Issue 14

Page 1

‫عوم النفط‬ ‫كيف ّ‬ ‫اإليراني نظام‬ ‫بشار األسد‬

‫نهاية عصر‬ ‫"اإلخوان المسلمين"‬ ‫في األردن؟‬

‫�شهرية ● �إقت�صادية ● ثقافية ● �إجتماعية ‪ -‬ال�سنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 14‬ت‪( 2‬نوفمبر) ‪ /‬ك‪( 1‬دي�سمبر) ‪٢٠١3 -‬‬

‫أميركا ‪ -‬السعودية‪:‬‬

‫العالقة‬ ‫الغريبة!‬

‫لماذا يجب أن‬ ‫تكون الصحراء‬ ‫الغربية مغربية‬


‫�شهرية ● �إقت�صادية ● ثقافية ● �إجتماعية‬ ‫ال�سنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 14‬ت‪( 2‬نوفمبر) ‪ /‬ك‪( 1‬دي�سمبر) ‪٢٠١3 -‬‬

‫‪www.asswak-alarab.com‬‬

‫ت�صدر في لندن عن �شركة �أ�سواق العرب للن�شر المحدودة‬ ‫رئي�س مجل�س الإدارة ‪ /‬رئي�س التحرير‬ ‫كابي طبراني ‪www.gabrielgtabarani.com -‬‬ ‫‪g.tabarani@gmail.com‬‬

‫مدير التحرير (لندن)‬

‫هاني مكارم ‪h.m.makarem@gmail.com -‬‬

‫ت�صدر في لبنان بالتعاون مع مجلة "تحت الأ�ضواء"‬ ‫الإقت�صادية ‪ -‬مركز �أبحاث ال�شرق الأو�سط‬ ‫بناية بيرال‪ ،‬الطابق الأول‬ ‫�شارع الجزائر‪ ،‬المال ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫مدير التحرير (بيروت)‬ ‫جوزف قرداحي ‪josephkordahi@yahoo.com -‬‬ ‫مكتب المغرب‪:‬‬ ‫برومو بري�س ‪� 16 -‬شارع جياللي العريبي‬ ‫الدار البي�ضاء ‪ -‬المغرب‬ ‫مديرة الت�سويق والعالقات العامة (بيروت)‬ ‫دارين عالمه ‪darinealameh@gmail.com -‬‬ ‫الإخراج الفني‬ ‫علي كمال الدين ‪alikamallll@gmail.com -‬‬ ‫التوزيع ‪� -‬شركة الأوائل ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫العنوان الرئي�سي‪:‬‬ ‫‪Asswak Al-Arab Publishing Ltd‬‬ ‫‪788-790 Finchley Road‬‬ ‫‪London NW11 7TJ - United Kingdom‬‬ ‫‪Tel: +44(0)758 3320593‬‬ ‫‪Fax: +44(0)2082019448‬‬ ‫‪email: info@asswak-alarab.com‬‬ ‫‪Editor-In-Chief: Gabriel Tabarani‬‬

‫الإ�شتراكات‪:‬‬ ‫للأفراد‪ 100 :‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬ ‫لل�شركات‪ 150 :‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬

‫للم�ؤ�س�سات الر�سمية والبعثات الديبلوما�سية‪:‬‬

‫‪ 200‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬ ‫‪Price list‬‬

‫ ‪7000‬‬ ‫‪L.L.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪B.D.‬‬ ‫‪2 C.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪E.P.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪J.D.‬‬ ‫ ‪1‬‬ ‫‪K.D.‬‬ ‫ ‪1‬‬ ‫‪O.R.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪Q.R.‬‬ ‫ ‪10‬‬ ‫‪S.R.‬‬ ‫ ‪100‬‬ ‫‪S.L.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪Drhm.‬‬ ‫ ‪3‬‬ ‫‪Pounds.‬‬ ‫‪10 T.D‬‬ ‫‪20 MAD‬‬

‫ ‪Lebanon‬‬ ‫ ‪Bahrain‬‬ ‫ ‪Cyprus‬‬ ‫ ‪Egypt‬‬ ‫ ‪Jordan‬‬ ‫ ‪Kuwait‬‬ ‫ ‪Oman‬‬ ‫ ‪Qatar‬‬ ‫ ‪Saudi Arabia‬‬ ‫ ‪Syria‬‬ ‫ ‪UAE‬‬ ‫ ‪UK‬‬ ‫ ‪Tunis‬‬ ‫ ‪Morocco‬‬

‫المقاالت التي ُتن�شر تع ّبر فقط عن �آراء �أ�صحابها‬

‫اإلفتتاحية‬

‫"�أ�سواق العرب" جديدة في العام الجديد‬ ‫تق ��وم غالبي ��ة المجالت عادة ف ��ي العدد الأخير ال ��ذي ت�صدره في �آخر‬ ‫الع ��ام بتخ�صي�ص ��ه لأح ��داث ال�سن ��ة الت ��ي �ستنته ��ي حي ��ث تن�ش ��ر �صوراً‬ ‫وبع�ض الكالم ل�شرح ما ح�صل خالل �أ�شهر ال�سنة الراحلة‪� ،‬إ�ضافة �إلى‬ ‫بع� ��ض التعليقات والتنب�ؤات لأهل الفلك‪ .‬كما يقوم بع�ضها ب�إ�ست�شراف‬ ‫وتو ّق ��ع م ��ا �سيحدث في العام الجديد الذي �سيول ��د‪ ،‬وال�سبب �أن ن�سبة‬ ‫القراء في �شهر كانون الأول (دي�سمبر)‪ ،‬وخ�صو�صاً بعد منت�صفه حيث‬ ‫تب ��د�أ الإ�ستعدادت للإحتفال ب�أعياد �آخر ال�سنة وبداية عام جديد‪ ،‬تق ّل‬ ‫وتنخف� ��ض وبالتال ��ي ت�صبح ق ��راءة الموا�ضيع والتحالي ��ل الإقت�صادية‬ ‫وال�سيا�سية لي�ست من همومهم الأولى‪.‬‬ ‫في العام الما�ضي‪� ،‬أ�صدرنا عدد �آخر ال�سنة‪ ،‬وكنا ما زلنا في البدايات‪،‬‬ ‫وحاولن ��ا في ��ه �إ�ست�ش ��راف وتوقع ماذا �سيح ��دث ف ��ي ‪ ،2013‬ف�أ�صبنا في‬ ‫مح ��ل و�أخط�أن ��ا في �آخر‪ ،‬الأمر الذي دفعنا في ه ��ذا العام �إلى �أن نفكر‬ ‫بطريقة �أخرى "غير �شكل"‪.‬‬ ‫لق ��د ق ّررن ��ا �شيئين‪ :‬عدم ال�صدور في �شهر الأعياد‪ ،‬وعلى هذا الأ�سا�س‬ ‫عملنا على �أن يكون هذا العدد الذي بين �أيديكم عن �شهرين (ت�شرين‬ ‫الثان ��ي‪ /‬نوفمبر وكانون الأول‪ /‬دي�سمبر)‪ .‬وثانياً و�إيماناً منا بالتطور‬ ‫الدائ ��م ق ّررن ��ا ال�صدور في بداية العام الجدي ��د بح ّلة جديدة متطورة‬ ‫�آخذي ��ن في عي ��ن الإعتب ��ار كل التعليقات والإنتقادات الت ��ي وردتنا من‬ ‫الأ�صدقاء المحبين و"اللدودين"‪� .‬إ�ضافة �إلى فردنا ل�صفحات خا�صة‬ ‫ع ��ن البرازيل بالتعاون مع غرف ��ة التجارة وال�صناعة البرازيلية �إذ �أننا‬ ‫بتن ��ا المن�سقين له ��ا في مجال الت�سويق والإعالم ف ��ي ال�شرق الأو�سط‬ ‫و�شمال �أفريقيا كما �أعلنا في العدد ال�سابق‪.‬‬ ‫م ��ن ه ��ذا المنطل ��ق نتمنى لقرائن ��ا الأعزاء �أينم ��ا كانوا �أحل ��ى الأماني‬ ‫و�أحره ��ا‪ ،‬راجي ��ن �أن يحمل العام الجديد ال�س�ل�ام �إلى الربوع العربية‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص� �اً �سوريا‪ ،‬وحكوم ��ة جديدة �إلى لبنان تهت ��م بالإقت�صاد الذي‬ ‫�أ�صابه الك�ساد وطبعاً بحياة النا�س قبل فوات الأوان‪.‬‬ ‫واهلل الموفق‪.‬‬ ‫كابي طبراني‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪3‬‬


Khalidiya Street - Abu Dhabi - UAE Tel: +971 2 6654300 Fax: +971 2 6663396


‫‪28‬‬ ‫‪BRIONI.cOM‬‬

‫ال�سنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - ١4‬ت�سرين الثاني (نوفمبر) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمبر) ‪٢٠١3 -‬‬

‫عوم النفط‬ ‫كيف ّ‬ ‫اإليراني نظام‬ ‫بشار األسد‬

‫نهاية عصر‬ ‫"اإلخوان المسلمين"‬ ‫في األردن؟‬

‫لماذا يجب أن‬ ‫تكون الصحراء‬ ‫الغربية مغربية‬

‫عالم الطاقة ‬ ‫النفط والمناخ‬

‫‪76‬‬

‫�سهرية ● اإقت�سادية ● ثقافية ● اإجتماعية ‪ -‬ال�سنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - ١4‬ت‪( ٢‬نوفمبر) ‪ /‬ك‪( ١‬دي�سمبر) ‪٢٠١3 -‬‬

‫أميركا ‪ -‬السعودية‪:‬‬

‫‪2nd Year - Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪ABU DHABI - KHALIDIYA STREET - TEL: 02 6813141‬‬ ‫‪AL MARYAH ISLAND - SOWWAH SQUARE - TEL: 02 6266730‬‬

‫العالقة‬ ‫الغريبة!‬ ‫تحرر العيون‬ ‫تقنيات جديدة ّ‬ ‫من أمراضها ّ‬ ‫ونظاراتها‬

‫الموقف الثقافي ‬

‫الحظر النفطي العربي‬ ‫في العام ‪1973‬‬ ‫أنقذ كوكب‪ ‬األرض!‬

‫الحوار ‬

‫�أ�سواق المال ‬ ‫الإحتياطي الفيديرالي‬

‫عالم الطاقة ‬ ‫نفط‬

‫ّ‬ ‫ستهز العالم‬ ‫هذه المرأة‬ ‫بيمينها ويسارها!‬

‫ر�أي خبير ‬

‫‪72‬‬

‫تحقيق ال�شهر ‬

‫‪94‬‬

‫وديع الصافي والعالقة‬ ‫الملتبسة مع فيروز وصباح!‬

‫‪80‬‬

‫أحمد هيجاوي‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫يتعلم الدرس‬ ‫العالم لم‬ ‫من أزمة ‪! 2008‬‬

‫‪62‬‬

‫�صح ة‬

‫‪90‬‬

‫كتاب ‬

‫‪95‬‬

‫التهامي الطاهري العلوي‬ ‫يكشف أسرار ملوك المغرب‬ ‫في كتاب!‬

‫‪84‬‬

‫الفن ال�سابع ‬

‫‪98‬‬

‫مركزية العالم العربي‬ ‫تنتقل إلى مدن الخليج!‬

‫‪69‬‬

‫تداعيات رفع سقف الدين‬ ‫األميركي على األسواق العربية‬

‫المنبر الإجتماعي ‬ ‫عو َم النفط اإليراني‬ ‫كيف َّ‬ ‫نظام األسد‬

‫‪89‬‬

‫التطرف يا عرب!‬ ‫حذار‬ ‫ُّ‬ ‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫نعم‪ ،‬األفالم "تستطيع قول‬ ‫الحقائق" ولكن هل فعل "كابتن‬ ‫فيليبس" ذلك؟‬ ‫‪5‬‬


‫الفهرس‬ ‫الم�شرق العربي ‬ ‫�سوريا‬

‫‪20‬‬

‫الخليج العربي ‬ ‫البحرين‬

‫‪38‬‬

‫تعد المياه إلى مجاريها‬ ‫إذا لم ُ‬ ‫بين واشنطن والرياض قريب ًا‬

‫هل يمكن لمفاوضات ال تملك‬ ‫حتى جدول أعمال أن ُت ّ‬ ‫حل السالم‬ ‫في البحرين؟‬

‫تقسم حلب‬ ‫الحرب‬ ‫ّ‬ ‫توحدها‬ ‫وهموم اإلقتصاد ّ‬

‫الم�شرق العربي ‬ ‫الأردن‬

‫إنهيار الحلف اإلستراتيجي‬ ‫األميركي ‪ -‬السعودي‬ ‫يغير الواقع الجيوسياسي‬ ‫ّ‬ ‫للشرق األوسط!‬

‫‪24‬‬

‫ر�أي مراقب ‬

‫‪43‬‬

‫اإلقتصاد المصري‪:‬‬ ‫مكانك راوح!‬

‫المغرب العربي ‬ ‫المغرب‬

‫‪44‬‬

‫هل إنتهى عصر "اإلخوان‬ ‫المسلمين" في األردن؟‬

‫الخليج العربي ‬ ‫الكويت‬

‫‪34‬‬

‫لماذا يجب أن تكون‬ ‫الصحراء الغربية‪ ...‬مغربية!‬

‫المغرب العربي ‬ ‫تون�س‬

‫الكويت‪ :‬المستقبل‬ ‫اإلقتصادي أكثر إشراق ًا‬ ‫إستمر اإلستقرار السياسي‬ ‫إذا‬ ‫ّ‬ ‫‪4‬‬

‫‪50‬‬

‫تونس‪ :‬بوادر حرب أهلية‬ ‫ّ‬ ‫تغذيها أسلحة إسالميي ليبيا!‬

‫العالم ‬ ‫�شرق �آ�سيا‬

‫‪54‬‬

‫�أ�سواق المال ‬ ‫م�صارف‬ ‫فاصلة في الكتابة‬ ‫تثير "فضيحة دولية"‬ ‫في حجم الودائع السورية‬ ‫في لبنان!‬

‫الهيمنة على شرق آسيا تقررها‬ ‫القوة اإلقتصادية وليس‬ ‫العسكرية‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫‪58‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫الموجز اللبناني‬

‫البنك الدولي‪ :‬تحويالت المغتربين �إلى لبنان �إلى ‪ 7,6‬مليارات دوالر‬ ‫تو ّقع البنك الدولي �أن تبلغ تحويالت المغتربين الى لبنان ‪ 7,6‬مليارات دوالر في ‪� ،2013‬أي ب�إرتفاع‬ ‫‪ %4,4‬ع ��ن ‪ 7,3‬ملي ��ارات دوالر في ‪ .2012‬وخ ّف� ��ض تقديراته لتحويالت المغتربي ��ن الى لبنان ‪7,3‬‬ ‫ملي ��ارات دوالر ف ��ي ‪ 2011‬و‪ 2012‬عن تقديرات �س ��ابقة بلغ ��ت ‪ 7,53‬ملي ��ارات و‪ 7,47‬مليارات‪ .‬لذا‬ ‫�إنخف�ض ��ت التحويالت الى ‪ %0,9‬في ‪ 2011‬ولم تتغير في ‪ ،2012‬وفق ن�ش ��رة مجموعة بنك بيبلو�س‬ ‫و�ص� � ّنف لبنان في المرتبة العا�شرة حيال النمو الأكبر لتحويالت المغتربين‬ ‫‪ُ .Lebanon this Week‬‬ ‫من بين ‪� 15‬إقت�صادات نامية هذه ال�سنة‪� ،‬أي بن�سبة نمو �أعلى من التحويالت الى ال�صين (‪،)%4,1‬‬ ‫والى م�صر (‪ ،)%4‬والمغرب (‪ ،)%2‬ونيجيريا (‪ )%1,8‬والمك�سيك (‪.)%5,9-‬‬ ‫ف ��ي المقابل‪ ،‬تو ّقع �إرتفاع ن�س ��بة تدف ��ق التحويالت الى الدول النامية ب� �ـ‪ ،%6,3‬وارتفاع بـ ‪ %4,7‬الى‬ ‫الدول العربية و�إرتفاع بـ ‪ %4‬الى الدول ذات الدخل المتو�سط الى المرتفع في ‪.2013‬‬ ‫وف ��ق ه ��ذه التوقعات‪� ،‬س ��يحل لبنان ف ��ي المرتبة ‪ 18‬عالمي� � ًا والمرتب ��ة ‪ 12‬ك�أكبر متل ��ق لتحويالت‬ ‫المغتربين بين الإقت�صادات النامية في ‪ .2013‬كذلك �سيكون ثاني �أكبر متلق لتحويالت المغتربين‬ ‫بين ‪ 16‬بلد ًا عربي ًا وثالث �أكبر متلق بين ‪ 46‬دولة ذات الدخل المتو�سط الى المرتفع‪.‬‬ ‫وج ��اءت هذه التحويالت الى لبنان �أقل من التدفقات الى م�ص ��ر (‪ 20‬ملي ��ار ًا) بين الدول العربية‪،‬‬ ‫و�أق� � ّل من التدفقات الى ال�ص ��ين (‪ 60,2‬مليار ًا) والمك�س ��يك (‪ 22‬مليار ًا) بي ��ن الدول ذات الدخل‬ ‫المتو�سط الى المرتفع‪.‬‬

‫لبنان‪� :‬إتجاه الطلب نحو ال�سيارات ال�صغيرة‬ ‫ال�شركات‪.‬‬ ‫تد ّن ��ت مبيع ��ات ال�س ��يارات‬ ‫ولف ��ت رئي�س جمعية م�س ��توردي‬ ‫الم�ستعملة الم�ستوردة الم�سجلة‬ ‫ال�س ��يارات �س ��مير حم�صي الى‬ ‫‪ %15,5‬ف ��ي لبن ��ان ف ��ي �أيل ��ول‬ ‫�أن "قط ��اع ال�س ��يارات الجديدة‬ ‫(�س ��بتمبر) الما�ض ��ي مقارن ��ة‬ ‫يعان ��ي �أ�س ��وة ببقي ��ة القطاعات‬ ‫ب�أيل ��ول (�س ��بتمير) ‪ .2012‬اما‬ ‫ف ��ي لبن ��ان‪ ،‬م ��ن ج ��راء االزمة‬ ‫بالن�س ��بة ال ��ى القط ��اع ككل‪،‬‬ ‫االقت�ص ��ادية الراهن ��ة (�إرتفاع‬ ‫فتراجع ��ت �أرق ��ام ال�س ��يارات‬ ‫ف ��ي االج ��ور‪ ،‬والم�ص ��اريف‬ ‫الم�س ��جلة الجديدة والم�ستعملة‬ ‫وغيرهم ��ا)‪ ،‬والت ��ي تفاقم ��ت‬ ‫الم�س ��توردة ‪ %7‬مقارن ًة باال�شهر‬ ‫رئي�س جمعية م�ستوردي‬ ‫حم�صي‬ ‫�سمير‬ ‫ال�سيارات‬ ‫ً‬ ‫�أخي ��را نتيجة الف ��راغ الحكومي‬ ‫الت�سعة االولى من ‪ ،2013‬كذلك‬ ‫والإداري‪ ،‬رك ��ود ًا في المبيعات‪،‬‬ ‫اال�ش ��هر الت�س ��عة االول ��ى م ��ن‬ ‫م�ش ��ير ًا ال ��ى ان زي ��ادة ال�ض ��ريبة عل ��ى القيمة‬ ‫‪.2012‬‬ ‫ولوح ��ظ ان �أكث ��ر م ��ن ‪ %90‬م ��ن ال�س ��يارات الم�ض ��افة ‪ %15 TVA‬على ال�س ��يارات الفخمة‪،‬‬ ‫الجديدة الم�س ��جلة ه ��ي من الحجم ال�ص ��غير "ال ت� ��ؤدي ال ��ى النتيج ��ة المرج ��و منه ��ا‪ ،‬لأن‬ ‫ذات الأ�سعار المخفو�ضة (نحو ‪ 11‬الف دوالر)‪ ،‬ال�س ��يارات الفخمة تدن ��ت مبيعاتها هي اي�ض� � ًا‬ ‫�إذ ان ال�سيارات الفخمة ال تمثل اكثر من ‪ %2‬من ه ��ذه ال�س ��نة‪ ،‬مقارن ��ة بالع ��ام الما�ض ��ي‪ ،‬وهي‬ ‫الم�سجلة‪.‬‬ ‫ال�سيارات الجديدة‬ ‫ال ت�ش ��كل �أ�سا�س� � ًا �س ��وى نح ��و ‪ %6‬م ��ن مجموع‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫يع ��ود اتج ��اه الطل ��ب نح ��و �ش ��راء ال�س ��يارات ال�س ��يارات الجديدة الم�س ��جلة"‪ ،‬معتب ��را "ان‬ ‫ال�ص ��غيرة الى �إرتفاع كلفة المحروقات‪ ،‬وعدم زي ��ادة ال� �ـ ‪ TVA‬المذك ��ورة‪ ،‬تخ�س ��ر الخزين ��ة‬ ‫وجود نق ��ل عام منظم‪ ،‬ف�ض�ل ً�ا عن المناف�س ��ة العام ��ة ماليين الدوالرات‪ ،‬وتنعك�س �س ��لب ًا على‬ ‫ال�شر�س ��ة بين ال ��وكالء‪ ،‬مم ��ا يعني �إنخفا�ض� � ًا واردات الخزينة والإقت�ص ��اد وقطاع ال�س ��يارات‬ ‫في قيم ��ة المبيع �إجم ��ا ًال و�إنخفا�ض� � ًا في �أرباح والمواطنين"‪.‬‬

‫"واكب���ت الدول���ة �صناع���ة النبيذ عل���ى مدى‬ ‫القرن الما�ضي‪� ،‬إذ و�صل �إنتاج لبنان الى ما ال يقل‬ ‫عن ‪ 10‬ماليين زجاجة �سنوي���ا ً‪ ،‬و�صدرت القوانين‬ ‫والمرا�سي���م التي تتنا�سب وم�ستوى هذه ال�صناعة‬ ‫المت�ألق���ة"‪ ،‬هذا ما �أك���ده الوزير اللبنان���ي ال�سابق‬ ‫اليا����س حنا ممثالً وزي���ر ال�صناع���ة اللبنانية فريج‬ ‫�صابونجي���ان خالل �إفتت���اح �شرك���ة ‪Eventions‬‬ ‫معر����ض ومهرج���ان فينيف�س���ت ‪ 2013‬في مدرج‬ ‫�سباق الخيل في بيروت‪.‬‬ ‫ولفت حنا الى �أن "ثمة قانون رقم ‪2000 /216‬‬ ‫يتعل���ق ب�إنتاج النبيذ و�صنعه وبيع���ه و�إ�ستيراده‪.‬‬ ‫تقرر �إن�شاء المعهد الوطني للكرمة والنبيذ‬ ‫كذلك ّ‬ ‫ع���ام ‪ 2007‬بموج���ب مر�سوم ل���م ينفّ ���ذ‪ ،‬ووافق‬ ‫مجل����س الوزراء على �إعتب���اره م�ؤ�س�سة ذات منفعة‬ ‫عامة"‪ ،‬داعي���ا ً الى "وجوب تحديث ه���ذا المر�سوم‬ ‫بق�صد تعيين مجل����س �إدارة يتولى مهمات تنفيذ‬ ‫المرحل���ة الت�أ�سي�سية‪ .‬فلقي م�شروع���ه تجاوبا ً من‬ ‫وزي���ري الزراع���ة واالقت�ص���اد والتج���ارة اللذي���ن‬ ‫أقر‪ .‬وعليه‬ ‫�إقترحا عر�ضه على مجل�س الوزراء حيث � ّ‬ ‫ج���رى تعيي���ن مجل����س االدارة الأول للمعه���د هذه‬ ‫ال�سنة"‪.‬‬ ‫�أو�ضح���ت وزارة الم���ال اللبناني���ة ف���ي بي���ان‬ ‫يلخ����ص عملي���ات الموازن���ة والخزين���ة‪� ،‬أن العج���ز‬ ‫الإجمال���ي (الموازنة وعملي���ات الخزينة) بلغ لغاية‬ ‫تم���وز (يولي���و) الما�ض���ي نح���و ‪ 3,121‬ملي���ارات‬ ‫ليرة‪� ،‬أي ما ن�سبته ‪ %26٫24‬من �إجمالي النفقات‬ ‫المحقق���ة خالل ه���ذه الفت���رة‪ ،‬م�سج�ل� ًا �إرتفاعا ً بلغ‬ ‫‪ 1,359‬ملي���ار لي���رة عم���ا كان عليه ف���ي الأ�شهر‬ ‫ال�سبع���ة الأولى من ‪� ،2012‬إذ بل���غ العجز المحقق‬ ‫خ�ل�ال الفترة عينه���ا من الع���ام الفائ���ت ‪1,762‬‬ ‫ملي���ار‪� ،‬أي م���ا ن�سبت���ه ‪ %16٫34‬م���ن �إجمال���ي‬ ‫النفقات‪.‬‬ ‫تقري���ر "قيا����س مجتمع المعلوم���ات ‪"2013‬‬ ‫ال�ص���ادر ع���ن الإتح���اد الدولي للإت�ص���االت ‪ITU‬‬ ‫وال���ذي و�ض���ع لبن���ان ف���ي المرتب���ة ‪ 52‬عالمي���ا ً‪،‬‬ ‫بزي���ادة ‪ 9‬مراتب ع���ن الع���ام الفائ���ت‪ ،‬والخام�س‬ ‫عربيا ً مبا�شرة بعد ال�سعودي���ة‪ ،‬كان محور الم�ؤتمر‬ ‫ال�صحاف���ي ال���ذي تح���دث في���ه وزي���ر الإت�صاالت‬ ‫اللبناني نقوال �صحناوي‪.‬‬ ‫ومم���ا قاله‪" :‬و�ضع التقرير لبن���ان في المرتبة ‪52‬‬ ‫عالمي���ا ً بي���ن ‪ 193‬دولة �أع�ضاء ف���ي الإتحاد‪ ،‬وهو‬ ‫و�س���ام عل���ى �ص���در كل لبناني‪ ،‬وخ�صو�ص���ا ً فريق‬ ‫العم���ل ف���ي وزارة الإت�ص���االت‪ ،‬فري���ق العمل في‬ ‫هيئة "�أوجي���رو"‪ ،‬ف���ي �شركتي "الف���ا" و"تات�ش"‪،‬‬ ‫وف���ي القطاع الخا�ص الذي هو �شريك ا�سا�سي في‬ ‫هذا التقدم"‪.‬‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪7‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون لبنانية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف اللبناني‬

‫�إقت�صاد لبنان �إلى غرفة العناية الفائقة!‬ ‫�ألق ��ى العدي ��د م ��ن التقارير والدرا�سات ف ��ي الآونة الأخي ��رة ال�ضوء على‬ ‫حال ��ة الإقت�ص ��اد اللبنان ��ي‪ .‬و�أ�ش ��ارت كلها �إل ��ى التدهور ال ��ذي يحدث في‬ ‫المالي ��ة العام ��ة‪ ،‬ف�ض�ل� ً‬ ‫ا عن مختل ��ف قطاعات الإنت ��اج‪ ،‬وعك�ست خطورة‬ ‫الو�ض ��ع الإقت�ص ��ادي‪ .‬وف ��ي الوق ��ت عين ��ه‪ ،‬ال �أح ��د على م�ست ��وى مجل�س‬ ‫الوزراء (الذي ي�ص ّرف الأعمال) �أو الدولة يبدو �أنه يعطي هذه الم�س�ألة‬ ‫�أي �إهتم ��ام �أو تحذي ��ر ح ��ول تداعياته ��ا‪ .‬للأ�سف‪ ،‬لم َ‬ ‫تعط ه ��ذه التقارير‬ ‫والمن�ش ��ورات �أهمي ��ة ف ��ي و�سائ ��ل الإع�ل�ام‪ .‬ال�صفح ��ات الأول ��ى وعناوين‬ ‫ال�صحف تر ّكز فقط على الحدث الرئي�سي لليوم‪ ،‬وهي الأزمة ال�سورية‪،‬‬ ‫ف ��ي جمي ��ع ف�صوله ��ا الدرامي ��ة‪ .‬وم ��ع ذل ��ك‪ ،‬ف� ��إن الو�ضع خطي ��ر بحيث‬ ‫ي�ستحق مناق�شة م�ستفي�ضة‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى قرارات �سريعة وحازمة‪.‬‬ ‫�أح ��د �أحدث ه ��ذه التقارير كان واح ��داً ن�شرته وكال ��ة الت�صنيف "بيزن�س‬ ‫مونيت ��ور �إنترنا�شيون ��ال"‪ ،‬الت ��ي و�ضع ��ت فيه ��ا لبن ��ان ف ��ي المرتب ��ة ‪112‬‬ ‫بي ��ن ‪ 159‬بل ��داً ف ��ي جمي ��ع �أنح ��اء العال ��م وفي المرتب ��ة ‪ 12‬بي ��ن ‪ 20‬دولة‬ ‫عربي ��ة‪ ،‬بالن�سبة �إلى م�ستوى المخاط ��ر الناجمة عن �أو�ضاعه ال�سيا�سية‬ ‫والإقت�صادي ��ة‪ .‬ج ��اء ه ��ذا الترتيب لإثب ��ات ه�شا�شة الو�ض ��ع ال�سيا�سي في‬ ‫الب�ل�اد و�إنح�س ��ار ق ��درة الدول ��ة عل ��ى �أداء وظائفه ��ا الأ�سا�سي ��ة‪ ،‬و�إنت�شار‬ ‫الف�س ��اد ف ��ي م�ؤ�س�ساته ��ا‪ ،‬و�إنخفا�ض قدرة الإقت�ص ��اد للحفاظ على النمو‬ ‫من دون زيادة في م�ستويات الت�ضخم‪.‬‬ ‫و�أ ّك ��دت تفاق ��م هذه الحالة �أرقام وزارة الم ��ال اللبنانية ب�ش�أن الحالة في‬ ‫الموازنة في الأ�شهر ال�ستة الأولى من هذا العام‪ ،‬حيث �أظهرت‪ ،‬بالمقارنة‬ ‫م ��ع الع ��ام الما�ضي‪ ،‬زيادة قدره ��ا ‪ ٪67‬في العجز‪ ،‬الت ��ي و�صلت �إلى ‪1.89‬‬ ‫مليار دوالر‪ .‬وكان هذا التطور الجديد في هذه الم�س�ألة التراجع الحاد‬ ‫في الفائ�ض الأولي الذي تق ّل�ص ‪ ٪98‬مقارنة بالعام الما�ضي‪.‬‬ ‫ه ��ذا ي�شي ��ر الى �أن العج ��ز العالي لم يك ��ن ب�سبب زي ��ادة م�ستويات الدين‬ ‫الع ��ام‪ ،‬كم ��ا ُيظ ��نّ ع ��ادة‪ ،‬ولك ��ن كان ف ��ي المق ��ام الأول نتيج ��ة �إنخفا� ��ض‬ ‫الإي ��رادات (‪ ،)٪4.2-‬و�إرتفاع النفق ��ات‪ ،‬وهو ما �أكدته بيانات وزارة المال‬ ‫الف�صلي ��ة‪ .‬لق ��د زادت خدم ��ة الدي ��ون بن�سب ��ة ‪ ،٪0.5‬ف ��ي حي ��ن �إرتفع ��ت‬ ‫الم�صروف ��ات الأخ ��رى بن�سب ��ة ‪ ،٪8.8‬لت�ص ��ل �إل ��ى م ��ا مجموع ��ه ‪6.76‬‬ ‫ملي ��ارات دوالر‪ .‬وت�شي ��ر كل ه ��ذه الأرق ��ام �إل ��ى �أن الإقت�ص ��اد يعان ��ي م ��ن‬ ‫�إنخفا�ض في النمو الناجم من الأزمات ال�سيا�سية المتالحقة وتداعيات‬ ‫الحرب ال�سورية‪.‬‬ ‫وتبي ��ن �أي�ضاً �أن ه ��ذا البلد يت�أثر �سلباً من �إفتق ��اره �إلى حكومة م�س�ؤولة‬ ‫وفعال ��ة ق ��ادرة عل ��ى �إ�ستع ��ادة النم ��و للإقت�ص ��اد وتر�شيد الإنف ��اق‪ ،‬الذي‪،‬‬ ‫بدوره‪ ،‬يزيد الإيرادات ويخف�ض العجز‪.‬‬ ‫يب ��دو الو�ض ��ع �سوريالي� �اً �إذا كان الم ��رء ي�ضي ��ف �إل ��ى ال�ص ��ورة �أح ��دث‬ ‫مقترح ��ات وزارة الم ��ال الت ��ي ته ��دف �إل ��ى زي ��ادة الأعب ��اء ال�ضريبي ��ة‬ ‫والر�س ��وم الجمركي ��ة‪ ،‬من دون �أية تدابير �أو �إ�شارة تتعلق بال�سيطرة على‬ ‫النفق ��ات وكب ��ح جم ��اح العجز ف ��ي الموازنة‪ .‬نع ��م‪ ،‬هذا هو ف ��ي الواقع ما‬ ‫يج ��ري مناق�شته ف ��ي �إحدى اللجان الفرعية البرلماني ��ة المكلفة �إيجاد‬ ‫الحل ��ول التي من �ش�أنها �أن ت�سمح بتمويل الرواتب المقترحة والزيادات‬ ‫‪6‬‬

‫المترتب ��ة‪ .‬ولكن‪ ،‬هناك حاج ��ة �إلى عك�س ذلك تماماً‪ :‬الإمتناع عن زيادة‬ ‫ف ��ي ال�ضرائ ��ب الت ��ي م ��ن �ش�أنه ��ا �أن تقتل‪ ،‬في المه ��د‪� ،‬أي فر�ص ��ة للنمو‪.‬‬ ‫بزي ��ادة قدرها ‪ ٪2‬في �ضريبة القيم ��ة الم�ضافة ال ت�ؤدي �سوى �إلى نتائج‬ ‫تتعار�ض مع تلك المرجوة‪.‬‬ ‫وه ��ذا التدبي ��ر يمكنه �أن ي�ؤدي �إلى �إنكما� ��ش النمو والحد من الإنتاجية‪،‬‬ ‫الأمر الذي �سينتج ويو ّلد م�شاكل �إجتماعية �إ�ضافية‪ ،‬لي�س �أقلها �سيكون‬ ‫�إنت�ش ��ار البطال ��ة و�إنخفا� ��ض الدخل‪ ،‬بم ��ا في ذلك مداخي ��ل الدولة‪ .‬من‬ ‫ناحي ��ة �أخرى‪ ،‬ف�إن الزيادة المقترحة ف ��ي التعريفة الجمركية هو �أقرب‬ ‫�إل ��ى ال�سباح ��ة �ضد التي ��ار‪ ،‬لأنه من �ش�أنه ��ا �أن تهدد بمخالف ��ة الإتفاقات‬ ‫الدولي ��ة القائم ��ة‪ ،‬وال �سيم ��ا تل ��ك الت ��ي تق ��ع تح ��ت �إخت�صا� ��ص منظم ��ة‬ ‫التج ��ارة العالمي ��ة‪ ،‬و�سي� ��ؤدي ذل ��ك �إلى عزلة لبن ��ان �إقت�صادي� �اً‪ ،‬في وقت‬ ‫تحت ��اج الب�ل�اد ب�ش ��كل ما� ��س �إلى زي ��ادة التجارة التي م ��ن �ش�أنه ��ا �أن تع ّزز‬ ‫قدراته ��ا الممي ��زة‪ .‬هذا بالإ�ضافة �إل ��ى ال�ضرر الذي ق ��د ي�صيب قطاعي‬ ‫ال�سياحة والتجارة ‪ -‬وهما حجر الزاوية في الإقت�صاد اللبناني ‪ -‬اللذين‬ ‫وقعا �ضحية لأزمة لم ي�سبق �أن عرفها تاريخ البالد‪.‬‬ ‫�ألواق ��ع �أن �إقت�ص ��اد لبن ��ان يتطل ��ب نهج� �اً مختلف� �اً تماماً ع ��ن ذلك الذي‬ ‫ت� � ّم �إعتم ��اده م ��ن قب ��ل اللجن ��ة البرلمانية الت ��ي ت�ستخدم �إج ��راء �صفقة‬ ‫وح�سابات هند�سية لإيجاد حلول تمويل‪ ،‬والتي هي جزء من ق�صر النظر‬ ‫وع ��دم وج ��ود خط ��ة �شاملة تهدف �إل ��ى ت�شجيع الإنتاج و النم ��و‪ .‬التعامل‬ ‫م ��ع الأزم ��ة يتطل ��ب �سلة من التدابي ��ر و المبادرات المماثل ��ة لتلك التي‬ ‫تبناه ��ا حاك ��م م�ص ��رف لبن ��ان المرك ��زي ريا� ��ض �سالمة من �أج ��ل تعزيز‬ ‫النم ��و‪ .‬التدابي ��ر التي �إعتمده ��ا �أخيراً لإ�صالح القرو� ��ض العقارية التي‬ ‫ُتمن ��ح لل�ش ��ركات والم�ؤ�س�س ��ات العامل ��ة ف ��ي حقل ال�سياح ��ة – من خالل‬ ‫�إطال ��ة �آج ��ال الإ�ستحقاق وتخفي� ��ض تكاليفها ‪ --‬كان ��ت نموذجاً يحتذى‬ ‫به ل�صياغة �سيا�سات فعالة قادرة على التعامل مع حالة الركود العميقة‬ ‫الت ��ي �إ ّت�س ��م به ��ا الإقت�ص ��اد اللبنان ��ي لل�سن ��ة الثاني ��ة على التوال ��ي‪ .‬ومن‬ ‫الم�ؤ�س ��ف �أن الفر�ص ��ة لإعتم ��اد �سيا�سات بن ��اءة مثل هذه ل ��م ُت�ستغل‪ ،‬وال‬ ‫�سيم ��ا �إذا �أخذن ��ا في الإعتبار �أن �أياً من ه ��ذه التدابير كان �سي�ستفيد من‬ ‫التيار ال�سائد لإنخفا�ض معدالت الفوائد‪ .‬‬ ‫لو �أن القوى ال�سيا�سية المتعهّدة م�صير �سكان لبنان تقر�أ تقارير وكاالت‬ ‫الت�صني ��ف الدولية المذكورة �آنفاً وتبحث ف ��ي محتوياتها‪ ،‬لكانت �أدركت‬ ‫�أن ج ��ذور الأزم ��ة تكم ��ن في ال�سيا�س ��ة الداخلية‪ ،‬و�أن التغيي ��ر والإ�صالح‬ ‫يمك ��ن بلوغهم ��ا ب�سهول ��ة ل ��و �أن �صانع ��ي ال�سيا�س ��ات يرغبون حق� �اً ذلك‪.‬‬ ‫وبالتالي ف�إن الخطوة الأولى تكمن في الإ�سراع برحيل حكومة ت�صريف‬ ‫الأعم ��ال‪ ،‬الت ��ي �أ�صبح ��ت عائق� �اً �إقت�صادي� �اً م ��ن تلقاء نف�سه ��ا‪ ،‬من خالل‬ ‫زي ��ادة �إنفاقه ��ا‪ ،‬وتراكم العج ��ز‪ ،‬و�إعتماد تكتيكات وق ��رارات خاطئة‪ .‬وفي‬ ‫الوق ��ت عين ��ه‪ ،‬يج ��ب ت�شكي ��ل حكومة جدي ��دة فعال ��ة‪ ،‬وقادرة عل ��ى �إتخاذ‬ ‫تدابي ��ر جديدة من خالل تر�شيد الإنفاق‪ ،‬وكذلك ال�سيطرة على العجز‬ ‫و�إطالق الإ�صالحات‪.‬‬ ‫بيروت ‪ -‬رئيف عمرو‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫‪ : HSBC‬الن�شاط االقت�صادي اللبناني‬ ‫�سيبقى في حال ركود في ‪2013‬‬ ‫�أبقى الم�ص ��رف العالمي ‪ HSBC‬توقعاته لنمو‬ ‫النات ��ج المحل ��ي الإجمالي الحقيق ��ي في لبنان‬ ‫على "ال نمو حقيقي ًا" في ‪ ،2013‬وذلك مقارنة‬ ‫بن�س ��بة نمو ‪ %4‬لمنطقة ال�شرق االو�سط و�شمال‬ ‫افريقيا و‪ %2,4‬لل ��دول غير المنتجة للنفط في‬ ‫المنطقة‪.‬‬ ‫�أفاد م�ص ��رف ‪� HSBC‬أن نم ��و الناتج المحلي‬ ‫االجمال ��ي الحقيق ��ي ف ��ي لبنان بل ��غ ‪ %1,4‬في‬ ‫الع ��ام ‪ 2012‬و‪ %1,7‬في ‪ ،2011‬م�ش ��ير ًا الى ان‬ ‫لبن ��ان "ه ��و البلد الوحي ��د في منطقة ال�ش ��رق‬ ‫االو�س ��ط و�ش ��مال �أفريقيا الذي لن ي�سجل نمو ًا‬ ‫هذه ال�سنة‪ ،‬فيما �ست�سجل الدول الـ‪ 14‬االخرى‬ ‫معدالت نمو �إيجابية‪.‬‬ ‫ور�أى الم�ص ��رف "ان حال الركود الإقت�صادي‬ ‫ف ��ي لبن ��ان م�س ��تمرة نظ ��ر ًا �إل ��ى التداعي ��ات‬ ‫الم�ستمرة للأزمة ال�سورية على قطاع ال�سياحة‬ ‫وعلى ثقة الم�س ��تثمر والم�ستهلك‪ ،‬وعدم وجود‬ ‫حكوم ��ة‪ ،‬وعدم وج ��ود برلمان نا�ش ��ط‪ ،‬والعدد‬ ‫المتزايد من الالجئين ال�سوريين‪.‬‬ ‫و�أ�شار الى "�أن االخطار ال�سيا�سية المتفاقمة"‬ ‫ت�ش ��كل �ض ��غط ًا على الإ�س ��تثمار والإ�س ��تهالك‪،‬‬ ‫مما ي�ض ��عف الحرك ��ة في القطاعي ��ن العقاري‬

‫وال�سياحي"‪ ،‬معتبر ًا ان توا�صل تدفقات الودائع‬ ‫م ��ن المغتربي ��ن اللبنانيين "ت�س ��اهم في دعم‬ ‫اللي ��رة"‪ .‬ور�أى الم�ص ��رف ان ه ��ذه التدفقات‬ ‫"�س ��اهمت ف ��ي تراك ��م �إحتياط ��ات العمالت‬ ‫االجنبي ��ة ل ��دى م�ص ��رف لبن ��ان عل ��ى رغ ��م‬ ‫الأخطار ال�سيا�س ��ية المتزايدة‪ ،‬وقد حدت من‬ ‫�إرتفاع تكاليف خدمة الدين‪.‬‬ ‫وم ��ع ذلك‪ ،‬حذر الم�ص ��رف من "ان ال�ص ��مود‬ ‫اللبنان ��ي �سي�ض ��عف ف ��ي ح ��ال ح�ص ��ول مزيد‬ ‫من التدهور في االو�ض ��اع ال�سيا�س ��ية والأمنية‬ ‫المحلية‪ ،‬وال �س ��يما ف ��ي ظل التغيير الحا�ص ��ل‬ ‫ف ��ي الو�ض ��ع المالي العالمي‪ ،‬نظ ��ر ًا الى العجز‬ ‫الكبير في الح�س ��اب الجاري للدولة والحاجات‬ ‫التمويلي ��ة المرتفع ��ة"‪ .‬وق ��در �إنخفا�ض العجز‬ ‫"في الح�س ��اب الجاري الى ‪ %23,5‬من الناتج‬ ‫المحل ��ي االجمالي في ‪ ،2013‬م ��ن ‪ %25,6‬من‬ ‫النات ��ج المحل ��ي االجمالي في ‪ ،2012‬م�ش ��كال‬ ‫بذل ��ك التح�س ��ن االول من ��ذ ‪ ،"2010‬الفت ًا الى‬ ‫"ان الإنخفا� ��ض ف ��ي التدفقات من االن�ش ��طة‬ ‫التجاري ��ة وال�س ��ياحية جعل ��ت االقت�ص ��اد �أكثر‬ ‫عر�ض ��ة للت�أثر ب�أي انخفا�ض في تدفقات ر�أ�س‬ ‫المال"‪.‬‬

‫�إ�شغال الفنادق ‪ %55‬والإيرادات انخف�ضت‬ ‫‪ %31،2‬في ‪� 7‬أ�شهر من ‪2013‬‬ ‫خ ّلفت م�س� ��ألة ع ��دم ت�أليف الحكوم ��ة منذ نحو‬ ‫‪ 6‬ا�ش ��هر‪ ،‬ف�ض�ل ً�ا ع ��ن التجاذب ��ات الداخلي ��ة‬ ‫والتفجيرات الأمني ��ة والحوادث الإقليمية‪� ،‬أثر ًا‬ ‫ثقي ًال على القطاع الفندقي‪� ،‬إذ �س � ّ�جلت �ش ��ركة‬ ‫الإ�ست�ش ��ارات والتدقيق "�إرن�س ��ت �آند يونغ" عن‬ ‫القطاع في منطقة ال�ش ��رق الأو�س ��ط �أن ن�س ��بة‬ ‫�إ�ش ��غال الفن ��ادق ف ��ي بي ��روت بلغ ��ت ‪ %55‬ف ��ي‬ ‫م�سجلة بذلك‬ ‫الأ�شهر ال�سبعة الأولى من ‪ّ ،2013‬‬ ‫�إنخفا�ض� � ًا عن ن�سبة ‪ %63‬التي بلغتها في الفترة‬ ‫عينها من ‪ ،2012‬وذلك مقارن ًة بن�سبة ‪ %65‬في‬ ‫‪� 16‬سوق ًا عربية‪.‬‬ ‫وع ��زا �أ�س ��باب ه ��ذا االنخفا� ��ض الم�س ��تمر في‬ ‫حرك ��ة الإ�ش ��غال الفندق ��ي ال ��ى "ع ��دم ت�أليف‬

‫الحكوم ��ة‪ ،‬مم ��ا ال يوحي بالإطمئن ��ان اقله على‬ ‫ال�صعيد الأمني"‪ ،‬م�شير ًا الى �أن "وجود حكومة‬ ‫نالت الثقة تعط ��ي "�إيحاء" ب�أن الدولة موجودة‬ ‫ف ��ي ظل التداعيات التي يتلقاها لبنان يوم ًا بعد‬ ‫�آخر من ج ّراء الأزمة ال�سورية الراهنة"‪ ،‬داعي ًا‬ ‫الم�س�ؤولين الى التركيز على "�أهمية الإ�ستقرار‬ ‫ال�سيا�س ��ي والأمن ��ي و�إعطائهم ��ا الأولوي ��ة بدل‬ ‫الإ�ستمرار في النظرة الت�ش ��ا�ؤمية"‪ ،‬متوقع ًا ان‬ ‫ين�س ��حب الركود الإقت�ص ��ادي وال�س ��ياحي حتى‬ ‫نهاي ��ة ال�س ��نة الجاري ��ة‪ ،‬ب�إعتبار �أن م�ؤ�ش ��رات‬ ‫الإ�ش ��غال الفندقي تنذر بمزيد من التراجع في‬ ‫حال �إ�س ��تمر عدم الإ�ستقرار ال�سيا�سي والأمني‬ ‫مخيم ًا على البالد"‪.‬‬

‫ر�أى رئي����س "الجمعي���ة اللبناني���ة لتراخي����ص‬ ‫االمتي���از" �ش���ارل عربيد ف���ي حدي���ث �صحافي ان‬ ‫"�صناع���ة االمتي���ازات ف���ي لبنان تتط���ور ب�سرعة‬ ‫و�س���ط حاج���ة وطلب عاليي���ن ومع دخ���ول عالمات‬ ‫تجاري���ة جدي���دة �إلى ال�س���وق‪ ،‬كم���ا �أن الإمتيازات‬ ‫ه���ي الو�سيلة الأف�ضل لت�صدي���ر ال�سلع والخدمات‬ ‫من خالل مفه���وم ت�سويقي وعالمة تجارية معروفة‬ ‫وقوية وت�ضمن الجودة والنوعية"‪ .‬و�أو�ضح �أن نجاح‬ ‫ال�صناع���ة ُيعزى �إلى "طبيع���ة �إ�ستهالكنا وثقافتنا‬ ‫الت���ي تتما�شى مع هذا النوع م���ن الم�شاريع‪ ،‬ولكن‬ ‫المطل���وب رعاية و�إهتم���ام �أكبر بالقط���اع وجهود‬ ‫لتنظيم���ه"‪ .‬و�أك���د ان "�صناع���ة الفران�شاي���ز تتبع‬ ‫قانون التجارة العام وقان���ون الموجبات والعقود‪،‬‬ ‫ولكننا نعم���ل على قانون جدي���د‪ ،‬لي�س بال�ضرورة‬ ‫مكم���ل ينظم ال�صناعة التي تتمتع‬ ‫منف�صل‪ ،‬ولكن ّ‬ ‫بخ�صو�صي���ات تتعل���ق بحماي���ة الملكي���ة الفكرية‬ ‫والعالمة التجارية والمه���ارة والتطوير‪ ،‬ما يتطلب‬ ‫و�ضوحا ً في القوانين لحل �أي نزاع قد يطر�أ"‪.‬‬ ‫�إعتبر وزير المال محمد ال�صفدي �أن التطورات‬ ‫العربية التي �شه���دت تغييراً لي�ست واعدة‪" ،‬لكن‬ ‫�شعوب هذه المنطقة وال �سيما في �سوريا والعراق‬ ‫وم�صر ت ّواقة �إلى الديموقراطية و�ستبلغها حتما ً"‪.‬‬ ‫ولفت في ندوة نظمها في وا�شنطن معهد "�أ�سين"‬ ‫وغرفة التجارة الأميركية‪ ،‬الى "ان الأنظمة العربية‬ ‫الت���ي تغيرت ل���م تك���ن منتج���ة وال ديموقراطية؛‬ ‫ويكف���ي �أن نراج���ع م���ا ي�صدر ع���ن الأم���م المتحدة‬ ‫و�صن���دوق النق���د والبنك الدوليين م���ن م�ؤ�شرات‬ ‫�إقت�صادية و�إجتماعي���ة و�سيا�سية‪ ،‬لنالحظ �أن دول‬ ‫المنطق���ة ب�إ�ستثناء الدول النفطية هي بين الدول‬ ‫الأ�سو�أ �أدا ًء حيال النمو والإنتاجية و�إرتفاع البطالة‬ ‫وخ�صو�صا ً في �أو�س���اط ال�شباب‪ ،‬ف�ضالً عن �إرتفاع‬ ‫م�ستوى الأمية وال �سيما لدى المر�أة"‪.‬‬ ‫لف���ت رئي����س الم�ؤ�س�س���ة العام���ة لت�شجي���ع‬ ‫الإ�ستثمارات "ايدال" نبيل عيتاني‪ ،‬الى �أن "ال�شباك‬ ‫الواحد هو ركي���زة �أ�سا�سية وخدم���ة حيوية تقدمها‬ ‫هيئات ت�شجيع الإ�ستثمارات"‪ .‬وتطرق �إلى النموذج‬ ‫الأكث���ر فاعلية في هذا ال�شباك والذي يقدم �أف�ضل‬ ‫الخدم���ات للم�ستثمري���ن‪ ،‬فق���ال‪" :‬عل���ى ال�صعي���د‬ ‫التنظيمي‪ ،‬يج���ب �أن يوفر المعلومات والت�سهيالت‬ ‫وخدمات ما بعد الترخي�ص‪ .‬وعلى ال�صعيد الإداري‪،‬‬ ‫يجب �أن يحظى ال�شباك بدعم �سيا�سي قوي في حال‬ ‫كان معنيا ً ب�إ�صدار التراخي�ص‪� ،‬إ�ضافة �إلى التعاون‬ ‫الوثيق مع جميع الكيانات الحكومية عبر �آلية تعاون‬ ‫فاعلة‪� .‬أما على �صعيد المهمة و�إطار العمل‪ ،‬فينبغي‬ ‫�أن يرتك���ز عمله على قطاعات معين���ة يكون لها �أثر‬ ‫على الإقت�صاد والمجتمع وال �سيما حيال خلق فر�ص‬ ‫العمل والتنمية المناطقية"‪.‬‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪9‬‬


‫�ش�ؤون لبنانية‬ ‫ولنا كلمة‬

‫اللوم في غير محله‬ ‫�إندلع ��ت �ضج ��ة ب�سيطة ف ��ي لبنان في ال�شه ��ر الفائت حول جواز �سف ��ر البالد‪ ،‬بعد‬ ‫تقارير تفيد ب�أنه ُيعتبر من بين �أ�سو�أ الجوازات في العالم‪.‬‬ ‫بع ��د يوم م ��ن �إنت�شار الخبر وتعميمه على نطاق وا�سع ون�ش ��ر التعليقات عليه‪ ،‬ردت‬ ‫مديري ��ة الأمن العام مدافع ��ة بحما�س عن الم�ؤ�س�سة‪ ،‬والتي ه ��ي الم�س�ؤولة �شكلياً‬ ‫عن �إ�صدار جوازات ال�سفر والدخول �إلى والخروج من لبنان‪.‬‬ ‫بع�ض الحجج التي و�ضعها الأمن العام �أمام الر�أي العام مفهوم‪ ،‬فيما البع�ض الآخر‬ ‫لي�س مقنعاً تماماً – لقد �شكت الم�ؤ�س�سة من �أن عنوان "جواز ال�سفر اللبناني من‬ ‫بي ��ن �أ�س ��و�أ ‪ 10‬ج ��وازات �سفر في العالم" ل ��م يكن موجوداً ف ��ي التقرير الأ�صلي في‬ ‫ت�صني ��ف ج ��وازات ال�سف ��ر في العالم‪ ،‬ولكن ب�سبب ترتيب لبن ��ان في المركز ‪ 88‬من‬ ‫�أ�صل ‪ 94‬بلداً‪ ،‬ف�إن قرار و�سائل الإعالم بت�سليط ال�ضوء على الق�صة بهذه الطريقة‬ ‫يمكن الدفاع عنه ب�سهولة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ذكرت مديرية الأمن العام �أي�ضا ب�أنها في �صدد تبني جواز �سفر "بيومتريا" جديداً‬ ‫ومتطوراً‪ ،‬والذي بالت�أكيد �سيعمل على تح�سين و�ضع وثيقة ال�سفر اللبنانية‪.‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك‪ ،‬ف� ��إن الخبر ح ��ول ترتيب لبن ��ان المنخف� ��ض ال ينبغ ��ي �أن ي�سبب للأمن‬ ‫الع ��ام قلق� �اً �أو �إنفع ��ا ًال كبيراً �أو �إعتبار الخبر هجوم عل ��ى �أدائه‪� .‬إذا غا�صت وهبطت‬ ‫عمل ��ة لبن ��ان فج�أة ب�شكل كبي ��ر‪ ،‬ف�إن قلة من النا�س تنظر حوله ��ا لإلقاء اللوم على‬ ‫الم�ؤ�س�سة التي تطبع المال ب�إعتبارها م�س�ؤولة عن مثل هذا التطور ال�سلبي‪.‬‬ ‫وللتذكير في حالة �إذا ن�سي �أحد‪� ،‬إن الأمن العام ال يعقد من جانب واحد معاهدات‬ ‫م ��ع دول �أخ ��رى‪� ،‬أو يق ��رر م�ستوى العالق ��ات الديبلوما�سية وغيرها م ��ن الم�سائل‬ ‫ذات ال�صلة‪.‬‬ ‫ف ��ي الواق ��ع‪� ،‬إن ��ه حالياً غ ��ارق حتى �أذني ��ه لمواجهة ظ ��روف �شبه طارئة نظ ��راً �إلى‬ ‫تدف ��ق �أع ��داد كبي ��رة م ��ن الالجئي ��ن ال�سوريي ��ن �إل ��ى لبنان‪ .‬بل ه ��و �أي�ض� �اً م�س�ؤول‬ ‫جزئي� �اً عل ��ى الإ�شراف على �سال�س ��ة دخول وخروج الآالف م ��ن العمال المهاجرين‬ ‫الوافدي ��ن‪ ،‬الذي ��ن يمك ��ن لمعامالته ��م �أن تنط ��وي عل ��ى تفاعل �صعب م ��ع وكاالت‬ ‫التوظيف والحكومات الأجنبية‪.‬‬ ‫الحقيق ��ة هي‪� ،‬أنه يج ��ب و�ضع الم�س�ؤولية على ال�سلطتي ��ن الت�شريعية والتنفيذية‬ ‫عندما يتعلق الأمر بم�س�ألة ما �إذا كان يمكن للبناني (�أو لبنانية) �أن يدخل �إلى بلد‬ ‫معين من دون ت�أ�شيرة (�أو معها)‪.‬‬ ‫ولك ��ن م ��ا يثير القل ��ق ه ��و �أن ال�سيا�سيين والم�س�ؤولي ��ن بدا وك�أن الخب ��ر عن جواز‬ ‫ال�سفر اللبناني عادي وال ي�ستحق �أي تعليق‪ ،‬كما لو لم يكن لديهم �أي دور يلعبونه‬ ‫ف ��ي ه ��ذه الق�صة الكئيبة‪ .‬ولكن هذا لي�س من الم�ستغ ��رب تماماً‪ ،‬لأن الجمهور قد‬ ‫فق ��د الأم ��ل في ر�ؤي ��ة الم�س�ؤولين يقومون ب�أي �شيء �أكث ��ر من مجرد الحديث عن‬ ‫�ضرورة حل الم�شاكل اليومية للنا�س‪.‬‬ ‫الأمن العام هو في المقام الأول هيئة م�س�ؤولة عن جواز ال�سفر ومراقبة الحدود‪،‬‬ ‫ول ��ه م�س�ؤولي ��ة جزئي ��ة فق ��ط عن الو�ض ��ع الأمني​​في لبن ��ان – �أما ح ��وادث التوتر‬ ‫والعن ��ف‪ ،‬و�سمعة لبن ��ان (وجواز �سفره) دولياً‪ ،‬وجميع الم�سائ ��ل ذات ال�صلة ينبغي‬ ‫�أن تعال ��ج من قب ��ل الم�س�ؤولين وال�سيا�سيين‪ ،‬وينبغي �أال بعتبر الأمر حملة ت�شهير‬ ‫�ضد م�ؤ�س�سة ر�سمية غارقة حتى �أذنيها في مواكبة العمل الروتيني‪.‬‬ ‫بيروت ‪� -‬سمير الحلو‬ ‫‪8‬‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫زراعة‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫"م�ؤ�شر جمعية تجار بيروت ‪-‬‬ ‫بنك البحر المتو�سط" لتح�سين‬ ‫قرارات الإ�ستثمار‬ ‫بع ��د نج ��اح التجرب ��ة‬ ‫الأول ��ى الت ��ي �أطلق ��ت‬ ‫"م�ؤ�ش ��ر الإ�س ��تهالك"‬ ‫لقطاع تج ��ارة التجزئة‬ ‫�أطلق ��ت جمعي ��ة تجار‬ ‫بي ��روت بالتع ��اون م ��ع‬ ‫بنك البحر المتو�س ��ط‬ ‫وبا�ش ��راف مديري ��ة‬ ‫الإح�ص ��اء المرك ��زي‪،‬‬ ‫رئي�س جمعية تجار بيروت‬ ‫نقوال �شما�س‬ ‫"م�ؤ�شر �إ�ستثمار جمعية‬ ‫تج ��ار بي ��روت – بن ��ك‬ ‫البحر المتو�سط" ليكون الركيزة الأ�سا�سية في تحديد موقع‬ ‫القطاع مما ي�س ��اعد في خيارات الإ�س ��تثمار الم�س ��تقبلية‪.‬‬ ‫واله ��دف دعم االقت�ص ��اد الوطن ��ي وتمكين الم�س ��تثمرين‬ ‫والتجار والمعنيين بال�ش� ��أن الإقت�ص ��ادي من الإطالع على‬ ‫تفا�ص ��يل الن�ش ��اطات التجاري ��ة والإقت�ص ��ادية‪ ،‬وتقدي ��م‬ ‫معلومات ت�ساهم في تح�سين القرارات اال�ستثمارية‪.‬‬ ‫"م�ؤ�ش ��ر الإ�س ��تثمار" اطل ��ق ف ��ي ال�ش ��هر الفائ ��ت ف ��ي‬ ‫ح�ض ��ور رئي� ��س الجمعي ��ة نق ��وال �ش ��ما�س والمدي ��ر العام‬ ‫التنفيذي للم�ص ��رف محمد علي بيهم‪ ،‬في ح�ض ��ور تجار‬ ‫وم�ص ��رفيين‪ .‬و�أكد �ش ��ما�س انه �س ��تكون للم�ؤ�شر الجديد‬ ‫م�ساهمة فعلية في تح�سين الأو�ضاع لدى القطاع التجاري‬ ‫من جه ��ة‪ ،‬ولتوثيق قواعد التحاور مع الجهات الر�س ��مية‬ ‫من جهة اخ ��رى‪ .‬ور�أى ان غياب م�ؤ�ش ��رات علمية مقنعة‬ ‫عن الإ�س ��تثمار التجاري �ساهم على نحو كبير في حرمان‬ ‫القطاع م ��ن القرو�ض التجهيزي ��ة المدعومة من الدولة‪.‬‬ ‫و�أعلن �أن العينة الفعلية التي �س ��يتم تبنيها الحق ًا لإعداد‬ ‫"م�ؤ�ش ��ر الإ�س ��تثمار"‪� ،‬س ��تعك�س نب�ض جمي ��ع الأقطاب‬ ‫التجارية النا�ش ��طة في ال�س ��وق المحلي ��ة‪ ،‬وتعطي تمثي ًال‬ ‫مميز ًا لكل القطاعات التجارية‪ .‬و�أبدى ثقته ب�أن الم�ؤ�ش ��ر‬ ‫�س ��ي�أخذ مكانت ��ه المميزة كمرجعي ��ة للتج ��ارة اللبنانية‪،‬‬ ‫علما �أنه �سي�ص ��در ف�ص ��ليا "وي�ص ��بح جزء ًا ال يتجز�أ من‬ ‫الم�ش ��هد الإقت�صادي المحلي لما �س ��يتميز به من ر�صانة‬ ‫في الإعداد والإعالن"‪.‬‬ ‫و�أ ّكد بيهم بدوره‪� ،‬أن الإ�س ��تثمار ي�ش ��كل كما الإ�ستهالك‪،‬‬ ‫�أحد المحركين الأ�سا�سيين للحركة الإقت�صادية‪ ،‬مو�ضح ًا‬ ‫�أن �إعداد الم�ؤ�ش ��ر‪" ،‬ي�أتي ل�سد فجوة كبيرة وتلبية حاجة‬ ‫حقيقية على �ص ��عيد فهم الحركة الإقت�ص ��ادية في لبنان‬ ‫وتوقع �آفاقها"‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫الموجز العربي‬

‫البطالة في الأردن ترتفع �إلى ‪ 14‬في المئة‬ ‫�إرتف ��ع مع ��دل البطالة ف ��ي الأردن �إل ��ى ‪ 14‬في �أ�سرة موزعة على كل محافظات المملكة وتمثل‬ ‫المئة‪ ،‬م�س ��ج ًال ‪ 11.3‬في المئة للذكور و‪ 26.8‬مناطق الح�ضر والريف والأقاليم‪.‬‬ ‫للإن ��اث‪ .‬و�أظهر تقرير ف�ص ��لي ح ��ول معدالت ه ��ذا و�أك ��د وزي ��ر االت�ص ��االت وتكنولوجي ��ا‬ ‫البطالة للربع الثالث من ال�س ��نة �إرتفاعها ‪ 0.9‬المعلومات عزام �س ��ليط �أن نح ��و ‪ 1500‬خريج‬ ‫في المئ ��ة مقارنة بالربع ذاته العام الما�ض ��ي‪� ،‬إ�س ��تفادوا من برنامج تدريب وت�شغيل خريجي‬ ‫الفت ًا �إلى �إرتفاعها ‪ 0.6‬في المئة للذكور و‪ 2.8‬الإت�ص ��االت وتكنولوجي ��ا المعلوم ��ات خ�ل�ال‬ ‫للإناث‪ .‬و�أ�شار �إلى �أن المعدل جاء مرتفع ًا بين مراحله الثالث‪ ،‬بم�ش ��اركة ‪� 236‬ش ��ركة محلية‬ ‫حمل ��ة ال�ش ��هادات الجامعية و�س ��جل ‪ 20.6‬في وعالمية‪ .‬و�أ�ش ��ار �إلى �أن قيمة الدعم الحكومي‬ ‫المئ ��ة‪ ،‬كما �أن ‪ 0.5‬في المئة من العاطلين من للبرنامج تج ��اوزت مليوني دينار (‪ 2.8‬مليوني‬ ‫دوالر) م ��ن خ�ل�ال دفع ‪ 50‬في المئ ��ة من قيمة‬ ‫العمل �أم ّيون‪.‬‬ ‫و�س ��جل �أعل ��ى مع ��دل بطال ��ة ف ��ي الفئتي ��ن الأج ��ور حت ��ى نهاي ��ة ع ��ام ‪ .2012‬ولف ��ت �إل ��ى‬ ‫ُ‬ ‫�أن البرنام ��ج التدريب ��ي‬ ‫العمريتي ��ن بي ��ن ‪ 15‬و‪19‬‬ ‫ي�س ��تمر ‪� 12‬ش ��هر ًا‪ ،‬والح ��د‬ ‫�س ��نة‪ ،‬وبين ‪ 20‬و‪� 24‬سنة‪� ،‬إذ‬ ‫الأدن ��ى للرات ��ب يبل ��غ ‪300‬‬ ‫بل ��غ ‪ 37.9‬و‪ 34.9‬في المئة‬ ‫دين ��ار �ش ��هري ًا‪ ،‬كم ��ا يتلق ��ى‬ ‫على التوال ��ي‪ ،‬وبلغ ذروته في‬ ‫الملتحقون من المحافظات‪،‬‬ ‫محافظة العقب ��ة عند ‪20.3‬‬ ‫با�س ��تثناء �س ��كان المحافظة‬ ‫في المئ ��ة‪ ،‬وم�س ��تواه الأدنى‬ ‫الت ��ي يتواج ��د فيه ��ا مق ��ر‬ ‫ف ��ي محافظ ��ة الزرق ��اء عند‬ ‫ال�ش ��ركة‪ 50 ،‬دينار ًا �ش ��هرياً‬ ‫‪ 9.8‬في المئة‪ .‬و�شمل الم�سح‬ ‫وزير االت�صاالت وتكنولوجيا‬ ‫بدل موا�صالت‪.‬‬ ‫عينة �ض ��مت حوالى ‪� 13‬ألف‬ ‫المعلومات عزام �سليط‬

‫‪ 39‬مليون دوالر من البنك الدولي �إلى اليمن‬ ‫و ّق ��ع اليمن والبن ��ك الدولي �إتف ��اق منحة مالية‬ ‫تبل ��غ ‪ 20‬ملي ��ون دوالر لتموي ��ل م�ش ��روع تطوير‬ ‫البنية التحتية للقطاع الم�ص� �ـرفـي‪ ،‬وذلك على‬ ‫هامـ�ش الإجتـماعات ال�س ��نوية ل�صـندوق النقد‬ ‫ومجموعة البنك الدولي في وا�ش ��نطن‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إل ��ى �إتف ��اق منح ��ة ب� �ـ‪ 19‬ملي ��ون دوالر لتموي ��ل‬ ‫م�ش ��روع نظ ��ام المعلوم ��ات المناخية وتن�س ��يق‬ ‫برنامج الت�أقلم مع التغ ّيرات المناخية والمم ّول‬ ‫من قبل ال�صندوق الإ�س ��تراتيجي للمناخ ويدار‬ ‫بوا�سطة البنك الدولي‪.‬‬ ‫و�أو�ضح م�صدر حكومي يمني �أن الم�شروع الأول‬ ‫يهدف �إلى تعزيز ال�شفافية والكفاءة للمعامالت‬ ‫المالي ��ة ف ��ي القطاع المال ��ي‪� ،‬إبتدا ًء م ��ن العام‬ ‫الحالي‪ ،‬وي�شمل �إن�ش ��اء مراكز بيانات وخدمات‬ ‫�أنظمة‪ ،‬وبناء القدرات وت�أ�س ��ي�س �سجل �إئتماني‬ ‫�ش ��امل وتطوي ��ر منظومة المدفوعات وتح�س ��ين‬ ‫النظام الأ�سا�سي في البنك المركزي اليمني‪.‬‬

‫و�أ�ضاف �أن الم�ش ��روع الثاني ي�ستهدف تح�سين‬ ‫نوعية الخدمات والمعلوم ��ات المتعلقة بالمناخ‬ ‫للم�ستخدمين وذلك من خالل بناء قدرات هيئة‬ ‫الطيران المدني والأر�صاد الجوية وهيئة حماية‬ ‫البيئ ��ة ووزارة الزراع ��ة والري والهيئ ��ة العامة‬ ‫للم ��وارد المائية‪ ،‬وتحديث �ش ��بكات الإت�ص ��ال‬ ‫وتو�س ��يعها وتعزي ��ز تواف ��ر البيانات وت�ص ��ميم‬ ‫نظام متقدم للمراقبة البيئية‪ ،‬وتطوير خدمات‬ ‫معلوم ��ات المن ��اخ لأغرا�ض الزراع ��ة والموارد‬ ‫المائي ��ة وال ��ري‪ ،‬و�إدارة �أخط ��ار الك ��وارث بما‬ ‫في ذلك �إن�ش ��اء نظام نموذجي للإنذار المبكر‬ ‫لتفادي �أخطار الكوارث والحد منها‪.‬‬ ‫و ّق ��ع االتفاقيين وزير التخطيط والتعاون الدولي‬ ‫اليمني محمد ال�سعدي ومحافظ البنك المركزي‬ ‫محمد عو�ض بن همام‪ ،‬وعن البنك الدولي نائب‬ ‫رئي� ��س مجموعة البنك الدولي ل�ش� ��ؤون ال�ش ��رق‬ ‫الأو�سط و�شمال �أفريقيا �إنغر �أندر�سون‪.‬‬

‫�إرتفعت الإحتياطات الأجنبية للبنك المركزي‬ ‫الأردن���ي خالل الأ�شه���ر الثمانية الأول���ى من العام‬ ‫الجاري‪� ،‬إلى نحو ‪ 10.76‬مليارات دوالر‪ ،‬بارتفاع‬ ‫‪ %62.3‬يعادل ‪ 4.12‬مليارات دوالر عن م�ستواه‬ ‫في نهاية العام الما�ضي ‪. 2012‬‬ ‫وقال البن���ك المركزي الأردن���ي‪� ،‬إن "هذا الر�صيد‬ ‫م���ن االحتياطات يكفي لتغطية واردات الأردن من‬ ‫ال�سلع والخدمات لنحو ‪� 5.7‬أ�شهر"‪.‬‬ ‫وتراجع���ت الإحتياط���ات الأجنبي���ة الع���ام الما�ضي‬ ‫بمق���دار ‪ 3.9‬ملي���ارات دوالر وبن�سب���ة ‪� ،%37‬إذ‬ ‫بلغ���ت في نهاي���ة كان���ون الأول(دي�سمبر) ‪2012‬‬ ‫نح���و ‪ 6.63‬مليارات دوالر‪ ،‬نتيجة لحجم ال�ضغوط‬ ‫الكبي���رة على العم�ل�ات الأجنبية لتموي���ل واردات‬ ‫الأردن من الطاقة‪.‬‬ ‫�أكد وزير التخطي���ط الم�صري �أ�شرف العربي‪،‬‬ ‫�أن "�سيا�س���ة الحكومة التو�سعية م���ن خالل الخطة‬ ‫الإقت�صادي���ة الر�شي���دة‪� ،‬ستنعك����س �إيجابيا ً على‬ ‫م�ست���وى معي�ش���ة الأف���راد وخل���ق فر����ص العمل‪،‬‬ ‫ف�ض�ل� ًا عن �إ�ستعداد الحكوم���ة ل�ضخ مزيد من حزم‬ ‫الم�ساعدات الأخ���رى لدعم االقت�صاد الوطني‪ ،‬بعد‬ ‫تنفي���ذ م�شاري���ع الحزمة الأول���ى البالغ���ة قيمتها‬ ‫‪ 22.3‬ملي���ار جني���ه (‪ 3.24‬ملي���ارات دوالر)‬ ‫والمقرر بدء تطبيقها قريبا ً"‪.‬‬ ‫و�أعل���ن العرب���ي "العم���ل بالإج���راءات الإداري���ة‬ ‫للم�شاري���ع وتعدي���ل بنود الموازن���ة العامة للدولة‬ ‫لدى بع�ض الجه���ات"‪ ،‬م�شيراً �إل���ى "متابعة �أعمال‬ ‫تنفي���ذ الم�شاريع للت�أكد م���ن م�ضيها في م�سارها‬ ‫ال�صحيح واالنتهاء منها في موعدها"‪.‬‬ ‫ك�شف���ت وزارة العمل الأردنية ع���ن "�ضبط نحو‬ ‫‪ 15,800‬عامل وافد مخالف لقانوني العمل والإقامة‬ ‫م���ن جن�سي���ات مختلفة‪ ،‬خ�ل�ال حمل���ة التفتي�ش التي‬ ‫با�شرتها مطلع ال�سن���ة‪ .‬و�أعلن وزير العمل وال�سياحة‬ ‫والآث���ار الأردن���ي ن�ض���ال القطامين ف���ي ت�صريحات‬ ‫�صحافية‪" ،‬ا�ستمرار هذه الحملة بالتعاون مع مديرية‬ ‫الأمن الع���ام"‪ ،‬داعي���ا ً العم���ال الوافدي���ن و�أ�صحاب‬ ‫العمل �إلى "التزام بنود قانون العمل"‪.‬‬ ‫�أعل���ن رئي����س مجمع"�سيفيت���ال" الجزائ���ري‬ ‫للإ�ستثم���ارات �أ�سعد ربراب‪ ،‬ع���ن ا�ستعداد �شركته‬ ‫ال�ستثمار ‪ 6‬مليارات دوالر ف���ي ال�سودان في مجال‬ ‫المواد الغذائية الأولية‪ ،‬بعد الت�سهيالت التي قررت‬ ‫�سلطات ال�س���ودان منحها للمجمع‪ .‬وقال ربراب‪ ،‬في‬ ‫حدي���ث �صحافي‪� ،‬إنه "�إختار ال�س���ودان لأن هذا البلد‬ ‫يرغب في تحقيق وثبة اقت�صادية‪ ،‬و�سلطاته مدركة‬ ‫تماما ً للتحدي���ات التي تنتظرها‪ ،‬وت�أكي���داً لرغبتها‬ ‫في �إ�ستغالل ثرواتها و�إمكاناتها غير البترولية"‪.‬‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪11‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون عربية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف العربي‬

‫لعبة بوتين ال�سورية‬ ‫الم�شكل ��ة الت ��ي واجه ��ت فالديمي ��ر بوتين هي كيفي ��ة �إقناع الغ ��رب ب�أن الم�ضمون ��ة �ضمني� �اً م ��ن قبل رو�سي ��ا‪ ،‬بدت للأ�س ��د ب�أنه ��ا �صفقة جيدة​​‬ ‫رو�سي ��ا جدي ��ة عندما يقدّم ح�ل َ�ا لق�ضية الأ�سلح ��ة الكيميائية‪ .‬بعد كل عندم ��ا واج ��ه �إحتم ��ال �شن غ ��ارات جوي ��ة �أميركي ��ة‪ .‬من خ�ل�ال قبوله‬ ‫�ش ��يء‪ ،‬لأكث ��ر م ��ن عق ��د كانت رو�سي ��ا مت ��رددة ومف�س ��دة‪� ،‬إم ��ا �إحتجاجاً خطة بوتين‪� ،‬سوف يخ ّل�ص الأ�سد حكمه في دم�شق‪ ،‬وربما حياته‪.‬‬ ‫عل ��ى التدخ�ل�ات الع�سكري ��ة الأميركي ��ة �أو ت�سع ��ى �إلى عرقل ��ة �سيا�سات ل ��م ينظر بوتين �أبداً �إل ��ى الأ�سد كونه حليف رو�سيا ‪ -‬مهما كانت كتابة‬ ‫وا�شنطن‪ .‬لماذا غ ّيرت رو�سيا الآن موقفها فج�أة‪ ،‬وعر�ضت حال بدي ً‬ ‫ال‪ ،‬و�سائ ��ل الإع�ل�ام الغربي ��ة والعربي ��ة والإ�سرائيلية‪ .‬لأنه يعل ��م ما يكفي‬ ‫قبلته دم�شق والأميركيون؟‬ ‫ع ��ن ال�سيا�سة ف ��ي ال�شرق الأو�سط ك ��ي يفعل ذلك‪ .‬التهدي ��د الأميركي‬ ‫م ��ن خ�ل�ال توا�صل ��ه م ��ع ب ��اراك �أوباما في قم ��ة الع�شري ��ن (‪ )G20‬في �ساع ��د عل ��ى �إبق ��اء الأ�س ��د عقالنياً ومنطقي� �اً‪ ،‬لكن ذلك لم يك ��ن كافياً‪.‬‬ ‫�سان ��ت بيتر�سبي ��رغ‪ ،‬كان بوتي ��ن ي�سعى �إم ��ا �إل ��ى '�إذالل' رئي�س الواليات وبالتال ��ي‪� ،‬إن موافق ��ة رو�سي ��ا عل ��ى ق ��رار مجل� ��س الأمن الدول ��ي ب�ش�أن‬ ‫المتح ��دة �أو �إل ��ى '�إنقاذه'‪ .‬العالقة ال�شخ�صي ��ة بين الزعيمين مفقودة‪ ،‬ن ��زع ال�س�ل�اح الكيميائي ال�سوري ي�شي ��ر �إلى الف�ص ��ل ال�سابع من ميثاق‬ ‫عالقتهم ��ا عالق ��ة عمل‪ .‬في تقدي ��م خطته �إلى الرئي�س ب ��اراك �أوباما‪ ،‬االم ��م المتحدة الذي ي�سم ��ح با�ستخدام القوة‪ .‬لكن مو�سكو ت�أكدت من‬ ‫كانت لدى بوتين م�صالح مهمة‪.‬‬ ‫�أن ه ��ذا الإ�ستخدام لي�س تلقائي� �اً‪ ،‬و�أن رو�سيا �سيكون لها القول الف�صل‬ ‫كان ه ��دف الرئي� ��س الرو�س ��ي عل ��ى الم ��دى الق�صي ��ر من ��ع ال�ضرب ��ة في عملية �صنع القرار‪.‬‬ ‫الع�سكري ��ة الأميركي ��ة �ض ��د دم�ش ��ق‪ .‬و�إعت ��رف بوتي ��ن ب�أن ��ه فوج ��ئ من تحت ��اج تر�سان ��ة �سوري ��ا من الأ�سلح ��ة الكيميائي ��ة لتحويله ��ا �إلى رقابة‬ ‫نتيج ��ة ت�صوي ��ت البرلم ��ان البريطان ��ي �ض ��د م�شارك ��ة بريطاني ��ا ف ��ي دولي ��ة قب ��ل �أن يتم �إزالته ��ا والق�ضاء عليها‪ .‬بعدما دم ��ر بالفعل معظم‬ ‫الهجم ��ات الت ��ي تقودها الواليات المتح ��دة‪ .‬وال ب ّد �أنه �أي�ض� �اً كان �أكثر الأ�سلح ��ة الكيميائية التي كان يملكها الإتحاد ال�سوفياتي‪ ،‬رو�سيا كانت‬ ‫تعجب� �اً م ��ن قرار �أوبام ��ا باللجوء �إلى الكونغر� ��س للموافقة على العمل م�ستعدة للم�شاركة على �أر�ض‪ .‬بعد مرور عقد على �إن�سحاب قواتها من‬ ‫الع�سك ��ري‪ .‬مراقب� �اً النقا�ش ف ��ي مجل�س النواب الأميرك ��ي‪ ،‬ر�أى بوتين عمليات حفظ ال�سالم التابعة للأمم المتحدة في البلقان‪� ،‬أ�شار بوتين‬ ‫�أن هن ��اك �إمكاني ��ة كبي ��رة ب�أن يح�ص ��ل �أوباما على 'ال' م ��ن الكونغر�س‪� .‬إل ��ى �إمكاني ��ة ار�سال قوات رو�سية في بعثة لالم ��م المتحدة الى ال�شرق‬ ‫بتقدي ��م مبادرته‪ ،‬كان الرئي�س الرو�سي ي�سعى �إلى تعزيز موقف �أولئك االو�سط‪.‬‬ ‫الأميركيين الذين يعار�ضون العمل الع�سكري في �سوريا‪.‬‬ ‫في �أيار (مايو)‪ ،‬تو�صل وزير الخارجية الأميركي جون كيري والفروف‬ ‫كم ��ا �أن ��ه كان لدي ��ه ه ��دف طوي ��ل الأج ��ل‪ .‬فهو يري ��د تحوي ��ل المد في ال ��ى �إتف ��اق في مو�سك ��و على العمل من �أجل ت�سوي ��ة �سيا�سية في �سوريا‬ ‫ال�سيا�س ��ة الخارجي ��ة الأميركية من طريق دعم الإتج ��اه الإنعزالي في ‪ -‬جني ��ف ‪ - 2‬يعتق ��د بوتين انه �أل ��زم �أوباما ب�شيء مماثل ل'دايتون ‪،" 2‬‬ ‫ال�سيا�س ��ة الأميركي ��ة �ض ��د التدخل‪ ،‬ال ��ذي �ساد منذ منت�ص ��ف ت�سعينات وه ��و ن�سخ ��ة �أكث ��ر توازناً للعملية الت ��ي قادتها الوالي ��ات المتحدة التي‬ ‫القرن الفائت‪.‬‬ ‫�أنهت حرب البو�سنة في العام ‪.1995‬‬ ‫فه ��م بوتي ��ن �أن كال الهدفي ��ن طموح ��ان بم ��ا يكف ��ي لتبري ��ر م�شاركت ��ه الرو� ��س والأميركيون �سوف يحاولون دف ��ع الجانب ال�سوري‪ ،‬بال�ضغط‬ ‫المبا�ش ��رة‪ .‬لذل ��ك بد ًال من ترك هذه المهم ��ة ل�سيرغي الفروف‪ ،‬وزير وال�ص ��راخ‪ ،‬نح ��و وق ��ف لإط�ل�اق الن ��ار والتو�ص ��ل �إل ��ى ت�سوي ��ة �سيا�سية‬ ‫خارجيت ��ه‪ ،‬تول ��ى بوت ��ن الم�س�ؤولية ال�شخ�صي ��ة عن خط ��ة �سوريا لنزع توفيقي ��ة‪ .‬م ��ع ذل ��ك كان ��ت وا�شنط ��ن ال ت ��زال تعتق ��د م ��ن �أن مو�سك ��و‬ ‫ال�سالح الكيميائي‪.‬‬ ‫�ست�ساعده ��ا على تنحية الأ�سد من ال�سلط ��ة‪ .‬الآن‪ ،‬ال�صفقة الكيميائية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫�أدرك �أن رو�سيا عليها �أوال �إقتاع الأ�سد‪ ،‬ومن ثم الت�أكد من �أن ال�سوريين ال�سوري ��ة الأميركي ��ة الرو�سية �س ��وف ت�ؤدي منطقيا �إل ��ى �ضرورة �إن�شاء‬ ‫�سين ّف ��ذون �شروط ال�صفقة‪ .‬كان يعلم ب�أن ��ه ُيقدم على مخاطرة كبيرة‪ ،‬وق ��ف محلي لإط�ل�اق النار‪ ،‬والتق ��دم بت�سوي ��ة �سيا�سية‪ .‬ب�ش ��كل حا�سم‪،‬‬ ‫ولك ��ن ترك الأم ��ور ت�أخذ مجراها كما هي تهدّد ب�إنتاج نتائج في �سوريا تقود مو�سكو ووا�شنطن العملية على قدم الم�ساواة‪.‬‬ ‫تخ�شاه ��ا رو�سي ��ا‪ :‬فر�صة جديدة لتدخ ��ل �أميركا‪ ،‬و�إنت�ص ��ار الجهاديين بالن�سب ��ة �إل ��ى بوتي ��ن‪� ،‬سوري ��ا كانت دائما �أكث ��ر من مج ��رد �سوريا‪ .‬فهو‬ ‫على الأر�ض‪.‬‬ ‫يه ��دف �إل ��ى نظام عالم ��ي حيث يبت ويق ��رر فيه الأع�ض ��اء الخم�سة في‬ ‫ف ��ي تقدي ��م عر�ضه �إلى دم�ش ��ق‪� ،‬إعتمد بوتين عل ��ى عقالنية ومنطقية مجل� ��س الأم ��ن ‪ -‬ولي�س الواليات المتحدة وحدها �أو مع حلفائها ‪ -‬في‬ ‫ب�ش ��ار الأ�سد‪ .‬بالن�سبة �إلى الرئي�س ال�سوري‪ ،‬كانت الأ�سلحة الكيميائية الق�ضاي ��ا الكب ��رى المتعلقة بالحرب وال�سالم‪ .‬وه ��و �أمر م�ضن‪ .‬بوتين‬ ‫ه ��ي �أ�سلح ��ة الدم ��ار ال�شامل الوحي ��دة ف ��ي تر�سانته‪ .‬ويمك ��ن �أن تعمل يع ��رف �أن ��ه قد يف�ش ��ل‪ ،‬لكنه م ��ن الوا�ضح �أن ��ه يعتقد �أن الأم ��ر ي�ستحق‬ ‫فق ��ط ك ��رادع ذات م�صداقي ��ة �ضد �إ�سرائي ��ل ‪� -‬أو الوالي ��ات المتحدة‪� ،‬إذا المجازفة‪.‬‬ ‫قام ��ت بغزو ب ��ري‪� .‬إن مبادلة الأ�سلحة بعدم تدخ ��ل الواليات المتحدة‪،‬‬ ‫لندن ‪ -‬هيكل مهدي‬ ‫‪10‬‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫�إقفال الأنفاق يكلف غزة ‪ 230‬مليون دوالر �شهري ًا‬ ‫�أعلن وكيل وزارة الإقت�ص ��اد ف ��ي حكومة حركة‬ ‫المقاومة الإ�سالمية "حما�س" التي تدير قطاع‬ ‫غزة حاتم عوي�ض ��ة ان خ�س ��ائر القطاع ب�س ��بب‬ ‫�إقفال الإنفاق الحدودية بين قطاع غزة وم�صر‬ ‫بلغت ‪ 230‬مليون دوالر �ش ��هري ًا منذ بدء الحملة‬ ‫الم�ص ��رية لإقفال �أنفاق التهري ��ب في حزيران‬ ‫(يونيو) الما�ضي‪.‬‬ ‫وقال‪�" :‬إن �إغالق الأنفاق ت�سبب بخ�سائر فادحة‬ ‫على قطاع ��ات ال�ص ��ناعة والتج ��ارة والزراعة‬ ‫والنقل والبناء‪ ،‬بلغت ‪ 230‬مليون دوالر �ش ��هريا‬ ‫تقريب� � ًا"‪ ،‬م�ش ��ير ًا ال ��ى �أن "�إقت�ص ��اد غزة كان‬ ‫يعتمد على الأنفاق بن�س ��بة ال تقل عن ‪ %40‬ل�سد‬ ‫الحاجات من مواد �إن�ش ��ائية وخام وم�ستلزمات‬ ‫انتاج"‪ .‬وا�ض ��اف ان "معدل البطالة و�ص ��ل الى‬ ‫ما كان عليه عام ‪ "2008‬وان "التوقعات ت�ش ��ير‬ ‫�إلى و�ص ��وله الى ‪� %43‬إذا �إ�ستمر �إغالق المعابر‬ ‫الر�سمية وتدمير الأنفاق"‪.‬‬

‫وكيل وزارة الإقت�صاد في حكومة "حما�س" حاتم عوي�ضة‬

‫و�أو�ض ��ح �أن "الإيرادات العامة �ش ��هدت تراجع ًا‬ ‫بع ��د �إغ�ل�اق الأنف ��اق وت�ش ��ديد الح�ص ��ار ف ��ي‬ ‫الن�صف الثاني من ‪ ،"2013‬و�أن "هذه الأو�ضاع‬ ‫�س ��ت�ؤثر �س ��لب ًا في التوظي ��ف وبرامج الت�ش ��غيل‬ ‫الموق ��ت التي تنفذها الحكومة"‪ .‬وكثف الجي�ش‬ ‫الم�صري حملته لتدمير االنفاق بين قطاع غزة‬ ‫وم�صر منذ حزيران (يونيو) الما�ضي‪.‬‬

‫�أبرز معوقات التبادل العربي البيني‬ ‫تواج ��ه حرك ��ة التج ��ارة العربي ��ة البيني ��ة ف ��ي‬ ‫�إط ��ار منطقة التج ��ارة الحرة العربي ��ة الكبرى‬ ‫مع ّوقات كثيرة تح ّد م ��ن نموها‪ ،‬ومن �أبرز هذه‬ ‫العراقيل طول فترة العبور و�إرتفاع كلفة النقل‪،‬‬ ‫وفق الإتح ��اد العام لغرف التجارة وال�ص ��ناعة‬ ‫والزراع ��ة للب�ل�اد العربي ��ة ال ��ذي عر� ��ض ف ��ي‬ ‫التقري ��ر الع�ش ��رين الخا� ��ص بمنطق ��ة التجارة‬ ‫الحرة العربية بعنوان "الإ�ص�ل�اح المن�ش ��ود في‬ ‫�إط ��ار منطقة التجارة الح ��رة العربية الكبرى‪،‬‬ ‫ف ��ي �ض ��وء التط ��ورات عل ��ى ال�س ��احة العربي ��ة‬ ‫والخريط ��ة الم�س ��تقبلية للتج ��ارة العالمي ��ة"‪،‬‬ ‫الم�شاكل التي تعتر�ض هذا القطاع وحركته في‬ ‫المنطقة ويو�صي ب�إقتراحات لمعالجتها‪.‬‬ ‫وح ّل ��ل التقرير التحوالت الجذري ��ة في التجارة‬ ‫العالمي ��ة وموق ��ف التج ��ارة العربي ��ة منه ��ا‪،‬‬ ‫والإنعكا�س ��ات المحتمل ��ة عل ��ى �أداء منطق ��ة‬ ‫التج ��ارة الح ��رة العربية‪ ،‬الت ��ي "ال تزال تواجه‬ ‫معوقات �أ�سا�سية وغياب الآليات الداعمة لها"‪.‬‬ ‫و�أ�شار �إلى �أن التباط�ؤ في نمو الإقت�صاد العالمي‬ ‫عامي ‪ 2011‬و‪�" 2012‬أدى �إلى مراجعة تقديرات‬ ‫النم ��و في التجارة الدولية خف�ض� � ًا �إلى ‪ 2.5‬في‬

‫المئ ��ة العام الما�ض ��ي مقارنة بتوقعات �س ��ابقة‬ ‫بت�س ��جيل نمو ن�س ��بته ‪ 3.7‬في المئة‪ .‬و�إن�س ��حب‬ ‫التراجع �أي�ض� � ًا على نمو التج ��ارة الدولية للعام‬ ‫الحالي من ‪ 5.6‬في المئة �إلى ‪ 4.5‬في المئة"‪.‬‬ ‫و�إ�س ��تند التقرير �إلى نتائج الإ�س ��تطالع ال�سنوي‬ ‫ال ��ذي يع� �دّه الإتح ��اد لير�ص ��د �آراء ال�ش ��ركات‬ ‫العربي ��ة المعني ��ة بالتجارة العربي ��ة البينية في‬ ‫�إطار منطق ��ة التجارة الح ��رة العربية الكبرى‪.‬‬ ‫ويرم ��ي ذلك �إلى "الوقوف على حاجات القطاع‬ ‫الخا� ��ص العرب ��ي وتطلعات ��ه ف ��ي �س ��بيل �إزال ��ة‬ ‫المعوق ��ات الت ��ي تكبله‪ ،‬به ��دف تنمي ��ة التجارة‬ ‫العربي ��ة البيني ��ة‪ ،‬وتفعيل دوره ف ��ي التنمية وفي‬ ‫خلق فر�ص العمل الجديدة"‪ .‬وح ّلت في المرتبة‬ ‫الثالث ��ة القي ��ود الفنية بن�س ��بة ‪ 45.78‬في المئة‬ ‫للردود ال�سلبية‪ ،‬ثم القيود المالية بن�سبة ‪44.58‬‬ ‫في المئة وح ّل في المرتبة الخام�سة عدم �إلتزام‬ ‫الإعف ��اء الجمرك ��ي الكامل بن�س ��بة ‪ 38.55‬في‬ ‫المئة‪ ،‬ثم القيود على التراخي�ص بن�سبة ‪32.53‬‬ ‫في المئة‪ ،‬وكذلك القيود الناجمة عن ال�سيطرة‬ ‫على الأ�س ��عار بن�س ��بة ‪ 24.1‬في المئ ��ة‪ ،‬و�أخير ًا‬ ‫الإحتكار بن�سبة ‪ 21.69‬في المئة"‪.‬‬

‫�إرتف���ع �إجمالي عدد م�ستخدم���ي الإنترنت في‬ ‫م�ص���ر �إل���ى ‪ 35.95‬ملي���ون م�ستخدم ف���ي نهاية‬ ‫الرب���ع الثان���ي من الع���ام الحال���ي ‪ ،2013‬مقارنة‬ ‫بنحـ���و ‪ 31.21‬مليون م�ستخدم ف���ي نهاية الربع‬ ‫الثاني من العام الما�ض���ي ‪ ،2012‬بزيادة �سنوية‬ ‫‪ 4.74‬ماليي���ن م�ستخ���دم وبمع���دل نم���و �سن���وي‬ ‫‪ ..%15.2‬وذكر تقرير حكوم���ي‪� ،‬صادر عن وزارة‬ ‫االت�صاالت وتكنولوجيا المعلوم���ات الم�صرية‪� ،‬أن‬ ‫"ن�سبة م�ستخدمي الإنترن���ت وا�سع النطاق‪ ،‬بلغت‬ ‫‪ %91.45‬م���ن �إجمال���ي م�ستخدم���ي الإنترن���ت‪،‬‬ ‫مقارن���ة بنح���و ‪ %90.13‬خالل الفت���رة عينها من‬ ‫العام ال�سابق"‪.‬‬ ‫ي�أتي ذلك في الوقت الذي تراجع �أعداد م�ستخدمي‬ ‫االنترن���ت‪ ،‬م���ن طري���ق الإنترنـت محـ���دود النطاق‬ ‫�إل���ى‪ %8.55‬خـ�ل�ال الرب���ع الثاني‪ ،‬مقارن���ة بنحو‬ ‫‪ %9.87‬خالل الفترة عينها من العام ال�سابق"‪.‬‬ ‫قال تجار �أوروبيون �إن مجل�س الحبوب العراقي‬ ‫�إ�شت���رى ‪� 150‬أل���ف ط���ن م���ن القم���ح الأو�سترالي‬ ‫والكن���دي في مناق�صة �أغلقت ف���ي ال�شهر الفائت‪.‬‬ ‫وذك���ر التجار �أن م�شتريات القم���ح تت�ألف من ‪100‬‬ ‫�ألف طن من �أو�ستراليا ب�سعر ‪ 362.50‬دوالر للطن‬ ‫غي���ر �شاملة تكلفة التفري���غ و‪� 50‬ألف طن من كندا‬ ‫ب�سع���ر ‪ 369.50‬دوالر للط���ن غي���ر �شاملة تكلفة‬ ‫التفري���غ‪ .‬وعر�ض القمح الأوكران���ي ب�أقل �سعر في‬ ‫المناق�صة ولكن الع���راق كان ي�شترى في الما�ضي‬ ‫�أنواع���ا ً �أعلى �سعراً عندما يحت���اج �إلى �أ�صناف عالية‬ ‫الجودة للخلط‪ .‬وا�شترط���ت المناق�صة �شحن القمح‬ ‫بين ‪ 15‬ت�شرين الثاني ‪0‬نوفمبر) و‪ 15‬كانون الأول‬ ‫(دي�سمب���ر) ‪ 2013‬على �أن يتم الت�سليم في الفترة‬ ‫بين ‪ 16‬كانون الأول (دي�سمبر) ‪ 2013‬و‪ 28‬كانون‬ ‫الثاني (يناير) ‪.2014‬‬ ‫ق���ال رئي�س منظمة ال�سياح���ة العربية الدكتور‬ ‫بن���در بن فهيد �آل فهيد عل���ى هام�ش اعمال الدورة‬ ‫‪ 16‬للمجل�س الوزاري العربي لل�سياحة في البحرين‪،‬‬ ‫ان ال�سياح���ة العربي���ة تراجع���ت في الآون���ة االخيرة‬ ‫ب�سبب عدم الإ�ستق���رار الذي يعانيه عدد من الدول‬ ‫العربي���ة‪ .‬و�أك���د ان "المنظم���ة العربي���ة لل�سياح���ة‬ ‫والمجل����س ال���وزاري العربي لل�سياح���ة يعمالن على‬ ‫و�ض���ع �إ�ستراتيجية �سياحي���ة"‪ ،‬مو�ضح���ا ً �أنه �سيتم‬ ‫تنظيم ملتقى في �شرم ال�شيخ قريبا ً لإدارة الأزمات‬ ‫ال�سياحية‪ ،‬و�ستقدم في خالله المنظمة �إ�ستراتيجية‬ ‫عم���ل لمدة خم�س �سنوات لتنمي���ة القطاع ال�سياحي‬ ‫وحماي���ة الإ�ستثم���ارات عبر �إ�ص���دار بوال�ص �ضمان‬ ‫الإ�ستثمارات تغطي الإ�ضطرابات ال�سيا�سية وعدم‬ ‫�إلتزام العق���ود والتحوي�ل�ات المالي���ة‪ .‬و�ش ّدد على‬ ‫�أهمية "و�ض���ع �إ�ستراتيجي���ة لأمن ال�سائ���ح لأنه من‬ ‫دونها �سيكون ثمة خلل في ال�سياحة"‪.‬‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪13‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون عربية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫المغرب‪ :‬الإ�ستثمارات العامة ‪ 23‬مليار دوالر في ‪2014‬‬ ‫تخط ��ط ال�ش ��ركات والم�ؤ�س�س ��ات التابعة للقطاع‬ ‫الع ��ام في المغ ��رب‪ ،‬لإ�س ��تثمار ‪ 186‬مليار درهم‬ ‫(‪ 23‬ملي ��ار دوالر) ف ��ي الع ��ام ‪ ،2014‬لت�س ��ريع‬ ‫وتي ��رة التنمية و�إ�س ��تكمال �إنج ��از البنية التحتية‬ ‫والم�ش ��اريع ال ُمخط ��ط لها‪ ،‬ف�ض�ل ً�ا ع ��ن الإعداد‬ ‫لمرحلة ما بعد الأزمة الإقت�ص ��ادية العالمية التي‬ ‫بد�أت تتال�ش ��ى ف ��ي �أكثر من منطقة �إقت�ص ��ادية‬ ‫ومنها منطقة اليورو القريبة‪.‬‬ ‫وي�أتي قطاع الفو�س ��فات في طليعة الإ�س ��تثـمارات‬ ‫العـام ��ة ف ��ي المغ ��رب‪ ،‬المق ��درة ب� �ـ ‪ 144‬ملي ��ار‬ ‫دره ��م ( ‪ 17.5‬ملي ��ار دوالر) تمت ��د حت ��ى العام‬ ‫‪ ،2020‬منها ‪ 29‬مليار درهـم خالل هذه الـ�س� �نـة‪،‬‬ ‫لبـنـ ��اء وحـ ��دات جـديـ ��دة لمـعالج ��ة "الحم� ��ض‬ ‫الف�س� �ـفوري" ف ��ي مـنطق ��ة "الج ��رف الأ�ص ��فر"‬ ‫جن ��وب ال ��دار البي�ض ��اء‪ .‬وتُعتبر ه ��ذه المـنطقة‬ ‫�أكـبر تجـمع �ص� �ـناعي لم�ش ��تقات الفو�س ��فات في‬ ‫العال ��م‪ ،‬وهي تنت ��ج ثلث الحاج ��ات الـعالمية من‬ ‫الأ�س ��مدة الفو�سفاتية وم�شتـقاتها المـ�ستـعملة في‬ ‫الزراعة وال�صـناعات الكيمـاوية وال�صيدلية‪.‬‬ ‫وظ ّل ��ت مبيع ��ات الفو�س ��فات تغطي ن�ص ��ف قيمة‬ ‫ورادات الرباط من الطاقة على �إمتداد ال�سنوات‬ ‫الما�ض ��ية‪ .‬ويتوقع المغرب م�ض ��اعفة �ص ��ادراته‬ ‫مطل ��ع العق ��د المقبل بع ��د �إ�س ��تكمال المركبات‬ ‫الكيماوي ��ة‪ ،‬وبن ��اء مرف�أ جديد في مدينة �أ�س ��في‬ ‫جن ��وب ال ��دار البي�ض ��اء بكلف ��ة ملي ��ار دوالر‪.‬‬ ‫وتق�ض ��ي الخطة بت�صنيع الأ�س ��مدة الأزوتية التي‬

‫تحت ��اج �إليه ��ا الزراع ��ة في ع�ش ��رات ال ��دول‪� ،‬إذ‬ ‫�س ��يكون الإنتاج الغذائي ب�أ�سعار متاحة �أحد �أكبر‬ ‫التحديات الإن�سانية الم�ستقبلية‪.‬‬ ‫وترتب ��ط م�ش ��اريع الفو�س ��فات بم�ش ��اريع �أخ ��رى‬ ‫ف ��ي "برام ��ج المخطط الأخ�ض ��ر" وهو م�ش ��روع‬ ‫�ض ��خم تتج ��اوز �إ�س ��تثماراته ‪ 200‬ملي ��ار درهم‪،‬‬ ‫لت�أمي ��ن الإكتفاء الغذائي ف ��ي الزراعات وتطوير‬ ‫ال�ص ��ادرات الغذائي ��ة خ�صو�ص� � ًا �إل ��ى �أ�س ��واق‬ ‫الإتحاد الأوروبي والواليات المتحدة ودول ال�شرق‬ ‫الأو�سط والقارة الإفريقية‪.‬‬ ‫و�س ��محت الرب ��اط ل�ش ��ركات م ��ن دول الخلي ��ج‬ ‫العربي بالإ�س ��تثمار في هذه الم�ش ��اريع الزراعية‬ ‫لتطوير ال�ش ��راكة بين القطاعين العام والخا�ص‪.‬‬ ‫وت�ش ��مل هذه التجربة قطاعات �أخرى تحتاج �إلى‬ ‫ر�ؤو�س �أموال �ض ��خمة‪ ،‬مثل الطاق ��ات المتجددة‬

‫الوزير المنتدب في االقت�صاد المكلف بالموازنة �أزمي الإدري�سي‬

‫وال�صناعات الحديثة والم�شاريع المقررة‪.‬‬ ‫و�أعل ��ن الوزير المنت ��دب في االقت�ص ��اد المكلف‬ ‫بالموازنة �أزمي الإدري�سي‪� ،‬أن الحكومة "�ستوا�صل‬ ‫دعم اال�ستثمار العام والخا�ص وفق منظور مبني‬ ‫على ن�سج �شراكات مع الفاعلين الدوليين ويجعل‬ ‫منه رافعة لإ�ستقطاب التمويل الأجنبي الموجه"‪،‬‬ ‫والهدف يتمث ��ل بـ"ت�أهيل البني ��ة التحتية وزيادة‬ ‫الإ�س ��تثمارات في قطاعات الزراعة وال�صناعات‬ ‫الحديثة والمهن الجديدة الموفرة لفر�ص العمل‬ ‫وذات فائ�ض القيمة الم�ضافة العالية"‪.‬‬ ‫وتتطل ��ع الرب ��اط �إل ��ى �إ�س ��تقطاب �إ�س ��تثمارات‬ ‫�أجنبي ��ة تتراوح قيمتها بي ��ن ‪ 6‬مليارات دوالر و ‪8‬‬ ‫ملب ��ارات خالل الع ��ام المقبل‪ ،‬ف ��ي مقابل �أربعة‬ ‫ملي ��ارات متوقع ��ة هذه ال�س ��نة م ��ن دول االتحاد‬ ‫الأوروب ��ي ودول مجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي‪،‬‬ ‫ُوجه‬ ‫و�أخرى من �ش ��مال الق ��ارة الأميركية‪ .‬و�س� �ت ّ‬ ‫هذه اال�س ��تثمارات نحو قطاعات‪ ،‬مثل ال�س ��ياحة‬ ‫وال�ص ��ناعة واالت�صاالت والتكنولوجيات الحديثة‬ ‫والطاقة والزراعة والنقل والموا�صالت‪.‬‬ ‫وتق�ض ��ي الخطة برفع حجم الإ�ستثمارات العامة‬ ‫والخا�ص ��ة �إل ��ى نح ��و ‪ 40‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن الناتج‬ ‫المحلي من �أ�صل ‪ 36‬حالي ًا‪ ،‬لت�سريع وتيرة ت�أهيل‬ ‫المغ ��رب للع ��ب دور الرابط بين ال�ش ��رق والغرب‬ ‫وبي ��ن ال�ش ��مال والجن ��وب‪ .‬وي�س ��تند بذل ��ك �إلى‬ ‫�إتفاقات التعاون وال�شراكة والتجارة التي تجمعه‬ ‫مع �أوروبا و�أميركا والخليج العربي‪.‬‬

‫"منتدى �إ�سترداد الأموال المنهوبة"‪ :‬الم�س�ؤولون الفا�سدون لن يفلتوا من العقاب‬ ‫�أو�ص ��ى المنتدى العربي الثاني لإ�س ��ترداد الأموال المنهوبة‪ ،‬بـ"عدم تمكين‬ ‫الم�س� ��ؤولين الفا�س ��دين من الإفالت م ��ن العقاب" في الق�ض ��ايا المرتبطة‬ ‫بتهريب �أموال دول "الربيع العربي"‪ .‬و�إقيم المنتدى في ال�ش ��هر الفائت في‬ ‫مراك�ش في جنوب المغرب‪ ،‬معتبر ًا في تو�صياته �أن "ا�سترداد الأموال يبعث‬ ‫بر�س ��الة قوية للم�س ��تقبل‪ :‬لن يتمكن ال�سيا�س ��يون �أو الم�س� ��ؤولون الفا�سدون‬ ‫الكب ��ار من الإفالت من العقاب‪ ،‬لدى ا�س ��تخدام الف�س ��اد لتحقيق م�ص ��الح‬ ‫�شخ�صية"‪..‬‬ ‫ودعا الم�ش ��اركون �إلى �ض ��رورة "الفهم المتزايد للتدابير القانونية لمختلف‬ ‫ال ��دول من خالل ن�ش ��ر �أدلة قانونية ح ��ول طرق �إ�س ��ترداد الأموال"‪ّ .‬‬ ‫وح�ض‬ ‫على "تعزيز جهود الدول لمراجعة �أطرها القانونية بق�ص ��د اال�س ��تفادة من‬ ‫الممار�س ��ات الجيدة في الدول الأخرى‪ ،‬ول�ضمان الدقة والفاعلية والكفاءة‬ ‫في مجال �إ�سترداد الأموال"‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫�إل ��ى ذل ��ك‪� ،‬أعلن ��ت دول مجموع ��ة الثماني ودول �أخ ��رى التزامه ��ا "اتخاذ‬ ‫�إج ��راءات تفر� ��ض ح�ص ��ول ال�ش ��ركات عل ��ى معلوم ��ات ع ��ن المالكي ��ن‬ ‫والم�س ��تفيدين الحقيقيين‪ ،‬مع �ضمان توافر هذه المعلومات في �شكل �سريع‬ ‫حين تطلب لتقديمها الى �سلطات �إنفاذ القانون‪ ،‬و�أجهزة تح�صيل ال�ضرائب‬ ‫وغيرها من ال�سلطات المعنية"‪.‬‬ ‫و�ش ��دد المنتدى �أي�ض� � ًا على "الإ�ستمرار في حل الم�شاكل المتعلقة بترجمة‬ ‫الأ�س ��ماء العربية �إلى الح ��روف الأجنبية‪ ،‬والتحقيقات الم�ش ��تركة الثنائية‬ ‫والمتع ��ددة الطرف"‪ ،‬مع "�إ�ش ��راك المجتم ��ع المدني في محاربة الف�س ��اد‬ ‫وجهود �إ�س ��ترداد الأموال"‪ .‬و�أكد البيان الختامي للمنتدى �أهمية "�إ�ش ��راك‬ ‫القط ��اع الخا�ص في الحوار الم�س ��تقبلي حول جوانب ال�ش ��فافية لإ�س ��ترداد‬ ‫الأم ��وال"‪ ،‬م ��ع "تبادل المعلومات بين م�س� ��ؤولي تنفيذ القانون قبل �إر�س ��ال‬ ‫طلبات الم�ساعدة القانونية المتبادلة"‪.‬‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫ال�سعودية تخطط لت�أمين ‪� 300‬ألف وظيفة في ‪� 6‬سنوات‬

‫�أعل ��ن "�ص ��ندوق المئوي ��ة" ال�س ��عودي العم ��ل‬ ‫عل ��ى توفي ��ر �أكث ��ر م ��ن ‪� 300‬ألف فر�ص ��ة عمل‬ ‫عب ��ر ‪� 10‬آالف م�ش ��روع ي�س ��تهدفها وفق خطته‬ ‫الإ�ستراتيجية حتى العام ‪.2020‬‬ ‫وق ��ال مدي ��ره الع ��ام عب ��د العزي ��ز ب ��ن حم ��ود‬ ‫المطي ��ري ف ��ي ت�ص ��ريح‪ ،‬عل ��ى هام� ��ش �إفتتاح‬ ‫الإجتم ��اع التح�ض ��يري لقط ��اع رواد الأعم ��ال‬ ‫ال�ش ��باب ف ��ي ال ��دول الأع�ض ��اء ف ��ي مجموع ��ة‬ ‫ال� �ـ‪ 20‬في الريا�ض ف ��ي �أواخر ال�ش ��هر الفائت‪:‬‬ ‫"ال�ص ��ندوق يتعاون مع بنك الت�سليف والإدخار‬ ‫ومع بـرنــامـج واعـد فـي �شركة �أرامكو ال�سعودية‬ ‫وبع�ض القطاع ��ات الأخرى التي تخدم �ش ��باب‬ ‫الأعمال لدعم الم�شاريع ال�صغيرة"‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف‪" :‬جرى دعم م�شاريع �شباب الأعمال‬ ‫ف ��ي المملك ��ة بنح ��و ‪ 730‬ملي ��ون ري ��ال (‪264‬‬ ‫ملي ��ون دوالر)‪ ،‬وذل ��ك من خ�ل�ال تمويل �أكثر‬ ‫من ‪ 3600‬م�شروع موزعة على مناطق المملكة‬ ‫ومدنه ��ا"ن م�ش ��ير ًا �إل ��ى �أنها الم ��رة الأولى‬ ‫الت ��ي ت�ست�ض ��يف المملك ��ة ه ��ذا االجتم ��اع‪،‬‬ ‫بعدم ��ا �إختارت قم ��ة الـ‪ 20‬الأخي ��رة الريا�ض‬ ‫لتكون مقر ًا للقمة التح�ض ��يرية لمناق�شة عدد‬ ‫من ق�ض ��ايا ال�ش ��باب‪ ،‬وبحث نتائج قمة رو�سيا‬ ‫وما تحق ��ق منها والمعوق ��ات والتحديات التي‬ ‫تعتر�ض تنفيذها‪.‬‬ ‫ولف ��ت �إل ��ى �أن االجتم ��اع الذي عق ��د على مدى‬ ‫ثالث ��ة �أي ��ام بحث ف ��ي �آلية التوا�ص ��ل م ��ع قادة‬ ‫مجموعة الـ‪ 20‬حتى يكون لهم ت�أثير في العالم‪،‬‬ ‫�إ�ض ��افة �إلى مناق�شة التو�ص ��يات التي ّ‬ ‫تمخ�ضت‬ ‫عنها القمة الما�ض ��ية خ�صو�ص� � ًا في م ��ا يتعلق‬ ‫منها بقطاع ال�شباب عموم ًا‪ ،‬والعمل على تنفيذ‬

‫تل ��ك التو�ص ��يات عل ��ى �أر�ض الواق ��ع من خالل‬ ‫التوا�صل مع متخذي القرار في كل دولة‪.‬‬ ‫و�أك ��د المطيري عل ��ى �أن هذا االجتم ��اع ناق�ش‬ ‫الخط ��ة الإ�س ��تراتيجية للقم ��ة المقبل ��ة ف ��ي‬ ‫�أو�س ��تراليا‪ ،‬وخ ��رج بتو�ص ��يات‪ .‬و�أ�ش ��ار �إلى �أن‬ ‫"�ص ��ندوق المئوية" ع�ض ��و في تحالف �ش ��باب‬ ‫الأعمال لمجموعة دول الـ‪ ،20‬ولديه طموح كبير‬ ‫كمنظم ��ة غير ربحي ��ة‪� ،‬إذ يعمل على م�س ��اعدة‬ ‫الحكومة عل ��ى تغيير بع� ��ض الأنظمة بما يخدم‬ ‫ال�شباب وتوجهاتهم وم�س ��اعدة �شباب الأعمال‬ ‫ف ��ي المملكة وف ��ي دول العالم‪" ،‬خ�صو�ص� � ًا �أننا‬ ‫�ش ��ركاء ولدينا تحالفات ن�سعى من خاللها �إلى‬ ‫�إي�صال ال�شباب ال�سعودي �إلى العالمية"‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار �إلى �أن ن�س ��بة الم�شاريع الن�س ��ائية التي‬ ‫يدعمه ��ا ال�ص ��ندوق تبل ��غ ‪ 20‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن‬ ‫�إجمالي الم�ش ��اريع التي دعمها والبالغة ‪،3600‬‬ ‫م�ش ��دد ًا على �أن ال�ص ��ندوق ال يدعم ن�ش ��اطات‬ ‫المقاوالت والم�ش ��اريـع الزراعيــة والنــ�شاطات‬ ‫العقــارية والنقل‪.‬‬ ‫يذكر �أن ال�صندوق م�ؤ�س�سة �سعودية غير هادفة‬ ‫للربح‪ ،‬ويهدف �إلى م�س ��اعدة ال�شباب ال�سعودي‬ ‫الطم ��وح‪ ،‬ذك ��ور ًا و�إناث ًا‪ ،‬لي�ص ��بحوا �أ�ص ��حاب‬ ‫�أعم ��ال يوظفون غيره ��م بد ًال م ��ن البحث عن‬ ‫وظائف‪ ،‬كما يعمل على تهيئة المناخ المنا�س ��ب‬ ‫لل�شباب من الجن�سين من خالل الخدمات غير‬ ‫المالية المتكاملة التي تخدم �إبداعات ال�ش ��باب‬ ‫ال�س ��عودي‪ ،‬مث ��ل الإر�ش ��اد والتوجي ��ه والتدريب‬ ‫وت�س ��هيل الإج ��راءات الحكومي ��ة ومتابع ��ة‬ ‫الم�ش ��اريع وتوفي ��ر م�ص ��ادر التموي ��ل ل�ض ��مان‬ ‫ا�ستمرارية م�شاريعهم‪.‬‬

‫المدير العام لـ"�صندوق المئوية" ال�سعودي عبد العزيز بن حمود المطيري‬

‫الموجز الخليجي‬ ‫�إ�ستح���وذت دول مجل����س التع���اون الخليجي‬ ‫على الج���زء الأكبر من �صادرات و�إع���ادة �صادرات‬ ‫�إمارة دبي خالل الأ�شهر الثمانية الأولى من ال�سنة‪،‬‬ ‫�أبرزها ال�سعودية التي احتلت المرتبة الأولى‪.‬‬ ‫و�أظهرت درا�سة �أ�صدرته���ا "غرفة تجارة و�صناعة‬ ‫دب���ي" نم���و �ص���ادرات و�إع���ادة �ص���ادرات �أع�ضاء‬ ‫الغرفة خ�ل�ال الفت���رة المذكورة خم�س���ة في المئة‬ ‫مقارن���ة بالفترة ذاته���ا العام الما�ض���ي �إلى ‪189‬‬ ‫ملي���ار درهم (نحو ‪ 52‬ملي���ار دوالر)‪ ،‬مقارنة بنحو‬ ‫‪ 181‬ملياراً‪ ،‬في حين بلغت قيمة �صادرات و�إعادة‬ ‫�ص���ادرات الأع�ضاء ف���ي �آب (�أغ�سط����س) الما�ضي‬ ‫‪ 20.5‬مليار درهم‪.‬‬ ‫و�إ�ستح���وذت �ص���ادرات و�إعادة �ص���ادرات �أع�ضاء‬ ‫الغرف���ة �إل���ى دول الخليج على ‪ 58‬ف���ي المئة من‬ ‫�إجمال���ي ال�ص���ادرات‪ ،‬محققة نمواً �سنوي���ا ً بلغ ‪18‬‬ ‫ف���ي المئ���ة‪ ،‬و�س ّجل���ت ‪ 109‬ملي���ارات دره���م‪ ،‬مع‬ ‫احت�ل�ال ال�سعودية المرتبة الأول���ى بـ‪ 54‬في المئة‬ ‫من الإجمالي‪ ،‬و‪ 31‬في المئة من �إجمالي �صادرات‬ ‫و�إعادة �صادرات الأع�ضاء �إلى العالم‪.‬‬ ‫انتقد وزير الم���ال الكويتي ال�شيح �سالم عبد‬ ‫العزي���ز ال�صب���اح ت�ضخم الجه���از الإداري للحكومة‬ ‫والإجراءات المعقدة‪ ،‬وق���ال �إن االقت�صاد ال يمكنه‬ ‫�أن يحق���ق نمواً م�ستداما ً م���ن دون �إجراء �إ�صالحات‪.‬‬ ‫و ُتعتبر الت�صريحات �أول طرح ل�سيا�سة الوزير منذ‬ ‫توليه من�صبه في �آب (�أغ�سط�س)‪.‬‬ ‫وت���رك ال�شيخ �سالم البنك المركزي العام الما�ضي‬ ‫ال���ذي �شغ���ل من�ص���ب محافظ���ه طيل���ة ‪ 25‬عام���ا ً‬ ‫�إحتجاج���ا ً على الإرتفاع ال�سري���ع للإنفاق الحكومي‪.‬‬ ‫وكان �صندوق النقد الدولي �إنتقد الكويت ال�شهر‬ ‫الما�ض���ي قائ�ل� ًا �إنها في حاج���ة �إلى كب���ح الإنفاق‬ ‫العام‪ ،‬خ�صو�ص���ا ً الأجور‪ ،‬والبحث عن موارد جديدة‬ ‫للدخ���ل لحماية ماليته���ا العامة على رغ���م ثروتها‬ ‫النفطية ال�ضخمة‪.‬‬ ‫ت�سع���ى �شرك���ة الإ�ستثم���ارات الوطني���ة‬ ‫الكويتية‪ ،‬الجن���اح الإ�ستثماري لمجموعة الخرافي‪،‬‬ ‫لإقتنا����ص الفر����ص الإ�ستثماري���ة ف���ي الكوي���ت‪،‬‬ ‫ال�سيم���ا ف���ي ال�ش���ركات المتعث���رة ج���راء الأزم���ة‬ ‫العالمية‪ ،‬وتطويرها وتحويلها �إلى تحقيق �أرباح‪.‬‬ ‫وق���ال رئي����س مجل����س الإدارة حم���د العميري‪ ،‬في‬ ‫مقابل���ة ف���ي �إط���ار قم���ة رويت���رز للإ�ستثم���ار في‬ ‫ال�ش���رق الأو�سط �إن "�أي انهيار ف���ي �أ�سواق العالم‬ ‫يعتبر فر�صة �إ�ستثمارية"‪ ،‬معتبراً �أنه "من الأف�ضل‬ ‫لل�شركة �أن ت�شتري ب�أ�سعار مخف�ضة تلك ال�شركات‬ ‫القائم���ة بالفعل‪ ،‬والتي تواجه بع����ض الم�شكالت‪،‬‬ ‫بدالً م���ن ت�أ�سي�س �ش���ركات �إ�ستثمارية �أو تعليمية‬ ‫�أو �صناعية جديدة"‪.‬‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪15‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون خليجية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف الخليجي‬

‫ماذا يعني �إتفاق �إيران ‪� -‬أميركا للخليج ؟‬ ‫ق ��د ال يدركه ��ا المرء م ��ن النب ��رة المتح ّم�سة الحالي ��ة ولعبة الق ��وة الجيو�سيا�سية‪،‬‬ ‫ولك ��ن الم�صال ��ح الطويلة الأجل لدول الخليج ق ��د تكون جيدة في �إنفراج العالقات‬ ‫بي ��ن الوالي ��ات المتحدة و �إيران الذي �سيفتح الطري ��ق �أمامها للتقارب الخا�ص مع‬ ‫طهران ‪.‬‬ ‫�أث ��ار تليي ��ن العالقات �أخيراً بين وا�شنط ��ن وطهران نقا�شاً حاداً ف ��ي الخليج وغ ّذى‬ ‫نظري ��ة الم�ؤامرة ال�شعبية‪ ،‬التي ترى �أن �أميركا والجمهورية الإ�سالمية تخططان‬ ‫مع� �اً لإ�ضع ��اف دول الخلي ��ج العربي‪ .‬الإدع ��اءات تذهب �إلى الق ��ول �أن لدى البلدين‬ ‫خطط� �اً لتق�سي ��م هذه ال ��دول‪ ،‬وتقا�س ��م الغنائم �أو �إخ�ض ��اع الم�صال ��ح العربية لتلك‬ ‫الإيرانية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ه ��ذه النظري ��ات والمفاهي ��م بعي ��دة الإحتمال نظرا �إل ��ى عداء الوالي ��ات المتحدة و‬ ‫�إي ��ران العمي ��ق و�سيا�ساتهما المت�ضاربة حول العديد م ��ن الق�ضايا مثل �أزمة �سوريا‬ ‫ٌ‬ ‫مف�صل ي�ساهم في تجنب الحكومات‬ ‫و المل ��ف النووي الإيراني‪� .‬إن ن�شر هذا ال�سرد‬ ‫الإقليمية معالجة الق�ضايا الجوهرية التي هي وراء �إ�ضطراباتها ال�سيا�سية‪ .‬بل �أن‬ ‫الأمر قد يكون جيداً �أن تعتقد حكومات دول الخليج عن �إقتناع ب�أنها �سوف تقع في‬ ‫النهاية �ضحية لهذا المخطط الكبير‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ل ��م يق ّل ��ل �إنتخاب الواقعي ح�س ��ن روحاني رئي�سا لإيران من �شع ��ور وقلق بع�ض دول‬ ‫الخلي ��ج م ��ن التهديد ال�صادر من ايران‪ .‬في الأ�شه ��ر القليلة الأولى له في من�صبه‪،‬‬ ‫حاول روحاني تغيير �صورة نظامه في الخارج‪ ،‬و�إعتمد نهجاً �أكثر ترحيباً‪.‬‬ ‫و�ص ��ف �أخي ��راً المملك ��ة العربية ال�سعودي ��ة ب"ال�صديقة وال�شقيقة" لإي ��ران‪ ،‬و�شدّد‬ ‫عل ��ى الحاج ��ة �إلى زيادة التعاون م ��ع الريا�ض‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ال تزال دول الخليج حذرة‬ ‫وال تتوق ��ع �أي تغيير كبير ف ��ي ال�سيا�سة الخارجية الإيرانية‪ .‬ما زالت تذكر بو�ضوح‬ ‫�أن برنام ��ج �إي ��ران الن ��ووي ت�س ��ارع ونمت طموحاته ��ا الإقليمية تح ��ت رئا�سة محمد‬ ‫خاتمي الإ�صالحي ظاهرياً‪.‬‬ ‫ل ��م تك ��ن العالق ��ات بي ��ن دول الخلي ��ج و�إي ��ران قوي ��ة �أب ��داً ب�ش ��كل خا� ��ص؛ الإندف ��اع‬ ‫الث ��وري الإيران ��ي ف ��ي ثمانينات الق ��رن الفائت �أخ ��اف و�أقلق جيرانه ��ا العرب‪ .‬وقد‬ ‫�أدى �إنخفا� ��ض حما� ��س الخميني ��ة ف ��ي ت�سعينات الق ��رن المن�صرم �إل ��ى التقارب بين‬ ‫دول الخلي ��ج و�إيران والذي بلغ ذروته في زي ��ارات متبادلة رفيعة الم�ستوى وتكثيف‬ ‫العالقات التجارية‪.‬‬ ‫وم ��ع ذلك‪ ،‬ف�إن و�ص ��ول محمود �أحمدي نجاد �إلى ال�سلط ��ة‪ ،‬والمناف�سة على العراق‬ ‫والبرنام ��ج الن ��ووي الإيران ��ي عك�س المكا�س ��ب التي تحققت تحت حك ��م رف�سنجاني‬ ‫وخاتمي‪.‬‬ ‫�إن مخ ��اوف دول الخلي ��ج م ��ن خ�س ��ارة حلفه ��ا و�صداقتها م ��ع �أميركا ق ��د يكون فيها‬ ‫بع� ��ض ال�صح ��ة‪ .‬العالق ��ات القوي ��ة بين وا�شنط ��ن وطهران قب ��ل الثورة ه ��ي بمثابة‬ ‫وتح�سنت عالقاتهما‪ ،‬ف�إنه‬ ‫تذكير ب�أنه �إذا ل ّينت الأولى وخففت نهجها تجاه الثانية ّ‬ ‫يمك ��ن �أن ي�أت ��ي على ح�ساب دول الخليج ‪ .‬في العام ‪� ، 2007‬أجرت كري�ستيان �أمانبور‬ ‫م ��ن �شبك ��ة "�س ��ي �أن �أن" (‪ )CNN‬مقابلة مع م�س�ؤول رفيع ف ��ي الحكومة الإيرانية‬ ‫لم يذكر �إ�سمه الذي قال ب�أن �إيران والواليات المتحدة هما " حليفتان طبيعيتان"‪،‬‬ ‫لأن " التهديد الكبير حالياً لكل من �إيران و�أميركا هو تنظيم القاعدة "‪ .‬في العام‬ ‫الما�ض ��ي ن�ش ��ر مركز �أبحاث ف ��ي وا�شنطن تقريراً �أبرز �أن �إي ��ران "ما بعد الماللي"‬ ‫ينبغ ��ي �أن ُتعتب ��ر "�شري ��كاً محتم�ل ً�ا طبيعي� �اً في المنطق ��ة"‪ ،‬وهذا يمك ��ن �أن ي�صبح‬ ‫ف ��ي نهاي ��ة المطاف "م�ساهم ��ة �صافية للأمن"‪ .‬هذا هو المنط ��ق الذي ت�ستند �إليه‬ ‫النظري ��ة المذك ��ورة �أعاله‪ .‬ونقلت �صحيف ��ة كويتية عن ل�سان القائ ��د العام للقوات‬ ‫الم�سلح ��ة ف ��ي البحري ��ن الم�شير خليفة ب ��ن �أحمد �آل خليفة قوله ب� ��أن الغرب لي�س‬ ‫لدي ��ه "�أ�صدق ��اء دائم ��ون" و �أن "م�صالح ��ه في كثي ��ر من الأحي ��ان تتما�شى مع تلك‬ ‫‪14‬‬

‫الإيرانية"‪.‬‬ ‫في الواقع �إن العالقات بين الواليات المتحدة و دول الخليج عانت من نك�سات حتى‬ ‫قب ��ل التط ��ورات الأخيرة‪ .‬ف ��ي حين دفعت و�أي ��دت دول الخليج التدخ ��ل الذي قادته‬ ‫�أمي ��ركا ف ��ي ليبي ��ا في ‪ � ،2011‬اّإل �أنه ��ا ظلت على خالف مع وا�شنط ��ن ب�ش�أن الم�سائل‬ ‫الإقليمية و الحكمة من دعم التغيير ال�سيا�سي في العالم العربي ‪.‬‬ ‫�إن نه ��ج الوالي ��ات المتح ��دة الح ��ذر ف ��ي مرحل ��ة م ��ا بع ��د محم ��د مر�سي ف ��ي م�صر‬ ‫يتناق� ��ض م ��ع دول الخلي ��ج ( ب�إ�ستثن ��اء قطر ) الت ��ي دعمت بقوة الحكوم ��ة الم�ؤقتة‬ ‫الجدي ��دة الت ��ي يدعمه ��ا الع�سك ��ر‪ .‬ف ��ي الوق ��ت عين ��ه‪ ،‬ق ّو� ��ض �إتف ��اق بي ��ن وا�شنط ��ن‬ ‫ومو�سكو حول الأ�سلحة الكيميائية في �سوريا نهجاً �أكثر ت�شدداً لدول الخليج ‪.‬‬ ‫الأهم من ذلك‪ ،‬عار�ضت حكومات الخليج �إهتمام وا�شنطن في الإ�صالح ال�سيا�سي و‬ ‫حق ��وق الإن�س ��ان في بلدانها‪ ،‬وب�شكل خا�ص في البحرين‪ .‬وقد توَّج هذا ال�صدع قرار‬ ‫ف�سرت‬ ‫ال�سعودي ��ة �أخي ��راً بالتخلي ع ��ن مقعدها في مجل� ��س الأمن الدول ��ي‪ .‬خطوة ّ‬ ‫عل ��ى نط ��اق وا�سع ب�أنه ��ا �إ�شارة الى �إ�ستي ��اء المملكة من �سيا�س ��ات الواليات المتحدة‬ ‫في المنطقة‪.‬‬ ‫من غير المرجح �أن تتغير العالقات الأميركية الخليجية تغييراً جذرياً في المدى‬ ‫الق�صي ��ر �أو عل ��ى الم ��دى المتو�س ��ط​​نظ ��راً �إل ��ى �إعتم ��اد دول الخليج عل ��ى �ضمانات‬ ‫�أمي ��ركا الأمني ��ة ف ��ي المنطق ��ة‪ .‬عل ��ى م ��دى عق ��ود‪ ،‬دخلت هذه ال ��دول ف ��ي �إتفاقات‬ ‫دفاعي ��ة ثنائي ��ة م ��ع الوالي ��ات المتحدة بد ًال م ��ن و�ضع نه ��ج �أكثر تن�سيق� �اً وتعاونية‬ ‫وتكام�ل ً�ا للأم ��ن‪ .‬بالن�سب ��ة �إلى الوق ��ت الحا�ضر‪� ،‬إن �إيج ��اد بدائل ل ��دور �أميركا لن‬ ‫يكون فقط عملية مكلفة وطويلة‪ ،‬ولكن من المرجح �أنها لن تكون كافية‪.‬‬ ‫�إن ع ��داء دول الخلي ��ج لإي ��ران يختل ��ف في لهجت ��ه وم�ضمون ��ه‪� .‬إذا كان ��ت ال�سعودية‬ ‫ودول ��ة الإم ��ارات ال ت ��زاالن عقائدي� �اً و�إ�ستراتيجياً على خالف مع �إي ��ران‪ ،‬ف�إن قطر‬ ‫وعمان والكويت تحوّطاً تعتمد مواقف �أكثر �إ�ستيعاباً‪.‬‬ ‫عل ��ى وج ��ه الخ�صو� ��ص‪ ،‬العالق ��ة الخا�صة بين �سلطن ��ة عمان و�إي ��ران �إ�ستمرت رغم‬ ‫التوت ��رات الإقليمي ��ة كم ��ا يت�ض ��ح م ��ن دور الو�ساط ��ة عل ��ى م�ست ��وى منخف� ��ض م ��ن‬ ‫ال�سلط ��ان قابو� ��س ال ��ذي زار طه ��ران �أخي ��راً‪ .‬و�سيا�س ��ة قط ��ر الخارجي ��ة الم�ستقل ��ة‬ ‫بن ��ت عالق ��ة قوي ��ة مع �إي ��ران‪ ،‬والتي ت ��م �إختبارها ف ��ي الآونة الأخيرة ب�ش� ��أن الأزمة‬ ‫ال�سوري ��ة‪� .‬أم ��ا تعام ��ل الكويت مع �إي ��ران قد يكون �صعب� �اً في بع� ��ض الأحيان‪ ،‬ولكن‬ ‫تبقى العالقات الديبلوما�سية والإقت�صادية واحدة من الأقوى بين دول الخليج‪.‬‬ ‫وعل ��ى الرغ ��م م ��ن التوت ��رات الحالي ��ة في العالق ��ات بي ��ن �أمي ��ركا ودول الخليج‪ ،‬ال‬ ‫ينبغي على الأخيرة �أن تعتبر التغييرات في �سيا�سة الواليات المتحدة في المنطقة‬ ‫على �أنها لعبة مح�صلتها �صفر‪� .‬إن �إنفراجاً �أميركياً مع �إيران ال يعني بال�ضرورة �أن‬ ‫ي�أت ��ي عل ��ى ح�ساب دول الخليج‪ .‬في الواقع‪� ،‬إذا نظرت �إل ��ى الأمر بذكاء‪ ،‬ف�إنها يمكن‬ ‫�أن ت�ستفيد حتى من مثل هذا التطور‪.‬‬ ‫�إن ح ً‬ ‫ال ديبلوما�سياً للملف النووي الإيراني يج ّنب العمل الع�سكري‪ ،‬وينقذ المنطقة‬ ‫م ��ن مزي ��د م ��ن زعزعة الإ�ستقرار‪ .‬بالإ�ضاف ��ة �إلى ذلك‪ ،‬ينبغي عل ��ى دول الخليج � اّأل‬ ‫تت ��ردد ف ��ي �إ�ستخ ��دام نفوذها ف ��ي وا�شنطن و بل ��ورة �أجن ��دة وا�ضح ��ة و�إيجابية التي‬ ‫تعال ��ج الق�ضايا الإقليمي ��ة الرئي�سية مثل الجزر الإماراتية الث�ل�اث المتنازع عليها‬ ‫ودور وكالء �إي ��ران ف ��ي المنطقة‪ .‬ناهيك ع ��ن �أن عقوبات �أقل في نهاية المطاف قد‬ ‫تحيي وتنع�ش وت�شجّ ع الأعمال بين بع�ض المدن الخليجية و�إيران ‪.‬‬ ‫ف ��ي حي ��ن �أن دول الخلي ��ج ت�ستطي ��ع �أن تفع ��ل القلي ��ل بالن�سب ��ة �إل ��ى م�ص ��ادر القل ��ق‬ ‫المتعدّدة‪ ،‬ف�إن التوا�صل مع �إيران �سوف يثبّت الثقة وال�شعور ب�أن تتمكن من ت�شكيل‬ ‫وتقرير م�صيرها بد ًال من �أن ت�صبح مجرد �ضحايا للألعاب الجيو�سيا�سية‪.‬‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫الريا�ض ‪� -‬سمير الح�سيني‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫ُعمان ت�سعى �إلى زيادة م�ساهمة ال�سياحة في الناتج‬ ‫ينطلق في ‪ 22‬كانون الأول (دي�س ��مبر) "م�ؤتمر‬ ‫ُعمان الأول للإ�س ��تثمار ال�سياحي" الذي تنظمه‬ ‫غرف ��ة التج ��ارة وال�ص ��ناعة في �س ��لطنة عمان‬ ‫بالتع ��اون مع اتحاد غ ��رف دول مجل�س التعاون‬ ‫الخليجي‪.‬‬ ‫و�أكد رئي�س مجل� ��س �إدارة الغرفة رئي�س اللجنة‬ ‫الم�ش ��رفة عل ��ى الم�ؤتم ��ر‪ ،‬خلي ��ل ب ��ن عبداهلل‬ ‫الخنج ��ي‪ ،‬عل ��ى �أهمي ��ة الم�ؤتم ��ر لأن "القطاع‬ ‫ال�س ��ياحي من القطاعات الإقت�ص ��ادية المهمة‬ ‫في االقت�ص ��اد"‪ ،‬ولف ��ت �إلى �أن "الدولة ت�س ��عى‬ ‫�إل ��ى رفع م�س ��اهمة القطاع في النات ��ج المحلي‬ ‫الإجمال ��ي �إ�ض ��افة ال ��ى رف ��ع م�س ��اهمته ف ��ي‬ ‫�إ�ستيعاب القوى العاملة محلي ًا"‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار ف ��ي م�ؤتمر �ص ��حافي �إلى ان ال�س ��لطنة‬ ‫"تعتبر بيئة مثالية لال�ستثمار ال�سياحي" م�شيد ًا‬ ‫بالفر� ��ص الكثيرة للإ�س ��تثمار في ه ��ذا القطاع‬ ‫"نظر ًا الى ما تتمتع به ال�س ��لطنة من مميزات‬ ‫�س ��ياحية وتن ��وع مناخ ��ي �إل ��ى جان ��ب المن ��اخ‬ ‫اال�س ��تثماري والقواني ��ن والحواف ��ز الم�ش ��جعة‬ ‫للم�س ��تثمرين"‪ ،‬م�ؤكد ًا �سعي غرفة التجارة �إلى‬ ‫"ت�سليط ال�ض ��وء على �أهمية القطاع ال�سياحي‬ ‫عموم ًا و�إ�س ��تعرا�ض فر�ص الإ�س ��تثمار المتاحة‪،‬‬

‫�إ�ض ��افة الى تبادل الخبرات الخليجية والدولية‬ ‫في تطوير الإ�س ��تثمار ال�س ��ياحي والإطالع على‬ ‫تطورات القط ��اع والر�ؤية الم�س ��تقبلية لتطويره‬ ‫من النواحي الت�شريعية والت�أهيلية والتمويلية"‪.‬‬ ‫و�أو�ض ��ح رئي� ��س اللجن ��ة المنظم ��ة للم�ؤتم ��ر‬ ‫�إبراهي ��م ب ��ن �س ��عيد النبهان ��ي‪� ،‬أن الم�ؤتم ��ر‬ ‫�سيت�ض ��من عقد جل�س ��ات عم ��ل ُيناق�ش خاللها‬ ‫مو�ض ��وع التكامل والترويج والت�أهيل ال�س ��ياحي‬ ‫ومعوق ��ات الإ�س ��تثمار ال�س ��ياحي والحل ��ول‬ ‫المقترحة‪ ،‬وال�سياحة ك�صناعة في دول الخليج‬ ‫والت�أهي ��ل والتدري ��ب والبرام ��ج التمويلية‪� ،‬إلى‬ ‫جانب ا�س ��تعرا�ض التجرب ��ة ال ُعمانية في مجال‬ ‫اال�ستثمار ال�سياحي‪.‬‬

‫رئي�س غرفة التجارة وال�صناعة في �سلطنة عمان‬ ‫خليل بن عبدالله الخنجي‬

‫‪ 194‬مليار دوالر لم�شاريع ال�سكك الحديد الخليجية‬ ‫�أعل ��ن م�ش ��اركون ف ��ي "م�ؤتم ��ر قم ��ة ال�س ��كك‬ ‫الحديد والمترو في ال�شرق الأو�سط – ‪،"2013‬‬ ‫الذي عقد في �أبوظبي �أخير ًا‪� ،‬أن قيمة م�ش ��اريع‬ ‫ال�سكك الحديد قيد الإن�شاء �أو المزمع تنفيذها‬ ‫ف ��ي دول مجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي تبلغ ‪194‬‬ ‫مليار دوالر‪ ،‬و�أن دول المجل�س بد�أت طفرة بناء‬ ‫ال�سكك الحديد‪ ،‬التي �ستغ ّير جذري ًا نوع الحياة‬ ‫والعمل في المنطقة خالل العقد المقبل‪.‬‬ ‫و�أكدوا في الم�ؤتم ��ر الذي نظمته مجلة "ميد"‪،‬‬ ‫�أن "حوال ��ى ‪ 30‬مليار دوالر من عقود م�ش ��اريع‬ ‫ال�س ��كك الحديد الرئي�س ��ة في المنطقة ُمنحت‬ ‫هذه ال�سنة‪ ،‬من �أ�صل حوالى ‪ 108‬ماليين دوالر‬ ‫قيمة العق ��ود الإجمالية ف ��ي كل القطاعات‪ ،‬ما‬ ‫يجعل قطاع ال�س ��كك الحديد الأكبر على �صعيد‬ ‫الم�شاريع الرئي�سة في ال�سوق هذه ال�سنة"‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار مدي ��ر تحري ��ر مجل ��ة "ميد" ريت�ش ��ارد‬

‫طوم�س ��ون �إلى �أن "هذه ال�سنة �شهدت تحو ًال في‬ ‫�سوق ال�سكك الحديد الإقليمية‪ ،‬فخالل ال�شهور‬ ‫الـ‪ 10‬الما�ضية‪� ،‬شهدنا تحول خطط بناء �أنظمة‬ ‫المترو وبدء ت�ش ��غيل الخطوط الرئي�سة ل�شبكات‬ ‫ال�س ��كك الحدي ��د �إل ��ى حقيقة من خ�ل�ال منح‬ ‫م�شاريع ب�أكثر من ‪ 30‬مليار دوالر هذه ال�سنة"‪.‬‬ ‫و�أكد �أن "�أبرز الإ�س ��تثمارات هذه ال�س ��نة بلغت‬ ‫قيمته ‪ 22‬مليار دوالر لعقود البناء والتي منحت‬ ‫ف ��ي حزي ��ران (يونيو) الما�ض ��ي لت�ش ��ييد مترو‬ ‫الريا� ��ض ف ��ي ال�س ��عودية"‪ ،‬م�ض ��يف ًا �أن "نجاح‬ ‫هذا الم�شروع قد ي�شكل حافز ًا لتنفيذ مزيد من‬ ‫مخططات المترو في المملكة"‪.‬‬ ‫وناق� ��ش الم�ؤتم ��ر م�ش ��روع "مت ��رو الريا� ��ض"‬ ‫وم�ش ��اريع �أخرى مث ��ل "الإتحاد ري ��ل" و"مترو‬ ‫الدوحة" والخطط ل�شبكة ال�سكك الحديد التي‬ ‫تربط دول مجل�س التعاون الخليجي‪.‬‬

‫ارتف���ع �إنفاق الأ�س���ر في �أبو ظبي خ�ل�ال �أيار‬ ‫(ماي���و) الما�ضي �إلى نح���و ‪� 32‬ألف درهم (‪8700‬‬ ‫دوالر)‪ ،‬مقارن���ة بنح���و ‪� 22‬ألف���ا ً و‪ 500‬خ�ل�ال‬ ‫�آذار (مار����س) الما�ض���ي‪ .‬و�أعلن���ت دائ���رة التنمية‬ ‫الإقت�صادية في �أبو ظب���ي �أن ا�ستطالعا ً �أجرته عن‬ ‫�أح���وال الأ�سرة في �أبو ظبي للربع الثاني من ال�سنة‬ ‫�أظه���ر �أن ن�سبة الأ�س���ر المقتر�ضة م���ن الم�صارف‬ ‫بلغ���ت ‪ 55.8‬ف���ي المئ���ة‪ ،‬م���ا يعك����س �إنخفا�ضا ً‬ ‫مقارنة بالأ�شهر ال�سابقة‪.‬‬ ‫و�أ�ش���ارت �إل���ى �أن نح���و ‪ 62‬ف���ي المئة م���ن الذين‬ ‫�شمله���م الإ�ستط�ل�اع �أك���دوا �أن ال�سب���ب الرئي����س‬ ‫لح�صوله���م على قر����ض كان �شراء �سـي���ارة‪ ،‬و‪25‬‬ ‫فـي المـئ���ة ل�شـراء منـزل‪ ،‬و�سبـعة في المئة للزواج‬ ‫و�أربعة في المئة لل�سفر‪ .‬و�أظهرت نتائج �إ�ستطالع‬ ‫حزي���ران (يوني���و) �أن ‪ 67.6‬في المئ���ة من الأ�سر‬ ‫تتوقع �إرتفاع نفقاتها ال�شهرية خالل الربع الثالث‬ ‫من ال�سنة‪ ،‬و‪ 29‬تتوقع �إ�ستقرار النفقات‪.‬‬ ‫�إعتب���رت وزيرة الثقاف���ة وال�سياحة البحرينية‬ ‫ال�شيخ���ة مي بن���ت محم���د �آل خليف���ة‪� ،‬أن ال�سياحة‬ ‫عمود �إقت�صادات العديد من الدول العربية‪ ،‬وهي‬ ‫�صناعة ت�ساهم في دعم المدخول القومي للبلدان‬ ‫العربي���ة التي تعتبر م���ن �أكثر بل���دان العالم غنى‬ ‫بالثقافة والح�ضارات القديمة‪.‬‬ ‫و�شددت ال�شيخ���ة مي في مقابل���ة �صحافية‪ ،‬على‬ ‫�أهمي���ة تعميق التعاون بين الدول العربية في هذا‬ ‫المج���ال‪ ،‬م�شيدة باللقاء الذي جم���ع وزراء ال�سياحة‬ ‫العرب في البحرين في ال�شهر الفائت‪ ،‬في الدورة‬ ‫ال�ساد�س���ة ع�شرة‪ ،‬حي���ث ت�سلمت المملك���ة رئا�سة‬ ‫الدورة من ال�سودان‪ .‬ونوهت ال�شيخة مي بالجهود‬ ‫الت���ي تبذلها الدول العربية ف���ي ت�شجيع ال�سياحة‬ ‫العربي���ة ‪ -‬العربي���ة‪ ،‬م���ا �أظه���ر نتائج جي���دة في‬ ‫ال�سنوات الأخيرة‪ ،‬م�ضيفة �أن وجود الكادر العربي‬ ‫المدرب للعمل في هذه ال�صناعة �أمر مهم جداً‪.‬‬ ‫ارتفع���ت قيم���ة ال�ص���ادرات ال�سعودي���ة غير‬ ‫النفطي���ة خ�ل�ال الربع الثان���ي من ه���ذه ال�سنة �إلى‬ ‫‪ 51.536‬مليار ريال (‪ 13.6‬مليار دوالر) بن�سبة‬ ‫‪ 6.3‬ف���ي المئة مقارنة بالفترة المماثلة من العام‬ ‫ال�ساب���ق‪ .‬و�أو�ضح���ت م�صلح���ة الإح�ص���اءات العامة‬ ‫والمعلوم���ات ف���ي تقرير ن�شر �أخي���راً‪� ،‬أن �صادرات‬ ‫المنتجات البتروكيماوية وما يت�صل بها جاءت في‬ ‫المرتبة الأولى بقيمة ‪ 16.4‬مليار ريال تمثل ‪32‬‬ ‫في المئة من �إجمالي قيمة ال�صادرات‪.‬‬ ‫و�إحتل���ت اللدائن والمط���اط وم�صنوعاتها المرتبة‬ ‫الثاني���ة بقيم���ة ‪ 15.66‬مليار ري���ال �أو ‪30.39‬‬ ‫ف���ي المئة من ال�ص���ادرات‪ ،‬وجاءت مع���دات النقل‬ ‫و�أجزا�ؤها ف���ي المرتبة الثالثة بنح���و ‪ 10.82‬في‬ ‫المئة من �إجمالي قيمة ال�صادرات‪.‬‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪17‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون خليجية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫نحو تحالف ا�ستراتيجي �آ�سيوي ‪ -‬خليجي‬ ‫يم ّر الإقت�صاد العالمي بتغ ّيرات هيكلية عميقة‪� ،‬إذ �سيختفي خالل العقد المقبل‬ ‫العامالن اللذان كانا يدفعان التدفقات الإ�س ��تثمارية والتجارية خالل ال�سنوات‬ ‫الـ‪ 20‬الما�ضية‪ ،‬وهما �إعتماد الواليات المتحدة على �إ�ستيراد الطاقة من ال�شرق‬ ‫الأو�س ��ط‪ ،‬والفائ�ض في الح�ساب الجاري ال�صيني‪ .‬و�س ��ينتج من هذه التغ ّيرات‬ ‫زي ��ادة في الإعتم ��اد التجاري بي ��ن دول �آ�س ��يا ودول مجل�س التع ��اون الخليجي‪،‬‬ ‫خ�صو�ص ًا بين الهند وال�صين من جهة وال�سعودية والكويت وقطر والإمارات من‬ ‫جهة �أخرى‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار كبير الإقت�ص ��اديين في �شركة "�آ�س ��يا لال�س ��تثمار" فران�سي�سكو كينتانا‬ ‫�إل ��ى �أن "الوالي ��ات المتح ��دة‪� ،‬أكب ��ر م�س ��تورد للنفط ف ��ي العال ��م‪ ،‬تتجه نحو‬ ‫الإكتفاء الذاتي من مواردها الطبيعية للطاقة مع تطويرها لتكنولوجيا وعمليات‬ ‫�إ�س ��تخراج النفط والغاز ال�ص ��خري"‪ .‬ولفت �إلى �أن "�أثر هذه الخطوة يظهر في‬ ‫حجم ت�صدير النفط من الخليج �إلى الواليات المتحدة‪ ،‬التي كانت ت�ستورد بين‬ ‫‪ 20‬و‪ 25‬في المئة من �إجمالي حجم النفط ال�س ��عودي منذ ‪� 10‬س ��نين‪ ،‬لتتراجع‬ ‫الن�س ��بة �إل ��ى �أق ��ل من ‪ 13.5‬في المئ ��ة"‪ .‬و�أ ّكد �أن "�آ�س ��يا ما زال ��ت بحاجة �إلى‬ ‫النفط الخليجي ل�س ��د حاجتها النامية‪ ،‬فال�ص ��ين ت�ستورد �أكثر من �ستة ماليين‬ ‫برميل يومي ًا‪� ،‬أكثر من ثلثها من دول الخليج‪ ،‬كما �س ��تتطلب �إ�س ��تدامة النمو في‬ ‫�آ�سيا م�س ��تقب ًال توافر موارد النفط الخليجي في �شكل منتظم"‪ .‬وتوقعت "�إدارة‬ ‫معلوم ��ات الطاقة الأميركي ��ة" (�إي �آي �أي) �إرتفاع واردات ال�ص ��ين النفطية‬ ‫خالل ال�س ��نوات المقبلة من �س ��تة ماليين برميل يومي ًا حالي� � ًا �إلى ‪ 8.7‬ماليين‬ ‫بحلول عام ‪ ،2020‬بينما �س ��تنخف�ض واردات الواليات المتحدة من ‪ 13.5‬مليون‬ ‫برميل يومي ًا عام ‪� 2005‬إلى ‪ 6.8‬ماليين عام ‪.2020‬‬ ‫و�أ�ش ��ار كينتان ��ا �إلى �أن "حتى ع ��ام ‪ُ ،2040‬يتوقع �أن يزيد ا�س ��تهالك النفط في‬ ‫ال�ص ��ين ‪ 2‬ف ��ي المئة‪ ،‬وفي الهن ��د ‪ 2.6‬في المئة‪ ،‬وفي باقي دول �آ�س ��يا ‪ 1.8‬في‬ ‫المئ ��ة‪ ،‬مقارن ��ة بـ‪ 0.8‬في المئة على الم�س ��توى العالمي‪ ،‬ما يمثل �ض ��مانة لدول‬

‫الخليج مقابل هبوط الطلب الأميركي"‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف‪" :‬العامل الثان ��ي الذي ي�ؤثر في الإقت�ص ��اد العالمي ه ��و التحول الذي‬ ‫ي�شهده نموذج النمو ال�ص ��يني‪ ،‬فمع انتقال الموازين التجارية في دول �آ�سيا �إلى‬ ‫مرحلة ال�س ��الب‪� ،‬ستعزز الحاجة �إلى محفزات تمويلية من الخارج لدعم النمو‪،‬‬ ‫وحت ��ى فترة قريبة‪ ،‬كانت �آ�س ��يا تعتمد على ال�ص ��ادرات لت�أمين هذه المحفزات‬ ‫المالية للنمو‪ ،‬ولكن اليوم ت�شهد الهند ودول �أخرى من جنوب �شرقي �آ�سيا عجز ًا‬ ‫في موازينها التجارية‪ ،‬وقد يتزايد هذا العجز مع تركيز هذه االقت�صادات على‬ ‫�أ�س ��واقها المحلي ��ة"‪ .‬وب ّين �أن "ال�ص ��ين فق ��دت �أكثر من ن�ص ��ف الفائ�ض الذي‬ ‫حققت ��ه ع ��ام ‪ ،2008‬و ُيتوق ��ع �أن ت�س ��جل عجز ًا تجاري� � ًا خالل ال�س ��نوات القليلة‬ ‫المقبل ��ة‪ ،‬ما �س ��يتطلب تموي�ل ً�ا خارجي ًا‪� ،‬س ��واء عب ��ر ا�س ��تثمارات المحافظ �أو‬ ‫اال�ستثمارات المبا�شرة"‪.‬‬ ‫وبعك�س �آ�س ��يا‪� ،‬ست�س ��تمر دول الخلي ��ج في تحقيق فائ�ض ف ��ي ميزانها التجاري‪،‬‬ ‫و�سيدفع هذا الخلل في التوازن العالمي �إلى �إعادة التوازن في توزيع اال�ستثمارات‪.‬‬ ‫و�أكد �أن "المحافظ ال�س ��يادية في ال�شرق الأو�سط‪ ،‬المنك�شفة على الإقت�صادات‬ ‫الغربية‪� ،‬س ��تلعب دور ًا مهم ًا في �إعادة التوازن"‪ ،‬م�ش ��ير ًا �إلى �أن "درا�سة �أعدتها‬ ‫جامع ��ة هارفارد لتحليل عمليات المحافظ ال�س ��يادية خ�ل�ال العقدين قبل �أزمة‬ ‫عام ‪� ،2008‬أظهرت �أن المحافظ ال�س ��يادية في ال�ش ��رق الأو�س ��ط ا�ستثمرت ‪62‬‬ ‫في المئة من عملياتها في �أوروبا و�أميركا ال�شمالية‪ ،‬و‪ 16.5‬في المئة في ال�شرق‬ ‫الأو�س ��ط‪ ،‬و‪ 17‬ف ��ي المئة فقط في دول �آ�س ��يا‪ ،‬م ��ا ُيعتبر �أقل من وزن �آ�س ��يا في‬ ‫النات ��ج المحلي الإجمال ��ي العالمي البالغ ‪ 21.5‬في المئ ��ة ويتوقع �أن يرتفع �إلى‬ ‫‪ 31.6‬ف ��ي المئة ع ��ام ‪ ،2020‬بينما �س ��نخف�ض وزن الواليات المتح ��دة و�أوروبا‬ ‫والياب ��ان من ‪� 53‬إلى ‪ 45.5‬في المئة"‪ .‬وفي حال تق�س ��يم الثروات بح�س ��ب وزن‬ ‫االقت�ص ��اد وم�س ��اهمته في الناتج المحلي الإجمالي العالمي‪ ،‬ف�س ��يتم مبا�ش ��رة‬ ‫تحويل ‪ 85‬مليار دوالر من الأ�سواق المتقدمة �إلى �أ�سواق �آ�سيا النا�شئة‪.‬‬

‫البحرين‪ :‬مدينة �سلمان ال�صناعية جذبت ‪ 100‬م�ستثمر و‪ 1.5‬مليار دوالر‬ ‫ل�صناعة �شرائط البولي�سترين‪ ،‬و�أم تي كيو ال�سنغافورية‪� ،‬إلى‬ ‫رح ��ب نائب رئي� ��س مجل�س الوزراء البحريني ال�ش ��يخ علي بن‬ ‫جانب ال�شركة العربية لل�سكر ال�سعودية"‪.‬‬ ‫خليفة �آل خليفة خالل افتتاحه منتدى "ا�ستثمر في البحرين"‬ ‫و�أ�شار �إلى �أن "�إجمالي ر�أ�س مال ال�شركات الم�سجلة تجاوزت‬ ‫الثامن �أخير ًا بمبادرات القطاع الخا�ص لتن�ش ��يط الإقت�ص ��اد‬ ‫‪ 40‬ملي ��ار دوالر‪ ،‬بنم ��و ن�س ��بته نح ��و ‪ 20‬ف ��ي المئ ��ة منذ عام‬ ‫الوطني‪ ،‬م�ؤكد ًا تقديم ت�سهيالت وحوافز للم�ستثمرين وتهيئة‬ ‫‪ ."2008‬و�أع ��رب فخ ��رو عن الأمل ب�إن�ش ��اء مدين ��ة للمعار�ض‬ ‫ظروف �إطمئنان وت�شجيع على �ضخ �إ�ستثماراتهم في ال�صناعة‬ ‫بـ‪ 1.5‬مليار دوالر‪ ،‬م�ؤكد ًا �أن الطلب على الأرا�ضي ال�صناعية‬ ‫والعق ��ار وال�س ��ياحة وغيره ��ا م ��ن القطاعات به ��دف تحقيق‬ ‫يفوق العر�ض بـ‪ 10‬مرات‪ .‬و�أ�ضاف �أن "البحرين تتمتع ب�أعلى‬ ‫�أهداف المملكة التنموية وتعزيز رياديتها في المنطقة‪.‬‬ ‫ن�س ��بة م�ش ��اركة للمر�أة في المجالين ال�سيا�س ��ي واالقت�صادي‬ ‫وقال وزير ال�صناعة والتجارة ح�سن فخرو �إن "المنتدى ع َّمق‬ ‫نائب رئي�س مجل�س الوزراء البحريني‬ ‫االقت�صاد ون ّوعه من خالل جذب الإ�ستثمارات‪ ،‬كما �أن مدينة ال�شيخ علي بن خليفة �آل خليفة وتحتفظ ب�أقل ن�س ��ب ت�ض ��خم في المنطقة و�أحد �أقل معدالت‬ ‫البطالة"‪ ،‬متوقع ًا "نمو اقت�صاد المملكة ما بين �أربعة وخم�سة‬ ‫�سلمان ال�ص ��ناعية جذبت نحو ‪ 1.46‬مليار دوالر �إ�ستثمارات‬ ‫من ‪ 100‬م�س ��تثمر في �سنوات قليلة‪ ،‬نحو ‪ 80‬في المئة منها �إ�ستثمارات �أجنبية ف ��ي المئة هذه ال�س ��نة �إعتماد ًا عل ��ى موارد طبيعية مح ��دودة ومن دون تطبيق‬ ‫ل�ش ��ركات متعددة الجن�س ��يات مثل كرافت وبا�سف و�سيمنز و�آر �أم �إي ل�صناعة نظام �ض ��رائبي"‪ ،‬وم�ش ��دد ًا عل ��ى �أن الدولة تق ��دم للمواطنين تعليم� � ًا ورعاية‬ ‫ال�ص ��مامات الخا�ص ��ة وخط ��وط �أنابيب النفط و�ش ��ركة جي ب ��ي �أف الهندية �صـحية وخـدمات �إ�سـكانيـة مجانية"‪.‬‬ ‫‪16‬‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫الموجز الدولي‬

‫قطاع االعمال في بريطانيا يدعو الى البقاء في الإتحاد االوروبي‬ ‫دعا زعم ��اء قطاع الأعم ��ال البريطان ��ي �أخير ًا‬ ‫الى �ض ��رورة بقاء بريطانيا ج ��زء ًا من الإتحاد‬ ‫االوروبي وحثوا رئي�س ال ��وزراء ديفيد كاميرون‬ ‫عل ��ى معار�ض ��ة "التو�س ��ع الزاح ��ف ل�س ��لطة‬ ‫االتحاد االوروبي"‪ .‬ويبدو ان هذه الت�صريحات‬

‫ديفبد كاميرون‬

‫ال�صادرة عن �إتحاد ال�ص ��ناعة البريطاني تقر‬ ‫موقف كاميرون‪.‬‬ ‫ويق ��ول كامي ��رون انه يري ��د البقاء ف ��ي الإتحاد‬ ‫الأوروب ��ي لكن ��ه تعه ��د ب�إع ��ادة التفاو� ��ض على‬ ‫�ش ��روط ع�ض ��وية بريطانيا في الإتح ��اد وطرح‬ ‫التغيي ��رات عل ��ى الناخبين ف ��ي �إ�س ��تفتاء على‬ ‫"البق ��اء او الخروج من الإتحاد االوروبي" في‬ ‫‪� 2017‬إذا �أعيد انتخابه‪.‬‬ ‫وي�ش ��كل �إنق�س ��ام الر�أي العام البريطاني ب�ش�أن‬ ‫�أوروب ��ا �أحد اكب ��ر العقبات �أمام ف ��وز كاميرون‬ ‫بفترة ثانية في العام ‪.2015‬‬ ‫ويتعر� ��ض كامي ��رون ل�ض ��غوط م ��ن الن ��واب‬ ‫المعار�ض ��ين للبق ��اء �ض ��من الإتح ��اد االوروبي‬ ‫داخ ��ل حزبه المحافظين لوق ��ف تراجع الت�أييد‬ ‫لم�ص ��لحة حزب "ا�س ��تقالل بريطاني ��ا" الذي‬ ‫يدعو �إلى �إن�سحاب فوري من الإتحاد‪.‬‬

‫مكتب الموازنة في الكونغر�س الأميركي‬ ‫الد ْين �إلى ‪ 68‬في المئة من الناتج‬ ‫يتوقع انخفا�ض َ‬ ‫توق ��ع مكت ��ب الموازن ��ة التاب ��ع للكونغر� ��س‬ ‫الأميرك ��ي‪� ،‬إنخفا� ��ض ن�س ��بة الدين الع ��ام �إلى‬ ‫النات ��ج المحلي من ‪ 73‬في المئ ��ة حالي ًا �إلى ‪68‬‬ ‫ف ��ي المئ ��ة بحلول ع ��ام ‪ ،2018‬لترتف ��ع مجدد ًا‬ ‫وت�ص ��ل �إلى ‪ 100‬ف ��ي المئة ع ��ام ‪ .2038‬وقدم‬ ‫المكت ��ب تقري ��ره المح� �دّث بع ��د التعديل الذي‬ ‫�أج ��راه مكتب التحليالت الإقت�ص ��ادية في تموز‬ ‫(يوليو) الما�ض ��ي و�أعاد النظر �إيجاب ًا في ن�سب‬ ‫النم ��و الإقت�ص ��ادية الأميركي ��ة‪ .‬ويبن ��ي مكتب‬ ‫الموازن ��ة توقعات ��ه عل ��ى القواني ��ن ال�ض ��ريبية‬ ‫المرعية وعل ��ى تقديرات �أخرى مرتبطة بالنمو‬ ‫ال�سكاني وتركيبة الأعمار للأميركيين‪.‬‬ ‫الم�ش ��كلة الرئي�س ��ة الت ��ي تواجهه ��ا الوالي ��ات‬ ‫المتح ��دة‪ ،‬وفق التقرير‪ ،‬هي "ال�ش ��يخوخة التي‬ ‫ت�ص ��يب ال�س ��كان وتفر�ض �إرتفاع ًا ف ��ي الإنفاق‬ ‫الحكوم ��ي في مرتب ��ات المتقاعدين وفاتورتهم‬ ‫ال�ص ��حية"‪ .‬و�أ�ش ��ار التقري ��ر �إل ��ى �أن "الإنفاق‬ ‫الفيديرالي لبرامج الرعاية ال�ص ��حية الرئي�سة‬ ‫و�ص ��ندوق ال�ض ��مان الإجتماعي �س ��يبلغ ‪ 14‬في‬ ‫المئة من الناتج المحلي عام ‪ ،2038‬ما ي�ش ��كل‬

‫�ض ��عف معدل ن�س ��بة الإنفاق ذاتها في ال�سنوات‬ ‫الـ ‪ 40‬الما�ضية وهي لم تتعد ‪ 7‬في المئة"‪.‬‬ ‫الإرتفاع الكبير في الإنفاق المذكور ف�ض�ل ً�ا عن‬ ‫الزي ��ادة الكبيرة في كلفة خدمة الدين المتوقع‪،‬‬ ‫�س� � ُيلزمان الحكومة الأميركي ��ة تقلي�ص نفقاتها‬ ‫ف ��ي الأبواب الأخرى لتبلغ ‪ 7‬في المئة من الناتج‬ ‫المحل ��ي‪ ،‬وه ��و �أدن ��ى من مع ��دل ‪ 11‬ف ��ي المئة‬ ‫للإنفاق الحكومي لغير الرعاية الإجتماعية على‬ ‫مدى الأعوام الـ ‪ 40‬الما�ض ��ية‪ ،‬و�س ��يكون الأدنى‬ ‫من ��ذ ثالثين ��ات القرن الما�ض ��ي‪ .‬ولم ي�س ��تبعد‬ ‫التقرير �أن ت�ص ��ل تكاليف خدمة الدين خم�س ��ة‬ ‫في المئة من الناتج المحلي عام ‪ ،2038‬مقارنة‬ ‫بـ ‪ 2‬في المئة في ال�سنوات الـ ‪ 40‬الما�ضية‪.‬‬ ‫ومن ��ذ انتهاء الرك ��ود الكبير ع ��ام ‪ 2009‬وعودة‬ ‫االقت�صاد �إلى النمو‪ ،‬عمدت الحكومة الأميركية‬ ‫�أحيان ًا من تلقاء نف�س ��ها وفي �أوقات �أخرى تحت‬ ‫�ضغط من الحزب الجمهوري الذي ي�سيطر على‬ ‫غالبية مجل�س النواب ف ��ي الكونغر�س منذ العام‬ ‫‪ ،2010‬على تقلي�ص النفقات المتنوعة‪ .‬لكنها لم‬ ‫تقترب من �صناديق الرعاية لأ�سباب �سيا�سية‪.‬‬

‫�إرتف���ع مع��� ّدل الت�ضخ���م ال�شهري ف���ي تركيا‬ ‫‪ %1.8‬ف���ي ت�شري���ن الأول(�أكتوب���ر) مقارن���ة‬ ‫ب�أيلول(�سبتمب���ر)‪ ،‬ف���ي �أعل���ى زيادة ل���ه منذ ‪12‬‬ ‫�شه���راً‪ ،‬فيم���ا وا�ص���ل م�ؤ�ش���ر �أ�سع���ار الم�ستهلك‬ ‫ال�سنوي تراجعه لي�صل �إلى ‪..%7.71‬‬ ‫ونقلت �صحيفة "زمان" التركية عن بيانات لمعهد‬ ‫الإح�ص���اء التركي "ترك�ست���ات" ن�شرت �أخي���راً‪� ،‬أن‬ ‫الت�ضخم ال�شهري �س ّج���ل �أعلى �إرتفاع له خالل ‪12‬‬ ‫�شه���راً في ت�شري���ن الأول (�أكتوب���ر) الفائت فزاد‬ ‫‪ ..%1.8‬و�س ّج���ل �أعل���ى ارتفاع في م�ؤ�ش���ر الغذاء‬ ‫والأحذية خالل ال�شهر الفائت �إذ زاد ‪ ..%9.56‬كما‬ ‫وكان �أعلى ارتفاع في ما يخ�ص �أ�سعار الم�ستهلك‬ ‫عل���ى �أ�سا�س �سن���وي في منتجات الكح���ول والتبغ‬ ‫(‪ ،)%14.3‬وبعده���ا الغ���ذاء والم�شروب���ات غي���ر‬ ‫الكحولي���ة (‪ ،)%11.13‬والمطاع���م والفن���ادق‬ ‫(‪ )%9.42‬والثياب والأحذية (‪.)%9.12‬‬ ‫�إحتل���ت �شرك���ة "�سام�سون���غ للإلكترونيات"‬ ‫الكورية الجنوبية المركز الأول في العالم من حيث‬ ‫المبيعات في الربع الثالث من العام ‪.2013‬‬ ‫و�أفادت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية (يونهاب)‬ ‫�أن بيانات �صناعية �أظه���رت ان �شركة "�سام�سونغ‬ ‫للإلكتروني���ات" �سجل���ت المبيع���ات الأعل���ى م���ن‬ ‫بين ال�ش���ركات العالمي���ة في �صناع���ة تكنولوجيا‬ ‫المعلومات خالل الربع الثالث من هذا العام والتي‬ ‫قدرت ب�أكثر من ‪ 55‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫وتبي���ن ان "�سام�سون���غ" حقق���ت مبيع���ات بقيمة‬ ‫‪ 59.08‬تريلي���ون وون �أو م���ا يع���ادل ‪55.66‬‬ ‫مليار دوالر خالل الفترة الممتدة بين تموز(يوليو)‬ ‫و�أيل���ول (�سبتمب���ر) ‪ 2013‬عل���ى خلفي���ة الطلب‬ ‫القوي على ت�شكيلة الهاتف الذكي "غاالك�سي"‪.‬‬ ‫وج���اءت مناف�سته���ا �شرك���ة "�أب���ل" الأميركية في‬ ‫المرك���ز الثاني مع و�ص���ول مبيعاتها �إلى ‪40.22‬‬ ‫تريليون وون‪.‬‬ ‫�أك���د رئي����س ال���وزراء الإثيوب���ي هي���ل ماريام‬ ‫د�سالي���ن �ضرورة تعزيز ق���درة الم�ؤ�س�سات المالية‬ ‫ال�صغيرة من �أجل �ضمان تحقيق التنمية الم�ستدامة‬ ‫ف���ي القارة الأفريقية‪ .‬ونق���ل التليفزيون الإثيوبي‬ ‫ع���ن د�سالي���ن قول���ه‪ ،‬ف���ي منا�سب���ة عق���د الم�ؤتمر‬ ‫ال�سن���وي الثاني ع�ش���ر لل�شبك���ة الأفريقية للتمويل‬ ‫ال�صغير في �أدي�س �أبابا "�إن تو�سيع نطاق م�ؤ�س�سات‬ ‫التموي���ل ال�صغيرة وتعزيزها �أم���ر �ضروري لخف�ض‬ ‫البطال���ة"‪ .‬و�أ�ضاف د�سالين "انه ت���م ت�سجيل نتائج‬ ‫م�شجع���ة في �إثيوبي���ا في ما يتعل���ق بتو�سيع نطاق‬ ‫ه���ذه الم�ؤ�س�سات وتعزيزه���ا‪ ،‬و�أن هذه الم�ؤ�س�سات‬ ‫تن�شط في المناطق الريفي���ة وتقدم خدمات فعالة‬ ‫لزبائنها‪ ،‬وهي ت�سهم في تنمية الدولة"‪.‬‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪19‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون دولية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف الدولي‬

‫المحا�صرون في فنزويال‬ ‫الم�ستثمرون‬ ‫َ‬

‫الم�ستثم ��رون الأجان ��ب الذي ��ن يق�ص ��دون فنزوي�ل�ا يفعل ��ون ذل ��ك عموم� �اً‬ ‫للإ�ستف ��ادة م ��ن معدالت العائ ��دات الهائلة الت ��ي يمكن الح�ص ��ول عليها في‬ ‫قط ��اع الطاق ��ة في الب�ل�اد‪ .‬مع احد �أكب ��ر �إحتياط نفطي ف ��ي العالم وحاجة‬ ‫الحكوم ��ة �إل ��ى التكنولوجي ��ا ور�أ� ��س الم ��ال لإ�ستخراج ��ه‪ ،‬تع ��ج تل ��ك الدول ��ة‬ ‫الأميركية الجنوبية بالفر�ص‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وم ��ع ذل ��ك‪ ،‬ت�أت ��ي مع ه ��ذه العوائ ��د المرتفعة �أي�ض� �ا مخاطر كبي ��رة للغاية‪:‬‬ ‫نظ ��ام تنظيمي متعج ��رف‪ ،‬ال حماية ق�ضائية‪ ،‬الحكومة ت�ض ��ع ال�سيا�سة قبل‬ ‫الأعم ��ال‪ ،‬ويب ��دو الم�س�ؤول ��ون ف ��ي كثير م ��ن الأحي ��ان �أنه ��م يت�صرفون على‬ ‫هواهم‪.‬‬ ‫معظم قطاع النفط في فنزويال هو‪ ،‬للقول ب�صراحة‪ ،‬في "حفا�ضات"‪ .‬وفقاً‬ ‫لوكالة معلومات الطاقة الأميركية‪ ،‬في العام ‪ ،2012‬كان لدى فنزويال ‪212‬‬ ‫ملي ��ار برمي ��ل م ��ن الإحتياط ��ات النفطية الم�ؤ ّك ��دة‪ .‬وتعلو ه ��ذا الرقم فقط‬ ‫المملك ��ة العربي ��ة ال�سعودي ��ة ب‪ 267‬مليار برميل‪ .‬حت ��ى الآن‪� ،‬إن معظم هذه‬ ‫الثروة ال يزال غير م�ستغل‪.‬‬ ‫ف ��ي حي ��ن �أن م�ضخ ��ات ال�سعودية ت�ضخ م ��ا يقرب من ‪ 12‬ملي ��ون برميل من‬ ‫النف ��ط يومي� �اً‪ ،‬ف� ��إن فنزوي�ل�ا ال ت�ض ��خ �س ��وى خم� ��س ه ��ذا الرق ��م‪� .‬إن ح ��زام‬ ‫"اورينوكو" النفطي العمالق في جنوب �شرق فنزويال‪ ،‬الذي يحوي غالبية‬ ‫�إحتياطات البالد‪ ،‬لم يُ�ستغل بعد بكامل طاقته‪.‬‬ ‫ه ��ذه الإمكاني ��ة الت ��ي ل ��م تتحق ��ق تترب� ��ص �أي�ض� �اً ف ��ي مج ��االت �أخ ��رى م ��ن‬ ‫الإقت�ص ��اد‪ .‬عل ��ى �سبي ��ل المث ��ال‪ ،‬ل ��دى فنزوي�ل�ا �أكب ��ر �إحتياط ��ي م ��ن الغ ��از‬ ‫الطبيعي في �أميركا الجنوبية‪ ،‬ومع ذلك ال ت�صدّر �شيئاً منه‪ .‬الكثير من هذا‬ ‫له عالقة بنق�ص التكنولوجيا‪ .‬على �سبيل المثال‪ ،‬البلد المجاور "ترينيداد‬ ‫وتوباغ ��و" ‪ -‬ال ��ذي فت ��ح �أبوابه لل�ش ��ركات الأجنبية التي جلب ��ت معها التقدم‬ ‫التكنولوجي الكبير ‪ -‬هو قوة م�صدرة للغاز الطبيعي‪.‬‬ ‫م ��ن جه ��ة �أخرى‪ ،‬لما كان �إرتفاع �أ�سعار النفط �سيكون �أكثر من كاف لتغطية‬ ‫تكالي ��ف الإنت ��اج‪ ،‬ف� ��إن العائد على الإ�ستثم ��ار في النفط هن ��اك هو للأخذ ‪-‬‬ ‫�شريط ��ة �أن تكون �إلى جانب الحكومة وتحت رعايتها‪ .‬في جو م�س َّي�س ب�شكل‬ ‫مف ��رط‪ ،‬فنزوي�ل�ا الثوري ��ة‪ ،‬ل ��م يبق منه ��ا �س ��وى م�ؤ�س�سة وحي ��دة قائمة هي‬ ‫الرئا�س ��ة نف�سه ��ا‪� .‬إذا كن ��ت م ��ن المحظوظي ��ن الذي ��ن يح�صل ��ون عل ��ى النعم‬ ‫الجي ��دة من الرجل الق ��وي‪� ،‬سيكون على �إ�ستعداد لإعطائ ��ك �أ�صول و�شراكة‬ ‫مربح ��ة‪ .‬وهذا ي�ضم ��ن �أن المحاكم �ستق ��وم بعطاءاتك الخا�ص ��ة‪ ،‬ولن يكون‬ ‫ّ‬ ‫المنظمون‬ ‫لدي ��ك �أي م�شاكل عمالة للحديث عنه ��ا‪ ،‬و�سوف لن يقترب منك‬ ‫و�أهل �إنفاذ القانون‪.‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك‪ ،‬ي�أت ��ي ه ��ذا م ��ع تحذير �ضخ ��م‪ .‬وكم ��ا يحدث ف ��ي مج ��ال الأعمال‬ ‫التجاري ��ة م ��ع المافي ��ا‪ ،‬يمكن لع�ش ��رة دوالرات �أن تغ ّير الأم ��ور فج�أة‪ .‬عندما‬ ‫تك ��ون ف ��ي النعم الجي ��دة لأهل ال�سلط ��ة‪ ،‬الأ�شياء جيدة ج ��داً‪ ،‬وممتازة جداً‪.‬‬ ‫وعندما ت�صبح خارجا"‪ ،‬تجد نف�سك في نهاية المطاف "تنام مع الأ�سماك"‪.‬‬ ‫�شركة النفط العالقة "كونوكو فيليب�س" تعلمت هذا من الطريق ال�صعب‪.‬‬ ‫في العام ‪� ،2007‬شركة كونوكو فيليب�س – كانت وقتها �شريكة م�ؤ�س�سة النفط‬ ‫التابع ��ة للدول ��ة "ب ��ي دي في �س ��ي �إي" (‪ )PDVSA‬في �إ�ستغ�ل�ال النفط في‬ ‫حزام "�أورينوكو" ‪ -‬وجدت نف�سها ب�أنها لم تعد محظية وخارج النعم الجيدة‬ ‫‪18‬‬

‫من الزمرة الحاكمة‪ .‬لذا � ّأمم الرئي�س هوغو �شافيز �أ�صول ال�شركة من دون‬ ‫تعوي�ض منا�سب‪ ،‬فقررت ال�شركة مقا�ضاة فنزويال في المركز التابع للبنك‬ ‫الدولي لت�سوية منازعات الإ�ستثمار (‪ ،) ICSID‬وهو محكمة دولية مهمتها‬ ‫معالجة مثل هذه الق�ضايا‪.‬‬ ‫حكم ��ت هيئ ��ة من ثالث ��ة ق�ضاة �ض ��د كاراكا�س‪ ،‬حي ��ث ق ��ررت �أن فنزويال قد‬ ‫�إ�ستول ��ت بالفع ��ل على �أ�صول "كونوكو فيليب�س" م ��ن دون تعوي�ض م�ستحق‪.‬‬ ‫الغري ��ب‪� ،‬أن الهيئ ��ة �إ�ستن ��دت ف ��ي حكمها فقط �إل ��ى معاه ��دة غام�ضة دولية‬ ‫كان ��ت و ّقعته ��ا فنزويال مع هولندا في العام ‪ 1991‬الت ��ي تقول‪ ،‬بما معناه‪� ،‬إن‬ ‫�أي مواط ��ن هولندي يمكن ��ه رفع دعاوى متعلقة بالت�أمي ��م لت�سوية منازعات‬ ‫الإ�ستثم ��ار م ��ن جانب واحد‪ .‬لح�سن الحظ بالن�سبة �إلى "كونوكو فيليب�س"‪،‬‬ ‫فق ��د كان ��ت نقلت ح�ص�صها في الم�شروع الم�شت ��رك �إلى ال�شركات الهولندية‬ ‫التابع ��ة لها ب�ضع �سنوات قبل الإ�ستيالء على �أ�صولها ‪ ،‬لذلك هذه المعاهدة‬ ‫الغام�ضة حمتها‪.‬‬ ‫في حكمها‪ ،‬الحظت هيئة الق�ضاة �أن القانون الفنزويلي ال ي�سمح بممار�سات‬ ‫التحكي ��م الدول ��ي‪ ،‬ولك ��ن المعاه ��دة م ��ع هولن ��دا ت�سم ��ح به ��ا‪ .‬لك ��ن مرحل ��ة‬ ‫الأ�ض ��رار الناجم ��ة بالن�سب ��ة �إل ��ى فنزويال ال ت ��زال جارية‪ ،‬ولق ��د ذكر خبراء‬ ‫القان ��ون �أن �أي �أ�ص ��ول تملكه ��ا كاراكا�س في �أي بلد يمك ��ن �أن ُت�ستخدم لدفع‬ ‫ثمن الأ�ضرار‪ .‬يُنتظر �أن تفقد وتخ�سر فنزويال الكثير من هذه العملية‪.‬‬ ‫�إذا كان هذا من ح�سن الحظ �أو �إ�ستراتيجية‪ ،‬ف�إن معاهدة الإ�ستثمار الغام�ضة‬ ‫م ��ن الع ��ام ‪ 1991‬كان ال�شيء الوحيد الذي �أنقذ �شرك ��ة "كونوكو فيليب�س" –‬ ‫وه ��ذا يتح ��دث مجل ��دات ع ��ن المخاطر الت ��ي تواج ��ه الم�ستثمري ��ن الأجانب‬ ‫ف ��ي فنزوي�ل�ا‪� .‬إن قواني ��ن تل ��ك الب�ل�اد غام�ض ��ة لذل ��ك يلج� ��أ الم�ستثم ��رون‬ ‫�إل ��ى محكم ��ة دولي ��ة لحمايته ��م؛ الت�شري ��ع الداخل ��ي ال يفع ��ل �شيئ ��ا لحماية‬ ‫الم�ستثمري ��ن الأجان ��ب م ��ن التعر� ��ض للم�ص ��ادرة‪ .‬وفنزويال هي ثان ��ي �أكير‬ ‫بل ��د بكمي ��ة الق�ضايا المعرو�ضة على مركز البن ��ك الدولي للنزاعات الدولية‬ ‫(‪ )ICSID‬له ��ذا ال�سبب على وجه التحديد‪ .‬وبالتالي فنزويال لي�ست را�ضية‬ ‫ع ��ن ه ��ذا‪ ،‬لذا كانت وا�ضحة عندما �أعلنت‪" :‬من الآن ف�صاعداً‪� ،‬إن �أي �شخ�ص‬ ‫مهت ��م ف ��ي الإ�ستثم ��ار ف ��ي الب�ل�اد يج ��ب �أن يخ�ضع �إل ��ى المحاك ��م المحلية"‬ ‫المعروف ��ة بالف�س ��اد والمح�سوبي ��ة‪ .‬وقد ن ��ددت �أي�ضاً مراراً وتك ��راراً بمعاهدة‬ ‫هولندا‪ ،‬و�إن�سحبت من محكمة البنك الدولي للنزاعات الدولية (‪.)ICSID‬‬ ‫فنزوي�ل�ا تحت ��اج �إل ��ى الإ�ستثم ��ار الأجنبي‪ ،‬وه ��ي تح�صل على القلي ��ل للغاية‬ ‫من ��ه‪ .‬من دون الإ�ستثم ��ار الأجنبي‪ ،‬لن ت�ستطيع كاراكا� ��س تحقيق �إمكاناتها‬ ‫تمام� �اً و�س ��وف يفوِّت �إقت�صادها فر�صة كبي ��رة للنمو ‪ -‬وهذا في وقت مازالت‬ ‫في ��ه الب�ل�اد تعاني من نق� ��ص م�ؤلم‪ .‬بحلول الوقت ال ��ذي ي�صعد الإنتاج‪ ،‬قد‬ ‫تك ��ون �أ�سعار النف ��ط قد عادت �إلى الإنخفا�ض‪ ،‬و�ستك ��ون فنزويال قد خ�سرت‬ ‫فر�ص ��ة كبي ��رة‪ .‬م ��ن �أج ��ل تغيير هذا‪ ،‬تحت ��اج كاراكا� ��س �إلى قواع ��د وقوانين‬ ‫تحم ��ي �أ�ص ��ول الم�ستثمري ��ن‪ .‬فه ��ي تحت ��اج �أي�ض� �اً �إل ��ى �إعتب ��ار الم�ستثمرين‬ ‫الأجانب �شركاء ترحب بهم بد ًال من تركهم في العراء‪.‬‬ ‫�إذا لم ي�ضع ح ّكام فنزويال هذا الأمر في ر�ؤو�سهم‪ ،‬ف�إن الإ�ستثمار في البالد‬ ‫�سيظل م�سعى في غاية الخطورة‪.‬‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫كاراكا�س ‪� -‬سليم الخوري‬


‫تجارة الأك�ش ��اك �إنت�ش ��رت كالع�ش ��ب عل ��ى جانبي‬ ‫الطريق في كل م ��كان في غرب حلب‪ .‬لقد ظهرت‬ ‫�أ�س ��واق كاملة في ال�ش ��وارع مع مئات من الأك�شاك‬ ‫بي ��ن ع�ش ��ية و�ض ��حاها‪ ،‬حي ��ث تبيع �أي �ش ��يء من‬ ‫الجوارب والمالب� ��س الداخلية �إل ��ى الإلكترونيات‬ ‫الإ�س ��تهالكية ‪�َ .‬س � ِّ�م ما �ش ��ئت‪ ،‬و�س ��وف تجده �أنه‬ ‫يباع على �أر�ص ��فة حلب‪ :‬الغ ��ذاء‪ ،‬ومواد الماكياج‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫والمنظف ��ات المنزلية‪ ،‬والب�س ��كويت‪ ،‬وال�س ��جائر‪،‬‬ ‫والعطور‪ ،‬والمالب�س‪ ،‬و�إ�ص�ل�اح الهاتف المحمول‪،‬‬ ‫و ال�س ��باكة‪ ،‬و اللوازم الكهربائية‪ ،‬ولعب الأطفال‪.‬‬ ‫حت ��ى �أن الجزّارين والحلاّ قين فتح ��وا متاجرهم‬ ‫على �أر�صفة ال�شوارع‪.‬‬ ‫ه ��ذا التح� � ّول التج ��اري الم�ؤق ��ت تبعت ��ه �أك�ش ��اك‬ ‫وجب ��ات الأكل ال�س ��ريع �أي�ض� � ًا‪ ،‬التي �أخ ��ذت تبيع‬ ‫ال�شطائر الرخي�ص ��ة والبطاطا المقلية‪ ،‬ولكن مع‬ ‫ع ��دم وج ��ود تفتي�ش ومراقبة لل�ص ��حة وال�س�ل�امة‬ ‫فهي ت�ش� � ّكل مخاطر محتملة على ال�صحة العامة‪.‬‬ ‫بع� ��ض من رجال الأعمال الأكثر َج ّد ًا ون�ض ��ا ًال بنى‬ ‫�أكواخ ًا من ال�ص ��فيح‪ ،‬التي "ت�ش ��فط" الطاقة من‬ ‫ال�ش ��بكة العامة‪ .‬لقد �أقام ه�ؤالء محالت لإ�ص�ل�اح‬ ‫وطالء ال�سيارات وبيع الأك�س�سوارات �أو حتى لوازم‬

‫البناء‪ .‬ال توجد كهرباء؟ لي�ست هناك م�شكلة! لقد‬ ‫و�ضع �أ�صحاب الأعمال مو ّلدات محلية ال�صنع في‬ ‫ال�ش ��ارع تنتج الطاقة الخا�ص ��ة بهم‪ .‬بع�ض النا�س‬ ‫حتى ح ّول �س ��يارات الفولك�سفاكن "بيتل" القديمة‬ ‫�إلى عربات لخدمة القهوة �أو ت�شغيل مقا ٍه �صغيرة‪.‬‬ ‫م ��ن جهته ��م‪� ،‬أق ��دم رج ��ال الأعم ��ال و�أ�ص ��حاب‬

‫َ�س ِّم ما �شئت و�سوف تجده �أنه يباع‬ ‫على �أر�صفة حلب‪ :‬الغذاء‪ ،‬ومواد‬ ‫ّ‬ ‫والمنظفات المنزلية‪،‬‬ ‫الماكياج‪،‬‬ ‫والب�سكويت‪ ،‬وال�سجائر‪ ،‬والعطور‪،‬‬ ‫والمالب�س‪ ،‬و�إ�صالح الهاتف المحمول‪،‬‬ ‫وال�سباكة‪ ،‬و اللوازم الكهربائية‪ ،‬ولعب‬ ‫الأطفال‪ .‬حتى �أن الجزّ ارين والحلاّ قين‬ ‫فتحوا متاجرهم على �أر�صفة ال�شوارع‬

‫المحال التجارية الأكثر ث ��راء في المناطق الأكثر‬ ‫�أمن� � ًا �إلى تحوي ��ل محالتهم �إلى مقا ٍه ع�ص ��رية �أو‬ ‫محالت بقالة – والتي تبدو فعلي ًا �أنها ال�ضرورات‬ ‫الحقيقي ��ة الوحيدة الت ��ي يحتاج �إليه ��ا النا�س في‬ ‫�أوق ��ات الح ��رب‪ .‬ف ��ي وقت الح ��ق وب�س ��رعة‪ ،‬كان‬ ‫هناك مقهى في كل �شارع تقريب ًا في غرب حلب‪.‬‬ ‫�س ��محت ال�س ��لطات ال�س ��ورية ف ��ي البداي ��ة له ��ذا‬ ‫التح� � ّول التجاري �أن يح ��دث‪ ،‬ولكن في وقت الحق‬ ‫ّ‬ ‫حظ ��رت �أي هي ��اكل تجاري ��ة دائمة �أو �ش ��به دائمة‬ ‫غير قانونية‪ ،‬و�أزالت الأك�شاك من معظم الأحياء‪،‬‬ ‫معيدة �س ��بب هذا الإجراء �إل ��ى الهواج�س الأمنية‬ ‫والإزع ��اج الع ��ام‪ .‬وم ��ع ذل ��ك‪ ،‬ال تزال الأك�ش ��اك‬ ‫تزده ��ر ف ��ي كثير م ��ن الأماك ��ن‪ ،‬وي�س ��تمر الباعة‬ ‫المتجول ��ون ف ��ي الإزده ��ار ف ��ي ه ��ذا الإقت�ص ��اد‬ ‫الحرب ��ي الجديد‪ .‬يقول ع ��ادل‪ ،‬الذي يبيع مالب�س‬ ‫الأطف ��ال الرخي�ص ��ة عل ��ى الرفوف على ر�ص ��يف‬ ‫�شارع النيل‪" :‬الأعمال كانت جيدة جد ًا في الفترة‬ ‫التي �سبقت العيد لأن النا�س كانوا حري�صين على‬ ‫�أموالهم ويبحثون عن الم�ساومات"‪.‬‬ ‫فيم ��ا �أ�ص ��بح �إنق�س ��ام المدين ��ة بي ��ن المتمردين‬ ‫الم�س ��يطرين عل ��ى �ش ��رق حل ��ب و ق ��وات النظام‬ ‫الم�س ��تمرة ف ��ي �س ��يطرتها على غرب حل ��ب �أكثر‬ ‫و�ض ��وح ًا‪ ،‬بد�أت �أنواع مختلفة م ��ن فر�ص الأعمال‬ ‫التجارية تظهر‪ .‬لقد قدّم الح�ص ��ار الم�ش� � ّل لغرب‬ ‫حل ��ب والنق�ص في المواد الحياتية الالحق �أي�ض� � ًا‬ ‫نوع� � ًا جدي ��د ًا وفري ��د ًا​​م ��ن العم ��ل بالن�س ��بة �إلى‬ ‫البع�ض‪.‬‬ ‫من ناحية ثاني ��ة‪� ،‬أغلقت محطات البنزين �أبوابها‬ ‫ف ��ور ًا بع ��د هج ��وم المتم ّردي ��ن‪ ،‬و�ص ��ار البنزي ��ن‬ ‫معرو�ض� � ًا للبيع فقط في ال�س ��وق ال�سوداء المه َّرب‬ ‫م ��ن الم ��دن الأخ ��رى �أو المك� � ّرر بق�س ��اوة م ��ن‬ ‫النف ��ط الموجود في المناطق التي ي�س ��يطر عليها‬ ‫المتمردون‪ .‬ف ��ي ركن كل �ش ��ارع تقريب ًا في حلب‪،‬‬ ‫تج ��د رم ��ز ًا منبه� � ًا �إلى بائ ��ع البنزين في ال�س ��وق‬ ‫ال�سوداء‪ :‬وعاء من البال�ستيك وقمع‪.‬‬ ‫ً‬ ‫في ف�صل ال�ش ��تاء‪ ،‬يبيع البع�ض �أي�ض� �ا الحطب �أو‬ ‫قنادي ��ل غاز البوت ��ان �أو وق ��ود التدفئ ��ة‪ .‬وتختلف‬ ‫الأ�س ��عار تبع ًا ل�ش ��دة الإ�ش ��تباكات ف ��ي المدينة‪ ،‬و‬ ‫الط ��رق الم�ؤدي ��ة �إليه ��ا والعر� ��ض والطل ��ب‪ .‬وهي‬ ‫تتقل ��ب ف ��ي �أي م ��كان بي ��ن مرتين �إل ��ى ‪ 10‬مرات‬ ‫�أكثر من الأ�س ��عار العادية‪ ،‬ولكن لي�س لدى النا�س‬ ‫�س ��وى خيار قليل بالن�سبة �إلى ذلك‪� .‬أخير ًا‪ ،‬بعدما‬ ‫�إ�س ��تخدمت ط ��رق الإم ��داد الع�س ��كري لإر�س ��ال‬ ‫�ص ��هاريج البنزي ��ن �إل ��ى حل ��ب‪ ،‬فتح ��ت محطات‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪21‬‬


‫الم�شرق العربي‬

‫سوريا‬

‫الحاجة �أم الإختراع في الأزمة المعي�شية الخانقة في بالد ال�شام‬

‫الحرب ّ‬ ‫تقسم حلب‬ ‫وهموم اإلقتصاد ّ‬ ‫توحدها‬

‫فيم��ا ت�شتعل الحرب وتحرق في طريقها الأخ�ضر والياب�س في �سوريا‪ ،‬هناك �أنا�س يريدون البقاء والعي�ش‬ ‫بكرامة حيث �إلتزموا خط الكفاح من �أجل حياة �أف�ضل في واقع �أليم‪ ،‬و�سكان حلب هم �أف�ضل مثال على‬ ‫ذلك‪ .‬لقد �إنتقلوا بعد ال�صدمات الأولى للحرب الب�شعة �إلى التكيّف مع طرق منا�سبة لتغطية نفقاتهم‪.‬‬ ‫حلب ‪ -‬محمد الحلبي‬ ‫لق ��رون م�ض ��ت كان ��ت "الب ��ازارات"‬ ‫�أو الأ�س ��واق‪ ،‬المعروف ��ة محلي� � ًا‬ ‫ب"المدين ��ة"‪ ،‬ع�ص ��ب التجارة في حل ��ب ومركز ًا‬ ‫للتج ��ار القريبي ��ن والبعيدي ��ن‪� .‬إلى حي ��ن �إقتحام‬ ‫المدين ��ة من قب ��ل المتمردي ��ن في تم ��وز (يوليو)‬ ‫‪ ،2012‬كانت المكاتب الرئي�سية لأبرز ال�صناعيين‬ ‫ورجال الأعمال وتجار الجملة تتمركز هناك ‪.‬‬ ‫في الوقت الذي و�ص ��ل النزاع �إلى حلب حيث �إحت ّل‬ ‫المتم ��ردون ن�ص ��ف المدينة بما ف ��ي ذلك معظم‬ ‫المناط ��ق ال�ص ��ناعية‪ ،‬دخ ��ل الإقت�ص ��اد في حالة‬ ‫�ص ��دمة‪� .‬أغلق معظم الم�ص ��انع �أبواب ��ه‪ ،‬وتح ّولت‬ ‫الأ�س ��واق مناطق حرب‪ .‬وكان ذلك �ض ��ربة قا�سية‬ ‫لل�س ��كان وعائالته ��م‪� ،‬إذ �أن الغالبي ��ة ال�س ��احقة‬ ‫منهم كانت تعتمد �إعتماد ًا مبا�ش ��ر ًا على قطاعات‬ ‫التجارة وال�ص ��ناعة‪� ،‬أو على قطاعات تكميلية مثل‬ ‫الخدمات والنقل والتجزئة‪.‬‬ ‫ونتيج ��ة لذلك‪ ،‬وج ��دت غالبية النا�س نف�س ��ها بال‬ ‫عمل وتعي�ش عل ��ى مدّخراتها‪ .‬لقد هرب الأغنياء‪،‬‬ ‫و�آخرون من الطبقة الو�سطى �إلتزموا المنازل �أما‬ ‫الطبقة العاملة فقد عانت كثير ًا‪ .‬في كل الأحوال‪،‬‬ ‫بعد الإنتهاء من ال�ص ��دمة الأولية‪ ،‬تع� � َّود �أو �إعتاد‬ ‫النا�س على العي�ش في مدينة مزّقتها الحرب التي‬ ‫�إيقظت فيهم غرائزهم الطبيعية‪.‬‬ ‫لق ��د �أ ّثر �إرتفاع الت�ض ��خم وزي ��ادة تكاليف الحياة‬ ‫عل ��ى الحلبيين كثي ��ر ًا‪� ،‬إ�ض ��افة �إل ��ى الحاجة �إلى‬ ‫�إعالة �أنف�س ��هم و�أ�س ��رهم‪ .‬لذا ق ��اد الواقع المرير‬ ‫البع�ض �إل ��ى �إيجاد طرق جديدة ومبتكرة لك�س ��ب‬ ‫‪20‬‬

‫العي� ��ش‪ .‬وب ��د�أ الم�ش� � ّردون �أو ًال‪� ،‬إقام ��ة واجه ��ات‬ ‫مرتجلة تحمل فاكهة وخ�ضار ًا على الأر�صفة خارج‬ ‫م�س ��اكن الطلبة في الجامع ��ات والمدار�س‪ ،‬الأمر‬ ‫الذي و ّلد الكثير م ��ن القلق والخوف لدى الأثرياء‬ ‫المقيمين في تلك المناطق‪.‬‬ ‫ف ��ي وقت الحق حذا �أ�ص ��حاب الأعمال ال�ص ��غيرة‬ ‫ووحدت همومها الإقت�صادية‬ ‫ق�سمت المدينة ّ‬ ‫حرب حلب ّ‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫حذوه ��م‪� .‬أولئك الذي ��ن يملكون مح�ل�ات تجارية‬ ‫ف ��ي مناط ��ق الن ��زاع ومناط ��ق المواجه ��ة حمل ��وا‬ ‫ب�ضاعتهم ونقلوها �إلى �أك�شاك على جوانب الطرق‬ ‫ف ��ي مناطق �أكثر �أمن ًا‪ .‬لم يك ��ن الباعة المتجولون‬ ‫والأك�ش ��اك �ش ��يئ ًا جدي ��د ًا عل ��ى حل ��ب‪ ،‬ولكن كان‬ ‫ه ��ذا على نط ��اق وم�س ��توى جديدي ��ن تمام� � ًا‪� .‬إن‬


‫الم�شرق العربي ¶ �سوريا‬

‫يبق �إلاّ الرجاء‪...‬‬ ‫الم�صانع تهدّ مت ولم َ‬

‫الف�ستق الحلبي‪:‬من يقطفه؟‬

‫البنزين ّ‬ ‫م�ضخاتها‪ ،‬ولكن �صفوف الإنتظار �إمتدّت‬ ‫عل ��ى �أميال حيث �إ�س ��تغرقت طوال الي ��وم‪ .‬وكانت‬ ‫تلك فر�صة عمل بالن�س ��بة �إلى كثيرين‪ .‬لقاء ر�سم‬ ‫مالي ُيدفع �إلى �ش ��خ�ص ما‪ ،‬كان هذا الأخير ي�أخذ‬ ‫�س ��يارة �أحده ��م و يملأه ��ا‪ ،‬وبذلك كان �ص ��احب‬ ‫ال�سيارة يح�صل على بنزين �أرخ�ص بكثير من دفع‬ ‫�أ�سعار ال�سوق ال�سوداء‪.‬‬ ‫عندما ح ��دث نق�ص ف ��ي �إمدادات الخبز ب�س ��بب‬ ‫نق� ��ص الدقي ��ق‪� ،‬أغلق ��ت المخابز �أبوابه ��ا‪ ،‬وتلك‬ ‫المدعوم ��ة م ��ن قب ��ل الدول ��ة �أو المتمردي ��ن التي‬ ‫كان ��ت ما تزال تعمل �إزدحمت ب�ش ��كل ال ي�ص� �دّق‪،‬‬ ‫حي ��ث دام ��ت �أوق ��ات الإنتظ ��ار ل�س ��اعات ع ��دة‪.‬‬ ‫وهناك كثيرون من النا�س يعي�شون بهذه الطريقة؛‬ ‫ينتظ ��رون ف ��ي الطاب ��ور ط ��وال اليوم ث ��م يقومون‬ ‫ببيع الخبز الإ�ض ��افي القادرين على �ش ��رائه‪ .‬وقد‬ ‫الحظت �أم ًا و�إبنتها تمار�سان هذا الأمر في مخابز‬ ‫الرازي‪ .‬رغم �أنهما تبدوان �أنيقتين ب�أزياء ح�س ��نة‬ ‫المظهر‪ ،‬ف�إنك ت�شعر ب�أنهما �سقطتا للتو في �أوقات‬ ‫�ص ��عبة‪ .‬كان هناك طابور �إنتظار �أق�ص ��ر للن�ساء‪،‬‬ ‫بالن�س ��بة �إليهما �ش ��راء وبي ��ع الخبز كان م�ص ��در‬ ‫دخلهما‪.‬‬ ‫كان �سامي �سائق ًا يعمل في �شركة خا�صة ل�سيارات‬ ‫الأجرة قبل الحرب‪ .‬في ذلك الوقت‪ ،‬كان يك�س ��ب‬ ‫لقمة عي�ش الئقة من "البق�ش ��ي�ش" الذي يح�ص ��ل‬ ‫علي ��ه بالإ�ض ��افة �إل ��ى راتب ��ه الأ�سا�س ��ي‪� .‬أغلق ��ت‬

‫�سمحت ال�سلطات ال�سورية في البداية‬ ‫لهذا التح ّول التجاري �أن يحدث‪ ،‬ولكن‬ ‫في وقت الحق ّ‬ ‫حظرت �أي هياكل‬ ‫تجارية دائمة �أو �شبه دائمة غير‬ ‫قانونية‪ ،‬و�أزالت الأك�شاك من معظم‬ ‫الأحياء‪ ،‬معيدة �سبب هذا الإجراء �إلى‬ ‫الهواج�س الأمنية والإزعاج العام‬ ‫الم�شردون �أو ًال �إقامة واجهات‬ ‫بد�أ‬ ‫ّ‬ ‫مرتجلة تحمل فاكهة وخ�ضار ًا على‬ ‫الأر�صفة خارج م�ساكن الطلبة في‬ ‫الجامعات والمدار�س‪ ،‬الأمر الذي و ّلد‬ ‫الكثير من القلق والخوف لدى الأثرياء‬ ‫المقيمين في تلك المناطق‬ ‫ال�ش ��ركة �أبوابها عندما و�ص ��ل ال�صراع �إلى حلب‪،‬‬ ‫ووجد نف�س ��ه فج� ��أة من دون دخل لإطعام �أ�س ��رته‬ ‫و�إعالته ��ا‪ .‬وقد ر�ص ��دته ف ��ي الآون ��ة الأخيرة وهو‬

‫يبيع الخبز والخ�ض ��روات ق ��رب معبر في الجانب‬ ‫الآخر الم�س ��يطر علي ��ه النظام‪ .‬و�أو�ض ��ح لي ب�أنه‬ ‫يك�سب رزقه الآن من ذلك‪� ،‬أي من خالل التجارة‬ ‫عب ��ر الفج ��وة بين ال�ش ��رق والغ ��رب‪�" .‬أعب ��ر �إلى‬ ‫الق�سم ال�ش ��رقي الذي ي�س ��يطر عليه المتمردون‪،‬‬ ‫حيث تكون الأ�س ��عار �أرخ�ص‪ ،‬و�أقوم ب�شراء ب�ضعة‬ ‫�أكيا� ��س من الخب ��ز والطماط ��م والخي ��ار لبيعها‬ ‫خ ��ارج المعبر عل ��ى الجانب الغربي للأ�ش ��خا�ص‬ ‫الذين يخافون جد ًا الذهاب ب�أنف�س ��هم‪ .‬حتى �أني‬ ‫�آخ ��ذ طلب ��ات من بع� ��ض النا�س‪ ،‬لت�أمي ��ن الفواكه‬ ‫والموز‪ ،‬على �س ��بيل المثال‪ .‬وال �أح�ص ��ل على مال‬ ‫كثير‪ ،‬ولكن على الأقل �أح�ص ��ل عليه ب�شرف‪ .‬و�إذا‬ ‫بقي �أي �شيء ت�أكله عائلتي لذلك لي�س هناك هدر‬ ‫�أو بقاي ��ا"‪ .‬ه ��ذه المهنة الجدي ��دة‪ ،‬بنقل �أحدهم‬ ‫الب�ض ��ائع عبر ب�س ��تان الق�ص ��ر عابر ًا بين جانبي‬ ‫حلب المنق�س ��مة بين قوات النظام و والمتمردين‬ ‫مقابل ر�سوم رمزية �صارت معروفة الآن بالعامية‬ ‫"مبارجي"‪.‬‬ ‫بالت�أكي ��د لق ��د غ ّي ��ر هذا ال�ص ��راع طريق ��ة عي�ش‬ ‫النا� ��س ف ��ي حل ��ب و�أ�س ��لوب القي ��ام ب�أعماله ��م‬ ‫التجاري ��ة‪ ،‬وخل ��ق بالتالي �إقت�ص ��اد ًا فري ��د ًا حيث‬ ‫فر� ��ص عمل غي ��ر تقليدي ��ة تزده ��ر‪� .‬إن "الأوقات‬ ‫الع�ص ��يبة تتطلب �إتخ ��اذ تدابير يائ�س ��ة" هو قول‬ ‫ي ��ردده �س ��كان حلب يومي ًا و�ص ��ار م�ألوف� � ًا جد ًا مع‬ ‫ن�ضالهم من �أجل البقاء‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪23‬‬



‫لل�سيا�سة الإ�سالمية المحلية‪.‬‬ ‫قبل عام‪ ،‬كان من ال�ص ��عب تخ ّيل �أو ت�ص ّور الظروف‬ ‫الحالية التي تم ّر بها جماعة "الإخوان الم�س ��لمين"‬ ‫ف ��ي الأردن‪ .‬كانت قوة الجماعة �آخذة في ال�ص ��عود‬ ‫فيما كانت ت�شارك في المظاهرات النا�شئة مع قوى‬ ‫المعار�ض ��ة القبلي ��ة والعلمانية �ض ��د حكومة الملك‬ ‫عبد اهلل الثاني ب�س ��بب مزاعم الف�س ��اد‪ ،‬والحرمان‬ ‫الإقت�ص ��ادي‪ ،‬وخف�ض الدع ��م‪ .‬ولكن بحل ��ول نهاية‬ ‫الع ��ام الما�ض ��ي‪ ،‬كان ه ��ذا التحال ��ف الف�ض ��فا�ض‬ ‫المحتجين‪،‬‬ ‫للمعار�ض ��ة قد �أُنهك وتف ّكك‪ ،‬وغالبي ��ة‬ ‫ّ‬ ‫ربما خوف ًا من الفو�ض ��ى الم�صرية �أو حتى الأ�سلوب‬ ‫ال�س ��وري‪ ،‬توقف ��ت ع ��ن الخ ��روج للم�ش ��اركة ف ��ي‬ ‫التظاه ��ر‪ .‬في كانون الثاني (يناير)‪ ،‬بعدما ف�ش ��لت‬ ‫في �إجبار الملك عبد اهلل على �إجراء �إ�صالح قانون‬ ‫الإنتخاب غير الم�ؤات ��ي‪ ،‬قاطعت جماعة "الإخوان"‬ ‫الإنتخاب ��ات البرلماني ��ة به ��دف تقوي� ��ض �ش ��رعية‬ ‫عملية الإقتراع‪ .‬ولكن رغم عدم م�ش ��اركة "االخوان‬ ‫الم�س ��لمين"‪ ،‬ف�إن حزب ًا �آخر �أقل بروز ًا‪ ،‬و�إ�س�ل�امي ًا‬ ‫معتد ًال �سيا�سي ًا‪ ،‬والمعروف با�سم حزب "الو�سط"‪،‬‬ ‫�ش ��ارك في الإنتخابات وفاز ب‪ 16‬مقعد ًا من �أ�ص ��ل‬ ‫‪ ،150‬حيث �ش� � ّكل �أكبر كتلة ف ��ي البرلمان‪ .‬ونتيجة‬ ‫لذلك ‪ ،‬فقد فقدت جماعة "الإخوان" عباءة القيادة‬ ‫الإ�سالمية في المملكة الها�شمية‪.‬‬ ‫حتى مع هذه ال�صفعة‪ ،‬ظلت مكانة جماعة "الإخوان‬ ‫الم�س ��لمين" رفيعة الى حد ما وذلك بف�ض ��ل �إرتفاع‬ ‫ح ��دة الإ�ض ��طرابات في �س ��وريا المج ��اورة‪ .‬لبع�ض‬ ‫الوقت‪ ،‬بدا وك�أن "الإخوان الم�س ��لمين" ال�س ��وريين‬ ‫على و�ش ��ك الإنبعاث والعودة‪ ،‬ونظام ب�ش ��ار الأ�س ��د‬ ‫على و�ش ��ك الإنهي ��ار‪ .‬في ثمانينات الق ��رن الفائت‪،‬‬ ‫تعام ��ل نظام حافظ الأ�س ��د مع التم� � ّرد الذي قادته‬ ‫جماعة "الإخوان" ال�س ��ورية من طريق قتل ع�شرات‬ ‫الآالف من �أع�ض ��ائها‪ ،‬وجعل الع�ضوية في الجماعة‬ ‫الإ�س�ل�امية ال�س ��نية جريم ��ة عقوبته ��ا الإع ��دام‪.‬‬ ‫وتع ّه ��دت جماع ��ة "الإخ ��وان" من ��ذ ذل ��ك الحي ��ن‬ ‫الإنتقام‪ .‬لقد كان لت�صاعد نفوذها المحتمل �أخير ًا‬ ‫في �س ��وريا �أن يكون له �إنعكا�سات �سلبية عميقة على‬ ‫النظام الملكي المدع ��وم من الغرب في الأردن‪ ،‬وال‬ ‫�سي�شجع "الإخوان" الأردنيين‪ ،‬وحتى‬ ‫�شك بانه كان‬ ‫ّ‬ ‫ق ��د ي�ؤدي �إلى عبور الحدود للتدخل‪ .‬في الواقع‪ ،‬بعد‬ ‫وقت ق�ص ��ير على �إنتخاب محمد مر�سي في م�صر‪،‬‬ ‫تدخلت جماعة "الإخوان" في ال�سيا�سة الأردنية من‬ ‫القاهرة والدوحة‪ :‬في كانون الثاني (يناير) ‪،2012‬‬ ‫�إ�ض ��طر عبد المجي ��د ذنيبات‪ -‬وهو ع�ض ��و بارز في‬ ‫الف�ص ��يل الإ�س�ل�امي الأردني ‪� -‬إلى الإ�س ��تقالة من‬

‫الملك عبدالله الثاني‪" :‬الإخوان" �صاروا �آخر همومه‬

‫رغم عدم م�شاركة "االخوان‬ ‫الم�سلمين" في الإنتخابات البرلمانية‪،‬‬ ‫ف�إن حزب ًا �آخر �إ�سالمي ًا معتد ًال �أقل بروز ًا‪،‬‬ ‫والمعروف با�سم حزب "الو�سط"‪،‬‬ ‫�شارك في الإنتخابات وفاز بـ‪ 16‬مقعد ًا‬ ‫من �أ�صل ‪ ،150‬حيث ّ‬ ‫�شكل �أكبر‬ ‫كتلة في البرلمان‪ .‬ونتيجة لذلك ‪،‬‬ ‫فقد فقدت جماعة "الإخوان" عباءة‬ ‫القيادة الإ�سالمية في المملكة الها�شمية‬ ‫بالنظر �إلى التهديدات‬ ‫الخارجية العديدة التي تواجه‬ ‫المملكة الها�شمية وفي �ضوء تراجع‬ ‫الحظوظ ال�سيا�سية لـ"الإخوان" في‬ ‫الداخل‪ ،‬فقد �أ�صبح ه�ؤالء �أقل ما يقلق‬ ‫الملك عبد اهلل الثاني و�آخر همومه‬ ‫مقع ��ده في مجل� ��س الأعيان االردن ��ي‪ ،‬الذي كان قد‬ ‫عين ��ه في ��ه الملك‪ .‬ولك ��ن �إحتمال �ص ��عود "الإخوان‬ ‫الم�سلمين" في الأردن لم يدم طوي ًال‪� .‬إن هذا الأمر‬ ‫ي�ش ��به �إل ��ى حد كبير ما ح�ص ��ل رد ًا عل ��ى تفجيرات‬ ‫فنادق عمان ف ��ي العام ‪ ،2005‬التي ُقتل من جرائها‬ ‫‪� 60‬شخ�ص� � ًا‪ ،‬عندم ��ا هب ��ط عل ��ى �أ�سا�س ��ها ب�ش ��كل‬ ‫ف ّع ��ال و�إل ��ى �أدنى م�س ��توى الت�أييد والدع ��م لتنظيم‬ ‫"القاع ��دة" ف ��ي المملك ��ة‪ ،‬ف�إن ظه ��ور المنظمات‬

‫المت�ش� �دّدة المتفرع ��ة م ��ن تنظيم "القاع ��دة" في‬ ‫الح ��رب الأهلية ال�س ��ورية خ ّف�ض و�أن�ض ��ب الحما�س‬ ‫ال�شعبي نحو جماعة "الإخوان" في الأردن ‪.‬‬ ‫ف ��ي الوق ��ت الذي يعرف مي ��ل الأردنيي ��ن العام نحو‬ ‫جماع ��ة "الإخوان" �إنخفا�ض� � ًا وت�أييدهم لها هبوط ًا‬ ‫ب�سبب المخاوف من زحف التطرف‪ ،‬ف�إن جزء ًا من‬ ‫الجمهور الإ�س�ل�امي المحلي لي�س را�ضي ًا عنها لأنها‬ ‫لي�س ��ت متطرفة بما فيه الكفاي ��ة‪ .‬وفيما الحرب في‬ ‫تتو�سع وتتق َّيح‪ ،‬فقد �شهد الأردن �إنت�شار‬ ‫بالد ال�ش ��ام ّ‬ ‫وب ��روز مناف�س ��ين �إ�س�ل�اميين‪� ،‬أبرزهم ال�س ��لفيين‬ ‫المتطرفي ��ن‪ .‬الواقع �أن ه�ؤالء كان ��وا موجودين منذ‬ ‫فت ��رة طويلة ف ��ي المملكة‪ � ،‬اّإل �أن �ش ��عبيتهم المحلية‬ ‫�إرتفعت مع زيادة الدعم والت�أييد للحركات ال�سلفية‬ ‫في المنطقة‪� .‬أبو م�ص ��عب الزرق ��اوي‪ ،‬زعيم تنظيم‬ ‫"القاعدة" في العراق الذي �أتى من البلدة الأردنية‬ ‫ال�شمالية "الزرقاء"‪ ،‬هو المثال الأكثر �شهرة‪ .‬ومنذ‬ ‫ني�س ��ان (�إبريل) الفائت‪� ،‬أ�ش ��ارت تقارير �صحافية‬ ‫محلي ��ة �إل ��ى �أن نحو خم�س ��مئة رجل من ال�س ��لفيين‬ ‫الأردنيي ��ن كانوا يقاتلون في �س ��وريا جنب ًا �إلى جنب‬ ‫مع "جبهة الن�صرة" الجهادية‪ .‬التغطية ال�صحافية‬ ‫�شبه اليومية عن ال�س ��لفيين الأردنيين العائدين �إلى‬ ‫ديارهم من �سوريا قتلى في �أكيا�س‪ -‬و تجنيدهم من‬ ‫قبل الجهاد ال�س ��وري‪ -‬يبدو وا�ض ��ح ًا �أن ��ه ي�ؤكد هذه‬ ‫الأرقام‪.‬‬ ‫م ��ن جه ��ة �أخ ��رى‪� ،‬س ��اهمت التح� � ّوالت داخ ��ل‬ ‫جماع ��ة "الإخ ��وان الم�س ��لمين" تج ��اه حما� ��س �إلى‬ ‫�إرتف ��اع الت�أييد لل�س ��لفيين‪ .‬تاريخي ًا‪ ،‬وجد الإ�س�ل�ام‬ ‫ال�سيا�س ��ي في الأردن جاذبية متماثلة بين الف�صائل‬ ‫الإجتماعية التقليدية المتباينة في البالد من �سكان‬ ‫ال�ض ��فة ال�ش ��رقية‪ -- ‬وكثي ��رون منه ��م له ��م جذور‬ ‫قبلية عميقة ف ��ي المنطقة‪ -‬والغالبي ��ة العظمى من‬ ‫ال�س ��كان التي هي من �أ�ص ��ل فل�س ��طيني‪ .‬ف ��ي الآونة‬ ‫الأخيرة‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬فيما تغ ّيرت عالقة قيادة جماعة‬ ‫"الإخ ��وان" الأردني ��ة وحزبه ��ا ال�سيا�س ��ي‪" ،‬جبهة‬ ‫العمل الإ�س�ل�امي"‪ ،‬وتح�سنت مع منظمة "حما�س"‬ ‫ ويرج ��ع ذل ��ك جزئي ًا �إل ��ى ال�ش ��عور بالإحباط من‬‫ال�سلطة الفل�سطينية التي ت�سيطر عليها حركة "فتح"‬ ‫التي تحكم ال�ض ��فة الغربي ��ة التي تحتلها �إ�س ��رائيل‬ ‫وتدي ��ر عملية ال�س�ل�ام ‪ -‬ب ��د�أ بع�ض مواطني �ش ��رق‬ ‫الأردن يرى جماعة "الإخ ��وان" ب�أنها تحمل الطابع‬ ‫الفل�سطيني �أكثر‪ .‬بالن�سبة الى كثير من الإ�سالميين‬ ‫في ال�ضفة ال�ش ��رقية مثل رجال القبائل الأقل تدين ًا‬ ‫الذين ال يزالون ي�ش ��ككون بنوايا الفل�س ��طينيين في‬ ‫المملكة‪� ،‬ساهم هذا التحول في توجهات "الإخوان"‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪25‬‬


‫الم�شرق العربي‬

‫األردن‬

‫�سقوط محمد مر�سي في م�صر �أ ّثر على الجماعة في عمان‬

‫هل إنتهى عصر‬ ‫"اإلخوان المسلمين" في األردن؟‬ ‫�سقط��ت جماع��ة "الإخوان الم�سلمين" ف��ي م�صر‪� ،‬إن لم يكن قد �أفل نجمها نهائي �اً‪ .‬بعدما عزل الجي�ش‬ ‫الم�ص��ري الرئي�س محمد مر�سي‪ ،‬البيروقراطي الإخواني‪ ،‬في تم��وز (يوليو) الفائت‪ ،‬وجّ هت المحاكم‬ ‫الم�صرية �إليه �سل�سلة من الإتهامات الجنائية فيما �أعلن الجي�ش عن �إجراءات �صارمة‪ ،‬وقتل �أكثر من �ألف‬ ‫م��ن �أن�صاره و�إعتقل معظم قيادات "الإخوان"‪ .‬ف��ي ال�شهر الفائت‪� ،‬أ�صدرت محكمة م�صرية �أمر ًا ق�ضائي ًا‬ ‫بح��ل الجماعة تمام � ًا وم�صادرة �أ�صولها‪ ،‬وتحريم "جميع �أن�شطة" ه��ذه الحركة اال�سالمية التي ت�أ�س�ست‬ ‫قبل ‪ 85‬عاماً‪ .‬مع ذلك‪� ،‬إن الحالة ال�سيئة التي و�صلت �إليها جماعة "الإخوان" الم�صرية لي�ست الإنتكا�سة‬ ‫الوحي��دة التي تواجهها‪ .‬بعد �أكثر من عامين من الثورات العربية التي �شهدت مكا�سب للإ�سالميين في‬ ‫تون���س‪ ،‬وليبيا‪ ،‬والمغرب‪ ،‬و�سوريا‪( ،‬م�ؤقت ًا على الأق��ل)‪ ،‬وم�صر‪ ،‬ف�إن "الإخوان الم�سلمين" في الأردن‬ ‫هم في خ�ضم �أزمة خا�صة بهم‪.‬‬ ‫عمان ‪ -‬ليلى ال�شامي‬ ‫بعدما كانت �س ��ابق ًا �صوت ًا قوي ًا لإ�صالح‬ ‫النظ ��ام الإنتخابي‪ ،‬ومن �أ�ش� � ّد منتقدي‬ ‫ف�س ��اد الق�ص ��ر الملكي‪ ،‬و�أب ��رز معار�ض ��ي التطبيع‬ ‫الإقت�صادي مع �إ�س ��رائيل‪� ،‬شهدت جماعة "الإخوان‬ ‫الم�سلمين" الأردنية في الآونة الأخيرة ت�آكل نفوذها‬ ‫ومكانته ��ا المحلي ��ة‪ .‬كم ��ا �أن �إ�س�ل�اميين �آخري ��ن‬ ‫يج ��دون �أي�ض� � ًا �ص ��عوبة في ج ��ذب �إنتب ��اه و�إهتمام‬ ‫الجمه ��ور‪ .‬لق ��د حاول ��ت جماع ��ات ف ��ي البرلم ��ان‬ ‫الأردني غير تابعة لجماعة "الإخوان" دفع م�ش ��روع‬ ‫قان ��ون ل"تن�س ��يق" الت�ش ��ريعات مع ال�ش ��ريعة؛ لكن‬ ‫المحاولة ف�ش ��لت‪ ،‬ولم يجمع الإقتراع ل�ص ��الح هذا‬ ‫الم�ش ��روع �س ��وى ‪� 27‬ص ��وت ًا فق ��ط م ��ن �أ�ص ��ل ‪.150‬‬ ‫ويقين ًا‪� ،‬إن الميول ال�س ��لطوية والإ�ستبدادية لجماعة‬ ‫"الإخوان الم�س ��لمين" الم�ص ��رية‪ ،‬وتعنتها‪ ،‬و�سوء‬ ‫�إدارته ��ا الإقت�ص ��ادية �س ��اهمت في النفور ال�ش ��عبي‬ ‫من الجماعة‪ .‬مع ذلك‪ ،‬خالف ًا لما حدث في م�صر‪،‬‬ ‫حيث كان الجي�ش الم�س� ��ؤول ف ��ي نهاية المطاف عن‬ ‫محنة الجماعة‪ ،‬ف�إن نك�س ��ات "الإخوان" في الأردن‬ ‫حدثت ب�س ��بب م�ش ��اكل ذاتي ��ة وديناميكي ��ة متغيرة‬ ‫‪24‬‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫تفجيرات فنادق عمان في ‪ :2005‬بداية وقف الت�أييد للتطرف في الأردن‬


‫الم�شرق العربي ¶ الأردن‬ ‫بجعلهم �أقل جاذبي ��ة‪ .‬جنب ًا �إلى جنب مع القتال في‬ ‫�س ��وريا والتوج ��ه الإقليمي نحو ال�س ��لفية المتطرفة‪،‬‬ ‫يبدو �أن ذلك �أي�ض ًا زاد في تعزيز جاذبية الجماعات‬ ‫ال�سلفية المت�شدّدة الأردنية على ح�ساب "الإخوان"‪.‬‬ ‫ه ��ذه الإنق�س ��امات الإجتماعية الطويل ��ة الأمد بين‬ ‫الأردني ��ن الأ�ص ��ليين و�أولئك من �أ�ص ��ل فل�س ��طيني‬ ‫خلقت �أي�ض� � ًا �ش ��قوق ًا جدي ��دة بين الإ�س�ل�اميين في‬ ‫الب�ل�اد‪ .‬من ��ذ الع ��ام ‪ 2010‬عل ��ى الأق ��ل‪� ،‬إ�ش ��تبكت‬ ‫عنا�ص ��ر �أكث ��ر �إعت ��د ً‬ ‫اال م�ؤي ��دة للنظام ف ��ي جماعة‬ ‫"الإخوان الم�سلمين"‪ ،‬في المقام الأول من ال�سكان‬ ‫الأ�ص ��ليين في ال�ضفة ال�ش ��رقية‪ ،‬مع نظرائها الأكثر‬ ‫ت�ش ��دد ًا من �أ�ص ��ل فل�س ��طيني على تعيي ��ن موظفين‬ ‫وق�ضايا مو�ضوعية �أخرى‪ ،‬مثل ن�سبة الأولوية لحركة‬ ‫الجهاد في فل�س ��طين والإدعاءات الوا�س ��عة النطاق‬ ‫حول �ش ��راء الأ�ص ��وات خالل �إنتخاب ��ات "الإخوان"‬ ‫الداخلي ��ة‪ .‬وف ��ي الآون ��ة الأخيرة‪ ،‬في الع ��ام ‪،2012‬‬ ‫�إنق�س ��مت الجماع ��ة على قرار مقاطع ��ة الإنتخابات‬ ‫النيابي ��ة والبلدية ف ��ي ‪ .2013‬واح ٌد من "حمائم""‬ ‫�ش ��رق الأردن –الدكتور نبيل الكوفح ��ي نجل زعيم‬ ‫"الإخوان" لفترة طويلة �أحمد الكفوحي‪ --‬خالف‬ ‫ف ��ي البداية مقاطعة الإنتخاب ��ات البلدية و �أعلن انه‬ ‫�سير�شح نف�سه لمن�صب رئا�س ��ة البلدية في المدينة‬ ‫ال�ش ��مالية �إرب ��د‪ .‬قبل �أيام على عملي ��ة الإقتراع‪ ،‬مع‬ ‫ذلك‪� ،‬سحب الكوفحي تر�ش ��يحه‪ ،‬لتجنب طرده من‬ ‫المنظم ��ة‪ .‬كانت المقاطعة غير ف ّعالة على �أي حال‪،‬‬ ‫ول ��م تلفت الإنتباه كثير ًا في المملكة‪ ،‬وفاز مر�ش ��حو‬ ‫القبائ ��ل ورج ��ال الأعم ��ال المقربون م ��ن الحكومة‬ ‫ب�أكبر عدد من المقاعد‪.‬‬ ‫لكن �إنق�سامات جماعة "الإخوان" الأردنية الداخلية‬ ‫الخا�ص ��ة تجاوزت الأردنيين مقابل الفل�س ��طينيين‪.‬‬ ‫ف ��ي ت�ش ��رين الثان ��ي (نوفمب ��ر) الفائ ��ت‪� ،‬أ�س ���س‬ ‫رحيل غرايبة‪ ،‬وهو م�س� ��ؤول كبير �س ��ابق في "جبهة‬ ‫العمل الإ�س�ل�امي"‪" ،‬مبادرة زم ��زم"‪ ،‬وهي منظمة‬ ‫مكر�س ��ة ظاهري ًا للعمل على �إ�ص�ل�احات �سيا�س ��ية‬ ‫و�إقت�ص ��ادية‪ ،‬ولكنها في الواقع تهدف الى و�ضع حد‬ ‫ل"�إحتكار الخطاب الإ�س�ل�امي" م ��ن قبل "الإخوان‬ ‫الم�س ��لمين"‪ ،‬وهي ت�ش� �دّد على منهج �إ�سالمي �أكثر‬ ‫�ش ��مو ًال "ال ين ّفر الر�أي الع ��ام الأردني"‪ .‬على الرغم‬ ‫من �أنه من الم�ستحيل �أن ن�ست�شف دوافعه بقدر كاف‬ ‫من اليقين‪ ،‬ف�إن غرايبة هو محاور ر�صين؛ وبح�سب‬ ‫بع� ��ض الخب ��راء وعارفيه يبدو �ص ��ادق ًا ف ��ي جهوده‬ ‫لتح�سين �صورة الإ�س�ل�اميين في المملكة من خالل‬ ‫�إتب ��اع نهج �أكثر ت�س ��امح ًا و تعددية‪ .‬ووفق� � ًا لتقارير‬ ‫في ال�ص ��حافة العربية‪ ،‬ت�ض ��م المبادرة حالي ًا ‪700‬‬

‫نائب المر�شد العام زكي بني ر�شيد‪":‬ل�سنا على الهام�ش"‬

‫رحيل غرايبة‪" :‬مبادرة زمزم" �ضد "الإخوان"‬

‫ع�ض ��و‪ ،‬من بينهم ‪ 100‬من �أبرز �أع�ض ��اء "الإخوان"‬ ‫الحاليي ��ن وال�س ��ابقين‪ .‬بالمقارن ��ة م ��ع جماع ��ة‬ ‫"الإخوان الم�سلمين"‪ ،‬ف�إن "زمزم" �صغيرة‪ ،‬ولكن‬ ‫ه ��ذه المنظمة النا�ش ��ئة �إ�س ��تطاعت ج ��ذب �إهتمام‬

‫قبل عام‪ ،‬كان من ال�صعب تخ ّيل‬ ‫تمر‬ ‫�أو ت�ص ّور الظروف الحالية التي ّ‬ ‫بها جماعة "الإخوان الم�سلمين" في‬ ‫الأردن‪ .‬كانت قوة الجماعة �آخذة‬ ‫في ال�صعود فيما كانت ت�شارك في‬ ‫المظاهرات النا�شئة مع قوى المعار�ضة‬ ‫القبلية والعلمانية �ضد حكومة الملك‬ ‫عبد اهلل الثاني ب�سبب مزاعم الف�ساد‪،‬‬ ‫والحرمان الإقت�صادي‪ ،‬وخف�ض الدعم‬

‫"الإخ ��وان"‪ .‬ف ��ي كانون الأول (دي�س ��مبر) ‪،2012‬‬ ‫بع ��د �أ�س ��ابيع قليل ��ة عل ��ى �إع�ل�ان والدة "زم ��زم"‪،‬‬ ‫�أ�ص ��در مكتب مر�ش ��د جماعة "الإخوان الم�سلمين"‬ ‫ف ��ي الأردن بيان ًا داخلي ًا ّ‬ ‫حظرت فيه على �أع�ض ��ائها‬ ‫التعامل مع هذه المبادرة‪.‬‬ ‫وف ��ي ظ ��ل ال�ض ��غط المتزايد ف ��ي الداخ ��ل‪ ،‬لج�أت‬ ‫جماع ��ة "الإخ ��وان" الأردني ��ة �إل ��ى بع� ��ض �أالعيب‬ ‫اللحظ ��ة الأخي ��رة اليائ�س ��ة‪ .‬وبداي ��ة‪ ،‬حاول ��ت‬ ‫"الجماعة" �إ�ستغالل الغ�ضب ال�شعبي من الأحداث‬ ‫في م�ص ��ر لك�س ��ب الت�أييد‪ .‬على هذا الأ�سا�س فا�ض‬ ‫موقعها الإلكتروني بمقاالت حول الإطاحة بمر�س ��ي‬ ‫وبيان ��ات تدي ��ن العاه ��ل الأردن ��ي المل ��ك عبد اهلل‬ ‫الثاني لكون ��ه �أول زعيم عربي ي ��زور القاهرة عقب‬ ‫الإنقالب وعزل مر�س ��ي "الرئي�س ال�ش ��رعي"‪ .‬وفي‬ ‫�أواخ ��ر تموز (يوليو)‪ ،‬ن�ش ��رت �ص ��حيفة "ال�س ��بيل"‬ ‫اليومي ��ة التابعة لـ"الإخوان" مقط ��ع فيديو للداعية‬ ‫الإ�س�ل�امي الم�ص ��ري ال�ش ��عبي وجدي غنيم ينا�شد‬ ‫فيه القوات الم�س ��لحة وال�ش ��رطة بع�ص ��يان الأوامر‬ ‫و�إعادة مر�س ��ي الى الرئا�سة‪ .‬وبالإ�ضافة �إلى تراجع‬ ‫الدع ��م ال�ش ��عبي‪ ،‬تخ�ش ��ى "الجماع ��ة" �أي�ض� � ًا م ��ن‬ ‫قمع و�ش ��يك من جانب الق�ص ��ر الملكي‪ .‬فال�س ��ابقة‬ ‫التي ّ‬ ‫تمخ�ض ��ت عن عزل مر�س ��ي‪ ،‬والتهديد الأمني‬ ‫ال�ش ��ديد الذي ت�ش� � ّكله الحرب في �س ��وريا‪ ،‬وو�ض ��ع‬ ‫الجماع ��ة المتراج ��ع حالي ��ا ً‪ ،‬كلها �أمور ت�س ��هم في‬ ‫ال�شعور بال�ض ��عف وال�ش ��ك‪ .‬وكما لو �أن "الجماعة"‬ ‫ت�ؤك ��د ه ��ذه ال�ض ��غوط‪ ،‬فقد �أ�ص ��در نائب المر�ش ��د‬ ‫الع ��ام لـ"الإخوان الم�س ��لمين" زكي بني ر�ش ��يد في‬ ‫�آب (�أغ�س ��ط�س) الفائ ��ت بيان ًا دفاعي ًا غير وا�ض ��ح‬ ‫المعالم يزعم فيه ب� ��أن جماعة "الإخوان" الأردنية‬ ‫لي�ست في حالة "طوارئ ولي�ست على الهام�ش"‪ .‬بيد‬ ‫�أن ��ه حتى مع �إنتقاد الجماع ��ة للملك‪ ،‬ف�إن زعماءها‬ ‫يدعون حالي� � ًا �إلى الحوار مع الحكومة ‪ -‬وهذا دليل‬ ‫�آخر على ال�شقاق الداخلي‪.‬‬ ‫الواق ��ع‪ ،‬رغ ��م ه ��ذه التحدي ��ات الت ��ي تواجهه ��ا‬ ‫"الجماع ��ة" في الأردن في الوق ��ت الراهن‪ ،‬فهي ال‬ ‫تحت ��اج �إلى �أن تخ�ش ��ى من حملة قمعي ��ة على غرار‬ ‫ما يحدث في م�ص ��ر‪ .‬وعل ��ى كل حال‪ ،‬ف�إن الأحداث‬ ‫المتالحق ��ة في الأردن قد تجاوزت �أع�ض ��اء جماعة‬ ‫"الإخوان" هناك وفي مختلف �أنحاء العالم العربي‪.‬‬ ‫وبالنظ ��ر �إلى التهدي ��دات الخارجي ��ة العديدة التي‬ ‫تواجه المملكة الها�شمية وفي �ضوء تراجع الحظوظ‬ ‫ال�سيا�س ��ية لـ"الإخ ��وان" ف ��ي الداخل‪ ،‬فقد �أ�ص ��بح‬ ‫ه� ��ؤالء �أقل م ��ا يقلق الملك عب ��د اهلل الثان ��ي و�آخر‬ ‫همومه‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪27‬‬



‫نيويورك ‪ -‬محمد �سليم‬ ‫عندم ��ا رف�ض ��ت المملك ��ة العربي ��ة‬ ‫ال�س ��عودية مقعدها ف ��ي مجل�س االمن‬ ‫الدول ��ي في ال�ش ��هر الفائت‪ ،‬تفاج� ��أ الجميع بهذا‬ ‫التح ��رك وب ��دوا وك�أنهم �أُخذوا تقريب� � ًا على حين‬ ‫غ ��رة‪ .‬في الواقع‪� ،‬إذا عدنا �إلى ت�سل�س ��ل الأحداث‬ ‫الما�ضية ال ينبغي �أن تكون هناك مفاج�أة من هذه‬ ‫الخطوة‪.‬‬ ‫في الأ�شهر الأخيرة‪� ،‬إتبعت الواليات المتحدة على‬ ‫نحو متزايد �سيا�س ��ة خارجية تختلف عن توجهات‬ ‫حليفته ��ا الخليجي ��ة الكب ��رى‪ ،‬فقد �أوقف ��ت جزء ًا‬ ‫كبير ًا من م�س ��اعدتها للجي�ش الم�صري المدعوم‬ ‫م ��ن ال�س ��عودية‪ ،‬و ج ّمدت فج� ��أة خططها للهجوم‬ ‫على �س ��وريا عل ��ى الرغم م ��ن الدعم ال�س ��عودي‪،‬‬ ‫ودخلت في جولة جديدة م ��ن المحادثات النووية‬ ‫م ��ع مناف�س ��ة المملك ��ة الإقليمي ��ة �إي ��ران‪ .‬ووفق� � ًا‬ ‫لديبلوما�س ��يين وموظفين في الأمم المتحدة‪� ،‬إن‬ ‫تح ّرك مجل�س الأمن يعك�س عمق القلق ال�س ��عودي‬ ‫على م�س ��ار الديبلوما�س ��ية الأميركية في ال�ش ��رق‬ ‫الأو�س ��ط‪ ،‬مم ��ا يك�ش ��ف ع ��ن ت�ص ��دع عمي ��ق في‬ ‫واحد م ��ن �أهم تحالف ��ات �أمي ��ركا الطويلة الأمد‬ ‫في المنطقة‪ .‬وب�إخت�ص ��ار‪� ،‬إن الرف�ض ال�س ��عودي‬ ‫لمقعده ��ا ف ��ي مجل� ��س الأم ��ن عالمة عل ��ى ذعر‬ ‫العائلة المالكة من زوال ممكن لعالقتها الخا�صة‬ ‫مع وا�شنطن‪.‬‬ ‫على م ��دى عق ��ود‪� ،‬إلتزم ��ت الريا�ض ووا�ش ��نطن‬ ‫بمقاي�ضة �أ�سا�س ��ية‪� :‬أميركا ت�ض ��من الحماية من‬ ‫الدول "المفتر�س ��ة" المحتملة ف ��ي المنطقة‪ ،‬في‬ ‫حي ��ن �أن المملك ��ة العربي ��ة ال�س ��عودية من جهتها‬ ‫تم ّد بالد العام ال�س ��ام وحلفاءها ب�شريان الحياة‬ ‫ النفط غير المكلف ن�س ��بي ًا ‪ -‬لت�شغيل الإقت�صاد‬‫العالم ��ي �إ�ض ��افة �إلى �ض ��خ المليارات �س ��نوي ًا في‬ ‫�ص ��ناعة الأ�س ��لحة الأميركية‪ .‬ولكن ف�شل �أميركا‬ ‫ف ��ي دعم ال�س ��عودية في م�س ��ائل تعتبره ��ا حيوية‬ ‫لأمنها يثير ت�س ��ا�ؤالت في الريا�ض حول قيمة هذا‬ ‫التبادل‪.‬‬ ‫"ه ��ذه لي�س ��ت الطريق ��ة الت ��ي م ��ن المفتر�ض �أن‬ ‫يعمل فيها الم�س�ؤول عن الحماية" قال كري�ستوفر‬ ‫ديفيد�سون‪ ،‬وهو باحث وم�ؤلف كتاب "بعد ال�شيوخ‪:‬‬ ‫الإنهيار الآتي لممالك الخليج"‪" .‬المملكة العربية‬ ‫ال�سعودية �أ�صبحت غير را�ضية ب�شكل متزايد عن‬ ‫العالقة التي �إعتقدت �أنها كانت في حقيبتها‪ ،‬على‬ ‫الرغم م ��ن �أنها منحت ن�س ��بة عالية م ��ن ناتجها‬

‫الملك عبد الله بن عبد العزيز‪:‬‬ ‫غير مطمئن لل�سيا�سة الأميركية في ال�شرق الأو�سط‬

‫الأمير بندر بن �سلطان‪:‬‬ ‫قرار بتغيير العالقات مع �أميركا‬

‫المحل ��ي الإجمالي ل�ش ��ركات الأ�س ��لحة الغربية"‪.‬‬ ‫ونتيج ��ة لذلك‪ ،‬قال‪" :‬المملكة العربية ال�س ��عودية‬ ‫تتراج ��ع �إل ��ى التقوقع م ��ع الدول الت ��ي تحيط بها‬ ‫والتي تعتمد على م�ساعداتها وكرمها"‪.‬‬ ‫ف ��ي الأ�ش ��هر الأخي ��رة‪� ،‬س ��عت المملك ��ة العربية‬ ‫ال�سعودية �إلى �أخذ زمام الأمور بيدها‪.‬‬

‫على مدى عقود‪� ،‬إلتزمت الريا�ض‬ ‫ووا�شنطن بمقاي�ضة �أ�سا�سية‪� :‬أميركا‬ ‫ت�ضمن الحماية من الدول "المفتر�سة"‬ ‫المحتملة في المنطقة‪ ،‬في حين �أن‬ ‫المملكة العربية ال�سعودية من جهتها‬ ‫تمد بالد العام ال�سام وحلفاءها ب�شريان‬ ‫ّ‬ ‫الحياة ‪ -‬النفط غير المكلف ن�سبي ًا ‪-‬‬ ‫لت�شغيل الإقت�صاد العالمي‬

‫عندم ��ا ه ��ددت الوالي ��ات المتح ��دة بوق ��ف‬ ‫الم�ساعدات المالية عن الجنراالت في م�صر بعد‬ ‫الإطاحة بالرئي� ��س محمد مر�س ��ى‪� ،‬أعلن العاهل‬ ‫ال�س ��عودي عن حمل ��ة لجمع التبرعات ‪ -‬مق ّو�ض� � ًا‬ ‫الجهود الديبلوما�سية الأميركية من �أجل التفاو�ض‬ ‫على ت�سوية �سيا�سية بين الع�سكر وحكومة مر�سي‪.‬‬ ‫وفيم ��ا كان وزي ��ر الخارجي ��ة جون كي ��ري يحاول‬ ‫ال�ض ��غط عل ��ى المجل�س الوطني ال�س ��وري لإجراء‬ ‫محادثات مع نظام ب�شار الأ�سد‪� ،‬أر�سل ال�سعوديون‬ ‫ر�س ��ائل معاك�س ��ة �إلى المتم ّردي ��ن الذين يق ّدمون‬ ‫له ��م الدعم ال�سيا�س ��ي والمالي والع�س ��كري‪ .‬وقد‬ ‫قاوم ال�سعوديون محاوالت مبعوث االمم المتحدة‬ ‫االخ�ض ��ر الإبراهيم ��ي لزي ��ارة الريا� ��ض‪ ،‬كما لم‬ ‫ي�ض ��غطوا على حلفائهم في المعار�ض ��ة ال�س ��ورية‬ ‫� اّإل قلي ًال‪ ،‬وفق ًا لديبلوما�سيين في الأمم المتحدة‪.‬‬ ‫ال يخف ��ي ال�س ��عوديون �إ�س ��تياءهم ب�س ��بب ق ��رار‬ ‫الرئي� ��س الأميرك ��ي ب ��اراك �أوبام ��ا �إلغ ��اء هجوم‬ ‫قواته ب�ص ��واريخ كروز على قوات الأ�سد وتفاو�ضه‬ ‫على �إتفاق مع رو�س ��يا للعمل عل ��ى تفكيك برنامج‬ ‫الأ�سلحة الكيميائية في �سوريا‪ .‬في ‪ 7‬ت�شرين االول‬ ‫(�أكتوبر)‪� ،‬ألغى وزير الخارجية ال�س ��عودي الأمير‬ ‫�س ��عود الفي�صل ب�شكل مفاجئ �إلقاء كلمة حكومته‬ ‫�أم ��ام الجمعية العامة للأم ��م المتحدة؛ وقد ُنظر‬ ‫�إل ��ى هذا التح ��رك على نطاق وا�س ��ع ب�أنه رد على‬ ‫ت�أييد مجل�س الأمن ل�ص ��فقة الأ�س ��لحة الكيميائية‬ ‫ال�س ��ورية‪" .‬لق ��د ر�أت الريا� ��ض الأم ��ر عل ��ى �أنها‬ ‫�إتفاقية �إ�ست�س�ل�ام كام ��ل"‪ ،‬قال ديبلوما�س ��ي في‬ ‫الأمم المتحدة‪.‬‬ ‫وف ��ي عالمة عل ��ى غيظه ��م وغ�ض ��بهم‪ ،‬ل ��م يب ِّلغ‬ ‫ال�س ��عوديون �أعلى الديبلوما�سيين الأميركيين في‬ ‫نيوي ��ورك ب�أنه ��م خطط ��وا للتخلي ع ��ن مقعدهم‬ ‫في مجل�س الأمن‪ .‬الإحتجاج ال�س ��عودي في الأمم‬ ‫المتح ��دة‪ ،‬وفق� � ًا لديفيد�س ��ون‪ ،‬ي�ش� � ّكل نوع� � ًا من‬ ‫�ص ��رخة من �أج ��ل الإهتم ��ام‪ ،‬ومحاول ��ة لإحداث‬ ‫"�صدمة لإيقاظ الحليفة ال�سابقة"‪.‬‬ ‫من وجه ��ة نظر الريا� ��ض‪ ،‬تم ّثل الح ��رب الأهلية‬ ‫ال�س ��ورية جبه ��ة محورية ف ��ي الن�ض ��ال الوجودي‬ ‫ال�سيا�س ��ي والدين ��ي عل ��ى النف ��وذ ف ��ي المنطقة‪،‬‬ ‫م�ؤ ِّلب ًة حكام �إيران ال�ش ��يعة �ض ��د الح ��كام العرب‬ ‫الذي ��ن ه ��م ف ��ي غالبيته ��م م ��ن ال�س ��نة‪" .‬هناك‬ ‫�إدراك ف ��ي الريا� ��ض �أن الوق ��ت ق ��د ح ��ان للقوى‬ ‫العربي ��ة الرئي�س ��ية �أن تع� � ّد �إ�س ��تجابة ومخطط� � ًا‬ ‫للحف ��اظ على النظام العربي ومواجهة �سيا�س ��ات‬ ‫التو�س ��ع الإيران ��ي"‪ ،‬يق ��ول ن ��واف عبي ��د‪� ،‬أح ��د‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪29‬‬


‫مو�ضوع الغالف‬

‫السعودية‬

‫�إذا لم ت ُعد المياه �إلى مجاريها بين وا�شنطن والريا�ض قريب ًا‬

‫إنهيار الحلف اإلستراتيجي األميركي ‪ -‬السعودي‬ ‫يغيّر الواقع الجيوسياسي للشرق األوسط!‬ ‫ق��ال الأمي��ر تركي الفي�ص��ل �آل �سع��ود‪ ،‬رئي�س مجل���س �إدارة مرك��ز الملك في�ص��ل للبحوث‬ ‫والدرا�س��ات الإ�سالمية والمدير العام ال�سابق لمديرية المخابرات العامة في المملكة‪ ،‬في ‪22‬‬ ‫ت�شري��ن الأول (�أكتوبر) الفائت‪" ،‬هناك بالت�أكيد‪ ،‬من وجه��ة نظر الر�أي العام في المملكة‪،‬‬ ‫م�ست��وى ع��ال من خيب��ة الأمل في تعام�لات الإدارة الأميركي��ة‪ ،‬لي�س فقط م��ع فل�سطين‪،‬‬ ‫ولكن على قدم الم�ساواة مع �سوريا"‪ .‬و�أ�ضاف‪" :‬ال يجب �أن تعامل المعار�ضة ال�سورية كما‬ ‫عاملتهم الواليات المتحدة"‪.‬‬ ‫هذا الكالم جاء بعد �أيام قليلة على التقرير الذي ن�سبته "رويترز" الى رئي�س المخابرات العامة‬ ‫ال�سعودية االمير بندر بن �سلطان‪ ،‬الذي لم تنفه الريا�ض‪ ،‬حيث �أفاد ب�أن بندر �أبلغ ديبلوما�سيين‬ ‫�أوروبيي��ن‪� ،‬أن ب�لاده تفكّ ��ر ف��ي "تغيي��ر كبي��ر" ف��ي عالقاتها م��ع وا�شنطن �إحتجاج ًا على‬ ‫ع��دم تحركها في �شكل فعّال في ما يخ���ص الحرب ال�سورية‬ ‫ومبادرته��ا ال��ى التقارب م��ع طه��ران‪ .‬وجاء ف��ي التقرير �أن‬ ‫التغيير في العالقات بين ال�سعودية و�أميركا �سيكون له‬ ‫ت�أثير وا�سع النطاق‪ ،‬ي�شمل �صفقات ال�سالح والنفط‪.‬‬ ‫وعلى رغ��م ظهور عالم��ات �إ�ستفهام ف��ي وا�شنطن‬ ‫ح��ول م��ا �إذا كان الأمي��ر بندر يتح��دث ب�إ�س��م القيادة‬ ‫ال�سعودية �أم يعبّر عن وجهة نظره ال�شخ�صية‪ ،‬ن�سبت "رويترز"‬ ‫ال��ى م�صادر ديبلوما�سية في الخليج �إن ه��ذه الر�سالة ال تعك�س‬ ‫�آراء الأمي��ر بن��در المع��روف بت�ش��دده في ق�ضاي��ا ال�شرق‬ ‫الأو�س��ط‪ ،‬ب��ل �أي�ض � ًا �آراء العاه��ل ال�سع��ودي والقيادة‬ ‫ال�سعودية‪ .‬و�أ�ضافت الم�صادر ان خيبة �أمل ال�سعودية‬ ‫في وا�شنطن حقيقية وتدفعها الى البحث‬ ‫عن بدائل لإعتمادها بعد نحو‬ ‫‪� 70‬سن��ة عل��ى ه��ذا التحالف‬ ‫الإ�ستراتيجي‪.‬‬ ‫‪28‬‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬


‫الرو�س ��ي"‪ ،‬قال الندي�س‪�" .‬س ��يكون هناك �ضغط‬ ‫كبي ��ر عل ��ى المملك ��ة لوقف دعمه ��ا للميلي�ش ��يات‬ ‫ال�س ��لفية في �س ��وريا وهي ال تري ��د �أن تفعل ذلك‪.‬‬ ‫قد تقول رو�س ��يا و�أميركا‪�’ :‬أنظروا‪� ،‬إنكم جزء من‬ ‫الأم ��م المتحدة وينبغي قطع عالقاتكم الخا�ص ��ة‬ ‫بالمتمردي ��ن ال�س ��وريين و التوق ��ف ع ��ن �إر�س ��ال‬ ‫الأ�س ��لحة والأموال لهم’‪ .‬ولكن ال�س ��عودية ال تريد‬ ‫كبحهم"‪.‬‬ ‫وق ��ال الندي� ��س �أن الإعتم ��اد ال�س ��عودي عل ��ى‬ ‫الجهاديين لتحق ��ق الريا�ض هدفه ��ا المتم ّثل في‬ ‫خلع ب�شار الأ�سد يهدد بزيادة الإن�شقاق والخالف‬ ‫ف ��ي العالق ��ات بي ��ن ال�س ��عوديين والأميركيي ��ن‪،‬‬ ‫الذي ��ن‪ ،‬بح�س ��ب قوله‪ ،‬ي ��رون في نهاي ��ة المطاف‬ ‫ب� ��أن الجهاديي ��ن المدعومي ��ن م ��ن ال�س ��عودية‬ ‫ي�ش� � ّكلون تهدي ��د ًا �أكب ��ر حت ��ى من الأ�س ��د‪ .‬ويقول‬ ‫بالن�سب ��ة �إل ��ى الع ��راق‪ :‬دعم ��ت الإدارة الأميركي ��ة‬ ‫حكوم ��ة الغالبي ��ة ال�شيعية‪ .‬وبم ��ا �أن الريا�ض ترى‬ ‫ب� ��أن ال�شيع ��ة العراقيي ��ن ه ��م حلف ��اء �إي ��ران‪ ،‬فق ��د‬ ‫�شجع ��ت ودعم ��ت ال�سن ��ة لإط�ل�اق ث ��ورة "�إرهابية"‬ ‫ّ‬ ‫حي ��ث هُ زم ��وا في نهاية المط ��اف‪ .‬المفارقة هي �أن‬ ‫الإ�سالميي ��ن ال�سن ��ة في الع ��راق كانوا تح ��ت قيادة‬ ‫تنظي ��م "القاع ��دة"‪ ،‬الأم ��ر الذي و�ض ��ع العد ّوين ‪-‬‬ ‫ال�سعودي ��ة و"القاعدة"‪ -‬ف ��ي الجانب نف�سه م�ؤقتاً‪.‬‬ ‫الآن �إن�سحب ال�سعوديون من الم�سرح العراقي‪.‬‬ ‫لك ��ن ل�سن ��وات ع ��دة‪ ،‬كان ��ت ال�سعودي ��ة ت�ساندع ��دو‬ ‫الواليات المتحدة رق ��م واحد في قتل الأميركيين!‪.‬‬ ‫وف ��ي الوق ��ت عين ��ه كان ��ت وا�شنط ��ن ت�سان ��د الق ��وات‬ ‫الت ��ي تحال ��ف وتت�أثر ب�إيران‪ .‬وبدفاعه ��ا عن ال�شيعة‪،‬‬ ‫ل ��م يك ��ن ل ��دى الوالي ��ات المتح ��دة �أي خي ��ار‪ ،‬لأن ��ه‬ ‫لي� ��س فق ��ط كان الإيراني ��ون �سي� ��ؤازرون وي�ستوعبون‬ ‫�إخوانهم ال�شيع ��ة‪ ،‬ولكن من طريق مقاطعتهم ودعم‬ ‫التم ��رد الإرهابي �ضدهم‪ ،‬ل ��ن يترك لل�شيعة �أي خيار‬ ‫من قبل العالم العربي‪.‬‬ ‫وعلى �أية حال‪ ،‬على الرغم من �أن كالهما كان يعمل‬ ‫عل ��ى الم�شاع ��ر المعادي ��ة لإي ��ران‪ ،‬كان ��ت وا�شنط ��ن‬ ‫والريا�ض على طرفي نقي�ض في حرب!‬ ‫بالن�سبة �إلى �سوريا‪� :‬إن الواليات المتحدة وال�سعودية‬ ‫عل ��ى حد �س ��واء تريدان الإطاحة بنظ ��ام ب�شار الأ�سد‪،‬‬ ‫ف ��ي ج ��زء كبير من ��ه لأنه حلي ��ف طه ��ران‪ .‬ولكن على‬ ‫ي ��د م ��ن؟ وم ��ن يق ��وم بالأم ��ر؟ مر�ش ��ح �إدارة �أوبام ��ا‬ ‫له ��ذه المهم ��ة "الأخ ��وان الم�سلم ��ون"‪ .‬وال�سعوديون‬ ‫م ��ن جهتهم يري ��دون �أي �شخ�ص ولك ��ن لي�س جماعة‬ ‫"الإخوان الم�سلمين"‪ .‬وكالهما بالت�ساوي يعار�ضان‬ ‫تنظيم "القاعدة"‪.‬‬ ‫وبالتال ��ي ف� ��إن ال�سعوديي ��ن تدع ��م ق ��وة ثالث ��ة والتي‬

‫الأمير تركي الفي�صل‪ :‬الراي العام ال�سعودي‬ ‫لم يعد يتحمل المواقف الأميركية غير العادلة‬

‫بع�ض المتخ�ص�صين الإقليميين �أن عالقة �أميركا‬ ‫وال�س ��عودية �أمر مهم للغاية لكال الجانبين لذا لن‬ ‫يعدما و�سيلة لإيجاد الحل للتغلب على خالفاتهما‬ ‫تتم ّث ��ل بال�سلفيي ��ن غي ��ر المرتبطي ��ن بتنظي ��م‬ ‫"القاع ��دة" والمت�شددي ��ن �أي�ض� �اً والذي ��ن‪ ،‬ح�س ��ب‬ ‫�إعتق ��اد الريا� ��ض‪ ،‬غير مهتمين ف ��ي �إطالق هجمات‬ ‫مبا�ش ��رة �ضد الواليات المتح ��دة �أو المملكة العربية‬ ‫ال�سعودي ��ة‪ .‬لق ��د كان ��ت �إدارة �أوبام ��ا متفهم ��ة له ��ذا‬ ‫الإختالف الإ�ستراتيجي على الرغم من �أن الع�صبية‬ ‫ب ��د�أت تط ��رق �أع�ص ��اب وا�شنط ��ن خوف� �اً م ��ن نتائ ��ج‬ ‫ح�ص ��ول ه� ��ؤالء ال�سلفيي ��ن الجهاديي ��ن عل ��ى �أ�سلحة‬ ‫متطورة‪.‬‬ ‫وعل ��ى �أي ��ة ح ��ال‪ ،‬كل م ��ن البلدي ��ن يعم ��ل عل ��ى دع ��م‬ ‫مكافح ��ة �إي ��ران والم�شاع ��ر المعادي ��ة لتنظي ��م‬ ‫"القاعدة"‪ ،‬لكن الواليات المتحدة والمملكة العربية‬ ‫ال�سعودية تدعمان ف�صائل �إ�سالمية مختلفة!‬ ‫وم ��اذا عن لبن ��ان؟ هنا‪� ،‬أي�ضاً‪ ،‬يري ��د ال�سعوديون دعم‬ ‫الم�سلمي ��ن ال�سن ��ة‪ .‬ولكن لأن هناك ع ��دداً قلي ً‬ ‫ال من‬ ‫الإ�سالميي ��ن المت�شددي ��ن ال�سنة في لبن ��ان وترتبط‬ ‫المملك ��ة بعالقات قديمة مع فري ��ق الحريري (تيار‬ ‫الم�ستقب ��ل) ال ��ذي يو ّفر القي ��ادة ال�سني ��ة المناه�ضة‬ ‫اليران و�سوريا‪ ،‬ف�إن ال�سعوديين يدعمون المعتدلين‬ ‫الموالين للغرب‪.‬‬ ‫كان ��ت الوالي ��ات المتح ��دة غي ��ر نا�شط ��ة ج ��داً ف ��ي‬ ‫لبن ��ان‪ .‬فهي قدّمت م�ساع ��دات للجي�ش اللبناني غير‬ ‫م�ؤث ��رة �أو فاعل ��ة �سيا�سي� �اً ولكنه ��ا ال تح� � ّرك �ساكن� �اً‬ ‫لم�ساع ��دة التحال ��ف المعت ��دل (تي ��ار الم�ستقبل و‪14‬‬ ‫�آذار)‪ .‬فيم ��ا تنظ ��ر وا�شنط ��ن بال مب ��االة وا�ضحة �إلى‬ ‫ال�ساح ��ة اللبنانية‪ ،‬ف�إن "ح ��زب اهلل" الموالي لإيران‪،‬‬ ‫وال�سيا�سيين الموالين ل�سوريا هيمنوا على لبنان‪.‬‬ ‫عندم ��ا تنه ��ار �سوري ��ا‪ ،‬الأمر الذي ق ��د ال يكون قريباً‬ ‫ج ��داً‪� ،‬سوف يتح ��ول ال�سعوديون �إلى مقاتلة �أعدائهم‬ ‫ال�شيع ��ة مم ��ا يعن ��ي نف ��وذ "ح ��زب اهلل" و�إي ��ران ف ��ي‬

‫الحالية‪ .‬في الواقع‪ ،‬حتى فيما يختلف الم�س�ؤولون‬ ‫الأميركيون و ال�س ��عوديون بالن�سبة �إلى نهج الأمن‬ ‫الإقليمي‪ ،‬ف�إن �صفقة الأ�س ��لحة الأميركية ت�ستمر‬ ‫عل ��ى قدم و�س ��اق‪ ،‬بم ��ا في ذل ��ك هذه ال�ص ��فقة‬ ‫الأميركي ��ة الأخي ��رة لبيع قناب ��ل عنقودية ب‪460‬‬ ‫مليون دوالر �إلى المملكة العربية ال�سعودية ‪.‬‬ ‫ولك ��ن �آخري ��ن ‪ ،‬مث ��ل ديفيد�س ��ون ‪ ،‬يعتق ��دون �أن‬ ‫العالق ��ة قد تغ ّيرت جذري ًا‪ .‬لق ��د تح ّولت الواليات‬ ‫المتحدة �أخير ًا �إلى م ��و ّرد كبير للطاقة العالمية‪،‬‬ ‫مق ّلل� � ًة م ��ن �إعتماده ��ا عل ��ى النف ��ط ال�س ��عودي‪.‬‬ ‫"�أمي ��ركا ل ��م تع ��د مق ّي ��دة بالعالق ��ة عينه ��ا م ��ع‬ ‫ال�س ��عودية الت ��ي كانت على مدى العق ��ود الفائتة؛‬ ‫لديه ��ا الآن مج ��ال �أكث ��ر للمناورة مم ��ا كان عليه‬ ‫الأمر في الما�ضي"‪ ،‬قال ديفيد�سون‪.‬‬ ‫ولكن ال�س� ��ؤال في �أذهان كثير من الديبلوما�سيين‬ ‫لبن ��ان‪ .‬وفي الوقت عين ��ه‪ ،‬ف� ��إن �إدارة �أوباما قد تكون‬ ‫مق ّي ��دة ف ��ي �إحت�ضان وت�أييد حكوم ��ة تقودها منظمة‬ ‫تعتبره ��ا "�إرهابية" في لبن ��ان‪ ،‬ولكن �ستقف مكتوفة‬ ‫الأيدي‪.‬‬ ‫عل ��ى �أية حال‪� ،‬إن ال�سعوديين ‪ -‬لم�صالحهم الخا�صة‬ ‫ كان ��وا يدافع ��ون ع ��ن الم�صال ��ح الغربي ��ة ف ��ي لبنان‬‫ف ��ي حي ��ن �أن الغ ��رب (وخ�صو�ص� �اً فرن�سا �إل ��ى جانب‬ ‫الواليات المتحدة) كان يعمل على �إ�ستر�ضاء حكومة‬ ‫ي�سيط ��ر علبه ��ا ح ��زب يعتب ��ره �إرهابي� �اً‪ .‬ال�سعودي ��ون‬ ‫يبحث ��ون عن مزيد من النفوذ في لبنان بمعار�ضتهم‬ ‫ل"ح ��زب اهلل"‪ ،‬وتعزيز عنا�صر من الم�سلمين ال�سنة‬ ‫(غالباً من المت�شددين) لمقاومة النفوذ الإيراني‪.‬‬ ‫بالطب ��ع‪ ،‬هذا ال يجعل �ص ��ورة ال�سعوديين جيدة على‬ ‫ه ��ذا النح ��و‪ ،‬ال �سيم ��ا و�أن حكومته ��م ومواطنيه ��م‬ ‫الأثري ��اء وجمعياته ��م الديني ��ة ينفق ��ون الكثي ��ر من‬ ‫الم ��ال عل ��ى الترويج لآراء متطرفة م ��ن الإ�سالم في‬ ‫كثي ��ر من البلدان‪ .‬حت ��ى الآن ما هو �ضروري لجميع‬ ‫م ��ن هم على جانب مناه�ض ��ة الإ�سالميين �أن يفعلوا‬ ‫ال�شيء الأكث ��ر �أ�سا�سياً في �صنع ال�سيا�سة الخارجية‪:‬‬ ‫تحديد الأ�صدقاء والأعداء ب�شكل �صحيح‪.‬‬ ‫ويمك ��ن القول �أنه حت ��ى حين ت�سوِّق م�صالح مختلفة‬ ‫�سيا�س ��ات خارجي ��ة مت�ضارب ��ة‪ ،‬كان ��ت الوالي ��ات‬ ‫المتح ��دة غي ��ر ناجحة ب�ش ��كل ملحوظ ف ��ي التن�سيق‬ ‫م ��ع ال�سعوديي ��ن‪ .‬ما عدا ف ��ي �سوريا ف� ��إن البلدين ال‬ ‫يعم�ل�ان مع� �اً‪ ،‬وف ��ي حال ��ة �سوريا ف� ��إن التع ��اون لي�س‬ ‫�شيئ� �اً جيداً‪ .‬عموماً‪ ،‬ف� ��إن المفارق ��ة المت ّوجة هي �أن‬ ‫ال�سعوديي ��ن الآن م�شمئ� � ّزون تمام� �اً م ��ن �إدارة �أوباما‬ ‫لكونه ��ا ل ّين ��ة مع "الأخ ��وان الم�سلمي ��ن"‪ ،‬وخ�صو�صا‬ ‫م ��ع الإيرانيي ��ن وال�شيع ��ة‪ ،‬الذين ي�ش ّكل ��ون تهديدات‬ ‫وجودية للمملكة‪.‬‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪31‬‬


‫مو�ضوع الغالف ¶ ال�سعودية‬ ‫الباحثي ��ن البارزي ��ن ف ��ي مرك ��ز المل ��ك في�ص ��ل‬ ‫للبحوث و الدرا�س ��ات الإ�سالمية‪ ،‬في مقال لموقع‬ ‫"المونيت ��ور"‪�" .‬إن المملكة وال ��دول الحليفة لها‬ ‫في المنطقة �س ��وف تزيد من دعمه ��ا للمتمردين‬ ‫ال�س ��وريين وتمن ��ع �إنهي ��ار الدول المج ��اورة‪ ،‬مثل‬ ‫لبن ��ان والأردن‪� .‬إن �إزال ��ة النظ ��ام الم�س ��تب ّد ف ��ي‬ ‫دم�ش ��ق ه ��ي بب�س ��اطة �أمر مهم ج ��د ًا لم�س ��تقبل‬ ‫العرب"‪.‬‬ ‫�إلتق ��ى كي ��ري ال�ش ��هر الفائ ��ت وزي ��ر الخارجي ��ة‬ ‫ال�س ��عودي الأمي ��ر �س ��عود الفي�ص ��ل عل ��ى م�أدب ��ة‬ ‫غ ��داء لمدة �س ��اعتين‪ ،‬حي ��ث �أ ّك ��د الأول لرئي�س‬ ‫الديبلوما�س ��ية ال�س ��عودية عل ��ى �أن وا�ش ��نطن ال‬ ‫ت ��زال ملتزمة بمنع �إيران من تطوير �س�ل�اح نووي‬ ‫�أو الإ�س ��تمرار ف ��ي زعزع ��ة �إ�س ��تقرار المنطق ��ة‪.‬‬ ‫كما ناق�ش ��ا �أي�ض� � ًا "القرار الذي �إتخذته المملكة‬

‫الباحث نواف عبيد‪:‬‬ ‫"هناك �إدراك في الريا�ض �أن الوقت‬ ‫قد حان للقوى العربية الرئي�سية �أن‬ ‫تعد �إ�ستجابة ومخطط ًا للحفاظ على‬ ‫ّ‬ ‫النظام في العالم العربي ومواجهة‬ ‫�سيا�سات التو�سع الإيراني"‬ ‫العربية ال�س ��عودية برف�ض ��ها مقعده ��ا في مجل�س‬ ‫الأم ��ن الدولي"‪ ،‬وفق ًا لم�س� ��ؤول كبي ��ر في الإدارة‬ ‫الأميركي ��ة‪" .‬ق ��ال الوزير كيري ب�أن ��ه في حين �أن‬

‫ويخ�ص ال�س ��عودية‪ ،‬ف�إن الواليات‬ ‫�عودي‬ ‫القرار �س � ٌّ‬ ‫ّ‬ ‫المتحدة تق ّدر قيادة المملكة في المنطقة وقيمتها‬ ‫على ال�ص ��عيد الدولي‪ ،‬و�إن مقع ��د ًا لها في مجل�س‬ ‫الأمن �سيتيح للدول الأع�ض ��اء الفر�صة للم�شاركة‬ ‫مبا�شرة في هذه الق�ضايا"‪.‬‬ ‫وقال جو�ش ��وا الندي�س‪ ،‬الخبير في �ش� ��ؤون ال�شرق‬ ‫الأو�س ��ط ف ��ي جامع ��ة �أوكالهوم ��ا‪ ،‬ب� ��أن ق ��رار‬ ‫ال�س ��عودية الأخي ��ر بالتخل ��ي ع ��ن طموحاتها في‬ ‫مجل�س الأمن يعك�س القل ��ق المتزايد في الريا�ض‬ ‫ب� ��أن هذا المقع ��د الدولي يمكن �أن يك ��ون "فخ ًا"‬ ‫من �ش� ��أنه �أن يزيد ال�ضغوط على الأ�سرة الحاكمة‬ ‫لدعم التدابير الديبلوما�س ��ية في �س ��وريا و�إيران‪،‬‬ ‫والتي تعار�ضها‪.‬‬ ‫"�إذا قبل ال�سعوديون بالإن�ضمام الى مجل�س االمن‬ ‫الدول ��ي ال ب ّد لهم م ��ن �إتباع التوج ��ه الأميركي ‪-‬‬

‫الخالف ال�سيا�سي له تاريخ في ال�شرق الأو�سط‬

‫ال�سعودية ‪� -‬أميركا‪ :‬ال�شراكة الغريبة‬ ‫بيروت ‪ -‬ر�ؤوف عمرو‬ ‫م ��ا ه ��و الف ��رق بي ��ن �سيا�س ��ة �أمي ��ركا وال�سعودي ��ة في‬ ‫ال�شرق الأو�سط ؟ تبدو الإجابة معقّدة ولكنها �آ�سرة؛‬ ‫و�إذا �إ�ستطع ��ت فهم التح� � ّوالت والإنعطافات الغريبة‬ ‫ف ��ي ه ��ذه الحال ��ة‪ ،‬يمكن ��ك عنده ��ا �أن تفه ��م ال�ش ��رق‬ ‫الأو�سط‪ .‬في حين قد يبدو البلدان حليفين فعلياً‪--‬‬ ‫وغالب� �اً عندم ��ا تكون لديهم ��ا الأهداف عينه ��ا ‪ -‬ف�إن‬ ‫�سيا�ساتهم ��ا تختل ��ف عل ��ى نط ��اق وا�س ��ع‪ .‬ال�سعوديون‬ ‫لي�س ��وا دائماً عل ��ى خط�أ‪ .‬يمكن الق ��ول‪� ،‬أنهم يتابعون‬ ‫م�صالحه ��م الخا�ص ��ة ويالحقونه ��ا عل ��ى نح ��و �أكث ��ر‬ ‫فعالية مما تفعل الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫ح� �دّد ال�سعودي ��ون �أربعة �أع ��داء رئي�سيب ��ن حالياً على‬ ‫النح ��و التال ��ي‪� :‬إ�سرائي ��ل؛ وتنظي ��م "القاع ��دة"؛‬ ‫و"الإخ ��وان الم�سلم ��ون"؛ و�إي ��ران‪ .‬بالإ�ضاف ��ة �إل ��ى‬ ‫الق ��وى ال�سيا�سية للم�سلمبن ال�شيعة‪ :‬مثل الحكومة‬ ‫العراقية؛ و"حزب اهلل" في لبنان‪ ،‬والغالبية ال�شيعية‬ ‫في البحرين‪.‬‬ ‫وتنظ ��ر الريا�ض �إلى هذه القوى ب�أنها تهدّد �إ�ستقرار‬ ‫المملك ��ة وحت ��ى �إ�ستم ��رار وجوده ��ا‪ .‬بطبيع ��ة الحال‬ ‫لقد ن�ش� ��أ تنظيم "القاعدة" كحرك ��ة ثورية �إ�سالمية‬ ‫مت�شددة هدفه �إطاحة الأ�سرة ال�سعودية الحاكمة‪.‬‬ ‫بي ��ن الأع ��داء الأربع ��ة الرئي�سيين للنظ ��ام ال�سعودي‪،‬‬ ‫ترى وا�شنط ��ن �إ�سرائيل حليف� �اً �إ�ستراتيجياً؛ وتعتبر‬ ‫فق ��ط تنظي ��م "القاع ��دة" ع ��دواً كام�ل ً�ا بح ��د ذات ��ه؛‬ ‫‪30‬‬

‫الرئي�س �سعد الحريري‪ :‬ر�أ�س الحربة لل�سعودية في لبنان‬

‫ونظ ��رت �إلى �إيران ب�إعتبارها م�شكل ��ة كبيرة قد تح ّل‬ ‫م ��ن خ�ل�ال العقوب ��ات الت ��ي ت� ��ؤدي �إل ��ى مفاو�ض ��ات‬ ‫للتوفي ��ق بي ��ن م�صالح البلدين‪ .‬ونظ ��رت �إلى جماعة‬ ‫"الإخ ��وان الم�سلمي ��ن" كونه ��ا حليف� �اً‪ .‬ف ��ي الع ��راق‪،‬‬ ‫�ساع ��دت وا�شنط ��ن ال�شيع ��ة للو�ص ��ول �إل ��ى ال�سلط ��ة‪،‬‬ ‫و�أب ��دى الرئي� ��س ب ��اراك �أوبام ��ا �إ�ستعداداً‪--‬قب ��ل �أن‬ ‫تح ��ذره وزارة الخارجي ��ة ب� ��أن طه ��ران �س ��وف ت ��زداد‬ ‫نف ��وذاً‪ -‬ليفع ��ل ال�ش ��يء نف�سه في البحري ��ن‪� .‬ستكون‬ ‫الوالي ��ات المتح ��دة �أف�ض ��ل ح ��ا ًال �إذا كان ��ت قائمته ��ا‬ ‫الأ�سا�سي ��ة م�شابه ��ة لتل ��ك ال�سعودي ��ة‪ ،‬م ��ع �إ�ضاف ��ة‬ ‫الإ�سالميي ��ن العراقيي ��ن‪ ،‬وال�سوريي ��ن‪ ،‬وغيرهم من‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫الم�سلمي ��ن ال�سن ��ة الراديكاليي ��ن الذي ��ن يدعمه ��م‬ ‫النظام الملكي‪.‬‬ ‫بالن�سب ��ة �إل ��ى �إيران‪ ،‬ف�إن الموق ��ف ال�سعودي هو �أكثر‬ ‫ت�ش ��دداً م ��ن موق ��ف �إدارة �أوبام ��ا‪ .‬فالريا� ��ض تعتب ��ر‬ ‫�أن �إي ��ران ع ��دو قات ��ل يح ��اول تدمير الإ�س�ل�ام ال�سني‬ ‫والع ��رب‪ .‬ويرى ال�سعوديون ب� ��أن ال�سيا�سة الأميركية‬ ‫�ساذج ��ة ب�ش� ��أن هذه الم�س�ألة‪� .‬إنه ��م يرغبون في ر�ؤية‬ ‫الوالي ��ات المتح ��دة (�أو حتى �إ�سرائي ��ل) تقوم بهجوم‬ ‫جوي على �إيران لتدمير من�ش�آتها النووية‪.‬‬ ‫وينطب ��ق العداء ال�سعودي عين ��ه بالن�سبة �إلى جماعة‬ ‫"الإخ ��وان الم�سلمي ��ن"‪� .‬صحي ��ح‪� ،‬أنه ف ��ي وقت من‬ ‫الأوق ��ات كان ال�سعودي ��ون ُحم ��اة "الإخ ��وان"‪ ،‬عندما‬ ‫كان ��ت الجماع ��ة هارب ��ة م ��ن الإ�ضطه ��اد م ��ن قب ��ل‬ ‫الأنظم ��ة القومي ��ة العربي ��ة الراديكالي ��ة مث ��ل م�صر‬ ‫و�سوري ��ا والع ��راق‪ .‬ولك ��ن ه ��ذا الوقت ق ��د �إنتهى منذ‬ ‫فت ��رة طويل ��ة‪ .‬ف ��ي حي ��ن �أن ال�سعوديي ��ن مت�ش ��ددون‬ ‫�إ�سالمي� �اً تمام� �اً كم ��ا "الإخ ��وان"‪ ،‬لك ��ن الجماع ��ة‬ ‫تعار�ض مبد�أ الملكية وهي ال تقبل المذهب الوهّ ابي‬ ‫ال�سعودي من الإ�سالم‪.‬‬ ‫م ��ن وجه ��ة نظ ��ر ال�سعوديي ��ن‪� ،‬إن دع ��م الوالي ��ات‬ ‫المتح ��دة لجماعة "الإخ ��وان الم�سلمي ��ن" في م�صر‬ ‫و�سوري ��ا يمث ��ل �سيا�س ��ة حمق ��اء‪ .‬ويب ��ادل "الإخ ��وان‬ ‫الم�سلم ��ون" الك ��ره ب�إعتباره ��م ال�سعودية واحدة من‬ ‫ثالث ��ة دول �أعداء رئي�سية لم�صر‪ ،‬جنباً �إلى جنب مع‬ ‫الواليات المتحدة و�إ�سرائيل‪.‬‬


‫مو�ضوع الغالف ¶ ال�سعودية‬ ‫في االم ��م المتحدة هو‪ :‬لماذا تح ّمل ال�س ��عوديون‬ ‫الكثي ��ر م ��ن المتاع ��ب للح�ص ��ول عل ��ى مقعد في‬ ‫مجل� ��س الأمن �إذا لم تك ��ن لديهم �أي نية للجلو�س‬ ‫عليه؟ على مدى ال�س ��نوات الثالث الما�ضية ‪ ،‬قام‬ ‫م�س�ؤولون �س ��عوديون بحملة �ض ��غط مكثفة لك�سب‬ ‫الت�أييد لم�س ��عى المملكة‪ ،‬و�إلتحق �أكثر من ع�شرة‬ ‫ديبلوما�س ��يين �س ��عوديين في دورة درا�س ��ية لمدة‬ ‫�س ��نة ع ��ن مجل�س الأم ��ن ف ��ي جامع ��ة كولومبيا‪.‬‬ ‫الطريقة "ال�ش ��اذة" الت ��ي �أدارت فيه ��ا الحكومة‬ ‫ال�سعودية هذه الم�س� ��ألة في الأمم المتحدة‪ ،‬وفق ًا‬ ‫لديبلوما�سيين عاملين في الأمم المتحدة وخبراء‬ ‫م�س ��تقلين‪ ،‬تعك�س الطريقة ال�شخ�صية والعاطفية‬ ‫التي تواجه فيها العائلة المالكة في ال�س ��عودية في‬ ‫بع�ض الأحيان الم�شاكل الديبلوما�سية‪.‬‬ ‫�أي �شخ�ص �شهد رد فعل مبعوث ال�سعودية في الأمم‬ ‫المتحدة على نتيجة الت�صويت في الجمعية العامة‬ ‫يمكن ��ه �أن ي�س ��تنتج ب�أنه ل ��م تكن لدي ��ه فكرة عما‬ ‫كان يخطط له �أ�س ��ياده في الريا�ض‪�" .‬إنها لحظة‬ ‫حا�س ��مة في تاريخ المملكة‪ .‬كواحدة من الأع�ضاء‬ ‫الم�ؤ�س�س ��ين للأمم المتحدة ف�إن �إنتخابنا ي�ستحق‬ ‫الكثير من الفرح"‪� ،‬ص� � ّرح ال�س ��فير ال�سعودي لدى‬ ‫الأم ��م المتحدة ال�س ��فير عب ��داهلل المعلمي‪ ،‬الذي‬ ‫بدا منت�ش ��ي ًا بعد الت�ص ��ويت‪ ،‬رافع ًا �إبهامه‪" .‬نحن‬ ‫نرحب بهذا التحول الإيجابي ف�ض ًال عن التحديات‬ ‫التي هي جزء من ج�سم مجل�س الأمن"‪.‬‬ ‫ولكن بعد يوم على ذلك‪� ،‬س ��حبت وزارة الخارجية‬ ‫ال�سعودية الب�ساط من تحت قدميه‪ ،‬حيث �أ�صدرت‬ ‫بيان �ش ��كر �إلى �أكثر من ‪ 170‬بلد ًا التي دعمت �أول‬ ‫محاولة لها لدخول مجل�س الأمن‪ .‬في الوقت عينه‪،‬‬ ‫�أعلنت ب�أن لي�س ��ت لديه ��ا نية لملء ه ��ذا المقعد‪،‬‬ ‫�ش ��اجبة تطبي ��ق المجل� ��س "�إزدواجي ��ة المعايير"‬ ‫التي ت�ش � ّ�جع على "التو�س ��ع في الظلم" ف�ض ًال عن‬ ‫"�إنته ��اكات الحقوق و�إنت�ش ��ار ال�ص ��راعات حول‬ ‫العالم"‪.‬‬ ‫"ال�س ��ماح للنظام الحاكم في �س ��وريا بقتل وحرق‬ ‫�ش ��عبه بالأ�س ��لحة الكيميائية‪ ،‬في حين �أن العالم‬ ‫يق ��ف مكت ��وف الأي ��دي" ي�ش� � ّكل "دلي�ل ً�ا قاطع َا و‬ ‫برهان ًا على عجز مجل�س الأمن في تنفيذ واجباته‬ ‫وم�س� ��ؤولياته"‪ ،‬وفق� � ًا للبي ��ان ‪ .‬المملك ��ة العربي ��ة‬ ‫ال�س ��عودية‪� ،‬أ�ض ��اف البيان "تعل ��ن �إعتذارها عن‬ ‫قبول الع�ض ��وية في مجل�س الأمن حتى يتم �إ�صالح‬ ‫وتمكين المجل�س من القيام بواجباته وم�س�ؤولياته‬ ‫بفعالي ��ة وب�ش ��كل عملي ف ��ي الحفاظ على ال�س ��لم‬ ‫والأمن الدوليين"‪.‬‬

‫الوزيران جون كيري والأمير �سعود الفي�صل‪:‬‬ ‫لم يتبدّ د القلق ال�سعودي رغم الإي�ضاحات‬

‫ال�سفير ال�سعودي في الأمم المتحدة عبدالله المعلمي‪:‬‬ ‫لم يكن يعلم بقرار الريا�ض‬

‫وق ��د �أوقع ��ت الخطوة ال�س ��عودية الأم ��م المتحدة‬ ‫ف ��ي نوع م ��ن م�أزق‪ .‬ف ��ي الي ��وم التالي‪� ،‬أ�ص ��درت‬ ‫المجموع ��ة العربية في الأمم المتح ��دة نداء �إلى‬ ‫الريا�ض لإعادة النظر في قرارها وتو ّلي المقعد‪.‬‬ ‫"يمكن لل�سعوديين بب�ساطة ترك المقعد �شاغر ًا‬ ‫بعدم الح�ض ��ور‪ .‬ومن �ش�أن ذلك �أن ي�سمح لهم �أن‬

‫الباحث جو�شوا الندي�س‪:‬‬ ‫"قرار ال�سعودية الأخير بالتخلي‬ ‫عن طموحاتها في مجل�س الأمن يعك�س‬ ‫القلق المتزايد في الريا�ض ب�أن هذا‬ ‫المقعد الدولي يمكن �أن يكون "فخ ًا"‬ ‫من �ش�أنه �أن يزيد ال�ضغوط على الأ�سرة‬ ‫الحاكمة لدعم التدابير الديبلوما�سية‬ ‫في �سوريا و�إيران‪ ،‬والتي تعار�ضها"‬

‫يح�ض ��روا في �أي وقت في الم�س ��تقبل‪� ،‬إذا �أرادوا‪،‬‬ ‫خالل �س ��نتي الع�ض ��وية في مجل� ��س الأمن"‪ ،‬قال‬ ‫م�س� ��ؤول كبي ��ر في الأم ��م المتح ��دة‪�" .‬أو يمكنهم‬ ‫تبليغ رئي�س الجمعية العامة ب�أنهم �إن�س ��حبوا‪ ،‬مما‬ ‫ي�ؤدي �إل ��ى �إنتخابات جديدة‪ ،‬ولك ��ن من يدري ما‬ ‫ال ��ذي يفكر فيه الملك"‪ .‬اليوم‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬يبدو �أن‬ ‫الحكومات العربية قد غ ّيرت مواقفها‪ ،‬معربة عن‬ ‫ت�أييدها لقرار ال�سعودية‪.‬‬ ‫من ناحية ثانية يقول البع�ض الآخر ب�أن ال�سعودية‬ ‫قد تكون تحاول لعب دور �أكبر من قدرتها‪.‬‬ ‫"القراران ال�سعوديان التو�أمان للتخلي عن �إلقاء‬ ‫كلمة �إفتتاح المناق�ش ��ة العامة في الجمعية العامة‬ ‫وعن �أحد مقاعد الأع�ض ��اء المنتخبين في مجل�س‬ ‫الأم ��ن‪ ،‬ي�ش ��يران �إلى تراجع مقلق من الم�ش ��اركة‬ ‫الديبلوما�سية العالمية"‪ ،‬يقول �إدوارد الك‪ ،‬عميد‬ ‫كلية درا�س ��ات ال�س�ل�ام ف ��ي جامعة �س ��ان دييغو‪.‬‬ ‫"بالن�س ��بة �إلى ال�س ��عوديين‪ ،‬قد تب ��دو اللعبة في‬ ‫المجل�س الدول ��ي مز ّورة‪ ،‬ولكنه ��ا اللعبة الوحيدة‬ ‫الموجودة في المدينة"‪.‬‬ ‫"�س ��تكون �ضربة للإ�س ��تقرار في ال�شرق الأو�سط‬ ‫الم�ض ��طرب و للم�صالح التي تتقا�س ��مها المملكة‬ ‫العربية ال�سعودية والواليات المتحدة في المنطقة‬ ‫اذا تخ ّل ��ت الريا�ض عن الديبلوما�س ��ية المفتوحة‬ ‫المتع ��ددة الأطراف"‪� ،‬أ�ض ��اف‪" .‬هيئات �إقليمية‪،‬‬ ‫�ضعيفة ومنق�س ��مة ب�ش ��كل متزايد على طول خط‬ ‫الت�ص ��دع بين ال�سنة وال�ش ��يعة‪ ،‬لن ت�ستطيع توفير‬ ‫بدي ��ل من الأمم المتحدة‪ .‬هناك حاجة �إلى مزيد‬ ‫م ��ن الت ��ورط العالمي ف ��ي المنطقة‪ ،‬ولي� ��س �أقل‪،‬‬ ‫خ�صو�ص� � ًا ف ��ي نهاية اللعب ��ة في �س ��وريا‪ .‬كثيرون‬ ‫في الغرب قلقون بالفعل ب�ش� ��أن الدعم ال�س ��عودي‬ ‫المزع ��وم لعنا�ص ��ر �أكثر تطرف� � ًا في المعار�ض ��ة‬ ‫ال�سورية‪ ،‬والتي يمكن �أن تثبت ب�أنها �أكبر العقبات‬ ‫�أمام تحقيق ال�س�ل�ام والعدالة على حد �س ��واء في‬ ‫�سوريا والإ�ستقرار في جوارها"‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار "الك" �إل ��ى �أم ��ر ال مفر من ��ه ويكمن ب�أن‬ ‫ال�س ��عودية �س ��وف "تك ��ون ح�سا�س ��ة للغاي ��ة لأي‬ ‫عالم ��ات على تق ��ارب بي ��ن وا�ش ��نطن وطهران‪،‬‬ ‫مهما كانت متوا�ض ��عة وم�ؤقتة‪ ،‬علم ًا �أن الكثير من‬ ‫العمل ب�ش� ��أن العقوبات وكب ��ح الطموحات النووية‬ ‫االيرانية �س ��يكون ف ��ي مجل�س الأم ��ن‪� .‬إذا �أرادت‬ ‫الريا�ض �ص ��وت ًا �أكبر في هذه الم�سائل الوجودية‪،‬‬ ‫كان ينبغ ��ي �أن تقبل بمقعدها‪ .‬الرف�ض ال�س ��عودي‬ ‫للإن�ض ��مام �إلى المجل�س ال يمكن � اّإل �أن ُينظر �إليه‬ ‫على �أنه �إنت�صار لمناف�سيها الإيرانيين"‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪33‬‬


Brazilian Technology In Food Thermal Processing Motrice projects and manufactures heavy load equipment of high precision for the agribusiness and chemical industry. It works to innovate the conception of equipment focusing the commercial and production needs of the industry. As complemental services of processes engineering, Motrice makes available a research team with engineers dedicated to new concepts of products, besides a pilot plant for the development of processes and preparation of samples for market tests. Maintenance and technical support are also the focus of Motrice, which renders services of evaluation, recovery, reconditioning and modernization of complex machines, including from other suppliers.

For More information write to MOTRICE, R São Simão 36, P.O. Box: 82900-290, Curitiba, Paraná, Brazil, Phone: +5541-3366-7226 Or visit: www.motrice.com.br, or www.ippel.com.br Middle East & North Africa Agent: TERRASTONE FINANCE, Istanbul, Turkey For more Information visit: www.terrastonefinance.com


‫مجل�س الأمة‬ ‫الجديد في‬ ‫الكويت‪:‬‬ ‫العالمات �إيجابية‬ ‫منه حتى الآن‬

‫�إلى �إرتفاع �أ�س ��عار النفط وم�ستوى الإنتاج �إلى نحو‬ ‫ثالثة ماليي ��ن برميل يومي ًا‪ ،‬وهو يقترب من طاقته‬ ‫الق�صوى‪ .‬وو�صل الح�ساب الجاري في العام ‪2012‬‬ ‫�إلى ‪ 79.8‬مليار دوالر في حين يقدر �أن يبلغ ‪72.1‬‬ ‫مليار ًا هذه ال�سنة‪.‬‬ ‫التوقع ��ات ب�إ�س ��تمرار الفوائ� ��ض النفطي ��ة عالي ��ة‬ ‫تتما�ش ��ى م ��ع زي ��ادة تعزي ��ز الموازن ��ة العمومي ��ة‬ ‫ال�سيادية‪ ،‬التي و�ص ��فتها وكالة الت�صنيف "فيت�ش"‬ ‫ب�أنه ��ا �أقوى م ��ن �أي دولة خليجية‪ .‬وقد بلغ �ص ��افي‬ ‫الأ�ص ��ول الأجنبي ��ة ال�س ��يادية ‪ 209‬ف ��ي المئ ��ة من‬ ‫النات ��ج المحل ��ي الإجمالي (‪ 371‬ملي ��ار دوالر) في‬ ‫نهاية العام ‪ .2012‬وتتوقع وكالة الت�ص ��نيف هذه �أن‬ ‫ت�صل الأ�صول �إلى ‪ 279‬في المئة من الناتج المحلي‬ ‫الإجمالي بحلول العام ‪.2015‬‬ ‫والحظ �إقت�ص ��اديون ف ��ي الكوي ��ت �أن هناك عام ًال‬ ‫من ال�ش ��عور الجيد والمتفائل يعمل‪" .‬التفا�ؤل الذي‬ ‫تح�س ��ن بالت�أكي ��د في وقت‬ ‫يحي ��ط بالإقت�ص ��اد قد ّ‬ ‫مت�أخر ‪ -‬كما يت�ضح من الأداء القوي ل�سوق الأ�سهم‬ ‫هذا العام"‪ ،‬يقول دانيال كاي‪ ،‬كبير الإقت�ص ��اديين‬ ‫في بنك الكويت الوطني‪.‬‬ ‫وكان م�ؤ�شر �سوق الكويت للأوراق المالية �إرتفع ‪33‬‬ ‫في المئة في العام المنتهي في ‪� 23‬أيلول (�سبتمبر)‬ ‫الفائ ��ت ‪ -‬تم�ش ��ي ًا مع �إنتعا�ش غيرها من بور�ص ��ات‬ ‫ال�ش ��رق الأو�س ��ط‪ -‬وح ��ل على الط ��رف العلوي في‬ ‫جدول �أداء ال�س ��وق على نط ��اق دول مجل�س التعاون‬ ‫الخليجي‪.‬‬ ‫هذه الم�ؤ�شرات ت�ؤكد متانة الأو�ضاع المالية للكويت‬ ‫وتع ��زز قدرته ��ا على مواجه ��ة التزاماته ��ا المحلية‬ ‫والأجنبية ورفع م�ستوى الإحتياطات المالية‪ ،‬وتزيد‬ ‫قيمة الأ�ص ��ول التي تمتلكها الكويت خارج الحدود‪.‬‬

‫وعم ��دت الحكوم ��ة خ�ل�ال ال�س ��نتين الما�ض ��يتين‬ ‫�إلى رفع ن�س ��بة الإقتط ��اع من الإيرادات لم�ص ��لحة‬ ‫�ص ��ندوق الأجيال المقبلة‪ ،‬من ‪� 10‬إلى ‪ 25‬في المئة‬ ‫من �إجمالي الإيرادات الحكومية‪.‬‬

‫و ّفرت الإنتخابات البرلمانية‬ ‫في نهاية تموز (يوليو) الفائت �إ�ستقرار ًا‬ ‫في الو�ضع ال�سيا�سي في الكويت‪،‬‬ ‫واعد ًة ب�إعتدال التوترات التقليدية‬ ‫والمواجهة بين مجل�س الأمة والأمير‬ ‫الحاكم ‪ -‬مواجهة ج ّمدت في الما�ضي‬ ‫العديد من الإ�صالحات الإقت�صادية‬ ‫وق ّيدت الإ�ستثمار‬

‫رئي�س مجل�س الوزراء ال�شيخ جابر المبارك الحمد ال�صباح‪:‬‬ ‫المطلوب الكثير من العمل‬

‫ويعك� ��س ه ��ذا الو�ض ��ع‪ ،‬في ج ��زء من ��ه‪ ،‬حقيقة �أن‬ ‫م�ش ��اريع البني ��ة التحتية الرئي�س ��ية ه ��ي �أخير ًا في‬ ‫طريقها �إلى التنفيذ‪ ،‬ف ��ي حين �أن قطاع الخدمات‬ ‫الإ�س ��تهالكية قد �إ�س ��تمر ف ��ي �أدائه الق ��وي‪" .‬على‬ ‫الرغم من �أن ت�أثير الزيادات في العام الما�ضي في‬ ‫الروات ��ب والمنافع قد بد�أ في التال�ش ��ي‪ ،‬ف�إن دفعة‬ ‫جديدة بالن�س ��بة �إل ��ى دخل الأ�س ��رة المتاح يمكنها‬ ‫�أن ت�ص ��ل عبر تنفيذ قانون "�صندوق العائلة" الذي‬ ‫يهدف �إل ��ى تخفيف عبء الديون ع ��ن المواطنين‪.‬‬ ‫ف ��ي كل الأح ��وال‪ ،‬يتوق ��ع "كاي" �أن "ينم ��و الناتج‬ ‫المحلي الإجمالي غير النفطي الحقيقي من خم�سة‬ ‫�ص ��لبة في المئ ��ة �أو نح ��و ذلك على م ��دى العامين‬ ‫المقبلين"‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ويتح�سن‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ش‬ ‫يت�‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫بد‬ ‫النفطية‬ ‫غير‬ ‫للقطاعات‬ ‫النمو‬ ‫ّ‬ ‫عن ال�سنوات ال�سابقة‪ .‬وترى وكالة "فيت�ش"‪ ،‬تم�شي ًا‬ ‫مع محللين �آخرين‪� ،‬أن نمو الناتج المحلي الإجمالي‬ ‫غي ��ر النفطي �س ��يرتفع �إل ��ى ‪ 4.5‬ف ��ي المئة بحلول‬ ‫العام ‪ 2015‬من ثالثة في المئة في المتو�سط كانت‬ ‫�س ��ائدة منذ العام ‪ .2005‬كما �أ�شار تقرير �صندوق‬ ‫النق ��د الدولي الأخير �إل ��ى �إرتفاع معدل النمو لهذه‬ ‫القطاعات من ‪ 0.9‬ف ��ي المئة في العام ‪� 2009‬إلى‬ ‫‪ 2.2‬في ‪ .2012‬ويتوقع �أن يتح�س ��ن معدل النمو في‬ ‫القطاع ��ات غير النفطية هذه ال�س ��نة �إلى ‪ 3.3‬في‬ ‫المئ ��ة وربم ��ا يرتفع �إلى ‪ 4.4‬ف ��ي المئة في ‪.2014‬‬ ‫وبع ��د قيام بن ��ك الكوي ��ت المركزي بخف�ض �س ��عر‬ ‫الخ�ص ��م �إلى ‪ 2.0‬في المئة‪ ،‬ف�إن �إمكانات تح�سين‬ ‫م�س ��توى �إ�س ��تدانة القطاعات غير النفطية ت�صبح‬ ‫معقولة ومن ثم تتوافر فر�ص للتو�س ��ع الإ�س ��تثماري‬ ‫لأن�شطة اقت�صادية عدة‪.‬‬ ‫الإنتعا� ��ش التدريجي في نمو القط ��اع غير النفطي‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪35‬‬


‫الخليج العربي‬

‫الكويت‬

‫م�شجعة بعد الإنتخابات البرلمانية الأخيرة‬ ‫عالمات ّ‬

‫الكويت‪ :‬المستقبل اإلقتصادي‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫إستمر اإلستقرار السياسي‬ ‫أكثر إشراقا إذا‬ ‫توا�ص��ل �أ�سعار النف��ط المرتفعة دعم �أداء الإقت�ص��اد ال�ضعيف في الكوي��ت وحمايته من تداعيات‬ ‫الظ��روف الخارجية ال�سلبي��ة‪ ،‬وهناك دالئل ت�شير �إل��ى �أن �إ�ستقرار الو�ض��ع ال�سيا�سي في البالد قد‬ ‫ي�ؤدي �إلى �أوقات �أكثر �إ�شراقاً‪.‬‬ ‫الكويت ‪ -‬خالد الديب‬ ‫ق ��رار الكويت �إيداع ملي ��اري دوالر في‬ ‫البن ��ك المركزي الم�ص ��ري ف ��ي �أيلول‬ ‫(�س ��بتمبر) الفائ ��ت ه ��و �أكثر من مج ��رد �إعتراف‬ ‫بالرغب ��ة العارمة في الدولة الخليجية لتعزيز الثقة‬ ‫ف ��ي الحكوم ��ة الجديدة الت ��ي يقودها الع�س ��كر في‬ ‫القاه ��رة‪� .‬إن تمدّد الدعم المالي ي�ش ��ير �إلى وجود‬ ‫�إ�س ��تعداد بين وا�ضعي ال�سيا�س ��ات الكويتية لزيادة‬ ‫الإنفاق‪ ،‬و�س ��ط �ش ��عور متج ��دد من التفا�ؤل ب�ش� ��أن‬ ‫الو�ضع الإقت�صادي في البالد‪.‬‬ ‫بو�ضعها موازنة الدولة لل�سنة المالية ‪2014-2013‬‬ ‫ف ��ي تموز (يولي ��و) الفائت‪ ،‬ف� ��إن الحكومة ‪ -‬بارزة‬ ‫�إنفاق� � ًا قريب ًا م ��ن الرقم القيا�س ��ي ‪ 21‬مليار دينار‬ ‫(‪ 74‬ملي ��ار دوالر) للع ��ام المال ��ي ‪-2013-2012‬‬ ‫تتوقع حدوث زيادة بن�سبة ‪ 30‬في المئة في �إيرادات‬ ‫ال�س ��نة المالية �أي ‪ 18.1‬مليار دينار‪ ،‬معتمدة على‬ ‫‪ 2.7‬مليوني برميل يوميا من �ص ��ادرات الخام على‬ ‫�أ�سا�س �سعر تعادل و�سطي يبلغ ‪ 70‬دوالر ًا للبرميل‪.‬‬ ‫بع ��د الإ�ض ��طرابات ال�سيا�س ��ية ف ��ي الع ��ام ‪،2011‬‬ ‫هناك حالي ًا �ش ��عور وا�ض ��ح ب�أن الأمور ت�سير ببطء‬ ‫�إل ��ى الأم ��ام في الكوي ��ت‪ ،‬وهذا م ��ا ت�ؤك ��ده �أحوال‬ ‫الإقت�صاد‪.‬‬ ‫لق ��د و ّفرت الإنتخاب ��ات البرلمانية ف ��ي نهاية تموز‬ ‫(يوليو) الفائت �إ�س ��تقرار ًا في الو�ض ��ع ال�سيا�س ��ي‪،‬‬ ‫واع ��د ًة ب�إعتدال التوترات التقليدية والمواجهة بين‬ ‫مجل� ��س الأمة والأمي ��ر الحاك ��م ‪ -‬مواجهة ج ّمدت‬ ‫في الما�ض ��ي العديد من الإ�ص�ل�احات الإقت�صادية‬ ‫وق ّيدت الإ�ستثمار‪.‬‬ ‫ف ��ي الواق ��ع �إن مع ��دالت الإ�س ��تثمار ف ��ي الكوي ��ت‬ ‫‪34‬‬

‫منخف�ض ��ة مقارنة مع دول مجل�س التعاون الخليجي‬ ‫الأخرى‪ .‬و�أ�ش ��ارت م�ؤ�س�س ��ة "كابيتال �إيكونوميك�س‬ ‫للإ�ست�ش ��ارات"‪ ،‬ف ��ي مذك ��رة بحثية �أ�ص ��درتها في‬ ‫منت�ص ��ف �أيلول (�س ��بتمبر)‪� ،‬إلى �أن الإنفاق العام‬

‫بنك الكويت الوطني‪" :‬على الرغم‬ ‫من �أن نمو الناتج المحلي الإجمالي‬ ‫الحقيقي يبدو فاتر ًا هذا العام حيث من‬ ‫المتوقع �أن يكون ‪ 1.3‬في المئة ف�أنه من‬ ‫المتوقع �أن يرتفع �إلى ‪ 2.9‬في المئة‬ ‫في العام ‪ ،2014‬مع نمو القطاعات غير‬ ‫النفطية يتجاوز خم�سة في المئة من‬ ‫الناتج المحلي الإجمالي"‬

‫الأمير ال�شيخ‪� ‬صباح الأحمد‪ ‬الجابر ال�صباح‪:‬‬ ‫توقع عالقة �إيجابية بينه وبين المجل�س الجديد‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫على البنود المتع ّلقة بالإ�س ��تثمار‪ ،‬مثل الإنفاق على‬ ‫البن ��اء ور�أ� ��س المال‪ ،‬توقف عند مجرد ع�ش ��رة في‬ ‫المئة من �إجمالي الإنفاق الحكومي‪.‬‬ ‫لك ��ن مالية الدولة على الأقل تتمتع ب�ص ��حة جيدة‪.‬‬ ‫م ��ع فائ�ض ف ��ي الموازنة بل ��غ ‪ 12.7‬مليار دوالر في‬ ‫الفت ��رة المالي ��ة ‪ ،2013-2012‬ف�إن �إرتفاع �أ�س ��عار‬ ‫النفط �أدّى �إلى زيادة في الإيرادات التي من �ش�أنها‬ ‫�أن تم ّك ��ن الحكومة من زيادة الإنفاق ب�ش ��كل مريح‬ ‫م ��ن دون و�ض ��ع الكثير من ال�ض ��غط عل ��ى الخزانة‬ ‫العامة‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغم من �أن نم ��و الناتج المحل ��ي الإجمالي‬ ‫الحقيق ��ي يبدو فاتر ًا هذا الع ��ام حيث من المتوقع‬ ‫�أن يك ��ون ‪ 1.3‬ف ��ي المئ ��ة‪ ،‬وفق ًا لإقت�ص ��اديي بنك‬ ‫الكوي ��ت الوطن ��ي‪ ،‬ف�أنه من المتوق ��ع �أن يرتفع �إلى‬ ‫‪ 2.9‬في المئة ف ��ي العام ‪ ،2014‬مع نمو القطاعات‬ ‫غي ��ر النفطية يتجاوز خم�س ��ة في المئ ��ة من الناتج‬ ‫المحلي الإجمالي‪.‬‬ ‫وقد �أ�ص ��در �ص ��ندوق النقدي الدول ��ي �أواخر �أيلول‬ ‫(�س ��بتمبر) الفائت‪ ،‬تقرير ًا عن االقت�صاد الكويتي‬ ‫�س � ّ�جل في ��ه المالحظ ��ات المو�ض ��وعية ع ��ن ح ��ال‬ ‫الإقت�ص ��اد والنق ��اط الإيجابي ��ة ومظاهر ال�ض ��عف‬ ‫فيه‪ .‬و�أ�ش ��ار �إل ��ى �أن �إرتفاع �أ�س ��عار النفط �أدّى �إلى‬ ‫تحقي ��ق فائ�ض ف ��ي الموازنة العامة وفي الح�س ��اب‬ ‫الج ��اري للب�ل�اد‪ .‬و�أ�ش ��ار �إل ��ى �أن الفائ� ��ض ظ ��ل‬ ‫مرتفع� � ًا و�أ�ص ��بح يع ��ادل ‪ 33‬ف ��ي المئة م ��ن الناتج‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪ ،2012‬على رغ ��م �إرتفاع مخ�ص�ص ��ات‬ ‫الإنف ��اق الجاري‪ .‬و�أفاد وزير المال ال�ش ��يخ �س ��الم‬ ‫عبدالعزي ��ز ال�ص ��باح �أخير ًا‪ ،‬ب� ��أن الموازنة حققت‬ ‫فائ�ض� � ًا ف ��ي ال�س ��نة المالي ��ة ‪ 2013 - 2012‬يعادل‬ ‫‪ 12.7‬ملي ��ار دينار‪ .‬ويمكن �أن نع ��زو هذا الفائ�ض‬


‫وزير المال ال�شيخ �سالم عبد العزيز ال�صباح‪:‬‬ ‫الموازنة حققت فائ�ض ًا‬

‫منت�صف �أيلول (�سبتمبر) ب�أنه �سيكون في الإمكان‬ ‫�إنتاج ما ي�ص ��ل �إل ��ى ‪ 120,000‬برمي ��ل يومي ًا فقط‬ ‫بحلول ذلك الوقت‪.‬‬ ‫الت�أخي ��ر في تنفيذ خطة التنمي ��ة الوطنية للبالد ‪-‬‬ ‫الت ��ي تتطلب ‪ 110‬مليارات دوالر من الإ�س ��تثمارات‬ ‫من القطاعين العام والخا�ص‪ -‬كان له �أي�ض� � ًا ت�أثير‬ ‫على �إنجاز الم�ش ��اريع‪ .‬م�شاريع محورية مثل "مترو‬ ‫الكويت"‪ ،‬وتو�س ��يع المطار‪ ،‬وتطوير البنية التحتية‬ ‫الحيوية الأخرى مثل تو�س ��يع ميناء عميق المياه في‬ ‫جزيرة بوبيان‪ ،‬كلها ت�أثرت وت�أخر �إنجازها‪.‬‬ ‫التمهي ��د للخط ��ة كان �ض ��حية الم�ش ��احنات‬ ‫البيروقراطي ��ة والخالف ��ات بي ��ن ال�س ��لطتين‬ ‫الت�ش ��ريعية والتنفيذي ��ة‪ .‬ونتيجة لذل ��ك‪ ،‬يفيد بنك‬ ‫قطر الوطني في تقييم للإقت�ص ��اد الكويتي‪ُ ،‬ن�ش ��ر‬ ‫ف ��ي وق ��ت �س ��ابق من ه ��ذا الع ��ام‪ ،‬ب�أنه ت ��م ت�أجيل‬ ‫من ��ح عق ��ود و�أدّى ذلك �أحيان ًا �إلى �إلغاء الم�ش ��اريع‬ ‫المعتمدة �س ��ابق ًا‪ .‬وعلى هذا الأ�سا�س‪ ،‬بلغ متو�سط​​‬ ‫الإنفاق الر�أ�س ��مالي الإجمالي ف ��ي العامين الأولين‬ ‫من الخطة فقط ‪ 8‬مليارات دوالر‪� ،‬أي �أقل بكثير من‬ ‫الم�ستوى المتوخى في خطة التنمية‪ ،‬ومن المرجح‬ ‫�أن يكون �أقل من ذلك في ‪.2013 - 2012‬‬ ‫ف ��ي جانب �آخ ��ر يبدو �أن التنمية الب�ش ��رية ما زالت‬ ‫بعي ��دة من معطي ��ات التنمية الم�س ��تدامة في بلد ال‬ ‫يزال يعتمد على يد عاملة وافدة ت�شكل ‪ 84‬في المئة‬ ‫من عددها الإجمالي في البالد‪ .‬وخالل ال�س ��نوات‬ ‫الما�ض ��ية‪ ،‬وه ��ي �س ��نوات الخطة‪ ،‬تبن ��ت الحكومة‬

‫ب�ض ��غوط من �أع�ض ��اء مجل�س الأمة‪� ،‬سيا�سات رفع‬ ‫الرواتب والميزات في م�ؤ�س�سات الحكومة والقطاع‬ ‫العام‪ ،‬ما ّ‬ ‫عطل �إنخراط العمالة الوطنية في �شركات‬ ‫وم�ؤ�س�س ��ات القطاع الخا�ص‪ .‬وغني ع ��ن البيان �أن‬ ‫التوظي ��ف في القطاع العام �أ�ص ��بح عبئ ًا مهم ًا على‬ ‫الدولة‪ ،‬لي�س فقط مالي ًا بل هناك �أعباء �إقت�صادية‬ ‫�أ�سا�س ��ية وتبع ��ات �إجتماعية حي ��ث ترتفع معدالت‬ ‫البطال ��ة المق ّنع ��ة ف ��ي مختلف ه ��ذه الم�ؤ�س�س ��ات‬ ‫وتتراجع قدرات الإرتق ��اء بالإنتاجية بين العاملين‬ ‫من المواطنين‪ .‬وف�ش ��لت �سيا�س ��ة دعم العمالة في‬ ‫القط ��اع الخا�ص ف ��ي رفع ن�س ��بة العمال ��ة الوطنية‬ ‫في ��ه بعد زي ��ادات الرواتب في القط ��اع العام‪ .‬و�إذا‬ ‫كان عن�ص ��ر الرواتب والأج ��ور مهم ًا لتحديد وجهة‬ ‫المواطنين في �س ��وق العمل‪ ،‬ف�إن الأنظمة التعليمية‬ ‫ال ت ��زال عاجزة من توفير يد عاملة ماهرة تتطلبها‬ ‫من�ش� ��آت القطاع الخا�ص‪ .‬وفي هذا الم�ضمار �أ�شار‬

‫وكالة الت�صنيف "فيت�ش"‪" :‬التوقعات‬ ‫ب�إ�ستمرار الفوائ�ض النفطية عالية‬ ‫تتما�شى مع زيادة تعزيز الموازنة‬ ‫العمومية ال�سيادية‪ ،‬وهي �أقوى من �أي‬ ‫دولة خليجية‪ .‬وقد بلغ �صافي الأ�صول‬ ‫الأجنبية ال�سيادية ‪ 209‬في المئة من‬ ‫الناتج المحلي الإجمالي في نهاية العام‬ ‫‪ 2012‬ويتوقع �أن ت�صل �إلى ‪ 279‬في‬ ‫المئة بحلول العام ‪"2015‬‬

‫تقري ��ر �ص ��ندوق النقد �إلى �ض ��رورة تعزي ��ز جودة‬ ‫التعلي ��م والتدري ��ب المهني ودعم الجه ��ود الهادفة‬ ‫�إل ��ى �إنخراط الن�س ��اء في �س ��وق العم ��ل‪ .‬وبموجب‬ ‫التقارير هناك حوالى ع�ش ��رين �ألف كويتي يدخلون‬ ‫�سوق العمل للمرة الأولى �س ��نوي ًا‪ ،‬ويعني ذلك تبني‬ ‫مفاهيم جديدة للتوظيف وتح�س ��ين �ش ��روط العمل‬ ‫وتو�س ��يع عمليات التخ�صي�ص بما يزيد من م�ساحة‬ ‫عمل القطاع الخا�ص‪.‬‬ ‫من ناحية �أخرى‪ ،‬تابعت العيوب الهيكلية في و�ض ��ع‬ ‫عبء على الأداء الإقت�ص ��ادي الكويتي ‪ .‬على �سبيل‬ ‫المث ��ال ‪ ،‬الكثير م ��ن النفقات في الكويت تمت�ص ��ه‬ ‫الروات ��ب والإعان ��ات‪ .‬وفق� � ًا لبن ��ك قط ��ر الوطني‪،‬‬ ‫�إرتفعت فاتورة الرواتب ب�ش ��كل �سريع في ال�سنوات‬ ‫الأخيرة‪ ،‬بمعدل ‪ 13‬في المئة في ال�سنوات الخم�س‬ ‫حت ��ى ‪ ،2012-2011‬مدفوع ��ة بزي ��ادة روات ��ب‬ ‫المواطني ��ن الكويتيين والتو�س ��ع في �أعداد ك�ش ��وف‬ ‫المرتب ��ات‪ .‬ف ��ي حي ��ن �أن ه ��ذه ق ��د �س ��اعدت على‬ ‫تح�س ��ين �أداء قطاع الم�س ��تهلك‪ ،‬فق ��د و ّلدت عثرة‬ ‫�أمام الإنفاق على م�شاريع ر�أ�س المال‪.‬‬ ‫وفق� � ًا لمعايير دول مجل� ��س التعاون الخليجي يعتبر‬ ‫�إنف ��اق ر�أ�س المال ف ��ي الكويت منخف�ض� � ًا‪ ،‬فهو في‬ ‫�إطار خم�سة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي‬ ‫خالل ال�س ��نوات الخم�س الما�ض ��ية‪ .‬و ُيلق ��ى باللوم‬ ‫بالن�س ��بة �إل ��ى ه ��ذا الأداء ال�ض ��عيف عل ��ى القيود‬ ‫المفرو�ض ��ة على القدرات‪ ،‬والتي تعك�س مرة �أخرى‬ ‫الخلل ال�سيا�س ��ي الأو�س ��ع ف ��ي الكوي ��ت‪ .‬كان �إنفاق‬ ‫ر�أ� ��س المال في موازن ��ة ‪ 2013 - 2012‬منخف�ض� � ًا‬ ‫عن العام ال�س ��ابق‪ ،‬على الرغم م ��ن توقعات البنك‬ ‫الوطن ��ي القطري ب� ��أن نفق ��ات ر�أ�س المال �س ��وف‬ ‫تنطل ��ق لت�ص ��ل �إل ��ى �س ��بعة ف ��ي المئة م ��ن الناتج‬ ‫المحل ��ي الإجمال ��ي ف ��ي ‪� 2015-2014‬إذ �أن هناك‬ ‫تحرك ًا �إيجابي ًا لتنفيذ الم�شاريع الكبرى‪.‬‬ ‫و�ستقدم الأ�شهر ال�ستة المقبلة �صورة �أكثر و�ضوح ًا‬ ‫عل ��ى م ��ا �إذا كان ��ت الكويت ت�س ��تعد حق ًا لتح�س ��ين‬ ‫�أدائه ��ا الإقت�ص ��ادي‪ ،‬على خلفية وجود تح�س ��ن في‬ ‫المناخ ال�سيا�سي و معنويات ال�سوق عموم ًا �أقوى‪.‬‬ ‫لذلك طالما بقيت �أ�س ��عار النفط مرتفعة والكويت‬ ‫تحافظ على �إنتاجها و�ص ��ادراتها على نحو مت�ساو‪،‬‬ ‫ف�إن البالد �ستبقى معزولة عن �أي تيارات �إقت�صادية‬ ‫�إقليمية �ض ��ارة‪ .‬الكويت ال تزال ثاني �أغنى دولة في‬ ‫الخلي ��ج م ��ن حيث ن�ص ��يب الف ��رد‪ .‬ماليته ��ا قوية‪.‬‬ ‫ولكنها قد ت�ص ��بح �أكثر ثراء �إذا قدمت ال�س ��لطات‬ ‫حزم ��ة �أق ��وى م ��ن الإ�ص�ل�اح الإقت�ص ��ادي وتنفيذ‬ ‫الم�شاريع‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪37‬‬


‫الخليج العربي ¶ الكويت‬ ‫من المرجح �أن ي�أتي �إ�س ��تجابة لتعاون �أف�ض ��ل بين‬ ‫ال�س ��لطة الت�ش ��ريعية وال�س ��لطة التنفيذي ��ة‪ ،‬والذي‬ ‫�سيكون �أكثر دعم ًا للإ�صالحات والم�شاريع‪ .‬والدليل‬ ‫عل ��ى ذلك جاء في الن�ص ��ف الأول من العام ‪2013‬‬ ‫مع �إ�ص ��دار بع�ض الت�ش ��ريعات الذي ط ��ال �إنتظاره‬ ‫في �شكل "قانون ال�ش ��ركات" الجديد لتحديث بيئة‬ ‫الأعم ��ال‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ترى وكالة "فيت�ش" ب�أن تنفيذ‬ ‫خط ��ة البني ��ة التحتية المتبقي ��ة على نطاق وا�س ��ع‬ ‫بطيئة‪ ،‬يعوقها تد ّني فاعلية الحكومة‪.‬‬ ‫و�أظه ��ر تقري ��ر �ص� �ـندوق النـق ��د �أن الإئتم ��ان‬ ‫الـمـ�ص ��رفي �إرتفع في حـزيران (يـونيو) الما�ض ��ي‬ ‫بمعدل �س� �نـوي قدره ‪ 6.3‬ف ��ي المـئة‪ .‬وتتــوافر لدى‬ ‫الـمـ�صارف الـمـحلية �ســيولة مهـمة‪ ،‬ففـي نـهاية �آب‬ ‫(�أغ�س� �ـطـ�س) الـما�ض� �ـي بلـغـت قـيمــة الإيــداعـات‬ ‫‪ 34.6‬ملي ��ار دينـار (‪ 121.4‬ملي ��ار دوالر)‪ ،‬منـها‬ ‫‪ 29.8‬ملي ��ار للقـط ��اع الخـا� ��ص و ‪ 4.8‬ملي ��ارات‬ ‫للحكوم ��ة وم�ؤ�س�س ��ات القط ��اع الع ��ام‪ .‬لك ��ن ه ��ذه‬ ‫الأموال وظف منها ‪ 28.2‬مليار دينار في تمويالت‬ ‫لمختل ��ف القطاع ��ات الإقت�ص ��ادية‪ ،‬م ��ا ي�ؤك ��د �أن‬ ‫التمويالت تظل �أقل من الإمكانات المالية المتاحة‬ ‫لدى الم�ص ��ارف‪ .‬لذلك تظل �إمكانات خف�ض �سعر‬ ‫الخ�صم واردة‪.‬‬ ‫ويمكن توقع م�س ��اهمة �إقت�ص ��ادية �أق ��وى في الأجل‬ ‫القريب من �إرتفاع �أ�س ��عار النفط‪ ،‬التي تعك�س على‬ ‫حد �س ��واء "مكاف�أة الحرب"​​من النزاع في �س ��وريا‬ ‫وخف� ��ض الإنت ��اج من منتجي ��ن في "�أوبي ��ك" ليبيا‬ ‫و�إي ��ران‪ .‬وكان الإنت ��اج الكويت ��ي �أعل ��ى ه ��ذا العام‬ ‫عما كان عليه قبل �س ��نتين‪ ،‬حيث و�صل �إنتاج الربع‬ ‫الثان ��ي لعام ‪ 2013‬م ��ن النفط الخام �إلى م�س ��توى‬ ‫‪ 2.97‬مليون ��ي برمي ��ل يومي� � ًا‪ ،‬مقارن ��ة ب‪2.66‬‬ ‫مليوني برميل يومي ًا في العام ‪.2011‬‬ ‫يق ��ول كاي‪" :‬بالإ�ض ��افة �إلى �إرتفاع �أ�س ��عار النفط‪،‬‬ ‫يظ ��ل �إنت ��اج الكوي ��ت م ��ن النف ��ط عند م�س ��تويات‬ ‫مرتفعة‪ ،‬ويرجع ذلك جزئي� � ًا �إلى تحركات منظمة‬ ‫"�أوبك" لتعوي�ض �ضعف الإنتاج في ليبيا و �إيران‪.‬‬ ‫وينبغ ��ي �أن يكف ��ل ه ��ذا الو�ض ��ع م�س ��توى عالي ًا من‬ ‫العائ ��دات ه ��ذا الع ��ام‪ .‬ونح ��ن نتوق ��ع فائ�ض� � ًا في‬ ‫الموازن ��ة يبل ��غ ‪ 23‬ف ��ي المئة م ��ن النات ��ج المحلي‬ ‫الإجمالي هذه ال�س ��نة‪ ،‬وفائ�ض� � ًا �أكبر في الح�ساب‬ ‫الج ��اري بنح ��و ‪ 40‬ف ��ي المئة م ��ن النات ��ج المحلي‬ ‫الإجمالي"‪.‬‬ ‫وفي الع ��ام الفائ ��ت‪ ،‬رفع ��ت الكويت �إنت ��اج نفطها‬ ‫بعد ب�ض ��ع �سنوات من �إنخفا�ض ��ه بعد م�ؤ�شرات �إلى‬ ‫�أ�س ��عار �أ�ض ��عف في فترة م ��ا بعد �إنهيار م�ص ��رف‬ ‫‪36‬‬

‫المرجح �أن ي�ستمر الإنتاج‬ ‫"ليمان براذرز"‪ .‬ومن‬ ‫ّ‬ ‫ف ��ي الإرتفاع في العام ‪ ،2014‬م ��ع توقع باحثين في‬ ‫بنك قطر الوطني زيادة ‪ 3.3‬ماليين برميل يومي ًا‪،‬‬ ‫قبل تحقيق طم ��وح المدى الطويل برفع الإنتاج �إلى‬ ‫�أربعة ماليين برميل يومي ًا‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أداء القط ��اع النفطي ال�ص ��لب‪،‬‬ ‫ف� ��إن الكويت ال تزال عر�ض ��ة لتخفي�ض ��ات مفاجئة‬ ‫كما �ش ��هدت في �أوائل العام ‪ 2013‬عندما �إنخف�ض‬ ‫الإنتاج �إلى ‪ 2.7‬مليوني برميل يومي ًا‪.‬‬ ‫الواقع �أن مهند�سي ال�سيا�سة الإقت�صادية في الدولة‬ ‫الخليجية لم ي�ضعوا كل بي�ضهم في �سلة نفط ملونة‬ ‫واحدة‪� .‬إن قطاع الم�س ��تهلكين ّ‬ ‫يتح�ضر للإ�ستفادة‬ ‫من �سل�س ��لة م ��ن الزيادات في الفوائد‪ ،‬ف�ض�ل ً�ا عن‬ ‫�إنخفا� ��ض مع ��دالت الت�ض ��خم‪ ،‬والإج ��راءات التي‬ ‫تتخذها الحكومة لتخفيف عبء الديون‪ ،‬وفق ًا لبنك‬ ‫الكويت الوطني‪� .‬إن طفرة �أخرى تبدو وا�ض ��حة في‬ ‫نمو العمالة الذي بلغ متو�سط​​ثالثة في المئة �سنوي ًا‬ ‫عل ��ى م ��دى ال�س ��نوات الث�ل�اث حتى الع ��ام ‪.2012‬‬ ‫والمع� �دّل بالن�س ��بة �إل ��ى المواطني ��ن الكويتيين هو‬ ‫�أعلى �إذ �صل �إلى ‪ 4.6‬في المئة‪.‬‬ ‫وم ��ع ذلك‪ ،‬عل ��ى الرغم م ��ن ق ��وة �أداء القطاعات‬ ‫الإ�س ��تهالكية‪ ،‬ف�إن ه ��ذا الأمر يعود �إل ��ى حد كبير‬ ‫نتيج ��ة للزي ��ادات ف ��ي الإنف ��اق الج ��اري م ��ن قبل‬ ‫الدول ��ة بد ًال من �إزدهار القط ��اع الخا�ص الوليد‪ .‬ال‬ ‫يزال القطاع الخا�ص الكويتي �ض ��عيف ًا‪ ،‬مع الإئتمان‬ ‫المقدّم �إلى القطاع ينمو بمعدل �ض ��ئيل ن�سبي ًا ب�أقل‬ ‫من خم�سة في المئة �سنوي ًا‪.‬‬ ‫وع�ل�اوة عل ��ى ذلك‪ ،‬ف� ��إن التح�س ��ينات الت ��ي طال‬

‫وفق ًا لمعايير دول مجل�س التعاون‬ ‫الخليجي يعتبر �إنفاق ر�أ�س المال في‬ ‫الكويت منخف�ض ًا‪ ،‬فهو في �إطار خم�سة‬ ‫في المئة من الناتج المحلي الإجمالي‬ ‫خالل ال�سنوات الخم�س الما�ضية؛‬ ‫و ُيلقى باللوم بالن�سبة �إلى هذا الأداء‬ ‫ال�ضعيف على القيود المفرو�ضة على‬ ‫القدرات والتي تعك�س مرة �أخرى الخلل‬ ‫ال�سيا�سي الأو�سع في البالد‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫بور�صة الكويت‬

‫�إنتظاره ��ا لتنفي ��ذ الم�ش ��اريع ال�ض ��خمة ‪ -‬والت ��ي‬ ‫�س ��يكون لها �أثر في �إنعا�ش ن�ش ��اط القطاع الخا�ص‬ ‫�أكثر ‪ -‬ت�سير بخطوات بطيئة‪.‬‬ ‫ويق ��ول �أحد الم�ص ��رفيين ف ��ي الكوي ��ت‪" :‬لقد كان‬ ‫الإنفاق الحكومي من بي ��ن �أدنى المعدالت في دول‬ ‫مجل� ��س التعاون الخليجي‪ ،‬عندم ��ا كان من المقرر‬ ‫�أن يك ��ون �أكبر‪ .‬هناك فجوة كبي ��رة بين التخطيط‬ ‫والتنفي ��ذ‪ .‬نعم‪ ،‬هناك عدد قليل من المناق�ص ��ات‬ ‫ولك ��ن المناق�ص ��ات في �ص ��ندوق العط ��اءات لدى‬ ‫مكت ��ب ال�ش ��راكات التقني ��ة (وحدة ال�ش ��راكة بين‬ ‫القطاعين الع ��ام والخا�ص) ت�أخرت ب�ش ��كل كبير‪.‬‬ ‫�إنها ال تزال لعبة �إنتظار"‪.‬‬ ‫وت�ؤ ّث ��ر لعبة االنتظار دائم ًا في القطاع الأ�سا�س ��ي في‬ ‫البالد‪ :‬النفط والغاز‪ .‬يجب على وزير النفط الجديد‬ ‫م�صطفى ال�شمالي‪ ،‬الذي ع ّين في �آب (�أغ�سط�س)‪،‬‬ ‫التغلب على �س ��رب من العقبات �إذا كان يريد تنفيذ‬ ‫مجموعة من تراكم الم�شاريع ال�ضخمة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫م ��ن جهتها تتوقع �ش ��ركة نفط الكوي ��ت حاليا �إنتاج‬ ‫كمي ��ة �أق ��ل م ��ن النف ��ط الخ ��ام الثقي ��ل م ��ن حقل‬ ‫الرتق ��ة وكمية �أقل من النف ��ط الخفيف من الحقل‬ ‫الجورا�س ��ي بحلول الع ��ام ‪� ،2020‬أي �أقل مما كانت‬ ‫ت�أمل �أ�ص ًال‪ ،‬وفق ًا لرئي�س �شركة النفط التي تديرها‬ ‫الدول ��ة‪� .‬س ��وف ينخف� ��ض الإنت ��اج �أق ��ل بكثير من‬ ‫الخط ��ط الأ�ص ��لية (‪ 700,000‬برمي ��ل يومي ًا) من‬ ‫النف ��ط الثقيل من حقل الرتقة بحلول ‪ ،2020‬حيث‬ ‫�أعلن رئي�س �ش ��ركة نفط الكويت ها�ش ��م ها�شم في‬


‫مع مطالب وتظلمات �ضد النظام الملكي الحاكم‬ ‫في البالد‪ .‬جاء كثير منهم من الغالبية ال�ش ��يعية‬ ‫ف ��ي البالد‪ ،‬والت ��ي طالما جادلت ب�أنها مه ّم�ش ��ة‬ ‫�سيا�س ��ي ًا و�إقت�ص ��ادي ًا م ��ن قب ��ل الحكوم ��ة التي‬ ‫يقودها ال�س ّنة‪ .‬ف ّرقت قوات الأمن الإحتجاجات‪،‬‬ ‫لكنها لم تتوقف ‪� -‬إنها تج ّز�أت بب�ساطة‪ ،‬و�إنتقلت‬ ‫�إلى القرى والبلدات ال�شيعية‪.‬‬ ‫ت ّواق ��ة �إل ��ى التغيير‪ ،‬كانت المعار�ض ��ة م�س ��تعدة‬ ‫للتفاو� ��ض‪ ،‬معتب ��رة �أن تن ��ازالت �سيا�س ��ية فقط‬ ‫المحتجين في ال�ش ��وارع‪.‬‬ ‫ه ��ي الت ��ي ت�ستر�ض ��ي‬ ‫ّ‬ ‫الملك حمد بن عي�سى �آل خليفة‪ :‬دعا �إلى الحوار ولكن‪...‬‬ ‫م ��ن جهته ��ا �أرادت الحكوم ��ة �أي�ض� � ًا و�ض ��ع حد‬ ‫للإ�ض ��طرابات‪ .‬لذلك‪ ،‬في ربيع ‪� ،2011‬إفتتحت‬ ‫المحادثات في البالد‪ .‬لكن المعار�ض ��ة �إن�سحبت‬ ‫ف ��ي �ص ��يف ذل ��ك الع ��ام‪ ،‬معتب ��رة �أن الحمل ��ة‬ ‫الم�ستم ّرة �ضد �أن�صارها �أظهرت �أن المفاو�ضات‬ ‫لن ت�سفر عن �إ�صالحات حقيقية‪.‬‬ ‫م ��ع �إ�س ��تبعاد الح ��وار وو�ض ��عه خارج ال�ص ��ورة‪،‬‬ ‫�إ�س ��تمرت الإحتجاج ��ات‪ ،‬ووا�ص ��لت الحكوم ��ة‬ ‫تفريقها‪ .‬في القرى ال�شيعية في البالد على وجه‬ ‫الخ�ص ��و�ص‪ ،‬ظه ��رت لعبة القط والف� ��أر اليومية‬ ‫بي ��ن المتظاهري ��ن ال�ش ��باب وال�ش ��رطة‪ .‬و�أدى‬ ‫التطور ال�س ��لبي للأحداث �إلى هروب و�إن�صراف‬ ‫الم�س ��تثمرين الأجانب‪ ،‬وتجميد الحياة اليومية‪،‬‬ ‫ال�شيخ خالد علي عبد الله �آل خليفة‪ :‬الحل بالحوار‬ ‫وخ ّلف ��ت العديد م ��ن �إنتهاكات حقوق الإن�س ��ان‪.‬‬ ‫بع ��د ظهر كل يوم‪ ،‬كانت ت�س ��ير طوابير �ص ��غيرة والهيكلي الذي زعزع الإ�ستقرار في بلدان عربية‬ ‫م ��ن المتظاهري ��ن في معاق ��ل المعار�ض ��ة حتى مثل م�صر وليبيا‪.‬‬ ‫ت�ص ��ل قوات الأم ��ن لقمعهم‪ ،‬وذلك ب�إ�س ��تخدام مع ت�أج ��ج القلق ب�ش� ��أن م�س ��تقبل البحرين‪ ،‬كان‬ ‫الغاز الم�س ��يل للدموع والقنابل ال�صوتية‪� .‬أحيان ًا هن ��اك تف ��ا�ؤل ح ��ذر عندم ��ا �أعلن المل ��ك حمد‬ ‫تنته ��ي الإحتجاجات هناك‪ ،‬وف ��ي �أحيان �أخرى‪،‬‬ ‫يتع ّر� ��ض المتظاه ��رون لل�ض ��رب �أو ُيعت ��دى على‬ ‫�أفراد ال�شرطة‪ .‬وقد قتل �أكثر من ‪� 90‬شخ�ص ًا في‬ ‫�إ�ش ��تباكات منذ العام ‪ ،2011‬وفق ًا للنيابة العامة خالل ال�صيف‪� ،‬إقترح البرلمان �سل�سلة‬ ‫في البالد‪.‬‬ ‫من القوانين الجديدة لمكافحة الإرهاب‪،‬‬ ‫جادل الجميع من �سيا�س ��يين �إلى ديبلوما�س ��يين‬ ‫�إل ��ى ول ��ي العه ��د ب� ��أن �إع ��ادة ب ��دء الح ��وار هو وقد وافق الملك حمد عليها في وقت‬ ‫الحق‪ ،‬الأمر الذي �أعطى قوات الأمن‬ ‫المفتاح لك�س ��ر هذه الحلقة م ��ن العنف والتطور‬ ‫ال�س ��لبي للو�ض ��ع‪ .‬الإحتجاج ��ات في ال�ش ��وارع ال‬ ‫�سلطات "كا�سحة" للإعتقال و�إتهام‬ ‫يمكن �أن تقدم الإ�ص�ل�اح للمجتمعات المعار�ضة‬ ‫الم�شتبه بهم‪ ،‬كما �صدرت قرارات‬ ‫الت ��ي ت�ش ��عر بالحرمان من حقوقها‪ ،‬على �س ��بيل‬ ‫المثال‪ ،‬تر�سيم مناطق الت�صويت الإنتخابي‪ .‬كما جديدة �أي�ض ًا تمنع الجماعات ال�سيا�سية‬ ‫ال يمكن لق ��وات الأمن وحده ��ا �أن تحقق الهدوء‬ ‫من الإت�صال بال�سفارات والحكومات‬ ‫ال ��ذي يطلب ��ه رجال الأعم ��ال الذي ��ن يعانون في الأجنبية من دون موافقة وزارة الخارجية‬ ‫البحري ��ن‪ .‬وفي الوقت عينه‪ ،‬كان حلفاء المملكة‬ ‫حري�صين على �إيجاد حل لتجنب التغيير البنائي‬

‫بن عي�س ��ى �آل خليف ��ة �أن الحوار الوطني �س ��يبد�أ‬ ‫�أخير ًا في �ش ��باط (فبراير)‪�" .‬إن الحل الحقيقي‬ ‫للعديد من الق�ض ��ايا الرئي�س ��ية ال يمكن تحقيقه‬ ‫�إال من خالل توافق وطني بين جميع الم�شاركين‬ ‫ف ��ي الحوار"‪ ،‬قال وزير العدل البحريني ال�ش ��يخ‬ ‫خالد عل ��ي عبد اهلل �آل خليف ��ة‪ ،‬واحد من اثنين‬ ‫من ممثلي الحكومة في الحوار الوطني‪ ،‬رد ًا على‬ ‫�أ�سئلة بع�ض ال�صحافيين‪.‬‬ ‫مع ذلك �أثبتت المناق�ش ��ات ب�س ��رعة ب�أنها حلقة‬ ‫م�شاك�س ��ة ومثي ��رة للنزاع‪ ،‬ب ��دء ًا م ��ن تكوينها‪.‬‬ ‫م ��ا يزيد قلي�ل� ًا عل ��ى دزينتي ��ن م ��ن المندوبين‬ ‫جل�س ��وا ح ��ول الطاول ��ة‪ :‬ثل ��ث م ��ن �إئت�ل�اف من‬ ‫خم� ��س مجموعات معار�ض ��ة‪ ،‬وثلث م ��ن �إئتالف‬ ‫م ��ن الجماع ��ات الم�ؤي ��دة للحكوم ��ة‪ ،‬وثل ��ث من‬ ‫البرلمانيي ��ن الذي ��ن يع ّينه ��م المل ��ك‪ .‬وتم َّثل ��ت‬ ‫الحكوم ��ة بوزيري ��ن‪ ،‬ولك ��ن ال �أح ��د م ��ن العائلة‬ ‫الحاكمة ح�ضر‪ ،‬مما ت�سبب في �إقدام مجموعات‬ ‫على طرح ال�س� ��ؤال‪ :‬ما ه ��ي القرارات التي يمكن‬ ‫فع ًال �أن تتم في غياب ممثل عن العائلة الحاكمة؟‬ ‫مع هذا في الإعتبار‪� ،‬أ�ص� � ّرت المعار�ضة على �أن‬ ‫�أي ق ��رار ي�ؤخذ ف ��ي هذا الحوار يج ��ب �أن ُيطرح‬ ‫عل ��ى الإ�س ��تفتاء‪ ،‬وهي فكرة رف�ض ��ها المندوبون‬ ‫الآخ ��رون‪( .‬لبع� ��ض الوق ��ت‪ ،‬ظلت �شخ�ص ��يات‬ ‫معار�ضة ت�شارك في الحوار الوطني على �أمل �أن‬ ‫�أحد �أفراد الأ�س ��رة الحاكمة‪ ،‬وربما الإ�ص�ل�احي‬ ‫ول ��ي العه ��د الأمير �س ��لمان بن حم ��د �آل خليفة‪،‬‬ ‫�س ��وف يتفاو�ض معهم مبا�شرة‪ ،‬ولكن لم يحدث‬ ‫ذلك)‪.‬‬ ‫الواقع �أنه �إ�ضافة �إلى وجود خالفات حول طبيعة‬ ‫الحوار الوطني نف�س ��ه ‪ -‬التي ت�ض ��م �أي�ض ًا جدول‬ ‫الأعم ��ال الذي �س ��يكون – فقد جعل ��ت التوترات‬ ‫في ال�شارع من ال�ص ��عب بالن�سبة �إلى المندوبين‬ ‫تقديم تنازالت‪.‬‬ ‫خ�ل�ال ال�ص ��يف‪� ،‬إقت ��رح البرلم ��ان �سل�س ��لة من‬ ‫القواني ��ن الجدي ��دة لمكافح ��ة الإره ��اب‪ ،‬وق ��د‬ ‫واف ��ق الملك حم ��د عليها في وقت الح ��ق‪ ،‬الأمر‬ ‫ال ��ذي �أعطى ق ��وات الأمن �س ��لطات "كا�س ��حة"‬ ‫للإعتق ��ال و�إته ��ام الم�ش ��تبه بهم‪ .‬كما �ص ��درت‬ ‫قرارات جديدة �أي�ض ًا تمنع الجماعات ال�سيا�سية‬ ‫من الإت�ص ��ال بال�س ��فارات والحكومات الأجنبية‬ ‫م ��ن دون موافق ��ة وزارة الخارجي ��ة‪ .‬وق ��د غذت‬ ‫ه ��ذه التطورات ال�ش ��كاوى والإتهام ��ات ب�إرتكاب‬ ‫�إنته ��اكات لحق ��وق الإن�س ��ان م�ش ��ابهة لتلك التي‬ ‫� ّأجج ��ت الإحتجاج ��ات الأولى من ��ذ حوالي ثالث‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪39‬‬


‫الخليج العربي‬

‫البحرين‬

‫حتى يتح ّول الحوار �إلى �أكثر من كالم‪ ،‬القليل �سوف يتغير‬

‫هل يمكن لمفاوضات ال تملك حتى‬ ‫ّ‬ ‫جدول أعمال أن ُتحل السالم في البحرين؟‬ ‫من��ذ �أن دع��ا المل��ك حمد بن عي�س��ى �آل خليفة في �شب��اط (قبراير) الفائ��ت �إلى الحوار بي��ن المعار�ضة‬ ‫والحكوم��ة لإعادة ال�س�لام والهدوء �إلى البحري��ن‪ ،‬والعثرات تتتالى رغم �إجتماع��ات عدة عقدت لهذا‬ ‫الغر�ض منذ ذلك الحين‪ .‬ولكن هل يمكن �أن ينجح الحوار �إذا لم ي�شارك �أحد من العائلة المالكة؟‬ ‫طاولة الحوار البحريني في "مركز عي�سى الثقافي"‪:‬‬ ‫في �إنتظار عودة المعار�ضة‬

‫المنامة ‪� -‬سليم مرعي‬ ‫من ��ذ �س ��نتين‪ ،‬كان الحدي ��ث ف ��ي‬ ‫البحري ��ن كل ��ه ي ��دور ح ��ول الحوار‪.‬‬ ‫الأزم ��ة ال�سيا�س ��ية ف ��ي المملكة التي ب ��د�أت في‬ ‫خ�ض ��م "الربيع العربي" كان يمكن �أن تجد حلاّ ً ‪،‬‬ ‫لو �إ�س ��تطاع الجميع الجلو�س �إل ��ى طاولة واحدة‪.‬‬ ‫ولكن البدء بالحوار كان يبدو �أكبر عقبة‪.‬‬ ‫عل ��ى مدى الأ�ش ��هر الت�س ��عة الما�ض ��ية‪ ،‬ب ��دا �أن‬ ‫كثيري ��ن ف ��ي البحرين ق ��د فقدوا الثق ��ة في قوة‬ ‫التفاو�ض‪ .‬فق ��د �إفتتح الحوار الوطني الذي طال‬ ‫انتظاره في البالد في �شباط (فبراير) الما�ضي‪،‬‬ ‫وبعد فترة �إنقطاع‪� ،‬إ�ست�ؤنف في ‪ 30‬ت�شرين الأول‬ ‫(�أكتوب ��ر) بمن ح�ض ��ر حيث غابت المعار�ض ��ة‪.‬‬ ‫غي ��ر �أنه لم يفلح حتى الآن ف ��ي �إنتاج الكثير من‬ ‫الإجم ��اع والقرارات‪ .‬لم يو�ض ��ع حتى الآن جدول‬ ‫�أعم ��ال‪ ،‬لأن الم�ش ��اركين لم يتفق ��وا على واحد‪.‬‬ ‫"�إنن ��ا ل ��م نتحرك بو�ص ��ة واحدة �إل ��ى الأمام"‪،‬‬ ‫قال �أحمد ال�س ��اعاتي‪ ،‬وهو ع�ض ��و ف ��ي البرلمان‬ ‫ومن ��دوب ف ��ي الح ��وار‪ ،‬ملخّ �ص� � ًا المحادث ��ات‬ ‫‪38‬‬

‫حتى الآن‪" .‬لقد �أم�ض ��ينا �أكثر من �س ��بعة �أ�شهر‬ ‫ف ��ي مناق�ش ��ة ما هو تعري ��ف هذه الكلم ��ة �أو تلك‬ ‫الكلمة"‪� ،‬أ�ضاف‪.‬‬ ‫لجعل الأمور �أ�سو�أ‪ ،‬بعد �سل�سلة من الإعتقاالت في‬

‫المندوبون الباقون في الحوار‪:‬‬ ‫"�إن طاولة الحوار القائمة الآن‬ ‫هي المكان الوحيد لتحقيق‬ ‫التوافقات الوطنية الجامعة في �إطار ما‬ ‫�أن�شئت من �أجله‪ ،‬وعليه ف�إن ما ي�سمى‬ ‫بـ (تعليق) الم�شاركة ي�ؤكد عدم‬ ‫تقدير وجدية الجمعيات الخم�س‬ ‫(المعار�ضة) للدعوة لإ�ستكمال‬ ‫حوار التوافق الوطني"‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫�صفوف �أن�صارها‪ ،‬قاطعت المعار�ضة المحادثات‬ ‫ف ��ي �أيل ��ول (�س ��بتمبر) ولم تع ��د حت ��ى الآن‪� .‬أما‬ ‫الأط ��راف الأخرى فق ��د �أعطوها حت ��ى ‪ 4‬كانون‬ ‫الأول (دي�سمبر) لتقرر ماذا يجب القيام به‪.‬‬ ‫ال ت ��زال كل االط ��راف ت�ؤ ّك ��د عل ��ى �أنه ��ا ملتزمة‬ ‫م ��ن حيث المبد�أ بالحوار‪ .‬لك ��ن م�ؤيديها‪ ،‬الذين‬ ‫ي�ض ��عف �إيمانه ��م ف ��ي المحادث ��ات‪ ،‬يعتم ��دون‬ ‫�إ�س ��تراتيجيات للت�ص ��عيد الت ��ي ق ��د ت� ��ؤدي �إل ��ى‬ ‫زعزع ��ة �إ�س ��تقرار البحري ��ن وربما ت�ش� � ّل وتزيل‬ ‫ب�ش ��كل دائم فك ��رة �أن هناك ح ًال �سيا�س ��ي ًا لهذا‬ ‫البل ��د‪ .‬م ��ن جهته ��ا توا�ص ��ل المعار�ض ��ة دع ��وة‬ ‫المتظاهري ��ن �إل ��ى ال�ش ��وارع‪ ،‬يوم� � ًا بع ��د ي ��وم‪،‬‬ ‫و�أ�س ��بوع ًا بعد �أخر‪ .‬وفي المقابل ي�ضغط �أن�صار‬ ‫الحكومة م ��ن �أجل ت�ش ��ديد الإج ��راءات الأمنية‬ ‫لتهدئ ��ة الإ�ض ��طرابات‪ .‬ومجموع ��ة �ص ��غيرة من‬ ‫�شباب المعار�ضة الراديكالية �إ�ستهدفت ال�شرطة‬ ‫عل ��ى نحو �أكثر توات ��ر ًا وعنف ًا مع �أ�س ��لحة وقنابل‬ ‫بدائية ال�صنع‪.‬‬ ‫تع ��ود الأزم ��ة الحالي ��ة ف ��ي البحرين �إل ��ى العام‬ ‫‪ ،2011‬عندم ��ا ن ��زل المتظاهرون �إلى ال�ش ��وارع‬


‫الخليج العربي ¶ البحرين‬ ‫�س ��نوات‪ .‬و�أف ��ادت جماعات حقوق الإن�س ��ان عن‬ ‫مئات الغ ��ارات المنزلي ��ة والإعتق ��االت من دون‬ ‫�أم ��ر ق�ض ��ائي �أو تفوي� ��ض منذ ال�ص ��يف‪ ،‬وقالت‬ ‫�أن المعتقلي ��ن ما زالوا يتع ّر�ض ��ون للتعذيب‪ ،‬على‬ ‫الرغم من وعود الحكومة بالإ�صالح‪.‬‬ ‫وف ��ي الوقت عينه‪ ،‬هزّت �سل�س ��لة م ��ن تفجيرات‬ ‫ال�سيارات ال�ص ��غيرة العا�ص ��مة المنامة‪ .‬ونحت‬ ‫الحكوم ��ة بالالئم ��ة عل ��ى �ش ��باب م ��ن جماع ��ة‬ ‫معار�ض ��ة م ��ن دون قي ��ادة معروف ��ة حت ��ى ه ��ذا‬ ‫التاري ��خ لب ��دء الإحتجاج ��ات في الع ��ام ‪:2011‬‬ ‫�ش ��باب �إئتالف ثورة ‪� 14‬ش ��باط (فبراير)‪ .‬وقد‬ ‫�إعتقل ��ت الحكوم ��ة الع�ش ��رات من الم�ش ��تبه بهم‬ ‫ُيعتق ��د �أنهم �ش ��اركوا ف ��ي التفجي ��رات‪� .‬إذا كان‬ ‫ه� ��ؤالء الأفراد متورطي ��ن في الواق ��ع �أم ال‪ ،‬ف�إن‬ ‫�إئتالف ثورة ‪� 14‬ش ��باط (فبراي ��ر)‪ ،‬كما تُعرف‬ ‫المجموعة‪ ،‬يق ��ود بالت�أكيد حملة حرق الإطارات‬ ‫و�إلق ��اء كوكتيل المولوتوف التي �أخافت الكثيرين‬ ‫في الطائفة ال�سنية‪.‬‬ ‫بع ��د �أ�ش ��هر عدة م ��ن النقا�ش البط ��يء الخطى‪،‬‬ ‫و�ص ��لت المحادثات �إلى طريق م�س ��دود في �أيلول‬ ‫(�س ��بتمبر) نتيج ��ة م ��ا كان يحدث ف ��ي الخارج‪:‬‬ ‫�إن�س ��حبت جماعات المعار�ض ��ة بعد �إعتقال خليل‬ ‫م ��رزوق‪ ،‬نائب زعيم الكتلة ال�سيا�س ��ية ال�ش ��يعية‬ ‫المعار�ض ��ة حرك ��ة "الوفاق"‪ .‬ومن ��ذ ذلك الحين‬ ‫تم الإفراج عن مرزوق من ال�س ��جن بكفالة‪ ،‬لكن‬ ‫الموجهة �إليه لم يتم �إ�سقاطها‪.‬‬ ‫�إتهامات الإرهاب ّ‬ ‫"�إن ق ��رار تعليق م�ش ��اركتنا لي�س فقط ب�س ��بب‬ ‫القب� ��ض عل ��ى خليل‪ ،‬لك ��ن ذلك كان غي�ض� � ًا من‬ ‫في� ��ض م ��ن �سل�س ��لة م ��ن الأح ��داث في الأ�ش ��هر‬ ‫الأخيرة "‪ ،‬قال علي الأ�س ��ود‪ ،‬وهو نائب معار�ض‬ ‫�س ��ابق �إ�س ��تقال في �أوج الإ�ض ��طرابات في العام‬ ‫‪" .2011‬حت ��ى الآن‪ ،‬عل ��ى الرغ ��م م ��ن �إط�ل�اق‬ ‫�س ��راح خليل ‪� ...‬ش ��هدنا م�ؤ�ش ��رات �أكثر �س ��لبية‬ ‫لكيفية معاملة ال�س ��لطات للمعار�ض ��ة"‪� ،‬أ�ض ��اف‬ ‫الأ�سود‪ .‬مع ذلك‪ ،‬قال ال�شيخ خالد علي عبد اهلل‬ ‫�آل خليفة‪� ،‬أن المعار�ض ��ة قد "ف�ش ��لت في �إظهار‬ ‫�إ�ستعدادها للم�ش ��اركة مع الالعبين ال�سيا�سيين‬ ‫الآخرين وال �أدانت العنف"‪.‬‬ ‫و�إزاء ه ��ذه الخلفية من ت�ص ��اعد التوتر‪ ،‬ي�ص ��ر‬ ‫�أن�ص ��ار الحوار الوطني عل ��ى �أن العملية ال تزال‬ ‫تقدم الوعد بم�س ��تقبل �أكثر �إ�ستقرار ًا‪ .‬في �أواخر‬ ‫وجه المندوب ��ون الباقون بالغ ًا‬ ‫ال�ش ��هر الفائت‪ّ ،‬‬ ‫�إلى المعار�ض ��ة طالبوها بالع ��ودة الى العملية‪" :‬‬ ‫�إن طاولة الحوار القائمة الآن هي المكان الوحيد‬

‫النائب �أحمد ال�ساعاتي‪ :‬لم نتقدم بو�صة واحدة‬

‫خليل مرزوق‪� :‬إعتقاله �أدى �إلى �إن�سحاب المعار�ضة‬

‫وزير العدل البحريني ال�شيخ‬ ‫خالد علي عبد اهلل �آل خليفة‪�" :‬إن الحل‬ ‫الحقيقي للعديد من الق�ضايا الرئي�سية‬ ‫ال يمكن تحقيقه �إال من خالل توافق‬ ‫وطني بين جميع الم�شاركين‬ ‫في الحوار"‬ ‫النائب �أحمد ال�ساعاتي‪�" :‬إننا لم‬ ‫نتحرك بو�صة واحدة �إلى الأمام‪،‬‬ ‫لقد �أم�ضينا �أكثر من �سبعة �أ�شهر في‬ ‫مناق�شة ما هو تعريف هذه الكلمة‬ ‫�أو تلك الكلمة"‬

‫لتحقيق التوافقات الوطنية الجامعة في �إطار ما‬ ‫�أن�شئت من �أجله‪ ،‬وعليه ف�إن ما ي�سمى ب (تعليق)‬ ‫الم�ش ��اركة ي�ؤك ��د عدم تقدير وجدي ��ة الجمعيات‬ ‫الخم�س(المعار�ض ��ة) للدع ��وة لإ�س ��تكمال حوار‬ ‫التوافق الوطني"‪.‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك كثير م ��ن الأ�س ��ئلة التي �ش� � ّلت الحوار‬ ‫حت ��ى الآن ال ت ��زال م ��ن دون �إجابة‪ .‬على �س ��بيل‬ ‫المثال‪� ،‬أ�ص� � ّرت جماع ��ات المعار�ض ��ة دائم ًا �أن‬ ‫الق�ض ��ايا ال�سيا�سية ‪ -‬مثل �إعادة تق�سيم الدوائر‬ ‫الإنتخابي ��ة و�إنتخاب رئي�س الوزراء ( المن�ص ��ب‬ ‫ُيع َّي ��ن حالي� � ًا من قب ��ل الملك)‪ -‬يج ��ب �أن تكون‬ ‫مطروح ��ة للمناق�ش ��ة على طاولة الح ��وار‪ .‬ولكن‬ ‫الدوائ ��ر الموالي ��ة للحكوم ��ة نظ ��رت ال ��ى ه ��ذا‬ ‫ف�ض ��لت‬ ‫المنت ��دى كم ��كان ل ��ر�أب ال�ص ��دع‪ .‬لقد ّ‬ ‫التركيز على م�س ��ائل مث ��ل كيفية �إعادة ت�ش ��غيل‬ ‫عجلة الإقت�صاد المتوقفة‪ .‬ومع تجنب المعار�ضة‬ ‫المحادثات تمام ًا‪� ،‬سيكون من الم�ستحيل تقريب ًا‬ ‫�إيجاد حل و�سط ب�ش�أن هذه الم�شاكل‪.‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك‪� ،‬إذا ع ��ادت المعار�ض ��ة �إل ��ى الطاولة‬ ‫ف� ��إن المحادثات يمكنها �أي�ض� � ًا �أن تحت�ض ��ر‪� .‬إذ‬ ‫�أنه حت ��ى لو �أن الق ��ادة على طاول ��ة الحوار على‬ ‫�إ�س ��تعداد للم�ض ��ي قدم ًا للو�ص ��ول �إلى �إتفاق مع‬ ‫الحكومة‪ ،‬ف� ��إن م�ؤيديهم قد �إنتقلوا بالفعل قدم ًا‬ ‫في طريق �آخر‪ .‬وفق ًا لجا�ستن جنغلر‪� ،‬أ�ستاذ في‬ ‫معهد بحوث الم�سح الإجتماعي والإقت�صادي في‬ ‫جامع ��ة قطر‪ ،‬ف�إن كثيرين م ��ن البحرينيين غير‬ ‫را�ضين عن فكرة التو�ص ��ل �إلى نتيجة من طريق‬ ‫التفاو�ض لم�ش ��اكل بالدهم‪" .‬نظ ��ر ًا �إلى المدى‬ ‫الذي تدهورت �إليه الأمور‪ ،‬خ�صو�ص ًا ب�أن الحوار‬ ‫ال يب ��دو �أنه يدف ��ع الأمور �إلى الأم ��ام‪ ،‬ف�إن طرح‬ ‫حجة الإ�صالح تزداد �صعوبة"‪ ،‬قال جنغلر‪.‬‬ ‫ربما ت ��م و�ض ��ع توقعات عالية ب�ش ��كل م�س ��تحيل‬ ‫لعملية الحوار‪ .‬لقد �أخذت فكرة التفاو�ض نوعية‬ ‫�أ�سطورية في البحرين بحلول الوقت الذي بد�أت‬ ‫فيه المحادثات فع�ل� ًا‪ .‬وتفاءل الجميع ب�أن الحل‬ ‫قري ��ب‪ ،‬كم ��ا نهاي ��ة المتاع ��ب‪ .‬ولكن‪ ،‬م ��ع مرور‬ ‫الوقت‪� ،‬أ�ص ��بح من الوا�ضح �أن المحادثات �سوف‬ ‫تعمل وتعطي نتائج فقط �إذا كان جميع الأطراف‬ ‫ف ��ي البحرين م�س ��تعدة لتقديم تن ��ازالت كبيرة‪.‬‬ ‫لكن لم يكن هناك �أحد حتى الآن على �إ�س ��تعداد‬ ‫للقيام بذلك‪.‬‬ ‫�إلى �أن ي�صبح الحوار �أكثر من كالم ويتحول �إلى‬ ‫جدية وم�س� ��ؤولية �أكث ��ر‪ ،‬القليل �س ��وف يتغير في‬ ‫مملكة �آل خليفة‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪41‬‬


Offering you the leading brands in Ceramic tiles, Sanitary ware, Kitchen cabinets, Sarieddine has it covered. Offering you the leading brands in Ceramic Adding a touchware, of class that cabinets, turns residential or tiles, Sanitary Kitchen Sarieddine commercial property into a palatial setting. has it covered. Log on to or visit our Adding a www.sarieddine-trading.com touch of class that turns residential or new show room and see for yourself, there’s more to commercial property into a palatial setting. just living with Sarieddine. Log on to www.sarieddine-trading.com or visit our new show room and see for yourself, there’s more to just living with Sarieddine.

Design for today’s living Abu Dhabi: t. 00971 2 6776121, 6774937 Design for today’s living Al Ain: t. 00971 3 7212211, 7218883 sartest@emirates.net.ae Abu Dhabi: t. 00971 2 6776121, 6774937


‫ر�أي مراقب‬

‫اإلقتصاد المصري‪ :‬مكانك راوح!‬ ‫د‪ .‬عبداهلل نا�صر الدين*‬ ‫عل ��ى �أث ��ر ف�ش ��ل التجرب ��ة الأول ��ى بع ��د‬ ‫مرحل ��ة الرئي� ��س ح�سن ��ي مب ��ارك‪ ،‬تتجه‬ ‫الأنظ ��ار �إل ��ى الو�ض ��ع ال ��ذي �سي� ��ؤول �إلي ��ه الإقت�ص ��اد‬ ‫الم�ص ��ري بع ��د الث ��ورة الثاني ��ة‪ .‬التحديات ه ��ي ذاتها‪،‬‬ ‫�أهمه ��ا الي ��وم معالج ��ة التناق� ��ض بي ��ن �ضب ��ط العج ��ز‬ ‫المتفاق ��م في الخزين ��ة و�صعوبة تقلي�ص حجم برامج‬ ‫الدع ��م القائمة في الغذاء و الطاقة‪� ،‬إ�ضاف ًة �إلى تدني‬ ‫الإنتاجي ��ة‪ .‬بي ��د �أن التجرب ��ة الأول ��ى ل ��م تح�صل على‬ ‫الوق ��ت الكاف ��ي لمعالج ��ة ه ��ذه الم�ش ��اكل الإقت�صاديه‬ ‫الم�ستع�صي ��ة‪� ،‬إال �أن الق ��رارات المتخ ��ذة بع ��د تول ��ي‬ ‫الرئي� ��س محم ��د مر�س ��ي وم ��ن ث� � ّم الرئي� ��س الم�ؤق ��ت‬ ‫عدل ��ي من�ص ��ور للحكم ل ��م تب ُد عل ��ى ق ��در التحديات‪.‬‬ ‫م ��ا ه ��ي الأ�سب ��اب الت ��ي �أو�صل ��ت م�ص ��ر �إلى ه ��ذا الحد‬ ‫م ��ن التراجع في م�ستويات التنمي ��ة؟ وهل من مخر ٍج‬ ‫للإقت�ص ��اد الم�ص ��ري م ��ن الدوام ��ة الحالي ��ة وما هي‬ ‫العقبات �أمام تحقيق ذلك؟‬ ‫قب ��ل الدخ ��ول ف ��ي المخاط ��ر الحالية الت ��ي يواجهها‬ ‫الإقت�ص ��اد الم�ص ��ري‪ ،‬ال ب ��د �أن نتوق ��ف عن ��د النم ��ط‬ ‫الإقت�صادي الذي �ساد في العقود الأخيرة والتي يمكن‬ ‫تلخي�ص ��ه بالنه ��ج الريع ��ي‪ .‬لق ��د �إ�ستطاع ��ت الطبق ��ة‬ ‫الثرية في م�صر �أن تتزاوج مع ال�سلطة‪ ،‬بل و�أن تت�سلل‬ ‫�إليه ��ا وتر�س ��م نموذج� �اً �إقت�صادي� �اً عل ��ى قيا�سها‪ .‬و من‬ ‫�أج ��ل تف ��ادي ث ��ورات كالت ��ي ح�صل ��ت �أخي ��راً‪ ،‬خ�ص�صت‬ ‫مبال ��غ هائل ��ة تع ��ادل �أكث ��ر من خم� ��س النات ��ج المحلي‬ ‫لبرام ��ج الدع ��م و الت ��ي ه ��ي �أي�ض� �اً ا�ستف ��ادت منه ��ا‪،‬‬ ‫فم ��ا كان ��ت �س ��وى حب ��وب تهدئ ��ة بط ��ل جدواه ��ا بع ��د‬ ‫حي ��ن‪ .‬هذا النه ��ج الإقت�صادي‪� ،‬إ�ستط ��اع الحفاظ على‬ ‫العمل ��ة من خالل مداخي ��ل ال�سياحة‪ ،‬وقناة ال�سوي�س‪،‬‬ ‫والم�ساع ��دات الخارجي ��ه و بدرج� � ٍة �أق ��ل اهمي ��ة م ��ن‬ ‫ت�صدير الغاز‪.‬‬ ‫ف�شل النهج ال�سابق في �إيجاد الحد الأدنى من العدالة‬ ‫الإجتماعي ��ة و محارب ��ة الأمي ��ة التي يعان ��ي منها ثلث‬ ‫ال�شع ��ب الم�ص ��ري‪ .‬لعل ��ه كان م ��ن �أه ��م م�ؤ�ش ��رات هذا‬ ‫الف�ش ��ل التزاي ��د الهائل ف ��ي عدد ال�سكان ال ��ذي بلغ ما‬ ‫يق ��ارب ‪ 81‬ملي ��ون ن�سم ��ة في العام الفائ ��ت والذي فاق‬ ‫ن�س ��ب النم ��و الإقت�ص ��ادي‪� .‬صحي ��ح �أن ه ��ذا التزاي ��د‬ ‫ال�سكان ��ي المت�س ��ارع جع ��ل مهم ��ة النظام ال�ساب ��ق �أكثر‬ ‫�صعوب ��ة‪� ،‬إال �أن ��ه (�أي التزاي ��د ال�سكان ��ي) كان ف ��ي ذاته‬ ‫نتيج ��ة ال�سيا�س ��ات الإقت�صادي ��ة لهذا النظ ��ام‪ ،‬و الذي‬ ‫عم ��ل عل ��ى تف ��ادي �سق ��وط الطبق ��ات الفقي ��رة ف ��ي‬ ‫المجاع ��ة بدل �أن يعمل عل ��ى الإنتقال بها �إلى الطبقة‬ ‫الو�سطى عبر خلق فر�ص عمل في �إطار قانوني حديث‬ ‫يحف ��ظ حق ��وق العام ��ل الم�ص ��ري و ي�شج ��ع المواطن‬ ‫الم�ص ��ري الع ��ادي عل ��ى الإ�سثم ��ار ب ��دل �أن يردعه كما‬ ‫حا�ص ��ل حالي� �اً من خالل القواني ��ن ال�صارمة بالن�سبة‬

‫�إل ��ى الإفال� ��س‪ .‬ه ��ذا النه ��ج �أنت ��ج �أحزم ��ة فق ��ر ح ��ول‬ ‫العا�صمة‪ ،‬و التي كانت وقود الثورة‪.‬‬ ‫يمك ��ن ت�سمي ��ة العق ��د الأخير في الإقت�ص ��اد الم�صري‬ ‫بالعق ��د ال�ضائ ��ع‪ ،‬ت�سمية ُنع ��ت بها الإقت�ص ��اد الياباني‬ ‫ف ��ي العق ��د الأخي ��ر م ��ن الق ��رن الما�ضي بعدم ��ا بلغت‬ ‫ن�سب ��ة النمو الإقت�صادي فيه ‪ .٪0‬عق ٌد �ضائ ٌع لأن لدى‬ ‫الإقت�ص ��اد الم�ص ��ري ق ��درات هائل ��ة ال تق ��ل �ش�أن� �اً ع ��ن‬ ‫ال ��دول ال�صاع ��دة كال�صي ��ن‪ ،‬الهن ��د‪ ،‬البرازي ��ل‪ ،‬جنوب‬ ‫�أفريقي ��ا‪ ،‬وحت ��ى تركي ��ا ‪ ،‬والت ��ي �إ�ستطاعت ف ��ي العقد‬ ‫الأخي ��ر �أن تغي ��ر خارط ��ة العال ��م الإقت�صادي ��ة‪ .‬نتكل ��م‬ ‫هن ��ا ع ��ن م�ص ��ر‪ ،‬دول ��ة عمالق ��ة تاريخي� �اً‪ ،‬جغرافي� �اً‪،‬‬ ‫ديموغرافي� �اً‪ ،‬و ثرواتي� �اً‪ .‬فقب ��ل توج ��ه الأنظ ��ار �إل ��ى‬ ‫الخ ��ارج لإيج ��اد ذرائع الف�شل‪ ،‬للنظ ��ام الريعي ال�سابق‬ ‫الدور الأكبر ف ��ي التعثر الم�صري‪ .‬فبعد �أربعين عاماً‬ ‫من الحكم‪ ،‬خلف الرئي�س مبارك وراءه �إقت�صاداً يرزح‬ ‫�أكث ��ر م ��ن ‪ ٪25‬م ��ن �سكان ��ه تح ��ت خ ��ط الفق ��ر‪ ،‬وترك‬ ‫وراءه �شعب� �اً ال يمل ��ك الم�ؤه�ل�ات العلمي ��ة و المهارية‬ ‫لدخ ��ول ال ��دورة الإقت�صادي ��ة و زي ��ادة الإنتاجي ��ة و‬ ‫المناف�س ��ة ف ��ي الأ�س ��واق العالمي ��ة‪ ،‬و ت ��رك �إقت�ص ��اداً‬ ‫مدمناً عل ��ى الم�ساعدات الخارجي ��ه الم�شروطة‪ .‬رغم‬ ‫كل ذل ��ك الف�ش ��ل الإقت�ص ��ادي‪ ،‬فعندما تعث ��ر الرئي�س‬ ‫(المع ��زول) مر�سي بع ��د �أقل من عام‪� ،‬أح�س الكثيرون‪،‬‬ ‫خبثاً �أو جه ً‬ ‫ال‪ ،‬ب�صوابية النهج ال�سابق‪.‬‬ ‫�أم ��ا الخط ��ر الأكب ��ر الي ��وم‪ ،‬فه ��و �أن ت�ص ��اغ الخط ��ط‬ ‫الإقت�صادي ��ة الجدي ��دة من وحي تل ��ك التي �سادت قبل‬ ‫الثورة‪ .‬بمعنى �آخر‪� ،‬إع ��ادة تمو�ضع طبقة المح�سوبية‬ ‫و�إظه ��ار الو�ض ��ع الإقت�ص ��ادي الريع ��ي ال�ساب ��ق ب�صور ٍة‬ ‫جدي ��دة‪ .‬للأ�س ��ف‪ ،‬يب ��دو ه ��ذا التوج ��ه الأوف ��ر حظ� �اً‬ ‫ف ��ي ال�سن ��وات المقبل ��ة‪ .‬يحت ��اج الإقت�ص ��اد الم�ص ��ري‬ ‫�إل ��ى �إب ��داع‪� ،‬إلى حياك ��ة خطة �إقت�صادي ��ة محكمة تغير‬ ‫مكان ��ة م�ص ��ر و�شعبها في العق ��د المقب ��ل‪ .‬فالإقت�صاد‬ ‫ال�صين ��ي ل ��م ينج ��ح نتيج ��ة رخ� ��ص الي ��د العامل ��ة كما‬ ‫يعتق ��د الكثي ��رون‪ ،‬ب ��ل نتيج ��ة الإب ��داع ف ��ي �إ�ستنب ��اط‬ ‫الحل ��ول الإقت�صادي ��ة‪� ،‬س ��وا ًء من ناحية ر�س ��م الخطة‪،‬‬

‫�أو الإتق ��ان ف ��ي تطبي ��ق و توقي ��ت تفا�صيله ��ا‪ .‬يحت ��اج‬ ‫الإقت�صاد الم�صري �إلى ال�شجاعة �أي�ضاً‪ ،‬ال�شجاعة في‬ ‫مواجه ��ة الو�ض ��ع الإقت�ص ��ادي القديم العف ��ن‪� ،‬أبرزها‬ ‫يكم ��ن ف ��ي �إ�ستب ��دال برام ��ج الدع ��م الحالي ��ة ببرامج‬ ‫م�ساعدات نقدية مبا�شرة للطبقات الفقيرة‪ ،‬و تو�سيع‬ ‫رقع ��ة ال�ضرائ ��ب لت�شم ��ل المتلطي ��ن خل ��ف عالقته ��م‬ ‫ال�سيا�سي ��ة‪ .‬يب ��دو ذل ��ك ممكن� �اً بع ��د الإنتخاب ��ات‬ ‫الت�شريعي ��ة والرئا�سي ��ة ف ��ي ال�صيف المقب ��ل �إن و�صل‬ ‫�إلى �سدة الحكم �سلطة قادرة‪ ،‬تنعم بدعم �شعبي وا�سع‪.‬‬ ‫في الو�ضع الراهن‪ ،‬وحتى موعد الإنتخابات المقبلة‪،‬‬ ‫�أكث ��ر ما تحتاجه ال�سلط ��ات الم�صرية هي القدرة على‬ ‫الإيف ��اء ب�إلتزاماته ��ا الإقت�صادي ��ة للداخ ��ل و الخ ��ارج‪.‬‬ ‫�أم ��ام تراجع عائدات الدولة‪ ،‬و تراجع كافة القطاعات‬ ‫الإقت�صادي ��ة‪ ،‬ل ��ن ت�ستطي ��ع ال�سلط ��ات الم�صري ��ة‬ ‫الجدي ��دة �أن تك ��ون بمن� ��أى ع ��ن الدع ��م الخارج ��ي‪.‬‬ ‫�سي�صع ��ب عل ��ى ال�سلط ��ات الم�صري ��ة الح�ص ��ول عل ��ى‬ ‫م�ساع ��دة بقيمة ‪ 4.8‬مليارات دوالر من �صندوق النقد‬ ‫الدول ��ي الم�شروط ��ة �سيا�سي� �اً و �إقت�صادي� �اً‪� ،‬ش ��روط‬ ‫ال يمك ��ن تحقيقه ��ا ف ��ي الم ��دى المنظ ��ور‪� .‬سيا�سي� �اً‪،‬‬ ‫�سيف�ض ��ل ال�صن ��دوق ت�أجي ��ل الم�ساع ��دة �إل ��ى م ��ا بع ��د‬ ‫الإنتخاب ��ات كي يتالفى التعاون مع �سلطة لم ت�أت من‬ ‫طريق �صناديق الإقت ��راع‪� .‬إقت�صادياً‪ ،‬يحتاج ال�صندوق‬ ‫�أن ي ��رى ال�سلط ��ات الم�صري ��ة تعم ��ل و بوتي ��رة �أ�س ��رع‬ ‫عل ��ى تقلي�ص عج ��ز الموازنة المتفاق ��م مع ما يتطلب‬ ‫ذل ��ك م ��ن تقلي�ص برام ��ج الدع ��م التي يعان ��ي ال�شعب‬ ‫رغ ��م وجوده ��ا‪ .‬لق ��د كان الموق ��ف الم�ص ��ري وا�ضح� �اً‬ ‫عل ��ى ل�س ��ان وزي ��ر خارجيته ��ا الذي �أك ��د عل ��ى �إمكانية‬ ‫لج ��وء ال�سلط ��ات الم�صرية �إلى جه ��ات �أخرى في ظل‬ ‫تجمي ��د الم�ساع ��دات الأميركي ��ة‪ .‬ت ��درك ال�سلط ��ات‬ ‫الم�صرية �إ�ستحالة المهمة من دون م�ساعدة خارجية‬ ‫ف ��ي ظل التراجع الكبير ف ��ي �إحتياط العمالت‪ ،‬لذلك‬ ‫لج� ��أت م ��ن جديد �إلى جه ��ات عربية لتموي ��ل حاجتها‬ ‫بع ��د الح�ص ��ول ف ��ي �آب (�أغ�سط� ��س) المن�ص ��رم عل ��ى ‪8‬‬ ‫ملي ��ارات دوالر م ��ن ال�سعودية و الإم ��ارات و ‪ 4‬مليارات‬ ‫من الكويت‪.‬‬ ‫ال يزال مبكراً التكلم عن عودة ثقة الأ�سواق العالمية‬ ‫و �إ�ستثمارها في الأدوات المالية الم�صرية والإقت�صاد‬ ‫الم�ص ��ري‪ ،‬فتل ��ك الأ�س ��واق تحت ��اج �إل ��ى المزي ��د م ��ن‬ ‫الإ�ستق ��رار ال�سيا�س ��ي و الأمن ��ي وو�ض ��وح التوجه ��ات‬ ‫الإقت�صادي ��ة لكي تعاود اال�ستثمار‪ .‬في الوقت الحالي‪،‬‬ ‫ل ��ن يدخ ��ل القيم ��ون عل ��ى الإقت�ص ��اد الم�ص ��ري ف ��ي‬ ‫مواجه ��ة التحدي ��ات الإقت�صادي ��ة المركزي ��ة ف ��ي ظل‬ ‫الق ��درة عل ��ى الإعتم ��اد عل ��ى الخ ��ارج‪ .‬وح ��ده الأم ��ن‬ ‫ي�ستطي ��ع �إعادة الدورة الإقت�صادية و لكن مرة جديدة‬ ‫ب�أدواتها القديمة‪ .‬مكانك راوح!‬

‫* �أ�ستاذ محا�ضر في كلية الإقت�صاد في جامعة بيروت العربية‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪43‬‬


TBN MANAGEMENT LIMITED

Delivering Excellence & Total Solutions

We Provide Consultancy Services On: Water & Sanitation- Planning & Economics – Civil Engineering, Bridges and Structures – Railway Engineering … and a lot more For more information visit our website: www.tbnmanagement.com Or contact us on: Tel: +44 (0)203 286 1826, Email: info@tbnmanagement.com


‫الملك محمد ال�ساد�س‪:‬‬ ‫المغاربة معه في ق�ضية ال�صحراء‬

‫الرباط ‪ -‬ه�شام نا�صر‬ ‫منذ �ض ّمها لل�صحراء الغربية في العام‬ ‫‪� ،1975‬إ�س ��تخدمت المملك ��ة المغربية‬ ‫الحواف ��ز ت ��ارة والتهديدات طور ًا لك�س ��ب ت�أييد �أو‪،‬‬ ‫على الأقل‪ ،‬ر�ضا ال�سكان الأ�صليين‪ .‬هذا ال�سعي من‬ ‫�أجل ال�س ��لطة وال�شرعية واجهته مقاومة محلية نتج‬ ‫عنها نزاع‪ ،‬مع ذلك ف�إن �إحتمال قيام دولة م�ستقلة‬ ‫في ال�ص ��حراء الغربي ��ة ال يزال �أمر ًا غي ��ر واقعي‪.‬‬ ‫معظ ��م القوى الكبرى‪ ،‬بما فيه ��ا الواليات المتحدة‬ ‫وفرن�سا و�إ�سبانيا وبريطانيا‪ ،‬يتمنى �أن يظل الإقليم‬ ‫المتنازع عليه مغربي ًا‪ .‬وتخ�ش ��ى الحكومات الغربية‬ ‫�إمكاني ��ة قيام دولة �ض ��عيفة فا�ش ��لة �أخ ��رى‪ ،‬تعادل‬ ‫تقريب ًا م�س ��احة بريطانيا‪ ،‬والت ��ي تظهر في منطقة‬ ‫تعاني بالفعل من م�شاكل مع ّقدة من دول �ضعيفة �أو‬ ‫فا�ش ��لة فيها‪" .‬هناك فقط حفنة من بلدان �أميركا‬ ‫الالتيني ��ة و�أفريقي ��ا تحمل وجهات نظر عك�س ��ية"‪،‬‬ ‫يكت ��ب ال�ص ��حافي الإ�س ��باني المع ��روف �إغناثي ��و‬ ‫ثامبوريرو‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن المواجه ��ة بي ��ن المغ ��رب و"الجبه ��ة‬ ‫ال�ش ��عبية لتحري ��ر ال�س ��اقية الحم ��راء و ري ��و دو‬ ‫�أورو" (البولي�س ��اريو) المدعوم ��ة م ��ن الجزائ ��ر‬ ‫(وتتمرك ��ز فيه ��ا)‪ ،‬كان ��ت له ��ا بالفع ��ل عواق ��ب‬ ‫�إن�سانية و�إقت�ص ��ادية و�سيا�س ��ية كارثية عبر �شمال‬ ‫�أفريقي ��ا‪ .‬منذ بداية الحرب ف ��ي العام ‪ 1975‬حتى‬ ‫وقف �إط�ل�اق النار في العام ‪ ،1991‬ت�س� � ّبب النزاع‬ ‫�أي�ض� � ًا بت�ش ��ريد الآالف م ��ن النا� ��س (التقدي ��رات‬ ‫الحالي ��ة تختل ��ف بي ��ن ‪ 100,000‬و‪،)150,000‬‬ ‫و�أ�سفر عن م�صرع الآالف من المقاتلين‪ ،‬و�أدى �إلى‬ ‫تق�س ��يم الإقليم‪ .‬من جهة‪ ،‬منطقة مغربية �ش ��ديدة‬

‫الأمين العام الأ�سبق للأمم المتحدة خافيير بيريز دي كويالر‪:‬‬ ‫ال�صحراء الغربية‪ ...‬يجب �أن تكون مغربية‬

‫الأمين العام ال�سابق للأمم المتحدة بطر�س بطر�س غالي‪:‬‬ ‫مغربية ال�صحراء هو الحل‬

‫التح�ص ��ين‪ ،‬الت ��ي يحميها ج ��دار دفاعي (ي�س� � ّمى‬ ‫"بيرم") الذي بني في منت�ص ��ف ثمانينات القرن‬ ‫الفائت‪ ،‬ويحر�سه ‪ 150,000‬جندي‪ ،‬وت�شكل ‪ 85‬في‬ ‫المئة من الأرا�ض ��ي‪ .‬وت�سيطر البولي�ساريو من جهة‬ ‫ثانية على الم�ساحة المتبقية‪.‬‬ ‫ف ��ي �ض ��وء ع ��دم الإ�س ��تقرار المتزاي ��د في �ش ��مال‬ ‫�أفريقيا وحولها و�ص ��عوبات ال�سيطرة على الإرهاب‬ ‫والتط ��رف عب ��ر الح ��دود‪� ،‬أخ ��ذ المجتم ��ع الدولي‬ ‫يبدي �إهتمامه على نحو متزايد في نزاع ال�صحراء‬ ‫الغربي ��ة ال ��ذي ب ��ات يعتبره خط ��ر ًا محتم�ل ً�ا على‬ ‫�إ�س ��تقرار المنطق ��ة‪ .‬وق ��د ح� � ّذر الأمي ��ن الع ��ام‬ ‫للأم ��م المتحدة "بان كي مون" �أخي ��ر ًا من معاناة‬ ‫ال�ص ��حراويين في مخيمات الالجئين التي ت�سيطر‬ ‫عليه ��ا البولي�س ��اريو ف ��ي جن ��وب غ ��رب الجزائ ��ر‬ ‫وقابليته ��م للتجنيد من قبل "ال�ش ��بكات الإجرامية‬ ‫والإرهابية" ‪ .‬العديد من ال�ش ��باب ‪� ،‬أ�ض ��اف‪ ،‬يع ِّبر‬ ‫�أي�ض ًا عن "دعمه لدورات من العنف والتطرف مثل‬

‫�إ�س ��تئناف الأعمال العدائية �ض ��د المغرب"‪ .‬لدرء‬ ‫مث ��ل ه ��ذه ال�س ��يناريوهات‪ ،‬ح ��ثّ "بان ك ��ي مون"‬ ‫ك ًال من المغرب وجبهة البولي�س ��اريو �إلى الإنخراط‬ ‫"في مفاو�ضات حقيقية" و�إحت�ضان "منطق الأخذ‬ ‫والعطاء" لك�سر حلقة من الإجراءات غير المنتجة‬ ‫وردود الفعل ‪ .‬ودعا �أي�ض ��ا جميع الأطراف المعنية‬ ‫(الوالي ��ات المتح ��دة وفرن�س ��ا و�إ�س ��بانيا والمملكة‬ ‫المتحدة و رو�س ��يا) الى زيادة ال�ض ��غط لإيجاد حل‬ ‫للنزاع ‪.‬‬

‫في �ضوء عدم الإ�ستقرار المتزايد‬ ‫في �شمال �أفريقيا وحولها و�صعوبات‬ ‫ال�سيطرة على الإرهاب والتطرف عبر‬ ‫الحدود‪� ،‬أخذ المجتمع الدولي يبدي‬ ‫�إهتمامه على نحو متزايد في نزاع‬ ‫ال�صحراء الغربية الذي بات يعتبره‬ ‫خطر ًا محتم ًال على �إ�ستقرار المنطقة‬

‫عودة �إلى البداية‬ ‫بعد ثمانية وثالثين عام ًا‪ ،‬ال يبدو في الأفق �أن هناك‬ ‫ح ًال دائم ًا لل�صراع‪ .‬على الرغم من �أن التو�صل �إلى‬ ‫ملحة ف�إن الو�سيلة لتحقيق ذلك‬ ‫ت�سوية بات �ضرورة ّ‬ ‫مح ��دودة‪ .‬ال تزال الديبلوما�س ��ية طريق� � ًا محفوف ًا‬ ‫بالمخاطر والتحديات‪� .‬إن �أية محاولة لتغيير م�سار‬ ‫المفاو�ض ��ات ق ِّو َمت وووجهت ب�شرا�سة من قبل �أحد‬ ‫الطرفي ��ن‪ .‬المحاول ��ة الفا�ش ��لة للوالي ��ات المتحدة‬ ‫ف ��ي ني�س ��ان (�إبري ��ل) ‪ 2013‬لتمدي ��د والي ��ة بعث ��ة‬ ‫الأمم المتحدة للإ�س ��تفتاء في ال�ص ��حراء الغربية‬ ‫(‪ )MINURSO‬لت�شمل مراقبة حقوق الإن�سان في‬ ‫الأرا�ضي لي�ست �س ��وى �أحدث مثال على التعقيدات‬ ‫ال�سيا�سية التي تحيط بنزاع ال�صحراء الغربية‪.‬‬ ‫ه ��ذا القرار الذي ر�أته �أميركا و�إعتبرته خطوة غير‬ ‫م�ؤذي ��ة ال تتعار� ��ض م ��ع موقفها الر�س ��مي في دعم‬ ‫الحكم الذاتي ب�إعتباره �أف�ض ��ل �إط ��ار لحل النزاع‪،‬‬ ‫�إعتبره البع�ض الآخر غير مدرو�س و�س ِّيىء التوقيت‪.‬‬ ‫فقد �أعربت مجموعة �أ�ص ��دقاء ال�ص ��حراء الغربية‬ ‫(فرن�سا‪ ،‬رو�سيا‪� ،‬إ�سبانيا‪ ،‬والمملكة المتحدة) عن‬ ‫�إ�س ��تيائها لعدم �إ�ست�ش ��ارتها بهذا الق ��رار في وقت‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪45‬‬


‫المغرب العربي‬

‫المغرب‬

‫الرباط لديها عمل كثير ودور كبير لتثبيت ذلك‬

‫لماذا يجب أن تكون‬ ‫الصحراء الغربية‪ ...‬مغربية!‬ ‫ال�صحراء الغربية (‪ 266,000‬كيلومتر مربع)‪ ،‬ح�سب الأمم المتحدة‪ ،‬هي �أر�ض متنازع عليها بين المغرب‬ ‫وجبه��ة البولي�ساري��و‪ .‬ي�سيطر المغرب عل��ى ‪ %85‬منها ويق��وم ب�إدارتها ب�صفتها الأقالي��م الجنوبية‪ ،‬بينما‬ ‫ت�ش��كل المنطقة العازل��ة بين المغرب وموريتانيا ‪ %15‬من م�ساحة ال�صح��راء وتتميز بعدم وجود �سكاني‬ ‫كثي��ف‪ ،‬وت�سيطر عليها جبه��ة البولي�ساريو التي ت�أ�س�ست بدعم جزائري �سنة ‪� 1973‬أثناء �إ�ستعداد �إ�سبانيا‬ ‫للجالء من ال�صحراء على �أثر مطالبة المغرب بذلك في المحافل الدولية‪ .‬ومع تزايد عدم الإ�ستقرار في‬ ‫ال على الإ�ستقرار‬ ‫منطق��ة �شم��ال �أفريقيا وحولها ف�إن النزاع في ال�صحراء الغربية بات ي�شكّ ل خطر ًا محتم ً‬ ‫في تلك الأ�صقاع‪.‬‬ ‫مدينة العيون‪:‬‬ ‫�إ�ستثمارات مغربية‬ ‫�ضخمة فيها لم ت�ؤ ّد‬ ‫الى المطلوب‬

‫‪44‬‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬


‫ال يمك ��ن �أن تتحول �إل ��ى �أعمال عنف‪ .‬ف ��ي الواقع‪،‬‬ ‫هن ��اك جي ��ل جديد وغي ��ر متو َّق ��ع م ��ن المحتجين‬ ‫ين�ش� ��أ‪ .‬فه ��و �أق ��ل �إيديولوجي ��ة‪ ،‬ولكنه �أكث ��ر فردية‬ ‫وعنف� � ًا من الجي ��ل الأكبر‪ .‬ه ��ذه المجموعة الحرة‬ ‫ل ��م ت�ؤيد بع ��د حت ��ى الآن الإتحاد (الحك ��م الذاتي‬ ‫داخل الدول ��ة المغربية) �أو‪ ،‬الأ�س ��و�أ بالن�س ��بة الى‬ ‫المغ ��رب‪ ،‬الإ�س ��تقالل‪ .‬هذا ه ��و الجي ��ل‪ ،‬على حد‬ ‫تعبير �أحد نا�شطي حقوق الإن�سان المحليين‪ ،‬الذي‬ ‫يجعل المنطقة �أكثر عر�ض ��ة لثورات غ�ض ��ب وعنف‬ ‫مفاجئة‪.‬‬ ‫�إن �إنت�شار الظلم الإقت�صادي والتهمي�ش ال�سيا�سي‪،‬‬ ‫ال ��ذي تك َّث ��ف وت�س ��ارع م ��ن خ�ل�ال تالعب وف�س ��اد‬ ‫النخب ��ة‪ ،‬وال ��ذي تغ ّذي ��ه الإنق�س ��امات العرقي ��ة‬ ‫والتوت ��رات القبلي ��ة‪ ،‬يمك ��ن �أن يك ��ون بمثابة حافز‬ ‫ق ��وي لل�ص ��راع عل ��ى الهوي ��ة والعمل الث ��وري‪ .‬وهو‬ ‫ي�ساهم �أي�ض� � ًا في التفجر العفوي المتكرر لل�سخط‬ ‫في �أو�س ��اط ال�شباب ال�ص ��حراويين‪ .‬اال�ضطرابات‬ ‫العرقي ��ة والإهتي ��اج العني ��ف اللذان �ض ��ربا مدينة‬ ‫العي ��ون (‪ )2010‬ومدين ��ة الداخل ��ة (‪ )2011‬هما‬ ‫تذكير لكيفية �س ��رعة زوال ال�سالم الإجتماعي وكم‬ ‫هو متقلب‪.‬‬ ‫وتتفاقم التوترات �أي�ض� � ًا من خ�ل�ال �إنهيار النظام‬ ‫التقليدي وغياب وعدم وجود �أي �سلطة محلية ذات‬ ‫م�ص ��داقية‪� .‬إن المجموعات المجتمعي ��ة القانونية‬ ‫والجمعيات والهيئات الو�س ��يطة هي حتى الآن غير‬ ‫نا�ش ��طة‪ .‬وقد �أ�ض َّرت محاولة �إ�س ��تقطابها من قبل‬ ‫الدولة جد ًا ب�سمعتها وم�صداقيتها‪ .‬و�أ�ضعفت �أي�ض ًا‬ ‫م�ص ��داقية �إدارة ال�ص ��راعات التقليدي ��ة و�آلي ��ات‬ ‫الو�س ��اطة‪ .‬المجل�س الملكي الإ�ست�ش ��اري لل�ش� ��ؤون‬ ‫ال�صحراوية هو مثال عن القيادة ال�سيئة والتنظيم‬ ‫ال ��رديء للم�ؤ�س�س ��ات التي من المفتر� ��ض �أن تم ّثل‬ ‫م�ص ��الح ال�ص ��حراويين‪ .‬منذ �إن�ش ��ائها ف ��ي العام‬ ‫‪ ،2006‬ظ ّل هذا المجل�س الملكي غير ديموقراطي‪،‬‬ ‫ولجان ��ه الخم�س ل ��م تجتمع �أب ��د ًا‪ ،‬وم ��ا يقرب من‬ ‫ن�ص ��ف �أع�ض ��ائها ال‪ 144‬ال يعي� ��ش في ال�ص ��حراء‬ ‫الغربي ��ة‪ .‬وعالوة عل ��ى ذلك‪ ،‬يتم تعيين الأع�ض ��اء‬ ‫من قبل الق�صر بد ًال من �إنتخابه مبا�شرة‪ ،‬وبالتالي‬ ‫حرمانه من ال�شرعية الم�ؤ�س�سية‪.‬‬ ‫للتح ��رك �إل ��ى الأمام‪ ،‬يج ��ب �أن يتم �إع ��ادة هيكلة‬ ‫هيئ ��ات المجل� ��س الملك ��ي الإ�ست�ش ��اري لل�ش� ��ؤون‬ ‫ال�صحراوية بطريقة تعك�س الم�س ��اءلة الإنتخابية‪،‬‬ ‫والق ��رب والجوار‪ ،‬وال�ش ��فافية‪ .‬م ��ن دون جماعات‬ ‫ونخب �سيا�س ��ية قوية ذات م�صداقية تمثل م�صالح‬ ‫ال�صحراويين‪ ،‬ف�إنه �سيكون من الم�ستحيل الم�ضي‬

‫الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون‪:‬‬ ‫تحذير من خطر معاناة الالجئين ال�صحراويين في الجزائر‬

‫قدم� � ًا في العملي ��ة الإنتقالي ��ة نحو الحك ��م الذاتي‬ ‫الإقليمي لل�صحراء الغربية‪.‬‬

‫ال�س�ؤال هنا‪ :‬ما هي الخطوة التالية؟‬ ‫الواق ��ع �أن ��ه يجب عل ��ى المغ ��رب �أن يب ِّين بو�ض ��وح‬ ‫قواعده وت�صميمه الخا�ص لترتيب وتنظيم �أرا�ضيه‬ ‫في ال�صحراء الغربية ‪ .‬لقد حان الوقت للرباط كي‬ ‫تفي بوعودها لتح�س ��ين �إدارته ��ا للمنطقة و �إعداد‬ ‫الإقليم للحكم الذاتي‪.‬‬ ‫الأولوية الق�صوى بالن�سبة الى معظم ال�صحراويين‬ ‫تكمن في حكم ذاتي حقيقي‪ ،‬بما في ذلك تح�س ��ين‬ ‫فر�ص الح�ص ��ول على الموارد الطبيعي ��ة و �إدارتها‬ ‫‪� .‬إن �إ�س ��تثمارات المغرب ال�ض ��خمة (ما يقرب من‬ ‫‪ 3‬ملي ��ارات دوالر فق ��ط للبني ��ة التحتية الأ�سا�س ��ية‬ ‫الحرج ��ة) لم تع� �زّز التنمية الم�س ��تدامة‪ .‬بد ًال من‬

‫خافيير بيريز دي كويالر‪،‬‬ ‫الأمين العام الخام�س للأمم المتحدة‪:‬‬ ‫"لم �أكن �أبد ًا مقتنع ًا ب�أن الإ�ستقالل‬ ‫�سي�ؤدي الى م�ستقبل �أف�ضل ل�سكان‬ ‫ال�صحراء الغربية‪ ...‬الحل الواقعي‬ ‫الوحيد هو في �أن تكون ال�صحراء‬ ‫الغربية متكاملة كبنية م�ستقلة‬ ‫داخل المملكة المغربية"‬

‫ذلك ‪ ،‬ف�إنها قد �س ��اهمت في تعزيز نظام الف�س ��اد‬ ‫التقلي ��دي‪ ،‬حيث زعماء ووجه ��اء القبائل المحلية‪،‬‬ ‫والم�ؤ ّث ��رون م ��ن الالجئي ��ن ال�ص ��حراويين الذين‬ ‫ف� � ّروا من البولي�س ��اريو ‪ ،‬والم�س� ��ؤولون المنتخبون‪،‬‬ ‫يح�ص ��لون على �أق�ص ��ى و�أهم الفر�ص الإقت�صادية‬ ‫وال�سيا�س ��ية ‪ .‬يكاد الإقليم يعتمد �إعتماد ًا كلي ًا على‬ ‫المعون ��ات والم�س ��اعدة الإجتماعي ��ة م ��ن الدول ��ة‪.‬‬ ‫وت�ستهدف برامج الم�س ��اعدات المبا�شرة ‪34,000‬‬ ‫�شخ�ص من ال�صحراويين‪ ،‬بموازنة قدرها �أكثر من‬ ‫‪ 68‬مليون دوالر‪ .‬وهذا يم ّثل ن�ص ��ف موازنة المعونة‬ ‫المخ�ص�ص ��ة للمغ ��رب وح ��ده ‪ .‬من جهة‬ ‫الوطني ��ة‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫�أخ ��رى تك ّر�س الدول ��ة المغربية �أي�ض� �ا ‪ 535‬مليون‬ ‫دوالر �س ��نوي ًا لمكافحة الفقر في ال�صحراء الغربية‬ ‫من خالل الم�س ��اعدات المبا�شرة وغير المبا�شرة‪.‬‬ ‫�إن الم�ش ��كلة الرئي�سية لي�ست بال�ضرورة عدم وجود‬ ‫الموارد والإ�س ��تثمار بل الغمو�ض‪ ،‬والهدر‪ ،‬والتوزيع‬ ‫غير العادل‪.‬‬ ‫ف ��ي وقت �س ��ابق م ��ن هذا الع ��ام‪� ،‬أ�ص ��در المجل�س‬ ‫الإقت�ص ��ادي والإجتماع ��ي والبيئ ��ي‪ ،‬وهو م�ؤ�س�س ��ة‬ ‫�إ�ست�ش ��ارية م�س ��تقلة للحكوم ��ة المغربي ��ة‪ ،‬تقري ��ر ًا‬ ‫�ش ��ام ًال حول الأ�سباب الجذرية للم�شاكل ال�سيا�سية‬ ‫والإجتماعية والإقت�ص ��ادية التي تواجه ال�ص ��حراء‬ ‫الغربي ��ة‪ .‬وه ��ذه هي الم ��رة الأولى التي ي�س ��مح بها‬ ‫للجنة ب�أن تحقق وتج ��ري مقابالت وتعمل من دون‬ ‫عوائق في الإقليم‪ .‬التقرير الذي كان �صريح ًا ب�شكل‬ ‫غير عادي ك�س ��ر العديد من المحرمات‪ .‬الواقع �أن‬ ‫الإعالن عن التقرير وجعله عام ًا �أي�ض� � ًا يك�شف عن‬ ‫�إدراك متزاي ��د ف ��ي الدوائر الحكومي ��ة في الرباط‬ ‫�أن الإنفتاح وال�ش ��فافية فقط يمكنهما �أن ي�س ��اعدا‬ ‫في الت�ص ��دي للتحديات الإجتماعية والإقت�ص ��ادية‬ ‫الهائلة في الإقليم‪.‬‬ ‫التح� � ّول عين ��ه يمك ��ن ر�ؤيته ف ��ي ما يتعل ��ق بحقوق‬ ‫الإن�س ��ان‪� .‬إن �إن�ش ��اء المجل� ��س الوطن ��ي الم�س ��تقل‬ ‫لحقوق الإن�سان في ‪ 2011‬وتعزيز دوره و�صالحياته‬ ‫ف ��ي التحقي ��ق يم ّثل خط ��وة �أولى في هذا ال�ص ��دد‪.‬‬ ‫لدى ه ��ذا المجل�س الآن لجان �إقليمية التي تر�ص ��د‬ ‫ب�ش ��كل م�س ��تقل حالة حقوق الإن�سان‪ ،‬والتحقيق في‬ ‫ال�شكاوى‪ ،‬و�إ�صدار التقارير الخا�صة‪ .‬في ال�صحراء‬ ‫الغربية وحدها‪ ،‬تم ت�ش ��كيل ثالث لجان �إقليمية في‬ ‫�ص ��يف ‪ .2011‬وتم ّيزت عملية الإختيار بال�شفافية‪،‬‬ ‫و�إن لم تكن �شاملة للجميع‪ .‬وي�ؤكد بع�ض النا�شطين‬ ‫�أنه تم �إختيار عدد قليل جد ًا من دعاة الإ�س ��تقالل‪.‬‬ ‫تو�س ��ع هذه الجهود‬ ‫حالي� � ًا‪ ،‬من الأهمي ��ة بمكان �أن ّ‬ ‫م ��ن قبل المجل�س ويت ��م تعميقها‪ .‬كما يجب �أي�ض� � ًا‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪47‬‬


‫المغرب العربي ¶ المغرب‬ ‫مهم من ع ��دم اليقين في �ش ��مال �أفريقيا ومنطقة‬ ‫ال�س ��احل‪" .‬لقد كان التوقيت �سيئ ًا‪ ،‬والإ�ستراتيجية‬ ‫خاطئة"‪ ،‬قال ديبلوما�س ��ي فرن�سي رفيع الم�ستوى‪.‬‬ ‫وبرز ع ��دم الإرتي ��اح عينه ف ��ي �إ�س ��بانيا‪ ،‬التي من‬ ‫الناحي ��ة النظري ��ة كان ينبغي �أن تك ��ون �أكثر تق ّب ًال‬ ‫للخط ��ة الأميركي ��ة‪ .‬تاريخي� � ًا‪ ،‬م ��ن المع ��روف �أن‬ ‫حكومات يمين الو�س ��ط‪ ،‬مثل الحكومة التي يقودها‬ ‫الحزب ال�ش ��عبي الحاكم حالي ًا في مدريد‪ ،‬تم ّيزت‬ ‫دائم� � ًا بعالقاتها المتوترة مع المغ ��رب‪ ،‬وتميل �إلى‬ ‫�أن تكون �أكثر تعاطف ًا مع جبهة البولي�س ��اريو‪ .‬ولكن‬ ‫ب�س ��بب الأزمة الإقت�صادية الم�ست�ش ��رية في البالد‬ ‫والبطالة التي و�صلت الى م�ستويات قيا�سية ‪ّ ،‬‬ ‫ف�ضلت‬ ‫�إ�س ��بانيا عدم �إلحاق ال�ضرر بعالقاتها الإقت�صادية‬ ‫العميق ��ة م ��ع المغرب‪ .‬ورو�س ��يا من جهته ��ا‪ ،‬ج ّراء‬ ‫�ش ��عورها بالقلق �إزاء حدوث �س ��ابقة بالن�س ��بة الى‬ ‫النزاع ��ات الإقليمية الأخ ��رى‪ ،‬كانت لها �أ�س ��بابها‬ ‫الخا�ص ��ة المحلية لمعار�ض ��ة المب ��ادرة الأميركية‪،‬‬ ‫على الرغم من ال�ضغط القوي الذي مار�سته عليها‬ ‫الجزائر‪� ،‬أقرب حليف �سيا�س ��ي و�إقت�صادي لها في‬ ‫�شمال �أفريقيا‪.‬‬ ‫نظ ��ر ًا الى ق ��رب قارتهم م ��ن ال�ص ��حراء الغربية‪،‬‬ ‫كثي ��رون ف ��ي �أوروب ��ا ال يري ��دون �أن يح ّر�ض ��وا على‬ ‫ع ��دم الإ�س ��تقرار والإ�ض ��طراب ف ��ي ال�ص ��حراء‬ ‫ال�شا�سعة‪ .‬وكما الحظ جيم�س بادكوك من �صحيفة‬ ‫"البايي�س" الإ�سبانية بعد �أعمال ال�شغب العنيفة في‬ ‫ت�ش ��رين الثاني (نوفمبر) ‪ 2010‬في مدينة العيون‪،‬‬ ‫ب� ��أن "هن ��اك �إحتمال �إن ��زالق منطقة عل ��ى هام�ش‬ ‫جن ��وب �أوروب ��ا �إل ��ى فو�ض ��ى مدني ��ة‪ .‬و�إذا تم منح‬ ‫جبهة البولي�س ��اريو التي تدعمه ��ا الجزائر رغباتها‬ ‫بالإ�س ��تقالل من دون قوة ع�س ��كرية كبرى م�س�ؤولة‬ ‫ع ��ن االمن‪ ،‬ف�إن ذلك �س ��يكون م�ص ��در قل ��ق كبير ًا‬ ‫للغرب"‪.‬‬ ‫في المغرب‪� ،‬إجتاحت موجة من القومية المتزايدة‬ ‫الب�ل�اد‪ .‬ربما لي� ��س منذ العام ‪ ،1975‬عندما �ض ��م‬ ‫المغ ��رب ال�ص ��حراء الغربي ��ة التي �إعتبره ��ا دائم ًا‬ ‫ج ��زء ًا من �أرا�ض ��يه‪ ،‬عرفت المملكة تعبئة �ض ��خمة‬ ‫م ��ن ال�س ��كان والنخب ��ة ال�سيا�س ��ية دعم� � ًا للنظ ��ام‬ ‫الملكي بمثل هذا الحجم لإحباط "مكيدة الواليات‬ ‫المتح ��دة"‪ .‬بالن�س ��بة ال ��ى الرباط‪ ،‬ت�س ��ليم �إدارة‬ ‫حقوق الإن�سان �إلى نظام و�صاية دولية كان يمكن �أن‬ ‫يكون الخطوة الأولى نحو تمزيق البالد‪ .‬لقد �إعتبر‬ ‫المغ ��رب‪ ،‬ب�إن اله ��دف المقبل لجبهة البولي�س ��اريو‬ ‫وم�ؤيديها كان �سيكون الموارد الطبيعية‪.‬‬ ‫�إعتق ��دت الوالي ��ات المتحدة ب�أن دع ��م قرارها من‬ ‫‪46‬‬

‫الجنرال الجزائري خالد نزار‪:‬‬ ‫�آخر �شيء تحتاج �إليه منطقة �شمال �أفريقيا هو تجزئة �أكثر‬

‫خالل مجل�س الأمن الدولي من �ش�أنه ك�سر الجمود‪،‬‬ ‫ب ��د ًال من ذلك‪ ،‬ف�إن ال�ص ��راع عاد �إلى المربع الأول‬ ‫ونقط ��ة البداية‪ .‬الك ��رة الآن في ملعب المغرب‪ .‬في‬ ‫مقاب�ل�ات �أجري ��ت �أخير ًا ف ��ي ال�ص ��حراء الغربية‬ ‫والرباط‪ ،‬كان وا�ضح ًا ب�أن الوعي حول الحاجة �إلى‬ ‫معالجة مظالم الحقوق االجتماعية واالقت�ص ��ادية‬ ‫والب�شرية كان المح ّرك الرئي�س للإحتجاجات‪.‬‬ ‫حت ��ى وق ��ت قري ��ب ج ��د ًا‪ ،‬ب ��دا كب ��ار الم�س� ��ؤولين‬ ‫المغارب ��ة غافلين عن ال�ض ��رر الذي تو ّلده م�ش ��اكل‬ ‫حقوق الإن�س ��ان‪ ،‬وتزايد ال�ش ��عور بال�ض ��يق والتوتر‬ ‫الإجتماعيي ��ن‪ ،‬وكي ��ف �أ ّثر ذلك على �ص ��ورة البالد‬ ‫وم�ص ��داق َّيتها‪ .‬من ��ذ �أن قدم ��ت خطته ��ا الواع ��دة‬ ‫بالحكم الذاتي الخا�ص للأرا�ضي في العام ‪،2007‬‬ ‫تراجعت ال�س ��لطات المغربية ووقعت في فخ الر�ضا‬ ‫الذاتي وال�س ��رور والف ��رح من مدح الق ��وى الغربية‬

‫عدم قدرة البولي�ساريو على‬ ‫ت�أجيج ثورة �شعبية �ضد الحكم‬ ‫المغربي ال يعني �أن المعار�ضة‪ ،‬مع‬ ‫ذلك‪ ،‬ال يمكن �أن تتحول �إلى �أعمال‬ ‫عنف‪ .‬في الواقع‪ ،‬هناك جيل جديد‬ ‫وغير متو َّقع من المحتجين ين�ش�أ‪ .‬فهو‬ ‫�أقل �إيديولوجية‪ ،‬ولكنه �أكثر فردية‬ ‫وعنف ًا من الجيل الأكبر‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫الكب ��رى لنهجه ��ا الإ�س ��تيعابي الجديد في ت�س ��وية‬ ‫ال�صراع‪.‬‬ ‫المغرب‪ ،‬على حد تعبير الباحث الإ�س ��باني برنابي‬ ‫لوبيز غار�س ��يا‪� ،‬أخط�أ في الإفترا�ض �أن الم�ساعدة‬ ‫من الو�سطاء المحليين‪ ،‬ودعم التنمية الإقت�صادية‬ ‫الدولي ��ة لخطة الحكم الذاتي للإقليم من �ش� ��أنهما‬ ‫�أن يكونا كافيين للح�صول على الإعتراف القانوني‬ ‫بحيازة �أرا�ض ��يه وقبول ال�س ��كان المحليين لحكمه‪.‬‬ ‫عل ��ى هذا النحو‪ ،‬ف�ش ��لت الرباط ف ��ي الإدراك ب�أن‬ ‫الإخف ��اق في تح�س ��ين حقوق الإن�س ��ان والم�س ��اءلة‬ ‫ب�س ��رعة‪ ،‬والإدارة غي ��ر ال�ش ��فافة عل ��ى الإط�ل�اق‬ ‫للم ��وارد‪ ،‬م ��ن �ش� ��أنها �أن ت�ؤث ��ر عل ��ى �ص ��ورتها في‬ ‫الخ ��ارج‪� .‬إن موقفه ��ا المت�ش� �دّد �ض ��د المر ِّوجي ��ن‬ ‫للإ�س ��تقالل‪ ،‬ورف� ��ض �إ�ض ��فاء ال�ش ��رعية عل ��ى‬ ‫جمعياته ��م‪ ،‬والتردد في تنفي ��ذ الجهوية المتقدِّ مة‬ ‫غ ّذت الإنتقادات المحلية والدولية لها‪ .‬في الواقع‪،‬‬ ‫من ��ذ العام ‪� ،2005‬إ�س ��تخدمت جبهة البولي�س ��اريو‬ ‫�إنتهاكات حقوق الإن�س ��ان و�س ��وء �إدارة الموارد في‬ ‫ال�ص ��حراء الغربي ��ة لك�س ��ب الت�أييد ف ��ي المحافل‬ ‫الدولية ودعم ق�ضيتها من �أجل الإ�ستقالل‪.‬‬

‫الطبيعة المتغ ّيرة للمعار�ضة‬ ‫كانت المظالم الإجتماعية والإقت�صادية وال�سيا�سية‬ ‫حتى الآن وراء �إ�ش ��عال ال�صراع ودفع ال�صحراويين‬ ‫الأ�ص ��ليين ال ��ى المطالب ��ة بالإ�س ��تقالل‪ .‬لقد عمل‬ ‫�ش ��تات ال�ص ��حراويين والالجئين عبر الحدود في‬ ‫الجزائ ��ر ال ��ى ت�أجي ��ج المظال ��م التي يعان ��ي منها‬ ‫�أقاربه ��م في المنطق ��ة الخا�ض ��عة لإدارة المغرب‪،‬‬ ‫الأم ��ر الذي �س ��اهم في ت�س ��هيل المعار�ض ��ة‪ .‬دعاة‬ ‫الإ�ستقالل المحليون‪ ،‬مثل النا�شطان �أمينتو حيدار‬ ‫وعل ��ي �س ��الم التامك‪ ،‬كالهما على حد �س ��واء ولدا‬ ‫خارج الأرا�ض ��ي المتنازع عليها‪ ،‬يحاوالن بن�ش ��اط‬ ‫ح�ش ��د �س ��خط وغ�ض ��ب مجتمعهما‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إن‬ ‫قدرتهم ��ا عل ��ى ت�ش ��كيل خط ��اب الإ�س ��تقالل وخلق‬ ‫�إ�س ��تراتيجية ف ّعال ��ة داخل الأرا�ض ��ي التي ي�س ��يطر‬ ‫عليه ��ا المغرب ما زالت مح ��دودة‪ .‬وقد تج ّلى ذلك‬ ‫م ��ن خ�ل�ال الإقب ��ال ال�ض ��عيف للمحتجي ��ن الذين‬ ‫خرجوا �إلى ال�ش ��وارع ف ��ي العيون في �أي ��ار (مايو)‬ ‫الفائت ل�صالح الخطة الأميركية‪ .‬وت�شير تقديرات‬ ‫�س ��خية الى �أن عدد الذين �ش ��اركوا من المحتجين‬ ‫تراوح بين ‪� 1,000‬إلى ‪ ،2,000‬من �أ�صل عدد �سكان‬ ‫يبلغ ‪ 250,000‬ن�سمة‪.‬‬ ‫عدم قدرة البولي�ساريو على ت�أجيج ثورة �شعبية �ضد‬ ‫الحكم المغرب ��ي ال يعني �أن المعار�ض ��ة‪ ،‬مع ذلك‪،‬‬


‫المغرب العربي ¶ المغرب‬ ‫دعم برامج بناء الثقة مع ال�ش ��رطة ومكافحة ثقافة‬ ‫الإفالت من العقاب ال�س ��ائدة ج ّراء �س ��وء ال�سلوك‬ ‫م ��ن جانب قوات الأمن‪ ،‬ف�ض�ل ً�ا عن نظام �ش ��كاوى‬ ‫اللجان الإقليمية الم�س� ��ؤولة عن التعامل مع مزاعم‬ ‫�إنتهاكات ال�شرطة‪.‬‬ ‫في مقابالت �أُجريت في الرباط والعيون والداخلة‪،‬‬ ‫�إعت ��رف بع� ��ض �س ��لطات الدول ��ة والم�س� ��ؤولين‬ ‫المحليين المنتخبين ب�أنه يجب القيام بالمزيد من‬ ‫�أجل حماي ��ة حرية التعبير‪ .‬هن ��اك �إدراك ب�أن قمع‬ ‫الآراء المعار�ض ��ة من �ش� ��أنه �أن ال ي�س ��اعد الق�ضية‬ ‫المغربية‪ .‬الديموقراطية وحدها فقط ت�ستطيع‪.‬‬

‫الطريق �إلى الأمام‬ ‫الواق ��ع �أن التحدي ��ات المقبل ��ة كبي ��رة ومه َّم ��ة‬ ‫و�أ�سا�س ��ية‪� .‬إن عملية التوفيق بين النا�س والحكومة‬ ‫بد�أت لتوها‪ .‬في ني�س ��ان (�إبريل) ‪ ،2013‬كان ف�شل‬ ‫محاولة الواليات المتحدة لتو�سيع نطاق والية البعثة‬ ‫كي ت�ش ��مل مراقبة حقوق الإن�س ��ان في ال�ص ��حراء‬ ‫الغربية‪ ،‬بمثابة تحذير �إلى المغرب للعمل ب�س ��رعة‬ ‫لتحقيق وعوده لتح�سين حقوق الإن�سان وممار�سات‬ ‫الحوكمة في الإقليم‪.‬‬ ‫في مناق�ش ��ات م ��ع كبار الم�س� ��ؤولين ف ��ي الرباط‪،‬‬ ‫يمك ��ن �إكت�ش ��اف بع�ض الإ�س ��تعداد للنق ��د الذاتي‪.‬‬ ‫الحقيقة �أن توبيخ الوالي ��ات المتحدة منح المغرب‬ ‫فر�ص ��ة �إع ��ادة تقيي ��م وتقويم وت�ص ��حيح م�س ��اره‪.‬‬ ‫م�ؤي ��دو المغ ��رب الغربي ��ون‪ ،‬وخ�صو�ص� � ًا الوالي ��ات‬ ‫المتح ��دة وفرن�س ��ا‪ ،‬يمكنهم الم�س ��اعدة في تعجيل‬ ‫عملي ��ة الت�ص ��حيح الذاتي من طريق ح ��ثّ الرباط‬ ‫على �أن تبد�أ ب�س ��رعة نقل ال�س ��لطة ال�سيا�س ��ية �إلى‬ ‫الإقليم‪ ،‬وتكري�س حماية الحريات المدنية والتثبت‬ ‫ب� ��أن �إ�س ��تغالل الم ��وارد الطبيعية ف ��ي الواقع يفيد‬ ‫ال�سكان المحليين‪.‬‬ ‫�إذا ت � ّ�م �إح ��راز تق ��دم‪ ،‬ف�إن ��ه �س ��يكون عل ��ى ق ��دم‬ ‫الم�س ��اواة‪� ،‬إن ل ��م يك ��ن �أكثر �أهمية‪ ،‬لت�س ��ويق وبيع‬ ‫�إقتراح مفا�ض ��لة المغرب لل�ص ��حراويين الغربيين‬ ‫المت�شككين‪ .‬تك�شف ع�شرات المقابالت في العيون‬ ‫والداخل ��ة عن �أن معظم ال�ص ��حراويين الأ�ص ��ليين‬ ‫هم �إم ��ا غير ّ‬ ‫مطلعي ��ن على تفا�ص ��يل خطة الحكم‬ ‫الذات ��ي �أو فق ��ط ال يثق ��ون ب� ��أن المغرب ج ��اد في‬ ‫دعوات ��ه لمنح الحك ��م الذاتي للإقليم‪� .‬إن ت�س ��يي�س‬ ‫ق�ضايا حقوق الإن�سان كما يفعل �أن�صار البولي�ساريو‬ ‫�أم ��ام المجتمع الدول ��ي لن يحل ال�ص ��راع‪ ،‬كما لن‬ ‫تج ��دي نفع ًا محاوالت مقاطعة المنتجات الآتية من‬ ‫ال�ص ��حراء الغربية �أو منع تنمية الموارد الطبيعية‪.‬‬

‫مظاهرات ت�أييد للملك المغربي‪ :‬المغرب كله م�ؤيد ل�سيا�سة عاهله‬

‫هذا �سوف ي�ضر فقط ال�سكان المحليين‪.‬‬ ‫ديبلوما�س ��ي ًا‪ ،‬ف� ��إن مالم ��ح ح ��ل ن ��زاع ال�ص ��حراء‬ ‫الغربي ��ة معروف ��ة‪ .‬ف ��ي الواق ��ع‪ ،‬فق ��د وردت عل ��ى‬ ‫ل�س ��ان خافيي ��ر بيري ��ز دي كوي�ل�ار‪ ،‬الأمي ��ن العام‬ ‫الخام� ��س للأمم المتح ��دة‪" .‬لم �أكن �أب ��د ًا مقتنع ًا‬ ‫ب�أن الإ�ستقالل �س ��ي�ؤدي الى م�ستقبل �أف�ضل ل�سكان‬ ‫ال�ص ��حراء الغربية "‪ ،‬كتب ف ��ي مذكراته في العام‬

‫جيم�س بادكوك في‬ ‫�صحيفة "البايي�س" الإ�سبانية ‪:‬‬ ‫"هناك �إحتمال �إنزالق منطقة على‬ ‫هام�ش جنوب �أوروبا �إلى فو�ضى‬ ‫مدنية‪ .‬و�إذا تم منح جبهة البولي�ساريو‬ ‫التي تدعمها الجزائر رغباتها‬ ‫بالإ�ستقالل من دون قوة ع�سكرية‬ ‫كبرى م�س�ؤولة عن االمن‪ ،‬ف�إن ذلك‬ ‫�سيكون م�صدر قلق كبير ًا للغرب"‬

‫‪" .2006‬عددهم‪ ،‬كيفما عدّ‪ ،‬هو �أقل من ‪،150,000‬‬ ‫وف�ض ًال عن ودائع الفو�سفات فالأر�ض فقيرة‪ ،‬وتقدم‬ ‫�إحتم ��االت �ض ��ئيلة الج ��دوى كبلد م�س ��تقل‪ .‬كما �أن‬ ‫القيادة ال�سيا�س ��ية التي هي موجودة لي�س ��ت مثيرة‬ ‫للإعج ��اب‪ ،‬وفي بع�ض الحاالت لي�س ��ت �ص ��حراوية‬ ‫في الأ�صل"‪ .‬الحل الواقعي الوحيد‪� ،‬أ�ضاف‪ ،‬هو في‬ ‫�أن تكون ال�ص ��حراء الغربية متكاملة كبنية م�ستقلة‬ ‫داخ ��ل المملك ��ة المغربية‪ .‬هذا كان �س ��يوفر الكثير‬ ‫من الأرواح وقدر ًا كبير ًا من المال"‪.‬‬ ‫الت�ش ��خي�ص عينه كان �أي�ض ًا لخلفه‪ ،‬بطر�س بطر�س‬ ‫غالي‪ ،‬الذي �إعترف ب�أن �إجراء �إ�ستفتاء على تقرير‬ ‫الم�ص ��ير يمكن �أن ال يحدث �أبد ًا‪� .‬إيريك جن�س ��ن‪،‬‬ ‫م�س ��اعد الأمين العام للأمم المتحدة ورئي�س بعثة‬ ‫الأم ��م المتح ��دة (‪ ،)1998-1994‬وبرن ��ار ميي ��ه‪،‬‬ ‫وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ال�سابق لعمليات‬ ‫حفظ ال�سالم (‪ ،)2000-1997‬وبيتر فان وال�سوم‪،‬‬ ‫المبعوث ال�شخ�ص ��ي للأمين العام للأمم المتحدة‬ ‫لل�ص ��حراء الغربي ��ة (‪ ،)2008-2005‬و�ص ��لوا‬ ‫كلهم �إلى الإ�س ��تنتاج نف�س ��ه‪ .‬كما �أع ��رب في العام‬ ‫‪ 2003‬الجن ��رال المتقاعد الجزائ ��ري‪ ،‬خالد نزار‪،‬‬ ‫�أح ��د المدافعين القويين ال�س ��ابقين عن �إ�س ��تقالل‬ ‫القطاع‪� ،‬أن "�آخر �ش ��يء تحتاج �إليه منطقة �ش ��مال‬ ‫�أفريقيا هو تجزئة �أكثر"‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪49‬‬


JTCE

Le Nom Qu’il Faut Connaitre Au Maroc

JTCE Sarl est une société Marocaine des secteurs du bâtiment et travaux publics. Elle intervient dans la construction des bâtiments, des grands ouvrages et des infrastructures d'énergie (tertiaire, industriel, infrastructures) Pour Plus D’information: 67 angle Boulevard Hassan 1er, Casablanca, Maroc Tel: (212) 0664 501 319, Email: jtcesarl@gmail.com


‫م�شغول‪ .‬وبات �أهل القرار في الدولة‪ ،‬رئي�س ًا وحكومة‬ ‫ونواب ًا‪ ،‬كالمك ّبلين بال �سلطان رادع وال عزم حافز"‪.‬‬

‫�صيحة من الأعماق‬ ‫تلك كانت �صيحة من الأعماق‪� ،‬أطلقها رجل ال يمكن‬ ‫�إتهامه ب�أنه متحامل على الإ�س�ل�اميين‪ ،‬وال منت�ص ��ر‬ ‫لخ�ص ��ومهم‪ ،‬لعلها تترجم ال�ش ��عور العام‪ ،‬ب�إ�ستثناء‬ ‫المتع�ص ��بين لحزب حركة "النه�ضة"‬ ‫المنا�ص ��رين‬ ‫ّ‬ ‫الإ�سالمية الحاكمة‪ ،‬على ر�أ�س �إئتالف وهمي‪� ،‬إثنان‬ ‫من �ضلوعه (التكتل والم�ؤتمر) يدّعيان �أنهما حزبان‬ ‫علماني ��ان‪ ،‬ولك ��ن ال ح ��ول لهما وال قوة ف ��ي مواجهة‬ ‫الحزب المهيمن‪ .‬وقد ظهر وا�ضح ًا �أنهما ال ي�سعيان‬ ‫�إال للجلو�س على كرا�س ��ي الحكم (م ��ن دون حكم)‪،‬‬ ‫فرئي�س الجمهوري ��ة (الم�ؤقت) من�ص ��ف المرزوقي‬ ‫ال يتمت ��ع ب�ص�ل�احيات تُذك ��ر‪ ،‬ولذلك بات للأ�س ��ف‬ ‫مح ��ل �إ�س ��تهزاء الكثيري ��ن‪ ،‬وه ��و ال ي�س ��تحق ذل ��ك‬ ‫ب�إعتبار ما�ض ��يه الن�ض ��الي والحقوق ��ي ومعاناته في‬ ‫مقاومة الديكتاتورية‪� .‬أما رئي�س المجل�س الت�أ�سي�سي‬ ‫م�صطفى بن جعفر‪ ،‬وهو �أي�ض ًا �أحد منا�ضلي الداخل‬ ‫ف ��ي مواجهة حكم الرئي� ��س بن علي‪ ،‬ف�إن ��ه كثير ًا ما‬ ‫يو�ص ��ف ب"الإنبطاح" حفاظ ًا على كر�سيه وكرا�سي‬ ‫" قب�ضة " من الوزراء‪ ،‬ال حول لهم وال قوة‪.‬‬ ‫ول ّما كانت فترة حكم حزب حركة "النه�ض ��ة" التي‬ ‫�ش ��ارفت على ال�س ��نتين‪ ،‬خارج �إطار ال�ش ��رعية منذ‬ ‫�س ��نة ح�سب ر�أي كل مك ّونات المعار�ضة‪ ،‬ف�إنها كانت‬ ‫فا�ش ��لة‪� ،‬إذ �أنه خاللها �إنحدر الو�ض ��ع الإقت�ص ��ادي‬ ‫�إل ��ى م�س ��توى كارثي‪ ،‬ويب ��دو �أنه مر�ش ��ح لمزيد من‬ ‫الإنهي ��ار‪ .‬وباتت القرو�ض الأجنبية التي يتم �إنفاقها‬ ‫عادة على �إنجاز م�ش ��اريع �إقت�ص ��ادية �أو �إجتماعية‪،‬‬ ‫يجري �ص ��رفها لتغطي ��ة عجز الموازنات‪� ،‬أو �س ��داد‬ ‫مديوني ��ة تت�س ��ارع ف ��ي التراك ��م وته� �دّد بعد �أ�ش ��هر‬ ‫بالو�ص ��ول �إل ��ى ‪ 50‬ف ��ي المئة م ��ن النات ��ج الداخلي‬ ‫الخ ��ام‪ ،‬بينم ��ا تراج ��ع النمو �إل ��ى م�س ��توى �أقل مما‬ ‫كان علي ��ه قبل الثورة في �س ��نة ‪ .2011‬كل ذلك على‬ ‫�أهميته وت�أثيراته ال�س ��لبية على الم�س ��توى المعي�شي‬ ‫للمواطنين ال يع ّد �ش ��يئا‪ ،‬قيا�س� � ًا �إلى الخطر الأكبر‬ ‫وهو انت�شار الإرهاب في البالد‪.‬‬

‫رئي�س الجمهورية المن�صف المرزوقي‪:‬‬ ‫�شاهد زور‬

‫را�شد الغنو�شي‪:‬‬ ‫ف�ضحه ت�سريب �شريط الت�سجيل‬

‫لحزب حركة "النه�ض ��ة"‪ ،‬ويب ��دو �أن المتورطين في‬ ‫هذه العملية قد �أطلق �س ��راحهم‪� .‬أكثر من ذلك ف�إن‬ ‫بيان ًا �صادر ًا عن مجل�س ال�شورى لحركة "النه�ضة"‪،‬‬ ‫وه ��و �أهم �س ��لطة في الحزب الإ�س�ل�امي التون�س ��ي‪،‬‬

‫م�صطفى الفياللي‪" :‬الدولة �أ�ضحت اليوم‬ ‫الظاهرة الجديدة‪ :‬الإغتياالت ال�سيا�سية �شرعيتها مهدورة‪ ،‬ورموزها م�ستباحة‪،‬‬ ‫في فترة �س ��نتين من حكم "النه�ض ��ة" ُ�س � ِّ�جلت في وهيبتها مجحودة‪ ،‬و �أمنها متناوب‪ ،‬وعدلها‬ ‫البالد على الأقل ‪� 4‬إغتياالت �سيا�س ��ية‪ ،‬وهي ظاهرة‬ ‫فري ��دة من نوعها في تون� ��س‪ ،‬التي عرفت على مدى م�شغول؛ وبات �أهل القرار في الدولة‪،‬‬ ‫حقبات طويلة بال�سكينة والهدوء‪.‬‬ ‫رئي�س ًا وحكومة ونواب ًا‪ ،‬كالمك ّبلين بال‬ ‫الحاكمة‪،‬‬ ‫أحزاب‬ ‫ل‬ ‫فقد �إغتالت ميلي�شيات منت�سبة ل‬ ‫�سلطان رادع وال عزم حافز"‬ ‫لطفي نق�ض في �أق�صى الجنوب التون�سي‪ ،‬وهو زعيم‬ ‫محلي لحزب حركة "نداء تون�س" المناف�س الرئي�سي‬

‫طالب ب�إطالق �سراح ه�ؤالء المتهمين قبل ح�صوله‪،‬‬ ‫ما �إعتبر تدخ ًال غير مقبول في �س ��ير عدالة ت�س ��عى‬ ‫لأن تقوم من كبوتها وال تملك و�سائل لذلك‪.‬‬ ‫و�شمل الإغتيال زعيمين على الم�ستوى الوطني وهما‬ ‫�ش ��كري بلعيد من قي ��ادات القوميين والي�س ��اريين‪،‬‬ ‫والحاج محمد البراهمي‪ ،‬وهو �إ�ضافة �إلى �أنه قيادي‬ ‫قوم ��ي نائب ف ��ي المجل� ��س الت�أ�سي�س ��ي‪ ،‬ث ��م قيادي‬ ‫ي�س ��اري �آخر في مدينة قف�ص ��ة في الجنوب الغربي‬ ‫يدعى محمد بن مفتي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫و�إذا كان الإغتي ��ال الأول موقع� �ا م ��ن قب ��ل "روابط‬ ‫حماية الثورة" التي �أن�ش� ��أتها حركة "النه�ضة"‪ ،‬ف�إن‬ ‫الإغتيال الثاني والثالث هما‪ ،‬ووفق ًا لما �أعلنته وزارة‬ ‫الداخلية‪ ،‬من فعل جماعة "�أن�صار ال�شريعة"‪ ،‬وهي‬ ‫مجموع ��ة �س ��لفية يق ��ال �أنها م ��ن �أخ ��وات تنظيم "‬ ‫القاع ��ددة " ويتزعمه ��ا �ش ��خ�ص يدعى �س ��يف اهلل‬ ‫بن ح�س ��ين المك ّنى ب�أبي عيا�ض التون�سي‪ ،‬ويبدو انه‬ ‫كان ل�س ��نوات طباخ ًا لدى �أ�س ��امة ب ��ن الدن‪ .‬وقد تم‬ ‫الإعالن عن ح ّلها‪ ،‬وهو قرار غريب‪ ،‬على �إعتبار �أنه‬ ‫لم ي�سبق و�أن طلبت الت�شكيل القانوني‪.‬‬ ‫من جهتها‪ ،‬تتهم المعار�ض ��ة الحزب الحاكم ووزارة‬ ‫الداخلي ��ة بالتق�ص ��ير ف ��ي مالحق ��ة �س ��يف اهلل بن‬ ‫ح�سين زعيم "�أن�صار ال�شريعة"‪ ،‬وتركه حر ًا طليق ًا‪،‬‬ ‫رغ ��م تع ��دد فر�ص القب� ��ض عليه‪ ،‬خ�صو�ص� � ًا بعدما‬ ‫ُ�س� � ّمي ب�أنه كان وراء "غزوة" ال�سفارة الأميركية في‬ ‫تون� ��س ف ��ي ‪� 14‬أيلول (�س ��بتمبر) ‪ ،2012‬والتي ت ّمت‬ ‫فيها مهاجمة مقر ال�س ��فارة‪ ،‬وكاد �أن يقع المحظور‬ ‫ل ��وال تدخ ��ل الحر�س الرئا�س ��ي لإنق ��اذ الموقف بعد‬ ‫تق�صير مو�صوف لوزارة الداخلية‪ ،‬التي كان يتوالها‬ ‫�أيامها علي العري� ��ض‪ ،‬رئي�س الحكومة الحالي‪ .‬وهو‬ ‫هجوم تزعمه �أبو عيا�ض ذاته‪.‬‬ ‫وكان �أبو عيا�ض ح ّذر الحكومة التون�س ��ية من تقديم‬ ‫�أي م�ساعدة لفرن�سا في مالي في ‪� 28‬آذار (مار�س)‬ ‫‪ ،2013‬كما �أنه و�صف الهجوم الذي قامت به ع�صابة‬ ‫من "القاعدة" في حقل الغاز في �أمينا�س بالجزائر‬ ‫ب�أنه عمل محمود‪ ،‬و�سي�أتي الذكر على ذلك الحق ًا‪.‬‬

‫"�أبنا�ؤنا يحملون فكر ًا ويذكروننا ب�شبابنا"‬ ‫كان زعيم حركة "النه�ضة" را�شد الغنو�شي قال في‬ ‫�شريط �سري‪ّ ،‬تم ت�سريبه الحق ًا‪�" :‬صحيح �أن الفئات‬ ‫العلماني ��ة في هذه البالد (تون�س) لم تح�ص ��ل على‬ ‫الغالبية" في �إنتخابات المجل�س الوطني الت�أ�سي�س ��ي‬ ‫الت ��ي �أجريت في ‪ 23‬ت�ش ��رين الأول (�أكتوبر) ‪2011‬‬ ‫وف ��ازت فيه ��ا حرك ��ة "النه�ض ��ة"‪ ،‬لك ��ن "الإع�ل�ام‬ ‫والإقت�ص ��اد والإدارة التون�س ��ية بيدهم (‪ )..‬بيدهم‬ ‫الجي�ش‪ ،‬الجي�ش لي�س م�ض ��مون ًا‪ ،‬وال�ش ��رطة لي�س ��ت‬ ‫م�ض ��مونة (‪ )..‬والإع�ل�ام �أي�ض� � ًا ‪�..‬أركان الدول ��ة‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪51‬‬


‫المغرب العربي‬

‫تونس‬

‫قد يقع المحظور �إذا لم ي�ستيقظ حكماء البالد‬

‫تونس‪ :‬بوادر حرب أهلية‬ ‫ّ‬ ‫تغذيها أسلحة إسالميي ليبيا!‬ ‫بعدما �سادت روح التفا�ؤل في تون�س على �أثر هروب الرئي�س ال�سابق زين العابدين بن علي و�سقوط نظامه‬ ‫في كانون الثاني (يناير) ‪ ،2012‬فقد �إنعك�س الو�ضع حالي ًا �إلى الأ�سو�أ بف�ضل ف�شل حكم حركة "النه�ضة"‬ ‫الإ�سالمي��ة وتعنت الإ�سالميين ال�سلفيين وتوجهه��م حيث بد�أت تتلبد عا�صفة جديدة في البالد تغذيها‬ ‫�أ�سلحة الإ�سالميين في ليبيا قد ت�ؤدي �إلى ما ال يحمد عقباه‪� ...‬إلى حرب �أهلية‪.‬‬

‫رئي�س الحكومة علي العرب�ض‪ :‬هناك �سالح منت�شر في البالد‬

‫تون�س ‪ -‬عبد اللطيف الفراتي‬

‫<‬

‫هل بقيت في تون�س دولة؟‬ ‫ذلك هو العنوان الذي �إختاره ال�سيا�سي‬ ‫التون�سي المخ�ضرم م�صطفى الفياللي لمقال ن�شره‬ ‫في جريدة "ال�ص ��باح" التون�سية الوا�س ��عة الإنت�شار‬ ‫في ‪� 31‬أيار (مايو) الفائت‪.‬‬ ‫م�صطفى الفياللي لي�س �شخ�ص ًا نكرة في تون�س‪ ،‬بل‬ ‫ه ��و رجل معروف جد ًا‪ ،‬ويتمتع ب�إحترام كبير‪ .‬ورغم‬ ‫بلوغه الت�سعين من العمر‪ ،‬ف�إنه ما زال يتمتع بحيوية‬ ‫فيا�ض ��ة؛ فبالإ�ضافة �إلى ع�ضويته ون�شاطه في مركز‬ ‫الوح ��دة العربية في بيروت وف ��ي هيئة تحرير مجلة‬ ‫"الم�س ��تقبل العربي"‪ُ ،‬يعتبر من الوجوه ال�سيا�س ��ية‬ ‫التون�س ��ية المتِّ�س ��مة بالإعتدال‪ ،‬مع ميل وا�ض ��ح �إلى‬ ‫النظري ��ات الإ�س�ل�امية‪ ،‬و�إن كان ال ينتمي �إلى التيار‬ ‫الإ�سالمي ب�أي �صورة من ال�صور‪ ،‬وال ُيح�سب بالتالي‬ ‫‪50‬‬

‫ميلي�شيات في �سبيل الت�أهيل للإر�سال �إلى تون�س وغيرها‪...‬‬

‫على التيار العلماني �أي�ض ًا‪.‬‬ ‫كان الفياللي ع�ضو ًا في المجل�س الت�أ�سي�سي التون�سي‬ ‫بي ��ن ‪ 1956‬و‪ ،1959‬وه ��و المجل� ��س الذي �ص ��اغ ما‬ ‫عرف بد�س ��تور ‪ ،1959‬الذي �إعتبر في حينه د�ستور ًا‬

‫رئي�س الحكومة التون�سية علي العري�ض‪:‬‬ ‫" هناك �سالح يدور في البالد‪ ،‬بع�ضه‬ ‫مما نهب خالل فترة الثورة في كانون‬ ‫الثاني (يناير) ‪ 2011‬وهو قليل‪ ،‬والبع�ض‬ ‫الآخر �أتى من التهريب؛ وقد تم حجز‬ ‫الكثير‪ ،‬ويجري البحث عن البقية"‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫تقدمي ًا بمبادئ م�س ��توحاة من فكر الثورة الفرن�سية‬ ‫بكل �س ��خائها‪ ،‬و�إن كان قد تم تحييده خ�صو�ص ًا في‬ ‫فترة حكم الرئي�س ال�سابق زين العابدين بن علي‪.‬‬ ‫ويق ��ول الفيالل ��ي في مقال ��ه الذي �أح ��دث هزّة في‬ ‫المجتم ��ع التون�س ��ي‪ ،‬لأنه �ص ��ادر عن رج ��ل محترم‬ ‫�ش ��ارف الت�سعين من العمر �إن لم يكن قد تجاوزها‪،‬‬ ‫ولأهمية الق�ضية التي �أثارها‪:‬‬ ‫"جمع غفير من المواطنين يت�س ��اءلون وي�س� ��ألون‪،‬‬ ‫حيارى م�شفقين‪ :‬هل بقيت لنا ب�أر�ضنا دولة م�س�ؤولة‬ ‫ذات مهاب ��ة و�س ��لطان‪ .‬وه ��ل حفظ ��ت الث ��ورة لهذه‬ ‫الدول ��ة حرم ��ة يرعاها نظ ��ام قويم؟ �أم ه ��ل بقيت‬ ‫للنظ ��ام رموز ذات داللة وجالل؟ وهل ال تزال ترعى‬ ‫الأنف�س وت�صون الأرزاق �سلطة تنفرد ب�صنع القرار‪،‬‬ ‫وت�ضطلع بالم�س�ؤولية وتت�سلح بالعزم‪)...( .‬؟‬ ‫الدولة �أ�ض ��حت اليوم �ش ��رعيتها مه ��دورة‪ ،‬ورموزها‬ ‫م�ستباحة‪ ،‬وهيبتها مجحودة‪ ،‬و �أمنها متناوب وعدلها‬


‫وفي ما عدا الفو�ض ��ى ال�سيا�س ��ية‪ ،‬حي ��ث تبدو ليبيا‬ ‫دول ��ة غير محكوم ��ة ومه ��ددة بالتق�س ��يم �إلى ثالثة‬ ‫�أو �أربع ��ة �أقالي ��م فيديرالية‪ ،‬ف�إن ال�س�ل�اح المنفلت‬ ‫والمنت�شر وغير المن�ض ��بط يهدد ليبيا بالذات‪ ،‬كما‬ ‫يهدد دول الجوار‪.‬‬

‫الكوارث المتتابعة‬ ‫ذكر موقع "ليبيا الم�ستقبل" الوا�سع الإنت�شار �أن ليبيا‬ ‫تعان ��ي من مجموع ��ة مذهلة من الكوارث‪ ،‬وي�ض ��يف‬ ‫الموق ��ع‪" :‬تتي ��ح الح ��دود الت ��ي ي�س ��هل �إختراقه ��ا‪،‬‬ ‫وتعان ��ي �ض ��عف الحرا�س ��ة‪� ،‬إمكانية تنفي ��ذ عمليات‬ ‫تهريب الأ�س ��لحة‪ ،‬والإتجار غير الم�ش ��روع‪ ،‬و�إنتقال‬ ‫الم�سلحين عبر �إفريقيا وال�شرق الأو�سط‪ ،،‬والقائمة‬ ‫تط ��ول وتطول‪� ،‬إل ��ى كل ذلك تعاني ليبيا �إ�ض ��طراب ًا‬ ‫�أمني� � ًا‪ ،‬وعادة م ��ا ُيعزى ذل ��ك �إلى ق ��وة الجماعات‬ ‫الثورية الم�س ��لحة في البالد و�إ�ستقالليتها‪ (،‬تعرف‬ ‫في اللغة المحلية‪� ،‬إعتماد ًا على حجمها بـ"الكتائب"‬ ‫و "الألوية" و "ال�سرايا")‪.‬‬ ‫وتناول ��ت �ص ��حيفة "وا�ش ��نطن بو�س ��ت" ف ��ي �أح ��د‬ ‫�أعدادها ق�ضية فو�ضى ال�سالح المنت�شر خارج �إطار‬ ‫وم�ؤ�س�س ��ات الدولة الر�س ��مية ولفتت �إنتب ��اه جيران‬ ‫ليبي ��ا والمجتم ��ع الدول ��ي ال ��ى �أن ''�س ��يناء القريب ��ة‬ ‫من ال�ش ��رق الليب ��ي ممتلئة بمخابئ الأ�س ��لحة بكافة‬ ‫�أنواعه ��ا والتي يت ��م تهريبها عبر الأنف ��اق �إلى غزة‬ ‫ومناطق �أخرى''‪.‬‬ ‫كم ��ا �أ�ص ��درت جري ��دة دي ��ر �ش ��بيغل الألماني ��ة في‬ ‫�أح ��د �أعداده ��ا ت�ص ��ريح ًا على ل�س ��ان �أح ��د القادة‬ ‫الع�س ��كريين لحلف �ش ��مال الأطل�س ��ي من �أن ''هناك‬ ‫ما يقارب الع�ش ��رة �آالف �ص ��اروخ يحمل على الكتف‬ ‫و�سهل الإ�ستعمال‪ ،‬ال تزال مفقودة في ليبيا''‪.‬‬ ‫ه ��ذا الخ ��وف من هذا ال�س�ل�اح المنت�ش ��ر بات يقلق‬ ‫دول الج ��وار �أي�ض ��ا خ�صو�ص� � ًا عندما �أعل ��ن مختار‬ ‫بلمخت ��ار الأمي ��ر ال�س ��ابق ل"�إم ��ارة ال�ص ��حراء في‬ ‫تنظيم القاعدة في بالد المغرب الإ�سالمي" من �أن‬ ‫تح�ص ��ل على �أ�س ��لحة مهمة وخطيرة‪ ،‬على‬ ‫التنظيم ّ‬ ‫حد تعبيره‪ ،‬و�أن م�ص ��در هذه الأ�سلحة كان من ليبيا‬ ‫بعد �س ��قوط نظام القذافي‪ ،‬وهذا م ��ا جعل الرئي�س‬ ‫الت�ش ��ادي ي�ص ��رح ل�ص ��حيفة "لوفيغارو" الفرن�سية‬ ‫قائ�ل ً�ا‪�" :‬أن ليبيا قد تنفجر في وجوهنا جميع ًا‪ ،‬وانه‬ ‫ال يمكن م�شاهدة هذا الو�ضع وتركه يتفاقم"‪ .‬وهذا‬ ‫ما �أكده �أي�ض ًا وزير خارجية رو�سيا �سيرغي الفروف‬ ‫الذي يرى �أن "فو�ض ��ى �إنت�شار ال�سالح في ليبيا بات‬ ‫ي�شكل تهديد ًا �إرهابي ًا �صريح ًا على دول الجوار"‪.‬‬

‫الإ�ستنجاد بالخارج‬ ‫بينما ال تملك الحكومة الليبية �إال �أن ت�ؤكد وت�ص ��رح‬

‫الطيب القيلي‪ :‬الخطر �آت من �إ�سالميي ليبيا‬ ‫المحامي ّ‬

‫رئي�س المجموعة التي تحاول ك�شف‬ ‫الحقائق ب�ش�أن مقتل الزعيمين‬ ‫التون�سيين �شكري بلعيد والحاج محمد‬ ‫البراهمي‪ ،‬المحامي الطيب العقيلي‪،‬‬ ‫�إتّهم الليبي عبد الحكيم بلحاج‬ ‫بت�سريب ال�سالح �إلى تون�س‪ ،‬و�أبرز‬ ‫وثائق من م�صالح الداخلية التون�سية‬ ‫تظهر عن قرائن يعتبرها م�ؤكدة لذلك‬ ‫عالني ��ة وب�ش ��كل ر�س ��مي عل ��ى ل�س ��ان رئي�س ��ها علي‬ ‫زيدان‪ ،‬خالل زيارته الأخيرة للعا�صمة البريطانية‪،‬‬ ‫ب�أن حكومته ف�ش ��لت في ح ��ل الأزمة‪ ،‬بل ذهب رئي�س‬ ‫الحكوم ��ة الم�ؤقتة‪� ،‬إلى �أبعد من ذلك حين طلب من‬ ‫الدول ال�ص ��ديقة لليبيا‪ ،‬الم�ساعدة في نزع �سالحها‬ ‫المنت�ش ��ر‪ ،‬م�ؤك ��د ًا بذلك على ف�ش ��ل حكومته ليح ّول‬ ‫زي ��دان الم�ش ��كلة �إلى �ش� ��أن دولي يه ��م العالم كله‪،‬‬ ‫م�س ��تغ ًال بذلك خ ��وف الغرب من و�ص ��ول ال�س�ل�اح‬ ‫�إليهم‪ ،‬وكذلك طمعهم في التدخل‪.‬‬ ‫عل ��ى �أن ال�س�ل�اح وبكميات كبي ��رة‪ ،‬ب ��د�أ يدخل �إلى‬ ‫م�ص ��ر‪ ،‬ووفق ًا لمعلومات متداولة من م�صادر عدة‪،‬‬ ‫ف�إن "ال�س ��لوم" على الحدود ه ��ي الجهة التي يدخل‬ ‫منها �أكثر ال�س�ل�اح‪� ،‬إ�ض ��افة �إلى المناط ��ق الجبلية‬ ‫الحدودية ذات ال�ش ��عاب العالي ��ة والمتعرجة جنوب‬ ‫"ال�س ��لوم" وكذلك عبر البحر‪ ،‬وت�صل الأ�سلحة من‬ ‫ليبيا حتى �س ��يناء‪ ،‬ومنها يم ��ر عبر الأنفاق �إلى غزة‬ ‫و�إل ��ى "حما�س" بال ��ذات التي تتف ��ق �إيديولوجيا مع‬ ‫الجهات الليبية التي تتولى تهريب ال�سالح‪.‬‬

‫�أم ��ا الوجهات الث�ل�اث الأخرى فهي تون� ��س والجزائر‬ ‫ودول �إفريقيا الغربية بما فيها خ�صو�ص ًا مالي والنيجر‬ ‫�أ�سا�س� � ًا‪ .‬رئي�س المجموعة التي تحاول ك�شف الحقائق‬ ‫ب�ش� ��أن مقت ��ل الزعيمي ��ن التون�س ��يين �ش ��كري بلعي ��د‬ ‫والحاج محمد البراهم ��ي‪ ،‬المحامي الطيب العقيلي‪،‬‬ ‫�إ ّته ��م الليبي عبد الحكيم بلحاج بت�س ��ريب ال�س�ل�اح‪،‬‬ ‫و�أب ��رز وثائق من م�ص ��الح الداخلية التون�س ��ية تظهر‬ ‫ع ��ن قرائن يعتبره ��ا م�ؤك ��دة لذلك‪ ،‬و�أعطى �أ�س ��ماء‬ ‫الذي ��ن يتولون في تون�س �إي�ص ��ال وبيع تلك الأ�س ��لحة‬ ‫�إلى مقا�ص ��دها‪ .‬و�إتهم العقيلي زعماء من "النه�ضة"‬ ‫برب ��ط عالقات وثيقة مع عب ��د الحكيم بالحاج‪ ،‬الذي‬ ‫�إلتقى في تون�س مع زعيم الإ�سالميين را�شد الغنو�شي‬ ‫و�أمين عام حركة "النه�ضة" ورئي�س الحكومة ال�سابق‬ ‫حمادي الجبالي‪ .‬وي�ض ��يف العقيل ��ي �أن عبد الحكيم‬ ‫بالحاج �ضالع في �إغتيال بلعيد والبراهمي‪.‬‬ ‫وقد ّتم �إكت�ش ��اف مخازن �أ�س ��لحة مهم ��ة في مدينة‬ ‫مدني ��ن المحاذي ��ة للح ��دود الليبية‪ ،‬وفي �ض ��واحي‬ ‫العا�ص ��مة تون� ��س؛ وي�ؤك ��د العقيلي �أن عب ��د الحكيم‬ ‫بالح ��اج متو ّرط في توريدها‪ ،‬وهو م ��ا ينفيه الرجل‬ ‫من طرابل�س‪ ،‬حيث يقول �إنه يكتفي بن�شاط �سيا�سي‬ ‫كرئي�س لحزب له نفوذ وا�س ��ع في العا�صمة الليبية‪،‬‬ ‫و�أن زيارات ��ه �إلى تون�س كان ��ت لمجرد التداوي‪ ،‬و�أنه‬ ‫ال ي ��رى م�ش ��كلة �إذا كان زاره ع ��دد م ��ن م�س� ��ؤولي‬ ‫حرك ��ة "النه�ض ��ة" الحاكم ��ة في الم�ست�ش ��فى في‬ ‫تون�س ل�س ��ابق عالق ��ة معه‪� ،‬أو قاموا ف ��ي زيارته في‬ ‫طرابل�س( الغرب)‪ .‬غير �أن تورط �أ�س ��ماء تون�س ��ية‬ ‫م ��ن ممثلي "النه�ض ��ة" ف ��ي الجنوب التون�س ��ي‪ ،‬في‬ ‫�إ�س ��تيراد تل ��ك الأ�س ��لحة يلق ��ي بظ�ل�ال كثيفة على‬ ‫الرجل‪ ،‬الذي نبهت م�صالح وزارة الداخلية والأمن‬ ‫بالذات �إلى خطورته‪ ،‬وهي تقارير تم ت�س ��ريبها�إلى‬ ‫الل�صحافة‪ ،‬وال يبدو �أنه كان هناك �إهتمام بالن�سبة‬ ‫�إل ��ى تبعاته ��ا �أو تمت مالحقة �ص ��احبها‪ ،‬في الوقت‬ ‫عينه تقول جه ��ات من المحامي ��ن �أن "�أبا عيا�ض"‬ ‫الذي تالحقه اليوم في ليبيا بطاقات الإنتربول‪ ،‬هو‬ ‫ف ��ي حماية عبد الكري ��م بالحاج نف�س ��ه الأمر الذي‬ ‫يمنع القب�ض عليه وت�سليمه �إلى ال�سلطات التون�سية‪،‬‬ ‫فيم ��ا يجري حديث ملح‪ ،‬على �أن "�أبا عيا�ض" يقوم‬ ‫بتدريب المئات من التون�س ��يين ف ��ي الزنتان الليبية‬ ‫به ��دف مهاجم ��ة تون� ��س م�س ��تقب ًال‪ ،‬و�إقام ��ة �إمارة‬ ‫�إ�س�ل�امية‪ ،‬ويط ��رح هنا �س� ��ؤال ملح عم ��ا �إذا كانت‬ ‫حرك ��ة "النه�ض ��ة" الحاكم ��ة‪ ،‬ت�ؤمن حق� � ًا بالدولة‬ ‫الوطني ��ة‪� ،‬أم �أنه ��ا مث ��ل "�أبوعيا� ��ض" ال تعت ��رف‬ ‫بحدود بين الدول الإ�س�ل�امية‪ ،‬وال ترى من خال�ص‬ ‫�إال بقيام الخالفة والإمارة الإ�سالمية ؟‬ ‫< ‪< fouratiab@gmail.com‬‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪53‬‬


‫المغرب العربي‬

‫¶‬

‫تون�س‬

‫مازالت بيدهم‪"...‬‬ ‫ويتابع وا�ص ��ف ًا ال�سلفيين ب�أنهم "�أبنا�ؤنا لم ي�أتوا من‬ ‫المريخ ‪ ،‬وهم يحملون فكر ًا‪ ،‬ويذكروننا ب�شبابنا"‪.‬‬ ‫ف ��ي المقابل ق ��ال الغنو�ش ��ي "الآن‪ ،‬لي� ��س لنا جامع‬ ‫(فق ��ط) ب ��ل لدين ��ا وزارة ال�ش� ��ؤون الديني ��ة‪)..( ،‬‬ ‫عندنا الدولة (‪� )..‬أنا �أقول لل�ش ��باب ال�س ��لفي (‪)..‬‬ ‫الم�س ��اجد ب�أيدينا د ِّر�س ��وا (فيها) متى �شئتم (‪)..‬‬ ‫�إ�س ��تدعوا الدعاة من كل م ��كان (‪ )..‬المفرو�ض �أن‬ ‫نملأ البالد بالجمعيات (الدينية) ونن�شئ المدار�س‬ ‫(القر�آنية) في كل مكان (لأن) النا�س (في تون�س)‬ ‫ال تزال جاهلة بالإ�سالم"‪ ،‬على حد قوله في الفيديو‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف‪" :‬نح ��ن �إكت�س ��بنا ي ��ا �إخوانن ��ا ف ��ي �س ��نة‬ ‫واحدة �ش ��يئا عظيم� � ًا‪ ،‬وه ��ذا ال�ش ��يء العظيم لي�س‬ ‫مك�س ��ب ًا نهائي ًا وثابت ًا"‪ ،‬مذ ّكر ًا بتجربة الإ�س�ل�اميين‬ ‫الجزائريين خالل ت�سعينات القرن الما�ضي‪.‬‬ ‫في ه ��ذه الأثن ��اء هرب �أب ��و عيا�ض �إل ��ى ليبيا حيث‬ ‫يتمتع بحماية ميلي�شيات غير خا�ضعة ل�سلطة الدولة‬ ‫الليبي ��ة‪� ،‬إن كانت هناك دول ��ة في ليبيا‪ ،‬وقال لطفي‬ ‫ب ��ن جدّو وزي ��ر الداخل ّية التون�س ��ي ( م�س ��تقل ومن‬ ‫غير "النه�ض ��ة") في حوار مع �إذاع ��ة "موزاييك"‪،‬‬ ‫الأربع ��اء ‪� 25‬أيل ��ول (�س ��بتمبر) ‪� ،2013‬إنّ جمي ��ع‬ ‫المعلوم ��ات ال ��واردة على وزارت ��ه‪ ،‬ت�ؤ ّك ��د وجود �أبو‬ ‫عيا�ض زعيم "�أن�صار ال�شريعة" في القطر الليبي‪.‬‬ ‫و�أو�ضح �أنّ تون�س تتعامل مع الأنتربول الليبي للقب�ض‬ ‫عليه‪ ،‬و�أ�ص ��درت في حقه بطاق ��ات جلب دول ّية‪ ،‬كما‬ ‫توجه م ��دراء �أمن عا ّم ��ون‪� ،‬إلى ليبيا له ��ذا الغر�ض‬ ‫ّ‬ ‫لكنّ التعامل مع م�س�ؤولين من وزارة الداخل ّية الليب ّية‬ ‫غير �سهل‪ ،‬لأ ّنهم بدورهم عاجزون عن ال�سيطـــــــرة‬ ‫على الأو�ضاع ‪ ،‬ب�ســـــبب عدم الإ�ستــــــقرار الأمنــــي‪.‬‬ ‫هذا وك�ش ��ف العقيد المتقاعد ورئي� ��س حزب العدل‬ ‫والتنمية التون�س ��ي محمد �ص ��الح الحيدري �أن "�أبا‬ ‫عيا�ض" موجود الآن في مع�س ��كر في مدينة الزنتان‬ ‫في ليبيا ب�ص ��دد تدريب تون�سيين ي�صل عددهم �إلى‬ ‫‪� 10‬آالف نفر بق�ص ��د الهجوم على الجنوب التون�سي‬ ‫في حرب نظامية �شاملة‪.‬‬ ‫و�أكد الحي ��دري خالل ملتقى وطني ح ��ول "مقاومة‬ ‫التهري ��ب والت�ص ��دي للإره ��اب"‪ُ ،‬عقد في ال�ش ��هر‬ ‫الفائ ��ت بب ��ادرة م ��ن الجمعي ��ة التون�س ��ية لمكافحة‬ ‫الف�س ��اد‪ ،‬عل ��ى وج ��ود عالقة بي ��ن تنظيم "�أن�ص ��ار‬ ‫ال�ش ��ريعة" و"القاعدة في بالد المغرب الإ�سالمي"‬ ‫التي تعمل ح�س ��ب ت�أكيده خالل هذه الفترة‪ ،‬و�ضمن‬ ‫مخطط �إرهابي كبي ��ر‪ ،‬على "�إقامة �إمارة في تون�س‬ ‫بقي ��ادة '�أب ��ي عيا�� �ض'"‪ ،‬الذي يخطط لب ��دء الهجوم‬ ‫بارتكاب ‪ 50‬عملية �إرهابية في العا�ص ��مة في توقيت‬ ‫متزام ��ن يعق ��ب عملي ��ة قط ��ع الكهرباء ع ��ن كامل‬ ‫العا�صمة و�ضواحيها‪.‬‬ ‫‪52‬‬

‫م�صطفى الفياللي‪� :‬أين الدولة ؟‬

‫�سيا�س ��ي مع ّقد‪ ،‬في ظل حوار وطني‪ ،‬ال يتقدّم وي�شهد‬ ‫ت ��ردّد ًا م ��ن حرك ��ة "النه�ض ��ة" نتيجة ال�ص ��راع بين‬ ‫جناحه ��ا " المعت ��دل؟" ال ��ذي يم ّثله رئي�س ��ها را�ش ��د‬ ‫الغنو�ش ��ي‪ ،‬وجناحها "المت�ص ّلب؟" الذي يم ّثله رئي�س‬ ‫الحكومة علي العري�ض‪ ،‬ف�إنها تواجه �أي�ض ًا �إحتماالت‬ ‫خطي ��رة ب�ش� ��أن �إمكانية �أن تتحول �إلى �س ��احة �إقتتال‬ ‫دامي ��ة‪ .‬وما كل الذي ح�ص ��ل‪ ،‬خ�صو�ص� � ًا ف ��ي جبال‬ ‫ال�ش ��عانبي و�س ��ط غرب البالد‪ ،‬من �إعتداءات ب�ألغام‬ ‫�إنفجرت في وجه عدد من �أفراد الجي�ش‪ ،‬ومن �أفراد‬ ‫رج ��ال الحر� ��س الوطني (الدرك)‪ ،‬وم ��ا تم من ذبح‬ ‫البع�ض لثمانية من ال�ضباط و�ضباط ال�صف والجنود‬ ‫في تلك الجبال‪� ،‬إال مذاق متقدم لما ع�ساه �أن يحدث‬ ‫في ظ ��ل وجود �أ�س ��لحة منفلتة في ليبي ��ا‪ ،‬وربما حتى‬ ‫ف ��ي تون�س‪ ،‬في �أي � ٍ�اد غير م�أمونة‪� ،‬إ�ض ��افة �إلى حدود‬ ‫تبقى غير مغلقة بالكامل �س ��واء مع ليبيا �أو الجزائر‪،‬‬ ‫رغم الإع�ل�ان عن مناطق عازلة �أو معزولة خا�ض ��عة‬ ‫للح�صار �سواء بالن�سبة �إلى الحدود ال�شرقية مع ليبيا‬ ‫�أو الغربي ��ة م ��ع الجزائ ��ر‪ ،‬وكذلك في ظ ��ل تهديدات‬ ‫�ص ��حيحة �أو موهومة ب�إ�س ��تعدادات لهجمات محتملة‬ ‫�آتية من الجماهيرية ال�س ��ابقة‪ ،‬يمكن �أن تجد �س ��ند ًا‬ ‫لها من ميلي�ش ��يات محلية‪ ،‬ال تريد حركة "النه�ض ��ة"‬ ‫ح ّلها‪ ،‬وتعتبر في نظر الكثيرين �إمتداد ًا لها‪.‬‬ ‫� اّإل �أن الخطر الأكبر هو ذلك الوافد من ليبيا‪.‬‬

‫فو�ضى ال�سالح في ليبيا‬ ‫الليبي عبد الحكيم بلحاج‪:‬‬ ‫هل يح�ضر لحرب �أهلية في تون�س؟‬

‫والأخط ��ر من ه ��ذا �أن "جي�ش �أب ��ي عيا�ض" مجهز‬ ‫بال�س�ل�اح الكيميائي (غاز ال�س ��يرين) الم�ص ّنع في‬ ‫العراق بالإ�ض ��افة �إل ��ى بع�ض من تر�س ��انة القذافي‬ ‫القديمة لل�سالح الكيميائي‪.‬‬

‫ال�سالح المنت�شر في تون�س‬ ‫ق ��ال رئي� ��س الحكومة التون�س ��ية عل ��ي العري�ض على‬ ‫�شا�ش ��ة القن ��اة الوطني ��ة الحكومي ��ة م ��ا معن ��اه ب�أن‬ ‫�سالح ًا يدور في البالد‪ ،‬بع�ضه مما نهب خالل فترة‬ ‫الثورة في كان ��ون الثاني (يناي ��ر) ‪ 2011‬وهو قليل‪،‬‬ ‫والبع� ��ض الآخ ��ر �أت ��ى م ��ن التهريب؛ وق ��د تم حجز‬ ‫الكثير‪ ،‬ويجري البحث عن البقية‪.‬‬ ‫والإعتقاد ال�سائد �أن الأ�سلحة المتوافرة �أكثر بكثير مما‬ ‫تريد ال�سلطة الإعالن عنه‪ ،‬وب�إعتبار التهديد المحتمل‬ ‫فقد ن�صبت حرا�س ��ات �إليكترونية في المطارات‪ ،‬وفي‬ ‫الم�ساحات التجارية الكبرى تح�سب ًا من �إحتماالت غير‬ ‫م�ستبعدة‪ ،‬بح�صول �إعتداءات مفاجئة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫�إذا كان ��ت تون�س تعي�ش مخا�ض� � ًا ع�س ��يرا‪ ،‬بين و�ض ��ع‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫�إذا كان م�ص ��طفى الفياللي قد ت�س ��اءل‪" :‬هل بقيت‬ ‫ف ��ي تون� ��س دولة؟"‪ ،‬ف�إنه م ��ن الم�ؤك ��د �أن ليبيا التي‬ ‫فقدت مقومات الدولة‪ ،‬منذ �سنة ‪ 1974‬بقيام نظام‬ ‫اللج ��ان ال�ش ��عبية تحت ت�س ��مية الجماهيري ��ة‪ ،‬التي‬ ‫كان ��ت محكوم ��ة بالحدي ��د والنار من قبل �ش ��خ�ص‬ ‫بمفرده هو العقيد معمر القذافي‪ ،‬قد وجدت نف�سها‬ ‫في حالة تفكك كامل منذ �سقوط نظام العقيد الذي‬ ‫كان قائم ًا على والءات قبلية‪ ،‬ال على م�ؤ�س�سات دولة‪.‬‬ ‫ومما زاد الأمر �سوء ًا �أن العقيد قد و ّزع على الموالين‬ ‫له من قبائل و�أفراد‪ ،‬من الذين كانوا م�ستفيدين من‬ ‫�س ��خائه وكرم ��ه المفرطين‪� ،‬أ�س ��لحة كثي ��رة للدفاع‬ ‫ع ��ن نظامه‪ .‬ثم وبعد �س ��قوطه وتفكك الأجهزة التي‬ ‫كان ي�س ��يطر عليه ��ا‪� ،‬إ�س ��تولت جه ��ات عديدة غير‬ ‫ّ‬ ‫منظمة على الكثير من الأ�س ��لحة بم ��ا فيها الثقيلة‪.‬‬ ‫ومع �إ�س ��تيالئها هذا �ش ��رعت تت�ص ��رف في مناطق‬ ‫بعينه ��ا‪ ،‬ك�أجهزة م�س ��تقلة قائمة الذات‪ ،‬وفر�ض ��ت‬ ‫�س ��لطتها‪ ،‬بحي ��ث �أن الدولة الليبي ��ة الوليدة وجدت‬ ‫نف�س ��ها ال ت�سيطر �إال �إ�سمي ًا على مناطق �شا�سعة من‬ ‫الب�ل�اد‪ .‬ولع ّل �أكبر دليل على ذلك هو الذي تم ّثل في‬ ‫�إختط ��اف رئي�س الحكوم ��ة علي زي ��دان‪ ،‬و�إحتجازه‬ ‫لمدة �ساعات‪.‬‬


‫المئة في العام ‪ ،2013‬م�س ��تمرة برفع تو�سعها ونموها‬ ‫الع�س ��كري ل�ش ��راء القدرة عل ��ى خو�ض مع ��ارك على‬ ‫أرا�ض متنازع عليها في جنوب و�شرق بحر ال�صين‪.‬‬ ‫� ٍ‬ ‫لكن ال�ص ��ين م ��ن جهة �أخ ��رى هي في خ�ض ��م �أطول‬ ‫تباط�ؤ �إقت�ص ��ادي منذ �إدخالها �إ�صالحات ال�سوق في‬ ‫�أواخر �س ��بعينات القرن الفائت‪ .‬بعد الإ�س ��تمتاع بنمو‬ ‫م ��ن رقمين في معظ ��م العقود الثالثة الما�ض ��ية‪ ،‬من‬ ‫يتو�س ��ع ناتجه ��ا المحل ��ي الإجمال ��ي نحو‬ ‫المتوق ��ع �أن ّ‬ ‫‪ 7.5‬ف ��ي المئة في العام ‪ .2013‬فيما تواجه ال�ص ��ين‬ ‫�إرتفاع� � ًا في تكالي ��ف العمالة‪ ،‬و�ش ��يخوخة ال�س ��كان‪،‬‬ ‫والف�س ��اد الم�ست�ش ��ري‪ ،‬والتلوث‪ ،‬وتبعات الإنتقال من‬ ‫بل ��د ذي م�س ��توى منخف�ض الدخ ��ل �إلى بلد متو�س ��ط‬ ‫الدخ ��ل‪ ،‬يعتقد البروف�س ��ور ف ��ي جامعة بكي ��ن مايكل‬ ‫بيتي ��ز ب�أن نم ��و الناتج المحلي الإجمالي ال�س ��نوي قد‬ ‫ينخف� ��ض �إل ��ى ‪ 3‬في المئ ��ة على مدى العق ��د المقبل‪.‬‬ ‫لق ��د �س ��اهمت الأزم ��ة المالي ��ة ف ��ي الع ��ام ‪ 2009‬في‬ ‫تفاق ��م نقاط ال�ض ��عف هذه من خ�ل�ال خف�ض الطلب‬ ‫م ��ن الخارج الأمر الذي �أقلق بكين ودفعها �إلى �إطالق‬ ‫برنام ��ج تحفيز ب‪ 570‬ملي ��ار دوالر‪ .‬في حين �أن هذا‬ ‫البرنامج دعم الإقت�صاد م�ؤقت ًا‪ ،‬ف�إنه �ساهم �أي�ض ًا في‬ ‫خلق م�ش ��كلة ديون محلية خطي ��رة‪ ،‬تقدر الآن بحوالي‬ ‫‪ 3.28‬تريلي ��ون دوالر‪ ،‬ما يق ��رب من ‪ 39‬في المئة من‬ ‫الناتج المحلي الإجمالي‪.‬‬ ‫الواقع �أن قي ��ادات الحزب ال�ش ��يوعي‪ ،‬التي تدرك �أن‬ ‫نموذج النمو ال�ص ��يني الحالي غير قابل للإ�ستمرار‪،‬‬ ‫تبدي عن رغبة ب�شكل جلي لإ�ستبدال الإعتماد المفرط‬ ‫على الديون ب�إ�س ��تثمار �أكثر في �إ�س ��تهالك الأ�سر‪ .‬مع‬ ‫�أخذ ذلك في الإعتبار‪ ،‬و�ص ��فت وكالة �أنباء �ش ��ينخوا‬ ‫ال�صينية الر�سمية الجل�سة الكاملة الثالثة في الم�ؤتمر‬ ‫الرئي�س ��ي للحزب في ت�ش ��رين الثاني (نوفمبر)‪ ،‬ب�أنه‬ ‫"نقطة �إنطالق لإ�صالح وطني كببر"‪ .‬ولكن يبقى �أن‬ ‫ن ��رى ما �إذا كان الحزب لديه الإرادة �أو المال الكافي‬ ‫للتخلي عن الم�ص ��الح المكت�س ��بة التي حققت �أرباح ًا‬ ‫مجزي ��ة جد ًا من النظ ��ام القائم‪ .‬يب ��دو من المرجح‬ ‫عل ��ى نح ��و متزايد‪ ،‬عل ��ى �س ��بيل المث ��ال‪� ،‬أن الحزب‬ ‫�س ��وف ي� ّؤج ��ل �إ�ص�ل�اح ال�ش ��ركات المملوك ��ة للدولة‪،‬‬ ‫الأمر الذي يعتبره كثيرون محور ًا لتن�ش ��يط �إقت�ص ��اد‬ ‫بالد ماوت�س ��ي تونغ‪� .‬إذا غرقت ال�ص ��ين في م�س ��تنقع‬ ‫الم�شاكل الإقت�صادية الداخلية‪� ،‬سوف تكون �أقل قدرة‬ ‫على �إبراز قوتها في الخارج‪.‬‬ ‫وف ��ي ه ��ذه الأثن ��اء‪ ،‬عب ��ر المحي ��ط اله ��ادئ‪� ،‬إبتليت‬ ‫اليابان بعقدين من النمو الإقت�صادي ال�سيىء للغاية‪.‬‬ ‫ف ��ي كان ��ون الثان ��ي (يناي ��ر) بع ��د �ش ��هر عل ��ى توليه‬ ‫من�ص ��به‪� ،‬أعل ��ن رئي�س ال ��وزراء الياباني �ش ��ينزو �آبي‬ ‫"ثالث خطوات " من الإ�صالحات النقدية‪ ،‬والمالية‪،‬‬ ‫والهيكلية‪ .‬الأولتان جاريتان وتن ّفذان فعلي ًا‪ :‬في �شباط‬

‫الرئي�س باراك �أوباما‪ :‬مهمة �شاقة لكنها لي�ست م�ستحيلة‬

‫رئي�س الوزراء الياباني �شينزو �آبي‪ :‬ثورة �إقت�صادية جديدة‬

‫(فبراي ��ر)‪� ،‬أطلق �آبي برنامج ًا غير م�س ��بوق لتخفيف‬ ‫القي ��ود النقدية من قب ��ل البنك المرك ��زي‪ ،‬مما �أدى‬ ‫ب�س ��رعة �إلى م�ض ��اعفة القاعدة النقدية‪ .‬ورافق هذه‬ ‫الخطوة الثانية التي ت�س ��تند على برنامج تحفيز مالي‬ ‫وا�سع النطاق بلغ حجمه ‪ 116‬مليار دوالر لدفع الطلب‪.‬‬ ‫وكان ��ت النتائج المبكرة واعدة – لقد نما الإقت�ص ��اد‬ ‫الياباني بن�س ��بة ‪ 3.8‬ف ��ي المئة في الرب ��ع الثاني من‬ ‫الع ��ام ‪ - 2013‬ولك ��ن النج ��اح عل ��ى الم ��دى الطويل‬ ‫ل"�أبينوميك� ��س" (‪ )Abenomics‬يق ��ع عل ��ى عات ��ق‬ ‫الخط ��وة الثالث ��ة‪ :‬الإ�ص�ل�اح الهيكلي‪ .‬ال ي ��زال نظام‬ ‫الإقت�ص ��اد اليابان ��ي غير مرن‪ ،‬وغير ودّي لل�ش ��ركات‬ ‫الأجنبية‪( .‬التعرفة على الأرز الم�س ��تورد‪ ،‬على �سبيل‬ ‫المث ��ال ‪ ،‬ه ��ي ‪ 778‬ف ��ي المئة)‪ .‬كما �أن الإ�ص�ل�احات‬ ‫قد ال تكون ق ��ادرة على التغلب على الثقل غير العادي‬

‫ال�سباق على النفوذ في �آ�سيا لن يتم‬ ‫متعددة الأطراف‪ .‬بد ًال‬ ‫في �إجتماعات ّ‬ ‫من ذلك‪� ،‬سيتم ت�شكيل المنطقة من‬ ‫خالل الدولة الكبرى التي لديها‬ ‫�أف�ضل الفر�ص للنمو الم�ستدام على‬ ‫المدى الطويل‬

‫المتزايد لعدد ال�سكان المع ّمرين في اليابان والديون‬ ‫المنهكة ‪ -‬المتوقع �أن ت�صل �إلى ‪ 230‬في المئة بحلول‬ ‫الع ��ام ‪�( 2014‬أعلى ن�س ��بة ديون �إل ��ى الناتج المحلي‬ ‫الإجمالي في العالم)‪.‬‬ ‫وق ��د زار �آب ��ي بالفعل جنوب �ش ��رق �آ�س ��يا‪ ،‬حي ��ث ُتع ّد‬ ‫الياب ��ان �أحد �أه ��م البلدان المانحين والم�س ��تثمرين‪،‬‬ ‫�أرب ��ع م ��رات من ��ذ كان ��ون االول (دي�س ��مبر)‪ .‬ولك ��ن‬ ‫الزيارات ل ��ن تكون كافية لوحدها‪ .‬بقدر ما يكون �آبي‬ ‫قادر ًا على و�ض ��ع اليابان على �أ�س�س �إقت�صادية متينة‪،‬‬ ‫�س ��تكون الب�ل�اد �أكثر ق ��درة على لعب دور حا�س ��م في‬ ‫المنطق ��ة‪� .‬إذا نجحت �إ�ص�ل�احات �آب ��ي ‪ ،‬فقد تتراكم‬ ‫بنتيجتها ر�ؤو�س �أموال �إقت�ص ��ادية و�سيا�سية ما يكفي‬ ‫لتعزي ��ز الجي� ��ش اليابان ��ي و تعدي ��ل د�س ��تور الب�ل�اد‬ ‫ال�س ��لمي‪ .‬وهذا يمكن �أن ي�ص ��بح ذات �أهمية متزايدة‬ ‫لإ�ستكمال التخفي�ضات في موازنة الدفاع في �أميركا‪.‬‬ ‫م ��ن جهت ��ه يواجه �أوباما مهمة �ش ��اقة من �أجل ت�س ��يير‬ ‫و�إنعا� ��ش �إقت�ص ��اد الوالي ��ات المتحدة فيما ه ��و يعالج‬ ‫التح ��دي عل ��ى الم ��دى الطوي ��ل لكب ��ح جم ��اح الديون‬ ‫الفيديرالي ��ة‪ ،‬التي قفزت من ‪ 32‬ف ��ي المئة من الناتج‬ ‫المحلي الإجمالي في العام ‪� 2001‬إلى ‪ 72‬في المئة في‬ ‫الع ��ام ‪ .2012‬على مدى العقد المقبل‪ ،‬تواجه الواليات‬ ‫المتح ��دة مجموع عجز متوقع ًا يبلغ ‪ 6.3‬تريليون دوالر‬ ‫تح ��ت وط� ��أة �ض ��غوط الإنف ��اق المرتبط ��ة ب�ش ��يخوخة‬ ‫ال�س ��كان‪ ،‬و�إرتفاع تكالي ��ف الرعاية ال�ص ��حية و تزايد‬ ‫مدفوعات الفائدة التي ت�ستمر بالتفوق على الإيرادات‪.‬‬ ‫�أمي ��ركا �ض ��عيفة تعان ��ي من وي�ل�ات �إقت�ص ��ادية طال‬ ‫�أمدها �ستجد �صعوبة متزايدة في الحفاظ على القوة‬ ‫الديبلوما�س ��ية والإقت�صادية والع�سكرية التي حافظت‬ ‫عليها في �آ�س ��يا من ��ذ نهاية الحرب العالمي ��ة الثانية‪.‬‬ ‫�إن موازن ��ات دف ��اع �أ�ص ��غر �س ��ت�أكل تدريج� � ًا الوج ��ود‬ ‫الع�س ��كري الأميركي في المنطقة‪ .‬على الرغم من �أن‬ ‫الأ�سا�س ��يات للنمو قوية‪ ،‬ف�إن الف�شل في ك�سر الجمود‬ ‫في وا�ش ��نطن وو�ض ��ع الواليات المتحدة على �أ�س ��ا�س‬ ‫مال ��ي م�س ��تدام يمكنهما �أن يع ّر�ض ��ا للخط ��ر قدرتها‬ ‫عل ��ى القي ��ام بمهمات دورية وتهدئة �ش ��رق �آ�س ��يا‪� .‬إن‬ ‫الإنعزالي ��ة التي غالب ًا ما ترافق الأوقات الإقت�ص ��ادية‬ ‫ال�صعبة �سوف تعزّز من ت�آكل النفوذ الأميركي ‪.‬‬ ‫م�س ��ته ًال �إطالق محور الواليات المتحدة في �آ�سيا في‬ ‫ت�ش ��رين الثاني (نوفمبر) ‪ 2011‬ق ��ال الرئي�س �أوباما‬ ‫في البرلمان الأو�س ��ترالي‪" :‬ال يكون هناك �أدنى �شك‪،‬‬ ‫�أن الوالي ��ات المتح ��دة ب ��كل قدراتها �س ��وف تكون في‬ ‫�آ�س ��يا والمحيط الهادئ في القرن ال‪ ."21‬ربما يكون‬ ‫الأم ��ر هك ��ذا‪ ،‬لكن‪ ،‬م ��ع ذلك‪ ،‬ف� ��إن جهود الإ�ص�ل�اح‬ ‫الإقت�ص ��ادي الحالية ف ��ي بكين‪ ،‬وطوكيو‪ ،‬ووا�ش ��نطن‬ ‫�سوف ت�س ��اعد على تحديد من �ستكون له اليد الأقوى‬ ‫في اللعب‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪55‬‬


‫العالم‬

‫شرق آسيا‬

‫�إحباطات و�إ�صالحات في بكين وطوكيو ووا�شنطن‬

‫الهيمنة على شرق آسيا تقررها‬ ‫القوة اإلقتصادية وليس العسكرية‬

‫قمة دول �شرق �آ�سيا‪ :‬غاب اوباما ف�إ�ستفادت ال�صين‬

‫كل جه��ود الق��وى الدولي��ة الكب��رى‪ ،‬وخ�صو�ص � ًا ال�صي��ن والياب��ان‬ ‫والواليات المتحدة الأميركية‪ ،‬من�صبة على �شرق �آ�سيا للهيمنة عليها‪،‬‬ ‫وي��رى الخبراء ب�أن نتيج��ة هذا التناف�س �سوف تق��رره القوة الإقت�صادية‬ ‫لهذه القوى ولي�س القوة الع�سكرية‪.‬‬ ‫بكين ‪ -‬عبد ال�سالم فريد‬ ‫بعد �إتفاق اللحظة الأخيرة حول الموازنة‬ ‫الفيديرالي ��ة الأميركي ��ة في ‪ 16‬ت�ش ��رين‬ ‫الأول (�أكتوب ��ر) الفائ ��ت‪ ،‬ع ��ادت �إدارة الوالي ��ات‬ ‫المتح ��دة �إل ��ى مزاولة عمله ��ا‪ .‬بين �ض ��حايا الإغالق‬ ‫الر�س ��مي ل�ل��إدارات الحكومي ��ة ال ��ذي دام م ��دة ‪16‬‬ ‫يوم� � ًا‪ ،‬و�أدّى �إل ��ى حوال ��ي ‪ 24‬ملي ��ار دوالر عل ��ى الأقل‬ ‫من الخ�س ��ائر الإقت�ص ��ادية في بالد العم �سام‪ ،‬كانت‬ ‫الرحلة الرئا�سية �إلى جنوب �شرق �آ�سيا‪.‬‬ ‫�إعت ��ذار الرئي� ��س الأميرك ��ي ع ��ن زي ��ارة بل ��دان عدة‬ ‫�آ�س ��يوية وع ��دم مغادرته وا�ش ��نطن في �أوائل ت�ش ��رين‬ ‫الأول (�أكتوب ��ر) ب�س ��بب م�ش ��كلة الموازن ��ة‪ ،‬جعلت ��ا‬ ‫التغطي ��ة الإعالمي ��ة تنتق ��د وتع ّل ��ق وت�ص ��ف كيف �أن‬ ‫الغياب الرئا�س ��ي الأميركي عن �آ�س ��يا �إ�س ��تفادت منه‬ ‫بكي ��ن‪ .‬ومم ��ا زاد الطين بلة‪ ،‬مجموعة �ص ��ور ن�ش ��رت‬ ‫م ��ن المنت ��دى الإقليم ��ي‪ ،‬ال ��ذي كان م ��ن المفتر�ض‬ ‫�أن يح�ض ��ره �أوبام ��ا‪� ،‬أب ��رزت الرئي�س ال�ص ��ينى �ش ��ي‬ ‫جي ��ن بينغ يبت�س ��م في الأمام والو�س ��ط‪ ،‬ف ��ي حين �أن‬ ‫البروتوكول نفى وزي ��ر الخارجية جون كيري – الذي‬ ‫‪54‬‬

‫م ّثل الرئي�س باراك �أوباما ‪� -‬إلى الركن الخلفي‪�" .‬ألغى‬ ‫�أوباما رحلة �آ�سيا‪ .‬هل �أن 'محور' الواليات المتحدة في‬ ‫خطر؟" كتبت �ص ��حيفة "كري�ستيان �ساين�س مونيتور"‬ ‫كعنوان رئي�سي‪.‬‬ ‫في حين �أن ال�صين قد برزت منت�صرة من هذه الجولة‬ ‫الأخيرة من الدراما الديبلوما�س ��ية‪� ،‬إفتقد النقاد في‬ ‫وا�ش ��نطن نقطة مهمة‪ :‬ال�س ��باق على النفوذ في �آ�سيا‬ ‫ل ��ن يتم ف ��ي �إجتماعات متع� �دّدة الأط ��راف‪ .‬بد ًال من‬

‫�أميركا �ضعيفة تعاني من ويالت‬ ‫�إقت�صادية طال �أمدها �ستجد‬ ‫�صعوبة متزايدة في الحفاظ على‬ ‫القوة الديبلوما�سية والإقت�صادية‬ ‫والع�سكرية التي حافظت عليها في‬ ‫�آ�سيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫ذلك‪� ،‬سيتم ت�شكيل المنطقة من خالل الدولة الكبرى‬ ‫التي لديها �أف�ضل الفر�ص للنمو الم�ستدام على المدى‬ ‫الطويل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫بب�ساطة‪ ،‬القوة تكلف ماال‪ .‬بو�صفها القوة االقت�صادية‬ ‫الأكبر للقرن الع�ش ��رين‪ ،‬كان ل ��دى الواليات المتحدة‬ ‫الم ��وارد لبن ��اء نظ ��ام تحالف ��ات ع�س ��كرية في �آ�س ��يا‬ ‫والم�ض ��ي قدم� � ًا لتحقي ��ق م�ص ��الحها ف ��ي ن�ش ��ر‬ ‫الديموقراطية والأ�سواق الحرة‪ .‬ولكن اليوم‪ ،‬المنطقة‬ ‫هي لقمة �س ��ائغة‪ .‬على مدى الأ�ش ��هر الأربعة المقبلة‪،‬‬ ‫قدم كل م ��ن الوالي ��ات المتحدة‪ ،‬وال�ص ��ين‪،‬‬ ‫�س ��وف ُت ِ‬ ‫والياب ��ان ‪� -‬أكبر ثالثة �إقت�ص ��ادات في العالم – على‬ ‫�إجراء �إ�ص�ل�احات �إقت�ص ��ادية ُيحتمل �أن تغ ّير قواعد‬ ‫اللعبة‪ ،‬التي قد تحدّد نتائجها من يقود �آ�سيا‪.‬‬ ‫يمكن لإقت�ص ��اد ال�ص ��ين �أن ي�ص ��بح تقريب ًا في حجم‬ ‫�إقت�ص ��اد الواليات المتحدة بالن�س ��بة �إلى تعادل القوة‬ ‫ال�ش ��رائية ف ��ي الع ��ام ‪ ،2016‬وفق� � ًا لمنظم ��ة التعاون‬ ‫الإقت�ص ��ادي والتنمي ��ة‪ .‬ويقدّر مجل�س الإ�س ��تخبارات‬ ‫القوم ��ي‪ ،‬مرك ��ز مجتم ��ع المخاب ��رات الأميركي ��ة‬ ‫للتحلي ��ل على الم ��دى الطويل‪� ،‬أن �إقت�ص ��اد ال�ص ��ين‬ ‫�س ��وف يك ��ون الأكبر ف ��ي العال ��م من حيث ال�ش ��روط‬ ‫الإجمالية قب ��ل العام ‪ .2030‬وهو حالي� � ًا بالفعل ثاني‬ ‫�أكب ��ر �أو �أكبر �ش ��ريك تجاري لكل ال ��دول الكبرى في‬ ‫�آ�سيا‪ ،‬لذا ت�س ��تخدم بكين نفوذها الإقت�صادي لح�شد‬ ‫الدع ��م حول ق�ض ��ايا مثل تايوان في حي ��ن تقوم بكتم‬ ‫الإنتقادات الدولية ب�ش� ��أن �إنتهاكات حقوق الإن�س ��ان‪.‬‬ ‫وف ��ي �آذار (مار� ��س) الفائ ��ت‪� ،‬أعلن ��ت ال�ص ��ين ب�أن‬ ‫موازنته ��ا الع�س ��كرية �ستت�ض ��اعف بن�س ��بة ‪ 10.7‬في‬


‫امل�صارف‬

‫�رشكات الت�أمني‬

‫�رشكات الإ�ستثمار‬

‫"المركزي" البحريني يطالب بهيئات رقابية‬ ‫طلب الم�ص ��رف المركزي البحريني من الم�ص ��ارف والم�ؤ�س�س ��ات المالي ��ة العاملة وفق �أحكام‬ ‫ال�ش ��ريعة‪� ،‬إن�ش ��اء هيئة رقابة �ش ��رعية لكل منها ت�ضم ثالثة �أع�ض ��اء على الأقل‪ ،‬وتعيين ُمراجع‬ ‫�شرعي داخلي ومتدرب �شرعي‪.‬‬ ‫وطال ��ب "المرك ��زي" ف ��ي كلمة �ألقاها المدي ��ر التنفي ��ذي للرقابة الم�ص ��رفية‪ ،‬خالد حمد‪ ،‬في‬ ‫الملتقى الرابع للرقابة‪ ،‬بالتدقيق ال�شرعي والتزام المعايير ال�شرعية بما فيها معايير المراجعة‪.‬‬ ‫�إلى ذلك‪ ،‬و�ضع "�صندوق الوقف للتطوير والتدريب والدرا�سات" برامج مكثفة لرفع كفاءة المراجعين‬ ‫ال�ش ��رعيين وقدراتهم ومهاراتهم‪ .‬وقدم برنامج ًا تثقيفي ًا عن الإقت�ص ��اد والأدوات المالية الأ�سا�سية‬ ‫في التمويل التقليدي‪ ،‬والمبادئ الأ�سا�س ��ية لإدارة الأخطار للم�ؤ�س�س ��ات المالية الإ�سالمية والرقابة‬ ‫ال�ش ��رعية وحوكمة ال�ش ��ركات‪ ،‬ومفاهيم وبن ��ود موازنات الم�ؤ�س�س ��ات المالية الإ�س�ل�امية ومفاهيم‬ ‫ومبادئ �س ��وق ر�أ�س المال والخزينة‪ ،‬ومعايير كل من هيئة المحا�سبة والمراجعة للم�ؤ�س�سات المالية‬ ‫الإ�سالمية‪ ،‬ومجل�س الخدمات المالية الإ�سالمية وبع�ض قوانين ال�صيرفة والتجارة‪.‬‬

‫"بيبلو�س" حا َف َظ على �أدائه المالي المتين في الأ�شهر الت�سعة من ‪2013‬‬ ‫حاف ��ظ بن ��ك "بيبلو� ��س" عل ��ى �أدائ ��ه المال ��ي‬ ‫المتين في الأ�ش ��هر الت�س ��عة الأول ��ى من ‪2013‬‬ ‫م�سج ًال واحد ًا من �أعلى ن�سب كفاية ر�أ�س المال‬ ‫وم�ستويات ال�س ��يولة في القطاع الم�صرفي‪ ،‬مع‬ ‫�إ�ستمراره في المحافظة على جودة �أ�صوله‪.‬‬ ‫و�أعل ��ن الم�ص ��رف ف ��ي بي ��ان‪� ،‬أن �أداء بن ��ك‬ ‫"بيبلو� ��س" المتي ��ن "يعك� ��س ثق ��ة مودعي ��ه‬ ‫وم�ساهميه الرا�س ��خة به و�سط ركود �إقت�صادي‬ ‫محلي وعدم ا�س ��تقرار �سيا�س ��ي �إقليمي‪ ،‬اذ �إنّ‬ ‫بنك "بيبلو�س" هو الم�ص ��رف الوحيد في لبنان‬ ‫الذي ي�ض ��م من بين م�ساهميه م�ؤ�س�سة التمويل‬ ‫الدولي ��ة ‪ ،IFC‬الع�ض ��و ف ��ي مجموع ��ة البن ��ك‬ ‫الدول ��ي‪� ،‬إلى جانب الوكالة الفرن�س ��ية من �أجل‬ ‫التنمية (‪ ،)AFD‬وهي وكالة متخ�ص�ص ��ة في‬ ‫التنمي ��ة تابع ��ة للحكومة الفرن�س ��ية‪ ،‬وال�ش ��ركة‬ ‫الفرن�س ��ية للتروي ��ج والتع ��اون االقت�ص ��ادي‬ ‫"‪ "PROPARCO‬التابعة للوكالة"‪.‬‬ ‫وعزّز التح�س ��ن في �ص ��افي الديون الم�ش ��كوك‬ ‫في تح�ص ��يلها الذي و�ص ��ل �إلى ن�سبة ‪ %0,8‬من‬ ‫�ص ��افي الدي ��ون في ‪� 30‬أيل ��ول (�أيل ��ول) ‪2013‬‬ ‫النتائ ��ج المالي ��ة الجي ��دة الت ��ي حققه ��ا بن ��ك‬ ‫"بيبلو�س"‪ ،‬وخ�صو�ص� � ًا �أن ��ه يمكن تغطية هذه‬ ‫الدي ��ون بالكام ��ل �إذا ت ��م �إحت�س ��اب الم�ؤون ��ات‬ ‫المك ّون ��ة عل ��ى �أ�س ��ا�س �إجمالي‪ .‬وبلغ ��ت تغطية‬ ‫الم�صرف للديون الم�ش ��كوك في تح�صيلها بما‬ ‫ف ��ي ذلك الم�ؤون ��ات العامة ن�س ��بة ‪ %121,4‬في‬

‫رئي�س مجل�س �إدارة بنك "بيبلو�س" فرن�سوا با�سيل‬

‫نهاية �أيلول (�سبتمبر) ‪.2013‬‬ ‫وتظه ��ر المتان ��ة المالية لبن ��ك بيبلو�س �أي�ض� � ًا‬ ‫بت�سجيله ن�س ��بة كفاية لر�أ�س المال تبلغ ‪%14,6‬‬ ‫في حي ��ن يبلغ الح ّد الأدن ��ى المطلوب للإمتثال‬ ‫الكامل لمتطلبات "بازل ‪ "3‬ن�سبة ‪ %12‬فقط في‬ ‫حلول كانون الأول (دي�سمبر) ‪.2015‬‬ ‫و�س � ّ�جل بن ��ك بيبلو� ��س �أعل ��ى ن�س ��بة �أم ��وال‬ ‫خا�ص ��ة �أ�سا�س ��ية على الأ�ص ��ول بين الم�صارف‬ ‫اللبنانية‪ ،‬بلغت ‪ %8,18‬وفق الم�سح ال�سنوي عن‬ ‫الم�ص ��ارف العالمية الألف الأول ��ى لعام ‪2012‬‬ ‫ال�ص ��ادر ع ��ن مجل ��ة "ذي بانكر" وه ��ي مجلة‬ ‫�ش ��قيقة ل� �ـ"ذي فاينن�ش ��ال تايمز"‪ ،‬بما ي�ش� � ّكل‬ ‫ت�أكيد ًا لموقعه ك�أكثر الم�صارف اللبنانية متانة‬ ‫لل�سنة الرابعة توالي ًا‪.‬‬

‫من األسواق‬ ‫متخ�ص�صة بعنوان‪:‬‬ ‫�شكّ لت ور�شة عمل م�صرفية‬ ‫ّ‬ ‫"التطبي���ق العمل���ي لقان���ون "فات���كا" ‪FATCA‬‬ ‫االميرك���ي‪ ،‬الذي نظّ م���ه م�ؤتمر �إتح���اد الم�صرفيين‬ ‫مق���ر �إتحاد الم�ص���ارف العربية‪ ،‬منا�سبة‬ ‫العرب في‬ ‫ّ‬ ‫ليك�ش���ف رئي����س منظم���ة "جو�ستي�سي���ا" الحقوقية‬ ‫الدكتور بول مرق�ص ف���ي مداخلته الإفتتاحية‪�" ،‬أن‬ ‫الم�ص���ارف اللبنانية با�ش���رت الت�سجيل االلكتروني‬ ‫على موق���ع م�صلح���ة ال�ضرائب الأميركي���ة (‪)IRS‬‬ ‫قبل نهاية ال�سنة الجارية تمهيداً للمبا�شرة بدءاً من‬ ‫‪ 2014‬بتطبيق قانون ال�ضرائب الأميركي "فاتكا"‬ ‫ال���ذي يرمي �إل���ى ت�صريح الم�ص���ارف والم�ؤ�س�سات‬ ‫المالية العربي���ة والعالمية عن زبائنهم الأميركيين‬ ‫�أو حامل���ي "غري���ن كارد" �أو المكلّفي���ن بال�ضريب���ة‬ ‫ف���ي الوالي���ات المتح���دة والذي���ن يعود اليه���م �إما‬ ‫الت�صري���ح �إل���ى الم�صارف بع���دم الخ�ض���وع �أو‪� ،‬إذا‬ ‫كان���وا مكلّفي���ن بال�ضريبة في الوالي���ات المتحدة‪،‬‬ ‫الإمتناع عن الت�صريح وتاليا �إقفال ح�ساباتهم لدى‬ ‫هذه الم�ص���ارف �أو التعاون مع الم�صارف للت�صريح‬ ‫عنهم‪ .‬وفي هذه الحالة الأخيرة‪ ،‬يقت�ضي منهم رفع‬ ‫ال�سرية الم�صرفية لم�صلحة (‪.")IRS‬‬ ‫قال رئي�س بور�صة م�صر محمد عمران �إن بالده‬ ‫تتطلع لتفعيل �سوق ال�سندات باعتبارها واحدة من‬ ‫�أدوات التموي���ل الرئي�سية وو�سيلة مهمة �ست�ساهم‬ ‫ف���ي تن�شي���ط �س���وق الم���ال خ�ل�ال الرب���ع الأول من‬ ‫‪ .2014‬و�أ�ضاف عمران في قمة "رويترز لال�ستثمار‬ ‫في ال�ش���رق الأو�س���ط"‪" :‬الملف بد�أ يتح���رك‪ .‬هناك‬ ‫رغبة وتفهم لدى جميع الجهات في الدولة لتفعيل‬ ‫�س���وق ال�سندات ‪� ..‬أتمن���ى �أن يتمكن النا�س من بيع‬ ‫و�ش���راء ال�سندات من خ�ل�ال �شا�ش���ة البور�صة خالل‬ ‫الربع الأول من ‪".2014‬‬ ‫وت�سع���ى م�صر منذ �أعوام لتن�شي���ط �سوق ال�سندات‬ ‫كواحدة م���ن الأدوات المهمة ل�س���وق المال‪ .‬ويقول‬ ‫�إقت�صادي���ون وم�صرفيون �أن هن���اك فر�صة كبيرة‬ ‫لتطوير �س���وق �أدوات الدخل الثابت في م�صر التي‬ ‫يمكن ان ت�ساهم في تمويل عجز الموازنة‪.‬‬ ‫للم���رة الرابع���ة‪� ،‬أعلن���ت مجموع���ة "�أوروماني"‬ ‫الدولي���ة ريا�ض �سالم���ة "�أف�ضل حاك���م في ال�شرق‬ ‫االو�س���ط لع���ام ‪ ،"2013‬ف���ي حفل خا����ص ال�شهر‬ ‫الفائ���ت‪ ،‬من���ح خالل���ه الجائ���زة نتيج���ة �إ�ستفت���اء‬ ‫ل�صحيفة "اال�سواق النا�شئة" التابعة لـ"�أوروماني"‪.‬‬ ‫وي�ش���كل منح �سالم���ة الجائ���زة التي يناله���ا للمرة‬ ‫الثالثة م���ن الم�ؤ�س�سة عينها (في ‪ 1996‬و‪،2003‬‬ ‫و‪ )2005‬دعم���ا ً دولي���ا ً ل�سيا�سات���ه‪ ،‬و�أبرزه���ا خيار‬ ‫الإ�ستق���رار النق���دي ف���ي جب���ه م�صاع���ب �سيا�سية‬ ‫و�أمنية غير م�سبوقة محليا ً و�إقليميا ً‪.‬‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪57‬‬


‫البور�صات العربية والدولية‬

‫�أخبار �أ�سواق المال‬

‫العمالت‬

‫المؤشر‬

‫�سيا�سة الإحتياطي الفيديرالي الأميركي والعمالت الدولية والم�شتريات الع�سكرية‬ ‫للوهلة الأولى‪ ،‬تبدو حركة العمالت ب�أن ال عالقة لها بم�سار القدرات الع�سكرية‪.‬‬ ‫ولكن نظرة فاح�صة تظهر �أن هناك �صلة وا�ضحة بين التمويل والأمن الدوليين‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص� �اً بالن�سب ��ة �إل ��ى ال ��دول الت ��ي تعتم ��د جيو�شها عل ��ى الأ�سلح ��ة الأجنبية‪.‬‬ ‫وبم ��ا �أن �أي بل ��د يجب �أن ي�شت ��ري �أ�سلحة‪ ،‬مثل غيرها من ال�سل ��ع‪ ،‬ويدفع بالعملة‬ ‫المحلية التي يجب �أن تتحول �إلى واحدة �أجنبية‪ ،‬ف�إن �سعر ال�صرف الذي يحدث‬ ‫عل ��ى �أ�سا�س ��ه هذا التحويل مهم جداً‪ .‬عملة محلية �أقوى تعني ب�أن البلد يمكنه �أن‬ ‫ي�شتري �أكثر من الخارج؛ وعملة �أ�ضعف تعني �أنه يمكنه �أن ي�شتري �أقل‪.‬‬ ‫بع ��د وق ��ت ق�صي ��ر عل ��ى وق ��وع �أزم ��ة الإئتم ��ان العالمي ��ة ف ��ي الع ��ام ‪� ،2008‬س ��ارع‬ ‫الإحتياط ��ي الفيديرالي الأميركي �إلى تخفيف ال�سيا�سة النقدية لدعم الإقت�صاد‬ ‫الأميرك ��ي‪ .‬لكن ثالثيته ف ��ي تخفيف القيود الكمي ��ة‪ --‬وم�شترياته من ال�سندات‬ ‫الت ��ي ت ��م �إ�صداره ��ا حديث� �اً م ��ع م ��ال جديد طب ��ع حديث� �اً‪ --‬كان ��ت لها �آث ��ار بعيدة‬ ‫الم ��دى‪ .‬فهي ل ��م ُتنع�ش �إقت�صاد الوالي ��ات المتحدة فقط ولو بب ��طء‪ ،‬ولكن �أي�ضاً‬ ‫�أ�ضعف ��ت ال ��دوالر الأميركي مقابل العمالت الأخرى‪ .‬وخوف� �اً من �أن ي�ؤدي �ضعف‬ ‫ال ��دوالر فج� ��أة �إلى تدفق الأم ��وال التخريبي ��ة وتقوي�ض ال�صناع ��ات الت�صديرية‪،‬‬ ‫حاول ��ت دول ع ��دة تحقي ��ق الإ�ستق ��رار ف ��ي �أ�سعار �ص ��رف عمالتها مقاب ��ل الدوالر‬ ‫الأميرك ��ي‪ .‬للقي ��ام بذلك‪ ،‬خ ّف�ضت البن ��وك المركزية �أ�سعار الفائ ��دة الخا�صة بها‬ ‫وقام ��ت بتو�سي ��ع قواعدها النقدي ��ة‪ .‬لح�سن الحظ (في الوق ��ت الحالي)‪� ،‬صاحب‬ ‫ذل ��ك تحفيز في النمو الإقت�صادي‪ .‬وهك ��ذا‪� ،‬إزدهرت بلدان مختلفة مثل البرازيل‬ ‫و�إندوني�سيا وجنوب �أفريقيا‪.‬‬ ‫ولك ��ن ه ��ذه ال ��دورة الحمي ��دة �شارف ��ت عل ��ى الإنته ��اء‪ .‬فق ��د �أعل ��ن الإحتياط ��ي‬ ‫الفيديرال ��ي الأميرك ��ي ب�أن ��ه �سيق ��وم قريباً بتخفي� ��ض م�شترياته م ��ن ال�سندات ‪-‬‬ ‫الخط ��وة الأول ��ى نح ��و الت�شدد وال�سح ��ب التدريجي للنقد الأميرك ��ي المعرو�ض‪.‬‬ ‫ونتيج ��ة لذل ��ك‪ ،‬فقد تعزز ال ��دوالر الأميرك ��ي مقابل العم�ل�ات الوطنية الأخرى‬ ‫عموم� �اً‪ .‬بالن�سب ��ة �إلى البلدان التي �أ�صبحت عمالته ��ا �أ�ضعف ن�سبياً‪ ،‬هذا يعني �أن‬ ‫كل م ��ا ت�ست ��ورده الآن �صار �أكثر تكلفة‪ ،‬من الحبوب والنفط والمعدات الع�سكرية‪.‬‬ ‫والدول التي تدعم حكوماتها المواد الغذائية والطاقة الم�ستوردة �شهدت �إنتفاخاً‬ ‫ف ��ي نفق ��ات الدع ��م‪ .‬و�إ�ستجابة لهذا الت�ضخ ��م‪� ،‬سعى بع�ض البن ��وك المركزية �إلى‬ ‫التخفي ��ف من �إ�ضع ��اف العمالت من خالل رفع �أ�سعار الفائ ��دة لتجفيف ال�سيولة‬ ‫الزائ ��دة ف ��ي �إقت�صاداته ��ا‪ .‬ل�س ��وء الحظ‪ ،‬فق ��د �أبط�أ ه ��ذا �أي�ضاً النم ��و الإقت�صادي‬ ‫و�ضغ ��ط عل ��ى �أ�سواق ر�أ�س المال (في بع�ض الأحيان في بلدان لديها معدل بطالة‬ ‫مرتف ��ع ن�سبياً)‪ .‬في �أي ح ��ال‪ ،‬كل هذه العوامل زادت في �ضعف العمالت المحلية‪،‬‬ ‫الأم ��ر ال ��ذي ب ��دوره ق ّلل من الق ��وة ال�شرائي ��ة الخارجية لموازن ��ات حكومات هذه‬ ‫البلدان ل�شراء الأ�سلحة‪.‬‬ ‫الجي� ��ش الهن ��دي يعل ��م كل �ش ��يء عن ذل ��ك ب�شكل جي ��د للغاية‪ .‬لقد ت�سب ��ب �إرتفاع‬ ‫الت�ضخ ��م و�أزم ��ة ف ��ي مي ��زان المدفوع ��ات ف ��ي الهن ��د ف ��ي �أوائ ��ل ت�سعين ��ات القرن‬ ‫الفائت في �إنخفا�ض حاد لقيمة الروبية الهندية‪ .‬نظراً �إلى تفكك وزوال الإتحاد‬ ‫ال�سوفيات ��ي ال ��ذي كان �سخياً ب�شروطه لت�صدير الأ�سلح ��ة �إلى الهند‪� ،‬إندثر الأمل‬ ‫ف ��ي تنفيذ خطط تحديث جي�شها‪� .‬إرتفعت التكاليف‪ ،‬في الروبية الهندية‪ ،‬ل�شراء‬ ‫مع ��دات ع�سكري ��ة جدي ��دة من الخ ��ارج‪ .‬حتى �أن �أ�سع ��ار قطع الغي ��ار للحفاظ على‬ ‫�إرث الأجه ��زة ال�سوفيات ��ي زادت بدوره ��ا‪ .‬ال�سفن الحربية الهندي ��ة الم�صممة مع‬ ‫نظ ��م قتالي ��ة رو�سي ��ة التي كان ��ت تحت الطلب ل ��م تكتمل‪ ،‬وتلك الت ��ي في الخدمة‬ ‫�أ�صبح ��ت مكلف ��ة للحف ��اظ عليه ��ا‪ .‬وفرقاطة من فئة "غوداف ��اري" التي بنيت في‬ ‫�أوائ ��ل ت�سعين ��ات القرن الفائت قدّرت تكاليفها ب�أربعة �أ�ضع ��اف �أكثر بالمقارنة مع‬ ‫�أخرى مثيلتها في ثمانينات القرن الما�ضي‪.‬‬

‫‪56‬‬

‫بالن�سب ��ة �إلى ق ��ادة الجي�ش الهندي الكبار في العمر الذين ما زالوا يتذكرون تلك‬ ‫الحقب ��ة الي ��وم يب ��دو لهم الو�ضع م�ألوف� �اً ب�شكل غير مري ��ح ‪ .‬رداً على زيادة �ضبط‬ ‫النف� ��س النق ��دي للإحتياطي الفيديرال ��ي الأميركي و �إرتفاع مع ��دالت الت�ضخم‪،‬‬ ‫رف ��ع البنك المركزي الهندي �أ�سعار الفائدة للدفاع عن الروبية‪ .‬الأمر الذي �أدّى‬ ‫�إل ��ى تباط� ��ؤ النمو الإقت�صادي في الب�ل�اد‪ ،‬وبالتالي زيادة ال�ضغ ��وط على عملتها‪.‬‬ ‫ف ��ي الواق ��ع‪ ،‬تراجع ��ت الروبي ��ة ‪ 14‬في المئ ��ة مقابل ال ��دوالر في الفترة بي ��ن �أيار‬ ‫(ماي ��و) و�آب (�أغ�سط� ��س) ‪ .2013‬م ��ع ه ��ذه الخلفي ��ة‪ ،‬وج ��د الع�سكر ف ��ي الهند �أنه‬ ‫م ��ن ال�صعب تحقيق برنامج التحدي ��ث الجديد‪ ،‬حتى بغ�ض النظر عن التحديات‬ ‫البيروقراطي ��ة الداخلي ��ة‪ .‬في مث ��ال �آخر حديث‪ ،‬يجب على البحري ��ة الهندية �أن‬ ‫تق ��رر كيفي ��ة �إ�ستب ��دال الغوا�ص ��ة "�سندهوراك�ش ��اك" (‪ ،)Sindhurakshak‬الت ��ي‬ ‫فقدت في �إنفجار في �آب (�أغ�سط�س) ‪ .2013‬وتفيد تكهنات �سرت في وقت مبكر �أن‬ ‫البحرية �سوف ت�ست�أجر غوا�صة �أخرى رو�سية من الفئة عينها‪ .‬ولكن هذا ي�ستلزم‬ ‫دفع ��ات �سنوي ��ة والتي قد ترتف ��ع �إذا �إنخف�ضت الروبية �أكث ��ر‪ .‬و �إذا ق ّررت البحرية‬ ‫�ش ��راء بدي ��ل‪ ،‬ف�س ��وف تك ّلف تل ��ك الغوا�صة الجدي ��دة ‪ 14‬في المئة �أكث ��ر مما كانت‬ ‫علي ��ه الكلفة قبل �أربعة �أ�شهر فق ��ط‪ .‬هذه الإعتبارات تعيق لي�س فقط الع�سكر في‬ ‫الهن ��د‪ ،‬ولك ��ن �أي�ضاً ال�ش ��ركات المتعددة الجن�سي ��ات التي تبي ��ع كل �شيء من قطع‬ ‫مدفعية �إلى طائرات هليكوبتر هجومية‪ ،‬وكلها تحتاج �إليها الهند‪ .‬في الواقع‪� ،‬إذا‬ ‫قام ��ت نيودله ��ي بت�شكيل فرقتي ��ن جديدتين من النخبة للعملي ��ات الع�سكرية في‬ ‫الجبال‪ ،‬فقد تجد نف�سها ب�أنها ال ت�ستطيع تجهيزهما بالمعدات الالزمة‪.‬‬ ‫ويمكن �أن ت�ؤثر العملة ال�ضعيفة �أي�ضاً على نمو البلدان الإقت�صادي‪ ،‬مثل اليابان‪.‬‬ ‫هن ��اك‪ ،‬فاقم بن ��ك اليابان ال�ضع ��ف الن�سبي للعمل ��ة ب�إطالقه برنامج ��ه العدواني‬ ‫الخا� ��ص للتو�س ��ع النق ��دي‪ ،‬فيم ��ا الإحتياط ��ي الفيديرالي في الوالي ��ات المتحدة‬ ‫يحاول �إيقاف برنامجه‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬فقد �إنخف�ض الين الياباني بن�سبة ‪ 22‬في‬ ‫المئ ��ة مقابل الدوالر االميركي منذ الع ��ام الما�ضي‪ .‬وهذا �سي�ؤثر في الم�شتريات‬ ‫الياباني ��ة المحتمل ��ة م ��ن طائ ��رات "‪ "OV -22‬وطائ ��رات م ��ن دون طي ��ار بعي ��دة‬ ‫الم ��دى م ��ن الوالي ��ات المتح ��دة‪ .‬وه ��ذا خب ��ر �سي ��ئ على وج ��ه الخ�صو� ��ص لقوات‬ ‫الدفاع الذاتي الجوي الياباني‪ ،‬التي يتوقف م�ستقبلها التكنولوجي على الطائرة‬ ‫الأميركي ��ة الغالية الثم ��ن "‪ F -35‬جوينت �سترايك فايت ��ر"‪ .‬عملة يابانية �أ�ضعف‬ ‫يعن ��ي �أن كل مقاتل ��ة جدي ��دة �ستك ّل ��ف �أكثر م ��ن "الي َّنات"‪ .‬بموجب �إتف ��اق مبيعات‬ ‫ع�سكري ��ة خارجي ��ة م ��ع الوالي ��ات المتح ��دة وُقع ف ��ي حزي ��ران (يوني ��و) الما�ضي‪،‬‬ ‫وافق ��ت الياب ��ان على ت�سلم �أول �أربع طائ ��رات مقاتلة "‪ "F -35‬مقابل ‪ 124‬مليون‬ ‫دوالر ل ��كل منه ��ا �أو نح ��و ‪ 10.2‬ملي ��ارات ي ��ن لكل منها‪ ،‬عل ��ى �أ�سا�س �سع ��ر ال�صرف‬ ‫ال�سائ ��د �آن ��ذاك ‪ 82‬ين� �اً لكل دوالر‪ .‬ولو �أن ��ه تم الح�صول عليها ب�سع ��ر �صرف اليوم‬ ‫ال ��ذي ه ��و ‪ 98‬يناً لكل دوالر‪ ،‬ف� ��إن كل مقاتلة جديدة كانت �ستكلف ‪ 12.7‬مليار ين ‪،‬‬ ‫ما يقرب من ‪ 25‬في المئة �أكثر‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أن وزارة الدف ��اع في الياب ��ان ال تزال تعتب ��ر المقاتلة ‪ F-35‬على‬ ‫�أنه ��ا حيوي ��ة للحفاظ على مواجه ��ة تزايد قوة ال�صين وعودة رو�سي ��ا �إلى الخليج‪،‬‬ ‫فق ��د ب ��د�أت بالفعل �إعادة التفكير ف ��ي توقيت م�شترياتها‪� .‬أ�ص�ل ً�ا‪ ،‬خططت اليابان‬ ‫لإ�ستكم ��ال الإ�ستح ��واذ على ‪ 42‬مقاتلة بحلول الع ��ام ‪ .2021‬ولكن نظراً �إلى �إرتفاع‬ ‫التكاليف‪ ،‬قد تقرر طوكيو تمديد فترة ت�سليم الطائرات حتى ‪ .2023‬بالن�سبة �إلى‬ ‫كثير من مخططي الدفاع اليوم‪ ،‬يبدو من الحكمة �أن ت�شمل الإ�ستراتيجية لي�س‬ ‫فق ��ط �أ�سلح ��ة ذكية‪ ،‬ولكن �أي�ضاً تحوط عمل ��ة ذكية في تر�سانة واحدة‪� .‬إن تكاليف‬ ‫الحرب ما زالت تتغير ي�شكل م�ستمر‪.‬‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫لندن ‪ -‬مي�شال مظلوم‬


‫من �س ��وريا بالليرتي ��ن اللبنانية �أو ال�س ��ورية ولي�س‬ ‫بالدوالر‪.‬‬ ‫كما �ش� � ّكل بع�ض اله ��زات في القطاع الم�ص ��رفي‪،‬‬ ‫و�أبرزه ��ا ق�ض ��ية البن ��ك اللبناني الكن ��دي‪ ،‬حافز ًا‬ ‫لخطوات وقائية‪ .‬كل ذلك تحت وط�أة الهلع اللبناني‬ ‫من العقوبات الأميركية والأوروبية‪ ،‬حيث قرر �أكثر‬ ‫من م�ص ��رف لبناني منع المواطنين ال�سوريين من‬ ‫التعامل بالدوالر الأميركي في لبنان‪.‬‬ ‫وف ��ي الوقت ال ��ذي �أ�ص ��در العديد من الم�ص ��ارف‬ ‫ق ��رارات "داخلية" ّ‬ ‫تحظر هذا التعامل‪� ،‬أ�ص ��درت‬ ‫م�ص ��ارف �أخ ��رى مذ ّك ��رات تمن ��ع فت ��ح ح�س ��ابات‬ ‫لل�سوريين بغير العملة اللبنانية‪.‬‬ ‫وبالع ��ودة �إل ��ى المواقف الت ��ي �ص ��درت تعليق ًا على‬ ‫تقري ��ر "الإ�س ��كوا"‪ ،‬نالح ��ظ �أن معظمها ي�س ��تبعد‬ ‫و�ص ��ول الودائع �إلى ال�س ��قف المذكور وي�شير رئي�س‬ ‫حكوم ��ة ت�ص ��ريف الأعم ��ال نجيب ميقات ��ي �إلى �أن‬ ‫"الم�ص ��ارف اللبناني ��ة ح ��ذرة في ه ��ذا الظرف‬ ‫بال ��ذات‪ ،‬ب�إ�س ��تقطاب الودائ ��ع م ��ن ال�س ��وريين‬ ‫وه ��ي تق ��وم بعملي ��ة التحقق م ��ن كافة الح�س ��ابات‬ ‫والأ�ش ��خا�ص الذي ��ن يرغب ��ون بو�ض ��ع �أموالهم في‬ ‫الم�ص ��ارف اللبناني ��ة"‪ ،‬م�س ��تبعد ًا �أن تك ��ون هذه‬ ‫المبالغ "طائلة" ب�سبب هذه الإجراءات‪.‬‬ ‫موق ��ف ميقاتي يتقاط ��ع مع ما �أعلن ��ه الأمين العام‬ ‫ل"جمعي ��ة م�ص ��ارف لبنان" مكرم �ص ��ادر‪ ،‬والذي‬

‫ترك للأجهزة الوزارية المخت�ص ��ة م�س�ألة التدقيق‬ ‫بالأرقام‪ ،‬معربا عن �أ�سفه حيال التقرير الذي "ينم‬ ‫جهل مطبق حقيقي �أو متع ّمد لي�س في و�ض ��عية‬ ‫عن ٍ‬ ‫�أرقام القطاع الم�صرفي اللبناني وح�سب‪ ،‬بل اي�ضا‬ ‫في معطيات القطاع الم�صرفي الخا�ص في �سوريا‪.‬‬ ‫لأن تحويل العمالت الأجنبية من الم�صارف العامة‬ ‫وتحديد ًا من الم�صرف التجاري ال�سوري �إلى لبنان‬ ‫غير موجود لئال نقول ممنوع"‪.‬‬ ‫ويواف ��ق �ص ��ادر الر�أي الخبي ��ر الإقت�ص ��ادي دكتور‬ ‫غازي وزني الذي يرى �أن تقرير "الإ�س ��كوا" مبالغ‬

‫و�سام فتوح ‪" :‬ال يمكن فتح‬ ‫ح�ساب م�صرفي للمواطن ال�سوري‬ ‫في لبنان ب�أكثر من ‪ 10.000‬دوالر‬ ‫�أميركي‪ ،‬وتق�سيم ‪ 11‬مليار دوالر على‬ ‫‪ 10.000‬يعني وجود مليون ومئة الف‬ ‫�سوري مي�سوري الحال في لبنان‪،‬‬ ‫وهذا الأمر غير منطقي"‬

‫مبنى "الإ�سكو" في بيروت‪:‬‬ ‫معلومات خاطئة‬

‫فيه وهو ي�س ��تند �إلى معطيات مالي ��ة مغلوطة وغير‬ ‫دقيقة‪.‬‬ ‫و�إذ ي�ش ��ير �إل ��ى �أن "النم ��و الحقيق ��ي للودائ ��ع في‬ ‫الم�ص ��ارف اللبناني ��ة يت ��راوح بين ‪ 2‬و‪� % 3‬س ��نوي ًا‪،‬‬ ‫يو�ض ��ح �أن �إجمال ��ي الودائع غي ��ر المقيمة في هذه‬ ‫الم�ص ��ارف تمث ��ل ن�س ��بة ‪ %18.5‬م ��ن �إجمال ��ي‬ ‫الودائ ��ع ‪� ،‬أي حوال ��ي ‪ 24‬مليار دوالر‪ ،‬ومنها ت�ص ��ل‬ ‫ح�صة الودائع ال�سورية الى حوالي ‪ 4‬مليارات دوالر‬ ‫ون�سبتها ‪ % 3‬من �إجمالي الودائع في القطاع" ‪.‬‬ ‫بدوره ي�شدّد الخبير الإقت�صادي لوي�س حبيقة‪ ،‬على‬ ‫�أنه ال توجد خطط م�ص ��رفية مع ّين ��ة لتدفق ر�ؤو�س‬ ‫الأموال ال�سورية الى الم�صارف اللبنانية‪ ،‬الفت ًا �إلى‬ ‫�أن "هن ��اك كمي ��ة ال ب�أ�س بها من الأموال ال�س ��ورية‬ ‫التي تدفقت الى لبنان‪ ،‬فلي�ست كل الأموال ال�سورية‬ ‫ممنوعة"‪.‬‬ ‫وي�شرح حبيقة ‪" :‬هناك عقوبات دولية على عدد من‬ ‫الأ�ش ��خا�ص المحدّدين‪ ،‬وال ن�ستطيع المخاطرة في‬ ‫لبنان بالوقوف في وجه تل ��ك العقوبات‪� ،‬أوالخروج‬ ‫عن نطاق المجتمع الدولي‪ ،‬لذا نحن مجبرون على‬ ‫تنفيذها كي نج ّنب بلدنا المخاطر"‪.‬‬ ‫ويتاب ��ع حبيقة ب�أن "الأموال التي تتدفق من �س ��وريا‬ ‫ه ��ي لأ�ش ��خا�ص ال عقوب ��ات عليه ��م �س ��واء كان ��وا‬ ‫�صناعيين �أو تجار ًا �أو غيرهم"‪ ،‬معتبرا �أن "معظم‬ ‫رج ��ال الأعم ��ال ال�س ��وريين ال م�ش ��اكل لديه ��م مع‬ ‫البنوك اللبنانية"‪.‬‬ ‫وما يج ��در التوقف عنده �أنه عندم ��ا تتبنى منظمة‬ ‫دولي ��ة ك" الإ�س ��كوا " ف ��ي تقريرها ه ��ذه االرقام‪،‬‬ ‫فهذا يعن ��ي ان العيون تتجه مجدّد ًا نحو م�ص ��ارف‬ ‫لبنان‪ ،‬لكن يرجح �ص ��ادر �أن يكون التقرير ت�ض� � ّمن‬ ‫خط�أً مطبعي� � ًا‪ .‬فبدل �إدراج ‪ 1٫1‬مليار دوالر‪� ،‬أدرج‬ ‫‪� 11‬أي َّتم �ض ��رب المبلغ بع�شر ّة‪ .‬مذكرا �أنه وح�سب‬ ‫ال�ص ��حافة العالمية ف�إن هذه الأم ��وال توجهت �إلى‬ ‫ا�سواق دبي ومو�س ��كو واوكرانيا وبع�ضها القليل الى‬ ‫تركيا واالردن وم�صر والقليل القليل الى لبنان‪.‬‬ ‫ويرى �أنه "حبذا لو د َّقق كاتبو المن�شور في �إجمالي‬ ‫موازن ��ات القط ��اع الم�ص ��رفي ال�س ��وري الخا� ��ص‬ ‫�آخذي ��ن ف ��ي الإعتب ��ار تطورات �أ�س ��عار ال�ص ��رف‪،‬‬ ‫لكان ��وا الحظوا �أنها لم تت ��دنَّ �إ ّال بمقدار ‪ 1,5‬مليار‬ ‫دوالر!"‪� ،‬س ��ائ ًال ‪ " :‬فم ��ن �أي ��ن يح�ص ��ل القط ��اع‬ ‫الخا� ��ص ال�س ��وري عل ��ى ‪ 11‬ملي ��ار ًا لتحويله ��ا �إلى‬ ‫الخارج و�إيداعها الم�صارف اللبنانية ؟"‪.‬‬ ‫�أما الأمين العام لإتحاد الم�ص ��ارف العربية و�سام‬ ‫فتوح‪ ،‬في�ؤكد على "�أن تقرير "الإ�س ��كوا" يفتقر الى‬ ‫الم�ص ��داقية‪ ،‬كون هذه الودائع لم ت�ص ��ل �إلى هذه‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪59‬‬


‫�أ�سواق المال‬

‫مصارف‬

‫"يا مال ال�شام واهلل يا مالي"‬

‫فاصلة في الكتابة تثير "فضيحة دولية"‬ ‫في حجم الودائع السورية في لبنان!‬ ‫كثيرة هي الت�صريح��ات والتقارير‬ ‫التي تناولت حجم الودائع ال�سورية‬ ‫منذ بدء الثورة ف��ي بالد ال�شام في‬ ‫الم�صارف اللبناني��ة‪ ،‬وكذلك �آلية‬ ‫عمل ه��ذه الم�صارف معه��ا‪ .‬فيما‬ ‫قدّ رت �أخير ًا المنظمة الإقت�صادية‬ ‫لغ��رب �آ�سيا التابعة للأمم المتحدة‬ ‫(الإ�سكوا) حجم هذه الودائع بـ‪11‬‬ ‫ملي��ار دوالر‪ ،‬ف ��إن القيِّمي��ن على‬ ‫�إدارة القط��اع الم�صرف��ي والعديد‬ ‫من خب��راء الإقت�صاد ف��ي لبنان قد‬ ‫�شككوا ببل��وغ الودائع هذا الرقم‪.‬‬ ‫وفي ظ��ل �إفتقار بيان��ات �إح�صائية‬ ‫دقيقة تثبت مدى �صحة هذا الرقم‪،‬‬ ‫يبق��ى منط��ق الت�أوي��ل والتكهنات‬ ‫�سيد الموقف‪ .‬وال�س�ؤال هنا‪ :‬ما هي‬ ‫تداعيات تهريب الأموال ال�سورية‬ ‫وتجميده��ا في القط��اع الم�صرفي‬ ‫اللبنان��ي‪ ،‬لناحي��ة و�ض��ع لبن��ان‬ ‫عل��ى خريطة العقوب��ات الدولية؟‬ ‫وه��ل �سينج��ح بل��د الأرز بـ"الن�أي‬ ‫بالنف�س" مالي ًا عن تداعيات الأزمة‬ ‫ال�سورية؟‬ ‫‪58‬‬

‫بيروت ‪ -‬مازن مج ّوز‬ ‫ف ��ي ظ ��ل �أزم ��ة ح ��ادة وم�س ��تمرة منذ‬ ‫�أكث ��ر من عامي ��ن في �س ��وريا‪ ،‬كان من‬ ‫البديهي �أن تنتقل ودائع مالية �ض ��خمة من دم�ش ��ق‬ ‫�إلى بي ��روت‪� ،‬إال �أن الأرقام الت ��ي يبرزها المعنيون‬ ‫في ال�ش� ��أن الإقت�صادي ت�شير �إلى �أن كميات الودائع‬ ‫م ��ن الخارج لم تختلف من عام �إلى �آخر‪ ،‬حتى �أنها‬ ‫الم�سجلة قبل ثورتي‬ ‫�إنخف�ضت �إلى دون الم�ستويات‬ ‫ّ‬ ‫م�صر و�سوريا‪.‬‬ ‫فقد �ش ��هد القطاع الم�ص ��رفي اللبناني منذ بداية‬ ‫العام الحالي �إرتفاع ًا ف ��ي حجم الودائع الإجمالية‬ ‫�إلى �أكثر من ‪ 6‬مليارات دوالر وبلغت نحو ‪ 113‬مليار‬ ‫دوالر (م ��ن دون الودائ ��ع ل ��دى م�ص ��ارف الأعمال‬

‫مبنى م�صرف لبنان‪:‬‬ ‫�سيا�سة حذرة وناجحة‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫والم�ص ��ارف الإ�سالمية)‪ .‬وعلى الرغم من �أن هذه‬ ‫الزي ��ادة ه ��ي �أقل من الزي ��ادة المح ّقق ��ة في العام‬ ‫الما�ض ��ي‪ ،‬ف�إن البع�ض يعتبرها م� ّؤ�ش ��ر ًا على تد ّفق‬ ‫ودائع‪ ،‬ولو محدودة‪ ،‬من بالد ال�شام‪.‬‬ ‫وق ��د ذكرت منظمة "الإ�س ��كوا" ف ��ي تقريرها حول‬ ‫"�إنعكا�س النزاع ال�سوري على الإقت�صاد اللبناني"‬ ‫ال�صادر في حزيران (يونيو) ‪ ،2013‬و�صول الودائع‬ ‫ال�س ��ورية ف ��ي الم�ص ��ارف اللبنانية ال ��ى ‪ 11‬مليار‬ ‫دوالر‪ ،‬م�ستندة �إلى الن�شرة الف�صلية للبنك الدولي‬ ‫ال�ص ��ادرة ف ��ي ربي ��ع ‪ ،2013‬م ��ع غياب للم�ص ��ادر‬ ‫الموثوقة او الموثقة‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن م�ص ��رف لبنان �إ�س ��تطاع‪ ،‬والم�ص ��ارف‬ ‫الخا�ص ��ة‪ ،‬حماي ��ة القط ��اع م ��ن خ�ل�ال تعامي ��م‬ ‫و�سيا�سات عديدة‪ ،‬وبح�ص ��رهما الودائع التي ت�أتي‬


‫لوي�س حبيقة‪ :‬الودائع مهمة للقطاع الم�صرفي‬

‫وفي تعريف �إقت�ص ��ادي يقدمه الخبير الإقت�صادي‬ ‫حبيق ��ة ل"�أهمي ��ة الودائ ��ع" ي�ؤك ��د عل ��ى �أنه ��ا كل‬ ‫�شيء بالن�س ��بة �إلى الم�صارف‪ ،‬حيث تقوم الأخيرة‬ ‫ب�إقرا�ض القطاع الخا�ص من الودائع‪ ،‬ف�إذا لم يرد‬ ‫القط ��اع الخا�ص �أخ ��ذ قرو�ض معينة فال ت�س ��تطيع‬ ‫الم�ص ��ارف القي ��ام ب ��اي عم ��ل‪ ،‬وعنده ��ا ت�ص ��بح‬ ‫الودائع خ�سارة كبيرة للم�صارف‪.‬‬ ‫والالفت في الإجراءات الم�ص ��رفية الذاتية الآنفة‬ ‫الذك ��ر �أنه ��ا لم ت�س ��تند �إل ��ى �أي تعميم �ص ��ادر عن‬ ‫م�صرف لبنان �أو لجنة الرقابة على الم�صارف‪� ،‬إال‬ ‫�أن حاكم م�ص ��رف لبنان ريا�ض �س�ل�امة على علم‬ ‫م�س ��بق بها‪ ،‬وهو يمار� ��س نوع ًا من �سيا�س ��ة "غ�ض‬ ‫الط ��رف" عنها‪ ،‬لكونه ��ا تخالف المب ��د�أ القانوني‬ ‫العام ال ��ذي يحظر على الم�ص ��ارف رف�ض فتح �أي‬ ‫نوع من الح�س ��ابات �إال �إذا كان ال ي�ستوفي ال�شروط‬ ‫المعلنة‪.‬‬ ‫وت�أت ��ي هذه الإجراءات في ظ ��ل تهويل كبير ُيمار�س‬ ‫عل ��ى لبنان من �أجل دفعه �إلى اال�ش ��تراك في تنفيذ‬ ‫العقوبات المفرو�ضة على النظام ال�سوري‪ .‬وتك�شف‬ ‫م�صادر متابعة �أن ّ‬ ‫موظفين من ال�سفارة الأميركية‬ ‫ف ��ي بيروت‪ ،‬قام ��وا منذ فترة بجول ��ة ميدانية على‬ ‫العديد من الم�صارف المحلية‪ ،‬بهدف الإ�ستق�صاء‬ ‫عن ح�سابات زبائن �س ��وريين معينين وفق ًا لالئحة‬ ‫تت�ضمن ‪� 120‬إ�سم ًا‪.‬‬ ‫وجهوا ر�س ��ائل‬ ‫كذلك ف�إن الم�س� ��ؤولين الأميركيين ّ‬ ‫مبا�ش ��رة وغير مبا�ش ��رة على هام�ش اللقاءات التي‬ ‫�أجراها الم�س� ��ؤولون اللبنانيون والوفود الم�صرفية‬ ‫الت ��ي �ش ��اركت �أخير ًا ف ��ي الإجتماعات الم�ش ��تركة‬ ‫ل�صندوق النقد والبنك الدوليين في وا�شنطن‪.‬‬ ‫وكانت م�ص ��ارف لبنانية ق ��د فتحت ‪ 7‬فروع لها في‬ ‫�س ��وريا‪ ،‬وفر� ��ض عليها البنك المركزي الح�ص ��ول‬

‫و�سام فتوح‪ :‬ال �صحة للـ‪ 11‬مليار دوالر‬

‫جهل‬ ‫"ينم التقرير عن ٍ‬ ‫مكرم �صادر‪ّ :‬‬ ‫مطبق حقيقي �أو متع ّمد لي�س بالن�سبة‬ ‫�إلى و�ضعية �أرقام القطاع الم�صرفي‬ ‫اللبناني فح�سب‪ ،‬بل �أي�ضا في معطيات‬ ‫القطاع الم�صرفي الخا�ص في �سوريا"‬ ‫على �ض ��مانات و�أخذ �إحتياطات منع� � ًا لأي ثغرات‪،‬‬ ‫حيث �أن ال�ض ��غوط العالمية وخ�صو�ص� � ًا الأميركية‬ ‫على االقت�صاد اللبناني مرتبطة بال�ش�أن ال�سيا�سي‪.‬‬ ‫والجدي ��د ف ��ي هذا الإط ��ار هو �أن هذه الم�ص ��ارف‬ ‫�س � ّ�جلت �أرباح ًا مجمعة �صافية بلغت ‪ 146.7‬مليون‬ ‫دوالر خ�ل�ال الن�ص ��ف الأول م ��ن الع ��ام الج ��اري‪،‬‬ ‫بزي ��ادة ‪ %59.6‬ع ��ن الفت ��رة المقابل ��ة م ��ن العام‬ ‫الما�ض ��ي‪ ،‬بعدم ��ا ق ّل�ص ��ت المخاط ��ر ب�إلتزامه ��ا‬ ‫القرارات ال�صادرة عن "م�صرف لبنان"‪.‬‬ ‫ه ��ذه الأرب ��اح ك�ش ��ف عنه ��ا م�ص ��در م�س� ��ؤول ف ��ي‬ ‫الم�ص ��رف المركزي اللبناني (رف�ض الك�ش ��ف عن‬ ‫�إ�س ��مه)‪ ،‬لموقع "اليوم ال�سابع" الإلكتروني في ‪13‬‬ ‫ت�ش ��رين الأول (�أكتوبر) ‪" :2013‬هذه الم�ص ��ارف‬ ‫�إ�ستطاعت زيادة ودائع عمالئها �إلى ‪ 3.2‬مليارات‬ ‫دوالر بنهاي ��ة الن�ص ��ف الأول م ��ن الع ��ام الجاري‪،‬‬ ‫ب�إرتفاع ‪ %45.6‬عن نهاية الن�ص ��ف الأول من العام‬ ‫الما�ضي"‪.‬‬ ‫وبالع ��ودة �إلى بع�ض الآليات التي تنتقل بها مليارات‬ ‫الدوالرات لرجال �أعمال �س ��وريين تابعين للنظام‪،‬‬ ‫م ��ن الم�ص ��ارف اللبناني ��ة �إلى مالذات م�ص ��رفية‬

‫�إيلي ي�شوعي‪ :‬الحديث عن مليارات �سورية في لبنان �أمر مبالغ به‬

‫رجح التقدي ��رات �أن معظمها يتم ّركز في‬ ‫�أخ ��رى‪ُ ،‬ت ّ‬ ‫رو�سيا ودبي‪ ،‬ويفيد ب�س ��ام عكاري مدير �أحد فروع‬ ‫م�ص ��رف "فرن�س ��ا بن ��ك" في لبن ��ان‪" :‬يت ��م ذلك‬ ‫عب ��ر �أ�ش ��خا�ص �أو �ش ��ركات �س ��ورية �أو عربية تكون‬ ‫واجهة غير معلنة لل�ش ��خ�ص ال�س ��وري الم�س ��تهدف‬ ‫بالعقوب ��ات"‪ .‬م�ش ��ير ًا �إل ��ى م�س� ��ألة مهمة وه ��ي �أنّ‬ ‫"الم ��ودع‪ ،‬في حال �أراد تبيي�ض �أمواله يقوم بكل‬ ‫�س ��هولة بتوزيعها على م�ص ��ارف عدة مختلفة وهذا‬ ‫�أب�س ��ط �أمر‪ ،‬ل ��ذا ال يمكن ح�ص ��ر الودائ ��ع المالية‬ ‫للنازحين ال�سورين ب�شكل ر�سمي"‪.‬‬ ‫وف ��ي الختام ال بد �أن نلفت �إلى العديد من التقارير‬ ‫التي �أ�شارت �إلى �أن ق�سم ًا كبير ًا من �أ�صحاب ر�ؤو�س‬ ‫الأموال ال�س ��وريين لم يودع �أمواله في الم�ص ��ارف‪،‬‬ ‫ب ��ل حافظ عليها ك�س ��يولة و�إتجه نحو فتح م�ش ��اريع‬ ‫كمطاعم ومقا ٍه ومحالت �ألب�سة‪.‬‬ ‫وفعلي� � ًا يالح ��ظ المتاب ��ع للمل ��ف الإقت�ص ��ادي �أنه‬ ‫خالل �سنة واحدة تم �إقتتاح ‪ 7‬مطاعم دم�شقية في‬ ‫بيروت منها "�ست ال�شام"‪" ،‬الكمال" و"�سومر"‪...‬‬ ‫المطاع ��م الأكثر �ش ��هرة في العا�ص ��مة ال�س ��ورية‪،‬‬ ‫�إ�ض ��افة �إل ��ى عدد م ��ن المح�ل�ات الأخرى ف�ض�ل ً�ا‬ ‫ع ��ن �إفتتاح محالت �ألب�س ��ة في �أهم �ش ��وارع بيروت‬ ‫منه ��ا "الحم ��راء" و"ف ��ردان"‪ ،‬و�أف ��ران ومحالت‬ ‫حلوي ��ات‪ .‬فيم ��ا يقوم ق�س ��م منهم ب�ش ��راء عقارات‬ ‫و�أ�س ��هم و�أرا�ض‪ ،‬ويلج�أ �إلى ت�أجيره ��ا �أو بيعها �إلى‬ ‫مواطني ��ن لبنانيي ��ن‪ ،‬ومن العائدات ي�ض ��ع الأموال‬ ‫في م�ص ��ارف عدة وهذه و�س ��يلة من و�سائل تبيي�ض‬ ‫الأموال‪ ،‬وفي حاالت �أخرى يمكن للمواطن ال�سوري‬ ‫�إ�س ��تخدام الطريق ��ة ذاتها كي يتجن ��ب قرار منع‬ ‫فتح الح�س ��ابات في البنوك‪ ،‬فيحتفظ بال�سيولة في‬ ‫منزله �أو ي�س ��تثمرها بم�ش ��اريع‪ ،‬عو�ض ًا من الدخول‬ ‫في متاهات الم�صارف‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪61‬‬


‫�أ�سواق المال‬

‫¶‬

‫م�صارف‬

‫الرئي�س نجيب ميقاتي‪ :‬الرقم غير �صحيح‬

‫الن�س ��بة ال من قريب و ال من بعيد"‪ ،‬م�س ��تند ًا بذلك‬ ‫�إلى جملة قواعد ومعايير و�ض ��عها حاكم م�ص ��رف‬ ‫لبنان‪.‬‬ ‫ويق ��ول فت ��وح ‪" :‬تعتمد الدول العربي ��ة ومنها لبنان‬ ‫ال�ش ��فافية المطلقة في الت�صريح عن �إدخال �أموال‬ ‫وودائع �سورية الى م�ص ��ارفها‪ ،‬نظر ًا �إلى العقوبات‬ ‫االميركي ��ة المفرو�ض ��ة عل ��ى هذه الأم ��وال‪ .‬هناك‬ ‫ت�ش� �دّد في حجم المبالغ المو�ضوعة في الم�صارف‬ ‫من طريق التدقيق في حجم الأموال"‪.‬‬ ‫ووفق فتوح ف�إنه ال يمكن فتح ح�ساب م�صرفي ب�أكثر‬ ‫م ��ن ‪ 10.000‬دوالر �أميرك ��ي‪ ،‬ول ��ذا ف�إن "تق�س ��يم‬ ‫‪ 11‬ملي ��ار ًا عل ��ى ‪ 10.000‬دوالر يعن ��ي ان هن ��اك‬ ‫مليون ومئة الف �س ��وري مي�سوري الحال في لبنان‪،‬‬ ‫وبطبيعة الحال ف�إن هذا الأمر غير منطقي"‪.‬‬ ‫وف ��ي ه ��ذا الإطار ال بد م ��ن التوقف عن ��د التدقيق‬ ‫المبا�ش ��ر ال ��ذي يقوم به الإتحاد ف ��ي لبنان والدول‬ ‫العربي ��ة بالن�س ��بة �إل ��ى تح ��رك ر�ؤو� ��س الأم ��وال‬ ‫ال�سورية‪ ،‬نظر ًا �إلى طبيعة الأزمة ال�سورية‪ ،‬ولإبقاء‬ ‫م�ص ��ارفه بمن�أى عن �أي تداعيات �سلبية من جراء‬ ‫الأزمة‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من �إت�س ��اع ال ��كالم حول تدفق الودائع‬ ‫والأموال ال�سورية �إلى الم�صارف اللبنانية ف�إن هذا‬ ‫القطاع نجح في تطبيق �أعلى المعايير الدولية على‬ ‫�صعيد ال�شفافية وح�س ��ن الأداء و�إحتواء المخاطر‪،‬‬ ‫ف�إعتم ��د عل ��ى �سيا�س ��ة متحفظ ��ة من الت�س ��ليفات‬ ‫و�سيا�سة �سليمة في حجم ال�سيولة التي تم ّثل حوالي‬ ‫‪ %30‬من �إجمالي الودائع‪.‬‬ ‫كل ذل ��ك‪ ،‬وفق الخبير الإقت�ص ��ادي �إيلي ي�ش ��وعي‪،‬‬ ‫حر�ص� � ًا عل ��ى �ص ��ورة القط ��اع عالمي� � ًا بع ��د موجة‬ ‫�إهت ��زازات �ض ��ربت القط ��اع خ�صو�ص� � ًا م ��ن قب ��ل‬ ‫الواليات المتح ��دة الأميركية‪ ،‬معلن� � ًا �أن "مبلغ ‪11‬‬

‫مكرم �صادر‪ :‬خط�أ طباعي‬

‫منظمة "الإ�سكوا" في تقرير "�إنعكا�س‬ ‫النزاع ال�سوري على الإقت�صاد‬ ‫اللبناني" ال�صادر في حزيران (يونيو)‬ ‫‪ :2013‬بلغت الودائع ال�سورية في‬ ‫الم�صارف اللبنانية ‪ 11‬مليار دوالر!‬ ‫ملي ��ار دوالر �أو الحدي ��ث ع ��ن مليارات �س ��ورية في‬ ‫الج�سم الم�صرفي اللبناني �أمر مبالغ به"‪.‬‬ ‫ويط ��رح مث ��ا ًال �أن ��ه "�إذا نظرنا الى حج ��م الأموال‬ ‫ال�س ��ائلة وغي ��ر ال�س ��ائلة م ��ن �س ��يارات �أو طائرات‬ ‫خا�ص ��ة نالح ��ظ �أن القيم ��ة الإجمالية تف ��وق الـ‪11‬‬ ‫مليار دوالر‪.‬‬ ‫وف ��ي الواقع ف�إن ودائع غي ��ر المقيمين لدى القطاع‬ ‫الم�ص ��رفي ف ��ي لبن ��ان‪ ،‬نم ��ت بح�س ��ب الن�ش ��رة‬ ‫ال�شهرية للم�ص ��ارف ال�صادرة في �آب (�أغ�سط�س)‬ ‫‪ ،2013‬بم ��ا مق ��داره ‪ 8‬ملي ��ارات دوالر خالل فترة‬ ‫�آذار (مار� ��س) ‪� - 2011‬أيار (مايو) ‪ ،2013‬ويعود‬ ‫معظ ُمها للبنان ّيين غير المقيمين‪ ،‬والباقي للرعايا‬ ‫العرب ومنهم ال�س ��ور ّيين تجار ًا و�صناع ّيين ورجال‬ ‫�أعم ��ال من غير المدرجين عل ��ى �أي لوائح عقوبات‬ ‫في �أميركا �أو في �أوروبا �أو في الأمم المتحدة‪.‬‬ ‫ولكن كي ��ف بالإم ��كان تلم� ��س الإج ��راءات الذاتية‬ ‫المتخ ��ذة م ��ن قب ��ل الم�ص ��ارف اللبناني ��ة حي ��ال‬ ‫التحويالت ال�سورية �إليها ؟‬ ‫ف ��ي نظ ��رة �س ��ريعة عل ��ى ه ��ذه الإج ��راءات نج ��د‬ ‫�أن �إح ��دى المذ ّك ��رات ال�ص ��ادرة ع ��ن م�ص ��رف‬

‫غازي وزني‪ :‬نمو القطاع الم�صرفي ي�ضح�ض واقعية رقم "الإ�سكوا"‬

‫مح ّلي (�ض ��من الئحة الع�ش ��رة الكب ��ار) تن�ص على‬ ‫الإجراءات الآتية‪:‬‬ ‫�أ ّو ًال‪ُ ،‬تفت ��ح ح�س ��ابات للزبائ ��ن ال�س ��ور ّيين بالليرة‬ ‫اللبنانية فقط‪.‬‬ ‫ثاني� � ًا‪ ،‬التحوي�ل�ات الخارجي ��ة والمحل ّي ��ة بالدوالر‬ ‫الأميرك ��ي ممنوعة على الزبائن ال�س ��وريين الجدد‬ ‫و�إن كانت عبر م�صرف لبنان!‬ ‫ثالث ًا‪ ،‬ال�سماح للزبائن ال�سوريين ب�إجراء التحويالت‬ ‫ب�أي عملة �أخرى‪ ،‬كالليرة اللبنانية واليورو والدرهم‬ ‫الإماراتي والريال ال�سعودي‪.‬‬ ‫وبح�س ��ب ن� ��ص المذ ّكرة نف�س ��ها‪ ،‬ف� ��إن الإجراءات‬ ‫الجديدة تطال �أي�ض ًا الزبائن ال�سوريين المتعاملين‬ ‫�أ�ص ًال مع هذا الم�صرف (غير الجدد)‪.‬‬ ‫ويبدو �أن �سيا�سة التكهن في لعبة الأرقام الم�صرفية‬ ‫ت�ضع ال�س ��معة اللبنانية على المحك‪ ،‬حيث �إعتبرت‬ ‫جمعية الم�ص ��ارف في �إجتماع خ�ص�صته للرد على‬ ‫ما �أ�س ��مته "�ش ��ائعات" �أن الغاية من هذه التقارير‬ ‫التع ّر�ض ل�س ��معة لبنان واللبنانيين عموم ًا والقطاع‬ ‫الم�صرفي خ�صو�ص ًا وب�شكل مجاني‪.‬‬ ‫وفي هذا ال�ص ��دد يرى �ص ��ادر �أن "ت�ض ��خيم حجم‬ ‫الأموال ال�س ��ورية الوافدة �إلى لبنان قد ُيق�ص ��د به‬ ‫�إقامة نوع من التوازي بين كلفة النازحين والحرب‬ ‫في �سوريا على لبنان ومردودها عليه"‪.‬‬ ‫وف ��ي خطوة تعك�س ع ��دم واقعية رق ��م ال ‪ 11‬مليار‬ ‫دوالر‪ ،‬يطال ��ب الخبير الإقت�ص ��ادي وزن ��ي ب�إعادة‬ ‫النظر فيه‪" ،‬ال �س ��يما �أن القطاع الم�صرفي نما في‬ ‫ال�س ��نوات ‪ 2011‬و ‪ 2012‬بن�س ��بة تتراوح بين ‪ 7‬و‪%8‬‬ ‫�سنوي ًا‪� ،‬أي بزيادة �سنوية تراوح بين ‪ 9‬و‪ 10‬مليارات‬ ‫دوالر منها حوالي ‪ 6‬الى ‪ 7‬مليارات دوالر ناتجة عن‬ ‫الفوائ ��د المدفوع ��ة على الودائع"‪� .‬س ��ائ ًال ‪ :‬فكيف‬ ‫والحالة هذه يكون هذا الرقم �صائب ًا ؟‬


‫وا�شنطن ‪� -‬سمير عبد ال�ساتر‬ ‫عندما �إ�س ��تخدم الإقت�ص ��اديان جانيت‬ ‫يلين وج ��ورج �أكيرلوف مربي ��ة لطفلهما‬ ‫ف ��ي �أوائ ��ل ثمانينات الق ��رن الفائت‪ ،‬ق ��ررا دفع �أجر‬ ‫�أكث ��ر م ��ن المطلوب‪ .‬لقد ف ّك ��را ب�أن حا�ض ��نة الطفل‬ ‫�ستكون �أكثر �سعادة ج ّراء ذلك‪ ،‬الأمر الذي �سيدفعها‬ ‫�إلى توفير رعاية �أف�ضل‪.‬‬ ‫الق ��رار ل ��م يج ��ذب فق ��ط مجموع ��ة م ��ن المربيات‬ ‫الممت ��ازات‪ ،‬بل �أن ��ه �ألهم �أي�ض� � ًا الزوجين‪ ،‬وكالهما‬ ‫�أ�س ��تاذ في جامعة كاليفورنيا في بيركلي‪ ،‬على و�ض ��ع‬ ‫وتطوي ��ر نظري ��ة جديدة ل�س ��وق العمل حيث �ص ��ارت‬ ‫مب ّرر ًا م�ؤثر ًا على قدرة مجل�س الإحتياطي الفيديرالي‬ ‫لتحفيز نمو الوظائف‪.‬‬ ‫�أرب ��اب العمل‪� -‬أ ّكد الزوجان‪ -‬ف ��ي كثير من الأحيان‬ ‫ي�س ��عون �إلى تح�س ��ين الروح المعنوية لدى العمال من‬ ‫طري ��ق دفع �أكثر م ��ن الحد الأدنى ال�ل�ازم للأجور‪،‬‬ ‫التي له ��ا ت�أثير في منع بع�ض النا� ��س من العثور على‬ ‫وظائ ��ف‪ .‬وخالل فت ��رات �إرتف ��اع مع ��دالت البطالة‪،‬‬ ‫ق ��اال‪ ،‬يمكن للحوافز النقدية زي ��ادة الطلب على اليد‬ ‫العاملة – وهو نقي�ض مبا�ش ��ر للنظرة الكال�س ��يكية‬ ‫الت ��ي ترك ��ت دور ًا �ض ��ئي ًال للإحتياط ��ي الفيديرالي‬ ‫لمكافحة البطالة‪.‬‬ ‫بعد ثالثين �س ��نة‪� ،‬إنتقلت يلين (‪ 67‬عام ًا) والنقا�ش‬ ‫ح ��ول قدرات بن ��ك الإحتياط ��ي الفييدرالي من عالم‬ ‫النظرية في الأو�س ��اط الأكاديمية �إل ��ى البنك عينه‪.‬‬ ‫كنائب ��ة لرئي�س البن ��ك المركزي منذ الع ��ام ‪،2010‬‬ ‫فقد �ض ��غطت من �أجل �إتخاذ تدابي ��ر �أقوى للحد من‬ ‫البطالة‪ ،‬محارب ًة �شكوك م�س�ؤولي مجل�س الإحتياطي‬ ‫الفيديرالي الآخرين حول قيمة الإ�ستمرار في تو�سيع‬ ‫حملة التحفيز الهائلة للبنك‪.‬‬ ‫تجد يلين نف�س ��ها الآن مر�شحة الرئي�س باراك �أوباما‬ ‫لتخل ��ف رئي�س الإحتياط ��ي الفيديرالي‪ ،‬بن برنانكي‪،‬‬ ‫ف ��ي نهاية كانون الثاني (يناي ��ر) المقبل‪ ،‬لأن العديد‬ ‫من الديموقراطيين �أ ّيدها ور�أى ب�أنها �أف�ضل �شخ�ص‬ ‫م�ؤهّ ل لمتابعة حملة التحفيز المالي وتعزيز القوانين‬ ‫المالي ��ة‪ .‬لق ��د عار� ��ض الديموقراطيون ف ��ي مجل�س‬ ‫ال�شيوخ تر�شيح �إختيار الرئي�س �أوباما الأول‪ ،‬لوران�س‬ ‫�سمرز‪.‬‬ ‫بالن�س ��بة �إلى يلين‪ ،‬التي ُو ّجهت لدرا�س ��ة الإقت�ص ��اد‬ ‫كطري ��ق للخدمة العامة وطمحت منذ �أن كانت طالبة‬ ‫جامعية للعمل في بن ��ك الإحتياطي الفيديرالي‪ ،‬ف�إن‬ ‫المن�ص ��ب الأول في البنك المركزي �سيكون منطقي ًا‬ ‫تتويج ًا لم�سيرتها الطويلة ولو �أنه لم يكن متوقع ًا حتى‬ ‫وقت قريب‪ .‬كما �أن ت�أكيد تعيينها �أي�ض� � ًا من �ش�أنه �أن‬ ‫يعزّز تطور بنك الإحتياطي الفيديرالي من م�ؤ�س�س ��ة‬

‫بن برنانكي‪ :‬لم يكن دائم ًا على وفاق مع يلين‬

‫يديره ��ا بيروقراطي ��ون حكم ��اء في ال�س ��وق ير ّكزون‬ ‫على ال�س ��يطرة على الت�ض ��خم‪� ،‬إلى م�ؤ�س�س ��ة يديرها‬ ‫�أكاديمي ��ون ملتزم ��ون بمهم ��ة �أو�س ��ع للنم ��و المطرد‬ ‫والحد الأدنى من البطالة‪.‬‬ ‫�إن ج ��ذور يلين الفكري ��ة ونمطها في القيادة على حد‬ ‫�سواء ي�شيران �إلى �أنها �ستدفع بقوة‪� ،‬إلى حد ما �أكثر‬ ‫م ��ن بن برنانك ��ي‪� ،‬إلى تو�س ��يع نطاق حمل ��ة التحفيز‬ ‫لمجل� ��س الإحتياط ��ي الفيديرالي‪ ،‬وفق ًا لإ�س ��تعرا�ض‬ ‫دقيق لحياتها المهنية ومقابالت مع �أكثر من ع�شرين‬ ‫من زمالئها ومعارفها‪.‬‬ ‫وق ��د �أعرب ��ت يلين ع ��ن قلقه ��ا الأكب ��ر �إزاء العواقب‬ ‫الإقت�ص ��ادية المترتبة عن البطالة‪ ،‬و�إقتناعها الكبير‬ ‫بق ��درة البنك المرك ��زي على تحفيز نم ��و الوظائف‪،‬‬ ‫و�إ�س ��تعداد �أكث ��ر لتحمل المزيد من الت�ض ��خم القليل‬ ‫م ��ن �أجل الحد من البطالة ب�س ��رعة �أكبر‪ .‬حتى وقت‬ ‫قري ��ب‪ ،‬كان تركيزه ��ا على البطالة م ��ن المرجح �أن‬ ‫ال ي�ؤهّ لها للح�ص ��ول على الوظيفة‪ ،‬وق ��د �أثار موقفها‬

‫جذور جانيت يلين الفكرية‬ ‫ونمطها في القيادة ي�شيران �إلى �أنها‬ ‫�ستدفع بقوة‪� ،‬إلى حد ما �أكثر من بن‬ ‫برنانكي‪� ،‬إلى تو�سيع نطاق حملة‬ ‫التحفيز المالي لمجل�س الإحتياطي‬ ‫الفيديرالي‪ ،‬وفق ًا لإ�ستعرا�ض دقيق‬ ‫لحياتها المهنية ومقابالت مع �أكثر من‬ ‫ع�شرين من زمالئها ومعارفها‬

‫بالفع ��ل معار�ض ��ة بع� ��ض �أع�ض ��اء مجل� ��س ال�ش ��يوخ‬ ‫الجمهوريي ��ن وع ��دد ًا م ��ن الم�س ��تثمرين المعنيي ��ن‪،‬‬ ‫الذي ��ن ر�أوا ب�أنه ��ا ل ��ن تكون حار�س ��ة يقظ ��ة بما فيه‬ ‫الكفاية �ضد الت�ضخم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يلين هي �أي�ض� � ًا م�س� ��ؤولة �أكث ��ر حزما م ��ن برنانكي‪،‬‬ ‫وتب ��دو �أق ��ل رغب ��ة للخالف وال�ص ��راع‪ .‬ف ��ي حين �أن‬ ‫كالهما ي�ش � ّ�جع على المناق�شة المفتوحة وال�سعي �إلى‬ ‫�إتخ ��اذ القرارات بتواف ��ق الآراء‪ ،‬ف� ��إن "يلين" كانت‬ ‫مدافع ��ة �أكثر �ص ��خب ًا و�ص�ل�ابة عن وجه ��ات نظرها‬ ‫الخا�ص ��ة‪ .‬وق ��د �س ��مح برنانك ��ي لم�س� ��ؤولي مجل� ��س‬ ‫الإحتياطي الفيديرالي ن�ش ��ر �آرائهم بحرية‪ ،‬في حين‬ ‫�أعربت يلين قلقها من �أن ي�ؤدّي الن�ش ��از وتنافر الآراء‬ ‫�إلى تقوي� ��ض فعالية البنك المرك ��زي من طريق زرع‬ ‫البلبلة حول �إتجاه �سيا�سته‪.‬‬ ‫"�أعتقد �أنها ملتزمة ب�ش ��كل �أ�سا�س ��ي بالإ�ستمرارية‪،‬‬ ‫حي ��ث ال ت ��زال لدينا م�ش ��كلة‪ ،‬وم ��ا زلنا بحاج ��ة �إلى‬ ‫�سيا�س ��ة نقدية كي تفعل ق ��در ًا ال ب�أ�س به من العمل"‪،‬‬ ‫قال ��ت كري�س ��تينا رومر‪ ،‬الرئي�س ��ة ال�س ��ابقة لمجل�س‬ ‫الم�ست�ش ��ارين الإقت�ص ��ادين للرئي�س �أوباما و�صديقة‬ ‫وثيقة ليلين‪" .‬هذه الم�س�ؤولية تلزمها �صالبة‪ .‬و�أعتقد‬ ‫ب�أنها تتمتّع ب�صالبة �أكثر من برنانكي"‪� ،‬أ�ضافت‪.‬‬ ‫ومع ذل ��ك‪ ،‬من ال�س ��هل �أن نبالغ ف ��ي التغييرات التي‬ ‫المرج ��ح ل"يلين" �أن تحققها‪� .‬إنها �س ��تكون �أول‬ ‫من ّ‬ ‫ديموقراطي ��ة تقود بنك الإحتياط ��ي الفيديرالي منذ‬ ‫م ��ا يق ��رب من ثالث ��ة عقود‪ ،‬ولك ��ن ليبيرالي ��ة رئي�س‬ ‫بنك مرك ��زي هي �ش ��يء مختلف ‪ -‬و�أكث ��ر تحفظ ًا �أو‬ ‫محافظة‪ -‬من �سيا�سي ليبيرالي‪ .‬كان لها دور �أ�سا�سي‬ ‫ف ��ي ق ��رار مجل�س الإحتياط ��ي الفيديرال ��ي في العام‬ ‫الما�ض ��ي لإعالن ‪ 2‬في المئة هدف ًا لمعدل الت�ض ��خم‬ ‫ال�سنوي‪ ،‬ولم ُتظهر �سوى رغبة محدودة في الت�ساهل‬ ‫بالن�سبة �إلى �إرتفاع الت�ضخم‪.‬‬ ‫بالن�س ��بة �إلى الق�ض ��ايا التنظيمية‪� ،‬أي�ض� � ًا‪ ،‬ف�إن �آراء‬ ‫"يلي ��ن" هي �أقرب �إل ��ى �آراء �إدارة �أوباما �أكثر من‬ ‫�آراء الديموقراطيي ��ن ذات المي ��ول الي�س ��ارية الذين‬ ‫�س ��عى معظمهم بح ��رارة �إلى تر�ش ��يحها‪ .‬فهي تعتقد‬ ‫ب�أن الأ�س ��واق ت�شوبها عيوب وتحتاج �إلى تنظيم كبير‪.‬‬ ‫ولكنه ��ا تح ّبذ بروز م�ؤ�س�س ��ات عمالق ��ة مالية كالتي‬ ‫ظه ��رت في الت�س ��عينات‪ ،‬مثل "�س ��يتي غ ��روب"‪ ،‬ولم‬ ‫تدعم الأ�صوات المطالبة بتفكيكها‪.‬‬ ‫وربما تجد "يلين" �أن قدرتها الخا�صة مق ّيدة من قبل‬ ‫�أقلية م�ضطربة على نحو متزايد من م�س�ؤولي مجل�س‬ ‫الإحتياطي الفيديرالي التي تريد بدء الإن�سحاب من‬ ‫حملة التحفيز‪.‬‬ ‫ريت�ش ��ارد في�ش ��ر‪ ،‬رئي�س بنك االحتياطي الفيديرالي‬ ‫ف ��ي داال�س ‪ -‬الذي �س ��وف ي�ص ��بح ع�ض ��و ًا م�ص� � ّوت ًا‬ ‫في لجنة �ص ��نع ال�سيا�س ��ة لل�س ��نوات المقبلة لمجل�س‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪63‬‬


‫�أ�سواق المال‬

‫اإلحتياطي الفيديرالي‬

‫جانيت يلين‪ :‬من الليبرالية النظرية �إلى �صوت فاعل للعمالة في الإحتياطي الفيديرالي‬

‫ّ‬ ‫هذه المرأة ستهز العالم‬ ‫بيمينها ويسارها!‬

‫في ال�شهر الفائ��ت �سمّ ى الرئي�س‬ ‫ب��اراك �أوبام��ا "جاني��ت يلي��ن"‬ ‫مر�شّ حت��ه لخالفة بن برنانكي في‬ ‫رئا�سة بنك الإحتياطي الفيديرالي‬ ‫الأميرك��ي (المرك��زي)‪ ،‬ال��ذي‬ ‫تنته��ي واليت��ه ف��ي �أوائ��ل الع��ام‬ ‫المقب��ل‪ ،‬بعدم��ا واج��ه �س ّي��د‬ ‫البي��ت الأبي���ض معار�ض��ة م��ن‬ ‫حزب��ه لت�سمي��ة لوران���س �سم��رز‬ ‫المف�ض��ل‪ .‬ولمّ ��ا‬ ‫ّ‬ ‫مر�شح��ه الأول‬ ‫كان الديموقراطي��ون ي�سيط��رون‬ ‫عل��ى مجل���س ال�شي��وخ‪ ،‬ف�إنه من‬ ‫المتوقع �أن يت��م ت�أكيد تعيينها في‬ ‫وقت الحق م��ن هذا الع��ام ك�أهم‬ ‫م�س ��ؤول م�صرف��ي ف��ي العالم من‬ ‫دون �صعوبة‪.‬‬ ‫جانيت يلين‪:‬‬ ‫هل تجتاز �إمتحان مجل�س ال�شيوخ؟‬

‫‪62‬‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬


‫جانيت يلين وجورج �أكيرلوف‪ :‬زوجان �إقت�صاديان‬

‫ف ��ي �ص ��يف ‪ ،1981‬بعد عودتهم ��ا �إل ��ى بيركلي‪ ،‬كان‬ ‫الزوج ��ان ف ��ي وق ��ت واحد يبحث ��ان ع ��ن رعاية طفل‬ ‫وتف�س ��ير للغز قديم‪ :‬ثبات و�إ�ستمرارية البطالة‪ .‬وكما‬ ‫حدث‪ ،‬ف�إنهما �سيجدان الإثنين في المكان عينه‪.‬‬ ‫"زوج ��ان ف ��ي الجامع ��ة يبحث ��ان عن تبن ��ي ورعاية‬ ‫طفل"‪ ،‬تقر�أ في �ص ��فحة الإعالن ��ات المب ّوبة في ‪24‬‬ ‫تم ��وز (يولي ��و) ‪ ،1981‬طبع ��ة كاليفورني ��ا اليومي ��ة‪،‬‬ ‫�ص ��حيفة "الطال ��ب" ف ��ي جامع ��ة بيركل ��ي ‪" .‬الدفع‬ ‫جيد"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫قد يبدو وا�ض ��حا �أن الكثير من النا�س الذين هم من‬ ‫دون وظائف ّ‬ ‫يف�ض ��لون العمل‪ ،‬ولكن لي�س من ال�س ��هل‬ ‫ج ��د ًا �إعطاء �ش ��رح لم ��اذا ال ي�س ��تطيعون العثور على‬ ‫عم ��ل بب�س ��اطة من طري ��ق خف�ض �س ��عر عملهم حتى‬ ‫تجد ال�ش ��ركات �أنه من المربح �إ�س ��تخدامهم‪ .‬بعبارة‬ ‫�أخ ��رى‪ ،‬خالل فترات �إرتفاع معدالت البطالة ‪ ،‬لماذا‬ ‫ال تخ ِّف�ض ال�شركات الأجور بد ًال من ت�سريح العمال؟‬ ‫الج ��واب ج ��اء من يلي ��ن و�أكيرلوف وال ��ذي تك َّون من‬ ‫مالحظتهم ��ا ب� ��أن النا�س غالب ًا ما يدفع ��ون �أكثر مما‬ ‫هو مطلوب لمربيات الأطفال‪ .‬وناق�شا في �سل�سلة من‬ ‫الدرا�س ��ات ب� ��أن العديد من �أرباب العم ��ل �إختار دفع‬ ‫�أج ��ور للعمال �أكثر م ��ن تكلفة الإ�س ��تبدال والتوظيف‬ ‫الجدي ��د لأن �إرتف ��اع الروح المعنوي ��ة �أدّى �إلى �إرتفاع‬ ‫الإنتاجي ��ة‪ .‬خ�ل�ال فت ��رات الركود‪ ،‬عندم ��ا ينخف�ض‬ ‫�س ��عر العمالة في ال�س ��وق‪ ،‬يمتنع �أرباب العمل بالمثل‬ ‫م ��ن تخفي�ض الأجور لأن هبوط المعنويات من �ش� ��أنه‬ ‫�أن يق ّل ��ل ويخ ّف�ض الإنتاجية‪ .‬كما �أن �أ�ص ��حاب العمل‬ ‫ال ي�ستطيعون توفير المال �إذا هبط المردود �أي�ض ًا‪.‬‬

‫"ال�ش ��ركات ال تح ��اول فقط بب�س ��اطة الدفع �أقل ما‬ ‫يمكن لجذب المه ��ارات الالزمة؛ عندما تكون هناك‬ ‫بطالة‪ ،‬ت�س�أل �أنف�سها كيف يمكن لتخفي�ض الأجور �أن‬ ‫ي�ؤ ّث ��ر على �س ��لوك العاملين"‪ ،‬قالت يلي ��ن في مقابلة‬ ‫في العام ‪" .1995‬هل ي�س ��تقيلون �أم ي�ش ��عرون ب�أنهم‬ ‫غير را�ضين ويعملون بجهد �أقل نيابة عن ال�شركة �إذا‬ ‫�شعروا �أن �سيا�سات الأجور غير عادلة؟"‬ ‫ه ��ذا التردد في �ض ��بط الأجور‪ ،‬بدوره‪ ،‬ي�س ��اعد على‬ ‫تف�س ��ير لماذا ال�سيا�س ��ة النقدية تعمل وت�ؤ ّثر‪ .‬عندما‬ ‫يحاول بنك الإحتياطي الفيديرالي تحفيز الإقت�صاد‬ ‫بوا�سطة زيادة توافر المال‪ ،‬ف�إن الإنفاق يرتفع ب�شكل‬ ‫وا�ضح‪ .‬لكن االقت�صاديين ناق�شوا طوي ًال ما �إذا كانت‬ ‫النتيج ��ة هي �أن النا� ��س يقدمون على �ش ��راء المزيد‬ ‫من ال�س ��لع والخدمات �أو بب�س ��اطة دفع �أ�س ��عار �أعلى‬ ‫للأ�ش ��ياء عينه ��ا‪ .‬وبعب ��ارة �أخ ��رى‪ ،‬ه ��ل �أن التحفيز‬ ‫النق ��دي ي�ؤدّي �إلى الت�ض ��خم‪� ،‬أم �أن ��ه يمكنه �أن ينتج‬ ‫�أي�ض ًا نمو ًا �إقت�صادي ًا؟‬ ‫الحجة تتو ّقف وتتع ّلق على ما �إذا كانت الأ�سعار تتعدّل‬ ‫وتتك ّي ��ف ب�س ��رعة‪ .‬المدافعون عن الحواف ��ز النقدية‬ ‫جادلوا ب�أن �س ��عر العمالة‪ ،‬على وجه الخ�صو�ص‪ ،‬كان‬ ‫"لزج� � ًا" ‪ -‬الأج ��ور ف ��ي كثير من الأحي ��ان لم تتعدّل‬ ‫و ُت�ض ��بط ب�س ��رعة‪� .‬أنفق النا�س ‪ 10‬في المئة �أكثر من‬ ‫الم ��ال‪ ،‬بينم ��ا كانت ال�ش ��ركات تك�س ��ب ‪ 10‬في المئة‬ ‫�أكث ��ر‪ ،‬لكن الأجور بقيت على حاله ��ا‪ .‬ونتيجة لذلك‪،‬‬ ‫يمك ��ن لل�ش ��ركات �أن ت�س ��تخدم وتتح ّم ��ل المزيد من‬ ‫العمال‪.‬‬ ‫ر�أى الزوجان يلين و�أكيرلوف نظريتهما ب�أنها تف�سير‬

‫لـ"لزوجة" الأجور‪� .‬إن ت�ص ��ورات الإن�ص ��اف‪ ،‬قاال‪،‬‬ ‫ق ��د ال تت�أث ��ر مبا�ش ��رة بالتغ ّيرات ف ��ي المعرو�ض من‬ ‫النق ��ود‪ .‬وهناك على الأقل بع� ��ض �أرباب العمل الذي‬ ‫ال يعدّل الأج ��ور‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬يمكن للتحفيز زيادة‬ ‫النمو‪.‬‬ ‫�إقت�ص ��اديون �آخ ��رون ق ّدم ��وا تف�س ��يرات مناف�س ��ة‬ ‫ل"الأج ��ور اللزج ��ة‪ ".‬والخبي ��ر الإقت�ص ��ادي الذي‬ ‫يعتب ��ر مهم� � ًا ويحمل نظ ��رة م�ش ��ابهة لنظ ��رة يلين‬ ‫و�أكيرل ��وف ما هو �س ��وى لوران� ��س �س ��مرز‪ ،‬المناف�س‬ ‫ال�سابق ل"يلين" على من�صب برنانكي‪.‬‬ ‫تعاونت يلين �أي�ض� � ًا مع �أكيرل ��وف وزمالء �آخرين في‬ ‫بع� ��ض الأحيان‪ ،‬على �سل�س ��لة من الم�ش ��اريع الأخرى‬ ‫الت ��ي ت�س ��تخدم التحلي ��ل الإقت�ص ��ادي للتعام ��ل م ��ع‬ ‫ق�ض ��ايا ال�سيا�س ��ة العام ��ة‪ .‬فحللوا ربحية ال�ش ��ركات‬ ‫في �ألمانيا ال�ش ��رقية وال�سيا�سات المقترحة لتخفيف‬ ‫البطالة خالل توحيد �إلمانيا‪ ،‬وق َّيموا �إ�س ��تراتيجيات‬ ‫من ��ع الجريم ��ة‪ ،‬ووج ��دوا �أد ّل ��ة عل ��ى �أهمية ت�ش ��جيع‬ ‫�أف ��راد المجتمع على الإب�ل�اغ عن الجرائ ��م‪ ،‬وق ّيموا‬ ‫�أ�س ��باب ال ��والدات خارج �إط ��ار الزواج‪ ،‬وح� � ّذروا من‬ ‫�أن التغيي ��رات المقترحة بالن�س ��بة �إلى �إ�س ��تحقاقات‬ ‫الرعاية الإجتماعية من المرجح �أن ال تحدث فرق ًا‪.‬‬ ‫وكان ��ت يلين �أي�ض� � ًا مد ّر�س ��ة مخل�ص ��ة‪ .‬كان ��ت تكتب‬ ‫مالحظ ��ات محا�ض ��راتها ف ��ي كتابة عادي ��ة‪ .‬ويتذكر‬ ‫�أن ��درو روز‪ ،‬زميلها ف ��ي "بيركلي"‪ ،‬ب�أنه ��ا كانت تبد�أ‬ ‫الكتابة‪" ،‬مرحب ًا‪� .‬إ�سمي جانيت يلين "‪.‬‬ ‫ويتذكر طالبها �صبرها و�إ�ستعدادها ل�شرح المفاهيم‬ ‫مرار ًا وتكرار ًا‪ .‬و�أولئك الذين تابعوا معها الإقت�ص ��اد‬ ‫الكل ��ي ف ��ي ال�س ��نوات التي تل ��ت عودتها م ��ن جولتها‬ ‫الأول ��ى م ��ن واجب ف ��ي وا�ش ��نطن يتذك ��رون �أي�ض� � ًا‬ ‫ق�ص�صها عن الحياة هناك‪.‬‬ ‫"كانت تتحدث عن الكافيتيريا في بنك الإحتياطي‬ ‫الفيديرالي"‪ ،‬قال ��ت كاثي بوتكر‪ ،‬التي كانت طالبة‬ ‫ل ��دى "يلين" ف ��ي الع ��ام ‪" .2003‬كانت تق ��ول‪' ،‬كنت‬ ‫�أعتق ��د �أنه ��ا نوع متط ��ور من ناحي ��ة الإع ��داد‪ ،‬و�أنها‬ ‫ينبغ ��ي �أن تك ��ون مكان� � ًا يفر�ش على �أر�ض ��ه ال�س ��جاد‬ ‫وينت�ش ��ر ف ��ي �أرجائه الخدم وال�شرا�ش ��ف البي�ض ��اء‪.‬‬ ‫وبد ًال من ذلك كانت هناك الأجبان والفواكه المعلبة‬ ‫على طبق من البال�س ��تيك’‪ .‬وت�ضحك وتدرك عندها‬ ‫�أنها مجرد �شخ�ص عادي تقوم ب�أ�شياء عادية"‪.‬‬ ‫فت ��رة يلين الأولى في مجل�س الإحتياطي الفيديرالي‪،‬‬ ‫لم ��دة ثالث �س ��نوات بدء ًا م ��ن الع ��ام ‪ُ ،1994‬تنبىء‬ ‫بالمواقف التي �إتخذتها في ال�سنوات الأخيرة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ر�ش ��حها الرئي� ��س بي ��ل كلينت ��ون جنب ًا �إل ��ى جنب مع‬ ‫ليبرال ��ي �أكاديم ��ي �آخ ��ر‪ ،‬الإقت�ص ��ادي ف ��ي جامع ��ة‬ ‫"برين�س ��تون" �أالن بلين ��در‪ ،‬للتخفي ��ف م ��ن ح ��دة‬ ‫ال�سيا�س ��ة المحافظ ��ة الموجه ��ة لل�س ��وق م ��ن رئي�س‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪65‬‬


‫�أ�سواق المال‬

‫¶‬

‫الإحتياطي الفيديرالي‬

‫الإحتياطي في وا�شنطن كجزء من التناوب العادية ‪-‬‬ ‫هو من بين ه�ؤالء الم�س� ��ؤولين‪ .‬وقد �ص� � ّرح في ال�شهر‬ ‫الفائ ��ت ب�أن "يلي ��ن على خط� ��أ في ال�سيا�س ��ة‪ ،‬لكنها‬ ‫�إن�سانة جيدة والئقة ورائعة"‪.‬‬ ‫"يلي ��ن"‪ ،‬مثل العديد من الإقت�ص ��اديين من جيلها‪،‬‬ ‫جذبه ��ا �إلى المي ��دان �إهتمامها في الك�س ��اد العظيم‬ ‫ونتائجه‪ .‬لقد �س ��مح لها الإقت�ص ��اد الجمع بين حبها‬ ‫ل�ص ��رامة ود ّقة الريا�ض ��يات ورغبتها في العمل على‬ ‫الق�ضايا التي ت�ؤثر في حياة النا�س‪.‬‬ ‫ولدت في بروكلين في العام ‪ ،1946‬ون�ش� ��أت في "باي‬ ‫ريدج"‪ ،‬حي الطبقة الو�س ��طى في جزيرة "�ستاتن"‪.‬‬ ‫والدته ��ا‪ ،‬مد ِّر�س ��ة لديه ��ا �إهتمام ��ات ف ��ي التموي ��ل‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ف�ض ��لت البقاء في المنزل لتربية جانيت و�ش ��قيقها‪،‬‬ ‫جون‪ .‬والدها‪ ،‬وهو طبيب عائلي‪ ،‬كان يرى المر�ض ��ى‬ ‫في مكتب في المنزل كان يقفله بعد ظهر الأربعاء كي‬ ‫تتمكن الأ�سرة من ق�ضاء بع�ض الوقت مع ًا‪.‬‬ ‫عدد من رفاق يلين في ثانوية "فورت هاملتون"‪ ،‬التي‬ ‫تخ ّرج ��ت منها في الع ��ام ‪ ،1963‬يتذك ��ر ب�أنها كانت‬ ‫طالب ��ة ذكية ومجته ��دة لكنها بدت بعي ��دة من عالم‬ ‫التحزّب ال�سيا�سي‪.‬‬ ‫"كانت �ص ��ديقة ورفيقة جيدة"‪ ،‬قال ت�شارلز �سيدا‪،‬‬ ‫ال ��ذي كان طالب ًا مع يلين وت�ش ��اركا المجموعة عينها‬ ‫من الأ�ص ��دقاء‪ ،‬والتي و�ص ��فها ب�أنه ��ا "مجموعة من‬ ‫الأوالد الذي ��ن كان ��وا يرغب ��ون ويهتمون ف ��ي الأغاني‬ ‫ال�ش ��عبية"‪ .‬ولكن "م ��ن حيث كنت �أجل�س"‪� ،‬أ�ض ��اف‬ ‫�س ��يدا‪" ،‬كان من الوا�ض ��ح ب�أن ذلك كان محطة على‬ ‫الطريق �إلى �أ�شياء �أف�ضل" بالن�سبة �إليها‪.‬‬ ‫كل عام‪ ،‬كان رئي�س تحرير �صحيفة "الطالب" يجري‬ ‫مقاب�ل�ات مع فئ ��ة م ��ن الطلب ��ة المتفوقي ��ن‪ .‬وكانت‬ ‫"يلي ��ن" على حد �س ��واء الإثنين مع� � ًا‪ ،‬لذلك �أجرت‬ ‫حوار ًا مع نف�سها‪ .‬وتحدثت عن حبها لل�سفر‪ ،‬وهوايتها‬ ‫في جمع الأحجار ‪" -‬بد�أتُ في جمع الحجارة منذ �أن‬ ‫كان عمري ثماني �س ��نوات‪ ،‬ولديّ �أكثر من ‪ 200‬عينة‬ ‫مختلفة" – وخططها الجامعية‪.‬‬ ‫"لق ��د ق ��ررتُ �أن �أتخ�ص ���ص ف ��ي الريا�ض ��يات �أو‬ ‫الأنثروبولوجي ��ا �أو عل ��م الإقت�ص ��اد �أو ‪ ،"...‬ح�س ��ب‬ ‫قوله ��ا‪ .‬لك ��ن بع ��د �إلتحاقه ��ا بجامعة "ب ��راون"‪ ،‬لم‬ ‫ت�ستغرق وقت ًا طوي ًال لت�ضييق قائمة خياراتها‪.‬‬ ‫علي‬ ‫" تابعت �أول ح�صة في الإقت�صاد وعادت لتلقي َّ‬ ‫محا�ضرة لأكثر من �ساعة �شارحة لماذا الإقت�صاد هو‬ ‫�أعظم علم على الإطالق"‪ ،‬تروي �سوزان غرو�سارت‪،‬‬ ‫�ص ��ديقة الطفولة‪ ،‬متذكر ًة عطلة الميالد عندما كانا‬ ‫في �آخر �سنة ثانوية‪" .‬كان من الوا�ضح جد ًا منذ ذلك‬ ‫الحين �أن الإقت�صاد كان �شغفها"‪ ،‬ت�ضيف‪.‬‬ ‫قررت "يلين" متابعة الدكتوراه في جامعة "ييل" بعد‬ ‫�س ��ماع خطاب �ألقاه جيم�س توبين‪ ،‬الإقت�صادي الذي‬ ‫‪64‬‬

‫مع الرئي�س باراك �أوباما عندما ر�شّ حها الى من�صب رئا�سة البنك المركزي‬

‫ال تزال تعتبره "بطلها" الفكري‪ .‬وكان توبين مدافع ًا‬ ‫قوي� � ًا عن ال ��ر�أي القائل ب�أن �سيا�س ��ة الحكومة قادرة‬ ‫على �إنت�شال الإقت�صاد من الركود‪ .‬و�أعربت �أي�ض ًا عن‬ ‫�إعجابها بطريقته التي يختلط فيها العمل الأكاديمي‬ ‫مع الخدمة العامة‪.‬‬ ‫"لقد كان ي�ش � ّ�جع طالبه للقيام بعمل هادف" قالت‬ ‫يلين ل�ص ��حيفة "ييل دايل ��ي نيوز" بعد وفاة توبين في‬ ‫الع ��ام ‪" .2002‬العم ��ل الذي ل ��ن يل ّبي معي ��ار ًا فكري ًا‬ ‫يح�سن الرفاه للب�شرية"‪.‬‬ ‫عالي ًا فقط‪ ،‬بل من �ش�أنه �أن ّ‬ ‫�أم�ض ��ت يلين و�أكيرلوف معظم فترة ثمانينات القرن‬ ‫الفائ ��ت ف ��ي محاول ��ة لدر� ��س وفه ��م البطال ��ة ‪ -‬في‬ ‫المكتب‪ ،‬على مائدة الع�ش ��اء‪ ،‬وخالل ق�ض ��اء العطلة‬ ‫ف ��ي ه ��اواي‪ ،‬حيث ن ��ادر ًا ما دخل ��ت المياه‪ّ ،‬‬ ‫مف�ض ��ل ًة‬ ‫قراءة كتب الإقت�صاد على ال�شاطئ‪.‬‬ ‫�إلتق ��ى الزوج ��ان للمرة الأول ��ى في الع ��ام ‪ 1977‬في‬ ‫كافيتيريا بنك الإحتياطي الفيديرالي‪ ،‬حيث كان كل‬ ‫واح ��د منهما يعم ��ل في البحوث‪ .‬ولم تك ��ن يلين بعد‬ ‫قد �إ�س ��تطاعت �ضمان من�صب �أ�س ��تاذ دائم بعد �ست‬ ‫�س ��نوات كم�ساعدة �أ�س ��تاذ في جامعة هارفارد؛ وكان‬ ‫�أكيرلوف بدوره قد حرم من "الأ�ستاذية" الكاملة في‬ ‫جامعة بيركلي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫"لق ��د �أح � ّ�ب كل من ��ا الآخ ��ر عل ��ى الف ��ور‪ ،‬وقررنا‬ ‫ال ��زواج"‪ ،‬كتب �أكيرلوف في تاريخه ال�شخ�ص ��ي بعد‬ ‫ف ��وزه بجائ ��زة نوبل في الع ��ام ‪" .2001‬لي�س فقط �أن‬ ‫�شخ�ص ��يتينا تناغمتا تمام ًا‪ ،‬ولكن كانت �أرا�ؤنا �أي�ض ًا‬ ‫دائم� � ًا على �إتفاق كامل حول الإقت�ص ��اد الكلي‪ .‬لدينا‬ ‫خالف وحي ��د هو �أنها داعم ��ة قلي ًال للتج ��ارة الحرة‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫�أكثر مني"‪.‬‬ ‫وكان كالهم ��ا م ��ن �أتباع الإقت�ص ��ادي ج ��ون ماينارد‬ ‫كين ��ز ‪ --‬الذي ين ��ادي بتوجي ��ه البرام ��ج الحكومية‬ ‫النقدي ��ة والمالي ��ة به ��دف تحفيز الن�ش ��اط التجاري‬ ‫وزي ��ادة فر�ص العمل‪ --‬وهما م ��ن الم�ؤمنين بالر�أي‬ ‫القائل ب�أن النا�س يت�ص ��رفون بطريقة غير منطقية‪،‬‬ ‫والأ�سواق ت�شوبها عيوب والم�شاكل الناتجة عنها غير‬ ‫قادرة على ت�صحيح ذاتها تلقائي ًا‪ ،‬والحكومة يجب �أن‬ ‫ت�ساعد‪.‬‬ ‫"بينم ��ا نح ��ن من المعجبي ��ن بالر�أ�س ��مالية‪ ،‬فنحن‬ ‫�أي�ض� � ًا �إل ��ى ح ��د ما نعتق ��د ان لديه ��ا ح ��دود ًا وقيود ًا‬ ‫تتطلب التدخل الحكومي في الأ�سواق لجعلها تعمل"‪،‬‬ ‫قال ��ت يلين في مقابلة ف ��ي العام ‪ 2012‬مع مجلة كلية‬ ‫�إدارة الأعمال في "بيركلي"‪.‬‬ ‫ويق ��ول �أ�ص ��دقاء ب� ��أن �أكيرلوف ب�أن ��ه ينب ��وع �أفكار‪،‬‬ ‫بع�ض ��ها رائ ��ع‪ ،‬و�آخ ��ر متو�س ��ط‪ .‬و"يلين"‪� ،‬أ�ض ��افوا‪،‬‬ ‫ت�س ��اعد عل ��ى �إعداد ج ��دول �أعم ��ال للبح ��وث‪ .‬فهي‬ ‫مفكرة �أكثر �صرامة‪ ،‬وماهرة في البناء والتالعب في‬ ‫النماذج النظرية التي هي الأدوات الأ�سا�سية للبحوث‬ ‫الإقت�صادية‪.‬‬ ‫"ق ��د يطل ��ق ه ��و فك ��رة ‪...‬وه ��ي ق ��د تع ّل ��ق‪’ :‬ه ��ذه‬ ‫ه ��ي الأ�س ��باب الت�س ��عة ب�أن الفك ��رة حمق ��اء’"‪ ،‬قال‬ ‫الإقت�ص ��ادي ف ��ي جامع ��ة بيركلي ديفي ��د رومر‪ ،‬وهو‬ ‫�ص ��ديق للزوجين من ��ذ فت ��رة طويل ��ة‪" .‬و�إذا �أمكنها‬ ‫التفكير فق ��ط في تعداد �أربعة �أ�س ��باب"‪ ،‬قال رومر‪،‬‬ ‫ف� ��إن الفكرة ت�س ��تحق عندها المناق�ش ��ة‪ .‬و�أ�ض ��اف‪:‬‬ ‫"كانت �شراكة مثمرة ب�شكل ال ي�صدّق"‪.‬‬


‫مح ّررة حيث وجدنا فج�أة �أنف�سنا في عالم مختلف"‪،‬‬ ‫�أ�ش ��ارت م ��اري دال ��ي‪ ،‬الت ��ي تعم ��ل الآن المدي ��رة‬ ‫الم�س ��اعدة للأبحاث في البنك‪�" .‬إل ��ى حيث جانيت‬ ‫تذهب فهي ترفع م�ستوى اللعبة "‪� ،‬أ�ضافت‪.‬‬ ‫�أثبتت يلين ب�ص ��يرة �إقت�صادية كبيرة خالل ال�سنوات‬ ‫القليل ��ة الالحق ��ة‪ .‬وكان ��ت الم�س� ��ؤول الأول ف ��ي بنك‬ ‫الإحتياطي الفيديرالي في العام ‪ 2005‬الذي و�ص ��ف‬ ‫�إرتف ��اع �أ�س ��عار الم�س ��اكن ب"الفقاع ��ة" التي يمكن‬ ‫�أن ت�ض ��ر الإقت�ص ��اد‪ .‬وكانت �أي�ض� � ًا الأولى‪ ،‬في العام‬ ‫‪ ،2008‬التي قالت ب�أن الإقت�ص ��اد قد �سقط في براثن‬ ‫الك�س ��اد‪ .‬وفي �أوائل العام ‪ ،2009‬ح� � ّذرت من "فترة‬ ‫طويلة م ��ن الركود"‪ ،‬نافي ��ة المخاوف والقلق ب�ش� ��أن‬ ‫ت�ضخم و�شيك‪.‬‬ ‫تحذيراته ��ا قب ��ل الأزم ��ة‪ ،‬مع ذل ��ك‪ ،‬كان ��ت مترددة‬ ‫وغي ��ر متنا�س ��قة‪" .‬لم �أك ��ن على يقين م ��ن �أن هناك‬ ‫فقاع ��ة‪ ،‬بل قلت �أن هناك �إحتم ��ا ًال"‪ ،‬قالت يلين في‬ ‫�أيلول (�س ��بتمبر) ‪�" .2006‬أعتقد �أنني كنت �أميل �إلى‬ ‫الإعتق ��اد ربم ��ا كانت هن ��اك فقاعة‪ .‬ولك ��ن ر�أيت ما‬ ‫حدث في العام الما�ض ��ي �أو نحو ذلك‪ ،‬والآن �أنا �أكثر‬ ‫�ش ��ك ًا فيها"‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬لم تد ُع �إلى تغيير في‬ ‫�سيا�سة البنك المركزي‪.‬‬ ‫الإحتياط ��ي الفيديرال ��ي في �س ��ان فران�سي�س ��كو فعل‬ ‫قلي ًال لتقييد تج ��اوزات و�إنتهاكات البنوك التي كانت‬ ‫تحت �إ�ش ��رافه‪ ،‬بما في ذلك �إثنان من �أكبر مقر�ضي‬ ‫الرهن العقاري ف ��ي البالد‪" ،‬ويلز فارغو" و"كانتري‬ ‫واي ��د فاينن�ش ��ال"‪ .‬لم يكن �أدا�ؤه �أ�س ��و�أ م ��ن البنوك‬ ‫الإحتياطية الإقليمية الأخ ��رى‪ ،‬ولكن‪ .‬كانت جميعها‬ ‫تتلقى االوامر من مجل�س المحافظين في الإحتياطي‬ ‫الفيديرالي في وا�ش ��نطن‪ ،‬الذي كان �أ�صدر تعليمات‬ ‫بعدم التدقيق في البنوك الداعمة للإقرا�ض والرهن‬ ‫العقاري مثل "ويلز فارغو"‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أن يلي ��ن لم يك ��ن لها دور ر�س ��مي‬ ‫ف ��ي الرقاب ��ة المالية‪ ،‬فق ��د طلبت �إحاطات �ش ��هرية‬ ‫و�س ��عت �إلى رفع التحذيرات وقرع ناقو�س الإنذار في‬ ‫وا�ش ��نطن‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ل ��م تحاول تقييد المقر�ض ��ين‬ ‫من جان ��ب واحد‪�" .‬أنا ب�ص ��راحة ال �أع ��رف �إذا كان‬ ‫ف ��ي �إمكانن ��ا �أن نفعل ذل ��ك"‪ ،‬قالت للجن ��ة التحقيق‬ ‫في الأزمة المالية في الع ��ام ‪�" .2010‬أعتقد ب�أننا لم‬ ‫ن�شعر ب�أننا ك ّنا مخولين للقيام بذلك"‪.‬‬ ‫كان ��ت ال تزال عل ��ى الهام� ��ش عندما ب ��د�أت الأزمة‪.‬‬ ‫م�س� ��ؤولو الإحتياط ��ي الفيديرال ��ي ف ��ي وا�ش ��نطن‬ ‫ونيويورك‪ ،‬برئا�س ��ة برنانكي وتيموث ��ي غايتنر‪ ،‬بذلوا‬ ‫جه ��ود ًا كبي ��رة لوق ��ف الإنهي ��ار‪ .‬ولكن بع ��د �إنتخاب‬ ‫�أوبام ��ا‪ ،‬عرف ��ت يلين ب�أن ��ه من الممكن �أن ُت�س ��تدعى‬ ‫�إلى وا�ش ��نطن‪ .‬ويتذكر �أحد �أ�صدقائها �أنه عند نقطة‬ ‫معينة‪ ،‬عندما جاء هذا المو�ض ��وع‪ ،‬توقفت يلين قائلة‬

‫لوران�س �سمرز‪ :‬كان الخيار الأول لأوباما ولكن‪...‬‬

‫كانت يلين الم�س�ؤول الإحتياطي‬ ‫الفيديرالي النادر الذي يواجه �أالن‬ ‫غرين�سبان وينجح‪ .‬في العام ‪،1996‬‬ ‫تبنّت �أبحاث ًا �أكاديمية‪ ،‬بما في‬ ‫�شجعت زوجها‬ ‫ذلك درا�سة كانت ّ‬ ‫�أكيرلوف على كتابتها‪ ،‬للمجادلة‬ ‫ب�أنه ينبغي على مجل�س البنك‬ ‫المركزي ال�سعي الى معدل ت�ضخم‬ ‫معتدل بد ًال من الق�ضاء عليه‬ ‫"هذا ال يمكن ت�ص ��وره" وبد�أت بالقول‪" ،‬هذا كل ما‬ ‫�أحتاجه الآن"‪.‬‬ ‫ف ��ي ني�س ��ان (�إبريل) ‪ ،2012‬قالت يلي ��ن لجمهور في‬ ‫نيويورك ب�أن بنك الإحتياطي الفيديرالي لم يفعل ما‬ ‫يكفي لتحفيز الإقت�ص ��اد في �أعقاب الك�ساد العظيم‪.‬‬ ‫وه ��ي‪ ،‬على غرار معظم م�س� ��ؤولي مجل�س الإحتياطي‬ ‫الفيديرال ��ي‪ ،‬ق ّللت من عمق الرك ��ود وبالغت في قوة‬ ‫الإنتعا� ��ش‪ .‬كان الخطاب جزء ًا م ��ن حملة على مدى‬ ‫�أ�ش ��هر ع ��دة‪� ،‬أكثرها ج ��رى وراء الكوالي� ��س‪ ،‬لإقناع‬ ‫زمالئها ب�أن البنك المركزي يمكنه وينبغي عليه فعل‬ ‫المزيد‪.‬‬ ‫لك ��ن بع�ض م�س� ��ؤولي مجل�س الإحتياط ��ي الفيديرالي‬ ‫كان ي�ش ��كك ب�ش� ��أن قدرة البنك المركزي على توفير‬ ‫م�س ��اعدة �إ�ض ��افية‪� ،‬أو يب ��دي قلق� � ًا ب�ش� ��أن التكلف ��ة‬ ‫والعواق ��ب المحتملة‪ .‬في ال�ش ��هور الت ��ي تلت خطاب‬ ‫ني�س ��ان (�إبري ��ل)‪ ،‬واجهت دعوة يلين تناق�ض� � ًا حاد ًا‬

‫على نح ��و متزايد مع وجهات نظر �أحدث �أ�س ��تاذ في‬ ‫مجل� ��س الإحتياط ��ي الفيديرال ��ي‪ ،‬الإقت�ص ��ادي ف ��ي‬ ‫جامع ��ة هارفارد جيريمي �ش ��تاين‪ ،‬الذي بد�أ يتحدث‬ ‫علن� � ًا ب�أن جه ��ود البن ��ك المركزي يمك ��ن �أن تزعزع‬ ‫�إ�ستقرار الأ�سواق المالية‪.‬‬ ‫وق ��د �س ��ادت �آراء يلين حتى الآن‪ .‬وهي لي�س ��ت قريبة‬ ‫�شخ�ص ��ي ًا من برنانك ��ي‪ ،‬لكنهما يحترمان بع�ض ��هما‬ ‫وقد �إتفقا على نطاق وا�س ��ع حول ال�سيا�س ��ة النقدية‪،‬‬ ‫وفق ًا لأ�شخا�ص ّ‬ ‫مطلعين على العالقة‪ .‬جنب ًا �إلى جنب‬ ‫ً‬ ‫مع عدد من حلفائهما‪ ،‬فقد و ّلدا توافقا في الآراء في‬ ‫خريف ‪ 2012‬حول تو�س ��يع الحملة الرئي�سية للتحفيز‬ ‫وخل ��ق فر� ��ص العم ��ل‪� :‬ش ��راء �أ�ص ��ول �أكث ��ر‪ ،‬وتمديد‬ ‫الإلتزام بتخفي�ض �أ�سعار الفائدة‪.‬‬ ‫ف ��ي �آب (�أغ�س ��ط�س) الما�ض ��ي‪ ،‬عل ��ى الرغ ��م م ��ن‬ ‫ال�ض ��غوط الداخلي ��ة المت�ص ��اعدة لتقلي� ��ص �ش ��راء‬ ‫ال�س ��ندات‪ ،‬فازت يلين مع حلفائها مرة �أخرى‪ .‬فاج�أ‬ ‫بن ��ك الإحتياط ��ي الفيديرالي الم�س ��تثمرين ب�إعالنه‬ ‫�أن ��ه �س ��ي� ّؤجل �أي تراجع للتحفي ��ز �إذ �أن تجدد الأزمة‬ ‫المالية في وا�شنطن يهدد مرة �أخرى الإنتعا�ش‪.‬‬ ‫كان موق ��ف البنك المركزي خيبة �أمل بالن�س ��بة �إلى‬ ‫بع� ��ض المراقبي ��ن الذي ��ن يعتقدون ب�أنه يل ��زم العمل‬ ‫على �إجراءات �أقوى للحد من البطالة ب�س ��رعة �أكبر‪،‬‬ ‫التي ال تزال تقلق �أولئك الذين يخ�ش ��ون من �إ�ستنفاد‬ ‫الإحتياطي الفيديرالي لقدراته‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الت�صريحات غير المتنا�سقة‪ ،‬والمتناق�ضة �أحيانا من‬ ‫م�س� ��ؤولي مجل�س الإحتياطي الفيديرالي في الأ�ش ��هر‬ ‫الأخيرة �أث ��ارت حفيظة الم�س ��تثمرين الذين يجدون‬ ‫ب� ��أن �ش ��فافية المجل� ��س الجدي ��دة مربكة ف ��ي بع�ض‬ ‫الأحيان �أكثر من ت�شوي�شه ال�سابق‪.‬‬ ‫وتج ّنب ��ت يلي ��ن ال ��ى ح ��د كبي ��ر التعليق العلن ��ي منذ‬ ‫حزي ��ران (يوني ��و) الفائ ��ت ف ��ي م�س ��عى لتجن ��ب �أي‬ ‫انطباع ب�أنها تنا�ض ��ل من �أجل وظيفة برنانكي‪ .‬ويبدو‬ ‫من المرجح �أنها �سوف تتكلم في جل�سة ت�أكيد تعيينها‬ ‫في وقت الحق من هذا العام‪.‬‬ ‫لكن وجهات نظرها قد �إ�س ��تقرت ب�شكل ملحوظ على‬ ‫م ��دى العقود الثالثة الما�ض ��ية‪ :‬عندما تكون البطالة‬ ‫مرتفع ��ة‪ ،‬ينبغ ��ي على بن ��ك الإحتياط ��ي الفيديرالي‬ ‫المحاولة‪.‬‬ ‫يعد عودتها �إلى جامعة ييل في العام ‪ّ ،1999‬‬ ‫لخ�صت‬ ‫يلي ��ن الدر�س ال ��ذي تع ّلمته م ��ن البروفي�س ��ور توبين‬ ‫وحملته معها �إلى الخدمة العامة‪.‬‬ ‫"ه ��ل تعمل الإقت�ص ��ادات الر�أ�س ��مالية عل ��ى العمالة‬ ‫الكاملة في غياب تدخل روتيني؟ ال بالت�أكيد"‪ ،‬قالت‪.‬‬ ‫"هل لدى �صانعي ال�سيا�سات المعرفة والقدرة على‬ ‫تح�س ��ين النتائ ��ج الإقت�ص ��ادية الكلية ب ��د ًال من جعل‬ ‫الأمور �أ�سو�أ؟ نعم"‪ .‬ت�ؤ ّكد‪.‬‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪67‬‬


‫�أ�سواق المال‬

‫¶‬

‫الإحتياطي الفيديرالي‬

‫مجل� ��س الإحتياط ��ي الفيديرال ��ي‪� ،‬آالن غرين�س ��بان‪.‬‬ ‫وكان تعيي ��ن �أكاديميي ��ن خطوة غي ��ر عادية في ذلك‬ ‫آنئذ لويد‬ ‫الوقت‪ .‬عندم ��ا �إلتقت يلين وزير الخزان ��ة � ٍ‬ ‫بنت�س ��ن في منزله خارج مدينة "�سان دييغو" – فيما‬ ‫كان زوجه ��ا �أكيرل ��وف ينتظر في الخارج في �س ��يارة‬ ‫�أج ��رة ‪ -‬جاءت م�س� � ّلحة ب�أمثلة من الأف ��كار البحثية‬ ‫التي يمكن �أن تجلبها معها ل�صنع ال�سيا�سات‪.‬‬ ‫كانت يلين الم�س� ��ؤول الإحتياط ��ي الفيديرالي النادر‬ ‫ال ��ذي يواج ��ه غرين�س ��بان وينجح‪ .‬في الع ��ام ‪،1996‬‬ ‫تب ّن ��ت �أبحاث� � ًا �أكاديمي ��ة‪ ،‬بما في ذلك درا�س ��ة كانت‬ ‫�ش � ّ�جعت �أكيرلوف على كتابتها‪ ،‬للمجادلة ب�أنه ينبغي‬ ‫على مجل�س البنك المركزي ال�سعي الى معدل ت�ضخم‬ ‫معتدل بد ًال من الق�ض ��اء عليه‪ .‬و�أظهرت الأبحاث �أن‬ ‫القليل من الت�ض ��خم قد �س ��اعد على تخفي�ض ن�س ��بة‬ ‫البطال ��ة‪ .‬و�أرب ��اب العم ��ل الذين كان ��وا مترددين في‬ ‫فر� ��ض خف�ض على الأجور قد �س ��اهموا بد ًال من ذلك‬ ‫بان ي�أكل الت�ض ��خم القيمة الحقيقية للأجور‪� ،‬سامح ًا‬ ‫لهم تخفي�ض تكاليف العمالة‪.‬‬ ‫بعد عودتها �إل ��ى المجل�س في العام ‪ ،2010‬بنت يلين‬ ‫دعم ًا داخلي ًا لإ�ضفاء طابع ر�سمي على هذا الر�أي من‬ ‫خالل تعيين ‪ 2‬في المئة كهدف للت�ضخم ال�سنوي‪.‬‬ ‫في مناظرة ذات �ص ��لة في العام ‪ ،1995‬جادلت يلين‬ ‫ب� ��أن الحد من �إرتفاع معدالت البطالة ينبغي �أن يكون‬ ‫�أحيان ًا �أولوية ق�صوى لمجل�س الإحتياطي الفيديرالي‪،‬‬ ‫حتى قبل ال�ض ��غط ب�إ�ستمرار للحد من الت�ضخم‪ .‬كان‬ ‫الطعم الم ّر ل�س ��بعينات القرن الفائت‪ ،‬عندما �س ��مح‬ ‫البنك المركزي للت�ض ��خم بالإرتفاع فيما كان ي�سعى‬ ‫�إلى تخفي�ض البطالة‪ ،‬قد �أ�ض ��ر جد ًا بمثل هذه الآراء‬ ‫لأكثر من جيل‪ ،‬ولكن يلين تقول ب�أن بنك الإحتياطي‬ ‫الفيديرال ��ي في حينه قد �س ��مح لر ّقا�ص ال�س ��اعة �أن‬ ‫يت�أرجح بعيد ًا جد ًا‪.‬‬ ‫"بالن�س ��بة �إل � ّ�ي‪� ،‬إن ال�سيا�س ��ة الحكيمة والإن�س ��انية‬ ‫ه ��ي �أحيان� � ًا تكم ��ن ف ��ي ال�س ��ماح ب�إرتف ��اع مع ��دالت‬ ‫الت�ض ��خم حتى عندما يرتفع الت�ضخم فوق الم�ستوى‬ ‫الم�ستهدف"‪ ،‬قالت‪ .‬وقد �إ�ستخدمت حجة مماثلة في‬ ‫العام الما�ض ��ي فيما كانت تبني دعم ًا لإعالن مجل�س‬ ‫الإحتياط ��ي الفيديرالي في كانون االول (دي�س ��مبر)‬ ‫الفائت ب�أنه �سيت�س ��امح مع الت�ض ��خم المتو ّقع لي�صل‬ ‫الى ‪ 2.5‬في المئة وذلك خدمة للحد من البطالة‪.‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬في منت�ص ��ف ت�سعينات القرن الفائت‪ ،‬ثبت‬ ‫�أن القلقين �أو التخوفين ‪ -‬ب�أن الت�ض ��خم �س ��ينخف�ض‬ ‫ج ��د ًا �أو �أن ن�س ��بة البطال ��ة �س ��ترتفع بن�س ��بة عالي ��ة‬ ‫جد ًا ‪ -‬كان ��ا �أمر ًا نظري ًا بحت ًا‪ .‬ف ��ي الواقع‪� ،‬إن معدل‬ ‫متدن جعل العديد‬ ‫البطال ��ة قد �إنخف�ض �إلى م�س ��توى ٍ‬ ‫من م�س� ��ؤولي مجل�س الإحتياطي الإتحادي يبدي قلقاً‬ ‫من �أن �إرتفاع الت�ضخم �أمر ال مفر منه‪.‬‬ ‫‪66‬‬

‫�أالن غري�سبان‪ :‬يلين كانت الوحيدة التي تواجهه وتنجح‬

‫في �آب (�أغ�سط�س) الما�ضي‪،‬‬ ‫على الرغم من ال�ضغوط الداخلية‬ ‫المت�صاعدة لتقلي�ص �شراء ال�سندات‪،‬‬ ‫فازت يلين مع حلفائها مرة �أخرى‪.‬‬ ‫لقد فاج�أ بنك الإحتياطي الفيديرالي‬ ‫الم�ستثمرين ب�إعالنه �أنه �سي� ّؤجل �أي‬ ‫تراجع للتحفيز المالي �إذ �أن تجدد‬ ‫الأزمة المالية في وا�شنطن يهدد مرة‬ ‫�أخرى الإنتعا�ش‬ ‫لك ��ن ف ��ي مذك ��رة تع ��ود �إل ��ى الع ��ام ‪ 1996‬و ّزعه ��ا‬ ‫غرين�س ��بان ب�إمتن ��ان عل ��ى لجن ��ة �ص ��نع ال�سيا�س ��ة‪،‬‬ ‫�شرحت يلين فيها بعناية الق�ضية التي يحاول الرئي�س‬ ‫طرحه ��ا‪ :‬يمكن للبنك الإحتياط ��ي الفيديرالي تحمل‬ ‫الحفاظ على معدالت فائدة منخف�ضة لأن الإقت�صاد‬ ‫�آخذ ف ��ي التغ ّير‪ .‬فالإنتاجية �آخ ��ذة في الإزدياد حتى‬ ‫ل ��و كان التناف� ��س العالم ��ي يقم ��ع قدرة العم ��ال على‬ ‫الم�ساومة للزيادات في الأجور‪.‬‬ ‫ال�سجل ببع�ض النقاد �إلى توجيه الإتهام‬ ‫وقد �أدى هذا ّ‬ ‫�إلى يلين ب�أنها ال تلتزم ب�شكل كاف �إ�ستقرار الأ�سعار‪.‬‬ ‫"�أعتق ��د �أنه ��ا كلي� � ًا م ��ع المال ال�س ��هل ج ��د ًا" قال‬ ‫جوليان روبرت�س ��ون‪ ،‬الم�س ��تثمر المالح ��ظ على قناة‬ ‫"�س ��ي �أن بي �س ��ي" (‪ ،)CNBC‬معيد ًا �س ��بب ذلك‬ ‫�إل ��ى �أن ت�س ��امحها مع الت�ض ��خم يمكن �أن ي� ��ؤدي �إلى‬ ‫تجاوزات مثل الفترة التي �سبقت �أ�سعار المنازل التي‬ ‫�أدت �إل ��ى الأزمة المالية‪ .‬و�أ�ض ��اف‪�" :‬أعتقد �أن علينا‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫ان نتذكر ب�أننا ل�سنا بعيدين جد ًا من �إنفجار الفقاعة‬ ‫الأخير"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وكان ��ت يلين �أق ��ل نجاحا ف ��ي الت�أثير على ال�سيا�س ��ة‬ ‫المالي ��ة خ�ل�ال فت ��رة عمله ��ا لم ��دة عامين رئي�س ��ة‬ ‫لمجل� ��س الم�ست�ش ��ارين الإقت�ص ��اديين للرئي� ��س بيل‬ ‫كلينتون‪ .‬فهي مف ِّكر ٌة حذرة تحب النظر �إلى الق�ضايا‬ ‫من جه ��ات عديدة‪ ،‬وهذا جعلها غي ��ر مطابقة تمام ًا‬ ‫لعمل مجموع ��ة الفكر والأبح ��اث الداخلي ��ة المتو ّقع‬ ‫منه ��ا تقديم تعليق �س ��ريع على مجموعة وا�س ��عة من‬ ‫الق�ضايا الإقت�صادية‪ .‬كما وجدت نف�سها �أي�ض ًا خارج‬ ‫دائرة �أقرب م�ست�شاري الرئي�س‪.‬‬ ‫بيتر �أورزاغ‪ ،‬الم�ساعد الخا�ص ال�سابق للرئي�س �أوباما‬ ‫ل�ش� ��ؤون ال�سيا�سة الإقت�ص ��ادية وفي وقت الحق مدير‬ ‫موازنته‪ ،‬قال في مقابلة �أجريت معه �أخير ًا �أن ال�سيدة‬ ‫يلي ��ن قامت بعمل جيد في كال الوظيفتين‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫ق ��ال‪�" :‬أ�س ��تطيع �أن �أرى لماذا النا� ��س يعتقدون �أنها‬ ‫جيدة وال �سيما في الحاالت التي ينبغي �أن ت�ؤخذ فيها‬ ‫قرارات مهمة تنطوي على و�ضع حقائق ووزن عواقب‬ ‫بعناية من دون ال�ضغط على الزناد فور ًا"‪.‬‬ ‫عمل العديد من م�ست�ش ��اري �أوباما مع يلين في �إدارة‬ ‫كلينتون‪ ،‬وزعم بع�ض ��هم �أن لوران�س �س ��مرز كان �أكثر‬ ‫مالءمة لإدارة الأزمات‪ ،‬بما في ذلك الم�ش ��اكل التي‬ ‫قد تن�ش� ��أ عندما يتراجع الإحتياط ��ي الفيديرالي عن‬ ‫حملة التحفيز‪.‬‬ ‫"ج ��ي برادف ��ورد ديلون ��غ"‪ ،‬الإقت�ص ��ادي ف ��ي "‬ ‫بيركلي"‪ ،‬وم�س� ��ؤول �سابق في �إدارة كلينتون‪ ،‬كتب في‬ ‫�آب (�أغ�س ��ط�س) الفائت ب�أنه ف ��ي "الأوقات العادية"‬ ‫كان ّ‬ ‫ف�ض ��ل يلين‪ ،‬ولكن نظر ًا �إلى �ض ��عف الإقت�ص ��اد‬ ‫ف�إنه ّ‬ ‫يف�ض ��ل �س ��مرز لأن "الأمر �س ��وف يتطلب الكثير‬ ‫من التفكير من خارج النطاق العادي والكال�سيكي"‪.‬‬ ‫ع ��ادت يلي ��ن �إل ��ى بن ��ك الإحتياط ��ي الفيديرالي في‬ ‫العام ‪ 2004‬كرئي�س ��ة للبنك الإحتياط ��ي الفيديرالي‬ ‫في �س ��ان فران�سي�سكو‪ ،‬واحد من ‪ 12‬فرع ًا من الفروع‬ ‫الت ��ي تجري �أبحاث ًا‪ ،‬حيث كانت ت�ش ��رف على البنوك‬ ‫المحلية والم�شاركة في و�ضع ال�سيا�سة النقدية‪.‬‬ ‫الموظف ��ون الإقت�ص ��اديون المنتدب ��ون لإعط ��اء يلين‬ ‫التقرير الأول عن ظروف �س ��وق العمل كانوا متوترين‬ ‫قلي ًال بالن�سبة �إلى رئي�ستهم الجديدة‪ ،‬التي كانت �إلى‬ ‫حد بعيد �أبرع الإقت�ص ��اديين الموجودين في الغرفة‪.‬‬ ‫ولكن ظنوا �أنها قد ت�س ��تمع وت�ص ��غي في �ص ��مت‪ ،‬كما‬ ‫فعل رئي�س البنك ال�سابق‪.‬‬ ‫�إنتظ ��رت جملة واحدة فقط قب ��ل �أن تتدخل وتقاطع‪:‬‬ ‫"ح�س ��ن ًا‪� ،‬إنتظ ��ر لحظ ��ة"‪ ،‬قالت يلي ��ن‪" .‬ماذا عن‬ ‫ه ��ذا؟" وبعد ذلك ب ��د�أت يداها تتبعان ر�س ��م ًا بياني ًا‬ ‫في الهواء‪.‬‬ ‫"�إن ال�ص ��دمة التي �إرت�س ��مت عل ��ى وجوهنا ‪ -‬كانت‬


‫ر�أي خبير‬

‫تداعيات رفع سقف الدين األميركي على األسواق العربية‬ ‫بقلم غ�سان حا�صباني*‬

‫ترق ��ب العالم ق ��رار الكونغر�س في‬ ‫رفع �سقف الدي ��ن الأميركي وك�أنه‬ ‫ح ��دث غي ��ر م�سبوق‪ .‬لكن الدي ��ن الأميركي لم‬ ‫يتوق ��ف ع ��ن الإرتف ��اع خ�ل�ال العق ��د المن�صرم‬ ‫�إذ بي ��ن العامي ��ن ‪ 2000‬و‪ 2008‬زاد م�ست ��واه‬ ‫�سنوي� �اً بن�سب ��ة تق ��ارب ‪ %18‬و بن�سب ��ة ‪%36‬‬ ‫�سنوي� �اً بي ��ن ‪ 2009‬و ‪� ،2013‬أي �ضع ��ف الزي ��ادة‬ ‫ال�سنوي ��ة للفت ��رة ال�سابق ��ة‪ ،‬لي�ص ��ل ال ��ى اكث ��ر‬ ‫م ��ن ‪ 16.7‬تريلي ��ون دوالر بعدم ��ا كان يق ��ارب ‪8‬‬ ‫تريليون ��ات ف ��ي ‪ 2007‬و‪ 3‬تريليونات في ‪.2000‬‬ ‫و�إذا �إ�ستم ��ر عل ��ى ه ��ذه الوتي ��رة‪ ،‬فق ��د يتخطى‬ ‫عتب ��ة ‪ 20‬تريلي ��ون دوالر ف ��ي ال�سن ��وات القليلة‬ ‫المقبلة‪ ،‬محدثاً موج ��ة جديدة من الت�ضخم‪.‬‬ ‫له ��ذا ال�سب ��ب الأ�سا�سي‪ ،‬ح ��اول الكونغر�س كبح‬ ‫جماح الإدارة الأميركية من رفع الدين والحد‬ ‫م ��ن النفق ��ات التي حت ��ى الآن لم تحق ��ق النمو‬ ‫المرتجى في الإقت�صاد‪.‬‬ ‫راق ��ب الإقت�صاديون العرب الأزم ��ة الأميركية‬ ‫ع ��ن كث ��ب نظ ��راً لت�أثيره ��ا ف ��ي الإقت�ص ��ادات‬ ‫والأ�س ��واق العربي ��ة‪ .‬وت�أرجح ��ت التحالي ��ل‬ ‫بي ��ن ثالث ��ة �إحتم ��االت‪ :‬الرف� ��ض والموافق ��ة‬ ‫والموافقة المحدودة‪.‬‬ ‫كان الإحتم ��ال الأول �سيق ّو� ��ض قدرة الحكومة‬ ‫االميركي ��ة لتغطي ��ة �إلتزاماته ��ا المالي ��ة تجاه‬ ‫المو ّردي ��ن وال�ضم ��ان ال�صح ��ي والإجتماع ��ي‬ ‫والنفق ��ات الع�سكرية‪� ،‬إ�ضافة الى تقلي�ص قدرة‬ ‫الحكوم ��ة عل ��ى تحفي ��ز الإقت�ص ��اد‪ ،‬وبالتال ��ي‬ ‫�إنه ��اء مرحلة التعافي والع ��ودة الى الإنكما�ش‪.‬‬ ‫وفي هذا ال�سيناري ��و كان �سينخف�ض الت�صنيف‬ ‫الإئتمان ��ي للوالي ��ات المتح ��دة مم ��ا �سيرف ��ع‬ ‫الفائ ��دة في�صب ��ح م ��ن ال�صع ��ب للم�ؤ�س�س ��ات‬ ‫والأف ��راد الإ�ستدان ��ة للإ�ستثم ��ار ف ��ي م�شاري ��ع‬ ‫جدي ��دة‪ .‬و�إرتف ��اع الفائ ��دة ف ��ي �أمي ��ركا ي�ؤث ��ر‬ ‫على كلف ��ة الإ�ستدانة في الدول العربية �أي�ضاً‪،‬‬ ‫مم ��ا يق ّل� ��ص النم ��و وي�ض ��ع �ضغط� �اً �أكب ��ر على‬ ‫الم�ص ��ارف والم�ؤ�س�س ��ات والم�ستثمري ��ن‪ .‬وبما‬ ‫�أن ال�صي ��ن واليابان هما �أكبر الم�ستثمرين في‬ ‫�سندات الخزينة الأميركية‪ ،‬كان هذا الإحتمال‬ ‫�سي�ؤدي الى �إهتزاز �أ�سواق �آ�سيا وبالتالي خف�ض‬ ‫النم ��و فيه ��ا‪ .‬لذل ��ك ل ��م تك ��ن له ��ذا الإحتم ��ال‬

‫ً‬ ‫حظوظ كبيرة‪.‬‬ ‫�أم ��ا الإحتم ��ال الثان ��ي المتم ّث ��ل بالموافق ��ة‬ ‫المفتوح ��ة عل ��ى رف ��ع �سق ��ف الدي ��ن �سيتي ��ح‬ ‫للحكوم ��ة زي ��ادة الدي ��ن لتغطي ��ة العج ��ز‬ ‫والإ�ستدان ��ة م�ستقب�ل ً�ا‪ .‬وم ��ع �إرتف ��اع الدي ��ن‬ ‫�سيزي ��د الت�ضخم في الأ�سع ��ار ب�سبب �إنخفا�ض‬ ‫القيم ��ة ال�شرائي ��ة لل ��دوالر‪ .‬فاذا قارن ��ا القيمة‬ ‫ال�شرائية للدوالر بين عامي ‪ 2000‬و‪ 2013‬نرى‬ ‫�أنه ��ا تق ّل�صت ال ��ى الثلث مما رف ��ع �سعر برميل‬ ‫النف ��ط م ��ن ‪ 30‬دوالراً في الع ��ام ‪� 2000‬إلى ‪110‬‬ ‫دوالرات الي ��وم‪ .‬وكذلك �إرتفع �سعر الذهب من‬ ‫‪ 350‬دوالراً للأون�صة الى �أكثر من ‪ 1,300‬دوالر‬ ‫الي ��وم‪ .‬والملفت �أن الحكوم ��ة الأميركية د ّونت‬ ‫عل ��ى ورقة ال ��دوالر‪" :‬هذه الورق ��ة هي م�ستند‬ ‫قانوني لكل من الدين العام والخا�ص"‪ ،‬خالفاً‬ ‫لل ��دول الأخ ��رى الت ��ي عادة م ��ا ت ��د ّون‪" :‬ورقة‬ ‫نقدي ��ة م�ضمون ��ة القيم ��ة بموج ��ب القان ��ون"‪،‬‬ ‫م ��ا ي�سم ��ح للدولة الأميركي ��ة ان ت�صدر كميات‬ ‫�أكب ��ر من العملة كدين م ��ن جميع م�ستخدمي‬ ‫الدوالر حول العالم‪.‬‬ ‫وف ��ي ه ��ذا الخي ��ار تت�أث ��ر الأ�س ��واق العربي ��ة‬ ‫بموج ��ة غ�ل�اء للأ�سع ��ار ج� � ّراء الت�ضخ ��م‬ ‫م�صطحب ��ة �أ�سع ��ار فائ ��دة م�ستق ��رة تحف ��ز‬ ‫الإ�ستدان ��ة والإ�ستثم ��ار‪ .‬وق ��د ي�ساه ��م ذلك في‬ ‫نم ��و ب�سي ��ط‪ ،‬لكنه لن يك ��ون نم ��واً حقيقياً لأن‬ ‫القيمة ال�شرائية للدوالر تكون قد �إنخف�ضت‪.‬‬ ‫وكان م ��ن المتوقع �أن يتحقق الإحتمال الثالث‬ ‫وهو �أن يوافق الكونغر�س على رفع �سقف الدين‬ ‫لمرحل ��ة م�ؤقت ��ة‪ .‬وه ��ذا م ��ا كان يه ��دف الي ��ه‬ ‫الكونغر� ��س عندما وافق على رفع �سقف الدين‬

‫وت�أجي ��ل الأزم ��ة ال ��ى �شب ��اط (فبراي ��ر) ‪.2014‬‬ ‫لك ��ن ف ��ي تفا�صي ��ل ن�ص القان ��ون فق ��رة ت�سمح‬ ‫للرئي�س الأميرك ��ي �أن ينق�ض قرار الكونغر�س‬ ‫م�ستقبلاً اذا ما رف�ض الأخير رفع �سقف الدين‬ ‫اال ف ��ي ح ��ال ت�صوي ��ت ثلث ��ي المجل�سي ��ن عل ��ى‬ ‫ذل ��ك‪ ،‬وهذا �أم ��ر �شبه م�ستحي ��ل‪ .‬وبذلك يكون‬ ‫الكونغر� ��س �سم ��ح ل�ل�ادارة برفع �سق ��ف الدين‬ ‫دون ح ��دود‪ ،‬ف�إنتهى به ��م الأمر �إل ��ى الإحتمال‬ ‫الثاني ال�سابق الذكر‪ ،‬ربما من غير تخطيط‪.‬‬ ‫وف ��ي ه ��ذه الحال ��ة ق ��د ال يت�أث ��ر الت�صني ��ف‬ ‫الإئتمان ��ي للوالي ��ات المتح ��دة ويبق ��ى �سع ��ر‬ ‫الفائ ��دة م�ستق ��راً‪ .‬ولك ��ن‪ ،‬م ��ع م ��رور الوق ��ت‪،‬‬ ‫�سيح ��دث الت�ضخ ��م عن ��د زيادة الدي ��ن تدريجاً‬ ‫م�ؤث ��راً عل ��ى �أ�سع ��ار النف ��ط والذه ��ب حيث قد‬ ‫ي�ص ��ل �سع ��ر برمي ��ل النف ��ط ال ��ى ‪ 166‬دوالراً‬ ‫واون�ص ��ة الذهب الى �أكث ��ر من ‪ 2300‬دوالر بعد‬ ‫�ض ��خ كمي ��ة جديدة م ��ن العمل ��ة الأميركية في‬ ‫ال�س ��وق وو�ص ��ول الدين ال ��ى ‪ 20‬تريليون دوالر‬ ‫في ال�سنوات القليلة المقبلة‪.‬‬ ‫ومع فتح هذا الباب الجديد‪ ،‬فان �إرتفاع �أ�سعار‬ ‫النفط و�إ�ستق ��رار كلفة الإ�ستدان ��ة �سي�ساهمان‬ ‫ف ��ي نم ��و الأ�س ��واق العربي ��ة‪ ،‬لكن الهب ��وط في‬ ‫الق ��درة ال�شرائي ��ة ل�سع ��ر ال ��دوالر والزيادة في‬ ‫�أ�سع ��ار ال�سل ��ع الإ�ستهالكي ��ة �سيت�سبب ��ان ف ��ي‬ ‫موج ��ة ت�ضخم لن ت�سمح للنمو ب�أن يترجم في‬ ‫تح�س ��ن لم�ست ��وى العي� ��ش في هذه ال ��دول‪� .‬أما‬ ‫بالن�سبة �إلى الم�ستثمرين على المدى البعيد‪،‬‬ ‫فمن الحكمة مراقبة �أ�سعار الذهب رغم �أنها لم‬ ‫ترتفع ف ��ور �صدور قرار الكونغر�س لأنها كانت‬ ‫ق ��د �إرتفع ��ت فج� ��أة قب ��ل �ص ��دور الق ��رار ب�سبب‬ ‫المخ ��اوف من تدني الثق ��ة بالعملة الأميركية‬ ‫ل ��و لم يرف ��ع �سق ��ف الدين‪ .‬لك ��ن الإرتف ��اع في‬ ‫�سع ��ر الذهب ق ��د يحدث ف ��ي الم�ستقبل ل�سبب‬ ‫�آخ ��ر وه ��و تدن ��ي القيم ��ة ال�شرائي ��ة لل ��دوالر‬ ‫الأميرك ��ي غير المدعوم بالذه ��ب‪� ،‬إ�ضافة الى‬ ‫�إحتم ��ال قيام ال�صين ب�شراء كميات من الذهب‬ ‫لتغطية مخاطره ��ا المتمثلة ب�إ�ستثماراتها في‬ ‫�سن ��دات الخزين ��ة الأميركية والت ��ي تناهز ‪1.3‬‬ ‫تريلي ��ون دوالر �أو م ��ا يع ��ادل ‪ %23‬م ��ن الديون‬ ‫الخارجية للواليات المتحدة‬

‫* خبير في ال�ش�ؤون الإ�ستراتيجية والإقت�صادية‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪69‬‬


SECDEB INC. We Handle Forex, Money Transfer & Remittance Services Worldwide

10F Philamlife Tower, 8767 Paseo De Roxas, Makati City, Manila, Philippines Tel: +632 901-4172, Email: fideliterinvest@aol.com

Or visit our website: www.stgeorgessociety.com


‫خطط �سعودية لرفع �إنتاج النفط من حقلين‬ ‫�أعلن خالد الفالح‪ ،‬الرئي�س التنفيذي لـ "�أرامكو ال�س ��عودية"‪ ،‬وهي �أكبر �ش ��ركة م�ص ��درة للنفط في‬ ‫العالم‪� ،‬أخير ًا �أن ال�ش ��ركة �س ��تزيد �إنتاج الخام الخفيف العالي الكبريت من حقلي ال�شيبة وخري�ص‬ ‫‪� 550‬ألف برميل يومي ًا في ‪.2017 - 2016‬‬ ‫وقال رئي�س �ش ��ركة النفط الوطنية ال�سعودية ل�ص ��حافيين على هام�ش "م�ؤتمر الطاقة العالمي" في‬ ‫مدينة دايغو الكورية الجنوبية‪�" :‬سيـ�س� �ـمح لنا هذا بخف�ض الإنتاج من حقول ومكامن �أقدم و�إطالة‬ ‫�أعمارها و�إعادة التوازن �إلى �س ��لة خاماتنا"‪ .‬و�أ�ض ��اف‪" :‬في حقل المـنيفة �أ�صبحنا نميل �إلى الخام‬ ‫(الثقيل)"‪ ،‬م�شير ًا �إلى حقل النفط العمالق الذي بد�أ الإنتاج في وقت �سابق هذا العام‪.‬‬ ‫وقال الفالح‪" :‬ال�ش ��يبة �س ��يبد�أ �أو ًال ‪� ...‬سيزيد �إنتاجه بنهاية ‪ 2016‬و�أوائل ‪ .2017‬و�سي�صل بهذا �إلى‬ ‫مليون برميل (يومي ًا)‪ .‬و�سنر�س ��ي العقد في الأيام القليلة المقبلة"‪ .‬و�أ�ض ��اف ان و�ض ��ع الت�ص ��اميم‬ ‫الهند�سية لتطوير حقل خري�ص جا ٍر و ُيتوقع �إتمام تو�سعته بحلول العام ‪.2017‬‬

‫الإمارات ّ‬ ‫ت�شدد على تنويع م�صادر الكهرباء "النظيفة"‬ ‫�أك ��دت دول ��ة الإم ��ارات العربية المتح ��دة على‬ ‫�ض ��رورة �أن يتو�ص ��ل كب ��ار م�ص� �دّري الطاق ��ة‬ ‫ف ��ي العال ��م‪ ،‬الى ت ��وازن بين �إم ��دادات الطاقة‬ ‫العالمي ��ة وتعزي ��ز النم ��و الإقت�ص ��ادي المحلي‬ ‫وتوفير فر�ص عمل لل�شباب‪ ،‬بما ي�ساهم في دفع‬ ‫عجلة التنمية الإقت�ص ��ادية والإجتماعية محلي ًا‬ ‫وخارجي ًا على المدى البعيد‪.‬‬ ‫و�أعلن ��ت وزارة الخارجي ��ة الإماراتية في تقرير‬ ‫�أ�صدرته �أخير ًا "م�ش ��اركة الإمارات في الدورة‬ ‫ال� �ـ‪ 22‬لم�ؤتم ��ر الطاق ��ة العالمي‪ ،‬ال ��ذي �أقيمت‬ ‫فعالياته ف ��ي مدينة دايغو ف ��ي كوريا الجنوبية‪،‬‬ ‫في حين تُعد الإم ��ارات من �أوائل دول المنطقة‬ ‫ف ��ي مجال تنويع مزي ��ج الطاقة‪� ،‬إذ ت�س ��عى �إلى‬ ‫التح ��ول م ��ن �إقت�ص ��اد معتم ��د عل ��ى الم ��وارد‬ ‫الهيدروكربونية �إلى �إقت�صاد قائم على المعرفة‬ ‫القابلة للت�صدير �إلى الأ�سواق الأخرى"‪.‬‬ ‫وقال مدير �إدارة �ش� ��ؤون الطاق ��ة وتغير المناخ‬ ‫في وزارة الخارجي ��ة ثاني الزيودي‪" :‬على رغم‬ ‫�أن �إ�س ��تثمارات النفط والغاز بات ��ت اليوم �أكثر‬ ‫جاذبي ��ة مقارن ��ة بال�س ��ابق‪� ،‬إال �أنن ��ا نعمل على‬ ‫الإ�س ��تثمار في �ش ��كل وا�س ��ع في مج ��ال الطاقة‬ ‫المتج ��ددة وتطوير تقنيات الطاقة النظيفة بما‬ ‫يعزز ريادتنا في قطاع الهيدروكربونات"‪.‬‬ ‫وق ��ال الزيودي ف ��ي عر�ض حول الإ�س ��تراتيجية‬ ‫الإ�س ��تثمارية الدولي ��ة للإم ��ارات ف ��ي مج ��ال‬ ‫الطاقة‪" :‬تحتل الإمارات مكانة رائدة في قطاع‬ ‫الطاق ��ة النظيفة‪ ،‬فكانت م ��ن �أوائل الدول التي‬

‫‪ ‬وزير الطاقة الإماراتي �سهيل بن محمد المزروعي‬

‫ت�س ��تثمر مبا�شرة في م�شاريع الطاقة المتجددة‬ ‫عل ��ى الم�س ��توى الدول ��ي‪ ،‬ابتدا ًء من م�ص ��فوفة‬ ‫لن ��دن‪� ،‬أكب ��ر محط ��ة لطاق ��ة الري ��اح البحرية‬ ‫ف ��ي العالم‪ ،‬م ��رور ًا بمحط ��ة طاق ��ة الرياح في‬ ‫ال�سي�ش ��يل وو�ص ��و ًال �إل ��ى �أكب ��ر محط ��ة للطاقة‬ ‫ال�شم�سية الكهر�ضوئية في موريتانيا"‪.‬‬ ‫و�ش ��دد عل ��ى �أهمي ��ة تواف ��ر بني ��ة تحتي ��ة قوية‬ ‫للنهو� ��ض بقط ��اع الطاق ��ة وتحقي ��ق التنمي ��ة‬ ‫الم�س ��تدامة على المدى البعيد‪ ،‬م�ش ��ير ًا �إلى �أن‬ ‫"اال�ستثمارات الذكية والبعيدة الأمد في مجال‬ ‫الطاقة ال تعد كافية ل�ضمان تحقيق �أمن الطاقة‬ ‫ف ��ي الم�س ��تقبل‪ ،‬فللتعليم �أي�ض� � ًا �أهمي ��ة كبيرة‬ ‫ف ��ي النهو� ��ض بالقطاع وتط ��وره‪ ،‬ما ي�س ��تدعي‬ ‫�إع ��داد كوادر ب�ش ��رية تملك مه ��ارات قيادية"‪.‬‬ ‫و�أعلنت الإمارات عن نيتها التر�ش ��ح ال�ست�ضافة‬ ‫"م�ؤتم ��ر الطاق ��ة العالمي ‪ "2019‬م ��ع فتح باب‬ ‫التر�شيحات في كانون الثاني (يناير) المقبل‪.‬‬

‫بإيجاز‬ ‫اعل���ن وزي���ر الطاق���ة والمي���اه ف���ي حكومة‬ ‫ت�صريف االعم���ال في لبنان جب���ران با�سيل‪ ،‬من‬ ‫مو�سكو‪ ،‬خ�ل�ال م�ؤتمر �صحافي عقده في "وكالة‬ ‫نوفو�ستي للأنب���اء"‪� ،‬أن زيارته الى رو�سيا "تمت‬ ‫بناء على دعوة نظيره الرو�سي الك�سندر نوفاك‪،‬‬ ‫بغي���ة توقيع مذك���رة تفاهم بين لبن���ان ورو�سيا‬ ‫ف���ي مجال النف���ط والغاز"‪ .‬وق���ال‪�" :‬سبق ان �أقر‬ ‫مجل�س الوزراء اللبناني هذا االتفاق وفو�ض وزير‬ ‫الطاق���ة اللبنان���ي بتوقيعها"‪ ،‬معتب���را ً "اننا امام‬ ‫تفاه���م كبير نفطي رو�س���ي – اميركي‪ ،‬ورو�سي‬ ‫– �أوروب���ي ف���ي لبنان‬ ‫ليمه���د لما ن�سمي���ه �سببا ً‬ ‫ّ‬ ‫للإ�ستقرار بدل ان يكون �سببا ً لل�صراع‪ .‬لذا ال بد‬ ‫من ايجاد بيئة م�ؤاتي���ة لال�ستثمار والم�ستثمرين‬ ‫في بالدنا"‪..‬‬ ‫قال وزير الطاقة الإماراتي �سهيل بن محمد‬ ‫المزروع���ي‪� ،‬إن �إنت���اج �أوب���ك الحالي م���ن النفط‬ ‫الخام "منا�سب لل�سوق"‪ ،‬و�إنه ال حديث عن تغيير‬ ‫الم�ست���وى الم�ستهدف لإنتاج المنظمة البالغ ‪30‬‬ ‫ملي���ون برمي���ل يوميا ً‪ ،‬حي���ن تجتمع ف���ي كانون‬ ‫الأول(دي�سمبر)‪.‬‬ ‫و�أبل���غ المزروع���ي "رويت���رز" في مقابل���ة �أنه "ال‬ ‫توج���د م�ؤ�ش���رات �أو �ش���يء يمك���ن �أن نخبركم به‬ ‫اليوم‪ ،‬يق���ول �إننا �سنزي���د �أو نخف����ض الإنتاج"‪،‬‬ ‫م�شيرا ً �إلى "اجتماع كانون الأول (دي�سمبر)"‪.‬‬ ‫وقال المزروعي‪� ،‬إن "الإم���ارات العربية المتحدة‬ ‫�أنتجت ما بين ‪ 2.7‬و‪ 2.8‬مليوني برميل يوميا ً‬ ‫م���ن الخام في �أيل���ول (�سبتمب���ر) الما�ضي‪ ،‬لكنه‬ ‫رف�ض الك�ش���ف عن م�ستوى الإنت���اج في ال�شهر‬ ‫الفائت"‪.‬‬ ‫�أعلنت �شركة "�أو �إم في" النم�سوية �إكت�شافا ً‬ ‫نفطي���ا ً جدي���دا ً ف���ي ليبي���ا وه���و الأول لل�شركة‬ ‫و�شركائها منذ انتفا�ضة عام ‪.2011‬‬ ‫و�أ�ش���ارت �إل���ى �أن الإكت�شاف ف���ي حو�ض مرزوق‬ ‫جن���وب طرابل����س‪ .‬و�أو�ضح ع�ضو مجل����س الإدارة‬ ‫التنفي���ذي لن�شاط���ات التنقيب والإنت���اج‪ ،‬ياب‬ ‫هوي�سك����س‪ ،‬في بيان "ه���ذا الإكت�شاف في ليبيا‬ ‫ي�ؤك���د الإمكان���ات المتاحة في البل���د لن�شاطات‬ ‫المنبع"‪.‬‬ ‫وي�ش���كل �إنت���اج "�أو �إم في" في ليبي���ا ع�شرة في‬ ‫المئة من �إجمالي انتاج المجموعة و�أ�شار الرئي�س‬ ‫التنفي���ذي غيرهارد روي�س ف���ي وقت �سابق من‬ ‫ال�شهر الفائت �إل���ى �أن ال�شركة متم�سكة بالعمل‬ ‫في ليبيا‪ .‬و�أك���دت ال�شركة انها �ستوا�صل الحفر‬ ‫في المنطقة بالتعاون م���ع �شريكيها "ريب�سول"‬ ‫و "توتال"‪.‬‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪71‬‬


‫النفط‬

‫�أخبار الطاقة‬

‫الطاقة‬

‫الطاقة البديلة‬

‫من اآلبار‬

‫ماذا يعني تحالف الطاقة بين رو�سيا وال�صين؟‬ ‫التحال ��ف ف ��ي مج ��ال الطاق ��ة بي ��ن ال�صي ��ن ورو�سي ��ا ه ��و نت ��اج لعالق ��ات م ��ن موقفها و�شروطها‪ .‬بف�ض ��ل �صفقة "نوفاتيك"‪ ،‬ف� ��إن �شركة البترول‬ ‫ثنائي ��ة متنامية‪ ،‬لكنه يعك� ��س �أي�ضاً التطورات في �س ��وق الطاقة العالمي الوطني ��ة ال�صيني ��ة لديها الآن م�صلحة مبا�ش ��رة في حقل الغاز في خليج‬ ‫"يامال"‪.‬‬ ‫وجغرافيا �سيا�سية ال تتع ّلق بالطاقة‪.‬‬ ‫الزي ��ارة الأول ��ى لديمت ��ري ميدفيدي ��ف �إل ��ى ال�صين كرئي�س لل ��وزراء في الإتف ��اق ال ��ذي و ّق ��ع ف ��ي بكي ��ن م ��ع �شرك ��ة "رو�سنف ��ت" وع ��د ب�أكث ��ر م ��ن‬ ‫رو�سي ��ا (في ‪ 22‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) الفائت) �سوف تعزز �أكثر العالقة ذل ��ك‪ :‬التنقي ��ب الم�شترك و�إ�ستغ�ل�ال �إحتياطات النف ��ط والغاز في �شرق‬ ‫ف ��ي مج ��ال الطاقة بي ��ن بكين ومو�سكو‪ .‬ه ��ذا التحالف يق ��وم على �صيغة �سيبيري ��ا‪ .‬مث ��ل ه ��ذه االتفاق ��ات تح� � ّول عل ��ى نح ��و فع ��ال تج ��ارة الطاقة‬ ‫واح ��دة‪ :‬قرو� ��ض �صيني ��ة كبيرة لإم ��دادات الطاقة الرو�سي ��ة على المدى ال�صينية الرو�سية �إلى تحالف في حقل الطاقة‪.‬‬ ‫الطوي ��ل‪ .‬وبالتال ��ي‪ ،‬ف� ��إن ال�صين الغنية بال�سيولة ت�شت ��ري قدراً من �أمن التحالف هو نتاج تنامي العالقات الثنائية‪ ،‬ولكنه يعك�س �أي�ضاً التطورات‬ ‫الطاق ��ة‪ ،‬ورو�سي ��ا تح�ص ��ل عل ��ى الأم ��وال الت ��ي تحت ��اج �إليه ��ا لموازنته ��ا‪ .‬في �سوق الطاقة العالمية‪ .‬لقد ت�سببت ثورة الغاز ال�صخري في الواليات‬ ‫م ��ع ذلك‪ ،‬ف ��ي المحي ��ط الجي ��و ‪� -‬سيا�سي الحال ��ي تتط ّلب ه ��ذه العالقة المتح ��دة بتغييرات خطيرة في تدفقات الطاق ��ة الدولية‪ .‬و�أدّت �سيا�سات‬ ‫تنوي ��ع م�ص ��ادر الطاق ��ة ف ��ي �أوروب ��ا �إل ��ى �إنخفا� ��ض ح�ص ��ة �شرك ��ة الغ ��از‬ ‫الواقعية مالمح لتحالف في مجال الطاقة‪.‬‬ ‫منذ العام ‪ ،2009‬م ّثلت ال�صين �أكبر �شريك تجارى لرو�سيا‪ .‬والتجارة في الطبيع ��ي الرو�سي ��ة العمالق ��ة "غازب ��روم" في �س ��وق الإتح ��اد الأوروبي‪.‬‬ ‫الإتجاهي ��ن‪ ،‬الت ��ي بلغت ‪ 88‬مليار دوالر في الع ��ام الما�ضي‪ ،‬توازنت �أخيراً وال�صي ��ن‪ ،‬الت ��ي لم تعتبره ��ا "غازبروم" حتى وقت قري ��ب �سوقاً محتملة‬ ‫بين ال�صادرات والواردات‪ .‬مع ذلك‪ ،‬هناك خلل كبير بالن�سبة �إلى هيكلية ولك ��ن كو�سيل ��ة �ضغط �ضد �أوروب ��ا‪� ،‬أُخذت على محمل الج ��د �أكثر ‪ -‬حتى‬ ‫ه ��ذه التج ��ارة‪ .‬حوال ��ي ‪ 90‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن ال�ص ��ادرات الرو�سي ��ة ه ��ي من لو �إ�ضطر الرو�س �إلى �إعطاء �شركائهم ال�صينيين بع�ض الح�سومات على‬ ‫الهيدروكربون ��ات‪ ،‬وتمثل الآليات والمعدات التقنية �أقل من ‪ 1‬في المئة‪ .‬ال�سعر‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغم من رغبة الحكومة الرو�سية المعلن لتنويع �صادرات البالد‪ ،‬كم ��ا تلع ��ب الجغرافي ��ا ال�سيا�سي ��ة غي ��ر المرتبط ��ة بالطاق ��ة دوراً‪ .‬من ��ذ‬ ‫ف� ��إن عن�ص ��ر الطاقة نم ��ا ب�شكل ملحوظ ف ��ي ال�سنوات القليل ��ة الما�ضية‪� .‬إنتخابه رئي�ساً لرو�سيا في العام ‪ ،2012‬ر ّكز فالديمير بوتين على التكامل‬ ‫الأورا�س ��ي (الأورو‪� -‬آ�سي ��وي)‪ .‬وق ��د ع ��اد �إل ��ى �إط�ل�اق فكرته ع ��ن "�أوروبا‬ ‫لقد �أ�صبحت رو�سيا واحدة من قواعد الطاقة لل�صين‪.‬‬ ‫�إن مي ��زة رو�سي ��ا كم�صدر للطاقة‪ ،‬في عي ��ون ال�صينيين‪ ،‬هي �أن ال�صادرات كب ��رى" تتوق ��ع وج ��ود عالق ��ة ثنائي ��ة بي ��ن الإتح ��اد الأوروب ��ي والإتح ��اد‬ ‫ت�أت ��ي ال ��ى ال�صين عب ��ر الب ّر ومبا�شرة‪ .‬على عك�س الط ��رق البحرية‪ ،‬فهي الأورا�سي الذي تقوده مو�سكو‪.‬‬ ‫�آمن ��ة ومحم ّي ��ة �أ�سا�ساً من تدخل بلد ثالث‪ .‬كم ��ا �أن الأنابيب تربط �أي�ضاً وق ��د ر ّك ��ز بوتين �أي�ضاً على ال�ش ��رق الأق�صى الرو�س ��ي و�سيبيريا‪ ،‬و�أجرى‬ ‫تج ��ارب عل ��ى نم ��اذج بيروقراطية مختلف ��ة لإطالق تطوره ��ا‪ .‬من خالل‬ ‫رو�سيا بال�سوق ال�صينية‪ ،‬وتعطي بكين نفوذاً �إذا وقع خالف �أو نزاع‪.‬‬ ‫حقيق ��ة �أن ل ��دى ال�صين م�ص ��ادر �أخرى قارية مماثلة �إل ��ى جانب رو�سيا‪ ،‬ال�ش ��رق الأق�ص ��ى‪ ،‬يبحث بوتي ��ن عن فر�صة للدخول �إل ��ى �آ�سيا والمحيط‬ ‫مث ��ل "ميانم ��ار" و�آ�سي ��ا الو�سطى‪ ،‬تزيد �أكث ��ر من قوة بكي ��ن‪ .‬ال�صين في الهادئ‪ ،‬واللذين‪ ،‬ب�سبب ديناميتهما‪ ،‬يعتبرهما �أكثر �أهمية من �أوروبا‪.‬‬ ‫ف ��ي هذا ال�سي ��اق‪ُ ،‬تعتبر ال�صين �شريكاً رئي�سياً لرو�سيا‪ .‬وهي �أي�ضاً حليف‬ ‫هذه الأيام هي �إلى حد كبير �سوق الم�شترين‪.‬‬ ‫�إن �صفق ��ات الطاقة الرو�سية ال�صينية مع ّقدة‪ .‬تقدّم بكين طلبيات كبيرة ف ��ي تنفي ��ذ ر�ؤية بوتين لنظام عالمي على �أ�سا�س توافق الآراء بين القوى‬ ‫�إل ��ى مو�سك ��و‪ ،‬وتتوق ��ع �أن تح�ص ��ل عل ��ى خ�ص ��م‪ .‬وق ��د ح�ص ��ل ه ��ذا الأم ��ر الكب ��رى من دون هيمن ��ة وا�ضحة‪ .‬مع ذلك‪ ،‬فقد �أو�ض ��ح بوتين ب�أنه يرى‬ ‫ف ��ي �صفق ��ات النف ��ط‪ ،‬م ��ع �إبرام �شرك ��ة "رو�سنف ��ت" الرو�سي ��ة �سل�سلة من رو�سي ��ا لي�س ��ت �شريكاً �صغي ��راً �أو مبتدئاً لأحد‪ .‬وه ��ذا ينطبق ب�شكل علني‬ ‫الإتفاق ��ات م ��ع �شركة البت ��رول الوطنية ال�صيني ��ة‪ ،‬والآن �أي�ضاً مع �شركة عل ��ى الوالي ��ات المتح ��دة‪ .‬كم ��ا ينطب ��ق �أي�ض� �اً‪ ،‬و�إن كان غي ��ر علن ��ي‪ ،‬على‬ ‫ال�صين للبترول والكيماويات (�سينوبيك) ‪ -‬في محاولة لتنويع ال�شركاء ال�صين‪.‬‬ ‫داخ ��ل البل ��د‪ .‬لكن الخ�صم لم يح�صل حت ��ى الآن بالن�سبة �إلى الغاز‪ .‬رغم عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أن مي ��زان القوة الوطنية ف ��ي ال�سن ��وات ال ‪ 30‬الما�ضية‬ ‫�أنه من المتوقع التو�صل �إلى �إتفاق نهائي ب�ش�أن �سعر الغاز قبل نهاية هذا ق ��د تح ّرك ��ت ل�صال ��ح بكين‪ ،‬ف� ��إن مو�سكو �سوف ل ��ن تقبل �س ��وى الم�ساواة‬ ‫في العالقة‪ .‬عالقات م�شاركة على قدم الم�ساواة بين قوى غير متكافئة‬ ‫العام‪ ،‬وقد كان "و�شيكاً" منذ منت�صف العام ‪.2011‬‬ ‫من جهة �أخرى‪ ،‬كانت ال�صين قادرة على الإنخراط مع �أكبر منتج خا�ص ‪ -‬ه ��ذه ه ��ي ال�صيغة وراء �سيا�سات مو�سكو تج ��اه ال�شركاء والتي هي قوى‬ ‫للغ ��از في رو�سي ��ا‪" ،‬نوفاتيك"‪ ،‬في �صفق ��ة طويلة الأج ��ل‪ .‬ال�صفقة‪ ،‬التي �أكبر من رو�سيا‪ :‬الواليات المتحدة وال�صين‪ ،‬و(من الناحية الإقت�صادية)‬ ‫ُو ِّقع ��ت في حزي ��ران (يونيو) الفائ ��ت‪ ،‬ت�ش ّكل معلم� �اً جدي ��داً‪ .‬رو�سيا‪،‬التي الإتح ��اد الأوروب ��ي‪ .‬ولكن من الأ�سهل قول ذلك من القيام به‪ ،‬كما ّ‬ ‫يو�ضح‬ ‫كان ��ت حت ��ى وق ��ت قري ��ب مت ��رددة بال�سم ��اح لل�ش ��ركات المملوك ��ة للدولة تحالف الطاقة الرو�سي ال�صيني‪ ،‬ولكن بوتين �سوف يثابر‪.‬‬ ‫ف ��ي ال�صي ��ن الو�ص ��ول مبا�ش ��رة �إل ��ى م�ص ��ادر الطاق ��ة لديه ��ا‪ ،‬ق ��د خ ّففت‬ ‫بكين ‪ -‬عبد ال�سالم فريد‬ ‫‪70‬‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬


‫�إلى �أنهم يعتبرون بقاءه ال ينف�ص ��م عن بقائهم‪ .‬هذا‬ ‫يعني �أن الإيرانيين لي�سوا فقط يبيعون النفط للأ�سد‬ ‫في �ص ��فقة‪ ،‬لكنهم يع ّومونه بالمال ل�شراء النفط في‬ ‫�سعر منخف�ض جد ًا‪.‬‬ ‫ديفي ��د بات ��ر‪ ،‬الخبير في قط ��اع الطاقة ف ��ي منطقة‬ ‫ال�شرق الأو�سط في مركز "ت�شاتام هاو�س" للأبحاث‬ ‫في لندن‪ ،‬يك�ش ��ف �أنه قب ��ل الحرب‪ ،‬كان �إنتاج النفط‬ ‫في �س ��وريا ‪ 385,000‬برميل يومي ًا‪ ،‬كانت ت�صدّر منه‬ ‫حوال ��ي ‪ 150,000‬برمي ��ل والبقي ��ة كان يتم تكريرها‬ ‫من خ�ل�ال الم�ص ��افي للإ�س ��تهالك المحل ��ي‪ .‬ولكن‬ ‫هذا الإنتاج بد�أ بالإنخفا�ض ب�س ��رعة في العام ‪2012‬‬ ‫عندما ت�ص ��اعدت �أعم ��ال العنف في الب�ل�اد‪" .‬الآن‬ ‫تنت ��ج �س ��وريا فق ��ط ‪ 20,000‬برميل يومي ًا وت�س ��تورد‬ ‫يومي� � ًا حوال ��ي ‪ 130,000‬برمي ��ل من النف ��ط الخام‪،‬‬ ‫بالإ�ض ��افة �إلى منتجات بترولية م ��ن الخارج"‪ ،‬يقول‬ ‫بات ��ر‪ .‬ب�إعت ��راف النظ ��ام نف�س ��ه‪� ،‬إن قط ��اع النف ��ط‬ ‫في �س ��وريا هو الآن على و�ش ��ك الإنهيار‪ ،‬مع خ�س ��ائر‬ ‫مبا�ش ��رة �أو غير مبا�ش ��رة تق� �دّر بنح ��و ‪ 2.9‬ملياري‬ ‫دوالر �إعتبار ًا من ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪ .2012‬وقد‬ ‫�إعت ��رف وزير النفط في البالد ان دم�ش ��ق تنفق ‪400‬‬ ‫مليون دوالر �شهري ًا على �إ�ستيراد الوقود‪.‬‬ ‫وتعلن ر�سالة م�ؤرخة ‪� 12‬أيار (مايو) ‪ -- 2013‬ومو ّقعة‬ ‫م ��ن "� ��س‪ .‬مورادين�ص ��اب" (‪،)S. Moradinasab‬‬ ‫الع�ض ��و المنت ��دب ل�ش ��ركة الخدم ��ات التجاري ��ة‬ ‫التابع ��ة ل ��وزارة النفط الإيرانية "�س ��هند نفط �إيران‬ ‫وموجه ��ة �إل ��ى محم ��د الرب ��ع‪ ،‬رئي� ��س‬ ‫المح ��دودة"‪َّ ،‬‬ ‫�ش ��ركة النفط المملوكة للدولة في �سوريا "�سيترول"‬ ‫(الت ��ي ُو�ض ��عت عل ��ى الئح ��ة العقوبات ف ��ي الواليات‬ ‫المتح ��دة والإتح ��اد الأوروب ��ي)‪ --‬عن ت�أكيد ح�س ��م‬ ‫‪ 10‬ف ��ي المئ ��ة وفق ًا ل"الق ��رار الأخير ال ��ذي �إتخذته‬ ‫لجنة الخطة الإقت�ص ��ادية الخا�ص ��ة"‪ .‬ه ��ذه اللجنة‪،‬‬ ‫يق ��ول ديفي ��د باتريكاراكو� ��س‪ ،‬م�ؤلف كت ��اب "�إيران‬ ‫النووي ��ة ‪ :‬والدة دول ��ة ذرية"‪ ،‬هي واح ��دة من العديد‬ ‫م ��ن اللج ��ان الت ��ي �أقامته ��ا الجمهورية الإ�س�ل�امية‬ ‫"لإدارة جوان ��ب مع ّين ��ة من الإقت�ص ��اد‪ ،‬وفي بع�ض‬ ‫الح ��االت‪ ،‬تخ�ص ��ي�ص الأم ��وال لم�ش ��اريع محدّدة"‪.‬‬ ‫ويالح ��ظ "باتريكاراكو�س" �أن ه ��ذه اللجنة مرتبطة‬ ‫بو�ض ��وح بالأزم ��ة في �س ��وريا"‪ .‬بالإ�ض ��افة �إلى ذلك‪،‬‬ ‫تت�ض ��من حزم ��ة الوثائق �أي�ض� � ًا عقد ًا م�ؤرخ� � ًا في ‪31‬‬ ‫�أي ��ار (ماي ��و) ‪ ،2013‬ي�ؤ ّكد على بيع �أكث ��ر من مليون‬ ‫برمي ��ل من الخ ��ام الخفي ��ف الإيران ��ي �إلى �س ��وريا‪،‬‬ ‫والت ��ي تم ت�س ��ليمها في مين ��اء بانيا�س" خالل �ش ��هر‬ ‫ني�س ��ان (�إبري ��ل) ‪ 2013‬بوا�س ��طة "كاميلي ��ا"‪ ،‬ناقلة‬ ‫م�سجل في مكاتب‬ ‫النفط التي تملكها �ش ��ركة عنوانها ّ‬ ‫تابع ��ة ل"�ش ��ركة الناق�ل�ات الوطني ��ة الإيرانية" في‬ ‫طهران‪� ،‬أكبر �ش ��ركة ناقالت في ال�ش ��رق الأو�س ��ط و‬

‫ناقلة نفط �إيرانية‪ :‬ملكيتها وعلمها يتغيران وفق ًا للحاجة‬

‫في �أيلول (�سبتمبر) �أ�صدرت المحكمة‬ ‫العامة في لوك�سمبورغ ‪ -‬ثاني �أعلى‬ ‫محكمة في �أوروبا – حكم ًا �ألغت بموجبه‬ ‫العقوبات �ضد �شركة النفط الوطنية‬ ‫الإيرانية بعدما وجدت �أن الإتحاد‬ ‫قدم �أدلة غير كافية لربط‬ ‫الأوروبي قد ّ‬ ‫�شركة ال�شحن ببرنامج �إيران النووي‬ ‫�إحدى ال�ش ��ركات التابعة لل�شركة المخ�صخ�صة الآن‬ ‫"�ش ��ركة النفط الوطني ��ة الإيراني ��ة"‪ .‬وين�ص العقد‬ ‫على �أن عمليات ال�شراء تكون �إِ ّما مبا�شرة بين البنك‬ ‫المرك ��زي الإيران ��ي و م�ص ��رف �س ��وريا المركزي �أو‬ ‫بوا�س ��طة "خط الإئتمان التي تم تخ�صي�صه من قبل‬ ‫الحكومة الإيرانية ل�سوريا"‪.‬‬ ‫هذا ي�ش ��ير �إلى �إتفاق و ّقع بين �سوريا و�إيران في تموز‬ ‫(يولي ��و) الما�ض ��ي ُيمدَّد بموجبه خ ��ط الإئتمان على‬ ‫المدى الطويل البالغ ‪ 3.6‬مليارات دوالر الممنوح من‬ ‫طهران �إلى نظام الأ�سد‪ ،‬والذي ي�سمح للأخير �شراء‬ ‫المنتج ��ات النفطية الإيرانية‪ .‬وفق� � ًا ل"رويترز" ‪ ،‬تم‬ ‫الإتفاق على خط الإئتمان كجزء من �ص ��فقة "ت�سمح‬ ‫لإيران ب�إمتالك ح�ص�ص في �إ�ستثمارات في �سوريا"‪،‬‬ ‫وه ��ذا يعن ��ي �أن �إ�س ��تثمار الجمهورية الإ�س�ل�امية في‬

‫م�ؤ�س�س ��ات الدولة ال�س ��ورية من المرج ��ح �أن يتجاوز‬ ‫ّ‬ ‫ويتخطى �إن�ش ��اء ميلي�ش ��يات وتعزيز الجه ��از الأمني​​‬ ‫ال�ضعيف للنظام‪ .‬كتبت �صحيفة "ت�شرين"‪ ،‬الموالية‬ ‫للحكومة ال�س ��ورية‪ ،‬في �أيار (مايو) الفائت �أن �أديب‬ ‫ميالة‪ ،‬حاكم م�ص ��رف �س ��وريا المركزي‪ ،‬قد �إعترف‬ ‫المي�س ��رة الى‬ ‫لأول م ��رة على �أن حجم قرو�ض �إيران ّ‬ ‫�س ��وريا بلغ ف ��ي الواقع ‪ 7‬ملي ��ارات دوالر‪ .‬وهذا المال‬ ‫ي�س ��مح لدم�ش ��ق بدفع كلفة كل �ش ��يء من الطاقة �إلى‬ ‫ال�سلع الزراعية والمن�سوجات‪.‬‬ ‫"ال �أ�س ��تطيع �أن �أرى ب�أن الأ�س ��د يمكنه ت�سديد هذا‬ ‫القر�ض في �أي وقت قريب" قال باتريكاراكو�س‪" .‬قد‬ ‫ال يك ��ون حتى موج ��ود ًا في الحك ��م بعد ع ��ام �آخر �أو‬ ‫عامي ��ن للقيام بذلك"‪ .‬لكن هذه ال�ص ��فقة النفطية‪،‬‬ ‫الت ��ي ُتعتب ��ر هدي ��ة ترويجي ��ة للنظ ��ام ال�س ��وري‪ ،‬قد‬ ‫تك ��ون لها عواق ��ب �ش ��عبية وخيمة في �إي ��ران‪ .‬هناك‬ ‫�إدراك متزايد بين ال�ش ��عب الإيراني �أن حكومته التي‬ ‫يهيمن عليها رجال الدين تقوم بتبذير �أموال حا�سمة‬ ‫وهدره ��ا على مغامرة �أجنبية ب ��د ًال من التركيز على‬ ‫المقت�ضيات وال�ضروريات المحلية‪.‬‬ ‫"بروان ��ة فاهيدماني� ��ش"‪ ،‬نا�ش ��طة �إيرانية في مجال‬ ‫حقوق الإن�س ��ان في وا�ش ��نطن‪ ،‬تعتقد �أن �سلوك نظام‬ ‫"المالل ��ي" �أم ��ر م�ش ��ين‪ .‬في ر�س ��الة عب ��ر البريد‬ ‫الإلكترون ��ي كتب ��ت‪�" :‬إن الحكوم ��ة الإيراني ��ة لديه ��ا‬ ‫الم ��ال لدعم نظ ��ام الأ�س ��د‪ ،‬وتزويده تقريب� � ًا بنفط‬ ‫مجان ��ي‪ ،‬ولكن لي� ��س لديها الم ��ال لدع ��م مواطنيها‬ ‫في وقت ال ي�س ��تطيع النا�س في العا�صمة تحمل عبء‬ ‫�ش ��راء اللحوم وعندما تحترق المدار�س في المناطق‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪73‬‬


‫عالم الطاقة‬

‫نفط‬

‫طهران ُتحرم مواطنيها مواردهم لتنع�ش "المقاطعة ‪!"35‬‬

‫كيف َّ‬ ‫عو َم النفط اإليراني‬ ‫نظام األسد‬ ‫ب��د�أ �أخي��ر ًا يبرز حجم الم�ساعدة الهائلة الت��ي تقدّ مها طهران �إلى دم�شق لدعم نظامه��ا ومنعه من ال�سقوط‬ ‫وخ�صو�ص ًا في حقل الطاقة‪ .‬لقد مار�ست الجمهورية الإ�سالمية كل �أنواع الحيل والخدع لإي�صال ناقالت‬ ‫النفط �إلى بالد ال�شام متحدّ ية العقوبات التي فر�ضتها الأمم المتحدة والعالم الغربي على نظام ب�شار الأ�سد‪،‬‬ ‫بما في ذلك تغيير الإ�سم والملكية لناقالتها الأمر الذي ولّد كابو�س ًا للقيِّمين على تنفيذ العقوبات الدولية‪.‬‬ ‫التقرير التالي يلقي ال�ضوء على هذه الم�س�ألة من طريق وثائق ك�شفت في ال�شهر الفائت‪.‬‬

‫رئي�س �إي‬

‫ران الجديد ح�سن روحاني‪ :‬هل‬

‫ي�س ب�شار الأ�سد‪� :‬إيران تع ّوم نظامه‬

‫الرئ‬

‫لندن ‪ -‬هاني مكارم‬ ‫لم يعد �س ��ر ًا ب�أن النظ ��ام الإيراني ينظر‬ ‫�إلى الحرب الطاحنة الحالية في �س ��وريا‬ ‫على �أنها �أزمة محلية �أكثر منها خارجية‪ .‬نخبة قوات‬ ‫فيلق "القد�س" التابع لـ"الحر�س الثوري الإ�س�ل�امي"‬ ‫ق ��ام بتدري ��ب وتموي ��ل مجموع ��ة م ��ن الميلي�ش ��يات‬ ‫الطائفي ��ة ال�ش ��يعية و العلوي ��ة ف ��ي �س ��وريا لخو� ��ض‬ ‫حرب لم ت�س ��تطع قوات الرئي�س ال�سوري ب�شار الأ�سد‬ ‫الع�س ��كرية و"�ش� � ّبيحته" من الإنت�صار فيها لوحدها‪.‬‬ ‫م ��ن دون تدخل ع�س ��كري مبا�ش ��ر من "ح ��زب اهلل"‬ ‫المدعوم من �إيران في الق�ص ��ير وحم�ص هذا العام‪،‬‬ ‫كانت تلك الأرا�ض ��ي ال تزال حتى الآن تحت �س ��يطرة‬ ‫المتم ّردي ��ن‪ .‬من جهة �أخ ��رى‪ ،‬لم ي� �� ِأت كالم مهدي‬ ‫‪72‬‬

‫طائ ��ب‪� ،‬أحد المق ّربين من المر�ش ��د الإعلى االيراني‬ ‫عل ��ي خامنئي‪ ،‬عن �س ��وريا من العدم عندما و�ص ��فها‬ ‫ب�أنه ��ا "المقاطع ��ة ‪ "35‬لإي ��ران‪ ،‬وفقدانه ��ا �س ��يعني‬ ‫�سقوط الجمهورية الإ�سالمية‪.‬‬ ‫ولك ��ن الآن هن ��اك �أدل ��ة وثائقية برزت �أخي ��ر ًا ُتظهر‬ ‫�أن �إي ��ران ‪ -‬التي �س ��بق له ��ا �أن �س ��اعدت النظام في‬ ‫دم�ش ��ق في بيع و�ش ��حن نفطه المعا َقب والم َق َاطع �إلى‬ ‫م�ش ��ترين دوليين ‪ -‬تقوم ب�شحن خامها الخفيف �إلى‬ ‫�س ��وريا عملي ًا مجان ًا‪ .‬بب�س ��اطة‪� ،‬إن النظ ��ام الإيراني‬ ‫ُيعطي موارد البالد الطبيعية بعيد ًا ويهدرها في وقت‬ ‫يت�ض ّور �ش ��عبه جوع ًا ج ّراء العقوبات الدولية ال ُمنهكة‬ ‫ب�سبب برنامجه النووي‪.‬‬ ‫حزم ��ة م ��ن وثائ ��ق ت ��م الح�ص ��ول عليها في ال�ش ��هر‬ ‫الفائ ��ت ت�ش ��ير �إل ��ى �أن �إي ��ران قد "باعت" �ش ��حنات‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫يغير �سيا�سة الدعم للنظام ال�سوري؟‬

‫مجموعه ��ا نحو ‪ 4‬ماليي ��ن برميل م ��ن النفط الخام‬ ‫الخفيف خالل العام الما�ض ��ي �إلى �سوريا بح�سم ‪10‬‬ ‫في المئة‪ ،‬على الأقل منذ �أيار (مايو) الفائت‪ ،‬عندما‬ ‫كانت �أ�س ��عار النف ��ط العالمية تحوم ح ��ول ‪ 98‬دوالر ًا‬ ‫للبرمي ��ل الواحد‪ .‬التكلفة المخ ّف�ض ��ة الت ��ي يتحملها‬ ‫نظام الأ�سد ‪ -‬حوالي ‪ 88‬دوالر ًا للبرميل الواحد‪ ،‬من‬ ‫دون ر�س ��وم النقل ‪ -‬يبدو �أنها ُتدفع من خط الإئتمان‬ ‫الطوي ��ل الأجل البال ��غ ‪ 3.6‬ملي ��ارات دوالر لواردات‬ ‫الطاق ��ة التي منحته طهران �إلى دم�ش ��ق قبل ب�ض ��عة‬ ‫�أ�ش ��هر لم�س ��اعدتها على مواجهة الآثار الإقت�ص ��ادية‬ ‫مدم ��رة قارب ��ت الثالث �س ��نوات‪ .‬في‬ ‫لح ��رب �أهلي ��ة ِّ‬ ‫ً‬ ‫الواقع‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬قد ال يكون الأ�س ��د ق ��ادرا في نهاية‬ ‫المط ��اف عل ��ى �س ��داد ه ��ذا القر� ��ض ‪ -‬ولي� ��س م ��ن‬ ‫المرجح �أن يكون الإيرانيون يتوقعون منه ذلك‪ ،‬نظر ًا‬


‫معركة الق�صير‪ :‬لوال تدخل "حزب الله" لبقيت في �أيدي المتمردين‬

‫الجديدة �أ�ص ��بحت "�أوري� ��س ماريتين" مختلفة‪ ،‬هذه‬ ‫ال�شركة م�س � ّ�جلة في "بيليز" وهي كانت بالفعل تحت‬ ‫الإ�ش ��تباه ب�إمتالك ناقلة �إيرانية �أخرى ته ّرب النفط‬ ‫الإيران ��ي �إل ��ى �س ��وريا‪ .‬وكما �س ��بق ل�ص ��حيفة "وول‬ ‫�س ��تريت جورن ��ال" �أن حدّدت‪ ،‬في ق�ص ��ة ع ��ن ناقلة‬ ‫نفط �إيراني ��ة �أخرى‪ ،‬ب�أن ه ��ذه ال"�أوري�س البحرية"‬ ‫الم�سجلة في بيليز "ت�سيطر عليها في نهاية المطاف‬ ‫ّ‬ ‫�ش ��ركة تابع ��ة ل�ش ��ركة النف ��ط الوطني ��ة الإيرانية"‪.‬‬ ‫وعنوانها الم�س � ّ�جل الحالي هو عنوان مكاتب �ش ��ركة‬ ‫"�إيرانو هند" في طهران‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن ج ��زء ًا كبي ��ر ًا م ��ن الم�ش ��كلة يكم ��ن ف ��ي‬ ‫الر�س ��م البيان ��ي لبل ��د المن�ش� ��أ والتاري ��خ المتع� � ّرج‬ ‫لل�س ��فن الإيراني ��ة اللذي ��ن تدي ��ن لهم ��ا طه ��ران في‬ ‫ه ��ذا الن ��وع من المن ��اورات الذكي ��ة المبين ��ة �أعاله‪.‬‬ ‫وق ��د وج ��د تقرير ن�ش ��ره في كان ��ون الثان ��ي (يناير)‬ ‫الفائ ��ت المعه ��د الدولي للدرا�س ��ات الإ�س ��تراتيجية‪،‬‬ ‫وهو م�ؤ�س�س ��ة بحثية متعددة الجن�س ��يات تت�شارك مع‬ ‫فري ��ق من خبراء الأمم المتحدة ب�ش� ��ؤون �إيران‪ ،‬ب�أنه‬ ‫"حت ��ى تاري ��خ اليوم‪ ،‬لوحظ �أن هن ��اك �أكثر من ‪100‬‬ ‫تغيير في �أ�سماء ال�سفن والناقالت المت�صلة بال�شحن‬ ‫الإيراني" التي خلقت كابو�س ًا لجهود �إنفاذ العقوبات‪.‬‬ ‫في �إحدى الحاالت‪� ،‬أقامت �إيران �ش ��ركة في دولة لم‬ ‫يذكر التقرير �إ�س ��مها في جزر المحيط الهادئ لمدة‬ ‫‪ 20‬يوم ًا لغر�ض �إجراء عملية �شحن واحدة‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغم م ��ن كل ه ��ذه الحيل البحري ��ة وعمليات‬ ‫الخداع التي تقوم بها �إيران‪ ،‬ف�إنه لي�س من الم�ستحيل‬ ‫غلق المزيد من عن ��ق الزجاجة لتجارتها النفطية �أو‬ ‫على الأق ��ل جعل تكلف ��ة نقل وتهريب النف ��ط الخام‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص ًا لنظام الأ�سد‪� ،‬أكثر كلفة وباهظة‪ .‬يمكنك‬ ‫تغيي ��ر �إ�س ��م ناقل ��ة نف ��ط �أو علمها‪ ،‬ولك ��ن ال يمكنك‬

‫�أفادت �صحيفة "ت�شرين"‬ ‫في �أيار (مايو) الفائت �أن �أديب ميالة‪،‬‬ ‫حاكم م�صرف �سوريا المركزي‪،‬‬ ‫قد �إعترف لأول مرة على �أن حجم‬ ‫المي�سرة الى �سوريا بلغ‬ ‫قرو�ض �إيران ّ‬ ‫في الواقع ‪ 7‬مليارات دوالر‪ ،‬وهذا المال‬ ‫ي�سمح لدم�شق بدفع كلفة كل‬ ‫�شيء من الطاقة �إلى ال�سلع‬ ‫الزراعية والمن�سوجات‬ ‫تغيير رق ��م المنظمة البحرية الدولي ��ة لها المعروف‬ ‫بـ"‪ -"IMO‬وهذا هو المع ِّرف الفريد ال�ص ��ادر لكل‬ ‫�سفينة من قبل المنظمة البحرية الدولية‪ .‬وهذا يعني‬ ‫�أن ال�سفن المذكورة �أعاله في الواقع من ال�سهل جدا‬ ‫متابعتها وو�ضعها تحت المراقبة‪.‬‬ ‫�أحد الخبراء ف ��ي العقوبات على �إيران‪ ،‬الذي تحدث‬ ‫فقط عن الخلفية‪� ،‬أ�ش ��ار �إلى �أن المراقبين يراقبون‬ ‫معظ ��م �س ��فن الجمهوري ��ة الإ�س�ل�امية‪ ،‬ولك ��ن ف ��ي‬ ‫معظم الأحيان ال يريدون �إثارة �ض ��جة ب�س ��بب بع�ض‬ ‫الح�سا�س ��يات الجيو�سيا�س ��ية (المحادث ��ات النووي ��ة‬ ‫الجارية مع مجموعة ‪ ،1+ 5‬ومبادرة ال�سالم ال�سورية‬ ‫‪ ،‬الخ) �أو الوعي ب�أن نظام �إنفاذ غير مت�سامح مطلق ًا‬ ‫ال ُينظ ��ر �إلي ��ه بعي ��ن العطف م ��ن قب ��ل الجميع‪ .‬على‬ ‫�سبيل المثال‪ ،‬في �أيلول (�سبتمبر) �أ�صدرت المحكمة‬

‫العامة في لوك�سمبورغ ‪ -‬ثاني �أعلى محكمة في �أوروبا‬ ‫– حكم ًا �ألغت بموجبه العقوبات �ض ��د �شركة النفط‬ ‫الوطنية الإيراني ��ة بعدما وجدت �أن الإتحاد الأوروبي‬ ‫قد قدّم �أدلة غير كافية لربط �شركة ال�شحن ببرنامج‬ ‫�إيران النووي‪( .‬الإتحاد الأوروبي �إ�س ��ت�أنف الق�ض ��ية‬ ‫و�إتخ ��ذ خطوات �أولي ��ة لإعادة فر� ��ض العقوبات على‬ ‫�شركة النفط الوطنية الإيرانية)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ولك ��ن ف ��ي حي ��ن �أن ع ��دد ًا كبي ��را م ��ن ال ��دول على‬ ‫�إ�س ��تعداد‪ ،‬ويحق لها قانونا ً‪� ،‬إجراء �صفقات طاقة مع‬ ‫الجمهورية الإ�س�ل�امية‪ ،‬ف�إن معظم �شركات الت�أمين‪،‬‬ ‫و�س ��لطات الموان ��ئ‪ ،‬وقباطن ��ة البح ��ر‪� ،‬إ�ض ��افة �إلى‬ ‫�ض ��روريات �أخرى ل�صناعة ال�ش ��حن العالمية ال تزال‬ ‫تف�ض ��ل القيام ب�أعمال تجارية مع �ش ��ركاء م�شروعين‬ ‫و�ش ��رعيين‪ ،‬ولي�س مع دول منب ��وذة‪ .‬عدد من البلدان‬ ‫خارج الإتحاد الأوروبي هو �أي�ض� � ًا عر�ض ��ة لل�ض ��غوط‬ ‫الغربية لخف�ض عالقاته مع نظام "الماللي" وقطعها‬ ‫تمام� � ًا‪ .‬تنزاني ��ا‪ ،‬على �س ��بيل المثال‪� ،‬ص� � ّرحت علن ًا‬ ‫ب�أنها �س ��وف تج ّرد �أي �س ��فينة �إيراني ��ة تحمل علمها؛‬ ‫و�إ ّدع ��ت "بيليز" ب�أنها بذلت‪ ،‬وما زالت تبذل‪ ،‬جهود ًا‬ ‫لإلغاء �أ�س ��ماء ال�س ��فن المملوكة لإيران من �سجالتها‬ ‫الوطنية‪� .‬أما بالن�س ��بة �إلى جزر مار�ش ��ال‪ ،‬الم�ضيفة‬ ‫ال�س ��ابقة ل�ش ��ركة "�أوري�س البحرية" الأولى‪� ،‬أعلنت‬ ‫عل ��ى �أنها من بين ال ��دول التي "تتحمل م�س� ��ؤولياتها‬ ‫بجدي ��ة "‪ ،‬م�ش ��يرة �إلى المث ��ل الذي ت�أخذ ب ��ه اليوم‬ ‫"�إعرف زبونك " من طريق �إجراءات التدقيق‪ .‬كما‬ ‫�أن �سجالت �ش ��ركات ال�شحن لجزر مار�شال تقع الآن‬ ‫في مقاطعة "فيرفاك� ��س" بوالية فرجينيا الأميركية‪،‬‬ ‫مم ��ا يجعل مق ��ر وكال ��ة المخابرات المركزي ��ة جار ًا‬ ‫مريح ًا‪.‬‬ ‫مما ال �ش ��ك في ��ه ب�أن معظم النفط ال ��ذي يذهب من‬ ‫�إيران الى �س ��وريا يهدف �إلى الحفاظ على بقاء نظام‬ ‫الأ�سد مع ح�س ��ومات وقرو�ض مجانية‪ ،‬وهذا يعني �أن‬ ‫النفقات الحقيقية يتحملها ال�ش ��عب الإيراني الفقير‪.‬‬ ‫�أم ��ا بالن�س ��بة �إلى �س ��وريا‪� ،‬أ�س ��و�أ كارثة �إن�س ��انية في‬ ‫القرن ‪ – 21‬حيث �إ�س ��تخدمت فيها �س ��ابق ًا الأ�سلحة‬ ‫الكيميائي ��ة والآن �إره ��اب المجاعة في دم�ش ��ق ووباء‬ ‫�ش ��لل الأطف ��ال على ال�ص ��عيد الوطن ��ي‪ -‬ال تظهر �أي‬ ‫عالمة على �أنها �ستنتهي قريب ًا‪ .‬في الواقع‪ ،‬منذ �إتفاق‬ ‫�أميركا مع رو�سيا على تدمير الأ�سلحة الكيميائية في‬ ‫بالد ال�ش ��ام عادت الثقة �إلى النظام في دم�ش ��ق فيما‬ ‫ت�شرذمت المعار�ض ��ة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إن الغرب الذي ال‬ ‫يرغب في ت�س ��ليح المتمردين ال�سوريين‪ ،‬والمت�ص ّلب‬ ‫�ض ��د التدخل المبا�ش ��ر في الحرب الأهلي ��ة‪ ،‬ال يزال‬ ‫يتوق ��ع ح ًال بوا�س ��طة النظام الذي ال يوج ��د لديه �أي‬ ‫حاف ��ز لأي حل حي ��ث يق ّوي �ص ��موده الآن على النفط‬ ‫مجانا ب�إنتظار "غودو"‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪75‬‬


‫عالم الطاقة ¶ نفط‬ ‫الفقيرة ب�سبب �أنظمة تدفئة خاطئة ورخي�صة‪ .‬لماذا‬ ‫مال الأطفال الإيرانيين ي�س ��تخدم ف ��ي بنادق وقنابل‬ ‫في �س ��وريا؟"‪ .‬ويعتق ��د باتريكاراكو�س ب� ��أن مثل هذه‬ ‫الآراء منت�ش ��رة على نطاق وا�س ��ع في �إي ��ران‪" .‬يعاني‬ ‫الإيراني ��ون ب�ش ��دة م ��ن العقوب ��ات والحكوم ��ة تهدر‬ ‫المال ‪-‬والم ��ال لي�س لديها‪ -‬تعطيه �إلى "حزب اهلل"‬ ‫والأ�س ��د"‪ ،‬يقول‪�" .‬إن تعويم قطاع الطاقة في �س ��وريا‬ ‫ه ��و غب ��اء �سيا�س ��ي �أي�ض� � ًا‪ ،‬لأن �أكب ��ر تهدي ��د لنظام‬ ‫"الماللي" ي�أتي من �س ��كان �إيران �أكثر من �س ��قوط‬ ‫الأ�سد"‪ ،‬على حد قوله‪.‬‬ ‫ع�ل�اوة على ذلك‪ ،‬ال تمن ��ح �إيران فقط ق�س ��م ًا كبير ًا‬ ‫من الم ��وارد الطبيعية مجان ًا �إلى الأ�س ��د‪ ،‬فهي تنفق‬ ‫�أمو ً‬ ‫اال �إ�ض ��افية �أي�ض� � ًا على �أ�س ��اليب متط ّورة للتهرب‬ ‫من �إنفاذ العقوبات الدولية ‪ -‬مثل ت�س ��جيل �ش ��ركات‬ ‫�أجنبي ��ة مبهمة و�إعتم ��اد "�أعالم موائم ��ة ومالئمة"‬ ‫لناقالت النفط‪ .‬لقد �س ��بق وت ��م الإعالن عن معظم‬ ‫ال�س ��فن المدرجة في حزم ��ة الوثائق الم�س� ��ؤولة عن‬ ‫نقل ماليين البراميل من الخام الخفيف �إلى �س ��وريا‬ ‫ف ��ي درا�س ��ة عن حال ��ة المك ��ر البح ��ري الإيراني في‬ ‫الإلتف ��اف عل ��ى الحظر النفطي البعي ��د المدى‪ .‬على‬ ‫�س ��بيل المثال‪" ،‬بايكال"‪ ،‬الناقلة التي تملكها �ش ��ركة‬ ‫النفط الوطنية الإيرانية وتبحر تحت العلم التنزاني‪،‬‬ ‫ُحج ��زت قبال ��ة الجزي ��رة اليونانية "�س ��يرو�س" قبل‬ ‫عام ب�سبب ال�ش ��كوك ب�أن �شحنتها و�إبحارها ينتهكان‬ ‫عقوبات الإتحاد الأوروبي‪ .‬وتفيد حزمة الوثائق ب�أنها‬ ‫كان ��ت تنقل ‪ 1,100,635‬برمي�ل� ًا من الخام الخفيف‬ ‫الإيران ��ي �إلى ميناء بانيا�س ال�س ��وري في كانون الأول‬ ‫(دي�س ��مبر) ‪ .2012‬وبحث �س ��ريع على "�إيكوازي�س"‬ ‫(‪ ،)Equasis‬وه ��ي خدم ��ة تتب ��ع ال�س ��فن‪ ،‬تك�ش ��ف‬ ‫�أي�ض� � ًا �أن "فولغا"‪ ،‬التي �ش ��حنت تقريب� � ًا ‪850,000‬‬ ‫برمي ��ل �إلى نظام الأ�س ��د ف ��ي �ش ��باط (فبراير) من‬ ‫هذا العام‪ ،‬قد غ ّيرت �إ�س ��مها �إلى "رامتين" في �شهر‬ ‫حزيران (يونيو) الفائت‪ .‬وهي الآن تبحر تحت العلم‬ ‫الإيران ��ي‪ ،‬وهي مملوكة من �ش ��ركة تب ��وك البحرية‪،‬‬ ‫والعنوان الذي تم فيه ت�س ��جيل �إدارة ال�شركة يقع في‬ ‫دبي‪.‬‬ ‫ولك ��ن ربما الناقل ��ة الأكثر �إثارة للإهتم ��ام هي "تور‬ ‫‪ ،)Tour 2( "2‬ناقل ��ة ‪ 978,321‬برمي�ل� ًا من الخام‬ ‫الخفي ��ف �إل ��ى بانيا� ��س ف ��ي كان ��ون الثان ��ي (يناير)‬ ‫الفائ ��ت‪� .‬إ�س ��مها في الأ�ص ��ل كان "ت ��ور" (‪،)Tour‬‬ ‫وهي �سفينة �سيئة ال�سمعة لإنتهازيتها بتغيير الأعالم‬ ‫والملكية لنقل النفط في جميع �أنحاء العالم ‪� -‬س ��واء‬ ‫م ��ن �إي ��ران �أو غيره ��ا م ��ن ال ��دول المارق ��ة‪ .‬وكانت‬ ‫ُ�س � ّ�جلت �أ�ص�ل� ًا ب�أنه ��ا تابع ��ة ل "�آي �أ� ��س �آي �أم ت ��ور‬ ‫المح ��دودة" (‪ ،)ISIM Tour Ltd‬وه ��ي �ش ��ركة‬ ‫مالطي ��ة مملوك ��ة م ��ن "�آي �أ� ��س �آي ماريتي ��ن" (‪ISI‬‬ ‫‪74‬‬

‫النفط ال�سوري‪ :‬لم يبق منه �إال القليل‬

‫الخبير النفطي ديفيد باتر‪:‬‬ ‫ب�إعتراف النظام نف�سه‪� ،‬إن قطاع النفط‬ ‫في �سوريا هو الآن على و�شك الإنهيار‪،‬‬ ‫مع خ�سائر مبا�شرة �أو غير مبا�شرة‬ ‫تقدر بنحو ‪ 2.9‬ملياري دوالر �إعتبار ًا‬ ‫ّ‬ ‫من ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪ ،2012‬وقد‬ ‫�إعترف وزير النفط في البالد ان دم�شق‬ ‫تنفق ‪ 400‬مليون دوالر �شهري ًا‬ ‫على �إ�ستيراد الوقود"‬ ‫‪ .)Maritime‬جنب� � ًا �إل ��ى جن ��ب مع ت�س ��ع �ش ��ركات‬ ‫مالطية �أخرى‪�ُ ،‬ض ��بطت هذه الأخيرة من قبل وزارة‬ ‫الخزان ��ة الأميركي ��ة ف ��ي الع ��ام ‪ 2011‬لكونها واجهة‬ ‫�أمامية مرتبطة بم�ؤ�س�س ��ة "خطوط �ش ��حن جمهورية‬ ‫�إيران الإ�س�ل�امية"‪ ،‬التي عوقب �أ�سطولها ب�أكمله من‬ ‫قبل الوالي ��ات المتحدة في العام ‪ 2008‬ثم من جانب‬ ‫الأم ��م المتحدة والإتحاد الأوروبي ف ��ي العام ‪.2010‬‬ ‫(الك�ش ��ف عن "�آي �أ�س �آي ماريتين" لم يكن له ت�أثير‬ ‫وا�ض ��ح يذكر ف ��ي ذلك الوق ��ت في مالط ��ا‪ ،‬وهي بلد‬ ‫�أوروبي يخ�ض ��ع لقان ��ون العقوب ��ات الأوروبية)‪ .‬ولكن‬ ‫الق�ص ��ة لم تنت ِه عند هذا الحد‪ :‬ال�ش ��ركة الأم ل"�آي‬ ‫�أ� ��س �آي �أم تور" كانت �ش ��ركة "�إيرانو هند �ش ��يبينغ"‬ ‫(‪( )Irano Hind Shipping Co‬وه ��ي م�ش ��روع‬ ‫م�شترك بين �شركة ال�ش ��حن الهندية و�شركة خطوط‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫�ش ��حن جمهورية �إيران الإ�س�ل�امية)‪ ،‬التي كانت هي‬ ‫الأخ ��رى عوقبت من الأمم المتحدة في العام ‪.2010‬‬ ‫وقد ح ّلت الهند هذه ال�ش ��راكة في العام ‪ 2012‬بعدما‬ ‫كان فري ��ق من خب ��راء الأم ��م المتحدة في ال�ش� ��ؤون‬ ‫الإيرانية‪ ،‬لجنة �ش ّكلها مجل�س الأمن الدولي لمراقبة‬ ‫تطبيق العقوبات‪� ،‬أو�ص ��ى بتجميد �أ�صول ال�شركة من‬ ‫الدول الأع�ضاء في الأمم المتحدة‪.‬‬ ‫وفق ًا ل�ص ��حيفة "فاينن�ش ��ال تايمز"‪ ،‬غ ّيرت "تور ‪"2‬‬ ‫الأع�ل�ام و الملكي ��ة في غ�ض ��ون ‪� 24‬س ��اعة ف ��ي �آذار‬ ‫(مار� ��س) ‪ 2012‬بعد �إبحارها من ميناء �س ��وري �إلى‬ ‫�آخر لإ�س ��تخراج خام نظام الأ�سد للت�صدير �إلى �سوق‬ ‫مق ّي ��دة من الناحية القانوني ��ة (قبل عقوبات الإتحاد‬ ‫الأوروبي الذي كان ي�ش ��تري من �س ��وريا ‪ 95‬في المئة‬ ‫من �ص ��ادراتها المتوا�ض ��عة من النفط)‪ .‬في ‪� 24‬آذار‬ ‫(مار� ��س) ‪ ،2012‬بع ��د ي ��وم م ��ن ر�س ��و "ت ��ور ‪ "2‬في‬ ‫ميناء طرطو�س ال�س ��وري‪� ،‬أثيرت �أ�سئلة حول ال�شركة‬ ‫المالكة الحقيقية لل�س ��فينة‪" .‬تران�س ��بورت مالطا"‪،‬‬ ‫وه ��ي الم�ؤ�س�س ��ة الت ��ي تدي ��ر الت�س ��جيل البحري في‬ ‫مالطا‪� ،‬أ�صدرت بيان ًا جاء فيه �أنه تقرر تعليق �شهادة‬ ‫ت�س ��جيل ال�سفينة و �إزالته تمام ًا من �سجالت ال�شحن‬ ‫المالطي ��ة‪ .‬ولكن بعدما �إنتقلت "تور ‪ "2‬من طرطو�س‬ ‫�إلى بانيا�س‪� ،‬إ�س ��تبدلت بب�ساطة العلم المالطي ب�آخر‬ ‫بوليف ��ي‪ ،‬مودعة ملكية "�آي �أ� ��س �آي �أم تور"‪ ،‬ولتقول‬ ‫مرحب ًا ل"�شركة �أوري�س البحرية" (‪Auris Marine‬‬ ‫‪ ،)Co‬وهي كيان م�س ��جل في جزر مار�ش ��ال‪ ،‬التي ال‬ ‫تخ�ض ��ع لإخت�صا�ص الإتحاد الأوروبي‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬تم‬ ‫�إلغاء "�أوري�س البحرية" بعد �ساعات من توقيع هذه‬ ‫ال�صفقة‪ ،‬كما ذكرت �صحيفة "فاينن�شال تايمز"‪.‬‬ ‫بعده ��ا �إكت�ش ��فت مجل ��ة "فورب� ��س" في �ش ��هر كانون‬ ‫الثان ��ي (يناي ��ر) من ه ��ذا العام ب�أن مالك ��ة "تور ‪"2‬‬


‫الو�ش ��يك لإحتياط ��ات النف ��ط والغ ��از ف ��ي العالم‪،‬‬ ‫وال ��ذي تبين ف ��ي ما بعد عل ��ى �أن ��ه كان وهمي ًا‪ .‬وقد‬ ‫�س ��اعد الجهد لتجنب تلك الأزم ��ة الوهمية البلدان‬ ‫غير الأع�ض ��اء في "�أوبك" على مواجهة واقع واحد‪،‬‬ ‫�أدت �إلى الحفاظ على الطاقة و�سيا�سات �إ�ستثمارية‬ ‫جلب ��ت م�ص ��ادفة تخفي�ض ��ات هائل ��ة ف ��ي �إنبعاثات‬ ‫الكرب ��ون العالمية‪� .‬إن منظم ��ة "�أوبك " التي خلقت‬ ‫�أزمة النفط �أعطت بقية العالم من دون ق�صد �سبق ًا‬ ‫منقذ ًا للحياة في الن�ض ��ال من �أج ��ل تجنب‪� ،‬أو على‬ ‫الأقل تخفيف‪ ،‬تهديد التغير المناخي الكارثي‪.‬‬

‫عندما وقعت �أزمة النفط في ‪ 1973‬في �أميركا‬

‫التحوالت النفطية في �أميركا‬ ‫الواقع �أن �أزمة النفط في العام ‪� 1973‬ص ��دمت معظم‬ ‫الأميركيين لأنها كانت بمثابة توبيخ لهم عن الإزدهار‬ ‫المتنام ��ي ف ��ي فترة ما بع ��د الحرب‪ ،‬وال ��ذي بني على‬ ‫محي ��ط م ��ن الطاق ��ة الرخي�ص ��ة‪ .‬منذ نهاي ��ة الحرب‬ ‫العالمي ��ة الثاني ��ة‪� ،‬إنخف� ��ض ال�س ��عر الحقيق ��ي للنفط‬ ‫ب�شكل مطرد؛ بلغت كلفة برميل الخام في العام ‪1970‬‬ ‫�أقل مما كانت عليه في �أي وقت منذ الك�س ��اد العظيم‪.‬‬ ‫حت ��ى الع ��ام ‪ ،1971‬كان ��ت الإدارة الأميركية قلقة من‬

‫�إنخف�ض النمو العالمي لإنبعاثات‬ ‫الكربون من تحت خم�سة في المئة‬ ‫�سنوي ًا في العقد قبل العام ‪� 1973‬إلى‬ ‫�أقل من �إثنين في المئة �سنوي ًا خالل‬ ‫العقود الأربعة الما�ضية‬ ‫مخاط ��ر الكثير من النف ��ط الأجنبي �أكثر م ��ن القليل‬ ‫جد ًا منه‪ .‬ولحماية الم�ص ��الح النفطي ��ة المحلية‪ ،‬ف�إن‬ ‫واردات النف ��ط �إل ��ى الواليات المتح ��دة كانت محدّدة‬ ‫بنظام ح�ص ���ص (كوتا) الذي �ص ��در ف ��ي العام ‪1959‬‬ ‫في عهد الرئي�س دوايت �أيزنهاور‪ .‬وقد �ضغط الزعماء‬ ‫الأجانب م ��ن الدول الحليف ��ة الم�ص� �دّرة للنفط‪ ،‬مثل‬ ‫كن ��دا و�إيران وفنزويال‪ ،‬على البيت الأبي�ض للح�ص ��ول‬ ‫عل ��ى �إذن لبي ��ع المزيد من النف ��ط �إلى الم�س ��تهلكين‬ ‫الأميركيين‪.‬‬ ‫في وق ��ت الحق عندما ُت�س ��تعاد الأحداث‪ ،‬من ال�س ��هل‬ ‫ر�ؤي ��ة الدالئ ��ل على �أن �أ�س ��واق الطاق ��ة العالمية كانت‬ ‫عل ��ى �أعتاب ث ��ورة‪ .‬لأكث ��ر من ق ��رن‪ ،‬كان ��ت الواليات‬ ‫المتح ��دة في �آن واح ��د‪� :‬أكبر منتج للنف ��ط في العالم‬ ‫و�أكبر م�س ��تهلك له‪ .‬حتى العام ‪ ،1947‬كانت تنتج �أكثر‬ ‫مما ت�س ��تهلك‪ ،‬وكانت م�صدر ًا �ص ��افي ًا للنفط �إلى بقية‬ ‫العال ��م‪ .‬بعد العام ‪� ،1947‬أ�ص ��بحت �أميركا م�س ��تورد ًا‬ ‫�ص ��افي ًا فيم ��ا ف ��اق �إ�س ��تهالكها المتزاي ��د �إنتاجه ��ا‬ ‫المتباط ��ىء‪ .‬على الرغم من �إعتمادها على الواردات‪،‬‬ ‫ظ ّلت الوالي ��ات المتحدة الفاعل المحوري في �أ�س ��واق‬ ‫البترول العالمية‪ ،‬وذلك بف�ض ��ل �سيا�ستها المتم ّثلة في‬ ‫الحد من الإنتاج في حقول النفط ال�شا�س ��عة في �شرق‬ ‫تك�س ��ا�س‪ .‬وقد �سمحت هذه الإ�س ��تراتيجية لبالد العم‬ ‫�سام كي تكون بمثابة "منتج مت�أرجح" قادر على زيادة‬ ‫�أو خف� ��ض الإنتاج لتحقيق الإ�س ��تقرار ف ��ي الإمدادات‬ ‫والأ�س ��عار العالمية (تمام ًا كما تفع ��ل المملكة العربية‬ ‫ال�سعودية اليوم)‪.‬‬ ‫عندما ّ‬ ‫تعطلت �إمدادات النفط من دول �أخرى ‪ -‬ب�سبب‬ ‫الحظر الغربي �ضد �إيران في العام ‪ ،1953‬و�أزمة قناة‬ ‫ال�سوي�س في العام ‪ ،1956‬والحظر العربي الذي �أعقب‬ ‫حرب الأيام ال�س ��تة في الع ��ام ‪ - 1967‬زادت الواليات‬ ‫المتح ��دة �إنتاجها‪ ،‬مع ّو�ض ��ة عن �أي نق� ��ص ومحافظة‬ ‫على ثبات م�س ��توى الأ�س ��عار العالمية‪ .‬لكن في ت�شرين‬ ‫االول (�أكتوب ��ر) ‪ ،1970‬بل ��غ �إنتاج �أمي ��ركا من النفط‬ ‫ذروته‪ ،‬ولم تكن هناك طاقة فائ�ضة ُتركت �أو بقيت في‬ ‫�شرق تك�سا�س‪ .‬فج�أة‪ ،‬كانت الدول الوحيدة التي توجد‬

‫فيها �إحتياطات غير م�ستخدمة‪ ،‬وبالتالي لديها القدرة‬ ‫على التعامل مع �أ�س ��واق النفط العالمية‪ ،‬هي �أع�ض ��اء‬ ‫"�أوبك"‪ .‬في وقت �س ��ابق قبل ب�ضع �سنوات فقط‪ ،‬لم‬ ‫يكن في �إ�س ��تطاعة حكوم ��ات "�أوبك" الإ�س ��تفادة من‬ ‫قوته ��ا الجدي ��دة ف ��ي ال�س ��وق‪ .‬من ��ذ ثالثين ��ات القرن‬ ‫الفائ ��ت‪� ،‬س ��يطرت مجموعة من ال�ش ��ركات الأميركية‬ ‫والأوروبي ��ة‪ ،‬الت ��ي ت�س ��مى "ال�ش ��قيقات ال�س ��بع"‪ ،‬على‬ ‫الغالبي ��ة العظمى من عمليات �إ�س ��تخراج وت�ص ��دير و‬ ‫�شحن النفط في العالم غير ال�شيوعي‪.‬‬ ‫وقد جلبت هذه "ال�ش ��قيقات" الإ�س ��تقرار �إلى �أ�س ��واق‬ ‫الطاق ��ة العالمية‪ ،‬ولك ��ن فقط من خ�ل�ال نظام ظالم‬ ‫غير ع ��ادل للغاية‪ .‬كل م ��ن العراق وليبيا‪ ،‬على �س ��بيل‬ ‫المث ��ال‪ ،‬كان ��ت لديهما حقول نف ��ط غير م�س ��تغلة تو ّد‬ ‫حكومتاهم ��ا تطويرها‪ .‬وعندما رف�ض ��ت "ال�ش ��قيقات‬ ‫ال�س ��بع" دع ��م الإنتاج ف ��ي تلك الحق ��ول الجديدة‪ ،‬لم‬ ‫يك ��ن �أم ��ام الحكومتي ��ن العراقي ��ة و الليبي ��ة � اّإل تركها‬ ‫خامل ��ة ف ��ي الأر� ��ض م ��ن دون �إ�س ��تغالل‪ .‬لكن قب�ض ��ة‬ ‫"ال�ش ��قيقات ال�س ��بع" على �أ�س ��واق النف ��ط خ ّفت في‬ ‫�أواخ ��ر �س ��تينات و�أوائ ��ل �س ��بعينات القرن الما�ض ��ي‪،‬‬ ‫عندم ��ا ف ��ازت ال ��دول الم�ص� �دّرة للنفط في ال�ش ��رق‬ ‫الأو�سط‪ ،‬و�أميركا الالتينية‪ ،‬و�أفريقيا‪ ،‬و�آ�سيا ب�سيطرة‬ ‫�أكب ��ر عل ��ى الإمدادات الخا�ص ��ة بها‪ .‬وق ��د فعلت ذلك‬ ‫بف�ض ��ل ثالثة تطورات‪ :‬ظهور �ش ��ركات نفط م�س ��تقلة‬ ‫كانت على �إ�س ��تعداد لتقديم �شروط �أف�ضل للحكومات‬ ‫الم�ص� �دّرة للنفط‪ ،‬وتوت ��ر �إمدادات النف ��ط العالمية‪،‬‬ ‫والقوة ال�صاعدة لمنظمة "�أوبك"‪.‬‬ ‫بي ��ن عام ��ي ‪ 1971‬و‪� ،1973‬إجتم ��ع �أع�ض ��اء "�أوب ��ك"‬ ‫مرار ًا مع ال�شركات النفطية الكبرى لمطالبتها بزيادة‬ ‫�أ�سعار ال�ص ��ادرات‪ ،‬ورفع معدالت ال�ض ��رائب‪ ،‬وزيادة‬ ‫حقوق الم�س ��اهمة ف ��ي ال�ش ��ركات التابعة له ��ا محلي ًا‪.‬‬ ‫ولم يكن �أمام ال�ش ��ركات �س ��وى خيار واحد‪ :‬الموافقة‪.‬‬ ‫وكم ��ا كت ��ب الخبي ��ر النفط ��ي والت ��ر ليف ��ي ف ��ي مجلة‬ ‫"فورين �أ ّفيرز" في العام ‪" :1971‬لقد تح ّولت الناحية‬ ‫الإقت�ص ��ادية لتجارة النفط العالمية ب�شكل دراماتيكي‬ ‫للغاي ��ة"‪ .‬في �أواخر الع ��ام ‪ ،1970‬ب ��د�أ البيت الأبي�ض‬ ‫يالح ��ظ �أن الإعتماد المتزاي ��د للواليات المتحدة على‬ ‫نف ��ط "�أوبك"‪ ،‬جنب� � ًا �إلى جن ��ب مع الق ��وة المتزايدة‬ ‫لحكومات هذه المنظمة‪ ،‬يبقي البالد مع َّر�ض ��ة لحظر‬ ‫نفط ��ي‪ .‬وخل� ��ص تقيي ��م الإ�س ��تخبارات الوطني ��ة في‬ ‫ت�ش ��رين الثاني (نوفمبر) ‪( ،1970‬رفعت عنه ال�سرية‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪� ،)2011‬إل ��ى �أن �إنقطاع� � ًا جزئي� � ًا لتدفق‬ ‫النف ��ط من ال�ش ��رق الأو�س ��ط �إل ��ى الوالي ��ات المتحدة‬ ‫ودول حلف �ش ��مال االطل�س ��ي "من المحتمل �أن يحدث‬ ‫خ�ل�ال ال�س ��نوات الخم�س المقبل ��ة "‪ ،‬و�أن ��ه "في حال‬ ‫حدوث حرب رئي�سية عربية ‪� -‬إ�سرائيلية‪ ،‬يبدو �إنقطاع‬ ‫�شحنات النفط م�ؤكد ًا تقريبا"‪.‬‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪77‬‬


‫عالم الطاقة‬

‫النفط والمناخ‬

‫عاقبت منظمة "�أوبك" �أميركا والغرب لدعمهما �إ�سرائيل فنتجت عن ذلك مفاج�أة غير مق�صودة‬

‫الحظر النفطي العربي في العام‬ ‫‪ 1973‬أنقذ كوكب‪ ‬األرض!‬ ‫في الع��ام ‪ ،1973‬ب��دت ال�صدمة‬ ‫النفطي��ة‪ ،‬الت��ي حدث��ت ج �رّاء‬ ‫حظ��ر النف��ط العربي ع��ن �أميركا‬ ‫والغ��رب‪ ،‬ك�أنها �إنت�ص��ار لمنظمة‬ ‫"�أوبك" وكارثة لبقية العالم‪ .‬لقد‬ ‫تمتع��ت دول "�أوب��ك" بمكا�سب‬ ‫هائل��ة ونف��وذ جي��و‪� -‬سيا�س��ي‬ ‫جدي��د‪ ،‬ف��ي حي��ن �أن الوالي��ات‬ ‫المتح��دة وغيره��ا م��ن ال��دول‬ ‫الم�ستوردة للنفط ت�ضررت ب�سبب‬ ‫تكاليف الوق��ود وركود م�ؤلم غير‬ ‫م�سبوق‪ .‬ولكن يبدو �أنه رغم ذلك‬ ‫ف ��إن نتيج��ة �إيجابية ل��م تكن في‬ ‫الح�سبان نتج��ت من ذلك الحظر‬ ‫كما يروي التقرير التالي‪:‬‬ ‫وا�شنطن ‪ -‬محمد زين الدين‬ ‫منذ �أربعين عام ًا (في ال�ش ��هر الفائت)‬ ‫ق� � ّررت �س ��ت دول م ��ن منتج ��ي النف ��ط‬ ‫الع ��رب رف ��ع �أ�س ��عار نفطها بمق ��دار ‪ 70‬ف ��ي المئة‪.‬‬ ‫على مدى �شهرين متتاليين‪ ،‬خ ّف�ضت الدول العربية‬ ‫الأع�ض ��اء ف ��ي منظمة البل ��دان الم�ص� �دّرة للبترول‬ ‫(�أوب ��ك) �إنتاجه ��ا و�أوقف ��ت �ش ��حنات النف ��ط �إل ��ى‬ ‫الوالي ��ات المتحدة والدول الأخرى التي كانت تدعم‬ ‫�إ�س ��رائيل في حرب ‪ .1973‬وبحل ��ول الوقت الذي تم‬ ‫‪76‬‬

‫رفع الحظر في �آذار (مار�س) ‪ ،1974‬كانت �أ�س ��عار‬ ‫النف ��ط �إ�س ��تق ّرت عند حوال ��ي ‪ 12‬دوالر ًا للبرميل ‪-‬‬ ‫ما يقرب من �أربعة �أ�ض ��عاف ال�س ��عر الذي كان قبل‬ ‫الأزم ��ة‪ .‬في الع ��ام ‪ ،1973‬بدت ال�ص ��دمة النفطية‬ ‫ك�أنه ��ا �إنت�ص ��ار لمنظم ��ة "�أوب ��ك" وكارث ��ة لبقي ��ة‬ ‫العال ��م‪ .‬لق ��د تم ّتع ��ت دول المنظم ��ة النفطي ��ة على‬ ‫�أثرها بمكا�س ��ب هائلة ونفوذ جيو‪� -‬سيا�س ��ي جديد‪،‬‬ ‫ف ��ي حين �أن الوالي ��ات المتحدة وغيره ��ا من الدول‬ ‫الم�س ��توردة للنفط ت�ض� � ّررت ب�س ��بب تكاليف الوقود‬ ‫وركود �إقت�صادي م�ؤلم غير م�سبوق‪.‬‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫ولك ��ن على مدى العق ��ود الأربعة الما�ض ��ية‪� ،‬إنعك�س‬ ‫الو�ض ��ع‪ :‬لق ��د �أدّى �إرتف ��اع �أ�س ��عار النف ��ط في دول‬ ‫"�أوب ��ك" �إلى ت�ص ��اعد الف�س ��اد‪ ،‬والرك ��ود‪ ،‬والقمع‬ ‫ال�سيا�س ��ي‪ .‬في بقية العالم‪� ،‬أدّى غالء �أ�سعار النفط‬ ‫�إل ��ى زي ��ادة الإ�س ��تثمار في مج ��ال الطاق ��ة البديلة‬ ‫وتح�س ��ينات جذري ��ة في كف ��اءة �إ�س ��تخدام الطاقة‪.‬‬ ‫وحملت �صدمة النفط في العام ‪� 1973‬سخرية �أكبر‪.‬‬ ‫�إن حال ��ة الذعر الت ��ي نجمت عنها جلب ��ت تغييرات‬ ‫جذرية في �سيا�س ��ات الطاقة العالمية في �سبعينات‬ ‫وثمانين ��ات القرن الفائت في التح�ض ��ير للن�ض ��وب‬


‫الرئي�س جيمي كارتر‪ :‬خطاب متلفز عن �أزمة النفط‬

‫وزير الطاقة ال�سابق جيم�س �شلي�سنجر‪ :‬توقع �أزمة �إقت�صادية‬ ‫و�سيا�سية كبيرة في ثمانينات القرن الفائت‬

‫تاريخن ��ا"‪" .‬مع �إ�س ��تثناء من ��ع الح ��رب"‪ ،‬تابع‪" ،‬هذا‬ ‫ه ��و التح ��دي الأكب ��ر ال ��ذي �س ��يواجهه بلدن ��ا خ�ل�ال‬ ‫حياتنا"‪ .‬وح� � ّذر كارتر‪ ،‬مرتكز ًا عل ��ى تقديرات وكالة‬ ‫الإ�س ��تخبارات المركزي ��ة‪ ،‬من �أن �آب ��ار النفط ّ‬ ‫"تجف‬ ‫في جمي ��ع �أنحاء العال ��م"‪ .‬وتو ّقع وزي ��ر الطاقة لديه‪،‬‬ ‫جيم�س �شلي�س ��نجر‪�" ،‬أزمة �إقت�صادية و �سيا�سية كبيرة‬ ‫في ثمانينات القرن الفائت عندما تبد�أ �آبار النفط في‬ ‫ّ‬ ‫بالجف"‪ .‬للحد من واردات النفط‪ ،‬دفع كارتر‬ ‫العال ��م‬ ‫�إل ��ى الحف ��اظ على الطاق ��ة وتحرير ال�س ��عر من جهة‪،‬‬ ‫و�إلى زيادة الإعتماد على الطاقة ال�شم�س ��ية‪ ،‬والفحم‪،‬‬ ‫ومجموع ��ة "الوق ��ود الإ�ص ��طناعية" الم�ص ��نوعة م ��ن‬ ‫الفح ��م الحجري من جهة �أخ ��رى‪ .‬حتى �أن واحدة من‬ ‫�سيا�س ��ات الرئي�س رونالد ريغان الموجهة نحو ال�س ��وق‬ ‫�أحدثت فرق ًا‪� :‬إزالة �ض ��وابط ال�سعر والتوزيع في العام‬ ‫‪ 1981‬ع ��ززت الحفاظ على الطاقة وتغيير نوع الوقود‪،‬‬ ‫عل ��ى الرغم من �أن �إنهيار �أ�س ��عار النف ��ط العالمية في‬ ‫وقت الحق �ألغى هذه الآثار‪.‬‬ ‫كان لدع ��م الحزبي ��ن الجمه ��وري والديموقراطي في‬ ‫�أميركا لبحوث الطاق ��ة والمحافظة عليها القدر عينه‬ ‫م ��ن الأهمية‪ .‬م ��ن ‪� 1973‬إل ��ى ‪� ،1979‬إرتفعت الأموال‬ ‫المخ�ص�ص ��ة للأبح ��اث الفيديرالية �س ��بع مرات‪ .‬وقد‬ ‫ّ‬ ‫�أ�س ��فر بع�ض الإ�س ��تثمارات ع ��ن نتائج قليل ��ة‪ ،‬بما في‬ ‫ذلك مليارات الدوالرات التي �أهدرت في بحوث الوقود‬ ‫الإ�ص ��طناعي و الإن�ش ��طار الن ��ووي‪ .‬لكن �إ�س ��تثمارات‬ ‫�أخ ��رى �أعطت ثم ��ار ًا‪ .‬النمو الملحوظ ف ��ي �إنتاج الغاز‬ ‫ال�ص ��خري الذي �ش ��هده العقد الأول من ه ��ذا القرن‪،‬‬ ‫يمك ��ن �أن ُيعزى جزئي ًا �إلى البرامج والإعانات المم ّولة‬ ‫�إتحادي� � ًا ف ��ي �س ��بعينات وثمانينات وت�س ��عينات القرن‬ ‫الفائ ��ت‪ ،‬التي �أدّت �إلى تحقي ��ق �إختراقات في الحفر‪،‬‬ ‫والتك�سير‪ ،‬ور�سم الخرائط‪ ،‬و�إنتعا�ش الغاز ال�صخري‪.‬‬ ‫بالطبع‪ ،‬لم ُي�ص� � َّمم �أيٌّ من هذه ال�سيا�سات �أو البرامج‬ ‫للح ��د من �إنبعاث ��ات الكرب ��ون‪ .‬قلة من �ص ��ناع القرار‬ ‫�أخذت مو�ضوع تغ ّير المناخ على محمل الجد قبل �صيف‬ ‫‪ ،1988‬عندما �أ�ص ��در خبير المناخ في وكالة "نا�س ��ا"‬

‫جيم�س هان�س ��ن تحذيرات وا�ضحة وقاطعة‪ ،‬حول تغ ّير‬ ‫المن ��اخ ال ��ذي ي�س ��ببه الإن�س ��ان‪� ،‬إلى مجل�س ال�ش ��يوخ‬ ‫خالل موجة من الحر القيا�س ��ي‪ ،‬مما ت�سبب في �ضجة‬ ‫�إعالمية‪ٌ .‬‬ ‫بع�ض من �سيا�سات ما بعد العام ‪ ،1973‬مثل‬ ‫التروي ��ج لمحطات الطاقة التي تعمل بالفحم‪ ،‬قد عزز‬ ‫�إنبعاث ��ات الكربون‪ .‬مع ذل ��ك بالمقابل‪� ،‬إن �سيا�س ��ات‬ ‫الحفاظ على الطاقة والبحوث الناجمة عن ال�ص ��دمة‬ ‫النفطي ��ة ربما فعلت للحد من �إنبعاث ��ات الكربون �أكثر‬ ‫من �أ ّية �سيا�سة �أطلقت بعد الحظر‪.‬‬ ‫منذ العام ‪� ،1973‬إنخف�ضت كثافة �إ�ستخدام الطاقة في‬ ‫الإقت�صاد الأميركي‪ ،‬التي هي مقدار �إ�ستهالك الطاقة‬ ‫لكل وحدة من النات ��ج المحلي الإجمالي‪� ،‬إلى �أكثر من‬ ‫الن�ص ��ف؛ كما �إنخف�ض �إ�س ��تخدام النفط بالن�سبة �إلى‬ ‫الفرد �أكثر من الثلث‪ .‬لقد كان التغيير الأكثر �أهمية هو‬ ‫التباط�ؤ في �إجمال ��ي �إنبعاثات الكربون‪ ،‬الذي هو �أكثر‬ ‫ما يهم للتخفيف من تغ ّير المناخ‪ .‬في العقد قبل العام‬ ‫‪� ،1973‬إرتفع ��ت �إنبعاث ��ات الكرب ��ون تقريب� � ًا ‪ 4.5‬في‬ ‫المئة �سنوي ًا في الواليات المتحدة‪ ،‬ومنذ العام ‪،1973‬‬ ‫فق ��د �إرتفع �أقل م ��ن ‪ 0.4‬في المئة �س ��نوي ًا‪ .‬في �أوروبا‬ ‫الغربية‪� ،‬إنخف�ض مجموع �إنبعاثات الكربون في الواقع‬

‫منذ العام ‪� ،1973‬إنخف�ضت‬ ‫كثافة �إ�ستخدام الطاقة في الإقت�صاد‬ ‫الأميركي‪ ،‬التي هي مقدار �إ�ستهالك‬ ‫الطاقة لكل وحدة من الناتج المحلي‬ ‫الإجمالي‪� ،‬إلى �أكثر من الن�صف؛ كما‬ ‫�إنخف�ض �إ�ستخدام النفط بالن�سبة‬ ‫�إلى الفرد �أكثر من الثلث‬

‫منذ العام ‪ ،1973‬على الرغم من �إرتفاع عدد ال�س ��كان‬ ‫والدخ ��ل‪ .‬خ ��ارج البلدان ال�ص ��ناعية‪ ،‬وا�ص ��ل مجموع‬ ‫�إنبعاث ��ات الكرب ��ون النم ��و ولكن ب�س ��رعة �أق ��ل بكثير‪،‬‬ ‫وذلك بف�ض ��ل ن�ش ��ر المعايير الغربي ��ة والتكنولوجيات‬ ‫ذات كف ��اءة في �إ�س ��تهالك الوقود‪ .‬بع ��د العام ‪،1973‬‬ ‫�إنخف�ض نمو الإنبعاثات بن�س ��بة ‪ 30‬في المئة في �آ�س ��يا‬ ‫و ‪ 60‬في المئة في �أميركا الالتينية و�أفريقيا‪.‬‬ ‫�إنخف� ��ض النم ��و العالمي لإنبعاث ��ات الكربون من تحت‬ ‫خم�س ��ة في المئة �سنوي ًا في العقد قبل العام ‪� 1973‬إلى‬ ‫�أق ��ل من �إثنين في المئة �س ��نوي ًا خ�ل�ال العقود الأربعة‬ ‫الما�ض ��ية‪ .‬وعلى الرغم من �أن الإنبعاث ��ات في العالم‬ ‫ف ��ي ‪� 2012‬س � ّ�جلت رقم ًا قيا�س ��ي ًا ‪ 35.6‬مليار طن من‬ ‫ثان ��ي �أوك�س ��يد الكرب ��ون‪ ،‬ف� ��إن �إنبعاث ��ات الكربون لو‬ ‫�إ�س ��تمرت في الإرتفاع على وتيرة ما قبل ‪ ،1973‬لكانت‬ ‫بلغت في العام الما�ض ��ي ‪ 112‬مليار طن ‪� -‬أي �أكثر من‬ ‫ثالثة �أ�ض ��عاف الم�س ��توى الفعلي‪ .‬بالطبع‪ ،‬الإنبعاثات‬ ‫الحالي ��ة ال ت ��زال مرتفع ��ة ب�ص ��ورة غي ��ر م�س ��تدامة‪،‬‬ ‫والعال ��م يحتاج �إلى �إنخفا�ض حاد لتجنب الآثار الأكثر‬ ‫خطورة على المدى الطويل لتغ ّير المناخ‪ .‬ولكن تحقيق‬ ‫هذه التخفي�ض ��ات على الأقل ممكن‪ .‬من دون التدابير‬ ‫التي و�ضعت بعد ال�ص ��دمة النفطية‪ ،‬ف�إن الو�صول �إلى‬ ‫م�س ��تويات �إنبعاث ��ات �آمن ��ة كان من الم�س ��تحيل عملي ًا‬ ‫تحقيقه‪.‬‬ ‫ربما كان من ح�سن الحظ �أن ال�سيا�سات المعتمدة بعد‬ ‫العام ‪ 1973‬قد �س ��اعدت على معالجة م�ش ��كلة ال �أحد‬ ‫كان يتوقعه ��ا‪ .‬ولكن حتى لو كان خبراء البيئة خاطئين‬ ‫ف ��ي �س ��بعينات الق ��رن الفائ ��ت ح ��ول ن�ض ��وب النفط‬ ‫الو�ش ��يك‪ ،‬ف�إنه ��م كان ��وا على ح ��ق ب�أن النم ��و الجامح‬ ‫ف ��ي �إ�س ��تهالك النف ��ط يمك ��ن �أن ي�ش� � ّكل خط ��ر ًا على‬ ‫كوك ��ب الأر�ض‪ .‬الع ��ودة �إلى الوراء‪� ،‬إل ��ى العام ‪،1973‬‬ ‫ه ��ي تذكير مفيد ب�أن الحلول التقنية للم�ش ��اكل البيئية‬ ‫العالمية ‪ -‬معايير كفاءة �ص ��ارمة لل�س ��يارات والمباني‬ ‫في �إ�س ��تهالك الوقود‪ ،‬على �س ��بيل المث ��ال ‪ -‬يمكن �أن‬ ‫تعمل؛ وب�أن دعم الحكومة للبحوث يمكن �أن ي�سفر عن‬ ‫مكاف� ��آت مذهلة؛ وب� ��أن القادة ال�سيا�س ��يين موحدّون‪،‬‬ ‫خ�صو�ص� � ًا في �أمي ��ركا‪ ،‬يمكنه ��م �إتخاذ عمل حا�س ��م‬ ‫بالن�س ��بة �إلى الم�ش ��اكل البيئية العالمية‪ ،‬وبخا�ص ��ة �أن‬ ‫القيام بذلك ي�ؤثر على جيوب النا�س‪.‬‬ ‫الي ��وم‪ُ ،‬ينظ ��ر �إل ��ى دول "�أوب ��ك" عل ��ى نط ��اق وا�س ��ع‬ ‫ب�أنها �أ�ش ��رار بيئية‪ ،‬تريد �أن ت�ص ��بح غني ��ة من الوقود‬ ‫الأحف ��وري مهم ��ا كان ��ت النتائ ��ج والعواق ��ب ومحاربة‬ ‫الإتفاق ��ات الدولي ��ة للحد من �إنبعاث ��ات الكربون‪ .‬لكن‬ ‫دع ��اة حماي ��ة البيئ ��ة مدين ��ون للأع�ض ��اء الع ��رب في‬ ‫"�أوب ��ك" بالعرف ��ان‪ .‬م ��ن دون �أزمة النفط ف ��ي العام‬ ‫‪ 1973‬الت ��ي �أحدثها حظره ��م‪ ،‬ف�إن العالم كان �أ�س ��و�أ‬ ‫حا ًال اليوم‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪79‬‬


‫عالم الطاقة ¶ النفط والمناخ‬ ‫ف ��ي ني�س ��ان (�إبري ��ل) ‪� ،1973‬أعلن الرئي�س ريت�ش ��ارد‬ ‫نيك�س ��ون حزم ��ة م ��ن ال�سيا�س ��ات الجدي ��دة للطاق ��ة‬ ‫ته ��دف �إلى التخفيف من حدة النق�ص في الوقود التي‬ ‫�إندلعت في جميع �أنحاء البالد وتقليل �إعتماد الواليات‬ ‫المتحدة على النفط الم�س ��تورد‪ .‬وكان من بينها �إنهاء‬ ‫نظام ح�ص�ص (كوتا) الإ�ستيراد‪ ،‬وتحرير �أ�سعار الغاز‬ ‫الطبيع ��ي‪ ،‬و�إعطاء الحوافز لتو�س ��يع الإنت ��اج المحلي‬ ‫للطاقة‪ .‬ر ّكزت هذه ال�سيا�س ��ات ب�شكل ح�صري تقريب ًا‬ ‫على زيادة الإنتاج؛ وقد ت�ض ��منت فق ��ط تدابير رمزية‬ ‫طوعية لتعزيز الحفاظ على الطاقة‪.‬‬

‫العوائد ال�سخية لـ"�أوبك"‬ ‫في غ�ض ��ون �س ��ت �س ��نوات‪� ،‬إرتفع �إجمال ��ي الإيرادات‬ ‫الحكومية �أكثر من ثالثة �أ�ضعاف في �إيران‪ ،‬ونيجيريا‪،‬‬ ‫والمملك ��ة العربية ال�س ��عودية‪ ،‬و�أكثر من ال�ض ��عف في‬ ‫فنزوي�ل�ا و�أندوني�س ��يا‪ .‬وق ��د �أوح ��ى �إنت�ص ��ار "�أوبك"‬ ‫للقادة ف ��ي البلدان النامية الأخرى و�ش � ّ�جعهم للدعوة‬ ‫�إلى �إقامة نظام �إقت�ص ��ادي دول ��ي جديد لإلغاء هيمنة‬ ‫الغرب‪ .‬لكن �صدمة ‪ 1973‬لم ترفع الأ�سعار فقط‪ ،‬و ُت ِثر‬ ‫دول "�أوبك"‪ ،‬بل جعلت تلك الدول غير م�س ��تقرة وبات‬ ‫من ال�صعب عليها الحفاظ على تلك الثروة‪.‬‬ ‫كان �إ�س ��تقرار �أ�س ��عار النف ��ط م ��ن قبي ��ل ال�ش ��ذوذ‬ ‫التاريخ ��ي‪ .‬من ��ذ �س ��تينات الق ��رن التا�س ��ع ع�ش ��ر الى‬ ‫نهاية الح ��رب العالمي ��ة الثانية‪ ،‬كانت �أ�س ��واق النفط‬ ‫عر�ض ��ة لتقلبات �أ�س ��عار جامحة‪ .‬وثبات �أ�سعار النفط‬ ‫في خم�س ��ينات و�س ��تينات الق ��رن الفائ ��ت كان ممكن ًا‬ ‫من طري ��ق ثالث قوى‪ :‬مركزية "ال�ش ��قيقات ال�س ��بع"‬ ‫المهيمن ��ة على ال�س ��وق‪ ،‬والقدرة الإ�ض ��افية من حقول‬ ‫النف ��ط في �ش ��رق تك�س ��ا�س‪ ،‬ونظ ��ام "بريت ��ون وودز"‬ ‫لأ�سعار ال�صرف الثابتة‪.‬‬ ‫ف ��ي �أوائل �س ��بعينات الق ��رن الفائت‪� ،‬إنه ��ارت كل هذه‬ ‫القوى‪ .‬خ�سرت "ال�ش ��قيقات ال�سبع" قوتها في ال�سوق‪،‬‬ ‫وبد�أت حقول �ش ��رق تك�س ��ا�س في االنخفا�ض‪ ،‬وف�ص ��ل‬ ‫نيك�س ��ون عالق ��ة ال ��دوالر عن معي ��ار الذه ��ب‪ .‬وكانت‬ ‫النتيجة المبا�ش ��رة ال�صدمة النفطية في العام ‪.1973‬‬ ‫وكان ��ت النتيجة على الم ��دى الطويل والدة عالم جديد‬ ‫من الأ�سواق الفورية‪ ،‬والم�ضاربة‪ ،‬وتقلب الأ�سعار‪ .‬وقد‬ ‫ت�سببت الثورة الإيرانية في ‪ 1978‬و‪ 1979‬في م�ضاعفة‬ ‫�أ�س ��عار النفط م ��رة �أخرى‪ .‬وبحل ��ول �أوائ ��ل ثمانينات‬ ‫الق ��رن الفائت‪ ،‬كان الإ�س ��تهالك في البل ��دان الغربية‬ ‫يتباط� ��أ‪ ،‬في حين �أن الدول المنتجة من خارج "�أوبك"‬ ‫ مثل النروج‪ ،‬والإتحاد ال�سوفياتي‪ ،‬والمملكة المتحدة‬‫– كانت تعزز �ص ��ادراتها ب�س ��رعة‪ .‬بين عامي ‪1980‬‬ ‫و‪ ،1986‬تراجعت �أ�سعار النفط �أكثر من ‪ 70‬في المئة‪.‬‬ ‫في هذه الأثناء ر�أت الدول الم�ص ��درة للنفط الرئي�سية‬ ‫�إقت�ص ��اداتها تنهار‪ .‬تخ ّلفت المك�سيك عن دفع ديونها‬ ‫‪78‬‬

‫الرئي�س دوايت �إيزنهاور‪ :‬و�ضع كوتا لإ�ستيراد النفط‬

‫الرئي�س ريت�شارد نيك�سون‪� :‬أطلق حزمة من المبادرات‬

‫الخارجية‪ .‬ودخل الإتحاد ال�سوفياتي‪ ،‬الذي كان يعتمد‬ ‫عل ��ى ‪ %80‬م ��ن الأرباح الت ��ي كان يحققها م ��ن النفط‬ ‫ل�ض ��مان العملة ال�ص ��عبة‪ ،‬في �أزمة �إقت�صادية كبيرة‪.‬‬ ‫�أم ��ا في دول "�أوبك"‪ ،‬فغالبية المكا�س ��ب التي حققتها‬ ‫في �س ��بعينات القرن الفائت قد زال ��ت‪ .‬حتى اليوم‪ ،‬ال‬ ‫يزال ن�ص ��ف ه ��ذه البلدان �أفق ��ر مما كان ��ت عليه في‬ ‫ذروة �سبعينات القرن الما�ضي‪� .‬إن العواقب ال�سيا�سية‬ ‫ل�ص ��دمة النفط كانت حتى �أ�سو�أ من تلك الإقت�صادية‪.‬‬ ‫�إن الث ��روة البترولية تمي ��ل �إلى تركيز ال�س ��لطة في يد‬ ‫الدولة وخ�صو�ص ًا عندما يتم ت�أميم هذه ال�صناعة‪.‬‬ ‫م ��ن جهتهم �إ�س ��تخدم المل ��وك والحكام الم�س ��تبدّون‬ ‫(الديكتاتوريون) الذين ير�أ�س ��ون معظم دول "�أوبك"‬ ‫مكا�س ��بهم غي ��ر المتوقع ��ة لل�س ��خاء عل ��ى الأن�ص ��ار‪،‬‬ ‫و�إ�سكات منتقديهم ‪ ،‬و�إثراء �أ�سرهم‪� .‬أ�صبحت �شركات‬ ‫النفط الوطنية ال�ض ��خمة عربة للمح�س ��وبية والف�ساد‪،‬‬ ‫وجعلت من ال�س ��هل على الحكام جني الإيرادات الآتية‬ ‫منها ب�سرية‪� .‬أهدرت ع�شرات المليارات من الدوالرات‬ ‫على القوات الع�س ��كرية‪ .‬وقد ت�س ��بب النم ��و الهائل في‬ ‫الإنفاق بفوائ�ض في الح�س ��اب الجاري ( ال�ص ��ادرات‬ ‫ناق�ص الواردات ) الذي كان نتيجة لأول �صدمة نفطية‬

‫في العام ‪ 1973‬لتتبخر بحلول العام ‪ .1978‬والفوائ�ض‬ ‫التي �أنتجتها ال�صدمة النفطية الثانية في العام ‪1980‬‬ ‫�إختفت في غ�ضون �سنتين فقط‪.‬‬ ‫ف ��ي بع� ��ض البل ��دان‪� ،‬س ��اعدت ال�ص ��دمة النفطي ��ة‪،‬‬ ‫والتوقعات المحبطة الت ��ي و ّلدتها‪ ،‬في التحري�ض على‬ ‫�إحتجاج ��ات‪ ،‬ومح ��اوالت �إنق�ل�اب‪ ،‬وف ��ي �إي ��ران على‬ ‫ثورة‪ .‬وفي حاالت �أخرى‪� ،‬أدى ذلك �إلى تر�س ��يخ ملوك‬ ‫و�أمراء الخليج المدعومين من ثروة البترول �أو وح�شية‬ ‫الطغ ��اة مثل معمر القذافي في ليبيا و�ص ��دام ح�س ��ين‬ ‫في الع ��راق‪ .‬وقد �أثبت معظم ه ��ذه الأنظمة ب�أنه دائم‬ ‫من دون م�ش ��اكل‪ .‬بينما �إجتاحت بقي ��ة العالم الغربي‬ ‫موج ��ة الديموقراطية في ثمانينات وت�س ��عينات القرن‬ ‫المن�ص ��رم‪ ،‬نجت تقريب ًا جميع الأنظمة الغنية بالنفط‬ ‫وبقيت �س ��ليمة‪ .‬حتى "الربيع العرب ��ي" ترك معظمهم‬ ‫�س ��الم ًا؛ فقط �س ��قط القذافي في ليبيا‪ ،‬وذلك بف�ض ��ل‬ ‫تدخل حلف �شمال الأطل�سي‪.‬‬

‫في ني�سان (�إبريل) ‪،1973‬‬ ‫�أعلن الرئي�س ريت�شارد نيك�سون حزمة‬ ‫من ال�سيا�سات الجديدة للطاقة تهدف‬ ‫�إلى التخفيف من حدة النق�ص في‬ ‫الوقود التي �إندلعت في جميع �أنحاء‬ ‫البالد وتقليل �إعتماد الواليات‬ ‫المتحدة على النفط الم�ستورد‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫�إ�ستجابة الأخ�ضر المفاجئة‬ ‫بالن�س ��بة �إلى البلدان الم�ستوردة للنفط‪� ،‬أثارت �صدمة‬ ‫النفط ف ��ي العام ‪� 1973‬س ��نوات من الت�ض ��خم وركود‬ ‫النم ��و‪ .‬كما ع� �زّزت �أي�ض� � ًا �إعتقاد ًا وا�س ��ع النطاق ب�أن‬ ‫العالم بد�أ ينفد من النفط‪ .‬في غ�ض ��ون �سنوات قليلة‪،‬‬ ‫ذهب الأميركيون من الإعتقاد ب�أن النفط �س ��يظل �إلى‬ ‫الأبد رخي�ص� � ًا �إلى الإعتقاد ب�أنه �س ��يجف قريب ًا‪ .‬وكان‬ ‫رد الحكوم ��ة الأميركية من الحزبين مع ًا بعيد المدى‪.‬‬ ‫دفع نيك�س ��ون بتدابير للحف ��اظ على الطاقة في حاالت‬ ‫الط ��وارئ من خ�ل�ال الكونغر� ��س‪ ،‬بما ف ��ي ذلك الحد‬ ‫الأق�ص ��ى لل�س ��رعة عل ��ى ال�ص ��عيد الوطن ��ي ‪ 55‬مي�ل ً�ا‬ ‫في ال�س ��اعة‪ .‬وفي م ��ل بعد و ّقع الرئي� ��س جيرالد فورد‬ ‫الت�ش ��ريعات التي و�ض ��عت معايير �إقت�ص ��ادية �إلزامية‬ ‫لإ�ستهالك الوقود‪.‬‬ ‫بع ��د وق ��ت ق�ص ��ير م ��ن تول ��ي الرئي� ��س جيم ��ي كارتر‬ ‫من�ص ��به‪� ،‬ألقى خطاب ًا وطني ًا متلفز ًا عن �أزمة الطاقة‪،‬‬ ‫الت ��ي و�ص ��فها ب�أنها " م�ش ��كلة لم ي�س ��بق له ��ا مثيل في‬


‫�أحمد هيجاوي (الأول من اليمين) ورئي�س غرفة التجارة وال�صناعة البرازيلية غ�سان �صعب (الثاني من الي�سار) مع م�س�ؤولين تركيين‬

‫�أجرى الحوار كمال حداد‬ ‫معظم رج��ال الأع �م��ال العرب‬ ‫ي �خ �ت��ار ل �ن��دن �أو ب��اري ����س �أو‬ ‫جنيف �أو حتى الواليات المتحدة لإطالق‬ ‫�أع�م��ال��ه‪ ،‬ل�م��اذا وق��ع �إخ�ت�ي��ارك على تركيا‬ ‫و�إ�سطنبول بالذات؟‬ ‫ً‬ ‫لق ��د وق ��ع �إختي ��اري عل ��ى �إ�س ��طنبول نظ ��را �إلى‬ ‫موقعه ��ا‪ ،‬ف�ش ��بكات �أعمال ��ي التجاري ��ة تمت ��د من‬ ‫ال�ش ��رق �إل ��ى الغرب‪ ،‬ولدي الكثير م ��ن التعامالت‬ ‫والأ�ش ��غال في دول الخليج العرب ��ي‪ ،‬وبالتالي مثل‬ ‫هذا الموقع المركزي للقيام بعملياتي التجارية له‬ ‫معانيه و�أهميته‪.‬‬

‫الإقت�ص ��اد �س ��لبي ًا و�إنخف�ض معدل النمو التركي‪،‬‬ ‫�أ�ض ��ف �إلى ذلك ع ��بء تراكم الدي ��ون الخارجية‬ ‫الت ��ي بلغ ��ت حوالي ‪ 350‬ملي ��ار دوالر‪ .‬ل ��ذا �إذا لم‬ ‫تتّخذ الحكومة �إجراءات الآن لتغيير م�سار الو�ضع‬

‫"�إذا لم تتّخذ الحكومة‬ ‫في تركيا �إجراءات الآن لتغيير م�سار‬ ‫الو�ضع الإقت�صادي الحالي‪ ،‬فالبالد‬ ‫�سوف تواجه فترة من الركود و�أزمة‬ ‫�إقت�صادية كما كان الأمر بالن�سبة �إلى‬ ‫كثير من الإقت�صادات‬ ‫ك �ي��ف ت���س�ت�ط�ي��ع و� �ص��ف الإق �ت �� �ص��اد‬ ‫الرائدة العالمية"‬ ‫التركي من خبرتك فيه وهل ترى نمواً �أم‬

‫جموداً ينتظره؟ ولماذا؟‬ ‫تاريخي ًا على مدى ال�س ��نين الع�ش ��ر الما�ضية �شهد‬ ‫الإقت�ص ��اد التركي نمو ًا قوي ًا‪ ،‬وفي وقت �س ��ابق من‬ ‫هذا العام بعدما �إكت�سبت البالد درجة �إ�ستثمارية‬ ‫جيدة في الت�ص ��نيف الإئتمان ��ي‪ ،‬تو ّقعت الحكومة‬ ‫التركي ��ة �أن ُت ��درج بالده ��ا �ض ��من الئحة �أف�ض ��ل‬ ‫‪� 10‬إقت�ص ��ادات عالمية‪ .‬لكن نتيجة الإحتجاجات‬ ‫الأخي ��رة المناه�ض ��ة للحكومة‪ ،‬و�إ�س ��تمرار تدهور‬ ‫الموجه لر�ؤو�س‬ ‫الو�ض ��ع في �س ��وريا‪ ،‬وعداء �أنقرة ّ‬ ‫الأم ��وال والإ�س ��تثمارات الأجنبي ��ة‪ ،‬فق ��د ت�أث ��ر‬

‫"البنوك الأميركية ب�شكل عام في‬ ‫موقف �أقوى من البنوك الأوروبية‪ ،‬حيث‬ ‫تعر�ضت ل�ضغوط من‬ ‫�أنها كانت قد ّ‬ ‫جانب مجل�س الإحتياطي الفيديرالي‬ ‫لتطهير و�ضبط ت�صرفاتها‪ ،‬في حين �أن‬ ‫البنوك الأوروبية لم تقم بذلك"‬

‫الإقت�صادي الحالي‪ ،‬فالبالد �سوف تواجه فترة من‬ ‫الركود و�أزمة �إقت�ص ��ادية كما كان الأمر بالن�س ��بة‬ ‫�إلى كثير من الإقت�صادات الرائدة العالمية‪.‬‬ ‫م��ا ه��ي ال�م�ج��االت الإقت�صادية التي‬ ‫لفتتك وت�ستثمر فيها الآن؟ و�أي الأ�سواق‬ ‫تهتم في الو�صول �إليها؟‬ ‫الواق ��ع �أن ال�ص ��ناعات القاطع ��ة والتكنولوجي ��ة‬ ‫والأعم ��ال المالي ��ة الت ��ي ه ��ي ف ��ي طليع ��ة النمو‬ ‫الإقت�صادي تثير �شهيتي للتو�سع في �إمبراطوريتي‬ ‫التجاري ��ة العالمية‪ .‬وبما �أن العدي ��د من زبائني‬ ‫وعمالئ ��ي ي�أتي م ��ن المملكة العربية ال�س ��عودية‬ ‫ودول الخليج العربي فقد �إ�ستهدفت �إ�ستراتيجية‬ ‫عمل ��ي ديموغرافي ��ة تل ��ك المنطق ��ة‪ .‬وبع ��د‬ ‫�إ�س ��تعرا�ض ودرا�س ��ة مجاالت للنمو الإقت�صادي‬ ‫�أتخذ قراراتي وفق ًا لذلك‪ ،‬ونتيجة لهذا �أح�ص ��ل‬ ‫ف ��ي نهاي ��ة المط ��اف عل ��ى �أف�ض ��ل عائ ��د عل ��ى‬ ‫�إ�ستثماراتي‪.‬‬ ‫بما �أن��ك رئي�س م�ؤ�س�سة مالية كيف‬ ‫ت��رى و��ض��ع ق�ط��اع ال�م��ال وال�ت�م��وي��ل بعد‬ ‫�أزم� ��ة ‪ 2008‬ال �ت��ي �إن�ط�ل�ق��ت م��ن �أم�ي��رك��ا‬ ‫و�أزمة اليورو بعدها‪ ،‬هل تعتقد �أن العالم‬ ‫تعلم الدر�س؟ وكيف؟‬ ‫ال �أعتق ��د �أن العال ��م قد تعلم الدر� ��س‪ ،‬فهو يعي�ش‬ ‫حالي� � ًا عل ��ى تخفي ��ف القي ��ود النقدي ��ة الت ��ي ت ��م‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪81‬‬


‫الحوار‬

‫في حوار حول عالم المال والأعمال‬ ‫والإقت�صاد الدولي‬

‫أحمد هيجاوي‪:‬‬ ‫العالم لم‬ ‫ّ‬ ‫يتعلم الدرس‬ ‫من أزمة ‪! 2008‬‬ ‫�أحمد هيجاوي‪:‬‬ ‫�أدر�س م�شاريعي بعمق قبل �إطالقها‬

‫على الرغم من �أنه ما زال �شابا فقد �إ�ستطاع رجل الأعمال العربي �أحمد هيجاوي بناء �إمبراطورية تجارية‬ ‫وا�سعةالأطرافومتعددةالتوجهاتحيثتتمركزفيتركيالت�صلن�شاطاتهاالىالخليجالعربي‪،‬و�أوروبا‪،‬‬ ‫ونيويورك والبرازيل‪ .‬وت�شمل �أعماله عالم المال والم�صارف (�شركة تيرّا�سون للتمويل) (‪Terrason‬‬ ‫‪ ،)Finance‬وعالم الطيران (�شركة �أم دي �آيرو�سباي�س) (‪ ،)MD Aerospace‬والإت�صاالت‬ ‫(وان ك��وم بون��ت) (‪ )One com point‬بالإ�ضافة �إلى تجارة ال�سلع والذهب وتعهدات البناء ‪...‬‬ ‫وهيج��اوي رج��ل عائل��ة وي�ش��ارك ف��ي العديد م��ن الأعم��ال الخيري��ة والإن�ساني��ة‪ ،‬كما �أن��ه ي�شغل‬ ‫حالي � ًا من�ص��ب رئي�س الإت�ص��االت الدولية ورئي���س �أقاليم �آ�سيا لغرف��ة التجارة وال�صناع��ة البرازيلية‪.‬‬ ‫ولم��ا كان رج��ل �أعمال ومال دولي ًا وخبرت��ه متعددة الجوانب فقد �إلتقته "�أ�س��واق العرب" وكان معه‬ ‫الحوار التالي‪:‬‬ ‫‪80‬‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬


‫من ع�شاق ال�سيارات الفخمة‬

‫الذهب ه ��و العمل ��ة الحقيقية الوحي ��دة في جميع‬ ‫�أنحاء العالم‪ ،‬ال يهم �إذا كان �س ��عره �أعلى �أو �أدنى‬ ‫ف ��ي �أي وق ��ت معين‪� ،‬إذ �أن الأمر لي�س حول �س ��عره‬ ‫ب ��ل حول كم تمل ��ك مادي ًا منه بي ��ن يديك‪ .‬عندما‬ ‫تت ��داول �أ�س ��واق الأ�س ��هم بالذه ��ب ينظ ��ر التجار‬ ‫�إلى ال�شا�ش ��ة وال يرون �أنه ذهب� � ًا مادي ًا‪� .‬إنها فقط‬ ‫م�س�ألة وقت حتى ترتفع �أ�سعار الذهب مرة �أخرى‪،‬‬ ‫وعاج ًال �أم �آج ًال النا�س الذين في حوزتهم الذهب‬ ‫مادي ًا �سيح�صلون على عائد كبير‪.‬‬ ‫وك� �ي ��ف ت� ��رى ت ��أث �ي ��ر الإن �ت �ف��ا� �ض��ات‬ ‫العربية وخ�صو�صاً الأحداث ال�سورية على‬ ‫الإقت�صادات العربية وبخا�صة الخليجية؟‬ ‫كانت الإنتفا�ضات العربية �إيجابية للغاية بالن�سبة‬ ‫�إلى الإقت�ص ��ادات العربية وخ�صو�ص� � ًا في منطقة‬ ‫الخلي ��ج‪� ،‬إذ �أن المنطقة �ش ��هدت تدفق ًا كبير ًا من‬ ‫الأموال فيم ��ا كان ُينظر �إلى البنوك فيها مالذات‬ ‫�آمنة ن�س ��بي ًا للم�ستثمرين العرب‪ .‬ونظر ًا �أي�ض ًا �إلى‬ ‫عدم وجود �سرية م�ص ��رفية التي تحولت الآن �إلى‬ ‫ق�ض ��ية داخل البنوك الأوروبية‪ ،‬حيث كان الأثرياء‬ ‫الع ��رب تقليدي� � ًا ي�ض ��عون �أمواله ��م ويبحثون عن‬ ‫تمويلهم‪.‬‬ ‫في ال�سنوات الأخيرة برزت مجموعة‬ ‫دولية جديدة م�ؤلفة من البرازيل ورو�سيا‬ ‫وال �ه �ن��د وال �� �ص �ي��ن و�أف��ري �ق �ي��ا ال�ج�ن��وب�ي��ة‬ ‫المعروفة ب��دول "بريك�س"‪ .‬وك��ان ي�ؤمل‬ ‫م�ن�ه��ا �أن ي �ك��ون ل �ه��ا دور ف��ي الإق �ت �� �ص��اد‬ ‫العالمي‪ ،‬ولكن يبدو �أن النمو الموعود‬ ‫ل�ه��ذه ال ��دول �أخ ��ذ ف��ي ال�ه�ب��وط وت��واج��ه‬

‫ومن محبي الدراجات النارية‬

‫ب��ال�ت��ال��ي ب�ع����ض ال�م���ش��اك��ل الإق�ت���ص��ادي��ة‪.‬‬ ‫كيف ترى من وجهة نظرك م�ستقبل هذا‬ ‫التجمع؟‬ ‫يب ��دو �أن م�س ��تقبله م�ش ��رق رغ ��م خيب ��ة الأم ��ل‬ ‫الأخي ��رة في النم ��و الموع ��ود لإقت�ص ��ادات دوله‪،‬‬ ‫فتجم ��ع "بريك� ��س" ككل لدي ��ه غالبي ��ة كبيرة من‬

‫"تجمع "بريك�س" ككل‬ ‫لديه غالبية كبيرة من �سكان العالم‪،‬‬ ‫التي هي من ال�شباب المفعومين‬ ‫بالحيوية‪ ،‬ويعرف زيادة في نمو‬ ‫الطبقة الو�سطى‪ ،‬ولديه ح�صة كبيرة‬ ‫من موارد العالم الطبيعية‪ .‬لذا �إذا كانت‬ ‫الطبقات ال�سيا�سية على ا�ستعداد للقيام‬ ‫بالمهمة وال�سيطرة واال�ستفادة من‬ ‫�إمكانات النمو فالم�ستقبل الإقت�صادي‬ ‫لهذه البلدان واعد"‬ ‫"الدوالر �سيبقى عملة‬ ‫الإحتياط العالمية واليورو م�س ّعر‬ ‫�أعلى مما يجب والذهب هو‬ ‫العملة الحقيقية"‬

‫�س ��كان العال ��م‪ ،‬التي هي من ال�ش ��باب المفعومين‬ ‫بالحيوية‪ ،‬ويعرف زيادة في نمو الطبقة الو�سطى‪،‬‬ ‫ولديه ح�صة كبيرة من موارد العالم الطبيعية‪ .‬لذا‬ ‫�إذا كانت الطبقات ال�سيا�سية على ا�ستعداد للقيام‬ ‫بالمهمة وال�سيطرة واال�ستفادة من �إمكانات النمو‬ ‫فالم�ستقبل الإقت�صادي لهذه البلدان واعد‪.‬‬ ‫ن � ��رى �أن � �ش ��رك ��ة ال � �ط � �ي ��ران ال �ت��ي‬ ‫مخ�ص�صة للعمل ف��ي ال�ب��رازي��ل‪،‬‬ ‫تملكها‬ ‫ّ‬ ‫ل �م��اذا �إخ� �ت ��رت ت �ل��ك ال �ب�ل�اد ل �ه��ذا ال �ن��وع‬ ‫م��ن الأع �م��ال؟ ه��ل هناك م�شاريع �أخ��رى‬ ‫لمجموعتك هناك؟‬ ‫من المعروف �أن البرازيل بلد �شا�سع‪ ،‬مع عدد كبير‬ ‫من ال�س ��كان المنت�شرين على م�ساحة وا�سعة‪ ،‬على‬ ‫ه ��ذا النحو هناك طلب على مث ��ل هذه الخدمات‪.‬‬ ‫م ��ن جه ��ة �أخرى لق ��د �أعطتن ��ي البرازيل فر�ص ��ة‬ ‫عظيمة وعلي �أن �أ�س ��تغنمها‪ ،‬لذا بعدما نظرت �إلى‬ ‫الم�ش ��اريع الأخرى التي يمكن الإ�س ��تثمار فيها في‬ ‫تل ��ك الب�ل�اد ودر�س ��تها ف�إني في �ص ��دد النظر في‬ ‫زيادة محفظة عملي هناك على قدر كبير‪.‬‬ ‫ن�لاح��ظ �أي �� �ض �اً ب ��أن��ك ت �م � ّث��ل غ��رف��ة‬ ‫التجارة وال�صناعة البرازيلية في تركيا‬ ‫و�آ�سيا‪ ،‬ما هو الدور الذي تقوم به في هذا‬ ‫المجال؟‬ ‫ب�ش ��كل عام �أخذت من�ص ��ب نائب الرئي�س الدولي‬ ‫للإت�ص ��االت العالمية‪ ،‬ورئي�س منطقة �آ�سيا‪ ،‬حتى‬ ‫نتمكن من تب ��ادل المعرفة والخبرات في مجاالت‬ ‫مختلف ��ة‪ ،‬و�أي�ض ��ا لفت ��ح الأب ��واب �أم ��ام �إتفاق ��ات‬ ‫التجارة وال�شراكات بين المناطق‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪83‬‬


‫الحوار‬ ‫و�ض ��عها من قب ��ل بن ��ك الإحتياط ��ي الفيديرالي‪،‬‬ ‫وبن ��ك �إنكلترا‪ ،‬والبنك المرك ��زي الأوروبي‪ ،‬والتي‬ ‫�ض ��خت الم ��ال في الإقت�ص ��اد العالم ��ي من خالل‬ ‫�شراء ال�س ��ندات‪ .‬ومن الوا�ضح من رد فعل �أ�سواق‬ ‫الأ�س ��هم عل ��ى الإع�ل�ان الأخي ��ر من قب ��ل مجل�س‬ ‫الإحتياطي الفيديرالي لتخفي�ض �شراء ال�سندات‪،‬‬ ‫حيث �شهدت �أ�س ��واق الأوراق المالية تراجع ًا‪ ،‬ب�أن‬ ‫الإقت�ص ��ادات العالمي ��ة حالي� � ًا تعي� ��ش ف ��ي الوقت‬ ‫ال�ضائع‪.‬‬ ‫بع�ض الخبراء يعتقد ب�أن �أزمة ‪2008‬‬ ‫ل��م ت�ن�ت� ِه ت��داع�ي��ات�ه��ا ب �ع��د‪ ،‬و�إن �إ��س�ت�ط��اع‬ ‫الإق �ت �� �ص��اد الأم �ي��رك��ي الإن� �ط�ل�اق ب�ب��طء‬ ‫مجدداً‪ ،‬ذلك �أن الأ�سباب التي �أدّت �إليها‬ ‫ما زالت من دون ح ّل جذري‪ ،‬خ�صو�صاً �أن‬ ‫الم�صارف الكبرى ما زالت تمار�س عاداتها‬ ‫القديمة من دون رادع‪ ،‬وم��ا م�شكلة بنك‬ ‫"جي بي مورغان ت�شاي�س" الأخيرة حيث‬ ‫�سيدفع بموجبها �إل��ى الدولة الأميركية‬ ‫ح��وال��ي ‪ 14‬م �ل �ي��اراً ك�ع�ق��وب��ة � �س��وى مثال‬ ‫على ذلك‪ .‬كرئي�س لم�ؤ�س�سة مالية‪ ،‬كيف‬ ‫ت��رى ح��ال�ي�اً ال��و��ض��ع الم�صرفي العالمي‬ ‫عامة والأميركي بخا�صة؟ وهل ترى من‬ ‫جهة �أخ ��رى �أن الم�صارف العربية على‬ ‫الم�ستوى المطلوب؟‬ ‫البنوك الأميركية ب�ش ��كل عام في موقف �أقوى من‬ ‫البن ��وك الأوروبية‪ ،‬حي ��ث �أنها كانت قد تع ّر�ض ��ت‬ ‫ل�ضغوط من جانب مجل�س الإحتياطي الفيديرالي‬ ‫لتطهير و�ض ��بط ت�ص ��رفاتها‪ ،‬في حين �أن البنوك‬ ‫الأوروبي ��ة ل ��م تق ��م بذلك‪ .‬ف ��ي ما يتعل ��ق ب"جي‬ ‫ب ��ي مورغ ��ان ت�ش ��اي�س" معظ ��م م�ش ��اكله الأخيرة‬ ‫يرجع �إل ��ى حقيق ��ة �أن �إدارته �أجبرت على �ش ��راء‬ ‫حوال ��ي ‪ 9‬مليارات دوالر من الديون‪� .‬أما بالن�س ��بة‬ ‫�إل ��ى الم�ص ��ارف العربية فه ��ي على ما ي ��رام كما‬ ‫ه ��ي �أق ��ل تعر�ض� � ًا لل�س ��ندات المدعوم ��ة بالرهن‬ ‫العقاري التي �أ ّثرت ف ��ي البنوك العالمية الأخرى‪،‬‬ ‫وط ّهرت و�ص � ّ�ححت مجاالت �أخرى كان تم ت�سليط‬ ‫ال�ض ��وء عليها ب�أنها �أ�شياء ت�ش ��كل قلق ًا للبنوك في‬ ‫الإقت�صادات الأخرى‪.‬‬ ‫المديونية الأميركية التي تت�صاعد‬ ‫ب�شكل مخيف ه� �دّدت ب ��أزم��ة �أخ �ط��ر من‬ ‫‪ 2008‬ف��ي الأ��س��اي��ع الأخ �ي��رة ل��وال تراجع‬ ‫ال �ح ��زب ال �ج �م �ه��وري ع ��ن م�ط��ال�ب��ه قبل‬ ‫‪82‬‬

‫"تداعيات �أزمة اليورو‬ ‫لم تنته بعد"‬

‫يوم من وق��وع الكارثة‪ .‬كيف ترى كرجل‬ ‫�إقت�صادي وم��ال��ي ت�أثير ه��ذه المديونية‬ ‫على م�ستقبل �أميركا الإقت�صادي وبالتالي‬ ‫ت��أث�ي��ره��ا ع�ل��ى م�ستقبل ال� ��دوالر كعملة‬ ‫�إحتياط عالمية؟‬ ‫كان الأث ��ر المبا�ش ��ر للأزمة �إنخفا�ض� � ًا في الناتج‬ ‫المحلي الإجمالي للعام الحالي ي�ص ��ل �إلى ‪.٪0.5‬‬

‫"كانت الإنتفا�ضات العربية‬ ‫�إيجابية للغاية بالن�سبة �إلى �إقت�صادات‬ ‫العالم العربي وخ�صو�ص ًا في منطقة‬ ‫الخليج‪� ،‬إذ �أن المنطقة �شهدت تدفق ًا‬ ‫كبير ًا من الأموال فيما كان ُينظر‬ ‫�إلى البنوك فيها مالذات �آمنة ن�سبي ًا‬ ‫للم�ستثمرين العرب"‬ ‫"لم يكن هناك الكثير من‬ ‫الإهتمام بالإقت�صاد الفرن�سي الذي‬ ‫هو �سيئ �إن لم يكن �أ�سو�أ من �إيطاليا‬ ‫و�إ�سبانيا‪� .‬إ�ضافة �إلى ذلك‪� ،‬إن �ألمانيا‬ ‫التي كانت قوة مركزية حتى الآن‬ ‫بد�أت تواجه م�شاكلها الخا�صة‪ ،‬وهي‬ ‫في خطر من الذهاب �إلى الركود"‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫وعل ��ى الم ��دى الطوي ��ل ف�إن زي ��ادة حج ��م الديون‬ ‫�س ��يكون له ��ا ت�أثي ��ر على الم�س ��تقبل االقت�ص ��ادي‬ ‫الأميرك ��ي‪ ،‬وم ��ع ذلك ف�إن ��ه من ال�ص ��عب �أن نرى‬ ‫العمل ��ة الأميركية تفقد مكانتها كعملة �إحتياط في‬ ‫الم�س ��تقبل القريب نظر ًا �إلى �أزم ��ة منطقة اليورو‬ ‫واليوان ال�ص ��يني لي�س عملة قابلة للتحويل ب�ش ��كل‬ ‫كامل‪.‬‬ ‫ه��ل تعتقد �أن �أزم ��ة منطقة ال�ي��ورو‬ ‫�إن �ت �ه��ت؟ وك �ي��ف ب��ال�ت��ال��ي ت ��رى م�ستقبل‬ ‫اليورو كعملة؟ �إلى �صعود �أم �إلى هبوط؟‬ ‫ال‪ ،‬الأزمة لم تنت ِه بعد‪� ،‬إنها قد تجاوزت ال�ش ��قوق‬ ‫فق ��ط وتابعت الم�س ��يرة عينها م ��ن دون بذل �أي‬ ‫قرارات �ص ��عبة‪ .‬على �س ��بيل المثال‪ ،‬بالإ�ض ��افة‬ ‫�إل ��ى �إيطاليا و�إ�س ��بانيا اللتين كانتا ف ��ي الأخبار‬ ‫ب�ش ��كل منتظم ب�س ��بب �إجراءات تنفيذ التق�شف‪،‬‬ ‫ل ��م يكن هن ��اك الكثير من الإهتمام بالإقت�ص ��اد‬ ‫الفرن�س ��ي ال ��ذي هو �س ��يئ �إن لم يكن �أ�س ��و�أ من‬ ‫�إيطاليا و�إ�س ��بانيا‪� .‬إ�ض ��افة �إلى ذلك‪� ،‬إن �ألمانيا‬ ‫الت ��ي كانت ق ��وة مركزية حتى الآن ب ��د�أت تواجه‬ ‫م�ش ��اكلها الخا�ص ��ة‪ ،‬وهي في خطر من الذهاب‬ ‫�إل ��ى الركود‪ .‬وت ��دل جمي ��ع الم�ؤ�ش ��رات على �أنه‬ ‫ينبغ ��ي تداول الي ��ورو �أق ��ل بكثير من م�س ��توياته‬ ‫الحالية نظ ��ر ًا �إلى حالة الإقت�ص ��اد ال�س ��يئة في‬ ‫منطقة اليورو ككل‪.‬‬ ‫كمجموعة تتعاطى وتتعامل �أي�ضاً‬ ‫في تجارة الذهب‪ ،‬كيف يمكنك �أن ت�صف‬ ‫ال��و��ض��ع ال�ح��ال��ي ل�ه��ذا ال�م�ع��دن الأ��ص�ف��ر‬ ‫وبالتالي كيف ترى م�ستقبله؟‬


‫وبغداد والقاهرة في حرب �أهلية‬

‫تنتقل إلى مدن الخليج!‬ ‫الأزم��ة ال�سورية‪ ،‬ت�ستغلّ المدن الخليجي��ة المنا�سبة لتحل مكانها وتتحول‬ ‫�إلى مراكز جديدة للثقافة والتعليم والأعمال في العالم العربي‪.‬‬ ‫مدينة الدوحة‪ :‬النمو في كل الميادين‬

‫عل ��ى م ��دى ال�س ��نوات القليل ��ة الما�ض ��ية‪ ،‬فيم ��ا‬ ‫كان ��ت العوا�ص ��م العربي ��ة التقليدي ��ة (القاه ��رة‪،‬‬ ‫وبغ ��داد‪ ،‬ودم�ش ��ق‪ ،‬وبي ��روت) تتورط ف ��ي حروب‬ ‫�أهلية وم�ش ��اكل داخلي ��ة‪ ،‬ب ��د�أت مجموعة جديدة‬ ‫من المدن ف ��ي الظهور في الخلي ��ج العربي‪ ،‬حيث‬ ‫تم ّكنت من فر�ض �أنف�سها كمراكز جديدة للإبداع‬ ‫ف ��ي كل المج ��االت في العال ��م العرب ��ي‪� .‬أبوظبي‪،‬‬ ‫و�شقيقتاها في الإمارات دبي وال�شارقة والعا�صمة‬ ‫القطري ��ة‪ ،‬الدوح ��ة‪ ،‬نمت وتط ��ورت ب�ش ��كل مثير‬ ‫و�س ��ريع حيث �إ�س ��تطاعت �أن ت�صبح ع�صب العالم‬ ‫العربي المعا�ص ��ر بالن�سبة �إلى الثقافة‪ ،‬والتجارة‪،‬‬ ‫والت�ص ��ميم‪ ،‬والهند�س ��ة المعماري ��ة‪ ،‬والف ��ن‪،‬‬ ‫والأو�س ��اط الأكاديمية‪ ،‬وجذبت �إليها مئات الآالف‬ ‫من المهاجرين العرب‪ ،‬بما في ذلك الأكاديميين‪،‬‬ ‫ورجال الأعم ��ال‪ ،‬وال�ص ��حافيين‪ ،‬والريا�ض ��يين‪،‬‬ ‫والفنانين‪ ،‬و�أ�ص ��حاب المهن الطبية‪ .‬في حين �أن‬ ‫هذه الم ��دن الخليجية ق ��د تكون غير ق ��ادرة على‬ ‫المناف�س ��ة مع �أقرانها من المدن العربية من حيث‬ ‫الدينامي ��ة ال�سيا�س ��ية‪ ،‬ف�إنه ��ا ف ��ي كل المج ��االت‬ ‫والحق ��ول الأخ ��رى تقريب ًا قد تف ّوق ��ت على المدن‬

‫ال�شقيقة في �شمال �أفريقيا وبالد الم�شرق العربي‪.‬‬ ‫مدين ��ة �أبوظبي‪ ،‬م ��ع ناتج محلي �إجمالي �ض ��خم‬ ‫ي�ص ��ل �إل ��ى ‪ 248‬ملي ��ار دوالر‪ ،‬الت ��ي تف ّوقت على‬ ‫�أي توفي ��ر مالي لدول ��ة عربية �أخ ��رى � اّإل المملكة‬ ‫العربي ��ة ال�س ��عودية‪� ،‬ش ��رعت في برنامج نه�ض ��ة‬ ‫ثقافية ت�ش ��مل �إفتتاح فروع لجامعات ذات م�ستوى‬ ‫عالم ��ي مثل جامعة نيوي ��ورك الأميركية‪ ،‬وجامعة‬ ‫"ال�س ��وربون" الفرن�سية العريقة وكلية "�إن�سياد"‬

‫وفق ًا لأحدث تقرير عن التنمية الب�شرية‬ ‫للأمم المتحدة‪ ،‬كانت الإمارات وقطر‬ ‫الدولتين الوحيدتين من الدول العربية‬ ‫اللتين ُ�صنّفتا في فئة "عالية جد ًا في‬ ‫مجال التنمية الب�شرية" التي تقوم على‬ ‫التم ّيز في ال�صحة والتعليم والدخل‬

‫لعالم الأعمال‪ ،‬وهي عا�ش ��ر �أه ��م جامعة تجارية‬ ‫عالمي ��ة ومقره ��ا ف ��ي "فونتينبل ��و"‪ .‬م ��ن جه ��ة‬ ‫�أخرى تن�ش ��غل العا�ص ��مة الإماراتية حالي� � ًا ببناء‬ ‫متحف زايد الوطني الذي �ص ّممه العالمي نورمان‬ ‫فو�ستر‪ ،‬ونقل متحف اللوفر الفرن�سي الذي �صممه‬ ‫ج ��ان نوفيل‪ ،‬ومتحف "�س ��ولومون غوغنهايم" في‬ ‫نيوي ��ورك الذي �ص ��ممه فران ��ك جيري‪ ،‬و�إن�ش ��اء‬ ‫متحف بحري �ص ّممه تاداو �أندو‪ ،‬وقاعة للحفالت‬ ‫المو�س ��يقية �ص ��ممتها زه ��ا حديد‪ .‬كم ��ا �أن مطار‬ ‫المدين ��ة‪ ،‬موط ��ن �ش ��ركة "الإتح ��اد للطي ��ران"‬ ‫الحائزة على جوائز متعددة‪ ،‬ي�ش ��هد تو�سع ًا كبير ًا‬ ‫يكتمل بحلول العام ‪ ،2017‬الأمر الذي من �ش� ��أنه‬ ‫�أن ي�ض ��يف �إلي ��ه م�س ��احة �أر�ض ��ية �إجمالية تزيد‬ ‫على م�س ��احة وزارة الدفاع الأميركية‪ ،‬وقدرة على‬ ‫خدم ��ة ‪ 40‬مليون راك ��ب‪ .‬وهذا الأم ��ر لي�س فقط‬ ‫متع ّلق ًا بالنفط‪ .‬ف�إن القط ��اع غير النفطي لإمارة‬ ‫�أبوظبي قد و�صل �إلى ‪ 107‬مليارات دوالر في العام‬ ‫‪ ،2012‬ما يجعله ي�ش� � ّكل ‪ ٪43.5‬من �إقت�ص ��ادها‪.‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى ذلك هناك مدينة �أبو ظبي الإعالمية‬ ‫التي ت�س� � ّمى "‪ "2454‬التي تحت�ضن �أكثر من ‪250‬‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪85‬‬


‫تحقيق ال�شهر‬

‫بعدما تراجعت بيروت وتو ّرطت دم�شق‬

‫مركزية العالم العربي‬ ‫فيم��ا العوا�ص��م العربية التاريخية مث��ل القاهرة وبغ��داد ودم�شق تنهمك في‬ ‫�صراعات �أهلية وبيروت تتلهّى بم�شاكلها المحلية الناجمة من الداخل ومن‬ ‫مدينة دبي‪ :‬ثورة تطور ال تنتهي‬

‫�أبو ظبي ‪ -‬عمار الحلاّ ق‬ ‫يقول المثل العرب ��ي القديم "القاهرة‬ ‫تكت ��ب وبيروت تن�ش ��ر وبغ ��داد تقر�أ"‪.‬‬ ‫هذه العوا�ص ��م الثالث‪ ،‬جنب ًا �إلى جنب مع دم�شق‪،‬‬ ‫كان ��ت لفترة طويل ��ة معق�ل ً�ا للثقاف ��ة والتعليم في‬ ‫العال ��م العرب ��ي‪ .‬توافد العرب م ��ن مختلف �أنحاء‬ ‫المنطق ��ة �إل ��ى ه ��ذه الم ��دن للدرا�س ��ة والعم ��ل‪.‬‬ ‫الجامع ��ة الأميركي ��ة ف ��ي بي ��روت الت ��ي �إفتتح ��ت‬ ‫�أبوابه ��ا ف ��ي ‪ ،1866‬والجامع ��ة الي�س ��وعية الت ��ي‬ ‫ت�أ�س�س ��ت في العا�ص ��مة اللبنانية ف ��ي ‪ 1875‬اللتان‬ ‫خ ّرجت ��ا �أجي ��ا ًال كاملة من الم�س� ��ؤولين والمثقفين‬ ‫اللبنانيي ��ن والع ��رب‪ ،‬والمنحوت ��ات مث ��ل ن�ص ��ب‬ ‫الحري ��ة التذكاري الذي �أقي ��م في العام ‪ 1958‬في‬ ‫بغداد للفنان العراقي الكبير جواد �سليم‪ ،‬و"ع�صر‬ ‫النه�ضة في م�ص ��ر"‪ ،‬الذي ك�شفه في العام ‪1928‬‬ ‫في الجي ��زة الفنان الرائ ��د محمود مخت ��ار‪ ،‬ك ّلها‬ ‫تج�سد بع�ض طموحات هذه المدن العربية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫كانت القاه ��رة العا�ص ��مة ال�سيا�س ��ية الفعلية في‬ ‫العال ��م العربي خالل فت ��رة النا�ص ��رية والقومية‬ ‫‪84‬‬

‫العربية في خم�س ��ينات و�س ��تينات القرن الفائت‪.‬‬ ‫لكن العا�ص ��مة الم�ص ��رية في ‪ 2013‬هي في حالة‬ ‫من الفو�ضى وال يمكنها �أن تعمل كمركز ل�شيء �إال‬ ‫ربم ��ا ل"الربي ��ع العربي" الذي ي�س ��ير على غير‬ ‫ه ��دى‪ .‬الدوح ��ة تلع ��ب الآن دور ًا فعلي ًا كعا�ص ��مة‬ ‫ديبلوما�سية للعالم العربي‪.‬‬ ‫وبي ��روت‪ ،‬المدين ��ة الرائع ��ة الت ��ي كان ��ت �س ��ابقاً‬ ‫العا�ص ��مة الثقافية والإعالمية في العالم العربي‪،‬‬

‫دبي‪ ،‬موطن �أطول برج في العالم‪،‬‬ ‫وجزر من �صنع الإن�سان وبنية تحتية‬ ‫متطورة‪ ،‬هي اليوم تج�سيد لمدينة‬ ‫عالمية بكل معنى الكلمة مع �إحت�ضانها‬ ‫لأكثر من ‪ 200‬جن�سية ودفق م�ستمر‬ ‫من المهاجرين الوافدين‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫ل ��م تدم زعامتها �أكثر من فترة وجيزة جد ًا خالل‬ ‫�ستينات و�سبعينات القرن الفائت‪ .‬معظم مجدها‬ ‫بن ��ي عل ��ى �إعتبارها العا�ص ��مة المالي ��ة في ذلك‬ ‫الوق ��ت و كمالذ �آمن للمثقفي ��ن والفنانين العرب‬ ‫الهاربين من الأماكن الم�ض ��طربة مثل فل�س ��طين‬ ‫و�سوريا والعراق و�أجزاء �أخرى من العالم العربي‪.‬‬ ‫كان ه�ؤالء المثقفون العرب‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى فيروز‬ ‫والأخوي ��ن عا�ص ��ي ومن�ص ��ور الرحبان ��ي وكوكبة‬ ‫م ��ن الأدباء وال�ش ��عراء (ك�س ��عيد عق ��ل والأخطل‬ ‫ال�ص ��غير) ومن النجوم الفنية الأخرى (ك�صباح‬ ‫ووديع ال�ص ��افي)‪ ،‬هم الذين �س ��اهموا في �صعود‬ ‫وب ��روز بي ��روت كعا�ص ��مة ثقافي ��ة �إقليمي ��ة‪ .‬لكن‬ ‫المثقفي ��ن الع ��رب الذين يبحثون ع ��ن مكان �آمن‬ ‫ل ��ن يف ّكروا ف ��ي بيروت في هذه الأي ��ام‪ .‬لبنان في‬ ‫حالة ه�ش ��ة‪ ،‬وعا�ص ��مته لم تعد المدين ��ة المثيرة‬ ‫والع�ص ��رية والآمن ��ة‪ .‬بي ��روت ال يمكنه ��ا الآن �أن‬ ‫تتناف�س مع براقة دبي العالمية �أو جاذبية �أبو ظبي‬ ‫�أو الدوحة الفاح�شة الثراء‪ .‬هذه المدن الخليجية‬ ‫الثالث �ص ��ارت "مغناطي�س� � ًا" للمثقفي ��ن العرب‬ ‫والطبقة المهنية حالي ًا‪.‬‬


‫مدينة ال�شارقة‪� :‬أول عا�صمة عربية للثقافة‬

‫كانت القاهرة العا�صمة ال�سيا�سية الفعلية‬ ‫في العالم العربي خالل النا�صرية‬ ‫والقومية العربية من خم�سينات و�ستينات‬ ‫القرن الفائت‪ .‬لكن القاهرة في ‪2013‬‬ ‫هي في حالة من الفو�ضى وال يمكنها �أن‬ ‫تعمل كمركز ل�شيء �إال ربما ل"الربيع‬ ‫وكلي ��ة "وايل كورنيل الطبي ��ة" وجامعة "كارنيجي‬ ‫ميلون"‪� ،‬ض ��من �أ�ش ��ياء �أخ ��رى كثي ��رة‪ .‬الدوحة‪ ،‬العربي" الذي ي�سير على غير هدى‬

‫�أكبر م�ص ��در للغاز ال�س ��ائل في العالم والم�ضيف‬ ‫لك�أ�س العالم ‪ ،2022‬ت�ست�ضيف �أي�ضا متحف الفن‬ ‫الإ�س�ل�امي ال ��ذي �ص� � ّممه "�آي �أم ب ��ى" (‪I.M.‬‬ ‫‪ ،)Pei‬والمتحف العرب ��ي للفن الحديث‪ ،‬ومتحف‬ ‫الف ��ن الإ�ست�ش ��راقي (تحت الإن�ش ��اء)‪ ،‬والمتحف‬ ‫الوطني الذي �ص ّممه جان نوفل‪.‬‬ ‫الواقع �أن قطر والإمارات العربية المتحدة‪ ،‬اللتان‬ ‫ت�ست�ضيفان �إثنتين من القنوات الإخبارية العربية‬ ‫الأكث ��ر م�ش ��اهدة "الجزي ��رة" و"العربي ��ة"‪ ،‬ل ��م‬ ‫تبرعا فقط من حيث البنية التحتية‪ .‬وفق ًا لأحدث‬

‫تقرير عن التنمية الب�شرية للأمم المتحدة‪ ،‬كانت‬ ‫الإمارات وقط ��ر الدولتي ��ن الوحيدتين من الدول‬ ‫العربي ��ة اللتين ُ�ص� � ّنفتا ف ��ي فئة "عالي ��ة جد ًا في‬ ‫مجال التنمية الب�شرية" التي تقوم على التم ّيز في‬ ‫م�ستويات ال�صحة والتعليم والدخل‪.‬‬ ‫وبطبيعة الحال‪ ،‬مثل هذا التطور ال�سريع في هذه‬ ‫المدن الخليجية ي�أتي مع مجموعته الخا�ص ��ة من‬ ‫العواقب والتحديات غير المق�صودة‪ .‬وت�شمل هذه‬

‫�إ�س ��تغالل العمال من قبل البع� ��ض وتدهور البيئة‬ ‫الطبيعية‪ .‬مع ذلك‪� ،‬إتّخذت مدن الخليج خطوات‬ ‫عدي ��دة لمواجهة مث ��ل هذه الق�ض ��ايا نظ ��ر ًا �إلى‬ ‫مزيد من الوعي المحلي والحثّ الدولي‪.‬‬ ‫عقود من نق�ص الإ�س ��تثمارات والح ��روب الأهلية‬ ‫ال�ش ��املة في المدن العربية التاريخي ��ة التقليدية‬ ‫في �ش ��مال �أفريقيا وبالد الم�شرق �أدّت �إلى �ضعف‬ ‫البني ��ة التحتية وع ��دم كفايتها فيه ��ا‪ ،‬من الطرق‬ ‫القديم ��ة الت ��ي عف ��ا عليه ��ا الزمن �إل ��ى المناهج‬ ‫الدرا�س ��ية وطرق التدري�س‪ .‬ومع ذل ��ك‪ ،‬قد تكون‬ ‫العوا�ص ��م العربي ��ة التقليدية قد هبط م�س ��تواها‬ ‫الآن‪ ،‬لكنها بالت�أكيد لي�س ��ت خ ��ارج المعادلة بعد‪.‬‬ ‫ه ��ذه المدن الت ��ي �س ��يطرت على النف� ��س والفكر‬ ‫العربيين على مدى عقود في القرن الع�شرين هي‬ ‫غني ��ة في الثقاف ��ة والموارد الب�ش ��رية والطبيعية‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪� ،‬إذا ‪ ...‬وعندما تعود �إلى ر�ش ��دها وتبد�أ‬ ‫عملية تحويل و�ض ��عها وثرواتها من جديد‪ ،‬ف�سوف‬ ‫ت�ص ��ادف مط ��ارح ومجاالت ف ��ي العال ��م العربي‬ ‫تهيم ��ن عليها الم ��دن الخليجي ��ة الهائل ��ة التطور‬ ‫الجديدة التي و�ضعت معيار ًا من ال�صعب مجاراته‬ ‫لي�س �إقليمي ًا فح�سب‪ ،‬بل على نطاق عالمي‬ ‫بغداد‪ :‬هلكتها الحروب المتوا�صلة‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪87‬‬


‫تحقيق ال�شهر‬

‫مدينة �أبو ظبي‪ :‬مركز جاذب في كل المجاالت‬

‫�ش ��ركة �إعالمية وت�س ��ويقية دولية بينها "�س ��ي �أن‬ ‫�أن" و"�سكاي العربية"‪.‬‬ ‫وفيم ��ا كان ج ��زء كبير ف ��ي المنطقة يت ��و ّرط في‬ ‫حروب و�أزمات �سيا�س ��ية‪ ،‬ح َّولت دبي نف�س ��ها من‬ ‫قرية �صيد �إلى عا�صمة عالمية للأعمال والتجارة‬ ‫في غ�ض ��ون ب�ض ��عة عقود‪ .‬دبي‪ ،‬موطن �أطول برج‬ ‫في العالم‪ ،‬وجزر من �ص ��نع الإن�س ��ان وبنية تحتية‬ ‫متط ��ورة‪ ،‬هي اليوم تج�س ��يد لمدين ��ة عالمية بكل‬ ‫معنى الكلمة مع �إحت�ضانها لأكثر من ‪ 200‬جن�سية‬ ‫ودفق م�س ��تمر من المهاجرين الوافدين‪ .‬المدينة‬ ‫ه ��ي الفائ ��ز �ش ��به الم�ؤكد لتك ��ون قريب ًا م�ض ��يفة‬ ‫معر�ض �أك�س ��بو العالمي لعام ‪ ،2020‬والذي �سوف‬ ‫يحفز التنمية �إلى �أبعد من ذلك‪ .‬و�إ�شارة �إلى �أنها‬ ‫"مركز العالم"‪ ،‬دبي‪ ،‬الموطن الرئي�س ��ي ل�شركة‬ ‫طي ��ران الإمارات ولخم�س ��ة مطارات م ��ن الأوائل‬ ‫عالمي� � ًا‪ ،‬جذب ��ت الع ��رب والأجانب م ��ن مختلف‬ ‫�أنح ��اء العالم م ��ع مجموعة م ��ن المناطق الحرة‬ ‫التي تلبي �إحتياجات و�س ��ائل الإعالم وتكنولوجيا‬ ‫المعلوم ��ات والتموي ��ل وال�ص ��ناعات المختلف ��ة‬ ‫الأخرى‪ ،‬الأمر الذي �أك�سبها ثناء في تقرير الأمم‬ ‫المتحدة عن التنمية الإن�س ��انية العربية في �أوائل‬

‫بيروت‪ ،‬المدينة الرائعة التي كانت‬ ‫�سابق ًا العا�صمة الثقافية والإعالمية في‬ ‫العالم العربي‪ ،‬بنت معظم مجدها على‬ ‫�إعتبارها العا�صمة المالية في ذلك الوقت‬ ‫بيروت‪ :‬كانت المركز‪ ...‬فهل تعود؟‬ ‫و كمالذ �آمن للمثقفين والفنانين العرب‬ ‫الهاربين من الأماكن الم�ضطربة مثل‬ ‫متحف ًا م ��ن مختلف التخ�ص�ص ��ات‪ .‬ه ��ذه المدن‬ ‫فل�سطين و�سوريا والعراق‬ ‫الإماراتية التي تجذب �ش ��هري ًا بح�س ��ب تقديرات‬ ‫العام ‪.2002‬‬ ‫من جهتها‪� ،‬أ�صبحت ال�شارقة‪ ،‬التي ربما �إ�ستهلت‬ ‫ه ��ذا التح ّول الجاذب مت�أخرة‪ ،‬المدينة الخليجية‬ ‫الأولى التي ت�س ّمى "عا�صمة ثقافية للعالم العربي"‬ ‫من قبل اليون�سكو في العام ‪ ،1998‬وهو العام عينه‬ ‫ال ��ذي �إفتتح ��ت فيه الإم ��ارة الجامع ��ة الأميركية‬ ‫الطيبة ال�س ��معة‪ .‬وت�ست�ض ��يف ال�ش ��ارقة �أي�ض ًا فن ًا‬ ‫مرموق� � ًا دائم� � ًا‪ ،‬ومعر�ض� � ًا للكت ��اب و�أكثر من ‪20‬‬

‫القاهرة‪ :‬مزقتها الأحداث‬

‫‪86‬‬

‫ر�س ��مية ‪� 15,000‬شخ�ص من المهاجرين العرب‪،‬‬ ‫ُينظ ��ر �إليها ب�ش ��كل جماعي (كدول ��ة الإمارات)‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫المف�ضلة‬ ‫وفق ًا لدرا�س ��ة حديثة‪ ،‬على �أنها الوجهة‬ ‫لل�ش ��باب العرب في جميع �أنح ��اء المنطقة والبلد‬ ‫الذي يريدون تقليده ومحاكاته وم�ضاهاته‪.‬‬ ‫الدوح ��ة‪ ،‬الموط ��ن الرئي�س ��ي للخط ��وط الجوي ��ة‬ ‫القطرية الحائزة هي الأخرى على جوائز عالمية‬ ‫على خدمتها وقريب ًا لمطار حمد الدولي الجديد‪،‬‬ ‫تقوم بدور الم�ضيف لأف�ضل الجامعات الأميركية‬ ‫مث ��ل كلي ��ة "جورجت ��اون" للعالق ��ات الخارجية‪،‬‬ ‫دم�شق‪� :‬صارت مدينة ع�سكرية!‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬


‫المنبر الإجتماعي‬

‫التطرف يا عرب!‬ ‫حذار‬ ‫ُّ‬ ‫بقلم ميرنا زخر ّيا*‬

‫ُتعتب ��ر ظاه ��رة التط� � ّرف م ��ن‬ ‫الظواه ��ر الت ��ي ي�صع ��ب تحديده ��ا‬ ‫رغ ��م �أن معناه ��ا وا�ض ��ح تماماً‪� ،‬أال وه ��و‪ :‬تجاوز‬ ‫ح� � ّد الإعت ��دال‪ .‬و�صعوب ��ة تحديده ��ا تكم ��ن في‬ ‫�أن الإعت ��دال �أمر ن�سبي يختلف ب�إختالف القيم‬ ‫ال�سائدة في بلدٍ ما �أو حتى بين منطقة و�أخرى‬ ‫داخ ��ل البل ��د الواح ��د‪ ،‬فم ��ا يعتب ��ره مجتم ��ع ما‬ ‫�سل ��وكاً معت ��د ًال‪ ،‬ق ��د ال يك ��ون م�ألوف� �اً بتات� �اً في‬ ‫مجتم � ٍ�ع �آخ ٍر‪ ،‬وبه ��ذا يُ�صن ��ف ذاك ال�سلوك على‬ ‫�أن ��ه متط ��رف‪ .‬ما يعن ��ي �أن التط� � ّرف والإعتدال‬ ‫مرتبط ��ان بالبيئ ��ة المتواجدي ��ن فيه ��ا؛ كما �أن‬ ‫التط� � ّرف مرتب ��ط �أي�ض� �اً بالزم ��ان‪ ،‬فالت�ص� � ّرف‬ ‫ال ��ذي كان يُعتب ��ر معت ��د ًال ف ��ي الما�ض ��ي ق ��د‬ ‫يك ��ون هو عين ��ه م ��ن الت�ص ّرف ��ات المتطرفة في‬ ‫الحا�ضر‪.‬‬ ‫ب�إم ��كان التط ��رف �أن ي�صب ��ح �سيف� �اً ذا ح َّدي ��ن‬ ‫عندما ي�صل �إلى درجة التبادل‪� ،‬إذ ك ّلما �أ�صبحت‬ ‫درج ��ة التط� � ّرف ح ��ادة عند �أح ��د الفرق ��اء‪ ،‬كلما‬ ‫قابل ��ه الفريق الآخر بدرج� � ٍة �أ�شد من التط ّرف‪،‬‬ ‫�أي �أن التط ّرف يخلق تط ّرفاً مقاب ً‬ ‫ال‪ .‬ول�صاحب‬ ‫التط ّرف الحاد مظاهر عدّة‪ ،‬لع ّل �أبرزها‪:‬‬ ‫التع�ص ��ب الأعمى بحيث يجد نف�سه على حق‬ ‫* ‬ ‫ّ‬ ‫والباقين مُ�ضللين؛‬ ‫ * محا�سبة الآخرين لك�أنه يحق له �أن يقا�ضيهم‬ ‫على ما ال يُوافقه؛‬ ‫* الإندفاع غير ال ُمب ّرر للدفاع عن ر�أيه يُرافقه‬ ‫عدم ال�ضبط للنف�س؛‬ ‫* الإنعزال عن الآخر المختلف ورف�ض الحوار‬ ‫�أو التعاي�ش معه؛‬ ‫* �إ�ستعم ��ال �أ�سلوب العنف والأذى �إن لم يُما�شِ ه‬ ‫الآخرون ب�آرائه‪.‬‬ ‫الخط ��ر يكم ��ن حي ��ن يرتبط التط� � ّرف بالعنف‪،‬‬ ‫فيتح� � ّول �ساعتئ ��ذ �إلى �إرهاب‪ .‬وه ��ذا هو ال�سبب‬ ‫الرئي�س ��ي لإعتبار التط ّرف والإرهاب على �أنهما‬ ‫وج َه ��ان ل ُعمل� � ٍة واح ��دةٍ؛ وم ��ع ه ��ذا‪ ،‬ال ُب ��د لأي‬ ‫باحث من �أن يو�ضح الفروقات بين الإثنين‪:‬‬ ‫* التط� � ّرف مُرتب ��ط بالمعتقدات‪� ،‬أم ��ا الإرهاب‬ ‫فهو مُرتبط بالأفعال؛‬ ‫ * التط ّرف ال يُعاقب عليه القانون‪� ،‬أما الإرهاب‬ ‫ف ُيعتبر جريمة؛‬

‫ * التط� � ّرف قد يُعالج بالحوار‪� ،‬أما الإرهاب ف�إن‬ ‫عالجه مُختلف‪.‬‬ ‫مُ�صطل ��ح التط� � ّرف هو عك�س مُ�صطل ��ح الو�سطية‬ ‫ُرجح الكفة نحو الع ��دل‪ ،‬وكالهما موجود‬ ‫ال ��ذي ي ّ‬ ‫ف ��ي كل المجتمعات وداخل كل الجماعات‪ ،‬لدرجة‬ ‫مث�ل ً�ا �أن الح ��زب ال ��ذي ال ي�ستوع ��ب ف ��ي �صفوفه‬ ‫المتع�صبي ��ن لعقيدت ��ه كما وال ُمعتدلي ��ن ب�آرائهم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫له َو ح ��زبٌ ُمتجه نح ��و الإن�شقاق ��ات والإنق�سامات‬ ‫والإ�ستق ��االت عل ��ى ح� � ّد �س ��واء‪ .‬ل ��ذا ف� ��إن الإق ��رار‬ ‫ُثع�صبين في الأزمنة الما�ضية‬ ‫بوجود �أ�شخا� ��ص م ّ‬ ‫والحا�ضرة والم�ستقبلية هو من الأمور الطبيعية‪،‬‬ ‫التع�ص ��ب ه ��و م ��ن الظواه ��ر الت ��ي كان ��ت‬ ‫ذل ��ك �أن ّ‬ ‫موج ��ودة من ��ذ ُوج ��د الإن�س ��ان‪ .‬ولي� ��س المق�ص ��ود‬ ‫هن ��ا التقلي ��ل م ��ن �ش� ��أن حج ��م ه ��ذه الم�شكل ��ة‪ ،‬بل‬ ‫�صحيح يهدف‬ ‫المطل ��وب التعامل معه ��ا ب�أ�سل ��وبٍ‬ ‫ٍ‬ ‫�إل ��ى الح� � ّد من �إنت�شاره ��ا في دول العال ��م العربي‪،‬‬ ‫والتع�ص ��ب وال�سلفي ��ة‬ ‫حي ��ث مف ��ردات كالتط� � ّرف‬ ‫ّ‬ ‫والأ�صولية وغيرها باتت �شبه �إعتيادية‪.‬‬ ‫�إ َّن ظاه ��رة التط� � ّرف ال تتكاث ��ر م ��ن ف ��راغ‪� ،‬إنما‬ ‫هن ��اك عوامل ُتغذيها وت� ِّؤجج النار فيها‪ ،‬بع�ضها‬ ‫ت�س ِّبب ��ه الحكوم ��ات والبع� ��ض الآخ ��ر تحقن ��ه‬ ‫العقليات‪ ،‬وفي طليعتها‪:‬‬ ‫* بالدرجة الأولى‪ ،‬الفقر والقهر؛‬ ‫ * وفي درج ٍة الحقةٍ‪ ،‬الجهل والأم ّية‪.‬‬ ‫هك ��ذا عوامل ت�ؤدي �إلى خللٍ ف ��ي الر�ؤية العامة‬ ‫إنحراف في الت�صرفات الخا�صة‬ ‫للأحداث و�إلى �‬ ‫ٍ‬ ‫بالأف ��راد‪� .‬إذن‪ ،‬وراء الت�ص� � ّرف المتط� � ّرف يكمن‬ ‫�أكث ��ر من دافع‪ ،‬فمن� � ُه الإقت�صادي ومن ُه النف�سي‬ ‫والإجتماعي والدين ��ي وال�سيا�سي‪ ...‬كلها دوافع‬ ‫ُمت�شابك ��ة ببع�ضه ��ا البع� ��ض ما يجع ��ل الظاهرة‬

‫الت ��ي نواجهه ��ا مر ّكبة ومعقّدة‪ .‬وهن ��ا ال بُد من‬ ‫الإ�ش ��ارة �إلى وجود �ضع ��ف في الب�صيرة بالن�سبة‬ ‫�إل ��ى حقيق ��ة الأدي ��ان ال�سماوية‪� ،‬أدي ��ان ال تدعو‬ ‫�سوى �إلى ال�سالم وب�إ�سمها يع ّم الإجرام‪.‬‬ ‫في يومنا هذا‪ ،‬يكاد يُخت�صر التط ّرف بنو ٍع واحدٍ‬ ‫ه ��و التط ّرف الديني‪ ،‬علم� �اً �أنه يوجد �أنواع عدّة‬ ‫كالتط� � ّرف المظهري وال�سيا�س ��ي‪ .‬لكن ما يُم ّيز‬ ‫الدين ��ي ويجعل ��ه �أخطر م ��ن غيره ه ��و �إرتباطه‬ ‫ب�سرع ٍة‬ ‫بالدي ��ن‪ ،‬م ّم ��ا يُ�س ّه ��ل �إ�ستث ��ارة النفو� ��س ُ‬ ‫و�سهول� � ٍة �أكث ��ر م ��ن باق ��ي الأن ��واع‪ ،‬والمح�صل ��ة‬ ‫ُ‬ ‫تكون ب�إحداث �آثا ٍر �إجتماعي ٍة �سلبيةٍ‪� ،‬إذ تتمحور‬ ‫النتائج حول التالي‪:‬‬ ‫* التكفي ��ر ل ��كل َم ��ن ال يُما�شي ��ه ف ��ي �أف ��كار ُه‬ ‫و�أفعال� �هُ‪ ،‬بحي ��ث يعتب ��ر نف�س ��ه مح ��ور الح ��ق‬ ‫ومالك الحقيقة؛‬ ‫* الحني ��ن دوم� �اً �إل ��ى الما�ض ��ي‪ ،‬بحي ��ث تك ��ون‬ ‫ت�صرفات ��ه ذات منح ��ى رجع ��ي ال تتما�شى مع‬ ‫الع�صر؛‬ ‫التم�س ��ك ح�صراً‬ ‫* التراج ��ع في الإنت ��اج ب�سبب‬ ‫ّ‬ ‫بالقدي ��م‪ ،‬بحي ��ث ي ��راوح مكان ��ه �إزاء رف� ��ض‬ ‫التطوير؛‬ ‫* الت�شوي ��ه الكام ��ل للدي ��ن‪ ،‬بحي ��ث كاف ��ة‬ ‫ت�صرفات ��ه ال تم ��تّ ب�صل ��ة �إل ��ى الكت ��ب‬ ‫والإر�شادات الدينية؛‬ ‫ * الت�ص ��رف لك�أنه ��م كله ��م من العلم ��اء‪ ،‬بحيث‬ ‫ال يع ��ودوا يرتبط ��ون بمرجعية دينية �شرعية‬ ‫عُليا‪.‬‬ ‫�سيدات ��ي �سادتي‪ ،‬حين نكون ب�صدد هكذا ظاهرة‪،‬‬ ‫وي ��ا لها من ظاهرة! فالأم ��ر الأكيد هو �أنه حين‬ ‫ف�سرعان‬ ‫ي�ش � ّ�ق التط ّرف طريق ��ه داخل دول ٍة م ��ا‪ُ ،‬‬ ‫ما يتح ّول من حال ٍة فردي ٍة �إلى حال ٍة مُجتمعيةٍ‪،‬؛‬ ‫فم ��ا الح ��ال �إذا دخ ��ل �إلى كاف ��ة ال ��دول العربية؟‬ ‫�إنها بَوادر كارثة �شرق �أو�سطية‪� ،‬إذ عندما يرتيط‬ ‫التط ��رف بالعن ��ف فه ��و يتح� � ّول �ساعتئ ��ذ �إل ��ى‬ ‫�إره ��اب‪ .‬والإرهاب ب ��ات في يومنا ه ��ذا �أداة فعلية‬ ‫ته ��دف �إل ��ى تحقيق المطام ��ع ال�سيا�سي ��ة‪� ،‬أكانت‬ ‫المواجه ��ة داخلي ��ة بي ��ن �أبن ��اء البل ��د الواح ��د �أو‬ ‫خارجي ��ة بين بل ��دٍ و�آخر‪ .‬فل ُتغل ��ق كافة الطرقات‬ ‫الت ��ي تخطوه ��ا ه ��ذه الجماع ��ات‪ ،‬ول ُتفت ��ح �أبواب‬ ‫الإ�صالح التي ّ‬ ‫الحكومات‬ ‫تخطها ُ‬

‫* متخ�ص�صة في علم النف�س وعلم التنمية الب�شر ّية وحائزة على ماجي�ستير في العلمين‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪89‬‬


Ad-Diplomasi News Report monthly distributes critical analysis of events in the Arab world and the Middle East, to its subscribers among the top Arab decision makers, government officials, diplomats, journalists and business leaders. Ad-Diplomasi News Report analysis goes beyond the event, to provide the information and assessments needed to understand intelligently what is going on, in the ever changing Middle East political, military and economic scene. Ad-Diplomasi News Report始s writers have an impeccable reputation as experts in Arab affairs and, their work is widely quoted by the international media. Ad-Diplomasi News Report is published from LONDON in Arabic as well as in English by Focus Press (UK) Limited. Founded in 1996. Editor Raymond Atallah.

P.O.Box: 138, Chelsea, London, SW3 6BH ENGLAND Tel: +44 (0) 20 72861372 Fax: +44 (0) 20 72661479 E-mail: ad-diplomasi@btconnect.com Website: http: //www.ad-diplomasi.com

NO RELUCTANCE IN SEEKING HOT ISSUES

No Hesitation In Telling Hard Truth


‫الرعاي ��ة الطبية للعي ��ون وخدمات فح� ��ص العيون‪،‬‬ ‫ففي م�ص ��ر يوجد نحو مليون �ش ��خ�ص �أعمى وثالثة‬ ‫ماليين �شخ�ص يعانون من �ضعف النظر‪..‬‬ ‫وتفيد المنظمة ب�أن �أ�س ��باب �ض ��عف الإب�ص ��ار لدى‬ ‫�أربعة من كل خم�سة �أ�شخا�ص يمكن تجنب حدوثها‪،‬‬ ‫الفتة �إلى �أن ال�س ��ببين الرئي�س ��يين ل�ضعف الإب�صار‬ ‫على م�س ��توى العال ��م هم ��ا "الكاتراكت ال�س ��اد" �أو‬ ‫م ��ا يعرف بالمياه البي�ض ��اء‪ ،‬والخلل الإنك�س ��ارى �أي‬ ‫الأخطاء الم�ص � ّ�ححة فى �أو�س ��اط العين التي تك�سر‬ ‫ال�ض ��وء عند عبوره له ��ا‪� ،‬إذ يمثالن ‪ 75‬في المئة من‬ ‫جميع حاالت �ض ��عف الإب�ص ��ار‪ ،‬رغم توفر تدخالت‬ ‫ف ّعالة وغير مكلفة للحد من هذا العيب‪ ،‬وال �سيما �أن‬ ‫هاتين الحالتين �أكثر �شيوع ًا بين كبار ال�سن‪.‬‬ ‫و�إذا ما �أردنا التوقف عند �أ�شهر دول العالم في طب‬ ‫العيون نجد �أن �أوكراني ��ا تحتل مركز ًا متقدم ًا حيث‬ ‫ت�ش ��تهر بذلك منذ زمن الإتحاد ال�سوفياتي ال�سابق‪،‬‬ ‫و بخا�ص ��ة في مراكز و م�ست�شفيات العا�صمة كييف‪،‬‬ ‫وكذل ��ك ف ��ي مدينة �أودي�س ��ا التي يوجد فيها �أ�ش ��هر‬ ‫م�ست�ش ��فى للعيون في العالم‪ ،‬حيث �إ�ستطاع االطباء‬ ‫االوكراني ��ون �إثب ��ات قدراته ��م ف ��ي مج ��االت ع ��دة‬ ‫بخ�ص ��و�ص ع�ل�اج �أمرا�ض العي ��ون المختلفة و منها‬ ‫‪ :‬ق�ص ��ر النظ ��ر او بع ��د النظر‪ ،‬الأمرا� ��ض المتعلقة‬ ‫بالم ��اء االبي� ��ض او االزرق في العي ��ن‪ ،‬و غيرها من‬ ‫امرا�ض ال�شبكية المتعدّدة‪.‬‬ ‫كم ��ا يتمي ��ز االطب ��اء االوكراني ��ون بدقة ت�ش ��خي�ص‬ ‫المر�ض و �إيجاد الحلول المالئمة لها ب�أنجع و�أق�صر‬ ‫الطرق‪.‬‬ ‫وم ��ن �أ�ش ��هر �أطباء العي ��ون في العالم ف ��ي القرنين‬ ‫الع�ش ��رين والحالي‪ :‬الأميركي ويليام هوراتيو بيت�س‬ ‫(‪ ، )1931 -1860‬الأوكراني فالديمير بيتروفيت�ش‬ ‫فيالت ��وف (‪ ، )1956 -1875‬الإ�س ��باني �إيغنا�س ��يو‬ ‫باراكي ��ر (‪ ،)1965 -1884‬الأو�س ��ترالي فري ��د‬ ‫هولويز‪ ،‬اليوناني ايواني�س باليكاري�س‪ ،‬البنغالدي�شي‬ ‫�سيد مد�سر علي‪.‬‬ ‫يعتب ��ر طب وجراحة العيون من �أكث ��ر العلوم الطبية‬ ‫اليوم �إرتباط� � ًا بالكومبيوتر‪ ،‬حيث يتطور هذا الطب‬ ‫تطور ًا �س ��ريع ًا من خالل �إكت�ش ��اف تقنيات و�أجهزة‬ ‫عالي ��ة الدق ��ة ي�س ��تطيع منها المر�ض ��ى الح�ص ��ول‬ ‫على �أف�ض ��ل نتائج في الت�ش ��خي�ص و �أي�ض� � ًا العالج‪.‬‬ ‫وير ّكز �أطباء العيون في العالم على جراحة ال�شبكية‬ ‫الناتجة من �أمرا�ض ال�س ��كري �أو �إنف�صال ال�شبكية‪،‬‬ ‫وجراحة المنطقة الأمامية من العين (�إعتام عد�سة‬ ‫العين‪ ،‬زرقة العي ��ن‪ ،‬القرنية المخروطية‪ ،‬و�أمرا�ض‬ ‫القرني ��ة الأخ ��رى)‪ ،‬وجراح ��ة الح ��وادث‪ ،‬وجفاف‬

‫دكتور ماركو زاربن‪� :‬إ�ستخدام الخاليا الجذعية �أحدث ثورة‬

‫العين‪ ،‬والعين الدامعة‪ ،‬وعالج �إنك�س ��ار ال�ض ��وء في‬ ‫العين بالليزك والـ ‪ PRK‬والعد�سات الال�صقة داخل‬ ‫العي ��ن‪ ،‬ع�ل�اج الحول وغيره ��ا من �أمرا� ��ض العيون‬ ‫للأطفال‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ويق ��ول الأطباء �إن م ��ا يبدو �أحيانا حالة ب�س ��يطة �أو‬ ‫م�ش ��كلة روتينية معتادة في العيون ربما يكون م�ؤ�شر ًا‬ ‫�إلى وجود م�ش ��كلة �صحية �أعمق و�أكثر تعقيد ًا‪� ،‬سواء‬ ‫م ��ا تعل ��ق بالعي ��ون نف�س ��ها �أو ب�أمرا� ��ض �أخ ��رى في‬ ‫الج�سم ت�سبب تلك الم�شكلة فيهما‪.‬‬ ‫وفي جديد هذا النوع من الطب ما �أعلنه الأخ�صائي‬

‫دكتور ماركو زاربن‪" :‬تظهر درا�ساتنا‬ ‫الحديثة التي �أجريناها على الب�شر كيف �أن‬ ‫ا�ستعمال الخاليا الجذعية لإ�ستبدال الخاليا‬ ‫المت�ض ّررة في ال�شبكية يحقق تح�سناً‬ ‫في حدة الب�صر عند المر�ضى"‬ ‫دكتور جوني خوري ‪" :‬التقنية الجديدة‬ ‫التي ت�ستخدم ليزر الفيمتو ثانية وت�سمح‬ ‫بتعديل درجة الإنك�سار في القرنية من خالل‬ ‫�شق �صغير جداً يبلغ طوله بحدود ‪ ٢‬ملم‬ ‫فقط تعتبر قفزة نوعية في هذه الجراحة‪،‬‬ ‫ويجعل من هذه التقنية الأكثر �أماناً"‬

‫الأميركي "ماركو زارب ��ن" (‪ )Marco Zarbin‬عن‬ ‫�أن درا�س ��ات في المرحلة الأول ُتجرى على الب�ش ��ر‪،‬‬ ‫نجح ��ت ف ��ي �إظه ��ار كي ��ف �أن �إ�س ��تعمال الخالي ��ا‬ ‫الجذعية لإ�س ��تبدال الخاليا المت�ض ِّررة في ال�شبكية‬ ‫يحقق تح�سن ًا في حدة الب�صر عند المر�ضى‪.‬‬ ‫وي�ضيف دكتور زاربن في كلمة له‪ ،‬في مو�ضوع نقا�ش‬ ‫�أقيم في معهد الجراحة المجهرية للعيون في �إ�سبانيا‬ ‫(‪� )IMO‬أمام ‪� ٣٥٠‬أخ�ص ��ائي ًا في ط ��ب العيون من‬ ‫كافة �أنحاء العالم تحت عنوان "�إا�س ��تخدام الخاليا‬ ‫الجذعية في عالج ال�ش ��بكية المت�ض ��ررة"‪� ،‬أن "هذا‬ ‫العالج يط َّبق على المر�ض ��ى الذين يفقدون الخاليا‬ ‫الم�ستقبلة لل�ضوء �أو خاليا الظهارة ال�صباغية‪ ،‬نوع‬ ‫م ��ن الخاليا التي ال تتج ��دد‪ ،‬وهي �أ�سا�س ��ية ال غنى‬ ‫عنها من �أجل الر�ؤية في العين"‪.‬‬ ‫ويع ��د معهد الجراحة المجهرية للعيون في �إ�س ��بانيا‬ ‫(‪ )IMO‬م ��ن �أف�ض ��ل مراك ��ز العي ��ون ف ��ى العالم‪،‬‬ ‫وه ��و يعتم ��د عل ��ى ‪ 175‬مهني� � ًا يعملون ف ��ى مختلف‬ ‫التخ�ص�صات الدقيقة لطب العيون‪ ،‬كما �أنه ي�ستقبل‬ ‫‪ 45.000‬زائ ��ر �س ��نويا م ��ن خلفي ��ات وجن�س ��يات‬ ‫متنوعة‪.‬‬ ‫ومن �أوجه التقدم التي طرحها الم�ؤتمر الذي �إنعقد‬ ‫في تموز (يوليو) ‪ 2013‬هو تطبيق عالجات جديدة‪،‬‬ ‫�أي�ض� � ًا في المرحل ��ة الأولى‪ ،‬ل ��داء التنك� ��س البقعي‬ ‫(‪ ،)AMD‬وذل ��ك م ��ن طريق حقن جزيئ ��ات ب�آلية‬ ‫عم ��ل مختلفة عن العالجات ال�س ��ابقة‪ ،‬الذي يمكنه‬ ‫�أن يح ��ل محلها �أو ُي ّكملها‪ .‬حي ��ث �أن هذه الجزيئات‬ ‫الجديدة تعمل على الخاليا المت�أثرة بالمر�ض والتي‬ ‫ل ��م يكن قد ت � ّ�م العمل عليها من قب ��ل‪ ،‬وهو ما يقدّم‬ ‫حالي ًا نتائج ف ّعالة‪.‬‬ ‫كما �شهد الم�ؤتمر مناق�شة ق�ضية مهمة وهي الحقن‬ ‫داخل العين‪ ،‬حيث يتم تحريرعقاقير في العين تدوم‬ ‫ب�ض ��عة �أ�س ��ابيع �أو حتى �أ�شهر‪ ،‬وبح�س ��ب مخت�صين‬ ‫ح�ضروا ‪ ،‬ف�إن حوالي ‪ ٪٦٠‬من المر�ضى الذين تلقوا‬ ‫هذه العالجات �إ�ستعادوا ب�صرهم‪ ،‬مقابل ‪ ٪٢٠‬ممن‬ ‫تلقوا عالجات بتقنيات �أخرى‪.‬‬ ‫�أم ��ا في الياب ��ان فقد ح ّذر علم ��اء ياباني ��ون من �أن‬ ‫ق�ض ��اء �س ��اعات طويلة �أمام �شا�ش ��ة الكومبيوتر قد‬ ‫يزي ��د من خط ��ر الإ�ص ��ابة بمر� ��ض المي ��اه الزرقاء‬ ‫في العيون المعروف با�س ��م "غلوكوما"‪ ،‬خ�صو�ص� � ًا‬ ‫للأ�ش ��خا�ص الذي ��ن يعانون من ق�ص ��ر النظر‪ .‬ويعد‬ ‫التدخين و�ض ��غط الدم المرتفع م ��ن عوامل الخطر‬ ‫المحتملة‪.‬‬ ‫و�إنتقا ًال �إلى مو�ض ��وع ت�ص ��حيح النظر عب ��ر الليزر‪،‬‬ ‫وال ��ذي يعتب ��ر �أح ��دث ما تو�ص ��ل اليه ط ��ب العيون‪،‬‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪91‬‬


‫�صحة‬

‫منظمة ال�صحة العالمية تدعو �إلى "�إحر�ص على فح�ص نظرك دائماً"‬

‫تحرر العيون‬ ‫تقنيات جديدة ّ‬ ‫من أمراضها ّ‬ ‫ونظاراتها‬

‫العي��ون م��ر�آة ال�صحة وهذه مقولة بليغة يعم��ل بموجبها كثير من الأطباء‪ ،‬ويُعتبر ط��ب العيون تخ�ص�ص ًا‬ ‫متم ّي��ز ًا وم��ن �أهم فروع الطب‪ ،‬التى تتعامل في الأ�سا�س مع االمرا���ض وجراحة الم�سالك الب�صرية‪ ،‬من‬ ‫ناحي��ة الت�شخي�ص والعالج والجراح��ة‪ ،‬ويت�ضمّ ن ذلك العين‪ ،‬الدماغ‪ ،‬و المناطق المحيطة بالعين‪ ،‬مثل‬ ‫الجهاز الدمعي و جفني العين‪ .‬كما يُعنَى �أي�ضا بالأخطاء الإنك�سارية التي ت�صيب العينين‪ ،‬والإلتهابات‬ ‫والرمد‪ ،‬والمعالجات الفيزيائية (الجراحي��ة) لت�صحيح النظر وزراعة العد�سات‪ ...‬ويعد هذا التخ�ص�ص‬ ‫م��ن �أكثر التخ�ص�ص��ات الطبية ذيوع ًا و�إنت�ش��ار ًا ‪ ،‬ويتطلب خبرة كبيرة من الأخ�صائ��ي فى هذا المجال‪،‬‬ ‫خ�صو�ص � ًا في معرفته �أحدث �أجه��زة الت�شخي�ص والعالج‪ ،‬وكيفية التعامل مع �أمرا�ض العيون المختلفة‪،‬‬ ‫بدقة وكفاءة عاليتين‪ .‬وللإطالع على �آخر ما تو�صل �إليه الطب الحديث من تقنيات وخدمات طبية في‬ ‫معالج��ة �أهم م�ش��اكل العين و�أمرا�ضها ‪ ،‬ف�ضال عن �إلقاء نظرة على �آخ��ر التقارير والإح�صاءات المرتبطة‬ ‫ب�ضعف الب�صر والعمى في العالم ‪ ،‬كان هذا التحقيق‪:‬‬ ‫بيروت ‪ -‬مازن مج ّوز‬

‫دكتور جوني خوري‬ ‫�أثناء �إجرائه �إحدى‬ ‫العمليات الجراحية‬

‫‪90‬‬

‫تح ��ت �ش ��عار "�إحر� ��ص عل ��ى فح� ��ص‬ ‫عيني ��ك"‪� ،‬إحتفل ��ت منظم ��ة ال�ص ��حة‬ ‫العالمية ف ��ي ‪ 11‬ت�ش ��رين الأول (�أكتوبر) ‪ 2013‬في‬ ‫م�ص ��ر باليوم العالمي للإب�ص ��ار‪ ،‬مركزة �إهتمامها‬ ‫على م�ش ��كلة العمى و�ض ��عف الب�ص ��ر‪ ،‬اللذين يمكن‬ ‫تجنبهم ��ا من خ�ل�ال رف ��ع م�س ��توى الوع ��ي حيالها‬ ‫ف�ض ًال عن تح�سين البرنامج الوطني ل�صحة العين‪.‬‬ ‫و�إختارت المنظمة ال�ص ��حة ال�شاملة للعين مو�ضوعاً‬ ‫رئي�س� � ًا‪ ،‬م�ش ��يرة الى �أنه مع تقدم ال�س ��ن خ�صو�ص� � ًا‬ ‫بعد الأربعين تتدهور قوة االب�ص ��ار بوجه عام‪ ،‬ولذا‬ ‫ين�ص ��ح �أطباء العيون بالحر�ص على فح�ص الأعين‬ ‫ب�إنتظام لإكت�شاف �أي �أ�سباب قد ت�ؤدي الى العمى �أو‬ ‫�ضعف الإب�صار‪.‬‬ ‫وت�ش ��ير تقديرات المنظمة لع ��ام ‪ 2010‬الى �أن �أكثر‬ ‫من ‪ 285‬مليون �ش ��خ�ص فى العالم م�صابون ب�ضعف‬ ‫الإب�ص ��ار‪ ،‬م ��ن بينه ��م ‪ 39‬مليون �ش ��خ�ص �أ�ص ��يبوا‬ ‫بالعم ��ى نتيج ��ة ع ��دم تمكنهم م ��ن الح�ص ��ول على‬ ‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬


‫عملية الليزك بكافة مراحلها‬

‫وهي بروز القرنية وتحدبها ب�ش ��كل غير طبيعي مما‬ ‫ي�ؤدي لعدم و�ض ��وح الر�ؤية‪ .‬وقد �أجازت هيئة الأدوية‬ ‫والأغذية الأميركية �إ�ستعمال زراعة حلقات القرنية‬ ‫لت�صحيح ق�صور الإب�صار‪.‬‬ ‫كل ذلك من دون �أن نن�سى التطور الكبير الذي يتميز‬ ‫به الم�ست�ش ��فى في مجال معالجة ال�س ��ويرق (المياه‬ ‫وال�س ��اد (المي ��اه البي�ض ��اء) والغلوكوما‬ ‫ال�س ��وداء) ّ‬ ‫(المي ��اه الزرقاء)‪ .‬وتعتبرهذه من �أخطر الأمرا�ض‬ ‫التي ت�ص ��يب العي ��ن‪ .‬وفي ما يتعل ��ق بالمياه الزرقاء‬ ‫تنجز العملية في �أقل من ‪ 10‬دقائق من خالل جرح‬ ‫�صغير ال يحتاج �إلى تقطيب‪.‬‬ ‫ويلف ��ت خ ��وري الذي �ش ��ارك في عمليات ف ��ي بلدان‬

‫اوروبي ��ة ع ��دة بينها فرن�س ��ا �إلى �أن جف ��اف الدمع‬ ‫يعتب ��ر �أه ��م ظاهرة في ط ��ب العيون‪ ،‬فهو ي�ص ��يب‬ ‫�أكتر من ‪ % 60‬من النا�س‪ ،‬ال �س ��يما في ظل �إدمانهم‬ ‫على ال�سهر‪� ،‬إ�ضافة الى التحديق �أو �إ�ستعمال العيون‬ ‫ب�ش ��كل كبير‪ ،‬او التعر�ض لهواء المكيف او المروحة‪،‬‬ ‫وم ��ن الحلول �إعتم ��اد الدمع الإ�ص ��طناعي كي تزيد‬ ‫الدمعة �أو و�ض ��ع �س ��دات لمجرى الدمع للمحافظة‬ ‫على الدمعة‪.‬‬ ‫وفي جديد طب العيون‪� ،‬أبتدع باحث ايراني طريقة‬ ‫ف ��ي العمليات الجراحي ��ة المعقدة المعنية ب�ش ��بكية‬ ‫العين‪� ،‬أتاحت له �إخراج ال�سيليكون الثقيل من العين‬ ‫من دون الحاجة للم�ضخة والإمت�صا�ص‪.‬‬

‫ويق ��ول الباح ��ث الإيران ��ي الدكت ��ور خليل قا�س ��مي‬ ‫فالورجاني ع�ض ��و اللجنة العلمي ��ة في جامعة العلوم‬ ‫الطبي ��ة ف ��ي طه ��ران‪" :‬ف ��ي العملي ��ات الجراحي ��ة‬ ‫المعنية بال�ش ��بكية‪ُ ،‬تتبع طريقتا و�ض ��ع الحلقة حول‬ ‫العي ��ن م ��ن الخ ��ارج‪ ،‬او �إزالة ما ي�س ��بب �إنف�ص ��ال‬ ‫ال�ش ��بكية م ��ن الداخ ��ل و�إل�ص ��اقها" م�ض ��يف ٌا‪�":‬إننا‬ ‫عمدن ��ا ف ��ي الطريق ��ة الجدي ��دة‪ ،‬لإزال ��ة الأغ�ش ��ية‬ ‫الم�سببة لإنف�ص ��ال ال�شبكية من الداخل او ًال تمهيد ًا‬ ‫لو�ض ��ع ال�ش ��بكية في مكانها‪ ،‬عند ذاك نقوم بتزريق‬ ‫زيت ال�س ��يليكون لبلورة �شكل ال�ش ��بكية ول�صقها في‬ ‫مكانها المحدد"‪.‬‬ ‫وب َّي ��ن الدكت ��ور فالورجان ��ي في مقال ن�ش ��رته مجلة‬ ‫"‪ "Retina‬االميركية الخا�صة بحراحة ال�شبكية في‬ ‫�شباط (فبراير) ‪� ،2012‬أن الطريقة �إختبرت على ‪5‬‬ ‫مر�ضى بنجاح قبل �إجرائها ل‪� 40‬آخرين‪.‬‬ ‫وك�شف �أن الأنظار تتجه اليوم نحو الطريقة الجديدة‬ ‫نظر ًا �إلى ن�سبة نجاحها العالية والمفتقرة كذلك لما‬ ‫كان يعانيه الجراح قديم ًا من �ص ��عوبات وم�ش ��كالت‬ ‫كثيرة‪.‬‬ ‫وف ��ي ما يتعلق بعواقب مر�ض ال�س ��كري على النظر‬ ‫نتوق ��ف عند ما قالته الدكتورة نهى خاطر �أ�س ��تاذة‬ ‫ط ��ب وجراح ��ة العي ��ون ف ��ي جامع ��ة القاه ��رة ف ��ي‬ ‫المنتدى العربي الرابع لمر�ض ال�س ��كر في ‪� 24‬أيلول‬ ‫(�سبتمبر) ‪�" :2013‬إن �إعتالل ال�شبكية ال�سكري هو‬ ‫الم�سبب الأول لأي �ض ��رر بال�شبكية ينتج عن �إرتفاع‬ ‫م�س ��توى ال�س ��كر بالدم‪ .‬وف ��ي حالة �إهم ��ال العالج‪،‬‬ ‫يعاني معظم الم�صابين من تدهور الب�صر‪ ،‬حيث �أن‬ ‫‪ %50‬منهم معر�ضون لخطر الإ�صابة بالعمى التام"‪ .‬‬ ‫لك ��ن العجز الب�ص ��ري الناتج عن �إعتالل ال�ش ��بكية‬ ‫ال�س ��كري م ��ن الممك ��ن عالج ��ه الآن‪ ،‬فف ��ي �آب‬ ‫(�أغ�سط�س) ‪� ،2012‬إعتمدت هيئة الأغذية والأدوية‬ ‫الأميركي ��ة عق ��ار "رانيبيزوم ��اب" لع�ل�اج �إعت�ل�ال‬ ‫ال�ش ��بكية ال�س ��كري‪ ،‬ويعتبر �أول عق ��ار معتمد لعالج‬ ‫هذا المر�ض ف ��ي العالم‪.‬وهو لم يثب ��ت فقط قدرته‬ ‫على وقف تده ��ور النظر‪ ،‬بل حقق تح�س ��ن ًا ملحوظ ًا‬ ‫في قوة �إب�صار المر�ضى‪.‬‬ ‫وف ��ي الخت ��ام تتوق ��ع م�ؤ�س�س ��ة "ر�ؤي ��ة ‪ "2020‬وهي‬ ‫�إئت�ل�اف عالمي من م�ؤ�س�س ��ات حكومي ��ة ومنظمات‬ ‫غي ��ر حكومية �أن يبلغ عدد العميان في العالم بحلول‬ ‫ع ��ام ‪ 2020‬نح ��و ‪ 75‬مليون ��ا‪ ،‬يعي� ��ش ‪ %90‬منهم في‬ ‫الب�ل�اد الفقيرة غي ��ر النامية‪ ،‬وتعتبر الم�ؤ�س�س ��ة �أن‬ ‫ع�ل�اج م�س ��ببات العمى وت�ص ��حيح الب�ص ��ر �أف�ض ��ل‬ ‫طريق ��ة بي ��ن ط ��رق الرعاي ��ة ال�ص ��حية لكونها غير‬ ‫مكلفة‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪93‬‬


‫�صحة‬ ‫ّ‬ ‫يو�ض ��ح الإخ�ص ��ائي ف ��ي �أمرا� ��ض وجراح ��ة العين‬ ‫الدكتور عبد ال�س ��تار مجذوب‪( ،‬وهو ع�ضو الجمعية‬ ‫الفرن�س ��ية لأطباء العيون ‪ ، S.F.O‬وع�ض ��و الجمعية‬ ‫االوروبي ��ة لجراحة المياه الزرقاء وت�ص ��حيح النظر‬ ‫‪�" :)E.S.C.R.S‬إن جه ��از الليزر يعمل على ت�س ��ليط‬ ‫حزم ��ة م ��ن �أ�ش ��عته عل ��ى �أن�س ��جة القرني ��ة المراد‬ ‫معالجته ��ا‪ .‬وف ��ي ح ��ال كان الت�س ��ليط عل ��ى �س ��طح‬ ‫القرني ��ة ف�إنها ت�س� � ّمى عملي ��ة الليزر‪ .‬ام ��ا في حال‬ ‫كان داخ ��ل القرني ��ة بع ��د �أحداث ق�ش ��رة �س ��طحية‬ ‫فانه ��ا ت�س ��مى "لي ��زك" "‪ ."lasik‬وبمعن ��ى �آخر هو‬ ‫تغيير �س ��طح القرنية وبالتالي تغيير �إنعكا�س ال�ضوء‬ ‫على القرنية ح�س ��ب معطيات �ضعف النظر التي يتم‬ ‫برمجتها على الكومبيرتر"‪.‬‬ ‫وي�ؤك ��د الدكت ��ور مج ��ذوب على �أن ��ه "ب ��ات ب�إمكاننا‬ ‫الق ��ول ل ��كل م ��ن يخ�ض ��ع لأي م ��ن ه ��ذه العمليات ‪:‬‬ ‫�إخل ��ع نظارتي ��ك وانظ ��ر بـ"العي ��ن المج ��ردة" الى‬ ‫الدني ��ا "‪ ،‬وي�ش ��رح ب� ��أن ت�ص ��حيح النظ ��ر باللي ��زر‬ ‫يكون للأ�شخا�ص الذين يعانون من ق�صر في النظر‬ ‫"‪ "Myopie‬وبع ��د النظ ��ر "‪،"hypermetropie‬‬ ‫والإنح ��راف "‪ ."astigmatisme‬الفت� � ًا �إل ��ى �أن‬ ‫"هناك طرق ًا عدة لت�ص ��حيح النظر ح�س ��ب درجات‬ ‫�ضعف النظر وح�سب �س ��ماكة القرنية‪ ،‬ون�سبة نجاح‬ ‫هذه العمليات تقارب ‪."% 100‬‬ ‫وم ��ن المع ��روف �أن تكلفة ه ��ذا النوع م ��ن العمليات‬ ‫مرتفعة‪ ،‬نظر ًا �إلى تطلبها �إخت�صا�ص ًا عالي ًا من قبل‬ ‫الطبيب‪ ،‬ولكون جه ��از الليزر اكزيمر مرتفع الثمن‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى تكاليف �صيانته العالية‪.‬‬ ‫ام ��ا في منطقة ال�ش ��رق االو�س ��ط " فيع ��ود �إزدياد‬ ‫�أمرا�ض النظر في جانب منه �إلى الإقبال الزائد على‬ ‫�إ�س ��تعمال �أجهزة الكومبيوت ��ر والهواتف المحمولة‪:‬‬ ‫"بتن ��ا نالحظ �أن التوا�ص ��ل الطبيعي بين النا�س قد‬ ‫تراجع وح ّلت مكانه �ش ��بكات التوا�ص ��ل الإجتماعي"‬ ‫يق ��ول دكت ��ور جوني خ ��وري (جراح عي ��ون وقرنية‬ ‫مخروطية – ومتخ�ص�ص بالجراحة الإنك�سارية في‬ ‫م�ست�شفى بيروت التخ�ص�صي للعيون)‪.‬‬ ‫وتعد تقني ��ة (الفيمتو ليزك ) من �أح ��دث التقنيات‬ ‫الت ��ي يعتمدها �أطباء العيون ف ��ي العالم‪ ،‬وهي باتت‬ ‫متوافرة في الم�ست�ش ��فى الواقع ف ��ي محلة المتحف‬ ‫في بيروت والمكون م ��ن ‪ 13‬طابق ًا‪ ،‬من خالل جهاز‬ ‫"الفيمتو ليزك" المعروف ب�أنه جهاز �سريع جدا وذو‬ ‫دق ��ة متناهية‪ ،‬مما ي�ض ��من نجاح العمليات بن�س ��بة‬ ‫‪.%99‬‬ ‫ً‬ ‫كما وي�شتهر الم�ست�شفى حاليا بعمليات �أجرى خوري‬ ‫العديد منها‪ ،‬وهي معالجة جراحية ب�سيطة وحديثة‬ ‫‪92‬‬

‫�شعار اليوم العالمي لالب�صار‬

‫ت�شير تقديرات منظمة ال�صحة‬ ‫العالمية لعام ‪ 2010‬الى �أن �أكثر من ‪285‬‬ ‫مليون �شخ�ص فى العالم م�صابون ب�ضعف‬ ‫الإب�صار‪ ،‬بينهم ‪ 39‬مليون �شخ�ص �أ�صيبوا‬ ‫بالعمى نتيجة عدم تمكنهم من الح�صول‬ ‫على الرعاية الطبية‬ ‫ج ��د ًا للقرني ��ة المخروطي ��ة‪ ،‬تعتمد عل ��ى زرع حلقة‬ ‫خا�صة في �سماكة القرنية بحيث ت�ضغط هذه الحلقة‬ ‫بطريقة معينة ت�ؤدي �إلى تخفيف �إنحناء القرنية‪.‬‬ ‫وقد ح�ص ��لت هذه الطريقة على موافقة هيئة الدواء‬ ‫والغذاء الأميركية (‪ )FDA‬في العام ‪ ، 2004‬ب�شرط‬ ‫�إ�س ��تخدامها فق ��ط للمر�ض ��ى الذين لم ي�س ��تطيعوا‬ ‫�إ�ستعمال العد�سات الال�صقة الخا�صة والذين لديهم‬ ‫قرنية مخروطية متو�سطة ال�شدة‪.‬‬ ‫و�أكث ��ر العد�س ��ات المو�ص ��وفة للقرني ��ة المخروطية‬ ‫ه ��ي من ن ��وع "‪ "ROSE-K‬وهي عد�س ��ات �أميركية‬ ‫معروفة جد ًا على م�ستوى العالم ‪.‬‬ ‫عل ��ى م ��دى ‪ 52‬عام� � ًا كان يتم عالج عيوب �إنك�س ��ار‬ ‫العين من طريق ت�ش ��ريط القرنية التي كان الجراح‬ ‫الرو�س ��ي ال�ش ��هير (في ��دوروف) �أح ��د روادها‪ .‬في‬ ‫بداي ��ة ثمانين ��ات الق ��رن الفائ ��ت ظه ��رت تقني ��ة‬ ‫"االك�س ��يمرليزر" الذي �أتاح �إعادة ت�ش ��كيل �سطح‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫القرنية بدقة فائقة‪.‬‬ ‫وقد كانت البداية بما يعرف بـ"‪Photo Refractive‬‬ ‫‪ "Keratectomy PRK‬ال ��ذي كانت تتم فيه �إزالة‬ ‫الخاليا ال�س ��طحية للقرنية قبل عملي ��ة الليزر‪ ،‬وقد‬ ‫كان ��ت هذه التقني ��ة هي الأكثر �ش ��يوع ًا حت ��ى بداية‬ ‫ت�س ��عينات الق ��رن الما�ض ��ي‪ ،‬حي ��ث ت ��م تطويره ��ا‬ ‫ب�إدخ ��ال م ��ا ع ��رف ب"‪Laser Assisted Insitu‬‬ ‫‪ "Keratomileusis‬ال ��ذي �أح ��دث طفرة كبيرة في‬ ‫جراحات عيوب �إنك�سار العين حيث تم تالفي جميع‬ ‫االث ��ار الجانبي ��ة لل� �ـ ‪ PRK‬م ��ن حيث عدم ال�ش ��عور‬ ‫بالألم بعد العملية والتح�سن ال�سريع للنظر في اليوم‬ ‫التالي وعالج ن�س ��بة �أكبر من درجات ق�ص ��ر النظر‬ ‫… �إلخ‪.‬‬ ‫وف ��ي ال�س ��نوات الأخيرة ي�ش ��ير خوري �إل ��ى �أن طب‬ ‫العي ��ون �ش ��هد عملي ��ة ( فليك�س ) ب�إ�س ��تخدام جهاز‬ ‫"الفي ��زو ماك�س"‪ ،‬والتي تعتمد عل ��ى تقنية "الفيمتو‬ ‫�س ��كند" التي �أ�ص ��بحت في الجيل الثال ��ث‪ ،‬من دون‬ ‫الحاجة الى �أ�ش ��عة "االكزييمر اليزر" الم�س ��تخدمة‬ ‫في عمليات "الليزك" التقليدية‪.‬‬ ‫�إذ ًا لق ��د �أ�ص ��بح ت�ص ��حيح ق�ص ��ر النظ ��ر‬ ‫وال"�أ�س ��تيغماتيزم"‪ ،‬م ��ن خ�ل�ال العم ��ل داخ ��ل‬ ‫القرني ��ة م ��ن دون الحاجة �إلى فتح �ص ��فيحة دائرية‬ ‫في �س ��طحها ممكن ًا اليوم ‪ ،‬بف�ضل �أحدث تكنولوجيا‬ ‫اللي ��زر والتي ُتطبق في مجال الجراحة الإنك�س ��ارية‬ ‫القرنوية (‪.)Lasik‬‬ ‫�إن تقني ��ة (‪Relex SMILE Small Incision‬‬ ‫‪ )Lenticule Extraction‬الت ��ي ت�س ��تخدم لي ��زر‬ ‫الفيمت ��و ثاني ��ة (‪ ،)Femtosecond Laser‬ت�س ��مح‬ ‫للج ��راح بتعدي ��ل درجة الإنك�س ��ار ف ��ي القرنية من‬ ‫خالل �ش ��ق �ص ��غير ج ��د ًا يبل ��غ طوله بح ��دود ‪ ٢‬ملم‬ ‫فق ��ط‪�" .‬إن ه ��ذا التطور ُيمثل قف ��زة نوعية في هذه‬ ‫الجراحة‪ ،‬حيث �أن �ش ��ق ًا �أ�ص ��غر بع�شر مرات يجرى‬ ‫عو�ض� � ًا عن الق�ص الطبقي الذي ي�ص ��ل حجمه �إلى‬ ‫‪ ٢٠‬مل ��م‪ ،‬يجع ��ل من ه ��ذه التقني ��ة �أن تك ��ون الأقل‬ ‫َب�ض� � َع ًا‪ ،‬وبالتال ��ي الأكث ��ر �أمان� � ًا من �أجل ت�ص ��حيح‬ ‫الب�صر"‪ ،‬يرى خوري‪.‬‬ ‫والالفت �أن كل هذه العمليات متوافرة في عدد قليل‬ ‫م ��ن الم�ست�ش ��فيات المتخ�ص�ص ��ة بط ��ب العيون في‬ ‫لبنان‪ ،‬لكنها ت�شكل جزء ًا من العمليات التي يوفرها‬ ‫الم�ست�ش ��فى المذك ��ور والمج ّه ��ز ب�أح ��دث التقنيات‬ ‫والتجهي ��زات‪ ،‬والم�ؤه ��ل بفري ��ق طبي متخ�ص ���ص‪.‬‬ ‫وم ��ن الأمثلة �أي�ض� � ًا جراحة زراعة حلق ��ات القرنية‬ ‫والت ��ي ت�س ��تعمل ف ��ي حاالت ق�ص ��ر النظر الب�س ��يط‬ ‫(م ��ن ‪ 1-‬حتى ‪ )3-‬وفي حاالت القرنية المخروطية‬


‫كتاب‬

‫"ملكية مكافحة‪� :‬إيمان‪ ،‬حكمة و�شجاعة ‪ -‬محمد الخام�س‪ ،‬الح�سن الثاني‪ ،‬محمد ال�ساد�س"‬

‫التهامي الطاهري العلوي يكشف أسرار ملوك المغرب في كتاب!‬ ‫�صدر �أخي��ر ًا عن دار "المن�شورات المغاربية" كتاب "ملكية مكافحة‪� :‬إيمان‪ ،‬حكمة و�شجاعة ‪-‬‬ ‫محم��د الخام�س‪ ،‬الح�سن الثاني‪ ،‬محمد ال�ساد���س"‪ ،‬للكاتب المغربي التهامي الطاهري العلوي‬ ‫والذي كتب مقدمته موالي �إ�سماعيل العلوي‪ .‬في ما يلي مراجعة له‪.‬‬ ‫بيروت ‪ -‬جوزف قرداحي‬ ‫ي�ؤكد الكاتب المغربي التهامي الطاهري‬ ‫العل ��وي ف ��ي مقدم ��ة كتابه ال ��ذي يحمل‬ ‫عن ��وان‪" :‬ملكية مكافح ��ة‪� :‬إيمان‪ ،‬حكمة و�ش ��جاعة ‪-‬‬ ‫محم ��د الخام�س‪ ،‬الح�س ��ن الثاني‪ ،‬محمد ال�س ��اد�س"‬ ‫ال�صادر حديث ًا عن دار "المن�شورات المغاربية"‪:‬‬ ‫ "لي� ��س ل ��دي �أي �س ��ر لأك�ش ��فه‪ ،‬ولي�س لي �أي �ص ��فة‬‫خا�ص ��ة لأكتب ع ��ن المل ��وك الثالثة محم ��د الخام�س‬ ‫والح�س ��ن الثاني ومحمد ال�ساد�س‪ .‬الأوالن‪ ،‬قدّ�س اهلل‬ ‫روحيهما‪ ،‬طبع ��ا �إلى الأبد التاريخ المعا�ص ��ر للمغرب‬ ‫و�س � ّ�جال �إ�س ��ميهما ف ��ي �س ��جل المل ��وك العظم ��اء"‪.‬‬ ‫ذل ��ك �أن الكت ��اب الذي يقع في ‪� 232‬ص ��فحة‪ ،‬يتحدث‬ ‫عن خ�صو�ص ��ية الملكي ��ة المغربية التي �س ��اهمت في‬ ‫تحديث المملكة ومواكبتها التطور‪ ،‬بف�ضل ثالثة ملوك‬ ‫�إ�ستثنائيين هم محمد الخام�س‪ ،‬المكافح في المعركة‬ ‫م ��ن �أج ��ل الإ�س ��تقالل الوطن ��ي و�إع ��ادة بن ��اء الدولة‬ ‫الوطني ��ة‪ ،‬والح�س ��ن الثان ��ي‪ ،‬المكاف ��ح م ��ن �أجل بناء‬ ‫المغرب الحديث والوحدة الوطنية‪ ،‬ومحمد ال�ساد�س‪،‬‬ ‫المكافح من �أج ��ل اال�س ��تمرارية والتحديث‪ ،‬من �أجل‬ ‫مغرب ديموقراطي وحديث‪.‬‬ ‫وي�ش ��ير الكاتب �إلى �أن الملك محمد ال�س ��اد�س‪ ،‬الذي‬ ‫�إنطلق عهده بـف�أل ح�س ��ن‪" ،‬لف ��ت اهتمام الر�أي العام‬ ‫وحظي بالت�أييد ال�شعبي‪ ،‬من خالل حر�صه على توطيد‬ ‫العم ��ل الإجتماعي وحماي ��ة حقوق الإن�س ��ان والحرية‬ ‫والت�ضامن"‪ ،‬الأمر الذي �ساهم في و�ضع المغرب على‬ ‫�سكة التقدم والديموقراطية والحداثة‪ ،‬بف�ضل حكمته‬ ‫و�ش ��جاعته وت�ص ��ميمه‪ ،‬مبرز ًا "الإ�س ��تثناء" المغربي‬ ‫ف ��ي عالم عرب ��ي �إ�س�ل�امي يواجه رهان ��ات الحداثة‪ .‬‬ ‫وي�ش ��رح الطاه ��ري العلوي ف ��ي كتابه "�إن ��ه مع حلول‬ ‫القرن الع�ش ��رين‪ ،‬وجد المغرب نف�سه �إلى جانب بع�ض‬ ‫المجتمع ��ات العربية الإ�س�ل�امية ف ��ي مواجهة حداثة‬ ‫متوح�ش ��ة ف ��ي غالبيتها‪ ،‬و�ص ��عوبات في التما�ش ��ي مع‬ ‫ّ‬ ‫الع�ص ��ر م ��ن دون التخلي ع ��ن تراث الأج ��داد‪ .‬وت�أتي‬ ‫خ�صو�ص ��ية الملكية المغربية من واقع �أنها تم ّكنت من‬ ‫تحم ��ل هذا التط ��ور بمرونة ج ّنبتها الم�س ��ا�س بهويتها‬ ‫المغربية الوطنية"‪ ،‬منوه ًا �إلى �أن المملكة تدين بهذا‬

‫التهامي الطاهري‬ ‫العلوي �أمام‬ ‫غالف عمالق‬ ‫للكتاب‬

‫النج ��اح �إلى دوره ��ا المتكامل والم�س ��تمر ك�أحد رموز‬ ‫الحكم وال �س ��يما �أن النظ ��ام الملكي في مرتبة واحدة‬ ‫مع ال�ش ��عب‪ ،‬الذي هو م�صدر �ش ��رعيته وحكمه‪ ،‬الأمر‬ ‫الذي ك ّر� ��س النموذج المغرب ��ي نظام ًا �إ�س ��تثنائي ًا في‬ ‫العالم العربي‪ .‬‬ ‫يعط‬ ‫وي ��رى الطاه ��ري‪� ،‬أن التج� � ّذر في الما�ض ��ي ل ��م ِ‬ ‫لوح ��ده الملكي ��ة المغربية "ه ��ذه الق ��وة المتم ِّيزة في‬ ‫تمثي ��ل ال�ش ��رعية والنظ ��ام"‪ ،‬ذل ��ك �أن العر� ��ش ف ��ي‬ ‫المغ ��رب ه ��و "رمز الوح ��دة التي ال ج ��دال حولها في‬ ‫تعزيز �إنخراط ال�ش ��عب المغربي في النظام الملكي"‪،‬‬ ‫الأمر الذي يح�ض الأطراف كافة على بذل الكثير من‬ ‫الت�ضحيات ب�إخال�ص ال حدود له‪.‬‬ ‫وي�ؤكد الطاهري العلوي �أن "الملكية هي م�ؤ�س�سة تقوم‬ ‫على عقد �شخ�ص ��ي‪ ،‬فمن كان عل ��ى ر�أ�س الهرم يجب‬ ‫�أن يعتبر نف�س ��ه م�س� ��ؤو ًال �أمام اهلل‪ .‬وبف�ضل هذا العقد‬ ‫�إتحد الملك وال�ش ��عب جنب ًا �إل ��ى جنب‪ ،‬من �أجل كفاح‬ ‫مقدّ�س‪� ،‬ش ��عر من خالله الجانب ��ان �أنهما بطالن من‬ ‫�أبطال المملكة المغربية"‪.‬‬ ‫وي�ش ��ير الكات ��ب‪� ،‬إل ��ى هذا الن�ض ��ال القوم ��ي الوطني‬ ‫الذي طبع م�سيرة الملوك الثالثة بطابع خا�ص "ملوك‬ ‫بم�س ��توى ع ��ال من الفك ��ر‪ ،‬عادلون و�إن�س ��انيون"‪ ،‬من‬ ‫خ�ل�ال ثالث مراحل تتطابق م ��ع مراحل حكمهم على‬ ‫التوالي "محمد الخام�س‪ :‬ن�ضال في المعركة من �أجل‬ ‫اال�س ��تقالل و�إعادة بناء الدولة الوطنية"‪ ،‬و"الح�س ��ن‬ ‫الثان ��ي‪ :‬ن�ض ��ال م ��ن �أج ��ل وح ��دة الأر� ��ض وت�أ�س ��ي�س‬ ‫الدول ��ة"‪ ،‬و"محم ��د ال�س ��اد�س‪ :‬ن�ض ��ال ف ��ي مواجه ��ة‬

‫تحدي ��ات الألفي ��ة الثالث ��ة‪ ،‬من �أج ��ل تحقي ��ق العدالة‬ ‫الإجتماعية‪ ،‬والديموقراطية والحداثة"‪.‬‬ ‫وفي قراءته لهذه العهود‪� ،‬أ�شار الكاتب �إلى �أن "الملكية‬ ‫وال�ش ��عب وجدا نف�س ��يهما في الخندق عينه من خالل‬ ‫مقاوم ��ة المحت� � ّل‪ ،‬ومن خالل الم�س ��يرة الخ�ض ��راء‪،‬‬ ‫وفي جميع المعارك الوطنية �ض ��د جنون التحكم ومن‬ ‫�أج ��ل بناء مغرب حدي ��ث وديموقراطي‪ .‬مغرب منفتح‬ ‫ومت�س ��امح وملت ��زم‪ ،‬ويواك ��ب الألفية الثالث ��ة من دون‬ ‫خوف �أو عقد"‪.‬‬ ‫ف ��ي مقدمة الكتاب‪� ،‬أ�ش ��اد م ��والي �إ�س ��ماعيل العلوي‬ ‫بم�س ��اهمة الطاه ��ري "ال�ش ��ديدة الأهمي ��ة" التي من‬ ‫�ش�أنها �أن تحدّد الخيط الذي ربط هذه العهود الثالثة‬ ‫وجعلها قادرة في فترة ال تتجاوز الـ‪� 85‬س ��نة �أن ت�سير‬ ‫بالب�ل�اد نح ��و التقدم ف ��ي جمي ��ع المج ��االت‪ ،‬بتوافق‬ ‫ت ��ام مع �آمال ال�ش ��عب المغربي الوفي وال�ش ��جاع‪ ،‬على‬ ‫الرغم من كل الأزم ��ات التي م ّرت في تاريخ المملكة‪.‬‬ ‫وختم ا�س ��ماعيل العلوي قائ ًال‪" :‬هناك �سالالت دفعت‬ ‫ح�س �سيا�سي حاد‬ ‫بها ظروف دقيقة وخ�صو�ص ًا بف�ضل ّ‬ ‫�أ�ص ��بحت �إ�س ��تثنائية وطبعت بطريقة ال يمكن محوها‬ ‫تاري ��خ بع� ��ض البل ��دان‪ .‬وهو ح ��ال بالدن ��ا‪ ،‬المغرب‪،‬‬ ‫بف�ض ��ل �س�ل�الة ال�س ��لطان م ��والي يو�س ��ف (‪-1912‬‬ ‫ج�س ��دها على التوال ��ي محمد الخام�س‪،‬‬ ‫‪ )1927‬التي ّ‬ ‫ملك اال�س ��تقالل‪ ،‬والح�سن الثاني‪ ،‬ملك توحيد الوطن‬ ‫وقائ ��د مغرب الحداثة ومحمد ال�س ��اد�س‪ ،‬ملك تعميق‬ ‫المفهوم الديموقراطي في حياتنا ال�سيا�سية والوطنية‬ ‫وبطل العدالة الإجتماعية"‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪95‬‬


‫الموقف الثقافي‬

‫وديع الصافي والعالقة الملتبسة مع فيروز وصباح!‬ ‫بقلم جوزف قرداحي‬

‫ال يمك ��ن الحدي ��ث ع ��ن ودي ��ع ال�صاف ��ي م ��ن‬ ‫دون الحدي ��ث ع ��ن �شعراء واكب ��وه في م�سيرته‬ ‫الفنية‪ ،‬و�ساهموا في و�ضع المداميك الأ�سا�سية للأغنية‬ ‫اللبناني ��ة �أمث ��ال الأ�سعدين ال�سبعل ��ي و�سابا‪ ،‬ومارون كرم‬ ‫ومي�شال طراد وعبد الجليل وهبي وعلي الحاج وطانيو�س‬ ‫الحم�ل�اوي وغيرهم‪ .‬كما ال يمك ��ن الف�صل ما بينه وبين‬ ‫فناني ��ن عمالق ��ة رافق ��وه و�أ�صبح ��وا رم ��وزاً و�أيقون ��ات‬ ‫للأغني ��ة اللبناني ��ة‪� ،‬أمث ��ال فيروز و�صب ��اح وملحم بركات‬ ‫�أطال اهلل في �أعمارهم‪ ،‬ون�صري �شم�س الدين رحمه اهلل‪.‬‬ ‫عالق ��ة ال�صاف ��ي به� ��ؤالء لم تك ��ن عالق ��ة �إعترا�ضية‪ ،‬و�إن‬ ‫�شابته ��ا بع� ��ض الإلتبا�س ��ات عل ��ى الم�ستويي ��ن ال�شخ�ص ��ي‬ ‫والفني‪ ،‬و�صلت في �أحيانٍ كثيرة �إلى حد القطيعة نتيجة‬ ‫التناف� ��س عل ��ى ال�شه ��رة‪ ،‬والت�ساب ��ق عل ��ى �إحت�ل�ال ال�صف‬ ‫الأول م ��ن خ�ل�ال و�سيل ��ة �إذاعي ��ة وحي ��دة‪ ،‬ه ��ي الإذاع ��ة‬ ‫اللبناني ��ة الت ��ي كان مج ��رد الدخ ��ول �إل ��ى مملكته ��ا �أ�شبه‬ ‫بالدخ ��ول ال ��ى الجن ��ة‪ ،‬بف�ض ��ل �شروطه ��ا القا�سي ��ة ج ��داً‬ ‫لقب ��ول �أي �صوت ال يتم ّت ��ع بالموا�صفات العالية والأهلية‬ ‫والكفاءة‪.‬‬ ‫كان ال�صحاف ��ي الراح ��ل ج ��ورج �إبراهي ��م الخ ��وري يروي‬ ‫ف ��ي جل�سات ��ه الخا�ص ��ة‪� ،‬أ�س ��راراً لم ي�ش�أ ن�شره ��ا في خالل‬ ‫حياته‪ ،‬عن تلك العالقات الملتب�سة بين ال�صافي و�صباح‬ ‫ومن ثم بينه وبين فيروز ون�صري �شم�س الدين‪ ،‬ما جعل‬ ‫�إمكاني ��ة التع ��اون الفن ��ي بي ��ن ه� ��ؤالء الأقط ��اب م ��ن رابع‬ ‫الم�ستحي�ل�ات‪ ،‬و�إن تك ّلل بعملين رائعين في البدايات مع‬ ‫�صب ��اح هم ��ا "مو�سم الع� � ّز" و"دوالي ��ب الهوا" م ��ن ت�أليف‬ ‫الأخوي ��ن رحبان ��ي‪ .‬وهي م ��ن الأعمال الن ��ادرة التي كادت‬ ‫� اّأل ت ��رى الن ��ور‪ ،‬ل ��وال ل ��م تن�شغل في ��روز بعمله ��ا لمرتين‬ ‫متتاليتي ��ن‪ ،‬حي ��ث كان م ��ن المق ��رر �أن تك ��ون ه ��ي بطل ��ة‬ ‫الم�سرحيتي ��ن‪ ،‬ولكن �إلتزام الرحبانيين عا�صي ومن�صور‬ ‫بمواعي ��د مهرجانات بعلب ��ك‪ ،‬جعلهما يلج� ��أان �إلى �صباح‬ ‫والإ�ستعان ��ة به ��ا‪ ،‬وق ��د �إ�صطدم ��ا بالكثي ��ر م ��ن المواق ��ف‬ ‫الطريف ��ة بي ��ن �صب ��اح وال�صاف ��ي‪ ،‬الت ��ي �أ�ش ��ار �إليه ��ا زي ��اد‬ ‫الرحبان ��ي غم ��زاً وتهكم� �اً ف ��ي م�سرحيت ��ه "�ش ��ي فا�ش ��ل"‪.‬‬ ‫وي ��روي الخبث ��اء �أن عا�ص ��ي الرحبان ��ي �أ�صابت ��ه نوبة من‬ ‫ال�ضح ��ك المتوا�ص ��ل‪ ،‬حين �إكت�ش ��ف �أن ال�صافي كان على‬ ‫‪94‬‬

‫قطيع ��ة م ��ع �صب ��اح ط ��وال م�سرحي ��ة "مو�سم الع� � ّز" على‬ ‫الرغ ��م م ��ن قيامه بدور عاطفي �أمامه ��ا وهو دور �شاهين‬ ‫المغروم بحال‪.‬‬ ‫م ��ن الأعمال النادرة الت ��ي جمعت ال�صافي بفي ��روز �أي�ضاً‬ ‫والت ��ي عرف ��ت نجاحاً منقطع النظير ه ��ي "�سهرية حب"‬ ‫و"ق�صي ��دة ح ��ب"‪ ،‬غير �أن ه ��ذا النجاح ل ��م ي�شفع لأعمال‬ ‫�أخ ��رى ب� ��أن ت ��رى الن ��ور م ��ا بي ��ن العمالقي ��ن الغنائيين‪،‬‬ ‫لأ�سباب بقيت طي الكتمان و�إن ت�سللت من وراء الكوالي�س‬ ‫�إل ��ى �أروق ��ة ال�صحافة التي بدورها لم ت�ش�أ الإف�صاح عنها‪،‬‬ ‫حفاظاً على ماء وجه الفنانين �أمام جمهورهما المترامي‬ ‫الأطراف في لبنان والعالم العربي‪.‬‬ ‫ي ��روي المق ّربون من العائلة الرحبانية‪� ،‬أن ال�صافي على‬ ‫طيبت ��ه وكيا�ست ��ه وحالوة ل�سانه‪ ،‬كان �صع ��ب المرا�س في‬ ‫التعام ��ل معهم ��ا‪ ،‬و�أن �شروط ��ه عل ��ى الرغم م ��ن �أحقيتها‬ ‫كان ��ت م�ستحيل ��ة على الأخوي ��ن عا�صي ومن�ص ��ور اللذين‬ ‫كان ��ا ّ‬ ‫ي�ضخ ��ان كل ع�ص ��ارة �إبداعهم ��ا ف ��ي �ص ��وت في ��روز‪،‬‬ ‫الأم ��ر ال ��ذي كان ُي�شع ��ر ال�صاف ��ي ب�شيء م ��ن الغبن ومن‬ ‫الإنتقا� ��ص من حجمه‪ .‬فه ��و يرى نف�سه بر�أي من خبروه‬ ‫جي ��داً‪ ،‬بلب ً‬ ‫ال ب�إمكانه �أن يغ ّرد منفرداً في ف�ضائه الرحب‪،‬‬ ‫وال يحت ��اج �أن يح�ص ��ر �صوت ��ه في القف� ��ص الرحباني ولو‬ ‫كان قف�صاً من ذهب خال�ص‪.‬‬ ‫م ��ن هنا نفهم �س ��ر العالق ��ة الملتب�سة بين نج ��وم ال�صف‬ ‫الأول ف ��ي كل زمان ومكان‪ ،‬وم ��ن هنا �أي�ضاً نفهم �سر هذا‬ ‫الفتور القاتل في العالقة مع فنانة واكبت مجده وواكب‬ ‫مجدها مثل فيروز‪ ،‬تجد نف�سها في مكان ما‪ ،‬غير معنية‬ ‫بح�ض ��ور مرا�س ��م دفن �أيقونة ت�شبهه ��ا‪ ،‬كانت له معها في‬ ‫غابر الأيام وقفة عز فنية لن تتكرر‪.‬‬ ‫ه ��ل ه ��ي نرج�سية الفن الت ��ي ال توفر حت ��ى العظماء من‬ ‫�أمرا�ضه ��ا‪� ،‬أم �أ�سب ��اب �أخ ��رى �ستمي ��ط عنها اللث ��ام فيروز‬ ‫�شخ�صياً في يوم من الأيام؟!‬ ‫مهم ��ا يك ��ن‪ ،‬ف� ��إن ودي ��ع ال�صافي �أغل ��ق بموت ��ه واحدة من‬ ‫�آخ ��ر مدار�س الف ��ن الأ�صيل‪ ،‬المتبقية م ��ع فيروز و�صباح‬ ‫وملح ��م ب ��ركات و�صب ��اح فخ ��ري‪ ،‬ليب ��د�أ ع�ص ��ر �إنحط ��اط‬ ‫جديد مع �أكاديميات الفن الرخي�ص‪ ،‬والغناء الذي يخرج‬ ‫من م�ؤخرات العار�ضات‪ ،‬بد ًال من الحناجر الذهبية!‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬


‫زوجة كلينت إيستوود تطلب الطالق‪ ...‬رسمي ًا‬ ‫طلب ��ت زوج ��ة الممث ��ل والمخ ��رج‬ ‫الأميركي كلينت �إي�ستوود (‪ 83‬عام ًا)‬ ‫الط�ل�اق بعد ‪ 17‬عام ًا م ��ن الزواج �إثر‬ ‫خالف ��ات ال تحل‪ ،‬بح�س ��ب ما ك�ش ��فت‬ ‫ناطق ��ة با�س ��م محكم ��ة مونتي ��ري في‬ ‫كاليفورنيا‪.‬‬ ‫قدمت دينا �إي�س ��توود (‪ 48‬عام ًا) وهي‬ ‫�ص ��حافية ومقدم ��ة برام ��ج تلفزيوني ��ة‬ ‫والزوج ��ة الثاني ��ة للنج ��م الهولي ��وودي‬ ‫م�ستندات الطالق �إلى محكمة مونتيري‬ ‫في جنوب �س ��ان فران�سي�سكو حيث مكث‬ ‫الزوج ��ان لفت ��رة طويلة‪ ،‬وطالب ��ت دينا‬ ‫بح�ض ��انة ابنته ��ا مورغ ��ن (‪ 16‬عام� � ًا)‬ ‫على �أن يحق لوالدها �أن يزورها‪ ،‬وطلبت‬ ‫�أي�ض� � ًا نفق ��ة �ش ��هرية وتغطي ��ة لتكالي ��ف‬ ‫معام�ل�ات الطالق‪ ،‬وفق ما جاء في طلب‬

‫كلينت �إي�ستوود‪ :‬الطالق الثاني‬

‫الطالق المن�شور عبر و�سائل الإعالم‪.‬‬ ‫ومنذ �آب (�أغ�س ��ط�س) الما�ض ��ي ت�سري‬ ‫�ش ��ائعات ف ��ي هوليوود ب�ش� ��أن ني ��ة دينا‬ ‫�إي�س ��توود طل ��ب الطالق م ��ن زوجها‪� ،‬إذ‬ ‫كان الزوجان يعي�ش ��ان منف�ص ��لين منذ‬ ‫فت ��رة وجيزة‪ ،‬بح�س ��ب مجل ��ة "بيبول"‪،‬‬ ‫ويذك ��ر �إل ��ى �أنهم ��ا تزوج ��ا ف ��ي العام‬ ‫‪ ،1996‬ولكلين ��ت ‪� 7‬أطفال غير مورغن‬ ‫من ن�س ��اء �أخريات‪ ،‬م ��ن بينهن زوجته‬ ‫الأولى ماغي جون�سون‪.‬‬ ‫وكان �إي�س ��توود خالل م�سيرته الطويلة‬ ‫ف ��از ب�أرب ��ع جوائ ��ز "�أو�س ��كار"‪ ،‬وهي‬ ‫جائزة �أف�ض ��ل فيلم و�أف�ضل مخرج في‬ ‫العام ‪ 1993‬ع ��ن فيلمه "�آنفورغيفن"‬ ‫وع ��ن فيل ��م "ملي ��ون دوالر بايبي" في‬ ‫العام ‪2004‬‬

‫تحول ممثلة أميركية إلى عازفة موسيقية‬ ‫"جراحة" ّ‬

‫ك�ش ��فت الممثلة الأميركي ��ة‪ ،‬ماري‬ ‫�س ��تينبرغن‪� ،‬أن جراح ��ة ب�س ��يطة‬ ‫خ�ض ��عت لها قبل فت ��رة في ذراعها‬ ‫كان ��ت ال�س ��بب وراء �إكت�ش ��افها‬ ‫ق ��درات مو�س ��يقية ل ��م ي�س ��بق �أن‬ ‫كانت لديها‪.‬‬ ‫وقالت �س ��تينبرغن ل�ش ��بكة "�س ��ي‬ ‫بي �إ�س" الأميركية �إنها خ�ض ��عت‬ ‫لجراح ��ة ب�س ��يطة ف ��ي ذراعه ��ا‬ ‫و�إ�س ��تيقظت منها ولديه ��ا فج�أة‬ ‫ق ��درات مو�س ��يقية ال يمكنه ��ا‬ ‫تف�س ��يرها‪ ،‬قدرات لم تكن لديها‬ ‫طوال �أعوام عمرها الـ‪.60‬‬ ‫و�أ�ض ��افت �أن الجراحة "تطلبت‬ ‫تخدير ًا عام ًا‪ ،‬وبد�أت المو�سيقى‬ ‫عندي بعدها مبا�شرة"‪.‬‬ ‫و�أكدت �أنها ال ت�س ��تطيع تف�سير‬ ‫الأمر‪ ،‬م�ش ��يرة �إل ��ى �أنها منذ‬

‫الممثلة الأمي‬

‫ركية ماري �ستينبرغن‪ :‬معجزة �أم ماذا؟‬

‫ذلك الي ��وم �ألفت �أو �س ��اعدت‬ ‫في ت�أليف �أكثر من ‪� 40‬أغنية‪.‬‬ ‫وذك ��رت الممثل ��ة الحائ ��زة‬ ‫على جائ ��زة �أو�س ��كار �أن �آلتها‬ ‫المو�س ��يقية المف�ضلة الآن هي‬ ‫الأكورديون الذي تجيد العزف‬ ‫عليه‪.‬‬ ‫و�أ�ضافت "�أنا مهوو�سة به‪ ،‬و�أحبه‬ ‫ب�ش ��كل يتخطى حدود الت�ص ��ور‪،‬‬ ‫فهو يجذبني وال �أعرف لماذا"‪.‬‬ ‫من جهت ��ه قال زوج �س ��تينبرغن‪،‬‬ ‫تيد دان�س ��ون‪� ،‬إنه هو من �إ�ش ��ترى‬ ‫لزوجت ��ه �أول �آل ��ة �أكورديون رغم‬ ‫�إعتراف ��ه �أن ��ه كان يخ�ش ��ى ف ��ي‬ ‫البداية من �ش ��غفها الجديد‪ .‬لكنه‬ ‫�أك ��د �أن المو�س ��يقى والع ��زف على‬ ‫الأكوردي ��ون يجلب ��ان له ��ا �س ��عادة‬ ‫عارمة‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪97‬‬


‫عالم النجوم‬

‫المياسة آل ثاني األكثر تأثير ًا في مجال الفن‪..‬‬ ‫تنفق مليار دوالر كل عام‬ ‫�أختيرت ال�ش ��يخة الميا�س ��ة �آل ثاني �شقيقة �أمير قطر‪ ،‬لتكون ال�شخ�ص ��ية الأكثر ت�أثير ًا في‬ ‫العال ��م في مجال الفن المعا�ص ��ر للعام ‪ ،2013‬بح�س ��ب �ص ��حيفة "�آرت ريفيو" في عددها‬ ‫ال�صادر في ال�شهر الفائت‪.‬‬ ‫ووفق� � ًا للمجلة‪ ،‬ف�إن �ش ��قيقة الأمي ��ر تميم بن حمد‪ ،‬التي تتول ��ى �إدارة المتاحف في بلدها‪،‬‬ ‫تنفق مليار دوالر �سنوي ًا في �سوق الفنون‪.‬‬ ‫ويع ��ادل ه ��ذا المبلغ ‪� 30‬ض ��عف ًا مجموع المبال ��غ التي �أنفقه ��ا متحف الفن المعا�ص ��ر في‬ ‫نيويورك و‪� 175‬ضعف ًا مجموع ما �أنفقه متحف الفن المعا�صر في لندن في العام الما�ضي‪،‬‬ ‫ال�شيخة الميا�سة �‬ ‫آل ثاني‪ :‬رائدة عالمية في عالم الفنون‬ ‫وفق ًا للمجلة‪ .‬علم ًا �أن قطر ت�سعى �إلى �إحتالل موقع مرموق في ال�ساحة الفنية العالمية‪.‬‬ ‫وفي ‪� ،2012‬أثارت قطر �ضجة لدى �شرائها لوحة "العبو الورق" للر�سام بول �سيزان بمبلغ قيا�سي هو ‪ 250‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫وم ّولت �إدارة المتاحف القطرية العام الما�ض ��ي معر�ض� � ًا للفنان داميان هير�س ��ت في متحف الفن المعا�صر في لندن جذب ‪ 463‬الف زائر‪،‬‬ ‫قب ��ل �أن ينتق ��ل �إلى الدوحة‪ .‬وكانت ال�ش ��يخة الميا�س ��ة �إحتل ��ت الموقع الـ‪ 90‬في قائمة الأكث ��ر ت�أثير ًا في مجال الفنون ف ��ي العام ‪ ،2011‬ثم‬ ‫قفزت �إلى المرتبة الـ‪ 11‬في العام الفائت‪ ،‬قبل �أن تحتل الموقع الأول هذا العام متقدمة على �أ�سماء كبيرة في هذا المجال مثل الق ِّيم على‬ ‫المعار�ض الألماني دافيد ت�سفيرنر‬

‫وتتزوج مدني ًا!‬ ‫كارول سماحة تخطب بالسر‬ ‫ّ‬ ‫ل ��م ت�س ��تطع المغنية اللبنانية كارول �س ��ماحة �أن تخ ّب ��ئ فترة �أكثر م�ص ��رية ول ��ه فت ��اة منها‪ ،‬وق ��د �إنف�ص�ل�ا منذ �س ��نوات ع� �دّة‪ .‬در�س‬ ‫خبر خطوبتها من رجل الأعمال الم�ص ��ري وليد م�صطفى‪ .‬تكتّمت �إخت�ص ��ا�ص ال�ص ��يدلة‪ ،‬ولكنه �إنتقل �إلى عالم الأعم ��ال‪ .‬كان يتر�أ�س‬ ‫على هوية حبيبها لأ�شهر عدّة‪ ،‬ورف�ضت الحديث عنه في �إطالالتها مجل� ��س �إدارة موق ��ع "اليوم ال�س ��ابع" الم�ص ��ري‪ ،‬وتركه قب ��ل فترة‪،‬‬ ‫االعالمي ��ة‪� ،‬إال �أنها �أخي ��ر ًا دخلت القف�ص الذهبي ف�إ�ض ��طرت �أن و ُيعرف ب�إ�س ��تثماراته في ال�ش ��واطئ الخا�ص ��ة في ال�س ��احل ال�شمالي‬ ‫ت�شارك معجبيها الحدث‪ ،‬ون�شرت �صورة لف�ستان زفاف كتبت تحته في المحرو�س ��ة‪ ،‬وهو �أحد �ش ��ركاء متاجر "فيرجين ميغا�س ��تور" في‬ ‫فرعها في م�ص ��ر‪ .‬يعي�ش رجل االعمال بعيد ًا من الأ�ضواء‪ ،‬لكن اليوم‬ ‫"‪."Getting Ready‬‬ ‫تت�صدّر �أخباره ال�ص ��حافة الم�صرية‪ ،‬لأنه ُيعتبر من‬ ‫وكان ��ت العرو�س �س ��افرت ف ��ي ال�ش ��هر الفائت �إلى قبر� ��ص لإجراء‬ ‫�أوائ ��ل رجال االعمال الم�ص ��ريين الذين يتزوجون‬ ‫مرا�س ��م زواجه ��ا المدن ��ي بح�ض ��ور الأه ��ل‬ ‫مدني ًا‪ .‬تربطه عالقة قوية مع وزير االعالم ال�سابق‬ ‫والأ�ص ��دقاء المقربي ��ن‪ ،‬بع ��د تعدي ��ل خطتهما‬ ‫�صفوت ال�شريف‪ ،‬وهما �شركاء في �أكثر من م�شروع‬ ‫باالحتف ��ال ثالث ��ة �أي ��ام في ج ��زر �س ��انتوريني‬ ‫تج ��اري‪ .‬وقد َدع ��م العري�س زوجته ب�س ��ر ّية تامة‪،‬‬ ‫اليوناني ��ة‪ .‬وكان م ��ن المق ��رر �أن ُتق ��ام �س ��هرة‬ ‫و�أطل ��ق حمل ��ة دعائي ��ة للتروي ��ج لألبومه ��ا الأخير‬ ‫زفاف في �أيلول (�سبتمبر)‪ ،‬ولكن �إ�صابة كارول‬ ‫"�إح�س ��ا�س" في القاهرة‪ ،‬حيث �ص ّورت منه �أغنية‬ ‫ف ��ي ظهره ��ا خ�ل�ال تدريباته ��ا على م�س ��رحية‬ ‫"وح�ش ��اني ب�ل�ادي" (�ألحان المو�س ��يقار محمد‬ ‫"ال�س ��يدة" جعلتها ت�ؤج ��ل هذه الخطوة‪ .‬وكانت‬ ‫عب ��د الوهاب وكلم ��ات محمد جمع ��ه) في �إحدى‬ ‫�ص ��احبة �أغنية "�إح�س ��ا�س" ق ��د �إرتبطت برجل‬ ‫ال�ص ��حارى ف ��ي العا�ص ��مة‪ .‬كم ��ا �إخت ��ارت نجمة‬ ‫االعمال الم�ص ��ري قبل �أ�ش ��هر عدّة‪ ،‬وقد و�ضعت‬ ‫"ب�ص ��باح االلف التالت" ف�س ��تان ًا م ��ن مجموعة‬ ‫خاتم الخطوبة ف ��ي برنامج "�إك�س فاكتور" الذي‬ ‫الم�ص ��مم اللبناني زهير مراد‪ ،‬و�أ�شرفت خبيرة‬ ‫�شاركت في لجنة تحكيمه‪.‬‬ ‫وم ��ن المع ��روف �أن م�ص ��طفى كان متزوج� � ًا م ��ن كارول �سماحة‪ :‬ن�صفها الآخر الجديد ‪ ...‬م�صري! التجميل باتري�سيا ريغا على �إطاللتها‬

‫‪96‬‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬


‫كابتن ريت�شارد فيليب�س (توم هانك�س) عندما دخل عليه القرا�صنة‬

‫القبط ��ان و بارخاد عبدي ف ��ي دور "ميوز"‪ ،‬زعيم‬ ‫ع�ص ��ابة القرا�ص ��نة – قبل �أن يتقاطع م�صيرهما‬ ‫عل ��ى متن "�أالبام ��ا"‪� .‬إبتداء م ��ن منزله المحاط‬ ‫بمناظ ��ر خالبة في والية "فيرمون ��ت" الأميركية‪،‬‬ ‫ي�ص� � ّور الفيل ��م فيليب� ��س وهو ي�س ��تعد لل�س ��فر �إلى‬ ‫دبي في �أح ��دث مهماته‪ .‬الرجل ال ��ذي ينتمي �إلى‬ ‫المدر�س ��ة القديمة يح ��اول فهم عال ��م جديد من‬ ‫الفو�ض ��ى؛ يق ��ول فيليب�س �إلى زوجت ��ه في الطريق‬ ‫�إل ��ى المطار كيف �أنه قلق �س ��واء عل ��ى �إبنهما �إذا‬ ‫كان ق ��ادر ًا عل ��ى �ض ��مان حي ��اة كريمة ‪ -‬وم ��ا �إذا‬ ‫�س ��يكون قادر ًا عل ��ى التعامل مع المناف�س ��ة للعمل‬ ‫في �إقت�ص ��اد معولم‪� .‬إن الأم ��ر الخفي‪� ،‬إن لم يكن‬ ‫ف ّعا ًال وبارز ًا جد ًا‪ ،‬هو �أن الفيلم هو عن الر�أ�سمالية‬ ‫العالمي ��ة كم ��ا ه ��و ق�ص ��ة ح ��ول البقاء عل ��ى قيد‬ ‫الحياة‪ .‬عندما و�ص ��ل فيليب�س �إلى دبي و �أبحر في‬ ‫�سفينته ال�ضخمة‪� ،‬إنتقل تركيز الفيلم على القرية‬ ‫ال�ساحلية ال�صومالية "�إيل"‪ .‬هناك‪ ،‬حدث �ضغط‬ ‫على "ميوز" للعودة �إلى العمل مع القرا�صنة ‪ -‬لقد‬ ‫�أبلغه رئي�س ��ه وه ��و �أحد �أمراء الح ��رب �أنّ ال بد له‬ ‫م ��ن الع ��ودة �إلى المحيط لك�س ��ب رزق ��ه‪ .‬وبحذر‪،‬‬ ‫نجح ميوز في جذب مجموعة من الرجال وتوجهوا‬ ‫جميع ًا �إلى عر�ض البحر‪.‬‬ ‫ب�س ��رعة‪� ،‬إ�س ��تطاع غرينغرا� ��س حماي ��ة "كابت ��ن‬ ‫فيليب� ��س" م ��ن الإنتق ��ادات‪ ،‬فه ��و مج ��رد فيل ��م‬ ‫ع ��ن الرج ��ل الأبي� ��ض النبيل والقرا�ص ��نة ال�س ��ود‬ ‫المتوح�ش ��ين‪ ،‬الذين يجب محاربتهم حتى الموت‬ ‫ف ��ي �أعالي البح ��ار‪ .‬فيليب�س هو عن�ص ��ر وحيد في‬ ‫الإقت�ص ��اد العالمي‪ ،‬يقوم بنقل �ص ��ناديق معدنية‬ ‫كبي ��رة م ��ن نقطة �إلى �أخ ��رى فيما ه ��و يجل�س في‬ ‫مق�ص ��ورته يبعث بر�س ��ائل عبر البريد الإلكتروني‬

‫ميوز (بارخاد عبدي) مع ع�صابته‬

‫�إل ��ى زوجت ��ه الموجودة ف ��ي عالم بعي ��د ‪ -‬كل هذا‬ ‫يح ��دث فيم ��ا هو ي�س ��تمع ال ��ى �أري ��ك كالبتون في‬ ‫�أغني ��ة "ليل ��ة رائع ��ة"‪� .‬أم ��ا "مي ��وز" فه ��و مقاتل‬ ‫متردد‪ ،‬ال يح ّبذ �إراق ��ة الدماء ولكنه يرهب قائده‬ ‫الطاغية الذي يهدده ب�إ�ستمرار‪.‬‬ ‫م ��ن خ�ل�ال عب ��دي ف ��ي دور "مي ��وز" يح ��اول‬ ‫غرينغرا� ��س رفع الفيل ��م (ممثل �ص ��اعد‪ ،‬عبدي‬ ‫كان يقود �س ��يارة �أج ��رة في مدين ��ة مينيابولي�س‬ ‫قب ��ل �أن ُي�س ��تدعى للق ��اء مفت ��وح و ُيعط ��ى �إلي ��ه‬ ‫ال ��دور)‪ .‬الجزء الأكبر من الفيلم ُيل َعب في حدود‬ ‫خانق ��ة في ق ��ارب النجاة ال ��ذي ي�س ��عى "ميوز"‬ ‫ورجال ��ه الفرار بوا�س ��طته للعودة �إلى ال�ص ��ومال‬ ‫م ��ع الرهين ��ة (حيث كان ��وا ي�أمل ��ون بمقاي�ض ��ته‬ ‫بفدي ��ة مالية)‪ .‬وفيما هما عالق ��ان مع ًا على متن‬ ‫�س ��فينة �ص ��غيرة‪ ،‬ينم ��و بي ��ن "مي ��وز" وفيليب� ��س‬ ‫�ش ��يء من العالقة الثنائية ال�ص ��عبة حيث ير�سم‬

‫المخرج بول غرينغرا�س‪:‬‬ ‫"الأفالم لي�ست �صحافة‪ .‬كما �أنها‬ ‫لي�ست تاريخاً‪ .‬لكني �أعتقد حقاً �أن الأفالم‬ ‫يمكنها �أن تقول حقائق‪ .‬ويمكنها �أن‬ ‫تقول لك كيف كان �سيكون الأمر لو كنت‬ ‫هناك‪� ،‬أو �شيئاً عما كان يمكن عليه الأمر‬ ‫�أن تكون هناك‪� ،‬أو �شيئاً من تعقيدات‬ ‫ومخاطر العالم"‬

‫�ص ��ورة �أن�س ��نة �أقل لقر�ص ��ان �ص ��ومالي‪ .‬وعندما‬ ‫ت�ص ��ل البحري ��ة االميركي ��ة‪ ،‬ي�ص ��بح "مي ��وز"‬ ‫�شخ�ص ��ية م�أ�س ��وية‪ .‬مع ظهور البارجة الأميركية‬ ‫" ‪ "USS Bainbridgeat‬كان ��ت ال ت ��زال �أمامه‬ ‫�أمي ��ال من البح ��ر يجب �أن يجتازها حتى ي�ص ��ل‬ ‫�إلى ال�ص ��ومال‪ ،‬لكن لم تكن لديه خيارات جيدة‪.‬‬ ‫"لق ��د جئت بعي ��د ًا جد ًا"‪ ،‬قال "مي ��وز" الحزين‬ ‫لفيليب�س على متن قارب النجاة‪.‬‬ ‫لماذا و�ص ��ل "ميوز" �إلى هذا الحد؟ لفتات الفيلم‬ ‫تعط ��ي ع ��دد ًا قلي�ل ً�ا م ��ن الإجاب ��ات‪ ،‬ولك ��ن هذا‬ ‫ي� ��ؤدي �إلى ورطة‪ .‬يذكر "مي ��وز" لفترة وجيزة ب�أن‬ ‫مناطق ال�ص ��يد التي كانت في ال�سابق مربحة في‬ ‫ال�ص ��ومال ق ��د �إ�س ��تنفدت‪ ،‬الأمر ال ��ذي لم يترك‬ ‫ل ��ه خي ��ارات‪ .‬ولكن هل ف ��ي الحقيقة ه ��ذا الفيلم‬ ‫ع ��ن محنة ال�ص ��يادين ال�ص ��وماليين؟ ربما ‪� -‬إذا‬ ‫كانت الإيماءة نحو �إ�س ��تنفاد الأر�ص ��دة ال�س ��مكية‬ ‫ف ��ي البالد ل ��م تب ُد وك�أنه ��ا خارج المو�ض ��وع‪ ،‬ف�إن‬ ‫�إنت�شار "القات" النبات المن ّبه في الفيلم ال يجعل‬ ‫م ��ن "مي ��وز" وطاقم ��ه �أكث ��ر تعاطف ًا‪ .‬القرا�ص ��نة‬ ‫يواظب ��ون على م�ض ��غ "القات" ويتخا�ص ��مون على‬ ‫�إمدادات ��ه؛ في بع� ��ض الأحيان يبدون كح�شا�ش ��ين‬ ‫الذين خطف ��وا القبطان فقط من �أجل الح�ص ��ول‬ ‫على ال�س ��يولة الالزمة للح�ص ��ول على �إمداداتهم‬ ‫م ��ن "القات"‪ .‬ولكن في حي ��ن �أن غرينغرا�س كان‬ ‫يمكن ��ه �أن يفع ��ل �أكثر لتج�س ��يد الحي ��اة الداخلية‬ ‫للقرا�ص ��نة ال�ص ��وماليين ‪ -‬يبدو �أن فيلم هوليوود‬ ‫ذات الموازن ��ة الكبيرة لم يفعل �أي �ش ��يء من هذا‬ ‫القبي ��ل – ف�إنه يحق ��ن �إتجاه ًا خفي� � ًا تخريبي ًا في‬ ‫الفيلم وذلك بف�ضل بع�ض الكتابة البارعة‪" .‬يجب‬ ‫ان يك ��ون هناك �ش ��يء �آخ ��ر غير كونك �ص ��ياد ًا �أو‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪99‬‬


‫الفن ال�سابع‬

‫الممثل الذي لعب دور قائد القرا�صنة كان �سائق �سيارة �أجرة في مدينة مينيابولي�س الأميركية‬

‫نعم‪ ،‬األفالم "تستطيع قول الحقائق"‬ ‫ولكن هل فعل "كابتن فيليبس" ذلك؟‬ ‫هل ت�ستطيع الأفالم رواية وت�صوير الحقائق كما هي ؟ �أم �أن عد�ستها وق�صتها‬ ‫لهم��ا ر�ؤية �أخرى للأمور؟ التقرير التالي يحاول الإجابة عن هذا ال�س�ؤال عبر‬ ‫نقده لفيلم "كابتن فيليب�س" الذي نزل �إلى ال�صاالت الدولية منذ �أ�سابيع‪.‬‬

‫مل�صق‬ ‫الفيلم‬ ‫"كابتن‬ ‫فيليب�س"‬

‫‪98‬‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫وا�شنطن ‪ -‬كاتيا �سرور‬ ‫"الأفالم لي�س ��ت �ص ��حافة‪ .‬كم ��ا �أنها‬ ‫لي�س ��ت تاريخ� � ًا‪ .‬لكني �أعتق ��د حق ًا �أن‬ ‫الأف�ل�ام يمكنها �أن تقول حقائق‪ .‬ويمكنها �أن تقول‬ ‫لك كيف كان �سيكون الأمر لو كنت هناك‪� ،‬أو �شيئ ًا‬ ‫عما كان يمكن عليه الأمر �أن تكون هناك‪� ،‬أو �شيئ ًا‬ ‫من تعقيدات ومخاطر العالم"‪.‬‬ ‫هذه‪ ،‬يق ��ول المخرج بول غرينغرا� ��س‪ ،‬هي الروح‬ ‫الت ��ي يقدّمها عمله الجديد "كابتن فيليب�س"‪ ،‬وهو‬ ‫فيلم مثير ومتوتر وم�ش ��دود يروي كيفية الإ�ستيالء‬ ‫عل ��ى �س ��فينة �ش ��حن ترف ��ع العل ��م االميرك ��ي‪،‬‬ ‫"ماير�سك �أالباما"‪ ،‬و�إختطاف قبطانها‪ ،‬ومن ثم‬ ‫العملية التي �أنقذت ��ه‪ .‬كان غرينغرا�س يتحدث في‬ ‫وا�ش ��نطن خالل عر�ض الفيلم في ال�شهر الفائت‪،‬‬ ‫حيث �أثارت الم�شاعر التي �أعرب عنها مو�ضوعات‬ ‫فيلمه الرائ ��ع‪ .‬الأحداث التي ي�س ��تند �إليها الفيلم‬ ‫هي حت ��ى الآن معروف ��ة‪ :‬في الع ��ام ‪ ،2009‬قامت‬ ‫ع�ص ��ابة من القرا�صنة ال�ص ��وماليين بالإ�ستيالء‬ ‫عل ��ى "�أالبام ��ا"‪ ،‬وبالتال ��ي �إختط ��اف قبطانه ��ا‪،‬‬ ‫ريت�ش ��ارد فيليب�س‪ ،‬في �أحد قوارب نجاة ال�سفينة‪.‬‬ ‫عل ��ى الأث ��ر قام فري ��ق من نخب ��ة ق ��وات البحرية‬ ‫الأميركية بعملي ��ة جريئة لإنقاذ فيليب�س من زورق‬ ‫النج ��اة حيث كان محتجز ًا من قب ��ل خاطفيه بعد‬ ‫�إطالق مجموعة من طلق ��ات نارية دقيقة التوجيه‬ ‫من قنا�ص من عل ��ى المدمرة الأميركية القريبة‪.‬‬ ‫ولكن في محاولة للقب�ض على "�شيء من تعقيدات‬ ‫ومخاط ��ر العالم"‪ ،‬ل ��م يح ��اول غرينغرا�س فقط‬ ‫رواية ق�ص ��ة ال ت�ص� �دّق عن كيفية تمك ��ن فيليب�س‬ ‫ال�ص ��مود ومواجهة محنته‪ ،‬فهو حاول �أي�ض ًا �شرح‬ ‫لماذا ُحجز فيليب�س ُ‬ ‫وخطف تحت تهديد ال�س�ل�اح‬ ‫م ��ن قبل مجموعة من ال�ش ��باب ال�ص ��وماليين في‬ ‫المقام الأول‪.‬‬ ‫وال�س� ��ؤال‪ :‬هل نج ��ح غرينغرا�س ف ��ي تحقيق ذلك‬ ‫التعهد الطموح جد ًا ؟‬ ‫الجمهور يلتقي نجوم الفيلم ‪ -‬توم هانك�س في دور‬


‫الفن ال�سابع‬

‫و�صول البحرية الأميركية‬

‫خاط ��ف النا�س"‪ ،‬يقول فيليب�س لآ�س ��ره‪" .‬ربما في‬ ‫�أميركا"‪ ،‬يجيبه "ميوز"‪.‬‬ ‫وه ��ذا ه ��و جوهر ه ��ذا الفيلم‪ :‬ف ��ي نهاي ��ة اليوم‪،‬‬ ‫�إنه فيل ��م عن �أمي ��ركا وحروبها‪ .‬عل ��ى الرغم من‬ ‫�أن جه ��ود الوالي ��ات المتحدة لمكافحة القر�ص ��نة‬ ‫قبالة ال�س ��واحل ال�ص ��ومالية لي�ست ر�س ��مي ًا جزء ًا‬ ‫من الحرب عل ��ى الإرهاب‪ ،‬ف�إن الحرب الأميركية‬ ‫�ض ��د تنظي ��م القاعدة ال تزال تحوم ف ��ي الخلفية‪.‬‬ ‫�ترخ‪ ،‬ال �أحد �سي�صاب ب�أي �أذى ‪ .‬ال‬ ‫"كابتن‪� ،‬إ�س � ِ‬ ‫وج ��ود لتنظيم "القاعدة" هنا‪� .‬إنها فقط �ص ��فقة‬ ‫�أعم ��ال"‪ ،‬يقول مي ��وز لفيليب� ��س‪ .‬كم ��ا �أن مغاوير‬ ‫البحري ��ة الذي ��ن �أت ��وا لإنق ��اذ فيليب� ��س بالطب ��ع‬ ‫�أ�ص ��بحوا رمز ًا من تلك المعركة ( قتل �أ�س ��امة بن‬ ‫الدن �س ��وف يفعل ذلك)‪ .‬عندما و�ص ��لت "القوات‬ ‫الخا�ص ��ة" الى الم ��كان بعد حوالي �إنق�ض ��اء ثلثي‬ ‫مدة الفيلم‪� ،‬س ��يطر �أفرادها ف ��ور ًا على الموقف‪.‬‬ ‫مع ظهورها‪ ،‬تح ��ول الفيلم من العالق ��ة المتوترة‬ ‫بين فيليب�س وميوز �إلى نوع من اللقطات المعروفة‬ ‫للمخرج غرينغرا�س ‪ -‬ت�ص ��وير عن قرب‪ ،‬م�س ��ك‬ ‫الأيدي‪ ،‬ولقطات ه�ش ��ة �س ��ريعة للغاية للم�ش ��اهد‬ ‫المتوت ��رة‪ .‬وهذا حق ًا عار‪ .‬بمجرد �أن تح ّول الفيلم‬ ‫�إلى و�ضع مثير‪ ،‬ف�إن طموحات غرينغرا�س المن ّمقة‬ ‫لإثارة "التعقي ��دات والأخطار في العالم" خرجت‬ ‫م ��ن النافذة‪ .‬بد ًال من ذلك‪� ،‬إنته ��ى الفيلم كتحية‬ ‫�أخرى �إلى قدرات القوات الخا�ص ��ة الأميركية في‬ ‫القتل والترهيب‪.‬‬ ‫لهذا ال�س ��بب‪ ،‬الفيلم الذي بد�أ عر�ض ��ه في ال�شهر‬ ‫الفائ ��ت ي�أت ��ي مع مفارق ��ة‪ .‬لقد قامت في ال�ش ��هر‬ ‫الفائت مجموعة من قوات البحرية بعملية �إم�ساك‬ ‫وخطف في ال�ص ��ومال حيث ف�ش ��لت ف�ش ًال ذريع ًا‪،‬‬

‫كابتن فيليب�س في زورق النجاة‬

‫فيما تراجع ��ت "الق ��وات الخا�ص ��ة" البحرية من‬ ‫دون تحقيق اله ��دف‪ .‬لكن "كابتن فيليب�س" يعتمد‬ ‫ف ��ي النهاية �أ�س ��طورة جب ��روت القوات الخا�ص ��ة‬ ‫الأميركية‪� .‬ض ��مني ًا يفيد الفيلم ب�أن ه�ؤالء الرجال‬

‫�أداء توم هانك�س كان �شجاعاً‪،‬‬ ‫ومكثفاً‪ ،‬و ُي�صعب �أن ُين�سى‪ ،‬لكنه على‬ ‫ما يبدو بعيد جداً من الحقيقة الفعلية‪.‬‬ ‫"لقد كان الواقع �أ�سو�أ بكثير مما �أظهره‬ ‫الفيلم‪ ،‬لذلك لم يكن حقاً من ال�صعب‬ ‫جداً م�شاهدته" قال ريت�شارد‬ ‫فيليب�س الحقيقي‬

‫المخرج بول غرينغرا�س‬

‫يمكن �أن يح ّلوا معظم‪� ،‬إن لم يكن كل‪ ،‬الم�ش ��اكل‪:‬‬ ‫فق ��ط �أعطهم الم�سد�س ��ات و�أمر المهم ��ة ‪� -‬إنهم‬ ‫قدي ��رون‪ ،‬لذل ��ك م ��اذا يمك ��ن ان يح ��دث خط�أ؟‬ ‫انها م�ش ��اعر تردّد ما جاء في فيلم "�ص ��فر ظالم‬ ‫ثالث ��ون" (‪ )Zero Dark Thirty‬وال ��ذي ي�ص ��ور‬ ‫الغ ��ارة على �أ�س ��امة ب ��ن الدن‪ ،‬وي ّدع ��ي �أن معظم‬ ‫الم�شاكل في ال�سيا�سة الخارجية للواليات المتحدة‬ ‫يمك ��ن ح ّلها من طريق تعليق القواعد وو�ض ��ع عدد‬ ‫قليل من الرج ��ال الجيدين (وربما �إمر�أة واحدة)‬ ‫لحل الق�ضية‪.‬‬ ‫في عر�ض "كابتن فيليب�س" في وا�ش ��نطن ال�ش ��هر‬ ‫الما�ضي‪� ،‬س� ��ألتُ قائد ال�سفينة الحقيقي ريت�شارد‬ ‫فيليب� ��س‪ ،‬ال ��ذي كان بي ��ن الح�ض ��ور‪ ،‬كي ��ف يرى‬ ‫العالقة بين "فيليب�س" الخيالي و�آ�س ��ره ؟‪� .‬أجاب‪:‬‬ ‫"ل ��م يكن تعاطف هناك‪ .‬لم تكن هناك �أعرا�ض‬ ‫�س ��توكهولم‪ ،‬ال قلق‪ ،‬ال تعاطف‪ ،‬وال �ش ��فقة"‪" .‬كنا‬ ‫في فريقين مختلفين"‪ .‬عندما تحدثت �إلى فيليب�س‬ ‫كان ق ��د �إنته ��ى للتو من ر�ؤية تجربت ��ه الغريبة من‬ ‫�ص ��راعه مع الحياة �أو مواجه ��ة الموت وقد خ ّلدت‬ ‫ف ��ي �أداء ت ��وم هانك� ��س‪� .‬إن الأداء كان �ش ��جاع ًا‪،‬‬ ‫ومكثف ًا‪ ،‬و ُي�ص ��عب �أن ُين�س ��ى‪ ،‬ولكن ��ه على ما يبدو‬ ‫بعي ��د جد ًا من الحقيقة الفعلي ��ة‪" .‬لقد كان الواقع‬ ‫�أ�س ��و�أ بكثير مما �أظهره الفيلم‪ ،‬لذلك لم يكن حق ًا‬ ‫من ال�صعب جد ًا م�شاهدته" قال فيليب�س‪.‬‬ ‫هنا تكمن الم�ش ��كلة‪ .‬الحقيقة الفعلية ‪ -‬من خبرة‬ ‫فيليب�س‪ ،‬والأو�ض ��اع في ال�صومال‪ ،‬و قدرة القوات‬ ‫الأميركية الخا�ص ��ة ‪ -‬و�ض ��عت جانب ًا ف ��ي الفيلم‪.‬‬ ‫لإ�ستخدام �ص ��ياغة غرينغرا�س‪" ،‬كابتن فيليب�س"‬ ‫ينقل "كيف كان �سيكون الأمر لو كنت هناك"‪.‬‬ ‫بالن�سبة �إلى هوليوود قد يكون ذلك كافي ًا‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪101‬‬


Lody Saliby

Haute Couture

Wedding dresses, Evening clothes, Selling or Renting, Pret-a- Porter, Accessories

Christ Le Rois Center, 8th Floor, Adonis Road, Zouk Mossbeh, Lebanon Tel: 00961 – (0) 9221643 , Email: lodysaliby@hotmail.com, Web: www.lodysaliby.com


‫الزميل جورج �سمعان والدكتور ح�سن حداد والزميل �سليم ن�صار‬ ‫ورئي�س تحرير "�أ�سواق العرب" كابي طبراني‬

‫من اليمين‪ :‬الليدي �أولغا ميتالند و�سفير الأردن مازن الحمود‪ ،‬والباروني�سة جيني تونغ‪،‬‬ ‫ونظمي �أوجي‪ ،‬ورئي�س حكومة لوك�سمبورغ ال�سابق حاك �سانتير‪ ،‬و�إبت�سام �أوجي‬

‫نظمي �أوجي يتو�سط البارونة نيكل�سون وال�سفير التون�سي نبيل عمار‬

‫نظمي �أوجي يتو�سط المحافظ جافين �أرثر والليدي �أولغا ميتالند‬

‫جانب من الح�ضور‬

‫نظمي �أوجي يلقي كلمته‬

‫عبد الهادي المجالي (من الي�سار) والدكتور علي ال�سعد‬ ‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪103‬‬


‫مجتمع‬

‫"مفتاح لندن" لرئيس المنظمة اإلنكليزية العربية نظمي أوجي‬ ‫من ��ح عمدة لندن وثيقة (مفتاح لندن) �إلى رئي�س المنظمة الإنكليزية العربية‬ ‫نظمي �أوجي تقدير ًا للجهود التي قدّمها من خالل المنظمة منذ ت�أ�سي�سها في‬ ‫‪ 22‬كانون الثاني (يناير) ‪ .2003‬وقد �أقيم في المنا�س ��بة حفل �إ�ستقبال تبعته‬ ‫ُ‬ ‫"�ستاي�شنرز هول" في قلب العا�صمة البريطانية جرى خاللها‬ ‫م�أدبة ع�شاء في‬ ‫ت�س ��ليم �أوجي الوثيقة من قبل ممثل عمدة لندن موراي كريغ الذي �أ�شاد بدور‬ ‫المنظم ��ة في م ّد الج�س ��ور بين المملك ��ة المتحدة والعالم العرب ��ي‪ ،‬كما �ألقى‬ ‫كلمة تحدث فيها عن المعنى الذي ترمز �إليه هذه الوثيقة‪.‬‬ ‫يذك ��ر �أن بين الذي ��ن حازوا هذا التكري ��م‪ :‬الأميرة ديانا‪ ،‬ورئي�س ��ي الحكومة‬ ‫البريطانية وين�س ��تون ت�شرت�ش ��ل ومارغريت تات�ش ��ر‪ ،‬والرئي�س ��ين الأميركيين‬

‫فرانكلي ��ن روزفلت ودوايت �أيزنهاور‪ ،‬ورئي� ��س حكومة الهند جواهر الل نهرو‪،‬‬ ‫ورئي�س جنوب �أفريقيا نيل�سون مانديال‪...‬‬ ‫وكانت للمحتفى به نظمي �أوجي كلمة ع ّبر فيها عن �أهمية هذا اليوم بالن�سبة‬ ‫�إلي ��ه و�إل ��ى عائلت ��ه‪ ،‬كما �ش ��كر اللورد ماي ��ر الذي ر�ش ��حه لنيل ه ��ذه الوثيقة‬ ‫التاريخي ��ة التي تحمل المعنى البليغ "الحرية"‪ ،‬والتي �س ��تجعله زمي ًال لأنا�س‬ ‫مه ّمين حظيوا بهذا التكريم قبله عبر قرون �سابقة‪.‬‬ ‫وقد ح�ض ��ر المنا�سبة عدد من ال�شخ�صيات الر�س ��مية والديبلوما�سية العربية‬ ‫والأجنبية �إ�ض ��افة �إلى ح�ش ��د من رجال الأعمال و�أع�ضاء المنظمة ونخبة من‬ ‫�أهل ال�صحافة‪.‬‬

‫نظمي �أوجي يتو�سط لوردات ونواب ًا و�سفراء وبع�ض ال�شخ�صيات‬

‫نظمي �أوجي وعقيلته �إبت�سام يدخالن قاعة الإحتفال لبدء المرا�سم‬

‫نظمي �أوجي يت�سلم وثيقة التكريم من ممثل عمدة لندن موراي كريغ‬

‫نظمي �أوجي وعقيلته �إبت�سام يتو�سطان �أع�ضاء مجل�س �إدارة و�أمناء المنظمة الإنكليزية العربية‬

‫�إبت�سام �أوجي ت�شرب ك�أ�س المحبة بح�سب التقاليد البريطانية‬

‫‪102‬‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬


‫ف�ؤاد ثابت وم�سعود الأ�شقر‬

‫هيلين بدارو وميراي بويز‬

‫جورج حداد وجورج ونجوى عون‬

‫جاكلين وحميد كريدي‬

‫�أكرم ومنال م�شرفية والقا�ضي كلود كرم وقرينته ريتا‬

‫كامل ومريم مهنا‬

‫القا�ضي جان فهد وقرينته ريتا‬

‫الوزير ال�سابق اليا�س حنا وقرينته �إلهام‬

‫�إيفون نا�صيف‬

‫ال�سفيرة غرازييال �سيف‬

‫ميرنا الب�ستاني‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪105‬‬


‫مجتمع‬

‫اللبنانيون يشاركون إسبانيا في عيدها الوطني‬ ‫في منا�س ��بة العيد الوطني لبالدها دعت �س ��فيرة �إ�س ��بانيا في لبنان ميالغرو�س هيرناندو �إلى حفل �إ�س ��تقبال في ق�ص ��ر �ش ��هاب في بيروت ح�ض ��ره عدد من‬ ‫الم�س� ��ؤولين اللبنانين الحاليين وال�سابقين وال�س ��فراء العرب والأجانب المعتمدين في بلد الأرز �إ�ضافة �إلى ح�شد من ال�شخ�صيات اللبنانية من رجال و�سيدات‬ ‫مال و�أعمال و�إجتماع و�أكاديميا ونخبة من �أهل الإعالم وال�صحافة‪.‬‬

‫�سفيرة �إ�سبانيا ميالغرو�س هيرناندو وبع�ض �أركان �سفارتها‬

‫الوزير ال�سابق زياد بارود وقرينته ليندا‬

‫�سيلينا وريا�ض رحال‬

‫ف�ؤاد مخزومي وفيفيان �إده ومحمد ال�سماك‬

‫‪104‬‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫باتري�سيا و�سليم مغربل والوزير مروان �شربل‬

‫الوزير فريج �صابونجيان وظافر ال�شاوي‬

‫�أنطوان و�آمال عبود‬

‫ليا ومايا وفوزي تابت‬


‫مايا يموت‬

‫نان�سي يموت‬

‫ريتا عبد الكريم و�أليان حنا‬

‫دولوري�س عون‬

‫ليلى الرفاعي‬

‫رانيا �شنيارة‬

‫ريتا �صبح‬

‫رندة حيدرية‬

‫ليتا قثورة‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪107‬‬


‫مجتمع‬

‫والدة المجلس اللبناني ‪ -‬الكوري لألعمال‬ ‫رعى �س ��فير كوريا الجنوبية في لبنان كيم بيونغ جي حفل ع�ش ��اء �أقيم في فندق فيني�س ��يا في بيروت �أُعلن خالله عن والدة المجل�س اللبناني الكوري للأعمال‪.‬‬ ‫ح�ضر الحفل عدد من رجال و�سيدات الأعمال اللبنانيين وح�شد من ال�شخ�صيات الإجتماعية والثقافية والفنية والإعالمية‪.‬‬

‫�سفير كوريا الجنوبية كيم بيونغ جي وقرينته‬

‫�إدوار عون و�سيزار �أبي خليل‬

‫هيالري و�صباح باز‬

‫ميرنا وزياد �سابا‬

‫فاديا �أبي �شاهين وطالل ال�شامي‬

‫جورج عازار وكارين بركات‬

‫‪106‬‬

‫ناجي �صيقلي وف�ؤاد زمكحل ومحمد �شقير‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫ريتا ووليد زريق‬


‫�سيزار نمور وغبرييال �شاو‬

‫�ألبير وميريام �شمعون‬

‫�ساره عا�صي وهنادي داغر‬

‫هاغوب �سوالحيان وليتا كيليكيان‬

‫هبة وليث �شموط‬

‫�ستيفاني ن�سريفي وفيفيان عقيقي وكري�ستين �صيفي‬

‫باتي ويم ومايا عقل‬

‫دولّي مونّ�س وندى عنداري‬ ‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫نور �ضاهر‬

‫‪109‬‬


‫مجتمع‬

‫لحظات إيطالية في بيروت‬ ‫�أقامت �ش ��ركة �س ��وليدير بالتعاون مع ال�س ��فارة الإيطالية والمركز الثقافي الإيطالي في لبنان معر�ض ًا للفنان والم�صور اللبناني المهند�س ب�سام لحود في �صالة‬ ‫"ذي فينيو" (‪ )The Venue‬في و�سط العا�صمة اللبنانية بعنوان "لحظات �إيطالية في بيروت" ح�ضره عدد من الوزراء والنواب اللبنانيين الحاليين وال�سابقين‬ ‫و�سفراء دول �أجنبية عدة وح�شد من محبي الثقافة والفن‪.‬‬ ‫وقد �ألقى ال�س ��فير الإيطالي جوزيبي مورابيتو كلمة في المنا�س ��بة قال فيها‪�":‬إن �إقامة مثل هذا المعر�ض ي�ش ��كل فر�ص ��ة �س ��انحة كي يتعرف هذا الوطن و�شعبه‪،‬‬ ‫الذي نعتز ب�صداقته التي تمتد مئات ال�سنين‪� ،‬إلى ثقافة ال�شعب الإيطالي في مختلف الميادين والحقول‪"...‬‬ ‫ب�سام لحود‬ ‫مع �سفراء‬ ‫الأوروغواي‬ ‫(مارتا �إينيز‬ ‫بيتزانيللي)‪،‬‬ ‫ايطاليا‬ ‫(جوزيبي‬ ‫مورابيتو)‪،‬‬ ‫تركيا (�إينان‬ ‫�أوزلديز)‬ ‫وتون�س‬ ‫(محمد فوزي‬ ‫بلوط)‬

‫عزيز و�سليم ورده و�إبراهيم �شم�س الدين‬

‫�سفير �إيطاليا جوزيبي مورابيتو وقرينته مع ب�سام لحود‬

‫نان�سي بطر�س‬

‫‪108‬‬

‫�أنجيال بونيفا�سيو‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬

‫نيللي �أ�صالنيان‬


‫مارك و�ساندي كرم‬

‫�سمير وجوي�س مقبل‬

‫با�سكال عاقوري و�شانتال �شديد‬

‫لمى تمام �سالم‬

‫مي�شال فرعون‬

‫جيزيل خوري‬

‫ماريانا وهبة‬

‫مي�شيل غانم وجومانا رزق‬

‫ليليان ناع�سي‬

‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪111‬‬


‫مجتمع‬

‫عشاء تبرعات لمركز سكون لإلدمان‬ ‫دعت �س ��اره طراد رئي�س ��ة مركز �سكون للإدمان اللبناني في منا�سبة الذكرى العا�ش ��رة على �إنطالق المركز �إلى حفلة ع�شاء بالإ�شتراك مع "ماموز" في مطعم‬ ‫"المانيانوري" في الدكوانة (�إحدى �ض ��واحي بيروت) جرت خاللها حملة تبرعات‪ .‬وقد ح�ض ��ر الع�ش ��اء عدد كبير من �أهل ال�سيا�س ��ة ورجال و�س ��يدات المال‬ ‫والأعمال وح�شد من ال�شخ�صيات الإجتماعية والثقافية وال�صحافية‪.‬‬

‫نايلة معو�ض وكوليت �إده‬

‫رنده بدير و�أديل حنا وفيفيان دبا�س‬

‫�ساره طراد و�شيرين طيب‬

‫‪110‬‬

‫ف�ؤاد ولور تابت‬

‫�سمير ولورا لحود‬

‫فريد و�إلهام روفايل‬

‫�إبراهيم نجار وزوجته‬

‫جاك ونيكول �صراف‬

‫مي وريمون عوده‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬


‫اليوم الوطني للمكسيك في لبنان‬ ‫دعا �س ��فير المك�س ��يك في لبنان خايمي غار�س ��يا �أمارال �إلى حفل �إ�ستقبال في المجمع الع�سكري في جونيه في منا�س ��بة العيد الوطني لبالده‪ .‬ح�ضر الإحتفال‬ ‫عدد من الم�س�ؤولين اللبنانيين من وزراء ونواب �إ�ضافة �إلى عدد من الديبلوما�سيين العرب والأجانب وح�شد من رجال و�سيدات المال والأعمال ونخبة من �أهل‬ ‫ال�صحافة والإعالم‪.‬‬

‫�سفير المك�سيك خايمي غار�سيا �أمارال يلقي كلمة في الح�ضور‬

‫�ألبيرتو غلندر ريفا�س وهاغوب بقرادونيان والوزير مروان �شربل ومي�شال دو�شادارافيان‬ ‫وال�سفير البابوي غابرييل كات�شيا‬

‫بيلي كرم وزياد الحايك وقرينته وروبير وهبه‬

‫منير رحيم‪ ،‬و�أنطوان بركات‪ ،‬وفوزي زين الدين‬

‫جوي�س قبالن ونبيل و�إيل�سي �سمعان‬

‫�سفير �أوكرانيا فولوديمير كوفال وجوزيف حبي�س و�صائب نحا�س‬

‫ناتالي �صعب‬

‫�سفير ت�شيلي خو�سيه ميغيل مين�شاكا وقرينته‬ ‫‪Issue 14 - November / December - 2013‬‬

‫‪113‬‬


‫مجتمع‬

‫السيناتور محمد ياسين دغمش يشارك في بناء عالم األطفال‬ ‫قام علي كزما رئي�س مجل�س �إدارة �شركة كيدز القاب�ضة ومبتكر مفهوم عالم الأطفال "كيدزموندو"‪ ،‬ورئي�س مجل�س �إدارة �شركات دغم�ش وال�شركات الألمانية‬ ‫ال�سينات ��ور محم ��د يا�سين دغم� ��ش بتوقيع �إتّفاقية �شراكة وذلك �ضمن خطة م�شترك ��ة م�ستقبلية للتو�سع في دول الإتحاد الأوروب ��ي‪ .‬تم حفل التوقيع في مكاتب‬ ‫مجموعة �شركات دغم�ش وال�شركات الألمانية في و�سط بيروت وح�ضره عدد من �أع�ضاء مجل�س الإدارة وم�س�ؤولين من كلتي ال�شركتين‪.‬‬ ‫وق ��د ع ّب ��ر ال�سينات ��ور دغم�ش عن �س ��روره ب�إطالق مدينة "كيدزموندو" في دول الإتح ��اد الأوروبي و�أعلن عن البدء بالتح�ضي ��رات الالزمة وور�ش العمل الفتتاح‬ ‫مدينة "كيدزموندو" في كل من �إ�سبانيا و�ألمانيا ويليهما الفروع الأخرى في باقي دول الإتحاد الأوروبي‪ ،‬كما توقع �إفتتاح �أول خم�سة فروع لمدينة كيدزموندو‬ ‫خالل فترة زمنية ال تتجاوز ال�سبع �سنوات‪.‬‬

‫ال�سيناتور دغم�ش وكزما في �صورة تذكارية مع �أع�ضاء �إدارة �شركات دغم�ش وال�شركات الألمانية ووفد �شركة كيدز‬

‫ال�سيناتور محمد يا�سين دغم�ش (من الي�سار) يوقع العقد مع علي كزما‬

‫ويكرم السفير جان معكرون‬ ‫"روتاري لبنان" يزور أرمينيا‬ ‫ّ‬ ‫زار يريفان �أخير ًا وفد لبناني من "نادي روتاري"‪ )Rotary Club( ‬المنطقة ‪ 2452‬والتي ت�شمل لبنان‪ ،‬قبر�ص‪ ،‬الأردن‪ ،‬الإمارات العربية المتحدة‪ ،‬البحرين‪،‬‬ ‫�أرميني ��ا‪ ،‬جورجي ��ا‪ ،‬ال�سودان وفل�سطين‪ .‬تك ّون هذا الوفد من ‪� 47‬سائح ًا لبناني ًا قدموا الى يريف ��ان بوا�سطة طيران ال�شرق الأو�سط ‪ MEA‬حيث �إت�صلوا ب�سفير‬ ‫لبن ��ان ف ��ي ارميني ��ا الدكتور جان معكرون وزاروه جميع ًا في دار ال�سفارة ثم دعوه الى حفلة ع�ش ��اء �أقامها النادي في مطعم و�سط مدينة يريفان حيث تم تبادل‬ ‫الهدايا التذكارية بين ال�سفير معكرون والحاكم جميل معو�ض‪�.‬ضم الوفد رجال �أعمال وفاعليات ثقافية واجتماعية مم ّيزة من بينهم ‪� :‬إينيا�س معو�ض‪ ،‬محمد‬ ‫�ش ��رف الدي ��ن‪ ،‬الدكتور �سهيل مطر نائ ��ب رئي�س جامعة ‪ .NDU‬وتجدر الإ�شارة الى �أن ه ��ذا الوفد يعطي �صورة جميلة عن لبنان نظ ��ر ًا �إلى علمانيته ون�شاطه‬ ‫الإن�ساني والثقافي الراقي وهومزيج رائع من بيئات لبنانية مختلفة ومن ثقافات متعددة ال تتعاطى ال�سيا�سة بل ه ّمها توثيق ال�صداقة والخدمات الإجتماعية‪.‬‬ ‫ويذك ��ر �أن ب ��دء الرح�ل�ات الجوية المبا�شرة من بيروت الى يريفان من طري ��ق طيران ال�شرق الأو�سط ابتدا ًء من �شهر تم ��وز (يوليو) الما�ضي قد عزّز الحركة‬ ‫ال�سياحية بين البلدين �إذ بد�أ توافد �سياح من لبنان الى �أرمينيا ‪� ‬إ�ضافة الى رجال �أعمال‪( .‬في ال�صور �أدناه لقطات من الزيارة)‪ ‬‬

‫‪112‬‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬


At each stage of the process the pallets were loaded and unloaded within minutes. Etihad utilised one of its new A330-200 freighter aircraft, which provides state-ofthe-art temperature control technology, to transport the endangered species. The sturgeons transported at sea were brought from Germany by road to a European sea harbour in specially prepared transport containers, which guarantee stable conditions in terms of water quality and temperature. The containers are shipped by sea from Europe to Jebel Ali in the UAE. In the period starting from March to midyear, a consignment is planned every week until the replacement stock is completed successfully.

phone: +961 1 998010 fax: +961 1 998020 e-mail: office@ufti.co

But before the first „made in Abu Dhabi“ caviar can be produced, about 130,000 sturgeons have to cover a journey of thousands of kilometres with air and sea freight. The bigger sturgeons were shipped by the Abu Dhabi-based airline Etihad. Each of these sturgeons was transported in a specially designed container in a temperature controlled environment which was always between 10 and 15 degrees centigrade.

A modern sustainable fish farm has now come up on the approximately 61,000 square meters of land, which is now completely populated by sturgeons. In order to avoid having to wait for a full growth period of about 4 to 4.5 years, older and therefore larger fish are transported alive. Thus the first premium caviar is expected to be produced by the end of 2011.

„Caviar from the desert“: This aquaculture project sets special standards in many respects. Not just the fact that the world‘s largest recirculatory plant for sturgeon and the production of premium caviar has come up in Abu Dhabi, the project requires exceptional logistical effort. Starting from March 2011, a total of 140 tons of live fish will be transported from Europe to the capital of the United Arab Emirates by sea and air using internally developed, complex processes. This visionary project of immense dimensions has been commissioned by the Arabian Bin Salem group. The investor has appointed United Food Technologies AG (UFT AG, Weinheim / Germany), who specialise in the planning and design of aquaculture projects, for the construction of the world‘s largest recirculatory plant for sturgeon.

German-Arabic technology and expertise for modern aquaculture solutions

UFT AG, as part of United Food Technologies International, a German-Arabic joint venture located in Beirut/Lebanon, has already successfully implemented this technology in several plants worldwide. Many years of experience combined with research and development gives UFTI significant technological advantage in the construction and operation of recirculation systems and a unique feature in the production of sturgeons and caviar. A specific feature of the aquaculture technology is the highly efficient and ecologically friendly system.

The final stage of the plant is designed for a capacity of 32 tons of premium quality caviar per year and an annual production of 490 tons of sturgeon - dimensions which were previously unknown in the production of premium caviar from aquaculture. United Food Technologies AG, which has extensive knowledge in planning and design of modern aquaculture plants, has realized the project based on its patented and proven recirculatory technology. The so-called „Recirculating Aquaculture Systems“ (RAS) is considered by many experts as the most advanced aquaculture technology, both from the economical and environmental perspective.

Caviar from the desert

TECHNOLOGIES International S.A.L.

United Food Technologies International S.A.L. Beirut Souks – South Area – Allenby Street Level 3, Bloc W, Louis Vuitton Building C.R. 1901811 Beirut, Lebanon

www.uftag.com


‫�آخر العنقود‬

‫حمير القاهرة‬ ‫تحل أزمة الحكومة‬ ‫في بيروت!‬ ‫بقلم جوزف قرداحي‬ ‫أجم��ل ما في القاهرة ناس��ها الطي ّبون‪ ،‬وأجمل ما في ناس��ها الطيبين تمتعهم بروح النكتة والفكاهة مهم��ا تأ ّزمت أمورهم الحياتية‬ ‫اليومية‪ ،‬وتن ّوعت همومهم‪ ،‬وإشتعلت ثوراتهم‪ ،‬وإنهارت أنظمتهم‪ ،‬وسقطت ضحاياهم بشكل هستيري تراجيدي ووحشي!‬ ‫والقاهرة الى ناس��ها ونبلها العظيم وفنادقها الفخمة وإكتظاظها البش��ري وش��وارعها التي ال تنام‪ ،‬هي عبارة عن فيلم مصري طويل‪،‬‬ ‫مملوء بكل ما كنا نشاهده من شخصيات ووجوه في افالم يوسف شاهين‪ ،‬وحسن اإلمام وحلمي رفلة وغيرهم من المخرجين األفذاذ‪.‬‬ ‫ولعل أغرب ما في القاهرة‪ ،‬حكاياتها‪ ،‬التي على واقعيتها تطال الخيال والالمعقول‪ .‬ففي كل لحظة وثانية وغفلة عين‪ ،‬تولد في ناحية‬ ‫وضجت بها أزقتها الش��عبية‬ ‫من نواحي عاصمة المع ّز حكاية أغرب من الخيال‪ .‬وأغرب حكاية س��معتها في أثناء رحلتي األخيرة إليها‪ّ ،‬‬ ‫وأحياؤها الفقيرة‪ ،‬هي حكاية ذلك الحمار المسكين الذي وقع ضحية أحد اللصوص الطامعين بالربح السريع من خالل المتاجرة غير‬ ‫الش��ريفة بلحمه غير الحالل‪ .‬فس��رق هذا اللص غير الظريف الحمار الذي كان مربوطاً بجذع ش��جرة في أحد البساتين‪ ،‬ونقله خفية‬ ‫الى أحد االحياء الفقيرة‪ ،‬بعدما قام بذبحه وس��لخه بعيداً من األعين‪ ،‬رامياً أحش��اءه ورأسه وأطرافه في منطقة نائية‪ ،‬وراح يد ّلل على‬ ‫لحمه اللذيذ‪ ،‬بس��عر زهيد للغاية‪ ،‬واهماً الناس المس��اكين بأن ما يش��ترونه من لحم زهيد الثمن‪ ،‬إنما هو لحم بقري‪ ،‬مذبوح حالالً‬ ‫وتبعاً لألصول والشريعة‪.‬‬ ‫تهافت الناس على ش��راء اللحم "الرخيص" بكميات كبيرة‪ ،‬مس��تغلين فرصة إنخفاض ثمنه الى الضعف‪ ،‬وخصوصاً بعدما تناهى الى‬ ‫األسماع ان اللحم المعروض على رخصه أطيب مذاقاً وألذ طعماً من غيره الذي يباع في المحال الكبيرة بأسعار مضاعفة!‬ ‫ما كاد الناس "الغالبة"‪ ،‬ينعمون بموائدهم العامرة بألوان اللحم المطبوخ والمشوي والمدقوق‪ ،‬ويبتسمون إبتسامات الرضى واإلنتصار‬ ‫على وحش الغالء‪ ،‬حتى شوش��ت أفكارهم وأقلقت خواطرهم صفارات س��يارات الش��رطة التي داهم رجالها البيوت بحثاً عن اللحم‬ ‫المسروق ومصادرته بأمر من النيابة العامة!‬ ‫ما الخبر؟ ما الحكاية؟!‬ ‫تساءل الناس بقلق عن سبب هذه المداهمات والمصادرات! فأخبرهم ضابط الشرطة عن هوية اللحم الذي يأكلونه‪ ،‬بعدما إكتشف‬ ‫أحد المواطنين بقايا الحمار‪ ،‬فإرتاب في االمر‪ ،‬وقدّم بالغاً الى دائرة الشرطة‪ ،‬التي ح ّققت وتح ّرت عن الموضوع وألقت القبض على‬ ‫دب الهلع والذعر‪،‬‬ ‫السارق‪ ،‬الذي إعترف ببيع لحم الحمار الى سكان تلك المحلة الفقيرة! وما ان ذاع الخبر وإنتشر بين السكان حتى ّ‬ ‫وأصيب بعضهم بحاالت من اإلغماء‪ ،‬وآخرون بالتقيؤ واإلسهال‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الطريف في االمر‪ ،‬أن أحد المواطنين المخدوعين‪ ،‬الذي "أكل الضرب" بأكل لحم الحمار‪ ،‬علق على األمر بعدما سأله أحد الفضوليين‬ ‫عن مذاق لحم الحمار بالقول‪" :‬لحم الحمار لذيذ الطعم للغاية‪ ،‬ولكن بمجرد إكتشافي انه أصبح في أمعائي اصبت بالتقيؤ واالسهال!"‪.‬‬ ‫وانا شخصياً على إعجابي الشديد بكل ما يدور في القاهرة ويتحرك بعيداً من الثورات المجنونة‪ ،‬عزفت عن تذوق أي نوع من اللحوم‬ ‫منذ اللحظة التي أخبرني فيها الس��ائق تلك الحكاية‪ ،‬في أثناء تجواله بي على عدد من األس��واق المخصصة لبيع الحمير‪ ،‬حيث كنت‬ ‫قد قررت شراء حمار من هناك‪ ،‬أستعين به في تنقالتي المستقبلية في بيروت‪ ،‬وخصوصاً بعدما راجت الشائعات التي تقول ان سعر‬ ‫صفيحة البنزين س��وف يرتفع الى اكثر من خمس��ين دوالراً للغالون الواحد‪ .‬فمهما إرتفع س��عر الشعير في لبنان‪ ،‬فإنه يبقى محافظاً‬ ‫على فائدة مضاعفة‪ ،‬يفتقد إليها البنزين‪ ،‬وال سيما في حال أفلست حكومتنا المشلولة‪ ،‬وعجزت عن مد مواطنيها بالبنزين والطحين‪.‬‬ ‫فال بديل أمام اللبنانيين في تلك الحالة العسيرة‪ ،‬سوى الشعير!‬

‫‪114‬‬

‫العدد ‪ - 14‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪ /‬كانون الأول (دي�سمرب) ‪٢٠١3 -‬‬


ABU DHABI - KHALIDIYA STREET - TEL: 02 6813141 AL MARYAH ISLAND - SOWWAH SQUARE - TEL: 02 6266730

BRIONI.cOM


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.