Issue 12

Page 1

‫ماذا لو‬ ‫إنتصر األسد؟‬

‫ماذا يجري‬ ‫في األردن؟‬

‫ليبيا تتجه‬ ‫إلى اإلفالس‬

‫�شهرية ● �إقت�صادية ● ثقافية ● �إجتماعية ‪ -‬العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمبر) ‪٢٠١3 -‬‬

‫اإلخوة "األعداء"!‬


‫�شهرية ● �إقت�صادية ● ثقافية ● �إجتماعية‬ ‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمبر) ‪٢٠١3 -‬‬

‫‪www.asswak-alarab.com‬‬

‫ت�صدر في لندن عن �شركة �أ�سواق العرب للن�شر المحدودة‬ ‫بالتعاون مع المجلة الإقت�صادية "تحت الأ�ضواء"‬ ‫مركز �أبحاث ال�شرق الأو�سط‬ ‫بناية بيرال‪ ،‬الطابق الأول‬ ‫�شارع الجزائر‪ ،‬المال ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫رئي�س مجل�س الإدارة ‪ /‬رئي�س التحرير‬ ‫كابي طبراني ‪g.tabarani@gmail.com -‬‬ ‫مدير التحرير (لندن)‬ ‫هاني مكارم ‪h.m.makarem@gmail.com -‬‬ ‫مدير التحرير (بيروت)‬ ‫جوزف قرداحي ‪josephkordahi@yahoo.com -‬‬ ‫مكتب المغرب‪:‬‬ ‫برومو بري�س ‪� 16 -‬شارع جياللي العريبي‬ ‫الدار البي�ضاء ‪ -‬المملكة المغربية‬ ‫مدير التحرير (الدار البي�ضاء)‬ ‫محمد لديب ‪mohamed.ladib@gmail.com -‬‬ ‫الإخراج الفني‬

‫علي كمال الدين ‪alikamallll@gmail.com -‬‬

‫التوزيع ‪� -‬شركة الأوائل‬ ‫بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫العنوان الرئي�سي‪:‬‬

‫‪Asswak Al-Arab Publishing Ltd‬‬ ‫‪788-790 Finchley Road‬‬ ‫‪London NW11 7TJ - United Kingdom‬‬ ‫‪Tel: +44(0)758 3320593‬‬ ‫‪Fax: +44(0)2082019448‬‬ ‫‪email: info@asswak-alarab.com‬‬ ‫‪Editor-In-Chief: Gabriel Tabarani‬‬

‫الإ�شتراكات‪:‬‬ ‫للأفراد‪ 100 :‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬ ‫لل�شركات‪ 150 :‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬

‫للم�ؤ�س�سات الر�سمية والبعثات الديبلوما�سية‪:‬‬

‫‪ 200‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬ ‫‪Price list‬‬

‫ ‪7000‬‬ ‫‪L.L.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪B.D.‬‬ ‫‪2 C.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪E.P.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪J.D.‬‬ ‫ ‪1‬‬ ‫‪K.D.‬‬ ‫ ‪1‬‬ ‫‪O.R.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪Q.R.‬‬ ‫ ‪10‬‬ ‫‪S.R.‬‬ ‫ ‪100‬‬ ‫‪S.L.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪Drhm.‬‬ ‫ ‪3‬‬ ‫‪Pounds.‬‬ ‫‪10 T.D‬‬ ‫‪20 MAD‬‬

‫ ‪Lebanon‬‬ ‫ ‪Bahrain‬‬ ‫ ‪Cyprus‬‬ ‫ ‪Egypt‬‬ ‫ ‪Jordan‬‬ ‫ ‪Kuwait‬‬ ‫ ‪Oman‬‬ ‫ ‪Qatar‬‬ ‫ ‪Saudi Arabia‬‬ ‫ ‪Syria‬‬ ‫ ‪UAE‬‬ ‫ ‪UK‬‬ ‫ ‪Tunis‬‬ ‫ ‪Morocco‬‬

‫المقاالت التي ُتن�شر تع ّبر فقط عن �آراء �أ�صحابها‬

‫اإلفتتاحية‬

‫عام على "�أ�سواق العرب"‬ ‫عندم ��ا ق ��ررت �إ�ص ��دار "�أ�س ��واق الع ��رب" منذ �سن ��ة بالتمام والكم ��ال‪ ،‬كنت كم ��ن "يذهب الى‬ ‫الح ��رب والنا� ��س راجع ��ون" كم ��ا قال لي �أحد الزمالء في حين ��ه‪ .‬معظم ال�صحف والمجالت‬ ‫الورقي ��ة كان (وم ��ا زال) يعان ��ي �أو يغل ��ق �أبواب ��ه‪ .‬ال�صح ��ف والمواق ��ع الإلكتروني ��ة الرقمية‬ ‫وعال ��م الإنترن ��ت كانت (وال تزال) ت�سرق القراء وت�شدّهم كما تجذب �شركات الإعالن‪ .‬عالم‬ ‫الإع�ل�ام ال ��ذي كان عندم ��ا ب ��د� ُأت حياتي ال�صحافي ��ة في �أوائ ��ل �سبعينات الق ��رن الفائت في‬ ‫مجل ��ة "الح ��وادث" اللبنانية (البان‪-‬عربية) لم يع ��د‪ .‬لقد تطور ب�شكل �سريع حيث قلب كل‬ ‫المع ��ادالت والموا�صف ��ات التي كنا نعرفها‪ .‬لذا لأني من الم�ؤمنين بالأبحاث والعلوم وعالم‬ ‫الحقائ ��ق �أوكل ��ت مهم ��ة درا�س ��ة ال�س ��وق العربية ال ��ى �شركة متخ�ص�ص ��ة كي �أع ��رف بالدليل‬ ‫القاطع �إمكانية نجاح �أو ف�شل م�شروعي الإعالمي‪ ،‬وبالتالي �سبب نجاح الإعالم الإلكتروني‬ ‫الرقمي وف�شل معظم ال�صحف والمجالت الورقية العربية‪.‬‬ ‫ماذا كانت النتيجة؟‬ ‫ذهب ��ت الدرا�س ��ة عميق� �اً ف ��ي تحلي ��ل تط ��ور الق ��ارئ العرب ��ي ال ��ذي �ص ��ار معظم ��ه مثقف� �اً‬ ‫ومعلم� �اً وواعي� �اً �سيا�سي� �اً‪ " .‬ل ��م يع ��د الق ��ارئ العربي مهتم� �اً ب ��الآراء الموجه ��ة فـ"العولمة"‬ ‫(‪ )Globalization‬فتح ��ت �آفاق ��ه‪ ،‬و�ص ��ار م ��ن الذي ��ن يبحث ��ون ع ��ن الحقيق ��ة المو ّثق ��ة‬ ‫والمقنع ��ة ال ع ��ن �إخت�ل�اق الأخبار ولي�س عن ر�أي يق ��ول له ماذا يجب �أن يفع ��ل‪ ."...‬وتتابع‬ ‫الدرا�سة‪"...‬ولم ��ا كان معظ ��م ال�صحف والمجالت العربية يلقى الدعم من حكومات عربية‬ ‫عدة‪ ،‬فقد فقد م�صداقيته لدى القراء الذين ر�أوا فيه بوقاً للأنظمة‪ ،‬وبالتالي خف الإقبال‬ ‫عليه قراءة و�إعالناً"‪.‬‬ ‫�أكثر من ذلك تفيد الدرا�سة‪ .‬منذ �سبعينات القرن الفائت‪ ،‬وما قبلها قلي ً‬ ‫ال‪ ،‬كانت المجالت‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص� �اً اللبناني ��ة‪ ،‬توج ��ه نف�سه ��ا على �أ�سا�س �أنه ��ا مجالت لكل العرب م ��ن المحيط الى‬ ‫الخلي ��ج‪ ،‬ف�إنتق ��ل معظمه ��ا ال ��ى الخ ��ارج حي ��ث �ص ��در م ��ن باري�س ولن ��دن تحت توج ��ه "لكل‬ ‫الع ��رب"‪ .‬فع ��رف �إزده ��اراً عل ��ى �صعي ��دي التوزي ��ع والإنت�ش ��ار وبالتال ��ي الإع�ل�ان‪ .‬ولكن هذا‬ ‫الأم ��ر ل ��م ي ��دم طوي�ل ً�ا‪� ،‬إذ �أن معظ ��م البل ��دان العربي ��ة �صار ل ��ه �صحفه ومجالت ��ه المحلية‬ ‫الأم ��ر ال ��ذي �إنعك�س �سلباً على �إنت�ش ��ار وتوزيع المجالت وال�صح ��ف الموجهة "لكل العرب"‬ ‫(‪ .)Pan Arab‬وجاءت ثورة الإنترنت لتزيد الطين بلة وتهدد ال�صحافة الورقية المحلية‬ ‫والعربية التوجه‪ ،‬ف�أقفل بع�ضها �إن لم يكن �أكثرها ومازال ما تب ّقى يكافح‪.‬‬ ‫ما هو الحل في هذا الجو؟‬ ‫تلف ��ت الدرا�س ��ة الى �أن الإ�ص ��دارات العربية (الباقية)‪ ،‬ومن المج�ل�ات خ�صو�صاً‪ ،‬لي�ست في‬ ‫م�ست ��وى طموح ��ات القارئ العربي‪ ،‬ل ��ذا فهي تعاني من قلة الق ��راء والإعالن‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫من ذلك‪ ،‬ف�إن ‪ %62‬من القراء العرب ‪ -‬ح�سب الدرا�سة ‪ -‬يرون ب�أن مجلة محترمة وخ�صو�صاً‬ ‫�إقت�صادية ما زال لها مكان‪ .‬وتن�صح الدرا�سة ب�إعتماد �صيغة ورقية جديدة مدعومة بموقع‬ ‫�إلكترون ��ي رقم ��ي الف ��ت‪ ،‬و�إ�ستراتيجية ت�سويق "هجومي ��ة" كي ت�ستطيع الو�ص ��ول الى قلب‬ ‫الق ��ارئ العرب ��ي وال ��ى �ش ��ركات الإع�ل�ان‪ .‬و�أه ��م من ذلك ب� ��أن تك ��ون مطبوع ��ة م�ستقلة غير‬ ‫مدعومة من �أي حكومة عربية �أو �أجنبية كي ال تفقد م�صداقيتها‪.‬‬ ‫لقد �أ�صدرنا "�أ�سواق العرب" الإقت�صادية الورقية من لندن منذ عام بناء على هذه التو�صيات‪،‬‬ ‫وقريباً �سن�صدر الموقع الإلكتروني الرقمي المميز‪ .‬ف�أرجو بعد ‪ 12‬عدداً من العمل ال�صحافي‬ ‫الراق ��ي الذي و�صفه رئي�س غرفة التجارة وال�صناعة البرازيلية اللبناني الأ�صل غ�سان �صعب‬ ‫بـ"فخر ال�صحافة العربية"‪ ،‬ب�أننا كنا عند ح�سن ظن القارئ والمعلن معاً‪.‬‬ ‫واهلل الموفق‪.‬‬

‫كابي طبراني‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪3‬‬


Khalidiya Street - Abu Dhabi - UAE Tel: +971 2 6654300 Fax: +971 2 6663396


‫‪34‬‬ ‫�لعدد ‪� - ١٢‬أيلول (�سبتمبر) ‪٢٠١3 -‬‬

‫ماذا لو‬ ‫إنتصر األسد؟‬

‫ماذا يجري‬ ‫في األردن؟‬

‫ليبيا تتجه‬ ‫إلى اإلفالس‬

‫إذا كانت الهند تزدهر حق ًا‬ ‫فلماذا تنخفض عملتها؟‬

‫�سهرية ● �إقت�سادية ● ثقافية ● �إجتماعية ‪� -‬لعدد ‪� - ١٢‬أيلول (�سبتمبر) ‪٢٠١3 -‬‬

‫اإلخوة "األعداء"!‬

‫عالم الطاقة ‬ ‫النفط‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪TO BE ONE OF A KIND‬‬

‫عمالت ‬ ‫ر�أي‬

‫‪77‬‬

‫�صحة وجمال ‬

‫‪92‬‬

‫‪80‬‬

‫‪Khalidiya Street - Abu Dhabi - UAE‬‬ ‫‪Tel: +971 2 6813741‬‬ ‫‪brioni.com‬‬

‫كليوباترا حكمت مصر‬ ‫حمام "الجاكوزي"!‬ ‫من ّ‬

‫الموقف الثقافي ‬

‫‪96‬‬

‫مهرجانات بعلبك وثقافة الحزب‬ ‫الحاكم بأمر والية الفقيه!‬

‫كتاب ‬

‫السعودية ستبقى‬ ‫مملكة النفط‬ ‫وضامنته اإلستراتيجية‬

‫تحقيق ال�شهر ‬

‫�أ�سواق المال ‬ ‫م�صارف‬

‫‪66‬‬

‫�أ�سواق المال ‬ ‫الإحتياطي الفيديرالي‬

‫‪97‬‬

‫‪84‬‬

‫مدرسة تحت السنديانة‬ ‫وعقاب الخوري الدموي!‬

‫‪72‬‬

‫ماذا يفعل الناس عندما‬ ‫تهرب من بالدهم‬ ‫الخدمات المالية؟‬

‫الفن ال�سابع ‬

‫‪100‬‬

‫بيع أراضي المسيحيين‬ ‫يهدد‬ ‫في لبنان ممنهج ّ‬ ‫الديموغرافيا ونسيج البالد‬

‫المنبر الإجتماعي ‬ ‫هل يجتاز الري سمرز‬ ‫كل العقبات ليصبح‬ ‫أهم مصرفي في العالم؟‬

‫‪91‬‬

‫حذار التمديد والتجديد‬ ‫والتوريث!‬ ‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫رو‬ ‫القصة التي لم ُت َ‬ ‫عن الجنة اإلسرائيلية في إيران؟‬ ‫‪5‬‬


‫الفهرس‬ ‫الم�شرق العربي ‬ ‫لبنان‬

‫‪20‬‬

‫ر�أي خبير ‬

‫‪33‬‬

‫أثر قطاع اإلتصاالت على‬ ‫مستقبل الشرق االوسط‬

‫الخليج العربي ‬ ‫ال�سعودية‬

‫‪38‬‬

‫التنافس السعودي ‪ -‬القطري‬ ‫في بالد الشام‬

‫صراع "األخوة األعداء"‬ ‫على النفوذ في الشرق األوسط!‬

‫لبنان يفقد توازنه!‬

‫الم�شرق العربي ‬ ‫ر�أي مراقب‬

‫‪25‬‬

‫دور الدولة والمصارف في إعادة‬ ‫هيكلة اإلقتصاد في لبنان‬

‫الم�شرق العربي ‬ ‫�سوريا‬

‫‪26‬‬

‫الخليج العربي ‬ ‫اليمن‬

‫‪42‬‬

‫صنعاء تمضغ نفسها‪...‬‬ ‫حتى الجفاف!‬

‫ماذا لو إنتصر األسد؟‬

‫الم�شرق العربي ‬ ‫الأردن‬

‫عاصفة إقتصادية‬ ‫تهب على السعودية‬ ‫من‪" ...‬اإلنترنت"!‬

‫‪28‬‬

‫وادي النيل ‬ ‫م�صر‬

‫المغرب العربي ‬ ‫المغرب‬ ‫‪46‬‬

‫‪52‬‬

‫المغرب العربي ‬ ‫ليبيا‬ ‫ليبيا تتجه إلى اإلفالس!‬

‫العالم ‬ ‫�أوروبا‬

‫ماذا يجري في األردن؟‬ ‫‪4‬‬

‫لماذا خلع الجيش المصري‬ ‫محمد مرسي؟‬ ‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫‪56‬‬

‫اإلسالميون في المغرب‬ ‫يبحثون عن المستحيل‬ ‫للبقاء في السلطة!‬

‫الجهاديون األوروبيون‬ ‫قنبلة موقوتة في قلب‬ ‫القارة "العجوز"!‬

‫‪60‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫الموجز اللبناني‬

‫معدل النمو الإقت�صادي الحقيقي في لبنان ‪%1.8‬‬ ‫توقع ��ت لجن ��ة االم ��م المتحدة‬ ‫ال�س ��ورية و�ش� � ّلت ن�ش ��اط القطاع‬ ‫الإقت�صادية والإجتماعية لغرب‬ ‫ال�س ��ياحي‪ .‬كذل ��ك خ ّف�ض ��ت من‬ ‫يتح�س ��ن‬ ‫تدفق الر�ساميل الى لبنان ورفعت‬ ‫�آ�س ��يا "الإ�س ��كوا"‪ ،‬ان ّ‬ ‫معدل النمو الإقت�صادي المحلي‬ ‫ح ��دة الت�ش ��نجات بي ��ن مختل ��ف‬ ‫على نحو طفي ��ف الى ‪ % 1,8‬في‬ ‫الأفرقاء ال�سيا�س ��يين‪ ،‬ف�ض ًال عن‬ ‫‪ ،2013‬مع تقدير ب�إتخاذ تدابير‬ ‫�إرتفاع عدد الالجئين ال�س ��وريين‬ ‫�سجل‬ ‫الذي زاد من ال�ضغط على موارد‬ ‫تق�شف �إ�ض ��افية‪ .‬في حين ّ‬ ‫معدل غالء المعي�ش ��ة في لبنان‬ ‫الدولة والمالية العامة‪.‬‬ ‫تط ��ور ًا ملحوظ ًا خ�ل�ال الأعوام الوزير ال�سابق للمال جورج قرم م ��ا ه ��ي حقيق ��ة الم�ؤ�ش ��رات‬ ‫االربع ��ة االخي ��رة‪ ،‬ف�إرتف ��ع من‬ ‫االقت�صادية في الوقت الراهن؟‬ ‫‪ % 1,2‬ف ��ي ‪ 2009‬ال ��ى ‪ % 4,0‬في ‪ 2010‬و‪ % 4,9‬يو�ض ��ح الوزي ��ر ال�س ��ابق للم ��ال جورج ق ��رم �أن‬ ‫ف ��ي ‪ ،2011‬ومن ثم الى ‪ % 6,6‬في نهاية ‪ ،2012‬تراج ��ع الم�ؤ�ش ��رات الإقت�ص ��ادية �أو تقدمه ��ا‬ ‫و ُيتوق ��ع ان ي�ص ��ل ه ��ذا المعدل ال ��ى ‪ %5,2‬في ب ��ات مرتبط� � ًا بالتط ��ورات ال�سيا�س ��ية (محلي ًا‬ ‫نهاية ال�سنة‪.‬‬ ‫و�إقليمي� � ًا)‪ ،‬م�ش ��ير ًا ال ��ى "�أن تراج ��ع النم ��و‬ ‫ق� �دّرت "الإ�س ��كوا" ن�س ��بة نم ��و النات ��ج المحل ��ي الإقت�ص ��ادي في الوقت الراهن لي�س عمالقا"‪،‬‬ ‫الإجمال ��ي الحقيق ��ي للبنان ب� �ـ ‪ %1,2‬في ‪ ،2012‬ومالحظ ًا �إرتفاع ًا في م�ؤ�ش ��رات الإ�س ��تيراد في‬ ‫مقارن ��ة ب� �ـ ‪ %7,0‬ف ��ي ‪ 2010‬و‪ %8,5‬ف ��ي ‪ 2011 ،2009‬و‪ ،2012‬كذلك الأمر عينه حيال مبيعات‬ ‫م�ش ��يرة الى �أن تباط�ؤ الأداء الإقت�ص ��ادي �أخير ًا ال�س ��يارات (�إرتفاع ‪ ،)%7‬ف�ض�ل ً�ا عن ت�س ��جيل‬ ‫يع ��ود الى تداعي ��ات الأزمة ال�س ��ورية التي ع ّوقت زيادة ف ��ي حركتي المطار ومرف� ��أ بيروت الذي‬ ‫الحرك ��ة التجاري ��ة عب ��ر الح ��دود اللبناني ��ة – �سجل �أخير ًا معدالت �إيجابية‪.‬‬

‫نمو ال�صادرات ال�صناعية اللبنانية‬ ‫بلغ ��ت قيم ��ة ال�ص ��ادرات ال�ص ��ناعية اللبنانية ذاته من العام الما�ض ��ي‪� ،‬أي بن�سبة ‪ 16‬في المئة"‪.‬‬ ‫‪ 1.460‬مليار دوالر في الأ�ش ��هر الخم�سة الأولى و�أورد التقري ��ر‪� ،‬أن �ص ��ادرات المع ��ادن العادي ��ة‬ ‫من الع ��ام الحالي‪ ،‬بزي ��ادة ن�س ��بتها ‪ 13.5‬في وم�ص ��نوعاتها ح ّلت في المرتبة الأولى‪ ،‬وت�صدّرت‬ ‫المئة مقارن ��ة بالفترة ذاتها من عام ‪� ،2012‬إذ تركي ��ا الئح ��ة البل ��دان الم�س ��توردة له ��ذا المنتج‪،‬‬ ‫حققت ‪ 1.286‬مليار دوالر"‪.‬‬ ‫تلته ��ا منتجات الأغذي ��ة و�إحتلت المملك ��ة العربية‬ ‫و�أف ��ادت م�ص ��لحة المعلوم ��ات ال�ص ��ناعية في ال�س ��عودية �ص ��دارة الدول الم�س ��توردة‪ ،‬ث ��م الآالت‬ ‫وزارة ال�صناعة اللبنانية في تقرير‪ ،‬ب�أن "قيمة والأجهزة والمعدات الكهربائية وجاءت ال�س ��عودية‬ ‫ال ��واردات م ��ن الآالت والمع ��دات ال�ص ��ناعية ف ��ي �ص ��دارة الم�س ��توردين‪ ،‬و�أخي ��ر ًا المنتج ��ات‬ ‫�سجلت حوالى ‪ 141‬مليون دوالر‬ ‫المعدنية وال�ص ��ناعات الكيماوية‪.‬‬ ‫ف ��ي مقاب ��ل ‪ 116.7‬ملي ��ون في‬ ‫ولف ��ت �إل ��ى �أن البل ��دان العربي ��ة‬ ‫الفترة ذاتها من العام الما�ضي‪،‬‬ ‫"�ش ��كلت ال�سوق الرئي�س ��ة في �أيار‬ ‫ب�إرتفاع ن�سبته ‪ 20.9‬في المئة"‪.‬‬ ‫لل�صادرات وفق تكتالت الدول‪� ،‬إذ‬ ‫بلغت قيمته ��ا ‪ 171.2‬مليون دوالر‬ ‫وعن الت�ص ��دير ال�ش ��هري‪� ،‬أ�شارت‬ ‫�أي ‪ 57.8‬ف ��ي المئة من المجموع‪،‬‬ ‫الوزارة �إل ��ى �أن قيمة ال�ص ��ادرات‬ ‫ّ‬ ‫وحلت الدول الآ�سيوية غير العربية‬ ‫"ارتفعت في �أيار (مايو) الما�ضي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ثاني� �ا ث ��م ال ��دول الأفريقي ��ة غير‬ ‫بالغ ��ة ‪ 296.1‬ملي ��ون دوالر ف ��ي‬ ‫مقاب ��ل ‪ 255.3‬مليون في ال�ش ��هر وزير ال�صناعة اللبنانية فريج �صابونجيان العربية‪ ،‬تلتها الدول الأوروبية"‪.‬‬

‫ق���ال وزير ال�سياحة اللبنان���ي فادي عبود‪" :‬ال‬ ‫�ش���ك في �أن �سياحة هذه ال�سنة هي من اال�سو�أ بعد‬ ‫الحرب‪� .‬إذ تقت�صر الحركة على ال�سياح الم�صريين‬ ‫والأردنيين والعراقيي���ن‪ ،‬ولكن بتراجع ‪ 5‬الى ‪%6‬‬ ‫بالن�سب���ة الى ال�سياحة العربية و‪ %90‬الى ال�سياحة‬ ‫الخليجي���ة‪ .‬وقد تراجع ع���دد الوافدين في الن�صف‬ ‫االول م���ن ال�سن���ة ‪ %12,69‬ليبل���غ ‪ 624‬الف زائر‬ ‫مقاب���ل ‪ 714,5‬في الفترة عينه���ا من ‪ .2012‬اما‬ ‫في حزيران (يونيو) وحده‪ ،‬فقد بلغ عدد الوافدين‬ ‫نح���و ‪ 136‬ال���ف زائر مقاب���ل ‪ 157‬الف���ا ً لحزيران‬ ‫(يونيو) ‪.".2012‬‬ ‫‪1,850,000‬م�شت���رك هو ع���دد الم�شتركين‬ ‫عل���ى ال�شبكة التي تديرها �شرك���ة "�ألفا"‪� ،‬إذ �أعلن‬ ‫مديرها الع���ام مروان الحايك �أن ه�ؤالء الم�شتركين‬ ‫ير�سل���ون ‪ 55‬ملي���ون ر�سال���ة �شهري���ا ً‪� ،‬أي حوالى‬ ‫‪ 125‬ر�سالة ق�صيرة لكل م�شترك في ال�شهر‪ ،‬كما‬ ‫يقومون بـ ‪ 100‬مليون �إت�صال �شهريا ً‪� ،‬أي بمعدل‬ ‫‪� 55‬إت�صاالً ل���كل م�شترك �شهريا ً‪ ،‬وذلك باحت�ساب‬ ‫الإت�صاالت المفوترة فقط‪.‬‬ ‫‪ 382.1‬مليون دوالر عجز ميزان المدفوعات‬ ‫خ�ل�ال الأ�شه���ر ال�ستة الأول���ى من ال�سن���ة الجارية‪.‬‬ ‫ه���ذا العج���ز هو �أق���لّ بنحو ‪ 638.1‬ملي���ون دوالر‬ ‫مقارن���ة مع العج���ز الم�س ّج���ل خالل الفت���رة نف�سها‬ ‫من عام ‪ 2012‬حي���ن بلغ ‪ 1020.2‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫ه���ذه الإح�صاءات ال�صادرة ع���ن م�صرف لبنان هي‬ ‫ال�صافي من حركة دخول وخروج العمالت الأجنبية‬ ‫من لبنان و�إليه‪ ،‬ف�إذا كان���ت الح�صيلة عجزاً‪ ،‬فهذا‬ ‫يعني �أن النق�ص بالعملة الأجنبية هو الطاغي خالل‬ ‫ه���ذه الفترة‪ ،‬م���ا ي�ستدع���ي تدخل م�ص���رف لبنان‬ ‫لتمويل ال�سوق بالعمالت الأجنبية‪.‬‬ ‫�صن���ف بن���ك الإ�ستثم���ار العالم���ي "غولدم���ان‬ ‫�ساك����س"‪ ،‬لبن���ان ف���ي المرتب���ة ‪ 127‬م���ن بين ‪183‬‬ ‫بلداً في العالم عل���ى م�ؤ�شر بيئة النمو للعام ‪،2012‬‬ ‫مم���ا ي�شكل تقدما ً عن المرتب���ة ‪ 129‬التي �إحتلها في‬ ‫‪ 2011‬وتراجع���ا ً ع���ن المرتب���ة ‪ 75‬الت���ي �إحتلها في‬ ‫‪ .1997‬كم���ا �إحت���ل لبن���ان المرتبة ‪ 16‬م���ن بين ‪22‬‬ ‫بلداً في منطق���ة ال�شرق االو�سط و�شمال افريقيا‪ ،‬مما‬ ‫ي�شكل تقدما ً عن المرتبة ‪ 18‬التي �إحتلها في ‪،2011‬‬ ‫وتراجعا ً عن المرتبة التا�سعة التي �إحتلها في ‪.1997‬‬ ‫�إ�ضاف���ة الى ذلك‪ ،‬حلّ لبنان ف���ي المرتبة ‪ 46‬من بين‬ ‫‪ 49‬دولة ذات الدخل المتو�سط الى المرتفع المدرجة‬ ‫ف���ي الدرا�سة‪ ،‬وهي تعتبر المرتب���ة �إياها التي �إحتلها‬ ‫في ‪ ،2011‬غير انها تعد تراجعا ً عن المرتبة ‪ 21‬التي‬ ‫�إحتله���ا في ‪ ،1997‬وفق الن�شرة الأ�سبوعية لمجموعة‬ ‫بنك بيبلو�س ‪.Lebanon this Week‬‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪7‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون لبنانية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف اللبناني‬

‫هل بد�أ "حزب اهلل" خ�سارة قاعدته؟‬ ‫م ��ع حم ��ام الدم في م�ص ��ر‪ ،‬والمذبح ��ة الجارية ف ��ي �سوري ��ا‪ ،‬والتفجيرات‬ ‫الب�شع ��ة ف ��ي العراق‪ ،‬ف�إن �إنفجاراً �آخر ف ��ي منطقة ال�شرق الأو�سط ال يكاد‬ ‫يب ��دو وك�أن ��ه خبر‪ .‬ولكن الإنفج ��ار الذي ه ّز ال�ضاحي ��ة الجنوبية لبيروت‬ ‫ذات الغالبية ال�شيعية في ‪� 15‬آب (�أغ�سط�س) الفائت‪ ،‬مما �أ�سفر عن مقتل‬ ‫حوال ��ي ‪� 27‬شخ�ص� �اً و�إ�صابة حوالي ‪ ،300‬له �أهمية خا�صة‪ .‬يمكن �أن يعني‪،‬‬ ‫ح�س ��ب بع� ��ض الخب ��راء‪ ،‬بداي ��ة النهاي ��ة ل"ح ��زب اهلل"‪ ،‬الفاع ��ل ال�سيا�سي‬ ‫والع�سك ��ري الأه ��م ف ��ي لبن ��ان‪ ،‬و�أح ��د �أق ��وى ع ��دو للوالي ��ات المتحدة في‬ ‫المنطقة‪.‬‬ ‫كثرت التقارير عن نهاية "حزب اهلل" في ال�سنوات الثماني الما�ضية‪ .‬في‬ ‫المدمرة م ��ع �إ�سرائيل‪ُ ،‬قتل‬ ‫الع ��ام ‪ ،2008‬بع ��د عامي ��ن فق ��ط على الح ��رب‬ ‫ّ‬ ‫عم ��اد مغني ��ة‪ ،‬القائ ��د الع�سك ��ري للح ��زب ال�شيعي‪ ،‬ف ��ي تفجير �سي ��ارة في‬ ‫دم�ش ��ق‪ .‬وق ��د �إ ّدع ��ى محللون عل ��ى الأثر ب� ��أن "حزب اهلل" ق ��د فقد قدرته‬ ‫الع�سكري ��ة والإ�ستراتيجي ��ة‪ .‬وزعموا �أي�ض� �اً �أن الإ�ستخب ��ارات الإ�سرائيلية‬ ‫ت�س ّللت الى �أجهزة الحزب‪ ،‬و�أن الم�س�ألة لم تعد �سوى م�س�ألة وقت قبل �أن‬ ‫يثي ��ر الجوا�سي� ��س الفو�ضى في داخله‪ .‬ف ��ي الواقع‪ ،‬كان "حزب اهلل" يعمل‬ ‫عل ��ى ما يرام‪ .‬على الرغم م ��ن مجموعة المهارات والإنجازات التي تم ّيز‬ ‫بها مغنية‪ ،‬كان فرداً واحداً فقط (و�إن كان واحداً مهماً) من م�ؤ�س�سة �أكبر‬ ‫م ��ن ذلك بكثير‪ .‬لدى الحزب هيكل تنظيمي تح�سده عليه حتى ال�شركات‬ ‫الأكث ��ر تط ��وراً‪ ،‬وكان ق ��ادراً تماماً عل ��ى �إ�ستبدال مغنية‪ .‬ف ��ي الواقع‪ ،‬لقد‬ ‫فعل ذلك في �أقل من �أ�سبوع بعد جنازته‪.‬‬ ‫في تموز (يوليو) ‪ ،2011‬عندما �إتهمت المحكمة الدولية‪ ،‬التي تحقق في‬ ‫مقت ��ل رئي� ��س الوزراء اللبنان ��ي ال�سابق رفيق الحري ��ري‪ ،‬ر�سمياً �أربعة من‬ ‫�أع�ض ��اء "حزب اهلل" ف ��ي الجريمة‪ ،‬هرع المع ّلقون م ��رة �أخرى �إلى القول‬ ‫ب� ��أن الجماع ��ة ال�شيعية �ستلقى م�صيره ��ا‪� ،‬إذ �أنها قد فق ��دت �شرعيتها في‬ ‫عي ��ون معظ ��م ال�شيعة اللبنانيين‪ .‬م ��ع ذلك نجا "حزب اهلل" من العا�صفة‬ ‫م ��ع مزيج م ��ن الإ�ستراتيجي ��ة ال�سيا�سي ��ة‪ ،‬والعنف‪ ،‬والتح ��دي‪ .‬ولم يفقد‬ ‫الحزب لحظة من النوم من تدهور �شعبيته بين اللبنانيين غير ال�شيعة‪.‬‬ ‫طالم ��ا �أن لدي ��ه الأ�سلح ��ة ودع ��م قاعدت ��ه الإجتماعية‪ ،‬فالعم ��ل كالمعتاد‬ ‫بالن�سبة الى "حزب اهلل"‪.‬‬ ‫ب ��د�أت �آف ��اق "ح ��زب اهلل" حقاً تب ��دو قاتمة قبل نح ��و �سنة‪ ،‬بع ��د �أ�شهر من‬ ‫ال�ص ��راع بي ��ن الرئي� ��س ال�س ��وري ب�ش ��ار الأ�س ��د‪ ،‬الحلي ��ف الق ��وي للح ��زب‪،‬‬ ‫والمتمردي ��ن ال�س ّنة ف ��ي محاولة لتنحيته‪ .‬النظ ��ام البعثي بدا على حافة‬ ‫الإنهي ��ار‪ .‬وعل ��ى و�ش ��ك �أن يفق ��د حليف ��ه (ومع ��ه الأ�سلح ��ة والمعلوم ��ات‬ ‫المخابراتي ��ة اللتي ��ن كان يزوده بهما)‪ ،‬ذهب تفكير البع�ض الى �أن "حزب‬ ‫اهلل" يمك ��ن �أن ي�صب ��ح معزو ًال �سيا�سياً في الداخ ��ل‪ .‬وكان لهذه الت�أكيدات‬ ‫ن ��وع م ��ن الحقيقة‪ ،‬لكن لم يكن وا�ضحاً �أبداً �أن الع ��زل من �ش�أنه �أن ي�ؤدي‬ ‫�إل ��ى زوال الح ��زب‪ .‬في �أي ح ��ال‪ ،‬نجا الأ�سد‪ .‬حتى لو ت ��م الإطاحة به على‬ ‫الطري ��ق‪ ،‬هن ��اك �إحتم ��ال كبي ��ر �أن يكون لدى "ح ��زب اهلل" و�إي ��ران خطة‬ ‫ب‪ .‬عل ��ى �سبي ��ل المثال‪ ،‬هن ��اك حكومة �صديقة ي�سيط ��ر عليها ال�شيعة في‬ ‫العراق‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫بعدما نجا "حزب اهلل" من حرب‪ ،‬و�إجتاز �إغتيال مغنية‪ ،‬و�إتهام المحكمة‬ ‫الدولي ��ة القوي ��ة‪ ،‬وفق ��دان ال�شرعي ��ة ال�شعبي ��ة‪ ،‬وتقريب� �اً فق ��دان تحالفه‬ ‫الإ�ستراتيج ��ي م ��ع �سوري ��ا‪ ،‬يب ��دو وك�أن لي� ��س هن ��اك �أي �ش ��يء ي�ستطي ��ع‬ ‫م�سه‪.‬‬ ‫الو�صول �إليه �أو ّ‬ ‫ولك ��ن ف ��ي الواقع هن ��اك �أمر واحد‪ :‬تده ��ور عالقته مع �أن�ص ��اره ال�شيعة‪.‬‬ ‫ط ��وال ‪ 31‬عام� �اً على وجوده‪ ،‬عمل "حزب اهلل" عل ��ى زراعة عالقات جيدة‬ ‫م ��ع ال�شيع ��ة في لبن ��ان وو�ضعها على ر�أ� ��س �أولوياته‪ ،‬عالماً جي ��داً �أن مثل‬ ‫ه ��ذه العالق ��ات �ستك ��ون بمثاب ��ة خطوط ��ه الأول ��ى والأخي ��رة للدف ��اع‪� .‬إنه‬ ‫الم�ص ��در الوحيد للدعم الذي ال ي�ستطي ��ع الحزب بب�ساطة �أن يعي�ش من‬ ‫دونه �أو �إ�ستبداله‪.‬‬ ‫للم ��رة الأول ��ى ف ��ي تاري ��خ "ح ��زب اهلل"‪ ،‬ه ��ذه العالق ��ة الخا�ص ��ة تبدو في‬ ‫خط ��ر‪ .‬م ��ن طريق دخول الملع ��ب ال�سوري في وقت �سابق م ��ن هذا العام‪،‬‬ ‫�أو م ��ا قبل ��ه‪ ،‬لم�ساع ��دة نظ ��ام الأ�سد‪ ،‬فقد دخ ��ل الحزب في �ص ��راع مفتوح‬ ‫م ��ع �أهل ال�س ّنة في المنطق ��ة ‪� -‬سواء المعتدلين �أوالمتطرفين‪ .‬التركيبة‬ ‫ال�سكاني ��ة الإقليمية عملت دائما �ضد ال�شيعة ‪ -‬وهم يعرفون ذلك‪ .‬وحتى‬ ‫�أ�شد الم�ؤيدين من �أهل ال�شيعة اللبنانيين ل"حزب اهلل" يف�ضلون ال�سالم‬ ‫مع �إخوانهم ال�سنة اللبنانيين وفي المنطقة على الإثارة والتحري�ض‪.‬‬ ‫وهذا ما يجعل الهجوم الذي وقع في حي الروي�س ملحوظاً ومهماً جدا‪ً.‬‬ ‫قي ��ادة "ح ��زب اهلل" �ست ��راه �أنه محاولة م ��ن جانب �أعدائه ��ا لل�ضغط على‬ ‫المجتم ��ع ال�شيعي اللبنان ��ي من �أجل الدعوة لإن�سحاب الحزب من �سوريا‬ ‫ تماماً كما فعلت بعد �إنفجار بئر العبد قبل �شهرين‪ ،‬وعندما تم �إكت�شاف‬‫قنبلتين �أخريين في ال�ضاحية الجنوبية في وقت �سابق من العام‪� .‬إذا بد�أ‬ ‫�أهل ال�شيعة في لبنان ال�شك في �إ�ستراتيجية "حزب اهلل"‪ ،‬ف�إن نهايته قد‬ ‫ت�صبح قريبة‪.‬‬ ‫بع ��د وق ��ت ق�صير م ��ن الإنفج ��ار الأول قبل �شهرين‪ ،‬تعه ��دت قيادة "حزب‬ ‫اهلل" موا�صل ��ة القت ��ال ف ��ي �سوري ��ا‪ ،‬قائل ��ة �إن الهجم ��ات عل ��ى ال�ضاحي ��ة‬ ‫�ستع ّم ��ق فق ��ط �إقتناعه ��ا‪ .‬ف ��ي ذلك الوق ��ت‪ ،‬كان ال�شع ��ور ال�شيع ��ي ال يزال‬ ‫موالي� �اً ل"ح ��زب اهلل"‪ ،‬عل ��ى الرغم م ��ن �أن البع�ض ف ��ي المجتمع ال�شيعي‬ ‫ب ��د�أ فعلي� �اً يط ��رح ال�س� ��ؤال‪ :‬لماذا على الح ��زب المخاطرة ب ��كل �شيء؟ في‬ ‫الهج ��وم الأول‪ ،‬م ��ع ذل ��ك‪ ،‬لم يكن هناك قتلى‪ .‬لكن لي� ��س هذه المرة‪ .‬لذا‬ ‫بد�أ القلق الآن ي�أخذ مكاناً‪.‬‬ ‫�س ��وف ي�ستغ ��رق الأمر وقت� �اً طوي ً‬ ‫ال لزي ��ادة المعار�ضة وع ��دم الر�ضا لدى‬ ‫ال�شيع ��ة لزعزع ��ة قب�ض ��ة "حزب اهلل" على مجتمعهم‪ .‬بع ��د كل �شيء‪ ،‬فقد‬ ‫زرع ورعى الحزب هذه العالقات منذ العام ‪ ،1982‬حيث و ّفر لل�شيعة �سلعاً‬ ‫�إجتماعي ��ة‪ ،‬و�صوتاً �سيا�سياً و�أمنياً‪ ،‬و�شعوراً بالتمكين‪ .‬ولكن مع كل قنبلة‬ ‫تنفج ��ر ف ��ي معقل ��ه ‪ -‬ومع كل خ�سارة م ��ن �أرواح ال�شيعة الت ��ي ال تنتج عن‬ ‫ح ��رب م ��ع �إ�سرائيل – ف�إن تح ّكم الحزب بالقاعدة التي تدعمه و�سيطرته‬ ‫عليها �سوف يت�ضاءالن‪ .‬ما لم يغ ّير "حزب اهلل" �إ�ستراتيجيته في �سوريا‪،‬‬ ‫ف�إنه قد يجد نف�سه قريباً وحده حقاً في الداخل وفي المنطقة‪.‬‬ ‫بيروت ‪ -‬رئيف عمرو‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫"تات�ش" �أطلقت خدمة الموبايل ‪:TV‬‬ ‫متوافرة عبر ‪ 3.9G‬والإنترنت‬ ‫�أطلق ��ت �ش ��ركة "تات� ��ش" (‪ )touch‬برعاية وزير تحوطنا‪ ،‬لذا من الأهمية بمكان �إحت�ض ��انه وتوفير‬ ‫الإت�ص ��االت في حكومة ت�ص ��ريف االعم ��ال نقوال عوامل نجاح ��ه وتطوره‪ .‬و�أ ّكد �أن الوزارة ت�س ��اهم‬ ‫�ص ��حناوي وح�ض ��وره خدمة موبايل ‪ TV‬مع ميزّة بالتع ��اون مع م�ص ��رف لبنان في دعم ال�ش ��ركات‬ ‫الفيدي ��و وف ��ق الطل ��ب (‪ )Video on Demand‬النا�ش ��ئة العاملة في هذا المج ��ال وتوفير التمويل‬ ‫والب ��ث التلفزيون ��ي المبا�ش ��ر ‪ Live TV‬لأه ��م الالزم له ��ا لم�س ��اعدتها على الإ�س ��تمرار وتعزيز‬ ‫القن ��وات المحلية والعالمية‪ .‬وتتوافر هذه الخدمة م�ستوى العمل في القطاع"‪.‬‬ ‫عب ��ر خدم ��ة ‪� 3.9G‬أو عب ��ر الإنترن ��ت وال �س ��يما �أم ��ا المدي ��ر التج ��اري ل� �ـ ‪ touch‬ندي ��م خاط ��ر‪،‬‬ ‫ف�أ�ش ��ار الى ان ال�ش ��ركة دخلت عالم المحتوى من‬ ‫ال"واي فاي" (‪.)Wifi‬‬ ‫وق ��ال �ص ��حناوي خالل �إطالق الخدم ��ة في فندق الب ��اب العري� ��ض عبر خدم ��ة ال� �ـ ‪،Mobile TV‬‬ ‫"فور �س ��يزنز"‪" .‬ال �شك في ان عالم الإت�صاالت �إذ �إ�ض ��افة �إلى م�ش ��اهدة قن ��وات التلفزة المحلية‬ ‫يتط ّور وقد وعدن ��ا اللبنانيين بالمزيد من الأخبار والعالمي ��ة يمك ��ن تحمي ��ل فيدي ��و‪ ،‬وف ��ق الطل ��ب‪،‬‬ ‫ال�س ��ارة‪ ،‬وق ��د تمك ّنا م ��ن تحقيق‬ ‫من انت ��اج محلي وعالم ��ي‪ .‬وهذه‬ ‫ذل ��ك بف�ض ��ل جه ��ود العاملي ��ن‬ ‫الخدم ��ة متوافرة عل ��ى �أي جهاز‬ ‫ب�ش ��ركة "تات�ش"‪ .‬و�إذ �ش� �دّد على‬ ‫مو�ص ��ول بالإنترنت‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫ال ��دور المهم ال ��ذي يلعبه القطاع‬ ‫الحوا�س ��يب اللوحي ��ة و�شا�ش ��ات‬ ‫الرقم ��ي في تن�ش ��يط الإقت�ص ��اد‪،‬‬ ‫التلفزي ��ون الذكي ��ة والكمبيوترات‬ ‫اذ يوف ��ر فر� ��ص العم ��ل لل�ش ��باب‬ ‫ال�شخ�ص ��ية والهوات ��ف الذكي ��ة‬ ‫وي�س ��اهم في بقائهم في وطنهم‪،‬‬ ‫م ��ن دون �أي ت�أثي ��ر عل ��ى خط ��ط‬ ‫�أ�ش ��ار �إل ��ى �أن الإقت�ص ��اد الرقمي‬ ‫"الداتا"‪ ،‬بحيث تتم الفوترة وفق ًا‬ ‫ق ��ادر عل ��ى ال�ص ��مود والتط ��ور‬ ‫ل�ساعات الم�ش ��اهدة التي ي�شترك‬ ‫ب�صرف النظر عن الظروف التي وزير الإت�صاالت نقوال �صحناوي فيها الم�ستهلك"‪.‬‬

‫بيروت في المركز ‪ 46‬لأ�سعار المنازل‬ ‫�إحتلت بيروت المركز ‪ 46‬بين ‪� 94‬سوق ًا عالمية‪،‬‬ ‫والثان ��ي عربي� � ًا في ‪ 2012‬حيال �أ�س ��عار �ش� � ّقق‬ ‫م�س ��احتها نحو ‪ 150‬متر ًا مربع ًا‪ .‬كذلك �إحتلت‬ ‫العا�ص ��مة اللبناني ��ة المرتب ��ة ‪ 37‬ف ��ي �أ�س ��عار‬ ‫هذه ال�ش ��قق‪ ،‬وفق التقرير ال�س ��نوي لـ ‪Global‬‬ ‫توجه ��ات قط ��اع‬ ‫‪ Property Guide‬ع ��ن ّ‬ ‫العقارات في العالم‪.‬‬ ‫�سجلت �أ�سعار ال�شقق بهذه الموا�صفات‬ ‫عالمي ًا‪ّ ،‬‬ ‫(‪ 150‬مت ��ر ًا) ف ��ي بي ��روت‪ 3591 ،‬دوالر ًا للمتر‬ ‫المرب ��ع‪� ،‬أي �أعل ��ى م ��ن �أ�س ��عار ف ��ي �أوكالن ��د‬ ‫ف ��ي نيوزيلن ��دا‪ ،‬و�س ��انت كيت� ��س‪ ،‬وليوبليانا في‬ ‫�سلوفينيا‪ ،‬و�أقل من الأ�سعار في جزر البهاما�س‪،‬‬ ‫و�أنتيغوا‪ ،‬وفاليتا في مالطا‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار التقرير �إلى �أن �س ��عر المت ��ر المربع في‬ ‫و�س ��ط بيروت ي ��راوح بي ��ن ‪ 4200‬و‪ 6800‬دوالر‬

‫مقارن� � ًة بـ ‪ 1200‬دوالر ف ��ي ‪ ،2004‬الفت ًا الى �أن‬ ‫العائ ��د على الإيج ��ار في بي ��روت �إنخف�ض على‬ ‫نح ��و ملحوظ خالل هذه الفت ��رة‪� ،‬إذ �أنه تراجع‬ ‫من ن�س ��بة تراوح ما بين ‪� %10‬إلى ‪ %11‬منذ �ستة‬ ‫اعوام‪� ،‬إلى ن�س ��بة تراوح ما بي ��ن ‪ %2,7‬و ‪%3,5‬‬ ‫حالي ًا‪ ،‬وفق الن�ش ��رة الأ�س ��بوعية لمجموعة بنك‬ ‫بيبلو�س ‪.Lebanon This Week‬‬ ‫ويقدّم التقرير الأدوات ال�ضرورية للم�ستثمرين‬ ‫الأجان ��ب وغي ��ر المقيمي ��ن ل�ش ��راء العق ��ارات‬ ‫المد ّرة للدخل‪ ،‬الفت ًا �إلى �أنّ الم�سح �شمل ال�شقق‬ ‫والمنازل ال�ص ��الحة للبيع �أو لإعادة البيع فقط‪.‬‬ ‫فالأمالك التي وردت في التقرير ت�شمل ال�شقق‬ ‫الممت ��ازة والت ��ي تتم ّت ��ع بمراف ��ق ج ّي ��دة �أعي ��د‬ ‫ترميمها �أو هند�س ��تها خالل االعوام الخم�س ��ة‬ ‫الأخيرة‪.‬‬

‫ق���ال المكت���ب التنفي���ذي لالتح���اد العمالي‬ ‫الع���ام‪� ،‬إن مع��� ّدالت البطال���ة في لبن���ان ارتفعت‬ ‫ال���ى ما يزيد ع���ن ‪ 20‬في‪ %‬و�ص���والً الى ‪ %37‬في‬ ‫�صفوف ال�شباب وخريجي الجامعات والمعاهد‪.‬‬ ‫و�أ�ض���اف �أنه "�إذا كانت ظاه���رة البطالة المتفاقمة‬ ‫�سابق���ة عل���ى الو�ض���ع الراه���ن ب�سب���ب البني���ة‬ ‫الإقت�صادية الم�ش َّوهة والت���ي �إرتكزت على تعزيز‬ ‫القطاع���ات الريعية على ح�س���اب قطاعات الإنتاج‬ ‫وغي���اب القدرة على �إ�ستيع���اب ال�شباب الوافدين‬ ‫الى �أ�س���واق العمل‪ ،‬ف����إن الج�ش���ع والمناف�سة غير‬ ‫الم�شروعي���ن وغي���اب الم�س�ؤولي���ة الوطني���ة �أ ّديا‬ ‫الى �إ�ستباح���ة ميادين العمل و�إح�ل�ال اليد العاملة‬ ‫المناف�سة محل العمالة اللبنانية ب�أجور منخف�ضة"‪.‬‬ ‫جمعية ال�صناعيين نعمت �أفرام‪،‬‬ ‫�أعل���ن رئي�س‬ ‫ّ‬ ‫محلية ف���ي اليونان‬ ‫ؤ�س�س���ات‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫مع‬ ‫�إر�س���اء تع���اون‬ ‫ّ‬ ‫وبريطاني���ا‪" ،‬لم�صلحة ت�سهي���ل عمليات ال ّت�صدير‬ ‫لل�صناعيي���ن اللبنانيي���ن �إل���ى هذي���ن البلدي���ن‬ ‫وتفعيلها و�إيجاد �أ�سواق جديدة لها"‪.‬‬ ‫و�أ�ش���ار �إل���ى "عم���ل الجمعي���ة م���ع م�ستثمرين من‬ ‫�صناعي���ة‬ ‫القط���اع الخا����ص عل���ى �إن�ش���اء م���دن‬ ‫ّ‬ ‫التو�صل �إلى بلورة‬ ‫نموذجي���ة"‪ ،‬كا�شفا ً عن "ق���رب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�أول���ى ال�صي���غ لهذا الحل���م ال�صناعي ف���ي منطقة‬ ‫�صناعية في مناطق �أخرى"‪.‬‬ ‫ج ّزين‪ ،‬و�إقامة مدن‬ ‫ّ‬ ‫ون�ص���ح في ه���ذا المج���ال بـ"اال�ستثمار ف���ي عالم‬ ‫يتم‬ ‫ال ّتطوي���ر والإبداع وفي الم�شاريع ال ّت‬ ‫كاملية اذ ّ‬ ‫ّ‬ ‫العلمية‬ ‫ت�سخي���ر الخبرات للدمج بي���ن الإمكان���ات‬ ‫ّ‬ ‫والتكنولوجيا وبين الثقافة والحداثة"‪.‬‬ ‫نا�ش���د الأمي���ن الع���ام لإتح���اد الم�ؤ�س�س���ات‬ ‫ال�سياحي���ة ورئي����س نقاب���ة �أ�صح���اب الم�ؤ�س�س���ات‬ ‫ال�سياحي���ة البحرية جان بيروت���ي في كتاب مفتوح‬ ‫ال���ى رئي����س حكوم���ة ت�صري���ف الأعم���ال نجي���ب‬ ‫ميقات���ي‪" ،‬دعوة الهيئة العليا لل�سياحة الى �إجتماع‬ ‫�إ�ستثنائي‪ ،‬بعدما و�صل القطاع ال�سياحي الى و�ضع‬ ‫كارثي‪ ،‬وذلك بغي���ة در�س �آلية ال�صمود و�إ�ستنباط‬ ‫�إم���كان فتح �أ�سواق جديدة"‪ .‬ومم���ا جاء في الكتاب‬ ‫المفتوح‪" :‬لي�س لدينا بوادر �أمل على رغم النداءات‬ ‫والمق���االت والتح���ركات التي ل���م ت�صلن���ا �إلى �أي‬ ‫نتيج���ة �إيجابي���ة تعيد بع�ض���ا ً م���ن "الأوك�سيجين"‬ ‫لهذا القطاع الذي �ش���كّ ل ‪ %22‬في الدخل القومي‬ ‫(‪ ،)2010 - 2009‬وتراج���ع ال���ى ‪ %5‬ه���ذه االيام‬ ‫على رغم �أنه المحرك الأ�سا�سي للإقت�صاد"‪.‬‬ ‫ذكّ ���رت وزارة العم���ل ف���ي لبنان‪ ،‬ف���ي بيان‪،‬‬ ‫"�أ�صحاب الم�ؤ�س�سات وال�شركات الخا�ضعة لقانون‬ ‫العم���ل‪،‬‬ ‫وخ�ص���ت بالذكر تلك الت���ي تتعاطى مهنا ً‬ ‫ّ‬ ‫�صناعية‪ ،‬بوجوب �إ�ستخ���دام اليد العاملة اللبنانية‬ ‫وعدم �إ�ستبدالها بالعمال الأجانب‪.‬‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪9‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون لبنانية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫رأي حر‬

‫الر�سالة الدامية لمتفجرة الروي�س‬

‫متفج ��رة الروي� ��س ر�سال ��ة دامي ��ة �إل ��ى "ح ��زب‬ ‫اهلل"‪� ...‬أَر�سل ��ت من خالل �أج�س ��اد و�أ�شالء ودماء‬ ‫ع�شرات بل مئات الأبرياء‪ ،‬ن�سا ًء ورجا ّال و�أطفا ًال‪.‬‬ ‫عند ح�صول هكذا عمل �إرهابي و�إجرامي ب�إمتياز‬ ‫كالذي ح�صل يت�ساءل المحقّق والمح ّلل والعاقل‬ ‫والخبي ��ر‪ ...‬من الم�ستفي ��د؟ و�إلى ما يهدف؟ ثم‬ ‫يطرح ال�س�ؤال التالي من القادر؟‬ ‫الم�ستفيد! ه ��و العدو للبنان ولأمته و�إ�ستقراره‪.‬‬ ‫هو ال�ساع ��ي �إلى حرب �أهلية ومذهبية وطائفية‪.‬‬ ‫ه ��و المخط ��ط لفتنة ب ��د�أت في الع ��راق‪ ،‬و�إمتدّت‬ ‫�إل ��ى �سوري ��ا‪ ،‬وظه ��رت معالمها في م�ص ��ر‪ .‬ور�أى‪،‬‬ ‫ربم ��ا مخطئ� �اً ب� ��أن ال�ساح ��ة اللبناني ��ة ه ��ي �أر�ض‬ ‫خ�صبة لها‪.‬‬ ‫القادر!‪ ...‬جهات عدّة ال ح�صر لها‪.‬‬ ‫اله ��دف الجغراف ��ي ه ��و ال�ضاحي ��ة وبع ��د �أ�سب ��وع‬ ‫كان ��ت طرابل� ��س وغ ��داً ربم ��ا �أي م ��كان ف ��ي لبنان‬ ‫والأهداف ال�سيا�سية كثيرة فيه بالإ�ضافة �إلى ما‬ ‫ذكرنا �أعاله‪.‬‬ ‫هنال ��ك هدف زج �أو �إ�ست ��دراج حزب اهلل �إلى حرب‬ ‫داخلي ��ة ك ��ي يتراج ��ع ع ��ن دعم ��ه ل�سوري ��ا الدولة‬ ‫والنظام �أو ين�سحب مجبراً منها‪ .‬وهدف �آخر هو‬ ‫ت�أليب باق ��ي ال�شيعة على الح ��زب و�إعتباره �سبب‬ ‫لإتهامهم و�إ�ستهدافهم‪.‬‬ ‫وال�س�ؤال هل تحققت هذه الأهداف؟‬ ‫نعم بالن�سب ��ة الى هدف �ضرب الإ�ستقرار والأمن‬ ‫ف ��ي لبنان فقت ��ل النا�س ف ��ي ال�ش ��وارع و"عرقنة"‬ ‫تع�صب‬ ‫لبن ��ان‪ ،‬ه ��و لي�س هواي ��ة وال يقت�صر عل ��ى ّ‬ ‫�أو حق ��د‪� .‬أم ��ا الأه ��داف الأخ ��رى ف�أعتق ��د ب� ��أن‬ ‫المخط ��ط تنق�ص ��ه الفطن ��ة والمعرف ��ة والثقافة‬ ‫ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫فـ"ح ��زب اهلل" �سواء �إتفقت مع ��ه في �إ�شتراكه في‬ ‫الحرب ال�سورية والتي ي�سميها البع�ض "تورطاً"‬ ‫والآخ ��ر "�إلتزاماً" لن يغ ّير في قناعاته وخططه‬ ‫ب�سبب متفجرة هنا وعمل �إرهابي هناك‪.‬‬ ‫وال�شيع ��ة حت ��ى الذي ��ن يختلف ��ون م ��ع ح ��زب اهلل‬ ‫�سيا�سي� �اً تزيده ��م مث ��ل ه ��ذه الأعم ��ال الإرهابية‬ ‫�إقتراب� �اً من الح ��زب و�إلت�صاقاً ب ��ه و�إحتما ًء تحت‬ ‫عباءت ��ه‪ .‬وال�شيع ��ة لم ��ن ال يعلم‪ ،‬وعلي ��ه مراجعة‬ ‫التاري ��خ‪ ،‬لديه ��م ثقاف ��ة �إ�ست�شهادي ��ة‪ ،‬تع ��ود �إل ��ى‬ ‫خم�س ��ة ع�ش ��ر قرناً‪ .‬من ��ذ كربالء‪ .‬بع ��د الإنفجار‬ ‫كنت م ��ن الذي ��ن �إ�ست�ضيفوا عل ��ى ف�ضائيات عدة‬ ‫وكان ال�س� ��ؤال الأول‪ :‬ه ��ل للتفجي ��ر الإرهاب ��ي‬ ‫عالق ��ة بدخول "ح ��زب اهلل" �إلى �سوريا؟ الجواب‬

‫‪8‬‬

‫العميد الركن الدكتور ه�شام جابر‬

‫*‬

‫ب ��كل ت�أكي ��د نع ��م‪ .‬وكل م ��ا ن ��راه ف ��ي لبن ��ان اليوم‬ ‫م ��ن �إخ�ل�ال بالأمن م ��ن ال�شمال �إل ��ى البقاع �إلى‬ ‫ال�ضاحي ��ة �إلى �صيدا هو من تداعيات الحرب في‬ ‫�سوريا‪ .‬والتي ت�سعى بع�ض الجهات �إلى نقلها �إلى‬ ‫لبنان‪.‬‬ ‫وه ��ل يمكن ربط ما ح�صل بال�ص ��راع الإ�سرائيلي‬ ‫م ��ع "ح ��زب اهلل"؟ الجواب نع ��م ‪ .‬فالمقاومة هي‬ ‫الي ��وم الع ��دو الأول لإ�سرائي ��ل‪ ،‬ف"ت ��ل �أبي ��ب"‬ ‫م�ستفي ��دة م ��ن الأه ��داف الت ��ي م� � ّر ذكره ��ا وهي‬ ‫مبتهج ��ة بما يجري في �سوري ��ا وفي م�صر ودول‬ ‫"الربيع العربي" فلماذا �إ�ستثناء لبنان؟‬ ‫و�إ�سرائي ��ل قادرة‪ ،‬ولديها مئات العمالء وتتقاطع‬ ‫م�صالحه ��ا م ��ع جه ��ات ع ��دة‪ ،‬وحادث ��ة "اللبونة"‬ ‫الت ��ي ك�ش ��ف عنه ��ا الأمي ��ن الع ��ام ل"ح ��زب اهلل"‬ ‫ال�سي ��د ح�سن ن�ص ��ر اهلل وع ّتمت عليه ��ا �إ�سرائيل‪،‬‬ ‫فهي لن ت�سكت عنها ب�سهولة‪ ،‬وهي يكفيها هزيمة‬ ‫جي�شه ��ا في تم ��وز (يوليو) ‪ 2006‬ول ��م ت�ستطع �أن‬ ‫تعي ��د �إعتباره ��ا‪ .‬لأنه ��ا ب ��كل ب�ساط ��ة ال ت�ستطي ��ع‬ ‫حت ��ى الآن تحمل نتائجه ��ا‪ .‬وهي تجري المناورة‬ ‫تلو المناورة كل عام‪ .‬لتكت�شف �أن دفاعها المدني‬ ‫�ضعي ��ف‪ ،‬و�أن القب ��ة الفوالذي ��ة لم تكتم ��ل و�أن ‪60‬‬ ‫�ألف �صاروخ الجاهزة للرد لي�ست �ألعاباّ نارية‪.‬‬ ‫والآن م ��اذا بع ��د؟ ه ��ل �سي�شه ��د لبن ��ان تفجي ��رات‬ ‫�إرهابي ��ة �أخرى؟ الج ��واب نعم‪� .‬أنظ ��روا ما حدث‬ ‫ف ��ي طرابل� ��س ‪...‬فالفتن ��ة ل ��م يت ��م و�أده ��ا بع ��د‪.‬‬ ‫و�أ�صحابه ��ا ل ��م يعتريه ��م الي�أ� ��س‪ .‬والإمكان ��ات‬ ‫متوفرة والأر�ض خ�صبة والتمويل جاهز‪.‬‬ ‫و�إذا كان ح ��زب اهلل يدرك ب ��ان �إنجراره �إلى حرب‬ ‫داخلي ��ة يمك ��ن �أن يحق ��ق له ن�ص ��راً م�ؤقت� �اً‪ .‬ف�إ ّنه‬ ‫ف ��ي النهاي ��ة �سيك ��ون كارثي� �اً بالن�سب ��ة �إلي ��ه و�إلى‬ ‫لبن ��ان‪ .‬ل ��ذا �أَق� �دًر �أ ّنه ل ��ن يرتكب تل ��ك الخطيئة‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫المميت ��ة‪� .‬إنما من ي�ضمن الغوغاء والإنتقام؟ �إذا‬ ‫�ش ��اء المخط ��ط �أن ي�ضع متفج ��رة قاتلة في حي‬ ‫م ��ن طائفة �أخرى؟ ويتهم حزب اهلل بها‪ .‬فالفعل‬ ‫ي�ستدع ��ي ردة الفع ��ل‪ .‬والغابة ي�شعله ��ا عود ثقاب‬ ‫واح ��د‪ .‬فكي ��ف �إذا كان ��ت مليئة ببرامي ��ل البارود‪.‬‬ ‫فه ��ل يمكن منع ذلك؟ الجواب نعم‪ .‬بالبحث عن‬ ‫مكم ��ن ال ��داء لإ�ستئ�صال ��ه‪ .‬و�أن ت�ستيقظ الدولة‬ ‫النائم ��ة �أو ما تبقى منه ��ا‪ .‬و�أن ي ّتقي ال�سيا�سيون‬ ‫اهلل في وطنهم‪ .‬وي�سرعوا بت�شكيل حكومة "�إنقاذ‬ ‫وطن ��ي" يق�س ��م �أع�ضا�ؤه ��ا ف ��ي الي ��وم الأول عل ��ى‬ ‫�إنق ��اذ الوط ��ن وتحييده ع ��ن �صراع ��ات المنطقة‬ ‫وتجمي ��د �إرتباطاته ��م الخارجي ��ة ول ��و �إلى حين‪،‬‬ ‫بع ��د الإعتذار من مراجعهم في الخارج‪� .‬إذا تع ّذر‬ ‫ف � ّ�ك الإرتباط معهم ومع �صناديقه ��م‪ .‬و�إذا تعذر‬ ‫ت�أليف مثل هذه الحكومة‪ ،‬فلتكن حكومة طوارئ‬ ‫م�ؤلف ��ة من ع�سكريين و�شخ�صيات �شجاعة نافذة‬ ‫تحظ ��ى بالهيب ��ة والإحت ��رام وال�سمع ��ة الطيب ��ة‬ ‫والقدرة على �إتخاذ القرار‪.‬‬ ‫و�أن ��ا �أرى �أن �أول مر�س ��وم للحكومة العتيدة يجب‬ ‫�أن يت�ضم ��ن �إع�ل�ان حال ��ة الط ��وارئ ف ��ي الب�ل�اد‪،‬‬ ‫فلبن ��ان على حاف ��ة الهاوية و�إذا �إنزل ��ق �إلى الهوة‬ ‫ل ��ن ينف ��ع �ساعتئ ��ذٍ �أي ع�ل�اج‪ ،‬ويك ��ون الف�أ� ��س قد‬ ‫�أ�ص ��اب الر�أ� ��س‪ ،‬ول ��ن تنف ��ع عندئ ��ذٍ ت�صريح ��ات‬ ‫"ج ��ون كي ��ري" وال مواق ��ف "�سيرج ��ي الفروف"‬ ‫وال غيرة "�أمنا الحنون"‪.‬‬ ‫�إذا �إنه ��ارت الأو�ض ��اع ف ��ي �سوري ��ا ودخل ��ت ال ��ى‬ ‫"ال�صومل ��ة" �سيدخ ��ل معه ��ا الع ��راق والأردن‬ ‫وتركيا بعد لبنان الأقرب والأكثر ه�شا�شة‪.‬‬ ‫لق ��د م�ض ��ى على الفو�ضى في ال�صوم ��ال �أكثر من‬ ‫ع�شري ��ن عاماً وعجزت ال ��دول العظمى عن �إطفاء‬ ‫حرائقه‪ .‬فهل ي�أمل اللبنانيون ب�أن ي�ستفيقوا يوماً‬ ‫وي�شه ��دوا �إ�ستفاقة و�صحوة لدى �أولياء الأمر؟ �أم‬ ‫�أنه ��م �سي�ستفيق ��ون عل ��ى فتن ��ة تكب ��ر كك ��رة الثلج‪،‬‬ ‫ي�شهد الجميع �أنها �إذا ح�صلت ف�إنها لن تبقي ولن‬ ‫ت ��ذر‪ .‬و�إن ه ��ذا البل ��د ال ��ذي يح ��وي م ��واداً �سريعة‬ ‫الإ�شتعال‪� ،‬ست�أكله النار من �أدناه �إلى �أق�صاه؟‬ ‫و�ساعتئ ��ذٍ ل ��ن يك ��ون هن ��اك ر�سائ ��ل دامي ��ة‪ .‬لأن‬ ‫�أنام ��ل و�أي ��ادي المر�سل والمر�سل �إلي ��ه �ستطالها‬ ‫الني ��ران ول ��ن تنف ��ع اللعنة حيث ل ��ن يبقى هناك‬ ‫من يلعن‪ .‬ال ّله َّم نجنا من �إرت�شاف هذه الك�أ�س‪.‬‬ ‫* رئي�س مركز ال�شرق الأو�سط‬ ‫للدرا�سات والأبحاث في بيروت‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫الموجز العربي‬

‫الإتحاد الأوروبي يلتزم م�ساندة الإقت�صاد الم�صري‬ ‫عقد وزير التجارة وال�ص ��ناعة الم�ص ��ري منير‬ ‫فخ ��ري عبدالنور‪ ،‬جل�س ��ة محادثات مع �س ��فير‬ ‫الإتح ��اد الأوروبي في القاهرة‪ ،‬جايم�س موران‪،‬‬ ‫تناول ��ت �س ��بل تعزي ��ز العالق ��ات الإقت�ص ��ادية‬ ‫وزيادة معدالت التبادل التجاري والإ�ستثمارات‬ ‫الم�شتركة بين م�صر ودول الإتحاد الأوروبي في‬ ‫المرحلة المقبلة‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار �إل ��ى �أن الإتحاد الأوروبي ه ��و �أحد �أهم‬ ‫ال�ش ��ركاء الإ�س ��تراتيجيين لم�ص ��ر �س ��واء على‬ ‫الم�س ��توى ال�سيا�س ��ي �أو الإقت�ص ��ادي‪ ،‬الفت ًا �إلى‬ ‫�أهمي ��ة تفعي ��ل التع ��اون بي ��ن م�ص ��ر ودوله بما‬ ‫يخدم م�ص ��الح الطرفي ��ن‪ .‬و�أك ��د �أهمية تفعيل‬ ‫برامج التعاون الم�ش ��تركة بين م�ص ��ر والإتحاد‬ ‫الأوروبي خ�صو�ص ًا في ما يتعلق بتي�سير التجارة‬ ‫وتب ��ادل الإ�س ��تثمارات بما ي�س ��اهم في تو�س ��يع‬ ‫حجم التجارة البينية لم�ص ��ر مع دول االتحاد‪،‬‬ ‫م�ش ��ير ًا �إلى �أن ال�ص ��ادرات الم�ص ��رية �شهدت‬ ‫�إرتفاع� � ًا خ�ل�ال العام الحالي بل ��غ ‪ 16‬في المئة‬ ‫مقارنة بالعام ال�س ��ابق‪ ،‬ما ي�ؤكد قوة الإقت�صاد‬ ‫و�صالبته في مواجهة التحديات‪.‬‬ ‫ولفت �إلى �أن الحكومة حري�ص ��ة على �إ�س ��تعادة‬

‫ثقة الم�ستثمرين الأجانب والأ�سواق الخارجية‪،‬‬ ‫لذلك ت�س ��عى جاه ��دة ال ��ى تحقيق الإ�س ��تقرار‬ ‫الأمني و�إتخاذ �إجراءات عاجلة لعودة الإقت�صاد‬ ‫الم�ص ��ري لمكانت ��ه الإقليمي ��ة والدولي ��ة خالل‬ ‫الفترة القريبة المقبلة‪ .‬و�أ�شار �إلى �أن الحكومة‬ ‫حري�ص ��ة على �إعادة الإقت�ص ��اد الم�ص ��ري �إلى‬ ‫م�س ��اره ال�ص ��حيح‪ ،‬و�أنها خ�ص�ص ��ت ‪ 22‬مليار‬ ‫جني ��ه (‪ 3.1‬ملي ��ار دوالر) لدع ��م ع ��دد م ��ن‬ ‫الم�شاريع العاجلة من دون �أي �إ�ضافة على عجز‬ ‫الموازنة‪.‬‬

‫وزير التجارة وال�صناعة الم�صري منير فخري عبدالنور‬

‫برنامج يعزز قدرات الخريجين العرب‬ ‫في اال�ستجابة �إلى طلبات التوظيف‬ ‫ح�ص ��ل �آالف من ال�ش ��بان وال�ش ��ابات في �أنحاء‬ ‫ال�ش ��رق الأو�سط و�ش ��مال �أفريقيا‪ ،‬على وظائف‬ ‫جدي ��دة و�أم ��ل جديد‪ ،‬بف�ض ��ل برنام ��ج تدعمه‬ ‫مب ��ادرة ال�ش ��راكة الأميركية ال�ش ��رق �أو�س ��طية‬ ‫(ميبي)‪ .‬وقد �أثنت على هذا البرنامج‪ ،‬خريجة‬ ‫من �ش ��عبة م�ص ��ر في برنامج م�ؤ�س�س ��ة التعليم‬ ‫م ��ن �أجل التوظي ��ف ‪ ))EEE‬التي تتخذ مقرها‬ ‫في وا�ش ��نطن العا�ص ��مة‪ .‬وقالت �شيماء‪�" :‬صنع‬ ‫فرق ًا بالن�س ��بة � ّإلي مهني ًا و�شخ�ص ��ي ًا"‪ .‬و�أفادت‬ ‫خريج ��ة �أخرى �إ�س ��مها �س ��يرين‪ ،‬ب� ��أن تدريبها‬ ‫في ال�ش ��عبة الأردنية جعلها تطور "قوة الإرادة"‬ ‫�أثناء التدريب‪.‬‬ ‫بد�أ برنامج م�ؤ�س�س ��ة التعليم من �أجل التوظيف‬ ‫ف ��ي �أواخر الع ��ام ‪ 2006‬بتمويل �أ�سا�س ��ي قيمته‬ ‫‪ 10‬ماليي ��ن دوالر م ��ن م�ؤ�س�س ��ة رون برودر في‬

‫نيويورك‪ .‬و�س ��رعان ما تلقى البرنامج الت�شجيع‬ ‫والدع ��م م ��ن مب ��ادرة ال�ش ��راكة الأميركي ��ة ‪-‬‬ ‫ال�ش ��رق الأو�س ��طية‪ ،‬التي ال تزال م�س ��تمرة في‬ ‫دعم ��ه‪ .‬وتعمل فروع م�ؤ�س�س ��ة التعلي ��م من �أجل‬ ‫التوظي ��ف كمنظم ��ات ال تبغ ��ي الرب ��ح‪ ،‬ويتولى‬ ‫�إدارة كل فرع مجل�س �إدارة محلي‪.‬‬ ‫وقال رئي�س م�ؤ�س�سة التعليم من �أجل التوظيف‪،‬‬ ‫جايم ��ي ماكوليف‪" :‬كانت ر�ؤية البرنامج بمثابة‬ ‫محاولة لتحديد بع�ض الأ�س ��باب الجذرية لعدم‬ ‫الإ�س ��تقرار ف ��ي المنطقة ومعرفة م ��ا هي �أوجه‬ ‫النق�ص"‪ .‬وقد ر�أى رون برودر و�شركا�ؤه في وقت‬ ‫مبك ��ر �أن ال�س ��بب الرئي�س كان تخ ّرج ال�ش ��باب‬ ‫�إما من المدر�س ��ة الثانوي ��ة �أو الجامعة حاملين‬ ‫�ش ��هادات ولكن من دون مه ��ارات تطبيقية ذات‬ ‫معنى‪ ،‬ي�سعى �إليها القطاع الخا�ص‪.‬‬

‫�أف���ادت "�سان���ا" ان الحكوم���ة ال�سورية �أقرت‬ ‫م�ش���روع "الك�سب غير الم�ش���روع"‪ ،‬ومنحت بموجبه‬ ‫محكمة الجناي���ات حق النظر ف���ي "جرائم الف�ساد"‬ ‫ومالحقة مرتكبيه‪.‬‬ ‫وين����ص القانون عل���ى "معاقبة العام���ل �أو القائم‬ ‫بخدمة عام���ة الذي يح�ص���ل لنف�س���ه �أو لغيره على‬ ‫ك�س���ب غي���ر م�ش���روع بالإعتقال الموق���ت وبغرامة‬ ‫تعادل قيمة الك�سب غير الم�شروع مع الم�صادرة"‪،‬‬ ‫وذل���ك ف���ي اط���ار "�سيا�س���ة مكافح���ة الف�س���اد"‬ ‫الحكومي���ة‪ .‬و�إحتل���ت �سوريا ع���ام ‪ ،2012‬المرتبة‬ ‫ال���ـ‪ 144‬بي���ن ‪ 176‬دولة ف���ي م�ؤ�ش���ر ال�شفافية‬ ‫العالمي‪.‬‬ ‫�أعلن���ت "المندوبي���ة ال�سامية ف���ي التخطيط"‬ ‫�أن �إقت�ص���اد المغ���رب وفّ ر ‪� 144‬أل���ف فر�صة عمل‬ ‫بين ع���ام ‪ 2012‬والن�صف الأول من العام الجاري‪،‬‬ ‫ولكنه���ا لم تكن كافي���ة لمعالجة م�شكل���ة البطالة‬ ‫الت���ي �إرتفع���ت �إل���ى ‪ 8,8‬من ‪ 8.1‬ف���ي المئة من‬ ‫الفئة الن�شيط���ة‪ .‬وزادت بطالة ال�شباب الحا�صلين‬ ‫على �شهادات جامعية من ‪� 17‬إلى ‪ 18,4‬في المئة‪،‬‬ ‫خ�صو�ص���ا ً لدى المواطني���ن الذين تق���ل �أعمارهم‬ ‫عن ‪� 24‬سن���ة ويقيمون في الم���دن‪ ،‬والتي تعاني‬ ‫تبعات الأزمات المالي���ة واالقت�صادية وتراجع �أداء‬ ‫عدد م���ن القطاعات التي كانت توف���ر العمل لها‪،‬‬ ‫مثل االت�ص���االت والم�ص���ارف والت�أمينات والنقل‬ ‫والخدم���ات والتخزين‪ ،‬والت���ي د�أبت على خلق ‪85‬‬ ‫�ألف فر�صة عمل �سنويا ً‪.‬‬ ‫ق���ال وزير المالية التون�سي اليا�س فخفاخ �إن‬ ‫اقت�ص���اد تون����س �سينمو بوتيرة �أقل م���ن الم�أمول‬ ‫ه���ذا الع���ام‪ ،‬وخف����ض معدل النم���و المتوق���ع �إلى‬ ‫‪ 3.6‬في المئة من ‪ 4‬في المئة‪ .‬وقال فخفاخ‪ ،‬في‬ ‫م�ؤتم���ر �صحاف���ي‪� ،‬إن "عجز الموازن���ة �سيكون �أكبر‬ ‫من المتوقع ورف���ع ن�سبته �إلى ‪ 7.4‬في المئة‪ ،‬من‬ ‫الناتج المحلي الإجمالي من ‪ 5.1‬في المئة"‪.‬‬ ‫�إرتف���ع عدد ال�ش���ركات الم�سجلة ف���ي الأردن‬ ‫خ�ل�ال الن�ص���ف الأول م���ن الع���ام الج���اري بن�سب���ة‬ ‫‪ ،%0.8‬مقارن���ة م���ع الفت���رة نف�سه���ا م���ن الع���ام‬ ‫‪ .2012‬وبل���غ عدد ال�ش���ركات الجدي���دة الم�سجلة‬ ‫نح���و ‪ ،4229‬بر�ؤو����س �أموال م�سجل���ة بلغت ‪172‬‬ ‫ملي���ون دوالر‪ .‬وقال مراقب عام ال�شركات الأردني‬ ‫بره���ان عكرو����ش‪ ،‬في ت�صريح���ات للأنا�ض���ول �إن‬ ‫"حجم ر�ؤو�س الأموال الم�سجلة في الن�صف الأول‪،‬‬ ‫�إرتف���ع بن�سب���ة ‪ %0.31‬مقاب���ل الفت���رة نف�سه���ا‬ ‫م���ن الع���ام الما�ض���ي‪ ،‬وتوزع���ت ال�ش���ركات عل���ى‬ ‫قطاعات ال�صناعة والتج���ارة والزراعة والمقاوالت‬ ‫والخدمات"‪.‬‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪11‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون عربية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف العربي‬

‫الت�شا�ؤم ال يزال �أمر اليوم في العراق‬ ‫عل ��ى الرغم م ��ن �إنخفا� ��ض التغطية الإعالمي ��ة‪ ،‬ما زال ��ت �إحتجاجات العرب‬ ‫ال�س ّن ��ة ف ��ي العراق تح ��دث وتت�أجج‪ .‬المظاه ��رات تعك�س �شع ��وراً وا�سع النطاق‬ ‫م ��ن التهمي� ��ش بي ��ن العرب ال�س ّن ��ة‪ .‬حت ��ى الآن كان هناك تحلي ��ل �ضئيل حول‬ ‫الإتجاه ��ات الإيديولوجية ف ��ي الإحتجاجات‪� .‬أيّ الف�صائل يمكن تمييزها‪� ،‬إن‬ ‫وجدت؟ ما هو الدور الذي يلعبه الإ�سالميون؟‬ ‫الإحتجاج ��ات ف ��ي العراق تقع في المقام الأول تح ��ت �شعار "الحراك"‪ ،‬ولكن‬ ‫�إ�ستخدام هذا الم�صطلح ال يعني �أنه يماثل ما يعنيه لغوياً �أو بالغياً ‪ .‬كل يوم‬ ‫جمعة‪ ،‬يعتمد المتظاهرون عموماً �شكوى محددة التي تو�ضع حولها �شعارات‬ ‫وتنظي ��م م�سي ��رات‪ .‬وت�شم ��ل الموا�ضيع المتك� � ّررة �إ�ستعادة الكرام ��ة ال�شرعية‬ ‫للعرب ال�سنة في العراق‪ ،‬والتنديد بالحكومة و�إتهامها بالطائفية‪.‬‬ ‫تحلي�ل�ات ف ��ي وق ��ت مبكر م ��ن الإحتجاجات �إقترح ��ت �أن هناك ت�أثي ��راً كبيراً‬ ‫م ��ن "الح ��زب الإ�سالم ��ي العراق ��ي"‪ ،‬ال ��ذي ل ��ه جذور ف ��ي جماع ��ة "الإخوان‬ ‫الم�سلمي ��ن"‪� .‬أ�صب ��ح نفوذ "الح ��زب اال�سالمي العراقي" �أكث ��ر و�ضوحاً بكثير‬ ‫ف ��ي الأ�سابي ��ع الأخي ��رة‪ ،‬كم ��ا يت�ضح م ��ن التظاه ��رات المتكررة الت ��ي �أطلقها‬ ‫للت�ضامن مع الإخوان في م�صر‪.‬‬ ‫ف ��ي و�سائ ��ل الإعالم الغربية‪� ،‬أثار مقال اليمني ��ة الحائزة جائزة نوبل لل�سالم‬ ‫ت ��وكل كرمان في "ف ��ورن بولي�سي" جد ًال كبي ��راً لمقارنتها الرئي�س الم�صري‬ ‫المع ��زول محم ��د مر�س ��ي بنيل�سون مانديال‪ .‬مع ذلك لي� ��س هناك �شك في �أن‬ ‫المتعاطفين مع "الإخوان" في منطقة ال�شرق الأو�سط يرون مر�سي في هذه‬ ‫ال�صورة‪.‬‬ ‫وق ��د �أث ��ارت عمليات القمع والقت ��ل التي تعر�ض لها م�ؤي ��دو مر�سي في م�صر‬ ‫طفرة من مظاهر الت�ضامن مع "الإخوان" في العراق‪ .‬في �إحتجاجات �أخيرة‬ ‫ج ��رت في مدينة الفلوجة‪ ،‬كان بع� ��ض المتظاهرين ي�ضرب ويدو�س ب�أحذيته‬ ‫الفتة تحمل �صور ثالثي "القوات ال�شريرة" ‪ -‬ال�سوري ب�شار اال�سد‪ ،‬العراقي‬ ‫نوري المالكي‪ ،‬والم�صري عبد الفتاح ال�سي�سى‪.‬‬ ‫وفي بغداد نف�سها‪� ،‬شبه متحدثون ال�سلوك الغليظ من قوات الأمن العراقية‬ ‫ب�سلوك الجي�ش الم�صري تجاه المتظاهرين الم�ؤيدين لمر�سي‪.‬‬ ‫يمك ��ن تميي ��ز ف�صيلي ��ن رئي�سيي ��ن �آخري ��ن داخ ��ل حرك ��ة الإحتج ��اج‪� .‬أولهم ��ا‬ ‫"�إنتفا�ض ��ة �أح ��رار الع ��راق"‪ ،‬وه ��و الجن ��اح النا�ش ��ط ف ��ي حرك ��ة ميلي�شي ��ا‬ ‫النق�شبندي البعثية‪.‬‬ ‫تق ��ول "�إنتفا�ض ��ة �أح ��رار الع ��راق" �أن هدفه ��ا الأ�سا�س ��ي ه ��و �إنه ��اء �إحت�ل�ال‬ ‫"ال�صفوي ��ة" (الإيراني ��ة) للع ��راق وتحري ��ر بغ ��داد م ��ن الحكوم ��ة العراقي ��ة‬ ‫الحالي ��ة‪ ،‬وه ��ذا يتناق� ��ض م ��ع م ��ا ينادي ب ��ه "الح ��راك" الذي تت ��راوح حلوله‬ ‫م ��ن دع ��وة الحكوم ��ة �إلى تقدي ��م تن ��ازالت بالن�سبة ال ��ى �إجتثاث ح ��زب البعث‬ ‫والقواني ��ن المناه�ض ��ة للإره ��اب‪� ،‬إل ��ى حثه ��ا على �إن�ش ��اء منطق ��ة فيديرالية‬ ‫�سنية في غرب و�شمال العراق‪.‬‬ ‫من ��ذ الهجوم على مخيم �إحتج ��اج الحويجة قرب كركوك في ني�سان (�إبريل)‬ ‫الفائ ��ت ال ��ذي �شه ��د مقت ��ل ع�ش ��رات م ��ن �أتب ��اع "�إنتفا�ض ��ة �أح ��رار الع ��راق"‬ ‫والمحتجي ��ن الع� � ّزل‪� ،‬إن�سحب ��ت ه ��ذه الأخي ��رة فعلي� �اً م ��ن �إج ��راء مزي ��د م ��ن‬ ‫ّ‬ ‫المظاهرات‪ ،‬و�أو�ضحت بعد ذلك �أن الكفاح الم�سلح هو الحل الوحيد‪ .‬وتزامن‬ ‫‪10‬‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫الإع�ل�ان ع ��ن و�ضع حد للإحتجاجات مع �إنت�شار �إ�ستخدام �شعار لمدة �أ�سبوع‪،‬‬ ‫�أو نح ��و ذل ��ك‪ ،‬في العديد م ��ن الأمكنة‪ ،‬بما في ذلك ح ��ي الغزالية في بغداد‪:‬‬ ‫"ال�شعب يريد �إعالن الجهاد"‪.‬‬ ‫المنظم ��ة الرئي�سي ��ة الثالث ��ة تتمث ��ل ف ��ي "الحرك ��ة ال�شعبي ��ة ال�سني ��ة"‪ ،‬التي‬ ‫تتمرك ��ز ف ��ي المق ��ام الأول في محافظة الأنب ��ار‪ .‬وت�شير الأد ّلة �إل ��ى �أنه �إذا لم‬ ‫تك ��ن الحركة مجرد جماعة �أمامية تنبث ��ق عن المجموعة المتمردة ال�سلفية‬ ‫المعروف ��ة ب�إ�س ��م "الجي� ��ش الإ�سالمي في الع ��راق"‪ ،‬ف�إنها عل ��ى الأقل ترتبط‬ ‫بعالقات قوية معها‪.‬‬ ‫اله ��دف الرئي�س ��ي ل"الحرك ��ة ال�شعبي ��ة ال�سني ��ة" يب ��دو �أن ��ه يكمن ف ��ي �إن�شاء‬ ‫منطق ��ة فيديرالي ��ة لل�س ّنة‪ .‬والحركة هي �أي�ضاً مجموع ��ة �إحتجاج التي تعلن‬ ‫بق ��وة ت�ضامنه ��ا مع المتمردين ف ��ي �سوريا‪ ،‬مع رفع �أع�ل�ام "الجي�ش ال�سوري‬ ‫الحر" والفتات الدعم له ب�شكل روتيني في التجمعات الخا�صة بها‪.‬‬ ‫عل ��ى �سبي ��ل المث ��ال‪ ،‬في �إحتج ��اج بعد �ص�ل�اة العيد‪ ،‬رفعت الحرك ��ة الفتة في‬ ‫تجم ��ع الرم ��ادي‪ ،‬ن�صه ��ا كما يل ��ي‪" :‬من �أر� ��ض الأنب ��ار لأبطال �سوري ��ا‪ :‬لي�س‬ ‫هن ��اك عي ��د بالن�سب ��ة �إلين ��ا �إال ن�صرك ��م"‪� .‬صفح ��ة الحركة عل ��ى "الفاي�سبوك‬ ‫ت ��م تحميلها �أي�ضاً �صورة عل ��م "الجي�ش ال�سوري الحر" في �أحد �إحتجاجاتها‬ ‫و�إدراج كالم تو�ضيح ��ي ي�س� ��أل اهلل لإر�س ��ال "الحرك ��ة ال�شعبي ��ة الإ�سالمي ��ة"‬ ‫لإنقاذ ال�سنة من الإ�ضطهاد‪.‬‬ ‫ف ��ي حي ��ن �أن �أع ��داد المتظاهري ��ن ق ��د �إنخف� ��ض بالت�أكي ��د من ��ذ كان ��ون الأول‬ ‫(يناي ��ر)‪ ،‬م ��ن غي ��ر المرج ��ح �أن تتبدد تمام� �اً لبع�ض الوق ��ت م�ستقب ً‬ ‫ال‪ ،‬وعلى‬ ‫النقي� ��ض م ��ن المظاهرات في المحافظ ��ات الجنوبية ح ��ول ق�ضايا مثل عدم‬ ‫كفاية الكهرباء التي ت�ستمر ب�ضعة �أ�سابيع فقط ‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أن �إدارة ن ��ور المالكي حاول ��ت �أن تقدّم بع� ��ض التنازالت في‬ ‫�شكل من الإ�صالحات لإجتثاث حزب البعث التي و�ضعها نائب رئي�س الوزراء‬ ‫ال�سن ��ي �صالح المطل ��ك‪ ،‬ف�إن معار�ضة التيار ال�ص ��دري للإ�صالحات‪ ،‬وكذلك‬ ‫المقاطع ��ة و�س ��ط تداعي ��ات الحويج ��ة‪ ،‬عن ��ى ف�شل ه ��ذا الإقتراح ف ��ي المرور‬ ‫م ��ن خ�ل�ال البرلم ��ان‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬ل ��م تعالج �أيٌّ م ��ن المظالم في طريقة‬ ‫مجدية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وفي الوقت عينه‪ ،‬ت�صاعد العنف‪ ،‬الذي كان �أمرا متوقعا‪� ،‬أثار ردا من الحكومة‬ ‫العراقي ��ة مماث�ل� ً‬ ‫ا ل ��ر ّد الجي� ��ش الم�ص ��ري‪ ،‬وتحدي ��داً‪ :‬ت�شدي ��د الإج ��راءات‬ ‫الأمني ��ة فق ��ط‪ .‬مع ذل ��ك‪� ،‬إن هذا النوع م ��ن ال�سلوك الغلي ��ظ يال�ضبط الذي‬ ‫�أثار المزيد من الإ�ستياء من المحتجين على وجه الخ�صو�ص‪ ،‬كما �أدلى �أحد‬ ‫ق ��ادة "الحركة الإ�سالمية ال�سني ��ة" بو�ضوح في �إ�شارة �إلى هجوم �أمني جديد‬ ‫ب�أمر من المالكي في منطقة الجزيرة في ال�شمال الغربي‪.‬‬ ‫جنب� �اً �إل ��ى جنب مع عدم رغبة حكومة المالك ��ي الإعتراف بخط�أ �شراء �أجهزة‬ ‫الك�ش ��ف ع ��ن القناب ��ل الوهمي ��ة‪ ،‬كل ه ��ذا يعن ��ي �أن خف� ��ض الإرتف ��اع ف ��ي عدد‬ ‫ال�ضحاي ��ا م ��ن غي ��ر المحتم ��ل �أن يتحق ��ق ف ��ي �أي وق ��ت قري ��ب‪ .‬حت ��ى لو كان‬ ‫�أح ��د يرغ ��ب في تجنب الإثارة بت�سمية هذا الو�ض ��ع الجديد حرب �أهلية‪ ،‬ف�إن‬ ‫الت�شا�ؤم ال يزال هو �أمر اليوم في العراق‪.‬‬ ‫بغداد ‪� -‬صالح العفان‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫�صندوق النقد يجدد ثقته باالقت�صاد المغربي‬ ‫ج� �دّد �ص ��ندوق النق ��د الدول ��ي ثقته ف ��ي قدرة الثان ��ي عل ��ى التوال ��ي‪ ،‬لمواجهة �أي ط ��ارئ في‬ ‫الإقت�ص ��اد المغرب ��ي عل ��ى "التغل ��ب عل ��ى عالقات الرباط الماليــة والتجارية مع الأ�سواق‬ ‫ال�ص ��عوبات المالية المت�ص ��لة بالموازنة العامة الدولية"‪.‬‬ ‫وح�ساب المدفوعات الخارجية"‪ ،‬التي ت�ضررت ف ��ي المقاب ��ل‪ ،‬ح� �ّ�ض ال�ص ��ندوق الرب ��اط على‬ ‫من تراجع الإيرادات الخارجية ب�سبب الظروف "الإ�س ��راع ف ��ي �إط�ل�اق الإ�ص�ل�احات المالي ��ة‬ ‫الإقت�ص ��ادية الدولي ��ة غير الم�س ��اعدة‪ ،‬و�ش ��ح ف ��ي ال�ص ��ناديق الإجتماعي ��ة الخا�ص ��ة بدع ��م‬ ‫الأ�سعار والتقاعد‪ ،‬و�إدخال تعديالت على نظام‬ ‫الموارد المالية من العمالت ال�صعبة‪.‬‬ ‫و�إعتب ��ر ف ��ي �إجتم ��اع مجل�س ��ه الإداري ف ��ي ال�ض ��رائب ما ي�س ��مح ب�إدراج قطاع ��ات جديدة‬ ‫وا�شنطن �أخير ًا‪� ،‬أن الرباط «ال تزال قادرة على وزي ��ادة تناف�س ��ية ال�ش ��ركات المحلي ��ة‪ ،‬لإعادة‬ ‫الوف ��اء بتعهداته ��ا المالية للم�ؤ�س�س ��ات الدولية الت ��وازن �إل ��ى الح�س ��ابات الكلي ��ة الت ��ي تواجه‬ ‫والم�ص ��ارف الخارجية‪ ،‬على رغم �إرتفاع قيمة عج ��ز ًا بنح ��و ‪ 7‬في المئ ��ة من النات ��ج"‪ .‬وتمنى‬ ‫العجز في الح�سابات الكلية"‪ .‬وطالب الحكومة ال�ص ��ندوق على الرباط‪" ،‬خف�ض العجز المالي‬ ‫المغربي ��ة بـ"الإ�س ��راع في تنفيذ الإ�ص�ل�احات �إلى ‪ 5.5‬في المئة من الناتج بتقلي�ص النفقات‬ ‫الإقت�ص ��ادية ال�ض ��رورية‪ ،‬لتقلي� ��ص عج ��ز الحكومية وزيادة الحوكمة المالية"‪.‬‬ ‫الح�س ��ابات الماكرو �إقت�صادية‪ ،‬وتجاوز مرحلة وطل ��ب ال�ص ��ندوق م ��ن حكوم ��ة عب ��د الإل ��ه بن‬ ‫اله�شا�ش ��ة المالية‪ ،‬نتيجة النق�ص في العائدات كيران‪ ،‬الحد من النفقات غير ال�ض ��رورية لمنع‬ ‫ال�ضريبية في مقابل �إرتفاع النفقات الداخلية‪� .‬إرتفاع عجز الموازن ��ة‪ ،‬والإقتراب من الأهداف‬ ‫و ُيقدّر عجز الموازنة بنحو �أربعة مليارات دوالر الم�سطرة لخف�ض العجز المالي‪ .‬وتحتاج الرباط‬ ‫(‪ 34‬مليار درهم) في الن�ص ��ف الأول من العام �إل ��ى زي ��ادة �ص ��ادراتها م ��ن ال�س ��لع والخدمات‬ ‫الحالي‪.‬‬ ‫وتعديل وارداته ��ا الخارجي ��ة‪ ،‬للتغلب على عجز‬ ‫وواف ��ق �ص ��ندوق النق ��د‬ ‫ح�س ��اب ميزان المدفوعات‪،‬‬ ‫عل ��ى �إ�س ��تمرار الرب ��اط في‬ ‫ال ��ذي يمك ��ن �أن يتج ��اوز ‪20‬‬ ‫"اال�ستفادة من خط ال�سيولة‬ ‫ملي ��ار دوالر نهاي ��ة ال�س ��نة‪.‬‬ ‫الإئتمان ��ي بقيم ��ة ‪4.11‬‬ ‫و�س� � ُيع ّو�ض جزء من خ�سائره‬ ‫مليارات من حقوق ال�س ��حب‬ ‫م ��ن عائ ��دات ال�س ��ياحة‬ ‫الخا�ص ��ة المق ��درة بنح ��و‬ ‫وتحوي�ل�ات المغتربي ��ن‬ ‫‪ 6.2‬ملي ��ارات دوالر للع ��ام رئي�س الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران واال�ستثمارات الخارجية‪.‬‬

‫‪ 52‬مليون �سائح زاروا ال�شرق الأو�سط عام ‪2012‬‬ ‫�أعلنت منظمة ال�سياحة العالمية �أن عدد ال�سياح‬ ‫الدوليين في ال�شرق الأو�سط العام الما�ضي بلغ‬ ‫نحو ‪ 52‬مليون ًا‪ ،‬بتراجع ن�س ��بته خم�سة في المئة‬ ‫ب�سبب التوتر في بع�ض دول المنطقة‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ارت في تقرير �س ��نوي عن قطاع ال�سياحة‬ ‫وم�س ��تقبل القط ��اع حت ��ى الع ��ام ‪� ،2030‬إل ��ى‬ ‫�إنتعا� ��ش ال�س ��ياحة ف ��ي منطقة �ش ��مال �أفريقيا‬ ‫بما ن�س ��بته ت�س ��عة ف ��ي المئة‪� ،‬إذ �س ��جلت تون�س‬ ‫�إرتفاع� � ًا بلغ ‪ 24‬في المئ ��ة‪ ،‬كدليل على التعافي‬ ‫من �إنخفا�ض عدد ال�س ��ياح في �أعقاب تداعيات‬ ‫"الربيع العربي"‪.‬‬

‫ولفت ��ت �إلى �أن �أعلى ن�س ��بة تراجع ف ��ي المنطقة‬ ‫ُ�س ��جلت في ال�س ��عودية التي ت�ش ��تهر بال�س ��ياحة‬ ‫الديني ��ة‪ ،‬فبع ��د الع ��ام ‪ 2011‬حي ��ن �إرتفع ��ت‬ ‫ال�س ��ياحة ‪ 61‬ف ��ي المئة‪� ،‬س � ّ�جل العام الما�ض ��ي‬ ‫�إنخفا�ض� � ًا ن�سبته ‪ 22‬في المئة‪ ،‬في حين ال ُيتوقع‬ ‫على الأمد القريب �أن ت�س � ّ�جل ال�س ��وق ال�سعودية‬ ‫�إنتعا�ش ًا‪ .‬و�أظهر التقرير �أن ال�سياحة في منطقة‬ ‫ال�شرق الأو�س ��ط تراجعت �إثنين في المئة لت�صل‬ ‫المداخيل �إلى ‪ 47‬مليار دوالر‪� ،‬أي �أربعة في المئة‬ ‫من مداخيل ال�سياحة العالمية‪ ،‬في حين ت�ستقبل‬ ‫المنطقة خم�سة في المئة من �سياح العالم‪.‬‬

‫�أظه���رت بيانات ر�سمية �أخيراً �أن عجز الميزان‬ ‫التج���اري المغرب���ي �إنخف����ض ‪ 5.1‬ف���ي المئة في‬ ‫الفترة من كانون الثاني (يناير) �إلى تموز (يوليو)‬ ‫لي�صل �إل���ى ‪ 113.3‬مليار دره���م (‪ 13.5‬مليار‬ ‫دوالر) م���ن ‪ 119.4‬مليار درهم في الفترة ذاتها‬ ‫من العام الما�ض���ي‪ .‬و�أعلن مكتب ال�صرف‪ ،‬الهيئة‬ ‫التنظــيمية المخت�صة بالنقد الأجنبي في المغرب‪،‬‬ ‫عب���ر موقع���ه الإلكترون���ي �أن ال���واردات �إنخف�ضت‬ ‫‪ 3.5‬ف���ي المئة ب�سب���ب التباط����ؤ الإقت�صادي في‬ ‫حين تراجعت ال�صادرات ‪ 1.7‬في المئة‪.‬‬ ‫و�سجل���ت تحوي�ل�ات المغتربي���ن المغارب���ة‪ ،‬الذين‬ ‫ي�شكّ ل���ون �أهم م�صدر للعمل���ة ال�صعبة في بلدهم‪،‬‬ ‫تراجع���ا ً طفيفا ً �إلى ‪ 32.1‬مليار درهم من ‪32.4‬‬ ‫مليار في الفترة ذاتها من العام الما�ضي‪.‬‬ ‫تلق���ت وزارة ال�شب���اب الم�صرية مليون دوالر‬ ‫دعما ً مالي���ا ً من حاكم ال�شارقة في الإمارات ال�شيخ‬ ‫�سلط���ان القا�سمي‪ ،‬وذل���ك في �إط���ار حر�صه على‬ ‫الم�ساهم���ة ف���ي الأن�شط���ة ال�شبابية عل���ى م�ستوى‬ ‫محافظ���ات م�ص���ر‪� ،‬إ�ضاف���ة �إلى رغبته ف���ي تنفيذ‬ ‫م�شروعات ت�ساهم فى تلبي���ة تطلعات ومتطلبات‬ ‫ال�شب���اب الم�صري في مختل���ف المجاالت الثقافية‬ ‫والريا�ضية والفنية والدينية والعلمية‪.‬‬ ‫وق���ال وزي���ر ال�شب���اب خال���د عبدالعزي���ز �إن حاكم‬ ‫ال�شارق���ة �أن���ه يت���م حاليا درا�س���ة ا�ستخ���دام تلك‬ ‫المنح���ة في تنفي���ذ م�سابق���ة �إب���داع الثقافية في‬ ‫ن�سخته���ا الثانية بعد النجاح الذى حققته خالل عام‬ ‫‪ .2012‬و�أ�ضاف �أنه �سيتم تو�سيع الم�شاركين في‬ ‫الم�سابق���ة لت�ضم ال�شب���اب الموهوبين والمبدعين‬ ‫من جميع الجامع���ات الحكومية والخا�صة والمعاهد‬ ‫العليا‪� ،‬إ�ضافة �إلى التناف�س في �أكثر من ‪ 15‬مجاالً‬ ‫ثقافيا ً وفنيا ً و�أدبيا َ و�إبداعيا ً بوجه عام‪.‬‬ ‫ق���ال الخبير ف���ي المخاطر المالي���ة التون�سي‬ ‫م���راد الحط���اب‪� ،‬إن تون����س على ُبع���د درجتين من‬ ‫الإفال����س‪ ،‬وذل���ك بع���د �إع�ل�ان وكال���ة "�ستاندرد‬ ‫�أن���د بورز" الت�صنيف���ات الإئتماني���ة لديون تون�س‬ ‫ال�سيادية طويلة المدى بدرجتين‪.‬‬ ‫وقال الحطاب ف���ي ت�صريح بثت���ه �إذاعة "موزاييد‬ ‫�أف �أم" المحلي���ة التون�سي���ة‪� ،‬إن تون����س "�أ�ضح���ت‬ ‫تق���ف عل���ى درجتين م���ن الإفال����س"‪ ،‬م�شي���راً الى‬ ‫الدولة التون�سية "يمكن �أن تجد نف�سها غير قادرة‬ ‫عل���ى م�ساندة القط���اع المالي في ظ���ل انخرام تام‬ ‫للتوازنات العامة للمالية العمومية"‪.‬‬ ‫و�أرجع التخفي����ض الجديد الذي �أعلن���ت عنه وكالة‬ ‫"�ستاندرد �أند بورز"‪� ،‬إلى عدم الإ�ستقرار ال�سيا�سي‬ ‫ف���ي تون�س‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى ع���دم �إ�ستقرار العنا�صر‬ ‫الأ�سا�سي���ة للإقت�ص���اد‪ ،‬وخا�ص���ة منه���ا الت�صدي���ر‬ ‫وال�سياحة التي �سجلت �إنخفا�ضا ً بن�سبة ‪.% 20‬‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪13‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون عربية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫لنا مالحظة‬

‫بداية النهاية لعهد بوتفليقة‬ ‫الجزائ ��ر‪ ،‬م�ص ��در رئي�س ��ي للنف ��ط والغاز يبلغ ع ��دد �سكانه ��ا ‪ 37‬مليون� �اً‪ ،‬يقودها‬ ‫رئي� ��س عم ��ره ‪ 76‬عام� �اً يدّعي �أنه قاتل ف ��ي حرب الإ�ستق�ل�ال‪ .‬وبالتالي ف�إن عبد‬ ‫العزي ��ز بوتفليق ��ة ينتم ��ي �إل ��ى الجيل ال ��ذي" �شرع ��ن" هيمنته عل ��ى البالد على‬ ‫�أ�سا�س ب�سالته في حرب الإ�ستقالل عن فرن�سا في ‪.1962‬‬ ‫بوتفليقة‪ ،‬الذي يت�ش ّبث الآن بال�سلطة‪ُ ،‬ع ِّين وزيراً لل�شباب‪ ،‬والريا�ضة‪ ،‬وال�سياحة‬ ‫في �سن ال ‪ 26‬في عهد الرئي�س �أحمد بن بلة‪� .‬أ�صبح وزيراً للخارجية في ظروف‬ ‫غام�ض ��ة بع ��د مقتل �شاغل الوظيفة محم ��د خمي�ستي في الع ��ام ‪ ،1963‬و�إغتياله‬ ‫كان الأول في �سل�سلة طويلة من الإغتياالت بعد الإ�ستقالل‪.‬‬ ‫وكان بوتفليقة �أحد المت�آمرين في الإنقالب غير الدموي في ‪ 1965‬الذي �أطاح‬ ‫الرئي�س بن ب ّلة و�أو�صل هواري بومدين �إلى ال�سلطة‪.‬‬ ‫عندم ��ا �إ�ست�سلم بومدي ��ن لمر�ض نادر في الدم الع ��ام ‪� ،1979‬إعتقد بوتفليقة �أنه‬ ‫البديل المثالي‪� .‬إال �أن كبار �ضباط الجي�ش لم يوافقوا‪ ،‬ف�إ�ضطر لق�ضاء ‪ 20‬عاماً‬ ‫بعيداً من الأ�ضواء‪.‬‬ ‫وكان �أدي ��ن ف ��ي العام ‪ 1983‬بتهمة �إختال�س ‪ 23‬مليون دوالر من �سفارات الجزائر‬ ‫عندم ��ا كان وزي ��راً لللخارجي ��ة ‪ .1978-1963‬وقب ��ل �سنتي ��ن م ��ن �ص ��دور الحك ��م‬ ‫الق�ضائي‪� ،‬سافر �إلى منفى �إختياري مريح بين �سوي�سرا ودول الخليج‪.‬‬ ‫بع ��د �أعم ��ال ال�شغ ��ب الم�أ�سوي ��ة ف ��ي ت�شري ��ن الأول (�أكتوب ��ر) ‪ ،1988‬و�إبطال �أول‬ ‫�إنتخاب ��ات برلماني ��ة ح ��رة في الع ��ام ‪ ،1991‬والإنق�ل�اب في الع ��ام ‪ ،1992‬والحرب‬ ‫الأهلي ��ة الالحق ��ة الت ��ي قتل ��ت حوال ��ي ‪� 200,000‬شخ� ��ص‪ ،‬تح ��ول الجي� ��ش �إلي ��ه‬ ‫كواجهة يم ّكنه من تعزيز الو�ضع الراهن‪.‬‬ ‫هك ��ذا ع ��اد بوتفليقة الى وطن ��ه في الع ��ام ‪ ،1999‬وكان المر�ش ��ح الوحيد لخو�ض‬ ‫الرئا�سة؛ �إن�سحب �ستة مر�شحين �آخرين من ال�سباق لأنهم �إقتنعوا ب�أن الإقتراع‬ ‫�سيك ��ون م ��ز ّوراً‪ .‬وهكذا �إنتخ ��ب رئي�ساً‪ ،‬م ��ع رعاية الجي�ش ذي النف ��وذ القوي في‬ ‫الجزائ ��ر‪ .‬وه ��و من ��ذ ذلك ال ي ��زال يدير البالد‪ ،‬ولك ��ن من ��ذ ‪ 1999‬كان بوتفليقة‬ ‫عن�صراً رئي�سياً في الحفاظ على واجهة النظام الإ�ستبدادي‪.‬‬ ‫بع ��د �إنتخاب ��ه للم ��رة الأولى وعد ب�أن يكون "�أكثر من ثالثة �أرباع رئي�س"‪ ،‬وكافح‬ ‫لبن ��اء نف ��وذه على الجي� ��ش‪ .‬ولكن ال�سلطة الحقيقية في الب�ل�اد ال تزال منت�شرة‬ ‫وغام�ضة وغير �شفافة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يف�ض ��ل بوتفليق ��ة ال ��والء �أكث ��ر م ��ن الإخت�صا�ص ف ��ي تعامل ��ه م ��ع الم�ستفيدين‬ ‫الع�سكريي ��ن‪ .‬فق ��د ر ّقى عدداً ال يح�صى من ال�ضب ��اط من منطقة م�سقط ر�أ�سه‪،‬‬ ‫ف ��ي حي ��ن ج ّند وزير داخليت ��ه الآالف من �ضب ��اط ال�شرطة الجدي ��دة‪ .‬وقد �إ ُّتهم‬ ‫بوتفليق ��ة ب�أن ��ه �أو�صد الب ��اب �أمام �إ�صالح ��ات ديموقراطية حقيقي ��ة‪ ،‬و�أ�صبحت‬ ‫الجزائر دولة بولي�سية في عهده‪.‬‬ ‫ف ��ي محاول ��ة لو�ض ��ع ح ��د للح ��رب الأهلي ��ة الجزائري ��ة‪� ،‬ش� � ّرع بوتفليق ��ة ظاهرة‬ ‫الإف�ل�ات م ��ن العق ��اب م ��ن طريق من ��ح العف ��و‪ ،‬ف ��ي الع ��ام ‪� ،2006‬إل ��ى م�س�ؤولين‬ ‫�أمنيين �إتهموا من قبل منظمات غير حكومية ب�إنتهاكات لحقوق الإن�سان‪ ،‬و�إلى‬ ‫ع�شرات من المتمردين الإ�سالميين‪.‬‬ ‫ً‬ ‫من ��ذ فت ��رة الحرب الأهلية بقيت الجزائر ف ��ي الواقع هادئة نوعا ما‪ ،‬حتى خالل‬ ‫الإ�ضطرابات الإقليمية ل"الربيع العربي"‪.‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬هناك �إحتجاجات م�ستمرة ب�سبب البطالة والف�ساد‪� .‬شهد كانون الثاني‬ ‫(يناي ��ر) الفائ ��ت موجة لم ي�سبق لها مثيل من الإحتجاجات في ورقلة‪ ،‬المدينة‬ ‫الواقعة على ‪ 600‬كيلو متر جنوبي العا�صمة الجزائر‪ ،‬وهي موقع للنفط والغاز‬

‫‪12‬‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫ولكن المنطقة تنوء بم�شاكل فقر مدقع‪.‬‬ ‫حت ��ى وق ��ت قريب‪ ،‬كان حكام البالد �إ�شتروا حرفي� �اً ال�سالم الإجتماعي‪ .‬ال�سلطة‬ ‫حمت نف�سها بوعود التغيير‪ ،‬والمنح والم�صاريف ال�سخية‪ ،‬والم�شاريع الم�ضيئة‬ ‫مثل �أكبر م�سجد في �أفريقيا ‪ -‬بد ًال من بناء‪ ،‬لنقول‪� ،‬أكبر م�ست�شفى‪.‬‬ ‫ع� �دّل بوتفليقة الد�ستور و�ألغى مدة الرئا�س ��ة لمرتين فقط‪ ،‬لتمديد �إقامته في‬ ‫من�صبه بعد العام ‪ ،2009‬وكان من المتوقع ان يتر�شح لوالية رابعة في �إنتخابات‬ ‫العام ‪.2014‬‬ ‫لكن ��ه الآن يتوق ��ع �أوقات� �اً م�ضطربة‪ .‬منذ �إع ��ادة انتخابه في الع ��ام ‪ 2009‬نادراً ما‬ ‫�شوه ��د ف ��ي العلن‪ ،‬وعاد �إل ��ى الجزائر في ‪ 16‬تموز (يوليو) ف ��ي كر�سي متحرك‪،‬‬ ‫بعدما �أم�ضى ‪ 80‬يوماً في الم�ست�شفى الع�سكري "فال دو غرا�س" في باري�س بعد‬ ‫�إ�صابت ��ه بجلط ��ة‪ .‬ويُنظر على نطاق وا�س ��ع الى م�شاكله ال�صحية ب�أنها قد ق�ضت‬ ‫على فر�صته في ال�سعي الى والية �أخرى‪.‬‬ ‫ل ��م تك ��ن تلك الزيارة الأول ��ى لبوتفليقة لم�ست�شفى فرن�سي‪ .‬ف ��ي العام ‪ ،2005‬تم‬ ‫نقله �إلى فرن�سا لإجراء عملية جراحية‪ ،‬ويفتر�ض لنزف قرحة في المعدة‪ ،‬لكن‬ ‫برقي ��ة ديبلوما�سية �أميركية م�س ّرب ��ة �أفادت ب�أنه تم ت�شخي�ص حالته ب�أنه م�صاب‬ ‫ب�سرطان المعدة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫م ��ع ذل ��ك �أحدثت �آخر رحالت ��ه للنقاهة هناك غ�ضب� �ا �شديدا‪ .‬لر�ؤي ��ة "م�ستعمَر‬ ‫�ساب ��ق" يعال ��ج ف ��ي م�ست�شف ��ى الق ��وة الإ�ستعماري ��ة ال�سابق ��ة‪ ،‬بع ��د ‪� 51‬سن ��ة م ��ن‬ ‫الإ�ستقالل‪ ،‬يت�ضح من �أن الإ�ستقالل كان �ضا ًال‪.‬‬ ‫�شفيق م�صباح‪ ،‬عقيد �سابق في المخابرات ومحلل‪ ،‬يقول "الرئي�س بوتفليقة لن‬ ‫ي�ست�أنف ن�شاطاته"‪.‬‬ ‫لك ��ن عل ��ى الرغم م ��ن �أن بوتفليقة لي�س ال�شخ�ص الذي ال غن ��ى عنه‪ ،‬ف�إن �سيادة‬ ‫القان ��ون ه ��ي التي ال غن ��ى عنها‪ ،‬والفو�ضى ته ��دد البالد بع ��ده‪� .‬إ�ضافة الى ذلك‬ ‫هن ��اك م�شكلة تكمن ف ��ي ف�ضيحة الف�ساد التي �إنخرط فيها �شقيقه �سعيد ووزير‬ ‫الطاقة ال�سابق �شكيب خليل‪ ،‬المتورطان في �إنتهاكات �ضخمة في "�سوناطراك"‬ ‫�شركة النفط الوطنية الجزائرية‪.‬‬ ‫�إن ظه ��ور مث ��ل ه ��ذه الق�ص ��ة و�إنت�شارها يعن ��ي �أن الع ��د التنازلي قد ب ��د�أ بالفعل‬ ‫للرئي� ��س‪ .‬ف�ضيحة �أخرى قي ��د التحقيق في �إيطاليا‪ ،‬و�سوي�س ��را‪ ،‬وكندا‪ ،‬وكذلك‬ ‫الجزائ ��ر وربم ��ا �أماك ��ن �أخرى‪ ،‬ت�شمل ثالث ��ة �أحفاد لمحمد بج ��اوي‪ ،‬وزير �سابق‬ ‫لل�ش� ��ؤون الخارجي ��ة‪ .‬وي�شتب ��ه ف ��ي �أنه ��م قب�ض ��وا ‪ 264‬ملي ��ون دوالر ف ��ي ر�ش ��اوى‬ ‫وعموالت على ثمانية عقود من "�سوناطراك" مع ال�شركة الإيطالية "�سايبم"‪.‬‬ ‫ه ��ذا الج ��و حول نهاي ��ة النظام �أث ��ار الم�ؤام ��رات ال�شر�سة بين جن ��راالت الجي�ش‬ ‫ورج ��ال الأعمال لتحييدهم‪ .‬هذه الأوقات الع�صيبة هي مماثلة لتلك التي كانت‬ ‫في تون�س خالل الأيام الأخيرة من حكم الحبيب بورقيبة في العام ‪� :1987‬شلل‬ ‫�سيا�سي‪ ،‬وعدم يقين �إقت�صادي‪ ،‬وفو�ضى �إجتماعية‪.‬‬ ‫ه ��ل يق ��وم بوتفليق ��ة بالتنحي؟ �أن ��ا �أ�شك في ذل ��ك‪� .‬إنه لم ي�سرع ف ��ي العودة الى‬ ‫ال�سلطة بعد ‪ 20‬عاماً من العزلة لمجرد الخروج‪.‬‬ ‫بوتفليق ��ة ه ��و �آخ ��ر زعي ��م م ��ن �سل�سلة طويلة م ��ن الق ��ادة الع ��رب العازمين على‬ ‫البق ��اء ف ��ي منا�صبهم مدى الحي ��اة‪ .‬ال يمكنه �أن يكون نقل ��ة نوعية‪ .‬لكن النظام‬ ‫الجزائ ��ري ال ��ذي �سيترك ��ه وراءه ل ��ن يك ��ون ق ��ادراً على �إح ��داث التغيي ��رات التي‬ ‫تحتاجها البالد ب�شدة‪.‬‬

‫الجزائر ‪ -‬محمد العمودي‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫�صندوق �إ�ستثماري �سعودي ‪ -‬مغربي لتعزيز ال�شراكة بين البلدين‬ ‫ق� � ّررت المملكة العربي ��ة ال�س ��عودية والمغرب‪ ،‬العالق ��ات العربي ��ة – العربية"‪ ،‬م�ش ��يد ًا بدور‬ ‫�إن�شاء �صندوق �إ�س ��تثماري بم�شاركة القطاعين الرب ��اط العرب ��ي و�إ�س ��تقرار المغرب ونه�ض ��ته‬ ‫الع ��ام والخا� ��ص‪ ،‬لتعزيز التعاون الإقت�ص ��ادي الإقت�ص ��ادية والتنموي ��ة‪ ،‬ف ��ي ظل حك ��م الملك‬ ‫والمالي وال�ش ��راكة الإ�س ��تراتجية بين البلدين‪ ،‬محمد ال�ساد�س‪.‬‬ ‫وت�سيير خطوط مالحة بحرية تربط بين طنجة و�ش ��دد العثمان ��ي‪ ،‬عل ��ى محوري ��ة العالقات مع‬ ‫وال ��دار البي�ض ��اء في المغرب وت�ص ��ل �إلى جدة ال�س ��عودية ودول مجل�س التعاون الخليجي‪ ،‬الفت ًا‬ ‫مرور ًا بميناء راد�س في تون�س‪ ،‬لتطوير التجارة �إلى �أن المغرب "ملتزم دعم �أ�شقائه في الخليج‬ ‫البيني ��ة والمبادالت بي ��ن دول مجل� ��س التعاون في كل المجاالت"‪ .‬ودعا �إلى "الإرتقاء بالتعاون‬ ‫االقت�ص ��ادي �إلى مثيله ال�سيا�سي لبلوغ التكامل‬ ‫الخليجي ودول �شمال �أفريقيا‪.‬‬ ‫و�أك ��د البل ��دان في ختام �أ�ش ��غال ال ��دورة الـ ‪ 12‬الإ�س ��تراتجي"‪ .‬ويرتب ��ط البل ��دان ب�إتفاق ��ات‬ ‫للجن ��ة العليا الم�ش ��تركة‪ ،‬التي ر�أ�س ��ها في جدة للتع ��اون ف ��ي كل المج ��االت‪ ،‬منه ��ا التع ��اون‬ ‫وزير الخارجية ال�سعودي الأمير �سعود الفي�صل الإ�س ��تراتجي ال ��ذي ي�ش ��مل �أي�ض� � ًا الإم ��ارات‬ ‫ونظيره المغربي �سعد الدين العثماني‪�" ،‬أهمية والكويت وقطر والبحرين‪ ،‬وهي �ص ��يغة �أقل من‬ ‫الع�ضوية و�أكثر من ال�شراكة‪.‬‬ ‫تطوي ��ر العالق ��ات ف ��ي كل‬ ‫وتتقا�س ��م تلك الدول مواقف‬ ‫المجاالت وتذليل ال�صعوبات‬ ‫مت�ش ��ابهة من الأح ��داث في‬ ‫والعقب ��ات �أم ��ام م�ش ��اريع‬ ‫المنطقة العربية‪ ،‬منها دعم‬ ‫القط ��اع الخا� ��ص ورج ��ال‬ ‫�إرادة ال�ش ��عب الم�ص ��ري في‬ ‫الأعم ��ال‪ ،‬بما يخدم التكامل‬ ‫التغيير‪ ،‬وم�ساندة المعار�ضة‬ ‫الإقت�صادي والتعاون الثنائي‬ ‫ال�س ��ورية و�إ�س ��تقالل لبن ��ان‬ ‫والإ�ستراتجي"‪.‬‬ ‫و�س ��يادته‪ ،‬ومن ��ع التدخل في‬ ‫و�إعتب ��ر الأمي ��ر �س ��عود‬ ‫ال�ش� ��ؤون الداخلية للبحرين‪،‬‬ ‫الفي�ص ��ل‪� ،‬أن عالقات بالده‬ ‫وم�س ��اعدة ليبيا وتون�س على‬ ‫م ��ع المغرب "نقطة م�ض ��يئة‬ ‫لم ��ا يج ��ب �أن تك ��ون علي ��ه وزير الخارجية ال�سعودي الأمير �سعود الفي�صل تجاوز �صعوبات المرحلة‪.‬‬

‫‪ 280‬مليار دوالر ناتج الإمارات عام ‪2012‬‬ ‫�أعلن المركز الوطني للإح�ص ��اء في الإمارات‪،‬‬ ‫�أن النات ��ج المحل ��ى الإجمالي بالأ�س ��عار الثابتة‬ ‫(�س ��نة الأ�س ��ا�س ‪" )2007‬بل ��غ نح ��و ‪1.025‬‬ ‫تريليون دره ��م (نحو ‪ 280‬ملي ��ار دوالر) نهاية‬ ‫ع ��ام ‪ ،2012‬مقارن ��ة ب� �ـ‪ 820.725‬مليار درهم‬ ‫(‪ 270‬ملي ��ار دوالر) نهاي ��ة ع ��ام ‪ ،2011‬بنم ��و‬ ‫‪ 4.4‬في المئة"‪.‬‬ ‫ولف ��ت في تقرير �س ��نوي‪� ،‬إل ��ى �أن الناتج المحلي‬ ‫بالأ�س ��عار الجاري ��ة "�س ��جل ‪ 1.409‬تريلي ��ون‬ ‫درهم (‪ 384‬ملي ��ار دوالر) مقارن ًة بنحو ‪1.280‬‬ ‫تريلي ��ون (‪ 348‬ملي ��ار دوالر) ع ��ام ‪� ،2011‬أي‬ ‫بنم ��و ‪ 10.1‬في المئة للفترة ذاته ��ا"‪ .‬و�أكد على‬ ‫�أن قيم ��ة التكوي ��ن الر�أ�س ��مالي الثاب ��ت "بلغ ��ت‬ ‫‪ 309.143‬مليار دره ��م عام ‪ 2012‬مقارنة بنحو‬

‫‪ 281.690‬مليار عام ‪ ."2011‬و�شدّد على �أهمية‬ ‫ه ��ذا "التغيي ��ر لإرتباط ��ه بمع ��دالت الإ�س ��تثمار‬ ‫والقدرات الفنية للإقت�ص ��اد الوطني‪� ،‬إلى جانب‬ ‫ت�أثيره على بقية المتغيرات وعلى م�ستوى الإنتاج‬ ‫الكلي للن�شاطات والقطاعات الإقت�صادية البالغة‬ ‫نحو ‪ 2.317‬تريليون درهم مقارنة بنحو ‪2.114‬‬ ‫تريلي ��ون ع ��ام ‪ 2011‬بنم ��و ‪ 9.6‬ف ��ي المئ ��ة"‪.‬‬ ‫وت ��وزع الناتج المحلي العام الما�ض ��ي‪� ،‬إ�س ��تناد ًا‬ ‫�إل ��ى التقري ��ر‪ ،‬بواق ��ع ‪ 690.344‬ملي ��ار دره ��م‬ ‫للقطاع ��ات غي ��ر النفطية في مقاب ��ل ‪335.279‬‬ ‫مليار درهم للقطاع النفطي على م�ستوى الأ�سعار‬ ‫الثابتة‪ ،‬لت�ش ��كل ن�س ��بة م�س ��اهمة القطاعات غير‬ ‫النفطي ��ة نح ��و ‪ 67.3‬في المئة م ��ن قيمة الناتج‬ ‫المحلي بالأ�سعار الثابتة عام ‪."2012‬‬

‫الموجز الخليجي‬ ‫بلغ���ت عائدات المن�ش����آت الفندقي���ة في �أبو‬ ‫ظبي خالل ال�شه���ور ال�سبعة الأولى من ال�سنة ثالثة‬ ‫ملي���ارات درهم (‪ 800‬مليون دوالر)‪ ،‬و�إرتفع عدد‬ ‫نزالء المن�ش�آت ‪ 10‬في المئة مقارنة بالفترة ذاتها‬ ‫العام الما�ضي‪ .‬و�أظهرت �إح�صاءات "هيئة �أبو ظبي‬ ‫لل�سياح���ة والثقاف���ة" �أن "‪ 146‬فندق���ا ً ومنتجع���ا ً‬ ‫و�شق���ة فندقي���ة �إ�ستقبلت �أكثر م���ن ‪ 1.5‬مليون‬ ‫نزي���ل �أم�ضوا نح���و ‪ 4.8‬مليون ليل���ة فندقية منذ‬ ‫مطلع ال�سن���ة حتى نهاية تموز (يولي���و) الما�ضي‪،‬‬ ‫بنم���و ن�سبته ‪ 23‬في المئة مقارنة بالعام الما�ضي‪،‬‬ ‫وبمتو�س���ط بلغ ‪ 3.17‬ليلة للنزيل الواحد‪ ،‬بزيادة‬ ‫‪ 12‬في المئة"‪.‬‬ ‫و�أ�شارت الإح�صاءات �إلى �أن "ن�سبة �إ�شغال الفنادق‬ ‫خ�ل�ال الأ�شهر ال�سبعة الأولى م���ن ال�سنة بلغت نحو‬ ‫‪ 68‬في المئة‪ ،‬ونمت عائ���دات المن�ش�آت الفندقية‬ ‫‪ 16‬ف���ي �إلى ثالث���ة مليارات دره���م‪ 1.17 ،‬مليار‬ ‫منها �إيرادات �أن�شطة الأطعمة والم�شروبات"‪.‬‬ ‫�أك���دت مجموع���ة "بوميديا غ���روب" العالمية‬ ‫�أن قط���اع ال�صناع���ات الزجاجية ف���ي دول الخليج‬ ‫يتهي����أ لمرحلة نمو واع���د‪ .‬و�أ�شارت �إل���ى �أن قطاع‬ ‫ال�صناع���ات الزجاجي���ة ف���ي الإم���ارات �شهد معدل‬ ‫نم���و �سنويا ً مركبا ً بن�سبة ‪ 20‬ف���ي المئة بين عامي‬ ‫‪ 2010‬و‪ 2013‬و�أن م�شاري���ع الت�شيي���د والبن���اء‬ ‫والبني���ة التحتية ف���ي الخليج تع��� ّزز تنامي الطلب‬ ‫على منتجات الزجاج الم�سطح‪.‬‬ ‫وتتوق���ع المجموع���ة ف���ي تقري���ر �أ�صدرت���ه �أخيراً‪،‬‬ ‫�أن ي�شه���د الطل���ب العالمي على الزج���اج الم�سطح‬ ‫ارتفاع���ا ً بن�سب���ة ‪ 7.1‬في المئة �سنوي���ا ً حتى عام‬ ‫‪ 2016‬لي�ص���ل �إلى ‪ 9.2‬ملي���ارات متر مربع‪ ،‬في‬ ‫�إ�ستم���رار للإتج���اه ال�صاعد الذي �شه���ده العقدين‬ ‫الما�ضيي���ن‪ .‬ومن المتوقع �أن ت�ص���ل قيمة ال�سوق‬ ‫العالمي���ة للزج���اج الم�سط���ح �إلى ‪ 90‬ملي���ار دوالر‬ ‫ع���ام ‪ 2016‬مدفوع���ة بمعدالت النم���و المت�سارعة‬ ‫للمنتج���ات الموف���رة للطاقة مثل لوح���ات التحكم‬ ‫بالطاقة ال�شم�سية والزجاج العازل‪.‬‬ ‫توق���ع مجل�س التنمي���ة االقت�صادية البحريني‬ ‫في كت���اب �سنوي �أ�صدره �أخي���راً‪� ،‬أن يرتفع معدل‬ ‫النمو ه���ذه ال�سنة �إلى ‪ 5.6‬ف���ي المئة‪ ،‬بعد عودة‬ ‫�إنت���اج حق���ل �أب���و �سعف���ة النفط���ي �إل���ى معدالته‬ ‫الطبيعية وتو�سع مخطط له في �إنتاج النفط‪.‬‬ ‫ونم���ا متو�سط الناتج الحقيق���ي بين عامي ‪2000‬‬ ‫و‪� 2012‬إلى خم�سة في المئ���ة �سنويا ً‪ ،‬بعد ارتفاع‬ ‫�أ�سع���ار النف���ط وتزايد الإنف���اق الحكومي والفورة‬ ‫العقارية والإن�شائية‪ ،‬وازدياد الطلب على خدمات‬ ‫خا�ص���ة �إجتماعي���ة وفردي���ة ف���ي مجال���ي ال�صح���ة‬ ‫الخا�صة والتعليم‪.‬‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪15‬‬


‫�ش�ؤون خليجية‬ ‫الموقف الخليجي‬

‫زراعة‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫اليمن غير م�ستقر ّ‬ ‫ي�شكل تهديد ًا �أكبر من الإرهاب‬

‫ال�سعودية‪ :‬تمويل مترو الريا�ض متوافر‬ ‫كاف من العمال‬ ‫وت�سهيالت لت�أمين عدد ٍ‬

‫عندم ��ا �أعلن ��ت وزارة الخارجي ��ة الأميركي ��ة في ال�شه ��ر الفائت �إغ�ل�اق �سفاراتها‬ ‫ف ��ي جمي ��ع �أنحاء المنطقة ب�سبب تهديد �إرهاب ��ي متوقع‪ ،‬ف�إنها لم ت�صل الى حد‬ ‫تحدي ��د موق ��ع معي ��ن‪" .‬ربم ��ا يحدث ف ��ي �أو ينبثق م ��ن �شبه الجزي ��رة العربية"‬ ‫�أق�س ��ى ق ��در ذه ��ب �إلي ��ه البيان‪ .‬م ��ع ذلك‪ ،‬العدي ��د م ��ن المحللين ي ��رى ب�سهولة‬ ‫الخطر‪ :‬اليمن‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لي�س ��ت هن ��اك م�شكلة جيو�سيا�سية �أكثر �إلحاحا ل ��دول مجل�س التعاون الخليجي‬ ‫�أكبر مما يحدث لأكبر ‪ -‬و�أفقر – بلد في الخليج‪ .‬ح�سب بع�ض التقديرات‪ ،‬ف�إن‬ ‫الع ��دد الإجمال ��ي لليمنيين هو �أكبر من العدد الإجمال ��ي لمواطني دول مجل�س‬ ‫التع ��اون‪ .‬وه ��ذا يجعل الفق ��ر و�إنعدام الإ�ستقرار في اليم ��ن م�شكلة قد ت�شعر بها‬ ‫في نهاية المطاف دول الخليج‪.‬‬ ‫بالن�سبة الى دول مجل�س التعاون الخليجي‪ ،‬التحدي الرئي�سي هو �إقت�صادي‪� .‬أما‬ ‫الوالي ��ات المتح ��دة‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬فهي �أكثر قلقاً بالن�سبة الى الإرهاب‪ ،‬وال �سيما من‬ ‫تنظيم "القاعدة في �شبه الجزيرة العربية"‪ .‬فوا�شنطن تزعم �أن تنظيم القاعدة‬ ‫هن ��اك ه ��و �أكث ��ر خطورة من �أي من فروع �أخرى في �أي م ��كان في العالم‪� :‬أخطر‬ ‫م ��ن ذل ��ك الموجود في العراق و�سوريا وباك�ستان �أو جنوب ال�صحراء الكبرى في‬ ‫�أفريقيا‪ .‬وكان ال�شهر الما�ضي الرئي�س اليمني عبد ربه من�صور هادي �ضيفاً في‬ ‫البيت االبي�ض الجراء محادثات مع الرئي�س باراك اوباما الذي دعم ب�شدة قيادة‬ ‫ه ��ادي ف ��ي هذه الفترة االنتقالي ��ة‪ ،‬عقب الثورة التي �أطاح ��ت الرئي�س منذ فترة‬ ‫طويلة علي عبد اهلل �صالح‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن ح� � ّل �أوبام ��ا‪ ،‬المعتم ��د عل ��ى طائ ��رات من دون طي ��ار ي� ّؤج ��ج الم�شكلة‪.‬‬ ‫الدم ��ار ال ��ذي يح ��دث من دون �سابق �إن ��ذار �أو �شرعية على الأ�س ��ر في القرى في‬ ‫المناط ��ق النائي ��ة من اليمن ق ��د �أ�ضاف الكثير من التعاط ��ف‪ ،‬وربما العديد من‬ ‫المقاتلي ��ن‪ ،‬ال ��ى �صف ��وف تنظي ��م "القاع ��دة" – م ��ن دون �أن يجع ��ل اليمنيين �أو‬ ‫الأميركيين �أكثر �أمناً‪.‬‬ ‫النمو الإقت�صادي هو الق�ضية الأكثر �إلحاحاً‪ .‬مع �أكثر من ن�صف جميع ال�شباب‬ ‫في اليمن عاطلين عن العمل‪ ،‬ف�إن الأر�ضية خ�صبة جداً لتجنيد كثير من ه�ؤالء‬ ‫لح�ساب المتطرفين‪.‬‬ ‫يحت ��اج مجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي الى خط ��ة من�سقة ف ��ي اليم ��ن‪ .‬وبعدما نجح‬ ‫وتم ّك ��ن م ��ن العملي ��ة الإنتقالي ��ة والتحول ال ��ذي �أط ��اح الرئي�س ال�ساب ��ق �صالح‪،‬‬ ‫يج ��ب عل ��ى دول المجل� ��س تحوي ��ل �إهتمامها الآن �إل ��ى تحفيز النمو ف ��ي البالد‪،‬‬ ‫ورب ��ط العدي ��د م ��ن اليمنيي ��ن بالق ��در الممكن ف ��ي �إقت�صاداتها‪ .‬بع� ��ض من هذه‬ ‫الط ��رق �س ��وف يجعل من ال�سهل عل ��ى اليمنيين الم�ؤهلي ��ن العثور على عمل في‬ ‫دول مجل� ��س التع ��اون ‪ -‬ف ��ي هذا ال�ص ��دد‪ ،‬كان ط ��رد المملكة العربي ��ة ال�سعودية‬ ‫لمئات الآالف من اليمنيين في ني�سان (�إبريل) خطوة ق�صيرة النظر‪ .‬لكن ذلك‬ ‫يعن ��ي �أي�ضاً و�ضع الإ�ستثمار الخليجي ف ��ي الم�شاريع التي تم ّكن ال�شباب اليمني‬ ‫من بناء الم�ستقبل في بلدهم‪.‬‬ ‫مخاطر عدم الإ�ستقرار على المدى الطويل في �أكبر جارة عربية لدول مجل�س‬ ‫التعاون تفوق بكثير مخاطر الإرهاب‪.‬‬ ‫الريا�ض ‪ -‬محمد �سليم‬

‫�أف ��اد م�س� ��ؤول بارز ف ��ي الهيئة‬ ‫العلي ��ا لتطوير مدين ��ة الريا�ض‬ ‫ب� ��أن تموي ��ل م�ش ��روع المت ��رو‬ ‫العمالق ال ��ذي تتكل ��ف عقوده‬ ‫‪ 22.5‬ملي ��ار دوالر متوافر لدى‬ ‫الحكومة ال�س ��عودية‪ ،‬م�ستبعد ًا‬ ‫تكهن ��ات ب�أن ت�ص ��در الحكومة‬ ‫�ص ��كوك ًا لتمويل الم�ش ��روع كما‬ ‫وزير المال ال�سعودي‬ ‫ح ��دث ف ��ي م�ش ��اريع �أخ ��رى‪.‬‬ ‫�إبراهيم الع�ساف‬ ‫وقال ع�ض ��و الهيئ ��ة رئي�س مركز‬ ‫الم�ش ��اريع والتخطي ��ط فيه ��ا �إبراهيم ال�س ��لطان لوكالة‬ ‫"رويت ��رز" �إن الحكوم ��ة تول ��ي الم�ش ��روع �أهمية كبرى‬ ‫و�س ��تعطي الأولوية لتوفير اليد العامل ��ة الالزمة لإنجازه‬ ‫في الوقت المحدد‪.‬‬ ‫وب ��د�أت الحكوم ��ة ال�س ��عودية الم�ش ��روع العم�ل�اق ال�ش ��هر‬ ‫الفائ ��ت بمنح عق ��ود لثالث ��ة �إئتالف ��ات تقودها �ش ��ركات‬ ‫�أجنبية من �أكبر م�ص ��نعي �ش ��بكات القط ��ارات في العالم‬ ‫ومنفذيها لت�ص ��ميم �أول �شبكة مترو في الريا�ض وتنفيذها‬ ‫من �ضمن م�شروع �سي�ستغرق �إ�ستكماله خم�س �سنوات‪ .‬ورد ًا‬ ‫على �س�ؤال عن �صحة تكهنات �إنت�شرت في �أ�سواق المال في‬ ‫�ش� ��أن �إحتمال �إ�ص ��دار الحكومة ال�سعودية �ص ��كوك ًا لتمويل‬ ‫الم�ش ��روع العمالق‪ ،‬قال ال�سلطان‪" :‬عندما جرى الإعالن‬ ‫ع ��ن فائ�ض الموازنة العام الما�ض ��ي �أم ��ر خادم الحرمين‬ ‫ال�شريفين الملك عبداهلل بن عبدالعزيز بتخ�صي�ص ‪200‬‬ ‫ملي ��ار ريال (‪ 53.3‬ملي ��ار دوالر) لم�ش ��اريع النقل العام‪.‬‬ ‫هذا المبلغ موجود لدى م�ؤ�س�سة النقد العربي ال�سعودي"‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف ال�س ��لطان‪" :‬ننظ ��ر �إل ��ى هذا الم�ش ��روع كجزء‬ ‫م ��ن البنية الأ�سا�س ��ية ‪ -‬مثل المياه والج�س ��ور ‪ -‬وتدعم‬ ‫الحكومة عادة م�شاريع كهذه وتمولها"‪ .‬وفي كانون الأول‬ ‫(دي�س ��مبر) الما�ض ��ي قال وزير المال �إبراهيم الع�ساف‬ ‫�إن الملك عبداهلل وجه الحكومة بتخ�ص ��ي�ص ‪ 200‬مليار‬ ‫ري ��ال من فائ�ض موازنة ‪� 2012‬إلى م�ش ��اريع النقل العام‬ ‫في �أكبر �إقت�ص ��اد عربي و�أكبر م�صدر للنفط في العالم‪.‬‬ ‫وق ��ال الع�س ��اف �آن ��ذاك �إن الحكومة تري ��د توفير تمويل‬ ‫ه ��ذه الم�ش ��اريع بعيد ًا م ��ن الموازنة نظر ًا �إل ��ى طبيعتها‬ ‫الإ�ستراتيجية ولتجنيبها �أي ظروف قد ت�ؤثر في �إيرادات‬ ‫الموازنة �أو �أي معوقات تتعلق بالتمويل‪ .‬وكانت ال�سعودية‬ ‫حقق ��ت فائ�ض� � ًا قيمت ��ه ‪ 386.5‬ملي ��ار ريال ف ��ي موازنة‬ ‫‪ 2012‬بعدم ��ا بلغ ��ت الإي ��رادات ‪ 1239.5‬ملي ��ار ري ��ال‬ ‫والنفقات ‪ 853‬مليار ريال‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫م�ستوى مقبول للت�ضخم في الخليج‬ ‫ي�ش ��هد م�ؤ�ش ��ر �أ�س ��عار التجزئة في دول مجل�س‬ ‫التع ��اون الخليج ��ي �إرتفاع ��ات م�س ��تمرة من ��ذ‬ ‫منت�ص ��ف العام ‪ 2012‬ح�س ��ب تقرير �أ�ص ��درته‬ ‫"مجموع ��ة بن ��ك قطر الوطن ��ي" �أخير ًا الذي‬ ‫�أك ��د �أي�ض� � ًا �أن مع ��دل الت�ض ��خم في الأ�س ��عار‪،‬‬ ‫وال ��ذي بلغ ‪ 2.9‬ف ��ي المئة خالل �أي ��ار (مايو)‬ ‫‪ 2013‬ال يزال �أدنى بكثير من معدالت الت�ضخم‬ ‫الكبي ��رة خ�ل�ال ‪ .2008‬وزاد �أن الت�ض ��خم في‬ ‫المنطقة يتجه �إلى الإ�س ��تقرار حول معدل يبلغ‬ ‫ثالثة في المئة في المدى الق�صير نظر ًا �إلى �أن‬ ‫�إرتفاع تكاليف الإيجار يقابله تراجع في �أ�سعار‬ ‫الغذاء‪.‬‬ ‫ور�أى �أن ه ��ذا المعدل يعد منخف�ض� � ًا بالمقارنة‬ ‫م ��ع معدل الت�ض ��خم العالم ��ي المتوق ��ع �أن يبلغ‬ ‫‪ 3.8‬ف ��ي المئ ��ة في حين �س ��يبلغ ‪ 9.3‬في المئة‬ ‫ف ��ي ال�ش ��رق الأو�س ��ط و�ش ��مال �أفريقي ��ا خالل‬ ‫‪ .2014 – 2013‬وبقي ��ت مع ��دالت الت�ض ��خم‬ ‫ف ��ي منطقة مجل�س التع ��اون منخف�ض ��ة �إلى �أن‬ ‫ارتفع ��ت �أ�س ��عار النف ��ط بق ��وة و�أدت �إلى طفرة‬ ‫�إقت�ص ��ادية في المنطقة خالل العقد الأول من‬ ‫الألفية الجديدة‪.‬‬ ‫ولفت التقرير �إل ��ى �أن تكاليف الإيجار تمثل ‪27‬‬ ‫في المئة من �إجمالي م�ؤ�شر �أ�سعار التجزئة في‬ ‫دول مجل� ��س التعاون الخليجي‪ ،‬ف ��ي حين تمثل‬ ‫�أ�سعار الغذاء ‪ 20‬في المئة من الم�ؤ�شر‪.‬‬

‫ويميل ه ��ذان المكونان �إلى التذبذب في �ش ��كل‬ ‫ن�س ��بي‪ ،‬الأمر الذي ي�سبب معظم التغييرات في‬ ‫معدالت الت�ض ��خم‪ ،‬وفي �ش ��كل عام بلغ متو�سط‬ ‫الت�ض ��خم في الإيجار ‪ 2.9‬في المئة منذ بداية‬ ‫الع ��ام وحتى الآن‪ ،‬و�إرتفعت �أ�س ��عار الإيجار في‬ ‫بع� ��ض الدول (قطر والبحري ��ن)‪ ،‬وبد�أت تعاود‬ ‫الإرتفاع في دول �أخرى (الإمارات) لكنها تظل‬ ‫عند م�ستويات منخف�ضة‪.‬‬ ‫و�إ�س ��تمر الت�ض ��خم ف ��ي �أ�س ��عار الغ ��ذاء عن ��د‬ ‫م�س ��تويات منخف�ض ��ة في معظم دول المنطقة‪،‬‬ ‫با�س ��تثناء ال�س ��عودية‪ ،‬بما يتما�شى مع م�ؤ�شرات‬ ‫�أ�س ��عار الغ ��ذاء العالمية �إذ تعتم ��د دول مجل�س‬ ‫التعاون الخليجي على الإ�ستيراد لتغطية معظم‬ ‫�إحتياجاتها من الغذاء‪.‬‬ ‫و�أك ��دت "مجموع ��ة بن ��ك قط ��ر الوطن ��ي" �أن‬ ‫ال�س ��عودية تملك ما يقارب من ن�ص ��ف �إقت�صاد‬ ‫منطق ��ة مجل�س التع ��اون الخليج ��ي و�أن ارتفاع‬ ‫معدالت الت�ض ��خم في ال�س ��عودية يعتبر العامل‬ ‫الرئي�س في �إرتفاع الت�ض ��خم ف ��ي المنطقة في‬ ‫�ش ��كل عام‪ ،‬وبلغ متو�س ��ط الت�ض ��خم في �أ�سعار‬ ‫الغ ��ذاء ف ��ي ال�س ��عودية ‪ 5.8‬ف ��ي المئ ��ة خالل‬ ‫الن�ص ��ف الأول من الع ��ام الحال ��ي‪� ،‬إذ �إرتفعت‬ ‫الأ�سعار ب�سبب مع ّوقات في الإمدادات المحلية‪،‬‬ ‫عل ��ى رغم تراج ��ع �أ�س ��عار الغذاء في الأ�س ��واق‬ ‫العالمية‪.‬‬

‫ت�سدد �أق�ساط القرو�ض في مواعيدها‬ ‫"ال�سعودي للتنمية"‪� :‬سوريا ّ‬

‫�أك ��د الناط ��ق الر�س ��مي با�س ��م "ال�ص ��ندوق‬ ‫ال�س ��عودي للتنمي ��ة" �أحم ��د اليحي ��ى‪ ،‬انتظ ��ام‬ ‫عمليات ت�سديد القرو�ض التي قدمها ال�صندوق‬ ‫�إلى �س ��وريا من �أجل �إن�ش ��اء عدد من الم�شاريع‬ ‫التنموية‪.‬‬ ‫وقال في ت�صريح �أن "القرو�ض الخا�صة ب�إن�شاء‬ ‫محط ��ات الكهرب ��اء ف ��ي �س ��وريا ُق ّدم ��ت من ��ذ‬ ‫�س ��نوات‪ ،‬والحكومة ال�سورية ت�سدّد �أق�ساط تلك‬ ‫القرو�ض طبق ًا لجدول الت�سديد المتفق عليه مع‬ ‫ال�صندوق"‪..‬‬ ‫و�أ�ش ��ار �إل ��ى �أن "ال�ص ��ندوق لي�س ��ت ل ��ه عالقة‬ ‫بالإ�س ��تثمارات التابع ��ة للقط ��اع الحكوم ��ي �أو‬ ‫الخا�ص في �سوريا‪ ،‬و�أن دوره ون�شاطه في الخارج‬

‫يتركز في جانبين‪ ،‬الأول �إعطاء الدول قرو�ض� � ًا‬ ‫لتنفيذ عدد م ��ن الم�ش ��اريع التنموية‪ ،‬في حين‬ ‫�أن الجان ��ب الثان ��ي يتمثل في دعم ال�ص ��ادرات‬ ‫ال�س ��عودية من خالل منح الم�ستوردين الأجانب‬ ‫قرو�ض ًا ال�ستيراد المنتجات ال�سعودية"‪.‬‬ ‫وحول قرو�ض ال�ص ��ندوق ل�س ��وريا قال اليحيى‪،‬‬ ‫"ال�ص ��ندوق منذ بد�أ مزاولة ن�شاطه‪ ،‬دعم ‪14‬‬ ‫م�ش ��روع ًا تنموي ًا في �س ��وريا بكلف ��ة تقدر بـ‪2.3‬‬ ‫مليار ريال (‪ 613‬مليون دوالر)‪.‬‬ ‫وع ��ن كيفي ��ة ت�س ��ديد القرو� ��ض‪� ،‬أ�ش ��ار �إل ��ى‬ ‫�أن "الدف ��ع يت ��م في �ش ��كل مبا�ش ��ر عب ��ر فروع‬ ‫الم�صارف ال�سعودية‪ ،‬حيث يتم �إيداع الأق�ساط‬ ‫في ح�سابات ال�صندوق فيها"‪.‬‬

‫�سج����ل م�ؤ�شر الثق����ة في قط����اع الأعمال في‬ ‫دب����ي ‪ 120.7‬نقطة خالل الربع الثاني من العام‬ ‫الحال����ي بزي����ادة ‪ 14.6‬نقطة للفت����رة ذاتها من‬ ‫الع����ام ‪ .2012‬و�شه����د الم�ؤ�ش����ر تف����ا�ؤل نحو ‪93‬‬ ‫ف����ي المئ����ة م����ن ال�ش����ركات العاملة ف����ي دبي من‬ ‫القطاعات االقت�صادي����ة كافة با�ستقرار الأو�ضاع‬ ‫التجاري����ة ف����ي الإم����ارة خ��ل�ال الرب����ع الثال����ث من‬ ‫هذا الع����ام وخ�صو�صا ً ال�ش����ركات المعنية بقطاع‬ ‫ال�صناعات التحويلية‪.‬‬ ‫و�أظهر ا�ستق�صاء ربع �سن���وي لم�ؤ�شر ثقة الأعمال‬ ‫تعده دائ���رة التنمي���ة االقت�صادية ف���ي دبي‪ ،‬نمو‬ ‫الم�ؤ�ش���ر بي���ن الربعي���ن الأول والثاني م���ن العام‬ ‫الحال���ي نح���و ‪ 6.7‬نقط���ة‪ ،‬م���ا يعك����س النظ���رة‬ ‫الإيجابية في قطاع الأعمال في ما يخ�ص المبيعات‬ ‫والأرباح وا�ستراتيجيات النمو والتو�سع في قاعدة‬ ‫الأعمال والموظفين‪.‬‬ ‫دعا المدير العام للمكتب التنفيذي لمجل�سي‬ ‫وزراء العم���ل وال�ش�ؤون االجتماعية في دول مجل�س‬ ‫التعاون الخليج���ي عقيل الجا�س���م‪� ،‬شباب الخليج‬ ‫�إل���ى "ت�أ�سي����س م�شاري���ع �صغي���رة ومتو�سط���ة‪،‬‬ ‫والإهتم���ام بريادة الأعم���ال كمح���رك لعجلة �سوق‬ ‫العم���ل‪ .‬وف���ي المقاب���ل يج���ب �أن تخ�ص����ص لجان‬ ‫المناق�ص���ات المركزي���ة الخليجي���ة ن�سب���ة منه���ا‬ ‫للم�شاريع ال�صغيرة"‪.‬‬ ‫و�أك���د عل���ى �أن الم�شاري���ع ال�صغي���رة والمتو�سطة‬ ‫"تحتاج �إلى اهتمام �أكثر من الم�س�ؤولين في دول‬ ‫المجل�س"‪ .‬ور�أى �ض���رورة �أن "يعتمد �أ�صحاب هذه‬ ‫الم�شاري���ع التفكير الخالق ونبذ التك���رار والأفكار‬ ‫الم�ستهلك���ة"‪ .‬و�أو�ض���ح �أن ه���ذه الم�شاريع كثيرة‬ ‫"وال تواجه ندرة في التمويل بقدر م�شاكل ت�سويق‬ ‫منتجاتها"‪.‬‬ ‫�إرتف���ع م�ؤ�شر �أ�سع���ار الم�ستهلك في الكويت‬ ‫بن�سبة ‪ 3.0‬في المئة في حزيران (يونيو) مقارنة‬ ‫بال�شه���ر ذاته من ال�سنة الما�ضي���ة‪ ،‬وجاء الم�ستوى‬ ‫م�شابه���ا ً له في �أيار (ماي���و)‪ ،‬وفق تقرير �صدر عن‬ ‫"بنك الكويت الوطني"‪� .‬إال �أن المكونات الرئي�سة‬ ‫ل�سلة الم�ستهلك لم تحافظ على م�ستوى �إرتفاعها‬ ‫في �أي���ار‪� ،‬إذ تباط����أ الت�ضخم في ال�سل���ع الغذائية‬ ‫ف���ي حزيران (يوني���و)‪ ،‬ولك���ن قابل ذل���ك �إرتفاع‬ ‫ف���ي ت�ضخ���م �أ�سع���ار خدم���ات الم�سك���ن و�أ�سع���ار‬ ‫المفرو�ش���ات المنزلي���ة ومعدات ال�صيان���ة و�أجزاء‬ ‫�أخرى‪.‬‬ ‫و�إرتف���ع الت�ضخ���م الأ�سا�س���ي لأ�سع���ار الم�ستهلك‬ ‫بن�سبة ‪ 2.4‬في المئة في حزيران (يونيو) مقارنة‬ ‫بال�شه���ر ذاته من ال�سنة الما�ضي���ة ب�سبب االرتفاع‬ ‫ف���ي بع�ض المكون���ات غير الغذائية‪ ،‬بع���د �أن كان‬ ‫‪ 2.1‬في المئة في �أيار (مايو)‪.‬‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪17‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون خليجية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫�شركات الما�س العالمية تلج�أ �إلى دبي هرب ًا من ال�ضرائب‬ ‫�إرتفعت وتي ��رة تد ّفق �ش ��ركات الما�س العالمية‬ ‫�إلى دبي خالل ال�س ��نوات الأخيرة مع �إ�ستفحال‬ ‫�أزمة االئتمان في �أوروبا‪ ،‬وهرب ًا من ال�ض ��رائب‬ ‫المرتفع ��ة الت ��ي تفر�ض ��ها مراك ��ز الما� ��س في‬ ‫العالم‪ ،‬في مقدمها مدينة انتويرب البلجيكية‪.‬‬ ‫وعلى رغم تراجع تجارة الما�س في العالم‪ ،‬ف�إن‬ ‫تداوالته في دبي بلغت خالل الن�صف الأول من‬ ‫ال�س ��نة ‪ 22‬ملي ��ار دوالر‪ ،‬في حي ��ن توقع خبراء‬ ‫�سوق المعادن النفي�سة �أن تتجاوز ‪ 40‬مليار ًا مع‬ ‫نهاية ال�سنة‪.‬‬ ‫وقال الرئي�س التنفيذي لمركز المعادن وال�سلع‬ ‫ف ��ي دب ��ي احمد بن �س ��ليم في ت�ص ��ريح‪" :‬عدد‬ ‫�ش ��ركات الما�س في المركز تجاوز �سبعة �آالف‬ ‫م ��ن كل �أنح ��اء العال ��م‪ ،‬خ�صو�ص� � ًا م ��ن لبنان‬ ‫والهند و�إفريقيا و�أوروبا"‪ .‬و�أ�ش ��ار �إلى �أن "دبي‬ ‫�إ�س ��تفادت من تغيرات طر�أت �أخير ًا على قطاع‬ ‫الما�س العالمي‪ ،‬بعد �إنتقال �شركة ديبير�س من‬ ‫بريطاني ��ا �إلى بت�س ��وانا في جن ��وب �إفريقيا‪ ،‬ما‬ ‫�أدخل القارة ال�سمراء كالعب في تجارة الما�س‬ ‫الخ ��ام والم�ص ��قول بعدم ��ا كان ��ت منتج ��ة له‪،‬‬ ‫و�س ��اعد في دعم تناف�سية دبي في هذا المجال‬ ‫على الم�س ��توى العالمي‪ ،‬نتيجة العالقة الجيدة‬ ‫بين الإمارات والقارة ال�سمراء‪.‬‬ ‫وم ��ن المتغيرات التي طر�أت عل ��ى عالم الما�س‬ ‫و�ص� � ّبت ف ��ي م�ص ��لحة دب ��ي‪ ،‬دخ ��ول ال�ص ��ين‬ ‫للمرة الأول ��ى كالعب جديد في تج ��ارة الما�س‬ ‫الم�ص ��قول‪ ،‬وه ��ي �أي�ض� � ًا �ش ��ريك تج ��اري مهم‬ ‫للإمارات عموم ًا‪ ،‬ما �س ��اهم في زيادة تناف�سية‬ ‫دبي مع مراكز الما�س في هونغ كونغ و�سنغافورة‪.‬‬ ‫وتمكنت دب ��ي من دخول هذه التج ��ارة قبل ‪10‬‬ ‫�س ��نين‪ ،‬م�ستفيدة من �إلغاء دول مجل�س التعاون‬ ‫الخليج ��ي ال�ض ��رائب عل ��ى الما� ��س من ��ذ �أكثر‬ ‫من �س ��بع �س ��نوات‪ ،‬في وق ��ت تعاني ال�ش ��ركات‬ ‫ف ��ي �أوروب ��ا �ض ��غوط ًا متزاي ��دة ف ��ي م ��ا يتعلق‬ ‫بال�ضرائب‪.‬‬ ‫وتوق ��ع ب ��ن �س ��ليم �أن ترتقي الإم ��ارة بمركزها‬ ‫العالمي في هذه التجارة‪ ،‬خ�صو�ص� � ًا مع تنامي‬ ‫م�ش ��روع "طريق الحرير الجديد"‪ ،‬الذي يعتمد‬ ‫كمركز لوج�س ��تي بين الدول المنتجة‬ ‫عل ��ى دبي‬ ‫ٍ‬ ‫للما� ��س ف ��ي �إفريقيا‪ ،‬ومراكز �ص ��قله في الهند‬ ‫‪16‬‬

‫نائب رئي�س الإمارات وحاكم دبي ال�شيخ محمد بن را�شد �آل مكتوم‬

‫وال�ش ��رق الأق�صى‪ ،‬ما ا�ض ��طر االتحاد العالمي‬ ‫للما�س �إلى "تعريب" قوانين الما�س العالمية‪.‬‬ ‫وكان ��ت منطقة الخليج تحت ��ل المركز الخام�س‬ ‫ف ��ي تجارة الما�س عالمي ًا‪ ،‬ولكن النمو ال�س ��ريع‬ ‫لهذه التجارة رفع المنطقة �إلى المركز الثالث‪،‬‬ ‫بعد الواليات المتحدة التي تتجاوز �سوق الما�س‬ ‫فيه ��ا ‪ 27‬ملي ��ار دوالر‪ ،‬والياب ��ان ‪ 8.5‬مليارات‬ ‫دوالر‪ ،‬م ��ا �ش � ّ�جع دب ��ي عل ��ى �إن�ش ��اء البور�ص ��ة‬ ‫و�ساعدها على �إ�ستقطاب ال�شركات العالمية‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف بن �سليم "ما �ساهم في �إنتعا�ش تجارة‬ ‫الما�س في دبي و�إنتقال عدد �أكبر من ال�شركات‬ ‫�إليه ��ا‪� ،‬أن �ش ��ركتي طي ��ران الإم ��ارات وف�ل�اي‬ ‫دبي فتحتا خطوط ًا مبا�ش ��رة �إلى معظم المدن‬ ‫الرئي�س ��ة في �إفريقيا وزادت عدد رحالتها �إلى‬ ‫ال�ص ��ين‪� ،‬إ�ضافة �إلى وجود موانئ دبي العالمية‬ ‫التي ت�سهل عملية التجارة"‪.‬‬ ‫ول ��م تكتف الإم ��ارة بتجارة الما� ��س الخام‪ ،‬بل‬ ‫دخلت بقوة �إلى عالم الما�س الم�صقول‪ .‬و�أظهر‬ ‫تقري ��ر حديث لمركز دبي لل�س ��لع المتعددة‪� ،‬أن‬ ‫تجارة الما�س الخ ��ام �إرتفعت ‪ 10‬في المئة �إلى‬ ‫‪ 66‬ملي ��ون قي ��راط‪ ،‬فيما �إرتفع ��ت قيمة الما�س‬ ‫المتداول خم�سة في المئة مقارنة بالفترة ذاتها‬ ‫الع ��ام الما�ض ��ي‪ .‬وت ��م ا�س ��تيراد ‪ 32.4‬مليون‬ ‫قي ��راط ب� �ـ‪ 2.5‬ملي ��اري دوالر خالل الن�ص ��ف‬ ‫الأول من ال�س ��نة‪ ،‬بزيادة ن�س ��بتها ت�سعة و�سبعة‬ ‫ف ��ي المئ ��ة عل ��ى التوال ��ي مقارنة بع ��ام ‪.2012‬‬ ‫و�إرتفع حجم �صادرات الما�س ‪ 12‬في المئة �إلى‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫‪ 34‬ملي ��ون قي ��راط قيمتها ‪ 30.7‬ملي ��ار دوالر‪،‬‬ ‫بزيادة ن�سبتها ثالثة في المئة‪.‬‬ ‫ولف ��ت بن �س ��ليم �إل ��ى �أن "دبي م�ؤهل ��ة لقيادة‬ ‫�إزدهار �صناعة الما�س العالمية خالل المرحلة‬ ‫المقبلة بف�ض ��ل �إمتالكها بنية تحتية وت�شريعية‬ ‫عالمي ��ة تحف ��ز النم ��و الم�س ��تدام ولموقعه ��ا‬ ‫الجغرافي كنقطة مركزية متو�س ��طة بالن�س ��بة‬ ‫ال ��ى طريق الحرير الجديد لل�ص ��ناعة"‪ ،‬عازي ًا‬ ‫هذا التفا�ؤل �إلى "تو�س ��يع دبي قاعدة �شراكاتها‬ ‫مع كثير من الدول الأكثر ثراء في �إنتاج الما�س‪،‬‬ ‫خ�صو�ص� � ًا �أميركا الالتينية والقارة الإفريقية‪،‬‬ ‫وفي دول مثل بت�سوانا وناميبيا وزيمبابوي"‪.‬‬ ‫وتتطلع �ش ��ركات الما�س العالمية �إلى ال�س ��يولة‬ ‫الت ��ي راكمته ��ا دول الخلي ��ج خ�ل�ال ال�س ��نوات‬ ‫الما�ض ��ية نتيج ��ة �إرتفاع �أ�س ��عار النفط الخام‪،‬‬ ‫�إذ ت�شير �إح�ص ��اءات �إلى �أن معدل �شراء الفرد‬ ‫الما�س ف ��ي دول الخليج يزيد عل ��ى �ألف دوالر‪،‬‬ ‫ف ��ي وق ��ت ال يتج ��اوز ‪ 300‬دوالر ف ��ي الوالي ��ات‬ ‫المتحدة‪ ،‬ما يدل على �إ�ستمرار القوة ال�شرائية‬ ‫في المنطقة‪.‬‬ ‫وزاد تواف ��د التج ��ار والم�ص� � ّنعين �إل ��ى دب ��ي‪،‬‬ ‫�إن�ض ��مام بور�ص ��ة دب ��ي للما� ��س �إل ��ى "االتحاد‬ ‫العالمي لبور�ص ��ات الما� ��س"‪ ،‬وتوقيعها "اتفاق‬ ‫كمبرلي" الخا�ص بتنظيم عملية تجارة الما�س‪.‬‬ ‫و�أو�ض ��ح بن �س ��ليم �أن "دبي تخطط لبناء �أكبر‬ ‫برج في العالم للما� ��س‪ ،‬لتلبية الطلب المتزايد‬ ‫من ال�شركات العالمية"‪..‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫الموجز الدولي‬

‫�إيران تواجه عجز ًا في الموازنة‬ ‫�أكد م�س�ؤوالن حكوميان �أن "�إيران تواجه عجز ًا‬ ‫بمقدار الثلث في موازنة العام الحالي"‪ ،‬ب�سبب‬ ‫�إي ��رادات �أقل م ��ن المتوقع و�إن خط ��ط الإنفاق‬ ‫�ستخ�ضع للمراجعة في ال�شهر المقبل‪.‬‬ ‫وتراجعت �ص ��ادرات البالد من النفط‪ ،‬م�صدر‬ ‫الإيرادات الرئي�س‪ ،‬بمقدار الن�صف منذ ‪2011‬‬ ‫نتيجة لعقوبات على قطاعات النفط وال�ش ��حن‬ ‫البح ��ري والبنوك تفر�ض ��ها دول غربية ب�س ��بب‬ ‫برنامج �إيران النووي‪.‬‬

‫الرئي�س الإيراني ح�سن روحاني‬

‫وتعه ��د الرئي� ��س الإيران ��ي ح�س ��ن روحان ��ي‪،‬‬ ‫الذي ن�ص ��ب ال�ش ��هرالفائت بتح�س ��ين الو�ض ��ع‬ ‫الإقت�ص ��ادي من طريق خف�ض الت�ض ��خم البالغ‬ ‫نحو ‪ 40‬في المئة و�إ�صالح قطاع النفط الإيراني‬ ‫وتقلي�ص العقوبات‪.‬‬ ‫وق ��ال �إ�س ��حاق جهانجي ��ري‪ ،‬نائ ��ب الرئي�س �إن‬ ‫"الإيرادات ال تغطي ثلث الموازنة البالغة نحو‬ ‫‪ 68‬ملي ��ار دوالر لل�س ��نة الفار�س ��ية بي ��ن �آذار‪/‬‬ ‫مار� ��س ‪ 2013‬ومار� ��س ‪ ،"2014‬وذلك نق ًال عن‬ ‫�أرق ��ام قدمتها حكومة الرئي�س ال�س ��ابق محمود‬ ‫�أحمدي نجاد‪.‬‬ ‫ون�س ��بت وكال ��ة الطلب ��ة الإيراني ��ة للأنب ��اء عن‬ ‫جهانجيري قوله �إن الم�س�ؤولين �أبلغوه �أن "�أكثر‬ ‫من ثلث الموازنة غير واقعي"‪ ،‬ويجب خف�ض ��ها‬ ‫�إلى حوالي ‪ 45‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫وقال "نواجه عجز ًا خطير ًا في الموازنة"‪.‬‬ ‫وق ��ال محم ��د باقر نوبخ ��ت‪ ،‬وهو م�س ��اعد �آخر‬ ‫لرواحني في ت�صريحات للتلفزيون الإيراني �إن‬ ‫"موازنة معدلة �ستعر�ض على البرلمان بحلول‬ ‫منت�صف �أيلول‪�/‬سبتمبر"‪.‬‬

‫رئي�سة البرازيل ديلما رو�سيف‪ :‬نوعية و�سائل النقل �أمر �أ�سا�سي!‬ ‫ع ّب ��رت رئي�س ��ة البرازي ��ل عن دعمه ��ا للمطلب‬ ‫الرئي�س ��ي للمحتجي ��ن الذي ��ن تظاه ��روا ف ��ي‬ ‫ال�ش ��وارع �أخير ًا‪ ،‬م�ؤكدة على ان نوعية و�س ��ائل‬ ‫النقل �أمر �أ�سا�سي لحل �أزمة التنقل في البالد‪.‬‬ ‫وكان مئات الآالف م ��ن المتظاهرين نزلوا الى‬ ‫ال�ش ��وارع في حزيران‪/‬يونيو للمطالبة بتح�سين‬ ‫الخدمات العامة بما في ذلك و�سائل النقل‪.‬‬ ‫وقال ��ت ديلما رو�س ��يف خالل تد�ش ��ين م�ش ��روع‬ ‫ل�س ��كك الحدي ��د ف ��ي "بورت ��و �أليغي ��ري" الت ��ي‬ ‫�ست�ست�ض ��يف خم�س� � ًا من مباريات ك�أ�س العالم‬ ‫لك ��رة الق ��دم الع ��ام المقب ��ل ان "النق ��ل العام‬ ‫هو لجمي ��ع الطبقات الإجتماعي ��ة وهدفه جعل‬ ‫ال�ضواحي �أماكن �أف�ضل للعي�ش"‪.‬‬ ‫وعن ��د ب ��دء االحتجاج ��ات‪ ،‬اقترحت رو�س ��يف‬ ‫تخ�ص ��ي�ص ‪ 25‬مليار دوالر �إ�ض ��افية لتح�س ��ين‬ ‫النقل العام وخ�صو�ص� � ًا في المدن الكبرى التي‬ ‫ت�شهد �إزدحام ًا كبير ًا في حركة ال�سير‪.‬‬ ‫وذك ��رت الحق� � ًا بان ال�س ��لطات �إ�س ��تثمرت منذ‬

‫‪ 2011‬حوالى اربعين مليار دوالر لبناء وتو�س ��يع‬ ‫قطار الأنفاق والحافالت ال�سريعة‪.‬‬ ‫وتنف ��ق البرازي ��ل مليارات ال ��دوالرات لتحديث‬ ‫مطاراتها والبنى التحتية �إ�س ��تعداد ًا لإ�س ��تقبال‬ ‫ماليين ال�س ��ياح خ�ل�ال مباريات ك�أ� ��س العالم‬ ‫لكرة القدم ودورة االلعاب االولمبية ال�ص ��يفية‬ ‫في ‪.2016‬‬

‫رئي�سة البرازيل ديلما رو�سيف‬

‫اعل���ن "معهد ت�شارت���در للعمال���ة والتنمية"‪،‬‬ ‫وه���و �أكبر م�ؤ�س�س���ة متخ�ص�صة في مج���ال الموارد‬ ‫الب�شري���ة‪� ،‬إنه يق ِّدر بناء على م�س���ح �شمل نحو �ألف‬ ‫موظ���ف �أن ما بين ‪� 3‬إل���ى ‪ %4‬من الق���وى العاملة‬ ‫البريطاني���ة تعمل بعقود ال ت�ضمن حدا �أدنى للأجر‬ ‫�أو �ساعات العمل �أي نحو مليون �شخ�ص‪.‬‬ ‫ويف�سر النم���و ال�سريع لهذا النوع من العقود الذي‬ ‫ال نظي���ر له في بقي���ة الدول الأوروبي���ة والواليات‬ ‫المتح���دة‪ ،‬قدرة االقت�ص���اد البريطاني على توفير‬ ‫وظائ���ف لع���دد قيا�سي م���ن المواطني���ن‪ ،‬رغم انه‬ ‫ال ي�سج���ل نم���واً‪ .‬وفي ال�شهر الما�ض���ي رفع مكتب‬ ‫االح�صاءات الوطني تقدي���ره لعدد العاملين بمثل‬ ‫هذه العقود �إلى ‪� 250‬ألفا من ‪� 200‬ألف ‪.‬‬ ‫�أوردت مجل���ة "دي���ر �شبيغل" الألماني���ة �أخيراً‬ ‫نق�ل� ًا عن وثيقة م���ن الم�صرف المرك���زي الألماني‪،‬‬ ‫انه يتوق���ع �أن تحت���اج اليونان �إلى قرو����ض �إنقاذ‬ ‫�إ�ضافي���ة من �شركائه���ا الأوروبيي���ن بحلول مطلع‬ ‫‪ 2014‬على �أبعد تقدير‪.‬‬ ‫وق���د يج���دد التقرير النقا����ش في �ألماني���ا عما �إذا‬ ‫كان���ت الم�ست�ش���ارة �أنجي�ل�ا مي���ركل تتعمد خف�ض‬ ‫فر����ص تقدي���م م�ساع���دة جدي���دة لليون���ان قب���ل‬ ‫�إنتخابات ‪� 22‬أيلول (�سبتمبر) التي من المرجح �أن‬ ‫تفوز فيها بفترة والية ثالثة‪.‬‬ ‫وتتهم �أحزاب المعار�ض���ة ميركل باخفاء احتماالت‬ ‫�أن ي�ضط���ر دافع���و ال�ضرائب الألم���ان �إلى تمويل‬ ‫مزي���د م���ن عملي���ات الإنقاذ ف���ي منطق���ة اليورو‪.‬‬ ‫وح�صل���ت اليونان على برنامج���ي �إنقاذ من االتحاد‬ ‫الأوروب���ي و�صن���دوق النقد الدول���ي قيمتهما معا‬ ‫‪ 240‬ملي���ار ي���ورو (‪ 320‬ملي���ار دوالر) و�سحبت‬ ‫‪ %90‬من تلك الأم���وال‪ .‬وتنتهي الحزمة في نهاية‬ ‫‪.2014‬‬ ‫�أعلن���ت وزارة الخزان���ة الأميركي���ة �أخي���راً �أن‬ ‫بريطانيا ه���ي �أول وجهة للم�ستثمرين الأميركيين‬ ‫عل���ى �صعيد الأ�صول المالي���ة‪ ،‬متقدمة بذلك على‬ ‫فرن�سا التي تحتل المرتبة الخام�سة‪.‬‬ ‫وف���ي المجم���وع‪ ،‬كان الم�ستثم���رون الأميركي���ون‬ ‫يملكون حتى نهاي���ة ‪ 1129( 2012‬مليار دوالر)‬ ‫من الأ�ص���ول المالية في بريطاني���ا‪ ،‬غالبيتها على‬ ‫�ش���كل �أ�سهم (‪ 758‬ملي���اراً) والبقي���ة على �شكل‬ ‫�سن���دات ق�صي���رة ومتو�سط���ة المدى‪ ،‬وف���ق بيان‬ ‫لوزارة الخزانة‪.‬‬ ‫وتحت���ل كن���دا المرتب���ة الثاني���ة ب���ـ‪ 808‬مليارات‬ ‫م���ن الأ�صول الت���ي يملكها �أميركي���ون‪ ،‬تليها جزر‬ ‫كايم���ان (‪ 784‬ملياراً) التي ت�ش���كل جنة �ضريبية‬ ‫�أق���ام فيها بع����ض المجموع���ات الكب���رى �شركات‬ ‫تابعة له بهدف تقلي�ص ال�ضرائب المترتبة عليه‪.‬‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪19‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون دولية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫من المفكرة الدولية‬

‫لي�شن�شتاين تناف�س الم�صارف ال�سوي�سرية‬ ‫ب ��د�أت كمي ��ات �ضخمة من الأم ��وال تتدفق �إل ��ى لي�شن�شتاين م ��ن �سوي�سرا‬ ‫ودول مج ��اورة �أخ ��رى‪ ،‬عل ��ى ر�أ�سها �ألمانيا‪ ،‬م ��ن �ضمن �إعادة ت ��وازن مالي‬ ‫جديد بين �سوي�سرا والإمارة التابعة �أمنياً لـــها‪ .‬وهـــكذا بد�أت لي�شن�شتاين‬ ‫التروي ��ج ل� �ـ "�شخ�صيتها" المالية دولياً كبديل م ��ن �سوي�سرا لناحية �إدارة‬ ‫الأ�ص ��ول الدولي ��ة الت ��ي بات ��ت كلفته ��ا مرتفع ��ة ج ��داً ف ��ي الج ��ارة الأكب ��ر‬ ‫م ��ن ج ��راء الإ�صالح ��ات المالي ��ة المق� � ّرة �أخي ��راً‪ .‬و�أ�ضح ��ى االنتق ��ال �إلى‬ ‫لي�شن�شتاي ��ن‪ ،‬م ��ن جان ��ب الم�ؤ�س�س ��ات المالي ��ة‪ ،‬ال�صغي ��رة والمتو�سط ��ة‬ ‫الحجم‪ ،‬م�س�ألة حيوية‪.‬‬ ‫وتع ّب ��ر الم�ؤ�س�س ��ات المالية معاً مع الم�ستثمري ��ن‪ ،‬المحليين والدوليين‪،‬‬ ‫ع ��ن قلقه ��ا �إزاء القواني ��ن الجديدة التي تح ��د من حريتها ف ��ي �سوي�سرا‪.‬‬ ‫وبالن�سب ��ة �إل ��ى الم�ستثمري ��ن‪ ،‬ثم ��ة ارتفاع ف ��ي تكالي ��ف �إدارة �أموالهم في‬ ‫الم ��دى الق�صي ��ر‪� .‬أم ��ا بالن�سبة �إل ��ى الم�ؤ�س�س ��ات المالية الت ��ي تدير هذه‬ ‫الأ�صول‪ ،‬ف�ستتقل�ص هوام�ش الأرباح ب�سبب �إرتفاع تكاليف �إدارة الأ�صول‪.‬‬ ‫لذل ��ك‪� ،‬أ�ضح ��ت لي�شن�شتاي ��ن‪ ،‬جارة �سوي�س ��را‪� ،‬سوقاً مالي ��ة بديلة ومثيرة‬ ‫لالهتمام بالن�سبة �إلى عالم المال ال�سوي�سري والأوروبي والدولي‪ .‬وتهم‬ ‫م�صارف �سوي�سرية بزيادة درجة تناف�سيتها من طريق �إن�شاء فروع لها في‬ ‫الإم ��ارة‪ .‬والفت �أي�ض� �اً �أن بع�ض �شركات الت�أمي ��ن‪ ،‬ال�سوي�سرية والألمانية‬ ‫والفرن�سية‪ ،‬تتحرك نحو ت�أ�سي�س ن�شاطات لها في لي�شن�شتاين‪ ،‬التي زادت‬

‫جاذبيتها التجارية‪.‬‬ ‫ويفي ��د محلل ��ون �سوي�سريون ب�أن ما يح�صل من ت�أ�سي�س لمئات الن�شاطات‪،‬‬ ‫المالي ��ة والتجاري ��ة‪ ،‬ف ��ي لي�شن�شتاي ��ن‪� ،‬سيدر عل ��ى الأخيرة مناف ��ع كثيرة‪.‬‬ ‫�صحي ��ح �أن حكوم ��ة ف ��ادوز �ستعط ��ي كل الرخ� ��ص المطلوب ��ة لممار�س ��ة‬ ‫الن�شاطات التجارية على �أرا�ضيها‪ ،‬بيد �أن هذه الرخ�ص �ستكون قاعدة في‬ ‫الم ��دى المتو�س ��ط‪ ،‬تخ ّول مدي ��ري الأ�صول في لي�شن�شتاي ��ن دخول �أعمال‬ ‫الو�ساطة بين �سوي�سرا ودول الإتحاد الأوروبي‪ ،‬ما يعني �أن ال�سوق المالية‪،‬‬ ‫التابع ��ة للإم ��ارة‪� ،‬سيك ��ون له ��ا مدخ ��ل �إ�ستراتيج ��ي �إل ��ى �أ�س ��واق االتح ��اد‬ ‫الأوروبي �سيعزز فر�ص رجال الأعمال‪ ،‬في لي�شن�شتاين‪ ،‬في تنفيذ �صفقات‬ ‫مربحة للغاية بين الأ�سواق المالية تخ�ص الفرنك ال�سوي�سري واليورو‪.‬‬ ‫ل ��ن يذه ��ب جمي ��ع الم�ستثمري ��ن لإدارة �أموالهم م ��ن لي�شن�شتاين تاركين‬ ‫�سوي�س ��را م ��ن دون مب ��رر ج ��دي‪ .‬وي ��رى م�شغل ��ون م�صرفي ��ون �أن طبقات‬ ‫معينة من الم�ستثمري ��ن‪ ،‬ال�سوي�سريين والأوروبيين والدوليين‪� ،‬أي تلك‬ ‫الت ��ي تملك �أكث ��ر من مئة مليون دوالر للفرد‪� ،‬ستعمل على خزن جزء من‬ ‫ثرواته ��ا في الإم ��ارة‪ .‬ويتوقع ��ون �أن تتجه �أموال من بع� ��ض دول "الربيع‬ ‫العرب ��ي" �إلى لي�شن�شتاين قريباً‪ ،‬بمعدل ‪ 500‬مليون فرنك �سوي�سري لكل‬ ‫ح�ساب م�صرفي جديد يُفتح هناك‪.‬‬ ‫برن ‪ -‬طالل �سالمة‬

‫االقت�صادات المتقدمة تعاود البروز ودول مجموعة "بريك�س" تتعثر‬ ‫�إارتفع ��ت ح�ص ��ة �إقت�ص ��ادات دول "بريك� ��س"‬ ‫(البرازي ��ل ورو�س ��يا والهن ��د وال�ص ��ين وجن ��وب‬ ‫�أفريقي ��ا) مجتمع ��ة م ��ن النات ��ج العالم ��ي م ��ن‬ ‫الثلث �إلى الن�ص ��ف على مدى العقد الما�ضي من‬ ‫الزم ��ن‪ ،‬لكن ه ��ذه الدول لم تتمكن من ت�أ�س ��ي�س‬ ‫منظم ��ة‪ ،‬على رغم القمم التي عقدها قادتها في‬ ‫ال�سنوات الأخيرة‪.‬‬ ‫لكن هذا التح�سن الباهر‪ ،‬الذي قادته ال�صين في‬ ‫�شكل �أ�سا�س ��ي و�أخرجت بموجبه مئات الماليين‬ ‫من مواطنيها من الفق ��ر‪ ،‬يبدو �أنه قارب نهايته‪،‬‬ ‫عل ��ى �ض ��وء تقارير متزايدة ت�ش ��ير �إل ��ى ان زمن‬ ‫�ص ��عود الدول النامي ��ة وتراجع ال ��دول المتقدمة‬ ‫انته ��ى‪ ،‬و�أن العالم مقبل على �أنماط �إقت�ص ��ادية‬ ‫جديدة لم تنك�شف كامل موا�صفاتها بعد‪.‬‬ ‫فف ��ي الوالي ��ات المتحدة‪ ،‬تحق ��ق �أخي ��ر ًا �إرتفاع‬ ‫ب�س ��يط في ن�سبة الت�ض ��خم‪ ،‬و�إنخفا�ض في ن�سبة‬ ‫المتقدمين بطلبات �إعان ��ة من البطالة �إلى �أدنى‬ ‫‪18‬‬

‫م�س ��توى من ��ذ �س ��ت �س ��نوات‪ ،‬ونم ��و في الن�س ��بة‬ ‫ال�شهرية لبناء المنازل بواقع �ستة في المئة‪ .‬هذه‬ ‫"الأخب ��ار الجيدة"‪ ،‬ح�س ��ب التعبي ��ر الأميركي‪،‬‬ ‫�أدت �إلى تعزيز ثقة الأميركيين في �إقت�ص ��ادهم‪،‬‬ ‫ودفعت الم�س ��تثمرين من بينه ��م �إلى الإبتعاد عن‬ ‫�أ�سواق الأ�سهم‪ ،‬والإقبال بد ًال من ذلك على �شراء‬ ‫�سندات الخزينة الأميركية‪.‬‬ ‫وف ��ي �أوروب ��ا‪� ،‬س ��اهم النم ��و الق ��وي ف ��ي �ألمانيا‬ ‫وفرن�س ��ا‪� ،‬أكب ��ر اقت�ص ��ادين في منطق ��ة اليورو‪،‬‬ ‫ف ��ي انت�ش ��ال المنطقة م ��ن �أطول فت ��رة ركود في‬ ‫تاريخه ��ا‪� ،‬إذ �أظه ��رت بيان ��ات مكتب الإح�ص ��اء‬ ‫التابع لالتحاد الأوروبي "يورو�س ��تات"‪ ،‬ان الدول‬ ‫ال�سبع ع�ش ��رة التي ت�س ��تخدم اليورو �سجلت نمو ًا‬ ‫‪ 0.3‬ف ��ي المئة ف ��ي الربع المنتهي ف ��ي حزيران‬ ‫(يونيو)‪� ،‬إثر انكما�ش دام �سبعة ف�صول‪.‬‬ ‫ودفعت ه ��ذه التقارير مطلق ت�س ��مية "بريك�س"‪،‬‬ ‫المحل ��ل ال�س ��ابق ف ��ي "غولدمان �س ��اك�س" جيم‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫�أونيل‪� ،‬إلى القول ان "محللين �س ��طحيين كثيرين‬ ‫اعتق ��دوا ان دول بريك� ��س �ست�س ��تمر ف ��ي نموه ��ا‬ ‫الإقت�ص ��ادي بالن�س ��ب ذاته ��ا التي �ش ��هدتها في‬ ‫العق ��د الأول من القرن الحادي والع�ش ��رين‪ ،‬وهو‬ ‫ما لم يكن مرجح ًا"‪.‬‬ ‫ويعزو �أونيل االنقالب في م�شهد نمو االقت�صادات‬ ‫العالمية �إلى �إنتقال ال�ص ��ين من �إقت�ص ��اد مبني‬ ‫عل ��ى الإ�س ��تثمارات الخارجي ��ة والت�ص ��دير‪� ،‬إلى‬ ‫�آخر مبني على الإ�ستهالك‪ ،‬على غرار الإقت�صاد‬ ‫الأميركي و�سائر �إقت�صادات الدول المتقدمة‪.‬‬ ‫وق ��ال �أوني ��ل ل�ص ��حيفة "نيوي ��ورك تايم ��ز" ان‬ ‫"الرابحين والخا�س ��رين من االقت�صاد ال�صيني‬ ‫بحلته الجديدة �سيكونون في الغالب مختلفين عن‬ ‫الرابحين والخا�سرين في زمن االقت�صاد ال�صيني‬ ‫القديم"‪ .‬وخت ��م �أونيل بالقول �إنه يتوقع "ان تكون‬ ‫الوالي ��ات المتحدة واحدة من �أبرز الرابحين" في‬ ‫الترتيب الجديد للإقت�صاد العالمي‪.‬‬


‫ف ��ي الأيام الأخي ��رة‪ .‬وزي ��ر الداخلي ��ة اللبنانية مروان‬ ‫�ش ��ربل ح� � ّذر �أخير ًا م ��ن خط ��ورة التق�س ��يم فيما دعا‬ ‫الزعم ��اء الدينيون ف ��ي طرابل�س الى �إن�ش ��اء جماعات‬ ‫�أمن �أهلي ��ة لحماية �أحيائهم وال�ش ��وارع‪ .‬المقيمون في‬ ‫�ض ��احية بي ��روت الجنوبي ��ة‪ ،‬التي تعتب ��ر معقل "حزب‬ ‫اهلل"‪ ،‬تخ�ض ��ع �س ��ياراتهم الآن للتفتي� ��ش يومي� � ًا عل ��ى‬ ‫حواجز يحر�س ��ها رجال الحزب ف ��ي كل مرة يخرجون‬ ‫م ��ن �أو يعودون �إلى منازلهم‪ .‬هن ��اك خوف من المزيد‬ ‫من الإنفجارات في الم�س ��تقبل القري ��ب التي يمكن �أن‬ ‫تج� � ّر البالد �إلى دوامة ال رجعة فيها من عنف �إنتقامي‬ ‫متبادل بين ال�سنة وال�شيعة‪.‬‬ ‫لق ��د ح ��دث ه ��ذا العنف ف ��ي خ�ض ��م �أزم ��ة �سيا�س ��ية‬ ‫�ص ��ار عمرها �أكثر من خم�س ��ة �أ�ش ��هر تركت لبنان في‬ ‫ي ��د حكوم ��ة م�س ��تقيلة ت�ص� � ّرف الأعمال من ��ذ �أن قدم‬ ‫رئي�س ��ها نجي ��ب ميقات ��ي‪� ،‬إ�س ��تقالته من من�ص ��به بعد‬ ‫ف�ش ��ل مجل� ��س وزرائ ��ه المنق�س ��م ف ��ي الموافق ��ة على‬ ‫ت�ش ��كيل لجنة للإ�ش ��راف على الإنتخاب ��ات البرلمانية‬ ‫التي كانت مقررة في �ش ��هر حزيران (يونيو) الفائت‪.‬‬ ‫وبفيدنا التاريخ ب�أن م�ؤ�س�س ��ات الدولة ّ‬ ‫اله�شة في لبنان‬ ‫ف�ش ��لت دائم ًا في الإحتواء والتفاو�ض في ال�ص ��راعات‬ ‫ال�سيا�س ��ية؛ و�أن المجتمعات ال�سيا�سية كما هو معروف‬ ‫يتم تنظيمها ح ��ول الدين والمذه ��ب؛ و�أن هناك عدم‬ ‫وجود توافق وطني حول الهوية ال�سيا�س ��ية للبنان‪ .‬وقد‬ ‫زاد الطين ب ّلة المناف�س ��ة الإقليمية بين �إيران والمملكة‬

‫ال�سيد ح�سن ن�صرالله‪ :‬معركة �سوريا معركة وجودية‬

‫العربي ��ة ال�س ��عودية‪ ،‬والح ��رب الم�س ��تعرة والمتزايدة‬ ‫المجاورة في �سوريا‪ ،‬التي و�ضعت �ضغوط ًا غير م�سبوقة‬ ‫على هذه الم�ؤ�س�سات التي تعاني وتكافح بالفعل‪.‬‬ ‫غياب التواف ��ق الوطني عل ��ى ال�س ��يادة اللبنانية ي�أخذ‬ ‫حي ��ز ًا كبير ًا في تاري ��خ البالد الحديث‪ .‬في منت�ص ��ف‬ ‫�سبعينات القرن الفائت‪� ،‬ش ّكل عدم وجود توافق وطني‬ ‫حول الوجود الع�س ��كري لمنظمة التحرير الفل�س ��طينية‬ ‫ف ��ي لبنان واحد ًا م ��ن العديد من العوام ��ل التي دفعت‬ ‫لبن ��ان �إلى ح ��رب �أهلية لم ��دة ‪ 15‬عام ًا‪ .‬الي ��وم‪ ،‬لي�س‬ ‫هن ��اك �إجم ��اع وطني حول �س�ل�اح "ح ��زب اهلل"‪ .‬وفي‬ ‫�س ��بعينات القرن الع�ش ��رين‪ ،‬ر�أت غالبية الم�س ��يحيين‬

‫بالن�سبة الى "حزب اهلل"‪ ،‬الحرب‬ ‫في �سوريا‪ ،‬ح�سب �إعتقاده‪ ،‬هو خط‬ ‫الدفاع الأول �ضد م�شروع مزعوم‬ ‫تقوده ال�سعودية والواليات المتحدة‬ ‫و�إ�سرائيل ل�سحقه‪� .‬إنه �صراع وجودي‬ ‫حرب �أهلية على غرار ‪1975‬‬ ‫ال تزال غير مرجحة في المقام الأول‬ ‫ب�سبب الإختالل ال�شا�سع بين تر�سانة‬ ‫"حزب اهلل" الع�سكرية من جهة‪،‬‬ ‫وقوة النيران التي هي في حوزة كل‬ ‫المعار�ضين ال�سيا�سيين له مجتمعة‬ ‫من جهة �أخرى‬

‫في التر�سانة الع�س ��كرية لمنظمة التحرير الفل�سطينية‬ ‫تهدي ��د ًا وجودي ًا‪ .‬اليوم‪ ،‬غالبية الطائفة ال�س ��نية تنظر‬ ‫الى التر�س ��انة الع�س ��كرية ل"ح ��زب اهلل" ب�أنها تهديد‬ ‫وجودي‪ .‬بغ� ��ض النظر عن عدد الخطابات العامة التي‬ ‫يلقيها الأمين العام ل"حزب اهلل" ال�س ��يد ح�سن ن�صر‬ ‫اهلل لترويج وت�سويق �إنجازات مقاومة حزبه في الدفاع‬ ‫عن لبنان وردع العدوان الإ�سرائيلي‪ ،‬مازال عليه مهمة‬ ‫تحقي ��ق �إخت ��راق في ج ��دار الخ ��وف وال�ش ��ك للغالبية‬ ‫العظم ��ى من ال�س ��نة اللبنانيين بالن�س ��بة الى �أ�س ��لحة‬ ‫"حزب اهلل"‪.‬‬ ‫كان لبن ��ان وال ي ��زال �س ��احة حي ��ث ت ��دور وتج ��ري‬ ‫ال�ص ��راعات الإقليمي ��ة‪ .‬الواق ��ع �أن ��ه ال معنى لف�ص ��ل‬ ‫العام ��ل المحل ��ي م ��ن الح�س ��ابات الإقليمي ��ة لمعظ ��م‬ ‫الالعبين المحليين‪ .‬خذ مث ًال الطريق الم�س ��دود الذي‬ ‫يواجهه ت�ش ��كيل حكومة جديدة التي ك ّلف تمام �س�ل�ام‬ ‫بمهم ��ة ت�أليفه ��ا ورئا�س ��تها‪ .‬دوائر "ح ��زب اهلل" تلقي‬ ‫اللوم بالن�سبة الى الت�أخير الطويل لوالدتها على "فيتو"‬ ‫�س ��عودي على م�ش ��اركة حزب اهلل ف ��ي مجل�س الوزراء‪.‬‬ ‫دوائر حرك ��ة "‪� 14‬آذار (مار�س)" الموالية لل�س ��عودية‬ ‫م ��ن جهته ��ا تلقي الل ��وم ي�ش� ��أن الم� ��أزق عل ��ى �إحجام‬ ‫"ح ��زب اهلل" التخلي عن ال�س ��لطة في وقت ت�ش ��ارك‬ ‫قواته ع�س ��كري ًا في �س ��وريا بناء على طل ��ب من النظام‬ ‫الإيراني‪ .‬وبعد خم�س ��ة �أ�ش ��هر‪ ،‬ال ي ��زال لبنان من دون‬ ‫حكومة في واحد من �أكثر الأوقات الع�صيبة والخطيرة‬ ‫في تاريخه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫�أ�ض ��ف �إلى ه ��ذا المزيج �إنق�س ��اما عميقا بين ال�س ��نة‬ ‫وال�ش ��يعة �إزاء الح ��رب ف ��ي بالد ال�ش ��ام‪ .‬دعم "حزب‬ ‫اهلل" ال�سيا�س ��ي والع�س ��كري للنظام ال�س ��وري �أدّى الى‬ ‫عداء الغالبية العظمى من �أهل ال�س ��نة في لبنان الذين‬ ‫يتعاطفون مع ق�ضية المتم ّردين ال�سوريين‪ .‬بع�ض �أتباع‬ ‫الجماعات ال�س ��لفية ال�س ��نية يقاتل جنب� � ًا �إلى جنب مع‬ ‫الجماع ��ات المتمردة ال�س ��ورية‪ .‬بالن�س ��بة الى "حزب‬ ‫اهلل"‪ ،‬الح ��رب في �س ��وريا‪ ،‬ح�س ��ب �إعتق ��اده‪ ،‬هو خط‬ ‫الدف ��اع الأول �ض ��د م�ش ��روع مزع ��وم تقوده ال�س ��عودية‬ ‫والوالي ��ات المتح ��دة و�إ�س ��رائيل ل�س ��حقه‪� .‬إنه �ص ��راع‬ ‫وج ��ودي‪ .‬بالن�س ��بة ال ��ى الطائف ��ة ال�س ��نية ف ��ي لبنان‪،‬‬ ‫الكفاح في �س ��وريا يهدف‪ ،‬ح�سب �إعتقادها‪ ،‬الى عك�س‬ ‫�إتجاه المد ال�سيا�س ��ي داخل لبنان ل�ص ��الحها‪ .‬هزيمة‬ ‫ب�شار الأ�سد في �سوريا �سوف تترجم �إلى هزيمة "حزب‬ ‫اهلل" في لبن ��ان‪ .‬منذ �إغتيال الرئي� ��س رفيق الحريري‬ ‫ف ��ي ‪� 14‬ش ��باط (فبراي ��ر) ‪� ،2005‬ش ��عر �أهل ال�س ��نة‬ ‫اللبنانيون ب�أن �ص ��دارتهم ال�سيا�سية ت�أثرت من ارتفاع‬ ‫الحظوظ ال�سيا�س ��ية ل"حزب اهلل"‪ .‬الإنهيار الق�سري‬ ‫للحكومة التي كانت برئا�س ��ة �سعد الحريري في كانون‬ ‫ر�س ��خ هذه المعتقدات‪ ،‬و�س ��اهم‬ ‫الأول (يناي ��ر) ‪ّ 2011‬‬ ‫ف ��ي �ش ��عور متزاي ��د باالغتراب بي ��ن الطائفة ال�س ��نية‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪21‬‬


‫الم�شرق العربي‬

‫لبنان‬

‫بلد الأرز يتابع م�سيرته على درب الآالم‬

‫لبنان يفقد توازنه!‬ ‫ه��ل ي�ستطيع لبنان �إجتياز القطوع الجدي��د وال ينزلق الى م�ستنقع حرب‬ ‫�أهلي��ة ؟ طبول الحرب تقرع في المنطق��ة ولكن الى �أي حد �سوف ت�ؤثر‬ ‫على ميزان القوى في بلد الأرز؟ ‪ ‬برزت معلومات عن توا�صل غير مبا�شر‬ ‫ح�صل ف��ي االيام االخيرة بين "ح��زب اهلل" و"تي��ار الم�ستقبل" وتناول‬ ‫الرغب��ة في الحفاظ على هدوء ال�شارع في بيروت حيال �أي تطور يمكن‬ ‫�أن يح�ص��ل في �سوري��ا‪ .‬وتفيد ه��ذه المعلومات ان طرف � ًا مح�سوب ًا على‬ ‫الح��زب عقد لقاء مع معنيين في "تيار الم�ستقبل"‪ ،‬مبدي ًا الرغبة في بذل‬ ‫الجميع الجه��ود الالزمة للحفاظ على التهدئة في ال�شارع وتجنّب ردود‬ ‫الفعل‪ ،‬وان هذا التطور خ ّل��ف �إرتياح ًا و�إعتبر م�ؤ�شر ًا �إيجابي ًا للتعامل مع‬ ‫الإنعكا�س��ات الداخلية للتط��ورات المحتملة في �سوريا‪ .‬ولكن هل هذا‬ ‫يكفي وي�ضمن ما هو � ٍآت؟‬ ‫�إنفجار ال�ضاحية‪:‬‬ ‫من الم�ستفيد؟‬

‫‪20‬‬

‫بيروت ‪ -‬رئيف عمرو‬ ‫�إنفج ��رت �س ��يارتان مفخخت ��ان خ ��ارج‬ ‫غا�صين بالم�ص ��لين ال�س ّنة في‬ ‫م�س ��جدين ّ‬ ‫مدينة طرابل�س‪� ،‬شمالي لبنان‪ ،‬في ‪� 23‬آب (�أغ�سط�س)‬ ‫الفائ ��ت‪ ،‬مما �أ�س ��فر عن مقتل ‪� 47‬شخ�ص� � ًا على الأقل‬ ‫و�إ�ص ��ابة المئات‪ .‬وجاء هذا الهجوم المر ّوع في �أعقاب‬ ‫�إنفج ��ار �س ��يارة مفخخ ��ة قب ��ل �أ�س ��بوع في ال�ض ��احية‬ ‫الجنوبي ��ة لبي ��روت (ذات الغالبي ��ة ال�ش ��يعية) ال ��ذي‬ ‫ُقت ��ل فيه ‪� 27‬شخ�ص� � ًا و�أ�ص ��يب �أكثر م ��ن ‪ .300‬حالي ًا‪،‬‬ ‫اللبناني ��ون هم �أكث ��ر خوف ًا من �أي وقت م�ض ��ى من �أن‬ ‫تنجر بالده ��م الى حرب �أهلية �أخ ��رى‪� .‬إن العودة �إلى‬ ‫حرب �ش ��املة مدنية تبقى غير محتملة‪ ،‬لكن �إحتماالت‬ ‫الإ�س ��تقرار والأم ��ن في لبنان لم تكن �أب ��د ًا قاتمة بهذا‬ ‫ال�شكل‪.‬‬ ‫ر�سائل التحذير التي تثير المخاوف �إزدهرت ب�شرا�سة‬ ‫�إنفجارا طرابل�س‪� :‬إتهام المخابرات‬ ‫ال�سورية في طرطو�س‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬


‫الم�شرق العربي ¶ لبنان‬ ‫وم�ؤ�س�س ��ات الدولة التي يرى كثي ��رون الآن ب�أن "حزب‬ ‫اهلل" يهيمن عليها‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى‪ ،‬ال�صراع ال�سوري ب�صدد �إختبارمخاوف‬ ‫ومعتق ��دات الأفرق ��اء اللبنانيي ��ن الخا�ص ��ة‪ :‬القل ��ق‬ ‫الوج ��ودي ال ��ذي يعان ��ي منه الم�س ��يحيون م ��ن كونهم‬ ‫�أقلية في بحر من الم�س ��لمين (ال يبعث على االطمئنان‬ ‫بالنظر �إلى ما يحدث للم�س ��يحيين في العراق و�س ��وريا‬ ‫وم�صر)؛ الإعتقاد الرا�سخ لدى �أهل ال�سنة ب�أن القيادة‬ ‫في هالل ال�شرق كانت دائما �سنية و�أن الهالل ال�شيعي‬ ‫اليوم هو �إنحراف تاريخي يجب ت�ص ��حيحه؛ وم�ش ��اعر‬ ‫ال�ش ��يعة التاريخ ��ي من الظل ��م الإجتماع ��ي والتهمي�ش‬ ‫ال�سيا�سي اللذين عانوهما جنب ًا �إلى جنب مع �إقتناعهم‬ ‫الرا�س ��خ ب�أن ه ��ذا هو وقته ��م لرفع الظل ��م التاريخي‪.‬‬ ‫اليوم‪ ،‬هذه المخاوف والمعتقدات تل ّون العد�سات التي‬ ‫من خاللها ترى هذه المجتمعات بع�ضها بع�ض ًا‪.‬‬ ‫حرب �أهلية عل ��ى غرار ‪ 1975‬ال تزال غير مرجحة في‬ ‫المق ��ام الأول ب�س ��بب الإختالل ال�شا�س ��ع بين تر�س ��انة‬ ‫"حزب اهلل" الع�س ��كرية من جه ��ة‪ ،‬وقوة النيران التي‬ ‫هي في حوزة كل المعار�ض ��ين ال�سيا�س ��يين له مجتمعة‬ ‫م ��ن جهة �أخرى‪ .‬لي�س ��ت ل ��دى "ح ��زب اهلل" رغبة في‬ ‫تغيي ��ر الو�ض ��ع ال�سيا�س ��ي الراه ��ن‪� .‬إن ��ه يري ��د تج ّنب‬ ‫العنف بين ال�س ��نة وال�ش ��يعة في لبن ��ان‪ .‬و�أبقى قاعدته‬ ‫تحت رقابة م�ش� �دّدة‪ ،‬و�س ��وف يوا�ص ��ل القي ��ام بذلك‪.‬‬ ‫كم ��ا ال يوج ��د زعيم �س ��ني في المع�س ��كر الآخ ��ر يريد‬ ‫الإنخ ��راط في هذه المرحلة في مواجهة ع�س ��كرية مع‬ ‫"حزب اهلل"‪ ،‬حيث يعلم �أنه �سيخ�سر‪ .‬القيادة ال�سنية‬ ‫ال�سلفية النا�شئة عليها تطوير قاعدة جماهيرية كبيرة‬ ‫داخل الطائفة ال�س ��نية قبل �أن ت�س ��تطيع التحرك‪ .‬فهي‬ ‫ال ت ��زال مح ��دودة جغرافي� � ًا في �ش ��مال لبن ��ان وعليها‬ ‫�أي�ض� � ًا تطوي ��ر �إ�س ��تراتيجية الت ��ي تجذب �أهل ال�س ��نة‬ ‫في المناطق الح�ض ��رية‪� .‬إن طبقة رج ��ال الأعمال من‬ ‫الطائفة ال�س ��نية‪ ،‬التي ال تزال ت�ض ��ع الإيقاع ال�سيا�سي‬ ‫للمجتم ��ع الكبي ��ر‪ ،‬لديها �ش ��كوك عميقة بالن�س ��بة الى‬ ‫الجماع ��ات ال�س ��لفية‪ ،‬وعليها �أن ت�س ��تثمر في ت�ش ��كيل‬ ‫وتدريب ميلي�ش ��يات �س ��نية لأغرا�ض الدفاع عن النف�س‬ ‫�إذا �أرادت تنفيذ دعوات بع�ض العلماء الى ذلك‪.‬‬ ‫م ��ن جهتها �إختارت الف�ص ��ائل الفل�س ��طينية في لبنان‬ ‫ر�س ��مي ًا البقاء بعيد ًا من المع ��ارك الداخلية اللبنانية‪.‬‬ ‫لك ��ن �أخير ًا‪� ،‬إ ّتهمت ال�س ��لطات اللبنانية فل�س ��طينيين‪،‬‬ ‫ينتمي ��ان �إل ��ى حرك ��ة حما� ��س‪ ،‬ب�إطالق �ص ��واريخ على‬ ‫ال�ض ��احية الجنوبية لبي ��روت‪ .‬والأح ��داث الأخيرة في‬ ‫بل ��دة عبرا في جن ��وب لبنان‪ ،‬التي قات ��ل فيها الواعظ‬ ‫ال�سلفي ال�شيخ �أحمد الأ�سير و�أتباعه الجي�ش اللبناني‪،‬‬ ‫ت�ش ��ير �إلى �إتج ��اه مقلق‪ .‬لقد �إن�ض ��م بع� ��ض الالجئين‬ ‫ال�س ��وريين الى �ص ��فوف الأ�س ��ير‪ .‬والجواب عن ما �إذا‬ ‫كانت هن ��اك ظاهرة "بنادق مقابل �إيجار" من المبكر‬

‫الرئي�س �سعد الحريري‪ :‬وقت الم�ساومة لم يحن بعد‬

‫الرئي�س المكلف تمام �سالم‪ :‬مهمة طالت مدتها‬

‫ج ��د ًا معرفته ��ا‪ .‬وحت ��ى الآن‪� ،‬أكث ��ر من ‪ 70‬ف ��ي المئة‬ ‫م ��ن الالجئي ��ن ال�س ��وريين في لبن ��ان هم من الن�س ��اء‬ ‫والأطف ��ال‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فيما ال�ص ��راع في �س ��وريا يطيل‬ ‫�أم ��ده‪ ،‬ق ��د ين�ض ��م مقاتل ��ون �س ��وريون ال ��ى عائالتهم‬ ‫في لبن ��ان وين�ض ��وون تحت ل ��واء الجماعات ال�س ��لفية‬ ‫وخ�صو�ص� � ًا في طرابل�س‪� ،‬إذا كانت هذه الأخيرة تملك‬

‫في �سبعينات القرن الع�شرين ر�أت‬ ‫غالبية الم�سيحيين في التر�سانة‬ ‫الع�سكرية لمنظمة التحرير‬ ‫الفل�سطينية تهديد ًا وجودي ًا‪ ،‬اليوم‪،‬‬ ‫غالبية الطائفة ال�سنية تنظر الى‬ ‫التر�سانة الع�سكرية ل"حزب اهلل"‬ ‫الى �أنها تهديد وجودي‬

‫الأموال لإ�ستئجار خدماتهم‪ .‬من الناحية العملية‪ ،‬ف�إن‬ ‫ذلك �س ��يكون عملية طويلة الأجل من �ش� ��أنها �أن ت�أخذ‬ ‫ب�ضع �سنوات في طور التكوين‪.‬‬ ‫ف ��ي حين �أن الحرب الأهلية غي ��ر محتملة‪ ،‬من المتوقع‬ ‫�أن ت�س ��تمر وتتعم ��ق التوت ��رات بي ��ن ال�س ��نة وال�ش ��يعة‪.‬‬ ‫يخو� ��ض "ح ��زب اهلل" وق ��ادة "تيار الم�س ��تقبل" حرب‬ ‫مواقف متبادلة ح�ص ��رية على الق�ض ��ايا الرئي�سية التي‬ ‫تف ّرق بينهما‪ ،‬بما في ذلك ال�ص ��راع في �سوريا و�أ�سلحة‬ ‫"حزب اهلل"‪ .‬ال توجد نقاط تقاطع بين مواقفهما ب�ش�أن‬ ‫هاتين الم�س� ��ألتين التي ت�س ��مح لطرف ثالث �أن يتو�سط‬ ‫ويبني عليها �أر�ض ��ية م�ش ��تركة‪ .‬ثاني ًا‪ ،‬ال ي�ستفيد �أي من‬ ‫الفريقي ��ن من �أي تنازل‪ .‬يع ��رف "حزب اهلل" �أن فريق‬ ‫المعار�ض ��ة غير م�ؤهل وال ي�ضاهيه لذا ال يرى �أية فائدة‬ ‫م ��ن تقديم تنازالت في ه ��ذه المرحلة‪ .‬على العك�س من‬ ‫ذلك‪ ،‬ف�إن "تيار الم�ستقبل" ي�ستفيد من عدم الم�ساومة‬ ‫في التعامل مع "حزب اهلل" لأنه �إذا قام بذلك �سيخ�سر‬ ‫الأر�ض لم�ص ��لحة الدعاة ال�س ��لفيين‪ .‬ثالث ًا‪ ،‬لي�س هناك‬ ‫و�س ��يط محل ��ي �أو �إقليم ��ي يمكن �أن يتدخ ��ل بين هذين‬ ‫الطرفي ��ن‪ ،‬وهي ممار�س ��ة غالب� � ًا ما كان يعتم ��د عليها‬ ‫ال�سيا�س ��يون اللبنانيون في الما�ضي في حل �صراعاتهم‬ ‫الداخلية‪ .‬الطائفة الم�سيحية في لبنان منق�سمة داخلي ًا‬ ‫وغير قادرة على لعب دور الو�س ��يط بين ال�سنة وال�شيعة‬ ‫كما يفعل الأكراد �أحيان ًا في العراق‪.‬‬ ‫في الما�ض ��ي كان للو�س ��طاء الإقليميي ��ن دور ف ّعال في‬ ‫م�س ��اعدة الأطراف اللبنانية للتفاو�ض في �ص ��راعاتها‬ ‫الداخلية‪ :‬ال�سعوديون وال�س ��وريون في ثمانينات القرن‬ ‫الفائ ��ت والقطري ��ون ف ��ي الع ��ام ‪ .2008‬ولك ��ن اليوم‪،‬‬ ‫الالعب ��ون الإقليميون بم ��ا في ذلك ال�س ��عودية و�إيران‬ ‫�أكثر حر�ص ًا على ال�ضغط للح�صول على ميزة و�إنت�صار‬ ‫من ال�سعي الى تقريب الآراء ووجهات النظر‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن �س ��وريا غي ��ر م�س ��تقرة وفي حال ��ة حرب مع‬ ‫نف�س ��ها ل�سنوات عديدة مقبلة ت�ش ّكل بالن�سبة الى لبنان‬ ‫مجموع ��ة جدي ��دة من التحدي ��ات‪ .‬وقد خل ��ق تناق�ص‬ ‫نفوذ دم�ش ��ق في ال�ش� ��ؤون اللبنانية فراغ ًا �سيا�س ��ي ًا لم‬ ‫يح� � ّل مكانه حت ��ى الآن نفوذ �آخر م ��ن الجهات الفاعلة‬ ‫المحلي ��ة‪ .‬يتمت ��ع "ح ��زب اهلل" بفر�ص ��ة �أف�ض ��ل لأخذ‬ ‫المكان‪ ،‬مع ذلك فقد �إختار �أن ال يفعل‪ ،‬جزئي ًا ب�س ��بب‬ ‫تركيزه الأ�سا�س ��ي على ال�صراع الع�س ��كري في �سوريا‪،‬‬ ‫وجزئي� � ًا لأن الحك ��م ال ي ��زال يمثل �أولوي ��ة ثانية بعيدة‬ ‫بالن�سبة الى قيادة الحزب‪.‬‬ ‫يبقى �أن النظام ال�سوري ال�ضعيف يخلق فراغ ًا �إقليمي ًا‬ ‫الذي �س ��يتم التنازع عليه من قبل الالعبين الإقليميين‬ ‫بم ��ا في ذلك المملكة العربية ال�س ��عودية و�إيران‪ .‬جزء‬ ‫من هذه الم�سابقة �سوف ُيلعب ويحدث في لبنان حيث‬ ‫ي�س ��عى كل جان ��ب الى تعزيز مواقف وكالئه في �س ��عيه‬ ‫الى تعزيز هيمنته الإقليمية‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪23‬‬



‫الم�شرق العربي‬

‫رأي مراقب‬

‫دور الدولة والمصارف في إعادة هيكلة اإلقتصاد في لبنان‬ ‫بقلم د‪ .‬جورج نعمه*‬

‫يتمي ��ز لبن ��ان ب�إقت�ص ��اد خدماتي ي�ؤمن‬ ‫مداخي ��ل ريعي ��ة ت�ش ��كل ن�سب ��ة متقدمة‬ ‫م ��ن ناتج ��ه المحل ��ي وم ��ن ودائع ��ه الم�صرفي ��ة‪.‬‬ ‫فالإقت�ص ��اد اللبناني يكاد يعتم ��د ب�شكل ح�صري على‬ ‫قط ��اع م�صرف ��ي ي�ؤ ّم ��ن ال�سيول ��ة الالزم ��ة لت�أمي ��ن‬ ‫ن�ش ��اط دورت ��ه الإقت�صادي ��ة عب ��ر ودائ ��ع م�صرفي ��ة‬ ‫تتخط ��ى بثالث ��ة �أ�ضع ��اف ناتج ��ه المحل ��ي‪ ،‬وعب ��ر‬ ‫قرو�ض بغر�ض الإ�ستهالك وت�أمين خدمات �سياحية‬ ‫وتجاري ��ة بحت ��ة‪ .‬وت�أت ��ي المفارق ��ة عن ��د مقارب ��ة‬ ‫م�ؤ�شرات ��ه الإقت�صادي ��ة ومقارنته ��ا م ��ع م�ؤ�شرات ��ه‬ ‫المالية‪ ،‬حيث يتم ّت ��ع �إقت�صاد لبنان بم�ؤ�شرات مالية‬ ‫جي ��دة ج ��داً لناحية ال�سيول ��ة الم�صرفي ��ة المتوفرة‪،‬‬ ‫ون�سب ��ة الدول ��رة المعتدل ��ة‪ ،‬وفائ� ��ض مي ��زان ر�أ� ��س‬ ‫الم ��ال‪ ،‬تزامن� �اً م ��ع ن�سب ��ة ت�ضخ ��م معتدل ��ة‪ ،‬و�سع ��ر‬ ‫�ص ��رف ثاب ��ت للي ��رة اللبناني ��ة‪ ،‬و�إ�ص ��دارات نقدي ��ة‬ ‫و�سن ��دات خزين ��ة كفيلة بت�أمي ��ن الإحتياجات المالية‬ ‫للدولة اللبنانية‪ ،‬وو�ضع مالي وم�صرفي م�ستقر من‬ ‫دون مخاط ��ر يمكنه ��ا ان تعيق هذه الحلق ��ة المقفلة‬ ‫على المدى القريب والمتو�سط‪.‬‬ ‫عل ��ى ال�صعي ��د الإقت�ص ��ادي‪ ،‬ي ّت�س ��م لبن ��ان بم�ؤ�ش ��رات‬ ‫ماك ��رو �إقت�صادي ��ة تدي ��ن ب�أرقامه ��ا �سيا�س ��ات مالي ��ة‬ ‫ونقدي ��ة‪ ،‬كانت له ��ا �إنعكا�سات �سلبي ��ة لناحية قدرتها‬ ‫عل ��ى تحفي ��ز الإ�ستثم ��ارات المنتج ��ة‪ ،‬وخل ��ق فر� ��ص‬ ‫عم ��ل ت�ساه ��م في خف� ��ض ن�سب ��ة البطال ��ة المرتفعة‪،‬‬ ‫والتي تترافق مع هجرة ر�أ�س المال الب�شري اللبناني‬ ‫نحو �أ�سواق عربية ودولية �سعياً وراء العمل والك�سب‪.‬‬ ‫ت�أتي هذه الم�ؤ�شرات البنيوية تزامناً مع ظرف راهن‬ ‫�صع ��ب جداً ي ّت�سم بنم ��و منخف�ض جراء ت�أثر �إقت�صاد‬ ‫لبن ��ان بالتقلب ��ات العا�صف ��ة بالمنطق ��ة عل ��ى ال�صعد‬ ‫الأمني ��ة‪ ،‬وال�سيا�سية‪ ،‬والع�سكرية والإجتماعية‪ .‬فهل‬ ‫�إقت�ص ��اد لبن ��ان ه ��و فع�ل� ً‬ ‫ا ذل ��ك النظ ��ام الم�ؤلف من‬ ‫�أ�س ��واق وقطاع ��ات متداخل ��ة ومترابطة بي ��ن بع�ضها‬ ‫البع�ض؟‬ ‫يترجم �ضعف القطاعات االنتاجية ب�أرقام وم�ؤ�شرات‬ ‫مع ّب ��رة �إذ ي�ساهم القطاع الزراعي في الناتج المحلي‬ ‫اللبنان ��ي ب�أقل من خم�س نقاط مئوية‪ ،‬بينما يعتا�ش‬ ‫من ��ه ب�ش ��كل مبا�ش ��ر او غي ��ر مبا�ش ��ر حوال ��ي ‪ 40‬ف ��ي‬ ‫المئ ��ة م ��ن اللبنانيي ��ن‪ .‬فحج ��م القط ��اع الزراع ��ي‬ ‫�ضعيف ج ��داً ن�سبة الى ع ��دد المزارعين والم�ساحات‬ ‫الزراعي ��ة الم�ؤاتي ��ة لت�أمي ��ن الإ�سته�ل�اك المحل ��ي‪،‬‬ ‫والقي ��ام بت�صدي ��ر المحا�صي ��ل كم� �اً ونوع� �اً‪� .‬أم ��ا‬ ‫القطاع ال�صناع ��ي‪ ،‬فيعاني من �ضعف البنى التحتية‬ ‫المك ّمل ��ة وال�ضروري ��ة لتامي ��ن النهو� ��ض البني ��وي‬ ‫لل�صناع ��ة ف ��ي لبنان‪ ،‬ال �سيما �ضع ��ف التغذية بالتيار‬ ‫الكهربائي و�إرتفاع كلفة الطاقة‪ ،‬ا�ضافة الى �إتفاقات‬ ‫*‬

‫دولي ��ة هادفة ال ��ى تحرير التج ��ارة‪ ،‬وح ��ذف الر�سوم‬ ‫الجمركي ��ة في وج ��ه الب�ضائ ��ع الخارجي ��ة‪ ،‬وبالتالي‬ ‫ك�س ��اد الب�ضائع الم�ص ّنعة محلياً لع ��دم ت�أمين �أ�سواق‬ ‫لت�صريفها خ�صو�صاً في ظل الأزمة ال�سورية ووقعها‬ ‫الألي ��م عل ��ى القطاع ��ات الإنتاجية اللبناني ��ة‪ .‬كذلك‬ ‫يعان ��ي الإنت ��اج اللبنان ��ي م ��ن �إغ ��راق �أ�سواق ��ه عب ��ر‬ ‫دخ ��ول ب�ضائ ��ع و�سلع �سورية من ج ��راء وقف التبادل‬ ‫التج ��اري بين ال ��دول العربية والجمهوري ��ة العربية‬ ‫ال�سوري ��ة من ��ذ �آذار (مار� ��س) ‪� .2011‬أم ��ا القطاع ��ات‬ ‫الخدماتي ��ة‪ ،‬فت�ؤم ��ن الم�ساهم ��ة الأكب ��ر ف ��ي النات ��ج‬ ‫المحل ��ي اللبنان ��ي الت ��ي اذا م ��ا �أ�ضفناه ��ا ال ��ى عامل‬ ‫الإ�سته�ل�اك ت�سجّ ل ن�سبة تف ��وق الت�سعين في المئة‪.‬‬ ‫فالقط ��اع ال�سياح ��ي ي�ؤم ��ن منف ��رداً �أكث ��ر م ��ن ‪6.5‬‬ ‫ملي ��ارات دوالر �سنوي� �اً م�ساهم� �اً بذل ��ك ب�أكثر من ‪15‬‬ ‫ف ��ي المئة م ��ن الناتج المحلي اللبنان ��ي‪� .‬أما التجارة‬ ‫والخدم ��ات فهم ��ا العنوان ��ان الأبرز لإقت�ص ��اد لبنان‪،‬‬ ‫ولكنهم ��ا لي�سا الأف�ضل ن�سبة الى ت�أثيرهما ال�ضعيف‬ ‫ف ��ي تخفي� ��ض ن�سب ��ة البطال ��ة وخل ��ق فر� ��ص عم ��ل‪.‬‬ ‫ه ��ذا م ��ا يدفعن ��ا ال ��ى الت�س ��ا�ؤل وال�ش ��ك بفعالية نمو‬ ‫�إقت�صادي ال يترجم بخلق فر�ص عمل وزيادة عوامل‬ ‫الإ�ستثمار بل ي�أخذ الإقت�صاد اللبناني ليمنحه منحاً‬ ‫ال قطاعاته الإنتاجية وحاذفاً‬ ‫�إ�ستيرادياً ب�إمتياز هام ً‬ ‫قدرت ��ه عل ��ى الت�صدي ��ر‪ ،‬وبالتال ��ي �صعوب ��ة تخفي ��ف‬ ‫عجز ميزانه التج ��اري‪ .‬ف�إقت�صاد لبنان ي�ستورد �أكثر‬ ‫م ��ن ‪ 85‬ف ��ي المئة م ��ن �إ�ستهالك ��ه‪ ،‬وبالتال ��ي ي�سجّ ل‬ ‫عجزاً تجارياً �سنوياً قدره ت�سعة مليارات دوالر‪.‬‬ ‫فم ��ا ه ��ي جدوى ه ��ذه الهيكلي ��ة ّ‬ ‫اله�شة الت ��ي تع ّر�ض‬ ‫الإقت�ص ��اد اللبناني الى �أزمات ظرفية ب�سبب طبيعته‬ ‫الخدماتي ��ة البحتة والمع ّر�ض ��ة للإنحدار في �أوقات‬ ‫الأزم ��ات ال�سيا�سي ��ة والأمني ��ة التي تع�ص ��ف بمنطقة‬ ‫ال�ش ��رق الأو�سط؟ ه ��ذه الهيكلية ّ‬ ‫اله�ش ��ة التي تعتمد‬ ‫عل ��ى الخدم ��ات على ح�س ��اب الإنتاج ه ��ي نف�سها التي‬ ‫تقف اليوم عائقاً �صلباً في وجه محاولة �إعادة توزيع‬ ‫مداخيل ��ه بي ��ن الفئ ��ات الإجتماعي ��ة داخ ��ل الن�سي ��ج‬

‫الإجتماع ��ي اللبنان ��ي �إذ تته ّرب ال�سلط ��ات ال�سيا�سية‬ ‫من واجبها في ت�صحيح الأجور وت�أمين بدالت غالء‬ ‫المعي�ش ��ة من ��ذ �سني ��ن ب�سبب نيته ��ا تف ��ادي �إ�ستعمال‬ ‫الزي ��ادة النقدي ��ة ل�ش ��راء �سل ��ع م�ست ��وردة‪ ،‬وبالتال ��ي‬ ‫م�ضاعف ��ة العج ��ز التج ��اري‪ .‬فه ��ل الح� � ّل يكم ��ن ف ��ي‬ ‫ع ��دم �إع ��ادة النظ ��ر بتوزي ��ع المداخي ��ل بي ��ن الفئ ��ات‬ ‫الإجتماعي ��ة �أم عبر �إق ��رار خط ��ة �إ�ستراتيجية لدعم‬ ‫القطاع ��ات الإنتاجي ��ة‪ ،‬وبالتال ��ي تحفي ��ز ال�ص ��ادرات‬ ‫عل ��ى ح�ساب ال ��واردات؟ �أم ��ا القط ��اع الم�صرفي وهو‬ ‫القط ��اع الأق ��وى والأ�صل ��ب والم�ساه ��م الرئي�سي في‬ ‫النم ��و الإقت�ص ��ادي اللبنان ��ي‪ ،‬فه ��و يتمت ��ع ب�سيول ��ة‬ ‫فائ�ض ��ة وم�ؤ�ش ��رات م�صرفي ��ة متق ّدم ��ة ت�ضم ��ن ل ��ه‬ ‫دوره الرائ ��د ف ��ي المنطق ��ة وت�أثي ��ره الأ�سا�س ��ي عل ��ى‬ ‫دورة لبن ��ان الإقت�صادية‪ .‬على الرغ ��م من ذلك‪ ،‬ت�أتي‬ ‫م�ساهمت ��ه ف ��ي دع ��م وتموي ��ل القطاع ��ات الإنتاجي ��ة‬ ‫خجول ��ة‪� ،‬ضعيف ��ة وغير متوازنة‪� ،‬إذ ت�ش� � ّكل القرو�ض‬ ‫الزراعي ��ة �أق ��ل م ��ن واح ��د ف ��ي المئ ��ة م ��ن ودائع ��ه‬ ‫الم�صرفي ��ة‪� ،‬أم ��ا القرو� ��ض ال�صناعي ��ة فت�ش� � ّكل �أق ��ل‬ ‫م ��ن اثني ��ن ف ��ي المئ ��ة م ��ن الودائ ��ع‪ .‬كذل ��ك‪ ،‬تعان ��ي‬ ‫القطاع ��ات الإنتاجي ��ة م ��ن حرمان و�إجح ��اف بحقها‬ ‫م ��ن قب ��ل الدول ��ة اللبناني ��ة وم�ؤ�س�ساته ��ا‪ ،‬اذ تكت ��رث‬ ‫بدوره ��ا ف ��ي القطاع ��ات الخدماتي ��ة وا�ضع ��ة �إياه ��ا‬ ‫ف ��ي �صل ��ب �إهتماماته ��ا لناحي ��ة تخ�صي� ��ص نفق ��ات‬ ‫الموازن ��ة وتراكمه ��ا ف ��ي قطاع ��ات خدماتي ��ة معين ��ة‬ ‫كال�صحة والتربية والأ�شغال والأمن‪ ،‬هاملة الزراعة‬ ‫وال�صناع ��ة والإقت�ص ��اد‪� ،‬إذ ّ‬ ‫تتخط ��ى موازن ��ة بع� ��ض‬ ‫ال ��وزارات الخدماتي ��ة موازن ��ة ال ��وزارات الإنتاجي ��ة‬ ‫ب�أكثر من ع�شرة �أ�ضعاف‪.‬‬ ‫كثي ��رة ه ��ي الأ�سئل ��ة المتمح ��ورة �ضم ��ن اط ��ار‬ ‫مقارب ��ة م�ؤ�ش ��رات الإقت�ص ��اد اللبناني بي ��ن قطاعاته‬ ‫الخدماتي ��ة المزده ��رة وقطاعات ��ه االنتاجي ��ة‬ ‫المهترئ ��ة‪ .‬كثي ��رة ه ��ي الأ�سئل ��ة والمطل ��وب واح ��د‪:‬‬ ‫كي ��ف ي�ستطي ��ع لبن ��ان اال�ستف ��ادة من تط ��ور قطاعه‬ ‫الم�صرفي والخدماتي المميز �أدا ًء و�أرقاماً‪ ،‬لتطوير‬ ‫البني ��ة الهيكلي ��ة لقطاعات ��ه الإنتاجي ��ة وتح�صي ��ن‬ ‫مناعته ��ا لتمكينها من النهو�ض بالإقت�صاد وتح�سين‬ ‫م�ؤ�شراته الإقت�صادية ولي�س فقط المالية ؟‬ ‫فالم�س�ؤولية تلقى على عاتق الدولة والم�صارف معاً‪،‬‬ ‫القادري ��ن من خ�ل�ال �إقرار خطة وطني ��ة‪ ،‬على اعادة‬ ‫هيكل ��ة الأولوي ��ات وتركي ��ز المخ�ص�ص ��ات‪ ،‬النفق ��ات‬ ‫والت�سليفات الم�صرفية لدعم الإ�ستثمارات المنتجة‬ ‫وك�س ��ر الحلقة المالية المقفلة القاب�ضة على م�صير‬ ‫االقت�ص ��اد اللبناني من ��ذ ت�أ�سي�س الدولة‪� ،‬أما الهروب‬ ‫ال ��ى الأمام ف�ستكون �إنعكا�ساته �أكثر �سلبا و�أعمق �ألماً‬ ‫على كاهل المواطن والقوى العاملة‬

‫باحث ومحلل �إقت�صادي وعميد كلية �إدارة الأعمال في الجامعة الأنطونية في لبنان‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪25‬‬



‫حتى ف ��ي تلك المناط ��ق التي ي�س ��يطر عليها الأ�س ��د‪،‬‬ ‫�س ��وف تت�ض ��اءل �إلى حد كبير �س ��لطته‪ .‬لقد �شنّ حرب ًا‬ ‫�ش ��املة �ضد بلده‪ ،‬ولج�أ �إلى �إ�س ��تخدام �صواريخ �سكود‬ ‫ومواد كيميائية �ضد ال�سكان المدنيين‪ .‬تلك التكتيكات‬ ‫قد تكون �ساعدته على البقاء في ال�سلطة‪ ،‬لكنها �سوف‬ ‫تك ّلفه �آخر ذرة من ال�شرعية ال�شعبية‪.‬‬ ‫ف ��ي المقابل‪ ،‬ف�إن الأ�س ��د �س ��يلج�أ ب�ش ��كل متزايد �إلى‬ ‫القوة الغا�ش ��مة لإثبات �س ��لطته على ال�سوريين‪ .‬حكمه‬ ‫المرع ��ب ما بع ��د الحرب م ��ن المرجح �أن ي�س ��تهدف‬ ‫�س ��كان الأكثرية ال�س ��نية التي وجهت الإنتفا�ضة �ضده‪.‬‬ ‫والمناطق "المح ّررة" �س ��ابق ًا من​​�سوريا على الأرجح‬ ‫�س ��وف تكون الأكثر عر�ض ��ة للخوف‪� .‬إذا حاول النظام‬ ‫�إ�س ��تعادة ال�س ��يطرة على ه ��ذه المناطق‪ ،‬ول ��و م�ؤقت ًا‪،‬‬ ‫فمن ال�سهل �أن نت�صور �آالف ًا من ال�س ّنة الذين �سيجري‬ ‫وزجهم في ال�س ��جون وغ ��رف التعذيب‪ .‬و�أنه‬ ‫تطويقهم ّ‬ ‫من المرج ��ح �أن ي�ؤدي ذلك �إلى موجات من الالجئين‬ ‫الفاري ��ن طلب� � ًا لل�س�ل�امة �إل ��ى مناطق �أخرى ت�س ��يطر‬ ‫عليها المعار�ضة في �سوريا �أو �إلى الدول المجاورة‪.‬‬ ‫�إن �أي حمل ��ة م ��ن هذا القبي ��ل من التطهي ��ر الطائفي‬ ‫�س ��وف ت�ش� � ّكل المنطق ��ة ب�أ�س ��رها في ط ��رق جديدة‪.‬‬ ‫م ��ن المرج ��ح �أن يعتم ��د الأ�س ��د عل ��ى "ال�ش ��بيحة"‪،‬‬ ‫الميلي�ش ��يات العلوية التي يدعمها حزب اهلل والحر�س‬ ‫الث ��وري الإيراني‪ ،‬لتنفيذ عمليات ��ه القمعية؛ على مدار‬ ‫الح ��رب‪ ،‬فق ��د �أثبت ��ت ه ��ذه الميلي�ش ��يات ب�أنه ��ا �أكثر‬ ‫موثوقي ��ة من الأجه ��زة الأمنية التقليدية ال�س ��ورية في‬ ‫محا�ص ��رة الجي ��وب الت ��ي ت�س ��يطر عليها المعار�ض ��ة‬ ‫في �س ��وريا‪( .‬ال�شبيحة �إ�س ��تخدموا بالفعل لتهجير –‬ ‫وح�س ��ب مزاعم المعار�ض ��ة‪� ،‬إرتكاب مجازر في حق ‪-‬‬ ‫ال�سوريين ال�سنة في حم�ص ووادي العا�صي المجاور)‪.‬‬ ‫وفي عبارة �أخرى‪� ،‬س ��تتجه �سوريا الى تحالفات �أعمق‬ ‫م ��ع �إيران وح ��زب اهلل‪ .‬رد ًا عل ��ى ذلك‪ ،‬م ��ن المتوقع‬ ‫�أن تح ��اول الدول ال�س� � ّنية في المنطقة دعم �إ�س ��تمرار‬ ‫التم ��رد ال�س� � ّني ‪ -‬حت ��ى ل ��و كان ذلك يعن ��ي الإعتماد‬ ‫ح�صر ًا على الجهاديين مع �أجندتهم الخا�صة‪.‬‬ ‫والنتيجة‪� :‬س ��وف تبقى الق ��وات الإيرانية وقوات حزب‬ ‫اهلل عل ��ى الأرج ��ح في �س ��وريا �إل ��ى �أجل غير م�س� � ّمى‪،‬‬ ‫و�س ُي�ض ��فى الطابع الم�ؤ�س�سي ب�ش ��كل دائم على ما كان‬ ‫في الأ�ص ��ل ترتيب� � ًا خا�ص� � ًا‪ .‬والتم ّرد ال�س ��ني المدعوم‬ ‫خارجي� � ًا‪ ،‬الغارق ف ��ي م�أزق مع الأ�س ��د‪ ،‬م ��ن المرجح‬ ‫�أن يب ��د�أ ف ��ي التركيز على الإره ��اب الدولي‪ .‬فمن غير‬ ‫المرجح �أن تجد المعار�ض ��ة ال�س ��ورية العلمانية مكان ًا‬ ‫�آمن� � ًا و�س ��ه ًال ف ��ي ه ��ذه الم�س ��احات والأمكن ��ة "غي ��ر‬ ‫المحكوم ��ة"‪ ،‬و�أولئ ��ك الذين يتم ّكنون م ��ن الهرب من‬ ‫التعذيب �أو الموت على �أيدي نظام الأ�س ��د �س ��يحاولون‬ ‫ت�ش ��كيل جيوب خا�ص ��ة بهم‪� ،‬أو الإن�ض ��مام �إلى موجات‬ ‫من الالجئين الذين �إ�ضطروا �إلى الهروب الى المنفى‪.‬‬

‫حرك الأ�سطول فهل يتدخل �أخيراً؟‬ ‫الرئي�س باراك �أوباما‪ّ :‬‬

‫الرئي�س ب�شار الأ�سد‪ :‬هل ي�ستطيع ال�صمود ؟‬

‫وهن ��اك �أي�ض� � ًا م�س� ��ألة مهمة‪ :‬كيف �س ��يحاول الأ�س ��د‬ ‫�إ�ص�ل�اح الإقت�ص ��اد ال�س ��وري المد ّمر؟ وفق ًا لدرا�س ��ة‬ ‫�أجراه ��ا المركز ال�س ��وري لأبحاث ال�سيا�س ��ات‪ ،‬تقدّر‬ ‫الخ�س ��ائر الإجمالي ��ة للحرب ب‪ 85‬ملي ��ار دوالر‪ ،‬و‪40‬‬ ‫ملي ��ار دوالر ف ��ي الرب ��ع الأول م ��ن هذا الع ��ام وحده‪.‬‬ ‫وقد �أهدر النظام ال�س ��وري م ��ا يقدر ب‪ 17‬مليار دوالر‬ ‫من �إحتياطات العملة ال�ص ��عبة في بداية الإنتفا�ض ��ة‪،‬‬ ‫للتعوي� ��ض ع ��ن العقوب ��ات الت ��ي فر�ض ��تها الوالي ��ات‬ ‫المتح ��دة والإتح ��اد الأوروبي والجامع ��ة العربية على‬ ‫�إنت ��اج النف ��ط في �س ��وريا – وه ��ذه التدابي ��ر من غير‬ ‫المرجح �أن ُترفع �إذا بقي الأ�سد في الحكم‪.‬‬

‫بالن�سبة الى بلدان عدة كثيرة‪،‬‬ ‫بما فيها الواليات المتحدة‪ ،‬التي‬ ‫قامت �سيا�ساتها على �أمل �أن ُيج َبر‬ ‫الأ�سد في نهاية االمر على الإ�ستقالة‬ ‫وترك ال�سلطة‪ ،‬كانت مرونة الرئي�س‬ ‫ال�سوري ومعاندته لكل ال�ضغوط‬ ‫بمثابة خيبة �أمل‬

‫من جهة �أخرى‪ ،‬للحفاظ على ر�أ�سها فوق الماء‪ ،‬تلقت‬ ‫دم�ش ��ق منح ��ة �ش ��هرية ب ‪ 500‬ملي ��ون دوالر وخطوط‬ ‫�إئتمان م ��ن طهران لتموي ��ل واردات الغ ��ذاء والنفط‪.‬‬ ‫ومن �ش� ��أن هذا الإعتماد �أن ينمو بال �شك في ال�سنوات‬ ‫المقبلة‪ .‬وقد لج�أ م�صرف �سوريا المركزي‪ ،‬بم�ساعدة‬ ‫من رو�س ��يا‪� ،‬أي�ض� � ًا الى طباعة نقود جديدة‪ ،‬مما دفع‬ ‫معدالت الت�ض ��خم ال�ش ��هرية الى ما يقرب من ‪ 35‬في‬ ‫المئة‪ .‬الفقر المدقع ‪ -‬الو�سط الذي يزدهر وينمو فيه‬ ‫المتطرفون ‪� -‬سي�ستمر ويزيد من دون توقف‪.‬‬ ‫لذلك ف�إن �أي �إعتقاد ب�أن �إنت�ص ��ار الأ�س ��د �سوف ي�ؤدي‬ ‫�إلى الإ�ستقرار في �سوريا يجب �أن ّ‬ ‫يخف ويتعدّل‪ ،‬ذلك‬ ‫�أنه �س ��وف يكون مجبر ًا وبائ�س� � ًا للإعتم ��اد على بلدان‬ ‫�أخ ��رى من �أج ��ل الأمن والمال‪ .‬وهذا الإعتماد �س ��وف‬ ‫ينت ��ج الكثير من عدم الإ�س ��تقرار‪ .‬ف�إن نظام الأ�س ��د‬ ‫المع ��اد �س ��يكون مدين� � ًا خ�صو�ص� � ًا �إلى طه ��ران‪ ،‬التي‬ ‫�سيتو�س ��ع نفوذه ��ا ب�ش ��كل كبير في المنطقة‪ ،‬وي�س ��مح‬ ‫له ��ا من المرجح ب�ش ��كل متزايد �إ�س ��تخدام الأرا�ض ��ي‬ ‫ال�سورية واللبنانية لمواجهة �إ�سرائيل وحلفاء الواليات‬ ‫المتحدة ال�س ّنة‪.‬‬ ‫ف ��ي الوق ��ت عين ��ه‪ ،‬ف� ��إن الم�س ��احات ال�س ��ورية "غير‬ ‫المحكومة" �ست�ص ��بح مالذ ًا لجماعات متطرفة �سنية‬ ‫�أو كردي ��ة‪ ،‬مماثلة للمناطق التي ينع ��دم فيها القانون‬ ‫ف ��ي ال�ص ��ومال حي ��ث ت�س ��يطر مجموعة "ال�ش ��باب"‬ ‫الإرهابي ��ة‪ .‬وع�ل�اوة عل ��ى ذل ��ك‪� ،‬إن ه ��ذه المالذات‬ ‫�س ��تكون ف ��ي المناط ��ق المتاخمة لح ��دود �إ�س ��رائيل‪،‬‬ ‫م�ض ��بفة م�ش ��كلة �أخرى �إلى القائم ��ة المتزايدة دائم ًا‬ ‫من م�ش ��اكل ت ��ل �أبيب‪ .‬و�إذا تمكن الأ�س ��د من الحفاظ‬ ‫على �س ��لطته في معظم �سوريا‪ ،‬ف�إن �إ�سرائيل يمكن �أن‬ ‫ت�ص ��بح هدفا �أكثر جاذبية لتلك الجماعات المتطرفة‬ ‫ورعاتها‪.‬‬ ‫عندئذ‪ ،‬ل�سوريا في فترة ما‬ ‫واقعية‪،‬‬ ‫أكثر‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫�يناريو‬ ‫ال�س �‬ ‫ٍ‬ ‫بعد الحرب التي يقودها الأ�س ��د �س ��تكون دولة ترعاها‬ ‫قيادات متعددة ‪ -‬الأ�س ��د نف�س ��ه‪ ،‬والنظ ��ام الإيراني‪،‬‬ ‫وف ��روع ال�س ��نة المقربة من تنظي ��م "القاعدة" – هي‬ ‫في وق ��ت واح ��د ت�س ��عى وراء �أهدافه ��ا الخا�ص ��ة �إلى‬ ‫جان ��ب بع�ض ��ها بع�ض� � ًا‪ .‬وم ��ن المرجح �أن يك ��ون ذلك‬ ‫م�ص ��در ًا لع ��دم الإ�س ��تقرار‪ ،‬وكذل ��ك مكان� � ًا لجرائم‬ ‫وح�شية �ضد الإن�س ��انية ل�سنوات مقبلة‪ .‬من هنا يقترح‬ ‫الخبراء الغربيون في �أنه من م�صلحة الغرب منع بقاء‬ ‫الأ�س ��د من طريق القي ��ام بغارات جوية عل ��ى �أهداف‬ ‫النظام‪ ،‬وال�ض ��غط على مو�سكو وطهران لوقف الدعم‬ ‫ل ��ه‪ ،‬وم�س ��اعدة الأع�ض ��اء المعتدلين من المعار�ض ��ة‬ ‫ال�سورية‪ .‬خالف ذلك‪ ،‬ف�إن الأمر الذي يقلب م�ستقبل‬ ‫�س ��وريا ر�أ�س ًا على عقب �سيكون في و�ضع الكذبة �أخير ًا‬ ‫�إلى القول الم�أثور "�أف�ض ��ل لك ال�ش ��يطان الذي تعرفه‬ ‫من ال�شيطان الذي ال تعرفه"‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪27‬‬


‫الم�شرق العربي‬

‫سوريا‬

‫حقائق �صعبة حول مرحلة ما بعد الحرب في �سوريا‬

‫ماذا لو إنتصر األسد؟‬ ‫"ال�شبيحة"‪:‬‬ ‫�آلة الأ�سد القمعية‬

‫"جبهة الن�صرة"‪:‬‬ ‫وجودها �أ�ضر بالمعار�ضة‬

‫م��ع الدع��م الرو�س��ي والإيراني وحزب اهلل لنظ��ام ب�شار الأ�س��د‪ ،‬و تردد‬ ‫وا�شنطن والإتحاد الأوروبي في تقديم الدعم الالزم للمعار�ضة المنق�سمة‬ ‫والمت�صارع��ة‪ ،‬بد�أ بع�ض الخبراء يتوقع �إنت�صار النظام ولو وقتياً‪ .‬و�إذا ربح‬ ‫الأ�س��د الحرب في �سوريا ي��رى كثيرون �أنه لن يكون رحيم � ًا �أو غفوراً‪.‬‬ ‫�ستك��ون �سوريا ما بعد الحرب مكان ًا للوح�شي��ة والقمع ومرتع ًا للفو�ضى‬ ‫�أكثر من ذي قبل‪.‬‬ ‫دم�شق ‪ -‬محمد الحلبي‬ ‫ربما ل ��ن نعرف �أبد ًا م ��ا �إذا كان الرئي�س‬ ‫ب�شار الأ�سد قد ًّ‬ ‫رف جفنه �أو فقد لحظات‬ ‫من نوم ��ه و�ش ��عر بالقلق ب�س ��بب الأ�س ��لحة الكيميائية‬ ‫المروعة التي ُزعم �أنه �أمر ب�إ�ستخدامها خالل الحرب‬ ‫الأهلية الدائرة في بالده‪ .‬لكن الرئي�س ال�س ��وري ربما‬ ‫يمكن �أن يعزّي نف�سه فعلي ًا بحقيقة �أنه على الرغم من‬ ‫فقد مئات الآالف من ال�س ��وريين �أرواحهم في القتال‪،‬‬ ‫كان يمكن �أن يكون الو�ض ��ع ب�سهولة �أ�سو�أ بالن�سبة �إليه‬ ‫�شخ�ص ��ي ًا‪ .‬م ��ع خ�س ��ارة المتمردّين لبع� ��ض المناطق‬ ‫ل�صالح قوات النظام‪ ،‬وزيادة حدّة الإنق�سام وال�صراع‬ ‫والقت ��ال �أكثر من �أي وقت م�ض ��ى في م ��ا بينهم‪ ،‬يبدو‬ ‫من المرجح ب�ش ��كل متزايد �أن ي�س ��تطيع الأ�سد تج ّنب‬ ‫خ�سارة الحرب ‪ -‬والتي �سوف ُتعتبر‪ ،‬في هذا ال�سياق‪،‬‬ ‫‪26‬‬

‫بمثابة �إنت�صار مطلق‪.‬‬ ‫بالن�س ��بة ال ��ى بل ��دان عدة كثي ��رة‪ ،‬بما فيه ��ا الواليات‬ ‫المتح ��دة‪ ،‬الت ��ي قامت �سيا�س ��اتها على �أم ��ل �أن ُيج َبر‬ ‫الأ�س ��د في نهاية االمر على الإ�ستقالة وترك ال�سلطة‪،‬‬ ‫كانت مرونة الرئي�س ال�س ��وري ومعاندته لكل ال�ضغوط‬ ‫بمثاب ��ة خيبة �أم ��ل‪( .‬ولكن نظر ًا ال ��ى مداخالتها غير‬ ‫الحا�س ��مة ف ��ي الح ��رب عموم� � ًا‪ ،‬ينبغ ��ي �أن ال تك ��ون‬ ‫النتيج ��ة بمثابة �ص ��دمة)‪ .‬مع ذلك‪ ،‬تحتاج وا�ش ��نطن‬ ‫وحلفا�ؤها مراجعة ح�س ��اباتها بالن�س ��بة الى الم�س ��ار‬ ‫الم ّر الذي �س ��تعرفه �سوريا من الآن ف�صاعد ًا‪ .‬النظام‬ ‫الذي �س ��يخرج من الحرب الأهلية �سيكون �أكثر قمعية‬ ‫و�أكث ��ر فو�ض ��وية من النظام الوح�ش ��ي لكن الم�س ��تقر‬ ‫الذي كان موجود ًا قبل الحرب‪.‬‬ ‫�أو ًال‪ ،‬م ��ن المه ��م �أن نفهم ما �س ��يعني الإنت�ص ��ار‪ .‬من‬ ‫�أجل �أن يعتبر الأ�س ��د نف�س ��ه الفائز في هذا ال�صراع‪،‬‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫تحت ��اج قوات ��ه الى ال�س ��يطرة عل ��ى ‪ 40‬ف ��ي المئة من‬ ‫الأرا�ض ��ي ال�س ��ورية‪ ،‬والت ��ي تتركز في الج ��زء الغربي‬ ‫م ��ن الب�ل�اد‪ ،‬حيث يعي� ��ش ‪ 60‬ال ��ى ‪ 70‬ف ��ي المئة من‬ ‫ال�س ��وريين‪( .‬الهدف الع�سكري المفتاح �سيكون ت�أمين‬ ‫"الأوتو�س ��تراد" �أو الطري ��ق ال�س ��ريع بي ��ن ال�ش ��مال‬ ‫والجن ��وب ال ��ذي يرب ��ط دم�ش ��ق بحم� ��ص وحم ��اه‪،‬‬ ‫والمدينة التي ت�شهد تناف�س ًا �شديد ًا حلب)‪ .‬في الوقت‬ ‫عينه‪� ،‬س ��وف يحتاج الأ�س ��د الى الق�ض ��اء على جيوب‬ ‫المقاومة الموجودة وراء الخطوط الرئي�س ��ية للنظام‪.‬‬ ‫(وه ��ذا ه ��و بال�ض ��بط ما حقق ��ه فعلي� � ًا في الق�ص ��ير‬ ‫ومحيط حم�ص‪ ،‬و�إعطاء مقاتليه �س ��هولة الو�صول من‬ ‫دون عائ ��ق �إلى البق ��اع والمناطق التي ي�س ��يطر عليها‬ ‫ح ��زب اهلل ف ��ي لبن ��ان)‪� .‬إذا �إ�س ��تطاع الأ�س ��د تحقيق‬ ‫كل ذلك‪ ،‬ف�إنه يكون قد �س ��يطر ب�ش ��كل �آمن على دويلة‬ ‫�ص ��غيرة لأجل غير م�س ّمى – و�ضمن موقف ًا طيب ًا وقوي ًا‬ ‫في �أي مفاو�ضات في نهاية المطاف مع المعار�ضة‪.‬‬ ‫بطبيعة الحال‪� ،‬إذا �إ�ستطاع الأ�سد البقاء في ال�سلطة‪،‬‬ ‫ف�إن م�س ��توى �س ��يطرته على البالد لن يك ��ون �أبد ًا مرة‬ ‫�أخ ��رى ما كان علي ��ه قبل الحرب‪ .‬في ج ��زء منه‪ ،‬لأنه‬ ‫�س ��يتق ّل�ص متناول وتمدد حكومت ��ه الجغرافي‪� :‬أجزاء‬ ‫من البالد (ال �سيما في �شمال غرب البالد وعلى طول‬ ‫نهر الفرات) �س ��وف تبقى تحت �س ��يطرة المعار�ض ��ة‬ ‫ال�سورية ‪ -‬بما في ذلك الجماعات الإرهابية المنظمة‬ ‫ حتى لو تخ ّلت عن الهدف المبا�ش ��ر لإ�س ��قاط نظام‬‫الأ�سد‪.‬‬


‫كبير ف ��ي الآونة الأخي ��رة‪ .‬بالمع ��دالت الحالية‪ ،‬تقدّر‬ ‫الحكومة الأردنية �أن عدد الالجئين �س ��وف ي�صل �إلى‬ ‫مليون �شخ�ص بحلول نهاية العام ‪.2013‬‬ ‫الواق ��ع �أن العواق ��ب على الإقت�ص ��اد الأردني ون�س ��يج‬ ‫البالد الإجتماعي كانت كبيرة‪ .‬الم�ست�شفيات م�شغولة‬ ‫حتى �أذنيها بمعالجة الجرحى ال�س ��وريين‪ ،‬وت�ست�ضيف‬ ‫المدار� ��س وتغ� ��ص بالتالمي ��ذ ال�س ��وريين‪ .‬والقي ��ود‬ ‫المفرو�ض ��ة على المياه الما�س ��ة في �شمال الأردن هي‬ ‫�أقل حدة في مخيمات الجئي بالد ال�شام مما هي عليه‬ ‫في البل ��دات المحيطة بها‪ .‬وزادت �أ�س ��عار الإيجارات‬ ‫ب�ش ��كل كبير تحت �ض ��غط تدفق الالجئين‪ ،‬كما يعاني‬ ‫�س ��وق العم ��ل م ��ن العرو� ��ض الرخي�ص ��ة م ��ن العمال‬ ‫ال�سوريين اليائ�سين للحفاظ على �أ�سرهم‪.‬‬ ‫وهناك �أي�ض ��ا الأثر النف�س ��ي‪ .‬في الما�ض ��ي‪� ،‬إ�ستوعب‬ ‫الأردن الالجئين الفل�س ��طينيين والعراقيين‪ ،‬في حين‬ ‫كان ينظ ��ر �أهله الى �س ��وريا ب�أنها دولة �ص ��لبة وقوية‪.‬‬ ‫الآن‪ ،‬تغرق �س ��وريا في ثورة ال يبدو حتى الآن �أن هناك‬ ‫نهاي ��ة لها ف ��ي وقت قري ��ب‪ ،‬وج ��زء كبير من �ش ��عبها‬ ‫اليائ�س يف ّر في موجات �إلى المملكة‪.‬‬ ‫م ��ن جهة �أخ ��رى‪ ،‬للث ��ورة ال�س ��ورية �إنعكا�س ��ات �أمنية‬ ‫�ض ��خمة �أي�ض� � ًا على الأردن‪ .‬لي�س فق ��ط يجب فح�ص‬ ‫ور�صد الالجئين الذين يدخلون البالد بعناية من �أجل‬ ‫الك�شف عن مثيري ال�شغب المحتملين (المخاوف من‬ ‫محاولة النظام ال�س ��وري زعزعة �إ�س ��تقرار الأردن هي‬ ‫حقيقية)‪ ،‬ولكن عمليات ع�س ��كرية وا�س ��عة النطاق في‬ ‫مناط ��ق درعا وال�س ��ويداء ق ��د يثير موجة م ��ن التدفق‬ ‫المد ّم ��ر لالجئين المذعورين‪� .‬إن ��ه في طبيعة النظام‬ ‫في دم�ش ��ق محاولة ت�ص ��دير المتاعب الى دول الجوار‬ ‫فيما الو�ضع في �سوريا يزداد �سوء ًا �أكثر و�أكثر‪.‬‬

‫"الربيع الأردني الم�ضطرب"‬ ‫يواجه المجتمع الأردني مجموعة كاملة من الم�ش ��اكل‬ ‫�إ�ض ��افة ال ��ى ق�ض ��ايا الأم ��ن والالجئين‪ .‬قب ��ل دخول‬ ‫الثورة ال�س ��ورية الحالية مرحلتها الحادة‪ ،‬كان الأردن‬ ‫بد�أ ببطء وب�ش ��كل م�ؤلم طريق الإ�ص�ل�اح الإقت�صادي‬ ‫وال�سيا�س ��ي‪ .‬العملية ه ��ي بطبيعتها غير �س ��هلة‪ ،‬نظر ًا‬ ‫الى هيكلي ��ة البرلم ��ان الأردني والأنظم ��ة التي تحكم‬ ‫عمله‪ .‬الحياة ال�سيا�س ��ية في الأردن تدور حول ن�سيجه‬ ‫الإجتماعي الغريب وم�صالح المجتمع المكت�سبة‪.‬‬ ‫ولك ��ن ه ��ذه العملي ��ة مع ّر�ض ��ة للخط ��ر‪ .‬و�س ��يكون‬ ‫�أ�س ��و�أ نتيج ��ة للث ��ورة ال�س ��ورية ه ��و �إغ ��راء الحكوم ��ة‬ ‫و�إعطاءه ��ا الع ��ذر لت�أخي ��ر �أو من ��ع الإ�ص�ل�احات‬ ‫الإقت�ص ��ادية وال�سيا�س ��ية الت ��ي يحت ��اج الأردن‬ ‫�إليه ��ا م ��ن �أج ��ل التعامل م ��ع الأزم ��ة الت ��ي يواجهها‪.‬‬ ‫ف ��ي ه ��ذه الأج ��واء المل ّب ��دة هن ��اك معرك ��ة ك� � ّر وف ّر‬ ‫وتظاه ��رات وقم ��ع بي ��ن الحكوم ��ة وحركات نا�ش ��طة‬

‫الملك عبد الله الثاني‪ :‬ال�ضغوط من كل مكان‬

‫محلية ت�سعى الى ال�ضغط من �أجل تغييرات في النظام‬ ‫ال�سيا�سي والإقت�صادي في �أقرب الآجال‪.‬‬ ‫عب ��د اهلل محادي ��ن (‪ 25‬عام� � ًا) محا�س ��ب �أردني في‬ ‫النهار‪ ،‬وقيادي في حركة �شباب الأردن لي ًال‪ .‬الحركة‪،‬‬ ‫التي ت�ض ��م وحدة �شبكية ف�ضفا�ض ��ة من �آالف ن�شطاء‬ ‫الإنترنت ال�ش ��باب‪ ،‬ت�أ�س�س ��ت قبل �أكثر من ‪� 3‬سنوات ‪-‬‬

‫وفق ًا لأكثر التقديرات المعقولة‪،‬‬ ‫ي�ست�ضيف الأردن الآن ‪-700,000‬‬ ‫‪ 800,000‬الجئ �سوري‪� ،‬أي ما ي�صل‬ ‫�إلى معدل مذهل ‪ 12-11‬في المئة‬ ‫من �إجمالي �سكان البالد فيما يمثل‬ ‫الالجئون ال�سوريون في تركيا في‬ ‫�أكثر تعديل ‪ 0.5‬في المئة من عدد‬ ‫�سكان بالد �أتاتورك‬ ‫مدير برنامج ال�سيا�سة العربية‬ ‫في معهد وا�شنطن ديفيد �شينكر‪:‬‬ ‫"الملك عبد اهلل‪� ،‬أعتقد‪ ،‬يريد حقا‬ ‫الو�صول �إلى �إ�صالحات �سيا�سية لكنه‬ ‫يواجه معار�ضة داخل حكومته‪ ،‬وفي‬ ‫مديرية المخابرات العامة ذات‬ ‫النفوذ في البالد"‬

‫مت�أث ��رة جزئي ًا ب"الربيع العرب ��ي"‪ .‬ولكن كما يرويها‬ ‫محادين‪ ،‬ف� ��إن حركة الإحتج ��اج المتق ِّيحة في الأردن‬ ‫كانت ت�ش ��تعل ببطء ل�س ��نوات ع ��دة‪ .‬الكثير من زمرته‬ ‫نزل �إلى ال�ش ��وارع قبل الثورات في تون�س وم�صر وليبيا‬ ‫و�سوريا‪.‬‬ ‫الإدراك والمالحظ ��ات عل ��ى نط ��اق وا�س ��ع للف�س ��اد‬ ‫الحكومي‪ ،‬و�إرتفاع �أ�سعار ال�سلع الأ�سا�سية‪ ،‬وعدم وجود‬ ‫نظ ��ام للمحاكمة العادلة‪ ،‬كانت بع�ض� � ًا من الأ�س ��باب‬ ‫الرئي�س ��ة الت ��ي �أدت �إل ��ى تظاهرات يومي ��ة لي�س فقط‬ ‫من قبل ال�ش ��باب‪ ،‬ولكن من النا�س من جميع الأعمار‪:‬‬ ‫من الممر�ض ��ات‪ ،‬والمعلمين‪ ،‬وحتى المحا�س ��بين مثل‬ ‫محادين ‪ .‬ولكن على الرغم من الإ�س ��تياء المتزايد‪ ،‬ال‬ ‫يزال الأردنيون يحتجون مع وقفة‪ .‬الو�ضع المزري على‬ ‫الحدود ال�شمالية مع �سوريا‪ ،‬والمزيد من الفو�ضى �إلى‬ ‫الغ ��رب في م�ص ��ر‪ ،‬زرعا مخاوف وا�س ��عة النطاق من‬ ‫ح ��رب �أهلية ب�إ�ض ��طرابات �ش ��بيهة‪ ،‬الأم ��ر الذي منع‬ ‫حتى الآن من غ�ضب وا�سع النطاق ي�صب في ال�شارع‪.‬‬ ‫"هناك ثقافة متزايدة من الإحتجاجات‪ .‬قد ال تكون‬ ‫كبيرة مثل ميدان التحرير‪ ،‬لكنها يومية‪ ،‬منت�ش ��رة في‬ ‫جمي ��ع �أنح ��اء الب�ل�اد"‪ ،‬يق ��ول محادين‪" .‬كثي ��ر منها‬ ‫عفوي‪ .‬هناك الكثير من الغ�ض ��ب على حقوق العمال‪،‬‬ ‫و�إرتفاع �أ�س ��عار الكهرباء وندرة المياه‪ ،‬ونحن ل�سنا في‬ ‫وجه ��ة ثورة وا�س ��عة النط ��اق‪ ،‬ولكن �أعتقد �أن و�ض ��عنا‬ ‫�أقريب من حيث كانت م�ص ��ر في العام ‪ .2010‬ما زلنا‬ ‫نراقب ما يحدث مع جيراننا "‪.‬‬ ‫ع ��دم وج ��ود �إ�ص�ل�اح حقيقي في الج�س ��م الق�ض ��ائي‬ ‫الذي وع ��د به الملك عبد اهلل الثاني‪ ،‬بعدما تم تعديل‬ ‫الد�ستور قبل عامين‪ ،‬هو واحد من الأ�سباب الأ�سا�سية‬ ‫لت�ص ��اعد الإحب ��اط‪ .‬وق ��د ت ��م �س ��جن محادين ثالث‬ ‫مرات منذ �أ�ص ��بح متورط� � ًا مع حركة �ش ��باب الأردن‪.‬‬ ‫انه يواجه الآن حكم ًا بال�سجن لمدة ‪ 15‬عام ًا ل"العيب‬ ‫في ال ��ذات الملكية‪�( "،‬إهانة الملك) والتحري�ض على‬ ‫�أعم ��ال الإره ��اب ‪ -‬وفق� � ًا لمحاك ��م �أمن الدول ��ة التي‬ ‫حوكم �أمامها من قبل‪.‬‬ ‫"ال تزال الحكومة تردد‪ :‬دعونا نبد�أ �صفحة جديدة‪،‬‬ ‫دعونا نبد�أ �ص ��فحة جديدة"‪ ،‬يقول محادين‪ .‬م�ضيف ًا‪:‬‬ ‫"لكن لي�س هناك �أبد ًا �أي عمل �أو �إجراء"‪.‬‬ ‫التعدي�ل�ات الت ��ي �أدخلت عل ��ى الد�س ��تور جعلت نظام‬ ‫العدالة �أ�س ��و�أ مما كان علي ��ه‪ ،‬كما تفيد "لين خياط"‪،‬‬ ‫محامي ��ة محادي ��ن‪ .‬والتعدي�ل�ات الت ��ي ت�ش ��ير �إليه ��ا‬ ‫"خي ��اط" كان ��ت نتيج ��ة لإ�س ��تجابة المل ��ك عبد اهلل‬ ‫الثاني لتنامي موجة من �إنتفا�ض ��ات "الربيع العربي"‬ ‫التي �أدت �إلى �سل�س ��لة من الإحتجاج ��ات الجماهيرية‬ ‫الت ��ي ب ��د�أت ف ��ي كان ��ون الأول (يناي ��ر) ‪� .2011‬أحد‬ ‫التعديالت المهمة التي دعا �إليها الأردنيون هو �إن�ش ��اء‬ ‫نظام محكمة د�ستورية حقيقية‪ ،‬وو�ضع حد لمحاكمات‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪29‬‬


‫الم�شرق العربي‬

‫األردن‬

‫عواقب �إقت�صادية و�أمنية و�سيا�سية من "الثورة ال�سورية"‬

‫ماذا يجري في األردن؟‬ ‫بحكم الجغرافي��ا والتاريخ‪ ،‬كانت‬ ‫المملكة الأردني��ة الها�شمية دائم ًا‬ ‫بلد ًا ه�شاً‪ .‬ف�إقت�صاده��ا ال يتمتع �إلاّ‬ ‫بقلي��ل م��ن الأ�سا�سي��ات ال�صلبة‪،‬‬ ‫ونظامه��ا الإجتماع��ي وال�سيا�سي‬ ‫بال��غ التعقيد‪ ،‬وعملية الإ�صالح ال‬ ‫تزال جاري��ة ولكن بب��طء �شديد‪.‬‬ ‫و�أم��ام العواق��ب والتداعي��ات‬ ‫الحتمية للثورة ال�سورية المجاورة‪،‬‬ ‫�أو ًال وقب��ل كل �ش��يء م��ن خالل‬ ‫"ت�سونام��ي" م��ن الالجئين الذين‬ ‫يتدفقون عبر حدوده��ا ال�شمالية‪،‬‬ ‫تواج��ه عمّ ��ان الآن تحدي � ًا غي��ر‬ ‫م�سب��وق ومتعدد الأوجه‪� .‬إن البلد‬ ‫ال‬ ‫يحتاج الى ر�ؤية و�شجاعة – ف�ض ً‬ ‫ع��ن الكثير م��ن الدع��م الخارجي‬ ‫– كي ي�ستطي��ع ال�صمود في وجه‬ ‫العا�صفة ال�سورية‪.‬‬ ‫عمان ‪ -‬ليلى ال�شامي‬ ‫ف ��ي خ�ض ��م التح ّوالت ف ��ي �أنح ��اء العالم‬ ‫العربي‪ ،‬يفاج�أ المرء في الأردن مبا�ش ��رة‬ ‫بالأثار ال�س ��احقة للثورة في �س ��وريا‪ .‬حتى قبل الهبوط‬ ‫في عمان‪� ،‬سواء كان ال�س ��فر من بيروت �أو �إ�سطنبول‪،‬‬ ‫�أو م ��ن �أي مكان �إلى الغرب من الب�ل�اد‪ ،‬يمكن للزائر‬ ‫تقدي ��ر م ��دى التداعيات‪ :‬الرح�ل�ات ال يمكنه ��ا عبور‬ ‫الأجواء ال�س ��ورية‪ ،‬والمجال الجوي الإ�س ��رائيلي مغلق‬ ‫‪28‬‬

‫المظاهرات‬ ‫اليومية ت�ستمر‬ ‫لكنها لي�ست‬ ‫فاعلة‬

‫�أم ��ام حرك ��ة الطب ��ران‪ ،‬والإلتفاف فوق �ش ��به جزيرة‬ ‫�سيناء والعقبة ي�ضيف �ساعة الى الرحالت الآتية الى‪،‬‬ ‫والخارجة من الأردن‪ .‬بالن�سبة الى �شركات الطيران‪،‬‬ ‫الثورة ال�سورية يعني فاتورة وقود �إ�ضافية‪.‬‬ ‫عندم ��ا ت�ص ��ل ال ��ى العا�ص ��مة الأردني ��ة‪ ،‬ف�إن ��ه م ��ن‬ ‫الم�س ��تحيل �أن تب ��د�أ �أي نقا� ��ش م ��ن دون الحديث عن‬ ‫الآث ��ار المترتب ��ة ع ��ن الث ��ورة ال�س ��ورية –وه ��و نقا�ش‬ ‫مح ��ق‪ .‬وفق ًا لأكث ��ر التقدي ��رات المعقولة‪ ،‬ي�ست�ض ��يف‬ ‫الأردن الآن ‪ 800,000-700,000‬الجئ �سوري‪� ،‬أي ما‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫ي�ص ��ل �إلى معدل مذهل ‪ 12-11‬في المئة من �إجمالي‬ ‫�س ��كان البالد‪ .‬وعلى �س ��بيل المقارنة‪ ،‬يمثل الالجئون‬ ‫ال�س ��وريون في تركيا ف ��ي �أكثر تعدي ��ل ‪ 0.5‬في المئة‬ ‫من عدد �س ��كان بالد �أتاتورك‪ .‬في �أجزاء من منطقة‬ ‫�ش ��مال الأردن‪ ،‬ي�ش� � ّكل الالجئون ال�س ��وريون �أكثر من‬ ‫ن�صف ال�سكان المحليين‪ .‬حوالي ‪ 150,000‬من ه�ؤالء‬ ‫الالجئين يعي�ش ��ون في مخيمات‪ ،‬ف ��ي حين �أن �آخرين‬ ‫يعي�شون في م�ساكن م�ست�أجرة �أو مع �أقارب‪.‬‬ ‫وق ��د زاد التدف ��ق اليومي لالجئين ال�س ��وريين ب�ش ��كل‬


‫رئي�س الحكومة عبد الله الن�سور‪� :‬سباق بين الإ�صالحات‬ ‫وحل الم�شاكل الإقت�صادية والأمنية‬

‫الح ��دود ال�س ��ورية‪ ،‬وتهدي ��دات ب�ش ��ن هجم ��ات عب ��ر‬ ‫الإنترنت"‪.‬‬ ‫"ه ��ذا هو الواقع الذي ي�ض ��ع المخ ��اوف الأمنية في‬ ‫البالد مقابل �إ�ص�ل�احات �إقت�ص ��ادية وديموقراطية"‪،‬‬ ‫تق ��ول م�س ��عدة‪ .‬م�ض ��يفة �أن ��ه "بمج ��رد �أن ي�س ��تقر‬ ‫الو�ض ��ع الأمني​​في البالد‪� ،‬سوف تتح�س ��ن بالتالي كل‬ ‫الأو�ضاع"‪.‬‬

‫التحرك �إلى الأمام‬ ‫من جهتها ترى مي�س م�س ��عدة اب�أن ال�شعب الأردني هو‬ ‫مثل طفل مهمل‪.‬‬ ‫م�س ��عدة‪� 24( ،‬س ��نة)‪ ،‬المواطنة الأردني ��ة التي تعمل‬ ‫م ��ع المنظمة الدولي ��ة للهجرة في عمان ت�ض ��يف ب�أنه‬ ‫"منذ بدء الح ��رب في العراق في العام ‪� ،2003‬أنفقت‬ ‫المملك ��ة الكثير من الطاقة على مدى العقد الما�ض ��ي‬ ‫للتعام ��ل م ��ع الالجئين‪ ،‬و�أم ��ن الح ��دود‪ ،‬والتهديدات‬ ‫الإرهابي ��ة‪ ،‬وتداعي ��ات �إقت�ص ��ادية كب ��رى من حربين‬ ‫مجاورتب ��ن"‪ .‬م�ض ��يفة ب� ��أن "الأردن‪ ،‬كان علي ��ه �أن‬ ‫يك ��ون بمثابة واحة للإ�س ��تقرار في منطقة �ص ��حراوية‬ ‫فو�ض ��وية‪ ،‬والنتائ ��ج المترتب ��ة ع ��ن تلك الإن�ش ��غاالت‬ ‫�إ�ستمرت في �إحتدامها"‪.‬‬ ‫"الحكوم ��ة غير قادرة عل ��ى مواجهة هذه التحديات‬ ‫ل�ض ��عف قدراتها"‪ ،‬تقول م�س ��عدة‪" .‬ل�سوء الحظ‪ ،‬خلق‬ ‫وظائف جديدة ‪ -‬تح�سين الو�ضع الإقت�صادي‪ ،‬وتمرير‬ ‫�إ�ص�ل�احات ديموقراطية‪ ،‬لم تكن من �أهم الأولويات‪،‬‬ ‫لأن الأردن ال ب ��د �أن يتعام ��ل ب�إ�س ��تمرار مع م�ص ��اعب‬ ‫الدولة الأخرى"‪ ،‬تقول‪.‬‬ ‫وتوا�س ��ي "م�س ��عدة" المر�ض ��ى والمثابرين الأردنيين‬ ‫الذي ��ن يكافحون وينا�ض ��لون‪ .‬وترى ب�أن الو�ض ��ع واحد‬ ‫فري ��د من نوعه ف ��ي تاري ��خ الأردن‪" .‬لق ��د طغت على‬ ‫الحكومة‪ ،‬تقول‪ ،‬مهمة ر�ص ��د عدد ال�س ��كان الالجئين‬ ‫المتزاي ��د‪ ،‬و�إرتف ��اع تهريب الأ�س ��لحة والمخدرات من‬

‫الواق ��ع �أنه ف ��ي مواجهة تبعات الثورة ال�س ��ورية‪� ،‬إ ّتخذ‬ ‫الأردن‪ ،‬جنب� � ًا �إلى جنب مع حلفائه‪� ،‬إحتياطات �أمنية‪.‬‬ ‫و�أقيمت مناورات ع�سكرية وا�سعة النطاق في حزيران‬ ‫(يوني ��و) الفائ ��ت تح ��ت "�إ�س ��م "الأ�س ��د المت�أهب"‪،‬‬ ‫�شارك فيها حوالي ‪ 8,000‬جندي من ت�سعة ع�شر بلد ًا‪.‬‬ ‫و�ص ّعد الأردن �أي�ض ًا جهوده الديبلوما�سية‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫الإت�صاالت المك ّثفة خالل الأ�شهر القليلة الما�ضية مع‬ ‫�إي ��ران‪ ،‬ورو�س ��يا‪ ،‬وتركي ��ا‪ ،‬والواليات المتح ��دة‪ ،‬ومع‬

‫الإدراك والمالحظات على‬ ‫نطاق وا�سع للف�ساد الحكومي‪،‬‬ ‫و�إرتفاع �أ�سعار ال�سلع الأ�سا�سية‪ ،‬وعدم‬ ‫وجود نظام للمحاكمة العادلة‪ ،‬كانت‬ ‫بع�ض ًا من الأ�سباب الرئي�سة التي �أدت‬ ‫�إلى تظاهرات يومية لي�س فقط من قبل‬ ‫ال�شباب ولكن من النا�س من‬ ‫جميع الأعمار‬

‫الإتح ��اد الأوروب ��ي‪ .‬و�إذا دع ��ي‪� ،‬أم ال‪ ،‬للم�ش ��اركة في‬ ‫م�ؤتمر "جنيف الثاني" به ��دف تحديد طريقة للتقدم‬ ‫و�إيجاد ح ّل للأزمة ال�س ��ورية‪ ،‬ف�إن عمان تريد �أن يكون‬ ‫موقفها م�س ��موع ًا وم�صالحها م�ؤ ّمنة على نحو منا�سب‬ ‫في المحادثات‪ .‬هذا في الواقع هدف �شرعي‪.‬‬ ‫رح ��ب ال�ش ��عب الأردن ��ي ترحيب� � ًا هائ�ل ً�ا‬ ‫حت ��ى الآن ّ‬ ‫بالالجئين ال�س ��وريين‪ ،‬ولكن هناك عالمات متزايدة‬ ‫م ��ن "التعب م ��ن الالجئين" وحت ��ى بع�ض م�ؤ�ش ��رات‬ ‫الرف� ��ض‪ .‬وق ��د كان الجهد الوطني والدول ��ي المبذول‬ ‫لإ�ست�ض ��افة الالجئي ��ن ملحوظ ًا‪ ،‬والم�س ��اعدة الدولية‬ ‫زادت �أخي ��ر ًا‪ .‬ويج ��ري تنفي ��ذ قر�ض �ص ��ندوق النقد‬ ‫الدولي �إلى الأردن فيما الإتحاد الأوروبي بد�أ م�ساعدة‬ ‫ودعم الإقت�صاد الكلي للمملكة‪.‬‬ ‫لك ��ن هن ��اك حاجة �إل ��ى �أكثر م ��ن ذلك‪ .‬تق� �دّر وزارة‬ ‫التخطي ��ط الأردنية ب�أن الب�ل�اد تحتاج الى ‪ 500‬مليون‬ ‫دوالر ف ��ي الع ��ام ‪ 2013‬لتغطي ��ة التكاليف المبا�ش ��رة‬ ‫المتكب ��دة نتيج ��ة للأزم ��ة ال�س ��ورية‪ .‬التكالي ��ف غير‬ ‫المبا�شرة ي�صعب تقديرها‪.‬‬ ‫وهناك �أي�ض� � ًا متطلبات مختلفة ال ب ��د من الوفاء بها‪،‬‬ ‫خ�صو�ص� � ًا المدن والمجتمعات المحلية التي هي تحت‬ ‫ال�ضغط ب�سبب �أزمة الالجئين والإفراط في ا�ستخدام‬ ‫البنية التحتية المحلية التي يجب العناية بها‪ .‬مفو�ضة‬ ‫الإتحاد الأوروبي للم�س ��اعدات الإن�س ��انية والإ�ستجابة‬ ‫للأزم ��ات كري�س ��تالينا جورجيفا‪ ،‬الت ��ي زارت الأردن‬ ‫ف ��ي ‪� 12-11‬أيار (مايو) الفائت‪� ،‬أعربت عن معرفتها‬ ‫ووعيها للحاجة �إلى �إعادة توازن الم�ساعدة‪.‬‬ ‫يحت ��اج الإتح ��اد الأوروبي والجه ��ات المانحة الأخرى‬ ‫الى موا�ص ��لة زيادة الم�س ��اعدات لالجئين ال�س ��وريين‬ ‫في الأردن و�إ�ضافة عن�صر الم�ساعدات الى الأردنيين‬ ‫في الإقليم المت�أثرين كذلك‪ .‬ال يمكن للمجتمع الدولي‬ ‫�أن يتجاه ��ل العواقب الإجتماعية والإقت�ص ��ادية للثورة‬ ‫ال�س ��ورية و�أثارها في المملكة الها�شمية التي يمكن �أن‬ ‫تكون مدمرة للمجتمع الأردني‪.‬‬ ‫ع ��ادة‪ ،‬ت�ؤدي ح ��االت الط ��وارئ الإن�س ��انية على نطاق‬ ‫وا�س ��ع �إل ��ى جه ��د كبي ��ر م ��ن وكاالت الأم ��م المتحدة‬ ‫والغربي ��ة وكذلك المنظمات غي ��ر الحكومية الغربية‪.‬‬ ‫ه ��ذه المرة‪ ،‬ال بد م ��ن �أن ت�أخذ الجه ��ات المانحة في‬ ‫االعتب ��ار الكام ��ل العواقب الخطيرة للأزمة ال�س ��ورية‬ ‫على الأردن‪.‬‬ ‫ينبغ ��ي على المملكة الها�ش ��مية �أن ي�ش ��عرها حلفا�ؤها‬ ‫بالإرتي ��اح بق ��وة م ��ن حي ��ث الم�س ��اعدات الإن�س ��انية‬ ‫والم�س ��اعدات للإقت�ص ��اد الكلي‪ ،‬والدعم ال�سيا�س ��ي‪،‬‬ ‫و�أنه ينبغي الم�ضي قدم ًا في الإ�صالحات الإقت�صادية‬ ‫وال�سيا�س ��ية الت ��ي ال غنى عنه ��ا‪ .‬هناك م ��ا يبرر هذه‬ ‫الإ�ص�ل�احات من قبل البيئة الإقليمية المتغ ِّيرة‪ ،‬ولي�س‬ ‫فقط من جراء العا�صفة ال�سورية‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪31‬‬


‫الم�شرق العربي ¶ الأردن‬ ‫المدنيي ��ن ف ��ي محاكم �أم ��ن الدولة ‪ -‬الت ��ي تقع تحت‬ ‫ال�سيطرة المبا�شرة للحكومة والجي�ش‪.‬‬ ‫لك ��ن ه ��ذا التعدي ��ل جاء م ��ع العدي ��د م ��ن المحاذير‬ ‫والثغرات‪� .‬أبقت الحكومة الأردنية و�ض ��ع محاكم �أمن‬ ‫الدولة على ما هو‪ ،‬مدعي ًة ب�أنه د�س ��توري‪ .‬وق ّررت ب�أن‬ ‫يحاك ��م المدنيون في ه ��ذه المحاكم الإ�س ��تثنائية في‬ ‫الح ��االت التي يت ��م فيها �إتهام النا� ��س بالجرائم مثل‪:‬‬ ‫�إرتكاب �أعمال �إرهابية �ض ��د الدولة‪ ،‬وتهريب الأ�سلحة‬ ‫والإتجار بالمخ ��درات‪� ،‬أو �إهانة المل ��ك ‪ -‬التي طالما‬ ‫كانت جريمة في الأردن‪.‬‬ ‫ل�س ��وء ح ��ظ محادي ��ن‪� ،‬أن ��ه ت ��م �إتهام ��ه باثنتي ��ن من‬ ‫الجرائم التي من �ش�أنها �أن تحمله الى محكمة خا�صة‪.‬‬ ‫وفق� � ًا للمحامية خياط‪ ،‬في العامين الما�ض ��يين (منذ‬ ‫�أن �أعل ��ن الملك عبد اهلل عن التعديالت) تم �إر�س ��ال‬ ‫المتظاهري ��ن الجيدي ��ن والحميدي ��ن ال ��ى المحاكمة‬ ‫�أمام محاكم �أمن الدولة ج ّراء �إحتجاجهم �سلمي ًا على‬ ‫ق�ض ��ايا �إجتماعية مثل الإرتفاعات الحادة في �أ�س ��عار‬ ‫الغاز‪.‬‬ ‫"كان هن ��اك �أكث ��ر من �ألف حالة لأ�ش ��خا�ص حوكموا‬ ‫في محاكم �أمن الدولة هذا العام حتى الآن"‪� ،‬أ�ش ��ارت‬ ‫خي ��اط‪�" .‬إنها ُت�س ��تخدم الآن �أكثر مما كانت عليه قبل‬ ‫التعديالت الد�س ��تورية‪ .‬ان الأمر �س ��هل جد ًا بالن�س ��بة‬ ‫�إليه ��م‪ .‬كل م ��ا عليهم القي ��ام به هو القول ب� ��إن ه�ؤالء‬ ‫قالوا �ش ��يئا �سيئ ًا علن ًا �ض ��د الملك‪ .‬حتى النا�س الذين‬ ‫لي�سوا نا�شطين يخ�شون من هذا الو�ضع الآن"‪.‬‬ ‫وخي ��اط‪ ،‬الت ��ي تدي ��ر مكت ��ب محام ��اة خا�ص� � ًا به ��ا‪،‬‬ ‫م�ش ��اركة نا�ش ��طة في المظاهرات‪�" .‬أ�س ��و�أ جزء مما‬ ‫ي�س ��مى �إ�ص�ل�احات هو �أن الحكومة تق ��ول �أن العديد‬ ‫من التعديالت على الد�س ��تور �س ��يتم تنفيذه بالكامل‬ ‫في غ�ض ��ون ثالث �س ��نوات"‪ ،‬ت�ش ��كو خياط‪" .‬لم يعد‬ ‫لدى النا�س من يثقون فيه بعد الآن‪� .‬إن الو�ض ��ع �صار‬ ‫م ��ا وراء الخوف‪ .‬لي�س ��ت لديهم �أي �إيم ��ان �أو ثقة في‬ ‫الحكومة"‪.‬‬ ‫وعل ��ى الرغم من ذل ��ك‪ ،‬ترثي خياط حال ��ة الأردنيين‬ ‫الذين يجدون �أنف�سهم في م�أزق‪�" .‬إن النا�س ينتظرون‬ ‫ليروا ما �س ��يحدث في �س ��وريا"‪ ،‬تق ��ول‪" .‬لدينا الكثير‬ ‫م ��ن الالجئين الآن �إن الو�ض ��ع غير م�س ��تقر للغاية في‬ ‫الأردن‪ .‬كثي ��رون في الحركة الإحتجاجية مننق�س ��مون‬ ‫حالي� � ًا بي ��ن م ��ن يدعم ��ون الأ�س ��د‪ ،‬والذي ��ن يدعمون‬ ‫المعار�ض ��ة‪ .‬نح ��ن في حاجة �إل ��ى الإنتظ ��ار ون�أمل �أن‬ ‫ت�ستقر �سوريا قبل �أن نتمكن من الم�ضي قدما"‪.‬‬ ‫وفي حين �أن الغ�ض ��ب وا�ض ��ح‪ ،‬واالحتجاجات اليومية‬ ‫ت�س ��تمر‪ ،‬ال ي ��زال الأردني ��ون ال يتظاه ��رون ب�أع ��داد‬ ‫كبي ��رة وفق ًا لديفيد �ش ��ينكر‪ ،‬مدير برنامج ال�سيا�س ��ة‬ ‫العربي ��ة في معه ��د وا�ش ��نطن (‪The Washington‬‬ ‫‪.)Institute‬‬ ‫‪30‬‬

‫"كثي ��ر م ��ن االردنيي ��ن ينظ ��رون ما يج ��ري حولهم‬ ‫وعقدوا العزم على �أنهم ال يريدون �أن ي�صيروا كم�صر‬ ‫�أو ك�س ��وريا"‪ ،‬يقول �ش ��نيكر‪�".‬إنهم غا�ض ��بون جد ًا من‬ ‫العديد من الق�ض ��ايا‪ ،‬والنا�س يواجهون �صعوبة في كل‬ ‫يوم لإطعام �أ�س ��رهم‪ .‬لكنهم ال يريدون الفو�ض ��ى مثل‬ ‫جيرانهم"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الأردن‪ ،‬يقول �شنيكر‪ ،‬لديه �أي�ضا الم�أزق الم�ؤ�سف من‬ ‫كون ��ه واحد ًا من �آخر البلدان ف ��ي المنطقة الذي لدى‬ ‫العديد من �ش ��بابه تطلعات ثوري ��ة‪ .‬على الرغم من �أن‬ ‫بع�ض ��هم قارن بين �آفاق ثورة ف ��ي الأردن مع ما حدث‬ ‫ف ��ي تون�س ‪ -‬تم ّرد �أق ��ل عنف ًا بالمقارن ��ة مع جيرانه ‪-‬‬ ‫كان من ح�س ��ن ح ��ظ تون� ��س من �أنه ��ا كان ��ت الأولى‪.‬‬ ‫الفو�ض ��ى الدامية التي تلت في ليبيا و�س ��وريا‪ ،‬وم�صر‬ ‫الآن‪ ،‬لم تكن منتظرة �أو في الإعتبار‪.‬‬ ‫ً‬ ‫"مجتم ��ع تون�س هو �أي�ض� � ًا �أكثر تجان�س� �ا من مجتمع‬ ‫الأردن"‪ ،‬ي�ض ��يف �ش ��ينكر‪" .‬جزء من هذا �أي�ض ًا يعود‬ ‫الى الإنق�سامات في المجتمع الأردني"‪.‬‬ ‫وت�شمل تلك االنق�س ��امات الفل�سطينيين‪ ،‬الذين لديهم‬ ‫تظلمات خا�صة بهم‪ ،‬وهم ال يتظاهرون ب�أعداد كبيرة‬ ‫خوف ًا من الإنتقام‪ .‬العديد من ال�ض ��فة ال�ش ��رقية �ألقي‬ ‫القب�ض عليه و�ض ��رب لمعار�ض ��ته علن ًا النظام وه�ؤالء‬ ‫يخ�ش ��ون من المزيد من عمليات الث�أر‪ .‬وهناك �أي�ض� � ًا‬ ‫خالفات عامة داخل حركة الإحتجاج بين الي�س ��اريين‬ ‫والبعثيي ��ن (القوميي ��ن)‪ ،‬والإخوان الم�س ��لمين‪ ،‬حول‬ ‫كيفية �إ�صالح المجتمع المدني بال�ضبط‪.‬‬ ‫وعل ��ى الرغ ��م م ��ن الإنق�س ��امات والمخ ��اوف‪ ،‬ف� ��إن‬ ‫التهديدات على المدى القريب للمملكة الها�ش ��مية ما‬ ‫تزال حقيقية ج ��د ًا‪ .‬تقريب ًا جزء كبير من كل الثورات‬ ‫في العالم العربي كان �س ��ببها الإقت�ص ��اد ‪ -‬ب�إ�س ��تثناء‬ ‫ربما �س ��وريا ‪ -‬يالحظ �شينكر‪ .‬والم�شاكل الإقت�صادية‬ ‫للأردنيي ��ن �س ��تتكثف وتتفاق ��م ف ��ي الم ��دى القريب‪.‬‬

‫للثورة ال�سورية �إنعكا�سات �أمنية‬ ‫�ضخمة �أي�ض ًا على الأردن �إذ �أنه لي�س‬ ‫فقط يجب فح�ص ور�صد الالجئين‬ ‫الذين يدخلون البالد بعناية من �أجل‬ ‫الك�شف عن مثيري ال�شغب المحتملين‬ ‫فهناك مخاوف حقيقية من محاولة‬ ‫النظام ال�سوري زعزعة �إ�ستقرار‬ ‫المملكة الها�شمية‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫الالجئون ال�سوريون‪ :‬الخطر‬ ‫الآني الذي يهدّ د الأردن‬

‫الطوف ��ان من مئ ��ات الآالف من الالجئين ال�س ��وريين‬ ‫الى الأردن ال يبدو �أنه �سيتراجع‪ ،‬مكبد ًا خ�سائر فادحة‬ ‫للإقت�صاد الأردني‪ .‬و�أكثر من ذلك ف�إن اال�ضطرابات‬ ‫في م�صر �أ ّثرت ب�شكل كبيرعلى قدرة الأردن لإ�ستيراد‬ ‫الغ ��از الطبيع ��ي‪ .‬فق ��ط في تم ��وز (يوليو) الما�ض ��ي‪،‬‬ ‫واجهت الحكومة عجز ًا �ض ��خم ًا بمليارات الدوالرات‪،‬‬ ‫وت�ض ��ا�ؤ ًال ف ��ي​​واردات الغ ��از الطبيع ��ي‪ ،‬الأم ��ر الذي‬ ‫�إ�ض ��طرها الى رفع �آخر في �أ�سعار الكهرباء‪ .‬علم ًا �أنه‬ ‫في الع ��ام الفائت جلب رفع �أ�س ��عار الغ ��از الآالف من‬ ‫الأردنيي ��ن مع ًا في بع�ض من �أكب ��ر الإحتجاجات حتى‬ ‫الآن‪.‬‬ ‫ً‬ ‫"�أظهر الإقت�ص ��اد ب�أنه �أقل نم ��وا مرة �أخرى في الربع‬ ‫الما�ض ��ي"‪ ،‬يقول �شينكر‪�" .‬س ��وف يكون هناك تقنين‬ ‫�أكثر للكهرباء‪ ،‬والأ�س ��عار �س ��وف ترتف ��ع بنحو ‪ 40‬في‬ ‫المئة‪ .‬على الملك �أن يفعل �ش ��يئ ًا‪ .‬هذا الأمر يمكن �أن‬ ‫يدفع النا�س �إلى حافة الخطر"‪.‬‬ ‫المحن ��ة الإقت�ص ��ادية �إل ��ى جان ��ب القم ��ع المتزاي ��د‬ ‫للمتظاهري ��ن‪ ،‬ومن ��ع مئات م ��ن المواق ��ع الإلكترونية‬ ‫المعار�ضة‪ ،‬من المرجح �أنه �أ�ضاف وقود ًا الى الموقد‪.‬‬ ‫"المل ��ك عب ��د اهلل‪� ،‬أعتق ��د‪ ،‬يري ��د حقا الو�ص ��ول �إلى‬ ‫�إ�ص�ل�احات �سيا�س ��ية"‪ ،‬يقول �ش ��ينكر‪ ".‬لكن ��ه يواجه‬ ‫معار�ض ��ة داخ ��ل حكومته‪ ،‬وف ��ي مديري ��ة المخابرات‬ ‫العامة ذات النفوذ في البالد"‪.‬‬


‫ر�أي خبير‬

‫أثر قطاع اإلتصاالت على مستقبل الشرق االوسط‬ ‫بقلم غ�سان حا�صباني*‬

‫ُيع� � ّد قط ��اع الإت�ص ��االت وتقني ��ة‬ ‫المعلوم ��ات م ��ن �أه ��م رافع ��ات‬ ‫الإقت�صاد حيث �أ�صبح يلعب دو ّرا كبي ّرا في جميع‬ ‫القطاع ��ات الأ�سا�سي ��ة مث ��ل التعلي ��م وال�صح ��و‬ ‫والتجارة والخدمات‪.‬‬ ‫وال ب� � ّد م ��ن وقف ��ة عن ��د ت�أثي ��ر ه ��ذا القط ��اع على‬ ‫منطقة ال�شرق االو�سط وخ�صو�صاً بعد التغ ّيرات‬ ‫ال�سيا�سي ��ة والإجتماعي ��ة والإقت�صادي ��ة الت ��ي‬ ‫ت�شهده ��ا المنطق ��ة‪ ،‬اذ مع الإن�شغ ��ال في حيثيات‬ ‫ونتائ ��ج هذه التغي ��رات‪ ،‬يَ�سقط قط ��اع الإت�صاالت‬ ‫وتقني ��ة المعلوم ��ات م ��ن الأجن ��دات الحكومي ��ة‪،‬‬ ‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن �إرتباط ��ه الوثي ��ق بم ��ا يح ��دث‪،‬‬ ‫باال�ضاف ��ة الى كونه �أحد القطاعات الأكثر ت�أثيراً‬ ‫عل ��ى الأح ��داث �إن كان م ��ن الناحي ��ة الإيجابية �أو‬ ‫ال�سلبية‪.‬‬ ‫ورغ ��م تقدم ه ��ذا القط ��اع ونموه ب�ش ��كل كبير في‬ ‫المنطق ��ة خ�ل�ال العق ��د الما�ضي‪ ،‬حي ��ث زاد عدد‬ ‫الم�شتركين في خدمة الهاتف المتنقل (الجوّال)‬ ‫بن�سب ��ة ‪ 69,000‬م�شترك يومياً فو�صل الى حوالي‬ ‫‪ 300‬ملي ��ون خ ��ط‪ ،‬م ��ا زال يعان ��ي م ��ن تحدي ��ات‬ ‫كبي ��رة النه ق ّلما يح�صل عل ��ى الإهتمام المنا�سب‬ ‫م ��ن الحكوم ��ات حي ��ث يتف ��اوت تط ��ور ال�سيا�سات‬ ‫العام ��ة والتنظي ��م له ��ذا القطاع ب�ش ��كل كبير من‬ ‫دول ��ة ال ��ى �أخ ��رى ف ��ي المنطق ��ة‪ .‬وت�أكي ��داً عل ��ى‬ ‫ذلك‪ ،‬ما زال �إخت ��راق خدمات ال�شبكة العنكبوتية‬ ‫(الإنترن ��ت) العالي ��ة ال�سرع ��ة خجو ًال ج ��داً حيث‬ ‫ل ��م يتع� � َّد عتب ��ة الثالثين ملي ��ون م�ستخ ��دم‪� .‬أمّا‬ ‫"الإنترن ��ت" العادي ��ة فلي�س ��ت ف ��ي ح ��ال �أف�ض ��ل‬ ‫بكثي ��ر‪� ،‬إذ �أن ن�سب ��ة �إختراقه ��ا تق ��در ب�أربعي ��ن في‬ ‫المئ ��ة م ��ن ال�س ��كان مقارن ��ة بن�سبة ‪ 73‬ف ��ي المئة‬ ‫ف ��ي الإتح ��اد الأوروب ��ي‪ .‬وبم ��ا �أن ن�سب ��ة �س ��كان‬ ‫المنطق ��ة تق ��ارب ‪ 380‬ملي ��ون �إذا �أدخل ��ت تركي ��ا‬ ‫ف ��ي المجم ��وع‪ ،‬فان فر� ��ص النمو ما زال ��ت كبيرة‬ ‫وكذل ��ك فر� ��ص الإ�ستثمار‪ .‬ولكن م ��ن ال�صعب ان‬ ‫يُح َّق ��ق ه ��ذا النم ��و اذا لم ُت َت ��ح الفر�ص من خالل‬ ‫بيئ ��ة تنظيمي ��ة منفتح ��ة ومتط� �وِّرة‪ .‬ورغ ��م بروز‬ ‫التوج ��ه الإنفتاح ��ي والإ�ستثم ��اري له ��ذا القط ��اع‬ ‫ف ��ي المنطق ��ة ف ��ي مرحل ��ة الت�سعين ��ات ومطل ��ع‬ ‫الألفية‪� ،‬إنح�سرت هذه الموجة بعد دخول العالم‬ ‫في الأزمة الإقت�صادي ��ة والأزمات ال�سيا�سية التي‬ ‫*‬

‫تلتها في منطقة ال�شرق االو�سط‪.‬‬ ‫وتبحث اليوم قيادات المنطقة عن ح ّل �إقت�صادي‬ ‫للأزمات الت ��ي تحوّلت من ثورات �شعبية �أ�سا�سها‬ ‫الإ�ص�ل�اح ال�سيا�س ��ي والإقت�ص ��ادي ال ��ى نزاع ��ات‬ ‫مزمن ��ة �إم ��ا ع�سكري ��ة �أو �إجتماعي ��ة‪ .‬وف ��ي عي ��ن‬ ‫العا�صف ��ة‪ ،‬يبق ��ى التحدي االكبر ه ��و خلق فر�ص‬ ‫عم ��ل للأجي ��ال ال�صاع ��دة والت ��ي تق� �دّر بثماني ��ة‬ ‫ماليي ��ن وظيف ��ة �سنوي� �اً‪ .‬ومم ��ا ال �ش ��ك في ��ه �أن‬ ‫النم ��و الإقت�ص ��ادي ه ��و الم�س ِّب ��ب الأ َّول لخل ��ق‬ ‫فر� ��ص العمل‪ ،‬لكن ��ه يحتاج الى تطوي ��ر كبير في‬ ‫القطاعات الداعمة مثل التعليم وال�صحة والبنى‬ ‫التحتية وال�صناعة والخدمات‪ .‬وهنا يلعب قطاع‬ ‫الإت�ص ��االت دوراً محورياً في النمو �إذ ينمو الناتج‬ ‫المحل ��ي بمع ��دل ‪ 1.3‬نقط ��ة مئوي ��ة م ��ع زي ��ادة‬ ‫�إخت ��راق الإنترنت ال�سريعة بن�سب ��ة ‪ 10‬في المئة‪.‬‬ ‫وه ��ذا يعن ��ي �إذا زاد ع ��دد م�ستخدم ��ي الإنترن ��ت‬ ‫ال�سريعة بثالثة ماليين م�ستخدم‪ ،‬يرتفع معدل‬ ‫النمو الإقت�صادي في المنطقة من ‪ 3.6‬في المئة‬ ‫ال ��ى ‪ 5‬ف ��ي المئ ��ة‪ ،‬وه ��ذا م ��ا كان عليه ف ��ي مطلع‬ ‫الألفية‪.‬‬ ‫رغ ��م �أن الإنترن ��ت العادي ��ة او المنخف�ض ��ة‬ ‫ال�سرع ��ة تكف ��ي للتوا�صل الإجتماع ��ي والمرا�سلة‬ ‫الإلكتروني ��ة و�أن�شط ��ة �أخ ��رى مح ��دودة مث ��ل‬ ‫المعام�ل�ات الم�صرفي ��ة‪ ،‬تبق ��ى الإ�ستخدام ��ات‬ ‫المه ّم ��ة للإقت�ص ��اد مث ��ل التعلي ��م وال�صح ��ة‬ ‫والتج ��ارة الإلكتروني ��ة ف ��ي حاجة ال ��ى الإنترنت‬ ‫العالي ��ة ال�سرع ��ة‪ .‬فف ��ي قط ��اع التعلي ��م‪ ،‬يمك ��ن‬ ‫للطال ��ب �إ�ستخ ��دام الإنترن ��ت ال�سريع ��ة لتعل ��م‬ ‫�أم ��ور كثي ��رة عن العال ��م او حتى مه ��ارات �أ�سا�سية‬ ‫�إ�ضافة لم ��ا يمكن تع ّلمه في المدر�سة‪ .‬كما يمكن‬

‫للمدار� ��س �إدخال التعلي ��م الإلكتروني والح�صول‬ ‫عل ��ى م ��واد تعليمية حديث ��ة من خ�ل�ال الإنترنت‬ ‫داخ ��ل الف�صل‪ .‬وهذا يط� �وّر التعليم ب�شكل جذري‬ ‫وينتج جي ً‬ ‫ال من الخريجين القادرين على العمل‬ ‫ف ��ي بيئ ��ة متق ّدم ��ة وتناف�سية م ��ع دو ًل اخرى من‬ ‫خالل �إنتاجية عالية‪.‬‬ ‫ال�صح ��ة‪ ،‬فم ��ن الممك ��ن خف� ��ض‬ ‫�أم ��ا ف ��ي قط ��اع‬ ‫ّ‬ ‫كلف ��ة الرعاي ��ة ال�صحي ��ة م ��ن خ�ل�ال �إ�ستخ ��دام‬ ‫التكنولوجي ��ا الت ��ي تحت ��اج ال ��ى �إنترن ��ت عالي ��ة‬ ‫ال�سرع ��ة حيث يتم رب ��ط المر�ضى بالأخ�صائيين‬ ‫عبر الإنترنت والم�شاركة في الت�شخي�ص عن بعد‬ ‫م ��ن قب ��ل مجموع ��ة �أخ�صائيي ��ن متواجدي ��ن في‬ ‫دول مختلف ��ة‪ .‬ومن الممك ��ن حتى �إجراء عمليات‬ ‫او الإ�شراف عليها عن بعد من خالل ربط �أجهزة‬ ‫�آلي ��ة بالإنترن ��ت حي ��ث يمك ��ن للج� � ّراح الم�س�ؤول‬ ‫ان يج ��ري العملي ��ة م ��ن بل ��د �آخ ��ر وك�أن ��ه موجود‬ ‫�شخ�صي� �اً في غرفة العملي ��ات‪ .‬هذا بالإ�ضافة الى‬ ‫�أمور �أخرى مثل مراقبة �ضغط الدم �أو م�ستويات‬ ‫ال�سك ��ر �أو تخطي ��ط القلب عن بع ��د دون الحاجة‬ ‫ال ��ى الح�ض ��ور ف ��ي العي ��ادة‪ ،‬وتنبي ��ه المري� ��ض‬ ‫قب ��ل ف ��وات الأوان‪ .‬وم ��ع �إنخفا�ض كلف ��ة الرعاية‬ ‫ال�صحي ��ة‪ ،‬يبق ��ى م ��ع المواط ��ن فائ� ��ض مال ��ي‬ ‫للإ�ستخ ��دام ف ��ي الإقت�ص ��اد‪ ،‬كما تنخف� ��ض ن�سبة‬ ‫�إ�ستثم ��ارات الدول ��ة ف ��ي ه ��ذا القط ��اع مم ��ا يح ّرر‬ ‫مبالغ كبيرة ل ُت�ستخدم في قطاعات اخرى‪.‬‬ ‫و�أخي ��راً‪ ،‬يمك ��ن للإنترن ��ت العالي ��ة ال�سرع ��ة‬ ‫�أن تخ ��دم قط ��اع التج ��ارة م ��ن خ�ل�ال ت�سهي ��ل‬ ‫المعامالت والعالقات بين المو ّردين والمنتجين‬ ‫والم�ستهلكين وتك�سر الحواجز الجغرافية فاتحة‬ ‫�سوقاً عالمية للخدمات وال�صناعات المحلية‪.‬‬ ‫ولك ��ي نح�ص ��ل عل ��ى ه ��ذه الفوائ ��د الإقت�صادي ��ة‬ ‫والإجتماعي ��ة للإنترن ��ت‪ ،‬والت ��ي ت�أت ��ي بفوائ ��د‬ ‫�أمنية �أي�ضاً‪ ،‬على الحكومات ان تلعب دوراً رئي�سياً‬ ‫م ��ن خ�ل�ال �سيا�س ��ات تنظيم ه ��ذا القط ��اع بهدف‬ ‫فتح ��ه للمناف�س ��ة‪ ،‬وتحري ��ره �أكث ��ر م ��ن قب�ض ��ة‬ ‫القط ��اع الع ��ام‪ ،‬وت�شجي ��ع الإ�ستثم ��ارات في ��ه م ��ن‬ ‫خالل خف�ض �أو �إزال ��ة ال�ضرائب عنه و�إ�ستحداث‬ ‫�إج ��راءات تنظيمية غير مح ��دودة بتقنيات مع ّينة‬ ‫ب ��ل هادف ��ة لتطوي ��ر الخدم ��ات بغ� ��ض النظر عن‬ ‫التكنولوجيا الم�ستخدمة‬

‫خبير في ال�ش�ؤون الإ�ستراتيجية والإقت�صادية‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪33‬‬


JTCE

Le Nom Qu’il Faut Connaitre Au Maroc

JTCE Sarl est une société Marocaine des secteurs du bâtiment et travaux publics. Elle intervient dans la construction des bâtiments, des grands ouvrages et des infrastructures d'énergie (tertiaire, industriel, infrastructures) Pour Plus D’information: 67 angle Boulevard Hassan 1er, Casablanca, Maroc Tel: (212) 0664 501 319, Email: jtcesarl@gmail.com


‫الملك عبد الله بن عبد العزيز‪:‬‬ ‫دور ال�سعودية �أ�سا�سي‬

‫لندن ‪ -‬مي�شال مظلوم‬ ‫تب ��دو المملك ��ة العربية ال�س ��عودية ودولة‬ ‫قطر متحدتي ��ن في معار�ض ��تهما لنظام‬ ‫ب�ش ��ار الأ�سد في �س ��وريا‪ .‬مع ذلك ‪ ،‬ف�إن هذا المظهر‬ ‫م ��ن الوحدة يخفي خلفه مناف�س ��ة �أعم ��ق على النفوذ‬ ‫الإقليم ��ي ال ��ذي يج ��ري لعبه بالت ��وازي م ��ع المعركة‬ ‫الأو�س ��ع بالوكال ��ة المتع ��ددة الأبع ��اد الت ��ي �أدت ال ��ى‬ ‫ح ��رب �أهلي ��ة في �س ��وريا‪ .‬وينعك�س �ص ��راع الظل هذا‬ ‫ف ��ي "�أجندات" الف�ص ��ائل المتناف�س ��ة الت ��ي تدعمها‬ ‫الدولت ��ان الخليجيت ��ان‪ .‬لق ��د كان الإحت ��كاك بي ��ن‬ ‫الريا� ��ض والدوحة بادي� � ًا للعيان فيم ��ا كان "المجل�س‬ ‫الوطني ال�س ��وري"‪ ،‬و"الإئت�ل�اف الوطني لقوى الثورة‬ ‫والمعار�ضة ال�سورية"‪ ،‬و"هيئة التن�سيق الوطنية لقوى‬ ‫التغيير الديموقراط ��ي" وحركات �أخرى تتناف�س على‬ ‫ال�صدارة في المعار�ضة ال�سورية‪ .‬التداخل القائم من‬ ‫حيث الإيديولوجية بين الف�صائل الم�سلحة المتف ّرقة‪،‬‬ ‫وتنامي الم�ؤ�ش ��رات الى تعاونها التكتيكي والت�ش ��غيلي‬ ‫في �س ��احة المعركة ال يع ِّو�ض ��ان �أو يوازنان �إ�س ��تمرار‬ ‫الخالفات الرئي�سية بين هذه المجموعات‪.‬‬ ‫ينظ ��ر المراقبون �إل ��ى قطر على نطاق وا�س ��ع ب�أنها‬ ‫الأكث ��ر ن�ش ��اط ًا في دعم المعار�ض ��ة ال�س ��ورية‪ ،‬وقد‬ ‫�إتُّهم ��ت بم�س ��اعدة وتمكي ��ن العديد من الف�ص ��ائل‬ ‫الأكث ��ر تطرف� � ًا فكري� � ًا وراديكالي ��ة‪ .‬وه ��ذا ي�ش ��مل‬ ‫ف�صائل م�س ّلحة تابعة لجماعة "الإخوان الم�سلمين"‬ ‫ال�س ��ورية وغيرها المرتبط ��ة بتنظي ��م "القاعدة"‪،‬‬ ‫مث ��ل "جبه ��ة الن�ص ��رة"‪ .‬وم ��ن المع ��روف �أي�ض� � ًا‬ ‫�أن الف�ص ��ائل ال�س ��لفية المحافظة المت�ش� �دّدة‪ ،‬مثل‬ ‫"حركة �أحرار ال�شام الإ�سالمية" ومظ ّلتها "الجبهة‬ ‫الإ�س�ل�امية ال�س ��ورية"‪ّ ،‬‬ ‫تف�ض ��لهما قطر وتدعمهما‪.‬‬ ‫في المقابل‪ُ ،‬ي َ‬ ‫نظر �إلى ال�س ��عودية على �أنها ت�س ��اعد‬

‫�أمير قطر ال�سابق ال�شيخ حمد بن خليفة �آل ثاني‪:‬‬ ‫تحدى الدور ال�سعودي مرات‬

‫الأمير تميم بن حمد �آل ثاني‪:‬‬ ‫هل يتقارب �أكثر مع الخط ال�سعودي؟‬

‫وتم ّك ��ن الف�ص ��ائل الم�س� � ّلحة التي تعم ��ل تحت راية‬ ‫"الجي�ش ال�سوري الحر" ومجل�سه الع�سكري الأعلى‪،‬‬ ‫وكذلك الف�صائل الإ�سالمية التي تُعتبر خارج نطاق‬ ‫تنظيم "القاعدة"‪ .‬كما تميل �أي�ض ًا ل�صالح الف�صائل‬ ‫التي ت�ش ّكل "جبهة تحرير �سوريا الإ�سالمية"‪ ،‬والتي‬ ‫ُينظر �إليها على �أنها �أكثر �إعتد ً‬ ‫اال ن�سبي ًا من نظيرتها‬ ‫"الجبهة الإ�سالمية ال�سورية"‪.‬‬ ‫ر�س ��مي ًا‪ُ ،‬يعزا �إحجام الواليات المتح ��دة عن توفير‬ ‫�أ�ش ��كال �أكثر �إت�س ��اع ًا وفت ��ك ًا من الدعم الع�س ��كري‬

‫للمعار�ض ��ة ال�س ��ورية الى النف ��وذ ال�س ��ائد للتيارات‬ ‫الإ�سالمية الراديكالية داخل حركة التم ّرد‪ .‬التقارير‬ ‫التي تفيد ب�أن ال�س ��عودية‪ ،‬بت�شجيع من وا�شنطن‪ ،‬قد‬ ‫ح ّلت بفعالية محل قطر ب�ص ��فتها الداعم الرئي�س ��ي‬ ‫للتم ّرد ال�س ��وري �أ�ض ��اف طبقة �أخرى من الد�سي�سة‬ ‫�إل ��ى حالة مع ّقدة على نح ��و متزايد‪ .‬قرار �أمير دولة‬ ‫قطر ال�س ��ابق ال�شيخ حمد بن خليفة �آل ثاني التنازل‬ ‫ع ��ن العر�ش ل�ص ��الح نجله قد ي�ش ��ير �أي�ض� � ًا �إلى �أن‬ ‫تغييرات مهمة مقبلة في ما يخ�ص موقف قطر تجاه‬ ‫�س ��وريا‪ .‬لقد �أعلن �أمير قطر الجديد‪ ،‬ال�ش ��يخ تميم‬ ‫بن حم ��د �آل ثاني‪ ،‬معار�ض ��ته للطائفية وغيرها من‬ ‫الإنق�س ��امات التي ت�ؤ ّثر في العالم العربي‪ .‬قد يعك�س‬ ‫هذا البيان تح ّو ًال في موقف قطر بالن�سبة الى �سوريا‬ ‫الى موقف �أكثر �إن�س ��جام ًا مع موقف ال�سعودية‪ .‬ومع‬ ‫ذلك‪ ،‬ف�إن الطبيعة الم�ش ّو�ش ��ة والمائعة للإنتفا�ض ��ة‬ ‫ال�س ��ورية لي�ست مواتية لتنظيم تم ّرد يلتزم عنا�صره‬ ‫بمعلمات �أو معالم محدّدة بدقة ‪.‬‬ ‫�إن دور المم ّولي ��ن الم�س ��تقلين والمنظمات الخيرية‬ ‫والجماهير المتعاطفة في ال�سعودية وقطر‪ ،‬من بين‬ ‫�أماكن �أخرى‪ ،‬هو �أمر حيوي �أي�ض� � ًا لت�أجيج وتحفيز‬ ‫التم� � ّرد‪ .‬لك ��ن ظه ��ور "دول ��ة الع ��راق وبالد ال�ش ��ام‬ ‫الإ�س�ل�امية"‪ ،‬وهو ف�ص ��يل عنيف ُيعتقد �أنه فرع من‬ ‫تنظيم "دولة العراق الإ�س�ل�امية" المرتبط بتنظيم‬ ‫"القاعدة"‪ ،‬قد �أثار مجموعة �أخرى من القلق‪ .‬كما‬ ‫�أن �إق ��دام هذا التنظي ��م في تموز (يولي ��و) الفائت‬ ‫عل ��ى �إغتيال محمد كم ��ال حمامي‪ ،‬قائ ��د "الجي�ش‬ ‫ال�س ��وري الح ��ر" في الالذقي ��ة‪ ،‬ي ��دل ويبرهن على‬ ‫مدى الإنق�سام الإيديولوجي داخل قوات التم ّرد‪.‬‬

‫ب�سبب تحالف �سوريا مع �إيران وحزب‬ ‫اهلل ‪ -‬كتلة "محور المقاومة" ‪� -‬إتخذت‬ ‫الإنتفا�ضة في بالد ال�شام ب�سرعة‬ ‫�إيحاءات جيو�سيا�سية‪ .‬لقد منحت‬ ‫الإنتفا�ضة �ضد نظام الأ�سد دول مجل�س‬ ‫التعاون الخليجي فر�صة لتقوي�ض‬ ‫النفوذ الإيراني في ال�شرق الأو�سط‬ ‫العديد من المقترحات الأكثر جدوى‬ ‫�إقت�صادي ًا التي ت�شمل خطوط �أنابيب‬ ‫�آتية من قطر يجب �أن تمر وتعبر‬ ‫الأرا�ضي ال�سعودية‪ .‬وهذا يعطي مملكة‬ ‫�آل �سعود نفوذ ًا هائ ًال على �إمارة �آل ثاني‬

‫خلفية جيو�سيا�سية‬ ‫ب�س ��بب تحالف �س ��وريا مع �إيران وح ��زب اهلل ‪ -‬كتلة‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪35‬‬


‫مو�ضوع الغالف‬

‫الخليج العربي‬

‫التناف�س ال�سعودي ‪ -‬القطري في بالد ال�شام‬

‫صراع "األخوة األعداء"‬ ‫على النفوذ في الشرق األوسط!‬ ‫الكارثة التي تعاني منها �سوريا ال تزال تتكثّف وتتعقّد مع عدم وجود نهاية في الأفق‪ .‬م�أزق بالد ال�شام اليوم �صار‬ ‫بعي��د ًا جد ًا م��ن الفورة الأولى التي �أطلقتها المعار�ضة في �آذار (مار���س) ‪ ،2011‬حيث واجهها النظام البعثي في‬ ‫حين��ه بعنف‪ ،‬وقمع تظاهراتها المطالبة بالتغيير ال�سيا�سي والإ�ص�لاح بق�ساوة بالغة‪ .‬هذا الت�سل�سل في الأحداث‬ ‫م ّه��د الطري��ق �أمام ع�سكرة �إ�ضافية للإنتفا�ضة �إنخ��رط فيها �ضباط وجنود �إن�شقّوا ع��ن الجي�ش ال�سوري ومدنيين‬ ‫عاديين‪ .‬في حين �أن الظروف وراء هذه الحلقات الثورية في وقت مبكر من التمرّد ال تزال ذات �صلة‪ ،‬ف�إن ظهور‬ ‫المقاوم��ة العنيف��ة جنب ًا �إلى جنب مع ت�شكيل كت��ل معار�ضة �سيا�سية متناف�سة مختلفة داخ��ل �سوريا وخارجها‪،‬‬ ‫�أف�س��ح من��ذ ذلك الحين الطريق لتم ّر ٍد ف ّت��اك وتو�سعي هيمنت عليه على نحو متزايد تي��ارات �إ�سالمية مت�شدّ دة‪.‬‬ ‫وق��د �أ�ض��اف تيار المقاتلي��ن الأجانب الذي �إن�ض��مّ وع ّب�أ ق�سم ًا من �صف��وف التمرّد طبقة �أخرى م��ن التعقيد �إلى‬ ‫الو�ض��ع ال�س��وري المعقّد‪ .‬الواقع �أن هذه الأوجه من التمرّد تبرز وت�سيء ال��ى المعار�ضة خ�صو�ص ًا لأنها تتعار�ض‬ ‫مع مطالبها المتكرّرة للح�صول على الأ�سلحة الفتاكة والإعتراف ال�سيا�سي من القوى الأجنبية‪ .‬في هذا ال�سياق‪،‬‬ ‫ي�صب��ح فه��م دور الجهات الفاعلة الخارجي��ة‪ ،‬وخ�صو�ص ًا دور دول الخليج العربي الذي تق��وده المملكة العربية‬ ‫ال�سعودي��ة ودولة قطر‪ ،‬في م�ساعدة ودع��م مختلف الفروع ال�سيا�سية والعنيفة م��ن المعار�ضة ال�سورية‪� ،‬ضروري ًا‬ ‫و�أ�سا�سي ًا لفك رموز الأزمة ال�سورية‪.‬‬

‫‪34‬‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬


‫بعالقة ودية ن�س ��بي ًا مع �س ��وريا و�إي ��ران وحزب اهلل‪،‬‬ ‫كم ��ا كانت تعمل كو�س ��يط بين متناف�س ��ين �إقليميين‬ ‫ودوليي ��ن‪ .‬الواق ��ع �أن �إم ��ارة �آل ثاني‪ ،‬ف ��ي الجوهر‪،‬‬ ‫برع ��ت ف ��ي �إ�ش ��راك العديد م ��ن الجه ��ات الفاعلة‬ ‫والمتناق�ض ��ة‪ ،‬بما في ذلك الواليات المتحدة؛ حيث‬ ‫ت�ست�ض ��يف قطر مق ��ر القيادة المركزي ��ة الأميركية‬ ‫(‪.)CENTCOM‬‬ ‫ً‬ ‫من جهة �أخرى‪ ،‬لقطر �أي�ض� �ا تاريخ طويل في تحدي‬ ‫المملك ��ة العربي ��ة ال�س ��عودية‪ .‬ف ��ي �إح ��دى المرات‪،‬‬ ‫و ّفرت قناة "الجزيرة" في ت�شرين الثاني (نوفمبر)‬ ‫‪ 2003‬لأع�ض ��اء المعار�ض ��ة ال�س ��عودية ال�سيا�س ��ية‬ ‫موجه ًا ال ��ى الجماهير العربية‪.‬‬ ‫في المنف ��ى منتدى ّ‬ ‫�س ��عت الدوحة �أي�ض ًا للتحايل على الموقف ال�سعودي‬ ‫الب ��ارز في قط ��اع الطاقة م ��ن خ�ل�ال �إقتراحها في‬ ‫�آب (�أغ�س ��ط�س) ‪ 2009‬تطوي ��ر �ش ��بكة من خطوط‬ ‫الأنابي ��ب التي �س ��تنقل الغاز الطبيع ��ي القطري �إلى‬ ‫تركيا و�أوروبا‪ .‬العديد من المقترحات الأكثر جدوى‬ ‫�إقت�صادي ًا التي ت�ش ��مل خطوط �أنابيب �آتية من قطر‬ ‫يجب �أن تمر وتعبر الأرا�ضي ال�سعودية‪ .‬وهذا يعطي‬ ‫مملكة �آل �س ��عود نف ��وذ ًا هائ ًال على �إم ��ارة �آل ثاني‪.‬‬ ‫وحقيق ��ة �أن قطر ت�ش ��ارك في حقل للغ ��از الطبيعي‬ ‫جن ��وب بار� ��س م ��ع �إيران ه ��ي نقطة �أخ ��رى مثيرة‬ ‫للقلق بالن�س ��بة الى العربية ال�س ��عودية‪� .‬إن م�صلحة‬ ‫قطر ف ��ي تعزي ��ز قدرتها عل ��ى تو�س ��يع �إنتاجها من‬ ‫الغاز الطبيعي كثير ًا ما تُذكر على �أنها ت�ش ّكل عام ًال‬ ‫مح ّف ��ز ًا في �إ�س ��تراتيجيتها تجاه �س ��وريا‪ .‬مع ذلك‪،‬‬ ‫كان دع ��م الدوحة للعديد من الح ��ركات والأحزاب‬ ‫ال�سيا�س ��ية المتف ّرعة من "الإخوان الم�س ��لمين" في‬

‫بلدان مث ��ل تون�س وم�ص ��ر وليبيا و�س ��وريا في نهاية‬ ‫المطاف‪ ،‬ه ��و الذي �أثار غ�ض ��ب الريا�ض‪� .‬إ�ض ��افة‬ ‫ال ��ى ذلك تتالقى �إ�س ��تراتيجية قطر �أي�ض� � ًا مع نهج‬ ‫تركي ��ا تج ��اه المنطقة‪ .‬والف ��وز الإنتخاب ��ي للرئي�س‬ ‫الم�ص ��ري (المخل ��وع الآن) محمد مر�س ��ي وحزب‬ ‫الحرية العدالة �ساعد القابلة على والدة �إلى ما �صار‬ ‫ينظر �إليه (قبل �أحداث م�صر الأخيرة) محور قطر‬ ‫وتركيا وم�صر‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن مخ ��اوف الريا�ض من جماع ��ة "الإخوان‬ ‫الم�س ��لمين" متع� �دّدة‪ .‬عن ��د �إحدى النق ��اط‪ ،‬كانت‬ ‫المملكة ال�س ��عودية ملج�أ للم�ض ��طهدين من �أع�ضاء‬ ‫جماعة "الإخوان الم�س ��لمين" الذين تم �إ�ستهدافهم‬ ‫م ��ن قبل جم ��ال عبد النا�ص ��ر ف ��ي م�ص ��ر وحافظ‬ ‫الأ�س ��د ف ��ي �س ��وريا‪ .‬كما م ّكن ��ت المملكة الأع�ض ��اء‬ ‫المنفيين من جماعة "الإخوان" من تنظيم �أن�ش ��طة‬ ‫معار�ض ��ة ته ��دف �إل ��ى تقوي� ��ض العلماني ��ة والمث ��ل‬ ‫القومية الإ�شتراكية والقومية العربية التي �أ�صدرتها‬ ‫ن�صبت‬ ‫الحكومات العربية الجمهورية‪ .‬لكن‪ ،‬عندما َّ‬ ‫بنف�س ��ها "خ ��ادم الحرمي ��ن ال�ش ��ريفين والأماك ��ن‬ ‫المقد�س ��ة في مكة المكرمة والمدينة المنورة‪ "،‬بد�أ‬ ‫الحذر ال�س ��عودي ينمو نظر ًا الى �أن كوادر "الإخوان‬ ‫الم�سلمين" النا�شطة في المملكة بد�أت ت�شق طريقها‬ ‫بين ال�س ��عوديين‪ .‬المبادئ الوهابية وال�س ��لفية التي‬ ‫خدم ��ت ك�أ�س ��ا�س لل�ش ��رعية ف ��ي المملك ��ة العربي ��ة‬ ‫ال�س ��عودية‪ ،‬وخ�صو�ص ًا من حيث �ص ��لتها بالوالء من‬ ‫دون جدال لمطالب حكامها‪ ،‬باتت مهددة بطبيعتها‬ ‫من نهج نا�ش ��ط موجه نحو ال�سيا�سة التي ينادي بها‬ ‫"الإخوان الم�س ��لمين"‪� .‬إ�ضافة الى ذلك �إن العداء‬ ‫ال�س ��عودي تجاه جماع ��ة "الإخوان" ينبع �أي�ض� � ًا من‬ ‫دعم هذه الأخيرة ل�ص ��دام ح�سين بعد غزو العراق‬ ‫للكويت‪.‬‬ ‫من المعروف �أن النظام ال�سعودي لي�س ديموقراطي ًا‬ ‫وي�ش ��هد نوع ًا متزايد ًا من الإ�ستياء والغ�ضب من قبل‬ ‫بع�ض ال�س ��اخطين من �س ��كانه‪ .‬وهذا ي�شمل �شريحة‬

‫على الرغم من �ض�آلة مكانتها‪ ،‬فقد‬ ‫�إ�ستخدمت الدوحة �سيا�سة خارجية‬ ‫طموحة وعدوانية التي �سمحت لها‬ ‫�أن تمار�س نفوذ ًا �إقليمي ًا ودولي ًا هائ ًال‬ ‫يتجاوز بكثير جغرافيتها ال�صغيرة‬ ‫وعدد �سكانها القليل‬

‫كبيرة من ال�ش ��باب‪ ،‬الواعي ��ن �سيا�س ��ي ًا والمتابعين‬ ‫لو�س ��ائل الإعالم الإجتماعي‪ ،‬الت ��ي تدعو �إلى مزيد‬ ‫من الحرية والإ�ص�ل�اح‪ ،‬و�أقلية �ش ��يعية كبيرة تواجه‬ ‫تمييز ًا �شديد ًا من قبل الم�ؤ�س�سة ال�سيا�سية والدينية‬ ‫التي ترى في �أهلها زنادقة ومرتدين‪ .‬وبالتالي‪ ،‬يرى‬ ‫الخبراء ب�أن المملكة العربية ال�س ��عودية تخ�ش ��ى من‬ ‫�سابقة وجود حركة ديموقراطية وحديثة وذات توجه‬ ‫�إ�س�ل�امي التي يمكن �أن ّ‬ ‫تنظم عم ًال �سيا�س ��ي ًا‪ .‬لي�س‬ ‫رحبت ب�سقوط محمد‬ ‫من الم�ستغرب �أن الريا�ض قد ّ‬ ‫مر�س ��ي في م�ص ��ر‪ .‬الديموقراطية‪ ،‬ح�سب تعريفها‪،‬‬ ‫تهدد ب�ش ��دة بقاء العائلة المالك ��ة ب�إعتبارها الكيان‬ ‫ال�سيا�س ��ي والإقت�صادي ال�س ��ائد‪ .‬كما ت�ؤوي المملكة‬ ‫مخ ��اوف ب�ش� ��أن الع ��ودة المحتملة لم�ص ��ر كالعب‬ ‫جيو�سيا�س ��ي كبير في منطقة ال�شرق الأو�سط حيث‬ ‫كان �إنفت ��اح م�ص ��ر‪ -‬مر�س ��ي المحدود عل ��ى �إيران‬ ‫وح ��زب اهلل مث ��ا ًال على ذل ��ك‪ .‬ف ��ي كل الأحوال‪ ،‬في‬ ‫المدى الطويل‪� ،‬س ��وف تعود م�ص ��ر كالعب رئي�س ��ي‬ ‫في ال�شرق الأو�س ��ط لتحدّي الدور ال�سعودي و�إحياء‬ ‫التناف�س الطبيعي‪.‬‬ ‫قطر‪ ،‬من ناحية �أخرى‪ ،‬ب�سبب عدد �سكانها ال�صغير‬ ‫ ما يقرب من ن�سبة ‪ 80‬في المئة من �سكانها البالغ‬‫‪ 2.5‬مليوني ��ن تتكون من الرعايا الأجانب ‪ -‬معزولة‬ ‫ن�س ��بي ًا عن هذا النوع من المعار�ض ��ة الداخلية التي‬ ‫تهدد جيرانها‪� .‬إ�ض ��افة الى كونها �ص ��غيرة الحجم‪،‬‬ ‫ف�إنها ر�ش ��يقة ومرنة بما فيه الكفاي ��ة لإعادة تقويم‬ ‫�سيا�ستها الخارجية لال�ستفادة من‪ ،‬غالب ًا ما تكون‪،‬‬ ‫الم�صالح الإقليمية المت�ضاربة والمتناق�ضة‪.‬‬ ‫يبق ��ى �أن الجه ��ات الخارجي ��ة �ستوا�ص ��ل دوره ��ا‬ ‫الفاعل والمفيد في م�س ��ار الأحداث في �سوريا‪ .‬على‬ ‫الرغم م ��ن جهود المملك ��ة العربية ال�س ��عودية على‬ ‫ما يب ��دو لكبح جماح �ش ��رائح التم ّرد الت ��ي تعتبرها‬ ‫ب�أنه ��ا تهدّد المنطقة على نطاق �أو�س ��ع‪ ،‬ف�إن التم ّرد‬ ‫ال�س ��وري يعم ��ل من خ�ل�ال الجمود الخا� ��ص به‪� .‬إن‬ ‫�إعادة ت�ش ��كيل العنا�ص ��ر التابعة للقاعدة في العراق‬ ‫التي تقوم بغزوات في �س ��وريا تثي ��ر مجموعة �أخرى‬ ‫م ��ن التحدي ��ات المهمة‪ .‬فم ��ن غير المرجح �أي�ض� � ًا‬ ‫�أن يتوق ��ف التناف�س ال�س ��عودي ‪-‬القط ��ري عن كونه‬ ‫عن�ص ��ر ًا م�ؤثر ًا في الأحداث في �سوريا‪ .‬وفي الوقت‬ ‫عين ��ه‪ ،‬ف� ��إن نظ ��ام الأ�س ��د‪ ،‬مت�ش ��جع ًا من �سل�س ��لة‬ ‫مكا�سب ع�س ��كرية خالل الأ�ش ��هر القليلة الما�ضية‪،‬‬ ‫من المرجح �أنه يف�ض ��ل التعامل مع المعار�ضة تحت‬ ‫رعاية �س ��عودية بد ًال من قطر‪ .‬من بين �أمور �أخرى‪،‬‬ ‫دم�ش ��ق قد تكون تج ��ري ح�س ��اباتها عل ��ى �أن القلق‬ ‫ال�س ��عودي المتنامي بالن�سبة الى م�سار التم ّرد و�أثره‬ ‫عل ��ى اال�س ��تقرار الإقليمي قد يو ّفر فر�ص ��ة لنوع من‬ ‫الإتفاق لإنهاء الأزمة‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪37‬‬


‫مو�ضوع الغالف ¶ الخليج العربي‬ ‫"مح ��ور المقاومة" – �إتخذت الإنتفا�ض ��ة في بالد‬ ‫ال�ش ��ام ب�س ��رعة �إيحاءات جيو�سيا�س ��ية‪ .‬لقد منحت‬ ‫الإنتفا�ض ��ة �ض ��د نظام الأ�س ��د دول مجل�س التعاون‬ ‫الخليج ��ي فر�ص ��ة لتقوي� ��ض النف ��وذ الإيران ��ي ف ��ي‬ ‫ال�شرق الأو�س ��ط‪ .‬في هذا ال�صدد‪ ،‬الحظ المتابعون‬ ‫�ص ��دور نقد الذع م ��ن قبل الملكيات ال�س ��نية ورجال‬ ‫الدي ��ن التابعين له ��ا الذين �أكدوا على تاريخ �ش ��يعة‬ ‫الجمهورية الإ�سالمية والوجه العلوي البارز للنظام‬ ‫البعثي‪ ،‬و�إعتبروا ب�أن هدفه �إثارة التوترات الطائفية‬ ‫بين ال�س ��نة وال�ش ��يعة‪ .‬وي�ؤك ��د الخبراء ب� ��أن تقديم‬ ‫الدعم للحركات الإ�س�ل�امية المتطرفة‪ ،‬خ�صو�ص� � ًا‬ ‫الجماع ��ات ال�س ��لفية المحافظة المت�ش ��ددة‪ ،‬كانت‬ ‫�أ�س ��ا�س ال�سيا�س ��ة الخارجي ��ة ال�س ��عودية والقطرية‬ ‫وبع� ��ض ال ��دول الأع�ض ��اء ف ��ي مجل� ��س التع ��اون‬ ‫الخليج ��ي‪ .‬ونتيجة لذل ��ك‪ ،‬غالب ًا ما ت�ص� � َّور مواقف‬ ‫المملكة العربية ال�س ��عودية وقط ��ر متقاطعة عندما‬ ‫يتع ّلق الأمر بهدفهما الم�ش ��ترك في �إ�سقاط النظام‬ ‫البعثي العل ��وي‪ .‬حلفا�ؤهما ف ��ي دول مجل�س التعاون‬ ‫الخليج ��ي‪ ،‬الت ��ي تتمث ��ل بدول ��ة الإم ��ارات العربي ��ة‬ ‫المتح ��دة والكوي ��ت والبحري ��ن‪ ،‬وكذل ��ك المانحين‬ ‫الأثرياء م ��ن القطاع الخا� ��ص‪ ،‬والجمعيات الدينية‬ ‫والأف ��راد العاديين‪ ،‬دعموا بالمثل على نطاق وا�س ��ع‬ ‫�أخالقي� � ًا ومالي� � ًا ولوج�س ��تي ًا و�سيا�س ��ي ًا الف�ص ��ائل‬ ‫الم�س ��لحة الت ��ي تكافح �ض ��د نظ ��ام الرئي�س ب�ش ��ار‬ ‫الأ�سد‪ .‬وقد �إ�ستغنمت الريا�ض على وجه الخ�صو�ص‬ ‫فر�ص ��ة الإنتفا�ضة ال�س ��ورية لتقوي�ض تحالف ‪� 8‬آذار‬ ‫(مار� ��س) بقيادة ح ��زب اهلل مع تعزي ��ز تحالف ‪14‬‬ ‫�آذار (مار�س) برئا�س ��ة تيار الم�س ��تقبل ال�س ��ني في‬ ‫لبنان‪.‬‬ ‫�س ��قوط الطغ ��اة الرا�س ��خين ف ��ي بلدان مث ��ل تون�س‬ ‫وم�ص ��ر‪� ،‬إلى جان ��ب موجة تعبئة القاعدة ال�ش ��عبية‬ ‫ال�ش ��يعية في البحرين التي ت�س ��ببت ف ��ي وقت الحق‬ ‫ال ��ى دف ��ع ق ��وات "درع الجزي ��رة" الخليجي ��ة التي‬ ‫تقودها ال�سعودية الى التدخل لدعم المنامة‪� ،‬أر�سال‬ ‫موجات �ص ��ادمة في �أنحاء الخلي ��ج العربي‪ .‬الحملة‬ ‫التي جرت من قبل ال�سلطات الإماراتية �ضد �أع�ضاء‬ ‫حرك ��ة جماعة �إ�س�ل�امية �إتُّهمت ف ��ي الإنخراط في‬ ‫�أن�ش ��طة تخريبية وتل ّقي الدعم من جماعة "الإخوان‬ ‫الم�س ��لمين" في م�صر‪ ،‬جنب ًا �إلى جنب مع المطالب‬ ‫المكثف ��ة ال�س ��لبية من جان ��ب قوات المعار�ض ��ة في‬ ‫الكوي ��ت‪� ،‬أظهرتا مدى �إرتفاع حالة القلق داخل دول‬ ‫مجل� ��س التعاون الخليجي‪ .‬في حين �أنه لي�س ع�ض ��و ًا‬ ‫ف ��ي مجل� ��س التعاون الخليج ��ي‪ ،‬يبدو الأردن �أي�ض� � ًا‬ ‫عر�ض ��ة للتطورات المنبثقة من �س ��وريا‪ .‬لقد �أ�صبح‬ ‫وا�ض ��ح ًا �أن ال�س�ل�االت المالكة لم تع ��د معزولة كلي ًا‬ ‫عن الإ�ضطرابات ال�سيا�سية التي ته ّز العالم العربي‪.‬‬ ‫‪36‬‬

‫الواق ��ع �أن البحث عن كثب عن النه ��ج الخا�ص لكل‬ ‫من الريا� ��ض والدوحة تجاه الأزمة ال�س ��ورية يعك�س‬ ‫�إ�س ��تراتيجيات متباين ��ة‪ .‬ف ��ي حي ��ن �أن ع ��دد ًا م ��ن‬ ‫الدول الرئي�سية الم�ش ��اركة والمنخرطة في �سوريا‪،‬‬ ‫بم ��ا في ذل ��ك ال�س ��عودية‪ ،‬قطعت ر�س ��مي ًا العالقات‬ ‫مع دم�ش ��ق و�إنخرطت بن�ش ��اط مع المعار�ض ��ة‪ ،‬ف�إن‬ ‫قطر‪ ،‬على �س ��بيل المثال‪ ،‬قد ذهب ��ت �أبعد من ذلك‬ ‫حيث ح ّولت ال�س ��فارة ال�س ��ورية في الدوحة و�س ّلمتها‬ ‫�إل ��ى "الإئت�ل�اف الوطني لق ��وى الثورة والمعار�ض ��ة‬ ‫ال�س ��ورية"‪ .‬وبينما حافظت ال�س ��عودية على مواقفها‬ ‫الديبلوما�س ��ية المت�ص ّلبة تجاه دم�ش ��ق‪ ،‬ف�إنها بد�أت‬ ‫ت ��درك ف ��ي �أن نظام الأ�س ��د قد �أثب ��ت مرونة وقدرة‬ ‫�أكثر مم ��ا كان ُيعتقد في البداية‪ ،‬في حين �أن هناك‬ ‫عجز ًا مت�س ��ق ًا من المعار�ضة ال�سيا�سية والمتمردين‬ ‫في ت�أكيد وتعزيز �س ��لطة ذات مغزى وبع�ض مظاهر‬ ‫ال�شرعية‪.‬‬ ‫التناف�س الملكي‬

‫الحرب الأهلية في �سوريا‪ :‬الهدف الخليجي واحد لكن الإ�ستراتيجيات تختلف‬

‫يفيدن ��ا التاري ��خ ب� ��أن ج ��ذور التناف�س ال�س ��عودي ‪-‬‬ ‫القط ��ري عميق ��ة‪ .‬عل ��ى الرغ ��م من تباي ��ن الحجم‬ ‫الوا�سع الخا�ص بينهما‪ ،‬تت�شارك ال�سعودية وقطر في‬ ‫كثير من ال�ص ��فات‪ .‬كال البلدين طرف في عالقات‬ ‫�إ�س ��تراتيجية را�س ��خة ومتعددة الأوجه مع الواليات‬ ‫المتح ��دة‪ .‬كل يفتخ ��ر �أي�ض� � ًا بث ��روة طاق ��ة هائلة ‪-‬‬ ‫ال�س ��عودية هي �أكبر م�صدر للنفط الخام في العالم‬ ‫بينما قطر هي �أكبر م�ص ��در للغاز الطبيعي الم�سال‬ ‫في العالم‪ .‬وقد ح�ش ��دت الدولتان الخليجيتان �أي�ض ًا‬ ‫�إحتياطات �ض ��خمة من العمالت ال�ص ��عبة الدولية‪.‬‬ ‫كالهم ��ا �إخت ��ار �أنظم ��ة حك ��م �س�ل�الية (ملكي ��ة �أو‬ ‫�أميري ��ة) تم ّيزت بدرجات متفاوت ��ة من الحكم غير‬ ‫الديموقراطي ون�ش ��ر �إيديولوجية م�شتركة م�ستمدة‬ ‫م ��ن الوهابي ��ة المحافظ ��ة المت�ش� �دّدة والفل�س ��فات‬ ‫ال�سلفية‪.‬‬ ‫وم ��ع ذل ��ك‪ ،‬ف�إن مجموع هذه القوا�س ��م الم�ش ��تركة‬

‫يخف ��ي العديد من الخالفات ب�ش� ��أن الم�س ��ائل ذات‬ ‫ال�ص ��لة بال�سيا�س ��ة الخارجي ��ة‪� .‬إن ردود الفع ��ل‬ ‫المتباينة من الريا�ض والدوحة بالن�س ��بة الى موجة‬ ‫الإ�ض ��طرابات الثورية ال�شعبية التي �إجتاحت العالم‬ ‫العرب ��ي في �أواخر الع ��ام ‪ 2010‬هي ح ��االت مثالية‬ ‫لهذه الم�س� ��ألة‪ .‬خوف ًا من �إحتمال �إندالع ثورة �شعبية‬ ‫محلي ��ة‪ ،‬نظرت ال�س ��عودية الى الدع ��وة �إلى الحرية‬ ‫والعدالة والديموقراطية من قبل الر�أي العام العربي‬ ‫والم�س ��لم بقل ��ق عظي ��م‪ .‬وتفاقمت مخاوفها ب�ش� ��أن‬ ‫تغيير الم�ش ��هد الجيو�سيا�س ��ي في ال�ش ��رق الأو�سط‬ ‫عندم ��ا وافق ��ت الوالي ��ات المتح ��دة عل ��ى �س ��قوط‬ ‫الرئي� ��س التون�س ��ي زين العابدين بن عل ��ي والرئي�س‬ ‫الم�ص ��ري ح�س ��ني مبارك‪ .‬في المقابل‪ ،‬تنظر قطر‬ ‫الى هذه الموجة من الإنتفا�ض ��ات على �أنها فر�ص ��ة‬ ‫لتعزي ��ز موقفه ��ا الإقليم ��ي وتو�س ��يع نفوذه ��ا عل ��ى‬ ‫ال�ص ��عيد العالمي‪ .‬على الرغم من �ض� ��آلة مكانتها‪،‬‬ ‫فق ��د �إ�س ��تخدمت الدوحة �سيا�س ��ة خارجية طموحة‬ ‫وعدوانية التي �س ��محت لها �أن تمار�س نفوذ ًا �إقليمي ًا‬ ‫ودولي� � ًا هائ ًال يتج ��اوز بكثير جغرافيتها ال�ص ��غيرة‬ ‫وعدد �س ��كانها القليل‪ .‬الواقع �أن قطر ّ‬ ‫وظفت ب�شكل‬ ‫ف ّعال ثروتها من خالل م�ؤ�س�س ��ات مثل �ش ��بكتها من‬ ‫�صناديق الثروة ال�س ��يادية‪ .‬وقد �إعتمدت �أي�ض ًا على‬ ‫�أدوات القوة الناعمة‪ ،‬بما في ذلك �ش ��بكة التلفزيون‬ ‫الف�ضائية "الجزيرة"‪ ،‬التي تملكها وتديرها العائلة‬ ‫الحاكمة‪ ،‬التي رمت بثقلها خلف حركات المعار�ضة‬ ‫ال�سيا�س ��ية العربية التي قلبت الو�ضع الراهن‪ .‬وعلى‬ ‫الرغ ��م م ��ن موقف قط ��ر ب�ش� ��أن الأزمة في �س ��وريا‬ ‫اليوم‪ ،‬فقد كانت الدوحة منذ وقت لي�س ببعيد تتمتع‬

‫التقارير التي تفيد ب�أن‬ ‫ال�سعودية‪ ،‬بت�شجيع من وا�شنطن‪،‬‬ ‫قد ح ّلت بفعالية محل قطر ب�صفتها‬ ‫للتمرد ال�سوري‬ ‫الداعم الرئي�سي ّ‬ ‫�أ�ضاف طبقة �أخرى من الد�سي�سة �إلى‬ ‫حالة مع ّقدة على نحو متزايد‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬


‫الم�ش ��كلة المتزايدة من القلق قد تح�ص ��ل على‬ ‫�إهتمام القادة ال�س ��عوديين ب�س ��رعة ن�س ��بي ًا‪ � ،‬اّإل‬ ‫�أن كيفي ��ة معالجة الحكومة لهذه الم�س� ��ألة على‬ ‫الم ��دى الطويل لي�س ��ت وا�ض ��ح ًة تمام� � ًا‪ .‬هناك‬ ‫�ش ��يء واح ��د م�ؤك ��د �أكث ��ر‪ ،‬ه ��و �أن الحملة على‬ ‫"الإنترنت" قد فتحت مناق�شة بين ال�سعوديين‬ ‫تحم ��ل في ثناياها �آثار ًا بالغة وبعيدة لي�س فقط‬ ‫بالن�س ��بة ال ��ى الم�س ��تقبل ولكن �أي�ض� � ًا من �أجل‬ ‫"�صفقة الحكم" التي ت�أ�س�ست بموجبها الدولة‬ ‫الحديثة في المملكة العربية ال�سعودية‪.‬‬ ‫من الم�ستحيل تقريب ًا المرور على تعليقات على‬ ‫موق ��ع "تويتر" مت�ص ��لة بال�س ��عودية �أو التركيز‬ ‫على منتدى �س ��عودي للنقا�ش عل ��ى "الإنترنت"‬ ‫من دون ر�ؤية بع�ض الإ�شارات �إلى الحملة‪ .‬حتى‬ ‫�أن ال�ص ��حف ال�سعودية الرئي�سية وجدت �أنه من‬ ‫الم�س ��تحيل تجاهله ��ا‪ ،‬وذكرت �إ حداه ��ا �أخير ًا‬ ‫�أن "ها�ش ��تاغ" "تويت ��ر" المخ�ص ���ص للحمل ��ة‬ ‫ العن�ص ��ر الأكثر �إن ��ارة لمح ��رك الأقرا�ص ‪-‬‬‫ّ‬ ‫حطم رقم ًا قيا�س ��ي ًا‪ ،‬بعدما �س � ّ�جل �أكثر من ‪17‬‬ ‫ً‬ ‫مليون "تويت" (تعلي ��ق) في ما يزيد قليال على‬ ‫�أ�س ��بوعين م ��ن �إنطالقه ��ا‪ .‬و�أ�ش ��ارت تحليالت‬ ‫م ��ن قبل موقعي ��ن �إلكترونيين‪ ،‬اللذي ��ن يتتبعان‬ ‫حركة المرور على "الإنترنت" والإتجاهات على‬

‫�إن الحملة على "الإنترنت" قد فتحت‬ ‫مناق�شة بين ال�سعوديين تحمل في‬ ‫ثناياها �آثار ًا بالغة وبعيدة لي�س فقط‬ ‫بالن�سبة الى الم�ستقبل ولكن �أي�ض ًا من‬ ‫�أجل "�صفقة الحكم" التي ت�أ�س�ست‬ ‫بموجبها الدولة الحديثة في المملكة‬ ‫العربية ال�سعودية‬ ‫ّ‬ ‫يوظف القطاع العام ال�سعودي‪ ،‬ح�سب‬ ‫تقديرات بع�ض المحللين‪ ،‬ما ي�صل �إلى‬ ‫ت�سعة من �أ�صل كل ‪� 10‬سعوديين‪ .‬وقد‬ ‫ّ‬ ‫�ضخت الحكومة مليارات الدوالرات‬ ‫في التعليم وال�سكن والرعاية ال�صحية‬ ‫�آملة في �إعداد ال�شباب من ال�سكان‬ ‫للمناف�سة في الإقت�صاد العالمي‬

‫"تويتر"‪� ،‬إلى �أن "ها�شتاغ" الحملة حافظ على‬ ‫متو�س ��ط​​‪ 1,214,000‬توي ��ت (تعليق) في اليوم‬ ‫و‪ 50,600‬تويت (تعليق) في ال�ساعة خالل تلك‬ ‫الفترة الزمنية‪ .‬الأمر الذي جعله ال"ها�ش ��تاغ"‬ ‫الأكثر �شعبية في اللغة العربية‪ ،‬وفي المرتبة ‪16‬‬ ‫على قائمة ال"ها�شتاغات" الأكثر �شعبية في �أي‬ ‫لغة‪.‬‬ ‫لي�س م ��ن الم�س ��تغرب �أن هذا النقا� ��ش الطويل‬ ‫ح ��ول التف ��اوت بي ��ن الروات ��ب و�إرتفاع �أ�س ��عار‬ ‫ال�س ��لع الأ�سا�س ��ية مث ��ل الحليب وزي ��ت الطعام‬ ‫والأرز ‪ -‬جنب� � ًا �إل ��ى جن ��ب م ��ع �إرتف ��اع حاد في‬ ‫�أ�س ��عارالعقارات التي تحمل عالمة ال لب�س فيها‬ ‫ع ��ن "فقاع ��ة"‪ -‬دف ��ع بع� ��ض ال�س ��عوديين الى‬ ‫�إ�س ��تخدام و�س ��ائل الإع�ل�ام الإجتماعي ��ة �آم ًال‬ ‫ب�أن ي�س ��تطيع �إي�ص ��ال ندائه مبا�شرة �إلى الملك‬ ‫نف�سه لمعالجة �شكواه‪ .‬ومع ذلك‪� ،‬أولئك ال�سكان‬ ‫خارج ال�س ��عودية في الإمارات القريبة مثل قطر‬ ‫ودب ��ي ال بد �أنهم وج ��دوا المق ��االت الإخبارية‪،‬‬ ‫وال�ص ��ور‪ ،‬ومقاطع الفيديو التي تم تعليقها على‬ ‫الحملة على "ها�شتاغ" "تويتر"‪ ،‬مذهلة‪.‬‬ ‫الواقع �أن الروابط الإلكترونية على "الإنترنت"‬ ‫ته ��دف بو�ض ��وح �إل ��ى ع ��دم ت�س ��ليط ال�ض ��وء‬ ‫فقط عل ��ى ال�ص ��عوبات المتزايدة الت ��ي تواجه​​‬ ‫ال�س ��عوديين العاديي ��ن ف ��ي محاولته ��م للبق ��اء‬ ‫واقفين على �أقدامهم ولكن �أي�ض ًا‪ ،‬وفق ًا للمعايير‬ ‫ال�سعودية والح�سا�سيات‪ ،‬تلقي ال�ضوء على بع�ض‬ ‫المواطني ��ن الذي يعي�ش ف ��ي فقر مدقع‪ .‬وتُظهر‬ ‫الرواب ��ط ف ��ي معظمه ��ا مواطنين �س ��عوديين ‪-‬‬ ‫غالب ��ا كب ��ار ال�س ��ن �أو الأطفال ‪ -‬يت�س� � ّولون في‬ ‫ال�شوارع‪ ،‬ويغربلون �ص ��ناديق القمامة بحث ًا عن‬ ‫الطعام‪� ،‬أو الذين يعي�شون في منازل متداعية �أو‬ ‫حتى في �أكواخ �صفيح !!!‬ ‫مقط ��ع م ��ن مقابل ��ة �أجراه ��ا مرا�س ��ل قن ��اة‬ ‫"الإخباري ��ة" م ��ع �أرملة عجوز تك�ش ��ف الكثير‬ ‫ب�ش ��كل خا�ص‪ .‬توجه الم ��ر�أة في ه ��ذه المقابلة‬ ‫نداء م�ؤثر ًا للح�ص ��ول على م�س ��اعدة‪ ،‬وتتحدث‬ ‫ب�ص ��راحة ع ��ن عدم قدرته ��ا على توفي ��ر الحد‬ ‫الأدن ��ى لنف�س ��ها وبناته ��ا الخم� ��س‪ ،‬واللوات ��ي‬ ‫جميعهن مط ّلقات‪ ،‬ح�س ��ب قوله ��ا‪ ،‬ولكل واحدة‬ ‫منه ��ن كحد �أدن ��ى ثالثة �أطف ��ال‪ .‬وتروي بحزن‬ ‫ب� ��أن ال�ض ��مان الإجتماع ��ي ال يكف ��ي لتغطي ��ة‬ ‫�إحتياجاتها‪ ،‬مما �إ�ض ��طرها �إل ��ى الإعتماد على‬ ‫�س ��خاء المواطني ��ن الذي ��ن يتب ّرع ��ون بالغ ��ذاء‬ ‫والمالب�س وغيرهما من ال�ضروريات‪.‬‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪39‬‬


‫الخليج العربي‬

‫السعودية‬

‫ال�سعوديون غير را�ضين عن و�ضعهم الحياتي؟‬

‫عاصفة إقتصادية تهب على السعودية‬ ‫من‪" ...‬اإلنترنت"!‬ ‫عل��ى الرغ��م من من �سخ��اء الدولة في المملك��ة العربية ال�سعودي��ة على �شعبها في الآون��ة الأخيرة‪،‬‬ ‫خ�صو�ص ًا بعد هبوب رياح "الربيع العربي" في المنطقة‪ ،‬يبدو �أن هذا ال�سخاء ال ي�صل الى النا�س الذين‬ ‫يج��ب �أن ي�صل �إليهم‪ ،‬ل��ذا قامت مجموعة من النا�شطي��ن �أخير ًا بتوجيه عري�ض��ة مبا�شرة الى العاهل‬ ‫ال�سعودي الملك عبداهلل بن عبد العزيز عنوانها "الراتب ال يلبي �إحتياجاتي"‪ ،‬مطالبين فيها بت�صحيح‬ ‫الأجور لتالئم غالء المعي�شة‪ ،‬الأمر الذي ولّد عا�صفة في البالد ي�شرح تفا�صيلها التقرير التالي‪:‬‬ ‫الريا�ض ‪ -‬محمد �سليم‬ ‫الحملة ال�س ��عودية التي �إنطلقت على‬ ‫"ال�ش ��بكة العنكبوتي ��ة" (الإنترن ��ت‬ ‫( بعن ��وان "الرات ��ب ال يلب ��ي �إحتياجات ��ي" ف ��ي‬ ‫منت�ص ��ف تم ��وز (يولي ��و) الفائ ��ت �إجتاح ��ت‬ ‫الف�ض ��اء الإلكتروني كالعا�ص ��فة‪ .‬العري�ضة التي‬ ‫�إنت�ش ��رت عب ��ر موقع ��ي "فاي�س ��بوك" و"تويت ًر‪،‬‬ ‫و"وات�س ��اب" "‪ -- "WhatsApp‬وه ��ي خدمة‬ ‫مرا�س ��لة فورية ي�ستخدمها "الآالف من ال�شباب‬ ‫ال�س ��عودي والعاملي ��ن في كل م ��ن القطاع العام‬ ‫موجه ًة مبا�ش ��رة‬ ‫والخا� ��ص والمتقاعدي ��ن"‪َّ --‬‬ ‫�إلى العاهل ال�س ��عودي الملك عب ��د اهلل بن عبد‬ ‫العزيز يطالب ��ه فيها مر�س ��لوها ب�إيجاد ٍّ‬ ‫حل لما‬ ‫يعتبرونه فا�ص�ل� ًا وفرق� � ًا بين رواتبه ��م و�إرتفاع‬ ‫تكاليف المعي�شة في المملكة‪ .‬وي�أمل المنظمون‬ ‫جمع ‪ 10‬ماليين توقيع‪.‬‬ ‫عل ��ى عك� ��س العري�ض ��ات ال�س ��ابقة الت ��ي دعت‬ ‫�إل ��ى �إ�ص�ل�احات �سيا�س ��ية مختلف ��ة‪ ،‬ف� ��إن لدى‬ ‫هذه العري�ض ��ة الق ��درة على عبور الإنق�س ��امات‬ ‫الطائفي ��ة‪ ،‬والإقليمي ��ة‪ ،‬والأجي ��ال‪ ،‬والم�س ��اواة‬ ‫بي ��ن الجن�س ��ين التي جعل ��ت حت ��ى الآن التعبئة‬ ‫الجماهيري ��ة من �أي ن ��وع في المملك ��ة العربية‬ ‫ال�س ��عودية �صعبة ب�ش ��كل ال ي�ص ��دق‪� .‬إذا قررت‬ ‫ال�سلطات الإ�س ��تجابة لها في �شكل من الأ�شكال‬ ‫ حت ��ى بمج ��رد الإق ��رار ب� ��أن �أ�س ��عار ال�س ��لع‬‫‪38‬‬

‫والخدمات الأ�سا�سية تحتاج �إلى ت�شديد الرقابة‬ ‫ �س ��يكون ذل ��ك م�ؤ�ش ��ر ًا عل ��ى �إ�ض ��افة جديدة‬‫ال ��ى ذخي ��رة الأدوات المتاحة لل�ش ��باب العربي‬ ‫في جمي ��ع �أنح ��اء المنطقة الذي ��ن يرغبون في‬ ‫�إح ��داث تغيير‪ .‬و�س ��يكون هذا الأ�س ��لوب طريق‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫هواة الإنترنت �صاروا ق ّوة �ضغط في ال�سعودية‬

‫�أولئ ��ك الذي ��ن يرغبون في التخل ��ي عن العنف‪،‬‬ ‫والذين يعتبرون �أن الإحتجاجات الحا�شدة غير‬ ‫مجدية و�سيا�سي ًا مخاطرة كبيرة جد ًا‪.‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬في حين �أن ا�س ��تخدام و�سائل الإعالم‬ ‫االجتماعي ��ة لح�ش ��د الت�أيي ��د ال�ش ��عبي له ��ذه‬


‫وزير البترول والثروة المعدنية ال�سعودي المهند�س‬ ‫علي بن �إبراهيم النعيمي‪ :‬ر�سالة مفتوحة من الوليد‬

‫الأمير الوليد بن ط�ل�ال‪ ،‬الذي من الغريب‪� ،‬أنه‬ ‫�أعرب عن مخاوفه عبر ر�س ��الة مفتوحة موجهة‬ ‫�إل ��ى وزير البت ��رول والثروة المعدنية ال�س ��عودي‬ ‫المهند�س عل ��ي بن �إبراهي ��م النعيمي والتي تم‬ ‫�إع ��ادة ن�ش ��رها على ح�س ��اب الأمي ��ر على موقع‬ ‫"تويتر"‪.‬‬ ‫منتق ��دو الحملة عل ��ى "الإنترنت" �أث ��اروا بع�ض‬ ‫النقاط ال�صحيحة‪ ،‬و�أهمه هو ما �إذا كان الأمر‬ ‫واقعي ًا ب�أن يتابع ال�سعوديون �إتكالهم و�إعتمادهم‬ ‫على الحكوم ��ة‪ ،‬والتو ّقع منها ب�أن تفتح خزائنها‬ ‫دائم ًا للم�ساعدة في تحقيق التوازن في موازنات‬ ‫كل مواطنيها‪ .‬ذلك �أي�ض ًا‪ ،‬ال يمكن الدفاع عنه‪،‬‬ ‫كما يقولون‪.‬‬ ‫الواقع �أن الإقت�ص ��اد ال�سعودي ‪ -‬مثل الكثير من‬ ‫�إقت�صادات ال�شرق الأو�س ��ط – �إقت�صاد هجين‬ ‫يجم ��ع بين ال�س ��وق الح ��رة والدولة الت ��ي تلعب‬ ‫دور ًا قوي� � ًا لي� ��س من خ�ل�ال التنظيم فح�س ��ب‪،‬‬ ‫ولكن �أي�ض� � ًا من خالل التخطيط بعناية وتمويل‬ ‫التنمية في البلد‪ .‬وهي تحتفظ �أي�ض ًا بقطاع عام‬ ‫�ضخم ّ‬ ‫يوظف‪ ،‬ح�سب تقديرات بع�ض المحللين‪،‬‬ ‫ما ي�ص ��ل �إلى ت�س ��عة من �أ�صل كل ‪� 10‬سعوديين‪.‬‬ ‫وقد �ض ��خّ ت الحكوم ��ة مليارات ال ��دوالرات في‬ ‫التعلي ��م وال�س ��كن والرعاي ��ة ال�ص ��حية �آملة في‬ ‫�إع ��داد ال�ش ��باب م ��ن ال�س ��كان للمناف�س ��ة ف ��ي‬ ‫الإقت�ص ��اد العالمي‪ .‬في حين �أن دولة مثل قطر‪،‬‬ ‫التي ال يتعدى عدد �سكانها الأ�صليين ب�ضع مئات‬ ‫من الآالف والت ��ي ال يتجاوز �إحتياطها من الغاز‬

‫وزير الزراعة ال�سعودي الدكتور فهد بالغنيم‪:‬‬ ‫الدولة ال تعطي كل �شيء مجان ًا‬

‫على عك�س العري�ضات‬ ‫ال�سابقة التي دعت �إلى �إ�صالحات‬ ‫�سيا�سية مختلفة‪ ،‬ف�إن لدى هذه‬ ‫العري�ضة القدرة على عبور الإنق�سامات‬ ‫الطائفية‪ ،‬والإقليمية‪ ،‬والأجيال‪،‬‬ ‫والم�ساواة بين الجن�سين التي جعلت‬ ‫حتى الآن التعبئة الجماهيرية من �أي‬ ‫نوع في المملكة العربية ال�سعودية‬ ‫�صعبة ب�شكل ال ي�صدق‬ ‫�س ��وى �إحتياطات رو�سيا و�إيران‪ ،‬قد اقتربت من‬ ‫الق�ض ��اء عل ��ى الفقر تمام ��ا"‪ ،‬ال يمك ��ن لبلدان‬ ‫�أخرى واقعي ًا القيام بذلك‪.‬‬ ‫م ��ن جهته يج ��ب عل ��ى ال�ش ��باب ال�س ��عودي �أن‬ ‫يت�ص ��الح م ��ع الواقع ب�أن ��ه في دول ��ة حديثة من‬ ‫حجم المملكة العربية ال�س ��عودية‪ ،‬وال بد من �أن‬ ‫يكون هن ��اك بع�ض من عدم الكفاءة في القطاع‬ ‫العام‪ ،‬و�س ��وء الإدارة‪ ،‬والف�س ��اد‪ ،‬والمح�سوبية‪،‬‬ ‫ف�ض ًال عن ج�ش ��ع و�إنعدام �ضمير لدى بع�ض في‬ ‫مجتمع الأعمال‪.‬‬ ‫هذه الم�ش ��اكل ‪ -‬الت ��ي جادلها وناق�ش ��ها بع�ض‬

‫خب ��راء التنمي ��ة ‪ -‬ت�س ��توطن خ�صو�ص� � ًا ف ��ي‬ ‫المقاطع ��ات النامية‪ .‬على الرغم من ثروتها‪ ،‬ال‬ ‫تزال ال�س ��عودية دولة �شابة ن�سبي ًا وهي في و�سط‬ ‫ �إن لم يكن في وقت مبكر ‪ -‬مراحل التنمية‪.‬‬‫�إن جه ��ود الحكوم ��ة لتنوي ��ع الإقت�ص ��اد وخل ��ق‬ ‫فر� ��ص العمل‪ ،‬و�إ�س ��تبدال ما يقدر بنحو ت�س ��عة‬ ‫ماليي ��ن واف ��د ومهاج ��ر ب�س ��عوديين يمك ��ن �أن‬ ‫ت� ��ؤدي ال ��ى نتيجة جيدة وت�س ��اعد في تح�س ��ين‬ ‫بع�ض الم�ص ��اعب الذي ي�ش ��كو منه عدد متزايد‬ ‫من ال�س ��عوديين‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬كونها �أكبر م�ستودع‬ ‫ف ��ي العالم للنفط الخام ‪ -‬ومهد الإ�س�ل�ام ‪ -‬ال‬ ‫ي�ض ��من وجود طوباوية حيث القطاع العام يعمل‬ ‫بدق ��ة كال�س ��اعة‪ ،‬ومخططو الحكوم ��ة لهم ر�ؤى‬ ‫وتطلعات‪ ،‬وال�شركات الرابحة "م�س�ؤولة وعليها‬ ‫الجواب لم�صدر �أعلى"‪.‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬يحتاج القادة ال�س ��عوديون الى الت�أكيد‬ ‫عل ��ى �أنه ف ��ي حين �أن هن ��اك تفكي ��ر ًا يعتبرهم‬ ‫"رعاة" يقودون "قطيع ًا" عندما تمت "�ص ��فقة‬ ‫الحك ��م" بينه ��م وبين ال�ش ��عب‪ ،‬فق ��د يكون من‬ ‫المفي ��د �إعتباره ��م الآن‪ ،‬مج ��رد "حرا� ��س"‬ ‫للمقاطع ��ة حي ��ث النا� ��س عموم� � ًا يجل�س ��ون في‬ ‫مقعد القيادة‪� .‬إنه لي�س من قبيل الم�صادفة ب�أن‬ ‫"النا�س هم ثروتنا الحقيقية" �أ�ص ��بحت تعويذة‬ ‫من نوع م ��ا بين الم�س� ��ؤولين ال�س ��عوديين‪ .‬هذه‬ ‫الر�سالة يجب �أن تت�ضخم وتتكرر‪.‬‬ ‫ه ��ذه النقل ��ة النوعي ��ة ل ��ن تح ��دث بين ع�ش ��ية‬ ‫و�ضحاها‪ ،‬و�سوف لن يكون الأمر �سه ًال خ�صو�ص ًا‬ ‫مع �إ�س ��تمرار​​�إدراك ال�سعوديين العاديين تمام ًا‬ ‫مدى �إ�س ��راف الق�ص ��ور الملكية في و�س ��طهم‪،‬‬ ‫و�أنهم ما زالوا ي�س ��معون ع ��ن �إجازات "ديزني"‬ ‫الفخم ��ة التي تك ّلف ماليين ال ��دوالرات التي ما‬ ‫زال بع�ض ال�سعوديين منغم�س ًا فيها‪.‬‬ ‫ومع ذل ��ك‪ ،‬ف�إن حمل ��ة "الإنترن ��ت" هي واحدة‬ ‫من م�ؤ�ش ��رات عدة الى عملية الن�ضج ال�سيا�سي‬ ‫بي ��ن الجماهي ��ر ال�س ��عودية‪ .‬والأي ��ام المقبل ��ة‬ ‫يج ��ب �أن تحم ��ل منعطف� � ًا حا�س ��م ًا حي ��ث �أن‬ ‫الدول ��ة ال�س ��عودية �س ��وف ت�ض ��طر �إل ��ى �إعادة‬ ‫تقييم م�س�ؤولياتها تجاه �ش ��عب المملكة العربية‬ ‫ال�س ��عودية وحيث �سيكون على المواطنين �إعادة‬ ‫تعري ��ف �إلتزاماته ��م وواجباتهم تج ��اه بلدهم‪.‬‬ ‫يجب عليهم التو�ص ��ل �إلى توافق في الآراء ب�ش�أن‬ ‫المعلمات والموا�صفات والمميزات التي تنطوي‬ ‫عليهم كونهم �سعوديين‪ .‬ب�إخت�صار‪� ،‬إن "�صفقة‬ ‫الحكم" تحتاج �إلى �إعادة تكوين‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪41‬‬


‫الخليج العربي ¶ ال�سعودية‬ ‫قد تكون هذه الحالة متطرفة وفريدة ل�س ��عودية‬ ‫في حالة يرثى لها‪ .‬ومع ذلك‪� ،‬إنطالق ًا من �أكثر‬ ‫من ‪ 1,300,000‬كليب وتعليق ُن�ش ��رت و ُب ّثت على‬ ‫موقع "يوتيوب" حتى الآن‪ ،‬ف�إنه من الوا�ضح �أن‬ ‫الأمر ي�ض ��رب على ع�ص ��ب بع�ض ال�س ��عوديين‪.‬‬ ‫لقد و َّف ��ر الفيديو ناف ��ذة على بع� ��ض الأمرا�ض‬ ‫الإجتماعية الذي يعاني منه المجتمع ال�سعودي‬ ‫ مث ��ل �أي دولة �أخرى في العالم – والذي يجب‬‫معالجته‪.‬‬ ‫�ص ��ورة �أخ ��رى مثي ��رة للإهتم ��ام ُن�ش ��رت على‬ ‫ال"ها�ش ��تاغ" �إ�ست�ش ��هدت بحزمة الم�ساعدات‬ ‫الأخيرة البالغة ‪ 5‬مليارات دوالر لم�صر‪ ،‬وجنب ًا‬ ‫�إلى جنب مع �ص ��ورة لزوجين م�سنين �سعوديين‬ ‫متهالكي ��ن على ح�ص ��يرة من الق� ��ش‪ ،‬مع كالم‬ ‫تو�ضيحي لل�صورة ي�س� ��أل خطابي ًا "�ألي�سا �أجدر‬ ‫بالم�س ��اعدة؟"‪ .‬وفق ًا لداعية �إ�ص�ل�اح �سعودي‬ ‫لدواع خا�ص ��ة)‪ ،‬كانت‬ ‫بارز (رف�ض ذكر �إ�س ��مه ٍ‬ ‫هذه الحزمة من الم�س ��اعدات الأجنبية الكبيرة‬ ‫ن�سبي ًا هي التي حفزت ودفعت مجموعة �صغيرة‬ ‫من ال�شبان ال�س ��عوديين لإطالق الحملة للتعبير‬ ‫عن ا�س ��تيائهم �إزاء ما �إعتبروه �أولويات م�ش َّوهة‬ ‫للحكومة‪.‬‬ ‫م ��ن جهة �أخرى‪ ،‬يك�ش ��ف ال"ها�ش ��تاغ" �أي�ض� � ًا‬ ‫�أن بع� ��ض ال�س ��عوديين يرث ��ي وين ��دب م�ص ��ير‬ ‫ال ‪ 22‬ملي ��ار دوالر الت ��ي �أعلن ��ت �أخي ��ر ًا لبن ��اء‬ ‫م�ش ��روع مت ��رو الريا� ��ض‪ ،‬الذي �إعتب ��رت كلفته‬ ‫�أكب ��ر و�أ�ض ��خم فاتورة لنظام مت ��رو حديث قيد‬ ‫التطوي ��ر حالي ًا في العالم‪ .‬و�ص� � ّورت ال�س ��لطات‬ ‫الم�شروع ال�ضخم ب�أنه جوهرة التاج للعديد من‬ ‫الم�شاريع التي ح ّولت المملكة العربية ال�سعودية‬ ‫م ��ن �ص ��حراء غي ��ر م�أهول ��ة ال ��ى دول ��ة حديثة‬ ‫حيث ي�س ��تطيع مواطنوها الو�ص ��ول �إلى �أف�ض ��ل‬ ‫الإبتكارات التكنولوجية التي عرفها الإن�سان‪.‬‬ ‫في حين يبدو �أن هناك �إتفاق ًا وا�سع النطاق بين‬ ‫قطاعات كبيرة من المجتمع ال�س ��عودي على �أن‬ ‫تزايد الفقر وت�ش ��ديد الحزام �أكثر هما م�شكلة‪،‬‬ ‫ف�إن �أقلية �ص ��وتية تت�ض� � ّمن بع�ض ال�ص ��حافيين‬ ‫والكتاب ال�سعوديين‪� ،‬أطلق هجوم ًا م�ضاد ًا و�أثار‬ ‫ت�س ��ا�ؤالت لي�س فق ��ط حول ع ��ادات �إنفاق بع�ض‬ ‫ال�سعوديين ‪ -‬مع بع�ض الكتاب �إتّهم ال�سعوديين‬ ‫مبا�ش ��رة بالتبذير‪ -‬لكن الأهم م ��ن ذلك‪ ،‬ب�أن‬ ‫بع�ضهم �إقترح و�أوحى ب�أن ال�سعوديين يحتاجون‬ ‫�إل ��ى تهدئ ��ة توقعاتهم ووق ��ف �إعتمادهم الكبير‬ ‫على الحكومة‪.‬‬ ‫‪40‬‬

‫الملك عبدالله بن عبد العزيز‪:‬‬ ‫الر�سالة موجهة له مبا�شرة‬

‫�إن حملة "الإنترنت" هي واحدة‬ ‫من م�ؤ�شرات عدة الى عملية الن�ضج‬ ‫ال�سيا�سي بين الجماهير ال�سعودية؛‬ ‫والأيام المقبلة يجب �أن تحمل منعطف ًا‬ ‫حا�سم ًا حيث �أن الدولة ال�سعودية �سوف‬ ‫ت�ضطر �إلى �إعادة تقييم م�س�ؤولياتها تجاه‬ ‫�شعب المملكة العربية ال�سعودية وحيث‬ ‫�سيكون على المواطنين �إعادة تعريف‬ ‫�إلتزاماتهم وواجباتهم تجاه بلدهم‬ ‫�إن الـ"كلي ��ب" على موقع "يوتي ��وب" الذي ُع ِّمم‬ ‫بين الم�ش ��اركين ف ��ي غرف الدرد�ش ��ة (‪)chat‬‬ ‫ال�س ��عودية لبع� ��ض الوقت‪ ،‬والذي ي�ص� � ِّور تباد ًال‬ ‫�س ��اخن ًا بي ��ن ُم ��زارع كبي ��ر ف ��ي ال�س ��ن ووزي ��ر‬ ‫الزراعة ال�س ��عودي الدكتور فهد بالغنيم يلتقط‬ ‫ه ��ذا ال�ش ��عور بطريق ��ة دراماتيكية‪� :‬إ�س ��تجابة‬ ‫ل�ش ��كوى الم ��زارع ب�أن ��ه ال يمل ��ك م ��ا يكفي من‬ ‫لقاحات لما�ش ��يته‪ ،‬ر ّد الوزير متذ ّمر ًا وبغ�ضب‪:‬‬ ‫"هل تريد من الحكومة �أن تو ِّفر لك كل �ش ��يء‬ ‫إ�شترها [بنف�سك]"‪.‬‬ ‫(بال�ش) مجان ًا؟ �إذهب و� ِ‬ ‫حت ��ى الآن‪ ،‬كان رد الفعل الحكومي الوحيد على‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫الأمير الوليد بن طالل‪:‬‬ ‫يجب تنويع الإقت�صاد‬

‫عري�ض ��ة "الراتب ال يل ّبي �إحتياجاتي" في �شكل‬ ‫بيان مقت�ض ��ب لكنه حرج للغاية‪ ،‬وقد �صدر عن‬ ‫الأمي ��ن الع ��ام لمجل�س ال ��وزراء عب ��د الرحمن‬ ‫ال�س ��دحان خالل مقابل ��ة �أجرتها مع ��ه اليومية‬ ‫ال�سعودية "الوطن"‪.‬‬ ‫قال ال�سدحان �أن المح ّركين "هم �أولئك النا�س‬ ‫الذي ��ن يح�س ��دون المملكة لأنها تعي� ��ش في �أمن‬ ‫يعم‬ ‫و�إ�س ��تقرار في خ�ض ��م الإ�ض ��طراب ال ��ذي ّ‬ ‫بع� ��ض البلدان ف ��ي العالم"‪ .‬وم ��ن المفارقات‪،‬‬ ‫�أن ه ��ذا النوع م ��ن الموقف الراف� ��ض ومحاولة‬ ‫م�ص ��احبة �إ�ستجواب نوايا النا�س ‪� -‬أكثر �شيوع ًا‬ ‫بين الم�س� ��ؤولين من غير الأ�سرة المالكة وكبار‬ ‫الأمراء‪ -‬قد �أثار حفيظة ال�س ��عوديين‪ ،‬وزاد في‬ ‫يف�س ��ر �إل ��ى حد كبير لماذا‬ ‫�إحباطهم‪ .‬وهذا ما ّ‬ ‫ت � ّ�م توجيه العري�ض ��ة ‪ -‬الإلتما�س مبا�ش ��رة �إلى‬ ‫الملك‪.‬‬ ‫م ��ا قد يب ��دو لبع� ��ض ال�س ��عوديين ب�أن �إ�ص�ل�اح‬ ‫الأم ��ر ب�س ��يط لهذه الم�ش ��كلة ‪ -‬مر�س ��وم ملكي‬ ‫ي�أمر بزيادة في الرواتب والمعا�شات التقاعدية‬ ‫الحكومي ��ة – يب ��دو لبع� ��ض �آخر �أكث ��ر تعقيد ًا‪،‬‬ ‫م�ست�شهد ًا بالتركيبة ال�سكانية المتغ ّيرة ب�سرعة‬ ‫ف ��ي المملك ��ة‪ ،‬وتقل ��ب �أ�س ��واق النفط‪ ،‬و �ض ��يق‬ ‫القاع ��دة الإقت�ص ��ادية في الإقت�ص ��اد الوطني‪،‬‬ ‫الذي ال يزال يعتم ��د �إلى حد كبير على عائدات‬ ‫النف ��ط‪ .‬و�أح ��دث �شخ�ص ��ية �س ��عودية مرموقة‬ ‫الم�س ��توى الت ��ي دق ��ت ناقو� ��س الخط ��ر ح ��ول‬ ‫الحاجة الى التنويع الإقت�صادي كان الملياردير‬


‫الآبار هي كابو�س لل�صحة العامة‬ ‫�إذ �أن المياه الجوفية في البالد تتل َّوث‬ ‫ب�شكل متزايد من مياه ال�صرف‬ ‫ال�صحي‪،‬كما تمنع هذه الآبار الهيئة‬ ‫العامة للموارد المائية الوطنية‪،‬‬ ‫الم�س�ؤولة عن �إدارة موارد المياه في‬ ‫البالد بطريقة م�ستدامة‪ ،‬من �إنفاذ‬ ‫تدابير الحفظ‪ ،‬مثل تح�سين‬ ‫كفاءة الري‬ ‫�إذا �إ�ستمرت الإتجاهات الحالية في‬ ‫�صنعاء‪ ،‬ف�إنه من المتو ّقع‪ ،‬بحلول‬ ‫العام ‪� ،2025‬أن ي�صبح ‪ 4.2‬ماليين‬ ‫ن�سمة في المدينة الجئي مياه‪ ،‬حيث‬ ‫�سيكونون مجبرين على الفرار من‬ ‫أرا�ض رطبة‬ ‫منازلهم القاحلة الى � ٍ‬

‫العالمية‪� ،‬أكثر من ‪ 90‬في المئة من الرجال الكبار‬ ‫ف ��ي اليمن يم�ض ��غون القات لمدة ث�ل�اث �إلى �أربع‬ ‫�س ��اعات يومي ًا‪ ،‬والن�س ��اء يغ ّنين ثنا ًء له ��ا حرفي ًا‪.‬‬ ‫(تقول �أغنية �ش ��عبية‪" :‬لتحيا نبت ��ة القات طوي ًال‪،‬‬ ‫فه ��ي ‪ ...‬تجعلن ��ا نبقى في �س�ل�ام ف ��ي المنزل مع‬ ‫�أ�ص ��دقائنا")‪ .‬في حفالت الزفاف والمنا�س ��بات‬ ‫الخا�ص ��ة‪ ،‬تقا�س المكانة الإجتماعية للأ�سرة من‬ ‫خالل قيمة تقديمها القات لل�ض ��يوف‪ .‬قد يت�صور‬ ‫المرء ب�أن هذا المخدِّ ر ال�شعبي له جذور عميقة في‬ ‫الثقافة‪ ،‬ولكن �إ�س ��تخدامه على نطاق وا�سع هو في‬ ‫الواقع جديد ن�س ��بي ًا‪ :‬في �سبعينات القرن الفائت‪،‬‬ ‫عندم ��ا لم تكن هن ��اك طرقات مع ّب ��دة كثيرة في‬ ‫اليم ��ن‪ ،‬كان "الق ��ات"‪ ،‬ال ��ذي لدي ��ه �ص�ل�احية ل‬ ‫‪� 24‬إلى ‪� 48‬س ��اعة‪ ،‬في كثير م ��ن الأحيان ال يمكن‬ ‫�إي�ص ��اله �إلى �أ�س ��واقه في الوقت المنا�سب‪ ،‬لذلك‬ ‫كان عدد �أقل من النا�س ي�صل �إليه وي�ستعمله‪.‬‬ ‫ال يمك ��ن لليم ��ن الإ�س ��تمرار في �إ�س ��تخدام المياه‬ ‫به ��ذه الطريق ��ة‪ .‬في الع ��ام ‪ ،2011‬تج ��اوز معدل‬

‫�إ�س ��تهالك المياه من حو�ض �ص ��نعاء معدّل �إعادة‬ ‫التغذية الطبيعية بخم�س مرات‪ .‬و حتى مع فهمهم‬ ‫لخطورة هذا الواق ��ع‪ ،‬لم يعر اليمنيون قيمة تُذكر‬ ‫�أو �إهتمام� � ًا لم�س� ��ألة المحافظة عل ��ى الماء وعدم‬ ‫الإف ��راط في �إ�س ��تهالكه‪ :‬معظ ��م ال‪ 68‬مليار متر‬ ‫مكعب من مياه الأمطار ال�س ��نوية في البالد ي�ضيع‬ ‫هب ��اء و ُيه ��در ب�س ��بب �س ��وء الإدارة وع ��دم كفاية‬ ‫ال�سدود‪.‬‬ ‫ويكم ��ن ج ��زء م ��ن الم�ش ��كلة ف ��ي �أن المزارعين‪،‬‬ ‫الذين يعتبرون العمل البدني المبذول في الزراعة‬ ‫م�ص ��در فخ ��ر‪ ،‬ي�س ��تخدمون طرق� � ًا وممار�س ��ات‬ ‫ُم�س ��رفة للمياه‪ ،‬مث ��ل الري بالغم ��ر (التوزيع غير‬ ‫المن�ض ��بط للماء على التربة) بد ًال من �إ�س ��تخدام‬ ‫�ري بالتنقيط ‪ -‬وهو ممار�س ��ة تُعتبر �أكثر كفاءة‬ ‫ال � ّ‬ ‫ب‪ 35‬ف ��ي المئة ومتاحة على نطاق وا�س ��ع وبتكلفة‬ ‫منخف�ض ��ة – الذي يمكن بوا�سطته ب�سهولة زيادة‬ ‫العوائد على المياه‪ .‬ولكن عندما �س� ��ألنا عن الري‬ ‫بالتنقي ��ط‪ ،‬قال لن ��ا �أح ��د المزارعي ��ن �أن "الري‬

‫بالغمر هو م�ش� � ِّرف �أكثر ‪� ...‬أما [الري بالتنقيط]‬ ‫فيتطلب �ضخ المياه �إلى الخزان"‪.‬‬ ‫لجعل الأمور �أ�س ��و�أ‪ ،‬ف�إن �س ��دود المي ��اه في البالد‬ ‫متح ِّللة وتت�س َّرب منها المياه التي كان من الممكن‬ ‫�إ�س ��تخدامها ف ��ي �ص ��ورة منتج ��ة‪ .‬وقد �ش ��هد �أيار‬ ‫(مايو) ‪ 2010‬في�ض ��انات ‪ -‬الأ�س ��و�أ التي ت�ض ��رب‬ ‫تتم الإف ��ادة منها‬ ‫�ص ��نعاء من ��ذ عقود ‪ -‬ولك ��ن لم ّ‬ ‫� اّإل قلي ًال ج ��د ًا لتخزين الماء لإ�س ��تخدامه الحق ًا‪.‬‬ ‫وع�ل�اوة عل ��ى ذل ��ك‪ ،‬بموج ��ب القان ��ون ُي�س ��مح‬ ‫للحكوم ��ة فقط القيام بحفر و�ص ��يانة الآبار‪ .‬لكن‬ ‫وفق ًا لبع�ض تف�سيرات ال�شريعة‪ ،‬التي تحدِّ د د�ستور‬ ‫اليمن ب�إعتبارها الإطار القانوني الوحيد‪� ،‬إن بئر ًا‬ ‫محفورة جيد ًا عل ��ى �أر�ض مملوكة للقطاع الخا�ص‬ ‫هي مل ��ك للمالك ولي�س للدولة‪ .‬لذا ال يزال الحفر‬ ‫م�س ��تمر ًا‪ .‬الي ��وم‪ ،‬الهيئ ��ة العامة للم ��وارد المائية‬ ‫الوطنية وال�صرف ال�صحي في اليمن‪ ،‬التي ُعهدت‬ ‫�إليه ��ا مهمة �إدارة المياه في المناطق الح�ض ��رية‪،‬‬ ‫تم� � ّد وتو�ص ��ل المياه �إل ��ى ‪ 36‬في المئ ��ة فقط من‬ ‫الأ�س ��ر في �ص ��نعاء‪ .‬والثلثان الآخران يح�ص�ل�ان‬ ‫على �إمداداتهما من �آبار المياه الجوفية‪.‬‬ ‫الآب ��ار هي كابو� ��س لل�ص ��حة العام ��ة – �إن المياه‬ ‫الجوفي ��ة في البالد تتل َّوث ب�ش ��كل متزايد من مياه‬ ‫ال�ص ��رف ال�ص ��حي‪� .‬أبعد م ��ن ذلك‪ ،‬تمن ��ع الآبار‬ ‫الهيئة العامة للموارد المائية الوطنية‪ ،‬الم�س� ��ؤولة‬ ‫ع ��ن �إدارة م ��وارد المي ��اه ف ��ي الب�ل�اد بطريق ��ة‬ ‫م�س ��تدامة‪ ،‬من �إنفاذ تدابير الحفظ‪ ،‬مثل تح�سين‬ ‫كفاءة الري‪.‬‬ ‫بالطب ��ع‪ ،‬يعرف الم�س� ��ؤولون اليمنيون �أن �ص ��نعاء‬ ‫تواج ��ه م�س ��تقب ًال قاح ًال‪ .‬و�أن نقل العا�ص ��مة‪ ،‬كما‬ ‫�إقت ��رح البع� ��ض‪� ،‬س ��وف يك ّلف �أكثر م ��ن ‪ 40‬مليار‬ ‫دوالر‪ ،‬وفق� � ًا لبع� ��ض التقدي ��رات‪� .‬إ�ض ��افة الى �أن‬ ‫ت�أمي ��ن التمويل �س ��يكون م ��ن الم�س ��تحيل تقريب ًا‪:‬‬ ‫حوال ��ي م ��ا يقرب من ‪ 75‬ف ��ي المئة م ��ن �إيرادات‬ ‫الحكوم ��ة ت�أت ��ي م ��ن الإحتياط ��ات النفطي ��ة التي‬ ‫تن�ض ��ب ب�س ��رعة‪ ،‬ويتوقع البنك الدولي �أن يتو ّقف‬ ‫النف ��ط عن توليد الدخل للحكوم ��ة اليمنية بحلول‬ ‫العام ‪ .2017‬والم�ساعدات الخارجية هي الأخرى‬ ‫�شحيحة على نحو مماثل‪.‬‬ ‫حتى لو كان من الممكن ت�أمين وجمع الأموال‪ ،‬ف�إن‬ ‫نقل مدينة ب�أكملها مع �أكثر من مليوني �شخ�ص من‬ ‫�ش�أنه �أن ي�ؤدي بالت�أكيد �إلى �صراع داخلي‪ .‬المفهوم‬ ‫القبل ��ي في "المجاورة" (حق ��وق الجيران) كثير ًا‬ ‫م ��ا يمنع بيع الأرا�ض ��ي لأف ��راد القبائ ��ل الأخرى‪.‬‬ ‫وبالتالي يمك ��ن لنقل ملكية الأرا�ض ��ي �إلى مليوني‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪43‬‬


‫الخليج العربي‬

‫اليمن‬

‫زراعة القات و�إهدار المياه في اليمن‬

‫صنعاء تمضغ نفسها‪ ...‬حتى الجفاف!‬ ‫بع��د حوالي عقد م��ن الزمن‪ ،‬قد‬ ‫ت�صب��ح �صنعاء ف��ي اليم��ن‪� ،‬أول‬ ‫عا�صم��ة ف��ي العال��م تنف��د منه��ا‬ ‫المي��اه‪ ،‬محوِّل � ًة بالتال��ي نتيج��ة‬ ‫لذل��ك الماليين م��ن المواطنين‬ ‫�إل��ى ن��وع جدي��د م��ن الالجئين‬ ‫يُدعى "الجئي المياه"‪ .‬وال�سبب‬ ‫الرئي���س‪ :‬زراعة الق��ات‪ ،‬النبات‬ ‫المخ��دِّ ر الخفيف ال��ذي يتطلّب‬ ‫كمي��ات كبيرة م��ن المي��اه لري‬ ‫مزارع��ه حي��ث معظ��م الرج��ال‬ ‫اليمنيين مدمن عليه‪.‬‬ ‫اليمن ‪� -‬سالم عبد الربيع‬ ‫بعد حوالي ‪ 12‬عام ًا‪ ،‬قد ت�صبح �صنعاء‬ ‫في اليمن �أول عا�صمة في العالم تنفد‬ ‫منه ��ا المي ��اه‪ .‬وعل ��ى الرغم م ��ن �أن �س ��وء الحكم‬ ‫والإدارة البيئية الرديئة في البالد يتح ّمالن ح�صة‬ ‫من اللوم لتجفيف المدينة‪ ،‬ف�إن هناك مذنب ًا �آخر‬ ‫�أكثر �إثارة للده�شة‪� :‬إدمان وطني على القات‪ ،‬وهو‬ ‫نبات مخدّر ت�ستخدم زراعته كمية كثيفة ال ت�صدّق‬ ‫من المياه‪.‬‬ ‫و�إذا �إ�س ��تمرت الإتجاه ��ات الحالي ��ة‪ ،‬ف�إن ��ه م ��ن‬ ‫المتو ّق ��ع‪ ،‬بحل ��ول الع ��ام ‪� ،2025‬أن ي�ص ��بح ‪4.2‬‬ ‫ماليي ��ن ن�س ��مة ف ��ي المدين ��ة الجئي مي ��اه‪ ،‬حيث‬ ‫�س ��يكونون مجبري ��ن عل ��ى الف ��رار م ��ن منازله ��م‬ ‫القاحل ��ة الى �أرا� ٍ��ض رطب ��ة‪ .‬و�إعداد ًا وتح�ض ��ير ًا‬ ‫لذل ��ك‪ ،‬يدر�س بع� ��ض الم�س� ��ؤولين فعلي� � ًا �إمكانية‬ ‫نقل العا�صمة �إلى ال�ساحل‪ .‬فيما �إقترح بع�ض �آخر‬ ‫التركيز على تحلية المياه والتوفير في الإ�ستهالك‬ ‫‪42‬‬

‫�صنعاء‪ :‬المدينة المهددة بالعط�ش‬

‫لك�سب الوقت‪.‬‬ ‫فيما يت�ص ��ارع �ص ��انعو ال�سيا�س ��ات لر�س ��م �أف�ضل‬ ‫م�س ��ار لليم ��ن‪ ،‬ف� ��إن �إم ��دادات المياه المت�ض ��ائلة‬ ‫تقود بالفعل �إلى عدم الإ�س ��تقرار‪ :‬وفق ًا ل�ص ��حيفة‬ ‫"الثورة"‪ ،‬واحدة من ال�صحف الرائدة في البالد‪،‬‬ ‫�إن ‪ 70‬الى ‪ 80‬في المئة من النزاعات في المناطق‬ ‫الريفي ��ة في اليمن لها �ص ��لة بالمياه‪ .‬وفي مختلف‬ ‫�أنح ��اء البالد‪ ،‬تق� �دّر وزارة الداخلية اليمنية‪ ،‬ب�أن‬ ‫النزاع ��ات المتع ّلقة بالأرا�ض ��ي والمي ��اه ت�ؤدي الى‬ ‫حوال ��ي ‪ 4,000‬حالة وفاة �س ��نوي ًا – �أي حوالي ‪35‬‬ ‫�ض ��عف ًا عدد القتلى والجرح ��ى ج ّراء �أعنف هجوم‬ ‫لتنظيم القاعدة في تاريخ البالد‪.‬‬ ‫َي�س ��تخدم ري زراعة نبات "القات" ن�س ��بة ت�ص ��ل‬ ‫الى ‪ 40‬في المئة من المياه الم�س ��حوبة من حو�ض‬ ‫�ص ��نعاء كل عام‪ ،‬وه ��ذا الرقم �آخذ ف ��ي الإرتفاع‪.‬‬ ‫ذل ��ك لأن الق ��ات ي�س ��تهلك الكثير م ��ن المياه في‬ ‫زراعت ��ه (�أكث ��ر بكثير من الب ��ن‪ ،‬وهو نب ��ات �آخر‬ ‫ُينتج جيد ًا في التربة الخ�صبة في اليمن) وب�سبب‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫زيادة هذه الزراعة �سنوي ًا بنحو ‪ 12‬في المئة‪ ،‬وفق ًا‬ ‫لوزارة الزراعة والموارد المائية اليمنية ‪ .‬من جهة‬ ‫�أخ ��رى ل ��م ت�ؤ ِّد زراع ��ة القات ال ��ى تجفيف حو�ض‬ ‫�صنعاء فح�س ��ب‪ ،‬بل �أنها �أدّت �إلى خ�سارة ما يزيد‬ ‫على ع�شرات الآالف من الهكتارات من المحا�صيل‬ ‫الحيوي ��ة ‪ -‬الفواك ��ه والخ�ض ��روات والبن – الأمر‬ ‫الذي �أدّى الى �إرتفاع كبير في �أ�سعار الغذاء‪ .‬وفق ًا‬ ‫للبنك الدولي‪� ،‬إن �إرتفاع �أ�س ��عار المواد الغذائية‪،‬‬ ‫بدوره‪ ،‬دفع �س ��تة في المئة �إ�ضافية من البالد الى‬ ‫براثن الفقر في العام ‪ 2008‬وحده‪.‬‬ ‫لم ��اذا الإعتم ��اد المتزاي ��د عل ��ى �إنت ��اج الق ��ات؟‬ ‫المزارع ��ون عل ��ى �إ�س ��تعداد لزراعة ه ��ذا النبات‬ ‫المخ ��دِّ ر رغم �إرتفاع حاجته الى المياه لأنه يعطي‬ ‫غ ّلة �أكث ��ر �إنتظام ًا م ��ن المحا�ص ��يل الأخرى ولأن‬ ‫�س ��وقه م�ض ��مونة تقريب ًا‪ .‬كل متر مكعب من المياه‬ ‫الم�س ��تخدمة في زراعة الق ��ات يعطي ربح ًا خم�س‬ ‫م ��رات �أكثر م ��ن المح�ص ��ول التالي ال ��ذي يعتبر‬ ‫مربح ًا‪ ،‬العن ��ب‪ .‬ال عجب‪ :‬وفق ًا لمنظمة ال�ص ��حة‬


‫النفط‪ :‬ين�ضب في ‪ 2017‬ح�سب البنك الدولي‬

‫ثاني� � ًا‪ ،‬تحت ��اج الحكوم ��ة �إل ��ى ت�ش ��جيع تح�س ��ين‬ ‫تقنيات الري في جميع المناطق الزراعية ‪ -‬تلك‬ ‫التي تروي وتن ّمي المخ ّدر ف�ض�ل� ًا عن محا�ص ��يل‬ ‫�أخ ��رى‪ .‬ينبغي �أن ُتل � ِ�زم المزيد م ��ن المزارعين‬ ‫على �إختيار ري المطر بد ًال من �إ�س ��تخدام المياه‬ ‫الجوفي ��ة‪ ،‬والذي لن يتعار�ض م ��ع رغبتهم في �أن‬ ‫يفعلوا الأ�ش ��ياء باليد‪� .‬أكثر م ��ن مليون فدان من‬ ‫الأرا�ض ��ي ال�ص ��الحة للزراع ��ة التي كان ��ت تُروى‬ ‫بوا�س ��طة مياه الأمطار (كما في �سبعينات القرن‬ ‫الفائ ��ت) ت ��روى الآن م ��ن المياه الم�س ��حوبة من‬

‫الم�ص ��ادر غير المتجددة‪ .‬لي�س هناك من �س ��بب‬ ‫يمنع من �إ�ست�صالح تلك الفدادين ‪.‬‬ ‫تحت ��اج الهيئ ��ة العامة للم ��وارد المائي ��ة الوطنية‬ ‫�أي�ض� � ًا ال ��ى تع ��اون القي ��ادات اليمني ��ة المحلية‪،‬‬ ‫والت ��ي‪ ،‬ج� � ّراء جنيها الم ��ال من الآبار الخا�ص ��ة‬ ‫وم�ص ��ادر المياه الأخ ��رى‪ ،‬لديها م�ص ��لحة ثابتة‬ ‫في �إ�س ��تخدام غير ف ّعال‪ .‬وهيئ ��ة المياه والموارد‬ ‫المائي ��ة يمكنه ��ا القيام بعم ��ل �أف�ض ��ل حالي ًا من‬ ‫خالل اال�س ��تفادة م ��ن عملية الإنتقال ال�سيا�س ��ي‬ ‫في اليم ��ن التي رافقت "الربي ��ع العربي"‪ .‬للمرة‬

‫نقل �صنعاء كما �إقترح البع�ض‪،‬‬ ‫�سوف يك ّلف �أكثر من ‪ 40‬مليار‬ ‫دوالر‪ ،‬وفق ًا لبع�ض التقديرات‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫الى �أن ت�أمين التمويل �سيكون من‬ ‫الم�ستحيل تقريب ًا‪ ،‬ويتوقع البنك‬ ‫الدولي �أن يتو ّقف النفط عن توليد‬ ‫الدخل للحكومة اليمنية بحلول‬ ‫العام ‪2017‬‬

‫الأول ��ى‪ ،‬ق ��د ي�س ��اهم م�ؤتم ��ر الح ��وار الوطن ��ي‬ ‫الم�ستمر‪ ،‬الذي جمع ‪ 565‬يمني ًا من كافة �شرائح‬ ‫المجتم ��ع م ��ن �أج ��ل التع ��اون لت�ش ��كيل حكوم ��ة‬ ‫جديدة‪ ،‬من التخفيف من �إنعدام الثقة بالن�س ��بة‬ ‫ال ��ى م�ؤ�س�س ��ات الدول ��ة‪� .‬إن عالقة تع ��اون‪ ،‬بد ًال‬ ‫م ��ن العداء‪� ،‬س ��وف ت�س ��اعد على زي ��ادة الموارد‬ ‫المائية ال�ش ��رعية ف ��ي �أعين القي ��ادات المحلية‪،‬‬ ‫والتي �س ��وف ت�ساعد في تنفيذ تدابير الحفظ في‬ ‫الأماكن التي هي خارجة عن متناول الحكومة‪.‬‬ ‫يج ��ب عل ��ى الحكوم ��ة �أي�ض� � ًا �أن ترعى وت�ص� � ّلح‬ ‫�أنابيب المياه التي تت�سرب منها المياه في اليمن‪،‬‬ ‫والتي تهدر ما ي�ص ��ل الى ‪ 60‬في المئة من المياه‬ ‫التي تحتوي عليها‪ .‬و�سيكون من ال�صعب العثور �أو‬ ‫الح�صول على المال لذلك �أي�ض ًا‪ .‬ولكن يمكن �أن‬ ‫تجذب المزيد من الإ�س ��تثمار �أو الم�ساعدات من‬ ‫دول مثل المملكة العربية ال�سعودية‪ ،‬التي ال يمكن‬ ‫ف�ص ��لها عن جارته ��ا الجنوبية لم�ص ��الح �أمنية‪.‬‬ ‫و�أخير ًا‪ ،‬يجب على الحكومة الحد من حفر الآبار‬ ‫للأغرا�ض المنزلية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫المحافظة على المياه الموجودة حاليا في اليمن‬ ‫مهمة �صعبة ويجب �أن تبد�أ فور ًا قبل فوات الأوان‪.‬‬ ‫�إن �إ�س ��تنزاف المياه الجوفي ��ة غير المتجددة قد‬ ‫يت ��رك الب�ل�اد م ��ن دون �أي خي ��ار حقيقي �س ��وى‬ ‫ت�ص ��نيع مي ��اه جدي ��دة من خ�ل�ال التحلي ��ة‪ .‬كما‬ ‫�أن �ض ��خ المي ��اه المح�ل�اة من محط ��ات بالقرب‬ ‫من البحر �إلى �ص ��نعاء �س ��وف يكون مكلف ًا‪ ،‬ولكن‬ ‫تكاليف بدء الت�ش ��غيل الثابت ��ة يمكن توزيعها على‬ ‫فترات متزامنة و�س ��تكون �أق ��ل بكثير من تحريك‬ ‫ر�أ� ��س المال‪ .‬في البداية‪� ،‬س ��وف تك ��ون الحكومة‬ ‫م�ض ��طرة �إلى دعم م�ؤقت للمي ��اه المحالة بحيث‬ ‫تك ��ون ف ��ي متن ��اول الي ��د بالن�س ��بة ال ��ى معظ ��م‬ ‫الم�س ��تهلكين‪ .‬ومن المرج ��ح �أن تحتاج الحكومة‬ ‫ال ��ى م�س ��اعدات خارجي ��ة لتنفي ��ذ ه ��ذا الدع ��م‬ ‫وتطوير البنية التحتية لتحلية المياه‪.‬‬ ‫ف ��ي الع�ص ��ور القديم ��ة‪ ،‬كان اليمن دول ��ة رائدة‬ ‫على م�س ��توى العال ��م في مجال الإنت ��اج الزراعي‬ ‫وممار�س ��ات كفاءة �إ�س ��تخدام المياه‪ .‬بين ‪ 750‬و‬ ‫‪ 700‬قبل الميالد‪ ،‬بنت مملكة �س ��ب�أ‪ ،‬في ما يعرف‬ ‫اليوم ب�شمال اليمن‪� ،‬سد م�أرب‪ ،‬الذي �إلتقط مياه‬ ‫الأمط ��ار لل ��ري لنحو �ألف عام‪ .‬لذا �إذا تح�س ��نت‬ ‫�إدارة م ��وارد المياه القائمة وبنيت البنية التحتية‬ ‫للحفظ وتحلية المياه‪ ،‬ف�إن اليمن‪ ،‬الذي كان مرة‬ ‫نموذج ًا للمحافظة على المياه‪ ،‬قد ي�ستعيد الأمل‬ ‫مجدد ًا لإحياء عا�صمته‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪45‬‬


‫الخليج العربي ¶ اليمن‬ ‫�شخ�ص من ال�سكان النازحين من �صنعاء �أن ي�ؤدي‬ ‫�إلى الفو�ضى‪.‬‬ ‫فك ��رة �أخ ��رى‪ ،‬الت ��ي ناق�ش ��تها وزارة الزراع ��ة‬ ‫والموارد المائية‪ ،‬هي نقل المياه �إلى �ص ��نعاء من‬ ‫م�ص ��ادر �أخرى‪ .‬ل�سوء الحظ بالن�سبة الى اليمن‪،‬‬ ‫كل م ��ا تبقى من المياه العذبة في البالد هي قيد‬ ‫الإ�س ��تخدام حالي ًا‪ .‬لذل ��ك‪ ،‬ف�إن نق ��ل المياه �إلى‬ ‫العا�ص ��مة ينطوي �أ�سا�س� � ًا على �شفطها بعيد ًا من‬ ‫�آخرين‪ ،‬وهذا �أي�ض ًا يعني دعوة الى نزاع‪.‬‬ ‫وقد غازل �ص ��ناع ال�سيا�س ��ة �أي�ض� � ًا فكرة تخفيف‬ ‫ال�ض ��غط ع ��ن حو�ض �ص ��نعاء من خ�ل�ال خف�ض‬ ‫الزراعة ف ��ي المنطقة‪ .‬ولكن ذل ��ك لن ي�ؤدي الى‬ ‫المطل ��وب‪ ،‬لأن ��ه‪ ،‬حتى م ��ن دون الزراعة‪ ،‬ونظر ًا‬ ‫ال ��ى ممار�س ��ات المواطنين ال�س ��يئة والم�س ��رفة‬ ‫الأخرى بالن�سبة الى المياه في اليمن‪ ،‬ف�إن تزايد‬ ‫عدد ال�س ��كان �س ��وف يجفّف في النهاية الحو�ض‬ ‫على �أي حال‪ .‬بالإ�ض ��افة �إل ��ى ذلك‪ ،‬ف�إن تناق�ص‬ ‫الزراعة �سيرفع �أ�س ��عار المواد الغذائية �إلى �أبعد‬ ‫من ذلك‪.‬‬ ‫بد ًال م ��ن ذلك‪ ،‬يجب على الحكومة القيام بثالثة‬ ‫�أ�ش ��ياء لت�أمين م�س ��تقبل المياه‪ :‬دف ��ع المزارعين‬ ‫وال�ش ��عب بعيد ًا من القات‪ ،‬ودع ��م البنية التحتية‬ ‫للمياه الموجودة في اليمن‪ ،‬وت�صنيع جديد لمياه‬ ‫ال�شرب من خالل تحلية المياه‪.‬‬ ‫�أو ًال‪ ،‬يتعين على الحكومة ت�شجيع المزارعين على‬ ‫التح ّول �إلى محا�ص ��يل �أقل �إ�ستهالك ًا للمياه‪ ،‬مثل‬ ‫ثمار ال�ص� � ّبار‪ .‬حت ��ى الآن‪ ،‬ف� ��إن الحكومة تدعم‬ ‫الديزل ‪ -‬الوقود الرئي�س الم�س ��تخدم لإ�ستخراج‬ ‫المي ��اه الجوفي ��ة ‪ -‬ال ��ذي يمث ��ل ‪ 80‬ف ��ي المئ ��ة‬ ‫م ��ن تكالي ��ف زراعة الق ��ات‪� .‬إن �إنخفا� ��ض تكلفة‬ ‫الإ�س ��تخراج ال يعطي المزارعين الحافز للتبديل‬ ‫�إلى محا�ص ��يل �أخرى �أو �إ�س ��تخدام الممار�س ��ات‬ ‫الزراعية الم�س ��تدامة‪ .‬لقد جرت محاوالت لرفع‬ ‫ج ��زء م ��ن الدعم مرات ع ��دة بين عام ��ي ‪1995‬‬ ‫و‪ 2013‬نت ��ج عنها �إرتفاع �س ��عر الديزل و �س ��حب‬ ‫المياه حتى و�ص ��ل �أقرب �إلى �س ��عره الإقت�ص ��ادي‬ ‫تكف هذه التغييرات لتثبيط �إنتاج‬ ‫الحقيقي‪ .‬ولم ِ‬ ‫القات تمام ًا‪ ،‬ولكن على الأقل �ألزمت المزارعين‬ ‫للب ��دء بالتفكير في تقني ��ات ري �أكثر كفاءة‪ .‬و�إذا‬ ‫�إخت ��ارت الحكوم ��ة ق ��رار ًا بخف� ��ض الدع ��م مرة‬ ‫�أخ ��رى‪ ،‬فيمكن له ��ذا الأمر �أن يدف ��ع المزارعين‬ ‫�إلى �أبعد من ذلك‪.‬‬ ‫�أم ��ا بالن�س ��بة ال ��ى دع ��م المعادل ��ة‪ ،‬يج ��ب على‬ ‫الحكومة �أي�ض ًا �إطالق حملة عامة �ضد �إ�ستخدام‬ ‫‪44‬‬

‫زراعة القات‪ :‬عادة مكلفة وتهدد البالد‬

‫الق ��ات‪ .‬عل ��ى الرغم م ��ن �أن القات لي� ��س قات ًال‪،‬‬ ‫ف� ��إن المخاط ��ر ال�ص ��حية المرتبطة ب ��ه عديدة‬ ‫ ت�ش ��مل الإفراط في الن�ش ��اط‪ ،‬و�إرتفاع �ض ��غط‬‫الدم‪ ،‬وم�ض ��اعفات في الكبد‪ ،‬والقرحة‪ ،‬والعجز‬ ‫الجن�س ��ي ‪ -‬والتكالي ��ف الإجتماعي ��ة باهظة‪ .‬في‬ ‫جميع �أنحاء البالد‪ ،‬حوالي ‪ 30‬في المئة من دخل‬ ‫الأ�س ��رة‪ ،‬في المتو�سط​​‪ ،‬ي�س ��تخدم ل�شراء القات‪،‬‬ ‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن حقيق ��ة �أن ‪ 45‬ف ��ي المئ ��ة من‬ ‫اليمنيين يعي�ش ��ون تحت خط الفقر‪ .‬كما ي�س ��بب‬ ‫القات خف�ض وتناق�ص الإنتاجية في العمل‪.‬‬

‫في حملتها �ضد �إ�ستخدام القات‪ ،‬يمكن للحكومة‬ ‫اليمني ��ة �إ ّتب ��اع نموذج جيد �إ�س ��تخدمته �س ��ابق ًا‪:‬‬ ‫حملته ��ا الخا�ص ��ة للحفاظ على المي ��اه في العام‬ ‫‪ ،2007‬والت ��ي ط ��ورت �شخ�ص ��ية رمزية �س� � ّمتها‬ ‫"رو ّي ��ان" ("�أن ت�ش ��رب عندم ��ا تعط�ش")‪ .‬ظهر‬ ‫وج ��ه "رو ّيان" على واجه ��ات المحالت في جميع‬ ‫�أنحاء �ص ��نعاء‪ ،‬و�إ�س ��تطاعت الحملة �إقناع بع�ض‬ ‫اليمنيي ��ن على الأقل �أن ندرة المياه هي م�ش ��كلة‪.‬‬ ‫حملة مماثلة �ض ��د القات يمكن �أن تفطم تدريج ًا‬ ‫بع�ض الما�ضغين بعيد ًا من هذه العادة‪.‬‬ ‫الآبار اليمنية‪ :‬م�شكلة لل�صحة العامة‬

‫يتعين على الحكومة ت�شجيع‬ ‫المزارعين على التح ّول �إلى‬ ‫محا�صيل �أقل �إ�ستهالك ًا للمياه‪ ،‬مثل‬ ‫ثمار ال�ص ّبار‪ .‬حتى الآن‪ ،‬ف�إن الحكومة‬ ‫تدعم الديزل ‪ -‬الوقود الرئي�س‬ ‫الم�ستخدم لإ�ستخراج المياه الجوفية‬ ‫ الذي يمثل ‪ 80‬في المئة من‬‫تكاليف زراعة القات‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬


‫القاهرة ‪ -‬هدى �أحمد‬ ‫ن ّف ��ذت �ش ��رطة وزارة الداخلي ��ة‬ ‫الم�ص ��رية‪ ،‬مدعومة م ��ن الجي�ش‪ ،‬في‬ ‫‪� 14‬آب (�أغ�س ��ط�س) الفائت تفكيك الإعت�ص ��امين‬ ‫المواليي ��ن للرئي� ��س الم�ص ��ري المخل ��وع محم ��د‬ ‫مر�س ��ي في مع�سكري الإحتجاج في �ساحتي "ربيعة‬ ‫العدوية" و"مدينة الن�ص ��ر" في القاهرة‪ ،‬واللذين‬ ‫�أقيم ��ا ب�ش ��كل دائ ��م من ��ذ �أن تم ��ت �إقال ��ة الرئي�س‬ ‫الإ�س�ل�امي ال�سابق من من�صبه في ‪ 3‬تموز (يوليو)‬ ‫المن�ص ��رم‪ .‬وق ��د �أ�س ��فرت ه ��ذه الخط ��وة للقوات‬ ‫الحكومي ��ة‪ ،‬ف ��ي بع�ض من �أ�ش ��ر�س المع ��ارك التي‬ ‫خا�ض ��تها �ض ��د المع�س ��كر الم�ؤيد للرئي�س ال�س ��ابق‬ ‫مر�س ��ي‪ ،‬ع ��ن مئ ��ات القتل ��ى و�آالف الجرح ��ى في‬ ‫جميع �أنحاء البالد‪ .‬كما ُقتل ‪ 43‬من رجال ال�شرطة‬ ‫ح�س ��ب ما �أعلنت وزارة الداخلية‪ .‬وهذه الأرقام قد‬ ‫تتغ ّي ��ر ف ��ي الأيام المقبل ��ة عندما ينته ��ي الإرتباك‬ ‫الناجم عن معارك ال�شارع المكثفة وت�ستقر الأمور‬ ‫وتتو�ضح ال�ص ��ورة‪ .‬ولتوفير �أق�صى قدر من الأمن‪،‬‬ ‫عمدت الحكومة الم�ؤقتة الى �إعالن حالة الطوارئ‪،‬‬ ‫التي ت�س ��مح للقوات الع�س ��كرية الم�صرية ال�ضخمة‬ ‫ب�ضخّ قوات وزارة الداخلية في جميع �أنحاء البالد‪.‬‬ ‫على الرغم من وجود ال�ص ��حافة الأجنبية وغيرها‬ ‫من �شهود العيان على الأحداث‪ ،‬فمن ال�سابق لأوانه‬ ‫تحديد ما حدث بال�ضبط‪ .‬كل طرف في المناو�شات‬ ‫يلقي اللوم على الآخر‪ .‬كال الجانبين ي ّدعي �أن الآخر‬ ‫�أطلق النار �أو ًال‪ .‬وكانت الحكومة الم�ص ��رية �أعلنت‬ ‫منذ فترة �أن "الإخوان الم�س ��لمين" قاموا بتخزين‬ ‫ال�سالح داخل الإعت�صام في المخيمين‪ ،‬وهو �إتهام‬ ‫رف�ض ��ه ا"لإخوان" و�أنك ��روه مرار ًا وتك ��رار ًا‪ .‬وع ّلق‬ ‫ال�س ��فير الم�ص ��ري لدى الوالي ��ات المتحدة محمد‬ ‫توفيق على �شا�شة التلفزيون الأميركي في ‪ 14‬تموز‬ ‫(يولي ��و) �أنه "لم يتم العثور فقط على �أ�س ��لحة في‬ ‫مخيم ��ات المعت�ص ��مين الإ�س�ل�اميين ولك ��ن عل ��ى‬ ‫"مقابر جماعية" �أي�ض� � ًا"‪ .‬الواقع �أنه ينبغي لنا �أن‬ ‫نتوق ��ع المزيد من الإتهامات في الأيام المقبلة‪ ،‬وال‬ ‫�ش ��ك في �أن الحكومة الم�صرية �ستقوم من جهتها‬ ‫بمحاولة لتقدي ��م الأدلة على ق�ض ��يتها الى العالم‪.‬‬ ‫علم� � ًا �أن الغالبي ��ة العظمى من ال�ش ��عب الم�ص ��ري‬ ‫يب ��دو �أنه ��ا حت ��ى الآن تدع ��م الجي� ��ش وق ��رارات‬ ‫الحكومة الم�ؤقتة‪.‬‬ ‫من جهتهم وجد ال�ص ��حافيون‪ ،‬الذي ��ن تحدثوا مع‬ ‫ممثلين من طرفي النزاع في الإ�ش ��تباكات العنيفة‪،‬‬ ‫�أن لدى كل طرف روايته الخا�ص ��ة ع ّمن ت�س ��بب في‬ ‫العنف‪ .‬الحقيقة �أن الروايات المت�ضاربة تجعل من‬ ‫ال�ص ��عب �أن ن�ست�ش ��ف من فعل م ��اذا ولأي غر�ض‪.‬‬

‫المر�شد العام لـ"الإخوان الم�سلمين" محمد بديع‪:‬‬ ‫كان حاكم م�صر الفعلي‬

‫وفيم ��ا الحقائق ح ��ول الأحداث الأخي ��رة ت�أتي الى‬ ‫ال�ضوء‪ ،‬ف�إنه من المفيد �إعادة النظر في الأحداث‬ ‫التي‪ ،‬على الأقل من وجهة نظر الجي�ش الم�ص ��ري‪،‬‬ ‫خلقت الظ ��روف لي�س فقط بالن�س ��بة ال ��ى الحملة‬ ‫الأخيرة‪ ،‬ولكن �أي�ض� � ًا الى �إقالة مر�س ��ي في المقام‬ ‫الأول‪.‬‬

‫تجمع حا�شد في �سيناء‬ ‫بع ��د ليل ��ة على �إق ��دام الجي�ش الم�ص ��ري على خلع‬ ‫الرئي� ��س محمد مر�س ��ي‪ ،‬دعت منظم ��ة تطلق على‬ ‫نف�س ��ها "الحركة ال�س ��لفية المعا�ص ��رة في �سيناء"‬ ‫الى مهرجان حا�ش ��د في �ش ��مال �س ��يناء في محيط‬ ‫المدينة البدوية "ال�شيخ زويد" بالقرب من الحدود‬ ‫مع غزة‪ .‬وكانت ر�س ��الة الخطيب الأ�سا�سي ب�سيطة‬ ‫ال ��ى الجمهور ال ��ذي كان في معظمه من ال�ش ��باب‬ ‫الذكور‪" :‬لقد �أن�ش�أنا لجنة حرب في �سيناء ‪ ...‬و�إذا‬

‫اللواء ال�سابق في الجي�ش الم�صري‬ ‫ومدير مركز الجمهورية للدرا�سات‬ ‫وال�سيا�سات الإ�ستراتيجية �سامح‬ ‫�سيف اليزل‪�" :‬أمر مر�سي الفريق �أول‬ ‫عبد الفتاح ال�سي�سي بوقف الهجوم‬ ‫ّ‬ ‫المخطط في �سيناء �ضد الجهاديين‬ ‫بقوله "�أنا ال �أريد الم�سلمين �أن يريقوا‬ ‫دماء �إخوانهم الم�سلمين""‬

‫كان الجي�ش الخائن‪� ،‬أو ال�ش ��رطة‪� ،‬أو الإ�ستخبارات‬ ‫�س ��تقترب من ��ا‪ ،‬ف�س ��وف نواجهه ��ا بجمي ��ع �أن ��واع‬ ‫الأ�س ��لحة الحربي ��ة"‪ .‬وقاد الخطيب الح�ش ��د الى‬ ‫�أن�ش ��ودة "ال �س�ل�ام بعد الي ��وم"‪ .‬كما دع ��ا كامل"‬ ‫التيار الجهادي" الى الإن�ضمام الى حركته‪ .‬ع�شرة‬ ‫مدججون بال�س�ل�اح‬ ‫�أي ��ام بع ��د ذلك‪ ،‬ح ��اول رجال ّ‬ ‫�إغتيال اللواء �أحمد و�صفي‪ ،‬قائد القوات الم�صرية‬ ‫في المنطقة؛ وذكرت و�س ��ائل الإعالم الإ�سرائيلية‬ ‫�س ��ماع �إنفج ��ارات ف ��ي المنطقة عينها بعد ب�ض ��عة‬ ‫�أيام‪ .‬لقد كانت �سيناء عن�صر ًا خالفي ًا رئي�سي ًا بين‬ ‫الجي�ش والرئي�س ال�س ��ابق مر�س ��ي وفق ًا لم�س�ؤولين‬ ‫�أمنيي ��ن ع�س ��كريين كب ��ار‪ ،‬وحالي ًا تح� � ّول التركيز‬ ‫الرئي�س ��ي للعمليات عليها‪ .‬وك�ش ��ف اللواء ال�س ��ابق‬ ‫ف ��ي الجي�ش الم�ص ��ري ومدي ��ر مرك ��ز الجمهورية‬ ‫للدرا�س ��ات وال�سيا�سات الإ�ستراتيجية �سامح �سيف‬ ‫اليزل عن �أن "مر�س ��ي �أمر الفريق �أول عبد الفتاح‬ ‫ّ‬ ‫المخطط في �س ��يناء �ضد‬ ‫ال�سي�س ��ي بوقف الهجوم‬ ‫الجهاديين بقوله "�أنا ال �أريد الم�س ��لمين �أن يريقوا‬ ‫دماء �إخوانهم الم�سلمين""‪.‬‬ ‫�إن�ضم م�س�ؤولون �أميركيون الى ممثلين عن الإتحاد‬ ‫الأوروبي وقطر والإمارات العربية المتحدة للتو�سط‬ ‫لإيجاد حل و�سط بين "الإخوان الم�سلمين" وقوات‬ ‫�أمن الدول ��ة‪ .‬ووردت معلومات تفيد ب� ��أن الممثلين‬ ‫الدوليين حاولوا من دون ج ��دوى �إقناع "الأخوان"‬ ‫بت ��رك مخيم ��ي الإعت�ص ��امات ف ��ي القاه ��رة التي‬ ‫�أ�ص ��بحت عنيفة في بع�ض الأحي ��ان‪ ،‬حيث �أُزهقت‬ ‫مئ ��ات الأرواح وغيره ��ا الكثير �أ�ص ��يب بجروح في‬ ‫مواجهات بين متظاهرين م�ؤيدين لمر�س ��ي وقوات‬ ‫الأمن حتى قبل حملة التطهير‪ -‬التفكيك الأخيرة‪.‬‬ ‫و�إعتراف ًا بخطورة العنف من دون حل و�سط‪� ،‬أ�صدر‬ ‫وزي ��ر الخارجي ��ة االميركي ج ��ون كيري وم�س� ��ؤولة‬ ‫ال�سيا�س ��ة الخارجية في الإتح ��اد الأوروبي كاثرين‬ ‫�أ�شتون بيان ًا م�ش ��ترك ًا في ‪� 7‬آب (�أغ�سط�س)‪ ،‬الذي‬ ‫قدم تقويم ًا �صارخ ًا‪" :‬هذا الو�ضع يبقى ه�ش ًا جد ًا‪،‬‬ ‫حيث يكمن فيه لي� ��س فقط خطر المزيد من �إراقة‬ ‫الدماء والإ�س ��تقطاب في م�ص ��ر‪ ،‬ولكن �أي�ض ًا يع ّوق‬ ‫الإنتعا�ش الإقت�ص ��ادي الذي هو �أمر �ض ��روري جد ًا‬ ‫لتحول م�ص ��ر الناجح "‪ .‬وق ّدم الرئي�س الم�ص ��ري‬ ‫الم�ؤق ��ت عدل ��ي من�ص ��ور تقويم ًا �أكثر و�ض ��وح ًا في‬ ‫خطاب متلفز في ‪� 7‬آب (�أغ�س ��ط�س) �أي�ض� � ًا عندما‬ ‫قال‪ ":‬كل الجهود الديبلوما�س ��ية الرامية �إلى و�ضع‬ ‫حد للعنف و�إراقة الدماء في م�صر قد ف�شلت"‪.‬‬ ‫وا�ص ��لت �أ�ص ��وات مختلف ��ة م ��ن جمي ��ع االط ��راف‬ ‫�إ�ش ��اراتها �إل ��ى �أن نوع ًا من القرار م ��ا زال ممكن ًا‪،‬‬ ‫حتى ف ��ي الوقت ال ��ذي كانت الحكوم ��ة ت�ؤ ّكد نيتها‬ ‫على �إزالة مخيمي الإعت�ص ��امات بالقوة �إذا قاومت‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪47‬‬


‫وادي النيل‬

‫مصر‬

‫"�أ�سواق العرب" تن�شر الق�صة الكاملة‬

‫لماذا خلع الجيش المصري محمد مرسي؟‬

‫الفريق �أول عبد الفتاح ال�سي�سي‪ :‬عبد النا�صر الجديد؟‬

‫الرئي�س المعزول محمد مر�سي‪ :‬تحقيق �أهداف �أخوانية على ح�ساب الدولة‬

‫مع عودة مظاهر الحياة الى �شوارع القاهرة‪ ،‬عر�ضت جماعتا "الجهاد اال�سالمي" و"الجماعة اال�سالمية"‬ ‫مب��ادرة لوق��ف العن��ف ال�سيا�سي يمتن��ع بموجبها منا�ص��رو الرئي�س المع��زول محمد مر�س��ي عن تنظيم‬ ‫�إحتجاج��ات في ال�ش��ارع‪� ،‬إذا �أوقفت الحكومة الموقتة حملتها عليهم‪ ،‬وذلك في محاولة لجمع الجي�ش‬ ‫وجماعة "الإخوان الم�سلمين" الى طاولة الحوار‪.‬‬ ‫وكان حلفاء مر�سي ي�صرون على �إعادة الرئي�س المعزول الى ال�سلطة كنقطة �إنطالق لأية محادثات‪� ،‬إلاّ �أن‬ ‫زعيم "الجهاد الإ�سالمي"محمد �أبو �سمرا �أبلغ "الأ�سو�شيتد بر�س"�أخير ًا �أن "ال خطوط حمراً"للمحادثات‪.‬‬ ‫وال تتح��دث الجماعت��ان ب�إ�سم "الإخ��وان الم�سلمين"‪� ،‬إلاّ �أن المبادرة تُعتب��ر م�ؤ�شر ًا جديد ًا لليونة من‬ ‫التحال��ف الم�ؤيد لمر�سي وال��ذي ي�ضم جماعات �إ�سالمية‪ .‬وهي ت�أتي وق��ت تراجع زخم الإحتجاجات‬ ‫الم�ؤي��دة للرئي�س المعزول و�إنخفا�ض حجم التظاهرات التي كانت تخرج �إ�ستنكار ًا للحملة العنيفة التي‬ ‫�شنّته��ا ال�شرط��ة على �أن�صار "االخ��وان الم�سلمين" و�إعتقلت زعماءهم‪ ،‬بمن فيه��م المر�شد العام محمد‬ ‫بدي��ع ونائب��ه خيرت ال�شاطر‪ ،‬حي��ث تجري محاكمتهم بتهم��ة قتل المتظاهري��ن �أو التحري�ض على قتل‬ ‫المتظاهرين و�إمداد الفاعلين بال�سالح‪.‬‬ ‫ولك��ن‪ ،‬لماذا و�صل الو�ضع الى هنا في م�صر بين الم�ؤ�س�س��ة الع�سكرية وجماعة "الإخوان الم�سلمين"؟‬ ‫وبالتال��ي لماذا ع��زل الفريق �أول عبد الفتاح ال�سي�سي الرئي�س محمد مر�س��ي ؟ الق�صة الكاملة من بدايتها‬ ‫ترويها "�أ�سواق العرب" في التقرير التالي‪:‬‬ ‫‪46‬‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬


‫ب�إ�س ��تمرار ه ��ذه االدعاءات‪ ،‬ومع ذل ��ك‪ ،‬عدد قليل‬ ‫جد ًا من الم�ص ��ريين يعتقد �أن هذا النفي �ص ��حيح‬ ‫وقابل للت�صديق‪.‬‬

‫كيف فقد الجي�ش الثقة في مر�سي‬ ‫�أخير ًا (قبل الحملة الأمنية على مخيمي "الإخوان"‬ ‫في القاهرة)‪� ،‬أظهر العديد من �إ�ستطالعات الر�أي‬ ‫الم�س ��تقلة �أن دعم ال�ش ��عب الم�صري للجي�ش و�صل‬ ‫ال ��ى ما يقرب من ‪ 70‬في المئة من ال�س ��كان‪ ،‬وهذا‬ ‫الرقم ربما يرتفع في حال �إ�ستم ّرت الأزمة‪ .‬ويعتزم‬ ‫الجي�ش‪ ،‬ح�س ��ب م�ص ��ادره‪� ،‬إ�س ��تخدام هذا الدعم‬

‫ال تبدو نوايا "الإخوان‬ ‫الم�سلمين" وا�ضحة‪ ،‬ال �سيما ب�سبب‬ ‫الفو�ضى داخل المنظمة بعد �إلقاء‬ ‫القب�ض �أخير ًا على مر�شدها العام‬ ‫محمد بديع ونائبه خيرت ال�شاطر‬ ‫ومعظم �أعوانهما‬

‫يعتبرهم ��ا ج ��زء كبي ��ر م ��ن المجتم ��ع الدول ��ي‬ ‫ب�أنهم ��ا منظمت ��ان �إرهابيت ��ان‪ .‬م ��ع ذل ��ك‪ ،‬وردت‬ ‫تقاري ��ر م�س ��تمرة ع ��ن �أن قنا�ص ��ة م ��ن "حما�س"‬ ‫و"الجماع ��ة الإ�س�ل�امية" مرتبطي ��ن ب"الإخوان"‬ ‫ف ��ي �أعل ��ى المبان ��ي ف ��ي القاه ��رة قام ��وا ب�إطالق‬ ‫النار على الح�ش ��ود‪ ،‬وهو ما يعك�س الإتهامات �ض ��د‬ ‫ق ��وات الأمن الحكومية للن�ش ��اط عين ��ه‪ .‬و ُيعتقد �أن‬ ‫�أع�ض ��اء من "حما�س" ينتمون �إلى ما ي�س ��مى فريق‬ ‫‪ ،95‬وهي مجموعة �ش ��به ع�س ��كرية بقي ��ادة الوزير‬ ‫ال�س ��ابق لل�ش ��باب �أ�س ��امة يا�س ��ين‪ .‬وكانت ظهرت‬ ‫ت�أكي ��دات على وج ��ود فريق ‪ 95‬لأول م ��رة في زمن‬ ‫الثورة �ض ��د الرئي�س ال�س ��ابق ح�سني مبارك‪ .‬ونفت‬ ‫جماع ��ة "الإخ ��وان الم�س ��لمين" ف ��ي البداية وجود‬ ‫فري ��ق ‪ ،95‬لكنه ��ا �أك ��دت ف ��ي وقت الح ��ق‪ ،‬زاعمة‬ ‫�أن فري ��ق ‪ 95‬كان معظمه من الجماعة الريا�ض ��ية‬ ‫الم�س ��تخدمة ف ��ي الحماية م ��ن العن ��ف‪ .‬و�إذا‪ ،‬كما‬ ‫ت�ؤكد الم�صادرالع�سكرية‪ ،‬كان في حوزة "الإخوان"‬ ‫�أ�س ��لحة داخل مخيمي القاهرة‪ ،‬ف� ��إن الأمر يتطلب‬ ‫�إط�ل�اق ر�صا�ص ��ة واحدة فق ��ط في و�س ��ط الجنود‬ ‫ليقوم ��وا ه�ؤالء ب ��رد فعل قا�س‪ .‬ونف ��ت "الجماعة"‬

‫لتحقيق الإ�ستقرار في م�ص ��ر‪ ،‬وهزيمة الجماعات‬ ‫العنيف ��ة داخ ��ل حدودها‪ ،‬وو�ض ��ع د�س ��تور �ش ��امل‪،‬‬ ‫و�إعطاء الإقت�ص ��اد الم�ص ��ري فر�ص ��ة للتعافي‪ .‬لم‬ ‫يع ��رب الجي� ��ش عن رغبت ��ه في حكم الب�ل�اد‪ ،‬على‬ ‫الرغم من �أنه بال �ش ��ك يريد الحفاظ على و�ض ��عه‬ ‫الخا�ص‪ .‬وفق ًا لإ�س ��تطالعات ال ��ر�أي الأخيرة‪ ،‬ف�إن‬ ‫غالبية كبيرة من ال�سكان تعتقد �أن تلك الإجراءات‬ ‫تهدف عل ��ى المدى البعيد �إلى �إعطاء الم�ص ��ريين‬ ‫الوظائ ��ف والكرام ��ة والعدال ��ة الإجتماعي ��ة الت ��ي‬ ‫طالبت بها الثورة �ضد الرئي�س ح�سني مبارك‪.‬‬ ‫بالإ�ض ��افة �إلى الإ�س ��تجابة للتفوي�ض ال�شعبي الذي‬ ‫ُمن ��ح من خ�ل�ال �سيا�س ��ات ال�ش ��وارع‪ ،‬كان ��ت لدى‬ ‫الجي� ��ش �إهتمام ��ات �أخرى تقع �ض ��من م�س� ��ؤوليته‬ ‫لت�أمي ��ن وحماية �س�ل�امة الدولة الم�ص ��رية‪ .‬ووفق ًا‬ ‫لم�صادر م�ص ��رية مق ّربة من م�س�ؤولين حكوميين‪،‬‬ ‫كانت هناك �أربع ��ة �أحداث مهمة ذات داللة �أقنعت‬ ‫الجي� ��ش �أن محم ��د مر�س ��ي ل ��م يكن رئي�س م�ص ��ر‬ ‫بق ��در م ��ا كان ممث ��ل الم�ش ��روع الأمم ��ي لجماع ��ة‬ ‫"الإخوان الم�س ��لمين" التقليدي ��ة‪� .‬أو ًال‪ ،‬في كانون‬ ‫الأول (دي�س ��مبر) ‪ ،2012‬طلب الرئي�س مر�سي من‬

‫الفريق �أول ال�سي�س ��ي �أن يدعو ف�ص ��ائل المعار�ضة‬ ‫ال ��ى عق ��د �إجتماع للبح ��ث عن نقاط للم�ص ��الحة‪.‬‬ ‫في وقت الحق‪ ،‬وفق ًا لم�ص ��ادر م�ص ��رية‪� ،‬إ�س ��تنتج‬ ‫الجي� ��ش وتب َّين له �أن مر�س ��ي كان فع ًال يراهن على‬ ‫ما يريده مكتب المر�ش ��د الع ��ام لجماعة "الإخوان‬ ‫الم�سلمين"‪ ،‬الذي كان يعتقد ب�أن زعماء المعار�ضة‬ ‫ل ��ن ي�أتوا ال ��ى الإجتم ��اع‪ ،‬وبالتالي �إعطاء مر�س ��ي‬ ‫مي ��زة �سيا�س ��ية‪ .‬ف ��ي الواق ��ع‪ ،‬عندما ب ��د�أ زعماء‬ ‫المعار�ض ��ة يتوافدون �إلى الإجتماع طلب ال�سي�س ��ي‬ ‫�إلغاءه‪ .‬كان الإنطباع �أن ��ه ال عقد �أو �إلغاء الإجتماع‬ ‫كان قرار مر�سي‪ ،‬بد ًال من ذلك كان مكتب المر�شد‬ ‫العام ل"الإخوان" هو ال�سلطة الحقيقية‪.‬‬ ‫ثاني ًا‪ ،‬في �شباط (فبراير) الما�ضي‪� ،‬إلتقى ال�سي�سي‬ ‫وقيادات ع�س ��كرية �أخرى مع مر�سي لتقديم تقويم‬ ‫للتهدي ��دات العالمي ��ة التي تت�ألف من تفا�ص ��يل من‬ ‫تهدي ��دات خارجية وداخلية لم�ص ��ر‪ .‬كان االنطباع‬ ‫ال�صافي بين الذين ح�ض ��روا الإجتماع �أن الرئي�س‬ ‫ل ��م يك ��ن متق ّب ًال لمخاوفه ��م‪ .‬الح ��دث الثالث كان‬ ‫الإنفت ��اح على �إيران الذي تم ّثل ف ��ي زيارة الرئي�س‬ ‫محم ��ود �أحمدي نجاد التي �ش ��ملت �إ�س ��تقباله على‬ ‫ال�س ��جادة الحمراء �إلى القاهرة‪ ،‬في �ش ��هر �شباط‬ ‫(فبراي ��ر) �أي�ض� � ًا‪ ،‬وال�س ��ماح لل�س ��ياح الإيرانيي ��ن‬ ‫بزي ��ارة م�ص ��ر‪ .‬وق ��د عار� ��ض ال�س ��لفيون والجي�ش‬ ‫الم�ص ��ري هذا االنفتاح على �إي ��ران‪ ،‬لكن الرئي�س‬ ‫لم يلتفت الى ن�ص ��ائحهما‪ .‬علم� � ًا �أن �إدعاءات �أمن‬ ‫الحكومة ب�أن المخاب ��رات الإيرانية كانت تعمل في‬ ‫القاهرة �أ�ص ��بح عام� � ًا في الآونة الأخي ��رة‪ .‬ورابع ًا‪،‬‬ ‫ف ��ي ‪ 22‬حزي ��ران (يوني ��و) الفائت ق ّدم ال�سي�س ��ي‬ ‫ال ��ى الرئي�س تهديد ًا وم�ش ��ورة ب�أنه ف ��ي حاجة الى‬ ‫الت�ص ��الح في �أقرب الآجال مع المعار�ض ��ة لل�س ��ير‬ ‫بم�ص ��ر على الم�س ��ار ال�ص ��حيح‪ .‬مرة �أخرى‪ ،‬كان‬ ‫مر�سي راف�ض ًا وغير متق ّبل‪ .‬في اليوم التالي �أعطى‬ ‫ال�سي�سي علن ًا مهلة �أ�سبوع واحد لمر�سي والمعار�ضة‬ ‫لإيجاد توافق في الآراء لمعالجة م�شاكل م�صر‪.‬‬

‫مع�ضلة الجي�ش‬ ‫واجهت الجي�ش الم�ص ��ري مع�ض ��لة عندما طالبت‬ ‫المظاه ��رات ال�ض ��خمة ب� ��أن يح ��ذو مر�س ��ي حذو‬ ‫مبارك وترك من�صبه‪ :‬هل يتجاهل الع�سكر التعبير‬ ‫ال�صاخب لل�ش ��عب عن �إرادته ويفقد بالتالي ت�أييده‬ ‫؟ �أم ه ��ل يمتث ��ل للمطالب وينظ ��ر المجتمع الدولي‬ ‫�إليه ب�أنه قام بتنفيذ انقالب �ضد الرئي�س الم�صري‬ ‫المنتخب ديموقراطيا؟ في النهاية‪ ،‬يبدو �أن بواعث‬ ‫ملحة �إ�س ��تراتيجية‪ ،‬مثل �سيناء‪ ،‬و ّفرت الدافع‬ ‫قلق ّ‬ ‫الحا�س ��م في ح�س ��ابات القي ��ادة الع�س ��كرية وقلبت‬ ‫الموازين �ضد مر�سي‪.‬‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪49‬‬


‫وادي النيل‬

‫¶‬

‫م�صر‬

‫جماعة "الإخوان الم�سلمين" تفكيكهما والإن�سحاب‬ ‫من ال�س ��احتين �س ��لمي ًا‪ .‬مع عدم الو�ص ��ول الى حل‬ ‫و�س ��ط‪ ،‬ثبت �أنه من الم�س ��تحيل تج ّن ��ب العنف في‬ ‫القاهرة‪ .‬لذا �إتخذت ال�ش ��رطة تدابير قوية لإعادة‬ ‫النظام �إلى ال�شوارع بما في ذلك �إنهاء �إعت�صامات‬ ‫"الأخ ��وان" وم�ؤيديهم في المخيمين الم�ؤقتين في‬ ‫المدينة‪.‬‬ ‫�إنه في م�ص ��لحة وا�شنطن الإ�س ��تراتيجية �أن تنعم‬ ‫م�ص ��ر بال�س�ل�ام والإ�س ��تقرار‪ ،‬و�أن تك ��ون �آمن ��ة‬ ‫�إقت�ص ��ادي ًا وديموقراطي ًا‪ ،‬و�أنه م ��ن المهم جد ًا �أن‬ ‫تتوق ��ف عملي ��ات القت ��ل م ��ن قبل جمي ��ع االطراف‬ ‫الم�ص ��رية‪� .‬س ��ابق ًا‪ ،‬متجنب ًة �إتخاذ قرار ب�ش� ��أن ما‬ ‫�إذا كان ��ت عملية الإطاحة بمر�س ��ي تُعتب ��ر �إنقالب ًا‪،‬‬ ‫دع ��ت الإدارة الأميركي ��ة الجي� ��ش �إل ��ى التح ��رك‬ ‫ب�س ��رعة لإعادة م�ص ��ر �إلى حكوم ��ة مدنية منتخبة‬ ‫ديموقراطي ًا ‪ --‬موق ��ف ردده وزير الخارجية جون‬ ‫كيري ف ��ي ‪� 14‬آب (�أغ�س ��ط�س) كم ��ا �أدان العنف‪.‬‬ ‫كم ��ا �أ ّك ��د م�س� ��ؤولون �أميركي ��ون على �أن ��ه يجب �أن‬ ‫يتمت ��ع جميع الأطراف بحق الم�ش ��اركة في العملية‬ ‫ال�سيا�سية‪ ،‬و�أن جميع الأطراف لها الحق في تنظيم‬ ‫المظاهرات ال�س ��لمية‪ ،‬بما في ذلك الإعت�ص ��امات‬ ‫التي قامت بها جماعة "الإخوان الم�سلمين"‪.‬‬

‫الفريق �أول عبد الفتاح ال�سي�سي‪" :‬ال‬ ‫عودة لمحمد مر�سي الى الحكم‪ ،‬وال مانع‬ ‫من مر�شحين من "الإخوان" في �إنتخابات‬ ‫برلمانية جديد ًة ‪ ...‬والإنتخابات المقبلة‬ ‫�ستخ�ضع لمراقبة دولية على عك�س تلك‬ ‫التي �أتت بمر�سي �إلى ال�سلطة"‬

‫ال تملك جماعة "الإخوان الم�سلمين" القدرة على‬ ‫هزيمة الجي�ش بقوة ال�س�ل�اح‪ ،‬وب�إ�س ��تثناء �سيناء‪،‬‬ ‫م�ص ��ر لي�س ��ت �أرا�ض ��ي جيدة لحرب ع�ص ��ابات‪،‬‬ ‫علم� � ًا �أن حركات التم ��رد الجهادية ال�س ��ابقة في‬ ‫تم �إكت�شافها‪.‬‬ ‫ثمانينات وت�س ��عينات القرن الفائت ّ‬ ‫و�أعل ��ن الجي� ��ش الم�ص ��ري �أن ��ه يعار� ��ض ع ��ودة‬ ‫مر�س ��ي الى ال�س ��لطة‪ ،‬ولكن ال يعار�ض بال�ضرورة‬ ‫مر�ش ��حين من "الإخوان" في �إنتخابات برلمانية‬ ‫جديدة‪ .‬وقد �ص� � ّرح وزير الدفاع ورئي�س المجل�س‬ ‫الأعلى للقوات الم�سلحة الفريق �أول ال�سي�سي علن ًا‬ ‫ب�أن الإنتخابات المقبلة يمكن �أن تخ�ض ��ع لمراقبة‬ ‫دولي ��ة‪ ،‬عل ��ى عك� ��س تلك الت ��ي �أتت بمر�س ��ي �إلى‬ ‫ال�س ��لطة‪ .‬ومن غير المرجح �أن يتم ّكن "الأخوان"‬ ‫الف ��وز ف ��ي الإنتخاب ��ات الرئا�س ��ية المقبل ��ة ف ��ي‬ ‫مواجه ��ة �إ�س ��تياء �ش ��عبي وا�س ��ع م ��ن فت ��رة والية‬ ‫الرئي� ��س الإخواني الإ�س�ل�امي ال�س ��ابق‪ .‬قد تكون‬ ‫"الجماعة" قادرة‪ ،‬كما فعلت في الما�ضي‪ ،‬على‬ ‫ك�س ��ب بع�ض المقاع ��د البرلمانية ف ��ي مجتمعات‬ ‫من ال�س ��كان التي ال تزال تدعمه ��ا‪ .‬وبالتالي ف�إن‬ ‫"الإخوان" رف�ض ��وا علن ًا �أي حل للأزمة الحالية‬ ‫الت ��ي ال تت�ض ��من �إع ��ادة مر�س ��ي ‪ -‬خي ��ار واح ��د‬ ‫رف�ض ��ه الجي� ��ش والحكوم ��ة الم�ؤقت ��ة تمام� � ًا‪ .‬في‬

‫و�إعط ��اء حياته ��م ف ��داء‪ .‬خ ��ارج المخيمي ��ن على‬ ‫ط ��ول نهر النيل وفي �س ��يناء‪�ُ ،‬ش� � ّنت حمل ��ة عنيفة‬ ‫�ضد الأقباط الم�س ��يحيين‪ ،‬والتي �ألقت الجماعات‬ ‫الم�صرية الم�ستقلة لحقوق الإن�سان اللوم فيها على‬ ‫نحو متزايد على "الأخوان الم�سلمين"‪ .‬وقد ظهرت‬ ‫جث ��ث م�ش� � ّوهة ف ��ي ظروف غام�ض ��ة ف ��ي القاهرة‬ ‫بالقرب من المع�س ��كرين الم�ؤيدين لمر�سي‪ ،‬بينما‬ ‫و ّثقت جماعات حقوق الإن�س ��ان روايات �شهود عيان‬ ‫عن التعذيب وال�ضرب والطعن التي مار�سها م�ؤيدو‬ ‫"الإخوان" داخل المخيمين‪ .‬في حادث واحد ُجلد‬ ‫�أربعة �أع�ض ��اء من ال�ش ��باب المنتمين الى مجموعة‬ ‫"�إخوان م�س ��لمين �ض ��د العنف" في مخيم مدينة‬ ‫ن�ص ��ر لمحاولته ��م توزيع عري�ض ��ة تطال ��ب ب�إزالة‬ ‫القيادة الحالية ل"الإخوان"‪.‬‬ ‫يب ��دو �أن جماع ��ة "الإخ ��وان الم�س ��لمين" تريد من‬ ‫الوالي ��ات المتحدة �إ�س ��تخدام نفوذها لدى الجي�ش‬ ‫الم�ص ��ري‪ ،‬ولك ��ن المتح ��دث ب�إ�س ��مها ع�ص ��ام‬ ‫العريان دعا جميع الديبلوما�سيين الأميركيين الى‬ ‫مغادرة م�ص ��ر‪ ،‬و�أ�ش ��ار الى �أنه يجب على الح�شود‬ ‫محا�صرة ال�س ��فارة الأميركية‪ ،‬وهو عمل من �ش�أنه‬

‫موقف "الإخوان الم�سلمين"‬

‫‪48‬‬

‫نهاية المطاف ال تبدو نوايا "الإخوان" وا�ض ��حة‪،‬‬ ‫ال �سيما ب�سبب الفو�ضى داخل المنظمة بعد �إلقاء‬ ‫القب�ض �أخير ًا على مر�ش ��دها الع ��ام محمد بديع‬ ‫ونائبه خيرت ال�شاطر و�أعوانهما‪.‬‬ ‫ويق ��ول متحدثون ب�إ�س ��م "الإخ ��وان" ب�أنه ��م دعوا‬ ‫ب�إ�س ��تمرار ال ��ى مظاه ��رات �س ��لمية ويرغب ��ون في‬ ‫�إرجاع الرئي�س المنتخب ديموقراطي ًا �إلى ال�س ��لطة‬ ‫م ��ن طري ��ق الإحتجاج ال�س ��لمي‪ .‬مع ذل ��ك‪� ،‬إتهمت‬ ‫الحكوم ��ة الم�ؤقتة زعم ��اء "الأخ ��وان" بالتحري�ض‬ ‫على العنف في خطبهم‪ .‬وقد ردد م�ؤيدو "الأخوان"‬ ‫المتظاه ��رون عن �أنهم م�س ��تعدون ل�س ��فك الدماء‬

‫عندما هاجمت ال�شرطة �ساحتي الإعت�صام الإخواني في القاهرة‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫�أن ي� ��ؤدي وينته ��ي ال ��ى العن ��ف‪ .‬من جهته ��م �أدلى‬ ‫كبار �أع�ض ��اء الإخوان بت�ص ��ريحات غام�ضة‪ ،‬على‬ ‫�س ��بيل المث ��ال �إ ّدع ��ى الدكتور �ص ��فوت حجازي �أن‬ ‫الإخ ��وان يج ��رون تظاهرات �س ��لمية فق ��ط‪ ،‬ولكنه‬ ‫رف� ��ض عر� ��ض الجي� ��ش ل"الخ ��روج الآم ��ن" �إذا‬ ‫غادر م�ؤيدوهم المخيمات �س ��لمي ًا‪ .‬وذكر حجازي‪،‬‬ ‫الذي كان مطلوب ًا للإ�س ��تجواب من قبل ال�س ��لطات‬ ‫للإ�شتباه به ب�أنه من المحر�ضين على العنف‪" :‬لن‬ ‫نغادر هنا حتى يعود رئي�س ��نا محمد مر�سي"‪ .‬وقد‬ ‫بنى �أع�ض ��اء الجماع ��ة جدران ًا م�ؤقت� � ًا من الطوب‬ ‫عل ��ى �أو بالقرب من ال�ش ��رايين الرئي�س ��ية في قلب‬ ‫القاه ��رة‪ ،‬الأم ��ر الذي ي�س ��تدعي لزام ًا �إ�س ��تجابة‬ ‫وتدخل الجي�ش وال�شرطة‪ .‬وفق ًا لم�صدر طلب عدم‬ ‫ذكر �إ�سمه في الحكومة الم�صرية‪" ،‬قادة الجماعة‬ ‫لم يكونوا بين الح�ش ��ود التي تنفذ هذه الأوامر‪� ،‬إذ‬ ‫�أنه ��م كانوا يتوقع ��ون العنف وبالتالي ف� ��إن غيابهم‬ ‫مريح عندما يحدث ذلك"‪.‬‬ ‫نف ��ت جماع ��ة "الإخ ��وان الم�س ��لمين" ب�إ�س ��تمرار‬ ‫الإتهام ��ات الموجه ��ة �إليها بالتواط� ��ؤ مع جماعات‬ ‫مث ��ل "الجماعة الإ�س�ل�امية" و"حما� ��س"‪ ،‬واللتان‬


‫وادي النيل‬

‫¶‬

‫م�صر‬

‫منذ �س ��قوط مبارك �صارت �سيناء غريبة عن م�صر‬ ‫وغير ل�صيقة بها‪ .‬بالإ�ضافة �إلى البدو الم�ضطربين‬ ‫ع ��ادة‪� ،‬إتخذته ��ا جماع ��ات جهادية مختلف ��ة مكان ًا‬ ‫للإقام ��ة و�إط�ل�اق عملي ��ات �إرهابية‪ .‬وت�ش ��مل هذه‬ ‫المجموع ��ات‪" :‬حما� ��س"‪ ،‬وتنظي ��م "القاع ��دة"‬ ‫والجماع ��ات الجهادي ��ة الم�س ��توحاة م ��ن "تنظيم‬ ‫القاع ��دة" وغيرها م ��ن التنظيم ��ات المعادية لي�س‬ ‫فقط لإ�س ��رائيل بل �أي�ض� � ًا للدولة الم�صرية نف�سها‪.‬‬ ‫لقد هاجمت هذه الحركات مواقع �سياحية ومرافق‬ ‫ع�س ��كرية ونقاط تفتي�ش م�ص ��رية‪� .‬أعداد �أفرادها‬ ‫لي�س ��ت كبيرة‪ ،‬ولكن في معاركه ��ا التقليدية لحرب‬ ‫الع�ص ��ابات فه ��ي ف ّعال ��ة ف ��ي خل ��ق الفو�ض ��ى‪ .‬لقد‬ ‫�ش ��ارك عنا�ص ��رها في عمليات خط ��ف وتفجيرات‬ ‫وقتل ومحاوالت �إغتيال وتهريب �أدوات الإرهاب في‬ ‫�سيناء وقطاع غزة‪ .‬و�أي�ض ًا في بع�ض الأحيان حاولوا‬ ‫�إ�ستخدام �سيناء كمن�صة لمهاجمة �إ�سرائيل‪ .‬ورغم‬ ‫�أن جماع ��ة "الإخوان الم�س ��لمين" �أ ّك ��دت على �أنها‬ ‫لي�س ��ت وراء العن ��ف في �س ��يناء‪ ،‬ف� ��إن �أد ّلتي ��ن �أدتا‬ ‫ال ��ى قناعة الجي� ��ش ب�أن "الإخوان" ه ��م على الأقل‬ ‫متواطئ ��ون مع جماعات العنف في �س ��يناء‪ ،‬حتى لو‬ ‫لم ي�س ��يطروا فعلي� � ًا عليهم‪ .‬كان ��ت �أول �أد ّلة عندما‬ ‫طل ��ب الرئي� ��س مر�س ��ي م ��ن الجي� ��ش �أن ال يك ��ون‬ ‫قا�س ��ي ًا عل ��ى الجهاديين في �س ��يناء‪ ،‬لق ��د كان �أمر‬ ‫لم يتمك ��ن الجي�ش من طاعته‪ .‬وكانت الأدلة الثانية‬ ‫بعد �إطاحة مر�س ��ي عندما �ص ��رح الع�ضو البارز في‬ ‫الإخ ��وان محم ��د البلتاج ��ي‪" :‬يمكنن ��ا �أن نوقف ما‬ ‫يح ��دث في �س ��يناء في لحظة �إذا �أُفرج عن مر�س ��ي‬ ‫و�أُعيد �إلى من�ص ��به ال�س ��ابق"‪ .‬كان الجي�ش ي�ضغط‬ ‫بقوة في حملته �ضد الجماعات الإرهابية في �سيناء‬ ‫حت ��ى حدود غ ��زة وخارجها‪ .‬وكما ذكرت �ص ��حيفة‬ ‫"ه�آرت�س" الإ�س ��رائيلية في ‪ 14‬تموز (يوليو) وفق ًا‬ ‫لم�صادر فل�س ��طينية‪�" ،‬أن طائرات مقاتلة م�صرية‬ ‫ح ّلقت فوق قطاع غزة للمرة الأولى"‪.‬‬ ‫بالإ�ض ��افة �إلى مجموعات �س ��يناء‪ ،‬هناك منظمات‬ ‫م�س ��لحة �أخرى‪ ،‬التي �إعتادت ان تكون في ال�سجن‪،‬‬ ‫هي في ال�ش ��ارع وتدعم "الإخوان"‪ .‬واحدة من هذه‬ ‫الجماعات هي "الجماعة الإ�سالمية"‪ ،‬التي جل�س‬ ‫ممث ّله ��ا على المن�ص ��ة مع �أ�س ��امة ب ��ن الدن و�أيمن‬ ‫الظواه ��ري عندم ��ا �أعلن ��ا الح ��رب عل ��ى الواليات‬ ‫المتحدة واليهود؛ والذي يق�ض ��ي قائدها ال�س ��ابق‪،‬‬ ‫ال�ش ��يخ الكفيف عمر عب ��د الرحمن‪ ،‬م ��ا مجموعه‬ ‫‪ 165‬عام� � ًا في �س ��جن �أميرك ��ي ب�س ��بب التخطيط‬ ‫لتفجي ��رات في منطق ��ة مدين ��ة نيوي ��ورك‪ ،‬والذي‬ ‫�أي�ض� � ًا كتب الفتوى الدينية التي �إ�ستخدمت لتبرير‬ ‫�إغتي ��ال الرئي� ��س �أنور ال�س ��ادات‪ .‬في �أثن ��اء وجوده‬ ‫في ال�س ��جن‪ ،‬نب ��ذت المجموعة العن ��ف‪ ،‬ولكن منذ‬

‫الرئي�س الم�ؤقت عدلي من�صور‪:‬‬ ‫ف�شلت كل الو�ساطات ف�إقت�ضى �إعادة النظام‬

‫الإف ��راج عن عنا�ص ��رها من ال�س ��جون الم�ص ��رية‬ ‫ه ّددت ب�إ�ستخدام العنف �إذا لم يتم تحقيق هدفها‬ ‫المتم ّثل في ت�أ�سي�س دولة �إ�سالمية �سلفية‪.‬‬ ‫م ��ن جهة �أخ ��رى �أ�ص ��بحت القاهرة �أي�ض� � ًا مركز ًا‬ ‫محوري� � ًا لتحويل الجهاديين و�س ��فرهم م ��ن �أوروبا‬ ‫�إلى ال�شرق الأو�سط‪ .‬و�صارت حدود م�صر مع ليبيا‬ ‫وغزة نقطة عبور للأ�س ��لحة المه ّربة‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫المتفج ��رة‪ ،‬الت ��ي �إنتهى به ��ا المطاف الى‬ ‫الم ��واد‬ ‫ّ‬ ‫�أي ��ادي خالي ��ا �إرهابية داخل م�ص ��ر‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫�ض ��واحي القاه ��رة حيث يوج ��د مق ��ر "الإخوان"‪.‬‬ ‫وي�ص ��ر الأمن الم�ص ��ري على �أن حرك ��ة "حما�س"‬ ‫ت�ش ��ارك ف ��ي �أعم ��ال العنف ف ��ي القاه ��رة وكذلك‬ ‫في �س ��يناء‪ .‬وقد قب�ض ��ت ق ��وات الأمن عل ��ى �أربعة‬ ‫�إرهابيين م�شتبه بهم في ‪ 4‬تموز (يوليو) في �إحدى‬ ‫�ضواحي القاهرة وفي حوزتهم متفجرات ومالب�س‬ ‫لل�ش ��رطة و�أزياء ع�سكرية‪ .‬وذكر م�ص ��در �أمني �أن‬ ‫المعتقلين ينتمون �إلى حركة "حما�س"‪.‬‬ ‫وعل ��ى الرغ ��م م ��ن ال�ش ��هرة الت ��ي تلقاها مر�س ��ي‬ ‫لم�ساعدته على منع الإجتياح الإ�سرائيلي المتجدد‬ ‫لغزة وحرب �أخرى‪ ،‬فقد تجنب الرئي�س الإ�س�ل�امي‬ ‫نطق كلمة �إ�سرائيل في العلن‪ ،‬ولم يتحدث �شخ�صي ًا‬

‫الع�ضو البارز في الإخوان محمد‬ ‫البلتاجي‪" :‬يمكننا �أن نوقف ما يحدث‬ ‫في �سيناء في لحظة �إذا �أُفرج عن‬ ‫مر�سي و�أُعيد �إلى من�صبه ال�سابق"‬

‫�إل ��ى �أي م�س� ��ؤول �إ�س ��رائيلي‪ .‬فت ��رك كل ذل ��ك �إلى‬ ‫الجي�ش والإ�س ��تخبارات التي تحافظ على عالقات‬ ‫جيدة مع �إ�س ��رائيل حتى اليوم‪ .‬وف ��ي الوقت عينه‪،‬‬ ‫�إن الم ��ادة الثانية من ميث ��اق حما�س‪ ،‬بقي من دون‬ ‫تغيي ��ر حتى اليوم‪ ،‬والذي يقول ب� ��أن "حما�س" هي‬ ‫"جناح" من جماعة "الإخوان الم�سلمين"‪.‬‬ ‫وفي مو�ض ��وع �آخر بدا مر�س ��ي على �أنه كان جاهز ًا‬ ‫للتنازل عن بع�ض الأرا�ض ��ي عل ��ى الحدود لحكومة‬ ‫ال�س ��ودان‪ ،‬الأمر الذي ال ي�س ��تطيع الجي�ش ت�أييده؛‬ ‫لذا متحدي ًا مر�س ��ي‪� ،‬أر�سل ال�سي�س ��ي رئي�س �أركانه‬ ‫�إل ��ى الخرط ��وم "لجع ��ل الأم ��ور وا�ض ��حة و�ض ��وح‬ ‫ال�شم�س لل�سودانيين �أن القوات الم�سلحة الم�صرية‬ ‫ال تتنازل �أبد ًا عن �أرا�ض م�صرية"‪.‬‬

‫والآن‪ ،‬ماذا بعد؟‬ ‫بالن�سبة الى القوات الع�سكرية والأمنية الم�صرية‪،‬‬ ‫بدت حكومة مر�س ��ي ب�أنها كانت تعمل �ضد م�صالح‬ ‫الدول ��ة‪ .‬الجي� ��ش ل ��م ي�س ��تطع تقبل �أوامر مر�س ��ي‬ ‫بالإمتناع عن الهجمات �ض ��د الجماعات الجهادية‬ ‫العنيفة في �س ��يناء �أو رف�ضه الموافقة على عمليات‬ ‫مكافحة التج�س�س �ضد عمالء ايرانيين عاملين في‬ ‫م�صر‪ .‬بدعم من غالبية ال�سكان‪ ،‬قام الجي�ش بعزل‬ ‫مر�سي من ال�سلطة وبقي ي�صر وي�ؤكد على �أن �أي ح ّل‬ ‫للم�أزق الحالي �سوف لن ي�شمل �إعادته‪ .‬الإجراءات‬ ‫الع�سكرية حتى الآن ت�سير وتتما�شى مع نيته المعلنة‬ ‫لإعادة م�صر الى العملية الديموقراطية‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬يجب �إيقاف العنف من الجانبين لإعادة‬ ‫النظ ��ام و�إ�س ��تئناف الإنتاجي ��ة الإقت�ص ��ادية ف ��ي‬ ‫م�صر‪ .‬عملية �ش ��املة لكتابة و�إ�صدار د�ستور جديد‬ ‫يج ��ب �أن يك ��ون في ح ��ده الأدنى مقب ��و ًال من جميع‬ ‫الأطراف؛ و�سوف ي�س ��تمر تجدد العنف في ت�شكيل‬ ‫تهديد �إذا لم يتو�صل الجميع الى حل و�سط منا�سب‬ ‫لكل الأطراف‪ .‬علم ًا �أن ظهور مثل هذه الت�سوية كان‬ ‫�ص ��عب ًا في ال�سابق منذ �أن تح ّرك الجي�ش الم�صري‬ ‫والم�ؤ�س�س ��ة الأمني ��ة‪ ،‬بقي ��ادة �ض ��باط م�س ��لمين‬ ‫محافظين‪ ،‬من العي�ش ال�ص ��عب مع رئا�س ��ة مر�سي‬ ‫�إل ��ى معار�ض ��ة قوي ��ة تقوم عل ��ى �إقتناع را�س ��خ ب�أن‬ ‫الم�شروع الإ�سالمي الأممي ل"الإخوان الم�سلمين"‬ ‫يتعار� ��ض مبا�ش ��رة م ��ع الم�ص ��الح الإ�س ��تراتيجية‬ ‫الم�ص ��رية‪ .‬كم ��ا �أن �أعمال العن ��ف الأخيرة جعلت‬ ‫الو�صول الى حل و�سط �أكثر �صعوبة و�إ�شكالية‪ .‬ومع‬ ‫ذل ��ك‪ ،‬ينبغي لن ��ا �أن نتوقع من الجي� ��ش والحكومة‬ ‫الم�ؤقتة الإ�س ��تمرار في خارطة الطريق ال�سيا�س ��ية‬ ‫الخا�ص ��ة المعلنة لو�ضع د�س ��تور و�إجراء �إنتخابات‬ ‫جديدة مع �أو على الأرجح من دون �إتفاق مع جماعة‬ ‫"الإخوان الم�سلمين"‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪51‬‬


Offering you the leading brands in Ceramic tiles, Sanitary ware, Kitchen cabinets, Sarieddine has it covered. Offering you the leading brands in Ceramic Adding a touchware, of class that cabinets, turns residential or tiles, Sanitary Kitchen Sarieddine commercial property into a palatial setting. has it covered. Log on to or visit our Adding a www.sarieddine-trading.com touch of class that turns residential or new show room and see for yourself, there’s more to commercial property into a palatial setting. just living with Sarieddine. Log on to www.sarieddine-trading.com or visit our new show room and see for yourself, there’s more to just living with Sarieddine.

Design for today’s living Abu Dhabi: t. 00971 2 6776121, 6774937 Design for today’s living Al Ain: t. 00971 3 7212211, 7218883 sartest@emirates.net.ae Abu Dhabi: t. 00971 2 6776121, 6774937


‫الملك محمد ال�ساد�س‪:‬‬ ‫�إنتقد علن ًا حكومة عبد الإله بن بنكيران‬

‫الرباط ‪ -‬محمد لديب‬ ‫خ ّف ��ت �أخي ��ر ًا ح ��دة وثي ��رة الخطابات‬ ‫ال�سيا�سية المنتقدة لأحزاب المعار�ضة‬ ‫ورموزه ��ا في �أو�س ��اط الإ�س�ل�اميين الذي ��ن يقودون‬ ‫الحكوم ��ة المغربي ��ة من ��ذ �أكثر من �س ��نة ون�ص ��ف‪،‬‬ ‫عقب �إنتخابات نيابية م ّكنتهم من الإ�س ��تحواذ على‬ ‫المرتب ��ة الأولى في البرلمان المغربي بـ ‪ 107‬مقاعد‬ ‫من �أ�ص ��ل ‪ 395‬مقعد ًا‪ ،‬وقادتهم الى رئا�س ��ة و�إدارة‬ ‫ال�سلطة التنفيذية في �سابقة �سيا�سية هي الأولى في‬ ‫تاريخ المغرب‪.‬‬ ‫فبعد �أ�سابيع من �إن�سحاب وزراء حزب "الإ�ستقالل"‬ ‫م ��ن الإئت�ل�اف الحاك ��م‪ ،‬ال ي ��زال ح ��زب "العدالة‬ ‫والتنمية" الإ�س�ل�امي ي�س ��عى الى �إيجاد بديل منه‬ ‫في محاولة للبقاء في �س ��دة الحك ��م‪ ،‬وذلك في ظل‬ ‫تزايد �إحتم ��االت ح ��ل الحكومة و�إع�ل�ان �إنتخابات‬ ‫مبكرة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الح ��زب الإ�س�ل�امي الحاك ��م‪ ،‬ي�س ��عى جاه ��دا �إلى‬ ‫الخروج من الم�أزق الحكومي الذي �أوقعه فيه حزب‬ ‫الإ�س ��تقالل ب�أقل خ�س ��ائر ممكنة لتف ��ادي �إنتخابات‬ ‫برلماني ��ة مبكرة‪ ،‬نظ ��ر ًا الى الإتهام ��ات المتزايدة‬ ‫الموجهة �إليه بف�شله الذريع في �إدارة �ش�ؤون البالد‪.‬‬ ‫الواقع �أن الم�ش ��كلة بالن�س ��بة الى عبد الإله بنكيران‬ ‫وحزب ��ه هي �أبع ��د من ذل ��ك‪ .‬فبعد �أح ��داث ‪ 3‬تموز‬ ‫(يوليو) في م�ص ��ر‪ ،‬يواجه ح ��زب العدالة والتنمية‬ ‫الإ�س�ل�امي الأب ��رز ف ��ي المغ ��رب‪ ،‬خط ��ر خ�س ��ارة‬ ‫بع�ض المكت�س ��بات التي ج ��رى تحقيقها بفعل تعديل‬ ‫الد�س ��تور ف ��ي تم ��وز (يولي ��و) ‪ ،2011‬ناهي ��ك ع ��ن‬ ‫المخاوف من التهمي�ش في م�ش ��هد �سيا�سي مناه�ض‬ ‫�أ�ص�ل ً�ا للح ��زب‪ .‬فقد وج ��ه الملك محمد ال�س ��اد�س‬ ‫�إنتقادات مبا�ش ��رة �إلى حكوم ��ة بنكيران‪ ،‬في الكلمة‬

‫رئي�س الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران‪:‬‬ ‫عمل الم�ستحيل للبقاء في الحكم‬

‫وزير المالية ال�سابق �صالح الدين مزوار‪:‬‬ ‫هل يغريه بنكيران ما فيه الكفاية‬

‫التي �ألقاها لمنا�س ��بة عيد مولده الخم�س ��ين‪ ،‬في ما‬ ‫ين ��ذر بمواجهة ب ��د�أت معالمها تلوح ف ��ي الأفق بين‬ ‫الق�صر وحزب العدالة والتنمية‪.‬‬ ‫لق ��د و�ض ��عت قي ��ادات ح ��زب العدال ��ة والتنمية في‬ ‫المغرب يدها على قلبها ع�ش ��ية عزل الرئي�س محمد‬ ‫مر�س ��ي‪ ،‬خوف ًا من �أن ي�ش ّكل الحدث الم�صري دعم ًا‬ ‫لجهود �إف�شال التجربة ال�سيا�سية للحزب من طرف‬ ‫المخزن الأ�س ��ا�س‪ ،‬وال�سيما �أن الحزب وزعيمه عبد‬ ‫الإله بنكيران يواجهان �ض ��غوط ًا �سيا�سية كبيرة على‬

‫الجبه ��ات كاف ��ة ( م ��ن جانب الق�ص ��ر‪ ،‬وال�ش ��ركاء‬ ‫ف ��ي االئت�ل�اف‪ ،‬والأح ��زاب المعار�ض ��ة ف ��ي مجل�س‬ ‫النواب)‪.‬‬ ‫ويمك ��ن ق ��راءة �إنعكا�س ��ات الحدث الم�ص ��ري على‬ ‫المغ ��رب م ��ن خ�ل�ال مواق ��ف الق�ص ��ر والأفرق ��اء‬ ‫الموالين له‪ .‬فقد �س ��ارع الملك محمد ال�ساد�س �إلى‬ ‫تهنئ ��ة الرئي� ��س الم�ص ��ري الم�ؤقت عدلي من�ص ��ور‬ ‫مبا�ش ��رة بع ��د تعيين ��ه‪ .‬وبعد �س ��اعتين على �ص ��دور‬ ‫البي ��ان الملك ��ي‪ ،‬ر�أى ح ��زب الأ�ص ��الة والمعا�ص ��رة‬ ‫المق ��رب من النظ ��ام الملكي �أن التدخ ��ل الذي قام‬ ‫ب ��ه الجي� ��ش الم�ص ��ري ج ��اء لحماي ��ة الم�ؤ�س�س ��ات‬ ‫والديموقراطية‪ ،‬مع العلم ب�أن الق�ص ��ر لم يع ّلق على‬ ‫حملة القمع الدموي الأخيرة‪ .‬ويرى بع�ض المحللين‬ ‫�أن موقف الق�ص ��ر ين�سجم مع موقف نادي الملكيات‬ ‫العربي ��ة ‪ -‬ماعدا قطر ‪ -‬التي ُ�س� � َّرت بالتخل�ص من‬ ‫"الأخوان الم�سلمين"‪.‬‬ ‫وق ��د دف ��ع تط ��ور الأح ��داث ف ��ي م�ص ��ر‪ ،‬بح ��زب‬ ‫اال�ستقالل‪ ،‬ال�شريك ال�سابق في االئتالف الحكومي‬ ‫بقيادة حزب العدالة والتنمي ��ة‪ ،‬والمعروف تاريخي ًا‬ ‫بدعم ��ه للق�ص ��ر‪� ،‬إل ��ى التعجيل ب�س ��حب وزرائه من‬ ‫حكومة بنكيران ‪ .‬بل �أن الأمين العام للحزب‪ ،‬حميد‬ ‫�شباط‪� ،‬إ�ستغل فر�صة عزل الرئي�س مر�سي للمطالبة‬ ‫برحي ��ل رئي�س الحكومة‪ " ،‬كم ��ا رحل �أخوه الإخواني‬ ‫محمد مر�س ��ي"‪ ،‬بح�سب تعبيره‪� .‬أما جريدة العلم‬ ‫(الناطق ��ة ب�إ�س ��م ح ��زب الإ�س ��تقالل)‪ ،‬فعق ��دت‬ ‫مقارن ��ة بين الرئي�س مر�س ��ي وعبد الإل ��ه بنكيران‪،‬‬ ‫�إنطالق� � ًا من ف�ش ��لهما ف ��ي تنزيل �ش ��عارات محاربة‬ ‫الف�س ��اد والإ�س ��تبداد الت ��ي رفعاها �أثن ��اء الحمالت‬ ‫الإنتخابي ��ة‪ ،‬وم ��ا �إعتبرته نزعة تحكمي ��ة عندهما‪.‬‬ ‫يبدو �أن المعركة التي خا�ض ��ها حزب اال�ستقالل في‬ ‫الأ�ش ��هر ال�س ��تة الأخيرة كانت ب�إيح ��اءات من دوائر‬

‫يمكن قراءة �إنعكا�سات الحدث‬ ‫الم�صري على المغرب من خالل‬ ‫مواقف الق�صر والأفرقاء الموالين له‪.‬‬ ‫فقد �سارع الملك محمد ال�ساد�س �إلى‬ ‫تهنئة الرئي�س الم�صري الم�ؤقت عدلي‬ ‫من�صور مبا�شرة بعد تعيينه‬ ‫على الرغم من محاولة �إ�سالميي‬ ‫"العدالة والتنمية" في المغرب‬ ‫�إ�ستبعاد قربهم من جماعة "الإخوان‬ ‫الم�سلمين" في م�صر‪� ،‬إال �أن مواقفهم‬ ‫الر�سمية التي يع ّبرون عنها عبر و�سائل‬ ‫�إعالمهم الر�سمية تفيد غير ذلك‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪53‬‬


‫المغرب العربي‬

‫المغرب‬

‫بعد �سقوط الإخوان الم�سلمين في م�صر و�إن�سحاب حزب الإ�ستقالل من الحكومة‬

‫اإلسالميون في المغرب يبحثون‬ ‫عن المستحيل للبقاء في السلطة!‬ ‫يج��ري ح��زب العدال��ة والتنمية‬ ‫الإ�سالم��ي الحاكم ف��ي المغرب‬ ‫محادث��ات لت�شكي��ل حكوم��ة‬ ‫�إئتالفي��ة جدي��دة م��ع ح��زب‬ ‫"التجم��ع الوطن��ي للأح��رار‬ ‫الليبرالي"‪ ،‬بع��د �إن�سحاب وزراء‬ ‫حزب "الإ�ستقالل" المحافظ من‬ ‫الحكوم��ة‪ ،‬ب�سب��ب خالف حول‬ ‫خف���ض دع��م الوق��ود والغ��ذاء‪.‬‬ ‫وق��ال رئي���س ال��وزراء المغرب��ي‬ ‫عب��د الإله بنكيران ف��ي مقابلة مع‬ ‫"رويت��رز" �أن حزبه �سيجري في‬ ‫الأي��ام المقبل��ة جول��ة محادثات‬ ‫ثانية للتو�صل �إلى �إتفاق مع حزب‬ ‫التجم��ع الوطني للأح��رار‪ ،‬وهو‬ ‫ح��زب ليبرالي ينتم��ي الى يمين‬ ‫الو�س��ط‪ .‬وكان خم�س��ة وزراء‬ ‫م��ن ح��زب الإ�ستق�لال �إ�ستقالوا‬ ‫م��ن الإئتالف الحاك��م في ال�شهر‬ ‫الفائت‪ ،‬وذكروا م��ن بين �أ�سباب‬ ‫�إ�ستقالته��م �أن ح��زب العدال��ة‬ ‫والتنمي��ة‪ ،‬ال�شري��ك الأكب��ر في‬ ‫الحكومة‪ ،‬ي�ضر بالفقراء بتقلي�صه‬ ‫الدعم ب�سرعة كبيرة‪.‬‬ ‫‪52‬‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬


‫المثي ��ر للج ��دل بت�ص ��ريحاته النارية �س ��ابق ًا‪� ،‬أعاد‬ ‫مراجعة ح�ساباته ومواقفه المت�صلبة و�صار م�سالم ًا‬ ‫بعد ‪ 30‬حزيران (يونيو) وال�ض ��ربات المتتالية التي‬ ‫تلقاه ��ا تنظي ��م "الإخ ��وان الم�س ��لمين" الم�ص ��ري‬ ‫وتداعياتها على دول العالم العربي وكذلك �إن�سحاب‬ ‫حزب الإ�س ��تقالل من التحال ��ف الحكومي‪ .‬وتح ّولت‬ ‫كل الإنتقادات التي كان يوجهها الى حزب "التجمع‬ ‫الوطني للأحرار" بقدرة قادر �إلى "محاباة"‪.‬‬ ‫ال�ش ��يء عين ��ه ينطب ��ق على رئي� ��س الحكوم ��ة‪ ،‬عبد‬ ‫الإل ��ه بنكي ��ران‪ ،‬الذي يحاب ��ي حالي ًا �ص�ل�اح الدين‬ ‫مزوار لإنقاذ حكومته من الإنهيار ‪ .‬فقبل �أن ي�صبح‬ ‫رئي�س� � ًا للوزراء‪ ،‬وخالل فترة الإنتخابات‪ ،‬لم يتوانَ‬ ‫زعيم "العداالة والتنمية" بو�ص ��ف مزوار بال�ض ��عف‬ ‫وع ��دم القدرة على ت�س ��يير ح ��زب "التجمع الوطني‬ ‫للأح ��رار"‪ .‬كما �س ��بق لبنكي ��ران �أن و�ص ��ف مزوار‬ ‫بكونه "�شخ�ص� � ًا �ض ��عيف الم�س� ��ؤولية الذي يتحدث‬ ‫بوا�س ��طة �إم�ل�اءات خارج ��ة عن حزبه م�س ��يرة من‬ ‫�أ�شخا�ص يحاربون العدالة والتنمية‪."...‬‬ ‫كم ��ا �أن �إنتقادات بنكيران تزايدت حدّتها‪ ،‬و�أ�ص ��بح‬ ‫يوجه �إتهامات مبا�ش ��رة لمزوار ب�إ�س ��تغالل �س ��لطته‬ ‫كوزي ��ر للمالي ��ة ف ��ي الحكوم ��ة ال�س ��ابقة‪ ،‬م ��ن �أجل‬ ‫الح�ص ��ول على تعوي�ض ��ات مالية كان ي�ص ��فها بغير‬ ‫القانونية‪.‬‬ ‫رئي� ��س المركز المغاربي للدرا�س ��ات الأمنية وتحليل‬ ‫ال�سيا�س ��ات عب ��د الرحيم منار ال�س ��ليمي ق ��ال "�إن‬ ‫الق ��رار ال ��ذي اتخ ��ذه المجل� ��س الوطن ��ي لح ��زب‬ ‫"الإ�س ��تقالل"‪ ٬‬ب�إن�س ��حاب الحزب م ��ن الحكومة‬ ‫الحالي ��ة‪ ٬‬كان متوقع� � ًا‪ ،‬وهو ما حم ��ل بنكيران �إلى‬ ‫ال�ش ��روع في مفاو�ض ��ات ماراثونية مع حزب التجمع‬ ‫الوطني للأحرار‪ ،‬الذي كان �إلى وقت قريب خ�صم ًا‬ ‫�سيا�سي ًا للعدالة والتنمية ب�إمتياز"‪.‬‬ ‫وي ��رى عب ��د الرحي ��م من ��ار ال�س ��ليمي �أن "تحالف‬ ‫بنكي ��ران مع ح ��زب التجمع الوطن ��ي للأحرار يجب‬ ‫�أن ُيق ��ر�أ من منطلق �سيا�س ��ي‪ ،‬على �إعتب ��ار �أن قرار‬ ‫هذا الأخير التوجه الى المعار�ضة في لحظة ت�شكيل‬ ‫حكوم ��ة بنكي ��ران الأول ��ى كان ق ��رار ًا �إنفعالي� � ًا‪� ،‬إن‬ ‫ل ��م نقل �أن ��ه تقليد للأ�ص ��الة والمعا�ص ��رة والإتحاد‬ ‫الإ�ش ��تراكي‪ ،‬لأن ح ��زب التجم ��ع الوطن ��ي للأحرار‬ ‫ال يتوف ��ر عل ��ى م ��وارد ب�ش ��رية يمك ��ن �أن تلع ��ب دور‬ ‫المعار�ضة"‪.‬‬ ‫وي�ؤكد ال�س ��ليمي على �أن "النقا�ش ��ات وال�ص ��راعات‬ ‫ال�س ��ابقة بي ��ن العدالة والتنمي ��ة والتجم ��ع الوطني‬ ‫للأح ��رار هي �ص ��راعات فيه ��ا نوع من الإن�س ��ياقات‬ ‫ون ��وع من ال�ض ��بابية الت ��ي كانت موجودة ل ��دى تيار‬ ‫واح ��د داخل الح ��زب‪ ،‬لأن هناك تي ��ار ًا ثاني ًا حافظ‬ ‫على العالقة مع حزب العدالة والتنمية‪ .‬لهذا لم يكن‬

‫عبد الله بوانو‪ :‬ل�سان الذع �ضد التجمع الوطني للأحرار ولكن‪...‬‬

‫التحالف المرتقب مفاجئا‪ ،‬وهذه الم�س� ��ألة طرحت‬ ‫منذ اليوم الأول حينما قرر �ش ��باط االن�سحاب حيث‬ ‫تبين �أن الحزب المر�شح الوحيد هو التجمع الوطني‬ ‫للأحرار" ‪.‬‬ ‫فم ��ن خ�ل�ال التحليل ال�س ��يكولوجي‪ ،‬ف� ��إن مجموعة‬ ‫من ن ��واب حزب "التجمع الوطن ��ي للأحرار"‪ ،‬يقول‬ ‫ال�س ��ليمي‪ ،‬يعي�ش ��ون نوع ًا من القلق وه ��م موجودون‬ ‫في المعار�ض ��ة‪ ،‬علم ًا �أن هذا الح ��زب هو مكون من‬ ‫مجموع ��ة من الأعيان ورج ��ال الأعمال‪ ،‬وعادة هذه‬ ‫الفئة ال تجيد المعار�ضة‪.‬‬ ‫فخ ��روج ح ��زب "الإ�س ��تقالل" من الحكوم ��ة‪ ،‬ي�ؤكد‬ ‫منار ال�سليمي‪ ،‬جعل الفر�صة متاحة �أمام "التجمع"‬ ‫للتعوي� ��ض‪ ،‬لأن ��ه بلغة الخ�س ��ائر والأرب ��اح‪ ،‬يبدو �أن‬ ‫الح ��زب يعتقد ب�أن بقاءه في المعار�ض ��ة �سيع ّر�ض ��ه‬ ‫لمجموع ��ة من المخاط ��ر‪ .‬ف�إذا الحظن ��ا وجوده في‬ ‫المعار�ض ��ة ي ��كاد يكون غائب ًا‪ ،‬فمث�ل ً�ا عندما تُطرح‬ ‫بع�ض الأ�سئلة من طرف نوابه ال ن�ستطيع تحديد هل‬

‫حزب "العدالة والتنمية"‬ ‫الإ�سالمي الحاكم‪ ،‬ي�سعى جاهد ًا‬ ‫�إلى الخروج من الم�أزق الحكومي‬ ‫الذي �أوقعه فيه حزب الإ�ستقالل‬ ‫ب�أقل خ�سائر ممكنة لتفادي �إنتخابات‬ ‫برلمانية مبكرة‪ ،‬نظر ًا الى الإتهامات‬ ‫المتزايدة الموجهة �إليه بف�شله‬ ‫الذريع في �إدارة �ش�ؤون البالد‬

‫الحزب ينتمي الى المعار�ضة �أم الغالبية‪.‬‬ ‫لك ��ن �أ�س ��تاذ العل ��وم ال�سيا�س ��ية في جامع ��ة محمد‬ ‫الخام� ��س ف ��ي الرب ��اط ي ��رى من جه ��ة �أخ ��رى‪� ،‬أن‬ ‫ال�س�ؤال المطروح هو "هل �ستحل الحكومة م�شكلتها‬ ‫مع وج ��ود حزب التجمع الوطن ��ي للأحرار؟"‪ .‬وقال‬ ‫"عو� ��ض تركي ��ز النقا� ��ش حول �إن�س ��حاب �ش ��باط‪،‬‬ ‫يجب �أن نت�س ��اءل‪� ،‬أل�س ��نا �أمام خلل في �أ�سلوب عمل‬ ‫رئي�س الحكومة لأنه م�س� ��ؤول عن الغالبية‪ ،‬وم�س� ��ؤول‬ ‫ع ��ن �إدارة حكومت ��ه الت ��ي ف�ش ��ل في الحف ��اظ على‬ ‫تما�س ��كها‪� ...‬أعتقد �أنه لأول مرة في تاريخ المغرب‬ ‫تنهار حكومة بهذا ال�شكل"‪.‬‬ ‫وي�ؤك ��د ال�س ��ليمي �أن ال مفر م ��ن �إج ��راء �إنتخابات‬ ‫ت�شريعية مبكرة في حال ف�شلت هذه المحاوالت‪� .‬إال‬ ‫�أنه يعتبر �أن النظام الإنتخابي المغربي الذي ال يتيح‬ ‫لأي حزب الح�ص ��ول على الغالبية المطلقة للمقاعد‬ ‫البرلمانية قد يعيد �إنتاج هذه الإ�شكالية‪.‬‬ ‫لك ��ن ال�س� ��ؤال ال ��ذي يطرح ��ه المتتبع ��ون لل�ش� ��أن‬ ‫ال�سيا�سي للمملكة‪ :‬هل يمكن للمغاربة الذين �صوتوا‬ ‫ل�ص ��الح ح ��زب العدال ��ة والتنمي ��ة ف ��ي الإنتخابات‬ ‫الت�ش ��ريعية ل�س ��نة ‪ ،2012‬موا�ص ��لة و�ض ��ع الثق ��ة‬ ‫والت�ص ��ويت مرة �أخرى مع الحزب نف�س ��ه ورئي�س ��ه‬ ‫عب ��د الإل ��ه بنكي ��ران‪ ،‬ال ��ذي كان �إلى وق ��ت قريب‬ ‫ي�ص ��رح في اجتماع ��ات الح ��زب العلنية وال�س ��رية‬ ‫ب�أنه لن ي�ضع يده في يد �صالح الدين مزوار وحزبه‬ ‫التجم ��ع الوطني للأحرار‪ .‬بل ويق ��ول " كيف يمكن‬ ‫للمغارب ��ة �أن يثقوا في �ش ��خ�ص هي� ��أت له الظروف‬ ‫لتول ��ي من�ص ��ب الأمي ��ن الع ��ام لح ��زب الحمام ��ة‪،‬‬ ‫بمبارك ��ة و�إمالءات �شخ�ص ��يات ناف ��ذة التي عملت‬ ‫على �إزاحة م�صطفى المن�صوري (الرئي�س ال�سابق‬ ‫للتجم ��ع الوطني للأحرار) ل�ص ��الح �ص�ل�اح الدين‬ ‫مزوار"‪.‬‬ ‫ب ��ل لم يت ��ردد عب ��د الإله بنكي ��ران في وقت �س ��ابق‬ ‫من اتهام م ��زوار‪ ،‬بـ "الفاقد ل�س ��لطة القرار‪ ،‬وغير‬ ‫الم�س� ��ؤول وعدي ��م الج ��ر�أة ‪ ،‬و�ص ��احب ق ��رارات‬ ‫مطبوخ ��ة من قب ��ل من يدعون الق ��رب الى المحيط‬ ‫الملكي"‪ .‬واتهمه بالعجز غير ما مرة‪.....‬‬ ‫هذا ال�سيا�س ��ي الذي �س � ّ�خر كل م�صطلحات التقليل‬ ‫م ��ن �ش� ��أن �ص�ل�اح الدي ��ن م ��زوار وحزبه‪ ،‬وي�س ��عى‬ ‫للتحال ��ف معه اليوم‪ ،‬هل �س ��يتمكن م ��ن المحافظة‬ ‫عل ��ى م�س ��توى الم�ص ��داقية عينه ��ا الت ��ي م ّكنته من‬ ‫ح�ص ��د ‪ 107‬مقاعد نيابي ��ة في البرلم ��ان الحالي؟‬ ‫هذا �إذا نجحت الحكومة الحالية في ال�صمود‪...‬ولم‬ ‫ي�ضطر عبد الإله بنكيران �إلى اللجوء �إلى �إنتخابات‬ ‫مبكرة حتى ولو نجح في عقد تحالف مع الأحرار‪...‬‬ ‫فجمي ��ع المراقبين ي�ؤك ��دون �أن مثل ه ��ذا التحالف‬ ‫�سيولد ه�ش ًا‪�...‬إن ولد!!!‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪55‬‬


‫المغرب العربي ¶ المغرب‬ ‫قريبة م ��ن الق�ص ��ر‪ ،‬و�أن تح ��ركات �ش ��باط لعرقلة‬ ‫عم ��ل الحكومة نابعة من تعار�ض م�ص ��الح الق�ص ��ر‬ ‫مع الم�ش ��اريع الحكومية‪ ،‬خ�صو�ص ًا �إ�صالح �صندوق‬ ‫المقا�ص ��ة ال ��ذي �إعتبر رئي�س الحكوم ��ة �أنه لم يكن‬ ‫يتوقع �أن يلقى مقاومة بهذا الحجم‪.‬‬ ‫وعل ��ى الرغ ��م م ��ن محاول ��ة �إ�س�ل�اميي "العدال ��ة‬ ‫والتنمي ��ة" المغرب ��ي �إ�س ��تبعاد قربه ��م م ��ن جماعة‬ ‫"الإخ ��وان الم�س ��لمين" في م�ص ��ر‪� ،‬إال �أن مواقفهم‬ ‫الر�س ��مية الت ��ي يع ّبرون عنها عبر و�س ��ائل �إعالمهم‬ ‫الر�س ��مية تفي ��د غي ��ر ذل ��ك‪ .‬فيومي ��ة "التجدي ��د"‬ ‫التابع ��ة لهم ترى الأح ��داث الأخيرة في م�ص ��ر في‬ ‫منظ ��ار �آخ ��ر غير ال ��ذي يعلنون ��ه ر�س ��مي ًا‪� ،‬إذ قالت‬ ‫عنها ب�إنها "ت�ؤكد بما ال يدع مجا ًال لل�ش ��ك �أن �أعداء‬ ‫الإ�ص�ل�اح الذي جاء في �سياق الربيع الديموقراطي‬ ‫م�س ��تعدون للت�ض ��حية بالأوطان وكيان ��ات الدول في‬ ‫�سبيل �إ�سترجاع مواقعهم ال�سابقة"‪.‬‬ ‫اليومية عينها و�ص ��فت ال�سي�س ��ي بـ "قائد االنقالب‬ ‫في م�ص ��ر" الذي "�أدخل بالده مرحلة حرجة ببحثه‬ ‫ع ��ن فتوى تبيح له القيام بمجزرة �ض ��د الراف�ض ��ين‬ ‫للإنقالب‪ ،‬وذلك بدعوة ال�ش ��عب للتظاهر بحث ًا عما‬ ‫�أ�سماه تفوي�ض ًا منه لمحاربة ما �أ�سماه الإرهاب"‪.‬‬ ‫وتعالت �أ�ص ��وات مقربة من ح ��زب العدالة والتنمية‬ ‫لت�ص ��ف الإنتق ��ادات الالذع ��ة الت ��ي يتعر� ��ض له ��ا‬ ‫الحزب بالم�ؤ�ش ��رات الخطيرة‪ ،‬وما ي�ص ��احبها من‬ ‫�ضغط �إعالمي ي�سيطر عليه "النف�س الإ�ستئ�صالي"‪،‬‬ ‫و�إعتب ��رت �أن ذل ��ك ين ��ذر بن�س ��ف كل م ��ا �أنجزت ��ه‬ ‫�ش ��عوب "الربيع الديموقراطي" بمباركة التوجهات‬ ‫المتطرف ��ة م ��ن العلمانيي ��ن‪ ،‬والرج ��وع بدول ��ه �إلى‬ ‫مرحلة التحكم والإ�ستبداد والف�ساد‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن الم�س� ��ألة المطروحة بالن�س ��بة �إلى حزب‬ ‫العدال ��ة والتنمي ��ة‪� ،‬أو بالأح ��رى مايخ�ش ��اه الحزب‬ ‫ه ��و �أن تتيح الأحداث في م�ص ��ر للأفرقاء الموالين‬ ‫للنظ ��ام الملكي في المغرب تهمي�ش ��ه وتعطيل دوره‪.‬‬ ‫وق ��د وجدت قي ��ادة ح ��زب العدالة والتنمية نف�س ��ها‬ ‫عالقة بين الموقف الوا�ض ��ح للق�صر الملكي الداعم‬ ‫لإنقالب الجي�ش الم�ص ��ري وال ��ذي تتفادى الدخول‬ ‫في �إ�ش ��تباك معه‪ ،‬وبين مواقف قواعدها الراف�ض ��ة‬ ‫للإنقالب‪.‬‬ ‫كانت �إ�س ��تجابة حزب العدالة والتنمي ��ة تهدف �إلى‬ ‫تخفي ��ف ال�ض ��غط عليه و�إر�ض ��اء جمي ��ع الأطراف‪،‬‬ ‫�س ��واء الق�ص ��ر �أو قواعد الحزب‪ ،‬م ��ن خالل العمل‬ ‫على الف�ص ��ل بي ��ن المواقف الحكومي ��ة (بيان خال‬ ‫م ��ن �أي موقف وا�ض ��ح �إزاء التط ��ورات الجارية في‬ ‫م�ص ��ر‪� ،‬ص ��ادر عن وزارة الخارجي ��ة المغربية التي‬ ‫يديرها �س ��عد الدين العثماني‪ ،‬الأمين العام ال�سابق‬ ‫لحزب العدالة والتنمي ��ة)‪ ،‬ومواقف الحزب (الذي‬ ‫‪54‬‬

‫حميد �شباط‪ :‬حزبه "الإ�ستقالل" ولّد �أزمة قد تطيح الإ�سالميين‬

‫�أدان بحذر الإنقالب و�ش� �دّد عل ��ى الإختالفات بينه‬ ‫وبين الإخوان الم�س ��لمين) من جه ��ة‪ ،‬وبين الموقف‬ ‫المناه� ��ض للإنق�ل�اب ال ��ذي عب ��رت عن ��ه بنيات ��ه‬ ‫الموازي ��ة (حرك ��ة التوحي ��د والإ�ص�ل�اح‪ ،‬و�ش ��بيبة‬ ‫العدال ��ة والتنمية‪ ،‬ومنظم ��ة التجديد الطالبي) من‬ ‫جهة ثانية‪ ،‬والتي �إحتجت �أخير ًا في عدد من المدن‬ ‫المغربي ��ة ‪� -‬إل ��ى جانب جماع ��ة العدل والإح�س ��ان‬ ‫وبع�ض ال�س ��لفيين‪ -‬على المجازر والعنف الممار�س‬ ‫�ضد منا�ص ��ري الرئي�س محمد مر�سي‪ .‬وقد ح�ضرت‬ ‫زوجة رئي�س الحكومة في م�سيرة الرباط المناه�ضة‬ ‫للإنقالب الع�س ��كري في م�ص ��ر التي ج ��رت في ‪18‬‬ ‫�آب (�أغ�س ��ط�س)‪� .‬إذن‪ ،‬قام ح ��زب العدالة والتنمية‬ ‫بتوزي ��ع الأدوار بي ��ن مك ّونات ��ه للتخفي ��ف م ��ن حدة‬ ‫ال�ضغوط التي يواجهها من مختلف الجهات‪.‬‬ ‫وقبل �أ�س ��ابيع م ��ن تطورات ‪ 3‬تم ��وز (يوليو) الأخير‬ ‫في م�ص ��ر‪ ،‬كان الإ�سالميون ي�ش ��هرون "�أ�سلحتهم"‬ ‫ال�سيا�س ��ية وي�ص ��وبونها نح ��و �إثني ��ن م ��ن �أكب ��ر‬

‫بعد �أحداث ‪ 3‬تموز (يوليو)‬ ‫في م�صر‪ ،‬يواجه حزب العدالة‬ ‫والتنمية الإ�سالمي الأبرز في المغرب‪،‬‬ ‫خطر خ�سارة بع�ض المكت�سبات التي‬ ‫جرى تحقيقها بفعل تعديل الد�ستور‬ ‫في تموز (يوليو) ‪ ،2011‬ناهيك عن‬ ‫المخاوف من التهمي�ش في م�شهد‬ ‫�سيا�سي مناه�ض �أ�ص ًال للحزب‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫الأحزاب المعار�ض ��ة في المغرب (حزب "الأ�ص ��الة‬ ‫والمعا�ص ��رة" و"حزب التجمع الوطني للأحرار")‪،‬‬ ‫في الوقت الذي وا�صلوا حربهم الباردة �ضد حليفهم‬ ‫ال�سيا�سي ال�سابق حزب "الإ�ستقالل"‪.‬‬ ‫عب ��د اهلل بوانو رئي�س الفريق النيابي لحزب العدالة‬ ‫والتنمي ��ة ف ��ي مجل� ��س الن ��واب المغرب ��ي‪ ،‬يعتبر �أن‬ ‫"لي�س ��ت هن ��اك �أزمة حكومية"‪ ،‬ويق ��ول‪" :‬ال وجود‬ ‫لأزمة م�ؤ�س�س ��ات‪ .‬و�أن كل ما هنال ��ك اليوم هو �أزمة‬ ‫خطاب يل ّوث الخطاب ال�سيا�سي في المغرب"‪.‬‬ ‫ولم يتردد في الت�ص ��ريح ب�أن حميد �شباط‪ ،‬الأمين‬ ‫الع ��ام لح ��زب "الإ�س ��تقالل"‪" ،‬ينط ��ق من ��ذ كانون‬ ‫الأول (دي�س ��مبر) ‪ 2012‬ب ��كل �أنواع ال�س � ّ�ب والقذف‬ ‫في حق الحكومة ورئي�س ��ها وح ��زب العدالة والتنمية‬ ‫وال ��وزراء"‪ .‬و�ص� � َّرح القي ��ادي الإ�س�ل�امي بلغ ��ة لم‬ ‫يعتده ��ا المتلقي المغربي في ت�ص ��ريحاته �س ��ابق ًا‪:‬‬ ‫"ن�أ�سف ب�شدة عن كون "�شباط" ال يعي �أنه ي�ستهدف‬ ‫الم�ؤ�س�س ��ات خ�صو�ص� � ًا الت ��ي حظيت بثقة ال�ش ��عب‬ ‫والتعيين الملكي وثقة البرلمان‪ .‬فال يخفي على �أحد‬ ‫�أن "�شباط" يت�صرف كرئي�س حكومة �آخر و�أنه يريد‬ ‫كما ع ّبر عن ذلك الإنقالب على الحكومة"‪.‬‬ ‫كم ��ا �أك ��د القي ��ادي ف ��ي العدال ��ة والتنمية عل ��ى �أن‬ ‫"العديد من الم�شاكل التي نعانيها اليوم �سببها عدم‬ ‫تنظي ��م الإنتخابات الجماعي ��ة والإقليمية والجهوية‬ ‫�سنة ‪."2012‬‬ ‫بوانو واحد من قادة حزب العدالة والتنمية المغربي‬ ‫الذين ل ��م يتوانوا لحظ ��ة عن توجيه �إنتق ��ادات الى‬ ‫زعي ��م "التجم ��ع الوطن ��ي للأحرار" �ص�ل�اح الدين‬ ‫م ��زوار‪ ،‬ال ��ذي يتفاو� ��ض مع ��ه رئي�س ��هم بنكي ��ران‪،‬‬ ‫متهمينه ب�إ�س ��تغالل من�صبه ال�س ��ابق كوزير للمالية‬ ‫ف ��ي الحكوم ��ة ال�س ��ابقة‪ ،‬الت ��ي كان يقوده ��ا حزب‬ ‫"الإ�ستقالل" قبل "الربيع المغربي" الذي ّ‬ ‫تمخ�ض‬ ‫عن و�ض ��ع د�ستور جديد ي�ص ��نفه بع�ض المالحظين‬ ‫�أنه من بين الد�س ��اتير المتقدمة في �شمال افريقيا‪،‬‬ ‫واال�ستفادة من �إمتيازات مالية‪.‬‬ ‫ويذك ��ر �أن وزير العدل والحريات م�ص ��طفى الرميد‬ ‫كان �أمر في العام الما�ض ��ي ب�إجراء تحقيق ق�ضائي‬ ‫بعدما �س� � ّرب �إثنان من موظفي وزارة المالية وثائق‬ ‫تتهم مزوار ومدير الخزانة العامة (الخازن العام)‬ ‫ن ��ور الدين بن�س ��ودة بتبادل �ص ��رف حوافز �ش ��هرية‬ ‫تزي ��د عل ��ى ‪� 70‬أل ��ف دره ��م (‪ 8300‬دوالر)‪ .‬ولكن‬ ‫التحقي ��ق توق ��ف و�أغلق �ض ��د االثنين ف ��ي حزيران‬ ‫(يونيو) الفائت من دون تف�س ��ير‪ .‬لكن الإدعاء العام‬ ‫المغربي �أر�س ��ل ف ��ي وقت الحق خطاب� � ًا الى منظمة‬ ‫غير حكومية تعمل في مجال مكافحة الف�س ��اد ي�ؤكد‬ ‫فيها على �أن الحوافز كانت قانونية‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن بوان ��و‪ ،‬هذا الإط ��ار الحزبي الإ�س�ل�امي‬


‫ال�س ��ابقة اليوم مهمة م�ستحيلة‪ .‬وال�س ��بب ب�سيط‪ :‬على‬ ‫الرغم من ثرائها الوا�ضح‪ ،‬ف�إن ليبيا مفل�سة‪.‬‬ ‫كل م ��ا علي ��ك القيام ب ��ه في ه ��ذا المجال هو ت�ش ��غيل‬ ‫الأرق ��ام‪� .‬إن الموازن ��ة الوطني ��ة المتو ّقع ��ة للبالد لعام‬ ‫‪ 2013‬تبل ��غ ‪ 67‬ملي ��ار دين ��ار ليب ��ي (�أو ‪ 52.5‬ملي ��ار‬ ‫دوالر)‪ ،‬حي ��ث يم� � َّول ‪ 90‬ف ��ي المئة منها من ت�ص ��دير‬ ‫النف ��ط على مدار العام‪ .‬م ��ن هذا المجموع هناك‪20 :‬‬ ‫مليار دينار ليبي (‪ 16‬مليار دوالر) مخ�ص�ص ��ة لرواتب‬ ‫موظف ��ي القطاع الع ��ام‪ ،‬و‪ 10‬مليارات دين ��ار ليبي (‪8‬‬ ‫مليارات دوالر) �إ�ض ��افية للإعان ��ات والتحويالت‪ .‬بعد‬ ‫يخ�ص ���ص ما تبق ��ى ل "الإنماء‬ ‫م�ص ��اريف الت�ش ��غيل‪َّ ،‬‬ ‫والإعم ��ار" الذي يبلغ ‪ 19‬مليار دين ��ار ليبي (‪ 15‬مليار‬ ‫دوالر) –�أي بمع ��دل هزيل قدره ‪ 3,000‬دينار (‪2,300‬‬ ‫دوالر) للف ��رد الواح ��د – وذلك لبناء بلد �أ�سا�س� � ًا من‬ ‫ال�صفر‪.‬‬ ‫الأرق ��ام مخيفة‪ ،‬ولك ��ن ال يمكن توجيه اللوم بالن�س ��بة‬ ‫�إليه ��ا للحكومة الحالية‪ .‬ال�سيا�س ��ة المالية في ليبيا قد‬ ‫ُو ِرث ��ت �إلى حد كبير‪ :‬الرواتب ال�ض ��خمة والإعانات هي‬ ‫من مخلفات الما�ض ��ي الإ�ش ��تراكي الأخي ��ر في البالد‪.‬‬ ‫عل ��ى عك�س نظيراته ��ا من دول "الربي ��ع العربي"‪ ،‬ف�إن‬ ‫ليبيا ل ��م تخرج من الإ�س ��تبداد ال�سيا�س ��ي فقط‪ ،‬ربما‬ ‫الأه ��م من ذلك‪ ،‬ف�إنها تخرج �أي�ض� � ًا من �أهم موروثات‬ ‫القذاف ��ي‪ :‬عق ��ود م ��ن �إقت�ص ��اد موج ��ه عل ��ى النم ��ط‬ ‫ال�سوفياتي‪.‬‬ ‫�أُ ِخ ��ذ القذافي ال�ش ��اب‪ ،‬نجل راعي �إبل م ��ن قرية ليبية‬ ‫مركزي ��ة ريفية‪ ،‬وت�أثر في خم�س ��ينات و�أوائل �س ��تينات‬ ‫القرن الفائت‪ ،‬ب�أفكار الرئي�س الم�ص ��ري �آنذاك جمال‬ ‫عبد النا�ص ��ر‪ ،‬والتي من بينها‪ ،‬النف ��ور من الملكيات‪،‬‬ ‫والحلم في بناء وحدة قوية للدول العربية‪ ،‬والم�ش ��اعر‬ ‫المناه�ض ��ة للر�أ�س ��مالية‪ .‬بعد �س ��نوات على نجاحه في‬ ‫�إنق�ل�اب الع ��ام ‪ ،1969‬ن�ش ��ر القذافي نظريت ��ه للفكر‬ ‫النا�ص ��ري كم ��ا يفهم ��ه في كتاب ��ه المع ��روف "الكتاب‬ ‫الأخ�ضر"‪.‬‬ ‫م ��ن خالل جزء فل�س ��في م ��ن وحي ال�ص ��حراء‪ ،‬وجزء‬ ‫�آخر لبيان �سيا�سي و�إقت�صادي‪ ،‬قاد "الكتاب الأخ�ضر"‬ ‫"النظرية العالمية الثالثة العظمى" التي �أر�س ��ت �أ�س�س‬ ‫العالمة التجارية الإ�شتراكية للقذافي‪� .‬أنه يحتوي على‬ ‫ثواب ��ت مثل "الأر�ض هي ملكية خا�ص ��ة لي�س ��ت لأحد"‬ ‫و "الأجراء لي�س ��واعبيد ًا للأ�س ��ياد الذين يوظفونهم"‪.‬‬ ‫كان هذان المثالن وغيرهما من �أمثال القذافي تد ّر�س‬ ‫عل ��ى كل الم�س ��تويات في المدار� ��س الحكومية الليبية‪،‬‬ ‫مع وج ��وب حفظه ��ا من قب ��ل الطالب غيب� � ًا عن ظهر‬ ‫قلب‪ .‬في مجتم ��ع القذافي المثال ��ي‪ ،‬يعتبر المواطنون‬ ‫ال�سيطرة على حاجات الآخرين هي نوع ًا من العبودية‪.‬‬ ‫ل ��ذا ينبغي على الدولة �أن تكون بال�ض ��رورة هي المزود‬ ‫الوحيد للعمالة لأن العمال ‪ -‬الآن "�ش ��ركاء" ‪� -‬س ��وف‬

‫رئي�س الوزراء الليبي علي زيدان‪ :‬بين المطرقة وال�سندان‬

‫الموازنة الوطنية المتو ّقعة للبالد لعام‬ ‫‪ 2013‬تبلغ ‪ 52.5‬مليار دوالر‪ُ ،‬يم َّول‬ ‫‪ 90‬في المئة منها من ت�صدير النفط‬ ‫على مدار العام‪ .‬من هذا المجموع هناك‪:‬‬ ‫‪ 16‬مليار دوالر مخ�ص�صة لرواتب‬ ‫موظفي القطاع العام‪ ،‬و‪ 8‬مليارات دوالر‬ ‫�إ�ضافية للإعانات والتحويالت و‪15‬‬ ‫مليار دوالر لبناء بلد من ال�صفر‬ ‫�إن المزيج من �إنخفا�ض المعدل‬ ‫المخيف لإنتاج النفط وموازنة‬ ‫"الحكومة الكبيرة" الموروثة‪ ،‬يعني‬ ‫�أنه لم يعد هناك �أي �أموال لتوزيعها‪ .‬مع‬ ‫ذلك‪ ،‬ف�إن توقعات النا�س ال تتغير بين‬ ‫ع�شية و�ضحاها والإحباط‬ ‫يتزايد نتيجة لذلك‬

‫الملك �إدري�س ال�سنو�سي‪ :‬بد�أ الدولة الريعية في ليبيا‬

‫ي�شاركون ويعملون بحرية للم�صلحة الجماعية‪.‬‬ ‫تحت حك ��م القذافي‪ ،‬كان ��ت الدولة هي المقدِّ م �ش ��به‬ ‫الوحي ��د للوظائ ��ف؛ وحت ��ى الي ��وم‪ ،‬يعمل م ��ا بين ‪ 70‬و‬ ‫‪ 85‬ف ��ي المئ ��ة من الق ��وة العاملة الليبية ف ��ي الإدارات‬ ‫والم�ؤ�س�س ��ات الر�س ��مية‪ .‬م ��ن جه ��ة �أخ ��رى‪ ،‬الإعانات‬ ‫عل ��ى نطاق وا�س ��ع (تطبق على كل �ش ��يء م ��ن البنزين‬ ‫والكهرباء �إل ��ى الأرز ومعجون الطماط ��م) �أبقت ليبيا‬ ‫معزول ��ة ج ��د ًا ع ��ن العالم‪ :‬الدول ��ة تحتكر ال ��واردات‪،‬‬ ‫وهي التي تقوم بعمليات �ش ��راء كبيرة للب�ضائع وال�سلع‬ ‫م ��ن الخ ��ارج و�إن�ش ��اء تعاونيات تديرها ف ��ي كل مدينة‬ ‫حيث يمك ��ن لليبيين العاديين �ش ��راء الم ��واد الغذائية‬ ‫و�إحتياجاتهم الأ�سا�س ��ية المدعومة‪ .‬دعم هذه ال�س ��لع‬ ‫و�إبقا�ؤها مخ ّف�ض ��ة ب�ش ��كل كبير يخدم غر�ض ًا �سيا�سي ًا‪:‬‬ ‫القي ��ام بملءالأف ��واه الليبي ��ة بما يكفي كي ال ت�س ��تطيع‬ ‫التحدث وتتجه �إلى العمل ال�سلبي‪.‬‬ ‫ف ��ي الوق ��ت عين ��ه‪ ،‬ق ��ام القذاف ��ي بمط ��اردة �شر�س ��ة‬ ‫ل"بورجوازي ��ة ال�ش ��ر" ودافعه ��ا للرب ��ح الإ�س ��تغاللي‪.‬‬ ‫�أثرياء العائ�ل�ات التجارية الليبي ��ة الذين برزوا خالل‬ ‫�إطاح ��ة المملك ��ة من ليبي ��ا (‪� )1969 - 1951‬ش ��هدوا‬ ‫�أ�ص ��ولهم (الأرا�ض ��ي وال�ش ��ركات والمنازل) ُت�ص ��ادَر‬ ‫بالجملة من قبل النظ ��ام‪ .‬عندها ف َّر العديد منهم من‬ ‫الب�ل�اد ‪� -‬إلى ح ��د كبير �إلى م�ص ��ر والمملكة المتحدة‬ ‫ فق ��ط ليتعر�ض ��وا هناك ف ��ي كثير م ��ن الأحيان الى‬‫مح ��اوالت �إغتيال عامة جد ًا من قبل مبعوثي القذافي‪،‬‬ ‫الذين ُك ِّلفوا بقتل الأغنياء والمعار�ضين المتع ّلمين في‬ ‫معاهد �أجنبية �أينما وجدوا‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن �إحتكار �س ��وق العمل وتنفي ��ذ �إعانات بعيدة‬ ‫الم ��دى‪ ،‬و�إتخاذ �إجراءات �ص ��ارمة �ض ��د الم�ؤ�س�س ��ات‬ ‫الخا�ص ��ة؛ عُ دّلت و ُك ِّررت �أكثر م ��ن �أربعة عقود‪ ،‬وماذا‬ ‫كانت النتيجة ؟ عدد �سكان هائل را�سخ بعمق في ثقافة‬ ‫الإعتماد الإقت�صادي والإجتماعي على الدولة‪.‬‬ ‫من ر�ؤ�س ��اء الحكومات الم�ؤقتة المختلف ��ة منذ الثورة‪،‬‬ ‫لدى رئي�س الوزراء علي زيدان‪ ،‬حتى الآن‪� ،‬أف�ض ��ل فهم‬ ‫للم�شكلة‪� .‬إذ �أن �أ�س�ل�افه جعلوا الأمور �أ�سو�أ ب�إطالقهم‬ ‫نظ ��ام روات ��ب للمقاتلي ��ن والجرح ��ى من الث ��ورة‪�" .‬إن‬ ‫ت�صاعد الو�ضع خارج نطاق ال�سيطرة �أمر متوقع نتيجة‬ ‫الم�سجلة البالغة ‪،450,000‬‬ ‫هذا النظام؛ بين الطلبات‬ ‫ّ‬ ‫تم العثور على ع�ش ��رات الآالف من الأ�س ��ماء المك ّررة‪،‬‬ ‫والمز ّيفة �أو المتوفية منذ مدة طويلة"‪.‬‬ ‫ال ��وزراء في حكومة زيدان‪ ،‬م ��ن ناحية �أخرى‪� ،‬أظهروا‬ ‫حكم ��ة �أكثر‪ ،‬ب�إنق�ضا�ض ��هم على التج ��اوزات في نظام‬ ‫الروات ��ب معلني ��ن التخل� ��ص التدريج ��ي م ��ن �إعانات‬ ‫النفط والغذاء بحلول العام ‪( 2016‬فقط ب�إ�س ��تبدالها‬ ‫جزئي ًا بتحويالت نقدية �ش ��هرية)‪� .‬إنها �سيا�سة جريئة‬ ‫لحكومة ّ‬ ‫ه�شة التي تهدف وت�ص ِّوب مبا�شرة على جذور‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫الم�ش ��كلة‪ .‬و�إذا م ��ا نفذت بنج ��اح‪ ،‬ف�إن ه ��ذه الخطوة‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪57‬‬


‫المغرب العربي‬

‫ليبيا‬

‫المفارقة االقت�صادية في الجماهيرية ال�سابقة‪ :‬غنية لكنها مهددة مالي ًا‬

‫ليبيا تتجه إلى اإلفالس!‬ ‫�أ�ش��ار �آخر تقرير ل�صندوق النقد الدولي حول ليبيا في �أي��ار (مايو) ‪ ،2013‬الى تقدم كبير في ادارة‬ ‫الدول��ة والى فر�ص نهو�ض كبيرة محتملة‪ .‬و�إعتبر �أن الجماهيري��ة ال�سابقة تقع على مفترق طرق‪.‬‬ ‫ثم��ة تقدم ب�ش ��أن و�ضع نظام �إداري ي�سمح بالحك��م بطريقة �شفافة‪ .‬لكن ليبيا م��ا زالت تعتمد على‬ ‫النف��ط بن�سب��ة ‪ %65‬من الناتج و‪ %96‬م��ن االيرادات العام��ة‪ ،‬مما يجعلها مرتبطة كلي��ا بما يح�صل‬ ‫لأ�سع��ار الطاق��ة‪ .‬ثم��ة تحد م��زدوج �أمام الحك��م الجديد وه��و �أن يكون في م�ست��وى الطموحات‬ ‫ال�سيا�سي��ة لل�شعب و�أن يُح�س��ن الأداء �إقت�صادي �اً‪ .‬وي�ستحيل تحقيق الإ�ستق��رار ال�سيا�سي من دون‬ ‫تح�س��ن وا�ض��ح للو�ضع المعي�شي المرتكز عل��ى الإ�ستثمار في البنية التحتي��ة والتنويع الإنتاجي‪.‬‬ ‫كما ي�ستحيل التقدم من دون اعطاء دور �أكبر للقطاع الخا�ص‪ .‬هناك فر�ص جدية لت�صبح ليبيا رائدة‬ ‫�إقت�صادي ًا ولكن هل ت�ستطيع ذلك ؟ الجواب في التقرير التالي‪:‬‬ ‫طرابل�س الغرب ‪ -‬خالد الديب‬ ‫كان ��ت ليبي ��ا بع ��د الث ��ورة مكان� � ًا �ص ��عبا‬ ‫للعي� ��ش‪ ،‬خ�صو�ص� � ًا عل ��ى مدى الأ�س ��ابيع‬ ‫القليلة الما�ض ��ية‪ .‬لقد �ش ��هدت �سل�س ��لة من الإغتياالت‬ ‫البارزة‪ ،‬والهروب من ال�سجن‪ ،‬وم�سل�س ًال من الهجمات‬ ‫ب�س ��يارات ملغومة �أحبط بع�ض ��ها �أحيان� � ًا‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫�أدّى الى �إ�س ��تقالة وزير الداخلية محمد خليفة ال�ش ��يخ‬ ‫للم ��رة الثانية خالل ثالثة �أ�ش ��هر‪ .‬لكن على الرغم من‬ ‫ذلك ف�إن �ش ��يئ ًا �آخر قد �أحبط ال�شوارع الليبية �أكثر هو‬ ‫الإنقط ��اع اليومي للتي ��ار الكهربائي ‪� ...‬إنقطا ٌع ي�ص ��ل‬ ‫�أحيان ًا �إلى ‪� 16‬ساعة مبرحة في وقت واحد‪.‬‬ ‫من جهتها �أعط ��ت الحكومة تف�س ��يرات لهذا الإنقطاع‬ ‫و�أفادت ب�أن �أ�س ��بابه عدة‪ :‬الإفراط في �أ�شهر ال�صيف‪،‬‬ ‫و�إنع ��دام ال�ص ��يانة‪ ،‬و�إرث نق� ��ص الإ�س ��تثمارات ف ��ي‬ ‫ال�ش ��بكة‪ ،‬وحت ��ى عملي ��ات تخريبية من قب ��ل الموالين‬ ‫للقذافي‪ .‬قد يكون هذا الو�ض ��ع‪ ،‬خ�صو�ص� � ًا في مرحلة‬ ‫ما بعد الثورة الليبية‪� ،‬ص ��عب ًا على ال�ش ��رح‪ .‬فنظر ًا الى‬ ‫الث ��روات الهيدروكربوني ��ة الوا�س ��عة ف ��ي الب�ل�اد‪ ،‬ف�إن‬ ‫النق�ص في الكهرباء ي�ش� � ّكل م�ش ��كلة تبدو مع ّقدة على‬ ‫الفهم بالن�سبة الى الليبي العادي‪.‬‬ ‫ت�ض ��م ليبيا بع�ض� � ًا من �أكبر �إحتياطات النفط الم�ؤكدة‬ ‫في العالم‪ ،‬وقدرات كبيرة لإنتاج الغاز الطبيعي‪ ،‬و‪168‬‬ ‫‪56‬‬

‫مليار دوالر من الأ�ص ��ول الأجنبية‪ ،‬و�ش ��واطىء ُتح�س ��د‬ ‫عليه ��ا حي ��ث تمتد على �أكث ��ر م ��ن ‪ 2000‬كيلومتر على‬ ‫�س ��احل البحر الأبي�ض المتو�س ��ط‪ .‬بالن�س ��بة الى جميع‬ ‫هذه الأ�ص ��ول‪ ،‬لدى ليبي ��ا في المقاب ��ل (‪ 6.4‬ماليين‬ ‫ن�س ��مة) ع ��دد �ص ��غير ن�س ��بي ًا من الأف ��واه الت ��ي يجب‬ ‫�إطعامه ��ا‪ .‬في �أجزاء �أخرى من العال ��م‪� ،‬أثبت المزيج‬ ‫من قلة عدد ال�سكان والموارد الطبيعية الوافرة عموم ًا‬ ‫ب�أنه �ص ��يغة م�ؤكدة لتحقيق النجاح‪ .‬ولكن لماذا ف�ش ��ل‬ ‫هذا المزيج في في بالد عمر المختار ؟‬ ‫خ�ل�ال عهد معم ��ر القذافي‪ ،‬كان من الوا�ض ��ح �س ��بب‬ ‫تراج ��ع البني ��ة التحتي ��ة والخدم ��ات العام ��ة‪ :‬العقي ��د‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫الراحل معمر القذافي‪� :‬إرثه ثقيل‬

‫وجماعت ��ه �أث ��روا �أنف�س ��هم ب�ش ��كل وا�ض ��ح عل ��ى ظهر‬ ‫�ص ��ادرات النف ��ط‪ ،‬تاركي ��ن القلي ��ل م ��ن ث ��روة البالد‬ ‫الهيدروكربوني ��ة للمتو�س ��ط الليبي للتمتع ب ��ه‪ .‬الآن مع‬ ‫رحي ��ل عائلة القذاف ��ي والمقربين منه‪ ،‬م ��ع ذلك‪ ،‬ف�إن‬ ‫عدم وجود الإ�س ��تثمارات العامة هو �أكثر �إثارة للحيرة‪.‬‬ ‫ف ��ي ظ ��ل ديموقراطية ولي ��دة‪ ،‬ف� ��إن الأمر �أي�ض� � ًا غير‬ ‫مقبول تمام ًا‪.‬‬ ‫الحقيق ��ة‪� ،‬أن ظ ��روف الليبيي ��ن العاديين لم تتح�س ��ن‬ ‫في العامي ��ن الفائتين منذ قيام الثورة‪ .‬الم�ست�ش ��فيات‬ ‫"غير �ص ��الحة للب�ش ��ر"‪ ،‬بعبارة وزير ال�ص ��حة نف�سه‪.‬‬ ‫والمدار� ��س متداعية‪ .‬ومياه المجاري تت�س ��رب ب�ش ��كل‬ ‫الذع �إل ��ى �ش ��اطئ البح ��ر الأبي� ��ض المتو�س ��ط ‪ .‬حت ��ى‬ ‫الإت�ص ��ال بالإنترن ��ت ه ��و ح ��دث �س ��ار‪ .‬بالن�س ��بة الى‬ ‫الليبيي ��ن والمراقبي ��ن على حد �س ��واء‪ ،‬ف�إن ��ه لي�س من‬ ‫الوا�ض ��ح لماذا ليبيا هي في هذه الحالة المتردّية التي‬ ‫يرثى لها‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن ع ��دم الكف ��اءة والف�س ��اد الم�ست�ش ��ري على‬ ‫نطاق وا�س ��ع يعلوان قائمة التف�س ��يرات ال�شعبية لحالة‬ ‫الب�ل�اد الحالي ��ة‪ .‬كالهم ��ا‪� ،‬إلى ح ��د ما‪� ،‬ص ��حيح‪� .‬إن‬ ‫الخروج م ��ن الديكتاتوري ��ة الى الو�ض ��ع الجديد �أورث‬ ‫البالد جي�ش� � ًا �ض ��خم ًا من موظفي الخدمة العامة غير‬ ‫المهرة والفا�سدين‪ .‬ويرى الخبراء �أنه حتى مع حكومة‬ ‫مخت�صة و�ش ��فافة تمام ًا �سوف يكون حكم الجماهيرية‬


‫ مزق ��ه العن ��ف‪ ،‬و�إنقط ��اع الكهرب ��اء‪ ،‬والفقر ‪ -‬حيث‬‫جزّار الحي‪ ،‬الذي مرة كان متحم�س ًا للحرية‪ ،‬يقول مع‬ ‫تنهيدة مكتئبة "على الأقل كنت �أ�س ��تطيع و�ضع الطعام‬ ‫على الطاولة عندما كان �صدام على قيد الحياة"‪.‬‬ ‫الواقع‪ ،‬لكي تكون هناك فر�ص ��ة للديموقراطية‪ ،‬ينبغي‬ ‫�إ�ص�ل�اح ال�سيا�س ��ة المالي ��ة ف ��ي ليبيا بطريق ��ة تتناول‬ ‫العق ��د الإجتماع ��ي الأ�سا�س ��ي الذي �أحدثت ��ه الريعية‪.‬‬ ‫وهن ��اك حاجة �إلى �إ�ص�ل�احات عدة حا�س ��مة من �أجل‬ ‫تحقيق النقلة النوعية التي وعدت بها ثورة ‪� 17‬ش ��باط‬ ‫تف به ��ا بعد‪ .‬الدولة م ��ن جهتها يجب‬ ‫(فبراي ��ر) ولم ِ‬ ‫�أن تخ ّف�ض حجم موظفيها‪ .‬ويتعين على �ص ��ناع القرار‬ ‫جعل النفط �أقل �أهمية في االقت�ص ��اد و�أرجحة التوازن‬ ‫نحو نمو القطاع الخا�ص‪.‬‬ ‫�إن تق ّل� ��ص حج ��م الحكوم ��ة يعن ��ي البقاء على م�س ��ار‬ ‫�إ�ص�ل�اح نظ ��ام الإعانات‪ .‬و�س ��وف يكون الأم ��ر م�ؤلم ًا‪:‬‬ ‫الأ�س ��عار �س ��وف ترتفع ب�س ��رعة‪ ،‬و�سوف ت�ش ��عر الأ�سر‬ ‫ب�أثرها ف ��ي كل محطة بنزين و�س ��وبر ماركت‪ .‬ولكن ال‬ ‫يوجد خيار �آخر‪ .‬لم يعد في �إ�س ��تطاعة الموازنة تح ّمل‬ ‫ودفع الدعم والإعانات‪ ،‬وكل �ص ��دمة في �أ�سعار النفط‬ ‫�أو يوم من الإ�ض ��رابات يجع ��ل المحفظة العامة �أخف‪.‬‬ ‫الحقيق ��ة �أن الأم ��ر �سي�س ��توجب الإح�س ��ا�س بالواجب‬ ‫المدن ��ي وكل الإرادة ال�سيا�س ��ية ف ��ي ليبي ��ا التي يمكن‬ ‫ح�شدها لر�ؤية �إ�صالح الدعم من خالل التنفيذ‪.‬‬ ‫في الوقت عينه‪ ،‬من المهم �أن ندرك �أن �إ�صالح الدعم‬ ‫ال يكف ��ي في حد ذاته‪ .‬يجب �إق ��ران �إلغاء الإعانات مع‬ ‫�إقامة �ش ��بكة �أمان �إجتماعي ذات م�ص ��داقية للو�صول‬ ‫ال ��ى �أولئك الذين هم في �أ�س ��فل ال�س ��لم االقت�ص ��ادي‬ ‫والذي ��ن ال ي�س ��تطيعون تح ّم ��ل و�إ�س ��تيعاب الزيادة في‬ ‫الأ�س ��عار‪ .‬م ��ن جه ��ة �أخرى‪ ،‬ف� ��إن المال ال ��ذي لم يعد‬ ‫ّ‬ ‫يوظف في الإعانات الع�ش ��وائية (ي�ستفيد منه الأغنياء‬ ‫ب�ش ��كل غير متنا�س ��ب) يمكن �إع ��ادة توزيعه نحو مزيد‬ ‫م ��ن خط ��ط الرعاي ��ة الإجتماعي ��ة الم�س ��تهدفة‪ ،‬على‬ ‫�أ�س ��ا�س م�س ��توى الدخل‪ ،‬والجغرافيا‪� ،‬أو غير ذلك من‬ ‫الحاجات المحدّدة‪.‬‬ ‫وراء الدع ��م‪ ،‬هن ��اك �إغراء الحفاظ عل ��ى الإنفاق كما‬ ‫هو‪ ،‬خ�صو�ص� � ًا في �أوق ��ات الإنتخابات �أو عندما تتحول‬ ‫الحكوم ��ة الى �أف ��كار �أف�ض ��ل‪ .‬كل �إلت ��زام مالي جديد‬ ‫ي�ض ��يف الى قاعدة التكاليف‪ ،‬ويعزّز العقد الإجتماعي‬ ‫المختل الحالي‪ ،‬وي�ض ��ع م�س ��ماراً �آخر في نع�ش التنمية‬ ‫الإقت�ص ��ادية والعدال ��ة بي ��ن الأجيال‪ .‬ولمن ��ع هذا من‬ ‫الح ��دوث‪ ،‬يج ��ب عل ��ى الجمعية الد�س ��تورية ف ��ي ليبيا‬ ‫�إعتماد قاعدة الإن�ض ��باط المالي في الد�ستور الجديد‬ ‫الذي تعدّه وتكتبه حالي ًا‪.‬‬ ‫�إن قواع ��د الإن�ض ��باط المال ��ي تختلف‪ ،‬ولك ��ن الفكرة‬ ‫الأ�سا�س ��ية ه ��ي ف ��ي فر� ��ض قي ��ود عل ��ى حج ��م �إنفاق‬ ‫الحكوم ��ة �أو كم من الديون يمكن �أن تتح ّمل في �س ��نة‬

‫النفط الليبي‪� :‬أ�سا�س العلة في ليبيا‬

‫مع َّينة‪ .‬الجانب الرئي�س من هذه القواعد‪ ،‬وال�سبب في‬ ‫�أنها من ال�ض ��روري �أن تكون من�صو�ص ��ة في الد�ستور‪،‬‬ ‫ه ��و �أنها تفر�ض الإن�ض ��باط الذي ي�س ��تمر لفترة �أطول‬ ‫م ��ن حكوم ��ة �أو دورة �إنتخابي ��ة‪ .‬الأهم م ��ن ذلك‪� ،‬أنها‬ ‫توقف الحكومة من فعل ال�ش ��يء المنا�سب لها �سيا�سي ًا‬ ‫في �أوقات الوفرة‪ :‬الإ�س ��راف في الإنفاق لت�أمين �إعادة‬ ‫�إنتخابها‪ .‬لذا مع قاعدة �إن�ض ��باط مالي‪ ،‬ف�إن الد�ستور‬ ‫يخدم على نحو �أف�ض ��ل غر�ض ��ه المعلن‪ :‬الحفاظ على‬ ‫الإزده ��ار ف ��ي ليبي ��ا على ح ��د �س ��واء اليوم وغ ��د ًا من‬ ‫الإ�ستغالل ال�سيا�سي‪.‬‬ ‫وق ��د �إرتفع عدد البلدان التي تعتمد قاعدة الإن�ض ��باط‬ ‫المالي ب�ش ��كل كبير في ال�س ��نوات الأخيرة من خم�س ��ة‬ ‫فق ��ط ف ��ي ‪ 1990‬ال ��ى ‪ 81‬بل ��د ًا ف ��ي الع ��ام ‪– 2012‬‬ ‫�أبرزها بل ��دان �أميركا الالتينية الت ��ي �إعتمدتها للحد‬ ‫من الت�ض ��خم الجامح و�إ�س ��تعادة ثقة الم�ستثمرين في‬ ‫�أعق ��اب �سل�س ��لة من �أزمات �ص ��رف العم�ل�ات‪ .‬كحالة‬ ‫للدرا�سة‪� ،‬إعتمدت البرازيل قواعد �إن�ضباط مالي ن�ص‬ ‫عليه ��ا قانون يطالب الحكومة ب�أن ت�ض ��ع هدف ًا متداو ًال‬ ‫لمدة ثالث �سنوات لتحقيق فائ�ض �إيجابي في الموازنة‬ ‫الأولي ��ة (�إي ��رادات ناق� ��ص النفق ��ات الحكومي ��ة‪ ،‬قبل‬ ‫مدفوعات الفائدة‪ ،‬يجب �أن تكون �إيجابية)‪.‬‬ ‫ف ��ي حين �أنها لي�س ��ت عالج ًا �س ��حري ًا‪ ،‬يمك ��ن لقواعد‬ ‫الإن�ض ��باط المال ��ي عل ��ى �أقل تقدي ��ر �أن تك ��ون بمثابة‬ ‫�إ�ش ��ارات �إنذار مبكر‪ .‬في العامين الما�ض ��يين‪� ،‬أنفقت‬ ‫الحكوم ��ة البرازيلي ��ة ‪ 300‬مليار ري ��ال برازيلي (‪131‬‬ ‫مليار دوالر) على برامج التحفيز المالي (على �س ��بيل‬ ‫المث ��ال‪ ،‬القرو�ض العقاري ��ة المدعومة)‪ .‬خالل الفترة‬ ‫عينها‪ ،‬مع ذلك‪� ،‬إنخف�ض نمو الناتج المحلي الإجمالي‬ ‫ال�س ��نوي من ‪ 7.5‬في المئة �إل ��ى ‪ 0.9‬في المئة‪ ،‬وهذا‬ ‫يعن ��ي �أ�سا�س� � ًا �أن الحاف ��ز ل ��م ينجح‪ .‬م ��ن دون قاعدة‬ ‫للإن�ض ��باط المالي‪ ،‬ف� ��إن لدى الحكومة خي ��ار ًا واحد ًا‬ ‫يكم ��ن في موا�ص ��لة تكثيف الإنفاق ‪ -‬وتك ّب ��د الديون ‪-‬‬ ‫هادرة المال الجيد بعد ال�سيئ‪.‬‬ ‫ب�إلتزامها الإن�ضباط المالي‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬عرفت البرازيل‬ ‫في العام ‪ 2012‬فائ�ض� � ًا في الموازن ��ة الأولية بلغ ‪2.4‬‬ ‫ف ��ي المئة (‪ 3.1‬ف ��ي المئة ر�س ��مي ًا)‪ ،‬ولك ��ن بالوتيرة‬

‫الحالي ��ة للإنفاق من المتوقع �أن ينخف�ض هذا الفائ�ض‬ ‫ال ��ى ‪ 0.9‬في المئة في العام ‪ - 2014‬عام الإنتخابات‪.‬‬ ‫ونتيجة لهذا الإتجاه‪ ،‬خ ّف�ضت وكالة الت�صنيف الدولية‬ ‫"�س ��تاندرد �أن ��د ب ��ورز" توقعاته ��ا ب�ش� ��أن الت�ص ��نيف‬ ‫الإئتماني للبرازيل من "م�ستقر" �إلى "�سلبي"‪ ،‬وت�سعى‬ ‫حكومة الرئي�س ��ة ديلما رو�س ��يف جاهدة الآن لإ�ستعادة‬ ‫الم�ص ��داقية المالي ��ة وفق� � ًا لذلك‪ ،‬من طري ��ق تجميد‬ ‫و�ض ��ع الموازنة وخف�ض الإنفاق‪ .‬وهذا يعني �أن رو�سيف‬ ‫لن تكون قادرة على الإنفاق لت�سهيل طريقها �إلى �إعادة‬ ‫�إنتخابه ��ا‪ .‬ليبي ��ا‪ ،‬مع طيفها ال�سيا�س ��ي غير النا�ض ��ج‬ ‫والمج� � ّز�أ وقل ��ة خبرته ��ا م ��ع الديموقراطي ��ة‪� ،‬س ��وف‬ ‫ت�ستفيد ب�شكل كبير من الحد من قدرة ال�سيا�سيين على‬ ‫الإ�سراف في النفقات و�إهدارها في فترة الإنتخابات‪.‬‬ ‫�أبع ��د م ��ن ذلك‪ ،‬يج ��ب �أن تتعل ��م ليبيا على �إحت�ض ��ان‬ ‫الم�ؤ�س�س ��ات والم�ش ��اريع الخا�ص ��ة‪ .‬لم يعد في مقدور‬ ‫الحكوم ��ة موا�ص ��لة التوظي ��ف‪ ،‬والإتكال على �ص ��ناعة‬ ‫النفط للح�ص ��ول على ر�أ�س المال الكثي ��ف (علم ًا �أنها‬ ‫ال تو ّلد عمالة كبيرة)‪ ،‬مع بطالة مرتفعة لدى ال�ش ��باب‬ ‫تق ��ف عند ‪ 30‬في المئة‪ .‬لذا فالطري ��ق العملي الوحيد‬ ‫لتخفيف ال�ضغط على الموازنة وتحقيق نمو �أكبر و�أكثر‬ ‫�ش ��مو ًال على المدى الطويل هو و�ض ��ع الأ�س ���س لإزدهار‬ ‫القطاع الخا�ص‪ .‬يمكن للحكومة �أن تبد�أ مع خ�صخ�صة‬ ‫عدد من ال�شركات المملوكة للدولة مثل م�ؤ�س�سة البريد‬ ‫والإت�صاالت ال�سلكية والال�سلكية (المالكة لإثنتين من‬ ‫ال�شركات الم�ش ّغلة ل�شبكات الهاتف النقال في البالد)‬ ‫ودفع البنوك التجارية الخم�س ��ة ع�ش ��ر التي تملك فيها‬ ‫الدولة الغالبية (في خزائنها ينام ‪ 40‬مليار دينار ليبي‬ ‫من النقد) لإقرا�ض الم�ؤ�س�سات ال�صغيرة والمتو�سطة‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن تعزي ��ز القط ��اع الخا�ص ال ي� ��ؤدي فقط الى‬ ‫تولي ��د المزيد م ��ن الأم ��وال وفر�ص العم ��ل‪ ،‬ف�إنه يغ ّير‬ ‫كيفية نظر الفرد الى نف�سه‪ :‬ال كم�س َت ْق ِبل �ضعيف ل�سخاء‬ ‫الدولة ولكن ك�ص ��انع م�ص ��يره من خالل عرق جبينه‪.‬‬ ‫جنب ًا �إلى جنب مع ال�ضرائب و�صناديق الإقتراع‪ ،‬يو�ضع‬ ‫حج ��ر الأ�س ��ا�س لعقد �إجتماع ��ي متجدّد بي ��ن الحاكم‬ ‫والمحك ��وم‪ :‬المواط ��ن يخل ��ق الثروة ويدفع ج ��زء ًا الى‬ ‫الحكوم ��ة المنتخبة‪ ،‬وهي بعد ذلك تكون م�س� ��ؤولة عن‬ ‫توفير الخدمات العامة التي يطلبها المواطن‪.‬‬ ‫بال �شك نطلب الكثير من ليبيا للتخلي عن �إرث نظامها‬ ‫ال�سيا�سي والإقت�صادي والإجتماعي مرة واحدة‪ .‬ولكن‬ ‫الوع ��د ال�سيا�س ��ي لث ��ورة ‪� 17‬ش ��باط (فبراي ��ر) يجب‬ ‫�أن يت ��م الوفاء به‪ .‬من �أج ��ل ديموقراطي ��ة ُينظر �إليها‬ ‫وي�ؤمن بها ال�شعب وتكون قابلة للحياة في ليبيا‪ ،‬يحتاج‬ ‫النا�س �إلى ال�ش ��عور بتح�سن �إقت�صادي مبا�شر‪ .‬التنمية‬ ‫تحتاج الى الإ�س ��تثمار‪ ،‬والإ�ستثمار في حاجة ما�سة الى‬ ‫الإ�ص�ل�اح المالي‪ .‬ليبي ��ا يجب �أن تتح ��رك قدم ًا الآن‪،‬‬ ‫بينما ال يزال هناك بع�ض الوقت‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪59‬‬


‫المغرب العربي ¶ ليبيا‬ ‫�س ��وف تخفف كثير َا م ��ن العبء عل ��ى الموازنة‪ ،‬والتي‬ ‫يمك ��ن �أن تك ��ون مجدية �أكث ��ر بنقل المال نح ��و البنية‬ ‫التحتي ��ة‪ ،‬والرعاي ��ة ال�ص ��حية‪ ،‬والتعليم ‪ -‬تح�س ��ينات‬ ‫مرئية مرغوبة ومطلوبة م ��ن الناخبين الليبيين‪ .‬ولكن‬ ‫ف ��ي الوقت ال ��ذي يتوقع النا� ��س �أكثر‪ ،‬ولي� ��س �أقل‪ ،‬من‬ ‫الحكوم ��ة‪ ،‬يبدو �أن �إ�ص�ل�اح نظ ��ام الدع ��م والإعانات‬ ‫�صعب البيع والتنفيذ‪.‬‬ ‫ذهب زيدان نف�سه �إلى �أبعد من ذلك في تف�سيره لماذا‬ ‫لي�س ��ت هناك اموال‪ .‬عُ ِقدت مائدة م�ستديرة لمناق�شة‬ ‫الموازن ��ة عل ��ى التلفزي ��ون الوطن ��ي‪ ،‬و�ض� � ّمت وزراء‬ ‫المالي ��ة والنفط والتخطيط‪ .‬ومو�ض ��وع الموازنة �أمر ال‬ ‫ب ّد من التط ��رق �إليه في الم�ؤتمرات ال�ص ��حافية االتي‬ ‫يعقده ��ا رئي�س الوزراء كل يوم �أح ��د حيث ينفق زيدان‬ ‫المخ�ص ���ص له للبث في �ش ��رح العوائق‬ ‫كثير ًا من وقته‬ ‫َّ‬ ‫البيروقراطي ��ة الت ��ي تواجه ��ه حكومته‪ .‬ه ��ذه العقبات‬ ‫ُتخت َزل الى �إثنتين‪ :‬الهيئة الت�شريعية الم�ؤقتة في ليبيا‪،‬‬ ‫"الم�ؤتم ��ر الوطني العام"‪ ،‬و�ض ��عت ومنحت تفوي�ض� � ًا‬ ‫قوي� � ًا �إلى "دي ��وان المحا�س ��بة" لمراجع ��ة‪ ،‬وتوقيع‪� ،‬أو‬ ‫الإعترا� ��ض على كل نفقة مزمعة للحكومة‪ .‬وكان ديوان‬ ‫المحا�س ��بة بطيئ� � ًا في الموافق ��ة على طلب ��ات الإنفاق‬ ‫الأم ��ر الذي جع ��ل الحكومة تدع ��و الى �إع ��ادة هيكلته‬ ‫للخ ��روج من الم�أزق‪� .‬إ�ض ��افة الى هذا‪ ،‬حرم "الم�ؤتمر‬ ‫الوطني العام" �أي�ض� � ًا الحكومة من القدرة على تحويل‬ ‫الإنف ��اق بين بنود ف ��ي الموازنة‪ :‬حيث �إذا �س � َّ�جل �أحد‬ ‫البن ��ود وجود فائ�ض‪ ،‬لي� ��س لدى الهيئ ��ة التنفيذية في‬ ‫البالد ال�س ��لطة لتحويل الأموال �إلى منطقة �أخرى �أكثر‬ ‫�إحتياج ًا في الموازنة‪.‬‬ ‫م ��ا هو �أكثر من ذل ��ك‪� ،‬إنخف�ض �إنت ��اج النفط الى �أقل‬ ‫م ��ن مليون برمي ��ل يومي ًا في حزي ��ران (يونيو) الفائت‬ ‫للم ��رة الأولى من ��ذ الثورة (م ��ن قدرة ال ��ذروة البالغة‬ ‫‪ 1.6‬ملي ��ون برميل)‪ .‬دق ��ت الحكوم ��ة ناقو�س الخطر‬ ‫ب� ��أن "�أزم ��ة" م�س ��توى ق ��د حدثت‪ .‬عن ��د �أدن ��ى نقطة‬ ‫خ�ل�ال الثورة‪ ،‬توقف �إنتاج النف ��ط لفترة وجيزة‪ .‬وكان‬ ‫الإنتعا�ش ال�س ��ريع‪ ،‬في غ�ضون ب�ض ��عة �أ�شهر‪� ،‬إلى ‪100‬‬ ‫ف ��ي المئة من م�س ��تويات الإنت ��اج في ليبيا قب ��ل الثورة‬ ‫مذه ًال ومو�ضوع �إ�شادة دولية لذلك‪.‬‬ ‫في ه ��ذه الأيام‪ ،‬تم �إع ��ادة تعريف "�أزمة" الم�س ��توى‪:‬‬ ‫�إنخف� ��ض �إنت ��اج النف ��ط ب�ش ��كل خطير �إل ��ى مجرد ‪30‬‬ ‫ف ��ي المئة م ��ن طاقت ��ه ب�س ��بب الإ�ض ��طرابات العنيفة‬ ‫والإ�ض ��رابات‪ .‬وح ّذرت الحكومة بالفع ��ل �أنها لن تكون‬ ‫ق ��ادرة على الوف ��اء ب�إلتزاماتها لل�س ��نة‪ :‬بي ��ن الرواتب‬ ‫والإعانات والإنفاق على البنية التحتية التقديرية‪ ،‬ف�إن‬ ‫هذه الأخيرة ال �شك في �أنها �ستكون المت�ضررة الأولى‪.‬‬ ‫وه ��ذا يترك زي ��دان بين المطرقة وال�س ��ندان‪� .‬س ��وف‬ ‫يبقى �ض ��عيف ًا وغير جدي ��ر بالثقة طالما �أن ��ه ال يمكنه‬ ‫تحقي ��ق نتائ ��ج وا�ض ��حة والت ��ي تتطلب الإنف ��اق‪ ،‬ولكن‬ ‫‪58‬‬

‫وزير الداخلية محمد خليفة ال�شيخ‪� :‬إ�ستقال بعد ‪� 3‬أ�شهر على تعيينه‬

‫ت�ضم ليبيا بع�ض ًا من �أكبر �إحتياطات‬ ‫النفط الم�ؤكدة في العالم‪ ،‬وقدرات‬ ‫كبيرة لإنتاج الغاز الطبيعي‪ ،‬و‪168‬‬ ‫مليار دوالر من الأ�صول الأجنبية‪،‬‬ ‫و�شواطىء تُح�سد عليها حيث تمتد‬ ‫على �أكثر من ‪ 2000‬كيلومتر على‬ ‫�ساحل البحر الأبي�ض المتو�سط‬ ‫ف ��ي الوقت عينه‪ ،‬ال ي�س ��تطيع �أن ينفق طالم ��ا �أنه غير‬ ‫موث ��وق به م ��ن البيروقراطيين ف ��ي الم�ؤتم ��ر الوطني‬ ‫العام وديوان المحا�س ��بة‪ ،‬و�ضعيف في مواجهة الو�ضع‬ ‫الأمن ��ي​​(وبالتال ��ي ال م�ص ��داقية ل ��ه بما في ��ه الكفاية‬ ‫لتفعيل الإ�ص�ل�اح المالي ال�ش ��امل الذي يمكن �أن ينقذ‬ ‫حكومته)‪ .‬الرجل لي�ست �أمامه �أية فر�صة للنجاح‪.‬‬ ‫لكن الم�شكلة الأ�سا�سية ‪ -‬عدم التوازن المالي ال�شديد‬ ‫وعدم الإ�س ��تدامة في ليبيا ‪ -‬لي�س ��ت له ��ا عالقة تذكر‬ ‫بزي ��دان بق ��در ما له ��ا عالقة بجوه ��ر الدول ��ة الليبية‬ ‫الحديثة‪ .‬ثقافي ًا و�إقت�ص ��ادي ًا‪ ،‬ف� ��إن ليبيا التي برزت ما‬ ‫بعد الثورة تت�س ��ق وتتجان�س مع ليبيا قبل الثورة بل وفي‬ ‫الواقع م ��ع ليبيا ما قبل ‪ :1969‬هذا البلد هو و�س ��يبقى‬ ‫دولة ريعية الجوهر‪.‬‬ ‫"الدول ��ة الريعية"‪ ،‬وهو مفه ��وم ُطرح للمرة الأولى في‬ ‫�س ��بعينات القرن الفائت‪ ،‬ي�ص ��ف بلد ًا يمل ��ك الغالبية‬ ‫العظم ��ى من ثروته من "االيج ��ارات" التي يجنيها من‬ ‫بي ��ع �أو �إيجار الم ��وارد الوفيرة لط ��رف خارجي‪ .‬وهذا‬ ‫الو�ص ��ف جاء مطابق ًا للعديد من دول ال�ش ��رق الأو�سط‬ ‫الت ��ي تعتم ��د على بيع النف ��ط �إلى الم�ش ��ترين الأجانب‬ ‫لك�س ��ب عي�شها‪ .‬الأدب يذهب �أبعد من ذلك‪� ،‬إذ ي�صف‬ ‫الدولة الريعية ب�أنها واحدة حيث الحكومة فيها تك�سب‬ ‫"الإيج ��ارات" والعوائد وبالتالي ت�س ��يطر وتدير ثروة‬ ‫الب�ل�اد‪ .‬في هذه الحال ��ة ف�إن عدد ًا قلي ًال من ال�س ��كان‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫المحليي ��ن ُي�س ��تخدَم ب�ش ��كل مج � ٍ�د في �ص ��ناعة توليد‬ ‫الإيج ��ارات والعائدات ولي�س ��ت هناك حاج ��ة حقيقية‬ ‫لفر�ض �ضرائب‪.‬‬ ‫ونتيجة لذلك‪ ،‬ين�ش� ��أ عقد �إجتماعي مختل بين الحاكم‬ ‫والمحك ��وم‪ :‬الدول ��ة ال تحت ��اج الى المواط ��ن من �أجل‬ ‫وجودها‪ ،‬في حين �أن المواطن �سيكون معوز ًا ومحتاج ًا‬ ‫من دون الدولة‪ .‬ثم �ض ��من ًا‪ ،‬ال تخ�ض ��ع الدولة لمطالب‬ ‫المواط ��ن ‪ -‬وه ��ذا حد �أدن ��ى لتفادي التمرد‪ .‬وب�س ��بب‬ ‫ه ��ذا‪ ،‬ينبغي على الخبراء دعم فكرة �أن الدول الريعية‬ ‫تواج ��ه عقب ��ات �أكب ��ر ب�ش ��كل غي ��ر متنا�س ��ب لتحقيق‬ ‫الديموقراطية‪.‬‬ ‫وقد وجد هذا العق ��د الإجتماعي المختل في ليبيا منذ‬ ‫�أن ولدت‪ .‬كان الملك �إدري�س ال�سنو�سي‪ ،‬العاهل الليبي‬ ‫الأول والوحي ��د‪ ،‬ال�ش ��يخ محم ��د ب ��ن را�ش ��د �آل مكتوم‬ ‫خم�س ��ينات و�س ��تينات الق ��رن الع�ش ��رين‪ .‬مث ��ل حاكم‬ ‫دب ��ي في يومن ��ا هذا‪ ،‬كان ال�سنو�س ��ي حاكم� � ًا خ ِّير ًا مع‬ ‫ر�ؤي ��ة لقومه‪� :‬أخ ��ذ االيجارات والعائ ��دات المت�أتية من‬ ‫النفط التي تم �إكت�ش ��افه حديث ًا وح َّولها �إلى الإ�س ��تثمار‬ ‫ف ��ي ال�ش ��وارع‪ ،‬والم�ست�ش ��فيات‪ ،‬والمدار� ��س‪ .‬ث ��م جاء‬ ‫القذاف ��ي‪ ،‬الذي �إ�س ��تخدم زيادة الري ��ع النفطي لدعم‬ ‫الموالي ��ن والمقربي ��ن ل ��ه‪ ،‬و�س ��حق بقي ��ة النا� ��س‪ .‬مع‬ ‫�إنهي ��ار نظام القذافي في الع ��ام ‪ 2011‬جاء "المجل�س‬ ‫الوطن ��ي الإنتقال ��ي" والحكوم ��ات الإنتقالي ��ة لليبيا ما‬ ‫بعد الثورة‪ ،‬التي �أزالت الديكتاتورية و�أحيت الإح�سان‪،‬‬ ‫مو ِّزع� � ًة الريع النفطي على المقاتلين والجرحى‪ ،‬و�أكثر‬ ‫ف ��ي الآونة الأخيرة عل ��ى كل ولد تحت �س ��ن ‪ .18‬وهذا‬ ‫بال�ض ��بط ما تفعله الحكومة الريعية‪ :‬توزع �أموالها على‬ ‫هواها ‪ -‬دائما مع الأخذ بعين الإعتبار �إ�سعاد ما يكفي‬ ‫من النا�س للحفاظ على �سلطتها‪.‬‬ ‫ولك ��ن حتى في ب�ل�اد مع ث ��روة طبيعي ��ة واف ��رة كليبيا‪،‬‬ ‫م ��ع عدد �ص ��غير م ��ن ال�س ��كان‪ ،‬هن ��اك حدود مت�أ�ص ��لة‬ ‫ف ��ي ال�س ��خاء ‪ -‬وه ��ي تب ��دو الآن وا�ض ��حة‪� .‬إن المزي ��ج‬ ‫م ��ن �إنخفا�ض المع ��دل المخيف لإنت ��اج النفط وموازنة‬ ‫"الحكومة الكبيرة" الموروثة‪ ،‬يعني �أنه لم يعد هناك �أي‬ ‫�أم ��وال لتوزيعها‪ .‬مع ذلك‪ ،‬ف�إن توقع ��ات النا�س ال تتغير‬ ‫بين ع�شية و�ضحاها والإحباط يتزايد نتيجة لذلك‪.‬‬ ‫حالي ًا‪� ،‬إن عدم وجود تح�س ��ينات وا�ض ��حة �سوف ينظر‬ ‫�إلي ��ه على �أنه ف�ش ��ل زيدان وف�ش ��له وح ��ده‪ .‬لكن هناك‬ ‫�ش ��يئ ًا �أكبر من ذلك بكثير على المحك‪� .‬س ��وف يواجه‬ ‫ر�ؤ�س ��اء ال ��وزراء الالحقون القي ��ود النظامي ��ة عينها‪،‬‬ ‫و�سيتعاظم الإحباط وفق ًا لذلك‪ .‬لذا هناك خطر يتم ّثل‬ ‫ف ��ي �أن يبد�أ النا�س في ر�ؤي ��ة و�إعتبار عدم �إحراز تقدم‬ ‫لي�س عيب ًا �أو تق�ص ��ير ًا من قب ��ل حكومة محددة‪ ،‬ولكنه‬ ‫ف�شل الديموقراطية نف�س ��ها‪ .‬ب�شكل مخيف‪ ،‬يمكننا �أن‬ ‫ن ��رى تكرار ًا في ليبي ��ا مقابالت في ال�ش ��ارع كالتي في‬ ‫بع�ض الأحيان ر�أيناها ونراها من عراق ما بعد �ص ��دام‬


‫�ساحة للمعارك الجهادية في العالم وما يزيد قلقنا‬ ‫هو �أن هناك �أ�شخا�ص� � ًا ي�س ��افرون �إليها وي�صبحون‬ ‫�أكثر تطرف� � ًا وتدريب ًا ثم يعودون بع ��د ذلك ليكونوا‬ ‫ج ��زء ًا م ��ن الحركة الجهادي ��ة العالمية ف ��ي �أوروبا‬ ‫الغربية وربما الواليات المتحدة"‪.‬‬ ‫وق ��ال م�س� ��ؤولون غربيون بهذا ال�ص ��دد "�إن �أعداد‬ ‫المقاتلي ��ن الغربيي ��ن ف ��ي �س ��وريا تف ��وق الأع ��داد‬ ‫التي �ش ��اركت ف ��ي القتال ف ��ي العراق و�أفغان�س ��تان‬ ‫وال�ص ��ومال واليمن‪ ،‬وهناك مخ ��اوف متزايدة من‬ ‫عودته ��م ومعهم �ش ��حنات من الحما� ��س الجهادي‬ ‫ومهارات �إ�س ��تخدام الأ�س ��لحة والمتفجرات‪ ،‬وربما‬ ‫في �أ�س ��و�أ الحاالت �أوامر من جه ��ات تابعة لتنظيم‬ ‫القاعدة لتنفيذ هجمات �إرهابية"‪.‬‬ ‫وكان وزير الداخلية الفرن�س ��ي مانويل فال�س و�صف‬ ‫التهديد الذي يم ّثله المقاتلون الغربيون في �س ��وريا‬ ‫ب�أن ��ه "قنبلة موقوتة" بينما �ض ��غط وزي ��ر الداخلية‬ ‫الألمان ��ي هان ��ز بيت ��ر فريدري�ش من �أجل ت�س ��جيل‬ ‫جمي ��ع الأجانب الذي ��ن يدخلون الإتح ��اد الأوروبي‬ ‫ك�أح ��د التدابي ��ر الت ��ي من �ش� ��أنها �أن ت�س ��اعد على‬ ‫تعق ��ب المتطرفي ��ن العائدين من �س ��وريا ب�ص ��ورة‬ ‫�أف�ضل‪ ،‬الأمر الذي يعك�س مدى قلق الدول الأوروبية‬ ‫و�إدراك القي ��ادات الأمني ��ة الألماني ��ة �أن جهود �أي‬ ‫دولة بمفردها لن تكون فعالة من دون م�ساعدة من‬ ‫�ش ��ركائها الأوروبيين نظر ًا الى الح ��دود المفتوحة‬ ‫في معظم �أنحاء �أوروبا ‪.‬‬ ‫وفيما تظهر وتتجمع معلومات �إ�ستخباراتية جديدة‬ ‫– ح ��ول ما �إذا كانت التهديدات هي م�ش ��روعة �أم‬ ‫ال – ف�إن ال�س ��لطات الأوروبية �سوف تك ّثف جهودها‬ ‫في مكافحة الإره ��اب ومراقبة الهجرة في محاولة‬ ‫لإحب ��اط هجم ��ات محتمل ��ة‪ .‬ولكن نظ ��ر ًا الى عدد‬ ‫ال�س ��كان الم�س ��لمين الكبي ��ر والمتزايد ف ��ي �أوروبا‬ ‫و�س ��هولة ال�س ��فر في جميع �أنحاء الق ��ارة‪ ،‬ف�إن منع‬ ‫و�إحباط كل الهجمات �سوف لن يكون �سه ًال‪.‬‬ ‫من جهتها حدّدت "الموندو" المجموعة ال�س ��ورية‬ ‫المتم� � ّردة "جي� ��ش المهاجرين والأن�ص ��ار"‪ ،‬التي‬ ‫كان ��ت تع ��رف �س ��ابق ًا با�س ��م "ل ��واء المهاجرين"‬ ‫ب�أنه ��ا الخط ��ر الأكب ��ر لأوروب ��ا �إذ �أنه ��ا ت�ض ��م‬ ‫العدي ��د من الأجان ��ب‪ .‬ومن المعروف م ��ن �أن هذه‬ ‫المجموع ��ة المتطرف ��ة �أُن�ش ��ئت ف ��ي �ص ��يف ‪2012‬‬ ‫من قب ��ل مقاتلين �أجانب وبقيادة �شي�ش ��انية‪ ،‬حيث‬ ‫قام ��ت بتجني ��د الم�س ��لمين الأجان ��ب م ��ن جمي ��ع‬ ‫�أنح ��اء العالم‪ ،‬و�إندمجت مع ف�ص ��يلين �آخرين من‬ ‫ف�ص ��ائل المتم ّردين ال�س ��وريين‪" ،‬ل ��واء ّ‬ ‫الخطاب"‬ ‫و"جي� ��ش محمد"‪ ،‬في �ش ��باط (فبراي ��ر) الفائت‪.‬‬

‫وفق� � ًا لوكالة الأخبار ال�شي�ش ��انية "مركز قفقا�س"‪،‬‬ ‫تتك ��ون المجموع ��ة م ��ن حوال ��ي ‪ 1,000‬مقات ��ل‪،‬‬ ‫وخا�ض ��ت معارك وقامت بهجم ��ات و�إعتداءات في‬ ‫المحافظ ��ات ال�س ��ورية في حل ��ب والالذقية و�إدلب‬ ‫وغيرها‪.‬‬

‫الأ�صول الوطنية‬

‫وزير الداخلية الفرن�سي مانويل فال�س‪:‬‬ ‫المجاهدون الأوروبيون قنبلة موقوتة‬

‫وجد �إ�ستطالع �أجراه المركز‬ ‫الدولي لدرا�سة التطرف في "كينغز‬ ‫كوليدج" في لندن �أن ما ي�صل الى‬ ‫‪ 600‬من الأوروبيين من ‪ 14‬بلد ًا‪ ،‬بما‬ ‫في ذلك �ألمانيا‪ ،‬والنم�سا‪ ،‬و�إ�سبانيا‪،‬‬ ‫وال�سويد‪ ،‬والمملكة المتحدة‪� ،‬شاركوا‬ ‫في ال�صراع ال�سوري منذ �أن بد�أت‬ ‫في �أوائل العام ‪ ، 2011‬وهو ما يم ّثل‬ ‫ما يقرب من ‪ 10‬في المئة من العدد‬ ‫الإجمالي للمقاتلين الأجانب في �سوريا‬ ‫حددت �صحيفة "الموندو " الإ�سبانية‬ ‫ّ‬ ‫المتمردة "جي�ش‬ ‫المجموعة ال�سورية‬ ‫ّ‬ ‫المهاجرين والأن�صار"‪ ،‬التي كانت‬ ‫تعرف �سابق ًا با�سم "لواء المهاجرين"‬ ‫ب�أنها الخطر الأكبر لأوروبا �إذ �أنها‬ ‫ت�ضم العديد من الأجانب‪ .‬ومن‬ ‫المعروف من �أن هذه المجموعة‬ ‫المتطرفة �أُن�شئت في �صيف ‪ 2012‬من‬ ‫قبل مقاتلين �أجانب وبقيادة �شي�شانية‬

‫المن�س ��ق‬ ‫في ني�س ��ان (ابري ��ل) من هذا العام‪ ،‬قدّر ّ‬ ‫الع ��ام للإتحاد الأوروب ��ي لمكافح ��ة الإرهاب جيل‬ ‫دي كير�ش ��وف ب� ��أن نح ��و ‪ 500‬م ��ن المواطني ��ن‬ ‫الأوروبيي ��ن كان ��وا يقاتل ��ون ف ��ي �س ��وريا‪ ،‬معظمهم‬ ‫م ��ن المملكة المتح ��دة وفرن�س ��ا و�إيرلن ��دا‪ .‬ووجد‬ ‫�إ�س ��تطالع �أجراه المركز الدولي لدرا�س ��ة التطرف‬ ‫في "كينغز كوليدج" في لندن �أن ما ي�صل الى ‪600‬‬ ‫م ��ن الأوروبيين من ‪ 14‬بلد ًا‪ ،‬بم ��ا في ذلك �ألمانيا‪،‬‬ ‫والنم�سا‪ ،‬و�إ�سبانيا‪ ،‬وال�س ��ويد‪ ،‬والمملكة المتحدة‪،‬‬ ‫�ش ��اركوا في ال�ص ��راع ال�س ��وري منذ �أن ب ��د�أت في‬ ‫�أوائ ��ل العام ‪ ، 2011‬وهو م ��ا يم ّثل ما يقرب من ‪10‬‬ ‫في المئة م ��ن العدد الإجمال ��ي للمقاتلين الأجانب‬ ‫في �س ��وريا‪ .‬و�أظه ��رت الدرا�س ��ة �أن �أكبر وحدة من‬ ‫المقاتلي ��ن الأجان ��ب ‪ -‬ما بي ��ن ‪ 28‬و‪ - 134‬جاءت‬ ‫م ��ن المملكة المتحدة‪ .‬يذك ��ر �أن عدد "المقاتلين"‬ ‫الأجان ��ب القادمي ��ن من منطقة ال�ش ��رق الأو�س ��ط‬ ‫و�ش ��مال �أفريقي ��ا بل ��غ حوال ��ي ‪ 6000‬وف ��ق تقري ��ر‬ ‫�أميركي ن�شر �أخير ًا بهذا ال�ش�أن‬ ‫و�أكد دي كير�ش ��وف خالل م�ؤتمر �آ�س ��بن للأمن �أن‬ ‫"ه ��ذا العدد م ��ن المقاتلي ��ن يختل ��ف تمام ًا عما‬ ‫عهدناه في الما�ض ��ي"‪� .‬إلى ذلك ي�شير خبراء في‬ ‫مج ��ال الإره ��اب �إل ��ى �أن "معظم ه� ��ؤالء الغربيين‬ ‫متطرف �سافر �إلى تركيا حيث يقوم و�سطاء ب�ضمه‬ ‫الى مجموعات محدّدة‪ .‬وقد �إن�ض ��م كثير من ه�ؤالء‬ ‫ال ��ى �ص ��فوف "جبه ��ة الن�ص ��رة" التابع ��ة لتنظيم‬ ‫القاعدة الإرهابي"‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغم م ��ن �أن ال �أحد يعرف الع ��دد الدقيق‬ ‫للأجان ��ب الذين يقاتلون في الجماعات الم�س ��لحة‬ ‫الجهادي ��ة‪ ،‬تظهرتقاري ��ر �أحيان� � ًا ع ��ن الأجان ��ب‬ ‫الذي ��ن ُقتلوا ف ��ي المعارك في �س ��وريا وال�ص ��ومال‬ ‫وليبي ��ا واليم ��ن وغيره ��ا م ��ن البل ��دان‪ .‬ف ��ي �آذار‬ ‫(مار� ��س) الفائ ��ت‪ ،‬عل ��ى �س ��بيل المث ��ال‪ ،‬رج ��ل‬ ‫م ��ن ال�س ��ويد مع ��روف بالإ�س ��م الحركي �أب ��و كمال‬ ‫ال�س ��ويدي و�آخ ��ر م ��ن الدانم ��ارك معروف با�س ��م‬ ‫عب ��د المل ��ك الدانمارك ��ي‪ ،‬وكالهم ��ا من �أع�ض ��اء‬ ‫"جي�ش المهاجرين والأن�صار"‪ ،‬قتال في تفجيرات‬ ‫�إنتحارية في �سوريا ‪.‬‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪61‬‬


‫العالم‬

‫أوروبا‬

‫وي�صدرهم �إلى �أوروبا‬ ‫ال�شرق الأو�سط ُي ُّ‬ ‫ّ‬ ‫عدهم و"يع ِّمدهم بالدم"‬

‫الجهاديون األوروبيون قنبلة موقوتة‬ ‫في قلب القارة "العجوز"!‬ ‫ال يكفي �أوروبا محنتها الإقت�صادية و�أزماتها المالية والإجتماعية المتالحقة فها هي م�شكلة �أخرى بد�أت‬ ‫تطف��و الى ال�سطح وتكمن في تداعيات عودة المجاهدي��ن الم�سلمين من ال�شرق الأو�سط و�شمال �أفريقيا‬ ‫وخ�صو�ص ًا من �سوريا الى القارة القديمة‪ ،‬والتي و�صفها �أحد الم�س�ؤولين الأمنيين ب�أنها قنبلة موقوتة‪.‬‬ ‫"جبهة الن�صرة" في �سوريا‪:‬‬ ‫هل ت�صدر الجهاد الى �أوروبا؟‬

‫‪60‬‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫لندن ‪ -‬ليلى الحلو‬ ‫التهدي ��د م ��ن ع ��ودة الإ�س�ل�اميين‬ ‫المت�شددين من ذوي الخبرة �إلى �أوروبا‬ ‫من القتال في �ش ��مال �أفريقيا وال�ش ��رق الأو�س ��ط‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص ًا من �س ��وريا‪ ،‬ي�ؤجج الجدل حول الهجرة‬ ‫والإندم ��اج الإ�س�ل�امي ف ��ي المجتمع ��ات الأوروبية‬ ‫وتعزي ��ز م�ش ��اعر ك ��ره الأجان ��ب و�إ�ش ��عال ال ��روح‬ ‫القومية‪ .‬وال�س ��فر الى الخارج للقتال لي�ست ظاهرة‬ ‫جديدة بالن�س ��بة ال ��ى الإ�س�ل�امين الأوروبيين فهم‬ ‫�شاركوا �سابق ًا (وما زالوا) في �أفغان�ستان والعراق‪.‬‬ ‫وقد ُو ّزعت تقارير و�إنت�ش ��رت على مدى �أ�شهر ب�ش�أن‬ ‫الع ��دد المتزايد م ��ن الأجانب الذي ��ن يقاتلون �إلى‬ ‫جانب الإ�س�ل�اميين ف ��ي �أماكن مثل ليبيا و�س ��وريا‪.‬‬ ‫وف ��ي الآون ��ة الأخيرة‪ ،‬ذك ��رت �ص ��حيفة "الموندو"‬ ‫اال�س ��بانية‪ ،‬ف ��ي ‪� 5‬آب (�أغ�س ��ط�س) الفائ ��ت‪� ،‬أن‬ ‫ت�س ��ريبات من قبل �أجهزة �إ�ستخبارات �أوروبية غير‬ ‫مح� �دّدة ح� � ّذرت م ��ن �أن المنظم ��ات الإرهابية في‬ ‫�س ��وريا يمكن �أن تع ّد ل�شن هجمات دولية‪ ،‬وال �سيما‬ ‫في �أوروبا‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى �أكد مدير المركز القومي الأميركي‬ ‫لمكافح ��ة الإره ��اب ماثي ��و �أول�س ��ن وج ��ود مئ ��ات‬ ‫"الجهاديي ��ن" الغربيين الذي ��ن يقاتلون �إلى جانب‬ ‫"المجموع ��ات الم�س ��لحة" في �س ��وريا مح ّذر ًا من‬ ‫خطورة ع ��ودة ه�ؤالء �إلى �أوروب ��ا الغربية والواليات‬ ‫المتحدة على وجه الخ�صو�ص ‪.‬‬ ‫وقال �أول�س ��ن خالل م�ؤتمر للأمن في مدينة �آ�س ��بن‬ ‫بوالية "كولورادو" الأميركية وفق تقرير ل�ص ��حيفة‬ ‫نيويورك تايمز‪�" :‬إن �س ��وريا �أ�ص ��بحت بالفعل �أكبر‬


‫�س ��وريا لكنه �إمتنع عن تقديم مزيد من المعلومات‬ ‫م�ش ��ير ًا �إل ��ى �أن التحقيق ال يزال جاري� � ًا وقال " ما‬ ‫زلن ��ا نتابع ظاهرة ذه ��اب الأفراد �إلى �س ��وريا عن‬ ‫كث ��ب" م�ش ��ير ًا �إل ��ى �أن بع� ��ض �س ��كان مناط ��ق في‬ ‫بلجيكا مثل "�أنتويرب" �ش ��مال بروك�سل �شارك في‬ ‫مجموعة تعرف با�سم "ال�شريعة لبلجيكا"‪.‬‬ ‫م ��ن جهة �أخ ��رى‪ ،‬في فرن�س ��ا والمملك ��ة المتحدة‪،‬‬ ‫�أ�ص ��بح التهدي ��د ال ��ذي ي�ش ��كله الإ�س�ل�اميون‬ ‫الراديكالي ��ون ق�ض ��ية عامة مهمة‪ ،‬مم ��ا يجعل كال‬ ‫البلدين مترددي ��ن في توريد الأ�س ��لحة للمتمردين‬ ‫ال�س ��وريين عل ��ى الرغم م ��ن تحركاتهم ��ا في وقت‬ ‫�س ��ابق لإنه ��اء الحظر عل ��ى مثل ه ��ذا الدعم‪ .‬كال‬ ‫البلدين �أي�ض� � ًا يدركان جي ��د ًا �أن قطاعات �أو جيوب ًا‬ ‫م�س ��لمة كبيرة تنت�ش ��ر في جميع �أنحاء القارة تو ّفر‬ ‫م�ل�اذات جذابة للجهاديين الأوروبيين الذين تلقوا‬ ‫تدريب ًا في �أماكن مثل باك�ستان و�سوريا و�أفغان�ستان‬ ‫واليمن و�شمال �أفريقيا‪ .‬هذه القطاعات تو ّفر بيئات‬ ‫ف ّعال ��ة للتطرف ب�س ��بب عزلتها الن�س ��بية والروابط‬ ‫الثقافية والدينية التي تقدمها لل�سكان المهاجرين‬ ‫المحرومين �إلى حد كبير‪.‬‬ ‫من ��ذ حل ��ول ع ��دم الإ�س ��تقرار ف ��ي �ش ��مال �أفريقيا‬ ‫المو�سع في �سوريا‪� ،‬صار الخوف من‬ ‫و�إندالع القتال ّ‬ ‫هجمات من قبل المواطنين المجاهدين المقاتلين‬ ‫العائدي ��ن �إل ��ى �أوروبا منت�ش ��ر ًا على نطاق وا�س ��ع‪.‬‬ ‫وهو قلق لي�س فقط بالن�س ��بة الى فرن�س ��ا والمملكة‬ ‫المتحدة‪ ،‬وكالهما لديه عدد ال ب�أ�س به من ال�سكان‬ ‫الم�سلمين وقد �شهد بالفعل هجمات �إرهابية‪ ،‬ولكن‬ ‫�أي�ض� � ًا بالن�سبة الى بلدان مثل الدانمارك وال�سويد‪،‬‬ ‫وه ��ذه الأخيرة التي غالب ًا ما ت�ص� � ّور على �أنها مثال‬ ‫�إيجابي في ما يتعلق بقبول المهاجرين‪.‬‬

‫وزير الداخلية الألماني هانز بيتر فريدري�ش‪:‬‬ ‫يجب ت�سجيل العائدين‬

‫ال�سلطات الأوروبية �سوف‬ ‫تك ّثف جهودها في مكافحة‬ ‫الإرهاب ومراقبة الهجرة في‬ ‫محاولة لإحباط هجمات محتملة‪.‬‬ ‫ولكن نظر ًا الى عدد ال�سكان الم�سلمين‬ ‫الكبير والمتزايد في �أوروبا و�سهولة‬ ‫ال�سفر في جميع �أنحاء القارة‪ ،‬ف�إن‬ ‫منع و�إحباط كل الهجمات �سوف‬ ‫لن يكون �سه ًال‬

‫نظرة �أخرى �إلى �سيا�سات الهجرة‬ ‫م ��ع �إلغاء مراقب ��ة الحدود داخل الإتح ��اد الأوروبي‬ ‫�إلى ح ��د كبير‪ ،‬يمكن للإ�س�ل�اميين المتطرفين �أن‬ ‫يهددوا ب�س ��هولة بلدان ًا متعددة‪ ،‬مما يجعل التعاون‬ ‫بين �أع�ضاء الإتحاد الأوروبي �أكثر �أهمية‪ .‬في بداية‬ ‫�آب (�أغ�سط�س) الفائت‪ ،‬دعت ت�سع دول من الإتحاد‬ ‫الأوروب ��ي‪ ،‬بما في ذلك فرن�س ��ا‪ ،‬بلجي ��كا‪ ،‬هولندا‪،‬‬ ‫لوك�س ��مبورغ‪� ،‬ألماني ��ا‪ ،‬بولن ��دا‪� ،‬إيطالي ��ا‪ ،‬المملكة‬ ‫المتحدة وال�س ��ويد‪ ،‬البرلمان الأوروبي لدعم �إن�شاء‬ ‫قاع ��دة بيان ��ات �أوروبية ل ��ركاب الطائ ��رات الذين‬ ‫يدخلون و يتركون دول الإتحاد‪ .‬وفي حين �أن معظم‬ ‫ه ��ذه الدول يجمع فعلي ًا مثل هذه البيانات‪ ،‬فال يتم‬ ‫تقا�س ��مها لأن البرلمان الأوروبي ي�شعر بالقلق �إزاء‬

‫التعدي على حقوق الخ�صو�صية‪.‬‬ ‫ويتوقع الخبراء �أنه من �أجل ت�صدّي �أع�ضاء الإتحاد‬ ‫الأوروبي ب�شكل �أف�ض ��ل لتهديد الهجمات الجهادية‬ ‫ف ��ي الداخل‪ ،‬م ��ن المرج ��ح �أن ُت�ش� �دّد الإجراءات‬ ‫الأمني ��ة عل ��ى طول ح ��دود الإتح ��اد‪ .‬و�س ��وف ي�ؤثر‬ ‫ه ��ذا لي�س فقط ف ��ي الإرهابيي ��ن المحتملين ولكن‬ ‫�أي�ض� � ًا ف ��ي غيره ��م م ��ن الم�س ��افرين الم�س ��لمين‬ ‫والأوروبيي ��ن‪ .‬وه ��ذا يمك ��ن �أن يزيد ال�ض ��غط على‬ ‫دول مث ��ل دول البلق ��ان ‪ -‬وع ��دد منها لي� ��س جزء ًا‬ ‫من الإتحاد الأوروبي‪ ،‬ولكنها تحد وتجاور �أرا�ض ��ي‬ ‫الإتحاد الأوروبي‪ ،‬وبح�سب بع�ض المعلومات �شهدت‬ ‫تدفقات وا�س ��عة من المقاتلين الى �سوريا ‪ -‬لزيادة‬

‫الجهود الأمنية ال�ش ��املة‪ .‬وربما تقوم بلدان �أوروبا‬ ‫الغربية بتقديم م�س ��اعدات في �شكل نقود‪ ،‬وفردي‬ ‫و�أجهزة للذين هم في حاجة �إليها‪.‬‬ ‫ف ��ي العدي ��د م ��ن البل ��دان الأوروبي ��ة‪ ،‬ال�س ��كان‬ ‫المهاجرون هم بالفعل تحت الأ�ضواء ب�سبب �إرتفاع‬ ‫مع ��دالت البطالة‪ .‬الأح ��زاب اليمينية‪ ،‬مثل الجبهة‬ ‫الوطنية في فرن�سا وحزب الحرية في هولندا‪ ،‬التي‬ ‫تكت�س ��ب �شعبية بالفعل في �ضوء الأزمة الإقت�صادية‬ ‫الأوروبية‪� ،‬س ��وف ت�ش ��عل الخوف وت ��زرع القلق من‬ ‫�أن الجهاديي ��ن الأوروبيي ��ن العائدي ��ن م ��ن �س ��احة‬ ‫المعركة �سوف يقومون ب�إرتكاب هجمات في �أوروبا‬ ‫‪ .‬ه ��ذا يمك ��ن �أن ي�ؤدي �إل ��ى مزيد م ��ن االنتقادات‬ ‫للمجتمع ��ات الم�س ��لمة الأوروبي ��ة الفتقاره ��ا �إل ��ى‬ ‫التكام ��ل‪ .‬الواقع �أن �إرتفاع مع ��دالت البطالة‪ ،‬جنب ًا‬ ‫�إل ��ى جنب مع التهدي ��د من الجهاديي ��ن العائدين‪،‬‬ ‫�س ��وف يزيدان ال�ض ��غوط على الحكومات الأوروبية‬ ‫لت�شديد �سيا�سة الهجرة‪.‬‬

‫توقعات الجهاد في �أوروبا‬ ‫عل ��ى الرغم م ��ن وجود ع ��دد كبير من الم�س ��لمين‬ ‫الأوروبيي ��ن الذين تلقوا تدريب ًا ف ��ي الخارج وقاتلوا‬ ‫ف ��ي �أماكن مث ��ل ال�ص ��ومال وليبي ��ا و�س ��وريا‪ ،‬ف�إن‬ ‫ع ��دد ًا قلي�ل ً�ا �أقدم فع�ل ً�ا على هجمات بع ��د عودته‬ ‫�إل ��ى �أوروب ��ا‪ .‬وم ��ع ذلك‪ ،‬في ع�ص ��ر عندم ��ا يحثّ‬ ‫المنظ ��رون الجهادي ��ون عل ��ى الجهاد الف ��ردي في‬ ‫الغ ��رب‪ ،‬ف� ��إن ه� ��ؤالء الأف ��راد المد ّربين ي�ش� � ّكلون‬ ‫تهديد ًا حقيقي ًا للغاية‪.‬‬ ‫م�ش ��كلة واحدة هي �أن الطريقة التي يتم بوا�سطتها‬ ‫تجني ��د مقاتلين من �أوروب ��ا �أو �أي م ��كان �آخر غير‬ ‫متنا�سق من مكان �إلى �آخر وي�صعب بالتالي تتبعها‪.‬‬ ‫ونتيج ��ة لذلك‪ ،‬ف�إنه من ال�ص ��عب تحديد من الذي‬ ‫قد يقوم بتنفيذ هجوم �إرهابي‪ ،‬وما هو نوع الهجوم‬ ‫الذي يمكن �أن يكون‪ ،‬والمكان الذي قد يحدث فيه‪.‬‬ ‫وتتفاق ��م هذه الم�ش ��كلة م ��ع العديد من الم�ش ��اكل‬ ‫الأخرى‪ ،‬بما في ذلك �إ�ستراتيجية القاعدة ال�شعبية‬ ‫التي تروجها منظمة "القاعدة" وال�ص ��عوبات التي‬ ‫تعتر� ��ض تعطي ��ل التدري ��ب الإرهابي ال ��ذي يحدث‬ ‫في الخارج‪� .‬إ�ض ��افة الى م�ش ��اكل مح ��ددة لأوروبا‬ ‫ت�شمل وجود الم�س ��لم التاريخي في القارة‪ ،‬و�سهولة‬ ‫ن�سبية لل�سفر عبر الحدود الأوروبية‪� .‬سوف ت�ستمر‬ ‫ال�س ��لطات الغربية ف ��ي مواجهة عقب ��ات وتحديات‬ ‫في جهودها الرامية لإحب ��اط الهجمات الإرهابية‪،‬‬ ‫لي�س فقط في �أوروبا بل في �أي مكان هناك �أهداف‬ ‫معر�ضة للخطر كذلك‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪63‬‬


‫العالم ¶ �أوروبا‬ ‫وقد �أجرى معهد وا�ش ��نطن ل�سيا�سة ال�شرق الأدنى‬ ‫وم�ؤ�س�س ��ة "فال�ش بوانت غلوبال بارتنرز" درا�س ��ة‬ ‫م�ش ��تركة هذا العام حيث ر�ص ��دت مواقع الإنترنت‬ ‫المتطرف ��ة وقامت بتحليل الأ�ص ��ول الوطنية ل‪280‬‬ ‫مقات ًال �أجنبي ًا ذك ��رت �أنهم لقوا حتفهم في القتال‬ ‫�إلى جانب المتمردين في �س ��وريا بين تموز (يوليو)‬ ‫‪ 2012‬و�أيار (مايو) ‪ .2013‬ووجدت الدرا�سة �أن ‪60‬‬ ‫م ��ن القتلى جا�ؤوا من ليبيا‪ ،‬و‪ 47‬من تون�س و‪ 44‬من‬ ‫المملكة العربية ال�س ��عودية‪ .‬ومن بين القتلى �أي�ض ًا‬ ‫مجاهدون من الدانمارك‪ ،‬وفرن�س ��ا‪ ،‬و�أوزبك�ستان‪،‬‬ ‫و�إيرلن ��دا‪ ،‬والمغرب‪ ،‬وتركي ��ا‪ ،‬والمملكة المتحدة‪،‬‬ ‫والواليات المتحدة‪.‬‬

‫عودة الجهاديين الى ديارهم‬ ‫ُوجدت المجتمعات الم�س ��لمة ف ��ي �أوروبا منذ قرون‬ ‫ع ��دة‪ ،‬ولكن �إتفاقات العمالة المهاجرة و�سيا�س ��ات‬ ‫�إ�س ��ترخاء قواني ��ن الهج ��رة ف ��ي �س ��تينات الق ��رن‬ ‫الفائ ��ت جذب ��ت وجلبت موج ��ات م ��ن المهاجرين‬ ‫الم�س ��لمين م ��ن تركيا �إل ��ى �ألمانيا‪ ،‬وم ��ن الجزائر‬ ‫�إلى فرن�س ��ا ومن باك�س ��تان �إلى المملك ��ة المتحدة‪.‬‬ ‫وم ��ن المع ��روف �أن قيود ال�س ��فر عب ��ر الحدود في‬ ‫دول االتح ��اد الأوروب ��ي ه ��ي ف ��ي الح ��د الأدن ��ى‪،‬‬ ‫ويح ��اول بع� ��ض ال�س ��لطات الأوروبي ��ة ع ��دم تعكير‬ ‫�صفو المجتمعات الم�س ��لمة على �أمل �أن عدم �إثارة‬ ‫م�ش ��اعرها �س ��وف ي� ��ؤدي الى حماي ��ة �أوروبا �ض ��د‬ ‫هجمات اال�س�ل�اميين المتطرفي ��ن‪ .‬ومما يزيد من‬ ‫الم�شكلة هو �أن المقاتلين العائدين الجهاديين هم‬ ‫ف ��ي �أكثر الأحيان مواطن ��ون �أوروبيون وعادة ال يتم‬ ‫ر�صدهم بوا�سطة �ضوابط الهجرة العادية‪.‬‬ ‫وبالتال ��ي‪ ،‬لم يكن من ال�ص ��عب على الإ�س�ل�اميين‬ ‫الأوروبين تل ّقي الدعم من �أ�شخا�ص ومجموعات في‬ ‫ال�شرق الأو�سط و�شمال �أفريقيا التي لم يتم ك�شفها‬ ‫�إل ��ى حد كبي ��ر‪ .‬ويمكن بعد ذلك �أن ت�س ��تخدم تلك‬ ‫االت�ص ��االت في محاول ��ة لتنفيذ هجم ��ات �إرهابية‬ ‫داخ ��ل �أوروبا بح�س ��ب بع�ض الخب ��راء‪ .‬وفي ما يلي‬ ‫بع�ض م ��ن �أحدث المح ��اوالت والهجمات الناجحة‬ ‫قام بها الجهاديون الأوروبيون‪:‬‬ ‫¶ �آذار (مار� ��س) ‪� :2013‬أوقف ��ت ق ��وة مكافح ��ة‬ ‫الإره ��اب ف ��ي ال�ش ��رطة البلجيكي ��ة الإتحادية‬ ‫�س ��يارة �أدت �إل ��ى تب ��ادل لإطالق الن ��ار ووفاة‬ ‫حكي ��م بنالدغ ��م‪ ،‬وه ��و مواط ��ن فرن�س ��ي من‬ ‫�أ�ص ��ل جزائ ��ري كان معروف� � ًا ب�أن ��ه ق ��د تلق ��ى‬ ‫التدريب كمظلي مع الفرقة الأجنبية الفرن�سية‬ ‫(‪ .)French Foreign Legion‬و�إكت�ش ��فت‬ ‫‪62‬‬

‫الإ�سالميون في �أوروبا‪:‬‬ ‫هل يعرقلوا �إندماج الم�سلمين في المجتمعات الأوروبية؟‬

‫مدير المركز القومي الأميركي‬ ‫لمكافحة الإرهاب ماثيو �أول�سن ‪�" :‬إن‬ ‫�سوريا �أ�صبحت بالفعل �أكبر �ساحة‬ ‫للمعارك الجهادية في العالم وما يزيد‬ ‫قلقنا هو �أن هناك �أ�شخا�ص ًا ي�سافرون‬ ‫�إليها وي�صبحون �أكثر تطرف ًا وتدريب ًا‬ ‫ثم يعودون بعد ذلك ليكونوا جزء ًا من‬ ‫الحركة الجهادية العالمية في �أوروبا‬ ‫الغربية وربما الواليات المتحدة"‬ ‫ال�ش ��رطة عل ��ى �أث ��ر ذل ��ك مخب� ��أ للأ�س ��لحة‬ ‫والمتفج ��رات في �ش ��قته‪ ،‬و ُيعتقد �أنه كان ينوي‬ ‫تنفيذ هجوم م�سلح في �أوروبا‪.‬‬ ‫¶ �آب (�أغ�س ��ط�س) ‪� :2012‬أحبط رجال ال�شرطة‬ ‫الأ�س ��بانية والفرن�س ��ية مخطط� � ًا لتنظي ��م‬ ‫القاعدة م ��ن قبل اثنين من رجال ال�شي�ش ��ان‪،‬‬ ‫"�إيلدار ماغوميدوف ومحمد �أنقري �أداموف‪،‬‬ ‫وتركي يدعى جنكيز يال�س ��ين‪ .‬وكانت خطتهم‬ ‫المزعومة تقوم على �إ�سقاط عبوات نا�سفة من‬ ‫طائرات �ش ��راعية للهواة على �أهداف �أميركية‬ ‫وبريطانية في �إ�س ��بانيا وفرن�سا و�أماكن �أخرى‬ ‫ف ��ي �أوروب ��ا خ�ل�ال �أولمبي ��اد لندن‪ .‬وقي ��ل �أن‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫الثالثة الم�ش ��تبه فيهم هم عنا�صر ينتمون الى‬ ‫تنظي ��م "القاعدة" حيث تلق ��وا تدريباتهم في‬ ‫باك�ستان‪.‬‬ ‫¶ تموز (يوليو) ‪ :2012‬مواطن �سويدي من �أ�صل‬ ‫لبناني‪� ،‬إ�سمه الحركي �أبو عبد الرحيم‪ ،‬خطط‬ ‫لتفجير طائ ��رة ركاب �أميركية خالل �أولمبياد‬ ‫لن ��دن‪ .‬ويعتق ��د �أن عب ��د الرحي ��م تح ��ول �إلى‬ ‫الإ�س�ل�ام و�إعتنقه ف ��ي الع ��ام ‪ 2008‬وقد ج ّند‬ ‫للعملي ��ة ف ��ي مع�س ��كر تدري ��ب للإرهابيين في‬ ‫اليمن‪.‬‬ ‫¶ �آذار (مار�س) ‪ :2012‬رجل فرن�س ��ي من �أ�صل‬ ‫جزائ ��ري يدعى محمد ميراح �أطلق النار وقتل‬ ‫حاخام� � ًا وثالثة �أطفال خارج مدر�س ��ة يهودية‬ ‫ف ��ي تولوز‪ ،‬فرن�س ��ا‪ .‬وقبل �أ�س ��بوع من الهجوم‪،‬‬ ‫�إ�س ��تهدف مي ��راح مجموع ��ة م ��ن المظليي ��ن‬ ‫الفرن�س ��يين‪ ،‬مما �أ�سفر عن مقتل �أربعة‪ .‬ويقال‬ ‫�إنه ا�س ��تهدف �أفراد الجي�ش ب�س ��بب تورطه مع‬ ‫جماع ��ات مت�ش ��ددة مجهول ��ة في الح ��رب في‬ ‫�أفغان�ستان‪.‬‬ ‫وفي �س ��ياق مت�ص ��ل ‪ ..‬ذكر "�إريك فان دير �سيب"‬ ‫المتحدث با�سم المدعي العام االتحادي في بلجيكا‬ ‫في ات�ص ��ال هاتفي مع �ص ��حيفة نيويورك تايمز �أن‬ ‫"ال�س ��لطات البلجيكية داهمت في ني�سان (�إبريل)‬ ‫‪ 48‬من ��ز ًال ف ��ي �أنحاء الب�ل�اد و�إعتقلت �س ��تة رجال‬ ‫متورطين في ما و�ص ��فه الإدع ��اء ب�أنه حملة تجنيد‬ ‫جهاديين للقتال في �سوريا وقد �أفرج عن بع�ضهم"‪.‬‬ ‫ولف ��ت فان دير �س ��يب �إلى �أن ال�س ��لطات البلجيكية‬ ‫�إعتقلت �أخير ًا رج ًال �آخر بعد عودته �إلى بلجيكا من‬


‫امل�صارف‬

‫�رشكات الت�أمني‬

‫�رشكات الإ�ستثمار‬

‫"مجموعة البنك العربي" ح ّققت �أرباح ًا �صافية‬ ‫بلغت ‪ 387‬مليون دوالر‬ ‫وا�ص ��لت "مجموعة البنك العربي" تعزيز نتائجها االيجابية خالل الن�ص ��ف الأول من ‪ 2013‬مقارنة‬ ‫بالعام ال�س ��ابق‪� ،‬إذ �أظهرت الأرباح ال�ص ��افية للمجموعة نمو ًا بن�س ��بة ‪ %7٫5‬لت�صل الى ‪ 387‬مليون‬ ‫دوالر مقارنة بنحو ‪ 360‬مليون ًا خالل الن�صف الأول من‪.2012 ‬‬ ‫كذلك ارتفع �صافي الربح قبل ال�ضريبة لي�صل الى ‪ 511‬مليون ًا‪.‬‬ ‫ورغ ��م بع�ض التراجع في �س ��عر �ص ��رف عدد من العمالت الرئي�س ��ية في مقابل ال ��دوالر خالل هذه‬ ‫الفترة‪� ،‬إ ّال �أن الم�ص ��رف ا�س ��تطاع �أن يحقق نمو ًا في �إجمالي الت�سهيالت الإئتمانية لي�صل الى نحو‬ ‫‪ 22٫9‬مليار دوالر خالل الن�ص ��ف الأول من ‪ 2013‬في مقاب ��ل نحو ‪ 22٫5‬مليار ًا في ‪ 31‬كانون الأول‬ ‫(دي�سمبر) ‪ ،2012‬و�أن يحافظ على �إ�ستقرار حجم ودائع العمالء عند ‪ 32٫7‬مليار ًا‪ ،‬في حين بلغت‬ ‫حقوق الم�ساهمين ‪ 7٫7‬مليارات دوالر في ‪ 30‬حزيران (يونيو) الفائت‪.‬‬ ‫ولف ��ت رئي� ��س مجل� ��س ادارة البن ��ك العربي �ص ��بيح الم�ص ��ري ال ��ى �أن الأداء المميز ال ��ذي حققته‬ ‫المجموع ��ة خالل الن�ص ��ف الأول م ��ن ‪" 2013‬يعك�س التطور الإيجابي في �أداء فروع الم�ص ��رف في‬ ‫الأ�س ��واق الرئي�سية وخ�صو�ص ًا في الأ�سواق الخليجية التي �ش ��هدت تطور ًا �إيجابي ًا‪� ،‬إ�ضافة الى قدرة‬ ‫الم�ص ��رف عل ��ى التعامل مع التحدي ��ات والأزمات الت ��ي تواجهه ��ا المنطقة لتالفي الآثار ال�س ��لبية‬ ‫الناجمة عنها"‪.‬‬

‫الأردن يط ّبق في ‪ 2014‬الرقم الدولي للح�ساب الم�صرفي‬ ‫ُيع ّد البنك المرك ��زي الأردني لتطبيق المعايير‬ ‫الدولي ��ة الخا�ص ��ة بالرق ��م الدول ��ي للح�س ��اب‬ ‫الم�صرفي (‪ )IBAN‬مطلع �ش ��باط (فبراير)‬ ‫عام ‪ ،2014‬لـ"ت�س ��هيل عمليات التحويل المالي‬ ‫وتعزيزها بين الم�ص ��ارف المحلية والخارجية‬ ‫�ضمان ًا لأعلى درجات الكفاءة والدقة وال�سرعة‬ ‫لأنظمة الدفع الإلكترونية في الأردن"‪.‬‬ ‫و�أعل ��ن في بي ��ان‪� ،‬أن ��ه طلـــب مــن الم�ص ��ارف‬ ‫العاملـــة في الأردن "�إتخاذ الإجراءات الالزمة‬ ‫بما فيها تطوير الأنظم ��ة العاملة لديها‪ ،‬بهدف‬ ‫ب ��دء تطبيق هذه المعايير"‪ ،‬حر�ص� � ًا منه "على‬ ‫�إعتماد �أف�ض ��ل الممار�سات العالمية في القطاع‬ ‫الم�ص ��رفي كي تكون جاهزة للتطبي ��ق �إعتبار ًا‬ ‫من الثاني من �شباط (فبراير) ‪."2014‬‬ ‫و�أو�ض ��ح "المرك ��زي" الأردن ��ي‪� ،‬أن المنظم ��ة‬ ‫الدولي ��ة للمعايي ��ر (�إي �أ� ��س �أو) "�ص ��ممت‬ ‫موا�ص ��فات الرقم الدولي للح�س ��اب الم�صرفي‬ ‫وفق المعيار الرقم " ‪."ISO 13616‬‬ ‫و ُيذكر �أن هذا الرقم هو تنظيم رقمي لح�سابات‬ ‫الزبائ ��ن في القطاع الم�ص ��رفي مبنـــ ��ي علــــى‬ ‫موا�ص ��فات دولية خا�ص ��ة ب�أرقـــام الح�س ��ابات‪،‬‬ ‫م ��ا يحقـــ ��ق توحيد ًا وطني� � ًا متعارف� � ًا عليه لعدد‬

‫محافظ البنك المركزي الأردني‪ ‬الدكتور زياد فريز‬

‫خان ��ات رق ��م الح�س� �ــاب عل ��ى م�س ��توى العالم‪.‬‬ ‫وهو لي�س رقم ح�س ��اب جديد ًا بل �ص ��يغة مطورة‬ ‫لرقم ح�س ��اب الزبون الحال ��ي‪ ،‬ويم ّكن الأنظمة‬ ‫الم�صرفية من قراءة هذه الأرقام ب�سهولة‪ ،‬ومن‬ ‫ثم معالجة التحويالت المالية من دون �أخطاء‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار �إل ��ى �أن "�أكث ��ر م ��ن ‪ 60‬دول ��ة ط ّبق ��ت‬ ‫المعايير الخا�صة بهذا الرقم منها دول االتحاد‬ ‫الأوروب ��ي‪ ،‬وبع� ��ض الدول في المنطق ��ة العربية‬ ‫منه ��ا المملك ��ة العربي ��ة ال�س ��عودية والإمارات‬ ‫والكويت وفل�سطين ولبنان وتون�س"‪.‬‬

‫من األسواق‬ ‫ف���ي تعميم و�سيط �أ�صدره �أخي���راً للم�صارف‬ ‫والم�ؤ�س�س���ات المالية‪ ،‬ع ّدل م�ص���رف لبنان القرار‬ ‫الأ�سا�س���ي رق���م ‪ 6116‬تاري���خ ‪1996/3 /7‬‬ ‫المتعلّ���ق بالت�سهي�ل�ات الممك���ن �أن يمنحه���ا الى‬ ‫الم�ص���ارف وللم�ؤ�س�سات المالي���ة‪ .‬وعلّق المجل�س‬ ‫المرك���زي لم�ص���رف لبن���ان موافقت���ه عل���ى من���ح‬ ‫الت�سليف���ات "على م���دى ت�أثير الم�ش���روع مو�ضوع‬ ‫"ال�شرك���ة" عل���ى النم���و الإقت�ص���ادي والإجتماعي‬ ‫وعل���ى توفير فر����ص عمل ف���ي ال�س���وق المحلية‪،‬‬ ‫وتالي���ا ً زي���ادة الث���روة الوطني���ة اللبناني���ة وعلى‬ ‫م���دى �إرت���كاز الم�ش���روع عل���ى �إقت�ص���اد المعرفة‬ ‫"‪ "Knowledge Economy‬ودعم���ه للمهارات‬ ‫الفكرية االبداعية ‪.""Intellectual Capital‬‬ ‫�أعل���ن المرك���ز الوطن���ي للإح�ص���اء ف���ي دولة‬ ‫الإم���ارات �إرتف���اع الموجودات الثابت���ة في القطاع‬ ‫الم�صرف���ي بن�سبة ‪ 5.7‬ف���ي المئة لتبلغ ‪1.824‬‬ ‫ملي���ار دره���م (‪ 497‬ملي���ار دوالر) ع���ام ‪،2011‬‬ ‫م�شيراً الى ان موجودات الم�صارف المحلية �شكّ لت‬ ‫نحو ‪ 80.2‬في المئة من الإجمالي‪.‬‬ ‫ولفت ف���ي تقري���ر �شامل ال���ى �إرتف���اع ر�أ�س مال‬ ‫الم�ص���ارف العامل���ة ف���ي الدولة بن�سب���ة ‪ 5.9‬في‬ ‫المئة في الع���ام ‪ 2011‬مقارن ًة م���ع العام ‪2010‬‬ ‫ليبلغ �إجمال���ي ر�أ�س المال المدف���وع ‪ 67.2‬مليار‬ ‫درهم موزعة بواقع ‪ 50.7‬مليار درهم للم�صارف‬ ‫المحلية في مقابل ‪ 16.5‬مليار درهم للأجنبية‪.‬‬ ‫وبلغ عدد الم�ص���ارف العاملة في الإمارات ‪ 51‬في‬ ‫الع���ام ‪ ،2012‬موزعة بواقع ‪ 23‬بن���كا ً محليا ً و‪28‬‬ ‫�أجنبي���ا ً‪ ،‬وارتف���ع عدد ف���روع الم�صارف ف���ي العام‬ ‫‪ 2012‬مقارن ًة بها في العام ال�سابق بن�سبة ‪10.6‬‬ ‫ف���ي المئة‪ ،‬لي�صل عدد فروع الم�صارف في الدولة‬ ‫�إلى ‪ ،941‬كم���ا �إرتفع عدد �أجه���زة ال�صراف الآلي‬ ‫بن�سبة ‪ 7.7‬في المئة ليبلغ ‪ 4492‬جهازاً‪.‬‬ ‫�أعل���ن الم�صرف المرك���زي العراقي‪� ،‬إنخفا�ض‬ ‫ع���دد المتعاملي���ن من غي���ر العراقيي���ن في �شكل‬ ‫الفت ف���ي �س���وق الأوراق المالية‪ .‬وع���زا مراقبون‬ ‫ذلك �إلى "تدهور الأو�ضاع الأمنية"‪.‬‬ ‫و�أ�شار ف���ي بيان �إلى "�إنخفا�ض حجم التداول (غير‬ ‫العراقيي���ن) للقطاع الم�صرفي (بي���ع و�شراء) �إلى‬ ‫‪ 2.2‬ملي���اري دينار عراق���ي (‪ 1.9‬مليون دوالر)‬ ‫بن�سب���ة ‪ 66‬ف���ي المئة عن الفترة ذاته���ا من العام‬ ‫‪ 2012‬والبالغ ‪ 6.4‬ملي���ارات دينار"‪ .‬ولفت �إلى‬ ‫�أن "الإ�ستثم���ار الأجنبي في �س���وق العراق للأوراق‬ ‫المالية بلغ ‪ 949‬مليار دينار (‪ 700‬مليون دوالر)‬ ‫له���ذه ال�سنة‪ ،‬في مقابل ‪ 6.4‬ملي���ارات في الربع‬ ‫الأول من العام الما�ضي"‪.‬‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪65‬‬


‫البور�صات العربية والدولية‬

‫�أخبار �أ�سواق المال‬

‫العمالت‬

‫المؤشر‬

‫يفر الم�ستثمرون من �أ�سواق �آ�سيا ؟‬ ‫لماذا ّ‬

‫ال ت�س ِّمه ��ا �أزم ��ة – عل ��ى الأق ��ل لي� ��س بعد‪ .‬ه ��رب الم�ستثم ��رون �أخيراً من‬ ‫�أ�س ��واق جنوب وجنوب �شرق �آ�سيا‪ ،‬وهبطت قيمة الأ�سهم والعمالت‪ .‬ولكن‬ ‫بع�ضاً من هذا الإنخفا�ض قد ال يعك�س التغييرات الأ�سا�سية في �إقت�صادات‬ ‫هذه البلدان‪ ،‬لذلك قد تكون هناك فر�صة �سانحة للم�ساومات‪.‬‬ ‫هب ��وط �سع ��ر الروبي ��ة الهندية �إ�ستولى عل ��ى عناوين ال�صح ��ف في الآونة‬ ‫الأخي ��رة‪ ،‬ولك ��ن العم�ل�ات الأخ ��رى هي ف ��ي الو�ض ��ع ذاته كذل ��ك‪ .‬تراجع‬ ‫"الباهت" (‪ )baht‬التايلندي بنحو ‪ 10‬في المئة مقابل الدوالر منذ ني�سان‬ ‫(�أبري ��ل) الفائ ��ت‪ ،‬والروبي ��ة الأندوني�سية هي �أقل بحوال ��ي ‪ 12‬في المئة‪.‬‬ ‫بطبيع ��ة الحال‪ ،‬الكثير من هذا االتج ��اه ينبع من تعزيز قوة الدوالر‪ ،‬مع‬ ‫�إنهاء الإحتياطي الفيديرال ��ي الأميركي التدريجي لم�شترياته ال�ضخمة‬ ‫من الأوراق المالية وتخفي�ضه التو�سع في عر�ض النقود‪.‬‬ ‫ف ��ي الوق ��ت عين ��ه‪� ،‬إنخف� ��ض م�ؤ�ش ��ر �س ��وق الأوراق المالي ��ة الرئي�سي ��ة في‬ ‫�أندوني�سيا بنحو ‪ 20‬في المئة منذ �أيار (مايو)‪ ،‬وفي تايلندا �إنخف�ض نحو‬ ‫‪ 17‬ف ��ي المئ ��ة‪ .‬وفقدت الأ�سهم في الفلبي ��ن ‪ 20‬في المئة في غ�ضون �شهر‬ ‫م ��ن ال ��ذروة الت ��ي بلغتها في �شه ��ر �أيار (ماي ��و)‪ ،‬ولكنه ��ا الآن �إ�ستقرت مع‬ ‫خ�سائ ��ر تقدر بنح ��و ‪ 12‬في المئة‪ .‬و�إنخف�ضت الأ�سه ��م الهندية ب�أكثر من‬ ‫‪ 10‬في المئة فقط منذ تموز (يوليو)‪.‬‬ ‫الإنخفا�ض ��ات ف ��ي �أ�سع ��ار ال�صرف وم�ؤ�ش ��رات الأ�سهم ال ت�سي ��ر دائماً معا‪ً.‬‬ ‫فق ��د يك ��ون من المتوق ��ع �أن ترتفع �أ�سع ��ار الأ�سهم عندم ��ا تفقد العمالت‬ ‫قيمته ��ا‪ .‬م ��ع عدم وجود تغيير في العائد الحقيق ��ي على ر�أ�س المال ‪� -‬أي‬ ‫العائ ��د المتو ّل ��د م ��ن �أ�ص ��ول ال�ش ��ركات المع� �دَّل بالن�سبة ال ��ى الت�ضخم ‪-‬‬ ‫ينبغي على �سعر �سهم الم�ستثمر الأجنبي �أن يبقى على حاله‪ .‬في الواقع‪،‬‬ ‫ه ��ذه التح ��ركات الموازنة والمعوِّ�ضة حدثت �إلى ح ��د ما في اليابان تحت‬ ‫ال�سيا�س ��ة النقدية الت�ضخمي ��ة الجديدة؛ فيما تراجع الي ��ن �إرتفع م�ؤ�شر‬ ‫"نيك ��ي" ب�ش ��كل كبي ��ر‪( .‬مم ��ا ال �شك في ��ه �أن التف ��ا�ؤل الناتج م ��ن �سيا�سة‬ ‫جديدة �ساعد الأ�سهم بالتفوق على �إنخفا�ض العملة)‪.‬‬ ‫ولك ��ن ه ��ذا الت ��وازن ال يح ��دث عندم ��ا ي�ش ��ك الم�ستثم ��رون الأجان ��ب ب�أن‬ ‫العائ ��د عل ��ى ر�أ� ��س الم ��ال �سينخف�ض​؛ عنده ��ا �ستحدث موج ��ة بيع ت�شمل‬ ‫الجمي ��ع‪ .‬في �آ�سي ��ا‪ ،‬باع الم�ستثمرون �أو ًال �أ�صولهم المالية ومن ثم باعوا‬ ‫العائ ��دات ‪ -‬الروبي ��ة‪ ،‬الباه ��ت‪ ،‬الروبي ��ة الأندوني�سي ��ة‪ ،‬والبي ��زو – مقابل‬ ‫عمالت �أخرى‪.‬‬ ‫ين�ش� ��أ �س�ؤال مزعج ف ��ي خ�ضم هذه الفو�ضى‪ :‬لماذا الهروب وتفريغ جميع‬ ‫البل ��دان ف ��ي �آن واح ��د؟ لي� ��س هناك تف�سي ��ر واحد فقط للتدمي ��ر الوا�سع‬ ‫النط ��اق للقيم ��ة في �آ�سي ��ا‪ .‬كل بلد لديه م�ش ��اكل خا�صة به‪ ،‬تمام� �اً كما �أن‬ ‫�أ�سب ��اب الأزم ��ة ف ��ي منطق ��ة الي ��ورو تختلف من العج ��ز ف ��ي الموازنة �إلى‬ ‫�إنهي ��ار البن ��وك‪ .‬والواقع �أن الم�ستثمرين العالميي ��ن من المفتر�ض �أنهم‬ ‫ف ��ي و�ضع �أف�ضل م ��ن غيرهم للتمييز بين الأ�سواق النا�شئة‪ ،‬وذلك بف�ضل‬ ‫تح�سي ��ن ال�شفافي ��ة والح�صول عل ��ى المعلومات‪ .‬المخ ��اوف القديمة من‬ ‫"الع ��دوى" في الأزم ��ات المالية‪ ،‬التي �أ�صبحت �سيئ ��ة ال�سمعة وخ�صو�صاً‬ ‫خالل �إنهيار �إقت�صادات �أميركا الالتينية بدءاً من ثمانينات القرن الفائت‬ ‫‪64‬‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫والأزم ��ة الآ�سيوية في �أواخر ت�سعينات القرن المن�صرم‪ ،‬قد خ ّفت �إلى حد‬ ‫م ��ا‪ .‬م ��ع ذل ��ك‪ ،‬لأن العديد م ��ن الم�ستثمرين و�ضع مجموع ��ات كبيرة من‬ ‫الأ�سواق النا�شئة في القارب ذاته‪ ،‬ال تزال الأ�سواق تغرق �أو تبحر معاً‪.‬‬ ‫يعتي ��ر الم�ستثم ��رون ع ��ادة الأ�س ��واق النا�شئ ��ة محفوف ��ة بالمخاط ��ر‪ ،‬وفي‬ ‫المتو�س ��ط يتغلغ ��ل فيها‪ :‬الف�س ��اد‪ ،‬وال�ص ��راع‪ ،‬وحقوق الملكي ��ة ال�ضعيفة‪،‬‬ ‫وغيره ��ا م ��ن الم�شاكل التي ه ��ي �أكثر �شيوعاً في البل ��دان النامية‪ .‬ويميل‬ ‫الم�ستثمرون �أي�ضاً �إلى مجموعة من الأ�سواق النا�شئة معاً في محافظهم‬ ‫الإ�ستثماري ��ة‪ ،‬و�أحيان� �اً حت ��ى الجم ��ع بي ��ن مناط ��ق هائل ��ة تمت ��د ق ��ارات‬ ‫ب�أكمله ��ا‪� .‬صن ��دوق الم�ؤ�س�سة المالية "فيديليت ��ي" (‪�" )Fidelity‬إي �أم �إي‬ ‫�إي ��ه" (‪ ،)EMEA‬عل ��ى �سبيل المث ��ال‪ ،‬يغط ��ي "�أوروبا النا�شئ ��ة"‪ ،‬وال�شرق‬ ‫الأو�س ��ط‪ ،‬و�أفريقي ��ا‪ .‬وفقاً لح�ساباتي هذا ي�شكل ‪ 80‬بلداً‪ ،‬وهي ال يمكن �أن‬ ‫تك ��ون �أكثر تنوع� �اً‪ .‬ما عالق ��ة الم�ستقبل الإقت�صادي لتركي ��ا مع غامبيا؟‬ ‫ت�س�أل "فيديليتي"‪.‬‬ ‫نظراً الى هذا النوع من "التجميع"‪ ،‬ماذا يحدث �إذا وقعت �إحدى الأ�سواق‬ ‫النا�شئ ��ة ف ��ي م�شاكل‪ ،‬مثل الإنخفا�ض الحاد في توقعات النمو في الهند؟‬ ‫�إذا ق ��رر الم�ستثم ��رون �أن الهن ��د ه ��ي �أكث ��ر خط ��ورة مما كان ��وا يت�ص ّورون‪،‬‬ ‫عنده ��ا �س ��وف يحدّون من المخاط ��ر في �أماكن �أخرى م ��ن �أجل الحفاظ‬ ‫عل ��ى محاف ��ظ متوازن ��ة؛ ف ��ي الواق ��ع‪ ،‬كب ��ار الم�ستثمري ��ن‪ ،‬مث ��ل �صناديق‬ ‫المعا�شات التقاعدية‪ ،‬غالباً ما يحتاجون الى القيام بذلك‪ .‬وما هي �أ�سهل‬ ‫و�سيلة للحد من المخاطر؟ الخروج من الأ�سواق النا�شئة‪.‬‬ ‫لذل ��ك عندم ��ا ُت�ش ِع ��ر �إح ��دى الأ�س ��واق النا�شئ ��ة الم�سـتثمري ��ن بالخ ��وف‪،‬‬ ‫لديه ��م ميل طبيعي �إلى الإن�سحاب من الأ�س ��واق النا�شئة الأخرى كذلك‪،‬‬ ‫حت ��ى ل ��و كان لدى الأ�س ��واق الأخرى القلي ��ل من القوا�س ��م الم�شتركة مع‬ ‫ال�س ��وق الت ��ي يواجه ��ون فيه ��ا م�شاكل‪ .‬هذا يب ��دو غير ع ��ادل‪ ،‬وهو كذلك‪.‬‬ ‫حتى في هذه الحقبة من المعلومات وال�شفافية التي لم ي�سبق لها مثيل‪،‬‬ ‫ال ت ��زال الع ��دوى تح ��دث‪ ،‬وتفعل ذل ��ك ب�شكل تلقائ ��ي تقريب� �اً‪� .‬صحيح �أن‬ ‫تل ��ك البلدان في �آ�سيا تعاني من بع�ض التحديات الم�شتركة في المديين‬ ‫الق�صي ��ر �إلى المتو�سط​​‪ .‬ال�صين هي م�صدر رئي�سي للطلب في المنطقة‪،‬‬ ‫وهي تنمو �أكثر بطئاً في الآونة الأخيرة‪ .‬اليابان تع ّد �أي�ضاً �شريكاً تجارياً‬ ‫مهم� �اً بالن�سب ��ة ال ��ى العدي ��د م ��ن جيرانه ��ا‪ ،‬والتوقع ��ات لنموه ��ا ال ت ��زال‬ ‫متدنية على الرغم من ال�سيا�سة الإقت�صادية الجديدة للبالد‪.‬‬ ‫الواقع �أنه من ال�صعب �أن ن�صدّق �أن م�سارات النمو الطويل الأجل للبلدان‬ ‫الآ�سيوي ��ة ق ��د �إتخذت مثل هذا التحول ال�سلبي فق ��ط في الأ�شهر القليلة‬ ‫الما�ضي ��ة‪ .‬ل ��ذا ال�س� ��ؤال هن ��ا‪ :‬هل ه ��ذا الإنخفا� ��ض في مجم ��وع م�ؤ�شرات‬ ‫الأ�س ��واق حق� �اً ومب ��رراً ب�أكثر م ��ن ‪ 30‬في المئة فقط منذ �أي ��ار (مايو)؟ �أم‬ ‫�أن ��ه كان مجرد فقاعة في المقام الأول‪ّ ،‬‬ ‫ت�ضخمت ج ّراء ال�صخب و�إحباط‬ ‫الم�ستثمرين من العوائد المنخف�ضة في الغرب؟ مع الإن�سحاب التلقائي‬ ‫م ��ن محاف ��ظ الأ�سواق النا�شئ ��ة‪ ،‬ال يوجد تف�سير �أو تبري ��ر لعمليات البيع‬ ‫المكثفة تماماً‪.‬‬ ‫بكين ‪ -‬عبد ال�سالم فريد‬


‫الإختطاف وال�سرقة على جانب الطريق �أو الر�شوة "‪.‬‬

‫وق ��د �أدّى �إنهيار نظ ��م الإمداد المالي ��ة التقليدية الى الأعمال الم�صرفية في منطقة النزاع‬

‫تولي ��د وخل ��ق قن ��وات جدي ��دة للنق ��د التي قد ت�ش ��مل‬ ‫حتى الآن الم�ؤ�س�س ��ات البنكية المتعددة الجن�س ��يات‪،‬‬ ‫ووكاالت تحويل الأموال‪ ،‬والأ�صدقاء ال�شجعان‪ ،‬و�أفراد‬ ‫الأ�س ��رة‪ ،‬والرج ��ال المراوغي ��ن في الأزق ��ة الخلفية‪.‬‬ ‫من جهتها ف�إن �أجهزة ال�ص ��راف الآل ��ي‪ ،‬تلك الرموز‬ ‫للإ�ستقرار و�سهولة الو�صول الى المال‪ ،‬قد فرغت من‬ ‫النقد �أو ُ�سرقت وتعط ّلت‪ ،‬حيث ُو�ضعت عالمة "مغلق"‬ ‫ًعلى باب البنك فيما كان يتم تهريب الموظفين بعيد ًا‬ ‫�إلى المطار‪.‬‬ ‫عمليات �إج�ل�اء البنوك و�إقفالها مثل تلك التي حدثت‬ ‫ف ��ي القاهرة ه ��ي �إ�س ��تجابة منطقية لتدهور الو�ض ��ع‬ ‫الأمن� �ي​​‪ .‬وبالمثل كانت الحال في �أفغان�س ��تان والعراق‬ ‫وليبيريا وليبيا و�س ��وريا‪ .‬وف ��ي مواجهة �إحتمال النهب‬ ‫والخط ��ف والإنهي ��ار المجتمع ��ي العام‪� ،‬أخ ��ذ العديد‬ ‫من البنوك التقليدي ��ة المال ورحل‪ ،‬تارك ًا للآخرين ‪-‬‬ ‫البنوك مع �شهية للخطر‪ ،‬وتجار النقد والعملة‪ ،‬وبع�ض‬ ‫المحالت التجارية ‪ -‬ملء الثغرات والفراغ في التدفق‬ ‫النقدي‪.‬‬ ‫مم ��ا ال يثي ��ر الده�ش ��ة‪ ،‬ه ��و �أن هن ��اك م ��ا ًال وفي ��ر ًا‬ ‫يمكن جني ��ه في مج ��ال الخدمات الم�ص ��رفية خالل‬ ‫ال�ص ��راعات‪ ،‬و�أحيانا مع عوائد كبي ��رة لأولئك الذين‬ ‫على �إ�ستعداد للإقدام على �إتخاذ المخاطر‪ ،‬وبالتالي‬ ‫ف�إن النظام الناتج يمكن �أن ي�ش ��كل �أ�سا�س ًا لي�س فقط‬ ‫لإقت�صاد ال�صراع ولكن لكل ما �سي�أتي بعده‪.‬‬

‫يتطلب العمل الم�صرفي في مناطق النزاعات القدرة‬ ‫على التك ّيف مع الظروف ال�ش ��ديدة التقلب التي قد ال‬ ‫تكون لها �سابقة وا�ضحة من قبل‪ ،‬تقول �ستيفاني فريد‪،‬‬ ‫التي �شخ�ص ��ي ًا تعتمدعلى الأحزمة‪� ،‬أو بطانات حقيبة‬ ‫مخفية وحتى حمالة �ص ��درها لنقل المال والح�ص ��ول‬ ‫علي ��ه في مناط ��ق النزاع‪ .‬وقالت ب�أنه ��ا "ه ّربت المال‬ ‫ال ��ى ب�ض ��ع مناطق ح ��رب مختلفة – ال ��ى ليبيا مرات‬ ‫عدة و�أي�ضا" الى �سوريا لأن �أجهزة ال�صراف الآلي ّتم‬ ‫�إيقافها‪ ،‬والبنوك مغلقة �أو مد ّمرة من جراء الق�صف‪،‬‬ ‫�أ�سا�س� � ًا �إنه ��ارت البني ��ة التحتي ��ة‪ .‬الى جان ��ب فقدان‬ ‫الكهرباء والماء هناك �أي�ض ًا عدم وجود م�صارف"‪.‬‬

‫�أجهزة ال�صراف الآلي‪ ،‬تلك‬ ‫الرموز للإ�ستقرار و�سهولة الو�صول‬ ‫الى المال‪ ،‬قد فرغت من النقد �أو‬ ‫ُ�سرقت وتعط ّلت‪ ،‬حيث ُو�ضعت عالمة‬ ‫"مغلق" ًعلى باب البنك فيما كان يتم‬ ‫تهريب الموظفين بعيد ًا �إلى المطار‬ ‫ميدان التحرير في القاهرة‪ :‬ح�شوده عطلت الأعمال البنكية‬

‫في �أواخر العام ‪ ،2010‬ه ّبت عوا�ص ��ف الربيع العربي‬ ‫و�أجب ��رت �سل�س ��لة م ��ن المظاه ��رات والإحتجاج ��ات‬ ‫و�أعمال ال�ش ��غب والث ��ورات والح ��روب الأهلية البنوك‬ ‫الغربية على �س ��حب موظفيها الأجان ��ب ببطء والحد‬ ‫من عمليات الم�ؤ�س�سات المالية المحلية‪.‬‬ ‫في كانون الأول (يناير) ‪ ،2011‬طار معظم الموظفين‬ ‫الأجانب في البنوك الأجنبية في القاهرة الى بالدهم‪.‬‬ ‫�إل ��ى جانب "باركليز"‪� ،‬ش ��ملت الالئحة نزوح وحدات‬ ‫من م�ؤ�س�سات مالية كبرى مثل "�سيتي غروب" و"�أت�ش‬ ‫�أ�س بي �س ��ي" (‪ )HSBC‬و"جي بي مورغان ت�ش ��اي�س‬ ‫و�ش ��ركاه"‪ .‬بن ��اء على ن�ص ��يحة من البن ��ك المركزي‬ ‫الم�ص ��ري‪ ،‬كان عل ��ى جمي ��ع الم�ؤ�س�س ��ات المالية في‬ ‫البالد �أخذ الحذر وعدم فتح باب العمل خالل فترات‬ ‫الإ�ض ��طرابات المدنية‪ ،‬التي‪ ،‬على الرغم من �أنها قد‬ ‫�إنح�س ��رت‪ ،‬تتوا�صل اليوم‪ ،‬مما �أ�س ��فر عن مقتل ‪600‬‬ ‫حتى الآن و�إ�ص ��ابة �أكثر من ‪� 4,000‬ش ��خ�ص‪ .‬بالن�سبة‬ ‫الى �أفراد محا�ص ��رين في مثل هذه ال�ص ��راعات ف�إن‬ ‫تحطيم �أجهزة ال�ص ��راف الآلي هي �أقل الأ�شياء التي‬ ‫تثي ��ر قلقه ��م‪ .‬ولك ��ن اذا كان كثي ��رون ف ��ي حاجة الى‬ ‫الغذاء وال ��دواء والذخيرة ولي�س لديهم ما يقاي�ض ��ون‬ ‫به‪ ،‬ف�إن كونهم ال يملكون النقد يمكن �أن ي�سبب كارثة‪.‬‬ ‫لق ��د الحظ محمد ر�س�ل�ان‪ ،‬وهو �ش ��ريك ف ��ي مكتب‬ ‫محام ��اة "ليفاري" في القاهرة‪ ،‬ب�أن م�ص ��ر �ش ��هدت‬ ‫م�ش ��اكل خطي ��رة م ��ع ه ��روب الم ��ال والخدم ��ات‬ ‫الم�ص ��رفية منذ �إندالع الإنتفا�ضة‪ ،‬ودفع عدم اليقين‬ ‫والم�شهد ال�سيا�سي غير الم�ؤكد الى هجرة الم�صريين‬ ‫الأثري ��اء والم�س ��تثمرين الأجانب عل ��ى الرغم من �أن‬ ‫الحكومة الم�ؤقتة قد و�ض ��عت قواني ��ن هدفت الى منع‬ ‫تدفق النا� ��س الى البن ��وك‪" ،‬هن ��اك ‪ 100,000‬دوالر‬ ‫كحد لمدى الحياة و‪ 6,000‬دوالر كحد �أق�ص ��ى �سنوي‬ ‫لأخ ��ذ المال خ ��ارج البالد"‪� ،‬أفاد ر�س�ل�ان‪" .‬بد ًال من‬ ‫ذل ��ك‪ ،‬النا� ��س الآن يه ِّربون المال ال ��ى الخارج‪ ،‬الأمر‬ ‫الذي ي�ضر �أي�ض ًا في الإقت�صاد‪ .‬النا�س حري�صون جد ًا‬ ‫للح�صول على المال للخروج‪ ،‬حتى �أنهم على �إ�ستعداد‬ ‫لدفع ما ي�ص ��ل الى ‪ 40‬ف ��ي المئة من �إجمالي التحويل‬ ‫في ال�سوق ال�سوداء" �أ�ضاف‪.‬‬ ‫عندم ��ا يتم تهري ��ب الأموال الى خ ��ارج البالد‪ ،‬يمكن‬ ‫�أن ُت ��ودع في �أحد البنوك الأجنبية و ُتح َّول في الخارج‪.‬‬ ‫�إذا ل ��زم الأمر‪ ،‬بع�ض منها قد ُيعاد تحويله �أحيان ًا الى‬ ‫�أفراد في بلد المن�ش�أ‪.‬‬ ‫بي ��ن البن ��وك الغربي ��ة الكب ��رى العامل ��ة في م�ص ��ر‪،‬‬ ‫عدد قليل منها ُي�ش� � ِّغل مرافق م�ص ��رفية �إ�س ��تهالكية‬ ‫للأف ��راد‪ .‬معظمها ي�س ��تثمر في الم�ش ��اريع الحكومية‬ ‫الكبي ��رة المدعومة من قبل البن ��ك المركزي‪ ،‬ويتردّد‬ ‫في المخاط ��رة ب�أمواله ف ��ي العملي ��ات المحلية‪ ،‬على‬ ‫الرغم من �أن م�صر كانت م�ستقرة حتى العام ‪.2011‬‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪67‬‬


‫�أ�سواق المال‬

‫مصارف‬

‫م�ستقرة و�آمنة ولي�س في مناطق النزاعات‬ ‫الم�صارف تعمل عادة في �أماكن‬ ‫ّ‬

‫ماذا يفعل الناس عندما‬ ‫تهرب من بالدهم الخدمات المالية؟‬ ‫م��ن المع��روف �أن الأعمال الم�صرفي��ة والمالية تنم��و وتزدهر وتعمل ف��ي البلدان الم�ستق��رة‪ ،‬ولكن ماذا‬ ‫وكيف يفعل المواطنون والأجانب على حد �سواء‪ ،‬خالل الثورات والإ�ضطرابات في بلدان العالم الثالث‬ ‫وخ�صو�ص ًا في م�صر‪ ،‬وليبيا‪ ،‬و�سوريا‪ ،‬وال�صومال وغيرها من البلدان حيث فرّت منها الخدمات المالية؟‬ ‫�شارك في هذا التقرير من لندن‬ ‫كمال حداد ومن القاهرة هدى �أحمد‬ ‫ف ��ي �أح ��د جوان ��ب مي ��دان التحري ��ر في‬ ‫القاه ��رة‪ ،‬يعلو تمثال طوي ��ل القامة (‪20‬‬ ‫قدم� � ًا) للبط ��ل الم�ص ��ري القومي عمر مك ��رم الذي‬ ‫يط ��ل عل ��ى الح�ش ��ود التي قدمت ف ��ي الآون ��ة الأخيرة‬ ‫الى ال�س ��احة وجعلتها قاعدتها الثوري ��ة‪ .‬تحت ذراعه‬ ‫الي�سرى‪ ،‬يت�أ ّبط مكرم كتاب ًا غير معروف‪ ،‬وفي �سبابته‬ ‫اليمنى‪ ،‬ي�ش ��ير �إلى �أعلى‪ ،‬كما لو انه على و�ش ��ك �إلقاء‬ ‫در�س في �أحد الأ�شخا�ص‪.‬‬ ‫ً‬ ‫و ُيع ��رف مك ��رم ب�أن ��ه كان قائ ��د ًا ناجح� �ا للمقاوم ��ة‬ ‫الم�ص ��رية �ض ��د الإحتاللي ��ن البريطاني والفرن�س ��ي‬ ‫خ�ل�ال الحروب النابليونية‪ ،‬وال بد له من �أن يفاج�أ‪ ،‬لو‬ ‫�أنه ما زال على قيد الحياة‪ ،‬وعلم �أن كال البلدين منذ‬ ‫ذلك الحين � ّأ�س�سا وبنيا قواعد من ال�سلطة في م�صر‪،‬‬ ‫قائمة على ترويج التجارة والثروة للدولتين من خالل‬ ‫م�ؤ�س�س ��ات مالية مثل بنك "باركلي ��ز" ومقره المملكة‬ ‫المتح ��دة و"بن ��ك نا�س ��يونال دو ب ��اري (ب ��ي �أن بي)‬ ‫باريبا" ومقره باري�س‪ ،‬وكالهما له فروع م�صرفية في‬ ‫مكان قريب من الميدان في �شارع ق�صر العيني‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن الم�ص ��ارف‪ ،‬جنب� � ًا �إلى جنب مع ع�ش ��رات‬ ‫من الم�ؤ�س�س ��ات المالية الغربية الأخرى المنت�شرة في‬ ‫�أنحاء القاهرة‪ ،‬هي تذكير عن م�ص ��ر جديدة وحديثة‬ ‫بات ��ت �أكث ��ر �إنفتاح� � ًا عل ��ى الإ�س ��تثمارات والت�أثيرات‬ ‫الأجنبي ��ة‪ .‬م ��ع ذلك �أثب ��ت وجودها ب�أنه �ض ��عيف �إلى‬ ‫ح ��د ما‪ :‬فقد �إ�ض ��طر "باركليز" و"ب ��ي �أن بي باريبا"‬ ‫�إلى �إغ�ل�اق �أبوابهما و�إجالء موظفيهما الأجانب �أكثر‬ ‫من مرة خالل الإحتجاجات الم�صرية الجارية‪ .‬ولي�س‬ ‫مفاجئ� � ًا ب�أن البنوك هي عر�ض ��ة للإنقط ��اع والإقفال‬ ‫‪66‬‬

‫ج ��راء هذه الأن ��واع من الأح ��داث التي مور�س ��ت منذ‬ ‫ب�ض ��عة قرون م�ض ��ت من قبل �أمثال مك ��رم واليوم من‬ ‫قبل جحافل من الثوار ال�شباب الذين ينظمون �أنف�سهم‬ ‫عبر ت�سهيالت موقعي "فاي�سبوك" و"تويتر"‪.‬‬ ‫"لقد كانت النقود دائم ًا م�ش ��كلة في مناطق الحرب‬ ‫وف ��ي البل ��دان المنه ��ارة"‪ ،‬تالحظ "�آنا تري ��ز داي"‪،‬‬ ‫وهي �صحافية متخ�ص�صة في النزاعات وال�صراعات‬ ‫والتي عملت في م�ص ��ر و�أخير ًا في �س ��وريا‪ .‬وكمرا�سلة‬ ‫حرب‪ ،‬تتواجد "داي" في معظم الأحيان في الخطوط‬ ‫الأمامية‪ ،‬وهي لي�ست من الأماكن الجيدة التي ال تكون‬ ‫مجموعة �سيتي بنك في القاهرة‪ :‬رحلت موظفيها الأجانب‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫في حوزتك نقود‪ .‬وينطبق ال�ش ��يء نف�س ��ه على الجنود‬ ‫والمتم ّردين والمدنيين المحا�صرين في القتال‪.‬‬ ‫بح�س ��ب تجرب ��ة "داي"‪� ،‬أ�ص ��بح ال ��دوالر الأميرك ��ي‬ ‫تقليدي ًا العملة الإفترا�ض ��ية‪ ،‬ولكن الح�صول عليها في‬ ‫بع�ض الأحيان هو تحدٍّ‪ .‬كمرا�سلة حرب قالت‪" :‬ينبغي‬ ‫�أن ت�أت ��ي الى مهمت ��ك ومعك ما يكفي م ��ن النقود كي‬ ‫ت�ستطيع الإ�ستمرار لبع�ض الوقت وتقوم بمهمتك جيد ًا‬ ‫ نقود للمترجمين‪ ،‬وال�س ��ائقين‪ ،‬والفنادق‪ ،‬والغذاء‪،‬‬‫وكل �ش ��يء ‪ ...‬و�أن ��ت بالتال ��ي ه ��دف �س� � َّيار لجرائ ��م‬ ‫الي�أ�س التي تتفاقم دائم ًا عند �إنهيار الحكومة‪� ،‬س ��واء‬


‫"الجي�ش ال�سوري الحر"‪ :‬ي�ستخدم "الوي�سترن يونيون" لتلقي الم�ساعدات‬

‫تتب ��ع حركة النقد الذي يمر عب ��ر البنوك البديلة مثل‬ ‫الحواالت‪ ،‬التي ال تخ�ض ��ع للقواني ��ن والتدقيق اللذين‬ ‫يخ�ضع لهما معظم البنوك الدولية‪ ،‬لذا يتم �إ�ستدعاء‬ ‫الم�س ��تفيدين من المعامالت للم�س ��اءلة حول م�صدر‬ ‫وكيفية �إ�ستخدام الأموال‪.‬‬ ‫ف ��ي حزيران (يوني ��و) الفائت‪ ،‬هُ دِّ د نظ ��ام الحواالت‬ ‫بقرار �ص ��ادر ع ��ن بن ��ك "باركلي ��ز" الذي يعل ��ن فيه‬ ‫التوقف عن ت�س ��هيل المدفوعات‪ ،‬مع ّل ًال قراره ب�س ��بب‬ ‫�صالت محتملة لنظام الحواالت بالن�شاط الإجرامي‪.‬‬ ‫في حين �أن القرار لم يت�س ��بب بت�أثير ُيذكر في ال�شبكة‬ ‫الم�صرفية الدولية‪ � ،‬اّإل �أنه �أفقد دخ ًال حا�سم ًا للنا�س‬ ‫ف ��ي ال�ص ��ومال‪ .‬ووفق� � ًا لتقرير بثت ��ه القن ��اة الرابعة‬ ‫التلفزيوني ��ة البريطانية �أخير ًا‪� ،‬أكث ��ر من ‪ 100‬مليون‬ ‫جني ��ه �إ�س ��ترليني (‪ 153‬ملي ��ون دوالر) تر�س ��ل م ��ن‬ ‫بريطانيا الى ال�ص ��ومال كل عام‪ ،‬وهو ما يمثل ‪ 60‬في‬ ‫المئة من الدخل ال�س ��نوي لل�س ��كان‪ .‬لذا ف�إن �إن�سحاب‬ ‫"باركليز" يمكن �أن يجعل تل ّقي االموال في ال�صومال‬ ‫�أكثر �صعوبة بكثير‪.‬‬

‫الإعتماد عليها‬ ‫م ��ا يق ��رب م ��ن ن�ص ��ف البالغين ف ��ي العال ��م يملكون‬ ‫ح�سابات م�صرفية فردية �أو م�شتركة‪ .‬في الغرب‪ ،‬نحو‬ ‫ت�س ��عة من كل ‪� 10‬أ�ش ��خا�ص لديهم ح�س ��ابات‪ ،‬مقارنة‬ ‫م ��ع �أربعة من ‪ 10‬ف ��ي العالم النامي‪ .‬وما �إذا كان هذا‬ ‫الأمر �س ��بب ًا �أو ت�أثي ��ر ًا‪ ،‬ف�إن الغربيين هم �أي�ض� � ًا �أكثر‬ ‫�إحتما ًال للعي�ش بالقرب من �أحد الم�صارف التقليدية‪،‬‬ ‫وهم يميلون �إلى ال�ش ��عور ب�أن التعامل معها �أمر مفروغ‬ ‫من ��ه‪ .‬وف ��ي الوقت عين ��ه‪ ،‬ف�إن معظ ��م �أولئ ��ك الذين‬ ‫يقطن ��ون المناطق الريفية في البل ��دان النامية يعي�ش‬

‫ال�صحافية �آنا تريز داي‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫"�سافرت مع مقاتلين �أجانب الذين‬ ‫كانوا م�س�ؤولين عن جلب االموال لقادة‬ ‫الميلي�شيات ل�شراء المزيد من الأ�سلحة‬ ‫داخلي ًا في ال�سوق ال�سوداء‪ ،‬ذهبوا‬ ‫�إلى محالت ال"وي�سترن يونيون"‬ ‫المنت�شرة على طول الحدود ال�سورية‬ ‫التركية‪ ،‬وقب�ض كل واحد منهم‬ ‫تم تحويلها من مم ِّولين في‬ ‫النقود التي ّ‬ ‫منطقة الخليج"‬ ‫في �إقت�صاد نقدي‪� .‬أ�ض ��ف الإ�ضطرابات ال�سيا�سية �أو‬ ‫ال�ص ��راع الم�س ��لح الى هذا المزيج‪ ،‬ت�صبح الرهانات‬ ‫بالن�سبة �إلى ه�ؤالء مو�صدة وغير موجودة‪.‬‬ ‫الواقع �إن فقدان �إمكانية الو�ص ��ول �إل ��ى نقود‪ ،‬بما في‬ ‫ذلك من خالل و�س ��ائل مثل الحواالت‪ ،‬يمكن �أن يكون‬ ‫تهدي ��د ًا للحياة‪ ،‬وكحد �أدنى‪ ،‬مرهق ًا للغاية‪ ،‬ال �س ��يما‬ ‫ف ��ي المناطق حيث �أن النا�س غي ��ر المتعلمين‪ ،‬وغالبا‬ ‫الن�س ��اء‪ ،‬هم الم�س� ��ؤولون عن رعاية الأطفال في بيئة‬ ‫متفجرة تعاني من نق�ص‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫"جيفر�س ��ون موك" يدرك جي ��دا ماذا يحدث عندما‬ ‫تتال�ش ��ى �أو تف�ش ��ل النظ ��م الأكث ��ر �أ�سا�س ��ية ‪ --‬ف ��ي‬

‫حالت ��ه‪ ،‬الحواالت‪ ،‬ولك ��ن في مكان �آخر عنا�ص ��ر من‬ ‫�ش ��ركات مثل �شركة "وي�س ��ترن يونيون" المتخ�ص�صة‬ ‫بالتحويالت حول العالم‪ --‬لقد �أُر�س ��ل "موك" للعمل‬ ‫في "بوروندي" في الع ��ام ‪ ،2008‬وهناك وجد �أنه في‬ ‫حين �أن بع�ض الت�سهيالت الم�صرفية موجود‪ ،‬فهو �إلى‬ ‫ح ��د كبير محظور عل ��ى الأجان ��ب �إال �إذا كانت لديهم‬ ‫�أوراق ر�س ��مية من منظمة م�س � ّ�جلة‪ .‬لدى و�ص ��وله الى‬ ‫الب�ل�اد‪ ،‬كان ف ��ي �إ�س ��تقبال "موك" م ��درب كرة قدم‬ ‫معروف ًا الذي‪ ،‬في غ�ض ��ون ‪ 30‬دقيقة من حلو الحديث‬ ‫مع مدير بنك محلي‪ ،‬نجح في فتح ح�س ��اب م�ص ��رفي‬ ‫ل"م ��وك" بال ��دوالر الأميرك ��ي‪ .‬ولك ��ن فيم ��ا ت ��م حل‬ ‫م�ش ��كلة واحدة‪ ،‬كانت �أخرى تنتظر على قاب قو�س ��ين‬ ‫�أو �أدنى‪.‬‬ ‫لكي يبد�أ "موك" عمله لدى و�ص ��وله‪� ،‬أعطته �ش ��ركته‬ ‫�ص ��ك ًا (�ش ��يك ًا) بب�ض ��عة �آالف من الدوالرات‪ ،‬ف�أودعه‬ ‫في ح�س ��ابه الم�ص ��رفي الذي �إفتتح ��ه حديث ًا بالدوالر‬ ‫الأميركي‪ .‬الم�ش ��كلة‪ :‬ي�س ��تغرق ال�ش ��يك ثالثة �أ�سابيع‬ ‫يتح�صل‪" .‬لقد نفد المال معي وبالكاد �أكلت لمدة‬ ‫كي ّ‬ ‫�أ�س ��بوع تقريبا"‪ ،‬قال‪" .‬لقد فق ��دت الكثير من وزني‪،‬‬ ‫كان نوع� � ًا من الب�ش ��اعة‪� .‬إن ��ي ال �أُبرز �أو �أُظهر �ص ��ور ًا‬ ‫عائلية لي منذ ذلك الوقت"‪.‬‬ ‫ل�س ��وء حظ موك ومنظمته ذات ال�ص ��لة بالم�ساعدات‬ ‫الإن�س ��انية‪ ،‬الت ��ي كانت تعتمد على الأم ��وال الأتية من‬ ‫الواليات المتحدة‪ ،‬و�ض ��عت "بوروندي" مبلغ ‪50,000‬‬ ‫دوالر كح ��د �أق�ص ��ى يمك ��ن �س ��حبه م ��ن �أي ح�س ��اب‬ ‫بالدوالر الأميركي على مدى �س ��نة واح ��دة‪" .‬مع ِم َنح‬ ‫تنمي ��ة‪ ،‬يمكن ��ك �أن تحت ��رق خ�ل�ال ذلك في غ�ض ��ون‬ ‫�أ�س ��بوع"‪ ،‬ق ��ال موك‪" .‬ل ��ذا تجاوزنا الح ��د من طريق‬ ‫�ش ��راء تذكرة حافل ��ة بثالثة دوالرات �إل ��ى الكونغو في‬ ‫كل مرة كنا نريد �سحب نقود حيث كنا نب ِّين لل�صراف‬ ‫الدليل على �أن المال �سوف يترك البالد"‪.‬‬ ‫"ف ��ي الواق ��ع‪� ،‬إن المال لم يترك الب�ل�اد‪ ،‬ولكن هذا‬ ‫الخ ��داع كان ثمن� � ًا قلي�ل ً�ا ندفع ��ه لولوج الم�ؤ�س�س ��ات‬ ‫الم�صرفية في مثل هذه البيئة العدائية"‪ ،‬قال موك‪.‬‬ ‫في حاالت �أخ ��رى‪ ،‬ينتقل المال بين الأيدي من خالل‬ ‫ح�س ��ابات "ب ��اي ب ��ال" (‪� ،)PayPal‬أو حت ��ى "بي ��ت‬ ‫كوين ��ز" (‪ .)bitcoins‬ولك ��ن العم ��ل خ ��ارج النظ ��م‬ ‫النقدية التقليدية ي�ض ��ع الم�س ��تهلكين المتوترين في‬ ‫الع�ص ��بة عينه ��ا كم ��ا �أم ��راء الح ��رب والإرهابيي ��ن‬ ‫والع�ص ��ابات الم�س ��لحة الذين ي�س ��عون �إلى الح�صول‬ ‫على المال ب�ش ��كل �س ��ري‪ .‬وهذا ح�ص ��ل مع " �آنا تريز‬ ‫داي" عندما �ص ��احبت �أخير ًا جنب ًا �إلى جنب "الجي�ش‬ ‫ال�س ��وري الح ��ر"‪ ،‬و�ش ��هدت الق ��وة والعن ��ف اللذي ��ن‬ ‫يجلبهما نظام م�صرفي غير مراقب ودون رادع عندما‬ ‫يكون في الأيدي الخط�أ‪.‬‬ ‫"�س ��افرتُ مع مقاتلين �أجانب الذين كانوا م�س�ؤولين‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪69‬‬


‫�أ�سواق المال‬

‫¶‬

‫م�صارف‬

‫على �س ��بيل المثال‪ ،‬كان لدى بن ��ك "جي بي مورغان"‬ ‫‪ 10‬موظفي ��ن ف ��ي البالد قب ��ل الثورة‪ ،‬وكان ��وا يعملون‬ ‫ب�ش ��كل �أ�سا�س ��ي في بن ��ك داع ��م لل�ش ��ركات الأجنبية‬ ‫الكبيرة الأخرى التي ت�سعى �إلى القيام ب�أعمال تجارية‬ ‫هناك ولكن تريد �شريك ًا موثوقا به لجمع النقد و�إدارة‬ ‫الأج ��ور‪ .‬ف ��ي المقاب ��ل‪ ،‬كان ل ��دى "�س ��يتي غ ��روب"‬ ‫موظفون على الأر�ض في �أدوار م�ص ��رفية �إ�س ��تهالكية‬ ‫للأفراد في القاهرة و�أكثر من ‪ 100‬بلد �آخر‪.‬‬ ‫وي�ؤ ّكد ر�س�ل�ان ب�أن م�ص ��ر لي�س ��ت حالي ًا مكان ًا مربح ًا‬ ‫للبنوك التقليدية للقيام ب�أعمال تجارية‪" .‬لي�س هناك‬ ‫الكثي ��ر م ��ن المال للربح في م�ص ��ر في ه ��ذه الفترة‪،‬‬ ‫ولك ��ن الم�ص ��ارف تتطلع حق� � ًا ال ��ى الم�س ��تقبل لأننا‬ ‫ن�ش ��عر �أن هناك فر�ص ًا كبيرة �آتية"‪ ،‬يقول‪" .‬منذ قيام‬ ‫الثورة‪ ،‬العديد من البنوك هنا كان فقط يقوم بتمويل‬ ‫القطاع ��ات المملوك ��ة للدولة مث ��ل الأدوي ��ة والأغذية‬ ‫والم�شروبات‪ ،‬بد ًال من الم�ش ��اريع المدنية‪ .‬وهذا كان‬ ‫للحد من المخاطر"‪.‬‬ ‫لقد حافظ معظ ��م البنوك الغربية الكبيرة على وجود‬ ‫محدود في المدينة‪ ،‬يفيد ر�س�ل�ان‪ .‬وم ��ع ذلك‪ ،‬ف�إنها‬ ‫قد فعلت ذلك مع عدد �ض ��ئيل من الموظفين‪ ،‬والذين‬ ‫معظمه ��م محل ّيون‪ ،‬لإبق ��اء العين على �إ�س ��تثماراتها‪،‬‬ ‫وفق ًا لم�ص ��ادر في الوالي ��ات المتحدة‪ .‬علم ًا �أن معظم‬ ‫بنوك الم�ستهلك في م�صر هي مملوكة من م�صريين‪،‬‬ ‫م ��ع ر�أ�س م ��ال ي�ش ��ارك فيه م�س ��تثمرون من ال�ش ��رق‬ ‫الأو�سط‪.‬‬ ‫بع ��د االطاح ��ة بالرئي� ��س محم ��د مر�س ��ي ف ��ي تم ��وز‬ ‫(يولي ��و)‪� ،‬إ�س ��تفادت الب�ل�اد من حقن ��ة مالية من ‪12‬‬ ‫مليار دوالر منحته ��ا دول الخليج الى البنك المركزي‬ ‫للم�ساعدة في �إ�ستقرار االقت�صاد اله�ش �أ�ص ًال‪ ،‬والذي‬ ‫�ش ��هد فقدان الجنيه الم�ص ��ري ‪ ٪20‬م ��ن قيمته منذ‬ ‫العام ‪ .2011‬ويعتقد ر�س�ل�ان ب�أنه كان المق�ص ��ود من‬ ‫الحقن النقدي هو الإظهار للم�ستثمرين وال�سكان على‬ ‫حد �س ��واء �أنه ينبغي �إبقاء �أموالهم في م�صر بد ًال من‬ ‫�أخذ �أعمالهم الى �أماكن �أخرى‪.‬‬

‫ت�ضارب الم�ستهلكين‬ ‫كل �ش ��يء عر�ض ��ة للخطر ف ��ي مناطق الن ��زاع‪ ،‬وحتى‬ ‫المكاف� ��آت المحتمل ��ة م ��ن الخدمات الم�ص ��رفية في‬ ‫بيئ ��ة كه ��ذه تمي ��ل �إل ��ى ت�ض ��ا�ؤل بالمقارنة م ��ع المال‬ ‫كت�س ��ب ف ��ي المناط ��ق الأكث ��ر �إ�س ��تقرار ًا مثل‬ ‫ال ��ذي ُي َ‬ ‫�أوروبا و�أميركا ال�ش ��مالية‪ .‬ولكن هناك �أي�ض� � ًا في تلك‬ ‫المناطق مناف�س ��ة �أقل بالن�س ��بة الى تل ��ك المكاف�آت‪،‬‬ ‫و�أحيان ًا يكون العائد مرتفع ًا ب�ش ��كل ملحوظ‪ .‬وبما �أن‬ ‫ال�ص ��فقات الم�ؤ�س�س ��اتية تعتمد عادة على التحويالت‬ ‫البرقي ��ة و�ألإلكتروني ��ة‪ ،‬ف� ��إن الم�س ��تهلكين يواجهون‬ ‫�صعوبة �أكبر للح�صول على النقد على �أر�ض الواقع في‬ ‫‪68‬‬

‫الحرب في �سوريا د ّمرت �أجهزة ال�صراف الآلي والم�صارف‬

‫تلك المناطق‪.‬‬ ‫على �س ��بيل المثال‪ ،‬وجدت "�ألي�س ��ون ت�شان" من �سان‬ ‫فران�سي�س ��كو نف�سها في ال�ص ��ومال للتدريب في العام‬ ‫الما�ض ��ي‪ ،‬عندما علمت عن كثب �ص ��عوبة ‪ -‬كما يقول‬ ‫البع� ��ض‪ ،‬ع ��دم ج ��دوى ‪ -‬الخدم ��ات الم�ص ��رفية في‬ ‫واحدة من �أفقر البلدان و�أكثرها تعار�ض� � ًا �سيا�سي ًا في‬ ‫العالم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬قال ��ت �أنها وجدت �أنه عندما تكون‬ ‫هناك �إرادة‪ ،‬تكون هناك طريقة‪.‬‬ ‫"في الأ�س ��ا�س‪ ،‬الم�س� ��ؤول المالي لدينا [الذي هو في‬ ‫الواليات المتحدة] ينبغ ��ي عليه �أن يذهب الى متاجر‬ ‫�ص ��ومالية متخ�ص�ص ��ة في بروكلين‪ ،‬ويعطيهم راتبي‪،‬‬ ‫ومن ثم في �صباح اليوم التالي كنت �أ�ستيقظ مع ‪SMS‬‬ ‫[الر�س ��ائل الق�ص ��يرة من خدمة الر�س ��ائل الن�صية]‬ ‫على هاتفي الن ّقال في ال�ص ��ومال يبلغني فيها المتجر‬ ‫ب�أن في حوزته نقودي والعنوان الذي علي الذهاب �إليه‬ ‫للح�صول عليها"‪.‬‬ ‫لي�ست لدى ال�صومال �أجهزة ال�صراف الآلي �أو البنية‬ ‫التحتي ��ة الم�ص ��رفية‪ ،‬وفق� � ًا لبيانات البن ��ك الدولي‪،‬‬ ‫ولك ��ن كان ��ت "ت�ش ��ان" ق ��ادرة عل ��ى تلق ��ي النقود من‬ ‫الواليات المتحدة وذلك بف�ض ��ل �ش ��ركة لنظام الدفع‬ ‫تدع ��ى "داهاب�ش ��يل �إن ��ك" (‪، ).Dahabshil Inc‬‬ ‫مما ي�س ��اعد على ت�س ��هيل تحويل النقود بين البائعين‬ ‫ف ��ي الوالي ��ات المتح ��دة و"مئ ��ات م ��ن المواق ��ع "في‬ ‫ال�ص ��ومال‪ ،‬والمعروف ��ة محليا" با�س ��م "الحواالت"‪.‬‬ ‫وتعم ��ل الحواالت ف ��ي البلدان ذات الكثافة ال�س ��كانية‬ ‫الكبي ��رة‪ ،‬بما في ذلك ال�ص ��ومال‪ ،‬جيبوت ��ي‪� ،‬إثيوبيا‪،‬‬ ‫كينيا‪ ،‬جنوب ال�سودان وال�سودان و�أوغندا‪.‬‬ ‫لذا‪ ،‬بعد تلقي الر�س ��الة الن�ص ��ية على هاتفها النقال‪،‬‬ ‫علي �أن �أق�صد المكان مع حار�سي‬ ‫قالت "ت�شان"‪" :‬كان َّ‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫ال�شخ�صي و�س ��ائقه‪ ،‬و�أبرز للقيمين على الموقع جواز‬ ‫�س ��فري والر�س ��الة الهاتفية الن�ص ��ية‪ ،‬و�أقب�ض النقود‬ ‫بال�شلن ال�صومالي �أو الدوالر الأميركي"‪.‬‬ ‫وفقا لت�شان‪" :‬لقد كان الأمر بالفعل مرهق ًا لالع�صاب‬ ‫بالن�س ��بة � ّإلي‪ ،‬ولكن مدير ًا مالي ًا لمنظمة غير حكومية‬ ‫كان عليه القيام بذلك في كل �ش ��هر لدفع رواتب ‪-15‬‬ ‫‪ 20‬موظف ًا‪� .‬إن الواقع مخيف حق ًا عندما تحمل الكثير‬ ‫من النقود‪ .‬وحرفي ًا لقد نمت مع النقود حيث و�ضعتها‬ ‫تحت الو�سائد لأن مكاتبنا كانت ُتعتبر غير �آمنة "‪.‬‬ ‫مثل هذه الأعمال الم�ص ��رفية غي ��ر التقليدية هي �أمر‬ ‫في غاية الأهمية للنا�س في البلدان التي لي�س ��ت لديها‬ ‫م�ؤ�س�سات مالية تقليدية‪ .‬في الواقع‪� ،‬إن تعريف ماهية‬ ‫البن ��ك قد تح ّولت تمام ًا في مناطق ال�ص ��راعات‪ .‬في‬ ‫الغ ��رب‪ ،‬لكي ُت�ص� � ّنف الم�ؤ�س�س ��ة ر�س ��مي ًا كم�ص ��رف‬ ‫يتطل ��ب الأمر ترخي�ص� � ًا حكومي ًا‪ ،‬ولكن ف ��ي �أماكن ال‬ ‫وج ��ود فيها لحكوم ��ة فاعلة‪ ،‬ق ��د تتح� � ّول البنوك الى‬ ‫�ش ��كل متجر مجوهرات �أو حتى �ش ��يء عابر ومحفوف‬ ‫بالمخاطر ك�ص ��فقة مخدرات‪ .‬لكن وراء هذه البنوك‬ ‫المخ�ص�ص ��ة التحوي�ل�ات البرقية نف�س ��ها وتحويالت‬ ‫العملة عينها التي تقوم بها الم�صارف التقليدية‪.‬‬ ‫بينما ي�ص ��بح العالم �أكثر ترابطا ومرتبط ًا‪ ،‬قد ت�صير‬ ‫الأ�ش ��كال الأق ��ل تقليدي ��ة م ��ن الأعم ��ال الم�ص ��رفية‬ ‫الت ��ي يعتم ��د عليه ��ا النا�س ف ��ي مناطق ال�ص ��راعات‬ ‫�أكث ��ر تعقيد ًا‪ .‬من ��ذ الهجمات الإرهابية ف ��ي الواليات‬ ‫المتح ��دة ف ��ي ‪� 11‬أيل ��ول (�س ��بتمبر) ‪ ،2001‬وع ��ت‬ ‫الحكومات والأجهزة الأمنية �أكثر حول كيفية و�ص ��ول‬ ‫الأموال الى �أيدي الإرهابيين‪ ،‬ويتم حالي ًا ب�ش ��كل وثيق‬ ‫التدقيق ف ��ي التحويالت النقدية للح�ص ��ول على �أد ّلة‬ ‫عن غ�س ��ل الأموال وتمويل الإرهاب‪ .‬وب�س ��بب �ص ��عوبة‬


‫�أ�سواق المال‬

‫¶‬

‫م�صارف‬

‫الأميركية �ألي�سون ت�شان كانت قادرة‬ ‫على تلقي النقود من الواليات المتحدة‬ ‫في ال�صومال وذلك بف�ضل �شركة لنظام‬ ‫الدفع تدعى "داهاب�شيل �إنك" ‪ ،‬وهذا‬ ‫ي�ساعد على ت�سهيل تحويل النقود بين‬ ‫البائعين في �أميركا و"مئات من المواقع"‬ ‫في ال�صومال‪ ،‬والمعروفة محليا" با�سم‬ ‫"الحواالت"‬ ‫عن جلب االموال لقادة الميلي�شيات ل�شراء المزيد من‬ ‫الأ�س ��لحة داخلي ًا في ال�سوق ال�س ��وداء"‪ ،‬قالت "داي"‪.‬‬ ‫"ذهبوا �إلى محالت ال"وي�س ��ترن يونيون" المنت�شرة‬ ‫على طول الحدود ال�س ��ورية التركية‪ ،‬وقب�ض كل واحد‬ ‫منهم النق ��ود التي ّتم تحويلها من مم ِّولين في منطقة‬ ‫الخليج"‪.‬‬ ‫بعده ��ا عاد المقاتلون �أدراجهم الى الداخل ال�س ��وري‬ ‫لإي�ص ��ال الأم ��وال الى زعماء �ش ��بكات دولي ��ة‪ .‬وهكذا‬ ‫تم تخفي�ض الأعمال الم�ص ��رفية �إلى م�ستواها الأكثر‬ ‫عن�صرية‪.‬‬ ‫حتى القوات الع�س ��كرية ال�ش ��رعية ف ��ي بع�ض الأحيان‬ ‫تج ��د �ص ��عوبة في الح�ص ��ول عل ��ى المال ف ��ي مناطق‬ ‫الن ��زاع‪ .‬البريطان ��ي "نيال وليامز"‪ ،‬ال ��ذي كان يعمل‬ ‫لوج�س ��تي ًا عل ��ى مت ��ن �س ��فينة "�أت� ��ش �أم �أ� ��س �أرجيل"‬ ‫(‪ )HMS Argyll‬البريطاني ��ة‪� ،‬س ��افر عل ��ى مت ��ن‬ ‫الفرقاط ��ة �إل ��ى �أفريقي ��ا الغربية كجزء من م�ش ��روع‬ ‫�إن�س ��اني في ت�ش ��رين الثاني (نوفمبر) ‪ .2006‬وب�سبب‬ ‫عدم وجود �أجهزة ال�صراف الآلي في �أفقر ثالث دولة‬ ‫في العالم‪ ،‬كان يتم �ش ��حن المال من قبل القن�ص ��لية‬ ‫البريطاني ��ة في فريتاون في �س ��يراليون‪ ،‬على �أ�س ��ا�س‬ ‫قاعدة �ص ��ارمة‪ :‬كان ي�س ��مح لكل من �أع�ض ��اء الطاقم‬ ‫البال ��غ عدده ��م ‪ 165‬مبادل ��ة م ��ا مجموع ��ه حوالي ‪9‬‬ ‫جنيه ��ات �إ�س ��ترلينية (‪ 13,76‬دوالر ًا) فق ��ط‪� ،‬أي م ��ا‬ ‫يع ��ادل حوالي ‪ 3,000‬ليون لكل منهم‪ ،‬وهي عبارة عن‬ ‫دفع �أج ��رة ‪� 10‬أيام لل�س ��يراليوني الع ��ادي‪ .‬و�أكثر من‬ ‫ذلك‪ ،‬فقد ُح ِّذر الطاقم من �أن الإقت�ص ��اد المحلي قد‬ ‫ينهار في �أي لحظة‪.‬‬ ‫داخل مكتب وليامز ال�ص ��غير الذي ال تتعدّى م�ساحته‬ ‫الأربعي ��ن قدم� � ًا‪ ،‬تتمدّد على �أر�ض ��ه �آالف من ربطات‬ ‫الأوراق النقدي ��ة‪ ،‬بقيم ��ة �إجمالي ��ة تبل ��غ حوال ��ي ‪4‬‬ ‫ماليي ��ن لي ��ون‪ .‬كل ربطة تحتوي عل ��ى ورقة ال‪5,000‬‬

‫القن�صلية‬ ‫البريطانية‬ ‫في فريتاون‪:‬‬ ‫حلّت مكان‬ ‫الم�صارف‬ ‫بالن�سبة الى‬ ‫الجنود‬ ‫البريطانيين‬

‫ليون و�ض ��عت على الجزء العلوي والجزء ال�س ��فلي من‬ ‫الكوم ��ة المكدّ�س ��ة‪ ،‬واله ��دف المحتمل م ��ن ذلك هو‬ ‫جعل النظرة الى ال�ص ��فقة تبدو �أكثر �إحترام ًا‪ .‬تقريب ًا‬ ‫كان ��ت كل الأوراق النقدي ��ة ف ��ي داخ ��ل الربطة رطبة‬ ‫وق ��ذرة‪ ،‬واللون البرتقال ��ي الناب�ض بالحي ��اة والأزرق‬ ‫عالهما ال�سخام‪ .‬الرائحة الرطبة العفنة التي �إنبثقت‬ ‫م ��ن الأوراق النقدية كان ��ت طاغية‪ ،‬الأمر الذي �أجبر‬ ‫�أحد البح ��ارة على �إرتداء قناع الغاز خالل �إحت�س ��ابه‬ ‫وعدِّ ه لها‪.‬‬ ‫"كان علينا �إ�ستخدام قفازات لع ّد العملة لأننا �سمعنا‬ ‫ب� ��أن النا�س في �س ��يراليون يخفونها ف ��ي �أماكن تافهة‬ ‫حتى ال يكونون عر�ض ��ة �سهلة لل�س ��رقة"‪ ،‬قال وليامز‪،‬‬ ‫في �إ�ش ��ارة �إلى واحدة من �أكثر الأ�س ��اليب الم�صرفية‬ ‫غي ��ر التقليدي ��ة ‪ -‬والمثيرة للإ�ش ��مئزاز ‪ -‬التي يمكن‬ ‫تخ ّيلها‪.‬‬ ‫ليوم واحد‪ ،‬تم تحويل ال�س ��فينة �إلى م�ص ��رف‪ .‬وكانت‬ ‫العملية ب�س ��يطة‪ :‬على كل �أفراد الطاق ��م التوقيع على‬ ‫ق�سيمة من ورق وتح�سم ت�سعة جنيهات �إ�سترلينية من‬ ‫رواتبهم التي ُتدار في المملكة المتحدة‪ .‬مقابل ذلك‪،‬‬ ‫ُتمنح لهم كومة من �أوراق النقد ال�س ��يراليونية "ليون"‬ ‫لإنفاقها على ال�شاطئ‪� .‬أ�سا�س ًا‪ ،‬القن�صلية البريطانية‬ ‫ه ��ي الت ��ي تقر� ��ض ال�س ��فينة ال ‪ 4‬ماليين لي ��ون‪ .‬من‬ ‫جهته ��ا ال ت ��رى القن�ص ��لية ف ��ي الواقع م ��ال الطاقم‪،‬‬ ‫وال ��ذي �س ��يتم خ�ص ��مه م ��ن قب ��ل البحري ��ة الملكي ��ة‬ ‫و�إعادته ال ��ى وزارة الخارجية البريطانية التي �أعطت‬ ‫للقن�ص ��لية البريطانية موازنتها‪ .‬ف ��ي نهاية المطاف‪،‬‬ ‫كل المال ي�أتي من خزينة المملكة المتحدة في لندن‪.‬‬ ‫المفهوم الأ�سا�سي‪ ،‬للم�صرف الحر المع َّوم‪ ،‬المرتبط‬ ‫المت�سخة مادي ًا‬ ‫ب�شبكة مالية عالمية لتحويل العمالت ِّ‬ ‫بالنزاع ��ات‪ ،‬يم ّثل �أق�ص ��ى ح� � ّد للأعمال الم�ص ��رفية‬ ‫العالمي ��ة والخ ��ط الأول للجبهة المالي ��ة‪ .‬عندما ُتغلق‬

‫واجه ��ات المح�ل�ات‪ ،‬ف�إن ر�أ� ��س المال ‪� -‬س ��واء مبالغ‬ ‫�ض ��خمة تح َّول �إلكترونيا �أو ‪ 100‬دوالر نقد ًا قذر ًا التي‬ ‫يحتاج �إليها �ش ��خ�ص ما ل�ش ��راء دواء �أو كال�شينكوف‬ ‫م�س ��تخدم ‪� -‬س ��وف يجد و�س ��يلة لنقل ��ه وتحويله من‬ ‫النقطة �ألف �إلى النقطة باء‪.‬‬ ‫وهك ��ذا كان‪ ،‬عندم ��ا نف ��دت العم�ل�ات الأجنبي ��ة من‬ ‫جهاز �ص ّراف �آلي في و�سط القاهرة في تموز (يوليو)‬ ‫الما�ض ��ي‪ ،‬ذكر بع�ض ال�س ��كان �أنهم �أم�ضوا ‪� 24‬ساعة‬ ‫ف ��ي البحث ع ��ن جهاز �ص� � ّراف �آلي يحمل ف ��ي ثناياه‬ ‫عم�ل�ات �أجنبية م ��ن دون نتيج ��ة‪ .‬و�أمام ف�ش ��لهم في‬ ‫ذلك‪ ،‬كان لديهم خياران‪ :‬الإنتظار في خط حتى ي�ضع‬ ‫البنك الأهلي الم�ص ��ري عمالت في �أجهزة ال�صراف‬ ‫الآلي (وال �أحد يعلم كم من الوقت �سي�س ��تغرق ذلك)‪،‬‬ ‫�أو اللج ��وء �إلى ال�س ��وق ال�س ��وداء‪ ،‬التي تزده ��ر دائم ًا‬ ‫خالل مثل هذه الأزمات‪.‬‬ ‫ف ��ي نهاي ��ة المط ��اف‪ ،‬واجه ��ات المح�ل�ات المالي ��ة‬ ‫العالمي ��ة ه ��ي مج ��رد �ص ��روح‪ .‬النظ ��ام الحقيقي هو‬ ‫ف ��ي �آن واح ��د �أكبر و�أ�ص ��غر‪ .‬البنوك تحتف ��ظ ب�أموال‬ ‫النا� ��س وت�س ��تغني عنها‪ .‬ولكن‪ ،‬بالن�س ��بة ال ��ى �أولئك‬ ‫الموجودي ��ن ف ��ي مناط ��ق الن ��زاع‪ ،‬هن ��اك القليل من‬ ‫تخزي ��ن الأم ��وال التقلي ��دي‪� :‬إنها ف ��ي معظمها تحت‬ ‫الفرا� ��ش �أو تتنقل من �ش ��خ�ص الى �آخ ��ر‪ .‬عندما تتم‬ ‫�إزالة البنية التحتية الم�ألوفة للم�صارف من المعادلة‪،‬‬ ‫يح ِّول النظام نف�س ��ه‪ ،‬حيث يج ّرد بعيد ًا �أي �ش ��يء غير‬ ‫�أ�سا�س ��ي‪ .‬ال�ش ��بكة النقدي ��ة المتجان�س ��ة والرج ��ل مع‬ ‫�أوراقه النقدي ��ة القذرة في �أ�س ��فل الزاوية هما طرفا‬ ‫خ ��ط الأنابي ��ب المالي‪ .‬كل �ش ��يء �آخر نقرن ��ه بالعمل‬ ‫الم�ص ��رفي ‪ -‬واجه ��ات المحالت‪� ،‬أمين ال�ص ��ندوق‪،‬‬ ‫و�أجهزة ال�ص ��راف الآلي ‪ -‬يخ�ضع للإغالق‪ ،‬من دون‬ ‫�س ��ابق �إنذار‪ ،‬ولكن‪ ،‬بطريقة �أو ب�أخرى‪ ،‬النظام يتابع‬ ‫م�سيرته‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪71‬‬


TBN MANAGEMENT LIMITED Delivering Excellence & Total Solutions

We Provide Consultancy Services On: Water & Sanitation- Planning & Economics – Civil Engineering, Bridges and Structures – Railway Engineering … and a lot more For more information visit our website: www.tbnmanagement.com Or contact us on: Tel: +44 (0)203 286 1826, Email: info@tbnmanagement.com


‫الري �سمرز‪ :‬يوم كان وزير ًا للخزانة الأميركية في عهد بيل كلينتون‬

‫�أبوابهما للإكتتابات العامة الأولية في العام المقبل‪.‬‬ ‫�إحداهم ��ا‪" ،‬الندن ��غ كل ��وب" (‪،)Lending Club‬‬ ‫تقدم القرو�ض للم�س ��تهلكين وال�ش ��ركات ال�ص ��غيرة‬ ‫من خالل �إتخاذ ترتيبات مبا�ش ��رة مع الم�س ��تثمرين‬ ‫عب ��ر الإنترنت‪ ،‬وهو نموذج عمل جديد يقع في فجوة‬ ‫تنظيمية حيث يقول المدافعون عن الم�ستهلكين ب�أنه‬ ‫ي�ؤدي �إلى �إقترا�ض محفوف بالمخاطر‪.‬‬ ‫قبل فترة واليته في �إدارة �أوباما‪ ،‬كانت ثروة �س ��مرز‬ ‫في حدود ‪ 7‬ماليي ��ن دوالر على الأقل؛ ومن المرجح‬ ‫�أنه ��ا ت�ض ��اعفت خ�ل�ال العامين الما�ض ��يين ب�ش ��كل‬ ‫كبي ��ر‪ .‬لكن مال ��ه و�إت�ص ��االته الوثيقة ب�ش ��ارع المال‬ ‫"وول �ستريت" و�ضعاه في موقف حرج‪ ،‬ويرجع ذلك‬ ‫جزئي ًا الى �أن ال�ش ��خ�ص الآتي الى قيادة مجل�س بنك‬ ‫الإحتياطي الفيديرالي �سي�ش ��رف على كتابة قوانين‬ ‫ع ��دة جديدة رئي�س ��ية عل ��ى �أ�س ��ا�س م�ش ��روع قانون‬ ‫الإ�ص�ل�اح المالي ال ��ذي �أ�ص ��دره الكونغر� ��س ورعاه‬ ‫ال�س ��يناتور كري�س ��توفر دود والنائ ��ب بارن ��ي فرانك‬ ‫وو ّقعه الرئي�س �أوباما‪.‬‬ ‫وزارة الخزانة الأميركية‬

‫ومع الرئي�س باراك �أوباما‪ :‬كان كبير م�ست�شاريه الإقت�صاديين‬

‫الواقع �أن تجربة "وول �س ��تريت" لي�ست غير م�سبوقة‬ ‫لرئي�س بنك الإحتياطي الفيديرالي‪ .‬الرئي�س المغادر‬ ‫ب ��ن برنانك ��ي‪ ،‬ل ��م يعم ��ل قط ف ��ي "وول �س ��تريت"‪،‬‬ ‫حي ��ث �أم�ض ��ى معظ ��م حيات ��ه المهني ��ة ف ��ي جامعة‬ ‫"برين�س ��تون"‪ .‬ولك ��ن �س ��لفه‪� ،‬آالن غرين�س ��بان‪ ،‬كان‬ ‫رئي�س �ش ��ركة �إ�ست�ش ��ارية وعمل في مجال الإ�ستثمار‬ ‫الم�ص ��رفي في بداي ��ة حياته المهنية‪ ،‬وب ��ول فولكر‪،‬‬ ‫وهو رئي�س �س ��ابق للبنك �أي�ض� � ًا‪ ،‬عمل لبع�ض الوقت‬ ‫في بنك "ت�شاي�س مانهاتن"‪ ،‬والذي هو الآن جزء من‬ ‫"جي بي مورغان ت�شاي�س" ‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى ‪ ،‬يتحدث بع�ض �أع�ضاء مجل�س ال�شيوخ‬ ‫�ضد �سمرز‪ .‬فهم بثيرون العديد من الت�سا�ؤالت حول‬ ‫ت�ض ��ارب محتمل في الم�ص ��الح وي�ش ��يرون �إلى دوره‬ ‫في �إلغاء قان ��ون "غال�س‪� -‬س ��تيغال"‪ ،‬الذي ح ّد من‬ ‫�أنواع الأن�ش ��طة التي يمكن �أن تمار�س ��ها الم�صارف‪،‬‬ ‫ومعار�ضته لتنظيم الم�ش ��تقات المالية في ت�سعينات‬ ‫الق ��رن الفائ ��ت ‪ -‬ق ��رارات يقول العديد م ��ن النقاد‬ ‫ب�أنها �ساهمت في الأزمة المالية‪.‬‬

‫�إرتفعت ثروة �سمرز من حوالي‬ ‫‪ 400,000‬دوالر في منت�صف‬ ‫ت�سعينات القرن الفائت �إلى ما بين ‪7‬‬ ‫ماليين و ‪ 31‬مليون دوالر في العام‬ ‫‪ 2009‬عندما �إن�ضم �إلى �إدارة �أوباما‪،‬‬ ‫وفق ًا لإقرار الذمة المالية الذي رفعه‬ ‫في ذلك الوقت‬

‫"�أب ��د�أ من موقفي ب�أني من المت�ش ��ككين الذي يقول‬ ‫ب�أن الري �سمرز لي�س هو ال�شخ�ص المنا�سب لرئا�سة‬ ‫بنك الإحتياطي الفيديرالي"‪ ،‬قال ال�س ��يناتور جيف‬ ‫ميركل ��ي‪ ،‬الديموقراط ��ي م ��ن والي ��ة "�أوريغ ��ون"‪.‬‬ ‫"لدي �شكوك جدية ب�أن �سمرز‪ ،‬الملتزم عدم قوننة‬ ‫النظ ��ام المالي والذي قاد �سيا�س ��ات م ّهدت الطريق‬ ‫الى الك�س ��اد العظيم‪ ،‬هو ال�ش ��خ�ص المنا�سب ل�شغل‬ ‫من�صب تنظيمي رئي�سي"‪� ،‬أ�ضاف‪.‬‬ ‫م ��ن جهته رف� ��ض �س ��مرز التعلي ��ق‪ .‬ولكن �أي� � ًا كانت‬ ‫وجه ��ات نظره ب�ش� ��أن ال�سيا�س ��ات التنظيمية‪� ،‬أولئك‬ ‫الذي ��ن يعرفون ��ه و ُيعجب ��ون ب ��ه يقول ��ون ب�أن ��ه رج ��ل‬ ‫المرحلة الجديدة‪.‬‬ ‫"يج ��ب �أن يك ��ون هن ��اك تميي ��ز بين التح ��دث �إلى‬ ‫النا� ��س‪ ،‬حت ��ى للدفع والت�ش ��جيع‪ ،‬وتفعل م ��ا يريدون‬ ‫من ��ك �أن تفع ��ل"‪ ،‬ق ��ال روب ��رت لورن�س‪ ،‬وهو �أ�س ��تاذ‬ ‫يدر� ��س دورة ف ��ي جامع ��ة هارف ��ارد مع �س ��مرز هذا‬ ‫العام‪ .‬و�أ�ض ��اف‪" :‬عندما يتعلق الأمر بالري �سمرز‪،‬‬ ‫�إذا كان خير ًا �أو �ش ��ر ًا‪ ،‬فانه ال يمكن ال�س ��يطرة عليه‬ ‫عندم ��ا يتعلق الأمر بالمواقف التي يتخذها‪ .‬لذا فهو‬ ‫ال يتخذها لهذا ال�سبب"‪.‬‬

‫ثروة "وول �ستريت"‬ ‫ت�أت ��ي ثروة �س ��مرز �أ�سا�س� � ًا م ��ن فترتين م ��ن العمل‬ ‫ف ��ي القط ��اع الخا� ��ص بي ��ن وظائ ��ف حكومي ��ة‪ .‬بعد‬ ‫فترة طويل ��ة في وزارة الخزانة في ت�س ��عينات القرن‬ ‫الفائت‪� ،‬أ�ص ��بح رئي�س جامعة "هارف ��ارد" ‪ -‬وظيفة‬ ‫كان لروبرت روبن‪ ،‬الذين �سبق �سمرز كوزير للخزانة‬ ‫الأميركية‪ ،‬دور ًا في م�ساعدته للح�صول عليها‪.‬‬ ‫ولكن في العام ‪� ،2006‬أُجبر �س ��مرز على ترك رئا�سة‬ ‫الجامع ��ة لمجموعة متنوع ��ة من الأ�س ��باب‪ ،‬بما في‬ ‫ذلك ت�صريحات �أدلى بها ت�ستجوب ق ّلة عدد الن�ساء‬ ‫في العمل العلمي والريا�ض ��يات المتقدّمة‪ .‬بعد فترة‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪73‬‬


‫�أ�سواق المال‬

‫اإلحتياطي الفيديرالي‬

‫�إدارة �أوباما تدر�س تر�شيحه لرئا�سة بنك الإحتياطي الفيديرالي‬

‫هل يجتاز الري سمرز كل العقبات‬ ‫ليصبح أهم مصرفي في العالم؟‬ ‫في �أوائل العام المقبل تنتهي الوالية الثانية لبن برنانكي على ر�أ�س حاكمية البنك المركزي الأميركي‪،‬‬ ‫الإحتياطي الفيديرالي‪ ،‬لذا تعمد �إدارة الرئي�س باراك �أوباما الى درا�سة ملفات مر�شحين لخالفته �أبرزهم‬ ‫وزي��ر الخزانة الأميركي في عهد بيل كلينت��ون لوران�س (الري) �سمرز‪ .‬ولكن على الرغم من �أن كثيرين‬ ‫يتوقع��ون �أن تقع القرعة عليه في نهاية المطاف ال �سيما و�أنه كان كبير الم�ست�شارين الإقت�صاديين للإدارة‬ ‫الحالية‪ ،‬ف�إن �سيرة حياته مع المال و�شارعه قد ت�شكّ ل عقبة‪.‬‬ ‫وا�شنطن ‪ -‬محمد زين الدين‬ ‫عندم ��ا غ ��ادر لوران� ��س (الري) �س ��مرز‬ ‫وظيفت ��ه ككبي ��ر م�ست�ش ��اري الرئي� ��س‬ ‫الأميركي باراك �أوباما الإقت�صاديين في نهاية العام‬ ‫‪ 2010‬للع ��ودة �إلى جامعة "هارف ��ارد"‪ ،‬كانت واحدة‬ ‫من خطواته الأولى ال�س ��عي الى العمل في منا�ص ��ب‪،‬‬ ‫بدوام جزئي‪ ،‬تحوم حول كل ركن من عالم المال‪.‬‬ ‫ولكن فيما كان يتفاو�ض مع �ش ��ركة �إ�ستثمارية بارزة‬ ‫لر�ؤو� ��س الأموال في وادي ال�س ��يليكون (�أو �س ��يليكون‬ ‫فال ��ي) في كاليفورنيا‪� ،‬أ ّكد �س ��مرز على �ش ��يء واحد‬ ‫وا�ض ��ح جد ًا‪� :‬إنه يحتاج ال ��ى خطة للخروج‪ ،‬في حال‬ ‫عاد �إلى الخدمة العامة (الى العمل الحكومي)‪.‬‬ ‫"كان ذل ��ك عموم ًا �إفترا�ض� � ًا" قال مارك �آندر�س ��ن‪،‬‬ ‫الم�ؤ�س ���س الم�ش ��ارك لل�ش ��ركة‪�" .‬إذا �إ�س ��تدعي ال ��ى‬ ‫العمل الر�س ��مي‪ ،‬ف�إنه يحتاج �إلى و�س ��يلة للقيام بفك‬ ‫�إرتباط نظيف"‪.‬‬ ‫الي ��وم‪ ،‬تدر�س �إدارة �أوباما تر�ش ��يح �س ��مرز رئي�س� �اً‬ ‫مقب ًال لمجل�س بنك الإحتياطي الفيديرالي مكان بن‬ ‫برنانكي الذي تنتهي واليته الثانية في العام المقبل‪.‬‬ ‫�إذا فع ��ل البيت االبي�ض ذلك‪ ،‬ف�إن الإف�ص ��اح المالي‬ ‫ل�سمرز ‪ -‬بما في ذلك وظائفه الإ�ست�شارية الأخيرة‪،‬‬ ‫والخط ��ب المدفوع ��ة‪ ،‬وخدمته في مجال� ��س �إدارات‬ ‫ال�شركات ‪� -‬سوف يكون واحد ًا من الوثائق والملفات‬ ‫الأكثر �إثارة في وا�شنطن‪ .‬بين كبار المتناف�سين على‬ ‫المن�ص ��ب‪ُ ،‬يعتبر �س ��مرز حتى الآن الأكثر خبرة في‬ ‫�شارع المال "وول �ستريت" والأكثر ثراء من الناحية‬ ‫‪72‬‬

‫ال�شخ�صية‪.‬‬ ‫بالإ�ض ��افة �إل ��ى عودت ��ه للإن�ض ��مام ال ��ى جامع ��ة‬ ‫"هارفارد" في العام ‪ ،2011‬فقد قفز الى فورة من‬ ‫الربح المالي‪ .‬كانت �ساعته " ُتتَك ِتك" جزئي ًا لأنه كان‬ ‫يعرف �أن رئا�س ��ة الإحتياط ��ي الفيديرالي‪ ،‬التي كان‬ ‫يحل ��م بها منذ �أم ��د طويل‪ ،‬من المرج ��ح �أن تفتح له‬ ‫ذراعيها في �أوائل العام ‪ ،2014‬عندما �ستنتهي والية‬ ‫بن برنانكي الثانية‪.‬‬ ‫"م ��ع الري‪ ،‬تق ��ول زوجتي دائم ًا‪� ،‬أنه من ال�ص ��عب‬ ‫�أن تك ��ون �س ��عيد ًا �إذا كنت ترغب في الح�ص ��ول على‬ ‫�أكب ��ر قدر من الم ��ال‪ ،‬لأنه ل ��ن يكون ل ��ك �أكبر قدر‬ ‫م ��ن المال"‪ ،‬يقول جيريمي بالو‪� ،‬أ�س ��تاذ الإقت�ص ��اد‬ ‫في جامعة "�س ��تانفورد"‪ ،‬الذي هو �ص ��ديق ل�س ��مرز‬

‫الخبير الإق�صادي جيريمي بالو‪:‬‬ ‫"الري �سمرز هو نوع من‬ ‫الأ�شخا�ص الذي يعي�ش حياته فقط‬ ‫على �أ�سا�س الذي يعرف ما �سوف‬ ‫يحدث الحق ًا؟" وهو من النوع الذي‬ ‫يحب تعظيم تجاربه‪ ،‬نظر ًا �إلى‬ ‫ّ‬ ‫الفر�ص المتاحة �أمامه"‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫و�ش ��اركه ف ��ي ت�أليف كت ��اب م ��ن الأوراق الأكاديمية‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف "�إنه نوع من الأ�شخا�ص الذي يعي�ش حياته‬ ‫فق ��ط على �أ�س ��ا�س 'ال ��ذي يع ��رف ما �س ��وف يحدث‬ ‫الحق� � ًا؟" وهو من النوع الذي يح � ّ�ب تعظيم تجاربه‪،‬‬ ‫نظر ًا �إلى الفر�ص المتاحة �أمامه"‪.‬‬ ‫وكانت الفر�ص كثيرة على مدى العامين الما�ضيين‪.‬‬ ‫فقد �إن�ض ��م �س ��مرز (‪ 58‬عام ًا) الى م�ؤ�س�سة "�سيتي‬ ‫غ ��روب" ال�ض ��خمة و�ص ��ندوق التح� � ّوط المترام ��ي‬ ‫االط ��راف "دي �إي �ش ��او" (‪ .)D. E. Shaw‬ويعم ��ل‬ ‫في �شركة تن�صح البنوك ال�صغيرة وكذلك في �شركة‬ ‫التب ��ادل في البور�ص ��ة "نا�س ��داك"‪ .‬بالإ�ض ��افة �إلى‬ ‫ع�ض ��ويته في مجل�س ��ي �إدارة في �ش ��ركتين مبتدئتين‬ ‫في وادي ال�سيليكون‪ :‬ال�شركتان ماليتان وقد تفتحان‬


‫ق ��ال بانت ��ر‪ ،‬الذي يعم ��ل حالي ًا �أ�س ��تاذ ًا ف ��ي جامعة‬ ‫ميني�س ��وتا‪ .‬م�ض ��يف ًا‪" :‬بو� ��ش ع ًي ��ن هانك بول�س ��ون‪.‬‬ ‫وكلينتون ع ّين بوب روبن"‪.‬‬ ‫و�أ�شار "بانتر" الى �أنه �إذا �أ�صبح �سمرز رئي�س ًا للبنك‬ ‫الإحتياطي الفيديرال ��ي‪ ،‬يجب عليه �أن يتجرد تمام ًا‬ ‫ويبتعد م ��ن جميع الم�ص ��الح في ال�ش ��ركات المالية‬ ‫التي عمل معها‪.‬‬ ‫بي ��ع الإ�س ��تثمارات‪ ،‬ق ��ال‪ ،‬ينبغ ��ي �أن ي�ش ��مل حت ��ى‬ ‫ال�ش ��ركات المبتدئة‪ ،‬ال�ش ��ركات الت ��ي لديها القدرة‬ ‫على جعل �س ��مرز يحقق �أرباح ًا كبيرة في الم�ستقبل‪،‬‬ ‫�إذا ُو�ضعت من �أجل الإكتتابات العامة‪.‬‬

‫موطئ قدم في وادي ال�سيليكون‬ ‫�أجرى �س ��مرز �أي�ض ًا �إت�ص ��االت في وادي ال�سيليكون‪.‬‬ ‫"�شيريل �س ��اندبيرغ"‪ ،‬الرئي�سة التنفيذية للعمليات‬ ‫في موقع "فاي�س ��بوك"‪ ،‬مع رئي�س �ش� ��ؤون الموظفين‬ ‫لدى �سمرز في وزارة الخزانة‪� ،‬ساعدا �سمرز وقدماه‬ ‫�إلى وادي ال�سيليكون‪ ،‬حيث �إكت�سب �سمعة طيبة‪ ،‬وفق ًا‬ ‫لآندر�س ��ن‪ ،‬الذي �إ�س ��تخدمت �ش ��ركته المتخ�ص�صة‬ ‫ب�إدارة ر�ؤو�س الأموال �أي�ض� � ًا �سمرز لتقديم الم�شورة‬ ‫لل�شركات مثل "�إير بي �أن بي" (‪ )Airbnb‬و"دووال"‬ ‫(‪ ،)Dwolla‬وهي �شركة متخ�ص�صة بالمدفوعات‪.‬‬ ‫يخدم �سمرز في مجل�سي �إدارة ل�شركتين مبتدئتين‪.‬‬ ‫وق ��د و�ص ��ف المدي ��ر المال ��ي لإح ��دى ال�ش ��ركتين‪،‬‬ ‫"�س ��كوير"‪� ،‬ش ��ركة متخ�ص�ص ��ة بالدفع عبر الهاتف‬ ‫المتحرك‪� ،‬س ��مرز في بيان ب�أنه "ع�ضو مهم حق ًا في‬ ‫فريق العمل لدينا"‪.‬‬ ‫ال�ش ��ركة المبتدئة الأخرى هي "الندنغ كلوب"‪ ،‬التي‬ ‫ت�س� � ّهل القرو� ��ض الند للن ��د‪ .‬المدين ��ون المحتملون‬ ‫ين�ش ��رون ق�ص�ص ��هم ال�شخ�ص ��ية على موقع ال�شركة‬ ‫على الإنترنت‪ ،‬يطلبون التمويل لكل �ش ��يء من توحيد‬ ‫الدين �إلى بناء برك ال�س ��باحة الى حفالت الزفاف‪.‬‬ ‫المقر�ض ��ون المحتمل ��ون ي�ستعر�ض ��ون العرو� ��ض‬ ‫ويقدمون التمويل لها‪.‬‬ ‫"لقد كان �س ��مرز دائم� � ًا رفيع الم�س ��توى ومهم ًا جداً‬ ‫بالن�س ��بة الى ال�ش ��ركة" ق ��ال رينو البالن� ��ش الرئي�س‬ ‫التنفيذي لل�شركة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫عندم ��ا كان �س ��مرز يفكر في الإن�ض ��مام الى مجل�س‬ ‫الإدارة‪� ،‬أج ��رى درا�س ��ة واجب ��ة‪ ،‬حي ��ث �إت�ص ��ل‬ ‫بالمنظمي ��ن و�أع�ض ��اء �آخري ��ن ف ��ي المجل� ��س‪ ،‬قال‬ ‫البالن� ��ش‪ ،‬م�ض ��يف ًا ب�أنه كان "يعتقد ب� ��أن ما نقوم به‬ ‫كان جيد ًا بالن�سبة الى الم�ستهلك"‪.‬‬ ‫وقع ��ت "الندن ��غ كل ��وب" في م�س ��احة �ص ��عبة مع ّقدة‬ ‫وغير وا�ض ��حة في النظام المالي‪ .‬ال�ش ��ركة نف�س ��ها‬ ‫لي�ست َّ‬ ‫منظمة كم�ص ��رف‪ .‬لكنها تعاونت وتتعاون مع‬ ‫�أح ��د البنوك ف ��ي والية "يوتا"‪ ،‬واح ��دة من الواليات‬

‫وزير الخزانة الأميركية الأ�سبق روبرت روبن‪:‬‬ ‫�ساعد �سمرز للو�صول الى رئا�سة جامعة هارفرد‬

‫الرئي�س التنفيذي ال�سابق لـ"مورغان �ستانلي" جون ماك‪:‬‬ ‫�سمرز �شجع "الندنغ كلوب" للمجيء الى وا�شنطن‬

‫التي ت�س ��مح للبنوك بجني الأرباح من �أ�س ��عار فائدة‬ ‫مرتفع ��ة‪ ،‬وي�ش ��رف على ه ��ذا البنك منظم ��و الوالية‬ ‫والم�ؤ�س�سة الفيديرالية للت�أمين على الودائع‪.‬‬ ‫وق ��ال المدافعون عن حقوق الم�س ��تهلك ب�أن "الندنغ‬ ‫كل ��وب" حديث ج ��د ًا بحيث لم ن َر حت ��ى الآن العديد‬ ‫من الأمثلة على قرو�ضه وممار�ساته في العمل‪ .‬ولكن‬ ‫�س ��ارة لودفيغ‪ ،‬المديرة الم�ش ��اركة ل"نيو �إيكونومي‬ ‫بروجيك ��ت"‪ ،‬وهي منظمة غي ��ر ربحية في نيويورك‪،‬‬ ‫�أعرب ��ت عن قلقها من �أن ال�ش ��ركة ال تح ّقق في دخل‬ ‫جميع المقتر�ضين وعمالتهم‪.‬‬ ‫"يجب �أن يكون هذا علم ًا �أحمر �آخر"‪ ،‬قالت لودفيغ‬ ‫عن تو ّرط �س ��مرز‪" .‬ماذا يفعل في مجل�س �إدارة هذه‬ ‫ال�ش ��ركة؟ ماذا يفعل رئي�س محتمل لبنك الإحتياطي‬ ‫الفيديرال ��ي في مجل�س �إدارة �ش ��ركة ال تح ّقق في ما‬ ‫�إذا كان النا�س قادرين وي�ستطيعون الإقترا�ض؟"‬ ‫من القرو�ض الت ��ي منحتها "الندنغ كلوب" في العام‬ ‫‪ ،2013‬ل ��م تح ّق ��ق ف ��ي دخ ��ل م ��ا يقرب من ن�ص ��ف‬

‫المقتر�ض ��ين‪ ،‬وفق� � ًا للبيانات المتاح ��ة على موقعها‬ ‫على الإنترنت‪.‬‬ ‫ق ��ال البالن� ��ش ب�أن لدى ال�ش ��ركة نماذج الت ��ي تمليها‬ ‫عندم ��ا تد ّقق في الدخ ��ل‪ ،‬و�أن ال�ش ��ركة تح ّقق حالي ًا‬ ‫في الدخل بالن�س ��بة الى القرو�ض �أكثر مما كان عليه‬ ‫الأمر في الما�ض ��ي‪ .‬و�أ ّكد ب�أن العديد من المقر�ضين‬ ‫الآخري ��ن �أي�ض� � ًا ل ��م يحققوا ف ��ي التاري ��خ الوظيفي‬ ‫والدخل للمقتر�ضين‪ .‬و�أ�ضاف �أن �سمرز قد دفع و�أ ّكد‬ ‫دائم ًا على توفير حماية قوية للم�ستهلك‪" .‬كان االكثر‬ ‫�إ�ص ��رار ًا على الت�أكد م ��ن �أننا كنا نتتب ��ع القر�ض في‬ ‫طريقة مثالية للت�أكد من �أن النا�س الذين يح�ص ��لون‬ ‫على القر�ض لديهم القدرة على ال�سداد"‪ ،‬قال‪.‬‬ ‫و�أفاد ب�أن الم�س ��تهلكين ل ��ن ي�أتوا الى "الندنغ كلوب"‬ ‫�إذا كانوا يعتقدون ب�أنه يمكنهم الح�صول على �أ�سعار‬ ‫فائدة �أف�ضل في �أماكن �أخرى‪.‬‬ ‫لك ��ن بع�ض خب ��راء الإئتمان الإ�س ��تهالكي ق ��ال ب�أن‬ ‫مع ��دالت فائ ��دة "الندن ��غ كل ��وب" عل ��ى العديد من‬ ‫القرو� ��ض قد تكون �أعلى مما هو متاح في الإتحادات‬ ‫الإئتماني ��ة �أو غيرها من المقر�ض ��ين‪ .‬من القرو�ض‬ ‫الت ��ي منحته ��ا ف ��ي الع ��ام ‪ ،2013‬تتقا�ض ��ى "الندنغ‬ ‫كل ��وب" على ‪ 12.9‬ف ��ي المئة منها معدالت �س ��نوية‬ ‫بلغت ‪ 12.4‬في المئة �أو �أقل‪ ،‬ولكن تتقا�ضى على ‪37‬‬ ‫ف ��ي المئة من القرو�ض معدالت �س ��نوية بلغت ‪ 19‬في‬ ‫المئة �أو �أكثر‪ ،‬مع بع�ضها و�صل الى ‪ 29‬في المئة ‪.‬‬ ‫وكان �س ��مرز ي�شجع �أع�ض ��اء "الندنغ كلوب" لق�ضاء‬ ‫بع� ��ض الوق ��ت ف ��ي وا�ش ��نطن لتقا�س ��م ق�ص ��تهم مع‬ ‫المنظمين و�ص ��انعي ال�سيا�س ��ات‪ ،‬يق ��ول جون ماك‪،‬‬ ‫ع�ض ��و �آخ ��ر ف ��ي مجل� ��س �إدارة ال�ش ��ركة ال ��ذي كان‬ ‫الرئي� ��س التنفي ��ذي لم�ص ��رف "مورغ ��ان �س ��تانلي"‬ ‫خ�ل�ال الأزم ��ة المالي ��ة‪�" .‬إن الحقائ ��ق ه ��ي في كل‬ ‫مكان‪ ،‬ولكن بالن�سبة � ّإلي‪ ،‬لكي تنمو ال�شركة بالمعدل‬ ‫ال ��ذي تنم ��و في ��ه حالي� � ًا‪ ،‬ف�إنه ��ا تلبي حاجة �ص ��غار‬ ‫الم�ستهلكين"‪ ،‬قال‪.‬‬ ‫�إ�ض ��افة الى قائمة كل م ��ا يقدمه من وظائف �أخرى‪،‬‬ ‫يوا�ص ��ل �س ��مرز عمله في البحوث الإقت�صادية‪ .‬وهو‬ ‫ي�ش ��غل حالي ًا من�ص ��ب الرئي�س الم�ش ��ارك للدرا�س ��ة‬ ‫ف ��ي "مرك ��ز التق ��دم الأميرك ��ي" (‪Center for‬‬ ‫‪ )American Progress‬حول ركود الأجور للطبقة‬ ‫المتو�سطة‪.‬‬ ‫"�أن ��ا بالت�أكي ��د ال �أف ّك ��ر في ��ه بو�ص ��فه رج ��ل "وول‬ ‫�ستريت""‪ ،‬تقول نيرا تاندن‪ ،‬رئي�سة المركز‪ .‬م�ضيفة‬ ‫"�إنه �سار في الح�شد وعرفه عن كثب بما يكفي لكي‬ ‫يعلم ب�أنه (ح�شد �شارع المال) لي�س دائم ًا على حق"‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��افت �أن ��ه من ��ذ �أن "�س ��معت عن تعيين ��ات عدة‬ ‫مدفوع ��ة ل�س ��مرز‪ ،‬كنت �س ��عيدة ب�إتفاقن ��ا معه‪ .‬فهو‬ ‫يعمل معنا مجان ًا كمتطوع"‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪75‬‬


‫�أ�سواق المال‬

‫¶‬

‫عمالت‬

‫وجيزة‪� ،‬أ�ص ��طحبه �ش ��اب من متخرجي "هارفارد"‬ ‫وقدّمه الى عالم �ص ��ناديق التح� � ّوط ليعمل في دوام‬ ‫جزئ ��ي ف ��ي �ش ��ركة "دي �إي �ش ��او"‪ .‬هذه الم�ؤ�س�س ��ة‬ ‫المالي ��ة‪ ،‬التي تعتب ��ر واحدة من �أكبر ال�ش ��ركات في‬ ‫هذه ال�صناعة‪ ،‬قامت بدفع �أكثر من ‪ 5‬ماليين دوالر‬ ‫ل�سمرز‪.‬‬ ‫�إرتفع ��ت ثروة �س ��مرز م ��ن حوال ��ي ‪ 400,000‬دوالر‬ ‫في منت�ص ��ف ت�س ��عينات القرن الفائت �إلى ما بين ‪7‬‬ ‫ماليي ��ن و ‪ 31‬ملي ��ون دوالر ف ��ي الع ��ام ‪ 2009‬عندما‬ ‫�إن�ض ��م �إلى �إدارة �أوباما‪ ،‬وفق ًا لإق ��رار الذمة المالية‬ ‫ال ��ذي رفع ��ه في ذل ��ك الوق ��ت‪ .‬وقب ��ل �أن يع ��ود �إلى‬ ‫الخدم ��ة الحكومية‪ ،‬فقد ح�ص ��ل عل ��ى ‪ 2.7‬مليوني‬ ‫دوالر من الخطب في عام واحد فقط‪.‬‬ ‫�أما بالن�س ��بة الى عمله الحالي‪ ،‬فقد رف�ض م�س�ؤولون‬ ‫ف ��ي "�س ��يتي غ ��روب"‪ ،‬و"نا�س ��داك" و"دي �إي‬ ‫�ش ��او" الك�ش ��ف عن �أج ��ره‪ .‬علم� � ًا �أن �أ�س ��عار خطبه‬ ‫�أو محا�ض ��راته ت�ص ��ل اليوم الى �س ��تة �أرق ��ام‪ ،‬وفق ًا‬ ‫ل�شريك تحدث �شريطة عدم الك�شف عن هويته؛ وقد‬ ‫�ألقى �سمرز محا�ض ��رات في �شركات "وول �ستريت"‬ ‫المالية مثل "غولدمان �س ��اك�س"‪ ،‬و"جي بي مورغان‬ ‫ت�شاي�س" و"�سيتي غروب"‪.‬‬ ‫الوظيفة التي من المرجح �أن تو ّلد معظم التمحي�ص‬ ‫ل�س ��مرز هو عمله مع م�ؤ�س�سة "�س ��يتي غروب"‪ ،‬التي‬ ‫�أنقذها من حافة الإفال� ��س ّ‬ ‫تدخل الإدارة الأميركية‬ ‫الإتحادي ��ة‪ .‬عل ��ى الرغ ��م من �أن ��ه لي�س لدي ��ه مكتب‬ ‫هناك‪ ،‬فق ��د �أفاد �إثنان من الذي ��ن يملكون المعرفة‬ ‫المبا�ش ��رة لهذه الم�س� ��ألة ب�أنه كان م�ست�شار ًا عادي ًا‪.‬‬ ‫وف ��ي بي ��ان له ��ا‪� ،‬أعلن ��ت م�ؤ�س�س ��ة "�س ��يتي غروب"‬ ‫ب�أن ��ه ق� �دّم "نظرة فاح�ص ��ة ح ��ول مجموعة وا�س ��عة‬ ‫م ��ن الموا�ض ��يع بما في ذل ��ك الإقت�ص ��ادين المحلي‬ ‫والعالمي" الى عمالء مرموقين‪ ،‬وح�ض ��ر �إجتماعات‬ ‫داخلية‪.‬‬ ‫�إ�س ��تخدمت مجموعة "�س ��يتي بنك" �سمرز في جزء‬ ‫لتقدي ��م الم�ش ��ورة ال ��ى "فيك ��رام باندي ��ت"‪ ،‬الذي‬ ‫�إ�س ��تقال من من�ص ��ب الرئي� ��س التنفيذي ف ��ي العام‬ ‫الما�ضي‪ .‬مع عمله هناك‪� ،‬إتبع �سمرز خطى �صديقه‪،‬‬ ‫روبرت روبن‪ ،‬الذي �إن�ض ��م الى "�س ��يتي غروب" بعد‬ ‫خروج ��ه م ��ن الحكومة وح�ص ��ل على �أكث ��ر من ‪100‬‬ ‫مليون دوالر‪.‬‬ ‫وبع�ض مديري �سمرز كان يعمل معه في الحكومة‪.‬‬ ‫"ال �أعتب ��ره موظف� � ًا �أح ��ب �أن �أفكر به كم�ست�ش ��ار"‬ ‫قال لوي�س �س ��اك�س‪ ،‬م�س�ؤول �سابق في وزارة الخزانة‬ ‫الأميركي ��ة ال ��ذي يدي ��ر �ش ��ركة في والي ��ة ميريالند‬ ‫تُدع ��ى "�أليان� ��س بارتن ��رز" الت ��ي تدعمه ��ا "ب�ل�اك‬ ‫روك"‪� ،‬ش ��ركة �إدارة �أ�ص ��ول‪ ،‬و"بلو ماوتن كابيتال"‪،‬‬ ‫وه ��و �ص ��ندوق تح ّوط نا�ش ��ط في �س ��وق الم�ش ��تقات‬ ‫‪74‬‬

‫ال�سيناتور جيف ميركلي‪� :‬سمرز لي�س ال�شخ�ص الم�ؤهل‬ ‫لقيادة الإحتياطي الفيديرالي‬

‫في العام ‪ ،2009‬قال �سمرز �أنه �أبقى‬ ‫حدود ًا بين عمليه الخا�ص والعام‪:‬‬ ‫"�أردت �أن �أ�شارك كخبير �إقت�صادي‪،‬‬ ‫ولي�س كقوة �ضغط (لوبي)‪ ،‬لم �أكن‬ ‫�أريد �أبد ًا �أن �أكون في و�ضع لإتخاذ‬ ‫مواقف �سيا�سة عامة على �أ�سا�س �أي‬ ‫�شيء �آخر غير قناعاتي كخبير‬ ‫�إقت�صادي �أو �صانع �سيا�سة محتملة"‬ ‫المالية‪.‬‬ ‫�س ��اك�س‪ ،‬ال ��ذي يق ��وم بزي ��ارات متك ّررة �إل ��ى البيت‬ ‫الأبي� ��ض ووزارة الخزان ��ة‪ ،‬ق ��ال ب�أن تجربة �س ��مرز‬ ‫المالي ��ة تجعل ��ه رئي�س� � ًا �أف�ض ��ل للبن ��ك الإحتياط ��ي‬ ‫الفيديرال ��ي‪�" .‬س ��وف تفتح ل ��ه بالت�أكي ��د الكثير من‬ ‫النواف ��ذ على �أج ��زاء مختلف ��ة من النظ ��ام المالي‪،‬‬ ‫و�أجزاء مختلفة من االقت�صاد"‪ ،‬قال‪.‬‬ ‫ورد ًا عل ��ى �س� ��ؤال لم ��اذا لم يختَر �س ��مرز بب�س ��اطة‬ ‫الخروج من العمل المالي‪ ،‬بالنظر �إلى الأ�س ��ئلة التي‬ ‫يمك ��ن �أن تُثار �إذا ُر ّ�ش ��ح لقيادة مجل� ��س الإحتياطي‬ ‫الإتح ��ادي‪ ،‬قال بالو‪� ،‬أ�س ��تاذ الإقت�ص ��اد في جامعة‬ ‫"�س ��تانفورد"‪ ،‬ب�أنه يعتقد ان تجربة �سمرز في وقت‬ ‫مبكر مع مر�ض ال�سرطان (في �سن ال ‪ 28‬كان يعالج‬ ‫م ��ن مر� ��ض هودجكن) كان ��ت تكوينية‪ .‬فقد �ش� � ّكلته‬ ‫لإتخ ��اذ ق ��رارات بناء على خي ��ارات حا�ض ��رة‪ ،‬قال‬ ‫بالو‪ ،‬ب ��د ًال من القلق حول م�س ��تقبل مجهول‪ ،‬مثل ما‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫�إذا كان الرئي�س �أوباما �س ��يختاره رئي�س ًا للإحتياطي‬ ‫الفيديرالي‪.‬‬ ‫"�إنه ال يعمل على هذا النحو"‪� ،‬أ�ضاف بالو‪�" .‬أعتقد‬ ‫في الأ�سا�س‪ ،‬كما تعلم‪� ،‬أنه قلي ًال مثل ما تقول �شيريل‬ ‫�ساندبيرغ ‪' ،‬ال تترك قبل �أن تغادر’"‪.‬‬ ‫المتحدثة با�سم �سمرز‪ ،‬ويلي فرندلي‪ ،‬رف�ضت تقديم‬ ‫تفا�صيل عن �أجره الحالي‪ ،‬ولكن قالت ب�أن "�إطالعه‬ ‫الوا�س ��ع عل ��ى �أجزاء مختلف ��ة من الإقت�ص ��اد يعطيه‬ ‫منظور ًا فريد ًا لمعرف ��ة كيفية جعل �أميركا تعمل من‬ ‫جديد"‪.‬‬ ‫في العام ‪ ،2009‬قال �س ��مرز في مقابلة مع �ص ��حيفة‬ ‫"نيويورك تايمز" �أنه �أبقى حدود ًا بين عمليه الخا�ص‬ ‫والعام‪�" .‬أردت �أن �أ�ش ��ارك كخبير �إقت�صادي‪ ،‬ولي�س‬ ‫كقوة �ض ��غط (لوبي)"‪ ،‬قال‪" .‬لم �أك ��ن �أريد �أبد ًا �أن‬ ‫�أك ��ون في و�ض ��ع لإتخ ��اذ مواقف �سيا�س ��ة عامة على‬ ‫�أ�سا�س �أي �شيء �آخر غير قناعاتي كخبير �إقت�صادي‬ ‫�أو �صانع �سيا�سة محتملة"‪.‬‬

‫�إت�صاالت وثيقة بعالم المال‬ ‫لي� ��س لدى �س ��مرز مجموعة متنوعة من الإت�ص ��االت‬ ‫المهنية في "وول �س ��تريت" فقط‪ ،‬لديه �أي�ض ًا العديد‬ ‫من الأ�ص ��دقاء هناك‪ .‬في "دي �إي �شاو"‪ ،‬على �سبيل‬ ‫المث ��ال‪ ،‬عمل �س ��مرز مع دار�س ��ي برادبري‪ ،‬رئي�س ��ة‬ ‫ال�ش� ��ؤون الخارجي ��ة في ال�ش ��ركة‪ ،‬الت ��ي يعرفها منذ‬ ‫�أكث ��ر م ��ن ‪ 30‬عام ًا‪ ،‬من ��ذ �أن كان طالب� � ًا في جامعة‬ ‫"هارفارد"‪.‬‬ ‫برادب ��ري‪ ،‬الت ��ي عملت �أي�ض� � ًا مع �س ��مرز ف ��ي �إدارة‬ ‫كلينت ��ون‪� ،‬إنتُخبت رئي�س ��ة جمعية �إدارات �ص ��ناديق‬ ‫التح� � ّوط بع ��د فترة وجي ��زة على بداية �س ��مرز عمله‬ ‫ف ��ي البيت الأبي�ض في العام ‪ .2009‬تلك المجموعة‪،‬‬ ‫جمعي ��ة �إدارات �ص ��ناديق التح� � ّوط‪� ،‬ش ��اركت ف ��ي‬ ‫مناق�ش ��ات القواع ��د التجاري ��ة لل�ص ��ناعة وكذل ��ك‬ ‫ال�ض ��غط م ��ن �أج ��ل المحافظ ��ة عل ��ى وج ��ود ثغرات‬ ‫�ضريبية التي ت�ستفيد منها �شركات الإ�ستثمار‪.‬‬ ‫من جهته �أعلن تراي بيك‪ ،‬المدير العام ل�شركة "دي‬ ‫�إي �ش ��او" (‪ ،)D. E. Shaw‬ف ��ي بي ��ان �أن برادب ��ري‬ ‫لم تجتمع مع �س ��مرز ب�إ�س ��م "دي �إي �شاو" �أو جمعية‬ ‫�إدارات �ص ��ناديق التح� � ّوط �أثن ��اء وجوده ف ��ي البيت‬ ‫الأبي� ��ض‪ .‬و�أ�ض ��اف �أن "�ص ��داقة دار�س ��ي مع الري ال‬ ‫عالق ��ة لها عل ��ى الإطالق ب�إنتخاب دار�س ��ي رئي�س ��ة‬ ‫جمعية �إدارات �صناديق التح ّوط "‪.‬‬ ‫وتو ّق ��ع "ريت�ش ��ارد بانت ��ر"‪ ،‬مح ��ام لآداب المهن في‬ ‫�إدارة جورج دبليو بو�ش‪ ،‬ب�أن عمل �س ��مرز في التمويل‬ ‫لن يعرقل تر�شيحه �أو ت�أكيد تعيينه‪.‬‬ ‫"تذ ّك ��ر‪ ،‬كان لدين ��ا وزي ��ران للخزان ��ة‪ ،‬وهو موقع‬ ‫تنظيمي‪ ،‬اللذان كانا رئي�س ��ين لغولدمان �س ��اك�س"‪،‬‬


‫عمالت‬

‫رأي‬

‫إذا كانت الهند تزدهر ً‬ ‫حقا فلماذا تنخفض عملتها؟‬ ‫بقلم دانيال �ألتمان*‬

‫كي ��ف �سقط الأقوي ��اء ؟ �أنظر الى دول‬ ‫مجموع ��ة "بري ��ك" (‪ )BRIC‬الت ��ي‬ ‫يُفتر� ��ض �أنها �ستف ��وز ب�أ�سواق العال ��م �أين �أ�صبحت‬ ‫الي ��وم‪ :‬البرازي ��ل غارق ��ة ف ��ي الإحتجاج ��ات‪ ،‬نم ��و‬ ‫ال�صين �أخذ في التباط�ؤ‪ ،‬رو�سيا مدمنة على �ألعاب‬ ‫تج�س� ��س التدمي ��ر الذات ��ي‪ ،‬والعملة ف ��ي الهند هي‬ ‫ف ��ي �أدن ��ى م�ستوياته ��ا‪ .‬من البل ��دان الأربع ��ة‪ ،‬لدى‬ ‫الهن ��د �ألمع الآف ��اق للنمو قدماً‪ ،‬فلم ��اذا �إنخف�ضت‬ ‫الروبية الى مثل هذا الحد؟‬ ‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أن �إقت�ص ��اد ال�صين ينم ��و بوتيرة‬ ‫�أ�س ��رع في الوق ��ت الراهن‪ ،‬ف�إن ل ��دى الهند �سنوات‬ ‫عديدة �أكثر من النمو ال�سريع قدماً‪ ،‬لأنها بب�ساطة‬ ‫ّ‬ ‫تتح�ضر �أو تعتمد التكنولوجيات الجديدة على‬ ‫لم‬ ‫الم�ست ��وى عين ��ه‪ .‬وكن ��ت تعتق ��د �أن الم�ستثمري ��ن‬ ‫الأجانب �سيكونون يائ�سين للح�صول على موطىء‬ ‫قدم في هذه الطفرة على المدى الطويل‪ ،‬ولكنهم‬ ‫بطبيع ��ة الحال ب ��دوا �أنهم �أكثر تقلباً ‪ -‬و�أقل �صبراً‬ ‫ م ��ن ذلك‪ .‬ولما كانت قيم ��ة الروبية في الأ�سواق‬‫العالمي ��ة تعتم ��د عل ��ى الطل ��ب وكذل ��ك عر�ضه ��ا‪،‬‬ ‫علي ��ك �أن ت�أخذ الإثني ��ن في عين الإعتبار على حد‬ ‫�سواء لفهم ما يحدث‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫بالن�سب ��ة ال ��ى الطل ��ب‪ ،‬المفتاح ه ��و �أن تفك ��ر لماذا‬ ‫ق ��د يرغ ��ب النا� ��س ف ��ي تب ��ادل العم�ل�ات الأخ ��رى‬ ‫بالروبية‪� .‬شراء �أي �شيء من الهند ‪� -‬سلع وخدمات‬ ‫و�أ�ص ��ول مالي ��ة ‪ -‬يمكن �أن يتطل ��ب روبيات‪ .‬عندما‬ ‫يرتف ��ع الطل ��ب عل ��ى �أيٍّ م ��ن ه ��ذه الأ�شي ��اء‪ ،‬يزداد‬ ‫الطل ��ب عل ��ى الروبي ��ة‪ .‬بطبيع ��ة الح ��ال‪ ،‬عندم ��ا‬ ‫تحق ��ق قيم ��ة الروبي ��ة ربح� �اً‪� ،‬أي �ش ��يء يُ�شت ��رى‬ ‫بالروبي ��ة ي�صبح �أكثر تكلفة بالن�سبة الى الأجانب‪،‬‬ ‫لذا فالطلب قد يتوازن من تلقاء نف�سه‪.‬‬ ‫ه ��ذا ل ��م يح ��دث حت ��ى الآن بالن�سب ��ة ال ��ى الأ�صول‬ ‫الهندية‪ .‬في ني�س ��ان (�إبريل) ‪ ،2011‬تو ّقع �صندوق‬ ‫النقد الدولي �أن ينمو �إقت�صاد الهند بما مجموعه‬ ‫‪ 37‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن الع ��ام ‪ 2013‬حت ��ى الع ��ام ‪.2016‬‬ ‫�أح ��دث تنب� ��ؤ لل�صن ��دوق‪ُ ،‬ح� �دِّث في تم ��وز (يوليو)‬ ‫الما�ض ��ي م ��ن �أرق ��ام ني�س ��ان (�إبري ��ل) ‪ ،2013‬هو �أن‬ ‫النم ��و �سيكون فق ��ط ‪ 28‬في المئة في فت ��رة الأربع‬ ‫�سن ��وات عينه ��ا‪ .‬فم ��ن نافل ��ة الق ��ول �أن �إمكان ��ات‬ ‫�أق ��ل ف ��ي النم ��و تعن ��ي فائ ��دة و�إهتم ��ام �أق ��ل م ��ن‬ ‫الم�ستثمرين الأجانب‪.‬‬ ‫ف ��ي الوق ��ت عين ��ه‪ ،‬فيم ��ا كان ��ت توقع ��ات النم ��و في‬ ‫الهن ��د تنخف� ��ض‪� ،‬أ�صبح ��ت غيره ��ا م ��ن الأ�س ��واق‬ ‫�أكث ��ر جاذبي ��ة‪ .‬قب ��ل ب�ض ��ع �سن ��وات‪ ،‬عندم ��ا �أ�صيب‬ ‫الم�ستثم ��رون بالإحب ��اط م ��ن ب ��طء الإنتعا� ��ش في‬ ‫الأ�س ��واق الم�ستق ��رة كان يمك ��ن �أن يُقدم ��وا عل ��ى‬ ‫*‬

‫المخاط ��رة للإ�ستثمار ف ��ي الهند‪ .‬الآن‪ ،‬مع خلفية‬ ‫�أكب ��ر الى ح ��د ما من الإ�ستقرار‪ ،‬ب ��د�أ الم�ستثمرون‬ ‫يع ��ودون �إل ��ى الإقت�ص ��ادات المتقدم ��ة للبح ��ث عن‬ ‫م�ساوم ��ات ورك ��وب موج ��ة تنكي� ��س الأع�ل�ام‪ .‬وهذا‬ ‫الأمر لي� ��س م�ستغرباً‪ ،‬فالإئتمان ه ��و �أكثر �صرامة‬ ‫للح�ص ��ول علي ��ه في الهند‪ ،‬وقد �ض ��رب العائد على‬ ‫�سنداته ��ا الحكومي ��ة �أعل ��ى م�ست ��وى ف ��ي خم�س ��ة‬ ‫�أعوام‪.‬‬ ‫القف ��زة ف ��ي عائ ��دات ال�سندات ق ��د تكون له ��ا �أي�ضاً‬ ‫عالق ��ة مع التوقعات بالن�سب ��ة الى الت�ضخم‪ ،‬الذي‬ ‫هو م�صدر قلق �آخر في الهند‪� .‬إثر �صعود الأ�سعار‪،‬‬ ‫�إنخف�ض �سعر الروبية من حيث القيمة الحقيقية‪،‬‬ ‫ول ��م يتخ� � َّل الم�ستثم ��رون ع ��ن قدر م ��ن عمالتهم‬ ‫ل�شرائه ��ا‪ .‬ف ��ي ‪� 2004‬إرتفع ��ت �أ�سع ��ار الم�ستهل ��ك‬ ‫بن�سب ��ة ‪ 3.8‬ف ��ي المئ ��ة فق ��ط‪ ،‬ولك ��ن ت�س ��ارع �إرتفاع‬ ‫المع ��دل ف ��ي كل �سن ��ة الحق ��ة حت ��ى الع ��ام ‪،2010‬‬ ‫عندم ��ا �ض ��رب ‪ 12‬ف ��ي المئ ��ة‪ ،‬واح ��د م ��ن �أعل ��ى‬ ‫المعدالت في العالم‪.‬‬ ‫م ��ع مع ��دل ت�ضخ ��م و�ص ��ل ال ��ى ‪ 9.3‬ف ��ي المئ ��ة في‬ ‫الع ��ام الما�ضي وربما �أعلى ف ��ي العام ‪ ،2013‬فمهمة‬ ‫المحاف ��ظ الجدي ��د للبن ��ك الإحتياط ��ي الهن ��دي‬ ‫(البن ��ك المرك ��زي)‪ ،‬راغ ��ورام راج ��ان‪ ،‬ق ��د ح� �دّدت‬ ‫تلقائي� �اً‪ .‬وظيفت ��ه الآن تكم ��ن ف ��ي �أن يق ��رر حج ��م‬ ‫العر� ��ض في الأ�س ��واق للروبية‪ ،‬وم ��ن طريق �إبطاء‬ ‫عملي ��ة طبع العملة يمكن كبح جماح الت�ضخم‪ .‬مع‬ ‫ذلك بالحد من فر�ص الح�صول على الإئتمان �إلى‬ ‫�أبع ��د مما ه ��و الو�ضع علي ��ه حالياً‪ ،‬يمكن ل ��ه �أي�ضاً‬ ‫تهدئ ��ة الإقت�ص ��اد‪ ،‬ولي� ��س ف ��ي وق ��ت منا�س ��ب‪ .‬من‬ ‫جهته ��م بد�أ القلق ي�ساور قادة الهند فعلياً بالن�سبة‬ ‫ال ��ى �إنتخاب ��ات الع ��ام المقب ��ل‪ ،‬وبن ��ك الإحتياط ��ي‬ ‫الهن ��دي ه ��و بكثي ��ر �أق ��ل حماي ��ة م ��ن تدخله ��م‬ ‫(ال�سيا�سيي ��ن) من مجل�س الإحتياطي الفيديرالي‬ ‫الأميركي �أو البنك المركزي الأوروبي‪.‬‬ ‫رغ ��م ذل ��ك‪ ،‬هن ��اك بالت�أكي ��د مج ��ال للتح�سي ��ن في‬

‫جان ��ب العر� ��ض‪ .‬بي ��ن تم ��وز (يولي ��و) ‪ 2011‬وتموز‬ ‫(يولي ��و) ‪ ،2013‬زاد المعرو�ض من النقود الهندية‬ ‫بنح ��و ‪ 29‬في المئ ��ة‪ .‬خالل الفترة عينه ��ا‪� ،‬إرتفعت‬ ‫قيمة الناتج المحلي الإجمالي في الهند بالروبية‬ ‫ربم ��ا بنح ��و ‪ 27‬ف ��ي المئ ��ة‪ .‬وبعب ��ارة �أخ ��رى‪ ،‬ف� ��إن‬ ‫بن ��ك الإحتياط ��ي الهندي �سم ��ح بتو�سي ��ع �إمدادات‬ ‫الم ��ال بن�سب ��ة �أكث ��ر م ��ن المبل ��غ ال�ل�ازم لتغطي ��ة‬ ‫الت�ضخم والنمو الإقت�صادي‪ ،‬والروبيات الإ�ضافية‬ ‫الت ��ي ُ�ضخّ ��ت ف ��ي الإقت�ص ��اد كان ��ت الوق ��ود للن ��ار‬ ‫الت�ضخمي ��ة‪ .‬ق ��د يك ��ون البن ��ك ق ��د جع ��ل الأموال‬ ‫متاحة لم�ساعدة الأجانب ل�شراء الأ�صول الهندية‪،‬‬ ‫ولك ��ن من طريق تراجع �أ�سع ��ار الروبية فقد يكون‬ ‫فع ً‬ ‫ال دفعهم الى الهرب بعيداً‪.‬‬ ‫عل ��ى الم ��دى الأط ��ول‪ ،‬ينبغ ��ي �أن تك ��ون الروبي ��ة‬ ‫ق ��ادرة عل ��ى تحمل الت�ضخ ��م المعتدل م ��ن دون �أن‬ ‫تفق ��د �أكث ��ر م ��ن قيمته ��ا‪� .‬إنتاجي ��ة العم ��ال الهنود‬ ‫ّ‬ ‫تتح�ض ��ر وتتب ّن ��ى‬ ‫ف ��ي تزاي ��د فعلي� �اً فيم ��ا الب�ل�اد‬ ‫تقني ��ات جدي ��دة‪ .‬و�س ��وف ترتفع الأج ��ور‪ ،‬وبالتالي‬ ‫الأ�سع ��ار‪ .‬م ��ع م�ست ��وى �سعر ع ��ال‪� ،‬أي �شخ�ص يبيع‬ ‫وح ��دة من الأ�شي ��اء الهندي ��ة �سوف يتل ّق ��ى المزيد‬ ‫م ��ن الروبي ��ات لذلك‪ .‬ب�إ�ستثاء تغ ّي ��ر كبير في �سعر‬ ‫ال�ص ��رف‪ ،‬المزي ��د م ��ن الروبي ��ات �ست�شت ��ري عمل ��ة‬ ‫�أجنبي ��ة �أكثر‪ ،‬وعمالت �أجنبي ��ة �أكثر �سوف ت�شتري‬ ‫المزي ��د م ��ن الأ�شي ��اء الخارجية‪ .‬ال �ش ��يء من هذا‬ ‫يح ��ول بال�ضرورة دون توازن ف ��ي العر�ض والطلب‬ ‫على الروبية‪.‬‬ ‫لك ��ن م ��ا ه ��ي نهاي ��ة اللعب ��ة هن ��ا؟ م ��ا دام بن ��ك‬ ‫الإحتياط ��ي الهن ��دي ل ��م ُيق ��دم على طب ��ع روبيات‬ ‫جدي ��دة كم ��ا ل ��و �أن لي� ��س هن ��اك غ ��د ‪ -‬م ��ع تعيين‬ ‫راج ��ان للمهم ��ة م ��ن الم�ؤك ��د عل ��ى �أن ��ه �س ��وف ل ��ن‬ ‫يفع ��ل ذل ��ك – ف� ��إن ال�سق ��وط الح ��ر للعمل ��ة �سوف‬ ‫يك ��ون م�ؤقتاً‪ .‬عند نقطة ما‪� ،‬س ��وف تبدو الأ�صول‪،‬‬ ‫وال�سلع‪ ،‬والخدمات في الهند رخي�صة‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫�سي�ؤدي الى عودة الم�شترين‪.‬‬ ‫ولك ��ن لك ��ي يح ��دث ذل ��ك‪ ،‬يج ��ب �أن ُتت ��رك �أ�س ��واق‬ ‫العمالت �إلى الأجه ��زة الخا�صة بها‪ .‬م�س�ؤولو بنك‬ ‫الإحتياط ��ي الهن ��دي قب ��ل تعيي ��ن راج ��ان تحركوا‬ ‫ف ��ي الإتج ��اه المعاك� ��س من طريق الح ��د من قدرة‬ ‫ف�س ��ره‬ ‫الهن ��ود عل ��ى بي ��ع الروبي ��ة‪ ،‬الأم ��ر ال ��ذي ّ‬ ‫الم�ستثمرون على �أنه محاولة �أخيرة للحفاظ على‬ ‫قيمة العملة على م�ستوى عال ب�شكل م�صطنع‪ .‬في‬ ‫الأرجنتي ��ن‪� ،‬أدّت تدابي ��ر مماثل ��ة �أخي ��راً �إل ��ى �سوق‬ ‫�س ��وداء لل"بي ��زو" ومزي ��د م ��ن تقوي� ��ض الثقة في‬ ‫ال�سيا�سات الإقت�صادية للبالد‪ .‬بالن�سبة الى راجان‪،‬‬ ‫عك�س الحالة يجب �أن يكون هدفه الأول‬

‫�أ�ستاذ محا�ضر في الإقت�صاد في كلية �شتيرن لإدارة الأعمال في جامعة نيويورك وكبير الإقت�صاديين في "بيغ ثينك" (‪.) Big Think‬‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪77‬‬


Ad-Diplomasi News Report monthly distributes critical analysis of events in the Arab world and the Middle East, to its subscribers among the top Arab decision makers, government officials, diplomats, journalists and business leaders. Ad-Diplomasi News Report analysis goes beyond the event, to provide the information and assessments needed to understand intelligently what is going on, in the ever changing Middle East political, military and economic scene. Ad-Diplomasi News Report始s writers have an impeccable reputation as experts in Arab affairs and, their work is widely quoted by the international media. Ad-Diplomasi News Report is published from LONDON in Arabic as well as in English by Focus Press (UK) Limited. Founded in 1996. Editor Raymond Atallah.

P.O.Box: 138, Chelsea, London, SW3 6BH ENGLAND Tel: +44 (0) 20 72861372 Fax: +44 (0) 20 72661479 E-mail: ad-diplomasi@btconnect.com Website: http: //www.ad-diplomasi.com

NO RELUCTANCE IN SEEKING HOT ISSUES

No Hesitation In Telling Hard Truth


‫بإيجاز‬

‫م�صر تعزز ا�ستخدام ّ‬ ‫ال�سخانات ال�شم�سية‬ ‫�أعلن قطاع البترول في م�صر بدء تقديم الخدمات الفنية المرتبطة ب�إ�ستخدام ال�سخانات ال�شم�سية‬ ‫ف ��ي المنازل والمن�ش� ��آت‪ ،‬بعدما وقعت "ال�ش ��ركة الم�ص ��رية للخدم ��ات الفنية و�ص ��يانة الأجهزة"‬ ‫(�صيانكو) عقد ًا لتقديم خدمات تجميع وتركيب و�صيانة �أجهزة ال�سخانات ال�شم�سية كوكيل معتمد‬ ‫في هذا المجال لم�ص ��لحة �إحدى �ش ��ركات حل ��ول وتجهيزات الطاقة البديلة‪ .‬وج ��اء ذلك في �إطار‬ ‫الم�ساهمة في تعزيز �إ�ستخدامات الطاقة المتجددة في م�صر ون�شر �إ�ستخدام الطاقة ال�شم�سية في‬ ‫القطاعين المنزلي والتجاري لتر�شيد �إ�ستهالك النفط‪.‬‬ ‫و�أو�ضح رئي�س �شركة "�صيانكو" جمال ح�سان �أن "لدى ال�شركة خبرة في مجال تركيب ال�سخانات‬ ‫ال�شم�س ��ية في "مركز التحك ��م القومي بالغاز الطبيعي» (ناتا) منذ الع ��ام ‪ ،2007‬ما �أهّ لها للدخول‬ ‫ف ��ي تنفيذ مثل هذه الم�ش ��اريع"‪ .‬و�أ�ش ��ار �إلى �أن "العق ��د ين�ص على قيام �ص ��يانكو ب�أعمال التركيب‬ ‫وال�صيانة وم�شاركتها في عمليات الت�سويق والبيع من خالل المعار�ض التي ت�شارك فيها‪ ،‬فيما تلتزم‬ ‫ال�شركة المنتجة بتوفير قطع الغيار من دون مقابل خالل فترة ال�ضمان المحددة للمنتج"‪.‬‬

‫المنتجون الجدد للنفط والغاز‬ ‫يع ّولون عليهما لمواجهة �أزمة المال‬ ‫ال تزال منطقة ال�ش ��رق الأو�س ��ط ت�ستحوذ على‬ ‫مرك ��ز ال�ص ��دارة ف ��ي الإحتياط ��ات النفطي ��ة‪،‬‬ ‫�إنطالق ًا م ��ن الثوابت في قط ��اع النفط والغاز‪.‬‬ ‫وي � ّ‬ ‫�دل الت�س ��ابق على الإع�ل�ان عن �إكت�ش ��افات‬ ‫جدي ��دة خالل الع ��ام الحال ��ي‪ ،‬عل ��ى �أن الدول‬ ‫المع ِلن ��ة تتجه نحو الحفاظ على ح�ص�ص ��ها في‬ ‫ال�س ��وق‪ ،‬وقدرتها عل ��ى ت�أمين الإم ��دادات‪ .‬في‬ ‫حي ��ن تهدف هذه الإعالنات �إلى توجيه ر�س ��ائل‬ ‫مبا�ش ��رة �إلى الدول المنتجة والم�ستهلكة‪ ،‬تفيد‬ ‫ب�إ�س ��تمرار �س ��يطرة ه ��ذه ال ��دول على �أ�س ��واق‬ ‫الطاقة العالمية‪.‬‬ ‫و�أعلنت �ش ��ركة "نفط الهالل" في تقرير �أخير‪،‬‬ ‫�أن ذل ��ك يق ��ود �إل ��ى الإعتق ��اد ب� ��أن "خريط ��ة‬ ‫الإحتياطات العالمية الجديدة �س ��تدعم الإتجاه‬ ‫نحو تداول النفط والغاز في �ش ��كل م�س ��تقل لكل‬ ‫دولة‪ ،‬م ��ن دون �إلتزام الأط ��ر والمنظمات ذات‬ ‫العالق ��ة بقطاع ��ات الطاق ��ة القائم ��ة حالي ًا"‪.‬‬ ‫�إذ ر�أت �أن دو ًال كثي ��رة "بات ��ت منتج ��ة للنف ��ط‬ ‫�أو الغ ��از �أو االثني ��ن مع� � ًا‪ ،‬بالتال ��ي ت�س ��تهدف‬ ‫الإ�س ��تحواذ على ح�ص ���ص في ال�س ��وق وتحتاج‬ ‫�إلى عائدات �سريعة تتحول معها �إلى دولة غنية‪،‬‬ ‫تتمتع بفوائ�ض مالية �ض ��رورية لم�شاريع التنمية‬ ‫وتغطية الديون المتراكمة لديها"‪.‬‬ ‫والحظ التقرير‪" ،‬ت�سابق ًا" خالل العام الجاري‬

‫عل ��ى الإع�ل�ان ع ��ن الإحتياط ��ات الجدي ��دة‬ ‫المكت�ش ��فة ل ��دى دول كثيرة‪ ،‬الفت ًا �إلى "ك�ش ��ف‬ ‫رو�سيا ر�سمي ًا عن �إحتياطات الغاز والنفط لديها‬ ‫بعدما كانت �س ��ر ًا من الأ�سرار الإ�ستراتيجية"‪.‬‬ ‫وت�ص ��ل الإحتياطات الرو�س ��ية م ��ن النفط �إلى‬ ‫‪ 28.7‬مليار طن من كل الفئات مكت�ش ��فة �أو قيد‬ ‫الإكت�ش ��اف‪ .‬وتق� �دّر �إحتياط ��ات الغ ��از بـ ‪68.4‬‬ ‫تريلي ��ون مت ��ر مكعب م ��ن الفئات الم�ستك�ش ��فة‬ ‫وفي طور الإ�ستك�ش ��اف وتلك الواع ��دة‪ .‬و�إعتبر‬ ‫�أن رو�س ��يا "ت�ستهدف من هذا الإعالن ت�سهيل‬ ‫عمليات الإ�س ��تثمار وتطويره ��ا وتحديث هياكل‬ ‫المناف�س ��ة و�آلياته ��ا عل ��ى الم ��وارد المتواف ��رة‬ ‫لديها‪ ،‬ما يعزّز م ��ن قيمتها على المدى الطويل‬ ‫طالما �أنها تعمل وفق �آليات ال�سوق"‪.‬‬ ‫و�أ�شار �إلى �أن "�أمن الطاقة في بريطانيا �أ�صبح‬ ‫بي ��ن يديه ��ا‪ ،‬ف ��ي �ض ��وء الإكت�ش ��افات النفطية‬ ‫ال�ض ��خمة التي �ستبد�أ �إ�س ��تغاللها خالل الفترة‬ ‫المقبلة"‪ .‬و�أو�ضح �أن الحكومة "تركز على تذليل‬ ‫العقبات التي تحول دون �إ�س ��تغالل الإحتياطات‬ ‫م ��ن النفط ال�ص ��خري والغاز الطبيع ��ي‪ ،‬وي�أتي‬ ‫ذلك وف ��ق الإعالن ال�ص ��ادر عن هيئة الم�س ��ح‬ ‫الجيولوج ��ي البريطاني ��ة‪ ،‬الت ��ي �أك ��دت �إحتواء‬ ‫منطقة �ش ��واطئ �ش ��مال �إنكلترا عل ��ى �أكثر من‬ ‫‪ 1.3‬تريليون متر مكعب من الغاز"‪.‬‬

‫ك�شف���ت وزارة النف���ط والث���روة المعدني���ة‬ ‫ال�سوري���ة �أن الحكوم���ة دعم���ت قط���اع النفط في‬ ‫اال�شه���ر ال�ست���ة االخي���رة باكث���ر من ن�ص���ف مليار‬ ‫دوالر �أميرك���ي‪ .‬وقال���ت انها دعم���ت المحروقات‬ ‫"بقيم���ة ‪ 112,131‬ملي���ار لي���رة �سوري���ة (‪560‬‬ ‫ملي���ون دوالر) لتلبية حاجات ال�س���وق المحلية من‬ ‫الم�شتقات النفطية"‪ .‬وي�شكل هذا الدعم ما ن�سبته‬ ‫ت�سعة في المئة من موازنة الدولة‪.‬‬ ‫و�أقرت الوزارة ب�أن مجمل �إنتاج النفط في �سوريا‬ ‫خ�ل�ال الن�ص���ف االول م���ن الع���ام ‪ 2013‬تراجع‬ ‫بن�سب���ة ‪ 90‬ف���ي المئة عن���ه قبل ن�ش���وب الأزمة‪،‬‬ ‫ليبلغ خالل الأ�شهر ال�ستة ‪� 39‬ألف برميل يوميا ً‪،‬‬ ‫في مقابل ‪� 380‬ألفا ً قبل منت�صف �آذار (مار�س)‬ ‫‪.2011‬‬ ‫وق���د دعم���ت الحكوم���ة ب�إ�ستم���رار النف���ط‪ ،‬ال���ى‬ ‫الكهرب���اء وال�سك���ر والأرز والطحي���ن‪ .‬و�إ�ضطرتها‬ ‫الأزمة الراهنة الى �إ�ستيراد حاجتها من المحروقات‬ ‫عل���ى نحو �شبه يومي‪ ،‬وخ�صو�ص���ا ً من ايران حليفة‬ ‫دم�شق‪ .‬وتخ�ص�ص الحكوم���ة ال�سورية لذلك ‪500‬‬ ‫مليون دوالر �شهريا ً‪.‬‬ ‫دعا الع���راق �شركات عالمية �إل���ى ت�شييد جزء‬ ‫من خ���ط �أنابيب جديد لت�صدير النفط يربط حقول‬ ‫كرك���وك ال�شمالية بمرف�أ جيهان التركي على البحر‬ ‫المتو�س���ط‪ .‬وق���ال الناط���ق با�س���م وزارة النف���ط‪،‬‬ ‫عا�ص���م جهاد‪� ،‬إن "الجزء ال���ذي يمتد داخل �أرا�ضي‬ ‫الع���راق م���ن الخ���ط �سيكون دعم���ا ً لخ���ط الأنابيب‬ ‫القائ���م ال���ذي يتعر�ض لتفجي���رات وم�شاكل فنية‬ ‫متك���ررة"‪ .‬و�أ�ضاف "نح���ن حري�صون عل���ى مد خط‬ ‫�أنابيب جديد كنوع من الدعم"‪.‬‬ ‫و�أف���اد ب����أن ت�سع �ش���ركات‪ ،‬م���ن بي���ن ‪� 15‬شركة‬ ‫خدم���ات عالمي���ة تلقت الدع���وة‪ ،‬قدم���ت بالفعل‬ ‫ويتوق���ع الإعالن عن العر����ض الفائز في‬ ‫عرو�ض���ا ً‪ُ .‬‬ ‫ايلول (�سبتمبر) الجاري‪.‬‬ ‫�سجل���ت قدرة الطاقة المتج���ددة المن�ش�أة في‬ ‫لبن���ان ‪ 283,5‬ميغ���اواط‪ ،‬وه���ي ال�سابع���ة الأعلى‬ ‫بين ‪ 21‬دولة في منطق���ة ال�شرق الأو�سط و�شمال‬ ‫�أفريقي���ا‪ ،‬والثالث���ة الأعلى بي���ن ‪ 8‬دول م�ستوردة‬ ‫للنفط في المنطقة‪ ،‬وفق الوكالة الدولية للطاقة‬ ‫المتجددة و�شبكة �سيا�سة الطاقة المتجددة للقرن‬ ‫الـ ‪.21‬‬ ‫وت�شكل قدرة هذه الطاقة ‪ %1,5‬من اجمالي قدرة‬ ‫الطاق���ة المتجددة المن�ش����أة في المنطق���ة البالغة‬ ‫‪ ،19383,2‬و‪ %9,7‬م���ن �إجمال���ي ق���درة الطاق���ة‬ ‫المتج���ددة المركبة في ال���دول الم�ستوردة للنفط‬ ‫(‪ 2918,4‬ميغاواط)‪.‬‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪79‬‬


‫النفط‬

‫�أخبار الطاقة‬

‫الطاقة‬

‫الطاقة البديلة‬

‫من اآلبار‬

‫الغاز ال�صخري‪ :‬المفتاح لإ�ستقالل ليتوانيا في مجال الطاقة‬ ‫الإ�ستراتيجي ��ة الوطني ��ة للإ�ستق�ل�ال في مجال الطاقة ف ��ي ليتوانيا‪ ،‬الذي‬ ‫�أق ��ره البرلم ��ان في العا�صم ��ة فيلنيو�س في حزيران (يوني ��و) ‪ ،2012‬يهدف‬ ‫�إل ��ى �ضم ��ان �إ�ستقاللها في مجال الطاقة قبل الع ��ام ‪ 2020‬من خالل تعزيز‬ ‫�أمن الطاقة في البالد‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬قدرتها التناف�سية الإقت�صادية‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى تعطي رئا�سة ليتوانيا لمجل�س الإتحاد الأوروبي‪ ،‬التي بد�أت‬ ‫فترته ��ا ف ��ي الأول من تم ��وز (يوليو)‪ ،‬فر�صة ومنبراً �أخ ��ر غير محلي حيث‬ ‫ت�ستطيع الدعوة �إلى �إتخاذ تدابير لتحقيق مزيد من �أمن الطاقة الأوروبي‪.‬‬ ‫ونظ ��راً الى ن ��درة موارد الطاق ��ة الداخلية‪ ،‬ف� ��إن جميع ال ��دول الأع�ضاء في‬ ‫الإتح ��اد الأوروب ��ي تقريب� �اً تواجه تحديات للطاقة موزع ��ة على ثالثة �أبعاد‬ ‫رئي�سي ��ة هي‪� :‬أمن �إمدادات الطاقة‪ ،‬والقدرة التناف�سية‪ ،‬والإ�ستدامة لقطاع‬ ‫الطاقة‪ .‬في الوقت الحا�ضر‪ ،‬ت�ستورد ليتوانيا كل كمياتها من الغاز الطبيعي‬ ‫والوقود ال�سائل‪ ،‬و‪ 80‬في المئة من الفحم والنفط الخام‪ .‬وعموماً‪ ،‬ت�ستورد‬ ‫�أكث ��ر م ��ن ‪ 60‬في المئة من �إحتياجاتها من الطاق ��ة‪ ،‬وهي ن�سبة �أعلى بكثير‬ ‫من المتو�سط​​على م�ستوى الإتحاد الأوروبي الذي هو ‪ 53‬في المئة‪.‬‬ ‫تقريب� �اً‪ ،‬جمي ��ع واردات الطاق ��ة ف ��ي ليتوانيا ت�أت ��ي من رو�سيا‪ ،‬بم ��ا في ذلك‬ ‫النف ��ط الخ ��ام والوق ��ود ال�سائ ��ل والغ ��از الطبيع ��ي والفح ��م‪ .‬و�ص ��رح وزي ��ر‬ ‫الطاق ��ة الليتواني يارو�س�ل�اف نيفيروفيك �أخيراً �أن �سعر الغاز الذي تدفعه‬ ‫ب�ل�اده �إل ��ى ال�شرك ��ة الرو�سية "غازب ��روم" هو "واح ��د من �أعل ��ى‪� ،‬إن لم يكن‬ ‫الأعل ��ى‪ ،‬المع ��دالت في الإتحاد الأوروبي"‪ ،‬م�شي ��راً �إلى �أنه قبل كانون الأول‬ ‫(دي�سمبر) ‪ ،2012‬دفعت ليتوانيا ‪ 500‬دوالر لكل �ألف متر مكعب من م�صادر‬ ‫الغ ��از الرو�سي ��ة‪ ،‬بالمقارن ��ة م ��ع ‪ 400‬دوالر الت ��ي تدفعه ��ا �ألماني ��ا‪ .‬علم� �اً �أن‬ ‫واردات الغ ��از الليتوانية تخ�ضع لإتفاق ��ات طويلة الأمد مع موردها الوحيد‬ ‫للغاز‪� ،‬شركة "غازبروم"‪.‬‬ ‫ونظراً الى �إعتمادها الكبير على الطاقة الرو�سية‪ ،‬تحتاج ليتوانيا الى العمل‬ ‫نحو �أمن الطاقة‪� .‬أحد البدائل التي يدر�سها البلد البلطيقي هو �إ�ستك�شاف‬ ‫الغ ��از الطبيعي غير التقلي ��دي المحا�صر في تر�سبات ال�صخر الزيتي‪ .‬وقد‬ ‫�ص ��رح وزير الطاقة الليتواني ال�سابق �أرفيدا�س �سيكموكا�س في �أيار (مايو)‬ ‫‪� 2011‬أن الإحتياط ��ات الليتواني ��ة من الغاز ال�صخري‪ ،‬التي تقع في الجنوب‬ ‫الغرب ��ي م ��ن البالد‪ ،‬يمك ��ن �أن تغط ��ي �إحتياجات الإ�سته�ل�اك المحلي لمدة‬ ‫تتراوح بين ‪ 30‬و ‪ 60‬عاماً‪.‬‬ ‫وكان ��ت �إدارة معلوم ��ات الطاقة الأميركية قدّرت ف ��ي ‪� 2011‬أن لدى ليتوانيا‬ ‫م ��ا ي�ص ��ل �إلى ‪ 480‬مليار متر مكعب من غاز ال�صخ ��ر الزيتي‪ ،‬وما ي�صل �إلى‬ ‫‪ 100‬مليار متر مكعب منها قابلة للإ�سترداد‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬يمكن للتنقيب‬ ‫عن الغاز ال�صخري �أن يق ّلل من �إعتماد ليتوانيا والمنطقة على واردات الغاز‬ ‫الرو�س ��ي‪ ،‬وزيادة �أمن الطاقة‪ ،‬وتعزي ��ز تطوير �سوق الغاز الإقليمية والبنية‬ ‫التحتية للطاقة كي تكون �أكثر �شمو ًال في دول البلطيق‪ .‬ولذلك‪ ،‬ف�إن المادة‬ ‫‪ 84‬م ��ن الإ�ستراتيجي ��ة الوطنية للإ�ستقالل في مج ��ال الطاقة في ليتوانيا‬ ‫ت�ؤك ��د على �أنها �سوف تدعم التنقي ��ب عن الغاز ال�صخري بطريقة تتفق مع‬ ‫المبادئ البيئية‪.‬‬ ‫بع ��د مناق�ش ��ات طويل ��ة ومفاو�ضات مع �شرك ��ة "�شيفرون"‪ ،‬م ��ن المرجح �أن‬ ‫‪78‬‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫يب ��د�أ التنقي ��ب عن الغ ��از ال�صخري في وق ��ت قريب‪ .‬في الع ��ام ‪ ،2012‬دفعت‬ ‫�شرك ��ة "�شيف ��رون" ‪ 22‬ملي ��ون دوالر ل�ش ��راء ح�ص ��ة ‪ 50‬ف ��ي المئة ف ��ي �شركة‬ ‫"�أل �أل �إنفا�ستي�سيجو� ��س" "‪ "LL Investicijos‬الليتواني ��ة‪ ،‬وه ��ي �شرك ��ة‬ ‫تمل ��ك رخ�ص ��ة للتنقي ��ب عن النف ��ط والإنت ��اج في حق ��ل نفط‪ .‬و�س ��وف تبد�أ‬ ‫ه ��ذه ال�شرك ��ة قريب� �اً حف ��راً �إ�ستك�شافي� �اً بالق ��رب م ��ن قري ��ة "�ستامبلي ��ه"‬ ‫"‪ "Stempliai‬في منطقة "�سيلوت" الغربية من ليتوانيا‪.‬‬ ‫طرح ��ت فيلنيو� ��س مناق�صة ف ��ي �أذار (مار�س) ‪ 2012‬لإ�ص ��دار �أول ترخي�ص‬ ‫للتنقي ��ب عن الغاز ال�صخري‪ ،‬مع نتائ ��ج التنقيب متوقعة في ‪ .2014‬وذلك‬ ‫عل ��ى �أ�سا�س ان ت�ص ��در تراخي�ص للتنقيب عن الهيدروكربونات في حقلين‪،‬‬ ‫واحد م�ساحته ‪ 1,400‬كيلومتر مربع والآخر ‪ 270‬كيلو متراً مربعاً‪ .‬ال�شركة‬ ‫الليتوانية المتف ّرعة عن " �شيفرون" للإ�ستك�شاف والإنتاج "ليتوفا" كانت‬ ‫ال�شرك ��ة الوحي ��دة الت ��ي قدمت طلب� �اً للح�صول عل ��ى رخ�ص ��ة للتنقيب عن‬ ‫الغ ��از ال�صخ ��ري وال�صخ ��ر الزيت ��ي ف ��ي منطق ��ة" �سيل ��وت ‪ -‬تاوراغ ��ه" في‬ ‫غرب ليتوانيا بالقرب من بحر البلطيق‪ .‬و�أحد �شروط العطاء هو الإلتزام‬ ‫ب�إ�ستثم ��ار م ��ا ال يق ��ل ع ��ن ‪ 31‬مليون دوالر ف ��ي التنقيب في حق ��ل م�ساحته‬ ‫‪ 1,400‬كيلو متر مربع‪.‬‬ ‫م ��ن المتوق ��ع‪� ،‬أن ي�ست ��اء بع� ��ض �أ�صح ��اب الم�صلحة م ��ن �إحتم ��ال التنقيب‬ ‫ع ��ن ال�صخ ��ر الزيت ��ي ف ��ي ليتواني ��ا‪ .‬ال�شرك ��ة الرائ ��دة للغ ��از الطبيع ��ي في‬ ‫ليتواني ��ا‪" ،‬ليتوف ��و دوجو� ��س" – الت ��ي تمل ��ك ثلثها "غازب ��روم" – �إ ّتثهمت‬ ‫ب�أنه ��ا تدف ��ع م ��ا ًال للمواطني ��ن لتنظي ��م �إحتجاج ��ات �ض ��د التنقي ��ب ع ��ن‬ ‫الغ ��از ال�صخ ��ري‪ .‬ب�سب ��ب المخ ��اوف البيئي ��ة ع� �دّل البرلم ��ان الليتوان ��ي‬ ‫ف ��ي �أي ��ار (ماي ��و) ‪ 2013‬قواني ��ن الب�ل�اد بالن�سب ��ة ال ��ى التنقي ��ب ع ��ن الغ ��از‬ ‫ال�صخ ��ري‪ .‬ه ��ذه الأنظمة الجديدة تتطل ��ب درا�سة الأث ��ر البيئي للتنقيب‪،‬‬ ‫مم ��ا يح� � ّد م ��ن �إ�ستخدام الم ��واد الم�ش ّع ��ة �أو ال�سام ��ة‪ ،‬والقواع ��د المتعارف‬ ‫عليه ��ا لتخزي ��ن النفاي ��ات‪ .‬وينبغ ��ي لجمي ��ع ه ��ذه الخط ��وات �إعط ��اء‬ ‫ال�ض ��وء الأخ�ض ��ر �أخي ��راً للتنقي ��ب ع ��ن الغ ��از ال�صخ ��ري ف ��ي ليتواني ��ا‪.‬‬ ‫�صناع ��ة الغاز ال�صخري ما زالت حديثة العهد وهي �أكثر نمواً في الواليات‬ ‫المتح ��دة‪ ،‬حي ��ث تمكن ��ت ب�ل�اد الع ��م �س ��ام م ��ن �إنت ��اج الغ ��از الطبيع ��ي غي ��ر‬ ‫التقلي ��دي تجارياً على نطاق وا�سع‪ .‬وقد �إتخ ��ذت ليتوانيا خطوات �إيجابية‬ ‫ف ��ي ج ��ذب �إح ��دى ال�شركات الرائ ��دة الأميركية ف ��ي مجال الطاق ��ة‪� ،‬شركة‬ ‫�شيف ��رون‪ ،‬م ��ن �أج ��ل القي ��ام خط ��وة خط ��وة بتحلي�ل�ات التنقي ��ب ع ��ن الغاز‬ ‫ال�صخ ��ري‪ ،‬و�أخي ��راً �إ�ستخراج الغاز الطبيع ��ي‪ .‬التنقيب عن الغاز ال�صخري‬ ‫ف ��ي الإتح ��اد الأوروب ��ي ي�سي ��ر حالي� �اً بمعدل �أبط� ��أ بكثير مم ��ا كان عليه في‬ ‫الوالي ��ات المتح ��دة ب�سب ��ب تركي ��ز الأوروبيي ��ن حديث� �اً عل ��ى ه ��ذا الم ��ورد‪،‬‬ ‫والنق� ��ص ف ��ي بنية الحف ��ر التحتية والمهارات المنا�سب ��ة‪ ،‬وحقوق التعدين‬ ‫والملكي ��ات مختلفة‪ ،‬ف�ض ً‬ ‫ال عن المخ ��اوف البيئية‪ .‬ولكن �إذا نجح التنقيب‬ ‫ً‬ ‫ع ��ن ال�صخر الزيتي تجاريا‪ ،‬قد يكون �إنت ��اج الغاز ال�صخري غير التقليدي‬ ‫ح�ل ً�ا عل ��ى الم ��دى المتو�س ��ط​لليتواني ��ا والإتح ��اد الأوروبي لتحقي ��ق �أمن‬ ‫الطاقة‪.‬‬ ‫لندن ‪ -‬هاني مكارم‬


‫المئة �أقل من توقعات الوكالة‪.‬‬ ‫وبف�ض ��ل التك�س ��ير الهيدروليك ��ي الجدي ��د‬ ‫وتكنولوجي ��ات الحف ��ر الأفق ��ي‪� ،‬ص ��ارالنفط غير‬ ‫التقليدي "ال�ض� � ّيق" المحا�صر في � ِأ�س َّرة ال�صخور‬ ‫والرمال �أكثر و�أكثر ُي�سر ًا‪ .‬هذه الأ�ساليب الإنتاجية‬ ‫المح�سنة كان لها ت�أثير كبير على �إمدادات الطاقة‬ ‫َّ‬ ‫في �أميركا‪ ،‬والم�ساهمة في زيادة ‪ 43‬في المئة في‬ ‫�إنت ��اج النفط ف ��ي الوالي ��ات المتحدة من ��ذ العام‬ ‫‪.2008‬‬ ‫الواق ��ع �أن ��ه ال يزال العدي ��د من الأ�س ��ئلة من دون‬ ‫�إجابة حول ق�صة النفط غير التقليدي في �أميركا‬ ‫ال ��ذي يمكن �أن تكون له عل ��ى المدى الطويل‪� ،‬آثار‬ ‫تح ّولي ��ة في �أ�س ��واق النف ��ط العالمية‪ .‬على �س ��بيل‬ ‫المثال‪ ،‬ينبغي �أن ينخف�ض الطلب العالمي �إلى حد‬ ‫كبير ‪ -‬وخ�صو�ص� � ًا في �آ�س ��يا النا�ش ��ئة ‪ -‬من �أجل‬ ‫�أن ت�ص ��بح �إمدادات الوالي ��ات المتحدة ذات نفوذ‬ ‫قوي في الأ�س ��واق‪ .‬لم ت�ؤ ِّد الق�ص ��ة الأميركية غير‬ ‫التقليدي ��ة الى �إكتئاب �أ�س ��عار النفط‪ ،‬والتي كانت‬ ‫�إل ��ى حد ما مرنة حتى الآن‪ .‬وعالوة على ذلك‪� ،‬إن‬ ‫توقع وكال ��ة الطاقة الدولية ب�أن �أميركا ال�ش ��مالية‬ ‫�سوف ت�صبح م�صدر ًا �ص ��افي ًا للنفط بحلول العام‬

‫‪ 2030‬يعتمد على مقدار ما يتم �إنتاجه من النفط‬ ‫الخ ��ام لي� ��س فقط ف ��ي الواليات المتح ��دة‪ ،‬ولكن‬ ‫�أي�ض� � ًا في كن ��دا والمك�س ��يك‪ .‬وبح�س ��ب التوقعات‬ ‫المتفائل ��ة للغاي ��ة لوكال ��ة الطاق ��ة الدولي ��ة‪ ،‬ف�إن‬ ‫�إنتاج الواليات المتح ��دة قد يتجاوز �إنتاج المملكة‬

‫كبير الإقت�صاديين في وكالة الطاقة‬ ‫الدولية فاتح بيرول‪�" :‬إحتياطات النفط‬ ‫الخفيف �أو ال�ض ّيق (النفط الزيتي)‬ ‫لي�ست معروفة جيد ًا ‪ ...‬و�إذا لم يتم‬ ‫�إكت�شاف موارد جديدة �إ�ضافية في‬ ‫جميع �أنحاء العالم‪ ،‬و�إذا لم تكن الأ�سعار‬ ‫عالية كما هي الحال اليوم‪ ،‬فقد نرى‬ ‫المملكة العربية ال�سعودية عادت الى‬ ‫كونها �أول منتج في العالم مرة �أخرى"‬

‫النفط ال�صخري في الواليات المتحدة‪� :‬سيهيمن لمدة ق�صيرة‬

‫العربية ال�سعودية في ال�سوائل – ولي�س في النفط‬ ‫الخ ��ام ‪ -‬لفت ��رة وجيزة‪ .‬حت ��ى في ذل ��ك الحين‪،‬‬ ‫�س ��وف ل ��ن تلغ ��ي الزي ��ادة ف ��ي االكتف ��اء الذات ��ي‬ ‫بال�ض ��رورة حاج ��ة �أمي ��ركا الى �إ�س ��تيراد البترول‬ ‫والم ��واد الهيدروكربونية‪ .‬كم ��ا �أن رد فعل منظمة‬ ‫"�أوبك" وتما�س ��ك �أع�ضائها �س ��وف ي�ؤثران على‬ ‫طريقة �إ�س ��تجابة الأ�سواق العالمية على التطورات‬ ‫في الواليات المتحدة‪ .‬ويمكن لإنت�شار التكنولوجيا‬ ‫�أن ي�ؤ ّثر �أي�ض ًا في معدل �إمدادات النفط من خارج‬ ‫"منظمة الدول الم�صدرة للنفط"‪.‬‬ ‫و�س ��وف يح ��دد الطلب ف ��ي نهاية المطاف �ش ��هية‬ ‫�أميركا �إلى النفط والطاقة ب�شكل عام‪ .‬ولكي يت�سنى‬ ‫للبلد �أن ي�صبح �أقل �إعتماد ًا على الواردات‪ ،‬فيجب‬ ‫�أن ي�ستمر الطلب في الإنخفا�ض ب�سبب مكا�سب في‬ ‫الكفاءة‪ .‬حتى الآن‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬لي�س ��ت هناك �إ�شارة‬ ‫تذك ��ر الى �أن هذا الأمر يحدث‪ .‬وكانت �ص ��ادرات‬ ‫ال�ش ��رق الأو�س ��ط النفطية الى �أميركا‪ ،‬وخ�صو�ص ًا‬ ‫م ��ن المملكة العربية ال�س ��عودية‪ ،‬ف ��ي العام ‪2012‬‬ ‫�أعل ��ى مما كان ��ت عليه في �أي وقت م�ض ��ى منذ �أن‬ ‫بد�أ �إنتاج النفط ال�ض ��يق (ال�ص ��خري) الأميركي‬ ‫م�س ��اره الت�ص ��اعدي في العام ‪ .2009‬ولع ّل الأهم‬ ‫بالن�س ��بة ال ��ى الم�س ��تهلكين الأميركيي ��ن‪ ،‬ه ��و �أن‬ ‫النفط غي ��ر التقليدي قد ال ي�ؤدي بال�ض ��رورة �إلى‬ ‫�إنخفا�ض الأ�سعار في محطات البنزين‪ .‬باال�ضافة‬ ‫الى ديناميكية العر�ض والطلب‪ ،‬ف�إن �أ�سعار النفط‬ ‫تحددها �أي�ض ًا الأحداث الجيو�سيا�سية العالمية‪.‬‬ ‫هناك �س ��بب �آخر ي�ش ��كك في الت�أثي ��ر المتو ّقع من‬ ‫النفط غير التقليدي في الواليات المتحدة ويكمن‬ ‫في مع ��دل الإنخفا� ��ض الحاد في حقول ال�ص ��خر‬ ‫الزيت ��ي‪� .‬أكثر م ��ن ‪ 80‬في المئة م ��ن �إنتاج النفط‬ ‫"ال�ض� � ّيق" الأميرك ��ي ي�أتي من م�ص ��درين هما‪:‬‬ ‫ت�شكيل "باكن" في واليتي داكوتا ال�شمالية ومونتانا‬ ‫وت�ش ��كيل "�إيغ ��ل فورد" ف ��ي جنوب تك�س ��ا�س‪ .‬لكن‬ ‫الإنخفا�ض في �آبار "باكن" النموذجية كان حاد ًا‪،‬‬ ‫م ��ع تراجع الإنت ��اج �إلى خم�س معدله الأ�ص ��لي في‬ ‫غ�ض ��ون ‪� 24‬ش ��هر ًا‪ .‬و�آبار "�إيغل فورد"‪ ،‬في الوقت‬ ‫عينه‪ ،‬يمكن �أن ت�ص ��ل �إلى نهاية عمرها الإنتاجي‬ ‫�إقت�صادي ًا في غ�ضون �أربع �سنوات‪ .‬ونتيجة لذلك‪،‬‬ ‫تو ّق ��ع خبي ��ر النف ��ط و�ص ��ناديق التح� � ّوط "�أندي‬ ‫هول" �أخير ًا ب�أن "�إكت�ش ��افات ال�صخر الزيتي في‬ ‫الواليات المتحدة �س ��تعزز الإنتاج م�ؤقت ًا فقط و�أن‬ ‫�أ�سعار النفط �ستظل مرتفعة"‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى �إن دور المملكة العربية ال�س ��عودية‬ ‫ب�إعتباره ��ا مو ّرد النفط العالم ��ي الأكثر موثوقية‪،‬‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪81‬‬


‫عالم الطاقة‬

‫النفط‬

‫على الرغم من الطفرة الأميركية الهيدروكربونية غير التقليدية‬

‫السعودية ستبقى مملكة النفط‬ ‫وضامنته اإلستراتيجية‬ ‫عل��ى الرغ��م من طفرة ال�صخر الزيت��ي النفطي في الوالي��ات المتحدة‪ ،‬ما زال��ت المملكة العربية‬ ‫ال�سعودي��ة تتحكّ م ب�أ�سواق الطاقة العالمي��ة‪ ،‬عك�س ما توقعه الخبراء‪ .‬التقري��ر التالي يلقي ال�ضوء‬ ‫على حقيقة ما يجري في �أميركا والدور الإ�ستراتيجي للنفط ال�سعودي في العالم‪.‬‬ ‫لندن ‪ -‬هاني مكارم‬ ‫تحم ��ل ق ��راءة ال�ص ��حف والمج�ل�ات‬ ‫في ه ��ذه الأي ��ام‪ ،‬عل ��ى الإعتق ��اد ب�أن‬ ‫طف ��رة الطاق ��ة الأميركي ��ة عل ��ى و�ش ��ك �أن تجعل‬ ‫المملك ��ة العربي ��ة ال�س ��عودية وبقي ��ة دول منظم ��ة‬ ‫"�أوبك" غير ذات �صلة ومن دون ت�أثير في �أ�سواق‬ ‫الطاقة وخارج اللعب ��ة النفطية الدولية‪ .‬التوقعات‬ ‫الأخيرة ال�ص ��ادرة عن وكالة الطاقة الدولية‪ ،‬على‬ ‫�س ��بيل المثال‪� ،‬أ�ش ��ارت الى �أن الوالي ��ات المتحدة‬ ‫�س ��تتجاوز ال�س ��عودية ك�أكب ��ر منتج للنف ��ط الخام‬ ‫ف ��ي العال ��م بحل ��ول الع ��ام ‪ ،2020‬وه ��و تطور من‬ ‫�ش� ��أنه �أن يطرح ت�ش ��كيك ًا ف ��ي دور المملك ��ة ب�أنها‬ ‫المز ّودة الإ�س ��تراتيجية للطاقة ف ��ي العالم‪ .‬ولكن‬ ‫مث ��ل ه ��ذه التو ّقع ��ات ‪ -‬المعتم ��دة‪ ،‬جزئي� � ًا عل ��ى‬ ‫الأقل‪ ،‬على الإكت�ش ��اف المت�س ��ارع وتطوير الموارد‬ ‫الهيدروكربوني ��ة غي ��ر التقليدي ��ة ف ��ي �أميركا ‪ -‬ال‬ ‫ت ��زال بعيدة من النقطة الأكي ��دة‪ .‬في الواقع‪ ،‬لقد‬ ‫ت � ّ�م بنا�ؤها حول العديد من المتغ ّيرات والتطورات‬ ‫الت ��ي يمكن �أن تتغير بم ��رور الوقت‪ ،‬والتي ال تنبئ‬ ‫بالت�أكي ��د بنهاية هيمن ��ة الطاقة ال�س ��عودية‪ .‬وكما‬ ‫�أن مناق�ش ��ة "ذروة النفط" تن ّب�أت كذب ًا وخط�أ في‬ ‫ال�س ��ابق ب�أن �إنتاج النفط في جمي ��ع �أنحاء العالم‬ ‫قد و�ص ��ل ‪� -‬أو ما يقرب جد ًا – ال ��ى �إنتاج الذروة‬ ‫توجه الر�أي‬ ‫الكلي‪ ،‬ف�إن مناق�شة "ال�صخر الزيتي" ّ‬ ‫العام �إلى عك�س ذلك‪.‬‬ ‫حت ��ى وكالة الطاق ��ة الدولية نف�س ��ها �إعترفت ب�أن‬ ‫كال الم�ص ��درين الم�س ��تقبليين للنف ��ط الخ ��ام‬ ‫الإ�ض ��افي وال�س ��عر يظ�ّل اّ ن مجهولين‪ .‬كما �أ�ش ��ار‬ ‫‪80‬‬

‫كبير الإقت�صاديين في وكالة الطاقة الدولية‪ ،‬فاتح‬ ‫بيرول‪ ،‬في ت�ش ��رين الثان ��ي (نوفمبر) ‪ ،2012‬الى‬ ‫�أن "�إحتياطات النفط الخفيف �أو ال�ض ّيق (النفط‬ ‫الزيت ��ي) لي�س ��ت معروف ��ة جي ��د ًا ‪� ...‬إذا ل ��م يتم‬ ‫�إكت�ش ��اف موارد �إ�ض ��افية جديدة في جميع �أنحاء‬ ‫العالم‪ ،‬و�إذا لم تكن الأ�سعار عالية كما هي الحال‬ ‫النفط في ال�سعودية‪� :‬ضامن للتغذية الدولية‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫اليوم‪ ،‬عندئذ قد نرى المملكة العربية ال�س ��عودية‬ ‫عادت الى كونها �أول منتج في العالم مرة �أخرى"‪.‬‬ ‫وم ��ن جهته ��ا توقع ��ت �إدارة معلوم ��ات الطاق ��ة‬ ‫الأميركية‪ ،‬في الوقت عينه‪� ،‬أن �إنتاج النفط الخام‬ ‫االميركي �سوف ي�صل �إلى ذروته في العام ‪،2020‬‬ ‫حيث و�ض ��عت �إحتياطات الواليات المتحدة ‪ 47‬في‬


‫مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجدّ دة‪ :‬خطوة �أولى لل�سيطرة على الإ�ستهالك‬

‫ال�س ��عودية والمركز ال�س ��عودي لكفاءة الطاقة في‬ ‫الجه ��ود الرامي ��ة �إلى الم�س ��اعدة في قي ��ام حوار‬ ‫وطني حول تخفي�ض دعم الطاقة المكلف وتوجيهه‬ ‫�إلى من هم في �أم�س الحاجة �إليه‪.‬‬ ‫مع ذلك‪� ،‬إذا �أرادت ال�س ��عودية ف ��ي الواقع الإرتقاء‬ ‫�إلى م�س ��توى التحدّي‪ ،‬ف�إنها �س ��تكون في حاجة �إلى‬ ‫تب ّني حوافز �سعرية ت�ستطيع تغيير العقلية ال�سائدة‬ ‫داخ ��ل المملكة‪ .‬بالفعل‪ ،‬يجري تنفيذ �إ�س ��تراتيجية‬ ‫و�س ��ائل النق ��ل العام ‪ -‬بم ��ا في ذلك نظ ��ام المترو‬ ‫والبا�ص ��ات ‪ -‬ف ��ي المناطق الح�ض ��رية الرئي�س ��ية‬ ‫و�إنت ��اج الطاق ��ة �أ�ص ��بح �أكثر كف ��اءة‪ .‬ولكن‪ ،‬هناك‬ ‫حاجة الى فعل �أكثر من ذلك‪ .‬الكفاءة على م�ستوى‬ ‫الأ�س ��رة ال ب ��د منه ��ا‪ ،‬لأن ذل ��ك هو الم ��كان الذي‬ ‫ي�ستهلك نحو ‪ 55‬في المئة من الكهرباء (في الغالب‬ ‫على تكييف الهواء)‪ .‬على وجه الخ�ص ��و�ص‪ ،‬ينبغي‬ ‫�أن تك ��ون المنازل المو ِّفرة للطاق ��ة هي المعيار‪� ،‬إذ‬ ‫�أن نحو ‪ 70‬في المئة منها حالي ًا لي�ست لديها عوازل‬ ‫كافية‪ .‬ويمكن �أي�ض� � ًا تخفي�ض �إ�ستهالك النفط من‬ ‫خالل �إعتماد م�ص ��ادر طاقة متجددة متقدمة مثل‬ ‫الطاق ��ة ال�شم�س ��ية‪ ،‬حيث تتمت ��ع المملك ��ة العربية‬ ‫ال�سعودية بميزة ن�سبية في هذا المجال‪.‬‬ ‫ولكن الوقت ينفد لإجراء �إ�ص�ل�احات‪ .‬وفق ًا لوكالة‬

‫على �أ�سا�س �سنوي للفرد الواحد‪،‬‬ ‫يبلغ الإ�ستهالك في ال�سعودية �ضعف‬ ‫نظيره في الواليات المتحدة وحول‬ ‫�أربع مرات نظيره في �ألمانيا التي لديها‬ ‫�إقت�صاد يوازي خم�سة �أ�ضعاف حجم‬ ‫�إقت�صاد المملكة‬ ‫الت�ص ��نيف الدولي ��ة "فيت� ��ش"‪ ،‬لق ��د �إرتفع �س ��عر‬ ‫التع ��ادل للنف ��ط في المملك ��ة العربية ال�س ��عودية‪،‬‬ ‫ال�سعر الذي على �أ�سا�سه تغطي العائدات النفطية‬ ‫تكاليف النفقات‪ ،‬من ما يزيد قلي ًال على ‪ 40‬دوالر ًا‬ ‫للبرمي ��ل في الع ��ام ‪� 2008‬إل ��ى ‪ 76‬دوالر ًا للبرميل‬ ‫في العام ‪ .2012‬و�إذا �إ�س ��تمر �إرتفاع الإنفاق العام‬ ‫على النمط الحالي‪ ،‬ف�إن �سعر التعادل �سيرتفع �إلى‬ ‫م�ستويات ال يمكن تح ّملها‪ .‬ويفيد الخبراء ب�أنه من‬ ‫الممكن للمملكة العربية ال�سعودية �أن تح ّد الإنفاق‬ ‫كي ي�ص ��ل �س ��عر التع ��ادل ال ��ى ‪ 50‬دوالر ًا للبرميل‬

‫وتعال ��ج وتواجه ف ��ي الوقت عينه جمي ��ع �إلتزامات‬ ‫الأجور ف ��ي القطاع العام والإلتزام ببرنامج �إنفاق‬ ‫محافظ‪ .‬و�إذا هبطت �أ�سعار النفط �إلى ‪ 80‬دوالر ًا‬ ‫في العام ‪ ،2014‬ف�إن الفوائ�ض الموجودة �س ��تكون‬ ‫كافية حتى العام ‪ ،2030‬ولمدة �أطول �إذا �إنخف�ض‬ ‫الإنف ��اق تدريج� � ًا وفق ًا لأهداف محددة متو�س ��طة‬ ‫الأجل‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى لدى المملك ��ة مجال كبير للتنف�س‬ ‫على �أ�سا�س ح�ساب �صافي �أ�صولها الأجنبية‪ ،‬التي‬ ‫هي قريبة من حجم �إقت�ص ��ادها البالغ ‪ 711‬مليار‬ ‫دوالر في العام ‪ .2012‬وهي بالتالي ت�ش ّكل �إحتياط ًا‬ ‫وع ��از ًال مالي ًا هائ�ل ً�ا يمكن �إ�س ��تخدامه �إذا �أرادت‬ ‫الحكومة ت�سهيل النفقات على المدى المتو�سط​​‪.‬‬ ‫وقد ذهب بع�ض المحللين بعيد ًا حيث تنب�أ ب�صدمة‬ ‫نفطية كما حدث ف ��ي العام ‪ ،1986‬عندما هبطت‬ ‫الأ�س ��عار م ��ن ‪ 27‬دوالر ًا للبرمي ��ل الى م ��ا دون ‪10‬‬ ‫دوالرات للبرمي ��ل‪ .‬لكن هبوط �أ�س ��عار النفط �إلى‬ ‫‪ 50‬دوالر ًا للبرمي ��ل في ال�س ��نوات المقبلة �إحتمال‬ ‫منخف� ��ض لأن ع�ص ��ر النف ��ط الرخي�ص ق ��د و ّلى‪.‬‬ ‫الكثير �س ��وف يتح ّول الى الطل ��ب‪ ،‬والذي يتوقع له‬ ‫�أن ينم ��و ما بين ‪ 100‬مليون الى ‪ 120‬مليون برميل‬ ‫يومي� � ًا بحلول الع ��ام ‪ ،2035‬من �أكثر بقليل من ‪89‬‬ ‫ملي ��ون برميل حالي ًا‪ ،‬وفق ًا لوكال ��ة الطاقة الدولية‬ ‫و�إدارة معلوم ��ات الطاقة الأميركي ��ة على التوالي‪.‬‬ ‫علم� � ًا �أن هام�ش التكلفة النفطية بالن�س ��بة الى ‪50‬‬ ‫�أكب ��ر منتج للم ��واد الهيدروكربونية على م�س ��توى‬ ‫العال ��م‪ ،‬في الوقت عينه‪ ،‬قد �إرتفع بن�س ��بة ‪ 11‬في‬ ‫المئ ��ة في العام على �أ�س ��ا�س �س ��نوي ‪ -‬تم�ش ��ي ًا مع‬ ‫الإتجاهات التاريخية‪.‬‬ ‫حالي� � ًا‪ ،‬يحوم هام� ��ش التكلفة ح ��ول ال‪ 100‬دوالر‬ ‫للبرمي ��ل‪ .‬والإدعاء ب�أن الأ�س ��عار �س ��وف تنخف�ض‬ ‫ب�س ��بب بدائل النفط في قط ��اع النقل ‪ -‬مثل الغاز‬ ‫الطبيعي الم�ض ��غوط‪ ،‬والميثانول‪ ،‬والكهرباء ‪ -‬قد‬ ‫يك ��ون �ص ��حيح ًا‪ ،‬على الرغم من �أن ه ��ذه البدائل‬ ‫موجودة منذ فترة طويلة ولديها جميعها �سلبياتها‬ ‫‪ .‬ومع ذلك‪� ،‬إن هدف ال�سيا�سة النفطية ال�سعودية‬ ‫ال يقوم على رفع الأ�س ��عار ب�أي تكلفة كي ت�س ��تطيع‬ ‫تمويل �إلتزاماتها المالية‪ .‬يمكن تطبيق الإن�ضباط‬ ‫المالي عند ال�ض ��رورة من دون تعري�ض �إحتياجات‬ ‫التنمي ��ة في الب�ل�اد لأي خطر‪� .‬إن طف ��رة الطاقة‬ ‫ف ��ي الواليات المتح ��دة هي �أمر �إيجاب ��ي وتحويلي‬ ‫للجمي ��ع‪ ،‬ولكنه ��ا من غي ��ر المحتمل �أن ت�س ��تطيع‬ ‫الدفع الى تحويل ندرة الطاقة العالمية �إلى نموذج‬ ‫وفير فيه الكثير منها‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪83‬‬


‫عالم الطاقة ¶ النفط‬ ‫في الوقت نف�سه‪ ،‬ال يرقى �إليه ال�شك‪ .‬لقد �ساعدت‬ ‫الريا�ض م ��رار ًا وتك ��رار ًا على تحقيق الإ�س ��تقرار‬ ‫في �س ��وق النفط العالمي ��ة والحفاظ على �أ�س ��عار‬ ‫منخف�ض ��ة من خالل زيادة �إنت ��اج نفطها ‪ -‬المرة‬ ‫الأولى كان ��ت في منت�ص ��ف ‪ 2011‬لتعوي�ض نق�ص‬ ‫الإم ��دادات من ليبيا‪ ،‬ومرة �أخرى في �أوائل ‪2012‬‬ ‫رد ًا على التوت ��رات بين الواليات المتحدة و�إيران‪.‬‬ ‫ف ��ي ذلك الوق ��ت‪ ،‬زادت ال�س ��عودية �إنت ��اج نفطها‬ ‫ال ��ى �أعلى م�س ��توى ف ��ي ‪ 30‬عام ًا ال ��ى ‪ 10‬ماليين‬ ‫برميل يومي ًا‪ .‬وقد جاء ذلك بعد الجهود ال�س ��ابقة‬ ‫لتعوي�ض نق�ص الإمدادات خالل حربي الخليج في‬ ‫عامي ‪ 1991‬و‪ ،2003‬والإ�ض ��راب العام الفنزويلي‬ ‫‪ .2003-2002‬حالي ًا‪ ،‬لدى المملكة ال�سعودية قدرة‬ ‫عل ��ى �إنتاج ‪ 12.5‬مليون برمي ��ل يومي ًا‪ ،‬وبين ‪2.5‬‬ ‫و ‪ 3.5‬ملي ��ون برميل يومي ًا م ��ن الطاقة الإنتاجية‬ ‫الفائ�ضة لتلبية �إحتياجات نق�ص �إمدادات الطاقة‬ ‫العالمي ��ة‪ .‬ويم ّثل �إنتاج ال�س ��عودية �أكثر من ‪ 50‬في‬ ‫المئ ��ة من الطاق ��ة الإنتاجي ��ة الفائ�ض ��ة الدولية‪.‬‬ ‫وبعبارة �أخرى‪� ،‬إن ال�ص ��خر الزيت ��ي الأميركي ما‬ ‫زال بعي ��د ًا ج ��د ًا من ت�ش ��ريد وتغيي ��ر دور المملكة‬ ‫العربية ال�س ��عودية بو�ص ��فها �إحتياطي البترول في‬ ‫العالم بحكم الواقع الإ�ستراتيجي‪.‬‬ ‫ولك ��ن حت ��ى �إذا كان ��ت ال�س ��عودية �آمن ��ة على قمة‬ ‫ال�سل�س ��لة الغذائية للطاقة العالمية‪ ،‬ف�إنها �ستكون‬ ‫ف ��ي حاج ��ة �إل ��ى �إج ��راء �إ�ص�ل�احات كبي ��رة ف ��ي‬ ‫ال�س ��نوات المقبل ��ة‪ .‬بالن�س ��بة الى الج ��زء االكبر‪،‬‬ ‫تم ّكنت المملكة م ��ن �إدارة ثروتها النفطية بحكمة‬ ‫وب�ش ��كل معقول‪ .‬في غ�ض ��ون عقدين م ��ن الزمن‪،‬‬ ‫عرف ��ت تح�س ��ن ًا مثي ��ر ًا للإعجاب ف ��ي العديد من‬ ‫م�ؤ�ش ��رات التنمية الب�ش ��رية‪ .‬فقد �إنخف�ضت ن�سبة‬ ‫الإعال ��ة فيها‪ -‬ن�س ��بة النا� ��س في �س ��ن العمل �إلى‬ ‫من هم في �س ��ن غير العاملي ��ن‪ -‬من ‪ 79‬في المئة‬ ‫ف ��ي ‪ 1990‬الى ‪ 49,5‬ف ��ي المئة في الع ��ام ‪،2011‬‬ ‫وه ��ذا الرقم هو �أقل من متو�س ��ط​​منظمة التعاون‬ ‫والتنمي ��ة‪ .‬وبالمث ��ل‪ ،‬بي ��ن عام ��ي ‪ 2003‬و ‪،2012‬‬ ‫�إرتفع ن�ص ��يب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي‬ ‫تو�س ��ع االقت�صاد ونما بما‬ ‫‪ 250‬في المئة‪ ،‬في حين ّ‬ ‫يقرب من ثالثة �أ�ضعاف ون�صف‪.‬‬ ‫لكن م�ستقبل المملكة يتو ّقف على قدرتها على كبح‬ ‫ال�شهية المحلية للح�ص ��ول على الطاقة‪� .‬إن تحمل‬ ‫النف ��ط العبء الأكبر ل�ض ��مان �إي ��رادات الحكومة‬ ‫وال�صادرات واقع ال يمكن �إنكاره‪ .‬مع ذلك‪ ،‬هناك‬ ‫عالمة م�ش ��جعة تكمن في �أن م�س ��اهمة النفط في‬ ‫النات ��ج المحل ��ي الإجمال ��ي ف ��ي الب�ل�اد �آخذة في‬ ‫‪82‬‬

‫النفط غير التقليدي قد ال ي�ؤدي‬ ‫بال�ضرورة �إلى �إنخفا�ض الأ�سعار‬ ‫في محطات البنزين‪ ،‬باال�ضافة الى‬ ‫ديناميكية العر�ض والطلب‪ ،‬ف�إن‬ ‫�أ�سعار النفط تحددها �أي�ض ًا الأحداث‬ ‫الجيو�سيا�سية العالمية‬ ‫الإنخفا�ض ‪ -‬من ‪ 65‬في المئة في العام ‪� 1973‬إلى‬ ‫�أقل م ��ن ‪ 30‬في المئة العام الما�ض ��ي‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫ينبغي على المملكة خف�ض الإ�ستهالك المحلي من‬ ‫�أجل الحفاظ على القدرة الت�ص ��ديرية‪ .‬على مدى‬ ‫ال�سنوات القليلة الما�ضية‪ ،‬العديد من المراقبين‪،‬‬ ‫�أولهم الرئي�س التنفيذي ل�ش ��ركة �أرامكو ال�سعودية‬ ‫خال ��د الفال ��ح‪ ،‬ن ّبه العال ��م من الإرتف ��اع المرعب‬ ‫لمع ��دل �إ�س ��تهالك النف ��ط المحل ��ي ف ��ي المملكة‬ ‫ال�سعودية‪.‬‬ ‫على �أ�سا�س �سنوي للفرد الواحد‪ ،‬يبلغ الإ�ستهالك‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫في ال�سعودية �ض ��عف نظيره في الواليات المتحدة‬ ‫وح ��ول �أربع م ��رات نظيره في �ألماني ��ا‪ ،‬التي لديها‬ ‫�إقت�ص ��اد يوازي خم�س ��ة �أ�ض ��عاف حجم �إقت�ص ��اد‬ ‫المملك ��ة‪ .‬كم �أن الإ�س ��تخدام الفردي للطاقة �آخذ‬ ‫ف ��ي االرتفاع �أي�ض� � ًا‪ ،‬وبي ��ن عام ��ي ‪ 2000‬و‪،2010‬‬ ‫قف ��ز الإ�س ��تهالك المحل ��ي للنفط بن�س ��بة ‪ 30‬في‬ ‫المئ ��ة – وهي فر�ص ��ة تكلفة كبي ��رة للمملكة‪ .‬في‬ ‫الع ��ام ‪� ،2012‬إِ�س� �تُهلك ‪ 22‬في المئ ��ة من �إجمالي‬ ‫ي�شجع الوقود‬ ‫�إنتاج النفط ال�س ��عودي محلي ًا‪ ،‬حيث ِّ‬ ‫المدعوم ب�شدة تبذير الطاقة‪.‬‬ ‫الواقع �أن و�ض ��ع الطاقة في المملك ��ة مقلق‪ ،‬ولكن‬ ‫يمك ��ن حله‪ .‬لقد واجهت �أميركا م�أزق ًا مماث ًال قبل‬ ‫الع ��ام ‪ ،1973‬عندما كان �إ�س ��تهالك الطاقة ينمو‬ ‫بمع ��دل �أكث ��ر من ‪ 3‬في المئة �س ��نوي ًا‪ .‬ف ��ي �أعقاب‬ ‫�ص ��دمات الأ�س ��عار النفطية في �س ��بعينات القرن‬ ‫الفائت‪� ،‬أ�ص ��بح الإقت�ص ��اد الأميرك ��ي �أكثر كفاءة‬ ‫ف ��ي �إ�س ��تخدام الطاقة الت ��ي نما �إ�س ��تهالكها بعد‬ ‫‪ 1973‬بمعدل �أقل من ‪ 1‬في المئة �س ��نوي ًا‪ .‬يبدو �أن‬ ‫المملكة العربية ال�سعودية �إتخذت خطوات مماثلة‬ ‫لتح�س ��ين الكفاءة‪ .‬على �س ��بيل المثال‪� ،‬شهد العام‬ ‫‪� 2010‬إن�شاء مدينة الملك عبداهلل للطاقة الذرية‬ ‫والمتج� �دّدة‪ ،‬ف�ض�ل ً�ا عن م�ش ��اركة �ش ��ركة �أرامكو‬


‫تح� � ّوالت م�ص ��يرية تقت�ض ��ي و�س ��ائل مواجه ��ة غير‬ ‫تقليدية"‪.‬‬ ‫وترتك ��ز خط ��ة الحركة عل ��ى المطالب ��ة بالعمل على‬ ‫�إعادة ب ��راءة الذم ��ة للبلدية وحق ال�ش ��فعة‪ ،‬و�إجراء‬ ‫الإح�صاءات العلمية حول حركة البيع وهوية ال�شاري‬ ‫والبائع‪ ،‬ف�ض ًال عن فتح مكاتب للحركة في المناطق‪،‬‬ ‫�إ�ض ��افة �إل ��ى التو�ص ��ل �إل ��ى ميثاق �ش ��رف تو ّقعه كل‬ ‫القيادات الم�سيحية يق�ضي بالت�صدي لبيع االرا�ضي‬ ‫وغيره من البنود‪.‬‬ ‫ومن المالحظ �أن م�ساحات �شا�سعة من الأرا�ضي تباع‬ ‫منذ �سنوات‪ ،‬للأجانب‪ ،‬وال �سيما للخليجيين‪ ،‬رغم �أن‬ ‫الم�س ��احة المحدّدة للأجانب في المادة ال�سابعة من‬ ‫قان ��ون التملك ه ��ي ‪ %3‬في كل ق�ض ��اء و� اّأل تتعدى في‬ ‫محافظة بيروت ‪ %10‬من مجموع م�ساحتها‪ ،‬وم�ساحة‬ ‫الأر� ��ض المباع ��ة ال يجب �أن تتخطى ال� �ـ‪ 3000‬متر ًا‪،‬‬ ‫وف ��ي حال تخطيها هذه الم�س ��احة على �ص ��احبها �أن‬ ‫ترخي�صا بذلك من مجل�س الوزراء ‪.‬‬ ‫ي�ست�صدر‬ ‫ً‬ ‫وف ��ي �آخ ��ر ف�ص ��ول حكاية "بيع الأرا�ض ��ي" يك�ش ��ف‬ ‫الدويه ��ي عن �ص ��فقة لبيع �أر�ض في �س ��رعين التحتا‬ ‫البقاعي ��ة‪ ،‬حي ��ث ورثة الراحل ريم ��ون رزق يحاولون‬ ‫بي ��ع قطعة �أر�ض في و�س ��ط البلدة ال ��ى غرباء‪ ،‬فيما‬ ‫يبحث الدويهي في �إمكانية الت�صدّي لها‪.‬‬ ‫�سبق ذلك كالم عن بيع قطعة �أر�ض �شا�سعة في بلدة‬ ‫�ص� � َّباح ‪ -‬ق�ض ��اء جزين‪ ،‬يملكها ورثة حبيب با�س ��يل‬ ‫وم�س ��احتها ‪ 40‬دون ًما (‪ 40‬الف مت ��ر مربع) على تلة‬

‫ت�شرف على البلدة والمنطقة‪ ،‬لأميرة خليجية‪.‬‬ ‫وقبلها �أقدمت �ش ��ركة كويتية على �شراء م�ساحة نحو‬ ‫‪� 40‬أل ��ف متر مربع من الأرا�ض ��ي في منطقة �ض ��هر‬ ‫ال�ص ��وان الجبلية‪ ،‬و�أر�ض �أخرى م�ساحتها نحو ‪120‬‬ ‫�أل ��ف مت ��ر مربع ف ��ي منطق ��ة النع�ص‪ -‬بحر�ص ��اف‬ ‫(بكفيا) الجبلية‪� ،‬أقدم على �ش ��رائها ال�ش ��يخ خليفة‬ ‫بن زايد رئي�س دولة االمارات العربية المتحدة حاكم‬ ‫�أبوظبي‪ ،‬وذلك لبناء ق�صر �ضخم عليها‪.‬‬ ‫وم�سل�سل البيع ال يتوقف‪ ،‬وفي بع�ض حلقاته �إ�ستثمار‬ ‫�إماراتيين في م�شروع مارينا �شمال العا�صمة بيروت‬ ‫وم�س ��احته ‪ 195‬الف متر مربع‪ ،‬فيم ��ا كان بنك دبي‬

‫الم�سيحيون ي�ساهمون في جعل‬ ‫هوية مناطقهم "خليجية الهوى"‪،‬‬ ‫وتفيد درا�سة الرابطة المارونية ب�أن‬ ‫الم�ساحات التي باعها الم�سيحيون‬ ‫و�صلت �إلى ‪ 33‬مليون متر مربع �إ�ضافة‬ ‫الى ‪ 108‬ماليين متر مربع م�ستولى‬ ‫عليها حتى ني�سان (�إبريل) ‪2012‬‬

‫الإ�س�ل�امي قد �إ�شترى قطعة �أر�ض م�ساحتها ‪� 50‬ألف‬ ‫م‪.‬م‪ .‬في منطقة المن�صورية �شرق العا�صمة بيروت‪،‬‬ ‫بعدما بيعت �س ��بع ع�شرة قطعة �أر�ض كبيرة في العام‬ ‫‪ ،2011‬والي ��وم ثم ��ة ‪ 115421‬م‪.‬م‪ .‬م ��ن الأرا�ض ��ي‬ ‫معرو�ضة للبيع �أ�ضخمها في ق�ضاء زغرتا‪....‬‬ ‫ولم ت�س ��لم �إحدى تالل حاري�ص ��ا من تم ّلك الأجانب‬ ‫له ��ا‪ ،‬وفي ذل ��ك يقول النائ ��ب نعمة اهلل �أبي ن�ص ��ر‬ ‫(المتابع لحركة البيع وال�ش ��راء)‪�" :‬إن �أمير ًا �سعودي ًا‬ ‫�إ�ش ��ترى خم�سة عقارات تقع على ه�ضبة تلة ال�صليب‬ ‫في دلبتا ‪ -‬ك�س ��روان الم�ش ��رفة عل ��ى البحر بموجب‬ ‫مر�س ��وم رقمه ‪ ،"7938‬ما �أدى �إلى �إعترا�ض الأهالي‬ ‫ف ��ي عري�ض ��ة عنوانها "�أرا�ض ��ي دلبتا لي�س ��ت للبيع"‬ ‫ووقعها حوالي ‪� 200‬شخ�ص وراجعوا بكركي‪.‬‬ ‫وم ��ن هنا ف� ��إن الم�س ��يحيين ي�س ��اهمون بجعل هوية‬ ‫مناطقه ��م "خليجي ��ة اله ��وى"‪ ،‬وه ��ذا م ��ا تبرهن ��ه‬ ‫الدرا�سة التي و�ض ��عتها "الرابطة" �أمام المرجعيات‬ ‫الم�س ��يحية والتي تفيد ب� ��أن الم�س ��احات التي باعها‬ ‫الم�س ��يحيون بي ��ن تاري ��خ ‪ 2007-1-1‬حت ��ى نهاي ��ة‬ ‫ني�س ��ان (�إبري ��ل) ‪ 2012‬و�ص ��لت �إل ��ى ‪ 33‬مليون متر‬ ‫مربع �إ�ض ��افة ال ��ى ‪ 108‬ماليين متر مربع م�س ��تولى‬ ‫عليها‪ ،‬وهي على ال�شكل التالي‪:‬‬ ‫• ف ��ي بيروت و�ض ��واحيها تبلغ م�س ��احة الأرا�ض ��ي‬ ‫الم�س ��يحية المباع ��ة ‪ 1,800,000‬مت ��ر مرب ��ع‪،‬‬ ‫بالإ�ضافة الى و�ض ��ع اليد على ‪ 2,000,000‬متر‬ ‫مربع؛‬ ‫�أرا�ضي الم�سيحيين‬ ‫للبيع في لبنان‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪85‬‬


‫تحقيق ال�شهر‬

‫الدولة تتجاهل الأمر و�أهل ال�سيا�سة غير معنيين!‬

‫بيع أراضي المسيحيين في لبنان‬ ‫ممنهج ّ‬ ‫يهدد الديموغرافيا ونسيج البالد‬ ‫�إل��ى �أي��ن يتج��ه الم�سيحي من خ�لال لجوئه �إل��ى بيع��ه �أر�ضه في‬ ‫لبنان؟ ولماذا يقوم بذلك؟ �س�ؤال بات من ال�ضروري طرحه في ظل‬ ‫ال�صرخة التي �أطلقتها حركة "الأر�ض �أر�ضنا " �أخير ًا خ�صو�ص ًا بعدما‬ ‫فاقت الم�ساح��ات المباعة التي حوّلها �إغ��راء العملة الخ�ضراء الى‬ ‫م�ستثمرين جدد ن�سبة الـ ‪ " .%46‬فالق�ضم متوا�صل على قدم و�ساق‬ ‫للج�س��م الم�سيحي في الدولة اللبناني��ة‪ ...‬وكذلك على الأر�ض"‪.‬‬ ‫والمالح��ظ �أن ال رادع حتى اليوم يردع كبار المتموّلين والملاّ كين‬ ‫الم�سيحيين عن بيع ماليين الأمتار بحجة الي�أ�س والإحباط والخوف‬ ‫من الم�ستقبل‪ ...‬والم�س�ألة بب�ساطة لم تعد مجرد حاجة �إنما �سيا�سة‬ ‫ممنهجة تهدّ د الديموغرافيا كما التاريخ والجغرافيا في لبنان‪.‬‬

‫‪84‬‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫بيروت ‪ -‬مازن مجوز‬ ‫ف ��ي �أواخ ��ر تم ��وز (يولي ��و) الفائ ��ت‬ ‫�أعل ��ن ع�ض ��و الرابط ��ة المارونية طالل‬ ‫الدويهي‪ ،‬ت�أ�س ��ي�س "حركة الأر�ض اللبنانية‪ ،‬الأر�ض‬ ‫�أر�ضنا"‪ ،‬بهدف و�ضع �آل ّية لح ّل ظاهرة بيع الأرا�ضي‬ ‫م ��ن قبل الم�سي�س ��حيين و�إيجاد ال�ص ��يغة التي ت�ؤ ّمن‬ ‫بقاءه ��م حفاظ� � ًا عل ��ى الديموغرافي ��ا وعل ��ى لبنان‬ ‫الموحد‪.‬‬ ‫الواحد ّ‬ ‫الواق ��ع الذي و�ص ��لت �إلي ��ه حركة بيع الأرا�ض ��ي في‬ ‫لبنان ال �س ��يما لدى الم�سيحيين دفعت بالدويهي �إلى‬ ‫دعوة البطريرك الماروني الكاردينال ب�شارة بطر�س‬ ‫الراعي و�سائر البطاركة والأ�ساقفة الم�سيحيين الى‬ ‫"�إعالن موقف حازم من هذه الم�س�ألة الم�صيرية‪،‬‬ ‫والت�ش ��هير بغي ��ر الملت ��زم‪ ،‬لأن المرحل ��ة هي مرحلة‬


‫المتروبوليت با�سيليو�س من�صور‪:‬‬ ‫من يبيع �أر�ضه لي�س عنده �شرف‬

‫النائب فريد الخازن‪ :‬تعديل قانون تملك‬ ‫الأجانب على نار حامية‬

‫طريق ��ة " ال ��وكاالت اليهودي ��ة"‪ .‬وه ��ذا م ��ا يعتمده‬ ‫في �س ��احل ال�ش ��وف‪ ،‬ال ��ذي يتع ّر�ض لق�ض � ٍ�م ممن َهج‬ ‫م ��ن جهات قريبة منه‪ ،‬وهو يحاول و�ص ��ل ال�ض ��احية‬ ‫الجنوبي ��ة بالجنوب‪ ،‬ويدفع الم�ش ��ترين ال�ش ��يعة �إلى‬ ‫ال�ش ��راء في ال�س ��عديات والد ّبية والج ّية و�ص ��و ًال �إلى‬ ‫الدامور وبقية القرى الم�سيحية"‪.‬‬ ‫وفي الأمثلة ما ح�صل في الدلهمية مع روبير مع ّو�ض‪،‬‬ ‫ال ��ذي باع نح ��و ‪ 3.5‬ماليي ��ن متر مرب ��ع‪ ،‬وفي بلدة‬ ‫الم�ش ��رف‪ ،‬حي ��ث بيعت ‪ 4‬ماليين متر مربع ل�ش ��ركة‬ ‫ت ��اج الدي ��ن التي يملكها قا�س ��م ت ��اج الدي ��ن الم�ؤيد‬ ‫لحزب اهلل والذي و�ض ��عته وزارة الخزانة الأميركية‬ ‫على الئحة الداعم للإرهاب‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من �إت�س ��اع الكالم ع ��ن هذه الظاهرة‪،‬‬ ‫ف�إن تقل�ص ن�س ��بة وجود الم�س ��يحيين على الأرا�ضي‬ ‫اللبناني ��ة م�س ��تمر‪ ،‬فبعدم ��ا كان ��وا يملك ��ون ‪ 76‬في‬ ‫المئة من الأرا�ض ��ي لحظة قيام دول ��ة لبنان الكبير‪،‬‬ ‫تق ّل�ص هذا الح�ض ��ور �إلى ‪ 37‬في المئة �س ��نة ‪،2013‬‬ ‫وهو يتد ّنى ب�ش ��كل كبير ب�س ��بب عر�ض الم�س ��يحيين‬ ‫ممتلكاتهم للبيع‪� ،‬إذ فاق حجم العر�ض حجم الطلب‪.‬‬ ‫ت�ص ��ريحات رج ��ال الدي ��ن الم�س ��يحيين‪ ،‬نجدها ال‬ ‫تخلو من دعوة �أبناء الطائفة �إلى التم�س ��ك بالأر�ض‬ ‫وع ��دم بيعه ��ا و�أبرز م ��ا ي�س ��توقفنا في ه ��ذا الإطار‬ ‫ت�ص ��ريح البطري ��رك المارون ��ي الكاردينال ب�ش ��ارة‬ ‫بطر� ��س الراعي في التا�س ��ع م ��ن �آب (�أغ�س ��ط�س)‬ ‫الفائ ��ت والذي دعا فيه الم�س ��يحيين ال ��ى مزيد من‬ ‫التم�س ��ك ب�أر� ��ض الأجداد و�إيمانه ��م والتجذر فيها ‪،‬‬ ‫لأن االر� ��ض هي هوي ��ة الم�ؤمنين وذلك خالل زيارته‬ ‫الى بلدتي قنيور وعبدين‪ -‬ق�ضاء ب�شري ‪.‬‬ ‫وتفيد �أو�س ��اط بكركي ب� ��أن عمليات البيع ال�ض ��خمة‬ ‫تح ��دث تغيي ��ر ًا ديموغرافي� � ًا ي� ��ؤدي الى فرز �س ��كان‬ ‫لبنان‪.‬‬ ‫وق ��د �أدّى تفاع ��ل ه ��ذه الق�ض ��ية ال ��ى دف ��ع مجل� ��س‬ ‫المطارن ��ة الموارن ��ة �إل ��ى �أن يهي ��ب "بالمالكي ��ن‬ ‫الكب ��ار ع ��دم تحوي ��ل الأَر�ض �س ��لعة تجاري ��ة بحتة‪،‬‬

‫النائب �إيلي ماروني‪:‬‬ ‫الأرقام مخيفة‬

‫ب ��ل ت�أكي ��د محبتهم له ��ا‪ ،‬والمحافظ ��ة عليه ��ا لأَنها‬ ‫ت�ض ��من وجودهم وم�ستقبل �أَوالدهم وتحفظ هويتهم‬ ‫وتقاليدهم وكراماتهم"‪.‬‬ ‫بدوره ي�صف رئي�س �أ�ساقفة بيروت للموارنة المطران‬ ‫بول�س مطر مو�ضوع تملك الأجانب ب "الهم الوطني‬ ‫الكبي ��ر" لما للأر� ��ض من قيمة ف ��ي المحافظة على‬ ‫الأوط ��ان و�أهله ��ا ‪ ،‬معتب ��ر ًا �أن م�س� ��ؤول َّية المحافظة‬ ‫على �أر�ض لبنان هي م�س� ��ؤول َّية م�ش ��تركة بين الدَّولة‬ ‫والمواطن‪.‬‬ ‫�أما الكني�س ��ة فتعتبر على ل�س ��ان النائب البطريركي‬ ‫العام المطران كميل زيدان‪� ،‬أن "�سبب بيع االرا�ضي‬ ‫بكمي ��ات كبيرة ال ��ى الأجانب هو القان ��ون الذي بات‬ ‫قديم� � ًا وبحاج ��ة ال ��ى تعديل‪ ،‬خ�صو�ص� � ًا بع ��د مرور‬ ‫�س ��نوات عدّة على و�ض ��عه"‪ .‬فالقان ��ون يعطي مهلة ‪5‬‬ ‫�س ��نوات للأجنبي لي�ش ��يد البناء و‪� 5‬س ��نوات ليجدد‪،‬‬ ‫فمن يطبق القانون؟ ي�س�أل زيدان ‪.‬‬ ‫وبر�أي راعي �أبر�شية عكار وتوابعها للروم الأرثوذك�س‬ ‫المتروبولي ��ت با�س ��يليو�س من�ص ��ور‪ ،‬ب� ��أن "من يبيع‬ ‫�أر�ض ��ه لي� ��س عن ��ده �ش ��رف‪ .‬كل حجر محل ��ه قنطار‬ ‫وهذه امانة في عنق الكبير وال�ص ��غير و�سي�أتي الرب‬ ‫وي�س�ألنا ماذا فعلتم في حياتكم؟"‪.‬‬

‫مجل�س المطارنة الموارنة ‪:‬‬ ‫"نهيب بالمالكين الكبار عدم‬ ‫تحويل الأَر�ض �سلعة تجارية بحتة‪،‬‬ ‫بل ت�أكيد محبتهم لها‪ ،‬والمحافظة‬ ‫عليها لأَنها ت�ضمن وجودهم وم�ستقبل‬ ‫�أَوالدهم وتحفظ هويتهم‬ ‫وتقاليدهم وكراماتهم"‬

‫رئي�س المجل�س العام الماروني وديع الخازن‪:‬‬ ‫الو�ضع �صعب‬

‫"�إن اخط ��ر �ش ��يء عل ��ى االن�س ��ان‪ :‬لي� ��س ان يلغي ��ه‬ ‫االخ ��رون بل ان يلغي نف�س ��ه بنف�س ��ه‪� ،‬أو �أن ي�ش ��تريه‬ ‫االخ ��رون‪ .‬ب ��ل الخط ��ر الأكب ��ر عندما يحدد �س ��عره‬ ‫في�ص ��بح معرو�ض ��ا للبيع ق�ض ��ية و�أر�ض ��ا وعر�ضا"‪،‬‬ ‫يق ��ول رئي�س الإتح ��اد الكاثوليكي العالمي ل�ص ��حافة‬ ‫لبنان االب طوني خ�ضرا‪.‬‬ ‫ويدعو �إلى "وقف عر�ض �أرا�ض ��ينا و�أعرا�ض ��نا للبيع‬ ‫مقاب ��ل حفنة م ��ن المال‪ .‬فهل ن�س ��ينا ب�أننا م�ؤ�س�س ��و‬ ‫هذا الوط ��ن و ُبناته؟ وب�أننا رواد علم وثقافة و�إبداع؟‬ ‫لنعد الى دورنا الوطني الم�ؤ�س�س �سيا�سي ًا و�إجتماعي ًا‬ ‫وثقافي ًا‪ ،‬لذلك ال يحق لنا ان نتحول الى رواد �سياحة‬ ‫و�سما�سرة لبيع �أرا�ضينا ومبادئنا و�أخالقنا"‪.‬‬ ‫وكما رج ��ال الدين فق ��د حر�ص �أهل ال�سيا�س ��ة على‬ ‫الإدالء بدلوهم في هذه الق�ض ��ية حيث ي�شير النائب‬ ‫�أبي ن�صر �إلى �أن "رئي�س البلدية ال ي�ستطيع �أن يوقف‬ ‫عملي ��ة البيع"‪ ،‬الفت ��ا �إلى �أنّ " لجن ��ة الإدارة والعدل‬ ‫لم تتو�ص ��ل بعد �إلى و�ضع �سقف لكل �أجنبي بالن�سبة‬ ‫الى الم�س ��احة الم�سموح �ش ��را�ؤها حتى ولو كان ذلك‬ ‫بموج ��ب ترخي� ��ص"‪ ،‬مذ ّك ��را" ب"�أنن ��ا ن�س ��عى من‬ ‫خالل القانون الذي تقدمنا به في �شباط (فبراير)‬ ‫‪� ،2009‬إلى و�ضع �سقف معين لإ�ستمالكات ال�شركات‬ ‫الأجنبية بمعنى �أن ال�ش ��ركة ال ت�س ��تطيع �أن ت�ستملك‬ ‫الم�س ��احات التي تريد بل يجب �أن يو�ض ��ع لها �سقف‬ ‫مع ّين‪ ،‬وهذا ما يرف�ضه بع�ض الكتل"‪.‬‬ ‫و�إذ �ش� �دّد �أبي ن�ص ��ر عل ��ى المطالبة بزيادة ر�س ��م‬ ‫الإ�ش ��تراك ور�س ��م الت�س ��جيل لالجان ��ب وب�إعف ��اء‬ ‫اللبناني من ر�س ��م الت�سجيل‪ ،‬دعا الى "�إعتماد ن�سبة‬ ‫‪ %3‬الم�س ��موح بها في ك ّل قرية بد ًال من اعتمادها في‬ ‫كل ق�ض ��اء"‪ ،‬م�ؤكد ًا "ال�سعي عبر كل ما نقوم به الى‬ ‫تخفي�ض ن�سبة االرا�ضي المباعة الى الخليجيين"‪.‬‬ ‫وفي ظل حاجة اللبناني الى المال ما هو الحل لمنعه‬ ‫من بيع �أرا�ض ��يه؟ يجيب ابي ن�ص ��ر‪" :‬يمكنه ان يبيع‬ ‫لبنان ًيا‪ ،‬رغ ��م ذلك يطمع اللبنان ��ي و"يرك�ض" وراء‬ ‫اموال الخليجيين‪ ،‬لأنهم يدفعون اكثر"‪.‬‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪87‬‬


‫تحقيق ال�شهر‬

‫طالل الدويهي‪:‬‬ ‫مهمة �صعبة يلزمها دعم‬

‫• ‬ ‫• ‬ ‫• ‬

‫• ‬ ‫• ‬

‫• ‬ ‫• ‬ ‫• ‬ ‫• ‬

‫• ‬

‫النائب نعمت الله �أبي ن�صر‪:‬‬ ‫م�شروع تملك الأجانب يجب تعديله‬

‫ف ��ي المتن ال�ش ��مالي‪ ،‬بي ��ع ‪ 380,000‬متر مربع‬ ‫من �أرا�ضي الم�سيحيين �إلى م�سلمين؛‬ ‫في المتن الجنوبي‪ ،‬تبلغ الم�ساحة المباعة من‬ ‫الم�س ��يحيين الى م�سلمين نحو ‪ 1,400,000‬متر‬ ‫مربع؛‬ ‫ف ��ي زغرت ��ا الزاوي ��ة‪ ،‬تبل ��غ الم�س ��احة المباعة‬ ‫لم�سلمين ‪ 1,176,000‬متر مربع‪ ،‬بالإ�ضافة الى‬ ‫م�س ��احات معتدى عليها وتبلغ ‪ 2,000,000‬متر‬ ‫مربع؛‬ ‫و�أدى م�ش ��روع �س ��ياحي كبير في الكورة الى بيع‬ ‫‪ 2,240,000‬مت ��ر مربع الى مواطنين من �أبناء‬ ‫الطوائف اال�سالمية؛‬ ‫ف ��ي جبي ��ل ب ��اع الم�س ��يحيون م�س ��احات من‬ ‫�أرا�ض ��يهم بلغ ��ت ‪ 1,870,000‬مت ��ر مرب ��ع‪،‬‬ ‫بالإ�ض ��افة ال ��ى ما ت�ص ��نفه الالئحة ف ��ي قائمة‬ ‫"المعت ��دى عليه" ف ��ي ال�س ��ا ‪ 3,750,000‬متر‬ ‫مرب ��ع‪ ،‬و�أفق ��ا ‪ 10,000,000‬متر مربع‪ .‬و�ص ��و ًال‬ ‫ال ��ى المني ��ة ـ ال�ض ��نية حيث بيعت قري ��ة حوارة‬ ‫‪ 1,220,000‬مت ��ر مرب ��ع‪ ،‬باال�ض ��افة الى �أرا�ض‬ ‫مباع ��ة ال ��ى م�س ��لمين وتبل ��غ ‪ 3,170,000‬متر‬ ‫مربع؛‬ ‫في عكار‪ ،‬بيعت �أرا�ض م�ساحتها ‪ 812,000‬من‬ ‫م�سحيين الى م�سلمين؛‬ ‫في ك�س ��روان‪ 3,600,000 ،‬متر مربع بيعت من‬ ‫م�سيحيين الى م�سلمين؛‬ ‫ف ��ي النبطي ��ة‪ 2,800,000 ،‬مت ��ر مربع مباعة‬ ‫للم�سلمين و‪ 1,600,000‬متر مربع لآل الق�سي�س؛‬ ‫ف ��ي جزي ��ن‪ ،‬تبل ��غ م�س ��احة الأرا�ض ��ي المباع ��ة‬ ‫‪ 1,300,000‬مت ��ر مربع‪ .‬ويعر� ��ض �آل �أندراو�س‬ ‫للبي ��ع �أرا� ��ض ت�ص ��ل م�س ��احتها ال ��ى نح ��و‬ ‫‪ 5,750,000‬متر مربع‪ ،‬بالإ�ضافة الى و�ضع اليد‬ ‫على م�ساحة ‪ 2,400,000‬متر مربع؛‬ ‫في الق ��رى الحدودية الجنوبية‪ ،‬بيعت م�س ��احة‬ ‫‪ 700,000‬مت ��ر مرب ��ع للم�س ��لمين‪ ،‬وهن ��اك‬ ‫‪86‬‬

‫البطريرك الماروني الكاردينال ب�شارة بطر�س‬ ‫الراعي‪ :‬دعوة الى التم�سك بالأر�ض‬

‫‪ 450,000‬مت ��ر مرب ��ع ف ��ي حال ��ة و�ض ��ع ي ��د‬ ‫(�إ�س ��تيالء)‪ .‬و�إ�شترى الم�س ��لمون في مرجعيون‬ ‫‪ 320,000‬مت ��ر مرب ��ع و‪ 680,000‬متر مربع في‬ ‫�صور‪ .‬ومعرو�ض للبيع في الناقورة ‪4,600,000‬‬ ‫من �أرا�ضي الم�سيحيين؛‬ ‫• وتتوزع �أرا�ضي الم�سيحيين المباعة في ال�شوف‬ ‫والبالغ ��ة م�س ��احتها ‪ 4,150,000‬متر مربع بين‬ ‫ال�شيعة والدروز وال�سنة‪ ،‬وكذلك في عاليه حيث‬ ‫تبلغ الم�ساحة الم�سيحية المباعة للم�سلمين نحو‬ ‫‪ 820,000‬متر مربع؛‬ ‫• ف ��ي البق ��اع‪� ،‬أ�ص ��بحت م�س ��احة ‪ 618,000‬متر‬ ‫مربع من �أرا�ض ��ي الم�س ��يحيين في يد م�سلمين‬ ‫مقاب ��ل ‪ 3,200,000‬مت ��ر مربع معرو�ض ��ة للبيع‬ ‫من قبل ا�صحابها �آل الخوري؛‬ ‫• �أم ��ا ف ��ي بعلبك الهرمل‪ ،‬في�س ��جل و�ض ��ع اليد‬ ‫على م�ش ��اع القاع في م�ساحة تبلغ ‪11,000,000‬‬ ‫متر مربع‪ ،‬بينما بيع من �أرا�ضي الم�سيحيين ما‬ ‫م�ساحته ‪ 2,850,000‬متر مربع؛‬ ‫• في ب�شري تم ّلك الم�سلمون نحو ‪ 180,000‬متر‬ ‫مربع من �أرا�ضي �سكان الق�ضاء الم�سيحيين‪.‬‬ ‫ولكن ما وراء هذه الهجمة ل�شراء �أرا�ضي الم�سيحيين‬

‫طالل الدويهي ‪:‬‬ ‫"حزب اهلل يتّبع �سيا�سة ممنهجة‬ ‫على طريقة " الوكاالت اليهودية"‬ ‫وهذا ما يعتمده في �ساحل ال�شوف‪،‬‬ ‫ممنهج من‬ ‫يتعر�ض لق�ض ٍم َ‬ ‫الذي ّ‬ ‫جهات قريبة منه‪ ،‬وهو يحاول و�صل‬ ‫ال�ضاحية الجنوبية بالجنوب"‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫النائب البطريركي العام المطران كميل زيدان‪:‬‬ ‫تنفيذ قانون التملك وتعديله‬

‫؟ هل هناك هدف �سيا�س ��ي �إ�س ��تراتيجي �أم �أن الأمر‬ ‫من دون �أجندة ؟‬ ‫الواق ��ع �أن الق�ص ��ة ب ��د�أت ف ��ي الع ��ام ‪ 1993‬عندما‬ ‫�ص ��در قانون التم ّل ��ك (المعدّل �س ��نة ‪ )2001‬الذي‬ ‫�س ��مح للأجان ��ب بتمل ��ك الأرا�ض ��ي والعق ��ارات في‬ ‫لبنان بموافقة مجل�س الوزراء تحت �ش ��عار "ت�ش ��جيع‬ ‫الإ�ستثمار"‪ ،‬و�إعتبار " الإ�ستثمار والت�سويق العقاري"‬ ‫رافع ��ة التنمية في لبن ��ان‪ .‬وعلى م ��دى ‪ 17‬عام ًا من‬ ‫تطبيقه بلغت م�س ��احة الأرا�ضي التي بيعت للأجانب‬ ‫الم�سجل (المن�شور)‬ ‫نحو ‪ 42‬مليون متر مربع‪ ،‬بينما‬ ‫ّ‬ ‫في الجريدة الر�س ��مية هو ت�س ��عة ماليين متر مربع ـ‬ ‫ب�سبب عدم الت�سجيل ـ حيث ال تدخل في هذا الح�صر‬ ‫ال�ش ��قق ال�س ��كنية التي يمتلكها العرب خ�صو�ص ًا في‬ ‫بيروت وعاليه وبحمدون في جبل لبنان‪.‬‬ ‫وف ��ي بع� ��ض التفا�ص ��يل ي ��ورد الدويه ��ي �أن الرئي�س‬ ‫الراحل رفيق الحريري �إ�ش ��ترى الكثير من الأرا�ضي‬ ‫خالل فترة عهده‪ ،‬من دون �أن يتوافر ما يثبت ذلك‪.‬‬ ‫ففي عهوده �ص ��در ‪ 1250‬مر�س ��وم تمل ��ك للأجانب‪.‬‬ ‫ووفق ًا للمر�سوم يتوجب على ال�شاري �أن ّ‬ ‫يو�ضح وجهة‬ ‫الإ�س ��تعمال‪ ،‬وفي حال عدم تنفيذها يحق للدولة ان‬ ‫ت�ضع العقار في المزاد العلني‪.‬‬ ‫واليوم �إرتفع عدد المرا�سيم �إلى ‪ 1262‬ال �سيما بعد‬ ‫ثمانية قرارات �إ�س ��تمالك �إتخذتها حكومة الرئي�س‬ ‫نجيب ميقاتي‪ .‬وال�س� ��ؤال هنا‪ :‬هل لدينا اليوم ‪1262‬‬ ‫م�شروع ًا �إ�ستثماري ًا؟‬ ‫يجي ��ب الدويهي‪ " :‬ل ��و كان الأمر كذل ��ك لكان لبنان‬ ‫�أه ��م م ��ن مونتي كارلو وهون ��غ كونغ‪ .‬وه ��ذا يعني �أن‬ ‫الدول ��ة لم ت�أخذ على عاتقها و�ض ��ع ه ��ذه العقارات‬ ‫ف ��ي الم ��زاد العلني"‪ ،‬الفت ًا �إلى �أن �ش ��راء الأرا�ض ��ي‬ ‫خ�صو�ص ًا التابعة للم�سيحيين م�ستمر‪ ،‬ويتم الإنتقال‬ ‫م ��ن منطقة الى �أخرى‪ ،‬وهو تج ��اوز الخط الأحمر‪،‬‬ ‫من دون �أن ت�س� ��أل الدولة عن م�ص ��در ه ��ذه الأموال‬ ‫الطائلة‪.‬‬ ‫ويتاب ��ع ‪� ":‬إن ح ��زب اهلل يتّبع �سيا�س ��ة ممنهجة على‬


‫تحقيق ال�شهر‬ ‫في المقابل ي�ص ��ف رئي�س المجل�س الع ��ام الماروني‬ ‫ودي ��ع الخازن "م�ش ��كلة بيع الأرا�ض ��ي ال ��ى الأجانب‬ ‫كبيرة نواجهها ب�شتى الو�س ��ائل ولكن الو�ضع �صعب‪،‬‬ ‫والعمل يتطلب الكثير من ال�سيولة"‪ ،‬م�ضيفا‪" :‬هناك‬ ‫فري ��ق عم ��ل م ��ن الرابط ��ة المارونية يتعاط ��ى بهذا‬ ‫ال�ش�أن"‪.‬‬ ‫وبنظر الخازن ف� ��إن "قانون تم ّل ��ك االجانب بحاجة‬ ‫الى تح�س ��ين في بع�ض بنوده‪ ،‬فهناك م�س ��احات تباع‬ ‫وت�ش ��ترى في كل قري ��ة والقانون ال يمن ��ح البلدية �أي‬ ‫�سلطة رقابة في هذا المو�ضوع"‪.‬‬ ‫وفي خطوة تعطي بع�ض التفا�ؤل يك�ش ��ف ع�ض ��و تكتل‬ ‫"التغيير واال�صالح" النائب فريد الخازن �أن "قانون‬ ‫تمل ��ك الأجان ��ب يبح ��ث على ن ��ار حامية ف ��ي لجنة‬ ‫الإدارة والعدل‪ ،‬و�س� � ُيحال في وقت قريب الى الهيئة‬ ‫العامة ون�أمل �إقراره ب�أ�سرع وقت ممكن"‪.‬‬ ‫و�إنتق ��ا ًال �إلى البقاع‪ ،‬ي�ش ��دد ع�ض ��و كتلة ن ��واب زحلة‬ ‫النائ ��ب �إيل ��ي مارون ��ي عل ��ى �أن "هن ��اك تقاري ��ر‬ ‫مف�ص ��لة و�أرقام ًا مخيفة لبيع �أرا�ض ��ي الم�س ��يحيين‬ ‫لغي ��ر الم�س ��يحيين‪ ،‬وبي ��ع �أرا�ض ��ي اللبنانيي ��ن لغير‬ ‫اللبنانيي ��ن"‪ ،‬معتب ��ر ًا انه "ال ب ّد من و�ض ��ع ال ّية لحل‬ ‫ه ��ذه الظاه ��رة و�إيجاد ال�ص ��يغة التي ت�ؤم ��ن البقاء‬ ‫للم�س ��يحيين حفاظ ًا على الديموغرافيا‪ ،‬وعلى لبنان‬ ‫الموحد‪ ،‬لأنّ بيع هذه االرا�ض ��ي ي�ساعد على‬ ‫الواحد ّ‬ ‫هجرة ق�س ��م كبير من الم�سيحيين الذين هم �أ�سا�س‬ ‫هذا الوطن"‪.‬‬ ‫و�أعل ��ن مارون ��ي انه "ح�س ��ب الأرقام فقد ح�ص ��دت‬ ‫زحلة والبقاع االو�س ��ط المرتبة االولى ببيع الأرا�ضي‬ ‫الم�سيحية‪ ،‬تليها ال�شوف وعاليه والجنوب" ‪.‬‬ ‫وف ��ي ه ��ذا ال�س ��ياق ف�إنه م ��ن المفي ��د التذكي ��ر �أن‬ ‫"االر�ش ��اد الر�س ��ولي‪ ،‬رجاء جدي ��د للبنان" تحدث‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪ 1997‬عل ��ى وجوب تم�س ��ك الم�س ��يحيين‬ ‫بجذورهم في لبنان وال�شرق‪ ،‬وبالتالي الحفاظ على‬ ‫مقومات هذا الوجود‪.‬‬ ‫وفي الإر�ش ��اد الر�س ��ولي ال ��ذي و ّقعه البابا ال�س ��ابق‬ ‫بينيديكتو� ��س ال�س ��اد�س ع�ش ��ر ف ��ي الي ��وم االول من‬ ‫زيارت ��ه الى لبن ��ان في ‪� 14‬أيلول (�س ��بتمبر) ‪،2012‬‬ ‫وهو م�ستوحى من تو�ص ��يات ال�سينود�س حول ال�شرق‬ ‫االو�سط‪ ،‬ت�ستوقفنا دعوة الم�سيحيين الى "التم�سك‬ ‫ب�أر�ض ��هم وع ��دم الهج ��رة والت�ش ��ديد عل ��ى �أهمي ��ة‬ ‫ح�ض ��ورهم ف ��ي المنطق ��ة وعالقاته ��م م ��ع االديان‬ ‫الأخرى‪".‬‬ ‫وج ��اء حرفي ًا في الفقرة المتع ّلق ��ة بالأر�ض‪" :‬بما �أن‬ ‫التعل ��ق باالر� ��ض الأم هو عن�ص ��ر �أ�سا�س ��ي من هوية‬ ‫الأ�ش ��خا�ص وال�ش ��عوب‪ ،‬وبما �أن االر�ض هي م�س ��احة‬ ‫حري ��ة‪ ،‬نح� ��ض م�ؤمنين ��ا وجماعاتن ��ا الكن�س ��ية على‬ ‫عدم الإ�ست�س�ل�ام الى تجربة بي ��ع �أمالكهم العقارية‬

‫حتى الجبال معرو�ضة للبيع‬

‫النائب فريد الخازن‪" :‬قانون تملك‬ ‫الأجانب يبحث على نار حامية في‬ ‫لجنة الإدارة والعدل و�سيحال في وقت‬ ‫قريب الى الهيئة العامة ون�أمل �إقراره‬ ‫في �أ�سرع وقت ممكن"‬

‫وم�س ��اعدة الم�س ��يحيين للمحافظة على �أر�ض ��هم �أو‬ ‫ل�ش ��راء �أرا� ��ض جديدة‪ ،‬ف ��ي الظروف الإقت�ص ��ادية‬ ‫ال�ص ��عبة‪ ،‬نقترح على �س ��بيل المثال �إقامة م�ش ��اريع‬ ‫تعم ��ل على �إ�س ��تثمار الأر�ض‪ ،‬ليتمكن �أ�ص ��حابها من‬ ‫البقاء فيها بكرامة وال�س ��عي الى �إ�س ��ترجاع المفقود‬ ‫منه ��ا والم�ؤم ��م‪ ،‬وليراف ��ق هذا الجه ��د تفكير عميق‬ ‫في معنى الح�ض ��ور الم�س ��يحي ور�س ��الته في ال�شرق‬ ‫االو�سط"‪.‬‬ ‫ولكن لماذا يلج�أ الم�س ��يحي �إلى بي ��ع الأر�ض عندما‬ ‫ت�ضيق به الظروف الإقت�صادية؟‬ ‫يو�ض ��ح الدويهي �أن "الم�سيحي بثقافته يطمح دائم ًا‬ ‫ال ��ى الرفاه ويفت�ش عن الحياة الهانئة وال ير�ض ��ى �إال‬ ‫بتعلي ��م �أوالده في مدار�س خا�ص ��ة‪ ،‬وهذا النمط من‬ ‫الحياة مكلف"‪.‬‬ ‫وي�س ��تدرك‪" :‬لك ��ن الخط� ��أ الأكبر �أننا نر ّب ��ي �أوالدنا‬ ‫على ثقافة بيع الأر�ض ونحرمهم من فكرة التم�س ��ك‬ ‫بها"‪ ،‬الفت ًا �إلى "حال الي�أ�س والإحباط التي يعي�شها‬ ‫الم�سيحيون اليوم نتيجة التركيبة ال�سيا�سية‪ ،‬و�صراع‬ ‫الزعامات الم�س ��يحية عل ��ى المقاع ��د‪ ،‬وعدم وجود‬ ‫�أي �أفق ي�ش ��جع على البقاء‪ .‬ه ��ذا ال يبرر طبع ًا فكرة‬ ‫بي ��ع الأر�ض لكنه ��ا عوامل تحفز الم�س ��يحي على بيع‬

‫�أر�ض ��ه والهجرة‪ .‬وهنا تكمن الخطورة لأن من �ش� ��أن‬ ‫هذا الواقع �أن يغ ّير في الديموغرافيا‪ ،‬ويبدّد �ص ��ورة‬ ‫العي�ش الم�شترك في البلد"‪ ،‬وفق الدويهي‪.‬‬ ‫وم ��ا يجدر التوقف عن ��ده هو �أن عملي ��ات البيع التي‬ ‫تح�صل بين �أبناء الوطن الواحد باتت خا�ضعة لعوامل‬ ‫طوائفي ��ة‪ ،‬تطمئن الآخر من ال�ش ��عور "بالغربة" في‬ ‫الوطن �أو "بالإلغ ��اء"‪ ،‬لتمنع �إتفاقات "التفاهم" في‬ ‫جزين والحدث بين الم�س ��يحيين وال�ش ��يعة حول بيع‬ ‫الأرا�ضي‪ .‬المو�ضوع عينه و�صل الى منطقة الجديدة‬ ‫في المتن ال�ش ��مالي‪ ،‬حيث ب ��د�أت تكبر كرة الثلج في‬ ‫خ�ص ‪ 11‬عق ��ار ًا (‪،543 ،542 ،541 ،540 ،539‬‬ ‫م ��ا ّ‬ ‫‪ )549 ،548 ،547 ،546 ،545 ،544‬والت ��ي باعه ��ا‬ ‫المهند� ��س ج ��ان �أبي ج ��ودة الى "جمعية الم�ؤ�س�س ��ة‬ ‫اال�س�ل�امية للتربية والتعليم" برئا�س ��ة وزير الزراعة‬ ‫ح�س ��ين الحاج ح�س ��ن‪ ،‬بموجب عقد بيع مم�سوح في‬ ‫‪ 24‬كان ��ون الأول (دي�س ��مبر) ‪ .2007‬م ��ع العل ��م ان‬ ‫العق ��ارات ال ُمباع ��ة تق ��ع ف ��ي العمارية – الروي�س ��ة‬ ‫بجانب ق�صر العدل‪.‬‬ ‫ق�ض ��ية بيع الأرا�ض ��ي في لبنان تتخذ منحى ح�سا�س ًا‬ ‫قيا�س� � ًا عل ��ى باق ��ي ال ��دول المج ��اورة �أو حت ��ى دول‬ ‫الغ ��رب‪� .‬إذ �أن التركيبة الديموغرافي ��ة والجغرافية‬ ‫التي يتميز بها لبنان‪ ،‬ال ت�سمح بـ"اللعب" بالتوازنات‬ ‫الدقيقة للغاية‪.‬‬ ‫"�أر�ض ��ي م�ش للبيع"‪� ،‬ص ��حيح لكن للبقاء كلفة فهل‬ ‫تع ّو�ض حفنة الدوالرات عن �ضياع الأر�ض والهوية؟!‪.‬‬ ‫وه ��ل دخلن ��ا فع�ل ً�ا ف ��ي م�ؤام ��رة حقيقي ��ة لتهجي ��ر‬ ‫الم�س ��يحيين من قراهم؟ كما يحلو للبع�ض تو�ص ��يف‬ ‫ما و�صلت �إليه هذه الق�ضية ‪.‬‬ ‫وف ��ي الختام ال ي�س ��عنا القول �إال �أن ثقافة �إحت�ض ��ان‬ ‫الأر�ض تحتاج �إلى �س ��نوات طويل ��ة‪ ،‬والخطوة الأولى‬ ‫تنطل ��ق م ��ن العائلة م ��رور ًا بالمدر�س ��ة و�ص ��و ًال �إلى‬ ‫الجامعات فالقري ��ة والمجتمع المدن ��ي ككل والأهم‬ ‫هو المبادرة ولي�س �إتخاذ القرار‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪89‬‬


Lody Saliby Haute Couture Wedding dresses, Evening clothes, Selling or Renting, Pret-a- Porter, Accessories

Christ Le Rois Center, 8th Floor, Adonis Road, Zouk Mossbeh, Lebanon Tel: 00961 – (0) 9221643 , Email: lodysaliby@hotmail.com, Web: www.lodysaliby.com


‫المنبر الإجتماعي‬

‫حذار التمديد والتجديد والتوريث!‬ ‫بقلم ميرنا زخر ّيا*‬

‫لندخ ��ل �إل ��ى �صل ��ب المو�ضوع من‬ ‫دون مق ّدم ��ة �أو تمهي ��د‪� .‬إ َّن حاالت‬ ‫التمدي ��دِ والتجدي ��دِ والتوري ��ثِ الت ��ي نعي�شها‬ ‫ف ��ي كوك ��ب الدول ال�ش ��رق �أو�سطية م ��ا هي � اّإل‬ ‫لل�سلط ��ات وتخل ��ف للم�ؤ�س�سات"‪،‬‬ ‫"�شخ�صن ��ة ُ‬ ‫الأم ��ر ال ��ذي ي� ��ؤدي ف ��ي نهاي ��ة المط ��اف �إل ��ى‬ ‫نق� � ٍ�ص وفق ٍر ومن بعدهما �إنعدا ٍم في الفاعلية‬ ‫والمنطقي ��ة وحت ��ى ف ��ي الحرك ��ة التطور ّي ��ة‪.‬‬ ‫فيبقى هذا الكوكب قابعاً مكانه ال يتزح َزح وال‬ ‫يترح� � َرح‪ ،‬فيما باقي �أقطار العالم تتفاع ُل مع‬ ‫بع�ضها البع�ض وتتق َّد ُم على بع�ضها البع�ض‪.‬‬ ‫ُر�س ً‬ ‫ال‬ ‫ب ��ات كل زعي � ٍ�م ُيعتب ��ر زعيم� �اً مُقد�س� �اً م َ‬ ‫م ��ن اهلل‪ ،‬وبات ��ت جماع ��ة كل زعي � ٍ�م تعتب ��ر‬ ‫ُر�سل ًة هي الأخرى‬ ‫نف�سه ��ا جماع ًة �إ�ستثنائي ًة م َ‬ ‫م ��ن ال�سم ��اء‪� .‬إن ��ه زم ��ن تقدي� ��س ال�شخ� ��ص‪.‬‬ ‫و�إذا �ش ��ا َخ �أو م � َ‬ ‫�ات‪ ،‬ال �سم ��ح اهلل‪ ،‬لن ��ا م ��ن َبعده‬ ‫الأوالد والأحف ��اد وحتى الأق ��ارب وال ُمق َّربون‪.‬‬ ‫�أم ��ا الباق ��ون‪ ،‬ف ُه ��م زائل ��ون‪ .‬وال�سب ��ب وراء‬ ‫ه ��ذا ال�شج ��ون‪� ،‬أنه ��م �ساكتون‪ ،‬خانع ��ون‪ ،‬علماً‬ ‫�أنه ��م مُدرك ��ون وب�إمكانه ��م �أن يكون ��وا م ��ن‬ ‫ال ُمختاري ��ن‪ ،‬الذي ��ن �سيغ ّي ��رون وج ��ه ه ��ذا‬ ‫الكوك ��ب الغ ��ارق من ��ذ ق ��رون بهم ��وم التمديد‬ ‫والتجديد من دون �إعطاء فر�صة لأي جديد‪.‬‬ ‫لك ��ن مه�ل ً�ا‪ ...‬فثقاف ��ة التمدي ��دِ والتجدي ��دِ‬ ‫والتوري ��ثِ ال تطال عموماً المر�أة العربية في‬ ‫كوك ��ب ال ��دول ال�ش ��رق �أو�سطي ��ة‪� ،‬إذ ه ��ي حك ٌر‬ ‫على الرجال وفلذات �أكبادهم من الذكور دون‬ ‫الإناث‪� .‬ألم �أقل لكم �أننا كمن يعي�ش في ع�صر‬ ‫ال�سلط ��ات وتخ ّل ��فِ الم�ؤ�س�س ��ات؟‬ ‫�شخ�صن� � ِة ُ‬ ‫وه ��ا ه ��ي �أمامك ��م الإثبات ��ات!! فحت ��ى الإرث‬ ‫ال�سيا�س ��ي في كافة هذه البل ��دان‪� ،‬شبه مُح َّرم‬ ‫على المر�أة العربية‪ ،‬فالزعيم العربي ال ُبد �أن‬ ‫يكون رج ً‬ ‫ال‪� ،‬أكان حاكماً �أو محكوماً‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وعي‬ ‫�أم ��ا جمهور الزعي ��م‪ ،‬ف�أحيانا يفتقر لأي ٍ‬ ‫ل�ل��إراد ِة ال�سيا�سي ��ة و�أي �شع ��و ٍر بالم�س�ؤولي� � ِة‬ ‫الجماعي ��ة‪� .‬إنم ��ا ح ��ذار م ��ن الجماع ��ات التي‬ ‫ت�ست�سل ��م للزعي ��م لك�أن ��ه ال ُمله ��م الأوح ��د‬ ‫الأمي ��ن‪ ،‬فق ��د تنقل ��ب عليه وعل ��ى نف�سها عند‬ ‫ال�شع ��ور بفق ��دانِ الأم ��لِ والأم � ِ�ن عل ��ى ح� � ِّد‬

‫�س ��واءِ‪ .‬وه ��ا هي ف ��ي الأنظم ��ة ال�شيوعية التي‬ ‫كان ��ت ُتهيم ��ن عل ��ى الماليين قد انه ��ارت في‬ ‫ت�سعين ��ات الق ��رن الفائ ��ت ول ��م يب� � َق منه ��ا في‬ ‫الحا�ض ��ر �س ��وى القلي ��ل‪ .‬ولنتذك ��ر �أن ��ه م ��ن‬ ‫�ش ��روط الم�أ�س�س ��ة الفعلي ��ة تقدي ��م الم�صالح‬ ‫العمومية على الم�صلحة ال�شخ�صية‪.‬‬ ‫الم�صلح ��ة ال�شخ�صي ��ة ه ��ي الت ��ي تقت�ض ��ي ما‬ ‫ُي�سم ��ى بالتمدي ��دِ والتجدي ��دِ والتوري ��ثِ ‪� ،‬أم ��ا‬ ‫�شخ�ص �أو‬ ‫ال�سبب ��ان الرئي�س ّي ��ان وراء تقدي� ��س‬ ‫ٍ‬ ‫�شخ�صي ��ن في �أي بلدٍ م ��ن البلدان‪ ،‬هُ ما‪� :‬أوال‪ً،‬‬ ‫�إفتق ��ار الدولة لمنظومة ال�شرعية القانونية‪،‬‬ ‫فاحت ��را ِم القواني ��ن والد�ساتي ��ر كم ��ا والتق ّيد‬ ‫بن�صو�صه ��ا ف ��ي كاف ��ة الممار�س ��ات له ��و م ��ن‬ ‫الأ�سا�سي ��ات‪ .‬ثاني� �اً‪�ُ ،‬ضع ��ف ُبني ��ة الم�ؤ�س�س ��ات‪،‬‬ ‫فت�صبح الدولة مج ّرد �أداة في قب�ضة عدد من‬ ‫ال�سلطات‬ ‫ال�شخ�صي ��ات ب ��دل �أن تك ��ون حامي ��ة ُ‬ ‫وال�صالحيات‪.‬‬ ‫هن ��اك ع ��دد م ��ن البل ��دانِ العربي� � ِة ال ��ذي ل ��م‬ ‫ت ُع ��د في ��ه �أخب ��ار التمدي ��دِ والتجدي ��دِ وحت ��ى‬ ‫الجم ��ود‪،‬‬ ‫التوري ��ثِ خب ��راً ُيذك ��ر‪ .‬ل ��ذا �أ�صاب ��ه ُ‬ ‫وي ��ا ل ��ه م ��ن ُجم ��ودٍ‪ .‬فكم ��ا الزعي ��م جامد في‬ ‫مكانه ال يتزحزح‪ ،‬كذلك ال�ش�ؤون الإقت�صادية‬ ‫والثقافي ��ة والإجتماعي ��ة وال�سيا�سي ��ة‪ ،‬كله ��ا‬ ‫جام ��دة في مكانها ال تتق� �دَّم‪ .‬يبدو �أ َّن الحكام‬ ‫ق ��د ن�س ��وا الحكم ��ة الت ��ي مفاده ��ا‪ :‬ل ��و دام ��ت‬ ‫لغي ��ري لم ��ا و�صل ��ت �إل � ّ�ي‪ ،‬رغ ��م �أن البع� ��ض‬ ‫ُيردّده ��ا والبع� ��ض الآخر ُيع ّلقه ��ا‪ ،‬لكن ال �أحد‬ ‫ُيح ّبذه ��ا‪� .‬إنه ��ا ح ��ال ال ��دول القائم ��ة عل ��ى‬ ‫الأ�شخا� ��ص بدل قيامها عل ��ى الم�ؤ�س�سات‪ ،‬لذا‬

‫تتكاثر فيها الثورات والويالت‪.‬‬ ‫يبدو �أننا قد �إعتدنا في كوكبنا العربي على �أ َّن‬ ‫ال�شخ�ص الذي يت�سلم من�صباً‪ ،‬ف�إنه ي�ألفه الى‬ ‫درج ٍة ال يعود يطيق فراقه؛ وال �ضرورة لذكر‬ ‫�إ�س � ِ�م �أي� � ِة دول� � ٍة �أو � ِأي مدي ��رٍ ‪ ،‬نائ ��بٍ �أو زعي � ٍ�م‪،‬‬ ‫فالأمثل ��ة �أبع َد من �أن ُتع ��د والأ�سماء �أكث َر من‬ ‫�أن ُتح�ص ��ى‪ .‬وك�أن ��ه ال يوج ��د وج ��وه جدي ��دة‬ ‫لرج ��الٍ قادرين ون�سا ٍء ق ��ادرات على تب ّوء تلك‬ ‫المنا�ص ��ب والم�س�ؤولي ��ات‪ .‬وك�أن ��ه ُحك� � َم علينا‬ ‫وح ِّرم ��ت علين ��ا‬ ‫بثقاف ��ة التمدي ��د والتجدي ��د ُ‬ ‫م�صطلح ��ات التغيي ��ر والتبديل؛ م ��ع التنويه‬ ‫�أ َّن �سيئ ��ات التمدي ��د �أكث ��ر م ��ن ح�سنات ��ه فيما‬ ‫ح�سنات التغيير �أكثر من �سيئاته‪.‬‬ ‫تم� � ُّر منطقتن ��ا العربي ��ة حالي� �اً بتغ ّي ��راتٍ‬ ‫م�صيري� � ٍة عدي ��د ٍة و�سريع� �ةٍ‪ ،‬والتمدي ��د الذي‬ ‫�إعت ��اد ُه الحاكم ��ون والمحكوم ��ون عل ��ى ح� � ّد‬ ‫�س ��واء‪ ،‬م ��ا هو �إال تمدي ��د للأزم ��ات والنزوات‪،‬‬ ‫وبالتال ��ي‪ُ ،‬ت ��رى‪� ،‬أي ��ن نح ��ن م ��ن الخي ��ارات‬ ‫تر�س ��خ ه ��ذه الظاه ��رة ي�ؤكد‬ ‫والحر ّي ��ات؟! �إن ّ‬ ‫�أن ه ��ذه الق�ضي ��ة ال ترتب ��ط فق ��ط ب�شه ��و ٍة‬ ‫لل�سلط� � ِة الفردي ��ة ب ��ل تتعداه ��ا لتالم� ��س‬ ‫�إنهي ��اراً للنظ � ِ�م ال�سيا�سي ��ة‪ ،‬م ��ا يزي ��د الأم ��ر‬ ‫تفاقم� �اً‪ .‬وهذا بالتحديد ه ��و م�صدر الويالت‬ ‫والخيبات المتك ��ررة التي يعي�شها المواطنون‬ ‫والمواطن ��ات‪ ،‬ف ��ي كل م� � ّرة ُيراهن ��ون فيه ��ا‬ ‫عل ��ى زعي � ٍ�م ُم� �دِّد �أو ُج� �دِّد ل ��ه‪� ،‬أو حت ��ى لم ��ن‬ ‫� َ‬ ‫أورث الزعام ��ة لإبنه‪ ،‬ف ُيراهن ��ون و ُيراهنَّ من‬ ‫دون ج ��دوى عل ��ى ال�ص ��دقِ ف ��ي ت�صريحاته ��م‬ ‫والتف ّه ��م ل�شعبه ��م والتغ ّي ��ر ف ��ي �آدائه ��م‪ .‬لكن‬ ‫حذار م ��ن �إ�ستمرار ثقافة التمديدِ والتجديدِ‬ ‫والتوري ��ثِ ‪ ،‬ف ��ي ظل ما يواجهنا م ��ن تحدياتٍ‬ ‫داخلي ��ة و�ضغوط ��اتٍ خارجي ��ة‪� ،‬إذ عنده ��ا ق ��د‬ ‫نك � ُ‬ ‫�ون �أم ��ام �إنفج ��ار‪ ،‬انفج ��ا ٍر م ��د ٍو ل�شع ��بٍ‬ ‫لبناني‪ ،‬ال بل ل�شعوبٍ عربي ٍة مُغ َّيب ٍة عن عملية‬ ‫ٍ‬ ‫�صن ��ع الق ��رار وع ��ن �أحق َّي ��ة �إدارة الأوط ��ان‪.‬‬ ‫وختام� �اً‪ ،‬ن�ستذك ��ر �إحدى روائ ��ع جبران خليل‬ ‫جب ��ران‪ ،‬ومن بعد ُه يعج ��ز الكال ُم عن الكالم‪:‬‬ ‫" ٌ‬ ‫ُق�سم ٍة �إلى �أجزاء‪ ،‬وكل جز ٍء فيها‬ ‫ويل لأم ٍة م َّ‬ ‫َيح�سب نف�سه �أ َّمة"‬

‫* متخ�ص�صة في علم النف�س وعلم التنمية الب�شر ّية وحائزة على ماجي�ستير في العلمين‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪91‬‬


Advanced BMI Weight Loss Clinic www.a-bmi.com An opportunity for a new life Are you looking to dramatically reduce your weight and remove the excess fat? Our Weight Loss Institute offers several medical and surgical weight loss options

Weight Loss Specialists: Canadian-certified

Medical Weight Loss Options Dietary consultation, Low Calorie Protein Diet Program(lose 8 -12 kg/month under medical supervision),Breathing test (found out if you have a slow, normal or fast metabolism), Body-reshaping, cellulite and fat reduction

Dr Nagi Safa Certified Weight loss Surgeon (Canada-Lebanon)

Weight Loss Surgeries

Expertise in all bariatric procedures: Laparoscopic gastric bypass, Sleeve Gastrectomy, Gastric banding, gastric plication, Laparoscopic repair of previous weight loss surgeries, Surgery for diabetes

Total Body Lifting

Liposuction, Tummy tuck, breast surgeries, Body lifting

Lebanon - Zalka Zalka Highway, White City Building, 5th Floor Phone: 04 715 036 Cellular: 76 3773 76 Email: info@a-bmi.com

Dr Thierry Yazbeck Certified Weight loss Surgeon (Lebanon)

Christelle Bedrossian Registered Dietitian Head Dietitian (Lebanon)


‫الإ�س ��ترخاء ف ��ي حو� ��ض ح ّمامها الملكي‪ ،‬و�س ��ط‬ ‫طقو� ��س خا�ص ��ة كان ��ت تبتكره ��ا‪ ،‬فت�ض ��يف �إلى‬ ‫المكان جو ًا من الهدوء والراحة‪ ،‬ولم�س ��ة �سحرية‬ ‫من الرومان�سية الحالمة‪ .‬ومن �أهم تلك الطقو�س‪:‬‬ ‫�إحاط ��ة حو� ��ض المياه بال�ش ��موع‪� ،‬إ�ض ��افة كميات‬ ‫قليل ��ة من خال�ص ��ة الزي ��وت العطرية ف ��ي المياه‬ ‫ال�س ��اخنة‪� ،‬إح�ض ��ار عازف ��ة قيثارة �إل ��ى المكان‪،‬‬ ‫فتعزف تقا�س ��يم وتري ��ة هادئة‪ ،‬تعي ��د �إلى الملكة‬ ‫هدوءها النف�سي‪.‬‬ ‫�أما �أ�شهر رواية يحفظها الم�ؤرخون عن كليوباترا‪،‬‬ ‫فهي �إ�ستبدال مياه الحو�ض الملكي بحليب الماعز‪،‬‬ ‫والإ�س ��ترخاء فيه طوال فترة بع ��د الظهر‪� ،‬إعتقاد ًا‬ ‫منها �أن الحليب ي�س ��اعد على تفتيح لون ب�ش ��رتها‪،‬‬ ‫وجعلها �أكثر بيا�ض� � ًا‪ .‬وقد �إ�ستوحت �أ�شهر ماركات‬ ‫التجمي ��ل والعناية بالب�ش ��رة في العال ��م الحديث‪،‬‬ ‫م ��ن حو�ض حم ��ام كليوباترا الحليب ��ي‪ ،‬الكثير من‬ ‫الكريم ��ات المرطبة للب�ش ��رة‪� ،‬إ�ض ��افة �إل ��ى �إنتاج‬ ‫�أنواع من ال�صابون تعتمد على "حليب كليوباترا"‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من �أن ظاه ��رة الحمامات البخارية‬ ‫ال�س ��اخنة‪� ،‬أو ما يعرف اليوم بحمامات "ال�س ��با"‬ ‫(‪ )SPA‬و "الجاكوزي"‪ ،‬كانت منت�ش ��رة وب�ش ��كل‬ ‫وا�سع منذ ع�صور �سبقت كليوباترا �آالف ال�سنين‪،‬‬ ‫غي ��ر �أنه ��ا ل ��م تح � َ�ظ بال�ش ��هرة و�إهتم ��ام العالم‬ ‫الحديث‪ ،‬كما حظيت في ع�ص ��ر كليوباترا بف�ضل‬ ‫حر�صها الكبير على ن�ض ��ارة وجهها وجمالها‪ ،‬وال‬ ‫�س ��يما �أنه ��ا كانت ت ��درك تمام ًا‪ ،‬حج ��م قوة هذا‬ ‫"ال�س�ل�اح" الذي يفتك بقلوب �أعظم القيا�صرة‬ ‫والقادة الع�سكريين‪ ،‬ويفتك ب�أقوى جيو�ش العالم‪.‬‬ ‫ولع ��ل �إكت�ش ��اف �أكثر من اربع ��ة �آالف ح ّمام �أثري‬ ‫�أخي ��ر ًا في مدين ��ة الإ�س ��كندرية‪ ،‬والت ��ي تعود في‬ ‫غالبيته ��ا ال ��ى كليوباترا‪ ،‬ي�ؤكد مدى �س ��طوة هذه‬ ‫الملك ��ة الت ��ي ب�ص ��مت تاري ��خ العناي ��ة بالجم ��ال‬ ‫بوا�سطة الحمامات البخارية ب�إ�سمها‪.‬‬ ‫ت�ش ��ير تلك الإكت�شافات الى �أن مدينة الإ�سكندرية‬ ‫عرف ��ت الحمام ��ات العام ��ة لأول م ��رة‪ ،‬عل ��ى يد‬ ‫م�ؤ�س�س ��ها الإ�س ��كندر الأكب ��ر منذ ن�ش� ��أتها �س ��نة‬ ‫‪ 331‬ق‪.‬م‪ ،‬و�إ�س ��تمر وجوده ��ا خ�ل�ال الع�ص ��ور‬ ‫التالية "الهلين�س ��تية" و"الرومانية"‪ ،‬ومن �أبرزها‬ ‫حمام ��ات كليوبات ��را ال�ش ��هيرة‪ ،‬وبقي ��ت �أطاللها‬ ‫�إلى الآن في منطقة "كوم الدكة" وحول الم�س ��رح‬ ‫الرومان ��ي‪ .‬وقد تب ّين من خ�ل�ال �أعمال التنقيب‪،‬‬ ‫كم ��ا ي�ش ��ير الباحث الم�ص ��ري محم ��د علي عبد‬ ‫الحفي ��ظ في كتاب ��ه‪( :‬حمامات الإ�س ��كندرية في‬ ‫القرنين التا�سع والعا�شر)‪�" :‬أن �إن�شاء الحمامات‪،‬‬

‫كالرا �صليبا‪ :‬التدليك ال�صيني مفيد لتن�شيط الأع�ضاء الداخلية‬

‫جو�سلين عبد الم�سيح‪� :‬صناعة "ال�سبا" تزدهر في "دبي"‬

‫�إرتبط بتد�شين �شبكة �ضخمة لتوزيع المياه‪ ،‬حتى‬ ‫قيل �أن العرب لما دخل ��وا المدينةـ بعد فتح عمرو‬ ‫ب ��ن العا�ص للقاه ��رة‪ ،‬كان في الإ�س ��كندرية �أكثر‬ ‫م ��ن ‪ 4000‬حم ��ام"‪ .‬ويك�ش ��ف عبد الحفي ��ظ‪� ،‬أن‬

‫مدينة الإ�سكندرية عرفت الحمامات‬ ‫العامة لأول مرة‪ ،‬على يد م�ؤ�س�سها‬ ‫الإ�سكندر الأكبر منذ ن�ش�أتها �سنة ‪331‬‬ ‫ق‪.‬م‪ ،‬و�إ�ستمر وجودها خالل الع�صور‬ ‫التالية "الهلين�ستية" و"الرومانية"‪ ،‬ومن‬ ‫�أبرزها حمامات كليوباترا ال�شهيرة‪ ،‬وبقيت‬ ‫�أطاللها �إلى الآن في منطقة "كوم الدكة"‬ ‫وحول الم�سرح الروماني‬

‫الحمامات لعبت دور ًا بارز ًا في الحياة الإقت�صادية‬ ‫والإجتماعي ��ة وال�سيا�س ��ية للمدين ��ة في الع�ص ��ور‬ ‫الإ�س�ل�امية‪� ،‬إال �أنه ��ا ب ��د�أت في الإندث ��ار تدريج ًا‬ ‫مع خف ��وت �ش ��عاع المدين ��ة الح�ض ��اري‪ ،‬وتقل�ص‬ ‫دورها مقارنة بالقاهرة العا�صمة الجديدة‪ ،‬حتى‬ ‫�أن عدده ��ا في �أواخر الع�ص ��ر العثماني‪ ،‬لم يتعد‬ ‫�أ�ص ��ابع الي ��د الواحدة �إ�س ��تناد ًا �إلى عال ��م الآثار‬ ‫"جرتي ��ان لوبير" �أحد علماء الحملة الفرن�س ��ية‪،‬‬ ‫التي احتلت م�ص ��ر في العام ‪ .1798‬وعلى العك�س‬ ‫من ذل ��ك‪� ،‬أدى نم ��و المدين ��ة في القرن التا�س ��ع‬ ‫ع�ش ��ر وزيادة �س ��كانها ورقعته ��ا المعماري ��ة‪� ،‬إلى‬ ‫زي ��ادة ع ��دد الحمام ��ات العامة ب�ش ��كل ملحوظ‪،‬‬ ‫ولكنه ��ا �إرتبطت فقط بمناط ��ق الإعمار الجديدة‬ ‫ف ��ي و�س ��ط المدين ��ة‪ .‬ورغ ��م ذل ��ك ل ��م تنت�ش ��ر‬ ‫الحمامات في المنطقة الم�أهولة بال�س ��كان‪ ،‬التي‬ ‫عرف ��ت با�س ��م المدين ��ة التركية "ح ��ي الجمرك‬ ‫حالي� � ًا"‪ ،‬ويرجع البع�ض �س ��بب ذلك �إلى �ص ��عوبة‬ ‫تغذية تل ��ك المناطق بالمياه في ذلك الوقت‪ .‬كما‬ ‫خلت منطقة الرمل ال�ش ��هيرة من وجود حمامات‬ ‫عامة‪ ،‬ب�إ�س ��تثناء ما يعرف بحمامات البحر‪ ،‬التي‬ ‫�إ�ستخدمتها الجاليات الأجنبية ك�شكل من �أ�شكال‬ ‫الترفيه‪.‬‬ ‫ي�ش ��ير عبد الحفيظ في كتابه‪� ،‬إلى �أن الحمام لم‬ ‫يكن فقط‪ ،‬مكان ًا للتطهر واال�س ��تحمام والتجميل‬ ‫والزينة‪ ،‬بل �أ�ص ��بح مع مرور الوقت بمثابة منتدى‬ ‫�إجتماعي و�إقت�ص ��ادي و�سيا�س ��ي متكامل للرجال‬ ‫والن�س ��اء‪ ،‬حيث كان لكل منهم حماماته الخا�صة‪.‬‬ ‫ف�ض�ل ً�ا عن �أن الحمام كان �أي�ض� � ًا م�ؤ�س�سة �صحية‬ ‫له ��ا دورها ف ��ي نظافة الح ��ي‪ ،‬فكان يت ��م تجميع‬ ‫قمامة الحي لإ�ستخدامها كوقود من �أجل ت�سخين‬ ‫مياه الحمام‪.‬‬ ‫ل ��م تختلف حمام ��ات الإ�س ��كندرية‪ ،‬ف ��ي تكوينها‬ ‫الع ��ام و�أق�س ��امها الداخلية عن بقي ��ة الحمامات‬ ‫في م�ص ��ر‪( ،‬ي�ؤكد الباحث عب ��د الحفيظ ويتابع)‬ ‫‪ :‬فكان ��ت ت�ش ��تمل عادة عل ��ى مدخل �ض ��يق لمنع‬ ‫دخ ��ول تيارات اله ��واء �إلى داخل الحم ��ام فت�ؤذي‬ ‫رواده‪ ،‬وي� ��ؤدي هذا المدخل �إل ��ى دهليز متهالك‪،‬‬ ‫وفي نهايته يوجد الق�سم الأول من �أق�سام الحمام‪:‬‬ ‫وهو "الم�ش ��لح" الذي ي�ضم �أماكن لخلع المالب�س‬ ‫و�أماك ��ن لجلو�س "الم�س ��تحمين" ومكان ًا لجلو�س‬ ‫معلم الحمام‪ ،‬ويلي "الم�ش ��لح" الق�س ��م الأو�س ��ط‬ ‫م ��ن الحمام ويعرف با�س ��م "بي ��ت �أول" وحرارته‬ ‫متو�س ��طة ومعتدلة‪ ،‬وغالب ًا ما يحتوي على دورات‬ ‫مياه التي قد تُلحق بها خلوة للأدوية‪.‬‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪93‬‬


‫�صحة وجمال‬

‫الحمامات البخارية‬ ‫تحممت بالحليب فانت�شرت ثقافة ّ‬ ‫حمام "الجاكوزي"!‬ ‫كليوباترا حكمت مصر من ّ‬ ‫تحول��ت "ال�سب��ا" او مراك��ز‬ ‫عالج��ات التجمي��ل البخاري‬ ‫ال��ى �صناعة �ضخمة ف��ي العالم‬ ‫له��ا خ�صائ�صه��ا وخدماته��ا‪.‬‬ ‫وق��د عرف��ت �إنت�ش��ار ًا كبي��ر ًا‬ ‫ف��ي العال��م العرب��ي خ�صو�ص�� ًا‬ ‫ف��ي لبن��ان والإم��ارات العربية‬ ‫المتح��دة والمغ��رب‪ .‬التقري��ر‬ ‫التال��ي يلقي ال�ض��وء على هذه‬ ‫ال�صناع��ة ال�صحي��ة والتجميلية‬ ‫والتي يمت��د تاريخها الى �آالف‬ ‫ال�سنين‪.‬‬ ‫بيروت ‪ -‬جوزف قرداحي‬

‫تدليك الوجه‬ ‫يجعله ن�ضر ًا دائم ًا‬

‫‪92‬‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫قد تكون ملكة م�صر كليوباترا ال�سابعة‬ ‫( ‪ 69‬ق‪ .‬م‪ 30 – .‬ق‪ .‬م‪� ).‬ص ��احبة‬ ‫الف�ض ��ل الأول في ن�ش ��ر وترويج ثقافة الحمامات‬ ‫التجميلية في العالم‪ ،‬وفي ازدهار �صناعة الأدوات‬ ‫التجميلية من م�ساحيق وكريمات وزيوت وعطور‪،‬‬ ‫م�س ��تخرجة م ��ن الحلي ��ب والع�س ��ل وبع� ��ض �أنواع‬ ‫الأع�ش ��اب والأزهار والنباتات البرية‪ .‬فكليوباترا‬ ‫التي �أخ�ض ��عت بجماله ��ا‪ ،‬الإمبراط ��ور الروماني‬ ‫يوليو�س قي�صر فا�ست�سلم لها ولمملكتها‪ ،‬و�سحرت‬ ‫بن�ضارتها القائد الروماني مارك انتوني‪ّ /‬‬ ‫ف�سخر‬ ‫جي�شه العظيم لخدمتها‪ ،‬كانت تقود م�صر وتر�سم‬ ‫خططها الحربية‪ ،‬و�سيا�سة تحالفاتها الخارجية‪،‬‬ ‫وهي م�س ��تلقية في حو� ��ض المياه ال�س ��اخنة‪ ،‬بين‬ ‫جواريه ��ا وهن يد ّلكن ج�س ��دها بحلي ��ب الماعز‪،‬‬ ‫ويغطي ��ن وجهها بقن ��اع الع�س ��ل‪ ،‬وعينيها بق�ش ��ر‬ ‫الخيار الأخ�ضر‪.‬‬ ‫�إ�س ��تمرت كليوبات ��را تمار�س هوايته ��ا اليومية في‬


‫تدليك الظهر من خدمات مراكز "ال�سبا"‬

‫�ص ��ناعة عمالق ��ة ومزده ��رة ف ��ي عالم ال�ص ��حة‬ ‫ال�س ��ياحية‪ ،‬ق�ص ��دنا الإخت�صا�ص ��ية في ت�أ�س ��ي�س‬ ‫وت�أهيل وتر�ش ��يد مراكز "ال�س ��با" جو�س ��لين عبد‬ ‫الم�سيح‪ ،‬فقالت لـ"�أ�س ��واق العرب"‪"" :‬ال�سبا" او‬ ‫مراك ��ز عالجات التجمي ��ل البخاري‪ ،‬ن�ش� ��أت في‬ ‫الأ�ص ��ل من فكرة الحمامات البخارية العالجية‪،‬‬ ‫والتي تعتمد على التدليك المائي والبخاري‪ ،‬والتي‬ ‫من �ش�أنها �أن ت�ساهم في الكثير من عالجات �آالم‬ ‫الظهر والمفا�صل والرقبة وغيرها"‪.‬‬ ‫تتاب ��ع عبد الم�س ��يح قائل ��ة‪" :‬في لبن ��ان‪� ،‬إزدهرت‬ ‫مراكز "ال�س ��با" في منت�ص ��ف الت�س ��عينات‪ ،‬لت�صل‬ ‫�إلى ذروتها في العام ‪ ،2010‬غير �أن الأو�ض ��اع غير‬ ‫الم�ستقرة منذ �إنفجار الأزمة ال�سورية‪� ،‬إنعك�س �سلب ًا‬ ‫على تلك ال�ص ��ناعة في بل ��د الأرز‪ ،‬الأمر الذي بات‬ ‫يه ��دد الكثير من تلك المراك ��ز بالتوقف عن العمل‬ ‫على عك� ��س "دب ��ي" التي تعتب ��ر مدين ��ة مزدهرة‪،‬‬ ‫وت�ض ��م مئ ��ات مراكز "ال�س ��با"‪ .‬والالف ��ت �أن تلك‬ ‫المدينة الإماراتية �أ�ص ��بحت ت�ضم مراكز للرجال‪،‬‬ ‫تق ��دم خدم ��ات تقليم �أظاف ��ر اليدي ��ن والقدمين‪،‬‬ ‫وتدليك الرقبة والظهر‪ ،‬ف�ض ًال عن العناية بالوجه‪،‬‬ ‫وال �س ��يما لفئ ��ة رج ��ال الأعم ��ال والفناني ��ن الذي‬ ‫يهتمون كثير ًا بن�ضارتهم وحيويتهم"‪.‬‬ ‫�أم ��ا بالن�س ��بة �إل ��ى الخدم ��ات الت ��ي تقدمها تلك‬

‫المراك ��ز‪ ،‬فتق ��ول عب ��د الم�س ��يح‪"" :‬ال�س ��با"‬ ‫عال ��م وا�س ��ع ومت�ش� � ّعب ويتداخل في ��ه الكثير من‬ ‫الإخت�صا�ص ��ات‪ ،‬منه ��ا الالي ��زر‪ ،‬والتات ��واج‪،‬‬ ‫وعالج ��ات الب�ش ��رة‪ ،‬والتدلي ��ك‪ ،‬وزرع ال�ش ��عر‪،‬‬ ‫والتنحي ��ف‪ ،‬و�ش ��فط الده ��ون وغيرها‪ .‬كم ��ا �أنه‬ ‫ي�ض ��م الحمامات البخارية‪ ،‬واليوغ ��ا‪ ،‬والتجميل‪،‬‬ ‫والبوتوك�س وغيرها"‪.‬‬ ‫جو�س ��لين عبد الم�س ��يح �إل ��ى كونها �إخت�صا�ص ��ية‬ ‫ف ��ي ت�أهيل وتر�ش ��يد مراكز "ال�س ��با"‪ ،‬هي �أي�ض� � ًا‬

‫الخبيرة جو�سلين عبد الم�سيح‪:‬‬ ‫""ال�سبا" او مراكز عالجات التجميل‬ ‫البخاري‪ ،‬ن�ش�أت في الأ�صل من فكرة‬ ‫الحمامات البخارية العالجية‪ ،‬والتي‬ ‫تعتمد على التدليك المائي والبخاري‪،‬‬ ‫والتي من �ش�أنها �أن ت�ساهم في الكثير‬ ‫من عالجات �آالم الظهر والمفا�صل‬ ‫والرقبة وغيرها"‬

‫م�ست�شارة في ت�أ�سي�س وتفعيل هذه ال�صناعة‪ ،‬ومن‬ ‫�أهم �شروط ت�أ�س ��ي�س مركز من هذا النوع‪ ،‬تقول‪:‬‬ ‫"من المهم جد ًا �أو ًال البحث عن الموقع المنا�سب‬ ‫لهذا النوع من ال�ص ��ناعة التجميلي ��ة‪ ،‬والذي من‬ ‫المهم ج ��د ًا �أن يكون في منطقة تجارية راقية‪ ،‬او‬ ‫في مركز تجاري معروف‪ ،‬ف�ض�ل ً�ا عن الم�س ��احة‬ ‫الت ��ي ينبغ ��ي �أن ت�أخ ��ذ في عي ��ن الإعتب ��ار حجم‬ ‫التجهي ��زات الم�س ��تخدمة ف ��ي مرك ��ز التجميل‪،‬‬ ‫وم�س ��احة الغرف لكل ق�سم‪ .‬و�أي�ض� � ًا يعتمد حجم‬ ‫وموقع المركز على موازنة �ص ��احب العمل‪ ،‬وعدد‬ ‫الموظفين‪ ،‬والأق�س ��ام التي يود �أن يقوم بت�شغيلها‬ ‫وتقديم الخدمات فيها"‪.‬‬ ‫كالرا �ص ��ليبا مدي ��رة مرك ��ز "زا زن �س ��با" (‪ZA‬‬ ‫‪ ،)ZEN SPA‬في �ش ��ارع فردان ببيروت‪� ،‬شرحت‬ ‫لـ"�أ�سواق العرب" هذا الإلتبا�س في الت�سمية على‬ ‫طريقته ��ا فقالت‪" :‬هن ��اك خلط ف ��ي فهم مجال‬ ‫�ص ��ناعة "ال�س ��با ‪ "SPA‬وبع�ض ��هم يطل ��ق عل ��ى‬ ‫نف�سه هذه ال�ص ��فة لمجرد �أنه فتح مركز ًا لتقليم‬ ‫الأظاف ��ر �أو للماكي ��اج‪ .‬ولك ��ن م ��ن المفرو�ض �أن‬ ‫ي�ضم مركز "ال�سبا ‪ "SPA‬ق�سم ًا لل�سونا والبخار‬ ‫والجاك ��وزي‪ .‬و�أي�ض� � ًا هنال ��ك �أنواع من "ال�س ��با"‬ ‫�إخت�صا�صها التدليك والإ�سترخاء"‪.‬‬ ‫وتتاب ��ع قائل ��ة ‪" :‬نح ��ن مث�ل ً�ا في مرك ��ز "زا زن"‬ ‫�إخت�صا�ص ��نا هو العناية التجميلية ال�صحية‪ ،‬مثل‬ ‫التنحيف‪ ،‬والعناية بالوجه والج�س ��م‪ ،‬وغيرها من‬ ‫ال�ص ��حة التجميلية‪ .‬ولكن الت�س ��مية ال�ص ��حيحة‬ ‫لـ"ال�س ��با" هي م ��ن المفرو�ض �أن تخ�ض ��ع لأنواع‬ ‫العالج ��ات البخاري ��ة‪ ،‬مث ��ل الجاكوزي وال�س ��ونا‬ ‫والبخار‪ ،‬و�أي�ضا التدليك والإ�سترخاء‪ ،‬وهي عادة‬ ‫غي ��ر متوافرة �س ��وى في الفن ��ادق‪� ،‬أو في المراكز‬ ‫الكبي ��رة‪ .‬ولكن اليوم �أ�ص ��بحت مراك ��ز التجميل‬ ‫ت�صنف �أي�ض ًا كمراكز "�سبا""‪.‬‬ ‫�أما على م�ستوى العالجات الطبية‪ ،‬وعما �إذا كان‬ ‫ف ��ي �إمكان تلك المراكز الم�س ��اهمة في عالجات‬ ‫تن�ش ��يط �أع�ض ��اء داخلية في الج�س ��م‪ ،‬مثل الكلوة‬ ‫والكب ��د وغيرهما تق ��ول كالرا �ص ��ليبا‪" :‬بالت�أكيد‬ ‫هناك �إمكانية لعالج وتن�ش ��يط الأع�ضاء الداخلية‬ ‫للج�سم عبر نوع من التدليك ال�صيني و ُيطلق عليه‬ ‫"الريفلك�س ��ولوجي ‪ "Reflexology‬وه ��و يعتم ��د‬ ‫عل ��ى تدليك القدمين اللتي ��ن تحتويان على نقاط‬ ‫مرتبط ��ة �إرتباط� � ًا مبا�ش ��ر ًا بالإع�ض ��اء في داخل‬ ‫الج�س ��م‪ .‬وه ��و �إخت�ص ��ا�ص جامع ��ي ال يمكن لأي‬ ‫�ش ��خ�ص �أن يمار� ��س هذا النوع م ��ن العالج ما لم‬ ‫يحمل �شهادة تخ�ص�ص"‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪95‬‬


‫�صحة وجمال‬ ‫الق�س ��م الثالث م ��ن الحمام‪ُ ،‬يعرف با�س ��م "بيت‬ ‫الح ��رارة الثان ��ي" �أو"الحج ��رة ال�س ��اخنة" وهو‬ ‫�أ�ش ��د �أجزاء الحمام حرارة وبخار ًا‪ ،‬وفي و�س ��طه‬ ‫"نافورة" تفور بالمياة ال�س ��اخنة‪ .‬وي�ش ��تمل بيت‬ ‫الح ��رارة عادة على �أربعة �إيوان ��ات متعامدة‪ ،‬كما‬ ‫توجد ف ��ي زواياه مجموعة من الخل ��وات بداخلها‬ ‫"مغاط�س" ت�س ��تخدم في الإ�ستحمام‪ ،‬بالإ�ضافة‬ ‫�إل ��ى �أحوا� ��ض للم ��اء ال�س ��اخن والبارد‪ .‬ث ��م ي�أتي‬ ‫"الم�س ��توقد" وهو المكان الذي يتم فيه ت�سخين‬ ‫المي ��اه‪ ،‬ويقع خل ��ف "بيت الح ��رارة"‪ ،‬وهو عبارة‬ ‫ع ��ن كتلة هند�س ��ية يت ��م الدخول �إليه ��ا من باب‬ ‫خا�ص‪.‬‬ ‫الجدي ��ر ذك ��ره‪� ،‬أن حمام ��ات الإ�س ��كندرية من ��ذ‬ ‫�إن�ش ��اء المدينة حتى �أواخر القرن الثامن ع�ش ��ر‪،‬‬ ‫م ��ن حمامات تقليدي ��ة وغير تقليدي ��ة‪ ،‬وحمامات‬ ‫البحر‪ ،‬وحمامات الع�سكر‪ ،‬وحمامات على الطراز‬ ‫الحديث‪ ،‬كان ��ت تعتمد على المي ��اه الجارية‪ ،‬كما‬ ‫ير�صد �أنماط الثقافة التي �أفرزتها تلك الحمامات‬ ‫بخا�ص ��ة ف ��ي الوجدان ال�ش ��عبي الب�س ��يط لأهالي‬ ‫المدينة‪ .‬ويتناول الكت ��اب طائفة "الحمامية" �أي‬ ‫�أ�ص ��حاب الحمامات ف ��ي الإ�س ��كندرية‪ ،‬وظاهرة‬ ‫الإ�س ��تثمار في الحمامات و�أ�س ��باب تراجع دورها‬ ‫في �أواخر القرن التا�سع ع�شر‪.‬‬ ‫ال يمك ��ن الحدي ��ث ع ��ن الحمام ��ات الروماني ��ة‬ ‫�أو الم�ص ��رية القديم ��ة‪ ،‬م ��ن دون الع ��ودة �إل ��ى‬ ‫الحمام ��ات التركية الذائعة ال�ص ��يت ف ��ي العالم‬ ‫العرب ��ي‪ ،‬وال �س ��يما ف ��ي عوا�ص ��م ال ��دول العربية‬ ‫الت ��ي �ش ��هدت الإحت�ل�ال العثمان ��ي‪ ،‬مثل دم�ش ��ق‬ ‫وبيروت وطرابل�س والقاهرة وعمان وبغداد وحيفا‬ ‫وغيره ��ا‪ .‬وقد �إت�س ��مت تلك الحمامات بالع�ص ��ر‬ ‫العبا�س ��ي‪ ،‬و�إزدهرت في ق�ص ��ور ال�سالطين التي‬ ‫عرفت ع�ص ��ر الحريم‪ ،‬ومن �أ�ش ��هرهم ال�سلطان‬ ‫�س ��ليم الثان ��ي‪ ،‬ال ��ذي يب ��دو �أن ��ه ت�أث ��ر بطقو� ��س‬ ‫الملك ��ة الم�ص ��رية كليوبات ��را وحماماته ��ا‪ ،‬فنقل‬ ‫طقو�س ��ها وتقاليده ��ا �إل ��ى الحم ��ام الترك ��ي‪ ،‬مع‬ ‫بع�ض الإ�ضافات مثل �إدخال الم�شروبات الروحية‬ ‫�إل ��ى طقو�س الحمام ��ات‪ ،‬الأمر ال ��ذي �أطلق عليه‬ ‫لق ��ب‪�" :‬س ��ليم ال�س ��كير"‪ ،‬لإفراطه في ال�ش ��رب‪،‬‬ ‫وحبه لحفالت ال�س ��مر وتقريظ ال�شعر‪ ،‬وو�صالت‬ ‫الط ��رب والرق�ص ال�ش ��رقي‪ .‬ف ��كان معظم �أوقات‬ ‫قيادت ��ه ال�س ��لطنة‪ ،‬يدور ف ��ي �أح�ض ��ان الجواري‪،‬‬ ‫وو�سط �أحوا�ض الحمامات ال�ساخنة‪.‬‬ ‫يقول محمت عثمان لـ"�أ�س ��واق العرب"‪ ،‬وهو �أحد‬ ‫�أ�ص ��حاب الحمامات التركية في منطقة تك�س ��يم‬ ‫‪94‬‬

‫عالم "ال�سبا" مليء بال�صحة والجمال‬

‫با�س ��طنبول‪�" :‬أن ال�س�ل�اطين‪ ،‬ح ّول ��وا الحمامات‬ ‫التركي ��ة البخارية المفيدة لل�ص ��حة‪� ،‬إلى مواخير‬ ‫للمج ��ون وال�س ��كر والعرب ��دة‪ ،‬وه ��و الأم ��ر ال ��ذي‬ ‫�أ�س ��اء كثي ��ر ًا �إلى �س ��معة الحمام ��ات التركية في‬ ‫البدايات‪ .‬ولكن وفي فترة قيا�س ��ية �إ�س ��تطاع ر ّواد‬ ‫الحمامات التركية الأوائل‪� ،‬أن يعيدوا �إلى الحمام‬ ‫التركي �س ��معته‪ .‬فهو عبارة عن ت�شكيلة كبيرة من‬ ‫الفوائد ال�صحية والنف�سية‪ .‬بف�ضل و�سيلة الو�سيلة‬ ‫الفعالة في طرق اال�س ��تحمام والتدليك والفرك‪.‬‬

‫مديرة مركز "زا زن �سبا" كالرا �صليبا‪:‬‬ ‫"هناك خلط في فهم مجال �صناعة‬ ‫"ال�سبا" فبع�ضهم يطلق على نف�سه‬ ‫هذه ال�صفة لمجرد �أنه فتح مركزاً لتقليم‬ ‫الأظافر �أو للماكياج‪ .‬ولكن من المفرو�ض‬ ‫�أن ي�ضم مركز "ال�سبا" ق�سماً لل�سونا‬ ‫والبخار والجاكوزي‪ .‬و�أي�ضاً هنالك �أنواع من‬ ‫"ال�سبا" �إخت�صا�صها التدليك والإ�سترخاء"‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫وخ�صو�ص� � ًا �أن البخ ��ار الكثيف والمياه ال�س ��اخنة‬ ‫الجاري ��ة ف ��ي الحم ��ام‪ ،‬ت�س ��اعد م�س ��ام الب�ش ��رة‬ ‫على التخل� ��ص من كل الزيوت والغبار التي ت�س ��د‬ ‫مجاريها‪ .‬فيتنف�س الج�سم الأوك�سيجين الطبيعي‬ ‫ب�ش ��كل مبا�ش ��ر‪ ،‬ما ي�س ��اعد الدورة الدموية على‬ ‫العمل بن�شاط �أكبر وفعالية‪.‬‬ ‫ي�ؤكد عثمان ل"�أ�سواق العرب"‪� ،‬أن الحمام التركي‬ ‫عب ��ارة عن �ص ��يدلية كاملة م ��ن الفوائد والعالج‪،‬‬ ‫�إبتداء من �أوجاع الظهر والرقبة والت�شنج الع�ضلي‬ ‫والتوتر النف�س ��ي‪ ،‬مرور ًا بتحريك الدورة الدموية‬ ‫ومد الأن�سجة باالوك�سيجين‪ ،‬و�إنتهاء ب�إعادة رونق‬ ‫الوجه ون�ض ��ارته وحيويته‪ .‬فيغدو الم�س ��تحم �أكثر‬ ‫�ش ��باب ًا‪ ،‬وحيوية‪ .‬وال �س ��يما بالن�س ��بة �إلى الن�ساء‪،‬‬ ‫حي ��ث هذا النوع م ��ن التدلي ��ك والتلييف والفرك‬ ‫يعو�ض ��ها الكثي ��ر م ��ن عملي ��ات "البوتوك� ��س"‪.‬‬ ‫وخ�صو�ص� � ًا �أن تره�ل�ات الوج ��ه �س ��وف تختف ��ي‬ ‫تلقائي ًا بعد التدليك‪ ،‬و�س ��يبدو الوجه م�شدود ًا من‬ ‫دون �أي عمليات جراحية‪.‬‬ ‫كثيرون يخلطون ما بين م�صطلحي "ال�سبا" ‪Spa‬‬ ‫وحمام ��ات الجاك ��وزي �أو الحمام ��ات البخاري ��ة‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص� � ًا �أن مراكز "ال�سبا" ال�صحية �أ�صبحت‬ ‫منت�ش ��رة بكثاف ��ة ف ��ي لبن ��ان والعال ��م العرب ��ي‪.‬‬ ‫وتو�ض ��يح ًا له ��ذه ال�ص ��ناعة التي �أ�ص ��بحت اليوم‬


‫كتاب‬

‫جان حا�صباني حفيد ال�شاعر الراحل �أ�سعد ال�سبعلي يك�شف اوراق جده الحميمة القديمة‬

‫مدرسة تحت السنديانة وعقاب الخوري الدموي!‬ ‫�ص��در حديثاً‪ ،‬كت��اب "�أ�سعد ال�سبعلي ذكري��ات له"‪ ،‬قام بجمع��ه و�إعداده ج��ان حا�صباني‪ ،‬وي�ضم‬ ‫مجموع��ة من المخطوطات والأوراق ال�شخ�صية والذكريات القديمة‪ ،‬كان دوّنها ال�شاعر الراحل في‬ ‫مفكرته الخا�صة‪ ،‬وذلك في خالل م�سيرة حياته الطويلة وعلى مدى �أكثر من �سبعين عاماً‪.‬‬ ‫بيروت ‪ -‬جوزف قرداحي‬ ‫غب ��ار ال�س ��نين ال ��ذي تراك ��م عل ��ى‬ ‫�أوراق �أ�س ��عد ال�س ��بعلي العتيق ��ة‪ ،‬لم‬ ‫يتمك ��ن من مح ��و مئ ��ات المفارق ��ات الطريفة‪،‬‬ ‫والحكايات النادرة‪ ،‬التي ّ‬ ‫خطها ال�س ��بعلي بقلمه‬ ‫الر�ش ��يق وب�أ�س ��لوبه الل ّماح الممتن ��ع‪ .‬وهي تروي‬ ‫�أحداث� � ًا وذكريات عا�ش ��ها مع �أقط ��اب من جيله‬ ‫عا�ص ��روه‪ ،‬في ال�شعر والغناء وال�صحافة والفن‪،‬‬ ‫والإذاعة البنانية‪� ،‬أمثال‪ :‬وديع ال�صافي‪� ،‬صباح‪،‬‬ ‫�س ��عيد عقل‪ ،‬ميخائيل نعيمه‪� ،‬أ�سعد �سابا‪ ،‬جورج‬ ‫ج ��رداق‪ ،‬يون� ��س الإبن‪ ،‬ف� ��ؤاد وخلي ��ل قرداحي‪،‬‬ ‫فا�ضل �سعيد عقل‪ ،‬مارون كرم‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬ ‫يقول حفيد ال�ش ��اعر جان حا�صباني في مقدمة‬ ‫الكتاب‪:‬‬ ‫ "مذكرات ال�س ��بعلي‪ ،‬مع ذكري ��ات له وعنه‪،‬‬‫عمل لم يكن بالأمر ال�سهل‪ .‬وخ�صو�ص ًا ل�صعوبة‬ ‫الإحاط ��ة بكل جوانب �شخ�ص ��ية كال�س ��بعلي‪ ،‬مع‬ ‫قامته المديدة في ال�ش ��عر والأدب ال�شعبي والتي‬ ‫�إمت ��دت زه ��اء قرن كام ��ل‪( .‬ويتابع) ال�ص ��عوبة‬ ‫تكمن �أي�ض� � ًا في �إختي ��ار الوثائ ��ق المتنوعة بعد‬ ‫تمحي�ص ��ها والتدقيق بكافة الم�س ��تندات‪ ،‬وذلك‬ ‫من خالل‪:‬‬ ‫‪ -1‬مذكرات ��ه التي د ّونه ��ا بخط ي ��ده‪ ،‬وقد �أذاع‬ ‫ق�سم منها في برامج �إذاعية‪.‬‬ ‫‪ -2‬مقاب�ل�ات �إذاعي ��ة ومنزلي ��ة م�س � ّ�جلة عل ��ى‬ ‫كا�سيتات‪ ،‬يتح ّدث فيها عن ذكريات وطرائف له‬ ‫مع �شعراء و�أ�صدقاء‪.‬‬ ‫‪ -3‬بع�ض الأخبار والحوادث ال�شخ�صية الطريفة‬ ‫الت ��ي دونتها �أمامه‪ ،‬دون منا�س ��بات معينة‪ ،‬وفي‬ ‫�أوقات كان فيها �ص ��افي الم ��زاج ومرتاح البال‪.‬‬ ‫وخ�صو�ص ًا في الآونة الأخيرة التي �سبقت رحيله‪.‬‬ ‫‪ -4‬ذكريات لل�س ��بعلي وعنه من معا�صريه‪ ،‬حيث‬ ‫كانوا على عالقة معه مبا�ش ��رة �أو غير مبا�شرة‪،‬‬

‫غ‬

‫الف كتاب "�أ�سعد ال�سبعلي ذكريات له"‬

‫ال�شاعر في �سطور‬ ‫�أ�سع ��د ال�سبعل ��ي (‪� )1999 – 1910‬شاع ��ر ال�ضيعة‬ ‫الأول وقامو�سها الريفي‪ ،‬تع َّلم في مدر�سة "تحت‬ ‫ال�سنديان ��ة"‪ ،‬نظ ��م ال�شع ��ر وه ��و �صبي بع ��د‪ .‬غ ّنى‬ ‫ال�ضيع ��ة اللبناني ��ة كما لم يغ ّنه ��ا �أحد‪ ،‬فطارت له‬ ‫�شهرة في ال�شرق العربي وفي �آفاق الإغتراب‪.‬‬ ‫م ��ن م�ؤ�س�س ��ي ع�صب ��ة ال�شعر اللبناني ع ��ام ‪،1952‬‬ ‫وه ��و �صاح ��ب �أول جريدة زجلي ��ة "ال�سبعلي" في‬ ‫ثالثينات القرن الفائت‪.‬‬ ‫دخ ��ل �إ�سم ��ه ف ��ي مو�سوع ��ة الالرو� ��س الفرن�سي ��ة‬ ‫ونال �أو�سم ��ة تكريمية عدة‪� .‬ساهم كثيراً في خلق‬ ‫الأغنية اللبنانية الأ�صيلة‪ ،‬غ ّناها له على �أرقى ما‬ ‫يك ��ون الفنان الكبير ودي ��ع ال�صافي مثل �أغنيات‪:‬‬ ‫"ولو هيك بتطلعو م ّنا" و"طل ال�صباح" و"غابت‬ ‫ال�شم� ��س" و"كرم ��ال قلب ��ي ي ��ا عيون ��ي ت�ص ّب ��رو"‬ ‫والكثير غيرها‪.‬‬

‫وقد �أتيح لهم الف�ض ��اء الالزم للتحدث ولت�سليط‬ ‫ال�ض ��وء عل ��ى ناحي ��ة معينة ف ��ي حياة ال�ش ��اعر‬ ‫الأدبية والإن�سانية"‪.‬‬ ‫ي�أخذن ��ا جان حا�ص ��باني مع جده ال�س ��بعلي‪ ،‬في‬ ‫رحل ��ة ممتعة �إل ��ى الحني ��ن والجذور‪ ،‬م�س ��ته ًال‬ ‫كتاب الذكريات‪ ،‬بوالدة ال�شاعر في العام ‪1910‬‬ ‫كما يرويها بخط يده‪� ،‬إنتقا ًال الى المدر�سة التي‬ ‫�إ�س ��تهل بداية عالقته مع الح ��رف والكلمة حين‬ ‫بل ��غ ال�س ��ابعة من عم ��ره‪ ،‬وف ��ي مدر�س ��ة الهواء‬ ‫الطلق‪ ،‬او مدر�سة "تحت ال�سنديانة"‪.‬‬ ‫وبطرافت ��ه و�أ�س ��لوبه الط ��ري ي ��روي ال�ش ��اعر‪،‬‬ ‫العق ��اب الأول ال ��ذي �أذاقه �إي ��اه معلمه الخوري‬ ‫بطر�س لحود‪ ،‬حين �أخط�أ في م�س� ��ألة الح�ساب‪،‬‬ ‫وراح ي�ض ��ربه بق�ض ��يب الت ��وت على �أ�ص ��ابع يده‬ ‫المجموع ��ة دون �ش ��فقة �أو رحم ��ة‪ ،‬حتى �س ��الت‬ ‫منه ��ا الدم ��اء‪ .‬ول ��م يكت � ِ�ف المعلم به ��ذا القدر‬ ‫من العقاب القا�س ��ي‪" :‬بل �أم�سكني الخوري من‬ ‫�أذن ��ي‪ ،‬وراح يقر�ص ��ها بقوة‪ ،‬الى درجة �ش ��عرت‬ ‫معها �أن �أذني قد �إنف�ص ��لت عن ر�أ�سي" (�صفحة‬ ‫‪.)12‬‬ ‫يتاب ��ع �أ�س ��عد ال�س ��بعلي رواي ��ة تجربت ��ه الأول ��ى‬ ‫والقا�س ��ية مع العل ��م فيقول‪�" :‬ص ��دف �أن جدتي‬ ‫�أم حبي ��ب‪ ،‬كان ��ت خارج ��ة لتوها من الكني�س ��ة‪،‬‬ ‫ف�س ��معت �صوتي و�أنا �أ�ص ��رخ من الألم‪ ،‬فاتجهت‬ ‫م�س ��رعة ال ��ى المدر�س ��ة لإ�س ��تطالع الأم ��ر‪،‬‬ ‫ووجدتني م�ضرج ًا بالدماء‪ ،‬و�آثار ق�ضبان التوت‬ ‫على زندي‪ ،‬فجن جنونها‪ ،‬وراحت تكيل ال�شتائم‬ ‫للخوري‪ ،‬وتقول له‪ :‬يا كافر‪ ،‬يا قليل الدين‪ ،‬هيك‬ ‫بت�ض ��رب ال�صبي بال �ش ��فقة وال رحمة؟! يا عيب‬ ‫ال�شوم عليك‪ ،‬اهلل ال يوفقك"!‪.‬‬ ‫ال يمكن للقارىء �أن يرتوي من خبريات وطرائف‬ ‫وذكري ��ات �أ�س ��عد ال�س ��بعلي ف ��ي كتاب‪ .‬ف�س ��يرة‬ ‫�شاعر بهذه القامة العمالقة‪ ،‬ال تخت�صرها حتى‬ ‫مجلدات كاملة‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪97‬‬


‫الموقف الثقافي‬

‫مهرجانات بعلبك وثقافة الحزب الحاكم بأمر والية الفقيه!‬ ‫بقلم جوزف قرداحي‬ ‫ثم ��ة ث�ل�اث ثقاف ��ات تتن ��ازع‬ ‫الثقافات اللبنانية كافة‪ ،‬وتتوافق مع الثقافات‬ ‫الكيان اللبناني من ��ذ ت�أ�سي�سه‪،‬‬ ‫الأجنبي ��ة الم�ست ��وردة �إل ��ى مهرجاناته ��ا‪،‬‬ ‫�أو من ��ذ �إنف�صال ��ه ع ��ن �سوري ��ا ف ��ي الع ��ام‬ ‫عل ��ى �إختالفه ��ا وتنوعه ��ا‪ .‬وال �سيم ��ا �أن تل ��ك‬ ‫‪ -1 :1920‬ثقاف ��ة غربية ذات بعد م�سيحي‬ ‫المهرجان ��ات كان ��ت الرئ ��ة الإقت�صادي ��ة الت ��ي‬ ‫�إختاره ��ا موارن ��ة لبن ��ان لحمايته ��م م ��ن‬ ‫يتن ّف� ��س منه ��ا �س ��كان المدين ��ة‪ ،‬ف ُتنع� ��ش حركة‬ ‫الغ ��رق في البحر الإ�سالمي المحيط بهم‬ ‫الفن ��ادق‪ ،‬التي بدوره ��ا تنع�ش حركة المطاعم‪،‬‬ ‫ً‬ ‫عل ��ى �إمت ��داد خريط ��ة العال ��م العربي‪-2 .‬‬ ‫والمح�ل�ات التجاري ��ة‪ ،‬وتنعك� ��س �إزده ��ارا على‬ ‫وثقاف ��ة عربية ذات بع ��د �إ�سالمي اختارها‬ ‫عموم �أهالي المنطقة‪.‬‬ ‫ُ�س َّنة الم ��دن اللبنانية الكبرى مثل بيروت‬ ‫�إ�ستم ��رت �أب ��واب تل ��ك المدين ��ة (ذات الكثاف ��ة‬ ‫وطرابل� ��س و�صي ��دا‪ ،‬عل ��ى �أمل الع ��ودة �إلى‬ ‫ال�شيعي ��ة)‪ ،‬مفتوح ��ة للعال ��م‪ ،‬حت ��ى �إن ��دالع‬ ‫الإلتح ��ام بوطنه ��م الأم �سوري ��ا والوط ��ن‬ ‫الح ��رب الأهلي ��ة اللبناني ��ة ف ��ي الع ��ام ‪،1975‬‬ ‫العرب ��ي‪ -3 .‬وثقاف ��ة فار�سي ��ة �إيراني ��ة ذات بع ��د �شيع ��ي �إ�سالم ��ي‪ ،‬ف�أقفل ��ت �أبوابه ��ا وتح ّول ��ت قلعته ��ا المفعمة بالحي ��اة والمو�سيقى‬ ‫�إختاره ��ا �شيع ��ة الجن ��وب والبق ��اع‪ ،‬لحمايته ��م م ��ن الذوب ��ان ف ��ي والرق� ��ص‪� ،‬إل ��ى قلع ��ة مهج ��ورة‪ ،‬حزين ��ة‪ ،‬باكي ��ة على نكب ��ة �أبنائها‬ ‫الثقافتي ��ن ال�سني ��ة العربية والمارونية الغربي ��ة (و�إن لم تكن قد المبتلي ��ن بحم ��ل ال�س�ل�اح ب ��د ًال م ��ن حم ��ل المع ��ول‪ ،‬وال�شغوفين‬ ‫تبل ��ورت تل ��ك الثقافة بال�ش ��كل الكافي حينذاك‪ ،‬لأ�سب ��اب �سيا�سية بثقاف ��ة الح ��رب والقت ��ل والث� ��أر وال ��دم ب ��د ًال م ��ن ثقاف ��ة ال�شع ��ر‬ ‫و�إرتباط �إيران ال�شاهانية بتحالفها المتين مع الغرب)‪.‬‬ ‫والمو�سيق ��ى والغن ��اء والرق�ص والإب ��داع‪ .‬فتبدّلت ثقاف ��ة �أبناءها‬ ‫ف ��ي تل ��ك الفت ��رة‪ ،‬كان الوج ��ود الإيران ��ي ف ��ي لبن ��ان يقت�صر على مع �صعود نجم الخميني في �إيران‪ ،‬و�إ�ستبدل ابنا�ؤها عباءة الإمام‬ ‫تج ��ارة ال�سج ��اد العجم ��ي والكافي ��ار وال�سياحة وتب ��ادل العالقات المغ ّي ��ب مو�سى ال�صدر بعباءة الإم ��ام الخميني‪ .‬وتخلوا عن �شعر‬ ‫الديبلوما�سي ��ة عل ��ى م�ست ��وى ال�سف ��راء ورج ��ال الدول ��ة‪� .‬أم ��ا طالل حيدر وزين �شعيب ليحفظوا �أنا�شيد الثورة الإيرانية‪ .‬ولم‬ ‫العالق ��ات ال�سيا�سية فكان يخت�صره ��ا ال�شاه في عالقاته الوثيقة يع ��د �صوت في ��روز يطربهم‪ ،‬بل �أ�صب ��ح �أزيز الر�صا� ��ص ي�سكرهم‪،‬‬ ‫بر�ؤ�س ��اء الجمهوري ��ة منذ ب�شارة الخ ��وري وكميل �شمع ��ون مروراً وهدير المعارك يطربهم‪ ،‬و�صوت القنابل يفرحهم‪.‬‬ ‫بف�ؤاد �شهاب و�شارل الحلو و�سليمان فرنجية‪� ،‬إمتداداً حتى اليا�س بعلب ��ك‪ ،‬الت ��ي �أن�شدتها فيروز ذات �أم�سي ��ة حالمة‪�" :‬أنا �شمعة على‬ ‫�سركي�س الذي �شهد عهده في العام ‪ 1979‬ال�سقوط المدوي لل�شاه دراج ��ك‪ ،‬ورق ��ة بكتاب ��ك‪� ،‬أنا نقط ��ة زيت ب�سراجك"‪ ،‬م ��ا عادت تلك‬ ‫محمد ر�ضا بهلوي و�صعود نجم قائد الثورة الإ�سالمية الإيرانية المدين ��ة التي تعرف وجهها‪ ،‬لقد "ن�سيت وجهها‪ ،‬تركته ي�سافر"‪.‬‬ ‫الإم ��ام روح اهلل بن م�صطفى بن �أحمد المو�سوي الخميني‪ ،‬الذي م ��ا ع ��ادت قلعته ��ا "كالنه ��ار ت�ش ��رق ف ��ي المدين ��ة"‪ ،‬لق ��د �أ�صبحت‬ ‫قلب كل موازين القوى ال�سيا�سية والدينية على م�ستوى الطائفة �ساحاته ��ا حزينة‪ ،‬حزينة‪ ،‬تبكي على ف ��راق فيروزتها التي �أ�شرقت‬ ‫ال�شيعية في لبنان والعالم العربي‪.‬‬ ‫بين �أعمدتها مع الأخوين رحباني على مدى عقود‪.‬‬ ‫ف ��ي تل ��ك الفت ��رة‪ ،‬وتحدي ��داً من ��ذ عه ��د الرئي� ��س الراح ��ل كمي ��ل بعلب ��ك‪ ،‬الت ��ي �أعادت فتح �أب ��واب قلعتها للحي ��اة وللمهرجانات في‬ ‫�شمع ��ون (‪� )1958 – 1952‬إمت ��داداً حت ��ى منت�ص ��ف عه ��د الرئي� ��س الع ��ام ‪ ،1997‬تح ّول ��ت م ��ن ثقاف ��ة ال�شع ��ر والمو�سيق ��ى �إل ��ى ثقافة‬ ‫�سليمان فرنجية (‪ )1976 -1970‬كانت مدينة بعلبك (ذات الكثافة ال�س�ل�اح والح ��روب الت ��ي ال تنته ��ي‪ .‬لق ��د �ص ��در الق ��رار العجي ��ب‬ ‫ال�شيعية) تعي�ش فترتها الذهبية‪ ،‬على الرغم من الحرب الأهلية �أخي ��راً‪ ،‬بنق ��ل مهرجاناته ��ا الدولي ��ة �إل ��ى بي ��روت‪ ،‬وتحدي ��داً �إل ��ى‬ ‫والتهجي ��ر الذي طاول الم�سيحيين فيه ��ا (‪ .)1990 -1975‬وكانت "خ ��ان الحرير" ف ��ي منطقة �سد البو�شرية‪ .‬لأ�سباب �أمنية على‬ ‫مهرجانات بعلبك الدولية‪ ،‬ال�سمة الأبرز التي طبعت تلك المدينة م ��ا ردد منظم ��و مهرجان ��ات بعلب ��ك‪ ،‬وال �سيما بع ��د �أن نقل "حزب‬ ‫البقاعي ��ة في �أذه ��ان العرب وال ��دول الغربية‪ ،‬بف�ض ��ل �إ�ستقطابها اهلل" معارك ��ه من الح ��دود الجنوبية �ضد الع ��دو الإ�سرائيلي‪� ،‬إلى‬ ‫�أرق ��ى الفرق الأجنبي ��ة‪ ،‬و�إ�ست�ضافتها �أف�ضل نج ��وم العالم‪ ،‬ف�ض ً‬ ‫ال الح ��دود ال�شمالية ن�صرة للنظام ال�س ��وري‪ ،‬ودعماً ل�صموده بوجه‬ ‫ع ��ن �إحي ��اء المهرجان ��ات الفولكلوري ��ة والإ�ستعرا�ضي ��ة الغنائي ��ة "الم�ؤامرات الخارجية"‪.‬‬ ‫ال�سنوية للأخوين رحباني وفيروز ووديع ال�صافي و�صباح‪ ،‬والتي �إنها ثقافة �إيرانية جديدة بوجه �إ�سالمي �شيعي‪ ،‬بقيت نائمة �أكثر‬ ‫كانت مق�صداً لع�شاق الفن الرحباني من مختلف �أنحاء العالم‪ .‬م ��ن خم�سين عاماً‪ ،‬لت�ستفيق مع الم ��ارد الفار�سي �أخيراً‪ ،‬محاولة‬ ‫كانت بعلبك ذات الجذور الرومانية بهياكلها الأثرية‪ ،‬تتعاي�ش مع تغيير معالم وجه لبنان الح�ضاري‪ ،‬من الجذور‬ ‫‪96‬‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬


‫مونيكا بيلوتشي تنفصل عن زوجها!‬

‫مونيكا‬

‫بيلوت�شي‪ :‬الجميلة الغا�ضبة من زوجها‬

‫�إنف�ص ��لت النجم ��ة الجميل ��ة مونيكا بيلوت�ش ��ي ع ��ن زوجها‬ ‫الممثل فين�س ��نت كا�س ��ل بع ��د زواج دام ‪ 14‬عام� � ًا‪ ،‬وبعدما‬ ‫�ش ��هدت عالقتهما الكثير من التوتر‪ .‬وقد غادرت بيلوت�شي‬ ‫وتوجهت بمفردها �إلى فرن�سا‪ .‬هذا‬ ‫ق�ص ��رهما في �إيطاليا ّ‬ ‫و�أثارت مونيكا منذ فترة عالمات �إ�س ��تفهام بعد ت�صريحها‬ ‫في مقابلة معها ب�أنها ال تنتظر من زوجها �أن يبقى وفي ًا لها‬ ‫عندما تبتعد عنه ل�شهرين �أو ثالثة لت�صوير فيلم �سينمائي‪،‬‬ ‫م�ؤك ��دة �أن الأهم بالن�س ��بة �إليها هو وج ��وده بقربها عندما‬ ‫يكون ��ان مع ًا‪ .‬و�أ�ش ��ارت الى �أنها ال تفه ��م طبيعة عالقتهما‪،‬‬ ‫ف�أحيان ًا ت�ش ��عر ب�أنها تحبه كثي ��ر ًا و�أحيان ًا �أخرى ترغب في‬ ‫قتله!‬ ‫وكان فين�سنت كا�سل عرف �شهرة عندما قام بدور ال�سارق‬ ‫المحترف في فيلم "�أو�سيان ‪ "12‬و"�أو�سيان ‪ "13‬مع جورج‬ ‫كلوني وبراد بت وجوليا روبرت�س وكاترين زيتا جون‬

‫جدتها‬ ‫شركة لدفن الموتى تقاضي ريهانا لعدم دفع فاتورة جنازة ّ‬ ‫قدمت ال�شركة التي تعاملت مع جنازة كالرا براذويت‪ ،‬جدة الفنانة من طريق ن�شر �صور حميمة لها مع جدتها المري�ضة‪.‬‬ ‫ريهان ��ا‪ ،‬دعوى ق�ض ��ائية �ض ��د المغني ��ة لإمتناعها عن دف ��ع فاتورة "دع ��ي جمال ��ك يرت ��اح حت ��ى �أراك"‪ ،‬كتب ��ت ريهان ��ا لجدتها على‬ ‫ح�سابها في تويتر‪.‬‬ ‫الجنازة بالكامل‪.‬‬ ‫بع ��د وفاة "براذويت" ف ��ي حزيران (يوني ��و) ‪� ،2012‬أرادت ريهانا في حي ��ن �أن ريهانا لم تكن م�س ��تعدة لدفع فات ��ورة الجنازة‪ ،‬فقد‬ ‫�إقامة مرا�س ��م الدفن ف ��ي "بربادو�س"‬ ‫ذك ��رت المعلوم ��ات �أن المغني ��ة تبرع ��ت ب‪1.75‬‬ ‫تلته ��ا حفلة للتعزية‪ ،‬حيث ُن�ص ��بت من‬ ‫ملي ��ون دوالر لق�س ��م العالج الإ�ش ��عاعي في‬ ‫�أجل ذلك خيام‪ ،‬و�شا�شات كبيرة ذات‬ ‫م�ست�شفى الملكة �أليزابيث في "بربادو�س"‬ ‫الو�سائط المتعددة بالإ�ضافة الى ن�شر‬ ‫لتكري ��م جدته ��ا المتوفي ��ة‪ .‬وعق ��ب التبرع‬ ‫الزهور‪ .‬ولكن‪ ،‬عندما �إنتهت المرا�سم‬ ‫الخيري‪ ،‬تم تغيير �إ�س ��م مركز علم الأورام‬ ‫والحفل‪ ،‬رف�ضت ريهانا الدفع لل�شركة‬ ‫والطب النووي في الم�ست�ش ��فى الى "مركز‬ ‫كام ��ل الفات ��ورة الت ��ي بل ��غ مجموعها‬ ‫كالرا برايذوي ��ت لعل ��م الأورام والط ��ب‬ ‫حوال ��ي ‪� 150‬أل ��ف دوالر مدعية �أنها‬ ‫النووي"‪.‬‬ ‫مبالغ فيها والمبلغ باهظ‪ .‬لذا قامت‬ ‫"كان ��ت ه ��ذه طريقتي ف ��ي رد الجميل �إلى‬ ‫بدفع ربع قيمة الفاتورة الأ�صلية‪.‬‬ ‫"بربادو� ��س"‪ ،‬ف ��ي �ش ��كل من �أ�ش ��كال العمل‬ ‫وريهان ��ا كان ��ت قريب ��ة ج ��د ًا م ��ن‬ ‫الخي ��ري‪ ،‬م ��ن خ�ل�ال م�س ��اعدة م�ست�ش ��فى‬ ‫"براذوي ��ت"‪ ،‬الت ��ي كان ��ت تخ�ض ��ع‬ ‫الملك ��ة �أليزابي ��ث ف ��ي برنامجه ��ا للتحديث‬ ‫للعالج �ضد ال�سرطان في م�ست�شفى‬ ‫الم�س ��تمر ‪ ...‬و�أعتقد �أن هذا �سيكون له ت�أثير‬ ‫"ميموري ��ال �س ��لون كيترين ��غ" ف ��ي‬ ‫كبي ��ر على النا�س في "بربادو�س"‪ .‬وقد تم كل‬ ‫نيويورك‪ .‬وقد �أ�شادت الفنانة كثير ًا‬ ‫هذا لإنق ��اذ الأرواح �أو على الأق ��ل �إطالة مدة‬ ‫ري‬ ‫هانا‪:‬‬ ‫تبر‬ ‫عت‬ ‫ب‬ ‫�‬ ‫أكثر من الفاتورة لعمل الخير‬ ‫بجدتها بعد وقت ق�ص ��ير من وفاتها‬ ‫حياتها "‪ ،‬قالت ريهانا‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪99‬‬


‫عالم النجوم‬

‫نادين الراسي ليست راضية عن حاجبيها في "سنعود بعد قليل"!‬ ‫ينتظر الم�ش ��اهد اللبناني الممثلة نادين الرا�س ��ي في �أي عمل ت�ش ��ارك في ��ه‪ ،‬لبناني ًا كان �أم‬ ‫عربي ًا‪ .‬تط ّل قريب ًا على �شا�ش ��ة "�أل بي �س ��ي" في م�سل�س ��ل "�آماليا" الذي كتبه طارق �س ��ويد‬ ‫و�أخرجه �سمير حب�شي و�أنتجه مروان حداد �صاحب �شركة "مروى غروب"‪ .‬حالي ًا هي تلعب‬ ‫دور � ٍّأم وزوج ��ة خائنة في م�سل�س ��ل "�س ��نعود بع ��د قليل"‪ ،‬ودور طبيبة في الج ��زء الثالث من‬ ‫"والدة من الخا�ص ��رة"‪ .‬م�ش ��اركتها في هذين العملين تعتبرها "خط ��وة �إلى الأمام" على‬ ‫�صعيد الأعمال العربية خ�صو�ص ًا �أ ّنها وقفت �أمام �أ�سماء كبيرة في التمثيل‪ ،‬وتلفت �إلى �أ ّنها‬ ‫�سمعت �أ�صداء �إيجابية كثيرة عن هاتين الم�شاركتين‪.‬‬ ‫ر�أي الممث ��ل ف ��ي �أدائه قد يختلف ع ��ن ر�أي الجمهور‪ ،‬فهل كانت‪ ،‬هي را�ض ��ية عن �أدائها؟‬ ‫حاجبي في م�سل�سل "�سنعود‬ ‫"نعم �أنا را�ضية عن �أدائي" تقول نادين‪" ،‬لك ّنني ع ّلقت على‬ ‫ّ‬ ‫بعد قليل" لأ ّننا جعلناهما �أكثر عر�ض� � ًا كي �أبدو �أكبر في ال�س ��ن‪ ،‬لك ّنهما لم يقنعاني على‬ ‫ال�شا�شة وتم ّنيت لو لم نقم بتلك الخطوة"‪.‬‬ ‫نا‬ ‫دين الرا�سي‪ :‬المر�أة اللبنانية لي�ست خائنة‬ ‫هن ��اك ر�أي يق ��ول �أنّ الممثل ��ة اللبناني ��ة ف ��ي الأعمال العربية خ�ل�ال رم�ض ��ان الفائت كانت‬ ‫مح�ص ��ورة ف ��ي �أدوار الخيانة �أو التف ّلت الجن�س ��ي �أو الأخالق ��ي‪ ،‬وك�أنّ عليها �أن تكون جميلة والباقي مج ّرد تفا�ص ��يل‪ ،‬فما تعليق نادين على‬ ‫هذا الر�أي؟ �أو ًال تلفت �إلى �أنّ دور الخائنة مث ًال هو مج ّرد دور ُم�س ��توحى من المجتمع‪ ،‬وهذه ال�شخ�ص ��ية يمكن �أن تنتمي �إلى ك ّل الجن�سيات‬ ‫وال�شخ�صيات‪ ،‬لذلك ف�إن �صادف �أن لعبت ممثلة لبنانية هذا الدور فهذا ال يعني �أنّ اللبنانيات خائنات‬

‫كارال بطرس‪" :‬أداؤها الصادم" يصدم كاتب قصة فيلمها‬ ‫تطل الممثلة اللبنانية كارال بطر�س في م�سل�س ��لين؛ الأول هو الجزء لأنها جميلة ولأ ّنها كانت عار�ض ��ة �أزياء وبالتالي تجيد �ش� � ّد الأنظار‬ ‫الثان ��ي من "العائ ��دة" حيث تلع ��ب دور امر�أة "تتاج ��ر" بالفتيات �إليه ��ا؟ تجيب‪" :‬بع�ض الأدوار يتط ّلب م ��ن الممثلة �أن تُظهر �أنوثتها‬ ‫وت�س ��تغل جماله ��ا للو�ص ��ول �إل ��ى مراده ��ا‪ ،‬والثاني ه ��و "نكدب لو �إل ��ى جانب �أدائها الج ّيد‪ ،‬فال يمكنك �أن تعطي دور �إغراء لممثلة ال‬ ‫قلن ��ا ما منح ّب� ��ش" حيث تلع ��ب دور �ص ��ديقة وحافظة �أ�س ��رار ورد تملك مق ّومات الجمال والإثارة‪ ،‬وفي الوقت عينه ال يمكن ك ّل ممثلة‬ ‫الخ ��ال ورفيق علي �أحمد‪" .‬الدوران مختلفان تمام ًا‪ ،‬و�أحببت كثير ًا جميلة �أن تلعب دور الإغراء‪ ،‬لأنّ ذلك قد يوقعها في فخ االبتذال"‪.‬‬ ‫�أال يزعجها �إذ ًا �أن تُ�س ��ند �إليها هذه الأدوار؟‬ ‫الم�ش ��اركة ف ��ي عملي ��ن غير مت�ش ��ابهين"‪،‬‬ ‫تجيب بالنف ��ي‪ ،‬معتب ��رة �أنّ اهلل منحها نعمة‬ ‫تقول كارال‪ ،‬م�ش ��يرة �إلى �أ ّنها �س ��عيدة جد ًا‬ ‫الجم ��ال الخارج ��ي وت�ش ��كره عليه ��ا‪ ،‬وت�ؤكدّ‬ ‫بالأ�صداء التي ت�سمعها عن هذين العملين‪.‬‬ ‫�أ ّنه ��ا تر ّكز دوم ًا على �إ�س ��تثمار ه ��ذه النعمة‬ ‫وتف�ص ��ح ب�أنّ الكاتب �شكري �أني�س فاخوري‬ ‫�كل �صحيح كي ال تتح ّول نقمة‪ ،‬وتهرب‬ ‫ع ّب ��ر له ��ا ع ��ن �إعجاب ��ه "بال�ص ��دام ف ��ي‬ ‫في �ش � ٍ‬ ‫م ��ن �أن تدور كل الأدوار التي تلعبها في فلك‬ ‫�شخ�ص ��يتها" ال ��ذي الحظه ف ��ي �أدائها في‬ ‫الجزء الثاني من م�سل�سل "�إ�سمها ال" الذي‬ ‫الإغراء �أو تتط ّلب �ش ��ك ًال جمي�ل ً�ا‪�" .‬أعي �أنّ‬ ‫الممثلة �إذا لعبت دور �إغراء ف�ستنهال عليها‬ ‫كتبه بنف�س ��ه‪ ،‬لذلك �أوجد �شخ�صي ًة تنا�سب‬ ‫العرو�ض لأدوار مماثلة‪ ،‬و�سي�س ��ارع الجميع‬ ‫هذا ال�صدام في "العائدة ‪."2‬‬ ‫�إلى ح�صرها في هذا الإطار‪ ،‬لذلك ك�سرت‬ ‫�صحيح �أنّ كارال بطر�س لعبت �أدوار ًا متن ّوعة‪،‬‬ ‫هذه ال�ص ��ورة من خالل �أدوار �أخرى حيث‬ ‫ولك ��ن يمك ��ن مالحظ ��ة �أنّ �أدوار الإغراء �أو‬ ‫لعب ��ت دور � ٍّأم حنون‪ ،‬و�أعتب ��ر �أنّ دَوري في‬ ‫تلك الت ��ي تعتمد على جماله ��ا الخارجي لها‬ ‫"نكدب لو قلنا ما منح ّب�ش" هو خروج من‬ ‫الح�ص ��ة الأكب ��ر‪ ،‬فه ��ل ت ��رى �أنّ المنتجي ��ن‬ ‫ّ‬ ‫كارال بطر�س‪ :‬خرجت �أخير ًا من دور الإغراء‬ ‫والمخرجي ��ن يرونه ��ا �أكث ��ر في ه ��ذا الإطار‬ ‫�إطار الإغراء"‬

‫‪98‬‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬


‫�إلى الم�ستوى المعي�شي العالي للمجتمع المحلي‬ ‫العال ��ي �آن ��ذاك‪" .‬لم ��اذا ذهبن ��ا �إل ��ى هناك؟"‬ ‫يقول �أحد ال�ضيوف في المقابلة مت�سائ ًال‪" .‬لأن‬ ‫الرواتب‪ ،‬بالمقارنة مع �إ�سرائيل‪ ،‬كانت مرتفعة‬ ‫ب�ش ��كل ال ي�ص� � ّدق" يجيب‪� .‬ض ��يفة �أخرى تبدي‬ ‫ده�ش ��تها في الفيلم من �أن �أ�سرتها كانت قادرة‬ ‫عل ��ى تحمل دف ��ع راتب خادم محلي كان يغ�س ��ل‬ ‫مالب�س العائلة "باليد"‪.‬‬ ‫تظهر لقطات �أر�شيفية المغتربين الإ�سرائيليين‬ ‫م�س ��تلقين ال ��ى ج ��وار حمام ��ات ال�س ��باحة‪،‬‬ ‫ويح�ض ��رون الحف�ل�ات المتقن ��ة‪ ،‬وي�ستك�ش ��فون‬ ‫المتاج ��ر الفاخ ��رة‪ ،‬ويتوا�ص ��لون مبا�ش ��رة م ��ع‬ ‫النخبة الإيرانية في ق�صر ال�شاه‪.‬‬ ‫يعزو "قبل ثورة" هذه الثروة �إلى بنية �إقت�صادية‬ ‫�شبه �إ�ستعمارية‪ .‬مقابالت عدة ت�شير الى الفقر‬ ‫والقمع ال�سيا�سي اللذين كانت تعي�شهما �شرائح‬ ‫وا�سعة من المجتمع الإيراني‪ .‬كما ناق�ش �آخرون‬ ‫علن ًا الدعم الإ�س ��رائيلي الر�س ��مي لنظام ال�شاه‬ ‫الديكتات ��وري وتواط� ��ؤ تل �أبيب م ��ع نظام ظالم‬ ‫للغاية‪.‬‬ ‫على الرغم من �أنه عمل وثائقي جيد في جوانب‬ ‫ع ��دة‪ ،‬ير ّكز الفيلم على العالقات الإقت�ص ��ادية‬ ‫والع�س ��كرية الإ�س ��رائيلية مع �إي ��ران حيث يق ّدم‬ ‫وجه ��ة نظ ��ر �ض� � ِّيقة مخيب ��ة للآم ��ال للعالقات‬ ‫بي ��ن البلدي ��ن‪ .‬العالقة بي ��ن �إ�س ��رائيل و�إيران‬ ‫ل ��م تكن ت�س ��تند فق ��ط عل ��ى العداء الم�ش ��ترك‬ ‫العن�ص ��ري ومبيع ��ات الأ�س ��لحة‪� ،‬أو الإقت�ص ��اد‬ ‫�ش ��به الإ�س ��تعماري‪ .‬كان �إ�س ��تقرار المغتربي ��ن‬ ‫الإ�س ��رائيليين ف ��ي طه ��ران ج ��زء ًا من �ش ��بكة‬ ‫وا�س ��عة م ��ن الح ��ركات المدنية بي ��ن البلدين‪.‬‬ ‫هذه الح ��ركات التي و ّلدت عالقات و�ص ��داقات‬ ‫�شخ�ص ��ية بين الإ�س ��رائيليين والإيرانيين والتي‬ ‫كانت مركزية في العالقات الو ّدية بين البلدين‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن الوالء ال�س ��ري بين �إ�س ��رائيل و�إيران‬ ‫�سمحت لأع�ض ��اء المجتمع الإيراني من ال�سكان‬ ‫اليهود الأ�ص ��ليين التحرك بحرية بين البلدين‪.‬‬ ‫�سافر الكثير من الإيرانيين اليهود �إلى �إ�سرائيل‬ ‫لزيارة الأ�سرة‪ ،‬وللدرا�سة‪� ،‬أو للعالج الطبي‪ .‬مع‬ ‫ال�شبكات االجتماعية التي �إمتدت بين البلدين‪،‬‬ ‫كان الإيراني ��ون اليه ��ود غالب ًا م ��ا يقومون بدور‬ ‫الو�س ��طاء بي ��ن الإ�س ��رائيليين والإيرانيي ��ن من‬ ‫�أتباع الديانات الأخرى‪.‬‬ ‫لم يكن من غير الم�ألوف بالن�س ��بة الى الم�سلم‬ ‫والم�س ��يحي الإيراني زيارة �إ�س ��رائيل‪ .‬بع�ضهم‪،‬‬

‫دان �شادور‪ :‬عودة الى التاريخ للتذكير‬

‫باراك هيمان‪� :‬شارك في الإنتاج‬

‫جاء المر�ضى الإيرانيون الى �إ�سرائيل من‬ ‫مجموعة من خلفيات �إجتماعية ودينية‬ ‫مختلفة‪ ،‬من �شقيقة ال�شاه �إلى المواطنين‬ ‫الفقراء الذين دفعوا لتلقي العالج من‬ ‫م�ساهمات من الأ�صدقاء والأقارب‬ ‫مثل ّ‬ ‫المنظر ال�سيا�س ��ي الم�شهور جالل الأحمد‪،‬‬ ‫در� ��س مجتم ��ع وحكومة �إ�س ��رائيل‪ .‬كما �س ��افر‬ ‫�آخ ��رون �إلى �إ�س ��رائيل لتلقي الع�ل�اج الطبي في‬ ‫الم�ست�ش ��فيات الت ��ي تحظى ب�إحترام وا�س ��ع في‬ ‫الب�ل�اد‪ .‬في الع ��ام ‪ ،1977‬على �أعت ��اب الثورة‪،‬‬

‫تلق ��ى �أكث ��ر م ��ن ‪ 900‬مري� ��ض م ��ن الإيرانيين‬ ‫"ح�س ��اده" في‬ ‫الع�ل�اج الطب ��ي ف ��ي م�ست�ش ��فى ّ‬ ‫القد�س‪ .‬جاء المر�ض ��ى الإيرانيون الى �إ�سرائيل‬ ‫م ��ن مجموعة م ��ن خلفي ��ات �إجتماعي ��ة ودينية‬ ‫مختلف ��ة‪ ،‬م ��ن �ش ��قيقة ال�ش ��اه �إل ��ى المواطنين‬ ‫الفق ��راء الذي ��ن دفع ��وا لتلق ��ي الع�ل�اج م ��ن‬ ‫م�ساهمات من الأ�صدقاء والأقارب‪.‬‬ ‫وق�ص ��د ع ��دد كبي ��ر م ��ن الإ�س ��رائيليين �إيران‬ ‫ك�سائحين‪ .‬تتمتع البالد بم�شاهد خالبة‪ ،‬وتراث‬ ‫غني قديم‪ ،‬ومجتمع ح�ض ��ري عالمي‪ .‬اليهودية‬ ‫(�إن لم تكن ال�ص ��هيونية ال�سيا�س ��ية) ُقبلت في‬ ‫�إي ��ران م ��ا قبل الث ��ورة عل ��ى نطاق وا�س ��ع‪ .‬كان‬ ‫ل ��دى بالد فار�س جاذبية خا�ص ��ة بالن�س ��بة الى‬ ‫المواطنين الإ�س ��رائيليين الذين ولدوا ون�ش� ��أوا‬ ‫في بلدان ال�ش ��رق الأو�س ��ط مثل الع ��راق‪ .‬كانت‬ ‫الثقافة العربية الإ�س�ل�امية من المح ّرمات �إلى‬ ‫ح ��د كبير ف ��ي المجتم ��ع الإ�س ��رائيلي‪ ،‬وق ّدمت‬ ‫�إي ��ران م�س ��احة لبع� ��ض الإ�س ��رائيليين لإع ��ادة‬ ‫الإت�صال مع بع�ض عنا�صر ثقافات �أجدادهم‪.‬‬ ‫تجاهل "قبل الثورة" الى حد كبير هذه الجوانب‬ ‫م ��ن العالقة بي ��ن �إ�س ��رائيل و�إي ��ران‪ .‬الإيراني‬ ‫العرق ��ي الأ�ص ��يل الوحي ��د ف ��ي الفيلم‪� ،‬أ�س ��تاذ‬ ‫عرف‬ ‫مولود في �إيران يدعى دايفيد من�ش ��اري‪ِّ ،‬‬ ‫ب�أنه �إ�س ��رائيلي "در�س في طه ��ران"‪ .‬ولم يذكر‬ ‫�أو ي�ص ��ف � ّأي من الإ�س ��رائيليين الذين �أجريت‬ ‫مقاب�ل�ات معهم عالقات غير مهنية مع مدنيين‬ ‫�إيرانيين‪.‬‬ ‫ف ��ي نهاية المط ��اف‪" ،‬قبل الث ��ورة" يعزز فقط‬ ‫النموذج الحالي لل�ص ��راع الدائم بين �إ�سرائيل‬ ‫و�إي ��ران‪ .‬ف ��ي الم�ش ��اهد الأخي ��رة م ��ن الفيل ��م‬ ‫الم�ش ��ابه لفيل ��م "�آرغ ��و" الذي �أخرج ��ه وقام‬ ‫ب ��دور البطولة فيه "ب ��ن �أفلك" وفاز ب�أو�س ��كار‬ ‫الع ��ام الفائ ��ت‪ ،‬يف ��ر المغتربون الإ�س ��رائيليون‬ ‫م ��ن الغوغاء الذي ��ن كانوا ي�ص ��رخون وهم من‬ ‫المدنيين الثوريين حيث فتحوا طريقهم وم�ضوا‬ ‫بين الميلي�شيات الم�سلحة‪ .‬جماهير �إيرانية غير‬ ‫مقي ��دة تعود �إلى عدائها الوا�ض ��ح الفطري نحو‬ ‫الإ�سرائيليين‪.‬‬ ‫من جهتهم الإ�سرائيليون غير العاطفيين �شربوا‬ ‫ال�ش ��مبانيا الإحتفالي ��ة فيم ��ا طائرته ��م تغ ��ادر‬ ‫المجال الجوي االيراني‪ 30 .‬عام ًا من ال�صداقة‬ ‫الحميم ��ة الإيراني ��ة الإ�س ��رائيلية �ص ��ورت فيما‬ ‫فر�ض ��ت الدولة وهم ًا تحلل م ��ن دون تلميح الى‬ ‫مقاومة‬

‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪101‬‬


‫الفن ال�سابع‬

‫"قبل الثورة" فيلم وثائقي يفتح جروح الما�ضي اليهودي مع بالد فار�س‬

‫رو‬ ‫القصة التي لم ُت َ‬ ‫عن الجنة اإلسرائيلية في إيران؟‬

‫"قب��ل الث��ورة"‪ ،‬فيل��م جدي��د‬ ‫لل�سينمائيي��ن دان �ش��ادور وباراك‬ ‫هيم��ان‪ ،‬يه��دف �إل��ى تح��دّ ي‬ ‫المفاهي��م ال�شعبي��ة ال�سائدة حول‬ ‫الع��داوة الدائم��ة بي��ن �إ�سرائي��ل‬ ‫و�إيران‪ ،‬ولك��ن في نهاية المطاف‬ ‫يطل عل��ى العالق��ات ال�شخ�صية‬ ‫بي��ن الإ�سرائيليي��ن والإيرانيي��ن‬ ‫التي كانت مركزية في العالقات‬ ‫الودية بين البلدين‪.‬‬ ‫هوليوود ‪� -‬سمير �صفير‬ ‫في ال�سنوات الأخيرة‪� ،‬أ�صبح العداء‬ ‫بي ��ن �إي ��ران و�إ�س ��رائيل النم ��وذج‬ ‫المهيم ��ن لفهم ال�سيا�س ��ة المعقّدة في ال�ش ��رق‬ ‫الأو�س ��ط‪ .‬البل ��دان ي�ش� � ّنان حرب� � ًا ب ��اردة �ض ��د‬ ‫بع�ض ��هما من خالل وكالء محليي ��ن �أو هجمات‬ ‫�س ��يبرانية؛ الت�ص ��ريحات العلنية العدائية تعلن‬ ‫ب�شكل م�ستمر عن ت�صعيد لل�صراع‪ .‬مع �إنت�شاره‬ ‫الرئي�س ��ي في الخطابين ال�سيا�س ��ي والإعالمي‪،‬‬ ‫�ص ��ار ينظر الى الع ��داء بين طه ��ران وتل �أبيب‬ ‫الآن على نطاق وا�س ��ع عل ��ى �أنه مفيد في النزاع‬ ‫الم�س ��تمر من ��ذ عق ��ود بي ��ن �إ�س ��رائيل والعالم‬ ‫الإ�سالمي‪.‬‬ ‫"قب ��ل الثورة"‪ ،‬فيل ��م وثائقي جدي ��د للمخرج‬ ‫الإ�س ��رائيلي دان �ش ��ادور والمنت ��ج ب ��اراك‬ ‫هيم ��ان‪ ،‬ي�س ��عى ال ��ى الطع ��ن ف ��ي الت�ص ��ور‬ ‫ال�ش ��عبي للعداء الدائم بين الدولة ال�ص ��هيونية‬ ‫والدولة الفار�س ��ية‪ .‬فيلم �ش ��ادور يدر�س مجتمع‬ ‫المغتربي ��ن الإ�س ��رائيليين الذين �إ�س ��تقروا في‬ ‫‪100‬‬

‫من "قبل الثورة"‬

‫طهران في �ستينات و�س ��بعينات القرن الفائت‪.‬‬ ‫ومن خالل مقابالت مع �أع�ض ��اء هذا المجتمع‪،‬‬ ‫ي�س� � ّلط الفيلم ال�ضوء على �ش ��بكة من العالقات‬ ‫الإقت�ص ��ادية والع�س ��كرية وال�سيا�س ��ية بي ��ن‬ ‫�إ�سرائيل و�إيران قبل ثورة ‪.1979‬‬ ‫ج ��زء كبي ��ر م ��ن الفيل ��م ي�س ��تعر�ض معلوم ��ات‬ ‫حول العالقات الإ�س ��رائيلية الإيرانية الر�س ��مية‬ ‫المعروفة فعلي ًا على نطاق وا�سع‪ .‬وكما هو مو ّثق‬ ‫في كتب مثل "التحالف المخادع" لتريتا بار�سي‬

‫يروي فيلم "قبل الثورة" كيف �أن‬ ‫الإ�سرائيليين �شعروا ك�أنهم "في وطنهم"‬ ‫في �إيران‪ ،‬وين�سب بالتالي راحتهم في‬ ‫المقام الأول �إلى الم�ستوى المعي�شي العالي‬ ‫للمجتمع المحلي العالي �آنذاك‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫و"المثلث الإيراني" ل�ص ��موئيل �سيجيف‪ ،‬كانت‬ ‫�إ�س ��رائيل و�إيران حليفتين مقربتين خالل فترة‬ ‫ال�ش ��اه محمد ر�ضا بهلوي‪ .‬لقد تبادلت الدولتان‬ ‫التج ��ارة عل ��ى �ص ��عيدي المنتج ��ات المدني ��ة‬ ‫والع�س ��كرية‪ ،‬كم ��ا تبادلتا الخب ��رة التكنولوجية‬ ‫والع�سكرية‪ ،‬وحافظتا على عالقات ديبلوما�سية‬ ‫�سرية‪ .‬و�إ�ستند التحالف على �إحتياجات واقعية‬ ‫لكل منهما والمعار�ض ��ة الإيديولوجية الم�شتركة‬ ‫للقومية العربية‪.‬‬ ‫بالإ�ض ��افة �إلى ت�ص ��ريحات من �أع�ضاء الجهاز‬ ‫الع�سكري والديبلوما�سي الإ�سرائيلي في �إيران‪،‬‬ ‫يت�ضمن "قبل الثورة" مقابالت مع الإ�سرائيليين‬ ‫الذي ��ن جا�ؤوا �إلى �إيران كمدنيين‪ .‬وهم �إلى حد‬ ‫كبي ��ر م ��ن موظف ��ي ال�ش ��ركات الإ�س ��رائيلية �أو‬ ‫الدولي ��ة الذين يعملون في م�ش ��اريع تعاقدية في‬ ‫�إيران؛ ه�ؤالء الأفراد و�أ�س ��رهم �ش ��كلوا مجتمع ًا‬ ‫مترابط ًا في طهران‪.‬‬ ‫ي ��روي �س ��رد فيل ��م المخ ��رج �ش ��ادور عل ��ى �أن‬ ‫الإ�س ��رائيليين �ش ��عروا ك�أنهم "في وطنهم" في‬ ‫�إيران‪ ،‬وين�سب بالتالي راحتهم في المقام الأول‬


‫الفرقة المو�سيقية المغربية‬

‫عبد العزيز �سميح‪ ،‬ومحمد �صاحب وم�صطفى زارو‬

‫�إ�سماعيل تازي ودايفيد �صورتغار‬

‫�سفير الأردن مازن كمال الحمود‬

‫وليد حداد ومي�شيل �ألند‬

‫فهد بهيني‬

‫ماريان �شيوا‬

‫زينب �سفياني‬

‫لبوة حديد‬ ‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪103‬‬


‫مجتمع‬

‫السفارة المغربية في لندن تحتفل بعيد العرش‬ ‫في منا�س ��بة عيد جلو�س الملك محمد ال�س ��اد�س على العر�ش المغربي دعت �س ��فيرته لدى بريطانيا‪ ،‬الأميرة للاّ جمالة‪ ،‬الى حفل �إ�س ��تقبال في فندق "جميرا‬ ‫كارلتون تاور" ح�ض ��ره عدد من الم�س� ��ؤولين البريطانيين والديبلوما�س ��يين العرب والأجانب �إ�ضافة الى �شخ�ص ��يات عربية و�أجنبية من عوالم المال والأعمال‬ ‫وال�ص ��حافة والثقافة والإجتماع‪ .‬وكانت فر�ص ��ة للح�ضور لمناق�شة الم�س ��تجدات الأخيرة في المملكة المغربية خ�صو�ص ًا وال�شرق الأو�سط عموم ًا و�ألإ�ستماع الى‬ ‫�أجمل الألحان المو�سيقية التي قدمتها فرقة خا�صة �أتت من المغرب للم�شاركة في المنا�سبة‪.‬‬

‫ال�سفيرة المغربية وزوجها ي�ستقبالن ال�سفير الم�صري �أ�شرف الخولي وعقيلته‬

‫ال�سفيرة الأميرة للاّ جمالة وزوجها ر�ضا �إ�سفندياري‬

‫ح�سوني‬ ‫لعربي بو عطاف وعثمان بحريني و�سمية جابرازكو و�أ�سما ّ‬

‫�سفير ال�سودان عبد الله الأزرق و�سفيرة البحرين �ألي�س �سمعان و�سفير اليمن عبد الله علي الر�ضي‬

‫�سفير الكويت خالد الدوي�سان و�سفيرة �إمارة موناكو �إيفلين جنيتا‬

‫‪102‬‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬


‫ف�ؤاد تابت وهيام مالط و�إيلي الفرزلي وحارث �شهاب‬

‫جيهان و�سمير وتمارة �شماع‬

‫محمد ونبيلة ال�سماك‬

‫جانيت وعثمان الدنا وف�ؤاد تابت‬

‫النقيب اليا�س عون و�سفير قطر في لبنان �سعد علي هالل المهندي‬

‫نزهة �أومليل تتو�سط نادر �صعب وقرينته �أنابيل هالل‬

‫ميراي بويز وجومانا وجان تامر‬

‫النقيب محمد البعلبكي ومحمد �سنو و�سفير قطر �سعد علي هالل المهندي ومنير دويري‬ ‫والوزير ال�سابق زياد بارود‬ ‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪105‬‬


‫مجتمع‬

‫اللبنانيون يشاركون المغرب بعيد العرش‬ ‫دع ��ا �س ��فير المملك ��ة المغربي ��ة في لبنان الدكتور علي �أومليل الى حفل �إ�س ��تقبال في فندق "الحبتور غراند" في بيروت في منا�س ��بة عي ��د جلو�س الملك محمد‬ ‫ال�س ��اد�س على العر�ش‪ .‬ح�ض ��ر الحفل عدد كبير من ال�سيا�س ��يين اللبنانيين والديبلوما�س ��يين العرب والأجانب المعتمدين في بلد الأرز �إ�ض ��افة الى ح�ش ��د من‬ ‫ال�شخ�صيات الإقت�صادية والإجتماعية والثقافية والإعالمية‪.‬‬

‫ال�سفير المغربي في لبنان علي �أومليل ووزير الخارجية اللبناني عدنان من�صور و�أمين فروخ‬

‫ال�شاعر هنري زغيب ونهاد نوفل وال�سفيرة غرازييال �سيف‬

‫�سفيرة كندا في لبنان هيالري �شايلدز �أدامز‬

‫‪104‬‬

‫�سفيرة �سوي�سرا في لبنان روث فلينت والنائب غ�سان مخيبر‬

‫�سفيرة �إ�سبانيا في لبنان ميالغرو�س ايرناندو‪ ‬وال�سفير جورج �سيام‬

‫الوزير ال�سابق زياد بارود و�سفير فل�سطين في لبنان �أ�شرف دبور‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫�سامية �أومليل‬


‫مايا من�صور ويا�سمين �أبو زيد‬

‫روال �أبو �شديد‬

‫محمد مراد وبوال قدي�سي‬

‫عايدة وعو�ض �سليمان‬

‫كري�ستيل �إ�سطفان‬

‫غنى نوفل ونتالي الرو�س‬

‫جو�سلين بدوي وهيام داغر‬

‫�إيفا �إ�سطفان‬

‫ماري كري�ستين بول�س وغرازييال ديك‬ ‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪107‬‬


‫مجتمع‬

‫جمعية أندية الليونز تحتفل في بيروت‬ ‫�أقامت جمعية �أندية الليونز الدولية للمنطقة ‪( 250‬لبنان‪ ،‬الأردن‪ ،‬العراق) حفل ت�سليم وت�سلم بين الحاكم ال�سابق المبا�شر نبيل الرو�س والحاكم وجيه عكاري‪،‬‬ ‫في �إحتفال ر�س ��مي في قاعة "بافيون رويال" في مركز "بيال" في بيروت برعاية رئي�س الجمهورية اللبنانية العماد مي�ش ��ال �سليمان وح�ضور وزير الإعالم وليد‬ ‫الداعوق ممث ًال رئي�سي الجمهورية وحكومة ت�صريف الأعمال وعدد كبير من �أع�ضاء جمعية نادي الليونز و�شخ�صيات �سيا�سية و�إقت�صادية و�إعالمية و�إجتماعية‪.‬‬

‫نبيل الرو�س ي�سلم الحاكمية الى وجيه عكاري‬

‫غابي جبرايل وهادي حبي�ش‬

‫عليا و�سليم مو�سان‬

‫كميل بدران ور�شيد جلخ ومار�سيل �سالمة‬

‫ع�صام كرم وجان و�ألبير �شهاب‬

‫جورج وماريان بو �شديد‬

‫‪106‬‬

‫�أع�ضاء الحاكمية مع وزير الإعالم وليد الداعوق‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫جوزفين و�إيلي حداد‬

‫الزميل ف�ؤاد دعبول وقرينته نهاد‬


‫منير وروال دويري ولمى �سالم و�سفيرة �إ�سبانيا ميالغرو�س هرناندو اي�شيفاريا‬

‫الرئي�س �أمين الجميل يتو�سط لورا وف�ؤاد تابت‬

‫�صالح بركة و�إلهام وحلوني �سالمة‬

‫�أرليت حايك ورنده �أرمنازي وهال �شقير‬

‫ريكاردو كرم وماجدة �أبي اللمع‬

‫�أنطوان نحا�س ومي�شلين �أبو �سمرا وكريم �سركي�س‬

‫�أرليت حايك وفيفيان دبا�س ومنى الهراوي وفيفيان غانم‬

‫رانيا فر�صون ومارك عوده‬ ‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪109‬‬


‫مجتمع‬

‫تكريم لبناني رسمي للفنان نبيل نحاس‬ ‫دع ��ا وزير الثقافة كابي ليون بالإ�ش ��تراك مع الم�ؤ�س�س ��ة الوطنية للت ��راث في لبنان الى حفل في المتحف الوطني في بيروت ك� � ُّرم خالله الفنان نبيل نحا�س في‬ ‫منا�سبة منحه و�سام الأرز الوطني من رتية فار�س بموجب مر�سوم جمهوري وذلك تقدير ًا لعطاءاته‪.‬‬ ‫ح�ض ��ر الحفل الرئي�س اللبناني الأ�س ��بق ال�شيخ �أمين الجميل واللبنانية الأولى ال�س ��ابقة منى الهراوي و�سفيرة �إ�سبانيا في لبنان ميالغرو�س هرناندو اي�شيفاريا‬ ‫ومجموعة من �أ�صدقاء الفنان ال ُمحتفى به وح�شد من اللبنانيين الذين يقدّرون الأعمال الفنية‪.‬‬

‫‪108‬‬

‫المكرم نبيل نحا�س‬ ‫ّ‬

‫وزير الثقافة كابي ليون‬

‫حارث الب�ستاني‬

‫مي وفي�صل الخليل‬

‫مي عري�ضة‬

‫كريم �سركي�س وكمال نحا�س‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬


‫زافين و عائلته‬

‫ني�شان و جي�سي عازار‬

‫رودريك با�سيل‪ ،‬زيتة كيروز‪ ،‬مايا و فريد زغيب‬

‫نايا فغالي‬

‫ريما نجيم‬

‫علي حماده و عقيلته ندين‬

‫وفاء كيالني‬

‫يمنى �شري‬ ‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪111‬‬


‫مجتمع‬

‫أليس��ا تقاوم العنف بالغناء في أس��واق بيروت‬ ‫�أحيت النجمة اللبنانية �ألي�س ��ا �س ��هرة غنائية حافلة �ضمن مهرجانات �أعياد بيروت ال�سنوية‪ ،‬التي تدعمها ب�شكل خا�ص �شركة "�سوليدير" التي ترعى مهرجان‬ ‫الفرح في و�س ��ط العا�ص ��مة اللبنانية‪ ،‬حيث ل ّونت �أغانيها الليل ب�ألوان الفرح والحب والوطنية والأمل والحياة‪ .‬وقد بد�أت و�ص ��لتها ب�أغنية "وطني" التي تغنيها‬ ‫فيروز ومن ثم قدّمت مجموعة من �أغنياتها الخا�صة‪.‬‬ ‫وقد وجهت �ألي�س ��ا خالل ال�س ��هرة ر�س ��الة دعت فيها ال�ش ��عب اللبناني الى المقاومة الوطنية‪ ،‬كل في م�ض ��ماره وعلى طريقته الخا�صة‪ .‬معلن ًة عن مقاومتها عبر‬ ‫الغناء والفرح كل مظاهر العنف والموت والب�شاعة التي �شهدها وما زال ي�شهدها وطن الأرز‪.‬‬

‫الفنانة الي�سا على الم�سرح‬

‫المخرجان ميرنا خياط و طوني اليا�س‬

‫‪110‬‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫جوزيف �صدقة و مجدال خطار‬

‫د ‪ .‬نادر �صعب و عقيلته‬


‫دانا مو�سى‬

‫منى الزين‬

‫نادين فرحات‬

‫�أنطوان كيروز ويمنى الزغبي‬

‫مالك مو�سى و�ساره نا�صر‬

‫�ساندي بطر�س وزاهر عبو�ش‬

‫�ساره كرم‬

‫ريدا عبدالله‬

‫دينا عازار‬ ‫‪Issue 12 - September - 2013‬‬

‫‪113‬‬


‫مجتمع‬

‫ملك جمال لبنان للعام ‪2013‬‬ ‫لم تمنع التفجيرات والأو�ضاع الم�ضطربة في لبنان من �إقامة �أكثر من �سهرة �إجتماعية وفنية وجمالية‪ .‬فقد �أحيت وكالة �أزياء ن�ضال ب�شراوي حفلتها ال�سنوية‬ ‫لإنتخاب ملك جمال لبنان في م�سرح "�أورا" الى جانب "فوروم دو بيروت" في العا�صمة اللبنانية التي تقا�سم على تقديمها ريتا حرب وملك جمال لبنان ال�سابق‬ ‫و�س ��ام حنا‪ ،‬ونقلتها مبا�ش ��رة محطة "�أم تي في" التلفزيونية‪ .‬وكانت مفاج�أة الحفلة لجنة التحكيم التي تر�أ�س ��تها الفنانة هيفا وهبي التي �أطلت خالل ال�س ��هرة‬ ‫‪ 3‬مرات في ثالث لوحات �إ�ستعرا�ضية فنية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫�إ�شترك في الم�سابقة‪ ،‬التي ح�ضرها عدد كبير من محبي الجمال‪� 17 ،‬شابا حيث فاز في نهاية المطاف ال�شاب �أيمن مو�سى بلقب ملك جمال لبنان لعام ‪.2013‬‬

‫ملك جمال لبنان �أيمن مو�سى‬

‫لين زيتون‬

‫النائب �إيلي ماروني و�أنطوان مق�صود‬

‫ريتا حرب وو�سام حنا‬

‫‪112‬‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫ماري انج ال�سبعلي‬

‫ن�ضال ب�شراوي وماريا المعلوف وزهير مراد‬

‫مريم المال وعالء بكري و�ساره طربيه‬

‫حنا و�آنا توما‬


At each stage of the process the pallets were loaded and unloaded within minutes. Etihad utilised one of its new A330-200 freighter aircraft, which provides state-ofthe-art temperature control technology, to transport the endangered species. The sturgeons transported at sea were brought from Germany by road to a European sea harbour in specially prepared transport containers, which guarantee stable conditions in terms of water quality and temperature. The containers are shipped by sea from Europe to Jebel Ali in the UAE. In the period starting from March to midyear, a consignment is planned every week until the replacement stock is completed successfully.

phone: +961 1 998010 fax: +961 1 998020 e-mail: office@ufti.co

But before the first „made in Abu Dhabi“ caviar can be produced, about 130,000 sturgeons have to cover a journey of thousands of kilometres with air and sea freight. The bigger sturgeons were shipped by the Abu Dhabi-based airline Etihad. Each of these sturgeons was transported in a specially designed container in a temperature controlled environment which was always between 10 and 15 degrees centigrade.

A modern sustainable fish farm has now come up on the approximately 61,000 square meters of land, which is now completely populated by sturgeons. In order to avoid having to wait for a full growth period of about 4 to 4.5 years, older and therefore larger fish are transported alive. Thus the first premium caviar is expected to be produced by the end of 2011.

„Caviar from the desert“: This aquaculture project sets special standards in many respects. Not just the fact that the world‘s largest recirculatory plant for sturgeon and the production of premium caviar has come up in Abu Dhabi, the project requires exceptional logistical effort. Starting from March 2011, a total of 140 tons of live fish will be transported from Europe to the capital of the United Arab Emirates by sea and air using internally developed, complex processes. This visionary project of immense dimensions has been commissioned by the Arabian Bin Salem group. The investor has appointed United Food Technologies AG (UFT AG, Weinheim / Germany), who specialise in the planning and design of aquaculture projects, for the construction of the world‘s largest recirculatory plant for sturgeon.

German-Arabic technology and expertise for modern aquaculture solutions

UFT AG, as part of United Food Technologies International, a German-Arabic joint venture located in Beirut/Lebanon, has already successfully implemented this technology in several plants worldwide. Many years of experience combined with research and development gives UFTI significant technological advantage in the construction and operation of recirculation systems and a unique feature in the production of sturgeons and caviar. A specific feature of the aquaculture technology is the highly efficient and ecologically friendly system.

The final stage of the plant is designed for a capacity of 32 tons of premium quality caviar per year and an annual production of 490 tons of sturgeon - dimensions which were previously unknown in the production of premium caviar from aquaculture. United Food Technologies AG, which has extensive knowledge in planning and design of modern aquaculture plants, has realized the project based on its patented and proven recirculatory technology. The so-called „Recirculating Aquaculture Systems“ (RAS) is considered by many experts as the most advanced aquaculture technology, both from the economical and environmental perspective.

Caviar from the desert

TECHNOLOGIES International S.A.L.

United Food Technologies International S.A.L. Beirut Souks – South Area – Allenby Street Level 3, Bloc W, Louis Vuitton Building C.R. 1901811 Beirut, Lebanon

www.uftag.com


‫�آخر العنقود‬

‫رأيت الناس يميلون‬ ‫إلى من عنده مال‬ ‫ال يعرفني كثير من الجيران‪ ،‬فأنا مغترب منذ حوالي ‪ 37‬سنة‪...‬‬ ‫عندم��ا أع��ود إلى لبن��ان‪ ،‬إلى الحي‪ ،‬نادراً ما يتس��نّى ل��ي اإلجتماع‬ ‫بالجي��ران للتعرف والتعارف و"مدّ" األحادي��ث‪ ،‬فأنا مو ّزع بين األهل‬ ‫واألصدقاء وفترة زياراتي قصيرة‪.‬‬ ‫ه��ذه المرة حالفن��ي الحظ وإلتقي��ت بأحدهم‪ .‬تعارفن��ا‪ ،‬تصافحنا‪،‬‬ ‫وأصبحنا معرفة‪...‬‬ ‫سألني أوالً‪ :‬أين تعمل؟‬ ‫قلت‪ :‬في أبوظبي‪.‬‬ ‫عاجلني بسؤال آخر‪ :‬هل تعرف فالناً؟‬ ‫قلت‪ :‬أعرفه‪...‬‬ ‫كيف أوضاعه اإلقتصادية والمالية؟ أضاف‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬بخير‪ ،‬وهو في وضع ج ِّيد ال يحتاج الى أحد‪.‬‬ ‫أنا أعرف هذا‪ ،‬قال‪ ،‬لكن ُيشاع أنه مليونير‪ ،‬فهل هذا صحيح ؟‬ ‫قلت‪ :‬ما الفرق؟! إذا كان مليونيراً أم مكتفي الحال طالما أنه ال يش ّكل‬ ‫عبئاً على أحد‪.‬‬

‫بقلم المحامي �سمير �س ّلوم‬

‫(*)‬

‫وفرك الجار يديه وإبتس��م كأنه عث��ر على كنز وقال‪ :‬إذا كان مليونيراً‬ ‫فعلي أن أبادر‬ ‫فه��ذا يعني أنه مه��م‪ ،‬وبما أني لم أتصل به منذ زمن‪َّ ،‬‬ ‫باإلتص��ال به إلع��ادة عالقاتي اإلجتماعي��ة معه إذا كانت الش��ائعة‬ ‫صحيحة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫قلت متس��ائال‪ :‬إفرض أنه مليونير‪ ،‬فهل تعتقد أنه سيعطيك مليونا أو‬ ‫مئة ألف دوالر؟ قال ربما ال‪.‬‬ ‫مهم‪،‬‬ ‫لك��ن إذا كن��ت صديقاً و‪/‬أو مقرب��اً منه‪ ،‬تابع‪ ،‬وهو ف��ي وضع ّ‬ ‫مهم بصداقتي معه‪ .‬ولو لم أكن مهماً لما قبل بي‬ ‫س��يعتبر الناس أني ٌّ‬ ‫كصديق و‪/‬أو كمق َّرب‪.‬‬ ‫قلت له‪ :‬بالتوفيق وإفترقنا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الواق��ع أن ه��ذه هي حال عديدين‪ ،‬فبدال م��ن أن يكون جهد هؤالء‬ ‫ونش��اطهم وثقافتهم وس��عة إطالعهم هي األهم‪ ،‬تراهم يرتمون في‬ ‫أحض��ان آخرين ليحصلوا على حظية في أعين الغير‪ .‬وهم في مطلق‬ ‫األحوال ليس��وا مثاالً يحتذى به ألي جيل م��ن األجيال وعلى األخص‬ ‫جيل الشباب المتطلع لغد مشرق‬

‫‪ ...‬والقانون فوق الجميع في اإلمارات‬ ‫وف��ي أبو ظبي جمعني لقاء بأحد كبار رجاالت دولة االمارات العربية‬ ‫المتح��دة‪ ،‬ودار بينن��ا حديث حول التطور الكبي��ر الذي وصلت إليه‬ ‫الدولة في مختلف المجاالت وعلى األخص التطور القانوني‪.‬‬ ‫وإتفقن��ا على أن قواني��ن اإلمارات اآلن تواكب أكث��ر فأكثر الحركات‬ ‫العمرانية واإلقتصادية والفكرية في البالد‪ .‬فقد تم تنظيم القضاء في‬ ‫الوقت نفسه ليتمكن من سرعة الفصل في الدعاوى من دون أن تؤثر‬ ‫السرعة في تطبيق العدل والقانون‪.‬‬ ‫وف��ي أثناء الحدي��ث قال‪ " :‬في الس��ابق كان إس��مي يحميني‪ ،‬اآلن‬ ‫القانون هو الذي يحميني"‪.‬‬ ‫كالم مه��م‪ ،‬جرى على لس��انه ليؤكد على أن الس��يادة هي للقانون‪،‬‬ ‫وليؤكد أيضاً على أن تطبيق القانون واإلمتثال ألحكامه أصبح جزءاً ال‬ ‫(*) محام �أمام المحاكم اللبنانية وم�ست�شار قانوني في دولة الإمارات العربية المتحدة‪.‬‬

‫‪114‬‬

‫العدد ‪� - 12‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫يتجزأ من ثقافة المجتمع اإلماراتي‪.‬‬ ‫إن مستوى رقي األمم ُيقاس بمقدار إحترامها للقانون‪ ،‬ومدى تطبيقه‬ ‫نص��اً وروح��اً‪ ،‬إذ أن تطبيق القانون بش��فافية هو عدال��ة المجتمع‬ ‫ويساهم بشكل كبير في إرساء هيبة الدولة العادلة‪ .‬فالقانون يحمي‬ ‫يحصن‬ ‫األمن‪ ،‬واألمن بدوره يحمي القان��ون‪ .‬والقضاء العادل بالتالي ّ‬ ‫بتطبيقه الصحيح للقانون أمن الدولة والمجتمع‪.‬‬ ‫ومن هنا جاء نداء رئيس دولة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬الش��يخ‬ ‫خليف��ة بن زايد آل نهي��ان‪ ،‬أن ال أحد يعلو ف��وق القانون‪ ،‬ليؤكد‬ ‫جازم��اً ب��أن دولة اإلم��ارات هي دول��ة قانون وع��دل إجتماعي‪،‬‬ ‫فالقانون فيها يسري ويط َّبق على الجميع سواسية أكانوا مواطنين‬ ‫أم وافدين‬


Khalidiya Street - Abu Dhabi - UAE Tel: +971 2 6813741 brioni.com

TO BE ONE OF A KIND


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.