Issue 11

Page 1

‫إقتصاد لبنان‬ ‫على شفير‬ ‫الهاوية‬

‫هل تنقذ‬ ‫صواريخ روسيا‬ ‫نظام األسد؟‬

‫حسن روحاني‬ ‫يعيد إيران‬ ‫إلى العالم؟‬

‫�شهرية ● �إقت�صادية ● ثقافية ● �إجتماعية ‪ -‬العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫َّ‬ ‫تجار الموت!‬


‫�شهرية ● �إقت�صادية ● ثقافية ● �إجتماعية‬ ‫العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫‪www.asswak-alarab.com‬‬

‫ت�صدر في لندن عن �شركة �أ�سواق العرب للن�شر المحدودة‬ ‫بالتعاون مع المجلة الإقت�صادية "تحت الأ�ضواء"‬ ‫مركز �أبحاث ال�شرق الأو�سط‬ ‫بناية بيرال‪ ،‬الطابق الأول‬ ‫�شارع الجزائر‪ ،‬المال ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫رئي�س مجل�س الإدارة ‪ /‬رئي�س التحرير‬ ‫كابي طبراني ‪g.tabarani@gmail.com -‬‬ ‫مدير التحرير (لندن)‬ ‫هاني مكارم ‪h.m.makarem@gmail.com -‬‬ ‫مدير التحرير (بيروت)‬ ‫جوزف قرداحي ‪josephkordahi@yahoo.com -‬‬ ‫مكتب المغرب‪:‬‬ ‫برومو بري�س ‪� 16 -‬شارع جياللي العريبي‬ ‫الدار البي�ضاء ‪ -‬المملكة المغربية‬ ‫مدير التحرير (الدار البي�ضاء)‬ ‫محمد لديب ‪mohamed.ladib@gmail.com -‬‬ ‫الإخراج الفني‬

‫علي كمال الدين ‪alikamallll@gmail.com -‬‬

‫التوزيع ‪� -‬شركة الأوائل‬ ‫بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫العنوان الرئي�سي‪:‬‬

‫‪Asswak Al-Arab Publishing Ltd‬‬ ‫‪788-790 Finchley Road‬‬ ‫‪London NW11 7TJ - United Kingdom‬‬ ‫‪Tel: +44(0)758 3320593‬‬ ‫‪Fax: +44(0)2082019448‬‬ ‫‪email: info@asswak-alarab.com‬‬ ‫‪Editor-In-Chief: Gabriel Tabarani‬‬

‫الإ�شتراكات‪:‬‬ ‫للأفراد‪ 100 :‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬ ‫لل�شركات‪ 150 :‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬

‫للم�ؤ�س�سات الر�سمية والبعثات الديبلوما�سية‪:‬‬

‫‪ 200‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬ ‫‪Price list‬‬

‫ ‪7000‬‬ ‫‪L.L.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪B.D.‬‬ ‫‪2 C.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪E.P.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪J.D.‬‬ ‫ ‪1‬‬ ‫‪K.D.‬‬ ‫ ‪1‬‬ ‫‪O.R.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪Q.R.‬‬ ‫ ‪10‬‬ ‫‪S.R.‬‬ ‫ ‪100‬‬ ‫‪S.L.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪Drhm.‬‬ ‫ ‪3‬‬ ‫‪Pounds.‬‬ ‫‪10 T.D‬‬ ‫‪20 MAD‬‬

‫ ‪Lebanon‬‬ ‫ ‪Bahrain‬‬ ‫ ‪Cyprus‬‬ ‫ ‪Egypt‬‬ ‫ ‪Jordan‬‬ ‫ ‪Kuwait‬‬ ‫ ‪Oman‬‬ ‫ ‪Qatar‬‬ ‫ ‪Saudi Arabia‬‬ ‫ ‪Syria‬‬ ‫ ‪UAE‬‬ ‫ ‪UK‬‬ ‫ ‪Tunis‬‬ ‫ ‪Morocco‬‬

‫المقاالت التي ُتن�شر تع ّبر فقط عن �آراء �أ�صحابها‬

‫اإلفتتاحية‬

‫ال توجد خيارات جيدة للحرب في �سوريا‬ ‫الح ��رب ف ��ي �سوريا قد ت�ستمر "العدي ��د من الأ�شهر �إلى �سنوات عدة"‪ .‬هذا هو التقويم‬ ‫القاتم الذي تو�صل �إليه "دايفيد �شيد"‪ ،‬نائب مدير وكالة �إ�ستخبارات الدفاع‪ ،‬التي هي‬ ‫ج ��زء من وزارة الدف ��اع الأميركية‪ .‬في م�ؤتمر �أمني عقد �أخيراً في الواليات المتحدة‪،‬‬ ‫قال �أن الحرب الأهلية في بالد ال�شام حالياً هي في "طريق م�سدود" ‪ -‬ولكن �إذا ُتركت‬ ‫عل ��ى حاله ��ا م ��ن دون تدخل‪ ،‬ف� ��إن قوة الجماع ��ات الإ�سالمي ��ة الم�س ّلحة م ��ن �ش�أنها �أن‬ ‫تزيد‪.‬‬ ‫تعليق ��ات "�شي ��د" هي جزء من �إعتراف متزايد ب�أنه لن تكون هناك نهاية �سهلة لما قد‬ ‫تح ّول ب�سرعة الى ال�صراع الأكثر خطورة في منطقة ال�شرق الأو�سط‪ .‬في مكان �آخر‪،‬‬ ‫ممثل ��ون ع ��ن الأقلي ��ة الكردية في �سوريا‪ ،‬التي يعي�ش معظمها ف ��ي �شمال �شرق البالد‪،‬‬ ‫يخططون لت�شكيل حكومة م�ؤقتة‪ ،‬على �إفترا�ض �أن الحرب لن تنتهي قريباً‪.‬‬ ‫م ��ن جهة �أخ ��رى �إن ت�سليح المعار�ضة ال�سورية كان من المرجح �أن يبد�أ قبل �شهرين‪،‬‬ ‫عندما وافقت �أميركا على القيام بذلك – � اّإل �أن وا�شنطن ما لبثت �أن فقدت �أع�صابها‬ ‫وغرق ��ت ف ��ي بحر م ��ن المناق�ش ��ات ال�سيا�سي ��ة المعقّدة‪ .‬الخ ��وف الأكبر‪ ،‬ف ��ي الواليات‬ ‫المتحدة وغيرها‪ ،‬هو �أن عواقب ت�سليح المتمردّين يمكن �أن تكون وخيمة‪.‬‬ ‫هذا �صحيح‪ .‬لي�س هناك ما ي�ضمن �أن الأ�سلحة لن ت�صل الى الإ�سالميين المتطرفين‪،‬‬ ‫و�أن ��ه حتى م ��ع الأ�سلحة المتط ��ورة‪� ،‬سوف يتمك ��ن المتم ّردون من تحوي ��ل دفة الأمور‬ ‫�ض ��د نظ ��ام الأ�س ��د المت�ص ّل ��ب‪ ،‬ال ��ذي ت�س ّلح ��ه رو�سي ��ا و�إي ��ران ويدعم ��ه ح ��زب اهلل‪� .‬إن‬ ‫الغربيي ��ن والع ��رب‪ ،‬بح ��ق‪ ،‬قلق ��ون م ��ن �أن ت�سليح المتمردي ��ن ور�ؤيته ��م يخ�سرون لن‬ ‫ي� ��ؤدي �س ��وى �إلى زيادة تع ّنت وجر�أة طهران‪ ،‬التي تتدخل فعلياً في العديد من البلدان‬ ‫العربي ��ة‪ .‬وه ��ذا قد ي�ؤدي بدوره الى �إغراء الغرب للتورط والقيام بمزيد من العمليات‬ ‫الع�سكرية‪.‬‬ ‫على الرغم من �أن ال�صراع ال�سوري في �سنته الثالثة‪ ،‬ال توجد هناك حتى الآن خيارات‬ ‫جي ��دة‪ ،‬ب ��ل تهيم ��ن عل ��ى الو�ضع حال ��ة من ع ��دم اليقين‪ .‬ل ��ذا يع ِّلق بع� ��ض الخبراء في‬ ‫الغ ��رب‪ ،‬وخ�صو�ص� �اً ف ��ي الوالي ��ات المتح ��دة‪ ،‬ب�أن ��ه ينبغ ��ي درا�س ��ة عواق ��ب ع ��دم ت�سليح‬ ‫المتم ّردين وو�ضعها في الميزان الإ�ستراتيجي‪.‬‬ ‫وتبدو هذه العواقب في ر�أي ه�ؤالء �أ�سو�أ‪ .‬فهم يقولون ب�أنه حتى في �أف�ضل �سيناريوهات‬ ‫الرئي� ��س ب�ش ��ار الأ�سد‪ ،‬حيث ي�ستطي ��ع نظامه مرة �أخرى فر� ��ض �سيطرته على البالد‪،‬‬ ‫ف� ��إن م�ستوى الوح�شية الالزمة للحفاظ على تما�سك �سوريا �سيكون مده�شاً ومخيفاً‪.‬‬ ‫م ��ن جه ��ة �أخرى �سيكون الأ�س ��د عندئذ مديوناً لإيران‪ ،‬التي م ��ن المرجح �أن ت�ستخدم‬ ‫�سوريا كطريق لت�سبب المتاعب لتركيا والأردن وربما �أبعد من ذلك‪.‬‬ ‫الماليي ��ن الم�ش� � ّردون‪ ،‬داخلي� �اً وخارجياً‪ ،‬ربم ��ا لن يعودوا �أبداً ال ��ى منازلهم‪ .‬وهذا من‬ ‫�ش�أنه �أن يزيد ال�صراع الطائفي في لبنان و�أماكن �أخرى‪ .‬كما �أن بلقنة �سوريا �ستجعلها‬ ‫غير م�ستقرة و�ستقوم بدورها بت�صدير عدم الإ�ستقرار هذا الى المنطقة‪.‬‬ ‫لي� ��س هناك �شك في �أن المخاطر م ��ن ت�سليح المتم ّردين ال�سوريين �شديدة‪ .‬ولكن في‬ ‫المدى الق�صير‪ ،‬عدم ت�سليحهم �سيعني ترك المدنيين تحت رحمة بنادق الأ�سد‪ .‬وفي‬ ‫المدى الطويل‪ ،‬ف�إن ذلك �سيعني ر�ؤية هذه البنادق تتوجه الى جيران �سوريا‪.‬‬ ‫يبدو �أن الحل الجيّد لحرب بالد ال�شام لم يختمر بعد‪.‬‬

‫كابي طبراني‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪3‬‬


Khalidiya Street - Abu Dhabi - UAE Tel: +971 2 6654300 Fax: +971 2 6663396


‫‪84‬‬ ‫�لعدد ‪� - ١١‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫إقتصاد لبنان‬ ‫على شفير‬ ‫الهاوية‬

‫هل تنقذ‬ ‫صواريخ روسيا‬ ‫نظام األسد؟‬

‫تحقيق ال�شهر ‬

‫‪70‬‬

‫ق�صة رجل �أعمال ‬

‫‪88‬‬

‫حسن روحاني‬ ‫يعيد إيران‬ ‫إلى العالم؟‬

‫�سهرية ● �إقت�سادية ● ثقافية ● �إجتماعية ‪� -‬لعدد ‪� - ١١‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫َّ‬ ‫تجار الموت!‬ ‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫اإلقتصاد اللبناني‬ ‫على شفير الهاوية؟‬

‫الحوار ‬

‫فؤاد الخازن‪ :‬أعطيت األولوية‬ ‫لحياتي العملية التي طغت على‬ ‫حياتي "األخرى" ولست نادم ًا‬

‫‪76‬‬

‫الموقف الثقافي ‬

‫‪92‬‬

‫من يحق له وراثة األخوين‬ ‫رحباني؟‬

‫تلفزيون ‬

‫�أ�سواق المال ‬ ‫م�صارف‬

‫‪56‬‬

‫عالم الطاقة ‬ ‫ر�أي خبير‬

‫غسان صعب‪ :‬عالقات البرازيل‬ ‫مع العرب لها تاريخ ونسعى إلى‬ ‫توثيقها وتطويرها إقتصادي ًا‬

‫‪65‬‬

‫المنبر الإجتماعي ‬

‫نعمة نفط لبنان‬ ‫هل ستتحول إلى نقمة؟‬

‫عالم الطاقة ‬ ‫النفط‬

‫المصارف اللبنانية في سوريا‬ ‫في عين العاصفة‬

‫يحول كندا‬ ‫ستيفن هاربر ِّ‬ ‫إلى دولة مارقة نفطية!‬

‫‪96‬‬

‫‪83‬‬

‫الفضاء ساحة وغى لمحطات‬ ‫التلفزيون العربية‬

‫الفن ال�سابع ‬

‫‪100‬‬

‫‪66‬‬

‫مسرحية إسمها صناعة‬ ‫السالم!‬ ‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫تشجع‬ ‫"بوليوود" رجعية األبعاد‬ ‫ّ‬ ‫على سوء معاملة النساء!‬ ‫‪5‬‬


‫الفهرس‬ ‫الم�شرق العربي ‬ ‫�سوريا‬

‫‪20‬‬

‫وجهة نظر ‬

‫‪31‬‬

‫آالم الشعب المصري‬

‫المغرب العربي ‬ ‫المغرب‬

‫مكافحة الغش‬ ‫في السلسلة الدولية‬ ‫لتجارة األدوية‬

‫‪32‬‬

‫تجار الموت!‬ ‫َّ‬ ‫هل تستطيع صواريخ روسيا‬ ‫إنقاذ نظام األسد؟‬

‫الم�شرق العربي ‬ ‫فل�سطين‬

‫النموذج المغربي؟‬

‫‪26‬‬

‫لماذا وصلت تونس‬ ‫إلى هنا؟‬

‫فلسطين‪ :‬السوق السوداء‬ ‫تزدهر لمواجهة البطالة‬

‫الخليج العربي ‬ ‫قطر‬

‫المغرب العربي ‬ ‫تون�س‬

‫‪36‬‬

‫‪28‬‬

‫ ‬

‫العالم‬ ‫�إيران ‪ /‬الملف‬ ‫ ‬

‫‪44‬‬

‫الصين تبني إقتصادها‬ ‫وقوتها العسكرية من طريق‬ ‫التجسس!‬

‫‪43‬‬

‫حسن روحاني‪:‬‬ ‫هل يعيد إيران إلى العالم؟‬

‫حسن روحاني الرئيس العائد‬ ‫من "الصقيع"‬ ‫المطورون القطريون في أزمة‬ ‫ِّ‬ ‫رغم طفرة البناء!‬ ‫‪4‬‬

‫العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫العال م‬ ‫ال�صين‬

‫ ‬ ‫روحاني في أول مئة يوم‬

‫‪48‬‬

‫‪50‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫�سجل رابع �أكبر ن�سبة تراجع عالمي ًا في عدد �س ّياح ‪2012‬‬ ‫لبنان َّ‬ ‫�سجل لبنان رابع‬ ‫ف ��ي ترجم ��ة لإنعكا�س الو�ضعي ��ن ال�سيا�سي والأمني �سلب ًا عل ��ى القطاع ال�سياح ��ي‪ّ ،‬‬ ‫�أكب ��ر ن�سبة تراجع عالمي ًا ف ��ي عدد ال�سياح الوافدين في ‪ 2012‬مع تراج ��ع بن�سبة ‪ %17,5‬عن العام‬ ‫ال�صادرة عن منظمة ال�سياحة العالمية في الأمم المتحدة ‪United‬‬ ‫‪ .2011‬و�أ�شارت الأرقام الأولية ّ‬ ‫‪� ،))Nations World Tourism Organization‬إل ��ى �أن عدد ال�سياح �إرتفع ‪ %4‬عالم ّي ًا‪ ،‬و‪%3,8‬‬ ‫ف ��ي ال ��دول المتقدمة‪ ،‬و‪ %4,3‬في ال ��دول النا�شئة في ‪ .2012‬كذلك‪ ،‬تراجع الع ��دد بن�سبة ‪ %5,4‬في‬ ‫منطق ��ة ال�ش ��رق الأو�س ��ط و‪ %8,7‬في �شمال �أفريقي ��ا‪ .‬و�إرتفع ع ��دد ال�سياح ‪ %7‬ف ��ي �آ�سيا والمحيط‬ ‫اله ��ادئ‪ ،‬و‪ %5,9‬ف ��ي �أفريقيا‪ ،‬و‪ %4,6‬في الأميركتي ��ن‪ ،‬و‪ %3,4‬في �أوروبا في الع ��ام الما�ضي‪ .‬وجاء‬ ‫التراج ��ع ف ��ي ع ��دد ال�سياح الوافدين �إل ��ى لبنان �أقل م ��ن التراجع في كل م ��ن زيمبابوي (‪،)%26-‬‬ ‫وال�سعودية (‪ ،)%21,9-‬وتوغو (‪.)%21,7-‬‬ ‫�سجل لبنان ثاني �أكبر تراجع في عدد ال�سياح الوافدين بين ثماني دول عربية بعد ال�سعودية‪.‬‬ ‫كذلك ّ‬ ‫ووفق التقرير الذي ورد في الن�شرة الأ�سبوع ّية لمجموعة بنك بيبلو�س ( ‪،)Lebanon This Week‬‬ ‫م�سجلة بذلك �إنخفا�ض ًا بـ‪%14,8‬‬ ‫ف�إن عائدات ال�سياحة في لبنان بلغت ‪ 6,9‬مليارات دوالر في ‪ّ ،2011‬‬ ‫عن ‪ 8,1‬مليارات في ‪ ،2010‬مما �ش ّكل عا�شر �أكبر ن�سبة تراجع عالمي ًا و�ساد�س �أكبر ن�سبة تراجع في‬ ‫العالم العربي عند �إ�ستثناء البلدان التي تملك عائدات �سياحة �أقل من مليار دوالر �سنوي ًا‪.‬‬ ‫�إقليمي� � ًا‪� ،‬سج ��ل لبنان �سابع �أكب ��ر ن�سبة تراجع بين ‪ 17‬دولة عربية بع ��د اليمن (‪ ،)%32,6-‬وم�صر‬ ‫(‪ ،)%30,5-‬وتون� ��س (‪ ،)%27,6-‬والبحرين (‪ ،)%24-‬والأردن (‪ .)%16,3-‬كذلك‪ ،‬احت ّل المرتبة‬ ‫‪ 38‬عالمي� � ًا حيال عائدات ال�سياحة ف ��ي ‪ ،2011‬مت�أخر ًا عن المغرب (‪ 7,3‬مليارات دوالر) ومتقدم ًا‬ ‫عل ��ى الدانم ��ارك (‪ 6,6‬ملي ��ارات دوالر)‪ ،‬ف ��ي حين احت� � ّل المرتبة الخام�س ��ة �إقليمي ��ا مت�أخر ًا عن‬ ‫الإم ��ارات العربية المتحدة (‪ 9,2‬ملي ��ارات دوالر)‪ ،‬وم�صر (‪ 8,7‬مليارات دوالر)‪ ،‬وال�سعودية (‪8,5‬‬ ‫مليارات دوالر)‪ ،‬والمغرب (‪ 7,3‬مليارات دوالر)‪.‬‬

‫لبنان الـ‪ 79‬بين الأ�سواق الأكبر ل�صادرات �أميركا‬ ‫�أ�ش ��ار الدلي ��ل التج ��اري للبن ��ان ال�ص ��ادر عن‬ ‫وزارة التج ��ارة الأميركي ��ة ل�سن ��ة ‪� 2013‬إلى �أن‬ ‫لبن ��ان "لدي ��ه الكثير م ��ن نقاط الق ��وة لجذب‬ ‫الإ�ستثم ��ارات‪ ،‬مم ��ا �شجع ال�شرك ��ات الأجنبية‬ ‫على �إن�شاء مكاتب في البلد"‪.‬‬ ‫و�أف ��اد "�أن الميزات الرئي�سي ��ة في لبنان ت�شمل‬ ‫�إقت�ص ��اد ال�س ��وق الح ��ر‪ ،‬وعدم وج ��ود �ضوابط‬ ‫عل ��ى حرك ��ة ر�أ�س الم ��ال وال�ص ��رف الأجنبي‪،‬‬ ‫عال م ��ن التعليم‪ ،‬ونوعية‬ ‫وق ��وة عاملة على قدر ٍ‬ ‫حياة جيدة‪ ،‬وقيود محدودة على الم�ستثمرين"‪،‬‬ ‫م�شي ��ر ًا ال ��ى �أن اقت�ص ��اد لبن ��ان "يتب ��ع نموذج‬ ‫�سيا�س ��ة ع ��دم التدخ ��ل وان تدخ ��ل الدول ��ة في‬ ‫التجارة الخارجية هو �ضئيل"‪.‬‬ ‫لكن ��ه الح ��ظ �أن بع� ��ض الم�سائ ��ل "ال ت ��زال‬ ‫ت�سب ��ب الإحباط بين رجال الأعم ��ال المحليين‬ ‫والأجان ��ب"‪ ،‬الفت� � ًا �إل ��ى "�أن المعوق ��ات ت�شمل‬ ‫البيروقراطي ��ة والف�ساد‪ ،‬وق ��رارات الترخي�ص‬

‫التع�سفي ��ة‪ ،‬والإج ��راءات الجمركي ��ة المعقدة‪،‬‬ ‫والقواني ��ن القديمة‪ ،‬ونظام ق�ضائي غير فاعل‪،‬‬ ‫و�ضرائب ور�سوم ًا مرتفعة‪ ،‬و�ضعف �إنفاذ حقوق‬ ‫الملكية الفكرية"‪.‬‬ ‫وتوقع �أن تبقى الأخطار ال�سيا�سية مرتفعة هذه‬ ‫ال�سنة‪ ،‬نظر ًا الى �إ�ستمرار حال عدم الإ�ستقرار‬ ‫الإقليمي وت�أثيراته ال�سلبي ��ة على لبنان‪ ،‬مقدرا‬ ‫"�أن ت�ستم ��ر الت�شنج ��ات المحلي ��ة‪� ،‬إ�ضاف ًة �إلى‬ ‫ح ��ال ع ��دم الإ�ستق ��رار الأمني ��ة وال�سيا�سي ��ة‪،‬‬ ‫الناجمة ع ��ن الأزمة ال�سورية‪ ،‬الت ��ي ت�ؤثر �سلب ًا‬ ‫على المناخ الإقت�صادي والأعمال في لبنان"‪.‬‬ ‫ور�أى الدلي ��ل �أن لبنان ك ��ان ال�سوق الـ‪ 79‬الأكبر‬ ‫ل�صادرات الواليات المتح ��دة في ‪ ،2012‬اذ �أن‬ ‫االخيرة �ص� �دّرت �سلع ًا بقيمة ‪ 2,4‬ملياري دوالر‬ ‫الع ��ام الما�ضي‪ ،‬مم ��ا يوازي ‪ %11‬م ��ن �إجمالي‬ ‫واردات لبن ��ان‪ ،‬ومما جعل الوالي ��ات المتحدة‪،‬‬ ‫ال�شريك التجاري الأول للبنان في ‪.2012‬‬

‫الموجز اللبناني‬ ‫في الم�س���ح الف�صلي لمجل���ة "�أوروماني" عن‬ ‫مخاط���ر ال���دول للف�صل الثان���ي من ال�سن���ة‪� ،‬إحتل‬ ‫لبنان المرتبة ‪ 96‬عالمي���ا ً بين ‪ 185‬بلداً والمرتبة‬ ‫‪ 11‬بي���ن ‪ 17‬بل���داً ف���ي منطق���ة ال�ش���رق الأو�سط‬ ‫و�شمال �إفريقي���ا‪ ،‬وتراجع ترتيب���ه عالميا ً مركزين‬ ‫مقارن���ة بم�س���ح الف�صل الثاني م���ن ‪ ،2012‬بينما‬ ‫حاف���ظ على الترتيب عينه �إقليمي���ا ً‪ .‬علما ً �أن لبنان‬ ‫حافظ على �أدائه رغم تطورات الـ‪.2012‬‬ ‫�ش���� ّدد وزي����ر االقت�ص����اد والتج����ارة نق����وال‬ ‫نحا�س على "�ضرورة ايجاد حلول لزيادة �صمود‬ ‫الإقت�ص����اد ف����ي ظ����ل �إزدي����اد تواف����د الالجئين‬ ‫ال�سوريين الى لبنان"‪ ،‬م�شيرا ً الى درا�سة �أجرتها‬ ‫ال����وزارة عن الأعم����ال التي يقوم به����ا الالجئون‬ ‫ال�سوري����ون وخ�صو�ص����ا ً في المناط����ق الفقيرة‪،‬‬ ‫"�إذ ت����م م�س����ح ‪ 6‬مناطق �صغيرة �أظه����ر �أن نحو‬ ‫‪ 360‬مهنة يقوم به����ا النازحون ال�سوريون‪ ،‬مما‬ ‫ي�ؤثر �سلبا ً في �أعم����ال اللبنانيين وخ�صو�صا ً �أنه‬ ‫ال يوج����د اي عملي����ات قانوني����ة تنظ����م مثل هذه‬ ‫الأعمال"‪.‬‬ ‫لفت رئي�س مجل����س �إدارة بنك بيروت مديره‬ ‫العام �سلي���م �صفير ال���ى "�أن لبن���ان وطن �صغير‬ ‫يقع عل���ى مفترق طرق في �ش���رق المتو�سط‪ ،‬وهو‬ ‫قيم وغن���ي‪ ،‬اذ ذك���ر �أكثر من ‪71‬‬ ‫�صاح���ب تاريخ ّ‬ ‫م���رة في العهد القديم‪ ،‬وهو م�ص��� ّدر الأبجدية �إلى‬ ‫ّ‬ ‫العال���م‪ ،‬عا�صمت���ه بيروت التي لديه���ا‪ ،‬تماما ً مثل‬ ‫وا�شنط���ن‪ ،‬ت�أثير كبير على التاري���خ في المنطقة‪،‬‬ ‫وه���و �شه���د �أعواما ً م���ن ع���دم �إ�ستق���رار �سيا�سي‬ ‫لتقاطع���ه مع العديد من الم�صالح في المنطقة‪� ،‬إال‬ ‫�أن ال�س�ؤال يطرح عن هذا التناق�ض في بلد ي�شهد‬ ‫�أزمات في مقابل ح�ضور �إقت�صادي‪� ،‬إذ بعدما كان‬ ‫ناتجه القومي ‪ 7,5‬مليارات دوالر �سنة ‪ ،1993‬ها‬ ‫هو يبلغ ‪ 41‬ملياراً اليوم!"‪.‬‬ ‫بح���ث وزي���ر ال�سياحة ف���ي حكوم���ة ت�صريف‬ ‫االعمال فادي عبود و�سفي���ر العراق رعد الألو�سي‬ ‫في االجراءات الجديدة التي �إتخذها لبنان لت�سهيل‬ ‫مجيء ال�سي���اح العراقيين الى لبن���ان‪ .‬وقال عبود‬ ‫"�أهن���ئ نف�سي بالإج���راءات الجدي���دة التي �سيتم‬ ‫�إعتمادها في المطار لإ�ستقبال العراقيين و�إعطاء‬ ‫الت�أ�شيرة‪ ،‬من دون الحاجة الى �إبراز مبالغ مالية او‬ ‫�أي �شروط م�سبقة‪ ،‬وذلك �إثر طلب ال�سفير العراقي‬ ‫والحكومة العراقية"‪.‬و�أم���ل في �أن "تعود ال�سياحة‬ ‫العراقية ال���ى ع ّزها في لبنان عندم���ا كان ال�سائح‬ ‫العراقي ه���و االول في لبنان‪ ،‬وكان العراق ال�سوق‬ ‫االولى للبنان‪� ،‬إ�ضافة الى العالقات التاريخية بين‬ ‫البلدين وال�شعبين"‪.‬‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪7‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون لبنانية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف اللبناني‬

‫هل يمكن للجي�ش اللبناني �أن يكون رادع ًا؟‬ ‫ُتن�ش� ��أ الجيو�ش عادة و ُت�س ّلح‪ ،‬و ُتجه َّز‪ ،‬و ُتد ًّرب‪ ،‬بناء على‬ ‫الأخط ��ار التي ته ��دد الوطن �سواء من عدو خارجي �أو‬ ‫تحديات داخلية‪.‬‬ ‫ل ��كل دول ��ة ع ��دو �أو �أع ��داء محتمل ��ون (بالفرن�سي ��ة‬ ‫‪� Ennemie Eventuel‬أو بالإنكليزي ��ة ‪Potential‬‬ ‫‪ .)Enemy‬و�إذا كان م ��ن ال�صع ��ب الإنت�ص ��ار على عدو‬ ‫متف ّوق فعلى الأقل ت�سعى الجيو�ش �إلى �أن ت�ش ّكل ردعاً‬ ‫لهذا العدو (‪.)Deterrence‬‬ ‫�إن العدو الأ�سا�س للبنان ح�سب وثيقة الوفاق الوطني‪،‬‬ ‫هو �إ�سرائيل‪ ،‬وعدوان �إ�سرائيل محتمل ووارد في �أكثر‬ ‫من م ��كان وزمان‪ .‬فهل ي�ش ّكل الجي� ��ش اللبناني حالياً‬ ‫قوة ت ��ردع �إ�سرائيل عن العدوان؟ الجواب بكل ب�ساطة‬ ‫ال‪.‬‬ ‫�أم ��ا التحديات والأخطار الأخرى التي �أو ّلها الإرهاب‪،‬‬ ‫فق ��د بات ��ت تعان ��ي من ��ه معظ ��م ال ��دول‪ .‬ولبن ��ان منه ��ا‬ ‫وحي ��ث هنال ��ك ب� ��ؤر نائمة يمك ��ن �أن ت�ستيق ��ظ في �أية‬ ‫لحظ ��ة �أو تدخ ��ل وتت�سل ��ل م ��ن �أي م ��كان �أو معب ��ر �أو‬ ‫ف ��ي �أي وق ��ت‪ .‬فه ��ل الجي� ��ش اللبناني جاه ��ز ومجهّز‪،‬‬ ‫حا�ض ��ر ومد َّرب للت�ص ��دي للإرهاب والفت ��ن الجواب‪:‬‬ ‫نع ��م بتحف ��ظ‪ .‬نعم ب ��الإرادة والكفاءة ووح ��دة الجي�ش‬ ‫وهيبته ومعنوياته‪ .‬وال بالتجهيز والعديد‪ .‬وال كبيرة‬ ‫�إذا ت�صدّعت وحدة الجي�ش و�ضعفت المعنويات وزالت‬ ‫الهيبة‪.‬‬ ‫ما هي �إمكانيات الجي�ش اللبناني حالياً؟‬ ‫الجي�ش هو عديد وعتاد‪ ،‬كفاءة (تدريب) ومعنويات‪.‬‬ ‫العدي ��د‪� :‬إن الق ��وى الب�شري ��ة العامل ��ة ف ��ي الدف ��اع‬ ‫الوطن ��ي ال تتع� �دّى الـ ‪� 40‬أل ��ف �أي حوالي ‪ %1‬من عدد‬ ‫ال�سكان‪ .‬وقد �ألغيت في العام ‪ 2007‬الخدمة الإلزامية‬ ‫الت ��ي كان ��ت ت ��ز ّود الجي� ��ش �سنوي� �اً بحوال ��ي ‪� 6‬آالف‬ ‫�إل ��ى ‪� 8‬آالف مج ّن ��د م ��ن ال�شب ��اب‪ .‬والتطوي ��ع يح�ص ��ل‬ ‫"بالقط ��ارة" ووراء ال�ست ��ار ب�سب ��ب �ضع ��ف الموازن ��ة‬ ‫وعدم �إقبال الم�سيحيين‪ ،‬وحفظاً للتوزان الطائفي‪.‬‬ ‫الق ��وات البري ��ة‪ 38,000 :‬م ��ن ال�ضب ��اط والرتب ��اء‬ ‫والجنود والمجني ��ن الذين مدِّدت خدماتهم (�إح�صاء‬ ‫‪ .)2010‬منه ��م حوال ��ي ‪ %30‬يعمل ��ون ف ��ي اللوج�ستي ��ة‬ ‫والإدارة والخدم ��ات �أ�س ��وة بباقي الجيو�ش حيث يبقى‬ ‫حوالي ‪ 26,000‬مقاتل‪.‬‬ ‫�أم ��ا الوح ��دات الع�سكري ��ة الكب ��رى فهي كناي ��ة عن ‪11‬‬ ‫ل ��واء م�شاة م�ؤلل م ��ع لواء الدعم‪ .‬الل ��واء اللوج�ستي‪.‬‬ ‫ول ��واء الحر� ��س الجمه ��وري ي�ض ��اف �إليه ��ا ‪ 12‬فوج� �اً‬ ‫م�ستق�ل ً�ا منه ��ا ‪� 5‬أف ��واج تدخّ ��ل‪ ،‬ف ��وج مجوق ��ل‪ ،‬ف ��وج‬ ‫مغاوير‪ ،‬فوجان مدفعية وفوج مدرع‪.‬‬ ‫البحري ��ة‪� :‬شاط ��ئ طول ��ه ‪ 250‬كل ��م‪ ،‬تقت�ص ��ر قوات ��ه‬ ‫البحري ��ة على ‪ 19‬زورقاً وقطعاً بحرية عمرها ‪ 5‬عقود‬ ‫و‪ 15‬زورق� �اً �صغي ��راً للدوري ��ة‪ .‬ويبل ��غ عدي ��د البحري ��ة‬ ‫‪ 1024‬جندياً‪.‬‬ ‫�سالح الطيران �أو القوات الجوية‪ :‬العدد ‪� 850‬أكثرهم‬ ‫فنيون و�إداريون‪ .‬ل ��دى هذه القوات ‪ 5‬طائرات مقاتلة‬

‫‪6‬‬

‫العميد الركن الدكتور ه�شام جابر‬

‫*‬

‫(قديم ��ة ال�صنع تع ��ود �إلى ال�ستين ��ات)‪ ،‬وطائرة قاذفة‬ ‫هوكرهنت ��ر‪ ،‬و�سرب م ��ن ‪ 8‬طوافات غازيل؛ و�سرب من‬ ‫ّ‬ ‫‪ 7‬طواف ��ات ‪212AB‬‬ ‫(معطلة)؛ و�سرب من ‪ 5‬طوافات‬ ‫بوما (معطلة)؛ وطوافة ‪ AW139‬لنقل ال�شخ�صيات‬ ‫(جي ��دة)؛ و‪10‬طواف ��ات بوم ��ا ‪( JAR‬جي ��دة)؛ و‪3‬‬ ‫طائ ��رات "�سي�سن ��ا" لإطف ��اء الحرائ ��ق بالإ�ضاف ��ة �إل ��ى‬ ‫طائرة �إ�ستطالع ‪.‬‬ ‫علماً �أن موازنة الدفاع الوطني في العام ‪ 2009‬بكاملها‬ ‫البالغ ��ة ‪ 1.4‬ملي ��ار دوالر ل ��م تتع� � ّد ‪ %2.9‬م ��ن النات ��ج‬ ‫المحل ��ي ال ��ذي ه ��و ‪ 46‬ملي ��ار دوالر حي ��ث تدخل فيها‬ ‫روات ��ب الع�سكريين والمدنيين والطبابة والتجهيزات‬ ‫الإدارية وال�صيانة �إلخ‪.‬‬ ‫وال�س� ��ؤال هن ��ا‪ :‬هل يمك ��ن للجي�ش اللبنان ��ي �أن ي�صبح‬ ‫قوة رادعة؟ الجواب نعم‪ ،‬ولكن كيف؟‬ ‫العديد‪� :‬إعادة الخدمة الع�سكرية من دون تردد اليوم‬ ‫قبل الغد‪.‬‬ ‫• فت ��ح ب ��اب التط ��وع برف ��ع الحواف ��ز م ��ع حف ��ظ‬ ‫الت ��وازن يتراف ��ق م ��ع خط ��ة �إعالمي ��ة خا�ص ��ة‬ ‫للجمه ��ور الم�سيح ��ي لدع ��وة ال�شب ��اب �إل ��ى‬ ‫الإنخراط بالجي�ش‪.‬‬ ‫• �إح�ص ��اء وتنظيم عنا�ص ��ر الإحتياط من �ضباط‬ ‫ورتب ��اء وجن ��ود ومجندي ��ن و�إقام ��ة مع�سك ��رات‬ ‫لتدريبه ��م و�إع ��ادة ت�أهيله ��م لمدة ثالث ��ة �أ�سابيع‬ ‫�سنوي� �اً عل ��ى الأق ��ل‪ .‬م ��ع ت�شكيله ��م للوح ��دات‬ ‫المقاتل ��ة �سلفاً لم ��لء الفراغ عندما ي ��دق النفير‬ ‫(�سوي�س ��راً ت�ستدع ��ي ‪� 50‬ألف� �اً خ�ل�ال ‪� 24‬ساع ��ة‬ ‫ت�ستكمل �إلى ‪� 120‬ألفاً خالل ‪� 72‬ساعة)‪.‬‬ ‫العت ��اد‪ :‬خط ��ة خم�سي ��ة لتجهي ��ز الجي� ��ش والبحري ��ة‬ ‫والطي ��ران بموازنة ‪ 1.5‬ملي ��ار دوالر �سنوياً‪�( .‬أقل من‬ ‫رب ��ع خدم ��ة الدي ��ن)‪ ،‬ب�إقام ��ة �صن ��دوق تموي ��ل خا�ص‬ ‫يتغ ��ذى م ��ن تبرع ��ات‪ ،‬وهب ��ات‪ ،‬و�ضرائ ��ب عل ��ى ال�سلع‬ ‫الفاخ ��رة والمطاع ��م والمالهي والجم ��ارك وغرامات‬ ‫ال�سي ��ر ورخ� ��ص الأ�سلحة �إل ��خ‪ .‬ي�ضاف �إليه ��ا الموازنة‬ ‫المخ�ص�ص ��ة للت�سلي ��ح م ��ن �ضم ��ن موازن ��ة الدف ��اع‬ ‫الوطني الهزيلة المعتمدة حالياً‪.‬‬

‫العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫كم ��ا يمكن الطلب (ديبلوما�سياً) م ��ن الدول العربية‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص� �اً ال ��دول الخليجي ��ة ال�صديقة الت ��ي �أنفقت‬ ‫عل ��ى الت�سليح حوالي ‪ 1000‬ملي ��ار دوالر خالل العقود‬ ‫الثالث ��ة الما�ضي ��ة وال ت ��زال‪� ،‬أن ته ��ب الجي� ��ش بع�ض� �اً‬ ‫م ��ن عتاده ��ا الع�سك ��ري المو�ض ��وع ف ��ي الم�ستودع ��ات‬ ‫والمخ ��ازن قبل �أن ي�أكله ال�ص ��د�أ وي�صبح خردة‪ .‬وذلك‬ ‫حتم� �اً بعد �أخذ ال�ضوء الأخ�ضر والموافقة من الدول‬ ‫الم�ص ��درة ومنه ��ا �أميركا وبريطاني ��ا وفرن�سا‪� .‬أما عن‬ ‫�أن ��واع الأ�سلحة فلبن ��ان في حاجة ال ��ى �أ�سلحة مد ّرعة‬ ‫حديث ��ة خفيف ��ة �سريع ��ة الحركة‪ .‬نظ ��راً ال ��ى طبيعته‬ ‫الجغرافي ��ة مع �إعادة النظ ��ر بتنظيم الألوية والأفواج‬ ‫وخ�صو�ص� �اً زي ��ادة �أف ��واج النخب ��ة والق ��وات الخا�ص ��ة‬ ‫والمغاوير‪.‬‬ ‫�أم ��ا �س�ل�اح الج ��و �أو القوات الجوي ��ة فلبن ��ان لي�س في‬ ‫حاج ��ة الى طائ ��رات مقاتلة نظراً ال ��ى التفوق التقني‬ ‫لطائ ��رات الع ��دو المحتمل‪ .‬ب ��ل �إلى �صواري ��خ م�ضادة‬ ‫للطائ ��رات ك ��ردع لأي هج ��وم ج ��وي ولحماي ��ة القوات‬ ‫البري ��ة‪ .‬بالإ�ضاف ��ة �إل ��ى طائ ��رات هيلكوبت ��ر متطورة‪،‬‬ ‫لنقل الق ��وات الخا�صة والمجوقل ��ة ولم�ساندة القوات‬ ‫البرية‪.‬‬ ‫الق ��وات البحري ��ة‪� :‬إن بلداً لديه �أكثر من ‪ 250‬كلم من‬ ‫ال�شواط ��ئ "ال�سائب ��ة" ي�ستح ��ق �سالح� �اً بحري� �اً يف ��وق‬ ‫ع�ش ��رة �أ�ضع ��اف ما يملكه حالي� �اً‪ .‬وعندما تملك المال‬ ‫تمل ��ك ال�س�ل�اح‪ ،‬وهذا م ��ا تف�س ��ره ال�صفق ��ات الجارية‬ ‫حالي� �اً‪� .‬أم ��ا �إذا كان ��ت �أمي ��ركا ال تبي ��ع وال ته ��ب لبنان‬ ‫�سالح� �اً م�ض ��اداً للطائ ��رات لع ��دم �إزع ��اج �إ�سرائي ��ل‪،‬‬ ‫ف�أعتق ��د �أن دو ًال �أخ ��رى كرو�سي ��ا وال�صي ��ن و�إي ��ران‬ ‫م�ستع ��دة لذل ��ك‪ .‬ومن دون مظلة جوي ��ة رادعة ال نفع‬ ‫لكل ما ذكر �أعاله‪.‬‬ ‫�إن كف ��اءة الجي� ��ش القتالي ��ة وب�سالة �ضباط ��ه وجنوده‬ ‫لي�ست مو�ضوع بحث‪� ،‬إال �أن المعنويات والهيبة‪ ،‬اللتين‬ ‫بد�أت ��ا الت�صدّع في عر�سال وطرابل� ��س ومناطق �أخرى‬ ‫و�إ�ستع ��اد الجي� ��ش بع�ضه ��ا ف ��ي عب ��را‪ ،‬فه ��ي الأ�سا� ��س‪.‬‬ ‫والهج ��وم ال�سيا�سي والت�ضليل الإعالمي على الجي�ش‬ ‫ال يق�ّل�اّ ن �ضرراً ع ��ن القذائف وال�صواري ��خ‪ ،‬لذا يجب‬ ‫تطبي ��ق القواني ��ن ب�ش ��دة وح ��زم �ض ��د م ��ن يتعر� ��ض‬ ‫لمعنوي ��ات وهيب ��ة ووح ��دة الم�ؤ�س�س ��ة الع�سكري ��ة وال‬ ‫لزوم لت�شريعات جديدة‪.‬‬ ‫و�أخي ��راً ولي�س �آخراً يجب وقاي ��ة الم�ؤ�س�سة الع�سكرية‬ ‫م ��ن التدخ ��ل ال�سيا�س ��ي ال ��ذي يج� � ّر �إنتم ��ا ًء �سيا�سي� �اً‬ ‫والت�شدي ��د عل ��ى معاقبة كل من ي�سع ��ى �إلى الإ�ستزالم‬ ‫ال�سيا�س ��ي بغية تحقيق مكا�سب ف ��ي التطوع والترقية‬ ‫والت�شكي�ل�ات و�أ�ش� �دّد هن ��ا عل ��ى قب ��ول الط�ل�اب ف ��ي‬ ‫المدر�س ��ة الحربي ��ة الذي �أم�سى �أخي ��راً مو�ضوع جدل‬ ‫وتندّر وتجارة ‪.‬‬ ‫�أعطون ��ا بع� ��ض م ��ا ذكرن ��ا و خ ��ذوا م ��ا يري ��ح لبن ��ان‬ ‫ويحميه ‪.‬‬ ‫* رئي�س مركز ال�شرق الأو�سط للدرا�سات والأبحاث في بيروت‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫عودة م�ؤ�شّ ر �إرتفاع الأ�سعار‬ ‫ع ��اد م�ؤ�ش ��ر الإح�صاء المركزي ف ��ي لبنان �إلى‬ ‫ال�صدور بع ��د غياب ق�س ��ري دام ‪� 5‬أ�شهر‪ .‬هذا‬ ‫الإنقط ��اع لم يك ��ن �أمر ًا عاب ��ر ًا‪ ،‬وال فع ًال خارج‬ ‫الإرادة‪ ،‬وال ب�سب ��ب الظ ��روف القاه ��رة‪ ،‬ب ��ل‬ ‫كان ق ��رار ًا حكومي� � ًا تع�سفي� � ًا ب�أوام ��ر مبا�شرة‬ ‫م ��ن رئا�س ��ة الحكوم ��ة‪ ،‬الت ��ي تتب ��ع له ��ا �إدارة‬ ‫الإح�ص ��اء المركزي‪ .‬فقد �أُزي ��ح م�ؤ�شر ت�ضخم‬ ‫الأ�سع ��ار المع ��روف بـ"الرقم القيا�س ��ي لأ�سعار‬ ‫الإ�سته�ل�اك" و ُك � َّ�م فم ��ه‪ ،‬لأنه في نهاي ��ة العام‬ ‫‪ 2012‬ك�ش ��ف ع ��ن �إرتف ��اع اال�سع ��ار ف ��ي �سن ��ة‬ ‫واحدة بن�سبة تزيد على ‪ .%10‬جاء هذا الك�شف‬ ‫ف ��ي ذروة تح ّرك ��ات هيئ ��ة التن�سي ��ق النقابي ��ة‬ ‫ال�ضاغط ��ة من اجل ت�صحيح روات ��ب المع ّلمين‬ ‫ّ‬ ‫وموظف ��ي الدول ��ة المج ّمدة منذ الع ��ام ‪،1996‬‬ ‫وج ��اء �أي�ض� � ًا ف ��ي ظ ��ل مخ ��اوف ج ّدي ��ة ع ّبرت‬ ‫عنه ��ا هيئ ��ات ا�صح ��اب الر�ساميل م ��ن �إنتقال‬ ‫ع ��دوى المطالبة بت�صحيح الأج ��ور الى القطاع‬ ‫الخا� ��ص‪ ،‬وال �سيما ان جمي ��ع التقارير المحلية‬ ‫ّ‬ ‫"ت�ضخمية"‬ ‫والدولية تحدّثت حينها عن م�شكلة‬ ‫يعاني منها الإقت�ص ��اد اللبناني والقوى العاملة‬ ‫والأُ�سر على �إختالفها‪.‬‬ ‫يومه ��ا‪ ،‬اي في نهاية العام الما�ضي‪ ،‬كان م� ّؤ�شر‬ ‫تتم�سك به هيئة التن�سيق‬ ‫ارتفاع الأ�سعار ال ��ذي ّ‬ ‫النقابي ��ة ي�شير الى �أن الأ�سع ��ار �إرتفعت بن�سبة‬ ‫ت�ص ��ل ال ��ى ‪ %120‬بي ��ن عام ��ي ‪ 1996‬و‪.2012‬‬ ‫عنده ��ا ق ��رر رئي� ��س مجل� ��س ال ��وزراء نجي ��ب‬ ‫ميقاتي‪ ،‬تعليق الإعتمادات المالية المخ�ص�صة‬ ‫لإع ��داد هذا الم� ّؤ�شر‪ ،‬على قاعدة المثل "الباب‬ ‫يل ��ي بيجي منو الريح �س� �دّو وا�ستريح"‪ ،‬ما ادّى‬ ‫في الواقع الى تعلي ��ق ا�صدار الم�ؤ�شر‪ ،‬اذ تعاني‬ ‫�إدارة الإح�ص ��اء من �شغور حاد ف ��ي مالكاتها‪،‬‬ ‫وتلج� ��أ الى التعاقد مع نح ��و ‪ 50‬محقق ًا ومراقب ًا‬ ‫ميداني� � ًا لت�سجي ��ل نح ��و ‪ 69‬الف �سع ��ر �شهري ًا‪،‬‬ ‫يجري جمعها م ��ن ‪ 1700‬نقطة بيع موزعة على‬ ‫االرا�ضي اللبنانية كافة‪.‬‬ ‫ما لم يتو ّقع ��ه الرئي�س ميقاتي وفريق عمله‪ ،‬هو‬ ‫ر ّد فعل الم�ؤ�س�س ��ات الدولية‪ ،‬وال �سيما �صندوق‬ ‫النقد الدولي‪ ،‬التي ح� � ّذرت ال�سلطات اللبنانية‬ ‫م ��ن ان العالق ��ات الثنائية �ستت�أ ّث ��ر �سلب ًا �إن لم‬ ‫تع ��د �إدارة الإح�ص ��اء المرك ��زي �إل ��ى االيف ��اء‬ ‫ب�إلتزاماته ��ا بت�أمين ه ��ذا الم�ؤ�شر الحيوي جد ًا‬ ‫في درا�س ��ة �أو�ضاع الإقت�صاد والأو�ضاع النقدية‬

‫"ترم���ي هيئ���ة تنمي���ة العالق���ات اللبنانية –‬ ‫ال�سعودي���ة في غرف���ة بي���روت وجبل لبن���ان‪ ،‬الى‬ ‫تفعي���ل العالقات الإقت�صادي���ة وتنميتها على كل‬ ‫الم�ستوي���ات وخ�صو�ص���ا ً ف���ي المج���االت التجارية‬ ‫والإ�ستثماري���ة‪ ،‬وتطوير عالقات القط���اع الخا�ص‬ ‫في كال البلدين‪ ،‬وت�شجيع رجال الأعمال على �إقامة‬ ‫م�شاري���ع م�شتركة‪ ،‬ومراجع���ة الم�سائل التي تعوق‬ ‫تطوي���ر ه���ذه العالق���ات‪ ،‬وت�سهيل مهم���ات رجال‬ ‫الأعم���ال في البلدين"‪ ،‬هذا م���ا اكده رئي�س الهيئة‬ ‫�إيل���ي رزق ال���ذي دعا ال���ى �إلتزام ق���رارات مجل�س‬ ‫التع���اون الخليج���ي حي���ال "ع���دم الت���ورط في �أي‬ ‫�أن�شطة �إرهابية (�سيا�سي���ة‪ ،‬تجارية) ُتخل بقوانين‬ ‫هذه الدول لم�صلحة "حزب اهلل"‪.‬‬

‫الرئي�س نجيب ميقاتي‬

‫والمالي ��ة‪ .‬لق ��د ورد حرفي� � ًا ف ��ي تقري ��ر بعث ��ة‬ ‫�صن ��دوق النقد الدولي الى لبنان‪�" :‬إذا لم ُيعمد‬ ‫�إل ��ى �إ�ستئناف ن�ش ��ر الم�ؤ�شر على نح ��و �سريع‪،‬‬ ‫ف�سيك ��ون للأم ��ر تداعيات على عالق ��ات لبنان‬ ‫مع �صن ��دوق النقد الدولي"‪ .‬و�أ�ش ��ار ال�صندوق‬ ‫�إلى �أنه با�ستثناء نق�ص القدرات‪ ،‬ف�إن �أي �سبب‬ ‫لوق ��ف توفير و�إ�صدار بيانات الأ�سعار "قد يعني‬ ‫خرق لبن ��ان قواعد التزاماته ف ��ي �إطار الق�سم‬ ‫الخام�س من المادّة الثامنة من قواعد التعاون‪.‬‬ ‫ه ��ذا الأمر ق ��د يدف ��ع مدي ��رة �صن ��دوق النقد‬ ‫الدول ��ي �إلى توجي ��ه ر�سالة وتقري ��ر �إلى مجل�س‬ ‫�صن ��دوق النقد لك ��ي يو�صي باعتم ��اد �إجراءات‬ ‫منا�سبة"‪.‬‬ ‫هذا التهديد كان كافي ًا لإعادة �إ�صدار الم�ؤ�شر‪،‬‬ ‫الذي ج ��اءت نتيجته �سلبية ج� � ّد ًا؛ �إذ بلغ معدل‬ ‫ّ‬ ‫الم�سجل بي ��ن �شهري حزيران‬ ‫ت�ضخ ��م الأ�سعار‬ ‫ّ‬ ‫(يوني ��و) ‪ 2012‬وحزي ��ران (يوني ��و) ‪2013‬‬ ‫نح ��و ‪ .%8.8‬ه ��ذا الرقم الذي ت�ص� �دّر الأخبار‬ ‫االقت�صادي ��ة �أخي ��ر ًا‪ ،‬بع ��د ع ��ودة الم�ؤ�شر الى‬ ‫ال�ص ��دور‪ ،‬ي�شير بو�ض ��وح الى حج ��م ال�ضغوط‬ ‫الت ��ي يواجهه ��ا لبن ��ان‪ ،‬وال �سيم ��ا �أن �إدارة‬ ‫الإح�ص ��اء المرك ��زي تقول ان الرق ��م القيا�سي‬ ‫للأ�سع ��ار ل�شهر حزي ��ران (يونيو) ع ��ام ‪2013‬‬ ‫�سج ��ل �إرتفاع ًا قدره ‪ %28,5‬ع ��ن �شهر الأ�سا�س‬ ‫في كانون الأول (دي�سمبر) عام ‪ ،2007‬ما يعني‬ ‫ان الق ��درات ال�شرائي ��ة والق ��درات التناف�سي ��ة‬ ‫تدهورت بحدّة‪.‬‬

‫�س ّجل عدد الوافدي���ن الى لبنان خالل اال�شهر‬ ‫ال�ستة االولى م���ن ال�سنة الجارية ‪ 623‬الفا ً و‪864‬‬ ‫زائ���راً‪ ،‬بتراج���ع ‪ %12,69‬مقارن���ة بع���ام ‪،2012‬‬ ‫اذ بل���غ عدده���م ‪ 714‬الفا ً و‪ 549‬زائ���راً‪ .‬في حين‬ ‫بل���غ عدد الوافدين الإجمالي ف���ي حزيران (يونيو)‬ ‫الفائ���ت‪ 136 ،‬الف���ا ً و‪ 256‬زائ���راً‪ ،‬وذل���ك وف���ق‬ ‫م�صلحة االبحاث والدرا�س���ات والتوثيق في وزارة‬ ‫ال�سياحة‪ .‬وحل عدد الوافدين من الدول االوروبية‬ ‫في المرتبة االولى (‪ 43‬الف���ا ً و‪ 590‬زائراً)‪ ،‬وهم‪:‬‬ ‫اوالً الفرن�سي���ون ‪ 9,788‬زائ���راً‪ ،‬ثاني���ا ً االلم���ان‬ ‫‪ 7,639‬وثالثا ً البريطانيون ‪.4,512‬‬ ‫نقيب �أ�صحاب مكات���ب ال�سياحة وال�سفر جان‬ ‫عبود �أو�ضح �أن "حركة مكاتبهم بالمجمل �أقرب �إلى‬ ‫الجي���دة ب�سب���ب �إعتمادها على �أ�س���واق عدة"‪ .‬لكن‬ ‫الأكي���د �أن "ال�سياحة ال���واردة �إلى لبنان "معدومة"‬ ‫وه���ي تقت�ص���ر عل���ى اللبنانيي���ن المغتربي���ن‪� ،‬أما‬ ‫ال�سياح���ة ال�ص���ادرة‪ ،‬فن�سبته���ا �شبيه���ة بال�سن���ة‬ ‫ال�سابقة‪ ،‬وم�ستوى الم�ل�اءة في الطائرات جيد �إلى‬ ‫حد ما"‪ .‬مكاتب ال�سياحة وال�سفر تعتمد ومنذ بداية‬ ‫الأزمة ال�سوري���ة‪ ،‬على �سوق قطع التذاكر‪� ،‬إذ �أ�شار‬ ‫عب���ود �إلى �أن هذا ال�سوق يعي����ش نمواً بحوالي ‪17‬‬ ‫�إل���ى ‪ % 20‬مقارن���ة م���ع �أول �ستة �أ�شه���ر من �سنة‬ ‫‪ ،"2012‬و�أعاد ال�سب���ب "لي�س لأن لبنان في نعيم‬ ‫�سيا�س���ي وه���دوء �إقت�صادي‪ ،‬ب���ل لأن هناك �سوقا ً‬ ‫�سورية وعراقية ت�شتري تذاكرها من مكاتبنا"‪.‬‬ ‫بع���د بطاق���ة ‪Touch Credit Card‬ف���ي‬ ‫�شباط (فبراير) الما�ضي‪� ،‬أطلق بنك لبنان والمهجر‬ ‫و�شرك���ة "تات����ش"‪ ،‬بطاق���ة ائتماني���ة لم�ستعملي‬ ‫خطوط الدفع الم�سبق‪ ،‬تنف���رد في كونها البطاقة‬ ‫الم�صرفية الأولى ف���ي العالم التي تمنح حامليها‪،‬‬ ‫تلقائيا" وفور �إ�ستعماله���م البطاقة للم�شتريات‪،‬‬ ‫ر�صيداً �إ�ضافي���ا مجانيا للتخاب���ر‪ ،‬لإر�سال ر�سائل‬ ‫ق�صيرة �أو لزيارة الإنترنت‪.‬‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪9‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون لبنانية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫عجز الموازنة في لبنان �سيبقى مرتفع ًا‬ ‫تو ّقع ��ت م�ؤ�س�س ��ة البح ��وث والدرا�س ��ات‬ ‫‪Monitor‬‬ ‫االقت�صادي ��ة‬ ‫‪ International BMI‬ان يتق ّل� ��ص عج ��ز‬ ‫الموازنة في لبنان �إلى ‪ %8,6‬من الناتج المح ّلي‬ ‫الإجمالي ف ��ي ‪ 2013‬و�إلى ‪ %8,1‬من الناتج في‬ ‫‪ 2014‬م ��ن ‪ %9,1‬من الناتج في ‪ ،2012‬م�شيرة‬ ‫ال ��ى �أن الحكوم ��ة ل ��ن ت�ستطي ��ع بل ��وغ هدفه ��ا‬ ‫القا�ضي عب ��ر ت�سجيل عجز ف ��ي الموازنة يبلغ‬ ‫‪ %7,3‬م ��ن الناتج في ‪ ،2013‬نظر ًا �إلى تو ّقعات‬ ‫بانخفا� ��ض الإنف ��اق والعائ ��دات ال�ضريبي ��ة‬ ‫بم�ستويات �أق ّل من المتوقع‪.‬‬ ‫تتح�س ��ن �أو�ض ��اع المالي ��ة‬ ‫ق� � ّدرت ‪� BMI‬أن‬ ‫ّ‬ ‫ف ��ي لبن ��ان بع ��د ‪� ،2014‬إذ �إنه ��ا ر�أت �أن ح ّدة‬ ‫الت�ش ّنج ��ات الإقليمية �ستتراج ��ع‪ ،‬و�أنه �سيكون‬ ‫ف ��ي �إ�ستطاع ��ة ال�سلطات تطبي ��ق الإ�صالحات‬ ‫الإقت�صادي ��ة البنيوي ��ة"‪ ،‬الفتة �إل ��ى "�أن عجز‬ ‫و�سي�سجل مع ّد ًال يبلغ‬ ‫الموازنة �سيبقى مرتفع� � ًا‬ ‫ّ‬ ‫‪ %7,8‬م ��ن الناتج المح ّلي بي ��ن ‪ 2013‬و‪،2017‬‬ ‫مقارن� � ًة بم ّع ��دل و�صل �إل ��ى ‪ %8,5‬بي ��ن ‪2007‬‬ ‫و‪.2012‬‬ ‫وافادت �أن عج ��ز الموازنة �إرتف ��ع بن�سبة ‪%68‬‬ ‫�إلى ‪ 3,9‬مليارات دوالر العام الما�ضي من ‪2,3‬‬ ‫ملي ��اري دوالر في ‪ ،2011‬فيم ��ا تح ّول الفائ�ض‬ ‫‪Business‬‬

‫الأولي عجز ًا �أولي ًا و�ص ��ل �إلى ‪ %0,3‬من الناتج‬ ‫�سج ��ل فائ�ض ًا بل ��غ ‪ %4,3‬من‬ ‫المح ّل ��ي بعدم ��ا ّ‬ ‫الناتج المح ّل ��ي في ‪ ،2011‬مما �ش ّكل �أول عجز‬ ‫ي�سجله لبنان منذ ‪.2006‬‬ ‫�أولي ّ‬ ‫وع ��زت �إت�س ��اع العجز �إل ��ى �إقرار زي ��ادة غالء‬ ‫المعي�ش ��ة لموظف ��ي القط ��اع الع ��ام‪ ،‬الفتة �إلى‬ ‫�أن تكالي ��ف الموظفين �إرتفع ��ت بن�سبة ‪%21,5‬‬ ‫لت�ص ��ل �إل ��ى ‪ 6,7‬تريليون ��ات لي ��رة ف ��ي العام‬ ‫الما�ضي ب�سبب زي ��ادة غالء المعي�شة لموظفي‬ ‫القط ��اع الع ��ام البالغة ‪ %15,5‬و�إرتف ��اع ن�سبته‬ ‫مخ�ص�صات التقاعد‪.‬‬ ‫‪ %35‬في ّ‬ ‫م ��ن حي ��ث الإنف ��اق‪ ،‬ر�أت ‪� BMI‬أن م�ش ��روع‬ ‫القانون المع� � ّدل لموازنة ‪ 2013‬خفّ�ض الإنفاق‬ ‫�إلى ‪ 21,2‬تريليون لي ��رة من ‪ 22,8‬تريليون في‬ ‫الم�شروع الأ�سا�سي‪ ،‬وذلك مقارن ًة ب�إنفاق و�صل‬ ‫�إلى ‪ 20,1‬في ‪.2012‬‬ ‫ولفتت �إلى �أنه من غير المتو ّقع "�أن ُيط ّبق هذا‬ ‫الخف� ��ض ف ��ي الإنفاق ف ��ي الم�ستقب ��ل القريب‬ ‫ب�سبب الإنتخابات النيابية المق ّرر اجرا�ؤها في‬ ‫ت�شري ��ن الثاني (نوفمب ��ر) ‪ 2014‬وب�سبب حالة‬ ‫ع ��دم الإ�ستق ��رار ال�سيا�سي المح ّل ��ي‪ .‬وتو ّقعت‬ ‫�أن يرتف ��ع �إجمال ��ي الإنفاق بن�سب ��ة ‪ %6,1‬هذه‬ ‫ال�سنة حيال القيمة الإ�سمي ��ة‪ .‬وق ّدرت زيادات‬

‫�إ�ضافية ف ��ي �أجور موظفي القط ��اع العام هذه‬ ‫ال�سن ��ة‪ .‬و�أفادت �أن مجل�س ال ��وزراء وافق على‬ ‫�سل�سل ��ة الرت ��ب والروات ��ب لموظف ��ي القط ��اع‬ ‫الع ��ام‪ ،‬وزيادة وا�سع ��ة النطاق ف ��ي ال�ضرائب‬ ‫والر�سوم لتمويلها‪ .‬غير �أنها توق ّعت �أن ال تكون‬ ‫الإجراءات المطروحة لزيادة الإيرادات كافية‬ ‫لتغطية كلفة ال�سل�سلة البالغة ‪ 1,2‬مليار دوالر‪،‬‬ ‫والتي �ست� ��ؤدي �إلى �إت�ساع عجز الموازنة بن�سبة‬ ‫�إ�ضافية ‪ %1,1‬من الناتج المح ّلي‪.‬‬ ‫واعتبرت "�أن من ��اخ لبنان االقت�صادي �سيبقى‬ ‫�ضعيف� � ًا ب�سب ��ب غي ��اب �سيا�س ��ة فاعل ��ة لجبه‬ ‫م�شك�ل�ات البل ��د الإقت�صادية وب�سب ��ب الأزمة‬ ‫الم�ستمرة في �سوري ��ا‪ ،‬مما �سي�ؤ ّدي الى تق ّل�ص‬ ‫في نمو الإيرادات‪.‬‬ ‫وخل�ص ��ت ‪ BMI‬ال ��ى ان الحكوم ��ة "لن تواجه‬ ‫�صعوب ��ات في تموي ��ل عجزه ��ا‪ ،‬وخ�صو�صا �أن‬ ‫الم�ص ��ارف المح ّلي ��ة ت�ستمر في حم ��ل الق�سم‬ ‫الأكبر من الدين العام‪ ،‬وال تزال �صامدة �أمام‬ ‫ال�صدمات الداخلية والخارجية"‪ ،‬محذرة من‬ ‫�إرتفاع تكلف ��ة التمويل على الم ��دى المتو�سط‪،‬‬ ‫ومتوقع ��ة �أن يبقى م�ستوى الدي ��ن مرتفع ًا على‬ ‫الم ��دى المتو�سط نظر ًا ال ��ى العجز الكبير في‬ ‫الموازنة"‪.‬‬

‫"اونكتاد"‪ :‬تدفقات اال�ستثمارات الأجنبية المبا�شرة الى لبنان ارتفعت ‪ %8‬في ‪2012‬‬ ‫�سجل ��ت الإ�ستثم ��ارات الأجنبية المبا�شرة في لبن ��ان ‪ 3,8‬مليارات دوالر في‬ ‫‪ ،2012‬مم ��ا ي�شكل �إرتفاع ًا ‪ %8,7‬ع ��ن ‪ 3,5‬مليارات دوالر في ‪ .2011‬وكانت‬ ‫الإ�ستثم ��ارات الأجنبي ��ة المبا�ش ��رة الوافدة ال ��ى لبن ��ان ‪FDI inflows to‬‬ ‫‪ Lebanon‬بلغ ��ت ‪ 4,3‬مليارات دوالر ف ��ي ‪ ،2010‬و‪ 4,8‬مليارات في ‪،2009‬‬ ‫و‪ 4,3‬ملي ��ارات في ‪ ،2008‬و‪ 3,4‬مليارات في ‪ ،2007‬وذلك وفق م�ؤتمر الأمم‬ ‫المتحدة للتجارة والتنمية "اونكتاد"‪.‬‬ ‫ع ��زت ‪ UNCTAD‬الإرتفاع في تدفقات الإ�ستثم ��ارات الأجنبية المبا�شرة‬ ‫الواف ��دة الى لبنان ف ��ي ‪ 2012‬الى عملي ��ات الإ�ستح ��واذ الأجنبية في قطاع‬ ‫الت�أمي ��ن وفي الخدم ��ات المتعلقة بالقطاع العقاري‪ .‬وك ��ان لبنان ثالث �أكبر‬ ‫متل ��قّ للإ�ستثمارات الأجنبي ��ة المبا�شرة من حيث القيم ��ة الإ�سمية بين ‪18‬‬ ‫دولة عربية‪ ،‬و�ساد�س �أكبر متلقّ لها بين ‪ 21‬دولة في منطقة ال�شرق الأو�سط‬ ‫و�شمال �أفريقيا‪ ،‬ورابع �أكبر متلقّ بين ‪ 12‬دولة في غرب �آ�سيا في ‪.2012‬‬ ‫وبلغ ��ت التدفقات ال�صافي ��ة للإ�ستثمارات الأجنبية المبا�ش ��رة الوافدة الى‬ ‫لبن ��ان ‪ 3,2‬ملي ��ارات دوالر ف ��ي ‪ ،2012‬مم ��ا يجعله ثال ��ث �أكبر متل ��قّ لهذه‬ ‫‪8‬‬

‫العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫الإ�ستثم ��ارات بي ��ن ال ��دول العربية‪ ،‬وفق الن�ش ��رة الأ�سبوعي ��ة لمجمعة بنك‬ ‫بيبلو�س ( ‪.)Lebanon This Week‬‬ ‫و�سجل لبنان �أ�صغر �إرتفاع في تدفقات الإ�ستثمارات الأجنبية المبا�شرة بين‬ ‫ّ‬ ‫الدول العربية وفي منطقة ال�ش ��رق الأو�سط و�شمال افريقيا العام الما�ضي‪.‬‬ ‫وك ��ان لبن ��ان واح ��د ًا من ‪ 11‬دول ��ة في العال ��م العربي و‪ 12‬دولة ف ��ي ال�شرق‬ ‫الأو�سط و�شم ��ال افريقيا التي �شهدت ارتفاع‪ Hw‬في تدفقات اال�ستثمارات‬ ‫الأجنبية المبا�شرة في ‪ ، 2012‬فيما تح ّولت اال�ستثمارات الأجنبية المبا�شرة‬ ‫الخارج ��ة (‪ )outflows‬من م�صر‪ ،‬وقطر‪ ،‬واليمن ال ��ى ا�ستثمارات وافدة‬ ‫اليها(‪.)inflows‬‬ ‫بالمقارن ��ة‪ ،‬ارتفع ��ت الإ�ستثم ��ارات الأجنبي ��ة المبا�ش ��رة الواف ��دة ال ��ى‬ ‫الإقت�ص ��ادات العربي ��ة بن�سب ��ة ‪ %12,6‬وتل ��ك الواف ��دة الى منطق ��ة ال�شرق‬ ‫الأو�س ��ط و�شمال افريقيا بن�سبة ‪ %2,4‬في ‪2012‬؛ فيما تراجعت تلك الوافدة‬ ‫الى دول غرب ّا�سيا بن�سبة ‪ ،%4‬و�إنخف�ضت اال�ستثمارات الأجنبية المبا�شرة‬ ‫على ال�صعيد العالمي بن�سبة ‪.%18,2‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫"ايربا�ص"‪ :‬ارتفاع حركة الم�سافرين في المنطقة ‪� %6.2‬سنوي ًا‬

‫ُيتوق ��ع �أن ت�شه ��د حرك ��ة الم�سافرين ف ��ي ال�شرق‬ ‫الأو�س ��ط �إرتفاع� � ًا �سنوي� � ًا بن�سب ��ة ‪ %6.2‬خ�ل�ال‬ ‫ال�سن ��وات الع�شري ��ن المقبل ��ة‪ .‬وبغي ��ة تلبية هذا‬ ‫الطلب‪� ،‬ستعم ��ل �شركات الخط ��وط الجوية على‬ ‫نم ��و �أ�ساطيلها بمعدل ثالثة �أ�ضع ��اف تقريب ًا في‬ ‫�سن ��ة ‪ .2031‬وف ��ق درا�س ��ة �أجرته ��ا "�إيربا�ص"‬ ‫عن توقع ��ات الطلب في ال�س ��وق الإقليمية‪ ،‬والتي‬ ‫عر� ��ض نتائجها الم�س�ؤول ع ��ن الت�سويق والتحليل‬ ‫الإ�ستراتيج ��ي ف ��ي ال�شرك ��ة‪� ،‬أندرو غ ��وردن‪ ،‬في‬ ‫"قمة العرب للطي ��ران والإعالم ال�سنوية" التي‬ ‫نظمتها �شركة العربية للطيران في �سلطنة ُعمان‬ ‫اخي ��ر ًا‪ ،‬فان كل الخط ��وط الجوية ف ��ي المنطقة‬ ‫�ستت�سلم ‪ 1,963‬طائرة ركاب و�شحن بقيمة ‪408‬‬ ‫مليارات دوالر‪ ،‬وذلك خالل الفترة الم�شار اليها‪.‬‬ ‫�أم ��ا بالن�سب ��ة ال ��ى �س ��وق الم�سافري ��ن‪ ،‬فتوقع‬ ‫غوردن "نم ��و �أ�ساطيل الطائرات الت ��ي ت�ش ّغلها‬ ‫�شركات الخطوط الجوية ال�شرق �أو�سطية بنحو‬ ‫ثالث ��ة �أ�ضع ��اف (‪� 2,7‬أ�ضع ��اف) وذلك خالل‬ ‫فت ��رة الـ ‪� 20‬سنة المقبلة‪ ،‬بالتزامن مع الحاجة‬ ‫�إلى ‪ 1,384‬طائ ��رة‪ُ ،‬ي�ضاف �إليها �إ�ستبدال نحو‬ ‫‪ 522‬طائ ��رة قيد الخدمة حالي ًا وت�سليم نحو ‪57‬‬

‫طائرة �شحن جديدة"‪.‬‬ ‫وتوقعت "�إيربا�ص" �أن ت�شتري �شركات الخطوط‬ ‫الجوية في المنطقة ‪ 792‬طائرة �أحادية الممر‪،‬‬ ‫و‪ 826‬طائ ��رة ثنائية الممر‪ ،‬و‪ 345‬طائرة كبيرة‬ ‫جد ًا خالل ال�سنوات الع�شرين المقبلة‪.‬‬ ‫وق ��ال غوردن "�ست�شه ��د �سوق ال�ش ��رق الأو�سط‬ ‫نم ��و ًا مطرد ًا في قطاع الطيران خالل ال�سنوات‬ ‫الع�شري ��ن المقبل ��ة‪ ،‬و�سي�ساه ��م نم ��و �إقت�صاد‬ ‫ال ��دول الإقليمي ��ة وارتفاع عدد ال�س ّي ��اح والتن ّوع‬ ‫الإقت�ص ��ادي المتوا�ص ��ل ف ��ي زي ��ادة �أع ��داد‬ ‫الم�سافرين"‪.‬‬ ‫يذك ��ر �أن ت ّوقع "�إيربا�ص" ف ��ي منطقة ال�شرق‬ ‫الأو�س ��ط الم�ستم� � ّد م ��ن "ت ّوقع ��ات ال�س ��وق‬ ‫العالمي ��ة" لل�شرك ��ة‪ ،‬ي�شير �إل ��ى حاجة ال�سوق‬ ‫الإقليمية �إلى نحو ‪ 28,200‬طائرة ركاب و�شحن‬ ‫بقيمة تقارب ال� �ـ ‪ 4,000‬مليار دوالر‪ ،‬وذلك في‬ ‫غ�ض ��ون ال�سن ��وات الع�شري ��ن المقبل ��ة‪ .‬وت�شير‬ ‫درا�س ��ة ال�شركة �إل ��ى وجود طل ��ب �إجمالي على‬ ‫الطائرات الكبي ��رة جد ًا بنحو ‪ 1,710‬طائرات‪،‬‬ ‫في مقابل ‪ 6,970‬ثنائية الممر عري�ضة الج�سم‪،‬‬ ‫و‪ 19,520‬طائرة �أحادية الممر‪.‬‬

‫"فاو" قلِقة على الأمن الغذائي في م�صر‬ ‫�أعلن ��ت "منظم ��ة الأغذي ��ة والزراع ��ة للأم ��م‬ ‫المتح ��دة" (ف ��او) �أن الإ�ضطراب ��ات االجتماعية‬ ‫وتراج ��ع �إحتياطات النقد الأجنب ��ي يثير مخاوف‬ ‫كبي ��رة حيال الأم ��ن الغذائي في م�ص ��ر‪ .‬و�أ�شارت‬ ‫المنظم ��ة ف ��ي تقرير نقلت ��ه وكال ��ة "رويترز" عن‬ ‫توقع ��ات المحا�صي ��ل وحال ��ة الأغذي ��ة �إل ��ى �أن‬ ‫"�إحتياج ��ات م�ص ��ر‪� ،‬أكب ��ر م�ست ��ورد للقمح في‬ ‫العالم‪ ،‬من واردات الحب ��وب لعام ‪2014 - 2013‬‬ ‫�ست�ستقر عند م�ستوي ��ات العام الما�ضي على رغم‬ ‫التوقع ��ات الجي ��دة ف ��ي م ��ا خ� ��ص المح�صول"‪.‬‬ ‫وح ّذرت من �أن تراج ��ع �إحتياطات النقد الأجنبي‬ ‫قد ُي�سفر ع ��ن زيادة القيود عل ��ى التعامالت التي‬ ‫يجريها البنك المرك ��زي الم�صري ومن ثم الحد‬ ‫من الواردات‪ .‬ولم ي�ش ��ر التقرير �إلى الم�ساعدات‬ ‫الت ��ي منحته ��ا دول خليجي ��ة لم�صر والت ��ي بلغت‬ ‫قيمته ��ا ‪ 12‬ملي ��ار دوالر‪� .‬إل ��ى ذل ��ك �أعل ��ن با�سم‬

‫عودة‪ ،‬وزير التموين في حكومة الرئي�س الم�صري‬ ‫المع ��زول محم ��د مر�س ��ي‪� ،‬أن مخ ��زون م�صر من‬ ‫القم ��ح الم�ست ��ورد يكف ��ي �إحتياجاته ��ا لأق ��ل من‬ ‫�شهرين‪ ،‬ما ي�شير �إلى نق�ص �أ�شد مما ك�شفت عنه‬ ‫تقاري ��ر �سابقة‪ .‬و�أكد ع ��ودة لـ"رويترز" من داخل‬ ‫خيم ��ة �إعت�ص ��ام لآالف الم�ؤيدي ��ن لمر�سي الذين‬ ‫يحتجون على عزل ��ه‪� ،‬أن مخزون القمح الم�ستورد‬ ‫بلغ ‪� 500‬ألف طن فقط‪ .‬وكانت الحكومة حذرة في‬ ‫ما يتعل ��ق ببيانات مخزون القم ��ح الم�ستورد حتى‬ ‫عندما توقفت عن الإ�ستيراد ب�سبب نق�ص ال�سيولة‬ ‫المالي ��ة‪ .‬و�أو�ضح عودة �أن بعد �شراء ‪ 3.7‬ماليين‬ ‫ط ��ن م ��ن القمح المحل ��ي‪ ،‬الذي �أ�ش ��رف ح�صاده‬ ‫على الإنتهاء‪ ،‬تملك م�صر الآن مخزون ًا من القمح‬ ‫المحلي يبل ��غ ثالثة ماليين طن‪ ،‬م�ش ��دد ًا على �أن‬ ‫الحكومة حاولت زيادة ن�سب ��ة القمح المحلي التي‬ ‫ت�ستخدمها �إلى ‪ 60‬في المئة‪.‬‬

‫الموجز العربي‬ ‫�أعلن متعامل���ون في �أوروبا‪� ،‬أن هيئة حكومية‬ ‫�سوري���ة طرحت عطا ًء دوليا ً ل�ش���راء ‪� 200‬ألف طن‬ ‫م���ن القم���ح اللين‪ ،‬عل���ى �أن تدف���ع م���ن ح�سابات‬ ‫مجمدة ب�سبب عقوبات تجارية‪.‬‬ ‫م�صرفية ّ‬ ‫والموع���د النهائ���ي لتلق���ي العرو����ض ‪� 19‬آب‬ ‫(�أغ�سط�س) الجاري‪ .‬وال ت�شمل العقوبات التجارية‪،‬‬ ‫التي يفر�ضها الغرب على حكومة الرئي�س ال�سوري‬ ‫ب�ش���ار الأ�س���د‪ ،‬الم���واد الغذائية‪ .‬لك���ن العقوبات‬ ‫الم�صرفي���ة �ص ّعبت على التجار التعامل مع دم�شق‬ ‫والح�صول على مدفوعاتهم‪.‬‬ ‫وقال متعاملون �إن "العطاء الذي طرحته الم�ؤ�س�سة‬ ‫العام���ة لتجارة وت�صنيع الحبوب ف���ي �سوريا‪� ،‬أفاد‬ ‫�أن دف���ع ثم���ن القمح �سيت���م من ح�ساب���ات مجمدة‬ ‫للبنوك ال�سورية في بنوك �أوروبية وعربية"‪.‬‬ ‫�أعل���ن وزي���ر العمل والنق���ل الأردن���ي ن�ضال‬ ‫القطامي���ن‪� ،‬أن الوزارة "�أغلقت نح���و ‪ 155‬من�ش�أة‬ ‫وم�ؤ�س�سة بال�شم���ع الأحمر بينه���ا م�ؤ�س�سات تعمل‬ ‫ف���ي دوائر حكومية‪ ،‬و�أنذرت نح���و ‪ 1721‬م�ؤ�س�سة‬ ‫�أخ���رى ت�شغّل عماالً غير م�ص���رح عنهم‪ ،‬وفق �أحكام‬ ‫قان���ون العم���ل الأردني"‪ .‬و�أ�شار �إل���ى "و�ضع ‪810‬‬ ‫م�ؤ�س�س���ات على الالئح���ة ال�سوداء‪ ،‬الت���ي تمنعهم‬ ‫م���ن �إ�ستقدام الي���د العامل���ة و�إ�ستخدامها‪ ،‬ب�سبب‬ ‫ت�شغيل الجئين �سوريي���ن غير م�صرح لهم بالعمل‬ ‫ولت�سريبها عم���االً وافدين من القطاع الزراعي �إلى‬ ‫القطاعات الأخرى"‪ .‬و�أكد �أن الوزارة "تكثّف حمالت‬ ‫التفتي�ش في كل القطاعات"‪.‬‬ ‫�إنخف�ض���ت قيمة واردات الجزائ���ر من الأدوية‬ ‫بن�سب���ة ‪ %25.4‬في ال�شهور الـ ‪ 5‬الأولى من العام‬ ‫‪ ،2013‬وبلغت ‪ 746.07‬ملي���ون دوالر �أميركي‪،‬‬ ‫مقارنة بالفت���رة نف�سها من العام ‪� ،2012‬إذ كانت‬ ‫ف���ي حدود ‪ 1‬ملي���ار دوالر‪ .‬وذكر بي���ان �صادر عن‬ ‫المركز الوطني للإع�ل�ام والإح�صاء‪ ،‬التابع للجمارك‬ ‫الجزائرية‪� ،‬أنه "على عك�س �إنخفا�ض قيمة الواردات‪،‬‬ ‫ف�إن حجمها �شه���د ارتفاعا ً بن�سبة ‪ %5.3‬لتبلغ ‪14‬‬ ‫�أل���ف و‪ 437‬طنا ً‪ ،‬خالل ال�شهور الـ ‪ 5‬الأولى من عام‬ ‫‪ ،2013‬مقاب���ل ‪ 13711‬خالل الفت���رة نف�سها من‬ ‫العام ‪ ."2012‬وع���زا البيان‪ ،‬تراجع قيمة الواردات‬ ‫�إلى "�إنخفا�ض قيمة المنتجات ال�صيدالنية‪ ،‬بن�سبة‬ ‫‪ %36‬وقيمة الأدوية بن�سبة ‪.%25.3‬‬ ‫وا�ص���ل العج���ز التج���اري التون�س���ي تفاقم���ه‬ ‫لي�صل حجمه خ�ل�ال الأ�شهر ال�ستة الأولى من العام‬ ‫الج���اري �إل���ى ‪ 5.553‬مليارات دين���ار(‪3.514‬‬ ‫ملي���ارات دوالر)‪ ،‬مقاب���ل ‪ 5.468‬مليارات دينار‬ ‫(‪ 3.46‬ملي���ارات دوالر) خ�ل�ال الفترة نف�سها من‬ ‫العام الما�ضي‪.‬‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪11‬‬


‫�ش�ؤون عربية‬ ‫الموقف العربي‬

‫مرة �أخرى في ال�شوارع‬ ‫�أق�سم ��ت جماع ��ة "الإخ ��وان الم�سلمي ��ن" اليمي ��ن بع ��دم التر�ش ��ح لرئا�س ��ة‬ ‫الجمهوري ��ة الم�صري ��ة‪ .‬وبعدم ��ا حنثت به ��ذا الوعد‪ ،‬قالت �أنه ��ا �سوف تجلب‬ ‫"الخب ��ز والحري ��ة والعدال ��ة الإجتماعي ��ة" الى الم�صريي ��ن‪ .‬ولكن في ظل‬ ‫حكمه ��ا‪ ،‬زاد �إنع ��دام الأم ��ن و�إرتفع معدل الفقر‪ .‬لذا عاد النا� ��س �إلى ال�شوارع‬ ‫مرة �أخرى‪ ،‬مطالبين وم�ص ّرين على رحيل الرئي�س محمد مر�سي‪ .‬هذه هي‬ ‫الطريقة التي يبد�أ فيها بع�ض الثورات‪ .‬وعندما تنجح‪ ،‬يحتفل �أهلها لقرون‬ ‫عدة من دون �إنتباه كثير �إلى ما �إذا كانت ثوراتهم كانت عفوية‪� ،‬أو ت�ستند �إلى‬ ‫�أ�س�س قانونية لإطالق العنان لها‪ .‬التاريخ لي�س در�ساً في القانون‪.‬‬ ‫عندم ��ا �إنته ��ت ديكتاتورية ح�سني مبارك‪ ،‬كان من غير الحكمة �أن نت�صور �أن‬ ‫�أول �إنتخاب ��ات ل ��ن تت�أث ��ر بالقب�ضة الخانق ��ة التي كان مار�سه ��ا لفترة طويلة‬ ‫عل ��ى الحي ��اة ال�سيا�سي ��ة وحري ��ة المناق�ش ��ة والتعبي ��ر‪ .‬الناخب ��ون ف ��ي ه ��ذه‬ ‫الظروف غالباً ما ي�ؤكدون الحالة الهيكلية الإجتماعية �أو القوى الم�ؤ�س�سية‬ ‫الأكثر تطوراً (الأ�سر الرائدة والجي�ش والحزب الحاكم الأ�صلي) �أو جماعات‬ ‫منظمة �أن�ش�أت �شبكات �سرية هرباً من القمع (الإخوان الم�سلمون)‪ .‬ال يمكن‬ ‫تحقيق الديموقراطية في �سياق عملية �إنتخاب واحدة‪.‬‬ ‫يواجهون من قبل جمهور‬ ‫ع ��دم الوفاء بالوعود‪ ،‬قادة منتخبون بفارق �ضئيل َ‬ ‫محب ��ط �أو غا�ض ��ب‪،‬و مظاهرات حا�ش ��دة مليونية ّ‬ ‫نظمته ��ا مجموعة متنوعة‬ ‫م ��ن المحتجي ��ن‪ :‬دول �أخ ��رى �إل ��ى جانب م�ص ��ر خبرت حاالت مث ��ل هذه في‬ ‫ال�سن ��وات الأخي ��رة – ولكن‪ ،‬م ��ن دون �إ�ستيالء الجي�ش عل ��ى ال�سلطة‪ ،‬و�إلقاء‬ ‫القب� ��ض على رئي� ��س الدولة من دون محاكمة وقت ��ل م�سلحين‪ .‬خالف ذلك‪،‬‬ ‫كان الأمر �سيو�صف ب�أنه �إنقالب‪.‬‬ ‫ن�صب ��ت نف�سها بنف�سها‬ ‫ال ��دول الغربي ��ة ال ت�ستخ ��دم هذا الم�صطل ��ح‪ .‬بما �أنها ّ‬ ‫َح َكماً بالن�سبة الى الفوارق الديبلوما�سية الدقيقة‪ ،‬يبدو �أنها تعتقد �أنه لي�س‬ ‫كل عمل ع�سكري �إنقالباً ‪ -‬في مالي وهندورا�س �أو م�صر ‪ -‬هو �إعترا�ض على‬ ‫ح ��د �سواء‪ .‬دعمت الواليات المتحدة ف ��ي البداية جماعة الإخوان الم�سلمين‬ ‫ولكن بعد ذلك �إ�ستمرت في تقديم الدعم الع�سكري �إلى القاهرة حتى بعدما‬ ‫خل ��ع الجي� ��ش مر�سي م ��ن ال�سلطة‪ .‬كان ��ت وا�شنطن تحل ��م بتحالف محافظ‬ ‫بي ��ن الجي� ��ش والإخ ��وان‪ ،‬لكنه لم يح�صل وهذا كان م ��ن �سعادة �أولئك الذين‬ ‫م ��ا زالوا يحنون �إلى النظ ��ام القديم‪ ،‬والنا�صريين القوميي ��ن‪ ،‬والليبراليين‬ ‫الجدد‪ ،‬وال�سلفيين‪ ،‬والي�سار العلماني والنظام ال�سعودي‪ ،‬الذين ال بد من �أن‬ ‫بع�ضاً منهم �أ�صيب بخيبة �أمل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫رغ ��م �أن م�صر دولة مفل�س ��ة تقريبا‪ ،‬ف�إن ال�صراع بي ��ن الجي�ش والإ�سالميين‬ ‫�أ ّث ��ر �أي�ض� �اً‪ ،‬ولو قلي ً‬ ‫ال‪ ،‬عل ��ى الخيارات الإقت�صادي ��ة والإجتماعية التي تواجه‬ ‫الب�ل�اد‪ ،‬الت ��ي هي من دون تغيير �إلى حد كبي ��ر منذ �سقوط مبارك‪ .‬ولكن �إذا‬ ‫�إنته ��ي الأم ��ر الى �إنتخاب ��ات �أو �إنقالب‪ ،‬فم ��ا معنى الثورة الت ��ي ال تغ ّير �شيئاً‬ ‫ف ��ي تلك المج ��االت الرئي�سية؟ و�ضع القادة الج ��دد الم�ساعدات المالية (‪12‬‬ ‫ملي ��ار دوالر) م ��ن دول الخلي ��ج‪ ،‬وخ�صو�صاً المملكة العربي ��ة ال�سعودية‪ ،‬قبل‬ ‫�إنق ��اذ البالد‪ .‬واذا ت�أكد هذا الخيار‪� ،‬سوف يعود الم�صريون الى ال�شوارع مرة‬ ‫�أخرى‪ ،‬مهما كان ر�أي المحامين والمدافعين‪.‬‬ ‫القاهرة ‪ -‬هدى �أحمد‬

‫‪10‬‬

‫العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫زراعة‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫االردن‪ :‬ا�ستراتيجية لالت�صاالت‬ ‫�أطلق ��ت وزارة الإت�ص ��االت‬ ‫وتكنولوجي ��ا المعلوم ��ات الأردنية‪،‬‬ ‫الإ�ستراتيجي ��ة الوطني ��ة لقط ��اع‬ ‫الإت�صاالت وتكنولوجيا المعلومات‬ ‫للأعوام ‪ ،2017 - 2013‬بم�شاركة‬ ‫القط ��اع الخا� ��ص والتن�سي ��ق معه‪،‬‬ ‫وت�سته ��دف زي ��ادة الإ�ستثم ��ار‬ ‫المحل ��ي والأجنب ��ي المبا�ش ��ر �إلى‬ ‫‪ 450‬مليون دوالر و�إنت�شار الإنترنت وزير الإت�صاالت وتكنولوجيا‬ ‫�إل ��ى ‪ 85‬في المئة‪ ،‬ورف ��ع عائدات المعلومات الأردني حاتم الحلواني‬ ‫القطاع �إلى نحو مليار دوالر‪ ،‬وعدد‬ ‫اليد العاملة المبا�شرة �إلى ‪� 20‬ألف ًا مع نهاية عام ‪.2017‬‬ ‫و ُو�ضعت ه ��ذه الإ�ستراتيجية‪ ،‬التي �إتفقت في �ش�أنها الوزارة مع‬ ‫القط ��اع الخا�ص ممث ًال بجمعية �شرك ��ات تكنولوجيا المعلومات‬ ‫(�إنت ��اج) على توليه ��ا م�س�ؤولي ��ة تنفيذها ومتابعته ��ا بدعم من‬ ‫ال ��وزارة‪ ،‬بعد �سل�سلة من ور�شات العم ��ل وجل�سات النقا�ش حول‬ ‫ق�ضاي ��ا القط ��اع التف�صيلية‪ .‬كم ��ا ُطرحت للإ�ست�ش ��ارة العامة‬ ‫للم�ؤ�س�سات المعنية في القطاعين العام والخا�ص‪.‬‬ ‫و�أو�ضح وزير الإت�ص ��االت وتكنولوجيا المعلومات الأردني حاتم‬ ‫الحلواني‪� ،‬أن اال�ستراتيجي ��ة "ترمي في �شكل �أ�سا�س �إلى تفعيل‬ ‫م�ساهمة قط ��اع الإت�ص ��االت وتكنولوجيا المعلوم ��ات في النمو‬ ‫الإقت�ص ��ادي وتعزيزها‪ ،‬من خالل رف ��ع ن�سبة �صادراته الناتجة‬ ‫عن تطوير �سلع وخدم ��ات ذات قيمة م�ضافة عالية‪ ،‬تعتمد على‬ ‫طاق ��ة ال�شباب الأردني المتمي ��ز و�إبداعهم"‪ .‬وتهدف �أي�ض ًا �إلى‬ ‫"تمكين القطاع من زيادة قدرته التناف�سية وكذلك للقطاعات‬ ‫الإقت�صادي ��ة الأخرى المعتمدة على مخرجاته لتقلي�ص الفجوة‬ ‫الرقمية بين الأردن وال ��دول الأكثر تقدم ًا تقني ًا‪ ،‬ولجعل الأردن‬ ‫مرك ��ز ًا �إقليمي ًا في المنطقة"‪ .‬كم ��ا �ست�ساهم الإ�ستراتيجية في‬ ‫"تطوير فر�ص عمل م�ستدامة تخ ّف�ض معدّل البطالة"‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار الحلوان ��ي‪� ،‬إل ��ى "تركي ��ز الإ�ستراتيجي ��ة عل ��ى �أهداف‬ ‫تتمثل بتهيئة البيئة الممكن ��ة لقطاعات الإت�صاالت وتكنولوجيا‬ ‫المعلومات وتطويرها‪ ،‬وتح�سين بيئة الأعمال من خالل معالجة‬ ‫الق�ضاي ��ا القانوني ��ة والتنظيمية المتعلقة بقطاع ��ي الإت�صاالت‬ ‫وتكنولوجي ��ا المعلوم ��ات‪ ،‬و�أهمه ��ا مراجعة قان ��ون الإت�صاالت‬ ‫و�إق ��رار قان ��ون ال�شراك ��ة بي ��ن القطاعي ��ن الع ��ام والخا� ��ص‪،‬‬ ‫و�إ�ستكم ��ال الإج ��راءات لدخ ��ول حزم ��ة القواني ��ن والأنظم ��ة‬ ‫الداعمة للتجارة الإلكترونية حيز التنفيذ"‪.‬‬ ‫وت�ش ��دد الإ�ستراتيجية على "توفير بيئة �إ�ستثمارية فاعلة جاذبة‬ ‫للإ�ستثمارات المحلية والأجنبية‪ ،‬وزيادة فاعلية الترويج للأردن‬ ‫كوجهة �إ�ستثمارية لهذه ال�صناعة‪ ،‬وتطوير مهارات تقنية عالية‬ ‫وت�شجيع الجامعات على التعاون مع قطاع تكنولوجيا المعلومات‬ ‫لتطوير المقررات التعليمية"‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫الف�ساد زاد في الدول العربية‪ ...‬بعد �إنتفا�ضات "الربيع"‬

‫�أظه ��ر �إ�ستط�ل�اع للر�أي ن�شر �أخي ��ر ًا �أن الف�ساد‬ ‫�إزداد �س ��وء ًا ف ��ي معظ ��م ال ��دول العربي ��ة منذ‬ ‫�إنتفا�ضات الربي ��ع العربي في العام ‪ 2011‬على‬ ‫الرغ ��م م ��ن ان الغ�ضب على ف�س ��اد الم�س�ؤولين‬ ‫كان �سبب ًا رئي�س ًا في تفجيرها‪.‬‬ ‫وجاءت نتائج الإ�ستطالع الذي �أجرته "منظمة‬ ‫ال�شفافي ��ة الدولي ��ة" وه ��ي مرك ��ز عالمي غير‬ ‫حكوم ��ي ير�صد م�شكلة الر�ش ��وة في �شتى �أنحاء‬ ‫العال ��م‪ ،‬ليع�صف ب�آمال معلق ��ة على �إنتفا�ضات‬ ‫"الربيع العربي" حتى تجيء بحكومات نظيفة‬ ‫ومناخ �شفاف في قطاع الأعمال‪.‬‬ ‫ويمك ��ن ان ت�ض ��ر خيب ��ة الأم ��ل الت ��ي ي�شعر بها‬ ‫المواط ��ن العرب ��ي من تف�ش ��ي الف�س ��اد بجهود‬ ‫الحكوم ��ات لإع ��ادة الإ�ستق ��رار ال�سيا�س ��ي‬ ‫وف ��ي الوق ��ت ذات ��ه ّ‬ ‫تعط ��ل النم ��و الإقت�ص ��ادي‬ ‫والإ�ستثم ��ارات الأجنبي ��ة‪ .‬وك�ش ��ف الم�س ��ح �أن‬ ‫ث�ل�اث دول‪ ،‬م ��ن بين �أرب ��ع �شه ��دت �إنتفا�ضات‬ ‫"الربي ��ع العرب ��ي"‪ ،‬هي م�ص ��ر وتون�س واليمن‪،‬‬ ‫�شع ��ر غالبي ��ة الم�شاركي ��ن ف ��ي اال�ستطالع ان‬ ‫م�ستوى الف�ساد زاد خالل العامين الما�ضيين‪.‬‬ ‫وف ��ي م�صر قال ‪ 64‬في المئ ��ة ان الف�ساد ازداد‬ ‫�س ��وء ًا بينم ��ا بلغ ��ت الن�سب ��ة ‪ 80‬ف ��ي المئة في‬ ‫تون� ��س‪ .‬وكان الإ�ستثناء الوحي ��د ليبيا حيث قال‬ ‫‪ 46‬ف ��ي المئة فق ��ط ان الب�ل�اد �أ�صبح ��ت �أكثر‬ ‫ف�ساد ًا‪ .‬و�صنف ‪ 78‬في المئة من الم�شاركين في‬ ‫ا�ستط�ل�اع ال ��ر�أي في م�صر ال�شرط ��ة على �أنها‬ ‫فا�س ��دة �أو فا�سدة ج ��د ًا‪ .‬وبلغت هذه الن�سبة ‪65‬‬ ‫ف ��ي المئة بالن�سب ��ة الى الق�ض ��اء و‪ 45‬في المئة‬ ‫بالن�سب ��ة الى الجي� ��ش الم�صري وه ��و من �أكثر‬

‫الم�ؤ�س�س ��ات الت ��ي تتمت ��ع ب�إحت ��رام ف ��ي البالد‬ ‫والذي ع ��زل الرئي�س الإ�سالم ��ي محمد مر�سي‬ ‫�أخير ًا في �أعقاب �إحتجاجات �شعبية حا�شدة‪.‬‬ ‫و�أظه ��ر الم�س ��ح �أي�ض ًا �إ�ستي ��اء متنامي ًا في عدد‬ ‫كبير من ال ��دول العربية التي ل ��م ت�شهد ثورات‬ ‫لك ��ن �إنتفا�ض ��ات "الربي ��ع العرب ��ي" �صع ��دت‬ ‫التوترات ال�سيا�سية فيها‪ .‬وفي لبنان قال ‪ 84‬في‬ ‫المئة ان الف�س ��اد زاد خالل العامين الما�ضيين‬ ‫وبلغ ��ت الن�سبة ف ��ي المغرب ‪ 56‬ف ��ي المئة وفي‬ ‫الع ��راق ‪ 60‬في المئ ��ة‪ .‬كما و�صل ��ت الن�سبة في‬ ‫الأردن �إل ��ى ‪ 39‬ف ��ي المئ ��ة بينم ��ا ق ��ال ‪ 44‬في‬ ‫المئ ��ة ان م�ستوى الر�شوة ظ ��ل على حاله‪ .‬وقال‬ ‫كري�ستوف ويلك‪ ،‬مدير ال�شرق الأو�سط و�شمال‬ ‫�أفريقي ��ا في "منظم ��ة ال�شفافي ��ة الدولية"‪ ،‬ان‬ ‫ال�شرط ��ة والق�ض ��اء والأح ��زاب ال�سيا�سي ��ة في‬ ‫ال ��دول العربي ��ة ف ��ي حاج ��ة �إلى �إ�ص�ل�اح حتى‬ ‫تك�سب ثقة المواطنين‪.‬‬ ‫لك ��ن ف ��ي �إط ��ار الإ�ضطراب ��ات الإجتماعي ��ة‬ ‫والإقت�صادي ��ة التي حدثت بع ��د الإنتفا�ضات لم‬ ‫يكن ل ��دى الحكوم ��ات الوق ��ت �أو الطاقة لتبني‬ ‫مث ��ل ه ��ذه الإ�صالح ��ات‪ .‬وق ��ال ويل ��ك "هناك‬ ‫تناق�ض بين ال�سيا�س ��ة والخطاب"‪ .‬و�أ�ضاف ان‬ ‫الحكوم ��ة الم�صرية‪ ،‬مث�ل ً�ا‪ ،‬وفي م�سعى لجذب‬ ‫الإ�ستثم ��ارات الخارجي ��ة‪ ،‬ت�صالح ��ت مع بع�ض‬ ‫رم ��وز نظ ��ام الرئي� ��س ال�سابق ح�سن ��ي مبارك‬ ‫ال ��ذي دين بالف�س ��اد‪ .‬و�شمل الم�س ��ح ا�ستطالع‬ ‫ر�أي نح ��و ‪� 1000‬شخ�ص في كل دولة في الفترة‬ ‫م ��ا بين �أيل ��ول (�سبتمب ��ر) و�آذار (مار�س) من‬ ‫هذا العام‪.‬‬

‫ال�سودان تقتر�ض من ال�صين ‪ 700‬مليون دوالر لبناء مطار جديد‬ ‫قال ��ت و�سائ ��ل �إع�ل�ام حكومي ��ة �إن ال�صي ��ن‬ ‫�أقر�ضت ال�سودان ‪ 700‬مليون دوالر لبناء مطار‬ ‫جديد في الخرط ��وم وهو ما ي�س ّلط ال�ضوء على‬ ‫الروابط الوثيقة بين البلدين‪.‬‬ ‫وقالت وكالة ال�سودان للأنباء (�سونا) الر�سمية‬ ‫�إن م�س�ؤولي ��ن �سودانيي ��ن و ّقعوا �إتف ��اق القر�ض‬ ‫ومدت ��ه خم� ��س �سن ��وات م ��ع بن ��ك ال�ص ��ادرات‬ ‫وال ��واردات ال�صين ��ي وهو بن ��ك حكومي يدعم‬ ‫ال�سيا�س ��ة ال�صينية‪ .‬و�سيب ��د�أ العمل في المطار‬

‫الجديد في نهاية العام وي�ستمر ثالث �سنوات‪.‬‬ ‫وي�أت ��ي الإتفاق في وقت تدر� ��س �شركات طيران‬ ‫تقلي ��ل رحالتها �إلى ال�سودان نظ ��ر ًا لل�صعوبات‬ ‫الت ��ي تواجهها في تحويل �أرباحه ��ا �إلى الخارج‬ ‫ب�سب ��ب القي ��ود المفرو�ضة عل ��ى العملة‪ .‬ويجبر‬ ‫البنك المركزي تلك ال�شركات على بيع التذاكر‬ ‫لل�سودانيي ��ن بالجني ��ه ال�سوداني ال ��ذي فقد ما‬ ‫يزي ��د عن ‪ 50‬في المئة من قيمته مقابل الدوالر‬ ‫في العامين الما�ضيين‪.‬‬

‫�أك���د خب���راء وعاملون في قط���اع االت�صاالت �أن‬ ‫قرار الحكوم���ة الأردنية زيادة ال�ضريبة الخا�صة على‬ ‫الخدمات الخليوية �سي�ساهم ب�شدة في زيادة ظاهرة‬ ‫تهريب الأجهزة الخليوي���ة‪ .‬و�أ�شاروا �إلى �أن الحكومة‬ ‫ت�أم���ل ف���ي �أن يثمر الق���رار "جني �إي���رادات �إ�ضافية‬ ‫تزي���د على مئة مليون دينار"‪ .‬ولفت���وا �إلى �أن القرار‬ ‫الأول المتمثّ���ل برفع ال�ضريب���ة الخا�صة على الخدمة‬ ‫الخليوية بكل �إ�شتراكاتها من ‪ 12‬في المئة �إلى ‪24‬‬ ‫في المئة‪� ،‬سيرفد الخزينة بمبلغ �إ�ضافي يق ّدر بـ‪75‬‬ ‫رجح �آخرون‬ ‫مليون دينار (‪ 106‬ماليين دوالر)‪ ،‬فيما ّ‬ ‫�أن ي�ساه���م ق���رار م�ضاعف���ة ال�ضريبة عل���ى الأجهزة‬ ‫الخليوي���ة من ثمانية في المئة �إلى ‪ 16‬في المئة في‬ ‫رفد الخزينة ب�أكثر من ‪ 30‬مليون دينار‪.‬‬ ‫دافع رئي�س هيئة اال�ستثمار العراقية‪� ،‬سامي‬ ‫ر�ؤوف الأعرج���ي‪ ،‬عن "قان���ون الإ�ستثمار العراقي"‬ ‫م�ؤكداً عل���ى �أن م�شاريع نفطي���ة وخدماتية �ضخمة‬ ‫�ستحال لم�صلحة �شركات خليجية و�أجنبية‪.‬‬ ‫ورداً عل���ى �إنتق���ادات وجه���ت �إلى القان���ون لعدم‬ ‫تمكنه من جذب �أم���وال عربية و�أجنبية للداخل قال‬ ‫يميز القطاع الإقت�صادي‬ ‫الأعرجي في ت�صريح‪" :‬ما ّ‬ ‫هو �أنه ال يتعامل بلغ���ة ال�سجاالت الكالمية الخالية‬ ‫من الإثبات���ات‪ ،‬بل بالأرقام‪ ،‬الت���ي يظهر المتوافر‬ ‫منه���ا وج���ود طف���رة نوعية ف���ي �إقب���ال ال�شركات‬ ‫الأجنبية والعربية على دخول �ساحة الإ�ستثمار في‬ ‫العراق"‪ .‬و�أ�ضاف‪" :‬خالل ال�سنوات الأربع الما�ضية‬ ‫منح���ت ‪ 740‬فر�ص���ة �إ�ستثمارية ل�ش���ركات عربية‬ ‫و�أجنبي���ة‪ ،‬قيمتها حوالى ‪ 32‬ملي���ار دوالر"‪ .‬و�أ�شار‬ ‫�إل���ى �أن ق�سم���ا ً من ه���ذه الم�شاريع نفّ���ذ في حين‬ ‫�أن الق�س���م الآخر قيد التنفي���ذ وق�سما ً ثالثا ً يعاني‬ ‫م�ش���اكل مث���ل تخ�صي����ص الأر�ض و�سرع���ة الإحالة‬ ‫والموافقات وغيرها‪.‬‬ ‫�أف���ادت م�ص���ادر �سوري���ة �أن مجل����س الوزراء‬ ‫�أ�صدر "قراراً �أعفى بموجبه �شركة �إريا تجارت تارة‬ ‫الإيرانية لتوريد م���واد غذائية ومنظفات تحويلية‬ ‫م���ن كل الر�سوم والطواب���ع وال�ضرائ���ب بما فيها‬ ‫ر�سم الطابع ور�سم ت�صديق الم�ستندات"‪.‬‬ ‫وكان رئي����س ال���وزراء ال�سوري وائ���ل الحلقي قرر‬ ‫"من���ع المغادري���ن م���ن كل الأمان���ات الجمركية من‬ ‫�إخ���راج �أي م���واد غـــــذائي���ة ب�صحب���ة م�ساف���ر �سواء‬ ‫كانت هذه الم���واد �سورية المن�ش����أ �أم �أجنبية �سبق‬ ‫�إ�ستيرادها �إلى �سورية تحت طائلة م�صادرة المواد‬ ‫الم�صطحبة والمالحقة بمخالفة الت�صدير تهريبا ً"‪.‬‬ ‫و�أفادت وكال���ة الأنباء ال�سوري���ة الر�سمية (�سانا)‬ ‫�أن "الأح���كام القانونية �ستطبق ف���ي �ش�أن مالحقة‬ ‫ومعاقبة المخالفين لأح���كام المادة الأولى من هذا‬ ‫الق���رار وتكليف مديري���ة الجم���ارك العامة بتنفيذ‬ ‫م�ضمونه والتقيد به"‪.‬‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪13‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون عربية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫ولنا مالحظة‬

‫موت ثان في تون�س يهزً الإ�سالميين‬ ‫الإغتي ��االت الأخي ��رة لع�ضوي ��ن م ��ن المعار�ضة‬ ‫العلماني ��ة التون�سي ��ة �أث ��ارت �س� ��ؤا ًال الذع� �اً حول‬ ‫الحكوم ��ة الحالي ��ة‪ :‬ه ��ل ه ��ذه الحكوم ��ة الت ��ي‬ ‫يقوده ��ا ح ��زب النه�ض ��ة الإ�سالم ��ي المنتخب ��ة‬ ‫ديموقراطياً تت�سامح مع التطرف؟ مجرد طرح‬ ‫ه ��ذا ال�س� ��ؤال �أم ��ر ال يحتم ��ل‪ ،‬لي� ��س للمعار�ضة‬ ‫فح�سب‪ ،‬ولكن لجميع التون�سيين‪.‬‬ ‫وكم ��ا ذكرت معظم ال�صح ��ف‪� ،‬أعلنت المعار�ضة‬ ‫العلماني ��ة في ‪ 28‬تموز (يوليو) �أن لي�ست لديها‬ ‫م�صلح ��ة ف ��ي الم�صالح ��ة م ��ع ح ��زب النه�ض ��ة‬ ‫الحاك ��م بعد الآن‪ ،‬و�أنها تدر� ��س �إن�شاء "حكومة‬ ‫�إنقاذ" بديلة مع رئي�س وزراء جديد للطعن في‬ ‫الحكومة التي يهيمن عليها الإ�سالميون ‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغم من تعقي ��د الو�ض ��ع التون�سي‪ ،‬فمن‬ ‫الوا�ض ��ح �أن حرك ��ة "النه�ض ��ة" تتح ّم ��ل بع� ��ض‬ ‫الم�س�ؤولية عن القتل‪ .‬وقع الإغتيال مرتين في‬ ‫غ�ض ��ون �ست ��ة �أ�شهر‪ ،‬الأول في �شب ��اط (فبراير)‬ ‫الفائ ��ت عندم ��ا قت ��ل بالر�صا� ��ص ال�سيا�س ��ي‬ ‫الي�ساري �شكري بلعي ��د‪ ،‬والثانية ل ّما �أطلق النار‬

‫عل ��ى محم ��د براهم ��ي وقتل ��ه وهو يغ ��ادر منزله‬ ‫ف ��ي ‪ 25‬تم ��وز (يولي ��و) الفائ ��ت‪ .‬كان يج ��ب على‬ ‫الحكومة �أن تتحرك ب�سرعة لوقف �إراقة الدماء‬ ‫�أو �إجراء تحقيق على نحو كاف لذلك‪ ،‬ولكن لم‬ ‫تفع ��ل � اّإل القلي ��ل‪ .‬ل ��ذا خ ��رج الآالف م ��ن النا�س‬ ‫�إل ��ى ال�شوارع للإحتجاج عل ��ى وفاة براهمي بعد‬ ‫جنازته في ‪ 27‬تموز (يوليو) الفائت‪.‬‬ ‫ف ��ي م�ص ��ر‪� ،‬أث ��ار مث ��ل ه ��ذا العن ��ف الغ�ض ��ب‬ ‫ال�شعب ��ي ال ��ذي �أدّى �إل ��ى الإطاح ��ة بالرئي� ��س‬ ‫ال�ساب ��ق‪ ،‬محمد مر�س ��ي‪� .‬إن حكومته قد ف�شلت‬ ‫ف ��ي الوق ��وف لمواجه ��ة �أعم ��ال القت ��ل وتزاي ��د‬ ‫الإ�ستقط ��اب ف ��ي �أج ��زاء مختلف ��ة م ��ن الب�ل�اد‪.‬‬ ‫ف ��ي خطوة طائ�ش ��ة خا�ص ��ة‪ ،‬ع َّين ع�ض ��واً �سابقاً‬ ‫في "الجماعة اال�سالمي ��ة" ال�سلفية المت�شددة‬ ‫حاكم� �اً للأق�ص ��ر ف ��ي �شه ��ر حزي ��ران (يوني ��و)‪،‬‬ ‫ودع ��م م�سي ��رة تدع ��و ال ��ى الجه ��اد ت�ضامن� �اً مع‬ ‫المتمردي ��ن ال�سوريي ��ن‪ .‬كان ��ت �أخط ��اء ج�سيمة‬ ‫حي ��ث يج ��ب عل ��ى الحكوم ��ة التون�سي ��ة التعل ��م‬ ‫والإنتباه منها والن�أي بالنف�س عنها‪.‬‬

‫ه ��ل �أن الو�ض ��ع �س ��وف يت�صاع ��د ويتفاق ��م �أكثر في‬ ‫تون� ��س؟ المعار�ض ��ة العلماني ��ة‪ ،‬الم�ستل ِهم ��ة م ��ن‬ ‫حرك ��ة الإحتج ��اج الم�صرية "تم ّرد"‪ ،‬هي في طور‬ ‫تعبئ ��ة �شعبي ��ة فعلي� �اً �ض ��د الحكوم ��ة‪ ،‬داعي ��ة ال ��ى‬ ‫�إحتجاج ��ات وا�سعة بعدما جمع ��ت حوالي ‪200,000‬‬ ‫توقي ��ع يطالبون ب�إقال ��ة الحكومة‪ .‬لقد كانت فترة‬ ‫الإنتق ��ال �سل�سة حت ��ى الآن في تون� ��س ولكن يمكن‬ ‫للو�ض ��ع �أن ي�أخ ��ذ منح ��ى جدي ��داً ف ��ي الم�ستقب ��ل‪،‬‬ ‫�إذا ف�شل ��ت الحكوم ��ة ف ��ي �إتخ ��اذ موقف ق ��وي �ضد‬ ‫التطرف وتعزيز التدابير الأمنية في جميع �أنحاء‬ ‫البالد و�إعادة ال�سالم والإ�ستقرار في �أقرب وقت‪.‬‬ ‫ف ��ي هذه الفترة الحرجة من "الربيع العربي"‪،‬‬ ‫يج ��ب عل ��ى الحكوم ��ات الجدي ��دة �أن ت�أخ ��ذ‬ ‫المزي ��د م ��ن الجه ��ود لتعزيز الوح ��دة الوطنية‬ ‫وحماي ��ة مواطنيها‪ ،‬بغ� ��ض النظر عن مواقفهم‬ ‫ال�سيا�سية‪ .‬يجب �أن تكون لديها ر�سالة ال لب�س‬ ‫فيه ��ا‪ :‬ال يمك ��ن �أبدا قبول التط ��رف �أو ال�سكوت‬ ‫عنه وغ�ض الطرف عن القائمين به‪.‬‬ ‫تون�س ‪ -‬محمد بدر الدين‬

‫اليمن‪ :‬مفاو�ضات مع ال�صين لت�أهيل ميناء عدن وتو�سيعه‬ ‫�أف ��ادت م�ص ��ادر حكومي ��ة يمنية ب� ��أن مجل�س ال ��وزراء �ش ّكل‬ ‫لبن ��اء م�صان ��ع ت�شغل ‪� 25‬أل ��ف عامل‪ ،‬وتت�ضم ��ن رفع �سقوف‬ ‫لجنة وزارية للتفاو�ض م ��ع ال�صين حول قر�ض لتطوير ميناء‬ ‫الحاويات �إلى ‪� 400-300‬ألف حاوية �سنوي ًا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫عدن‪ .‬و�أو�ضحت الم�ص ��ادر �أن اللجنة الوزارية ير�أ�سها وزير‬ ‫واطل ��ع مجل�س الوزراء اليمني �أخيرا على تقرير حول م�شروع‬ ‫التخطي ��ط والتع ��اون الدولي محم ��د ال�سعدي وت�ض ��م وزراء‬ ‫تو�سيع محطة ع ��دن للحاويات‪ ،‬والمقدم من اللجنة الوزارية‬ ‫الدول ��ة ل�ش� ��ؤون مجل�س ��ي الن ��واب وال�ش ��ورى والنق ��ل والمال‬ ‫المكلفة الإ�شراف على تطوير محطة عدن للحاويات برئا�سة‬ ‫وال�ش�ؤون القانونية‪ ،‬الفتة �إلى �أنها �ستجتمع خالل �أيام وترفع‬ ‫وزير التخطيط والتعاون الدولي‪.‬‬ ‫نتائ ��ج مفاو�ضاتها م ��ع الجانب ال�صيني �إل ��ى رئي�س الوزراء‪.‬‬ ‫و�أظه ��ر �إح�ص ��اء �صادر ع ��ن م�ؤ�س�سة "موان ��ئ خليج عدن"‪،‬‬ ‫وو ّقع ��ت وزارة النقل اليمنية نهاية العام الما�ضي على هام�ش‬ ‫�إرتف ��اع الن�ش ��اط المالح ��ي لمين ��اء ع ��دن خ�ل�ال العامي ��ن‬ ‫زي ��ارة وزي ��ر النقل واع ��د باذيب ال ��ى بكين‪ ،‬مذك ��رة تفاهم وزير التخطيط والتعاون الدولي الما�ضيين بالتزامن مع تد�شين خطوط مالحية جديدة‪.‬‬ ‫اليمني محمد ال�سعدي‬ ‫مع �شركة "ت�شين ��ا هاربور" ال�صينية لتموي ��ل م�شروع تطوير‬ ‫و�أو�ضح ��ت م�ؤ�ش ��رات الأداء �شح ��ن وتفري ��غ ‪ 15886‬طن ًا من‬ ‫�أر�صف ��ة ميناء عدن والقناة المالحي ��ة وتو�سيعها بقيمة ‪400‬‬ ‫الب�ضائ ��ع ال�سائل ��ة والجافة ف ��ي الميناء ع ��ام ‪ 2012‬مقارنة‬ ‫ملي ��ون دوالر‪ .‬ويت�ضمن الإتف ��اق تنفي ��ذ المرحلتين الأول ��ى والثانية لت�أهيل ب� �ـ‪ 12796‬طن ًا ع ��ام ‪ ،2011‬وبفارق ‪� 3‬آالف طن وبن�سب ��ة زيادة بلغت ‪ 24‬في‬ ‫ميناء عدن وبناء ر�صيف جديد طوله ‪ 900‬متر وتو�سيع القناة المالحية‪.‬‬ ‫المئة‪ .‬وبح�سب الإح�صاءات بلغ عدد الحاويات التي عبرت الميناء نحو ‪262‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وتدير ميناء عدن م�ؤ�س�سة "موانئ خليج عدن" بعد �إنهاء عقد ت�أجير الميناء �ألف� �ا ع ��ام ‪ 2012‬مقارنة بـ‪� 180‬ألف� �ا في ‪ 2011‬وبفارق زي ��ادة قدره ‪� 82‬ألف‬ ‫ل�شرك ��ة "موان ��ئ دبي" بـ‪ 35‬مليون دوالر‪ .‬وكان وزير النقل اليمني ك�شف عن حاوية وبن�سبة ‪ 46‬في المئة‪ .‬وبلغت حاويات الترانزيت في ميناء عدن خالل‬ ‫تلق ��ي وزارته عرو�ض ًا لم�شاريع �صناعية ف ��ي المنطقة الحرة‪� ،‬أحدها يهدف عام ‪ 2012‬نحو ‪ 11370‬حاوية مقارنة بـ‪ 4772‬عام ‪.2011‬‬ ‫‪12‬‬

‫العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫الموجز الخليجي‬

‫م�شروع الربط المائي الخليجي يبد�أ خطواته الفعلية‬ ‫بد�أت دول الخليج في اتخاذ خطوات فعلية نحو‬ ‫درا�سة الجوان ��ب القانونية والتنظيمية لم�شروع‬ ‫الرب ��ط المائي بي ��ن دول المنطق ��ة‪ ،‬وذلك من‬ ‫خ�ل�ال الإ�ستفادة المبا�شرة م ��ن تجربة الربط‬ ‫الكهربائ ��ي البين ��ي الذي ب ��د�أ يعي� ��ش خطواته‬ ‫التنفيذية والإن�شائية‪ ،‬ف ��ي الوقت الذي ال يزال‬ ‫م�شروع الربط المائي يعي�ش مراحله الأولية‪.‬‬ ‫وتعت ��زم دول الخليج العربي �إعتب ��ار ًا من العام‬ ‫‪� 2020‬أن يكون كل من بحر "العرب"‪ ،‬بالإ�ضافة‬ ‫�إلى بح ��ر "عمان"‪ ،‬م ��ن �أهم الرواف ��د المائية‬ ‫لدول منطقة الخلي ��ج‪ ،‬في حال نق�ص �إمدادات‬ ‫المياه الآتية من بحر الخليج العربي‪ ،‬وذلك في‬ ‫وقت ت�سع ��ى دول المنطقة �إل ��ى مواجهة �أزمات‬ ‫�ش ��ح المي ��اه الت ��ي قد تح ��دث خ�ل�ال ال�سنوات‬ ‫المقبل ��ة‪ ،‬في ظل �سعي دول ��ي كامل نحو تحقيق‬ ‫الأمن المائي‪.‬‬ ‫وعل ��م من م�ص ��ادر خليجية مطلع ��ة‪� ،‬أن تنفيذ‬ ‫ُ‬ ‫م�ش ��روع الرب ��ط المائي ل ��دول المنطق ��ة �سيتم‬ ‫طرح ��ه من خالل مناق�صة عام ��ة‪ ،‬من المتوقع‬ ‫� اّأل يت ��م �إحتكارها على �شركات الدول الخليجية‬ ‫فقط‪ .‬وقالت هذه الم�ص ��ادر "عمليات التنفيذ‬ ‫الميدانية تحت ��اج �إلى خبرات كبرى وعدد كبير‬ ‫م ��ن الأيدي العاملة والق ��درات الب�شرية‪ ،‬لذلك‬ ‫�ستك ��ون هنال ��ك تحالفات بين �شرك ��ات محلية‬ ‫وعالمية لتنفيذ هذا الم�شروع"‪.‬‬ ‫وف ��ي ال�سياق ذاته‪ ،‬ما زال ��ت دول الخليج تبدي‬ ‫قلق� � ًا كبي ��ر ًا م ��ن �إمكانية ح ��دوث نق� ��ص حاد‬ ‫ف ��ي كميات المي ��اه المتواف ��رة لمواطنيها عقب‬ ‫عقدي ��ن م ��ن الزمن‪ ،‬وه ��و الأمر ال ��ذي يجعلها‬ ‫تتخذ خالل الفترة الحالي ��ة خطوات مت�سارعة‬ ‫نحو تنفي ��ذ م�ش ��روع الربط المائ ��ي الخليجي‪،‬‬ ‫ال ��ذي م ��ن الم�أم ��ول �أن يحقق ن�سب ��ة �أعلى من‬ ‫الأمان المائي‪.‬‬ ‫وف ��ي �سي ��اق مت�صل‪ ،‬التق ��ى المهند� ��س عدنان‬ ‫المحي�س ��ن‪ ،‬الرئي� ��س التنفي ��ذي لهيئ ��ة الربط‬ ‫الكهربائي الخليجي‪ ،‬ونائ ��ب الرئي�س للعمليات‬ ‫المهند� ��س �أحم ��د الإبراهي ��م‪ ،‬في مق ��ر الهيئة‬ ‫في مدين ��ة الدمام‪� ،‬شرق ال�سعودي ��ة‪ ،‬بالدكتور‬ ‫محمد بن ف�ل�اح الر�شيدي ممثل الأمانة العامة‬ ‫لمجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي‪ ،‬وم�س�ؤولي ��ن م ��ن‬ ‫�شركة "ارتيليا" المنفذة لدرا�سة الربط المائي‬ ‫بي ��ن دول الخليج‪ ،‬وذلك في �إط ��ار التعاون بين‬

‫وزير المياه والكهرباء ال�سعودي المهند�س عبد الله الح�صين‬

‫الجانبي ��ن لالط�ل�اع عل ��ى الجوان ��ب القانونية‬ ‫للربط الكهربائي الخليجي‪.‬‬ ‫وت�أتي الزي ��ارة للإ�ستفادة م ��ن الخبرة العملية‬ ‫لهيئة الربط الكهربائ ��ي الخليجي عندما تو ّلت‬ ‫�إن�ش ��اء م�ش ��روع الرب ��ط الكهربائ ��ي الخليج ��ي‬ ‫ال ��ذي �أثبت جدواه منذ تد�شينه في كانون الأول‬ ‫(دي�سمب ��ر) ‪ 2009‬وحقق �أهداف ��ه‪ ،‬والتي ي�أتي‬ ‫من بينها رفع �إعتمادية ال�شبكات المرتبطة من‬ ‫خالل الم�شاركة ف ��ي الإحتياطيات الكهربائية‪،‬‬ ‫وتوفي ��ر الدعم وتبادل الطاق ��ة المطلوبة خالل‬ ‫الط ��وارئ‪ ،‬والم�ساهمة في تجن ��ب الإنقطاعات‬ ‫الكهربائية في ال�شبك ��ات الكهربائية في الدول‬ ‫الأع�ض ��اء والت ��ي تح ��دث نتيجة لفق ��د وحدات‬ ‫التولي ��د �أو الإحم ��ال ف ��ي ال�شبك ��ات المرتبطة‪،‬‬ ‫�إ�ضاف ��ة �إلى رفع م�ست ��وى الإ�ستفادة من الربط‬ ‫الكهربائ ��ي بتفعيل تج ��ارة الطاقة بي ��ن الدول‬ ‫المرتبط ��ة‪ ،‬وفت ��ح �آفاق جديدة لتب ��ادل وتجارة‬ ‫الطاقة من خالل �إيجاد فر�ص للربط مع الدول‬ ‫المجاورة‪.‬‬ ‫وف ��ي ه ��ذا ال�سي ��اق‪ ،‬ق ��ال المهند� ��س عبد اهلل‬ ‫الح�صي ��ن‪ ،‬وزير المي ��اه والكهرب ��اء ال�سعودي‪،‬‬ ‫عقب اجتماع عقد في الريا�ض قبل نحو ‪� 8‬أ�شهر‬ ‫"الربط الكهربائي الخليجي ي�سير ب�شكل ح�سن‬ ‫ف ��ي �سنت ��ه الثالث ��ة‪� ،‬إذ �أثبت ج ��دواه اقت�صادي ًا‬ ‫وتقني ًا من خالل ما تم في العام الما�ضي‪ ،‬حيث‬ ‫كانت هنالك �أكثر من ‪ 600‬عملية تبادل للطاقة‬ ‫بي ��ن دول الخليج في حاالت الط ��وارئ‪ ،‬وهو ما‬ ‫ي�ؤكد �أهمية الربط الكهربائي"‪.‬‬

‫�أكد النائ���ب الأول لرئي�س العمليات التجارية‬ ‫لمنطق���ة الخليج وال�ش���رق الأو�سط و�إي���ران و�آ�سيا‬ ‫الو�سطى ف���ي "طيران الإمارات" ماج���د المعال‪� ،‬أن‬ ‫ال�شرك���ة ما�ضية ف���ي خططها لمواكب���ة التطورات‬ ‫التي ت�شهدها دبي �سنوي���ا ً والخطة الإ�ستراتيجية‬ ‫لع���ام ‪ ،2020‬والتو�س���ع ف���ي �شبك���ة خطوطه���ا‬ ‫و�أ�سطولها‪.‬‬ ‫و�أ�شار �إلى �أن ال�شركة ت�ستهدف نقل ما بين ‪100‬‬ ‫و‪ 120‬مليون م�سافر بحلول عام ‪ ،2020‬و�سترفع‬ ‫�أ�سطولها من الطائرات من ‪� 200‬إلى ‪ 360‬طائرة‪.‬‬ ‫و�أو�ض���ح �أن "طي���ران الإم���ارات" تعتب���ر نف�سه���ا ً‬ ‫�شريكا ً مهما ً وداعما ً لجهود الجهات الأخرى بهدف‬ ‫تعزيز �سمعة دبي ف���ي كل المجاالت‪ ،‬ال �سيما في‬ ‫قطاع���ات المهرجان���ات والمعار����ض والم�ؤتمرات‬ ‫والفعاليات‪.‬‬ ‫نقل���ت �صحيف���ة �إندي���ان بر����س ان الإمارات‬ ‫العربي���ة المتحدة وعدت ب�إ�ستثم���ار خم�سين مليار‬ ‫دوالر في البنى التحتية في الهند في ظل التباط�ؤ‬ ‫الذي ت�شهده ثالث قوة �إقت�صادية في �آ�سيا‪.‬‬ ‫ونقلت ال�صحيفة عن م�صدر ر�سمي هندي لم ي�ش�أ‬ ‫ك�شف هويت���ه �أن هذا الإلتزام م���ن جانب ابو ظبي‬ ‫�ش���كّ ل مح���ور الم�ش���اورات التي �أدت ال���ى موافقة‬ ‫الهند على زيادة عدد الرحالت بين البلدين‪.‬‬ ‫وقال الم�صدر نف�سه �أن "�إلتزام �أبوظبي ب�إ�ستثمار‬ ‫خم�سي���ن مليار دوالر في مج���ال البنى التحتية في‬ ‫البالد كان �سبب���ا ً رئي�سيا ً بالن�سب���ة �إلينا للموافقة‬ ‫على رفع عدد الرحالت‪".‬‬ ‫�أقر مجل�س الوزراء البحريني �أخيراً �إتفاقا ً بين‬ ‫المملكة وال�صندوق الكويتي للـتنـمية الإقت�صادية‬ ‫العربي���ة‪ ،‬لإنفاق منـحة الـكوي���ت لتـمويل م�شـاريع‬ ‫�إنمائي���ة فـ���ي البحرين‪ .‬ويذك���ر ان االتـف���اق بيـن‬ ‫الجـانبـين ُوقّ ع في �أيلول (�سبتمبر) ‪.2012‬‬ ‫و�سبق لل�صندوق الكويت���ي توقيع �أربعة �إتفاقات‬ ‫م�شاري���ع م���ع حكوم���ة البحرين بقيم���ة ‪ 1.3‬مليار‬ ‫دوالر وه���ي منحة الكوي���ت �ضمن برنام���ج مجل�س‬ ‫التع���اون الخليج���ي لتموي���ل م�شاري���ع �إنمائية في‬ ‫البحرين‪.‬‬ ‫�أعل���ن المدي���ر الع���ام لـ"�صن���دوق التنمي���ة‬ ‫ال�صناعي���ة" ال�سعودي علي العاي���د‪�" ،‬إرتفاع عدد‬ ‫القرو����ض المعتمدة ف���ي المناطق والم���دن الأقل‬ ‫نم���واً بن�سب���ة ‪ 27‬في المئ���ة في الرب���ع الثاني من‬ ‫الع���ام الحال���ي مقارن���ة بالرب���ع الأول"‪ .‬و�أ�شار �إلى‬ ‫"ا�ستمرار دعم الم�شاريع ال�صناعية ال�صغيرة التي‬ ‫�إ�ستح���وذت على ‪ 64‬في المئة م���ن عدد القرو�ض‬ ‫الإجمالي"‪.‬‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪15‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون خليجية‬ ‫الموقف الخليجي‬

‫البرلمان الجديد في الكويت‬ ‫يمنح �أم ًال جديد ًا‬ ‫مجل� ��س الأمة (البرلمان) الجديد ف ��ي الكويت قد يقدّم‬ ‫للب�ل�اد فر�صة لحكومة �أكثر �إ�ستق ��راراً بعد فترة مرهقة‬ ‫عرفت ‪ 13‬حكومة في �سبع �سنوات فقط وثالثة برلمانات‬ ‫ف ��ي ‪� 17‬شه ��راً‪ .‬الإنتخاب ��ات البرلماني ��ة الت ��ي ج ��رت ف ��ي‬ ‫�أواخ ��ر ال�شهر الفائت �أدّت ال ��ى خ�سارة قليلة للمتطرفين‬ ‫لم�صلح ��ة الليبراليي ��ن‪ ،‬مم ��ا �أدى �إل ��ى مجل� ��س �أمة يبدو‬ ‫�أكثر �إ�ستعداداً للعمل مع الحكومة الجديدة‪.‬‬ ‫الليبراليون لم يكن لديهم �أي مقاعد في البرلمان ال�سابق‬ ‫الم�ؤل ��ف م ��ن ‪ 50‬مقعدا"‪ ،‬وقد فازوا بثالثة على الأقل هذه‬ ‫الم ��رة؛ ف ��ي حين زاد ع ��دد مقاع ��د الإ�سالميي ��ن ال�سنة من‬ ‫خم�سة �إلى �سبعة مقاعد؛ وحافظت الجماعات القبلية على‬ ‫حجمه ��ا الكبي ��ر م ��ع ‪ 24‬مقع ��داً‪ .‬وكان المر�شح ��ون ال�شيعة‬ ‫�أكب ��ر الخا�سري ��ن حيث �إنخف�ض ر�صيده ��م �إلى ثمانية‪ ،‬من‬ ‫‪ 17‬ع�ض ��واً ف ��ي البرلم ��ان ال�ساب ��ق‪ .‬وقد �إ�ستقال ��ت الحكومة‬ ‫عل ��ى النحو المطل ��وب بموجب الد�ستور بع ��د �أي �إنتخابات‪،‬‬ ‫و�أعي ��د تعيي ��ن رئي� ��س ال ��وزراء المنتهي ��ة واليت ��ه‪ ،‬ال�شي ��خ‬ ‫جاب ��ر مب ��ارك ال�صب ��اح لت�ألي ��ف حكومة جدي ��دة‪ .‬ولكن بعد‬ ‫�سن ��وات م ��ن الأزمة ال�سيا�سي ��ة الم�ستمرة من ��ذ العام ‪،2006‬‬ ‫تب ��دو العملي ��ة ال�سيا�سي ��ة ف ��ي الكوي ��ت ب�أنه ��ا ق ��د �إ�ستنفدت‬ ‫�إ�ستقالتها‪ ،‬الأمر الذي �سيجعل من ال�صعب على الجماعات‬ ‫التي قاطعت الإنتخابات بناء زخم لوجهة نظرها‪.‬‬ ‫�شمل ��ت المجموع ��ات المقاطع ��ة جماع ��ة "الإخ ��وان‬ ‫الم�سلمي ��ن" وبع� ��ض ال�شخ�صي ��ات القبلية الب ��ارزة والتي‬ ‫م ��ن المرج ��ح �أن تو ّل ��د غ�ضب� �اً �شعبي� �اً خ ��ارج البرلم ��ان‪.‬‬ ‫�سيح ��اول ه� ��ؤالء �أي�ض� �اً تح ��دي ال�شرعي ��ة الد�ستوري ��ة‬ ‫للبرلم ��ان ف ��ي المحاك ��م‪ ،‬والت ��ي تب ��دو �أق ��ل �إحتم ��ا ًال‬ ‫للموافق ��ة عل ��ى قبول هذه التحديات �ض ��د هذا البرلمان‬ ‫بع ��د الحكم ال ��ذي �أ�صدرت ��ه ل�صالح تغيي ��رات على قانون‬ ‫الإنتخابات في حزيران (يونيو) الما�ضي‪.‬‬ ‫المجموع ��ات المقاطع ��ة تري ��د �إط�ل�اق حمل ��ة لتغيي ��رات‬ ‫د�ستوري ��ة �أ�سا�سية‪ ،‬ولكن نظراً الى �أنها رف�ضت الم�شاركة‬ ‫ف ��ي الإنتخاب ��ات‪ ،‬ف�إنها �س ��وف ت�ضطر �إل ��ى الإعتماد على‬ ‫الدع ��م م ��ن النا� ��س ف ��ي ال�ش ��ارع‪ .‬بع ��د �سن ��وات م ��ن �أزمة‬ ‫م�ستم ��رة‪ ،‬ف� ��إن نتيجة هذه الإنتخابات ه ��ي م�ؤ�شر �صغير‬ ‫ب� ��أن ه ��ذه المجموعات ل ��ن تج ��د الإلت ��زام وال الإ�ستعداد‬ ‫لإ�شع ��ال مواجه ��ة م ��ع ال�سلطات‪ .‬وم ��ن المه ��م �أي�ضاً هنا‬ ‫المالحظ ��ة ب� ��أن المقاطع ��ة ل ��م تك ��ن مطلق ��ة‪ ،‬فبع� ��ض‬ ‫�شخ�صيات المعار�ضة قاز بمقاعد في البرلمان‪.‬‬ ‫الكويت ‪ -‬محمد عبد الباقي‬ ‫‪14‬‬

‫العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫"ات�صاالت" الإماراتية تفوز بترخي�ص‬ ‫لت�شغيل �شبكة الخليوي في بنين‬ ‫�أعلن ��ت مجموع ��ة "�إت�صاالت" الإماراتي ��ة‪ ،‬ح�صولها على رخ�ص ��ة �شاملة لخدمات‬ ‫الخلي ��وي في بنين‪ ،‬ت�شم ��ل خدمات الجيل الثان ��ي والثالث والراب ��ع‪� ،‬إ�ضافة �إلى �أي‬ ‫تقني ��ة �أخ ��رى للخليوي‪ ،‬يمك ��ن �أن تُتاح م�ستقب ًال ف ��ي بنين‪ .‬و�أعلنت �أخي ��ر ًا النتائج‬ ‫المحقق ��ة حتى نهاي ��ة الن�صف الأول م ��ن العام الحال ��ي‪ ،‬والتي �أظه ��رت زيادة في‬ ‫الإي ��رادات لت�ص ��ل �إلى ‪ 19.5‬ملي ��ار درهم (حوال ��ى ‪ 5.3‬ملي ��ارات دوالر) مقارنة‬ ‫بـ‪ 16.5‬مليار درهم في الفترة ذاتها من العام الما�ضي‪.‬‬ ‫ولفت ��ت "ات�صاالت" في تقري ��ر عن عملياتها‪� ،‬إلى �أن �أبرز مالم ��ح الربع الثاني من‬ ‫ال�سن ��ة‪� ،‬شم ��ل "الموافقة عل ��ى توزيع �أرباح موقت ��ة بقيمة ‪ 35‬فل�س� � ًا لل�سهم الواحد‪،‬‬ ‫بزي ��ادة نـ�سـبته ��ا ‪ 40‬في المـئ ��ة مقارنة بالع ��ام الما�ضي‪ ،‬ونمو الإي ��رادات الموحدة‬ ‫بن�سب ��ة ‪ 20‬ف ��ي المئة لت�صل �إلى ‪ 9.9‬مليارات دره ��م‪ ،‬وبن�سبة ‪ 3‬في المئة في الربع‬ ‫الأول‪ ،‬وكذلك عدد الم�شتركين في المجموعة لي�صل �إلى ‪ 143‬مليون ًا"‪.‬‬ ‫و�أكدت المجموعة الموجودة في ‪ 17‬دولة في �آ�سيا و�أفريقيا‪" ،‬نمو �إيرادات العمليات‬ ‫الدولية بن�سبة ‪ 50‬في المئة والحفاظ على المرونة المالية من خالل نقد �صاف بلغ‬ ‫‪ 10.9‬مليارات درهم"‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ارت �إل ��ى �أن الإيرادات المحقق ��ة في الإمارات "بلغ ��ت ‪ 6.303‬مليارات درهم‬ ‫بزي ��ادة ‪ 12‬ف ��ي المئة عليها في الربع الثاني من الع ��ام ‪ ."2012‬وعزت هذه الزيادة‬ ‫�إل ��ى "اال�ستحواذ على مزي ��د من الم�شتركي ��ن و�إرتفاع �إي ��رادات البيانات ومبيعات‬ ‫الهوات ��ف‪ ،‬كما نمت الإيرادات الموحدة للعمليات الدولية بن�سبة ‪ 50‬في المئة لت�صل‬ ‫�إلى ‪ 3.513‬مليارات درهم ممثلة بذلك ‪ 36‬في المئة من المجموع"‪.‬‬ ‫و�أعلن الرئي�س التنفيذي لمجموعة "ات�صاالت" �أحمد عبدالكريم جلفار‪� ،‬أن "الأداء‬ ‫المتمي ��ز لإت�صاالت في الإمارات وف ��ي �آ�سيا‪ ،‬كان من �أبرز العوام ��ل الإيجابية التي‬ ‫ترجم ��ت م ��ن خالل نتائجنا القوية في الربع الثاني م ��ن ال�سنة"‪ .‬و�أو�ضح �أن مجل�س‬ ‫الإدارة "ق� � ّرر الإعالن عن توزيعات موقتة بقيمة ‪ 35‬فل�س ًا‪ ،‬وهو دليل على قوة �أدائنا‬ ‫و�صالب ��ة �إ�ستراتيجيتن ��ا وتمي ��ز فري ��ق العم ��ل والإدارة‪ ،‬وو�ضوح ر�ؤيت ��ه الم�ستقبلية‬ ‫للمجموعة"‪.‬‬ ‫و�أك ��د �أن "الت ��زام المجموعة تج ��اه المجتمع ��ات و�إ�ستثمارها في الم ��وارد الب�شرية‬ ‫والتكنولوجي ��ا‪ ،‬م ّكنها من تطوير �أعماله ��ا في كل الأ�سواق الموجدة فيها‪ ،‬ما �إنعك�س‬ ‫�إيجاب ًا على نتائجنا عموم ًا"‪.‬‬

‫الرئي�س التنفيذي‬ ‫لمجموعة‬ ‫"ات�صاالت"‬ ‫�أحمد‬ ‫عبدالكريم‬ ‫جلفار‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫الإمارات‪� :‬إجراءات لكبح �إرتفاع الأ�سعار‬ ‫بات ��ت الثقافة الغذائي ��ة ودعم ال�سل ��ع �أمر ًا مهم ًا‬ ‫للمجتمع ��ات التي ت�شهد �أ�سواقه ��ا �إرتفاع �أ�سعار‪،‬‬ ‫وهو ل ��م يعد يقت�صر عل ��ى المجتمع ��ات الفقيرة‬ ‫والمتو�سط ��ة ب ��ل �إن�سحب على تل ��ك الغنية ومنها‬ ‫الإم ��ارات‪ ،‬التي ي�صل دخل الف ��رد فيها �إلى نحو‬ ‫‪� 49‬أل ��ف دوالر �سنوي� � ًا وهو الأعلى ف ��ي المنطقة‬ ‫وفي م�صاف الم�ستويات العالمية‪.‬‬ ‫و�أ�ضح ��ت الثقافة في المجتمع ��ات الغنية تت�صل‬ ‫�أي�ض� � ًا بالإقت�ص ��اد تحدي ��د ًا بالق ��وت اليوم ��ي‬ ‫للم�ستهل ��ك في ه ��ذه الدول‪ ،‬وفي �إتج ��اه محاربة‬ ‫�أنماط من ال�سلوك خ�صو�ص ًا في رم�ضان‪� ،‬إذ يكثر‬ ‫خالله الطلب على ال�سلع الإ�ستهالكية والغذائية‪،‬‬ ‫وهو يبرز في مح ��ال ال�سوبرماركت ال�ضخمة في‬ ‫دول الخلي ��ج‪ ،‬ف ��ي ظاهرة العرب ��ات التي يقودها‬ ‫الرج ��ال والن�س ��اء وربما عام�ل�ات المنازل‪ ،‬وقد‬ ‫ُح�شرت فيها كل ما ل ّذ وطاب من المواد الغذائية‬ ‫م ��ن دون التفكير ف ��ي قيمة الفات ��ورة‪ .‬ووجد في‬ ‫ذلك �أ�صح ��اب المحال التجارية والتجار‪ ،‬فر�صة‬ ‫لرف ��ع الأ�سع ��ار م ��ن دون مبرر‪ .‬وفي ه ��ذه المرة‬ ‫يكون �إرتفاع الأ�سع ��ار طبيعي ًا‪ ،‬وربما هو �أمر بات‬ ‫عادة كل عام في �شهر رم�ضان‪.‬‬ ‫لم تعد ظاهرة �إرتف ��اع الأ�سعار تم ّر ب�سهولة‪ ،‬لأن‬ ‫الدوائ ��ر الإقت�صادية وجمعيات حقوق الم�ستهلك‬ ‫تتعام ��ل م ��ع ه ��ذه الظاه ��رة عل ��ى غي ��ر �صعيد‪،‬‬ ‫وت ��درك الأ�سب ��اب الكامن ��ة وراء �إرتف ��اع �أ�سعار‬ ‫ال�سل ��ع الغذائي ��ة في �شه ��ر رم�ض ��ان‪� .‬إذ لم يعد‬ ‫التج ��ار الم�س�ؤولي ��ن الوحيدين عنه ��ا‪ ،‬بل يتح ّمل‬

‫الم�ستهلك جزء ًا في ذلك‪ ،‬وبات يحتاج �إلى ثقافة‬ ‫خا�صة للتعامل مع �إرتفاع الأ�سعار‪.‬‬ ‫‪ ‬و�أك ��دت جمعي ��ة حق ��وق الم�ستهل ��ك الإماراتية‪،‬‬ ‫�أن ه ��ذه الح ��ال الت ��ي "�أ�ضح ��ت تغل ��ف الأ�سواق‬ ‫وتداعياته ��ا ال ي�س ّببها التجار فق ��ط‪ ،‬بل ي�شترك‬ ‫فيها الم�ستهلكون الذين ّ‬ ‫يتب�ضعون ال�سلع الغذائية‬ ‫ب�شراه ��ة‪ ،‬ويقبل ��ون عل ��ى الأ�س ��واق بكثاف ��ة"‪.‬‬ ‫و�إعتبرت �أن "هذه الثقافة الإ�ستهالكية الخاطئة‪،‬‬ ‫دفعت منافذ البي ��ع والتجار �إلى �إ�ستغالل الو�ضع‬ ‫برفع الأ�سعار‪ ،‬لعدم �إكتراث الم�ستهلكين"‪.‬‬ ‫والحظ ��ت �أن "�أ�س ��ر ًا ّ‬ ‫تتب�ض ��ع بقيمة ت ��راوح بين‬ ‫ثمانية وع�شرة �آالف درهم دفعة واحدة‪ ،‬في حين‬ ‫يمك ��ن تغيير هذا ال�سلوك والإكتفاء بال�شراء وفق‬ ‫الحاجة"‪ .‬وطالب ��ت الجمعي ��ة الم�ستهلكين‪ ،‬ب�أن‬ ‫"ي�ساعدوه ��ا عل ��ى كبح جماح �إرتف ��اع الأ�سعار‪،‬‬ ‫باتب ��اع الع ��ادات الإ�ستهالكي ��ة ال�سليم ��ة وع ��دم‬ ‫التدافع ل�ش ��راء المواد الغذائية به ��ذه الطريقة‪،‬‬ ‫لأن �شه ��ر ال�ص ��وم ه ��و للعب ��ادة ولي� ��س ل�ل��أكل‬ ‫والت�س ّوق"‪ .‬وطلبت دائرة التنمية الإقت�صادية في‬ ‫�أبو ظب ��ي‪ ،‬من الم�ستهلكين ف ��ي الإمارة "التخلي‬ ‫ع ��ن ال�سلوكيات الإ�ستهالكي ��ة ال�سلبية التي تكثر‬ ‫ف ��ي �شهر رم�ض ��ان‪ ،‬وت�شج ��ع بع�ض التج ��ار على‬ ‫رفع الأ�سعار م ��ن دون مبررات منطقية"‪ .‬ودعت‬ ‫الم�ستهلكي ��ن‪� ،‬إلى �ضرورة "�إعداد قوائم بالمواد‬ ‫ال�ضرورية قبل الذه ��اب لل�شراء‪ ،‬وتجنب ال�شراء‬ ‫�أثناء ال�صيام لأن الجائع يميل دوم ًا �إلى �شراء ما‬ ‫يفوق حاجته الفعلية"‪.‬‬

‫قطر تخطط لإ�ستثمار ‪ 140‬مليار دوالر في البنى التحتية‬ ‫تخطط قطر لتوظيف م ��ا يزيد على ‪ 140‬مليار‬ ‫دوالر ف ��ي البنية التحتية للنقل تح�ضير ًا لبطولة‬ ‫ك�أ�س العالم لكرة القدم ع ��ام ‪ .2022‬و�إعتـــــبر‬ ‫تقري ��ر ل�شركة "ديلويت" بعن ��وان "�سوق البناء‬ ‫ف ��ي قط ��ر وفــر� ��ص كبي ��رة ل�شرك ��ات التطوير‬ ‫العق ��اري"‪� ،‬أن �إختي ��ار قط ��ر لإ�ست�ضافة بطولة‬ ‫ك�أ�س العال ��م‪ ،‬ي�شكل "فر�ص ��ة لتر�سيخ مكانتها‬ ‫كمركز ريا�ضي �أ�سا�س في المنطقة‪ ،‬فيما تر ّكز‬ ‫ر�ؤي ��ة قطر ‪ 2013‬الوطني ��ة وبرامجها مثل قطر‬ ‫‪ ،2022‬عل ��ى منحه ��ا مكانة رائ ��دة لناحية كرة‬ ‫الق ��دم والبنية التحتية والتطور الإقت�صادي في‬

‫المنطقة والعالم"‪.‬‬ ‫ولفــ ��ت التقري ��ر �إلى �أن ه ��ذا الأم ��ر "يتما�شى‬ ‫مع �إ�ستراتيجية الحكوم ��ة القائمة على ت�شجيع‬ ‫ال�سياح ��ة الم�ستدامة‪ ،‬الهادفة �إل ��ى �إ�ستقطاب‬ ‫مزي ��د من ال�س ّياح‪ ،‬وت�ش ّكل الم�شاريع مثل طريق‬ ‫قط ��ر‪ -‬البحرين مثا ًال عن ه ��ذه الإ�ستراتيجية‪،‬‬ ‫لأنه ��ا �ست�ساهم في ج ��ذب ال�سي ��اح الإقليميين‬ ‫�إل ��ى قط ��ر"‪ .‬كم ��ا ُو�ضع ��ت خطط لبن ��اء طرق‬ ‫جديدة وت�شغيل نظام مترو‪ ،‬بهدف "دعم تدفق‬ ‫م�شجع ��ي كرة الق ��دم الكثيف المتوق ��ع‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إلى م�شروع تو�سيع المطار الذي بد�أ بالفعل"‪.‬‬

‫�أقدم���ت هيئ���ة االت�ص���االت ال�سعودي���ة قبل‬ ‫�شهري���ن تقريب���ا ً‪ ،‬وفي قرار ل���م يل���قَ ترحيبا ً من‬ ‫المجتم���ع �أو ال�شركات المقدمة للخدم���ة �أو مجل�س‬ ‫ال�شورى‪ ،‬عل���ى �إلغاء مجانية �إ�ستقب���ال المكالمات‬ ‫للم�سافرين ال�سعوديين خارج ال�ســعودية‪ .‬وتـــــ�أثر‬ ‫بهذا الق���رار بالدرج���ة الأولى الط�ل�اب المبتعثون‬ ‫الذين يرب���و عددهم مع عائالته���م على ‪� 250‬ألف‬ ‫�شخ����ص‪ .‬وت�ض���رر من���ه‪ ،‬و�إن بدرجة �أق���ل‪ ،‬ال�سياح‬ ‫والم�سافرون ال�سعوديون �إلى الخارج‪.‬‬ ‫العذر الذي �ساقته الهيئة حينما �أقدمت على �إلغاء‬ ‫مجانية الإ�ستقبال ه���و وجود عدد كبير من �شرائح‬ ‫الإت�ص���االت ال�سعودية في الخ���ارج‪ ،‬ي�ستفيد منها‬ ‫غير ال�سعوديين‪ ،‬وي�ستقبل���ون بها المكالمات من‬ ‫ال�سعودي���ة مجان���ا ً‪ .‬و�أم���ا �أوجه ال�ض���رر فهي حاجة‬ ‫المبتع���ث والم�ساف���ر لل�شريح���ة ال�سعودي���ة التي‬ ‫معه لإ�ستقبال رمز التفعي���ل للخدمات الم�صرفية‬ ‫ف���ي كل مرة يدخل �إل���ى ح�ساب���ه �إلكترونيا ً ليحول‬ ‫مبلغ���ا ً �أو ي�س���دده �أو يجري �أي عملي���ة مالية �أخرى‪.‬‬ ‫و�أوقعت ه���ذه الإ�شكالية كثيرين م���ن المبتعثين‬ ‫والم�سافري���ن في ح���رج كبي���ر‪ ،‬فال�شخ�ص م�ضطر‬ ‫لالحتف���اظ بال�شريح���ة ال�سعودي���ة مع���ه دائما ً وال‬ ‫ي�ستطي���ع �إيقافه���ا موقت���ا ً �أو �إلغاءه���ا‪ ،‬حت���ى مع‬ ‫ح�صوله على �شريحة من �إحدى �شركات االت�صاالت‬ ‫في البلد الذي يقيم فيه‪.‬‬ ‫�أف���اد �صن���دوق النق���د الدول���ي ب����أن القطاع‬ ‫الخا����ص ف���ي ال�سعودي���ة ق���د ال ي�ستطي���ع �إيجاد‬ ‫فر����ص العم���ل الالزم���ة لل�س���كان الذي���ن ي���زداد‬ ‫عدده���م ب�سرع���ة‪ ،‬داعي���ا ً المملكة �إل���ى تعزيز نمو‬ ‫هذا القط���اع‪ .‬وت�ستثم���ر الحكوم���ة ال�سعودية في‬ ‫التعليم والبني���ة التحتية وتفر�ض ح�ص�صا ً �صارمة‬ ‫لأعداد ال�سعوديين والوافدين في وظائف القطاع‬ ‫الخا�ص‪ .‬ويعمل ف���ي ال�سعودية ما يزيد عن ت�سعة‬ ‫ماليي���ن مقيم تع���د تحويالته���م النقدي���ة م�صدراً‬ ‫مهما ً للنقد الأجنبي ف���ي دول بينها اليمن والهند‬ ‫وباك�ستان والفيليبين‪.‬‬ ‫�أ�ش���ار "بنك الكويت الوطني" في تقرير حول‬ ‫�آفاق الإقت�ص���اد ال�سعودي للعامين المقبلين‪� ،‬إلى‬ ‫�أن المراجع���ات الرئي�سية لبيان���ات الناتج المحلي‬ ‫الإجمال���ي �أظه���رت �أن الإقت�ص���اد ال�سعودي حقق‬ ‫نمواً �أ�سرع كثيراً مم���ا كانت ت�شير �إليه التقديرات‬ ‫ف���ي ال�سنوات الما�ضي���ة‪� ،‬إذ �إقتربت معدالت نموه‬ ‫من معدالت نمو الإقت�صاد ال�صيني تقريبا ً‪.‬‬ ‫وبل���غ متو�س���ط نمو النات���ج المحل���ي الإجمالي غير‬ ‫النفطي ال�سع���ودي بالأ�سعار الثابت���ة‪ ،‬ثمانية في‬ ‫المئ���ة �سنويا ً بين عام���ي ‪ 2005‬و‪ ،2012‬مقارنة‬ ‫بمتو�س���ط خم�سة ف���ي المئة بي���ن ‪ 2005‬و‪2011‬‬ ‫وفق التقديرات ال�سابقة‪.‬‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪17‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون خليجية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫ولنا كلمة‬

‫على الن�ساء في الخليج العمل لك�سب حقوقهن‬ ‫ال�س�ؤال حول كبف �أ ّثرت و�ست�ؤثر الإنتفا�ضات العربية‬ ‫عل ��ى حي ��اة وحقوق الم ��ر�أة ف ��ي المنطقة ل ��ه �أهمية‬ ‫خ�صو�ص ًا في دول الخليج العربي‪.‬‬ ‫الن�ساء في هذا الجزء م ��ن المنطقة يجدن �أنف�سهن‬ ‫�أم ��ام تحديي ��ن‪ :‬الكف ��اءة "الن�سوي ��ة" (المطالب ��ة‬ ‫بالم�س ��اواة) الت ��ي تح ّركه ��ا الدول ��ة م ��ن جان ��ب‪،‬‬ ‫ون�ضالهنّ لل�ضغط من �أجل نيل حقوقهنّ في ال�ساحة‬ ‫العام ��ة من جهة �أخرى‪ � .‬اّإل �أن ك ًال من الدولة والقوى‬ ‫الإجتماعية غالب ًا ما تف�شل في تحديد �أولويات حقوق‬ ‫الم ��ر�أة‪ ،‬وكانت النتيج ��ة �أن الن�ساء م�ضطرات دائم ًا‬ ‫للتفاو�ض على حقوقهن داخل هذين المجالين‪.‬‬ ‫ف ��ي الكويت‪ ،‬خا�ضت المر�أة المتع ّلمة‪ ،‬من الطبقتين‬ ‫العلي ��ا والو�سط ��ى لعقود ع ��دة‪ ،‬كفاح ًا م ��ن �أجل نيل‬ ‫ّ‬ ‫والتر�ش ��ح ف ��ي الإنتخابات‬ ‫حقوقه ��ا ف ��ي الت�صوي ��ت‬ ‫البرلماني ��ة‪ .‬في الع ��ام ‪ُ ،2005‬منحت تل ��ك الحقوق‬ ‫ال�سيا�سي ��ة على الرغم م ��ن معار�ض ��ة الإ�سالميين‪.‬‬ ‫ط ��وال ن�ضالهن‪ ،‬تعت ��رف النا�شط ��ات الكويتيات ب�أن‬ ‫الدولة كانت داعمة لهنّ ‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى‪ ،‬توا�صل نخبة من ن�شطاء الحقوق في‬ ‫الكويت �إعادة �إنتاج �صورة نمطية عن نظرية الت�ساوي‬ ‫بي ��ن الجن�سين كن�ضال من �أجل حقوق بع�ض الن�ساء‪.‬‬ ‫النا�شط ��ات ال�سيا�سي ��ات‪ ،‬حتى و�ص ��ول الإنتفا�ضات‬ ‫العربي ��ة‪ ،‬ل ��م يقمن بحمالت من �أج ��ل حقوق المر�أة‬ ‫الكويتي ��ة المتزوج ��ة من �أجنبي‪ .‬وف�شل ��ن في ت�سليط‬ ‫ال�ض ��وء على ق�ضايا الم ��ر�أة غير المتع ّلم ��ة‪ ،‬والتي ال‬ ‫تج ��د وظيفة �أو عم�ل� ًا �أو ت�أتي من الفئ ��ات المه ّم�شة‬ ‫والمحروم ��ة‪ .‬وق ��د وا�صلن في �إعتب ��ار الم�ساواة بين‬ ‫الجن�سين ب�أنه يكمن ف ��ي المزيد من توظيف الن�ساء‬ ‫في المنا�صب الر�سمية والم�شاركة في ال�سلطة‪� .‬إنهن‬ ‫ل ��م ي�س�ألن كي ��ف يمكن للمجتمع دعم ه� ��ؤالء الن�ساء‬ ‫فيما هنّ يعتمدن على الدولة‪.‬‬ ‫ف ��ي المملكة العربية ال�سعودية‪ ،‬هيمنت على الن�ضال‬ ‫م ��ن �أج ��ل حق ��وق الم ��ر�أة الن�س ��اء المنت�سب ��ات الى‬ ‫الطبقتي ��ن العلي ��ا والمتو�سط ��ة‪ .‬ف ��ي الع ��ام ‪،2011‬‬ ‫قام ��ت ن�س ��اء �سعوديات بحمل ��ة للح�ص ��ول على حق‬ ‫قيادة ال�سيارات‪ .‬لم يكن الإ�سالميون وحدهم الذين‬ ‫حاول ��وا �إ�سكاته ��ن؛ فقد �ألق ��ت الدول ��ة القب�ض على‬ ‫بع�ضهن لقيادته ال�سيارة‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغم من �أن ك�ل� ًا من القوتي ��ن (الإ�سالميون‬ ‫والدولة) وقفت �ضد هذا الحق الأ�سا�سي في التنقل‪،‬‬

‫‪16‬‬

‫ال ت ��زال الم ��ر�أة تح ��اول الح�ص ��ول عل ��ى دع ��م من‬ ‫الدولة‪ .‬تمام ًا مثل نظيراتهن الكويتيات‪ ،‬تلك الن�ساء‬ ‫ال�سعوديات ال يبذلن جهود ًا لدعم جماعات �أخرى‪.‬‬ ‫�أخي ��ر ًا‪ ،‬ت ��م تعيي ��ن ‪� 30‬إم ��ر�أة �سعودي ��ة ف ��ي مجل�س‬ ‫ال�ش ��ورى‪ ،‬وهي الخط ��وة التي تم الإحتف ��ال بها على‬ ‫نط ��اق وا�سع‪ .‬في العام ‪ ،2011‬وع ��د الملك عبد اهلل‬ ‫ب ��ن عب ��د العزي ��ز بال�سم ��اح للم ��ر�أة بالم�شاركة في‬ ‫الإنتخاب ��ات البلدي ��ة‪ .‬ف ��ي كلت ��ا الحالتي ��ن‪� ،‬إعتبرت‬ ‫الم�شارك ��ة ال�سيا�سية للمر�أة ب�أنه ��ا ه�شة وبال معنى‪.‬‬ ‫�إذا ك ��ان نظام والية الذك ��ور ال يزال في مكانه‪ ،‬كيف‬ ‫يمكن للمر�أة �أن ت�صنع خيارات �سيا�سية؟‬ ‫�إنتق ��دت النا�شط ��ة ال�سعودي ��ة الباحث ��ة الدكت ��ورة‬ ‫م�ض ��اوي الر�شيد با�ستم ��رار تلك التط ��ورات ك�أمثلة‬ ‫على الحركة "الن�سوية" التي تح ّركها الدولة التي ال‬ ‫ت�أخ ��ذ الن�ساء الى �أي مكان‪ .‬في كتابها الأخير "دولة‬ ‫�أكث ��ر ذكورية" (‪ ،)A Most Masculine State‬ال‬ ‫ت ��رى الر�شيد �أي تقدم للمر�أة ال�سعودية �إذا �إ�ستمرت‬ ‫في ن�ضالها منف�صلة عن تلك الجماعات الأخرى‪.‬‬ ‫وبالمثل‪ ،‬ال ت ��زال المر�أة في دول ��ة الإمارات العربية‬ ‫المتحدة تتح ��رك �ضمن الم�ساح ��ة المعطاة لها من‬ ‫قب ��ل الدول ��ة‪ .‬فه ��ي خدمت ف ��ي مختل ��ف المنا�صب‬ ‫الر�سمية‪ ،‬بما في ذل ��ك المجل�س الوطني الإتحادي‪.‬‬ ‫نح ��ن ال ن ��زال ن ��رى وجوه� � ًا ن�سائي ��ة �إماراتي ��ة ف ��ي‬ ‫المن�ش ��ورات التجاري ��ة‪ ،‬التي تو�ضح كيفي ��ة �إقت�صار‬ ‫الن�ضال الن�سائي في دولة الإمارات العربية المتحدة‬ ‫على فئة معينة‪ .‬ولك ��ن هناك نقطة جيدة حديثة من‬ ‫تقدم المر�أة الإماراتية المتزوجة من �أجنبي هي �أنه‬ ‫�ص ��ار لها الحق في تجني�س �أطفالها‪ ،‬على الرغم من‬ ‫�أن التطبيقات تخ�ضع الى مراجعة‪ .‬علم ًا �أن الحق في‬ ‫نقل الجن�سي ��ة �إلى الأطفال م ��ا زال مرفو�ض ًا للمر�أة‬ ‫في �أجزاء �أخرى من الخليج العربي‪.‬‬ ‫ف ��ي الكوي ��ت‪� ،‬إن وجود الن�س ��اء ف ��ي ال�سيا�سة يواجه‬ ‫م�شكل ��ة م�شابهة‪ .‬بعد الف ��وز بحقوقه ��ن الإنتخابية‪،‬‬ ‫ب ��د�أت الكويتيات الدعوة الى نظ ��ام الح�ص�ص الذي‬ ‫م ��ن �ش�أن ��ه �أن يمنحه ��ن ع ��دد ًا معين ًا م ��ن المقاعد‬ ‫ف ��ي البرلم ��ان‪ .‬لم يم ��ر الإقتراح ال ف ��ي العام ‪2006‬‬ ‫�أو ف ��ي الع ��ام ‪ .2008‬عندم ��ا �إ�ستطاعت �أرب ��ع ن�ساء‬ ‫الفوز بمقاع ��د في البرلمان في الع ��ام ‪ ،2009‬كانت‬ ‫مناق�ش ��ة الح�ص� ��ص قد ن�سي ��ت بالفعل‪ .‬حت ��ى الآن‪،‬‬ ‫ه�ؤالء النا�شطات لم ُيعدن التفكير في موقفهنّ تجاه‬

‫العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫المجتم ��ع‪ ،‬و�إعتماده ��ن على الدولة عل ��ى الرغم من‬ ‫الدعم ال�شعبي الذي قادهن �إلى البرلمان‪.‬‬ ‫نتيج ��ة الإ�شتب ��اك الأخير بين المعار�ض ��ة والحكومة‬ ‫ف ��ي الكويت‪ ،‬لم ت�ستطع الن�ساء الف ��وز ب�أي مقعد في‬ ‫�إنتخابات عام ‪ .2012‬وق ��د �أرجع العديد ال�سبب الى‬ ‫�أداء �أرب ��ع ع�ض ��وات في البرلمان‪ .‬لك ��ن مع ذلك في‬ ‫الإنتخابات الأخيرة فازت �إمر�أتان‪.‬‬ ‫في ندوة نظمتها جمعية الخريجين الكويتية‪ ،‬في �أيار‬ ‫(ماي ��و) ‪� ،2012‬إعتر�ض ��ت الأكاديمية لبنى القا�ضي‬ ‫على هذه الإنتقادات قائلة‪ُ " :‬يطلب من الن�ساء ما هي‬ ‫�إنجازاته ��ن ال�سيا�سي ��ة فيما لم ُيط ��رح ال�س�ؤال عينه‬ ‫عل ��ى رجال ال�سيا�سة"‪� .‬إعترا�ض القا�ضي مهم‪ ،‬لأنها‬ ‫ت�س ّلط ال�ضوء على الإنتقادات المتح ّيزة جن�سي ًا التي‬ ‫وجهت �ض ��د �أول �أربع برلمانيات ف ��ي الكويت‪ .‬ولكن‬ ‫ه ��ذا ال يغ ّير من حقيق ��ة �أن ثالث ًا من ه� ��ؤالء الن�سوة‬ ‫الأربع وقفت مع الحكومة �ضد المعار�ضة بد ًال من �أن‬ ‫يكنّ م�ستقالت‪.‬‬ ‫هذا العام‪ ،‬ت ��م جلب الن�ساء الكويتيات �إلى المحكمة‬ ‫للمرة الأولى للم�شاركة ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫واجه ��ت النا�شط ��ات الثالث �س ��ارة الدري� ��س‪ ،‬رانيا‬ ‫ال�سع ��د ورن ��ا ال�سع ��دون �إتهام ��ات لإحتجاجهن على‬ ‫تعدي ��ل قان ��ون الإنتخاب ��ات‪� .‬أمه ��ات المعتق�ل�ات‬ ‫ال�سيا�سي ��ات ّ‬ ‫نظم ��ن �إعت�صام ��ات و�إنتق ��دن قم ��ع‬ ‫ال�شرطة‪ .‬بالن�سبة الى �أولئك الن�ساء‪ ،‬ق�ضايا الجن�س‬ ‫لم ُتطرح للمناق�شة لأنهنّ يعتقدن �أن �إ�صالح النظام‬ ‫ال�سيا�سي �أو ًال قبل الحديث عن حقوقهنّ ‪.‬‬ ‫كما ه ��ي الأمثلة م ��ن الكويت والإم ��ارات وال�سعودية‬ ‫تبرهن‪ ،‬ف� ��إن دور الدولة في منح الن�ساء حق التعليم‬ ‫والوظائف الحكومية والخدم ��ات الإجتماعية وا�ضح‬ ‫للعيان‪.‬‬ ‫ف ��ي بع� ��ض الح ��االت‪ ،‬دفع ��ت الدول ��ة بالت�شريع ��ات‬ ‫الالزم ��ة‪ ،‬حت ��ى لو كان ��ت الني ��ة ال�ستر�ض ��اء الن�ساء‬ ‫والنق ��اد الأجانب‪ .‬ولكن في الوق ��ت عينه‪ ،‬الم�شاركة‬ ‫والح�ضور على �أر�ض الواق ��ع يتيحان للمر�أة �أن تعمل‬ ‫ف ��ي مجتمعها م ��ن دون و�صاي ��ة من الدول ��ة‪ .‬الكفاح‬ ‫عل ��ى جبهتين قد يك ��ون مفيد ًا ولك ��ن الن�ساء بحاجة‬ ‫�إل ��ى �أن يدركن �أن ن�ضالهن ال يمك ��ن ف�صله عن تلك‬ ‫الجماع ��ات الأخ ��رى وب� ��أن ا�ستقالله ��ن ال�سيا�س ��ي‬ ‫�ضروري‪.‬‬

‫�أبو ظبي ‪ -‬ع ّمار الحالق‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫�إنتاج الحبوب العالمي يتجه �إلى �إر�ساء م�ستوى تاريخي‬ ‫من االرتفاع في ‪2013‬‬ ‫ك�شف تقرير لمنظمة الأم ��م المتحدة للأغذية‬ ‫والزراعة "الفاو" �صدر اخيرا بعنوان "توقعات‬ ‫المحا�صيل وحالة الأغذية"‪� ،‬أن مجموع الإنتاج‬ ‫العالم ��ي م ��ن الحب ��وب ُيتو َّق ��ع �أن ي ��زداد بنحو‬ ‫‪ %7‬خ�ل�ال ‪ 2013‬مقارن ًة بالع ��ام الما�ضي‪ ،‬مما‬ ‫�سي�ساعد على �إعادة تكوين �أر�صدة المخزونات‬ ‫العالمي ��ة وتح�سي ��ن الإمكان ��ات الراهن ��ة بغي ��ة‬ ‫تحقي ��ق �إ�ستق ��رار �أف�ض ��ل ف ��ي الأ�س ��واق خالل‬ ‫‪.2014 – 2013‬‬ ‫رج ��ح �أن يبلغ �إنت ��اج العالم من الحبوب ‪2479‬‬ ‫ُي َّ‬ ‫ملي ��ون ط ��نّ ‪ ،‬ل ُير�س ��ي بذل ��ك م�ست ��وى قيا�سياً‬ ‫جديد ًا‪ .‬وتق ��دِّ ر منظمة "ف ��او" الإنتاج العالمي‬ ‫من القمح ف ��ي ‪ 2013‬بنح ��و ‪ 704‬ماليين طنّ ‪،‬‬ ‫�أي بزيادة ‪ ،%6.8‬مما �س ُيع ِّو�ض �إنخفا�ض العام‬ ‫ال�سابق‪ .‬وتمثل هذه الزيادة �أعلى �إنتاج تاريخي‬

‫للقمح حتى تاريخه‪.‬‬ ‫ُيق� � َّدر الإنت ��اج العالم ��ي م ��ن الحب ��وب الخ�شنة‬ ‫ف ��ي ‪ ،2013‬وف ��ق توقعات منظمة "ف ��او"‪ ،‬بنحو‬ ‫‪ 1275‬مليون طنّ ‪ ،‬ويع ّد ذلك بمثابة زيادة حادة‬ ‫مقداره ��ا ‪ %9.7‬وهي �أعلى من عام ‪� .2012‬أ ّما‬ ‫الإنت ��اج العالمي من الأرز ف ��ي ‪ 2013‬ف ُيتو ّقع �أن‬ ‫يتو�سع بنحو ‪ %1.9‬ليبلغ ‪ 500‬مليون طنّ (الأرز‬ ‫ّ‬ ‫المق�شور)‪.‬‬ ‫وقدّرت "الفاو" �أن واردات الحبوب ل�سنة ‪2013‬‬ ‫‪ 2014 /‬ف ��ي حال ��ة ُبلدان العج ��ز الغذائي ذات‬ ‫الدخ ��ل المخفو� ��ض‪� ،‬سترتفع نح ��و ‪ %5‬مقارنة‬ ‫بعام ‪ ،/ 2013 2012‬وذلك ب�سبب تزا ُيد الطلب‬ ‫عل ��ى الإ�ستهالك‪ .‬علم� � ًا ان م�ص ��ر و�إندوني�سيا‬ ‫ونيجيري ��ا ه ��ي م ��ن البل ��دان الت ��ي ُينتظ ��ر �أن‬ ‫ت�ستورد كميات �إ�ضافية �أكبر من الحبوب‪.‬‬

‫تباط�ؤ االقت�صاد العالمي ي�ؤخر النمو في ال�صين‬ ‫م ��ا زال التعاف ��ي ال�ضعيف للإقت�ص ��اد العالمي‬ ‫ي�ؤث ��ر �سلب ًا في الإقت�ص ��اد ال�صيني‪� ،‬إذ جاء نمو‬ ‫النات ��ج المحلي الإجمالي ال�صين ��ي متوافق ًا مع‬ ‫التوقع ��ات عند ‪ 7.5‬في المئة ف ��ي الربع الثاني‬ ‫من ال�سنة‪ ،‬منخف�ض ًا م ��ن ‪ 7.7‬في المئة خالل‬ ‫الرب ��ع ال�ساب ��ق‪ .‬و ُيع ��زى ه ��ذا التباط� ��ؤ �أ�سا�س ًا‬ ‫�إلى �ضعف نم ��و القطاع ال�صناع ��ي وتباط�ؤ نمو‬ ‫الإئتمان‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ارت خبي ��رة الإقت�ص ��اد في �شرك ��ة "�آ�سيا‬ ‫للإ�ستثم ��ار" دان ��ا الفقي ��ر �إل ��ى �أن "الإنت ��اج‬ ‫ال�صناع ��ي �إرتف ��ع ‪ 8.9‬ف ��ي المئة عل ��ى �أ�سا�س‬ ‫�سن ��وي في حزي ��ران (يونيو) الما�ض ��ي مقارنة‬ ‫بتوقع ��ات ب�إرتفاع ��ه ‪ 9.1‬ف ��ي المئ ��ة‪ ،‬وذل ��ك‬ ‫ب�سب ��ب �ضعف الطل ��ب الخارج ��ي‪� ،‬إذ تراجعت‬ ‫ال�ص ��ادرات �سبعة في المئة عل ��ى �أ�سا�س �سنوي‬ ‫بينم ��ا ك ��ان ُيتوق ��ع �أن ترتفع �أربعة ف ��ي المئة"‪.‬‬ ‫ولفت ��ت �إل ��ى �أن "�إجمال ��ي التموي ��ل الإجتماعي‬ ‫تراجع م ��ن ‪ 38.2‬في المئة خ�ل�ال الربع الأول‬ ‫�إل ��ى ‪ 2.6‬في المئة خالل الرب ��ع الثاني‪ ،‬وذلك‬ ‫نتيجة الأزمة النقدية في حزيران (يونيو) التي‬ ‫�إرتفعت خالله ��ا معدالت الفائ ��دة بين البنوك‬

‫في �شكل كبير"‪.‬‬ ‫و�أك ��دت �أن "�إ�ستثمارات الأ�ص ��ول الثابتة بقيت‬ ‫مرن ��ة ف ��ي حزي ��ران (يوني ��و) عن ��د ‪ 20.1‬في‬ ‫المئة عل ��ى �أ�سا�س �سنوي‪ ،‬كم ��ا �أظهرت بيانات‬ ‫الطلب المحلي دع ��م الإقت�صاد ال�صيني بعدما‬ ‫نم ��ت مبيعات التجزئ ��ة ‪ 13.3‬في المئة مقارنة‬ ‫بتوقعات بلغت ‪ 12.9‬في المئة"‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف ��ت‪" :‬الناتج المحل ��ي الإجمالي يتيح لنا‬ ‫قيا�س النات ��ج الإقت�صادي �أو حج ��م الإقت�صاد‬ ‫مع� � ّد ًال بالن�سب ��ة ال ��ى الت�ضخ ��م �أو الإنكما�ش‪،‬‬ ‫كما يمكن قيا� ��س الناتج الإجمالي بطرق عدة‪،‬‬ ‫منه ��ا الت ��ي يتبعه ��ا مكت ��ب الإح�ص ��اء الوطني‬ ‫ف ��ي ال�صين‪ ،‬الجه ��ة الحكومي ��ة الم�س�ؤولة عن‬ ‫البيان ��ات الوطني ��ة‪ ،‬والذي يقي� ��س الناتج وفق‬ ‫القطاعات الثالثة الرئي�سة وهي القطاع الأولي‬ ‫�أو قط ��اع الإنت ��اج‪ ،‬والقطاع الثان ��وي �أو القطاع‬ ‫ال�صناع ��ي‪ ،‬وقط ��اع الخدم ��ات‪� ،‬أم ��ا الطريقة‬ ‫الثاني ��ة فه ��ي عب ��ر الإنف ��اق ال ��ذي يت�ضم ��ن‬ ‫اال�سته�ل�اك الخا� ��ص‪ ،‬والإنف ��اق الحكوم ��ي‪،‬‬ ‫واال�ستثم ��ارات المالي ��ة الثابت ��ة‪ ،‬وال�صادرات‬ ‫والواردات"‪.‬‬

‫الموجز الدولي‬ ‫�أك���دت الحكوم���ة الياباني���ة �أن الإقت�ص���اد‬ ‫الياباني يتجه نح���و الإنتعا�ش‪ ،‬بعد يومين من فوز‬ ‫رئي����س الوزراء �شين���زو �آبي ف���ي انتخابات مجل�س‬ ‫ال�شيوخ واع���داً بتكثيف �سيا�سة تحريك االقت�صاد‬ ‫الت���ي ينتهجه���ا‪ .‬و�أعلن���ت الحكومة ف���ي تقريرها‬ ‫ال�شهري ح���ول الإقت�صاد اليابان���ي "�أن االقت�صاد‬ ‫يبدي م�ؤ�شرات تفيد ب�أنه يتجه نحو الإنتعا�ش" في‬ ‫�أول �إ�ستخدام لهذه الكلمة منذ ع�شرة �أ�شهر‪.‬‬ ‫وكان "بن���ك اليابان" ر�أى في خت���ام اجتماع للجنة‬ ‫ال�سيا�سة النقدية ف���ي الم�صرف المركزي في ‪11‬‬ ‫تم���وز (يوليو)الفائ���ت‪� ،‬أن االقت�ص���اد في طريقه‬ ‫للتعاف���ي وذلك للمرة الأول���ى منذ �سنتين ون�صف‬ ‫�سن���ة‪ .‬وازداد �إجمالي الناتج الداخل���ي لثالث قوة‬ ‫اقت�صادي���ة ف���ي العالم خ�ل�ال الف�ص���ل الأول من‬ ‫ال�سن���ة بن�سبة ‪ 1‬في المئة مقارن���ة بالف�صل الرابع‬ ‫من عام ‪.2012‬‬ ‫تدف���ع وزي���رة الخارجي���ة االوروبي���ة كاثرين‬ ‫ا�شتون ف���ي �إتجاه تبني اج���راءات اوروبية تفر�ض‬ ‫و�ض���ع مل�صقات تدل على منتج���ات الم�ستوطنات‬ ‫اال�سرائيلية قبل نهاي���ة ‪ ،2013‬كما ذكرت �أخيراً‬ ‫�صحيفة "ه�آرت�س" اال�سرائيلية‪.‬‬ ‫وطلب���ت ا�شت���ون ف���ي الفت���رة االخي���رة م���ن عدد‬ ‫كبير م���ن المفو�ضين االوروبيي���ن و�ضع الخطوط‬ ‫التوجيهي���ة ح���ول المل�صقات المتعلق���ة بمنتجات‬ ‫الم�ستوطن���ات‪ ،‬عل���ى ان تطبق ف���ي البلدان الـ‪28‬‬ ‫االع�ضاء ف���ي االتحاد االوروبي‪ ،‬وذل���ك في ر�سالة‬ ‫جديدة ح�صلت ال�صحيف���ة اال�سرائيلية على ن�سخة‬ ‫منها‪.‬‬ ‫�أظهر تحليل �أجرته وكالة " رويترز" لمئات من‬ ‫تقاري���ر ال�شركات‪� ،‬أن غالبية �شركات التكنولوجيا‬ ‫الأميركية تخف�ض مدفوعاتها ال�ضريبية من طريق‬ ‫عدم �إعالن �إقامة �ضريبي���ة في �أ�سواقها الرئي�سية‬ ‫في �أوروبا‪ ،‬ما يمن���ع ال�سلطات ال�ضريبية في هذه‬ ‫الدول حتى من تقدير دخلها‪.‬‬ ‫وف���ي ال�شه���ر الما�ضي �أ�ص���درت منظم���ة التعاون‬ ‫االقت�ص���ادي والتنمية خطة عمل لمعالجة ما ت�صفه‬ ‫ب�أن���ه تحاي���ل ال�ش���ركات لتجن���ب دف���ع ال�ضرائب‪.‬‬ ‫و�أ�صب���ح ذلك يمث���ل م�شكل���ة �سيا�سية كبي���رة‪� ،‬إذ‬ ‫يغ�ض���ب الأف���راد من دفع �ضرائ���ب عالية في حين‬ ‫تدفع ال�شركات �ضرائ���ب منخف�ضة ن�سبيا ً‪ .‬و�أعلنت‬ ‫المنظم���ة التي تقدم الن�صح للدول الغنية الأع�ضاء‬ ‫في ما يتعلق بال�سيا�سات االقت�صادية وال�ضريبية‪،‬‬ ‫�أنها تحتاج �إلى تقويم مدى ا�ستخدام ال�شركات في‬ ‫االقت�صاد الرقم���ي‪� ،‬أ�ساليب مثل ع���دم �إقامة مقر‬ ‫�ضريب���ي �أو مقر دائم ف���ي الدول الت���ي تكون لها‬ ‫فيها عمليات �ضخمة‪ ،‬لتجنب دفع �ضرائب‪.‬‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪19‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون دولية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف الدولي‬

‫رابط الطرق وال�سكك الحديدية الذي قد يغ ّير قواعد اللعبة‬ ‫ف ��ي الخام� ��س م ��ن تم ��وز (يولي ��و) الفائ ��ت‪،‬‬ ‫و ّقع ��ت حكومت ��ا ال�صي ��ن وباك�ست ��ان عل ��ى �إتفاق‬ ‫لبن ��اء راب ��ط م ��ن الط ��رق و ال�س ��كك الحديدية‬ ‫للنق ��ل لو�ص ��ل البلدي ��ن‪ .‬ويع ��د الم�ش ��روع بفتح‬ ‫"مم� � ّر �إقت�ص ��ادي" وا�س ��ع‪ .‬ف ��ي حين ل ��م يُعلن‬ ‫�أي ج ��دول زمني ثابت للتنمي ��ة والتطوير‪ ،‬ف�إن‬ ‫ه ��ذا الم�ش ��روع "عل ��ى الم ��دى الطوي ��ل" �سوف‬ ‫يرب ��ط في نهاية المطاف مدين ��ة "كا�شغر" في‬ ‫غ ��رب ال�صي ��ن مع "جوادر" في غ ��رب باك�ستان‪.‬‬ ‫المكا�سب المحتملة من هذا الرابط �ضخمة‪.‬‬ ‫مم ��ا ال �شك في ��ه �أن الم�ش ��روع �سيعزز العالقات‬ ‫التجاري ��ة �أكثر بي ��ن البلدين‪ ،‬ولك ��ن �ستكون له‬ ‫�أي�ض� �اً �سل�سل ��ة من الآث ��ار في �أج ��زاء �أخرى من‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫يعتق ��د معظم المتابعين ب�أن ه ��ذا الم�شروع قد‬ ‫ي�س ّه ��ل عملية �شحن النفط من ال�شرق الأو�سط‬ ‫حيث يمكن �أن يف ّرغ في جوادر‪ ،‬على مقربة من‬ ‫ف ��م الخليج العربي‪ ،‬قبل نقله ب ��راً �إلى ال�صين‪.‬‬ ‫وعل ��ى الرغ ��م م ��ن �أن هذا ال ي ��زال يمثل م�سعى‬

‫لوج�ستياً ملحمياً‪ ،‬ف�إنه �أي�ضاً يق ّلل ب�شكل كبير‪،‬‬ ‫�آالف� �اً ع ��دة م ��ن الكيلومت ��رات‪ ،‬م�ساف ��ة يج ��ب‬ ‫�أن يجتازه ��ا النف ��ط للو�ص ��ول ال ��ى �أي نقط ��ة‬ ‫يق�صده ��ا ف ��ي ال�صي ��ن‪ ،‬وف ��ي الوقت ال ��ذي يتم‬ ‫ت�شجيع تطوير المنطقة الغربية لديها‪ .‬ب�شكل‬ ‫ع ��ام‪ ،‬ف� ��إن هذا الرابط م ��ن المرج ��ح �أن ي�ساهم‬ ‫ف ��ي زي ��ادة التجارة بي ��ن مجموع ��ة دول مجل�س‬ ‫التعاون الخليجي و�آ�سيا‪.‬‬ ‫بالن�سب ��ة الى باك�ستان نف�سها‪ ،‬ف�إن رابط الطرق‬ ‫وال�س ��كك الحديدي ��ة �سيخل ��ق فر� ��ص عم ��ل‪،‬‬ ‫وي�ساع ��د ف ��ي تن�شي ��ط كل قط ��اع تقريب� �اً م ��ن‬ ‫�إقت�صاده ��ا المحا�ص ��ر‪ ،‬ويجعله ��ا �أكث ��ر تح ّم�ل ً�ا‬ ‫لإلتقاط الأنفا�س بعيداً من جيرانها‪.‬‬ ‫ولك ��ن ه ��ذا الراب ��ط م ��ن المرج ��ح �أن تك ��ون ل ��ه‬ ‫عواق ��ب �أخرى كثي ��رة �أي�ضاً‪ .‬بالن�سب ��ة الى �أولئك‬ ‫المراقبي ��ن الذي ��ن ي�شاه ��دون بع�صبي ��ة وريبة �أي‬ ‫وقت تعزز فيه ال�صين �إت�شارها ونفوذها الدوليين‬ ‫ �إن كان ذل ��ك ف ��ي �أفريقي ��ا و�آ�سي ��ا والأميركتي ��ن‬‫�أو حت ��ى ف ��ي �أعالي البح ��ار ‪ -‬يمك ��ن �أن يُنظر �إلى‬

‫ه ��ذا التط ��ور الأخي ��ر بقل ��ق �شدي ��د‪� .‬إن ال�صي ��ن‬ ‫توف ��ر معظ ��م الأ�سلح ��ة �إل ��ى باك�ست ��ان �أكث ��ر م ��ن‬ ‫�أي دول ��ة �أخ ��رى‪ ،‬و�صفقة تبادلية ق ��د نرى ميناء‬ ‫جوادر يتح� �وّل من�ص ��ة �إ�ستراتيجي ��ة لإ�ستخدامه‬ ‫للعملي ��ات البحري ��ة لل�صي ��ن ف ��ي المنطق ��ة‪ .‬وقد‬ ‫�أعي ��د بناء الميناء وتحديثه في ال�سنوات الأخيرة‬ ‫مع �إ�ستثمارات كبيرة من ال�صين‪.‬‬ ‫عندم ��ا فتح ��ت قن ��اة ال�سوي� ��س في الع ��ام ‪،1869‬‬ ‫غ ّي ��رت الطريق ��ة التي يعمل به ��ا العالم‪ .‬بعدما‬ ‫يق ��رب م ��ن ‪� 150‬سن ��ة‪ ،‬ثماني ��ة ف ��ي المئ ��ة م ��ن‬ ‫حرك ��ة المالح ��ة العالمي ��ة تم ��ر عب ��ر مياهه ��ا‪.‬‬ ‫وبالمثل‪ ،‬ف�إن قناة بنما ت�سمح لل�سفن بالإنتقال‬ ‫م ��ن المحيط اله ��ادي �إلى البح ��ر الكاريبي في‬ ‫�أقل من ‪� 12‬ساعة‪.‬‬ ‫مث ��ل كل م ��ن هذي ��ن المثلي ��ن‪ ،‬يمك ��ن لراب ��ط‬ ‫الطرق وال�سكك الحديدية بين كا�شغر وجوادر‬ ‫�أن يثب ��ت في نهاية المط ��اف ب�أنه مغي ٌر لقواعد‬ ‫اللعبة �إقليمياً و�إقت�صادياً‪.‬‬ ‫لندن ‪ -‬محمد عبد الملك‬

‫مجموعة الع�شرين تعطي الأولوية للنمو �سعي ًا لإعادة التوازن الى الإقت�صاد العالمي‬ ‫اعط ��ت مجموعة الع�شرين االولوي ��ة للنمو قبل التق�شف �سعي ًا‬ ‫ت�سجل فائ�ض ًا في‬ ‫الموازنة الذي تدافع عنه بقوة البلدان التي ّ‬ ‫لإع ��ادة التوازن الى الإقت�صاد العالم ��ي وتعهدت الحذر عند‬ ‫موازناته ��ا‪ ،‬مثل �ألمانيا �أو ال�صين‪ ،‬فيم ��ا �أراد عدد كبير من‬ ‫�أي تغيي ��ر لل�سيا�سة لتفادي �إنحراف التعافي الإقت�صادي عن‬ ‫البلدان مث ��ل الواليات المتحدة وفرن�س ��ا الت�شديد على النمو‬ ‫م�ساره ب�سبب التذبذب في الأ�سواق العالمية‪.‬‬ ‫و�س ��وق العم ��ل‪ .‬و�إ�ضطر المفاو�ض ��ون الى الت�أني ف ��ي �إختيار‬ ‫و�إعتب ��ر وزراء الم ��ال وحك ��ام الم�صارف المركزي ��ة للبلدان‬ ‫العبارات‪ .‬و�أقر وزير المال الفرن�سي بيار مو�سكوفي�سي الحق ًا‬ ‫الغنية والنا�شئة الذين �إجتمعوا في مو�سكو (في ‪ 19‬و‪ 20‬تموز‬ ‫ب�أنه ال يوجد اي توافق "تلقائي" حول التوازن الواجب �إيجاده‬ ‫(يولي ��و) الفائت) لتح�ضير قمة مجموع ��ة الع�شرين (تنعقد‬ ‫بي ��ن خف�ض العج ��ز ف ��ي الموازن ��ات العامة ودع ��م الن�شاط‬ ‫في �أيلول (�سبتمبر) المقبل) ف ��ي بطر�سبرج �أن "الإقت�صاد‬ ‫الإقت�صادي‪ .‬و�أ�ضاف �أن الو�سائل الأخرى التي يتعين �إتباعها‬ ‫العالمي اليزال ه�ش ًا والإنتعا�ش �ضعيف ًا ومتفاوت ًا"‪.‬‬ ‫ه ��ي خ�صو�صا "خف� ��ض تجزئة الأ�سواق المالي ��ة" و"الوحدة‬ ‫وزير المال الفرن�سي‬ ‫بيار مو�سكوفي�سي‬ ‫وفي اطار خطة التحرك التي �ستتقرر خالل قمة بطر�سبرج‪،‬‬ ‫الم�صرفية في �أوروبا" و"�إعادة التوازن الى النمو" العالمي‬ ‫�إتفق ��ت بلدان مجموعة الع�شرين على "ان تكون االولوية على‬ ‫و"الحفاظ على �سيا�سات نقدية تتك ّيف" مع الأو�ضاع‪.‬‬ ‫الم ��دى الق�صير هي تحفي ��ز التوظيف والنمو"‪ .‬وتريد ه ��ذه البلدان "و�ضع وح ��ول هذه النقطة وبناء على طلب بع�ض البل ��دان النا�شئة‪ ،‬دعت مجموعة‬ ‫معايي ��ر و�ضبط" جهود الموازنة لخف�ض العج ��ز طبق ًا لل�شروط الإقت�صادية الع�شرين الم�صارف المركزية وخ�صو�صا الإحتياطي الفيديرالي االميركي‬ ‫لكل منها‪ .‬و�أ ّكدت بلدان مجموعة الع�شرين �أن �إ�ستراتيجيات تر�سيخ الموازنة ال ��ى الت�ص ��رف بمه ��ارة‪ .‬وذك ��رت المجموع ��ة ان "التغي ��رات الم�ستقبلية"‬ ‫�ضرورية للإقت�صادات المتطورة‪ ،‬لكن فقط على "المدى المتو�سط"‪.‬‬ ‫لل�سيا�س ��ات النقدية "�سيتم �ضبطها بعناي ��ة و�إبالغها بو�ضوح" الى الجهات‬ ‫لذل ��ك �إتفق ال ��وزراء على ان يحيل ��وا الى المرتب ��ة الثانية م�س�أل ��ة �إن�ضباط المعنية‪.‬‬ ‫‪18‬‬

‫العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬


‫وا�شنطن ‪ -‬كميل الحكيم‬ ‫�أث ��ار قرار رو�سيا تزويد �سوريا بنظامها‬ ‫ال�صاروخ ��ي الدفاع ��ي المتط ��ور "�أ�س‬ ‫– ‪ )S-300( "300‬موج ��ة م ��ن التعليق ��ات حي ��ث‬ ‫�إعتب ��ر معظمها �أن هذه ال�صفقة �ست�ؤ ّثر �إيجاب ًا على‬ ‫الو�ض ��ع الع�سكري للنظام ال�س ��وري وت�ساعد بالتالي‬ ‫عل ��ى بقائه‪ .‬م ��ن جهتها بذلت �إ�سرائي ��ل‪ ،‬وما زالت‬ ‫تبذل‪ ،‬كل ما في و�سعها لإقناع مو�سكو بعدم الم�ضي‬ ‫قدم ًا ف ��ي ت�سلي ��م ال�صواريخ الموع ��ودة‪ .‬لكن يبدو‬ ‫�أن القادة الرو�س م�ص� � ّرون على قرارهم‪ ،‬وا�صفين‬ ‫اله ��دف من هذه ال�صفقة ب�ش ��كل ال لب�س فيه‪ :‬لردع‬ ‫التدخ ��ل الأجنب ��ي‪ ،‬كما ك ��ان وا�ضح ًا م ��ن تعليقات‬ ‫وزي ��ر الخارجي ��ة الرو�سي �سيرغي الف ��روف في ‪20‬‬ ‫حزيران (يونيو) الفائت‪.‬‬ ‫ويب ��دو �أن العدي ��د م ��ن المح ّللي ��ن الع�سكريي ��ن‬ ‫وال�سيا�سيي ��ن في الغرب قد �إقتن ��ع بمنطق مو�سكو‪،‬‬ ‫حيث �ص ��درت عنهم تقييمات �أخي ��ر ًا ت�س ّلط ال�ضوء‬ ‫عل ��ى طبيع ��ة "تغيير قواع ��د اللعبة" نتيج ��ة �صفقة‬ ‫الأ�سلحة الإ�ستراتيجية الرو�سية‪ .‬و�إدّعى البع�ض �أن‬ ‫بطاريات "�أ� ��س ‪ "300‬من �ش�أنها �أن "تبدِّ ل ميزان‬ ‫الق ��وى" ف ��ي المنطق ��ة وتجع ��ل التدخ ��ل الأجنب ��ي‬ ‫"�صعب ًا للغاية"‪ .‬و�أ�شار �آخرون �إلى �أن قدرة النظام‬ ‫ال�صاروخ ��ي على �ضرب �أهداف ف ��ي �إ�سرائيل وفي‬ ‫دول �أخ ��رى حليف ��ة للواليات المتح ��دة في المنطقة‬ ‫يزيد من �إحتمال �إندالع "حرب �إقليمية"‪.‬‬ ‫الواقع �أنه رغم هذه التكهن ��ات هناك �أربعة �أ�سباب‬ ‫ّ‬ ‫تو�ض ��ح وتب� � ّرر لم ��اذا الت�سليم المحتم ��ل ل�صواريخ‬ ‫"�أ� ��س‪ "300-‬م ��ن غي ��ر المرجح �أن يتح� �دّى ب�شكل‬ ‫كبي ��ر ق ��درات �أميركا والغ ��رب وي�ؤثر عل ��ى التدّخل‬ ‫ب�ش ��كل حا�سم من طري ��ق الجو في �سوري ��ا �إذا كان‬ ‫هن ��اك قرار بذل ��ك‪ .‬وعالوة على ذل ��ك‪� ،‬إن الكالم‬ ‫ال ��ذي يدّعي ب� ��أن ن�شر النظ ��ام ال�صاروخي في حد‬ ‫ذات ��ه ي�ساهم تلقائي ًا في مزيد م ��ن عدم الإ�ستقرار‬ ‫ف ��ي المنطقة‪ ، ،‬ي�ش� � ّكل حجة واهي ��ة ال تحمل �أر�ض ًا‬ ‫�صلب ��ة على الإط�ل�اق‪ ،‬عند مقارنت ��ه بدليل �إمتالك‬ ‫دول عدة �أخرى في ال�شرق الأو�سط لنظم �صاروخية‬ ‫مماثل ��ة و�أ�سلحة دمار �شامل مزعزع ��ة �أكثر للأمن‬ ‫والإ�ستقرار‪.‬‬ ‫�أو ًال‪ ،‬على الرغم من �أن الواليات المتحدة لم تواجه‬ ‫�صواري ��خ "�أ�س‪ "300-‬في القتال‪ ،‬ف�إن مجموعة من‬ ‫حلفائها ‪ -‬بما ف ��ي ذلك بلغاريا واليونان و�سلوفاكيا‬ ‫– ت�ستخ ��دم ف ��ي الوقت الحا�ض ��ر �أنظمة متعددة‬ ‫ومتنوعة من "�أ�س‪ ."300-‬لذا �إ�ستطاعت وا�شنطن‬

‫وزير الخارجية الرو�سي �سيرغي الفروف‪:‬‬ ‫ال�صواريخ لمنع التدخل الخارجي‬

‫وزير الإ�ستخبارات الإ�سرائيلي يوفال �شتاينتز‪:‬‬ ‫ال�صواريخ تهدّ د �أجواءنا‬

‫م ��ن خالل حلفائها الو�صول �إل ��ى هذه النظم وجمع‬ ‫البيان ��ات والمعلوم ��ات الت ��ي يمك ��ن �أن ت�س ّهل و�ضع‬ ‫تدابي ��ر م�ضادة‪ .‬و�أخي ��ر ًا‪ ،‬في الع ��ام ‪ ،2012‬قامت‬ ‫منظم ��ة حلف �شم ��ال الأطل�سي بمن ��اورات ع�سكرية‬ ‫حي ��ث �إختب ��رت فيه ��ا ق ��درة الطائ ��رات المقاتل ��ة‬

‫وزير الإ�ستخبارات الإ�سرائيلي‬ ‫يوفال �شتاينتز‪ " :‬يمكن ل�صواريخ‬ ‫"�أ�س‪�" "300-‬أن ت�ستهدف الطائرات‬ ‫من على بعد ‪ 185‬مي ًال‪ ،‬مما يجعل‬ ‫طائراتنا عر�ضة للخطر في المجال‬ ‫الجوي الإ�سرائيلي"‬

‫المختلف ��ة للقي ��ام بعملي ��ات �صي ��د �ض ��د �صواري ��خ‬ ‫�سلوفاكيا "�أ� ��س‪ 300-‬بي �أم يو" (‪،)S-300 PMU‬‬ ‫وه ��ي واحدة م ��ن الأ�سلح ��ة الأخيرة الأكث ��ر تطور ًا‬ ‫لنظام "�أ�س – ‪."300‬‬ ‫كم ��ا �إنخرط حلفاء �آخ ��رون لوا�شنطن في جهودهم‬ ‫الرامية لجمع المعلومات الإ�ستخبارية الخا�صة عن‬ ‫نظ ��ام "�أ� ��س‪ "300-‬للت�أكد من نق ��اط �ضعفه الأمر‬ ‫الذي ي�سمح بتطوير تدابي ��ر م�ضادة‪ ،‬ومن المرجح‬ ‫�أنه ��م تبادل ��وا النتائ ��ج وتقا�سموه ��ا م ��ع نظرائهم‬ ‫ف ��ي وا�شنطن‪ .‬ف ��ي الع ��ام ‪� ،2008‬أج ��رت �إ�سرائيل‬ ‫من ��اورات ع�سكري ��ة م�شترك ��ة م ��ع اليون ��ان لجم ��ع‬ ‫معلوم ��ات �إ�ستخباراتي ��ة عل ��ى �أكثر �أنظم ��ة "�أ�س‪-‬‬ ‫‪ "300‬حداث ��ة "‪( ،"S-300PMU-1‬ثان ��ي �أح ��دث‬ ‫نظام مج� �دّد ل"�أ�س‪ .)"300-‬وفق� � ًا للم�ؤلف �إدوين‬ ‫بالك‪ ،‬الحائز على جائ ��زة �أف�ضل محقق �صحافي‪،‬‬ ‫�أظه ��رت المناورات ب�أن "م�سافة ‪ 1400‬كلم [حوالي‬ ‫‪ 870‬مي�ل ً�ا] كانت كافية للطائ ��رات الإ�سرائيلية كي‬ ‫تتعامل مع هذه ال�صواري ��خ بطريقة عالية وفعالة"‪.‬‬ ‫ف ��ي المقابل‪ ،‬ف� ��إن �سالح الج ��و الإ�سرائيل ��ي‪ ،‬جنب ًا‬ ‫�إلى جن ��ب مع �شركات الدف ��اع الإ�سرائيلية‪ ،‬بد�أ في‬ ‫و�ض ��ع تدابي ��ر م�ضادة و�ش ��راك خداع ��ي �إلكتروني‬ ‫للتح� � ُّوط �ضد قدرات النظ ��ام الرو�سي‪ .‬حتى اليوم‪،‬‬ ‫يعت ��رف م�س�ؤول ��و وزارة الدف ��اع اال�سرائيلية �أنه في‬ ‫حي ��ن �أن �صواريخ "�أ�س‪ "300-‬م ��ن �ش�أنها �أن ت�ش ّكل‬ ‫م�ش ��اكل ف�أنه ��ا لن تكون مغ ِّي ��ر ًا �أو مب� � ّد ًال للعبة كما‬ ‫و�صفها بع�ض المحللين‪ .‬وقد قال العقيد في الجي�ش‬ ‫الإ�سرائيل ��ي زفيك ��ا هايموفيت�ش ف ��ي الآونة الأخيرة‬ ‫لوكال ��ة "رويترز"‪" :‬عل ��ى الرغم من �أنه ��ا قد ت�ؤثر‬ ‫عل ��ى عملياتن ��ا‪ ،‬فنحن ق ��ادرون من التغل ��ب عليها‬ ‫وتجاوزها"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ثاني� � ًا‪� ،‬إن نظام� �ا بتعقي ��دات تقني ��ة وتكنولوجي ��ة‬ ‫مث ��ل "�أ� ��س‪� "300-‬سيكون م ��ن ال�صعب ج ��د ًا على‬ ‫الجي� ��ش ال�سوري معرفة كيفية �إ�ستخدامه‪� .‬إن الأمر‬ ‫يتطل ��ب تعلي ��م وتدريب الأف ��راد �أ�شه ��ر ًا على كيفية‬ ‫الت�شغي ��ل و�صيان ��ة ال"�أ� ��س‪ -- "300-‬ح�سب بع�ض‬ ‫التقدي ��رات‪ ،‬ما يقرب م ��ن عام ‪ -‬قب ��ل �أن يتمكنوا‬ ‫من ن�ش ��ر البطاري ��ات ب�ش ��كل موثوق‪ .‬بحل ��ول ذلك‬ ‫الوقت‪� ،‬ستك ��ون المحافظة على دفاع جوي قوي من‬ ‫�آخ ��ر هموم نظام يقاتل للإحتف ��اظ بال�سيطرة على‬ ‫الأر� ��ض‪ .‬ويجم ��ع الخب ��راء على �أن تدري ��ب الأفراد‬ ‫وتطوير المراف ��ق للت�شغيل و�إحتمال ت�صليح و�صيانة‬ ‫�صواري ��خ ال"�أ� ��س‪ "300-‬تتطلب �إ�سته�ل�اك خيرة‬ ‫الق ��وات و�أثمن الموارد‪ ،‬ومع ذل ��ك �ستبقى الأنظمة‬ ‫ال�صاروخي ��ة عر�ض ��ة لهجوم بري من قب ��ل القوات‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪21‬‬


‫الم�شرق العربي‬

‫سوريا‬

‫مو�سكو تقول �أن بطاريات "�أ�س‪ "300-‬هي لردع التدخل الخارجي‬

‫هل تستطيع صواريخ روسيا‬ ‫إنقاذ نظام األسد؟‬ ‫هل ت�ستطي��ع ال�صواري��خ الرو�سية‬ ‫"�أ�س‪ ،"300-‬التي قالت مو�سكو‬ ‫�أنها تعتزم ت�سليمها قريب ًا الى النظام‬ ‫ال�س��وري‪ ،‬تغيي��ر مي��زان الق��وى‬ ‫ف��ي المعركة الطاحن��ة الدائرة في‬ ‫ب�لاد ال�ش��ام؟ �أم �أن الإدع��اءات‬ ‫الت��ي �أطلقه��ا بع���ض المحللي��ن‬ ‫الع�سكريي��ن وال�سيا�سيي��ن ف��ي‬ ‫الغرب بالن�سبة الى ذلك ال ترتكز‬ ‫عل��ى �أي واق��ع؟ مح��رر "�أ�س��واق‬ ‫العرب" الع�سكري والإ�ستراتيجي‬ ‫كمي��ل الحكي��م يح��اول تو�ضيح‬ ‫معنى ال�صفقة ال�سورية – الرو�سية‬ ‫وما هو ت�أثيرها على مجرى الحرب‬ ‫الدائرة في �سوريا‪ ،‬وهل بالتالي في‬ ‫مقدوره��ا ردع �أي تدخل خارجي‬ ‫كما قيل‪.‬‬

‫�صواريخ "�أ�س‪:"300-‬‬ ‫تعزيز للدفاعات الجوية‬ ‫ال�سورية‬

‫‪20‬‬

‫العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬


‫الم�شرق العربي ¶ �سوريا‬ ‫المعار�ض ��ة المتم� � ّردة‪ ،‬بق ��در ما كان ��ت الدفاعات‬ ‫الجوي ��ة ال�سوري ��ة م�ستهدف ��ة عل ��ى م ��دى العامي ��ن‬ ‫الما�ضيي ��ن‪ .‬وع�ل�اوة عل ��ى ذل ��ك‪ ،‬لزي ��ادة قدرات‬ ‫ال"�أ� ��س‪� ،"300-‬سيحتاج الجي�ش ال�سوري الى دمج‬ ‫النظ ��ام الرو�سي في �شبكة الدف ��اع الجوي ال�شاملة‬ ‫بحي ��ث يكون في �إ�ستطاع ��ة كل واحدة من بطارياته‬ ‫ال�صاروخي ��ة الم�شاركة في �أن�سب الأهداف بالن�سبة‬ ‫�إليه ��ا‪ .‬وفق ًا لم�ؤ�س�س ��ة "�آي �أت�ش �أ�س جاينز" (‪IHS‬‬ ‫‪ )Jane's‬الع�سكري ��ة المتخ�ص�ص ��ة‪� ،‬إن القيام بذلك‬ ‫يتطل ��ب �أجه ��زة تحك ��م وتوجي ��ه و�سيط ��رة ‪ -‬مث ��ل‬ ‫"بايك ��ال‪ -)Baikal-1( "1-‬الأم ��ر الذي �سيترتب‬ ‫علي ��ه المزيد من الوق ��ت للتدريب ون�ش ��ر بطاريات‬ ‫"�أ�س‪ ."300-‬وهكذا‪ ،‬ف� ��إن �إحتمال الح�صول على‬ ‫م ��ردود �إيجاب ��ي من ن�ش ��ر �سريع ل�صواري ��خ "�أ�س‪-‬‬ ‫‪ "300‬يبدو �ضئي ًال‪.‬‬ ‫ثالث� � ًا‪ ،‬التحالي ��ل والمق ��االت الت ��ي كتب ��ت و�صدرت‬ ‫�أخي ��ر ًا ّ‬ ‫�ضخمت م ��ن �إمكاني ��ة �أن تك ��ون الطائرات‬ ‫عر�ضة لأنظم ��ة �صواريخ "�أ� ��س‪ ."300-‬على �سبيل‬ ‫المث ��ال‪� ،‬أعل ��ن وزي ��ر الإ�ستخب ��ارات الإ�سرائيل ��ي‬ ‫يوف ��ال �شتاينت ��ز �أن �صواري ��خ "�أ� ��س‪" "300-‬يمكن‬ ‫�أن ت�سته ��دف الطائ ��رات م ��ن على بع ��د ‪ 185‬مي ًال‪،‬‬ ‫مم ��ا يجع ��ل طائراتنا عر�ض ��ة للخطر ف ��ي المجال‬ ‫الجوي الإ�سرائيلي"‪ .‬بع� ��ض �آخر من الخبراء‪ ،‬مثل‬ ‫المحل ��ل الع�سك ��ري المع ��روف �أنتون ��ي كورد�سمان‪،‬‬ ‫�إفتر�ض بعقالنية �أكثر �أن المدى الأق�صى هو �أقرب‬ ‫�إل ��ى حوال ��ي ‪ 95‬مي ًال‪ .‬ولك ��ن يبدو �أن م ��ا غاب عن‬ ‫ب ��ال العديد من المحللين �أن نظ ��ام "�أ�س‪ "300-‬ال‬ ‫موح ��د‪� .‬إن النطاق‬ ‫يك�شف جمي ��ع الطائرات ب�شكل ّ‬ ‫�أو المج ��ال ال ��ذي ي�ستطيع النظام في ��ه الك�شف عن‬ ‫الطائ ��رات االميركية ‪-‬اال�سرائيلي ��ة لي�س فقط من‬ ‫وظيف ��ة وق ��درات "�أ� ��س‪ ،"300-‬بل �أي�ض� � ًا ي�ستطيع‬ ‫الك�شف عن طائرة "ال�شب ��ح" (‪ )stealth‬والإرتفاع‬ ‫ال ��ذي تح ّلق به جو ًا‪� .‬إن طائ ��رات التخفي الحديثة‪،‬‬ ‫مث ��ل "�أف ‪� 22‬إي" (‪ )F-22A‬الأميركي ��ة‪ ،‬يمكنه ��ا‬ ‫ن�سبي ًا الإختراق ب�أم ��ان الأجواء ال�سورية �أبعد و�أكثر‬ ‫من طائرات مقاتلة �أخرى مثل "�أف ‪.)F-16( "16‬‬ ‫وي�ستطي ��ع ال"�أ� ��س‪ "300-‬ك�ش ��ف ه ��ذه الطائرات‬ ‫ولكن على م�ساف ��ات �أ�صغر �إذا كانت تح ّلق على عل ٍّو‬ ‫منخف� ��ض‪ .‬ف ��ي حب ��ن �أن �صواري ��خ ال "�أ�س‪"300-‬‬ ‫يمك ��ن تجهيزها ب ��رادارات للعل ��و المنخف�ض‪ ،‬ف�إن‬ ‫�إ�ستخدام ه ��ذا المك ّون في بطاري ��ة ال"�أ�س‪"300-‬‬ ‫يح ��د بدرجة كبي ��رة من حركي ��ة النظ ��ام‪ .‬وهكذا‪،‬‬ ‫ف� ��إن �أي بطارية ت�ستخدم ه ��ذا النوع من الرادارات‬ ‫ت�صبح �أكثر عر�ضة لل�ضربات‪.‬‬

‫الرئي�س ب�شار الأ�سد‪:‬‬ ‫تعويل كبير على ت�أثير �صواريخ "�أ�س‪"300-‬‬

‫ما ه ��و �أكثر من ذلك‪� ،‬إن الزي ��ادة في مجال ومدى‬ ‫ال"�أ�س‪ "300-‬يمكن �إلى حد ما موازنتها وتعطيلها‬ ‫مواجه ��ة مثل �صواريخ "جا�س ��م‪�-‬إي �آر"‬ ‫ب�صواري ��خ َ‬ ‫(‪ ) JASSM-ER‬التابعة للقوات الجوية الأميركية‪،‬‬ ‫وهي �صواريخ كروز متخفية فائقة الدقة التي يمكن‬ ‫للطيارين �إطالقها من عل ��ى بعد ‪ 575‬كيلومتر ًا من‬ ‫اله ��دف‪ .‬وهذا النوع من ال�صواريخ الأميركية يح ّلق‬ ‫عل ��ى �إرتفاع ��ات منخف�ض ��ة ج ��د ًا‪ ،‬مم ��ا يم ّكنه من‬ ‫الته ��رب من الأنظم ��ة المتطورة مث ��ل "�أ�س‪"300-‬‬ ‫حت ��ى �أميال ع ��دة من ال ��رادار‪� .‬صواري ��خ هجومية‬ ‫�ضارب ��ة مث ��ل "جا�س ��م – �إي �آر" "‪،"JASSM-ER‬‬ ‫وخ�صو�ص� � ًا عندم ��ا ُتطلق ب�أع ��داد كبي ��رة‪ ،‬يمكنها‬ ‫التغلب على المزايا الدفاعي ��ة المتقدِّ مة ل�صواريخ‬ ‫"�أ�س‪."300-‬‬ ‫رابع ًا‪ ،‬على الرغم من مدى �صواريخ ال"�أ�س‪"300-‬‬ ‫قدم على‬ ‫ف� ��إن نظ ��ام الأ�سد من غي ��ر المرج ��ح �أن ُي ِ‬

‫�إن نظام ًا بتعقيدات تقنية‬ ‫وتكنولوجية مثل "�أ�س‪"300-‬‬ ‫�سيكون من ال�صعب جد ًا على الجي�ش‬ ‫ال�سوري معرفة كيفية �إ�ستخدامه‪.‬‬ ‫�إن الأمر يتطلب تعليم وتدريب الأفراد‬ ‫�أ�شهر ًا على كيفية الت�شغيل و�صيانة‬ ‫ال�صواريخ ‪ --‬ح�سب بع�ض التقديرات‬ ‫ما يقرب من العام‬

‫�إط�ل�اق الن ��ار م ��ن جان ��ب واح ��د �ض ��د الطائ ��رات‬ ‫االميركية �أو الغربية خارج المجال الجوي ال�سوري‪.‬‬ ‫بينم ��ا واجهت دم�شق �سابق ًا تهم ��ة القيام على وجه‬ ‫التحدي ��د به ��ذا العمل �ضد طائ ��رة حربية تركية في‬ ‫حزي ��ران (يوني ��و) ‪ ،2012‬ف�إنه ��ا �شه ��دت وواجهت‬ ‫�أي�ض� � ًا مخاط ��ر ج�سيمة ج� � ّراء ه ��ذه الإ�ستفزازات‪.‬‬ ‫لقد در�ست الحكوم ��ة التركية جدي ًا الرد الع�سكري‪،‬‬ ‫مما �إ�ضطر الأ�سد �إلى الإعت ��راف ب�أنه ي�أ�سف لقرار‬ ‫�إ�سق ��اط الطائرة‪ .‬وكم ��ا �أو�ضح هذا الح ��ادث‪ ،‬ف�إن‬ ‫�أي �إ�ستف ��زازات م�ستقبلية �سوف تو ّفر زخم ًا وحافز ًا‬ ‫�أكب ��ر للتدخ ��ل‪ ،‬والذي يحاول النظ ��ام يائ�س ًا لمنعه‪.‬‬ ‫ف ��ي الواقع‪ ،‬على الرغ ��م من التهدي ��دات بالإنتقام‪،‬‬ ‫ف�شلت �سوري ��ا بالإ�ستجابة والرد على ثالث هجمات‬ ‫جوية �سرية قامت بها �إ�سرائيل على �شحنات �أ�سلحة‬ ‫(ح�س ��ب تل �أبيب) هذا الع ��ام‪� .‬إذا كان نظام الأ�سد‬ ‫�سيعا َقب عل ��ى �إ�ستخ ��دام "�أ�س‪ ،"300-‬ف� ��إن الأمر‬ ‫�سيك ��ون ف ��ي �سياق ق ��رار وا�ض ��ح من قب ��ل الواليات‬ ‫المتحدة والغرب للتدخ ��ل ع�سكري ًا في �سوريا (على‬ ‫الرغ ��م م ��ن �أن مث ��ل هذا الق ��رار قد ال يك ��ون علني ًا‬ ‫لزيادة فر�ص نجاح التدخل)‪ .‬في ظل هذه الظروف‪،‬‬ ‫كما ذكرن ��ا �سابق ًا‪ ،‬ف� ��إن الق ��وات االميركية �ستكون‬ ‫قادرة على تحييد تهديد �صواريخ "�أ�س‪."300-‬‬ ‫لكن �إذا كان من المرجح عدم قدرة �صواريخ "�أ�س‪-‬‬ ‫‪� "300‬أن تك ��ون رادع ًا للتدخل الع�سكري في �سوريا‪،‬‬ ‫لماذا �إذ ًا تنفق رو�سي ��ا ر�أ�س مال �سيا�سي كبير على‬ ‫هذه ال�صفقة؟‬ ‫كثان ��ي �أكبر م�ص� �دّر للأ�سلحة في العال ��م‪ ،‬ت�ساهم‬ ‫المبيع ��ات الع�سكرية الخارجي ��ة ب�أكثر من ‪ 14‬مليار‬ ‫دوالر في الإقت�صاد الرو�سي‪ .‬والتركيز العالمي على‬ ‫الن ��زاع ال�سوري يو ّف ��ر فر�صة مفي ��دة لعر�ض واحد‬ ‫من المنتج ��ات الع�سكري ��ة الرو�سية الأكث ��ر تقدم ًا‬ ‫وبالتال ��ي ت�صديره ��ا على نطاق وا�س ��ع‪ ،‬وخ�صو�ص ًا‬ ‫في منطق ��ة يتر ّكز فيه ��ا �أكبر م�ست ��وردي الأ�سلحة‬ ‫في العالم‪ .‬بالإ�ضافة �إلى ذلك‪ ،‬قد ي�ستخدم القادة‬ ‫الرو� ��س عملي ��ة البيع ه ��ذه كجزء م ��ن �إ�ستراتيجية‬ ‫�أو�س ��ع نطاق ًا لإع ��ادة ت�أكيد دور مو�سك ��و في ال�شرق‬ ‫الأو�سط‪ .‬لذا يجب على �صانعي ال�سيا�سة الأميركية‬ ‫خ�صو�ص� � ًا‪ ،‬والغربي ��ة عموم� � ًا‪� ،‬أن ال يج ��دوا ه ��ذا‬ ‫م�ستغرب� � ًا‪� ،‬إذ �أن رو�سي ��ا �سعت ال ��ى تحقيق �أهداف‬ ‫مماثل ��ة عندم ��ا �أعلن ��ت ع ��ن نيته ��ا لبي ��ع �صواريخ‬ ‫"�أ� ��س‪� "300-‬إل ��ى �إي ��ران‪ .‬وفق ًا لوكال ��ة "رويترز"‪،‬‬ ‫ك�شفت برقيات ديبلوما�سي ��ة م�س َّربة �أن الم�س�ؤولين‬ ‫الرو� ��س لي�س ��ت لديهم ني ��ة لإتمام ال�صفق ��ة ون�شر‬ ‫بطاريات ال�صواريخ ف ��ي �سوريا‪ .‬بد ًال من ذلك‪ ،‬في‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪23‬‬



‫الم�شرق العربي ¶ �سوريا‬ ‫العام ‪ ،2010‬تراجعت رو�سيا عن الإتفاق في مقابل‬ ‫الح�صول على طائ ��رات �إ�ستطالع ع ��دة �إ�سرائيلية‬ ‫م ��ن دون طي ��ار‪ ،‬و�ضمان ��ات من ت ��ل �أبي ��ب لحجب‬ ‫ال�سالح عن جورجيا‪.‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك هن ��اك تحذير واح ��د يج ��ب �أن ُيذكر في‬ ‫ه ��ذا المج ��ال‪� .‬إذا م�ض ��ت رو�سي ��ا ُقدُم ًا ف ��ي بيعها‬ ‫ال"�أ� ��س‪� "300-‬إلى نظام الأ�س ��د‪ ،‬فقد تختار �أي�ض ًا‬ ‫�إر�سال �أفراد وخبراء رو�س لتدريب القوات ال�سورية‬ ‫عل ��ى �إ�ستخ ��دام النظ ��ام ال�صاروخ ��ي ف ��ي الأ�شهر‬ ‫الأول ��ى بعد ن�شره‪ .‬في ظل هذه الظروف‪ ،‬ف�إن قرار ًا‬ ‫ل�ض ��رب بطاري ��ات �صواريخ "�أ� ��س‪ "300-‬يمكن �أن‬ ‫يك ��ون مع َّق ��د ًا �إلى ح ��د كبير م ��ن خطر قت ��ل �أفراد‬ ‫رو�سيي ��ن‪� .‬إن الجدوى الع�سكري ��ة لعمليات مواجهة‬ ‫جوي ��ة في �سوريا هن ��ا لن تتغ ّير‪ ،‬ولك ��ن من الم�ؤكد‬ ‫�أن التكالي ��ف الإ�ستراتيجية �ستكون �أو�سع نطاق ًا‪� .‬إن‬ ‫مقتل جن ��ود رو�س على الأرا�ضي ال�سورية على �أيدي‬ ‫جيو� ��ش غربية لن ي�ؤخذ ب�ش ��كل طفيف وخفيف في‬ ‫مو�سك ��و‪ ،‬ويمك ��ن �أن يت�سبب ب�شكل كبي ��ر للغاية في‬ ‫�أزمة ديبلوما�سية دولية‪.‬‬ ‫مما ال �شك فيه �أن الح�صول على "�أ�س‪ "300-‬يمثل‬ ‫ترقية جذرية وتطوير لنظام الدفاع الجوي ال�سوري‬ ‫الكثيف ولكن القديم‪.‬وكان روبرت هيو�سون‪ ،‬محرر‬ ‫ال�ش�ؤون الع�سكرية الجوية في م�ؤ�س�سة "�أي �أت�ش �أ�س‬ ‫جاينز" المتخ�ص�صة‪ ،‬و�صف بدقة‪ ،‬عن غير ق�صد‪،‬‬ ‫�أوجه الق�صور ف ��ي التحليالت الأخيرة بالن�سبة الى‬ ‫تهديد �صواريخ "�أ� ��س‪ "300-‬عندما �إعترف قائ ًال‪:‬‬ ‫"�إذا كانت خطتك هي رق�ص "الفال�س" في الأجواء‬ ‫ال�سورية وبدء تفجير الأ�شياء فالأمر هو عمل �شائب‬ ‫كبي ��ر"‪ .‬وهيو�س ��ون على حق حين �أ ّك ��د على �أن هذا‬ ‫من �ش�أنه �أن يح ّد من قدرة الطائرات على "التجول‬ ‫ف ��ي الأجواء ال�سورية مع ح�صانة ومن دون عقاب"‪.‬‬ ‫ولك ��ن ه ��ذا هو معيار غي ��ر معقول ال ��ذي يمكن من‬ ‫خالل ��ه تقييم ج ��دوى الح ��االت الطارئ ��ة م�ستقب ًال‬ ‫في �سوري ��ا‪ .‬بالت�أكيد الإ�ستحواذ عل ��ى "�أ�س‪"300-‬‬ ‫�سي�ستل ��زم �إع ��ادة تجهي ��ز وتطوير بع� ��ض الخطط‬ ‫الحالي ��ة لعم ��ل ع�سكري‪ .‬ولك ��ن ه ��ذه ال�صفقة لن‬ ‫ّ‬ ‫تحظ ��ر‪ ،‬ولي�س من المرجح �أن تجعل �أي حملة جوية‬ ‫في الم�ستقبل في المنطقة �أكثر كلفة بقدر كبير‪.‬‬ ‫�إن قي ��ام رو�سيا ب�إم ��داد محتمل ل�سوري ��ا بدفاعات‬ ‫�صاروخي ��ة متط ��ورة لي� ��س عالج� � ًا �شافي� � ًا لم�شاكل‬ ‫الرئي� ��س ب�شار الأ�س ��د‪ ،‬ويجب � اّأل ي� ��ؤدّي تلقائي ًا �إلى‬ ‫ت�أيي ��د فر� ��ض منطق ��ة حظر طي ��ران م ��ن الواليات‬ ‫المتح ��دة‪� ،‬أو �أيٍّ م ��ن الخي ��ارات الأخ ��رى للتدخ ��ل‬ ‫الع�سك ��ري المبا�ش ��ر ال ��ذي يج ��ري التروي ��ج له في‬

‫�صاروخ "جا�سم – �إي �آر"‪ّ :‬‬ ‫يمكنه التهرب من الأنظمة المتطورة مثل "�أ�س‪"300-‬‬

‫يدعي ب�أن ن�شر النظام‬ ‫الكالم الذي ّ‬ ‫ال�صاروخي في حد ذاته ي�ساهم تلقائي ًا‬ ‫في مزيد من عدم الإ�ستقرار في المنطقة‬ ‫ّ‬ ‫ي�شكل حجة واهية ال تحمل �أر�ض ًا �صلبة‬ ‫على الإطالق عند مقارنته بدليل �إمتالك‬ ‫دول عدة �أخرى في ال�شرق الأو�سط‬ ‫لنظم �صاروخية مماثلة و�أ�سلحة دمار‬ ‫�شامل مزعزعة �أكثر للأمن والإ�ستقرار‬

‫�أمكن ��ة متعددة‪ .‬لق ��د �أعطى العديد م ��ن المحللين‬ ‫االميركيي ��ن والغربيي ��ن حجج� � ًا معقول ��ة ح ��ول‬ ‫المخاط ��ر الت ��ي ينط ��وي عل ��ى �أي تدخ ��ل ع�سكري‬ ‫مبا�ش ��ر ف ��ي �سوريا‪ .‬ولك ��ن الإدع ��اء ب� ��أن �صواريخ‬ ‫"�أ�س‪� "300-‬سوف تمنع �أو تجعل الأمر مكلف ًا جد ًا‬ ‫لأية حمالت جوية في الم�ستقبل في �سوريا بب�ساطة‬ ‫ال يم� � ّر على العارفين‪ .‬في الواق ��ع‪ ،‬يمكن لمثل هذه‬ ‫الحج ��ج �أن ت� ��ؤدي الى تولي ��د �إنطباع بغل ��ق النافذة‬ ‫عل ��ى الفر�ص‪ ،‬وبالتالي تعزيز الحالة لعمل ع�سكري‬ ‫�سري ��ع‪ .‬الدينامي ��ات ال�سيا�سي ��ة والأمني ��ة الأخرى‬ ‫على الأر�ض قد تتط ��ور في طرق قد تجعل من حالة‬ ‫التدخل �أكثر �أو �أقل جاذبية‪ ،‬ولكن من غير المرجح‬ ‫�أن يك ��ون واحد ًا منها الدفاع ��ات الجوية الحالية �أو‬ ‫الم�ستقبلية في بالد ال�شام‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪25‬‬


JTCE

Le Nom Qu’il Faut Connaitre Au Maroc

JTCE Sarl est une société Marocaine des secteurs du bâtiment et travaux publics. Elle intervient dans la construction des bâtiments, des grands ouvrages et des infrastructures d'énergie (tertiaire, industriel, infrastructures) Pour Plus D’information: 67 angle Boulevard Hassan 1er, Casablanca, Maroc Tel: (212) 0664 501 319, Email: jtcesarl@gmail.com


‫والحركة الداخلية لل�شعب والتجارة الخارجية‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف ��ت القي ��ود‪ ،‬جنب ًا �إلى جنب م ��ع فواتير المياه‬ ‫والكهرب ��اء غي ��ر المدفوعة في مخيم ��ات الالجئين‬ ‫المح�صل ��ة ف ��ي معظ ��م‬ ‫والر�س ��وم الجمركي ��ة غي ��ر‬ ‫ّ‬ ‫الأحيان عند الحدود التي هي خارج �سيطرة ال�سلطة‬ ‫الفل�سطيني ��ة‪� ،‬إل ��ى الدي ��ون الحكومي ��ة البالغة ‪4.2‬‬ ‫مليارات دوالر‪ .‬وهذا ي�ساوي ‪ 40‬في المئة من الناتج‬ ‫المحلي الإجمال ��ي وتقزِّ م الموازن ��ة ال�سنوية البالغة‬ ‫‪ 3.8‬ملي ��ارات دوالر‪ .‬علم� � ًا �أن البطالة بين ال�شباب‬ ‫الفل�سطيني تقف عند ‪ 40‬في المئة‪.‬‬ ‫خ ��ارج قريت ��ه "يعبد"‪� ،‬ش� � ّكل نور الدي ��ن العطاطرة‬ ‫البال ��غ من العم ��ر ‪� 22‬سنة مع زمالئ ��ه من مزارعي‬ ‫التب ��غ �صف ًا م ��ن �أربعة �أ�شخا� ��ص حيث �س ��اروا وراء‬ ‫قاط ��رة تقطر حارث ًا محلي ال�صنع لحفر ثقوب ّ‬ ‫ور�ش‬ ‫الأر�ض الجاف ��ة بالمياه‪ .‬و�إنحنوا بعده ��ا الى �أ�سفل‪،‬‬ ‫حي ��ث غرفوا م ��ن الترب ��ة وو�ضعوها ح ��ول النباتات‬ ‫الجديدة ال�ضعيفة‪.‬‬ ‫"لدي �شهادة جامعية في العلوم ال�سيا�سية‪ ،‬ولكن ال‬ ‫ّ‬ ‫توجد وظائف هنا"‪ ،‬قال العطاطرة‪.‬‬ ‫عل ��ى الطري ��ق‪ ،‬الم�س� � ّورة م ��ع �أب ��راج المراقب ��ة‬ ‫الإ�سرائيلي ��ة‪ ،‬م ��رت حافل ��ة جدي ��دة براق ��ة تحم ��ل‬ ‫الإ�سرائيليي ��ن �إل ��ى الم�ستوطن ��ة اليهودي ��ة القريب ��ة‬ ‫"ميف ��و دوتان" ب�سرع ��ة‪ ،‬ترافقها �سيارة جيب تابعة‬ ‫للجي�ش‪.‬‬ ‫"لأجي ��ال عمل ��ت عائلت ��ي ف ��ي ه ��ذه الأر� ��ض ولي�س‬ ‫هناك عيب في �أن تكون مزارع ًا‪ .‬ولكن �إذا لم ت�سمح‬ ‫لن ��ا الحكوم ��ة حت ��ى �أن نفعل ه ��ذا‪ ،‬عنده ��ا �سنكون‬ ‫خائفي ��ن من �أن يت ��م التخلي عن الأر� ��ض‪ ،‬لي�أخذها‬ ‫الم�ستوطنون يوما ما"‪� ،‬أ�ضاف العطاطرة‪.‬‬ ‫م ��ن جهته ��ا �أعلنت ال�سلط ��ة الفل�سطينية ع ��ن �أنه ال‬ ‫يجب �أن يباع التب ��غ �إال من خالل القنوات ال�شرعية‪.‬‬ ‫لك ��ن المزارعي ��ن ي ّدع ��ون رد ًا عل ��ى ذلك ب� ��أن قرار‬ ‫ال�سلط ��ة ه ��و محاول ��ة للح ��د م ��ن مبيعاته ��م حت ��ى‬ ‫وت�شريع �شركات‪ ،‬لأن الحكومة تريد �شركات �سجائر‬ ‫لإ�ستي ��راد تبغ �أكث ��ر‪� ،‬إذ �أن ذلك يزيد ف ��ي �إيرادات‬ ‫الجمارك‪.‬‬ ‫على الرغم من ذلك ف�إن الو�ضع الإقت�صادي ال�سيىء‬ ‫وال�ضعيف يعزّز من جاذبية التبغ المحلي الرخي�ص‪.‬‬ ‫حوال ��ي رب ��ع البالغي ��ن ي�ستخدم ��ون ّ‬ ‫ويدخن ��ون التبغ‬ ‫الفل�سطين ��ي‪ ،‬وفق� � ًا للإح�ص ��اءات الر�سمي ��ة؛ ويجد‬ ‫العدي ��د من المواطنين �أن دف ��ع ‪� 25‬شيك ًال �إ�سرائيلي ًا‬ ‫(‪ 7‬دوالرات) لكل علبة لماركات عالمية مثل مارلبورو‬ ‫مبال ��غ فيه للغاية‪ .‬ف ��ي المقابل ف�إن دف ��ع �أربع �شيكل‬ ‫(‪ 1.10‬دوالر) فق ��ط للحزمة تجع ��ل �أ�سعار �سجائر‬ ‫قرية "يعبد" والقرى المحيطة بها معقولة جد ًا‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى‪ ،‬يق ��ول محللون �أنه يمكن للم�س�ؤولين‬

‫رئي�س الوزراء الفل�سطيني‪ ‬رامي حمد الله‪ :‬هل ي�ستطيع �إنعا�ش الإقت�صاد؟‬

‫رئي�س الوزراء ال�سابق �سالم فيا�ض‪ :‬ي�ستحق بع�ض اللوم‬

‫في رام اهلل بذل المزيد من الجهد لتخفيف ال�ضغوط‬ ‫المالية على الفل�سطينيين العاديين‪.‬‬ ‫"نع ��م‪ ،‬الحكومة تفتقر �إلى ال�سيادة وال�سيطرة على‬ ‫التج ��ارة وال�سيا�سة النقدية‪ .‬ولكن لديها بع�ض القوة‬ ‫ف ��ي ال�سيا�سة المالية‪ ،‬على الذي ��ن يدفعون ال�ضريبة‬ ‫تحم ب�ش ��كل �صحيح‬ ‫و�أي ��ن يج ��ب �أن تُنفق‪ .‬فهي ل ��م ِ‬

‫في الأ�شهر الأخيرة بد�أت حكومة رام‬ ‫اهلل ت�ضييق الخناق على المزارعين‬ ‫الذين يقومون بتجميع وبيع ال�سجائر‬ ‫الملفوفة يدوي ًا في جميع �أنحاء القرى‪،‬‬ ‫متهمة �إياهم بالتهريب‪ ،‬وبد�أت حتى‬ ‫�إلقاء القب�ض على بع�ض العمال‬

‫المواطنين الأكثر �ضعف ًا‪ ،‬في حين يرتفع التفاوت في‬ ‫الدخل"‪ ،‬ق ��ال المحلل االقت�ص ��ادي الم�ستقل نا�صر‬ ‫عبد الكريم‪.‬‬ ‫"ت�ستح ��ق حكومة (فيا� ��ض) ال�سابق ��ة بع�ض اللوم‬ ‫عن ه ��ذا الو�ض ��ع‪ .‬كان يج ��ب عليه ��ا الم�ساعدة في‬ ‫�إع ��ادة توزيع الث ��روة ومكافحة تهمي� ��ش المزارعين‬ ‫والم�ص ّنعين"‪� ،‬أ�ضاف‪.‬‬ ‫وكان ��ت مناطق ال�سلطة عرفت طف ��رة في الخدمات‬ ‫وقطاع البناء والت�شييد غ ّذتها الم�ساعدات الخارجية‬ ‫حي ��ث �شهدت زيادة الناتج المحل ��ي الإجمالي يرتفع‬ ‫ال ��ى ت�سعة في المئ ��ة في الع ��ام ‪ .2010‬ولكن خ ّف�ض‬ ‫البن ��ك الدول ��ي تقديرات ��ه بالن�سب ��ة ال ��ى النم ��و في‬ ‫الع ��ام ‪ 2013‬الى مجرد خم�سة ف ��ي المئة فيما ديون‬ ‫الحكومة ل�شركات القطاع الخا�ص تتراكم‪.‬‬ ‫�شرك ��ة �سجائ ��ر القد� ��س‪� ،‬شرك ��ة للت ��داول الع ��ام‬ ‫تعم ��ل �إنطالق ًا م ��ن المنطق ��ة ال�صناعي ��ة ال�شرقية‬ ‫ف ��ي القد� ��س‪ ،‬ه ��ي م�ؤ�س�س ��ة رائ ��دة في قط ��اع التبغ‬ ‫الفل�سطين ��ي وتتحم ��ل �ضرائب باهظ ��ة على مبيعات‬ ‫ال�سجائ ��ر‪ ،‬والتي هي عالية الى ح ��د �أنها تدفع ‪9.5‬‬ ‫�شي ��كل (‪ 2,6‬دوالرين) عل ��ى الحزم ��ة‪ ،‬تقريب ًا ثلثي‬ ‫كلفة التجزئة‪.‬‬ ‫لكن القرويين‪ ،‬الذين يمدّون مئات الأطنان من التبغ‬ ‫لل�شركة �سنوي� � ًا‪ ،‬يقولون ب�أن �شرك ��ة �سجائر القد�س‬ ‫ت�شت ��ري �أق ��ل م ��ن ن�ص ��ف مح�ص ��ول التب ��غ المحلي‬ ‫وت�شج ��ع الحكومة على �إ�ستيراد التبغ الأجنبي‪ ،‬الأمر‬ ‫ّ‬ ‫ال ��ذي ال يت ��رك له ��م �أي خي ��ار �سوى بي ��ع منتجاتهم‬ ‫الزائدة في ال�سوق ال�سوداء‪.‬‬ ‫"لي�س هناك برلم ��ان لتمثيل وجهات نظرنا ر�سميا‪ً،‬‬ ‫وك ��ان رئي� ��س ال ��وزراء ي�صن ��ع ال�سيا�س ��ات ب�إ�صدار‬ ‫مر�س ��وم" ق ��ال �صال ��ح جم ��ال‪ ،‬رئي�س مجل� ��س قرية‬ ‫"زبدة" المكلف بتن�سيق ال�سيا�سة الزراعية المحلية‬ ‫مع الحكومة‪.‬‬ ‫بع ��د ف ��وز حرك ��ة المقاوم ��ة اال�سالمي ��ة (حما�س)‬ ‫ف ��ي الإنتخاب ��ات العام ��ة ف ��ي الع ��ام ‪ ،2006‬خا� ��ض‬ ‫الفل�سطينيون حربا �أهلية الأمر الذي �أدى الى �إيقاف‬ ‫عم ��ل البرلمان الجديد‪ .‬كما و�صل الإنق�سام الحزبي‬ ‫والفئ ��وي ال ��ى االنتخاب ��ات البلدي ��ة بدوره ��ا �أي�ض ًا‪،‬‬ ‫مع ّمق ًا حالة ال�شلل في �صنع ال�سيا�سات‪.‬‬ ‫وبعد �أن يتابع وي�شرح الأزمة الإقت�صادية الم�ستفحلة‬ ‫ف ��ي فل�سطي ��ن المحتل ��ة يحتق ��ن وجه ��ه بالإحمرار‪،‬‬ ‫وي�ض ��رب جم ��ال بقب�ضت ��ه عل ��ى الطاول ��ة‪ ،‬وي�صرخ‬ ‫وه ��و يرف ��ع �سيجارته ف ��ي الهواء‪" :‬ال�شع ��ب ال يتلقى‬ ‫� اّإل ال�ضرب ��ات الت ��ي تدفعه قدم� � ًا الى براث ��ن الفقر‬ ‫والج ��وع‪ .‬اذا ل ��م تتوقف الحكومة ع ��ن قرارها‪ ،‬فقد‬ ‫يفق ��د ال�شب ��اب ال�صبر والربيع العربي ق ��د ي�أتي �إلى‬ ‫هنا من �سيجارة !"‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪27‬‬


‫الم�شرق العربي‬

‫فلسطين‬

‫الحكومة ال�سابقة غ�ضت الطرف عنها لأن الإقت�صاد يحت�ضر‬

‫فلسطين‪ :‬السوق السوداء‬ ‫تزدهر لمواجهة البطالة‬ ‫بالإ�ضافة الى م�صاعبه��م الإقت�صادية التي تلفّهم من كل الجوانب وعلى‬ ‫كل الجبه��ات‪ ،‬يواج��ه مزارعو التب��غ الفل�سطيني �ضغوط � ًا متزايدة فيما‬ ‫ت�سع��ى الحكومة الجديدة ال��ى الق�ضاء على ال�س��وق ال�سوداء وتحديث‬ ‫الإقت�صاد الفل�سطيني المحت�ضر‪.‬‬ ‫رام اهلل ‪� -‬سمير حن�ضل‬ ‫من ��ذ �سن ��وات ع ��دة ب ��د�أ المزارع ��ون‬ ‫الفل�سطينيون يزرع ��ون براعم التبغ في‬ ‫الأرا�ضي ال�صخرية في �شمال ال�ضفة الغربية‪ ،‬حيث‬ ‫جنوا منها مح�صو ًال يوفر لهم �سبيل عي�ش موثوق ًا في‬ ‫الأرا�ضي المحتلة المتعثرة‪.‬‬ ‫وقد ح ّول هذا القطاع المنازل الى مراكز ل�صناعات‬ ‫محلية حيث �إ�ستخدم في عمليات زرع التبغ‪ ،‬وتجفيفه‬ ‫وتداول ��ه‪ ،‬ع�ش ��رات من �أ�س ��ر ب�أكمله ��ا للعمل في ظل‬ ‫م�ستوي ��ات عالية من البطالة والفق ��ر التي ت�ست�شري‬ ‫في المناطق الفل�سطينية وخ�صو�ص ًا الريفية منها‪.‬‬ ‫لك ��ن ال�ضغوط على �أعم ��ال ه� ��ؤالء المزارعين تنمو‬ ‫وتزي ��د‪ .‬ف�إنتاج التب ��غ و�أجزاء �أخرى م ��ن الإقت�صاد‬ ‫الريف ��ي‪ ،‬والت ��ي �إ�ستع�ص ��ت طوي�ل ً�ا عل ��ى التنظي ��م‬

‫الحكوم ��ي الر�سمي‪ ،‬ب ��د�أ يلتقطه ��ا "رادار" ال�سلطة‬ ‫الفل�سطيني ��ة الت ��ي ت�سعى ب ��كل الو�سائل �إل ��ى تعزيز‬ ‫�إيراداتها وتخفيف عبء الديون ال�سيادية ال�ضخمة‪.‬‬ ‫ف ��ي الأ�شه ��ر الأخيرة بد�أت حكوم ��ة رام اهلل ت�ضييق‬ ‫الخن ��اق على المزارعين الذين يقومون بتجميع وبيع‬ ‫ال�سجائ ��ر الملفوفة يدوي� � ًا في جميع �أنح ��اء القرى‪،‬‬ ‫متهم ��ة �إياهم بالتهريب‪ ،‬وبد�أت حت ��ى �إلقاء القب�ض‬ ‫على بع�ض العمال‪.‬‬ ‫بينم ��ا تزع ��م الحكوم ��ة ب� ��أن بن ��اء �إقت�ص ��اد حديث‬ ‫يتطلب ويعتم ��د على �سيادة القانون‪ ،‬يقول منتقدوها‬ ‫ب� ��أن التح ��رك للق�ضاء عل ��ى تجارة ال�س ��وق ال�سوداء‬ ‫ه ��و مثال �آخ ��ر على ف�ش ��ل الدول ��ة المنتظ ��ر لتنفيذ‬ ‫ال�سيا�سات التي تحمي الوظائف وت�ساعد في �إنت�شال‬ ‫الفل�سطينيين من الفقر‪.‬‬ ‫"لق ��د �إنت�صرنا على البطالة"‪ ،‬قال المزارع محمد‬

‫المزارعون الفل�سطينيون‪:‬‬ ‫من يحميهم ؟‬

‫‪26‬‬

‫العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫حمام ��ي‪ 65( ،‬عام ًا)‪ ،‬م�شير ًا �إلى �أن زراعة التبغ قد‬ ‫خ ّف�ضت البطالة ف ��ي العديد من القرى المحلية الى‬ ‫قرب ال�صفر‪.‬‬ ‫"لم تقدِّ م لنا الحكومة �أي بديل لهذا العمل‪ ،‬لذلك‬ ‫ه ��ذا ه ��و ال�سبيل الوحيد ال ��ذي يجعلن ��ا نعي�ش حياة‬ ‫طبيعية في كرامة"‪ ،‬قال �شاكي ًا‪.‬‬ ‫رئي� ��س ال ��وزراء ال�سابق �س�ل�ام فيا�ض‪ ،‬ال ��ذي ترك‬ ‫من�صبه قبل �شهرين‪ ،‬كافح لمواجهة �إرتفاع معدّالت‬ ‫الفق ��ر والبطال ��ة‪ ،‬وكالهما الآن عند ح ��دود ‪ 25‬في‬ ‫المئ ��ة‪ .‬وق ��د �إ�ستقال بع ��د �شك ��اوى وا�سع ��ة النطاق‬ ‫ب�سبب طريقة تعامله م ��ع الإقت�صاد و�إرتفاع تكاليف‬ ‫المعي�شة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وق ��د �أ ّلف ��ت �أخي ��را حكوم ��ة جدي ��دة‪ ،‬وفي لق ��اء مع‬ ‫ال�صحافيي ��ن في �أواخر حزي ��ران (يونيو) الما�ضي‪،‬‬ ‫�أعل ��ن محم ��د م�صطف ��ى‪ ،‬نائ ��ب رئي� ��س ال ��وزراء‬ ‫والم�س� ��ؤول ع ��ن ال�ش� ��ؤون المالي ��ة‪ ،‬ب� ��أن التحدي ��ات‬ ‫الإجتماعية "هائلة ومخيفة جد ًا"‪.‬‬ ‫"نح ��ن نراج ��ع ال�سيا�س ��ات الإقت�صادي ��ة للحكومة‬ ‫ال�سابق ��ة لتح�سي ��ن و�ضع مواطنين ��ا وتخفيف العبء‬ ‫الذي يحملونه"‪� ،‬أ ّكد م�صطفى‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن ال�سلطة الفل�سطينية‪ ،‬الت ��ي تمار�س حكماً‬ ‫ذاتي� � ًا محدود ًا في ال�ضفة الغربي ��ة بموجب �إتفاقات‬ ‫�سالم م�ؤقت ��ة مع �إ�سرائيل‪�" ،‬س ��وف تزيد الإيرادات‬ ‫من طريق �ضمان توفير �أموال الم�ساعدات من الدول‬ ‫الت ��ي تعهدت به ��ا ‪ -‬و تنفي ��ذ تح�صي ��ل ال�ضرائب"‪،‬‬ ‫�أ�ضاف م�صطفى‪.‬‬ ‫لك ��ن نائب رئي�س الحكوم ��ة الفل�سطينية �إعترف ب�أن‬ ‫‪ 70‬في المئة من �إي ��رادات ال�سلطة الفل�سطينية ت�أتي‬ ‫م ��ن م�ص ��ادر ال يمك ��ن ال�سيط ��رة عليها‪� ،‬س ��واء من‬ ‫الخ ��ارج �أو من داخل حدودها حي ��ث تجمع �إ�سرائيل‬ ‫الر�س ��وم الجمركية نيابة عن حكوم ��ة رام اهلل‪ .‬وقد‬ ‫�إحتج ��زت الدول ��ة العبرية التحويالت خ�ل�ال �أوقات‬ ‫النزاع مع الإدارة الفل�سطينية‪.‬‬ ‫ل�سنوات‪� ،‬سعت ال�سلطة الفل�سطينية �إلى و�ضع خطط‬ ‫و�إن�ش ��اء م�ؤ�س�سات �سيا�سي ��ة و�إقت�صادي ��ة �إ�ستعداد ًا‬ ‫لإقامة دولة فل�سطينية م�ستقلة طال �إنتظارها‪ ،‬ولكن‬ ‫�سبقته ��ا �إ�سرائيل لل�سيط ��رة على الأرا�ض ��ي والمياه‬


‫ت�ش ّكل الفرق الأ�سا�سي بينها وبين دبي المجاورة"‪.‬‬ ‫تك ّت ��ظ الرح�ل�ات ال�صباحي ��ة �إلى الدوح ��ة من دبي‬ ‫بالمديري ��ن التنفيذيين والمهنيي ��ن الذين يف�ضلون‬ ‫العي� ��ش في المدين ��ة الإماراتية حي ��ث ت�أخذ الرحلة‬ ‫مدة �ساعة للعمل في العا�صمة القطرية‪.‬‬ ‫"�أ�ساف ��ر �إلى الدوح ��ة �صباح يوم االح ��د و�أعود يوم‬ ‫االربع ��اء‪ .‬الحياة مريحة �أكث ��ر في دبي‪ ،‬وعائلتي لن‬ ‫توافق �أبد ًا على الإنتقال �إلى الدوحة"‪ ،‬قال م�ست�شار‬ ‫ومق ��ره دبي ال ��ذي لم يرغب في الك�ش ��ف عن هويته‬ ‫ب�سبب الح�سا�سيات التجارية‪.‬‬ ‫وي�أم ��ل مط ��ورو العق ��ارات القطري ��ة �أن ه ��ذا الأمر‬ ‫�س ��وف يتغي ��ر فيما قطر تطل ��ق خطط� � ًا لإنفاق نحو‬ ‫‪ 140‬ملي ��ار دوالر على مدى العقد المقبل على نظام‬ ‫ال�س ��كك الحديدي ��ة‪ ،‬ومطار جدي ��د‪ ،‬وميناء بحري‪،‬‬ ‫ومئات الكيلومترات من الطرق الرئي�سية الجديدة‪،‬‬ ‫بالإ�ضاف ��ة �إلى المالعب الت ��ي �ست�ست�ضيف نهائيات‬ ‫ك�أ�س العالم لكرة القدم ‪.2022‬‬ ‫وم ��ن المتوقع له ��ذه الم�شاريع �أن تع ��زز �سكان قطر‬ ‫في ال�سنوات المقبل ��ة‪ ،‬فيما المهند�سون والمديرون‬ ‫والعمال ي�صل ��ون لبنائها‪ .‬وت�أمل الحكومة ب�أن تجعل‬ ‫نهائيات ك�أ�س العالم الدوحة مدينة دولية كبرى‪.‬‬ ‫ولي�س م ��ن الوا�ضح‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬ما �إذا كان جزء كبير‬ ‫م ��ن الأم ��وال التي تدفق ��ت �إلى بناء البني ��ة التحتية‬ ‫�سي�صل �إلى مطوري العقارات في قطر‪� ،‬إذ �أن ق�سم ًا‬ ‫كبي ��ر ًا �سيذه ��ب �إل ��ى المتعاقدين االجان ��ب الذين‬ ‫يتمتع ��ون بالحجم والخب ��رات والتجارب للتعامل مع‬ ‫الم�شاريع‪.‬‬ ‫ف ��ي �أوائ ��ل حزيران (يوني ��و) الما�ضي‪ ،‬عل ��ى �سبيل‬ ‫المث ��ال‪ ،‬منحت قطر �أربعة عقود ت�صميم وبناء تبلغ‬ ‫قيمته ��ا حوالي ‪ 8.2‬ملي ��ارات دوالر للمرحلة الأولى‬ ‫م ��ن مت ��رو الدوح ��ة‪ .‬لك ��ن ال�شرك ��ات الأجنبية مثل‬ ‫"�إمبريجيل ��و" الإيطالية و"�شرك ��ة كوريا الجنوبية‬ ‫للهند�سة والإن�شاءات" �ش ًكلتا الكون�سورتيوم الفائز‪.‬‬ ‫وكانت �شركة "غلفار الم�سند للهند�سة والمقاوالت"‬ ‫القطري ��ة م�شاركة في كون�سورتي ��وم �آخر فاز ب�أحد‬ ‫العقود‪ ،‬ولكن �سعر �سهمها لم يرتفع ب�شكل كبير رد ًا‬ ‫عل ��ى توقيع العق ��د‪ ،‬وهو يقبع الآن ق ��رب م�ستواه في‬ ‫نهاية العام الما�ضي‪ .‬وهبطت �أ�سهم �شركة "بروة"‬ ‫بن�سبة ‪ 3‬في المئة منذ نهاية العام ‪.2012‬‬ ‫في دبي‪� ،‬إنتقل المط� � ّورون العقاريون من الم�شاريع‬ ‫ال�سكني ��ة ال ��ى بن ��اء مراك ��ز الت�س� � ّوق والمنتجع ��ات‬ ‫والمراف ��ق الترفيهية‪ ،‬الأمر الذي يح ّد من تعر�ضهم‬ ‫للتقلب ��ات في �أ�سعار الم�ساك ��ن‪ .‬في قطر‪ ،‬لم تحدث‬ ‫هذه العملية على النطاق عينه‪.‬‬ ‫"توف ��ر دب ��ي مراف ��ق لموا�صل ��ة تطوي ��ر قط ��اع‬ ‫ال�سياح ��ة فيه ��ا مث ��ل الحدائ ��ق المائي ��ة‪ ،‬والفنادق‬

‫حركة البناء نا�شطة ولكن ال�شركات المحلية ال ت�ستفيد منها كثير ًا‬

‫والمنتجع ��ات الكبي ��رة ومرافق الترفي ��ه وغيرها"‪،‬‬ ‫قال دنكان غراي‪ ،‬المدير ل"كوليرز �إنترنا�شيونال"‬ ‫الإ�ست�شاري ��ة ف ��ي قطر‪ .‬وق ��ال "هن ��اك حالي ًا نق�ص‬ ‫ع ��ام في مثل هذه المرافق في الدوحة‪ ،‬وهناك �أدلة‬ ‫محدودة حتى الآن على جهود في هذا االتجاه"‪.‬‬ ‫يعزو بع�ض المحللين هذا �إلى حقيقة �أن معظم كبار‬ ‫�شرك ��ات التطوير العق ��اري القطرية ترتبط بالدولة‬ ‫م ��ن خالل حي ��ازة الأ�سهم‪ ،‬وبالتالي ق ��د تر ّكز على‬ ‫ج ��دول �أعمال الحكومة �أكثر من م�شاريع الربح التي‬ ‫يح ّركها الم�ستثمرون‪.‬‬ ‫في �شهر �أيار (مايو) الفائت‪ ،‬ك�شفت �شركة "بروة"‬ ‫خطط ًا لبن ��اء جزيرة قبالة �سواح ��ل الدوحة بتكلفة‬ ‫تبل ��غ ‪ 5.5‬مليارات دوالر‪ ،‬حيث �ست�شمل فل ًال فاخرة‬ ‫وحديق ��ة مائي ��ة‪ .‬ولك ��ن الم�ش ��روع �س ��وف ُي�ستخدم‬

‫�أعلنت دولة قطر في حزيران (يونيو)‬ ‫الفائت حزمة مالية بلغت ‪ 7.1‬مليارات‬ ‫دوالر لدعم �أكبر مط ِّور مدرج في قطر‪،‬‬ ‫�شركة "بروة العقارية"‪ ،‬و�إعادة هيكلة‬ ‫�شركات تطوير عقارية كبرى �أخرى‬ ‫الخبير العقاري ماثيو غرين‪" :‬الدوحة‬ ‫تحتاج بو�ضوح �إلى البناء على مك ّونات‬ ‫�أخرى من جوانب �أ�سلوب حياتها‬ ‫و�سياحتها وعالم الت�سلية فيها‪ .‬حالي ًا‬ ‫لي�ست لديها �سوق للترفيه‪ ،‬والتي ّ‬ ‫ت�شكل‬ ‫الفرق الأ�سا�سي بينها وبين دبي المجاورة"‬

‫�أي�ض ًا الر�ساء ال�سف ��ن ال�سياحية وتوفير �سكن م�ؤقت‬ ‫لنهائي ��ات ك�أ�س العالم‪ ،‬وه ��ذا يمكن �أن ي�ساعد على‬ ‫منع نق�ص في الإقام ��ة خالل البطولة‪ ،‬ولكنها قد ال‬ ‫تفع ��ل �شيئا يذكر ل�ضمان وجود تدفق م�ستمر للدخل‬ ‫ل�شرك ��ة "بروة" �أو تح�سين العي� ��ش في و�سط مدينة‬ ‫الدوحة‪.‬‬ ‫وق ��د �إ�ستحوذت "ب ��روة"‪ ،‬المملوكة ‪ 45‬في المئة من‬ ‫الذراع العقارية ل�صندوق الثروة ال�سيادية القطري‪،‬‬ ‫عل ��ى �أ�صول في فرن�س ��ا و�سوي�س ��را وبريطانيا ودول‬ ‫�أخرى تما�شيا م ��ع �إ�ستراتيجية الإ�ستثمار الخارجي‬ ‫للبالد‪.‬‬ ‫"الغالبي ��ة العظم ��ى من معظم الم�شاري ��ع العقارية‬ ‫الكب ��رى ف ��ي الدوحة تق ��ف خلفها هيئ ��ات حكومية‬ ‫و�شب ��ه خا�صة" قال غراي‪ .‬ويعتق ��د بع�ض المحللين‬ ‫ب�أن �سوق العقارات ال�سكنية في الدوحة في الأ�سا�س‬ ‫ناق�ص ��ة‪ ،‬الأم ��ر ال ��ذي ينبغ ��ي �أن يوف ��ر الفر� ��ص‬ ‫للمط ّورين‪.‬‬ ‫"كوليرز" تعتقد �أن الطلب على الوحدات ال�سكنية‬ ‫�سي�ص ��ل �إلى حوال ��ي ‪ 242,000‬وح ��دة بحلول العام‬ ‫‪2017‬؛ وبن ��اء عل ��ى توقعات الحكومة وخ ��ط �أنابيب‬ ‫البناء الحالي ��ة‪ ،‬ف�إنها تق ��در �أن �إجمالي الإمدادات‬ ‫�سيكون فقط ‪ 138,235‬وحدة في ذلك العام‪.‬‬ ‫معظم ال�شقق في الدوحة وحدات م�ؤلفة من غرفتين‬ ‫وثالث غ ��رف نوم‪ ،‬مع نق�ص حاد ف ��ي "اال�ستوديو"‬ ‫وال�شق ��ق بغرف ��ة ن ��وم واح ��دة‪ .‬ونتيج ��ة لذل ��ك‪� ،‬إن‬ ‫الإيج ��ار ال�شهري ل�شقة بغرفة ن ��وم واحدة يمكن �أن‬ ‫يذهب عالي� � ًا حتى ‪ 10,000‬ري ��ال (‪ 2,740‬دوالر ًا)‬ ‫في المجتمع ذات الدخل المتو�سط​​‪.‬‬ ‫"ف ��ي الوق ��ت الراهن هناك عل ��ى الأرجح عقارات‬ ‫م�س َّع ��رة لأ�صغر ج ��زء من ال�سوق �أكثر م ��ن الغالبية‬ ‫الأكبر"‪ ،‬قال غراي‪.‬‬ ‫ولكن الحوافز للمطورين لملء هذه الفجوة محدودة‬ ‫بالقواني ��ن الت ��ي تق ّي ��د �ش ��راء العق ��ارات م ��ن قبل‬ ‫الأجان ��ب‪ .‬هناك ثالث مناطق مع ّين ��ة فقط للتملك‬ ‫الحر في الدوحة حيث يمكن للأجانب ال�شراء‪.‬‬ ‫وه ��ذا يتناق�ض م ��ع دبي‪ ،‬الت ��ي لديها مناط ��ق �أكثر‬ ‫للتمل ��ك الح ��ر للأجان ��ب وو�ضع ��ت نف�سه ��ا كوجهة‬ ‫للم�ستثمري ��ن من مختل ��ف �أنحاء ال�ش ��رق الأو�سط‪،‬‬ ‫عل ��ى الرغم م ��ن �إنهيار ال�سوق العقاري ��ة في الفترة‬ ‫‪ .2010-2009‬و�ساع ��د �إنتعا� ��ش جزئ ��ي لأ�سع ��ار‬ ‫العق ��ارات في دبي هذا العام في جذب الأموال التي‬ ‫خالف ذلك كانت ذهبت �إلى قطر‪.‬‬ ‫"الفر� ��ص للم�ستثمرين حالي ًا في الدوحة محدودة ‪.‬‬ ‫ال�سوق ال تزال �شابة ولم تن�ضج بعد بمعنى الفر�ص‪،‬‬ ‫تو�سع ونما‬ ‫ولكن هذه �سوف ت�أتي مع مرور الوقت �إذا ّ‬ ‫الإقت�صاد"‪ ،‬قال غراي‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪29‬‬


‫الخليج العربي‬

‫قطر‬

‫مليارات الدوالرات ت�ضخها الدولة في البنى التحتية والم�شاريع‬

‫ِّ‬ ‫المطورون القطريون في أزمة‬ ‫رغم طفرة البناء!‬ ‫عل��ى الرغ��م من الأموال ال�ضخم��ة التي خ�ص�صتها دولة قط��ر لبناء البنية التحتي��ة وتح�ضير البالد‬ ‫لنهائي��ات ك�أ�س العال��م ‪ 2022‬يبدو �أن المقاولي��ن والمطورين المحليين ف��ي الدوحة لن يح�صدوا‬ ‫كثي��ر ًا من ه��ذه الإ�ستثمارات ويم��رون ب�أزمة‪ .‬ومع �أن هن��اك ت�شجيع ًا من الحكوم��ة لبناء عقارات‬ ‫�سكنية‪ ،‬ما زالت ال�سوق ناق�صة وتحتاج الى منازل و�شقق جديدة‪.‬‬ ‫الدوحة ‪ -‬عبد الغني �شعبان‬ ‫مط ��ورو العقارات ف ��ي قط ��ر يكافحون‬ ‫ويعان ��ون حتى ف ��ي الوقت ال ��ذي تَ�ش َرع‬ ‫الب�ل�اد ف ��ي خطط بناء بني ��ة تحتية �ضخم ��ة‪ ،‬وهذا‬ ‫ي�ش� � ّكل تحذي ��ر ًا للم�ستثمري ��ن �أن ��ه عل ��ى الرغم من‬ ‫المليارات الت ��ي ت�ضخها وتوزعه ��ا الدولة الخليجية‬ ‫حولها‪ ،‬ف�إنهم لن يربحوا بال�ضرورة‪.‬‬ ‫�أعلن ��ت الإمارة في حزي ��ران (يونيو) الفائت حزمة‬ ‫مالي ��ة بلغ ��ت ‪ 7.1‬مليارات دوالر لدع ��م �أكبر مط ِّور‬ ‫مدرج ف ��ي قطر‪� ،‬شركة "ب ��روة العقاري ��ة"‪ ،‬و�إعادة‬ ‫هيكل ��ة �شرك ��ات تطوير عقاري ��ة كبرى �أخ ��رى مثل‬ ‫ال�شرك ��ة المتحدة للتنمية‪ ،‬و�شرك ��ة الديار القطرية‬ ‫المملوك ��ة للدول ��ة‪ ،‬الأم ��ر ال ��ذي �س ّلط ال�ض ��وء على‬

‫ال�ضعف الم�ست�شري في هذه ال�صناعة‪.‬‬ ‫وق ��د �س ّرح ��ت �شركتا "ب ��روة" و"الدي ��ار" موظفين‬ ‫وباعت ��ا �أ�صو ًال ك ��ي تتمكن ��ا م ��ن �إدارة ديونهما‪ .‬في‬ ‫ت�شري ��ن الأول (�أكتوب ��ر) الما�ض ��ي �أعلن ��ت "بروة"‬ ‫عن خطط لبيع المزيد من الأ�صول في قطر وم�صر‬ ‫ل�سداد القرو�ض‪.‬‬ ‫الواقع �أن قطر تتناف�س مع دبي كمركز مالي �إقليمي‪،‬‬ ‫وه ��ي ال تفتق ��ر �إل ��ى الم ��ال؛ �إحتياطاتها م ��ن الغاز‬ ‫الطبيع ��ي جعلها واحدة من �أغنى البلدان في العالم‬ ‫للفرد الواحد‪.‬‬ ‫ولك ��ن �أداء �صناعة العق ��ارات في ال�سن ��وات القليلة‬ ‫الما�ضي ��ة يثي ��ر ت�سا�ؤالت ح ��ول ما اذا كان ��ت لديها‬ ‫حجم ال�سكان وبريق ًا لت�صبح �سوق ًا رئي�سية لمطوري‬ ‫العقارات والم�ستثمرين‪.‬‬

‫الدوحة‪ :‬تحاول‬ ‫مناف�سة دبي‬ ‫ولكن‪...‬‬

‫‪28‬‬

‫العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫يبل ��غ ع ��دد �سك ��ان الدول ��ة ال�صحراوي ��ة ال�صغيرة‬ ‫حوال ��ي مليوني ن�سمة‪ ،‬فقط حوالي ‪ 250,000‬منهم‬ ‫م ��ن المواطني ��ن المحليي ��ن‪ .‬م�شابه ��ة لحجم دبي‪،‬‬ ‫لكن ل ��دى الأخيرة بقية من دولة الإم ��ارات العربية‬ ‫المتحدة‪ ،‬وحتى الآن على الأقل‪ ،‬فازت في المناف�سة‬ ‫لت�أ�سي�س نف�سها كقاعدة للمهنيين الذين يعملون في‬ ‫جميع �أنحاء الخليج‪.‬‬ ‫" لي� ��س هن ��اك حاف ��ز للنا� ��س للبق ��اء طوي�ل ً�ا ف ��ي‬ ‫الدوحة" ق ��ال ماثيو غري ��ن‪ ،‬رئي�س ق�س ��م الأبحاث‬ ‫في وكال ��ة الإ�ست�شارات العقارية "�س ��ي بي ريت�شارد‬ ‫�إلي�س" في دبي‪.‬‬ ‫"الدوح ��ة تحتاج بو�ضوح �إلى البن ��اء على مك ّونات‬ ‫�أخ ��رى من جوانب �أ�سلوب حياتها‪ ،‬و�سياحتها وعالم‬ ‫الت�سلية فيها‪ .‬حالي ًا لي�ست لديها �سوق للترفيه‪ ،‬والتي‬


‫وجهة نظر‬

‫آالم الشعب المصري‬ ‫د‪ .‬محمد �سليم وهبه*‬ ‫اليقظ ��ة النوعي ��ة الت ��ي تحل ��ت به ��ا‬ ‫الث ��ورة ال�شبابي ��ة ف ��ي م�ص ��ر له ��ا ال ��ف‬ ‫تحي ��ة ‪ ،‬وتفاعلها الثوري ف ��ي �صدمتها االولى نتيجة‬ ‫العراقي ��ل المنهجي ��ة ف ��ي ع ��دم وج ��ود قي ��ادة فعلي ��ة‬ ‫هدفها تقييم الواق ��ع االجتماعي ال�شبابي واالن�ساني‬ ‫الم�ص ��ري لت�ضع الحلول المنا�سبة ات ��ى نتيجة الثقة‬ ‫المفرط ��ة بالنف� ��س بع ��د الن�ص ��ر في مفه ��وم التغيير‪،‬‬ ‫ال ��ذي ادت الى و�ص ��ول مجموعة لتحك ��م لي�س بهدف‬ ‫ادارة الحك ��م ب ��ل لأج ��ل االم�ساك بال�سلط ��ة م�صحوبا‬ ‫بغياب الخطط والر�ؤيا‪.‬‬ ‫ف ��ي قراءة رمادية للو�ض ��ع االقت�صادي في م�صر ومع‬ ‫عظي ��م م ��ا مر على �شعبه ��ا من اه ��وال اقت�صادية منذ‬ ‫اكثر من ثالثين �سنة‪ ،‬ي�صطدم حلم التغيير في ثورة‬ ‫‪ 2011‬بمجموع ��ة ارادت ان تك ��ون حاكمة لحزب ولي�س‬ ‫ل�شع ��ب م�صر في عظمته التغييرية ما جعلنا لال�سف‬ ‫ولي�س على �سبيل ال�صدفة نترحم على ما م�ضى‪.‬‬ ‫بع ��د ع ��ام م ��ن حك ��م الث ��ورة كان االل ��م اكب ��ر م ��ن ان‬ ‫يتحمل ��ه اكثر من ن�صف ال�شعب الم�صري وقد ارتفع‬ ‫ع ��دد ال�سكان تحت خط الفقر لي�شمل نحو ‪ 40‬مليون‬ ‫ن�سم ��ة‪ ،‬ال�سب ��اب عدة اهمه ��ا الغمو�ض ف ��ي ال�سيا�سات‬ ‫االقت�صادي ��ة والمالي ��ة‪ ،‬وع ��دم التق ��دم ف ��ي مل ��ف‬ ‫الإ�صالحات االقت�صادي ��ة‪ ،‬وبنتيجة ذلك فقد الجنيه‬ ‫الم�صري نحو ‪ %20‬من قيمته �أمام الدوالر الأميركي‪،‬‬ ‫وانخف� ��ض ت�صنيف م�صر ال�سيادي مرتين لي�صل �إلى‬ ‫درج ��ة غير �صالحة لال�ستثمار‪ ،‬بح�سب وكالة موديز‪.‬‬ ‫كم ��ا �أن كلفة ت�أمين ديون م�صر قف ��زت �إلى م�ستويات‬ ‫قيا�سي ��ة‪ ،‬لتت�ض ��اءل اال�ستثم ��ارت الأجنبي ��ة المبا�شرة‬ ‫�إلى �أدنى م�ستوى لها في ‪� 10‬سنوات لتبلغ ‪ 300‬مليون‬ ‫دوالر ف ��ي الفت ��رة بي ��ن تموز(يولي ��و) وكان ��ون االول‬ ‫(دي�سمبر) من العام ‪.2012‬‬ ‫الملف ��ت ان الو�ض ��ع تراف ��ق م ��ع ارتف ��اع ف ��ي الدي ��ون‬ ‫العام ��ة للدولة‪ ،‬حيث ارتفعت �إجمالي الديون العامة‬ ‫لم�ص ��ر م ��ن ‪ 1310‬ملي ��ارات جني ��ه في نهاي ��ة حزيران‬ ‫(يوني ��و) ‪ ،2012‬بم ��ا يع ��ادل ‪ %85‬م ��ن النات ��ج المحلي‬ ‫الإجمال ��ي‪� ،‬إلى نحو ‪ 1553‬مليار جنيه بما يعادل ‪%89‬‬ ‫م ��ن الناتج المحلي الإجمالي ف ��ي العام المالي الذي‬ ‫انتهي بنهاية حزيران ‪ ،2013‬ما يعني �أن الديون زادت‬ ‫وفق� �اً للبيان ��ات ال�ص ��ادرة ع ��ن الحكوم ��ة الم�صري ��ة‪،‬‬ ‫بمعدل ‪ %18,5‬في �سنة واحدة‪.‬‬ ‫االقترا�ض وفقاً لبيانات الموازنة العامة للدولة التي‬ ‫�أقره ��ا البرلم ��ان المنحل‪ ،‬بلغ نح ��و ‪ 312‬مليار جنيه‪،‬‬ ‫وه ��و رق ��م م�ؤه ��ل لالرتفاع �إل ��ى ‪ 318‬مليار جني ��ه‪� ،‬إذا‬ ‫م ��ا و�ض ��ع ف ��ي االعتب ��ار خط� ��أ الجم ��ع ال ��ذي �أ�ضاف ‪6‬‬ ‫مليارات جنيه للإيرادات بالخط�أ!‬ ‫الم�شكل ��ة تكم ��ن ف ��ي ان الدي ��ن الع ��ام بالعم�ل�ات‬ ‫االجنبي ��ة والمحلي ��ة ي�شكل نحو ‪ 235‬ملي ��ار دوالر اي‬

‫م ��ا يوازي ‪ %88‬م ��ن الناتج‪ ،‬فيما العجز ف ��ي الموازنة‬ ‫ي�ص ��ل ال ��ى نح ��و ‪ %11‬من الناتج‪ .‬وهذا ق ��د يكون احد‬ ‫اب ��رز العوامل الت ��ي دفعت الى خف� ��ض ت�صنيف م�صر‬ ‫ال�سي ��ادي‪ ،‬رغ ��م ان الدع ��م المال ��ي الخليج ��ي ال ��ذي‬ ‫بل ��غ �إل ��ى ما يقرب م ��ن ‪ 12‬ملي ��ا ًرا كان م�ؤ�شرا ايجابيا‬ ‫دح�ض معطي ��ات وكاالت الت�صنيف الدولية ال�سيادية‬ ‫الت ��ي �شكك ��ت بق ��درة م�صر على �س ��داد ديونه ��ا طويلة‬ ‫االجل‪ ،‬وتبني هذه ال ��وكاالت معطياتها على م�ستوى‬ ‫مفاو�ض ��ات الحكوم ��ة م ��ع �صن ��دوق النق ��د الدول ��ي‬ ‫وال ��ذي فر� ��ض �إع ��ادة هيكل ��ة الدع ��م عل ��ى الطاق ��ة‪،‬‬ ‫وتعدي ��ل �ضريب ��ة المبيع ��ات‪ ،‬والذي يعن ��ي مزيدا من‬ ‫الفقر والعائالت تحت م�ستوى خط الفقر‪.‬‬ ‫م ��ع اال�ش ��ارة ال ��ى ان الم�ساع ��دات الخليجي ��ة ال ��واردة‬ ‫ومع كبر حجمها‪ ،‬ال تتعدى كونها نوع من الم�سكنات‪،‬‬ ‫ولي�س ��ت حلو ًال جذري ��ة لم�شكلة االقت�ص ��اد الم�صرى‪،‬‬ ‫وللعل ��م ف� ��إن النات ��ج المحل ��ي االجمال ��ي لم�ص ��ر يبلغ‬ ‫نح ��و ‪ 265‬ملي ��ار دوالر يتوزع بي ��ن ‪ %56‬قطاع انتاجي‬ ‫اي �صناع ��ة وزراع ��ة‪ ،‬و‪ %45‬قطاع ��ات خدمات وتجارة‪،‬‬ ‫وكان االقت�صاد ي�سجل نموا بما بين ‪ 4‬و‪ .%5‬ولكن‪ ،‬في‬ ‫�سنة ما بعد الثورة‪ ،‬انخف�ض النمو الى‪.%2‬‬ ‫�أه ��م التحدي ��ات االقت�صادي ��ة الت ��ى تواج ��ه البالد هو‬ ‫عج ��ز الموازن ��ة العام ��ة‪ ،‬وهو �أخط ��ر التحدي ��ات لأى‬ ‫حكوم ��ة جدي ��دة‪ ،‬ويحت ��اج ال ��ى ع�ل�اج عج ��ز مي ��زان‬ ‫المدفوع ��ات وارتف ��اع �أ�سع ��ار ال�سل ��ع والخدم ��ات‬ ‫وع�ل�اج م�شكل ��ة الت�شغي ��ل وتدهور الن�ش ��اط ال�سياحى‬ ‫وانخفا� ��ض مع ��دالت النم ��و االقت�ص ��ادى وتدهوره ��ا‪.‬‬ ‫ال ��ى ان م�شكل ��ة البطالة‪ ،‬والت ��ى ازدادت معدالتها فى‬ ‫الفت ��رة الأخي ��رة‪ ،‬ال ب ��د �أن تو�ضع على ر�أ� ��س‪� ‬أولويات‬ ‫الحكوم ��ة الجديدة والعمل على الق�ضاء عليها‪ ،‬حيث‬ ‫تحت ��اج م�صر �إل ��ى ا�ستحداث ‪ 9.4‬ملي ��ون فر�صة عمل‬ ‫حتى العام ‪.2020‬‬ ‫لتحقي ��ق الت ��وزان وبما ان م�صر لي�س ��ت دولة بترولية‬ ‫وتعتم ��د عل ��ى الزراع ��ة وال�صناع ��ة وال�سك ��ة الحدي ��د‬ ‫والأرا�ض ��ى الزراعي ��ة ونه ��ر النيل‪ ،‬فعل ��ى الحكومة �أن‬ ‫تح�س ��ن ا�ستغ�ل�ال ه ��ذه الم ��وارد جيدًا‪ .‬بو�ض ��ع ح�سن‬

‫االدارة والحك ��م الع ��ادل وال�شفافي ��ة بع� ��ض التحديات‬ ‫االقليمية تعتر�ض ح�سن ا�ستخدام القدرات الم�صرية‬ ‫المتاحة‪ .‬فااللم الم�صري يتعلق حاليا بمو�ضوعين‪:‬‬ ‫االول ��ى يتعل ��ق بت�صدي ��ر الغ ��از الم�ص ��رى لإ�سرائي ��ل‬ ‫وال ��ذي يح ��دث خل�ل�ا بنق�ص الغ ��از الطبيع ��ى الالزم‬ ‫لإدارة المول ��دات المنتجه للكهرب ��اء وي�سبب بخ�سارة‬ ‫يومي ��ة ت�ص ��ل الى ‪ 13.5‬ملي ��ون‪ ،‬باال�ضاف ��ة الى تردي‬ ‫خدمة الكهرباء وقطعها ب�شكل متزايد‪.‬‬ ‫الثاني ��ة تتعلق ب�إقام ��ة �إثيوبيا لم�ش ��روع �سد النه�ضة‪،‬‬ ‫وال ��ذي �سي�ؤث ��ر على ح�صة م�صر من مي ��اه نهر النيل‬ ‫والت ��ي �ستنخف� ��ض بنحو‪� 9 ‬إلى ‪ 12‬ملي ��ار متر مكعب‪.‬‬ ‫خط ��ورة هذا الأمر تكمن في �أن م�شروعات ا�ست�صالح‬ ‫الأرا�ض ��ي بم�ص ��ر �ستتوق ��ف ب�سب ��ب م ��ا �سينت ��ج م ��ن‬ ‫عج ��ز في كميات المي ��اه المتاح ��ة‪ ،‬وبالتالي �ستتوقف‬ ‫الم�ساح ��ات الزراعية بم�صر عند معدلها الحالي وهو‬ ‫قرابة ثمانية ماليين فدان‪.‬‬ ‫الم�ساحات الزراعية المتاحة لم�صر حال ًيا ال تتنا�سب‬ ‫م ��ع تزاي ��د عدد �سكانها الذي يناه ��ز ‪ 92‬مليون ن�سمة‪،‬‬ ‫وه ��و قاب ��ل للزي ��ادة خ�ل�ال ال�سن ��وات القادم ��ة ف ��ي‬ ‫ظ ��ل مع ��دل زي ��ادة �سكاني ��ة تق ��در بنح ��و ‪� %1.9‬سنويًا‪.‬‬ ‫و�أن ثب ��ات الم�ساح ��ة الزراعي ��ة ووج ��ود زي ��ادة �سكانية‬ ‫�سي�ؤث ��ر ب�شكل كبير على حجم الحاجة من المنتجات‬ ‫الزراعية والغذائية التي تنتجها م�صر والتي ت�ستورد‬ ‫حالي ��ا نح ��و ‪ %60‬م ��ن غذائه ��ا‪ ،‬فم ��ا باله ��ا ل ��و نق�صت‬ ‫ح�صة المياه وتوق ��ف التو�سع في ا�ست�صالح الأرا�ضي‬ ‫ال�صح ��راوي‪ ،‬فال �شك في‪� ‬أن ذل ��ك �سيزيد العجز في‬ ‫المي ��زان التج ��اري الم�ص ��ري الذي يعان ��ي بدوره من‬ ‫عجز تاريخي‪.‬‬ ‫�إن فق ��دان م�ص ��ر لم�ساح ��ات م ��ن �أرا�ضيه ��ا الزراعي ��ة‬ ‫الحالي ��ة‪� ،‬أو توق ��ف م�شروعاتها ال�ست�ص�ل�اح �أرا�ضيها‬ ‫ال�صحراوي ��ة‪ ،‬يعن ��ي بب�ساط ��ة فق ��دان ع ��دد كبي ��ر من‬ ‫مواطنيه ��ا لفر� ��ص العم ��ل الت ��ي يتيحه ��ا له ��م قط ��اع‬ ‫الزراع ��ة ال ��ذي ي�ستوع ��ب نح ��و ‪ 6.5‬ماليي ��ن عام ��ل‪.‬‬ ‫ال �ش ��ك �أن الأم ��ر �سي ��زداد تعقيدًا من حي ��ث م�ساهمة‬ ‫قط ��اع الزراع ��ة ف ��ي توفي ��ر فر� ��ص عم ��ل‪ ،‬ب ��ل �سيكون‬ ‫القطاع‪ ‬ط ��اردا للعمال ��ة في ظ ��ل م�ش ��كالت الح�صول‬ ‫على المياه الالزمة للزراعة‪.‬‬ ‫الحكم ��ة والدراي ��ة وح�س ��ن االدارة خا�ص ��ة م�صري ��ة‪،‬‬ ‫والخ ��وف عل ��ى الحرية ف ��ي ديارها‪ ،‬حي ��ث يرى بع�ض‬ ‫الم�ستثمري ��ن �أن االقت�ص ��اد الم�ص ��ري ال ي ��زال واعداً‬ ‫عل ��ى الم ��دى الطوي ��ل‪ ،‬ولك ��ن ع ��ودة ر�ؤو� ��س الأم ��وال‬ ‫مرهون ��ة باال�ستق ��رار ال�سيا�سي‪ .‬وبر�أين ��ا من يطالب‬ ‫بحريت ��ه ينال العدالة‪ ،‬حتى ول ��و كان الخبز �شحيحا‪،‬‬ ‫ف ��دم ال�شب ��اب المندف ��ع خلف ثورت ��ه‪ ،‬ودم ��ع الثكالى‪،‬‬ ‫وع ��رق االبط ��ال �صن ��اع الث ��ورة‪� ،‬ستتخط ��ى العراقيل‪.‬‬ ‫وااللم العظيم هو الذي ي�صنع ال�شعب العظيم‬

‫* �أ�ستاذ في الجامعة اللبنانية‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪31‬‬


Offering you the leading brands in Ceramic tiles, Sanitary ware, Kitchen cabinets, Sarieddine has it covered. Offering you the leading brands in Ceramic Adding a touchware, of class that cabinets, turns residential or tiles, Sanitary Kitchen Sarieddine commercial property into a palatial setting. has it covered. Log on to or visit our Adding a www.sarieddine-trading.com touch of class that turns residential or new show room and see for yourself, there’s more to commercial property into a palatial setting. just living with Sarieddine. Log on to www.sarieddine-trading.com or visit our new show room and see for yourself, there’s more to just living with Sarieddine.

Design for today’s living Abu Dhabi: t. 00971 2 6776121, 6774937 Design for today’s living Al Ain: t. 00971 3 7212211, 7218883 sartest@emirates.net.ae Abu Dhabi: t. 00971 2 6776121, 6774937


‫ف ��ي القطاع الخا� ��ص وتنمية القط ��اع الأجنبي ‪ -‬مع‬ ‫�إجماع �ضئيل عل ��ى ماهية الطريق ال�صحيح للم�ضي‬ ‫قدم ًا‪.‬‬ ‫ف ��ي مثل هذه الظروف‪ ،‬يبدو �أن �إيجاد �أمثلة ت�ستحق‬ ‫المحاك ��اة والم�ضاهاة هو �أمر بالغ الأهمية‪ .‬والمثال‬ ‫خ�صته وزيرة‬ ‫الجي ��د هنا قد يك ��ون المغرب ال ��ذي َّ‬ ‫الخارجي ��ة الأميركي ��ة ال�سابق ��ة هي�ل�اري كلينت ��ون‬ ‫بالثن ��اء والإع�ل�ان ب�أن ��ه "رائ ��د ونم ��وذج" بالن�سبة‬ ‫الى كيفي ��ة تعامل الملك محم ��د ال�ساد�س مع عملية‬ ‫الإنتق ��ال ال�سيا�س ��ي للدول ��ة‪ .‬وعلى حد ق ��ول محمد‬ ‫تمال ��دو‪ ،‬رئي� ��س �شبك ��ة الليبراليي ��ن الع ��رب‪" ،‬كان‬ ‫المغ ��رب واح ��د ًا م ��ن ال ��دول العربية الأول ��ى الذي‬ ‫�إن�ضم ��ت في ��ه المعار�ض ��ة �إل ��ى ال�سلطة م ��ن خالل‬ ‫�إج ��راءات �سيا�سي ��ة طبيعي ��ة"‪ .‬الواق ��ع �أن هن ��اك‬ ‫�آم ��ا ًال ب� ��أن الب�ل�اد �ست�صب ��ح �أول دولة عربي ��ة التي‬ ‫�ستتح ��ول نحو ملكية د�ستورية عل ��ى النمط الأوروبي‬ ‫يلع ��ب الملك فيها دور ًا مح ��دود ًا‪ ،‬حيث يكون �صمام‬ ‫�أم ��ان يو ّف ��ر الإح�سا�س بالإ�ستمراري ��ة ال�سيا�سية في‬ ‫تعج بعدم الإ�ستقرار‪ .‬‬ ‫المنطقة التي ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تل ّق ��ى المغ ��رب �إهتمام� �ا (ن�سبي� �ا) �أكثر م ��ن �أمثلة‬ ‫"موجه� � ًا تقليدي ًا‬ ‫�إيجابي ��ة �أخرى مث ��ل تون�س‪ ،‬لكونه َّ‬ ‫نح ��و الغ ��رب و[لدي ��ه] خب ��رة طويل ��ة م ��ع �إقت�صاد‬ ‫ال�س ��وق‪ ،‬و�إن كان ��ت هن ��اك ف ��ي كثي ��ر م ��ن الأحيان‬ ‫مجموع ��ة متنوع ��ة م ��ن المح�سوبي ��ة"‪ ،‬يو�ض ��ح نوح‬ ‫الهرم ��وزي‪ ،‬وهو محا�ضر ف ��ي الإقت�صاد في جامعة‬ ‫"�إبن طفيل" و�أول "نا�شط مغربي لل�سوق الحرة"‪.‬‬ ‫ف ��ي �أواخ ��ر الق ��رن الفائ ��ت (‪ ،)1999‬عندما تولى‬ ‫محم ��د ال�ساد�س العر�ش‪� ،‬شه ��دت البالد �إ�صالحات‬ ‫�سيا�سي ��ة و�إقت�صادي ��ة مختلف ��ة‪ .‬فق ��د �أُطل ��ق �سراح‬ ‫العدي ��د م ��ن ال�سجن ��اء ال�سيا�سيي ��ن‪ُ ،‬‬ ‫وخ�صخ�صت‬ ‫ال�شرك ��ات المملوكة للدول ��ة‪ ،‬و ُفت ��ح الإقت�صاد �أمام‬ ‫التج ��ارة والإ�ستثم ��ار الأجنبيين‪ .‬ف ��ي العام ‪،2012‬‬ ‫�ص ّنف ��ت وح ��دة الإ�ستخب ��ارات الإقت�صادي ��ة التابعة‬ ‫لل"�إيكونومي�ست" المغرب ف ��ي المرتبة ‪ 66‬عالمي ًا‪،‬‬ ‫�أعل ��ى م ��ن الأردن ورو�سيا‪ ،‬في م�ؤ�شره ��ا "‪where-‬‬ ‫‪ ،"to-be-born‬ال ��ذي يجمع التدابي ��ر التي ترتبط‬ ‫بالرفاهي ��ة والر�ض ��ا ع ��ن الحي ��اة في جمي ��ع �أنحاء‬ ‫العال ��م‪ .‬وف ��ي درا�ست ��ه للع ��ام ‪ 2013‬ق ��ام المنتدى‬ ‫الإقت�ص ��ادي العالم ��ي بتقيي ��م الق ��درة التناف�سي ��ة‬ ‫للإقت�ص ��ادات ف ��ي جمي ��ع �أنح ��اء العال ��م‪ ،‬وو�صف‬ ‫المغرب ب�أنه الأف�ضل �أداء في �شمال �أفريقيا و�أف�ضل‬ ‫م ��ن �سلوفاكي ��ا‪ ،‬والمونتينيغ ��رو (الجب ��ل الأ�سود)‪،‬‬ ‫ورومانيا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وعرف �إقت�صاد المملكة نموا مطردا حتى في �أعقاب‬

‫�شباب الجامعات‪� :‬شهاداتهم غير مفيدة في الوقت الحا�ضر!‬

‫"الربيع العربي" بمعدل بلغ ‪ 4.9‬في المئة في ‪2011‬‬ ‫و‪ 2.9‬في المئة في العام ‪ .2012‬و�إنخف�ضت معدالت‬ ‫الفقر في المملكة ن�سبي ًا وهي م�ستمرة في الهبوط ‪-‬‬ ‫م ��ن نحو ‪ 16‬في المئة في العام ‪� 1999‬إلى �أقل من ‪9‬‬ ‫في المئة في العام ‪.2009‬‬ ‫م ��ع ذلك‪ ،‬م ��ن خالل تفتي� ��ش وبحث �أوث ��ق‪ ،‬يبدو �أن‬ ‫التفا�ؤل المفرط غير مبرر‪ .‬في الخطاب نف�سه الذي‬ ‫�أ�ش ��ادت كلينت ��ون بالحكم في المغ ��رب‪ ،‬ح ّذرت من‬ ‫مخاطر �إرتفاع معدالت البطالة في �أو�ساط ال�شباب‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن التعليم في المغرب يجع ��ل الم�شكلة �أ�سو�أ‬ ‫ولي�س �أف�ضل‪� .‬أولئ ��ك الذين لديهم �أعلى م�ستوى في‬ ‫التح�صي ��ل العلمي يواجهون مع ��دل بطالة في حدود‬ ‫‪ 19.4‬ف ��ي المئة مقارنة ب‪ 4‬في المئة فقط بالن�سبة‬ ‫للأف ��راد الذي ��ن ال يحملون م�ستوى تعليمي� � ًا عالي ًا ‪-‬‬ ‫وبالتال ��ي هن ��اك عدد كبير م ��ن حامل ��ي ال�شهادات‬ ‫العاطلي ��ن ع ��ن العم ��ل‪ .‬وم ��ن جه ��ة �أخ ��رى‪ ،‬ب�سبب‬ ‫�إنخفا�ض معدالت الم�شاركة في �سوق العمل‪ ،‬ال �سيما‬ ‫في �صف ��وف الن�ساء‪ ،‬ف� ��إن �أرقام البطال ��ة الر�سمية‬

‫هناك �آمال ب�أن المغرب �سي�صبح �أول‬ ‫دولة عربية التي �ستتحول نحو‬ ‫ملكية د�ستورية على النمط الأوروبي‬ ‫يلعب الملك فيها دور ًا محدود ًا‪ ،‬حيث‬ ‫يكون �صمام �أمان يو ّفر الإح�سا�س‬ ‫بالإ�ستمرارية ال�سيا�سية في المنطقة‬ ‫تعج بعدم الإ�ستقرار‬ ‫التي ّ‬

‫تق ّل ��ل من ع ��دد النا� ��س العاطلي ��ن‪ .‬كما ف ��ي �أماكن‬ ‫�أخ ��رى م ��ن العال ��م‪ ،‬ف� ��إن الم�ؤ�س�س ��ات وال�سيا�سات‬ ‫ال�سيئة هي ال�سبب‪ .‬وقد �شه ��دت البالد ‪� 80‬شخ�ص ًا‬ ‫حرق ��وا �أنف�سهم منذ �شب ��اط (فبراير) ‪ ،2011‬فيما‬ ‫تقوم �أعمال �إحتجاج من قبل الخريجين الجامعيين‬ ‫العاطلي ��ن عن العم ��ل �أو البائعين الذي ��ن يتع ّر�ضون‬ ‫لم�ضايقات من قبل ال�سلطات المحلية‪.‬‬ ‫كما هي الح ��ال في م�صر وتون� ��س وغيرهما‪ ،‬نتجت‬ ‫الم�شكل ��ة المالي ��ة في المغرب في المق ��ام الأول من‬ ‫الإعانات ودعم ال�سلع الإ�ستهالكية (الوقود والغذاء)‬ ‫والت ��ي تم ّثل ‪ 15‬في المئة م ��ن مجموع الإنفاق العام‪،‬‬ ‫وق ��د ت�ضاعف ��ت تقريب ًا من حي ��ث القيم ��ة المطلقة‬ ‫من ��ذ الع ��ام ‪ ،2010‬فيم ��ا تح ��اول الحكوم ��ة �إحتواء‬ ‫الإ�ضطراب ��ات المدنية من خالل المزيد من الإنفاق‬ ‫ال�سخ ��ي على الإعانات والرواتب ف ��ي القطاع العام‪.‬‬ ‫م ��ن جهت ��ه �أدرك الح ��زب الحاكم‪ ،‬ح ��زب العدالة‬ ‫والتنمية الإ�سالمي‪ ،‬عدم �إ�ستدامة الدعم الم�ستمر‪،‬‬ ‫وبناء على ن�صيحة من �صندوق النقد الدولي‪� ،‬إقترح‬ ‫�إ�صالحات م ��ن �ش�أنها �أن تخ ّف�ض الدعم‪ ،‬في الوقت‬ ‫ال ��ذي تقوم الحكوم ��ة بتخفيف "ال�ضرب ��ة" والت�أثير‬ ‫ال�سلب ��ي عن مليوني ن�سمة من �أفق ��ر الأ�سر بوا�سطة‬ ‫تحويالت نقدية‪.‬‬ ‫الإ�ص�ل�اح ال يلغي الدعم بالكام ��ل‪� .‬إنه يح ّد منه من‬ ‫طري ��ق تثبيت �أ�سع ��ار الم�ستهلك داخ ��ل نطاق مع ّين‬ ‫ولكن ي�سمح بزيادة �أو تخفي� ��ض الأ�سعار ك ّلما حدث‬ ‫�إرتف ��اع �أو هبوط في الأ�سع ��ار العالمية خارج حدود‬ ‫مجموع ��ة الأ�سع ��ار الر�سمي ��ة المح ��ددة‪� .‬إن �إطالق‬ ‫الإ�ص�ل�اح‪ ،‬الذي ق ّرر الآن ر�سمي ًا بعد �شهر رم�ضان‪،‬‬ ‫�سيك ��ون �أقل راديكالية م ��ن المقترحات التي �أبداها‬ ‫خب ��راء الإقت�ص ��اد ومنظم ��ات مثل �صن ��دوق النقد‬ ‫الدول ��ي للتخل�ص التدريجي م ��ن الدعم والإعانات‪،‬‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪33‬‬


‫المغرب العربي‬

‫المغرب‬

‫حققت المملكة كثير ًا منذ �إعتالء محمد ال�ساد�س العر�ش ولكن ‪...‬‬

‫النموذج المغربي؟‬

‫في ‪ 23‬تموز (يوليو) ‪ 1999‬خلف‬ ‫المل��ك محم��د ال�ساد���س وال��ده‬ ‫الملك الح�سن الثاني‪ ،‬الذي توفي‬ ‫ف��ي اليوم نف�س��ه‪ ،‬و�أق�س��م اليمين‬ ‫الد�ستورية في ‪ 30‬تموز (يوليو)‪،‬‬ ‫وهو التاريخ الذي بات يعتبر حالي ًا‬ ‫عيد العر�ش في المملكة المغربية‬ ‫(�إحتفل��ت ب��ه م��ع �ص��دور ه��ذا‬ ‫العدد)‪ .‬ومنذ ذلك الوقت عرفت‬ ‫الب�لاد تغي��رات كثي��رة وتط��ور ًا‬ ‫كبي��ر ًا عل��ى ال�صع��د ال�سيا�سي��ة‬ ‫والإقت�صادية والإجتماعية‪ .‬الواقع‬ ‫�أن ل��دى المغ��رب الفر�ص��ة ك��ي‬ ‫ي�صبح رائ��د ًا �إقليمي � ًا بالن�سبة الى‬ ‫الإ�ص�لاح الإقت�ص��ادي‪ .‬لك��ن ال‬ ‫يزال �أمامه �إجتياز طريق طويل‪.‬‬ ‫الرباط ‪ -‬ريا�ض العلوي‬ ‫�إذا كان المبد�أ هو �أن كل الأ�سر ال�سعيدة‬ ‫مت�شابه ��ة‪ ،‬ف ��ي حي ��ن �أن كل واح ��دة‬ ‫م ��ن تلك العائ�ل�ات التعي�س ��ة تعي�سة عل ��ى طريقتها‬ ‫يف�س ��ر ّ‬ ‫ويو�ضح عال ��م "�آنا كارنين ��ا"‪ ،‬ف�إن‬ ‫الخا�ص ��ة ّ‬ ‫العك� ��س ه ��و �صحي ��ح بالت�أكي ��د بالن�سبة ال ��ى بلدان‬ ‫"الربيع العربي"‪ .‬في جميع �أنحاء المنطقة‪ ،‬ت�صارع‬ ‫الإقت�صادات وتواجه الم�شاكل عينها‪ :‬ق�ضية متفجرة‬ ‫ّ‬ ‫المت�ضخم ��ة‪،‬‬ ‫�سيا�سي� � ًا ناتج ��ة م ��ن برام ��ج الدع ��م‬ ‫والبيروقراطي ��ة‪ ،‬والف�ساد‪ ،‬و�سيا�س ��ات عدم اليقين‬ ‫‪32‬‬

‫العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫الملك محمد ال�ساد�س‪ :‬تطورت البالد كثير ًا منذ �إعتالئه العر�ش‬


‫المغرب العربي ¶ المغرب‬ ‫�إذ �أن الحكومة �ستقدم تحويالت مبا�شرة �إلى الأ�سر‬ ‫الفقيرة‪ .‬في كل الأحوال‪ ،‬مع توفير ‪ 20‬في المئة من‬ ‫فات ��ورة الدعم ف ��ي العام ‪ ،2013‬ف� ��إن الأمر �سيكون‬ ‫بالت�أكيد �أف�ضل من الو�ضع الراهن‪.‬‬ ‫ولك ��ن من ��ذ �أواخر �أي ��ار (مايو) الفائ ��ت‪ ،‬حتى هذا‬ ‫الإ�ص�ل�اح المتوا�ض ��ع ب ��ات ف ��ي خط ��ر بع ��د �إعالن‬ ‫ال�شري ��ك الأ�صغ ��ر في االئت�ل�اف الحكوم ��ي حزب‬ ‫الإ�ستق�ل�ال‪ ،‬ب�أنه لن يدعم ه ��ذه الجهود و�أن وزراءه‬ ‫�سيق ّدم ��ون �إ�ستقاالته ��م م ��ن الحكوم ��ة �إحتجاج� � ًا‪.‬‬ ‫و�أعل ��ن متح ��دث ب�إ�س ��م ح ��زب الإ�ستق�ل�ال‪ ،‬ع ��ادل‬ ‫بنحم ��زة م�ستغنم� � ًا الفر�ص ��ة في حينه ب� ��أن "حزب‬ ‫العدال ��ة والتنمية يريد رفع الأ�سع ��ار و�ضرب النا�س‬ ‫الأكث ��ر فقر ًا‪ ،‬بينم ��ا نحن ّ‬ ‫نف�ض ��ل �أن نجني مليارات‬ ‫ع ��دة الت ��ي ه ��ي ف ��ي �أي ��دي الم�ضاربين م ��ن خالل‬ ‫التحكم في الواردات"‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أن ه ��ذا الإع�ل�ان يعن ��ي خيراً‬ ‫بالت�أكي ��د‪� ،‬سيكون م ��ن ال�صعب العث ��ور على نظام‬ ‫دع ��م ال ي�ؤدي �إلى الت�س ّرب �إل ��ى ال�سوق ال�سوداء وال‬ ‫يق ��ود ال ��ى الهدر‪ .‬هن ��اك "تف�سير ممك ��ن لمقاومة‬ ‫حزب الإ�ستقالل لإ�صالح الدعم هو �أن المدفوعات‬ ‫التعوي�ضي ��ة م ��ن �ش�أنها �أن تجعل الإ�ص�ل�اح �شعبي ًا‪،‬‬ ‫الأم ��ر ال ��ذي �سيزي ��د م ��ن �شعبي ��ة ح ��زب العدالة‬ ‫والتنمية"‪ ،‬يع ّلق الهرموزي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ف ��ي �أي حال‪� ،‬إتخذت الأم ��ور منعطفا غريبا نوعا ما‬ ‫عندم ��ا‪ ،‬بع ��د مكالمة هاتفي ��ة من العاه ��ل المغربي‬ ‫الذي كان خارج البالد‪ ،‬قرر وزراء حزب الإ�ستقالل‬ ‫البقاء في الحكومة حتى يعود الملك محمد ال�ساد�س‬ ‫م ��ن عطلة طويلة غام�ضة نوعا ما في باري�س‪ .‬وفي ‪9‬‬ ‫تموز (يوليو) ‪ ،2013‬وبعد �أ�سابيع على عودة الملك‪،‬‬ ‫وبعدما �شرع ��ت الحكومة في مبادرة الإ�صالح‪ ،‬قدّم‬ ‫وزراء ح ��زب الإ�ستق�ل�ال الخم�س ��ة �إ�ستقالتهم‪� .‬إذا‬ ‫ُقبلت من قبل الملك وف ��ق الف�صل ‪ 47‬من الد�ستور‪،‬‬ ‫�سيك ��ون عل ��ى رئي� ��س ال ��وزراء عب ��د الإل ��ه بنكيران‬ ‫�إم ��ا العثور عل ��ى �شري ��ك �سيا�سي جدي ��د �أو الدعوة‬ ‫ورجحت الم�ص ��ادر �أن يبد�أ‬ ‫ال ��ى �إنتخابات مبك ��رة‪ّ .‬‬ ‫بنكي ��ران م�ش ��اورات م ��ع �أكث ��ر م ��ن ط ��رف حزبي‪،‬‬ ‫لإمت ��زاج ال ��ر�أي‪ ،‬و�إن كان ��ت الك ّفة تميل ف ��ي �إتجاه‬ ‫"تجمع الأح ��رار" الذي ير�أ�سه وزير المال ال�سابق‬ ‫�صالح الدين م ��زوار‪ ،‬كونه الطرف الوحيد الذي لم‬ ‫ُي�صدر موقف ًا نهائي ًا يعار�ض �إن�ضمامه �إلى الحكومة‪.‬‬ ‫الواقع �أن التح ��رر ال�سيا�سي في البالد يبدو غام�ض ًا‬ ‫بع�ض ال�ش ��يء �إذا ما �أخذنا في عين الإعتبار الت�أثير‬ ‫الهائ ��ل للملك وحا�شيته في ال�ش� ��ؤون العامة اليومية‬ ‫‪ -‬بعي ��دة كل البعد من النظ ��ام الملكي الد�ستوري ‪-‬‬

‫رئي�س الحكومة عبد الإله بنكيران‪� :‬إ�صالحاته هل تتحققت‬

‫�أو ف ��ي معامل ��ة ال�شع ��ب ال�صحراوي ف ��ي ال�صحراء‬ ‫المغربي ��ة‪ .‬وق ��د �إنتق ��د م�ؤ�شر معهد فري ��زر للحرية‬ ‫الإقت�صادي ��ة ف ��ي العالم المغرب لع ��بء الإجراءات‬ ‫البيروقراطي ��ة‪ ،‬و�ضواب ��ط ر�أ� ��س الم ��ال‪ ،‬والقوانين‬ ‫�سجلت‬ ‫المتع ّلقة بممار�سات التوظيف والف�صل‪ .‬كما ّ‬ ‫المملك ��ة نقاط �ضع ��ف في مناطق ع ��دة على م�ؤ�شر‬ ‫ممار�س ��ة �أن�شط ��ة الأعمال للبنك الدول ��ي‪ .‬وهذا لن‬ ‫يك ��ون و�سيلة جيدة لجذب الم�ستثمرين �أو لحفز روح‬ ‫المبادرة المحلية‪.‬‬ ‫م ��ن جهة �أخرى ُيعتب ��ر المغرب من بي ��ن الأ�سو�أ في‬ ‫العال ��م بالن�سبة الى �سهولة ت�سجيل الملكية ‪ -‬جزئي ًا‬ ‫ب�سبب النظام ال�ضريب ��ي الغام�ض في هذا المجال‪.‬‬ ‫ي�ستغ ��رق �إ�ستكمال و�إتمام نقل الملكية في البالد ‪75‬‬ ‫يوم� � ًا وتبل ��غ تكلفته ‪ 5.9‬في المئة م ��ن قيمة العقار‪.‬‬ ‫هذا العام‪ ،‬زادت ر�سوم ت�سجيل الملكية‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫يجعل ت�سجيل الملكي ��ة في المغرب �أكثر �صعوبة مما‬ ‫هي عليه في الهند‪ ،‬و�أنغوال‪ ،‬وحتى جمهورية �أفريقيا‬ ‫الو�سطى‪.‬‬

‫الخبير الإقت�صادي نوح الهرموزي‪:‬‬ ‫"هناك تف�سير ممكن لمقاومة حزب‬ ‫الإ�ستقالل لإ�صالح الدعم هو �أن‬ ‫المدفوعات التعوي�ضية من �ش�أنها �أن‬ ‫تجعل الإ�صالح �شعبي ًا‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫�سيزيد من �شعبية حزب العدالة‬ ‫والتنمية"‬

‫وينبغ ��ي الإعت ��راف ب� ��أن هناك عالم ��ة م�شجعة ب�أن‬ ‫الإ�صالح ��ات الالزم ��ة لجع ��ل المغرب مكان ��ا جيد ًا‬ ‫للقي ��ام ب�أعمال تجارية غير �صعب ��ة ن�سبي ًا للتحقيق‪.‬‬ ‫من ��ذ زمن درج ��ت الب�ل�اد تقليدي� � ًا عل ��ى الترحيب‬ ‫بالم�ستثمري ��ن الأجانب ولديها مناط ��ق تجارة حرة‬ ‫ ال�سيم ��ا ف ��ي طنجة التي ه ��ي �أي�ض ًا مرك ��ز "�أوف‬‫�شور" م�صرفي ًا ‪ .‬ولم�ساع ��دة الم�ستثمرين الأجانب‬ ‫للتح ��رك �أف�ضل من خالل البيروقراطية في البالد‪،‬‬ ‫تدي ��ر الحكوم ��ة مراكز �إقليمي ��ة للإ�ستثم ��ار‪ ،‬والتي‬ ‫ه ��ي عب ��ارة عن محط ��ات م ��ن المح�ل�ات التجارية‬ ‫للم�ستثمرين الأجانب‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ولك ��ن م ��ع �إرتف ��اع الدين الع ��ام (حالي� �ا حوالي ‪71‬‬ ‫ف ��ي المئة من النات ��ج المحلي الإجمال ��ي)‪ ،‬والعجز‬ ‫الكبي ��ر ف ��ي الموازن ��ة (‪ 8.2‬ف ��ي المئة م ��ن الناتج‬ ‫المحلي الإجمالي)‪ ،‬و�إرتفاع بطالة ال�شباب (‪17.9‬‬ ‫ف ��ي المئ ��ة)‪ ،‬و‪ 30‬ف ��ي المئة م ��ن المغارب ��ة �أميون‪،‬‬ ‫والم�شارك ��ة الإقت�صادي ��ة منخف�ض ��ة ج ��د ًا من قبل‬ ‫الن�ساء‪ ،‬لدى المغرب طريق طويل لقطعه كي ي�صبح‬ ‫ق�صة نجاح �إقت�صادي‪.‬‬ ‫وبالتال ��ي ف�إن ل ��دى الحكومة الكثي ��ر لتبني وتوا�صل‬ ‫عملي ��ة تح�سي ��ن بيئ ��ة الأعم ��ال التي تقدم ��ت كثير ًا‬ ‫م ��ع �إمكانية تح� � ّول الإقت�صاد المغرب ��ي �إلى الوجهة‬ ‫الأول ��ى للم�ستثمري ��ن الأجانب في المنطق ��ة‪ .‬الآثار‬ ‫الإقت�صادية لتحرير تدفق ��ات ر�أ�س المال‪ ،‬و�إ�صالح‬ ‫النظام المال ��ي‪ ،‬و"الإ�صالح ��ات الهيكلية" الأخرى‬ ‫�ستك ��ون كبي ��رة‪ .‬وفق� � ًا لتقدي ��رات �صن ��دوق النق ��د‬ ‫الدول ��ي‪ ،‬يمك ��ن له ��ذه الإ�صالحات ب�سهول ��ة �إ�ضافة‬ ‫م ��ا ي�صل �إل ��ى ‪ 2.5‬نقطة مئوية �إل ��ى معدالت النمو‬ ‫ال�سنوي للإقت�صاد‪.‬‬ ‫وه ��ذا �سيك ��ون مفيد ًا لي� ��س للمغارب ��ة فح�سب ولكن‬ ‫�أي�ض� � ًا �سيكون بلده ��م بمثابة نم ��وذج للإ�صالحيين‬ ‫ف ��ي �أماكن �أخرى في المنطق ��ة التي تعاني من عدم‬ ‫القدرة عل ��ى دفع �إ�صالح ��ات التحرير ف ��ي محاولة‬ ‫للحف ��اظ على دعم ناخبيه ��م‪ .‬المعركة بالن�سبة الى‬ ‫م�ؤ�س�س ��ات �إقت�صادي ��ة و�سيا�سية �سليمة ف ��ي العالم‬ ‫العرب ��ي ال يكتب لها النجاح والن�صر �سوى من خالل‬ ‫قوة الأفكار والإبتكار‪� .‬إن واحدة من ق�ص�ص النجاح‬ ‫في المنطقة عليها �أن تقطع �شوط ًا طوي ًال ولكن لي�س‬ ‫م�ستحي ًال‪.‬‬ ‫ويبق ��ى الهرم ��وزي متفائ�ل ً�ا‪�" :‬أعتق ��د �أن المغ ��رب‬ ‫يحتم ��ل �أن ي�ش� � ّكل نموذج� � ًا وهن ��اك بع� ��ض الإرادة‬ ‫ال�سيا�سي ��ة للقي ��ام بالإ�صالح ��ات الالزم ��ة‪ .‬وعل ��ى‬ ‫الرغم من �أننا ف ��ي حاجة الى ت�سريع الأمور‪ ،‬فنحن‬ ‫ن�سير في الإتجاه ال�صحيح"‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪35‬‬


Ad-Diplomasi News Report monthly distributes critical analysis of events in the Arab world and the Middle East, to its subscribers among the top Arab decision makers, government officials, diplomats, journalists and business leaders. Ad-Diplomasi News Report analysis goes beyond the event, to provide the information and assessments needed to understand intelligently what is going on, in the ever changing Middle East political, military and economic scene. Ad-Diplomasi News Report始s writers have an impeccable reputation as experts in Arab affairs and, their work is widely quoted by the international media. Ad-Diplomasi News Report is published from LONDON in Arabic as well as in English by Focus Press (UK) Limited. Founded in 1996. Editor Raymond Atallah.

P.O.Box: 138, Chelsea, London, SW3 6BH ENGLAND Tel: +44 (0) 20 72861372 Fax: +44 (0) 20 72661479 E-mail: ad-diplomasi@btconnect.com Website: http: //www.ad-diplomasi.com

NO RELUCTANCE IN SEEKING HOT ISSUES

No Hesitation In Telling Hard Truth


‫ال�شع ��ب التون�س ��ي‪� ،‬أُنفق ��ت ف ��ي تنمي ��ة الث ��روة‬ ‫ال�شخ�صية لأقرباء الرئي� ��س‪ ،‬وخ�صو�ص ًا لأقرباء‬ ‫زوجته ليلى الطرابل�سي الت ��ي كانت تُلقّب ب�سيدة‬ ‫تون� ��س الأولى‪ ،‬وباتت الب�ل�اد وك�أنه ��ا �ضيعة تد ّر‬ ‫قطعانها لبنها على تلك الفئة‪.‬‬ ‫وم ��ن جه ��ة �أخ ��رى �أ�صيب ��ت م�ؤ�س�س ��ات الب�ل�اد‬ ‫بالوه ��ن؛ والإدارة التون�سي ��ة‪ ،‬المعروفة بكفاءتها‬ ‫ونزاهته ��ا حتى قبل الإ�ستقالل وفي عهد الرئي�س‬ ‫الحبي ��ب بورقيب ��ة‪ ،‬تح َّول ��ت ف ��ي مفا�ص ��ل مهمة‬ ‫منها‪ ،‬الى �سيط ��رة "العائلة"‪ ،‬و�إ�ستخدم الق�ضاء‬ ‫�إ�ستخدام� � ًا �سيئ ًا‪ ،‬الأمر ال ��ذي �أ ّدى الى الحد من‬ ‫الإ�ستثمارين الداخلي والخارجي‪.‬‬ ‫و�إن ��ي م ��ا زل ��ت �أذك ��ر وبكثير م ��ن الأ�س ��ى‪ ،‬وبما‬ ‫اليب ��رح الذاكرة ‪ --‬وكنا ف ��ي ع�شاء في العا�صمة‬ ‫القطري ��ة الدوحة على هام� ��ش م�ؤتمر دولي حول‬ ‫" التج ��ارة والديموقراطية" ‪ --‬ذلك ال�شخ�ص‬ ‫القط ��ري ال ��ذي ك ��ان يواجهن ��ي ح ��ول الطاولة‪،‬‬ ‫وال ��ذي خاطبن ��ي في لهج ��ة ع�صبي ��ة‪�" :‬أنت من‬ ‫تون� ��س‪ ،‬بل ��د الل�صو� ��ص والحرامي ��ة ؟!"‪ ،‬ورغ ��م‬ ‫�إحتجاج ��ي علي ��ه في عن ��ف‪ ،‬فقد وا�ص ��ل كالمه‬ ‫قائ ًال �أنه �إ�ستثم ��ر �أموا ًال في م�شروع مع قريبين‬ ‫من العائلة الرئا�سية‪ ،‬وقد وجد نف�سه في النهاية‬ ‫"ع ��اري الر�أ� ��س"‪ ،‬ولما �إتجه ال ��ى الق�ضاء خ�سر‬ ‫ق�ضيته بحكم تلك القرابة‪.‬‬ ‫كل ذلك لم يكن ي�شجع على الإ�ستثمار في البالد‪،‬‬ ‫ورغم ذل ��ك تد ّفق حجم �إ�ستثمار محترم‪ ،‬و�أمكن‬ ‫بوا�سطت ��ه الح�ص ��ول عل ��ى نتائ ��ج‪ ،‬و�إن ل ��م تكن‬ ‫ك�أف�ضل م ��ا تكون النتائج‪ ،‬ف�إنها حققت ن�سب نمو‬ ‫مرتفعة‪ ،‬لعلها الأعلى عربي ًا و�إفريقي ًا‪ ،‬في ما عدا‬ ‫تلك النتائج المحقّقة في الدول البترولية‪ ،‬وم ّكن‬ ‫بالتال ��ي م ��ن خلق فر� ��ص العمل لع ّله ��ا كانت هي‬ ‫الأخرى الأعلى عربي ًا‪.‬‬ ‫غي ��ر �أن ذلك لم يكن كافي� � ًا ل�سببين‪ ،‬جمعهما ال‬ ‫يمك ��ن � اّإل �أن ي�ؤدي الى �إنفجار مد ٍو على المديين‬ ‫المتو�سط �أو البعيد‪:‬‬ ‫‪� )1‬شع ��ور بال�ضيم �إزاء قيام طبقة طفيلية تثري‬ ‫عل ��ى ح�س ��اب ق ��وت ال�شع ��ب؛ وكان ��ت قريبة‬ ‫ومق َّربة من الرئي�س الذي ّ‬ ‫غ�ض النظر‪ ،‬وكان‬ ‫م�ستفيد ًا من ثرائها‪.‬‬ ‫‪ )2‬تحقي ��ق ن�سب نمو غير كافي ��ة رغم كل �شيء‪،‬‬ ‫التي ل ��م يكن ف ��ي �إمكانها توفي ��ر قدرة على‬ ‫الإ�ستثمار المطل ��وب لخلق مزيد من الثروة‪،‬‬ ‫كما لم ت�ستطع �إمت�صا�ص البطالة التي كانت‬ ‫ف ��ي طور التنام ��ي‪ ،‬و�أ�صبح ��ت هيكلية‪ ،‬حيث‬

‫الرئي�س المخلوع زين العابدين بن علي وزوجته ليلى الطرابل�سي‪ :‬ح ّوال البالد الى مزرعة‬

‫�إمت ��دت �إل ��ى �أ�صح ��اب ال�شه ��ادات العالية‪،‬‬ ‫الذين كانوا في الأخير وراء تفجير الثورة‪.‬‬

‫الوزير الذي �إ�ستقال‬ ‫لعدم �إعتماد برنامجه‬ ‫وك ��ان وزي ��ر التخطي ��ط الأ�سب ��ق ‪ ،‬م�صطف ��ى‬ ‫كم ��ال النابل ��ي‪� ،‬أح ��د وزيرين كانت لهم ��ا الجر�أة‬ ‫للإ�ستقال ��ة ف ��ي عه ��د الرئي� ��س ال�سابق ب ��ن علي‪،‬‬ ‫قد ذكر ف ��ي العام ‪ 1994‬في المذك ��رة التوجيهية‬

‫للمخط ��ط �آنذاك‪� ،‬أن البالد في حاجة الى تحقيق‬ ‫ن�سب ��ة نمو ال تقل عن ‪� 7‬أو ‪ 8‬في المئة‪ ،‬و�أنها قادرة‬ ‫عليه ��ا‪ ،‬وذل ��ك ب�إ�ست�صف ��اء المق ��دار الكافي من‬ ‫ال�سيول ��ة للإ�ستثمار‪ ،‬و�إنجاز فر� ��ص عمل �إ�ضافية‬ ‫بمقدار حوالي ‪� 80‬إلى ‪� 90‬ألف ًا كل �سنة‪ ،‬بحيث يتم‬ ‫�إ�ستخدام كل العمال ��ة الجديدة الواردة على �سوق‬ ‫العمل‪ ،‬والبدء في ت�شغيل طاقة العمل المعطلة‪� ،‬أو‬ ‫ما ي�س ّمى بالبطالة الهيكلية‪.‬‬ ‫غي ��ر �أن الوزير م�صطف ��ى كمال النابل ��ي �إ�شترط‬ ‫لذلك �ض ��رورة توفير مناخ �إ�ستثماري �سليم ونقي‪،‬‬ ‫يب ��د�أ بالحوكم ��ة الر�شي ��دة‪ ،‬و ُتع ��اد ال ��ى الق�ضاء‬ ‫�إ�ستقالليت ��ه الكامل ��ة‪ ،‬بحي ��ث يطمئ ��ن الم�ستثمر‬ ‫على م� ��آل �أمواله‪ ،‬وتع ّم ��م ال�شفافي ��ة بالن�سبة الى‬ ‫المعام�ل�ات الإقت�صادي ��ة‪ ،‬وه ��و م ��ا يعن ��ي و�ض ��ع‬ ‫ح ��د‪ ،‬لل�سلوك غي ��ر الطبيعي الذي ي�أب ��اه �إقت�صاد‬ ‫�سلي ��م‪ ،‬بعدما بد�أت من ��ذ ذلك الحي ��ن ت�ست�شري‬ ‫المح�سوبي ��ة‪ ،‬والتدخل في م�سي ��رة الق�ضاء‪� ،‬سواء‬ ‫تهم عالم الأعمال وال‬ ‫ب�أحكام �سيا�سي ��ة‪� ،‬أو �أخرى ّ‬ ‫يمكن �أن تكون مطمئنة‪.‬‬

‫في عهد زين العابدين بن علي‬ ‫�أ�صيبت م�ؤ�س�سات البالد بالوهن‬ ‫والإدارة التون�سية‪ ،‬المعروفة بكفاءتها‬ ‫ونزاهتها حتى قبل الإ�ستقالل وفي‬ ‫عهد بورقيبة‪ ،‬تح َّولت في مفا�صل مهمة‬ ‫منها‪ ،‬الى �سيطرة "العائلة"‪ ،‬و�إ�ستخدم‬ ‫الق�ضاء �إ�ستخدام ًا �سيئ ًا‪ ،‬الأمر الذي �أ ّدى ال�صفقة المريبة‬ ‫الى الحد من الإ�ستثمارين الداخلي‬ ‫و�إلتح ��ق م�صطفى كم ��ال النابلي بالبن ��ك الدولي‬ ‫بمج ��رد مغادرت ��ه ل ��وزارة التخطي ��ط التون�سي ��ة‪،‬‬ ‫والخارجي‬ ‫لي�صب ��ح وعل ��ى م ��دى ‪� 16‬سن ��ة م ��ن كب ��ار خبراء‬ ‫تل ��ك الم�ؤ�س�س ��ة المالي ��ة الدولية‪ ،‬ومن ث ��م ليعود‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪37‬‬


‫المغرب العربي‬

‫تونس‬

‫م�ستقبلها ال�سيا�سي والإقت�صادي على ّ‬ ‫كف ‪ ...‬حزب "النه�ضة" الإ�سالمي‬

‫لماذا وصلت تونس إلى هنا؟‬ ‫بع��د �سنوات معقولة م��ن الإزدهار‪ ،‬ال يمكن �أن تو�صف نتائجه��ا الإقت�صادية بالطفرة‪ ،‬حازت‬ ‫تون�س مرتبة متميزة من حيث ن�سبة النمو‪ ،‬م�شكِّ ل ًة �إ�ستثنا ًء بين البلدان العربية والإفريقية رغم‬ ‫قلة الموارد‪ ،‬وم�سجّ ل ًة رقم ًا ناجح ًا من حيث القدرة على خلق الثروة‪.‬‬ ‫غي��ر �أن النات��ج الداخلي الخام التون�سي �إنكف ��أ �أخير ًا وتقهقرت ن�سبته ال�سنوي��ة‪� ،‬إلى �أقل مما‬ ‫كان��ت عليه خالل ال�سنين الع�شر الأولى من القرن الجديد‪ ،‬وهي ال�سنوات التي �سبقت الثورة‬ ‫‪ ...‬ه��ذه الثورة الت��ي �إنت�صرت و�إقتلعت نظام الرئي�س زي��ن العابدين بن علي من جذوره على‬ ‫الرغم من �أنه كان يبدو وك�أنه ثابت ال قدرة لأحد على النيل منه‪.‬‬ ‫تون�س ‪ -‬عبداللطيف الفراتي‬

‫*‬

‫خ�ل�ال ال�سني ��ن الع�شر الأولى م ��ن القرن الواحد‬ ‫�سجل ��ت تون� ��س ن�سبة نم ��و متو�سطة‬ ‫والع�شري ��ن‪ّ ،‬‬ ‫تراوح ��ت ما بي ��ن ‪ 5.5‬و‪ 6‬في المئ ��ة �سنوي ًا‪َّ ،‬‬ ‫�شذ‬ ‫فيه ��ا عن القاعدة العام ‪ 2010‬حيث �إنكف�أ خالله‬

‫خلق الث ��روة بع ��د �إ�ستفحال الأزم ��ة الإقت�صادية‬ ‫الدولي ��ة‪ ،‬عل ��ى �إث ��ر �إنفج ��ار الفقاع ��ة العقارية‬ ‫الم�صطنعة ف ��ي الواليات المتح ��دة‪ ،‬و�إنخف�ضت‬ ‫ن�سب ��ة النمو في تل ��ك ال�سنة �إل ��ى ‪ 4.5‬في المئة؛‬ ‫ويع ��ود الف�ضل في ذلك �إل ��ى رئي�س الوزراء وقتئذ‬ ‫محم ��د الغنو�ش ��ي‪ ،‬ال ��ذي ك ��ان يمك ��ن �أن يك ��ون‬

‫المظاهرات التون�سية‪ :‬قد تعود بكثافة �إذا لم يوجد حل �سريع‬

‫‪36‬‬

‫العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫�صاحب معجزة �إقت�صادي ��ة فريدة من نوعها في‬ ‫العال ��م العربي‪ ،‬لوال العوائق المحبطة التي كانت‬ ‫تثبط خطواته‪.‬‬ ‫م ��ن جهة بل ��غ الف�س ��اد ذروت ��ه‪ ،‬نتيج ��ة ت�صرف‬ ‫"العائلة المالكة" المحيطة بالرئي�س ال�سابق بن‬ ‫عل ��ي‪ ،‬فتمت �سرقة م ��وارد �ضخمة م ��ن مق ّدرات‬


‫وب�إ�ضاف ��ة ت�أثي ��رات تده ��ور عنا�ص ��ر التج ��ارة‬ ‫الخارجي ��ة‪ ،‬و�إنخفا� ��ض �إر�سالي ��ات المغتربي ��ن‪،‬‬ ‫وهب ��وط المداخي ��ل ال�سياحي ��ة‪ ،‬ف� ��إن مي ��زان‬ ‫المدفوعات الخارجية‪ ،‬قد �شهد توتر ًا جديد ًا تم ّثل‬ ‫في �أن �إحتياطي العم�ل�ات الأجنبية الذي كان في‬ ‫�سن ��ة ‪ 2010‬كافي ًا لتغطية ‪ 145‬يوم ًا من الواردات‬ ‫ق ��د تراجع �إلى ‪ 91‬يوم ًا في �آخ ��ر التقديرات‪ ،‬وهو‬ ‫م�ستوى �ضعيف ويبرز ه�شا�شة �إقت�صادية كبيرة‪.‬‬ ‫ولك ��ن كي ��ف يمك ��ن �إنعا� ��ش �إقت�ص ��اد ي�شك ��و من‬ ‫الركود؟‬ ‫يق ��ول الخبير المال ��ي والإقت�ص ��ادي التون�سي عز‬ ‫الدي ��ن �سعي ��دان �إن �إنعا� ��ش الإقت�ص ��اد المطلوب‬ ‫حالي� � ًا �سيكون �أ�صعب ف ��ي الم�ستقبل‪ ،‬كما �أن نفاذ‬ ‫تون� ��س للأ�س ��واق المالي ��ة العالمي ��ة �سيك ��ون �أكثر‬ ‫�صعوب ��ة بكثي ��ر ف ��ي الم�ستقبل‪ ،‬بع ��د التخفي�ضات‬ ‫المتوالية في ت�صنيفها الإئتماني‪.‬‬ ‫ويعتب ��ر الخب ��راء �أن تخفي� ��ض الت�صني ��ف للم ��رة‬ ‫الثاني ��ة خ�ل�ال �أ�شه ��ر قليلة‪ ،‬وم ��ن قب ��ل وكالتين‬ ‫دوليتي ��ن م�شهود لهما في وقت متزامن يعتبر �أمر ًا‬ ‫خطير ًا‪.‬‬ ‫ووفق� � ًا لل ��ر�أي ال�سائد ف� ��إن خف� ��ض الت�صنيف هو‬ ‫بمثاب ��ة م�ؤ�ش ��ر لمي ��زان الح ��رارة (ترمومت ��ر)‬ ‫فق ��ط‪ ،‬و�أن الوقت ق ��د حان لإعط ��اء جرعات من‬ ‫ال ��دواء ال ��ذي قد يك ��ون �شدي ��د الم ��رارة ولكن ال‬ ‫مف� � ّر من ��ه لل�شف ��اء‪ .‬غي ��ر �أن الحكوم ��ة الحالية‪،‬‬ ‫التي تح� �دّق بعيونها على الإنتخاب ��ات وال تريد �أن‬ ‫تغ�ض ��ب ال�شارع‪ ،‬هي �أعجز من �أن تتخذ القرارات‬

‫الزعيم الوطني �شكري بلعيد‪:‬‬ ‫من قتله؟ ولماذا؟‬

‫الالزمة‪ ،‬خوف ًا من فقدان ما بقي لها من �شعبية‪.‬‬ ‫حكومة المحا�ص�صة الحزبية هي ال�سبب‬ ‫ولع� � ّل الخط�أ الأ�صلي كان يتم ّثل في ت�شكيل حكومة‬ ‫محا�ص�ص ��ة حزبية ف ��ي كان ��ون الأول (دي�سمبر)‬ ‫‪ ،2011‬وهي حكوم ��ة معنية باالنتخابات‪ ،‬وبالتالي‬ ‫غي ��ر ق ��ادرة على �إتخ ��اذ الق ��رارات الجريئة التي‬ ‫ي�ستوجبها و�ضع ك ��ان مت�أزم ًا وقتها وزاد ت�أزم ًا في‬ ‫الأثن ��اء‪ .‬ويقول عدد م ��ن ال�سيا�سيين اليوم �أنه لم‬ ‫يف ��ت الأوان بعد‪ ،‬و�أن الواجب ه ��و ت�شكيل حكومة‬ ‫كف ��اءات للفت ��رة المقبل ��ة‪ ،‬ق ��ادرة عل ��ى مواجهة‬ ‫غ�ض ��ب ال�شارع بتقري ��ر العالج المر م ��ن دون �أن‬ ‫تك ��ون ُمطا َلب ��ة ب�إ�ستحق ��اق �إنتخاب ��ي‪ّ ،‬‬ ‫والكف عن‬

‫المكاب ��رة والحك ��م م ��ن دون ق ��درة وا�ضحة على‬ ‫�إتخاذ ق ��رارات بات ��ت �ضرورية‪ ،‬ولكنه ��ا �إنتخابي ًا‬ ‫تم ّث ��ل كارثة لمن يتولى تنفيذها‪ ،‬بحيث �أن حكومة‬ ‫كفاءات ه ��ي الكفيلة ب�إرجاع الثقة الى البالد وفي‬ ‫الب�ل�اد‪ ،‬دون �أن تكون محا�سبة �سيا�سي ًا‪ ،‬وال ته ّمها‬ ‫نتائج الإنتخابات المقبلة‪.‬‬ ‫وم ��ن هنا ف� ��إن �أحزاب ًا م ��ن خارج الحك ��م تطالب‬ ‫الي ��وم بح ��ل الحكوم ��ة الحالي ��ة وت�شكي ��ل حكومة‬ ‫كف ��اءات‪ ،‬وح ��ل المجل� ��س الت�أ�سي�سي ال ��ذي "فقد‬ ‫�شرعيت ��ه الإنتخابي ��ة" بتج ��اوز فت ��رة ال�سنة التي‬ ‫كان موكو ًال ل ��ه فيها �صياغة الد�ستور‪ ،‬وقيام لجنة‬ ‫خب ��راء تتول ��ى كتاب ��ة د�ست ��ور لدولة مدني ��ة‪ .‬وهو‬ ‫المقترح ال ��ذي ترف�ضه الجه ��ات الحكومية‪ ،‬التي‬ ‫ت�صر عل ��ى توا�صل �شرعيتها المت�أتية من �صناديق‬ ‫الإقتراع‪.‬‬

‫تفا�ؤل حكومي في غير محله‬ ‫و�إذ ت�ؤك ��د الحكوم ��ة �أن ن�سبة النم ��و الم�سجلة في‬ ‫الع ��ام ‪ ، 2012‬بلغ ��ت ‪ 3.5‬في المئ ��ة ‪ ،‬و�أنها تتوقع‬ ‫ن�سبة نمو ب�أكثر م ��ن ‪ 4‬في المئة للعام ‪ ،2013‬ف�إن‬ ‫الخب ��راء‪ ،‬ومن بينه ��م م�صطفى كم ��ال النابلي‪،‬‬ ‫ال ��ذي �إ�ستبع ��د م ��ن البن ��ك المرك ��زي ف ��ي ربيع‬ ‫‪، 2012‬وك ��ان يعتبر �أف�ضل م ��ن يقدر على الإ�شارة‬ ‫للتوجه ��ات الالزمة ‪ ،‬ي�ؤكد �أن الدخ ��ل القومي قد‬ ‫تراج ��ع فعلي ًا بمقدار ال يقل عن ‪ 8‬في المئة قيا�س ًا‬ ‫�إلى ال�سنة المرجع �أي العام ‪.2010‬‬ ‫ويب ��دو الرجل في غاية الت�شا�ؤم‪ ،‬وي�سود �إعتقاد �أن‬

‫الإ�ستعانة بوزير �إقت�صادي من �أيام بورقيبة‬ ‫�إزاء تده ��ور الو�ض ��ع الإقت�صادي ف ��ي تون�س‪� ،‬إلتج�أت ال�سلط ��ة �إلى �إن�شاء‬ ‫م ��ا �أ�سمته " مجل�س التحاليل الإقت�صادي ��ة"‪ ،‬وهو م�شكل من "‪ 15‬خبيرا‬ ‫م�ستق�ل�ا" و‪ 12‬م ��ن الك ��وادر الم�س�ؤول ��ة ف ��ي الإدارة العمومي ��ة‪� ،‬أي كبار‬ ‫الموظفين‪.‬‬ ‫وذك ��رت جه ��ات ر�سمية �أن �إن�شاء ه ��ذا الهيكل ي�سته ��دف اال�ستفادة من‬ ‫معارف وتج ��ارب هذه الكفاءات‪ ،‬بق�ص ��د �ضبط �إ�ستراتيجي ��ا �إجتماعية‬ ‫�إقت�صادية‪ ،‬وفق ًا للمحاور ذات الأولوية التي �سيتولى المجل�س تحديدها‪.‬‬ ‫وف ��ي مقدمة الخبراء الذين �إلتج�أت �إليه ��م ال�سلطة بالخ�صو�ص من�صور‬ ‫معل ��ى (ال�ص ��ورة) الوزير المتمي ��ز للتخطيط والمالية ف ��ي عهد الرئي�س‬ ‫الحبيب بورقيبة والذي يعتبر �أحد �أكبر الإخت�صا�صيين في الإقت�صاد في‬ ‫تون�س‪.‬‬ ‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪39‬‬


‫المغرب العربي‬

‫¶‬

‫تون�س‬

‫مجدد ًا �إلى تون�س مبا�ش ��رة بعد الثورة حيث ت�س ّلم‬ ‫من�ص ��ب محافظ البنك المرك ��زي حيث �أعاد الى‬ ‫الت�صرف المالي �شيئ ًا من العقالنية التي �إفتقدها‬ ‫خ�ل�ال �سنوات‪ ،‬في ظل ت�أثيرات "العائلة المالكة"‬ ‫رغ ��م نزاهة كبار م�س�ؤولي الدول ��ة‪ .‬غير �أنه وبعد‬ ‫�سنتين تم ��ت �إقالته من طرف رئي� ��س الجمهورية‬ ‫الم�ؤق ��ت من�ص ��ف المرزوقي‪ ،‬عل ��ى خلفية �صفقة‬ ‫م ��ع حكومة حرك ��ة النه�ضة حليفته ف ��ي ما �سمي‬ ‫بالحكومة الثالثي ��ة‪ ،‬بعدما تجاوزت تلك الحكومة‬ ‫ال�صالحي ��ات الد�ستوري ��ة لرئي� ��س الجمهوري ��ة‪،‬‬ ‫و�س ّلمت �إل ��ى الحكم الليبي غي ��ر الم�ستقر‪ ،‬رئي�س‬ ‫الحكوم ��ة الليبي ��ة الأ�سبق البغ ��دادي المحدودي‪،‬‬ ‫في تناق�ض كام ��ل مع التقالي ��د التون�سية في عدم‬ ‫ت�سلي ��م الالجئين ال�سيا�سيي ��ن‪ ،‬وفي تناق�ض �أي�ضا‬ ‫مع الن�صو�ص والأع ��راف الدولية بخ�صو�ص عدم‬ ‫ت�سليم مثل �أولئك الالجئين‪ ،‬في حالة ما �إذا كانت‬ ‫هن ��اك �شبهة لع ��دم تو ّقع ح�س ��ن معاملتهم‪� ،‬أو في‬ ‫حال ��ة تعري�ضهم �إلى عقوبة الإع ��دام‪ ،‬وهذه وتلك‬ ‫تنتظر حالياً البغدادي المحمودي بعد ت�سليمه �إلى‬ ‫الحكم الليبي‪.‬‬

‫الوزير الأ�سبق م�صطفى كمال النابلي‪:‬‬ ‫و�صف الدواء منذ ‪1994‬‬

‫تراجع الم�ؤ�شرات الإقت�صادية‬ ‫في ه ��ذه الأثناء تراجع ��ت كل الم�ؤ�شرات‪ ،‬وبعدما‬ ‫ت�سجل ن�سب نمو �إيجابية وب�إ�ستمرار‪،‬‬ ‫كانت تون� ��س ّ‬ ‫�إنخف� ��ض الدخل القومي بن�سبة تقارب ‪ 2‬في المئة‬ ‫في الع ��ام ‪ ،2011‬وه ��و �أمر منطق ��ي ومعقول بعد‬ ‫ثورة‪� ،‬إتّ�سمت بتذبذب الإ�ستق ��رار‪ ،‬و�إرتفاع حجم‬ ‫المطال ��ب العمالية‪ ،‬وغي ��اب الحوكم ��ة الر�شيدة‪،‬‬ ‫و�إهتزاز الو�ضع الأمني‪.‬‬ ‫و�إذا ك ��ان الأم ��ر ف ��ي بداي ��ة ه ��ذا ال�صي ��ف على‬ ‫ما يب ��دو �أف�ض ��ل بقليل‪ ،‬ف� ��إن الم�ستقب ��ل ال يوحي‬ ‫بكبي ��ر �أمل‪ .‬فق ��د تل ّق ��ت الحكوم ��ة التون�سية قبل‬ ‫وجهتها له ��ا ‪ 3‬وكاالت من‬ ‫م ��دة �ضربة موجع ��ة‪ّ ،‬‬ ‫�أه ��م وك ��االت الت�صني ��ف الإئتمان ��ي ف ��ي العالم‪:‬‬ ‫"فيت�ش" و"موديز" و"�ستاندرد �أند بورز"‪ ،‬حيث‬ ‫منح ��ت الت�صنيف التون�سي نظرة م�ستقبلية �سلبية‬ ‫وخ ّف�ضته الى درجة عالية الخطورة‪.‬‬ ‫فق ��د كانت وك ��االت دولي ��ة للت�صني ��ف االئتماني‬ ‫خ ّف�ضت من الترقيم التون�سي لمرتين متالحقتين‪،‬‬ ‫مم ��ا �ض ��رب تون� ��س ف ��ي م�صداقيته ��ا‪ ،‬و�أظهرت‬ ‫�إحتم ��االت الإ�ستثمار فيه ��ا‪� ،‬أو �إمكانات �إقرا�ضها‬ ‫محفوفة بالمخاطر‪.‬‬ ‫وذكرت جهات عليمة عادة �أنه �إ�ضافة �إلى الأ�سباب‬ ‫ال�سيا�سي ��ة المتم ّثل ��ة ف ��ي ال�ضبابي ��ة المحيط ��ة‬ ‫‪38‬‬

‫رئي�س الحكومة علي العري�ض‪:‬‬ ‫المطلوب �إ�ستقالة حكومته وت�أليف حكومة كفاءات‬

‫و�ضع وزير التخطيط الأ�سبق م�صطفى‬ ‫كمال النابلي في ‪ 1994‬مذكرة‬ ‫توجيهية لمخطط �إقت�صادي و�أكد‬ ‫على �أن البالد في حاجة الى تحقيق‬ ‫ن�سبة نمو ال تقل عن ‪� 7‬أو ‪ 8‬في المئة‪،‬‬ ‫و�أنها قادرة عليها‪ ،‬وذلك ب�إ�ست�صفاء‬ ‫المقدار الكافي من ال�سيولة للإ�ستثمار‪،‬‬ ‫و�إنجاز فر�ص عمل �إ�ضافية بمقدار‬ ‫حوالي ‪� 80‬إلى ‪� 90‬ألف ًا كل �سنة‬

‫العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫بالم�ستقب ��ل‪ ،‬والت�أخ ��ر ف ��ي تنفي ��ذ الإ�ستحقاقات‬ ‫ف ��ي مواعيدها المحددة‪ ،‬ف� ��إن الإقت�صاد التون�سي‬ ‫ل ��م ي�ستج ��ب للأدوية الت ��ي ُو�صف ��ت لعالجه من‬ ‫قب ��ل الحكوم ��ة الحالية‪ ،‬الت ��ي كانت مت ��ردّدة في‬ ‫غال ��ب الأحيان‪ ،‬ولم تقم حت ��ى الآن بالإ�صالحات‬ ‫ال�ضروري ��ة الت ��ي بات ��ت م�ستعجل ��ة‪ ،‬كما ل ��م َّ‬ ‫تتول‬ ‫�إتخاذ الإج ��راءات التي يتطلبه ��ا الو�ضع الذي ما‬ ‫زال متردي� � ًا‪ ،‬ربم ��ا ب�سبب عدم �ضب ��ط المواعيد‬ ‫الإنتخابي ��ة المتو ّقع ��ة‪ ،‬و�إ�ستحال ��ة �إ ّتخ ��اذ حكومة‬ ‫"الترويكا"‪ ،‬التي تقودها حركة النه�ضة‪ ،‬قرارات‬ ‫�شجاع ��ة تتطلب الإقدام على �شد الأحزمة و�إتخاذ‬ ‫�سيا�س ��ات �أ�شد �صرام ��ة‪ ،‬وخ�صو�ص� � ًا تحقيق حد‬ ‫�أدن ��ى من التق�شف في الإنف ��اق العمومي ومواجهة‬ ‫�ضغ ��ط ال�ش ��ارع و الكف عن ال�سخ ��اء المفرط في‬ ‫زيادات الأجور‪ ،‬والإنف ��اق العمومي المتعاظم كما‬ ‫تدل عليه موازنة العام ‪.2013‬‬ ‫فقد انهار المي ��زان التجاري وبات ��ت ال�صادرات‪،‬‬ ‫ال تغط ��ي بالكاد ن�ص ��ف ال ��واردات‪ ،‬و�إنفجر عجز‬ ‫الموازن ��ة في �سن ��ة ‪ 2012‬لي�صل وفق� � ًا للتقديرات‬ ‫الحكومي ��ة �إلى حوالي ‪ 6.6‬في المئ ��ة‪ ،‬فيما يقول‬ ‫مراقب ��ون �إن ��ه �أعلى من ذلك ب�ش ��كل كبير و�أنه قد‬ ‫يبلغ ‪ 8‬ف ��ي المئة وربما �أكثر‪ ،‬مع ما يعني ذلك من‬ ‫عنا�صر ت�ضخمي ��ة تثقل كاهل المواطن وتدفع �إلى‬ ‫�أعل ��ى مطلبية هي بعد مرتفع ��ة‪ ،‬كما �إن اال�ستثمار‬ ‫لم يقل ��ع‪ ،‬وحتى المبال ��غ التي ر�صدته ��ا الحكومة‬ ‫ف ��ي الموازن ��ة التكميلية للع ��ام ‪ 2012‬ل ��م تتحقق‬ ‫�إال بن�س ��ب �ضعيفة‪ ،‬وبالتالي تراج ��ع �ضخ ال�سيولة‬ ‫الت ��ي كان يمكن �أن تدفع وتحفز الطلب على ال�سلع‬ ‫الأ�سا�سي ��ة والمحلية فيما يعتب ��ر الإ�ستهالك �أحد‬ ‫�أهم محركات التنمية‪.‬‬ ‫و�إن ح�ص ��ل تح�سن ف ��ي المجال ال�سياح ��ي قيا�ساً‬ ‫ب�سنة ‪ 2011‬ف� ��إن الم�ستوى لم ي�ستعد ما كان عليه‬ ‫�سن ��ة ‪ ،2010‬وال خ�صو�ص� � ًا ‪� 2007‬أو ‪ ،2008‬فيم ��ا‬ ‫تعتبر ال�سياحة م�ص ��در ًا مهم ًا من م�صادر الدخل‬ ‫التون�سي من العمالت الأجنبية‪.‬‬ ‫من جه ��ة �أخرى ي� ��أكل �سداد الدي ��ن العام حوالي‬ ‫‪ 20‬ف ��ي المئة م ��ن حج ��م الموازنة للع ��ام ‪،2013‬‬ ‫فيما ي�أكل الدعم لل�سلع "ال�ضرورية" ‪ 20‬في المئة‬ ‫�أخ ��رى‪ ،‬ومع الأخذ في الإعتبار �ضغط كلفة ت�سيير‬ ‫الإدارة العمومي ��ة‪ ،‬ف�إن حج ��م المتبقي للإ�ستثمار‬ ‫العمومي يبدو متدني ًا‪ ،‬بحيث ال يكون قادر ًا ال على‬ ‫زي ��ادة الث ��روة‪ ،‬وال خ�صو�ص ًا �إمت�صا� ��ص البطالة‬ ‫الت ��ي تبلغ ح�س ��ب التقديرات ما بي ��ن ‪ 16‬و‪ 18‬في‬ ‫المئة من قوة العمل‪.‬‬


‫المغرب العربي‬

‫¶‬

‫تون�س‬

‫الو�ض ��ع م�ستمر ف ��ي الت�أزم على �أ�سا� ��س �إعتبارين‬ ‫�إثنين‪:‬‬ ‫�أولهم ��ا �سيا�سي ‪ ،‬ويتم ّثل في �أحداث هزت البالد‪،‬‬ ‫منه ��ا �إط�ل�اق النار عل ��ى المتظاهري ��ن بر�صا�ص‬ ‫مح َّرم دولي ًا‪ ،‬وقتل �سيا�سي من ال�صف الثاني على‬ ‫�أيدي جه ��ات مق َّربة من حرك ��ة النه�ضة‪ ،‬و�إغتيال‬ ‫الزعيم الوطني �شكري بلعيد الذي لم ُيك�شف حتى‬ ‫اليوم عن قتلته‪ ،‬وتتوجه ال�شكوك �إلى جهات مق ّربة‬ ‫من ال�سلطة‪ .‬كما يتم ّثل ف ��ي ال�ضبابية الم�ستمرة‪،‬‬ ‫فالحكومة �إنبثقت عن مجل�س ت�أ�سي�سي �إنتخب في‬ ‫‪ 23‬ت�شري ��ن الأول (�أكتوبر) ‪ ،2011‬ليتولى �أ�سا�س ًا‬ ‫كتابة د�ستور جديد للبالد خالل �سنة واحدة‪ ،‬لكنه‬ ‫ف�ش ��ل في �إحت ��رام الموعد‪ ،‬ما جع ��ل الم�ستثمرين‬ ‫المحتملين من محليي ��ن وخارجيين يحجمون عن‬ ‫المخاط ��رة في �إنتظ ��ار �أن تت�ضح ال�ص ��ورة‪ ،‬وهي‬ ‫�صورة لن تت�ضح �إال باالنتهاء من �صياغة الد�ستور‪،‬‬ ‫وتنظيم �إنتخابات لت�شكي ��ل حكومة دائمة لفترة ‪4‬‬ ‫�أو ‪� 5‬سنوات‪ ،‬في �إنتظار �إنتخابات موالية‪.‬‬ ‫الحل بالتوافق وتنازالت كبيرة من النه�ضة‬ ‫عل ��ى الرغم م ��ن الت�أكيدات ال�ص ��ادرة عن رئي�س‬ ‫الحكوم ��ة الجديد علي العري� ��ض ورئي�س المجل�س‬ ‫الت�أ�سي�س ��ي ب�إج ��راء االنتخابات قب ��ل �آخر ال�سنة‪،‬‬ ‫ف� ��إن الخ�صومات الجارية داخل المجل�س ال توحي‬ ‫بالخي ��ر‪� ،‬أو بقرب نهاية ال�ضبابية ال�سيا�سية‪ ،‬التي‬ ‫تك ِّي ��ف وت�ش� � ِّكل ب�ص ��ورة كبي ��رة م�ستقب ��ل الم�سار‬ ‫الإقت�صادي‪.‬‬ ‫و جه ��ات كثي ��رة ت�شكك الي ��وم في �إحت ��رام موعد‬ ‫�إ�ص ��دار الد�ستور‪ ،‬ث ��م �إختيار هيئة علي ��ا م�ستقلة‬ ‫للإنتخابات‪ ،‬و�أخير ًا �إ�صدار قانون �إنتخابي يوافق‬ ‫عليه الجميع‪.‬‬ ‫و�إذ يحت ��اج الت�صدي ��ق عل ��ى الد�ستور ف ��ي قراءة‬ ‫ن�صه كام ًال �أمام المجل� ��س الت�أ�سي�سي �إلى غالبية‬ ‫الثلثين م ��ن �أع�ضاء المجل�س البال ��غ ‪ 217‬ع�ضو ًا‪،‬‬ ‫ف� ��إن ذلك يب ��دو �صعب ًا ج ��د ًا �إن لم تتن ��ازل حركة‬ ‫النه�ضة الإ�سالمية التي تملك ‪ 89‬مقعد ًا عن بع�ض‬ ‫مواقفه ��ا‪ ،‬وه ��ي التي تم�س ��ك بتالبي ��ب الحكومة‬ ‫الثالثي ��ة‪ ،‬وتتخل ��ى ع ��ن م�سعاها ب�ش� ��أن التالعب‬ ‫بمدنية الدولة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وفي هذه الحال ف�إن م�أزقا حادا يكون بالمر�صاد‪،‬‬ ‫�إذ يتوج ��ب حينها الذهاب �إل ��ى �إ�ستفتاء عام حول‬ ‫ن�ص الد�ستور‪ ،‬وهو ما قد يتطلب مهلة �إ�ضافية بما‬ ‫ّ‬ ‫ال يق ��ل عن ‪� 6‬أ�شهر‪ ،‬وفي حالة قبول ذلك الد�ستور‬ ‫م ��ن ال�شعب‪ ،‬يتوج ��ب الأمر م ��رور ‪� 6‬أ�شهر �أخرى‬ ‫لإجراء الإنتخابات �أي �إنها قد ال تجري قبل �أواخر‬

‫تون�س العا�صمة‪ :‬كانت هادئة حتى‪ ‬اغتيال النائب المعار�ض محمد البراهمي‬

‫تل ّقت الحكومة التون�سية قبل مدة‬ ‫وجهتها لها ‪ 3‬وكاالت‬ ‫�ضربة موجعة‪ّ ،‬‬ ‫من �أهم وكاالت الت�صنيف الإئتماني في‬ ‫العالم‪" :‬فيت�ش" و"موديز" و"�ستاندرد‬ ‫�أند بورز"‪ ،‬حيث منحت الت�صنيف‬ ‫التون�سي نظرة م�ستقبلية �سلبية‬ ‫وخ ّف�ضته الى درجة عالية الخطورة‬ ‫رغم ت�أكيد الحكومة على �أن ن�سبة‬ ‫النمو الم�سجلة في العام ‪ 2012‬بلغت‬ ‫‪ 3.5‬في المئة و�أنها تتوقع ن�سبة نمو‬ ‫ب�أكثر من ‪ 4‬في المئة للعام ‪،2013‬‬ ‫ف�إن بع�ض الخبراء‪ ،‬ومن بينهم م�صطفى‬ ‫كمال النابلي‪ ،‬ي�ؤكد �أن الدخل القومي‬ ‫قد تراجع فعلي ًا بمقدار ال يقل عن ‪8‬‬ ‫في المئة قيا�س ًا �إلى ال�سنة المرجع‬ ‫�أي العام ‪2010‬‬

‫‪ 2013‬الأمر الذي يزيد من ال�ضبابية‪ ،‬ويحكم على‬ ‫الإقت�صاد بالركود فيما الو�ضع ال يحتمل �أكثر مما‬ ‫�إحتمل‪.‬‬ ‫�أم ��ا �إذا تم رف�ض ذلك الد�ست ��ور بالإ�ستفتاء‪ ،‬ف�إن‬ ‫الب�ل�اد �ستدخل في م� ��أزق �أكثر تعقي ��د ًا‪ ،‬ال توجد‬ ‫ن�صو� ��ص ال د�ستوري ��ة وال قانوني ��ة‪ ،‬تفتر�ض كيفية‬ ‫الخروج منه‪.‬‬ ‫وثانيهما �إقت�صادي ويتم ّثل في �أن البالد‪ ،‬قد دخلت‬ ‫فع ًال في فترة ال تنبئ بالخير‪ ،‬فالتجارة الخارجية‬ ‫م ��ا فتئ ��ت ت�شهد تده ��ور ًا م ��ن ناحية ال�ص ��ادرات‬ ‫وتعاظم الواردات‪ ،‬وال�سياح ��ة رغم تفا�ؤل ال�سلطة‬ ‫باتت ف ��ي و�ضع متده ��ور قيا�س ًا ل�سن ��ة ‪ 2010‬التي‬ ‫لم تك ��ن فيها ف ��ي �أح�س ��ن �أحواله ��ا‪ ،‬والإ�ستهالك‬ ‫متراج ��ع‪ ،‬فيم ��ا الت�ضخ ��م يت�صاع ��د رغ ��م جه ��د‬ ‫الحكوم ��ة‪ ،‬والموازن ��ة العام ��ة للدول ��ة ومي ��زان‬ ‫الدفوع ��ات ي�شه ��دان و�ضع� � ًا منخرم� � ًا‪ ،‬مم ��ا دفع‬ ‫محاف ��ظ البنك المركزي الجديد الذي عينته هذه‬ ‫الحكومة‪ ،‬بعد �سحب الثق ��ة من �سلفه‪ ،‬الى �إطالق‬ ‫�صف ��ارة الإنذار‪ ،‬والتنبي ��ه �إلى الأخط ��ار القائمة‪،‬‬ ‫والأخط ��ار الأعظم ال ��واردة �إن لم تتخ ��ذ قرارات‬ ‫باتت �ضرورية ‪ ،‬لكنها ذات طعم �شديد المرارة‪.‬‬ ‫وال�س� ��ؤال ال ��ذي يطرح هن ��ا‪ :‬هل يمك ��ن �أن يتق ّبل‬ ‫ال�شعب هذه القرارات والى �أي حد؟‬ ‫* كات���ب و�صحاف���ي تون�سي ورئي����س التحرير ال�ساب���ق ل�صحيفة‬ ‫"ال�صباح" التون�سية ‪fouratiab@yahoo.fr -‬‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪41‬‬



‫العالم‬

‫الملف‬

‫إيران‬

‫مع دعم محلي و�أمل خارجي‬

‫حسن روحاني‪:‬‬ ‫هل يعيد إيران إلى العالم؟‬

‫الرئي�س ح�سن‬ ‫روحاني‪ :‬هل‬ ‫ي�ستطيع تحقيق‬ ‫وعوده؟‬

‫م ��ع �صدور هذا الع ��دد (‪� 3‬آب (�أغ�سط�س) ‪ )2013‬يت�س ّل ��م الرئي�س المنتخب‬ ‫ح�س ��ن روحان ��ي مهام ��ه الر�سمي ��ة لي�صب ��ح الرئي� ��س ال�ساب ��ع للجمهوري ��ة‬ ‫الإ�سالمي ��ة الإيراني ��ة‪ .‬ومن ��ذ ف ��وزه في الإنتخاب ��ات الرئا�سية ف ��ي حزيران‬ ‫(يونيو) الفائت‪ ،‬لم يكن هناك نق�ص في التفا�ؤل بين الإيرانيين العاديين‬ ‫ج ّراء وعود حملته الإنتخابية ب�أن �أياماً �أف�ضل تنتظرهم‪.‬‬ ‫وق ��د �إنعك� ��س ذلك ف ��ي �إرتفاع قيم ��ة العمل ��ة الإيرانية الم�سحوق ��ة‪ ،‬الريال‪،‬‬ ‫وتح� � ّو ًال �إيجابي� �اً ف ��ي �س ��وق الأوراق المالية في طهران بع ��د تراجع طويل‪.‬‬ ‫وي�أم ��ل كثي ��ر م ��ن الإيرانيي ��ن م ��ن �أن ت� ��ؤدي مواق ��ف روحان ��ي المعتدل ��ة‬ ‫ف ��ي الحمل ��ة الإنتخابي ��ة ال ��ى الم�ساع ��دة ف ��ي تخفي ��ف العقوب ��ات الدولي ��ة‬ ‫ح ��ول البرنام ��ج الن ��ووي االيران ��ي‪ .‬ولكن في حي ��ن �أنه كانت هن ��اك �أ�سباب‬ ‫للإيرانيين لل�شعور بالأمل والتفا�ؤل‪ ،‬ف�إنه قد ال يكون بهذه الب�ساطة‪.‬‬ ‫فق ��د �إنت�ش ��ر عل ��ى نطاق وا�سع ق ��ول روحاني ب� ��أن "�أجهزة الط ��رد المركزي‬ ‫لدين ��ا يج ��ب �أن تتح ��رك وت ��دور‪ ،‬وكذل ��ك بلدن ��ا" وال ��ذي �ض ��رب عل ��ى وتر‬

‫ح�سا�س لدى الناخبين‪.‬‬ ‫وق ��د �أعط ��ى روحان ��ي القليل من التفا�صي ��ل حول كيفية نيت ��ه لحل الم�أزق‬ ‫الحال ��ي ب�ش� ��أن البرنامج النووي لب�ل�اده عندما يت�سلم مه ��ام من�صبه في ‪3‬‬ ‫من ال�شهر الجاري‪ .‬لقد �إعترف فقط �أن "الظروف قد تغ ّيرت"‪ ،‬و�شدّد على‬ ‫الحاجة �إلى المرونة و"الحكمة" في المفاو�ضات النووية‪.‬‬ ‫ق ��ال وزي ��ر الخارجي ��ة البريطان ��ي ال�ساب ��ق ج ��اك �ست ��رو‪ ،‬ال ��ذي �ش ��ارك في‬ ‫المحادثات النووية مع روحاني‪ ،‬ب�أن الرئي�س الإيراني الجديد "محترم"‪''،‬‬ ‫جدير بالثقة "و'' قدير" في مقابلة مع �إذاعة "بي بي �سي"‪.‬‬ ‫ال�س� ��ؤال هنا‪ :‬هل ي�ستطيع الرئي�س الجدي ��د ح�سن روحاني تغيير توجهات‬ ‫�إي ��ران الداخلي ��ة والخارجية في وج ��ود �آية اهلل علي خامنئ ��ي الذي يم�سك‬ ‫بكل خيوط وخطوط الجمهورية الإ�سالمية‪.‬‬ ‫"�أ�سواق العرب" تحاول �سبر �أغوار المهمة ال�صعبة لروحاني الذي �أعطى‬ ‫�أم ً‬ ‫ال جديداً محلياً ودولياً �ضمن الملف التالي‪:‬‬ ‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪43‬‬



‫الملف‬ ‫المتحدة ال�شهر الفائت ب�أن روحاني م�ستعد للبدء‬ ‫بمحادث ��ات مبا�ش ��رة‪ ،‬وق ��د �أعرب ��ت �إدارة �أوباما‬ ‫بدورها ع ��ن �إ�ستعدادها للدخول ف ��ي حوار وجه ًا‬ ‫لوج ��ه بعد �سنوات م ��ن مفاو�ضات �شامل ��ة فا�شلة‬ ‫متعددة الأطراف‪.‬‬ ‫في حملت ��ه الإنتخابي ��ة للرئا�سة وم ��رة �أخرى في‬ ‫الأ�سابي ��ع الأخي ��رة‪� ،‬أدل ��ى روحان ��ي ب ��كل و�ضوح‬ ‫�أن ��ه ي�شعر بقلق بال ��غ �إزاء الم�ش ��اكل الإقت�صادية‬ ‫المتنامي ��ة ف ��ي ب�ل�اده‪ ،‬وهو ع ��ازم عل ��ى تخفيف‬ ‫اللهجة القا�سي ��ة والتكتيكات المتع ّنت ��ة التي تم َّيز‬ ‫بها �سلف ��ه‪ ،‬محمود �أحمدي نج ��اد‪ ،‬التي �ساهمت‬ ‫ف ��ي تع ّث ��ر المفاو�ض ��ات النووية وقط ��ع العالقات‬ ‫مع معظ ��م دول العالم المتق ّدم ��ة‪ .‬ولكن ال�س�ؤال‪،‬‬ ‫كم ��ا هي الحال دائم ًا في �إيران‪ ،‬هو‪� :‬إلى �أي مدى‬ ‫يمكن للرئي�س روحاني تحقيق هذه الأهداف؟‬ ‫"م ��ن الوا�ضح �أن تحدي ��ات عديدة تنتظره" قال‬ ‫مي ��رزا​​�آغ ��ا مطه ��ري نج ��اد‪� ،‬أ�ست ��اذ الإت�صاالت‬ ‫ال ��ذي قاد حملة الت�سوي ��ق لروحاني في محافظته‬ ‫"�سمن ��ان"‪�" .‬إن بق ��اءه ال�سيا�س ��ي يب ��د�أ مع من‬ ‫�سيختار �أع�ضاء في مجل�س الوزراء‪� .‬إن الإ�ستعانة‬ ‫بالمزيد من ممثلي مختلف الف�صائل‪� ،‬ستجلب له‬ ‫المزيد من الدعم"‪ ،‬ي�ضيف‪.‬‬ ‫ن ��ادر ًا م ��ا يعط ��ي روحان ��ي مقاب�ل�ات �صحافي ��ة‬ ‫منفردة وجه ًا لوجه‪ .‬و�أي رئي�س �إيراني هو م�س�ؤول‬ ‫�أم ��ام المر�شد الأعلى‪ .‬ولك ��ن لي�س هذا هو القيد‬ ‫الوحيد ل�سلطت ��ه في ال�سيا�سة الغ ��ادرة والمعقّدة‬ ‫للجمهوري ��ة الإ�سالمية‪ .‬ال�صع ��ود والهبوط الحاد‬ ‫لأحم ��دي نجاد يقف ��ان كتحذير للطبيع ��ة العابرة‬ ‫ل�سلطة رئي�س الجمهورية في �إيران‪.‬‬ ‫و�ص ��ل �أحمدي نج ��اد الى ال�سلطة و�أعي ��د �إنتخابه‬ ‫ م ��ن طريق التزوير ح�سب معظ ��م المراقبين ‪-‬‬‫كمر�شح للتيار التقليدي لرجال الدين المحافظين‬ ‫والمت�شددين وقادة الحر�س الثوري‪ .‬ل�سنوات تمتّع‬ ‫ب�شعبي ��ة عالية‪ ،‬مع متعة خا�صة ف ��ي �إ�صراره على‬ ‫الت�صوي ��ب عل ��ى الغ ��رب‪ ،‬و�إنكار محرق ��ة اليهود‬ ‫وتح ّدي �إ�سرائيل‪ .‬ولك ��ن بحلول نهاية فترة واليته‬ ‫تح� � ّول �إهتمام ��ه ال ��ى �إقتت ��ال داخل ��ي مري ��ر مع‬ ‫�أن�ص ��اره ال�سابقين وال ��ذي لم يح � َ�ظ بت�أييد على‬ ‫نط ��اق وا�سع م ��ن ال�شعب‪ ،‬الذي �ألق ��ى عليه اللوم‬ ‫بالت�سبب بالم�شاكل الإقت�صادية في البالد‪.‬‬ ‫وك ��ان روحان ��ي هُ زم عل ��ى �أي ��دي التقليديين بعد‬ ‫�سق ��وط الإتف ��اق الن ��ووي ف ��ي الع ��ام ‪ 2005‬حيث‬ ‫غادرعل ��ى الأث ��ر الحي ��اة ال�سيا�سي ��ة بعي ��د ًا م ��ن‬ ‫الأ�ض ��واء‪ .‬وكان "خائن ًا" في عي ��ون منتقديه لأنه‬

‫�آية الله علي خامنئي وح�سن روحاني‪:‬‬ ‫من يقنع من؟‬

‫رئي�س الوزراء العراقي نوري المالكي لأميركا‪:‬‬ ‫روحاني م�ستعد للحوار المبا�شر‬

‫المدير العام ال�سابق لوزارة الخارجية‬ ‫الفرن�سية �ستاني�سال�س دي البوالي‪:‬‬ ‫"�أظهر ح�سن روحاني �أنه العب‬ ‫مركزي في الم�ؤ�س�سة ال�سيا�سية في‬ ‫�إيران وكان الوحيد القادر على بيع �شيء‬ ‫ال يحظى ب�أي �شعبية الى قادة �آخرين"‬ ‫في كتبه حول ال�سيا�سة الخارجية‪،‬‬ ‫يكتب روحاني ب�أن الحداثة قد‬ ‫ف�شلت‪ ،‬وب�أن الم�سيحيين في الغرب قد‬ ‫�إ�ست�سلموا للعلمانية من دون قتال‪ .‬ووفق ًا‬ ‫له‪ ،‬ف�إن الواليات المتحدة والجمهورية‬ ‫الإ�سالمية الإيرانية هما في �صراع دائم‬

‫– ح�س ��ب ر�أيه ��م ‪� -‬إرتكب الذنب ال ��ذي اليغتفر‬ ‫ب�إظهار �ضعف في المفاو�ضات مع الأوروبيين على‬ ‫الرغم من �أن �أن�صاره �إعتبروا الإتفاق منطقي ًا‪.‬‬ ‫في واحدة من التح� � ّوالت الأكثر �إثارة للذهول في‬ ‫تاري ��خ الجمهوري ��ة الإ�سالمية‪ ،‬نج ��ح روحاني في‬ ‫�إحياء م�سيرته من تلك النقطة المنخف�ضة وذلك‬ ‫بالإعتماد عل ��ى الإت�صاالت التي تع ��ود �إلى الأيام‬ ‫الأولى لمقاومة رجال الدين لل�شاه‪ .‬و�إذا كان يريد‬ ‫تحقيق طموحاته لإعادة توجيه البالد الى الم�سار‬ ‫المعت ��دل الذي و�ضعه – م�ؤكد ًا على حقوق فردية‬ ‫�أكب ��ر‪ ،‬وتخفيف حدة التوتر م ��ع الغرب‪ ،‬و�إ�صالح‬ ‫الإقت�ص ��اد الإيراني ال�ضعيف ‪� -‬سوف يتع ّين عليه‬ ‫�أن يتعام ��ل بالتحديد مع تلك الق ��وى التي هزمته‬ ‫و�أحمدي نجاد‪.‬‬ ‫ُولِدَ ح�سن فريدون روحاني في عهد ال�شاه الموالي‬ ‫ت�ضم رجال‬ ‫للغ ��رب‪ ،‬محمد ر�ض ��ا بهلوي‪ ،‬لعائل ��ة ّ‬ ‫�أعم ��ال في البازار ورجال دين في بلدة �صحراوية‬ ‫�صغي ��رة‪ .‬ك�صب ��ي مبك ��ر الن�ضوج‪ ،‬ك ��ان فقط في‬ ‫الثالث ��ة ع�ش ��رة عندما ب ��د�أ الدرا�سة ف ��ي المركز‬ ‫الدين ��ي ف ��ي مدين ��ة "ق � ّ�م"‪ ،‬حيث تع� � ّرف هناك‬ ‫و�صادق العديد من الرجال الذين �أ�صبحوا الحق ًا‬ ‫�شخ�صيات رئي�سية في الجمهورية الإ�سالمية‪.‬‬ ‫"منذ �سن مبكرة كنت �أ�سمع والدي يقول لأفراد‬ ‫الأ�س ��رة ب�أن ��ي �أود �أن �أ�صب ��ح رج ��ل دي ��ن"‪ ،‬كتب‬ ‫روحان ��ي ف ��ي مذكراته "ك ��ان هذا ق ��دري"‪ ،‬وهو‬ ‫واحد من �ستة كتب ُن�شرت له‪.‬‬ ‫كان ��ت مدينة "ق � ّ�م" مرتع ًا للمقاوم ��ة �ضد ال�شاه‪،‬‬ ‫حيث �إلتحق ال�شاب ح�س ��ن بها‪" .‬نحن‪ ،‬الطالب‪،‬‬ ‫كن ��ا على �إ�ستعداد للموت �أو ال�سجن �أو التعذيب"‪،‬‬ ‫كتب روحاني ف ��ي المذكرات عينه ��ا‪ ،‬عن �إعتقال‬ ‫�آي ��ة اهلل روح اهلل الخمين ��ي ف ��ي ‪ ،1963‬الذي قاد‬ ‫ف ��ي وقت الحق الثورة الإ�سالمية في العام ‪.1979‬‬ ‫"كان ��ت لدينا الع�صي في غرفتنا‪ ،‬وعندما �سمعنا‬ ‫�سيارة تم ��ر في زقاقنا كنا على يقي ��ن ب�أنه �سوف‬ ‫يت ��م القب�ض علينا‪ ".‬وك ��ان الجميع في �سن ال‪14‬‬ ‫في ذلك الوقت‪.‬‬ ‫در� ��س القانون في وقت الحق ف ��ي جامعة طهران‬ ‫و�أ ّدى الخدم ��ة الع�سكري ��ة الإلزامي ��ة ف ��ي مدينة‬ ‫م�شه ��د‪ ،‬حي ��ث اقام �صداق ��ة مع (�آي ��ة اهلل) علي‬ ‫خامنئي‪.‬‬ ‫ف ��ي ‪� 1978‬إنتق ��ل روحان ��ي �إلى بريطاني ��ا‪ ،‬حيث‬ ‫در� ��س الفق ��ه الإ�سالم ��ي ف ��ي جامع ��ة النك�ست ��ر‪،‬‬ ‫وك ��ان م ��ن المق ��رر �أن يلتح ��ق بجامع ��ة هارفارد‬ ‫الأميركي ��ة كطالب درا�سات علي ��ا عندما �إندلعت‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪45‬‬


‫العالم ¶ �إيران‬

‫حاربه المحافظون وو�ضعوه في "الثلاّ جة" ال�سيا�سية‬

‫حسن روحاني الرئيس العائد من "الصقيع"‬ ‫بعدم��ا عرفه العالم الغربي في المفاو�ض��ات النووية مع �إيران حيث ترك �إنطباعات �إيجابية ها‬ ‫ه��و الآن يتعرف �إليه رئي�س ًا للجمهورية الإ�سالمية‪ .‬وعلى ه��ذا الأ�سا�س ينظر الغرب و�إيران‬ ‫الى ح�سن روحاني الرئي�س الإيراني الجديد بتفا�ؤل‪ .‬ولكن هل هناك من �سبب لذلك؟‬ ‫طهران ‪ -‬ه�شام الجعفري‬ ‫عندم ��ا تع ّث ��رت مفاو�ض ��ات �إي ��ران‬ ‫النووية مع القوى الأوروبية منذ حوالي‬ ‫الع�ش ��ر �سنين‪� ،‬أقدم ح�سن روحاني في حينه على‬ ‫فعل �ش ��يء لم ي�ستط ��ع �أي ديبلوما�سي �إيراني من‬ ‫قبل �أو من بعد فعله‪.‬‬ ‫�أخ ��رج هاتف ��ه المحم ��ول م ��ن جيب ��ه‪ ،‬يق ��ول‬ ‫ديبلوما�سي ��ون غربي ��ون كان ��وا هن ��اك‪ ،‬و�إت�ص ��ل‬ ‫ب�صديقه وزميله منذ فترة طويلة‪ ،‬المر�شد الأعلى‬

‫الإيران ��ي‪� ،‬آية اهلل عل ��ي خامنئي‪ ،‬و�أقنعه ب�أن على‬ ‫�إيران وقف تخ�صيب اليورانيوم‪ .‬مكالمة روحاني‪،‬‬ ‫ال ��ذي �إنتخ ��ب رئي�س� � ًا للجمهوري ��ة الإ�سالمية في‬ ‫حزيران (يوني ��و) الفائت و يتول ��ى مهام من�صبه‬ ‫م ��ع �صدور ه ��ذا الع ��دد (ف ��ي ‪� 3‬آب (�أغ�سط�س)‬ ‫الجاري)‪ ،‬نتج عنها التو�صل �إلى �إتفاق في ت�شرين‬ ‫الأول (�أكتوب ��ر) ‪ ،2003‬وه ��ي ال�صفق ��ة النووي ��ة‬ ‫الوحي ��دة الت ��ي عق ��دت بين �إي ��ران والغ ��رب في‬ ‫ال�سنوات ال ‪ 11‬الما�ضية‪.‬‬ ‫"�أظه ��ر روحاني �أنه العب مركزي في الم�ؤ�س�سة‬

‫ال�سيا�سي ��ة ف ��ي �إي ��ران"‪ ،‬ق ��ال �ستاني�سال� ��س دي‬ ‫الب ��والي‪ ،‬وهو مدير عام �سابق ل ��وزارة الخارجية‬ ‫الفرن�سي ��ة‪ ،‬ال ��ذي كان ع�ضو ًا ف ��ي الوفد االوروبي‬ ‫خ�ل�ال المفاو�ض ��ات النووي ��ة بي ��ن عام ��ي ‪2003‬‬ ‫و‪ .2005‬و�أ�ض ��اف‪" :‬كان الوحي ��د القادر على بيع‬ ‫�شيء ال يحظى ب�أي �شعبية الى قادة �آخرين"‪.‬‬ ‫هن ��اك تف ��ا�ؤل متزاي ��د ف ��ي �إي ��ران والغ ��رب ب�أن‬ ‫روحان ��ي‪ 64( ،‬عام� � ًا)‪ ،‬م�ستع ��د لإ�ستئن ��اف‬ ‫محادثات جادة ح ��ول الق�ضية النووي ��ة؛ لقد �أبلغ‬ ‫رئي� ��س ال ��وزراء العراقي نوري المالك ��ي الواليات‬

‫ح�سن روحاني في‬ ‫�إحدى جوالت‬ ‫المفاو�ضات النووية‬ ‫مع الأوروبيين‬

‫‪44‬‬

‫العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬


‫الملف‬

‫العالم ¶ �إيران‬ ‫توجه �إلى باري�س‬ ‫الثورة الإ�سالمية‪ .‬بد ًال من ذلك ّ‬ ‫للإن�ضمام �إلى المنفي �آية اهلل الخميني‪.‬‬ ‫بعدما ُعرف طوي ًال بذكائه الو ّقاد‪� ،‬أ�صبح م�شهور ًا‬ ‫بعد الثورة بقدرته على تحريك نظام يهيمن عليه‬ ‫عقائدي ��ون‪ ،‬وبناء توافق في الآراء بين العديد من‬ ‫القوى المعار�ض ��ة‪ .‬القريبون منه ي�صفونه بالفتى‬ ‫الذهبي لفري ��ق الجمهورية الإ�سالمية المتما�سك‬ ‫من القادة و�صانع وفاق حيث كانت له يد مبا�شرة‬ ‫في معظم قرارات ال�سيا�س ��ة الخارجية الرئي�سية‬ ‫في �إيران على مدى العقود الثالثة الما�ضية‪.‬‬ ‫ك ��ان واحد ًا من ثالث ��ة م�س�ؤولي ��ن �إيرانيين �إلتقوا‬ ‫م�ست�شار الأمن القوم ��ي الأميركي ال�سابق روبرت‬ ‫ماكفرلي ��ن عندم ��ا زار طه ��ران �س ��ر ًا ف ��ي العام‬ ‫‪ 1986‬لترتيب �صفقة ال�سالح مقابل الرهائن التي‬ ‫تح ّول ��ت في وقت الحق الى ف�ضيحة �إيران كونترا‪.‬‬ ‫لك ��ن م�ؤيدي ��ه يح� � ّذرون من �أن ��ه‪ ،‬قب ��ل كل �شيء‪،‬‬ ‫�إن ��ه رج ��ل دين م�سلم �شيع ��ي ك ّر�س حيات ��ه للثورة‬ ‫الإ�سالمية‪ ،‬التي لن يخون مبادئها �أبد ًا‪.‬‬ ‫"خ�صومن ��ا مخطئ ��ون �إذا تو ّقع ��وا تن ��ازالت م ��ن‬ ‫روحان ��ي‪� ،‬إن العقوبات وال�ضغ ��وط الأخرى �سوف‬ ‫ل ��ن تجعلنا نغ ّي ��ر مواقفنا"‪ ،‬ق ��ال واحد من �أقرب‬ ‫م�ساعدي ��ه ال�سابقي ��ن خالل مقابلة ف ��ي طهران‪.‬‬ ‫وطل ��ب عدم ذك ��ر ا�سمه لأن روحان ��ي قد طلب �أن‬ ‫ال يتكلم �أح ��د ب�إ�سمه‪" .‬روحان ��ي مهتم في حوار‪،‬‬ ‫ولي�س "مونولوغ ًا"‪ ،‬م ��ع الغرب‪� .‬إنه على �إ�ستعداد‬ ‫للو�ص ��ول �إل ��ى �أر�ضي ��ة م�شتركة‪ ،‬ولك ��ن فقط �إذا‬ ‫كان الجان ��ب الآخر م�ستعد ًا للتو�ص ��ل �إلى �أر�ضية‬ ‫م�شتركة "‪� ،‬أ�ضاف‪.‬‬ ‫في كتب ��ه حول ال�سيا�سة الخارجية‪ ،‬يكتب روحاني‬ ‫ب� ��أن الحداثة ق ��د ف�شل ��ت‪ ،‬وب� ��أن الم�سيحيين في‬ ‫الغ ��رب ق ��د �إ�ست�سلم ��وا للعلمانية م ��ن دون قتال‪.‬‬ ‫ووفق� � ًا له‪ ،‬ف� ��إن الوالي ��ات المتح ��دة والجمهورية‬ ‫الإ�سالمي ��ة الإيراني ��ة هم ��ا ف ��ي �ص ��راع دائ ��م‪.‬‬ ‫و�إ�سرائي ��ل‪ ،‬يكت ��ب‪ ،‬ه ��ي "محور جمي ��ع الأن�شطة‬ ‫المعادية لإي ��ران"‪ .‬ولكنه يثير �أي�ض� � ًا ق�ضايا مثل‬ ‫هج ��رة الأدمغة من �إيران و�إرتف ��اع �أرقام البطالة‬ ‫ف ��ي كتاب عن الإقت�صاد‪ ،‬ويقت ��رح �إن�ضمام �إيران‬ ‫ال ��ى منظمة التجارة العالمي ��ة‪" .‬نحن في حاجة‬ ‫الى الحفاظ على عالقة جي ��دة مع ال�شعب؛ فقط‬ ‫معه نتمك ��ن من الإ�ستمرار ف ��ي مقاومة ومواجهة‬ ‫الواليات المتحدة الأميركية"‪ ،‬كما كتب في واحد‬ ‫م ��ن كتابين له ع ��ن "ال�سيا�س ��ة الخارجية والفكر‬ ‫الإ�سالمي"‪.‬‬ ‫م ��ع ذلك‪� ،‬أ�شاد الديبلوما�سيون الذين واجهوه في‬

‫�ستاني�سال�س دي البوالي‪ :‬روحاني محاور جيد‬

‫المفاو�ض ��ات بمهاراته ومرونت ��ه‪�" .‬إنه في الو�ضع‬ ‫المنا�س ��ب تمام ًا في رواق نظ ��ام القوة الإيراني"‪،‬‬ ‫ق ��ال ب ��ول ف ��ون مالتزاه ��ن‪ ،‬ال�سفي ��ر الألمان ��ي‬ ‫ال�ساب ��ق ل ��دى ايران ال ��ذي �إلتق ��ى روحاني مرات‬ ‫ع ��دة‪ .‬و�أ�ض ��اف‪�" :‬إنه حازم ال يمك ��ن التالعب به‬ ‫ب�سهولة"‪.‬‬

‫�أبلغ رئي�س الوزراء العراقي نوري‬ ‫المالكي الواليات المتحدة ال�شهر‬ ‫الفائت ب�أن روحاني م�ستعد للبدء‬ ‫بمحادثات مبا�شرة‪ ،‬وقد �أعربت �إدارة‬ ‫�أوباما بدورها عن �إ�ستعدادها للدخول‬ ‫في حوار وجه ًا لوجه بعد �سنوات من‬ ‫مفاو�ضات �شاملة فا�شلة متعددة الأطراف‬ ‫�إذا كان روحاني يريد‬ ‫تحقيق طموحاته لإعادة توجيه‬ ‫البالد الى الم�سار المعتدل الذي‬ ‫و�ضعه ‪ -‬م�ؤكد ًا على حقوق فردية‬ ‫�أكبر‪ ،‬وتخفيف حدة التوتر مع الغرب‪،‬‬ ‫و�إ�صالح الإقت�صاد الإيراني ال�ضعيف ‪-‬‬ ‫�سوف يتع ّين عليه �أن يتعامل بالتحديد‬ ‫مع تلك القوى التي هزمته �سابق َا‬ ‫و�أحمدي نجاد‬

‫�آخ ��ر مرة �إلتقي ��ا فيها كانت خالل زي ��ارة خا�صة‬ ‫قام بها وزير الخارجي ��ة الألماني ال�سابق‪ ،‬يو�شكا‬ ‫في�شر‪ ،‬الى طهران‪ .‬و�أ�ش ��ار فون مالتزاهن‪" :‬لقد‬ ‫تناولنا جميع ًا الع�شاء‪ .‬وتحدث روحاني عن مدينة‬ ‫غال�سك ��و‪ ،‬حيث كان در� ��س في ت�سعين ��ات القرن‬ ‫الفائت‪ .‬و�ألقى بع� ��ض النكات‪� .‬إنه رجل م�ستقيم‪،‬‬ ‫ولي�س تاجر ًا مزدوج ًا"‪.‬‬ ‫خالل ‪ 16‬عام ًا في من�صب الأمين العام لأهم جهاز‬ ‫مق� � ِّرر في �إيران‪ ،‬المجل�س الأعلى للأمن القومي‪،‬‬ ‫منع روحان ��ي المت�ش ّددين م ��ن ت�شكيل تحالف مع‬ ‫�ص ��دام ح�سين بعد غزو الع ��راق للكويت في العام‬ ‫‪ .1990‬ب ��د ًال م ��ن ذلك‪ ،‬ظل ��ت طه ��ران محايدة‪.‬‬ ‫و�أدار رد فع ��ل �إي ��ران المحترم ب�ش ��كل غير متوقع‬ ‫عل ��ى هجمات ‪� 11‬أيلول (�سبتمب ��ر) الإرهابية في‬ ‫�أميركا‪ ،‬وك ��ان له دور فعال في م�ساعدة وا�شنطن‬ ‫في التن�سيق م ��ع قوات المعار�ضة ف ��ي �أفغان�ستان‬ ‫والع ��راق عندما غ ��زت الوالي ��ات المتحدة هذين‬ ‫البلدين‪.‬‬ ‫وكان ��ت من �أ�صعب المفاو�ض ��ات التي �شارك فيها‬ ‫تلك الت ��ي �أدت �إلى �إتف ��اق ‪ ،2003‬والتي �أ ّدت �إلى‬ ‫�سقوط ��ه العلني من موقعه‪ .‬ه ��ل هو على �إ�ستعداد‬ ‫للمحاولة مرة �أخرى؟ يقول مح ّللون انه قد يحاول‬ ‫مجدد ًا‪" .‬هو جندي �إ�ستباقي في هذا النظام منذ‬ ‫�شبابه"‪ ،‬قال ن ��ادر كريمي جوني‪ ،‬كاتب عمود في‬ ‫ال�صحف الإ�صالحية‪�" .‬إنه ي�شعر بالم�س�ؤولية‪� .‬أي‬ ‫حل ��ول �سوف ي�أتي بها �سوف تك ��ون �ضمن الحدود‬ ‫الت ��ي ي�سمح بها نظ ��ام الجمهوري ��ة اال�سالمية "‪،‬‬ ‫ي�ضيف‪.‬‬ ‫يقول بع�ض الديبلوما�سيي ��ن الأوروبيين �أنه خ�شي‬ ‫في ‪ 2003‬من �أن روحاني كان متفائ ًال جد ًا‪ ،‬وربما‬ ‫قد يكون �سبق معظ ��م القيادات‪" .‬بعد حين بد�أنا‬ ‫نقلق ما �إذا كان ه ��و‪� ،‬أو فريقه‪ ،‬قد �أطلع‪ ،‬على ما‬ ‫يدور ف ��ي المفاو�ضات‪ ،‬الزعم ��اء الآخرين"‪ ،‬قال‬ ‫�أح ��د المفاو�ضي ��ن الأوروبيين‪ ،‬ال ��ذي طلب عدم‬ ‫ذك ��ر �إ�سمه‪ ،‬لأنه ال يري ��د �أن ي�ض ّر بفر�ص النجاح‬ ‫لأي محادثات مقبلة‪.‬‬ ‫لك ��ن م�ساعد روحاني‪ ،‬الذي لدي ��ه المعرفة الكاملة‬ ‫بالمفاو�ض ��ات‪ ،‬ال يوافق على ه ��ذا الكالم‪" .‬الخط�أ‬ ‫الذي �إرتكبناه هو �أننا �أعطينا الأوروبيين ثقة كبيرة‪،‬‬ ‫لكنهم كانوا دائم ًا على الهاتف مع الأميركيين طوال‬ ‫الوق ��ت"‪ ،‬ق ��ال‪" .‬م ��ا يهم الآن ه ��و �أنه م ��ع �إنتخاب‬ ‫روحان ��ي فقد ُفتحت نافذة جديدة من الفر�ص حتى‬ ‫بالن�سب ��ة ال ��ى الغربيين‪� .‬أقترح عليه ��م �إغتنام هذه‬ ‫اللحظة و� اّأل يف ّوتوا الفر�صة"‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪47‬‬


‫املهند�س رئيف احللو‬

‫درا�سات وتنفيذ يف لبنان والدول العربية‬ HELOU ENGINEERING GROUP Tel: 961 1 256755-257009 Fax: 961 1 256755 E-mail: raif@raifhelou.com


‫الملف‬ ‫لجنة تتكون من ‪ 20‬لجنة فرعية التي طلبت التوجيه‬ ‫من "‪ 500‬م ��ن الخبراء والعلم ��اء وال�سيا�سيين من‬ ‫ذوي الخبرة من ال�سلطتي ��ن التنفيذية والت�شريعية‬ ‫والمنظمات الم�ستقلة"‪ .‬وبناء على هذه التو�صيات‪،‬‬ ‫�س ��وف ير�سل روحاني قائم ��ة حكومته �إلى المجل�س‬ ‫في ‪� 4‬آب (�أغ�سط�س) الجاري‪.‬‬ ‫�إذا ك ��ان رف ��ع العقوب ��ات ه ��و �أولوية‪� ،‬س ��وف يع ّين‬ ‫روحاني ب�سرعة مكان �سعي ��د جليلي مفاو�ض ًا نووي ًا‬ ‫�إيراني� � ًا جدي ��د ًا‪� .‬أ�سلوب ونب ��رة �أي مفاو�ض جديد‬ ‫�سي�شك�ل�ان �إ�ش ��ارة �أ�سا�سي ��ة الى الق ��وى الأجنبية‬ ‫القلقة‪ .‬وبالتالي ف�إن هذا التعيين �سوف يحمل ثق ًال‬ ‫ �إن ل ��م يكن �أكثر ‪ -‬م ��ن بع�ض المنا�صب الوزارية‬‫لأنه �سيكون المفتاح لتخفيف عزلة �إيران والم�شاكل‬ ‫الإقت�صادي ��ة‪ .‬وزير الخارجي ��ة ال�سابق علي واليتي‬ ‫هو المر�ش ��ح المثالي لهذا المن�ص ��ب‪ .‬كان �ضعيف ًا‬ ‫ف ��ي الإنتخاب ��ات الرئا�سية له ��ذا الع ��ام لكنه منح‬ ‫الناخبين الحلقة الأكثر تم ّيز ًا في ال�سباق‪.‬‬ ‫وجه واليت ��ي ‪ -‬الذي‬ ‫خ�ل�ال المناق�ش ��ة النهائي ��ة‪ّ ،‬‬ ‫ي�شغ ��ل �أي�ض� � ًا م�ست�ش ��ار ًا �أعلى لل�ش� ��ؤون الخارجية‬ ‫للمر�شد الأعلى‪ -‬نقد ًا �صادم ًا لجليلي ج ّراء �أدائه‬ ‫كمفاو� ��ض‪" :‬علي ��ك �أن تتحرك �إل ��ى الأمام خطوة‬ ‫خط ��وة ‪ ...‬ال يمكنك القول �أنن ��ا �سوف ن�أخذ �شبر ًا‬ ‫واحد ًا و�أنتم [القوى الغربية] ترفعون كل العقوبات‬ ‫‪ ...‬دعونا نقول كنت ترغب في �شراء كوب لل�شرب‪.‬‬ ‫�صاح ��ب متجر يطلب منك بالمقاب ��ل ‪ 100‬تومان‪،‬‬ ‫و�أن ��ت تقول ماذا لو �أعطيتن ��ي �إياه ب (‪ )2‬تومين‪.‬‬ ‫�سوف يطلب منك �أن توقف هدر وقته"‪.‬‬ ‫يمك ��ن لواليت ��ي �أن يك ��ون بمثاب ��ة كبي ��ر مفاو�ضي‬ ‫�إي ��ران م ��ع ثقة كل م ��ن روحان ��ي وخامنئ ��ي‪ .‬وقد‬ ‫ُي�ؤخ ��ذ الملف النووي بعي ��د ًا من المجل� ��س الأعلى‬ ‫للأم ��ن القوم ��ي ووو�ضعه بد ًال م ��ن ذلك في مكتب‬ ‫رئي� ��س الجمهوري ��ة‪ ،‬كم ��ا �س� � ّرب م�ص ��در مق ��رب‬ ‫م ��ن روحاني ال ��ى ال�صحافة الإيراني ��ة‪ .‬مع ذلك‪،‬‬ ‫معظ ��م القرارات الكبرى يج ��ب �أن ت�أخذ الموافقة‬ ‫م ��ن المر�شد الأعلى‪ ،‬لكن ه ��ذه الخطوة قد تعطي‬ ‫روحاني م�ساحة �أكبر للمناورة‪.‬‬ ‫من جهته ��ا تريد القوى الغربية معرف ��ة ما �إذا كان‬ ‫يمك ��ن لروحاني خلق حرك ��ة حيث كان هناك جمود‬ ‫فقط‪ .‬كان جليل ��ي معروف ًا بعدم �إعطاء �شبر واحد‪،‬‬ ‫لذا من يحل مكانه يجب عليه �إحداث �إنطباع جيد‪.‬‬ ‫بالن�سب ��ة الى رئي�س جديد مر ِّكز على الإقت�صاد‪� ،‬إن‬ ‫تغيير اللهجة على طاولة التفاو�ض �أمر �ضروري لأن‬ ‫فر� ��ض عقوبات جدي ��دة لي�س �أمر ًا غي ��ر وارد‪ .‬وعد‬ ‫روحان ��ي الناخبين ان ��ه �سيعمل عل ��ى ت�أمين حقوق‬ ‫ايران النووية وتح�سين العالقات مع العالم‪ .‬هاتان‬ ‫الم�س�ألتان ال تنف�صالن‪.‬‬

‫الرئي�س ال�سابق محمد خاتمي‪ :‬طالب ب�إطالق ال�سجناء ال�سيا�سيين‬

‫وزير الخارجية ال�سابق علي واليتي‪ :‬قد يكون مفاو�ضاً جيداً‬

‫ق ��د يك ��ون م ��ن المتوق ��ع �أن يق ��وم روحان ��ي �أي�ض� � ًا‬ ‫يج ��دد‬ ‫ب"�إع ��ادة الت ��وازن �إل ��ى النظ ��ام"‪� .‬س ��وف ّ‬ ‫وين�س ��ق �أكثر مع‬ ‫�إحت ��رام مكتب ��ه للمر�ش ��د الأعل ��ى ِّ‬ ‫المجل� ��س‪ ،‬كما وعد خالل �إجتماع ‪ 14‬تموز (يوليو)‬ ‫الفائت‪ .‬م ��ن جهته لم يحترم �أحمدي نجاد الإثنين‬ ‫على ح ��د �س ��واء‪ ،‬و�سع ��ى �إلى تعزي ��ز ق ��وة ال�سلطة‬ ‫التنفيذية عل ��ى ح�سابهما‪ .‬روحان ��ي‪ ،‬على النقي�ض‬ ‫م ��ن ذلك‪ ،‬هو نتاج للنظام وي�ؤمن �إيمان ًا را�سخ ًا به‪.‬‬

‫الم�شرعين‪ ،‬و�ضع الرئي�س‬ ‫في حديثه �إلى ّ‬ ‫ّ‬ ‫الت�ضخم في البالد في‬ ‫روحاني معدل‬ ‫حدود ‪ 42‬في المئة ‪ --‬متحدّ ي ًا الرقم‬ ‫الر�سمي البالغ ‪ 32‬في المئة‪ .‬وقال �أنه‬ ‫لأول مرة منذ الحرب بين �إيران والعراق‬ ‫في ثمانينات القرن الما�ضي ينكم�ش‬ ‫�إقت�صاد البالد لمدة �سنتين متتاليتين‬

‫�سوف يب ��ذل ق�صارى جهده لإعادة بن ��اء الثقة بين‬ ‫الم�ؤ�س�س ��ات و ف ��ي �أول ‪ 100‬يوم ل ��ه من المرجح �أن‬ ‫يبد�أ توا�ص ًال رمزي ًا‪.‬‬ ‫مع م ��رور الوق ��ت‪ ،‬تح�سينات طفيفة ف ��ي الحريات‬ ‫ال�صحافي ��ة والإهتمام ��ات الأو�سع لحق ��وق الإن�سان‬ ‫ق ��د تكون ممكن ��ة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف� ��إن م�س�ألة ال�سجناء‬ ‫ال�سيا�سيين هي مزعجة‪ .‬وقد طلب الرئي�س ال�سابق‬ ‫محم ��د خاتمي فعلي� � ًا من الرئي� ��س الجديد الإفراج‬ ‫عنه ��م‪ .‬الواق ��ع �أنه كي يك ��ون ناجح� � ًا‪� ،‬سيكون على‬ ‫روحان ��ي �إر�ض ��اء المحافظين وخامنئ ��ي‪ ،‬في حين‬ ‫يطلب الرحمة ل"�أ�صحاب الفتنة" ‪ -‬وهو م�صطلح‬ ‫ُي�ستخدم م ��ن قبل المحافظي ��ن التقليديين لو�صف‬ ‫قادة الحركة الخ�ضراء‪.‬‬ ‫عندم ��ا ُ�سئل روحان ��ي عن وجهة نظره ف ��ي الإقامة‬ ‫الجبري ��ة لمير ح�سي ��ن مو�سوي ومه ��دي كروبي في‬ ‫�أثن ��اء الحملة الإنتخابي ��ة‪� ،‬أجاب‪�" :‬أعتق ��د �أنه من‬ ‫الممك ��ن �إحداث حال ��ة‪ ،‬خالل الع ��ام المقبل‪ ،‬لي�س‬ ‫فقط بالن�سب ��ة الى الإفراج ع ��ن �أولئك الموجودين‬ ‫ف ��ي الإقام ��ة الجبري ��ة ولك ��ن �أي�ض� � ًا للإف ��راج عن‬ ‫�أولئ ��ك الذين �سجنوا بع ��د �إنتخابات ‪ ."2009‬يجب‬ ‫على روحاني �أن يكون لبق� � ًا في تقديم وتحقيق هذا‬ ‫الوع ��د‪ .‬التحرك ب�سرعة كبيرة جد ًا يمكن �أن ي�سفر‬ ‫ع ��ن غ�ض ��ب المحافظي ��ن‪ ،‬والتحرك بح ��ذر �أي�ض ًا‬ ‫�سي� ��ؤدي �إل ��ى فقدان الدع ��م ال�شعب ��ي‪� .‬إن �إ�ستعادة‬ ‫�شرعي ��ة النظام م ��ع يد �أخف وزن� � ًا و�إدارة مخت�صة‬ ‫هو هدف غير معلن لكنه وا�ضح للإدارة الجديدة‪.‬‬ ‫الوح ��دة (�أو الإتح ��اد) كان ��ت الكلم ��ة الطنانة بعد‬ ‫�إنت�ص ��ار روحانى‪ .‬خ�ل�ال الحمل ��ة الإنتخابية‪ ،‬دعا‬ ‫جمي ��ع المر�شحين ال ��ى ذلك‪ ،‬وطالب به ��ا �آية اهلل‬ ‫علي خامنئ ��ي‪ .‬الآن االمر مت ��روك للرئي�س الجديد‬ ‫للإ�ستفادة من ذل ��ك‪ .‬ومن المفارقات‪� ،‬أن خامنئي‬ ‫ي�ش� � ّكل التحدي الأكب ��ر لإدارة روحان ��ي‪ .‬حتى الآن‬ ‫يب ��دو �أن المر�ش ��د الأعل ��ى يدعمه ��ا ولك ��ن بحذر‪.‬‬ ‫طلب خامنئ ��ي من الموظفي ��ن العموميين م�ساعدة‬ ‫الحكوم ��ة الجدي ��دة و "ت�سهي ��ل التع ��اون من خالل‬ ‫تعزيز الوحدة"‪ ،‬في حين ح ّذر من "عدد كبير جد ًا‬ ‫من مطالب مت�سرعة وغير معقولة"‪.‬‬ ‫النظ ��ام ه ��و "ال�سفين ��ة" والمر�ش ��د الأعل ��ى ه ��و‬ ‫قبطانه ��ا‪ ،‬يحب خامنئ ��ي �أن يردد ويق ��ول‪� .‬سيبذل‬ ‫روحاني ق�صارى جهده للحفاظ على ال�سفينة بعيد ًا‬ ‫من الإرتجاج و�إر�ض ��اء قبطانها‪ .‬المر�شد الأعلى ال‬ ‫يت�سامح �أو يقب ��ل بالوقف الكامل للتخ�صيب النووي‬ ‫�أو �أي تح ��د مبا�شر لمكتبه‪ .‬طالم ��ا روحاني ال يعبر‬ ‫ه ��ذه الخطوط الحم ��راء‪ ،‬ف�إن عالقته م ��ع �آية اهلل‬ ‫�ستبق ��ى ودي ��ة ما يكف ��ي لمتابعة ج ��دول �أعماله في‬ ‫الداخل والخارج‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪49‬‬


‫العالم ¶ �إيران‬

‫مهمته لي�ست �سهلة ولكنها لي�ست م�ستحيلة‬

‫روحاني في أول مئة يوم‬ ‫يق �وّم خبراء ال�سيا�س��ة عادة �أي رئي�س جديد في الأي��ام المئة الأولى من‬ ‫توليه ال�سلطة التي ي�ضع خاللها �إ�ستراتيجيته للحكم وي�سمّ ي فريق عمله‬ ‫وتظهر �شخ�صيته الحقيقية و�آرا�ؤه غير الإنتخابية‪ ،‬حيث يُمدح �أو يواجه‬ ‫نقد ًا �سلبي �اً‪ .‬ومع ت�سلّم الرئي�س الإيراني الجدي��د ح�سن روحاني مهامه‬ ‫الد�ستورية مع �صدور هذا العدد‪ ،‬ما هي التوقعات للمئة يوم من حكمه ؟‬ ‫لندن ‪ -‬ليلى الحلو‬ ‫يت�سلم الرئي�س الإيراني المنتخب ح�سن‬ ‫روحان ��ي �سلطاته الد�ستوري ��ة في ‪� 3‬آب‬ ‫(�أغ�سط�س) الجاري مع والي ��ة حا�سمة بف�ضل فوزه‬ ‫ف ��ي الجولة الأولى في الإنتخابات التي جرت في ‪14‬‬ ‫حزي ��ران (يونيو) الفائت‪ .‬ولكن في �أول مئة يوم له‬ ‫ف ��ي الحكم‪� ،‬سيواجه الرئي�س الجديد جدول �أعمال‬ ‫�شاق ًا‪ :‬علي ��ه معالج ��ة الإقت�صاد المتع ّث ��ر‪ ،‬وت�شكيل‬ ‫حكومة وحدة وطنية‪ ،‬و�إر�سال الإ�شارات ال�صحيحة‬ ‫الى الخارج‪ ،‬والبدء في �إعادة بناء �شرعية النظام‪.‬‬ ‫والأهم من ذلك‪ ،‬ال بد له من �إقناع المر�شد الأعلى‬ ‫�آية اهلل علي خامنئي �أن �أجندته ت�ستحق مباركته‪.‬‬ ‫�سيك ��ون اله � ّ�م الأول لروحان ��ى م ��ن دون �ش ��ك‬ ‫الإقت�ص ��اد الإيراني‪ .‬عل ��ى الإدارة الجديدة القيام‬ ‫بمهمة �شاقة لعك�س �سن ��وات من �سوء الإدارة‪ ،‬وكما‬ ‫ق ��ال روحاني‪" :‬ومواجه ��ة �ضغوط وح�شي ��ة تمار�س‬ ‫علين ��ا م ��ن الخ ��ارج"‪ .‬ف ��ي الواق ��ع‪ ،‬ب ��د�أ الرئي� ��س‬ ‫الإيراني الجديد فعلي ًا العمل ال�شاق لكبح التوقعات‬ ‫قبل �أن يت�س ّلم مهامه ر�سمي ًا‪ .‬يوم ‪ 14‬تموز (يوليو)‪،‬‬ ‫ق ��ال للمجل� ��س‪( ،‬البرلم ��ان الإيران ��ي)‪� ،‬أن الو�ضع‬ ‫الإقت�صادي في �إيران كان �أ�سو�أ بكثير مما �إعترفت‬ ‫ب ��ه الإدارة الحالية (حكومة �أحمدي نجاد) التي لم‬ ‫تتج ّر�أ بالإف�صاح عن الحقيقة"‪.‬‬ ‫ف ��ي حديثه �إلى الم�ش ّرعين‪ ،‬و�ضع الرئي�س المنتخب‬ ‫مع ��دل الت�ضخّ م في البالد في ح ��دود ‪ 42‬في المئة‬ ‫‪ -‬متح ّدي� � ًا الرق ��م الر�سمي البال ��غ ‪ 32‬في المئة‪.‬‬‫وقال �أنه لأول مرة من ��ذ الحرب بين �إيران والعراق‬ ‫ف ��ي ثمانين ��ات الق ��رن الما�ض ��ي ينكم� ��ش �إقت�صاد‬ ‫البالد لمدة �سنتي ��ن متتاليتين‪ .‬وت�ش ّكل �آخر موازنة‬ ‫‪48‬‬

‫الرئي�س ح�سن روحاني‪ :‬دعم محلي و�أمل خارجي‬

‫لإي ��ران �أي�ض� � ًا م�صدر ًا للقل ��ق‪" .‬عندم ��ا ننظر �إلى‬ ‫�أرقام الموازنة ومقارنتها م ��ع التقارير التي �أعدّها‬ ‫مكت ��ب الإدارة‪ ،‬نكت�ش ��ف �أن موادها بعيدة كل البعد‬ ‫من القدرة على التنفيذ"‪ ،‬ك�شف روحاني‪.‬‬

‫العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫الهم الأول لروحاني‬ ‫�سيكون ّ‬ ‫من دون �شك الإقت�صاد الإيراني؛‬ ‫على الإدارة الجديدة القيام‬ ‫بمهمة �شاقة لعك�س �سنوات من‬ ‫�سوء الإدارة‪ ،‬وكما قال روحاني‪:‬‬ ‫"ومواجهة �ضغوط وح�شية‬ ‫تمار�س علينا من الخارج"‬

‫وت�شم ��ل العوائ ��ق الرئي�سي ��ة تق ّل ��ب �أ�سع ��ار العملة‬ ‫وفق ��دان قيمتها‪ ،‬وتق ّل� ��ص عائدات مق َّي ��دة ب�شدة‬ ‫من �صادرات النفط‪ ،‬ونفقات الرعاية المكلفة مثل‬ ‫الدعم والإعان ��ات‪ .‬وقد عرقل ��ت العقوبات �أعمال‬ ‫البن ��ك المرك ��زي وبع� ��ض ال�صناع ��ات المحلي ��ة‪.‬‬ ‫الي ��وم‪� ،‬صارت �إيران بلد ًا منب ��وذ ًا بين الم�ؤ�س�سات‬ ‫المالي ��ة العالمية؛ و�أجبرت العقوب ��ات البالد على‬ ‫مقاي�ضة ال�سلع بد ًال من جمع العملة ال�صعبة‪.‬‬ ‫�إن �إ�ص�ل�اح الإقت�صاد يزداد تعقي ��د ًا �إذ �أن روحاني‬ ‫ال يمل ��ك منظمة رئي�سي ��ة تحت ت�صرف ��ه‪ .‬في العام‬ ‫‪� ،2007‬إ�ضط ��ر الرئي� ��س محمود �أحم ��دي نجاد الى‬ ‫�ص ��رف الع�شرات م ��ن الإقت�صاديي ��ن المخ�ضرمين‬ ‫وو�ضعه ��م ف ��ي التقاع ��د المبك ��ر عن ��د قيام ��ه بحل‬ ‫منظمة الإدارة والتخطيط ‪ -‬واحدة من الم�ؤ�س�سات‬ ‫الم�ستقل ��ة ن�سبي� � ًا ف ��ي �إي ��ران الم�س�ؤولة ع ��ن �إعداد‬ ‫موازنة البالد‪.‬‬ ‫م ��ن جهة �أخرى �س ��وف يحتاج روحان ��ي الى مجل�س‬ ‫وزراء موث ��وق لمعالج ��ة ق�ضاي ��ا مث ��ل الإقت�ص ��اد‪.‬‬ ‫ف�إن ��ه م ��ن ال�ساب ��ق لأوانه معرف ��ة من ه ��ي الأ�سماء‬ ‫المر�شح ��ة‪ ،‬لكن ��ه على الأرج ��ح �سيخت ��ار �سيا�سيين‬ ‫مخ�ضرمي ��ن من ال�سلط ��ة التنفيذية لح ��زب البناء‬ ‫ وهو ح ��زب يمين الو�سط ت�أ�س�س ف ��ي العام ‪1996‬‬‫م ��ن قبل �أع�ضاء في �إدارة الرئي� ��س ال�سابق ها�شمي‬ ‫رف�سنجان ��ي‪ .‬العدي ��د م ��ن ه� ��ؤالء الأف ��راد نجا من‬ ‫العوا�صف ال�سيا�سية من ��ذ ثمانينات القرن الفائت‪،‬‬ ‫وبالن�سب ��ة الى الجزء الأكبر منه ��م‪ ،‬فهو موثوق من‬ ‫المر�ش ��د الأعل ��ى‪� .‬إذا �أراد روحان ��ى الإ�ستفادة من‬ ‫واليته‪ ،‬ف�إنه قد يواجه ويتحدّى حتى مجل�س ال�شورى‬ ‫للموافقة على الم�س�ؤولي ��ن في عهد خاتمي الذين ال‬ ‫يثق بهم المحافظون المت�شدّدون‪.‬‬ ‫خالل حمالت ��ه الإنتخابية‪ ،‬وع ��د روحاني بحكومة‬ ‫وحدة وطنية الت ��ي �سوف ت�ستخدم "جميع الخبراء‬ ‫�أ�صح ��اب الدراي ��ة والق ��درة بغ� ��ض النظ ��ر ع ��ن‬ ‫�إنتماءاتهم ال�سيا�سي ��ة"‪ .‬وقال للبرلمان في ال�شهر‬ ‫الفائت �أنه ينبغي �إعادة تقويم وتقييم حالة البالد‪.‬‬ ‫وق ��د ُع ِّي ��ن �أكبر تورك ��ان‪ ،‬رئي�س الفري ��ق الرئا�سي‬ ‫الإنتقالي‪ ،‬لإعداد تقرير �شامل وت�شكيل لجان تر ّكز‬ ‫على الإقت�ص ��اد‪ ،‬وال�سيا�سة الخارجي ��ة‪ ،‬وال�سيا�سة‬ ‫الداخلي ��ة‪ ،‬والق�ضاي ��ا الإجتماعي ��ة والثقافي ��ة‪ .‬كل‬


‫و�إخترق الجوا�سي�س ال�صينيون �أي�ض ًا المختبرات‬ ‫النووي ��ة ومراك ��ز بح ��وث الطائ ��رة ال�شب ��ح‬ ‫الأميركي ��ة‪ .‬وعندما �ساهم ��ت �ألمانيا و�ساعدت‬ ‫ف ��ي �إن�شاء وبن ��اء قط ��ارات فائق ��ة ال�سرعة في‬ ‫ال�صين‪ ،‬وج ��دت �أن ت�صميمه ��ا الخا�ص �أُ�سقط‬ ‫و ُرف�ض وح� � ّل مكانه منتوج �أ�صل ��ي محلي �صيني‬ ‫مت�شابه� � ًا ب�شكل ملح ��وظ مع ت�صميمه ��ا‪ .‬وفيما‬ ‫كانت �شركة كوكا كوال‪ ،‬تخطط للإ�ستحواذ على‬ ‫�شركة �صينية‪ ،‬ر�أت فج� ��أة �أن �شبكاتها �إخترقت‬ ‫للح�ص ��ول عل ��ى معلوم ��ات تجاري ��ة – وهذا ما‬ ‫ي�سمي ��ه رئي�س المخاب ��رات البريطانية (‪)MI5‬‬ ‫"الممار�س ��ة التجارية العادية" لبكين ‪ -‬كل هذا‬ ‫يح ��دث في بلد �إ�ستثمر المليارات لل�سيطرة على‬ ‫الإنترنت‪.‬‬ ‫ف ��ي تقرير �سنوي �ص ��در في �أوائل �أي ��ار (مايو)‬ ‫الفائت يتهم بكين للمرة االولى بمحاولة �إختراق‬ ‫�شبك ��ات الكمبيوتر الدفاعي ��ة للواليات المتحدة‬ ‫قال ��ت وزارة الدف ��اع الأميركي ��ة (البنتاغ ��ون)‬ ‫�إن ال�صي ��ن ت�ستخ ��دم التج�س� ��س للح�صول على‬ ‫تكنولوجي ��ات لتغذي ��ة برنامجه ��ا للتحدي ��ث‬ ‫الع�سكري الذي ي�سير بخطى �سريعة‪.‬‬ ‫وف ��ي تقري ��ر ال ��ى الكونغر� ��س ع ��ن التط ��ورات‬ ‫الع�سكرية ال�صينية‪� ،‬أ�ش ��ار البنتاغون الى تقدم‬ ‫ف ��ي م�ساع ��ي بكي ��ن لتطوي ��ر طائ ��رات �ستيل ��ث‬ ‫(ال�شبح) متقدمة التكنولوجيا وبناء ا�سطول من‬ ‫حامالت الطائ ��رات لتو�سيع نفوذه ��ا الع�سكري‬ ‫في �أعالي البحار‪.‬‬ ‫وقال التقرير �إن تن�ص ��ت ال�صين على ال�شبكات‬ ‫الإلكترونية يم ّث ��ل "قلق ًا جدي ًا" ي�شير الى تهديد‬ ‫�أكب ��ر لأن "المهارات المطلوبة لهذه الإختراقات‬ ‫مماثلة لتلك الالزمة ل�شن هجمات على �شبكات‬ ‫الكمبيوتر"‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف التقري ��ر "�إن الحكوم ��ة الأميركي ��ة‬ ‫مازال ��ت م�ستهدف ��ة ب�إختراق ��ات (�ألكتروني ��ة)‬ ‫يب ��دو ان بع�ضه ��ا يمك ��ن �إرجاعه ب�ش ��كل مبا�شر‬ ‫ال ��ى الحكوم ��ة والق ��وات الم�سلح ��ة ال�صينية"‪،‬‬ ‫م�ضيف� � ًا ان الغر� ��ض اال�سا�س ��ي للإختراقات هو‬ ‫الح�ص ��ول عل ��ى معلومات تع ��ود بالفائ ��دة على‬ ‫�صناعات الدفاع والمخططين الع�سكريين وقادة‬ ‫الحكومة‪.‬‬ ‫م ��ن جهتها ال�شركات التي تق ��ع �ضحايا عمليات‬ ‫التج�س� ��س ال�صينية تعمل في كثي ��ر من الأحيان‬ ‫على �إخفاء خ�سائره ��ا؛ وكثير منها ال يعلم حتى‬ ‫م ��ا تم �أخذه و�سرقته‪ .‬وترتف ��ع تقديرات خ�سائر‬

‫الرئي�س باراك �أوباما‪:‬‬ ‫حذر القيادة الجديدة من مغبة الإعتماد على التج�س�س‬

‫ال�شرك ��ات م ��ن طري ��ق التج�س� ��س �إل ��ى تريليون‬ ‫دوالر‪ ،‬لكنه ��ا تعتمد على الروايات‪ ،‬والإ�ستقراء‪،‬‬ ‫وح�ساب ��ات وريا�ضي ��ات �سيئ ��ة‪ .‬ومهم ��ا ك ��ان‬ ‫التج�س�س‬ ‫حج ��م الخ�س ��ارة المالي ��ة‪ ،‬فقد ح� � ّول‬ ‫ّ‬ ‫الإقت�ص ��ادي �ش ��روط "المعرك ��ة" �أو بالأح ��رى‬ ‫الإ�شتب ��اك ل�صال ��ح ال�صي ��ن و�س� � َّرع برامجه ��ا‬ ‫المتنوع ��ة مثل مقات�ل�ات "ال�شب ��ح" وقطع غيار‬ ‫ال�سيارات‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغم من �أن هذه العملية خطيرة‪ ،‬فهي ال‬ ‫ت�ش� � ّكل تهديد ًا وجودي� � ًا �أو "الموت ب�ألف جرح"‪.‬‬ ‫وللإ�ستف ��ادة من التكنولوجي ��ا الم�سروقة‪ ،‬يجب‬

‫عندما و�صلت ال�شركات‬ ‫الغربية لأول مرة �إلى ال�صين‪،‬‬ ‫كانت تعتقد ب�أن ال�ضرر من التج�س�س‬ ‫يمكن تحمله‪ ،‬وهو جزء من تكلفة‬ ‫ممار�سة الأعمال التجارية في ال�سوق‬ ‫الأ�سرع نمو ًا في العالم‪ ،‬و�أنها يمكنها‬ ‫�أن "تعمل ب�شكل �أ�سرع" لخلق‬ ‫تكنولوجيات جديدة والتقليل‬ ‫من �أية خ�سارة‬

‫�أن تُترج ��م المعلوم ��ات بدق ��ة م ��ن الإنكليزي ��ة‬ ‫�إل ��ى ال�صينية (مهم ��ة لي�ست �سهل ��ة) ثم تُعطى‬ ‫ال ��ى �شخ�ص يتم ّت ��ع بالمه ��ارات الالزمة قبل �أن‬ ‫ُتح� � َّول ال ��ى م�صن ��ع متخ�ص� ��ص عل ��ى �إ�ستعداد‬ ‫لتطبيقه ��ا‪ .‬بالن�سب ��ة ال ��ى ال�صين‪ ،‬ك ��ان هناك‬ ‫ت�أخ ��ر ل�سن ��وات عديدة بين الإ�ستح ��واذ الناجح‬ ‫من خالل التج�س�س و�إنتاج المنتجات المناف�سة‪،‬‬ ‫�سواء الع�سكري ��ة �أو المدنية‪ .‬لكن هناك �إتجاه ًا‬ ‫مثي ��ر ًا للقلق هو �أن الوقت الذي ُي�ستغ َرق لتحويل‬ ‫التكنولوجي ��ا الم�سروق ��ة �إل ��ى منت ��وج �آخ ��ذ في‬ ‫التناق� ��ص فيما ق ��درة ال�صين عل ��ى الإ�ستيعاب‬ ‫والإ�ستفادة من التكنولوجيا تتح�سن ‪.‬‬ ‫التج�س� ��س ه ��و طري ��ق ذو �إتجاهي ��ن‪ .‬وا�شنطن‬ ‫تتج�س� ��س عل ��ى ال�صي ��ن‪ ،‬لكنه ��ا ال ت�س ��رق‬ ‫التكنولوجي ��ا‪ .‬ورغم م ��ا يعتقد ال�صيني ��ون ف�إن‬ ‫الوالي ��ات المتح ��دة لي�س ��ت البلد الوحي ��د الذي‬ ‫ي�شك ��و م ��ن عملي ��ات تج�س�سه ��ا‪ .‬الم�ست�ش ��ارة‬ ‫الألماني ��ة �أنجي�ل�ا مي ��ركل (جنب ًا �إل ��ى جنب مع‬ ‫الرئي� ��س الأميركي ب ��اراك �أوباما) �أثارت ق�ضية‬ ‫التج�س�س مع الرئي� ��س ال�صيني ال�سابق هو جين‬ ‫تاو‪ .‬كم ��ا ّ‬ ‫حذرت الأجه ��زة الأمني ��ة البريطانية‬ ‫والفرن�سي ��ة والألماني ��ة والكندي ��ة والياباني ��ة‬ ‫والهندي ��ة والأو�سترالي ��ة جمي ��ع ال�شرك ��ات‬ ‫والباحثي ��ن م ��ن المخاط ��ر الآتية م ��ن ال�صين‪.‬‬ ‫والتقرير التنفيذي لمكافح ��ة التج�س�س الوطني‬ ‫الأميركي لع ��ام ‪ 2011‬الذي ُقدِّ م الى الكونغر�س‬ ‫ب�ش� ��أن التج�س�س ال�صناعي �إعتب ��ر علن ًا ال�صين‬ ‫(وكذل ��ك رو�سي ��ا) ب�أنهم ��ا ي�شك�ل�ان تهديدات‬ ‫رائدة في مجال التج�س� ��س الإقت�صادي‪ ،‬م�شير ًا‬ ‫�إل ��ى �أن ��ه من الح ��االت ال�سبع المثبت ��ة في العام‬ ‫‪ 2010‬بموج ��ب قان ��ون التج�س� ��س الإقت�ص ��ادي‬ ‫ال�ص ��ادر في الع ��ام ‪ ،1996‬هن ��اك �ست �شاركت‬ ‫فيها ال�صين‪.‬‬ ‫من جهتها تع ّدد ال�صين �أ�سباب ًا عدة لماذا يجب‬ ‫ُحا�س ��ب ولي�س ��ت بالتال ��ي م�س�ؤولة‪� :‬إنها ال‬ ‫�أن ال ت َ‬ ‫ت ��زال دولة فقي ��رة وفي طري ��ق النم ��و‪ ،‬والغرب‬ ‫مدين لها لإمبرياليته و "قرن من الإذالل"‪ ،‬وبعد‬ ‫كل �ش ��يء‪ ،‬فقد فعلت الوالي ��ات المتحدة ال�شيء‬ ‫نف�سه في القرن التا�سع ع�شر‪ .‬الواقع �إن كل هذه‬ ‫الأعذار غير مقبولة لدى الغرب‪ .‬ال�صين لم تعد‬ ‫فقيرة‪ .‬و�أميركا لم تكن م�س�ؤولة عن الإمبريالية‬ ‫الأوروبية‪ .‬والقول ب�أن على الواليات المتحدة �أن‬ ‫ال تعتر� ��ض على التج�س�س من قب ��ل ال�صين‪ ،‬لأن‬ ‫الأميركيين قد قاموا بالعمل نف�سه مع بريطانيا‪،‬‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪51‬‬


‫العالم‬

‫الصين‬

‫لماذا كان يعمل وينجح في الما�ضي لكنه لن يعود كذلك في الم�ستقبل‬

‫الصين تبني إقتصادها وقوتها العسكرية‬ ‫من طريق التجسس !‬ ‫خالل زيارته الأخيرة في ال�شهر الفائت لبكين‪ ،‬دعا نائب الرئي�س االميركي جو بايدن ال�صين‬ ‫الى �إنهاء "ال�سرقة المبا�شرة" من طريق القر�صنة الإلكترونية‪ .‬وقال �أن البلدين "�سيفيدان من‬ ‫�إنترن��ت مفتوحة و�آمنة وموثوق بها‪� .‬أما ال�سرق��ة المبا�شرة التي ن�شهدها فيجب ان تعتبر غير‬ ‫مقبولة ويجب ان تتوقف"‪ ،‬داعي ًا الى التعاون مع ال�صين‪ ،‬القوة الآ�سيوية المتنامية النفوذ‪.‬‬ ‫وتته��م الواليات المتحدة ال�صين ب�ش��ن حملة قر�صنة وا�سعة على حكومته��ا و�شركاتها‪� ،‬إذ‬ ‫�أظه��رت درا�سة �أجريت �أخير ًا �أن �سرقة الأ�س��رار التجارية تكلّف ال�شركات الأميركية مئات‬ ‫المليارات من الدوالرات �سنوياً‪.‬‬ ‫بكين ‪ -‬عبد ال�سالم فريد‬ ‫ك ��ان م ��او ت�س ��ي تون ��غ يعتق ��د �أن‬ ‫الحما�س ��ة الثورية يمك ��ن لها التغلب‬ ‫عل ��ى التخلف التكنولوج ��ي‪ .‬ولكن عندم ��ا تو ّلى‬ ‫قادة �أكثر براغماتي ��ة ال�سلطة في بكين‪ ،‬وجدوا‬ ‫�أن �سلفه ��م لم يكن على حق و�أن ال�صين تخ ّلفت‬ ‫كثير ًا جد ًا وراء الغرب‪ ،‬وهي تخاطر ب�أن ت�صبح‬ ‫دولة دائمة من الدرجة الثانية‪.‬‬ ‫�أطل ��ق خليفة ماو‪ ،‬دنغ �شياو بينغ‪� ،‬صعود ال�صين‬ ‫من خالل �إ�صالح االقت�صاد وفتح البالد للغرب‪.‬‬ ‫لكن جاء مع هذا االنفتاح‪ ،‬لفترة طويلة‪ ،‬برنامج‬ ‫تج�س� ��س رعته الدولة للح�صول على التكنولوجيا‬ ‫المتق ّدم ��ة وت�سري ��ع نم ��و �صناعاته ��ا المدني ��ة‬ ‫والع�سكري ��ة‪ .‬وعندما و�صل ��ت ال�شركات الغربية‬ ‫لأول م ��رة �إلى ال�صين‪ ،‬كان ��ت تعتقد ب�أن ال�ضرر‬ ‫من التج�س�س يمكن تحمل ��ه في حينه‪ ،‬وهو جزء‬ ‫من تكلف ��ة ممار�سة الأعمال التجارية في ال�سوق‬ ‫الأ�سرع نم ��و ًا في العالم‪ ،‬و�أنها يمكنها �أن "تعمل‬ ‫ب�ش ��كل �أ�س ��رع" لخل ��ق تكنولوجي ��ات جدي ��دة‪،‬‬ ‫وبالتال ��ي التقليل من �أية خ�س ��ارة‪ .‬ولكن ما كان‬ ‫مقب ��و ًال عندما كان �إقت�ص ��اد ال�صين ما زال في‬ ‫ط ��ور النمو لم يعد مقبو ًال عندما �صار ثاني �أكبر‬ ‫‪50‬‬

‫�إقت�صاد في العالم ومناف�س ًا ع�سكري ًا محتم ًال‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن ال�صي ��ن لي�س ��ت البلد الوحي ��د الذي‬ ‫ي�ستخدم التج�س�س الإقت�ص ��ادي‪ ،‬لكن تج�س�سها‬ ‫يتم ّيز ب�أنه الأكثر عدوانية‪ .‬في �صناعات رئي�سية‬ ‫ كالإت�صاالت ال�سلكية والال�سلكية‪ ،‬والطيران‪،‬‬‫والطاقة‪ ،‬والدفاع ‪ -‬نجح ��ت تلك الإ�ستراتيجية‬ ‫ب�ش ��كل جيد‪� .‬أم ��ا الآن‪ ،‬ف� ��إن القي ��ادة الجديدة‬

‫الزعيم دنغ �شياو بينغ‪� :‬إعتمد على التج�س�س ال�صناعي للتقدم‬

‫العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫تجازف ب� ��أن ت�ؤدي عمليات التج�س�س الى فقدان‬ ‫زعامة ال�صين الدولية و�سعيها للإبتكار الأ�صلي‬ ‫حد �سواء‪.‬‬ ‫المحلي على ٍّ‬ ‫كيف تفعل ذلك؟‬ ‫تفي ��د التقاري ��ر ب� ��أن ال�صي ��ن تدم ��ج جهوده ��ا‬ ‫وتوزّعه ��ا بين برامج جمع المعلوم ��ات الر�سمية‬ ‫وجه ��ود الأفراد وال�شركات والوك ��االت المدنية‪.‬‬ ‫ويعك� ��س ه ��ذا نه ��ج ال�صي ��ن الوا�س ��ع لجم ��ع‬ ‫المعلوم ��ات الإ�ستخباراتي ��ة الخارجي ��ة ‪ --‬بد ًال‬ ‫م ��ن الإعتم ��اد على �ضباط تحت غط ��اء ر�سمي‪،‬‬ ‫ت�ستخ ��دم ال�صي ��ن رج ��ال الأعم ��ال والباحثين‬ ‫والطالب لتجمي ��ع المعلومات‪ .‬وت�شمل الأهداف‬ ‫العق ��ود‪ ،‬وعمليات الإندم ��اج والإ�ستحواذ‪ ،‬وقبل‬ ‫كل �شيء‪ ،‬التكنولوجيا‪.‬‬ ‫هن ��اك ع�ش ��رات من الح ��االت‪ .‬الجه ��ود جريئة‬ ‫وطموح ��ة ‪ -‬برنام ��ج واح ��د في �إح ��دى الم ّرات‬ ‫�إ�سته ��دف الع�شرات من ال�شرك ��ات والحكومات‬ ‫الأجنبي ��ة ونا�شطين ف ��ي "التب ��ت"‪ .‬وقد فقدت‬ ‫�شرك ��ة "غوغ ��ل" الأميركي ��ة العمالق ��ة تقنيات‬ ‫البحث‪ ،‬الأم ��ر الذي �ساعد مناف�ستها ال�صينية‪.‬‬ ‫وجل�س جوا�سي�س ال�صي ��ن �أي�ض ًا وراقبوا �شبكات‬ ‫�شرك ��ة "نورت ��ل" الكندية ل�سن ��وات‪ ،‬حا�صدين‬ ‫�سرق ��ة بيانات حتى توقف ��ت ال�شركة عن العمل‪.‬‬


‫العالم‬

‫¶‬

‫ال�صين‬

‫هو تاف ��ه‪� .‬إذا ج ��از التعبير‪ ،‬الوالي ��ات المتحدة‬ ‫�سرقت كتب ًا؛ وال�صين �سرقت مكتبات‪.‬‬ ‫ربم ��ا الأهم من ذل ��ك‪ ،‬في الق ��رن التا�سع ع�شر‬ ‫كان ��ت الوالي ��ات المتح ��دة م�ساهم� � ًا �صافي ًا في‬ ‫مخزون المعرفة العالمي‪ ،‬م ��ع مواطنيها خلقت‬ ‫البواخ ��ر‪ ،‬والتلغراف‪ ،‬ومحل ��ج القطن‪ ،‬وعدد ال‬ ‫يح�صى من الإختراعات الأخ ��رى التي ن�سختها‬ ‫الأمم بحرية‪ .‬م ��ن جهتها لم تحقق ال�صين مثل‬ ‫ه ��ذه الم�ساهم ��ات‪� .‬أكبر تغ ّير هو �أن ��ه في حينه‬ ‫ل ��م يك ��ن هناك �إتف ��اق لحماي ��ة حق ��وق الملكية‬ ‫الفكري ��ة‪ .‬وق ��ادت تجرب ��ة القرن التا�س ��ع ع�شر‬ ‫بلدان ًا �إلى �إ�ستنتاج مفاده �أن الحمايات ال�ضعيفة‬ ‫ت�ؤذي الإبتك ��ار والتجارة‪ ،‬وب ��د�أت �سل�سلة طويلة‬ ‫م ��ن المفاو�ضات على مدى ق ��رن (تم توقيع �أول‬ ‫معاهدة في العام ‪ )1883‬بلغت ذروتها في �إتفاق‬ ‫العام ‪ 1994‬ب�ش�أن الجوان ��ب المت�صلة بالتجارة‬ ‫وحق ��وق الملكي ��ة الفكري ��ة‪ .‬الوالي ��ات المتحدة‬ ‫طبقت هذه المعاهدات؛ ال�صين لم تفعل ذلك‪.‬‬ ‫�إن �إ�ستراتيجية ال�صي ��ن الوطنية للح�صول على‬ ‫التكنولوجيا ب�صورة غير م�شروعة من ال�شركات‬ ‫الغربي ��ة يعيق تنميتها‪ .‬وعلى م ��دى عقود �أكدت‬ ‫الخطط الإقت�صادية في بكين على �ضرورة بناء‬ ‫�صناع ��ات تكنولوجية فائقة �أ�صلية محلية والحد‬ ‫م ��ن الإعتماد عل ��ى المنتجين الأجان ��ب‪ .‬وي�ؤ ّكد‬ ‫معظم الخبراء �أن �سرقة التكنولوجيا الغربية هي‬ ‫عكاز يعرقل �إرتقاء ال�صين في "�سل�سلة القيمة"‬ ‫والتحول �إلى �أمة م ��ن المبتكرين والمخترعين‪.‬‬ ‫هن ��اك نق�ص مح ّير بالن�سبة ال ��ى �إيمان ال�صين‬ ‫بقدراتها وقوتها‪� .‬إن �شركاتها ومخترعيها �سوف‬ ‫يفعلون �أف�ضل �إذا ك ��ان هناك نوع من المناف�سة‬ ‫العادل ��ة‪ ،‬و�إذا �إحت�ضن ��ت ال�صين نهج� � ًا عالمي ًا‬ ‫ب ��د ًال م ��ن "التقني ��ة الوطني ��ة"‪ .‬ولك ��ن من دون‬ ‫�ضغط خارجي‪� ،‬إ�ستنتجت بكين �إلى �أنه لم يحن‬ ‫الوق ��ت بعد لكبح جهوده ��ا الم�ستمرة منذ عقود‬ ‫لإختال�س و�سرقة التكنولوجيا‪.‬‬ ‫�أف ��اد بع� ��ض التقاري ��ر �أن �أوباما قد �أث ��ار عملية‬ ‫التج�س� ��س م ��ع خليف ��ة "ه ��و جينت ��او"‪�" ،‬ش ��ي‬ ‫جينبين ��غ" ‪ -‬بداي ��ة جي ��دة تحت ��اج �إل ��ى متابعة‬ ‫العم ��ل‪ ،‬والتي يمك ��ن �أن تتراوح بي ��ن الخطوات‬ ‫الب�سيط ��ة مثل رف�ض من ��ح الت�أ�شي ��رات �أو طرد‬ ‫الملحقي ��ن لمخالفته ��م القي ��ود المفرو�ضة على‬ ‫التعاون والتجارة‪ .‬وهناك �سوابق في هذا المجال‬ ‫من رونال ��د ريغان‪ ،‬وجورج بو� ��ش (الأب)‪ ،‬وبيل‬ ‫كلينتون‪ .‬في ثمانين ��ات القرن الفائت‪� ،‬إكت�شفت‬

‫نائب الرئي�س الأميركي جو بايدن‪:‬‬ ‫الدعوة الى �إنهاء "ال�سرقة المبا�شرة"‬

‫الزعيم ال�صيني الجديد "�شي جينبينغ"‪:‬‬ ‫هل يوقف التج�س�س الإلكتروني ؟‬

‫ال�شركات التي تقع �ضحايا‬ ‫عمليات التج�س�س ال�صينية تعمل في‬ ‫كثير من الأحيان على �إخفاء خ�سائرها‬ ‫وكثير منها ال يعلم حتى ما تم �أخذه‬ ‫و�سرقته حيث ترتفع تقديرات‬ ‫خ�سائرها �إلى تريليون دوالر‬

‫وا�شنط ��ن وحليفاتها برنامج تج�س� ��س �سوفياتي ًا‬ ‫�إقت�صادي� � ًا هائ ًال‪ .‬رد ًا على ذل ��ك �إتخذت عدد ًا‬ ‫من الخطوات الكبيرة بما فيها ت�شديد العالقات‬ ‫التجاري ��ة‪ ،‬وط ��رد الديبلوما�سيي ��ن ال�سوفي ��ات‪،‬‬ ‫و�إطالق تدابير �سرية تخريبية‪ .‬في العام ‪،1992‬‬ ‫�إقت ��رح وزير الخارجية يومه ��ا‪ ،‬لحليف وثيق �أنه‬ ‫يجب الحد من �أن�شطة جمع المعلومات �أو واجهوا‬ ‫الإنتقام؛ وعندما في البداية تجاهل تحذيراته‪،‬‬ ‫�أخذ خط ��وات معاقبة‪ .‬وفي منت�ص ��ف ت�سعينات‬ ‫القرن الما�ضي‪ ،‬ق�صد مدير وكالة الإ�ستخبارات‬ ‫المركزي ��ة (�سي �آي �إي) حليف� � ًا �أوروبي ًا‪ ،‬وحذره‬ ‫�أي�ض ًا بوقف �أن�شط ��ة جمع المعلومات �أو مواجهة‬ ‫الإنتقام‪.‬‬ ‫في كل حالة‪ ،‬كان م�ستوى التج�س�س ينخف�ض بعد‬ ‫تدخل الواليات المتحدة‪ .‬ولم تكن هذه �إجراءات‬ ‫�إنفاذ القانون‪� .‬إن �إعتقال ومحاكمة الجوا�سي�س‬ ‫هم ��ا جزء من رد فعل ف ّعال‪ ،‬ولكن الديبلوما�سية‬ ‫الهادئ ��ة‪ ،‬معززة بقليل من ال�ضغ ��ط‪ ،‬تعمل على‬ ‫نحو �أف�ضل‪.‬‬ ‫وثم ��ة نه ��ج �آخر يتمث ��ل ف ��ي معالج ��ة التج�س�س‬ ‫الإقت�ص ��ادي كق�ضي ��ة تجاري ��ة‪ ،‬وو�ض ��ع ال�صين‬ ‫�أم ��ام �إلتزاماتها �أمام منظمة التجارة العالمية‪.‬‬ ‫لك ��ن ال�سيا�س ��ة التجارية هي خجول ��ة وقانونية‪.‬‬ ‫الئحة �أولئك الذين يعار�ضون �إتخاذ �إجراء �ضد‬ ‫التج�س�س الإقت�ص ��ادي ت�شمل ال�شركات التي لها‬ ‫م�صالح كبيرة في ال�صي ��ن والتي‪ ،‬بحق‪ ،‬تخاف‬ ‫الإنتقام من جانب بكين‪ .‬النا�س ي�شعرون بالقلق‬ ‫من �أن ل ��دى ال�صينيين الكثير م ��ن النفوذ وب�أن‬ ‫الوالي ��ات المتح ��دة ال ت�ستطي ��ع الإعترا�ض‪ .‬في‬ ‫الواق ��ع الأمر هو على عك�س ذل ��ك ‪ -‬ال�صين في‬ ‫حاجة ال ��ى الغرب �أكث ��ر مما الغ ��رب في حاجة‬ ‫�إليه ��ا‪ ،‬ويجب �إع�ل�ام بكي ��ن بذل ��ك‪ ،‬والواليات‬ ‫المتحدة لي�ست وحدها‪.‬‬ ‫�إن التج�س� ��س الإقت�ص ��ادي يكم ��ن ف ��ي �صمي ��م‬ ‫الق�ضي ��ة الأكب ��ر لإندم ��اج ال�صي ��ن ف ��ي النظام‬ ‫الدولي – المعايي ��ر‪ ،‬والممار�سات‪ ،‬وااللتزامات‬ ‫التي تلحظها الدول في تعاملها مع بع�ضها البع�ض‬ ‫ومع مواطني الدول الأخ ��رى‪� .‬إن الف�شل في جعل‬ ‫ال�صين تتحمل م�س�ؤوليتها عن التج�س�س �ستق ّو�ض‬ ‫الجه ��ود المبذول ��ة لإدخ ��ال بكين ال ��ى الحظيرة‬ ‫الدولي ��ة‪ .‬في النهاي ��ة‪� ،‬أية نه�ض ��ة �سلمية تتطلب‬ ‫م ��ن ال�صي ��ن �أن تلعب وفقا" للأ�ص ��ول و القواعد‬ ‫الدولي ��ة‪ ،‬حتى لو كانت ت�سع ��ى �إلى تغييرها‪ ،‬بد ًال‬ ‫من التظاهر ب�أنها ال تنطبق عليها‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪53‬‬


TBN MANAGEMENT LIMITED Delivering Excellence & Total Solutions

We Provide Consultancy Services On: Water & Sanitation- Planning & Economics – Civil Engineering, Bridges and Structures – Railway Engineering … and a lot more For more information visit our website: www.tbnmanagement.com Or contact us on: Tel: +44 (0)203 286 1826, Email: info@tbnmanagement.com


‫امل�صارف‬

‫�رشكات الت�أمني‬

‫�رشكات الإ�ستثمار‬

‫من األسواق‬

‫البنوك ال�سعودية توا�صل نتائجها "الإ�ستثنائية"‬ ‫تجاوزت البنوك ال�سعودية بكفاءة عالية الأو�ضاع الجيو�سيا�سية التي ت�شهدها المنطقة العربية‪،‬‬ ‫ج ��اء ذلك عندما �أعلنت عن نمو كبير في حجم �أرب ��اح الن�صف الأول من العام الحالي‪ ،‬مقارنة‬ ‫بنتائج الن�صف الأول من العام الما�ضي‪ ،‬حيث �أعلنت معظم البنوك المحلية في البالد عن نمو‬ ‫"ا�ستثنائي" جديد في حجم الأرباح المحققة‪.‬‬ ‫و�أعلن ��ت جميع البنوك ال�سعودية المدرجة في البور�صة المحلية عن �إعالنات الن�صف الأول من‬ ‫الع ��ام الجاري‪ ،‬ف ��ي خطوة �إ�ستباقية لإعالنات بقية القطاع ��ات الأخرى‪ ،‬وتراوحت معدالت نمو‬ ‫الأرباح بين ‪ 1‬و‪ 46‬في المئة‪ ،‬بينما �إنخف�ضت �أرباح م�صرفين فقط‪.‬‬ ‫وك ��ان �أعلى البنوك ال�سعودية نمو ًا في حجم �أرباح الن�صف الأول من العام الجاري كل من بنكي‬ ‫"ال�سعودي لال�ستثمار" وذلك بن�سبة نمو بلغت ‪ 46‬في المئة‪ ،‬وم�صرف "الإنماء" بن�سبة نمو‬ ‫بلغ ��ت ‪ 40‬في المئ ��ة‪ ،‬بينما كانت �أرباح البن ��وك المتراجعة منح�صرة في بن ��ك "البالد" وذلك‬ ‫ب�إنخفا�ض بلغت ن�سبته ‪ 52‬في المئة‪ ،‬و"ال�سعودي الفرن�سي" بن�سبة ‪ 6‬في المئة‪.‬‬

‫‪ 9.8‬مليارات دوالر تمويالت البنك الإ�سالمي للتنمية في ‪2012‬‬ ‫بلغ ��ت قيمة تمويالت مجموعة البنك الإ�سالمي‬ ‫للتنمي ��ة الع ��ام الما�ض ��ي ‪ 9.8‬ملي ��ارات دوالر‪،‬‬ ‫بزيادة ‪ 18‬ف ��ي المئة عن عام ‪ 2011‬حين بلغت‬ ‫‪ 8.3‬ملي ��ارات دوالر‪ .‬و�أو�ض ��ح التقرير ال�سنوي‬ ‫للبنك‪ ،‬ال ��ذي ُو ّزع �أخير ًا في ج� �دّة حيث المقر‬ ‫الرئي� ��س للم�ؤ�س�س ��ة‪� ،‬أن النم ��و الإقت�ص ��ادي‬ ‫العالم ��ي �شهد تراجع ًا �إل ��ى ‪ 3.3‬في المئة لعام‬ ‫‪ 2012‬قيا�س� � ًا بمعدل نمو بلغ ‪ 3.8‬في المئة عام‬ ‫‪.2011‬‬ ‫وع ��زا ذلك �إلى �إنخفا�ض معدل النمو في الدول‬ ‫المتقدم ��ة في �شكل رئي� ��س تليها الدول النا�شئة‬ ‫والنامي ��ة‪ .‬و�أ�ش ��ار �إل ��ى �أن الآف ��اق الإقت�صادية‬ ‫العالمي ��ة مقلق ��ة ومتقلب ��ة‪ ،‬مو�ضح� � ًا �أن النم ��و‬ ‫الإقت�ص ��ادي لل ��دول الأع�ضاء الأق ��ل نمو ًا �شهد‬ ‫�إنخفا�ض� � ًا من ‪ 5.9‬ف ��ي المئة ع ��ام ‪� 2010‬إلى‬ ‫ثالثة ف ��ي المئة عام ‪� ،2011‬إل ��ى جانب تراجع‬ ‫النمو الإقت�صادي في ال ��دول غير الأع�ضاء من‬ ‫�ستة في المئة عام ‪� 2010‬إلى ‪ 5.1‬في المئة في‬ ‫‪.2011‬‬ ‫ون� � ّوه التقري ��ر بحر� ��ص البن ��ك الإ�سالمي على‬ ‫تعزي ��ز النم ��و الإقت�ص ��ادي في دول ��ه الأع�ضاء‬ ‫من خالل رفع حج ��م التمويالت التي �إعتمدتها‬ ‫مجموع ��ة البنك م ��ن ‪ 8.3‬ملي ��ارات دوالر عام‬ ‫‪� 2011‬إل ��ى ‪ 9.8‬ملي ��ارات دوالر لع ��ام ‪،2013‬‬ ‫بزيادة ‪ 18.2‬ف ��ي المئة من التمويل الإجمالي‪،‬‬

‫نف���ى رئي����س مجل�س ال���وزراء ال�س���وري وائل‬ ‫الحلقي ما تردد ع���ن ت�أميم الم�صارف الخا�صة في‬ ‫�سوري���ا‪ ،‬م�ؤك���دا "ان المو�ض���وع غير مط���روح �أبداً‪،‬‬ ‫وان���ه لي�س ل���دى الحكوم���ة �أي نية لتبدي���ل العملة‬ ‫الوطني���ة"‪ ،‬م�ضيف���ا ً "�أن���ه نتيجة لتدخ���ل م�صرف‬ ‫�سوريا المركزي في �س���وق ال�صرف �إنخف�ض �سعر‬ ‫�ص���رف ال���دوالر �أم���ام اللي���رة ال�سوري���ة ‪ 50‬ليرة‬ ‫�سورية في �ساع���ات‪ ،‬وان التدخل �سي�ستمر ليعود‬ ‫�سعر ال�صرف الى م�ستويات مقبولة"‪.‬‬ ‫�أعلن���ت مجل���ة "ذي بانكر مي���دل �إي�ست" في‬ ‫بي���ان‪ ،‬ف���وز بنك بي���روت بجائ���زة "�أف�ض���ل مبادر‬ ‫للم�س�ؤولية االجتماعية" بعد تناف�سه مع ‪ 68‬م�صرفا ً‬ ‫�إقليمي���ا ً‪ .‬وت�أت���ي ه���ذه الجائ���زة "تتويج���ا ً لجهود‬ ‫الم�صرف الحثيثة في مجال الم�س�ؤولية الإجتماعية‬ ‫للم�ؤ�س�سات خالل العام الفائت‪ ،‬وتقديراً للمبادرة‬ ‫المميزة التي حققها الم�صرف عبر برنامج �إنجازات‬ ‫ال�شباب (‪.)Young Achievers Program‬‬ ‫�إحت���ل لبنان المركز الثاني �إقليميا ً ‪ 48‬عالميا ً‬ ‫حيال مجم���وع �أق�ساط الت�أمين �إل���ى الناتج المحلي‬ ‫الإجمال���ي ف���ي ‪ .2012‬وتراج���ع ترتي���ب لبن���ان‬ ‫الإقليمي �إلى المركز الثاني بعدما ت�ص ّدر الترتيب‬ ‫على م���دى �سبع �سن���وات تواليا َ‪ ،‬وف���ق الم�ؤ�س�سة‬ ‫العالمية الرائدة في قط���اع �إعادة الت�أمين ‪Swiss‬‬ ‫‪ Re‬الت���ي �أ�ص���درت تقريره���ا ال�سن���وي بعن���وان‬ ‫"الت�أمي���ن العالمي في ‪ "2012‬الذي يغطي قطاع‬ ‫الت�أمين لـ‪ 147‬بلداً في العالم‪.‬‬

‫رئي�س مجموعة البنك الإ�سالمي للتنمية �أحمد محمد علي‬

‫نتيج ��ة لزيادة بن�سبة ‪ 47.1‬في المئة في تمويل‬ ‫التج ��ارة‪ ،‬الفت� � ًا �إل ��ى �أن قط ��اع البن ��ى التحتية‬ ‫يحظ ��ى بالأولوية في ن�شاط ��ات الدول الأع�ضاء‬ ‫�إذ بلغت الإعتمادات المخ�ص�صة العام الما�ضي‬ ‫للقطاع ‪ 2.6‬ملياري دوالر‪.‬‬ ‫و�أ�شار التقرير �إلى �أن مجموعة البنك الإ�سالمي‬ ‫المي�سر‬ ‫�إعتم ��دت ‪ 68.3‬في المئة م ��ن التمويل ّ‬ ‫للدول الأع�ضاء من منطقة �أفريقيا‪ ،‬فيما بلغت‬ ‫ح�صة ال ��دول الأع�ضاء الأقل نم ��و ًا من التمويل‬ ‫المي�س ��ر ‪ 75.5‬ف ��ي المئة‪ .‬و�أفاد ب� ��أن تمويالت‬ ‫ّ‬ ‫مجموعة البنك بلغ ��ت ‪ 5.4‬مليارات دوالر عام‬ ‫‪ ،2008‬م ��ا ي�شير �إل ��ى �إرتفاعها خالل ال�سنوات‬ ‫الخم�س الأخيرة بن�سبة ‪ 81‬في المئة‪.‬‬

‫�أطل���ق "بن���ك الإثم���ار الإ�سالم���ي للتجزئ���ة"‬ ‫ومق���ره البحرين‪ ،‬ح�ساب توفي���ر جديداً‪ ،‬تحت ا�سم‬ ‫"ح�ساب���ي"‪ ،‬مخ�ص�صا ً لل�شب���اب بين عمر ‪ 12‬و‪18‬‬ ‫�سن���ة‪ .‬و�أو�ضح الرئي����س التنفيذي ع�ض���و مجل�س‬ ‫�إدارة الم�ص���رف‪ ،‬محمد بوجيري‪� ،‬أن المنتج الجديد‬ ‫م�صمم لتعري���ف ال�شباب بمفاهي���م ال�صيرفة في‬ ‫عمر مبكّ ر‪ ،‬ولت�شجيعهم على �إكت�ساب �أنماط توازن‬ ‫وم�س�ؤولي���ة تتعلق بالإنف���اق والتوفير لت�ساعدهم‬ ‫م�ستقبالً‪.‬‬ ‫ويت�ضم���ن "ح�ساب���ي" بطاق���ة "ما�ست���ركارد"‬ ‫لإ�ستخدامه���ا عن���د �أجهزة نق���اط البي���ع‪ ،‬وال�سحب‬ ‫والإيداع ب�أجهزة ال�صراف الآل���ي‪ ،‬وتحويل الأموال‪،‬‬ ‫والت�س���وق عب���ر الإنترن���ت و�إدارة المعام�ل�ات‬ ‫الم�صرفي���ة‪ .‬و�سيك���ون "ح�ساب���ي" م�شت���ركا ً بي���ن‬ ‫ال�ش���اب و�أح���د �أبويه حي���ث �سيتيح ذل���ك للأبوين‬ ‫تحديد حدود الإنفاق‪ .‬و�سيت�سل���م �صاحبا الح�ساب‬ ‫ر�سائل ن�صية ق�صيرة تت�ضمن المبلغ‪ ،‬الوقت‪ ،‬ا�سم‬ ‫المتجر والر�صيد المتوافر لكل معامالت "ح�سابي"‪.‬‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪55‬‬


‫البور�صات العربية والدولية‬

‫�أخبار �أ�سواق المال‬

‫العمالت‬

‫المؤشر‬

‫على برنانكي حماية الإقت�صاد العالمي‬ ‫يعم ��ل رئي�س البن ��ك الإحتياط ��ي الفيديرالي‬ ‫الأميرك ��ي‪ ،‬ب ��ن برنانك ��ي‪ ،‬بج ��د و�صعوب ��ة‬ ‫للحف ��اظ عل ��ى �أ�س ��واق الم ��ال هادئ ��ة‪ ،‬فيم ��ا‬ ‫يخف ��ف الدع ��م المال ��ي ال ��ذي كان �إ�ستخدم ��ه‬ ‫لتوجي ��ه �إقت�ص ��اد الوالي ��ات المتح ��دة �إل ��ى‬ ‫الم�سار ال�صحيح‪.‬‬ ‫وف ��ي حي ��ن �أن الإقت�ص ��اد الأميرك ��ي ُيظه ��ر‬ ‫تح�س ��ن‪ ،‬يري ��د البن ��ك الإحتياط ��ي‬ ‫عالم ��ات ّ‬ ‫الفيديرال ��ي �أن يبد�أ تخفي� ��ض كمية الأموال‬ ‫الت ��ي ُت�ض ّخ ف ��ي الأ�س ��واق المالي ��ة الأميركية‬ ‫والعالمي ��ة ‪ .‬التح�س ��ن البط ��يء ولكن الثابت‪،‬‬ ‫ف ��ي �أرق ��ام البطال ��ة ف ��ي ب�ل�اد الع ��م �س ��ام ه ��و‬ ‫�أف�ض ��ل عالم ��ة عل ��ى �أن الإنتعا� ��ش �أ�صب ��ح‬

‫م�ستداماً على نحو متزايد‪.‬‬ ‫م ��ع ذلك‪� ،‬أ�صبح ��ت الأ�س ��واق العالمية معتادة‬ ‫عل ��ى �إ�ستخ ��دام الأم ��وال الرخي�ص ��ة – الت ��ي‬ ‫ق ��د ذه ��ب منها الكثي ��ر �إلى الأ�س ��واق النا�شئة‪،‬‬ ‫حيث �سعى الم�ستثم ��رون هناك الى الح�صول‬ ‫على عائ ��دات �أف�ضل‪� .‬إن �إنتعا�شاً في الإقت�صاد‬ ‫الأميرك ��ي �س ��وف يج ��ذب الكثي ��ر م ��ن الم ��ال‬ ‫ال ��ى ما ينظر �إلي ��ه على �أنه وجه ��ة �إ�ستثمارية‬ ‫�آمن ��ة‪ ،‬والح ��د من الأموال المتاح ��ة للأ�سواق‬ ‫الأخرى‪ ،‬وال �سيما تلك الموجودة في البلدان‬ ‫النا�شئ ��ة‪ .‬كما ر�أينا عندما �أث ��ار برنانكي لأول‬ ‫مرة فكرة الحد من الحوافز الإقت�صادية‪ ،‬من‬ ‫الممكن �أن ي�ؤدي هذا الأمر �إلى عدم �إ�ستقرار‬

‫خطير في الأ�سواق العالمية‪.‬‬ ‫من جهت ��ه حاول برنانكي طم�أنة الم�ستثمرين‬ ‫ب�أن ��ه ف ��ي �أول بادرة �ضع ��ف تبدو ف ��ي الإقت�صاد‬ ‫الأميرك ��ي‪ ،‬ف�إن ��ه �سيوا�ص ��ل �سيا�ست ��ه النقدي ��ة‬ ‫ف ��ي دعم الأ�سواق المالي ��ة‪ .‬ولكن هذا هو عزاء‬ ‫�صغي ��ر بالن�سب ��ة �إل ��ى الأ�س ��واق النا�شئ ��ة‪ ،‬الت ��ي‬ ‫تواج ��ه فقاعات �أ�صول طالم ��ا �إ�ستمرت �سيا�سة‬ ‫الت�سهي ��ل النقدي ��ة للإحتياط ��ي الفيديرال ��ي‪،‬‬ ‫ولك ��ن هروب الأم ��وال �إذا توقف ��ت‪ .‬ينبغي على‬ ‫برنانكي �أن ي�ضع في �إعتباره �أن لديه م�س�ؤولية‬ ‫تج ��اه الإقت�صاد العالمي ل ��ذا عليه �إدارة العودة‬ ‫�إلى ال�سيا�سة النقدية العادية بحذر‪.‬‬ ‫لندن ‪ -‬محمد �سليم‬

‫ن�شاط ف�صلي �إ�ستثنائي ل�سوق ال�سندات في دول مجل�س التعاون‬ ‫�أف ��ادت بيان ��ات عالمي ��ة ب� ��أن �س ��وق ال�سن ��دات‬ ‫الخليجي ��ة �شهدت خالل الرب ��ع الثاني من ال�سنة‬ ‫ن�شاط ًا كبير ًا �ساهم ف ��ي تربع القطاع الم�صرفي‬ ‫عل ��ى عر�ش �س ��وق ال�سن ��دات الم�ؤ�س�سي ��ة‪ ،‬بينما‬ ‫�شهدت الإكتتاب ��ات الأولية في دول الخليج خالل‬ ‫الفترة ذاتها تراجع ًا كبير ًا مقارنة بالعام الما�ضي‬ ‫نتيجة التطورات ال�سيا�سية في المنطقة‪.‬‬ ‫و�أكدت �شرك ��ة "بي دبليو �سي ال�ش ��رق الأو�سط"‬ ‫في تقري ��ر �أ�صدرته �أخير ًا ع ��ن �أداء �أ�سواق دول‬ ‫الخلي ��ج‪� ،‬أن �س ��وق ال�سندات �شه ��دت �إ�صدارات‬ ‫مهم ��ة من بن ��ك الكوي ��ت المركزي ال ��ذي بلغت‬ ‫عائداته الإجمالية ‪ 6.7‬مليارات دوالر من �أ�سهم‬ ‫الخزينة وال�سندات الحكومية الطويلة الأجل‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار التقري ��ر ال ��ى �أن القط ��اع الم�صرف ��ي‬ ‫�إ�ستف ��اد م ��ن �إ�ص ��دارات كبيرة م ��ن الم�صارف‬ ‫في الإم ��ارات وقط ��ر‪� ،‬شملت ال�شريح ��ة الأولى‬ ‫من ر�أ� ��س المال لـ "بنك الإمارات دبي الوطني"‬ ‫بقيم ��ة ملي ��ار دوالر‪� ،‬إل ��ى جان ��ب �إ�ص ��دار �آخر‬ ‫بالقيم ��ة ذاته ��ا من "بن ��ك قطر الوطن ��ي"‪ ،‬في‬ ‫�إطار خطة ال�سن ��دات الأوروبية ال�صغيرة الأجل‬ ‫للم�صرف‪� ،‬إ�ضاف ��ة �إلى �إ�صدارين من "بنك �أبو‬ ‫‪54‬‬

‫ظب ��ي الوطن ��ي" و "بن ��ك دبي التج ��اري" بـ‪465‬‬ ‫مليون دوالر و‪ 500‬مليون على التوالي‪.‬‬ ‫والح ��ظ ف ��ي �أعق ��اب الهدوء ال ��ذي �س ��اد الربع‬ ‫الأول م ��ن ال�سنة‪� ،‬أن �سوق ال�صك ��وك ال�سعودية‬ ‫كان من �أكثر الأ�س ��واق ن�شاط ًا في الربع الثاني‪،‬‬ ‫ب�إ�ص ��دارات كبي ��رة عل ��ى م�ست ��وى القطاعي ��ن‬ ‫الم�ؤ�س�س ��ي والحكومي‪ .‬و�شملت هذه الإ�صدارات‬ ‫ال�صك ��وك ال�ص ��ادرة م ��ن "بن ��ك التنمي ��ة‬ ‫الإ�سالم ��ي" بعائ ��دات بلغت ملي ��ار دوالر‪ ،‬ومن‬ ‫"ال�شركة ال�سعودية للكهرباء" و"�شركة �صدارة‬ ‫للكيمياويات" بعائ ��دات بلغت ملياري دوالر لكل‬ ‫منهم ��ا‪� ،‬إ�ضاف ��ة �إلى ال�صك ��وك ال�ص ��ادرة من‬ ‫�شرك ��ة "دانة غاز" الإماراتي ��ة التي حققت ‪850‬‬ ‫ملي ��ون دوالر م ��ن طرحه ��ا الم�سته ��دف لإعادة‬ ‫تمويل ديونها القائمة‪.‬‬ ‫و�أكد التقرير �أن ن�شاط الإكتتابات العامة الأولية‬ ‫ف ��ي دول الخلي ��ج �إ�ستم ��ر ف ��ي التراج ��ع خ�ل�ال‬ ‫الرب ��ع الثان ��ي‪� ،‬إذ �شهد ثالث ��ة �إكتتابات جديدة‬ ‫ل ��م تتجاوز قيمته ��ا ‪ 48‬ملي ��ون دوالر‪ ،‬في مقابل‬ ‫�إكتتابين ب� �ـ‪ 337‬مليون ًا خالل الربع الأول‪ .‬ولفت‬ ‫�إل ��ى تراج ��ع متو�سط قيم ��ة الإكتتاب ��ات ‪ 94‬في‬

‫العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫المئة مقارنة بالفترة ذاتها العام الما�ضي الذي‬ ‫�شهد �أربعة �إكتتابات ب� �ـ‪ 1.1‬مليار دوالر‪ ،‬م�ؤكد ًا‬ ‫�أن الرب ��ع الحال ��ي �شهد‪ ،‬على رغ ��م الإنخفا�ض‬ ‫الملحوظ في قيم ��ة الإكتتابات‪� ،‬إ�ستقرار ًا ن�سبي ًا‬ ‫في عدد الإكتتابات الذي بلغ ثالثة‪.‬‬ ‫و�أظهر �أن �س ��وق م�سقط للأوراق المالية �سجلت‬ ‫�أول �إكتتاب هذه ال�سنة قيمته �ستة ماليين دوالر‬ ‫ل�شرك ��ة "ال�شرقية لتحلية المي ��اه" التي �شهدت‬ ‫�أ�سهمه ��ا �إقبا ًال كبير ًا على رغ ��م �إنخفا�ض قيمة‬ ‫الطرح‪.‬‬ ‫وق ��ال رئي�س �أ�س ��واق ر�أ�س المال ف ��ي "بي دبليو‬ ‫�سي ال�شرق الأو�س ��ط" �ستيفن دريك "يبدو �أن‬ ‫المخ ��اوف من الرك ��ود الإقت�صادي في عدد من‬ ‫الأ�س ��واق العالمي ��ة‪ ،‬والإ�ضطرابات المت�صاعدة‬ ‫ف ��ي م�صر ودول �أخرى في ال�شرق الأو�سط‪� ،‬أدت‬ ‫�إل ��ى �ضع ��ف �إقب ��ال الم�ستثمري ��ن و�ساهمت في‬ ‫خف�ض قيم ��ة االكتتابات خ�ل�ال الربع الحالي"‪،‬‬ ‫متوقع� � ًا �أن توا�ص ��ل �أ�س ��واق ر�أ� ��س الم ��ال ف ��ي‬ ‫المنطقة هدوءها �إلى حين ا�ستقرار �أداء �أ�سواق‬ ‫ر�أ�س الم ��ال العالمي ��ة والأو�ض ��اع ال�سيا�سية في‬ ‫المنطقة‪.‬‬


‫الأمنية المحلية‪.‬‬ ‫لكن هل هناك ثمة منفذ للخروج من نقاط ال�ضعف‬ ‫في النمو الإقت�صادي؟‬ ‫ي�شي ��ر الم�ص ��رف �إل ��ى �أن الخروق ��ات الأمني ��ة‬ ‫المتكررة‪� ،‬إ�ضاف ��ة �إلى تحذيرات تجنب ال�سفر �إلى‬ ‫لبن ��ان ال�صادرة �أخي ��ر ًا عن دول �أجنبي ��ة وعربية‪،‬‬ ‫�ست�ؤث ��ر �سلب� � ًا ف ��ي قطاع ��ات ال�سياح ��ة والعقارات‬ ‫والتج ��ارة‪ ،‬كذل ��ك ف�إنه ��ا �ست�ضع ��ف الإ�سته�ل�اك‬ ‫�أكث ��ر وهو ال ��ذي يعتبر المح� � ّرك الأ�سا�س ��ي للنمو‬ ‫الإقت�صادي‪.‬‬ ‫ه ��ذه التوقع ��ات يذه ��ب رئي� ��س ق�س ��م الأبح ��اث‬ ‫الإقت�صادي ��ة والتحليلية ف ��ي مجموعة بنك بيبلو�س‬ ‫ن�سي ��ب غبريل �إلى �أبع ��د منها‪ ،‬حيث يرى �أن تراجع‬ ‫ن�سب ��ة النم ��و والجم ��ود وا�ض ��ح‪ ،‬فنج ��د �أن الن�سبة‬ ‫كان ��ت ‪ %7,5‬عام ‪ 2010‬ث ��م تراجعت �إلى ‪ %1,8‬في‬ ‫‪ 2011‬و�إل ��ى ‪ %0,6‬ف ��ي ‪ ، 2012‬فيما ت�شير توقعات‬ ‫ه ��ذا العام ب�أن ال يكون هناك نمو‪� ،‬أي �أن ي�صل �إلى‬ ‫ال�صفر مع �إحتمال ح�صول �إنكما�ش في الإقت�صاد‪.‬‬ ‫وبطبيع ��ة الح ��ال ي�ضي ��ف غبري ��ل �أن القط ��اع‬ ‫الم�صرف ��ي ي�شعر به ��ذا الجم ��ود الإقت�صادي غير‬ ‫المريح بعد تراجع فر� ��ص الت�سليفات‪ ،‬والم�شاريع‬ ‫الإ�ستثمارية الأجنبي ��ة الكبيرة الجديدة في لبنان‪،‬‬ ‫ف�ض ًال ع ��ن ت�أجيل م�شاريع عدي ��دة ب�سبب الأو�ضاع‬ ‫ال�سيا�سية والأمنية‪.‬‬ ‫ومن الأعباء الت ��ي ت�شكل عبئ ًا متزايد ًا على القطاع‬ ‫الم�صرف ��ي هناك م�ستوى الدي ��ن العام والعجز في‬ ‫الموازن ��ة‪ .‬فالدولة اللبنانية ال تزال تعتمد كلي ًا على‬ ‫القط ��اع الم�صرفي لتمويل عجز الموازنة‪ ،‬في وقت‬ ‫ال يوجد �إج ��راء جدّي �أو ر�ؤي ��ة م�ستقبلية لتخفي�ض‬ ‫هذا العجز وحاجات الدولة للإ�ستدانة‪.‬‬

‫الم�صارف اللبنانية العاملة في �سوريا‬ ‫وبالع ��ودة �إلى الم�صارف اللبناني ��ة ال�سبعة العاملة‬ ‫ف ��ي �سوريا منذ نحو عقد‪ ،‬يرى معظم الخبراء �أنها‬ ‫ال تزال تحت مجهر المراقبة والمتابعة حر�ص ًا على‬ ‫الإ�ستمرار وتطويق ًا للخ�سائر‪.‬‬ ‫فالخريطة الإ�ستثمارية والت�شغيلية لم�صارف لبنان‬ ‫ف ��ي �سوريا تب ّدل ��ت جذري ًا مع تح ّول من ��اخ الأعمال‬ ‫ف ��ي بالد ال�شام من "�إيجاب ��ي" الى "�سلبي"‪ ،‬الأمر‬ ‫الذي دفع م�صرف لبنان الى رفع م�ستوى الم�ؤونات‬ ‫لتغطي ��ة المخاط ��ر المفتوح ��ة عل ��ى �سق ��وف غي ��ر‬ ‫محددة بم ��ا يتالءم و�إ�ستمرار العمليات الع�سكرية‪،‬‬ ‫وح ّف ��ز الم�صارف عل ��ى �إتخاذ ما يف ��وق المطلوب‬ ‫منه ��ا لتتجاوز الن�س ��ب المطلوب ��ة وت�صبح مالءتها‬

‫حاكم م�صرف لبنان ريا�ض �سالمة‪:‬‬ ‫مواكبة الو�ضع عن كثب‬

‫�سعد الأزهري‪ :‬ال�سوق الم�صرفية اللبنانية‬ ‫مغطاة �أكثر من الالزم‬

‫�أكث ��ر م ��ن ال�ل�ازم (‪ .)Over Provision‬وعلي ��ه‪،‬‬ ‫تبدّلت ارقام الأداء الم�صرفي على نحو دراماتيكي‬ ‫تما�شي ًا مع �إتجاه الأو�ضاع �سيا�سيا و�أمنيا‪.‬‬ ‫ووف ��ق االح�ص ��اءات الر�سمي ��ة المتواف ��رة‪ ،‬ف ��ان‬ ‫المقارن ��ة بي ��ن العامي ��ن ‪ 2010‬و‪ 2012‬تظهر وفق‬

‫الخريطة الإ�ستثمارية لم�صارف‬ ‫تبدلت جذري ًا مع‬ ‫لبنان في �سوريا ّ‬ ‫تح ّول مناخ االعمال في بالد ال�شام من‬ ‫"�إيجابي" الى "�سلبي"‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫دفع م�صرف لبنان الى رفع م�ستوى‬ ‫الم�ؤونات لتغطية المخاطر المفتوحة‬

‫الخبير المالي الدكتور غازي وزني الآتي‪:‬‬ ‫‪ -1‬الر�سامي ��ل‪ :‬تراجعت م ��ن ‪ 550‬مليون دوالر الى‬ ‫نحو ‪ 450‬مليون ًا‪.‬‬ ‫‪ -2‬الأ�صول‪ :‬تراجعت من ‪ 8‬مليارات دوالر الى ‪3,7‬‬ ‫ملي ��ارات‪ ،‬بتراج ��ع ‪ %54‬لت�صبح قيمته ��ا نحو ‪317‬‬ ‫مليار ليرة �سورية‪.‬‬ ‫‪ -3‬الودائع‪� :‬إنخف�ضت م ��ن ‪ 5,6‬مليارات دوالر الى‬ ‫‪ 2,7‬ملياري ��ن‪ ،‬بتراج ��ع ‪ %52‬لت�صب ��ح قيمته ��ا نحو‬ ‫‪ 228‬مليار ليرة �سورية‪.‬‬ ‫‪ -4‬الت�سليف ��ات‪� :‬إنخف�ض ��ت م ��ن ‪ 3‬ملي ��ارات دوالر‬ ‫ال ��ى ‪ 1,3‬ملي ��ار‪ ،‬بتراجع ‪ %72‬لت�صب ��ح قيمتها نحو‬ ‫‪112‬مليار ليرة �سورية‪.‬‬ ‫‪ -5‬الأرباح‪ :‬تراجعت من ‪ 47‬مليون دوالر الى ‪13,8‬‬ ‫مليون� � ًا‪ ،‬ب�سبب زي ��ادة الم�ؤونات لتغطي ��ة القرو�ض‬ ‫الم�شكوك ف ��ي تح�صيلها وتقل�ص �صافي الإيرادات‬ ‫م ��ن الفوائ ��د والعم ��والت وزي ��ادة الم�صاري ��ف‬ ‫الت�شغيلية‪ .‬علم� � ًا �أنها بلغت ‪ 5,64‬ماليين دوالر في‬ ‫الف�صل االول من ‪.2013‬‬ ‫لكن‪ ،‬هل �إنعك�س التراجع على فروع تلك الم�صارف‬ ‫في المحافظات ال�سورية؟‬ ‫ت�ؤك ��د م�ص ��ادر �إدارة "بن ��ك بيم ��و ال�سع ��ودي‬ ‫الفرن�سي"‪ ،‬وه ��و من اكبر الم�ص ��ارف �إنت�شار ًا في‬ ‫ال�س ��وق ال�سوري ��ة مع ‪ 41‬فرع� � ًا‪� ،‬أن �سيا�سة الإقفال‬ ‫الموق ��ت هي ال�سائدة لدى كل الم�صارف اللبنانية‪،‬‬ ‫وبات لدى "بيمو" حالي ًا نحو ‪ 31‬فرع ًا عام ًال بعيد ًا‬ ‫م ��ن مناطق الإ�شتباكات‪" ،‬علم ًا �أننا لم ن�صرف �أي ًا‬ ‫من الموظفين"‪.‬‬ ‫والالف ��ت �أن ثمة م�ؤ�شرات �إيجابي ��ة مفاجئة تتمثلّ‬ ‫في �إرتفاع ع ��دد الزبائن ووف ��رة ال�سيولة‪ ،‬و�إنعدام‬ ‫�إن�سحاب الودائ ��ع �أو �إقفال ح�سابات‪ ،‬فيما ترجمت‬ ‫ال�صعوب ��ات بق ��درة الزبائ ��ن عل ��ى �إلت ��زام ت�سديد‬ ‫الدي ��ون (م�شك�ل�ات ف ��ي العملي ��ات التجاري ��ة او‬ ‫ال�صناعي ��ة و�سواها)‪" ،‬لذا‪ ،‬اخذنا م�ؤونات لتغطية‬ ‫االخط ��ار‪ ،‬مم ��ا يجع ��ل الخ�سائ ��ر ورقي ��ة"‪ ،‬ت�شير‬ ‫الم�صادر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الإقفال الم�ؤق ��ت �إن�سحب �أي�ضا عل ��ى "بنك �سوريا‬ ‫والمهج ��ر" ال ��ذي �إ�ضطر �إل ��ى �إقفال ‪ 8‬ف ��روع من‬ ‫�أ�ص ��ل ‪ 27‬فرع ًا ف ��ي �سوريا‪ ،‬بح�س ��ب رئي�س مجل�س‬ ‫�إدارة بن ��ك لبنان والمهج ��ر �سعد الأزه ��ري‪ ،‬الفت ًا‬ ‫�إل ��ى �أن االقف ��ال �شم ��ل المناط ��ق الأكث ��ر حم ��اوة‬ ‫ع�سكري ��ة مثل حلب "حي ��ث �أقفلنا ‪ 4‬فروع من ا�صل‬ ‫‪ ،7‬و�إقف ��ال فرعين في حم�ص وفرع في حماه و�آخر‬ ‫في المنطقة ال�صناعي ��ة في �ضاحية دم�شق‪ ،‬بينما‬ ‫تعمل فروع م�صرفنا كلها في دم�شق"‪.‬‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪57‬‬


‫�أ�سواق المال‬

‫مصارف‬

‫في ظل ركود �إقت�صادي مخيف وو�ضع �أمني مت�أزم و�أزمة �سيا�سية تتعقد كل يوم‬

‫المصارف اللبنانية في سوريا في عين العاصفة‬ ‫عل��ى الرغم م��ن تطمين��ات حاكم‬ ‫م�صرف لبنان ريا�ض �سالمة وت�أكيده‬ ‫عل��ى �أن موج��ودات الم�ص��رف‬ ‫المركزي بالعمالت الأجنبية باتت‬ ‫تتع��دى ال‪ 27‬ملي��ار دوالر‪ ،‬و�أن ال‬ ‫خوف عل��ى الليرة‪ ،‬وب ��أن �إجمالي‬ ‫الودائع في الم�ص��ارف اللبنانية بلغ‬ ‫نح��و ‪ 135‬ملي��ار دوالر‪ ،‬يتخ��وف‬ ‫بع���ض خب��راء الم��ال ب ��أن تنعك�س‬ ‫الأزم��ة ال�سوري��ة �إذا طال��ت عل��ى‬ ‫الم�ص��ارف اللبناني��ة ال�سبع��ة التي‬ ‫�إفتتحت فروع ًا ع��دة في كل �أنحاء‬ ‫�سوريا وت�ؤدي بالتالي الى الت�أثير في‬ ‫الو�ضع الم�صرفي اللبناني المحلي‪.‬‬

‫بيروت ‪ -‬مازن مجوز‬ ‫�أعلنت جمعي ��ة الم�صارف اللبنانية في‬ ‫في الثامن من تموز (يوليو) الفائت �أن‬ ‫الم�ص ��ارف‪ ،‬وبت�شجيع م ��ن الجمعية‪ ‬ومن م�صرف‬ ‫لبن ��ان‪ ،‬تم�ض ��ي بتخ�صي� ��ص الج ��زء االكب ��ر م ��ن‬ ‫�أرباحه ��ا (‪ ) %75‬لتقوية زي ��ادة ر�ساميلها‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫الى تكوين �إحتياطات حرة لمخاطر م�ستقبلية غير‬ ‫محدّدة‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ارت الجمعي ��ة ف ��ي تقرير له ��ا �أن ذل ��ك ي�أتي‬ ‫تدعيم ًا لقدرة الم�ص ��ارف على مواجهة �أي طارئ‬ ‫محتم ��ل ف ��ي الم�ستقب ��ل قد ين�ش� ��أ نتيج ��ة االو�ضاع‬ ‫الإقليمي ��ة والدولي ��ة ال�صعب ��ة‪ ،‬عنده ��ا ال ت�ضط ��ر‬ ‫الم�ص ��ارف للج ��وء �إل ��ى �إ�ص ��دار �أدوات ر�أ�سمالية‬ ‫مكلفة‪.‬‬ ‫ويك�ش ��ف التقري ��ر �أن ه ��ذه ال�سيا�س ��ة �ساهم ��ت‬ ‫بم�ضاعف ��ة ر�سامي ��ل الم�ص ��ارف خ�ل�ال ال�سنوات‬ ‫القليل ��ة الما�ضية وزادتها من ‪ 6‬ال ��ى �أكثر من ‪112‬‬ ‫مليار دوالر‪ ،‬مما ي�شيع الإرتياح في اال�سواق المالية‬ ‫العالمي ��ة وي�ؤكد متانة و�صالب ��ة القطاع الم�صرفي‬ ‫والمالي في لبنان‪.‬‬

‫فالم�صارف اللبناني ��ة وال�سلطات النقدية �إعتمدت‬ ‫وف ��ق التقري ��ر "معايي ��ر" ب ��ازل ‪ " 3‬وه ��ي تعم ��ل‬ ‫عل ��ى ت�سري ��ع عملي ��ة و�ضعها مو�ض ��ع التنفي ��ذ‪� ،‬إذ‬ ‫�سيمكنها ذلك من التما�شي مع مقررات المجموعة‬ ‫الأوروبي ��ة‪ )srp( ‬التي تو�شك عل ��ى ال�صدور حيث‬ ‫�ستنف ��ذ �إعتب ��ار ًا من مطل ��ع ‪ .2014‬ومن المعروف‬ ‫�أن ل ��دى الم�ص ��ارف اللبنانية �شبك ��ة �إنت�شار مهمة‬ ‫ف ��ي الحيز االوروب ��ي (قبر�ص‪ ،‬فرن�س ��ا‪ ،‬بريطانيا‪،‬‬ ‫لوك�سمب ��ورغ‪� ،‬ألماني ��ا‪ ،‬وبلجيك ��ا) وال مف ��ر �أمامها‬ ‫�س ��وى الإلتزام به ��ذه المقررات �ش�أنه ��ا بذلك �ش�أن‬ ‫م ��ا يزي ��د ع ��ن ‪ 3800‬م�ص ��رف يعمل ف ��ي النطاق‬ ‫االوروبي‪.‬‬ ‫ه ��ذه النظرة الإيجابية يقابلها تخفي�ض الم�صرف‬ ‫الإ�ستثم ��اري العالم ��ي " باركليز كابيت ��ال" توقعاته‬ ‫لنمو الإنت ��اج المحلي الإجمالي في لبنان �إلى ‪%1,2‬‬ ‫ف ��ي ‪ 2013‬م ��ن ‪ % 2‬ف ��ي توقع ��ات �سابق ��ة‪ ،‬ب�سب ��ب‬ ‫ال�ضعف الوا�س ��ع في الن�ش ��اط الإقت�صادي المحلي‬ ‫والتوقعات بتفاقم حال عدم الإ�ستقرار‪.‬‬ ‫كما توقع الم�صرف �أن تزداد الأو�ضاع الإقت�صادية‬ ‫والإجتماعي ��ة ال�ضعيف ��ة ف ��ي لبن ��ان �س ��وء ًا نتيج ��ة‬ ‫الجمود ال�سيا�س ��ي الحالي �أو التدهور في الأو�ضاع‬ ‫تدهور الليرة ال�سورية‬ ‫�أثر على عائدات الم�صارف‬ ‫اللبنانية في �سوريا‬

‫‪56‬‬

‫العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬


‫للم�صارف ال�سبعة �إلى ‪ 52,7‬مليون ليرة �سورية في‬ ‫الف�صل الأول من العام ‪ ،2013‬ما ي�شكل �إنخفا�ض ًا‪ ‬‬ ‫ق ��دره ‪ %98,2‬ع ��ن ‪ 2,9‬ملي ��اري لي ��رة‪� ‬سوري ��ة في‬ ‫الف�ص ��ل الأول م ��ن الع ��ام ‪ ،2012‬وذل ��ك مقارن� � ًة‬ ‫بخ�سائ ��ر مجمعة �صافية و�صل ��ت �إلى ‪ 489,5‬مليون‬ ‫لي ��رة‪� ‬سورية ف ��ي الف�صل الرابع م ��ن العام ‪.2012‬‬ ‫وقد و�صل ��ت �أرباح الم�صارف ال�سبعة �إلى ما يوازي‬ ‫‪ 0,64‬ملي ��ون دوالر �أميركي مقارن� � ًة ب‪ 49,8‬مليون‬ ‫دوالر �أميركي في الفت ��رة عينها من العام الما�ضي‬ ‫وب‪ 6,9‬ماليين دوالر ف ��ي الف�صل الرابع من العام‬ ‫‪ 2012‬بح�س ��ب �أ�سعار ال�صرف الر�سمي ��ة ال�سائدة‬ ‫خ�ل�ال ك ّل م ��ن ه ��ذه الف�ص ��ول‪ .‬وبلغ ��ت الإيرادات‬ ‫الت�شغيلي ��ة للم�ص ��ارف ‪ 4,7‬ملي ��ارات لي ��رة �سورية‬ ‫في الف�ص ��ل الأول من الع ��ام ‪� ،2013‬أي ب�إنخفا�ض‬ ‫�سنوي ق ��دره ‪ .%35,7‬ويعود هذا الإنخفا�ض الكبير‬ ‫في �أرب ��اح الم�صارف �إلى تراج ��ع �أرباح بنك عوده‬ ‫�سوري ��ا بن�سب ��ة ‪ 825,1-( %99,7‬ملي ��ون لي ��رة‬ ‫�سورية)‪ ،‬و�إنخفا�ض ف ��ي �أرباح بنك بيمو ال�سعودي‬ ‫الفرن�س ��ي بن�سب ��ة ‪ 388,4-( %59,5‬ملي ��ون لي ��رة‬ ‫�سوري ��ة)‪ ،‬وتراج ��ع ف ��ي �أرب ��اح‪ ‬فرن�سبن ��ك �سوريا‬ ‫بن�سب ��ة ‪ 361,5-( %64,3‬ملي ��ون لي ��رة �سوري ��ة)‪،‬‬ ‫و�إنخفا� ��ض في �أرباح بن ��ك ال�ش ��رق بن�سبة ‪%95,5‬‬ ‫(‪ 360,8-‬ملي ��ون ليرة �سوري ��ة)‪ ،‬وتراجع في �أرباح‬ ‫بنك �سوريا والمهجر بن�سبة ‪ 92,6-( %83,5‬مليون‬ ‫ليرة �سورية)‪.‬‬ ‫�أي�ض� � ًا‪ ،‬تحول ��ت الأرب ��اح ال�صافي ��ة لبن ��ك �سوري ��ا‬ ‫والخليج �إلى خ�سائر بلغت ‪ 277,6‬مليون ليرة �سورية‬ ‫م ��ن �أرباح و�صلت �إلى ‪ 274,5‬مليون ليرة �سورية في‬ ‫الف�صل الأول من الع ��ام ‪ ،2012‬فيما تحولت �أرباح‬ ‫بنك بيبلو�س �سوريا �إلى خ�سائر بلغت ‪ 171,8‬مليون‬ ‫لي ��رة �سورية في الف�صل الأول م ��ن العام من �أرباح‬ ‫بلغ ��ت ‪ 114,5‬مليون ليرة �سوري ��ة في الفترة نف�سها‬ ‫من الع ��ام الما�ضي‪ .‬علم� � ًا �أن الم�ص ��ارف ال�سبعة‬ ‫المف�صلة والنتائج المالية‬ ‫لم تن�شر بعد موازناته ��ا‬ ‫ّ‬ ‫للف�صل الأول من العام ‪.2013‬‬

‫حماية الفروع في �سوريا‬ ‫ي�ؤك ��د �ص ��ادر �أن الم�ص ��ارف اللبناني ��ة العاملة في‬ ‫�سوريا "نجحت ن�سبي ًا في تج ّنب �إنعكا�سات الأزمة‪،‬‬ ‫خ�صو�ص� � ًا م ��ن خ�ل�ال مجموعة م ��ن الإج ��راءات‬ ‫الم ّتخ ��ذة �إبت ��دا ًء م ��ن ‪ 2011‬كتقلي� ��ص ت�سليفاتها‬ ‫للزبائن ال�سوريي ��ن‪� ،‬إذ ت�سمح الم�صارف اللبنانية‬ ‫للقرو� ��ض ال�سوري ��ة باال�ستحق ��اق‪ ،‬وال تتناف�س على‬ ‫�إ�ستقطاب الودائع"‪.‬‬

‫ن�سيب غبريل‪:‬‬ ‫الم�صارف اللبنانية باقية في �سوريا‬

‫ن�سيب غبريل ‪" :‬ت�أثر الم�صارف‬ ‫ال�سورية التابعة لم�صارف لبنانية هو‬ ‫من ناحية الت�سليفات والودائع لكنها ال‬ ‫تزال تعمل هناك‪ ،‬و�أ�ستبعد نية �أي منها‬ ‫في الخروج من ال�سوق ال�سورية"‬ ‫وي�شير �إلى �أن م�صرف لبنان الذي يواكب الأو�ضاع‬ ‫عن كثب‪� ،‬سيق ��وم ب�إجراء �إختبارات �ضغط جديدة‬ ‫لتل ��ك الم�ص ��ارف ف ��ي محاول ��ة لر�ص ��د تداعيات‬ ‫الهبوط الم�ستم ّر لنتائجها على الم�صارف الأم في‬ ‫لبنان‪ ،‬وبالتالي على م�ؤ�شرات القطاع كك ّل"‪.‬‬ ‫وعل ��ى ال�صعي ��د الإح�صائ ��ي‪ ،‬ي�ضي ��ف �ص ��ادر‪،‬‬ ‫"�إ�ستطاع ��ت الم�صارف التابع ��ة �أو ال�شريكة ال�ستة‬ ‫لم�ص ��ارف لبنانية في �سوريا �أن تحتّل موقع ًا مميز ًا‬ ‫في ال�س ��وق الم�صرفي ��ة ال�سوري ��ة‪ .‬وبعدما عرفت‪،‬‬ ‫كمجموع ��ة‪� ،‬إزده ��ار ًا ملحوظ ًا قبل �إن ��دالع الحرب‬ ‫ال�سوري ��ة‪� ،‬أي ابت ��دا ًء م ��ن الع ��ام ‪ 2007‬و�صو ًال �إلى‬ ‫ال ��ذروة ف ��ي نهاي ��ة الع ��ام ‪� ،2010‬شه ��د �إجمال ��ي‬ ‫العام ْين‬ ‫�أ�صوله ��ا و�أرباحه ��ا ال�صافية تراجع ًا ف ��ي َ‬ ‫‪ 2011‬و‪� 2012‬إث ��ر الحوادث الأمنية والإ�ضطرابات‬ ‫ال�سيا�سية التي خ ّلفت �إنعكا�سات �سلبية على القطاع‬ ‫الم�صرفي ال�سوري عموم ًا"‪.‬‬ ‫وكان ��ت القيم ��ة الإجمالية للأ�صول ق ��د و�صلت �إلى‬ ‫الح� � ّد الأعل ��ى في نهاي ��ة الع ��ام ‪ ،2010‬حيث بلغت‬ ‫حوال ��ي ثماني ��ة ملي ��ارات دوالر‪ ،‬وو�ص ��ل متو�س ��ط‬

‫نموها ال�سنوي في الفترة الممتدة بين نهاية ‪2007‬‬ ‫ونهاية ‪� 2010‬إلى ‪ 25,6‬في المئة‪.‬‬ ‫لكنّ االنعكا�س ��ات ال�سلبية للأحداث ال�سورية �أ ّثرت‬ ‫ب�شكل مبا�شر عل ��ى قيمة الأ�صول الإجمالية �إذ �أنها‬ ‫"انخف�ض ��ت �إلى ‪ 5,4‬مليارات دوالر في نهاية العام‬ ‫‪ 2011‬وث ��م �إلى ‪ 3,7‬ملي ��ارات دوالر في نهاية العام‬ ‫ويف�سر ذلك التراجع الكبير‬ ‫‪ ،" 2012‬ي�ؤك ��د �صادر‪َّ .‬‬ ‫ف ��ي �إجمال ��ي الموازن ��ة بانخفا�ض �إجمال ��ي ودائع‬ ‫العم�ل�اء لكون الم�صارف ال�ستّة التابعة �أو ال�شريكة‬ ‫لم�ص ��ارف لبناني ��ة تعتمد عل ��ى الودائ ��ع كم�صدر‬ ‫�أ�سا�س ��ي للموارد‪ .‬فكان من الطبيع � ّ�ي �أن تت�أ ّثر بنية‬ ‫توظي ��ف تلك الموارد‪ ،‬وبالتال ��ي �صافي الت�سهيالت‬ ‫الإئتمانية المبا�ش ��رة من قبل الم�صارف التابعة �أو‬ ‫ال�شريكة‪.‬‬ ‫ووف ��ق �ص ��ادر‪ ،‬ف�إنه ��ا ق ��د تراجع ��ت‪ ،‬م ��ن "ثالثة‬ ‫مليارات دوالر في نهاي ��ة ‪� 2010‬إلى مليارين ومئتي‬ ‫ملي ��ون دوالر ف ��ي نهاية الع ��ام ‪ 2011‬ث � ّ�م �إلى مليار‬ ‫وخم�سمئة ملي ��ون دوالر في �أيلول (�سبتمبر) ‪2012‬‬ ‫(�أحدث الأرقام المتوافرة)‪.‬‬ ‫وي�ؤك ��د �ص ��ادر "�أن مخاطر ه ��ذه القرو� ��ض ُتعتبر‬ ‫مح ��دودة ومتد ّني ��ة �إذ ان ح�صته ��ا م ��ن �إجمال ��ي‬ ‫موج ��ودات الم�صارف في لبن ��ان ال تتجاوز الواحد‬ ‫في المئة"‪.‬‬ ‫ف ��ي المقاب ��ل‪ ،‬ي�ؤكد م ��ازن �سوي ��د �أن الأزمة تكمن‬ ‫في الإقت�صاد الحقيق ��ي‪� ،‬أي في تراجع ن�سبة النمو‬ ‫و�إرتف ��اع ن�سب ��ة البطالة �إ�ضافة �إل ��ى تدهور المالية‬ ‫العامة‪،‬الفت ًا �إلى �أنه في حال �إ�ستمرار هذا التدهور‬ ‫ل�سن ��وات عدة‪ ،‬عندها هناك خ�شية من العودة الى‬ ‫�أزم ��ة العام ‪ 2001‬حين �إرتفع الدي ��ن العام وفوائد‬ ‫الإ�ستدانة الى م�ستويات قيا�سية‪.‬‬ ‫و�إذ ال ينف ��ي �سويد �أن القط ��اع الم�صرفي يملك ما‬ ‫يكف ��ي من ال�سيولة‪ ،‬لكن ��ه "يعاني من �أزمة مرتبطة‬ ‫بكيفي ��ة �إ�ستثمار هذه ال�سيولة‪ ،‬لأن حجم الإقت�صاد‬ ‫�أق ��ل بكثي ��ر م ��ن حج ��م الم�ص ��ارف"‪ .‬يذك ��ر �أنه‬ ‫"عندما حقق الإقت�صاد اللبناني نمو ًا بن�سبة ‪،%8‬‬ ‫ك ��ان القط ��اع الم�صرف ��ي يم� � ّول القطاعي ��ن العام‬ ‫والخا� ��ص ولديه رغم ذل ��ك‪ ،‬فائ�ض م ��ن ال�سيولة‪،‬‬ ‫وكان ��ت ن�سبة الت�سليف ��ات مقابل الودائ ��ع ال تتعدّى‬ ‫‪ ،%33‬وهي الأدنى في العالم"‪.‬‬ ‫وي�ضي ��ف �أن ��ه "ال يمكنن ��ا الق ��ول �أن هن ��اك زيادة‬ ‫كبيرة في الودائع لأنها تزداد بوتيرة ما بين ‪ 6‬و‪% 8‬‬ ‫�سنوي ًا في وقت كان ��ت تزيد من قبل بين ال ‪ 15‬وال‬ ‫‪ 20‬في المئة"‪.‬‬ ‫ويواف ��ق غبري ��ل عل ��ى ما ج ��اء في ك�ل�ام �سويد في‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪59‬‬


‫�أ�سواق المال‬

‫¶‬

‫عمالت‬

‫و�إعتب ��ر �أن "تراج ��ع االداء ترج ��م ف ��ي �إنخفا� ��ض‬ ‫الت�سلي ��ف على م ��دى عامي االزمة م ��ن ‪ 650‬مليون‬ ‫دوالر ال ��ى �أقل من ‪ 40‬مليون� � ًا‪ ،‬وتراجع الودائع من‬ ‫‪ 1,8‬ملي ��ار دوالر الى ‪ 400‬ملي ��ون‪ ،‬بينما نخ�ص�ص‬ ‫االرباح الت�شغيلية كلها لتغطية الأخطار �أي بتحويلها‬ ‫الى خانة الم�ؤونات"‪.‬‬ ‫ل ��ذا‪ ،‬يج ��زم الأزه ��ري ب� ��أن ال�س ��وق الم�صرفي ��ة‬ ‫اللبناني ��ة مغطاة �أكثر من ال�ل�ازم‪ ،‬نافي ًا وجود �أية‬ ‫م�شكلة �إنك�شاف في �سوريا ب�سبب حجم الم�ؤونات‪.‬‬ ‫�أما غبريل في�شي ��ر �إلى �أن ت�أثر الم�صارف ال�سورية‬ ‫التابعة لم�ص ��ارف لبنانية هو من ناحية الت�سليفات‬ ‫والودائع‪ ،‬لكنها ال ت ��زال تعمل هناك‪ ،‬م�ستبعد ًا نية‬ ‫�أي منها في الخروج من ال�سوق ال�سورية‪.‬‬ ‫بدوره ي�شدد الخبير الإقت�صادي مازن �سويد على �أن‬ ‫قلق الم�صارف هو على تداعيات الأحداث ال�سورية‬ ‫على الو�ضع الإقت�صادي وال�سيا�سي اللبناني‪.‬‬ ‫ويتاب ��ع �أن الم�ص ��ارف اللبناني ��ة الت ��ي لديها فروع‬ ‫ف ��ي �سوريا �أخذت في الع ��ام ‪ 2012‬م�ؤونات �ضخمة‬ ‫بطلب من م�صرف لبن ��ان واليوم �أ�صبحوا يتمتعون‬ ‫بالغط ��اء و�آخذين في الإعتبار التداعيات المحتملة‬ ‫للو�ضع ال�سوري‪.‬‬ ‫وعل ��ى عادته ��ا كركي ��زة �أ�سا�سي ��ة ف ��ي الإقت�ص ��اد‬ ‫اللبناني‪ ،‬فقد تمكنت الم�صارف اللبنانية –‪ -‬على‬ ‫رغ ��م التراجع ال ��ذي �أ�ص ��اب فروعها ف ��ي �سوريا‪،‬‬ ‫حيث �أقفل ‪ 18‬فرع� � ًا من �أ�صل ‪ ( 26‬ب�شكل م�ؤقت)‬ ‫و�إنخف�ضت الودائع بن�سبة ثالثين في المئة ‪ --‬من‬ ‫تحقيق ن�سب نمو مقبولة تق ��ارب الثمانية في المئة‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪ ،2012‬في مقاب ��ل ‪ 11.5‬ف ��ي المئة في‬ ‫العام ‪ ،2010‬وفق وزني‪.‬‬ ‫وك ّون ��ت الم�ص ��ارف‪ ،‬وبطل ��ب من م�ص ��رف لبنان‪،‬‬ ‫م�ؤون ��ات �إحترازي ��ة بقيم ��ة �أربعمئة ملي ��ون دوالر‪،‬‬ ‫لتغطي ��ة الخ�سائر والقرو�ض المه ��ددة والت�سليفات‬ ‫في فروعها ال�سورية‪.‬‬ ‫ويالح ��ظ الخبراء �أن تراج ��ع الأداء الم�صرفي في‬ ‫ال�سوق ال�سورية يعود �إلى تدهور �سعر �صرف الليرة‬ ‫ال�سوري ��ة من ‪ 53‬ليرة للدوالر الى ‪ 125‬ليرة للدوالر‬ ‫وف ��ق ال�سعر الر�سمي‪ ،‬وليراوح بين ‪ 247‬و‪ 260‬ليرة‬ ‫للدوالر في ال�سوق ال�سوداء‪.‬‬ ‫من هنا‪ ،‬يتوق ��ع وزني �أن يواجه ن�ش ��اط الم�صارف‬ ‫اللبناني ��ة ف ��ي �سوريا �صعوب ��ات �أكبر ف ��ي المرحلة‬ ‫المقبل ��ة‪" ،‬لتط ��ول الخ�سائ ��ر الأ�ص ��ول والر�ساميل‬ ‫والموجودات‪ .‬لكنها لن تتخلى عن ال�سوق ال�سورية‪،‬‬ ‫لأنها تراهن على م�ستقبل �سوريا و�أهمية دورها في‬ ‫المنطقة وحجمها الإقت�صادي وال�سكاني"‪.‬‬ ‫‪58‬‬

‫مكرم �صادر‪:‬‬ ‫�إدارة الأزمة الحالية ممكنة وقائمة ب�أدنى الخ�سائر‬

‫مكرم �صادر‪" :‬م�صرف لبنان يواكب‬ ‫الأو�ضاع عن كثب‪ ،‬و�سيقوم ب�إجراء‬ ‫�إختبارات �ضغط في محاولة لر�صد‬ ‫الم�ستمر لنتائجها‬ ‫تداعيات الهبوط‬ ‫ّ‬ ‫على الم�صارف الأم في لبنان"‬

‫تح�سن الأرباح بعد ر�صد الم�ؤونات‬ ‫وف ��ي ه ��ذا ال�ص ��دد ي�ؤك ��د الأمي ��ن الع ��ام لجمعية‬ ‫الم�ص ��ارف اللبناني ��ة الدكتور مكرم �ص ��ادر على‬ ‫�أن"ت�صني ��ف الم�ص ��ارف يرتب ��ط بالت�صني ��ف‬ ‫ال�سي ��ادي"‪ ،‬مذكر ًا ب�أن "نتائج الم�صارف اللبنانية‬ ‫تظه ��ر نم ��و ًا م�ستدام ًا وموقع� � ًا مالي ًا يتّ�س ��م بالقوة‬ ‫وال�سيا�سات المحافظة والر�صينة في وجه الظروف‬ ‫تتح�سن‬ ‫الت�شغيلية ال�صعبة التي يعي�شها‪ ،‬ويتو ّقع �أن ّ‬ ‫�أرباحه ��ا بع ��د االنته ��اء من ر�ص ��د الم�ؤون ��ات التي‬ ‫�إقتطعته ��ا نتيج ��ة تده ��ور الأو�ضاع ف ��ي المنطقة‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص� � ًا ف ��ي �سوري ��ا‪ ،‬و�أن ت�صل �إل ��ى م�ستويات‬ ‫مرتفع ��ة �إذا تزامنت مع �إنفراجات �أمنية و�سيا�سية‬ ‫في لبنان ودول الجوار"‪.‬‬ ‫�أما في م ��ا يتعلق بالأرباح ال�صافية‪ ،‬فقد برز العام‬ ‫‪ 2010‬في الطليعة حيث ح ّققت الم�صارف ال�سورية‬ ‫ال�ست ��ة التابع ��ة �أو ال�شريك ��ة لم�ص ��ارف لبناني ��ة‬ ‫كمجموعة "زيادة في �أرباحها المج ّمعة التي و�صلت‬ ‫المتو�سط ال�سنوي‬ ‫�إل ��ى ‪ 47‬مليون دوالر‪ ،‬لتنمو ف ��ي‬ ‫ّ‬

‫العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫بن�سب ��ة ‪ %33,2‬خ�ل�ال الفت ��رة الممت� �دّة من ‪2007‬‬ ‫�إلى ‪ ."2010‬لكنّ الأح ��داث ال�سورية غ ّيرت مجرى‬ ‫االزده ��ار لتتراجع الأرباح ال�صافي ��ة �إلى "نحو ‪36‬‬ ‫ملي ��ون دوالر في نهاية الع ��ام ‪ 2011‬و�إلى ‪ 17‬مليون‬ ‫دوالر في العام ‪." 2012‬‬ ‫ويب ��دي �صادر ثقته بالم�ص ��ارف العاملة في �سوريا‬ ‫عل ��ى ه ��ذا ال�صعي ��د بعدم ��ا �أثبت ��ت قدرته ��ا على‬ ‫الت�أقل ��م مع الم�ستج� �دّات ّ‬ ‫وتخطي الأزم ��ة الراهنة‬ ‫والإ�ستمرار في ت�سجيل �أداء ج ّيد ن�سبي ًا على الرغم‬ ‫م ��ن التراجع الحا�صل م ��ع تفاقم الأح ��داث‪ ،‬لأنها‬ ‫تتم ّت ��ع بخبرة وتم ّر� ��س في �إدارة الأزم ��ات‪ ،‬ولديها‬ ‫�شبك ��ة زبائن وعالقات عريق ��ة وعري�ضة في �سوريا‬ ‫�إيداع� � ًا و�إقرا�ض� � ًا وم�ساهم� � ًة وه ��ي حري�صة على‬ ‫�سالمتها وعلى تطويرها م�ستقب ًال"‪.‬‬ ‫وتب ّي ��ن النتائج المالية الأولي ��ة ال�صادرة عن �سبعة‬ ‫م�صارف �سورية تابعة لم�صارف لبنانية �أن �إجمالي‬ ‫�أ�صوله ��ا بل ��غ ‪ 317‬ملي ��ار لي ��رة �سوري ��ة ف ��ي نهاية‬ ‫�شهر�آذار (مار� ��س) ‪� ،2013‬أي ب�إرتفاع قدره ‪%2,2‬‬ ‫ع ��ن نهاية الع ��ام ‪ .2012‬ويعود الإرتف ��اع �إلى زيادة‬ ‫بمع ��دل ‪ %16,1‬ف ��ي‪� ‬أ�ص ��ول بنك �سوري ��ا والمهجر‬ ‫(‪ 9,5+‬ملي ��ار لي ��رة �سوري ��ة)‪ ،‬يليه �إرتف ��اع بن�سبة‬ ‫‪ 6,3%‬ف ��ي �أ�ص ��ول فرن�سبن ��ك �سوري ��ا (‪ 2,1+‬مليار‬ ‫لي ��رة �سوري ��ة)‪ ،‬و�إرتفاع بن�سبة ‪ %1‬ف ��ي �أ�صول بيمو‬ ‫ال�سع ��ودي الفرن�سي (‪ 0,83+‬ملي ��ار ليرة �سورية)‪.‬‬ ‫وق ��د ع ّو�ض النم ��و في �أ�ص ��ول ك ّل من بن ��ك �سوريا‬ ‫والمهجر‪ ،‬وفرن�سبنك �سوريا‪ ،‬وبنك‪ ‬بيمو ال�سعودي‬ ‫الفرن�س ��ي الإنخفا� ��ض الذي بل ��غ ‪ %24,2‬في �أ�صول‬ ‫بنك ال�شرق‪ ،‬التابع للبن ��ك اللبناني الفرن�سي (‪4-‬‬ ‫مليارات ليرة �سوري ��ة)‪ ،‬والتراجع بن�سبة ‪ %2,3‬في‬ ‫�أ�صول بنك عوده �سوريا (‪ 1,2-‬مليار ليرة �سورية)‪،‬‬ ‫والإنخفا� ��ض بن�سبة ‪ %0,7‬في �أ�ص ��ول بنك بيبلو�س‬ ‫�سوريا (‪ 0,3-‬مليار ليرة �سورية)‪ ،‬والتراجع بن�سبة‬ ‫‪ %0,8‬في �أ�صول بنك �سوري ��ا والخليج التابع للبنك‬ ‫الوطني الأول (‪ 0,2-‬مليار ليرة �سورية)‪.‬‬ ‫وبلغ مجم ��وع حقوق الم�ساهمي ��ن للم�صارف ‪35,3‬‬ ‫مليار ليرة �سورية‪� ،‬أو ‪ 406,5‬ماليين دوالر �أميركي‪،‬‬ ‫في نهاية �شه ��ر�آذار (مار� ��س) ‪� ،2013‬أي من دون‬ ‫تغيير عن نهاية العام ‪ .2012‬كما بلغ �إجمالي �أ�صول‬ ‫ه ��ذه الم�صارف حوالي ‪ 3,7‬مليارات دوالر �أميركي‬ ‫بح�س ��ب �أ�سع ��ار ال�صرف الر�سمي ��ة ال�سائدة خالل‬ ‫هذه الفترة‪ .‬وقد جاءت نتائ ��ج التقرير في الن�شرة‬ ‫اال�سبوعية لمجموعة بنك بيبلو�س ‪Lebanon This‬‬ ‫‪،Week‬ال�صادرة في ‪ 26‬حزيران (يونيو) الفائت‪.‬‬ ‫وفي موازاة ذلك‪ ،‬و�صلت الأرباح المج ّمعة ال�صافية‬


‫�أ�سواق المال‬

‫¶‬

‫عمالت‬

‫ما يتعل ��ق بال�سيول ��ة المتوف ��رة في�ش ��رح �أن "�صلب‬ ‫الر�أ�سم ��ال ف ��ي القط ��اع الم�صرف ��ي يرتف ��ع‪ ،‬وال‬ ‫ت ��زال عنده ن�سبة �سيولة كبي ��رة ومرتفعة‪ ،‬وهي من‬ ‫�أعل ��ى الن�سب في العال ��م‪ ،‬وكذلك ف� ��إن �إدارة هذه‬ ‫الم�ص ��ارف ه ��ي �إدارة محافظة وواعي ��ة للمخاطر‬ ‫القائم ��ة وللو�ضع القائ ��م والمتمث ��ل ببع�ض جوانبه‬ ‫بالجمود الإقت�صادي بعد تراجع فر�ص الت�سليفات‪،‬‬ ‫والم�شاري ��ع الإ�ستثمارية الأجنبية الكبيرة الجديدة‬ ‫ف ��ي لبنان‪ ،‬ف�ض ًال عن ت�أجيل م�شاريع عديدة ب�سبب‬ ‫الأو�ضاع ال�سيا�سية والأمنية"‪.‬‬ ‫وي�ش ��دد عل ��ى �أن "الم�ص ��ارف اللبناني ��ة تتمت ��ع‬ ‫بخبرة في التعاطي ف ��ي فترة الأزمات ال �سيما تلك‬ ‫التي م ��رت بها ف ��ي ال�سني ��ن الع�شر الأخي ��رة على‬ ‫الم�ستويين الداخلي والخارجي"‪.‬‬ ‫�أم ��ا الكن ��ز الأه ��م ل ��دى الم�ص ��ارف‪ ،‬فه ��و بنظر‬ ‫�صادر مجتمع رجال الأعم ��ال ال�سوريون‪ ،‬من تجار‬ ‫و�صناعيي ��ن وغيرهم من �أ�صحاب المهن الح ّرة"‪،‬‬ ‫م�ؤك ��د ًا �أن "م�صارفن ��ا �ستقف معه ��م ّ‬ ‫لتخطي هذه‬ ‫المرحلة ال�صعبة لأنهم �إ�ستثمار للم�ستقبـل"‪.‬‬ ‫ه ��ذه الأرقام ت�ض ��ع الودائع ال�سوري ��ة عند "حدود‬ ‫ثالث ��ة في المئ ��ة من الودائع الإجمالي ��ة"‪ .‬و ُي�ضاف‬ ‫ال ��ى الودائ ��ع ال�سورية لدى الم�ص ��ارف العاملة في‬ ‫لبنان‪ ،‬ودائ ��ع ال�سوريين لدى الم�ص ��ارف اللبنانية‬ ‫العاملة في �سوريا‪.‬‬ ‫وتناق�ص ��ت تلك الودائ ��ع بنتيجة الح ��رب ال�سورية‬ ‫الم�ستم� � ّرة و�إنعكا�سه ��ا �سلب� � ًا عل ��ى �أداء االقت�صاد‬ ‫ال�س ��وري وعلى كا ّفة الم�ص ��ارف العاملة في ال�سوق‬ ‫ال�سورية‪ ،‬اللبنانية وغير اللبنانية‪.‬‬ ‫وعل ��ى عادته ��ا كركي ��زة �أ�سا�سي ��ة ف ��ي الإقت�ص ��اد‬ ‫اللبناني‪ ،‬فقد تمكنت الم�ص ��ارف اللبنانية – على‬ ‫رغم التراجع الذي �أ�صاب فروعها في �سوريا‪ ،‬حيث‬ ‫�أقف ��ل ‪ 18‬فرعا من �أ�ص ��ل ‪ ،26‬وانخفا� ��ض الودائع‬ ‫بن�سب ��ة ثالثي ��ن في المئ ��ة ‪ -‬من تحقي ��ق ن�سب نمو‬ ‫مقبول ��ة تقارب الثمانية ف ��ي المئة في العام ‪،2012‬‬ ‫ف ��ي مقابل ‪ 11.5‬ف ��ي المئة في الع ��ام ‪ ،2010‬وفق‬ ‫وزني‪.‬‬ ‫وك ّون ��ت الم�ص ��ارف‪ ،‬وبطل ��ب من م�ص ��رف لبنان‪،‬‬ ‫م�ؤون ��ات �إحترازي ��ة بقيم ��ة �أربعمئة ملي ��ون دوالر‪،‬‬ ‫لتغطي ��ة الخ�سائر والقرو�ض المه ��ددة والت�سليفات‬ ‫في فروعها ال�سورية‪.‬‬

‫مقترحات وحلول‬ ‫وف ��ي الخت ��ام ي ��رى �ص ��ادر �أن ��ه "�سيك ��ون عل ��ى‬ ‫الم�ص ��ارف اللبناني ��ة العاملة ف ��ي �سوري ��ا‪� ،‬ش�أنها‬

‫غازي وزني‪ :‬رغم ال�صعوبات حققت‬ ‫الم�صارف اللبنانية –ال�سورية نتيجة مقبولة‬

‫مازن �سويد‪� :‬ضرورة �إحداث �صدمة �إيجابية‬ ‫في اال�سواق‬

‫ف ��ي ذلك �ش� ��أن ك ّل الم�ص ��ارف الأخ ��رى‪� ،‬أن ت�أخذ‬ ‫في الإعتبار �إنعكا�س الأح ��داث المتدهورة �أ�سبوع ًا‬ ‫�إثر �أ�سب ��وع‪ ،‬على نوعي ��ة محاف ��ظ �إقرا�ضها داخل‬ ‫الإقت�صاد ال�سوري"‪.‬‬ ‫وم ��ن الطبيع ��ي‪ ،‬وتطبيق� � ًا للمعايي ��ر الم�صرفي ��ة‬ ‫�ات لقرو�ضها ما‬ ‫الدولي ��ة ال�سليمة‪�" ،‬أن تك ِّون م�ؤون � ٍ‬ ‫ي�ؤثر في ربحيتها"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وي�شي ��ر �إل ��ى ان "م�صرفا لبنانيا واح ��دا باال�ستناد‬ ‫�إل ��ى م ��ا �أعلنه مدي ��ره العام ق ��د �شه ��د تراجع ًا في‬

‫ودائعه م ��ن ‪ 650‬مليون قب ��ل �إندالع الأح ��داث �إلى‬ ‫ثمانين مليون دوالر حالي ًا �أي بمعدّل ‪ 88‬في المئة‪.‬‬ ‫وف ��ي نظ ��رة �سريع ��ة عل ��ى الحل ��ول المطلوبة يرى‬ ‫مازن �سويد �أن هناك �ضرورة اليوم لإحداث �صدمة‬ ‫�إيجابي ��ة ف ��ي اال�س ��واق‪ ،‬مع دخ ��ول لبن ��ان المو�سم‬ ‫ال�سياح ��ي ال ��ذي ي�ؤ ّم ��ن الج ��زء االكبر م ��ن الناتج‬ ‫المحل ��ي االجمال ��ي‪ ،‬وبالتال ��ي‪ ،‬ي�ساهم ف ��ي زيادة‬ ‫النمو الإقت�صادي‪.‬‬ ‫ولف ��ت ال ��ى انه "ف ��ي حال ل ��م نتمكن م ��ن �إحداث‬ ‫�صدم ��ة �إيجابية ترفع النمو م ��ن ‪� 1‬إلى ‪� 4‬أو ‪ %5‬في‬ ‫الأ�شهر الأربعة المقبلة‪ ،‬ف�إن البالد �ستدخل �إبتداء‬ ‫م ��ن �شه ��ر �أيلول (�سبتمب ��ر) في �أزم ��ة على �صعيد‬ ‫الإقت�صاد الحقيقي‪.‬‬ ‫واعتب ��ر �سوي ��د �أن ال�س� ��ؤال الأول ال ��ذي يج ��ب �أن‬ ‫تطرح ��ه الحكوم ��ة المقبلة على نف�سه ��ا هو‪" :‬كيف‬ ‫نعي ��د عجلة النم ��و؟" مو�ضح ًا انه يج ��ب العمل �أو ًال‬ ‫عل ��ى زي ��ادة ن�سبة النمو �إل ��ى حوال ��ي ‪ ،% 5‬وبعدها‬ ‫البحث في اال�صالحات البنيوية الجذرية المرتبطة‬ ‫بقطاعات الطاق ��ة واالت�ص ��االت والنقل واال�صالح‬ ‫المال ��ي واالجتماعي بهدف زي ��ادة النمو من ‪� 5‬إلى‬ ‫‪.% 9‬‬ ‫بدوره يعتبر �صادر �أن "�إدارة الأزمة الحالية ممكنة‬ ‫وقائم ��ة ب�أدن ��ى الخ�سائ ��ر‪� :‬إم ��ا من خ�ل�ال تكوين‬ ‫الم�ؤون ��ات الكافي ��ة ول ��و عل ��ى ح�س ��اب الربحية �أو‬ ‫من خ�ل�ال مواكبة الزبائن بطريق ��ة ذكية ُتريحهم‬ ‫وتحف ��ظ قدراته ��م الإئتماني ��ة"‪ ،‬م�شي ��ر ًا �إل ��ى �أن‬ ‫"�إ�ستم ��رار الأزمة لأمد لي�س بقليل يمكن �أن يزيد‬ ‫الأم ��ر �صعوب ��ة وتعقيد ًا عل ��ى الم�ص ��ارف و�أدائها‪،‬‬ ‫علم ًا ب�أن م�ستقب ��ل ال�سوق ال�سورية يبقى في المدى‬ ‫المتو�سط والطويل واعد ًا"‬

‫غازي وزني ‪" :‬على الرغم من �إقفال‬ ‫‪ 18‬فرع ًا من �أ�صل ‪( 26‬ب�شكل م�ؤقت)‬ ‫و�إنخفا�ض الودائع بن�سبة ثالثين في‬ ‫المئة فقد تمكنت هذه الم�صارف‬ ‫من تحقيق ن�سب نمو مقبولة تقارب‬ ‫الثمانية في المئة في العام ‪ ،2012‬في‬ ‫مقابل ‪ 11.5‬في المئة في العام ‪"2010‬‬ ‫مازن �سويد‪" :‬في حال �إ�ستمرار هذا‬ ‫التدهور ل�سنوات عدة‪� ،‬ستكون هناك‬ ‫خ�شية من العودة الى �أزمة العام‬ ‫‪ 2001‬حين �إرتفع الدين العام وفوائد‬ ‫الإ�ستدانة الى م�ستويات قيا�سية"‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪61‬‬


‫مجلة لكل العرب‬ www.asswak-alarab.com


‫بإيجاز‬

‫وكالة الطاقة الدولية تتوقع ت�سارع الطلب على النفط في ‪2014‬‬ ‫�أعلنت وكالة الطاقة الدولية ال�شهر الفائت رفع توقعاتها للطلب العالمي على النفط ب�سبب ال�صقيع‬ ‫غي ��ر الإعتي ��ادي الذي �ساد ف ��ي كثير من دول منظمة التع ��اون والتنمي ��ة الإقت�صادية خالل الف�صل‬ ‫الثاني من العام‪.‬‬ ‫فبالن�سب ��ة الى الع ��ام ‪ 2014‬ت�صدر وكالة الطاقة لل ��دول المتطورة �أول توقعاتها م ��ع زيادة منتظرة‬ ‫لي�سج ��ل رقم ًا قيا�سي ًا م ��ن ‪ 92.0‬مليون‬ ‫للإ�سته�ل�اك بـ‪ 1.2‬ملي ��ون برميل قيا�س ًا �إل ��ى العام ‪ّ 2013‬‬ ‫برميل في اليوم‪ ،‬بفعل تح�سن متو َّقع لإاقت�صاد العالمي‪ .‬و�إن كان الم�ستوى القيا�سي ال ي�ش ّكل عن�صر‬ ‫مفاج� ��أة ‪ -‬الإ�ستهالك العالم ��ي للنفط ّ‬ ‫يحطم ب�إنتظام م�ستواه القيا�سي كل �سنة ‪ -‬ف�إن هذه الوتيرة‬ ‫ً‬ ‫�ست�سجل ت�سارع ًا قيا�سا لعام ‪ 2013‬حيث تتوقع وكالة الطاقة �إرتفاعا بـ‪� 930‬ألف برميل في اليوم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وبح�س ��ب وكالة ال�صحافة الفرن�سية قالت وكالة الطاقة في تقريرها ال�شهري �إن هذا التقدير للنمو‬ ‫ه ��ذه ال�سن ��ة هو نتيجة مراجعة بعد ت�سجيل زي ��ادة ‪� 145‬ألف برميل في ال�شه ��ر الفائت‪ ،‬ليرتفع �إلى‬ ‫‪ 90.8‬مليون برميل يومي ًا‪.‬‬ ‫ولفتت الوكالة التي تتخذ من باري�س مقرا لها "�إن الطق�س البارد ب�صورة غير �إعتيادية بالن�سبة الى‬ ‫المو�س ��م ف ��ي دول منظمة التعاون والتنمية الإقت�صادية‪� ،‬أدى �إلى طلب مفاجئ في وقت من ال�سنة ‪-‬‬ ‫ي�سجل الطلب عادة �أدنى م�ستوى"‪.‬‬ ‫الف�صل الثاني ‪ -‬حيث ّ‬ ‫وهذا البرد لوحده ت�سبب ب�إرتفاع كبير للطلب بـ‪� 645‬ألف برميل �إ�ضافي في اليوم خالل الربع الثاني‬ ‫بح�س ��ب الوكالة‪ .‬لكن زيادة التوقعات بعد مراجعتها لعام ‪ 2013‬وت�سارع النمو بالن�سبة الى ‪ 2014‬ال‬ ‫ي�أخ ��ذان بالح�سبان المراجعة نحو الإنخفا�ض بـ‪ 0.2‬نقطة مئوية للنمو الإقت�صادي العالمي من قبل‬ ‫�صندوق النقد الدولي التي جاءت مت�أخرة لتعديل التقرير ال�شهري كما �أو�ضحت الوكالة‪.‬‬

‫"قطر للبترول" ت�ستحوذ على ربع محطة كهرباء في اليونان‬ ‫�أعلن ��ت "م�ؤ�س�س ��ة قط ��ر للبت ��رول الدولية" في‬ ‫الدوحة الإ�ستحواذ على ‪ 25‬في المئة من محطة‬ ‫"هي ��رون ‪ "2‬للطاق ��ة الكهربائية اليونانية‪ ،‬مع‬ ‫الإلتزام بعدم �إعالن قيمة ال�صفقة‪.‬‬ ‫وق ��ال المدي ��ر التنفي ��ذي للغ ��از والطاق ��ة ف ��ي‬ ‫ال�شرك ��ة‪� ،‬سعود ب ��ن عبدالرحم ��ن �آل ثاني بعد‬ ‫التوقي ��ع‪" :‬ح�ص� ��ص الم�ساهم ��ة ف ��ي ال�شرك ��ة‬ ‫�أ�صبح ��ت الآن بواق ��ع ‪ 50‬في المئ ��ة ل�شركة غاز‬ ‫دي فران�س �أي �سوي�س و‪ 25‬في المئة من ن�صيب‬ ‫جيك تيرنا اليونانية‪ ،‬و‪ 25‬في المئة من ن�صيب‬ ‫قطر للبترول الدولية"‪.‬‬ ‫ورف�ض وزير الطاقة وال�صناعة القطري محمد‬ ‫بن �صالح ال�س ��ادة‪ ،‬الإعالن عن مبلغ ال�صفقة‪،‬‬ ‫مكتفي� � ًا بالقول �إن "ال�سعر م ��ن الموا�ضيع التي‬ ‫تم الإتفاق عل ��ى �أن تظل بي ��ن ال�شركاء"‪ .‬لكنه‬ ‫�أ�ش ��ار ف ��ي المقابل �إلى �أن "تموي ��ل ال�صفقة تم‬ ‫من طريق م�صارف يونانية"‪.‬‬ ‫وتبل ��غ طاق ��ة �إنت ��اج المحط ��ة ‪ 400‬ميغ ��اواط‬ ‫قابل ��ة للزيادة‪ .‬و�أ�ش ��ار بيان �صحاف ��ي ُو ّزع بعد‬

‫وزير الطاقة وال�صناعة القطري محمد بن �صالح ال�سادة‬

‫التوقي ��ع �إل ��ى �أن ه ��ذه "�أولى �إ�ستثم ��ارات قطر‬ ‫للبت ��رول الدول ّي ��ة ف ��ي اليونان‪ ،‬وبداي ��ة لعالقة‬ ‫تع ��اون طويلة ومثمرة بي ��ن ال�شركتين"‪ .‬و�إعتبر‬ ‫البي ��ان �أن "محطة هيرون ‪ 2‬للطاقة الكهربائية‬ ‫تعتب ��ر الأكثر كفاءة في اليونان"‪ .‬ولفت �إلى �أن‬ ‫ه ��ذا "اال�ستح ��واذ ي�ؤ�س�س لعالق ��ة عملية تفتح‬ ‫الباب �أم ��ام عدد من الم�شاري ��ع والإ�ستثمارات‬ ‫المحتملة‪ ،‬لي�س ف ��ي اليونان فح�سب‪ ،‬بل في كل‬ ‫بلدان جنوب ‪� -‬شرق �أوروبا �أي�ض ًا"‪.‬‬

‫م�صف���اة طرابل����س ف���ي لبنان مرف���ق �إنتاجي‬ ‫مهم �أدخل���ه المعنيون الغيبوبة من���ذ نحو ‪ 15‬عاما ً‬ ‫ّ‬ ‫ولم���ا يزل‪ ،‬وه���ي تعاني حاليا ً ال�شل���ل التام بعدما‬ ‫ّ‬ ‫�صدر في ‪� 21‬أيلول (�سبتمبر) ‪ 1992‬قرار وزاري‬ ‫ب�إقفالها‪ ،‬بذريعة ال�صيانة التي لم تبد�أ ولم ِ‬ ‫تنته‪،‬‬ ‫فباتت الم�صفاة ومن�ش�آته���ا والعمال والموظفون‬ ‫في �ضياع كامل‪.‬‬ ‫يعم���ل الي���وم �أكثر م���ن ‪ 300‬موظ���ف وعامل في‬ ‫نقابتي الم�صب والم�صف���اة‪ ،‬وهم ي�ؤمنون معي�شة‬ ‫عائالته���م من ه���ذه الوظيف���ة وتعلي���م �أوالدهم‪،‬‬ ‫نتيج���ة رواتب �شهرية يتقا�ضونه���ا بانتظام‪ ،‬وهم‬ ‫من�ض���وون وفق نوع عملهم �إما ف���ي نقابة الم�صب‬ ‫�أو ف���ي نقاب���ة الم�صفاة‪ .‬وهذا المرف���ق هو الوحيد‬ ‫الذي � ّأمم في لبنان ع���ام ‪ 1973‬في عهد الرئي�س‬ ‫الراح���ل �سليم���ان فرنجية‪ ،‬و�أ�صبح���ت ملكيته بعد‬ ‫ف�سم���ي من�ش�آت النفط‬ ‫الت�أميم للدول���ة اللبنانية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫في طرابل�س‪ .‬بعدما كانت الت�سمية م�صفاة (اي –‬ ‫بي – �سي) �أو �شركة نفط العراق‪.‬‬ ‫قال���ت م�ص���ادر تجاري���ة �إن �ص���ادرات جنوب‬ ‫ال�س���ودان من خام مزيج دار �ستبل���غ �سبعة ماليين‬ ‫برميل في �أغ�سط�س‪�/‬آب بزيادة ‪ 40‬في المئة عن‬ ‫ال�شهر ال�سابق‪.‬‬ ‫كان جن���وب ال�سودان ق���د ا�ست�أن���ف �صادراته من‬ ‫مزي���ج دار في يونيو‪/‬حزيران بع���د �أن تو�صل �إلى‬ ‫ح���ل مع ج���اره ال�س���ودان لن���زاع بخ�صو����ص ر�سوم‬ ‫�إ�ستخ���دام خطوط الأنابيب يرجع �إلى يناير‪/‬كانون‬ ‫الثاني ‪ .2012‬وي�ضخ جنوب ال�سودان غير المطل‬ ‫على منافذ بحرية �إنتاجه من النفط عبر خط �أنابيب‬ ‫لت�صديره من �أرا�ضي ال�سودان‪.‬‬ ‫و�ستقل�ص قفزة �إمدادات مزيج دار فروق الأ�سعار‬ ‫الفوري���ة للخام���ات المناف�س���ة م���ن منطق���ة �آ�سيا‬ ‫والمحي���ط اله���ادي وم���ن غ���رب افريقي���ا وتح�سن‬ ‫هوام����ش �أرب���اح �ش���ركات التكري���ر الق���ادرة على‬ ‫معالجة مثل هذه الأنواع من النفط‪.‬‬ ‫�أعل���ن الرئي����س التنفي���ذي ف���ي �شركة نفط‬ ‫الكويت ها�شم �سي���د ها�شم‪� ،‬إكت�شاف حقل نفطي‬ ‫جدي���د ينتج الخ���ام والغاز ال���ذي يمك���ن ت�سويقه‬ ‫تجاريا ً‪.‬‬ ‫وقال ها�شم �أن "الحقل يت�ضمن كميات تجارية من‬ ‫النف���ط والغاز"‪ ،‬م�شيراً ال���ى �إكت�شافه في منطقة‬ ‫كب���د الواقعة غ���رب الب�ل�اد‪ .‬و�أ�ض���اف "�أن النتائج‬ ‫االولية ت�شي���ر الى تدفق كميات تجارية من النفط‬ ‫والغاز من الحقل الواقع �شم���ال حقل المناقي�ش"‪،‬‬ ‫و�ستعل���ن ال�شرك���ة قريب���ا ً الق���درة االنتاجية لهذا‬ ‫الحقل‪.‬‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪63‬‬


‫النفط‬

‫�أخبار الطاقة‬ ‫من اآلبار‬

‫طفرة التك�سير �سوف ت�ساعد‬ ‫على الحفاظ على �أ�سعار نفط م�ستقرة‬ ‫التكنولوجي ��ا تُغ ّي ��ر العال ��م‪ .‬ف ��ي �صناعة‬ ‫النف ��ط والغاز العالمية‪ ،‬ي�أتي بع�ض �أ�سرع‬ ‫و�أكب ��ر التغييرات اليوم م ��ن تقنية ت�سمى‬ ‫التك�سير الهيدروليك ��ي‪� ،‬أو التك�سير‪ .‬هذا‬ ‫الأ�سل ��وب فت ��ح الب ��اب �أم ��ام �إحتياطات‬ ‫هائل ��ة م ��ن الغ ��از الطبيع ��ي‪ ،‬وعل ��ى نحو‬ ‫متزاي ��د من النف ��ط‪ ،‬كان ��ت محا�صرة ال‬ ‫يمك ��ن الو�صول �إليها ف ��ي طبقات �صخور‬ ‫عميقة تح ��ت مناظر طبيعية في الواليات‬ ‫المتحدة و�أماكن �أخرى من العالم‪.‬‬ ‫وقد نما �إنتاج البترول الأميركي ب�سرعة‪.‬‬ ‫في ال�شه ��ر الفائت‪� ،‬أنتج ��ت البالد ن�سبة‬ ‫‪ 89‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن النف ��ط والغ ��از التي‬ ‫ت�ستهلكه ��ا الأ�سواق الأميركية‪ ،‬وهي �أعلى‬ ‫ح�صة من ��ذ �أكثر من ‪ 20‬عام� � ًا‪ .‬الواليات‬ ‫المتح ��دة ه ��ي الآن �أكبر م�ص� �دّر للنفط‬ ‫وغيره من الوقود المك ّررة في العالم‪.‬‬ ‫�سيك ��ون م ��ن ال�سه ��ل �أن نفتر� ��ض �أن نمو‬ ‫التك�سير �سيحمل �أنباء �سيئة بالن�سبة الى‬ ‫منظمة الدول الم�صدّرة للنفط (�أوبك)‪.‬‬ ‫في الواقع‪� ،‬إعترف ��ت المنظمة في ال�شهر‬ ‫الفائت �أن ��ه في حين �أن الطل ��ب العالمي‬ ‫الكل ��ي م�ستم ��ر ف ��ي النم ��و‪ ،‬ف� ��إن زي ��ادة‬ ‫الإم ��دادات م ��ن خ ��ارج "�أوب ��ك" كافي ��ة‬ ‫لتلبي ��ة الطلب الإ�ضاف ��ي‪ .‬ال �شك �أن هذا‬ ‫الأمر �سيح ّد من �إرتفاع الأ�سعار‪.‬‬ ‫مع ذل ��ك‪ ،‬ل ُيفهم الو�ضع ب�ش ��كل �صحيح‪،‬‬ ‫ه ��ذه �أخبار �سارة ولي�س ��ت �سيئة للجميع‪.‬‬ ‫الإتج ��اه عل ��ى الم ��دى الطوي ��ل بالن�سب ��ة‬ ‫ال ��ى الطل ��ب المتزاي ��د عل ��ى الم ��واد‬ ‫الهيدروكربوني ��ة ال يمك ��ن تغيي ��ره‪ ،‬فه ��و‬ ‫ويح�س ��ن‬ ‫�سيرف ��ع الماليي ��ن م ��ن الفق ��ر ّ‬ ‫م�ستوي ��ات المعي�شة في كثير من البلدان‪.‬‬ ‫لذا يج ��ب على العر�ض �أن يواكب الو�ضع‪.‬‬ ‫وفيم ��ا م�صادر جديدة للنفط والغاز تنمو‬ ‫ف� ��إن هذا التن ��وع في الإم ��دادات‪ ،‬ب�صفة‬ ‫عامة‪ ،‬يعم ��ل على تحقي ��ق الإ�ستقرار في‬ ‫‪62‬‬

‫الأ�سعار‪ ،‬بد ًال من خف�ضها فج�أة‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن طف ��رة التك�سير كتم ��ت فعلي ًا‪،‬‬ ‫عل ��ى الأقل حتى الآن‪ ،‬ك�ل�ام ر�سل ال�ش�ؤم‬ ‫عن"ذروة النفط" الذين على مدى عقود‬ ‫�إ ّدع ��وا ب� ��أن تق ّل� ��ص الإم ��دادات و�إرتفاع‬ ‫الأ�سع ��ار �س ��وف يخنق ��ان النم ��و العالمي‬ ‫قريب ًا‪.‬‬ ‫من جهته ��ا عمل ��ت "�أوبك" طوي�ل ً�ا على‬ ‫�إ�ستق ��رار الأ�سع ��ار‪ ،‬عالم� � ًة ب� ��أن النم ��و‬ ‫الإقت�ص ��ادي المط ��رد والق ��وي في جميع‬ ‫�أنحاء العال ��م يخدم م�صال ��ح المنتجين‬ ‫عل ��ى الم ��دى الطوي ��ل �أف�ض ��ل بكثير من‬ ‫�سيا�سة ق�صي ��رة النظر تعتمد على زيادة‬ ‫الأرباح على المدى الق�صير‪.‬‬ ‫بالطب ��ع‪� ،‬إن تنوع� � ًا �أكب ��ر هو حت ��ى �أكثر‬ ‫�أهمية م ��ع مرور الوق ��ت‪ ،‬ولي�س فقط في‬ ‫م�ص ��ادر النف ��ط والغاز ولكن ف ��ي جميع‬ ‫�أ�شكال الطاقة‪ .‬مع ذل ��ك‪� ،‬إن العديد من‬ ‫�إختراقات تكنولوجية �أكثر‪ ،‬مثل التك�سير‬ ‫الهيدروليك ��ي‪ ،‬ق ��د ي�أت ��ي مع ��ه‪� :‬إ�ستمرار‬ ‫النمو العالي لتكاليف الإ�ستخراج‪ ،‬ناهيك‬ ‫ع ��ن الثمن ال ��ذي �ستدفعه البيئ ��ة مقابل‬ ‫الح�ص ��ول و�إ�ستخدام الوق ��ود الأحفوري‪.‬‬ ‫والجدير ذكره هنا �أن الن�شطاء "الخ�ضر"‬ ‫في الواليات المتح ��دة و�أوروبا‪ ،‬يكافحون‬ ‫ويقاتل ��ون ب�شرا�سة‪ ،‬م ��ن دون نجاح يذكر‬ ‫حتى الآن‪ ،‬للح ّد �أو لمنع التك�سير‪.‬‬ ‫الطاق ��ة ال�شم�سي ��ة‪ ،‬والطاق ��ة النووي ��ة‪،‬‬ ‫وطاق ��ة الري ��اح‪ ،‬وطاق ��ة الم ��د والجزر‪،‬‬ ‫والطاق ��ة الكهرومائي ��ة ‪ ...‬كل هذه و�أكثر‬ ‫منها �سوف تكون هناك حاجة �إليها‪ ،‬والى‬ ‫حكوم ��ات حكيمة وح ��ذرة ‪ -‬بما في ذلك‬ ‫في دول مجل�س التعاون الخليجي ‪ -‬ت�سعى‬ ‫بن�ش ��اط ال ��ى التنوي ��ع للم�ستقب ��ل‪ ،‬جنب ًا‬ ‫�إل ��ى جنب مع �إ�ستق ��رار �أ�سعار النفط في‬ ‫الوقت الحا�ضر‪.‬‬ ‫لندن ‪ -‬هاني مكارم‬

‫العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫الطاقة‬

‫الطاقة البديلة‬

‫لبنان الرابع عالمي ًا في �إ�ستخدام‬ ‫ّ‬ ‫�سخانات المياه ال�شم�س ّية‬ ‫تع� � ّد ال�سخان ��ات‬ ‫ال�شم�سي ��ة �إح ��دى‬ ‫الو�سائ ��ل الحديث ��ة‬ ‫لإ�ستغ�ل�ال الطاق ��ة‬ ‫ال�شم�سي ��ة لأغرا�ض‬ ‫ت�سخي ��ن المي ��اه في‬ ‫المنازل والتجمعات‬ ‫ال�سكني ��ة‪ ،‬وم ��ن‬ ‫وزير الطاقة اللبناني جبران يا�سيل‬ ‫البدائ ��ل المتاح ��ة‬ ‫لت�سخين المياه على المازوت‪ ،‬الغاز �أو الكهرباء‪ ،‬في‬ ‫بلد ي�شه ��د �أ�ص ًال تفوق ًا للطلب على محدودية الإنتاج‬ ‫المتاح‪ .‬وقد �شهدت �صناعة ال�سخانات ال�شم�سية في‬ ‫العالم تطور ًا هائ ًال‪ ،‬خ�صو�صا في االعوام الما�ضية‪،‬‬ ‫عب ��ر التقني ��ات الحديث ��ة والكفي ��ة ب ��دل التقني ��ات‬ ‫التقليدية القديمة الم�ستخدمة في �صناعتها‪.‬‬ ‫"�إن �أي عم ��ل م ��ا ل ��م يك ��ن م�سبوق� � ًا بمجموع ��ة‬ ‫م ��ن التحدي ��ات ال يمك ��ن ت�صنيفه �إنج ��ازا"‪ ،‬هكذا‬ ‫يلخ�ص نائب مدير المرك ��ز اللبناني لحفظ الطاقة‬ ‫زي ��اد الزي ��ن عم ��ل المرك ��ز ف ��ي مقارب ��ة الأهداف‬ ‫الإ�ستراتيجي ��ة المعلنة وتحقيقه ��ا‪� .‬إذ ي�شير الى ان‬ ‫لبن ��ان لم يعد ملحق� � ًا لل�سيا�س ��ات العالمية في هذا‬ ‫المج ��ال‪ ،‬ب ��ل �شريك ًا ف ��ي التخطي ��ط والتنفيذ عبر‬ ‫الجه ��ود الت ��ي يقوم به ��ا المرك ��ز اللبنان ��ي لحفظ‬ ‫الطاقة‪ ،‬بالتن�سيق والتعاون مع كل من برنامج الأمم‬ ‫المتح ��دة الإنمائ ��ي ف ��ي لبن ��ان‪ ،‬ووزارة الطاقة‪ ،‬اذ‬ ‫نلحظ الدع ��م المطلوب وال ��ذي �أدّى �إلى �إ�ستقطاب‬ ‫العديد من الهبات الدولية التي ترجمت في م�شاريع‬ ‫نموذجية على مختلف الأرا�ضي اللبنانية‪.‬‬ ‫وكانت وزارة الطاقة والمياه قد اطلقت بالتعاون مع‬ ‫�إدارة برنام ��ج الأم ��م المتحدة الإنمائ ��ي في لبنان‪،‬‬ ‫م�ش ��روع دعم �سوق ال�سخان ��ات ال�شم�سية في لبنان‪،‬‬ ‫المم� � ّول من مرفق البيئة العالمي‪ ،‬والذي ي�سعى �إلى‬ ‫�أن تك ��ون الم�ساح ��ة الإجمالية ّ‬ ‫لل�سخان ��ات الجديدة‬ ‫الت ��ي �سيتم تركيبه ��ا في لبنان ‪� 190‬أل ��ف متر مربع‬ ‫خ�ل�ال الفت ��رة الممتدة من ‪ 2009‬ال ��ى ‪ ،2014‬والى‬ ‫تحقي ��ق مبيعات �سنوية مقدارها ‪� 50‬ألف متر مربع‪.‬‬ ‫والأه ��م‪ ،‬الت�أ�سي�س لإ�ستمرار نم ��و مطرد في ال�سوق‬ ‫بحي ��ث يتم تحقيق هدف الو�ص ��ول الى ‪1,050,000‬‬ ‫متر مرب ��ع ك�إجمالي م�ساحة الأل ��واح الجديدة التي‬ ‫�سيتم تركيبها في لبنان بحلول ‪.2020‬‬


‫عالم الطاقة‬

‫رأي خبير‬

‫نعمة نفط لبنان هل ستتحول إلى نقمة؟‬ ‫بقلم غ�سان حا�صباني*‬

‫بح�س ��ب منظمة الوالي ��ات المتحدة‬ ‫للم�س ��ح الجيولوج ��ي يتوف ��ر نح ��و‬ ‫‪ 122‬تريليون ق ��دم مكعبة من الغاز في الحو�ض‬ ‫ال�شرق ��ي للمتو�سط‪ .‬و�إ�ستناداً الى تجارب �سابقة‬ ‫ف ��ي المنطق ��ة مث ��ل م�صر‪ ،‬ف ��ان ن�سب ��ة �إ�ستخراج‬ ‫هذه الكمية قد ت�صل الى ‪ .%80‬ومن المتوقع ان‬ ‫ي�ص� �دّر نح ��و ‪ 70‬تريليون قدم مكعب ��ة الى �أوروبا‬ ‫مم ��ا يكفي حاجتها من الغ ��از لمدة �سبع �سنوات‪،‬‬ ‫وي�أت ��ي بعائدات لبلدان �شرق المتو�سط تفوق ‪13‬‬ ‫مليار دوالر �أميركي بناء على �أ�سعار اليوم‪.‬‬ ‫وعل ��ى الرغم من �أن �أوروب ��ا �ست�ستفيد من كمية‬ ‫الغ ��از المقبل ��ة من المنطق ��ة‪ ،‬فهي ل ��ن تح�صل‬ ‫عليها ب�أ�سعار قليلة الن كلفة الإ�ستخراج �ستكون‬ ‫عالية مما يجعل الغاز الم�ستخرج في المنطقة‬ ‫�أعلى من الغاز الطبيعي الأميركي‪.‬‬ ‫وهن ��اك تقدي ��رات لمخ ��زون الغ ��از ف ��ي الج ��زء‬ ‫اللبنان ��ي م ��ن ه ��ذه المنطقة بنح ��و ‪ 30‬تريليون‬ ‫ق ��دم مكعب ��ة‪ .‬وبم ��ا �أن �سع ��ر الأل ��ف ق ��دم مكعبة‬ ‫للغ ��از الطبيع ��ي يت ��راوح بي ��ن ‪ 3‬و ‪ 4‬دوالرات‬ ‫�أميركية في الواليات المتحدة و‪ 8‬الى ‪ 9‬دوالرات‬ ‫ف ��ي �أوروبا‪ ،‬فقد ت�صل العائ ��دات الإجمالية لهذا‬ ‫المخ ��زون ال ��ى م ��ا بي ��ن ‪ 120‬و‪ 240‬ملي ��ار دوالر‪.‬‬ ‫لك ��ن مع �إكت�شاف �أن ��واع جديدة من الغاز‪ ،‬كالغاز‬ ‫ال�صخ ��ري‪ ،‬يتوق ��ع الخب ��راء �أن ينخف� ��ض �سع ��ر‬ ‫الغ ��از الطبيع ��ي م ��ع الوق ��ت �أو ت�صب ��ح عملي ��ة‬ ‫�إ�ستخراج ��ه غي ��ر مجدي ��ة �إقت�صادي� �اً‪ .‬ولك ��ن‬ ‫م ��ا دام ��ت ال�س ��وق الأوروبي ��ة قريب ��ة و�أ�سعاره ��ا‬ ‫مرتفعة‪ ،‬يبق ��ى �إ�ستخراج الغاز مجدياً لل�شركات‬ ‫العامل ��ة ف ��ي ه ��ذا المج ��ال‪� .‬أم ��ا التحدي ��ات‬ ‫الأ�سا�سي ��ة �أم ��ام لبن ��ان ه ��ي وجود قبر� ��ص داخل‬ ‫مناف�سا‬ ‫ال�سوق الأوروبية الم�شتركة مما يجعلها‬ ‫ً‬ ‫كبي ��راً للبن ��ان‪ .‬وما يزي ��د الحال �س ��وءاً هو �إتفاق‬ ‫التع ��اون عل ��ى �إ�ستخ ��راج وت�صدي ��ر النف ��ط بي ��ن‬ ‫قبر� ��ص و�إ�سرائيل ووج ��ود تناف�س �شر�س بينهما‬ ‫ولبن ��ان‪ .‬مع ه ��ذه المخاط ��ر الإ�ستراتيجية‪ ،‬من‬ ‫المتوق ��ع ان تطل ��ب ال�ش ��ركات ح�ص ��ة كبيرة من‬ ‫الأرب ��اح لخف� ��ض مخاطره ��ا المالي ��ة حي ��ث ق ��د‬ ‫تفوق المعدل الدولي المتعارف عليه وهو ‪.%50‬‬ ‫فم ��ن خ�ل�ال ه ��ذه المعادلة‪ ،‬ق ��د يح�ص ��ل لبنان‬ ‫عل ��ى ‪ 60‬ال ��ى ‪ 100‬ملي ��ار دوالر �سنوي� �اً ت ��و ّزع‬ ‫*‬

‫عل ��ى م ��دة ‪� 40‬سن ��ة (�سن ��وات للإ�ستك�ش ��اف‬ ‫وللإ�ستخ ��راج) �أو م ��ا يع ��ادل مليارين ال ��ى �أربع‬ ‫ملي ��ارات دوالر تقري ًب ��ا ف ��ي ال�سن ��ة � اّإل اذا ح�صل‬ ‫الإ�ستخ ��راج بطريق ��ة �أ�س ��رع مما ه ��و من�صو�ص‬ ‫علي ��ه ف ��ي القان ��ون‪ .‬وح�س ��ب القان ��ون الخا� ��ص‬ ‫بالنف ��ط‪ ،‬تح�ص ��ل �ش ��ركات عالمي ��ة خا�ص ��ة على‬ ‫�إمتي ��ازات �أو تراخي� ��ص للتنقي ��ب و�إ�ستخ ��راج‬ ‫ونق ��ل النفط والغ ��از لمدة يج ��ب �أال تتجاوز ‪40‬‬ ‫�سنة‪ .‬وقد ي�ستغرق وقت الإ�ستك�شاف فترة ت�صل‬ ‫�إل ��ى ‪� 7‬سن ��وات تتق ��دم بعدها ال�ش ��ركات بعرو�ض‬ ‫للمرحل ��ة الثاني ��ة �إذا رغب ��ت ف ��ي الم�شارك ��ة في‬ ‫عملية الإ�ستخراج‪.‬‬ ‫والمبل ��غ ال ��ذي تح�صل علي ��ه الدول ��ة اللبنانية‬ ‫ق ��د ي�ساعده ��ا على تقلي�ص العج ��ز الذي يقارب‬ ‫ه ��ذا المبل ��غ وتح�سي ��ن و�ض ��ع الموازن ��ة العام ��ة‬ ‫وتخفي� ��ض الدي ��ن الع ��ام‪ ،‬ولكن ��ه لي� ��س كفي�ًل�ااً‬ ‫بالنهو� ��ض بالإقت�ص ��اد وح ��ده‪ ،‬ب ��ل ه ��و دعام ��ة‬ ‫جدي ��دة‪� ،‬إذا ل ��م يح ��دث فيه ��ا �أي ه ��در �أو �س ��وء‬ ‫�إدارة‪ .‬ويق ��ارن ه ��ذا المبلغ بالمجم ��وع الذي قد‬ ‫تح�ص ��ل علي ��ه قبر� ��ص و�إ�سرائيل وال ��ذي يقرب‬ ‫م ��ن ‪ 400‬مليار دوالر بعد خ�صم ح�صة ال�شركات‬ ‫الم�ستخرجة للغاز‪.‬‬ ‫ويلحظ القانون المخت�ص بالنفط ب�شكل ملفت‬ ‫�أن عائدات هذا القطاع الخا�صة بالدولة‪� ،‬س ُتدار‬ ‫م ��ن قب ��ل �صن ��دوق �سي ��ادي م ��ن دون �أن يح ��دد‬ ‫بالتف�صي ��ل دور ه ��ذا ال�صن ��دوق‪ .‬ولكن ال حاجة‬ ‫ال ��ى �إن�شاء ال�صن ��دوق ال�سيادي �إذا لم يكن هناك‬ ‫فائ� ��ض ف ��ي الموازن ��ة من ج ��راء العائ ��دات غير‬ ‫الإعتيادية‪.‬‬ ‫وعل ��ى الرغ ��م م ��ن �أن عائ ��دات الغ ��از مح ��دودة‬

‫مقارن ��ة ببل ��دان الخلي ��ج �أو الجوار‪ ،‬لك ��ن �أثرها‬ ‫على الإقت�صاد الوطني ملحوظ ويبد�أ مع بداية‬ ‫الإ�ستخ ��راج والبي ��ع وحين تدخ ��ل العائدات في‬ ‫الموازن ��ة حي ��ث من الممك ��ن �أن يرتف ��ع الدخل‬ ‫القوم ��ي بن�سب ��ة ‪ % 5‬م ��ن ج ��راء مداخي ��ل قطاع‬ ‫النف ��ط والغاز‪ .‬وتكون الأولوية لتخفيف الدين‬ ‫الع ��ام و�س ��د العج ��ز ف ��ي الموازن ��ة‪ .‬ولك ��ن الأثر‬ ‫الأه ��م على الإقت�صاد �سيكون في خلق الوظائف‬ ‫المبا�ش ��رة ف ��ي القط ��اع ف ��ور بداي ��ة �أعم ��ال‬ ‫اال�ستك�شاف‪.‬‬ ‫ن�ص عليه‬ ‫وم ��ع تفعيل ال�صندوق ال�سيادي الذي ّ‬ ‫القان ��ون‪ ،‬م ��ن الممك ��ن �أن يب ��د�أ الإ�ستثم ��ار ف ��ي‬ ‫قطاع ��ات متع ��ددة في الإقت�ص ��اد اللبناني‪ ،‬حيث‬ ‫توج ��ه عائ ��دات النف ��ط والغ ��از �إل ��ى القطاع ��ات‬ ‫ّ‬ ‫الرئي�سي ��ة الت ��ي ُتع� � ّزز التناف�سي ��ة كالتعلي ��م‬ ‫وال�صح ��ة والطرق ��ات والجي� ��ش والأم ��ن‪.‬‬ ‫ويُ�ستثن ��ى م ��ن ه ��ذه الالئح ��ة القطاع ��ات الت ��ي‬ ‫ت�ستقط ��ب �إ�ستثم ��ارات خا�ص ��ة والت ��ي ال تحت ��اج‬ ‫�إلى �إ�ستثمار �أو دعم مالي من الدولة‪.‬‬ ‫متخ�ص�ص ��ة في خدمة‬ ‫كم ��ا ق ��د تن�ش�أ م�ؤ�س�س ��ات‬ ‫ّ‬ ‫ال�ش ��ركات الم�ستك�شف ��ة للغ ��از والم�ستخرجة له‬ ‫ّ‬ ‫فتوظف عددًا كبي ًرا من ر�ؤو�س الأموال والعمال‬ ‫في �أن�شطة متعددة في مجاالت الهند�سة و�إدارة‬ ‫الم�شاري ��ع وال�صيان ��ة والنق ��ل وغيره ��ا‪ .‬وتك ��ون‬ ‫ه ��ذه الم�ؤ�س�سات في غالبيتها متو�سطة الحجم‬ ‫ومو ّزع ��ة على المناطق‪ .‬وقد تت�ش ��ارك �أكثر من‬ ‫�شرك ��ة في الأعم ��ال �أو تمثل �ش ��ركات عالمية ما‬ ‫يرف ��ع من ج ��ودة و�أ�ساليب العمل الت ��ي ي�ستفيد‬ ‫منها العامل اللبناني من حيث الخبرة‪.‬‬ ‫ومع مثل هذا التفا�ؤل‪ ،‬فانه من الم�ستح�سن في‬ ‫المراح ��ل الأولى �أال نبني �آم � اً�ال �أكبر مما يجب‬ ‫عل ��ى ه ��ذا القطاع لأن المخ ��زون المتوقع يبقى‬ ‫ف ��ي خان ��ة المحتمل �إل ��ى �أن يج ��ري التثبت منه‬ ‫خ�ل�ال التنقيب والإ�ستخراج‪ .‬وق ��د تبد�أ الدولة‬ ‫ب�إتخ ��اذ ق ��رارات �إقت�صادي ��ة مبني ��ة عل ��ى ه ��ذه‬ ‫التوقعات‪ ،‬فتدخل في عجز �أكبر �إذا لم ُت�ستخرج‬ ‫الكمي ��ة المتو ّقع ��ة‪ ،‬كم ��ا ح�صل ف ��ي كازاخ�ستان‪.‬‬ ‫وقد تبد�أ �صراعات داخلية وخارجية مبنية على‬ ‫التوقع ��ات ولي� ��س الواق ��ع فتتح ��ول النعم ��ة �إلى‬ ‫نقمة‪ ،‬حتى قبل الح�صول عليها‬

‫خبير في ال�ش�ؤون الإ�ستراتيجية والإقت�صادية‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪65‬‬



‫بغالبي ��ة في البرلمان في الع ��ام ‪ ،2011‬والحكومة‬ ‫الإتحادية تنعت المحافظين على البيئة‪ ،‬والقبائل‬ ‫الأ�صلي ��ة‪ ،‬والمفو�ضي ��ن الأوروبيي ��ن‪ ،‬ومج ��رد �أي‬ ‫�شخ�ص يعار� ��ض �إنتاج النفط غي ��ر المق َّيد ب�أنهم‬ ‫جميع� � ًا غير وطنيين ومتطرفين‪ .‬فقد كممت �أفواه‬ ‫علماء تغ ّير المناخ‪ ،‬و�أوقف ��ت تمويل العلوم البيئية‬ ‫م ��ن مختلف الم�ش ��ارب‪ ،‬و�أ�صدرت �أخي ��ر ًا قوانين‬ ‫جامعة ل ��م ي�سبق له ��ا مثيل‪ ،‬التي تف ��كك بطريقة‬ ‫منهجي ��ة الأنظمة البيئية التي تعتبر من �أهم و�أعز‬ ‫القوانين في البالد‪.‬‬ ‫�صاح ��ب ه ��ذا التح ّول ه ��و رئي�س ال ��وزراء �ستيفن‬ ‫هارب ��ر‪� ،‬سيا�س ��ي يمين ��ي و�إنجيل ��ي م�سيحي حيث‬ ‫يتمت ��ع بقاع ��دة �شعبية قوية ف ��ي والي ��ة "�ألبرتا"‪،‬‬ ‫وه ��ي �أي�ض� � ًا قاع ��دة الطف ��رة النفطية ف ��ي كندا‪.‬‬ ‫وكما م ًولت مارغريت تات�ش ��ر ترتيباتها ال�سيا�سية‬ ‫لبريطانيا من عائدات نف ��ط بحر ال�شمال‪ ،‬يعتزم‬ ‫هارب ��ر تركي ��ب �شبك ��ة كهرب ��اء جدي ��دة بطريقة‬ ‫منهجية ف ��ي كل الأرا�ض ��ي الكندي ��ة م�ستند ًا على‬ ‫مت�ص من الأر� ��ض‪ .‬ولتحقيق‬ ‫البت ��رودوالر ال ��ذي ُي ّ‬ ‫العملي ��ة ر ّك ��ز ال�سلط ��ة ف ��ي مكتب رئي� ��س الوزراء‬ ‫و�أع ��اد توجيه الأولويات الخارجية لكندا‪ .‬وهاربر‪،‬‬ ‫ال ��ذي تولى من�صبه في الع ��ام ‪ ،2006‬زاد الإنفاق‬ ‫عل ��ى الدفاع ال ��ى مايقرب من ملي ��ار دوالر �سنوي ًا‬ ‫ف ��ي �سنواته الأربع الأول ��ى‪ ،‬وتع ّهد ب�صرف ملياري‬ ‫دوالر لتو�سي ��ع ال�سج ��ون م ��ع �سيا�س ��ة "قوي ��ة �ضد‬ ‫الجريمة" الت ��ي تتجاهل �إنخفا�ض معدل الجريمة‬ ‫ف ��ي البالد‪ .‬وفي الوقت عين ��ه‪ ،‬تراكمت على كندا‬ ‫دي ��ون فيديرالية �ضخم ��ة ‪� -‬أعلى م�ست ��وى لها في‬ ‫التاريخ الى نحو ‪ 600‬مليار دوالر والعد يت�صاعد‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى يحب النقاد الليبراليون القول ب�أن‬ ‫ثورة هاربر ال�سيا�سية فاج�أت الكثير من الكنديين‬ ‫و�أخذته ��م على حي ��ن غرة وهي مبني ��ة على مزيج‬ ‫من غرور الذات والت�ضليل الإ�ستراتيجي‪ .‬قد يكون‬ ‫ذلك �صحيح� � ًا‪ ،‬ولكن رغ ��م �أن الكنديين يتمتعون‬ ‫بم�ست ��وى �أخالقي ع ��ال غالب ًا‪ ،‬ف�إنه ��م لي�سوا فوق‬ ‫� ّ‬ ‫أحط و�أدنى الغرائز الب�شرية ‪ -‬مثل الج�شع‪ .‬يدفع‬ ‫هاربر بق ��وة الى مقامرة �إقت�صادي ��ة على النفط‪،‬‬ ‫المورد الأكثر تقلب ًا في العالم‪ ،‬واعد ًا بثروة وطنية‬ ‫جدي ��دة تقوم على م ��وارد غير م�ستغ ّل ��ة حتى الآن‬ ‫حي ��ث م ��ن �ش�أنه ��ا �أن تم�ل��أ محافظ نق ��ود معظم‬ ‫الكنديي ��ن‪� ،‬إ�ضافة الى �أطفالهم‪ ،‬لأجيال عدة‪ .‬مع‬ ‫ما يقرب من ثالثة �أرباع الكنديين يدعمون تنمية‬ ‫الرم ��ال النفطية ح�سب �إ�ستط�ل�اع للر�أي حديث ‪،‬‬ ‫يبدو �أن هاربر نجح في بيع الفكرة‪.‬‬

‫رئي�س الحكومة الكندية �ستيفن هاربر‪:‬‬ ‫حلمه �صعب التحقيق ولكن لي�س م�ستحي ًال‬

‫وزير الموارد الطبيعية الكندي جو �أوليفر‪:‬‬ ‫الإحتبا�س الحراري مبالغ فيه‬

‫بعد منع الحكومة‬ ‫الإتحادية عالم ًا من التحدث‬ ‫عن اكت�شاف ثقب �أوزون كبير‬ ‫في القطب ال�شمالي‪ ،‬طالبت‬ ‫�إفتتاحية مجلة "طبيعة" (‪)Nature‬‬ ‫العلمية الم�ؤثرة الحكومة الكندية‬ ‫في ‪" 2012‬ب�إعطاء الحرية لمجموعة‬ ‫علمائها"فعمد هاربر رد ًا على ذلك ب�أن‬ ‫"�أعطاهم حريتهم الطويلة‬ ‫و�أعفاهم من عملهم"‬

‫وم ��ن الموارد العديدة التي ت�ش� � ّكل هذه التغييرات‬ ‫ال�سلوكي ��ة القبيح ��ة ه ��و "الق ��ار"‪ ،‬الخ ��ام الثقيل‬ ‫الحام� ��ض الم�ستخ ��رج م ��ن الرم ��ال النفطي ��ة‪.‬‬ ‫والودائ ��ع من ه ��ذه المادة‪ ،‬التي تب ��دو كالإ�سفلت‪،‬‬ ‫تنام تحت غابة بحجم والية فلوريدا الأميركية في‬ ‫�شمال �شرق "�ألبرتا" وت�شمل ثالث �أكبر �إحتياطات‬ ‫العال ��م النفطية‪ .‬على مدى العق ��د الما�ضي‪ ،‬فيما‬ ‫�أ�سعار النفط كان ��ت ترتفع �أكثر من خم�س مرات‪،‬‬ ‫�إ�ستثمرت �شركات النفط ما يقرب من ‪ 160‬مليار‬ ‫دوالر لتطوي ��ر القار في والية "�ألبرتا" حيث تح ّول‬ ‫في النهاية الى مورد مربح‪ .‬وت�ضخّ كندا الآن ‪1.7‬‬ ‫مليون برمي ��ل يومي ًا من هذا المورد‪ ،‬ومن المتوقع‬ ‫�أن يم�ل��أ الإنت ��اج المق� � ّرر خزائ ��ن الحكومتي ��ن‬ ‫المحلية والإتحادية بحوال ��ي ‪ 120‬مليار دوالر من‬ ‫الإيجار والأتاوات (حقوق التنقيب) بحلول ‪.2020‬‬ ‫ويذه ��ب �أكثر من ‪ 40‬ف ��ي المئة من ه ��ذه المبالغ‬ ‫مبا�ش ��رة ال ��ى الحكوم ��ة الإتحادية �إل ��ى حد كبير‬ ‫في �ش ��كل �ضرائب على ال�شركات‪ .‬وتريد الحكومة‬ ‫حت ��ى �أكثر من ذل ��ك؛ �إنها ت�ضغط م ��ن �أجل �إنتاج‬ ‫ي�ص ��ل �إلى ‪ 5‬ماليين برميل ف ��ي اليوم بحلول عام‬ ‫‪.2030‬‬ ‫ال ب�أ� ��س من �أن العملية بر َّمته ��ا فو�ضوية وم�سرفة‪.‬‬ ‫فه ��ي ت�أخذ كميات وفيرة من المياه‪ ،‬ور�أ�س المال‪،‬‬ ‫والطاقة لإنت�شال الرمال الغنية بالكربون‪ ،‬ناهيك‬ ‫عن تطوير ومعالجة الخ ��ام الثقيل‪ ،‬الذي ال يمكن‬ ‫ّ‬ ‫�ضخ ��ه من خالل خط الأنابيب حت ��ى يتم تخفيفه‬ ‫بوا�سط ��ة بنزين م�ستورد مك ّث ��ف‪ .‬وبوقاحة‪ ،‬تدافع‬ ‫الحكوم ��ة مع ذلك عن م�ش ��روع "�ألبرتا" العمالق‬ ‫ب�أن ��ه "م�س� ��ؤول" و"م�ست ��دام"‪ ،‬وه ��و "م�شروع ذو‬ ‫�أبعاد �أ�سطورية‪� ،‬أقرب �إلى بناء الأهرامات �أو �سور‬ ‫ال�صين العظي ��م �إال �أنه �أكبر"‪ .‬في الواقع هو �أكبر‬ ‫�إذ �أن م�شاريع تعدين القار ُيحت َمل �أن تحفر وتن ّقب‬ ‫في غاب ��ات تبل ��غ م�ساحتها �ستة �أ�ضع ��اف م�ساحة‬ ‫مدين ��ة نيوي ��ورك‪ .‬علم� � ًا �أن الإ�ست�ص�ل�اح و�إعادة‬ ‫التحريج يبقيان غير م�ؤكدين ومكلفين‪ .‬حتى الآن‪،‬‬ ‫و ّلدت �شركات النف ��ط فعلي ًا ما يكفي من ر�سوبات‬ ‫التعدي ��ن ال�سام ��ة (‪ 6‬ملي ��ارات برمي ��ل) ت�ستطيع‬ ‫�إغراق مجمل العا�صمة الأميركية وا�شنطن‪.‬‬ ‫مم ��ا ال يثير الده�شة‪ ،‬ه ��و �أن "�أوتاوا" �صارت على‬ ‫ق ��در كبير م ��ن الخبرة ف ��ي الفن ال�ساخ ��ر لغ�سل‬ ‫الأخ�ض ��ر‪ .‬ف ��ي الوق ��ت ال ��ذي ك ��ان وزراء هارب ��ر‬ ‫يهاجم ��ون عال ��م وكال ��ة "نا�سا" ال�ساب ��ق في تغير‬ ‫المن ��اخ المع ��روف جيم�س هان�سن عل ��ى �صفحات‬ ‫�صحيف ��ة "نيويورك تايم ��ز" وال�ضغ ��ط �ضد قرار‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪67‬‬


‫عالم الطاقة‬

‫النفط‬

‫بعدما كانت رائدة في �ش�ؤون البيئة وتغ ّير المناخ‬

‫ستيفن هاربر ِّ‬ ‫يحول كندا‬ ‫إلى دولة مارقة نفطية!‬ ‫عرفت كن��دا �أخير ًا طف��رة نفطية‬ ‫كبرى وخ�صو�ص ًا في حقل النفط‬ ‫الثقي��ل المع��روف بالق��ار ال��ذي‬ ‫يحمل بين ثناي��اه �إنبعاثات كبيرة‬ ‫لثان��ي �أوك�سيد الكرب��ون‪ .‬ولكن‬ ‫"�أوتاوا" التي �إ�شتهرت في حقل‬ ‫المدافعة عن البيئة وتغيير المناخ‬ ‫دخل��ت فج ��أة عالم � ًا �آخ��ر ف��ي‬ ‫زمن ح��زب المحافظي��ن مناق�ض ًا‬ ‫لما�ضيه��ا بالن�سب��ة ال��ى �سيا�ستها‬ ‫النفطي��ة كم��ا يو�ض��ح التقري��ر‬ ‫التالي‪:‬‬

‫�أوتاوا ‪ -‬جورج كر ِّيم‬ ‫لعق ��ود كثي ��رة �إعتب ��ر العال ��م ب� ��أن كن ��دا الجارة‬ ‫ال�شمالية لأميركا �صديقة لها ‪ -‬وهي دولة م�س�ؤولة‪،‬‬ ‫وجادة‪� ،‬إذا لم تكن مملة نوع ًا ما‪ ،‬و�أر�ض م�شجعي‬ ‫ريا�ض ��ة "الهوك ��ي" والرعاية ال�صحي ��ة ال�شاملة‪.‬‬ ‫بالن�سب ��ة ال ��ى الق�ضاي ��ا الكب ��رى‪ ،‬فق ��د لعب ��ت‬ ‫لفت ��رة طويل ��ة دور "الك�شاف ��ة" العالمي ��ة‪ ،‬مو ّفرة‬ ‫قي ��ادة �أخالقية موثوق ��ة في كل �ش ��يء من حماية‬ ‫"الأوزون"‪ ،‬الى الق�ضاء على الألغام الأر�ضية‪ ،‬الى‬ ‫حق ��وق مثلي الجن�س‪ .‬وقد ق ��ال الروائي الأميركي‬ ‫الراح ��ل دوغال� ��س �أدامز م ��رة �ساخر ًا �أن ��ه "�إذا‬ ‫كانت الواليات المتحدة تت�صرف غالب ًا مثل �صبي‬ ‫في �سن المراهقة مول ��ع بالحرب‪ ،‬ف�إن كندا كانت‬ ‫دائم� � ًا �إم ��ر�أة ذكية ف ��ي منت�ص ��ف الثالثينات من‬ ‫عمرها"‪ .‬ف ��ي الأ�سا�س‪ ،‬كانت عالق ��ات �أوتاوا مع‬ ‫وا�شنط ��ن ‪ -‬لي�ست كما ه ��ي الآن‪ ،‬ولكن كما ينبغي‬ ‫لها �أن تكون بين جارتين‪.‬‬

‫النفط في‬ ‫�ألبرتا‪:‬‬ ‫ثالث �أكبر‬ ‫�إحتياطات في‬ ‫العالم‬

‫‪66‬‬

‫العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫ولك ��ن �سر ًا عظيم� � ًا يتخ ّفى في الغاب ��ات ال�شمالية‬ ‫غ ّير الأو�ضاع‪ .‬على مدى العقد الفائت‪ ،‬لم ت�صبح‬ ‫كندا في هدوء مركزا" دولي ًا للتعدين ودولة نفطية‬ ‫مارقة فح�سب‪ .‬بل �أنها لم تعد الن�صف الأف�ضل من‬ ‫تج�س ��د الر�ؤية البائ�سة لم�ستقبل‬ ‫�أميركا‪ ،‬و�صارت ّ‬ ‫القارة الغارقة في المواد الهيدروكربونية‪.‬‬ ‫لق ��د رهن ��ت كن ��دا �إقت�صاده ��ا لإك�سي ��ر لعي ��ن ‪-‬‬ ‫النفط‪ُ .‬مطا َرد ًة بحل ��م �أن ت�صبح دولة عظمى في‬ ‫مجال الطاقة العالمية‪ ،‬تع ّهدت الحكومة الكندية‬ ‫التع ��اون م ��ع �إنجيلي ��ي خ ��ط الأنابي ��ب‪ ،‬و"لوبي"‬ ‫البت ��رول الترهيبي‪ ،‬والمت�شككين من تغ ّير المناخ‪.‬‬ ‫وتبي ��ن م ��ن �أن دول ��ة "الك�شاف ��ة" لم تك ��ن مجرد‬ ‫مدمن ��ة عل ��ى النف ��ط الخام غي ��ر المرغ ��وب فيه‬ ‫فق ��ط ‪ -‬بل �أ�صبحت �إنتهازية‪ .‬وهذا الأمر لي�س هو‬ ‫الأ�سو�أ في ذلك‪.‬‬ ‫م ��ع تمثيل النف ��ط والغ ��از الآن ما يق ��رب من ربع‬ ‫عائ ��دات �صادراتها‪ ،‬فق ��د فقدت كن ��دا كيا�ستها‬ ‫ال�شهي ��رة‪ .‬من ��ذ �أن ف ��از ح ��زب المحافظين فيها‬


‫رهنت كندا �إقت�صادها لإك�سير‬ ‫طارد ًة بحلم �أن ت�صبح‬ ‫لعين – النفط‪ُ ...‬م َ‬ ‫دولة عظمى في مجال الطاقة العالمية‪،‬‬ ‫تع ّهدت الحكومة الكندية التعاون‬ ‫مع �إنجيليي خط الأنابيب‪ ،‬و"لوبي"‬ ‫البترول الترهيبي‪ ،‬والمت�شككين من‬ ‫تغ ّير المناخ‬ ‫في العام ‪ ،2012‬و ّقعت كندا بهدوء‬ ‫�إتفاق ًا للتجارة مثير ًا للجدل مع‬ ‫جمهورية ال�صين ال�شعبية ووافقت على‬ ‫بيع �شركة "نك�سن"‪ ،‬وهي �شركة‬ ‫نفط مهمة‪ ،‬الى "نا�شيونال �أوف�شور‬ ‫�أويل كوربوري�شن" المملوكة للدولة‬ ‫ال�صينية مقابل ‪ 15‬مليار دوالر‬

‫في ‪" 2012‬ب�إعط ��اء الحرية لمجموعة علمائها"‪.‬‬ ‫يب ��دو �أن هارب ��ر ق ��ر�أ الإفتتاحي ��ة ل ��ذا ب ��د ًال م ��ن‬ ‫ذل ��ك "�أعطاهم حريته ��م الطويل ��ة و�أعفاهم من‬ ‫عمله ��م"‪ :‬و�أغلق ��ت حكومت ��ه ب�إج ��راءات موجزة‬ ‫محطة الأبحاث في منطق ��ة البحيرات التجريبية‬ ‫الم�شه ��ورة على م�ست ��وى العالم‪ ،‬وجوه ��رة العلوم‬ ‫البيئية الكندية التي �ساعدت على حفز ال�سيا�سات‬ ‫العالمي ��ة بالن�سبة الى الأمط ��ار الحم�ضية‪ ،‬وذلك‬ ‫لتوفي ��ر مبلغ زهي ��د يبل ��غ مليوني دوالر ف ��ي العام‬ ‫(على الرغم من �أن حكومة �أونتاريو تعمل لإبقائها‬ ‫مفتوحة)‪.‬‬ ‫ال�سع ��ي الحثي ��ث ال ��ى تحقي ��ق ه ��ذا الم�ش ��روع‬ ‫الهيدروكربون ��ي ق ��د فاج� ��أ المحللي ��ن العالميين‪.‬‬

‫مجل ��ة "الإيكونومي�س ��ت"‪ ،‬الليبرالي ��ة‪ ،‬و�صف ��ت‬ ‫هارب ��ر‪ ،‬ب�أن ��ه �إب ��ن محا�س ��ب نفط ��ي �إمبراطوري‬ ‫كبي ��ر‪� ،‬ض ّي ��ق ال�صب ��ر "ال يحتم ��ل الإنتق ��ادات‬ ‫والمعار�ضة" مع عادة مح ��ددة في ك�سر القاعدة‪.‬‬ ‫لورن� ��س مارت ��ن‪� ،‬أحد �أبرز المعلقي ��ن ال�سيا�سيين‬ ‫ف ��ي كندا‪ ،‬ق ��ال ان "حكم نادي اله ��راوات" الذي‬ ‫يمار�س ��ه هارب ��ر قد ك�سر وخ� � ّرب "�آفاق� � ًا جديدة‬ ‫في تخري ��ب العملية الديموقراطي ��ة"‪ .‬وقد و�صف‬ ‫�إخت�صا�ص ��ي �إ�ستطالعات ال ��ر�أي المحافظ "�أالن‬ ‫غري ��غ" ج ��دول �أعم ��ال هارب ��ر عل ��ى �أن ��ه �إعتداء‬ ‫�إيديولوجي على الأدلة‪ ،‬والحقائق‪ ،‬والعقل‪.‬‬ ‫ولك ��ي نك ��ون من�صفين‪ ،‬لدى حكوم ��ة هاربر خطة‬ ‫لتغ ّير المناخ تقوم على �ضخ الم�شكلة �إلى الواليات‬ ‫المتح ��دة و‪� /‬أو ال�صي ��ن‪ .‬رم ��ال النف ��ط الخ ��ام‬ ‫المنق ��ول �إلى الواليات المتحدة عب ��ر خط �أنابيب‬ ‫"كي�ستون �إك�س �أل" المقترح‪ ،‬على �سبيل المثال‪،‬‬ ‫يمك ��ن له على م ��دى ‪� 50‬سن ��ة �أن يزي ��د �إنبعاثات‬ ‫الكرب ��ون بن�سبة ت�صل �إل ��ى ‪ 935‬مليون طن متري‬ ‫بالن�سب ��ة �إلى خامات نفطي ��ة �أخرى‪ .‬وخط �أنابيب‬ ‫البواب ��ة ال�شمالية من �ألبرتا �إلى المحيط الهادئ‪،‬‬ ‫ال ��ذي �سيكل ��ف ‪ 5.5‬ملي ��ارات دوالر‪ ،‬م ��ن �ش�أن ��ه‬

‫�أن ي� ��ؤدي الى ما ي�ص ��ل �إلى ‪�​​100‬أل ��ف طن متري‬ ‫م ��ن �إنبعاثات ثان ��ي �أوك�سيد الكرب ��ون �سنوي ًا‪ ،‬من‬ ‫اال�ستخ ��راج والإنت ��اج ف ��ي كن ��دا والإحت ��راق ف ��ي‬ ‫ال�صي ��ن وهذا ي�ش� � ّكل �أكثر من �إجمال ��ي �إنبعاثات‬ ‫والي ��ة كولومبيا البريطانية في العام ‪ .2009‬ويفيد‬ ‫تقري ��ر الج ��رد الوطني للع ��ام ‪ 2012‬ال�صادر عن‬ ‫وزارة البيئ ��ة الكندية‪ ،‬ب�أن ال ��وزارة في البالد في‬ ‫الواق ��ع قد خف�ضت جزئي� � ًا من كثاف ��ة الإنبعاثات‬ ‫ال�شاملة في الرم ��ال النفطية "من طريق ت�صدير‬ ‫المزيد من القار الخام"‪.‬‬ ‫كل هذا ي�ؤكد على واق ��ع كندا الجديد‪� :‬أي نوع من‬ ‫الأدلة العقالني ��ة ُي َ‬ ‫عطى الآن �سيتع ّر�ض الى هجوم‬ ‫م ��ن الحكومة التي تعتق ��د �أن الأ�سواق ‪ -‬والأ�سواق‬ ‫فق ��ط ‪ -‬لديها الإجابات‪� .‬أي فعل تعتبره ال�صناعة‬ ‫عقبة في ا�ستخراج �سري ��ع للمواد الهيدروكربونية‬ ‫�أو بن ��اء خ ��ط �أنابي ��ب ُي ��زال‪� .‬إن موازن ��ة �ضخمة‬ ‫جامع ��ة غ ّيرت وحدها ‪ 70‬قانون� � ًا من الت�شريعات‪،‬‬ ‫عل ��ى �سبي ��ل المث ��ال‪ ،‬قان ��ون م�صاي ��د الأ�سماك‪،‬‬ ‫ال ��ذي يحظر مبا�شرة تدمير موائل الحياة المائية‬ ‫ولكن ��ه وقف عقب ��ة في طريق خ ��ط �أنابيب البوابة‬ ‫ال�شمالي ��ة‪ ،‬والذي يجب �أن يعبر ‪ 1,000‬ممر مائي‬ ‫ف ��ي طريق ��ه �إل ��ى المحيط اله ��ادئ‪ .‬وف ��ي الوقت‬ ‫نف�س ��ه‪ ،‬تم قطع التمويل عن نظام الحدائق العامة‬ ‫الم�شه ��ور في كندا بن�سبة ‪ 20‬في المئة الأمر الذي‬ ‫�أطلق علي ��ه النقاد "عملية جراحي ��ة في الر�أ�س"‪.‬‬ ‫محط ��ة "�س ��ي ب ��ي �س ��ي"‪ ،‬المحط ��ة التلفزيوني ��ة‬ ‫والإذاعي ��ة المحترم ��ة‪ ،‬التي كانت مو�ض ��ع �إزدراء‬ ‫هارب ��ر بو�صفه ��ا المراقب ��ة الم�ستقل ��ة لل�سلط ��ة‪،‬‬ ‫واجه ��ت بدوره ��ا �سل�سلة م ��ن التخفي�ض ��ات‪ .‬كما‬ ‫�أن مجل� ��س ال�صح ��ة في كندا‪ ،‬ال ��ذي �ضمن دائم ًا‬ ‫المعايي ��ر ال�صحي ��ة الوطني ��ة والإبتك ��ار عب ��ر ‪13‬‬ ‫مقاطعة و�إقليم ًا في كندا‪ ،‬و�صلته ال�ضربة �أي�ض ًا‪.‬‬ ‫قب ��ل �أكث ��ر من عق ��د من الزم ��ان‪ّ ،‬‬ ‫لخ� ��ص �أ�ستاذ‬ ‫العل ��وم ال�سيا�سي ��ة الأميرك ��ي "تيري لي ��ن كارل"‬ ‫فجة الخلل في الدول النفطية حيث قال‪:‬‬ ‫ب�ص ��ورة ّ‬ ‫ً‬ ‫البل ��دان التي �أ�صبح ��ت تعتمد كثي ��را على ثروات‬ ‫النفط والغاز تت�صرف مثل مزارع �إقت�صادية حيث‬ ‫تعتم ��د عل ��ى "م�سار تنمي ��ة غير م�ستدام ��ة يغذيه‬ ‫م ��ورد �سوف ينتهي" حي ��ث ي�ش ّكل دخل ��ه المتدفق‬ ‫"عائق� � ًا عني ��د ًا للتغيير"‪ .‬وهذا م ��ا حدث لكندا‬ ‫بينما كان العالم ملتهي ًا ب�أزماته‪ .‬لقد ُق ِّيدت بغرور‬ ‫زعي ��م يحلم ببناء دولة عظم ��ى جديدة في مجال‬ ‫الطاقة العالمي ��ة‪ ،‬و�صارت الدولة "الك�شافة" الآن‬ ‫عبدة لج�شعه‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪69‬‬


‫عالم الطاقة ¶ النفط‬ ‫توجي ��ه جودة الوقود في �أوروب ��ا (التي تعتبر القار‬ ‫�أقذر بكثير من النف ��ط التقليدي)‪ ،‬كانت حكومته‬ ‫تنف ��ق ‪ 100‬مليون دوالر منذ ‪ 2009‬على الإعالنات‬ ‫لإقن ��اع الكنديي ��ن ب� ��أن ت�صدي ��ر ه ��ذا النفط هو‬ ‫"تنمية موارد م�س�ؤولة"‪ .‬وفي الوقت عينه‪ ،‬عقدت‬ ‫كن ��دا الع ��زم عل ��ى العمل لإغ ��راء بكي ��ن‪ .‬وكانت‬ ‫النتيج ��ة �أن ث�ل�اث �شرك ��ات نفط �صيني ��ة مملوكة‬ ‫للدولة (كله ��ا تتمتع ب�سجالت كئيب ��ة بالن�سبة الى‬ ‫�شفافية ال�شركات والح�سا�سية البيئية) قد �أُغريت‬ ‫و�أنفق ��ت بالفعل �أكث ��ر من ‪ 20‬ملي ��ار دوالر ل�شراء‬ ‫حقوق في الرمال النفطية في �ألبرتا‪.‬‬ ‫وبالخنوع الى ال�صي ��ن‪ ،‬الآن �أكبر م�ستهلك للنفط‬ ‫ف ��ي العال ��م‪ ،‬ي�سل ��ط الأم ��ر ال�ض ��وء عل ��ى مع�ضلة‬ ‫كبي ��رة للقار ف ��ي كن ��دا ويط ��رح ال�س� ��ؤال التالي‪:‬‬ ‫كي ��ف تك ��ون ق ��ذر ًا‪ ،‬وتق ��وم بت�صدي ��ر النفط غير‬ ‫ال�ساحلي (الب ّري) �إلى الأ�سواق العالمية‪ .‬الواليات‬ ‫المتحدة‪� ،‬أكبر عمالء كندا‪ ،‬ال يبدو �أنها في حاجة‬ ‫�إليه بع ��د الآن؛ لقد �إنخف�ضت ال ��واردات النفطية‬ ‫لديها بن�سب ��ة �أكثر من ‪ 4‬ماليين برميل يومي ًا بين‬ ‫عام ��ي ‪ 2005‬و‪ ،2011‬ومع م�شاريع خطوط �أنابيب‬ ‫تمر عبر �أميركا‪ ،‬مث ��ل "كي�ستون �إك�س �أل"‪ ،‬عالقة‬ ‫في الوح ��ل وغير قابلة للتحقيق حالي� � ًا‪ ،‬تبدو ر�ؤية‬ ‫هاربر ب�أن يحول كندا الى دولة "عظمى نا�شئة في‬ ‫مجال الطاقة" في خطر‪.‬‬ ‫مم ��ا يثير الده�ش ��ة‪� ،‬أن هاربر تخ ّل� ��ص �أخير ًا من‬ ‫�سجل �إنتقادات حق ��وق الإن�سان في ال�صين‪ .‬وكما‬ ‫�أو�ضح ��ت الوثيقة ال�سرية لل�سيا�سة الخارجية التي‬ ‫ت�سرب ��ت ف ��ي الخريف الما�ضي ال ��ى هيئة االذاعة‬ ‫الكندي ��ة (�سي ب ��ي �سي)‪ ،‬ف�إن لدى كن ��دا �أولويات‬ ‫جدي ��دة‪" :‬لكي ننج ��ح �س ��وف نحتاج �إل ��ى متابعة‬ ‫العالقات ال�سيا�سي ��ة جنب ًا �إلى جنب مع الم�صالح‬ ‫الإقت�صادية حتى لو تعار�ضت مع �أفكارنا ال�سيا�سية‬ ‫�أو القيم"‪.‬‬ ‫في العام ‪ ،2012‬و ّقعت كندا بهدوء �إتفاق ًا للتجارة‬ ‫مثي ��ر ًا للج ��دل م ��ع جمهوري ��ة ال�صي ��ن ال�شعبي ��ة‬ ‫ووافقت على بيع �شركة "نك�سن"‪ ،‬وهي �شركة نفط‬ ‫مهمة‪ ،‬الى "نا�شيون ��ال �أوف�شور �أويل كوربوري�شن"‬ ‫المملوكة للدولة ال�صيني ��ة مقابل ‪ 15‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫وربم ��ا لإ�شع ��ال الح ��رارة العاطفي ��ة ف ��ي قل ��وب‬ ‫الكنديي ��ن تج ��اه ال�صينيي ��ن‪� ،‬ضغط ��ت الحكومة‬ ‫�أخير ًا لإ�ستئج ��ار �إثنين من "البان ��دا" بتكلفة ‪10‬‬ ‫ماليين دوالر على مدى ال�سنين ال ‪ 10‬المقبلة‪.‬‬ ‫والآن بعدما �ص ��ار تعدين الرم ��ال النفطية ي�ش ّكل‬ ‫م ��ا يقرب من ‪ 10‬في المئة م ��ن �إنبعاثات الغازات‬ ‫‪68‬‬

‫غابات كندا الرائعة يهددها حلم هاربر‬

‫الم�سبب ��ة للإحتبا�س الحراري ف ��ي كندا‪ ،‬ال يمكن‬ ‫ل"�أوت ��اوا" حق ًا �أن تحتم ��ل �أية مناق�ش ��ة بالن�سبة‬ ‫الى فر�ض �ضريبة عل ��ى الكربون‪ ،‬على الرغم من‬ ‫�أن غالبي ��ة الكنديي ��ن تدعمها‪ .‬لق ��د و�صف هاربر‬ ‫بروتوك ��ول "كيوت ��و" ب�أن ��ه "مخط ��ط �إ�شتراك ��ي"‬ ‫و�إتف ��اق "يقتل الوظائ ��ف ويد ّم ��ر الإقت�صاد" قبل‬ ‫الإن�سح ��اب من ��ه كلي� � ًا ف ��ي الع ��ام ‪ .2012‬العديد‬ ‫م ��ن ال ��وزراء الكنديين ه ��م الآن م ��ن الم�شككين‬ ‫المت�شدّدي ��ن بالن�سبة الى علوم تغ ّي ��ر المناخ‪ .‬كما‬ ‫�أو�ضح وزير الموارد الطبيعية "جو �أوليفر" �أخير ًا‬ ‫�إل ��ى �صحيف ��ة "ال بر�س" ف ��ي مونتري ��ال‪�" :‬أعتقد‬ ‫�أن النا� ��س لي�س ��وا قلقين كم ��ا كانوا �سابق� � ًا ب�ش�أن‬ ‫ظاه ��رة الإحتبا�س الح ��راري في مع ��دل درجتين‬

‫العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫‪ ....‬العلم ��اء قال ��وا لنا �أخي ��ر ًا �أن مخاوفنا [ب�ش�أن‬ ‫مغال‪،‬‬ ‫تغير المن ��اخ] مبالغ فيه ��ا "‪ .‬لإ�سك ��ات �أي ٍ‬ ‫�أوقفت الحكومة بب�ساطة تمويل الم�ؤ�س�سة الكندية‬ ‫لعل ��وم المناخ والغالف الجوي‪ ،‬تاركة تكيف البيئة‬ ‫ف ��ي كندا في عهدة مجموعة بح ��وث تغير المناخ‪،‬‬ ‫و�ألغ ��ت دور رئي�س م�ست�شاري العل ��وم‪ .‬ومنذ العام‬ ‫‪ ،2008‬دق ��ق مفكرون �سيا�سيون ف ��ي كافة طلبات‬ ‫و�سائ ��ل االعالم فوجدوا �أن هن ��اك ‪ 23,000‬عالم‬ ‫من م�ؤ�س�سات فيديرالية في البالد‪.‬‬ ‫بع ��د منع الحكوم ��ة الإتحادية عالم� � ًا من التحدث‬ ‫ع ��ن اكت�ش ��اف ثق ��ب �أوزون كبي ��ر ف ��ي القط ��ب‬ ‫ال�شمال ��ي‪ ،‬طالب ��ت �إفتتاحي ��ة مجل ��ة "الطبيع ��ة"‬ ‫(‪ )Nature‬العلمي ��ة الم�ؤث ��رة الحكوم ��ة الكندية‬


‫من الداخل والخارج‪ .‬وتع ��زو التراجع الإقت�صادي‬ ‫الحا�صل في جزء كبير من ��ه �إلى الفو�ضى العارمة‬ ‫وال�شل ��ل �شب ��ه الت ��ام ال �سيما ف ��ي ظ ��ل �إ�ستع�صاء‬ ‫ت�أليف حكومة جدي ��دة متجان�سة‪ ،‬و�إلى �سوء تدبير‬ ‫الأم ��ور عل ��ى الم�ستويي ��ن الإقت�ص ��ادي والأمن ��ي‪.‬‬ ‫وتطال ��ب الهيئ ��ات ب�ض ��رورة ف�ص ��ل ال�سيا�سة عن‬ ‫الإقت�ص ��اد و�إنقاذ م�صالح النا�س بد ًال من م�صالح‬ ‫ال�سيا�سيين‪.‬‬

‫تراجع و�إنكما�ش‬ ‫يجم ��ع معظ ��م التقارير ال�صادرة ع ��ن الم�ؤ�س�سات‬ ‫المالية الدولية على �أن هن ��اك �إنكما�ش ًا �إقت�صادي ًا‬ ‫ف ��ي لبن ��ان‪ .‬وق ��د رج ��ح البن ��ك الدول ��ي �أن ينم ��و‬ ‫الإقت�ص ��اد اللبنان ��ي بن�سبة اثنين ف ��ي المئة‪ ،‬فيما‬ ‫توق ��ع م�ص ��رف "باركلي ��ز كابيت ��ال" (‪Barclays‬‬ ‫‪ )Capital‬تراج ��ع مع ��دالت النم ��و �إل ��ى ‪ 1.2‬ف ��ي‬ ‫المئ ��ة‪ .‬وبل ��غ الدين الع ��ام الإجمالي �أكث ��ر من ‪59‬‬ ‫مليار دوالر في نهاية ني�سان (�إبريل) الفائت‪ ،‬بينما‬ ‫�سجل ‪ 57,7‬مليار دوالر في العام الفائت‪ ،‬وفق‬ ‫كان ّ‬ ‫جمعية الم�صارف في لبنان‪ .‬وت�شير غرفة التجارة‬ ‫وال�صناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان �إلى �أن‬ ‫كل المعطيات تظهر �أن الإقت�صاد لن يحقق �أي نمو‬

‫في العام الجاري‪ ،‬هذا �إن لم ي�سجل نمو ًا �سلبي ًا‪.‬‬ ‫ويط ��ال الجم ��ود قط ��اع الإ�ستثم ��ار في لبن ��ان‪� ،‬إذ‬ ‫خ ّف�ض ��ت الم�ؤ�س�سة العامة لت�شجي ��ع الإ�ستثمارات‪،‬‬ ‫"�إي ��دال"‪ ،‬في تقريرها ال�سنوي عن العام ‪،2012‬‬ ‫تدف ��ق الإ�ستثم ��ارات الأجنبي ��ة �إل ��ى ‪ 3.5‬مليارات‬ ‫دوالر‪� ،‬إنخفا�ض ًا من �أربعة مليارات دوالر في العام‬

‫رجح البنك الدولي �أن ينمو الإقت�صاد‬ ‫اللبناني بن�سبة ‪ 2‬في المئة‪ ،‬فيما توقع‬ ‫م�صرف "باركليز كابيتال" تراجع‬ ‫معدالت النمو �إلى ‪ 1.2‬في المئة لكن‬ ‫غرفة التجارة وال�صناعة والزراعة في‬ ‫بيروت وجبل لبنان �أ�شارت �إلى �أن كل‬ ‫المعطيات تظهر �أن الإقت�صاد لن يحقق‬ ‫�أي نمو في العام الجاري‪ ،‬هذا �إن لم‬ ‫ي�سجل نمو ًا �سلبي ًا‬

‫‪ .2011‬وك ��ان لبنان �إ�ستقط ��ب �إ�ستثمارات بحوالى‬ ‫خم�س ��ة ملي ��ارات دوالر ف ��ي الع ��ام ‪ .2010‬ويع ��زو‬ ‫التقري ��ر التباط�ؤ �إلى الو�ض ��ع الإقليمي الم�ضطرب‬ ‫ال ��ذي �إنعك� ��س �سلب� � ًا عل ��ى الإ�ستثم ��ارات من قبل‬ ‫البلدان العربية في قطاعي الخدمات والعقارات‪.‬‬ ‫وتتفاق ��م الأعب ��اء عل ��ى الإقت�ص ��اد في ظ ��ل نزوح‬ ‫الالجئي ��ن ال�سوريين الذي تخط ��ى الن�صف مليون‬ ‫�س ��وري‪ ،‬مع توقعات ب�إرتف ��اع العدد �إلى المليون مع‬ ‫نهاية الع ��ام‪ ،‬بح�س ��ب المفو�ضي ��ة ال�سامية للأمم‬ ‫المتحدة ل�ش�ؤون الالجئين‪ .‬ويتطلب هذا الواقع من‬ ‫ال�سلطات الر�سمية ت�أمين حد �أدنى من المتطلبات‬ ‫المعي�شية والخدمات‪.‬‬

‫مو�سم ال�سياحة‪ ...‬طار‬ ‫وعلى خلفية تدخالت �أهل ال�سيا�سة في الإ�ضطرابات‬ ‫الحا�صل ��ة ف ��ي �سوري ��ا‪ ،‬والفلت ��ان الأمن ��ي الداخلي‬ ‫الحا�صل م ��ن ج ّرائها‪ ،‬جدّدت الحكومات الخليجية‬ ‫تحذي ��ر رعاياه ��ا م ��ن ال�سف ��ر �إل ��ى لبن ��ان‪ .‬وهكذا‬ ‫ط ��ار المو�س ��م ال�سياح ��ي‪ ،‬و�إنخف�ض ع ��دد ال�سياح‪،‬‬ ‫وتراجعت حركة الإ�شغال الفندقي‪ ،‬وتباط�أت حركة‬ ‫المطاع ��م والمقاه ��ي والمالهي الليلي ��ة‪ .‬يقول بيار‬ ‫الأ�شق ��ر‪ ،‬رئي�س �إتح ��اد النقاب ��ات ال�سياحية ونقيب‬ ‫ال�شاحنات بال�صف على بوابة الحدود في الم�صنع‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪71‬‬


‫تحقيق ال�شهر‬

‫�إ�ستيقظوا يا �أهل ال�سيا�سة قبل فوات الأوان‬

‫اإلقتصاد اللبناني‬ ‫على شفير الهاوية؟‬ ‫الى �أين يتجه الإقت�صاد اللبناني وما هي تداعيات الأزمة ال�سورية عليه؟‬ ‫�س���ؤال يتردد في هذه الأيام على كل �شف��ة ول�سان خ�صو�ص ًا مع تردي‬ ‫الأو�ضاع الأمني��ة‪ ،‬وزيادة عدد الالجئين ال�سوريي��ن والفل�سطينيين‪،‬‬ ‫و�إرتف��اع مع��دل البطالة وبخا�صة بي��ن ال�شباب ومعه مع��دل الت�ضخم‬ ‫ف��ي الأ�سع��ار‪ ،‬كل ذلك ف��ي ظل حكوم��ة م�ستقيل��ة ورئي�س مجل�س‬ ‫وزراء معيَّ��ن يبحث عن وزراء‪ .‬التقرير التالي يحاول الإجابة عن هذا‬ ‫ال�س�ؤال‪:‬‬ ‫مرف�أ بيروت‪� :‬إزدهر ب�سبب الحرب ال�سورية‬

‫‪70‬‬

‫العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫بيروت ‪ -‬غادة العري�ضي‬ ‫بل ��غ الو�ض ��ع الإقت�ص ��ادي ف ��ي لبن ��ان‬ ‫مرحل ��ة خط ��رة تن ��ذر بكارث ��ة كبي ��رة‬ ‫على بع� ��ض القطاع ��ات الإنتاجي ��ة‪ .‬فاللبنانيون ال‬ ‫يخرج ��ون من �أزمة �إال ليجري �إدخالهم في �أخرى‪،‬‬ ‫و�س ��ط تراج ��ع ف ��ي قدراته ��م ال�شرائي ��ة وت�ضا�ؤل‬ ‫فر�ص العم ��ل و�صعوبات معي�شية‪ ،‬من دون �أن تلقى‬ ‫�إ�ستغاثاته ��م �آذان� � ًا �صاغي ��ة من المعنيي ��ن‪ .‬ف�أهل‬ ‫ال�سيا�سة والقيم ��ون على ال�سلطة ُيقحمون �أنف�سهم‬ ‫ف ��ي م�شاكل �إقليمي ��ة ال طائلة للبن ��ان بها‪ .‬ويتورط‬ ‫بع�ض الجه ��ات ال�سيا�سية في ال�ص ��راع الدائر في‬ ‫�سوري ��ا‪ ،‬وينعك�س جل ّي� � ًا على الداخ ��ل اللبناني من‬ ‫خالل الفت ��ن الداخلية المتنقلة بي ��ن بع�ض المدن‬ ‫كطرابل� ��س و�صي ��دا‪ .‬ه ��ذا الواقع الم�أ�س ��وي وعدم‬ ‫الإ�ستقرار الأمني دفعا القط ��اع الخا�ص والهيئات‬ ‫الإقت�صادي ��ة �إلى التحرك و�إط�ل�اق �صرخة غ�ضب‬ ‫تحذيري ��ة ليبق ��ى بل ��د و�إقت�ص ��اد‪ .‬ورغ ��م ال�ضرر‬ ‫الكام ��ل لبع� ��ض القطاع ��ات �إال �أن قطاعات �أخرى‬ ‫�أفادت من الأزمة في �سوريا‪.‬‬ ‫وتعتب ��ر الهيئات الإقت�صادي ��ة �أن البالد دخلت في‬ ‫نفق مظلم‪ ،‬وال يمكن الإ�ستمرار في تلقي ال�ضربات‬


‫م�سارات الت�صدي ��ر البري‪ .‬و�إ�ضطر ال�صناعيون �إلى‬ ‫اللجوء �إل ��ى النقل البحري‪ ،‬مما ر ّت ��ب عليهم نفقات‬ ‫�إ�ضافية‪ .‬يقول بكدا�ش‪" :‬بات ثمة �شريحة ال ب�أ�س بها‬ ‫م ��ن الم�ستوردين الع ��رب ّ‬ ‫يف�ضلون ع ��دم التعامل مع‬ ‫الم�صانع اللبناني ��ة‪ ،‬مخافة عدم �إلت ��زام اللبنانيين‬ ‫بمواعي ��د الت�سليم‪ ،‬وعدم و�ص ��ول الب�ضائع في وقتها‬ ‫المح� �دَّد مع تفاقم الأو�ضاع على ط ��رق النقل البرية‬ ‫ل�سوريا"‪ .‬كما و�أن �شرارة الفتنة المنتقلة من الحدود‬ ‫ال�سوري ��ة �إل ��ى طرابل� ��س ق ��د �أدى �إل ��ى تراجع حجم‬ ‫المبيع ��ات ل ��دى الم�صان ��ع الموج ��ودة ف ��ي طرابل�س‬ ‫بن�سب ��ة تراوحت ما بي ��ن ‪ 30‬و‪ 40‬ف ��ي المئة‪ ،‬وكذلك‬ ‫الأم ��ر ف ��ي البقاع حيث ت ��راوح التراجع بي ��ن خم�سة‬ ‫وع�ش ��رة في المئة‪ .‬لكن على الرغم من هذا التراجع‬ ‫لم ت�شهد ال�سوق المحلية موجة �إقفال للم�صانع‪� ،‬إنما‬ ‫يتوج ��ه البع�ض �إلى ت�سريح عمال �أو حتى ال يبادر �إلى‬ ‫التوظي ��ف‪ .‬يق ��ول بكدا� ��ش‪" :‬ال يعم ��د ال�صناعي �إلى‬ ‫�إ�ستب ��دال العام ��ل اللبنان ��ي بال�سوري‪ ،‬حت ��ى لو كان‬ ‫العمال ال�سوريون يتقا�ض ��ون رواتب �أدنى"‪ ،‬الفت ًا �إلى‬ ‫�أن �إرتفاع ن�سبة العمال ال�سوريين في بع�ض الم�صانع‬ ‫يعود �إل ��ى �إمتناع العمالة اللبنانية ع ��ن �إ�شغال بع�ض‬ ‫الوظائ ��ف وال�سبب لي� ��س لأن رواتبهم �أدن ��ى‪ .‬وي�شير‬ ‫بكدا� ��ش �إل ��ى �أن "الإنكما� ��ش الإقت�ص ��ادي في لبنان‬ ‫يرخ ��ي بظالل ��ه على القطاع ��ات الإنتاجي ��ة كافة‪ ،‬ال‬ ‫�سيما مع تراجع القدرة ال�شرائية لدى الم�ستهلكين"‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى تتفاقم م�شاكل القطاع التجاري نتيجة‬ ‫الم�شاكل والمخاطر التي تتعر�ض لها ال�شاحنات عبر‬ ‫الط ��رق البري ��ة ال�سورية‪ .‬يق ��ول �إيلي زخ ��ور‪ ،‬رئي�س‬ ‫غرفة المالحة الدولي ��ة‪�" :‬إرتفعت كلفة النقل البري‬ ‫عبر الط ��رق ال�سورية نتيجة المخاط ��ر التي تتعر�ض‬ ‫له ��ا ال�شاحن ��ات العابرة تل ��ك المناط ��ق‪ ،‬ف�ض ًال عن‬ ‫�إرتف ��اع �أ�سعار الت�أمي ��ن على ال�شاحن ��ات"‪ .‬وي�ضيف‬ ‫�أن الم�صدري ��ن نتيج ��ة ه ��ذا الواقع ح ّول ��وا وجهتهم‬

‫�إل ��ى النق ��ل البحري مم ��ا �ساهم في �إرتف ��اع الحركة‬ ‫في مرف�أ بي ��روت‪ .‬ويلفت �إلى �أن مرف� ��أ بيروت �سجل‬ ‫�أرقام� � ًا قيا�سية خ�ل�ال العام الج ��اري‪ ،‬تعتبر الأعلى‬ ‫منذ �سنوات عدي ��دة‪ .‬ويعزو زخور ال�سبب �إلى تراجع‬ ‫الحركة التجارية في مرف�أي طرطو�س والالذقية في‬ ‫�سوري ��ا نتيجة العقوب ��ات الإقت�صادي ��ة‪ .‬وي�ؤكد زخور‬ ‫�أن التاج ��ر اللبنان ��ي �أفاد من ه ��ذا الو�ضع حيث بات‬ ‫ي�ست ��ورد الب�ضائع لل�سوقين المحلي ��ة وال�سورية‪ .‬لكن‬ ‫ي�شت ��رط زخ ��ور �ض ��رورة تواف ��ر الإ�ستق ��رار الأمني‬ ‫وال�سيا�س ��ي ك ��ي ي�ستمر المرف�أ ف ��ي �إ�ستقطاب حركة‬ ‫تجارية ذهاب ًا و�إياب ًا‪.‬‬

‫تجاهل للروزنامة الزراعية‬

‫يخلق ه ��ذا الواق ��ع للمزارعين م�شكلة ف ��ي ت�صريف‬ ‫الإنت ��اج خ�صو�ص ًا في ظل تراج ��ع الحركة ال�سياحية‬ ‫و�إنخفا� ��ض الطلب عل ��ى الخ�ضار والفواك ��ه من قبل‬ ‫المطاع ��م والفنادق‪ .‬كم ��ا و�أن �إرتف ��اع كلفة ال�شحن‬ ‫يح ّد من ق ��درة المزارعين اللبنانيين على المناف�سة‬ ‫ف ��ي الأ�س ��واق الخارجي ��ة‪ .‬وق ��د �إرتفع ��ت ف ��ي الآونة‬ ‫الأخي ��رة كلفة �شح ��ن الحاوية المب ��ردة الواحدة من‬ ‫لبن ��ان �إلى البل ��دان العربية م ��ن ‪ 3500‬دوالر �سابق ًا‬ ‫�إل ��ى �سبعة �آالف دوالر في الوق ��ت الحالي‪ ،‬خ�صو�ص ًا‬ ‫مع ن ��درة وجود ال�سائقي ��ن ال�سوريي ��ن الذين يعانون‬ ‫للح�ص ��ول على ت�أ�شيرات دخول �إل ��ى البلدان العربية‬ ‫التي �أغلقت �سفاراتها في �سوريا‪.‬‬

‫ل ��م ي�سل ��م القطاع الزراع ��ي اللبناني م ��ن �إرتدادات الأزمة ال�سورية‬ ‫الأزم ��ة ال�سوري ��ة‪ .‬فنتيج ��ة الإ�ضطراب ��ات الحا�صلة لي�ست ال�سبب الوحيد للركود‬ ‫ف ��ي بالد ال�ش ��ام بات لبن ��ان تقريب ًا المنف ��ذ الوحيد ف ��ي المقلب الآخ ��ر‪ ،‬يرف� ��ض الأمين الع ��ام لجمعية‬ ‫لت�صري ��ف المنتج ��ات الزراعي ��ة ال�سوري ��ة من دون م�صارف لبنان الدكت ��ور مكرم �صادر تحميل الو�ضع‬ ‫التقي ��د بالروزنام ��ة الزراعي ��ة‪ .‬وتدخ ��ل الخ�ض ��ار ال�س ��وري م�س�ؤولية الإنكما�ش والرك ��ود االقت�صاديين‬ ‫ال�سورية المتوافرة محلي ًا بكميات هائلة �إلى الأ�سواق كامل ��ة‪ .‬ويعتب ��ر �أن الأزم ��ة اللبناني ��ة تع ��ود في جزء‬ ‫اللبناني ��ة م ��ن دون �أي رقاب ��ة حكومي ��ة وب�أ�سع ��ار كبي ��ر منها �إلى �س ��وء الإدارة ال�سيا�سية والإقت�صادية‬ ‫�أدن ��ى م ��ن �أ�سع ��ار المنتج ��ات الزراعي ��ة اللبناني ��ة‪ .‬و�إ�ستهتار بع�ض الأحزاب والقوى ال�سيا�سية بم�صلحة‬ ‫البالد‪ .‬ويلفت �إلى �أنه ال معنى لمقارنة معدالت النمو‬ ‫الإ�ستثنائية التي عرفها الإقت�صاد اللبناني في الفترة‬ ‫الممتدة من العام ‪� 2007‬إلى العام ‪ 2010‬بالمعدالت‬ ‫القائم ��ة حالي� � ًا والتي تتراوح بي ��ن ‪ 2‬و‪ 1.5‬في المئة‬ ‫�إيلي زخور‪�" :‬إرتفعت كلفة النقل‬ ‫مقاب ��ل ‪ 8‬و‪ 9‬بالمئة ويرف�ض رد ال�سبب �إلى ما يجري‬ ‫البري عبر الطرق ال�سورية نتيجة‬ ‫ف ��ي �سوري ��ا‪ .‬ويلح ��ظ �أن متو�سط مع ��دالت النمو في‬ ‫المخاطر التي تتعر�ض لها ال�شاحنات‬ ‫العقدي ��ن الما�ضيي ��ن جاء بح ��دود ‪ 3‬و‪ 3.5‬في المئة‬ ‫العابرة تلك المناطق‪ ،‬ف�ض ًال عن �إرتفاع‬ ‫في المتو�سط بح�سب �سنة الأ�سا�س المعتمدة‪ ،‬مقدر ًا‬ ‫�أن يك ��ون ت�أثير الأزمة في �سوري ��ا على الإقت�صاد بما‬ ‫�أ�سعار الت�أمين على ال�شاحنات"‬ ‫ي ��راوح بي ��ن ‪ 0.3‬و‪ 0.5‬ف ��ي المئ ��ة‪ .‬وتظه ��ر درا�سة‬ ‫البن ��ك الدول ��ي �أن حرك ��ة التج ��ارة تراجع ��ت ‪0.5‬‬

‫الخ�ضار ال�سورية في‬ ‫أ�ضرت‬ ‫لبنان‪ :‬رخي�صة و� ّ‬ ‫بالمح�صول اللبناني‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪73‬‬


‫تحقيق ال�شهر‬

‫نقيب �أ�صحاب الفنادق بيار الأ�شقر‪:‬‬ ‫الو�ضع الفندقي كارثي‬

‫نائب رئي�س جمعية ال�صناعيين زياد بكدا�ش‪:‬‬ ‫غابت الب�ضائع ال�سورية المناف�سة‬

‫�أ�صحاب الفنادق في لبنان‪" :‬بات الو�ضع في القطاع‬ ‫الفندق ��ي م�أ�سوي ًا ال �سيما في جبل لبنان"‪ ،‬م�ضيف ًا‪:‬‬ ‫"�أن م ��ا و�صلن ��ا �إليه اليوم هو الأ�سو�أ منذ ع�شرين‬ ‫عام ًا"‪ .‬وتراجعت المداخيل لدى الفنادق في بيروت‬ ‫بن�سب ��ة ‪ 36‬في المئة خالل ع ��ام‪ ،‬و�إنخف�ضت بن�سبة‬ ‫‪ 54‬في المئة بالمقارنة م ��ع العامين ‪ 2010‬و‪،2009‬‬ ‫طبق� � ًا لنقابة �أ�صحاب الفن ��ادق‪� .‬أما في جبل لبنان‬ ‫فقد تعدّى التراجع ‪ 70‬في المئة بالمقارنة مع العام‬ ‫‪ .2010‬وي�شي ��ر الأ�شق ��ر �إلى �أن "ن�سب ��ة الخليجيين‬ ‫الذين �إلتزم ��وا قرار حكوماتهم بلغ �أكثر من ‪ 90‬في‬ ‫المئة"‪ .‬وتكمن �أهمية ال�سائح الخليجي في معدالت‬ ‫�إنفاقه البالغة الإرتفاع‪ ،‬والتي ال يعو�ضها في الغالب‬ ‫ق ��دوم �سي ��اح من وجهات �أخ ��رى‪ .‬علم� � ًا �أن ال�س ّياح‬ ‫الخليجيي ��ن كان ��وا ي�ش ّكلون ‪ 40‬ف ��ي المئة من حركة‬ ‫ال�سياح ��ة ف ��ي لبنان في الع ��ام ‪ ،2010‬حي ��ث كانوا‬ ‫ي ��د ّرون حوال ��ى ‪ 60‬ف ��ي المئة من مداخي ��ل القطاع‬ ‫ال�سياح ��ي‪ ،‬بح�سب �إتح ��اد النقاب ��ات ال�سياحية في‬ ‫لبن ��ان‪ .‬و ُيعتب ��ر الخليجيون مركز ثقل ف ��ي �إجمالي‬ ‫المبيع ��ات ل ��دى تجار التجزئ ��ة‪ .‬وي�ش ��كل الوافدون‬ ‫م ��ن خم�سة بلدان خليجية حوال ��ى ‪ 45‬في المئة من‬ ‫�إجمالي المبيعات‪ ،‬بح�سب جمعية تجار بيروت‪.‬‬ ‫ويو�ضح الأ�شق ��ر �أن "الق�سم الأكبر من اللبنانيين‬ ‫المغتربين �أي�ض� � ًا ف�ضلوا عدم المج ��يء �إلى لبنان‬ ‫خوف� � ًا م ��ن الأو�ض ��اع الأمني ��ة غي ��ر الم�ستق ��رة"‪.‬‬ ‫وتقت�ص ��ر حرك ��ة الإ�شغ ��ال الفندقي عل ��ى ال�سياح‬ ‫ال�سوريي ��ن المي�سوري ��ن الذي ��ن �إتخذوا م ��ن لبنان‬ ‫موط ��ئ ق ��دم له ��م‪ .‬يق ��ول الأ�شق ��ر‪�" :‬إن الأم ��ن‬ ‫والإ�ستق ��رار ال�سيا�س ��ي هم ��ا �أولوي ��ات ال�سائ ��ح"‪،‬‬ ‫م�ؤكد ًا �أن دول العالم �أجمع تتناف�س على �إ�ستقطاب‬ ‫ال�سائ ��ح الخليج ��ي‪ ،‬فيم ��ا لبن ��ان ال ��ذي يرغب ��ون‬ ‫ب ��ه يطردهم‪ .‬وي�صع ��ب الق ��ول �أن ب�إمك ��ان لبنان‬ ‫�إ�ستب ��دال ال�سائ ��ح الخليجي بالأجنب ��ي‪ ،‬لأن ذلك‬ ‫يتطل ��ب خطة عم ��ل طويلة الأم ��د‪ ،‬ال �سيما �أن دول‬ ‫‪72‬‬

‫الأمين العام لجمعية الم�صارف مكرم �صادر‪:‬‬ ‫الحق على �سوء الإدارة ال�سيا�سية والإقت�صادية‬

‫الغرب �أحر�ص من �أي دولة �أخرى على رعاياها‪.‬‬

‫العمالة الفندقية بخطر‬ ‫ينعك� ��س تراج ��ع الحرك ��ة ال�سياحي ��ة ب�ش ��كل وا�ضح‬ ‫عل ��ى العمالة ف ��ي القط ��اع الفندقي‪ .‬وق ��د تم خالل‬ ‫الع ��ام الج ��اري ت�سري ��ح حوال ��ى ‪ 35‬ف ��ي المئ ��ة من‬ ‫العمال ��ة ال�سنوية‪ ،‬وحوالى ‪ 70‬ف ��ي المئة من العمالة‬ ‫المو�سمية‪ .‬يقول الأ�شقر‪" :‬الو�ضع كارثى على طالب‬ ‫الجامع ��ات العاملين ف ��ي القطاع الفندق ��ي‪ ،‬والذين‬ ‫كانوا يعتمدون على مو�سم ال�صيف لت�أمين �أق�ساطهم‬ ‫الجامعي ��ة"‪ .‬لكن ي�أم ��ل الأ�شق ��ر �أن تتح�سن الحركة‬ ‫ف ��ي عيد الفط ��ر االمقب ��ل و�أن ت�شهد الفن ��ادق ن�سبة‬ ‫حجوزات مقبولة ال �سيما من قبل ال�سياح ال�سوريين‪،‬‬ ‫م�شير ًا �إل ��ى �أن �إقامتهم الفندقية لن تتعدى الخم�سة‬ ‫�أي ��ام‪ ،‬في حين �أن �إقام ��ة ال�سي ��اح الخليجيين كانت‬ ‫تمتد �إلى ما يزيد عن ‪ 12‬يوم ًا‪ .‬ويلفت �إلى �أن ال�سياح‬ ‫�سيحول ��ون وجهتهم �إلى بلدان �أكثر �أمن� � ًا و�إ�ستقرار ًا‬ ‫على غ ��رار قبر�ص وتركيا وتحديد ًا المناطق البعيدة‬ ‫عن ا�سطنبول‪.‬‬

‫بيار الأ�شقر‪" :‬بات الو�ضع في‬ ‫القطاع الفندقي م�أ�سوي ًا ال �سيما في‬ ‫جبل لبنان �إذ �أن ما و�صلنا �إليه اليوم‬ ‫هو الأ�سو�أ منذ ع�شرين عام ًا حيث‬ ‫تراجعت المداخيل لدى الفنادق في‬ ‫بيروت بن�سبة ‪ 36‬في المئة خالل‬ ‫عام‪ ،‬و�إنخف�ضت بن�سبة ‪ 54‬في المئة‬ ‫بالمقارنة مع العامين ‪ 2009‬و‪"2010‬‬

‫العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫رئي�س غرفة المالحة الدولية �إيلي زخور‪:‬‬ ‫المخاطر رفعت كلفة النقل البري‬

‫تمتد الأزمة �إلى قطاع المطاعم والمقاهي والمالهي‬ ‫الليلية‪ .‬وقد تم �إقفال حوالى ‪ 120‬مطعم ًا من �ضمنها‬ ‫مطاعم كبيرة في بيروت ب�سبب غياب ال�سياح العرب‬ ‫والأجان ��ب ع ��ن لبن ��ان‪ .‬ول ��م ت�سلم مكات ��ب ووكاالت‬ ‫ت�أجير ال�سي ��ارات ال�سياحية من ه ��ذا التراجع‪ ،‬فقد‬ ‫كان اعتمادهم على ال�سياح العرب كبير ًا‪.‬‬

‫ال�صناعيون بخير‬ ‫على خ�ل�اف القط ��اع ال�سياح ��ي‪� ،‬أف ��اد ال�صناعيون‬ ‫م ��ن الأزم ��ة الحا�صلة ف ��ي �سوري ��ا بن�س ��ب متفاوتة‪.‬‬ ‫فنتيج ��ة الأزم ��ة ال�سوري ��ة �أُغل ��ق و ُد ّم ��ر الكثي ��ر من‬ ‫الم�صان ��ع القائمة في حلب وغيرها‪� ،‬أو خف�ضت تلك‬ ‫الم�صانع من قدراتها الإنتاجية‪ .‬و�إنعك�س هذا الواقع‬ ‫�إيجاب� � ًا على لبنان‪ ،‬ف�إرتفع ��ت ال�صادرات ال�صناعية‬ ‫الإ�ستهالكي ��ة ال �سيما ال�صناع ��ات الغذائية والورقية‬ ‫�إل ��ى ال�سوق ال�سوري ��ة‪ .‬و�إحتلت �سوري ��ا ال�صدارة في‬ ‫قائم ��ة الدول التي ي�صدّر �إليه ��ا لبنان‪ .‬وبعدما كانت‬ ‫ن�سب ��ة ال�سلع الواردة من �سوريا �إلى لبنان تفوق ن�سبة‬ ‫ال�ص ��ادرات‪� ،‬ص� �دّر لبن ��ان �إل ��ى �سوريا ف ��ي الأ�شهر‬ ‫الخم�س ��ة الأولى من العام الجاري ‪ 344‬مليون دوالر‪،‬‬ ‫فيم ��ا بلغت قيم ��ة ال ��واردات ال�سورية �إل ��ى لبنان في‬ ‫الفت ��رة ذاتها ‪ 96‬ملي ��ون دوالر‪ .‬يقول زي ��اد بكدا�ش‪،‬‬ ‫نائب رئي�س جمعية ال�صناعيين اللبنانيين‪�" :‬إرتفعت‬ ‫م�ؤ�ش ��رات ال�صناع ��ة الإ�ستهالكي ��ة بن�سب ��ة تراوحت‬ ‫بي ��ن ‪ 20‬و‪ 25‬ف ��ي المئة‪ ،‬نتيجة تراج ��ع تدفق ب�ضائع‬ ‫الم�صان ��ع ال�سوري ��ة المماثلة �إلى ال�س ��وق المحلية"‪.‬‬ ‫تح�سن ��ت �أي�ض ًا في‬ ‫ويلف ��ت �إلى �أن ن�سب ��ة المبيع ��ات ّ‬ ‫ال�س ��وق المحلي ��ة وال�سبب غي ��اب الب�ضائ ��ع ال�سورية‬ ‫المناف�سة بالأ�سع ��ار‪ ،‬والتي كانت تدخل عبر المعابر‬ ‫غير ال�شرعية‪ .‬وقد كان ��ت الب�ضائع ال�سورية مناف�س ًا‬ ‫قوي� � ًا لتل ��ك المحلي ��ة نظر ًا ال ��ى �إنخاف� ��ض الأكالف‬ ‫الت�شغيلي ��ة ف ��ي �سوري ��ا‪ .‬ف ��ي المقابل‪ ،‬ت�ض� � ّرر بع�ض‬ ‫ال�صناعيي ��ن م ��ن الأزم ��ة ال�سوري ��ة حي ��ث تعطل ��ت‬


‫تحقيق ال�شهر‬ ‫بالن�سب ��ة �إلى ال�ص ��ادرات‪ ،‬فيما �إنخف� ��ض الإ�ستيراد‬ ‫بي ��ن العامي ��ن ‪ 2010‬و‪ 2012‬من ‪ 0.9‬ف ��ي المئة �إلى‬ ‫‪ 0.6‬في المئة كن�سبة من الناتج الإجمالي‪ .‬وتراجعت‬ ‫حرك ��ة الترانزيت من ‪ 0.2‬في المئ ��ة �إلى ‪ 0.03‬في‬ ‫المئة من النات ��ج �أي توقفت عملي ًا‪ .‬وت�أثرت ال�سياحة‬ ‫فع ًال بالح ��وادث ال�سورية و�إنعك�س ��ت �إنخفا�ض ًا ‪0.5‬‬ ‫في المئة م ��ن الناتج نتيجة تراجع التوافد عبر البر‪.‬‬ ‫�أم ��ا على م�ست ��وى �سوق العمل‪ ،‬في�شي ��ر �صادر الى �أن‬ ‫قيا� ��س �إنعكا�س الأزمة وتوافد العم ��ال ال�سوريين �إلى‬ ‫لبن ��ان لي� ��س �سه�ل ً�ا‪ ،‬لأنه ��م يناف�سون بع�ضه ��م �أكثر‬ ‫مم ��ا يناف�سون العمالة اللبناني ��ة‪ .‬ويلفت �إلى �أن ركود‬

‫الإقت�ص ��اد اللبنان ��ي وتدهور مع ��دالت النمو ال تخلق‬ ‫فر�ص� � ًا �إ�ضافي ��ة لهذه العمال ��ة الواف ��دة‪ .‬ويو�ضح �أن‬ ‫الع ��بء الأ�سا�س ��ي للنازحين ال�سوريي ��ن يبقى مركز ًا‬ ‫ف ��ي مج ��ال الخدم ��ات والمراف ��ق العام ��ة كالتعلي ��م‬ ‫والطبابة والمي ��اه والكهرب ��اء ذات النوعية المتدنية‬ ‫�أ�ص�ل ً�ا‪ .‬ويتركز �أكثر من ‪ 70‬ف ��ي المئة من النازحين‬ ‫ف ��ي مناطق ال�شم ��ال والبق ��اع والجنوب الت ��ي تفتقر‬ ‫�أ�سا�س ًا �إلى كفاية الخدمات العامة‪.‬‬ ‫من جهته ي ��رى القطاع الخا� ��ص �أن الحلول الممكنة‬ ‫للخ ��روج م ��ن الأزم ��ة الإقت�صادي ��ة الخانق ��ة كثيرة‪.‬‬ ‫ويطالب بالدرجة الأولى ب�إ�ستتباب الأمن والإ�ستقرار‬

‫ال�سيا�س ��ي كمدخ ��ل لع ��ودة الإقت�ص ��اد �إل ��ى ال�سك ��ة‬ ‫ال�صحيح ��ة‪ .‬ولطالم ��ا �ش� � ّكل الإقت�ص ��اد اللبنان ��ي‬ ‫ملج� ��أً لرجال الأعمال وب� ��ؤرة لإ�ستقط ��اب الم�شاريع‬ ‫والإ�ستثمارات‪ .‬وي�ؤكد القطاع الخا�ص �ضرورة ت�شكيل‬ ‫حكوم ��ة متجان�س ��ة قادرة عل ��ى �إدارة الب�ل�اد و�إزالة‬ ‫العوائ ��ق وح�ص ��ر الخ�سائر‪ .‬كم ��ا ويدعو �إل ��ى العمل‬ ‫عل ��ى �إنتاج "�إعالن بعب ��دا اقت�صادي"‪ ،‬يحيد ويدعم‬ ‫االقت�صاد على �أ�سا�س معادل ��ة الإنتاجية والتناف�سية‬ ‫والعدال ��ة الإجتماعي ��ة‪ ،‬و�إال �سنظل ن ��رى المزيد من‬ ‫الم�ؤ�س�س ��ات تقفل وت�س ��رح موظفيه ��ا والبع�ض منها‬ ‫�سيفل�س وينهك‬

‫الالجئون ال�سوريون في لبنان‪ :‬قنبلة �إقت�صادية و�إجتماعية موقوتة‬ ‫ح� � ّذر تقري ��ر عالم ��ي ا�صدرت ��ه ن�ش ��رة "الن�سي ��ت"‬ ‫الطبية‪ ،‬و�شارك في �إعداده �أ�ستاذ العلوم ال�صحية في‬ ‫الجامع ��ة الأميركي ��ة في بي ��روت ف�ؤاد م‪ .‬ف� ��ؤاد من �أن‬ ‫�أزم ��ة الالجئين ال�سوريين قد تتح ّول كارثة �إقليمية‪،‬‬ ‫بع ��د تدمي ��ر معظ ��م مراك ��ز الخدم ��ات ال�صحي ��ة ف ��ي‬ ‫�سوري ��ا‪ ،‬كذل ��ك �أن تل ��ك الموجودة في لبن ��ان والأردن‬ ‫المجاو َرين تتع ّر�ض ل�ضغوط �شديدة من جراء تد ّفق‬ ‫�أعداد هائلة من الالجئين‪.‬‬ ‫ورد في تقرير "الن�سيت" ان "تدفق الالجئين الذين‬ ‫يبل ��غ عدده ��م ‪ 3,5‬ماليي ��ن �شخ� ��ص في نهاي ��ة ال�سنة‬ ‫الجاري ��ة‪ ،‬وفق تقديرات الأم ��م المتحدة‪� ،‬سي�ؤدي �إلى‬ ‫�ش ��ل منظوم ��ة ال�صحة العامة في البل ��دان المجاورة‪،‬‬ ‫ويمكن �أن يت�س ّبب في �إنهيارها"‪.‬‬ ‫�أ�ض ��اف التقري ��ر �أن كل الخدم ��ات العام ��ة ف ��ي لبن ��ان‬ ‫"تتع ّر� ��ض ل�ضغ ��وط �شدي ��دة‪ ،‬فعل ��ى �سبي ��ل المث ��ال‪،‬‬ ‫ت�شي ��ر تقدي ��رات الأم ��م المتح ��دة �إل ��ى �أن ��ه ف ��ي نهاية‬ ‫‪� ،2013‬سي�ص ��ل عدد الط�ل�اب ال�سوريين في المدار�س‬ ‫الر�سمي ��ة في لبنان �إل ��ى ‪� 450‬ألفاً في مقابل ‪� 350‬ألف‬ ‫طال ��ب لبناني فقط‪ ،‬ف�ض ً‬ ‫ال عن ذلك‪ ،‬تتراجع الأجور‬ ‫والإ�ستثم ��ارات الأجنبي ��ة‪ ،‬وتعج ��ز المراف ��ق ال�صحية‬ ‫ف ��ي المدن والإم ��دادات المائية عن تلبي ��ة الحاجات‪.‬‬ ‫كم ��ا �أن المدار� ��س ومن�ش� ��آت الرعاي ��ة ال�صحي ��ة تعاني‬ ‫الإكتظاظ"‪.‬‬ ‫ولفت الى �أنه "رغ ��م توافر خدمات الرعاية ال�صحية‬ ‫الأولي ��ة والثانوي ��ة لل�سوريي ��ن ف ��ي لبن ��ان‪ ،‬يج ��د‬ ‫الالجئ ��ون �أنف�سهم م�ضطري ��ن �إلى دفع مبالغ نقدية‬ ‫طائل ��ة ّ‬ ‫تتخط ��ى الإمكانات المادّية لع ��دد كبير منهم‪.‬‬ ‫وال ّ‬ ‫تغط ��ي المفو�ضي ��ة ال�سامي ��ة للأم ��م المتح ��دة‬ ‫ل�ش� ��ؤون الالجئي ��ن �س ��وى ج ��زء م ��ن التكلف ��ة (‪)%75‬‬ ‫لخدم ��ات الرعاي ��ة الثانوي ��ة‪ ،‬وال تق� �دّم �أي ن ��وع م ��ن‬ ‫الدع ��م للأمرا� ��ض الم�ستع�صية الت ��ي تتط ّلب عالجاً‬ ‫كيميائي� �اً �أو غ�سيل كل ��ى �أو نقل دم‪ .‬وهكذا تقع الكلفة‬ ‫ف ��ي ه ��ذه الح ��االت عل ��ى عات ��ق الأف ��راد �أو المنظمات‬ ‫الم�سجلين لدى‬ ‫الأهلية المحلية‪ ،‬علما �أن ال�سوريين‬ ‫ّ‬

‫الالجئون ال�سوريون في لبنان‪ :‬قنبلة موقوتة‬

‫المفو�ضي ��ة يحق لهم الح�ص ��ول على الم�ساعدات من‬ ‫الأمم المتحدة"‪.‬‬ ‫وف ��ي ال�سي ��اق عين ��ه‪ ،‬ح� � ّذر موج ��ز لل�سيا�س ��ات �ص ��ادر‬ ‫ع ��ن معهد ع�صام فار� ��س لل�سيا�سات العام ��ة وال�ش�ؤون‬ ‫الدولي ��ة م ��ن التداعي ��ات الإقت�صادي ��ة ال�سلبي ��ة التي‬ ‫يمك ��ن �أن تتر ّتب على لبنان من ج ��راء الإدارة ال�سيئة‬ ‫لأزمة الالجئين ال�سوريين‪.‬‬ ‫وورد ف ��ي الدرا�س ��ة �أن نح ��و ‪� 570‬أل ��ف الج ��ئ �س ��وري‬ ‫ت�سجل ��وا ر�سمي� �اً �أو ينتظ ��رون ت�سجيله ��م ل ��دى‬ ‫كان ��وا ّ‬ ‫المفو�ضي ��ة ال�سامي ��ة للأم ��م المتح ��دة ل�ش� ��ؤون‬ ‫الالجئي ��ن في نهاية حزيران (يونيو) الما�ضي‪ ،‬علما‬ ‫�أن تقدي ��رات الحكوم ��ة اللبنانية‪ ،‬الت ��ي ت�شمل الع ّمال‬ ‫المهاجري ��ن‪ ،‬ت�شير �إل ��ى وجود �أكثر من مليون �سوري‬ ‫في لبنان‪.‬‬ ‫ولفت ��ت �إل ��ى �أن المناف�س ��ة المتزاي ��دة عل ��ى الوظائف‬ ‫الن ��ادرة‪ ،‬وال �سيم ��ا في قطاع الوظائ ��ف غير الماهرة‪،‬‬ ‫مار�س ��ت ت�أثيراً �سلبياً على ح�سن الوفادة الذي �أظهره‬ ‫اللبناني ��ون ف ��ي البداية تج ��اه الالجئي ��ن ال�سوريين‪،‬‬ ‫اذ وف ��ق اال�ستط�ل�اع الذي �أجراه معه ��د ‪ ،Fafo‬يعتبر‬ ‫معظ ��م اللبنانيي ��ن �أن ال�سوريي ��ن ي�ستول ��ون عل ��ى‬ ‫وظائفهم ويت�س ّببون بتراجع الأجور‪.‬‬ ‫وح� � ّذرت م ��ن �أن "الالجئي ��ن ال�سوريي ��ن يجمعون في‬

‫م�ص ��در رزقهم م ��ا بين الم�ساع ��دات ومدخول العمل‪،‬‬ ‫ف ��ي حين �أن ه ��ذه الفر�صة لي�ست متاح ��ة �أمام معظم‬ ‫اللبنانيي ��ن الفق ��راء‪ ،‬مما ي� ��ؤدّي �إل ��ى تهمي�ش ال�شعب‬ ‫الم�ضيف"‪.‬‬ ‫و�إعتب ��رت الدرا�س ��ة �أن "اللبنانيي ��ن‪ ،‬وال �سيم ��ا �أولئك‬ ‫الذي ��ن ل ��م يتلقّوا تح�صي ً‬ ‫ال علمي� �اً نظامياً ويعتمدون‬ ‫عل ��ى �س ��وق العم ��ل غي ��ر الماه ��رة‪ ،‬يواجه ��ون نتائ ��ج‬ ‫كارثي ��ة من ج ّراء المناف�سة من الالجئين ال�سوريين‬ ‫الباحثي ��ن ع ��ن عم ��ل‪ .‬فع ��دد كبي ��ر منه ��م يخ�س ��ر‬ ‫وظيفت ��ه �أو يُ�ضط ّر �إلى القبول ب�أجور �أكثر تد ّنياً من‬ ‫ال�سابق"‪..‬‬ ‫وخل�ص ��ت �إل ��ى �أن �أوجه التفاوت الإقت�ص ��ادي الناجمة‬ ‫ع ��ن ع ��دم الم�س ��اواة ف ��ي الفر� ��ص المعي�شي ��ة‪ ،‬تو ّل ��د‬ ‫�إ�ستي ��اء ل ��دى اللبنانيي ��ن م ��ن الالجئي ��ن ال�سوريي ��ن‬ ‫ومواقف متناق�ضة تجاههم‪ ،‬م�شير ًة �إلى �أن "الإق�صاء‬ ‫الإقت�ص ��ادي وفق ��دان الأمل ف ��ي الم�ستقب ��ل يمكن �أن‬ ‫ي�ؤ ّدي ��ا �إل ��ى زي ��ادة تجني ��د ال�شب ��اب ف ��ي المجموع ��ات‬ ‫القتالي ��ة‪ ،‬بما يق ��ود �إلى �إرتفاع احتم ��االت الحرب في‬ ‫لبنان"‪.‬‬ ‫واو�ص ��ت ب�ض ��رورة "تطبيق برامج "الم ��ال في مقابل‬ ‫العم ��ل" عل ��ى الالجئي ��ن ال�سوريي ��ن‪ ،‬للح ��د م ��ن‬ ‫الت�ش ّنج ��ات الإجتماعي ��ة الناجم ��ة ع ��ن المناف�س ��ة في‬ ‫�س ��وق العم ��ل الت ��ي تت�س ّب ��ب به ��ا الفر�ص ��ة الت ��ي يُفيد‬ ‫منها الالجئ ��ون ال�سوريون وتتيح لهم الجمع ما بين‬ ‫الم�ساع ��دات والوظائف المتد ّنية الأجور‪ ،‬و�إ�ستهداف‬ ‫الأ�س ��ر اللبناني ��ة وال�سوري ��ة الفقي ��رة عل ��ى ال�س ��واء‬ ‫بالم�ساع ��دات‪� ،‬إنما بطريق ��ة مدرو�سة تفادي� �اً لتوليد‬ ‫�أ�شكال جديدة من التبعية للم�ساعدات‪،‬‬ ‫من�سق ��ة لت�سجيل الالجئين لدى‬ ‫وتثبي ��ت دعائم �آلية َّ‬ ‫و�صوله ��م �إل ��ى الب�ل�اد‪ ،‬ومنح دع ��م �إ�ضاف ��ي لالجئين‬ ‫الذي ��ن يعان ��ون اله�شا�ش ��ة وغي ��ر القادرين عل ��ى تد ّبر‬ ‫َّ‬ ‫المنظم ��ة‪،‬‬ ‫�أموره ��م ف ��ي ظ ��ل �آلي ��ة الم�ساع ��دات غي ��ر‬ ‫وتطبيق برامج و�أن�شطة لمعالجة الت�ش ّنجات الفئوية‬ ‫والتع�صب"‪.‬‬ ‫والأحكام الم�سبقة‬ ‫ّ‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪75‬‬


‫‪TEAM‬‬ ‫في خدمتكم لي ًال نهار ًا ‪ 7/7‬و ‪24/24‬‬ ‫ن�ؤمن طلباتكم �إلى جميع المناطق اللبنانية وال�سورية‬ ‫�سيارات مك ّيفة ومج ّهزة ال�سلكي ًا وم�ؤ ّمنة �ضد الحوادث والأ�ضرار الج�سدية‬

‫المن�صورية (المتن)‬ ‫الأ�شرفية (بيروت)‬ ‫هاتف ‪03264534 - 04401458 :‬‬


‫�أجرى الحوار �سامي الخراط‬ ‫م��ن ال�م�ع��روف �أن المهمة الأ�سا�سية‬ ‫لغرفة التجارة وال�صناعة في البرازيل‬ ‫تقوم على دع��م وتعزيز العالقات التجارية‬ ‫بين البرازيل والعالم‪ .‬ما هي الأ�س�س التي‬ ‫تعتمد عليها لتحقيق هذا الهدف؟‬ ‫الواق ��ع �أن الإ�ستراتيجي ��ة التي ت�ؤ�س� ��س لمهمتنا تبد�أ‬ ‫دائم� � ًا م ��ن تاريخي ��ة العالق ��ات بين الجالي ��ات التي‬ ‫�أت ��ت م ��ن مختل ��ف دول العالم و�سكنت ف ��ي البرازيل‬ ‫ف ��ي مراحل عديدة من التاري ��خ‪ ،‬وقدَّمت لهذه البالد‬ ‫التن ��وع الفكري والثقافي الذي و ّل ��د ح�ضارة جديدة‪.‬‬ ‫و ُتعتب ��ر هذة التاريخي ��ة من النق ��اط المهمة لحماية‬ ‫�إ�ستم ��رار العالق ��ات‪ ،‬فالبرازيل ��ي ال ��ذي �أتى جدوده‬ ‫م ��ن �إيطالي ��ا �ساهم في بن ��اء تلك العالق ��ة مع وطنه‬ ‫الأم‪ ،‬وينطب ��ق الأمر على باقي الجالي ��ات العربية �أو‬ ‫الهولندية �أو اليابانية �أو البولندية وغيرها‪.‬‬ ‫�إن تركيزن ��ا الإ�ستراتيج ��ي الي ��وم يق ��وم على تقريب‬ ‫الم�ساف ��ات بي ��ن �أ�سواقن ��ا والأ�س ��واق العالمية وذلك‬ ‫من طريق فتح ممثلي ��ات لنا في كافتها‪ .‬ولدينا اليوم‬ ‫مكاتب عدة منت�شرة في العالم وخ�صو�ص ًا في ال�شرق‬ ‫الأو�سط مث ��ل المملكة العربي ��ة ال�سعودية‪ ،‬والأردن‪،‬‬ ‫ولبن ��ان‪ ،‬ودبي و تتم �إدارتها م ��ن المكتب الإقليمي لآ‬ ‫�سيا الموجود في تركيا‪ .‬كم ��ا لدينا المكتب الإقليمي‬ ‫لأفريقي ��ا ف ��ي المغ ��رب ويدي ��ر العملي ��ات الأفريقية‬ ‫بالتعاون مع مكتبنا في م�صر‪.‬‬ ‫ت�ساه ��م ه ��ذة المكات ��ب ب�سرع ��ة التوا�ص ��ل و�إيفادنا‬ ‫بالدرا�سات الإقت�صادية وحاجات البلد‪ ،‬كما ت�ستقبل‬ ‫رجال الأعمال حيث ت�ساعدهم في ت�أمين ما يطلبونه‬ ‫م ��ن الأ�س ��واق المحلية البرازيلي ��ة‪ .‬ولقد حققت هذه‬ ‫المكات ��ب العدي ��د م ��ن الإتفاقي ��ات التجاري ��ة‪ ،‬كم ��ا‬ ‫�ساهمت في �إقامة الكثير من العالقات الإ�ستراتيجية‬ ‫بي ��ن رجال �أعمال ع ��رب و�أجان ��ب وبرازيلين كما مع‬ ‫بع�ض الحكومات المحلية‪.‬‬ ‫ون�سع ��ى اي�ض� � ًا في الم�ستقب ��ل القريب ال ��ى تخفي�ض‬ ‫�أ�سع ��ار النقل عبر �إ�ستراتيجي ��ة نتبعها الآن و�ستظهر‬ ‫نتائجها في الم�ستقبل القريب‪.‬‬ ‫ال�سوق العربية �ضخمة وت�ضم ‪ 22‬بلداً‬ ‫وحوالي ‪ 365‬مليون ن�سمة‪ .‬كيف تق ِّيم عالقة‬ ‫البرازيل الإقت�صادية بالعالم العربي؟‬ ‫عل ��ى �إمت ��داد ع�ش ��رات ال�سني ��ن‪� ،‬شه ��دت العالقات‬ ‫البرازيلية‪-‬العربي ��ة التوا�ص ��ل والتع ��اون الودي بين‬ ‫�شع ��وب المنطقتين‪ ،‬وقد تو ّثقت ه ��ذه العالقة بف�ضل‬ ‫المغتربي ��ن العرب عام ��ة واللبنانيي ��ن بخا�صة حيث‬ ‫�إ�ستوط ��ن اللبنانيون في �أميركا الجنوبية وخ�صو�ص ًا‬

‫�صعب على ر�أ�س وفد في زيارة حاكم والية بارانا البرازيلية بيتو ري�شا‬

‫ف ��ي البرازيل من ��ذ بدايات الح ��رب العالمية الأولى‪،‬‬ ‫و�أ�س�سوا له ��م قاعدة متينة‪ ،‬فكانوا م ��ن الم�ساهمين‬ ‫ف ��ي ت�أ�سي�س مدن �أو تطويرها‪ ،‬ودخلوا معترك الحياة‬ ‫العامة؛ فمنه ��م ال�سيا�سي الب ��ارز‪ ،‬ومنهم المهند�س‬ ‫والدكت ��ور ورج ��ل الأم ��ن والتاج ��ر‪ ،‬ومنه ��م ت�ش ّكل ��ت‬ ‫نواة الفئ ��ه المثقفة التي �ساهمت ف ��ي تعزيز وتطوير‬ ‫المجتم ��ع البرازيل ��ي‪ ،‬كم ��ا ال ب ��د لنا �أن نتط ��رق �إلى‬ ‫ت�ضم �أكثر‬ ‫مو�ض ��وع مهم جد ًا وهو �أن اللغه البرتغالية ّ‬ ‫من �سبع ��ة �آالف كلمة جذورها عربي ��ة �إكت�سبتها تلك‬ ‫اللغ ��ة ف ��ي حقبة الوج ��ود العربي في ب�ل�اد الأندل�س‪.‬‬ ‫كم ��ا ال ب� � ّد �أن ندخل في عم ��ق التاريخ ّ‬ ‫ونو�ض ��ح �أمر ًا‬ ‫مهم� � ًا‪ ،‬وه ��و �أن من �أوائ ��ل من �إكت�ش ��ف البرازيل هم‬ ‫الفينيقي ��ون‪ ،‬وهن ��اك قبر لمل ��ك فينيقي ف ��ي مدينة‬ ‫"ريو دي جنيرو" ولوح مكتوب عليه �إ�سم الملك الذي‬ ‫ق ��اد الحملة ال ��ى تلك المنطق ��ة من العال ��م الجديد‬

‫تركيزنا الإ�ستراتيجي اليوم‬ ‫يقوم على تقريب الم�سافات بين‬ ‫�أ�سواقنا والأ�سواق العالمية وذلك من‬ ‫طريق فتح ممثليات لنا في كافتها‬ ‫ولدينا اليوم مكاتب عدة منت�شرة في‬ ‫العالم وخ�صو�ص ًا في ال�شرق الأو�سط‬ ‫مثل المملكة العربية ال�سعودية‪،‬‬ ‫والأردن‪ ،‬ولبنان‪ ،‬ودبي‬

‫وق�صتهم التي تروي ب�أنهم كانوا على متن ع�شر �سفن‬ ‫�ضاع ��ت في غياه ��ب المحيط بعد عا�صف ��ة �شديدة‪،‬‬ ‫�أرب ��ع منه ��ا دخل ��ت نه ��ر االم ��ازون‪ ،‬والباقي ��ة ر�ست‬ ‫على �شواط ��ىء البرازيل‪ ،‬ف�إكت�سب عل ��ى �أثرها �شعب‬ ‫الأمازون اللغة الفينيقية وبد�أت ق�صة تطوره‪ ،‬وما زال‬ ‫بع�ص الكلم ��ات الفينيقية محكي ًا �إل ��ى يومنا هذا في‬ ‫تل ��ك المنطقة‪ ،‬وهناك الكثير م ��ن المدن التي زينت‬ ‫�شوارعه ��ا با�سماء اللبنانيين الذين تركوا ب�صماتهم‬ ‫عليها‪ ،‬فكانوا مثا ًال �صادق ًا للإن�سان العربي الجديد‪.‬‬ ‫هذا تاريخي ًا‪� ...‬أم ��ا حالي ًا ف�إن عالقاتنا الإقت�صادية‬ ‫جي ��دة ون�سع ��ى ال ��ى تطويره ��ا نح ��و الأف�ض ��ل‪ .‬وفي‬ ‫الحقيق ��ة �أن ن�سب ��ة �صادراتنا �إلى الب�ل�اد العربية ال‬ ‫تتعدى ‪%7‬م ��ن قوتنا الت�صديري ��ة ونعمل على تحقيق‬ ‫ن�سب ��ة �أعل ��ى ف ��ي ه ��ذا المج ��ال ب�إتب ��اع العدي ��د من‬ ‫الو�سائ ��ل ومنه ��ا فت ��ح مكات ��ب تمثيلية‪ ،‬كم ��ا ذكرت‪،‬‬ ‫للم�ساهم ��ة ف ��ي تعريف رج ��ال الأعم ��ال العرب على‬ ‫ال�س ��وق البرازيلية حيث �أننا نالحظ ب�أن تركيز رجال‬ ‫الأعم ��ال العرب هو على الم ��واد الغذائية فقط ولي�س‬ ‫عل ��ى باقي ال�سل ��ع ال�ضرورية اي�ض� � ًا للمجتمع العربي‬ ‫كالتكنولوجي ��ا والأدوات المنزلية الكهربائية وغيرها‬ ‫الت ��ي نجح ��ت البرازي ��ل جيد ًا ف ��ي ت�صنيعه ��ا والتي‬ ‫تخ�ض ��ع للموا�صف ��ات العالمي ��ة ب�إ�ش ��راف الأجه ��زة‬ ‫الحكومي ��ة المخت�ص ��ة‪ .‬م ��ع مالحظتن ��ا ان ن�سب ��ة‬ ‫مبادالتنا التجارية دائم ًا ترتفع �سنة بعد �سنة‪.‬‬ ‫ك��م يبلغ حجم ال�ت�ب��ادل ال�ت�ج��اري بين‬ ‫البرازيل والبلدان العربية عامة ومع دول‬ ‫الخليج العربي بخا�صة؟‬ ‫�إن ن�سب ��ة ال�ص ��ادرات بيننا وبح�سب قوتن ��ا الإنتاجية‬ ‫ه ��ي منخف�ض ��ة حي ��ث ن�ص ��در الميرك ��ا ال�شمالية ما‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪77‬‬


‫الحوار‬ ‫تُعتب��ر البرازي��ل �إح��دى �أه��م ال��دول النا�شئ��ة‬ ‫�إقت�صادي �اً‪ ،‬وه��ي ع�ض��وة فاعل��ة ف��ي مجموعة‬ ‫الع�شري��ن وف��ي مجموع��ة "بريك���س"‪ ،‬وينتهج‬ ‫�إقت�صاده��ا نظام‪ ‬ال�سوق‪ ‬حيث تتمتع ب�إقت�صاد حر‬ ‫يعتمد على الت�صدير‪ .‬وقد تعدّ ى �إجمالي ناتجها‬ ‫المحلي ‪ 2.3‬تريليون دوالر �أميركي لي�ضعها‪ ‬في‬ ‫مرتب��ة �ساد���س �أكب��ر �إقت�ص��اد في العال��م‪ ،‬وفي‬ ‫المرتبة الأولى في‪� ‬أمي��ركا الالتينية‪ ‬مع متو�سط‬ ‫نات��ج محلي للفرد يبلغ �أكثر من ‪ 11,630‬دوالر ًا‬ ‫في العام ‪ .2012‬ويُعتب��ر الو�ضع الإقت�صادي في‬ ‫البرازي��ل ثابت ومتين من بعد الأزمة الإقت�صادية‬ ‫الت��ي �سمي��ت بـ"�أزمة الثقة" ف��ي ‪ ،2002‬حيث‬ ‫�أع��ادت الحكوم��ة الثق��ة ال��ى الب�لاد و�سهّلت‬ ‫�ش��روط الإ�ستثم��ارات الأجنبي��ة‪ ،‬ودعم��ت‬ ‫ال�شركات المحلية للت�صدير‪ .‬وفي‪2007 ‬تجاوز‬ ‫حج��م الإنت��اج القوم��ي التوقع��ات ليجع��ل‬ ‫البرازيل تقف �إل��ى جانب العمالقة الإقت�صاديين‬ ‫الجدد‪ ‬رو�سيا‪ ‬والهند‪ ‬وال�صي��ن‪ .‬م��ن هن��ا ي�أخ��ذ‬ ‫الح��وار م��ع رئي���س غرف��ة التج��ارة وال�صناع��ة‬ ‫البرازيلي��ة اللبنان��ي الأ�ص��ل غ�س��ان �صع��ب‬ ‫�أهمي��ة خا�ص��ة لم��ا تلعبه ه��ذه الغرفة م��ن دور‬ ‫ف��ي عملي��ة ت�سوي��ق المنتج��ات البرازيلي��ة في‬ ‫العال��م‪ ،‬وخ�صو�ص ًا في العال��م العربي‪ ،‬وت�سويق‬ ‫�إ�ستراتيجي��ة البرازي��ل ف��ي الخ��ارج لج��ذب‬ ‫الم�ستثمري��ن اليه��ا‪�" .‬أ�س��واق الع��رب" �إلتقت‬ ‫الرئي�س �صعب وكان معه الحوار التالي‪:‬‬

‫حوار خا�ص مع رئي�س غرفة‬ ‫التجارة وال�صناعة البرازيلية اللبناني الأ�صل‬

‫غسان صعب‪ :‬عالقات البرازيل مع العرب لها تاريخ‬ ‫ً‬ ‫إقتصاديا‬ ‫ونسعى إلى توثيقها وتطويرها‬ ‫‪76‬‬

‫العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫غ�سان �صعب‪ :‬التقارب الإقت�صادي مع‬ ‫العالم العربي هدف �إ�ستراتيجي‬


‫�صعب ي�ستقبل وفد ًا تجاري ًا م�صري ًا في مدينة "بيراي دو �سول"‬

‫والأوروبية‪ ،‬ال�شروع في عملية الدرا�سات والتعديالت‬ ‫بالن�سبة الى فتح تلك اال�سواق الجديدة‪ .‬فتجارتنا كل‬ ‫يوم تزداد مع هذة المنطقة وغيرها �أي�ض ًا‪ ،‬فالبرازيل‬ ‫لديه ��ا المق ��درة الي ��وم عل ��ى �إطع ��ام ه ��ذة اال�سواق‬ ‫مجتمع ��ة‪ ،‬ون�سع ��ى جاهدي ��ن لت�أمين ذل ��ك التوا�صل‬ ‫الدائ ��م بين �شعوبنا‪ ،‬كما ن�سع ��ى دائم ًا للم�ساهمة في‬ ‫التخفيف عن �شعوب المنطقة العربية بالم�ساهمة في‬ ‫تخفي�ض الأ�سعار مع الحف ��اظ على الجودة المطلوبة‬ ‫عالمي� � ًا‪ .‬والذي ي�شجعنا �أي�ض ًا ه ��و �أن ال�سوق العربية‬ ‫مهتم ��ة بالمنتوج ��ات البرازيلية الت ��ي ُتعتبر من �أهم‬ ‫المنتوج ��ات المطلوب ��ة للأ�س ��واق العالمي ��ة ولل�س ��وق‬ ‫العربية خ�صو�ص ًا‪ ،‬وما وجود البرازيل ونجاحها اليوم‬ ‫وبقوة في ال�س ��وق العالمية � اّإل لجودة تلك المنتوجات‬ ‫ولأ�سعاره ��ا المدرو�س ��ة ج ��د ًا‪ ،‬وكم ��ا �سب ��ق وقلنا �أن‬ ‫المنتوج ��ات التكنولوجي ��ة �أو الكهربائية وغيرها هي‬ ‫ما نحتاج اليوم �إلى تفعيل وجودها في العالم العربي‬ ‫وهذا ما نعمل عليه حالي ًا‪.‬‬ ‫�أم ��ا �أه ��م ال�سل ��ع الت ��ي ن ��زود به ��ا الب�ل�اد العربي ��ة‬ ‫فه ��ي‪ :‬الدجاج‪ ،‬لح ��م البقر‪ ،‬ج ��راد البح ��ر‪ ،‬والبن‪،‬‬ ‫والحبوب‪،‬وال�ش ��اي والحم�ضيات وع�صي ��ر البرتقال‪،‬‬ ‫والمعكرون ��ة‪ ،‬وزي ��ت ال�صوي ��ا‪ .‬الأدوات وال�سكاكين‪،‬‬ ‫ونج ��ارة الخ�ش ��ب وال�سيرامي ��ك والحدي ��د وال�صلب‬ ‫وقطع غيار ال�سيارات والآالت والأجهزة الميكانيكية‪،‬‬ ‫والأحذي ��ة‪ ،‬ومواد ال�صق ��ة والإنزيم ��ات‪ ،‬والمنتجات‬ ‫المطاطية الأخرى الت ��ي تلقى قبو ًال وا�سع ًا في العالم‬ ‫العربي‪.‬‬ ‫الم�شجعة على‬ ‫عادة ما ن�سمع عن البيئة‬ ‫ّ‬ ‫الأعمال والإ�ستثمار في البرازيل‪ .‬هل لك �أن‬ ‫تقدّم لنا �شرحاً وافياً عن هذا المو�ضوع؟‬ ‫�إن البرام ��ج الحكومي ��ة الت ��ي و�ضع ��ت لت�سهي ��ل‬ ‫عملي ��ة الإ�ستثم ��ار مهم ��ة ج ��د ًا‪ ،‬وت�ساه ��م في جذب‬ ‫الإ�ستثم ��ارات للبرازي ��ل منه ��ا الخف� ��ض ال�ضريب ��ي‬ ‫للم�ستثم ��ر والذي ي�صل في بع� ��ض االحيان �إلى �صفر‬ ‫م ��ع الم�ساهمة معه في تنفي ��ذ م�شروعه الذي بالطبع‬

‫�صعب مع رئي�س بلدية تاكوارتوبا في البرازيل دكتور ميدر�سون زانيللو ميالو‬

‫يع ��ود بالفائ ��دة عل ��ى الطرفي ��ن‪ ،‬وتقدي ��م الأرا�ضي‬ ‫الالزمة للم�ش ��روع‪ ،‬وكافة �أعمال البن ��ى التحتية من‬ ‫ماء وكهرباء و�إت�صاالت و�شق الطرقات وتزفيتها‪ ،‬كما‬ ‫يتم تدريب الموظفين ح�سب متطلبات الم�شروع على‬ ‫نفقة الحكومة المحلية وت�أمي ��ن النقليات لهم �أي�ض ًا‪،‬‬ ‫وه ��ذا يعني تخفي�ض كلفة الإنت ��اج للم�ستثمر‪ .‬كما �أن‬ ‫القرو� ��ض المدعومة وخيارات التموي ��ل المقدَّمة من‬ ‫الحكوم ��ات المحلي ��ة �أو الفيديرالي ��ة ت�ساه ��م �أي�ض ًا‬ ‫ف ��ي �إزدي ��اد الم�شاريع الإنتاجية ف ��ي البرازيل‪ ،‬وهذا‬ ‫م ��ا ي�سعى ل ��ه كل م�ستثمر‪ .‬ونحن في غرف ��ة التجارة‬ ‫ن�ساه ��م ف ��ي تعري ��ف الم�ستثمري ��ن المحتملين على‬ ‫�أف�ضل طرق وو�سائل الإ�ستثمار في البرازيل و�أ�سهلها‪.‬‬ ‫لق ��د �إ�ستطعنا بوا�سطة مكاتبن ��ا المنت�شرة في العالم‬ ‫ج ��ذب الكثير م ��ن الم�صانع ومنها م�صن ��ع ل�صناعة‬ ‫الطائ ��رات في مدينه كا�ست ��رو بتمويل عربي �أميركي‬ ‫م�شترك‪ ،‬وم�صنع لت�صنيع الحليب المجفف �أي�ض ًا في‬ ‫مدينه كا�ست ��رو ‪ ،‬وم�سلخ للدجاج في مدينة "بيراي‬ ‫دو �س ��ول" وذلك في والية بارانا الت ��ي تعتبر عا�صمة‬ ‫ف ��ول ال�صوي ��ا ف ��ي العال ��م‪ .‬كم ��ا لدين ��ا الآن الكثير‬ ‫م ��ن الإ�ستثمارات الت ��ي نعمل على توزيعه ��ا في بقية‬ ‫الوالي ��ات ومنها والية البارا ووالي ��ة مينا�س جيراي�س‬

‫نحن مهتمون جد ًا بال�سوق العربية‪،‬‬ ‫ففي �سنة ‪ 2002‬في عهد الرئي�س‬ ‫لوي�س �إينا�سيو لوال دا �سيلفا‪ ،‬تم توجيه‬ ‫الإقت�صاد البرازيلي نحو ن�صف الكرة‬ ‫االر�ضية الجنوبية‪ ،‬والهدف من هذا‬ ‫كان لتخفيف �إتكالنا على الأ�سواق‬ ‫الأوروبية والأميركية‬

‫و والي ��ة �أمازونا و والية �ساو باولو‪ .‬الواقع �أن البرازيل‬ ‫الي ��وم هي الوجهة الأكثر ح�ضور ًا في العالم من حيث‬ ‫الإ�ستثثمار الأجنبي المبا�شر‪.‬‬ ‫م �ن ��ذ م � ��دة و�أن� � � ��ت ت �ت �ع��اط��ى ت �� �س��وي��ق‬ ‫المنتجات البرازيلية ال��ى منطقة ال�شرق‬ ‫الأو��س��ط و�شمال �أفريقيا‪ ،‬ما هي العراقيل‬ ‫وال�ت�ح��دي��ات ال�ت��ي ت��ؤخ��ر تطوير العالقات‬ ‫الإق �ت �� �ص��ادي��ة وال �ت �ج��اري��ة وت �م �ن��ع ب��ال�ت��ال��ي‬ ‫و�صول ب�ضائعكم الى الأ�سواق العربية؟‬ ‫الواقع لي�س هناك عراقيل بالمعنى ال�صحيح للكلمة‪،‬‬ ‫ولك ��ن هن ��اك �سوء فه ��م للمعن ��ى الحقيق ��ي للعالقة‬ ‫الإ�ستراتيجي ��ة وال ��ذي علينا �أن نط ��وره‪ ،‬وهي عالقة‬ ‫تبد�أ بالثقافة‪ ،‬وه ��ذا ما نحتاج �إليه ونعمل �أي�ض ًا على‬ ‫تقوي ��ة العالقات الثقافي ��ة بين �شعوبن ��ا ون�ساهم في‬ ‫تطوره ��ا‪ ،‬وعلى ه ��ذا الأ�سا�س نح ��ن ّ‬ ‫نح�ضر لإطالق‬ ‫م�ش ��روع هو الأول م ��ن نوعه‪� :‬إن�ش ��اء جامعة عربية ‪-‬‬ ‫برازيلية تمتد فروعها في بلدان عربية عدة‪ ،‬وتتعاون‬ ‫م ��ع �أرق ��ى الجامع ��ات البرازيلية‪ .‬وق ��د بد�أن ��ا �أي�ض ًا‬ ‫ب�إت�صاالتنا على هذا الم�ستوى‪.‬‬ ‫�أم ��ا الناحي ��ة الثاني ��ة‪ ،‬فال�شرك ��ات البرازيلي ��ة تلتزم‬ ‫بالموا�صفات العالمية لكافة �أن ��واع الب�ضائع‪ ،‬ف�أ�سعار‬ ‫ب�ضائعن ��ا المخف�ض ��ة اليمك ��ن � اّإل ان تك ��ون �ضم ��ن‬ ‫الموا�صفات المعمول بها‪ ،‬فال يمكن تغيير الموا�صفات‬ ‫�إذا كانت دون الم�ستوى الدولي‪� ،‬أعتقد هذا هو العائق‬ ‫الوحي ��د الذي يقف ف ��ي وجهنا وه ��ذا ال يمكن تذليله‬ ‫الن نظ ��ام العمل في البرازي ��ل ال ي�سمح بذلك ال على‬ ‫ال�صعيد المحلي او على �صعيد الت�صدير‪.‬‬ ‫و�أح ��د �أكبر التحديات للتج ��ارة بين البرازيل وبع�ض‬ ‫دول المنطقة‪� ،‬أنه ال يزال هناك نق�ص في الموظفين‬ ‫الم�ؤهلي ��ن وتدني نوعية التعليم الأ�سا�سي في التجارة‬ ‫الدولي ��ة‪ .‬وطبع� � ًا هن ��اك الناحي ��ة الثقافي ��ة الت ��ي ال‬ ‫ت ��زال ت�ش ّكل عقب ��ة رئي�سية‪ ،‬خ�صو�ص� � ًا بالن�سبة الى‬ ‫ال�شرك ��ات ال�صغيرة التي ال زال ��ت خبرتها قليلة في‬ ‫التداول‪.‬‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪79‬‬


‫الحوار‬ ‫يق ��ارب ‪ % 13‬والإتح ��اد الأوروبي ما يق ��ارب ‪%20.6‬‬ ‫و �أميرك ��ا الالتيني ��ة م ��ا يق ��ارب ‪ %22.3‬و�آ�سي ��ا م ��ا‬ ‫يق ��ارب ‪ %30‬و�أفريقي ��ا ‪ % 4.8‬و�أوروبا ال�شرقية ‪.%2‬‬ ‫و�إذا قارن ��ا عدد ال�سكان م ��ع ن�سب ال�صادرات في كل‬ ‫منطق ��ة من العالم نجد �أن علين ��ا جميع ًا �أن تت�ضافر‬ ‫جهودن ��ا لتحقيق تل ��ك العالق ��ة الإ�ستراتيجية ولي�س‬ ‫فق ��ط بالن�سبة ال ��ى �صادراتنا‪ ،‬ولكن �أي�ض� � ًا بالن�سبة‬ ‫الى �إ�ستيرادنا من تلك البالد وذلك لتحقيق التوازن‬ ‫الإقت�ص ��ادي‪ ،‬علم� � ًا �أن تحقيق هذا الت ��وازن ي�ساهم‬ ‫�أي�ض� � ًا في تخفي� ��ض �أ�سعار ال�شحن الت ��ي ت�ساهم في‬ ‫تقوية العالقات بين الطرفين‪.‬‬ ‫لق ��د بلغ حجم ال�ص ��ادرات من البرازي ��ل �إلى الدول‬ ‫العربي ��ة ف ��ي الن�ص ��ف الأول م ��ن الع ��ام ‪ 2013‬م ��ا‬ ‫مجموعه ‪ 17.3‬مليون ط ��ن �أو ‪ 6.56‬مليارات دوالر‪،‬‬ ‫�سج ��ل �إرتفاع طفي ��ف بل ��غ ‪ ٪1.27‬مقارنة مع‬ ‫حي ��ث ّ‬ ‫الفترة نف�سها من العام ‪.2012‬‬ ‫وق ��د كان ��ت المملك ��ة العربي ��ة ال�سعودي ��ة �أكب ��ر‬ ‫الم�ستوردي ��ن م ��ع ‪ 1.4‬ملي ��ار دوالر تليه ��ا الإمارات‬ ‫العربية المتحدة ب ‪ 1.1‬مليار دوالر وح ّلت م�صر في‬ ‫المرتبة الثالثة مع ‪ 906‬ماليين دوالر‪.‬‬ ‫ال�ح��دي��ث ع��ن الخليج ال�ع��رب��ي ي�أخذنا‬ ‫ل���س��ؤال��ك ع��ن ال �ت �ب��ادل ال �ت �ج��اري م��ع �أك�ب��ر‬ ‫�أ�سواقه‪ ...‬ال�سوق ال�سعودية‪ ،‬كم يبلغ؟ وهل‬ ‫هناك نية لزيادته وعلى �أي �أ�سا�س؟‬ ‫المملك ��ة العربي ��ة ال�سعودية ه ��ي من �أكب ��ر الأ�سواق‬ ‫العربي ��ة لدين ��ا‪ ،‬ونعم ��ل جاهدي ��ن على زي ��ادة ن�سبة‬ ‫�صادراتن ��ا �إليه ��ا‪ ،‬كم ��ا �أنن ��ا نعم ��ل عل ��ى بناءعالقة‬ ‫�إ�ستراتيجي ��ة بي ��ن ال�شرك ��ات البرازيلي ��ة وال�شركات‬ ‫ال�سعودي ��ة وذلك بوا�سط ��ة بناءالم�صان ��ع الم�شتركة‬ ‫بينن ��ا‪ ،‬وت�سهي�ل� ًا لذلك فتحن ��ا مكتب ًا تمثيلي� � ًا لنا في‬ ‫الريا�ض يبد�أ �أعماله في غ�ضون �شهر تقريب ًا‪.‬‬ ‫�إن حج ��م التجارة مع منطقة ال�شرق الأو�سط ب�شكل‬ ‫عام في �إرتفاع ب�شكل دائم‪ ،‬على الأقل بالن�سبة �إلينا‪،‬‬ ‫حي ��ث بلغت قيم ��ة الب�ضائع الت ��ي �إ�ستوردتها المملكة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودية م ��ن البرازيل ‪ 14‬ملي ��ار ريال في‬ ‫ال�سن ��وات الخم� ��س الما�ضي ��ة‪ ،‬وهذا يعن ��ي �أن ن�سبة‬ ‫زي ��ادة مبيعاتن ��ا ال ��ى ال�سعودية ه ��ي ‪ ٪ 149‬مقارنة‬ ‫بال�سنوات الخم�س بين ‪ 2003‬و‪.2008‬‬ ‫المملكة العربي ��ة ال�سعودية هي ككرة الثلج في تطور‬ ‫دائم ‪ ،‬لأنها تحتوي عل ��ى �أحد �أعلى دخل لل�سكان في‬ ‫ال�ش ��رق الأو�س ��ط ومعدالت الت�صدير ه ��ي الأدنى في‬ ‫ال�س ��وق‪ .‬وهذا ي�سمح بتجارة واع ��دة وب�شكل متزايد‪.‬‬ ‫اليوم لدى البرازيل ما يكفي من الإنتاج لتلبية مناطق‬ ‫ال�س ��وق العربي ��ة‪ ،‬والب�ضائع البرازيلية ه ��ي من �أكثر‬ ‫المواد المطلوبة من قبل المواطنين ال�سعوديين‪ ،‬اما‬ ‫‪78‬‬

‫غ�سان �صعب مع‬ ‫الإقت�صادي اللبناني‬ ‫الأ�صل �شارل لطفي‬ ‫وا�ضع ال�سيا�سة‬ ‫الإقت�صادية الحديثة‬ ‫للبرازيل‬

‫الم ��واد الت�صديرية فه ��ي على النحو التال ��ي‪ :‬المواد‬ ‫الغذائية‪ ،‬الأزياء‪ ،‬والمالب�س‪ ،‬والأحذية‪.‬‬ ‫وم � ��اذا ع��ن دول� ��ة الإم � � ��ارات وال �ك��وي��ت‬ ‫وقطر والبحرين و�سلطنة عمان؟ كيف تقيم‬ ‫عالقات البرازيل الإقت�صادية معها؟‬ ‫�إن الإم ��ارات العربي ��ة تعم ��ل الم�ستحي ��ل لتطوي ��ر‬ ‫�إقت�صادها وتنويعه وتتميز بدرجة عالية من الإنفتاح‪،‬‬ ‫كما تفع ��ل باقي دول مجل�س التع ��اون (الكويت وقطر‬ ‫والبحري ��ن وعم ��ان) وه ��ذه ال ��دول هي م ��ن البلدان‬ ‫المنتجة الرئي�سية للنفط والغاز‪ .‬وقد �أ�صبحت �شريك ًا‬ ‫تجاري ًا مهم� � ًا للبرازيل‪ .‬وفي الع ��ام ‪� 2012‬إ�ستوردت‬ ‫م ��ن منتوجاتنا ب ‪ 2.2‬ملياري دوالر‪� ،‬أي بنمو ن�سبته‬ ‫‪ ٪17‬مقارن ��ة بالع ��ام ال�ساب ��ق‪ ،‬م ��ع تحقي ��ق فائ� ��ض‬ ‫تج ��اري ب�أكثر م ��ن ‪ 1.7‬ملي ��ار دوالر‪ .‬و لديها فر�ص‬ ‫ممتازة لمنتجات مث ��ل المواد الغذائية والم�شروبات‪،‬‬ ‫وال�صناع ��ات الزراعي ��ة‪ ،‬والدج ��اج‪ ،‬ولح ��م البق ��ر‪،‬‬ ‫وجراد البحر‪ ،‬والحم�ضيات‪ ،‬والمعكرونة‪ ،‬والأدوات‪،‬‬ ‫والخ�شب والمنتجات المعدنية والأحذية وغيرها‪.‬‬ ‫كما تعلم‪ ،‬هناك م�شروع �إتفاق تجاري‬

‫المملكة العربية ال�سعودية هي من‬ ‫�أكبر الأ�سواق العربية لدينا‪ ،‬ونعمل‬ ‫جاهدين على زيادة ن�سبة �صادراتنا‬ ‫�إليها‪ ،‬كما �أننا نعمل على بناءعالقة‬ ‫�إ�ستراتيجية بين ال�شركات البرازيلية‬ ‫وال�شركات ال�سعودية وذلك بوا�سطة‬ ‫بناءالم�صانع الم�شتركة بيننا‬

‫العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫�ضخم هو الأكبر في التاريخ وافقت وا�شنطن‬ ‫ولندن على ال�شروع في در�سه‪ ،‬لماذا ال تحذو‬ ‫ال�ب��رازي��ل حذوهما وتناق�ش �إق��ام��ة م�شروع‬ ‫�إت �ف��اق ت �ج��اري ��ض�خ��م ب�ي�ن�ه��ا وب �ي��ن ال�ع��ال��م‬ ‫العربي (ممث ً‬ ‫ال بجامعة الدول العربية) �أو‬ ‫مع دول مجل�س التعاون الخليجي؟‬ ‫ف ��ي الحقيقة �إنن ��ا نهيىء لهكذا م�ش ��روع‪ ،‬ولقد بد�أنا‬ ‫بر�سم الخط ��ط الكفيلة لإنجاحه‪ ،‬وقمن ��ا ب�إت�صاالت‬ ‫ع ��دة في ه ��ذا المجال الت ��ي تدفع في ه ��ذا الإتجاه‪،‬‬ ‫والت ��ي �ست�ستم ��ر بق ��وة ف ��ي ه ��ذة المرحل ��ة لتحقيق‬ ‫الأف�ضل ل�شعوبنا‪ .‬علم ًا �أننا نواجه �صعوبات عدة التي‬ ‫نعمل على تذليلها‪...‬‬ ‫قال بع�ض الخبراء الإقت�صاديين العرب‬ ‫�إن �إه�ت�م��ام ال�ب��رازي��ل ب��الأ��س��واق العربية ما‬ ‫زال متوا�ضعاً ج��داً وب��ال�ت��ال��ي ل��م ي��ر َق الى‬ ‫الم�ستوى المطلوب بالن�سبة الى ما تحت�ضنه‬ ‫ال�سوقان من منتجات ت�ستجيب لإحتياجات‬ ‫مجتمعاتهما‪ .‬ما ر�أيك في هذا الكالم؟ وما‬ ‫هي المنتجات التي تنتجها البرازيل ويمكن‬ ‫�أن تهم الأ�سواق العربية؟‬ ‫�إنن ��ي �أخالف هذا ال ��ر�أي‪ ،‬من طرفن ��ا نحن مهتمون‬ ‫ج ��د ًا بال�س ��وق العربي ��ة‪ ،‬ففي �سن ��ة ‪ 2002‬ف ��ي عهد‬ ‫الرئي� ��س لوي� ��س �إينا�سي ��و ل ��وال دا �سيلفا‪ ،‬ت ��م توجيه‬ ‫الإقت�ص ��اد البرازيل ��ي نح ��و ن�ص ��ف الك ��رة االر�ضية‬ ‫الجنوبية‪ ،‬والهدف من هذا كان لتخفيف �إتكالنا على‬ ‫الأ�سواق الأوروبية والأميركية‪ ،‬وبالتالي عندما وقعت‬ ‫الأزمة الإقت�صادي ��ة في تلك البالد المعنية في العام‬ ‫‪ ،2008‬والت ��ي ما زالت مفاعيله ��ا م�ستمرة �إلى يومنا‬ ‫ه ��ذا‪� ،‬أعطت ه ��ذه ال�سيا�س ��ة الإقت�صادي ��ة الحكيمة‬ ‫ثماره ��ا �إذ �أن ه ��ذه الأزم ��ة ل ��م تك ��ن له ��ا تداعيات‬ ‫عل ��ى الإقت�ص ��اد البرازيلي‪ .‬من جهة �أخ ��رى �أجبرت‬ ‫ه ��ذه النقلة‪ ،‬الت ��ي �أعتبره ��ا نوعية‪ ،‬رج ��ال الأعمال‬ ‫البرازيليي ��ن الذين �إعتادوا عل ��ى الأ�سواق الأميركية‬


‫الحوار‬ ‫زار الرئي�س الم�صري ال�سابق محمد‬ ‫م��ر��س��ي ال �ب��رازي��ل ف��ي �أي ��ار (م��اي��و) الفائت‬ ‫للبحث ع��ن ف��ر���ص ل�ل�ت�ع��اون الإق �ت �� �ص��ادي‪،‬‬ ‫ماذا كانت النتيجة وهل �ستت�أثر برحيله عن‬ ‫ال�سلطة �أخيراً؟ وبالتالي كيف ترى م�ستقبل‬ ‫العالقات البرازيلية الم�صرية بعده؟‬ ‫�أعتق ��د �أن مج ��يء الرئي� ��س مر�سي كان مثم ��ر ًا‪ ،‬فقد‬ ‫�أراد تو�سيع التعاون فى مجاالت التجارة الإقت�صادية‬ ‫وال�صناعي ��ة وكذلك جذب المزيد م ��ن الإ�ستثمارات‬ ‫البرازيلية �إلى م�صر‪.‬‬ ‫وتم خ�ل�ال زيارته توقي ��ع �إتفاقية تع ��اون �إقت�صادي‬ ‫و�صناع ��ي و�سياحي وبيئي‪ ،‬وذل ��ك لجذب المزيد من‬ ‫الإ�ستثم ��ارات البرازيلية لم�ص ��ر‪ ،‬و�أي�ض ًا على جذب‬ ‫الم�ستثمرين الم�صريين �إلى البرازيل‪.‬‬ ‫كم ��ا جذبت ��ه البرام ��ج الإجتماعي ��ة الت ��ي تعمل على‬ ‫�إع�ل�اء ن�سب ��ة الدخ ��ل ل ��دى الطبق ��ات الكادح ��ة‪ ،‬و‬ ‫�إج ��راءات مكافحة الفق ��ر والجوع وتوزي ��ع الوجبات‬ ‫الغذائي ��ة المدر�سية‪ ،‬مثل برام ��ج "بول�صا فاميليا"‬ ‫و"بيت ��ي حياتي" وغيرهما م ��ن البرامج التي ت�ستفيد‬ ‫منها �أكثر م ��ن ‪ 11‬مليون عائلة في البرازيل �ساهمت‬ ‫في تطوي ��ر وك�سر طوق الجوع والتخلف والفقر عنها‪.‬‬ ‫وهذا ما �ساهم في تطوير الناحية الإقت�صادية‪.‬‬ ‫�أعتقد ان ال خوف عل ��ى هذة الإتفاقيات الن الحكام‬ ‫الي ��وم عامة يعرف ��ون �أن �شعوبهم تري ��د هذا التطور‪،‬‬ ‫وبالتال ��ي �سيعمل ��ون �أي�ض ًا عل ��ى الم�ساهم ��ة �أكثر في‬ ‫عملية تطويرها‪.‬‬ ‫�أم ��ا م�ستقب ��ل العالق ��ات بي ��ن البلدي ��ن فه ��و واعد‬ ‫و�سيك ��ون منفتح ًا �أكثر‪ ،‬وهذا ما يق ��وم به مكتبنا في‬ ‫م�صر حالي ًا لت�أمين �إ�ستمرارية العالقة الإ�ستراتيجية‬ ‫بين البلدين‪.‬‬ ‫ه��ل �أ ّث ��رت ح��ال��ة ع��دم الإ��س�ت�ق��رار التي‬ ‫عا�شتها ومازالت ال��دول العربية على نتائج‬ ‫المبادالت التجارية البرازيلية – العربية؟‬ ‫(كيف ولماذا)؟‬ ‫البرازي ��ل تقليدي� � ًا ال تتدخ ��ل ف ��ي ال�ش� ��ؤون الداخلية‬ ‫للبلدان الأخرى‪ .‬وهن ��اك تنوع في الأجنا�س والأديان‬ ‫التي ت�ش ��كل �سكانها‪ ،‬فالبرازيل لديها عالقات ثنائية‬ ‫ممتازة مع جميع البلدان تقريب ًا‪.‬‬ ‫بالطب ��ع ت�أثرت نتائج المبادالت ولكن لي�س كثير ًا لأن‬ ‫طبيعة �صادراتنا الى البالد العربية في غالبيتها هي‬ ‫م ��ن المواد الغذائية‪ ،‬و لهذا لم يت�أثر كثير ًا هذا النوع‬ ‫م ��ن التبادالت التجاري ��ة ولكن الإنخفا� ��ض الحا�صل‬ ‫ك ��ان في �إ�ستيراد �أن ��واع �أخرى م ��ن الب�ضائع‪ ،‬وطبع ًا‬ ‫في ح ��االت عدم وجود الأمن تخف الأعمال التجارية‬ ‫ب�سبب الخوف من ال�سرقة والنهب‪.‬‬

‫كيف �إ�ستفادت البرازيل من ع�ضويتها‬ ‫ف ��ي ال �م �ن �ظ �م��ات الإق �ت �� �ص��ادي��ة الإق�ل�ي�م�ي��ة‬ ‫وال��دول �ي��ة م�ث��ل م�ج�م��وع��ة دول "بريك�س"‬ ‫(‪)BRICS‬؟‬ ‫�إن ه ��ذة المنظمات الإقت�صادية تهدف ب�شكل رئي�سي‬ ‫الى تعزيز العالقات الإقت�صادية والتجارية والثقافية‬ ‫بي ��ن �أع�ضائها‪ ،‬وهذا م ��ن �أ�س�س مفاهي ��م الإقت�صاد‬ ‫العالم ��ي الجدي ��د‪ ،‬فالإتحاد يعزز التعام ��ل التجاري‬ ‫ويجذب الإ�ستثمارات لكل �أع�ضاء هذة التكتالت‪.‬‬ ‫ول ��دى البرازي ��ل الي ��وم دور مه ��م كي تلعب ��ه في بنية‬ ‫الإقت�صاد العالمي‪ ،‬ولقد �أطلقت البرامج التي �أخذت‬

‫على �إمتداد ع�شرات ال�سنين‪� ،‬شهدت‬ ‫العالقات البرازيلية ‪ -‬العربية التوا�صل‬ ‫والتعاون الو ّدي بين �شعوب المنطقتين‪،‬‬ ‫وقد تو ّثقت هذه العالقة بف�ضل المغتربين‬ ‫العرب عامة واللبنانيين بخا�صة حيث‬ ‫�إ�ستوطن اللبنانيون في �أميركا الجنوبية‬ ‫وخ�صو�ص ًا في البرازيل منذ بدايات‬ ‫الحرب العالمية الأولى‬ ‫ن�سبة �صادراتنا �إلى البالد العربية‬ ‫ال تتعدى ‪%7‬من قوتنا الت�صديرية‬ ‫ونعمل على تحقيق ن�سبة �أعلى في‬ ‫هذا المجال ب�إتباع العديد من الو�سائل‬ ‫ومنها فتح مكاتب تمثيلية‬ ‫ذل ��ك الطابع الإنمائي الم�ست ��دام وبدعم �سكاني تام‬ ‫حي ��ث بنتيجته ��ا �إرتفع ع ��دد الطبق ��ة الو�سطى وهي‬ ‫بالعرف الإقت�ص ��ادي الطبق ��ة الإ�ستهالكية‪� .‬إن هذا‬ ‫التح ّول الإجتماعي والإقت�ص ��ادي الوا�سع النطاق هو‬ ‫الذي جعل البرازيل واحدة من �أكبر اال�سواق المحلية‬ ‫في العالم‪ ،‬وبالتالي بد�أ تدفق الإ�ستثمارات‪ ،‬و�إنطلقنا‬ ‫من مرحل ��ة الإ�ستيعاب �إلى مرحل ��ة الإكتفاء الذ�أتي‪،‬‬ ‫ومنه ��ا �إل ��ى مرحلة الت�صدي ��ر‪ .‬من جهته ��ا �ساهمت‬ ‫منظمة البريك�س ب�شكل فاعل في �سيناريو هذا العمل‬ ‫المتط ��ور‪ ،‬فمثل ه ��ذة المنظم ��ات الإقت�صادية تقدّم‬ ‫من�صة مثالية للتطور الدائم نحو الأف�ضل‪.‬‬

‫ج� ��رت م �ظ��اه��رات ف ��ي م� ��دن ع� ��دة في‬ ‫البرازيل في ال�شهر الما�ضي‪ ،‬هل كانت لها‬ ‫ت��داع�ي��ات �إقت�صادية وم��ا ه��و ت�أثيرها على‬ ‫الو�ضع الإ�ستثماري في البالد؟‬ ‫�إن البرازي ��ل بل ��د ديموقراط ��ي علمان ��ي‪ ،‬وبغ� ��ض‬ ‫النظ ��ر ع ��ن �صح ��ة (�أو ع ��دم �صح ��ة) المطال ��ب‬ ‫ال�شعبي ��ة‪ ،‬لق ��د ك ��ان الق ��رار الحكي ��م ه ��و ال ��ذي‬ ‫�أعلنت ��ه الرئي�سة ديلما فانا رو�سي ��ف بالذهاب �إلى‬ ‫الإ�ستفت ��اء‪ .‬وق ��د ب ��د�أت بالفع ��ل �سل�سل ��ة لقاءاتها‬ ‫وم�شاوراته ��ا مع حكام الوالي ��ات ور�ؤ�ساء البلديات‬ ‫والفعالي ��ات الإقت�صادي ��ة والنقاب ��ات العمالي ��ة‬ ‫والزراعي ��ة لإمت�صا� ��ص تل ��ك المطال ��ب وو�ضعها‬ ‫عل ��ى جدول التنفيذ تحقيق ًا لإرادة ال�شعب‪ .‬فنحن‬ ‫الي ��وم في مرحلة ن�شاهد كل يوم رئي�سة الجمهورية‬ ‫في مدينة ما تن ّفذ او تفتتح م�شروع ًا يعود بالمنفعة‬ ‫العام ��ة عل ��ى ال�شع ��ب‪� .‬أعتق ��د �أننا الي ��وم في ثورة‬ ‫بي�ض ��اء تقوده ��ا الرئي�س ��ة ديلما لتحقي ��ق المزيد‬ ‫من المكا�س ��ب ل�شعبنا‪� ،‬أما تل ��ك التداعيات فنحن‬ ‫ق ��ادرون عل ��ى تجاوزها ب�إرادة من حدي ��د لو كانت‬ ‫هن ��اكتداعي ��ات‪.‬‬ ‫ك � �ي ��ف ت � � ��رى م �� �س �ت �ق �ب��ل ال � �ع �ل�اق ��ات‬ ‫الإق�ت���ص��ادي��ة ال�ب��رازي�ل�ي��ة ال�ع��رب�ي��ة وم��ا هو‬ ‫ال �م �ط �ل��وب ال� ��ى ت �ط��وي��ره��ا و�أخ� ��ذه� ��ا ال��ى‬ ‫الم�ستوى المتم ّيز؟‬ ‫الكتل ��ة العربية هي واح ��دة من الإقت�ص ��ادات الأكثر‬ ‫�أهمية في العالم‪ :‬هناك ‪ 22‬بلد ًا يبلغ مجموع �سكانها‬ ‫�أكثر من ‪ 365‬مليون ن�سمة‪ ،‬ولدى البرازيل الإمكانات‬ ‫الإنتاجي ��ة النا�شئ ��ة التي يمك ��ن �أن تلب ��ي �إحتياجات‬ ‫طويل ��ة الأجل �إلى هذه ال�سوق الرئي�سية‪ .‬و لقد عملت‬ ‫الحكومة البرازيلي ��ة جاهدة على التخفيف للحد من‬ ‫البيروقراطي ��ة ف ��ي عملي ��ة الإنتاج وتوفي ��ر الظروف‬ ‫المالئم ��ة لذلك‪ ،‬وهذا �سم ��ح لل�شركات ال�صغيرة �أن‬ ‫ت�شارك بفعالية �أكبر في عملية الت�صدير‪.‬‬ ‫م ��ن جهة �أخرى عل ��ى البلدان العربي ��ة العمل للتغلب‬ ‫عل ��ى بع� ��ض العقب ��ات والق�ضاي ��ا الثقافي ��ة‪ ،‬وعملية‬ ‫تطوي ��ر ال�شركات العربي ��ة كما عمل ��ت البرازيل وما‬ ‫زالت على تطوي ��ر �شركاتها ودمجها لكي تتنا�سب مع‬ ‫المرحلة الحديثة من التجارة الدولية‪.‬‬ ‫�إنن ��ي مت�أكد �أن العالق ��ات التجارية بي ��ن البرازيل و‬ ‫الدول العربية تميل �إلى م�ستويات التميز‪ .‬فالقدرات‬ ‫المالي ��ة ال�ضخم ��ة عن ��د الع ��رب والطاق ��ة الإنتاجية‬ ‫المنظم ��ة والمدرو�س ��ة والمبرمج ��ة ف ��ي البرازي ��ل‬ ‫�ست�ساهم ��ان ف ��ي ح ��ال �إتحادهم ��ا ف ��ي �صع ��ود ق ��وة‬ ‫�إقت�صادي ��ة عالمي ��ة مهم ��ة وواعدة ت�ساه ��م في بناء‬ ‫الح�ضارة الإن�سانيه التي تتوق لها كل ال�شعوب‪.‬‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪81‬‬


‫‪SOL‬‬

‫‪Residence DEL‬‬

‫ريزيدن�س دل �سول‬

‫شقق مفروشة لإليجار‬ ‫من مختلف األحجام‬ ‫شتاء‬ ‫إقامة مريحة صيفًا‬ ‫ً‬ ‫موقع رائع على مشارف بيروت‬ ‫ومطل من األعالي على مناظر خالبة‬

‫عني �سعادة ‪ -‬لبنان‬ ‫‪Tel: +961 4 872202‬‬


‫المنبر الإجتماعي‬

‫مسرحية إسمها صناعة السالم!‬ ‫بقلم ميرنا زخر ّيا*‬

‫كت � َ�ب عا ِل ��م التاري ��خ الإيطال ��ي‬ ‫ال�شهي ��ر‪� ،‬إتل ��ي‪� ،‬أن ��ه لح�سن الحظ‬ ‫"ال يُنجب عالمنا فقط �أولئك الذين يد ّقون‬ ‫طب ��ول الح ��رب ويحرق ��ون له ��ا البخ ��ور‪ ،‬ب ��ل‬ ‫�أن ��ه يُنج ��ب �أي�ض� �اً الذي ��ن يف ّك ��رون بال�س�ل�ام‬ ‫وي� ّؤ�س�س ��ون لفل�سف ��ة ال�سِ ل ��م وي�ضعون ��ه مو�ضع‬ ‫التنفيذ"‪.‬‬ ‫كلن ��ا يُ�ص ِّرح �أن ��ه يتوق �إلى ال�س�ل�ام‪ ،‬كلنا يدّعي‬ ‫�أن ��ه يعم ��ل من �أج ��ل ال�س�ل�ام‪ ،‬وكلن ��ا يتمنى �أن‬ ‫يع ّم ال�سالم ف ��ي كافة البلدان‪ .‬لكن ال ُم�ضحك‬ ‫ال ُمبك ��ي ه ��و �أن الح ��روب بات ��ت ُت�ش ��نّ ب�إ�س ��م‬ ‫ال�س�ل�ام وب�إ�س ��م حق ��وق الإن�س ��ان‪ .‬يب ��دو �أنه �آن‬ ‫الأوان لو�ض ��ع �أُ�س� � ٍ�س جدي ��د ٍة لثقاف ��ة �صناع ��ة‬ ‫ال�س�ل�ام بدل ثقافة �صناعة العنف‪ .‬قد يختلف‬ ‫العن ��ف م ��ن حي ��ث الدواف ��ع والمظاه ��ر‪ ،‬لك ��ن‬ ‫نتيجت ��ه تبق ��ى واح ��دة‪� ،‬إذ �أن الم ��وت م ��ا هو �إال‬ ‫م� ٌ‬ ‫�وت‪ ،‬وال�ضحي ��ة م ��ا ه ��ي �إال �ضحي� � ٌة مهم ��ا‬ ‫�إختلفت �أ�ساليب الترهيب والترغيب‪ .‬فالعنف‬ ‫حي ��ن يُ�صيب فرداً فه ��و بالتال ��ي يُ�صيب عائل ًة‬ ‫ب�أكملها؛ وحين يحدث في دولة فهو �سينعك�س‬ ‫ا �أم �آج�ل� ً‬ ‫عاج�ل� ً‬ ‫ا عل ��ى ال ��دول المج ��اورة‪.‬‬ ‫وبالتال ��ي‪ ،‬ال يمكنن ��ا �أن ُنغم� ��ض �أعينن ��ا ون�ص ُّم‬ ‫�أُذنن ��ا تج ��اه ما يحدث ف ��ي العالم م ��ن حولنا؛‬ ‫فف ��ي ع�صرنا الحالي لم يع ��د مقبو ًال �أن يقول‬ ‫�أحدن ��ا �أن م ��ا يح ��دث في بلد م ��ا �أو بين بلدين‬ ‫داخلي‪،‬‬ ‫�إثني ��ن �أو بل ��دان عدة‪ ،‬ه ��و مجرد �ش� �� ٌأن‬ ‫ٌ‬ ‫فعوا�ص ��م العال ��م بات ��ت �أفراحه ��ا و�أتراحه ��ا‬ ‫متداخل ��ة ببع�ضه ��ا البع� ��ض‪ ،‬وم ��ا يح�صل على‬ ‫�أر�ض الغير قد يح�صل على �أر�ضنا وما يُرتكب‬ ‫بحق �إن�سان ما قد يُرتكب بحقنا جميعاً‪.‬‬ ‫المطلوب هو حل النزاعات بالو�سائل ال�سِ لمية‬ ‫ب ��دل الأ�سالي ��ب ال ُعنفي ��ة‪ ،‬م ��ن هن ��ا‪ ،‬ال ُب ��د‬ ‫م ��ن َف�ض ��ح �أي ��ة ممار�س ��ات غي ��ر ديموقراطي ��ة‬ ‫ومراقب ��ة ال ��دول الت ��ي ال تحت ��رم الحق ��وق‬ ‫الإن�ساني ��ة‪ ،‬وذل ��ك م ��ن �أجل �أن ي�صب ��ح تحقيق‬ ‫ال�س�ل�ام وافع� �اً حي� �اً ملمو�س� �اً ومُط ّبق� �اً‪� .‬إذ ان‬ ‫مفه ��وم �صناعة ال�سالم ينطوي في بادئ الأمر‬ ‫عل ��ى مُراعاة �أكثر مو�ض ��وع ب�إ�سه ��ابٍ و�إهتما ٍم؛‬ ‫وفي طليعة هذه الموا�ضيع‪:‬‬

‫‪ .1‬الح ��وار‪ُ :‬تع� � ِّرف الأم ��م المتح ��دة ال�س�ل�ام‬ ‫عل ��ى �أنه مجموع ��ة من القي ��م والمواقف التي‬ ‫تنبذ العنف وتمنع ن�شوب النزاعات‪ ،‬من خالل‬ ‫معالج ��ة الأ�سب ��اب وح ��ل الم�ش ��اكل م ��ن طريق‬ ‫الح ��وار بي ��ن الأف ��راد والجماع ��ات وال�شع ��وب‪.‬‬ ‫لكن ال يمك ��ن ان ن�صبو �إلى �صناعة �سالم بلغة‬ ‫منهج جديدٍ يُلقي بخلفيات‬ ‫الحوار‪� ،‬إال �إذا ُوجد ٍ‬ ‫الما�ضي ويت�أمل بمعطيات الم�ستقبل‪.‬‬ ‫‪ .2‬الإع�ل�ان‪ :‬ت�ؤك ��د درا�س ��ات عل ��م النف� ��س‬ ‫الإعالم ��ي �أن التروي ��ج ل�سلع ��ة م ��ا‪ ،‬بم ��ا فيه ��ا‬ ‫ال�س�ل�ام‪ ،‬ال يتوق ��ف على مج ��رد الإعالن عنها‬ ‫وتع ��داد مزاياه ��ا‪� ،‬إنم ��ا م ��ن ال�ض ��روري القيام‬ ‫بثقاف� � ٍة مُ�ساند ٍة لرواج هذه ال�سلعة كي ن�ضمن‬ ‫دوام المحافظ ��ة عليه ��ا‪� .‬إذاً‪ ،‬الإع�ل�ان ع ��ن‬ ‫�صناع ��ة ال�س�ل�ام يجب �أن يتراف ��ق مع خريطة‬ ‫لت�شكي ��ل الوع ��ي بحي ��ث ي�صب ��ح الطل ��ب له ��ذه‬ ‫ال�سلعة جزءاً ال يتج ّز�أ من ثقافة ال�شعوب‪.‬‬ ‫‪ .3‬اللغ ��ة‪ :‬دور اللغة في هذا ال�صدد م�ؤثر جدا‪ً،‬‬ ‫فهن ��اك م�صطلح ��ات م ��ن الواج ��ب �إ�ستخدامه ��ا‬ ‫و�أُخ ��رى م ��ن الواج ��ب �إ�ستبعاده ��ا‪ ،‬كم ��ا يج ��ب‬ ‫تج ّن ��ب �أي �س ��وء تفاه ��م لغ ��وي مُحتم ��ل �أو ربم ��ا‬ ‫ُ�ستهدف‪ .‬كل هذا‬ ‫�إ�ستخ ��دام لغ ٍة مُبهم ٍة ب�ش ��كلٍ م‬ ‫ٍ‬ ‫ي ��دل على �أن للغة قوة رمزية ت�ساعد على �إر�ساء‬ ‫قواع ��د ال�س�ل�ام �أو حت ��ى قواع ��د العن ��ف داخ ��ل‬ ‫المجتمع الواحد �أو بين المجتمعات المختلفة‪.‬‬ ‫‪ .4‬الجي� ��ش‪ :‬لقد بات ��ت �أ�سلحة الدمار ال�شامل‬ ‫حقيق ��ة قائمة‪ ،‬لذلك يج ��ب و�ضع الم�س�ؤولين‬ ‫م ��ن ع�سكريي ��ن و�سيا�سيي ��ن ف ��ي مواجهة هذه‬ ‫عالم حدي ��ثٍ يُقال فيه‬ ‫الحقيق ��ة ال ُم ��رة؛ ففي ٍ‬

‫�أنن ��ا ن�ستع ��د لتطبيق ثقافة ال�س�ل�ام‪ ،‬ال بُد من‬ ‫مراجع ��ة دور الم�ؤ�س�س ��ة الع�سكرية والمطالبة‬ ‫الجد ّي ��ة بتحدي ��د موازنته ��ا المادي ��ة‪ ،‬كم ��ا‬ ‫وتحدي ��د ما تملك ��ه كل دولة من هذه الأ�سلحة‬ ‫وذلك بهدف الح ّد من ت�صنيعها‪.‬‬ ‫�أما منظمة اليوني�سكو‪ ،‬فترى �أن عملية تر�سيخ‬ ‫ثقاف ��ة ال�س�ل�ام داخ ��ل المجتمع ��ات‪ ،‬تحت ��اج‬ ‫�إل ��ى تقلي� ��ص بيئ ��ة الح ��رب ال�سلبي ��ة و�إح�ل�ال‬ ‫بدائل ال�س�ل�ام الإيجابية‪ ،‬وب�إم ��كان هذا الأمر‬ ‫�أن يح�ص ��ل م ��ن خ�ل�ال‪ :‬ن ��زع ال�س�ل�اح والأم ��ن‬ ‫الع�سك ��ري‪ ،‬التنمي ��ة والأم ��ن الإقت�ص ��ادي‪،‬‬ ‫الح ��وار والتما�س ��ك الدول ��ي‪ ،‬و�أخي ��راً‪،‬‬ ‫الديموقراطي ��ة والأم ��ن ال�سيا�س ��ي‪ ...‬مم ��ا‬ ‫يعن ��ي �أن �صناع ��ة ال�س�ل�ام هي عملي ��ة دينامية‬ ‫متع ��ددة المراحل والخطوات‪ ،‬في �أبعد تحليلٍ‬ ‫تمنع ن�ش ��وء النزاعات وفي �أقرب تحليلٍ تجعل‬ ‫الح ��ل ممكن� �اً‪ .‬لكن لن�ص ��ل �إلى ه ��ذه المرحلة‬ ‫المتقدم ��ة ال ُب� � ّد �أن يقتن ��ع كاف ��ة الم�س�ؤولي ��ن‬ ‫(علم� �اً �أن كلن ��ا م�س� ��ؤول)‪ ،‬ب�أن ��ه ال يمكن ف�صل‬ ‫بن ��اء ال�سالم عن ثقافة ال�س�ل�ام‪ ،‬حيث الثقافة‬ ‫تغ ّيرن ��ا من الداخ ��ل والبناء ي�سم ��ح لنا بتغيير‬ ‫الخ ��ارج؛ ل ��ذا ف�صناع ��ة ال�سالم ف ��ي حاجة الى‬ ‫م�ساهمة كل الأفراد في كل الأوقات‪.‬‬ ‫ختام� �اً‪ ،‬ينطلق ال�سالم م ��ع �أُ ُ�س�س التربية التي‬ ‫ين�ش� ��أ عليها كل ان�س ��ان داخل �أُ�سرت ��ه ال�صغيرة‬ ‫�سليم‪،‬‬ ‫وم ��ن َث ��م الكبي ��رة‪� .‬سال ٌم يقت ��رن بفك� � ٍر ٍ‬ ‫�س�ل�ا ٌم ير�س ��خ في عق ��ل جيلٍ �صاع ��دٍ ‪� ،‬سال ٌم مع‬ ‫ال ��ذات قب ��ل �أن يك ��ون تج ��اه �أو م ��ع الآخ ��ر‪� .‬إذ‬ ‫حي ��ن ي�صبح الظلم �أ�سا�س� �اً للتعامل‪ ،‬والعدوان‬ ‫تج�سي ��داً للأعم ��ال‪ّ ،‬‬ ‫يتعط ��ل مب ��د�أ الح ��وار‬ ‫وتتده ��ور لغ ��ة ال�س�ل�ام‪� .‬س�ل�ا ٌم ين�ش ��ده عُموماً‬ ‫ال ُم�ضط َه ��دون م ��ن الغير ويمار�س ��ه ال ُمعتدون‬ ‫على الغير‪.‬‬ ‫ال يمك ��ن �أن ن�سم ��ح لمب ��د�أ ال�س�ل�ام �أن ي�ستم ��ر‬ ‫عل ��ى �أ�سا� ��س "منطق الأقوى"‪ ،‬ب ��ل يجب علينا‬ ‫�أن نع� � ِّززه عل ��ى �أ�سا� ��س "ق� � ّوة المنط ��ق"‪ .‬و�إال‬ ‫فلنعت ��رف �أ َّن �صناع ��ة ال�س�ل�ام م ��ا ه ��ي �إال‬ ‫م�سرحي ��ة‪ ،‬ت�سك ��ن ف ��ي الأوه ��ام وال تلق ��ى �أي‬ ‫�إهتمام‪ ،‬وعليكم �ألف �سالم‬

‫* متخ�ص�صة في علم النف�س وعلم التنمية الب�شر ّية وحائزة على ماجي�ستير في العلمين‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪83‬‬


Lody Saliby Haute Couture Wedding dresses, Evening clothes, Selling or Renting, Pret-a- Porter, Accessories

Christ Le Rois Center, 8th Floor, Adonis Road, Zouk Mossbeh, Lebanon Tel: 00961 – (0) 9221643 , Email: lodysaliby@hotmail.com, Web: www.lodysaliby.com


‫وا�شنطن ‪� -‬سمير الحلو‬ ‫�س ��وق الأدوي ��ة المز َّيف ��ة ف ��ي جمي ��ع‬ ‫تنام‬ ‫�أنح ��اء العال ��م �ضخمة وهي ف ��ي ٍ‬ ‫م�ستمر‪ .‬وت�شير تقديرات المركز الطبي الأميركي‬ ‫للم�صلح ��ة العام ��ة �أنه في الع ��ام ‪ 2010‬جنت هذه‬ ‫التجارة حوال ��ي ‪ 75‬مليار دوالر‪� ،‬أي بزيادة قدرها‬ ‫‪ 90‬في المئة منذ العام ‪ .2005‬خالل الفترة نف�سها‪،‬‬ ‫و َّثق معه ��د الأمن الدوائ ��ي (‪Pharmaceutical‬‬ ‫‪ )Security Institute‬زي ��ادة كبي ��رة ف ��ي العثور‬ ‫عل ��ى منتج ��ات �صيدالني ��ة مز ّيف ��ة وم�صادرته ��ا‪.‬‬ ‫�سج ��ل ف ��ي ‪� 2005‬أكث ��ر م ��ن ‪ 1,000‬حادثة؛‬ ‫وق ��د َّ‬ ‫�سجل مرتين �أكث ��ر من ذلك‪ .‬وق ّدرت‬ ‫وف ��ي ‪َّ ،2010‬‬ ‫منظم ��ة ال�صح ��ة العالمية ف ��ي وقت �ساب ��ق �أن ما‬ ‫ي�صل ال ��ى ‪ 15‬في المئة من الأدوي ��ة المتداولة في‬ ‫جميع �أنحاء العالم يمكن �أن تكون مز ّيفة ووهمية‪.‬‬ ‫وه ��ي ت�شمل طائف ��ة وا�سعة من الأدوي ��ة‪ ،‬وجودتها‬ ‫م�شتبه وم�شكوك فيها؛ كم ��ا يمكن �أن يكون �إ�سمها‬ ‫م ��ز ّور ًا‪ ،‬و�أن تكون مل ّوث ��ة‪ ،‬ومغ�شو�شة‪ ،‬وغير ف ّعالة‪،‬‬ ‫�أو‪ ،‬في �أ�سو�أ الحاالت‪ ،‬كل ما �سبق‪.‬‬ ‫ونظ ��ر ًا ال ��ى عدم وج ��ود تقارير منهجي ��ة في جميع‬ ‫�أنح ��اء العالم عن هذه التجارة غي ��ر ال�شرعية‪ ،‬ف�إن‬ ‫فهم المدى الحقيقي لهذه الم�شكلة ال�صحية العامة‬ ‫�أم ��ر �صعب‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إن �أماكن �إنت�شارها الوا�سع‬ ‫معروفة جيد ًا‪ .‬تقليدي ًا‪ ،‬كانت المناطق ذات الهياكل‬ ‫التنظيمية ال�ضعيفة‪ ،‬مثل �أفريقيا و�أميركا الالتينية‬ ‫و�أجزاء م ��ن �آ�سيا‪ ،‬تنتج وت�ستهل ��ك الأدوية المز َّيفة‬ ‫عل ��ى حد �سواء‪ .‬وتقدّر درا�سات متعددة �أن ما ي�صل‬ ‫�إل ��ى ‪ 50‬في المئة من الأدوي ��ة المتداولة في مناطق‬ ‫�أفريقي ��ا وجن ��وب �ش ��رق �آ�سي ��ا اليوم ه ��ي مغ�شو�شة‬ ‫ووهمية‪ .‬وفي العام ‪ 2009‬وحده‪ ،‬تم �ضبط �أكثر من‬ ‫‪ 20‬مليون حبة دواء مز َّيفة في ال�صين وجنوب �شرق‬ ‫�آ�سيا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وت�شي ��ر بيان ��ات �صدرت �أخي ��را عن عملي ��ات العثور‬ ‫على الأدوية المز ّورة ال ��ى �أنه‪ ،‬في هذه الأيام‪ ،‬تنتج‬ ‫غالبي ��ة هذه الأدوي ��ة الوهمي ��ة �أ�سا�س ًا ف ��ي ال�صين‬ ‫والهن ��د و�أفريقي ��ا و�أميركا الالتيني ��ة‪ .‬ولكن بمجرد‬ ‫تعبئته ��ا في زجاجات‪ ،‬ت�ص� �دّر بطريقة غير �شرعية‬ ‫ال ��ى الخارج‪ ،‬وفي هذا المجال لم تعد تُباع فقط في‬ ‫العالم النامي‪ .‬وفق ًا لبيان ��ات معهد الأمن الدوائي‪،‬‬ ‫بين عام ��ي ‪ 2005‬و‪ ،2010‬عرف كل ركن من �أركان‬ ‫المعم ��ورة المزي ��د من م�ص ��ادرات الأدوي ��ة الطبية‬ ‫المز ّيفة (�شهدت �آ�سيا زيادة ‪ 246‬في المئة‪ ،‬و�أوروبا‬ ‫زي ��ادة ‪ 131‬في المئة‪ ،‬وال�ش ��رق الأدنى زيادة بن�سبة‬ ‫‪ 105‬ف ��ي المئ ��ة‪ ،‬و�أميرك ��ا ال�شمالي ��ة زي ��ادة ‪ 77‬في‬ ‫المئة)‪.‬‬

‫منظمة ال�صحة العالمية‪ :‬لي�ست قوة �إنفاذ للقانون حول العالم‬

‫لذل ��ك حت ��ى في ه ��ذه البل ��دان التي تتمت ��ع بتنظيم‬ ‫�ص ��ارم مثل الواليات المتح ��دة و�أوروبا‪ ،‬ف�إن الأدوية‬ ‫الم ��ز ّورة متاحة الآن ‪ -‬في المق ��ام الأول من خالل‬ ‫الموزعين عبر الإنترن ��ت‪ .‬من دون �أية رقابة‪ ،‬يمكن‬ ‫للنا� ��س �أو ال�شركات‪ ،‬في �أي بل ��د تقريبا ً‪ ،‬مو�صولين‬ ‫بالإنترن ��ت �إيج ��اد و�ش ��راء الأدوي ��ة من مك ��ان �آخر‬

‫خالل تف�شي مر�ض �إلتهاب ال�سحايا‬ ‫في العام ‪ 1995‬في النيجر تم تلقيح‬ ‫‪� 50,000‬شخ�ص بطريق الخط�أ بلقاحات‬ ‫وتطعيمات مزيفة وهمية‪ .‬وقد لقي‬ ‫‪ 2,500‬منهم حتفهم‪ .‬وعلى مدى العقد‬ ‫الما�ضي‪ ،‬قُ تل المئات من الأطفال من‬ ‫�شراب ال�سعال المل ّوث المز َّيف‬ ‫التعاون على التجارة غير الم�شروعة‬ ‫قد وقع رهينة المعركة على حقوق‬ ‫الملكية الفكرية بين منظمات ال�صحة‬ ‫العامة‪ ،‬والبلدان‪ ،‬والمجتمعات‬ ‫المدنية‪ ،‬و�شركات الأدوية‬

‫ف ��ي العال ��م‪ .‬في الواق ��ع‪ ،‬راجعت الرابط ��ة الوطنية‬ ‫االميركي ��ة للمجال� ��س ال�صيدلية �أخي ��ر ًا ود ّققت في‬ ‫�أكث ��ر م ��ن ‪� 9,600‬صيدلي ��ة عل ��ى �شبك ��ة الإنترنت‪،‬‬ ‫ووجدت ب� ��أن ‪ 97‬في المئ ��ة منها لي�س ��ت جيدة و"ال‬ ‫تو�ص ��ي وال تن�صح به ��ا"‪ ،‬مما يعني �أنه ��ا لم تمتثل‬ ‫الى القوانين والمعايير المعمول بها‪.‬‬ ‫ف ��ي �شباط (فبراي ��ر) الفائت ت ��م الك�شف عن دواء‬ ‫مزي ��ف ل"�أفا�ستي ��ن" (‪( ،)Avastin‬وه ��و دواء‬ ‫ل ��داء ال�سرط ��ان ي�ستخدم عل ��ى نط ��اق وا�سع)‪ ،‬في‬ ‫‪ 19‬مركز ًا طبي ًا ف ��ي �أميركا‪ :‬في واليات كاليفورنيا‪،‬‬ ‫تك�سا� ��س‪ ،‬و�إيلينوي‪ .‬وعل ��ى ما يبدو فقد ت ��م �شرا�ؤه‬ ‫من قب ��ل �إدارات هذه المراك ��ز ‪ --‬بعدما �إعتقدت‪،‬‬ ‫ح�سب �إدّعائها‪ ،‬ب�أن الدواء هو "�أفا�ستين" الحقيقي‬ ‫والأ�صل ��ي ‪ --‬من مو ّرد �أجنبي معروف ب�إ�سم "حلول‬ ‫الرعاي ��ة ال�صحي ��ة في مونتان ��ا"‪ .‬ك ��ان ينبغي على‬ ‫الم�س�ؤولي ��ن في ه ��ذه الإدارات �أن يكون ��وا على علم‬ ‫�أف�ضل‪� ،‬إذ �أنه ال يحق �سوى لعدد قليل من المو ّزعين‬ ‫بي ��ع "�أفا�ستي ��ن" ف ��ي الوالي ��ات المتح ��دة‪ .‬كما �أن‬ ‫مال ��ك "حلول الرعاي ��ة ال�صحية ف ��ي مونتانا" "هو‬ ‫�أي�ض ًا �أح ��د المو ّردين الرئي�سيين لل�صيدلية الكندية‬ ‫الكبي ��رة عل ��ى الإنترن ��ت‪.CanadaDrugs.com ،‬‬ ‫وك�شفت التحقيقات كذل ��ك �أن "�أفا�ستين" المز َّيف‬ ‫ك ��ان قد �ساف ��ر عبر عدد من البل ��دان‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫تركيا‪ ،‬وم�صر‪ ،‬و�سوي�س ��را‪ ،‬والمملكة المتحدة‪ ،‬قبل‬ ‫و�صوله �إلى الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫تنم في النطاق‬ ‫لم‬ ‫فة‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫الواق ��ع �أن �سوق الأدوي ��ة المز ّ‬ ‫الجغراف ��ي فح�سب‪ ،‬بل �أ�صبحت �أو�سع‪ ،‬حيث �شملت‬ ‫مجموع ��ة �أكب ��ر من �أي وق ��ت م�ضى م ��ن المنتجات‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪85‬‬


‫مو�ضوع الغالف‬

‫صحة‬

‫مكافحة الغ�ش في ال�سل�سلة الدولية لتجارة الأدوية‬

‫تجار الموت!‬ ‫َّ‬

‫علي الرغم من الجهود الدولية المبذولة لمواجهة مافيا الأدوية المغ�شو�شة في العالم خ�صو�ص ًا في �أفريقيا‬ ‫ودول ال�شرق الأو�سط ف�إن الإح�صائيات الدولي ‏ة ت�شير الي ان ما ي�صل الى ‪ 15‬في المئة من الأدوية المتداولة‬ ‫في جميع �أنحاء العالم هي مزيّفة وتكبّد الب�شرية خ�سائر تقدر بـ‏‪250‬‏ مليار دوالر �سنوياً‪ ،‬وتخ�سر المنطقة‬ ‫العربي��ة ب�سببها حوالي‏ ‏‪ 3‬مليارات دوالر في العام ‏‪ ،‬وتنتج منطقة ال�شرق الأو�سط و�شمال افريقيا (بما فيها‬ ‫�إ�سرائي��ل)‏‪7‬‏ ف��ي المئة من الإنتاج العالمي من الأدوية المغ�شو�ش��ة‪،‬‏ وتعاني معظم الدول العربية ال�سيما‬ ‫الفقيرة منها من �إنت�شار هذه الأدوية في �أ�سواقها ب�سبب رخ�ص �أ�سعارها مقارنة بالأدوية الأ�صلية‪ ،‬علم ًا ب�أن‬ ‫ه��ذه العقاقي��ر يمكن ان تكون مميتة‪ ،‬ومع ذلك فهي متاحة بحرية عل��ى �شبكة الإنترنت‪ ،‬وحتى �شقت‬ ‫طريقها �إلى العيادات ال�صحية الطيبة ال�سمعة‪ .‬بيعها جريمة‪ ،‬وقد حان الوقت للأمم المتحدة والإنتربول‬ ‫ومنظمة ال�صحة العالمية لبدء التعامل معها وك�أنها واحدة‪.‬‬

‫‪84‬‬

‫العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬


‫من ي�ستطيع التفريق بين الحقيقي والمزيف؟‬

‫مجموعة العم ��ل الحكومية الدولية الأخير عدد ًا من‬ ‫الم�سارات �إلى الأمام‪ ،‬بما في ذلك فر�ض حظر على‬ ‫الأن�شطة‪ ،‬وفك االرتباط‪� ،‬أو �إ�صالح ممكن لبرنامج‬ ‫"ت�أثي ��ر"‪ ،‬م ��ن دون ان ي�ستق ّر على تو�صية واحدة‪.‬‬ ‫والحقيق ��ة هي �أن الهن ��د والبرازي ��ل لديهما نقطة‪:‬‬ ‫منظم ��ة ال�صحة العالمية لي�ست وكال ��ة �إنفاذ قانون‬ ‫دولية‪ ،‬الأمر الذي جعل من ال�صعب عليها الت�صدّي‬ ‫لتجارة الأدوية المزيفة‪.‬‬ ‫ويجم ��ع الخب ��راء في ه ��ذا المج ��ال ب� ��أن الم�ؤ�س�سة‬ ‫الأف�ض ��ل لمكافح ��ة الأدوي ��ة المزيف ��ة يمك ��ن �أن‬ ‫تك ��ون منظمة الأم ��م المتحدة عب ��ر مكتبها الأممي‬ ‫المعني بالمخ ��درات والجريمة (‪ ،)UNODC‬وهو‬ ‫متخ�ص� ��ص في مج ��ال مكافح ��ة الإتج ��ار بالأدوية‬ ‫والمخ ��درات غي ��ر الم�شروعة؛ ومكافح ��ة الجريمة‬ ‫والف�س ��اد والإره ��اب؛ وتقدي ��م الم�ساع ��دة لنظ ��م‬ ‫العدال ��ة الجنائي ��ة‪ .‬تل ��ك المهم ��ات لديه ��ا الكثي ��ر‬ ‫م ��ن القوا�س ��م الم�شترك ��ة مع وق ��ف تج ��ارة الأدوية‬ ‫وتتو�سع خبرة المكتب منطقي ًا‬ ‫المز ّيفة‪ .‬لذا قد تمتد ّ‬ ‫لتن�سيق وجم ��ع المعلومات من �أن�شطة �إنفاذ القانون‬ ‫العالمية‪ ،‬وتثقيف المر�ضى‪ ،‬ومكافحة الجريمة عبر‬ ‫الح ��دود‪ ،‬والم�ساع ��دة ف ��ي المحاكم ��ات الجنائية‪،‬‬ ‫ومكافحة الجريمة ال�سيبرانية ذات ال�صلة بالأدوية‪،‬‬ ‫وتطوي ��ر ت�شريع ��ات وطني ��ة و�إتفاقات دولي ��ة ملزمة‬ ‫ب�ش� ��أن تجري ��م الأدوية المز ّيفة‪ .‬بالفع ��ل‪ ،‬لقد تب ّنت‬ ‫الأرجنتي ��ن‪ ،‬وت�شيل ��ي‪ ،‬وكو�ستاريك ��ا‪ ،‬وال�سلف ��ادور‪،‬‬ ‫وكينيا‪ ،‬ولبن ��ان‪ ،‬والمك�سيك‪ ،‬ونيجيريا م�شروع قرار‬ ‫يطلب من المكتب الأممي التن�سيق مع وكاالت �أخرى‬ ‫لتولي المهمة‪.‬‬ ‫�إن جه ��ود المكت ��ب الأمم ��ي يمك ��ن م ��ن الأف�ضل �أن‬ ‫تدعمها المنظمة الدولية لل�شرطة الجنائية‪ .‬ويمكن‬

‫الربحية العالية من تجارة الأدوية المزيفة‬ ‫المنخف�ضة المخاطر جذبت الجماعات‬ ‫الإجرامية المنظمة‪ ،‬بما في ذلك المافيا‬ ‫الرو�سية‪ ،‬و"ترياد" ال�صينية‪ ،‬وع�صابات‬ ‫المخدرات الكولومبية‪ ،‬والع�صابات المك�سيكية‬ ‫للإنترب ��ول في ه ��ذا المجال �أن ي�أخ ��ذ مهمة تدريب‬ ‫موظفي �إنفاذ القانون‪ ،‬وبناء القدرات‪ ،‬والتحقيقات‪،‬‬ ‫والإنف ��اذ‪ ،‬والإدع ��اء الع ��ام ‪ -‬جميعه ��ا لمحارب ��ة‬ ‫المز ّوري ��ن و�شبك ��ات تجارته ��م‪ .‬ويتمت ��ع الإنتربول‬ ‫بالخبرة فعلي ًا في تعقب وم�صادرة كميات كبيرة من‬ ‫الأدوية الخطيرة‪ ،‬كما جرى �أخير ًا في عملية بانجيا‬ ‫الرابعة التي �شارك فيها‪ ،‬والتي �أ�سفرت عن ع�شرات‬ ‫الإعتقاالت عالمي ًا‪ ،‬وم�ص ��ادرة �أدوية مز ّورة قيمتها‬ ‫‪ 6.3‬ماليي ��ن دوالر‪ ،‬بما فيها الم�ض ��ادات الحيوية‪،‬‬ ‫وم�ضادات الإكتئاب‪ ،‬وم�ضادات لل�سرطان‪ ،‬وعقاقير‬ ‫نمط الحي ��اة مثل �أدوية لمعالجة ع ��دم القدرة على‬ ‫الإنت�صاب وحبوب �إنقا�ص الوزن‪.‬‬ ‫م ��ع تع ��اون المكت ��ب الأمم ��ي والإنتربول ف ��ي �إدارة‬ ‫التعام ��ل م ��ع جوان ��ب ال�سيا�س ��ات و�إنف ��اذ مكافحة‬ ‫الأدوي ��ة المز ّيف ��ة‪� ،‬سيك ��ون دور منظم ��ة ال�صح ��ة‬ ‫العالمي ��ة كوكالة تقنية وبحثية حي ��ث تقوم بالتقويم‬ ‫والتو�صي ��ة بالتدابير التي يجب �إتخاذها للتعامل مع‬ ‫ق�ضايا ال�صحة العامة النا�شئة من الأدوية المز ّيفة‪.‬‬ ‫عل ��ى �سبيل المثال‪ ،‬يمك ��ن �أن تر ّكز منظمة ال�صحة‬

‫العالمية على تح�سين الو�صول �إلى الأدوية الم�أمونة‪،‬‬ ‫وتعزيز النظم ال�صحية لتح�سين المراقبة‪ ،‬وتطوير‬ ‫الر�ص ��د وتقيي ��م البروتوك ��والت‪ ،‬ودرا�س ��ة وبائيات‬ ‫الأدوية المز ّيفة الخطيرة‪.‬‬ ‫�إن مث ��ل ه ��ذا الإع ��داد �س ��وف يه ّم� ��ش ب�ش ��كل ف ّعال‬ ‫النقا�ش حول حقوق الملكية الفكرية‪ ،‬لأنه‪ ،‬مع ت�س ّلم‬ ‫المكت ��ب الأمم ��ي والإنترب ��ول التعامل م ��ع الجوانب‬ ‫الأخرى للحملة �ضد الأدوية المزيفة‪ ،‬يمكن لمنظمة‬ ‫ال�صح ��ة العالمي ��ة التحدي ��د بمو�ضوعي ��ة مخاط ��ر‬ ‫ال�صح ��ة العام ��ة وتحوي ��ل نتائجه ��ا �إل ��ى �شركائها‬ ‫دون النظ ��ر في حق ��وق الملكية‪ .‬وف ��ي الوقت نف�سه‪،‬‬ ‫تكون منظم ��ة التجارة العالمي ��ة والمنظمة العالمية‬ ‫للملكية الفكرية م�س�ؤولتين عن النظر في النزاعات‬ ‫التجاري ��ة وحقوق الملكية الفكرية‪� .‬إن تق�سيم العمل‬ ‫هك ��ذا �سي�سمح لكل وكالة تو�سي ��ع نفوذها ومواردها‬ ‫الخا�ص ��ة‪ ،‬وبالتالي خو�ض المعرك ��ة جيد ًا على نحو‬ ‫�أكثر فعالية‪.‬‬ ‫جميع �أ�صح ��اب الم�صالح لديهم فائدة في مكافحة‬ ‫الأدوي ��ة المزيفة‪ ،‬وم ��ع �إجماع دولي يق ��ف وراءها‪،‬‬ ‫ف� ��إن المنظم ��ات مث ��ل منظم ��ة ال�صح ��ة العالمية‪،‬‬ ‫والمكت ��ب الأمم ��ي‪ ،‬والإنترب ��ول‪� ،‬ستك ��ون له ��ا والية‬ ‫قو ّي ��ة لإح ��داث تغيي ��ر حقيق ��ي‪ .‬حكوم ��ات ال ��دول‪،‬‬ ‫الت ��ي حو�ص ��رت حتى الآن م ��ن الم�صال ��ح التجارية‬ ‫المحلية (بما في ذلك العالمة التجارية و�إهتمامات‬ ‫ال�شرك ��ة الم�صنع ��ة عامة) يج ��ب �أن تدع ��م �إطار ًا‬ ‫�أف�ض ��ل للتعاون والتن�سيق‪ ،‬وذل ��ك لأن تجارة الأدوية‬ ‫المزيف ��ة هي عالمي ��ة‪ ،‬ولي�س هن ��اك �أي بلد معزو ًال‬ ‫من �آثاره ��ا المد ّمرة على ال�صح ��ة‪ .‬يجب �أن توافق‬ ‫على قواع ��د ملزمة دولي ًا لتنظي ��م الأدوية المز ّورة‪.‬‬ ‫�إنه ��ا جريم ��ة خطي ��رة ‪ -‬مث ��ل القت ��ل‪ ،‬وال�ض ��رب‪،‬‬ ‫والتهري ��ب‪ ،‬وال�سرقة‪ ،‬وتعاطي المخدرات والإحتيال‬ ‫ وينبغ ��ي �أن تعام ��ل عل ��ى ه ��ذا النح ��و‪ .‬يجب على‬‫وزراء ال�صحة العامة والمجتمع المدني الدعوة الى‬ ‫هذه الإ�صالحات‪ ،‬نظر ًا ال ��ى �أن حياة و�صحة جميع‬ ‫المواطنين على المحك‪.‬‬ ‫يبق ��ى �أن تج ��ارة الأدوي ��ة المز ّيف ��ة ه ��ي م�شكل ��ة‬ ‫�صحي ��ة عالمية هائلة‪ ،‬وهي ته ��دد حياة الماليين‬ ‫ف ��ي جميع �أنحاء العالم‪� .‬إذا ل ��م ت�ستطع الوكاالت‬ ‫الدولي ��ة العمل مع� � ًا لو�ضع حد له ��ا‪� ،‬سوف ي�ستمر‬ ‫المجرمون في عملهم لبي ��ع الموت من دون رقيب‬ ‫ولتلبي ��ة الطل ��ب المتزاي ��د وجن ��ي الأرب ��اح فيم ��ا‬ ‫وحدت جهودها وعملت مع ًا‪،‬‬ ‫الجميع يعانون‪ .‬و�إذا ّ‬ ‫ً‬ ‫ف� ��إن المعركة �ضد الخطر الأكث ��ر تهديدا لل�صحة‬ ‫العامة ول�سالمة المري�ض يمكن ك�سبها‪ ،‬ويمكن لنا‬ ‫جميع ًا �أن نطمئ ��ن �إلى �أن الأدوية التي ن�ستخدمها‬ ‫هي �آمنة‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪87‬‬


‫مو�ضوع الغالف ¶ �صحة‬ ‫الطبي ��ة‪ .‬وق ��د ك�ش ��ف العث ��ور ف ��ي وقت مبك ��ر على‬ ‫الأدوي ��ة المز ّيفة وم�صادرتها ع ��ن �أن الأكثر �شيوع ًا‬ ‫بينها هي �أدوية نمط الحياة المغ�شو�شة ‪ -‬في المقام‬ ‫الأول �أدوي ��ة معالج ��ة العج ��ز الجن�س ��ي‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫ف�إن الأبح ��اث والبيانات للأدوي ��ة الم�صادرة �أخير ًا‬ ‫�أظهرت �أن ن�سخات لجميع �أنواع الأدوية متوفرة الآن‬ ‫ب�سهول ��ة‪ ،‬مع عالجات منقذة للحياة للأمرا�ض غير‬ ‫ال�سارية التي ت�شكل ح�صة متزايدة من ال�سوق‪ .‬على‬ ‫�سبيل المثال‪ ،‬فقد وج ��د معهد الأمن الدوائي قفزة‬ ‫هائلة في �إكت�شافات الأدوية المز ّيفة لأمرا�ض القلب‬ ‫والأوعية الدموية (‪ 196‬في المئة)‪ ،‬وم�شاكل الجهاز‬ ‫الع�صب ��ي المركزي (‪ 119‬ف ��ي المئ ��ة)‪ ،‬والم�شاكل‬ ‫البولي ��ة التنا�سلي ��ة (‪ 132‬ف ��ي المئ ��ة)‪ ،‬والأمرا�ض‬ ‫الأي�ضية الغذائية (‪.)٪110‬‬ ‫م ��ن المع ��روف �أن الأدوي ��ة الت ��ي تعال ��ج الأمرا�ض‬ ‫غي ��ر ال�سارية غالي ��ة الثمن‪ ،‬لإرتف ��اع الطلب عليها‪،‬‬ ‫وتُ�ستخ ��دم على م ��دى فت ��رات طويلة‪ ،‬مم ��ا يجعلها‬ ‫هدف ًا مربح ًا للمز ّورين‪ .‬ال عجب‪� ،‬إذن‪ ،‬ب�أن الربحية‬ ‫العالي ��ة م ��ن تج ��ارة الأدوي ��ة المزيف ��ة المنخف�ضة‬ ‫المخاط ��ر ق ��د جذب ��ت الجماع ��ات الإجرامي ��ة‬ ‫المنظمة‪ ،‬بما في ذل ��ك المافيا الرو�سية‪ ،‬و"ترياد"‬ ‫ال�صيني ��ة‪ ،‬وع�صاب ��ات المخ ��درات الكولومبي ��ة‪،‬‬ ‫والع�صابات المك�سيكية‪ .‬وق�ضية �إثنين من المدانين‬ ‫ال�سابقين في فلوريدا‪ ،‬دومينغ ��و غونزالي�س وخوليو‬ ‫ك ��روز‪ ،‬اللذين جنيا حوالي ‪ 10‬ماليين دوالر من بيع‬ ‫دواء "ليبيتور" المزيف‪ ،‬ي�س ّلط ال�ضوء على جاذبية‬ ‫هذه الأعمال غير الم�شروعة‪.‬‬ ‫للت�أكي ��د‪� ،‬إن البيان ��ات البحثي ��ة عن تج ��ارة الأدوية‬ ‫غي ��ر الم�شروع ��ة مح ��دودة‪ ،‬لأن �إكت�شافه ��ا �صعب‪،‬‬ ‫وهناك �إبالغ ��ات متح ّيزة وغير حقيقية في مختلف‬ ‫المناط ��ق‪ .‬ومع ذل ��ك‪ ،‬لي�س هناك من �ش ��ك في �أن‬ ‫الأدوي ��ة المز ّورة هي م�شكلة �ضخم ��ة ومتنامية ولها‬ ‫تكاليف وتداعيات ب�شرية هائلة‪ .‬لقد عانى المر�ضى‬ ‫ف ��ي جمي ��ع �أنح ��اء العال ��م م ��ن �إ�صاب ��ات‪ ،‬وغي ��اب‬ ‫المعالجة‪ ،‬والموت‪ .‬وت�شمل الحاالت‪ :‬م� ٍآ�س فردية ‪-‬‬ ‫مثل وفاة ال�شاب الأميركي رايان هايت (‪ 18‬عام ًا)‪،‬‬ ‫ال ��ذي تعاطى في العام ‪ 2001‬جرعة زائدة من دواء‬ ‫كان قد �إ�شتراه عبر الإنترنت – وكوارث في ال�صحة‬ ‫العامة ‪ --‬عل ��ى �سبيل المثال‪ ،‬خ�ل�ال تف�شي مر�ض‬ ‫�إلته ��اب ال�سحاي ��ا في الع ��ام ‪ 1995‬ف ��ي النيجر تم‬ ‫تلقي ��ح ‪� 50,000‬شخ� ��ص بطري ��ق الخط� ��أ بلقاحات‬ ‫وتطعيم ��ات مزيف ��ة وهمية‪ .‬وقد لق ��ي ‪ 2,500‬منهم‬ ‫حتفهم‪ .‬وعلى مدى العقد الما�ضي‪ُ ،‬قتل المئات من‬ ‫الأطف ��ال من �شراب ال�سعال المل ّوث المز َّيف‪ .‬وت�ؤكد‬ ‫منظم ��ة التجارة العالمية عل ��ى �أن عقاقير المالريا‬ ‫المق ّل ��دة تقتل ‪� 100‬ألف �أفريق ��ي �سنوي ًا‪ ،‬و�إن ال�سوق‬ ‫‪86‬‬

‫�صناعة الأدوية في ال�صين‪ :‬هناك ت�صنع الأدوية المزيفة وت�صدر الى العالم‬

‫ت�شير تقديرات المركز الطبي الأميركي‬ ‫للم�صلحة العامة �أنه في العام ‪2010‬‬ ‫جنت تجارة الأدوية المزيفة والوهمية‬ ‫حوالي ‪ 75‬مليار دوالر‪� ،‬أي بزيادة قدرها‬ ‫‪ 90‬في المئة منذ العام ‪2005‬‬ ‫ال�س ��وداء تح ��رم الحكوم ��ات ‪ %5.2‬م ��ن �إيراداتها‪.‬‬ ‫وي�ؤكد خبراء ال�صحة �أن الدواء المز ّيف ي�سبب وفاة‬ ‫مليون �شخ�ص �سنوي ًا‪.‬‬ ‫من جهتها لم تواكب ال�سيا�سة العالمية �إزدهار تجارة‬ ‫الأدوي ��ة المز ّيف ��ة‪ .‬على وج ��ه التحدي ��د‪� ،‬إن التعاون‬ ‫على التجارة غير الم�شروعة قد وقع رهينة المعركة‬ ‫عل ��ى حقوق الملكية الفكرية بي ��ن منظمات ال�صحة‬ ‫العام ��ة‪ ،‬والبلدان‪ ،‬والمجتمع ��ات المدنية‪ ،‬و�شركات‬ ‫الأدوي ��ة‪ .‬وبينما ير ّكز هذا النقا� ��ش في الغالب على‬ ‫الأدوي ��ة المتعلقة بالجن�س الإحيائ ��ي (‪، )generic‬‬ ‫فق ��د �إنت�شرت ن�سخ غير قانوني ��ة لمعظم الأدوية في‬ ‫الأ�سواق‪ .‬من جهة‪ ،‬يدعو ممثلو ال�صناعة الى فر�ض‬ ‫عقوب ��ات قا�سية على جميع الأدوية المخالفة لحقوق‬ ‫الملكية الفكرية‪ ،‬بما ف ��ي ذلك الإنتاج غير الموافق‬ ‫عليه‪ .‬م ��ن جهة �أخرى‪ ،‬ي�شكو العديد من المنظمات‬ ‫غي ��ر الحكومية والبلدان النامي ��ة �أن �إنفاذ مثل هذه‬ ‫العقوب ��ات من �ش�أنه �أن يعرق ��ل على نحو غير مالئم‬ ‫و�ص ��ول الأدوية الأ�سا�سية الى �أفق ��ر البلدان‪ .‬والذي‬ ‫يع ّق ��د الأم ��ور �أكثر ه ��و عدم وج ��ود �إجم ��اع عالمي‬

‫العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫حقيقي على ما الذي يجب �أن ُيعتبر "مزيف ًا"‪ ،‬وعلى‬ ‫القواني ��ن المطلوب ��ة لمكافح ��ة مثل ه ��ذا االحتيال‬ ‫والتي هي خليط في �أح�سن الأحوال‪.‬‬ ‫مع نتائج محدودة‪ ،‬حاولت منظمة ال�صحة العالمية‬ ‫الت�ص ��دي لم�شكل ��ة الأدوي ��ة الوهمي ��ة عل ��ى م�ستوى‬ ‫عالمي‪ .‬برنامج واحد يدعى "ت�أثير" (‪)IMPACT‬‬ ‫(�أو فرقة العمل الدولية لمكافحة المنتجات الطبية‬ ‫الم ��ز ّورة)‪ ،‬جم ��ع مع� � ًا منظم ��ة ال�صح ��ة العالمي ��ة‬ ‫جنب� � ًا �إلى جنب مع المنظم ��ات الدولية والمنظمات‬ ‫غير الحكومي ��ة‪ ،‬ووكاالت �إنف ��اذ القانون‪ ،‬ورابطات‬ ‫�صانع ��ي الم�ستح�ض ��رات ال�صيدالني ��ة‪ ،‬وال�سلطات‬ ‫التنظيمي ��ة للأدوي ��ة‪ ،‬وذلك لتح�سي ��ن تن�سيق العمل‬ ‫�ضد المز ّوري ��ن‪ ،‬و�أولئك الذين يبيع ��ون منتجاتهم‪.‬‬ ‫النتائ ��ج الأولي ��ة كان ��ت م�شجع ��ة‪ .‬ور ّك ��زت عمليات‬ ‫منظم ��ة ال�صح ��ة العالمي ��ة عل ��ى �إ�سته ��داف البيع‬ ‫والإنت ��اج غي ��ر الم�ش ��روع (عملي ��ة "العا�صف ��ة" في‬ ‫جن ��وب �ش ��رق �آ�سي ��ا وعملي ��ة "كوب ��را" ف ��ي غ ��رب‬ ‫�أفريقيا)‪ ،‬وتعطيل عمليات الأدوية المز ّيفة الوطنية‬ ‫الداخلي ��ة وعبر الحدود (عملية "مامبا" في تنزانيا‬ ‫و�أوغندا)‪ ،‬والمبيعات غير الم�شروعة على الإنترنت‬ ‫(عملي ��ة "بانجيا" في بلدان عدة)‪ ،‬الأمر الذي �أدّى‬ ‫�إلى م�ص ��ادرة الماليين من الحب ��وب المز ّيفة والى‬ ‫العديد من الإعتقاالت‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ولك ��ن م�ستقبل "ت�أثي ��ر" لي�س وا�ضحا وت ��دور حوله‬ ‫�أ�سئل ��ة ع ��دة‪ .‬بع� ��ض ال ��دول الأع�ض ��اء ف ��ي منظمة‬ ‫ال�صح ��ة العالمي ��ة‪ ،‬بما ف ��ي ذلك الهن ��د والبرازيل‬ ‫(وكالهم ��ا م ��ن كب ��ار منتج ��ي الأدوي ��ة المتعلق ��ة‬ ‫بالجن� ��س الإحيائ ��ي (‪​​ ))generic‬وبل ��دان نامي ��ة‬ ‫�أخرى‪ ،‬ت�ساءل عما �إذا ك ��ان في �إ�ستطاعة المنظمة‬ ‫العالمي ��ة �أن تحقق عمليات الإنف ��اذ‪ .‬و�إقترح تقرير‬


‫"ت�أثير والدي و�إميل الب�ستاني على حياتي كان كبيراً"‬

‫بيروت ‪ -‬مازن مجوز‬ ‫يتذك ��ر ال�شيخ ف�ؤاد الخازن في حديث �إلى‬ ‫" �أ�س ��واق الع ��رب " انه كان ال يزال على‬ ‫مقاعد الدرا�س ��ة يتابع تح�صيل ��ه الهند�سي في بيروت‬ ‫عندم ��ا واف ��ت وال ��ده المنية‪ ،‬ولك ��ن ال ��ذي ع ّو�ضه عن‬ ‫تل ��ك الخ�سارة ك ��ان لقا�ؤه كريمة رج ��ل الأعمال الكبير‬ ‫�إميل الب�ستاني‪ ،‬ميرنا‪ ،‬حيث جمعهما الن�صيب‪ ،‬وتح ّول‬ ‫�إميل الب�ستاني حا�ضن ًا وراعي ًا لل�صهر لي�س �أقل ح�ضانة‬ ‫ورعاية من والده‪.‬‬ ‫و ف ��ي ه ��ذا المجال يق ��ول رئي�س مجل� ��س �إدارة النادي‬ ‫اللبنان ��ي لل�سي ��ارات وال�سياح ��ة ِ"‪" : ATCL‬عندم ��ا‬ ‫تخرجت من الجامعة في العام ‪ 1959‬كان والد زوجتي‬ ‫�إمي ��ل الب�ستاني ق ��د �أ�صبح نائب� � ًا عن دائ ��رة ال�شوف‪،‬‬ ‫ف�إ�ستدعان ��ي لي�ستطلع توجهي‪ .‬وبعدم ��ا عر�ضت له ما‬ ‫علي خيارين �إثني ��ن موحي ًا �أنه ّ‬ ‫يف�ضل‬ ‫�أفك ��ر فيه‪ ،‬طرح ّ‬ ‫�أحدهما‪.‬‬ ‫والخياران كانا ‪� ":‬إما ت�سلم مكتب الهند�سة الذي تركه‬ ‫وال ��دي مع ما ق ��د �أعانيه من �صعوب ��ة الإنطالق لكوني‬ ‫عدي ��م الخبرة‪ ،‬و�س�أتعاط ��ى مع مهند�سي ��ن من العيار‬ ‫الثقي ��ل‪ ،‬و�إما ال�سفر �إلى الكويت من قبل �شركة "كات"‬ ‫التي كان الب�ستاني ق ��د �أ�س�سها‪ ،‬والتي كانت تنفذ �أكبر‬ ‫م�شروع في تلك الدولة وهو م�ست�شفى ال�صباح"‪.‬‬ ‫وي�ؤك ��د الخازن �أنه �شعر ب�أن النائب الب�ستاني ير�سم له‬ ‫"خط ��ة حياة" �أو خطة �إنطالق بكامل تفا�صيلها‪ ،‬حيث‬ ‫يبق ��ى في الكوي ��ت كمهند�س ع ��ادي لمدة �سن ��ة كاملة‬ ‫يتعام ��ل فيها مع �سائر المهند�سي ��ن من دون �إ�شعارهم‬ ‫ب� ��أي �إمتياز‪ ،‬على �أن ي�أتي كل �شهري ��ن �إلى لبنان لمدة‬ ‫�أ�سب ��وع‪ ،‬وفي ف�ص ��ل ال�شتاء تلتحق ب ��ه الزوجة والإبن‪،‬‬ ‫وف ��ي ف�صل ال�صي ��ف يم�ضي �شهر ًا ون�ص ��ف ال�شهر مع‬ ‫الأهل في لبنان‪.‬‬ ‫وف ��ي ‪ 4‬ايل ��ول (�سبتمب ��ر) من الع ��ام التال ��ي كان على‬ ‫الخازن ( وف ��ق الخطة ) الذهاب �إل ��ى بريطانيا حيث‬ ‫كان قد �أع ّد له الب�ستاني ترتيب ًا معين ًا مع �أربع �شركات‬

‫�إجازة بحرية‬

‫هند�سي ��ة كبرى تن ّفذ �أكبر الم�شاري ��ع في لندن‪ ،‬ومنها‬ ‫الج�س ��ر ال ��ذي يربط مط ��ار هيث ��رو بو�س ��ط العا�صمة‬ ‫البريطاني ��ة‪ ،‬وم�ش ��روع الأنف ��اق القائمة تح ��ت "هايد‬ ‫ب ��ارك"‪ ،‬وم�ش ��روع تنفي ��ذ �شرك ��ة كهرباء نووي ��ة‪ .‬وقد‬ ‫ام�ضى ثالثة ا�شهر مع كل �شركة‪.‬‬ ‫وي�ضيف‪" :‬وبعدما �شعرت �أن عودي �أ�صبح �صلب ًا‪ ،‬عدت‬ ‫الى الكويت‪ ،‬حي ��ث تخ�ص�صت بالأعم ��ال الميكانيكية‬ ‫والكهربائية والأنابيب �ضمن فريق �شركة "كات""‪.‬‬ ‫وبع ��د �أربع �سن ��وات �أ�صبح ال�شيخ ف�ؤاد الخ ��ازن معاون ًا‬ ‫لرئي� ��س المهند�سي ��ن‪ .‬و�ش ��اء القدر في ه ��ذه اللحظة‬ ‫�أن يغ ِّي ��ب الموت "والده الروح ��ي" ب�سقوط طائرته في‬ ‫البحر ف ��ي ‪� 15‬آذار (مار� ��س) ‪ ،1963‬الأمر الذي و ّفر‬

‫"جربت الزواج وجربت الحياة الحرة‪ ،‬وال‬ ‫�أفكر بالزواج من جديد‪� .‬أرف�ض القيود‪ ،‬وال‬ ‫�أ�ستطيع العي�ش �ضمن نطاقها"‬ ‫له فر�ص ��ة الإنتقال �إلى القمة التي كان �سبق له �أن بد�أ‬ ‫يهي ��ىء نف�سه لها برعاية الم�ؤ�س� ��س‪ ،‬ف�أ�صبح ع�ضو ًا في‬ ‫مجل� ��س ادارة "كات" التي كان ��ت ت�ضم �آنذاك ‪� 20‬ألف‬ ‫موظ ��ف وهو عدد ي ��وازي موظف ��ي العديد م ��ن الدول‬ ‫ال�صغيرة في الخليج وغيره‪.‬‬ ‫وبع ��د غياب م�ؤ�س�س ال"كات" ك ��ان ال بد من �أن يت�سلم‬ ‫ال�صهر دفة القيادة بعدما �إ�شتد عوده‪ ،‬و�إمتلك الخبرة‬ ‫الكافي ��ة‪ ،‬و�أ�صبح عل ��ى بينة من كل �ش ��اردة وواردة في‬ ‫"االمبراطوري ��ة" المتمادي ��ة الأط ��راف‪ ،‬وعلى تما�س‬ ‫مع �شبك ��ة العالقات المحلي ��ة والعربي ��ة والدولية التي‬ ‫�أن�ش�أها الم�ؤ�س�س‪.‬‬ ‫وم ��ع و�ص ��ول ال�صهر �إلى قم ��ة "الكات"‪ ،‬ك ��ان ال بد له‬ ‫م ��ن �أن يب�سط رعايته على كل الم�ؤ�س�سات التي �إنبثقت‬

‫عن ال�شرك ��ة الأم‪ ،‬ومن�صب رئي�س مجل�س �إدارة " بنك‬ ‫ال�صناع ��ة والعمل" منذ الع ��ام ‪ ،1985‬ومن�صب رئي�س‬ ‫مجل�س ادارة فندق "الب�ستان" في بيت مري منذ العام‬ ‫نف�س ��ه‪ ،‬ومن�صب رئي�س مجل�س ادارة �شركة "ماذركات‬ ‫للمق ��اوالت" ف ��ي ال�سعودي ��ة منذ الع ��ام ‪ ،1977‬وع�ضو‬ ‫مجل� ��س �إدارة "هولدن ��غ ك ��ات للمق ��اوالت والتجارة"‪،‬‬ ‫وتربع عل ��ى ر�أ�س نقاب ��ة المقاولين من ��ذ العام ‪،1971‬‬ ‫وه ��ي النقابة الت ��ي �أ�س�سه ��ا الرئي�س �سليم ��ان فرنجية‬ ‫ووالده و�أحد المديرين العامين في القطاع العام‪.‬‬ ‫ومن هنا ت�أثر النقيب الخازن في حياته بمدر�سة والده‬ ‫المهنية وبمدر�سة �إميل الب�ستاني الرجل اللبناني الفد‪،‬‬ ‫كما كان ي�ضع دائم ًا ن�صب عينيه �شعار �شركة ‪.C.A.T‬‬ ‫ال ��ذي كان على الدوام �إقتحام ال�صعاب مناخي ًا و�أمني ًا‬ ‫لأن النجاح �سيكون عندئذ مزدوج ًا‪.‬‬ ‫ول ��م يغف ��ل الخ ��ازن الإهتم ��ام بالنواح ��ي الإجتماعية‬ ‫والثقافية‪ ،‬فتر�أ� ��س مجل� ��س �إدارة "التعاونية اللبنانية‬ ‫للتنمي ��ة" التي تقدم قرو�ض� � ًا م ّي�س ��رة للمهجرين منذ‬ ‫العام ‪ ،1993‬كما تر�أ�س "الأكاديمية اللبنانية للتذوق"‬ ‫من ��ذ الع ��ام ‪ ،2003‬و�إختي ��ر ع�ض ��و ًا في مجل� ��س �أمناء‬ ‫"الجامعة اللبنانية ـ االميركية" منذ العام ‪.1996‬‬ ‫ف ��ي م�سيرة الرج ��ل محطة مهمة ف ��ي ال�سعودية وعنها‬ ‫يق ��ول‪" :‬لم تكن الأعم ��ال في ال�سعودي ��ة بالن�سبة الينا‬ ‫ت�شكل حجم� � ًا كبير ًا من �أ�شغالنا ف ��ي بداية ال�ستينات‪.‬‬ ‫و�أذك ��ر �أنني قبل �أن �أخو�ض الغمار في تلك البالد على‬ ‫نحو كبير جاءني �شخ�ص �صاحب �صيت ممتاز ودعاني‬ ‫ال ��ى زيارته‪ .‬لبي ��ت الدعوة وعند و�صول ��ي الى المطار‬ ‫�إ�ستقبلن ��ي �أف�ض ��ل �إ�ستقب ��ال وكان قد �أع� � ّد لي برنامج‬ ‫زي ��ارات بد�أناه في زيارة الملك في�ص ��ل‪ .‬هذه الزيارة‬ ‫كان ��ت مهمة ج ��د ًا لي حي ��ث �إلتقيت العاه ��ل ال�سعودي‬ ‫�آن ��ذاك ومعظ ��م الأم ��راء حي ��ث ُك ِّرمت هن ��اك �أف�ضل‬ ‫تكريم‪ ،‬ال �سيما و�أن "الكات" كانت ذات �سمعة ممتازة‪.‬‬ ‫وه ��ذا التكريم كان للبن ��ان �أي�ض� � ًا‪ ،‬لأن ال�سعوديين في‬ ‫تلك الفت ��رة كان ��وا �شغوفين بلبن ��ان ويعرفون ��ه جيد ًا‪،‬‬ ‫بعدما كانوا قد ب ��د�أوا يترددون عليه‪ .‬وتك ّررت زياراتي‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪89‬‬


‫ق�صة رجل �أعمال‬

‫رجل الأعمال المهند�س والنقيب الذي ير�أ�س مجال�س �إدارات �شركات كبرى عدة‬

‫فؤاد الخازن‪ :‬أعطيت األولوية لحياتي العملية‬ ‫التي طغت على حياتي "األخرى" ولست نادم ًا‬

‫ال�شيخ ف�ؤاد الخازن‪:‬‬ ‫ال�صديق ‪ -‬ال�صديق‬ ‫عملة نادرة‬

‫‪88‬‬

‫العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫يرف��ع في حيات��ه �شع��ار "ال�صعب يهون‬ ‫عن��د االرادة ال�صلبة" وي�ؤم��ن ب�أن نجاح‬ ‫�أي م�ؤ�س�س��ة يرتب��ط بح�س��ن توزي��ع‬ ‫الم�س�ؤولي��ات‪ ،‬ويرى ب�أن �أ�سعد لحظات‬ ‫حياته عندما ي�ستمع �إلى المو�سيقى ويمد‬ ‫ي��ده الى محتاج‪ .‬ورغ��م الت�شا�ؤم ال�سائد‬ ‫عند اللبنانيين وال��ذي يجعل الكثيرين‬ ‫منه��م ال ي��رون ب�صي�ص �أمل ون��ور‪ ،‬تراه‬ ‫يت�صرف في حياته وك�أن الإ�ستقرار عائد‬ ‫�إل��ى لبنان قريب �اً‪� .‬إنه المهند���س ال�شيخ‬ ‫ف ��ؤاد الخ��ازن رئي���س نقاب��ة المقاولي��ن‬ ‫ف��ي لبن��ان‪ ،‬ورئي���س مجل���س الإدارة‬ ‫والمدي��ر العام لبن��ك ال�صناعة والعمل‪،‬‬ ‫ورئي���س مجل���س �إدارة �ش��ركات ع��دة‬ ‫تابع��ة ل��ل"كات"‪ ،"CAT" ‬ورئي�س‬ ‫�شرك��ة "كات"‪ " CAT" ‬ال�سعودي��ة‪،‬‬ ‫ورئي�س ال�شرك��ة اللبناني��ة للهليكوبتر‪.‬‬ ‫خ��رج الخ��ازن �إلى العمل بع��د تخرجه‬ ‫م��ن الجامعة في الع��ام ‪ ،1959‬والطريق‬ ‫مفت��وح �أمام��ه م��ن كل جوانب��ه‪ ،‬وه��و‬ ‫�أو�صل��ه �إلى عالم المق��اوالت الذي كان‬ ‫وال��ده ال�شي��خ جمي��ل الخ��ازن ووال��د‬ ‫زوجته النائب اميل الب�ستاني من رواده‪،‬‬ ‫وبذل��ك يكون ال�شاب الو�سي��م قد ت�أهل‬ ‫لجم��ع مج��د المق��اوالت م��ن طرفيه‪،‬‬ ‫ولكن كيف بد�أت الق�صة؟‬


‫ق�صة رجل �أعمال‬ ‫وتعاظ ��م االحتف ��اء ب ��ي‪ ،‬وهنا ال ب ��د �أن �أذك ��ر �أنني لم‬ ‫�أخلط م�صالحي وم�صالح ال�شركة مع هذه ال�صداقات‬ ‫التي �أعتز بها"‪.‬‬ ‫وبعي ��د ًا من م�شاغل المق ��اوالت‪ ،‬تر�أ�س الخازن مجل�س‬ ‫�إدارة "ال�شرك ��ة المالي ��ة العقاري ��ة لمرف� ��أ بي ��روت"‪،‬‬ ‫كم ��ا تر�أ�س مجل� ��س �إدارة "ال�شرك ��ة العربية لخدمات‬ ‫ال�سياح ��ة"‪ ،‬ومجل� ��س �إدارة "التعاوني ��ة اللبناني ��ة‬ ‫للتنمي ��ة"‪ ،‬و�شغ ��ل من�ص ��ب ع�ض ��و ف ��ي مجل� ��س �إدارة‬ ‫"�سوليدير" ممثال للأوقاف المارونية‪.‬‬ ‫�أوق ��ات الخ ��ازن كله ��ا مليئ ��ة بالعم ��ل والإجتماع ��ات‬ ‫العملي ��ة المتعلق ��ة بالمراجعات والإت�ص ��االت‪ ،‬ويعطي‬ ‫الإجتماعيات ق�سط ًا من �إهتماماته‪.‬‬ ‫وحي ��ن يك ��ون لدي ��ه بع�ض الف ��راغ يلج� ��أ �إل ��ى ممار�سة‬ ‫هواياته وه ��ي المطالعة و�سم ��اع المو�سيقى‪ ،‬و�إمتالك‬ ‫الأ�شي ��اء الإلكتروني ��ة المبتك ��رة حديث� � ًا‪ ،‬ع ��دا عن �إنه‬ ‫ي�ساف ��ر كثير ًا (‪ 15‬مرة في ال�سنة ف ��ي �أدنى الحاالت)‬ ‫لذلك‪ ،‬حين يود اللجوء �إلى �إجازة راحة ف�إنه يق�ضيها‪،‬‬ ‫خالف� � ًا لغيره‪ ،‬في لبنان ولكن نادر ًا ما ي�سمح له الوقت‬ ‫ب�أخذ �إجازة‪.‬‬ ‫�إجازة تكون خ ��ارج جدران المكتب‪ ،‬تن�سيه كل �أ�شغاله‬ ‫وين�ص ��رف �إلى هوايات ��ه كريا�ضات البح ��ر �أو يق�صد‬ ‫الجب ��ل كونه �إبن الجبل وتحدي ��د ًا �إبن بلدة ريفون التي‬ ‫ي�سكنها �صيف ًا‪� -‬شتا ًء‪.‬‬ ‫وال ينك ��ر الخ ��ازن �أن للنجاح �ضريبة‪ ،‬معتب ��ر ًا �أنه لكي‬ ‫ي�صل الإن�سان �إلى القمة يجب �أن يجتاز مراحل �صعبة‪،‬‬ ‫م�ؤمنا بالمثل ال�شائع ‪" :‬من طلب العلى �سهر الليالي"‪.‬‬ ‫�سهر يتطلب الكد والتعب والممار�سة‪ ،‬لأن الذي ي�صعد‬ ‫ب�سرع ��ة يهب ��ط ب�سرعة‪ ،‬لذلك عل ��ى ال�صعود �أن يكون‬ ‫متوا�ص�ل ً�ا‪ ...‬على الرغ ��م من �أن الطري ��ق يكون غالب ًا‬ ‫طوي�ل ً�ا ومحفوف ًا بالم�ش ّق ��ات‪ ،‬والبع�ض ق ��د يدفع ثمن‬ ‫الو�ص ��ول �صحت ��ه "حياتي العملي ��ة �أعطيته ��ا الأولوية‪،‬‬ ‫لقد طغت على حياتي "الأخرى" ول�ست نادم ًا" يك�شف‬ ‫الخازن‪.‬‬ ‫وبالع ��ودة �إل ��ى الأثر ال ��ذي ترك ��ه رحيل وال ��ده وووالد‬ ‫زوجته ف ��ي �شخ�صيته في مجرى حيات ��ه ي�ؤكد الخازن‬ ‫�أن ��ه ك ��ان كبي ��ر ًا‪" ،‬لأن الإثنين كانا �صاحب ��ا �شخ�صية‬ ‫قوي ��ة‪ ،‬لذلك كنت خ�ل�ال حياتهم ��ا �أ�شع ��ر بالإتكالية‪،‬‬ ‫لق ��د عوداني الإعتم ��اد عليهما ولم �أ�شع ��ر بالم�س�ؤولية‬ ‫الحقة �إال حين �أ�صبحت لوحدي‪ ،‬غيابهما �أجبرني على‬ ‫الإعتماد على نف�سي‪ ،‬وعندئذ‪� ،‬أ�صبحت حر ًا في �إتخاذ‬ ‫القرار ف�إكتملت �شخ�صيتي و�أ�صبحت �أكثر �صالب ًة"‪.‬‬ ‫�أم ��ا ب�ش�أن الحظ ال ��ذي حظي به فيعرب ع ��ن �إعتقاده‬ ‫بان ��ه ناتج ع ��ن دع ��اء والديه خ�ل�ال حياتهم ��ا‪ ،‬وبعد‬ ‫مماتهما‪...‬‬ ‫ويتابع ‪ ":‬حلمي الأكبر هو تعلم ‪ 10‬لغات‪ ،‬وتحقيق هذا‬ ‫الحل ��م يتطلب وقت ًا من �أج ��ل الممار�سة‪ ،‬وهذا ما كنت‬

‫وال �أزال �أفتق ��ده‪ ،‬كما �أنني �أحلم ب�أن �أثق بنف�سي في كل‬ ‫م�ضم ��ار وفي كل الحقول‪� ،‬أحلم و�أطمح ب�إكت�ساب الثقة‬ ‫"العام ��ة" بالنف�س‪ ،‬وال�سبب لي�س لنيل الإعجاب لدى‬ ‫النا� ��س بل من �أجل الإكتف ��اء الذاتي وعدم الخوف من‬ ‫الم�ستقبل"‪.‬‬ ‫و�إنطالق� � ًا من واقعيته يرى �أن ��ه طالما �أن ال �شيء ثابتاً‬ ‫على وجه الأر�ض‪ ،‬والكرة الأر�ضية نف�سها تدور والزمن‬ ‫يتغ ّير‪ ،‬يجب �أن يكون الإن�سان مهيئ ًا نف�سي ًا لكي يخ�سر‬ ‫كل �شيء في الحياة ويبد�أ من ال�صفر‪ .‬وفي هذه الحالة‬ ‫ي�ؤكد �أنه ال ي�ست�سلم بل يبد�أ من جديد وير�ضى ب�أن يمر‬ ‫في كل ال�صعوبات التي تتطلبها بداية حياة جديدة‪.‬‬ ‫الم ��ر�أة بالن�سبة �إلي ��ه مهمة جد ًا‪ ،‬لكنه ف ��ي في العمل‬ ‫ي�س ��اوي بينها وبي ��ن الرج ��ل‪ ،‬كونها لي�س ��ت في درجة‬ ‫ثانية م ��ن الكفاءة والجدارة‪ ،‬فالن�س ��اء يمتلكن جدارة‬ ‫حقيقي ��ة ويتم ّيزن بال�ضمير المهن ��ي وبخا�صة في حقل‬ ‫الم�صارف‪ ،‬بح�سب الخازن ‪.‬‬

‫"حلمي الأكبر هو تعلم ‪ 10‬لغات‪،‬‬ ‫وتحقيق هذا الحلم يتطلب وقتاً من �أجل‬ ‫الممار�سة‪ ،‬وهذا ما كنت وال �أزال �أفتقده‪،‬‬ ‫كما �أنني �أحلم ب�أن �أثق بنف�سي في كل‬ ‫م�ضمار وفي كل الحقول‪� ،‬أحلم و�أطمح‬ ‫ب�إكت�ساب الثقة "العامة" بالنف�س"‬ ‫�أما بالن�سبة الى حيات ��ه الخا�صة فيجيب‪" :‬لقد جربت‬ ‫ال ��زواج وجربت الحي ��اة الحرة‪ ،‬وال �أفك ��ر بالزواج من‬ ‫جدي ��د‪� .‬أرف� ��ض القي ��ود‪ ،‬وال �أ�ستطي ��ع العي� ��ش �ضم ��ن‬ ‫نطاقها"‪.‬‬ ‫و�إذ يبدي الخازن �إعتزازه الكبير ب�صداقاته وعالقاته‬ ‫الإجتماعي ��ة‪ ،‬يك�شف عن بع�ض خفاي ��ا الحياة الحرة‪،‬‬ ‫الفت� � ًا �إلى �أن كانت ل ��ه عالقات "جميل ��ة" وموفقة مع‬ ‫الجن� ��س اللطيف ‪ ...‬الن�ساء‪ ،‬ل ��م تنجم عنها خالفات‬ ‫و�أحقاد‪ ،‬لأنها كانت �صداقات �صحيحة وعميقة وناتجة‬ ‫ع ��ن �إن�سج ��ام ال ع ��ن م�صال ��ح �شخ�صي ��ة �أو م�صلحة‬ ‫خا�صة‪ ،‬م�ؤكد ًا �أنه اليوم ال ي�شعر ب�أنه رجل وحيد‪.‬‬ ‫وم ��ن مبادئه في الحياة �أنه ال يطلب من الآخرين ما ال‬ ‫يطلب ��ه من نف�سه‪ ،‬وفي ذلك يقول " ف ��ي العمل ال �أ�صر‬ ‫عل ��ى "الآخر" �أن يط ّبق نظام� � ًا �أنا ال �أط ّبقه‪ ،‬كما �أن‬ ‫مبدئي في حياتي الخا�صة ال�صدق مع نف�سي‪ ،‬ال �أكذب‬ ‫�أمام م ��ر�آة نف�س ��ي وال �أختبئ وراء �إ�صبع ��ي‪ ،‬كما �أنني‬

‫احر�ص جد ًا على عدم الكذب على �سواي"‪.‬‬ ‫عائلت ��ه م�ؤلف ��ة منه وم ��ن �شقيق ��ه الذي ك ��ان ي�صغره‬ ‫ب�سنتي ��ن‪ ،‬ويتول ��ى �إدارة مكت ��ب الهند�سة ال ��ذي �أ�س�سه‬ ‫والده وذلك منذ تخرج ��ه مهند�س ًا العام ‪ .1961‬ولهذا‬ ‫المكت ��ب و�شقيق ��ه نبيل �إنج ��ازات و�أعم ��ال كبيرة مثل‬ ‫م ��زار ‪ 2000‬ف ��ي فاريا‪ ،‬وقب ��ل ذلك نفذ م�ش ��روع بناء‬ ‫بن ��ك البحر المتو�سط في الو�سط التجاري‪ ،‬ف�ض ًال عن‬ ‫م�شاري ��ع عديدة في جنوب فرن�سا لأن للمكتب فرع ًا في‬ ‫�إمارة موناكو‪.‬‬ ‫و�إنطالق� � ًا من �أن ��ه لكل �إنجاز محط ��ات �صعبة م ّر بها‪،‬‬ ‫يو�ض ��ح الخازن ان "الحي ��اة في الكوي ��ت كانت قا�سية‬ ‫جد ًا"‪ ،‬م�ستذكرا " �آنذاك "كانت الحرارة ‪ 50‬درجة‬ ‫وال�سكن في مخيم حمامات ��ه م�شتركة والإختالف كان‬ ‫كبي ��ر ًا وعلى كل الم�ستويات مقارن ��ة بالحياة التي كنت‬ ‫�أعي�شها في لبنان‪ ،‬و�أنني تقبلت الواقع وع�شته من دون‬ ‫تذم ��ر وبكل رحابة �صدر‪ .‬كان امي ��ل ب�ستاني يثني على‬ ‫ذلك دائما في مرا�سالته لي"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ك ��ان الخ ��ازن يعمل ف ��ي الكوي ��ت ‪� 14‬ساع ��ة يوميا وال‬ ‫وق ��ت للتفكي ��ر بالملل او ال�شك ��وى من �صعوب ��ة الحياة‬ ‫هن ��اك‪ ،‬وفي �أيام العطالت كان ي�سي ��ر لمدة �ساعة في‬ ‫ال�صح ��راء حتى ي�صل �إل ��ى مجمعات �شرك ��ات النفط‬ ‫للتمت ��ع بر�ؤية فيل ��م �سينمائي باله ��واء الطلق‪ ،‬كما كان‬ ‫يق�ض ��ي بع�ض الأوقات مع عائ�ل�ات لبنانية على �شاطئ‬ ‫البح ��ر بال�سباحة و�صيد ال�سمك وغير ذلك من و�سائل‬ ‫الترفيه‪.‬‬ ‫وعندم ��ا �إ�شتد عوده في العمل قليال ب ��د�أ �إميل ب�ستاني‬ ‫ي�صطحبه ف ��ي زياراته الى المل ��وك والأمراء والحكام‬ ‫في دول الخليج العربي وكانت البداية في الكويت حيث‬ ‫عمل لأول مرة ثم في كل من البحرين وقطر واالمارات‬ ‫وال�سعودية‪.‬‬ ‫ووف ��ق الخازن ف� ��إن الإن�سان مهما حق ��ق في حياته من‬ ‫�أحالم ‪" ،‬فهو ال يزال يخبىء في زاوية ما لديه �أحالم ًا‬ ‫لم يحققها بعد‪ .‬فال ي�ستطيع الإن�سان �أن يكون خارقا"‪.‬‬ ‫وح ��ول الو�ضع الإقت�ص ��ادي في لبنان‪ ،‬يق ��دم الخازن‬ ‫ر�ؤيت ��ه الخا�ص ��ة المرتك ��زة عل ��ى وج ��وب �أن ي�ض ��ع‬ ‫الم�س�ؤول ��ون خالفاته ��م وم�صالحهم الخا�ص ��ة جانب ًا‪،‬‬ ‫ويخطط ��وا لو�ض ��ع داخل ��ي م�ستق ��ر �سيا�سي� � ًا و�أمني� � ًا‬ ‫و�إقت�صادي� � ًا‪ ،‬مم ��ا يج ��ذب الإ�ستثم ��ارات وب�ص ��ورة‬ ‫خا�ص ��ة العربية في ظل �إقت�صاد حر وقوانين م�صرفية‬ ‫مالئم ��ة كال�سرية الم�صرفية وحري ��ة �إنتقال الأموال ‪.‬‬ ‫فجم ��ال لبنان وطبيع ��ة مناخه ت�ؤه�ل�اه للإ�ستفادة من‬ ‫الإ�ستثمارات في مجال ال�سياحة ‪.‬‬ ‫ويختم الخ ��ازن م�شدد ًا عل ��ى �أن ال�صداقة ال�صحيحة‬ ‫قليل ��ة ون ��ادرة‪ ،‬و"ال�صديق‪-‬ال�صدي ��ق" ب ��كل معن ��ى‬ ‫الكلم ��ة نادر الوجود‪ ،‬و�إذا �إ�ستط ��اع الإن�سان �أن يحظى‬ ‫ب�صديقين مخل�صين �أو ثالثة يعتبر محظوظ ًا‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪91‬‬


Advanced BMI Weight Loss Clinic www.a-bmi.com An opportunity for a new life Are you looking to dramatically reduce your weight and remove the excess fat? Our Weight Loss Institute offers several medical and surgical weight loss options

Weight Loss Specialists: Canadian-certified

Medical Weight Loss Options Dietary consultation, Low Calorie Protein Diet Program(lose 8 -12 kg/month under medical supervision),Breathing test (found out if you have a slow, normal or fast metabolism), Body-reshaping, cellulite and fat reduction

Dr Nagi Safa Certified Weight loss Surgeon (Canada-Lebanon)

Weight Loss Surgeries

Expertise in all bariatric procedures: Laparoscopic gastric bypass, Sleeve Gastrectomy, Gastric banding, gastric plication, Laparoscopic repair of previous weight loss surgeries, Surgery for diabetes

Total Body Lifting

Liposuction, Tummy tuck, breast surgeries, Body lifting

Lebanon - Zalka Zalka Highway, White City Building, 5th Floor Phone: 04 715 036 Cellular: 76 3773 76 Email: info@a-bmi.com

Dr Thierry Yazbeck Certified Weight loss Surgeon (Lebanon)

Christelle Bedrossian Registered Dietitian Head Dietitian (Lebanon)


‫من "ليلة �صيف رحبانية"‬

‫زي ��اد الأب ��ن البكر لعا�صي وفيروز‪ ،‬الغارق حت ��ى �أذنيه في براثن قطة‬ ‫غن ��اء كان ��ت قد تخرج ��ت من "مدر�س ��ة القط ��ط الأربع ��ة" لم�ؤ�س�سها‬ ‫ومديره ��ا غ�س ��ان اليا� ��س الرحبان ��ي‪ ،‬و�إنته ��اء بغ�س ��ان ال�سال ��ف ذك ��ره‬ ‫وال ��ذي عل ��ى ما يبدو يتخب ��ط ما بين طموح ��ه ال�سيا�سي الذي خذله‬ ‫ف ��ي عق ��ر داره‪ ،‬وطموح ��ه المو�سيق ��ي ف ��ي �إدارة فرقة ال� �ـ‪ Cats 4‬التي‬ ‫تتب ��دل قططها الغنائية مع بداي ��ة �شهر"�شباط" من كل �سنة‪ .‬طبعاً‪،‬‬ ‫ول ��ن �أح�صي مع العائلة ريما عا�صي الرحباني‪ ،‬التي حددت خياراتها‬ ‫في �إخراج �أعمال والدتها ال�سيدة فيروز!‬ ‫وحدهما غدي و�أ�سامة حمال م�شعل تراث الأخوين رحباني‪� ،‬إنطالقاً‬ ‫م ��ن درا�س ��ة �أكاديم ��ة مع ّمق ��ة ف ��ي عل ��م المو�سيق ��ى‪ ،‬ودورات تطبيقية‬ ‫ف ��ي �أكث ��ر م ��ن معهد عالمي مث ��ل‪ :‬كلية بيركلي ف ��ي بو�سطن‪ ،‬ومعهد‬ ‫المو�سيقى البريطانية الملكية وغيرهما‪ ،‬ف�ض ً‬ ‫ال عن بحثهما الد�ؤوب‬ ‫ف ��ي عل ��م الأ�ص ��وات والنوط ��ات‪ .‬وغن ��ي ع ��ن الق ��ول‪� ،‬أن �إع ��ادة توزي ��ع‬ ‫لح ��ن "�أعطن ��ي الن ��اي وغ � ِّ�ن" ب�صوت �شه ��د برمدا قلب ��ت كل مقايي�س‬ ‫التوزي ��ع المو�سيق ��ي الأورك�سترال ��ي للميلودي ��ا الرحباني ��ة‪ ،‬وك ّر�س ��ت‬ ‫غ ��دي من�صور الرحباني واح ��داً من �أ�ساتذة التوزي ��ع المو�سيقي على‬ ‫الم�ست ��وى العالمي ف ��ي عالمنا العربي‪ .‬وبالتالي غن ��ي عن القول‪� ،‬أن‬ ‫�أ�سام ��ة الرحبان ��ي الذي �أعطى لحن� �اً بم�ستوى "وطن ��ي بيعرفني و�أنا‬ ‫بعرف وطني" ب�صوت غ�سان �صليبا وكلمات من�صور الرحباني‪ ،‬وخرج‬ ‫بالمو�سيق ��ى ال�شرقي ��ة ع ��ن الم�أل ��وف م ��ن خ�ل�ال تحميل ��ه الميلوديا‬ ‫ال�شرقي ��ة ال�صافية‪ ،‬كل هذا الزخم الأوبرال ��ي العالي الإيقاع والنبرة‬ ‫والأداء‪� ،‬إ�ستطاع �أن يك ّر�س نف�سه واحداً من �أعمدة الم�سرح الرحباني‪،‬‬ ‫الذي ال يمكن تجاوزه ب�سهولة‪ ،‬وال �سيما �أن "ريبيرتواره" المو�سيقي‬ ‫والم�سرحي مع "ال�صوت النادر الطبقات" التي تتمتع به هبة طوجي‪،‬‬ ‫ي�شهد على حرفيت ��ه العالية‪ ،‬وتطوره المتوا�صل والمت�صاعد‪ ،‬والذي‬ ‫قد يقفز �إلى درجة من العالمية �ستقلب موازين ومفاهيم المو�سيقى‬ ‫ال�شرقية‪.‬‬ ‫و�إذا كان ��ت في ��روز ه ��ي لقية ال ��د ّر لعا�صي ومن�صور‪ ،‬ف� ��إن هبة طوجي‬ ‫ه ��ي لقي ��ة ال ��د ّر لأ�سام ��ة من�ص ��ور الرحبان ��ي‪ ،‬فم ��ن �إ�ستمع ف ��ي "ليلة‬

‫هبة طوجي‪ :‬غنت و�أبدعت‬

‫�صي ��ف رحباني ��ة" �إل ��ى هب ��ة في �أغني ��ة "مت ��ل الريح" للراح ��ل الكبير‬ ‫من�ص ��ور الرحبان ��ي‪� ،‬أدرك �أهمي ��ة م�ساح ��ات �صوته ��ا المتف ّل ��ت من �أي‬ ‫�سق ��ف‪ ،‬والخ ��ارج عن الم�ألوف‪ ،‬والذي يتمت ��ع ب�إمكانات تجعله يتك َّيف‬ ‫ببراع ��ة ن ��ادرة م ��ن ال�صع ��ود �إل ��ى ذروة الإن�ش ��اد الأوبرال ��ي‪� ،‬إنح ��داراً‬ ‫مطب م ��ن مط ّبات‬ ‫�إل ��ى التطري ��ب ال�شرق ��ي‪ ،‬من دون الوق ��وع في �أي ّ‬ ‫الحنج ��رة‪ ،‬و�إنف�ل�ات الأوتار ال�صوتي ��ة المتما�سكة مث ��ل �أوتار الذهب‬ ‫ال�صاف ��ي‪ ،‬وخ�صو�ص� �اً عل ��ى خ�شبة م�س ��رح في الهواء الطل ��ق‪ ،‬ال يحده‬ ‫�سوى الف�ضاء والبحر والجبل!‬ ‫َمنْ يغتال َمنْ ؟‬ ‫ه ��ل في ��روز ه ��ي الت ��ي �إغتال ��ت "�سِ لفه ��ا" من�ص ��ور حي ��ن امتنع ��ت عن‬ ‫�إكم ��ال م�سي ��رة الثال ��وث الرحبان ��ي مع ��ه‪ ،‬بعد غي ��اب زوجه ��ا عا�صي‪،‬‬ ‫وط ��وال ثالث ��ة وع�شرين عاماً من فترة حي ��اة من�صور بعد عا�صي؟ �أم‬ ‫من�ص ��ور هو الذي �إغتال فيروز حين لج� ��أ �إلى المحاكم و�أ�صدر قراراً‬ ‫م ��ن قا�ض ��ي الأم ��ور الم�ستعجل ��ة بمنعها م ��ن عر�ض م�سرحي ��ة "�صح‬ ‫الن ��وم" ف ��ي ال�شارقة ف ��ي الع ��ام ‪ ،2007‬مطالباً بحقه الم ��ادي والأدبي‬ ‫ع ��ن كل الحف�ل�ات والعرو� ��ض التي تقيمها في ��روز‪ ،‬والتي ت ��در عليها‬ ‫الماليين؟!‬ ‫َمنْ َيغتال َمنْ ؟!‬ ‫ه ��ل في ��روز ه ��ي الت ��ي �إغتال ��ت "الأخوي ��ن رحبان ��ي" حي ��ن تجاهل ��ت‬ ‫الحق ��وق المادية والأدبية والمعنوية لورثة من�صور؟ �أم �أبناء من�صور‬ ‫الرحبان ��ي ه ��م م ��ن �إغتال ��وا فيروز حي ��ن �أع ��ادوا �إحياء ت ��راث العائلة‬ ‫الت ��ي ينتمون �إليها ب�أ�ص ��وات مثل هبة طوجي وغ�سان �صليبا ورونزى‬ ‫و�شه ��د برمدا ونادر خوري و�سيمون عبي ��د و�إيلي خياط وغيرهم من‬ ‫الأ�صوات الرحبانية العريقة؟!‬ ‫الج ��واب وبمحب ��ة خال�ص ��ة �أق ��ول‪� :‬ص ��وت في ��روز �أيقون ��ة ن ��ادرة‪ ،‬ل ��ن‬ ‫يخطف ��ه او يغتاله �سوى الحقد الدفين الذي تغ ّذيه الأ�صوات ال�شاذة‬ ‫التي تبث ال�سموم في �أذني فيروز ال�صاغية لثرثرات "ن�سوان الفرن"‬ ‫ذك ��وراً و�إناث� �اً و َم ��ن ه ��م ف ��ي حاجة ال ��ى فح� ��ص �سري ��ري‪ ،‬للت�أكد من‬ ‫هويتهم الجن�سية (الملتب�سة)!‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪93‬‬


‫الموقف الثقافي‬

‫من يحق له وراثة األخوين رحباني؟‬ ‫بقلم جوزف قرداحي‬ ‫�إ�ستطاعت الفرقة الأوكرانية (التي �شاركها �أ�سامة‬ ‫من يحق له �أن يرث �أعمال الأخوين‬ ‫الرحبان ��ي عزف� �اً عل ��ى البيان ��و)‪� ،‬إبه ��ار الجمه ��ور‬ ‫رحبان ��ي‪ ،‬وبالتال ��ي م ��ن يح ��ق ل ��ه‬ ‫اللبنان ��ي ال ��ذي تج ��اوز ف ��ي ليلتي ��ن متواليتي ��ن‬ ‫التح ��دث ب�إ�سميهم ��ا‪ ،‬في ��روز �أرمل ��ة الراح ��ل‬ ‫الع�شرة �آالف ن�سم ��ة‪ ،‬جا�ؤوا من مختلف المناطق‬ ‫عا�ص ��ي الرحبان ��ي‪� ،‬أم �أوالد �شقيق ��ه الراح ��ل‬ ‫اللبناني ��ة للت�أكيد على �أن الفن الرحباني يتجاوز‬ ‫من�صور الرحباني �أ�سامة وغدي ومروان؟!‬ ‫الح�صرية الفيروزية‪ ،‬وبالتالي هو والدة متجددة‬ ‫ب ��د�أت عا�صفة الإن�شق ��اق العائلي ما بين فيروز‬ ‫م ��ع كل مو�سيق ��ي وع ��ازف ومن�ش ��د عل ��ى �إمت ��داد‬ ‫و�سلفه ��ا من�ص ��ور من ��ذ م ��ا قب ��ل رحي ��ل زوجه ��ا‬ ‫الكون‪.‬‬ ‫عا�ص ��ي‪ ،‬و�إحتدم ��ت بع ��د رحيل ��ه‪ ،‬لتتح� � ّول �إلى‬ ‫�إ�ستطاع ��ت تل ��ك الفرق ��ة ب�إن�سجامه ��ا ودقته ��ا‬ ‫زوبعة هوجاء �أو �إع�صار مجنون بعيد �إعالن نب�أ‬ ‫وطواعي ��ة عازفيه ��ا‪� ،‬إ�ستح�ض ��ار العمالقي ��ن‬ ‫وفاة من�صور الرحباني في العام ‪ ،2009‬مقتلعة‬ ‫معه ��ا كل الج ��ذور العائلية والرواب ��ط الفنية التي جمع ��ت العائلتين الكبيري ��ن عا�ص ��ي ومن�ص ��ور‪ ،‬ف�إرتق ��ت بمو�سيقاهم ��ا الخال ��دة �إل ��ى‬ ‫�أكثر من ن�صف قرن في العطاء الذي �صنع مجد لبنان المو�سيقي‪ .‬م�ست ��وى ال�سيمفوني ��ات الملحمي ��ة التي ت�سبح في ف�ض ��اء الح�ضارات‬ ‫وعندم ��ا �أعل ��ن �أبن ��اء من�ص ��ور الرحباني‪ ،‬م ��روان وغ ��دي و�أ�سامة عن من جيل �إلى جيل‪.‬‬ ‫م�شاركته ��م ف ��ي �إحي ��اء ليلتين مو�سيقيتي ��ن �ضم ��ن مهرجانات جبيل وق ��د عرف غدي و�أ�سامة كيف يعيدان توزي ��ع تلك الأعمال ب�إخال�ص‬ ‫الدولية‪ ،‬تحت عنوان "ليلة �صيف رحبانية"‪� ،‬إنبرت الأقالم الموالية للأ�صل‪ ،‬مع براعة في �إ�ستخدام �آالت الإيقاع الغربية‪ ،‬الـ‪،Percussions‬‬ ‫لريم ��ا عا�ص ��ي الرحبان ��ي تهاجم العم ��ل‪ ،‬وعلت الأ�ص ��وات المتع�صبة و�آالت النف ��خ الت ��ي �أعطت الميلودي ��ا الرحبانية بع ��داً درامياً يتما�شى‬ ‫لفي ��روز منتق ��دة �إط�ل�اق ا�س ��م "الرحابن ��ة" عل ��ى �أي عم ��ل ينظم ��ه �أو م ��ع �ضخامة المو�سيقى ومنحاها الم�سرحي التراجيدي الت�صاعدي‪،‬‬ ‫يحيي ��ه ورث ��ة من�صور‪� ،‬إنطالق� �اً من �أن الإرث الفن ��ي الرحباني‪ ،‬لي�س مث ��ل مقدم ��ات "جب ��ال ال�ص ��وان" و"�سفر برل ��ك" و"فخ ��ر الدين"‪،‬‬ ‫تاج ��ر به (هذا وغيره ��ا م ��ن الأعم ��ال الت ��ي عا�شت في وج ��دان الللبنانيي ��ن والعرب‪،‬‬ ‫"�سوبرماك ��ت" �أو مح�ل ً�ا لبي ��ع الخ�ض ��ار والأجب ��ان‪ ،‬ل ُي َ‬ ‫الجيل من الرحابنة غير الموهوب‪ ،‬والذي ي�سعى جاهداً ليجعل من و�أ�صبحت جزءاً ال يتج ّز�أ من ذاكرتهم ال�شعبية اليومية‪.‬‬ ‫�إ�سم الإخوين رحباني ماركة تجارية م�سجلة)‪.‬‬ ‫ه ��ل يح ��ق لأبن ��اء من�ص ��ور الرحبان ��ي‪� ،‬إع ��ادة توزي ��ع �أعم ��ال الأخوين‬ ‫طبعاً هذا الهجوم على �أبناء الراحل من�صور الرحباني‪ ،‬لم يكن بريئاً رحبان ��ي وال �سيم ��ا تلك الأغنيات التي �أ�صبح ��ت مثل الن�شيد الوطني‬ ‫م ��ن تدخ ��ل و�إيحاء ريما عا�ص ��ي الرحباني‪ ،‬التي على م ��ا يبدو تملك ب�ص ��وت في ��روز‪� ،‬أو �أن�ش ��ودة �صالة من ال�صعب تق ّب ��ل �سماعها ب�أ�صوات‬ ‫غرف ��ة عملي ��ات �سرية في منزل ذويه ��ا في الرابية‪ ،‬تدي ��ر منها بع�ض مختلف ��ة �أو �أنم ��اط جدي ��دة؟! �س� ��ؤال ردده الكثي ��رون م ��ن المتابعين‬ ‫ال�صحافيي ��ن الل�صيقي ��ن به ��ا‪� ،‬أو بع� ��ض "الفيروزيي ��ن" المنتحلي ��ن لم�سي ��رة في ��روز والأخوي ��ن رحبان ��ي وع�ش ��اق فنه ��م ال ��ذي ال يتكرر‪.‬‬ ‫�أ�سم ��اء وهمي ��ة وح�ساب ��ات �إفترا�ضي ��ة عل ��ى مواق ��ع "الفاي�سب ��وك" وه ��و �س� ��ؤال يبقى في �إط ��اره العلم ��ي والأكاديمي لو جاء م ��ن �أ�ساتذة‬ ‫�إخت�صا�صه ��م تح�س� ��س و�إ�ست�شع ��ار كل م ��ا يكت ��ب عن الرحابن ��ة �أو عن مو�سيق ��ى ونق ��اد متخ�ص�صي ��ن محايدي ��ن ف ��ي التوزي ��ع والمو�سيق ��ى‬ ‫فيروز‪ ،‬ونقله �إليها لبلورته و�إتخاذ الرد المنا�سب (�شتماً �أو مدحاً)‪ .‬والم�س ��رح الغنائ ��ي‪ .‬لك ��ن حي ��ن يخ ��رج م ��ن �أف ��واه و�أق�ل�ام مجموع ��ة‬ ‫تع�صب ال�سلفيين للدين‪ ،‬يخرج ال�س�ؤال عن منحاه‬ ‫ه ��ذه الح ��رب الخفي ��ة م ��ا بي ��ن ورث ��ة الأخوي ��ن عا�ص ��ي ومن�ص ��ور متع�صب ��ة لفيروز ّ‬ ‫�إ�ستع ��رت‪ ،‬و�أخذت مداها حين �إ�ستق ��دم �أ�سامة وغدي ومروان الفرقة الأكاديم ��ي‪ ،‬وي�صب ��ح كل نقا�ش في المو�ضوع نقا�ش� �اً عبثياً يتط ّور �إلى‬ ‫ال�سيمفوني ��ة الأوكراني ��ة الم�ؤلف ��ة م ��ن اربعة و�سبعين عازف� �اً وعازفة منحى تكفيري لكل ر�أي مخالف لهم!‬ ‫بقي ��ادة الماي�سترو فاليمير �سيرينكو‪ ،‬و�أع ��ادوا بوا�سطتها توزيع �أهم الجواب بب�ساطة‪ ،‬وبعيداً من الح�سا�سيات المفرطة‪ ،‬والغلو العاطفي‪،‬‬ ‫و�أ�شه ��ر الأعم ��ال المو�سيقي ��ة والغنائي ��ة الت ��ي كتبها و�أ ّلفه ��ا الأخوان والهلو�س ��ة الفيروزي ��ة‪ :‬ال يحق لأحد من العائل ��ة الرحبانية �أن يعيد‬ ‫عا�ص ��ي ومن�ص ��ور وعل ��ى مدى �أكث ��ر من ن�ص ��ف ق ��رن‪ ،‬وقدموها على توزي ��ع ت ��راث الأخوي ��ن رحبان ��ي وفي ��روز‪� ،‬أكث ��ر م ��ن �أ�سام ��ة من�ص ��ور‬ ‫م�س ��رح مهرجان ��ات بيبلو�س الدولية‪ ،‬بم�شارك ��ة كل من غ�سان �صليبا‪ ،‬الرحبان ��ي وغ ��دي من�ص ��ور الرحبان ��ي‪ ،‬لأ�سب ��اب و�أهمه ��ا‪� :‬أن معظ ��م‬ ‫هب ��ة طوج ��ي‪� ،‬سيمون عبيد‪ ،‬نادر خوري‪� ،‬إيلي خياط ورونزى العائدة فر�س ��ان العائل ��ة الرحبانية الآخرين �إتجهوا �إل ��ى �إهتمامات �أخرى ال‬ ‫�إلى الأ�ضواء الرحبانية بعد غياب طويل دام �أكثر من ثالثين عاماً‪ .‬تت�صل ال من قريب او من بعيد بالتراث الرحباني العريق‪� ،‬إبتداء من‬ ‫‪92‬‬

‫العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬


‫ميريام كلينك معجبة بحسن نصراهلل‬

‫� ّأي "�ستاتو�س ��ات" تع ّبر عن مواقفها‪.‬‬ ‫من يتت ّب ��ع عار�ضة الأزي ��اء ال�سابقة‬ ‫تلفت كلين ��ك �إلى �أنّ �إدارة الفاي�سبوك‬ ‫ميري ��ام كلين ��ك عل ��ى �صفحته ��ا‬ ‫�أعلمتها م ��ن خالل ر�سالة �أنها ج ّمدت‬ ‫الر�سمي ��ة عل ��ى الفاي�سب ��وك‪ ،‬تلفته‬ ‫ّ‬ ‫موقعه ��ا االفترا�ض ��ي لأ ّنه ��ا "تخطت‬ ‫�ألبومات �صورها التي تك�شف جمالها‬ ‫قواني ��ن موق ��ع التوا�ص ��ل االجتماعي‬ ‫و�إ�ستجمامها على البحر وم�شاركتها‬ ‫بن�شر تلك البورتريه"‪..‬‬ ‫ف ��ي بع� ��ض عرو� ��ض الأزي ��اء‪ ،‬ولكن‬ ‫بي ��ن تل ��ك الباق ��ة التي تب ��رز مفاتن‬ ‫علم� � ًا �أن الفنان ��ة اللبناني ��ة ل ��م ترفق‬ ‫نجمتن ��ا ولهوه ��ا‪� ،‬سيق ��ع المت�ص ّف ��ح‬ ‫ال�صورة ب� �� ّأي تعليق‪ ،‬ب ��ل على العك�س‬ ‫و�ضع ��ت �إل ��ى جانبه ��ا وجه� � ًا مبت�سماً‬ ‫على بورتريه للأمي ��ن العام لـ"حزب‬ ‫اهلل" ال�سيد ح�سن ن�صر اهلل مبت�سم ًا‪،‬‬ ‫فح�سب‪.‬‬ ‫فكي ��ف �أت ��ت تل ��ك ال�ص ��ورة؟ ت ��روي‬ ‫بع ��د تجمي ��د �صفحته ��ا عل ��ى‬ ‫ميري ��ام كلين ��ك في حدي ��ث �صحافي‬ ‫الفاي�سب ��وك‪� ،‬أ�ص� � ّرت كلين ��ك عل ��ى‬ ‫�أ ّنه ��ا قب ��ل �أ�سابي ��ع قليلة ن�ش ��رت على‬ ‫�إع ��ادة ن�ش ��ر بورتري ��ه ن�ص ��ر اهلل‪،‬‬ ‫�صفحته ��ا عل ��ى الفاي�سب ��وك �ص ��ورة‬ ‫فح ّمل ��ت ال�صورة عل ��ى موقعها على‬ ‫لن�ص ��ر اهلل‪ ،‬ف�ش ّن ��ت غالبي ��ة متابعيها‬ ‫تويتر‪ ،‬فتع ّر�ض ��ت م ّرة �أخرى لهجمة‬ ‫توعد‬ ‫تمح �صورة الأمين‬ ‫حرب� � ًا عليها‪ ،‬حت ��ى �أن بع�ضه ��م ّ‬ ‫قا�سي ��ة‪ ،‬لكنها لم ُ‬ ‫بقتله ��ا وت�شويه وجهها‪ ،‬و�أر�سلوا طلبات‬ ‫الع ��ام‪ .‬عند �س� ��ؤال �صاحب ��ة �أغنية‬ ‫ميريام كلينك‪ :‬هددوها بالقتل!!!‬ ‫�إلى �إدارة الفاي�سبوك مطالبين ب�إقفال‬ ‫‪ klink revolution‬ع ��ن �أ�سب ��اب‬ ‫�صفح ��ة الفنانة‪ .‬بالفعل‪� ،‬إ�ستجابت تلك الإدارة‬ ‫�إ�صرارها على تل ��ك ال�صورة‪ ،‬ت�سكت قلي ًال‪،‬‬ ‫للدع ��وات‪ ،‬وج ّم ��دت �صفح ��ة ميري ��ام لأكث ��ر من خم�س ��ة ع�شر وتق ��ول ب�ص ��وت ناعم " �أن ��ا معجب ��ة ب�شخ�صية ال�شي ��خ (تق�صد‬ ‫يوم� � ًا‪ ،‬مانع ��ة �إياها من تحميل �صور عل ��ى الفاي�سبوك‪� ،‬أو كتابة ال�سيد) ح�سن ن�صر اهلل"‬

‫عودة صوفيا لورين إلى السينما‬ ‫قررت النجمة الإيطالية �صوفيا لورين العودة �إلى ال�سينما في فيلم‬ ‫من �إخراج ابنها‪ ،‬بعد غياب طويل �إ�ستمر قرابة عقد من الزمن‪.‬‬ ‫و�أوردت و�سائ ��ل �إع�ل�ام �إيطالي ��ة �أن لورين (‪ 78‬عام� � ًا) �ست�شارك‬ ‫للم ��رة الأولى منذ �أكثر من ‪� 9‬سن ��وات في فيلم "ال�صوت الب�شري"‬ ‫الذي يخرج ��ه ابنه ��ا �إدواردو بونتي (‪ 40‬عام ًا)‪ .‬و�أ�ش ��ارت �إلى �أن‬ ‫ق�ص ��ة الفيل ��م ت�ستند �إل ��ى م�سرحية م ��ن ت�أليف ال�شاع ��ر والم�ؤلف‬ ‫الفرن�س ��ي جان كوكتو‪ .‬وتدور �أحداث الفيلم في العا�صمة الإيطالية‬ ‫روما‪ ،‬ونابلولي و�أو�ستيا‪ ،‬على �أن يبد�أ الت�صوير هذا ال�شهر وي�ستمر‬ ‫قرابة ثالثة �أ�سابيع‪.‬‬ ‫يذك ��ر �أن �آخ ��ر عم ��ل �سينمائ ��ي للورين ك ��ان في الع ��ام ‪ 2004‬في‬ ‫كوميديا "الكثير من الرومان�سية"‬

‫�صوفيا لورين‪ :‬عودة الى ال�شا�شة‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪95‬‬


‫عالم النجوم‬

‫ماجدة الرومي‪ :‬تونس ولدت لإلبداع الفني‬ ‫قام ��ت ماجدة الرومي في �أوائ ��ل ال�شهر الفائت بزيارة "�سرية" �إلى �ضريح المنا�ضل الي�ساري �شهيد‬ ‫"الحركة الديموقراطية التون�سية" �شكري بلعيد‪ ،‬الذي �إغتيل بر�صا�ص مجموعة يعتقد �أ ّنها قريبة من‬ ‫التيار الديني المت�شدد في ال�ساد�س من �شباط (فبراير) الما�ضي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وو�ضع ��ت الرومي باقة من الورود على �ضريح ال�شهيد ف ��ي مقبرة الجالز‪ ،‬قبل �أن ت�ص ّرح ب�أنها زارت‬ ‫�ضريح بلعيد وقالت له "�س ّلم على ال�شهداء"‪ .‬وبدت الرومي على قدر كبير من الت�أ ّثر‪ ،‬ور�أت �أنّ �شكري‬ ‫بلعي ��د مات من �أجل �أفكاره المنت�صرة للحرية التي يطالب بها التون�سيون‪ ،‬و�سيبقى �شهيد ًا في قلوب‬ ‫لي� ��س التون�سيين فح�س ��ب‪ ،‬بل �أي�ض ًا "�أن�صار الحرية في كل العال ��م"‪ .‬و�أ ّكدت �صاحبة "كلمات" �أ ّنها‬ ‫كلبنانية تعرف جيد ًا معنى �أن يموت �إن�سان من �أجل �أفكاره‪ .‬و�شدّدت على �أنّ تون�س "�ستبقى ناب�ضة‬ ‫بالحي ��اة وتغني للم�ستقبل" و�أنّ مح ��اوالت �إرجاعها الى الوراء لن تنجح‪ ،‬وجددت تنديدها بالعنف‪،‬‬ ‫داعي� � ًة كل الفناني ��ن والمبدعين �إلى الوق ��وف جبهة واحد ًة �ضده‪( .‬هذه الزي ��ار ة تمت فبل �إغتيال‬ ‫زعيم حزب التيار ال�شعبي الي�ساري المعار�ض محمد البراهمي (‪� 58‬سنة) في عيد الجمهورية)‪.‬‬ ‫م ��ن جهة �أخرى ت�ست�ضي ��ف البحرين الفنانة اللبنانية ماجدة الروم ��ي في �سياق عرو�ض عربية‬ ‫وعالمي ��ة يت�ضمنها مهرجان "�صيف البحرين" في ن�سخت ��ه الخام�سة الممتدة من الثامن ع�شر‬ ‫من �آب (�أغ�سط�س) وحتى التا�سع من �أيلول (�سبتمبر) المقبل‬

‫ماجدة الرومي‪ :‬بلعيد �سيبقى �شهيد ًا‬ ‫في قلوب التون�سيين‬

‫مريم حسين‪ :‬الممثلة السعودية بحاجة إلى تحرر فكري‬ ‫اعتبرت الممثلة مريم ح�سين �أن زميالتها ال�سعوديات في حاجة على موق ��ع التوا�صل الإجتماع ��ي "تويتر"‪� ،‬إذ ُمن ��ح �أف�ضل فكرة‬ ‫�إل ��ى الدع ��م والتحرر الفك ��ري‪ ،‬ال �سيم ��ا �أنهن يمتلك ��ن الجمال برنامج م�سابقات"‪.‬‬ ‫والموهب ��ة ف ��ي التمثي ��ل‪ ،‬وال تق ��ل �إمكاناتهن ع ��ن زميالتهن في وع ��ن العرو�ض التي تلقتها لنقل برنامجها �إلى قناة �أخرى‪ ،‬قالت‬ ‫�إنها تنتظر �إنتهاء المو�سم الحالي ومن ثم تتخذ قرارها‪ ،‬كا�شفة‬ ‫الدول الأخرى الأع�ضاء في مجل�س التعاون الخليجي‪.‬‬ ‫عن غيابها ع ��ن الأعمال الم�سرحية في عيد‬ ‫وقال ��ت مريم‪" :‬حقق ��ت الدرام ��ا الخليجية نجاح� � ًا كبير ًا‬ ‫الفط ��ر ب�سبب �إن�شغاله ��ا ببرنامجها‪" :‬لي�س‬ ‫ه ��ذا المو�سم‪ ،‬بدليل غي ��اب ال�شللية التي‬ ‫ل ��دي وق ��ت للم�شاركة ف ��ي الم�سرحيات‪� ،‬إذ‬ ‫طغت على الأعمال في �شكل الفت الأعوام‬ ‫�إنني م�شغولة ط ��وال الم�ساء ببرنامجي‪ ،‬ما‬ ‫الما�ضي ��ة‪ ،‬وكذل ��ك تمي ��زت بالثنائي ��ات‬ ‫علي عمل بروفات للم�سرحيات"‪.‬‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ي�ص‬ ‫�ن‬ ‫ف ��ي الم�سل�س�ل�ات‪� ،‬إذ �شاهدن ��ا ح�سي �‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ووق ��د ظهرت مري ��م ح�سين ف ��ي رم�ضان‪،‬‬ ‫عبدالر�ض ��ا ونا�ص ��ر الق�صب ��ي ف ��ي عم ��ل‬ ‫ً‬ ‫�أي�ض� �ا‪ ،‬ف ��ي م�سل�سل "عطر الجن ��ة" الذي‬ ‫واحد‪ ،‬و�أي�ض ًا حي ��اة الفهد و�سعاد عبداهلل‬ ‫تعر�ض ��ه قنات ��ا "�إم بي �س ��ي" و"الكويت"‬ ‫ف ��ي م�سل�سل بعد غي ��اب طويل‪ ،‬كما �أتيحت‬ ‫و�شاركه ��ا ف ��ي البطولة عب ��داهلل بو�شهري‬ ‫الفر�صة �أمام فنانين �شباب"‪.‬‬ ‫و�أ�سمه ��ان توفـــــي ��ق و�أ�سيل عم ��ران وهيا‬ ‫و�أ�ضاف ��ت �أنه ��ا تلق ��ت �أ�صداء جي ��دة على‬ ‫عبدال�س�ل�ام و�إبراهيم الح�س ��اوي وزهرة‬ ‫حلق ��ات برنامجها "كل ي ��وم مر يوم" الذي‬ ‫عرف ��ات‪ ،‬وكـــذل ��ك الم�سل�س ��ل ال�س ��وري‬ ‫يعر�ض على قناة "اليوم" الكويتية‪ .‬وتابعت‪:‬‬ ‫"�صبايا" الذي عر�ض على قناة "روتانا‬ ‫"الحظت نج ��اح برنامجي من خالل ردود‬ ‫الفنانة مريم ح�سين‪ :‬مطلوبة بكثرة‬ ‫الفعل الإيجابية التي ت�صل � ّإلي عبر ح�سابي‬ ‫خليجية"‬

‫‪94‬‬

‫العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬


‫�سعد الحريري‪ :‬م�صاريف "الم�ستقبل" غيرت من ح�ساباته التلفزيونية‬

‫بيار ال�ضاهر‪ :‬لم ي�ستطع المحافظة على موقع محطته‬

‫مي�شال غبريال المر‪ :‬ال"�أم تي في" �صارت في المقدمة‬

‫واح ��دة من ه ��ذه المحط ��ات التي �إهت ��ز عر�شها‪،‬‬ ‫و�إن لم تت�أثر ب�ش ��كل دراماتيكي بن�سبة م�شاهديها‬ ‫الت ��ي تتراج ��ع وفق� � ًا للبرامج الأخ ��رى المعرو�ضة‬ ‫على المحطات المناف�سة‪ ،‬وال �سيما بعدما �إ�ستولى‬ ‫عل ��ى ف�ضائيته ��ا الت ��ي تحم ��ل �شع ��ار "الف�ضائية‬ ‫اللبنانية" الأمي ��ر الوليد بن طالل‪ ،‬نتيجة معارك‬ ‫مالي ��ة وقانونية �أنهك ��ت تلك المحط ��ة التي كانت‬ ‫ّ‬ ‫تب�ش ��ر بمكانة مرموقة بين المحط ��ات الف�ضائية‪.‬‬ ‫ف�إ�ستعا�ض ��ت عنه ��ا بمحطة درامي ��ة متخ�ص�صة‪،‬‬ ‫تب ��ث الم�سل�س�ل�ات والأف�ل�ام على م ��دار ال�ساعة‪،‬‬ ‫وتحمل �شعار ال"�أل بي �سي" باللون الأحمر �أو "�أل‬ ‫بي �سي دراما"‪.‬‬

‫ال�ضاه ��ر �إتخ ��اذ �سل�سلة من الإج ��راءات الإدارية‬ ‫عجلت في �إنهاك المحطة مالي ًا‬ ‫المت�سرعة‪ ،‬والتي َّ‬ ‫و�إنتاجي� � ًا‪ ،‬مث ��ل �إنه ��اء العقد الإعالن ��ي مع �شركة‬ ‫�أنطوان �شوي ��ري الذي كان �أح ��د �أباطرة الإعالن‬ ‫م ��ن دون من ��ازع‪ ،‬ومن ث ��م �إقال ��ة مدي ��ر الأخبار‬ ‫ج ��ورج غانم م ��ن من�صب ��ه وتعيين مدي ��ر تحرير‬ ‫جري ��دة "الأخب ��ار" خالد �صاغية خلف� � ًا له‪ ،‬الذي‬ ‫�أحدث �إنقالب ًا في ن�شرة الأخبار‪ ،‬م�ستجلب ًا فريقه‬ ‫التحريري من مكاتب الجريدة التي �إ�ستقال منها‪،‬‬ ‫و�إ�ستبدل مذيعات الن�شرة المخ�ضرمات‪ ،‬بمذيعات‬ ‫يعر�ضن الأخب ��ار با�سلوب عار�ض ��ات الأزياء �أكثر‬ ‫منه �أ�سلوب مذيع ��ات الأخبار المحترفات‪ .‬وا�ضع ًا‬ ‫المحطة في مناف�س ��ة حقيقية مع �أخبار ال"�أم تي‬ ‫في" الت ��ي تتمتع بمذيع ��ات هوليوودي ��ات ال�شكل‪،‬‬ ‫و�أخبار "الجديد" التي تتم ّيز بتقاريرها الإخبارية‬ ‫عل ��ى جدلية منحاها‪� ،‬إال �أنه ��ا تبقى الأكثر حرفية‬ ‫ومهني ��ة م ��ن باق ��ي المحط ��ات‪ .‬فخ�س ��رت ال"�أل‬ ‫ب ��ي �س ��ي" ف ��ي الرهانين‪ ،‬ف�ل�ا مذيع ��ات الأخبار‬

‫ناف�س ��ن هوليوودية مذيعات �أخبار ال"�أم تي في"‪،‬‬ ‫وال مرا�سلوه ��ا "المجته ��دون"‪ ،‬ناف�س ��وا حرفي ��ة‬ ‫مرا�سل ��ي �أخب ��ار "الجديد"‪ ،‬في وق ��ت كان ق�صب‬ ‫ال�سب ��ق يعتمد على "فر� ��س" رابحة تم �إ�ستقدامها‬ ‫م ��ن المحط ��ة البرتقالية ال"�أو تي ف ��ي" هي ديما‬ ‫�صادق‪ ،‬التي ل َّون ��ت الن�شرة ب�إطاللتها "ال�ساخنة"‬ ‫و�إن لم ت�ضف �إليها �أي جديد!‬

‫الخا�صرة ال�ضعيفة‬ ‫ولع ��ل الخا�ص ��رة ال�ضعيف ��ة ل ��دى ال"�أل بي �سي"‬ ‫والت ��ي �ش ّكل ��ت للمحطات الأخ ��رى منف ��ذ ًا للولوج‬ ‫منه‪ ،‬ه ��ي ن�شرة الأخب ��ار الباهت ��ة والفاترة والتي‬ ‫تحت ��اج �إلى غرف ��ة �إنعا� ��ش لمده ��ا باالوك�سيجين‬ ‫والحي ��اة‪ .‬فن�ش ��رة �أخب ��ار ال"�أل ب ��ي �س ��ي" على‬ ‫مو�ضوعيته ��ا‪ ،‬وديناميكيته ��ا وحرفيته ��ا العالي ��ة‬ ‫البعيدة من المناف�سة �أر�ضي ًا‪ ،‬تفتقر �إلى تحقيقات‬ ‫ميدانية جريئة وع�صرية وبعيد ًا من الروتين الذي‬ ‫�إعتمدت ��ه ف ��ي بداياتها‪ .‬وق ��د بد�أت �أخب ��ار �شا�شة‬ ‫ال"�أل ب ��ي �سي" تخ�سر وهجها منذ �إ�ستقال رئي�س‬ ‫تحرير ن�شرتها الإعالمي المخ�ضرم �إيلي �صليبي‪،‬‬ ‫معتر�ض� � ًا على �سيا�سته ��ا (الآخذة ف ��ي الغرق في‬ ‫رمال ال�صحراء العربية) على حد تعبيره في �أكثر‬ ‫من منا�سبة خا�صة‪ ،‬الأمر ال ��ذي �أفقدها فرادتها‬ ‫اللبنانية‪.‬‬ ‫�إ�ستمرت �إخفاقات محطة ال"�أل بي �سي" تتراكم‪،‬‬ ‫وال �سيما بعيد محاول ��ة رئي�س مجل�س �إدارتها بيار‬

‫بد�أت �أخبار الـ"�أل بي �سي" تخ�سر‬ ‫وهجها منذ �إ�ستقال رئي�س تحرير ن�شرتها‬ ‫الإعالمي المخ�ضرم �إيلي �صليبي‪ ،‬معتر�ضاً‬ ‫على �سيا�ستها (الآخذة في الغرق في رمال‬ ‫ال�صحراء العربية) على حد تعبيره في �أكثر‬ ‫من منا�سبة خا�صة‪ ،‬الأمر الذي �أفقدها‬ ‫فرادتها اللبنانية‬

‫"الجديد" الوجه الآخر لـل"�أم تي في"‬ ‫و�إذا �إ�ستطاع ��ت �أخب ��ار محط ��ة "الجديد"‪ ،‬على‬ ‫تط ��رف مقدم ��ات ن�شراته ��ا الت ��ي ت�شب ��ه بيانات‬ ‫الأحزاب الحديدية‪� ،‬إختراق خا�صرة �أخبار ال"�أل‬ ‫بي �س ��ي"‪ ،‬عبر تحقيقاتها ف ��ي "خا�ص الجديد"‪،‬‬ ‫والت ��ي ينفذه ��ا فري ��ق متمك ��ن م ��ن المرا�سلي ��ن‬ ‫وال�صحافيي ��ن‪� ،‬إال �أنها بقيت ت ��راوح مكانها على‬ ‫م�ستوى البرام ��ج الدرامية المحلية الم�ستهلكة‪� ،‬أو‬ ‫على م�ستوى البرامج الترفيهية التي هي �إ�ستن�ساخ‬ ‫هزيل لهذا النوع م ��ن البرامج التي تتناف�س عليها‬ ‫المحطت ��ان اللدودتان "�أل بي �سي" و"�أم تي في"‪،‬‬ ‫واللتان ال تبخالن في �ص ��رف الموازنات الخيالية‬ ‫م ��ن �أج ��ل �إ�ستق ��دام البرام ��ج العالمي ��ة و�ش ��راء‬ ‫ح�صري ��ة تعريبها‪ ،‬مث ��ل‪�" :‬سبال� ��ش" و"الرق�ص‬ ‫م ��ع النج ��وم" و"الأراب �أي ��دول" و"‪"The Voice‬‬ ‫و"حدي ��ث البل ��د" الذي ب ��د�أ ي�ص ��اب بالهزال في‬ ‫الفت ��رة الأخي ��رة‪ ،‬وال �سيم ��ا �أمام تك ��رار و�إجترار‬ ‫ال�ضي ��وف وعل ��ك الموا�ضي ��ع الت ��ي ال جدي ��د ف ��ي‬ ‫ت�سليط ال�ضوء عليها‪.‬‬ ‫م ��ن المحطات الواع ��دة والتي احتفل ��ت منذ �أيام‬ ‫بعي ��د ت�أ�سي�سه ��ا ال�ساب ��ع‪ ،‬ه ��ي محط ��ة ال� �ـ‪OTV‬‬ ‫اللبناني ��ة‪ ،‬الملتزم ��ة نهج ًا و�سيا�سة خ ��ط "التيار‬ ‫الوطني الحر"‪� ،‬ش�أنها �ش�أن كل المحطات الحزبية‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪97‬‬


‫تلفزيون‬

‫حرب طاحنة من دون قتلى على ذبذبات الهواء‬

‫الفضاء ساحة وغى لمحطات التلفزيون العربية‬ ‫نبت��ت في ال�سن��وات الأخيرة محط��ات تلفزيونية عربي��ة متعددة‪ ،‬بينه��ا الغث وبينها‬ ‫الجيِّد‪ .‬معظمها تابع الى �أنظم��ة و�أحزاب تحدد �سيا�ساتها وبرامجها وحتى موظفيها‪.‬‬ ‫وق��د �شذّ ت ع��ن القاعدة محطة "�أي بي �أن" التي يملكه��ا ويموّلها الآن رجل الأعمال‬ ‫العربي نظمي �أوجي‪ ،‬والتي نقل��ت مكاتبها الأ�سا�سية �أخير ًا من بيروت الى العا�صمة‬ ‫الأردنية عمان على �أمل تو�سيع ن�شاطها العربي �أكثر‪ .‬التقرير التالي ي�سلّط ال�ضوء على‬ ‫المعركة الدائرة على الهواء بين محطات التلفزيونات اللبنانية والعربية‪:‬‬

‫بيروت ‪ -‬جوزف قرداحي‬ ‫تتناف� ��س الأقنية التلفزيونية الف�ضائية‬ ‫اللبنانية والعربية ب�صمت ‪ ...‬محموم‪،‬‬ ‫عل ��ى �إحتالل المراك ��ز الأول ��ى‪ ،‬و�إ�ستقطاب �أعلى‬ ‫ن�سب ��ة م�شاهدي ��ن بي ��ن ال�شا�شات الأخ ��رى‪ ،‬عبر‬ ‫‪96‬‬

‫التروي ��ج ع ��ن نف�سه ��ا والإيح ��اء ب�أنه ��ا تت�ص� �دّر‬ ‫المحط ��ات المناف�س ��ة‪ .‬وق ��د رفع ��ت كل م ��ن تلك‬ ‫المحط ��ات‪� ،‬شع ��ارات خا�صة به ��ا ت�ؤك ��د ريادتها‬ ‫على غيرها‪ ،‬مع بث �أ�شرطة ترويجية بين فقراتها‬ ‫وبرامجها‪ ،‬تعلن فيها �أنها المحطة الأولى من دون‬ ‫منازع!‬

‫العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫ه ��ذا الواق ��ع يعك� ��س حقيق ��ة تخ ُّب ��ط بع� ��ض تلك‬ ‫المحط ��ات‪ ،‬ال ��ذي م ��ر بظ ��روف و�أزم ��ات ه� � ّز‬ ‫�صدارته‪ ،‬ف�أف�سح في المجال �أمام محطات �أخرى‬ ‫نا�شطة ومجتهدة‪ ،‬لتكر�س تقدم ًا في برامج معينة‬ ‫وتراجع ًا في �أخرى‪.‬‬ ‫الم�ؤ�س�س ��ة اللبناني ��ة للإر�س ��ال (�أل بي �سي)‪ ،‬هي‬


‫روي الها�شم‪ :‬يحاول الكثير لتطوير‬ ‫الـ"�أو تي في" بموازنة �صغيرة‬

‫جورج غانم‪:‬‬ ‫وراء �إقالته من "�أل بي �سي" �أ�سئلة‬

‫ن�ش�أته ��ا الع ��ام ‪ ،2004‬حي ��ث انطلق ��ت ف ��ي بداية‬ ‫قوي ��ة َّ‬ ‫ب�ش ��رت ب ��والدة قن ��اة ذات قف ��زة عالية في‬ ‫عال ��م الإعالم المرئي‪ ،‬بف�ض ��ل ا�ستقطابها �أف�ضل‬ ‫الخب ��رات والمواهب م ��ن �إعالميي ��ن و�صحافيين‬ ‫ومخرجين وم ��دراء تنفيذيين وتقنيين �إلخ‪ ،‬وذلك‬ ‫من خ�ل�ال تقديم‪ ‬العرو�ض المغري ��ة‪ ‬ذات الأرقام‬ ‫الخيالي ��ة �إل ��ى القادمين الج ��دد نحو ب�ل�اد العم‬ ‫�س ��ام‪ .‬والذي ��ن ناف�ست‪ ‬مداخيلهم‪ ‬ال�سنوية‪ ،‬م ��د‬ ‫اخيل‪ ‬نخب ��ة المذيعي ��ن الأميركيي ��ن العاملين في‬ ‫المحطات الف�ضائية‪ ‬مثل‪ CNN :‬والـ‪ BBC‬و‪FOX‬‬ ‫‪ News‬وغيرها‪.‬‬ ‫�شكل ��ت �إنطالقة "الحرة" الت ��ي رافقتها �إطالالت‬ ‫لإعالميي ��ن نج ��وم مث ��ل‪ :‬د‪ .‬زي ��اد نجي ��م‪ ،‬وهيام‬ ‫�أبو �شدي ��د وب ��وال يعقوبيان‪ ،‬قلق ًا ل ��دى المحطات‬ ‫الإخبارية المناف�سة‪ ‬التي راحت بدورها تبحث عن‬ ‫التم ّيز‪ ،‬مح ّف ��زة كوادرها على بذل ما بو�سعها من‬ ‫جه ��ود‪َّ ،‬‬ ‫م�سخرة موازناتها المفتوحة دون �سقف �أو‬ ‫حدود‪ ،‬لمواجه ��ة هذا‪( ‬العمالق الأميركي) الذي‬ ‫�إ�سمه "الحرة"‪ ،‬والذي �أطل بر�أ�سه من وا�شنطن‪،‬‬ ‫وتحديد ًا بمباركة وتمويل من الكونغر�س الأميركي!‬ ‫غي ��ر �أن الوقائع‪ ‬ج ��اءت مخالف ��ة ل ��كل التوقعات‪،‬‬ ‫فما‪ ‬ك ��ادت تحتف ��ل "الح ��رة" بم ��رور عامه ��ا‬ ‫الثاني‪ ‬عل ��ى والدته ��ا‪ ،‬حت ��ى ب ��د�أت �سل�سل ��ة م ��ن‬ ‫الخيب ��ات تظهر‪ ‬ف ��ي تركيبتها‪�( ،‬إ�ستق ��االت‪،‬‬ ‫�إقاالت‪ ،‬حج ��ب مذيعين من الظه ��ور لأ�سباب غير‬ ‫وا�ضح ��ة‪ ،‬برامج ال طعم له ��ا وال نكهة‪ ،‬تخلف عن‬ ‫تغطية الأح ��داث المبا�شرة‪ ،‬ن�شرات �أخبار �شبيهة‬ ‫ب�أخبار تلفزيونات الأنظمة العربية)‪ .‬هذه الوقائع‬ ‫جاءت‪ ‬لت�ؤك ��د �أن العم�ل�اق المنتظ ��ر‪ ،‬لي� ��س �إال‬ ‫مج�س ��م كبير لدمية من �صنع‪ ‬الخيال الهوليوودي‪،‬‬

‫زياد نجيم‪:‬‬ ‫من "الحرة" �إلى الـ"�أو تي في"‬

‫ال حياة فيها �أو نب�ض‪.‬‬

‫حجب زياد نجيم‬ ‫وا�ستقالة �سليمان �أبو زيد‬ ‫الغري ��ب ف ��ي الأم ��ر‪� ،‬أن �إدارة "الح ��رة" ف ��ي‬ ‫�أميركا‪ ،‬وب ��د ًال من الرهان عل ��ى نجوم �إ�ستطاعت‬ ‫�إ�ستقطابهم مثل د‪ .‬زي ��اد نجيم وهيام �أبو �شديد‪،‬‬ ‫راح ��ت تقت� ��ص منه ��م‪ ،‬وتحجبه ��م ع ��ن اله ��واء‪،‬‬ ‫الأمر ال ��ذي �إنعك�س �سلب ًا على ن�سب ��ة الم�شاهدين‬ ‫الت ��ي �إنخف�ض ��ت ب�ش ��كل ملحوظ‪ .‬وب ��د ًال من دعم‬ ‫مكتبها‪ ‬في بيروت الذي كان ي�شرف عليه المخرج‬ ‫�سليمان‪� ‬أبو‪ ‬زي ��د قبل ا�ستقالته منذ عامين‪ ،‬وترفع‬ ‫من‪ ‬حجم‪ ‬موازنات برامج ��ه‪ ،‬التي تحمل كل زخم‬ ‫"الح ��رة"‪"( :‬م�ساواة"‪" ،‬هن"‪" ،‬قريب جدا")‪،‬‬ ‫راحت تق�ص �أجنحته‪ ،‬لتن�شئ‪ ‬دائرة برامج رديفة‬ ‫وم�ستقلة‪ ‬متمثل ��ة بالبرنام ��ج اليومي‪" ‬الي ��وم"‪،‬‬ ‫والذي‪ ‬ه ��و تك ��رار مم ��ل لبرامج �أكث ��ر حيوية على‬ ‫الأقني ��ة الف�ضائي ��ة‪ ،‬مث ��ل‪�" :‬صب ��اح العربي ��ة"‬

‫لعل �أعلى درجات المناف�سة‪،‬‬ ‫هي تلك التي تح�صل بين المحطات‬ ‫ال�سيا�سية ‪ -‬الإخبارية‪ ،‬ومن �أبرزها‬ ‫"العربية" و"الجزيرة" و"الحرة"‬ ‫و"البي بي �سي العربية" و"�سكاي"‬ ‫العربية و�أخيراً "الميادين"‬

‫عبد الرحمن الرا�شد‪:‬‬ ‫نجح كثير ًا في �إدارة "العربية"‬

‫ال ��ذي �أ�صبح مث ��ا ًال للبرامج ال�صباحي ��ة الهادفة‪،‬‬ ‫والمحف ��زة عل ��ى الم�شاه ��دة‪ ،‬ف�ض�ل ً�ا عل ��ى �أن‬ ‫"الحرة" ينطبق عليها القول ال�شعبي الم�شهور مع‬ ‫بع� ��ض التعديل‪" :‬محطة م ��ا �شافها م�شاهد" ذلك‬ ‫�أنه ��ا غائبة ع ��ن معظم �شبك ��ات الموزعين الذين‬ ‫ي�سيط ��رون عل ��ى مافي ��ا ال�صح ��ون الالقطة على‬ ‫�إمتداد العالم العربي‪.‬‬

‫"الميادين" راوح مكانك‬ ‫محطة "الميادي ��ن" ال�سورية‪-‬الإيرانية‪ ،‬الخارجة‬ ‫م ��ن رح ��م "الجزي ��رة" القطري ��ة‪� ،‬ش�أنه ��ا ف ��ي‬ ‫�إنطالقته ��ا �ش�أن "الحرة" التي جاءت بهرج ومرج‬ ‫ودعاية �ضخمة‪ ،‬لتراوح مكانها في رتابة برامجها‪،‬‬ ‫وب ��رودة �أخباره ��ا الت ��ي ي�سبقه ��ا الح ��دث‪ .‬ف�ل�ا‬ ‫الإ�ستعان ��ة بالنجم ال�شعبي زي ��اد الرحباني زادت‬ ‫م ��ن �شعبيته ��ا‪ ،‬وال �أر�ص ��دة المخاب ��رات ال�سورية‬ ‫والإيراني ��ة زادت في ر�صي ��د م�شاهديها‪ .‬فتح ّولت‬ ‫من محط ��ة راهنت عل ��ى التقلب ��ات ال�سيا�سية في‬ ‫المنطق ��ة العربي ��ة‪ ،‬لتتب ��و�أ مرك ��ز ًا متقدم� � ًا ف ��ي‬ ‫الإعالم الف�ضائي‪� ،‬إلى محطة �شبه من�سية تراهن‬ ‫على ر�صيد �إعالميين بنوا نجوميتهم في محطات‬ ‫رائ ��دة‪ ،‬ليخبو وهجه ��م وراء ميكروفونات ال ي�صل‬ ‫�صداه ��ا �إل ��ى �أبعد م ��ن �شا�ش ��ات العائل ��ة ودائرة‬ ‫اال�صدقاء‪.‬‬ ‫عجقة محطات تلفزيونية عل ��ى ف�ضاء ال�ساتاليت‬ ‫العرب ��ي‪ ،‬عدد قليل منها �أ�صبح مرجع ًا في الأخبار‬ ‫والبرام ��ج يتابعه النا�س ب�شغف‪ ،‬وبع�ضه الآخر وما‬ ‫�أكث ��ره‪ ،‬يغط ف ��ي غيبوبة طويلة ون ��وم عميق‪ ،‬و�إذا‬ ‫ا�ستف ��اق على غفلة من الزمن تح�س�س نف�سه جيد ًا‬ ‫ليدرك ما �إذا كان موجود ًا!!‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪99‬‬


‫تلفزيون‬

‫تح�سين خياط‪:‬‬ ‫�أخبار الجديد جيدة‬

‫محمد قوا�ص‪ :‬برامجه الحوارية على‬ ‫محطة "�إي �أن بي" ناجحة‬

‫ذات الإلت ��زام ال�سيا�سي‪ ،‬مث ��ل‪" :‬المنار" الناطقة‬ ‫ب�ص ��وت "ح ��زب اهلل" ال�شيع ��ي‪ ،‬و"الم�ستقب ��ل"‬ ‫الملتزمة النه ��ج الحريري وال�ص ��وت ال�سني‪ ،‬و�إن‬ ‫ب�أ�سل ��وب يبدو في الظاهر �أكثر �إنفتاح ًا وت�سامح ًا‪،‬‬ ‫ومحط ��ة ال"�أن ب ��ي �أن" الناطق ��ة با�س ��م الزعيم‬ ‫ال�شيع ��ي نبيه ب ��ري‪ ،‬وغيرها م ��ن المحطات التي‬ ‫تب ��دو ظاه ��ر ًا م�ستقلة‪ ،‬وت ��ر ّوج ل�سيا�سته ��ا التي ال‬ ‫تخ�ض ��ع لأي فريق �أو طائفة �أو تيار‪ ،‬مثل‪ :‬الـ‪MTV‬‬ ‫الت ��ي رفعت �شع ��ار (ال"�أم تي في" م� ��ش لحدا)‪،‬‬ ‫�أو محط ��ة الـ‪ LBCI‬التي ي�سعى بي ��ار ال�ضاهر الى‬ ‫تقديمه ��ا كمحطة تجارية محاي ��دة وغير طائفية‪،‬‬ ‫وال�سيما بعد تطعيمها بوجوه من مختلف الطوائف‬ ‫والإتجاه ��ات‪� .‬أما المحطة اللبناني ��ة الأكثر جد ًال‬ ‫حول �سيا�سته ��ا المت�أرجحة ما بين خطي ال�صراع‬ ‫الإيران ��ي ال�س ��وري ‪ -‬ال�سع ��ودي القط ��ري‪ ،‬فه ��ي‬ ‫محط ��ة "الجدي ��د" الت ��ي ع ��رف رئي� ��س مجل� ��س‬ ‫�إدارته ��ا تح�سي ��ن خي ��اط كي ��ف ي ��د ّور الزوايا مع‬ ‫الجميع‪ ،‬و�إن لم ت�سلم محطته من تعديات الجميع‪،‬‬ ‫بدء ًا من حادث ��ة �إحراق الإطارات المطاطية �أمام‬ ‫مدخ ��ل المحطة على �أي ��دي متع�صبي ��ن �شيعة‪� ،‬أو‬ ‫حادث ��ة محا�صرة �سيارة فري ��ق النقل المبا�شر في‬ ‫طرابل�س وتحطي ��م �أجهزتها على �أي ��دي موتورين‬ ‫ُ�س ّن ��ة‪� ،‬أو حادث ��ة ا�ست�شه ��اد الم�صور عل ��ي �شعبان‬ ‫بر�صا�ص عنا�صر من جي�ش النظام ال�سوري‪ ،‬على‬ ‫الحدود ال�شمالية اللبنانية ال�سورية‪.‬‬ ‫محطة الـ‪ OTV‬على يفاعتها‪� ،‬إ�ستطاعت وبخالل‬ ‫فت ��رة قيا�سي ��ة �أن تحتل موقع ًا له ��ا بين المحطات‬ ‫المحلي ��ة‪ ،‬و�إن ا�صطبغ ��ت �سيا�سته ��ا بالل ��ون‬ ‫البرتقالي الذي ي�صي ��ب الفريق الآخر المح�سوب‬ ‫عل ��ى "الق ��وات اللبناني ��ة" او تي ��ار "الم�ستقب ��ل"‬ ‫‪98‬‬

‫�إيلي �صليبي‪ :‬الإعالمي الذي بنى الأخبار‬ ‫في "�أل بي �سي" و�أهم برامجها‬

‫بالح�سا�سي ��ة المفرط ��ة‪�( ،‬إل ��ى درج ��ة �أن بع� ��ض‬ ‫المتع�صبين من مزارعي وتج ��ار الفاكهة‪� ،‬صبغوا‬ ‫البرتق ��ال بالل ��ون الأزرق قبل تداوله ف ��ي الأ�سواق‬ ‫اللبنانية)!! غير �أن �أداء المحطة �أثبت في مراحل‬ ‫كثي ��رة �أن �سقفها مفتوح ل ��كل الآراء والإتجاهات‪،‬‬ ‫وه ��ي تحت�ض ��ن برام ��ج قد ال تتف ��ق م ��ع �سيا�ستها‬ ‫ونهجها‪� ،‬إنطالق ًا من مب ��د�أ �إحترام الر�أي الآخر‪.‬‬ ‫وتعاقده ��ا الأخي ��ر م ��ع الإعالم ��ي د‪ .‬زي ��اد نجيم‬ ‫المع ��روف بنزعت ��ه الم�ستقل ��ة والمتفلت ��ة م ��ن كل‬ ‫التزام حزب ��ي �أو �ضوابط �سيا�سية‪ ،‬خير دليل على‬ ‫مهنيتها العالية‪ ،‬وال �سيما �أن تعهد الجنرال مي�شال‬ ‫عون ب�إعطاء نجيم الغطاء ال�سيا�سي‪ ،‬ليمار�س كل‬ ‫حريته الإعالمية ومن دون �أي �سقف في برنامجيه‬ ‫اللذي ��ن عر�ضا تباع ًا على �شا�شة الـ‪" :OTV‬تاريخ‬ ‫في رجل" و"محامي ال�شيط ��ان"‪ ،‬اعطى المحطة‬ ‫ه ��ذه ال�صدقية المفقودة ف ��ي كثير من المحطات‬ ‫الملتزمة‪.‬‬ ‫�إعتم ��دت المحط ��ة البرتقالي ��ة من ��ذ �إنطالقتها‪،‬‬

‫الم�ؤ�س�سة اللبنانية للإر�سال‬ ‫(�أل بي �سي)‪ ،‬هي واحدة من المحطات‬ ‫التي �إهتز عر�شها‪ ،‬و�إن لم تت�أثر ب�شكل‬ ‫دراماتيكي بن�سبة م�شاهديها التي تتراجع‬ ‫وفقاً للبرامج الأخرى المعرو�ضة على‬ ‫المحطات المناف�سة‬

‫العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫مريم الب�سام‪ :‬تدير �أخبار الجديد‬ ‫ب�شكل مهني جيد‬

‫�سيا�سة التق�ش ��ف في �إنتاج برامجه ��ا‪ ،‬على عك�س‬ ‫المحط ��ات المناف�س ��ة مثل "�أل بي �س ��ي" و"�أم تي‬ ‫ف ��ي" و"الم�ستقب ��ل"‪ ،‬وراهنت على �إبتك ��ار �أفكار‬ ‫جديدة في �إنتاج برامجها بد ًال من �شراء البرامج‬ ‫العالمية الجاهزة ب�أ�سعار خيالية‪ ،‬ونجحت بن�سبة‬ ‫معقول ��ة ف ��ي مناف�س ��ة البرام ��ج العمالق ��ة عل ��ى‬ ‫�إمكاني ��ات موازناتها المتوا�ضع ��ة‪ ،‬و�أطلقت عدد ًا‬ ‫من البرام ��ج الترفيهية الناجح ��ة‪ ،‬لتربح الرهان‬ ‫ف ��ي برامجها الخفيف ��ة‪ ،‬وتعجز ف ��ي الوقت عينه‪،‬‬ ‫عن �إثبات نف�سها في البرامج ال�سيا�سية ذات الثقل‬ ‫الذي يوازي حجم تيار عمالق له �إمتدادات �شعبية‬ ‫عل ��ى كافة الأرا�ضي اللبنانية ودول الإغتراب‪ ،‬مثل‬ ‫"التيار الوطني الحر"‪.‬‬

‫عجقة على الف�ضاء‬ ‫ه ��ذا التناف� ��س الأر�ض ��ي محلي� � ًا‪ ،‬يقابل ��ه تناف�س‬ ‫ف�ضائي على امت ��داد الوطن العربي‪ ،‬من محطات‬ ‫�إخبارية ودرامي ��ة‪ ،‬ومو�سيقية وغيرها‪ .‬ولعل �أعلى‬ ‫درج ��ات المناف�س ��ة‪ ،‬ه ��ي تل ��ك الت ��ي تح�صل بين‬ ‫المحط ��ات ال�سيا�سية‪-‬الإخباري ��ة‪ ،‬وم ��ن �أبرزه ��ا‬ ‫"العربية" و"الجزيرة" و"الحرة" و"البي بي �سي‬ ‫العربية" و"�سكاي العربية"‪ ،‬ف�ض ًال عن المحطات‬ ‫الت ��ي تفرع ��ت منه ��ا‪ ،‬او �إ�ستج ��دت حديث� � ًا نتيجة‬ ‫التط ��ورات ال�سيا�سي ��ة وم ��ا ت�شه ��ده المنطقة من‬ ‫تح ��والت‪ ،‬وثورات‪ ،‬وثورات م�ض ��ادة‪ ،‬وانتفا�ضات‪،‬‬ ‫مث ��ل‪" :‬الميادي ��ن" المتفرعة م ��ن "الجزيرة" او‬ ‫المنتف�ض ��ة عليه ��ا‪ ،‬وقن ��اة "�آ�سي ��ا" ذات التمويل‬ ‫ن�شئت‬ ‫العراق ��ي الأميرك ��ي‪ ،‬والت ��ي على ما يب ��دو �أُ ِ‬ ‫لتع ِّو� ��ض الق�ص ��ور ال ��ذي تعاني ��ه "الح ��رة" ف ��ي‬ ‫�إنت�شاره ��ا محلي� � ًا‪ ،‬بعدم ��ا كان ��ت واع ��دة حي ��ن‬


‫م ��ن جهة �أخ ��رى‪" ،‬الن�ساء ال�سيئ ��ات"‪ ،‬المحظيات‬ ‫اللوات ��ي يم ّتع ��ن �أو ي�س ّلي ��ن �أع�ض ��اء م ��ن المجتم ��ع‬ ‫الراق ��ي‪� ،‬سيرق�ص ��ن ط ��وال اللي ��ل ويق ��ر�أن ال�شعر‬ ‫حي ��ث يت � ّ�م بيعه ��نّ ال ��ى �أعل ��ى داف ��ع مزاي ��د ف ��ي‬ ‫نهاي ��ة اللي ��ل‪ .‬وللإغ ��واء والإغراء �أكث ��ر ي�ستخدمن‬ ‫جماله ��ن‪ ،‬وي�ؤدي ��ن كل م ��ا ف ��ي جعبته ��نّ ل ُي�سك ��رن‬ ‫الرج ��ال بمهاراته ��ن‪ ،‬ويرق�ص ��ن بطريق ��ة ال يمكن‬ ‫ر�ؤيته ��ا �سوى في مثل ه ��ذه الإع ��دادات‪� ...‬أفالم ال‬ ‫تع� � ّد وال تح�صى تعر�ض هذا‪ ،‬مث ��ل "�أومراوو جان"‬ ‫(‪ ،)Umraoo Jaan‬و"باكي ��زاه" (‪،)Pakeezah‬‬ ‫و"�شرف ��ات" (‪ ،)Sharafat‬و "المغول ��ي ع ��زام"‪.‬‬ ‫�إنه ��ا �أعم ��ال �سينمائي ��ة ت�ص� � ّور الرج ��ال الذي ��ن‬ ‫يجل�س ��ون على و�سائد‪ّ ،‬‬ ‫ويدخن ��ون‪ ،‬ويم�ضغون �أوراق‬ ‫"التنبول"‪ .‬والن�س ��اء الوحيدات في هذه الم�شاهد‬ ‫ه ��ن المحظي ��ات وال�سيدة التي ته ��ب "الموم�س" �أو‬ ‫"المحظي ��ة" كجائزة للرجل الذي يقدم �أكبر قدر‬ ‫من المال‪ ،‬العر�ض طبع ًا بالعمالت الذهبية‪.‬‬ ‫وال�سيدة في هذه الأفالم تحب "ممتلكاتها" ال�شابة‬ ‫اللوات ��ي تربيهن كبناته ��ا‪ .‬وتبدو ك�أنه ��ا تفعل خير ًا‬ ‫ل�صال ��ح الفتي ��ات من خ�ل�ال �أخذهن م ��ن ال�شوارع‬ ‫حي ��ث ك ��نّ لواله ��ا �سيت�سول ��نّ الطع ��ام والم� ��أوى‪.‬‬ ‫بد ًال م ��ن ذلك‪ ،‬ف�إنه ��ن ي�صبحن راق�ص ��ات لرجال‬ ‫النخبة‪ ،‬حي ��ث يتمتعن بالهدايا والمالب�س الجميلة‪.‬‬ ‫غالبي ��ة ه�ؤالء الفتيات تم االتجار بهن محليا" وهن‬ ‫�صغيرات ومن ثم تم ��ت تربيتهن وتعليمهن الرق�ص‬ ‫والإمت ��اع مع ت ��وازن ال يوجد في مناط ��ق �أخرى من‬ ‫المجتمع‪.‬‬ ‫م ��ن جهتهم يقوم الرج ��ال الأقوياء في هذه الأفالم‬ ‫بزي ��ارة ه ��ذه المن�ش�آت م ��ع تداعيات قليل ��ة‪ ،‬ولكن‬

‫ه� ��ؤالء الن�ساء هن اللواتي ُيترك ��نَ لمواجهة النك�سة‬ ‫الحقيقي ��ة‪ .‬الرج ��ال ال يزال ��ون ي�ستطيع ��ون الزواج‬ ‫ب�ش ��كل جيد‪ ،‬وزوجاتهم ال�شرعيات يقبلن حقيقة �أن‬ ‫لديهم حياة ثاني ��ة مع ن�ساء �أخريات‪� .‬أكثر ما يمكن‬ ‫للزوج ��ة �أن تفعله هو التوجه الى الموم�س الراق�صة‬ ‫والطلب منها بالتوقف عن �إ�ستدراج زوجها‪.‬‬ ‫ب�إعتباره ��نّ نج�س ��ات وفا�س ��دات‪ ،‬ال ي�سم ��ح له�ؤالء‬ ‫المحظيات حتى بدخول �أماك ��ن العبادة‪ .‬في �أفالم‬ ‫مث ��ل "محبوب ��ة" (‪ ،)Mehbooba‬يتفاع ��ل �أهالي‬ ‫البل ��دة بغ�ضب عام عندم ��ا تدخل راق�ص ��ة المعبد‬ ‫لل�ص�ل�اة‪ .‬فيلم �آخر‪�" ،‬سوهاغ" (‪ ،)Suhaag‬ي�ص ّور‬ ‫فتاة �شاب ��ة قتلت رج ًال كان على و�ش ��ك �إغت�صابها‪.‬‬ ‫وق ��د �أدركت واق ��ع الإج ��راءات الق�ضائي ��ة المحلية‬ ‫الحق ًا عندما �إكت�شفت ب�أن ال وجود لإجراءات واجبة‬ ‫ولن تك ��ون هناك عدالة‪ ،‬نظر ًا �إل ��ى �أنها كانت على‬ ‫ح ��د �سواء فقي ��رة و�أنث ��ى‪ .‬هربت م ��ن قريتها فقط‬

‫معظم �أعمال بوليوود ت�ص ّور الرجال‬ ‫الذين يجل�سون على و�سائد‪ ،‬ويدخّ نون‪،‬‬ ‫ويم�ضغون �أوراق "التنبول" والن�ساء‬ ‫الوحيدات في هذه الم�شاهد هن‬ ‫المحظيات وال�سيدة التي تهب‬ ‫"الموم�س" �أو "المحظية" كجائزة للرجل‬ ‫الذي يقدم �أكبر قدر من المال‬

‫لت�أخذه ��ا وتتلقفه ��ا "�سي ��دة �أموي ��ة"‪ ،‬الت ��ي د ّربتها‬ ‫وح ّولته ��ا الى راق�ص ��ة‪ .‬لح�سن حظه ��ا‪� ،‬أنها ال تبيع‬ ‫ج�سدها ف ��ي نهاية الليل‪ .‬على الرغ ��م من �أن نهاية‬ ‫ق�صة ال�شخ�صي ��ة الرئي�سية في هذا الفيلم �سعيدة‪،‬‬ ‫ف� ��إن الن�ساء اللواتي يج ��دن �أنف�سهن في و�ضعها في‬ ‫الواقع ال ي�شاركنها الم�صير عينه‪.‬‬ ‫ووفق ًا لمو�ض ��وع ن�شرته �صحيفة "نيوي ��ورك تايمز"‬ ‫في كانون الأول (دي�سمبر) الفائت‪ ،‬لدى الهند �أكبر‬ ‫عدد م ��ن �ضحايا الإتجار بالب�شر في العالم‪ .‬وبينما‬ ‫�أغلق ��ت ال�سلطات مئ ��ات من بيوت الدع ��ارة‪ ،‬حيث‬ ‫ُعثر فيها �أي�ض ًا على فتي ��ات دون ال�سن القانونية‪ ،‬ال‬ ‫يزال البغ ��اء والإتجار بالجن� ��س م�ستم َّرين‪ .‬وب�سبب‬ ‫و�صمة الع ��ار ف�إن الن�ساء اللوات ��ي �إ�ضطررن للعي�ش‬ ‫والعم ��ل في بيوت دعارة َل ْ�س ��نَ قادرات على الهروب‬ ‫م ��ن تلك الحياة حتى لو �أُعطيت لهنَّ الفر�صة‪ .‬ف�إذا‬ ‫ُعدنَ �إلى قراه ��نَّ ‪ ،‬على الأرجح‪� ،‬سيتم رف�ضهنَّ من‬ ‫قبل �أ�سرهنَّ ‪.‬‬ ‫ولكن ف ��ي ما يتعل ��ق بالق�ضاي ��ا الن�سائي ��ة الأخرى‪،‬‬ ‫�أدَّت "بولي ��وود" وظيفة �أف�ض ��ل بكثير في ت�صويرها‬ ‫للحقيق ��ة‪ .‬البغ ��اء والدع ��ارة لي�ست ��ا �سبي ��ل الن�ساء‬ ‫الهندي ��ات الوحي ��د حي ��ث يقع ��ن �ضحي ��ة للمجتمع‬ ‫الأب ��وي‪ .‬الأرام ��ل في الهن ��د ُي ْ‬ ‫نبذنَ و ُيعتب ��رنَ �أعباء‬ ‫مالية‪ .‬كم ��ا ُيعتبر وجودهنَّ �سوء حظ �أو �سوء طالع‪.‬‬ ‫ووفق� � ًا للتقاليد عليهنَّ الف ��رار واللجوء الى المدينة‬ ‫المقد�س ��ة "فرنديف ��ان" (‪ )Vrindivan‬حي ��ث‬ ‫يع�ش ��ن فيها حتى ي�أتيهنَّ الم ��وت‪ .‬العديد من �أفالم‬ ‫"بوليوود"‪ ،‬مثل فيلم "ماء" الذي �أُنتج في ‪،2005‬‬ ‫ي�ص ��ور حياة مثل ه� ��ؤالء الأرامل‪ .‬ف ��ي "فرنديفان"‬ ‫(‪ ،)Vrindivan‬يج ��ب عليه ��ن �أن يع�ش ��ن حي ��اة‬

‫فيلم "محبوبة"‪:‬‬ ‫يتفاعل �أهالي البلدة بغ�ضب عام عندما تدخل راق�صة المعبد لل�صالة‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪101‬‬


‫الفن ال�سابع‬

‫المر�أة وال�سينما في جنوب �آ�سيا‬

‫"بوليوود"‬

‫تشجع على سوء معاملة النساء!‬ ‫رجعية األبعاد‬ ‫ّ‬ ‫تنت��ج "بوليوود"‪� ،‬صناعة ال�سينما الهندية‪ ،‬حوالي ‪ 1.200‬فيلم في ال�سنة‪ ،‬مقارنة مع حوالي‬ ‫‪ 700‬فيل��م تنتج��ه هوليوود الأميركية �سنوي �اً‪ .‬وهي توزع ب�شكل كثي��ف وناجح في جنوب‬ ‫�آ�سيا بما فيها باك�ستان‪ ،‬و�أفغان�ستان‪ ،‬وبنغالد�ش و�سيريالنكا‪ .‬لذا ت�أثيرها في مجتمعات هذه‬ ‫البلدان عميقة على ال�صعد الإجتماعية وخ�صو�ص ًا على �صعيد �ش�ؤون المر�أة‪.‬‬ ‫لندن ‪ -‬هميرا نوري�ستاني‬ ‫عل ��ى الرغم من الإختالف ��ات الثقافية‪،‬‬ ‫تت�شارك بلدان جن ��وب �آ�سيا ب�إت�صاالت‬ ‫وعالق ��ات قوي ��ة م ��ن خ�ل�ال التج ��ارة‪ ،‬والتاري ��خ‪،‬‬ ‫وبطبيعة الحال‪ ،‬الأفالم الهندية‪" .‬بوليوود" لي�ست‬ ‫غريبة بالن�سبة الى �أفغان�ستان وباك�ستان وبنغالد�ش‬ ‫و�سيريالنك ��ا‪ .‬فمل�صق ��ات الممثلي ��ن الهن ��ود تز ّين‬ ‫ال�ش ��وارع من كاب ��ول �إل ��ى كرات�شي‪ ،‬حي ��ث الأفالم‬ ‫المه َّربة متاحة على نطاق وا�سع‪.‬‬ ‫لك ��ن ال�سينم ��ا الهندية ه ��ي �صناعة يهيم ��ن عليها‬ ‫الذكور‪ ،‬وهذا يعني �أن �صورة المر�أة في الأفالم هي‬

‫�إنعكا�س لدور المر�أة في المجتمع الهندي من وجهة‬ ‫نظر الرج ��ل‪ .‬وهذه االأفالم ت�ش� � ّكل وت�صوغ الآراء‪،‬‬ ‫ت�شجع على �سوء معاملة الن�ساء‪ .‬في كثير‬ ‫وغالب� � ًا ما ّ‬ ‫م ��ن الأحي ��ان‪ ،‬ير ّك ��ز �إنت ��اج "بوليوود" عل ��ى محنة‬ ‫الن�ساء الثريات‪ ،‬اللواتي يع ّو�ضن عن معاناتهن على‬ ‫�أي ��دي الرجال بوا�سطة �أ�سالي ��ب حياتهن المريحة‪.‬‬ ‫ف ��ي الوقت عين ��ه‪ ،‬رغم ذل ��ك‪ ،‬معظم ه ��ذا الإنتاج‬ ‫يتجاه ��ل ال�صعوب ��ات التي تعاني ��ه وتواجه ��ه يومي ًا‬ ‫تلك المر�أة الآتي ��ة من خلفية �إجتماعية و�إقت�صادية‬ ‫متدنية‪ ،‬مثل التحر�ش في الحافالت وال�شوارع الذي‬ ‫�أظه ��ر نف�سه في �أ�س ��و�أ حاالته ف ��ي �إغت�صاب بع�ض‬ ‫ال�شباب الغوغائيي ��ن �أخير ًا ل�شابتين‪ .‬في حين تبدو‬

‫فيلم "خودا غاوا"‪:‬‬ ‫البطلة تعد البطل بالزواج منه اذا قتل �أ�سو�أ عدو لها‬

‫‪100‬‬

‫العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫"بولي ��وود" غير ممانعة ولي�س ��ت لديها �أية م�شكلة‬ ‫للإظهار للرجال كيف يجب �أن يتعاملوا مع الن�ساء‪،‬‬ ‫فق ��د �أحجم ��ت حت ��ى الآن بعي ��د ًا م ��ن التحقيق في‬ ‫تداعيات هذا ال�سلوك‪.‬‬ ‫ك�إمر�أة من �أ�صول �أفغانية‪� ،‬شاهدتُ منذ �سن مبكرة‬ ‫كي ��ف عان ��ت بط�ل�ات في ي ��د مجتم ��ع �أب ��وي‪ .‬حتى‬ ‫الن�ساء "الجي ��دات" �أو "الحميدات" وربات البيوت‬ ‫التقليدي ��ات‪ ،‬ك ��ن مواطنات م ��ن الدرج ��ة الثانية‪.‬‬ ‫المر�أة الجيدة �ستجادل زوجها وتتو�سله كي ال ُيج ِبر‬ ‫�إبنتهما على الزواج م ��ن رجل ال تحبه‪ ،‬لكنه �سيو ّبخ‬ ‫زوجت ��ه وين�صحه ��ا بالبقاء بعي ��د ًا من ه ��ذا ال�ش�أن‬ ‫الذي ال يتعلق بها‪ .‬وكلمته دائم ًا نهائية‪.‬‬


‫حاال"‪ .‬تفاو� ��ض �أ�سر عدة على �سع ��ر بناتها‪ ،‬ولي�س‬ ‫عل ��ى �أف�ضل رج ��ل �صالح له ��ن‪ ،‬ولكن لذل ��ك الذي‬ ‫ي�ستطي ��ع دفع �سع ��ر �أعلى‪" .‬مجنون ليل ��ى" (‪Laila‬‬ ‫‪ )Majnudepicts‬وه ��ي ق�ص ��ة حقيقي ��ة تط ��ورت‬ ‫الحق ��ا" �إل ��ى �أدب عرب ��ي ومن ثم عل ��ى التوالي الى‬ ‫�أدب فار�س ��ي‪ .‬ويطلق عليها ف ��ي الواقع ق�صة روميو‬ ‫وجوليي ��ت العال ��م الإ�سالم ��ي‪ ،‬لأنه ��ا ت ��روي ق�صة‬ ‫عا�شقي ��ن من قبيلتين عدوتي ��ن‪ ،‬وكالهما في نهاية‬ ‫المط ��اف يموت ��ان‪ ،‬مجن ��ون عل ��ى ي ��د ع ��دو‪ ،‬وليلى‬ ‫تنتح ��ر‪ .‬في م�شهد م ��ن زواج "جوليي ��ت" الى ملك‬ ‫حيث ج ��رى خالله تبادل عهود الزواج‪ ،‬ي�س�أل الملاّ‬ ‫العري� ��س اذا كان موافق ًا على دف ��ع "لكح" (‪)lakh‬‬ ‫واحد �أو مئة �ألف للعرو�س‪ ،‬كان �إتفق عليه‪.‬‬ ‫ولكن‪ ،‬ما هي العالقة بين �ضحية الإغت�صاب و�إمر�أة‬ ‫�أف�ل�ام "بولي ��وود"؟ الحقيقة �أنه ت ��م تحويل الأفالم‬ ‫الى درام ��ا تعك�س واقع الحياة ف ��ي مجتمعات جنوب‬ ‫�آ�سي ��ا‪ ،‬حي ��ث الفق ��راء ه ��م مواطن ��ون م ��ن الدرجة‬ ‫الثاني ��ة وم�صي ��ر الن�ساء هو ما يق ��رره لهن الرجال‪.‬‬ ‫الأهم من ذلك‪ ،‬يمك ��ن للأفالم ت�شكيل وجهات نظر‬ ‫المجتمع ��ات‪ ،‬مما يعزز التمييز؛ مع مرور الوقت قبل‬ ‫النا�س الفكرة ب�أن الن�ساء هم �أقل �ش�أن ًا و�أدنى منزلة‪.‬‬ ‫تلعب "بوليوود" دور ًا مهم ًا في ت�شكيل الأيديولوجيات‬ ‫في الهن ��د وجنوب �آ�سي ��ا ككل‪ .‬كان ��ت ل"لوليوود"‪،‬‬ ‫�صناعة ال�سينما الباك�ستانية‪ ،‬نجاحاتها و�إخفاقاتها‬ ‫في ال�سنوات الأخيرة نتيجة لزيادة م�ستويات العنف‬ ‫والت�شدد في الب�ل�اد‪ .‬ف�إنه‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬تتعافى ببطء‪،‬‬ ‫وم�سل�س�ل�ات "ال�س ��وب �أوب ��را" الباك�ستانية ت�شاهد‬ ‫على نطاق وا�سع في المنطقة‪.‬‬

‫أتيهن الموت‬ ‫المدينة المقد�سة "فرنديفان"‪ :‬الن�ساء ال�سيئات يع�شن فيها حتى ي� َّ‬

‫م ��ن جانبها‪� ،‬أفالم "بوليوود" ق ��د تغ ّيرت �إلى حد‬ ‫م ��ا في ال�سنوات الأخيرة حيث �صارت ت�ص ّور المر�أة‬ ‫عل ��ى �أنه ��ا �أكث ��ر ت�ساوي ًا م ��ع نظيرها م ��ن الذكور؛‬ ‫�أدواره ��ا تح ّركه ��ا المهنية وهي �أقل خنوع� � ًا‪ .‬ن�ساء‬ ‫يقفن ويدافعن عن المجتم ��ع و�أ�سرهن حيث الظلم‬ ‫مثل الزواج الق�سري‪.‬‬ ‫ه ��ذه االتجاهات لي�س ��ت كافية‪ .‬يمك ��ن ل"بوليوود"‬ ‫�أن ت�صب ��ح �أكث ��ر تقدمي ��ة ف ��ي ق�ضاي ��ا الم ��ر�أة من‬ ‫خ�ل�ال ت�صوي ��ر حي ��اة الم ��ر�أة العادية الت ��ي تعي�ش‬

‫ف ��ي جنوب �آ�سي ��ا‪ ،‬والتحدي ��ات الت ��ي تواجهها على‬ ‫�أ�سا�س يومي‪ .‬وراء الب ��ذخ الذي غالب ًا ما ي�ص ّور في‬ ‫�أفالم "بولي ��وود"‪ ،‬ف�إن الواقع المقل ��ق بالن�سبة الى‬ ‫المجتمعات الهندية والباك�ستانية هو �أن الظلم �ضد‬ ‫الم ��ر�أة في �أعلى م�ستوى الذي ي�شكل ‪ ٪1‬في معظم‬ ‫الأحي ��ان ال يعك�س التمييز عينه بين الجن�سين الذي‬ ‫تعانيه الغالبية العظمى من الن�ساء داخل المجتمع‪.‬‬ ‫بع ��د كل �شيء‪ ،‬الأغني ��اء لي�سوا ه ��م الذين يركبون‬ ‫الحافلة كل يوم‬ ‫فيلم "�سوهاغ"‪:‬‬ ‫عندما ال تجد الأنثى‬ ‫العدالة‬

‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪103‬‬


‫الفن ال�سابع‬ ‫ب�ل�ا متعة من �أي نوع م ��ن �أجل الإلت ��زام بالتقاليد‪.‬‬ ‫وتب ��د�أ ه ��ذه الحياة م ��ع حل ��ق ر�ؤو�سهن‪ .‬ويق ��ال �أن‬ ‫ف ��ي "فرنديفان" نح ��و ‪� 15,000‬أرملة من اللواتي‬ ‫�أجبرن على العي�ش فيها‪.‬‬ ‫ف ��ي الهند و�أجزاء من باك�ستان‪ُ ،‬يما َر�س قتل الأجنة‬ ‫الإن ��اث م ��ن طري ��ق �إجها� ��ض الجني ��ن لأن ��ه �أنثى‪.‬‬ ‫وعندم ��ا تق ّدم ��ت التكنولوجي ��ا الطبي ��ة و�ص ��ار من‬ ‫الممك ��ن تحديد جن�س الجنين‪� ،‬أعلنت العيادات في‬ ‫جمي ��ع �أنحاء البالد عن قدرتها على �إجراء عمليات‬ ‫الإجها� ��ض المت�صل ��ة بالجن� ��س‪ .‬قب ��ل ظه ��ور هذه‬ ‫التكنولوجي ��ا‪ ،‬غالب� � ًا ما كان ُيت ��رك الأطفال الإناث‬ ‫�أم ��ام عتبات المنازل �أو يج ��ري قتلهن عند الوالدة‪.‬‬ ‫ويك�ش ��ف التعداد الوطني عن ن�سبة �صادمة من ‪914‬‬ ‫فتاة �إل ��ى كل ‪ 1000‬فتى دون �سن ال�سابعة‪ .‬في فيلم‬ ‫"ماثروبون ��ي‪� :‬أم ��ة م ��ن دون ن�ساء" ال ��ذي �أنتج في‬ ‫‪ :2004‬يتط ��رق ويبحث في مو�ض ��وع �أثر قتل الأجنة‬ ‫الإناث وقتل الأطفال‪.‬‬ ‫�ألق ��ت �أف�ل�ام "بوليوود" ال�ض ��وء �أي�ض� � ًا على محنة‬ ‫الن�س ��اء في �أفغان�ستان وباك�ست ��ان (على الرغم من‬ ‫�أنه ��ا ال ت ��زال ت�صوره ��ن ف ��ي القوال ��ب النمطية)‪.‬‬ ‫وغالب ًا ما ت�صور الم ��ر�أة الأفغانية كمحاربة‪ ،‬قادرة‬ ‫عل ��ى القتال الى جان ��ب الرجل‪ .‬م ��ن ناحية �أخرى‪،‬‬ ‫ال ت ��زال ت�ش� � ّكل جائزة للف ��وز بها‪ .‬ف ��ي فيلم "خودا‬ ‫غاوا" (‪ ،)Khuda Gawa‬البطل ��ة‪� ،‬إمر�أة �أفغانية‪،‬‬ ‫تع ��د البط ��ل بال ��زواج منه اذا قت ��ل �أ�سو�أ ع ��دو لها‪،‬‬ ‫وه ��و الرجل الذي قت ��ل والدها‪ .‬وكان ��ت "بوزكا�ش"‬ ‫(‪ ،)Buzkash‬بطل ��ة للريا�ض ��ة الأفغانية المتطرفة‬ ‫المعروف ��ة ب"بوزكا�ش ��ي" (‪)buzkashi‬؛ وتتمت ��ع‬

‫ال�سينما الهندية هي �صناعة يهيمن‬ ‫عليها الذكور‪ ،‬وهذا يعني �أن �صورة المر�أة‬ ‫في الأفالم هي �إنعكا�س لدور المر�أة في‬ ‫المجتمع الهندي من وجهة نظر الرجل‬ ‫�صحيفة "نيويورك تايمز"‪ :‬لدى الهند‬ ‫�أكبر عدد من �ضحايا الإتجار بالب�شر في‬ ‫العالم‪ .‬وبينما �أغلقت ال�سلطات مئات‬ ‫من بيوت الدعارة‪ ،‬حيث ُعثر فيها �أي�ضاً‬ ‫على فتيات دون ال�سن القانونية‪ ،‬ال يزال‬ ‫البغاء والإتجار بالجن�س م�ستم َّرين‬

‫بال�سلط ��ة داخل مجتمعه ��ا‪ .‬مع ذلك‪ ،‬ف ��ي النهاية‪،‬‬ ‫كانت ال تزال �أ�ضعف لأنها في حاجة الى هذا الرجل‬ ‫لتنفي ��ذ مهمتها‪ ،‬حيث كانت عل ��ى �إ�ستعداد لإعطاء‬ ‫نف�سها له �إذا �إ�ستطاع النجاح‪.‬‬ ‫م ��ن ناحية �أخرى‪ ،‬يو ّف ��ر فيلم "في ��ر زارا" (‪Veer‬‬ ‫‪ ) Zaara‬مث ��ا ًال كال�سيكي� � ًا لخ�ض ��وع الم ��ر�أة‬ ‫الباك�ستاني ��ة‪ .‬انه ي�ص� � ِّور فتاة �صاحب ��ة �صوت عال‬ ‫وملت� � ًو التي ي�ستم ��ع والدها الى جمي ��ع مطالبها في‬ ‫جوانب �أخرى من الحي ��اة‪ ،‬ولكن �شخ�صيتها القوية‬

‫فيلم "�أومراوو جان"‪:‬‬ ‫ال وجود للمر�أة فيه �إال‬ ‫كمحظية راق�صة‬

‫‪102‬‬

‫العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫ل ��م تتم ّكن م ��ن التغلب على قرار والده ��ا لتزويجها‬ ‫الى �إب ��ن �شخ�صي ��ة م�ؤ ّثرة الذي يعتم ��د نجاحه في‬ ‫الإنتخاب ��ات على هذا الزواج‪ .‬علم ًا �أنها كانت واقعة‬ ‫ف ��ي حب رج ��ل هندو�سي‪ ،‬ولك ��ن لأنه ��ا م�سلمة فقد‬ ‫�أُم َرت بعدم ر�ؤيته �أبد ًا مرة �أخرى‪.‬‬ ‫م ��ن ال�شائع في الأو�ساط الهندي ��ة �أن ن�سمع الن�ساء‬ ‫يروين �أن زفاف �إبنتهن يكلفهنَّ مدّخرات حياتهن‪.‬‬ ‫ووفق ًا للتقاليد‪ ،‬يجب عل ��ى عائلة العرو�س دفع مهر‬ ‫و�سخر‬ ‫لأ�س ��رة العري�س‪ .‬وغالب ًا م ��ا �إن ُتقدت الن�ساء‪ُ ،‬‬ ‫منهن وحتى ُ�ضربن لعدم ت�أمينهن مهر كبير بالقدر‬ ‫الكاف ��ي‪ .‬وعلى الرغم م ��ن �أن الهند ّ‬ ‫حظرت المهور‬ ‫ف ��ي العام ‪ ،1961‬ف�إن ه ��ذه العادة ال تزال موجودة‪،‬‬ ‫وتب ��ادل المهر ه ��و م�شهد �شائع في �أف�ل�ام بوليوود‪.‬‬ ‫"الج ��ا" هو مث ��ال عل ��ى الفيلم ال ��ذي ي�ص ّور‬ ‫فيل ��م ّ‬ ‫ال�ضغط الذي تعي�شه وتعانيه الأ�سرة لدفع المهر‪.‬‬ ‫ل ��دى باك�ست ��ان م�شكل ��ة مماثلة م ��ع �أعب ��اء المهر‪،‬‬ ‫ومعظمها بين المجتمعات الناطقة باللغة الأردية �أو‬ ‫تلك التي هي من �أ�صول بنجابية‪ ،‬حيث تعود �أن�سابها‬ ‫وجذورها �إلى الهند‪ .‬ويتم ترك العديد من الفتيات‬ ‫من دون زواج بب�ساطة لأن �آباءهن غير قادرين على‬ ‫تحم ��ل الطل ��ب المتزايد م ��ن �أ�س ��رة العري�س‪ .‬وفي‬ ‫�أفغان�ستان‪ ،‬وبي ��ن مجتمعات الب�شتون في باك�ستان‪،‬‬ ‫هن ��اك نظام مهر عك�س ��ي‪ ،‬الذي بموجب ��ه يجب �أن‬ ‫ُيدف ��ع الى عائلة الفت ��اة‪ .‬ومعه ت�أت ��ي تكلفة الزفاف‬ ‫وجمي ��ع النفقات المرتبطة‪ .‬لذا‪ ،‬فالإناث ل�سن عبئ ًا‬ ‫مالي� � ًا في مجتمع ��ات الب�شت ��ون الباك�ستانية‪ ،‬وال في‬ ‫جميع �أنحاء �أفغان�ستان‪.‬‬ ‫وه ��ذا ال يعن ��ي �أن الإن ��اث ه ��ن بال�ض ��رورة �أف�ض ��ل‬


‫نقيب المحررين اليا�س عون و ُرلى بدر‬

‫النائب �أالن عون وعقيلته �ساره‬

‫�أمال الحداد والنائبان نوار ال�ساحلي وعمار المو�سوي والوزير ال�سابق اليا�س حنا‬

‫بيار وكري�ستين عطالله‬

‫زينة وكامل وفايزة مهنا‬

‫مهى وباتريك باز‬

‫ميراي وجوزفين عقل‬

‫جانيت نادر وكري�ستيل �أيوب‬ ‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪105‬‬


‫مجتمع‬

‫اللبنانيون يشاركون فرنسا في عيدها الوطني‬ ‫بدع ��وة م ��ن ال�سفي ��ر الفرن�سي في لبن ��ان باتري�س باول ��ي وقرينت ��ه‪� ،‬أقيم حفل‬ ‫�إ�ستقبال في ق�صر ال�صنوبر في بيروت لمنا�سبة العيد الوطني الفرن�سي‪� ،‬شارك‬ ‫في ��ه وزير الخارجية والمغتربين عدنان من�صور ممث ًال رئي�س الجمهورية العماد‬ ‫مي�ش ��ال �سليم ��ان ورئي�س حكوم ��ة ت�صريف الأعم ��ال نجيب ميقات ��ي‪ ،‬والدكتور‬ ‫محم ��ود بري ممث ًال رئي�س مجل�س الن ��واب نبيه بري‪ .‬كما ح�ضر الرئي�س ح�سين‬ ‫الح�سيني‪ ،‬والوزراء‪ :‬مروان �شربل‪ ،‬وليد الداعوق‪� ،‬شكيب قرطباوي‪ ،‬غابي ليون‬ ‫وح�س ��ان دياب‪ .‬والن ��واب‪ :‬محمد الحجار‪� ،‬سيم ��ون �أبي رمي ��ا‪� ،‬آالن عون‪ ،‬نهاد‬ ‫الم�شن ��وق‪ ،‬غ�سان مخيبر‪ ،‬نقوال فتو�ش‪ ،‬ن ��وار ال�ساحلي‪ ،‬عمار المو�سوي‪ ،‬مروان‬

‫مي�شال �إده و�سفير فرن�سا باتري�س باولي وعقيلته‬

‫النائب نقوال فتو�ش والوزير مروان �شربل و�سفير �إيران غ�ضنفر ركن �آبادي‬

‫حروق‬ ‫القا�ضي �أنطوان خير وقرينته ليليان والأخت دانييال ّ‬

‫النائب �سيمون �أبي رميا والقا�ضي جان فهد وقرينته مهى‬

‫ميراي بويز ونهاد القادري‬

‫‪104‬‬

‫فار�س‪ ،‬النائب عن الدائرة العا�شرة للفرن�سيين في الخارج �آالن مار�سو‪.‬‬ ‫كما ح�ضر الوزراء ال�سابقون‪ :‬مي�شال �إده‪ ،‬ناجي الب�ستاني‪ ،‬زياد بارود‪� ،‬إليا�س‬ ‫حنا و�سليم وردة‪ ،‬ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ديريك بالمبلي‪� ،‬سفراء‪:‬‬ ‫بلجيك ��ا‪ ،‬ايطاليا‪� ،‬سوي�س ��را‪ ،‬رومانيا‪ ،‬ال�صين‪ ،‬اليابان و�إي ��ران‪ ،‬قائد الجي�ش‬ ‫العم ��اد جان قهوجي‪ ،‬قائ ��د قوات "اليونيفيل" الجن ��رال باولو �سييرا‪ ،‬ورئي�س‬ ‫�أركان القوات الدولية ديلور الفال‪ ،‬نقيب المحررين اليا�س عون‪ ،‬الأمين العام‬ ‫للمدار� ��س الكاثوليكية الأب بطر�س عازار االنطون ��ي‪ ،‬وعدد من ال�شخ�صيات‬ ‫ال�سيا�سية والدينية والإجتماعية والتربوية‪.‬‬

‫العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫وردة الزامل‬

‫رائدة وكارين الداعوق‬


‫مي الخليل وبروف�سور وفيق �سنو وعقيلته هند‬

‫و�سام وزين و�إيما جبر‬

‫القا�ضيان �سمير حمود و�سعيد ميرزا‬

‫رفيق �شالال وحارث �شهاب‬

‫�صائب مطرجي وزهير الخطيب‬

‫�إبراهيم �شم�س الدين ورائد �شرف الدين‬

‫نبيل عيتاني و�سمير حمود‬

‫ال�شيخ غاندي مكارم ومحمد الحجار‬ ‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪107‬‬


‫مجتمع‬

‫إفطار جمعية المقاصد في بيروت‬ ‫دعا رئي�س و�أع�ضاء مجل�س الأمناء في جمعية المقا�صد الخيرية الإ�سالمية في بيروت الى �إفطار في منا�سبة �شهر رم�ضان ح�ضره عدد كبير من ال�شخ�صيات‬ ‫ال�سيا�سية والدينية والإقت�صادية والإجتماعية تقدمهم رئي�س مجل�س الوزراء اللبناني المع َّين تمام �سالم الذي �أهدته الجمعية درعها في المنا�سبة‪.‬‬

‫رئي�س و�أع�ضاء مجل�س �أمناء جمعية المقا�صد‬

‫رئي�س مجل�س �أمناء الجمعية �أمين الداعوق‬

‫الرئي�س تمام �سالم‬

‫ف�ؤاد ومي مخزومي‬

‫روني ومونيك ونبيل كرم‬

‫نبيلة ومحمد ال�سماك‬

‫‪106‬‬

‫العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫مينمو ومحمد الم�شنوق‬


‫�شوقي ودالل �صيقلي وجورج وغيتا كلاّ �س‬

‫ندى وجهاد فغالي‬

‫نديم زغيب و�ساري عبد النور‬

‫فاليري وفي�صل �شريم‬

‫ندى �سعيد و�إميل وماريا بخعازي‬

‫نيكول وبيار زين‬

‫وليم وهند �ضاهر‬

‫جمال وليا عزيز‬

‫جورج وروز ماري �إ�سطفان‬ ‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪109‬‬


‫مجتمع‬

‫جاد نديم غسطين وكريستيل إسطفان في القفص الذهبي‬ ‫�إحتف ��ل الدكتور نديم غ�سطين وقرينته مايا بزواج نجلهما جاد على كري�ستيل‬ ‫�إ�سطف ��ان ف ��ي حفل زف ��اف وع�ش ��اء راقيين �أ�شرف ��ت على تنظيمهم ��ا �شقيقة‬ ‫العري� ��س‪ ،‬المتخ�ص�صة ف ��ي تنظيم الأعرا� ��س والمنا�سب ��ات‪ ،‬جومانا‪ .‬ح�ضر‬ ‫العر� ��س والع�ش ��اء (الذي �أقيم ف ��ي "حدائق زكري ��ت" في ك�س ��روان‪ ،‬لبنان)‬

‫ع ��دد كبير من �أ�صدقاء العرو�سي ��ن و�أهلهما كان بينهم الوزير ناظم الخوري‪،‬‬ ‫واللبنانية الأول ��ى ال�سابقة منى الهراوي‪ ،‬وجدّة العري�س النائبة ال�سابقة نهاد‬ ‫�سعيد‪ ،‬وخال العري�س من�سق الأمانة العامة لقوى ‪� 14‬آذار فار�س �سعيد‪ ،‬ونخبة‬ ‫من �أهل المجتمع اللبناني‪.‬‬

‫العرو�سان جاد غ�سطين وكري�ستيل �إ�سطفان‬

‫والدا العري�س نديم ومايا غ�سطين ومنى الهراوي‬

‫الوزير ناظم الخوري وعقيلته ريم ونجله كريم‬

‫نديم غ�سطين ومي�شال �ضاهر وف�ؤاد تابت وفار�س �سعيد وجورج ن�صير‬

‫والدة العرو�س �سلوى �إ�سطفان وجدة العري�س نهاد �سعيد‬

‫‪108‬‬

‫العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫�شقيقة العري�س جيهان فرحات‬

‫العميد الركن جوزف نادر وقرينته �إفلين‬


‫ر ّيا الح�سن ومنى قباني‬

‫نجاة الر�شيدي وع�صام �شرمند وعائدة غندور �شويكي والوزير وليد الداعوق‬

‫الق�صار وخالد قباني‬ ‫عدنان ورائدة ّ‬

‫دالل وعبد الرحمن ال�شيخة‬

‫منى حفار و�سو�سن وتانيا جبر‬

‫النقيب محمد البعلبكي ورئي�س بلدية بيروت بالل حمد وعقيلته ربى‬

‫�سوزان طويل ودينا وادي‬

‫مي�سون وثريا فتح الله‬

‫لمى �سالم‬ ‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪111‬‬


‫مجتمع‬

‫إفطار رمضاني لجمعية العناية بالطفل واألم في لبنان‬ ‫كعادتها في كل عام �أقامت جمعية العناية بالطفل والأم في لبنان �إفطار ًا رم�ضاني ًا في فندق فيني�سيا �أنتركونتيننتال في بيروت ح�ضره عدد كبير من ال�شخ�صيات‬ ‫ال�سيا�سية والإقت�صادية والإجتماعية في بلد الأرز‪ .‬وكانت منا�سبة للتعارف للبع�ض ول ّلقاء من جديد لبع�ض �آخر‪.‬‬

‫رئي�سة و�أع�ضاء جمعية العناية بالطفل والأم في لبنان‬

‫رئي�سة الجمعية عائدة غندور �شويكي‬

‫�إلهام ومحمد قباني‬

‫‪110‬‬

‫العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫علي وعاطفة فر�شوخ‬

‫ع ّمار وزينة حوري‬


‫مهى �سلمى‬

‫ال�سيد‬ ‫�سو�سن ِّ‬

‫كري�ستيان ونعمت �أو�سي‬

‫مي�شال جحا و�سمر ال�شامي‬

‫ن�ضال الأحمدية‬

‫الفنان عا�صي الحلاّ ني‬

‫�سلوى يون�س‬

‫مي �شدياق‬

‫ندى جابر‬

‫لور �سليمان‬ ‫‪Issue 11 - August - 2013‬‬

‫‪113‬‬


‫مجتمع‬

‫جائزة لبنان للسيدات المتميزات‬ ‫ُنظم ��ت في لبن ��ان الدورة الأولى ل"جائ ��زة لبنان لل�سي ��دات المتميزات للعام‬ ‫‪ "2012‬و�أُقيم في هذه المنا�سبة �إحتفا ٌل �ضخم في ق�صر الأوني�سكو في بيروت‬ ‫برعاي ��ة وزي ��ر الإقت�صاد والتج ��ارة نقوال نحا� ��س وبالتعاون م ��ع �إتحاد غرف‬ ‫التج ��ارة وال�صناع ��ة والزراعة في لبنان حيث ُوزعت جوائ ��ز على المت�أهالت‬ ‫ال‪ 15‬كل واح ��دة منه ��ن ف ��ي مجاله ��ا المهني والإبتك ��اري‪ ،‬و�إعتب ��رت جوائز‬ ‫تكريمية وتحفيزية وتناف�سية‪.‬‬ ‫وي�أت ��ي الإحتفال الأول في لبنان كفرع من ف ��روع "جائزة الإمارات لل�سيدات"‬ ‫الت ��ي تتوا�صل �سنوي� � ًا منذ العام ‪ 2003‬تحت رعاية ال�شي ��خ �أحمد بن �سعيد �آل‬ ‫مكت ��وم‪ ،‬رئي�س هيئة دبي للطيران المدني‪ ،‬الرئي� ��س الأعلى لمجموعة طيران‬ ‫الإم ��ارات‪ ،‬والراع ��ي الفخري لمجموعة دب ��ي للجودة‪ .‬و�إنتقل ��ت الجائزة �إلى‬ ‫لبن ��ان تحت ا�س ��م "جائزة لبن ��ان لل�سي ��دات المتم ّيزات" بدعم م ��ن "�إتحاد‬

‫ال�سيدات المك َّرمات‬

‫محمد و�آمنة �شقير‬

‫هدى حمدون والعميد جوزيف كلاّ �س‬

‫‪112‬‬

‫العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫غرف التجارة وال�صناعة والزراع ��ة في لبنان"‪ ،‬وبالتعاون مع "مجموعة دبي‬ ‫للجودة" ورعته هذا العام قناة "الجديد" التلفزيونية‪.‬‬ ‫قدّمت الإحتف ��ال الإعالمية �سمر �أبوخليل و�ألقى كل من الوزير نحا�س ورئي�س‬ ‫غرف التجارة وال�صناعة والزراعة في لبنان محمد �شقير كلمة في المنا�سبة‪.‬‬ ‫وغ ّن ��ت خالل الحفل الفنان ��ة جاهدة وهبة ورافقها عزف ًا عل ��ى البيانو الفنان‬ ‫مايك ما�سي‪ ،‬والفنان عا�صي الحالني‪ ،‬وقدّمت فرقة �أريج عر�ض ًا �إ�ستعرا�ضي ًا‪.‬‬ ‫وت ��م �أي�ض� � ًا في المنا�سب ��ة تكريم الفناني ��ن عا�صي الحالن ��ي وجاهدة وهبي‪،‬‬ ‫والإعالمي ��ة ن�ض ��ال الأحمدية‪ ،‬وع ��ن مجل�س �أمن ��اء "جائزة لبن ��ان لل�سيدات‬ ‫المتميزات" ك ّرمت الفنانة الت�شكيلية الدكتورة �سمر ال�شام�سي من الإمارات‪،‬‬ ‫وندى جابر وال�سفيرة �سلوى غ ��دار يون�س‪ ،‬وك ّرمت �أي�ض ًا �سيدة الأعمال ميرنا‬ ‫يون�س الحاج‪.‬‬

‫نحا�س وقرينته �أنطوانيت‬ ‫الوزير نقوال ّ‬

‫مريم الب�سام وكابي لطيف‬

‫اللواء �شوقي الم�صري وعقيلته نجال‬


At each stage of the process the pallets were loaded and unloaded within minutes. Etihad utilised one of its new A330-200 freighter aircraft, which provides state-ofthe-art temperature control technology, to transport the endangered species. The sturgeons transported at sea were brought from Germany by road to a European sea harbour in specially prepared transport containers, which guarantee stable conditions in terms of water quality and temperature. The containers are shipped by sea from Europe to Jebel Ali in the UAE. In the period starting from March to midyear, a consignment is planned every week until the replacement stock is completed successfully.

phone: +961 1 998010 fax: +961 1 998020 e-mail: office@ufti.co

But before the first „made in Abu Dhabi“ caviar can be produced, about 130,000 sturgeons have to cover a journey of thousands of kilometres with air and sea freight. The bigger sturgeons were shipped by the Abu Dhabi-based airline Etihad. Each of these sturgeons was transported in a specially designed container in a temperature controlled environment which was always between 10 and 15 degrees centigrade.

A modern sustainable fish farm has now come up on the approximately 61,000 square meters of land, which is now completely populated by sturgeons. In order to avoid having to wait for a full growth period of about 4 to 4.5 years, older and therefore larger fish are transported alive. Thus the first premium caviar is expected to be produced by the end of 2011.

„Caviar from the desert“: This aquaculture project sets special standards in many respects. Not just the fact that the world‘s largest recirculatory plant for sturgeon and the production of premium caviar has come up in Abu Dhabi, the project requires exceptional logistical effort. Starting from March 2011, a total of 140 tons of live fish will be transported from Europe to the capital of the United Arab Emirates by sea and air using internally developed, complex processes. This visionary project of immense dimensions has been commissioned by the Arabian Bin Salem group. The investor has appointed United Food Technologies AG (UFT AG, Weinheim / Germany), who specialise in the planning and design of aquaculture projects, for the construction of the world‘s largest recirculatory plant for sturgeon.

German-Arabic technology and expertise for modern aquaculture solutions

UFT AG, as part of United Food Technologies International, a German-Arabic joint venture located in Beirut/Lebanon, has already successfully implemented this technology in several plants worldwide. Many years of experience combined with research and development gives UFTI significant technological advantage in the construction and operation of recirculation systems and a unique feature in the production of sturgeons and caviar. A specific feature of the aquaculture technology is the highly efficient and ecologically friendly system.

The final stage of the plant is designed for a capacity of 32 tons of premium quality caviar per year and an annual production of 490 tons of sturgeon - dimensions which were previously unknown in the production of premium caviar from aquaculture. United Food Technologies AG, which has extensive knowledge in planning and design of modern aquaculture plants, has realized the project based on its patented and proven recirculatory technology. The so-called „Recirculating Aquaculture Systems“ (RAS) is considered by many experts as the most advanced aquaculture technology, both from the economical and environmental perspective.

Caviar from the desert

TECHNOLOGIES International S.A.L.

United Food Technologies International S.A.L. Beirut Souks – South Area – Allenby Street Level 3, Bloc W, Louis Vuitton Building C.R. 1901811 Beirut, Lebanon

www.uftag.com


‫�آخر العنقود‬

‫أبي ّ‬ ‫علمنا خير الصباح‬ ‫(�إلى والدي في خم�سين تطوعه دركي ًا)‬

‫بقلم جورج اّ‬ ‫كل�س‬

‫(*)‬

‫الصباح لله‪.‬‬ ‫ع َّلمنا أبي‪ ،‬حضنه الله‪ ،‬أن الصباح لله‪.‬‬ ‫ع َّلمنا ‪ ،‬أن قولة "صباح الخير" هي فرض صالة‪ ،‬وهي قرع على باب الرب‪ ،‬وإستحضار النعمة‪ ،‬وشحادة لبركة‪ ،‬ورجاء لخير‪.‬‬ ‫ع ّلمنا وح ّفزنا أن نسبق الغير‪ ،‬قريباً وغريباً‪ّ ،‬‬ ‫فنرش عليه فرح الصبح‪ ،‬رسالة محبة وعطراً سالمياً‪.‬‬ ‫ما ّ‬ ‫بتمن‪ :‬أن تم ّر علينا ساعاته بسالم‪ ،‬وأن نستودع الرب أرواحنا مساء‪ ،‬على أمل أن نصبح على خير‪.‬‬ ‫أرق هذا الرجاء أن نبدأ نهارنا ٍ‬ ‫والحياة بمنبسطاتها وتع ّرجاتها‪ ،‬وحلوها ومرها‪ ،‬هي الحياة‪.‬‬ ‫وصية أبي لنا مذ بلغنا‪ ،‬أن نتعاطى تقلبات الحياة بفرح وصالبة‪ ،‬وليس من فرح وصالبة خارج اإليمان‪.‬‬ ‫ع ّلمنا بخبرة رب العائلة المؤمن‪ ،‬اّأل نفلسف األمور فنضيع في المتاهات‪.‬‬ ‫متخصراً بأميري أقسم اّأل يخرجه من غمده الجلدي العريض‪،‬‬ ‫قال لنا في "أمر اليوم" وكان دركياً للناس والقانون‪ ،‬مترهباً بالكاكي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫إال في حقل الرماية‪ ،‬ألن الخوف من الله وحده‪ ،‬و"ليست وظيفتنا أن نرعب الناس بل أن نزرع إحترام القانون في نفوسهم"‪ .‬قال‬ ‫لنا وحفظنا ‪" :‬أذكروني وتذ ّكروا أن ما من ع ٍّز يدوم وال من شدة اّإل تزول"‪.‬‬ ‫ع ّلمنا وحفظنا‪ ،‬أن الصباح ليس بعض جزء من اليوم‪ ،‬بل هو حالة تمتد إلى إتساع ما تحتمل من قابلية المحبة والفرح‪.‬‬ ‫وأي ف��رح أنقى من أن تقول فطرياً‪ ،‬وبغريزة إنس��انية لمن تعرفه أو ال تعرفه "صب��اح الخير" فتحصد زرعك فوراً‪ ،‬بأن ير ّد عليك‬ ‫"يسعد هالصباح"!‬ ‫وفي هذه التبادالت الطيبة الجامع المش��ترك بين صلوات الش��عوب واألديان‪ ،‬التي إلتقت‪ ،‬على أن الصباح نور‪ ،‬وأنه زمن للخير‪،‬‬ ‫ودعوة الى التجدد‪ ،‬فع ًال وتفكيراً ومذهب حياة‪.‬‬ ‫ع ّلمنا أبي وأمي أكثر‪ ،‬أن يكون كل يومنا‪ ،‬سلوكاً صباحياً‪ ،‬ال مطرح للعتمة فيه وال غفوة ضمير فيه‪.‬‬ ‫تع ّلمنا من أهلنا‪ ،‬أن شر الصباح أهون من خير السماء وأن الصباح رباح! والرباح معنى خير معتّق كما الخمر!‬ ‫تعلم��ت م��ن أبي وأمي ُوأع ّل��م أوالدي أن الصبحية ولو أندرته��ا مطالب الحياة وأويقات الراحة‪ ،‬ليس��ت فنجان قهوة وال قراءة‬ ‫لخطوط البن فيه‪.‬‬ ‫الصبحي��ة ف��ي قاموس أبي الدركي‪ ،‬هي مجمع عائلي مص ّغر نتراجع فيها أعمالنا‪ ،‬ونتس��ابق س��ابق أفعالنا وأفكارنا‪ ،‬فنندم على‬ ‫تجاوز‪ ،‬ونك ّفر عن ذنب‪ ،‬ونستغفر كثيراً‪ ،‬ونتوب ونتوب ونس ّر حيث َ‬ ‫أرضينا الرب وأنفسنا‪.‬‬ ‫وفي الصبحية ّ‬ ‫نحضر معاً‪ ،‬وبنعمة الرب‪ ،‬جدول أعمال اليوم‪ ،‬قبل أن ننطلق إلى دورة األيام على وجهنا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ويحل مسا ٌء ويم ّر ٌ‬ ‫صباح‪ ،‬لنقول صباح الخير!‬ ‫ليل‪،‬‬ ‫ويطل ٌ‬ ‫(*) عميد كلية الإعالم والتوثيق – الجامعة اللبنانية‪.‬‬

‫‪114‬‬

‫العدد ‪� - 11‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١3 -‬‬


Khalidiya Street - Abu Dhabi - UAE Tel: +971 2 6813741 brioni.com

TO BE ONE OF A KIND


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.