئ ��ة ف ��ي الما�ض ��ي)‪ .‬المتفائلون‪،‬‬ ‫ف ��ي الوقت عينه‪ ،‬ق ّللوا من درج ��ة الم�شاكل المتبقية‬ ‫التي تعانيه ��ا المنطقة ‪ -‬مثل الم�ؤ�س�سات المت�صلبة‪،‬‬ ‫و�إنخفا� ��ض م�ستوي ��ات التعلي ��م‪ ،‬وتد ّن ��ي الم�ست ��وى‬ ‫المطل ��وب للرعاي ��ة ال�صحي ��ة – الت ��ي تعك� ��س ف�شل‬ ‫الحكوم ��ات التي �سيك ��ون من ال�صعب ج ��د ًا بالن�سبة‬ ‫�إليها التغلب عليه ��ا لأنها عميقة الجذور في ال�صراع‬ ‫ال�سيا�سي ‪.‬‬ ‫وم ��ع ذلك‪ ،‬حت ��ى �إذا كان كل من الر�أيي ��ن �إختزالي ًا‪،‬‬ ‫ف� ��إن وجهة نظ ��ر المتفائلي ��ن بالن�سبة ال ��ى م�ستقبل‬ ‫�أفريقيا ه ��ي �أقرب في نهاية المط ��اف �إلى الحقيقة‬ ‫و�أكث ��ر عر�ض ��ة لأن تتحق ��ق مدفوعة بالتط ��ورات في‬ ‫العق ��ود المقبلة‪ .‬و�ستوا�ص ��ل �أفريقيا مواجهة عقبات‬ ‫�شاقة في طريقها �إلى الإزدهار الم�ستمر‪ ،‬وخ�صو�ص ًا‬ ‫عندم ��ا يتعلق الأم ��ر بتح�سين ر�أ�س الم ��ال الب�شري‪:‬‬ ‫التعلي ��م‪ ،‬والمه ��ارات‪ ،‬و�صحة �سكانه ��ا‪ .‬ولكن نجاح‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪43‬‬


‫العالم‬

‫أفريقيا‬

‫ثورة "الج ّوال" تعيد الإنتعا�ش �إلى �إقت�صاداتها‬

‫الطفرة اإلقتصادية في أفريقيا‪...‬‬ ‫حقيقة أم خيال؟‬ ‫نم��ا الناتج المحل��ي الإجمالي في البلدان الواقع��ة جنوب ال�صحراء الكبرى ف��ي �أفريقيا خم�سة في‬ ‫المئ��ة �سنوي � ًا منذ الع��ام ‪ ،2000‬ويتوقع �أن ينم��و ب�شكل �أ�سرع ف��ي الم�ستقبل‪ .‬وعل��ى الرغم من �أن‬ ‫المت�شائمي��ن �سارعوا الى الإ�شارة �إلى �أن هذا النمو جاء بع��د زيادات في �أ�سعار ال�سلع الأ�سا�سية‪ ،‬ف�إن‬ ‫نج��اح الإ�صالح��ات ال�سيا�سية الأخيرة وزي��ادة �إنفتاح المجتمعات الأفريقية تعط��ي المنطقة فر�صة‬ ‫جيدة لإ�ستمرار �إزدهارها ل�سنوات مقبلة‪.‬‬ ‫لندن ‪ -‬مي�شال مظلوم‬ ‫التح ��دث م ��ع الخب ��راء والأكاديميي ��ن‬ ‫ورج ��ال الأعم ��ال ح ��ول �إقت�ص ��ادات‬ ‫ال ��دول الأفريقية الواقعة جن ��وب ال�صحراء الكبرى‬ ‫م ��ن المحتمل �أن يق ��ود الى �سماع واح ��د من ر�أيين‪.‬‬ ‫الأول ه ��و متفائل‪� :‬إن لحظة �أفريقي ��ا هي على قاب‬ ‫قو�سين �أو �أدنى‪� ،‬أو لقد و�صلت بالفعل‪ .‬هناك �أ�سباب‬ ‫كثيرة للأم ��ل‪ .‬على الرغم من الأزم ��ة الإقت�صادية‬ ‫العالمي ��ة‪ ،‬فق ��د نم ��ا النات ��ج المحل ��ي الإجمالي في‬ ‫المنطق ��ة ب�سرع ��ة‪ ،‬بمعدل ما يقرب م ��ن خم�سة في‬ ‫المئ ��ة �سنوي� � ًا من ��ذ الع ��ام ‪ ،2000‬وم ��ن المتوقع �أن‬ ‫يرتف ��ع بمعدل �أ�س ��رع في ال�سن ��وات المقبلة‪ .‬العديد‬ ‫م ��ن البلدان‪ ،‬ولي� ��س فقط تلك الغني ��ة بالموارد‪ ،‬قد‬ ‫�ش ��ارك في الطف ��رة‪ :‬في الواق ��ع‪ 20 ،‬بل ��د ًا �أفريقي ًا‬ ‫جنوب ال�صحراء الكبرى‪ ،‬التي ال تنتج نفط ًا‪ ،‬تمكنت‬ ‫م ��ن تحقيق متو�سط مع ��دل نمو في النات ��ج المحلي‬ ‫الإجمال ��ي �أربعة في المئ ��ة �أو �أعلى بين عامي ‪1998‬‬ ‫و‪ .2008‬وف ��ي الوق ��ت عينه‪ ،‬ب ��د�أت المنطقة تجذب‬ ‫كميات �ضخمة من ر�أ�س المال الخا�ص؛ ببلوغها نحو‬ ‫‪ 50‬ملي ��ار دوالر �سنوي ًا‪ ،‬فقد تجاوزت هذه التدفقات‬ ‫المالية الآن الم�ساعدات الخارجية‪.‬‬ ‫ف ��ي الوق ��ت عين ��ه‪ ،‬الفق ��ر �آخ ��ذ ف ��ي الإنخفا� ��ض‪.‬‬ ‫منذ الع ��ام ‪ ،1996‬تد ّن ��ى متو�سط​​مع ��دل الفقر في‬ ‫البل ��دان الأفريقي ��ة جنوب ال�صح ��راء الكبرى بنحو‬ ‫نقط ��ة مئوية واحدة ف ��ي ال�سنة‪ ،‬وبي ��ن عامي ‪2005‬‬ ‫‪42‬‬

‫و‪� ،2008‬إنخف�ض ��ت ن�سب ��ة الأفارق ��ة ف ��ي المنطق ��ة‬ ‫الذي ��ن يعي�شون على �أقل م ��ن ‪ 1.25‬دوالر في اليوم‬ ‫للم ��رة الأولى‪ ،‬م ��ن ‪ 52‬في المئة �إل ��ى ‪ 48‬في المئة‪.‬‬ ‫�إذا تابعت البل ��دان الم�ستقرة في المنطقة النمو في‬ ‫المعدالت الو�سطية التي تمتعت بها على مدى العقد‬

‫العدد ‪ - 10‬متوز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫الما�ضي‪� ،‬سيتو�صل معظمها �إلى �إجمالي دخل وطني‬ ‫للف ��رد يبلغ ‪ 1,000‬دوالر بحل ��ول العام ‪ ،2025‬الذي‬ ‫ي�ص ّنفه البنك الدولي ب�أنه "الدخل المتو�سط​​"‪ .‬كما‬ ‫قطع ��ت المنطقة �شوط ًا كبير ًا ف ��ي التعليم والرعاية‬ ‫ال�صحي ��ة‪ .‬بين عام ��ي ‪ 2000‬و‪ ،2008‬وزاد الإلتحاق‬


‫الملف‬

‫الزراعة‪� :‬أهلها يكافحون ولكن‪...‬‬

‫الحديث‪ ،‬في المنا�صب العلي ��ا في الحكومة‪ ،‬للحلول‬ ‫م ��كان البيروقراطيي ��ن المرتبطي ��ن �سيا�سي� � ًا و�أق ��ل‬ ‫تدريب� � ًا‪ ،‬والذين غالب ًا ما �شغل ��وا منا�صب مماثلة في‬ ‫الأنظمة ال�سابقة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كان للتحرر ال�سيا�سي �أي�ض� �ا ت�أثير �أقل مبا�شرة لكنه‬ ‫عمي ��ق ف ��ي �سيا�سة الإقت�ص ��اد الكلي‪ .‬ف ��ي الما�ضي‪،‬‬ ‫�أبق ��ى العديد م ��ن الأنظم ��ة الإ�ستبدادي ��ة الإفريقية‬ ‫�أ�سع ��ار �ص ��رف عمالتها مرتفع ��ة ب�ش ��كل م�صطنع‪،‬‬ ‫حي ��ث ت�ستفيد منه ��ا مجموعات �صغي ��رة من النخب‬ ‫الح�ضري ��ة التي كانت تعتمد عليه ��ا الأنظمة لت�سهيل‬ ‫�أمورها بالن�سبة �إلى �شراء ال�سلع الفاخرة الم�ستوردة‬ ‫والم ��واد الغذائي ��ة‪ .‬ونقلت هذه ال�سيا�س ��ة الثروة من‬ ‫المناط ��ق الريفي ��ة الفقيرة �إلى المناط ��ق الح�ضرية‬ ‫الغني ��ة‪� ،‬إذ �أن �أ�سع ��ار ال�ص ��رف العالي ��ة جعل ��ت من‬ ‫ال�صع ��ب عل ��ى المزارعين ت�صدي ��ر محا�صيلهم‪ .‬مع‬ ‫حل ��ول الديموقراطي ��ة وتقدي ��م �إنتخاب ��ات تناف�سية‪،‬‬ ‫�أدرك ��ت الحكومات على �أنها تحت ��اج �إلى دعم فقراء‬ ‫الري ��ف‪ ،‬الذي ��ن ي�شكلون الغالبية ف ��ي معظم البلدان‬ ‫الأفريقية‪ ،‬ل ��ذا �سمحوا لأ�سعار ال�صرف في بلدانهم‬ ‫�أن ت�صبح �أكثر ق ��درة على المناف�سة‪ .‬ونتيجة لذلك‪،‬‬ ‫�إرتفع ��ت الإنتاجي ��ة والإنت ��اج الزراع ��ي فيم ��ا تل ّق ��ى‬ ‫المزارعون �أ�سعار ًا �أعلى لمنتجاتهم‪.‬‬ ‫العام ��ل المه ��م الثان ��ي ال ��ذي �ساه ��م ف ��ي تح�سي ��ن‬ ‫ال�سيا�سات الإقت�صادية الكلية الأفريقية في ت�سعينات‬ ‫القرن الفائ ��ت �أي�ض ًا يكمن ف ��ي دمقرطة ال�سيا�سات‬ ‫– التي ح ّفزها‪ ،‬في هذه الحالة‪ ،‬التدخل الخارجي‪.‬‬ ‫عندما كانت البلدان الأفريقية يائ�سة للح�صول على‬

‫�إن �إفتقار المنطقة الى المتعلمين بما‬ ‫فيه الكفاية‪ ،‬والمهرة‪ ،‬وعمال ال�صحة‪،‬‬ ‫هو الأكثر �إيالم ًا لأنه على مدى عقود‪،‬‬ ‫�أنفق المانحون ودافعو ال�ضرائب‬ ‫الأفريقيون على حد �سواء قدر ًا كبير ًا‬ ‫من الموارد على ال�صحة والتعليم؛ ومع‬ ‫ذلك لديهم القليل لإظهاره‬ ‫م�ساعدات دولية ف ��ي ثمانينات القرن الفائت‪� ،‬أبدت‬ ‫الجه ��ات المانح ��ة �إ�ستعدادها للدع ��م المالي �شرط‬ ‫�إعتم ��اد برامج �إ�صالح ت�ضعه ��ا الحكومات الأفريقية‬ ‫بالتع ��اون مع البنك الدولي و�صن ��دوق النقد الدولي‪.‬‬ ‫ولكن �إبتداء من العام ‪ ،1999‬بد�أت الجهات المانحة‬ ‫المحتمل ��ة الطل ��ب م ��ن الحكوم ��ات الأفريقي ��ة التي‬ ‫ت�سعى الى تخفيف عبء الديون الى الت�شاور �أي�ض ًا مع‬ ‫مواطنيها ‪ -‬مجموعات المجتمع المدني‪ ،‬وال�شركات‪،‬‬ ‫والمنظم ��ات المجتمعي ��ة ‪ -‬لأنه ��ا و�ضع ��ت �سيا�سات‬ ‫لم�ساع ��دة الفق ��راء‪ .‬و�أدّت ه ��ذه العملي ��ة الجدي ��دة‬ ‫الى زيادة الفر�ص والأمل ب� ��أن المواطنين المحليين‬ ‫�سيتقبلون هذه ال�سيا�سات‪ .‬في �أوائل ت�سعينات القرن‬ ‫الما�ض ��ي‪ ،‬عندما �إقترح المانحون الدوليون تغييرات‬ ‫عل ��ى نظام ت�سعير ال ��ذرة في زامبي ��ا‪ ،‬رف�ضت وزارة‬

‫الزراع ��ة التغييرات ولم تن ّفذ �أب ��د ًا‪ ،‬الأمر الذي �أدّى‬ ‫�إل ��ى نق�ص في المواد الغذائية الدورية‪ .‬بعد عقد من‬ ‫الزمان‪� ،‬إقترحت الحكومة �إ�صالحات مماثلة‪ ،‬ولكن‬ ‫فقط بع ��د �إجراء م�شاورات م ��ع مجموعة وا�سعة من‬ ‫الزامبيين الذين من �ش�أن التغييرات �أن ت�ؤثر عليهم‪.‬‬ ‫ونتيج ��ة لذلك‪ ،‬تق َّب ��ل الجمهور عموم� � ًا الإقتراحات؛‬ ‫وتم تنفيذ الإ�صالحات‪ ،‬و�إنخف�ض حجم النق�ص‪.‬‬ ‫الإ�صالح ��ات االقت�صادي ��ة‪ ،‬م ��ع ذل ��ك‪ ،‬لي�س ��ت هي‬ ‫ال�سبب الوحيد لزيادة النمو في �أفريقيا‪ .‬هناك ثالثة‬ ‫عوام ��ل �أخرى ب ��د�أت تلع ��ب دور ًا رئي�سي� � ًا‪ :‬التغ ّيرات‬ ‫ّ‬ ‫والتح�ض ��ر‪ ،‬والتق ��دم التكنولوجي‪.‬‬ ‫الديموغرافي ��ة‪،‬‬ ‫من ��ذ الع ��ام ‪ ،1960‬فجر حقبة م ��ا بع ��د الإ�ستعمار‪،‬‬ ‫�إزداد ع ��دد ال�س ��كان في بل ��دان �أفريقي ��ا في جنوب‬ ‫ال�صح ��راء الكبرى ب�سرعة‪ ،‬م ��ن �أقل من ‪ 250‬مليون‬ ‫ن�سمة �إلى نح ��و ‪ 900‬مليون اليوم‪ .‬ولكن حوالي العام‬ ‫‪ ،2000‬ب ��د�أت مع ��دالت الخ�صوب ��ة ف ��ي الإنخفا�ض‪،‬‬ ‫وكذلك الأمر بالن�سبة ال ��ى معدالت وفيات الأطفال‪.‬‬ ‫ونتيجة لذلك‪� ،‬ص ��ار البالغون في �سن العمل ي�ش ّكلون‬ ‫الجزء الأ�سرع نمو ًا في مجتمعات المنطقة‪ .‬وقد خلق‬ ‫ه ��ذا التح ��ول �أرباح� � ًا ديموغرافية محتمل ��ة‪ ،‬بما �أن‬ ‫تتح�سن عندما تكون هناك ن�سبة �صحية‬ ‫الإقت�صادات َّ‬ ‫من البالغين في �سن العمل �إلى ن�سبة المعالين‪.‬‬ ‫ال يوج ��د بلد �أو منطقة‪ ،‬في الوقت نف�سه‪ ،‬و�صلت �أبداً‬ ‫ال ��ى ما يعتب ��ره البنك الدولي و�ضع� � ًا ذا دخل مرتفع‬ ‫م ��ع �إنخفا� ��ض م�ستوي ��ات التح�ضر‪ .‬غالبي ��ة ال�سكان‬ ‫الأفارق ��ة تقليدي� � ًا ه ��ي م ��ن المناطق الريفي ��ة‪ ،‬لكن‬ ‫الم ��دن في البل ��دان الأفريقية في جن ��وب ال�صحراء‬ ‫الكبرى تنمو بمعدالت مذهل ��ة‪ .‬هذا االتجاه �إذا تابع‬ ‫م�سيرته يعني �أنه بحل ��ول العام ‪ ،2033‬معظم �سكان‬ ‫المنطق ��ة �سوف يعي� ��ش في المدن ‪ -‬كم ��ا هي الحال‬ ‫م ��ع غالبية �س ��كان العالم‪ .‬وق ��د �إ�ستغ ّل ��ت ال�شركات‬ ‫ه ��ذه الزي ��ادة ف ��ي قاع ��دة الم�ستهلكين ف ��ي المدن‬ ‫لال�ستمت ��اع ب�إقت�صادات كبيرة‪ ،‬حي ��ث ت�ستفيد منها‬ ‫مع الم�ستهلكين الذين لديهم الآن �إمكانية الح�صول‬ ‫على �سلع منخف�ضة التكلفة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ولع� � ّل العالم ��ة الأكث ��ر و�ضوح� �ا لع ��ودة الإنتعا� ��ش‬ ‫الإقت�ص ��ادي ف ��ي �أفريقي ��ا تكمن في م ��ا ي�سمى ثورة‬ ‫"المحم ��ول" �أو "الج� � ّوال"‪� .‬أ�صبح ��ت الهوات ��ف‬ ‫المحمول ��ة ف ��ي كل مكان‪ ،‬حت ��ى في �أفق ��ر الأماكن‪.‬‬ ‫ويب ��دو �أن م ��رد التغيي ��ر يع ��ود ال ��ى الإ�صالحات في‬ ‫�أواخ ��ر ت�سعين ��ات الق ��رن المن�ص ��رم‪ ،‬عندم ��ا ب ��د�أ‬ ‫العديد من البلدان فتح قطاعات الإت�صاالت ال�سلكية‬ ‫والال�سلكية الخا�صة‪ .‬في الوقت عينه‪ ،‬جعلت الطفرة‬ ‫التكنولوجي ��ة الهوات ��ف المحمول ��ة منخف�ضة التكلفة‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪45‬‬


‫العالم ¶ �أفريقيا‬ ‫الإ�صالح ��ات الأخي ��رة وتزاي ��د �إنفت ��اح مجتمعاتها‪،‬‬ ‫مدعومة جزئي ًا بتكنولوجيات المعلومات والإت�صاالت‬ ‫الجديدة‪� ،‬سيمنح �أفريقيا فر�صة جيدة للتمتع بالنمو‬ ‫الم�ستدام والحد من الفقر في العقود المقبلة‪.‬‬

‫عودة الإنتعا�ش‬ ‫بعد عقود ع ��دة �ساهمت خاللها الدي ��ون والأمرا�ض‬ ‫والمجاعة والحروب ف ��ي تراجع التنمية في �أفريقيا‪،‬‬ ‫ب ��د�أت الأمور في التح�سن في �أواخر ت�سعينات القرن‬ ‫الفائت‪ .‬حتى الآن‪� ،‬أثبتت المكا�سب �أنها دائمة‪ .‬على‬ ‫الرغم من الأزمة المالي ��ة العالمية في العام ‪،2008‬‬ ‫وتداعياته ��ا المتبقي ��ة‪ ،‬نم ��ت �إقت�ص ��ادات البل ��دان‬ ‫الأفريقية جن ��وب ال�صحراء الكبرى بمعدل ‪ 4.7‬في‬ ‫المئ ��ة �سنوي ًا بين عامي ‪ 2000‬و‪ .2011‬وقد �أدى هذا‬ ‫الأداء الق ��وي الى �أول �إنخفا�ض عام في معدل الفقر‬ ‫في المنطقة من ��ذ �سبعينات الق ��رن الفائت‪ ،‬من ‪58‬‬ ‫ف ��ي المئة ف ��ي ‪ 1999‬ال ��ى ‪ 47,5‬في المئ ��ة في العام‬ ‫‪ .2008‬وكان ��ت ه ��ذه الإتجاهات الإيجابي ��ة �إنت�شرت‬ ‫عل ��ى نط ��اق وا�س ��ع‪ ،‬مفي ��د ًة كل جزء م ��ن المنطقة‪.‬‬ ‫والتغير في الحظوظ لم يقت�صر على �أنواع مع ّينة من‬ ‫الإقت�ص ��ادات‪ :‬ال ��دول الم�صدرة للنف ��ط‪ ،‬مثل �أنغوال‬ ‫ونيجيري ��ا‪� ،‬إزده ��رت‪ ،‬كذل ��ك الحال �أي�ض� � ًا بالن�سبة‬ ‫ال ��ى الدول الم�ست ��وردة للنفط مثل �إثيوبي ��ا ورواندا‪.‬‬ ‫ول ��م ت�ستفد جميع الدول على قدم الم�ساواة‪ ،‬بطبيعة‬ ‫الح ��ال؛ فقد �شه ��دت ال ��دول ّ‬ ‫اله�شة‪ ،‬مث ��ل بوروندي‬ ‫وجمهوري ��ة �أفريقي ��ا الو�سط ��ى‪ ،‬التي ال ت ��زال تكافح‬ ‫للتعاف ��ي م ��ن ال�صراع ��ات العنيف ��ة‪ ،‬نم ��و ًا متوا�ضع ًا‬ ‫فقط‪.‬‬ ‫�إن عودة الإنتعا�ش الى �أفريقيا لها �أ�سباب كثيرة‪ ،‬بما‬ ‫في ذل ��ك زيادة الم�ساعدة الخارجية (جزئي ًا خففت‬ ‫من ع ��بء الدي ��ون)‪ ،‬والإقت�صاد العالم ��ي المزدهر‬ ‫حت ��ى العام ‪ ،2008‬و�إرتفاع �أ�سع ��ار ال�سلع الأ�سا�سية‪.‬‬ ‫لكن كان الأهم هو التح�سن الذي طر�أ على �سيا�سات‬ ‫الإقت�ص ��اد الكل ��ي (ماك ��رو �إقت�صاد) عب ��ر كل دول‬ ‫�أفريقيا جن ��وب ال�صحراء الكبرى‪ ،‬الذي �ألهم ّ‬ ‫ووطد‬ ‫ثقة الم�ستثمري ��ن والم�ستهلكين‪ .‬وفق ًا لأحدث تقرير‬ ‫�سن ��وي للبنك الدول ��ي "ال�سيا�سة القطري ��ة والتقييم‬ ‫الم�ؤ�س�س ��ي"‪ ،‬الأداء الع ��ام للإقت�ص ��اد الكل ��ي ف ��ي‬ ‫المنطق ��ة ه ��و الآن على ق ��دم الم�ساواة م ��ع البلدان‬ ‫النامية في مناطق �أخرى‪ .‬مع �سيا�سات �إقت�صاد ك ّلي‬ ‫�أقوى‪� ،‬إ�ستفادت البلدان الأفريقية من �إنتعا�ش ال�سلع‬ ‫الأولي ��ة التي بلغت ذروته ��ا قبل الأزم ��ة االقت�صادية‬ ‫العالمية وتج ّنبت الإنهيار عندما هبطت �أ�سعار ال�سلع‬ ‫الأ�سا�سية‪ .‬على �سبيل المثال‪ ،‬في �أوائل العام ‪،2008‬‬ ‫‪44‬‬

‫معامل في جنوب �أفريقيا‪ :‬عددها �إنخف�ض‬

‫�أدى �إنت�شار تكنولوجيا الإت�صاالت‬ ‫الى ت�سهيل مهمة ال�سيا�سيين‬ ‫لإكت�شاف ما يفكر به المواطنون ‪ -‬ما‬ ‫�إذا كانوا يريدون �أم ال ‪ -‬وهذا يعني‬ ‫�أن �أ�صوات النا�س الذين يعي�شون في‬ ‫المناطق المه ّم�شة �سوف تُ�سمع بو�ضوح‬ ‫�أكثر في العوا�صم الوطنية‬ ‫عندم ��ا �إرتفع ��ت الأ�سع ��ار الدولية للنف ��ط فوق ‪100‬‬ ‫دوالر للبرمي ��ل‪ ،‬بع�ض البلدان الم�ص ��درة للنفط في‬ ‫المنطقة‪ ،‬مثل �أنغ ��وال‪ ،‬والغابون‪ ،‬ونيجيريا‪ ،‬خططت‬ ‫موازناته ��ا كما لو كانت �أ�سعار النفط فقط ‪ 65‬دوالر ًا‬ ‫للبرمي ��ل‪ .‬وعندما �إنخف�ض ال�سعر في نهاية المطاف‬ ‫الى هذا الم�ستوى‪ ،‬ف ��ي خريف ‪ ،2008‬لم ت�ؤخذ تلك‬ ‫البل ��دان على حين غرة‪ ،‬وكان ��ت لها و�سادة لمواجهة‬ ‫هذا الإنخفا�ض ‪.‬‬ ‫خالل الأزمة‪ ،‬وا�صلت غالبية البلدان �إتباع �سيا�سات‬ ‫�إقت�صادية حذرة؛ وحتى �أن بع�ضها �س َّرع �إ�صالحاته‪.‬‬ ‫جزئي� � ًا نتيج ��ة له ��ذه الجه ��ود‪ ،‬بقي ��ت الإقت�صادات‬ ‫الأفريقي ��ة تتو�س ��ع خ�ل�ال فت ��رة الرك ��ود العالم ��ي‪،‬‬ ‫وحافظ ��ت دول �أفريقيا في جنوب ال�صحراء الكبرى‬ ‫عل ��ى متو�س ��ط​​معدل نم ��و �سنوي ق ��ارب الخم�سة في‬

‫العدد ‪ - 10‬متوز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫المئ ��ة من ��ذ ذلك الحين‪ ،‬عل ��ى الرغم م ��ن �إ�ستمرار‬ ‫التقلبات في الإقت�صاد الدولي‪.‬‬

‫�سيا�سة النمو‬ ‫ف ��ي جزء كبير منه‪ ،‬يمكن �أن ُيع ��زى التح�سن الكبير‬ ‫ف ��ي �سيا�س ��ات الإقت�صاد الكلي (الماك ��رو �إقت�صاد)‬ ‫ال ��ذي بد�أ ف ��ي �أواخر ت�سعين ��ات الق ��رن الفائت �إلى‬ ‫عاملي ��ن‪� .‬أو ًال‪ ،‬م ��ع نهاية الحرب الب ��اردة‪� ،‬أ�صبحت‬ ‫ال�سيا�سة في �أفريقيا �أكثر حرية‪ ،‬و�أكثر حيوية‪ ،‬و�أكثر‬ ‫�إنفتاح� � ًا عل ��ى الفئ ��ات المه َّم�شة �سابق� � ًا‪ .‬وفيما كان‬ ‫الدع ��م من الواليات المتح ��دة �أو الإتحاد ال�سوفياتي‬ ‫يتق ّل�ص‪ ،‬بد�أت الأنظم ��ة الإ�ستبدادية تخ�سر وت�سقط‬ ‫وتفقد ال�سيط ��رة الإحتكارية على ال�سلطة‪ .‬و�إنت�شرت‬ ‫الدع ��وات �إل ��ى التعددي ��ة الحزبي ��ة الديموقراطية‪،‬‬ ‫و�أجرت البلدان في جمي ��ع �أنحاء المنطقة �إنتخابات‬ ‫تناف�سي ��ة‪ .‬وكان هذا الإنفتاح محدود ًا‪ ،‬للت�أكيد‪ ،‬لكنه‬ ‫قدّم �صوت ًا ل�شرائح عديدة من المجتمعات الأفريقية‬ ‫التي �سبق �أن كانت مه ّم�شة‪ ،‬مثل المزارعين الفقراء‬ ‫ف ��ي المناطق الريفية‪ .‬منذ منت�صف ت�سعينات القرن‬ ‫الفائ ��ت‪� ،‬إ�ستفادت تل ��ك الجماعات فيم ��ا ال�سيا�سة‬ ‫�أ�صبحت �أكثر قدرة على المناف�سة‪ ،‬وو�سائل الإعالم‬ ‫�صارت �أكثر حري ��ة‪ ،‬وتكنولوجيا الإت�صاالت �إنت�شرت‬ ‫ب�سرع ��ة‪ ،‬وخ�صو�ص ًا من ��ذ العام ‪ .2000‬ف ��ي العديد‬ ‫من البل ��دان‪ ،‬بما في ذلك غانا‪ ،‬ونيجيريا‪ ،‬وتنزانيا‪،‬‬ ‫و�أوغن ��دا‪ ،‬جلب ��ت ه ��ذه التغيي ��رات ال�سيا�سي ��ة �إل ��ى‬ ‫ال�سلط ��ة قادة �أكثر كفاءة‪ ،‬وعل ��ى �إ�ستعداد للإعتماد‬ ‫عل ��ى التكنوقراطيي ��ن‪ ،‬الذين تد ّربوا ف ��ي الإقت�صاد‬


‫الملف‬ ‫الهاتف الجوال‪:‬‬ ‫ن�شّ ط الإقت�صاد الإفريقي‬

‫منذ العام ‪ ،1996‬تدنّى متو�سط​​معدل‬ ‫الفقر في البلدان الأفريقية جنوب‬ ‫ال�صحراء الكبرى بنحو نقطة مئوية‬ ‫واحدة في ال�سنة‪ ،‬وبين عامي ‪2005‬‬ ‫و‪� ،2008‬إنخف�ضت ن�سبة الأفارقة في‬ ‫المنطقة الذين يعي�شون على �أقل من‬ ‫‪ 1.25‬دوالر في اليوم للمرة الأولى‪ ،‬من‬ ‫‪ 52‬في المئة �إلى ‪ 48‬في المئة‬ ‫‪ 20‬بلد ًا �أفريقي ًا جنوب ال�صحراء‬ ‫الكبرى‪ ،‬التي ال تنتج نفط ًا‪ ،‬تمكنت من‬ ‫تحقيق متو�سط معدل نمو في الناتج‬ ‫المحلي الإجمالي �أربعة في المئة �أو‬ ‫�أعلى بين عامي ‪ 1998‬و‪2008‬‬

‫معظمه ��ا يدور حول �إرتفاع تكالي ��ف الإنتاج‪ .‬علم ًا �أن‬ ‫دخل الف ��رد في �أفريقيا هو من بي ��ن �أدنى المعدالت‬ ‫ف ��ي العالم‪ ،‬والأج ��ور مرتفعة ن�سبي� � ًا وتكاليف وحدة‬ ‫العمل هي �أعلى من ذلك‪.‬‬ ‫وثمة تف�سي ��ر رئي�سي لهذه التكاليف العالية يكمن في‬ ‫�سوء حال ��ة البنية التحتية‪ .‬في جمي ��ع �أنحاء �أفريقيا‬ ‫جن ��وب ال�صحراء الكبرى‪� ،‬أي �شخ�ص يحاول القيام‬ ‫ب�أعمال تجارية ي�صبح في و�ضع حرج ب�إ�ستمرار ج ّراء‬ ‫�إنقط ��اع الكهرباء‪ ،‬والطرق غي ��ر ال�سالكة‪ ،‬والأنابيب‬ ‫الت ��ي تت�سرب منها المي ��اه‪ .‬ويكم ��ن وراء كل م�شاكل‬ ‫البني ��ة التحتي ��ة هذه ف�ش ��ل حكومي يفي ��د ب�أنه‪ ،‬على‬ ‫الرغم م ��ن �أن ذلك ي�ضر بالإقت�ص ��اد‪ ،‬يعك�س توازن ًا‬ ‫�سيا�سي ًا �س ��وف يكون من ال�صعب �إلغاءه بب�ساطة من‬ ‫طريق بناء بنية تحتية جديدة‪.‬‬ ‫يقدم النقل الب ��ري مثا ًال جيد ًا لهذه الم�شكلة‪ .‬يواجه‬ ‫الم�صدّرون في المنطقة بع�ض ًا من �أعلى �أ�سعار النقل‬ ‫ف ��ي العالم خ�صو�ص ًا عندما يحاولون �شحن الب�ضائع‬ ‫م ��ن البلدان غي ��ر ال�ساحلية �إلى مين ��اء‪ .‬لكن درا�سة‬ ‫�أجريت في العام ‪ 2009‬و�ص ��درت عن البنك الدولي‬ ‫�أظه ��رت �أن تكالي ��ف ت�شغي ��ل ال�شاحن ��ات على طول‬ ‫ممرات النقل الرئي�سية الأربعة في �أفريقيا في جنوب‬ ‫ال�صح ��راء الكب ��رى لي�ست �أعلى من تل ��ك الموجودة‬

‫ف ��ي فرن�س ��ا‪ .‬الفرق بي ��ن الأ�سع ��ار وتكالي ��ف ت�شغيل‬ ‫تف�سر بهوام�ش الربح ال�ضخمة التي تتمتع‬ ‫ال�شاحنات َّ‬ ‫بها �ش ��ركات النق ��ل بال�شاحنات ف ��ي �أفريقيا جنوب‬ ‫ال�صحراء الكبرى‪ ،‬وبع�ضها يقرب من ‪ 100‬في المئة‪.‬‬ ‫ال�شركات قادرة على و�ضع ت�سعيرات �ضخمة للق�سط‬ ‫وذل ��ك بف�ضل الأنظمة والقوانين ف ��ي معظم البلدان‬ ‫الأفريقي ��ة التي ّ‬ ‫تحظر دخ ��ول مناف�سين الى �صناعة‬ ‫النقل بال�شاحنات‪ .‬وقد و�ضعت هذه القوانين قبل ‪40‬‬ ‫عام ًا‪ ،‬عندما كانت الحكومات الأفريقية‪ ،‬التي تعك�س‬ ‫الفكر االقت�صادي في ذل ��ك الوقت‪ ،‬تنظر الى النقل‬ ‫بال�شاحنات �إحتكار ًا طبيعي ًا لأن �شركة واحدة يمكنها‬ ‫ب�سهول ��ة �ضم ��ان قي ��ادة ال�شاحنات بكام ��ل طاقتها‪.‬‬ ‫لي� ��س من الم�ستغ ��رب‪� ،‬أن ه ��ذه القواع ��د والقوانين‬ ‫القديم ��ة �صعبة الإبط ��ال حالي ًا لأنه ��ا قدّمت عقود ًا‬ ‫م ��ن الأرباح العالية في �صناعة النقل بال�شاحنات مع‬ ‫الكثير من الأموال دُفعت وتدفع لمجموعات ال�ضغط‬ ‫ال�سيا�سي ��ة (اللوبي) للحفاظ عل ��ى الو�ضع الراهن‪.‬‬ ‫وه ��ذه الم�شكلة هي خطيرة ب�شكل خا�ص في الأماكن‬ ‫التي يت ��م التحكم فيها بال�شاحنات التجارية من قبل‬ ‫عائالت لها �صالت �سيا�سية‪.‬‬ ‫العج ��ز في المياه والكهرباء ف ��ي المنطقة ينبع �أي�ضاً‬ ‫م ��ن الم�ش ��اكل ال�سيا�سي ��ة‪ .‬الحكومات ع ��ادة تحدّد‬

‫�أ�سع ��ار المي ��اه والكهرباء التي هي �أقل م ��ن التكلفة‪،‬‬ ‫به ��دف حماية الفق ��راء‪ .‬ونتيجة لذل ��ك‪ ،‬ف�إن مرافق‬ ‫المي ��اه والكهرب ��اء تتطل ��ب الدعم الحكوم ��ي للعمل‪.‬‬ ‫هذه العالقة ت�سمح لل�سيا�سيي ��ن ب�إيجاد �سبل للت�أثير‬ ‫على كيفية ت�شغيل المرافق والذين يتلقون خدماتها‪.‬‬ ‫غالب ًا ما يعطي الم�س�ؤول ��ون الأولوية لمعاملة الأحياء‬ ‫والمناط ��ق التي تحبذه ��م‪ ،‬والتي لي�س ��ت بال�ضرورة‬ ‫حي ��ث يعي� ��ش الفقراء‪ .‬وع�ل�اوة على ذلك‪ ،‬ن ��ادر ًا ما‬ ‫يغط ��ي الدع ��م التكالي ��ف‪ ،‬وبالتالي ي� ��ؤدي ذلك الى‬ ‫�إهم ��ال �صيان ��ة المرافق‪ ،‬الأم ��ر الذي ي� ��ؤدي بدوره‬ ‫�إل ��ى ت�سرب الأنابيب و�إنقط ��اع التيار الكهربائي‪ .‬لذا‬ ‫ف� ��إن �إختيار الأغنياء للخروج م ��ن نظام غير مطابق‬ ‫للموا�صفات تمام ًا يقوم على �إ�ستخدام خزانات مياه‬ ‫خا�ص ��ة ومول ��دات كهرب ��اء خا�صة‪� .‬أم ��ا الفقراء في‬ ‫المناط ��ق المحرومة فيجب عليه ��م �أن يعتمدوا على‬ ‫ال�شم ��وع للإن ��ارة و�ش ��راء المياه من الباع ��ة‪ ،‬والذي‬ ‫يكل ��ف مرات ع ��دة �أكثر من مع ��دالت ت�سعي ��رة مياه‬ ‫ال�شف ��ة في الأنابيب العادية‪ .‬ومن نتائج هذا الت�شويه‬ ‫ال�سيا�س ��ي هو �أنه منذ الع ��ام ‪� ،2000‬إنخف�ضت ن�سبة‬ ‫الأ�س ��ر التي لديها �إمكانية الح�ص ��ول على المياه في‬ ‫كل منطقة ح�ضرية تقريب ًا من �أفريقيا‪.‬‬ ‫بالإ�ضاف ��ة �إلى هذه العيوب في البنية التحتية‪ ،‬هناك‬ ‫مجموعة م ��ن العوامل الأخ ��رى التي ت� ��ؤدي �إلى رفع‬ ‫تكلف ��ة ممار�سة الأعمال التجارية ف ��ي المنطقة‪ ،‬بما‬ ‫ف ��ي ذلك حقيق ��ة �أن ل ��دى البل ��دان الأفريقية بع�ض‬ ‫القوانين التجارية الأكثر تعقي ��د ًا والأقل �شفافية في‬ ‫العال ��م‪ .‬مث ��ل الت�ش ّوه ��ات التي ت�شوب النق ��ل والبنية‬ ‫التحتية‪ ،‬هذه القوانين لم ت�أت من طريق الم�صادفة‪،‬‬ ‫وال يع ��ود ثباتها الى عدم قدرة الحكومة‪� :‬إنها وجدت‬ ‫م ��ن �أجل خدم ��ة م�صالح �سيا�سية معين ��ة‪� .‬إذا كانت‬ ‫ه ��ذه الم�صالح قوية بما فيه الكفاي ��ة‪ ،‬فب�إمكانها �أن‬ ‫تمنع محاوالت الإ�صالح‪.‬‬ ‫ولكن بب�ساطة �إن تح�سين مناخ الأعمال لن ي�ؤدي �إلى‬ ‫التح� � ّول الهيكلي‪ .‬وال�سبب ه ��و �أن القوانين التجارية‬ ‫ت�ؤثر ب�شكل رئي�سي في �أولئك الذين يعملون في قطاع‬ ‫�أج ��ور العمالة الخا�ص‪ ،‬وه ��ي مجموعة تمثل �أقل من‬ ‫ع�شرة في المئة من الق ��وى العاملة في المنطقة‪� .‬إن‬ ‫غالبي ��ة الأفارقة تعمل في م ��زارع �صغيرة �أو م�شاريع‬ ‫�أ�سري ��ة‪ ،‬في ما ي�سم ��ى غالب ًا القطاع غي ��ر الر�سمي‪.‬‬ ‫وه ��ذا الواقع من غي ��ر المرجح �أن يتغ ّي ��ر في المدى‬ ‫المتو�س ��ط‪ :‬ف ��ي �أوغن ��دا‪ ،‬عل ��ى �سبيل المث ��ال‪ ،‬حتى‬ ‫في ظ ��ل �أكثر الإفترا�ض ��ات تفا�ؤ ًال‪� ،‬أكث ��ر من ‪ 70‬في‬ ‫المئ ��ة من القوة العاملة �س ��وف تبقى في القطاع غير‬ ‫الر�سمي بحلول العام ‪.2020‬‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪47‬‬


‫العالم ¶ �أفريقيا‬ ‫وف ��ي متناول عدد كبير م ��ن الأفارقة‪ .‬في العديد من‬ ‫البلدان الأفريقية‪ ،‬تعتب ��ر معدالت �أ�سعار المكالمات‬ ‫من بي ��ن الأدنى ف ��ي العالم‪ .‬وقد ح ّف ��ز الإنفجار في‬ ‫تكنولوجي ��ا الهاتف النقال الإبتكارات مثل "�أم بيزا"‬ ‫(‪ ،)M-PESA‬وه ��و نظ ��ام مال ��ي متنق ��ل �إحت�ضنته‬ ‫وتب ّنته على نطاق وا�سع كل من كينيا وتنزانيا‪ ،‬والذي‬ ‫ي�سمح للم�ستخدمين ب�إج ��راء عمليات �شراء و�إر�سال‬ ‫تحوي�ل�ات نقدي ��ة با�ستخ ��دام الهوات ��ف المحمول ��ة‬ ‫الخا�ص ��ة بهم‪ .‬في كثير م ��ن البلدان‪� ،‬سم ��ح �إنت�شار‬ ‫�أجهزة الهواتف النقالة �أي�ض� � ًا لقطاعات المعلومات‬ ‫والإت�صاالت كي ت�صبح �أج ��زاء مهمة في الإقت�صاد؛‬ ‫ف ��ي كينيا‪ ،‬مث ًال‪ ،‬تنمو هذه ال�صناعات بمعدل ‪ 20‬في‬ ‫المئة �سنوي ًا‪ ،‬وفي العام ‪ ،2010‬كانت تمثل خم�سة في‬ ‫المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبالد‪.‬‬ ‫�ضبط المتفائل ��ون كل هذه الإتجاه ��ات للت�أكيد على‬ ‫ر�أيه ��م ب� ��أن ه ��ذه الطف ��رة الإقت�صادي ��ة الأفريقي ��ة‬ ‫�ستثبت �أنها م�ستدامة‪ .‬الكثير من التقدم قد نتج عن‬ ‫التغي ��رات ال�سيا�سي ��ة‪ .‬ولكن العقب ��ات المتبقية التي‬ ‫تح ��ول دون �إ�ستدام ��ة الإقت�ص ��ادات الأفريقية �سوف‬ ‫تعتمد �إزالته ��ا �أي�ض ًا على ال�سيا�س ��ة‪ .‬وهذه الم�شاكل‬ ‫قد تبرهن على �أنه ��ا ع�صية على الحل ومن ال�صعب‬ ‫التغلب عليها‪.‬‬

‫المزيد من المال‪ ،‬المزيد من الم�شاكل‬ ‫تواجه �أفريقيا عدد ًا من التحديات التنموية العميقة‬ ‫‪ -‬في النمو االقت�صادي‪ ،‬والحد من الفقر‪ ،‬والتنمية‬‫الب�شري ��ة‪ ،‬والحكم – الأمر الذي ي�ش� � ّكك على الأقل‬ ‫في متانة المكا�س ��ب التي تحققت خالل ال�سنوات ال‬ ‫‪ 15‬الما�ضي ��ة‪ ،‬ويمكن حت ��ى �أن تق ّو�ضها‪ .‬على الرغم‬ ‫من النمو ف ��ي �أفريقيا في الآونة الأخيرة‪ ،‬ف�إن هناك‬ ‫عالمات قليل ��ة التي ي�شير �إليه ��ا الإقت�صاديون ب�أنها‬ ‫تح ��ول هيكلي‪ :‬التح� � ّول من الزراع ��ة ذات الإنتاجية‬ ‫المنخف�ضة �إلى ال�صناعات التحويلية ذات الإنتاجية‬ ‫الأعل ��ى والخدم ��ات‪ .‬ال ي ��زال قط ��اع ال�صناع ��ات‬ ‫التحويلية في البلدان الأفريقية في جنوب ال�صحراء‬ ‫الكبرى في �سبات عمي ��ق‪ ،‬وبع�ض الدول‪ ،‬مثل جنوب‬ ‫�أفريقي ��ا‪ ،‬يعان ��ي م ��ن تخفي� ��ض الت�صني ��ع‪ .‬وبينم ��ا‬ ‫كان ��ت هناك زيادة ف ��ي التجارة بي ��ن دول المنطقة‪،‬‬ ‫ف� ��إن �صالته ��ا بالإقت�ص ��اد العالمي ال ت ��زال �ضعيفة‬ ‫ومر ّك ��زة في عدد قلي ��ل من القطاع ��ات‪ ،‬وخ�صو�ص ًا‬ ‫ال�سلع والم ��وارد الطبيعية‪ .‬تحديات التنمية هذه هي‬ ‫نتيجة لف�ش ��ل الحكومات‪ ،‬الذي ي�ساع ��د على تف�سير‬ ‫ثباتها و�سط نمو �سريع ‪ -‬ولكن ي�شير �أي�ض ًا �إلى حلول‬ ‫ممكنة‪.‬‬ ‫‪46‬‬

‫ربم ��ا ال �شيء من هذه الم�شاكل ه ��و مثير للقلق �أكثر‬ ‫م ��ن عدم القدرة البادية م ��ن البلدان الأفريقية‪ ،‬بما‬ ‫في ذل ��ك �أ�سرع الإقت�صادات نمو ًا‪ ،‬لتحويل النمو �إلى‬ ‫تقدم في مكافحة الفقر‪ .‬على الرغم من �سنوات من‬ ‫عائ ��دات نفطية كبيرة‪ ،‬ف�إن حكومات �أنغوال والغابون‬ ‫ونيجيري ��ا ل ��م ت�ستخدم ثرواته ��ا المكت�شف ��ة حديث ًا‬ ‫لتح�سين كبير في رفاهية مواطنيها الفقراء‪ .‬والأكثر‬ ‫�إث ��ارة للقلق يكم ��ن في حقيق ��ة �أنه خ�ل�ال ال�سنوات‬ ‫الخم� ��س الما�ضية‪ ،‬تم ّكن بع�ض البلدان غير المنتجة‬ ‫للنف ��ط‪ ،‬مثل بوركينا فا�سو وموزامبيق‪ ،‬وتنزانيا‪ ،‬من‬ ‫تخفي�ض مع ��دالت الفقر بثالث �أو �أرب ��ع نقاط مئوية‬ ‫فقط‪ ،‬على الرغ ��م من تمتّعها بنمو �إقت�صادي �سنوي‬ ‫يتمحور حول �سبعة في المئة‪ .‬هذا النمو كان مدفوع ًا‬ ‫ب�ش ��كل وا�ضح جد ًا من طريق �إ�صالح ��ات �إقت�صادية‬ ‫ولي�س م ��ن طفرة ال�سلع‪� .‬إن �إ�ستم ��رار الفقر في تلك‬ ‫البل ��دان الثالثة يق� �دّم الآن الذخي ��رة الخطابية �إلى‬ ‫النخ ��ب ال�سيا�سي ��ة التي �إ�ستف ��ادت م ��ن ال�سيا�سات‬ ‫الخاطئ ��ة ف ��ي الما�ضي الت ��ي قاوم ��ت الإ�صالحات‪،‬‬ ‫وتريد الآن عك�س التغييرات‪ .‬كما ي�ؤكد �أ�سو�أ ال�شكوك‬ ‫ل ��دى نق ��اد التحرر الإقت�ص ��ادي‪ ،‬الذي ��ن يمكنهم �أن‬ ‫ي�شيروا �إلى �أرقام الفقر هذه والقول ب�أن الإ�صالحات‬ ‫الم�ؤي ��دة للتجارة جعلت بب�ساط ��ة الأغنياء �أكثر غنى‬ ‫والفقراء �أكثر فقر ًا‪.‬‬ ‫نظ ��رة �أكث ��ر ح ��ذر ًا ال ��ى ه ��ذه البل ��دان‪ ،‬م ��ع ذلك‪،‬‬ ‫تظه ��ر ب� ��أن الم�شكلة لي�ست ف ��ي كثير م ��ن الإ�صالح‬ ‫ولك ��ن ف ��ي القلي ��ل جد ًا من ��ه‪ .‬عل ��ى وج ��ه التحديد‪،‬‬ ‫و ّل ��دت الإ�صالح ��ات النم ��و ف ��ي بع� ��ض القطاع ��ات‬ ‫فق ��ط‪ ،‬وخ�صو�ص� � ًا الخدم ��ات‪ ،‬م ��ع �صناع ��ات مث ��ل‬ ‫تج ��ارة التجزئ ��ة والجمل ��ة‪ ،‬واالت�ص ��االت‪ ،‬والإدارة‬ ‫العام ��ة �إ�ستف ��ادت منها �أكثر من غيره ��ا‪ .‬ولكن هذه‬ ‫ال�صناع ��ات توفر فر� ��ص عمل لعدد قلي ��ل ن�سبي ًا من‬ ‫العمال ذوي المهارات المتدنية‪ ،‬كما �أن الإ�صالحات‬ ‫ال تعال ��ج القطاعات الت ��ي يعمل فيه ��ا الفقراء‪ .‬على‬ ‫�سبيل المثال‪ ،‬في موزامبيق‪ ،‬جاء النمو من الم�شاريع‬ ‫الإ�ستثمارية الكبي ��رة في مجال التعدين التي �صارت‬ ‫ممكن ��ة بف�ض ��ل التغيي ��رات ف ��ي �أنظم ��ة الإ�ستثم ��ار‬ ‫الأجنب ��ي في الب�ل�اد‪ .‬وقد زادت مثل ه ��ذه الم�شاريع‬ ‫�ص ��ادرات الألومني ��وم وع ��ززت النات ��ج المحل ��ي‬ ‫الإجمال ��ي ولكن خلقت ‪ 2,000‬فر�ص ��ة عمل مبا�شرة‬ ‫فقط‪ .‬معظم القوى العاملة في موزامبيق‪ ،‬في الوقت‬ ‫عين ��ه‪ ،‬يعم ��ل ف ��ي الم ��زارع ال�صغي ��رة �أو الم�شاريع‬ ‫الأ�سرية – وهي �أجزاء من االقت�صاد حيث الإنتاجية‬ ‫تنمو ببطء �شديد‪.‬‬ ‫ف ��ي الح ��االت الت ��ي يك ��ون هن ��اك �إ�صالح ��ات ف ��ي‬

‫العدد ‪ - 10‬متوز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫ال�صناع ��ات التي ّ‬ ‫توظف الفق ��راء‪ ،‬كان الف�ساد يمنع‬ ‫في بع�ض الأحيان من و�صول الفوائد الى الم�ستفيدين‬ ‫المق�صودين‪ .‬لقد �أنفقت تنزانيا‪ ،‬على �سبيل المثال‪،‬‬ ‫مبال ��غ طائلة لدعم ال�صناع ��ة والزراعة‪ ،‬وخ�صو�ص ًا‬ ‫لدعم الأ�سمدة‪ .‬وفي العام ‪ ،2009‬لإ�ستهداف �أف�ضل‬ ‫وتر�شي ��د الإعانات‪� ،‬أدخل ��ت الحكومة نظ ��ام ال�سوق‬ ‫الذي يعتمد على ق�سائم‪ :‬يمكن للمزارعين �إ�ستخدام‬ ‫الق�سائ ��م الت ��ي ت�صدرها الدول ��ة ل�ش ��راء الأ�سمدة‪،‬‬ ‫وبالتالي ف� ��إن الحكومة بدورها �سوف ت�سدد الباعة ‪.‬‬ ‫للأ�س ��ف‪� ،‬إنتهى الأمر ب�سيطرة الم�س�ؤولين المحليين‬ ‫المنتخبي ��ن على نحو ‪ 60‬في المئة من هذه الق�سائم‪،‬‬ ‫مم ��ا جعل م ��ن ال�صع ��ب عل ��ى المزارعي ��ن الفقراء‬ ‫الو�صول �إلى الدعم الحكومي‪.‬‬

‫هل �إذا بنيت �سوف ي�أتون؟‬ ‫حت ��ى في البلدان الت ��ي حققت النم ��و ال�سريع والحد‬ ‫م ��ن الفقر‪ ،‬مثل �إثيوبيا‪ ،‬وغان ��ا‪ ،‬ورواندا‪ ،‬كان هناك‬ ‫القلي ��ل من التح ّول الهيكلي ب�شكل ملحوظ‪� .‬إن ح�صة‬ ‫الناتج المحل ��ي الإجمالي من الت�صني ��ع‪ ،‬على �سبيل‬ ‫المث ��ال‪ ،‬ه ��ي �أعلى بال ��كاد مما كانت علي ��ه قبل بدء‬ ‫ه ��ذه البلدان يالتمتع بنمو كبير‪ .‬هناك �أ�سباب كثيرة‬ ‫وراء عدم �إقالع الت�صنيع التناف�سي في �أفريقيا‪ ،‬لكن‬


‫الملف‬

‫العالم ¶ �أفريقيا‬ ‫لهذا ال�سبب‪� ،‬سوف يعتمد التح ّول الهيكلي لي�س فقط‬ ‫عل ��ى خلق المزي ��د من فر� ��ص عمل �أج ��ور ومرتبات‬ ‫ولكن �أي�ض ًا على زيادة �إنتاجية القطاع غير الر�سمي‪.‬‬ ‫�إن تح�سي ��ن البنية التحتية و�إ�ص�ل�اح القوانين �سوف‬ ‫ي�ساع ��د �إلى حد م ��ا‪ .‬ولكن الأهم ه ��ي التدابير التي‬ ‫تح�سن مهارات العاملين ف ��ي القطاع غير‬ ‫يمك ��ن �أن ّ‬ ‫الر�سمي‪ ،‬حيث بالكاد �أن يكون لدى ه�ؤالء �أي نوع من‬ ‫التعليم‪ .‬لذا‪ ،‬من طريق زيادة مهارات ه�ؤالء العمال‪،‬‬ ‫يمكن للحكوم ��ات الأفريقية زي ��ادة �إنتاجية المزارع‬ ‫ال�صغي ��رة والم�شاريع الأ�سرية ‪ -‬ودخل النا�س الذين‬ ‫يعملون فيها‪.‬‬

‫زيادة ر�أ�س المال الب�شري‬ ‫من دون �أدنى �شك‪� ،‬سوف يكون من ال�صعب تح�سين‬ ‫مهارات الق ��وى العاملة في �أفريقيا بم ��ا فيه الكفاية‬ ‫لدفع التح ّول الهيكلي‪ .‬الواقع هي �أنه على الرغم من‬ ‫�أن بع�ضها �إ�ستطاع اللح ��اق بالركب على مدى العقد‬ ‫الما�ض ��ي‪ ،‬ف�إن بل ��دان �أفريقيا في جن ��وب ال�صحراء‬ ‫الكب ��رى ال ي ��زال لديه ��ا �أدن ��ى م�ستوي ��ات ف ��ي ر�أ�س‬ ‫الم ��ال الب�ش ��ري ف ��ي العالم‪ .‬ف ��ي معنى واح ��د‪ ،‬هذا‬ ‫لي�س م�ستغرب� � ًا‪ :‬بعد كل �شيء‪ ،‬في الوقت الذي فازت‬ ‫ب�إ�ستقالله ��ا‪ ،‬كان لدى غالبية هذه البلدان عدد قليل‬ ‫عال‪ .‬وق ��د عرفت �أفريقيا‬ ‫جد ًا م ��ن النا�س مع تعليم ٍ‬ ‫�أي�ض� � ًا هجم ��ة م ��ن �أزم ��ات ال�صحة العام ��ة‪ ،‬بما في‬ ‫ذل ��ك �أ�سو�أ مظهر في العال ��م من وباء فيرو�س نق�ص‬ ‫المناعة الب�شرية ‪ /‬الإيدز‪.‬‬ ‫�إن �إفتق ��ار المنطقة الى المتعلمي ��ن بما فيه الكفاية‪،‬‬ ‫والمهرة‪ ،‬وعمال ال�صحة‪ ،‬ه ��و حتى �أكثر �إيالم ًا لأنه‬ ‫على مدى عق ��ود‪� ،‬أنفق المانح ��ون ودافعو ال�ضرائب‬ ‫الأفريقيون على حد �سواء قدر ًا كبير ًا من الموارد على‬ ‫ال�صح ��ة والتعليم؛ ومع ذل ��ك لديهم القليل لإظهاره‪.‬‬ ‫ح�سن ��ت فيه ��ا الحكومات‬ ‫حت ��ى ف ��ي الأماك ��ن الت ��ي ّ‬ ‫والجه ��ات المانحة الأجنبية الو�ص ��ول �إلى المدار�س‬ ‫والعي ��ادات ال�صحية‪ ،‬كان هن ��اك تح�سن محدود في‬ ‫الج ��ودة‪ .‬في مرحلة م ��ا بعد الف�ص ��ل العن�صري في‬ ‫جن ��وب �أفريقيا‪ ،‬على �سبي ��ل المث ��ال‪� ،‬إزداد الإنفاق‬ ‫العام عل ��ى المدار� ��س لمعالج ��ة المخ�ص�صات غير‬ ‫المن�صف ��ة الت ��ي كان ��ت في الما�ض ��ي‪ .‬وق ��د �إرتفعت‬ ‫مع ��دالت الإلتحاق بالمدار�س ب�ش ��كل كبير‪ ،‬ولكن لم‬ ‫يط ��ر�أ �أي تغيي ��ر على نتائج التعل ��م‪ ،‬و�إثنان فقط من‬ ‫كل خم�سة �شباب بالغي ��ن �أت ّما الدرا�سة في المدر�سة‬ ‫الثانوية‪.‬‬ ‫تف�سر ه ��ذه الظاهرة‪� .‬أوال‪ً،‬‬ ‫ثالثة عوامل عل ��ى الأقل ّ‬ ‫الم ��وارد المخ�ص�ص ��ة لمعالج ��ة م�ش ��اكل الفقراء ال‬

‫النفط لي�س �شرط ًا للإنتعا�ش في �أفريقيا‬

‫ت�ص ��ل دائم� � ًا ال ��ى الم�ستفيدي ��ن المق�صودين منها‪.‬‬ ‫و�أظه ��رت درا�سة �أجراه ��ا البنك الدول ��ي في ‪2001‬‬ ‫ح ��ول الإنف ��اق الع ��ام �أنه ف ��ي �أوغندا‪ 13 ،‬ف ��ي المئة‬ ‫المخ�ص�صة للتعليم‬ ‫فقط من الم ��وارد‪ ،‬غير الأجور‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الإبتدائي الع ��ام وجدت فع ًال طريقها �إلى المدار�س‪.‬‬ ‫وبالمث ��ل‪� ،‬أظه ��رت درا�س ��ة �أجريت في الع ��ام ‪2009‬‬ ‫ع ��ن الإنفاق على الرعاية ال�صحي ��ة في ت�شاد �أن �أقل‬ ‫م ��ن واحد في المئة من الإنفاق‪ ،‬غي ��ر الأجور‪ ،‬و�صل‬ ‫ال ��ى العي ��ادات الأولي ��ة‪ .‬ثاني� � ًا‪ ،‬حت ��ى عندم ��ا ت�صل‬ ‫الم ��وارد ال ��ى المدار� ��س �أو العي ��ادات‪ ،‬ال يوج ��د في‬ ‫الغالب مدر�سون �أو �أطباء هناك لإ�ستخدامها‪ .‬ووجد‬ ‫تقري ��ر �صدر �أخير ًا ع ��ن الإتح ��اد الأفريقي للبحوث‬ ‫الإقت�صادي ��ة �أن العاملي ��ن ال�صحيي ��ن ف ��ي ال�سنغال‬ ‫وتنزاني ��ا كان ��وا غائبي ��ن بن�سب ��ة ‪ 20‬في المئ ��ة و ‪21‬‬ ‫ف ��ي المئة م ��ن الوقت‪ ،‬عل ��ى التوالي‪ .‬و�أخي ��ر ًا‪ ،‬حتى‬

‫وفق ًا لأحدث تقرير �سنوي للبنك‬ ‫الدولي "ال�سيا�سة القطرية والتقييم‬ ‫الم�ؤ�س�سي"‪" :‬الأداء العام للإقت�صاد الكلي‬ ‫في البلدان الإفريقية جنوب ال�صحراء‬ ‫الكبرى هو الآن على قدم الم�ساواة مع‬ ‫البلدان النامية في مناطق �أخرى"‬

‫عن ��د وجود مقدمي الخدمات‪ ،‬ف� ��إن نوعية خدماتهم‬ ‫رديئ ��ة جد ًا‪ .‬وفق� � ًا لمراجعة البن ��ك الدولي للنفقات‬ ‫العامة لع ��ام ‪ ،2009‬ينفق المعلمون ف ��ي �أوغندا �أقل‬ ‫م ��ن ‪ 20‬ف ��ي المئة من الوقت عل ��ى التدري�س‪� .‬أما في‬ ‫تنزاني ��ا فينف ��ق المدر�سون المزيد قلي�ل ً�ا من الوقت‬ ‫على التعليم‪ ،‬ولكن ‪ ٪11‬فقط منهم لديهم ما يعتبره‬ ‫خب ��راء التعليم الح ��د الأدنى من المه ��ارات اللغوية‬ ‫المطلوبة لهذا المن�صب‪ .‬الو�ضع في القطاع ال�صحي‬ ‫ه ��و �أ�سو�أ من ذلك‪ :‬في تنزانيا‪ ،‬ف� ��إن متو�سط​​الوقت‬ ‫الإجمال ��ي الذي يق�ضي ��ه الأطب ��اء لإ�ستقب ��ال ور�ؤية‬ ‫المر�ضى هو ‪ 29‬دقيقة فقط في اليوم الواحد‪.‬‬ ‫ه ��ذه الإخفاقات لتقدي ��م الخدمات لي�س ��ت بب�ساطة‬ ‫نتيج ��ة ت�ص ��رف غير مهن ��ي؛ يكمن وراءه ��ا واقع هو‬ ‫�أن الخدم ��ات العامة الأ�سا�سية كانت �سرقتها النخب‬ ‫ال�سيا�سية �أو ُح ّولت �إليها‪� .‬إن ت�س ّرب وخ�سارة الأموال‬ ‫العام ��ة المخ�ص�ص ��ة للتعلي ��م والرعاي ��ة ال�صحي ��ة‬ ‫ه ��و المثال الأكث ��ر و�ضوح� � ًا‪ .‬لأن ه ��ذه النفقات هي‬ ‫لأ�شي ��اء �أخرى غي ��ر الرواتب‪ ،‬وي�ستطي ��ع الم�س�ؤولون‬ ‫ب�سهول ��ة تغيير وجهة مبلغ التموي ��ل الذي يتم توزيعه‬ ‫ف ��ي الواقع‪ .‬كما �أظهرت درا�س ��ة الإقت�صاديين ريتفا‬ ‫ريني ��كا وجاكوب �سفن�سون في العام ‪ ،2004‬ب�أن تلقي‬ ‫مبلغ لتموي ��ل مدر�س ��ة �أفريقية يعتم ��د على عالقات‬ ‫�أ�سا�سي ��ة بموظ ��ف حكوم ��ي �أو �سيا�س ��ي محل ��ي‪� .‬إن‬ ‫�ضع ��ف �أداء مقدم ��ي الخدم ��ات هو بالمث ��ل مرتبط‬ ‫ف ��ي هذا ال�شكل من �أ�ش ��كال المح�سوبية‪ .‬كثيرون من‬ ‫المعلمين‪ ،‬على �سبيل المثال‪� ،‬أي�ض ًا يعملون نا�شطين‬ ‫�سيا�سيين‪ :‬ن�سبي� � ًا الأ�شخا�ص المتعلمون جيد ًا الذين‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪49‬‬


TBN MANAGEMENT LIMITED Delivering Excellence & Total Solution

We Provide Consultancy Services On: Water & Sanitation- Planning & Economics – Civil Engineering, Bridges and Structures – Railway Engineering … and a lot more For more information visit our website: www.tbnmanagement.com Or contact us on: Tel: +44 (0)203 286 1826, Email: info@tbnmanagement.com


‫الملف‬

‫العالم ¶ �أفريقيا‬

‫الطرقات لي�ست على الم�ستوى المطلوب في �أفريقيا‬

‫يدي ��رون الحمالت الإنتخابي ��ة لل�سيا�سيين المحليين‬ ‫يكاف� ��أون بوظائ ��ف التدري� ��س‪ ،‬وهي وظائ ��ف لي�ست‬ ‫بال�ضرورة م�ؤهلين لها والتي ال ي�أخذونها على محمل‬ ‫الجد دائم ًا‪.‬‬ ‫وق ��د تج ّلت الطريق ��ة التي يمك ��ن للق ��وى ال�سيا�سية‬ ‫�أن ُتحب ��ط من خالله ��ا تقديم الخدم ��ات في درا�سة‬ ‫حديثة �صادرة عن مركز التنمية العالمية‪ .‬وقد حللت‬ ‫الدرا�س ��ة نتائ ��ج تجربة في كينيا والت ��ي تهدف للحد‬ ‫من تغ ّي ��ب المدر�سين من طري ��ق �إ�ستبدال المعلمين‬ ‫الذي ��ن يتقا�ض ��ون راتب ًا م ��ع �أ�سات ��ذة متعاقدين‪ .‬في‬ ‫بع�ض الح ��االت‪ ،‬كانت ُتدار الخطة م ��ن قبل منظمة‬ ‫غي ��ر حكومية؛ وفي حاالت �أخ ��رى‪ ،‬تعاملت الحكومة‬ ‫تح�سن ��ت نتائ ��ج تعل ��م‬ ‫م ��ع عملي ��ة التوظي ��ف‪ .‬وق ��د ّ‬ ‫الط�ل�اب عندما تم تنفيذ الخطة م ��ن قبل المنظمة‬ ‫غي ��ر الحكومي ��ة‪ ،‬ولكن ل ��م تك ��ن الحال ��ة عينها في‬ ‫الفت ��رة الت ��ي �أدارته ��ا الحكوم ��ة‪ .‬وخل� ��ص وا�ضع ��و‬ ‫الدرا�س ��ة ال ��ى �أن الإخت�ل�اف نابع من ق ��درة نقابات‬ ‫المعلمي ��ن ف ��ي ال�ضغ ��ط عل ��ى الحكوم ��ة لإ�ضع ��اف‬ ‫الخطة بطرق مختلفة‪ :‬على �سبيل المثال‪ ،‬من طريق‬ ‫تفوي� ��ض الإ�ش ��راف لم�س�ؤول ��ي المنطق ��ة الذي ��ن لم‬ ‫يكون ��وا م�س�ؤولين في نهاية المط ��اف �أمام الحكومة‪.‬‬ ‫�إال �أن المنظم ��ات غير الحكومي ��ة ال تخ�ضع لل�ضغط‬ ‫عين ��ه‪ .‬الدر� ��س الأكب ��ر ه ��و �أن الجه ��ود الرامية �إلى‬ ‫ح ��ل الم�ش ��اكل مثل غي ��اب المعلمي ��ن بوا�سطة حلول‬ ‫تقنية‪ ،‬مثل �إدخال المعلمين المتعاقدين �أو المراقبة‬ ‫الإلكتروني ��ة‪ ،‬ل ��ن تنج ��ح �إذا ل ��م يتم تع ��اون النظام‬ ‫ال�سيا�سي مع الهدف النهائي‪.‬‬

‫يرى المت�شائمون �أن �أفريقيا بب�ساطة‬ ‫تركب موجة ال�سلع التي ترتفع‬ ‫�إلى الذروة وتهبط‪ ،‬و�أن المنطقة لم‬ ‫تقم حتى الآن ب�إجراء هذا النوع من‬ ‫التغييرات الإقت�صادية الأ�سا�سية التي‬ ‫من �ش�أنها �أن تحميها عند و�صول الك�ساد‬ ‫�أ�سباب للتفا�ؤل‬ ‫�س ��وف يكون م ��ن ال�صع ��ب البق ��اء متفائلي ��ن ب�ش�أن‬ ‫م�ستقب ��ل �أفريقيا عندما ينظر الم ��رء �إلى الأمرا�ض‬ ‫ال�سيا�سي ��ة التي تقف في طري ��ق تح�سين ر�أ�س المال‬ ‫الب�شري‪ .‬ولكن من الأهمية بمكان �أن نذكر ب�أن النمو‬ ‫الأخير ف ��ي الإقت�صادات الأفريقية جنوب ال�صحراء‬ ‫الكبرى نج ��م من ت�صحيح �سيا�سات الإقت�صاد الكلي‬ ‫الم�شوهة التي بدت غير قابلة للت�صحيح قبل ‪ 15‬عام ًا‬ ‫فقط‪ .‬لقد نتج عن ردود الفعل على �أزمات الديون في‬ ‫ثمانينات القرن الفائت‪ ،‬و�إنهيار الإتحاد ال�سوفياتي‪،‬‬ ‫والتح ��رر ال�سيا�س ��ي ف ��ي ت�سعينات الق ��رن الما�ضي‪،‬‬ ‫�إجم ��اع �إقليمي �ش� � ّكل ل�صال ��ح �سيا�س ��ات الإقت�صاد‬ ‫الكل ��ي الحذرة‪ .‬تل ��ك ال�سيا�سات �أو�صل ��ت الى النمو‪،‬‬ ‫حيث و ّل ��دت دعم ًا �سيا�سي ًا لمزي ��د من الإ�صالحات‪،‬‬

‫حتى خالل الأزمة االقت�صادية العالمية في ال�سنوات‬ ‫الأخيرة‪.‬‬ ‫تجد المنطق ��ة الآن نف�سها في نقط ��ة �إنعطاف �آخر‪.‬‬ ‫لح�س ��ن الحظ‪ ،‬اليوم‪� ،‬أن مزيج� � ًا من الديموقراطية‬ ‫والتو�سع العمران ��ي ال�سريع‬ ‫والتغيي ��ر الديموغراف ��ي‬ ‫ّ‬ ‫وتزاي ��د م�ستويات التعلي ��م قد �أحدثت تغيي ��ر ًا كبير ًا‬ ‫ف ��ي عمليات �صن ��ع ال�سيا�سات‪ ،‬ومعظمه ��ا للأف�ضل‪.‬‬ ‫حالي� � ًا هناك م�ساحة �أكبر للتعبير عن وجهات النظر‬ ‫ال�سيا�سي ��ة البديلة وتح ��دي �سيا�سات الحكومة‪ .‬حتى‬ ‫�أولئك الذي ��ن يعار�ضون الإ�صالحات هم �أقل عر�ضة‬ ‫للمقاوم ��ة �إذا �شع ��روا بانهم قد تم الت�ش ��اور معهم‪.‬‬ ‫وع�ل�اوة عل ��ى ذل ��ك‪ ،‬بف�ض ��ل �سيا�س ��ات �إقت�صادي ��ة‬ ‫�أف�ض ��ل‪ ،‬ال تج ��د الجه ��ات المانحة الأجنبي ��ة نف�سها‬ ‫م�ضط ��رة ال ��ى فر�ض �إ�صالح ��ات من الخ ��ارج‪ ،‬مما‬ ‫يخلق م�ساحة �أكبر لجهود الإ�صالح المحلية‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن التراب ��ط �شب ��ه الكام ��ل للمنطق ��ة م ��ن‬ ‫خالل الهوات ��ف المحمولة �س ��وف ي�ساع ��د �أي�ض ًا في‬ ‫الإ�صالحات والتحول الهيكلي‪ .‬فالهواتف المحمولة‪،‬‬ ‫�س ��وف ت�ساعد عل ��ى ن�ش ��ر جمي ��ع �أن ��واع المعلومات‬ ‫ب�سرعة �أكب ��ر‪ ،‬وتمكين الفقراء لمعرف ��ة المزيد عن‬ ‫م�سائ ��ل مثل طبيعة �إنكف ��اء و�إرتداد الدعم الحكومي‬ ‫والتح ّي ��ز �ضد الفقراء في مج ��ال الإنفاق على البنية‬ ‫التحتي ��ة‪� .‬إنها ت�سم ��ح �أي�ض ًا للنا� ��س لمعرفة ما يفكر‬ ‫�أقرانه ��م‪ ،‬وتخفي�ض كبي ��ر في تكالي ��ف تعبئة العمل‬ ‫الجماع ��ي‪ .‬لق ��د �أدى �إنت�شار تكنولوجي ��ا الإت�صاالت‬ ‫�أي�ض ًا الى ت�سهيل مهمة ال�سيا�سيين لإكت�شاف ما يفكر‬ ‫ب ��ه المواطن ��ون ‪ -‬ما �إذا كانوا يري ��دون �أم ال ‪ -‬وهذا‬ ‫يعني �أن �أ�صوات النا� ��س الذين يعي�شون في المناطق‬ ‫المه ّم�ش ��ة �س ��وف ُت�سمع بو�ض ��وح �أكثر ف ��ي العوا�صم‬ ‫الوطنية‪.‬‬ ‫ولك ��ن النظر الى ك ��وب �أفريقيا ور�ؤبت ��ه ن�صف كامل‬ ‫�أو ن�ص ��ف ف ��ارغ يعتمد عل ��ى �إعتقاد واح ��د يكمن في‬ ‫�إمكانية التغيي ��ر ال�سيا�سي‪� .‬إن العقبات التي تعتر�ض‬ ‫�سبي ��ل النم ��و الدائم ف ��ي المنطقة ه ��ي �سيا�سية في‬ ‫المق ��ام الأول‪ .‬وه ��ذا بال ��كاد يعن ��ي �أن الأم ��ر �سوف‬ ‫يك ��ون �سهل الحل‪ ،‬كم ��ا تفيد بو�ض ��وح لمحة خاطفة‬ ‫عل ��ى ال�سجل الم�ضط ��رب من الحكم ف ��ي مرحلة ما‬ ‫بع ��د الإ�ستق�ل�ال في �أفريقي ��ا‪ .‬لكنه يعن ��ي �أي�ض ًا ب�أن‬ ‫ه ��ذه العقبات لي�ست م�ستع�صية عل ��ى الحل‪ .‬التاريخ‬ ‫الحدي ��ث لبل ��دان �أفريقيا جنوب ال�صح ��راء الكبرى‬ ‫ع ��ن التغيير ال�سيا�سي والإ�صالح ال ��ذي �أدى �إلى نمو‬ ‫يبرر النظرة الإيجابية‪ .‬الإعتقاد في م�ستقبل �إفريقي‬ ‫�أكثر �إزدهار ًا يتطلب جرعة �صحية من التفا�ؤل‪ ،‬ولكن‬ ‫لي�س قفزة �إيمان‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪51‬‬


JTCE

Le Nom Qu’il Faut Connaitre Au Maroc

JTCE Sarl est une société Marocaine des secteurs du bâtiment et travaux publics. Elle intervient dans la construction des bâtiments, des grands ouvrages et des infrastructures d'énergie (tertiaire, industriel, infrastructures) Pour Plus D’information: 67 angle Boulevard Hassan 1er, Casablanca, Maroc Tel: (212) 0664 501 319, Email: jtcesarl@gmail.com


‫امل�صارف‬

‫�رشكات الت�أمني‬

‫�رشكات الإ�ستثمار‬

‫من األسواق‬

‫ماذا بعد �ضمان ودائع الم�صارف الإ�سالمية في الأردن؟‬ ‫ق ��رر مجل�س الوزراء الأردني �ضمان ودائع الم�ص ��ارف الإ�سالمية من خالل م�ؤ�س�سة �ضمان الودائع‬ ‫بهدف تحقيق العدالة والم�ساواة بين مودعي الم�صارف التجارية والم�صارف الإ�سالمية‪ .‬والودائع‬ ‫الم�ضمون ��ة �سواء ف ��ي الم�صارف التجاري ��ة �أو الم�صارف الإ�سالمية هي تلك الت ��ي تقل قيمتها عن‬ ‫‪� 50‬أل ��ف دين ��ار �أردني (‪� 70‬أل ��ف دوالر)‪ .‬والهدف من �ضمان ودائع �صغ ��ار المودعين تعزيز ثقتهم‬ ‫بالقط ��اع الم�صرفي وبالتالي ت�شجيعهم على الإدّخار‪ ،‬ما ي� ��ؤدي �إلى تحقيق الإ�ستقرار لهذا القطاع‬ ‫المه ��م‪ .‬وي�شكل �صغ ��ار المودعين على رغم محدودية قيمة ودائعهم نح ��و ‪ 97‬في المئة من �إجمالي‬ ‫عدد المودعين في الم�صارف الأردنية‪ .‬وتفتر�ض م�ؤ�س�سة �ضمان الودائع �أن كبار المودعين يتمتعون‬ ‫بالثقاف ��ة المالية العالية الالزمة والمعلوم ��ات الكافية عن المراكز المالي ��ة للم�صارف‪ ،‬فيختارون‬ ‫بالتالي الم�صرف المنا�سب‪ ،‬فال ت�ضمن ودائعهم‪.‬‬ ‫و ُيعت َق ��د على نطاق وا�س ��ع �أن �ضمان ودائع كب ��ار المودعين ي�ؤدي �إلى ن�شوء �أخط ��ار تتعلق بال�سلوك‬ ‫الإ�ستثماري وتتمثل في تراجع �إهتمام كبار المودعين بمتابعة تطورات م�صارفهم �أو تقل�ص �إهتمام‬ ‫الم�ص ��ارف بالأنظمة والقوانين فتخاط ��ر بالتالي في �أعمالها‪ .‬ويرتفع الح ��د الأعلى الم�ضمون من‬ ‫الودائ ��ع تدريج� � ًا مع مرور الزم ��ن ليواكب نمو الدخل القوم ��ي‪ ،‬ون�صيب الفرد م ��ن الناتج المحلي‬ ‫الإجمالي‪ ،‬وم�ستوى الت�ضخم‪.‬‬

‫�إث���ر ت�صاع���د عملي���ات االحتي���ال االلكتروني‬ ‫التي �إ�ستهدفت بع�ض الم�صارف العربية والمنحى‬ ‫المقل���ق له���ذه االعم���ال الجنائي���ة عل���ى ال�صعيد‬ ‫الدول���ي و�شمولها م�صارف عالمية‪ ،‬وبعد مراجعات‬ ‫تلقاها �إتحاد الم�صارف العربية لجهة الح�صول على‬ ‫�أف�ضل ال�سبل لمواجهة هذه الهجمات الإلكترونية‪،‬‬ ‫نظم الإتحاد منتدى وور�شة عمل في الأردن لتعزيز‬ ‫خبرات الموظفين المعنيين في الم�صارف العربية‬ ‫لتح�صينه���ا م���ن التج�س����س المعلومات���ي ومده���ا‬ ‫بالو�سائ���ل الحديث���ة لمكافح���ة الغ����ش واالحتيال‬ ‫والتزوير والتالعب بالبيانات المالية‪.‬‬

‫�سالمة‪ :‬ا�ستقرار الليرة مبني على �أرقام ولي�س تطمينات‬ ‫م ��ع ا�شتداد ت�أزم الو�ضعي ��ن ال�سيا�سي واالمني‪،‬‬ ‫يك ��ون وقع كالم حاك ��م م�صرف لبن ��ان ريا�ض‬ ‫�سالم ��ة �إيجابي� � ًا عل ��ى الأ�س ��واق‪ ،‬اذ تتال�ش ��ى‬ ‫ال�ضغ ��وط بفع ��ل التطمين ��ات الت ��ي يطلقه ��ا‪،‬‬ ‫والم�ستن ��دة الى �أرق ��ام وواقع‪ .‬فف ��ي حديث له‬ ‫في �أواخ ��ر ال�شه ��ر الفائت‪� ،‬أك ��د �أن موجودات‬ ‫م�صرف لبنان بالعمالت االجنبية باتت تتعدى‬ ‫ال ‪ 37‬ملي ��ار دوالر "وهو رقم تاريخي"‪ ،‬م�شدد ًا‬ ‫عل ��ى �أن م�ص ��رف لبن ��ان "�إتخ ��ذ كل التدابير‬ ‫للمحافظة على �إ�ستق ��رار �سعر �صرف الليرة"‪.‬‬ ‫وقال ان ثبات العمل ��ة الوطنية مبني على �أرقام‬ ‫"ولي� ��س م ��ن ب ��اب التطمين ��ات �إنما م ��ن باب‬ ‫الواقع"‪.‬‬ ‫وتوق ��ع �إرتف ��اع معدل النم ��و الى نح ��و ‪ ٪7‬هذه‬ ‫ال�سن ��ة‪ ،‬م�شي ��ر ًا ال ��ى �أن �إجمال ��ي الودائ ��ع‬ ‫الم�صرفي ��ة بل ��غ نح ��و ‪ 135‬ملي ��ار دوالر‪ .‬ولفت‬ ‫ال ��ى ان "الت�أثي ��رات ال�سلبي ��ة ف ��ي القط ��اع‬ ‫المال ��ي �أ�صبحت وراءنا‪ ،‬بعدم ��ا ت�أثرنا بالأزمة‬ ‫ال�سوري ��ة"‪ ،‬وق ��ال ان الم�ص ��ارف اللبناني ��ة‬ ‫ك ّون ��ت الم�ؤون ��ات الالزمة وخ ّف�ض ��ت محفظتها‬ ‫الإئتماني ��ة م ��ن ‪ 5‬ملي ��ارات دوالر ال ��ى ملي ��ار‬ ‫ون�صف المليار كقرو�ض للإقت�صاد ال�سوري في‬ ‫لبنان �أو م ��ن �سوريا‪ .‬و�أ�شار الى وجود ‪ 20‬مليار‬

‫الحظ الخبير االقت�صادي االول لمنطقة ال�شرق‬ ‫االو�سط و�شمال افريقيا ف���ي "�ستاندرد ت�شارترد‬ ‫بن���ك" فيلي���ب دوب���ا ‪ -‬بانتانت�ش���ي �أن القط���اع‬ ‫الم�صرفي في لبنان متين ويتميز بمناعته الالفتة‬ ‫رغ���م تراجع النم���و الإقت�صادي ف���ي البالد الى ‪ 2‬و‬ ‫‪ ،٪3‬في ظل الركود الذي �أ�صاب معظم القطاعات‬ ‫االقت�صادية (اقف���ال م�ؤ�س�سات ‪� ،‬صرف موظفين‬ ‫وعمال‪� ،‬إحجام ال�سياح عن المجيء وغيرها) "‪.‬‬ ‫ور�أى ان م�ص���رف لبنان يعمل بج���د واخال�ص بغية‬ ‫حماي���ة العمل���ة الوطني���ة م���ن �أي خل���ل‪ ،‬محتفظ���ا ً‬ ‫ب�إحتياط���ي كبي���ر م���ن العم�ل�ات االجنبي���ة "رغ���م‬ ‫االزمات االقليمية المحيطة في هذا البلد"‪ ،‬م�شدداً‬ ‫عل���ى "�أن العن�صر الب�شري اللبناني يتميز بطاقات‬ ‫هائلة وهي ر�أ�س مال لبنان �أوالً و�أخيراً الذي يحمي‬ ‫لبن���ان م���ن الإنهيار ويقي���ه من االزم���ات الداخلية‬ ‫والإقليمية المتالحقة "‪.‬‬

‫حاكم م�صرف لبنان ريا�ض �سالمة‬

‫دوالر لدى الم�صارف جاه ��زة للت�سليف‪" ،‬لكن‬ ‫الم�شكلة الأ�سا�سية تكمن في غياب الطلب على‬ ‫الت�سلي ��ف والتوظي ��ف‪ ،‬والأمر مرتب ��ط بالت�أزم‬ ‫ال�سيا�س ��ي والأو�ض ��اع الأمني ��ة الم�ضطربة بين‬ ‫وقت و�آخر"‪.‬‬ ‫و�أك ��د �سالم ��ة �أن بع� ��ض وج ��وه الو�ض ��ع المالي‬ ‫يتطل ��ب وج ��ود حكومة ف ��ي لبن ��ان‪ ،‬مو�ضح ًا �أن‬ ‫التموي ��ل بالعم�ل�ات الأجنبي ��ة يتطل ��ب حكومة‬ ‫قائم ��ة‪" ،‬لأن ��ه ال يمكننا �إطالق �إ�ص ��دارات اذا‬ ‫ل ��م يكن هن ��اك حكوم ��ة‪ ،‬والدليل ان ��ه ي�ستحق‬ ‫على لبنان اليوم ‪ 600‬مليون دوالر‪ ،‬فيما ت�صدر‬ ‫الحكومة �إ�صدار ًا خا�ص ًا لم�صرف لبنان بدل �أن‬ ‫يكون في ال�سوق"‪.‬‬

‫�أعلنت �شركتا "ال���دار" و "�صروح" العقاريتان‬ ‫المدرجت���ان في �س���وق �أبو ظب���ي ل�ل��أوراق المالية‪،‬‬ ‫ال�شه���ر الفائت �إنق�ض���اء فترة �إعترا����ض الدائنين‬ ‫الت���ي حددتها الم���ادة ‪ 280‬من القان���ون االتحادي‬ ‫لل�شركات التجارية على �إندماج ال�شركتين‪ .‬و�أكدت‬ ‫ال�شركت���ان ف���ي بي���ان م�شت���رك �أن ق���رار الإندماج‬ ‫ال�ص���ادر �سيكون نافذاً بعد ثالث���ة �أ�شهر من تاريخ‬ ‫قيده ف���ي ال�سج���ل التج���اري ف���ي ‪� 5‬آذار (مار�س)‬ ‫الما�ضي‪ .‬وقالت م�صادر ف���ي ال�شركتين �إن عملية‬ ‫الإندماج بينهما جاءت بطلب من القيادة ال�سيا�سية‬ ‫في �أبو ظبي به���دف تكوين �شركة عمالقة للتطوير‬ ‫العقاري تكون في م�ستوى �شركة "�إعمار" العقارية‬ ‫في دبي‪ .‬و�ست����ؤدي عملية الإندم���اج التي �ستجري‬ ‫على �أ�سا�س منح كل حامل ل�سهم "�صروح" ‪1.288‬‬ ‫�سه���م جديد في �شركة "ال���دار"‪� ،‬إلى رفع ر�أ�س مال‬ ‫�شركة "الدار – �ص���روح" من ‪ 4.08‬مليارات �سهم‬ ‫حاليا ً لل�شركتين �إلى ‪ 7.46‬مليارات �سهم لل�شركة‬ ‫الموحدة بعد �إ�صدار الأ�سهم‪.‬‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪53‬‬


‫البور�صات العربية والدولية‬

‫�أخبار �أ�سواق المال‬

‫العمالت‬

‫المؤشر‬

‫�أزمة مالية �ضخمة تختمر في ال�صين‬ ‫ف ��ي الإقت�ص ��اد العالم ��ي ه ��ذه الأي ��ام‪ ،‬هن ��اك‬ ‫مجه ��والت معروف ��ة‪ ،‬ومجه ��والت مجهول ��ة‪،‬‬ ‫وبعد ذلك هناك �سوق الإئتمان ال�صينية‪.‬‬ ‫ف ��ي �أعقاب �إع�ل�ان رئي�س مجل� ��س االحتياطي‬ ‫الإتح ��ادي الأميركي ب ��ن برنانكي ف ��ي ال�شهر‬ ‫الفائ ��ت �أنه �سييق ّل�ص برنام ��ج �شراء ال�سندات‬ ‫عل ��ى نط ��اق وا�س ��ع‪ ،‬وقع ��ت الأ�س ��واق العالمية‬ ‫ف ��ي حال ��ة ا�ضطراب‪ ،‬ما لبث ��ت تفاقمت ب�سبب‬ ‫ت�صاع ��د غي ��ر متوق ��ع ف ��ي مع ��دل الفائ ��دة‬ ‫المعرو�ض ��ة بي ��ن البن ��وك ف ��ي �شنغه ��اي‪ .‬هذا‬ ‫المع ��دل ي�شير �إلى �إ�ستع ��داد البنوك لإقرا�ض‬ ‫بع�ضه ��ا البع� ��ض‪ ،‬وع ��ودة �صع ��وده المفاج ��ئ‬ ‫ف ��ي اليوم التال ��ي �أثار مخاوف م ��ن �أن النظام‬ ‫الم�صرف ��ي ال�صيني متهالك �أكث ��ر بكثير مما‬ ‫ترغب بكين الإف�شاء به‪.‬‬ ‫الم�شكلة هي �أن القليل جداً معروف عن مدى‬ ‫حج ��م الديون التي �إتخذتها البنوك ال�صينية‬ ‫و�س ��ط نم ��و ن�شيط ف ��ي البني ��ة التحتية لذلك‬ ‫البل ��د‪ .‬وق ��د �أدى الأم ��ر �إل ��ى مخ ��اوف م ��ن �أن‬ ‫فقاعة االئتمان ال�ضخمة قد تكون على و�شك‬ ‫الإنفج ��ار‪ .‬و�إذا كان ه ��ذا �صحيح� �اً‪ ،‬يمك ��ن �أن‬ ‫تكون النتائج كارثية‪.‬‬ ‫الأ�سئل ��ة ب�ش� ��أن �صح ��ة النظ ��ام الم�صرف ��ي‬ ‫ال�صين ��ي دارت ح ��ول م ��ا �إذا كان ��ت م�ؤ�س�سات ��ه‬ ‫المالية قد �إتخذت الكثير من الديون ب�سرعة‬ ‫كبي ��رة ج ��داً و�إذا م ��ا كان تباط� ��ؤ طفي ��ف ف ��ي‬ ‫�إقت�ص ��اد البالد يمكن �أن يمن ��ع المدينين من‬ ‫�سداد قرو�ضه ��م‪� .‬إن �أكثرية النمو الإقت�صادي‬ ‫ف ��ي ال�صي ��ن عل ��ى م�ست ��وى البلدي ��ات حماه ��ا‬ ‫�إرتف ��اع �أ�سعار العق ��ارات‪ ،‬و�إذا كان النمو الحار‬ ‫لتل ��ك الأ�سع ��ار ب ��د�أ ف ��ي الإ�ضمح�ل�ال ف� ��إن‬ ‫�إنهي ��ارات البن ��وك لي�س ��ت غي ��ر واردة‪ ،‬وه ��و‬ ‫�سيناري ��و ال يختل ��ف عن الأزم ��ة المالية للعام‬ ‫‪ 2008‬في الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫�شارلي ��ن ت�شو‪،‬محلل ��ة ب ��ارزة ل�ش� ��ؤون ال�صي ��ن‬ ‫ف ��ي وكال ��ة "فيت� ��ش" للت�صني ��ف الإئتمان ��ي‪،‬‬ ‫ب ��رزت كقاعدة بيان ��ات بالن�سبة ال ��ى الإقت�صاد‬ ‫ال�صين ��ي‪ ،‬فق ��د �أ�ص ��درت ف ��ي ال�شه ��ر الما�ضي‬ ‫تقريراً قدرت �أنه على مدار الـ ‪� 10‬أيام الأخيرة‬ ‫‪52‬‬

‫م ��ن حزي ��ران (يوني ��و)‪� ،‬ستواج ��ه البن ��وك‬ ‫ال�صيني ��ة م ��ا يقرب م ��ن ‪ 250‬ملي ��ار دوالر من‬ ‫الإلتزامات المت�صلة بمنتجات �إدارة الثروات‪.‬‬ ‫�إن ع ��دم رغب ��ة البن ��وك ال�صيني ��ة لإقرا� ��ض‬ ‫بع�ضه ��ا البع� ��ض‪ ،‬تج ��ادل ت�ش ��و‪ ،‬ق ��د يتركه ��ا‬ ‫تكاف ��ح م ��ن �أج ��ل الوف ��اء بتل ��ك الإلتزام ��ات‪.‬‬ ‫وتقدّر ت�شو �أن منتجات �إدارة الثروات هذه قد‬ ‫تبل ��غ حوالي ‪ 2‬تريليون ��ي دوالر‪ ،‬ولأنها ت�شمل‬ ‫دفع ��ات ق�صي ��رة الأج ��ل فق ��د تجع ��ل البن ��وك‬ ‫ال�صيني ��ة تواج ��ه نق�ص� �اً �شدي ��داً ف ��ي ر�ؤو� ��س‬ ‫الأم ��وال الق�صيرة الأج ��ل‪ ،‬وهو �سيناريو يعيد‬ ‫�إل ��ى الأذه ��ان �إفال� ��س "بي ��ر �ستيرن ��ز" (‪Bear‬‬ ‫‪ )Stearns‬في العام ‪ .2008‬وفي وقت �سابق من‬ ‫ال�شه ��ر الفائت‪� ،‬أفرجت ت�شو عن تقرير ي�صف‬ ‫فقاع ��ة االئتم ��ان ال�صينية ب�أنها ل ��م ي�سبق لها‬ ‫مثيل في تاريخ العالم‪.‬‬ ‫لك ��ن ال�ضغ ��وط عل ��ى الإقت�ص ��اد ال�صين ��ي ال‬ ‫تح ��دث في عزل ��ة‪� .‬إن ق ��رار برنانك ��ي �أن يبد�أ‬ ‫ف ��ي تقلي�ص برنامج الإحتياط ��ي الفيديرالي‬ ‫للتحفي ��ز الهائ ��ل يعن ��ي �أن الإقت�صاد العالمي‬ ‫�س ��وف ُيح ��رم قريب� �اً م ��ن وج ��ود كمي ��ة هائلة‬ ‫م ��ن ال�سيولة‪ .‬بع ��د �إعالن تقلي� ��ص ما ي�سمى‬ ‫برنامج بن ��ك الإحتياطي الإتح ��ادي للتي�سير‬ ‫الكم ��ي‪ ،‬غمرت ال�سيولة الإقت�صادات النامية‪،‬‬ ‫م�ؤجج ��ة الطف ��رات االقت�صادي ��ة التي حدثت‬

‫العدد ‪ - 10‬متوز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫�أخي ��راً ف ��ي البرازي ��ل وتركي ��ا‪� .‬إن نهاي ��ة‬ ‫البرنام ��ج ق ��د تب�ش ��ر ب�ضو�ض ��اء ناتج ��ة ع ��ن‬ ‫م� ��ص عمالق لر�أ�س المال الذي �سيترك هذه‬ ‫االقت�صادات النامية والعودة �إلى الإقت�صادات‬ ‫الغربي ��ة المتعافي ��ة‪ .‬وينبغ ��ي �أن ال يكون من‬ ‫الم�ستغ ��رب �أن ك ً‬ ‫ال م ��ن الأ�س ��واق التركي ��ة‬ ‫والبرازيلي ��ة �أ�ش ��ارت الدرا�س ��ة ال ��ى �أنهم ��ا‬ ‫�ستطرقان بقوة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ه ��ذا قد يحمل �أخبارا �سيئة للبنوك ال�صينية‪.‬‬ ‫ل�سن ��وات‪ ،‬ج ��ادل الم�شككون ف ��ي معجزة النمو‬ ‫الإقت�ص ��ادي ال�صيني ب� ��أن البلديات في البالد‬ ‫�إتخذت ديوناً هائلة وو�ضعتها ك�أدوات �إ�ستثمار‬ ‫ف ��ي الدفاتر الر�سمية‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬ال �أحد‬ ‫يعرف حقاً كم �إتخذت ال�صين من الديون في‬ ‫عملي ��ة تحقيق معدالت نمو �إقت�صادي مذهلة‬ ‫على مدى العقد الما�ضي‪ .‬على الرغم من �أن‬ ‫برنانك ��ي �أوقف دوا�س ��ة البنزين لأنه يعتقد �أن‬ ‫الإقت�صاد الأميركي قد بد�أ �أخيراً في التعافي‪،‬‬ ‫ف�إن القادة ال�صينيين يحاولون معرفة كيفية‬ ‫الحف ��اظ عل ��ى نمو الإقت�صاد‪ ،‬وه ��ي م�شكلة ال‬ ‫وجود حل وا�ضح لها‪.‬‬ ‫يبق ��ى �أن الأخب ��ار الت ��ي تفي ��د ب� ��أن البن ��وك‬ ‫ال�صيني ��ة مترددة في �إقرا� ��ض بع�ضها البع�ض‬ ‫ي�ضيف �إلى �سحب عا�صفة تتلبد في الأفق‪.‬‬ ‫بكين ‪ -‬عبد ال�سالم فريد‬


‫مع الرئي�س جورج دبليو بو�ش عندما عينه‬

‫تجريبية للغاية ومحفوفة ج ��د ًا بالمخاطر‪ .‬في الوقت‬ ‫عينه‪� ،‬س ��وف يترك لخلفه مجموعة م ��ن الم�شاكل لم‬ ‫ي�سبق لها مثيل والتي لم ُتح ّل ليتعامل معها‪ ،‬من �سحب‬ ‫�شريان الحياة الداعم للإقت�صاد الى مواجهة النتائج‬ ‫المترتبة عن موازنة البنك العامة الكبيرة والمنتفخة‬ ‫ب�ش ��كل غير ع ��ادي‪ .‬ومع الكثير من ع ��دم اليقين حول‬ ‫م ��دى نجاح طريقة برنانكي‪ ،‬ف� ��إن الكتب الإقت�صادية‬ ‫و�أرق ��ام البطال ��ة الف�صلية ال تحم�ل�ان �إجابات كافية‬ ‫ع ��ن كيفية ت�أثي ��ر قيادته في الإقت�ص ��اد الأميركي في‬ ‫ال�سنوات المقبلة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ق ��د ينتهي المطاف ب�إعتبار برنانكي واحدا من �أ�شجع‬ ‫ر�ؤ�ساء بنك الإحتياط ��ي الفيديرالي الأميركي والأكثر‬ ‫�إبت ��كار ًا حت ��ى الآن‪ .‬ولكن التاريخ �صنع ��ه بقدر ما هو‬ ‫�صن ��ع التاري ��خ‪ :‬ب ��د�أ النظام المال ��ي العالم ��ي �إظهار‬ ‫عالم ��ات �إجه ��اد غي ��ر عادية بع ��د فترة وجي ��زة من‬ ‫تولي ��ه رئا�س ��ة البن ��ك المرك ��زي الأميركي ف ��ي �أوائل‬ ‫الع ��ام ‪ .2006‬بحلول �أيل ��ول (�سبتمبر) ‪ ،2008‬عندما‬ ‫�إنه ��ار بنك "ليمان براذرز" مثير ًا حالة من الذعر في‬ ‫العال ��م‪� ،‬أدرك برنانكي‪ ،‬بعد تحليل ��ه ببراعة الأ�سباب‬ ‫التاريخية والآثار الناجمة عن الك�ساد العظيم ك�أ�ستاذ‬ ‫جامع ��ي ‪ --‬وبعدم ��ا �إتخ ��ذ بالفع ��ل بع� ��ض التدابي ��ر‬ ‫الإ�ستثنائية كرئي�س للإحتياطي الفيديرالي ‪� --‬أهمية‬ ‫ال�سي ��ر ال�سري ��ع الجماع ��ي لمواجهة م�أ�س ��اة محتملة‬ ‫ذات �أبع ��اد هائلة‪ .‬ل ��ذا بعدما دفع ببن ��ك الإحتياطي‬ ‫الفيديرالي الى لعب دور مالي جريء كم�ستجيب �أول‪،‬‬ ‫ذه ��ب �إلى الكونغر�س مع وزي ��ر الخزانة �آنذاك هانك‬ ‫بول�سون‪ ،‬وفي �إجتماع �إعتب ��ره العديد �إ�ستثنائي ًا‪� ،‬أقنع‬ ‫(�أو بدق ��ة �أكبر �أرعب) ال�سيا�سيين المتردّدين لإتخاذ‬ ‫خطوات غير م�سبوقة‪ ،‬بما في ذلك حقن طوارئ مالية‬ ‫وا�سع ��ة النطاق لإنق ��اذ النظام المال ��ي‪ .‬كانت االمور‬ ‫خطي ��رة حق ًا �إلى هذا الح ��د ‪ -‬لدرجة �أن �شعور ًا عام ًا‬

‫ومع الرئي�س باراك �أوباما عندما جدّ د له فترة ثانية‬

‫مما ال �شك فيه �أن برنانكي‬ ‫ُ�سيذكر على �أنه كان قائد‬ ‫�سيا�سة مالية جريئ ًا‪� ،‬ساعد في‬ ‫تجنب حدوث ك�ساد عالمي من‬ ‫خالل �أخذه ب�شجاعة بنك الإحتياطي‬ ‫الفيديرالي �إلى مياه مجهولة‬ ‫ب�إ�ستخدامه �سيا�سات تجريبية للغاية‬ ‫ومحفوفة جد ًا بالمخاطر‬

‫م ��ن القلق �إنت�شر م ��ن ان البنوك قد ال تفتح في �صباح‬ ‫اليوم التالي‪ ،‬الأمر الذي دفع بالكثيرين ل�سحب مبالغ‬ ‫نقدية كبيرة قدر الإمكان من �أجهزة ال�صراف الآلي‪.‬‬ ‫تل ّق ��ى برنانكي الكثير من الإنتق ��ادات لهذه الخطوات‬ ‫الجريئ ��ة‪ ،‬لكن ��ه ل ��م يع ��ر �إنتباه� � ًا لكل الحم�ل�ات بل‬ ‫ح ��اول الإ�ستف ��ادة �أف�ضل م ��ا في و�سعه مم ��ا �سمح به‬ ‫الكونغر� ��س‪ ،‬والعم ��ل ب�شكل وثي ��ق م ��ع وزارة الخزانة‬ ‫ومحافظ ��ي البنوك المركزية الأخرى في جميع �أنحاء‬ ‫العالم‪ .‬وكانت النتيجة مجموعة رائعة من �إ�ستجابات‬ ‫ال�سيا�س ��ات المن�سق ��ة من االم ��م المتح ��دة التي �أدت‬ ‫ال ��ى فتح الأنابي ��ب في النظام المال ��ي العالمي‪ ،‬حيث‬ ‫�أخذت الأموال تتدفق مرة �أخرى‪ ،‬الأمر الذي �أدى الى‬ ‫تجنب �إنهيار �إقت�صادي مع تكاليف ب�شرية رهيبة‪ .‬وقد‬ ‫�إنطل ��ق برنانكي �أي�ض� � ًا من ممار�سة بن ��ك الإحتياطي‬ ‫الفيديرال ��ي ال�سابقة من خالل �إي�ص ��ال و�إي�ضاح هذه‬ ‫التدابي ��ر الإ�ستثنائي ��ة للجمهور‪ ،‬بما ف ��ي ذلك �إعطاء‬

‫�أول مقابل ��ة تلفزيوني ��ة لرئي� ��س للبن ��ك الإحتياط ��ي‬ ‫الفيديرال ��ي يمار� ��س واليت ��ه لأكث ��ر م ��ن عقدي ��ن من‬ ‫الزمن‪ ،‬في برنامج ‪ 60‬دقيقة‪.‬‬ ‫لي� ��س هناك �أدنى �ش ��ك في �أن برنانكي ق ��د لعب دور ًا‬ ‫حا�سم ًا في �إنقاذ الإقت�صاد العالمي من حافة الهاوية‬ ‫ف ��ي عامي ‪ 2008‬و ‪ .2009‬وعل ��ى الرغم من �أن نوعية‬ ‫�سيا�سته غير العادية ل ��م ينت ِه ن�شاطها عند هذا الحد‬ ‫– ل ��ذا يكمن هن ��ا �إرثه الذي هو �أكث ��ر تعقيد ًا‪ .‬بعد‬ ‫خم� ��س �سنوات قد ننظر �إلى الوراء ونقول �إنه �إ�ستطاع‬ ‫�ش ��راء وقت كاف للواليات المتح ��دة لر�أب ال�صدع في‬ ‫�إقت�صاده ��ا ‪� -‬أو �أنه هو الم�س�ؤول عن نوبة جديدة من‬ ‫�إ�ضطرابات مالية كارثية‪.‬‬ ‫الح ��ظ برنانك ��ي �أنه بعدم ��ا �أعطى جرع ��ة زائدة من‬ ‫الدي ��ون و�إ�ستحقاق الإئتم ��ان‪ ،‬واجه ��ت الإقت�صادات‬ ‫الغربية على مدى �سنوات ع ��دة "و�ضع ًا جديد ًا" تم ّيز‬ ‫بتباط�ؤ النمو الإقت�صادي على نحو غير عادي‪ ،‬وبطالة‬ ‫مرتفع ��ة ب�شكل مروع‪ ،‬و�س ��وء �أكثر ف ��ي توزيع الدخل‪،‬‬ ‫والقل ��ق من موازنات عامة مالي ��ة مترامية‪ .‬في الوقت‬ ‫عينه‪� ،‬أدى الإخت�ل�ال الوظيفي الوا�ضح في وا�شنطن‪،‬‬ ‫بم ��ا ف ��ي ذل ��ك الكونغر� ��س الم�ستقط ��ب للغاي ��ة‪ ،‬الى‬ ‫�إف�شال كل المحاوالت الرامية �إلى �إ�صالح �شامل‪ .‬مرة‬ ‫�أخ ��رى‪� ،‬إختار برنانكي ب�شجاعة الهجوم الذي تمحور‬ ‫من تطبي ��ع الأ�سواق المالي ��ة المعطلة �إل ��ى �إ�ستخدام‬ ‫الإحتياط ��ي الفيديرالي لتقديم نمو �أعلى وخلق فر�ص‬ ‫عم ��ل �أكث ��ر قوة – وهو تح ��د كبير نظر ًا ال ��ى الأدوات‬ ‫المح ��دودة ن�سبي� � ًا التي ه ��ي تحت ت�صرف ��ه‪ ،‬وطبيعة‬ ‫واليته‪ ،‬ومدى الحقد ال�سائد بين الحزبين الجمهوري‬ ‫والديموقراطي في �أميركا‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الواق ��ع �أن بن ��ك الإحتياط ��ي الفيديرال ��ي ق ��د �أجب ��ر‬ ‫فعلي� � ًا ال ��ى �إتخ ��اذ �سل�سلة م ��ن من ��اورات جديدة لم‬ ‫ُتختب ��ر بعد‪ ،‬بما في ذل ��ك �ش ��راء الأوراق المالية من‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪55‬‬


‫�أ�سواق المال‬

‫اإلحتياطي الفيديرالي األميركي‬

‫التاريخ �صنعه بقدر ما هو �صنع التاريخ‬

‫بن برنانكي أنقذ اإلقتصاد العالمي‬ ‫لكن هل سيترك وراءه قنبلة موقوتة؟‬ ‫يعتبر معظم خبراء المال والإقت�صاد‬ ‫�أن رئي���س بن��ك الإحتياط��ي‬ ‫الفيديرالي الأميركي بن برنانكي‬ ‫ه��و �أحد �أه��م الر�ؤ�س��اء الذين �أتوا‬ ‫ال��ى ه��ذا المرك��ز الح�سا���س في‬ ‫تاريخ الم�ؤ�س�س��ة المالية المركزية‬ ‫الأميركي��ة‪ ...‬نع��م‪ ،‬لق��د انق��ذ‬ ‫االقت�ص��اد العالم��ي‪ .‬لكن��ه �سوف‬ ‫يت��رك وراءه قنبل��ة موقوت��ة بعدما‬ ‫�أعل��ن �أخي��ر ًا �أن��ه لن يخ��دم فترة‬ ‫�أخ��رى عندم��ا تنته��ي واليته في‬ ‫كانون الثاني (يناير) المقبل)؟‬ ‫وا�شنطن ‪ -‬هاني مكارم‬

‫بن برنانكي‪ :‬حاكم م�صرف مركزي �شجاع‬

‫‪54‬‬

‫العدد ‪ - 10‬متوز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫�أعلن ب ��ن برنانك ��ي‪ ،‬رئي� ��س مجل�س بنك‬ ‫الإحتياطي (المرك ��زي) الفيديرالي في‬ ‫الوالي ��ات المتح ��دة‪� ،‬أنه ربم ��ا لن يخدم فت ��رة �أخرى‬ ‫عندم ��ا تنتهي واليت ��ه الحالية في �شهر كان ��ون الثاني‬ ‫(يناير) المقبل‪ .‬وقد ع ّزز قراره بتخطي وعدم ح�ضور‬ ‫الم�ؤتم ��ر ال�سنوي لمجل�س الإحتياط ��ي الفيديرالي في‬ ‫جاك�سون هول بوالي ��ة "وايومنغ" هذا ال�صيف‪ ،‬الر�أي‬ ‫القائل ب�أنه لن يعود‪ .‬ولكن التاريخ �سوف ي�صدر حكمه‬ ‫بالطب ��ع على هذا الم�صرفي الأه ��م والأكثر نفوذ ًا في‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫مم ��ا ال �شك فيه �أن برنانكي ُ�سيذكر على �أنه كان قائد‬ ‫�سيا�س ��ة مالية جريئ ًا‪� ،‬ساعد ف ��ي تجنب حدوث ك�ساد‬ ‫عالم ��ي م ��ن خالل �أخ ��ذه ب�شجاع ��ة بن ��ك الإحتياطي‬ ‫الفيديرالي �إل ��ى مياه مجهول ��ة ب�إ�ستخدامه �سيا�سات‬


‫�أ�سواق المال‬

‫¶‬

‫الإحتياطي الفيديرالي الأميركي‬

‫ال�س ��وق المفتوحة‪ .‬كان برنانك ��ي ي�أمل �أن ت�شتري هذه‬ ‫التحركات الإ�ستثنائية ما يكفي من الوقت لل�سيا�سيين‬ ‫وال ��وكاالت الحكومي ��ة الأخ ��رى للو�ص ��ول ال ��ى العمل‬ ‫مع ��ا لمواجه ��ة الأزم� � ًة‪ .‬وه ��ذا ل ��م يحدث‪ .‬حت ��ى انه‬ ‫�أ�ش ��ار ب�شجاعة في �آب (�أغ�سط� ��س) ‪ 2010‬في م�ؤتمر‬ ‫"جاك�س ��ون هول" ب�أن البن ��ك الفيديرالي �سوف يفعل‬ ‫�أكثر من ذلك‪.‬‬ ‫لمواجهة تباط�ؤ �إقت�ص ��ادي وبطالة تحوم حول ‪ 10‬في‬ ‫المئ ��ة‪ ،‬ر�أى برنانكي �أن فتح جميع �أنواع نوافذ التمويل‬ ‫الط ��ارئ للبنوك ف ��ي بنك الإحتياط ��ي الفيديرالي لم‬ ‫يك ��ن كافي ًا‪ .‬ل ��ذا دمج ثالث مب ��ادرات الت ��ي �إعتبرت‬ ‫�سابق� � ًا غي ��ر م�س�ؤولة‪� ،‬إن ل ��م تكن غي ��ر واردة تمام ًا‪:‬‬ ‫خ ّف�ض �أ�سعار الفائدة الى م�ستوى ال�صفر لفترة طويلة‬ ‫ب�ش ��كل �إ�ستثنائي‪ ،‬ملتزم ًا �إبقاءه ��ا هناك لفترة �أطول‬ ‫م ��ن خالل ما ي�سمى ب "�سيا�سة التوجيه �إلى الأمام"‪،‬‬ ‫و�إ�ستخ ��دم الموازن ��ة العامة للإحتياط ��ي الفيديرالي‬ ‫بق ��وة ل�ش ��راء �سن ��دات الخزان ��ة والقرو� ��ض العقارية‬ ‫كو�سيلة من التالعب في �أ�سعار و�سلوك الم�ستثمرين‪.‬‬ ‫في وقت مبكر لإدارته الأزمة‪ ،‬ومع ال�صدق وال�صراحة‬ ‫إت�سم بهما خالل حاكميته الملحوظة في بنك‬ ‫اللذي ��ن � ّ‬ ‫الإحتياط ��ي الفيديرالي‪ ،‬ح ّذر برنانكي من �أن الفوائد‬ ‫المحتملة لمث ��ل هذه ال�سيا�سة المالي ��ة غير التقليدية‬ ‫ج ��اءت مع "تكاليف ومخاطر"‪ .‬بق ��در ما ي�ستمر بنك‬ ‫الإحتياطي الفيديرالي‪ ،‬بقدر ما ي�صعب عليه الو�صول‬ ‫�إلى تحقيق توازن‪ ،‬و�صعوبة العودة المحتملة �إلى حياة‬ ‫طبيعية‪ ،‬كما �إعترف‪.‬‬ ‫الآن‪ ،‬بع ��د ثالث �سنوات من التمح ��ور لإنقاذ الأ�سواق‬ ‫المالية من الإنهيار الى �إ�ستهداف فر�ص العمل والنمو‬ ‫الإقت�ص ��ادي �صراحة‪ ،‬ف�إن البنك المركزي الأميركي‬ ‫ال يب ��دو �أن ��ه �أقرب �إلى �إخم ��اد تجاربه‪ .‬م ��ا زال �أمام‬ ‫الإقت�ص ��اد الأميركي تحقيق �إنق ��اذ �سريع والعودة �إلى‬ ‫نمو متوق ��ع وم�ستقر‪ .‬ال ت ��زال البطال ��ة مرتفعة جد ًا‪،‬‬ ‫بن�سب ��ة ‪ 7.5‬في المئة حتى كتاب ��ة هذه ال�سطور‪ ،‬وهي‬ ‫م�شكل ��ة تفاقمت ب�سب ��ب الماليين م ��ن العاطلين عن‬ ‫العمل لمدة طويلة م ��ن ال�شباب‪ ،‬مما يهدد بخلق جيل‬ ‫مفقود جديد‪.‬‬ ‫كل ه ��ذه الم�ش ��اكل لها عواق ��ب عالمية كب ��رى �أي�ض ًا‪،‬‬ ‫بالنظ ��ر �إلى �أن الإحتياط ��ي الفيديرالي ي�صدر ويطبع‬ ‫ال ��دوالر‪ ،‬عمل ��ة الإحتي ��اط الدولي ��ة‪ ،‬وبالتال ��ي يتردد‬ ‫�صدى �أفعال ��ه في جميع �أنحاء العالم‪ .‬في الواقع‪ ،‬لقد‬ ‫دفع ��ت �سيا�س ��ات برنانكي البن ��وك المركزية الأخرى‬ ‫�إل ��ى �إتباع نه ��ج �سيا�سة �أكثر تو�سعي ��ة وتجريبية ‪ -‬في‬ ‫بع� ��ض الحاالت‪ ،‬حت ��ى بغ�ض النظر ع ��ن الإحتياجات‬ ‫الجوهرية لإقت�صاداتها المحلية‪.‬‬

‫�أمام الكونغر�س مع وزير المالية الأميركي الأ�سبق هانك بول�سون‪ :‬جل�سة "ترهيب �إ�ستثنائية"‬

‫بعد ثالث �سنوات من التمحور‬ ‫لإنقاذ الأ�سواق المالية من الإنهيار‬ ‫الى �إ�ستهداف فر�ص العمل والنمو‬ ‫الإقت�صادي �صراحة‪ ،‬ف�إن البنك‬ ‫المركزي الأميركي ال يبدو �أنه �أقرب‬ ‫�إلى �إخماد تجاربه‪ ،‬ما زال �أمام الإقت�صاد‬ ‫الأميركي تحقيق �إنقاذ �سريع والعودة‬ ‫�إلى نمو متوقع وم�ستقر‬

‫قلي ��ل من ال�ش ��ك‪ ،‬عل ��ى �سبيل المث ��ال‪ ،‬ب� ��أن الن�شاط‬ ‫غير العادي لبرنانكي ق ��د �ساهم في �سيا�سة �إنعطاف‬ ‫اليابان المالية الإ�ستثنائية‪ ،‬والتي‪ ،‬مع حقن هائل من‬ ‫الين في الجهاز المالي‪ ،‬ت�شكل �أكبر تجربة في مجال‬ ‫ال�سيا�سة المالية والإقت�صادية في فترة ما بعد الحرب‬ ‫ف ��ي الب�ل�اد‪ .‬وقد �أ ّث ��ر برنانك ��ي �أي�ض ًا عل ��ى ال�سيا�سة‬ ‫النقدية من البرازيل �إل ��ى كوريا الجنوبية والمك�سيك‬ ‫�إلى ت�شيل ��ي‪ .‬في المقابل فقد خل ��ق للواليات المتحدة‬ ‫ب�ضع ��ة �أعداء‪ :‬لقد �إ ُّتهم بن ��ك الإحتياطي الفيديرالي‬ ‫في بع� ��ض الأو�س ��اط بت�أجي ��ج ني ��ران �إمكانية "حرب‬ ‫عمالت" في جميع �أنحاء العالم‪ .‬مما ال يثير الده�شة‪،‬‬ ‫م ��ع ذلك‪� ،‬أن هذا المزيج م ��ن القيادة المفرطة خ ّيب‬ ‫الآمال بالن�سبة الى النمو االقت�صادي والوظيفي وو ّلد‬ ‫نقا�ش ًا قوي ًا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫و�أعتق ��د جازم� �ا ب� ��أن برنانك ��ي ق ��د �أنق ��ذ الإقت�صاد‬ ‫العالم ��ي من ك�س ��اد ف ��ي ع ��ام ‪ 2008‬و ‪ ،2009‬لكن ال‬

‫يزال ل ��ديَّ الكثير م ��ن الت�سا�ؤالت ح ��ول الكيفية التي‬ ‫�س ��وف نخرج فيها م ��ن الجانب الآخر‪ .‬ه ��ل �إن فوائد‬ ‫�سيا�س ��ات برنانك ��ي غي ��ر التقليدية ت�ستح ��ق كل هذه‬ ‫التكالي ��ف والمخاطر؟ ه ��ل �أن الإحتياطي الفيديرالي‬ ‫فقط نفخ فقاعات مالي ��ة �سوف تنفجر على الطريق؟‬ ‫ه ��ل �أن برنانكي هدّد ب�ش ��كل دائم من دون مبرر موقع‬ ‫الم�ؤ�س�س ��ة العام و�إ�ستقاللي ��ة �سيا�ستها اللذين تحتاج‬ ‫�إليهما لدعم نم ��و عال من دون ت�ضخم؟ متى �سي�سمح‬ ‫بن ��ك الإحتياطي الفيديرالي للأ�سواق كي تعمل ب�شكل‬ ‫طبيعي م ��رة �أخرى؟ الى �أي م ��دى نقترب من حروب‬ ‫عم�ل�ات دولي ��ة وتهدي ��دات ب�إفق ��ار الجار؟ وم ��اذا لو‬ ‫�إنته ��ت هذه التجرب ��ة النقدي ��ة ال�ضخم ��ة بالف�شل –‬ ‫ه ��ل يمك ��ن �أن ينتهي البن ��ك الإحتياط ��ي الفيديرالي‬ ‫بع ��د برنانكي في نهاية المطاف ال ��ى م�ؤ�س�سة �أ�ضعف‬ ‫بكثير؟‬ ‫بطبيع ��ة الح ��ال‪ ،‬ف� ��إن الكثي ��ر م ��ن كيفية لع ��ب هذه‬ ‫ال�سيا�س ��ة يكم ��ن �أي�ض ًا خ ��ارج �سيط ��رة برنانكي ‪� -‬أو‬ ‫خلف ��ه ‪ -‬و�سيعتم ��د عل ��ى ت�صرف ��ات الآخري ��ن‪ ،‬م ��ن‬ ‫ال�سيا�سيي ��ن المت�شاحني ��ن في الكونغر� ��س الأميركي‪،‬‬ ‫الى محافظ ��ي البنوك المركزية في بل ��دان �أخرى‪ .‬ال‬ ‫�ش ��ك‪� ،‬أن برنانكي ي�ستحق الكثي ��ر من الثناء ل�شجاعة‬ ‫�سي�سج ��ل ف ��ي التاري ��خ ب�إعتب ��اره‬ ‫مخاطرت ��ه‪ .‬و�إن ��ه‬ ‫َّ‬ ‫رئي�س بن ��ك الإحتياطي الفيديرالي ال ��ذي قاد بنجاح‬ ‫الإقت�ص ��اد العالم ��ي بعيد ًا م ��ن حافة الكارث ��ة‪ .‬ولكن‬ ‫دعون ��ا ن�أم ��ل �أن العال ��م �سيتذكره على �أن ��ه �أي�ض ًا بنى‬ ‫و�أر�س ��ى �أ�سا�س ًا يم ّكن خلفه‪ ،‬العم ��ل مع نظام �سيا�سي‬ ‫�أكث ��ر وظيفية‪ ،‬وقي ��ادة الواليات المتح ��دة مرة �أخرى‬ ‫�إلى م�سار النمو الإقت�صادي المرتفع وخلق فر�ص عمل‬ ‫قوية‪ ،‬وخف� ��ض الت�ضخم‪ ،‬وزيادة الم�ساواة في الثروة‪.‬‬ ‫الأم ��ر ال ��ذي من �ش�أن ��ه �أن يتحول ال ��ى طبيعة جديدة‬ ‫ي�ؤيدها ويتبعها العالم‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪57‬‬


Ad-Diplomasi News Report monthly distributes critical analysis of events in the Arab world and the Middle East, to its subscribers among the top Arab decision makers, government officials, diplomats, journalists and business leaders. Ad-Diplomasi News Report analysis goes beyond the event, to provide the information and assessments needed to understand intelligently what is going on, in the ever changing Middle East political, military and economic scene. Ad-Diplomasi News Report始s writers have an impeccable reputation as experts in Arab affairs and, their work is widely quoted by the international media. Ad-Diplomasi News Report is published from LONDON in Arabic as well as in English by Focus Press (UK) Limited. Founded in 1996. Editor Raymond Atallah.

P.O.Box: 138, Chelsea, London, SW3 6BH ENGLAND Tel: +44 (0) 20 72861372 Fax: +44 (0) 20 72661479 E-mail: ad-diplomasi@btconnect.com Website: http: //www.ad-diplomasi.com

NO RELUCTANCE IN SEEKING HOT ISSUES

No Hesitation In Telling Hard Truth


‫تراكمها �إلى م�ستوي ��ات ال يمكن تح ّملها‪ ،‬يبقى الو�ضع‬ ‫في الأ�سا�س م�ستقر ًا �إلى حد ما‪ .‬ولكن ماذا لو �أن هذا‬ ‫ال�شرط غير قابل للتطبيق؟‬ ‫ج ��زء كبير م ��ن �سبب ق ��درة هذه االخت�ل�االت الهائلة‬ ‫عل ��ى التراك ��م يكمن ف ��ي �أن �أح ��د ًا لم يوق ��ف البنوك‬ ‫ويمنعه ��ا من خلق �إئتمان على نطاق وا�سع‪ ،‬وخ�صو�ص ًا‬ ‫من ��ذ ت�سعين ��ات الق ��رن الفائ ��ت‪ .‬على م ��دى العقدين‬ ‫الما�ضيي ��ن ت�ضاعفت الن�سبة بي ��ن ال�سيولة في العالم‬ ‫والنات ��ج المحل ��ي الإجمال ��ي العالم ��ي تقريب� � ًا‪ .‬ه ��ذا‬ ‫الإنفج ��ار ف ��ي الإئتم ��ان الم�صرف ��ي الممن ��وح قد زاد‬ ‫ب�سب ��ب الخطوات الت ��ي �إتخذتها الحكوم ��ات والبنوك‬ ‫المركزية لزي ��ادة ال�سيولة و�إلى �إبق ��اء �أ�سعار الفائدة‬ ‫منخف�ضة‪ ،‬ف ��ي محاولة لجع ��ل الإقت�ص ��ادات الغارقة‬ ‫ف ��ي حالة من الركود الإقت�ص ��ادي تعود الى النمو مرة‬ ‫ي�سر كل م ��ن م�صدري التمويل (الحكومة‬ ‫�أخرى‪ .‬وقد َّ‬ ‫والبن ��وك) �إ�ستيع ��اب كمي ��ات �ضخمة م ��ن االقترا�ض‬ ‫والإقرا� ��ض المطلوبة لتمويل الإخت�ل�االت في التجارة‬ ‫الخارجية العالمي ��ة‪ .‬كما �شجعت ��ا الم�ؤ�س�سات المالية‬ ‫لتقدي ��م المزي ��د والمزي ��د م ��ن الم ��ال للم�ستهلكين‪،‬‬ ‫وكثير منهم‪ ،‬ال �سيما ف ��ي المملكة المتحدة والواليات‬ ‫المتحدة‪ ،‬كان ��وا حري�صين جد ًا على �أخ ��ذ ديون �أكثر‬ ‫بكثير مما هو جيد بالن�سبة �إليهم‪.‬‬ ‫كان لمزي ��ج الإختالالت التجاري ��ة وخلق الإئتمان على‬

‫نط ��اق وا�س ��ع �أي�ض� � ًا ت�أثي ��ر كبير عل ��ى �ش ��كل �آخر من‬ ‫�أ�ش ��كال الدي ��ن‪ ،‬خ�صو�ص� � ًا‪ ،‬و�إن لم يك ��ن ح�صر ًا‪ ،‬في‬ ‫البل ��دان ذات العج ��ز الكبير ف ��ي ال�س ��داد الخارجي‪.‬‬ ‫الع ��ام الأخير حي ��ث خالله ب ��د�أت المملك ��ة المتحدة‬ ‫تدف ��ع طريقه ��ا ف ��ي العال ��م كان ‪ .1985‬ومن ��ذ ذل ��ك‬ ‫الحين �إمت� ��ص و�ضع ال�سداد الخارجي المتدهور طلب ًا‬ ‫كافي� � ًا خارج الإقت�صاد لجع ��ل العجز الحكومي ال مفر‬ ‫من ��ه ‪ -‬وجعله �أكب ��ر يعني �أداء �سيئ ًا �أكث ��ر للإقت�صاد‪.‬‬ ‫ث ��م هذا ي�ؤدي �إلى عامل ثالث وهو �أن ما يجعل الديون‬ ‫بعي ��دة من ال�سيط ��رة عليها هو عندم ��ا تتراكم ب�شكل‬ ‫�أ�سرع من قدرة المدين على خدمتها وت�سديدها‪ .‬هذا‬ ‫ه ��و الفخ الذي ج ��زء كبير من العال ��م الغربي يقع فيه‬ ‫الآن‪ .‬الديون عندها تتراكم‪ ،‬ومن المرجح �أنه لن يتم‬ ‫ت�سديده ��ا‪ ،‬حيث يمكن خدمتها فقط بتكلفة ال ُتحتمل‬ ‫ب�شكل متزايد‪ .‬ويمكن بع ��د ذلك �أن يحبط العجز عن‬ ‫ال�س ��داد من طري ��ق خلق المزي ��د من الدي ��ون التي ال‬ ‫يمك ��ن تحملها‪ ،‬الأمر ال ��ذي يجعل الإنهي ��ار في نهاية‬ ‫المطاف �أ�سو�أ‪.‬‬ ‫ه ��ذا هو الو�ضع الذي ربم ��ا بالفعل و�صلت �إليه منطقة‬ ‫الي ��ورو‪ .‬ومن �س ��وء الحظ حيث تتجه �أي�ض ��ا" المملكة‬ ‫المتح ��دة والواليات المتح ��دة الأميركية‪ .‬الخطر الآن‬ ‫ه ��و �أن الديون الم�ستحقة عل ��ى الحكومات للبنوك هي‬ ‫من ال�ضخامة بحيث ال يمكن �أن يكون هناك �أي تكرار‬

‫الإنفجار في الإئتمان الم�صرفي‬ ‫الممنوح قد زاد ب�سبب الخطوات التي‬ ‫�إتخذتها الحكومات والبنوك المركزية‬ ‫لزيادة ال�سيولة و�إلى �إبقاء �أ�سعار‬ ‫الفائدة منخف�ضة‪ ،‬في محاولة لجعل‬ ‫الإقت�صادات الغارقة في حالة من الركود‬ ‫الإقت�صادي تعود الى النمو مرة �أخرى‬ ‫طالما �أن الدول الدائنة هي في موقف‬ ‫قوي بما فيه الكفاية لخدمة الديون‬ ‫و�إيقاف تراكمها �إلى م�ستويات ال‬ ‫تحملها‪ ،‬يبقى الو�ضع في‬ ‫يمكن ّ‬ ‫الأ�سا�س م�ستقر ًا �إلى حد ما‪ ،‬ولكن ماذا‬ ‫لو �أن هذا ال�شرط غير قابل للتطبيق؟‬

‫لعملي ��ات الإنقاذ المالي التي جرت ف ��ي العام ‪.2008‬‬ ‫وقته ��ا كانت ل ��دى الحكوم ��ات ج ��دارة �إئتمانية كافية‬ ‫لتك ��ون قادرة عل ��ى �إعادة ر�سمل ��ة البن ��وك المنكوبة‪،‬‬ ‫وبالتالي وق ��ف �إنهيار الإقت�صاد العالمي‪ .‬هذا ال�شرط‬ ‫ق ��د ال ي�صمد في الم�ستقبل‪� ،‬إذ �أن عوامل رئي�سية عدة‬ ‫تغيرت‪.‬‬ ‫ف ��ي منطقة الي ��ورو‪ ،‬حيث النم ��و توقف‪ ،‬مبال ��غ المال‬ ‫المطلوب ��ة لتمويل العج ��ز في البل ��دان المتق�شفة تنمو‬ ‫باط ��راد ‪ -‬و�أ�سرع بكثير من النات ��ج المحلي الإجمالي‬ ‫في منطقة اليورو‪� .‬إن تمويل البنك المركزي الأوروبي‬ ‫عل ��ى نطاق وا�سع هو الذي م ��ا زال يحافظ على العملة‬ ‫الموح ��دة م ��ن الإنهي ��ار‪ ،‬ولك ��ن مقاب ��ل خط ��ر يتم ّثل‬ ‫ب� ��أن الخ�سائ ��ر‪� ،‬إذا كانت هن ��اك في نهاي ��ة المطاف‬ ‫تخفي�ض ��ات كبي ��رة بين البل ��دان المتق�شف ��ة �إذا �إنهار‬ ‫الي ��ورو‪ ،‬تتجاوز قدرة كل ال ��دول �أو البنوك في منطقة‬ ‫الي ��ورو لإمت�صا�صه ��ا‪ .‬في كل م ��ن المملك ��ة المتحدة‬ ‫والوالي ��ات المتحدة الأميركية �أي�ض ًا‪ ،‬الديون ال�سيادية‬ ‫�آخ ��ذة ف ��ي الإرتفاع ب�سرع ��ة �أكبر بكثير م ��ن قدرة �أي‬ ‫اقت�صاد على ت�سديده ��ا‪ .‬دور الدوالر الأميركي كعملة‬ ‫الإحتي ��اط الرئي�سية ف ��ي العالم قد ينق ��ذ �أميركا من‬ ‫الي ��وم الأ�سودعندما تدرك الأ�سواق �أن اللعبة تعود الى‬ ‫الوالي ��ات المتحدة‪ ،‬ولك ��ن المملكة المتح ��دة ال يوجد‬ ‫لديه ��ا مثل هذه الحماية‪ .‬عاج�ل ً�ا‪ ،‬ولي�س �آج ًال‪� ،‬سوف‬ ‫يت ��م تخفي� ��ض قيمة الجني ��ه الإ�سترليني �إم ��ا كم�س�ألة‬ ‫�سيا�س ��ة مالية �إقت�صادية �أو م ��ن طريق �ضغط ال�سوق‪.‬‬ ‫�إن �ضعف موقف كل من الوالي ��ات المتحدة الأميركية‬ ‫والمملكة المتحدة قد يترك �صندوق النقد الدولي في‬ ‫نق� ��ص حاد من �أع�ضاء ي�ساهمون في االئتمان �إذا كان‬ ‫الو�ض ��ع في منطقة اليورو ذهب من �سي ��ىء �إلى �أ�سو�أ‪،‬‬ ‫كما هو متوقع‪.‬‬ ‫م ��ا ال ��ذي يمك ��ن عمل ��ه لجع ��ل الو�ض ��ع �أق ��ل �إحتماالً‬ ‫لح ��دوث �إنهيار مالي في جميع �أنح ��اء العالم الغربي‪،‬‬ ‫وينت�ش ��ر �إل ��ى كل �أ�صق ��اع الأر� ��ض؟ �إن تف ��كك منطقة‬ ‫الي ��ورو في طريقة منظمة بقدر الإم ��كان قبل موا�صلة‬ ‫الدي ��ن الم�ش ��ارك في جعله ��ا تتابع م�سيرته ��ا لتراكم‬ ‫دين� � ًا �أكثر و�أكبر من �ش�أن ��ه �أن يقلل من خطر التخلف‬ ‫ع ��ن ال�س ��داد ال يمك ��ن ال�سيط ��رة علي ��ه �إذا وعندم ��ا‬ ‫ي�صب ��ح م ��ن الم�ستحي ��ل المحافظة على بق ��اء العملة‬ ‫الموح ��دة‪ .‬ت�شجيع تعديالت �سع ��ر ال�صرف التي تقلل‬ ‫م ��ن الفوائ�ض التجارية ال�ضخمة التي يجب �أن يقابلها‬ ‫عج ��ز في م ��كان �آخ ��ر ي�ساع ��د بالت�أكيد �أي�ض� � ًا‪ .‬وكبح‬ ‫جم ��اح الإفراط في خلق االئتم ��ان �سيجعل الأمر �أكثر‬ ‫�صعوب ��ة لتموي ��ل �إقترا�ض في نهاي ��ة المطاف ال يمكن‬ ‫تحمل ��ه‪ .‬ويبق ��ى ال�س� ��ؤال‪ :‬هل ه ��ذا �سيح ��دث؟ يجب‬ ‫الإنتظ ��ار لن ��رى‪� .‬إننا نواج ��ه م�ستقب ًال ق ��د يكون �أكثر‬ ‫كارثية مما النا�س يدركون‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪59‬‬


‫�أ�سواق المال‬

‫الديون‬

‫�إذا لم يج ِر �إيجاد ّ‬ ‫حل �سريع لها‬

‫الديون الضخمة في الدول الغربية‬ ‫تهدد بإنهيار مالي عالمي خطير‬ ‫من المحتمل �أن ال يكون هناك �أي تكرار لعمليات الإنقاذ التي جرت في العام ‪ ، 2008‬فالدول‬ ‫الغربية لم تعد تملك القدرات‪ .‬ولكن تراكم الديون �صار كبير ًا جداً‪ ،‬ونقطة اللآعودة قد يكون‬ ‫تم اختراقها وقد ت�سبب ب�إنهيار اليورو الذي �سي�ؤدي حتم ًا الى �إنهيارات �أو�سع بكثير‪.‬‬ ‫لندن ‪� -‬سمير الحلو‬ ‫الدي ��ن قديم كالتاري ��خ ‪ -‬وهكذا هو عدم‬ ‫ال�س ��داد‪� .‬إن ��ه جزء م ��ن حي ��اة الإن�سان‪.‬‬ ‫معظ ��م الوق ��ت ال تم ّث ��ل الدي ��ون م�شكلة كبي ��رة ولكن‬ ‫�أحيان� � ًا يمكن �أن ت�صبح كارثية‪ .‬للأ�سف‪ ،‬في ال�سنوات‬ ‫الأخي ��رة �إرتفعت مبالغ الدي ��ون الم�ستحقة في العالم‬ ‫الغرب ��ي مقارن ��ة ب�إجمال ��ي الناتج الإقت�ص ��ادي ب�شكل‬ ‫كبي ��ر‪ .‬ونتيجة لذل ��ك‪ ،‬ف�إن خطر ح ��دوث �إنهيار مالي‬ ‫كارث ��ي في الإقت�صاد العالمي قد يكون �أكبر بكثير مما‬ ‫يعتقد العديد من النا�س‪.‬‬ ‫عل ��ى مر التاري ��خ‪ ،‬كان ال�ضمان الكبير �ض ��د �أن يكون‬ ‫هن ��اك الكثير م ��ن الديون من �أهم مخ ��اوف ومطالب‬ ‫الدائنين‪ ،‬ذلك �إذا منحوا قرو�ض ًا �أكثر من الالزم مع‬ ‫�ضم ��ان قليل جد ًا فقد ال يح�صلون عل ��ى �سدادها‪ .‬مع‬ ‫ذلك لم يمنع هذا ع ��دد ًا مذه ًال من البلدان من عدم‬ ‫ال�سداد‪ .‬تقريب ًا ف�شل كل بلد في العالم في �سداد ديونه‬ ‫ف ��ي �إحدى المرات‪ .‬ال�شركات الكبيرة وال�صغيرة‪ ،‬من‬ ‫ليم ��ان ب ��راذرز (بلغت ديون ��ه نحو ‪ 700‬ملي ��ار دوالر)‬ ‫الى محالت الزوايا‪ ،‬ق ��د �أفل�ست‪ .‬في بريطانيا حوالي‬ ‫‪� 135,000‬شخ� ��ص يعلن ��ون الإفال� ��س حالي� � ًا كل عام‬ ‫و‪ 1.2‬مليون �شخ�ص �آخرين في الواليات المتحدة‪� .‬إن‬ ‫عدم ال�س ��داد م�ستوطن في المجتمع الب�شري‪ ،‬ومعظم‬ ‫الوقت يبدو النظ ��ام الإقت�صادي مرن ًا بما فيه الكفاية‬ ‫لإمت�صا�ص ما يترتب عن الديون المتع ّثرة‪.‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬هذا الو�ضع الخ ّير ن�سبي ًا لل�ش�ؤون الإقت�صادية‬ ‫ق ��د يتغ ّير نتيج ��ة لثالثة عوام ��ل مع� � ًا‪ :‬العولمة‪ ،‬وخلق‬ ‫�إئتم ��ان وا�سع النط ��اق والتق�ش ��ف‪ .‬والنتيجة هي ديون‬ ‫�أكثر من ذلك بكثير مما كان هناك جنب ًا �إلى جنب مع‬ ‫ق ��درة �أقل بكثير على ت�سدي ��د الديون‪ .‬الخطر الآن هو‬ ‫�أن التخلف عن ال�س ��داد الذي قد يلوح في الأفق حالي ًا‬ ‫‪58‬‬

‫�سيك ��ون حجمه كبير ًا بحي ��ث �سوف يزع ��زع �إ�ستقرار‬ ‫النظام االقت�صادي في العالم ب�أ�سره‪.‬‬ ‫العولم ��ة كان ��ت م�س�ؤولة ع ��ن ر�ؤو�س الأم ��وال الطليقة‬ ‫الت ��ي كانت ت�صرف بنهم حول العالم – مو ّلدة ‪،‬يمكن‬ ‫الق ��ول‪ ،‬فائدة �أقل بكثي ��ر مما توفره التج ��ارة الحرة‪.‬‬ ‫ولكن كانت هناك م�شكلة منهجية �أكبر تكمن في الخلل‬ ‫الهائ ��ل في الت ��وازن بين �أداء ال�ص ��ادرات من البلدان‬ ‫الت ��ي لديها فوائ�ض دفع �أجنبية وتل ��ك التي تعاني من‬ ‫العجز‪ .‬في الع ��ام ‪ ،2010‬على �سبيل المثال‪ ،‬كان لدى‬ ‫ال�صي ��ن فائ�ض الح�س ��اب الج ��اري ‪ ٪6.0‬من ناتجها‬ ‫المحل ��ي الإجمال ��ي؛ و�سنغاف ��ورة ‪ ٪13.8‬و�سوي�س ��را‬ ‫‪ .٪18.6‬وف ��ي المملك ��ة المتح ��دة‪ ،‬عل ��ى النقي�ض من‬ ‫ذل ��ك‪ ،‬كان العجز ‪ ٪2.5‬والوالي ��ات المتحدة ‪،٪3.2‬‬ ‫فيما ح�صدت �إ�سبانيا ‪ ٪4.5‬و اليونان ‪.٪10.5‬‬ ‫ه ��ذه الأرقام ل�سن ��ة واحدة كافية لزعزع ��ة الإ�ستقرار‬ ‫بما في ��ه الكفاية‪ ،‬لكن عندما ت�ستم ��ر الفوائ�ض كبيرة‬ ‫آنئذ الموقف‬ ‫�أو العج ��ز �ضخم ًا عام ًا بعد عام ي�صب ��ح � ٍ‬ ‫�صعب ًا وحرج ًا وال يمكن تحمل ��ه‪ .‬خالل العقد الفائت‪،‬‬ ‫راكم ��ت بريطاني ��ا عج ��ز ًا ق ��دره ‪ 300‬ملي ��ار جني ��ه‬

‫اليورو‪ :‬هل ينهار ؟‬

‫العدد ‪ - 10‬متوز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫�إ�سترلين ��ي تقريب ًا في ميزان المدفوع ��ات الخارجية‪.‬‬ ‫كل من �سوي�سرا و�سنغاف ��ورة‪ ،‬على النقي�ض من ذلك‪،‬‬ ‫راكمت ��ا �صاف ��ي �أ�صول �أجنبي ��ة ت�س ��اوي حوالي �ضعف‬ ‫الدخ ��ل القومي لهذي ��ن البلدين‪ .‬بع�ض ه ��ذه الأ�صول‬ ‫والمطلوب ��ات َع َك� ��س ملكية �شركات عامل ��ة �أو عقارات‬ ‫ولك ��ن ن�سبة كبي ��رة منه كان دين ًا ورقي� � ًا‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫�سن ��دات �سيادي ��ة‪ .‬طالم ��ا �أن ال ��دول الدائن ��ة هي في‬ ‫موق ��ف قوي بما في ��ه الكفاية لخدمة الدي ��ون و�إبقاف‬ ‫البنك المركزي الأوروبي‪:‬‬ ‫�إغراقه ال�سوق بالمال �أنقذ‬ ‫اليورو من الإنهيار‬


‫عمالت‬

‫رأي‬

‫لماذا سيكون الـ"يوان" عملة دولية بحلول العام ‪2015‬‬ ‫يتزايد �إ�ستخدام اليوان (�أو الرنمينبي) ال�صيني ب�سرعة على الرغم من تباط�ؤ الإقت�صاد في البالد والوقت‬ ‫ه��و الآن للقيادة الجديدة لدفعه وتحويله الى عملة دولية رئي�سية‪ .‬جون ماكورميك‪ ،‬الرئي�س التنفيذي‬ ‫لأ�سواق والخدمات الم�صرفية الدولية ورئي�س مجموعة "رويال بنك �أوف �سكوتالند" يو�ضح‪.‬‬ ‫بقلم جون ماكورميك*‬ ‫الأزم ��ات المالية ف ��ي الواليات المتحدة‬ ‫و�أوروب ��ا تعن ��ي �أن حاج ��ات العال ��م ال ��ى‬ ‫�إ�ستق ��رار �أكث ��ر في عملة الإحتي ��اط العالمي والتجارة‬ ‫ف ��ي اليوان تنمو ب�سرعة‪ .‬في �سوق العمالت الأجنبية‪،‬‬ ‫عل ��ى �سبي ��ل المث ��ال‪ ،‬تظه ��ر الأرق ��ام لدين ��ا �أن �أحج ��ام‬ ‫الت ��داول الآن تت ��راوح قيمته ��ا بي ��ن ‪ 5‬ال ��ى ‪ 6‬ملي ��ارات‬ ‫دوالر يومياً – مرتان �أكثر مما كانت عليه قبل عام‪.‬‬ ‫هن ��اك ع ��دد م ��ن العوام ��ل ت�شي ��ر �إل ��ى �أن ال�سلط ��ات‬ ‫ال�صيني ��ة تري ��د �أن تدوِّل الي ��وان (الرنمينبي) بحلول‬ ‫العام ‪.2015‬‬ ‫�أو ًال‪ ،‬يعك ��ف �صندوق النقد الدول ��ي على مراجعة �س ّلة‬ ‫حق ��وق �سحبه الخا�ص ��ة‪ ،‬والتي ت�ستخ ��دم �أربع عمالت‬ ‫دولي ��ة رئي�سية لتكملة الإحتياط ��ات الر�سمية للبلدان‬ ‫الأع�ضاء وتعزيز ال�سيولة‪.‬‬ ‫الموع ��د النهائي لإ�ستكم ��ال هذه المراجع ��ة هو العام‬ ‫‪ .2015‬و�إ�ستن ��اداً ال ��ى الو�ض ��ع ال ��ذي ن ��راه ف ��ي بل ��دان‬ ‫مجموع ��ة ال�سبع ��ة (‪ )G7‬اليوم‪ ،‬نحن نعتقد �أن هناك‬ ‫فر�ص ��ة قوي ��ة ج ��داً ت�سم ��ح لل�صي ��ن بو�ض ��ع الن�سخ ��ة‬ ‫المحلي ��ة الوطنية من اليوان (الرنمينبي)‪ ،‬في ال�س ّلة‬ ‫– الأمر الذي �سي�ش ّكل دفعة حقيقية للعملة ال�صينية‬ ‫على ال�ساحة العالمية‪.‬‬ ‫م ��ن جهة ثانية‪ ،‬و�ضع ��ت �إدارة بلدية �شانغهاي هدفين‬ ‫لجع ��ل المدين ��ة مرك ��زاً للت�سعي ��ر العالم ��ي لمنتج ��ات‬ ‫الي ��وان المالي ��ة ف ��ي الداخ ��ل والخ ��ارج بحل ��ول الع ��ام‬ ‫‪ ،2015‬ومركزاً مالياً عالمياً بحلول العام ‪ .2020‬هذان‬ ‫الهدف ��ان المح ��ددان بو�ض ��وح ي�ضع ��ان برنام ��ج عم ��ل‬ ‫لتدويل العملة‪.‬‬ ‫ث ��م هن ��اك عمل ال�صين جنب� �اً �إلى جنب م ��ع الحكومة‬ ‫البريطاني ��ة لت�س ِوب ��ق لن ��دن وتعزي ��ز دوره ��ا كمرك ��ز‬ ‫رئي�س ��ي للي ��وان‪ ،‬حي ��ث �ستعم ��ل ف ��ي �شراكة م ��ع هونغ‬ ‫كون ��غ‪� .‬إن تحقي ��ق هذا �س ��وف يجعل لن ��دن �أول محور‬ ‫للي ��وان خ ��ارج ال�صي ��ن و�سيك ��ون خط ��وة كبي ��رة نح ��و‬ ‫"يوان" دولي‪.‬‬ ‫من المرجح ب�أنه‪ ،‬كجزء من هذا‪� ،‬سيو ّقع بنك ال�شعب‬ ‫ال�صين ��ي (البنك المركزي) على خ ��ط ت�سهيل مبادلة‬ ‫عمالت م ��ع بنك �إنكلترا (المركزي) في غ�ضون �سنة‪،‬‬ ‫و�سنتي ��ن عل ��ى الأكثر‪ ،‬حي ��ث �سيم ِّك ��ن الم�صرفين من‬

‫تب ��ادل مبل ��غ ثاب ��ت م ��ن عمالتهم ��ا لتحقي ��ق �إ�ستقرار‬ ‫وتح�سي ��ن �سيولتهم ��ا‪ .‬ف ��ي الوقت المنا�س ��ب‪ ،‬يمكن �أن‬ ‫تقوم لندن ب�إقامة مقا�صة خا�صة باليوان‪.‬‬ ‫كم ��ا �أن هن ��اك خطط� �اً لإقام ��ة مرك ��ز �آخر للي ��وان في‬ ‫�سنغاف ��ورة‪ ،‬ولك ��ن ال�سلطات ال�صينية تنظ ��ر اليه �أكثر‬ ‫كمرك ��ز �إقليم ��ي‪� .‬إن بكين تريد هون ��غ كونغ للم�شاركة‬ ‫مع لن ��دن بحيث يكون لديها ميزة المحرك الأول في‬ ‫�أوروبا‪.‬‬ ‫عالم ��ة �أخرى من تحرك ال�صي ��ن لجعل اليوان عملة‬ ‫�إحتياطي ��ة عالمية هي �أنه‪ ،‬تقليدي� �اً‪ ،‬اليوان الخارجي‬ ‫ق ��د تداول في �سوق النقد الأجنبية بمعدالت مختلفة‬ ‫ع ��ن اليوان المحل ��ي وذلك نتيجة للتنظيم الثقيل في‬ ‫ال�صين‪ .‬ولكن هذا التنظيم قد خف الآن والأ�سعار قد‬ ‫تقاربت‪.‬‬ ‫و�سع‬ ‫وج ��اءت نقط ��ة التحول في ه ��ذا التق ��ارب عندما ّ‬ ‫بنك ال�شعب ال�صيني نطاق تداول تعامالت اليوم على‬ ‫�سعر �صرف اليوان المحلي في ني�سان (�إبريل) ‪.2012‬‬ ‫ف ��ي ه ��ذه الأثن ��اء �أ�ص ��در ق ��ادة الب�ل�اد ومحاف ��ظ بنك‬ ‫ال�شع ��ب ال�صين ��ي ت�صريح ��ات م�ؤك ��دة عل ��ى �أن ��ه �سيتم‬ ‫ال�سم ��اح بت ��داول الي ��وان بحري ��ة �أكب ��ر ‪ -‬ر�سال ��ة خفية‬ ‫للتح ��ول م ��ن �سيا�س ��ة نق ��د �أجنب ��ي قوي ��ة �إل ��ى �سيا�سة‬ ‫محايدة �أو حتى الى �أ�ضعف قلي ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫لك ��ن تلبي ��ة الموع ��د النهائ ��ي للحكومة على م ��ا يبدو‬ ‫ا‪ .‬ويحتل اليوان حالياً‬ ‫لتدوي ��ل اليوان لن يكون �سه�ل� ً‬ ‫المرتبة ‪ 14‬كعملة مدفوعات على م�ستوى العالم‪ ،‬مع‬ ‫ح�صته في ال�سوق بعيدة جداً وراء الدوالر واليورو‪.‬‬

‫�إن �أكب ��ر عائ ��ق هو �أن اليوان عملة غير قابلة للتحويل‬ ‫ب�ش ��كل كامل حت ��ى الآن‪ ،‬ولكنه م ��ا زال يبعد خطوتين‬ ‫ق�صيرتي ��ن فق ��ط م ��ن تحقيق ذل ��ك‪ ،‬وث�ل�اث خطوات‬ ‫بعيداً من �أن ي�صبح عملة دولية‪.‬‬ ‫وت�شمل تلك الخطوات ال�سلطات‪:‬‬ ‫• �إتاح ��ة الفر�صة لجمي ��ع عنا�صر ح�ساب ر�أ�س المال‬ ‫التي يتعين ت�سويتها بالحرية بالن�سبة الى اليوان في‬ ‫كال الإتجاهين ‪ -‬الدخول والخروج من ال�صين؛‬ ‫• رف ��ع جمي ��ع الح�ص�ص (الكوت ��ا) وتب�سيط التطبيق‬ ‫وعمليات الموافقة؛ و‬ ‫• زي ��ادة �إ�ستخ ��دام اليوان في التج ��ارة والإ�ستثمارات‬ ‫العالمية‪.‬‬ ‫ه ��ذا هو تب�سيط بالطب ��ع �إذ �أن الخط ��وة الأخيرة على‬ ‫وج ��ه الخ�صو� ��ص ه ��ي �ضخم ��ة‪ ،‬وت�شم ��ل العدي ��د م ��ن‬ ‫المج ��االت المختلف ��ة‪ ،‬والتعريف بعمل ��ة دولية يذهب‬ ‫�أبعد من هذا الو�صف‪.‬‬ ‫منطقي� �اً‪ ،‬ف�إن ��ه �سيك ��ون م ��ن المعق ��ول �أن نتوق ��ع م ��ن‬ ‫ال�صي ��ن �أن تجع ��ل اليوان قاب ً‬ ‫ال للتحوي ��ل ب�شكل كامل‬ ‫قب ��ل ال�ش ��روع في الهدف النهائ ��ي المتمثل في تدويل‬ ‫العملة‪.‬‬ ‫لكن يبدو �أن بكين قد و�ضعت "الح�صان قبل العربة"‬ ‫م ��ن​​خ�ل�ال خلق �سوق ف ��ي الخ ��ارج لت�شجي ��ع وت�سويق‬ ‫�إ�ستخ ��دام عملتها في التجارة واال�ستثم ��ارات الدولية‬ ‫�أو ًال‪ .‬وه ��ذه التج ��ارة الخارجي ��ة تف ّوق ��ت ف ��ي النتيجة‬ ‫على ال�سوق المحلية‪.‬‬ ‫م ��رة �أخرى‪ ،‬ف�إن ال�سلطات ت�ض ��ع وتحدد ب�شكل وا�ضح‬ ‫وقتاً لتحقيق هدفها‪.‬‬ ‫تواج ��ه القيادة ال�صينية الجديدة عدداً من الم�شاكل‪.‬‬ ‫�إقت�صاد البالد �آخذ في التباط�ؤ‪ ،‬وعلى الرغم من �أننا‬ ‫نتوقع معدل نم ��و الناتج المحلي الإجمالي الإلتقاط‬ ‫والإنتعا� ��ش قلي�ل� ً‬ ‫ا‪ ،‬ف�إن ��ه م ��ن غير المحتم ��ل �أن يكون‬ ‫هناك �إنتعا�ش قوي‪.‬‬ ‫لك ��ن تعزي ��ز اليوان كعمل ��ة �إحتياطية عالمي ��ة‪ ،‬مع كل‬ ‫الفوائ ��د الإقت�صادي ��ة الت ��ي �س ��وف يجلبها ه ��ذا الفعل‬ ‫بالإ�ضاف ��ة �إلى ممار�سة المزيد م ��ن الت�أثير ال�سيا�سي‬ ‫عل ��ى ال�ساح ��ة العالمي ��ة‪ ،‬ال ي ��زال بو�ض ��وح ب ��ارز عل ��ى‬ ‫جدول �أعمالها‬

‫* الرئي�س التنفيذي للأ�سواق والخدمات الم�صرفية الدولية ورئي�س مجموعة "رويال بنك �أوف �سكوتلند" ‪( -‬المقال الأ�صلي كتب بالإنكليزية)‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪61‬‬



‫بإيجاز‬

‫وكالة الطاقة تخف�ض توقعاتها للطلب على الغاز‬ ‫ح ��ذرت وكال ��ة الطاقة الدولية م ��ن �أن الطلب العالمي على الغ ��از الطـبيعي �سـي ��زداد بحلول ‪2018‬‬ ‫بوتيرة �أقل مما كان مقدر ًا في ال�سابق خ�صو�ص ًا ب�سبب �أزمة محطات الغاز في �أوروبا‪.‬‬ ‫وق ��درت الوكالة في تقريرها ال�سنوي حول �أ�سواق الغاز‪ ،‬ال ��ذي ن�شر خالل المنتدى الإقت�صادي في‬ ‫�سانت بطر�سبورغ في رو�سيا‪� ،‬أن �سوق الغاز �ستزداد بمعدل �سنوي قدره ‪ 2.4‬في المئة في ال�سـنوات‬ ‫الخمـ�س المقبلة‪ ،‬بينما كانت ت�أمل العام المـا�ضي في �أن يكـون هذا المعدل ‪ 2.7‬في المئة‪.‬‬ ‫و ُيتوق ��ع �أن يرتف ��ع الإ�سته�ل�اك الدولي للغاز م ��ن ‪ 3.427‬مليارات مت ��ر مكعب الع ��ام الما�ضي �إلى‬ ‫وتف�س ��ر الوكالة هذا التراجع في توقعاتها بتدن ��ي الطلب في �أوروبا‬ ‫نح ��و �أربع ��ة �آالف بحلول ‪ّ .2018‬‬ ‫وبال�صعوبات التي تعرقل نمو الإنتاج في ال�شرق الأو�سط و�شمال �أفريقيا‪.‬‬ ‫وف ��ي �أوروب ��ا‪ ،‬ي�سجل �إ�ستهالك الغاز تدني ًا منذ العام ‪ 2011‬نتيجة الأزم ��ة الإقت�صادية والمناف�سة في �إنتاج‬ ‫الكهرب ��اء با�ستخ ��دام الفحم الأميرك ��ي‪ ،‬الذي تراجعت �أ�سع ��اره �أي�ض ًا ب�سبب الغاز ال�صخ ��ري‪ .‬وعليه ف�إن‬ ‫الطلب الأوروبي يفتر�ض �أن يتراجع العام المقبل �إلى ‪ 499‬مليار متر مكعب قبل �أن يعود �إلى ال�صعود ببطء‪.‬‬

‫العراق يطلق "�إ�ستراتيجية وطنية للطاقة" تمتد حتى العام ‪2030‬‬ ‫�أعلن الع ��راق الب ��دء بتنفيذ خط ��ة "�إ�ستراتيجية‬ ‫وطني ��ة متكاملة للطاقة" تمتد حتى العام ‪،،2030‬‬ ‫ته ��دف الى جع ��ل هذا البل ��د "متن ��وع الإقت�صاد"‬ ‫و"تحقي ��ق تنمية م�ستدامة" بالإعتماد على النفط‬ ‫الذي يعد المورد الرئي�سي لموازنة البالد‪.‬‬ ‫وقال نائ ��ب رئي�س الوزراء ل�ش� ��ؤون الطاقة ح�سين‬ ‫ال�شهر�ستاني في كلمة �إن "قرار ًا �إتخذ من �سنتين‬ ‫لو�ضع خطة �إ�ستراتيجي ��ة متكاملة (‪ )...‬الآن هي‬ ‫جاهزة للتنفي ��ذ و�آمل من الوزارات المعنية تنفيذ‬ ‫ه ��ذه الخطة"‪ .‬وت�شم ��ل الإ�ستراتيجي ��ة التي تمتد‬ ‫م ��ن ‪ 2012‬حتى ‪ ،2030‬جميع المكونات الرئي�سية‬ ‫لقطاع ��ات الطاق ��ة وف ��ي مقدمتها النف ��ط والغاز‬ ‫الطبيعي و الطاقة الكهربائية‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف ال�شهر�ستان ��ي انه "بتنفيذ ه ��ذه الخطة‬ ‫�سيقف ��ز الع ��راق قفرة كبي ��رة الى االم ��ام"‪ .‬و�أكد‬ ‫�أن "ه ��ذه الخط ��ة �ستوف ��ر للعراق حوال ��ى خم�سة‬ ‫الى �ستة تريليون ��ات دوالر" و "توفر حوالى ع�شرة‬ ‫ماليين فر�صة عمل للعراقيين في �صناعات مهمة‬ ‫متطورة" و "ت�ض ��ع العراق على م�ستوى عالمي في‬ ‫بع� ��ض ال�صناعات الكبيرة خ�صو�ص� � ًا ال�صناعات‬ ‫البتروكيماوية"‪ ،‬و�أك ��د "بد�أنا بالفعل خطة عملية‬ ‫بد�أنا بمراحل منها"‪.‬‬ ‫ولف ��ت ال�شهر�ستان ��ي الى �أن "الع ��راق �سيكون في‬ ‫مجال الطاقة في مقدمة الدول في العالم ويتحول‬ ‫الى بلد متن ��وع الإقت�صاد وتنمي ��ة م�ستدامة" كما‬ ‫"�سيرتفع الم�ستوى المعي�ش ��ي للعراقيين"‪ ،‬و�أ�شار‬

‫نائب رئي�س الوزراء ل�ش�ؤون الطاقة ح�سين ال�شهر�ستاني‬

‫ال ��ى ب ��دء العمل عل ��ى تنفيذ الخطة عل ��ى م�ستوى‬ ‫�إنت ��اج النف ��ط‪ .‬و�سيتطلب تنفي ��ذ برنامج التطوير‬ ‫ال ��ذي �أو�صت ب ��ه الإ�ستراتيجية توفي ��ر ر�أ�س مال‬ ‫ونفقات تقدر بنحو ‪ 620‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫ف ��ي المقاب ��ل‪ ،‬م ��ن المتوق ��ع تحقيق حوال ��ى �ستة‬ ‫تريليون ��ات دوالر كاي ��رادات للحكوم ��ة العراقية‪،‬‬ ‫وت�ش ��كل ال�ص ��ادرات النفطية ‪ 85‬ف ��ي المئة منها‬ ‫تقريب ًا‪.‬‬ ‫م ��ن جانب ��ه‪ ،‬ق ��ال رئي� ��س هيئ ��ة الم�ست�شارين في‬ ‫مجل� ��س ال ��وزراء ثام ��ر الغ�ضبان‪ ،‬خ�ل�ال تقديمه‬ ‫�ش ��رح للخطة الت ��ي �أقرتها الحكوم ��ة العراقية �أن‬ ‫"الأه ��داف الإ�ستراتيجي ��ة للخطة تتمث ��ل بتلبية‬ ‫الإحتي ��اج المحل ��ي م ��ن الطاق ��ة و تحقي ��ق �أعل ��ى‬ ‫م�ست ��وى من الإيرادات الحكومي ��ة وت�شجيع التنوع‬ ‫الإقت�ص ��ادي" �إ�ضاف ��ة ال ��ى "تح�سي ��ن الم�ست ��وى‬ ‫المعي�شي وتوفي ��ر فر�ص عمل"‪ ،‬وت�ش ��كل ايرادات‬ ‫النفط ‪ 94‬في المئة من عائدات البالد‪.‬‬

‫�أعل���ن وزي���ر الطاق���ة والمي���اه ف���ي حكوم���ة‬ ‫ت�صريف االعم���ال اللبناني جب���ران با�سيل انه بات‬ ‫ل���دى لبنان �إعتقاد واعد بوجود نفط في البر "وقد‬ ‫يتح���ول وقائع علمية �أواخر ال�سن���ة حين تنفذ هذه‬ ‫الخط���وط ونح�صل عل���ى المعلوم���ات"‪ .‬وفي حفل‬ ‫�إطالق الم�س���ح البري "الثنائي الأبع���اد ‪ -‬المتعدد‬ ‫الزبائ���ن" عن النفط والغاز في البر خالل لقاء عقد‬ ‫في "بتروني���ات" ‪ -‬البترون‪ ،‬بالتع���اون مع �شركة‬ ‫"�سبكت���روم" البريطاني���ة وف���ي ح�ض���ور ال�سفير‬ ‫البريطاني ط���وم فليت�شر وفاعليات المنطقة‪� ،‬أكد‬ ‫با�سي���ل عل���ى �أن لبنان ما زال بمراحل���ه الأولى في‬ ‫هذه العملية مع "�سبكتروم" التي �شاركت في هذا‬ ‫الإ�ستثمار من دون �أن تكلّف الخزينة اللبنانية‪.‬‬ ‫يه���دف الع���راق �إلى زي���ادة �إنتاج���ه النفطي‬ ‫بنح���و ‪ 45‬في المئة بنهاية الع���ام المقبل من دون‬ ‫�إحت�ساب النفط المنتج م���ن �إقليم كرد�ستان �شبه‬ ‫الم�ستق���ل‪ ،‬م���ا ي�شير �إل���ى حل و�سط لن���زاع نفطي‬ ‫يدور منذ فترة طويلة بين بغداد والإقليم‪ .‬و�إعتبر‬ ‫الم�شارك���ون في م�ؤتمر "العراق بتروليوم ‪"2013‬‬ ‫ال���ذي عق���د ف���ي لن���دن �أن الع���راق م���ا زال يواجه‬ ‫تحديات يجب التغلب عليها‪.‬‬ ‫�أعل���ن وزي���ر الطاقة‪ ،‬ف���ي �إقلي���م كرد�ستان‬ ‫الع���راق‪ ،‬ف���ي م�ؤتمر ف���ي لن���دن‪� ،‬أن خط���ا ً جديداً‬ ‫لأنابيب النف���ط‪ ،‬يربط الإقليم بتركي���ا‪� ،‬سيكتمل‬ ‫بنهاية �أيلول‪�/‬سبتمبر المقبل‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أ�شت���ي هورامي �إن "الطاق���ة الأولية لخط‬ ‫الأنابي���ب‪� ،‬ستبل���غ نح���و ‪� 300‬ألف برمي���ل يوميا ً‪،‬‬ ‫لترتفع في نهاية الأمر �إلى مليون برميل يوميا ً"‪ .‬‬ ‫وقال هورامي �إن "�صادرات الغاز الطبيعي لل�شبكة‬ ‫التركي���ة‪ ،‬من الإقلي���م �شبه الم�ستق���ل الواقع في‬ ‫�شمال العراق‪ ،‬من المتوقع �أن تبد�أ عام ‪."2016‬‬ ‫من جهة �أخرى‪ ،‬قال م�صدر مالحي �إنه "جرى تعليق‬ ‫عملي���ات �ض���خ النفط في خ���ط �أنابي���ب كركوك‪-‬‬ ‫جيهان‪ ،‬من العراق �إلى ال�ساحل التركي على البحر‬ ‫المتو�س���ط ال�شه���ر الفائ���ت"‪ .‬ولم يذك���ر الم�صدر‬ ‫�سببا ً لتعليق عملي���ات ال�ضخ‪ ،‬التي تتعطل ب�شكل‬ ‫متكرر نتيجة �أعمال تخريب‪.‬‬ ‫�أ�شارت �شركة "بي ب���ي" النفطية البريطانية‬ ‫�إلى �أنها اتفقت على �سعر مبيعات الغاز المنتج من‬ ‫م�شروع خزان في �سلطنة عمان �ضمن �إتفاق �إطاري‬ ‫تجاري مع حكومة م�سق���ط‪ .‬وكانت "بي بي" تجري‬ ‫مفاو�ض���ات منذ �شهور حول ال�سعر الذي �ستح�صل‬ ‫عليه مقابل بيع �أي غاز محكم �أو �صعب الإ�ستخراج‬ ‫في ال�سوق المحلية ينتجه م�شروع خزان‪.‬‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪63‬‬


‫النفط‬

‫�أخبار الطاقة‬ ‫من اآلبار‬

‫مو�سم النفط والغاز في �إفريقيا‬ ‫ت�ستع ��د �صناع ��ة النف ��ط والغ ��از ف ��ي �أفريقي ��ا‬ ‫لتحقي ��ق نم ��و كبي ��ر على الرغ ��م م ��ن التحديات‬ ‫التنظيمي ��ة وال�سيا�سي ��ة الج�س ��ام‪ ،‬وفق� �اً لتقري ��ر‬ ‫�ص ��در في ال�شه ��ر الفائت ع ��ن م�ؤ�س�س ��ة "براي�س‬ ‫ووترهاو�س كوبرز"‪.‬‬ ‫�إن �صناع ��ة النف ��ط والغ ��از تت�ص ��ارع م ��ع �ضغوط‬ ‫�شدي ��دة م ��ن البيئ ��ة الإقت�صادي ��ة وال�سيا�سي ��ة‬ ‫ال�صعب ��ة ف ��ي الق ��ارة الأفريقي ��ة يغذيه ��ا �ضع ��ف‬ ‫البنية التحتية المادية‪ ،‬والف�ساد‪ ،‬و�إطار تنظيمي‬ ‫غير م�ؤكد‪ ،‬وعدم وجود مهارات‪ ،‬يفيد التقرير‪.‬‬ ‫وق ��ال كري� ��س بريدنه ��ان‪ ،‬مدي ��ر "براي� ��س‬ ‫ووترهاو�س كوبرز للإ�ست�شارات الهيدروكربونية‬ ‫في �إفريقيا"‪�" :‬إن التحديات التي تواجه �شركات‬ ‫النف ��ط والغ ��از العامل ��ة ف ��ي الق ��ارة ال�سم ��راء‬ ‫متنوعة وعديدة‪ .‬الحقيقة �إن التدخل ال�سيا�سي‪،‬‬ ‫وع ��دم اليقي ��ن‪ ،‬والت�أخي ��ر ف ��ي �إ�ص ��دار قواني ��ن‬ ‫و�إع�ل�ان �سيا�س ��ات وتنظي ��م الطاقة تخن ��ق النمو‬ ‫والتنمي ��ة والإ�ستثم ��ار ف ��ي عدد م ��ن البلدان في‬ ‫�أنحاء �أفريقيا"‪.‬‬ ‫�إن مراجع ��ة "براي�س ووترهاو�س كوبرز" للو�ضع‬ ‫الهيدروكربون ��ي ف ��ي �أفريقي ��ا تحل ��ل عل ��ى مدى‬ ‫م ��ا حدث ف ��ي الأ�شه ��ر ال ‪ 12‬الما�ضية في مجال‬ ‫�صناع ��ة النف ��ط والغ ��از ف ��ي الأ�س ��واق الأفريقية‬ ‫الكبرى‪.‬‬ ‫وتلف ��ت الدرا�س ��ة الى خب ��رة ق ّيم ��ة و�آراء العبين‬ ‫ف ��ي مج ��ال ال�صناع ��ة ف ��ي �أفريقيا‪ ،‬بم ��ا في ذلك‬ ‫�ش ��ركات النف ��ط الدولي ��ة العامل ��ة ف ��ي الق ��ارة‪،‬‬ ‫و�ش ��ركات النف ��ط الوطني ��ة و�ش ��ركات الخدم ��ات‬ ‫ومنظمات النف ��ط الم�ستقلة ومع ّلق ��ي ال�صناعة‪،‬‬ ‫لتوفي ��ر نظرة ثاقبة على �أح ��دث التطورات التي‬ ‫ت�ؤثر على ال�صناعة‪.‬‬ ‫يبي ��ن االبح ��ث �أن �صناع ��ة النف ��ط والغ ��از ف ��ي‬ ‫�أفريقي ��ا ت�ستع ��د لنم ��و بال ��غ الأهمي ��ة نظ ��راً الى‬ ‫�إكت�شاف ��ات الغ ��از الكبي ��رة الأخي ��رة ف ��ي �ش ��رق‬ ‫�أفريقي ��ا‪�" .‬إن �إكت�ش ��اف كميات �ضخم ��ة من الغاز‬ ‫في موزامبيق وتنزانيا‪ ،‬و�إمكانية وجود نفط في‬ ‫�أوغندا وكينيا‪� ،‬أثار موجة من ن�شاط الإ�ستك�شاف‬ ‫عبر �أفريقيا"‪ ،‬قال بريدنهان‪.‬‬ ‫‪62‬‬

‫العدد ‪ - 10‬متوز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫م ��ن المع ��روف �أن �أفريقي ��ا توف ��ر نح ��و ‪ ٪12‬من‬ ‫النف ��ط ف ��ي العالم‪ ،‬وتحت ��وي �أرا�ضيه ��ا وبحارها‬ ‫عل ��ى �إحتياط ��ات كبي ��رة غي ��ر م�ستغل ��ة تق ��در ب‬ ‫‪ ٪8‬م ��ن الإحتياط ��ات الم�ؤك ��دة ف ��ي العالم‪ .‬لدى‬ ‫القارة �إحتياطات من الغاز الطبيعي تقدَّر ب‪513‬‬ ‫تريلي ��ون ق ��دم مكعب ��ة م ��ع ‪ ٪91‬م ��ن �إنت ��اج الغاز‬ ‫�سنوي� �اً البالغ ‪ 7.1‬تريلي ��ون قدم مكعبة ت�أتي من‬ ‫نيجيريا‪ ،‬وليبيا‪ ،‬والجزائر وم�صر‪.‬‬ ‫التحدي ��ات الرئي�سية الت ��ي حدّدتها منظمات في‬ ‫�صناع ��ة النف ��ط والغاز بقيت م ��ن دون تغيير �إلى‬ ‫ح ��د كبي ��ر م ��ع الق�ضايا االرب ��ع االولى ف ��ي العام‬ ‫‪ 2010‬وظل ��ت ت�ش� � ّكل �أكب ��ر التحدي ��ات ف ��ي الع ��ام‬ ‫‪ .2012‬م ��ن جه ��ة �أخ ��رى يم ّث ��ل �ضع ��ف البني ��ة‬ ‫التحتي ��ة والإطار التنظيمي غي ��ر الم�ؤكد �إثنين‬ ‫م ��ن �أكب ��ر التحديات التي ت ��م تحديدها من قبل‬ ‫العبي ��ن نا�شئين و�أ�س ��واق جدي ��دة‪ ،‬خ�صو�صاً في‬ ‫�أوغندا‪ ،‬وغانا‪ ،‬وتنزانيا‪ ،‬ونيجيريا‪ ،‬وكينيا‪.‬‬ ‫م ��ن جهتها "الحكومات في جميع �أنحاء �أفريقيا‬ ‫تعي ��د النظ ��ر �أو تط ��ور �سيا�ساته ��ا ف ��ي مج ��ال‬ ‫الطاق ��ة‪ .‬العدي ��د م ��ن البل ��دان يدر� ��س �إمكاني ��ة‬ ‫�إح ��داث تغيي ��رات ف ��ي دور الحكوم ��ة والأنظم ��ة‬ ‫ال�ضريبية وم�شاركة الدولة"‪ ،‬قال بريدنهان‪.‬‬ ‫وحتى وق ��ت قريب كان ينظر الى جنوب �أفريقيا‬ ‫�أن لديه ��ا عملي ��ة �شفاف ��ة وم�ستقل ��ة م ��ع وكال ��ة‬ ‫البت ��رول الجن ��وب �أفريقية وت�سوي ��ق الم�ساحات‬ ‫والأ�ص ��ول المحلي ��ة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف� ��إن التعديالت‬ ‫المقترح ��ة الأخي ��رة على قان ��ون تنمي ��ة الموارد‬ ‫البترولي ��ة والمعدني ��ة �س ��وف ت ��رى وظائفها قد‬ ‫�آل ��ت ملكيتها ال ��ى وزارة الطاقة‪ .‬وه ��ذا يمكن �أن‬ ‫يخل ��ق ملعباً غي ��ر متكافئ للمناف�سي ��ن وال�سماح‬ ‫بتدخل الدولة‪ ،‬كما جاء في التقرير‪.‬‬ ‫وال�س� ��ؤال هن ��ا‪ :‬ه ��ل �ست�ضي ��ف ه ��ذه الطف ��رة‬ ‫الهيدروكربوني ��ة الم�ش ��اكل ال ��ى �أفريقي ��ا الت ��ي‬ ‫تعان ��ي منه ��ا وب�ش ��كل كبي ��ر �أم �أنه ��ا �ست�ساه ��م في‬ ‫حلها؟‬ ‫الجواب �سترد عليه الأ�شهر وال�سنوات المقبلة‪...‬‬ ‫ولو �أن بع�ضه �صار متوقعاً‪.‬‬ ‫جوهان�سبورغ ‪ -‬كمال حداد‬

‫الطاقة‬

‫الطاقة البديلة‬

‫�أبو ظبي تط ّور‬ ‫حق ًال بحري ًا‬ ‫بـ ‪ 766‬مليون دوالر‬ ‫وقع ��ت �شركة "ابو ظب ��ي العاملة‬ ‫ف ��ي المناط ��ق البحري ��ة" (�أدما‬ ‫العامل ��ة) عق ��د ًا لتنفيذ الحزمة‬ ‫الأول ��ى م ��ن م�ش ��روع التطوي ��ر‬ ‫الكام ��ل لحق ��ل "�أم اللول ��و"‬ ‫البحري مع "�شرك ��ة الإن�شاءات‬ ‫البترولية الوطني ��ة" بقيمة ‪2.8‬‬ ‫ملي ��اري درهم (‪ 765.94‬مليون‬ ‫دوالر)‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ارت "�أدما" �إل ��ى �أن العقد‬ ‫ين ��درج في �إط ��ار خطط "�شركة‬ ‫بت ��رول �أب ��و ظب ��ي الوطني ��ة"‬ ‫(�أدنوك) لرفع الطاقة الإنتاجية‬ ‫ل�شرك ��ة "�أدم ��ا العامل ��ة" م ��ن‬ ‫النفط الخ ��ام ب�إ�ضافة ‪� 300‬ألف‬ ‫برمي ��ل م ��ن الحق ��ول الجدي ��دة‬ ‫وه ��ي "�سط ��ح الرزب ��وط" و"�أم‬ ‫اللول ��و" و"ن�ص ��ر" �إل ��ى الإنتاج‬ ‫الكلي ل� �ـ "�أدم ��ا العاملة" لي�صل‬ ‫�إل ��ى نحو ملي ��ون برمي ��ل بحلول‬ ‫عام ‪ 2020‬وذلك �ضمن منظومة‬ ‫التنمي ��ة ال�شاملة الت ��ي تنتهجها‬ ‫�أب ��و ظب ��ي‪ .‬و�أك ��دت ال�شرك ��ة �أن‬ ‫عمليات تطوير الحقول البحرية‬ ‫ت�ساه ��م ف ��ي زي ��ادة الطاق ��ة‬ ‫الإنتاجي ��ة لإم ��ارة �أب ��و ظبي من‬ ‫النف ��ط الخ ��ام م ��ن نح ��و ‪2.7‬‬ ‫مليون ��ي برمي ��ل يومي� � ًا �إلى ‪3.5‬‬ ‫ماليين برميل‪.‬‬ ‫وي�شمل العقد �إن�ش ��اء �ستة ابراج‬ ‫فوه ��ات �آب ��ار جدي ��دة‪ ،‬ومن�صة‬ ‫�أنابيب �صاعدة‪ ،‬وخطوط �أنابيب‬ ‫داخلي ��ة بط ��ول ‪ 90‬كيلومت ��ر ًا‪،‬‬ ‫وخط ��وط نف ��ط رئي�سي ��ة بط ��ول‬ ‫‪ 125‬كيلومت ��ر ًا‪ ،‬وكابالت �ألياف‬ ‫�ضوئي ��ة بط ��ول ‪ 100‬كيلومت ��ر‪،‬‬ ‫و�إج ��راء تعدي�ل�ات عل ��ى برجي‬ ‫فوه ��ات �آب ��ار ف ��ي حق ��ل "�أم‬ ‫اللولو"‪.‬‬


‫في م ��ا بعد مرحلة ع�صر "الربيع العربي" حيث‬ ‫بات الإنفاق الحكومي بالن�سبة الى الفرد الواحد‬ ‫مرتفع ًا‪.‬‬ ‫ولك ��ن �إذا كانت التوقع ��ات بالن�سبة الى المملكة‬ ‫تبدو قاتمة‪ ،‬ف�إن رد الفعل الر�سمي يبدو م�ش َو�ش ًا‬ ‫هو الآخر‪ .‬في غ�ضون خم�سة �أيام فقط في �شهر‬ ‫ني�سان (�إبريل) الما�ضي‪� ،‬أ�صدر �إثنان من كبار‬ ‫الم�س�ؤولي ��ن ف ��ي ال�سعودي ��ة �إعالني ��ن مختلفين‬ ‫تمام ًا بالن�سبة الى خطة �إنتاج النفط في بلدهما‪.‬‬ ‫في خطاب له في ‪ 25‬ني�سان (�إبريل) في جامعة‬ ‫هارفارد‪� ،‬أعلن الأمير ترك ��ي الفي�صل‪ ،‬الرئي�س‬ ‫ال�سابق لجه ��از المخابرات العامة في ال�سعودية‬ ‫والرئي�س الحالي لمرك ��ز الملك في�صل للبحوث‬ ‫والدرا�سات الإ�سالمية‪� ،‬أن المملكة قررت زيادة‬ ‫�إجمال ��ي �إنتاجها م ��ن ‪ 12.5‬مليون برميل يومي ًا‬ ‫الى ‪ 15‬ملي ��ون برميل يومي ًا بحلول العام ‪،2020‬‬ ‫وه ��ي كمية يمكن ب�سهول ��ة �أن تجعلها �أكبر منتج‬ ‫للنفط في العالم مرة �أخ ��رى‪ .‬ولكن بعد خم�سة‬ ‫�أي ��ام‪ ،‬ف ��ي كلم ��ة �ألقاها ف ��ي مرك ��ز الدرا�سات‬ ‫الإ�ستراتيجية والدولي ��ة في وا�شنطن‪ ،‬نقل وزير‬ ‫البترول والثروة المعدنية ال�سعودي علي النعيمي‬ ‫ر�سالة مختلفة تمام� � ًا‪ ،‬مناق�ض ًا وراف�ض ًا ما جاء‬ ‫في كلمة الأمير تركي‪�" .‬إننا ال نرى �أي �شيء من‬ ‫هذا القبيل‪ ،‬حتى بحلول ‪� 2030‬أو ‪ ،"2040‬قال‪.‬‬ ‫"نح ��ن حق ًا ال نحتاج �إلى التفكير حتى بحوالي‬ ‫‪ 15‬مليون برميل"‪.‬‬ ‫كي ��ف يمكن �إعتبار هذا التناق�ض ب‪ 2.5‬مليوني‬ ‫برمي ��ل يومي� � ًا؟ بالنظر الى �إعتم ��اد العالم على‬ ‫النف ��ط‪ ،‬والنم ��و المتوق ��ع ف ��ي الطل ��ب العالمي‬ ‫عل ��ى الم ��واد الهيدروكربوني ��ة‪ ،‬ف�إن ��ه بالت�أكي ��د‬ ‫لي� ��س تناق�ض� � ًا �أحم ��ق‪ .‬ف ��ي الواق ��ع‪� ،‬إن كمي ��ة‬ ‫‪ 2.5‬مليون ��ي برمي ��ل يومي ًا تع ��ادل تقريب ًا كامل‬ ‫الطاق ��ة الإنتاجية للمنتجي ��ن الرئي�سيين للنفط‬ ‫مث ��ل المك�سيك‪ ،‬والكويت‪ ،‬والع ��راق‪ ،‬وفنزويال‪،‬‬ ‫ونيجيريا‪� .‬إذا كانت المملك ��ة العربية ال�سعودية‬ ‫تخطط (�أم ال) لزي ��ادة �إنتاجها‪ ،‬بعبارة �أخرى‪،‬‬ ‫الأمر له �صلة بكل بيت تقريب ًا على هذا الكوكب‪.‬‬ ‫يمي ��ل بع� ��ض الخب ��راء �إل ��ى �إ�ستبع ��اد و�إ�سقاط‬ ‫كالم الأمي ��ر تركي عل ��ى �أ�سا�س جهل ��ه للتقنية‪،‬‬ ‫والإعتم ��اد عل ��ى م ��ا قال ��ه الرجل ال ��ذي هو في‬ ‫الواقع الم�س�ؤول عن �صناع ��ة النفط في البالد‪.‬‬ ‫هذا ه ��و بالت�أكيد �أحد الط ��رق لقراءة التناق�ض‬ ‫الر�سمي‪ .‬ولكن في المملك ��ة العربية ال�سعودية‪،‬‬ ‫ال تق ��رر كمية �إنتاج النفط هكذا‪ ،‬فهي �أو ًال وقبل‬

‫الأمير تركي الفي�صل‪ :‬زيادة الإنتاج الى ‪ 15‬مليون برميل يومي ًا‬

‫كل �ش ��يء ق ��رار �سيا�س ��ي‪ .‬على عك� ��س النعيمي‪،‬‬ ‫مهند� ��س البت ��رول الذي �صع ��د �سل ��م "�أرامكو"‬ ‫ال�سعودية‪ ،‬ف�إن الأمير تركي هو ع�ضو في العائلة‬ ‫المالكة‪ ،‬وعندما يتعلق الأمر بال�سيا�سة‪ ،‬وجهات‬ ‫نظره لها �أهمية‪ .‬والخالف بين الإثنين يتلخّ �ص‬ ‫ف ��ي الو�صول ال ��ى ق ��رارات �إ�ستراتيجي ��ة كبرى‬ ‫ينبغ ��ي على الريا� ��ض ان تتخذها ف ��ي ال�سنوات‬ ‫المقبل ��ة‪ :‬ما �إذا كان يج ��ب �أن تحفر وتنقّب عن‬ ‫النفط �أكثر �أو �أقل‪.‬‬

‫الأمير تركي الفي�صل‪:‬‬ ‫"قررت المملكة زيادة �إجمالي‬ ‫�إنتاجها من ‪ 12.5‬مليون برميل يومي ًا‬ ‫الى ‪ 15‬مليون برميل يومي ًا بحلول العام‬ ‫‪ ،2020‬وهي كمية يمكن ب�سهولة �أن‬ ‫تجعلها �أكبر منتج للنفط في‬ ‫العالم مرة �أخرى"‬ ‫�إذا قررت الريا�ض عدم تطوير‬ ‫قدراتها الإنتاجية‪ ،‬يرى الخبراء �أن‬ ‫الواليات المتحدة �ستكون م�ضطرة الى‬ ‫�إ�ستخدام �إحتياطاتها الهائلة من الغاز‬ ‫الطبيعي الرخي�ص كورقة رابحة‬

‫م ��ع ع ��دم وجود �إي ��رادات م ��ن �ضريب ��ة الدخل‬ ‫ال�شخ�ص ��ي‪ ،‬و‪ 40‬ف ��ي المئة من �سكانه ��ا البالغ‬ ‫عدده ��م ‪ 28‬مليون� � ًا تق ��ل �أعماره ��م ع ��ن ‪15‬‬ ‫عام ًا‪ -‬ناهيك عن ال�س ��كان الذكور الذين يعمل‬ ‫معظمهم ف ��ي القطاع العام المت�ضخّ م – تعتمد‬ ‫ال�سعودي ��ة �إعتم ��اد ًا كبير ًا عل ��ى عائدات النفط‬ ‫لتوفير خدمات �إجتماعية ل�شعبها من المهد الى‬ ‫اللحد‪ .‬وق ��د �إرتفعت الم�س�ؤولي ��ة المالية للدولة‬ ‫و�ص ��ارت �أثقل من ��ذ �أن �أجبر "الربي ��ع العربي"‬ ‫النظ ��ام على مواجه ��ة الإ�ستياء الع ��ام ب�إعطاء‬ ‫من ��ح و�إعان ��ات ودعم �أكثر م ��ن �أي وقت م�ضى‪.‬‬ ‫لجع ��ل الأم ��ور �أ�س ��و�أ‪ ،‬تعتبر المملك ��ة ال�سعودية‬ ‫�ساد� ��س �أكبر دول ��ة م�ستهلكة للنف ��ط في العالم‬ ‫ �ساد� ��س! ‪ -‬حي ��ث ت�ستهلك كمي ��ات كبيرة من‬‫النفط الخام �أكثر من الدول ال�صناعية الكبرى‬ ‫مث ��ل �ألمانيا وكوريا الجنوبي ��ة وكندا‪ .‬مع الكثير‬ ‫من �إحتياجاتها النفطي ��ة ت�ستهلك محلي ًا‪ ،‬لي�س‬ ‫ل ��دى المملك ��ة �س ��وى ‪ 7‬ماليي ��ن برمي ��ل يومي ًا‬ ‫للت�صدي ��ر ‪ -‬وحتى مع نفقات حكومية �آخذة في‬ ‫الإرتفاع‪.‬‬ ‫كل هذا يحمل الخب ��راء الى القول ب�أنه من �أجل‬ ‫�أن ت�ضم ��ن ال�سعودية جدوى �إقت�صادها وقابليته‬ ‫للنمو والإنتعا� ��ش‪ ،‬ف�إنه يجب الت�أكد من �أن �سعر‬ ‫التع ��ادل للنف ��ط ‪� -‬سعر البرميل ال ��ذي تحتاجه‬ ‫لموازن ��ة ميزانيته ��ا – يتوافق م ��ع الإحتياجات‬ ‫المالي ��ة للب�ل�اد‪� .‬سعر التعادل ه ��ذا ‪" --‬ال�سعر‬ ‫المعق ��ول" �أو‪ ،‬ح�س ��ب تعبي ��ر �سع ��ودي ّ‬ ‫ملطف ‪،‬‬ ‫"ال�سع ��ر العادل" ‪ --‬قد �إرتف ��ع ب�شكل حاد في‬ ‫ال�سن ��وات الأخي ��رة‪" .‬ف ��ي الع ��ام ‪ ،1997‬كن ��ت‬ ‫�أعتق ��د �أن ‪ 20‬دوالر ًا كان �سع ��ر ًا معق ��و ًال‪ .‬وف ��ي‬ ‫الع ��ام ‪� ،2006‬أعتق ��د �أن ‪ 27‬دوالر ًا كان �سع ��ر ًا‬ ‫معق ��و ًال"‪� ،‬أو�ض ��ح النعيم ��ي ف ��ي �آذار (مار�س)‬ ‫الفائ ��ت‪" .‬الآن‪ ،‬ه ��و حوال ��ي ‪ 100‬دوالر ‪ ...‬و�أنا‬ ‫�أقول مرة �أخرى �إنه �سعر معقول"‪.‬‬ ‫وفق� � ًا لل�شركة العربية للإ�ستثم ��ارات البترولية‪،‬‬ ‫يبلغ �سعر التع ��ادل حالي ًا ‪ 94‬دوالر ًا للبرميل‪� ،‬أي‬ ‫�أقل من ال�سعر الف ��وري الحالي لخام "برانت"‪.‬‬ ‫(�إي ��ران تحتاج الى �أن يكون �سع ��ر التعادل ‪125‬‬ ‫دوالر ًا للبرمي ��ل الواح ��د لت ��وازن موازنتها‪ ،‬وهو‬ ‫ما يف�س ��ر العداء بي ��ن طه ��ران والريا�ض داخل‬ ‫منظمة "�أوب ��ك")‪ .‬ولكن في غياب الإ�صالحات‬ ‫ال�سيا�سي ��ة العميقة التي ت�ستطي ��ع خلق م�صادر‬ ‫جدي ��دة للدخ ��ل‪ ،‬ف� ��إن �سع ��ر التع ��ادل �س ��وف‬ ‫ينم ��و ويكب ��ر بالت�أكي ��د‪ .‬وفق ًا لم�ؤ�س�س ��ة "جدوى‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪65‬‬


‫عالم الطاقة‬

‫النفط‬

‫هل تن ّقب الريا�ض عن البترول �أكثر �أم �أقل ؟‬

‫الطفرة النفطية األميركية‬ ‫ّ‬ ‫تهدد النظام اإلقتصادي السعودي !‬ ‫الطفرة النفطي��ة الأميركية المقبلة‬ ‫تحم��ل �أنب��اء �سيئ��ة بالن�سب��ة الى‬ ‫المملك��ة العربي��ة ال�سعودي��ة‪� .‬إن‬ ‫كيفية �إ�ستجابة الريا�ض لهذا التطور‬ ‫الهيدروكربون��ي يمك��ن �أن يحدد‬ ‫ب�شكل جيد للغاية م�ستقبلها‪.‬‬

‫تقرير �شارك فيه من وا�شنطن‬ ‫محمد زين الدين ومن الريا�ض �سمير الح�سيني‬ ‫الإتجاه ��ات الحالية في �سوق الطاقة‬ ‫العالمي ��ة ال تبدو جي ��دة بالن�سبة الى‬ ‫المملكة العربي ��ة ال�سعودي ��ة‪� .‬أو ًال‪ ،‬تو ّقعت وكالة‬ ‫الطاق ��ة الدولية ف ��ي ت�شرين الثان ��ي (نوفمبر)‬ ‫‪ 2012‬ب� ��أن تتج ��اوز الوالي ��ات المتح ��دة الدولة‬ ‫العمالق ��ة النفطي ��ة الخليجي ��ة ك�أكب ��ر منت ��ج‬

‫للطاق ��ة في العالم بحلول الع ��ام ‪ .2020‬ثم‪ ،‬في‬ ‫ال�شهر الفائ ��ت‪ُ ،‬ك�شف عن �أن �أميركا ال�شمالية‪،‬‬ ‫مدعوم ��ة بالتط ��ور ال�سري ��ع في �صناع ��ة النفط‬ ‫غي ��ر التقليدي‪� ،‬سوف تهيمن عل ��ى �إنتاج النفط‬ ‫العالم ��ي على م ��دى ال�سنوات الخم� ��س المقبلة‪.‬‬ ‫ه ��ذان التط ��وران غي ��ر المتو ّقعي ��ن ال يم ّث�ل�ان‬ ‫�ضربة لهيبة المملكة العربية ال�سعودية النفطية‬ ‫فح�س ��ب‪ ،‬ولك ��ن �أي�ض ًا تهدي ��د ًا محتم�ل ً�ا للرفاه‬ ‫الإقت�صادي للبالد على المدى الطويل ‪ -‬ال �سيما‬ ‫النفط ال�سعودي‪ :‬هل يتطور �أكثر؟‬

‫‪64‬‬

‫العدد ‪ - 10‬متوز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬


‫عالم الطاقة ¶ النفط‬ ‫للإ�ستثمار"‪ ،‬واحدة من �أهم قواعد المعرفة في‬ ‫العالم حول الإقت�صاد ال�سعودي‪� ،‬أنه بحلول العام‬ ‫‪� 2020‬سوف ي�صل �سعر التعادل في المملكة الى‬ ‫‪ 118‬دوالر ًا للبرميل‪ .‬عن ��د هذه النقطة‪ ،‬ال �شك‬ ‫�أن الإحتياطات النقدي ��ة لوكالة النقد ال�سعودية‬ ‫�س ��وف تبد�أ ف ��ي الإ�ستن ��زاف والنف ��اد ب�سرعة‪،‬‬ ‫و�س ��وف يرتف ��ع �سع ��ر التع ��ادل �إل ��ى ‪ 175‬دوالر ًا‬ ‫للبرميل بحلول العام ‪ ،2025‬و�إلى �أكثر من ‪300‬‬ ‫دوالر بحلول الع ��ام ‪ .2030‬وهذه كلها ت�صب في‬ ‫قلب المع�ضلة‪ :‬من �أجل التوازن في موازنتها في‬ ‫الم�ستقب ��ل‪� ،‬سوف تحتاج ال�سعودية �إلى‪� :‬إما الى‬ ‫حفر �أكث ��ر و�إنتاج برامي ��ل �أكثر وبيعه ��ا ب�أ�سعار‬ ‫منخف�ض ��ة‪� ،‬أو حفر �أق ��ل و�إنتاج برامي ��ل �أقل –‬ ‫وبالتالي تخفي� ��ض تزويد ال�سوق العالمية ‪ -‬وبيع‬ ‫كل منها ب�سعر �أعلى‪.‬‬ ‫الواق ��ع �إن ه ��ذا هو جوه ��ر نقا� ��ش الأمير تركي‬ ‫الفي�ص ��ل والنعيم ��ي‪ .‬كل م ��ن الم�س�ؤولي ��ن فهم‬ ‫مركزية عائدات النفط و�أهميتها لبقاء النظام‪،‬‬ ‫لكنهما �إختلفا حول �أف�ضل ال�سبل للح�صول على‬ ‫الم ��ال‪ .‬يعتقد الأمير تركي ب� ��أن ال�سعودية يجب‬ ‫�أن تن ّم ��ي طاقته ��ا الإنتاجي ��ة بالتزام ��ن مع نمو‬ ‫الإقت�ص ��اد العالم ��ي‪ .‬لك ��ن النعيم ��ي‪ ،‬ال�شخ�ص‬ ‫الذي �س ��وف يكون ف ��ي الواقع المكل ��ف بتحقيق‬ ‫يف�ض ��ل ان تبق ��ى الق ��درات كما‬ ‫ه ��ذا اله ��دف‪ّ ،‬‬ ‫ه ��ي‪ ،‬و�إذا لزم الأمر يدعه ��ا تنخف�ض‪ .‬و�إذا كان‬ ‫التاريخ هو دليلنا ف� ��إن طريقة النعيمي �ست�سود‪.‬‬ ‫من ��ذ العام ‪ ،1980‬فيم ��ا كان الإقت�صاد العالمي‬ ‫ينمو ب�إطراد على قدم و�س ��اق‪ ،‬ت�ضاعفت �أ�سعار‬ ‫النف ��ط �أكث ��ر من �أربع م ��رات من حي ��ث القيمة‬ ‫الحقيقي ��ة‪ .‬على الرغم من ذلك‪ ،‬ف� ��إن المملكة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودي ��ة الت ��ي ترق ��د ف ��وق خم� ��س‬ ‫�إحتياطات العالم النفطي ��ة ال�سهلة الإ�ستخراج‪،‬‬ ‫بالكاد زادت طاقتها الإنتاجية‪.‬‬ ‫�أم ��ا التف�سي ��ر الآخ ��ر المحتمل لإحج ��ام وعدم‬ ‫حما� ��س النعيمي بالن�سب ��ة الى تنمي ��ة القدرات‬ ‫ه ��و انه يعرف م ��ا ن�سب ال ��ى �س ��داد الح�سيني‪،‬‬ ‫المدي ��ر ال�ساب ��ق للتنقي ��ب ف ��ي �شرك ��ة �أرامك ��و‬ ‫ال�سعودي ��ة‪ ،‬عندم ��ا �إلتق ��ى القن�ص ��ل الأميركي‬ ‫الع ��ام ف ��ي الريا� ��ض ف ��ي ‪ .2007‬وفق� � ًا لبرقي ��ة‬ ‫م�س ّربة ن�شرها موق ��ع ويكيليك�س‪ ،‬قال الح�سيني‬ ‫�أن المملكة العربية ال�سعودية قد بالغت بالن�سبة‬ ‫ال ��ى �إحتياطاته ��ا النفطية بن�سب ��ة ت�صل �إلى ‪40‬‬ ‫في المئة‪ ،‬وهذا يعني �أن الإنتاج عند الم�ستويات‬ ‫الحالية غير قابل للإ�ستمرار‪.‬‬

‫وزير الطاقة ال�سعودي علي النعيمي‪ :‬ال داعي لزيادة الإنتاج‬

‫�إذا كان �إ ّدع ��اء الح�سيني �صحيح� � ًا‪ ،‬فهذا يعني‬ ‫�أن هن ��اك طريقة واحدة فق ��ط للمملكة لتغطية‬ ‫نفقاته ��ا الم�ستقبلي ��ة‪ :‬المحافظ ��ة عل ��ى �إرتفاع‬ ‫الأ�سعار من طري ��ق المماطلة في تطوير قدرات‬ ‫جدي ��دة فيم ��ا تعم ��ل على �ضب ��ط �إنت ��اج النفط‬ ‫وتخفي�ضه لتعوي�ض �أي نمو في المعرو�ض الناجم‬ ‫ع ��ن الطف ��رة النفطي ��ة الأميركية ‪ .‬وه ��ذا يعني‬ ‫�أي�ض� � ًا‪ ،‬خالف� � ًا للإعتق ��اد ال�سائ ��د‪� ،‬أن الإرتفاع‬ ‫الحالي في الإنتاج المحلي في الواليات المتحدة‬ ‫لن يكون له ت�أثير يذكر على �أ�سعار النفط الخام‬ ‫العالمي ��ة‪ ،‬وبالتال ��ي عل ��ى الثم ��ن ال ��ذي يدفعه‬ ‫الم�ستهلك عل ��ى البنزين في محط ��ات التعبئة‪.‬‬ ‫النفط ه ��و �سلعة قابلة للإ�ستب ��دال ويتم تحديد‬ ‫�أ�سعاره في ال�سوق العالمية‪� .‬إذا حفرت الواليات‬ ‫المتح ��دة �أكثر‪ ،‬ف�إن ال�سعودي ��ة �ستحفر بب�ساطة‬ ‫�أق ��ل‪ ،‬محافظة عل ��ى عالقة �ضيقة م ��ع العر�ض‬

‫وزير البترول والثروة المعدنية‬ ‫ال�سعودي علي النعيمي يناق�ض‬ ‫ويرف�ض ما جاء في كلمة الأمير‬ ‫تركي الفي�صل‪�" :‬إننا ال نرى �أي �شيء‬ ‫من هذا القبيل‪ ،‬حتى بحلول ‪2030‬‬ ‫�أو ‪... 2040‬ونحن حق ًا ال نحتاج �إلى‬ ‫التفكير حتى بحوالي ‪ 15‬مليون‬ ‫برميل يومي ًا"‬

‫والطلب و�أ�سعار مرتفعة‪.‬‬ ‫�إن خالف الأمي ��ر تركي والنعيمي لي�س �أكاديمي ًا‬ ‫لكن ل ��ه �أث ��ار ًا خطي ��رة بالن�سب ��ة ال ��ى م�ستقبل‬ ‫الإقت�ص ��اد العالمي‪� .‬إذا �أحب ��ت ورغبت المملكة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودية ذلك �أم ال‪ -‬وي ��كاد يكون من‬ ‫الم�ؤكد �أن ��ه ال – ف�إن �سوق الطاقة العالمية على‬ ‫و�ش ��ك التح� � ّول ال ��ى تناف�سي ��ة �أكثر‪ .‬وف ��ي �سوق‬ ‫تناف�سي ��ة‪ ،‬ينبغي تزوي ��د النفط من جانب جميع‬ ‫المنتجين تقريب ًا وفق ًا لإحتياطاتها الجيولوجية‬ ‫وتكاليفها الهام�شي ��ة‪ .‬هناك �شيء خاطئ عميق‬ ‫عندم ��ا نرى �أن الوالي ��ات المتح ��دة‪ ،‬التي ترقد‬ ‫بال ��كاد ف ��وق �إثنين ف ��ي المئ ��ة م ��ن �إحتياطات‬ ‫النف ��ط العالمي ��ة التقليدية‪ ،‬تنت ��ج براميل �أكثر‬ ‫يومي� � ًا من المملكة العربي ��ة ال�سعودية‪ ،‬وهي بلد‬ ‫لديه �إحتياطات �أكبر بع�شر مرات‪.‬‬ ‫تق ��دِّ م ال�سعودي ��ة نف�سه ��ا كبل ��د منت ��ج م�س� ��ؤول‬ ‫يراع ��ي �إحتياج ��ات ال ��دول الم�ستهلك ��ة‪ .‬ه ��ذه‬ ‫الإحتياج ��ات تتزاي ��د بالت�أكي ��د‪ .‬وي ��رى معظ ��م‬ ‫الخب ��راء �أنه �سيكون م ��ن المنا�سب بالن�سبة الى‬ ‫المملك ��ة �أن تن ّم ��ي قدرته ��ا وت�ض ��ع �إ�ستثمارات‬ ‫�إ�ضافي ��ة ف ��ي قطاعه ��ا النفط ��ي‪ .‬و�إذا ما قررت‬ ‫الريا�ض عدم القيام بذلك‪ ،‬يرى ه�ؤالء الخبراء‬ ‫�أن الوالي ��ات المتح ��دة �ستك ��ون م�ضط ��رة ال ��ى‬ ‫�إ�ستخدام �إحتياطاتها الهائلة من الغاز الطبيعي‬ ‫الرخي�ص كورقة رابحة‪ .‬وعندما تباع ال�سيارات‬ ‫وال�شاحن ��ات ف ��ي الوالي ��ات المتح ��دة والغ ��رب‬ ‫القادرة عل ��ى �إ�ستخدام الوق ��ود الم�صنوعة من‬ ‫الغ ��از الطبيعي ومنتجاته ‪� -‬سواء الغاز الطبيعي‬ ‫الم�ضغوط نف�سه‪� ،‬أم وقود �سائلة مثل الميثانول‪،‬‬ ‫�أو الغ ��از الطبيعي الم�ستمد من الكهرباء ‪ -‬ف�إن‬ ‫�سع ��ر وقود النق ��ل �سوف تح ��دده �أ�س ��واق ال�سلع‬ ‫الحرة والمتنوع ��ة‪ ،‬ولي�س الق ��رارات التي تتخّ ذ‬ ‫في الريا�ض كما كان الأمر دائم ًا‪.‬‬ ‫وي�ضي ��ف ه�ؤالء الخبراء ب� ��أن نظام ًا ي�ضطر فيه‬ ‫م�ستهلك ��و النفط الى دف ��ع "�سعر معقول" يرتفع‬ ‫للبرميل من �أج ��ل الإلتزامات المالية المتزايدة‬ ‫لل�صن ��دوق ال�سع ��ودي غي ��ر قاب ��ل للإ�ستم ��رار‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص� � ًا في وقت تبح ��ث غالبية البلدان التي‬ ‫تعاني �ضائقة مالية عن �سبل للحد من �إلتزاماتها‬ ‫المالية‪ .‬فيما العالم يتحرك وينتقل تدريج ًا نحو‬ ‫ط ��رق معقولة �أكث ��ر بالن�سبة الى �أ�سع ��ار لطاقة‬ ‫جديدة ت�ستخدمها ال�سي ��ارات وغيرها‪ ،‬ف�إن من‬ ‫الأف�ض ��ل للمملكة �أن تحفر في �أدمغة �شعبها بكل‬ ‫حيوية كما تحفر في الأر�ض‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪67‬‬



‫غ ��رب القرنة المرب ��ح‪ ،‬وهي ح�صة قد تك ��ون �إك�سون‬ ‫موبي ��ل مجب ��رة عل ��ى ت�صفيته ��ا ب�سب ��ب م�صالحه ��ا‬ ‫النفطية ف ��ي كرد�ستان العراق‪ .‬مع ذلك‪ ،‬فقد قاومت‬ ‫ال�شركة الأميركية العمالقة حتى الآن ال�ضغوط للبيع‪،‬‬ ‫وفي �آذار (مار�س) قالت ال�شركة ال�صينية �أنها �سوف‬ ‫تكون مهتمة في ت�شكيل �شراكة مع �إك�سون موبيل لحقل‬ ‫النفط‪.‬‬ ‫�إذا كان غزو الواليات المتحدة للعراق و�إحتالله �إنتهى‬ ‫ب�إ�ستفادة ال�صين‪ ،‬يقول خبراء الطاقة الأميركية‪� ،‬إن‬ ‫دورة الأح ��داث غير المتوقع ��ة لي�ست �سيئة بال�ضرورة‬ ‫بالن�سب ��ة ال ��ى م�صال ��ح وا�شنط ��ن‪� .‬إن زي ��ادة الإنتاج‬ ‫العراق ��ي‪ ،‬والكثي ��ر منه ي�ضخ ��ه العم ��ال ال�صينيون‪،‬‬ ‫ق ��د حمى �أي�ض� � ًا الإقت�ص ��اد العالمي م ��ن �إرتفاع حاد‬ ‫ف ��ي �أ�سعار النفط الناجم ع ��ن العقوبات الغربية على‬ ‫�ص ��ادرات النف ��ط الإيرانية‪ .‬وم ��ع الطفرة ف ��ي �إنتاج‬ ‫النفط المحل ��ي الأميركي في حق ��ول ال�صخر الزيتي‬ ‫الجدي ��دة متجاوزة كل التوقعات عل ��ى مدى ال�سنوات‬ ‫الأربع الما�ضية‪� ،‬إنخف� ��ض الإعتماد على نفط ال�شرق‬ ‫الأو�سط‪ ،‬الأمر الذي يجعل الو�صول �إلى حقول النفط‬ ‫العراقية �أقل حيوية بالن�سبة الى الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫ف ��ي الوقت عين ��ه‪ ،‬يمكن �أن ت�ساع ��د م�صلحة ال�صين‬ ‫و�إهتمامه ��ا في العراق �أي�ض ًا في تحقيق الإ�ستقرار في‬ ‫البالد فيما هي تواجه �صراع ًا طائفي ًا متزايد ًا‪.‬‬ ‫"م�صلحتنا تكمن في �أن ُينتَج النفط ويح�صل العراق‬ ‫عل ��ى المال‪ ،‬لذلك هذه عالم ��ة �إيجابية كبيرة"‪ ،‬قال‬ ‫ديفي ��د غولدوي ��ن‪ ،‬الذي كان من�س ��ق وزارة الخارجية‬ ‫ل�ش�ؤون الطاقة الدولية ف ��ي �إدارة �أوباما الأولى‪" .‬من‬ ‫الناحي ��ة الجيو�سيا�سي ��ة تط ��ورت العالق ��ات وتو ّثقت‬ ‫الرواب ��ط بي ��ن ال�صين والع ��راق‪ ،‬على الرغ ��م من �أن‬ ‫بكين لم تدخل البالد م ��ن �أجل هدف �سيا�سي‪ .‬والآن‬ ‫بعد تمركز �شركاتها وعماله ��ا هناك‪ ،‬لديها م�صلحة‬ ‫كبي ��رة ف ��ي �ضم ��ان �إ�ستمراري ��ة النظام ال ��ذي ي�س ّهل‬ ‫�إ�ستثماراتها "‪.‬‬ ‫بالن�سبة ال ��ى بكين‪ ،‬ي�شكل العراق واح ��د ًا من العديد‬ ‫من البلدان التي تعتم ��د عليها ب�شكل متزايد للحفاظ‬ ‫عل ��ى �إدارة �إقت�صادها المتنام ��ي‪ .‬و�أ�صبحت ال�صين‬ ‫�أخي ��ر ًا �أكب ��ر م�ستورد للنف ��ط في العال ��م؛ ومع تزايد‬ ‫�إ�ستهالكه ��ا‪ ،‬فه ��ي ت�ستثم ��ر بكثافة في حق ��ول النفط‬ ‫والغ ��از ف ��ي جمي ��ع �أنحاء العال ��م ‪ -‬حوال ��ي ‪ 12‬مليار‬ ‫دوالر في العام ‪ ،2011‬وفق ًا لوزارة الطاقة الأميركية‪.‬‬ ‫�أكث ��ر من ‪ 50‬ف ��ي المئة من وارداتها م ��ن النفط ي�أتي‬ ‫من ال�شرق الأو�س ��ط‪ ،‬وحتى مع تخفي�ض وارداتها من‬ ‫�إي ��ران في ال�سنوات الأخيرة‪�" .‬إن الأمر ب�سيط جد ًا"‪،‬‬ ‫ق ��ال كيفن جيان ج ��ون تو‪ ،‬وه ��و خبير ف ��ي �سيا�سات‬ ‫الطاقة ال�صينية في م�ؤ�س�سة كارنيغي لل�سالم الدولي‪.‬‬ ‫"ال�صي ��ن تحتاج الى المزيد من الطاقة وفي حاجة‬

‫رئي�س الحكومة نوري المالكي في زيارته الى ال�صين‪ :‬توثيق العالقات‬

‫الى تنويع م�صادرها"‪.‬‬ ‫الحكومة العراقية بدورها تحتاج الى الإ�ستثمار‪ ،‬ويبقى‬ ‫النفط ف ��ي قلب م�ستقبله ��ا ال�سيا�س ��ي والإقت�صادي‪.‬‬ ‫حالي� � ًا يعتبر العراق ثاني �أكب ��ر منتج للنفط في �أوبك‬ ‫بع ��د ال�سعودية‪ ،‬وتعتمد حكومت ��ه على عائدات النفط‬ ‫لتمويل برامجها الع�سكرية والإجتماعية‪ .‬وتقدِّ ر بغداد‬ ‫ب� ��أن حقولها النفطي ��ة وخطوط الأنابي ��ب والم�صافي‬ ‫تحت ��اج الى ‪ 30‬مليار دوالر م ��ن الإ�ستثمارات ال�سنوية‬ ‫للو�صول �إل ��ى �أهداف الإنتاج التي من �ش�أنها �أن تجعل‬ ‫بالد م ��ا بين النهرين م ��ن القوى الرائ ��دة في مجال‬ ‫الطاقة في العالم لعقود مقبلة‪.‬‬

‫الخبير الأميركي ديني�س ناتالي‪:‬‬ ‫"�إن ال�صينيين هم �أكير الم�ستفيدين من‬ ‫هذه الطفرة النفطية في مرحلة ما بعد‬ ‫�صدام في العراق فهم في حاجة الى‬ ‫الطاقة ويريدون الدخول الى ال�سوق"‬ ‫الم�س�ؤول الأميركي ال�سابق‬ ‫مايكل ماكوف�سكي‪" :‬لقد خ�سرنا‬ ‫كثير ًا‪ .‬لم يكن لل�صينيين �أية عالقة‬ ‫مع الحرب‪ ،‬ولكن من وجهة نظر‬ ‫�إقت�صادية فهم ي�ستفيدون منها‪،‬‬ ‫و�أ�سطولنا الخام�س وقواتنا الجوية‬ ‫ي�ساعدان على �ضمان وارداتهم"‬

‫يمك ��ن للعائدات الت ��ي ينتجها ه ��ذا الإ�ستثم ��ار �إما‬ ‫الم�ساع ��دة في تهدئة التوترات بين الأكراد وال�شيعة‬ ‫وال�سن ��ة‪� ،‬أو تفاقمه ��ا فيم ��ا تتقات ��ل المع�سك ��رات‬ ‫المتناف�سة على الغنائم‪.‬‬ ‫ولكن ه ��ذا النوع م ��ن الإ�ستثمار الذي ه ��و �ضروري‬ ‫تط ّل ��ب التعاق ��د والإ�ستعانة بخدم ��ات �شركات نفط‬ ‫�أجنبي ��ة لي�س ��ت دائم� � ًا متحم�سة للوطني ��ة والقومية‬ ‫العراقية‪ ،‬حي ��ث تعمل في ظل �ش ��روط بخيلة ربحي ًا‬ ‫�أو عدم �إ�ستقرار الحالة الأمنية الذي يمكن �أن ي�ضع‬ ‫الموظفي ��ن ف ��ي خطر‪ .‬بع� ��ض هذه ال�ش ��ركات‪ ،‬مثل‬ ‫"�ستات �أويل" النروجية‪ ،‬رحل �أو ق ّل�ص عملياته‪.‬‬ ‫لك ��ن ال�صينيي ��ن‪ ،‬كثير ًا ما م�ل��أوا الف ��راغ ك�شركاء‬ ‫م ��ع �ش ��ركات �أوروبية �أخرى مثل "بي ب ��ي" �أو �شركة‬ ‫البت ��رول التركي ��ة‪ .‬وهم �سع ��داء لأنهم ر ّك ��زوا على‬ ‫النف ��ط م ��ن دون التدخ ��ل ف ��ي الق�ضاي ��ا المحلي ��ة‬ ‫الأخرى‪" .‬ال�صينيون ه ��م �أنا�س ب�سطاء جدا"‪ ،‬قال‬ ‫م�س� ��ؤول ف ��ي وزارة النف ��ط العراقي ��ة ال ��ذي تحدث‬ ‫�شريطة ع ��دم الك�شف عن هويته لأن ��ه لم يكن لديه‬ ‫�إذن للتح ��دث ال ��ى و�سائ ��ل االع�ل�ام‪�" .‬إنه ��م �أنا�س‬ ‫عملي ��ون‪ .‬لي�س ��ت لديه ��م �أي عالق ��ة م ��ع ال�سيا�س ��ة‬ ‫�أو الدي ��ن‪ .‬فه ��م فق ��ط يعمل ��ون ويتناول ��ون الطعام‬ ‫وينامون"‪.‬‬ ‫وق ��ال خب ��راء الطاقة الدولي ��ة ب�أن ل ��دى ال�صينيين‬ ‫ميزة تناف�سية على �ش ��ركات النفط الغربية العاملة‬ ‫في العراق‪ .‬و�أ�شاروا �إل ��ى �أن ال�صينيين‪ ،‬على عك�س‬ ‫العديد م ��ن �شركات النفط الغربي ��ة‪ ،‬على �إ�ستعداد‬ ‫لقبول عق ��ود خدمة مقاب ��ل م�ست ��وى منخف�ض جد ًا‬ ‫ل�سع ��ر برمي ��ل النف ��ط م ��ن دون وع ��د بالح ��ق ف ��ي‬ ‫�إحتياطات م�ستقبلية‪ .‬في حين �أن ال�شركات النفطية‬ ‫الخا�صة ف ��ي حاجة �إل ��ى تدوين �إحتياط ��ات النفط‬ ‫في دفاتره ��ا الح�سابية لإر�ضاء طل ��ب الم�ستثمرين‬ ‫بالنم ��و‪ ،‬فال�صينيون لي�ست لديه ��م حاجة الى الرد‬ ‫على م�ساهمين‪.‬‬ ‫ال�ش ��ركات ال�صيني ��ة والعاملون فيها يف ��وزون �أي�ض ًا‬ ‫بعالم ��ات عالية جراء خبرته ��م الفنية‪ ،‬طالما �أنهم‬ ‫ال يعملون في حقول نفط معقدة‪ ،‬مثل تلك الموجودة‬ ‫في المياه العميقة‪�" .‬إنهم يعر�ضون الكثير من ر�أ�س‬ ‫المال والرغبة في الح�صول على ما يريدون ب�سرعة‬ ‫م ��ع وجود �شهي ��ة عالي ��ة للخطر"‪ ،‬قال ب ��در جعفر‪،‬‬ ‫رئي� ��س �شرك ��ة "نفط اله�ل�ال"‪ ،‬وهي �شرك ��ة بترول‬ ‫وغ ��از م�ستقلة ومقرها ف ��ي دولة الإم ��ارات العربية‬ ‫المتح ��دة ومنتجة كبيرة للغاز ف ��ي العراق‪ .‬و�أ�ضاف‬ ‫ب� ��أن ال�صينيي ��ن كان ��وا حيويين بالن�سب ��ة الى جهود‬ ‫العراق لتو�سيع �إنت ��اج النفط‪ ،‬م�ضيف ًا‪" :‬لي�ست ليهم‬ ‫عراقي ��ل و�أطواق للح�صول عل ��ى الموظفين والعمال‬ ‫و�إي�صالهم للعمل على �أر�ض الواقع"‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪69‬‬


‫عالم الطاقة‬

‫النفط‬

‫�أميركا حررت بالد ما بين النهرين وال�صين بلعت ثروتها الهيدروكربونية‬

‫بكين تجني أكبر الفوائد‬ ‫من الطفرة النفطية في العراق‬ ‫عندم��ا غ��زت الق��وات الأميركية‬ ‫الع��راق ف��ي ‪� 2003‬أجم��ع معظ��م‬ ‫المراقبي��ن عل��ى �أن اله��دف‬ ‫ه��و ال�سيط��رة عل��ى الث��روة‬ ‫الهيدروكربونية العراقية ال�ضخمة‪،‬‬ ‫ولك��ن الحقائ��ق كذّ ب��ت كل هذه‬ ‫التوقعات حيث تبين بعد حين ب�أن‬ ‫ال�صين هيمنت على �صناعة النفط‬ ‫ف��ي الع��راق و�صارت �أكب��ر عميل‬ ‫لبغداد في هذا المجال‪.‬‬ ‫النفط العراقي‪:‬‬ ‫‪ 50‬في المئة منه‬ ‫ت�شتريه ال�صين‬

‫‪68‬‬

‫�شارك في هذا التقرير‪ :‬من بغداد‬ ‫�صالح العفان ومن وا�شنطن محمد زين الدين‬ ‫منذ الغزو الذي قادته الواليات المتحدة‬ ‫في العام ‪� ،2003‬أ�صبح العراق واحد ًا من‬ ‫كبار منتجي النفط في العالم‪ ،‬و�صارت ال�صين حالي ًا‬ ‫من �أكبر زبائنه‪.‬‬ ‫ت�شتري بكين بالفعل ما يقرب من ن�صف النفط الذي‬ ‫ينتج ��ه العراق‪ ،‬نح ��و ‪ 1.5‬مليون برمي ��ل يومي ًا‪ ،‬وهي‬ ‫ت�سع ��ى الى ح�ص ��ة �أكبر‪ ،‬حيث تح ��اول الح�صول على‬ ‫�أ�سه ��م ف ��ي واحد من �أكب ��ر حقول النفط ف ��ي العراق‬ ‫الذي تملكه �أك�سون موبيل‪.‬‬ ‫"�إن ال�صينيي ��ن ه ��م �أكي ��ر الم�ستفيدي ��ن م ��ن هذه‬ ‫الطف ��رة النفطي ��ة ف ��ي مرحل ��ة م ��ا بع ��د �ص ��دام في‬ ‫الع ��راق"‪ ،‬قال ديني� ��س ناتالي‪ ،‬وهو خبي ��ر في �ش�ؤون‬ ‫ال�ش ��رق االو�س ��ط ف ��ي جامع ��ة الدف ��اع الوطن ��ي ف ��ي‬ ‫وا�شنطن‪ .‬و�أ�ضاف "�إنهم في حاجة الى الطاقة‪ ،‬وهم‬ ‫يريدون الدخول الى ال�سوق"‪.‬‬ ‫قبل الغ ��زو‪ ،‬كانت �صناع ��ة النفط العراقي ��ة خرقاء‪،‬‬ ‫عزل ��ت �إل ��ى حد كبي ��ر عن الأ�س ��واق العالمي ��ة ب�سبب‬ ‫العقوب ��ات الدولية �ض ��د نظام �ص ��دام ح�سين‪ ،‬لذلك‬ ‫ق ّدم ��ت �إطاحت ��ه وع ��د ًا دائم� � ًا بتج ��دد الو�ص ��ول �إلى‬ ‫�إحتياط ��ات هيدروكربونية هائلة ف ��ي البالد‪� .‬إ�ستغ ّلت‬ ‫ال�شركات ال�صينية المملوكة للدولة الفر�صة‪ ،‬و�سكبت‬ ‫�أكث ��ر م ��ن ملي ��اري دوالر �سنوي� � ًا ومئ ��ات العمال في‬ ‫العراق‪ ،‬وبالقدر عينه من الأهمية‪ ،‬مبدية �إ�ستعدادها‬ ‫للعمل ح�سب قواعد الحكومة العراقية الجديدة وقبول‬ ‫�أرباح �أقل للفوز بعقود‪.‬‬ ‫"لق ��د خ�سرنا كثير ًا"‪ ،‬قال ماي ��كل ماكوف�سكي‪ ،‬وهو‬ ‫م�س� ��ؤول �سابق في وزارة الدفاع ف ��ي �إدارة بو�ش الذي‬ ‫عم ��ل عل ��ى ال�سيا�سة النفطي ��ة في الع ��راق‪" .‬لم يكن‬ ‫لل�صينيين �أية عالقة مع الحرب‪ ،‬ولكن من وجهة نظر‬ ‫�إقت�صادية فه ��م ي�ستفيدون منها‪ ،‬و�أ�سطولنا الخام�س‬ ‫وقواتنا الجوية ي�ساعدان على �ضمان وارداتهم"‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن عم ��ق �إلتزام بكي ��ن هنا يب ��دو وا�ضح ًا في‬ ‫التفا�صيل الكبيرة وال�صغيرة‪.‬‬ ‫في ال�صح ��راء بالقرب م ��ن الح ��دود الإيرانية‪ ،‬بنت‬

‫العدد ‪ - 10‬متوز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫ال�صي ��ن �أخي ��ر ًا مطارها الخا� ��ص لنقل العم ��ال �إلى‬ ‫حقول النفط في جنوب الع ��راق‪ ،‬وهناك خطط لبدء‬ ‫رحالت جوية مبا�ش ��رة من بكين و�شنغهاي �إلى بغداد‬ ‫قريب ًا‪ .‬في الفنادق الفاخرة في مدينة الب�صرة‪ ،‬يبهر‬ ‫المدي ��رون التنفيذي ��ون ال�صيني ��ون م�ضيفيه ��م لي�س‬ ‫فقط لأنه ��م يتكلمون اللغ ��ة العربية‪ ،‬ولك ��ن بلهجتهم‬ ‫العربية العراقية‪.‬‬ ‫والجدي ��ر بالذك ��ر‪� ،‬أن م ��ا ال يفعل ��ه ال�صيني ��ون ه ��و‬ ‫�إب ��داء ال�شك ��وى �أو الإمتعا�ض‪ .‬على عك� ��س المديرين‬ ‫التنفيذيي ��ن ف ��ي �ش ��ركات النف ��ط الغربي ��ة العمالقة‬ ‫مث ��ل �إك�سون موبيل‪ ،‬يقبل ال�صيني ��ون ب�سعادة �شروط ًا‬ ‫�صارمة م ��ن العقود النفطية في الع ��راق‪ ،‬التي ال تدر‬ ‫�سوى الحد الأدنى م ��ن الأرباح‪ .‬في الواقع �إن ال�صين‬ ‫ت�سع ��ى في مجال الطاقة لتغذي ��ة �إقت�صادها �أكثر من‬ ‫�سعيه ��ا الى جن ��ي الأرباح لإث ��راء �شركاته ��ا النفطية‬ ‫العمالقة‪.‬‬ ‫م ��ن جه ��ة �أخ ��رى‪ ،‬لي� ��س ل ��دى ال�ش ��ركات ال�صيني ��ة‬ ‫واج ��ب و�إلتزامات للرد والإجابة عل ��ى م�ساهمين‪� ،‬أو‬ ‫دف ��ع �أرب ��اح �أ�سهم �أو حت ��ى توليد �أرباح‪ .‬فه ��ي �أدوات‬ ‫لل�سيا�سة الخارجية في بكين لت�أمين �إمدادات الطاقة‬ ‫ل�سكانه ��ا "المزدهري ��ن" والجي ��اع على نح ��و متزايد‬ ‫للطاق ��ة‪" .‬لي�ست لدين ��ا �أي م�شاكل معه ��م" قال عبد‬ ‫المهدي المي ��دي‪ ،‬م�س�ؤول ف ��ي وزارة النفط العراقية‬ ‫الذي يتعام ��ل مع العقود المبرمة م ��ع �شركات النفط‬ ‫الأجنبية‪ .‬و�أ�ض ��اف "�إنهم متعاونون جد ًا‪ .‬هناك فرق‬ ‫كبي ��ر‪ ،‬ف�إن ال�ش ��ركات ال�صينية هي �ش ��ركات مملوكة‬ ‫للدول ��ة‪ ،‬ف ��ي حي ��ن �إك�س ��ون �أو "ب ��ي ب ��ي" �أو �شل فهي‬ ‫مختلفة"‪.‬‬ ‫تب ��ذل ال�صين الآن تح ��ركات عدوانية لتو�سيع دورها‪،‬‬ ‫فيم ��ا تعاني بغ ��داد في �شكل متزايد م ��ن خالفات مع‬ ‫�ش ��ركات النف ��ط التي عق ��دت �صفق ��ات منف�صلة مع‬ ‫�إقلي ��م كرد�ست ��ان �شب ��ه الم�ستق ��ل في الع ��راق‪ .‬يقدم‬ ‫الأكراد �شروط ًا �أكثر �سخ ��اء من الحكومة المركزية‪،‬‬ ‫ولك ��ن العراق والوالي ��ات المتحدة يعتب ��ران مثل هذه‬ ‫ال�صفقات غير قانونية‪.‬‬ ‫ف ��ي �أواخ ��ر العام الفائ ��ت‪ ،‬حاول ��ت �شرك ��ة ال�صين‬ ‫الوطني ��ة للبترول �شراء ح�صة ‪ 60‬ف ��ي المئة في حقل‬


‫الحالية م�ستويات قريبة م ��ن م�ستويات الذروة التي‬ ‫بلغتها الحقبة ال�سوفياتية‪ .‬على مدى العقد الما�ضي‪،‬‬ ‫وا�صل �إنتاج النفط الرو�سي هجرته الت�صاعدية‪.‬‬ ‫حالي ًا‪ ،‬تناف�س رو�سيا المملكة العربية ال�سعودية على‬ ‫لق ��ب �أكبر منتج للنفط في العالم‪ .‬لكن الإحتياطات‬ ‫الم�ؤكدة الحالية الرو�سية ال تقترب من قدرة النفط‬ ‫ف ��ي ال�سعودي ��ة �أو حتى �أمي ��ركا ال�شمالي ��ة‪ .‬وعالوة‬ ‫عل ��ى ذلك‪ ،‬على عك�س ال�سعودي ��ة‪ ،‬رو�سيا تنتج نفط ًا‬ ‫بتحم ��ل كامل من دون فائ�ض ف ��ي الطاقة الإنتاجية‪.‬‬ ‫عل ��ى هذا النح ��و‪ ،‬ف� ��إن كثيرين ينظ ��رون �إلى قطاع‬ ‫النف ��ط الرو�سي ب�أنه �سيكون‪ ،‬مرة �أخرى‪ ،‬على حافة‬ ‫�إنخفا� ��ض كبير‪� .‬إن تكاليف الإنت ��اج تزداد‪ ،‬والعودة‬ ‫ال ��ى حجم الإنتاج الذي كان ف ��ي الحقبة ال�سوفياتية‬ ‫للنف ��ط التقليدي (المع ��روف �أي�ضا با�س ��م الحقول‬ ‫البنية) �أخذت تركد‪.‬‬ ‫ل ��دى رو�سي ��ا �أي�ض� � ًا مجموع ��ة وا�سع ��ة م ��ن الموارد‬ ‫غي ��ر الم�ستغلة‪ ،‬بم ��ا في ذلك نفط ف ��ي حقول نائية‬ ‫خ�ضراء جديدة تحتوي على �إحتياطات وفيرة لكنها‬ ‫مكلف ��ة للتطوير وبعيدة من البني ��ة التحتية القائمة‪.‬‬ ‫�أب ��دى الإتح ��اد ال�سوفيات ��ي ال�سابق �إهتمام� � ًا كبير ًا‬ ‫في تطوي ��ر تقنيات جي ��ل مبكر لإنتاج ه ��ذا النفط‪،‬‬ ‫والذهاب حتى الى ك�سر الأحجار ال�صخرية الزيتية‬ ‫ب�إ�ستخدام تفجيرات نووي ��ة تحت الأر�ض في حو�ض‬

‫تيمان بيت�شورا في �ستينات القرن الفائت‪ .‬وقد حدد‬ ‫الجيولوجي ��ون هذا النف ��ط غير التقلي ��دي ال�صعب‬ ‫الإ�ستخ ��راج‪ ،‬لكنه ��م ترك ��وه ف ��ي الأر� ��ض للأجيال‬ ‫المقبل ��ة لإدارت ��ه‪ .‬وهذا ه ��و التحدي ال ��ذي تواجهه‬ ‫رو�سيا الآن‪.‬‬

‫نفط رو�سي جديد في الأفق‬ ‫ب ��د�أ العال ��م ينفد تدريج� � ًا ن�سبي ًا م ��ن النفط الخام‬ ‫التقلي ��دي ال�سه ��ل الإ�ستخراج‪ .‬ب�سب ��ب ذلك‪ ،‬بقيت‬ ‫رو�سي ��ا‪ ،‬جنب� � ًا �إلى جنب م ��ع دول �أخ ��رى‪ ،‬تعمل في‬ ‫ظ ��ل �إفترا� ��ض �أن م�صير �إحتياط ��ي النفط المتبقي‬ ‫�سي�صب ��ح‪ ،‬على نح ��و متزايد‪� ،‬أكثر كثاف ��ة بالكربون‬ ‫ف ��ي الم�ستقب ��ل‪ .‬مثل هذا النفط الثقي ��ل له مركبات‬ ‫فيزيائي ��ة وكيميائية تختل ��ف �إختالف ًا جوهري ًا‪ ،‬وهي‬ ‫لذلك‪� ،‬أكثر �صعوبة للتعام ��ل معها و�أكثر �ضرر ًا على‬ ‫البيئة من الخ ��ام التقليدي‪ .‬ولك ��ن تطورات جديدة‬ ‫في جميع �أنحاء العالم حدّدت النفط الثقيل (وغالب ًا‬ ‫الخفيف ج ��د ًا) ب�أنه نفط تقلي ��دي �أكثر في تركيبته‬ ‫ولكنه غير تقليدي في �إنتاجه‪.‬‬ ‫تحت ��اج مو�سك ��و ال ��ى تقيي ��م الفر� ��ص وتحدي ��ات‬ ‫الإم ��دادات المتزاي ��دة م ��ن الم ��واد النفطي ��ة غير‬ ‫المتجان�س ��ة من �أج ��ل �أن تقرر �أولوياته ��ا الجديدة‪.‬‬ ‫ف ��ي العام ‪ ،2000‬كان مي ��زان رو�سيا النفطي ‪ 83‬في‬

‫حالي ًا‪ ،‬تناف�س رو�سيا المملكة‬ ‫العربية ال�سعودية على لقب‬ ‫�أكبر منتج للنفط في العالم‪ ،‬لكن‬ ‫الإحتياطات الم�ؤكدة الحالية الرو�سية‬ ‫ال تقترب من قدرة النفط في ال�سعودية‬ ‫�أو حتى �أميركا ال�شمالية‬ ‫�إحت ّلت عملية �إنماء وتطوير منطقة القطب‬ ‫ال�شمالي مركز ال�صدارة �أخير ًا تحت‬ ‫�شعار "الجيل الرابع من النفط الرو�سي"‪،‬‬ ‫لكن اال�ستفادة من النفط ال�صخري‬ ‫المترا�ص قد تو ّفر فر�صة لرو�سيا‬ ‫للحفاظ على م�ستويات الإنتاج الحالية‬ ‫"رو�سنيفت" من ال�شركات الرو�سية النفطية الرائدة‬

‫المئة خفيف ًا و ‪ 15‬في المئة ثقي ًال‪ ،‬و ‪ 2‬في المئة قار ًا‬ ‫(قط ��ران) ثقي ��ل جد ًا—وهو نفط قدي ��م تدهورت‬ ‫حالت ��ه بفعل البكتيريا‪ ،‬الأمر ال ��ذي جعله �صلب ًا مثل‬ ‫الزف ��ت‪ ..‬بحلول العام ‪ ،2020‬م ��ن المتوقع �أن يتغير‬ ‫مي ��زان النف ��ط الرو�س ��ي ويتح ّول‪� .‬س ��وف يت�ضاعف‬ ‫النف ��ط الثقي ��ل الى ‪ 30‬ف ��ي المئ ��ة‪ ،‬بينم ��ا �سينتفخ‬ ‫الق ��ار �إلى ‪ 20‬في المئة‪ ،‬و�ستك ��ون النتيجة ح�ص�ص ًا‬ ‫مت�ساوية من النفط الخفيف والثقيل‪.‬‬ ‫هذا التوقع‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬ال ينعم النظر في �آفاق النفط‬ ‫الرو�س ��ي القوية والتي وجدت ف ��ي تكوينات �صخرية‬ ‫منخف�ض ��ة الم�سام والنفاذ ن�سبي ًا‪ .‬مثل طفرة النفط‬ ‫الخفي ��ف القوية الأخيرة في �أمي ��ركا ال�شمالية التي‬ ‫�أ�صبح ��ت ممكن ��ة بف�ض ��ل التك�سي ��ر الهيدروليك ��ي‬ ‫والحف ��ر الأفقي‪ ،‬رو�سيا تق ��ف على عتبة فتح �صفحة‬ ‫فئة جديدة م ��ن النفط ال�صخ ��ري المترا�ص القوي‬ ‫(‪ )tight oil‬كان بعيد المنال �سابق ًا‪.‬‬ ‫�س ��وف يكون بمثاب ��ة بديل لنف ��ط القط ��ب ال�شمالي‬ ‫الخط ��ر‪ ،‬الذي ي�شكل عدد ًا ال يح�صى من التحديات‬ ‫الت�شغيلية‪ ،‬مثل ظ ��روف الطق�س التي ال يمكن التنب�ؤ‬ ‫به ��ا وهذا م ��ن �ش�أنه �أن يزي ��د المخاط ��ر الت�شغيلية‬ ‫وال ��ردود على ت�سرب النفط‪ .‬في الوقت عينه‪ ،‬يتم ّيز‬ ‫النف ��ط المترا�ص ب�أنه �أق ��ل كثافة من الكربون و�أقل‬ ‫�ضررا" من القار‪.‬‬ ‫�إحت ّلت عملية �إنماء وتطوير منطقة القطب ال�شمالي‬ ‫مرك ��ز ال�صدارة �أخي ��ر ًا تحت �شع ��ار "الجيل الرابع‬ ‫م ��ن النفط الرو�س ��ي"‪ ،‬ولكن اال�ستف ��ادة من النفط‬ ‫ال�صخ ��ري المترا� ��ص ق ��د تو ّف ��ر فر�ص ��ة لرو�سي ��ا‬ ‫للحف ��اظ عل ��ى م�ستويات الإنتاج الحالي ��ة‪ .‬في العام‬ ‫‪ ،2010‬توقعت "�إ�ستراتيجية الطاقة لرو�سيا ‪"2030‬‬ ‫ال�صادرة عن وزارة الطاقة الرو�سية ب�أن تبلغ الكمية‬ ‫الم�ستخرج ��ة م ��ن النفط ال�صخ ��ري ‪ 40‬مليون طن‬ ‫متري على الأقل‪ ،‬من �أ�صل ‪ 500‬الى ‪ 530‬مليون طن‬ ‫متري م ��ن الإنتاج ال�سنوي‪ .‬ه ��ذه الح�صة ال�صغيرة‬ ‫م ��ن الإنت ��اج الحال ��ي ال تعط ��ي حج ��م الإمكان ��ات‬ ‫الحقيقي للنفط ال�صخري المترا�ص الرو�سي‪ ،‬نظر ًا‬ ‫الى حجم النفط الكبير الموجود في المكان‪.‬‬ ‫ل ��دى رو�سي ��ا ت�شكي�ل�ات ع ��دة معروف ��ة م ��ن النفط‬ ‫ال�صخ ��ري المترا� ��ص في غ ��رب �سيبيري ��ا‪ .‬ويعتقد‬ ‫�أن ت�شكي ��ل "بازين ��وف" "‪ "Bazhenov‬المع ��روف‪،‬‬ ‫ال ��ذي تق ��در �إحتياطاته حالي� � ًا بما ي�ص ��ل الى ‪140‬‬ ‫ملي ��ار طن متري من النفط‪ ،‬يحتوي على كميات من‬ ‫الم ��واد الهيدروكربونية حتى �أكب ��ر من ت�شكيل باكن‬ ‫ف ��ي الوالي ��ات المتحدة ال ��ذي يقع في والي ��ة داكوتا‬ ‫ال�شمالية‪ ،‬ويعتبر واحد ًا من �أكبر الأماكن المعروفة‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪71‬‬


‫عالم الطاقة‬

‫النفط‬

‫المواد الهيدروكربونية الرو�سية �أمام فر�ص وتحديات‬

‫لماذا ّ‬ ‫تشجع موسكو‬ ‫إستخراج أقذر أنواع النفط؟‬ ‫لدى رو�سيا موارد هيدروكربونية‬ ‫متنوعة‪ ،‬ولكن ال�سيا�سات الحالية‬ ‫ت�شج��ع على �إ�ستخراج �أقذر �أنواع‬ ‫الوق��ود‪ .‬هن��اك حاجة �إل��ى �إتباع‬ ‫نهج �إقت�صادي �أكثر مالءمة و�سليم‬ ‫بالن�سبة الى البيئة‪.‬‬ ‫مو�سكو ‪ -‬ليلى الحلو‬ ‫تن ��ام كمي ��ة هائل ��ة م ��ن النف ��ط غي ��ر‬ ‫التقلي ��دي ف ��ي �أرا�ض ��ي رو�سي ��ا‪ ،‬وبع�ض‬ ‫الموارد �أق ��ذر و�أكثر تحدي ًا للإ�ستخ ��راج والمعالجة‬ ‫والتكري ��ر م ��ن غي ��ره‪ .‬و�سوف يك ��ون لكيفي ��ة عملية‬ ‫تطوي ��ر هذه الث ��روة النفطية – م ��ن �إختيار الموارد‬ ‫الى ال�ضوابط البيئية— ت�أثير في رو�سيا والعالم‪.‬‬ ‫للأ�سف‪ ،‬تقدّم ال�سيا�سات النفطية الرو�سية الحالية‬ ‫دعم� � ًا عالي� � ًا وتفر� ��ض �ضرائب متدني ��ة على معظم‬ ‫�أن ��واع الوق ��ود التي ي�صع ��ب �إ�ستخراجه ��ا و�أقذرها‪.‬‬ ‫ويرى الخب ��راء �أن تلك ال�سيا�س ��ات ت�أخذ البالد في‬ ‫الإتج ��اه الخاط ��ئ تمام� � ًا‪� .‬إن �إغ ��راق ال�س ��وق بهذه‬ ‫الطريقة بالم ��وارد النفطية الأكثر �ض ��رر ًا يمكن �أن‬ ‫يقلب موازين الكربون ب�إتجاه �إنهاك و�إرهاق المناخ‪.‬‬ ‫ل ��و كانت رو�سيا بد ًال من ذل ��ك تر ّتب �أو�ضاع نفطها‪،‬‬ ‫وتدعم تطوير �أنواع وقود �أقل كثافة بالكربون‪ ،‬وتعزّز‬ ‫كف ��اءة �إقت�صاد الطاقة‪ ،‬ف�إنه ��ا �ستكون على الطريق‬ ‫�إل ��ى توفير �سلع عالية الج ��ودة لعمالئها الأ�سا�سيين‬ ‫في االتحاد الأوروبي و�آ�سيا و�إلى �أن ت�صبح رائدة في‬ ‫تطوير نفط �أكثر �إ�ستدامة‪.‬‬

‫كان ��ت غير مرجح ��ة‪ .‬اليوم‪ ،‬تناف� ��س �صناعة النفط‬ ‫الرو�سية – "رو�سنف ��ت" (‪" ،)Rosneft‬غازبروم"‪،‬‬ ‫و"ل ��وك �أويل"‪ ،‬وغيره ��ا ‪ --‬كبرى �ش ��ركات النفط‬ ‫العالمي ��ة‪ ،‬بم ��ا ف ��ي ذلك �إك�س ��ون موبي ��ل‪ ،‬وبريتي�ش‬ ‫بتروليوم‪ ،‬و "�شل" في حيازة الموارد والربحية‪ .‬هي‬ ‫جواه ��ر التاج لرو�سيا ‪ -‬بوتي ��ن‪ :‬فهي تجلب مليارات‬ ‫ال ��دوالرات ال ��ى عائ ��دات الدول ��ة‪ ،‬وت�ش� � ّكل �شريان‬ ‫الحي ��اة لبلدات ع ��دة في �سيبيريا‪ ،‬كم ��ا تدعم جهد‬ ‫التحديث في الكرملين‪.‬‬ ‫خالل الحقب ��ات القي�صرية‪ ،‬وال�سوفياتية‪ ،‬والفترات‬ ‫الحديثة الحالية‪ ،‬كانت هناك طفرات مثيرة وويالت‬ ‫كارثية‪ .‬منذ ‪ ،1960‬تقلب الإنتاج الرو�سي من النفط‬ ‫الخام التقليدي ب�شكل ملحوظ‪.‬‬ ‫ف ��ي ذروت ��ه ف ��ي الع ��ام ‪ ،1987‬بل ��غ �إنت ��اج النف ��ط‬

‫تاريخ �إنتاج النفط الرو�سي‬ ‫�صيغ تاريخ النفط الرو�سي و ُكتب من قبل �شخ�صيات‬ ‫بغي�ضة‪ ،‬و�إثر نك�سات ب ��دت م�ستع�صية‪ ،‬و�إنت�صارات‬ ‫‪70‬‬

‫العدد ‪ - 10‬متوز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫ال�سوفيات ��ي الأعلى في العالم ب ‪ 11.4‬مليون برميل‬ ‫يومي ًا‪ .‬في �أعقاب �إنهيار االتحاد ال�سوفياتي‪ ،‬ت�ضاءل‬ ‫�إنت ��اج النف ��ط �إلى الى م�ستوى �أدن ��ى‪ ،‬الى ‪ 6‬ماليين‬ ‫برمي ��ل يومي ًا ف ��ي ‪ .1996‬مع تراج ��ع الإنتاج الناجم‬ ‫من الفو�ض ��ى الإقت�صادية على نط ��اق وا�سع من في‬ ‫ت�سعينات القرن الفائت الذي توافق مع هبوط �أ�سعار‬ ‫النف ��ط العالمي ��ة‪ ،‬ل ��م تجد كب ��رى �ش ��ركات النفط‬ ‫الرو�سي ��ة ‪ --‬رو�سنف ��ت ولوك �أوي ��ل‪ ،‬و"‪TNK-BP،‬‬ ‫‪� —"Surgutneftegas‬أيّ حاف ��ز يدفعها للتنقيب‬ ‫ع ��ن النفط‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬ف�إن معظم حقول النفط‬ ‫الرو�سية العاملة حالي ًا �إكت�شفت قبل ‪ 1970‬في غرب‬ ‫�سيبيريا‪.‬‬ ‫في بداي ��ة القرن الجديد‪� ،‬إنتع�شت ه ��ذه ال�صناعة‪.‬‬ ‫وزاد الإنت ��اج بب�ساط ��ة م ��ن طريق �إ�ستع ��ادة القدرة‬


‫لت�شجي ��ع �إ�ستخراج و�إنتاج الم ��وارد الهيدروكربونية‬ ‫الجديدة‪ ،‬تم �إعفاء القار من ال�ضريبة على الموارد‬ ‫الطبيعية منذ العام ‪ .2007‬وتنظر الحكومة الرو�سية‬ ‫�أي�ض ًا بالإعفاءات ال�ضريبية الميدانية على كل حقل‪،‬‬ ‫مع ح�ص ��ول الموارد التي ي�صع ��ب �إ�ستخراجها على‬ ‫�أكب ��ر الفوائد‪ ،‬ب ��دء ًا من �إعف ��اء لمدة ع�ش ��ر �سنين‬ ‫كامل ��ة ال ��ى ‪ %50‬تخفي�ض ��ات �ضريبية لم ��دة خم�س‬ ‫�سنوات‪ .‬وهذا ي�أتي بنتائج عك�سية‪ ،‬ب�إعتبار �أن هناك‬ ‫نفط ًا �أ�سهل و�أقل �ضررا" متاح للإنتاج‪.‬‬ ‫لتطوي ��ر ه ��ذه الأن ��واع النفطي ��ة‪ ،‬تف�ض ��ل الحكوم ��ة‬ ‫الرو�سية‪� ،‬إن�شاء م�شاريع متكاملة كبيرة مع م�شاركة‬ ‫كبي ��رة للدولة م ��ع �شركات كب ��رى مر�سمل ��ة للغاية‪.‬‬ ‫وق ��د وقع ��ت "رو�سنف ��ت" (‪ )Rosneft‬عق ��د ًا م ��ع‬ ‫�شرك ��ة "�إك�سون موبي ��ل" لتطوير النف ��ط ال�صخري‬ ‫المترا� ��ص في الوالي ��ات المتح ��دة‪ ،‬وال ��ذي �سيوفر‬ ‫قيم ��ة دراية ومعرف ��ة للإ�ستخدام ف ��ي حقول النفط‬ ‫المترا�ص المحلية‪ .‬وق ��د وافقت �إك�سون موبيل �أي�ض ًا‬ ‫على ال�شراكة مع رو�سنفت لتطوير حقل "بازينوف"‬ ‫(‪ )Bazhenov‬الرو�سي‪� .‬شركات نفط �أجنبية �أخرى‪،‬‬ ‫مث ��ل رويال دات�ش �شل و"�ست ��ات �أويل"‪� ،‬إما دخلت �أو‬ ‫تفكر في توقيع �إتفاقات لإ�ستك�شاف وتطوير م�شترك‬ ‫للنفط المترا�ص الرو�سي‪ .‬وتقوم "غازبروم" بتطوير‬ ‫حقل "�أت�شينوف" (‪ )Achimov‬في "يامال نينيت�س‬ ‫�أوتونومو� ��س �أوكروغ" من خالل �شركتها ال�شقيقة‪،‬‬ ‫"غازبرومنيفت" (‪.)Gazpromneft‬‬ ‫وم ��ع ذلك‪ ،‬ق ��د تواج ��ه ل�ش ��ركات النف ��ط الرو�سية‬ ‫تحديات لأنه ��ا �ستتحول من �إنت ��اج النفط التقليدي‬ ‫من الحقول الكبيرة لإدارة عدد ال يح�صى من حقول‬ ‫غي ��ر تقليدية �أ�صغر‪ .‬ف ��ي حين �أن بع� ��ض ال�شركات‬ ‫ال�صغي ��رة‪ ،‬مثل "�إيركوت�سك �أوي ��ل"‪ ،‬غزا ت�شكيالت‬ ‫القط ��اع الخا� ��ص م ��ن النف ��ط التقليدي ف ��ي �شرق‬ ‫�سيبيري ��ا‪ ،‬ف� ��إن معظمه لم يغامر بع ��د لإنتاج النفط‬ ‫ال�صخ ��ري المترا�ص‪" .‬بترونيف ��ت" (‪)Petroneft‬‬ ‫في "توم�سك �أوبال�س ��ت" هي من بين �أول ال�شركات‬ ‫المنتجة للنفط ال�صخري المترا�ص‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الم�ستثم ��رون الخارجي ��ون –كبار ًا و�صغ ��ارا‪ --‬هم‬ ‫محور ف ��ي عملية النفط ال�صخ ��ري المترا�ص‪ .‬فيما‬ ‫تتطلع ال�شركات المنتجة للنفط الم�ستقلة �إلى جذب‬ ‫ر�أ�س المال الأجنب ��ي‪ ،‬ف�إنها ترغب في تكرار نماذج‬ ‫�أعمال تجارية من ال�ش ��ركات الغربية الناجحة التي‬ ‫�إزده ��رت م ��ن ث ��ورة الغ ��از ال�صخري ف ��ي الواليات‬ ‫المتح ��دة‪ .‬تحت ��اج بيئة الأعم ��ال في رو�سي ��ا �إلى �أن‬ ‫ت�صبح �أكثر م�ضيافة لل�ش ��ركات ال�صغيرة الم�ستقلة‬ ‫الت ��ي تحتاج �إل ��ى التحرك في ظروف غي ��ر م�ؤكدة‪،‬‬

‫الرئي�س فالديمير بوتين‪� :‬إعتماد كلي على النفط‬

‫وتفتر� ��ض مخاط ��ر عالي ��ة‪ ،‬وتتحم ��ل كمي ��ات �إنتاج‬ ‫�صغيرة مرتبطة بحقول النفط ال�صخري المترا�ص‪.‬‬ ‫و�أخي ��ر ًا‪ ،‬الترتيبات الم�ؤ�س�سية في م ��ا يتعلق بملكية‬ ‫الم ��وارد خلق ��ت حواجز ف ��ي رو�سيا لتطوي ��ر حقول‬ ‫النف ��ط الجدي ��دة‪ .‬خالف� � ًا لم ��ا حدث ف ��ي الواليات‬ ‫المتحدة‪ ،‬حيث الموارد الطبيعية ال تقع في الأرا�ضي‬ ‫العام ��ة وه ��ي ملكي ��ة خا�صة‪ ،‬ف� ��إن الدول ��ة الرو�سية‬ ‫تمتلك كل الم ��واد الهيدروكربونية في الأر�ض‪ .‬وهذا‬ ‫يخلق حافز ًا �صغير ًا لل�شركات ال�صغيرة للتنقيب عن‬ ‫النفط غير التقليدي حيث �أنه لي�س هناك ما ي�ضمن‬ ‫�أنها �ستكون قادرة عل ��ى �إ�ستئجار الأرا�ضي التي يتم‬ ‫�إكت�شاف النفط فيها‪.‬‬

‫بناء البنية التحتية ال�صحيحة‬ ‫�إن البنية التحتية التي �ستعيد رو�سيا الإ�ستثمار فيها‬ ‫�ست�ؤث ��ر ت�أثي ��ر ًا عميق ًا ف ��ي �سل�سلة �إم ��دادات النفط‬ ‫ف ��ي البالد‪ ،‬من الإنتاج‪� ،‬إل ��ى التكرير‪ ،‬الى �صادرات‬

‫يعتمد الإتحاد الرو�سي على �أن تظل‬ ‫�أ�سعار النفط عند �أو فوق ‪ 110‬دوالرات‬ ‫للبرميل لتحقيق التوازن في الموازنة‬ ‫الإتحادية‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬مع زيادات كبيرة‬ ‫في الإنفاق الحكومي الكلي و�ضغوط‬ ‫من انخفا�ض �إنتاج النفط الخام في‬ ‫غرب �سيبيريا‪ ،‬يحتاج نظام الريع‬ ‫النفطي في رو�سيا الى �إ�صالح كبير‬

‫المنتج ��ات‪ .‬وراء م�ساهم ��ة النف ��ط الخ ��ام نف�س ��ه‪،‬‬ ‫�س ��وف ت�ش ��كل التغي ��رات في الطل ��ب العالم ��ي على‬ ‫النفط الأخف‪ ،‬والأقل كثاف ��ة بالكربون‪ ،‬والمنتجات‬ ‫البترولي ��ة الأنظ ��ف‪ ،‬تحدي� � ًا للم�ؤ�س�س ��ة النفطي ��ة‬ ‫الرو�سية الحالية‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغم من �أن قط ��اع التكرير الرو�سي هو ثالث‬ ‫�أكب ��ر قدرة �إنتاجية عالمي ��ة (بعد الواليات المتحدة‬ ‫وال�صين)‪ ،‬ف�إنه قد بد�أ �أخير ًا فقط عملية التحديث‪.‬‬ ‫تنت ��ج الم�صافي الرو�سية حالي� � ًا ح�صة كبيرة ب�شكل‬ ‫غي ��ر متنا�سب م ��ن الوقود القذرة الثقيل ��ة الكربون‪،‬‬ ‫التي ق ��د ت�ضاعف حجمها ثالث م ��رات تقريب ًا منذ‬ ‫العام ‪ .2000‬و�سبب هذا‪� ،‬إ�ضافة الى البنية التحتية‬ ‫القديم ��ة‪ ،‬ه ��و �أن ال�ضرائب في رو�سي ��ا على النفط‬ ‫المك ��رر الثقي ��ل هي �أقل ربحية م ��ن النفط الخفيف‬ ‫– وبمعدل �أقل بكثير من الخام ‪ --‬من �أجل دعم‬ ‫الطل ��ب عل ��ى المنتج ��ات البترولي ��ة ذات الج ��ودة‬ ‫المنخف�ضة‪ .‬ويمكن للمنتجات �أن تتدنى جودتها �أكثر‬ ‫�إذا طورت رو�سيا ب�شكل تف�ضيلي القار والكيروجين‪،‬‬ ‫اللذين يحتويان على ن�سبة عالية جد ًا من الكربون‪،‬‬ ‫وف�ضل ��ت �إنتاج مجموعة من المنتج ��ات الثقيلة جد ًا‬ ‫بالمقارنة مع النفط ال�صخري المترا�ص‪.‬‬ ‫تمي ��ل الم�صافي الرو�سي ��ة �إلى �إنت ��اج منتجات ذات‬ ‫قيم ��ة منخف�ض ��ة‪ .‬والوالي ��ات المتح ��دة‪ ،‬بالمقارنة‪،‬‬ ‫لديها ق ��درات تكرير معقدة ومكلفة يتم فيها تحويل‬ ‫الم ��واد الأولي ��ة ال�صعب ��ة �إل ��ى منتج ��ات ذات قيمة‬ ‫عالي ��ة‪ .‬الإتحاد الأوروبي‪ ،‬ف ��ي الوقت عينه‪ ،‬يتحدث‬ ‫ع ��ن �إغ�ل�اق م�صافي ��ه‪ ،‬الأم ��ر ال ��ذي من �ش�أن ��ه �أن‬ ‫يجعل في نهاي ��ة المطاف �أقرب ال�شركاء التجاريين‬ ‫لرو�سي ��ا يعتمد عل ��ى واردات المنتجات النفطية من‬ ‫الم�صافي العالمية‪.‬‬ ‫�إن تحدي ��ث الم�صاف ��ي �أخ ��ذ يع� �زّز في ب ��طء جودة‬ ‫المنت ��وج في رو�سي ��ا‪ .‬مع �إرتف ��اع الطل ��ب على وقود‬ ‫الدي ��زل ذي الكبريت الأقل في كل من �أوروبا و�آ�سيا‪،‬‬ ‫تحت ��اج مو�سكو الى تقليل كمية الوق ��ود الثقيلة التي‬ ‫تنتجه ��ا وزي ��ادة ح�ص ��ة �أكث ��ر للمنتج ��ات البترولية‬ ‫الق ّيم ��ة المك ��ررة التي يمك ��ن �أن تلب ��ي معايير بيئية‬ ‫�أكثر �صرامة‪.‬‬

‫ت�أثير تغ ّير المناخ على عملية �صنع القرار‬ ‫الإنهي ��ار الحاد ف ��ي القاعدة ال�صناعي ��ة في �أعقاب‬ ‫تفكك الإتحاد ال�سوفيات ��ي جعل من الممكن لرو�سيا‬ ‫تلبي ��ة �أهدافها الأكثر طموح ًا بالن�سب ��ة الى التقليل‬ ‫م ��ن �إنبعاث ��ات الكربون مع جهد قلي ��ل ال يذكر‪ .‬وقد‬ ‫�أث ��ار هذا الأمر موقف ًا من الر�ضا داخل الكرملين �إذ‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪73‬‬


‫عالم الطاقة ¶ النفط‬

‫م�صفاة رو�سية‪ :‬يلزمها التحديث‬

‫�إنتاج النفط الرو�سي في القطب ال�شمالي‬

‫بالنف ��ط الخفيف ال�صخ ��ري المترا�ص حيث يحتوي‬ ‫عل ��ى حوالي ‪ 70‬مليار طن متري منه‪ .‬وقد تم العثور‬ ‫على النفط ال�صخري المترا� ��ص �أي�ض ًا في تكوينات‬ ‫"�أباالك�سكاي ��ا" "‪ "Abalakskaya‬وفرولوفي�سكايا"‬ ‫"‪ "Frolovskaya‬ف ��ي غرب �سيبيريا‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫من �أن ه ��ذا النفط في الم ��كان ال يمكن �إ�ستخراجه‬ ‫م ��ن الناحي ��ة التقنية‪ ،‬ف�إن ��ه ال يزال يمث ��ل �إمكانات‬ ‫موارد جديدة وا�سعة‪.‬‬ ‫داخل فئة من النف ��ط ال�صخري المترا�ص الرو�سي‪،‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬هناك تفاوت كبير‪ ،‬وقد تختلف هذه الموارد‬ ‫بع� ��ض ال�ش ��يء عن مثيالته ��ا في �أمي ��ركا ال�شمالية‪.‬‬ ‫فهي لي�ست خفيفة‪ ،‬وتحت ��اج �إلى المزيد من الطاقة‬ ‫للإ�ستخ ��راج‪ ،‬وه ��ي �أكثر بع ��د ًا من تل ��ك الموجودة‬ ‫ف ��ي الواليات المتحدة‪ .‬وعل ��ى الرغم من المقارنات‬ ‫المتك ��ررة‪ ،‬يحتوي "بازينوف "‪ "Bazhenov‬العلوي‬ ‫عل ��ى وج ��ه الخ�صو�ص عل ��ى نفط �صخ ��ري مترا�ص‬ ‫�أكث ��ر لزوجة ومقاومة للتدفق م ��ن ت�شكيالت النفط‬ ‫المترا� ��ص الخفيف ج ��د ًا في الوالي ��ات المتحدة‪ .‬ال‬ ‫ي ��زال النفط المترا� ��ص الرو�سي ف ��ي البقعة الحلوة‬ ‫ليحل مكان ت�ضا�ؤل​​الخام الخفيف‪.‬‬ ‫تمتل ��ك رو�سيا �أي�ض ًا موارد كبيرة من القار‪ ،‬تقدر ب‬ ‫‪ 35‬مليار طن متري‪ ،‬مع كمية �إ�ضافية تبلغ ‪ 29‬مليار‬ ‫ط ��ن متري في المناطق النائية م ��ن �شرق �سيبيريا‪.‬‬ ‫"تتار�ست ��ان" وحدها قد يكون لديها ‪ 7‬مليارات طن‬ ‫متري من القار‪ .‬ولكن هذه الحقول هي عميقة جدا"‬ ‫ت�ص ��ل �إل ��ى ‪ 1,000‬مت ��ر (‪ 3،280‬قدم� � ًا)‪ .‬ال يمكن‬ ‫الو�ص ��ول �إليه ��ا بوا�سط ��ة التعدين وتتطل ��ب كميات‬ ‫هائلة م ��ن بخار حقن عميق تح ��ت الأر�ض لت�سخين‬ ‫وت�سيي ��ل الق ��ار‪ .‬وهذا يتطل ��ب م�ساهم ��ة كبيرة من‬ ‫المياه والغاز الطبيعي‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن التحدي ��ات الجيولوجي ��ة الت ��ي‬ ‫‪72‬‬

‫تواجهه ��ا‪ ،‬كانت حقول الق ��ار الإقليمية قيد التطوير‬ ‫ف ��ي "تتار�ست ��ان" من ��ذ ‪ .2006‬الي ��وم "تاتنف ��ت"‬ ‫(‪ ،)Tatneft‬وه ��ي �شركة نف ��ط وغاز في تتار�ستان‪،‬‬ ‫ت�ستخ ��دم تقني ��ات مماثل ��ة لتل ��ك الم�ستخدم ��ة في‬ ‫"�ألبيرت ��ا" في كندا‪ ،‬ال�ستخراج القار من عمق ‪300‬‬ ‫متر (‪ 985‬قدم ًا) تحت الأر�ض‪.‬‬ ‫بالإ�ضاف ��ة �إل ��ى النف ��ط المترا� ��ص والق ��ار‪ ،‬تعتب ��ر‬ ‫رو�سيا موطن� � ًا للكيروجين �أو ال�صخ ��ر الزيتي‪ ،‬وهو‬ ‫مورد نفط غير نا�ضج يتك ��ون من مركبات كيميائية‬ ‫موج ��ودة في الم ��ادة الع�ضوية لل�صخ ��ور الر�سوبية‪.‬‬ ‫هناك ودائع كيروجين في المناطق العليا من ت�شكيل‬ ‫"بازينوف" (‪ .)Bazhenov‬لكن الكيروجين يحتوي‬ ‫على طاقة مكثفة �أكثر من الكربون وهو �أكثر �صعوبة‬ ‫لال�ستخراج والمعالجة من القار‪.‬‬

‫الحواجز �أمام �إنتاج النفط الرو�سي‬ ‫ل ��دى رو�سي ��ا العدي ��د م ��ن �أن ��واع النف ��ط الجديدة‬

‫ّ‬ ‫ي�شكل حقل "بازينوف"‬ ‫الرو�سي المعروف‪ ،‬الذي تقدر‬ ‫�إحتياطاته حالي ًا بما ي�صل الى ‪140‬‬ ‫مليار طن متري من النفط ال�صخري‪،‬‬ ‫�أكبر من ت�شكيل باكن في الواليات‬ ‫المتحدة الذي يعتبر واحد ًا من �أكبر‬ ‫الأماكن المعروفة بالنفط الخفيف‬ ‫ال�صخري المترا�ص في العالم‬

‫العدد ‪ - 10‬متوز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫للإختيار‪ ،‬ولكل منه ��ا خ�صائ�ص م�صادر وتحديات‬ ‫�إ�ستخ ��راج تختلف عن بع�ضها البع�ض على حد �سواء‬ ‫وعن الخ ��ام التقليدي ال ��ذي هيمن عل ��ى ال�صناعة‬ ‫الهيدروكربوني ��ة عل ��ى م ��دى الق ��رن الما�ض ��ي‪ .‬في‬ ‫محاول ��ة للو�صول ال ��ى �إمدادات النف ��ط الم�ستقبلية‬ ‫الرو�سية‪� ،‬سوف يكون على ال�شركات �إعتماد تقنيات‬ ‫�إنتاج جديدة وكذلك عمليات تكرير جديدة‪ .‬الو�ضع‬ ‫المالي القائ ��م‪ ،‬والإ�ستثم ��ار الأجنب ��ي‪ ،‬والترتيبات‬ ‫الم�ؤ�س�سي ��ة في رو�سيا ال يمكنه ��ا �أن تعالج على نحو‬ ‫كاف التح� � ّوالت والمتغ ّي ��رات الحا�صل ��ة ف ��ي قط ��اع‬ ‫النفط‪ .‬يجب على مو�سكو التك ّيف مع النظام القائم‬ ‫على �إدارة هذه الفر�ص بحكمة و�أمان‪.‬‬ ‫ولع ��ل التح ��دي الأكب ��ر المبا�شر ال ��ذي يواجه قطاع‬ ‫النف ��ط الرو�س ��ي ه ��ي الحاج ��ة الما�سة �إل ��ى زيادة‬ ‫ح�ص ��ة الري ��ع النفط ��ي الذي يت ��م �إع ��ادة �إ�ستثماره‬ ‫في ال�صناع ��ة‪ .‬من دون �إعادة �إ�ستثم ��ار كافية‪ ،‬ف�إن‬ ‫مكا�س ��ب الكف ��اءة في القط ��اع �ستتوقف‪ ،‬ول ��ن تن�ش�أ‬ ‫ممار�س ��ات م�س�ؤول ��ة‪ ،‬و�سينخف� ��ض​​الإنت ��اج‪ ،‬و�سوف‬ ‫ت�ضطر مو�سكو �إلى الإعتماد على قطاع النفط الأكثر‬ ‫�ضرر ًا و�إ�ضرار ًا‪ ،‬وذات جودة منخف�ضة‪.‬‬ ‫ويعمل النظام ال�ضريبي في رو�سيا �أي�ض ًا �ضد تطوير‬ ‫م ��وارد نفطي ��ة جدي ��دة عالي ��ة الج ��ودة‪ .‬ال�ضرائب‬ ‫الت ��ي تفر�ضها الحكومة الرو�سي ��ة حالي ًا على النفط‬ ‫التقلي ��دي تبل ��غ مع ��دالت مرتفع ��ة‪ ،‬م ��ع ‪ 55‬دوالر ًا‬ ‫ر�س ��وم ت�صدير ع ��ن البرميل الواحد‪ .‬م ��ع ذلك ف�إن‬ ‫تثن �ش ��ركات النفط الرو�سية‬ ‫مع ��دالت ال�ضرائب لم ِ‬ ‫ع ��ن الإنف ��اق للمحافظة عل ��ى ر�أ�س الم ��ال وتجديد‬ ‫الإحتي ��اط‪ ،‬ولك ��ن ال�ضرائب ال�ضخمة ق ��د يكون لها‬ ‫ت�أثي ��ر على الم ��واد الهيدروكربوني ��ة الجديدة‪ ،‬التي‬ ‫تتطل ��ب توفير الحواف ��ز المالي ��ة (�أو مثبطات �أقل)‬ ‫لزي ��ادة كفاءة الإنت ��اج والإلت ��زام بالمعايير البيئية‪.‬‬


‫عالم الطاقة ¶ النفط‬ ‫�أنه ‪ --‬م ��ع الإعتماد على الري ��ع النفطي‪ ،‬و�إقت�صاد‬ ‫يعتمد بكثاف ��ة على �إ�ستهالك الطاق ��ة‪ ،‬وبطء وتيرة‬ ‫�إ�صالح ��ات كف ��اءة الطاق ��ة ‪ --‬يمنع رو�سي ��ا من �أن‬ ‫تك ��ون رائدة ف ��ي الجهود الرامية �إل ��ى التخفيف من‬ ‫�آثار تغ ّير المناخ‪.‬‬ ‫ال يمكن �أن تظل مو�سكو متناق�ضة مع نف�سها بالن�سبة‬ ‫الى تغ ّي ��ر المن ��اخ‪ .‬فاالحتبا�س الح ��راري‪ ،‬على حد‬ ‫�س ��واء‪� ،‬سوف ي�ؤ ِّثر ويت�أ َّثر م ��ن طريق �إتخاذ قرارات‬ ‫النف ��ط ف ��ي رو�سي ��ا‪ .‬وت�شي ��ر الدالئ ��ل �إل ��ى �أن �آثار‬ ‫غ ��ازات الدفيئة هي �أكثر جذرية في خطوط العر�ض‬ ‫ال�شمالية م ��ن البالد‪ ،‬حيث يتركز الجزء الأكبر من‬ ‫التنقيب عن النفط الرو�سي وجهود �إنتاجه الحالي‪.‬‬ ‫وفق� � ًا لدائ ��رة الأر�ص ��اد الجوي ��ة المائي ��ة والبيئي ��ة‬ ‫الإتحادي ��ة‪� ،‬إن متو�س ��ط​​درجة الحرارة ف ��ي رو�سيا‬ ‫�آخذ ف ��ي االرتفاع بمع ��دل مرتين �أكثر م ��ن المعدل‬ ‫العالم ��ي‪ ،‬مع �إرتف ��اع الحرارة في بع� ��ض �أجزاء من‬ ‫�سيبيري ��ا الى ما يزيد على ث�ل�اث مرات عن المعدل‬ ‫العالمي‪ .‬وق ��د �أدى ذوبان الجليد الدائم بالفعل الى‬ ‫تكاليف �إقت�صادية‪ ،‬ويمك ��ن �أن ي�ش ّكل تحدّي ًا رئي�سي ًا‬ ‫لخط ��وط الأنابيب ووح ��دات حفر الآب ��ار الموجودة‬ ‫حالي ًا‪ ،‬مما يجعل م�شاريع البنية التحتية الم�ستقبلية‬ ‫ب�شكل ملحوظ �أكثر كلف ��ة و�صعبة للعمل ب�أمان‪ .‬هذه‬ ‫ه ��ي الحال خ�صو�ص� � ًا في مناطق مث ��ل �شبه جزيرة‬ ‫"يام ��ال"‪ ،‬والتي �سوف يح ّوله ��ا ذوبان الجليد �إلى‬ ‫حق ��ول م ��ن الم�ستنقع ��ات ف ��ي ف�صل ال�صي ��ف التي‬ ‫�ستفتق ��ر �إل ��ى �أ�سا� ��س متين �ض ��روري لدع ��م البنية‬ ‫التحتية ويجعل المنطقة �صعبة على الو�صول لتطوير‬ ‫النفط‪.‬‬ ‫بالإ�ضافة �إل ��ى ذلك‪� ،‬إن حفري ��ات القطب ال�شمالي‬ ‫المكلفة‪ُ --‬تقدَّر على الجدوى الإقت�صادية لمجموعة‬ ‫النفط ف ��ي القطب ال�شمالي من ح ��د منخف�ض يبد�أ‬ ‫م ��ن ‪ 75‬دوالر ًا للبرميل �إل ��ى �أكثر من ‪ 100‬دوالر ‪--‬‬ ‫ته� �دّد ب�أ�ضرار في ال�صفائح الجليدية‪ ،‬والإفراج عن‬ ‫غ ��از الميثان المخزّن في الأرا�ضي الدائمة التجمد‪،‬‬ ‫والعب ��ث في بالوعات الكرب ��ون ّ‬ ‫اله�شة التي هي جزء‬ ‫ال يتج ��ز�أ م ��ن الآلي ��ة الطبيعي ��ة لع ��زل الكربون عن‬ ‫الأر�ض‪.‬‬ ‫لدى رو�سي ��ا �إمكانية الو�صول �إل ��ى مجموعة متنوعة‬ ‫م ��ن النف ��ط‪ ،‬والذي ي�سم ��ح له ��ا �أن تك ��ون �إنتقائية‬ ‫بالن�سب ��ة ال ��ى حق ��ول النفط غي ��ر التقلي ��دي‪ .‬يجب‬ ‫�أن ي�ؤخذ ف ��ي الإعتبار تغ ّير المن ��اخ �ضمن التكاليف‬ ‫المتر ِّتبة من �إ�ستثمارات النفط على المدى الطويل‪.‬‬ ‫ح ��ري برو�سي ��ا ان تتجن ��ب الإ�ستثم ��ار ف ��ي الموارد‬ ‫النفطي ��ة الأكثر �ض ��رر ًا و�إ�ضرار ًا‪ .‬ويمك ��ن �أن يكون‬

‫غازبروم �أكبر �شركات النفط الرو�سية‬

‫يعمل النظام ال�ضريبي في رو�سيا‬ ‫�ضد تطوير موارد نفطية جديدة عالية‬ ‫الجودة‪ ،‬فال�ضرائب التي تفر�ضها‬ ‫الحكومة الرو�سية حالي ًا على النفط‬ ‫التقليدي تبلغ معدالت مرتفعة‪ ،‬مع ‪55‬‬ ‫دوالر ًا ر�سوم ت�صدير عن البرميل الواحد‬ ‫التناف� ��س في نهاي ��ة المطاف بوا�سط ��ة النفط الأقل‬ ‫كثافة م ��ن الكرب ��ون بالإ�ضافة �إلى قواع ��د وقوانين‬ ‫المناخ في الم�ستقبل‪ .‬‬

‫ما هو م�ستقبل النفط الرو�سي؟‬ ‫�أدى �إرتف ��اع �أ�سع ��ار النف ��ط العالمية �إل ��ى التراخي‬ ‫بالن�سب ��ة ال ��ى الإ�صالح ��ات‪ ،‬وتح�سي ��ن النظ ��ام‬ ‫ال�ضريبي‪ ،‬ومعالجة ال�شواغل المتع ّلقة بتغ ّير المناخ‬ ‫ف ��ي رو�سيا‪ .‬الي ��وم ت�ستمد مو�سكو ‪ 40‬ف ��ي المئة من‬ ‫الموازن ��ة الإتحادي ��ة م ��ن الري ��ع النفط ��ي‪ .‬ويعتمد‬ ‫الإتح ��اد الرو�س ��ي عل ��ى �أن تظل �أ�سع ��ار النفط عند‬ ‫�أو ف ��وق ‪ 110‬دوالرات للبرمي ��ل لتحقي ��ق التوازن في‬ ‫الموازن ��ة الإتحادية‪ .‬مع ذلك‪ ،‬مع زيادات كبيرة في‬ ‫الإنفاق الحكومي الكلي و�ضغوط من انخفا�ض �إنتاج‬ ‫النف ��ط الخام في غرب �سيبيريا‪ ،‬يحتاج نظام الريع‬ ‫النفطي في رو�سيا الى �إ�صالح كبير‪.‬‬ ‫رو�سيا ف ��ي حاجة الى تنويع �إقت�صادها الذي تحركه‬ ‫ال�سل ��ع الأ�سا�سية‪ ،‬وهو واق ��ع ال ي�ضيع على الكرملين‬ ‫ولك ��ن م ��ن ال�صعب للغاي ��ة تحقيقه‪ .‬وهن ��اك حاجة‬ ‫ملح ��ة الى توجي ��ه الإ�ستثمارات الحالي ��ة الى حقول‬

‫نفط جديدة �أكث ��ر �إ�ستدامة و�آمنة‪ .‬هناك م�سار �إلى‬ ‫الأم ��ام لتحدي ��د �أولوي ��ات تطورات النف ��ط الرو�سي‬ ‫يعتمد على الت�أثي ��رات المناخية‪ ،‬ودعم تطوير وقود‬ ‫�أق ��ل كثافة بالكربون‪ ،‬وتعزيز كفاءة �إقت�صاد الطاقة‬ ‫الوا�سع‪.‬‬ ‫م ��ن جهة �أخرى ق ��د تعيد رو�سيا �أي�ض� � ًا على الأرجح‬ ‫النظ ��ر في التنمية في القط ��ب ال�شمالي‪ .‬ونظر ًا الى‬ ‫التعقي ��د غير العادي بالن�سبة ال ��ى �إ�ستخراج النفط‬ ‫ف ��ي ذل ��ك الم ��كان‪ ،‬ف� ��إن التطوير ف ��ي ه ��ذه البيئة‬ ‫القا�سية يعتمد عل ��ى �إرتفاع و�إ�ستقرار�أ�سعار النفط‪.‬‬ ‫وم ��ع ذل ��ك‪ ،‬ف� ��إن توقع ��ات ادارة معلوم ��ات الطاقة‬ ‫االميركي ��ة تفيد ب� ��أن �أ�سع ��ار النف ��ط العالمية حتى‬ ‫الع ��ام ‪ 2040‬يمكن �أن تتذبذب بين �أدنى م�ستوى ‪60‬‬ ‫دوالر ًا للبرميل و�أعل ��ى م�ستوى ‪ 250‬دوالر ًا للبرميل‪.‬‬ ‫تقدي ��رات في ه ��ذا الإطار الزمني جعل ��ت �إمدادات‬ ‫النف ��ط العالمية تتو َّرم بحوالي ‪ 6‬ماليين برميل على‬ ‫الأق ��ل في اليوم الواح ��د ‪� --‬أو حتى مرتين �أكثر من‬ ‫معدل هذا الإنتاج‪ .‬عل ��ى الرغم من عدم الإ�ستقرار‬ ‫ال�سيا�سي في ال�شرق الأو�سط وتنامي الطلب العالمي‬ ‫يجعالن من غي ��ر المرجح �أن تنه ��ار �أ�سعار النفط‪،‬‬ ‫ف�إن ع ��دم اليقين يقت ��رح ب�أن الغ ��زوات المكلفة في‬ ‫القطب ال�شمالي يجب �أن تتوقف وتو�ضع ب�شكل دائم‬ ‫في الإنتظار‪ .‬ويمك ��ن �إجراء تنب�ؤات �إ�شكالية مماثلة‬ ‫لتحدّي �إنتاج القار الثقيل وموارد نفط الكيروجين‪.‬‬ ‫ب ��د ًال من ذلك‪ ،‬ينبغي عل ��ى رو�سيا �أن تر ّكز �أو ًال على‬ ‫تطوي ��ر تلك الأنواع النفطية مع تكاليف خارجية �أقل‬ ‫– �أق ��ل بالن�سبة الى الأث ��ار البيئية و�آث ��ار الكربون‪.‬‬ ‫قد يكون م ��ن الأ�سهل التعامل م ��ع النفط ال�صخري‬ ‫المترا� ��ص في البر و�أقل كثاف ��ة بالكربون من موارد‬ ‫القط ��ب ال�شمال ��ي‪ ،‬بو�صفه خي ��ار ًا �أكث ��ر فعالية من‬ ‫حي ��ث التكلف ��ة ويمك ��ن التحك ��م في ��ه م ��ن الناحية‬ ‫البيئي ��ة‪ .‬على هذا النحو‪ ،‬تحت ��اج الحكومة الرو�سية‬ ‫�إل ��ى �إقام ��ة حوافز للتنقي ��ب عن النف ��ط ال�صخري‬ ‫المترا� ��ص‪ ،‬و�إزال ��ة الدع ��م للوقود الق ��ذرة‪ ،‬و�إعادة‬ ‫الإ�ستثم ��ار في ق ��درة تكرير عالية الج ��ودة‪ ،‬وتعزيز‬ ‫جم ��ع بيانات �شفافة ل�ضمان ب� ��أن �إنبعاثات الكربون‬ ‫من هذا النفط �ستنخف�ض �إلى �أدنى حد ممكن‪.‬‬ ‫فيما يت�صارع العالم م ��ع النعم واللعنات من مكاف�أة‬ ‫جديدة من الم ��واد الهيدروكربوني ��ة‪ ،‬يمكن لرو�سيا‬ ‫توفي ��ر قيادة عالمي ��ة من خالل التح ��رك والإجتياز‬ ‫بنجاح هذه الحدود النفطية الجديدة‪ .‬م�سار الحذر‬ ‫بالن�سب ��ة ال ��ى مو�سكو يكمن ف ��ي الإ�ستثمار في دورة‬ ‫�إقت�صادي ��ة وبيئية �سليمة لمجموعته ��ا المتنوعة من‬ ‫المواد الهيدروكربونية‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪75‬‬


‫املهند�س رئيف احللو‬

‫درا�سات وتنفيذ يف لبنان والدول العربية‬ HELOU ENGINEERING GROUP Tel: 961 1 256755-257009 Fax: 961 1 256755 E-mail: raif@raifhelou.com


‫بيروت ‪ -‬مازن مج َّوز‬ ‫�أعلن ��ت دول مجل�س التع ��اون الخليجي‬ ‫ف ��ي العا�ش ��ر م ��ن حزي ��ران (يوني ��و)‬ ‫الفائت في بيان �أنه ��ا قررت �إتخاذ �إجراءات "�ضد‬ ‫المنت�سبي ��ن لحزب اهلل في �إقاماتهم �أو معامالتهم‬ ‫المالي ��ة والتجاري ��ة"‪ ،‬داعي ��ة الحكوم ��ة اللبناني ��ة‬ ‫�إل ��ى "تحم ��ل م�س�ؤولياته ��ا تجاه �سل ��وك حزب اهلل‬ ‫وممار�ساته غير القانوني ��ة والال�إن�سانية في �سوريا‬ ‫والمنطقة"‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ارت دول المجل�س �إل ��ى �أن ممار�سات الحزب‬ ‫�ست�ض ��ر بم�صالح ��ه في ه ��ذه الدول‪ ،‬مدين� � ًة ب�شدة‬ ‫"التدخ ��ل ال�سافر لح ��زب اهلل اللبنان ��ي في االزمة‬ ‫ال�سوري ��ة"‪ ،‬معتبر َة �أن "م�شاركة الحزب في �سفك‬ ‫دم ��اء ال�شع ��ب ال�س ��وري ال�شقي ��ق ك�شف ��ت طبيعته‬ ‫و�أهدافه الحقيقية التي تتعدى حدود لبنان والوطن‬ ‫العربي"‪.‬‬ ‫وكان ��ت دول الخلي ��ح �أعلن ��ت ف ��ي خت ��ام �إجتماعها‬ ‫ال ��دوري ف ��ي جدة ف ��ي الثاني م ��ن ال�شه ��ر الفائت‬ ‫�أن ح ��زب اهلل "منظم ��ة ارهابية" مه ��ددة ب�إتخاذ‬ ‫�إجراءات �ضد م�صالحه‪.‬‬ ‫ويالح ��ظ حتى الي ��وم �ص ��دور ع�ش ��رات التعليقات‬

‫عل ��ى البيان ومفاعيله عل ��ى لبنان‪ ،‬من داخل وطن‬ ‫الأرز وخارج ��ه‪ ،‬ومنها ت�أكي ��د رئي�س غرفة التجارة‬ ‫وال�صناع ��ة والزراع ��ة ف ��ي بي ��روت وجب ��ل لبن ��ان‬ ‫محم ��د �شقير �أن "البلد ذاهب �إل ��ى خراب و�إنهيار‬ ‫اقت�صادي"‪ ،‬معتب ��ر ًا �أن طرد اللبنانيين المقيمين‬ ‫في الخليج �سي�ؤدي �إلى ت�سريع عملية الإنهيار‪.‬‬ ‫مخاوف �شقير ت�ستن ��د �إلى الأرقام التي ت�شير �إليها‬ ‫دائ ��رة الأبح ��اث االقت�صادية في بن ��ك "بيبلو�س"‪،‬‬ ‫وفيه ��ا �أن بلدان الخليج ال�ستة تمث ��ل م�صدر ًا لـ ‪60‬‬ ‫ف ��ي المئة م ��ن تحوي�ل�ات اللبنانيي ��ن العاملين في‬ ‫الخارج �إلى الإقت�صاد اللبناني‪.‬‬

‫عدد العاملين اللبنانيين في دول‬ ‫الخليج يقارب ‪ 360‬الف ًا‪ ،‬يحولون ما‬ ‫ن�سبته ‪ 60‬في المئة من تحويالت‬ ‫اللبنانيين العاملين في الخارج �إلى‬ ‫الإقت�صاد اللبناني ب�شكل دوري‬

‫"ع ��دد العاملي ��ن م ��ن اللبنانيي ��ن في تل ��ك الدول‬ ‫يق ��ارب ‪ 360‬الف� � ًا‪ ،‬يح ّول ��ون �أم ��وا ًال دوري ��ة ال ��ى‬ ‫�أهلهم في لبنان‪ ،‬عل ��ى �أ�سا�س �أن الم�سجلين منهم‬ ‫في لوائ ��ح الإقت ��راع بلغوا نح ��و ‪ 260‬ال ��ف لبناني‪،‬‬ ‫ويتوزع ��ون بي ��ن ال�سعودي ��ة (‪� 106‬آالف لبنان ��ي)‬ ‫والإم ��ارات (‪ 78‬الف� � ًا) وقطر (‪ 22‬الف� � َا) والكويت‬ ‫(‪ 43‬الف َا) والبحرين و�سلطنة عمان (نحو ‪ 11‬الف‬ ‫لبناني)‪ ،‬وم ��ع �إحت�ساب عائالت ه� ��ؤالء العاملين‪،‬‬ ‫يمك ��ن �أن يرتفع العدد الى ‪ 500‬الف لبناني " يقول‬ ‫الخبير المالي والإقت�صادي الدكتور غازي وزني‪.‬‬ ‫و�إذا كان مع ��دل التحوي�ل�ات المالية �إلى لبنان يبلغ‬ ‫نح ��و ‪ 8‬ملي ��ارات دوالر �سنوي� � ًا‪ ،‬ف� ��إن وزن ��ي‪ ،‬كم ��ا‬ ‫معظ ��م الخب ��راء‪ ،‬ي�شي ��ر �إل ��ى �أن حج ��م تحويالت‬ ‫ه� ��ؤالء اللبنانيين ي�شكل ‪ ٪50‬من �إجمالي تحويالت‬ ‫اللبنانيي ��ن الت ��ي تتدفق �سنوي� � ًا‪� ،‬أي م ��ا ي�صل الى‬ ‫نح ��و ‪ 4‬ملي ��ارات دوالر ليت ��وزع المبل ��غ الباقي على‬ ‫دول افريقي ��ا بنح ��و ‪ 2,5‬ملي ��اري دوالر و�أوروب ��ا‬ ‫واالميركتين بنحو ‪ 1،5‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫وت�ش ّكل هذه الهجرة المثمرة والبناءة رافد ًا �أ�سا�سياً‬ ‫للإقت�ص ��اد اللبنان ��ي م ��ن خالل ه ��ذه التحويالت‪،‬‬ ‫والت ��ي ت�سه ��م ف ��ي تن�شي ��ط حركت ��ي الإ�ستثم ��ار‬ ‫والإ�ستهالك وفي تعزيز ميزان المدفوعات‪.‬‬

‫ال خوف على‬ ‫�إ�ستثمارات الخليجيين في لبنان‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪77‬‬


‫تحقيق ال�شهر‬

‫حزب اهلل ينت�صر في الق�صير واللبنانيون في مجل�س التعاون يدفعون الثمن‬

‫رياح مأساة جديدة تهب‬ ‫على لبنان من الخليج العربي‬ ‫م��ن المتوق��ع �أن يكون لتطبيق القرار ال��ذي �إتخذته دول مجل�س التع��اون الخليجي في العا�شر م��ن يونيو( حزيران )‬ ‫الما�ضي‪ ،‬والقا�ضي ب�إتخاذ �إجراءات �ضد اللبنانيين الم�ؤيدين والمرتبطين ب "حزب اهلل" المقيمين على �أرا�ضيها‪،‬‬ ‫�آث��ار �سلبي��ة كبيرة على الإقت�ص��اد اللبناني وعلى المبعدين �أنف�سه��م وعلى عائالتهم‪ .‬وي�أتي ه��ذا القرار على خلفية‬ ‫التدخل الع�سكري للحزب في �سوريا �إلى جانب قوات النظام‪ ،‬وهو ما يهدد الأمن القومي الخليجي والعربي بح�سب‬ ‫م��ا ج��اء في القرار ‪ .‬التحقيق التالي ي�ستك�شف �أو ًال الآثار المبا�شرة لهذا القرار في ظل مبا�شرة بع�ض الدول الخليجية‬ ‫تنفيذه ومنها قطر التي �أبعدت ‪ 18‬لبنانيا من ارا�ضيها‪ .‬ويلي ذلك تحليل موجز للآثار الإقت�صادية المحتملة‪ .‬و�أخير ًا‬ ‫يو�صي التحقيق بتدابير تخفيف لمعالجة بع�ض التحديات بالن�سبة �إلى الدولة اللبنانية التي يطرحها هذا القرار‪.‬‬

‫‪76‬‬

‫العدد ‪ - 10‬متوز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬


‫�أن ��ه ال يوج ��د فر�ص عمل ف ��ي لبنان له ��ذه الأعداد‬ ‫الكبي ��رة"‪ ،‬ف�ض ًال عن �إقفال �أبواب هذه الدول �أمام‬ ‫خريجي الجامعات من ال�شباب وال�شابات‪.‬‬ ‫ومن هنا ال ب ّد من �إحت�ساب خ�سائر قطاع الوظائف‬ ‫الجدي ��دة والذي تطال ��ه �أزمة الرك ��ود االقت�صادي‬ ‫عل ��ى نح ��و ح ��اد‪� .‬إذ ي�صل ع ��دد طالب ��ي الوظائف‬ ‫�سنوي ًا ال ��ى نحو ‪ 24‬الف �شاب و�شاب ��ة‪ ،‬يقدر لبنان‬ ‫عل ��ى �إتاحة نحو ‪� 6‬آالف فر�صة عمل جديدة �سنوي ًا‪،‬‬ ‫ليبق ��ى نحو ‪ 18‬الف� � ًا ال يرون مفر ًا م ��ن التوجه الى‬ ‫الخ ��ارج‪ ،‬وتحديدا ال ��ى دول الخلي ��ج العربي‪�" ،‬إذ‬ ‫�أن تل ��ك الدول كانت الم�ص� �دّر الأول لفر�ص العمل‬ ‫للبنانيين في العقد الأخير"‪.‬‬ ‫وي�ضي ��ف �أنه علينا �أن ال نن�س ��ى الت�أثير ال�سلبي على‬ ‫اللبنانيي ��ن العاملي ��ن في هذه ال ��دول الذين لديهم‬ ‫مح�ل�ات تجاري ��ة ومطاعم وم ��ا �شابه م ��ن دون �أن‬ ‫تكون لدينا �أرقام دقيقة لهذه الم�ؤ�س�سات المعر�ضة‬ ‫حاليا للإقفال ‪.‬‬

‫�آثار �سلبية على ال�سياحة‬ ‫و�إنتق ��ا ًال �إلى قطاع ال�سياحة نجد ف ��ي بع�ض الأرقام‬ ‫الت ��ي �أ�شارت �إليها دائرة الأبح ��اث الإقت�صادية في‬ ‫بن ��ك "بيبلو� ��س"‪� ،‬أن ال�سي ��اح الآتين م ��ن ال�سعودية‬ ‫والإمارات العربية المتحدة والكويت ي�شكلون ‪35.3‬‬ ‫ف ��ي المئة من �إجمال ��ي الزائرين الع ��رب �إلى لبنان‬ ‫ونحو ‪ 12.3‬في المئة من الإجمالي العام للزائرين‪.‬‬ ‫كم ��ا يمث ��ل ال�سي ��اح ال�سعودي ��ون ‪ 25‬ف ��ي المئة من‬ ‫�إجمال ��ي �إنف ��اق ال�سي ��اح ف ��ي لبن ��ان‪ ،‬بينم ��ا يم ّثل‬ ‫الزائ ��رون من الإمارات وقط ��ر والكويت والبحرين‬ ‫‪ 20‬في المئة‪.‬‬ ‫بدوره ي ��رى وزن ��ي ان ال�سياح الخليجيي ��ن والعرب‬ ‫ي�ش ّكل ��ون نحو ‪ %35‬من �إجمال ��ي ال�سياحة اللبنانية‪،‬‬ ‫وي�ش ��كل ه�ؤالء ما بين ‪ 40‬ال ��ى ‪ %45‬من المداخيل‪،‬‬ ‫تت ��وزع بن�سب ��ة ‪ %20‬لل�سي ��اح ال�سعوديي ��ن و‪%12‬‬ ‫للإماراتيين و‪ %10‬للكويتيين"‪.‬‬ ‫‪ ‬وف ��ي الوق ��ت ال ��ذي �إ�ستقطب ��ت الفن ��ادق وال�شقق‬ ‫المفرو�شة في لبنان ف ��ي العام ‪ 2011‬نحو ‪81,361‬‬ ‫نزي ًال م ��ن ال�سعودية‪� ،‬أي ما يمثل نحو ‪ 11‬في المئة‬ ‫م ��ن �إجمالي الن ��زالء وبا�ستثن ��اء اللبنانيي ��ن‪ ،‬ف�إن‬ ‫ال�سعوديي ��ن �ش ّكلوا في الع ��ام ‪ 2011‬معظم النزالء‬ ‫المتكررين للفنادق وال�شقق المفرو�شة‪.‬‬ ‫والوا�ض ��ح �أن دول الخلي ��ج ل ��ن تتخ ��ذ �إج ��راءات‬ ‫عقابي ��ة �ضد لبنان‪ ،‬لأن ف ��ي ذلك �ضرر ًا كبير ًا على‬ ‫اللبنانيي ��ن‪ .‬و�إكتف ��ى المجل� ��س بتوجي ��ه ر�سالة الى‬ ‫لبن ��ان "المت ��و ّرط" غ�صب ًا ع ��ن �سلطات ��ه وال�سواد‬

‫االعظ ��م م ��ن �شعبه ف ��ي الح ��رب ال�سوري ��ة‪ ،‬معلن ًا‬ ‫الحظ ��ر على رعاياه م ��ن ال�سفر الى لبن ��ان‪ ،‬خوف ًا‬ ‫عل ��ى �سالمتهم وعلى �أمنه ��م ب�سبب تردي الأو�ضاع‬ ‫الأمني ��ة‪ ،‬م ��ا يعن ��ي ان ال �سي ��اح وال م�صطافي ��ن‬ ‫خليجيي ��ن وال �سواهم في‪ ‬لبن ��ان هذا ال�صيف على‬ ‫غ ��رار الع ��ام الما�ض ��ي‪ ،‬ما ي�ش ��كل خ�س ��ارة فادحة‬ ‫للإقت�صاد اللبناني المتهالك‪.‬‬

‫ال�سعودية وقطر تنفذان القرار‬ ‫وزير الخارجية الكويتي ال�شيخ �صباح الخالد‪:‬‬ ‫"الكويت ملتزمة القرار الخليجي"‬

‫تتوزع الإ�ستثمارات الخليجية في‬ ‫لبنان على قطاعات عدة في مقدمها‬ ‫القطاع العقاري ثم ال�سياحي �إ�ضافة �إلى‬ ‫القطاع الم�صرفي والقطاع التجاري‬ ‫وخ�صو�ص ًا في تجارة التجزئة وبن�سبة‬ ‫�أقل في القطاع ال�صناعي‬ ‫معظم دول مجل�س التعاون يلتزم بالقرار‬ ‫والبداية من قطر وال�سعودية التي‬ ‫�أكدت �أنها جادة وحازمة و�أنه �سيتم‬ ‫ترحيل كل من يدعم حزب اهلل‬

‫وزير ال�سياحة اللبناني فادي عبود‪" :‬الحكم على اال�شخا�ص‬ ‫بالنيات هو �ضدّ حقوق االن�سان والإتفاقيات الدولية والمواثيق"‬

‫و�إ�ستجاب ��ة للقرار �أبع ��دت ال�سلط ��ات القطرية ‪18‬‬ ‫لبناني� � ًا م ��ن �أرا�ضيه ��ا بعد ق ��رار مجل� ��س التعاون‬ ‫الخليج ��ي‪ ،‬خ�ل�ال الفت ��رة الت ��ي تلت ق ��رار مجل�س‬ ‫التع ��اون وف ��ق ما �أف ��اد م�صدر حكوم ��ي لبناني من‬ ‫دون �إعطاء تفا�صيل �إ�ضافية‪.‬‬ ‫بدوره ��ا �أعلن ��ت ال�سعودية على ل�س ��ان �سفيرها في‬ ‫لبن ��ان علي عوا�ض ع�سيري الإلت ��زام بقرار مجل�س‬ ‫التع ��اون الذي �أك ��د �أن "قرار المجل�س جاد وحازم‬ ‫و�سينف ��ذ حرفي ًا في ال�سفارة وف ��ي ال�سعودية‪ ،‬وفيه‬ ‫ر�سالة قوية ن�أمل �أن يتلقاها الفريق الآخر بما يتفق‬ ‫مع م�صالحه وم�صالح لبنان"‪.‬‬ ‫وق ��ال‪� " :‬إن المعي ��ار ال ��ذي تتبع ��ه ال�سعودي ��ة ف ��ي‬ ‫م ��ا خ�ص ه ��ذه الإج ��راءات ه ��و �أمن الب�ل�اد وهو‬ ‫متعل ��ق بمن هو مت ��ورط بتعري�ض الأم ��ن الخليجي‬ ‫للخط ��ر"‪ ،‬م�ضيف� � ًا �أن "ه ��ذا الق ��رار ال ي�ستهدف‬ ‫ال�شيع ��ة وحده ��م‪ ،‬ب ��ل كل من يق ��وم بعم ��ل ينافي‬ ‫قرار المجل�س‪ ،‬و�سيت ��م ترحيل كل من يدعم حزب‬ ‫اهلل الذي �أخط� ��أ بحق نف�سه وحق طائفته ولبنان"‪،‬‬ ‫مذك ��ر ًا �أن "الطائف ��ة ال�شيعي ��ة ج ��زء م ��ن الن�سيج‬ ‫الإجتماعي في ال�سعودية"‪.‬‬ ‫و�ش ��دد الع�سي ��ري عل ��ى �أن "اله ��دف لي� ��س �إهان ��ة‬ ‫المواط ��ن اللبنان ��ي �أوتركيع ��ه ب ��ل اله ��دف ع ��ام‬ ‫ومن يرتك ��ب هذا الخط� ��أ �سيلقى العقوب ��ة المعلنة‬ ‫وال�صريح ��ة‪ ،‬فهن ��اك �أعم ��ال ترتكب �ض ��د ال�شعب‬ ‫ال�سوري البريء"‪.‬‬ ‫كويتي� � ًا‪� ،‬أك ��د نائ ��ب رئي�س مجل� ��س ال ��وزراء وزير‬ ‫الخارجية ال�شيخ �صباح الخالد‪� ،‬أن الكويت ملتزمة‬ ‫القرار الخليجي ب�ش�أن الإج ��راءات �ضد اللبنانيين‬ ‫المنتمي ��ن �إلى "حزب اهلل"‪ ،‬و�أنها "الت�ستهدف في‬ ‫الإبعاد جن�سية �أو مذهب ًا بل من يخالف القوانين"‪.‬‬ ‫�أم ��ا البحرين التي تواجه ث ��ورة �شعبية من الغالبية‬ ‫ال�شيعي ��ة والتي تتهم حزب اهلل و�إيران بالتدخل في‬ ‫�ش�ؤونها الداخلية فتمار�س �ضغوطا من �أجل �إ‪.‬‬ ‫وم ��ن الوا�ض ��ح �أن �إ�ص ��رار مملك ��ة البحري ��ن على‬ ‫و�ضع حزب اهلل على الئح ��ة الإرهاب �ش ّكل �سابقة‪،‬‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪79‬‬


‫تحقيق ال�شهر‬ ‫وما يزي ��د من �أهمية ه ��ذه الهجرة �أنه ��ا م�ؤقتة وال‬ ‫تتحول �إلى �إغتراب‪ ،‬كما �أن اللبنانيين العاملين في‬ ‫الخلي ��ج هم‪ ،‬وبحكم القرب الجغرافي‪ ،‬على تفاعل‬ ‫دائ ��م مع بلدهم الأم وهم يع ��ودون �إليه مرات عدة‬ ‫في العام الواحد‪.‬‬ ‫�أما التدابير التي ين ��وي �إتخاذها المجل�س فتخ�ص‬ ‫�أ�سا�س ��ا منح الإقامات لأع�ضاء وم�ؤيدي حزب اهلل‪،‬‬ ‫وم�صالحه ��م ومعامالتهم "المالية والتجارية" في‬ ‫بلدان الخليج ال�ستة‪ .‬لكن هذه التدابير تقلق جميع‬ ‫المغتربين اللبنانيين ال�شيعة الذين يتذكرون �أنه في‬ ‫‪ 2009‬و‪� 2012‬أجبر العديد من الأ�شخا�ص الم�شتبه‬ ‫بمواالته ��م لح ��زب اهلل على مغادرة بل ��دان الخليج‬ ‫وت ��رك ممتلكاته ��م‪ ،‬و�أ�صب ��ح ل ��دى العدي ��د منهم‬ ‫خ�شية اليوم من �أن يرحلوا بطريقة �إعتباطية‪.‬‬ ‫وب ��ات من المع ��روف عملي ًا �أن " مخاب ��رات كل بلد‬ ‫هي من �سيحدد هويات "�أع�ضاء وم�ؤيدي حزب اهلل‬ ‫" من دون معرفة المعايير الم�ستند �إليها لتحديد‬ ‫�إنتم ��اء ه� ��ؤالء الأجان ��ب �إل ��ى الح ��زب المذكور"‪،‬‬ ‫يو�ض ��ح الأمين العام لمجل�س التعاون الخليجي عبد‬ ‫اللطيف را�شد الزياني‪.‬‬ ‫وي�أت ��ي ت�صرف بل ��دان الخليج الم�ؤي ��دة للمعار�ضة‬ ‫ال�سوري ��ة رد ًا على م�شاركة حزب اهلل في القتال في‬ ‫�سوريا �إل ��ى جانب الجي�ش النظام ��ي‪ ،‬وال �سيما في‬ ‫مدينة الق�صير‪ ،‬غير البعيدة من الحدود اللبنانية‪.‬‬ ‫ولك ��ن �إذا كان الق ��را ر يتج ��ه لبناني� � ًا �إل ��ى واق ��ع‬ ‫�س ّي ��ىء فم ��ا ه ��ي تداعياته عل ��ى لبن ��ان؟ وهل هي‬ ‫مح�ص ��ورة بالقطاعين الإقت�ص ��ادي وال�سياحي �أم‬ ‫�أن الأث ��ر المبا�ش ��ر �سيك ��ون كبير ًا �أي�ض� � ًا على اليد‬ ‫العامل ��ة ال�شيعية في دول الخلي ��ج وكذلك على اليد‬ ‫الم�سيحي ��ة التي تنتمي الى "التي ��ار الوطني الحر"‬ ‫الذي ي�ؤمن غطاء �سيا�سي ًا للحزب ؟‬ ‫الواق ��ع �أن الإقت�ص ��اد اللبنان ��ي يعتم ��د ب�شكل كبير‬ ‫ج ��د ًا عل ��ى الإقت�صاد العرب ��ي على ال�صع ��د كافة‪،‬‬ ‫فمث ًال على �صعيد ال�صادرات يو َّرد لبنان حالي ًا �إلى‬ ‫ال ��دول العربية مليار و‪ 300‬ملي ��ون دوالر‪ ،‬ما يوازي‬ ‫‪ %30‬من �إجمالي ال�صادرات اللبنانية (وفق وزني)‬ ‫والت ��ي بلغت العام ‪� 2011‬إلى دول الخليج ما ن�سبته‬ ‫نح ��و ‪ 20‬في المئة من �إجمالي ال�صادرات‪ ،‬من دون‬ ‫�أن نن�سى �أن اللبنانيي ��ن العاملين في بلدان الخليج‬ ‫ي�ستحوذون على ح�صة �أ�سا�سية ومهمة من �إجمالي‬ ‫المودعين غير المقيمين في الم�صارف اللبنانية‪.‬‬

‫الت�أثير على الإ�ستثمارات‬ ‫وبح�س ��ب مرك ��ز الدرا�سات الإقت�صادي ��ة في غرفة‬ ‫‪78‬‬

‫ال�سفير ال�سعودي في لبنان علي عوا�ض ع�سيري‪:‬‬ ‫القرار �سيطبق‬

‫تقدر الإ�ستثمارات التراكمية لدول‬ ‫مجل�س التعاون الخليجي في لبنان‬ ‫بنحو ‪ 11.3‬مليار دوالر‪ ،‬ما ن�سبته‬ ‫نحو ‪ % 92.7‬من �إجمالي الإ�ستثمارات‬ ‫العربية في لبنان والح�صة الأكبر‬ ‫تعود لل�سعودية (‪ 4.8‬مليارات دوالر)‬ ‫التدابير قد ت�شمل �أي�ض ًا حلفاء‬ ‫"حزب اهلل" بما في ذلك رئي�س‬ ‫حزب "التيار الوطني الحر"‬ ‫الم�سيحي مي�شال عون‬

‫بي ��روت وجب ��ل لبن ��ان‪ ،‬فق ��د ق� �دّرت الإ�ستثمارات‬ ‫التراكمي ��ة ل ��دول مجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي ف ��ي‬ ‫لبن ��ان للفت ��رة م ��ا بي ��ن ‪ 1985‬و‪ 2009‬بنحو ‪11.3‬‬ ‫ملي ��ار دوالر‪� ،‬أي ما ن�سبته نحو ‪ 92.7‬في المئة من‬ ‫�إجمالي الإ�ستثم ��ارات العربية في لبنان‪ .‬والح�صة‬ ‫الأكب ��ر من هذه الإ�ستثم ��ارات م�صدرها ال�سعودية‬ ‫(‪ 4.8‬مليارات دوالر) وهي موجهة بالدرجة الأولى‬ ‫نح ��و القطاع العق ��اري والقط ��اع ال�سياح ��ي‪ ،‬تليها‬ ‫الإم ��ارات (‪ 2.9‬ملي ��اري دوالر) والكوي ��ت (‪2.8‬‬ ‫ملياري دوالر)‪.‬‬ ‫�إن م ��ا بي ��ن ‪� 70‬إلى ‪ 80‬ف ��ي المئة م ��ن الطلب على‬ ‫القط ��اع العقاري في لبنان م�ص ��دره خارجي‪ ،‬وثمة‬ ‫ح�ص ��ة �أ�سا�سية منه مت�أتية من اللبنانيين العاملين‬ ‫في بلدان الخليج ومن الخليجيين �أنف�سهم‪.‬‬ ‫ف ��ي المقابل‪ ،‬تفيد �أرقام الغرفة ب�أن الإ�ستثمارات‬ ‫اللبناني ��ة ف ��ي دول مجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي بلغ‬ ‫المتراكم منها حتى ‪ 2009‬نحو ‪ 4.7‬مليارات دوالر‬ ‫منه ��ا في ال�سعودية (‪ 2.4‬ملي ��ار دوالر) والإمارات‬ ‫(‪ 1.5‬مليار دوالر) والكويت (‪� 680‬ألف دوالر)‪.‬‬ ‫�أم ��ا اال�ستثم ��ارات المبا�ش ��رة م ��ن رعاي ��ا البلدان‬ ‫الخليجي ��ة فتمث ��ل م ��ا بي ��ن ‪ 75‬و ‪ 80‬ف ��ي المئة من‬ ‫�إجمالي اال�ستثم ��ارات الأجنبية المبا�شرة (‪)FDI‬‬ ‫في لبنان‪.‬‬ ‫والواقع �أن هذه الأرق ��ام ال تعك�س الحجم الحقيقي‬ ‫له ��ذه الإ�ستثمارات نظ ��ر ًا �إلى غي ��اب الإح�صاءات‬ ‫الدقيق ��ة في ه ��ذا المجال‪ ،‬و�إلى �صعوب ��ة ر�صد كل‬ ‫الن�شاط الإ�ستثماري وال�سيما في المجال العقاري‪،‬‬ ‫�أ�ضف �إلى ذلك‪� ،‬أن هذه الإح�صاءات موقوفة حتى‬ ‫نهاية العام ‪.2009‬‬ ‫والمع ��روف �أن الإ�ستثم ��ارات الخليجي ��ة في لبنان‬ ‫تت ��وزع عل ��ى قطاعات ع ��دة ف ��ي مقدمه ��ا القطاع‬ ‫العق ��اري‪ ،‬ث ��م ال�سياح ��ي �إ�ضاف ��ة �إل ��ى القط ��اع‬ ‫الم�صرفي‪ ،‬والقطاع التج ��اري وبخا�صة في تجارة‬ ‫التجزئة‪ ،‬وبن�سبة �أقل في القطاع ال�صناعي‪.‬‬ ‫كل ذلك م ��ن دون �أن نن�سى �أن التدفقات المذكورة‬ ‫ت�ساه ��م بتعزي ��ز الإ�ستق ��رار النق ��دي والنم ��و‬ ‫الإقت�صادي وبتح�سين و�ضع ميزان المدفوعات‪.‬‬

‫الت�أثير على �سوق العمل‬

‫وزير الخارجية اللبنانية عدنان من�صور‪" :‬الإ�ستثمارات وال�شركات‬ ‫والأمالك الخليجية الخا�صة هي �أمانة في عنق اللبنانيين"‬

‫العدد ‪ - 10‬متوز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫ومن الت�أثي ��رات ال�سلبية المهمة الت ��ي يحملها هذا‬ ‫القرار تلك المتعلقة ب�سوق العمل‪ ،‬وفي ذلك ي�شرح‬ ‫وزن ��ي‪" :‬في حال تم ط ��رد اللبنانيين من الخليج �أو‬ ‫�إقف ��ال الأبواب في وجوههم ف�إن ذلك �سيخلق �أزمة‬ ‫�إجتماعية في الداخ ��ل اللبناني‪ ،‬لأنه من المعروف‬


‫محمد �شقير‪:‬‬ ‫"البلد ذاهب �إلى خراب و�إنهيار اقت�صادي"‬

‫الأمين العام لمجل�س التعاون الخليجي عبد اللطيف را�شد الزياني‪:‬‬ ‫"مخابرات كل بلد هي من �سيحدد هويات "�أع�ضاء وم�ؤيدي حزب الله‬

‫لتحم ��ل جميع تبع ��ات القرار الذي �إتخ ��ذه‪ ،‬ت�ساءل‬ ‫لبناني �شيعي مقيم في االمارات "هل هذا يعني �أنه‬ ‫�سيدفع لي راتبي الذي �أجنيه �إذا ما تم ترحيلي؟"‪،‬‬ ‫راف�ض ًا تدخل "حزب اهلل" في �سوريا‪.‬‬ ‫ولع ّل من �أبرز ما يقلق ال�شيعة المقيمون في الخليج‬ ‫المعايي ��ر التي �ستعتمدها ال�سلطات لتحديد من هو‬ ‫المنت�سب الى حزب اهلل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وتتعاظ ��م ه ��ذه المخ ��اوف خ�صو�صا عندم ��ا ي�أتي‬ ‫موع ��د تجدي ��د الإقامة‪ ،‬وفي ه ��ذا ال�ص ��دد �إعتبر‬ ‫م�س� ��ؤول لبناني طلب ع ��دم الك�شف ع ��ن ا�سمه �أنه‬ ‫"علينا �أال نو ّفر �أي جهد لإقناع دول الخليج بالعودة‬ ‫عن قرارها"‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬ح ّذر عبد العزيز العوي�شق‪ ،‬الأمين العام‬ ‫الم�ساع ��د لمجل� ��س التع ��اون ل�ش� ��ؤون المفاو�ضات‬ ‫والح ��وار الإ�ستراتيج ��ي من �أن التدابي ��ر قد ت�شمل‬ ‫�أي�ض ًا حلفاء "حزب اهلل" بما في ذلك رئي�س حزب‬ ‫"التيار الوطني الحر" الم�سيحي مي�شال عون‪.‬‬ ‫وتتمث ��ل الخط ��وة الأول ��ى وف ��ق العوي�شق ف ��ي ر�صد‬ ‫التحويالت المالية الى حزب اهلل والنظام ال�سوري‬ ‫والم�ؤ�س�س ��ات والأف ��راد الذي ��ن يعمل ��ون واجه ��ات‬ ‫لهم ��ا‪ ،‬وينطبق الأمر نف�سه على الجهات المتحالفة‬ ‫معهما‪ ،‬مثل مي�شال عون"‪.‬‬

‫نكون نتكلم دائما عن عقوبات ثالثية الأبعاد‪.‬‬ ‫فالبع ��د الأول ب ��ر�أي �سويد هو البع ��د الإن�ساني وهو‬ ‫النا� ��س بح ��د ذاته ��م‪ ،‬لأن التداعيات ل ��ن تنح�صر‬ ‫بالمنت�سبي ��ن �إلى ح ��زب اهلل �أو بم�ؤيديه بل �ستطال‬ ‫على الأرج ��ح كل اللبنانيي ��ن العاملين ف ��ي الخليج‬ ‫وم ��ن مختلف الطوائ ��ف وهذا ما ي�سم ��ى ب"تبادل‬ ‫النا�س"‪.‬‬ ‫�أم ��ا البعد الثاني فه ��و بعد الب�ضائ ��ع �أي الإ�ستيراد‬ ‫والت�صدي ��ر‪ ،‬فالعقوب ��ات م ��ن الممك ��ن �أن تط ��ال‬ ‫�ش ��ركات وم�ؤ�س�س ��ات مع ّين ��ة مح�سوب ��ة على حزب‬ ‫اهلل �أو ثم ��ة �شكوك حول عالقتها ب ��ه‪ ،‬حيث �ستمنع‬ ‫من الت�صدي ��ر �أو الإ�ستيراد من لبن ��ان �إلى الخليج‬ ‫والعك�س بالعك�س‪.‬‬ ‫و�أخي ��ر ًا البع ��د الثال ��ث وهو البع ��د المال ��ي ويتم ّثل‬ ‫بالتحوي�ل�ات المالي ��ة والم�صرفي ��ة والإ�ستثمارات‬ ‫بالأ�سهم‪.‬‬ ‫وي ��رى �سويد �أنه مهما حاول ��ت دول مجل�س التعاون‬ ‫التميي ��ز بين الرعاي ��ا اللبنانيين وبي ��ن المنت�سبين‬ ‫لحزب اهلل ف�إن هذا الإج ��راء �سي�ضر بلبنان ب�شكل‬ ‫ع ��ام و�سيترك ت�أثيره ال�سلب ��ي ال �سيما على القطاع‬ ‫ال�سياحي في لبنان وعلى قطاعات الإ�ستثمار فيه‪.‬‬ ‫ويتاب ��ع �أنه م ��ا يجدر التوق ��ف عنده هو �أنن ��ا بد�أنا‬ ‫نالح ��ظ وبو�ضوح ت�أثي ��ر العقوب ��ات ال�سابقة ومنها‬ ‫�إنخفا� ��ض عدد ال�سي ��اح الخليجيين ف ��ي لبنان في‬ ‫الع ��ام ‪� 2012‬إل ��ى ن�ص ��ف م ��ا كان عليه ف ��ي العام‬ ‫‪. 2010‬‬ ‫والالفت �أن اللبنانيي ��ن العاملين في الخليج يوازي‬ ‫ثلث عدد اللبنانيين العاملين في لبنان‪ ،‬فيما ي�صل‬ ‫مع ��دل المدخ ��ول ل ��دى العاملي ��ن في الخلي ��ج �إلى‬ ‫‪� 3‬أ�ضع ��اف العاملين ف ��ي لبنان‪ .‬وه ��ذا يعني �أنهم‬ ‫ي�شكل ��ون كتل ��ة نقدي ��ة �أو بمعنى �أدق ق ��درة �شرائية‬

‫عقوبات ثالثية الأبعاد‬ ‫"ال معلوم ��ات لدينا عن حجم و�أع ��داد المنت�سبين‬ ‫لح ��زب اهلل العاملي ��ن في الخليج" ‪ ،‬يق ��ول الخبير‬ ‫الإقت�صادي مازن �سوي ��د ( مدير الأبحاث في بنك‬ ‫البحر المتو�سط )‪ ،‬معتبر ًا �أنه من المفتر�ض بدول‬ ‫الخليج تو�ضيح هذه الأعداد‪.‬‬ ‫وي�ضيف �أن ��ه وب�شكل عام عندما نتكلم عن عقوبات‬ ‫بين بلدين �أو بين مجموعتين �أو بين بلد ومجموعة‪،‬‬

‫توازي القدرة ال�شرائية الداخلية‪ ،‬وفق تعبير �سويد‪.‬‬ ‫وي�ؤك ��د �سويد �أنه مم ��ا ال �شك فيه �أن هذه القرارات‬ ‫�ست�ؤث ��ر �سلبا على الإقت�ص ��اد اللبناني خ�صو�ص ًا �أن‬ ‫المجتم ��ع اللبناني هو مجتمع �إ�ستهالكي ف�ض ًال عن‬ ‫ت�أثيره ��ا على �ضريب ��ة ال� �ـ ‪ TVA‬ومداخيلها وعلى‬ ‫واردات الخزينة‪.‬‬ ‫وال �ش ��ك ف ��ي ان مقاطع ��ة الخلي ��ج لبن ��ان �سياحياً‬ ‫لل�سن ��ة الثانية توالي� � ًا �ستنعك�س ب�سرع ��ة على معدل‬ ‫النم ��و االقت�صادي للبنان ال ��ذي لن يخرج عن اطار‬ ‫ال� �ـ‪ %2‬وف ��ق �آخر توقع ��ات البن ��ك الدول ��ي‪ .‬لكن �أال‬ ‫يج ��در بحكومات دول مجل�س التع ��اون در�س الأبعاد‬ ‫الإقت�صادية والمالية لأي قرار �سيا�سي؟ وخ�صو�صا‬ ‫ان ال م�صال ��ح مالي ��ة او تجارية لـ"ح ��زب اهلل" في‬ ‫دول الخلي ��ج كما يقول وزني‪ ،‬فيم ��ا ال تتجاوز ن�سبة‬ ‫اللبنانيين الذين ينتمون الى الطائفة ال�شيعية ‪%15‬‬ ‫من اجمالي اللبنانيين الذين يعملون في تلك الدول‪.‬‬ ‫في المقابل تمنى �شقير على القيادات والم�س�ؤولين‬ ‫اللبنانيي ��ن �أن يع ��وا حقيق ��ة خط ��ورة الو�ض ��ع‬ ‫الإقت�ص ��ادي لأن " الن ��دم ل ��ن ينفع الحق� � ًا وال �أحد‬ ‫ق ��ادر ًا عل ��ى �أن يحك ��م �شعب� � ًا يعان ��ي م ��ن الج ��وع‬ ‫والإفال�س"‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف‪�" :‬إنه في زمن الح ��رب لم يع�ش اللبنانيون‬ ‫هذه الأزمة الإقت�صادية‪ .‬والم�صيبة �أن ال �أحد يدرك‬ ‫�إلى �أين نحن ذاهبون وما هو م�صير هذا البلد؟! كل‬ ‫ما ندرك �أن ‪ 40‬في المئة من المتخرجين يهاجرون‬ ‫�سنوي ًا بح�سب �آخر �إح�صاء للبنك الدولي‪.‬‬ ‫وختم مت�أ�سف ًا عل ��ى ال�شباب الذين يغادرون الوطن‬ ‫ليدخلوا في �ص ��راع لعبة الكبار لكن" اللعبة �صارت‬ ‫�أكب ��ر من لبنان و�سوريا‪ ،‬هي لعب ��ة �أمم‪ ،‬وال�ضحية‬ ‫الكبرى هي �شبابنا الذين يهاجرون �إلى الخارج �إما‬ ‫بهدف العمل �أو للدخول في لعبة الحرب من دون �أن‬ ‫يدرك ��وا �أنهم في ذلك �سيكون ��ون ال�ضحية والجالد‬ ‫في الوقت عينه"‪.‬‬ ‫وف ��ي الخال�ص ��ة‪� ،‬إن المناخ الذي ي�س ��ود العالقات‬ ‫اللبنانية الخليجية نتيجة قرار المجل�س �أمر حا�صل‬ ‫وال يمك ��ن �إنكاره‪ ،‬وهو بالإ�ضافة �إلى �إمتناع الرعايا‬ ‫الخليجيي ��ن ع ��ن المجيء �إل ��ى لبن ��ان ينطوي على‬ ‫نتائج �سلبية كبيرة ال يمكن تجاهلها‪.‬‬ ‫وه ��ذا الواق ��ع ي�ستدع ��ي عم�ل ً�ا �سيا�سي� � ًا م�س� ��ؤوالً‬ ‫و�شجاع� � ًا ال يحتم ��ل �أي نوع م ��ن �أن ��واع االرتهان �أو‬ ‫الت ��ردد ‪ ،‬بل يتطل ��ب ذلك تحرك ًا عملي� � ًا يزيل هذه‬ ‫الغمامة ال�سوداء‪ ،‬وي�ضع حد ًا لهذه الحالة الظرفية‬ ‫الت ��ي تجافي م�شاعر الخليجيي ��ن تجاه لبنان والتي‬ ‫هي في الأ�سا�س م�شاعر محبة و�صداقة‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪81‬‬


‫تحقيق ال�شهر‬ ‫خ�صو�ص� � ًا بعدم ��ا حظ ��رت المنام ��ة عل ��ى جمي ��ع‬ ‫المجموع ��ات ال�سيا�سي ��ة البحريني ��ة التعام ��ل م ��ع‬ ‫"حزب اهلل" الذي و�صفته بالإرهابي‪.‬‬ ‫ف ��ي ه ��ذا الوق ��ت يتناق ��ل اللبنانيون ف ��ي االمارات‬ ‫معلوم ��ات ع ��ن رف� ��ض ال�سلط ��ات من ��ح ع ��دد من‬ ‫اللبنانيين ت�أ�شيرة �إقامة على الرغم من ح�صولهم‬ ‫على عرو�ض عمل‪.‬‬ ‫ف ��ي المقاب ��ل عب ��ر �أع�ض ��اء البرلم ��ان العربي عن‬ ‫رف�ضه ��م للتدخالت الإيرانية والمدعومة من حزب‬ ‫اهلل اللبناني في ال�ش�ؤون الداخلية العربية خ�صو�ص ًا‬ ‫في �سوري ��ا والبحرين‪ ،‬معتبرين خ�ل�ال م�شاركتهم‬ ‫ف ��ي الجل�س ��ة العام ��ة للبرلم ��ان ف ��ي الع�شرين من‬ ‫حزي ��ران (يوني ��و) الما�ض ��ي �أن ما ت ��م ممار�سته‬ ‫تج ��اه هذي ��ن البلدين ي�سه ��م في ت�أجي ��ج الطائفية‬ ‫والم�سا�س بالأمن القومي العربي‪.‬‬

‫ردود فعل لبنانية‬ ‫عل ��ى م�ست ��وى القي ��ادات اللبناني ��ة نالح ��ظ جملة‬ ‫م ��ن المواقف حيال قرار مجل� ��س التعاون وفي هذا‬ ‫ال�صدد نتوقف عن ��د العديد منها‪ ،‬فقد قال االمين‬ ‫العام لح ��زب اهلل ال�سيد ح�سن ن�ص ��راهلل �أنه لي�س‬ ‫هن ��اك منت�سبون للحزب في دول الخليج‪ ،‬م�ؤكد ًا �أن‬ ‫حزب ��ه م�ستعد لتحمل جمي ��ع العواقب المترتبة عن‬ ‫م�شاركته في المعارك في �سوريا‪.‬‬ ‫م ��ن جهت ��ه‪� ،‬إعتب ��ر وزي ��ر ال�سياح ��ة ف ��ادي عب ��ود‬ ‫�أن"الحكم عل ��ى اال�شخا�ص بالنيات هو �ض ّد حقوق‬ ‫االن�سان والإتفاقيات الدولية والمواثيق التي وقعتها‬ ‫دولة قطر وغيره ��ا من الدول"‪� ،‬آم ًال في "ان تكون‬ ‫المعلوم ��ات ع ��ن ترحي ��ل لبنانيي ��ن من قط ��ر غير‬ ‫�صحيح ��ة‪ ،‬ب�إ�ستثن ��اء اال�شخا� ��ص المخالفين‪ ،‬لأنه‬ ‫�سي�ش� � ّكل واقع� � ًا مرير ًا ج ��د ًا و�سيغير نظ ��رة العالم‬ ‫تجاه الدول العربي ��ة‪ ،‬خ�صو�ص ًا �أن لبنان ال يخو�ض‬ ‫حرب ًا مع �أي دولة عربية"‪.‬‬ ‫وتعليق ��ا على ما ورد في بع� ��ض و�سائل الإعالم من‬ ‫تحري� ��ض لل�شيعة ف ��ي لبن ��ان على الإ�ستي�ل�اء على‬ ‫فن ��ادق و�إ�ستثم ��ارات و�أم�ل�اك �سعودي ��ة وخليجية‪،‬‬ ‫�أك ��دت م�صادر مطلع ��ة �أن من بين الذي ��ن ات�صلوا‬ ‫ب ال�سفي ��ر "ع�سي ��ري" رئي�س مجل� ��س النواب نبيه‬ ‫ب ��ري ونواب� � ًا ووزراء �ش ��ددوا على �أن م ��ا �صدر في‬ ‫هذا ال�صدد ال يعبر ع ��ن الموقف ال�شيعي‪ ،‬وع ّبرت‬ ‫القي ��ادات المت�صلة عن �إحترامه ��ا لل�سعودية ودول‬ ‫مجل�س التعاون الخليجي ف�ض ًال عن الود تجاهها"‪.‬‬ ‫وو�صفت م�صادر بع�ض ه�ؤالء ال�سيا�سيين هذا النوع‬ ‫من الدعوات بالم�شبوهة‪ ،‬خ�صو�ص ًا �أن "ال�سعودية‬ ‫‪80‬‬

‫غازي وزني‪" :‬ال�سياح الخليجيون والعرب‬ ‫ّ‬ ‫ي�شكلون نحو ‪ %35‬من �إجمالي ال�سياحة اللبنانية"‬

‫مازن �سويد‪" :‬ال معلومات لدينا عن حجم و�أعداد‬ ‫المنت�سبين لحزب الله في الخليج"‬

‫د�أب ��ت على الوق ��وف الى جان ��ب لبن ��ان وقدمت له‬ ‫الم�ساعدات في المحن التي مر بها‪ ،‬ف�ض ًال عن �أنها مخاوف جدية من الترحيل‬ ‫رعت �إتفاق الطائ ��ف"‪ ،‬م�شيرة �إلى �أن "المت�صلين على الرغم من الت�أكي ��دات الخليجية الر�سمية ب�أن‬ ‫ر�أوا �أن التحري�ض عل ��ى خطوات كهذه موجهة �ضد التدابي ��ر �ست�شم ��ل فق ��ط المنت�سبين ال ��ى الحزب‬ ‫اللبنانيي ��ن قب ��ل �أيٍّ كان وقب ��ل دول مجل�س التعاون ال�شيعي اللبناني المدعوم من ايران‪� ،‬إال �أن ال�شيعة‬ ‫الخليجي"‪.‬‬ ‫الذي ��ن يعملون منذ �سنوات طويل ��ة في دول الخليج‬ ‫وذك ��رت الم�صادر �أن "ب ��ري �أكد خ�ل�ال �إت�صاله الغني ��ة يخ�شون من تدابير تتخذ في حقهم من دون‬ ‫بع�سي ��ري رف�ض ��ه المطلق لدعوات كه ��ذه‪ ،‬م�شدد ًا تمييز بين منت�سب او غيره‪.‬‬ ‫عل ��ى �أن ال عالق ��ة لل�شيع ��ة بها وعل ��ى ت�ضامنه مع وي�ؤك ��د �شيع ��ة كث ��ر ف ��ي الخلي ��ج �أنه ��م معار�ضون‬ ‫ال�سعودي ��ة �ضد من يحاول الإ�س ��اءة للعالقة بينها لـ"حزب اهلل"‪ ،‬كما ت�شعر بالقلق مجموعات لبنانية‬ ‫�أخرى غير �شيعية كالم�سيحيين الذين يمكن �أن يتم‬ ‫وبين لبنان"‪.‬‬ ‫ف ��ي غ�ضون ذل ��ك‪� ،‬أكد وزي ��ر الخارجي ��ة اللبنانية الرب ��ط بينه ��م وبين "ح ��زب اهلل" ب�سبب تحالفات‬ ‫عدن ��ان من�ص ��ور‪� ،‬أن الإ�ستثم ��ارات وال�ش ��ركات بين احزاب م�سيحية والحزب ال�شيعي في لبنان‪.‬‬ ‫والأم�ل�اك الخليجية الخا�صة في لبن ��ان هي �أمانة وتحدث ��ت و�سائل �إعالم لبناني ��ة عن "ع�شرات" تم‬ ‫يحافظ ويحر�ص عليها اللبنانيون‪ ،‬ف�ض ًال عن كونها ترحيلهم من قطر‪ .‬وف ��ي ال�سعودية‪ ،‬لفت لبنانيون‬ ‫م�ص ��در رزق لكثير من العائ�ل�ات اللبنانية ومو�ضع مقيم ��ون �إل ��ى �أن ع�شرة على الأق ��ل من مواطنيهم‬ ‫ت ��م ترحيلهم م ��ن المملكة‪ ،‬وهم لي�س ��وا جميع ًا من‬ ‫ثقة للخليجيين وتتم �إحاطتها بكل رعاية‪.‬‬ ‫و�إذ نف ��ى من�ص ��ور �صحة م ��ا �أوردته بع� ��ض و�سائل ال�شيع ��ة‪ ،‬في وق ��ت ب ��د�أت ال�سف ��ارات اللبنانية في‬ ‫الإع�ل�ام ف ��ي ه ��ذا ال�صدد‪ ،‬ح� � ّذر م ��ن �أن التهويل الخليج التدقيق في التقارير عن ترحيل لبنانيين‪.‬‬ ‫والمبالغ ��ة عن ح ��االت الط ��رد للبنانيي ��ن في دول وي�شع ��ر عل ��ي (الذي رف� ��ض �إعطاء باق ��ي �إ�سمه)‪،‬‬ ‫الخليج تدخل في �إطار التحري�ض وعدم الم�س�ؤولية‪ ،‬وهو �شيعي لبناني يعمل في قطر وي�صف نف�سه ب�أنه‬ ‫ولي�س ��ت م ��ن �شي ��م الخليجيي ��ن الذي ��ن يتفهم ��ون علماني‪ ،‬بالقلق من تدابير قد تتخذ بحق �أ�شخا�ص‬ ‫العالقات الأخوي ��ة القوية بينهم وبي ��ن اللبنانيين‪ ،‬ال تربطه ��م �أي �صل ��ة بحزب اهلل‪ .‬وق ��ال‪" :‬ك�شيعي‪،‬‬ ‫من خالل رعايتهم و�إحت�ضانهم لكل اللبنانيين من �أنا �أتيت هنا ب�سبب الو�ضع ال�سيئ في بلدي‪ ،‬هربت‬ ‫لأن حزب اهلل يتحكم بم�صير طائفتي"‪ .‬و�إعتبر �أن‬ ‫مختلف طوائفهم‪.‬‬ ‫ولفت �إلى �أن دول الخليج تعرف تمام ًا �أن اللبنانيين قل ��ق دول الخليج من بع�ض اال�شخا�ص مبرر‪� ،‬إال انه‬ ‫الذي ��ن يعملون فيه ��ا ويعي�شون عل ��ى �أرا�ضيها منذ �أمل في "�أال ي�ؤدي هذا القلق الى ظلم النا�س"‪ ،‬لأن‬ ‫عق ��ود طويل ��ة ه ��م ج ��زء م ��ن نه�ض ��ة ه ��ذه الدول لي� ��س كل ال�شيعة مع حزب اهلل‪ .‬وخل�ص �إلى القول‪:‬‬ ‫وتقدمه ��ا وتطورها ويحترم ��ون قوانينها وملتزمون "النا� ��س �أتت هنا لتعي� ��ش‪� .‬إنهم يحترمون قوانين‬ ‫بعاداته ��ا ويفتخرون بهذه ال ��دول و�شعوبها‪ ،‬راف�ض ًا هذه الدول‪ ،‬وكل ما يريدون هو ال�سالم لعائالتهم"‪.‬‬ ‫وتعليقا على �إعالن ال�سيد ن�صراهلل �إ�ستعداد حزبه‬ ‫ربط مو�ضوع اللبنانيين في الخارج بحزب اهلل‪.‬‬

‫العدد ‪ - 10‬متوز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬


‫المنبر الإجتماعي‬

‫من اإلعالم التقليدي إلى اإلعالم التضليلي‬ ‫بقلم ميرنا زخر ّيا*‬

‫لق ��د بُتن ��ا نعي� ��ش ف ��ي زم � ٍ�ن‪ ،‬حيث‬ ‫�صياغ ��ة الخب ��ر الإعالم ��ي ه ��ي‬ ‫بمثاب ��ة جبه ٍة م ��ن جبهات ال�ص ��راع القائم في‬ ‫ال�ش ��رق الأو�س ��ط؛ �أي �أن ��ه ب ��ات ب�إم ��كان الخبر‬ ‫وم ��ا يرافقه م ��ن تكنولوجي ��ا‪� ،‬أن يُ�ضلل الر�أي‬ ‫الع ��ام‪ ،‬لي�صب ��ح الخبر الأ�سود نا�ص ��ع البيا�ض‪،‬‬ ‫والخب ��ر الأبي�ض مائل �إل ��ى ال�سواد؛ و�إزدهرت‬ ‫ال�ساح ��ة الإعالمي ��ة بمتخ�ص�صي ��ن وبعلم ��اء‬ ‫نف�سيي ��ن لدرا�سة ت�أثير �صياغ ��ة الكلمات على‬ ‫عق ��ل وفك ��ر المتلقي‪� .‬إنه ��ا الث ��ورة الإعالمية‬ ‫الت ��ي ُتدير الت ��ورات العربية‪ ،‬ب ��دل �أن تغطيها‬ ‫بم�صداقية‪ ،‬ب�شفافية ومهنية‪.‬‬ ‫المه ��ارة والمهني ��ة ف ��ي يومنا ه ��ذا‪� ،‬أ�صبحتا‬ ‫ف ��ي �أي ��دي �أنا� ��س ُيع ��رف �أنه ��م ُمحترف ��ون‪،‬‬ ‫ورا�ؤه ��م م�ؤ�س�س ��ات ُي�شه ��د �أنه ��ا ُمحترف ��ة‪.‬‬ ‫و�أ�صب ��ح للخب ��ر وظيفة جديدة‪ ،‬ت ��ار ًة َّ‬ ‫يوظف‬ ‫الخب ��ر لت�أجي ��ج نفو� ��س العام ��ة وط ��وراً‬ ‫لتهدئ ��ة ر�ؤو�س النخب ��ة‪ .‬وبذلك ح َّل الإعالم‬ ‫الت�ضليل ��ي ال ��ذي ي�ؤث ��ر ف ��ي تكوي ��ن القناعة‬ ‫الجماهيرية‪ ،‬م ��كان الإعالم التقليدي الذي‬ ‫ينق ��ل الواق ��ع �إل ��ى الجماهي ��ر‪ .‬و�أ�صب ��ح �أمام‬ ‫المتلق ��ي مروحة مبتكرة م ��ن الم�صطلحات‬ ‫المتدا َول ��ة �إعالمي� �اً‪ ،‬خ�صو�ص� �اً ف ��ي لبن ��ان‪،‬‬ ‫وبالتال ��ي الم�ؤ ِث ��رة نف�سي� �اً‪� ،‬إنه ��ا التعابي ��ر‬ ‫ال�ضبابية‪ ،‬وخير �أمثلة على ذلك‪:‬‬ ‫* العالم الثالث‪ :‬هل هو الثالث بكل جوانبه؟‬ ‫�أ�ص ً‬ ‫ال‪ ،‬هل المق�صود العالم بكامله!‬ ‫* الر�ؤ�س ��اء الثالثة‪ :‬هل هي حال ٍة طبيعي ٍة �أن‬ ‫يكون لبلدٍ ثالثة ر�ؤ�ساء دفع ٍة واحدةٍ؟‬ ‫* الديموقراطي ��ة التوافقي ��ة‪ :‬ه ��ل هن ��اك‬ ‫م ��ن �أوج ��ه ُ�شبه بي ��ن ُحكم ديموقراط ��ي و�آخر‬ ‫توافقي؟‬ ‫* المعرك ��ة الإنتخابي ��ة‪ :‬الإنتخاب ��ات ه ��ي‬ ‫خيارات �سيا�سية‪ ،‬فما دخل المعارك والقتال؟‬ ‫* التوا�ص ��ل الإجتماع ��ي‪ :‬ليك ��ون التوا�ص ��ل‬ ‫�إجتماعياً‪ ،‬ال بُد من �إجتماع فعلي!‬ ‫* الإع�ل�ام ال ُمع ��ادي‪ :‬هل هو �إع�ل�ام العدو‪� ،‬أ ْم‬ ‫هو فقط ال يوافقنا الم�صلحة والر�أي؟‬ ‫* الفك ��ر الإلغائي‪ :‬هناك �أف ��كار �إلغائية‪ ،‬لكن‬

‫الفكر هو �سلة من القناعات المختلفة!‬ ‫* المجتم ��ع الدولي‪� :‬أه ��و كل الدول �أو بع�ض‬ ‫الدول؟ بكل حكوماتها وفي كل الأوقات!‬ ‫* ني ��و‪ -‬كال�سيك ��ي‪ :‬كي ��ف يك ��ون الكال�سيك ��ي‬ ‫التقليدي‪ ،‬في الوقت نف�سه جديداً ومُعا�صراً؟‬ ‫* الن� ��أي بالنف�س �سيا�سياً‪ :‬ومَن ذا الذي ين�أى‬ ‫بنف�سه‪ ،‬الفرد لوحده �أ ْم الوطن ب�أكمله؟‬ ‫* الأ�صولي ��ة‪ :‬وم ��ا ال�ض ��رر م ��ن التم�س ��ك‬ ‫بالمبادئ الأ�صلية؟ �أو المق�صود هو التطرف!‬ ‫‪� ...‬إنه ��ا ال�ضبابي ��ة ف ��ي الم�صطلح ��ات‬ ‫الإعالمي ��ة‪ ،‬التي ترددها العام ��ة‪ ،‬من دون �أي‬ ‫�إعتبار لمعانيها الخفية الت�ضليلية‪.‬‬ ‫�أ�ض ��ف �إل ��ى م ��ا �سب ��ق‪ ،‬الذهنية التجاري ��ة التي‬ ‫�إجتاح ��ت وتجت ��اح المهن ��ة الإعالمي ��ة‪ ،‬بحيث‬ ‫�أ�صبح ��ت الف�ضائي ��ات تنم ��و كالفطري ��ات‪،‬‬ ‫عل ��ى ي ��د تج ��ا ٍر ي َّدع ��ون �أن ه ��ذا م ��ا يري ��ده‬ ‫الم�شاه ��دون‪ .‬وه ��ذا ق ��د يدع ��و �أي باح ��ث‬ ‫�إل ��ى الت�س ��ا�ؤُل‪ :‬ه ��ل يُقا� ��س نج ��اح الم�ؤ�س�س ��ات‬ ‫الإعالمي ��ة بالأرباح المادية‪� ،‬أم هناك �ضوابط‬ ‫ومعايي ��ر ت�س ّي ��ر العم ��ل بمهني ��ة؟ الحقيق ��ة‪،‬‬ ‫حي ��ن نع ��ود �إل ��ى مراجع ��ة الإنت ��اج الإعالم ��ي‬ ‫لدول� � ٍة م ��ا‪� ،‬إنم ��ا نح ��ن نع ��ود �إل ��ى ذاك ��رة هذه‬ ‫الدول ��ة الجماعي ��ة‪� ،‬إل ��ى ما�ضيه ��ا وحا�ضره ��ا‬ ‫وم�ستقبله ��ا‪� ،‬إل ��ى قيمها وثقافته ��ا وتجاربها‪.‬‬ ‫فالإع�ل�ام ه ��و بمثاب ��ة �ضمي ��ر الوط ��ن‪ ،‬لأن ��ه‬ ‫يق ��وم بت�سويق �صورة هذا الوط ��ن �أمام العالم‬ ‫�أجم ��ع‪ ،‬من هن ��ا‪ ،‬ف� ��إن للم�س�ؤولي ��ة الإعالمية‬ ‫�أهمي ��ة وخ�صو�صية؛ لذا ال ُب� � ّد من الت�أكد من‬ ‫�صح ��ة �أية معلومة قبل ن�شرها بطريقة علنية‬

‫كم ��ا وال ُب ��د من الإلت ��زام بالقواع ��د القانونية‬ ‫والأخالقية‪.‬‬ ‫�أم ��ا بالن�سب ��ة �إل ��ى الث ��ورة التكنولوجي ��ة‪ ،‬فقد‬ ‫�أحدث ��ت هذه الأخي ��رة تغيراً‪ ،‬ال بل �إنقالباً في‬ ‫العال ��م الإعالم ��ي‪ .‬بحي ��ث �أ�صب ��ح ب�إ�ستطاع ��ة‬ ‫كم هائلٍ من المعلومات‬ ‫الفرد �أن يح�صل على ٍ‬ ‫خ�ل�ال دقائ ��ق مع ��دودة‪ ،‬منه ��ا ال�صال ��ح ومنها‬ ‫الطال ��ح‪ ،‬وبينهم ��ا ت�س ��ود الم�صال ��ح‪ .‬وف ��ي‬ ‫ال�سن ��وات الأخي ��رة �أخ ��ذ التركي ��ز عل ��ى فورية‬ ‫الخبر‪ ،‬حيزاً مه ّماً ل ��دى الو�سائل الإعالمية‪،‬‬ ‫�أكان ذلك عبر �شريط يظهر في �أ�سفل ال�شا�شة‬ ‫�أو عبر ر�سالة ت�صل عبر الهاتف الخلوي‪ ،‬فظهر‬ ‫ن ��وع حديث م ��ن �أنواع الإع�ل�ام �أال هو الإعالم‬ ‫الف ��وري‪ ،‬وبذل ��ك �أ�صب ��ح الخب ��ر الإعالم ��ي‬ ‫مج� � َّرد �سلعة �إعالمية‪ ،‬حي ��ث الو�سيلة الأ�سرع‬ ‫في ن�شر الخبر تكون الو�سيلة الأف�ضل‪ ،‬وحيث‬ ‫كاف ��ة الأخب ��ار تت�س ��اوى بالأهمي ��ة والفوري ��ة‪،‬‬ ‫ك�أن ي�أخ ��ذ خب ��ر وف ��اة الفنان ماي ��كل جاك�سون‬ ‫�أو الفنانة ويتني هيو�ستن التغطية الإخبارية‬ ‫عينه ��ا التي ي�أخذها خب ��ر �أمني يحدث في �أية‬ ‫دول ٍة عربيةٍ‪.‬‬ ‫كان الإع�ل�ام تقليدياً كم ��ا الوعي الجماهيري‬ ‫يُبني ��ان مبدئي� �اً عل ��ى معلوم ��اتٍ حقيقي ��ة‬ ‫وواقعية‪.‬‬ ‫�أم ��ا حالي� �اً وقد �أ�صبح ق�سم كبي ��ر من الإعالم‬ ‫والإعالن ت�ضليلياً‪ ،‬فقد �أ�صبح معه الوعي في‬ ‫حال ٍة من ال�ضياع وال�ضالل‪.‬‬ ‫لم ��اذا الت�ضلي ��ل؟ لل�سيط ��رة على ال ��ر�أي العام‬ ‫ل�صال ��ح بع� ��ض الق ��رارات �أو حت ��ى لم�صلح ��ة‬ ‫�إحدى القارات‪.‬‬ ‫فالإع�ل�ام ه ��و الأداة المثالي ��ة لت�ضلي ��ل �آراء‬ ‫المتابعي ��ن والمتابعات‪ ،‬الإع�ل�ام هو ما يُ�سمى‬ ‫بال�سلطة الرابعة‪� ،‬إنه �سالح الع�صر‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُت ��رى‪ ،‬ه ��ل بات ��ت ال�شع ��وب العربي ��ة بمواجه ��ة‬ ‫ُ�سلط ��اتٍ ت�ضليلي� � ٍة تمتل ��ك �أ�سلح ��ة ع�صرية؟؟‬ ‫�إنها لفكرة �ضبابية‪ ..‬لكنها للأ�سف واقعية!!‬ ‫ختام� �اً‪ ،‬بي ��ن �إع�ل�ام التمويه و�إع�ل�ام المديح‪،‬‬ ‫�ض ��اع الإع�ل�ام ال�صري ��ح؛ لك ��ن بق � َ�ي الإحترام‬ ‫لكل �إعالمي نزيه‬

‫* متخ�ص�صة في علم النف�س وعلم التنمية الب�شر ّية وحائزة على ماجي�ستير في العلمين‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪83‬‬


Lody Saliby Haute Couture Wedding dresses, Evening clothes, Selling or Renting, Pret-a- Porter, Accessories

Christ Le Rois Center, 8th Floor, Adonis Road, Zouk Mossbeh, Lebanon Tel: 00961 – (0) 9221643 , Email: lodysaliby@hotmail.com, Web: www.lodysaliby.com


‫ورد ًا عل ��ى �س� ��ؤال يق ��ول‪" :‬ال يوجد �إمتي ��از وال يوجد‬ ‫فران�شاي ��ز �إذا ل ��م يك ��ن هن ��اك مفه ��وم ت�سويق ��ي‪،‬‬ ‫ولي�س هن ��اك من مفهوم ت�سويق ��ي �إذا كانت العالمة‬ ‫التجارية غائبة‪ ،‬وال يوجد عالمة تجارية �إذا لم يكن‬ ‫هناك منت ��ج‪ ،‬وعندما نتكلم عن منتج نق�صد ال�سلعة‬ ‫�أو الخدمة"‪.‬‬ ‫ويتابع �أنه "لكي تنجح اليوم في ت�سويق �أي منتج عليك‬ ‫�أن تنج ��ح في �إحاطته بعالمة تجارية مبتكرة‪ ،‬تهدف‬ ‫�إلى ت�أمين الجودة الأكي ��دة للخدمة �أو للمنتج‪ ،‬ودور‬ ‫هذه العالمة هو الم�ساعدة في �إنت�شار المنتج و�إمكانية‬ ‫تقديم �شرح �أكبر عن مميزاته ال �سيما التفا�ضلية"‪.‬‬ ‫وي�شكل عربيد في جمعيته التي يتوجه بها �إلى معظم‬ ‫ال ��دول العربية‪ ،‬بم ��ا فيها دول الخلي ��ج العربي و�إلى‬ ‫العدي ��د م ��ن ال ��دول الأجتبي ��ة والأوروبي ��ة‪ ،‬نموذج ًا‬ ‫ناجح ًا لل�ش ��ركات التي دخلت ب ��اب الإمتيازات وهي‬ ‫تح ّولت �إلى �أف�ضل و�سيلة لنقل هذه الجودة والمعرفة‬ ‫م ��ن خ�ل�ال عالم ��ات تجاري ��ة معروف ��ة للإنت�ش ��ار‬ ‫والت�صدي ��ر‪ ،‬حيث بات ��ت ت�ضم �أكثر من ‪ 250‬عالمة‬ ‫تجارية ومفهوم ت�سويقي منذ ت�أ�سي�سها قبل ‪� 7‬سنوات‪.‬‬ ‫ف ��دور العالم ��ة التجاري ��ة ه ��و التذكير ب�ش ��كل دائم‬ ‫بالقيم ��ة الم�ضافة التي يتمتع به ��ا المنتج‪ ،‬وبالتالي‬ ‫ف� ��إن تعزي ��ز ه ��ذه العالم ��ة ي�سم ��ح ل�صاحبه ��ا �أو‬ ‫للم�ؤ�س�س ��ة التي تمل ��ك العالمة التجاري ��ة بتطويرها‬ ‫�أكث ��ر والعمل على مو�ض ��وع الت�سويق‪ ،‬و�أن تتمكن من‬ ‫�إعطائها النكهة واللون والمذاق‪ ،‬وهي العنا�صر التي‬ ‫يتمت ��ع بها المنت ��ج ما يجعل الطلب علي ��ه عالي ًا‪ .‬وفي‬ ‫ما يتعلق بالإقت�صاد اللبناني يرى عربيد �أنه معروف‬ ‫بمرونته وبقدرته عل ��ى الت�أقلم مع متطلبات اال�سواق‬ ‫وف ��ي الوق ��ت عينه لدي ��ه م�شكلة ف ��ي �أكالف الإنتاج‬ ‫المرتفعة ن�سبي ًا ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وهن ��ا تج ��د نف�سك ملزما ف ��ي تعوي�ض ه ��ذا الإرتفاع‬ ‫بت�صني ��ع �سلع وخدمات تتمتع بعنا�صر الإبتكار والفن‬ ‫وال ��ذوق والمذاق والجمال والقيمة الم�ضافة العالية‪،‬‬ ‫م ��ا يقودنا �إلى �أهمي ��ة العالمة التجاري ��ة التي نتمتع‬ ‫به ��ا ك�أ�صحاب عمل وكمجتمع منتج في لبنان‪ ،‬وهذه‬ ‫الميزات التفا�ضلية ت�شكل المدخل الأ�سا�س لتناف�سية‬ ‫�إقت�صادنا من خالل تعزيزها‪ ،‬ما يو�صلنا �إلى تحقيق‬ ‫عالمات تجارية مهمة ومفاهيم ت�سويقية قيمة‪.‬‬ ‫و�إذ يرف�ض عربيد ت�سمي ��ة هذه المبادرة بالمغامرة‪،‬‬ ‫يف�ضل و�صفها ب�إنها تحد‪ .‬فاللبناني ينجح ويبدع �أكثر‬ ‫في المراحل ال�صعبة‪ .‬وبح�سب ر�أيه‪ ،‬علينا �أن نتذكر‬ ‫دائم ًا �أنه يجب �أن تواك ��ب العالمة التجارية عمليات‬ ‫مال�صق ��ة لمو�ض ��وع الإنت ��اج‪ ،‬وهي تتعل ��ق بالت�سويق‬ ‫والتغلي ��ف‪ ،‬وهي عوامل يتميز به ��ا �إقت�صادنا‪ ،‬ف�ض ًال‬

‫ع ��ن الطاق ��ات الإبداعي ��ة في ��ه‪ ،‬عوام ��ل جعل ��ت من‬ ‫ال�صناعة اللبنانية منتج ًا مرغوب ًا ومطلوب ًا خ�صو�ص ًا‬ ‫في دول الجوار والدول العربية ودول الخليج‪.‬‬ ‫وهذا بالطبع يكون نتيجة ت�أمي ��ن ال�صناعة اللبنانية‬ ‫الطلب المتعلق بطريق ��ة �إنتاج هذه المنتجات مرور ًا‬ ‫بطريقة عي� ��ش النا�س الذين ي�ستهلكونها‪ ،‬و�صو ًال �إلى‬ ‫النظ ��م الإ�ستهالكية التي نعتمده ��ا حتى بات الطلب‬ ‫تج�سد طريقة عي�ش‬ ‫عليها كبي ��ر ًا في الخارج‪ ،‬لأنه ��ا ّ‬ ‫اللبنان ��ي الذي ينال �إعجاب وثق ��ة الكثيرين من دول‬ ‫المنطقة‪.‬‬ ‫اّ‬ ‫وي�ضي ��ف عربيد‪" :‬علين ��ا �أل نن�سى �أن ��ه عندما يكبر‬ ‫حج ��م العمل ف�إن هذا يعطي �أ�سعار ًا �أف�ضل وتناف�سية‬ ‫�أكب ��ر‪ ،‬لأن التناف�سي ��ة ال تنح�ص ��ر بالج ��ودة ب ��ل هي‬ ‫�أي�ض ًا ف ��ي ال�سعر الذي بات عن�ص ��ر ًا مهم ًا وح�سا�س ًا‬

‫"الت�سويق الجيد لوطن معين‬ ‫ي�ؤتي بفر�ص كبيرة للأعمال‪ ،‬ويحقق‬ ‫االزدهار‪ ،‬ويرفع م�ستوى العي�ش‪،‬‬ ‫وي�ؤمن حياة الئقة لأبنائه"‬ ‫"الحاجة باتت ملحة �إلى قيام �أهل‬ ‫ال�سيا�سة والقرار في لبنان فوراً بخلق‬ ‫�صدمة �إيجابية كفيلة بتحفيز حركة‬ ‫الأ�سواق والحركة الإقت�صادية في البلد"‬ ‫ف ��ي المنظومة الإ�ستهالكية الت ��ي نعي�ش فيها‪ ،‬بعدما‬ ‫تراجع ��ت �شهي ��ة الم�شت ��ري نظ ��را" ال ��ى الإنكما�ش‬ ‫الكبير في �إقت�صادنا"‪.‬‬ ‫وحول المناخ والأر�ضية المطلوبة لتحفيز الإ�ستهالك‬ ‫ي�شي ��ر �إلى �أن ��ه يتطلب �أ�سباب� � ًا �إقت�صادي ��ة �أ�سا�سية‬ ‫وظروف� � ًا مهم ��ة مرتبطة �أي�ض� � ًا وللأ�س ��ف بالتراجع‬ ‫الكبير الحا�صل في الحركة ال�سياحية‪.‬‬ ‫ويح ��ذر عربيد من دخول الم�ؤ�شرات الإقت�صادية في‬ ‫لبنان منح ��ى �إنحداري ًا‪ ،‬ما يعني �ض ��رورة المبا�شرة‬ ‫بتحفي ��ز الإ�سته�ل�اك ف ��ي الداخ ��ل وط ��رح منتجات‬ ‫و�صناع ��ات كفيل ��ة بفتح �شهي ��ة الم�ستهل ��ك مجدد ًا‪،‬‬ ‫وه ��ذا م ��ا با�ش ��رت جمعي ��ة " الفران�شاي ��ز" به منذ‬ ‫�أ�شه ��ر عدة وه ��ي تنمو اليوم �سريع ًا‪ ،‬م ��ا دفع بعربيد‬ ‫الى التفكير بتطوير هذه العالمات التجارية مرتكز ًا‬

‫�إل ��ى �إيمانه بالإبتكار والتج ��دد والتطور الدائم الذي‬ ‫يتمت ��ع به الإقت�ص ��اد اللبناني و�إل ��ى الن�شاط والإنتاج‬ ‫لدى المجتمع اللبناني‪.‬‬ ‫وما يجدر التوقف عنده �أن الإقت�صاد اللبناني ال يزال‬ ‫يتمت ��ع بحد �أدنى من المناعة ( والت ��ي ت�شكل �أ�سا�س ًا‬ ‫م�ص ��در قوة له ) ي�سمح له بتخط ��ي ال�صعاب‪ ،‬لكن‬ ‫خ�شية �أهل الإقت�صاد و�أرباب العمل والقطاع الخا�ص‬ ‫�أن ال ي�صل ��ون �إل ��ى مرحلة يفقد فيها ه ��ذه المناعة‬ ‫وت�صبح هذه التراكمات �أكثر �سلبية ‪.‬‬ ‫وف ��ي نظرة �سريعة �إلى الحلول‪ ،‬ي�شدّد عربيد على �أن‬ ‫الحاج ��ة باتت ملحة �إلى قي ��ام �أهل ال�سيا�سة والقرار‬ ‫في لبنان ف ��ور ًا بخلق �صدمة �إيجابي ��ة كفيلة بتحفيز‬ ‫حركة الأ�سواق والحركة الإقت�صادية في البلد‪.‬‬ ‫وي ��رى �أنه ��ا ال ت�ش ��كل حل ��و ًال للم�ش ��اكل الإقت�صادية‬ ‫المتراكم ��ة‪ ،‬لكن من �ش�أنها جع ��ل �إقت�صادنا وحركة‬ ‫�أ�سواقن ��ا تلتقط �أنفا�سها ب�إنتظ ��ار تحقيق �سلة كبيرة‬ ‫م ��ن القوانين الإ�صالحي ��ة المطلوبة‪ ،‬وم ��ع هذا كله‬ ‫نجد وللأ�س ��ف �أن لدى المعنيي ��ن �إهتمامات �أخرى‪،‬‬ ‫تقابلها حلول موجودة تفتقر �إلى التحقيق ‪.‬‬ ‫والمطل ��وب من القوى العامل ��ة و�أ�صحاب العمل ومن‬ ‫المجتم ��ع العامل ب�أكمله ت�شكيل حلق ��ة �ضغط وت�أثير‬ ‫عل ��ى �أ�صحاب القرار وعلى �أهل ال�سيا�سة‪ ،‬وتنبيههم‬ ‫من خط ��ورة الو�ض ��ع الإقت�صادي ال ��ذي و�صلنا �إليه‬ ‫من جه ��ة‪ ،‬والعمل �سريع ��ا على خلق ه ��ذه ال�صدمة‬ ‫الإيجابي ��ة التي نتطل ��ع �إليها‪ ،‬وهي ت�أت ��ي من عوامل‬ ‫ع ��دة �أهمه ��ا ‪ ":‬الحلحلة عل ��ى الم�ست ��وى الحكومي‪،‬‬ ‫والإتفاق على قانون الإنتخاب"‪.‬‬ ‫كل ذل ��ك يج ��ب �أن تتبعه تقوي ��ة تناف�سي ��ة الإقت�صاد‬ ‫اللبناني وتقوية الإنتاجية‪ ،‬وفقا لمعادلة ‪ " :‬تناف�سية‪،‬‬ ‫�إنتاجي ��ة وعدال ��ة �إجتماعية"‪ ،‬حل ثالث ��ي الأ�ضالع‬ ‫يطال ��ب عربيد �أهل الق ��رار بال�سير ب ��ه وتعزيزه من‬ ‫�أج ��ل نقل البلد من حالة الترق ��ب والخوف �إلى حالة‬ ‫�أمل و �إنتاج‪ ،‬محذر ًا من �أن الأمل غير مفقود �إطالق ًا‬ ‫لأننا مجتمع منتج وقوي‪.‬‬ ‫وي�ؤك ��د �أن ال م�ستقب ��ل وال �إقت�ص ��اد وال ت�صدي ��ر وال‬ ‫�إزدهار ف ��ي لبنان من دون الطبق ��ة الو�سطى وهي ال‬ ‫تزال موجودة و�ستعود �أق ��وى مما كانت‪ ،‬فهي م�صنع‬ ‫للأفكار والإنتاج والإبداع والتطوير‪.‬‬ ‫واخت�صرعربي ��د قناعت ��ه بالعم ��ل بكلم ��ة المثاب ��رة‪،‬‬ ‫والق ��راءة ال�صحيح ��ة لالم ��ور‪� ،‬إ�ضاف ��ة ال ��ى الإيمان‬ ‫بطريقة العمل‪ .‬وختم م�شدد ًا على التراكم في المعرفة‬ ‫و�إ�ستمراريته ��ا‪ ،‬وعل ��ى التقني ��ات لأن المناف�سة باتت‬ ‫�شدي ��دة في العال ��م‪ ،‬معتب ��ر ًا �أن �إقتنا� ��ص الفر�ص ال‬ ‫يعتمد على �شخ�ص بل على االيمان بطريقة العمل‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪85‬‬


‫عالم الأعمال‬

‫درد�شة �إقت�صادية مع رئي�س الجمعية اللبنانية لتراخي�ص الإمتياز‬

‫شارل عربيد‪ :‬لكي تنجح اليوم في تسويق أي منتوج‬ ‫عليك أن تنجح في إحاطته بعالمة تجارية مبتكرة‬ ‫�إيمانه بالمميزات التفا�ضلية والطاقات الإبداعية التي يتمتع بها المجتمع‬ ‫اللبنان��ي دفعه �إل��ى �إطالق مبادرة وطنية تح��ت عنوان ‪Branding‬‬ ‫‪ Lebanon: Branding a nation‬ت�ؤ�س���س للعم��ل عل��ى‬ ‫حماية وتدعيم وتطوي��ر "العالمة الفارقة‪ :‬لبنان" ‪The Lebanese‬‬ ‫‪ .Brand‬وي�شدّ د على �أو�سع م�شاركة في هذه الور�شة‪ ،‬مف�سح ًا المجال‬ ‫�أم��ام القطاعات الإنتاجية كافة والمبدعين الأف��راد للإن�ضمام �إلى هذه‬ ‫الحملة‪ ،‬به��دف �إبراز �إ�شعاع لبن��ان الح�ضاري والثقاف��ي والإقت�صادي‬ ‫وال�سياح��ي‪� .‬إنه رئي�س الجمعية اللبناني��ة لتراخي�ص الإمتياز (‪)LFA‬‬ ‫�شارل عربيد‪ ،‬ع�ضو الهيئات الإقت�صادية في لبنان‪.‬‬ ‫�شارل عربيد‪�" :‬إقتنا�ص‬ ‫الفر�ص ال يعتمد على‬ ‫�شخ�ص بل على الإيمان‬ ‫بطريقة العمل"‬

‫‪84‬‬

‫العدد ‪ - 10‬متوز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫بيروت ‪ -‬مازن مجوز‬ ‫ي�ش ��رح عربيد ف ��ي حديث �إل ��ى "�أ�سواق‬ ‫العرب" �أن ه ��ذا الم�شروع هو الأول من‬ ‫نوعه في لبنان‪ ،‬ويقوم على ت�شجيع المبادرة الفردية‬ ‫وتعميم ثقاف ��ة الإبتكار وتحفيز التنمي ��ة الم�ستدامة‬ ‫وتطوير ون�شر ال�سلوكيات الأخالقية في العمل‪.‬‬ ‫ور�أى �أن ‪ Branding Lebanon‬م�ش ��روع كبي ��ر‪،‬‬ ‫ونم ��وذج رائ ��د ّ‬ ‫يتح�ض ��ر ف ��ي ر�ؤي ��ة موح ��دة تجم ��ع‬ ‫اللبنانيي ��ن عل ��ى كيفي ��ة ن�ش ��ر المزاي ��ا الإقت�صادية‬ ‫لبلده ��م‪ ،‬وت�صدير منتجاتهم‪ ،‬وج ��ذب الإ�ستثمارات‬ ‫وبن ��اء القدرات التناف�سية‪� ،‬إيمان� � ًا منه ب�أن الت�سويق‬ ‫الج ّي ��د لوط ��ن معين ي�ؤت ��ي بفر�ص كبي ��رة للأعمال‪،‬‬ ‫ويحقق الإزدهار‪ ،‬ويرفع م�ستوى العي�ش‪ ،‬وي�ؤمن حياة‬ ‫الئقة لأبنائه‪.‬‬ ‫�أطل ��ق عربيد هذه المبادرة في ختام "منتدى بيروت‬ ‫الدول ��ي الثالث للفران�شايز" (‪ )2013 BIFEX‬الذي‬ ‫نظمته جمعية ‪ ،LFA‬التي لفتت في بيان �صادر عنها‬ ‫�إل ��ى �أنه ��ا ترتكز عل ��ى عنا�صر خم�س ��ة �أ�سا�سية هي‪:‬‬ ‫النظام القيمي‪ ،‬نوعية الحياة‪ ،‬كيفية �إدارة الأعمال‪،‬‬ ‫الإرث الوطني والثقافة وال�سياحة‪.‬‬ ‫وي�سع ��ى هذا الم�س ��ار �إلى تعزي ��ز الأولويات الوطنية‬ ‫لأن ‪ Branding Lebanon‬لي�س ��ت عملي ��ة ت�سوي ��ق‬ ‫تج ��اري �أو �سياحي‪ ،‬ب ��ل �إ�ستراتيجية كامل ��ة و�شاملة‬ ‫تتطلب ت�ضافر الجهود بين القطاعين العام والخا�ص‬ ‫والمجتمع المدني والأكاديمي‪.‬‬ ‫و�أو�ض ��ح ان "المب ��ادرة تر ّك ��ز عل ��ى �أن الإمتي ��از‬ ‫اللبناني يتحق ��ق في الوحدة الوطني ��ة وفي المجتمع‬ ‫المنتج والمبدع والخ�ل�اق‪ ،‬في �ضوء توحيد مفاهيم‬ ‫اللبنانيين ح ��ول الإزدهار الإقت�ص ��ادي و�سبل ت�أمين‬ ‫رفاهيته ��م‪ ،‬م�شي ��ر ًا �إل ��ى �أن الإ�ستراتيجي ��ة الوطنية‬ ‫حري�صة عل ��ى الإ�سهام في تقديم �صورة م�شرقة عن‬ ‫الإ�ستثمار في لبنان‪ ،‬المتم ّيز �شعبه بكفاءات ب�شرية‬ ‫عالية‪ ،‬و�أر�ضه بعوامل �إقت�صادية وجغرافية ومناخية‬ ‫تجعل ��ه م ��ن �أكث ��ر دول المنطق ��ة تهيئ� � ًا للمب ��ادرات‬ ‫الفردية والريادية‪.‬‬


‫كتاب‬

‫"ليل" رواية تبحث عن الحب الإفترا�ضي‬

‫جورج يرق ينصب فخاخه الرقمية ليصطاد النساء!‬ ‫�ص��ادِقٌ هو جورج يرق ف��ي ك�شف اوراقه الخا�ص��ة على متن �صفح��ات روايته الأولى‬ ‫"ليل"‪ ،‬بقدر ما هو بارع في الإختباء والتل�ص�ص والهروب �إلى الأمام‪ ،‬عبر �شخ�صيات‬ ‫غالف كتاب "ليل"‬ ‫و�أ�سم��اء وهمية �إ�ستهله��ا في بدايات عالقته بالقل��م‪ ،‬توقيع ًا عل��ى ن�صو�صه ال�صحافية‬ ‫"الملتب�س��ة" ف��ي زمن الكتابة الورقية‪ ،‬ليتطور بها مع تطوّر الكتابة الرقمية‪ ،‬عبر مواقع التوا�صل الإجتماعي‪ ،‬وال‬ ‫�سيم��ا موق��ع "الفاي�سب��وك" الذي وفّر له مادة د�سمة لإ�ستيالد �أفكاره وذكريات��ه ومغامراته وتجميعها في كتاب �ضم‬ ‫‪� 300‬صفحة من الحجم الو�سط‪ ،‬عن دار "مختارات" للن�شر‪ ،‬يزينه غالف بتوقيع الر�سام العالمي �سلفادور دالي‪.‬‬ ‫بيروت ‪ -‬جوزف قرداحي‬ ‫�إنتظ ��ر ال�صحافي جورج ي ��رق حتى عامه‬ ‫الراب ��ع والخم�سين ليفج ��ر باكورة �أعماله‬ ‫الروائي ��ة " َل ْي ��ل" ولي�ضيف �إلى المكتب ��ة الأدبية �أ�سلوب ًا‬ ‫جدي ��د ًا في فن الرواية يواكب لغة الع�صر‪ ،‬مع الحفاظ‬ ‫على مناعة الف�صحى والت�شدّد في بناء الجملة المتينة‪،‬‬ ‫ول ��و �إنحازت كثي ��ر ًا �إلى مفردات الأنترن ��ت و�إ�ست�سهال‬ ‫تعريبها �أو تهجينها بالمفردات الإنكليزية والفرن�سية‪.‬‬ ‫ينطل ��ق الروائي "العنكبوتي" ي ��رق من محاور عدة في‬ ‫روايته‪ ،‬نا�سج ًا حولها العديد من الخيوط لت�شكل ن�سيج ًا‬ ‫عنكبوتي� � ًا مدرو�س ًا وغني ًا بالوقائع والأحداث الم�ش ّوقة‪،‬‬ ‫الت ��ي ت�ستجلب ف�ضول القارىء �إل ��ى المتابعة حتى �آخر‬ ‫حرف من �آخر �سطر في �آخر �صفحة‪ ،‬ليكت�شف مت�أخر ًا‬ ‫�أن جورج ي ��رق تع ّمد ال�سرد الحكوات ��ي الم�ستوحى من‬ ‫�أدق تفا�صي ��ل التفا�صي ��ل‪ ،‬الت ��ي تعيدنا بالذاك ��رة �إلى‬ ‫الأ�سلوب الن�سائي‪ ،‬ف ��ي ال�سرد‪ ،‬وال �سيما �أ�سلوب حنان‬ ‫ال�شيخ الحري�صة في رواياتها على جعل القارىء يغرق‬ ‫معها حتى في تفا�صيل تحريك قطعة ال�سكر في فنجان‬ ‫ال�ش ��اي �أو القه ��وة‪ ،‬وكيفي ��ة �إلتقاطه بالي ��د الي�سرى �أو‬ ‫اليمن ��ى‪ ،‬وتقريب ��ه م ��ن �شفتيه ��ا و�إرت�شاف ��ه بتمهل مع‬ ‫�إ�ستن�ش ��اق رائح ��ة اله ��ال الخارج ��ة من له ��ب القهوة‪.‬‬ ‫وك�أن يرق ب�إ�ستعارت ��ه �أ�سلوب حنان ال�شيخ وغيرها من‬ ‫الروائي ��ات‪ ،‬يحاول �إ�ستهداف الن�س ��اء في قراءة كتابه‬ ‫دون الرجال‪ ،‬لغاي ��ات "دونجوانية" تفوح مع تقليب كل‬ ‫�صفحة من �صفحات الرواية‪.‬‬ ‫ي�أخذن ��ا ي ��رق بداي ��ة م ��ع راويه م ��روان حبي ��ب‪( ،‬وهو‬ ‫"ملي�شي ��وي" �ساب ��ق تاب ��ع لقوات �سمي ��ر جعجع) �إلى‬ ‫الع ��ام ‪ ،2005‬بعدما خرج من الدي ��ر منهي ًا �أحد ع�شر‬ ‫عام ًا من الإختب ��اء والعزلة والتواري عن �أعين الجي�ش‬ ‫ال�س ��وري ال ��ذي ح ��ارب �ضده عل ��ى ما يزع ��م الراوي‪،‬‬ ‫(علم� � ًا �أن "القوات اللبنانية" كان ��ت الظهير الم�ساند‬

‫للقوات ال�سورية في الهجوم على وزارة الدفاع والق�صر‬ ‫الجمهوري و�إ�سقاطهما في ‪ 13‬ت�شرين الأول (�أكتوبر)‬ ‫الع ��ام ‪ ،)1990‬فل ��م يخبرنا متى كانت تل ��ك المعارك‬ ‫الت ��ي جرت بعيد العام ‪ ،1990‬و�أدت �إلى �إعتقال جعجع‬ ‫وه ��روب مقاتلي ��ه م ��ن بط� ��ش المخاب ��رات ال�سورية؟!‬ ‫وبالتالي لم ي�ضعنا في �أجواء تلك الأحداث وتفا�صيلها‪،‬‬ ‫عل ��ى الرغم م ��ن ت�أكيده ف ��ي م�ستهل كتاب ��ه �أن‪" :‬هذه‬ ‫الرواي ��ة من ن�سج الخيال" �صفح ��ة ‪ .5‬ولكنه تو�ضيح ال‬ ‫يب ��رر الخروج من منطقية ت�سل�س ��ل الحوادث ووقائعها‬ ‫التاريخي ��ة‪ ،‬وال يعطي ��ه بالتالي الحق ف ��ي الخروج عن‬ ‫قواعد اللعبة‪ ،‬في بناء الحبكة المترابطة في �أي رواية‪.‬‬ ‫ج ��ريء ه ��ذا اليرق حت ��ى الده�شة ف ��ي فلف�ش ��ة �أ�سرار‬ ‫ع�شيقات ��ه الحميم ��ة‪ ،‬وتعريته ��ن م ��ن كل �أوراق التي ��ن‬ ‫عل ��ى فرا� ��ش "فانتازمات ��ه"‪ ،‬في�أخذن ��ا ف ��ي مغامراته‬ ‫الجن�سي ��ة �إلى غرف ن ��وم �ضحاياه كا�شف� � ًا ال�ستر حتى‬ ‫ع ��ن �أدق الم�شاه ��د �سخونة‪ ،‬معي ��د ًا ال ��ى ذاكرتنا في‬ ‫اكث ��ر من و�ص ��ف ايرو�سي عاهرة باول ��و كويلو "ماريا"‬ ‫ف ��ي �إعترافاته ��ا ال�ساخنة م ��ع زبائنه ��ا المتنوعين في‬ ‫�أ�سلوب الممار�سة‪ ،‬وال�شبق الجن�سي‪ ،‬والنزق العاطفي‪.‬‬ ‫وك�أن يرق يقدم لنا في روايته العاهرة البرازيلية ماريا‬ ‫بن�سخة عربية‪ ،‬ولكن بج�سد رجل يختفي وراء �شخ�صية‬ ‫مروان حبيب الغام�ضة‪ ،‬المهوو�س بالجن�س والتل�ص�ص‬ ‫عل ��ى الن�ساء خل�سة م ��ن وراء �شا�ش ��ة حا�سوبه‪ ،‬تمهيد ًا‬ ‫لتنفي ��ذ مخطط ��ه الجهنم ��ي ف ��ي �إ�ستدراجه ��ن �إل ��ى‬ ‫مخدع ��ه‪ ،‬كعنكبوت ي�صطاد فرائ�سه �إلى حرير خيوطه‬ ‫القاتلة‪:‬‬ ‫"كالعادة‪ ،‬بعثتُ �إلى قرابة ع�شر �سيدات بعدما �أرفقتُ‬‫به ��ا مقطع ًا من ال�سيمفونية التا�سع ��ة لبيتهوفن‪�.‬إذا لم‬ ‫عج ��ب بالمو�سيقى‪،‬‬ ‫عج ��ب الواحدة منه ��ن بالكلمات ُت َ‬ ‫ُت َ‬ ‫فتردّ‪ .‬والرد �أول خطوة نحو الفخّ "‪� .‬صفحة ‪.54‬‬ ‫�آخر �ضحايا هذا "العنكب ��وت" ال�صياد‪ ،‬كانت كاترين‬ ‫بو زي ��د الم ��ر�أة الفاي�سبوكية الجميل ��ة الغام�ضة‪ ،‬التي‬

‫�سرعان ما ي ��درك نقاط �ضعفها‪ ،‬فيرميه ��ا ب�أول طعم‬ ‫عب ��ر ر�سالة على بريده ��ا الخا�ص‪ ،‬بع ��د �أن تلم�س من‬ ‫ردها الأول له‪� ،‬أنها مولعة بالمو�سيقى وال�شعر والثقافة‪:‬‬ ‫إليك قبلة‪ .‬خبئيها جيد ًا لئال‬ ‫"قبل �أن �أودعك‪ ،‬ار�سل � ِ‬‫تطي ��ر"‪� .‬صفحة ‪ .57‬لي�صل ��ه الرد الحا�س ��م في اليوم‬ ‫التال ��ي من كاترين‪"- :‬ل ��م �أ�ستطع ال ��رد �أم�س‪ .‬عذر ًا‪.‬‬ ‫عالقت ��ي بالـ"فاي�سبوك" متقطعة‪ .‬قبلت ��ك خ ّب�أتها‪ .‬قد‬ ‫تفيدن ��ي في �أي ��ام البرد"‪ .‬ه ��ذه العالق ��ة الملتب�سة ما‬ ‫بين منتح ��ل ح�ساب وهمي عل ��ى الفاي�سب ��وك‪ ،‬و�إمر�أة‬ ‫على غمو�ضها‪ ،‬تبدو في �صورة بروفايلها‪� ،‬سيدة جميلة‬ ‫بنظارتي ��ن م ��ن مارك ��ة معروف ��ة‪� ،‬سرعان م ��ا تتك�شف‬ ‫ع ��ن حقائق ق ��د تكون �صادم ��ة للوهلة الأول ��ى بالن�سبة‬ ‫ال ��ى ال�صي ��اد "العنكبوتي" مروان حبي ��ب‪ ،‬ولكنها من‬ ‫منظ ��اره وح�ساباته الخا�صة‪ ،‬مفي ��دة للمدى المنظور‪.‬‬ ‫فكاتري ��ن على معاناتها من مر�ض فقدان الب�صر‪ ،‬غير‬ ‫�أنها نعم ��ة �أ�سقطتها ال�سماء لرجل تج ��اوز الخم�سين‪،‬‬ ‫يعي�ش ف ��ي "فواييه" للطالب عي�ش ��ة تق�شف ومراهقة‪،‬‬ ‫بف�ض ��ل دخل ��ه ال�شحي ��ح عل ��ى مرف� ��أ بي ��روت‪ ،‬وال ��ذي‬ ‫�سرعان ما ينفقه ف ��ي البارات على الفتيات الرو�سيات‬ ‫والأوكراني ��ات اللواتي يقدمن ل ��ه خدمات الجن�س دون‬ ‫العاطف ��ة‪ .‬ف ��ي وق ��ت �أن كاتري ��ن �أب ��و زي ��د ال�ضريرة‪،‬‬ ‫مقتدرة مالي ًا وخ�صبة جن�سي ًا ومتدفقة عاطفي ًا‪ ،‬ف�ض ًال‬ ‫عن انت�شاله من فو�ض ��ى "الفواييه"‪ ،‬و�إيوائه في غرفة‬ ‫نظيفة والئقة فوق �سطح فيللتها الفخمة‪.‬‬ ‫ق ��د تقع رواية جورج يرق الأولى‪ ،‬ف ��ي �إ�شكالية الثرثرة‬ ‫الفاي�سبوكي ��ة الطويل ��ة‪ ،‬والنزع ��ة ال�صبياني ��ة لرج ��ل‬ ‫خم�سيني في �إ�صطياد الن�س ��اء‪ ،‬والنزق "الدونجواني"‬ ‫ف ��ي منح خدم ��ات الجن�س لقاء �أجر ومكاف� ��أة‪ .‬غير �أن‬ ‫الرواية ت�ستحق �أن تدخل في ت�صنيفات الأدب الراقي‪،‬‬ ‫ذات البعد الإن�ساني الذي يعالج مر�ض ًا ع�صري ًا‪� ،‬إ�سمه‬ ‫البح ��ث عن "الح ��ب الإفترا�ضي"‪ ،‬ف ��ي زمن العالقات‬ ‫الرقمية!‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪87‬‬


‫الموقف الثقافي‬

‫األغاني الشرقية القديمة بين الغث والسمين!‬ ‫بقلم جوزف قرداحي‬ ‫" ُر َّب �ض ��ارة نافعة"‪ ،‬وقد يكون‬ ‫�ضرر �إنقط ��اع التيار الكهربائي‬ ‫ف ��ي الآونة الأخيرة ع ��ن العا�صمة اللبنانية‬ ‫بيروت ج ��راء الأحداث الأمني ��ة في �صيدا‪،‬‬ ‫قابل ��ه نف ��ع عل ��ى الم�ست ��وى المو�سيق ��ي‬ ‫وبالتحدي ��د عل ��ى م�ست ��وى الإنقط ��اع ع ��ن‬ ‫م�شاه ��دة البرامج التلفزيوني ��ة الم�شحونة‬ ‫بالأخب ��ار ال�س ��وداء والبرام ��ج الم�ستن�سخة‬ ‫ع ��ن بع�ضه ��ا �إل ��ى حد المل ��ل‪ ،‬واللج ��وء �إلى‬ ‫�أجه ��زة الرادي ��و ال�صغي ��رة العامل ��ة عل ��ى‬ ‫البطاري ��ة‪ ،‬والإ�ستماع �إل ��ى برامج الإذاعات‬ ‫الم�سائي ��ة الت ��ي تب ��ث �أغنيات قديم ��ة بع�ضها د�س ��م‪ ،‬وبع�ضها الآخر‬ ‫تج ��اري على قدمه‪ ،‬نادراً ما ن�سمعها م ��ن خالل �شا�شات التلفزيون‬ ‫الالهث ��ة وراء البرام ��ج الخفيف ��ة‪� ،‬أو الف�ضائحي ��ة والم�سل�س�ل�ات‬ ‫الدرامية المت�شابهة �أبطا ًال وحوارات و�أحداثاً تتقاطع بين التركية‬ ‫وال�سوري ��ة واللبناني ��ة‪ ،‬حتى لي ��كاد الم�شاهد يخال نف�س ��ه �أنه يتابع‬ ‫ق�صة واحدة ب�أكثر من لهجة وعنوان!‬ ‫بف�ض ��ل �إنقط ��اع التي ��ار الكهربائ ��ي المتك ��رر ه ��ذا‪ ،‬تم َّتع ��تُ ب�سم ��اع‬ ‫مجموع ��ة من �أغان ��ي �سبعينات وثمانينات القرن الفائت لمطربين‬ ‫كب ��ار �أمث ��ال‪� :‬أم كلث ��وم‪ ،‬محم ��د عبد الوه ��اب‪ ،‬عبد الحلي ��م حافظ‪،‬‬ ‫في ��روز‪ ،‬ودي ��ع ال�صافي‪� ،‬صباح‪ ،‬ورده‪ ،‬مي ��ادة الحناوي‪ ،‬ملحم بركات‬ ‫وماج ��دة الروم ��ي‪ ،‬وغيره ��م م ��ن �أ�ساطي ��ن الغناء والط ��رب‪ .‬ولعل‬ ‫�أف�ض ��ل �أوق ��ات الإ�ستم ��اع‪ ،‬ه ��ي م ��ا بع ��د منت�ص ��ف الليل حي ��ث تكثر‬ ‫النوعي ��ة‪ ،‬وتق ��ل التج ��ارة والثرث ��رة والت�ساب ��ق عل ��ى خد� ��ش الذوق‬ ‫المو�سيقي والغنائي‪.‬‬ ‫غير �أن‪...‬‬ ‫م ��ا لفتني حق� �اً‪ ،‬هو كمية الأغني ��ات التي تحاول تل ��ك االذاعات بث‬ ‫الروح فيها من جديد بعدما كانت من االغنيات ال�ضاربة في فترة‬ ‫ال�سبعين ��ات والثمانين ��ات‪ ،‬و�أهمه ��ا عل ��ى االطالق‪ ،‬تل ��ك التي غنتها‬ ‫�أ�ص ��وات جميل ��ة خفيفة وع�صري ��ة مثل‪ :‬جورجي ��ت �صايغ‪ ،‬ومحمد‬ ‫جم ��ال‪ ،‬وعازار حبيب‪ ،‬وجاكلين‪ ،‬ورجا بدر‪ ،‬وهدى حداد‪ ،‬ورونزى‪،‬‬ ‫وغال ��ب عنتر‪ ،‬ومنعم فريحة‪ ،‬و�سمير حنا‪ ،‬و�إدغار �سمعان وغيرهم‬ ‫الع�ش ��رات‪ ...‬وه ��ي الأغني ��ات الت ��ي �إحتك ��رت تلحينه ��ا ونظمته ��ا‬ ‫مجموع ��ة م ��ن الملحني ��ن وال�شع ��راء ال تتج ��اوز ع ��دد �أ�صاب ��ع اليد‬ ‫الواح ��دة وم ��ن �أبرزه ��ا على االط�ل�اق اليا�س الرحبان ��ي‪ ،‬الذي كان‬ ‫مج ��رد �إدراج لح ��ن واح ��د من توقيع ��ه �ضمن مجموع ��ة اي مطرب‬ ‫او مطرب ��ة‪ ،‬كفي�ل ً�ا بنج ��اح العمل‪ ،‬وبالتال ��ي كان ال�ضمان ��ة الأكيدة‬ ‫لو�صول �أي فنان جديد الى مجد ال�شهرة!‬ ‫ظاه ��رة الأغني ��ات الخفيف ��ة الر�شيق ��ة وال�سريع ��ة‪ ،‬ظاه ��رة قديمة‬ ‫عرفته ��ا الأغني ��ة ال�شرقي ��ة م ��ع دخ ��ول الآالت الغربي ��ة ال ��ى �سل ��م‬ ‫اللح ��ن ال�شرق ��ي‪ ،‬على ي ��د المو�سيقار الراحل محم ��د عبد الوهاب‬ ‫‪86‬‬

‫العدد ‪ - 10‬متوز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫ف ��ي م�ص ��ر‪ ،‬ومن بعده على ي ��د الأخوين عا�صي‬ ‫ومن�ص ��ور الرحبان ��ي ف ��ي لبن ��ان‪ ،‬اللذي ��ن �صنعا‬ ‫هوي ��ة خا�ص ��ة للأغني ��ة اللبناني ��ة‪� ،‬إرتك ��زت‬ ‫عل ��ى الميل ��ودي الغربي ��ة المط َّعم ��ة بالت ��راث‬ ‫ال�شرق ��ي ال�سريان ��ي‪ -‬البيزنط ��ي‪ .‬فتمي ��زا ع ��ن‬ ‫االغنية الم�صرية‪ ،‬بالجمل ��ة المكثفة الق�صيرة‬ ‫والمتنوع ��ة في �آن مع� �اً‪ ،‬ف�ض ً‬ ‫ال ع ��ن �إحتفاليتها‬ ‫الطقو�سي ��ة‪ ،‬الخالي ��ة م ��ن نمطي ��ة التطري ��ب‬ ‫و"اال�ستمخ ��اخ" اذا ج ��از التعبي ��ر‪� .‬أم ��ا االغني ��ة‬ ‫الم�صري ��ة الوهابي ��ة التحدي ��ث فق ��د حافظ ��ت‬ ‫عل ��ى اجوائه ��ا التطريبي ��ة عل ��ى الرغ ��م م ��ن‬ ‫الإ�ستع ��ارات الوا�ضح ��ة للت ��راث ال�سيمفون ��ي العالم ��ي‪ ،‬وبناء جمل‬ ‫مو�سيقي ��ة طويل ��ة النف�س‪ ،‬مقتطعة م ��ن موازير كامل ��ة لبيتهوفن‬ ‫وب ��اخ و�شتراو� ��س وت�شايكوف�سك ��ي وغيره ��م م ��ن عباق ��رة الت�ألي ��ف‬ ‫المو�سيقي‪.‬‬ ‫غير �أن‪...‬‬ ‫ال ��رواد االوائل وعل ��ى الرغم من ا�ستئثاره ��م وت�أثرهم بالمو�سيقى‬ ‫الغربي ��ة وايقاعاتها الر�شيقة‪ ،‬فقد حافظوا على ب�صمتهم الخا�صة‬ ‫والوا�ضح ��ة‪ ،‬ول ��م يقع ��وا في فخ التقلي ��د والتكرار‪ ،‬ف�أث ��روا المكتبة‬ ‫الغنائي ��ة ب�إبداعاته ��م الت ��ي ال تغي ��ب تمام� �اً ك�إ�شراق ��ة ال�شم�س‪ ،‬وال‬ ‫تتره ��ل مهم ��ا تقدم بها الزم ��ن‪ ،‬وخير دليل ما ن�سمع ��ه من �أغنيات‬ ‫لفي ��روز وعبد الحلي ��م حافظ و�أم كلثوم‪ ،‬وك�أنه ��ا ُو�ضعت اللف �سنة‬ ‫قادمة‪.‬‬ ‫و�أمام ما تقدم من بحث‪...‬‬ ‫وامام ال�ضجة التي تقوم كل خم�س او ع�شر �سنين على الجديد من‬ ‫الأغان ��ي والألحان �شعراً ومو�سيقى‪ ،‬والت ��ي دائماً تتح َّول الى حرب‬ ‫�ضرو� ��س‪ ،‬ي�شنه ��ا ال�سابق ��ون عل ��ى الالحقي ��ن م ��ن �أهل الف ��ن‪ ،‬وهي‬ ‫ح ��ال كل جدي ��د �أم ��ام القدي ��م‪ ...‬ال بد م ��ن �أن ن�س�أل معظ ��م ه�ؤالء‬ ‫ال�سابقي ��ن الذي ��ن كانوا ف ��ي �أوج �صعودهم الفني م ��ن "ال�ضاربين"‬ ‫ف ��ي �أغنياته ��م‪ ،‬بف�ض ��ل �إم ��ا �ألح ��ان تركي ��ة لط�شوه ��ا‪ ،‬او هندي ��ة‬ ‫�إ�ستوحوه ��ا‪ ،‬او يوناني ��ة ترجموه ��ا‪" :‬م ��اذا قدم ��وا للف ��ن الغنائ ��ي‬ ‫�أي ��ام كان ��وا ي�سرحون ويمرح ��ون على ال�ساحة الفني ��ة منفردين في‬ ‫�سبعين ��ات وثمانين ��ات الق ��رن الما�ض ��ي‪� ،‬أف�ضل مما يقدم ��ه ملحنو‬ ‫الي ��وم؟!" فالإيقاع ��ات مع �إخت�ل�اف نمطيتها تقلي ��د �صارخ للغرب‪،‬‬ ‫والت�شاب ��ه ف ��ي البناء المو�سيقي يكاد �أن يك ��ون واحداً لكافة �أغنيات‬ ‫تل ��ك الحقب ��ة‪ ،‬الى درجة يكاد فيها الم�ستم ��ع ان يمزج ما بين لحن‬ ‫لإعالن تلفزيوني ولحن لأغنية �ضاربة!‬ ‫ف ��ي مراجع ��ة مت�أني ��ة وهادئ ��ة م ��ا بع ��د منت�ص ��ف اللي ��ل عب ��ر �أثي ��ر‬ ‫الإذاعات النا�شطة في زمن التقنين‪ ،‬لأغنيات تلك الحقبة‪ ،‬نكت�شف‬ ‫ان ال جديد تحت �شم�س الأغنية ال�ضاربة في كل زمان ومكان‪ ،‬و�إن‬ ‫تغ ّير موقعوها ومنفذوها ومن�شدوها!‬


‫وزير الحج ال�سعودي الدكتور بندر بن محمد حجار‪:‬‬ ‫تعليمات بتخفي�ض عدد الحجاج‬

‫وزير ال�صحة ال�سعودي ‪ ‬بندر عبدالمح�سن‪ ‬القناوي‪:‬‬ ‫م�س�ؤولية �ضخمة بين يديه‬

‫المديرة العامة لمنظمة ال�صحة العالمية مارغريت ت�شان‪:‬‬ ‫لي�س لديها المال الكافي لمواجهة الأزمة‬

‫�إل ��ى حد ما‪ ،‬يهدد بتحويل �أقد� ��س موقع في الإ�سالم‬ ‫ال ��ى مركز وا�س ��ع النط ��اق لإنت�شار مر� ��ض الإلتهاب‬ ‫الرئوي ال�شرق �أو�سطي "مير�س" "‪."MERS‬‬ ‫هذا المر�ض ال يزال غام�ض ًا‪ .‬وهناك معلومات قليلة‬ ‫معروفة عن كيفية �إنتقال ��ه‪ ،‬وحتى عن �أ�صوله‪ .‬ولكن‬ ‫المعروف ه ��و �أن "مير�س" (‪ )MERS‬فيرو�س قاتل‪،‬‬ ‫م ��ع معدل وفي ��ات حوالي ‪ 55‬في المئ ��ة ‪ -‬وهو معدل‬ ‫فت ��ك �أعل ��ى ب�شكل ملح ��وظ من ذل ��ك ال ��ذي ي�ش ّكله‬ ‫�إبن عم ��ه الوثيق‪ ،‬مر� ��ض فيرو�س الإلته ��اب الرئوي‬ ‫الح ��اد "�سار� ��س" (‪ )SARS‬الذي ف ��ي العام ‪2003‬‬ ‫رم ��ى الذعر في قل ��وب الم�سافرين ف ��ي جميع �أنحاء‬ ‫العالم‪ ،‬لكنه �ش ّكل معدل وفيات ‪ 9.6‬في المئة فقط‪.‬‬ ‫و"مير� ��س" هو جديد بالن�سبة ال ��ى الجن�س الب�شري‪،‬‬ ‫و�إلتهاب ��ات خفيف ��ة جد ًا وغير متناظ ��رة تبدو نادرة‪،‬‬ ‫لك ��ن الإ�ستجاب ��ة المناعي ��ة للإن�س ��ان بان�سب ��ة ال ��ى‬ ‫الإ�صابة هي في حد ذاتها مفرطة جد ًا بحيث يمكنها‬ ‫�أن تكون مميتة في بع�ض الحاالت‪.‬‬ ‫مثل "�سار� ��س"‪ ،‬ينت�شر فيرو�س "مير�س" بين النا�س‬ ‫م ��ن طري ��ق الإت�ص ��ال الوثي ��ق‪ ،‬والأدوات الطبي ��ة‬ ‫الم�شترك ��ة‪ ،‬وال�سع ��ال‪ .‬عندم ��ا ي�صب ��ح داخ ��ل رئ ��ة‬ ‫الإن�سان‪ ،‬يح ّر�ض فيرو�س "مير�س" �سل�سلة من ردود‬ ‫الفع ��ل التي تد ّم ��ر جميع وظائ ��ف الرئ ��ة الطبيعية‪.‬‬ ‫يمكن للمر�ضى �أن ي�صابوا ب�إلتهاب رئوي حاد لدرجة‬ ‫�أن الأمر يتطلب م�ساعدة �آلة التنف�س للبقاء على قيد‬ ‫الحي ��اة في �أقل من ‪ 12‬يوم ًا‪ .‬عل ��ى عك�س "�سار�س"‪،‬‬ ‫�إن فيرو� ��س "مير�س" �أي�ض ًا قادر على مهاجمة الكلى‬ ‫ويمكن �أن ينتقل �إلى �آخرين من طريق التعر�ض للبول‬ ‫المل ّوث‪ .‬وبالن�سبة الى بع�ض �أولئك الذين يبقون على‬ ‫قيد الحياة بع ��د �إ�صابتهم بفيرو�س "مير�س" الحاد‪،‬‬ ‫ف�سن ��وات من الت�أهيل لهم قد تك ��ون �ضرورية‪ ،‬تمام ًا‬

‫كم ��ا كانت الح ��ال مع بع� ��ض �ضحاي ��ا "�سار�س" في‬ ‫العقد الفائت‪.‬‬ ‫ومثلم ��ا كان الو�ضع ف ��ي الع ��ام ‪ ،2003‬عندما �أبدى‬ ‫م�س�ؤولو ال�صحة قلقهم بالن�سبة الى الم�سافرين على‬ ‫متن الطائرات ال�ضيقة الم�ساحة الذين يمكنهم نقل‬ ‫الفيرو� ��س ال ��ى جمي ��ع �أنح ��اء العالم‪ ،‬ف� ��إن فري�ضة‬ ‫الحج ت�شكل خط ��ر ًا فريد ًا للإنتق ��ال والعدوى حيث‬

‫يمكنه ��ا �أن تنقل وتح ّول ه ��ذا المر�ض‪ ،‬الذي ما زال‬ ‫�إنت�ش ��اره �ضئي ًال‪ ،‬الى وب ��اء كامل‪ .‬و�سوف ي�صبح من‬ ‫الم�ستحيل تقريب ًا �إحتواء ماليين الحجاج الآتين من‬ ‫كل بلد ف ��ي العالم عملي ًا �إل ��ى المملكة خالل ال�شهر‬ ‫الف�ضي ��ل‪ .‬في الواق ��ع‪ ،‬فقد عبر "مير� ��س" القارات‬ ‫فعلي ًا‪ ،‬و ُب ِّلغ عن حالتين م�شتبه بهما في فرن�سا �أخير ًا‬ ‫ف ��ي ‪ 12‬حزي ��ران (يوني ��و) الفائت‪ ،‬كما ت ��م الإبالغ‬ ‫ع ��ن حاالت م�ؤكدة في �ألماني ��ا وبريطانيا‪ .‬وكان �أول‬ ‫مري�ض ف ��ي كل من هذه الح ��االت �سافر الى ال�شرق‬ ‫الأو�سط قبل �أن يعود الى مكان �إقامته‪ ،‬حيث عندها‬ ‫فق ��ط كان يتم فح�صه وت�شخي�صه ب�إ�صابته بفيرو�س‬ ‫"مير�س"‪.‬‬ ‫تقليدي� � ًا‪ ،‬تق ��ع م�س�ؤولية حماي ��ة الح ��ج والوقاية من‬ ‫الأمرا�ض على عات ��ق الحكومة ال�سعودية‪ .‬اليوم‪ ،‬تقع‬ ‫الم�س�ؤولي ��ة على عات ��ق وزارة ال�صحة ف ��ي المملكة‪،‬‬ ‫الت ��ي �إ�ستخدم ��ت ون�شرت جمي ��ع الم ��وارد لمحاربة‬ ‫الأمرا�ض لتعقب فيرو�س "مير�س"‪.‬‬ ‫من جه ��ة �أخرى‪ ،‬يجب عل ��ى الوزارة �أي�ض� � ًا التعامل‬ ‫م ��ع �إحتم ��ال وا�ض ��ح ب� ��أن الحج ��اج الآتي ��ن الخارج‬ ‫يمك ��ن �أن يحملوا ويجلبوا معه ��م �أمرا�ض ًا �أخرى الى‬ ‫المملكة‪ ،‬وخ�صو�صا �شلل الأطفال‪( .‬كانت ال�سعودية‬ ‫خالي ��ة من �شل ��ل الأطفال من ��ذ الع ��ام ‪ ،1995‬ولكن‬ ‫كان هن ��اك �إ�ستيراد �أخي ��ر ًا في الع ��ام ‪ .)2004‬وما‬ ‫زال �شل ��ل الأطفال م�ستوطن ًا ف ��ي العديد من البلدان‬ ‫الإ�سالمي ��ة‪ ،‬بم ��ا في ذل ��ك نيجيري ��ا وباك�ستان‪ ،‬كما‬ ‫تف�ش هذا العام في ال�صوم ��ال وكينيا‪ .‬وقد تم‬ ‫ظه ��ر ٍ‬ ‫الق�ضاء عليه في ال�سعودية‪ ،‬ولكن يمكن للحجاج من‬ ‫الخارج �أن يحملوا المر�ض مرة �أخرى الى المنطقة‪.‬‬ ‫المثي ��ر للقلق‪� ،‬أنه تم �إكت�شاف فيرو�سات �شلل �أطفال‬ ‫حية مماثلة لتل ��ك المتداولة في باك�ستان في مجاري‬

‫مجلة "نيو �إنغالند الطبية" في درا�سة‪:‬‬ ‫"ما مجموعه ‪ 21‬من ال ‪ 23‬حالة ح�صلت‬ ‫بالعدوى والإنتقال من �شخ�ص �إلى �شخ�ص‬ ‫في وحدات غ�سل الكلى‪ ،‬ووحدات العناية‬ ‫الفائقة‪� ،‬أو وحدة التمري�ض في ثالثة‬ ‫مرافق للرعاية ال�صحية المختلفة"‬ ‫م�ساعد المدير العام في منظمة‬ ‫ال�صحة العالمية كيجي فوكودا‪" :‬نحن‬ ‫في حاجة �إلى �إ�ستغالل هذه الفر�صة‬ ‫للتوافق وتطبيق �أف�ضل �إجراءات ال�صحة‬ ‫العامة الممكنة في جميع المجاالت‪،‬‬ ‫وفي قيامنا بهذا‪� ،‬سوف تكون لدينا �أف�ضل‬ ‫فر�صة لل�سيطرة على هذا الفيرو�س‬ ‫قبل �أن ينت�شر �أكثر"‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪89‬‬


‫�صحة‬

‫فيرو�س "مير�س" (كورونا) يهدد مو�سم الحج في ال�سعودية‬

‫"طاعون" الشرق األوسط‬ ‫يحمل "الموت األسود" إلى العالم!‬ ‫فيرو���س مخي��ف يجتاح المملكة العربي��ة ال�سعودية‪� .‬ستة ماليين من الحج��اج على و�شك الو�صول‬ ‫ال��ى البالد من جميع �أنحاء العالم‪ .‬والنتيجة يمكن �أن تكون كارثية‪ .‬لماذا هذا الخطر؟ وبالتالي ماذا‬ ‫نعرف عن هذا القاتل الجديد ؟‬ ‫لندن ‪ -‬محمد �سليم‬

‫فيرو�س "مير�س" (كورونا)‬

‫عندم ��ا �إنفج ��ر "الم ��وت الأ�س ��ود" ف ��ي‬ ‫الجزي ��رة العربية في القرن الرابع ع�شر‬ ‫م�سف ��ر ًا ع ��ن مقتل ما يق� �دّر بثل ��ث ال�س ��كان‪� ،‬إنت�شر‬ ‫ف ��ي جمي ��ع �أنح ��اء العال ��م الإ�سالمي عب ��ر الحجاج‬ ‫الم�صابين‪ .‬الي ��وم‪ ،‬ال�شرق الأو�س ��ط مهدد بطاعون‬ ‫جديد م ��ن �أنواع "�أمرا�ض كورون ��ا"‪ُ ،‬يدعى "مر�ض‬ ‫الإلته ��اب الرئوي ال�ش ��رق �أو�سطي" (‪MERS-CoV‬‬ ‫�أو ‪ MERS‬للإخت�ص ��ار)‪ .‬وقد �إك ُت�شف هذا الفيرو�س‬ ‫التاج ��ى غير الم�ألوف ف ��ي الأردن في �آذار (مار�س)‬ ‫‪ ،2012‬ومنذ ‪ 26‬حزيران (يونيو)‪ ،‬ح�صد ‪� 77‬إ�صابة‬ ‫م�ؤك ��دة مختبري ًا‪ ،‬منها ‪ 62‬كانت في المملكة العربية‬ ‫ال�سعودية توفي من ه�ؤالء ‪. 34‬‬ ‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أن الأرق ��ام ‪ -‬حت ��ى الآن ‪ -‬ه ��ي‬ ‫�صغيرة‪ ،‬ف�إن هذا المر�ض رفع القلق في جميع �أنحاء‬ ‫المنطقة‪ .‬لك ��ن الم�س�ؤولين في الريا�ض قلقون ب�شكل‬ ‫خا�ص‪.‬‬ ‫ف ��ي خريف ه ��ذا الع ��ام‪ ،‬الماليي ��ن م ��ن الم�سلمين‬ ‫الملتزمي ��ن �سيق�ص ��دون مك ��ة‪ ،‬والمدين ��ة المن ��ورة‪،‬‬ ‫والمواق ��ع المقد�سة ف ��ي المملكة العربي ��ة ال�سعودية‬ ‫ف ��ي واحدة م ��ن �أكبر الهج ��رات ال�سنوية ف ��ي تاريخ‬ ‫الب�شري ��ة‪ .‬ف ��ي الع ��ام ‪ ،2012‬ج ��اء ما يق ��رب من ‪6‬‬ ‫ماليي ��ن حاج ال ��ى المملك ��ة لأداء منا�س ��ك العمرة‪،‬‬ ‫وم ��ن المتوقع �أن يرتفع هذا الع ��دد في العام ‪.2013‬‬ ‫والعمرة تعني حرفي ًا "زيارة مكان م�أهول بال�سكان"‪،‬‬ ‫و�إن ه ��ذا الأمر ال ��ذي يقلق م�س�ؤول ��و ال�صحة للغاية‪.‬‬ ‫ف ��ي مكة وحده ��ا‪ ،‬ماليين من الحج ��اج �سوف يفون‬ ‫بالإلت ��زام الدين ��ي بالط ��واف ح ��ول الكعب ��ة‪ .‬ووجود‬ ‫مجموعة كبيرة من النا�س مع ًا في مكان واحد‪� ،‬ض ّيق‬ ‫‪88‬‬

‫العدد ‪ - 10‬متوز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬


‫�صحة‬ ‫القاهرة ف ��ي كانون الثاني (يناير) وفي �إ�سرائيل في‬ ‫حزيران (يونيو)‪.‬‬ ‫وعل ��ى الرغم م ��ن مخاطر �إنتقال مر� ��ض "مير�س"‪،‬‬ ‫ل ��م ت�ض ��ع منظم ��ة ال�صح ��ة العالمي ��ة وال الحكوم ��ة‬ ‫ال�سعودي ��ة مبادئ توجيهية �صريح ��ة لل�سفر في وقت‬ ‫مبكر من ه ��ذا التدفق‪ .‬على الرغم م ��ن �أنها توقعت‬ ‫ف ��ي وقت �ساب ��ق �أن عدد الحجاج م ��ن �ش�أنه �أن يزيد‬ ‫عن العام ‪ ،2012‬فقد �أ�صدرت وزارة الحج ال�سعودية‬ ‫توجيه� � ًا �إلى م�شغلي ت�أ�شيرة العم ��رة تعلمهم فيه ب�أن‬ ‫عليه ��م العمل على "تخفي�ض ع ��دد الحجاج الأجانب‬ ‫والمحليين بن�سب ��ة ‪ 20‬و‪ 50‬في المئة‪ ،‬على التوالي"‪،‬‬ ‫ح�سبم ��ا ذك ��رت �صحيف ��ة محلي ��ة نق ًال ع ��ن م�صدر‬ ‫مطل ��ع‪ .‬وفي خط ��وة غي ��ر م�سبوقة‪ ،‬تح ��ثّ ال�سلطات‬ ‫ال�سعودي ��ة الحج ��اج على ت�أجيل خط ��ط الحج ب�سبب‬ ‫"�أعمال تو�سع ��ة م�ستمرة" في الم�سجد الحرام‪ .‬وقد‬ ‫وافق رجال الدين ال�سعوديون �أي�ض ًا على هذا القرار‪.‬‬ ‫ومن غي ��ر الوا�ضح ما �إذا كان توقيت هذه الإعالنات‬ ‫هو مج ��رد م�صادفة �أو جهد �سع ��ودي منف�صل للحد‬ ‫م ��ن ع ��دد الحج ��اج م ��ن دون الت�سبب ف ��ي حالة من‬ ‫الذعر‪ .‬وفي كلتا الحالتين‪ ،‬ف�إن خف�ض عدد الحجاج‬ ‫ل ��ن يك ��ون و�سيل ��ة فعال ��ة �إل ��ى حد م ��ا لمن ��ع �إنت�شار‬ ‫"مير�س" �أو �أي فيرو�س �آخر‪.‬‬ ‫ولكن حتى ل ��و � ّأجل الحجاج خططه ��م لأداء فري�ضة‬ ‫الح ��ج‪ ،‬فهم لي�س ��وا ال�سكان المتحركي ��ن والمتنقلين‬ ‫الوحيدي ��ن ف ��ي المنطق ��ة الذي ��ن يمك ��ن �أن يكون ��وا‬ ‫بمثابة موجهات عالمية‪� .‬إعتبار ًا من ني�سان "�إبريل"‬ ‫‪ ،2013‬كان هن ��اك م ��ا يق ��در ب‪ 7.5‬ماليي ��ن عامل‬ ‫واف ��د يعي�ش ��ون ويعملون ب�ش ��كل قانوني ف ��ي المملكة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودي ��ة؛ وال يت�ضمن ه ��ذا الرقم العديد‬ ‫م ��ن �آالف العمال الموجودين في البالد بطريقة غير‬ ‫م�شروعة‪ .‬ي�أتي العمال المهاجرون من مختلف �أنحاء‬ ‫العالم‪ ،‬بما في ذل ��ك الهند‪ ،‬و�إندوني�سيا‪ ،‬وباك�ستان‪،‬‬ ‫والفلبين‪ .‬وفق ًا لتقرير جدي ��د ن�شرته �أخير ًا �صحيفة‬ ‫"نيويورك تايمز"‪ ،‬غادر حوالي ‪ 124,000‬عامل غير‬ ‫�شرعي ال�سعودية من ��ذ الأول من ني�سان (�إبريل) في‬ ‫�إطار برنامج العفو الذي يتيح لهم ت�سوية و�ضعهم من‬ ‫دون عقوب ��ات لإنتهاكهم ت�أ�شيرة الدخ ��ول والإقامة‪.‬‬ ‫وت�أت ��ي بداية �إنت�ش ��ار فيرو� ��س "ميرا� ��س" �أي�ض ًا في‬ ‫وق ��ت يتطلع الم�س�ؤولون ال�سعودي ��ون �إلى ترحيل �أكبر‬ ‫ع ��دد ممكن م ��ن العم ��ال الأجانب من �أج ��ل تحرير‬ ‫�سوق العمل للمواطني ��ن ال�سعوديين‪ .‬وقد ت�سبب هذا‬ ‫التوت ��ر ‪ -‬وف ��ي بع�ض الح ��االت العنف – ف ��ي تزايد‬ ‫ع ��دم ال�شعور بالثقة بي ��ن المجموعتي ��ن الأمر الذي‬ ‫يجع ��ل �أقل �إحتم ��ا ًال ب� ��أن ي�ستطبع العام ��ل المهاجر‬

‫م�ست�شفيات ال�سعودية‪ :‬كلها مجهزة ب�أف�ضل التكنولوجيات‬

‫الم�ص ��اب الو�صول الى الرعاية الطبية‪� ،‬أو �أن يتعاون‬ ‫مع الم�س�ؤولين ال�سعوديين‪.‬‬ ‫وق ��د دفع الخوف م ��ن �إنت�شار فيرو� ��س "مير�س" من‬ ‫العم ��ال المهاجري ��ن العائدي ��ن �إلى دياره ��م بلدان ًا‬ ‫�أخ ��رى ال ��ى �إتخ ��اذ �إحتياط ��ات خا�ص ��ة‪ .‬ف ��ي مطلع‬ ‫حزيران (يوني ��و) الفائت‪ ،‬بد�أت الحكومة الفليبينية‬ ‫�إ�ستخدام الأ�شع ��ة الحرارية على العمال المهاجرين‬ ‫الوافدي ��ن م ��ن ال�سعودية ف ��ي مطار ماني�ل�ا‪ ،‬وكتبت‬ ‫الحكوم ��ة النيبالي ��ة ر�سال ��ة ال ��ى الم�ست�شفي ��ات‬ ‫والمختب ��رات‪ ،‬توجهه ��ا فيه ��ا �إل ��ى �إتخ ��اذ تدابي ��ر‬ ‫�إحترازي ��ة عن ��د عالج المر�ض ��ى الذي ��ن يعانون من‬ ‫�أمرا� ��ض الجه ��از التنف�س ��ي‪ .‬خالل وب ��اء "�سار�س"‪،‬‬ ‫�أ�ص ��درت منظم ��ة ال�صح ��ة العالمية كتي ��ب ن�صائح‬ ‫لل�سفر‪ ،‬وتع ّر�ض الم�ساف ��رون الذين كانوا يمرون في‬ ‫المطارات ال�صينية لفح�ص درجة الحرارة؛ والحمد‬ ‫هلل‪ ،‬ال الفلبي ��ن وال نيبال حتى الآن �أعلنت عن حدوث‬ ‫حالة من فيرو�س "مير�س"‪.‬‬

‫هذا المر�ض ال يزال غام�ضاً‪ ،‬وهناك‬ ‫معلومات قليلة معروفة عن كيفية‬ ‫�إنتقاله‪ ،‬وحتى عن �أ�صوله‪ ،‬لكن المعروف‬ ‫هو �أن "مير�س" فيرو�س قاتل مع معدل‬ ‫وفيات حوالي ‪ 55‬في المئة‬

‫لك ��ن هناك �سبب� � ًا �آخر للقلق من تف�ش ��ي المر�ض في‬ ‫هذه المنطق ��ة يكمن في �ضخامة الع ��دد‪ ،‬والمتزايد‬ ‫ب�إ�ستمرار‪ ،‬لل�سكان الالجئين ال�سوريين‪ ،‬الذين يقدر‬ ‫عددهم حالي ًا بنحو ‪ 1.6‬مليون �شخ�ص ح�سب وكالة‬ ‫الالجئي ��ن التابع ��ة للأمم المتح ��دة (‪.)UNHCR‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى ما يقرب من ‪ 4.25‬ماليين من ال�سوريين‬ ‫�ش ّردوا داخلي ًا‪ ،‬وهم يعي�شون في ظروف مكتظة وغير‬ ‫�صحية داخل البلد‪ ،‬وحج ��م الم�شكلة ينمو‪ .‬في �أثناء‬ ‫الأزم ��ات الإن�سانية‪ ،‬تعمل منظم ��ة ال�صحة العالمية‬ ‫م ��ع الدول الأع�ض ��اء في المق ��ام الأول ف ��ي الإر�شاد‬ ‫ودور التخطي ��ط‪ ،‬مم ��ا ي�ساع ��د على تقلي ��ل المعاناة‬ ‫والم ��وت‪ ،‬ف�ض�ل ً�ا ع ��ن حماي ��ة النظ ��ام ال�صحي في‬ ‫الب�ل�اد‪ .‬في هذه القدرات‪� ،‬صاغ ��ت المنظمة بالفعل‬ ‫بواعث قلقها ب�ش�أن �إحتمال تف�شي المر�ض في �سوريا‬ ‫وال ��دول المجاورة‪ ،‬وال �سيما داخ ��ل مخيمات مكتظة‬ ‫بالالجئين التي ظهرت ف ��ي لبنان‪ ،‬والأردن‪ ،‬وتركيا‪،‬‬ ‫م�شي ��رة �إلى �أن �أ�شهر ال�صيف الحارة �ستجلب خطر ًا‬ ‫كبير ًا‪.‬‬ ‫وق ��د �أثب ��ت فيرو� ��س "مير� ��س" ب�أن ��ه م ��ن ال�صع ��ب‬ ‫ال�سيط ��رة عليه حتى ف ��ي �أكثر الم�ست�شفي ��ات تقدم ًا‬ ‫والممول ��ة تموي�ل ً�ا جيد ًا‪ ،‬مع مجموع ��ات من العدوى‬ ‫الت ��ي ب ّل ��غ عنها لي� ��س في مراف ��ق الرعاي ��ة ال�صحية‬ ‫ال�سعودي ��ة فح�سب‪ ،‬ولكن �أي�ض ًا ف ��ي الأردن وفرن�سا‪.‬‬ ‫وق ��د �سلطت ال�ض ��وء على هذا الو�ض ��ع درا�سة وبائية‬ ‫ع ��ن ‪ 23‬حالة في المملكة العربي ��ة ال�سعودية‪ُ ،‬ن�شرت‬ ‫في مجلة "ني ��و �إنغالند الطبي ��ة" (‪New England‬‬ ‫‪ )Journal of Medicine‬ف ��ي ‪ 19‬حزي ��ران (يونيو)‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪91‬‬


‫‪SOL‬‬

‫‪Residence DEL‬‬

‫ريزيدن�س دل �سول‬

‫شقق مفروشة لإليجار‬ ‫من مختلف األحجام‬ ‫شتاء‬ ‫إقامة مريحة صيفًا‬ ‫ً‬ ‫موقع رائع على مشارف بيروت‬ ‫ومطل من األعالي على مناظر خالبة‬

‫عني �سعادة ‪ -‬لبنان‬ ‫‪Tel: +961 4 872202‬‬


‫�صحة‬ ‫الفائ ��ت م ��ن قب ��ل م�س�ؤولي ��ن ف ��ي منظم ��ة ال�صحة‬ ‫العالمي ��ة ووزارة ال�صح ��ة ال�سعودية‪ .‬قب ��ل ن�شر هذه‬ ‫الدرا�سة‪ ،‬ب ��ذل م�س�ؤولون م ��ن كل المنظمات جهود ًا‬ ‫كبي ��رة للح ��د م ��ن القل ��ق �إزاء �إنت�ش ��ار الفيرو�س في‬ ‫الم�ست�شف ��ى‪ ،‬مطمئني ��ن الجمه ��ور ب� ��أن "مير� ��س"‬ ‫لي� ��س معدي� � ًا ف ��ي الم�ست�شفي ��ات كما ه ��ي الحال مع‬ ‫"�سار� ��س"‪ .‬لك ��ن ه ��ذه الدرا�سة الجدي ��دة تدل على‬ ‫العك� ��س من ذلك‪" :‬ما مجموع ��ه ‪ 21‬من ال ‪ 23‬حالة‬ ‫ح�صلت بالعدوى والإنتق ��ال من �شخ�ص �إلى �شخ�ص‬ ‫في وحدات غ�سل الكلى‪ ،‬ووحدات العناية الفائقة‪� ،‬أو‬ ‫وح ��دة التمري�ض في ثالثة مراف ��ق للرعاية ال�صحية‬ ‫المختلفة"‪.‬‬ ‫ال�سيط ��رة على �إنت�ش ��ار الفيرو�س لي� ��س �سوى ن�صف‬ ‫المعركة‪ .‬ال يوجد لقاح‪� ،‬أو دواء‪� ،‬أو �إختبار للت�شخي�ص‬ ‫الب�سيط مت ��اح لفيرو�س "مير� ��س"‪ .‬وبمجرد تحديد‬ ‫مر�ضاه‪ ،‬ف� ��إن رعايتهم تعر� ��ض مجموعة خا�صة من‬ ‫الم�ضاعفات‪ .‬لي�س فق ��ط ب�أن عالج "مير�س" مك ّثف‬ ‫ومع ّق ��د‪ ،‬ولكن يجب على العاملين في مجال الرعاية‬ ‫ال�صحي ��ة حماي ��ة �أنف�سهم بعناية وذل ��ك للتقليل من‬ ‫خطر الإ�صابة �أو ن�شر العدوى عن غير ق�صد‪.‬‬ ‫�إذا كان �إنت�ش ��ار ح�صل ف ��ي م�ست�شفى متق ��دم تقني ًا‬ ‫م ��ع تكنولوجيا فائق ��ة‪ ،‬ف�إن قدرة فيرو� ��س "مير�س"‬ ‫على الإنتق ��ال داخل الم�ست�شفي ��ات ال�سورية البائ�سة‬ ‫والعي ��ادات الم�ؤقت ��ة لالجئي ��ن كبي ��رة‪ .‬ويب ��دو م ��ن‬ ‫الم�ستحي ��ل تقريب� � ًا التخفيف من �إنت�ش ��ار "مير�س"‬ ‫ف ��ي م�ست�شف ��ى ف ��ي �سوري ��ا‪ ،‬حي ��ث �أكث ��ر م ��ن ثل ��ث‬ ‫الم�ست�شفي ��ات العامة لم تعد في الخدمة والإمدادات‬ ‫حتى في الأدوي ��ة والمعدات الأكث ��ر بدائية �شحيحة‪.‬‬ ‫�إذا �إ�ستط ��اع فيرو�س "مير�س" الح�صول على موطئ‬ ‫ق ��دم في هذه البيئة‪ ،‬ف�إن مزيد ًا من الإنت�شار الدولي‬ ‫له ��ذا الفيرو� ��س يبدو ال مف ��ر منه‪ ،‬خ�صو�ص� � ًا و�سط‬ ‫�سكان كثي ��ري التنق ��ل الفارين من ع ��دم الإ�ستقرار‬ ‫ال�سيا�سي‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أن منظم ��ة ال�صح ��ة العالمية قد‬ ‫�أ�شادت علن ًا بالمملكة العربية ال�سعودية ل"�إتخاذها‬ ‫�إج ��راءات عاجلة حا�سم ��ة" في هذه الأزم ��ة‪� ،‬أ�صبح‬ ‫م ��ن الوا�ضح �أنه على الرغم من تع ��اون الم�س�ؤولين‪،‬‬ ‫هن ��اك بع�ض الم�شاكل العملية الحقيقية الذي يواجه‬ ‫ال�سلطات ال�سعودية‪.‬‬ ‫�أو ًال وقب ��ل كل �ش ��يء‪� ،‬إن وزارة ال�صح ��ة ال�سعودي ��ة‬ ‫ينق�صه ��ا الأخ�صائي ��ون والموظف ��ون وتحت ��اج �إل ��ى‬ ‫الم�ساع ��دة‪ .‬وعل ��ى الأقل ت�س ّلم مختب ��ر �أجنبي واحد‬ ‫متع ��اون مع ال�سعوديين ع ّينات من فيرو�س "مير�س"‬ ‫كان ��ت متده ��ورة لأنه ��ا عُ ّبئ ��ت ُ‬ ‫و�شحنت ب�ش ��كل غير‬

‫�صحي ��ح‪ ،‬مما جعلها غي ��ر �صالح ��ة للإ�ستعمال‪ .‬من‬ ‫جهته ��م يت ��وق المتعاون ��ون الدولي ��ون ال ��ى م�ساعدة‬ ‫ال�سعوديين لكنهم يواجهون �إختناقات في التوظيف‪،‬‬ ‫مم ��ا ت�سبب ف ��ي الت�أخير الذي يب ��دو م�ؤلم ًا في �سياق‬ ‫تف�شي المر�ض‪.‬‬ ‫ولكن هذا المختبر الأجنبي كان محظوظ ًا للح�صول‬ ‫على العينات المر�سلة‪� ،‬إذ �أن وزارة ال�صحة ال�سعودية‬ ‫متورط ��ة في ن ��زاع حول "ب ��راءة" محيط ��ة بفيرو�س‬ ‫"مير�س" الذي قيل �أنه عرقل جهود الأبحاث للعلماء‬ ‫الأجان ��ب‪ .‬في ال�صيف الما�ضي‪ ،‬تلقى فريق هولندي‬ ‫في مرك ��ز "�إيرا�سمو�س" الطبي ف ��ي روتردام اثنين‬ ‫م ��ن ع ّين ��ات لمر�ضى من عال ��م م�ص ��ري كان يعمل‬ ‫�آنذاك في جدة‪ .‬الهولنديون �سل�سلوا الحم�ض النووي‬ ‫ل"مير� ��س" و�إ ّدع ��وا ملكي ��ة الع ّينات‪ .‬جمي ��ع العلماء‬ ‫الذي ��ن ي�أملون ف ��ي العمل على ح ��ل م�شكلة "مير�س"‬ ‫ينبغ ��ي عليهم �إم ��ا الح�ص ��ول على عين ��ات مبا�شرة‬

‫�إك ُت�شف فيرو�س "مير�س" التاجى غير‬ ‫الم�ألوف في الأردن في �آذار (مار�س) ‪،2012‬‬ ‫ومنذ ‪ 26‬حزيران (يونيو) ح�صد ‪� 77‬إ�صابة‬ ‫م�ؤكدة مختبرياً‪ ،‬منها ‪ 62‬كانت في المملكة‬ ‫العربية ال�سعودية توفي من ه�ؤالء ‪34‬‬ ‫م ��ن وزارة ال�صح ��ة ال�سعودي ��ة �أو توقي ��ع �إتفاق ��ات‬ ‫قانونية م ��ع مركز "�إيرا�سمو�س"‪ .‬على �سبيل المثال‪،‬‬ ‫المراكز الأميركية لمكافحة الأمرا�ض والوقاية منها‬ ‫(‪ )CDC‬م ��ا زال ��ت تنتظ ��ر الح�ص ��ول عل ��ى عينات‬ ‫م ��ن "مير� ��س" لدر�سها والتي تم جمعه ��ا في ت�شرين‬ ‫الأول (�أكتوب ��ر) ‪ 2012‬ب�سب ��ب �أن الف ��رق القانوني ��ة‬ ‫للمراك ��ز الأميركية لل�سيطرة عل ��ى الأمرا�ض ومركز‬ ‫"ايرا�سمو� ��س" لم يتم ّكن ��ا من التفاو�ض على �شروط‬ ‫مقبول ��ة للتو�صل �إل ��ى �إتفاق لنقل عين ��ات الفيرو�س‪.‬‬ ‫هذه الت�أخيرات القانونية غير عادية‪ ،‬وخ�صو�ص ًا في‬ ‫�أثناء تف�ش ��ي مر�ض مثل هذا‪ ،‬وقد �إنتقدت مارغريت‬ ‫ت�ش ��ان‪ ،‬المديرة العام ��ة لمنظمة ال�صح ��ة العالمية‪،‬‬ ‫علن� � ًا مرك ��ز "�إيرا�سمو� ��س" لو�ضعها قواني ��ن براءة‬ ‫الإختراع قبل حماية "�شعبك"‪.‬‬ ‫ف ��ي الوقت عين ��ه‪ ،‬تعاني منظم ��ة ال�صح ��ة العالمية‬ ‫بدوره ��ا م ��ن م�ش ��اكل م�ؤ�س�سي ��ة خا�صة به ��ا‪ .‬نظام‬

‫الإ�ستجاب ��ة لح ��االت الط ��وارئ في المنظم ��ة مفل�س‬ ‫(عل ��ى الرغ ��م من �أن ��ه يحتاج فقط ال ��ى ‪ 10‬ماليين‬ ‫دوالر ك ��ي ي�ستطيع العمل لبقية الع ��ام ‪ .)2013‬على‬ ‫الرغ ��م من ه ��ذه القي ��ود المفرو�ضة عل ��ى الموازنة‪،‬‬ ‫يج ��ب �أن ترتف ��ع المراقب ��ة‪ ،‬وال �سيم ��ا ف ��ي المنطقة‬ ‫نف�سه ��ا‪ .‬وتح ��اول منظم ��ة ال�صح ��ة العالمي ��ة �أي�ض ًا‬ ‫تح�سين الح ��وار وتبادل المعلومات ح ��ول "مير�س"‪،‬‬ ‫ولك ��ن جهودها تراجعت ول ��م ت�صل ال ��ى خواتيمها‪.‬‬ ‫وجاءت محاولتها الأخيرة ‪� -‬إجتماع لمدة ثالثة �أيام‬ ‫ف ��ي القاهرة ح�ض ��ره ‪ 100‬خبير ‪ -‬ق�صي ��رة؛ لم تبلغ‬ ‫النتيجة �أكثر من بيانات التي هي في جوهرها مجرد‬ ‫تكرار لإتفاقات قائمة من قبل حول المعايير العالمية‬ ‫لمراقب ��ة الأمرا�ض والإب�ل�اغ التي ب ��د�أ تنفيذها بعد‬ ‫�إ�صدار القوانين ال�صحية الدولية (‪.)2005‬‬ ‫مع ذلك‪� ،‬إعت ��رف الم�شاركون ف ��ي الإجتماع ب�إلحاح‬ ‫الو�ض ��ع‪ ،‬و�أقروا ب�أن العال ��م هو عند نقطة حرجة في‬ ‫م�سار بداي ��ة �إنت�شار فيرو�س "مير�س"‪ .‬وقال م�ساعد‬ ‫المدي ��ر الع ��ام ل�ش� ��ؤون الأم ��ن ال�صح ��ي والبيئة في‬ ‫منظم ��ة ال�صحة العالمية كيج ��ي فوكودا‪" :،‬نحن في‬ ‫حاج ��ة �إلى �إ�ستغ�ل�ال هذه الفر�ص ��ة للتوافق وتطبيق‬ ‫�أف�ض ��ل �إجراءات ال�صحة العام ��ة الممكنة في جميع‬ ‫المج ��االت‪ ،‬وف ��ي قيامن ��ا به ��ذا‪� ،‬سوف تك ��ون لدينا‬ ‫�أف�ضل فر�ص ��ة لل�سيطرة على ه ��ذا الفيرو�س قبل �أن‬ ‫ينت�شر �أكثر"‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن ��ه ل ��ن يك ��ون م ��ن الممك ��ن ‪� -‬أو حت ��ى من‬ ‫المرغ ��وب في ��ه ‪ -‬وقف تدف ��ق النا�س داخ ��ل وخارج‬ ‫المملك ��ة العربية ال�سعودية وال�ش ��رق الأو�سط‪� ،‬سواء‬ ‫كان ��وا عم ��ا ًال مهاجري ��ن‪� ،‬أوالجئي ��ن‪� ،‬أو متطوعي ��ن‬ ‫للأعمال الإن�سانية‪� ،‬أو حجاج ًا‪ .‬التحديات المبا�شرة‬ ‫هي تحديد الم�ص ��ادر الحيوانية لفيرو�س "ميرا�س"‬ ‫ووق ��ف �إنت�شاره م ��ن الحيوان �إلى الإن�س ��ان‪ .‬بد ًال من‬ ‫معرفة من�ش�أ الفيرو� ��س‪ ،‬يجب وقف �إنتقال الفيرو�س‬ ‫بين الب�شر ‪ -‬و�أف�ضل �أول خطوة لتحقيق ذلك هي من‬ ‫خالل تح�سينات جذرية في الممار�سات ال�صحية في‬ ‫الم�ست�شفي ��ات ومن خالل التحدي ��د ب�سرعة �أ�صدقاء‬ ‫الم�صابين‪ ،‬و�أف ��راد الأ�سرة‪ ،‬وزم�ل�اء العمل لأولئك‬ ‫الذين ي�صابون بمر�ض "مير�س"‪.‬‬ ‫يختف العديد‬ ‫لك ��ن هذا مجرد ح ��ل م�ؤقت‪ .‬ف�إذا ل ��م ِ‬ ‫م ��ن الحواجز �أمام �أبحاث دولية �شفافة وين�ش�أ نظام‬ ‫تبادل معلومات‪ ،‬ف�سوف يكون من ال�صعب جد ًا الحد‬ ‫من خط ��ر العدوى‪ .‬خالف ذلك‪ ،‬ف�إن العالم قد ُيجر‬ ‫ال ��ى "موت �أ�سود" �آخر‪ ،‬ويمكن لـ"مير�س" �أن ينت�شر‬ ‫ب�سهول ��ة الى م ��ا هو �أبعد م ��ن ح ��دود المنطقة التي‬ ‫يدعى ب�إ�سمها‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪93‬‬


Advanced BMI Weight Loss Clinic www.a-bmi.com An opportunity for a new life Are you looking to dramatically reduce your weight and remove the excess fat? Our Weight Loss Institute offers several medical and surgical weight loss options

Weight Loss Specialists: Canadian-certified

Medical Weight Loss Options Dietary consultation, Low Calorie Protein Diet Program(lose 8 -12 kg/month under medical supervision),Breathing test (found out if you have a slow, normal or fast metabolism), Body-reshaping, cellulite and fat reduction

Dr Nagi Safa Certified Weight loss Surgeon (Canada-Lebanon)

Weight Loss Surgeries

Expertise in all bariatric procedures: Laparoscopic gastric bypass, Sleeve Gastrectomy, Gastric banding, gastric plication, Laparoscopic repair of previous weight loss surgeries, Surgery for diabetes

Total Body Lifting

Liposuction, Tummy tuck, breast surgeries, Body lifting

Lebanon - Zalka Zalka Highway, White City Building, 5th Floor Phone: 04 715 036 Cellular: 76 3773 76 Email: info@a-bmi.com

Dr Thierry Yazbeck Certified Weight loss Surgeon (Lebanon)

Christelle Bedrossian Registered Dietitian Head Dietitian (Lebanon)


‫أنجلينا جولي تطلع على أحوال الالجئين السوريين‬ ‫بع ��د تعافيه ��ا �إث ��ر الجراح ��ة الت ��ي‬ ‫خ�ضعت لها ال�ستئ�صال ثدييها‪ ،‬زارت‬ ‫الممثلة االميركية والمبعوثة الخا�صة‬ ‫للمفو�ضية العليا ل�ش�ؤون الالجئين في‬ ‫االمم المتح ��دة �أنجلينا جولي الحدود‬ ‫االردني ��ة – ال�سورية برفق ��ة المفو�ض‬ ‫الع ��ام انطوني ��و غوتيري� ��س‪ .‬وح�ض ��ت‬ ‫العالم عل ��ى تقديم المزي ��د من العون‬ ‫لالجئي ��ن ال�سوريين ف ��ي محنتهم التي‬ ‫�إعتبرته ��ا "ا�س ��و�أ �أزم ��ة ان�ساني ��ة ف ��ي‬ ‫القرن الـ‪."21‬‬ ‫وقال ��ت‪" :‬م ��ع نهاية ه ��ذه ال�سنة ن�صف‬ ‫�س ��كان �سوري ��ا‪� ،‬أي نح ��و ‪ 10‬ماليي ��ن‪،‬‬ ‫يتوق ��ع ان يهجروا ويكونوا في حاجة الى‬ ‫الم�ساعدة"‪.‬‬ ‫وح�ض ��ت العالم لمنا�سب ��ة اليوم العالمي‬ ‫لالجئي ��ن عل ��ى "تقدي ��م المزي ��د م ��ن‬ ‫الم�ساع ��دة لل�شعب ال�س ��وري‪ ،‬فا�ستجابة‬ ‫المجتم ��ع الدول ��ي للأزمة ال تت ��واءم مع‬

‫جابة المجتمع الدولي للأزمة ال�سورية‬ ‫�أنجلينا جولي‪� :‬إ�ست‬ ‫لي�ست في حجم الم�أ�ساة‬

‫حجم هذه الم�أ�ساة الإن�سانية"‪.‬‬ ‫و�أكدت ان "هن ��اك حاجة الى الكثير من‬ ‫الدعم االن�ساني‪ ،‬ولك ��ن الأهم من ذلك‬ ‫�إيجاد حل �سيا�سي لهذا ال�صراع"‪.‬‬ ‫وقام ��ت جول ��ي والمفو�ض الع ��ام بزيارة‬ ‫الى المنطقة للقاء الم�س�ؤولين واالطالع‬ ‫عل ��ى �أو�ض ��اع الالجئي ��ن ال�سوريين في‬ ‫الدول المجاورة‪.‬‬ ‫وقالت �إن الغر�ض م ��ن الزيارة "�إظهار‬ ‫الدع ��م لالجئي ��ن ال�سوريي ��ن وح� ��ض‬ ‫العال ��م عل ��ى معالجة محنته ��م‪ ،‬وفهم‬ ‫الحاج ��ات في �شكل �أف�ض ��ل في الأردن‬ ‫ودول المنطقة االخ ��رى المت�ضررة في‬ ‫�شكل مبا�شر من هذا النزاع المد ّمر"‪.‬‬ ‫وا�ستمع ��ت جول ��ي ال ��ى ع ��دد م ��ن‬ ‫الالجئين ال�سوريين العابرين الحدود‬ ‫ال�سوري ��ة – الأردني ��ة‪ ،‬فيم ��ا �أطلعه ��ا‬ ‫حر� ��س الح ��دود االردن ��ي عل ��ى �آلي ��ة‬ ‫�إ�ستقبال ه�ؤالء‬

‫بيونسيه لن تدفع ‪ 100‬مليون دوالر‬

‫بيون�سيه‪ :‬نق‬

‫�ضت الإتفاق فدفعت مبلغ ًا‪...‬حبي ًا !‬

‫تو�صل ��ت المغني ��ة الأميركي ��ة‪ ،‬بيون�سي ��ه نولز‪� ،‬إلى‬ ‫�إتف ��اق ت�سوية لدع ��وى ق�ضائية بقيم ��ة ‪ 100‬مليون‬ ‫دوالر في �إطار خالفه ��ا القانوني مع �شركة ل�صنع‬ ‫�ألعاب الفيديو‪.‬‬ ‫وذك ��رت �صحيفة (نيويورك بو�س ��ت) �أن بيون�سيه‪،‬‬ ‫تو�صل ��ت �إلى �إتفاق ت�سوية مع �شركة �ألعاب الفيديو‬ ‫"غايت فايف"‪ ،‬التي قا�ضتها على خلفية تراجعها‬ ‫عن �إتف ��اق ب�صنع لعبة فيديو حول الرق�ص بعنوان‬ ‫"قوة النجمة‪ :‬بيون�سيه"‪.‬‬ ‫وقال محامي ال�شركة‪ ،‬بيتر غاالغير‪" :‬لقد تو�صلنا‬ ‫�إلى ت�سوي ��ة حبية‪ ..‬ال �أ�ستطي ��ع مناق�شة ال�شروط‪،‬‬ ‫ولكن الم�س�ألة قد ح ّلت"‪.‬‬ ‫م ��ن جهته ��ا‪ ،‬تق ��ول بيون�سي ��ه �إنه ��ا ان�سحب ��ت من‬ ‫الم�ش ��روع لأن ال�شرك ��ة ل ��م ت�ؤم ��ن التموي ��ل الذي‬ ‫وعدت به‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪95‬‬


‫عالم النجوم‬

‫رغدة ‪ :‬نجلس على صفيح يحترق !‬ ‫تعي� ��ش الممثل ��ة ال�سورية رغ ��دة حالة م ��ن العزلة عن الإع�ل�ام العربي‪ .‬ه ��ي م�شغولة ب�إكم ��ال ت�صوير‬ ‫ّ‬ ‫“ال�شك" (ت�أليف �أحمد �أبو زيد و�إخراج محمد النقلي)‪ ،‬ولم تعد تفاجئها ال�شائعات‬ ‫م�سل�سلها الجديد‬ ‫الت ��ي ت�ستهدفه ��ا‪ .‬تغلق رغدة هاتفه ��ا في الفترة االخيرة‪ ،‬لأنه ��ا ت�شعر بالملل م ��ن الواقعين ال�سيا�سي‬ ‫والإجتماعي‪ّ ،‬‬ ‫وتف�ضل العي�ش في عالمها الخا�ص والإهتمام بعائلتها وعملها فقط‪.‬‬ ‫�أيام قليلة وتنتهي الفنانة المقيمة في م�صر من ت�صوير م�شاهدها في العمل التلفزيوني الذي �سيعر�ض‬ ‫ّ‬ ‫"ال�شك" ب�سبب �آراء‬ ‫ف ��ي رم�ضان‪ .‬لكن منذ �أيام‪ ،‬ظهرت تح ّركات في م�صر تطالب بمقاطعة م�سل�سل‬ ‫الممثلة ال�سيا�سية ومعار�ضتها لـ"الثورة" ال�سورية ووقوفها �إلى جانب النظام‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫"ال�شك" (ي�شارك في‬ ‫تنكر رغدة في حديث �صحافي تع ّر�ض م�سل�سلها لأي حمالت �سلبية‪ ،‬كا�شفة �أن‬ ‫بطولت ��ه ح�سين فهمي ومك�سيم خليل ومي عز الدين) تعاقدت على عر�ضه محطات م�صرية وعربية‪،‬‬ ‫منه ��ا "الحياة" و"المحور" و ُيحتمل عر�ضه على محط ��ة "دبي" الإماراتية‪ .‬وتنفي وجود �أي خالفات‬ ‫ر‬ ‫غدة‪:‬‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫نكار‬ ‫تع‬ ‫ر�ض‬ ‫م�سل‬ ‫�سلها‬ ‫م ��ع المخرج‪ ،‬مرجعة ال�شائعات �إلى �أنها امر�أة م�ستهدفة في �أ ّية خطوة تقوم بها‪ ،‬ومعتبرة �أنها تدفع‬ ‫"ال�شك" لحمالت �سلبية‬ ‫�ضريبة مواقفها ال�سيا�سية التي ال تخجل بها "فالجميع ي�سير في �إتجاه و�أنا في "�إتجاه �آخر"‪ .‬ت�صمت‬ ‫علي!»‪.‬‬ ‫قلي�ل ً�ا وتق ��ول ‪�":‬إذا كان الوط ��ن (�سوريا) ك ّله يدفع ثمن مقاومته وبقائه على قيد الحي ��اة‪ ،‬فهل توقف الأمر ّ‬ ‫ت�شعر الممثلة باالطمئنان عندما تتحدث عن عملها الجديد‪ ،‬بينما ترتفع نبرة �صوتها عندما تو�صف الو�ضع ال�سيا�سي العربي‪ ،‬معتبرة �أننا‬ ‫"نجل�س على �صفيح يحترق‪ .‬لكن للأ�سف ذلك االنفجار �سوف يطال الجميع من دون ا�ستثناء"‬

‫مرام عبد العزيز تتع ّرض لمضايقات‬ ‫�إ�ستطاع ��ت الممثل ��ة ال�سعودي ��ة ال�شابة مرام عبدالعزي ��ز الح�ضور في الدول الأخرى في الخليج‪ ،‬لكنّ الم�شكلة تكمن في قلة �أعداد الممثالت‬ ‫�ش ��كل الفت في �أكث ��ر من م�سل�سل �سع ��ودي خالل العامي ��ن الما�ضيين ال�سعودي ��ات اللوات ��ي ال يتجاوز عددهن �أ�صابع الي ��د"‪ .‬وت�شير �إلى �أنها‬ ‫ب� ��أدوار بطولة �إل ��ى جانب عدد من الممثلي ��ن الخليجيين‪ .‬وت�شارك في ال تمان ��ع في الم�شاركة ف ��ي �أعمال خليجية‪ ،‬ولي�ست ف ��ي ذلك �صعوبة‪،‬‬ ‫رم�ضان مع عبداهلل ال�سدحان ومحمد العي�سى في م�سل�سل "هذا حنا" لأن لهج ��ات دول الخلي ��ج متقارب ��ة‪ ،‬بدلي ��ل وج ��ود ممث�ل�ات كويتيات‬ ‫وبحريني ��ات ف ��ي �أعمال �سعودي ��ة‪ .‬وع ��ن �إختيارها للن�صو� ��ص‪ ،‬تقول‪:‬‬ ‫الذي تعر�ضه القناة ال�سعودية الأولى‪.‬‬ ‫ت�ؤك ��د م ��رام �أن دورها في م�سل�سل "هوامي ��ر ال�صحراء" الذي عر�ض "�أركز على التنويع في �أعمالي‪ ،‬ولهذا ظهرت ب�شخ�صيات مختلفة مثل‬ ‫الع ��ام الما�ضي �س ّبب لها �إزعاج� � ًا كبير ًا وم�ضايقات م ��ن الم�شاهدين الفت ��اة الطيبة وال�شريرة‪ ،‬وهذا �ساعدن ��ي في تلقي �أكثر من عر�ض في‬ ‫العام الواحد"‪.‬‬ ‫�أثن ��اء التقائه ��ا به ��م ف ��ي الأماك ��ن العام ��ة‪ ،‬ك ��ون‬ ‫وت�ضي ��ف �أن الممث ��ل الجي ��د يظه ��ر ب�أكث ��ر م ��ن‬ ‫ج�سدته ��ا لفتاة �شري ��رة‪ ،‬قلبت‬ ‫ال�شخ�صي ��ة الت ��ي ّ‬ ‫�شخ�صية‪ ،‬حتى ال يم ��ل منه الم�شاهد‪ ،‬وال تنح�صر‬ ‫حياة �أ�سرة كاملة ر�أ�س� � ًا على عقب‪ ،‬لكنها ترى �أن‬ ‫م�شاركاته في �شخ�صية واحدة‪.‬‬ ‫تلك ال�شخ�صية حققت رواج� � ًا‪ ،‬خ�صو�ص ًا �أنها في‬ ‫وت�ش ��دد عل ��ى �أهمية وج ��ود العن�ص ��ر الن�سائي في‬ ‫م�سل�سل ذي �شعبية في ال�سعودية والخليج‪ ،‬م�شدد ًة‬ ‫المج ��ال االنتاجي ف ��ي المــملكة‪ ،‬معلل� � ًة ذلك ب�أنه‬ ‫عل ��ى �أنه ��ا ترف� ��ض الأدوار الت ��ي ت�ض ��ر بالمجتمع‬ ‫�سيق�ض ��ي على االعتماد على جمال الممثلة‪ ،‬ويزيد‬ ‫والدين‪" .‬دوري ف ��ي "هوامير ال�صحراء"‪ ،‬لم يكن‬ ‫فر�ص ظهور المبدعات في الدراما‪.‬‬ ‫م�سيئ� � ًا لديني ومجتمعي‪ ،‬لكن النا� ��س �إنتقدوه لأنه‬ ‫وتلفت �إل ��ى �أنها �شاركت ف ��ي م�سل�سالت �سعودية‪،‬‬ ‫لفتاة �شريرة"‪.‬‬ ‫�أبرزه ��ا "هوامي ��ر ال�صحراء" و"�أي ��ام ال�سراب"‬ ‫وت�ضي ��ف‪" :‬الممثل ��ة ال�سعودية �أثبت ��ت ح�ضورها في‬ ‫الممثلة مرام عبد العزيز‪� :‬أهمية العن�صر و"هذا حنا" و"�أي ��ام وليالي" ولديها عمالن تبد�أ‬ ‫الدراما ال�سعودية م ��ن خالل م�شاركاتها المتكررة‪،‬‬ ‫ودي‬ ‫ال�سع‬ ‫نتاج‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ا‬ ‫الن�سائي في‬ ‫حتى �أ�صبحت مطلب ًا للمنتجين في المملكة وعدد من‬ ‫ت�صويرهما بعد عيد الفطر‬

‫‪94‬‬

‫العدد ‪ - 10‬متوز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬


‫الثالوث الفني الذي بنى مجد المو�سيقى والم�سرح‬ ‫وال�شعر والغناء في لبنان وال�شرق العربي على مدى‬ ‫�أكثر من ن�صف قرن‪.‬‬ ‫للبح ��ث في �س ��ر تلك العالق ��ة المت�صدع ��ة ما بين‬ ‫و"�سلفه ��ا" من�ص ��ور الرحبان ��ي‪ ،‬ال ب ��د من‬ ‫في ��روز ِ‬ ‫الم ��رور �أو ًال ب�س ّر عالقتها بزوجه ��ا الراحل الكبير‬ ‫عا�ص ��ي الرحباني‪ ،‬ب ��دء ًا من عالقتهم ��ا العاطفية‬ ‫ومن ث ��م الزوجية م ��رور ًا بالفني ��ة والإجتماعية ما‬ ‫بع ��د الإنف�صال! وق ��د قيل الكثير ف ��ي تلك العالقة‬ ‫المترجرجة‪( ،‬غير ال�سعيدة‪ ،‬وغير الم�ستقرة(‪.))1‬‬ ‫من هنا‪ ،‬ال ب ّد من الإقتراب من فيروز ككائن ب�شري‬ ‫حي‪ ،‬كائن من لح ��م ودم‪ ،‬عا�شت حيا ًة قا�سية على‬ ‫توهجها الفن ��ي‪ ،‬حياة يملأها الح ��زن والإ�ضطهاد‬ ‫وع ��دم ال�شع ��ور بالأم ��ان العاطف ��ي‪ ،‬ال ��ذي طالما‬ ‫ت�ص� �دَّع م ��ن وراء �أ�سوار البي ��ت العائل ��ي‪ ،‬ب�صمت‬ ‫وكب ��ت وعجز ع ��ن الب ��وح الحقيقي والخ ��روج �إلى‬ ‫العلن‪� ،‬سوى ما كان ُي�س َّر ُب �سر ًا عبر �شقوق كوالي�س‬ ‫الم�س ��رح حول تلك العالق ��ة الم�صدوعة مع زوجها‬ ‫عا�صي الرحبان ��ي‪ ،‬والتي كانت بد�أت ت�شق طريقها‬ ‫نحو الإنفجار الكبير!‬ ‫في العودة �إلى البدايات‪ ،‬نكت�شف الدور الذي لعبته‬ ‫�شخ�صي ��ة عا�ص ��ي الرحباني الطاغي ��ة والم�ستبدة‬ ‫والمتطرف ��ة(‪ )2‬ف ��ي حياة في ��روز الم ��ر�أة‪ ،‬الفنانة‪،‬‬ ‫الزوج ��ة والملهمة‪ .‬فعا�صي هو فت ��ى الأحالم الذي‬ ‫ح�ض ��ر ف ��ي م�صادفة عجيب ��ة �إلى حي ��اة المراهقة‬

‫الحالمة �إبنة ال�ساد�سة ع�شرة نهاد وديع حداد‪ ،‬قبل‬ ‫�أن تتح َّول �إلى فيروز المتر ّبعة على مجد الأغنية في‬ ‫لبن ��ان والعالم العربي‪ .‬وعا�صي هو ال�شاب الحالم‪،‬‬ ‫ال ��ذي جاء م ��ن بيئ ��ة ريفية قا�سي ��ة �إل ��ى المدينة‪،‬‬ ‫حام ًال في ر�أ�سه الأ�سئل ��ة ال�صعبة والم�ستحيلة عن‬ ‫الفن والوج ��ود والوطن والحب والمر�أة والمو�سيقى‬ ‫وال�شع ��ر‪ .‬فكانت فيروز "لقيته" النادرة لترجمة كل‬ ‫هذا الجنون الفني ال�ضاج في ر�أ�سه و"عقلنته" من‬ ‫خ�ل�ال �صوتها الذي يت�سلل �إل ��ى �آذان النا�س كت�سلل‬ ‫الهواء في الأرجاء‪.‬‬ ‫�أم�سك عا�ص ��ي بفيروز من خالل ال ��زواج‪ ،‬ف�أحكم‬ ‫�سيطرت ��ه عليه ��ا بقوة وخ ��وف وقل ��ق‪ ،‬الخوف من‬ ‫�إغ ��راءات ال�شهرة التي ق ��د ُتخرج فيروز (جوهرته‬

‫تك ّر�س قلم ال�شاعر �أن�سي الحاج‬ ‫في جريدة "النهار" ومالحقها الثقافية‪،‬‬ ‫للدفاع عن فيروز �إلى حد "الت�أليه"‪،‬‬ ‫والتقليل من �ش�أن �شعر الرحبانيين �أمام‬ ‫عظمة �صوت فيروز الذي يزيد على ال�شعر‬ ‫�شعراً وعلى المو�سيقى جما ًال‬

‫النادرة) عن الطاع ��ة‪ ،‬والقلق من �شخ�صيتها التي‬ ‫تخف ��ي في ان�صياعه ��ا الموقت‪ ،‬تم ��رد ًا ونزعة �إلى‬ ‫الإ�ستق�ل�ال والتحرر‪( .‬وه ��و ما انته ��ت �إليه‪ ،‬بعيد‬ ‫�إنف�صالهم ��ا‪ ،‬ف�سكن ��ت في �شقة م�ستقل ��ة‪ ،‬وعا�شت‬ ‫حياته ��ا بعيد ًا م ��ن �سلطة ورقاب ��ة ال ��زوج والعائلة‬ ‫الرحبانية)‪.‬‬ ‫�إلى هذه ال�سط ��وة الكبيرة من جانب الزوج عا�صي‬ ‫على حياة فيروز الزوجة والفنانة‪ ،‬تراكمت نزاعات‬ ‫(بع�ضها بقي خفي ًا والآخر ُك�شف �إلى العلن بخفر)‪،‬‬ ‫م ��ا بينها وبين �سلفها من�ص ��ور المق َّرب من �شقيقه‬ ‫عا�ص ��ي �إل ��ى ح ��د الإلتح ��ام‪ .‬وم ��ا كان يخ ��رج من‬ ‫الدائ ��رة ال�ضيقة ج ��د ًا من م�ص ��ادر الطرفين‪ ،‬لم‬ ‫يك ��ن ي�أخذ طريقه �إلى ال�صحاف ��ة �إال نادر ًا‪ ،‬وكثير ًا‬ ‫ما قامت حمالت �صحافية �ضد فيروز‪ ،‬من عدد من‬ ‫ال�صحافيي ��ن المح�سوبين على من�ص ��ور‪ ،‬والعك�س‬ ‫�صحي ��ح‪� ،‬إذ تك ّر�س قل ��م ال�شاعر �أن�س ��ي الحاج في‬ ‫جري ��دة "النهار" ومالحقها الثقافي ��ة‪ ،‬للدفاع عن‬ ‫فيروز �إلى ح ��د "الت�أليه"‪ ،‬والتقلي ��ل من �ش�أن �شعر‬ ‫الرحبانيي ��ن �أمام عظمة �صوت في ��روز الذي يزيد‬ ‫على ال�شعر �شعر ًا وعلى المو�سيقى جما ًال(‪.)3‬‬ ‫غي ��ر �أن المجد ال ��ذي عا�شته فيروز ف ��ي "المملكة‬ ‫الرحباني ��ة"‪ ،‬ل ��م ي�ستط ��ع �إطالق� � ًا �أن ين�سيه ��ا �أو‬ ‫ُيبع ��د عنها ال�شعور بالوح ��دة والإ�ضطهاد والحزن‪.‬‬ ‫وهو ح ��زن طغى عل ��ى �صوت في ��روز‪ ،‬عل ��ى الرغم‬ ‫مم ��ا يظهره من بوح ع�شق ��ي �إيرو�سي‪� ،‬شديد التوق‬

‫فيروز تحت �إ�شراف عا�صي‬

‫عا�صي ومن�صور الرحباني‪:‬‬ ‫كانا متحدَّ ين‬ ‫حتى الإلتحام‬ ‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪97‬‬


‫عالم الثقافة‬

‫غناء‬

‫في الذكرى ال�سابعة والع�شرين لعا�صي الرحباني‬

‫فيروز الظالمة والمظلومة!‬ ‫�أث��ار ال�شري��ط الوثائقي الذي عر�ضت��ه ال�شا�شات المحلي��ة اللبنانية في‬ ‫الذك��رى ال�سابعة والع�شرين لغياب الراح��ل الكبير عا�صي الرحباني‪،‬‬ ‫ردود فع��ل متباين��ة و�آراء �إنق�سم��ت بين م�ؤيد ومعار���ض‪ ،‬وال �سيما �أن‬ ‫ال�شريط الذي �أعدته و�أخرجته �إبنة الراحل ريما الرحباني منذ �سنوات‪،‬‬ ‫وتحر���ص على �إعادة بثه في كل عام‪ ،‬تعمَّ ��د تغييب وحذف �أي �سيرة‬ ‫لعمّ ه��ا الراحل من�صور الرحباني‪ ،‬في وقت ظه��رت والدتها فيروز في‬ ‫ال�شريط ف��ي �سابقة هي الأول��ى منذ غياب زوجها عا�ص��ي الرحباني‪،‬‬ ‫ف��ي محاولة لإظه��اره �إل��ى الر�أي الع��ام‪ ،‬بوجهي��ه القا�س��ي والطيب‪،‬‬ ‫الديكتات��وري وال�صريح‪ ،‬محاولة من خالل �إطاللته��ا النادرة واليتيمة‬ ‫ف��ي ذكراه ال�سنوية‪� ،‬أن تبعث بر�سائل �إلى من يهمهم الأمر‪ ،‬في تلميح‬ ‫�إلى الإ�ضطهاد الذي عانته في البيت الرحباني‪ ،‬رافعة حجاب ال�صمت‬ ‫لتعلن وب�شكل غير مبا�شر عدد ًا من المواقف‪ ،‬لطالما بقيت �صامتة عنها‬ ‫على مدى �سنوات طويلة‪.‬‬ ‫فيروز ونجلها‬ ‫زياد ال�صغير‬

‫عا�صي الرحباني وفيروز‪:‬‬ ‫يوم كانت ال�ضحكة ما‬ ‫زالت تخيم عليهما‬

‫‪96‬‬

‫العدد ‪ - 10‬متوز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫بيروت ‪ -‬جوزف قرداحي‬ ‫ل ��م يك ��ن ال�شري ��ط الوثائق ��ي ع ��ن‬ ‫عا�صي الرحباني‪ ،‬ال ��ذي بثته القنوات‬ ‫التلفزيونية اللبنانية المحلية م�ساء يوم‪ 21‬حزيران‬ ‫(يوني ��و) الفائ ��ت ف ��ي منا�سب ��ة الذك ��رى ‪ 27‬على‬ ‫رحيل ��ه‪ ،‬جديد ًا بم ��واده الم�ؤر�شف ��ة والمقتطعة من‬ ‫لق ��اءات تلفزيونية و�أعمال م�سرحي ��ة قديمة‪ ،‬بقدر‬ ‫م ��ا كان جدي ��د ًا في �إطالل ��ة في ��روز المتحدثة عن‬ ‫محطات مع رفيق م�شوارها‪.‬‬ ‫وقد ت�ساءل الكثي ��رون من ع�شاق فيروز والمتابعين‬ ‫لم�سيرته ��ا الفني ��ة الطويلة‪ ،‬عن �سر ه ��ذه العالقة‬ ‫ال�صعب ��ة والمتوت ��رة وغي ��ر الودية‪ ،‬م ��ا بينها وبين‬ ‫الراح ��ل الكبي ��ر من�ص ��ور الرحبان ��ي‪� ،‬إل ��ى درجة‬ ‫�إمتناعها عن ح�ضور مرا�سم دفنه في العام ‪،2009‬‬ ‫مكتفية بتقديم التع ��ازي لأوالده في البيت العائلي‪.‬‬ ‫وخ�صو�ص ًا �أن ��ه �إلى �إرتباطه الفن ��ي بها‪ ،‬هو �شقيق‬ ‫زوجها عا�صي الرحباني‪ ،‬وع ��م �أوالدها زياد وهلي‬ ‫ولي ��ال وريم ��ا‪ ،‬وهو �أح ��د الأقانيم الثالث ��ة في هذا‬


‫عالم الثقافة ¶ غناء‬

‫من�صور‬ ‫الرحباني على‬ ‫البيانو‬

‫فيروز وعا�صي‬ ‫الرحباني‪ :‬العالقة‬ ‫الم�ستحيلة‬

‫�إل ��ى الحبي ��ب المجه ��ول‪ .‬وهو الحزن ال ��ذي عك�س‬ ‫�إل ��ى �صوته ��ا‪ ،‬وجدانها العاطف ��ي المكبوت‪ ،‬فجعله‬ ‫"�صوت� � ًا مثخن بالنزوات‪ ،‬وحامل �أكبر مر�آة للحزن‬ ‫وال�شهية"(‪.)4‬‬ ‫ولعل مر�آة الحزن الكبي ��رة التي يلمح �إليها ال�شاعر‬ ‫�أن�س ��ي الح ��اج في مقالت ��ه‪ ،‬ت�أكيد عل ��ى معاناة هذا‬ ‫ال�ص ��وت م ��ع العبقري ��ة الرحباني ��ة فائق ��ة الغليان‬ ‫والتوت ��ر والتوهّ ��ج‪ ،‬والت ��ي �إلتب�س ��ت ف ��ي عا�ص ��ي‬ ‫الرحباني الزوج الفن ��ان‪ ،‬الرفيق الم�ستبدّ‪ ،‬العا�شق‬ ‫المجنون‪ ،‬الغا�ضب الحنون‪ ،‬العنيف الرقيق‪� ،‬ساحر‬ ‫في ��روز والم�سح ��ور بفي ��روز‪ .‬وبالتال ��ي �إلتب�ست في‬ ‫ب"�سلفها" من�صور‪ ،‬الذي �ش ّكل مع �شقيقه‬ ‫عالقتها ِ‬ ‫عا�صي جبهة منيعة في وجهها ي�صعب �إختراقها!‬ ‫مر�آة الح ��زن الكبيرة‪ ،‬تجعلنا ن ��رى هذا الإنعكا�س‬ ‫المخي ��ف في �صوت فيروز‪ ،‬الذي يجمع �شخ�صيتين‬ ‫متناق�ضتي ��ن تمام� � ًا‪� .‬إحداهم ��ا بالغ ��ة ال�صف ��اء‬ ‫والعذوب ��ة وك�أنه ��ا م ��ن عالم عل ��وي فائ ��ق ال�سمو‪،‬‬ ‫والأخرى بالغة الإ�ضطراب والقلق‪ ،‬تلت�صق بالأر�ض‬ ‫�إلت�ص ��اق الباحث عن طم�أنينة مفق ��ودة‪ .‬وقد تعود‬ ‫ال�شخ�صي ��ة الأولى �إلى التماه ��ي الكلي مع عبقرية‬ ‫المو�سيق ��ى وال�شع ��ر والموق ��ف الدرام ��ي‪ ،‬حي ��ث‬ ‫ينعت ��ق �صوت فيروز �إلى الذوب ��ان الكلي في مع�شوق‬ ‫مجه ��ول غير مرئ ��ي (وهي حال ��ة �صوفي ��ة تامة)‪.‬‬ ‫�أم ��ا ال�شخ�صي ��ة الأخ ��رى‪ ،‬فه ��ي م�سكون ��ة بحال ��ة‬ ‫اال�ضطه ��اد واالنك�سار والوجع‪ .‬م ��ن هنا ندرك �سر‬ ‫�ص ��وت فيروز المختل ��ف تمام ًا في الغن ��اء والتمثيل‬ ‫عن ��ه في �أحاديثها العادي ��ة اليومية‪ .‬ومن هنا �أي�ض ًا‬ ‫نفهم �سر هذا التلعثم الذي ي�صيب فيروز بعيد ًا من‬

‫ميكروفون الغناء والتمثيل‪.‬‬ ‫ولي�س ��ت م�صادفة �أن تخرج في ��روز عن �صمتها بعد‬ ‫"�سلفه ��ا" من�صور ب�أ�سابيع معدودة وتحديد ًا‬ ‫رحيل ِ‬ ‫في الذك ��رى الثالثة والع�شرين لزوجها عا�صي التي‬ ‫ت�ص ��ادف ف ��ي ‪ 21‬حزي ��ران (يونيو) م ��ن كل عام‪.‬‬ ‫فبعد �صمت طويل دام حوالي الن�صف قرن‪ ،‬باحت‬ ‫فيروز بما ي�شب ��ه الإعتراف ف ��ي ال�شريط الوثائقي‬ ‫"كانت حكاية" (�إعداد و�إخراج ريما الرحباني)‪،‬‬ ‫باح ��ت بالكثي ��ر ع ��ن عالقته ��ا المترجرج ��ة م ��ع‬ ‫عا�ص ��ي الرحبان ��ي بوجهي ��ه "القا�س ��ي والطيب"‪،‬‬ ‫"الديكتات ��وري وال�صري ��ح"‪ ،‬محاول ��ة م ��ن خالل‬ ‫�إطاللته ��ا التلفزيونية المفاجئ ��ة �أن تبعث بر�سائل‬ ‫�إلى م ��ن يهمهم الأمر‪ ،‬ف ��ي تلميح �إل ��ى الإ�ضطهاد‬ ‫الذي عانته في البيت الرحباني!"‪.‬‬ ‫ولك ��ن الغريب في ه ��ذا ال�شريط عل ��ى �أهميته‪ ،‬هو‬ ‫�أن تلج� ��أ في ��روز ومعه ��ا �إبنتها ريما �إل ��ى تغييب �أي‬

‫للبحث في �سر العالقة المت�صدعة ما بين‬ ‫و"�سلفها" من�صور الرحباني‪ ،‬ال بد‬ ‫فيروز ِ‬ ‫من المرور �أو ًال ب�س ّر عالقتها بزوجها الراحل‬ ‫الكبير عا�صي الرحباني‪ ،‬بدءاً من عالقتهما‬ ‫العاطفية ومن ثم الزوجية مروراً بالفنية‬ ‫والإجتماعية ما بعد الإنف�صال!‬

‫ذكر لمن�ص ��ور �أو حتى للإ�شارة م ��ن قريب �أو بعيد‬ ‫للأخوي ��ن رحبان ��ي‪ ،‬مهم ��ا كب ��رت اله ��وة‪ ،‬وع�ش�ش‬ ‫الحقد‪ .‬وك�أنه ��ا محاولة للإقت�صا� ��ص من من�صور‬ ‫حت ��ى بع ��د مماته‪ ،‬وللإيح ��اء ب�أن المفك ��ر والمبدع‬ ‫والخ�ل�اق و�صاح ��ب كل تل ��ك الكن ��وز الفني ��ة ف ��ي‬ ‫الأغنية والمو�سيقى والم�سرح والت�أليف كان عا�صي‬ ‫دون من�ص ��ور! وه ��و �أم ��ر من ��اف تمام� � ًا للحقيقة‪،‬‬ ‫ومناف تمام� � ًا للأخالقية الإجتماعية‪ ،‬وبالتالي هو‬ ‫�إفت ��راء على عا�صي قبل من�ص ��ور‪ .‬ف�إذا كان تكريم‬ ‫عا�صي جاء على م�ستوى اللقاء المبا�شر مع فيروز‪،‬‬ ‫للحديث ع ��ن عا�صي الزوج والحبي ��ب والفنان بكل‬ ‫وجوهه‪( ،‬وهو مطلب لطالما ناديتُ به �شخ�صي ًا في‬ ‫�أكث ��ر من مقال في مجلة "ال�شبكة") ف�إنه قد تح َّول‬ ‫ف ��ي ه ��ذا ال�شريط �إل ��ى ت�شوي ��ه للحقيق ��ة‪ ،‬و�إ�ساءة‬ ‫لعا�ص ��ي الذي �ش ��اء الإلت�صاق الفن ��ي بمن�صور في‬ ‫حياته‪ ،‬فال يجوز تفريقه عنه في مماته‪ ،‬وخ�صو�ص ًا‬ ‫في منا�سبة تكريمه!‬ ‫في ��روز التي ُظلمت ف ��ي البيت الرحبان ��ي عن غير‬ ‫ق�ص ��د‪ ،‬يبدو �أنها �شاءت �أن تظلم العائلة الرحبانية‬ ‫ع ��ن ق�صد‪ .‬فحقيقة يجب �أال تخف ��ى عن بال �أحد‪،‬‬ ‫�أنه لوال ه ��ذا البيت ال ��ذي "�إ�ضطهدها"‪ ،‬ما كانت‬ ‫و�صل ��ت فيروز �س ��واء كانت ظالم ��ة �أم مظلومة �إلى‬ ‫مكانتها الإ�سطورية!‬ ‫هوام�ش‪:‬‬ ‫‪ -1‬من مقالة لجهاد فا�ضل في جريدة "الراية" القطرية‪.‬‬ ‫‪ -2‬م��ن حديث لمن�صور الرحباني ف��ي كتاب "الأخوين رحباني ‪-‬‬ ‫طريق النحل" ت�أليف هنري زغيب‪.‬‬ ‫‪ -3‬من مقالة لأن�سي الحاج في "ملحق النهار"‪.‬‬ ‫‪ -4‬من مقالة الن�سي الحاج في "ملحق النهار"‪.‬‬

‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪99‬‬


‫مجلة لكل العرب‬ www.asswak-alarab.com


‫ال�سفير الأردني مازن الحمود ي�ستقبل ال�سفير العماني عبد العزيز الهنائي‬

‫ال�سفير الأردني مازن الحمود ي�ستقبل قن�صل لبنان طوني فرنجية‬

‫وزير الدولة البريطاني لل�شرق الأو�سط و�شمال �أفريقيا �ألي�ستير بيرن يلقي كلمة‬ ‫على مر�أى من ال�سفير الأردني مازن الحمود‬

‫الم�ست�شارة في ال�سفارة الأردنية روالند �سمارة‬

‫�أفنان �شعيب و�سفيرة المغرب الأميرة لال جوماال علوي و�سفير الكويت‬ ‫خالد الدوي�سان وعقيلة ال�سفير الأردني عليا الحمود‬

‫�سفير الإمارات عبد الرحمن غانم المطاوعي وال�سفير ال�سعودي الأمير محمد بن نواف �آل �سعود‬

‫ريم بدران ورجل الأعمال نظمي �أوجي‬ ‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪101‬‬


‫مجتمع‬

‫العيد الوطني األردني في لندن‬ ‫ف ��ي منا�سبة العيد ال�ساب ��ع وال�ستين لإ�ستق�ل�ال المملكة الأردني ��ة الها�شمية‪،‬‬ ‫والذكرى الرابعة ع�ش ��رة لإعتالء الملك عبداهلل الثاني العر�ش‪ ،‬ويوم الجي�ش‬ ‫والثورة العربية الكبرى‪� ،‬أقام �سفير الأردن لدى بريطانيا مازن كمال الحمود‬ ‫حف ��ل �إ�ستقب ��ال ف ��ي فن ��دق �أنتركونتيننت ��ال في لن ��دن ح�ضره ع ��دد من كبار‬ ‫الم�س�ؤولين البريطانيين‪ ،‬منهم وزيرة الداخلية تريزا ماي‪ ،‬وكبار الم�س�ؤولين‬

‫ف ��ي وزارة الخارجية ومكتب رئي�س الوزراء البريطاني وعدد من ال�شخ�صيات‬ ‫ال�سيا�سي ��ة والإقت�صادي ��ة وممثلون عن مجل�سي العموم والل ��وردات والأحزاب‬ ‫ال�سيا�سي ��ة و�أع�ض ��اء ال�سلك الدبلوما�س ��ي العربي والأجنب ��ي المعتمدين لدى‬ ‫ ‬ ‫بالط "�سانت جايم�س"‪.‬‬ ‫ت�صوير طوني ك ّيال‬

‫�سفير الأردن مازن الحمود يلقي كلمة‬

‫هالة وهبي‬

‫‪100‬‬

‫الوزير المفو�ض في ال�سفارة الأردنية خالد القا�ضي‬

‫رنا زيتو‬

‫العدد ‪ - 10‬متوز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫�سفيرة البحرين �ألي�س �سمعان‬


‫دولي الوون‪ ،‬وغري�س مدور‪ ،‬والأب خليل رحمة‬

‫جوزيف حبي�س‪ ،‬ومحمد ونبيلة ال�سماك‪ ،‬والأب �إيلي ما�ضي‬

‫وليد وريتا زريق‬

‫داليا حايك و�شيرين كرم‬

‫كمال بدارو ونتالي عريف‬

‫معين ووفاء حمزة‬

‫�ضياء عري�ضة‬

‫دارين �شاهين‬

‫�إيفان كركال وهزار فرن�سي�س‬ ‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪103‬‬


‫مجتمع‬

‫اللبنانيون يشاركون إيطاليا في عيدها الوطني‬ ‫دعا ال�سفير الإيطالي في لبنان جيوزيبي مورابيتو وقرينته �شيبا الى حفل �إ�ستقبال في مقر ال�سفارة في بعبدا وذلك لمنا�سبة العيد الوطني الإيطالي‪.‬‬ ‫ح�ض ��ر الحف ��ل وزير ال�صناعة فريج �صابونجي ��ان ممث ًال رئي�س الجمهورية العماد مي�شال �سليمان‪ ،‬ورئي�س حكومة ت�صري ��ف الأعمال نجيب ميقاتي‪ ،‬ورندة بري‬ ‫ممثلة رئي�س مجل�س النواب نبيه بري‪ ،‬والوزير مروان �شربل‪ ،‬والوزير ح�سان دياب وعقيلته نوارة بالإ�ضافة الى بع�ض النواب و�شخ�صيات ديبلوما�سية و�إعالمية‬ ‫و�إجتماعية‪.‬‬

‫لحود لحود‪ ،‬وجوزيف جبرا‪ ،‬ومي�شلين �أبو �سمرا‪ ،‬والنائب فريد الخازن‪ ،‬وب�سام لحود‬

‫النائب غ�سان مخيبر ورنده بري‬

‫زياد بارود وف�ؤاد ومي مخزومي‬

‫‪102‬‬

‫العدد ‪ - 10‬متوز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫ال�سفير الإيطالي جيوزيبي مورابيتو وقرينته �شيبا مع كريمتيهما‬

‫الوزير ح�سان دياب وعقيلته نوار‬

‫جومانا يرق‪ ،‬و�أوال ومنير دويدي‬


‫مريم العامري‬

‫ح�سن علي بن علي‬

‫فاطمة يتمن‬

‫في�صل �سعيد العقيلي‬

‫منى ح�سن علي بن علي‬

‫الأورك�سترا الملكية الفيالهارمونية‬

‫ريتا حلو‬

‫نادر �شنودي‬ ‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪105‬‬


‫مجتمع‬

‫هيئة متاحف قطر تحيي إحتفالية موسيقية بريطانية‬ ‫كجزء من برنامج �إحتفالية "قطر‪ -‬المملكة المتحدة ‪ "2013‬دعت هيئة متاحف قطر تحت رعاية وح�ضور رئي�سة مجل�س �أمنائها ال�شيخة الميا�سة بنت حمد بن‬ ‫خليف ��ة �آل ثان ��ي ال ��ى حفلة مو�سيقية �أحيتها "الأورك�سترا الملكية الفيالهارمونية" البريطانية مع فرقة "كورال فيغاال �سينغرز" من المدر�سة الملكية للمو�سيقى‬ ‫ف ��ي "كادوغ ��ان هول" في لندن‪ .‬ح�ضر الإحتفالية عدد كبير من ع�شاق ومحب ��ي المو�سيقى من ديبلوما�سيين عرب تقدمهم ال�سفير القطري لدى بالط "�سانت‬ ‫جايم�س" خالد المن�صوري بالإ�ضافة الى رجال و�سيدات مال و�أعمال و�إعالم عرب و�أجانب‪.‬‬ ‫ت�صوير طوني ك ّيال‬

‫الميا�سة بنت حمد بن خليفة �آل ثاني‬ ‫ال�شيخة ّ‬

‫ال�سفير القطري خالد المن�صوري مع العازف وائل علي بن علي‬

‫ال�سفير القطري خالد المن�صوري يتو�سط قن�صل قطر مبارك الكواري ومحمد الكعبي‬

‫الم�ست�شار في ال�سفارة القطرية علي غانم �آل فهيد الهاجري‬

‫‪104‬‬

‫العدد ‪ - 10‬متوز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫عبد الخالق محمد‬

‫بهاء البرغوتي وتيم هاربر‬

‫وائل دينالي‬


‫ريمون ومي عوده‬

‫نائب رئي�س الحكومة �سمير مقبل وقرينته جوي�س‬

‫النائب روبير غانم وقرينته فيفيان مع ال�سفير ناجي �أبي عا�صي‬

‫الوزير �شكيب قرطباوي وقرينته �أرليت مع الوزير فادي عبود وبهاء ب�ساتنة‬

‫ر ّيا المير وديما ب�ساتنة‬

‫مي�شلين تابت ونادين مكتف‬

‫�شارل �أبو ع�ضل ومي�شيل غرزوزي‬

‫جينا عرب‬

‫غادة الق�صار‬

‫مايا رباط‬ ‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪107‬‬


‫مجتمع‬

‫جمعية "حماية" تحيي حفلتها في أسواق بيروت‬ ‫�أقام ��ت جمعي ��ة "حماية" التي ترئ�سها فيفيان دبا�س حفل ع�شاء في �أ�سواق بيروت بح�ضور اللبنانية الأولى وفاء �سليمان‪ ،‬ونائب رئي�س مجل�س الوزراء في لبنان‬ ‫�سمي ��ر مقب ��ل‪ ،‬ووزير ال�سياح ��ة فادي عبود‪ ،‬ووزير العدل �شكي ��ب فرطباوي‪ ،‬والوزراء اللبناني ��ون ال�سابقون ليلى ال�صلح حماده‪ ،‬وزياد ب ��ارود‪ ،‬و�إبراهيم نجار‪،‬‬ ‫بالإ�ضافة الى عدد من النواب وال�شخ�صيات ال�سيا�سية والديبلوما�سية والإجتماعية والإعالمية والثقافية‪.‬‬ ‫يذكر �أن هذه الجمعية تهتم بحماية ورعاية الأطفال من العنف الأ�سري والتح ّر�ش الجن�سي‪.‬‬

‫فيفيان دبا�س والقا�ضي �شكري �صادر واللبنانية الأولى وفاء �سليمان و�إلهام روفايل ولمى �سالم‬

‫ليندا وزياد بارود‬

‫مي�شال وبو�سي المر‬

‫‪106‬‬

‫العدد ‪ - 10‬متوز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫منى الهراوي وليلى ال�صلح حماده‬

‫الوزير مروان خير الدين وعقيلته مايا‬

‫جويل وروجيه ن�سنا�س‬


‫مجتمع‬

‫حفلة مارونية في العاصمة البريطانية‬ ‫�أحيت جمعية الر�سالة المارونية اللبنانية في بريطانيا التي يرئ�سها الأب �شربل القزي حفلتها ال�سنوية في فندق هيلتون في لندن بح�ضور المعتمد البطريركي‬ ‫الماروني في �أوروبا المطران نا�صر الجميل و�سفيرة لبنان في المملكة المتحدة �إنعام ع�سيران‪.‬‬ ‫وقد ح�ضرالحفلة المنت�سبون الى الجمعية و�أبناء الجالية اللبنانية في بريطانيا‪.‬‬ ‫ت�صوير طوني ك ّيال‬

‫الأب �شربل القزي والمطران نا�صر الجميل و�سفيرة لبنان‬ ‫�إنعام ع�سيران والقن�صل طوني فرنجية‬

‫روجيه حا�صباني وقرينته‬

‫بيار مخايل وقرينته‬

‫�سيزار وزينة �أبو عبدالله‬

‫ميالد مارون وقربنته‬

‫ر�ضوان عي�سى وقرينته‬

‫نادر �أبو �أنطون وقرينته‬

‫المطربة �سمر المر‬

‫ديزي �إ�سطفان‬ ‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪109‬‬



‫مجتمع‬

‫يكرم أهل اإلعالم‬ ‫وزير الصناعة اللبناني ّ‬ ‫دع ��ا وزير ال�صناعة اللبناني فري ��ج �صابونجيان الى حفل غداء في مطعم‬ ‫"مندل ��ون �سور مي ��ر" (‪ )Mandaloune Sur Mer‬ف ��ي البيال في‬ ‫بي ��روت تكريم� � ًا لأه ��ل ال�صحافة والإع�ل�ام المرئ ��ي واالم�سم ��وع ح�ضره‬ ‫م�ست�ش ��ار الوزي ��ر القانوني الوزير ال�ساب ��ق اليا�س حنا ونقي ��ب المحررين‬

‫اليا� ��س عون وعدد من ال�صحافيين والإعالميي ��ن اللبنانين الذين �شكروا‬ ‫الوزي ��ر عل ��ى بادرت ��ه وكان ��ت منا�سبة لهم لط ��رح �أ�سئلة ع ��دة حول هموم‬ ‫ال�صناعة اللبنانية خ�صو�ص ًا في ظل الأو�ضاع التي تمر بها المنطقة وطبع ًا‬ ‫�سمعوا �أجوبة �صريحة من الوزير‪.‬‬

‫�سيرج �صابونجيان‪ ،‬والنقيب اليا�س عون‪ ،‬والوزير فريج �صابونجيان‪ ،‬و�أفو كيدنيان‪ ،‬ورفيق �شالال‬

‫الوزير ال�سابق اليا�س حنا وف�ؤاد دعبول‬

‫�سهى عطالله‬

‫وليد عبود‪ ،‬وغياث يزبك‪ ،‬ونوال عبود‪ ،‬وفيليب �أبي عقل‬

‫�ألفون�س ديب‪ ،‬وروال را�شد‪ ،‬وهيثم العجم‬

‫الوزير �صابونجيان وعلي غندور‬

‫جوزيف فرح‪ ،‬و�ألفون�سو ديب‪ ،‬وجان فغالي‬

‫�إيفا �أبي حبدر ورنا �سعرتي‬ ‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪111‬‬


‫‪TEAM‬‬ ‫في خدمتكم لي ًال نهار ًا ‪ 7/7‬و ‪24/24‬‬ ‫ن�ؤمن طلباتكم �إلى جميع المناطق اللبنانية وال�سورية‬ ‫�سيارات مك ّيفة ومج ّهزة ال�سلكي ًا وم�ؤ ّمنة �ضد الحوادث والأ�ضرار الج�سدية‬

‫المن�صورية (المتن)‬ ‫الأ�شرفية (بيروت)‬ ‫هاتف ‪03264534 - 04401458 :‬‬


‫ريتا بدران ومروى عيتاني‬

‫ريتا �سالم‬

‫زينة نحا�س‬

‫�ألي�س �إده‬

‫جومانا �سالمة‬

‫كيندا بيطار‬

‫روك�سان فر�سان‪ ،‬وخلود بدر‪ ،‬وكارول �شبلي‪ ،‬و�إيليز �سالم‬

‫�ستيفاني جبور وربيكا بدر‬

‫روال قبي�سي‬

‫مازن ولوليا �سويد‬ ‫‪Issue 10 - July - 2013‬‬

‫‪113‬‬


‫مجتمع‬

‫"المياه مصدر الحياة" في معرض الحدائق في العاصمة اللبنانية‬ ‫�أقي ��م معر� ��ض الحدائ ��ق ومهرجان الربيع العا�شر في حديقة رائعة في ميدان �سباق الخيل في بيروت تح ��ت �شعار "المياه م�صدر الحياة" حيث �إ�ستطاع حوالي‬ ‫‪ 200‬عار�ض جذب ع�شاق الحدائق الغ ّناء ومحبي الطبيعة والزهور‪.‬‬ ‫وكما في كل عام‪� ،‬أتاح هذا الحدث للزوار الإ�ستمتاع في �أق�سام مختلفة من المعر�ض‪ :‬من فن الحدائق النباتية في ال�سوق‪ ،‬الى فن العي�ش في الحديقة‪ ،‬مرور ًا‬ ‫على الم�صممين‪ ،‬والأغذية الع�ضوية‪ ،‬ومنطقة للطفل‪ ...‬و�أكثر من ذلك بكثير‪.‬‬

‫عمر �شهاب‪ ،‬ورنده وري�شار فرعون‪ ،‬وجو روفايل‬

‫مبراي يون�س و�ستيفاني �إ�سطفان‬

‫‪112‬‬

‫جي�سي �شيبان‬

‫وفاء كو�سا‬

‫�إيلي ومهى حا�صباني‬

‫الفنانة ب�سكال �صقر‬

‫الفنانة تانيا ق�سي�س‬

‫روبي رزق وجوليانو �سليمان‬

‫العدد ‪ - 10‬متوز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬


At each stage of the process the pallets were loaded and unloaded within minutes. Etihad utilised one of its new A330-200 freighter aircraft, which provides state-ofthe-art temperature control technology, to transport the endangered species. The sturgeons transported at sea were brought from Germany by road to a European sea harbour in specially prepared transport containers, which guarantee stable conditions in terms of water quality and temperature. The containers are shipped by sea from Europe to Jebel Ali in the UAE. In the period starting from March to midyear, a consignment is planned every week until the replacement stock is completed successfully.

phone: +961 1 998010 fax: +961 1 998020 e-mail: office@ufti.co

But before the first „made in Abu Dhabi“ caviar can be produced, about 130,000 sturgeons have to cover a journey of thousands of kilometres with air and sea freight. The bigger sturgeons were shipped by the Abu Dhabi-based airline Etihad. Each of these sturgeons was transported in a specially designed container in a temperature controlled environment which was always between 10 and 15 degrees centigrade.

A modern sustainable fish farm has now come up on the approximately 61,000 square meters of land, which is now completely populated by sturgeons. In order to avoid having to wait for a full growth period of about 4 to 4.5 years, older and therefore larger fish are transported alive. Thus the first premium caviar is expected to be produced by the end of 2011.

„Caviar from the desert“: This aquaculture project sets special standards in many respects. Not just the fact that the world‘s largest recirculatory plant for sturgeon and the production of premium caviar has come up in Abu Dhabi, the project requires exceptional logistical effort. Starting from March 2011, a total of 140 tons of live fish will be transported from Europe to the capital of the United Arab Emirates by sea and air using internally developed, complex processes. This visionary project of immense dimensions has been commissioned by the Arabian Bin Salem group. The investor has appointed United Food Technologies AG (UFT AG, Weinheim / Germany), who specialise in the planning and design of aquaculture projects, for the construction of the world‘s largest recirculatory plant for sturgeon.

German-Arabic technology and expertise for modern aquaculture solutions

UFT AG, as part of United Food Technologies International, a German-Arabic joint venture located in Beirut/Lebanon, has already successfully implemented this technology in several plants worldwide. Many years of experience combined with research and development gives UFTI significant technological advantage in the construction and operation of recirculation systems and a unique feature in the production of sturgeons and caviar. A specific feature of the aquaculture technology is the highly efficient and ecologically friendly system.

The final stage of the plant is designed for a capacity of 32 tons of premium quality caviar per year and an annual production of 490 tons of sturgeon - dimensions which were previously unknown in the production of premium caviar from aquaculture. United Food Technologies AG, which has extensive knowledge in planning and design of modern aquaculture plants, has realized the project based on its patented and proven recirculatory technology. The so-called „Recirculating Aquaculture Systems“ (RAS) is considered by many experts as the most advanced aquaculture technology, both from the economical and environmental perspective.

Caviar from the desert

TECHNOLOGIES International S.A.L.

United Food Technologies International S.A.L. Beirut Souks – South Area – Allenby Street Level 3, Bloc W, Louis Vuitton Building C.R. 1901811 Beirut, Lebanon

www.uftag.com


‫�آخر العنقود‬

‫الفضائيات‪:‬‬ ‫بالبل وغربان!‬ ‫آالن دوهاميل من أهم المحللين السياس��ين على التلفزيون الفرنس��ي‪ ،‬صدر‬ ‫له عديد من المؤلفات التي تش��رح السياسة الفرنسية في عقدها ودهاليزها‪.‬‬ ‫قبل س��نوات‪ ،‬وفي خضم حملة إنتخابات رئاسية َّ‬ ‫زل لسان الرجل وأفصح عن‬ ‫ّ‬ ‫المفضل‪ .‬هذا حقه كمواطن فرنس��ي‪ .‬لكن هذا ليس حقه كصحافي‬ ‫مرش��حه‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يطل على الناس‪ ،‬من المفروض به أن يكون موضوعيا حياديا ال يتأثر تحليله‪،‬‬ ‫وبالتالي ثقة الناس به‪ ،‬بخياراته وأذواقه السياس��ية الشخصية‪ .‬النتيجة‪ُ ،‬أقيل‬ ‫الرجل ُوأبعد عن الشاشة‪.‬‬ ‫أن تك��ون صحافياً محترفاً هو أن تقدم وجبة مهنية علمية ال يش��وبها ما هو‬ ‫ذاتي‪ ،‬وال تش�� ّوهها أجندات ج ّوانية وال قناعات شخصية‪ .‬أن تكون صحافياً ال‬ ‫يعني أن تكون مالكاً ال تخضع لش��روط البيئة أو جزءاً من ش��بكات المصالح‪.‬‬ ‫في كل األحوال‪ ،‬إنتماء الصحافي إلى وس��يلة إعالمية ُيخضعه حكماً لس��لطة‬ ‫من هم وراء تلك الوس��يلة‪ ،‬س��واء كانوا س��لطة سياسة أم س��لطة مال‪ .‬لكن‬ ‫المس�� ّلم به أن يقدّم الصحافي وجبت��ه مو ّثقة مدعّمة بحيث تجتمع وجهات‬ ‫النظ��ر في وجبت��ه‪ ،‬حتى لو كانت ديناميات تلك الوجب��ة تروم ترجيح وجهة‬ ‫على أخرى‪.‬‬ ‫من فطن��ة وذكاء اإلعالم الغربي أن��ه ينجح دائما في توجي��ه الرأي العام‪ ،‬ال‬ ‫سيما في األزمات الكبرى كالحروب‪ .‬بيد أن ذلك اإلعالم يبتعد عما هو مباشر‬ ‫تحفي��زي تحريضي‪ ،‬ففي ذل��ك مجازفة في إخراج نتائج معاكس��ة كر ّد فعل‬ ‫على أي إعالم يش��عر ب��ه المتلقي موجهاً أضحى متقادم��اً ينتمي إلى عصور‬ ‫التوتاليتاريا المنقرضة‪.‬‬ ‫��جل تقدم الفت في مس��توى المهنة ونوعية‬ ‫ف��ي زمن الفضائيات العربية ُس ّ‬ ‫المنتج��ات اإلعالمية المقدَّمة‪ .‬برع��ت فضائيات العرب ف��ي تقديم البرامج‬ ‫الحواري��ة متحر ّية حضور الفرقاء المتنافس��ين على نحو يتي��ح التع ّرف على‬ ‫مختلف اآلراء في المضمون‪ ،‬وتوفي��ر "الفرجة" الضرورية الناتجة عن تناطح‬ ‫تلك األراء‪ .‬على أن تبدّل ظروف الزمن‪ ،‬وبروز إس��تقطابات حادة‪ ،‬أحال تلك‬ ‫ردح تدافع عن ذلك التيار‪ ،‬وذلك المحور‪ ،‬وذلك المعسكر‪.‬‬ ‫الفضائيات مناب َر ٍ‬ ‫إختارت تلك الفضائيات جمهورها‪ .‬وإختار الجمهور فضائياته‪ .‬بكلمة أخرى ال‬ ‫تهتم الفضائيات بإختراق الرأي العام اآلخر‪ ،‬الس��تحالته‪ .‬تسعى فضائيات هذا‬ ‫العصر إلى تدعيم وجهة نظر جمهور بعينه ورأي بعينه‪ .‬وليس في ذلك إدانة‬ ‫وإستنكار‪ ،‬بل قراءة لواقع يعيشه المشهد اإلعالمي بمهنييه وجمهوره‪.‬‬ ‫لك��ن ف��ي إس��تغناء الفضائي��ات ع��ن كل الجمه��ور لصالج ن��وع واحد من‬ ‫الجمه��ور‪ ،‬فقدت المهنة س��بل المراقبة وأدواتها ال س��يما من قبل الجمهور‬ ‫نفس��ه‪ .‬بات التضلي��ل والكذب وإنعدام المصادر‪ ،‬أو ركاكتها‪ ،‬دس��تور العمل‬ ‫اإلعالمي الحديث‪ .‬لكن األدهى من ذلك هو رواج ظاهرة قديمة جديدة لدى‬ ‫الفضائيات المصرية المنقسمة بين مواالة لإلسالميين ومعارضة لهم‪.‬‬ ‫* �صحافي وكاتب لبناني‬

‫‪114‬‬

‫العدد ‪ - 10‬متوز (يوليو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫بقلم محمد قوا�ص‬

‫*‬

‫تح ّول مقدمو البرامج إلى وعّاظ أحد وخطباء جمعة‪ ،‬وهي مهمة تم الس��طو‬ ‫عليه��ا من أربابها في الكنائس والمس��اجد‪ .‬تح ّول مقدم البرنامج الى خطيب‬ ‫يقدم وجهة نظره في السياس��ة والساس��ة‪ ،‬يس��تنكر ويغضب ويدين‪ ،‬يص ّفق‬ ‫ويه ّلل ويتك ّرم على مش��اهديه "الكرام" بالصراخ والزعيق‪ ،‬ثم تتناقل الوسائط‬ ‫اإلجتماعي��ة مقتطفات م��ن "إنجازاته " الرائدة في تقويم الوجهة السياس��ية‬ ‫لمصر‪.‬‬ ‫يتحفن��ا اإلعالميون المصريون بس��اعة كاملة أو أكثر م��ن قصائدهم قبل أن‬ ‫ينتقلوا‪ ،‬نكاد نقول مرغمين إلس��تقبال ضيوفهم‪ .‬واضح أن تلك المدرسة تجد‬ ‫رواجاً خارج مصر بحيث صارت ديدن الشاشات وس ّر "ظرفها"‪.‬‬ ‫م��ا أج��ده مداناً ال يلي��ق بأخالقيات المهن��ة ومناقبيتها‪ ،‬ق��د يصطدم بواقع‬ ‫جماهيري��ة تل��ك البرامج‪ ،‬وبالتالي تس��قط نظريات��ي الطفولي��ة أمام واقع‬ ‫"الجمهور عايز كده"‪ ،‬وقد أرى نفس��ي مستسلماً بانصياع وبراغمانية لشروط‬ ‫الواقع وراهنه‪.‬‬ ‫هن��اك من س��يتخلص من الح��رج بمحاولة إخت��راع خيط رفي��ع يفصل بين‬ ‫الصحافي واإلعالمي‪ .‬وهذا موضوع آخر‪.‬‬ ‫لم أفهم مرة من إخترع عبارة اإلعالمي! كيف نمت تلك العبارة لتصبح وصفاً‬ ‫لمهنة كان إسمها في غابر الزمان ‪ :‬صحافي؟ للصحافي مواصفات مهنية لغوية‬ ‫منطقي��ة‪ ،‬ولعمله أصول وثوابت‪ ،‬وح ّد أدنى م��ن الحرفية‪ .‬اإلعالمي متخ ّلص‬ ‫من تلك المواصفات ف��ي المهنية واللغة والمنطق‪ ،‬يبرع في تفكيك الثوابت‬ ‫وإس��قاط األصول وفق موضة "الس��تايل"‪ .‬أما براعة هذا م��ن ذاك فخاضعة‬ ‫للمصادفات أو لمزاج أصحاب تلك الفضائيات‪.‬‬ ‫عبارة إعالمي تضع كل من يظهر على الشاش��ة في سلة واحدة‪ .‬تخلط العبارة‬ ‫ الوصف بين كبار المقدّمين وصغارهم‪ ،‬بين المتعاطين بش��ؤون السياس��ة‬‫واإلقتصاد وغيرها بأولئك المتعاطين بشؤون الترفيه وبرامج االلعاب وغيرها‪.‬‬ ‫إش��تك"‪ .‬واألنكى م��ن ذلك أولئك الذي��ن يقدمون‬ ‫كله��م إعالمي��ون و"روح‬ ‫ِ‬ ‫أنفس��هم إعالميين لمجرد أن الفضائيات إتصلت بهم هاتفياً إلس��تعالمهم عن‬ ‫حدث جرى في زقاقهم يوماً ما‪ ،‬من دون أن يكون أصحاب ذلك التعريف لهم‬ ‫أي عالقة بالصحافة واإلعالم والسياسة وما شابه ذلك‪.‬‬ ‫حتى إش��عار آخر يجب علينا جميعاً القبول بمنطق الس��وق‪ .‬السوق تبتلع‬ ‫العمل اإلعالمي المهني الجدي العلمي الموضوعي‪ .‬والس��وق تهضم العمل‬ ‫المغرض والمض ّلل‪ .‬والس��وق تحتمل اعالم الردع‬ ‫اإلعالمي المح ّرض المنحاز ُ‬ ‫والص��راخ ومعارك الديوك‪ .‬والس��وق تش��به عالمنا في صخب��ه وعقالنيته‬ ‫وجنون��ه وجنوحه‪ ،‬تش��به عصرنا في التحري والبح��ث عما هو تقليعة وما‬ ‫هو موضة‪ ،‬كما البحث عن توازن لتلك الس��فينة التي تس ّيرها أمواج "ربيع"‬ ‫ال ينتهي‬


Khalidiya Street - Abu Dhabi - UAE Tel: +971 2 6813741 brioni.com

TO BE ONE OF A KIND


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.