Issue 18

Page 1

‫"الجيش السوري‬ ‫اإللكتروني"‬ ‫يهدد الخليج‬ ‫ّ‬

‫من ُينقذ شباب‬ ‫العراق من‬ ‫الكارثة؟‬

‫مصر‪ :‬مرحلة جديدة‬ ‫بعد الحملة‬ ‫على "اإلخوان"‬

‫�شهرية ● �إقت�صادية ● ثقافية ● �إجتماعية ‪ -‬ال�سنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 18‬ني�سان (�أبريل) ‪٢٠١4 -‬‬

‫ثورة الج ّوال المالية‬ ‫ِّ‬ ‫تثور عالم الفقراء‬


‫اإلفتتاحية‬ ‫�شهرية ● �إقت�صادية ● ثقافية ● �إجتماعية‬ ‫ال�سنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 18‬ني�سان (�أبريل) ‪٢٠١4 -‬‬

‫‪www.asswak-alarab.com‬‬

‫ت�صدر من لندن عن �شركة "�أ�سواق العرب" للن�شر المحدودة‬ ‫العنوان الرئي�سي‪:‬‬ ‫‪Asswak Al-Arab Publishing Ltd‬‬ ‫‪788-790 Finchley Road‬‬ ‫‪London NW11 7TJ - United Kingdom‬‬ ‫‪Tel: +44(0)758 3320593‬‬ ‫‪Fax: +44(0)2082019448‬‬ ‫‪email: info@asswak-alarab.com‬‬ ‫‪Editor-In-Chief: Gabriel Tabarani‬‬

‫رئي�س مجل�س الإدارة ‪ /‬رئي�س التحرير‬

‫كابي طبراني ‪www.gabrielgtabarani.com -‬‬ ‫‪g.tabarani@gmail.com‬‬

‫مدير التحرير (لندن)‬

‫هاني مكارم ‪h.m.makarem@gmail.com -‬‬

‫مديرة الت�سويق ‪ -‬فيكتوريا روبرت�س‬ ‫ت�صدر في لبنان بالتعاون مع مجلة "تحت الأ�ضواء" الإقت�صادية‬ ‫ مركز ال�شرق الأو�سط للدرا�سات والعالقات العامة‪ ،‬بناية بيرال‪،‬‬‫الطابق الأول �شارع الجزائر‪ ،‬المال ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫مدير التحرير (بيروت)‬ ‫جوزف قرداحي ‪josephkordahi@yahoo.com -‬‬ ‫مديرة الت�سويق والعالقات العامة (بيروت)‬ ‫دارين عالمه ‪darinealameh@gmail.com -‬‬ ‫مكتب المغرب‪:‬‬ ‫برومو بري�س ‪� 16 -‬شارع جياللي العريبي‬ ‫الدار البي�ضاء ‪ -‬المغرب‬ ‫الإخراج الفني‬ ‫علي كمال الدين ‪alikamallll@gmail.com -‬‬ ‫التوزيع ‪� -‬شركة الأوائل ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫الإ�شتراكات‪:‬‬ ‫للأفراد‪ 100 :‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬ ‫لل�شركات‪ 150 :‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬

‫للم�ؤ�س�سات الر�سمية والبعثات الديبلوما�سية‪:‬‬

‫‪ 200‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬ ‫‪Price list‬‬

‫ ‪7000‬‬ ‫‪L.L.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪B.D.‬‬ ‫‪2 C.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪E.P.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪J.D.‬‬ ‫ ‪1‬‬ ‫‪K.D.‬‬ ‫ ‪1‬‬ ‫‪O.R.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪Q.R.‬‬ ‫ ‪10‬‬ ‫‪S.R.‬‬ ‫ ‪100‬‬ ‫‪S.L.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪Drhm.‬‬ ‫ ‪3‬‬ ‫‪Pounds.‬‬ ‫‪10 T.D‬‬ ‫‪20 MAD‬‬

‫ ‪Lebanon‬‬ ‫ ‪Bahrain‬‬ ‫ ‪Cyprus‬‬ ‫ ‪Egypt‬‬ ‫ ‪Jordan‬‬ ‫ ‪Kuwait‬‬ ‫ ‪Oman‬‬ ‫ ‪Qatar‬‬ ‫ ‪Saudi Arabia‬‬ ‫ ‪Syria‬‬ ‫ ‪UAE‬‬ ‫ ‪UK‬‬ ‫ ‪Tunis‬‬ ‫ ‪Morocco‬‬

‫المقاالت التي ُتن�شر تع ّبر فقط عن �آراء �أ�صحابها‬

‫ال�سي�سي يجب �أن يكون رئي�س ًا لكل الم�صريين‬ ‫يبدو أن رئاس��ة عبد الفتاح السيسي للجمهورية المصرية صارت أمراً مفروغاً منه بعدما أعلن المشير‬ ‫ّ‬ ‫ترشحه للمنصب في الشهر الفائت (‪.)2014/3/27‬‬ ‫ولكن وس��ط هذا المناخ من التوقعات بفوز السيس��ي‪ ،‬هناك أيضاً مخاوف م��ن أن هذه اإلنتخابات لن‬ ‫تساعد على تحسين سمعة مصر‪ ،‬التي تضررت من التوتر األمني​​والمشاكل اإلجتماعية واإلقتصادية‪ ،‬لذلك‬ ‫على الدولة المصرية أن ُتق ِدم على خطوات ضرورية كي ال يشوب إنتخاب الرئيس الجديد أي شائبة‪.‬‬ ‫تكمن الخطوة األولى في تحسين األمور في اإلنتخابات نفسها (التي ُحدِّد تاريخ إجرائها في ‪ 26‬و‪27‬‬ ‫أيار (مايو) المقبل)‪ ،‬كرؤية الس��لطات تتبنى الس��ماح لجميع ّ‬ ‫المرش��حين المؤهلين بإجراء حمالتهم‬ ‫بحرية‪ .‬وهذا يعني أن جميع المرشحين يجب أن يكونوا قادرين على تنظيم التجمعات‪ ،‬والظهور في‬ ‫وسائل اإلعالم وغيرها من األنشطة من دون مضايقة‪ .‬إن المنافسة السليمة أمر ال ب ّد منه؛ لقد سئمت‬ ‫الجماهير العربية السماع بأن معدل الفوز في اإلنتخابات هو ‪ 99.9‬في المئة من األصوات‪.‬‬ ‫في حين ينبغي أن تكون عملية اإلنتخابات ش��فافة ومراقبة من قبل مراقبين دوليين ووسائل اإلعالم‪،‬‬ ‫ينبغي على مس��ؤولي حمالت السيس��ي والمتنافس��ين اآلخرين تلبية متطلبات معين��ة أيضاً‪ :‬يجب‬ ‫على المرش��حين وضع برامج تفصيلية ّ‬ ‫توضح كيف سيعالجون تدهور الحالة اإلجتماعية واإلقتصادية‬ ‫ومواجهة تهديد اإلرهاب‪.‬‬ ‫مع كل هذا‪ ،‬هناك الكثير للثناء على ّ‬ ‫ترشح المشير السيسي‪ ،‬ليس أقله أنه يبدو الوحيد الذي يتمتّع‬ ‫بدعم واسع من الشعب‪ ،‬و سوف يكون قادراً على توفير ما تحتاج إليه مصر بشدة‪ :‬األمن واإلستقرار‪.‬‬ ‫لكن إعادة بناء اإلقتصاد س��تكون إحدى التجارب العميقة التي س��تواجهه إذا ‪ ،‬كما هو متوقع‪ ،‬أصبح‬ ‫رئيساً‪ .‬ينبغي على البلد أن يعود مرة أخرى إلى اإلزدهار‪ ،‬والقيام بذلك بطريقة تفيد جميع الكادحين‬ ‫وأصحاب المشاريع المصريين بدالً من النخبة في البالد فقط‪.‬‬ ‫اإلقتصاد المصري في حالة من الفوضى‪ ،‬ويعتمد البلد بش��كل كبير على المساعدات الخارجية‪ ،‬التي‬ ‫هي دائماً مصدر دعم غير مستقر‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬ال تزال مصر غنية بالموارد الطبيعية واإلمكانات‬ ‫الوطنية‪ .‬وينبغي أن تكون مهمة الرئيس المقبل إقناع الجمهور بإطالق العنان لهذه اإلمكانات الهائلة‪،‬‬ ‫على س��بيل المثال‪ ،‬من خالل ضم الش��باب والنساء ‪ -‬الذين يمثلون الغالبية الساحقة في البالد‪ -‬إلى‬ ‫مؤسسات الدولة للعب دور حيوي‪.‬‬ ‫أكثر من ذلك‪ ،‬على السيسي ايضاً إعادة توحيد مصر بعد ثالث سنوات عاصفة حيث أطاحت أحد أكثر‬ ‫تم إنتخاب بديل منه عُ زل من منصبه في غضون‬ ‫الحكام المستب ّدين الراسخين في العالم العربي الذي ّ‬ ‫عام‪ .‬هذا قد يكون التحدّي األكبر له‪ ،‬وخصوصاً أن المشير قد قاد حركة إستيالء الجيش على السلطة‬ ‫من محمد مرس��ي وحملة قاس��ية على أنصار "اإلخوان المس��لمين"‪ .‬أكثر من ‪ 500‬منهم حكم عليهم‬ ‫باإلعدام في الشهر الفائت بعدما إنتُقدت المحاكمات بأنها لم تكن حرة وال نزيهة‪ .‬مئات آخرين من‬ ‫المتهمين يواجهون مصيراً مماث ًال‪.‬‬ ‫ال يوجد مس��ار معقول متاح لمصر س��وى إعادة الوفاق الوطني‪ .‬ولهذا األمر كي ينجح ‪ -‬والبديل هو‬ ‫بشع جداً بحيث يصعب تصوره ‪ -‬يجب أن يكون المشير السيسي رئيساً لكل المصريين‪ ،‬وهذا يرتبط‬ ‫إرتباطاً وثيقاً بآفاق اإلنتعاش اإلقتصادي‪.‬‬ ‫تحتاج مصر إلى شخصية قوية على رأس هرمها في هذه اللحظة الحرجة‪ ،‬ولكن على جميع األطراف‬ ‫المعنية أن تقبل وتتق ّبل بأن هذه اللحظة ستكون فترة إنتقالية لتوفير اإلستقرار وبناء األسس إلنتعاش‬ ‫إقتصادي مستدام‪.‬‬ ‫إذا إس��تطاع المشير السيس��ي تحقيق ذلك‪ ،‬فإن التكلفة الهائلة للثورة‪ ،‬واألعباء الثقيلة التي وضعتها‬ ‫تم سدادها‪.‬‬ ‫على كاهل الشعب المصري‪ ،‬يكون قد ّ‬

‫كابي طبراني‬

‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪3‬‬



‫‪32‬‬

‫‪36‬‬

‫‪40‬‬

‫اإلمارات‬

‫الجامعة العربية‬

‫زراعة‬

‫اإلمارات تعيش‬ ‫أحلى أيامها‪ ...‬إلقتصادية!‬

‫هل إنتهى دور جامعة‬ ‫الدول العربية؟‬

‫شتاء الغضب‬ ‫في الشرق األوسط‬

‫‪21‬‬

‫رأي خبير‬ ‫العقار في لبنان‬ ‫بين الجمود والمرونة‬

‫‪27‬‬

‫رأي مراقب‬ ‫السوريون في لبنان‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫الجئون أم نازحون؟‬

‫‪73‬‬

‫‪82‬‬

‫كلمة في أزمة‬ ‫أوروبا والنفط‬ ‫وفرض عقوبات على روسيا‬

‫تحقيق العدد‬ ‫لبنان‪ :‬الطائفية "تنحر"‬ ‫مستوى التعليم العالي‬ ‫فيه و"دكاكين" التجار‬ ‫تفقده مستواه‬

‫‪89‬‬

‫‪90‬‬

‫‪95‬‬

‫‪96‬‬

‫عالمها‬

‫كتاب‬

‫الفن السابع‬

‫متى تهب رياح‬ ‫"الربيع العربي"‬ ‫على المرأة في الخليج؟‬

‫طبيبة أميركية‬ ‫تختار "الدواء" اإليراني‬ ‫في عملية زراعة الكلى!‬

‫"أول من سقط"‪ :‬الحقيقة‬ ‫المأسوية لإلنتفاضة‬ ‫الليبية من خالل صديقين‬

‫المنبر اإلجتماعي‬ ‫الحرية هي مسؤولية‬ ‫ّ‬

‫‪94‬‬

‫الموقف الثقافي‬ ‫تعدد الزوجات‬ ‫ّ‬ ‫في الثقافة العربية!‬

‫‪114‬‬

‫آخر العنقود‬ ‫الفيسبوكي ‪...‬‬


‫�ل�سنة �لثانية ‪� -‬لعدد ‪ - ١8‬ني�سان (�أبريل) ‪٢٠١4 -‬‬

‫"الجيش السوري‬ ‫اإللكتروني"‬ ‫يهدد الخليج‬ ‫ّ‬

‫من يُ نقذ شباب‬ ‫العراق من‬ ‫الكارثة؟‬

‫في هذا العدد‬

‫مصر‪ :‬مرحلة جديدة‬ ‫بعد الحملة‬ ‫على "اإلخوان"‬

‫�سهرية ● �إقت�سادية ● ثقافية ● �إجتماعية ‪� -‬ل�سنة �لثانية ‪� -‬لعدد ‪ - ١8‬ني�سان (�أبريل) ‪٢٠١4 -‬‬

‫ثورة الج ّوال المالية‬ ‫ِّ‬ ‫تثور عالم الفقراء‬ ‫‪2nd Year - Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪ABU DHABI - KHALIDIYA STREET - TEL: 02 6813141‬‬ ‫‪AL MARYAH ISLAND - SOWWAH SQUARE - TEL: 02 6266730‬‬

‫‪58‬‬

‫أسواق المال‬ ‫موضوع الغالف‬

‫الجوال المالية‬ ‫ثورة‬ ‫ّ‬ ‫تثور عالم الفقراء‬ ‫ِّ‬

‫‪22‬‬

‫‪42‬‬

‫‪46‬‬

‫‪52‬‬

‫سوريا – الخليج العربي‬

‫مصر‬

‫تونس‬

‫إيران‬

‫"الجيش اإللكتروني‬ ‫يهدد‬ ‫السوري" ّ‬ ‫دول الخليج!‬

‫الحملة على "اإلخوان‬ ‫المسلمين" تدخل البالد‬ ‫في مرحلة جديدة‬

‫تونس الغارقة في‬ ‫أزمة مالية خانقة لم تجد‬ ‫الترياق في الخليج!‬

‫أزمة القرم تفتح شهية‬ ‫إيران على إستعادة ‪ 17‬مدينة‬ ‫فُصلت عنها في القوقاز؟‬

‫‪28‬‬

‫‪62‬‬

‫‪68‬‬

‫‪74‬‬

‫العراق‬

‫مصارف الظل‬

‫الكهرباء‬

‫ثورة النفط الصخري‬

‫من يستطيع‬ ‫إنقاذ شباب العراق‬ ‫من الغرق‪ ...‬؟‬

‫نظام الظل المصرفي‪:‬‬ ‫فقد أسواق المال‬ ‫هل ُي ِ‬ ‫توازنها مرة أخرى؟‬

‫لبنان‪ :‬لم تعد أنواره‬ ‫تشتعل وأهله إشتاقوا‬ ‫إلى الضوء!‬

‫طفرة الطاقة‬ ‫تعيد الهيمنة األميركية‬ ‫على العالم‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫لبنان في المرتبة ‪ 87‬عالمي ًا حيال الجاهزية لتطبيق الالمركزية‬ ‫�إحت� � ّل لبن ��ان المرتب ��ة ‪ 87‬بي ��ن ‪ 158‬دول ��ة في‬ ‫العال ��م‪ ،‬والرابعة بين ‪ 18‬دولة عربية‪ ،‬والمركز‬ ‫‪ 26‬بي ��ن ‪ 37‬دول ��ة ذات الدخ ��ل المتو�س ��ط �إلى‬ ‫المرتف ��ع ف ��ي "م�ؤ�شر ق ��رب الحكوم ��ة المحل ّية‬ ‫م ��ن ال�شع ��ب" ‪(Government Closeness‬‬ ‫)‪ ،Index‬ال�صادر عن البنك الدولي‪.‬‬ ‫يقي�س الم�ؤ�شر قرب الحكومة �أو الإدارة المحلية‬ ‫م ��ن ال�شع ��ب‪ ،‬اذ تُعتب ��ر الأق ��رب �إل ��ى النا�س‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫فتغطي منطقة جغرافي ��ة �صغيرة‪ ،‬وعدد �سكان‬ ‫مح ��دود‪ ،‬وت�أخذ قراراته ��ا ب�إ�ستقاللية من دون‬ ‫�أن تتع ّر� ��ض قراراتها لل ّن�سف بطريقة �إعتباطية‬ ‫من الحكوم ��ة المركزية‪ .‬ويقي�س �أي�ض ًا جاهزية‬ ‫نظ ��ام م ��ا لتطبي ��ق الالمركزي ��ة ف ��ي �أ�شكالها‬ ‫الأ�سا�سية‪.‬‬ ‫وي�أخذ ف ��ي االعتبار الأهمي ��ة الن�سبية للحكومة‬ ‫المحلي ��ة و�ضم ��ان بقائه ��ا‪ .‬وق ��د ت � ّ�م تعدي ��ل‬ ‫الم�ؤ�ش ��رات الثانوي ��ة الثالث ��ة لقيا� ��س ق ��رب‬

‫الحكوم ��ات والإدارات المح ّلي ��ة الفعل ��ي م ��ن‬ ‫ال�شع ��ب �إذ �أن ه ��ذه الحكوم ��ات تختل ��ف حيال‬ ‫عدد �سكانه ��ا‪ ،‬وم�ساحتها‪ ،‬و�إختالف �إختيارات‬ ‫�سكانه ��ا‪ .‬وتمثل ال ��دول الم�شمولة ف ��ي الم�ؤ�شر‬ ‫‪ %98‬م ��ن النات ��ج المحل ��ي الإجمال ��ي العالمي‬ ‫و‪ %99‬م ��ن �سك ��ان العالم‪ ،‬وفق ن�ش ��رة مجموعة‬ ‫بنك بيبلو�س (‪.)Lebanon this Week‬‬ ‫وح�ص ��ل لبنان على ‪ 0,2‬نقطة ف ��ي م�ؤ�شر قرب‬ ‫الحكوم ��ة المحل ّي ��ة م ��ن ال�شعب‪ ،‬وه ��و �أقل من‬ ‫المعدل العالمي البالغ ‪ 2,5‬نقطتين‪ ،‬ومن معدل‬ ‫الدول ذات الدخل المتو�سط �إلى المرتفع الذي‬ ‫و�ص ��ل �إل ��ى ‪ 1,21‬نقط ��ة‪ ،‬وجاء مماث�ل ً�ا لمعدل‬ ‫الدول العربية‪.‬‬ ‫وحل ف ��ي المرتبة ‪ 93‬عالمي� � ًا‪ ،‬والرابعة عربي ًا‪،‬‬ ‫و‪ 22‬بي ��ن ال ��دول ذات الدخ ��ل المتو�س ��ط �إل ��ى‬ ‫المرتف ��ع عل ��ى الم�ؤ�ش ��ر الثان ��وي "الالمركزية‬ ‫ال�سيا�سية"‪.‬‬

‫الخزينة اللبنانية تخ�سر ‪ 122‬مليون دوالر‬ ‫من قطاع ال�سيارات �إذا رفعت الـ ‪TVA‬‬ ‫ن�ش ��ر رئي� ��س جمعية م�ست ��وردي ال�سي ��ارات في‬ ‫لبن ��ان �سمي ��ر حم�ص ��ي درا�سة ع ��ن االنعكا�س‬ ‫ال�سلب ��ي عل ��ى �س ��وق ال�سي ��ارات والإقت�ص ��اد‬ ‫وعائدات خزينة الدول ��ة نتيجة زيادة ال�ضريبة‬ ‫على القيمة الم�ضافة �إلى ‪.%15‬‬ ‫وت�شي ��ر الدرا�سة �إلى �أن لبنان �إ�ستورد في العام‬ ‫‪ 2011‬حوالى ‪� 74‬ألف �سيارة بلغت قيمتها مليار‬ ‫و‪ 90‬مليون دوالر في وقت و�صلت عائدات الدولة‬ ‫من هذا القطاع الى حوالى ‪ 609‬ماليين دوالر‪،‬‬ ‫وذل ��ك عند جمع �إي ��رادات الر�س ��وم الجمركية‬ ‫المفرو�ض ��ة على ه ��ذه ال�سي ��ارات (نح ��و ‪478‬‬ ‫مليون دوالر) وال�ضريبة عل ��ى القيمة الم�ضافة‬ ‫المح�صلة ج ��راء بيع هذه ال�سيارات (نحو ‪131‬‬ ‫ملي ��ون دوالر) ا�ضاف ��ة الى ر�س ��وم ت�سجيل هذه‬ ‫ال�سيارات والتي بلغت نهاية العام ‪ 2011‬حوالى‬ ‫‪ 131‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫كم ��ا ت�شي ��ر الدرا�س ��ة �إل ��ى ان ع ��دد ال�سيارات‬ ‫الم�ستوردة والتي ّتم بيعها في لبنان قد تراجعت‬ ‫م ��ن حوالى ‪� 92,000‬سيارة في العام ‪ 2010‬الى‬ ‫حوالى ‪� 67,000‬سيارة نهاية العام ‪.2013‬‬

‫الموجز اللبناني‬ ‫"ال�صناع����ة الوطني����ة رك����ن �أ�سا�س����ي ف����ي‬ ‫الإقت�ص����اد الوطن����ي"‪ ،‬و"الأرق����ام الجي����دة الت����ي‬ ‫�سجلتها ال�صناعة في العام ‪ 2013‬ت�ؤكد على �أن‬ ‫ال�صناعة هي الح�صن المنيع للإقت�صاد الوطني"‪،‬‬ ‫ق����ال رئي�����س جمعي����ة ال�صناعيي����ن نعم����ة افرام‪،‬‬ ‫م�ضيف����ا ً �أنه "رغم فقدان الميزات التفا�ضلية في‬ ‫قطاع ال�صناعة‪ ،‬ف�����إن الإحتراف والإبداع والتقنية‬ ‫العالية تعو�ض النق�ص وتحقق النجاح"‪.‬‬ ‫‪ 420‬ملي����ار لي����رة ه����ي قيم����ة فات����ورة‬ ‫ال�صحة �سنويا‪،‬‬ ‫الإ�ست�شف����اء التي ت�سدده����ا وزارة‬ ‫ّ‬ ‫بح�سب ما �أعلنه الوزير وائل ابو فاعور في م�ؤتمره‬ ‫�صحافي �أخيراً‪ ،‬الذي تناول فيه عمل لجنة تدقيق‬ ‫فواتي����ر الم�ست�شفيات ف����ي وزارة ال�صحة‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫"�إن فواتي����ر اال�ست�شف����اء التي ت�أت����ي من عدد من‬ ‫الم�ست�شفي����ات م�ضخّمة ج����داً‪ ،‬وفيها هدر وف�ساد‬ ‫و�سرق����ة مو�صوف����ة‪ .‬وه����ذه لي�ست تكهن����ات‪ ،‬اذ‬ ‫�أن لج����ان التدقي����ق‪ ،‬الت����ي تدقق ف����ي ‪ %10‬من‬ ‫الفواتي����ر‪ ،‬وج����دت ف����ي كل الفت����رات ال�سابق����ة‬ ‫زيادات و�سرق����ات و�إ�ضافات ت����راوح ما بين ‪10‬‬ ‫و‪ ."%40‬ولف����ت �إلى �أن "الإج����راء التقليدي الذي‬ ‫تتخذه وزارة ال�صحة هو �إجراء ح�سم على الفواتير‬ ‫ح�سب التدقيق الذي ُيجرى‪ ،‬اال ان هذا الأمر يجب‬ ‫�أال ي�ستمر‪ ،‬لأنه ال ي�ض����ع اليد على الجرح‪ ،‬وي�سمح‬ ‫بتكرار الهدر والمخالفات"‪.‬‬ ‫اعلن����ت �شرك����ة طي����ران ال�ش����رق الأو�س����ط –‬ ‫الخطوط الجوي����ة اللبنانية في بيان‪ ،‬تعزيز �شبكة‬ ‫خطوطها عبر زيادة �شبكة الخطوط بوجهة جديدة‬ ‫ه����ي مدينة الب�صرة في الع����راق‪ ،‬بدءاً من ‪� 30‬آذار‬ ‫(مار�س) ‪ 2014‬بمعدل رحلتي����ن �أ�سبوعيا ً يومي‬ ‫الخمي�����س والأح����د‪ ،‬وم�ضاعفة عدد الرح��ل�ات �إلى‬ ‫لندن لت�صبح رحلتين يوميا ً‪.‬‬

‫�سمير حم�صي‬

‫م ��ن هن ��ا ت�شي ��ر الدرا�سة الت ��ي �أعده ��ا رئي�س‬ ‫جمعي ��ة م�ست ��وردي ال�سيارات في لبن ��ان �سمير‬ ‫حم�ص ��ي ان ��ه في ح ��ال ت ��م زيادة ال ��ـ(‪)TVA‬‬ ‫(ال�ضريب ��ة عل ��ى القيمة الم�ضاف ��ة) الى ‪،%15‬‬ ‫فان مبيعات ال�سيارات وعائدات الدولة من هذا‬ ‫القطاع �سوف تنخف�ض بحوالى ‪ %30‬تقريب ًا‪� .‬أي‬ ‫ان الخ�س ��ارة الت ��ي �ستتكبده ��ا خزين ��ة الدولة‬ ‫�ست�صل الى نحو ‪ 182‬مليون دوالر‪.‬‬

‫التق����ى وزي����ر العم����ل �سجع����ان ق����زي وف����د‬ ‫نقابة عم����ال الفن����ادق والمطاعم‪ ،‬وترك����ز البحث‬ ‫على الح���� ّد من لج����وء �أ�صح����اب الم�ؤ�س�س����ات الى‬ ‫الي����د العاملة الأجنبي����ة على ح�ساب الي����د العاملة‬ ‫اللبناني����ة‪" ،‬خ�صو�صا ً �أن عمال المطاعم والفنادق‬ ‫اللبنانيي����ن ي�ضطرون الى مغادرة لبنان الى دول‬ ‫الخليج لإيجاد عمل ب�سبب �إقدام عدد من �أ�صحاب‬ ‫المطاع����م والفن����ادق عل����ى توظي����ف عم����ال غي����ر‬ ‫لبنانيين ب�أجور متدنية‪ ،‬بدل العمال اللبنانيين"‪.‬‬ ‫وفي ه����ذا الإطار‪� ،‬أعط����ى وزير العم����ل توجيهاته‬ ‫الى دائ����رة التفتي�ش المخت�صة بال����وزارة للقيام‬ ‫بحم��ل�ات تفتي�ش عل����ى المطاعم الت����ي ت�ستخدم‬ ‫ب�شكل غي����ر �شرعي عماالً �أجان����ب و�إتخاذ التدابير‬ ‫القانونية في حقها‪.‬‬ ‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪7‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون لبنانية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف اللبناني‬

‫لبنان غير م�ؤهل وغير قادر على التعامل مع �أزمة الالجئين‬

‫يمي ��ل معظم القلق �إزاء "تم� �دّد" ال�صراع ال�سوري‬ ‫�إل ��ى لبن ��ان �إل ��ى التركي ��ز عل ��ى زعزع ��ة الإ�ستقرار‬ ‫ال�سيا�س ��ي‪ ،‬وال�صراع الطائفي في ال�شمال‪ ،‬وت�أثير‬ ‫ك ٍّل من العنف وقدرة النظام على البقاء ال�سيا�سي‬ ‫ج� � ّراء تدخل "حزب اهلل" لدع ��م نظام ي�شار الأ�سد‬ ‫ف ��ي دم�ش ��ق‪ .‬ولك ��ن ف ��ي بداي ��ة ه ��ذا ال�شه ��ر و�صل‬ ‫�سجل �شاب‪ُ ،‬ع ّرف‬ ‫لبن ��ان �إلى معل ��م واقعي‪ :‬عندما ّ‬ ‫بيحيى (‪ 19‬عاماً)‪� ،‬إ�سمه كالجىء كي يح�صل على‬ ‫م�ساع ��دات الأم ��م المتحدة‪ ،‬و�صل الع ��دد الر�سمي‬ ‫لالجئين ال�سوريين في لبنان �إلى المليون‪.‬‬ ‫ه ��ذا هو �أعلى مع ��دل تركيز للفرد م ��ن الالجئين‬ ‫ُ�سجِّ ��ل ف ��ي �أي م ��كان ف ��ي العال ��م ف ��ي التاري ��خ‬ ‫الحدي ��ث‪ .‬بب�ساطة‪� ،‬إرتفع عدد �سكان لبنان بن�سبة‬ ‫‪ 25‬ف ��ي المئة على الأقل‪ ،‬وربما �أكثر من ذلك‪ ،‬في‬ ‫ال�سنوات الثالث الما�ضية‪.‬‬ ‫يق� �دَّر ع ��دد �س ��كان لبن ��ان بحوال ��ي �أربع ��ة ماليين‬ ‫مواط ��ن‪ ،‬م ��ع ع ��دد م ��ن الالجئي ��ن‪ ،‬الذي ��ن ط ��ال‬ ‫�أم ��د بقائه ��م‪ ،‬يبل ��غ �أكثر م ��ن ‪� 300‬أل ��ف فل�سطيني‬ ‫�أي�ض� �اً‪� .‬إن العالقات ال�سيا�سي ��ة بين ه�ؤالء الأربعة‬ ‫ماليين لبناني كانت متوازنة في التك ّيف المتو ّتر‬ ‫بي ��ن القوى الطائفي ��ة والإيديولوجية التي غالباً‬ ‫م ��ا تتواف ��ق عل ��ى القلي ��ل جداً‪ .‬ف ��ي الواق ��ع‪ ،‬واحد‬ ‫م ��ن ع ��دد قليل م ��ن الأ�شياء الذي يب ��دو �أن معظم‬ ‫الأفرق ��اء اللبنانيي ��ن حق� �اً يتوافق ��ون علي ��ه ه ��و‬ ‫�إ�ستبع ��اد منهج ��ي لالجئي ��ن الفل�سطينيي ��ن م ��ن‬ ‫معظ ��م عنا�ص ��ر الحي ��اة العام ��ة‪ ،‬والذي ��ن يُنظ ��ر‬ ‫�إليه ��م ر�سمي� �اً ك�ضي ��وف م�ؤقتين ولك ��ن مع وجود‬ ‫�شب ��ه دائم‪ .‬على الرغم من ذلك ال يمكن �إدراجهم‬ ‫في المزيج الإجتماعي وال�سيا�سي في البالد‪.‬‬ ‫عندم ��ا ب ��د�أت الموج ��ات الأول ��ى م ��ن الالجئي ��ن‬ ‫ال�سوريي ��ن ت�ض ��رب لبنان‪ ،‬لم يكن الذع ��ر والتنبه‬ ‫فوري� �اً‪ .‬مئ ��ات الآالف م ��ن العم ��ال المهاجري ��ن‬ ‫كانوا يتنقلون ذهاباً و�إياباَ بين �سوريا ولبنان على‬ ‫م ��دى عق ��ود‪ .‬كان م ��ن المفتر�ض �أن يك ��ون ه�ؤالء‬ ‫الالجئي ��ن ال�سوريين‪� ،‬أي�ضاً‪ ،‬ن ��زالء م�ؤقتين‪ ،‬و�أنه‬ ‫�أي ��ا كان ��ت النتيج ��ة‪ ،‬ف�إن الح ��رب �ستنته ��ي ب�سرعة‬ ‫كبيرة و�سوف يعودون �إلى ديارهم ‪.‬‬ ‫فق ��ط ف ��ي الع ��ام الما�ض ��ي‪� ،‬أو نح ��و ذل ��ك‪ ،‬ب ��د�أ‬ ‫اللبناني ��ون يُدركون �أن الواق ��ع مختلف تماماً‪ .‬لم‬ ‫ُتظه ��ر الحرب في �سوري ��ا �أي عالمة على نهايتها‪،‬‬

‫‪6‬‬

‫العدد ‪ - 18‬ني�سان (�أبريل) ‪٢٠١4 -‬‬

‫وربما قد تطول �أكثر من الحرب الأهلية الخا�صة‬ ‫في لبنان التي دامت ‪ 15‬عاماً‪ .‬لذلك فمن ال�صعب‬ ‫ج ��داً الآن تجنب الإ�ستنتاج ب� ��أن ه�ؤالء الالجئين‪،‬‬ ‫بالإ�ضاف ��ة �إل ��ى العدي ��د م ��ن ال�سوريين ف ��ي لبنان‬ ‫ي�سجلوا �أ�سماءهم م ��ع �أي جهة ولكنهم‬ ‫الذي ��ن ل ��م ّ‬ ‫�أي�ضاً لن يذهبوا �إلى �أي مكان في �أي وقت قريب‪،‬‬ ‫ق ��د غ ّي ��روا ب�ش ��كل كبي ��ر التركيب ��ة الديموغرافية‬ ‫للب�ل�اد في الم�ستقبل المنظ ��ور‪� ،‬إن لم يكن ب�شكل‬ ‫دائم‪.‬‬ ‫العدي ��د م ��ن ال ��دول المج ��اورة لدي ��ه تجمع ��ات‬ ‫رئي�سي ��ة م ��ن الالجئين الذي ��ن �صدّره ��م ال�صراع‬ ‫ال�س ��وري‪ ،‬بم ��ا في ذلك الأردن‪ .‬ولك ��ن لبنان ب�شكل‬ ‫خا� ��ص غي ��ر مجهّز للتعام ��ل مع ه ��ذا الحجم من‬ ‫التدفق المفاجئ‪� ،‬إجتماعياً‪� ،‬إقت�صادياً و�سيا�سياً‪.‬‬ ‫العدي ��د من ال�سوريين في لبن ��ان ال ي�ستطيع دفع‬ ‫مبل ��غ ‪ 250‬دوالراً مطل ��وب م ��ن كل �شخ� ��ص ع ��ن‬ ‫كل �سنة م ��ن الإقامة القانوني ��ة‪ ،‬وبالتالي العديد‬ ‫منه ��م �أ�صب ��ح "غي ��ر قانون ��ي"‪ .‬وم ��ن دون ه ��ذه‬ ‫الإقام ��ة‪ ،‬يواجه الالجئون م ��ع التهديد الم�ستمر‬ ‫للإعتقال عدم �أهليتهم لتلقي الخدمات ال�صحية‬ ‫والإجتماعي ��ة الأخ ��رى‪� ،‬أو العملي ��ات القانوني ��ة‬ ‫مثل ال ��زواج والطالق �أو ت�سجيل الأطفال حديثي‬ ‫ال ��والدة‪ .‬لذل ��ك ف�إنه ��م يعي�ش ��ون في عال ��م الظل‪،‬‬ ‫مختبئين خوفاً من مالحقة القانون‪.‬‬ ‫وق ��د ُ�س ِّلط ال�ض ��وء �أخيراً على ي�أ�سه ��م عندما‪ ،‬في‬ ‫�ضحت مريم الخولي‬ ‫‪ 2‬ني�س ��ان (�إبريل) الج ��اري‪ّ ،‬‬ ‫بنف�سه ��ا حرق� �اً �إحتجاجاً على خف� ��ض الم�ساعدات‬ ‫الت ��ي كانت تتلقاها م ��ن وكاالت الالجئين‪ .‬ينبغي‬ ‫�أن يك ��ون ه ��ذا الح ��ادث دعوة للإ�ستيق ��اظ لجميع‬ ‫الأط ��راف‪ ،‬ولكن لي�ست هن ��اك بوادر ُتذكر على �أي‬ ‫�إج ��راء‪ .‬ال ي ��زال كثي ��رون من الالجئي ��ن يعي�شون‬ ‫عل ��ى م ��ا يقرب من دوالر في اليوم‪ ،‬ويُقدّر �أن �أكثر‬ ‫م ��ن ن�صفه ��م م ��ن الأطف ��ال‪ .‬ويواج ��ه الالجئ ��ون‬ ‫�أي�ض� �اً موج ��ة مت�صاع ��دة م ��ن الغ�ض ��ب والتميي ��ز‪،‬‬ ‫م ��ع تقاري ��ر عدي ��دة تفي ��د ب� ��أن التع�ص ��ب وحت ��ى‬ ‫"العن�صرية" �ضدهم تنمو في بع�ض قطاعات من‬ ‫المواطنين اللبنانيين‪.‬‬ ‫الواقع �أن نظام الحكم المحا�صر والمنق�سم فعلياً‬ ‫ف ��ي لبنان ي�سع ��ى جاهداً لتوفي ��ر جميع الخدمات‬ ‫الإجتماعي ��ة‪ ،‬خ�صو�ص� �اً التعلي ��م‪ .‬كثي ��ر م ��ن‬

‫اللبنانيي ��ن‪ ،‬بم ��ن فيهم الم�س�ؤول ��ون الحكوميون‪،‬‬ ‫ي�شك ��ون علن� �اً وبم ��رارة م ��ن �أن ��ه ف ��ي العدي ��د م ��ن‬ ‫المدار� ��س الر�سمية يفوق عدد الطالب ال�سوريين‬ ‫الآن ع ��دد الط�ل�اب اللبنانيي ��ن‪ .‬وخدم ��ات المي ��اه‬ ‫والكهرب ��اء‪ ،‬والتي كانت بال ��كاد كافية بالفعل‪ ،‬هي‬ ‫الآن عل ��ى حافة االنهي ��ار‪ .‬وقد قدّر البنك الدولي‬ ‫�أن التكالي ��ف المالي ��ة لأزمة الالجئي ��ن في لبنان‬ ‫تبل ��غ نحو ‪ 2.5‬ملياري دوالر في العام ‪ ،2013‬وهذا‬ ‫العدد يمكن �أن ينمو �أكثر هذا العام وبعده‪.‬‬ ‫م ��ع م ��رور الوقت‪ ،‬ف� ��إن م�س�أل ��ة الو�ض ��ع ال�سيا�سي‬ ‫والت�أثي ��ر لالجئي ��ن ال�سوريي ��ن‪ ،‬الذي ��ن ه ��م ف ��ي‬ ‫غالبيته ��م م ��ن ال�سن ��ة‪ ،‬عل ��ى الت ��وازن الإجتماعي‬ ‫والطائفي الدقيق في لبنان قد تكون �أكثر �ضرراً‪.‬‬ ‫لي� ��س هناك �ش ��ك ف ��ي �أن غالبي ��ة ال�سوريين تريد‬ ‫الع ��ودة �إل ��ى ديارها‪ ،‬و�ستفعل ذلك ل ��و �إ�ستطاعت‪.‬‬ ‫لكنه ��ا ال ت�ستطي ��ع‪ ،‬ولي�س هناك م ��ا يدل على �أنها‬ ‫�ستع ��ود ف ��ي الم�ستقبل المنظور �أي�ض� �اً‪� .‬إذا كان �أي‬ ‫�ش ��يء‪� ،‬س ��وف يك ��ون هن ��اك المزيد م ��ن الالجئين‬ ‫القادمين �إلى لبنان بد ًال من العودة �إلى �سوريا‪.‬‬ ‫ه ��ذا الإنفجار ال�سكاني المفاج ��ىء وغير المتو ّقع‬ ‫جل ��ب مناف�س ��ة جدي ��دة بالن�سب ��ة �إل ��ى الوظائ ��ف‬ ‫والخدم ��ات‪ ،‬و�أ�ض ��اف عن�ص ��راً �إل ��ى التوت ��رات‬ ‫الإجتماعي ��ة الجدي ��دة‪ ،‬وربم ��ا �أكث ��ر قلق� �اً‪ ،‬ه ��و‬ ‫الديموغرافي ��ة ال�سيا�سي ��ة الجدي ��دة‪ ،‬الت ��ي لبنان‬ ‫غير م�ستعد لها تماماً‪.‬‬ ‫م ��ن جه ��ة �أخ ��رى‪ ،‬بالإ�ضاف ��ة �إل ��ى �إمت ��داد القتال‬ ‫ف ��ي ال�شم ��ال‪ ،‬وال�ص ��راع ال ��ذي خ ّلفه "ح ��زب اهلل"‬ ‫وراءه ف ��ي لبن ��ان بعد تدخله الرئي�س ��ي في �سوريا‪،‬‬ ‫ل ��دى لبن ��ان الآن �س ��كان ج ��دد بعدد �شا�س ��ع الذين‬ ‫ال تعت ��رف به ��م �أنظمت ��ه الإجتماعي ��ة وال�سيا�سية‪.‬‬ ‫ه ��ذا الواق ��ع ال يمكن الدفاع عن ��ه‪ .‬مثل هذا العدد‬ ‫ال�ضخ ��م ال يمك ��ن �أن يُدمج بالكام ��ل وال �إ�ستبعاده‬ ‫من لبنان‪.‬‬ ‫ال المجتم ��ع الدول ��ي وال لبن ��ان لديهم ��ا �أي �إجابة‬ ‫�شافي ��ة عن هذه الم�أ�س ��اة �أو بالتالي خطة معقولة‬ ‫عل ��ى م ��ا ينبغ ��ي القيام ب ��ه �إزاء الكارث ��ة التي ح ّلت‬ ‫بالن�سب ��ة �إلى كل الجئ فرد والجمهورية اللبنانية‬ ‫ب�أكمله ��ا‪� .‬إن الجمي ��ع يترنح ��ون �أم ��ام ت�سونام ��ي‬ ‫�إن�سانية ال مثيل لها والتي لم تنته ف�صولها بعد‪.‬‬ ‫بيروت ‪ -‬رئيف عمرو‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫ً‬ ‫عر�ضة‬ ‫لبنان في المرتبة ‪ 15‬بين الدول الأكثر‬ ‫لهجرة ر�ؤو�س الأموال‬

‫�ص ّنف ��ت وكالة الإئتم ��ان "�ستان ��درد �أند بورز " والر�صيد المالي مع ًا كن�سبة من الناتج المحلي‬ ‫(‪)Standard & Poor’s‬لبن ��ان ف ��ي المرتب ��ة الإجمالي‪.‬‬ ‫‪ 15‬بي ��ن ال ��دول الأكث ��ر عر�ض ًة لخ ��روج ر�ؤو�س وتو ّقع ��ت الوكال ��ة �أن يبل ��غ �إجمال ��ي التموي ��ل‬ ‫الأم ��وال بي ��ن ‪ 38‬دول ��ة نا�شئ ��ة‪ ،‬وف ��ي المرتبة الخارج ��ي للبنان م ��ا يعادل ‪ %89‬م ��ن �إيرادات‬ ‫ال�سابعة الأكثر عر�ض ًة بين ‪ 20‬دولة ذات الدخل الح�س ��اب الج ��اري زائ ��د االحتياط ��ات م ��ن‬ ‫المتو�سط �إلى المرتفع‪ ،‬ولكن الأقل عر�ض ًة بين العم�ل�ات الأجنبي ��ة القابل ��ة لال�ستخ ��دام ف ��ي‬ ‫�أرب ��ع دول في منطق ��ة ال�ش ��رق الأو�سط و�شمال �سنة ‪ .2014‬وع ّرف ��ت الوكالة الحاجات للتمويل‬ ‫�أفريقي ��ا المدرجة في الت�صني ��ف‪ .‬و�إ�ستخدمت الخارجي على �أنها مدفوعات الح�ساب الجاري‬ ‫الوكال ��ة ثالث ��ة م�ؤ�ش ��رات لإلتق ��اط الجوان ��ب زائ ��د الدي ��ن الخارج ��ي الق�صير الأج ��ل‪ ،‬وهو‬ ‫المختلفة لمخاط ��ر ال�سيول ��ة الخارجية‪ ،‬والتي ي�شمل ودائع غي ��ر المقيمين‪ .‬وا�ش ��ارت الوكالة‬ ‫تتك ��ون م ��ن �إجمال ��ي التمويل الخارج ��ي للدول الى �أن حاجات لبنان للتمويل الخارجي �ستكون‬ ‫كن�سبة مئوي ��ة من مجموع �إي ��رادات الح�سابات ف ��ي المرتبة الـ‪ 13‬الأقل لخ ��روج ر�ؤو�س الأموال‬ ‫الجاري ��ة واحتياط ��ات م ��ن العم�ل�ات الأجنبية بي ��ن ‪� 38‬سوق� � ًا نا�شئة في الع ��ام ‪ ،2014‬والأقل‬ ‫ال�صالح ��ة للإ�ستخ ��دام؛ والدي ��ون الخارجي ��ة عر�ض ًة بين �أربع دول في منطقة ال�شرق الأو�سط‬ ‫الق�صيرة الأج ��ل وفق الإ�ستحقاق ��ات المتبقية و�شم ��ال �أفريقيا في هذا الم�سح‪ ،‬والثامنة الأقل‬ ‫من ن�سب ��ة الإحتياطات من العم�ل�ات الأجنبية عر�ض� � ًة بين ‪ 20‬دولة ذات الدخل المتو�سط �إلى‬ ‫ال�صالح ��ة للإ�ستخ ��دام؛ والح�ساب ��ات الجارية المرتفع‪.‬‬

‫الم�صلحة الوطنية للتعمير في لبنان �ألغيت منذ ‪ 36‬عام ًا‬ ‫وال تزال تُجبى ر�سومها!‬ ‫م ��ا بي ��ن الفين ��ة والأخ ��رى يط ��ل بع� ��ض الخبراء‬ ‫ليح ��ذروا من �إحتمال قوي بتعر� ��ض لبنان لزلزال‬ ‫مدم ��ر‪ ،‬ويعود البع�ض بالذاكرة �إلى الزلزال الذي‬ ‫�ض ��رب لبنان في الع ��ام ‪ 1956‬و�ألحق دمار ًا كبير ًا‬ ‫في العديد م ��ن المناطق‪ ،‬ال �سيما البقاع وال�شوف‬ ‫و�صي ��دا‪ .‬وقد �أن�ش� ��أت الحكومة �آن ��ذاك �إدارة هي‬ ‫"الم�صلح ��ة الوطنية للتعمير" لمعالجة �آثار هذه‬ ‫الكارث ��ة‪ .‬لك ��ن ه ��ذه الم�صلح ��ة �إ�ستم ��رت قائمة‬ ‫�سن ��وات عديدة بعد �إنته ��اء عملها‪ ،‬وفيم ��ا �ألغيت‬ ‫في العام ‪ 1977‬ت�ستم ��ر الدولة حتى اليوم بجباية‬ ‫"ر�سوم التعمير"‪.‬‬ ‫وق ��د ن�صت المادة الأولى من القانون ال�صادر في‬ ‫‪ 9‬ني�س ��ان (�إبري ��ل) ‪ 1956‬على �إن�ش ��اء الم�صلحة‬ ‫الوطنية للتعمي ��ر‪ ،‬وتكون غايته ��ا تعمير المناطق‬ ‫المنكوبة في طرابل�س وال�شمال بفي�ضان ‪ 17‬كانون‬ ‫الأول (دي�سمب ��ر) ‪ ،1955‬والمناط ��ق المنكوب ��ة‬ ‫بزلزال �شه ��ر �آذار (مار�س) ‪ .1956‬وهي م�ؤ�س�سة‬ ‫عامة تتمتع باال�ستق�ل�ال المالي والإداري وتخ�ضع‬

‫لرقابة ديوان المحا�سبة الم�ؤخرة‪ ،‬ويتولى �إدارتها‬ ‫مجل�س �إدارة م�ؤلف م ��ن رئي�س و‪� 4‬أع�ضاء يعينون‬ ‫بمر�س ��وم بناء على اقتراح وزي ��ر المال لمدة �سنة‬ ‫يمك ��ن تجديدها‪ .‬وحدد القان ��ون مهمة الم�صلحة‬ ‫بالآتي‪ :‬و�ضع الت�صاميم والنماذج لتعمير القرى؛‬ ‫�إا�ستم�ل�اك العق ��ارات الالزم ��ة للتعمي ��ر؛ القيام‬ ‫ب�أعم ��ال الترمي ��م والإعم ��ار و�أعم ��ال الت�سلي ��ف؛‬ ‫ويح ��ق ل�شاغلي الأبني ��ة المتهدم ��ة �أو المت�صدعة‬ ‫بالفي�ض ��ان �أو الزلزال �إ�شغ ��ال الأبنية الجديدة �أو‬ ‫المرممة �ضمن �شروط معينة‪.‬‬ ‫على الرغم من م ��رور �أكثر من ‪� 36‬سنة على �إلغاء‬ ‫الم�صلح ��ة الوطني ��ة للتعمي ��ر و�إتخ ��اذ العديد من‬ ‫الخط ��وات لت�صفية الم�صلح ��ة‪ ،‬وتمليك العقارات‬ ‫لل�شاغلي ��ن‪ ،‬ف� ��إن الدولة ال ت ��زال تفر�ض ما يعرف‬ ‫بر�سم التعمير‪ ،‬وقدرت ه ��ذه الواردات بـ ‪ 20‬مليار‬ ‫ليرة في قانون موازنة العام ‪ 1999‬مقابل ‪ 18‬مليار‬ ‫ليرة في الع ��ام ‪ ،1998‬و�إنخف�ضت بفعل �إلغاء عدد‬ ‫من الر�سوم لتبلغ نحو ملياري ليرة في العام ‪.2012‬‬

‫‪ 2150‬ملي����ار لي����رة قيم����ة الزي����ادات التي‬ ‫ُت�ضاف تلقائيا ً �إلى الإنف����اق العام لل�سنة المالية‬ ‫الجاري����ة‪ ،‬مقارن����ة ب����ـ‪ 1850‬ملي����اراً ف����ي م�شروع‬ ‫موازنة العام الما�ضي‪" ،‬وهذا يعني ان الإعتمادات‬ ‫المتواف����رة على ا�سا�����س العودة ال����ى موازنة عام‬ ‫‪ 2005‬زائ����داً �إعتم����ادات القان����ون الخا�ص الذي‬ ‫زاد النفق����ات بقيمة ‪ 8300‬مليار ليرة لن تغطي‬ ‫كلفة غ��ل�اء المعي�شة‪ ،‬التي ُدفع����ت بموجب �سلفة‬ ‫مالية ومن دون توفير التغطية الالزمة للزيادات‬ ‫والدرجات الملحوظة خالل العام ‪.2014‬‬ ‫ف����ي الع����ام ‪ 2013‬بلغ����ت مداخي����ل الهاتف‬ ‫الخلوي وح����ده نح����و ‪ 1.8‬ملي����ار دوالر‪� .‬أما �سعر‬ ‫الدقيقة الواح����دة فهو يبلغ ‪� 63‬سنت����ا ً لالت�صال‬ ‫بوا�سط����ة بطاقة مدفوعة م�سبقا ً‪ ،‬و‪� 17.85‬سنتا ً‬ ‫م����ن خطّ خل����وي ثابت‪ .‬ف����ي فرن�سا‪ ،‬حي����ث الدخل‬ ‫الف����ردي �أكب����ر بنح����و ‪� 5‬أ�ضعاف الدخ����ل الفردي‬ ‫اللبنان����ي‪ ،‬ف�����إن كلفة الح�ص����ول عل����ى �إت�صاالت‬ ‫مفتوحة و�إنترنت بال حدود تبلغ ‪ 26‬دوالر �شهريا ً‪.‬‬ ‫كلفة االت�صاالت ف����ي لبنان �أعلى بع�شرة �أ�ضعاف‬ ‫الكلفة في فرن�سا‪ .‬ال�سب����ب �أن ال�سلطات تتعامل‬ ‫م����ع الم�ستهلكي����ن بعقلي����ة الجابي‪� :‬إنه����م منجم‬ ‫ذهب‪.‬‬ ‫�أظه����ر الم�سح ال�صادر عن �شركة الإح�صاءات‬ ‫" ‪� ،"IPSOS-STAT‬أن ن�سب����ة اخت����راق �شبك����ة‬ ‫الإنترن����ت ف����ي لبن����ان بلغ����ت ‪ 61%‬ف����ي ‪2013‬‬ ‫مقارن ًة بـ‪ 56%‬في ‪ ،2012‬ومقارن ًة بن�سبة اختراق‬ ‫بلغت ‪ 92%‬ف����ي الإمارات‪ ،‬و‪ 82%‬في ال�سعودية‪،‬‬ ‫و‪ 79%‬ف����ي الكويت‪ ،‬و‪ 56%‬ف����ي الأردن‪ ،‬و‪44%‬‬ ‫في م�صر‪.‬‬ ‫و�أ�ش����ار الم�س����ح ال����ى �أن ن�سب����ة �إخت����راق �شبكات‬ ‫التوا�ص����ل الإجتماعي����ة ف����ي لبنان‪ ،‬والت����ي تحدد‬ ‫ن�سب����ة م�ستخدمين �شب����كات التوا�صل الإجتماعية‬ ‫م����ن م�ستخدمي الإنترنت‪ ،‬بلغ����ت ‪ 87%‬في لبنان‬ ‫ف����ي ‪ ،2013‬اي ب�إرتف����اع ع����ن ‪ ٪76‬في ‪،2012‬‬ ‫ومقارنة بن�سبة �إخت����راق ‪ ٪95‬في الأردن‪ ،‬و‪٪89‬‬ ‫في م�ص����ر‪ ،‬و‪ ٪87‬في الإمارات والكويت‪ ،‬و‪81%‬‬ ‫في ال�سعودية‪.‬‬ ‫وكان���ت ن�سب���ة �إخت���راق موق���ع "الفاي�سب���وك"‬ ‫(‪ )Facebook‬ف���ي لبنان‪ ،‬والت���ي تعك�س ن�سبة‬ ‫م�ستخدمي "الفاي�سبوك" من م�ستخدمي �شبكات‬ ‫التوا�ص���ل الإجتماعي���ة‪ ٪98 ،‬ف���ي ‪ ،2013‬ولم‬ ‫ت�سج���ل اي تغيي���ر ع���ن الن�سبة عينها ف���ي العام‬ ‫ّ‬ ‫ال�ساب���ق‪ ،‬ومقارن��� ًة بن�سب���ة اخت���راق ‪ ٪100‬في‬ ‫الأردن‪ ،‬و‪ ٪99‬ف���ي الإم���ارات وم�ص���ر‪ ،‬و‪٪93‬‬ ‫ف���ي ال�سعودي���ة‪ ،‬و‪ %83‬ف���ي الكوي���ت‪ ،‬وف���ق‬ ‫ن�شرة مجموعة بنك بيبلو����س ‪Lebanon This‬‬ ‫‪.Week‬‬

‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪9‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون لبنانية‬ ‫كلمة لبنانية‬

‫عدم الوفاء بالوعود‬ ‫بع ��د م ��ا يق ��رب م ��ن �أرب ��ع �سن ��وات عل ��ى تقديم ��ه‬ ‫للم ��رة الأولى �إلى المجل�س النيابي‪� ،‬صدر قانون‬ ‫العنف المنزلي �أخيراً في لبنان‪ ،‬لكن التعديالت‬ ‫الت ��ي �أُدخل ��ت عليه منذ الع ��ام ‪� 2010‬ست� ��ؤدي �إلى‬ ‫�ضرر بالغ للن�ساء في هذا البلد‪.‬‬ ‫الواقع �أن هذه الق�ضية ال تخ�ص المر�أة وحدها‪،‬‬ ‫وال يج ��ب �أن ُينظ ��ر �إليها كذلك �إذا �أريد �أن يكون‬ ‫هن ��اك �أي �أمل في �أن ي�صبح القانون �أكثر حزماً‪.‬‬ ‫�إن العن ��ف المنزلي هو م�شكل ��ة المجتمع‪ ،‬ولي�س‬ ‫مجرد م�شكلة تخ�ص المر�أة فح�سب‪ ،‬على الرغم‬ ‫م ��ن �أنه ��ا تعان ��ي من ��ه �أكث ��ر م ��ن غيره ��ا‪ ،‬حي ��ث‬ ‫�أن �سل�سل ��ة جرائ ��م القت ��ل الأخي ��رة الت ��ي ذهب ��ت‬ ‫�ضحيته ��ا ن�ساء لبنانيات على �أيدي �أزواجهن هي‬ ‫واف على ذلك‪.‬‬ ‫دليل ٍ‬ ‫م ��ن جه ��ة �أخ ��رى‪ ،‬عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أن ��ه �إفتخر‬ ‫وتبج ��ح من ��ذ عق ��ود ب�أنه م ��ن بين ال ��دول الأكثر‬ ‫ّ‬ ‫ليبرالي ��ة في المنطقة‪ ،‬ف�إن لبنان هو في الواقع‬ ‫م ��ا زال متعلق� �اً ببع� ��ض �إتجاه ��ات �شب ��ه الق ��رون‬ ‫الو�سط ��ى‪ .‬ه ��ذا القان ��ون الجدي ��د‪ ،‬ال ��ذي ج ��اء‬ ‫كح ��ل و�س ��ط خطير �سع ��ى �إلى �إ�ستر�ض ��اء كل من‬ ‫النا�شطي ��ن في مج ��ال حقوق الم ��ر�أة وال�سلطات‬ ‫الدينية‪ ،‬ي�ش ّرع �أ�سا�ساً الإغت�صاب الزوجي‪ .‬ولكن‬ ‫ف ��ي حي ��ن �أن المعرك ��ة قد خ�س ��رت‪ ،‬ف� ��إن الحرب‬ ‫ل ��م تنت� � ِه بع ��د‪ ،‬ويج ��ب �أن ي�ستم ��ر ال�ضغ ��ط على‬ ‫ال�سيا�سيين ليتم تطبيقه من قبل بقية ال�سكان‪.‬‬ ‫ينبغ ��ي �أن تك ��ون لمطال ��ب ال�شع ��ب �آذان �صاغي ��ة‬ ‫تعل ��و ف ��وق مخ ��اوف رجال الدي ��ن‪ ،‬والذي ��ن على‬ ‫ما يب ��دو قلقون للغاية من فقدان قب�ضتهم على‬ ‫حي ��اة الن�ساء‪ ،‬حي ��ث يعملون على �أن يكون تمرير‬ ‫�أي قانون واحداً "مر ّو�ضاً" من قبلهم‪.‬‬ ‫ف ��ي حي ��ن كان القرار الأخير خط ��وة في الإتجاه‬ ‫ال�صحي ��ح‪ ،‬فمن الوا�ضح �أن ��ه عندما يتعلق الأمر‬ ‫بالف ��رد ف ��ي المجتم ��ع اللبنان ��ي‪ ،‬ف� ��إن حقوق ��ه‬ ‫(�أو حقوقه ��ا) م ��ا زال ��ت مهمل ��ة ل�صال ��ح رغب ��ات‬ ‫مختلف ال�سلطات الدينية في البالد‪ .‬يجب على‬ ‫ال�سيا�سيي ��ن �أن يعلموا �أن النا�س �سوف ي�ستمرون‬ ‫في المطالبة بحقوقهم‪ ،‬و�أن �أن�صاف الحلول لن‬ ‫تجدي نفعاً �أو تر�ضي �أحداً‪.‬‬ ‫بيروت ‪ -‬ليلى الحلو‬

‫‪8‬‬

‫العدد ‪ - 18‬ني�سان (�أبريل) ‪٢٠١4 -‬‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫‪ %72‬من م�ستخدمي الإنترنت في لبنان‬ ‫َيلِجونها لن�شر الآراء ال�سيا�سية‬

‫�أظه ��ر م�س ��ح �أج ��راه مرك ��ز "بي ��و‬ ‫للأبح ��اث"(‪)Research Center Pew‬‬ ‫الأميرك ��ي‪� ،‬أن ‪ %86‬من اللبنانيين يمتلكون‬ ‫هاتف ًا خليوي ًا‪ ،‬وهي الن�سبة العا�شرة الأعلى‬ ‫بي ��ن ‪ 24‬دولة نا�شئة �شملها الم�سح‪ .‬لكن ما‬ ‫هي توجهات اللبنانيين واهدافهم من ولوج‬ ‫�شبك ��ات التوا�صل االجتماع ��ي؟ وهل باتت‬ ‫�ضرورة ال غنى عنها في حياتهم اليومية؟‬ ‫ج ��اءت ن�سب ��ة اللبنانيي ��ن الذي ��ن يمتلكون‬ ‫هاتف� � ًا خليوي� � ًا �أعلى م ��ن مع� �دّل ‪ %83‬في‬ ‫ال ��دول النا�شئة‪ ،‬لكن �أدن ��ى من الن�سبة في‬ ‫الأردن (‪ )%95‬وف ��ي م�ص ��ر وتون�س (‪%88‬‬ ‫لك� � ّل منهم ��ا)‪ .‬و�أ�شار الم�سح �إل ��ى �أن ‪%45‬‬ ‫من �أ�صح ��اب الهواتف الخليوي ��ة في لبنان‬ ‫يملكون هاتف� � ًا ذكي ًا‪ ،‬وه ��ي الن�سبة الأعلى‬ ‫بي ��ن الدول النا�شئة‪� .‬إ�ضاف ًة �إلى ذلك‪ ،‬فان‬ ‫‪ %62‬من اللبنانيين الذين تراوح �أعمارهم‬ ‫بي ��ن ‪ 18‬و‪ 29‬عام� � ًا لديهم هوات ��ف ذكية‪،‬‬ ‫و‪ %55‬م ��ن الذين ت ��راوح �أعمارهم بين ‪30‬‬ ‫و‪� 49‬سنة يملكونها‪ ،‬و‪ %14‬تتجاوز �أعمارهم‬ ‫‪ 50‬عام ��ا يقتن ��ون هاتف ًا ذكي� � ًا‪ ،‬وفق ن�شرة‬ ‫مجموعة بن ��ك بيبلو�س ‪(Lebanon This‬‬ ‫)‪.Week‬‬ ‫و�أظه ��ر الم�سح �أن الأن�شط ��ة الأكثر �شيوع ًا‬ ‫لأ�صح ��اب الهوات ��ف الخليوي ��ة ف ��ي لبن ��ان‬ ‫ن�صي ��ة (‪،)%89‬‬ ‫ت�شم ��ل �إر�س ��ال ر�سائ ��ل ّ‬ ‫والول ��وج �إلى �شبك ��ات التوا�صل االجتماعي‬ ‫(‪ ،)%36‬والتق ��اط ال�صور ومقاطع الفيديو‬ ‫(‪ ،)%35‬والح�صول على الأخبار ال�سيا�سية‬ ‫خا�صة‬ ‫(‪ ،)%24‬والح�صول عل ��ى معلومات ّ‬ ‫بالم�ستهل ��ك (‪ ،)%16‬والح�ص ��ول عل ��ى‬ ‫المعلوم ��ات ال�صحي ��ة (‪ ،)%6‬و�إج ��راء �أو‬ ‫تل ّقي المدفوعات (‪.)%4‬‬ ‫ف ��ي المقاب ��ل‪ ،‬اف ��اد ‪ %78‬م ��ن �أ�صح ��اب‬ ‫الهواتف الخليوية في االقت�صادات النا�شئة‬ ‫�أنه ��م ي�ستخدمون ه ��ذه الهوات ��ف لإر�سال‬ ‫ر�سائ ��ل ن�صية‪ ،‬وم ��ن ثم اللتق ��اط ال�صور‬ ‫ومقاط ��ع الفيدي ��و (‪ ،)%54‬والول ��وج �إل ��ى‬ ‫�شبك ��ات التوا�ص ��ل االجتماع ��ي (‪،)%25‬‬ ‫والح�ص ��ول عل ��ى الأخب ��ار ال�سيا�سي ��ة‬ ‫خا�صة‬ ‫(‪ ،)%18‬والح�صول عل ��ى معلومات ّ‬

‫بالم�ستهلك (‪ ،)%16‬والمعلومات ال�صحية‬ ‫(‪ ،)%15‬و�إج ��راء �أو تل ّق ��ي المدفوع ��ات‬ ‫(‪ .)%11‬علم� � ًا �أن ن�سب ��ة اللبنانيين الذين‬ ‫يتل ّقون مدفوعاتهم �أو يقومون بدفعها عبر‬ ‫هواتفهم ج ��اءت �أعلى من تون� ��س وبوليفيا‬ ‫(‪ %3‬لك ّل منهما) بين الدول النا�شئة فقط‪.‬‬ ‫في موازاة ذلك‪� ،‬أظهر الم�سح �أن ‪ %57‬من‬ ‫اللبنانيي ��ن هم من م�ستخدم ��ي الإنترنت‪،‬‬ ‫ال�سك ��ان ف ��ي‬ ‫مقارن� � ًة بمع� �دّل ‪ %44‬م ��ن ّ‬ ‫االقت�ص ��ادات النا�شئ ��ة‪ .‬وج ��اءت ن�سب ��ة‬ ‫اللبنانيي ��ن الذي ��ن ي�ستخدم ��ون الإنترن ��ت‬ ‫الخام�س ��ة الأعلى بي ��ن الأ�س ��واق النا�شئة‪،‬‬ ‫و�أق ��ل م ��ن الأرجنتي ��ن (‪ ،)%68‬ورو�سي ��ا‬ ‫والت�شيل ��ي (‪ %66‬لك� � ّل منهم ��ا)‪ ،‬وفنزويال‬ ‫(‪ .)%59‬كذل ��ك فان ‪ %90‬م ��ن م�ستخدمي‬ ‫الإنترنت ف ��ي لبنان يلجون الإنترنت يومي ًا‪،‬‬ ‫وه ��ي الن�سب ��ة الأعل ��ى بي ��ن االقت�ص ��ادات‬ ‫النا�شئة‪.‬‬ ‫�إ�ضاف ًة الى ذلك‪ ،‬فان ‪ %72‬من م�ستخدمي‬ ‫الإنترن ��ت ف ��ي لبن ��ان يلج ��ون �شبك ��ات‬ ‫التوا�ص ��ل الإجتماعية مقارن� � ًة بمعدل ‪%77‬‬ ‫ف ��ي االقت�ص ��ادات النا�شئة‪ .‬وج ��اءت ن�سبة‬ ‫م�ستخدم ��ي الإنترن ��ت ف ��ي لبن ��ان الذي ��ن‬ ‫يدخل ��ون �شبك ��ات التوا�ص ��ل الإجتماع ��ي‬ ‫الرابع ��ة الأدن ��ى بي ��ن الأ�س ��واق النا�شئ ��ة‪،‬‬ ‫و�أعلى من التي في بوليفيا (‪ ،)%71‬وجنوب‬ ‫�أفريقيا (‪ ،)%62‬وال�صين (‪.)%48‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬ ‫الموجز العربي‬

‫للمع�ضل ��ة ال�سوري ��ة و�أ�س ��رع بع ��د �سق ��وط �أكثر من‬ ‫مئ ��ة �ألف قتيل‪ ،‬معظمهم م ��ن المدنيين‪� ،‬إلى عقد‬ ‫م�ؤ�شر دولي �س ّمي بم�ؤتمر جنيف ‪ .2‬ال يزال ال�شك‬ ‫بنجاحه طاغياً على الأمل‪.‬‬ ‫وبالع ��ودة �إلى "الربيع العربي" ونتائجه‪ ،‬الذي قام‬ ‫�أ�ص�ل ً�ا م ��ن �أجل تحقي ��ق الديموقراطي ��ة والحرية‬ ‫والم�س ��اواة‪ ،‬ودور الجيو� ��ش العربي ��ة ف ��ي معرك ��ة‬ ‫التح ��ول الديموقراط ��ي‪ ،‬وتحقيق �أمان ��ي ال�شعوب‬ ‫الت ��ي �أت ��ت �أ�ص�ل ً�ا ه ��ذه الجيو� ��ش من بي ��ن ربوعها‬ ‫و�ضلوعها فماذا نرى؟‬ ‫لنب ��د�أ بتون� ��س لأن البداي ��ة كان ��ت منه ��ا‪.‬‬ ‫يق ��ول المراقب ��ون ب�أنه ��ا حام ��ل بمول ��ود �إ�سم ��ه‬ ‫الديموقراطي ��ة‪� ،‬إ ّال �أن المخا� ��ض ع�سي ��ر و�أن‬ ‫المول ��ود ربم ��ا �أت ��ى م�شوه� �اً‪� .‬س ��واء �أت ��ت ال ��والدة‬ ‫طبيعي ��ة �أم قي�صري ��ة‪ ،‬و�أن الجي� ��ش يراق ��ب وربم ��ا‬ ‫�إتب ��ع الطريق ��ة الم�صري ��ة في حال تع ّث ��رت الوالدة‬ ‫�أو مات الجنين‪.‬‬ ‫�أم ��ا م�ص ��ر فينطب ��ق عل ��ى "الإخ ��وان الم�سلمي ��ن"‬ ‫والرئي� ��س ال�ساب ��ق محم ��د مر�سي الق ��ول "�أعطيت‬ ‫ملكاً فلم تح�سن �إدارته"‪ .‬ويبدو �أن م�سيرة التحول‬ ‫الديموقراط ��ي عل ��ى ق ��در كبي ��ر م ��ن الت�شاب ��ك‬ ‫والتعقي ��د‪� ،‬ش�أن ��ه �ش� ��أن ال ��دول العربي ��ة الباقي ��ة‪،‬‬ ‫ي�ستن ��د �إلى تاريخ يمت ��د �إلى عقود طويلة من حكم‬ ‫الفرد‪.‬‬ ‫والق ��وات الم�سلح ��ة الت ��ي ت�ش� � ّكل م�ؤ�س�س ��ة �شب ��ه‬ ‫م�ستقل ��ة متداخل ��ة ف ��ي كاف ��ة القطاع ��ات م ��ن‬ ‫الدف ��اع �إلى الأمن �إل ��ى الإقت�صاد بم ��ا فيه الزراعة‬ ‫وال�صناع ��ة والتربي ��ة والإ�س ��كان �إل ��خ‪ .‬وتمث ��ل بي ��ن‬ ‫العاملي ��ن والمتقاعدي ��ن وعائالته ��م‪ ،‬ماليي ��ن‬ ‫الم�صريي ��ن ل ��م ت�ش� ��أ �أن تراق ��ب وتتف ��رج كم ��ا ف ��ي‬ ‫تون� ��س‪ ،‬ب ��ل تحرك ��ت لت�أخ ��ذ موق ��ع الحك ��م الواعد‬ ‫بتقويم ما يراه �إعوجاجاً من �أي حاكم‪.‬‬ ‫�أم ��ا ليبي ��ا الت ��ي �أم�س ��ت �ساح ��ة �إقترب ��ت م ��ن‬ ‫"ال�صوملة" ال مجال بها لترميم م�ؤ�س�سة ع�سكرية‬ ‫لم تبنَ �أ�ص ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫�أم ��ا ف ��ي �سوري ��ا فلي� ��س هن ��اك �أي م�ؤ�ش ��ر لتم ��رد‬ ‫الم�ؤ�س�س ��ة الع�سكري ��ة �أو تف ّككه ��ا‪� ،‬إ ّال �إذا �أ�صي ��ب‬ ‫النظ ��ام فج� ��أة ف ��ي مف�صل ��ه الأ�سا�س ��ي بح ��دث‬ ‫دراماتيك ��ي‪ ،‬ودخلت �سوريا في حرب �أهلية حقيقية‬ ‫ت ��دوم �سنوات كم ��ا ال�صومال‪ ،‬وت� ��ؤدي بالنهاية �إلى‬ ‫تق�سيم هذا البلد‪ ،‬وحيث �ستنتقل النار ب�سرعة �إلى‬ ‫دول الج ��وار حي ��ث ل ��ن ت�سلم وحدة الع ��راق ولبنان‬ ‫والأردن وحت ��ى تركيا‪ .‬فم�صير �سوريا لمن ال يعلم‬ ‫هو الذي يحدد م�صير المنطقة ب�أ�سرها‪.‬‬

‫�أم ��ا الجي� ��ش العراق ��ي ال ��ذي �ألغ ��اه "ج ��ورج دبلي ��و‬ ‫بو� ��ش" ف ��ور و�ص ��ول جحافله ل� �ـ" تحري ��ر" العراق‬ ‫ول ��م يتم بن ��ا�ؤه على �أ�س� ��س وا�ضحة ثابت ��ة ومتينة‪،‬‬ ‫ب ��ل ُجم ��ع عل ��ى طريق ��ة "م�سبق ��ة ال�صن ��ع" ‪(Pre -‬‬ ‫)‪ ،Fabricated‬وبل ��غ عدي ��ده �أكث ��ر م ��ن ‪� 800‬أل ��ف‬ ‫و�ص ��رف علي ��ه ع�ش ��رات الملي ��ارات م ��ن ال ��دوالرات‬ ‫لكن ��ه َفقد هيبت ��ه‪ ،‬ومعنوياته وه ��و حا�ضر للتفكك‬ ‫ف ��ي �أي وق ��ت وال�سبب ه ��و تقاطع م�صال ��ح �إقليمية‬ ‫ودولية تخ�شى من قيام عراق موحد وقوي‪.‬‬ ‫يبق ��ى لبنان الذي لم تت�سل ��ل �إليه الأزمة ال�سورية‬ ‫كم ��ا قيل بل دخلت من �أبواب ��ه الم�شرعة �إلى �أر�ضه‬ ‫الخ�صب ��ة و�أعل ��ن �ساح ��ة جهاد‪ ،‬وزعم ��ا�ؤه يختلفون‬ ‫عل ��ى جن�س المالئكة وعل ��ى مقاعد وزارية ومراكز‬ ‫�إدارية ويترا�شقون بتهم الف�ساد‪.‬‬ ‫ل ��م يبق في ��ه �س ��وى م�ؤ�س�س ��ة ع�سكري ��ة ُحرمت من‬ ‫العدي ��د‪ ،‬فال خدمة �إلزامية وال تطويع يذكر‪ .‬ولم‬ ‫تع � َ�ط م ��ن العتاد �س ��وى �آلي ��ات نقل ت ُمنّ به ��ا عليها‬ ‫الدول ��ة العظم ��ى م ��ن حي ��ن �إل ��ى �آخ ��ر‪� .‬إ ّال �أن هذه‬ ‫الم�ؤ�س�س ��ة ال تزال تمل ��ك المعنويات التي �أ�صبحت‬ ‫هدف� �اً �أ�سا�سي� �اً للقذائ ��ف والكمائ ��ن والأحزم ��ة‬ ‫النا�سفة من جهة‪ ،‬وللتجريح والتخوين والإفتراء‬ ‫بالقذائف الإعالمية والت�صريحات الم�سمومة‪.‬‬ ‫�أخي ��راً ولي� ��س �آخ ��راً ُيط ��رح ال�س� ��ؤال ه ��ل �ست�شه ��د‬ ‫الأجي ��ال المقبل ��ة م ��ن ال�شع ��وب العربي ��ة �شيئ� �اً‬ ‫م ��ن الديموقراطي ��ة الت ��ي قام ��ت م ��ن �أجله ��ا هذه‬ ‫الثورات‪ .‬وما ه ��و دور الجيو�ش العربية في �صيانة‬ ‫الديموقراطية �إن وجدت؟‬ ‫نح ��ن ن ��رى �أن الديموقراطية ه ��ي ثقافة‪ ،‬وقناعة‪،‬‬ ‫ومدر�سة‪ ،‬و�إيمان‪ ،‬وممار�سة‪ .‬وال�سعي �إلى تحقيقها‬ ‫ه ��و م�سيرة طويلة فهي لي�ست جرعة م�ستوردة وال‬ ‫ترياقاً ي�شفي من ال�سموم الديكتاتورية‪.‬‬ ‫والجيو� ��ش كما ال�شعوب لم تتع ّود في تاريخها على‬ ‫هكذا بدعة �أو هكذا ممار�سة او هكذا عادة‪.‬‬ ‫�إ ّال �أننا ال نزال ن�أمل بخطوات �أولى وتمهيدية فهل‬ ‫ت�سمح القوى العظمى و�أدواتها الإقليمية لل�شعوب‬ ‫العربية بتناول العنقود الديموقراطي حبة حبة؟‬ ‫م ��ن يع� ��ش ي ��رى ‪ .‬فلن�أمل وم ��ا �أ�ضي ��ق العي�ش لوال‬ ‫ف�سحة الأمل‪.‬‬ ‫• عمي���د ركن �سابق ف���ي الجي�ش اللبنان���ي‪ ،‬دكتور في‬ ‫التاري���خ ال�سيا�سي المعا�صر‪ ،‬و�أ�ست���اذ محا�ضر في ق�ضايا‬ ‫الإره���اب‪ ،‬ورئي����س مركز ال�شرق الأو�س���ط للدرا�سات‬ ‫والعالقات العامة‪.‬‬ ‫‪Email: hishamjaber@hotmail.com‬‬

‫ق���ال كري���م عو����ض‪ ،‬الرئي����س التنفي���ذي‬ ‫الم�شارك للمجموعة المالي���ة "هيرمي�س" القاب�ضة‬ ‫�إن "الم�ستثمري���ن متفائل���ون بالأ�س���واق العربي���ة‬ ‫بخا�ص���ة الخليجية والم�صرية"‪ ،‬رغ���م اال�ضطرابات‬ ‫والأزمات ال�سيا�سية والديبلوما�سية في المنطقة‪،‬‬ ‫وهو ما دفع �شركته �إلى و�ضع �إ�ستراتيجية جديدة‬ ‫لال�ستثمار المبا�شر في المنطقة‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف كري���م عو�ض‪ ،‬على هام�ش م�ؤتمر عقد في‬ ‫دب���ي �أخيراً‪� ،‬إن "ال���دول الخليجي���ة لديها فوائ�ض‬ ‫مالية في موازناتها‪ ،‬وبالتالي ف�إن ال�ضغوط �سواء‬ ‫عل���ى �إقت�صادها �أو على عملته���ا �سيكون محدوداً‪،‬‬ ‫ولن ت�ؤث���ر عليها الأزمة الديبلوما�سي���ة �أو التراجع‬ ‫المحتمل لأ�سعار النفط"‪.‬‬ ‫ق���ال رئي�س المكت���ب التج���اري الم�صري في‬ ‫ال�سودان‪ ‬م�سع���د النج���ار‪� ،‬إن العالق���ات التجاري���ة‬ ‫الم�صري���ة ‪ -‬ال�سودانية �شهدت نمواً ملحوظا ً خالل‬ ‫ال�سنوات الأخيرة الما�ضية وب�صفة خا�صة في ظل‬ ‫ع�ضوي���ة البلدي���ن ال�شقيقين في منطق���ة التجارة‬ ‫الحرة العربية الكبرى‪ ،‬ليبلغ حجم التبادل التجاري‬ ‫بين البلدين في نهاية ‪ 2013‬ما يقدر بنحو ‪839‬‬ ‫ملي���ون دوالر مقابل نح���و ‪ 772‬مليون���ا ً في العام‬ ‫‪ 2012‬بزي���ادة ن�سبته���ا ‪ 8.7‬ف���ي المئ���ة‪ ،‬الأم���ر‬ ‫الذي يمثل تط���وراً �إيجابيا ً وملمو�س���ا ً على �صعيد‬ ‫المبادالت التجارية بين البلدين‪.‬‬ ‫و�أو�ض����ح النج����ار �أن العالق����ات الإ�ستثماري����ة‬ ‫الم�شترك����ة ت�سير عل����ى الطريق ذات����ه ليبلغ حجم‬ ‫الإ�ستثمارات ال�سودانية في م�صر نحو ‪ 97‬مليون‬ ‫دوالر �أميرك����ي ممثلة ف����ي ‪� 315‬شركة �سودانية‬ ‫م�ستثم����رة تترك����ز ف����ي القطاع����ات ال�صناعي����ة‬ ‫والتمويلي����ة والخدمي����ة والزراعي����ة والإن�شائي����ة‬ ‫وال�سياحة والإت�صاالت‪.‬‬ ‫�أعلن���ت الحكوم���ة الفل�سطيني���ة في غ���زة � ّأن‬ ‫خ�سائ���ر القط���اع الزراع���ي الناجم���ة ع���ن الح�ص���ار‬ ‫الإ�سرائيل���ي المفرو����ض عل���ى القط���اع من���ذ عام‬ ‫‪ 2006‬تجاوزت المليار دوالر‪.‬‬ ‫‪ ‬وق���ال المدير الع���ام للتخطي���ط وال�سيا�سات في‬ ‫وزارة الزراعة في غزة‪ ،‬نبيل �أبو �شمالة‪ّ � ،‬إن "خ�سائر‬ ‫قط���اع الزراع���ة على م�ست���وى القطاعي���ن النباتي‬ ‫والحيوان���ي تتراوح �سنويا ً م���ا بين ‪� 200‬إلى ‪300‬‬ ‫مليون دوالر ب�سبب الح�صار ال�صهيوني"‪.‬‬ ‫و�أكد �أبو �شمالة � ّأن "الح�صار على قطاع غزة جريمة‬ ‫حرب له �آثار جانبية كبي���رة على كافة القطاعات"‪.‬‬ ‫و�أو�ضح � ّأن قطاع غ���زة تعر�ض لخ�سارة كبيرة على‬ ‫م�ست���وى الت�صدير تراوحت بي���ن ‪ 40‬و‪ 50‬مليون‬ ‫دوالر في ال�صادرات نتيج���ة �إغالق المعابر‪ ،‬ولمنع‬ ‫الت�صدير من القطاع‪.‬‬ ‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪11‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون عربية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫كلمة حرة‬

‫"الربيع العربي" ودور الجيو�ش العربية حا�ضر ًا وم�ستقب ًال‬

‫عرب ��ة خ�ض ��ار وت�ص ��رف �أرع ��ن ظال ��م و�إنتح ��ار بائ�س‪،‬‬ ‫ج ��رت في دقائ ��ق معدودة ففتحت �صفح ��ة جديدة في‬ ‫العال ��م العرب ��ي‪� .‬أ�ضرم التون�سي "محم ��د بو عزيزي"‬ ‫اليائ� ��س الن ��ار في ج�س ��ده الناحل‪ ،‬ف�أ�شعل ن ��اراً �إمتدت‬ ‫�إل ��ى العالم العربي من غربه �إل ��ى �شرقه‪ ،‬حيث ُد ّمرت‬ ‫ب�ل�اد و�إ�ستبيحت �أخرى‪ ،‬و�سقط مئ ��ات الآالف‪ ،‬وهُ ّجر‬ ‫و�سمي ذلك "الربيع العربي"‪.‬‬ ‫الماليين‬ ‫ًّ‬ ‫�صحي ��ح �أن م ��ا ح�صل يذ ّك ��ر بالغابة الت ��ي �أ�شعلها عود‬ ‫ثق ��اب‪� ،‬إ ّال �أن ال�سرع ��ة الت ��ي ت ��م فيه ��ا تغيي ��ر الأو�ضاع‬ ‫ف ��ي تون�س و�سق ��وط �أول حجر من �أحج ��ار الدومينو‪،‬‬ ‫جعل ��ت الأحج ��ار الأخرى تت�ساق ��ط تلقائياً م ��ن البلد‬ ‫المجاور م�صر‪� ،‬إلى الجار الآخر ليبيا‪ ،‬ثم عبر البحار‬ ‫و�صلت النيران �إلى �سوريا‪.‬‬ ‫الحكاي ��ة كما ذكرنا بد�أت ف ��ي تون�س مظاهرات �سلمية‬ ‫قابلها بط�ش الديكتاتور زين العابدين بن علي‪ ،‬الذي‬ ‫�ش�أن ��ه �ش� ��أن �أمثاله من ح ��كام العالم العرب ��ي الذين ال‬ ‫ي�صدّقون �أن �أحداً يمكنه �أن ي�صرخ ويقول "ال" لنظام‬ ‫جائ ��ر‪ .‬ف ��ز ّج قوى الأمن في مواجهة النا�س ثم �أراد �أن‬ ‫ي ��زج الجي�ش‪ ،‬الذي لم ي�ش�أ قائ ��دة الفريق �أول "ر�شيد‬ ‫عم ��ار" �أن يك ��ون �سيفاً لل�سلطة بينم ��ا هو درع للوطن‪.‬‬ ‫فق ��ال ب ��دوره "ال" ثم �إ�ستخ ��ار و�إ�ست�ش ��ار‪ ،‬وعقد العزم‬ ‫ب� ��أن ين�ص ��ح الديكتات ��ور بالرحي ��ل‪ .‬و�إنته ��ت الم�س�أل ��ة‬ ‫خالل �أيام معدودة‪.‬‬ ‫يومه ��ا وبع ��د ده�ش ��ة العال ��م له ��ذه ال�سرع ��ة ر�سمن ��ا‬ ‫�سيناري ��و لم ��ا ح�ص ��ل بن ��اء عل ��ى تقاط ��ع المعلوم ��ات‪،‬‬ ‫وه ��و �أن الفري ��ق "ع ّم ��ار" الذي تربط ��ه عالقة مهنية‬ ‫"بالحلف ��اء" الأميركيي ��ن �سوئل منه ��م عما يح�صل‪،‬‬ ‫حي ��ث ب ��دا �أن م�شاعر "حقوق الإن�س ��ان والحر�ص على‬ ‫الديموقراطي ��ة" قد تح ّركت ل ��دى العم �سام‪ ،‬ف�أو�صى‬ ‫القائ ��د ب�أن ين�صح الرئي�س بالرحيل‪ ،‬لأنه كما قال له‪،‬‬ ‫ال ي�ستطي ��ع ت�أمي ��ن حمايته من الجماهي ��ر الغا�ضبة‪.‬‬ ‫فرح ��ل الديكتاتور باكياً وقلن ��ا في حينه على �شات�شات‬ ‫التلف ��زة ب�أن �أمي ��ركا هي �أميركا‪ ،‬م ��ن ال يعرفها ليقر�أ‬ ‫ال�سيرة الذاتية لهذه الدولة العظمى‪ .‬وا�شنطن تدعم‬ ‫الأنظم ��ة الديكتاتوري ��ة‪ ،‬وعندم ��ا تنته ��ي �صالحيته ��ا‬ ‫وت�ش ��ارف عل ��ى الإنهيار وت�صبح �آيل ��ة لل�سقوط‪ ،‬تتولى‬ ‫ه ��ي القي ��ام ب�آخ ��ر "ركل ��ة" متبني ��ة النظ ��ام الجدي ��د‪.‬‬ ‫هك ��ذا ح�صل م ��ع ال�شاه محمد ر�ضا بهل ��وي في �إيران‪،‬‬ ‫وم ��ع الجن ��رال مانوي ��ل نورييغا في بنم ��ا‪ ،‬وفرديناند‬ ‫ماركو� ��س ف ��ي الفلبي ��ن‪ ،‬و�ص ��دام ح�سي ��ن ف ��ي العراق‪،‬‬ ‫وجان كلود دوفالييه في "هايتي" والالئحة كبيرة‪.‬‬ ‫ال�سق ��وط ال�سري ��ع لزي ��ن العابدي ��ن ب ��ن عل ��ي كان‬ ‫حاف ��زاً لل�شعب الم�صري لكي يق ��ول "كفى"‪ ،‬فخرجت‬ ‫الماليي ��ن وت�ساءلن ��ا مت ��ى يق ��ول الم�شي ��ر "محم ��د‬

‫‪10‬‬

‫العدد ‪ - 18‬ني�سان (�أبريل) ‪٢٠١4 -‬‬

‫الدكتور ه�شام جابر‬

‫*‬

‫ح�سي ��ن الطنط ��اوي" ورئي� ��س �أركانه الفري ��ق "�سامي‬ ‫عن ��ان" للديكتاتور الآخر ح�سني مب ��ارك "�إرحل"‪...‬؟‬ ‫وم�ض ��ت �أ�سابي ��ع تح� � ّرك خالله ��ا "بلطجي ��ة" النظ ��ام‬ ‫وعاث ��وا ف�ساداً‪ .‬و�سئلت على عدد م ��ن �شا�شات التلفزة‪،‬‬ ‫فقل ��ت �أن �أمي ��ركا �أعطت الجي�ش ال�ض ��وء الأ�صفر‪ ،‬وال‬ ‫ب ��د �أن ن ��رى ال�ض ��وء الأخ�ض ��ر‪ .‬وطل ��ع ح�سن ��ي مبارك‬ ‫بخط ��اب ي�ؤك ��د فيه على �أن ��ه لن يتنح ��ى‪ .‬فات�صلت بنا‬ ‫�أكث ��ر م ��ن ف�ضائي ��ة قائل ��ة‪� :‬أن ��ك �أخط� ��أت فالرجل لن‬ ‫يرح ��ل‪ .‬فقل ��ت واثقاً‪� :‬أن ��ه �سيرحل وخالل �أي ��ام‪ .‬لماذا‬ ‫�أنت واثق ؟ قيل لي‪...‬‬ ‫فقل ��ت لأنني �أعرف �أميركا‪ ،‬و�أعرف الجي�ش الم�صري‪،‬‬ ‫و�أن البالغي ��ن رق ��م (‪ )1‬ورق ��م (‪ )2‬م ��ن الق ��وات‬ ‫الم�سلح ��ة العربي ��ة خليا م ��ن �أي ذكر لمب ��ارك‪ ،‬مع �أنه‬ ‫د�ستوري� �اً القائ ��د الأعلى للق ��وات الم�س ّلحة‪ ،‬ثم �أني لم‬ ‫�أالحظ �أية �صورة له في �إجتماع القادة المتلفز‪.‬‬ ‫وه ��ذا ما ح�صل‪ ،‬بعد �أيام مع ��دودة من خطابه �إ�ستقال‬ ‫الرئي� ��س‪� ،‬إ ّال �أن ��ه ل ��م يرحــ ��ل �إل ��ى الخـــ ��ارج‪ ،‬كنظي ��ره‬ ‫التونـــ�سي بل �إلى "ليمان طره" وهو ال�سجن الأ�شهر‪.‬‬ ‫تح� � ّرك �شع ��ب اليم ��ن بع ��د �أي ��ام‪ ،‬و�أعل ��ن قائ ��د الفرقة‬ ‫الرابع ��ة الل ��واء "عل ��ي مح�س ��ن الأحم ��ر" تم ��رده على‬ ‫الديكتات ��ور اليمن ��ي "عل ��ي عب ��داهلل �صال ��ح"‪ ،‬وب ��دت‬ ‫وا�شنط ��ن التي كان ��ت وراء هذا التم ��رد تتنقل بدعمها‬ ‫بي ��ن ه ��ذا وذاك‪� ،‬إل ��ى ان ج ��اءت بح� � ّل تقا�س ��م ال�سلطة‬ ‫بدع ��م م ��ن دول مجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي‪ ،‬ال ��ذي‬ ‫�سم � ّ�ي "بالحل اليمن ��ي" والجي�ش منق�س ��م بين الثورة‬ ‫والرئي�س‪.‬‬ ‫�أم ��ا في ليبي ��ا‪ ،‬وبعدما قدّم "معم ��ر القذافي" مرا�سم‬ ‫ال ��والء ل�ل��إدارة الأميركي ��ة‪ ،‬و�س ّل ��م �أ�سلحت ��ه غي ��ر‬ ‫التقليدي ��ة و�أوراق ��ه وخزائن ��ه‪ ،‬ووثائق ��ه‪ ،‬و�أ�س ��راره‬ ‫لأجهزتها‪ ،‬جاء دوره‪ .‬ولم يكن هنالك جي�ش في ليبيا‬ ‫يُت َّكل عليه لترحيل القائد وحتى ال نظام‪ ،‬وال حكومة‪،‬‬ ‫وال دولة‪ ،‬بل "جماهيرية"‪ ،‬غريبة الأطوار والتكوين‪.‬‬

‫ر�أت �أمي ��ركا وحلفا�ؤه ��ا �أن الح ��ل الع�سك ��ري الخارجي‬ ‫ه ��و الو�سيل ��ة الأنجع‪ .‬و�ش ّنت عل ��ى "الجماهيرية" من‬ ‫خ�ل�ال ق ��وات الحل ��ف الأطل�سي حرب� �اً �ضرو�س� �اً ق�ضى‬ ‫به ��ا ‪� 75‬ألف �ضحية‪ ،‬و�إنتهت بقتل "القذافي" بطريقة‬ ‫وح�شي ��ة مرعب ��ة ين ��دى له ��ا الجبي ��ن‪ ،‬كان ��ت وراءه ��ا‬ ‫�إ�ستخب ��ارات لدول ��ة �أوروبي ��ة راقي ��ة �شعاره ��ا "�إخ ��وة‪،‬‬ ‫م�ساواة وحرية"‪...‬‬ ‫وج ��اء دور �سوري ��ا فب ��د�أت ال�ش ��رارة بمظاه ��رات درع ��ا‪،‬‬ ‫و�أخط� ��أ النظام في التعامل معه ��ا لأنه كان في �إمكانه‬ ‫�إ�ستيعابه ��ا‪ .‬ث ��م ظه ��رت المجموع ��ات الم�س ّلح ��ة‪ .‬ولم‬ ‫يف� � ّرق النظ ��ام بي ��ن حملة ال�س�ل�اح وحمل ��ة اليافطات‪.‬‬ ‫وكب ��رت كرة الثلج وتعاظم ��ت‪ .‬و�أ�صبحت �سوريا خالل‬ ‫�أ�شه ��ر مع ��دودة‪ ،‬مرتع� �اً لع�ش ��رة �آالف م ��ن الم�سلحين‬ ‫القادمي ��ن م ��ن �أقط ��ار �شت ��ى‪ .‬وب�أ�سم ��اء مجموع ��ات‬ ‫�إ�سالمية �سلفية مختلفة‪.‬‬ ‫وفي خريف ‪� ،2011‬أي بعد �سبعة �أ�شهر من الإنتفا�ضة‬ ‫ال�سوري ��ة‪� ،‬أط� � ّل عل ��ى العال ��م من جه ��ة �أع ��داء النظام‬ ‫ال�س ��وري ي�ؤك ��دون �سقوط ه ��ذا النظام خ�ل�ال �أ�سابيع‬ ‫وقبل نهاية العام‪ .‬كما طلع من جهة �أخرى ّ‬ ‫المنظرون‬ ‫م ��ن �أن�ص ��ار ه ��ذا النظ ��ام ب� ��أن الث ��ورة �سيت ��م �إنها�ؤه ��ا‬ ‫ودفنها بعد فترة وجيزة وحتى قبل حلول العام ‪.2012‬‬ ‫نحن قلنا �أن كالهما مخطئ‪ ،‬وما يقوله كل فريق هو‬ ‫�أمان ��ي وتمني ��ات‪ .‬لم ��اذا؟ لأن المراهن ��ة عل ��ى الجي�ش‬ ‫ال�س ��وري ب�أن يقوم بما قام ��ت به الجيو�ش الأخرى هو‬ ‫عم ��ل خاطئ‪ .‬لأن الجي�ش الذي بن ��اه الرئي�س الراحل‬ ‫حاف ��ظ الأ�سد منذ اكث ��ر من �أربعة عقود‪� ،‬أ�صبح لجهة‬ ‫عقيدت ��ه ال�سيا�سية وتركيبته القتالي ��ة جزءاً ال يتجز�أ‬ ‫من هذا النظام‪ .‬ويرتبط ع�ضوياً به والعك�س �صحيح‪.‬‬ ‫ث ��م �أن �أمي ��ركا الت ��ي �أر�ست عالقات متين ��ة ومتوا�صلة‬ ‫م ��ع مفا�صل الجيو�ش العربية وقادته ��ا لم ت�ستطع �أن‬ ‫ت�ؤ ّم ��ن �أي ��ة عالقة مع ه ��ذا الجي�ش ول ��و بخيط رفيع‪.‬‬ ‫ث ��م �أن الح ��ل الع�سكري على طريق ��ة ليبيا لن يح�صل‬ ‫لأ�سب ��اب ال ح�ص ��ر له ��ا‪ .‬وقلن ��ا �أن الم�س�أل ��ة ال�سوري ��ة‬ ‫لي�ست ق�ضية ا�سابيع و�أ�شهر بل �سنوات‪ .‬فلم يب َق �سوى‬ ‫الح ��ل الثالث وهو دع ��م المعار�ضة الم�سلحة‪ .‬ففتحت‬ ‫تركي ��ا حدوده ��ا‪ ،‬وال ��دول العربي ��ة خزائنه ��ا‪ ،‬و�أوروب ��ا‬ ‫و�أمي ��ركا �أروقتها الديبلوما�سي ��ة ال�سيا�سية‪ ،‬ومنابرها‬ ‫الإعالمي ��ة‪ .‬فتح ّول ��ت �سوري ��ا �إل ��ى �ساح ��ة ح ��رب‬ ‫�س ّماه ��ا البع� ��ض حرب� �اً �أهلي ��ة‪ ،‬يخو�ضها جي� ��ش قوامه‬ ‫م ��ع م�ساندي ��ه م ��ن ميلي�شي ��ا �شعبي ��ة �سماه ��ا "ق ��وات‬ ‫الدف ��اع الوطن ��ي"‪ ،‬و�س ّماه ��ا الخ�ص ��وم "ال�شبيح ��ة"‪.‬‬ ‫مئ ��ات الآالف تقابله ��ا مجموع ��ات م�سلح ��ة معار�ض ��ة‬ ‫يق ��ارب عدده ��ا �أكثر م ��ن ‪� 150‬ألف مقات ��ل بينهم �آالف‬ ‫الإنتحاريين‪ .‬و�أيقن العالم مت�أخراً �أن ال ح َّل ع�سكرياً‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫وزير االقت�صاد الفل�سطيني يدعو الدول العربية‬ ‫�إلى الإ�ستثمار في بالده‬ ‫دع ��ا وزي ��ر الإقت�ص ��اد الوطن ��ي ف ��ي الحكومة‬ ‫الفل�سطيني ��ة الدكت ��ور ج ��واد الناج ��ي ال ��دول‬ ‫العربي ��ة والإ�سالمي ��ة ال ��ى "الإ�ستثم ��ار ف ��ي‬ ‫فل�سطي ��ن‪ ،‬حت ��ى تك ��ون ق ��ادرة عل ��ى مواجه ��ة‬ ‫التحديات الإ�سرائيلية"‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف الناج ��ي �إن "الإ�ستثم ��ارات العربي ��ة‬ ‫ف ��ي ال�ضف ��ة الغربي ��ة وقط ��اع غ ��زة والقد� ��س‬ ‫ال�شرقي ��ة �ضئيل ��ة"‪ ،‬م�ضيف� � ًا ‪" ‬و�آم ��ل �أن تزي ��د‬ ‫تلك الإ�ستثمارات للتغلب عل ��ى م�شاكل البطالة‬ ‫والفقر في فل�سطين"‪.‬‬ ‫ووق ��د �ش ��ارك وزي ��ر االقت�ص ��اد ف ��ي م�ؤتم ��ر‬ ‫ف ��ي �إ�سطنب ��ول �أقي ��م ف ��ي ال�شه ��ر الفائ ��ت‪،‬‬ ‫بعنوان"تركي ��ا بواب ��ة فل�سطي ��ن �إل ��ى العالم"‪،‬‬ ‫بح�ض ��ور نح ��و ‪ 500‬رج ��ل �أعم ��ال وم�س�ؤولي ��ن‬ ‫�إقت�صادي ��ن من دول عربية و�إ�سالمية و�أجنبية‪،‬‬ ‫و�أقيم الم�ؤتمر لدعم الإقت�صاد الفل�سطيني‪.‬‬ ‫وتاب ��ع الوزي ��ر‪" ،‬ي�أتي ه ��ذا الم�ؤتمر ف ��ي �سياق‬ ‫التع ��اون م ��ع الحكوم ��ة التركي ��ة‪ ،‬الت ��ي كثف ��ت‬ ‫م ��ن دعمه ��ا للإقت�ص ��اد المحلي ف ��ي ال�سنوات‬ ‫الما�ضي ��ة‪ ،‬وته ��دف ه ��ذه الفعالية �إل ��ى تعريف‬ ‫ر�ؤو�س الأموال الم�شاركة بالت�شريعات الجديدة‬ ‫الت ��ي و�ضعته ��ا الحكوم ��ة الفل�سطيني ��ة لتحفيز‬ ‫وجذب �إ�ستثمارات جديدة"‪.‬‬ ‫و�أق ��رت الحكوم ��ة الفل�سطيني ��ة مطل ��ع ال�شهر‬

‫الج ��اري‪ ،‬تعدي�ل�ات عل ��ى قان ��ون ت�شجي ��ع‬ ‫الإ�ستثم ��ار‪ ،‬ورفعت ��ه للرئي� ��س محم ��ود عبا� ��س‬ ‫للم�صادقة عليه‪ ،‬بح�سب الوزير‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��اد الناج ��ي بال ��دور ال ��ذي تلعب ��ه تركي ��ا‪،‬‬ ‫لم�ساعدة الفل�سطينيي ��ن لخلق �إقت�صاد م�ستقل‬ ‫بذات ��ه‪ ،‬قائ�ل ً�ا �إن ‪" ‬تركي ��ا �إ�ست�ضاف ��ت الع ��ام‬ ‫الما�ض ��ي م�ؤتم ��ر ًا ومنت ��دى �إقت�صاديين لدعم‬ ‫فل�سطي ��ن‪ ،‬كم ��ا نظم ��ت معر�ض� � ًا للمنتج ��ات‬ ‫الفل�سطيني ��ة‪ ،‬و�أق ��رت ت�سهي�ل�ات و�إعف ��اءات‬ ‫جمركية لعدد من ال�سلع الوطنية"‪.‬‬ ‫وي�أت ��ي انعقاد الم�ؤتمر‪ ،‬ف ��ي الوقت الذي دخلت‬ ‫المفاو�ض ��ات الفل�سطيني ��ة الإ�سرائيلية مرحلة‬ ‫معقدة‪ ،‬مع قرب انتهاء الفترة المحددة للتو�صل‬ ‫�إل ��ى اتف ��اق بي ��ن الجانبين ف ��ي نهاي ��ة ‪ ‬ني�سان‬ ‫(�أبريل) الجاري‪.‬‬

‫وزير الإقت�صاد الوطني الفل�سطيني الدكتور جواد الناجي‬

‫�إرتفاع ال�صادرات الأردنية بن�سبة ‪%20‬‬ ‫�إرتفعت قيمة ال�صادرات الوطنية للأردن خالل‬ ‫�شه ��ر كانون الثان ��ي (يناير) من الع ��ام الحالي‬ ‫�إل ��ى ‪ 407.6‬ملي ��ون دين ��ار وبن�سب ��ة ‪%19.8‬‬ ‫مقارنة بالفترة عينها من العام الما�ضي ‪.2013‬‬ ‫و�أظه ��رت بيانات �صادرة عن دائرة الإح�صاءات‬ ‫العام ��ة �أن قيم ��ة ال�ص ��ادرات الكلي ��ة الوطني ��ة‬ ‫والمعاد ت�صديره ارتفع ��ت بن�سبه ‪ 476.3‬مليون‬ ‫دينار وبن�سبة‪ %14.9 ‬مقارنة بالفترة عينها من‬ ‫العام الما�ضي ‪ .2013‬و�سجل العجز في الميزان‬ ‫التجاري ل�ل��أردن �إرتفاعا بن�سب ��ة ‪ %18.7‬ليبلغ‬ ‫‪ 893.2‬ملي ��ون دينار‪ ،‬و�إنخف�ض ��ت ن�سبة تغطية‬ ‫ال�ص ��ادرات الكلي ��ة لل ��واردات بمق ��دار ‪%0.75‬‬

‫لتهب ��ط �إل ��ى ‪ %34.8‬مقاب ��ل ‪ %35.5‬لل�شه ��ر‬ ‫نف�سه من العام الما�ض ��ي ‪ .2013‬و�إرتفعت قيمة‬ ‫ال�ص ��ادرات الوطني ��ة �إلى دول منطق ��ة التجارة‬ ‫الح ��رة العربي ��ة الكب ��رى وم ��ن �ضمنه ��ا العراق‬ ‫ودول اتفاقي ��ة التج ��ارة الح ��رة ل�شم ��ال �أميركا‬ ‫ومنها الواليات المتحدة الأميركية ودول الإتحاد‬ ‫الأوروب ��ي‪ ،‬فيم ��ا انخف�ض ��ت قيم ��ة ال�ص ��ادرات‬ ‫الوطني ��ة �إلى الدول الآ�سيوية غي ��ر العربية ومن‬ ‫�ضمنه ��ا الهند‪ .‬كما �إرتفعت قيم ��ة الواردات من‬ ‫الدول الآ�سيوية غير العربية ومن �ضمنها ال�صين‬ ‫ودول �إتفاقية التجارة الحرة ل�شمال �أميركا ومن‬ ‫�ضمنها الواليات المتحدة الأميركية‪.‬‬

‫قال رئي�س الهيئة العام���ة للتنمية ال�سياحية‬ ‫الم�صري���ة �س���راج الدي���ن �سع���د‪� ،‬إن الم�شروع���ات‬ ‫ال�سياحية التي طرحتها الهيئة‪ ،‬في مناطق العين‬ ‫ال�سخن���ة والبح���ر الأحم���ر �ش���رق الب�ل�اد‪ ،‬ت�ستهدف‬ ‫تحقيق �إ�ستثمارات مبدئي���ة بنحو ‪ 3‬مليارات جنيه‬ ‫(‪ 431‬مليون دوالر)‪.‬‬ ‫وكانت الهيئ���ة العامة للتنمية ال�سياحية الم�صرية‬ ‫�أعلن���ت �أخيراً‪ ،‬طرحه���ا ‪ 6‬م�شروع���ات �سياحية في‬ ‫ث�ل�اث مناط���ق عل���ى �ساحل البح���ر الأحم���ر‪ ،‬والتي‬ ‫ت�شمل م�شروعا ً �إ�ست�شفائيا ً في مركز �شمال �سفاجا‬ ‫عل���ى م�ساح���ة ‪ 1.8‬ملي���ون مت���ر مربع‪ ،‬ووح���دات‬ ‫فندقي���ة و�إ�س���كان �سياحي���ة‪ ،‬ومن�ش����آت خدمي���ة‪،‬‬ ‫ومراكز تجارية‪ ،‬ومناط���ق ترفيهية‪ ،‬ويبلغ تكلفته‬ ‫الإ�ستثماري���ة نحو ‪ 1.1‬ملي���ار جنيه (‪ 158‬مليون‬ ‫دوالر)‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى �إقامة م�شروع تنمية �سياحية‬ ‫متكاملة يت�ضمن مارين���ا �سياحية في مر�سى علم‪،‬‬ ‫على م�ساح���ة ‪ 5‬ماليين متر مرب���ع‪ ،‬وم�شروع تنمية‬ ‫�سياحي���ة متكامل ف���ي منطقة العي���ن ل�سخنة على‬ ‫م�ساح���ة ‪ 2.18‬مليوني متر مرب���ع‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى‬ ‫ثالثة م�شاريع �أخرى في العين ال�سخنة‪.‬‬ ‫ت�سع���ى تون����س الت���ي تواج���ه م�صاع���ب‬ ‫�إقت�صادي���ة خانقة‪� ،‬إل���ى ر�سم �ص���ورة جديدة في‬ ‫العالم ل�سياحتها‪ ،‬بالإعتم���اد �أ�سا�سا ً على �شبكات‬ ‫التوا�ص���ل الإجتماعي‪ ،‬من �أجل �إ�ستقطاب مزيد من‬ ‫ال�سياح وتحقيق �إيرادات مالية �أعلى‪.‬‬ ‫وتعتبر تون�س من الوجهات ال�سياحية "الرخي�صة"‪،‬‬ ‫�إذ تبي���ع وكاالت �سف���ر ف���ي �أوروب���ا �إقام���ة كاملة‬ ‫لأ�سبوع في �أحد فنادق تون�س بب�ضع مئات اليورو‪.‬‬ ‫وقال���ت وزيرة ال�سياحة الجديدة �آمال كربول �أخيرا‬ ‫في لق���اء �صحاف���ي‪�" :‬إن تحويل بلد ُيعتب���ر ن�سبيا ً‬ ‫�سوق���ا ً �سياحي���ة رخي�صة �إل���ى بلد يق���دم خدمات‬ ‫�سياحي���ة عالية الجودة‪ ،‬ي�ستوجب ما بين ‪ 10‬و‪15‬‬ ‫عاما‪ .‬لك���ن تغيير �صورة البلد م���ن وجهة �سياحية‬ ‫رخي�ص���ة ال���ى بلد "الم���رح" يمك���ن �أن يح�صل في‬ ‫وقت �أ�سرع‪ ،‬وهذه �إح���دى �أولوياتنا"‪ .‬وت�أمل وزيرة‬ ‫ال�سياح���ة �أن ت�ستقبل بالده���ا ‪ 7‬ماليين �سائح عام‬ ‫‪ ،2014‬وه���و ه���دف يق���ول مراقب���ون ان تحقيقه‬ ‫يبقى مرتبطا ً بحالة الإ�ستقرار اله�ش في تون�س‪.‬‬ ‫قدم���ت الكويت م�ساعدة مالي���ة بقيمة ‪300‬‬ ‫�أل���ف دوالر �إل���ى "وزارة ال�صح���ة الفل�سطيني���ة"‪،‬‬ ‫لدع���م القطاع ال�صحي في الأرا�ض���ي الفل�سطينية‬ ‫المحتلة على تلبية احتياجاته‪.‬‬ ‫و�أع���رب ال�سفي���ر الفل�سطين���ي ل���دى االردن‪،‬‬ ‫عطااهلل خي���ري‪ ،‬خالل لقائ���ه �سفير دول���ة الكويت‬ ‫ل���دى الأردن‪ ،‬حم���د الدعيج ع���ن تثمي���ن الرئي�س‬ ‫الفل�سطين���ي محم���ود عبا����س للمب���ادرة الكويتية‬ ‫بدعم القطاع ال�صحي في دولة فل�سطين‪.‬‬

‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪13‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون عربية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫المفكرة العربية‬

‫المغرب يراهن على �صناعات حديثة لتطوير اقت�صاده‬ ‫يتطل ��ع المغ ��رب �إلى �أن ت�صب ��ح ال�صناعة من �أهم‬ ‫ركائ ��ز االقت�ص ��اد خالل العقد المقب ��ل‪ ،‬و�أن تمثل‬ ‫نح ��و ‪ 23‬ف ��ي المئة من النات ��ج المحلي الإجمالي‬ ‫مقارن ��ة بت�سعة في المئة حالياً‪ ،‬وت�ساهم في خلق‬ ‫ن�ص ��ف ملي ��ون فر�ص ��ة عمل بحل ��ول الع ��ام ‪،2020‬‬ ‫�إل ��ى جان ��ب م�ضاعف ��ة ال�ص ��ادرات والإ�ستثم ��ارات‬ ‫وتطوير البحث العلمي‪.‬‬ ‫وتعم ��ل الرب ��اط لحي ��ازة مكان ��ة بي ��ن ال ��دول‬ ‫ال�صناعي ��ة ال�صاعدة‪ ،‬معتمدة على نجاح تجاربها‬ ‫ف ��ي �صناع ��ة ال�سي ��ارات الخفيف ��ة (لوكو�س ��ت)‬ ‫و�أج ��زاء الطائ ��رات والتكنولوجي ��ات الحديث ��ة‬ ‫وم�شتقات الفو�سف ��ات وال�صناعات الغذائية‪ ،‬التي‬ ‫بلغ ��ت �صادراته ��ا منه ��ا الع ��ام الما�ض ��ي نح ��و ‪20‬‬ ‫ملي ��ار دوالر‪ .‬و�سج ��ل المغرب عجزاً ف ��ي �إجمالي‬ ‫المب ��ادالت التجاري ��ة الخارجي ��ة بل ��غ نح ��و ‪200‬‬ ‫ملي ��ار درهم (‪ 24‬ملي ��ار دوالر) ب�سبب �إفتقاره �إلى‬ ‫الطاق ��ة الت ��ي بلغ ��ت قيم ��ة وارداته منه ��ا نحو ‪13‬‬ ‫مليار دوالر‪.‬‬ ‫ويُتوق ��ع �أن ت�ساه ��م ال�صناع ��ة الع ��ام المقب ��ل‬ ‫ف ��ي خل ��ق ‪� 220‬أل ��ف فر�ص ��ة عم ��ل وزي ��ادة النات ��ج‬ ‫ال�صناع ��ي المحل ��ي بنح ��و ‪ 50‬ملي ��ار دره ��م‪ ،‬ورفع‬ ‫ال�صادرات بنح ��و ‪ 95‬مليار درهم‪� ،‬إ�ضافة �إلى نحو‬ ‫�ست ��ة ملي ��ارات دوالر م ��ن الإ�ستثم ��ارات المحلي ��ة‬ ‫والأجنبي ��ة‪ .‬وتر�أ� ��س المل ��ك محم ��د ال�ساد�س في‬ ‫ال ��دار البي�ض ��اء مرا�سي ��م التوقيع عل ��ى ‪� 33‬إتفاقاً‬ ‫لـ"المخط ��ط الوطني لت�سريع التنمية ال�صناعية‬ ‫‪ "2020-2014‬بح�ض ��ور م�ست�شاري ��ه ووزراء وكب ��ار‬ ‫رجال الأعمال وال�صناعة‪.‬‬ ‫ويتي ��ح المخط ��ط الجديد‪ ،‬ال ��ذي يُعتب ��ر �إمتداداً‬ ‫لبرنام ��ج "الإق�ل�اع ال�صناع ��ي" ال ��ذي دخ ��ل ح ّيز‬ ‫التنفيذ منذ الع ��ام ‪ ،2005‬تقوية مناعة الإقت�صاد‬ ‫المغرب ��ي وتعزي ��ز مكانت ��ه بي ��ن ال ��دول ال�صاعدة‬ ‫ف ��ي كل م ��ن الواليات المتح ��دة و�أوروب ��ا وال�شرق‬ ‫الأو�سط و�إفريقيا‪ .‬وقال وزير ال�صناعة والتجارة‬ ‫واالقت�ص ��اد الرقم ��ي م ��والي حفي ��ظ العلم ��ي �إن‬ ‫"المخط ��ط ال�صناعي الإ�ستراتيجي يرتكز على‬ ‫‪ 10‬تدابي ��ر �أ�سا�سي ��ة‪ ،‬منه ��ا �إح ��داث ديناميكي ��ة‬ ‫وعالق ��ة جدي ��دة بي ��ن المجموع ��ات الكب ��رى‪،‬‬ ‫�أي ال�ش ��ركات ذات الري ��ادة وال�ش ��ركات ال�صغ ��رى‬ ‫والمتو�سط ��ة‪ ،‬وتعزي ��ز مكان ��ة القط ��اع ال�صناع ��ي‬ ‫كم�ص ��در لفر� ��ص العم ��ل لل�شب ��اب‪ ،‬وم�ضاعف ��ة‬

‫‪12‬‬

‫العدد ‪ - 18‬ني�سان (�أبريل) ‪٢٠١4 -‬‬

‫الملك محمد ال�ساد�س‬

‫المكا�س ��ب الإجتماعي ��ة والإقت�صادي ��ة للطل ��ب‬ ‫العمومي عبر المقا�صة ال�صناعية‪.‬‬ ‫و�ستم� � ّول م�شاري ��ع ال�شب ��اب ف ��ي القطاع ��ات‬ ‫ال�صناعية عب ��ر �صندوق ر�صد له ‪ 20‬مليار درهم‪،‬‬ ‫ويتوق ��ع المغ ��رب �أن تج ��ذب الخط ��ة ال�صناعي ��ة‬ ‫�ش ��ركات عالمية مهتمة بالإ�ستثم ��ار في المناطق‬ ‫ال�صناعي ��ة الجدي ��دة‪ ،‬والإ�ستف ��ادة م ��ن الق ��رب‬ ‫الجغراف ��ي م ��ن الأ�س ��واق الأوروبي ��ة والعربي ��ة‬ ‫والإفريقي ��ة‪ ،‬و�إتفاقات ال�شراكة والمناطق الحرة‬ ‫بي ��ن المغ ��رب والوالي ��ات المتح ��دة والإتح ��اد‬ ‫الأوروبي‪.‬‬ ‫وكان ��ت �ش ��ركات عالمي ��ة �إ�ستثم ��رت ف ��ي المغ ��رب‬ ‫خالل ال�سنوات الما�ضية‪ ،‬منها "رينو" الفرن�سية‬ ‫الت ��ي تنتج حالي� �اً نحو ‪� 350‬ألف �سي ��ارة �سنوياً في‬ ‫طنجة‪ ،‬وهو �أكبر مجمع لل�سيارات الخفيفة خارج‬ ‫�أوروب ��ا‪ ،‬كم ��ا �إ�ستثم ��رت مجموع ��ة "بومبارديي ��ه‬ ‫�إيرو�سبي� ��س» الكندي ��ة ‪ 200‬ملي ��ون دوالر في بناء‬ ‫م�صن ��ع للطائ ��رات �شم ��ال ال ��دار البي�ض ��اء لإنتاج‬ ‫�أج ��زاء م ��ن مودي�ل�ات "جي ��ت ‪ "45‬و"جي ��ت ‪"75‬‬ ‫الموجه ��ة لرج ��ال الأعم ��ال‪ .‬وتعاق ��دت "�أي دي‬ ‫ّ‬ ‫�أ� ��س" الأوروبي ��ة الم�ص ِّنع ��ة لطائ ��رات "�إيربا�ص"‬ ‫م ��ع �شركات مغربي ��ة لإنتاج الكاب�ل�ات الكهربائية‬ ‫والمقاعد الجلدية و�أجزاء مق�صورة القيادة‪ ،‬كما‬ ‫الحال مع الناقلة "بوينغ" الأميركية التي ت�صنع‬ ‫بع�ض �أجزاء طائراتها الحديثة في المغرب‪.‬‬ ‫و�ص� �دّر المغ ��رب الع ��ام الما�ض ��ي م ��ا قيمت ��ه ‪8.4‬‬ ‫مليارات درهم من قطاع غيار الطائرات المدنية‪،‬‬ ‫وه ��و القط ��اع ال ��ذي تري ��د الرب ��اط �أن تملك فيه‬ ‫الري ��ادة عربي� �اً و�إفريقي� �اً‪ .‬و�أف ��ادت م�ص ��ادر وزارة‬ ‫ال�صناع ��ة والتج ��ارة والإ�ستثمار ب� ��أن نحو ‪ 40‬من‬ ‫كبريات ال�شركات ال�صناعية العالمية باتت تتمتع‬

‫ب�إمت ��داد �إنتاج ��ي ف ��ي المغ ��رب‪ ،‬مث ��ل "فولك� ��س‬ ‫فاك ��ن" الألماني ��ة و"يازاك ��ي" الياباني ��ة و"دلفا"‬ ‫الأميركي ��ة‪ ،‬و�أخ ��رى ف ��ي مج ��االت ال�صيدل ��ة‬ ‫والغذاء والإت�صاالت والطاقة‪.‬‬ ‫ويعم ��ل المغ ��رب �ضم ��ن نظامي ��ن لل�صناع ��ة‪ ،‬هما‬ ‫نظ ��ام المناولة‪� ،‬أو م ��ا يعرف بالإنتاج الكمي‪ ،‬على‬ ‫غرار التجارب الآ�سيوية‪ ،‬ونظام الجودة والإبتكار‪،‬‬ ‫وه ��و ال�شق الثاني من برنام ��ج الخطة ال�صناعية‬ ‫الذي �سيعمل ب�شراك ��ة بين كبار و�صغار ال�شركات‬ ‫الدولي ��ة والمحلي ��ة ومكات ��ب البح ��ث العلم ��ي‬ ‫ودرا�سة الأ�س ��واق التجارية‪ .‬وت�شمل الخطة ما ال‬ ‫يقل ع ��ن ‪ 13‬مج ��ا ًال‪ ،‬ت�شمل ال�صناع ��ات الغذائية‪،‬‬ ‫وال�سي ��ارات والطائ ��رات والعرب ��ات والقط ��ارات‬ ‫ال�سريع ��ة‪ ،‬وال�صناع ��ات الكيماوي ��ة والمعدني ��ة‬ ‫والتحويلي ��ة‪ ،‬وال�صيدلي ��ة و�صناع ��ة الن�سي ��ج‪،‬‬ ‫والمالب� ��س والجل ��د وم ��واد البن ��اء والإت�ص ��االت‬ ‫والطاقات النظيفة وال�صناعات اليدوية‪.‬‬ ‫وته ��دف الخط ��ة ال�صناعي ��ة �إل ��ى تحقي ��ق ثالث ��ة‬ ‫�أه ��داف �إ�ستراتيجية‪ :‬تح�سين تناف�سية الإقت�صاد‬ ‫المغرب ��ي وزي ��ادة �صادرات ��ه عب ��ر قطاع ��ات ذات‬ ‫فائ� ��ض قيم ��ة مرتف ��ع‪ ،‬وتح�سي ��ن �س ��وق العم ��ل‬ ‫لل�شباب عبر �إيجاد �آالف المنا�صب في القطاعات‬ ‫ال�صناعي ��ة الجدي ��دة‪ ،‬ومعالج ��ة خل ��ل مي ��زان‬ ‫المدفوع ��ات الخارجي ��ة الذي يعان ��ي عجزاً يفوق‬ ‫�سبع ��ة ف ��ي المئ ��ة م ��ن النات ��ج المحل ��ي‪� ،‬إ�ضاف ��ة‬ ‫�إل ��ى تعزي ��ز مكان ��ة المغ ��رب كدول ��ة طموح ��ة في‬ ‫�إمت�ل�اك الخب ��رة والتكنولوجي ��ات الحديث ��ة‪.‬‬ ‫و ُت�ساه ��م الخطة في زيادة التدفقات الإ�ستثمارية‬ ‫الخارجي ��ة بم ��ا ي�سم ��ح بمعالج ��ة �أزم ��ة ال�سيول ��ة‬ ‫النقدي ��ة‪� ،‬إذ جلب ��ت ال�صناع ��ة الع ��ام الما�ض ��ي‬ ‫�إ�ستثم ��ارات قدرت ب� �ـ ‪ 13‬مليار درهم‪� ،‬أي نحو ثلث‬ ‫�إجمالي الإ�ستثمارات الأجنبية‪.‬‬ ‫ويتح�س ��ر المغارب ��ة على �ضي ��اع فر�ص ��ة الت�صنيع‬ ‫ّ‬ ‫ف ��ي نهاي ��ة الق ��رن التا�س ��ع ع�ش ��ر‪ ،‬بداي ��ة النه�ضة‬ ‫ال�صناعي ��ة في الياب ��ان‪ ،‬عندما عار�ض محافظون‬ ‫م�شاريع ال�صناعة والتحديث ما ت�سبب في �ضعف‬ ‫الإقت�ص ��اد و�إ�ستدانته و�إ�ستعم ��اره في العام ‪.1912‬‬ ‫وبع ��د ق ��رن م ��ن الزم ��ن يتطل ��ع الجي ��ل الجدي ��د‬ ‫م ��ن ال�شب ��اب �إل ��ى �أن تك ��ون ال�صناع ��ة البواب ��ة‬ ‫نح ��و الحداث ��ة والبح ��ث العلمي وتحقي ��ق التم ّيز‬ ‫والتف ّوق و�ضمان النمو والإ�ستقرار‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫�إزدهار الت�س ّوق عبر‬ ‫الإنترنت في الإمارات‬ ‫الت ��ورط ف ��ي ن ��زاع ديبلوما�س ��ي‪ .‬لقد �أك ��د م�صدر‬ ‫ف ��ي �شرك ��ة الطاق ��ة العمالق ��ة قط ��ر للبت ��رول‪:‬‬ ‫"جمي ��ع م�شاري ��ع الغ ��از والعالق ��ات المرتبط ��ة‬ ‫بنف ��ط "�أوبك" لن تت�أث ��ر مع دول مجل�س التعاون‬ ‫الخليجي"‪.‬‬ ‫المبادرات الم�شتركة الأخرى بين قطر وجيرانها‬ ‫الخليجيي ��ن ‪ -‬بع�ضه ��ا مهم للجه ��ود التي تبذلها‬ ‫البل ��دان لخل ��ق المزي ��د م ��ن فر� ��ص العم ��ل ف ��ي‬ ‫القط ��اع الخا� ��ص وتنوي ��ع �إقت�صاداته ��ا بعي ��داً من‬ ‫النف ��ط ‪ -‬يمك ��ن �أن ّ‬ ‫تتعطل‪ .‬وه ��ذا يمكن �أن يحرم‬ ‫ال�ش ��ركات الأجنبية المليارات م ��ن الدوالرات من‬ ‫عقود البناء‪.‬‬ ‫م ��ن جه ��ة �أخ ��رى تتناق� ��ش البحرين وقط ��ر منذ‬ ‫�سن ��وات ح ��ول �إمكاني ��ة بن ��اء ج�س ��ر بط ��ول ‪40‬‬ ‫كيلومت ��راً بينهم ��ا؛ فمن ال�صعب الت�ص ��ور �أن هذا‬ ‫الم�شروع �سيم�ض ��ي قدماً في ظل المناخ الحالي‪.‬‬ ‫م�ش ��روع �آخ ��ر تق� �دّر تكاليف ��ه بم ��ا ال يق ��ل ع ��ن ‪15‬‬ ‫ملي ��ار دوالر لرب ��ط �شب ��كات ال�س ��كك الحديدي ��ة‬ ‫المخط ��ط لها لدول الخليج في ال�سنوات المقبلة‬ ‫قد يتوقف �أي�ضاً‪.‬‬ ‫حتى قبل �إندالع النزاع الديبلوما�سي‪ ،‬كان �إقتراح‬ ‫لتوحي ��د العمل ��ة الخليجي ��ة توق ��ف بعدم ��ا �أ�صبح‬ ‫الم�س�ؤول ��ون الخليجيون مت�شككين منه بعد ر�ؤية‬ ‫ال�صعوبات في منطقة اليورو‪.‬‬ ‫مبادرات �إقت�صادية �أخرى كانت تبدو �أكثر �إحتماالً‬ ‫ولكن �أ�صبحت الآن �أقل من ذلك‪ .‬في العام ‪،2003‬‬ ‫�أطلق ��ت دول مجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي منطق ��ة‬ ‫التج ��ارة الح ��رة م ��ع تعريف ��ة خارجي ��ة م�شتركة؛‬ ‫وه ��ذا قد �أزال الحواجز التجارية العلنية �إلى حد‬ ‫كبي ��ر داخل الكتل ��ة‪ ،‬ولكن تم ت�أجيل �أدائها الكامل‬ ‫ب�سب ��ب الخالف ��ات ب�ش� ��أن كيفي ��ة �إقت�س ��ام عائ ��دات‬ ‫الجمارك‪.‬‬ ‫كم ��ا تح ��اول �سلط ��ة الإتح ��اد الجمرك ��ي ل ��دول‬ ‫المجل� ��س ح� � ّل الم�ش ��اكل ولك ��ن ق ��د تج ��د الآن �أن‬ ‫الأم ��ر بات �أكثر �صعوبة‪� .‬إن �إعتماد �إقتراح لفر�ض‬ ‫�ضريب ��ة المبيع ��ات في جمي ��ع �أنح ��اء دول مجل�س‬ ‫التع ��اون الخليجي ‪ -‬مفت ��اح الإ�صالح الإقت�صادي‬ ‫لخف�ض �إعتم ��اد الحكومات على عائدات النفط ‪-‬‬ ‫يبدو بعيداً الآن �أي�ضاً‪.‬‬ ‫وال�س� ��ؤال الآن ه ��ل م ��ن ح ��ل قري ��ب له ��ذا ال�صدع‬ ‫الديبلوما�سي؟‬

‫الدوحة ‪ -‬با�سم رحال‬

‫�أظهرت درا�سة حديث ��ة ل�شركة "ما�ستركارد"‬ ‫�أن "الم�ستهلكي ��ن ف ��ي دولة الإم ��ارات ُيقبلون‬ ‫ب�شك ��ل متزايد على ال�ش ��راء عبر الإنترنت‪� ،‬إذ‬ ‫�أو�ضح ��ت �أن نحو ‪ 50‬في المئ ��ة ممن �شملتهم‬ ‫الدرا�سة ي�ستخدمون الإنترنت بغر�ض الت�سوق‪،‬‬ ‫في حين �أعرب ‪ 80‬في المئة عن ر�ضاهم التام‬ ‫عن تجاربهم في الت�سوق الإلكتروني"‪.‬‬ ‫ون�ش ��رت وكالة انباء الإم ��ارات هذه الدرا�سة‬ ‫التي تعتبر �أداة لقيا�س �إتجاهات الم�ستهلكين‬ ‫ب�ش� ��أن الت�س ��وق عب ��ر الإنترن ��ت‪ ،‬اذ �أجري ��ت‬ ‫الدرا�س ��ة ف ��ي �أواخر الع ��ام الما�ضي و�شارك‬ ‫فيه ��ا ‪ 3000‬م�ستهل ��ك م ��ن �ست �أ�س ��واق في‬ ‫المنطقة‪.‬‬ ‫و�أك ��د الم�ستهلك ��ون �أن "معظ ��م نفقاته ��م‬ ‫للت�س ��وق الإلكترون ��ي تذه ��ب ل�ش ��راء تذاك ��ر‬ ‫الطيران والمواد الغذائية والكتب والأقرا�ص‬ ‫المدمجة و�أقرا�ص دي في دي‪ ،‬وتليها الإنفاق‬ ‫على ال�سياحة وال�سفر و�شراء المالب�س"‪.‬‬ ‫و�أ�شار نحو ن�صف الم�شاركين �إلى �أن "�سوق‪.‬‬ ‫ك ��وم" يع ��د �أكث ��ر المواق ��ع زي ��ارة م ��ن قب ��ل‬ ‫الم�ستهلكين ف ��ي دولة الإمارات للت�سوق‪ ،‬يليه‬ ‫موقعا "كوبون" و"غروب �أون" بن�سبة ‪ 20‬في‬ ‫المئ ��ة لكليهما‪ ،‬وقال رئي�س ق�سم حلول الدفع‬ ‫النا�شئ ��ة لمنطق ��ة ال�شرق الأو�س ��ط و�أفريقيا‬ ‫ف ��ي "ما�سترك ��ارد" �آرون �أولي ��ف �إن "البنية‬ ‫التحتية المتط ��ورة للإنترنت‪ ،‬وتوفر خيارات‬ ‫الدف ��ع �إلكترون ��ي الآمن ت�شك ��ل فر�صة جيدة‬ ‫لل�شرك ��ات لتو�سي ��ع ح�ضورها عل ��ى الإنترنت‬ ‫وتنمية �أعمالها ودعم قاعدة زبائنها"‪.‬‬ ‫ولفت �أوليف �إلى �أن "الإتجاه المتنامي للت�سوق‬ ‫عبر الإنترنت بي ��ن الم�ستهلكين في الإمارات‬ ‫يعك�س �أولويات الم�ستهلكي ��ن الجدد الملمين‬ ‫بالتكنولوجي ��ا والذي ��ن يق ��درون المزايا التي‬ ‫يحققها له ��م الت�سوق الإلكترون ��ي من �سرعة‬ ‫وكفاءة و�سالمة في �إنجاز معامالتهم"‪.‬‬ ‫ونوهت الدرا�سة �إلى �أن "المواقع الإلكترونية‬ ‫لمحال بيع الأجه ��زة المنزلية والإلكترونيات‬ ‫والتطبيق ��ات والتي تقدم كوبون ��ات وعرو�ض ًا‬ ‫�سجلت زيادة تدريجي ��ة ثابتة في عدد الزوار‬ ‫منذ العام ‪."2011‬‬

‫الموجز الخليجي‬ ‫ك�ش���ف خبراء �أن الكويت ق���د ت�سجل عجزاً فى‬ ‫موازنتها في ح���ال ا�ستمرت ف���ى �سيا�سة الإنفاق‬ ‫الكبي���ر‪ ،‬خ�صو�صا ً مع المخاوف من �إنخفا�ض �أ�سعار‬ ‫النف���ط م�ستقبالً‪ ،‬ما �سينعك�س �سلبا ً على البالد اذا‬ ‫لم تتبع خطة �إ�ستراتيجية لتر�شيد نفقاتها‪.‬‬ ‫علم���ا ً ب�أن الكويت تعتمد عل���ى ‪ %93‬من موازنتها‬ ‫العام���ة على النفط‪ ،‬وهو ما دع���ا الخبراء �إلى القلق‬ ‫بخا�ص���ة �إذا تراجع���ت �أ�سع���اره‪ ،‬وطالب���وا بزي���ادة‬ ‫الإنف���اق اال�ستثم���اري عل���ى م�شروع���ات �صناعية‬ ‫وتجارية تكون بمثابة ح�صان �أمان لأى عجز مقبل‪.‬‬ ‫و�صنف���ت وكال���ة "مودي���ز" للت�صني���ف االئتماني‬ ‫ال�سيادي دولة الكويت عن���د (�إيه‪�.‬إيه‪ )2.‬مع نظرة‬ ‫م�ستقبلي���ة م�ستق���رة‪ ،‬م�شي���رة �إل���ى �أن ت�صنيفها‬ ‫يرتكز ب�ش���كل �أ�سا�س���ي �إلى موارد النف���ط والغاز‬ ‫ال�ضخمة التى تمتلكها البالد‪.‬‬ ‫�أعلن���ت �شرك���ة "دو" ع���ن �شراك���ة م���ع " ب���ي‬ ‫اي �سالي����س"‪� ،‬أول من�ص���ة �إجتماعي���ة عل���ى �شبكة‬ ‫الإنترنت متخ�ص�صة بتوفي���ر حلول التمويل لرواد‬ ‫�أعم���ال الم�شاريع ال�صغي���رة في ال�ش���رق الأو�سط‬ ‫و�شمال �أفريقي���ا‪ ،‬وذلك في �إطار م�ساهمة ال�شركة‬ ‫في توفير فر�ص العم���ل‪ .‬و�أطلقت "دو" بالتعاون‬ ‫مع " بي اي �سالي�س " �صفحة �إلكترونية متخ�ص�صة‬ ‫بالإقرا����ض ته���دف ال���ى ت�شجيع �شريح���ة �أكبر من‬ ‫المجتمع لدعم جهود ت�أمي���ن التمويل الالزم لدعم‬ ‫الم�شاريع ال�صغي���رة‪ .‬ويمكن لل�ش���ركات والأفراد‬ ‫المهتمين ا�ستعرا�ض قائم���ة بالم�شاريع واالختيار‬ ‫منها لتوفير الدعم الالزم لم�شاريعهم‪.‬‬ ‫وقعت م�ؤ�س�سة موانئ البحر الأحمر اليمنية مع‬ ‫�شرك���ة �أبو ظبي للخدم���ات المالحية مذكرة تفاهم‬ ‫لتب���ادل الخب���رات والمع���ارف ف���ي مج���ال ال�شحن‬ ‫البحري وكل ما يتعلق بالموانئ‪.‬‬ ‫و ُعل���م �أن الإتفاقي���ة الت���ي وقعها رئي����س مجل�س‬ ‫�إدارة م�ؤ�س�س���ة موان���ئ البحر الأحم���ر محمد �أبو بكر‬ ‫�إ�سح���اق وعن �شرك���ة �أبو ظبي للخدم���ات المالحية‬ ‫المدير التنفيذي لموان���ئ �أبو ظبي حمد المغربي‪،‬‬ ‫ن�صت على تحديد الخدمات البحرية التي تحتاجها‬ ‫ّ‬ ‫م�ؤ�س�سة موانئ البحر الأحمر اليمنية‪.‬‬ ‫وعلى الطرفي���ن تحديد تل���ك االحتياجات وتوفير‬ ‫الخدمات البحرية في موان���ئ الم�ؤ�س�سة مع تحديد‬ ‫الكف���اءة والتكلفة الم�ؤثرة عل���ى الهيكل التجاري‬ ‫لتوفي���ر الخدم���ات البحري���ة‪ .‬وتق�ض���ي االتفاقية‬ ‫بتحديد ‪ 60‬يوما ً من وقت التوقيع‪ ،‬لت�أ�سي�س لجنة‬ ‫قيادي���ة مك ّونة من عدد مت�سا ٍو م���ن الأ�شخا�ص من‬ ‫كال الطرفين لو�ض���ع التفا�صيل الكاملة للأ�سلوب‬ ‫والطريق���ة التي �سيتم تحديدها من قبل الطرفين‬ ‫لتنفيذ هذه االتفاقية‪.‬‬ ‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪15‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون خليجية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف الخليجي‬

‫ال�صدع في الخليج حول قطر قد يبطىء الإ�ستثمار والإ�صالحات‬ ‫الإنق�س ��ام الديبلوما�س ��ي بي ��ن قط ��ر وجيرانه ��ا من‬ ‫دول الخليج قد ّ‬ ‫يعطل المليارات من الدوالرات من‬ ‫الإ�ستثمار ف ��ي المنطقة ويبطىء الجهود المبذولة‬ ‫لجعل الإقت�صادات �أكثر كفاءة من خالل �إ�صالحات‬ ‫التجارة والنقل‪.‬‬ ‫ثروة قطر من الغاز الطبيعي الهائلة تعني �أن البلد‬ ‫ال�صغي ��ر‪ ،‬ويبل ��غ ع ��دد �سكان ��ه حوال ��ي ‪ 2.1‬مليون ��ي‬ ‫ن�سم ��ة‪ ،‬ربما يمكنه الإ�ستم ��رار في العمل لأجل غير‬ ‫م�سم ��ى عل ��ى الرغ ��م م ��ن �إ�ستي ��اء المملك ��ة العربية‬ ‫ال�سعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين‪.‬‬ ‫ولك ��ن النم ��و ف ��ي ذل ��ك البل ��د ق ��د يتباط� ��أ �إذا ت ��م‬ ‫تحجي ��م وتراجع العالقات التجاري ��ة والإ�ستثمارية‬ ‫م ��ع الإقت�ص ��ادات العربي ��ة الخليجي ��ة الكبي ��رة‪ .‬في‬ ‫الواق ��ع جمي ��ع الإقت�صادات ف ��ي المنطق ��ة يمكن �أن‬ ‫تعان ��ي عل ��ى الم ��دى الطوي ��ل �إذا ّ‬ ‫عطل ��ت التوت ��رات‬ ‫الديبلوما�سي ��ة م�شاري ��ع مث ��ل بن ��اء �شبك ��ة ال�س ��كك‬ ‫الحديدي ��ة الخليجي ��ة وتطوي ��ر منطق ��ة التج ��ارة‬ ‫الحرة‪ .‬كما يمك ��ن �أي�ضا حرمان ال�شركات الأجنبية‬ ‫المليارات من الدوالرات من م�شاريع البناء‪.‬‬ ‫�أف ��ادت ال�سعودي ��ة‪ ،‬والإمارات والبحري ��ن �أخيراً �أنها‬ ‫�سحب ��ت �سفراءه ��ا من قط ��ر لأن الدوح ��ة قد ف�شلت‬ ‫في تنفيذ الإتفاق بين دول الخليج العربية �إلى عدم‬ ‫التدخل في ال�ش�ؤون الداخلية للطرف الآخر‪.‬‬ ‫ج ��ون �سفاكياناكي�س‪ ،‬كبي ��ر مخططي الإ�ستثمار في‬ ‫"‪� ،"MASIC‬شرك ��ة مالي ��ة ف ��ي الريا� ��ض‪ ،‬يقول �أن‬ ‫الخالف الديبلوما�س ��ي لن ي�ؤثر فوراً على الأعمال‬ ‫ف ��ي الخليج‪ ،‬ولك ��ن �سيكون هناك ت�أثي ��ر في الأ�شهر‬ ‫وال�سنوات المقبلة �إذا لم ٌتخفف التوترات‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف‪�" :‬إ�ستثم ��ارات �أق ��ل‪ ،‬وتحوي�ل�ات ر�أ�سمالي ��ة‬ ‫�أق ��ل‪ ،‬وم�شاري ��ع م�شتركة �أقل‪ ،‬ومواق ��ف �أكثر �سلبية‬ ‫تج ��اه قط ��ر"‪ ،‬ق ��د تك ��ون النتيج ��ة �إذا �ص ��ار البل ��د‬ ‫معزو ًال عن المنطقة‪.‬‬ ‫وكان ق ��رار دول الخلي ��ج ب�سح ��ب �سفرائه ��ا ل ��م‬ ‫ي�سب ��ق ل ��ه مثيل خالل ثالث ��ة عقود م ��ن تاريخ دول‬ ‫مجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي ال�س ��ت‪ ،‬وج ��اء ج ��راء‬ ‫الإ�ستي ��اء العمي ��ق لجي ��ران قط ��ر م ��ن �سيا�ساته ��ا‬ ‫مث ��ل دع ��م الدوحة للجماع ��ة الإ�سالمي ��ة "الإخوان‬ ‫الم�سلمين"‪.‬‬ ‫لم تكن هناك �أي عالمة على �أي عقوبات �إقت�صادية‬ ‫ُفر�ض ��ت‪ ،‬وتوقع بع�ض الم�س�ؤولي ��ن ورجال الأعمال‬ ‫ف ��ي المنطق ��ة �أن الحكوم ��ات �ستعم ��ل عل ��ى ف�ص ��ل‬ ‫الأعمال عن ال�سيا�سة‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫العدد ‪ - 18‬ني�سان (�أبريل) ‪٢٠١4 -‬‬

‫"�إن ال ��دول ف ��ي منطقتن ��ا ال تدخ ��ل ال�سيا�س ��ة في‬ ‫الأعم ��ال ف ��ي معظ ��م الأحي ��ان"‪� ،‬أف ��اد �أكب ��ر الباك ��ر‪،‬‬ ‫الرئي� ��س التنفي ��ذي للخط ��وط الجوي ��ة القطري ��ة‬ ‫المملوكة للدولة لل�صحافيين في برلين‪.‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك‪ ،‬يمي ��ل الإقت�ص ��اد �إل ��ى الت�أث ��ر بال�سيا�س ��ة‬ ‫الت ��ي ت�ش ّكل ��ه ف ��ي ال�ش ��رق الأو�س ��ط‪ ،‬ويرج ��ع ذل ��ك‬ ‫جزئي� �اً �إلى �أن العديد من ال�شركات الكبرى ت�سيطر‬ ‫عليه ��ا الدول ��ة و�إعت ��ادت حكوم ��ات دول الخليج على‬ ‫�إ�ستخدام ثروتها النفطية ك�أداة ديبلوما�سية‪.‬‬ ‫م ��ن جهته ��ا �شهدت م�ص ��ر ه ��ذا الأمر ف ��ي ال�سنوات‬ ‫القليلة الما�ضية؛ لقد تج ّنبتها ال�شركات ال�سعودية‬ ‫والإماراتي ��ة والبحريني ��ة ف ��ي عه ��د الرئي� ��س‬ ‫الإ�سالم ��ي محمد مر�سي‪ ،‬ولك ��ن �أعطت تلك الدول‬ ‫ملي ��ارات ال ��دوالرات م ��ن الم�ساع ��دات للقاهرة منذ‬ ‫اطي ��ح مر�س ��ي ف ��ي الع ��ام الما�ض ��ي‪ ،‬مم ��ا ت�سب ��ب في‬ ‫�إ�ستئناف الإ�ستثمار‪.‬‬ ‫ك�أكب ��ر م�ص� �دّر للغ ��از الطبيع ��ي الم�سال ف ��ي العالم‪،‬‬ ‫ف� ��إن قط ��ر غنية بحي ��ث �أنه ��ا ال تحتاج �إل ��ى التجارة‬ ‫والإ�ستثم ��ار م ��ن بقي ��ة دول الخلي ��ج للرفاهي ��ة‬ ‫الإقت�صادي ��ة‪ ،‬طالما �أن ��ه يمكنها الإ�ستم ��رار في بيع‬ ‫الغاز �إلى الأ�سواق الدولية‪.‬‬ ‫كان فائ� ��ض الموازن ��ة الحكومي ��ة ف ��ي الدوحة ‪27.3‬‬ ‫ملي ��ار دوالر‪� ،‬أو ‪ 14.2‬ف ��ي المئة م ��ن الناتج المحلي‬ ‫االجمال ��ي ف ��ي ال�سن ��ة المالي ��ة حت ��ى �آذار (مار� ��س)‬ ‫الما�ض ��ي‪ .‬وه ��ذا يعن ��ي �أن ��ه يمك ��ن لقط ��ر �إ�ستي ��راد‬ ‫المواد الغذائية والتكنولوجيا والعمالة التي تحتاج‬ ‫�إليها من جنوب �آ�سيا و�أوروبا و�أماكن �أخرى‪.‬‬ ‫ولأن دول الخلي ��ج ركزت على �ص ��ادرات الطاقة‪ ،‬ف�إن‬ ‫لديه ��ا ع ��دداً قلي ً‬ ‫ال ن�سبياً من الرواب ��ط الإقت�صادية‬ ‫بينه ��ا‪ ،‬ي�شي ��ر ف ��اروق �سو�س ��ة كبي ��ر الإقت�صاديي ��ن‬ ‫لمنطق ��ة ال�ش ��رق الأو�س ��ط ف ��ي مجموع ��ة "�سيت ��ي‬ ‫غ ��روب"‪ .‬وق ��ال �إن التجارة غير النفطي ��ة بين دولة‬ ‫قط ��ر وال ��دول الخليجية الثالث الأخ ��رى ال ت�ش ّكل‬ ‫�س ��وى حوال ��ي ‪ 1‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن �إجمال ��ي التج ��ارة‬ ‫القطرية‪.‬‬ ‫ولكن �سيكون هناك بع�ض العواقب المالية �إذا طالت‬ ‫فت ��رة التوت ��رات الديبلوما�سي ��ة‪ .‬ذل ��ك �أن مواطن ��ي‬ ‫دول الخلي ��ج العربي ��ة هم م�ستثم ��رون ن�شيطون في‬ ‫�أ�سواق الأ�سهم لدى الدول الخليجية الأخرى؛ هذه‬ ‫التدفقات المالية يمكن �أن تبد�أ في التراجع‪.‬‬ ‫ويق� �دّر محللون ب� ��أن مواطني دول مجل� ��س التعاون‬ ‫غي ��ر القطريين ق ��د يملكون ‪� 5‬إلى ‪ 10‬في المئة من‬

‫�س ��وق الأوراق المالي ��ة ف ��ي الدوح ��ة‪ ،‬والت ��ي لديه ��ا‬ ‫ر�سمل ��ة حوال ��ي ‪ 175‬ملي ��ار دوالر‪ .‬وق ��د �إنخف� ��ض‬ ‫م�ؤ�ش ��ر البور�ص ��ة الرئي�س ��ي في قط ��ر ‪ 2.1‬في المئة‬ ‫في اليوم الذي ظهرت �أنباء الخالف الديبلوما�سي‪.‬‬ ‫نا�صر ال�سعيدي‪ ،‬رئي�س ال�شركة الإ�ست�شارية في دبي‬ ‫"نا�صر ال�سعيدي و�شركاه"‪� ،‬أ�شار �إلى �أن قطر كانت‬ ‫م�ستثم ��رة كبي ��رة ف ��ي �س ��وق العق ��ارات المزدهر في‬ ‫دول ��ة الإم ��ارات العربية المتحدة‪ ،‬والت ��ي يمكنها �أن‬ ‫تفقد م�صدر الأموال �إذا طال �أمد النزاع‪.‬‬ ‫�ش ��ركات قطرية كبرى ع ��دة مثل بنك قطر الوطني‬ ‫حري�ص ��ة على التو�سع في منطقة الخليج‪ ،‬والهروب‬ ‫م ��ن القي ��ود المفرو�ض ��ة عل ��ى �أ�سواقه ��ا المحلي ��ة‬ ‫ال�صغيرة‪ ،‬ويمكنها �أن تجد �صعوبة �أكثر للتو�سع في‬ ‫الم�ستقبل‪.‬‬ ‫وم ��ن المق ��رر �أن تب ��د�أ الخطوط الجوي ��ة القطرية‬ ‫القي ��ام برح�ل�ات داخلي ��ة ف ��ي المملك ��ة العربي ��ة‬ ‫ال�سعودي ��ة ف ��ي الربع الثال ��ث من هذا الع ��ام‪ ،‬بعدما‬ ‫�ص ��ارت واح ��دة م ��ن �إثنتي ��ن فق ��ط م ��ن ال�ش ��ركات‬ ‫الأجنبي ��ة الت ��ي لهاحق ��وق خدمة ال�س ��وق ال�سعودية‬ ‫الت ��ي فيها حوالي ‪ 30‬ملي ��ون �شخ�ص‪ .‬وال�س�ؤال الآن‬ ‫هل هذا الإتفاق �سينفذ �إذا طالت الأزمة؟‬ ‫�إذا ت�صاع ��د التوت ��ر في نهاية المط ��اف �إلى عقوبات‬ ‫�إقت�صادي ��ة‪ ،‬ف�إن �أكبر نقطة �ضع ��ف لمنطقة الخليج‬ ‫ربم ��ا تك ��ون خ ��ط �أنابي ��ب "دولفي ��ن للطاق ��ة" الذي‬ ‫ينق ��ل حوالي ‪ 2‬ملياري قدم مكعب ��ة من الغاز يومياً‬ ‫من قطر �إلى دولة الإمارات و�سلطنة عمان‪.‬‬ ‫و�أف ��اد �سو�س ��ة م ��ن "�سيت ��ي غ ��روب" �أن ��ه ال يتوقع �أن‬ ‫يُ�ستخ ��دم توري ��د الغاز ك�س�ل�اح �إقت�ص ��ادي‪ ،‬لكنه كان‬ ‫واح ��داً يُحتم ��ل �أن يكون كبي ��راً‪ .‬ويق� �دّر محللون �أن‬ ‫تدف ��ق الغ ��از يم ّث ��ل نح ��و ‪ 5‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن �إجمالي‬ ‫ال�ص ��ادرات القطري ��ة ونح ��و ‪ 30‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن‬ ‫�إحتياجات دولة الإمارات من الغاز‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف‪" :‬اذا ح ��دث �أي �شيء لخ ��ط االنابيب‪ ،‬ف�إنه‬ ‫�سيك ��ون و�ضع� �اً �صعب� �اً لإدارت ��ه بالن�سب ��ة �إل ��ى كال‬ ‫الجانبي ��ن ولك ��ن �سيكون الأم ��ر �أ�صع ��ب على جانب‬ ‫الإماراتي"‪.‬‬ ‫ول ��دى قط ��ر �أي�ض� �اً عالقات ف ��ي مج ��ال الطاقة مع‬ ‫بقي ��ة دول الخليج من خالل منظمة "�أوبك"‪ ،‬حيث‬ ‫تقليدي� �اً ت�ساند �سيا�سات المملكة العربية ال�سعودية‬ ‫ك�أح ��د �أكب ��ر المنتجي ��ن المهيمني ��ن عل ��ى الكارت ��ل‬ ‫النفطي‪.‬‬ ‫الم�صلح ��ة الخا�ص ��ة ق ��د تمن ��ع �سيا�س ��ة الطاقة من‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫‪ 282.2‬مليار ريال حجم التبادل التجاري‬ ‫بين ال�سعودية والواليات المتحدة‬ ‫بلغ حجم التبادل التج ��اري بين المملكة العربية‬ ‫ال�سعودي ��ة والوالي ��ات المتح ��دة الأمريكي ��ة ف ��ي‬ ‫الع ��ام ‪ 2013‬مبلغ ‪ 282.285‬ملي ��ار ريال مقابل‬ ‫‪ 287.109‬ملي ��ار ري ��ال بانخفا� ��ض طفي ��ف عن‬ ‫الع ��ام ‪ ,2012‬ال ��ذي �شهد معد ًال تجاري� � ًا قيا�سي ًا‬ ‫بين البلدين‪.‬‬ ‫و�أو�ضح ��ت "م�صلح ��ة الإح�ص ��اءات العام ��ة‬ ‫والمعلوم ��ات" ف ��ي تقرير نقلت ��ه "وكال ��ة الأنباء‬ ‫ال�سعودية" في منا�سبة زي ��ارة الرئي�س الأميركي‬ ‫باراك �أوباما الأخيرة الى المملكة‪� ،‬أن "الواليات‬ ‫المتحدة حافظت عل ��ى المرتبة الأولى من حيث‬ ‫حج ��م التبادل التجاري مع المملكة خالل الفترة‬ ‫الواقعة بي ��ن عام ‪ 88.535( ,2003‬مليار ريال)‬ ‫حتى العام الما�ضي ‪.2013‬‬ ‫و�إرتفع ��ت ال�ص ��ادرات ال�سلعي ��ة ال�سعودي ��ة �إل ��ى‬ ‫الواليات المتح ��دة الأميركية من ‪ 65.385‬مليار‬ ‫ريال في العام ‪ ,2003‬لتبلغ ‪ 208.339‬مليار ريال‬ ‫ف ��ي العام ‪ ،2012‬فيما تراجعت ب�شكل طفيف في‬ ‫العام ‪ 2013‬لتبلغ ‪ 199.052‬مليار ريال ‪.‬‬ ‫وتراوح ��ت ن�سبة ال�ص ��ادرات ال�سعودي ��ة ال�سلعية‬ ‫�إل ��ى الواليات المتحدة وف ��ق تقديرات "م�صلحة‬

‫االح�صاءات العامة والمعلومات" ما بين ‪� 12‬إلى‬ ‫‪ 19‬في المئة من �إجمالي �صادرات المملكة خالل‬ ‫الفت ��رة بي ��ن ‪ 2003‬و‪ ،2013‬فيما ت ��راوح ترتيب‬ ‫الوالي ��ات المتح ��دة من حي ��ث قيم ��ة ال�صادرات‬ ‫ال�سلعي ��ة ال�سعودي ��ة م ��ا بي ��ن المرتب ��ة الأول ��ى و‬ ‫الثانية‪ ،‬في الوقت الذي احتلت الواليات المتحدة‬ ‫المرتبة الأولى في ال�سنوات الثالث الأخيرة‪.‬‬ ‫‪ ‬وتنوعت ال�ص ��ادرات ال�سلعية ال�سعودية للواليات‬ ‫المتح ��دة في مجاالت عدة‪ ،‬من بينها زيوت نفط‬ ‫خ ��ام ومنتجاته ��ا التي تمث ��ل الن�سب ��ة الأعلى من‬ ‫ال�ص ��ادرات‪ ،‬والمنتج ��ات الكيماوي ��ة الع�ضوي ��ة‪،‬‬ ‫والهيدروكاربون ��ات واثيلي ��ن الغاليكول‪ ،‬و�أ�سمدة‬ ‫اليوريا‪ ،‬وموا�سير و�أنابيب مقاومة لل�صد�أ‪.‬‬ ‫و�شه ��دت ال ��واردات الأميركية للمملك ��ة �إرتفاعا‬ ‫كبير ًا‪� ،‬إذ بلغت ع ��ام ‪ 2003‬مبلغ ‪ 23.150‬مليار‬ ‫ري ��ال‪ ،‬لتبلغ العام الفائ ��ت ‪ 83.233‬مليار ريال‪،‬‬ ‫لت�شك ��ل الواردات الأميركي ��ة للمملكة من ‪� 13‬إلى‬ ‫‪ 15‬ف ��ي المئ ��ة بي ��ن ‪ 2003‬و‪ ،2013‬فيم ��ا �إحتلت‬ ‫الوالي ��ات المتحدة المرتبة الأولى من حيث قيمة‬ ‫الواردات خالل تلك الفترة عدا عام ‪ ,2011‬التي‬ ‫حلت فيها في المرتبة الثانية بعد ال�صين ‪.‬‬

‫الكويت‪� :‬إعادة نظر في معاملة ال�شركات غير الربحية‬ ‫�أو�ص ��ى م�ؤتم ��ر الكوي ��ت الأول لمناق�ش ��ة �أه ��م‬ ‫م�ستجدات قانون ال�شركات الجديدة والأحكام‬ ‫المتعلق ��ة بتوفي ��ق �أو�ض ��اع ال�شرك ��ات القائمة‪،‬‬ ‫بو�ضع القواع ��د الالزمة لتنظيم ن�شاط التوريق‬ ‫والت�صكي ��ك �ضم ��ن قان ��ون هيئة �أ�س ��واق المال‬ ‫والئحته التنفيذي ��ة واعادة النظر في ال�شركات‬ ‫التي ال تهدف �إلى الربح‪.‬‬ ‫وطال ��ب الم�ؤتم ��ر ال ��ذي �أقي ��م‪ ،‬تح ��ت رعاي ��ة‬ ‫نائ ��ب رئي� ��س مجل� ��س ال ��وزراء ووزي ��ر التجارة‬ ‫وال�صناع ��ة‪ ،‬عب ��د المح�س ��ن المدع ��ج‪ ،‬بو�ضع‬ ‫قواع ��د حوكمة منا�سب ��ة تط ّبق عل ��ى ال�شركات‬ ‫الم�ساهمة �ضمن �أحكام قانون ال�شركات‪.‬‬ ‫واو�ص ��ى ب�إع ��ادة النظ ��ر ف ��ي قواع ��د �شرك ��ات‬ ‫التو�صي ��ة بالأ�سهم ل�ضبط ال�صياغ ��ة القانونية‬ ‫الواردة في القانون‪ ،‬في ما يتعلق بالم�صطلحات‬

‫وزير التجارة وال�صناعة الكويتي عبد المح�سن المدعج‬

‫ال ��واردة ب�ش�أنها‪ ،‬والن�ص عل ��ى مدة قانونية يتم‬ ‫خاللها تزويد مراق ��ب الح�سابات بالم�ستندات‬ ‫لمبا�شرة مهمته طبقا لأحكام القانون‪.‬‬ ‫ي�ش ��ار �إلى ان الم�ؤتمر نظمت ��ه ال�شركة المتحدة‬ ‫للت�سويق و�إمتدت جل�ساته على مدى ثالثة �أيام‪.‬‬

‫�أو�ضح الأمي���ن العام لهيئ���ة التقيي�س لدول‬ ‫مجل����س التع���اون ل���دول الخليج العربي���ة نبيل بن‬ ‫�أمين م�ل�ا �أن الهيئ���ة �أ�صدرت حت���ى الآن �أكثر من‬ ‫‪� 12‬أل���ف موا�صف���ة قيا�سية والئح���ة فنية خليجية‬ ‫ُتغطي منتج���ات و�سلعا ً مهمة مختلف���ة‪ ،‬وي�ستفيد‬ ‫من ه���ذه الموا�صفات الم�ص ّنع���ون والم�ستوردون‬ ‫والم�ستهلك���ون في ال���دول الأع�ضاء‪ ،‬م�شي���راً �إلى‬ ‫�أن الهيئ���ة �إحتفلت مع �أجه���زة التقيي�س الخليجية‬ ‫والعربية باليوم العرب���ي للتقيي�س الذي ي�صادف‬ ‫‪� 25‬آذار (مار�س) من كل عام‪.‬‬ ‫�أعلنت "هيئة االت�صاالت وتقنية المعلومات"‬ ‫ال�سعودية �أخيراً‪� ،‬إرتفاع حجم الإنفاق على خدمات‬ ‫االت�ص���االت وتقنية المعلومات ف���ي المملكة خالل‬ ‫عام ‪� 2013‬إلى ‪ 102‬ملي���اري ريال مقارنة بـ ‪36‬‬ ‫ملياراً عام ‪ ،2005‬بمتو�سط نمو �سنوي يقدر بنحو‬ ‫‪ 14‬في المئة‪.‬‬ ‫ونقل���ت "وكالة �أنب���اء الإمارات" عن ن�ش���رة الهيئة‬ ‫االلكتروني���ة الف�صلية‪� ،‬أن "ع���دد الم�شتركين في‬ ‫خدم���ات االت�ص���االت المتنقل���ة ف���ي المملك���ة بلغ‬ ‫‪ 51‬مليون م�شارك بنهاية الع���ام ‪ ،2013‬وبن�سبة‬ ‫�إنت�ش���ار بلغ���ت ‪ 170‬ف���ي المئ���ة عل���ى م�ست���وى‬ ‫ال�س���كان"‪ ،‬م�شي���رة �إل���ى �أن "ع���دد م�ستخدم���ي‬ ‫االنترن���ت في المملك���ة �إرتفع لي�ص���ل �إلى ‪16.5‬‬ ‫ملي���ون م�ستخ���دم‪ ،‬بن�سبة �إنت�شار تج���اوزت الـ ‪55‬‬ ‫في المئة"‪.‬‬ ‫�أعل���ن وزير المالية الكويتي �أن�س ال�صالح‪� ،‬أن‬ ‫بالده تعمل حاليا ً على تهيئة بيئتها الإ�ستثمارية‪،‬‬ ‫بهدف رفع درجة جاذبيتها للإ�ستثمار الأجنبي‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف ال�صالح‪ ،‬خالل م�ؤتمر �صحفي عقده �أخيراً‬ ‫أهم‬ ‫على هام�ش "ملتقى الكويت لال�ستثمار"‪� ،‬أن "� ّ‬ ‫العوامل التي تع ّزز من جاذبية الكويت للإ�ستثمار‬ ‫الم�ستق����ر ونظامه����ا‬ ‫ه����ي نظامه����ا ال�سيا�س����ي ُ‬ ‫���ر‪ ،‬واال�ستق����رار االقت�ص����ادي‬ ‫االقت�ص����ادي الح� ّ‬ ‫الكلّي"‪.‬‬ ‫وتحتل الكويت وفقا ً للتقرير العالمي للتناف�سية‪،‬‬ ‫المرك���ز الثال���ث عالمي���ا ً ف���ي ا�ستق���رار بيئته���ا‬ ‫االقت�صادي���ة الكلية‪ ،‬مدعوم���ة بفائ�ض مالي كبير‬ ‫بالن�سب���ة �إل���ى ناتجه���ا المحلي‪ ،‬تحتل ب���ه الكويت‬ ‫المركز الثاني عالميا ً‪.‬‬ ‫و�أك���د ال�صال���ح �أن برنام���ج عم���ل الحكوم���ة خالل‬ ‫‪ُ 2017-2014‬يركّ ���ز عل���ى "الت���زام الحكوم���ة‬ ‫بالنه���ج اال�صالحي ال�شام���ل‪ ،‬وبخا�صة الإقت�صادي‬ ‫والإداري والمال���ي‪ ،‬ك�ضرورة لمعالج���ة التحديات‬ ‫الوطنية‪ ،‬ومواكب���ة التط ّور العالمي بهدف تن�شيط‬ ‫وتحدي���ث االقت�صاد وتعزي���ز قدرات���ه التناف�سية‬ ‫وتفعي���ل دور الإدارة العامة ف���ي التنمية‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إلى �إ�صالح التعليم‪.‬‬

‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪17‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون خليجية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫المفكرة الخليجية‬

‫‪ 805‬مليارات دوالر �إ�ستثمار خليجي في البنى التحتية‬ ‫يعتب ��ر الع ��ام ‪ 2013‬عام� �اً �إ�ستثنائي� �اً بالن�سب ��ة‬ ‫ال ��ى الإ�ستثمار ف ��ي البنية التحتي ��ة في منطقة‬ ‫الخلي ��ج‪ ،‬ال �سيم ��ا في قطاعي النق ��ل والموانئ‪،‬‬ ‫�إذ حر�صت ال ��دول على موا�صلة تنويع مواردها‬ ‫الإقت�صادي ��ة م ��ن خ�ل�ال التج ��ارة والمعامالت‬ ‫التجارية‪ .‬و�إ�ستهدف تقرير "الهالل للم�شاريع‬ ‫ح ��ول البني ��ة التحتي ��ة ف ��ي منطق ��ة الخلي ��ج"‬ ‫تقوي ��م الإمكان ��ات المتاح ��ة ه ��ذه ال�سن ��ة م ��ن‬ ‫�أج ��ل الإبق ��اء عل ��ى الأداء ذات ��ه �أو تج ��اوزه‪ .‬وفي‬ ‫�إط ��ار جهوده ��ا المتوا�صل ��ة لتنوي ��ع م�صادره ��ا‬ ‫الإقت�صادي ��ة ورف ��ع م�ستوي ��ات �إجمال ��ي النات ��ج‬ ‫المحل ��ي م ��ن غير قط ��اع النف ��ط‪� ،‬إ�ستمرت دول‬ ‫مجل�س التعاون الخليجي في تنفيذ �إ�ستثمارات‬ ‫�ضخم ��ة ف ��ي م�شاري ��ع البنية التحتية ف ��ي العام‬ ‫‪.2013‬‬ ‫ووف ��ق بيان ��ات الم�شاري ��ع الخا� ��ص بموق ��ع‬ ‫"زاوي ��ة"‪� ،‬شه ��د �س ��وق البني ��ة التحتي ��ة في دول‬ ‫الخلي ��ج تنفي ��ذ م�شاري ��ع بلغ ��ت قيمته ��ا ‪805‬‬ ‫ملي ��ارات دوالر‪ .‬وت�ص ��درت القائم ��ة كل م ��ن‬ ‫ال�سعودي ��ة والإم ��ارات وقط ��ر‪ ،‬بم�ساهم ��ة بلغ ��ت‬ ‫نحو ‪ 75‬في المئة من �إجمالي القيمة‪ ،‬في حين‬ ‫�سيك ��ون م ��ن ال�صع ��ب ه ��ذه ال�سنة التف ��وق على‬ ‫النم ��و ال�ضخم الذي تحقق ف ��ي العام ‪� ،2013‬إال‬ ‫�أن دول الخلي ��ج لديه ��ا الدافع الق ��وي لت�أ�سي�س‬ ‫البني ��ة التحتية الأ�سا�س‪ ،‬مث ��ل الطرق وال�سكك‬ ‫الحديد والطاقة الكهربائية‪.‬‬ ‫و�إ�ستلزم ��ت التوقع ��ات الت ��ي �ستظه ��ر بالتزامن‬ ‫م ��ع ا�ست�ضاف ��ة "�إك�سبو ‪ ،"2020‬و�ض ��ع دبي ر�ؤية‬ ‫خا�ص ��ة بالموازن ��ة عل ��ى م�ستوي ��ات �أعل ��ى‪� ،‬إذ‬ ‫تخط ��ط الحكومة لإنفاق ما ال يقل عن ثمانية‬ ‫ملي ��ارات دوالر عل ��ى م�شاري ��ع البني ��ة التحتية‪.‬‬ ‫و�أدت الزي ��ادة ف ��ي مع ��دالت الحرك ��ة الجوي ��ة‬ ‫والبري ��ة نتيجة للتدفقات ال�سياحية والتجارية‬ ‫�إل ��ى التركي ��ز بدرج ��ة كبي ��رة على قط ��اع النقل‬ ‫ف ��ي المنطق ��ة‪ .‬ويُتوق ��ع �أن تتمك ��ن مط ��ارات‬ ‫دول الخلي ��ج م ��ن �إ�ستيع ��اب م ��ا يزي ��د عل ��ى ‪250‬‬ ‫ملي ��ون راك ��ب بحلول الع ��ام ‪� ،2020‬إذ تحتل دبي‬ ‫و�أبوظب ��ي مركز ال�صدارة‪ .‬وبحلول العام ‪،2025‬‬ ‫يتوق ��ع �أن ي�ص ��ل �إجمال ��ي حرك ��ة الطائرات في‬ ‫منطق ��ة ال�شرق الأو�سط �إل ��ى ‪ 2.3‬مليونين‪ ،‬مع‬

‫‪16‬‬

‫العدد ‪ - 18‬ني�سان (�أبريل) ‪٢٠١4 -‬‬

‫ميناء الملك‬ ‫فهد ال�صناعي‬ ‫في الجبيل‪.‬‬

‫تمرك ��ز �أكثر م ��ن ن�صف الحرك ��ة الجوية ونحو‬ ‫ثلث ��ي �أعم ��ال قطاع الطي ��ران ف ��ي دول الخليج‪.‬‬ ‫ولال�ستع ��داد لذلك‪ ،‬ت�ستثم ��ر دول الخليج �أكثر‬ ‫م ��ن ‪ 313‬مليار دوالر لتطوي ��ر مطاراتها بحيث‬ ‫تتمك ��ن م ��ن ا�ستيع ��اب ه ��ذا النم ��و المتوقع في‬ ‫�أعداد الركاب‪.‬‬ ‫وف ��ي ما خ� ��ص ال�س ��كك الحدي ��د‪� ،‬أك ��د التقرير �أن‬ ‫"على رغم �أنها ما زالت غير مطوّرة ن�سبياً‪� ،‬إال �أن‬ ‫هن ��اك فر�صة كبيرة للتنمية‪ ،‬ومن �أبرز الإنجازات‬ ‫تنفي ��ذ المرحل ��ة الثاني ��ة م ��ن �شبك ��ة الإتح ��اد‬ ‫للقط ��ارات والت ��ي تق ��در قيمتها بـ‪ 11‬ملي ��ار دوالر‪،‬‬ ‫وتعد جزءاً من م�شروع �شبكة قطارات �أو�سع يغطي‬ ‫منطقة الخليج وتتجاوز كلفته ‪ 100‬مليار دوالر"‪.‬‬ ‫ومع �صغر حجم �شبكة القطارات الحالية‪� ،‬ستبقى‬ ‫الط ��رق م ��ن �أب ��رز البن ��ود الم�ساهم ��ة ف ��ي البني ��ة‬ ‫التحتي ��ة للنق ��ل في المنطق ��ة‪ .‬وفي ه ��ذا ال�سياق‪،‬‬ ‫منح ��ت قط ��ر عق ��وداً لم�شاري ��ع �ضخم ��ة خا�ص ��ة‬ ‫بالطرق قيمتها ‪ 1.9‬مليار دوالر‪ ،‬فيما يقدر العقد‬ ‫الخا� ��ص بتطوير الطريق بين دبي و�أبو ظبي بـ‪57‬‬ ‫ملي ��ون دوالر‪ ،‬كم ��ا تبل ��غ قيم ��ة المرحل ��ة الأول ��ى‬ ‫لإن�ش ��اء طريق �سناو‪-‬محوت‪-‬الدقم في عُمان ‪108‬‬ ‫ماليين دوالر‪.‬‬ ‫م ��ن �ضم ��ن التوجه ��ات الرئي�سي ��ة الت ��ي ب ��رزت‬ ‫ف ��ي العام ‪ ،2013‬تلك الخا�ص ��ة بقطاع المناطق‬ ‫ال�صناعي ��ة والإقت�صادي ��ة‪� ،‬إذ �أن�ش� ��أت "الهيئ ��ة‬ ‫العام ��ة للإ�ستثم ��ار" ف ��ي ال�سعودي ��ة �أرب ��ع مدن‬ ‫�إقت�صادي ��ة متكاملة في هي ��ل والمدينة وجازان‬ ‫ورابغ‪ ،‬تق ��در قيمتها بـ‪ 69‬مليار دوالر‪ ،‬بينما في‬ ‫الإم ��ارات مدينة خليف ��ة ال�صناعية في �أبوظبي‬ ‫(كي ��زاد) والتي �ست�شكل �إلى جانب ميناء خليفة‬ ‫ج ��زءاً م ��ن �أح ��د �أكب ��ر المناط ��ق ال�صناعي ��ة في‬

‫العال ��م‪ .‬وتط ��رق التقري ��ر �إل ��ى قط ��اع الموان ��ئ‬ ‫ال ��ذي يع ��د حالي� �اً القط ��اع الرئي�س ��ي لج ��ذب‬ ‫الإ�ستثم ��ارات ف ��ي دول الخلي ��ج‪� ،‬إذ خ�ص�ص نحو‬ ‫‪ 36‬مليار دوالر لتطوير وتحديث بنيته التحتية‬ ‫الحالي ��ة‪ .‬وخ�ص�ص ��ت ال�سعودي ��ة �أكث ��ر من ‪750‬‬ ‫ملي ��ون دوالر لتطوي ��ر البني ��ة التحتي ��ة لميناء‬ ‫المل ��ك عبدالعزي ��ز ف ��ي الدم ��ام‪ ،‬و‪ 46‬مليون� �اً‬ ‫لتطوي ��ر �أح ��د المرا�س ��ي ف ��ي المين ��اء ال�شمالي‬ ‫الغرب ��ي ف ��ي �ضبا‪ ،‬كم ��ا تخطط لتطوي ��ر اثنين‬ ‫م ��ن المرا�س ��ي الإ�ضافية في مين ��اء الملك فهد‬ ‫ال�صناعي في الجبيل‪.‬‬ ‫وتع ��د م�شاري ��ع الكهرب ��اء والمي ��اه م ��ن مواطن‬ ‫النم ��و الرئي�سي ��ة ف ��ي الع ��ام ‪� ،2013‬إذ تق ��در‬ ‫الم�شاري ��ع القائمة في ه ��ذا القطاع بـ‪ 182‬مليار‬ ‫دوالر‪ ،‬وتحت ��ل ال�سعودية ال�ص ��دارة لجهة قيمة‬ ‫عق ��ود الم�شروع ��ات الممنوح ��ة ب� �ـ‪ 71.9‬ملي ��ار‬ ‫دوالر‪ ،‬تليها الإمارات بـ‪ 56.5‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وف ��ي ما يتعلق بالعام ‪ ،2014‬فالتوقعات مب�شرة‪،‬‬ ‫�إذ ت�شي ��ر �إل ��ى �إ�ستم ��رار تنفي ��ذ م�شاري ��ع البني ��ة‬ ‫التحتي ��ة ال�ضخم ��ة ذات التموي ��ل الحكوم ��ي‪،‬‬ ‫فخ�ل�ال ال�سن ��وات ال� �ـ‪ 20‬المقبل ��ة تخط ��ط‬ ‫ال�سعودي ��ة لتولي ��د �أكث ��ر م ��ن ‪ 50‬جيغ ��اوات من‬ ‫الطاق ��ة البديل ��ة والطاق ��ة المتج ��ددة والت ��ي‬ ‫تزي ��د قيم ��ة الإ�ستثم ��ار فيه ��ا عل ��ى ‪ 200‬ملي ��ار‬ ‫دوالر‪ .‬وف ��ي �إط ��ار ا�ستعداده ��ا ال�ست�ضافة ك�أ�س‬ ‫العال ��م لكرة الق ��دم ‪ ،2022‬و�ضعت قطر خططاً‬ ‫لإنف ��اق نحو ‪ 205‬مليارات دوالر على مخططات‬ ‫البنية التحتي ��ة‪ .‬وي�شارك م�شروع قطر لل�سكك‬ ‫الحدي ��د بح�ص ��ة كبي ��رة ف ��ي النفق ��ات الم�ش ��ار‬ ‫�إليه ��ا‪� ،‬إذ يُتوق ��ع �أن ت�ص ��ل كلفت ��ه �إل ��ى نح ��و ‪45‬‬ ‫مليار دوالر‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫الطلب على الطاقة يهدد موارد المياه النقية‬ ‫�أفادت الأمم المتحدة في تقرير ب�أن تزايد الطلب العال ��م البالغ عدده ��م �سبعة تريليون ��ات �شخ�ص‬ ‫عل ��ى الطاقة ابتداء من الوق ��ود الحيوي �إلى الغاز ال ي�ستطيع ��ون الآن الح�ص ��ول عل ��ى مي ��اه �ش ��رب‬ ‫ال�صخ ��ري يمثل تهدي ��د ًا لإم ��دادات المياه النقية �آمن ��ة‪ .‬وزاد �أن قط ��اع الطاقة ي�ساهم بنحو ‪ 15‬في‬ ‫التي تواجه �ضغوط ًا �أ�ص ًال ب�سبب التغير المناخي‪ .‬المئ ��ة من �سح ��ب المياه من م�ص ��ادر مثل الأنهار‬ ‫وح�ض ��ت الأمم المتحدة �شركات الطاقة على بذل والبحي ��رات والمي ��اه الجوفي ��ة‪ .‬وقال ��ت المدي ��رة‬ ‫مزيد من الجهد للحد من ا�ستخدام المياه في كل العامة لمنظمة التربية والعلم والثقافة (يون�سكو)‬ ‫�شيء ابت ��داء من تبري ��د محط ��ات الكهرباء التي �إيرينا بوكوفا �إن "هذا الترابط يدعو �إلى تح�سين‬ ‫تعمل بالفحم �إلى ري المحا�صيل التي تزرع لإنتاج التعاون في �شكل وا�سع" بين الماء والطاقة‪.‬‬ ‫ولف ��ت التقرير �إلى �أن كل �إنت ��اج الطاقة ي�ستخدم‬ ‫الوقود الحيوي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫و�أ�ش ��ارت وكاالت الأمم المتحدة في تقرير "تنمية الم ��اء وغالبا كو�سيلة تبري ��د‪ .‬وت�ستخدم �أقل كمية‬ ‫مياه العالم" �إل ��ى �أن "الطلب على الطاقة والمياه م ��ن المي ��اه ف ��ي تولي ��د الكهرباء م ��ن الري ��اح �أو‬ ‫النقية �سيزيد في �شكل كبير خالل العقود المقبلة‪ .‬ال�شم�س ف ��ي حين �أكثر العملي ��ات �إ�ستهالك ًا للماء‬ ‫هذه الزي ��ادة �ستمثل تحديات كبيرة وت�ضغط على التك�سي ��ر الهيدروليكي لإنتاج الغ ��از ال�صخري �أو‬ ‫الموارد في كل المناطق تقريب ًا"‪ .‬و�أ�ضاف التقرير �إ�ستخراج النفط من الرمال النفطية‪ .‬و�أ�ضاف �أن‬ ‫�أن العال ��م بحلول ع ��ام ‪� 2030‬سيحت ��اج زيادة في �س ��دود توليد الطاقة الكهربائية م ��ن المياه ت�شيد‬ ‫�أحيان� � ًا دون تفكي ��ر يذك ��ر في‬ ‫المي ��اه بن�سب ��ة ‪ 40‬ف ��ي المئ ��ة‬ ‫م�ستخدمي الماء الآخرين‪.‬‬ ‫وف ��ي الطاق ��ة بن�سب ��ة ‪ 50‬ف ��ي‬ ‫وح� ��ض التقري ��ر عل ��ى توخ ��ي‬ ‫المئة مقارنة بالو�ضع الحالي‪.‬‬ ‫الحذر في �ش�أن الوقود الحيوي‬ ‫وتواج ��ه المي ��اه �ضغوط� � ًا م ��ن‬ ‫وذلك �إلى ح ��د ما ب�سبب الماء‬ ‫عوامل مثل زيادة عدد ال�سكان‬ ‫الم�ستخ ��دم في ال ��ري‪ .‬وانتقد‬ ‫والتلوث والجفاف والفي�ضانات‬ ‫التــقري ��ر انع ��دام نف ��وذ قطاع‬ ‫وموج ��ات الح ��ر المرتبط ��ة‬ ‫المياه بالمقارن ��ة مع ما و�صفه‬ ‫بارتفاع درجة حرارة الأر�ض‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف التقري ��ر �أن نحو ‪ 770‬المديرة العامة لمنظمة التربية والعلم "بالنف ��وذ ال�سيا�س ��ي الكبير"‬ ‫والثقافة (يون�سكو) �إيرينا بوكوفا‬ ‫للطاقة‪.‬‬ ‫ملي ��ون �شخ� ��ص م ��ن �سك ��ان‬

‫تغ ّير المناخ يعرقل �إمدادات الغذاء ويكبح النمو‬

‫�أعلنت الأمم المتحدة في تقرير �صدر �أخير ًا‪ ،‬ان‬ ‫ظاهرة الإحتبا�س الح ��راري تعرقل الإمدادات‬ ‫الغذائي ��ة وتكب ��ح نمو االقت�ص ��اد العالمي وربما‬ ‫تك ��ون قد ت�سببت بالفعل ف ��ي �أ�ضرار للطبيعة ال‬ ‫رجعة فيها‪.‬‬ ‫وت�ضغ ��ط المنظم ��ة الدولي ��ة بتقريره ��ا ه ��ذا‬ ‫عل ��ى الحكومات لتتــح ��رك‪ ،‬و�ستــــح ��دد �أيــ�ض ًا‬ ‫م�ســـــ ��ودة تقــريــر للهيــــئ ��ة الحكوميـــة الدولية‬ ‫المعني ��ة بتغي ��ر المن ��اخ‪ ،‬كثــيــ ��ر ًا م ��ن الط ��رق‬ ‫للتكي ��ف مع �إرتفاع درجــــ ��ات الحــــرارة وزيادة‬ ‫الموج ��ات الح ��ارة والفي�ضان ��ات وارتــــفــــ ��اع‬ ‫منـــ�سوب مياه البحار‪.‬‬ ‫وق ��ال رئي� ��س الهيئ ��ة راجن ��درا بات�ش ��وري ف ��ي‬

‫ت�صريح الى وكالة «رويت ��رز» في بكين‪�" :‬أ�صبح‬ ‫المنط ��ق العلمي للحد م ��ن االنبعاثات والتكيف‬ ‫مع تغير المناخ �أكثر �إلحاح ًا"‪.‬‬ ‫ويتناول التقرير الذي جاء في ‪� 29‬صفحة‪� ،‬أخطار ًا‬ ‫مثل نق�ص الغ ��ذاء والمياه وانقرا� ��ض الحيوانات‬ ‫والنبات ��ات‪ .‬وي�شير الى �أن غلة المحا�صيل �ستبقى‬ ‫من دون تغيير �أو تنخف�ض بمقدار ي�صل �إلى اثنين‬ ‫في المئ ��ة كل ع�شر �سنين مقارن ��ة بعالم من دون‬ ‫�إرتفاع في درجات الحرارة‪.‬‬ ‫ويواج ��ه بع�ض نظ ��م الطبيعة �أخط ��ار "تغيرات‬ ‫مفاجئ ��ة �أو جذري ��ة" ق ��د ت�ؤدي �إل ��ى تحوالت ال‬ ‫رجع ��ة فيها‪ ،‬مثل ذوبان الجليد في غرينالند �أو‬ ‫جفاف غابات الأمازون المطيرة‪.‬‬

‫الموجز الدولي‬ ‫تعتزم الحكومة البرازيلي���ة ا�ستثمار �أكثر من‬ ‫ثالثة مليارات دوالر لتو�سيع ‪ 270‬مطاراً في �أنحاء‬ ‫البل���د‪ ،‬و�إدماجها في ال�شبكة الوطني���ة‪ ،‬بح�سب ما‬ ‫ك�شفت ال�صحافة البرازيلية‪.‬‬ ‫وتندرج هذه الخطوة في �إطار خطة المالحة الجوية‬ ‫الإقليمي���ة وتهدف �إلى توفير نف���اذ �إلى مطار في‬ ‫محي���ط ‪ 100‬كيلومتر عن م���كان ال�سكن لـ‪ 95‬في‬ ‫المئة من �س���كان البرازيل‪ .‬وتنوي الحكومة تقديم‬ ‫اقتراح لتخفي�ض �أ�سعار الرحالت الداخلية‪.‬‬ ‫وتعان���ي البرازي���ل‪ ،‬حي���ث �ستنظ���م بطول���ة ك�أ�س‬ ‫العال���م لكرة الق���دم من ‪ 12‬حزي���ران (يونيو) �إلى‬ ‫‪ 13‬تموز (يوليو) ‪ ،2014‬ت�أخيراً كبيراً في �أعمال‬ ‫ترمي���م مطارات الم���دن االثنتي ع�ش���رة الم�ضيفة‬ ‫لفعاليات المونديال‪.‬‬ ‫يذك���ر �أي�ضا �أنه م���ن المقرر تنظي���م دورة الألعاب‬ ‫الأولمبية لعام ‪ 2016‬في ريو دي جانيرو‪.‬‬ ‫ت�شي���ر تقدي���رات منظم���ة "ف���او" �إل���ى �أن �إنتاج‬ ‫الغ���ذاء في العالم �سيحتاج �إلى تحقيق زيادة ن�سبتها‬ ‫‪ %60‬بحل���ول ع���ام ‪ ،2050‬وعل���ى الأكث���ر في نطاق‬ ‫الأرا�ضي التي تزرع بالفع���ل‪ .‬وبح�سب قاعدة بيانات‬ ‫منظم���ة "ف���او" المحدثة‪ ،‬الت���ي تح���دد ‪ 11‬طبقة من‬ ‫الغطاء الأر�ضي العالمي‪ ،‬ف�إن الأرا�ضي الزراعية على‬ ‫�سط���ح الياب�سة ال تمثّ���ل �س���وى ‪ ،%12.6‬والمراعي‬ ‫الع�شبي���ة (‪ ،)%13.0‬والمناطق المغط���اة بالأ�شجار‬ ‫(‪ ،)%27.7‬والغط���اء الخ�ض���ري المتناثر (‪،)%7.7‬‬ ‫والغط���اء الخ�ض���ري الع�شب���ي (‪ ،)%1.3‬ف���ي حي���ن‬ ‫تبلغ ح�صة الأ�سطح اال�صطناعي���ة (‪ ،)%0.6‬والتربة‬ ‫العاري���ة (‪ ،)%15.2‬والم�سطح���ات المائية الداخلية‬ ‫(‪ ،)%2.6‬والمنغروف (‪ ،)%0.1‬والمناطق المغطاة‬ ‫بال�شجي���رات الدغلي���ة (‪ ،)%9.5‬والثل���وج والأنه���ار‬ ‫الجليدية (‪.)%9.7‬‬ ‫�أك���د وزير الخزان���ة البريطاني جورج �أوزبورن‬ ‫ونائب���ه دان���ي �ألك�سندر ع���دم وجود اتح���اد نقدي‬ ‫م���ع ا�سكتلندا ف���ي حال���ة ا�ستقاللها ع���ن المملكة‬ ‫المتحدة‪.‬‬ ‫وق���ال الم�س����ؤوالن في بي���ان م�شترك "ل���ن يكون‬ ‫هن���اك اتحاد نقدي في حال���ة اال�ستقالل‪ ،‬وال�سبيل‬ ‫الوحي���د للحفاظ عل���ى جنيه المملك���ة المتحدة هو‬ ‫البقاء ف���ي المملكة المتحدة والخ���روج منها يعني‬ ‫ابتعادها عن ا�ستخدام جنيه المملكة المتحدة"‪.‬‬ ‫وذك���ر البيان‪" :‬لن يكون هناك اتح���اد نقدي‪ ،‬لأنه لن‬ ‫يك���ون في �صال���ح ا�سكتلندا وال في �صال���ح المملكة‬ ‫المتح���دة"‪ ،‬م�شيراً �إلى �أن ا�سكتلن���دا لن ت�سيطر على‬ ‫معدالت الرهن العقاري‪ ،‬م�ضيفا ً ان‪" ‬المملكة المتحدة‬ ‫تعر�ض دافع���ي ال�ضرائب للخط���ر‪ ،‬والبرلمان لن‬ ‫ل���ن ّ‬ ‫يوافق على ذلك‪ ،‬كما �أن ال�شعب لن يقبله"‪.‬‬ ‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪19‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون دولية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫المفكرة الدولية‬

‫ت�أثير عقوبات الغرب على رو�سيا‬ ‫ال تب ��دو ت�أثي ��رات العقوب ��ات الغربي ��ة الت ��ي فر�ض ��ت حت ��ى الآن عل ��ى رو�سيا‬ ‫ظاهرة‪� ،‬إذ ت�سعى حكومة مو�سكو �إلى التقليل من �أهميتها في �إطار الحرب‬ ‫المعنوي ��ة وال�سيا�سية التي تهدف �إلى الحف ��اظ على ا�ستقرار �أ�سواق المال‪،‬‬ ‫عل ��ى رغ ��م المخ ��اوف م ��ن �أن الم�ستويي ��ن الثان ��ي والثال ��ث م ��ن العقوب ��ات‬ ‫الموعودة �ستكون لهما عواقب �أكثر جدية‪.‬‬ ‫لكن يمكن تلم�س تداعيات مبا�شرة ظهرت في رو�سيا‪ ،‬تدل على �أن الإقت�صاد‬ ‫الرو�س ��ي �سيت�أثر ف ��ي �شكل �أقوى مما تتوقعه الحكوم ��ة‪ .‬ويكفي �أن توقعات‬ ‫النم ��و االقت�ص ��ادي الرو�س ��ي في ‪ ،2014‬تراجع ��ت من ‪ 3‬في المئ ��ة كما كانت‬ ‫تروج الحكومة‪� ،‬إلى �أقل من واحد في المئة كما قال وزير االقت�صاد ال�سابق‬ ‫�أليك�سي كودرين‪ ،‬بينما ي�شير خبراء �إلى احتمال تدنيها دون ال�صفر‪.‬‬ ‫وثم ��ة م�ؤ�ش ��ر ث ��انٍ يلفت الأنظ ��ار‪ ،‬هو ت�س ��ارع وتائ ��ر ت�سرب ر�ؤو� ��س الأموال‬ ‫م ��ن رو�سي ��ا‪� ،‬إذ ت�ؤك ��د وزارة الم ��ال �أن حج ��م الأم ��وال الم�سرب ��ة بل ��غ خ�ل�ال‬ ‫الرب ��ع الأول م ��ن ال�سن ��ة ‪ 70 - 65‬ملي ��ار دوالر‪ ،‬وت�شمل ر�ؤو� ��س الأموال هذه‬ ‫�إ�ستثم ��ارات �أجنبي ��ة ُحجِ ب ��ت �أو ُ�سحِ ب ��ت م ��ن �أ�س ��واق الم ��ال �أو ر�ؤو� ��س �أموال‬ ‫محلية �أُخرِجت‪.‬‬ ‫وف ��ي مقاب ��ل ه ��ذه الأرق ��ام الر�سمي ��ة‪ ،‬ي ��رى خب ��راء �أن القيم ��ة الإجمالي ��ة‬ ‫الفعلي ��ة لر�ؤو� ��س الأموال الهاربة تبل ��غ ‪ 100‬ملي ��ار دوالر‪ ،‬ولوحظ �أن جزءاً‬ ‫كبيراً من ر�ؤو�س الأموال هذه ت�سرب في �آذار (مار�س) �أي في ذروة الحديث‬ ‫ع ��ن العقوبات‪ ،‬ما يعك�س حال الذع ��ر في الأ�سواق من التداعيات المحتملة‬ ‫للعقوبات‪ .‬و�إذا �سارت الأمور على هذه الوتيرة ف�إن هذا العام �سي�شهد و�ضعاً‬ ‫غير م�سبوق �إذ يتوقع كودرين �أن ي�صل حجم ر�ؤو�س الأموال الم�سربة حتى‬ ‫نهاية العام �إلى نحو ‪ 170 - 160‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫ي ��رى �أرن ��و لوكليرك‪ ،‬مدير الإدارة ف ��ي م�ؤ�س�سة "لومب ��ارد �أودييه" المالية‬ ‫َ‬ ‫ال�سقوف‬ ‫ال�سوي�سري ��ة‪� ،‬أن الم�ؤ�س�س ��ات المالي ��ة الأجنبية‪ ،‬تتجه �إل ��ى خف�ض‬ ‫الإئتمانية لرو�سيا‪ ،‬الأمر الذي هددت به بالفعل وكالة "موديز" للت�صنيف‬ ‫االئتمانـ ��ي‪ ،‬مبـررة الخـطـوة ب�أن ال�صراع م ��ع �أوكرانيا والم�شاكل المرتبطة‬ ‫ب ��ه‪� ،‬أ�ضعف ��ت من ��اخ اال�ستثمار المتداع ��ي بطبيعت ��ه‪ ،‬كما �أن ه ��ذه التطورات‬ ‫�أ�ضعفت الآفاق الم�ستقبلية لالقت�صاد الرو�سي‪.‬‬ ‫لك ��ن الت�أثي ��رات ال�سلبي ��ة لن تط ��اول في الم ��دى القريب وربم ��ا المتو�سط‬ ‫قطاع ��ات �إ�ستراتيجي ��ة �أ�سا�سي ��ة يقوم عليه ��ا االقت�صاد الرو�س ��ي مثل قطاع‬ ‫الطاقة الذي ال يُتو َّقع �أن ي�شهد هزات كبرى‪ .‬ولفهم �أهميته تكفي الإ�شارة‬ ‫�إل ��ى �أن عائدات القطاع تقدم لرو�سيا �أكثر بقليل من ن�صف الناتج المحلي‪،‬‬ ‫منه ��ا ‪ 34‬ف ��ي المئ ��ة بف�ضل مبيع ��ات الغاز والنف ��ط �إلى الأ�س ��واق الخارجية‬ ‫ونحو ‪ 15‬في المئة داخلياً‪.‬‬ ‫وال تتعلق مخاوف �شركات قطاع الطاقة العمالقة باحتمال وقف �صادراتها‬ ‫فج�أة‪ ،‬فهذا �أمر م�ستبعد على رغم توجه الأوروبيين �إلى البحث عن م�صادر‬ ‫بديل ��ة م ��ن الطاق ��ة‪� ،‬إنم ��ا تقت�ص ��ر عل ��ى تعقي ��د الموق ��ف حي ��ال تعامالتها‬ ‫المالي ��ة الخارجي ��ة �إذا دخل ��ت العقوب ��ات مراح ��ل �أ�س ��و�أ‪ .‬لذل ��ك يتدار� ��س‬ ‫الم�ص ��رف المركزي حالي� �اً فكرة تحويل التعامالت بالن�سب ��ة �إلى ال�شركات‬ ‫الكب ��رى والمق�صود هن ��ا بالدرجة الأولى "غازب ��روم" و"رو�سنفت" و"رو�س‬

‫‪18‬‬

‫العدد ‪ - 18‬ني�سان (�أبريل) ‪٢٠١4 -‬‬

‫�أب ��ورون �إك�سب ��ورت" الم�س�ؤول ��ة عن �ص ��ادرات ال�سالح‪� ،‬إل ��ى الروبل الرو�سي‪،‬‬ ‫وه ��ي فك ��رة قد توافق عليه ��ا ال�شركات التي ي�صل حج ��م �صادراتها �إلى نحو‬ ‫‪ 230‬ملي ��ار دوالر �سنوي� �اً في حال ح�صلت عل ��ى �ضمانات معينة بتوافر �آليات‬ ‫م�شجعة لذلك‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وف ��ي المقاب ��ل تتخ ��وف رو�سي ��ا جدي� �ا م ��ن ت�أثي ��ر العقوب ��ات ف ��ي اال�ستقرار‬ ‫الداخل ��ي لتعامالت المواطني ��ن‪ ،‬وجاء مثال فر�ض قيود من جانب نظامي‬ ‫الدف ��ع الإلكتروني "في ��زا" و"ما�ستركارد" على بع�ض الم�صارف الرو�سية‬ ‫ليزي ��د م ��ن ح ��دة ه ��ذه المخ ��اوف‪ ،‬م ��ا دف ��ع الكرملي ��ن �إل ��ى و�ض ��ع برنام ��ج‬ ‫لت�أ�سي� ��س نظام دف ��ع محلي على غرار الأنظمة الوطنية القائمة في ال�صين‬ ‫واليابان‪.‬‬ ‫وتتج ��ه رو�سيا �إلى منع وقوع هزات كب ��رى ب�سبب نق�ص الخدمات الأجنبية‬ ‫وذل ��ك م ��ن خالل ح�ش ��د الطاق ��ات االقت�صادي ��ة والمالي ��ة في �إط ��ار �سيا�سة‬ ‫�أطل ��ق عليها خبراء "المدر�سة العليا لالقت�صاد" ت�سمية "�إقت�صاد الأزمة"‪.‬‬ ‫وته ��دف الخط ��ة �إل ��ى مواجه ��ة تداعيات �أكث ��ر ق�س ��وة للعقوب ��ات المحتملة‬ ‫�أو مح ��اوالت ع ��زل رو�سي ��ا �سيا�سي� �اً �أو �إقت�صادي� �اً‪ ،‬ما ي�ؤثر ف ��ي الم�ستثمرين‬ ‫الأجانب والرو�س المرتبطين بتعامالت خارج رو�سيا‪.‬‬ ‫و�أب ��رز العنا�ص ��ر التي تعتمد عليها الحكومة �أن تح ��ول نف�سها �إلى الم�ستثمر‬ ‫الأ�سا�س ��ي وربم ��ا الوحيد في الم�شاريع‪ ،‬ما يزي ��د من ال�ضغط على الم�صرف‬ ‫المركزي‪ ،‬خ�صو�صاً مع ظهور بنود �إنفاق جديدة مثل تحديث البنى التحتية‬ ‫الأ�سا�سية في القرم‪ ،‬ولكن المقاربة تعفي الحكومة من تداعيات �سلبية‪.‬‬ ‫العن�ص ��ر الثان ��ي ه ��و تح ��ول القط ��اع الع�سك ��ري �إل ��ى القط ��اع الرئي�س ��ي في‬ ‫الإنف ��اق واال�ستثم ��ار باعتبار �أن مجمع ال�صناع ��ات الع�سكرية والتقنية يكاد‬ ‫يكون الوحيد الذي لن يت�أثر بعقوبات �أجنبية �أو بقيود على ن�شاطه‪.‬‬ ‫العن�ص ��ر الثال ��ث هو ت�سريع عملية �إعادة هيكل ��ة القطاع الم�صرفي الرو�سي‬ ‫عب ��ر تقلي� ��ص دور القط ��اع الخا� ��ص ونف ��وذه ل�صال ��ح القط ��اع الحكوم ��ي‬ ‫�أو الم�ص ��ارف المختلط ��ة �أو المرتبط ��ة بالدول ��ة‪ ،‬وه ��و م ��ا يعتب ��ره خب ��راء‬ ‫"المدر�س ��ة العلي ��ا لالقت�ص ��اد" تط ��وراً طبيعي� �اً ب�سبب ال�ضع ��ف العام في‬ ‫االقت�ص ��اد و�إرتف ��اع الفوائ ��د عل ��ى القرو� ��ض الأجنبي ��ة‪ ،‬علم� �اً ب� ��أن قرو� ��ض‬ ‫الحكوم ��ة الرو�سي ��ة الم�ستحق ��ة لجه ��ات �أجنبي ��ة ت�ص ��ل �إلى �سبع ��ة مليارات‬ ‫دوالر وفوائده ��ا ال تتج ��اوز �أربعة في المئة‪ ،‬ولكن الفوائ ��د مر�شحة �إلى �أن‬ ‫ت�صل �إلى ‪ 11‬في المئة �إذا دخلت العقوبات الغربية مراحل متقدمة‪.‬‬ ‫العن�ص ��ر الراب ��ع ه ��و مي ��ل الحكوم ��ة �إل ��ى تن�شي ��ط م�شاريعه ��ا اال�ستثمارية‬ ‫الخا�صة على ح�ساب قطاع الأعمال الخا�ص الذي �سيواجه �صعوبات جدية‪.‬‬ ‫وف ��ي مقابل هذه التح ��ركات تحاول النخب المالي ��ة واالقت�صادية الرو�سية‬ ‫تخفي ��ف ح ��دة قل ��ق الم�ستثمري ��ن والأو�ساط المالي ��ة‪ ،‬بت�أكي ��د �أن العقوبات‬ ‫الغربي ��ة "�س�ل�اح ذو حدين" و�أن ت�أثيراته ��ا ال�سلبية لن تقت�صر على رو�سيا‪.‬‬ ‫وي�شي ��ر لوكلي ��رك �إل ��ى �أن "رو�سي ��ا �ص� �دّرت �إل ��ى الوالي ��ات المتح ��دة خالل‬ ‫‪ ،2013‬ب�ضائع بقيمة ‪ 27‬مليار دوالر‪ ،‬وا�ستوردت منها بقيمة ‪ 11‬مليار دوالر‪،‬‬ ‫وبالإ�ضافة �إلى ذلك‪ ،‬تملك رو�سيا احتياطات �ضخمة من العملة الأميركية‬ ‫وتن�شط في �سوق الديون الأميركية‪.‬‬


‫بقلم الدكتور غازي وزني*‬

‫ر�أي خبير‬

‫العقار في لبنان‬ ‫بين الجمود والمرونة‬ ‫يعي� ��ش القط ��اع العقاري ف ��ي لبنان‬ ‫تداعي ��ات الأو�ض ��اع ال�سيا�سي ��ة‬ ‫والأمنية الم�ضطرب ��ة‪ ،‬و�إمتدادات و�إ�ستمرارية‬ ‫االزم ��ة ال�سوري ��ة‪ ،‬وتعقي ��دات مل ��ف النازحي ��ن‬ ‫�إ�ضاف ��ة ال ��ى تداعي ��ات البيئ ��ة الإ�ستثماري ��ة‬ ‫ال�ضبابي ��ة والإرتفاع ��ات الجنوني ��ة ال�سع ��ار‬ ‫العق ��ارات‪ ،‬و�إبتع ��اد الم�ستثمري ��ن الع ��رب‬ ‫الخليجيي ��ن وعر� ��ض العدي ��د منه ��م عقارات ��ه‬ ‫للبي ��ع‪ ،‬وتريث اللبنانيين ف ��ي الخارج‪ ،‬و�ضعف‬ ‫�إمكاني ��ات اللبنانيي ��ن المقيمي ��ن‪ ،‬وتح� � ّول‬ ‫الم�ستثمرين العرب نحو دبي ومناطق �أخرى‪.‬‬ ‫له ��ذه الأ�سباب يعاني القطاع العقاري اللبناني‬ ‫من ��ذ نهاي ��ة الع ��ام ‪ 2010‬م ��ن ح ��االت رك ��ود‬ ‫و�إنخفا� ��ض ح ��اد في الطل ��ب‪ ،‬وتباط� ��ؤ وت�أجيل‬ ‫للعدي ��د من الم�شاريع‪ ،‬وتراجع ومرونة وثبات‬ ‫في اال�سع ��ار‪ .‬فتقل�ص عدد المبيع ��ات العقارية‬ ‫خ�ل�ال فت ��رة ‪ 2013 – 2010‬حوال ��ي ‪ %26.6‬من‬ ‫‪ 94,320‬الى ‪ ،69,198‬وتراجعت م�ساحات البناء‬ ‫ّ‬ ‫المرخ�ص ��ة حوالي ‪ % 27‬من ‪ 17.26‬مليون متر‬ ‫مربع الى ‪ 12.62‬مليون متر مربع‪ ،‬و�إنخف�ضت‬ ‫قيم ��ة المبيعـــ ��ات حوالـــ ��ي ‪ % 8.2‬مــــ ��ن ‪9.48‬‬ ‫مليارات دوالر ال ��ى ‪ 8.7‬مليارات دوالر وتق ّل�ص‬ ‫ع ��دد ال�شق ��ق ال�سكني ��ة المباعة �سنويــ� �اً بن�سبـــة‬ ‫‪ %26‬من ‪ 23‬الفاً الى ‪ 17‬الف �شقة‪.‬‬ ‫كذل ��ك �أظه ��رت الإح�ص ��اءات لع ��ام ‪ 2013‬ب� ��أن‬ ‫تراخي� ��ص البناء لل�شقق التي ت ��راوح م�ساحتها‬ ‫بي ��ن ‪ 100‬مت ��ر مرب ��ع و‪ 200‬مت ��ر مرب ��ع م ّثل ��ت‬ ‫حوال ��ي ‪ %69.3‬م ��ن �إجمال ��ي التراخي�ص‪ ،‬منها‬ ‫‪ %45‬للم�ساح ��ات بين ‪ 100‬متر مربع و‪ 150‬متر‬ ‫مرب ��ع و�أن بيروت ح�صلت فقط على ن�سبة ‪4.8‬‬ ‫‪ %‬م ��ن �إجمال ��ي التراخي�ص‪ ،‬بينم ��ا ح�صل جبل‬ ‫لبن ��ان عل ��ى ‪ %46.8‬ب�سب ��ب الكلف ��ة المرتفع ��ة‬ ‫لالر�ض في العا�صمة‪.‬‬ ‫ف ��ي المقابل �شهدت �أ�سعار العقارات‪ ،‬منذ العام‬ ‫‪ 2010‬ح ��االت �إنخفا� ��ض ومرون ��ة وثبات� �اً ف ��ي‬ ‫الأ�سع ��ار‪� ،‬إنخفا� � ٌ�ض و�ص ��ل ال ��ى ‪ %25‬في بع�ض‬ ‫المناط ��ق المتوت ��رة خ ��ارج بي ��روت و�ضواحيها‪،‬‬ ‫وراوح بي ��ن ‪ %10‬و‪ %20‬ف ��ي �أ�سع ��ار ال�شق ��ق‬

‫ال�ضخم ��ة والكبي ��رة ف ��ي العا�صم ��ة نتيج ��ة‬ ‫الأ�سعار المرتفعة لل�شقق و�إبتعاد الم�ستثمرين‬ ‫الع ��رب وعر� ��ض �شققه ��م للبي ��ع‪ ،‬وتري ��ث‬ ‫الم�ستثمري ��ن اللبنانيي ��ن غي ��ر المقيمي ��ن‪،‬‬ ‫بينم ��ا بقي ��ت الأ�سع ��ار ثابتة و مرن ��ة ومنفتحة‬ ‫عل ��ى التفاو� ��ض بن�سب ��ة ت ��راوح بي ��ن ‪ %5‬و‪%10‬‬ ‫لل�شق ��ق المتو�سط ��ة وال�صغي ��رة ف ��ي العا�صم ��ة‬ ‫والج ��وار نتيج ��ة توف ��ر الت�سليف ��ات الم�صرفية‬ ‫لل�سك ��ن و�سيا�س ��ة �ض ��خ ال�سيولة ودع ��م الفوائد‬ ‫م ��ن الم�ص ��رف المرك ��زي‪� ،‬إ�ضاف ��ة ال ��ى �أن‬ ‫مرون ��ة الأ�سع ��ار تتوقف على الأو�ض ��اع المالية‬ ‫للمط ّورين وم�ستوى مبيعاتهم في م�شاريعهم‬ ‫وكلفتهم لالر�ض ‪.‬‬ ‫�أم ��ا لجهة �أ�سعار الأرا�ضي في العا�صمة فبقيت‬ ‫ثابتة م ��ع �إرتفاع ��ات �سنوية مقبول ��ة وطبيعية‬ ‫ب�سب ��ب ندرته ��ا و�إرتي ��اح مالكيه ��ا مالي� �اً‪ ،‬بينما‬ ‫�إنخف�ضت في �شكل ملمو�س في بع�ض المناطق‬ ‫الم�ضطرب ��ة والمتوت ��رة خ ��ارج العا�صم ��ة‬ ‫و�ضواحيها‪.‬‬ ‫�أخي ��راً الالفت للإنتب ��اه �أن ثب ��ات �أ�سعار بع�ض‬ ‫العق ��ارات خ�ل�ال ال�سن ��وات الث�ل�اث الأخي ��رة‬ ‫يعن ��ي تراج ��ع قيمته ��ا الحقيقي ��ة حوال ��ي ‪%15‬‬ ‫بفع ��ل الت�ضخ ��م‪ ،‬وان النزوح ال�س ��وري لم ي�ؤ ّثر‬ ‫ف ��ي �أ�سع ��ار ال�شق ��ق لأن الطل ��ب عل ��ى ال�ش ��راء‬ ‫بق ��ي محدوداً لم يتج ��اوز ‪ 1500‬وح ��دة �سكنية‪،‬‬ ‫بينم ��ا ج ��اء الت�أثي ��ر ب�ش ��كل ملحوظ ف ��ي �أ�سعار‬ ‫الإيجارات‪.‬‬ ‫ف ��ي الوقت عينه نلفت الإنتب ��اه الى �أن العديد‬ ‫م ��ن م�سبب ��ات الف ��ورة العقاري ��ة لم تع ��د قائمة‬ ‫منها‪ :‬تدني �أ�سعار العقارات في لبنان في العام‬ ‫‪ 2007‬مقارن ��ة م ��ع ا�سع ��ار العق ��ارات ف ��ي الدول‬ ‫المج ��اورة؛ الطف ��رة المالي ��ة ف ��ي المنطق ��ة‬ ‫العربي ��ة؛ �إنهي ��ار اال�س ��واق المالي ��ة العربي ��ة‬ ‫والأزم ��ة المالي ��ة العالمي ��ة و�أزم ��ة دب ��ي‪ ،‬وه ��ي‬ ‫�أزم ��ات جعلت من لبن ��ان مالذاً �آمن� �اً وم�ستقراً‬ ‫ومجدي� �اً للإ�ستثم ��ار ف ��ي قطاعات ��ه العقاري ��ة‬ ‫والم�صرفي ��ة م ��ن قب ��ل الم�ستثمري ��ن الع ��رب‬ ‫واللبنانيين غير المقيمين‪.‬‬

‫عل ��ى الرغ ��م مم ��ا ذكرن ��اه ف� ��إن �صم ��ود القطاع‬ ‫العق ��اري وع ��دم �إنهي ��اره‪ ،‬يع ��ود ال ��ى الأ�سب ��اب‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫‪ -1‬ندرة الأرا�ضي‪ ،‬و�إنح�سار م�ساحات الأرا�ضي‬ ‫ال�صالح ��ة للبن ��اء ف ��ي العا�صم ��ة‪� ،‬إ�ضاف ��ة ال ��ى‬ ‫مالءة �أ�صحابها المالية‪.‬‬ ‫‪ -2‬الطل ��ب عل ��ى ال�شق ��ق ه ��و حقيق ��ي لل�سك ��ن‬ ‫بن�سب ��ة ‪ ،%80‬وللم�ضارب ��ة بن�سب ��ة ‪� ،%20‬إ�ضاف ��ة‬ ‫ال ��ى �أن اكث ��ر م ��ن ‪ %90‬م ��ن ال�شاري ��ن ه ��م‬ ‫لبنانيون‪.‬‬ ‫‪ -3‬الإمكاني ��ات المالي ��ة لغالبي ��ة المط ّوري ��ن‬ ‫مرتاح ��ة‪� ،‬إ�ضاف ��ة ال ��ى الم�ست ��وى المقب ��ول‬ ‫للرافعة المالية عندهم‪.‬‬ ‫‪� -4‬سيا�س ��ة الدع ��م المال ��ي م ��ن قب ��ل م�ص ��رف‬ ‫لبنان للقطاع العق ��اري‪� :‬ضخ ‪ 2200‬مليار ليرة‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪ 2012‬منه ��ا ‪ %50‬للقط ��اع العق ��اري‪،‬‬ ‫و‪ 1200‬ملي ��ار لي ��رة ف ��ي الع ��ام ‪ ،2014‬يُتوقع �أن‬ ‫يخ�ص�ص منها �أكثر من ‪ %60‬للقطاع العقاري‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ي�ض ��اف �إليه ��ا القرو� ��ض ال�سكني ��ة الممنوح ��ة‬ ‫من القط ��اع الم�صرفي التي بلغ ��ت حوالي ‪7.8‬‬ ‫ملي ��ارات دوالر ف ��ي الع ��ام ‪ 2013‬م�شكل ��ة ن�سب ��ة‬ ‫‪ %14.5‬م ��ن �إجمال ��ي الت�سليف ��ات و�إ�ستفاد منها‬ ‫حوالي ‪� 59.4‬ألف م�ستفيد‪.‬‬ ‫‪ -5‬تح� � ّول وجه ��ة �إ�ستثم ��ارات المط ّوري ��ن نحو‬ ‫ال�شق ��ق ال�صغي ��رة والمتو�سط ��ة و ال ��ى خ ��ارج‬ ‫العا�صم ��ة حي ��ث كلف ��ة الأر� ��ض متدني ��ة وذلك‬ ‫لتلبية �إمكانيات ال�شارين‪.‬‬ ‫يُخ�ش ��ى �أن يبقى الجمود م�سيطراً على القطاع‬ ‫العق ��اري في الم ��دى القريب والطل ��ب �ضعيفاً‬ ‫نتيج ��ة �ضبابي ��ة الأو�ض ��اع ال�سيا�سي ��ة والأمنية‬ ‫الداخلي ��ة‪ ،‬و�إرتب ��اط لبن ��ان بالأزم ��ة ال�سورية‪.‬‬ ‫م ��ن ه ��ذا المنطل ��ق يُتوق ��ع �أن تبق ��ى �أ�سع ��ار‬ ‫الأرا�ض ��ي ف ��ي العا�صم ��ة و�ضواحيه ��ا م�ستق ��رة‬ ‫م ��ع تح�سنات طبيعي ��ة‪ ،‬و�أن ي�ستم ��ر �إنخفا�ضها‬ ‫ف ��ي المناطق المتو ّترة �أمني� �اً‪ ،‬و�أن تبقى �أ�سعار‬ ‫ال�شق ��ق ال�ضخم ��ة والفخم ��ة م�ستق ��رة ف ��ي‬ ‫م�ستواه ��ا الحال ��ي المنخف�ض‪ ،‬و�أ�سع ��ار ال�شقق‬ ‫المتو�سطة وال�صغيرة ثابتة ومرنة‬

‫* خبير �إقت�صادي و�إ�ستراتيجي‬

‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪21‬‬



‫كومبيوترات ال�شركات في الخليج‪ :‬هدف لهجوم "الجي�ش الإلكتروني ال�سوري"‬

‫�إنفجاري ��ن حدث ��ا في البي ��ت الأبي� ��ض و�أن الرئي�س‬ ‫الأميركي باراك �أوباما قد �أ�صيب‪.‬‬ ‫وق ��د �أ ّثرت ه ��ذه التغريدة (ال�سق�سق ��ة) في م�ؤ�شر‬ ‫"داو جون ��ز"‪ ،‬الذي �إنخف� ��ض ‪ 150‬نقطة‪ ،‬خا�سر ًا‬ ‫‪ 136‬مليار دوالر في القيمة ال�سوقية للأ�سهم‪ ،‬وفق ًا‬ ‫لنيكوالج غاملتوف من "بلومبيرغ نيوز"‪.‬‬ ‫الهجوم على ما يبدو كان جزء ًا من جهود ت�ستهدف‬ ‫�إخت ��راق و�سائ ��ل الإعالم الغربية‪ ،‬مث ��ل "وا�شنطن‬ ‫بو�س ��ت" و"نيويورك تايم ��ز"‪ ،‬و"وكال ��ة ال�صحافة‬ ‫الفرن�سي ��ة"‪ ،‬وبرنام ��ج "‪ 60‬دقيقة"‪ ،‬و"�سي بي �أ�س‬ ‫نيوز"‪ ،‬والإذاعة الوطنية العامة‪ ،‬وقناة "الجزيرة"‬ ‫الإنكليزي ��ة وال"بي ب ��ي �سي"‪ ،‬وكلها ت ��م �إختراقها‬ ‫من قب ��ل "الجي�ش الإلكتروني" في الما�ضي‪ .‬ويقول‬ ‫بافي ��ل �أن مثل هذه الهجم ��ات هي جزء من الحرب‬

‫وفق ًا للبحث الذي �أجراه "مراقب‬ ‫حرب المعلومات " ‪Information‬‬ ‫‪ )Warfare Monitor‬ف�إن‬ ‫"الجي�ش ال�سوري الإفترا�ضي" له‬ ‫�صلة بالجمعية العلمية ال�سورية‬ ‫للمعلوماتية‪ ،‬التي كان ير�أ�سها الرئي�س‬ ‫ال�سوري ب�شار الأ�سد في ت�سعينات‬ ‫القرن الفائت‬

‫النف�سية الم�ستم ّرة‪.‬‬ ‫"�إذا ك ��ان ل ��دي الق ��درة عل ��ى �إخت ��راق م�ص ��ادر‬ ‫الأخب ��ار عينه ��ا‪ ،‬ف�إن ��ي �أنتظ ��ر الوق ��ت المنا�سب‪،‬‬ ‫ربم ��ا ل�ش ��يء متع ّل ��ق بمحادث ��ات جني ��ف لل�سالم‪.‬‬ ‫قد تك ��ون ل ��ديّ الق ��درة عل ��ى الو�صول �إل ��ى جميع‬ ‫�أن ��واع ح�سابات و�سائل االع�ل�ام الإجتماعية لوكالة‬ ‫"�إ�سو�شيتدبر� ��س" (‪ ،)AP‬ومجل ��ة "فورب� ��س"‬ ‫وغيرهم ��ا‪ ،‬و�أحقن الأخبار الكاذبة على كل منهما‪.‬‬ ‫و�سيت ��م ك�ش ��ف الأم ��ر بعد ب�ض ��ع دقائ ��ق �أو ن�صف‬ ‫�ساعة ب�أنها وهمية‪ ،‬ولكن حتى ذلك الحين يمكنني‬ ‫�أن �أخل ��ق �ض ��رر ًا‪ ،‬وهذا هو جزء من ح ��رب نف�سية‬ ‫بحتة"‪ ،‬كما يقول‪.‬‬ ‫كان ��ت دول الخلي ��ج ف ��ي الما�ضي �ضحي ��ة لهجمات‬ ‫قرا�صنة الكومبيوتر‪ ،‬على �سبيل المثال في �صناعة‬ ‫الطاقة‪ ،‬مثل �شرك ��ة �أرامكو ال�سعودية و�شركة را�س‬ ‫غ ��از ف ��ي قطر‪ .‬ف ��ي الهج ��وم �ض ��د �شرك ��ة النفط‬ ‫الحكومي ��ة ال�سعودي ��ة‪ ،‬الت ��ي تكهن ��ت المخاب ��رات‬ ‫الأميركية على نطاق وا�سع �أن اليد الإيرانية وراءه‪،‬‬ ‫�إختفى حوالي ثالثة �أرباع البيانات من على �أجهزة‬ ‫كومبيوت ��ر ال�شركة‪ ،‬كما ذك ��رت �صحيفة "نيويورك‬ ‫تايمز"‪.‬‬ ‫حت ��ى الآن‪ ،‬كان ��ت هجم ��ات "الجي� ��ش ال�س ��وري‬ ‫الإلكترون ��ي" مح ��دودة حي ��ث �إقت�ص ��رت عل ��ى‬ ‫�إ�سته ��داف ح�ساب ��ات و�سائل الإع�ل�ام الإجتماعية‬ ‫ف�ض ًال عن مهاجمات المواقع‪ .‬ومع ذلك‪� ،‬إيغنا�سيو‬ ‫باريدي� ��س‪ ،‬رئي�س البح ��وث والدرا�س ��ات في مركز‬ ‫الأم ��ن ال�سيبراني ال�صناع ��ي ومقره مدريد‪ ،‬يعتقد‬ ‫�أنه ��ا لي�س ��ت �س ��وى م�س�ألة وق ��ت قبل �أن تب ��د�أ هذه‬ ‫الهجم ��ات ت�سته ��دف البني ��ة التحتي ��ة الحرجة في‬ ‫ال�ش ��رق الأو�سط‪" :‬في ر�أي ��ي‪� ،‬أن "الجي�ش ال�سوري‬ ‫الإلكترون ��ي" لديه القدرة على فع ��ل �أكثر من ذلك‬ ‫بكثير في مجال �شن هجم ��ات تهديدية‪ .‬في الوقت‬ ‫الحا�ضر‪ ،‬لدى المنظم ��ات ال�صناعية درجة عالية‬ ‫م ��ن الأوتوماتيكي ��ة ف ��ي العملي ��ات الحرج ��ة ‪ -‬ما‬ ‫يق ��رب من ك ��ل �شبكة مراقب ��ة �صناعي ��ة لديها نوع‬ ‫م ��ن االت�صال مع �شبكات ال�شركات الأخرى �أو حتى‬ ‫الإنترنت"‪.‬‬ ‫"ه ��ذه الحقائ ��ق‪ ،‬جنب ًا �إلى جنب م ��ع عدم وجود‬ ‫وعي تقليدي ح ��ول الأمن ال�سيبران ��ي على الجانب‬ ‫التكنولوجي للعمليات‪ ،‬يخلق بيئة �ضعيفة جد ًا التي‬ ‫يمك ��ن �أن ت�ؤدي �إلى حوادث ذات ت�أثير كبير جد ًا"‪،‬‬ ‫كما يقول‪.‬‬ ‫وي�ضي ��ف باريدي� ��س‪" :‬به ��ذه الطريق ��ة ي�ستطي ��ع‬ ‫المهاجم ��ون ‪ ،‬بد ًال من تغيير �شعار الموقع على‬ ‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪23‬‬


‫الم�شرق العربي‬ ‫سوريا – الخليج العربي‬

‫الحرب في بالد ال�شام لم تعد محلية �أر�ضية‬

‫"الجيش اإللكتروني السوري"‬ ‫ّ‬ ‫يهدد دول الخليج!‬ ‫بعدم��ا �ضاق��ت الأر�ض ال�سورية بحربه��ا الأهلية �إنتقل ال�ص��راع �إلى العالم الإفترا�ض��ي بوا�سطة هجمات‬ ‫عب��ر "الإنترنت"‪ .‬وال�س�ؤال هنا‪� :‬إلى �أي مدى �أ�صبحت الحكومات والم�ؤ�س�سات وال�شركات في منطقة‬ ‫الخليج معر�ضة للخطر؟‬ ‫�أبو ظبي ‪ -‬عمار الحالق‬ ‫فيم ��ا ل ��م تجل ��ب الجول ��ة الثاني ��ة من‬ ‫محادث ��ات جني ��ف لل�سالم ف ��ي �شباط‬ ‫(فبراير) الفائت �أي نتائج �إيجابية للنزاع ال�سوري‪،‬‬ ‫يب ��دو �أن هذا ال�صراع قد يمتد بعيد ًا ويهدد منطقة‬ ‫الخليج عبر �أجنحة الأثير الإلكترونية‪.‬‬ ‫بعد تعثر المفاو�ضات في المدينة ال�سوي�سرية‪ ،‬ر�أت‬ ‫مجل ��ة الأعمال الأميركية "فورب�س" موقعها يت�ش ّوه‪،‬‬ ‫و�إعتماد ت�سجيل الدخول لأكثر من مليون م�ستخدم‬ ‫من عمالئها تع ّر�ض للخطر‪.‬‬ ‫ت ��م تنفيذ الهجوم عبر الإنترن ��ت من قبل "الجي�ش‬ ‫ال�س ��وري الإلكترون ��ي �أو الإفترا�ض ��ي"‪ ،‬مجموع ��ة‬ ‫م ��ن قرا�صن ��ة ال�شبكة العنكبوتية تعم ��ل مع النظام‬ ‫ال�سوري‪ .‬كان ذلك تذكير ًا ب�أن ال�صراع الدموي في‬ ‫الب�ل�اد‪ ،‬الذي دخل عامه الرابع‪ ،‬ه ��و �أي�ض ًا معركة‬ ‫لك�سب القلوب والعقول‪ ،‬مع �شن الجي�ش الإفترا�ضي‬ ‫هجم ��ات �ض ��د مواق ��ع وك ��االت الأخب ��ار ال�شعبي ��ة‬ ‫والتجارة الإلكترونية لإي�صال وجهة نظره عبرها‪.‬‬ ‫"ان ه ��ذه المجموع ��ة تعتب ��ر نف�سه ��ا الحر� ��س‬ ‫�أو الجي� ��ش ال�س ��وري ف ��ي الف�ض ��اء الإفترا�ض ��ي‪،‬‬ ‫وهدفها ه ��و حماية �سوريا من الأع ��داء الداخليين‬ ‫والخارجيي ��ن في العالم المادي"‪ ،‬يقول تال بافيل‪،‬‬ ‫الرئي�س التنفيذي لمركز �أبح ��اث الإنترنت "ميدل‬ ‫�إي�سترنيت" (‪.)Middleeasternet‬‬ ‫داخل �سوري ��ا‪ ،‬العدو الرئي�سي للجي� ��ش الإلكتروني‬ ‫هو المعار�ضة‪ ،‬التي تم ت�شويه �شبكاتها الإلكترونية‬ ‫ف ��ي منا�سبات ع ��دة‪ .‬خ ��ارج البالد‪ ،‬يق ��ول بافيل‪،‬‬

‫‪22‬‬

‫العدد ‪ - 18‬ني�سان (�أبريل) ‪٢٠١4 -‬‬

‫"را�س غاز" في قطر‪ :‬هاجمت مواقعها الإلكترونية مجموعة قرا�صنة‬

‫الحكوم ��ات العربي ��ة‪ ،‬وكذل ��ك تركي ��ا و�إ�سرائي ��ل‬ ‫والغرب‪ ،‬كلها �أهداف‪.‬‬ ‫وينب ��ع �إدعاء الجي� ��ش الإلكتروني �ضد دول الخليج‪،‬‬ ‫مث ��ل قطر والمملكة العربية ال�سعودية‪ ،‬من دعمهما‬ ‫للمتمردين الذين يقاتلون لإطاحة النظام ال�سوري‪.‬‬ ‫في ت�شرين الأول (�أكتوبر) الفائت‪� ،‬إخترق "الجي�ش‬ ‫ال�س ��وري الإفترا�ض ��ي" موق ��ع مرك ��ز الت�سجيل في‬ ‫قطر‪ ،‬حيث �إ�ستطاع �إطف ��اء وتعطيل جميع المواقع‬ ‫الم�سجل ��ة على الموق ��ع المرك ��زي (‪ .)qa.‬و�إدّعى‬ ‫ّ‬ ‫الجي�ش االلكترون ��ي م�س�ؤوليته عن الهجوم بتغريدة‬ ‫(�أو �سق�سقة) على "تويتر" "‪. "Qatar is down#‬‬ ‫ف ��ي الآونة الأخي ��رة في �شباط (فبراي ��ر) الفائت‪،‬‬ ‫ت ��م �إخت ��راق ح�ساب ��ات "تويتر" الت ��ي تخ�ص نادي‬ ‫بر�شلون ��ة الإ�سبان ��ي لك ��رة الق ��دم‪ ،‬ال ��ذي ترع ��اه‬

‫م�ؤ�س�س ��ة قط ��ر الر�سمي ��ة‪ ،‬حي ��ث ت ��رك مهاجم ��و‬ ‫"االنترنت" وراءهم ر�سالة‪" :‬العزيزة �إدارة نادي‬ ‫بر�شلونة‪ ،‬ال ت�سمح ��ي للمال القطري بتمويلك‪ ،‬فهو‬ ‫ممزوج بالدم والقتل"‪.‬‬ ‫"�أنا �أعرف �أنه في منا�سبتين في الما�ضي‪ ،‬هاجموا‬ ‫وزارات في قطر ف ��ي الأ�سلوب عينه‪ ،‬و�س ّربوا بع�ض‬ ‫الوثائق به ��دف �إحراج الحك ��ام القطريين‪ ،‬وفعلوا‬ ‫ال�شيء ذاته ف ��ي المملكة العربية ال�سعودية"‪ ،‬يقول‬ ‫بافيل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫هجوم "الجي� ��ش الإفترا�ضي" الأكث ��ر و�ضوحا حتى‬ ‫الآن‪ ،‬والذي كان له ت�أثير مبا�شر على العالم المادي‪،‬‬ ‫تم ّثل بالقر�صنة ال�شائنة على مقب�ض "تويتر" التابع‬ ‫للأ�سو�شيت ��د بر�س ف ��ي ني�سان (�أبري ��ل) الما�ضي‪.‬‬ ‫فقد ن�شر بالغ� � ًا لم�ستخدمي "تويتر" يقول فيه ب�أن‬


‫الم�شرق العربي ¶ �سوريا ‪ -‬الخليج العربي‬ ‫�شبك ��ة الإنترن ��ت �أو ن�شر تغريدة غي ��ر مهذبة‪ ،‬على‬ ‫�سبي ��ل المث ��ال‪ ،‬الو�صول �إل ��ى واجه ��ة �إدارة �صمام‬ ‫�أم ��ان‪� ،‬أو توربين‪� ،‬أو ب ��اب �سد مائي �أو حتى مفاعل‬ ‫نووي‪ .‬يمكنك �أن تتخ ّيل �أي نوع من الت�أثير هذا من‬ ‫�ش�أنه �أن ي�س ّبب"‪.‬‬ ‫بع�ض خبراء الأمن ال�سيبراني مثل مدير �شركة �أمن‬ ‫المعلوم ��ات الألماني ��ة (‪Help AG technology‬‬ ‫‪ )services‬نيك ��والي �سولن ��غ يعتق ��د ب� ��أن "الجي�ش‬ ‫ال�س ��وري الإلكتروني" يفتقر �إل ��ى الحنكة في تنفيذ‬ ‫هجوم �صناعي على نطاق وا�سع‪.‬‬ ‫" بك ��ل �ص ��دق‪" ،‬الجي� ��ش ال�س ��وري الإلكتروني" ال‬ ‫ي ��زال يعمل بدواف ��ع �سيا�سي ��ة ج ��د ًا‪ ،‬وبالتالي ف�إن‬ ‫التهدي ��د الرئي�سي الذي ي�شكله للمنظمات هو �ضرر‬ ‫في �سمعتها‪ .‬في حين �أنه �سيكون من الم�ستحيل �أن‬ ‫�أع ّل ��ق على قدراته‪ ،‬لكن يمكنن ��ا ان نقول �أن ما قام‬ ‫بتنفي ��ذه حتى الآن تعطي فكرة �أن هجماته هي غير‬ ‫متطورة ن�سبيا"‪ ،‬كما يقول‪.‬‬ ‫"عل ��ى الرغ ��م من �أن الت�شويه‪ ،‬ال ��ذي كان واحد ًا‬ ‫من الأ�شكال الأ�سا�سي ��ة الهجومية التي يتبعها هذا‬ ‫الجي� ��ش الإفترا�ض ��ي‪ ،‬لي�س ل ��ه ت�أثي ��ر مبا�شر على‬ ‫الإنتاجي ��ة‪ ،‬ف�إن ��ه ال يزال ي�سبب �ض ��رر ًا على �سمعة‬ ‫الم�ؤ�س�س ��ة‪ .‬وهذا يمكن ب ��دوره �أن ي�ؤدي �إلى فقدان‬ ‫العمل عندما تكون هذه الم�ؤ�س�سة واحدة تعتبر �أمن‬ ‫تكنولوجيا المعلومات ذا �أهمية ق�صوى"‪.‬‬ ‫وقد �صرح "الجي�ش ال�سوري الإلكتروني" على موقعه‬ ‫على �شبكة االنترنت ب�أن عملياته تقوم بها مجموعة‬ ‫من ال�شباب ال�سوريين الم�ستائين من التغطية التي‬ ‫تتلقاها بالدهم في و�سائل الإعالم الدولية‪ .‬و ُيعتقد‬ ‫�أن ل ��ه �صالت مبا�شرة م ��ع النظام ال�س ��وري‪ ،‬وفق ًا‬ ‫للبحث ال ��ذي �أج ��راه "مراقب ح ��رب المعلومات"‬ ‫(‪ ،)Information Warfare Monitor‬ال ��ذي‬ ‫من ��ذ ذل ��ك الحي ��ن �أغلق‪ ،‬حي ��ث وجد ب�أن ل ��ه �صلة‬ ‫بالجمعي ��ة العلمية ال�سوري ��ة للمعلوماتية‪ ،‬التي كان‬ ‫ير�أ�سه ��ا الرئي�س ال�سوري ب�شار الأ�سد في ت�سعينات‬ ‫القرن الفائت‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى‪ ،‬يبدو بع�ض الخبراء‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬غير‬ ‫مقتنعين ب� ��أن مجموعة المت�سللين هذه هي �صغيرة‬ ‫وغير متطورة �أو حتى �سورية‪.‬‬ ‫"هن ��اك �شركات تو ّفر خدم ��ة الإحتيال‪ ،‬والهجوم‬ ‫هو خدمة �أي�ض� � ًا"‪ ،‬يقول �أرون �أرفان ��دان‪ ،‬الرئي�س‬ ‫التنفي ��ذي ل�شرك ��ة �إ�ست�ش ��ارات الأم ��ن ال�سيبراني‬ ‫(‪ )Elite Technologies Middle East‬ومقره ��ا‬ ‫البحرين‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف‪�" :‬إذا ك ��ان �أحد الأ�شخا� ��ص ال يحب �أحد‬

‫"�أرامكو ال�سعودية"‪ :‬هاجمتها �إيران �إلكتروني ًا؟‬

‫خبير الأمن ال�سيبراني نيكوالي‬ ‫�سولينغ‪" :‬التالعب بالبيانات هو �شيء‬ ‫ن�شهده ب�شكل متزايد‪ ،‬وله ت�أثير مد ّمر‬ ‫على الإنتاجية‪ .‬هنا ‪ ،‬المت�سللون‪ ،‬بعد‬ ‫الو�صول �إلى مخزن بيانات ال�شركة‪،‬‬ ‫يقومون بتغيير المعلومات المهمة بق�صد‬ ‫تعطيل العمليات الت�شغيلية الحرجة"‬ ‫مواق ��ع التج ��ارة الإلكترونية‪ ،‬ف�إنه يمكن ��ه �أن يدفع‬ ‫�أي �شخ� ��ص �إلى �إطالق هج ��وم �إفترا�ضي على هذا‬ ‫الموق ��ع لح�ساب ��ه‪ .‬ولي�س من ال�صعب ج ��د ًا �أن تجد‬ ‫�شخ�ص� � ًا م�ستع ��د ًا لفع ��ل ذل ��ك‪ .‬الجمي ��ع يعلمون‪،‬‬ ‫ب� ��أن "الجي�ش ال�سوري الإلكترون ��ي" يمكنه توظيف‬ ‫�أ�شخا�ص من �أماكن �أخرى"‪.‬‬ ‫يق ��ول باف ��ل ب�أنه م ��ن ال�صع ��ب معرف ��ة الهجمات‬ ‫وم�صادره ��ا ف ��ي الف�ض ��اء ال�سيبران ��ي‪" :‬في بع�ض‬ ‫الأحيان ال يمكنك التعرف على المهاجمين وال على‬ ‫الهجوم‪ .‬كما ال يمكن ��ك معرفة ما اذا كان الهجوم‬ ‫�سيبراني� � ًا �أو عط ًال في النظ ��ام‪ .‬حالي ًا‪ ،‬كما نعرف‬ ‫من جميع �أنواع وم�صادر و�سائل الإعالم والإخبار‪،‬‬ ‫الجواب عن ال�س�ؤال من هو وراء هذه المبادرة لي�س‬ ‫وا�ضح� � ًا جد ًا‪� .‬إذا �أعلن بع� ��ض البحوث �أن هذا هو‬ ‫م�شروع �سيبراني للنظ ��ام ال�سوري‪� ،‬أو حتى النظام‬ ‫الإيراني‪ ،‬فلن �أكون منده�ش ًا للغاية"‪.‬‬ ‫وف ��ي الوق ��ت عين ��ه‪ ،‬يوا�ص ��ل "الجي� ��ش ال�س ��وري‬ ‫الإلكتروني" معركته الإفترا�ضية‪ ،‬على �سبيل المثال‬

‫م ��ن طريق �إن�شاء �صفحات جديدة على الفاي�سبوك‬ ‫و"تويت ��ر" (�أكثر من ‪ 200‬في �آخ ��ر �إح�صاء ) تحل‬ ‫مكان �صفحات قديمة تلغ ��ى لأنها مخالفة ل�سيا�سة‬ ‫موق ��ع و�سائل االع�ل�ام الإجتماعي ��ة‪� .‬إن الهجمات‬ ‫الإفترا�ضية بهدف الت�صي ��د و�إ�ستخدام "الهند�سة‬ ‫االجتماعية" ‪ -‬التالعب النف�سي بالنا�س من طريق‬ ‫�إعطاء معلومات �سري ��ة على �شبكة الإنترنت ‪ -‬هما‬ ‫من الإ�ستراتيجيات الأخرى‪.‬‬ ‫م ��ن جه ��ة �أخرى هن ��اك "حكوم ��ات ومنظمات في‬ ‫ال�شرق الأو�سط قلقة على نحو متزايد ب�ش�أن فقدان‬ ‫البيان ��ات �أو �سرقتها �أو حتى التالع ��ب بها"‪ ،‬يقول‬ ‫�سولينغ‪.‬‬ ‫"التالعب بالبيانات هو �شيء ن�شهده ب�شكل متزايد‪،‬‬ ‫ول ��ه ت�أثير مد ّمر على الإنتاجي ��ة‪ .‬هنا ‪ ،‬المت�سللون‪،‬‬ ‫بعد الو�ص ��ول �إلى مخزن بيان ��ات ال�شركة‪ ،‬يقومون‬ ‫بتغيير المعلومات المهم ��ة بق�صد تعطيل العمليات‬ ‫الت�شغيلية الحرجة"‪ ،‬كما يو�ضح‪.‬‬ ‫وتفيد �شركة (‪)Help AG technology services‬‬ ‫ب�أن عمالء ي�ست�شيرونها على نحو متزايد حول مدى‬ ‫الخطر الذي ي�شكله "الجي�ش الإفترا�ضي ال�سوري"‪.‬‬ ‫"نح ��ن نخ ��دم عدد ًا م ��ن الجه ��ات الحكومية في‬ ‫المنطق ��ة‪ ،‬وعملية الت�شوي ��ه الإلكتروني هي م�صدر‬ ‫قلق خطير للغاية بالن�سبة �إليها‪ .‬وهذا ب�سبب وجود‬ ‫عدد كبير للغاية من ناق�ل�ات الهجوم للمواقع على‬ ‫�شبك ��ة الإنترنت‪ ،‬كل منها من المحتم ��ل �أن ُي�ستغل‬ ‫لتنفي ��ذ الت�شويه"‪ ،‬يقول �سولينغ‪ ،‬م�ضيف ًا ب�أن الأمن‬ ‫ال�سيبراني لي�س م�ضمون ًا مئة في المئة‪.‬‬ ‫"ال يوجد ح ��ل �سحري"‪ ،‬كما يالحظ‪ ،‬م�شير ًا �إلى‬ ‫�أن عوامل‪ ،‬مثل �سل ��وك الموظف وت�سريب البيانات‬ ‫الداخلية‪ ،‬يمكن �أي�ض ًا �أن تف�ضح نقاط ال�ضعف‪.‬‬ ‫و �سب ��ب �آخ ��ر للقل ��ق بالن�سب ��ة �إل ��ى ال�شرك ��ات في‬ ‫المنطق ��ة عندما يتعلق الأم ��ر بفر�ض الحماية �ضد‬ ‫الجيو�ش الإفترا�ضية هو التكلفة‪.‬‬ ‫"الإ�ستثم ��ار الذي ت�ضعه ف ��ي الأمن يجب �أن يكون‬ ‫�أي�ض� � ًا في خط مع ما تخ�س ��ر عندما ّ‬ ‫يتعطل موقعك‬ ‫ع ��ن توزي ��ع �إنكار هج ��وم "الخ ��ادم" (‪،")server‬‬ ‫يقول �أرافندان‪.‬‬ ‫"الت�شوي ��ه موجود نعم‪ ،‬ولك ��ن ال يمكنك �أن تلغيه‬ ‫ف ��ي �ساعة واح ��دة‪� .‬أكب ��ر الخ�سائر ال ��ذي ي�سببها‬ ‫تتعل ��ق بال�سمعة‪ .‬ق ��د �أواجه الكثير م ��ن التعليقات‬ ‫ال�صحافي ��ة ال�سيئة‪ ،‬ولكن �أ�ستطيع �أن �أعي�ش و�أتابع‬ ‫عمل ��ي مع ذلك‪ .‬ولكن هل �أدف ��ع ب�ضعة ماليين من‬ ‫ال ��دوالرات لحماية نف�سي عندما ال �أكون مت�أكد ًا ما‬ ‫اذا كان يمكنني حماية نف�سي حقا؟"‬ ‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪25‬‬



‫بقلم الدكتور جورج نعمه*‬

‫ر�أي مراقب‬

‫السور ّيون في لبنان‪:‬‬ ‫الجئون أم نازحون؟‬ ‫�إنزل ��ق لبن ��ان �إل ��ى د ّوام ��ة �إرت ��دادات‬ ‫الأزم ��ة ال�سوري ��ة و�إنعكا�ساته ��ا عل ��ى‬ ‫قطاعاته الإقت�صادي ��ة وو�ضعيه المالي والتجاري‬ ‫اللذي ��ن يعتب ��ران الأب ��رز والأه� � ّم عل ��ى �ساحت ��ه‬ ‫الإقت�صادي ��ة‪ ،‬خ�صو�ص� �اً ف ��ي ظل �ضع ��ف قطاعاته‬ ‫الإنتاجي ��ة و�ضعف م�ساهمته ��ا في الناتج المحلي‪،‬‬ ‫وف ��ي ظ ّل وجود �أعداد كبي ��رة من ال�سوريين داخل‬ ‫�أرا�ضيه‪.‬‬ ‫فه ��ل يج ��وز �إطالق �صف ��ة اللجوء عل ��ى ال�سوريين‬ ‫الموجودي ��ن ف ��ي لبن ��ان �أم يمك ��ن الإكتف ��اء‬ ‫بت�صنفيهم نازحين؟‬ ‫يتف ��ادى اللبنانيون �إطالق �صفة اللجوء بناء على‬ ‫معطي ��ات و�أ�سب ��اب موجب ��ة قانوني ��ة‪ ،‬و�إقت�صادي ��ة‬ ‫و�سيا�سي ��ة‪ ،‬بخا�صة في بلد �إ�ست�ضاف �أعداداً كبيرة‬ ‫من الفل�سطينيين منذ نكبة ‪ 1948‬و�أعطاهم �صفة‬ ‫اللج ��وء‪ ،‬فتح ّول ��ت حالته ��م ال ��ى �أم ��ر واق ��ع ودائم‬ ‫�ألق ��ى بظالل ��ه عل ��ى الم�شه ��د اللبناني ف ��ي جميع‬ ‫�إعتبارات ��ه‪ ،‬من �أمني ��ة الى �أقت�صادي ��ة و�إجتماعية‪،‬‬ ‫ف�سيا�سي ��ة ووجودي ��ة‪ .‬فالن ��زوح بالمفه ��وم‬ ‫الإقت�ص ��ادي يك ��ون م�ؤقت� �اً وداخلي� �اً‪ ،‬تنته ��ي حالته‬ ‫م ��ع �إنته ��اء �أ�سباب ��ه‪ ،‬ويع ��ود النازحون ال ��ى قراهم‬ ‫و�أرا�ضيه ��م بعد �أن تقوم الدولة بت�سوية �أو�ضاعهم‬ ‫ومعالجة �أ�سباب نزوحهم‪.‬‬ ‫�أم ��ا ال�سور ّي ��ون ف ��ي لبن ��ان‪ ،‬فتطلق عليه ��م ر�سمياً‬ ‫�صف ��ة الن ��زوح لتف ��ادي �إنعكا�س ��ات اللج ��وء م ��ع م ��ا‬ ‫يترت ��ب عليه ��ا م ��ن م�س�ؤولي ��ات و�أعب ��اء يتك ّبده ��ا‬ ‫لبن ��ان في �أفق غير مر�س ��وم وغير وا�ضح المعالم‪.‬‬ ‫وتبق ��ى الإ�شكالي ��ة الكب ��رى في تحدي ��د �إنعكا�سات‬ ‫الأزم ��ة ال�سوري ��ة ووج ��ود ال�سوريي ��ن ف ��ي الم ��دن‬ ‫والق ��رى عل ��ى ك ّل م ��ن القطاع ��ات االقت�صادي ��ة‪،‬‬ ‫وعل ��ى �إمكاني ��ة لبن ��ان ف ��ي ال�صم ��ود عل ��ى الم ��دى‬ ‫المتو�س ��ط والبعيد وتخفيف وق ��ع الأزمة‪� ،‬آخذين‬ ‫بعي ��ن الإعتب ��ار الم�ؤ�ش ��رات ال�سائ ��دة حالي� �اً والتي‬ ‫تن ��ذر ب�إمكانية �إنفال�شه ��ا و�إ�ستمرارها في المكان‬ ‫والزمان‪.‬‬ ‫فبعدم ��ا تم ّك ��ن لبن ��ان م ��ن تح ّم ��ل وزر الإرت ��دادت‬ ‫عل ��ى �إقت�صاده حت ��ى الآن من خالل �إحتياط مالي‬ ‫و�إنفتاح عالمي ومحاولته الن�أي بنف�سه عن الأزمة‬

‫ال�سوري ��ة عل ��ى ال�صعي ��د ال�سيا�سي‪ ،‬تبق ��ى �إ�شكالية‬ ‫قيام ��ه ونجاح ��ه بالن� ��أي باقت�ص ��اده مع ّق ��دة‪ ،‬غي ��ر‬ ‫وا�ضح ��ة المعال ��م وتتط ّل ��ب تخطيط� �اً �إقت�صادي� �اً‬ ‫بنيوياً ولي�س فقط ظرفياً‪ ،‬لت�أمين فر�ص الخروج‬ ‫م ��ن الأزمة عل ��ى المدى المتو�سط‪ ،‬تبع� �اً ل�سيا�سة‬ ‫تدعي ��م وحماي ��ة الإقت�ص ��اد الوطن ��ي وتحقيق �أق ّل‬ ‫الخ�سائر الممكنة‪.‬‬ ‫فوج ��ود النازحين ال�سوريين‪ ،‬الذي ��ن قدّر عددهم‬ ‫ف ��ي �شهر �شب ��اط (فبراي ��ر) ‪ 2014‬ب‪� 940‬ألف نازح‬ ‫م�سج ��ل ر�سمي� �اً‪ ،‬كما ت ��م تقدي ��ر الع ��دد الإجمالي‬ ‫للنازحين (غير الر�سمي) بمليون و‪� 355‬ألف نازح‪،‬‬ ‫يلقي بظالله وبثقله على الإقت�صاد الوطني‪ .‬فهل‬ ‫يعقل �أن ي�ست�ضيف بلد مع ّين �أعداداً من النازحين‬ ‫بن�سبة تتخطى ثالثين في المئة من عدد �سكانه؟‬ ‫�أم ��ام ه ��ذا الواق ��ع المري ��ر‪ ،‬الب ��د م ��ن مقارب ��ة‬ ‫الإنعكا�س ��ات وتحليله ��ا بم ��ا ي�سم ��ح م ��ن التنب ��ه‬ ‫لأخطاره ��ا عل ��ى المديي ��ن المتو�س ��ط والطوي ��ل‬ ‫وب ��ذل الجهود للتخفيف من وزرها‪ ،‬و�إيجاد حلول‬ ‫ظرفي ��ة وبنيوي ��ة ب�إمكانه ��ا معالج ��ة الإ�شكالي ��ات‬ ‫والم�ؤ�شرات الإقت�صادية التالية‪:‬‬ ‫‪ .1‬ع ��دد النازحي ��ن ال�سوريي ��ن ال ��ذي �أدى ال ��ى‬ ‫تفاق ��م ن�س ��ب البطال ��ة ف ��ي لبن ��ان م ��ن جراء‬ ‫مناف�س ��ة الع ّم ��ال ال�سوريي ��ن للي ��د العامل ��ة‬ ‫اللبناني ��ة ف ��ي كاف ��ة القطاع ��ات‪ ،‬م ��ن تجارية‬ ‫ال ��ى �سياحي ��ة و�صناعي ��ة وحت ��ى �صحي ��ة‬ ‫وتربوي ��ة‪ ،‬فالبطالة التي و�صلت الى ع�شرين‬ ‫نقط ��ة مئوي ��ة وطال ��ت فئ ��ة ال�شب ��اب اللبناني‬ ‫المتع ّل ��م قب ��ل �إن ��دالع الأزم ��ة ال�سورية‪ ،‬باتت‬ ‫تعك� ��س م�أ�س ��اة �إجتماعي ��ة و�إقت�صادي ��ة ته� �دّد‬ ‫المجتم ��ع اللبنان ��ي ف ��ي �صميم ��ه‪ ،‬وت�ستن ��زف‬ ‫الي ��د العاملة وتدفعه ��ا الى الهج ��رة‪ ،‬وتفكك‬ ‫الرواب ��ط الإجتماعي ��ة اللبناني ��ة ب�ش ��كل غي ��ر‬ ‫م�سبوق وغير م�ضبوط‪.‬‬ ‫‪ .2‬زي ��ادة عج ��ز الموازن ��ة العام ��ة م ��ن ج ��راء‬ ‫زي ��ادة عج ��ز م�ؤ�س�س ��ة كهرباء لبن ��ان بناء على‬ ‫�إ�سته�ل�اك طاق ��ة بزيادة ملحوظ ��ة ومربوطة‬ ‫بوج ��ود النازحي ��ن ال�سوريين‪ ،‬ف�سع ��ر الطاقة‬ ‫الكهربائي ��ة مدع ��وم م ��ن الدول ��ة‪ ،‬وه ��ي تباع‬

‫للم�ستهل ��ك ب�أق ��ل م ��ن كلفته ��ا‪ ،‬الأم ��ر ال ��ذي‬ ‫�أدى ال ��ى عج ��ز ف ��ي موازن ��ة م�ؤ�س�س ��ة كهرباء‬ ‫لبن ��ان ّ‬ ‫تخط ��ى ال‪ 3000‬ملي ��ار لي ��رة �سنوي� �اً‪.‬‬ ‫كذل ��ك ه ��و الحال ف ��ي القط ��اع ال�صحي حيث‬ ‫ت�ص ��ل قيم ��ة التكلف ��ة ال�صحي ��ة ال�سنوية لكل‬ ‫مواط ��ن لبنان ��ي �إل ��ى ‪ 640‬دوالراً‪ ،‬ناهي ��ك عن‬ ‫تكلف ��ة الإحتياج ��ات ال�صحي ��ة الت ��ي تدف ��ع‬ ‫لالجئي ��ن ال�سوريي ��ن والت ��ي قدّرته ��ا وزارة‬ ‫ال�صح ��ة العام ��ة ب ‪ 400‬دوالر �سنوي� �اً ع ��ن كل‬ ‫نازح �سوري موجود في لبنان‪.‬‬ ‫‪ .3‬عج ��ز في ميزان المدفوع ��ات منذ العام ‪2012‬‬ ‫يق ��در ب ‪ 2.7‬ملي ��اري دوالر �سنوي� �اً‪ ،‬ذل ��ك �أن‬ ‫لبن ��ان بلد م�ستورد ب�إمتياز‪ ،‬وهو ي�ستورد ‪%85‬‬ ‫م ��ن �إ�ستهالك ��ه المحل ��ي‪ .‬فوج ��ود النازحي ��ن‬ ‫ال�سوريين فاقم عج ��ز ميزانه التجاري الذي‬ ‫ب ��ات يتخط ��ى عتب ��ة ال‪ 15‬ملي ��ار دوالر �سنوياً‬ ‫ب�سب ��ب �إ�ستهالكهم ل�سل ��ع م�ستوردة مما فاقم‬ ‫عجز المدفوعات ال�سنوية في لبنان‪.‬‬ ‫‪� .4‬إغ ��راق الأ�س ��واق اللبناني ��ة بب�ضائ ��ع �سوري ��ة‬ ‫مه ّرب ��ة عبر الحدود غير الم�ضبوطة‪ ،‬وبيعها‬ ‫ب�أ�سع ��ار متدني ��ة ج ��داً ف ��ي بع� ��ض المناط ��ق‬ ‫اللبنانية‪ ،‬مما �أوقف بيع و�إ�ستهالك الب�ضائع‬ ‫الم�صنع ��ة والمنتج ��ة محلي� �اً‪ ،‬وفاق ��م تده ��ور‬ ‫و�ض ��ع الكثي ��ر م ��ن الم�ؤ�س�س ��ات الزراعي ��ة‬ ‫والتجارية‪.‬‬ ‫�أم ��ام ه ��ذا الواق ��ع م ��ن الإنعكا�س ��ات والإرتدادات‬ ‫عل ��ى جمي ��ع ال�صع ��د‪ ،‬تبق ��ى الحاج ��ة ما�س ��ة �إلى‬ ‫درء المخاط ��ر المتنامي ��ة الآتي ��ة عب ��ر ر�س ��م‬ ‫ورق ��ة طريق �إقت�صادي ��ة تم ّكن لبن ��ان من ت�أمين‬ ‫�أ�س ��واق بديل ��ة لت�صري ��ف �إنتاجه ولأخ ��ذ مواقف‬ ‫و�إج ��راءات �إحترازي ��ة جريئ ��ة‪ ،‬علمي ��ة ووواقعي ��ة‬ ‫محم�ل ً�ا المجتم ��ع الدول ��ي م�س�ؤولياته للوقوف‬ ‫ال ��ى جان ��ب اللبنانيي ��ن المتحملي ��ن منفردي ��ن‬ ‫تداعي ��ات الأزم ��ة ال�سورية ووجود مئ ��ات الآالف‬ ‫م ��ن النازحي ��ن ف ��ي مدنه ��م وقراه ��م‪ ،‬وه ��ي‬ ‫م�س�ؤولي ��ة بر�س ��م الحكومة الجدي ��دة العطائها‬ ‫�أولوية مطلقة ف ��ي ممار�سة �صالحياتها و�آدائها‬ ‫خالل فترة تو ّليها الحكم‬

‫* باحث ومحلل �إقت�صادي وعميد كلية �إدارة الأعمال في الجامعة الأنطونية في لبنان‬

‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪27‬‬


ROYAL FIT

Mineral water fluoridated Member of The Brazilian Chamber Of Commerce & Industry (CCIBRA)

Water is much more than our business

Directly from the famous Furnas Aquifer in Brazil to your table where you are Most of the natural resources of Brazil are internationally known, but its water is one of the best when compared to other places in the world.

For more information write to: Mr RONALDO DIJKSTRA, ROYAL FIT, RUA CLYCEMA KOSSATZ CARVALHO, 205 BAIRRO SAN MARTIN PONTA GROSSA PARANÁ BRASIL Or Contact Telelepone No: +55 42 32263839


‫والعمالة الناق�صة هو �أمر خطير مزعزع للإ�ستقرار‬ ‫ب�شك ��ل خا�ص‪ .‬من دون وظيفة جيدة‪ ،‬ال يمكن لل�شاب‬ ‫�أن يتزوج ويب ��د�أ في تكوين �أ�سرة؛ فه ��و ي�صبح كائن ًا‬ ‫مد ّر ًا لل�شفقة �أو لل�سخرية في المجتمع العراقي ‪ .‬فال‬ ‫عج ��ب �أن العديد من ه�ؤالء ال�شب ��اب يحاولون ك�سب‬ ‫الإحت ��رام من طريق �إلتق ��اط بندقية لدعم مجموعة‬ ‫قبلية �أو عرقية �أو دينية �أو �إجرامية ؟‬ ‫حت ��ى بع ��د تعديل ��ه لقواني ��ن التقاع ��د‪ ،‬والهج ��رة‪ ،‬و‬ ‫مع ��دل الم�شاركة المتدني جد ًا في القوى العاملة من‬ ‫الن�ساء‪ ،‬يحتاج الع ��راق �إلى حوالي ‪ 250,000‬وظيفة‬ ‫جديدة كل �سنة بب�ساطة كي يمنع نمو مجموع ال�شبان‬ ‫العاطلين من العم ��ل‪ .‬ل�ستة عقود ‪ -‬قبل و�أثناء و بعد‬ ‫نظ ��ام �ص ��دام ح�سين ‪ -‬ك ��ان رد الحكوم ��ة العراقية‬ ‫الأ َّولي بالن�سب ��ة �إلى �إرتفاع مع� �دّالت البطالة القيام‬ ‫بزيادة عدد الوظائف في الدولة‪� ،‬سواء ب�شكل مبا�شر‬ ‫�أو غي ��ر مبا�ش ��ر‪ .‬وتقوم ه ��ذه ال�سيا�سة عل ��ى �أمل �أن‬ ‫ي�صب ��ح ال�شبان‪ ‬العاملون ب�أجر �أقل عر�ضة للم�شاركة‬ ‫ف ��ي �أعم ��ال العن ��ف‪� .‬إن زي ��ادة التوظي ��ف الحكومي‬ ‫ه ��ي �سيا�س ��ة �شعبي ��ة ف ��ي الع ��راق �إذ �أن العم ��ل في‬ ‫م�ؤ�س�س ��ات الدولة يمنح �أف�ضل الأج ��ور‪ ،‬والمزيد من‬ ‫الفوائ ��د‪ ،‬و�أمن� � ًا وظيفي ًا �أقوى‪� ،‬إ�ضاف ��ة �إلى �أن كثافة‬ ‫العمل هي �أق ��ل بكثير بالمقارنة م ��ع وظائف القطاع‬ ‫الخا�ص ‪ .‬من جهة �أخرى‪ ،‬منذ العام ‪ ،2003‬ن�صحت‬ ‫الوك ��االت الدولية الحكوم ��ة العراقي ��ة بالإ�سراع في‬ ‫التو�س ��ع ف ��ي التوظيف في القط ��اع العام نظ ��ر ًا �إلى‬ ‫�أن ��ه يو ّفر و�سيلة قيا�س للحد من البطالة ‪ -‬خ�صو�ص ًا‬ ‫بين ال�شب ��اب غير المد ّربين وغي ��ر المتع ِّلمين الذين‬ ‫ي�صع ��ب توظيفهم – وبالتالي ي�ضع ما ًال في التداول‪.‬‬ ‫ولك ��ن هناك �أربع م�شاكل مع �إ�ستمرار �سيا�سة �إعتبار‬ ‫"الحكومة رب عمل المالذ الأول" من �أجل الحفاظ‬ ‫على الإ�ستقرار ال�سيا�سي‪.‬‬

‫تحديات البطالة‬ ‫�أو ًال‪� ،‬إجتازت الحكومة العراقية �أي ح ّد معقول لزيادة‬ ‫التوظي ��ف الر�سم ��ي‪ .‬الوزارات والمكات ��ب الحكومية‬ ‫وال�شركات المملوكة للدول ��ة ّ‬ ‫وظفت على نطاق وا�سع‬ ‫و�أكثر من المطلوب‪ .‬على �سبيل المثال‪ ،‬لدى م�ؤ�س�سة‬ ‫ال�سكك الحديدية العراقية �أكثر من ‪ 10,000‬موظف‬ ‫ي�ش ِّغلون ب�شك ��ل غير ف ّعال نظام� � ًا يبلغ طول خطوطه‬ ‫‪ 2300‬كل ��م (‪ 1,400‬مي ��ل) ال ��ذي في بل ��دان �أخرى‬ ‫يتطل ��ب رب ��ع �إلى ع�شر ه ��ذا العديد م ��ن الموظفين‪.‬‬ ‫بع� ��ض ال�شرك ��ات المملوكة للدولة فع�ل ً�ا ينتج �صفر ًا‬ ‫ولك ��ن ي�ستمر بالدفع لعدد كبي ��ر من العمال الذين ال‬ ‫يظهرون � اّإل للح�صول على رواتبهم‪.‬‬

‫يعبد لهم طريق الم�ستقبل الجيد؟‬ ‫�شباب العراق‪ :‬من ّ‬

‫النفط في العراق‪ :‬ي�شكل ‪ %90‬من �إجمالي الدخل القومي‬

‫م�ؤ�س�سة ال�سكة الحديدية العراقية‪ :‬العاملون فيها �أكثر من المطلوب‬

‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪29‬‬


‫الم�شرق العربي‬ ‫العراق‬

‫الجمهورية التي ت�سبح في م�ستنقع تما�سيح الف�ساد والر�شوة والمح�سوبية‬

‫من يستطيع إنقاذ شباب العراق‬ ‫من الغرق‪ ...‬؟‬ ‫الإنفج��ار الأخي��ر للعن��ف ف��ي الع��راق له �أ�سب��اب ع��دة مت�شابكة‪ .‬ف��ي جزء من��ه‪ ،‬هو �إمت��داد للحرب‬ ‫الأهلي��ة ال�سوري��ة ورد فعل عل��ى �سيا�سات رئي���س الحكومة العراقية ن��وري المالكي الخرق��اء الم�ؤيدة‬ ‫لل�شيع��ة‪ .‬وق��د �أعادت ه��ذه الأحداث فتح ج��راح العنف الطائف��ي الرهيب الذي �ساد ف��ي عامي ‪2006‬‬ ‫و‪ .2007‬لك��ن الح��رب ال�سورية ق��د تنتهي قريب ًا �إما من خ�لال المفاو�ضات �أو من خ�لال ن�صر دموي‪،‬‬ ‫والمالك��ي – ال�سيا�س��ي المحن��ك‪ -‬يب��دو �أنه يحاول تعدي��ل �سيا�سات يُنظ��ر �إليها على �أنه��ا �ضد ال�سنة‬ ‫وذل��ك بهدف تقوي���ض الدعم ل"الدول��ة الإ�سالمية للع��راق وبالد ال�ش��ام" (داع���ش) وجماعات تنظيم‬ ‫ضال عن تح�سين و�ضعه في وقت ي�سبق �إنتخاب��ات ‪ 30‬ني�سان (�إبريل) الجاري‪.‬‬ ‫""القاع��دة" المتم��ردة‪ ،‬ف� ً‬ ‫ولك��ن �سيك��ون الأمر �أكثر �صعوبة للتعامل مع الأ�سباب الإقت�صادية له��ذا العنف‪ .‬لقد غمر �إرتفاع �أ�سعار‬ ‫النفط والزيادة التدريجية في حجم ال�صادرات النفطية بالد ما بين النهرين ب�أموال النفط‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد‬ ‫ح �وّل �س��وء الإدارة و الف�ساد الم�ست�شري الكثير من هذه الأموال النفطية �إم��ا �إلى �إ�ستثمارات محلية غير‬ ‫منتج��ة �أو هروب ر�ؤو�س الأموال �إلى مالذات �أجنبية‪ .‬ونتيجة لذلك ‪ ،‬ف�إن الكثيرين من الوجوه الوليدة‬ ‫ال قاتماً‪.‬‬ ‫ال�شابة في العراق يواجهون م�ستقب ً‬ ‫بغداد ‪ -‬محمد عبد الملك‬ ‫على الرغ ��م من الإنخفا�ض الطفيف في‬ ‫�أ�سعار النف ��ط العالمية في العام ‪،2013‬‬ ‫فق ��د ح�صل الع ��راق على حوالي ‪ 87‬ملي ��ار دوالر من‬ ‫�صادراته الهيدروكربونية‪ ،‬ب�إرتفاع ما يقرب من ‪٪90‬‬ ‫ف ��ي خم�س �سنوات فقط‪ .‬ل ��ذا ُيعتبر الآن البلد الأكثر‬ ‫�إعتماد ًا على الموارد الطبيعية في العالم‪ ،‬حيث بلغت‬ ‫قيمة �صادرات مورد طبيعي واحد حوالي ثلثي الناتج‬ ‫المحل ��ي الإجمالي للب�ل�اد‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف� ��إن �صناعة‬ ‫النفط تخل ��ق فر�ص عمل قليلة ن�سبي� � ًا‪ .‬هناك بين ‪2‬‬ ‫و‪ ٪3‬فق ��ط من القوى العاملة ف ��ي العراق يعملون في‬ ‫التنقي ��ب والتنمية والنقل والتكري ��ر �أو الت�صدير في‬ ‫هذا القطاع‪.‬‬

‫‪28‬‬

‫العدد ‪ - 18‬ني�سان (�أبريل) ‪٢٠١4 -‬‬

‫بلغت قيمة �صادرات مورد طبيعي‬ ‫واحد‪ ،‬النفط‪ ،‬حوالي ثلثي الناتج‬ ‫المحلي الإجمالي للبالد‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إن‬ ‫�صناعة النفط تخلق فر�ص عمل قليلة‬ ‫ن�سبي ًا‪ .‬هناك بين ‪ 2‬و‪ ٪3‬فقط من القوى‬ ‫العاملة في العراق يعملون في التنقيب‬ ‫والتنمية والنقل والتكرير �أو الت�صدير‬ ‫في هذا القطاع‬

‫ولك ��ن النف ��ط لي� ��س ه ��و الم ��ورد الثمي ��ن الوحي ��د‬ ‫ال ��ذي يمتلكه العراق بوف ��رة‪ .‬بالمقارن ��ة مع جيرانه‬ ‫الإقليميي ��ن‪ ،‬ل ��دى الع ��راق مجتم ��ع م ��ن ال�شب ��اب‬ ‫�إ�ستثنائ ��ي‪ ،‬وتزاي ��د �سريع في عدد ال�سك ��ان‪ .‬تقريب ًا‬ ‫‪ ٪ 41‬م ��ن مواطنيه ه ��م �أقل من ‪� 15‬سنة‪ ،‬مما يعك�س‬ ‫معدل خ�صوبة ‪ .%4.5‬في المقابل‪ ،‬هناك ‪ ٪24‬فقط‬ ‫من �سكان �إيران تقل �أعمارهم عن ‪ 15‬عام ًا‪ ،‬و معدل‬ ‫الخ�صوب ��ة فيه ��ا �سلبي ��ة ‪ .%1.6-‬لذا نتيج ��ة للنمو‬ ‫ال�سكان ��ي ال�سريع في العراق‪،‬ف� ��إن هناك ما يقدر ب‬ ‫‪� 850‬أل ��ف عراقي �سنوي� � ًا ي�صبحون في عمر يخ ّولهم‬ ‫العم ��ل‪ .‬ومع ذل ��ك‪ ،‬يواجه ه� ��ؤالء الرج ��ال والن�ساء‬ ‫ال�شباب البطال ��ة ونق�ص ًا في العمالة مع ًا بمعدل يبلغ‬ ‫�أكث ��ر من ‪� .!٪ 80‬إن ت�أثير �أعداد كبيرة من العاطلين‬ ‫المتعلمي ��ن تعليم ًا محدود ًا م ��ن ال�شباب غير المهرة‬


‫المعارك مع "داع�ش"‬ ‫�أثرت في الإقت�صاد‬

‫�أياد عالوي‪ :‬المالكي غلبه بالمناورة‬

‫حتى بعد تعديله لقوانين التقاعد‪،‬‬ ‫والهجرة‪ ،‬و معدل الم�شاركة المتدني‬ ‫جد ًا في القوى العاملة من الن�ساء‪ ،‬يحتاج‬ ‫العراق �إلى حوالي ‪ 250,000‬وظيفة‬ ‫جديدة كل �سنة بب�ساطة كي يمنع‬ ‫نمو مجموع ال�شبان العاطلين من العمل‬ ‫مدفوع ��ات غي ��ر مب� � ّرر للمعام�ل�ات‪ ،‬ي�شي ��ر �إلى حد‬ ‫�أدنى من هروب را�س المال �سنوي ًا بين ‪ 6‬و‪ 9‬مليارات‬ ‫دوالر الذي ي�ساوي حوالي ‪ ٪ 10‬من عائدات ت�صدير‬ ‫النفط في البالد‪ .‬الحجم الفعلي لهروب ر�أ�س المال‬ ‫قد يكون �ضعفي ذلك ح�سب بع�ض الخبراء‪.‬‬

‫الحل ب�إنقاذ القطاع الخا�ص؟‬ ‫ه ��ل يمكن للقط ��اع الخا� ��ص العراقي خل ��ق ما يكفي‬ ‫من فر� ��ص عمل جديدة لمنع نمو جي� ��ش من ال�شبان‬ ‫العاطلي ��ن من العمل م ��ع عدم الإ�ستق ��رار ال�سيا�سي‬ ‫الم�صاح ��ب؟ �إن خلق فر�ص عمل في القطاع الخا�ص‬ ‫ف ��ي العراق يواج ��ه �سل�سلة من الحواج ��ز ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫ك�إنعكا� ��س للحام� ��ض الن ��ووي (‪ )DNA‬الإ�شتراكي‬ ‫للع ��راق الذي هيم ��ن خالل عقود م ��ن ال�صراع‪ ،‬ف�إن‬ ‫البيئ ��ة التنظيمي ��ة لقط ��اع الأعم ��ال الخا� ��ص يمكن‬ ‫و�صفها ب�أنها معادية‪ .‬حت ��ى بمعايير ال�شرق الأو�سط‬ ‫و�شم ��ال �أفريقيا‪ ،‬ف� ��إن الو�ضع في الع ��راق يجعل من‬ ‫ال�صعب للغاي ��ة ت�شغيل الأعم ��ال التجارية الخا�صة‪.‬‬ ‫وفق� � ًا لم�س ��ح البن ��ك الدولي ف ��ي ‪ 2014‬ع ��ن �سهولة‬

‫ممار�س ��ة الأعم ��ال‪� ،‬ص ّنف العراق ف ��ي المرتبة ‪169‬‬ ‫(م ��ن �أ�ص ��ل ‪ 189‬دول ��ة) ف ��ي �سهول ��ة ب ��دء الن�شاط‬ ‫التج ��اري‪� .‬إذا ك ��ان �صاحب العم ��ل المحتمل يعرف‬ ‫بال�ضب ��ط م ��ا ه ��ي الإج ��راءات الت ��ي يج ��ب �إتباعها‬ ‫ويرف�ض دفع ر�ش ��اوى لإخت�صار هذه العملية‪ ،‬عندها‬ ‫ي�ستغ ��رق الأم ��ر �شهر ًا لب ��دء �أعمال تجاري ��ة جديدة‬ ‫ويتكل ��ف ما ي�س ��اوي حوالي ‪ ٪40‬م ��ن الدخل ال�سنوي‬ ‫للمواطن العراقي العادي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كم ��ا �أنه م ��ن ال�صع ��ب �أي�ضا عل ��ى �شرك ��ات القطاع‬ ‫الخا� ��ص الح�صول عل ��ى الإئتم ��ان – (يحتل العراق‬ ‫المرتبة ‪ 180‬في العالم في هذا المجال)‪ .‬لي�س فقط‬ ‫�أن حق ��وق الدائنين �ضعيفة بموجب القانون العراقي‬ ‫ولكن �أي�ض ًا �سج�ل�ات الإئتمان هي �شبه معدومة‪ .‬في‬ ‫ما يتعلق بالتجارة الخارجي ��ة‪ ،‬يحتل العراق المرتبة‬ ‫‪ 179‬ف ��ي العال ��م‪ .‬للمعالجة الإداري ��ة – لل�شحن في‬ ‫الواق ��ع‪ -‬ت�أخ ��ذ حاوي ��ة للت�صدي ��ر �أو الإ�ستي ��راد ما‬ ‫يق ��رب من ‪ 80‬يوم ًا مع تكالي ��ف �إدارية تبلغ �أكثر من‬ ‫‪ 1750‬دوالر ًا‪� .‬أخي ��ر ًا‪ ،‬يحت ��ل الع ��راق المرتبة الدنيا‬ ‫في العالم عندما يتع ّلق الأمر بحل م�شاكل الإفال�س‪.‬‬

‫يتلق ��ى​​الدائ ��ن العادي ف ��ي منطقة ال�ش ��رق الأو�سط‬ ‫و�شم ��ال �أفريقي ��ا نح ��و ‪� 30‬سنت ًا عن ال ��دوالر عندما‬ ‫تفل� ��س �شركة؛​​الدائن العادي العراقي ال يح�صل على‬ ‫�أي �شيء‪.‬‬ ‫ف ��ي �ض ��وء الع ��داء التنظيم ��ي‪ ،‬ينبغ ��ي �أن ال يك ��ون‬ ‫م�ستغرب� � ًا �أن يم ّث ��ل الإقت�ص ��اد غي ��ر الر�سم ��ي �أو‬ ‫"ال�س ��ري" نحو ثلثي جميع �أن�شطة القطاع الخا�ص‪.‬‬ ‫وهذا الع ��داء التنظيمي لي�س مجرد قطعة �أثرية غير‬ ‫محبوبة من عهد �ص ��دام‪ .‬فالبيروقراطيات الوطنية‬ ‫والمحلي ��ة تحافظ بعناية على تعقي ��د وح�ساب "ع�ش‬ ‫الفئ ��ران" التنظيمي في العراق لأنه ي�سهِّل �إ�ستخراج‬ ‫الر�ش ��اوى‪� .‬إن الف�س ��اد والع ��داء التنظيم ��ي لي�س ��ا‬ ‫ق�ضيتي ��ن منف�صلتي ��ن في الع ��راق ولكنهم ��ا وجهان‬ ‫للم�شكلة عينها‪.‬‬ ‫للأ�سف‪ ،‬من غير المرج ��ح �أن تكون حكومة المالكي‬ ‫مندفعة لبذل جهود ج ��ادة للحد من الف�ساد والعداء‬ ‫التنظيم ��ي م ��ن �أج ��ل زي ��ادة العمال ��ة ف ��ي القط ��اع‬ ‫الخا�ص‪ .‬وبطبيعة الحال‪ ،‬فقد �أظهر المالكي بنف�سه‬ ‫م ��رات عدة �أنه �سيا�سي حاذق قادر على �إثارة ده�شة‬ ‫المراقبي ��ن‪ .‬بع ��د �إنتخاب ��ات الع ��ام ‪� ،2010‬إ�ستطاع‬ ‫المن ��اورة على رئي�س ال ��وزراء الأ�سب ��ق �أياد عالوي‪،‬‬ ‫ال ��ذي تلق ��ى تحالف ��ه "القائم ��ة العراقي ��ة" �أكثري ��ة‬ ‫الأ�ص ��وات‪ ،‬و�ش ّك ��ل الحكوم ��ة‪ .‬وف ��ي الع ��ام ‪،2008‬‬ ‫�إ�ستط ��اع من خ�ل�ال عملي ��ة ع�سكرية غي ��ر متوقعة‪،‬‬ ‫"�صول ��ة الفر�س ��ان"‪� ،‬إع ��ادة �سيط ��رة الحكومة على‬ ‫مدين ��ة الب�ص ��رة‪ .‬وم ��ع ذلك ‪ ،‬مث ��ل معظ ��م �أع�ضاء‬ ‫النخبة‪ ،‬ف� ��إن رد فعل ��ه الأ ّولي بالن�سبة �إل ��ى �أي �أزمة‬ ‫يميل �إل ��ى �أن يكافىء م�ؤيديه التقليديين مع �إ�ستبعاد‬ ‫القادمين الجدد و�أفكارهم‪.‬‬ ‫على المدى الطوي ��ل‪� ،‬إن زيادة توافر وظائف القطاع‬ ‫الخا� ��ص المنتج ��ة ينبغ ��ي له ��ا التقلي ��ل م ��ن ع ��دم‬ ‫الإ�ستقرار ال�سيا�سي والعنف في العراق‪� .‬إن الو�سائل‬ ‫موج ��ودة ‪ -‬الث ��روة النفطي ��ة الكبي ��رة ف ��ي البالد ‪-‬‬ ‫لتموي ��ل �إع ��ادة هيكلة الإقت�ص ��اد العراق ��ي التي من‬ ‫�ش�أنه ��ا تح�سي ��ن الإ�ستفادة من الأ�ص ��ول الأكثر قيمة‬ ‫ف ��ي البالد‪� ،‬شبابها‪ .‬ومع ذلك‪� ،‬إن الطبقة ال�سيا�سية‬ ‫ف ��ي الع ��راق‪ ،‬الم�صروف ��ة او الملتهي ��ة ب�سل�سل ��ة من‬ ‫الأزمات المحلية والدولية على المدى الق�صير‪ ،‬يبدو‬ ‫�أنه ��ا غير قادرة على �إتخاذ نظ ��رة طويلة الأجل على‬ ‫�أي �ش ��يء م ��ا عدا ت�شجي ��ع �إنتاج النف ��ط‪� .‬إنها واقعة‬ ‫ف ��ي �شرك لغ ��ز كال�سيكي‪ .‬من ال�صع ��ب التفكير في‬ ‫تجفيف الم�ستنقع عندما تهاجم التما�سيح‪ .‬ولكن �إذا‬ ‫لم يتم تجفيف الم�ستنقع‪ ،‬ف�إن هجمات التما�سيح لن‬ ‫تنتهي �أبد ًا‬ ‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪31‬‬


‫الم�شرق العربي ¶ �سوريا‬ ‫ثاني� � ًا‪ ،‬ه ��ل �أن تو�سيع التوظيف الحكوم ��ي في الواقع‬ ‫ي� ��ؤدي �إل ��ى التقليل م ��ن ع ��دم الإ�ستق ��رار ال�سيا�سي‬ ‫في الع ��راق؟ غالب ًا ما يكون من الخط� ��أ الإ�شارة �إلى‬ ‫�أن التو�س ��ع في التوظيف الر�سم ��ي يخلق فر�ص عمل‬ ‫حقيقي ��ة‪� .‬إن الوظيفة تعن ��ي التب ��ادل‪� .‬أي �أن العامل‬ ‫يو ّفر �شيئ ًا ذا قيمة ل�صاحب العمل ‪-‬تعبه ور�أ�س ماله‬ ‫الب�شري‪ -‬وف ��ي المقابل‪ ،‬على �صاحب العمل �أن يو ّفر‬ ‫�شيئ ًا ذا قيمة للعام ��ل ‪ -‬راتب ًا‪ .‬ول ّما كان هذا التبادل‬ ‫ي�ش ّك ��ل قيمة لكال الطرفين‪ ،‬ف�إنهم ��ا يقومان بتطوير‬ ‫الم�صال ��ح الم�شتركة ‪� -‬شكل محدود من الوالء‪ -‬لأنه‬ ‫�إذا توقفت ال�شركة عن العمل‪ ،‬عندها ي�صبح ك ٌل من‬ ‫المالك والعاملين فيها �أ�سو�أ حا ًال‪.‬‬ ‫نقي�ض هذا يحدث في العمل مع الحكومة في العراق‪.‬‬ ‫والء العاملي ��ن ف ��ي الدول ��ة ن ��ادر ًا م ��ا يك ��ون للدولة‬ ‫العراقي ��ة �أو لل�شع ��ب ككل‪ ،‬و�إنم ��ا لع�ض ��و �سيا�سي �أو‬ ‫دين ��ي �أو قبلي �أو ينتمي �إلى الميلي�شيات �أو فرد مع ّين‬ ‫م ��ن الأ�سرة الذي رتب له ��م الوظيفة والراتب‪ .‬وهذا‬ ‫�صحي ��ح خ�صو�ص� � ًا �إذا ك ��ان العمل الر�سم ��ي يتط ّلب‬ ‫قلي�ل ً�ا من العمل �أو حتى الح�ض ��ور‪ .‬في العراق‪ ،‬يفيد‬ ‫بع�ض المعلومات �أنه في بع� ��ض الوزارات الحكومية‪،‬‬ ‫ما ي�صل الى ‪ ٪25‬م ��ن العاملين هم من "الأ�شباح"‪.‬‬ ‫يتل ّق ��ى ه� ��ؤالء العمال "الأ�شب ��اح" رواتبه ��م ب�إنتظام‬ ‫من دون الحاجة �إل ��ى الح�ضور للعمل‪� .‬إن الجمع بين‬ ‫راتب حكومي‪� ،‬أي العمل قلي ًال �أو عدم العمل‪ ،‬والوالء‬ ‫ال�شديد لمن ر ّت ��ب هذا الف�ضل يمكن �أن يكون و�صفة‬ ‫لع ��دم الإ�ستق ��رار‪ .‬وغالب� � ًا م ��ا تكون ل ��دى القيادات‬ ‫ال�سيا�سي ��ة والديني ��ة و القبلي ��ة �أو الميلي�شي ��ات ف ��ي‬ ‫العراق ق ��وات موالية من الم�ؤيدي ��ن يقب�ضون رواتب‬ ‫من قبل الحكومة التي قد يكونوا يعار�ضونها بن�شاط‪.‬‬ ‫ثالث� � ًا‪ ،‬تو ّف ��ر �ص ��ادرات النف ��ط �أكث ��ر م ��ن ‪ ٪ 90‬من‬ ‫الموازن ��ة الوطني ��ة‪ .‬وبما �أن البلد لدي ��ه فقط حوالي‬ ‫‪ 6.5‬ملي ��ارات دوالر م ��ن الإحتياط ��ات المالي ��ة في‬ ‫�صن ��دوق تنمية الع ��راق وقدرة مح ��دودة للغاية على‬ ‫الإقترا� ��ض دولي� � ًا‪ ،‬ف�إن النفق ��ات الحكومية يحدّدها‬ ‫ال�سعر العالمي للنف ��ط‪� .‬إذا كانت �إ�ستجابة الحكومة‬ ‫لفقدان الإيرادات في عامي ‪ 2006‬و‪ 2009‬هي دلي ًال‬ ‫�إلى الم�ستقب ��ل‪� ،‬إذ ًا �ستكون �إ�ستجاب ��ة الحكومة على‬ ‫الخ�سائ ��ر الكبيرة ف ��ي العائ ��دات بتخفي�ض حاد في‬ ‫ن�سب ��ة الإ�ستثمار ف ��ي البني ��ة التحتية غي ��ر النفطية‬ ‫وتجميد التوظيف الحكومي‪ .‬كل من هذه الإجراءات‬ ‫�ست� ��ؤدي �إلى �إرتفاع زعزع ��ة الإ�ستقرار ال�سيا�سي في‬ ‫مع ��دالت البطالة والعمالة الناق�ص ��ة وخ�صو�ص ًا بين‬ ‫غير المتعلمين وغير المهرة من ال�شباب‪.‬‬ ‫�إل ��ى �أي حد م ��ن المرجح �أن تنخف� ��ض �أ�سعار النفط‬

‫‪30‬‬

‫العدد ‪ - 18‬ني�سان (�أبريل) ‪٢٠١4 -‬‬

‫الرئي�س نوري المالكي‪ :‬ال�سلطة هاج�سه‬

‫يفيد بع�ض المعلومات �أنه‬ ‫في بع�ض الوزارات الحكومية‪ ،‬ما‬ ‫ي�صل الى ‪ ٪25‬من العاملين هم من‬ ‫"الأ�شباح"‪ .‬يتل ّقى ه�ؤالء العمال‬ ‫"الأ�شباح" رواتبهم ب�إنتظام من دون‬ ‫الحاجة �إلى الح�ضور للعمل‬ ‫العالمية؟ نظر ًا �إلى تباط�ؤ النمو والطلب على واردات‬ ‫النفط م ��ن دول "بريك" (البرازي ��ل‪ ،‬رو�سيا‪ ،‬الهند‬ ‫وال�صي ��ن)‪ ،‬جنب� � ًا �إلى جنب مع الزي ��ادة الحادة في‬ ‫�إنتاج الطاق ��ة في الواليات المتح ��دة وكندا‪� ،‬ستكون‬ ‫الدعامة الرئي�سية لأ�سعار ال‪ 100‬دوالر و�أكثر للنفط‬ ‫هي الإ�ضطرابات الإقليمية مثل العقوبات على �إيران‪،‬‬ ‫وغ ��زو رو�سي ��ا ل�شبه جزي ��رة الق ��رم‪ ،‬والإ�ضطرابات‬ ‫ال�سيا�سي ��ة ف ��ي م�ص ��ر التي ته ��دد �شحن ��ات النفط‬ ‫عب ��ر قناة ال�سوي�س‪ .‬في حالة ح ��دوث ت�سوية لم�سائل‬ ‫العقوب ��ات الإيراني ��ة و�إ�ستعادة الإ�ستق ��رار ال�سيا�سي‬ ‫في دول �أخرى من ال�ش ��رق الأو�سط و�شمال �أفريقيا‪،‬‬ ‫عنده ��ا يمكن للم ��رء �أن يتو ّق ��ع �إنخفا�ض ًا ح ��اد ًا في‬ ‫�أ�سع ��ار النف ��ط‪ .‬وفي حي ��ن �أن �أي تراجع ف ��ي �أ�سعار‬ ‫النف ��ط من �ش�أنه �أن ي�ش ّكل تحدي ًا للحكومة العراقية‪،‬‬ ‫ف� ��إن �إطالة فت ��رة تدني �أ�سع ��ار النف ��ط العالمية �إلى‬ ‫حوال ��ي ‪ 55‬دوالر ًا للبرمي ��ل ‪ -‬وه ��و م�ست ��وى �شه ��ده‬ ‫العالم في ‪� - 2005‬سيتطلب تخفي�ضات في الموازنة‬ ‫غي ��ر م�سب ��وق بما في ذل ��ك تخفي�ضات ف ��ي الرواتب‬ ‫والمعا�شات التقاعدية الح�سا�سة �سيا�سي ًا‪.‬‬

‫�أخير ًا‪ ،‬مثل الرمل بعد العا�صفة ال�صحراوية‪ ،‬يتغلغل‬ ‫الف�س ��اد في ك ��ل زاوية م ��ن زوايا المجتم ��ع العراقي‪.‬‬ ‫بينم ��ا ال يعتبر العراق البلد الأكثر ف�س ��اد ًا في العالم‬ ‫– لق ��د ت ��رك هذا ال�شرف المري ��ب لكوريا ال�شمالية‬ ‫وال�صومال‪ -‬فقد �ص ّنفته منظمة ال�شفافية الدولية في‬ ‫مرتبة "هايت ��ي"‪ ،‬البلد الثامن الأكث ��ر ف�ساد ًا‪ .‬ويمتد‬ ‫الف�س ��اد في بالد ما بي ��ن النهرين من ال ��وزارات في‬ ‫بغ ��داد �إلى مراكز ال�شرطة ومراكز توزيع الأغذية في‬ ‫المدن ال�صغيرة‪ .‬وعلى م�ستويات عالية في الحكومة‪،‬‬ ‫�أدى الف�ساد �إل ��ى ت�سريب �ضخم من عائدات ت�صدير‬ ‫النف ��ط العام �إلى جيوب خا�ص ��ة‪ .‬وقد ذهب جزء من‬ ‫هذه الأم ��وال الفا�سدة للهدر على ال�سيارات الباهظة‬ ‫الثم ��ن والمنازل الفخمة كجزء من نمط حياة فاخرة‬ ‫يقودها كبار الم�س�ؤولين الحكوميين‪.‬‬ ‫وم ��ع ذلك‪ ،‬يبدو �أن ج ��زء ًا كبير ًا قد ت ��م تهريبه �إلى‬ ‫خ ��ارج البالد‪� .‬إن عدم وجود بيانات موثوق بها ب�ش�أن‬ ‫المعام�ل�ات التجاري ��ة والمالي ��ة الدولية ف ��ي العراق‬ ‫يجع ��ل م ��ن ال�صع ��ب تقدير ه ��روب ر�ؤو� ��س الأموال‬ ‫م ��ن البالد‪ .‬ولك ��ن تقدير الخام‪ ،‬عل ��ى �أ�سا�س توازن‬


‫في �شب ��اط (فبراير) ‪� ،2014‬إل ��ى تو�سعات �صلبة‬ ‫في الإنتاج والطلبات الجديدة من �شركات القطاع‬ ‫الخا� ��ص غي ��ر النفطية ف ��ي دولة الإم ��ارات‪ .‬وقد‬ ‫�إرتفعت �أعمال الت�صدير الجديدة في �أ�سرع وتيرة‬ ‫في تاريخ �سل�سلة م�ؤ�شر "�أت�ش �أ�س بي �سي" وزادت‬ ‫تكاليف المداخيل في �أبط�أ وتيرة لمدة �ستة �أ�شهر‪.‬‬ ‫يب ��دو كما يرى الخبراء ب�أن دولة الإمارات العربية‬ ‫المتح ��دة هي حالي� � ًا في بقع ��ة جيدة ف ��ي الدورة‬ ‫الإقت�صادية‪.‬‬ ‫"مكا�س ��ب م�ستدامة ف ��ي بيان ��ات م�ؤ�شر مديري‬ ‫م�شتري ��ات القط ��اع غي ��ر النفط ��ي الخا� ��ص ف ��ي‬ ‫دولة الإمارات يقترح جد ًا ب� ��أن النمو �سيكون على‬ ‫نط ��اق وا�سع‪ .‬وقطاع ��ات الخدم ��ات التقليدية في‬ ‫دب ��ي التي ت�شمل التج ��ارة والخدم ��ات اللوج�ستية‬ ‫والنق ��ل وال�سياح ��ة تبل ��ي ب�ل�اء ح�سن� � ًا‪ .‬وي�ساهم‬ ‫الت�صني ��ع �أي�ض� � ًا ب�شك ��ل كبير في النم ��و‪ ،‬في حين‬ ‫�أن قط ��اع البن ��اء �سوف ي�ستفيد م ��ن الإنتعا�ش في‬ ‫�أ�سعار العقارات وق ��وة الإنفاق على البنية التحتية‬ ‫الحكومي ��ة "‪ ،‬يق ��ول �أن ��درو غيلم ��ور‪� ،‬أح ��د كب ��ار‬ ‫الخبراء الإقت�صاديين في "�سامبا"‪.‬‬ ‫الم�شج ��ع‪ ،‬يق ��ول غيلم ��ور‪� ،‬أن الإنتعا� ��ش‬ ‫"م ��ن‬ ‫ّ‬ ‫العق ��اري عزّز الثقة وق� � ّوى الموازنة ل ��دى كل من‬ ‫ال�شرك ��ات والحكوم ��ة ‪ -‬ولكن ��ه ل ��م يك ��ن ال�سائق‬ ‫الوحيد للإنتعا�ش الحالي"‪.‬‬ ‫ويجم ��ع �أكثر الخب ��راء على �أن الثق ��ة االقت�صادية‬ ‫المزده ��رة تق ��ع عل ��ى الأقل ف ��ي جزء منه ��ا على‬

‫نفط الإمارات‪� :‬سيزيد �إنتاجه �إلى �أكثر من‬ ‫‪ 3‬ماليين برميل يومي ًا بحلول ‪2017‬‬

‫�إعتبار دول ��ة الإمارات كمالذ �آم ��ن‪ .‬وقد �ساعدت‬ ‫زي ��ادة تدفق ��ات ر�ؤو�س الأموال عل ��ى خلق ظروف‬ ‫مح�سن ��ة للكيان ��ات الرئي�سي ��ة المرتبط ��ة‬ ‫مالي ��ة ّ‬ ‫بالحكوم ��ة والم�شارك ��ة ف ��ي �إع ��ادة هيكل ��ة بع�ض‬ ‫ال�صفق ��ات‪ ،‬وتمكين البع�ض من �س ��داد ديونه في‬ ‫وقت مبكر‪.‬‬ ‫ال�ش ��روط بالن�سب ��ة �إل ��ى القط ��اع الخا� ��ص غي ��ر‬ ‫النفط ��ي في الإم ��ارات قد تح�سن ��ت ب�إطراد‪ ،‬على‬ ‫�أ�سا�س التج ��ارة والخدمات اللوج�ستية وال�سياحة‪.‬‬ ‫وفق ًا لخدم ��ة الم�ستثمري ��ن لدى وكال ��ة "موديز"‬ ‫الإئتماني ��ة‪� ،‬إن فوز "دبي" في محاولتها �إ�ست�ضافة‬ ‫معر� ��ض "�إك�سب ��و" ‪ 2020‬العالم ��ى ي�شي ��ر �إلى �أن‬ ‫الإ�ستثمار �سيتجدد في البني ��ة التحتية والم�ساكن‬

‫هناك مجموعة من الم�ؤ�شرات التي‬ ‫توفر �أد ّلة مقنعة �إلى �أن دولة الإمارات‬ ‫العربية المتحدة قد و�ضعت الأزمة‬ ‫المالية وراءها‪ ،‬وهي الآن ت�ستفيد بقوة‬ ‫من مكانتها كمالذ �آمن للم�ستثمرين‬ ‫الإقليميين الذين يبدون �سعداء مرة‬ ‫�أخرى لإ�ستثمار �أموالهم فيها‬

‫ف ��ي الإم ��ارة ‪ -‬على الرغ ��م من �أنه ق ��د يكون من‬ ‫المبك ��ر جد ًا التنب� ��ؤ في ‪ 2014‬بالن�سب ��ة �إلى ت�أثير‬ ‫"�إك�سبو" ومدى �شعور الأ�سواق به‪.‬‬ ‫موح ��دة ف ��ي جمي ��ع �أنح ��اء‬ ‫�إن ال�ص ��ورة لي�س ��ت َّ‬ ‫الإمارات مع �إتجاهات مختلفة بين �أبوظبي ودبي‪.‬‬ ‫فق ��د �شهدت العا�صمة �إنفاق ًا حكومي ًا قوي ًا وكبير ًا‪،‬‬ ‫ف ��ي حين �أنه في دبي‪ ،‬تب ��دو القطاعات الأ�سا�سية‬ ‫م ��ن التج ��ارة والخدم ��ات وال�سياحة تق ��وم ب�أداء‬ ‫قوي‪ ،‬كم ��ا يفيد بن ��ك "�ستان ��درد ت�شارت ��رد" في‬ ‫توقعات ��ه الإقت�صادية للعام ‪ 2014‬لدولة الإمارات‪.‬‬ ‫ك ��ان قطاع ال�سياحة و�س ��وق العقارات في دبي بين‬ ‫الأف�ضل �أداء في المنطقة‪ .‬وفي الإمارات ال�شمالية‬ ‫هناك خطوة للإ�ستثمار في الم�شاريع التي تتراوح‬ ‫بي ��ن مناطق �صناعية حرة �صغيرة �إلى موانئ على‬ ‫ال�ساحل ال�شرقي من الخليج العربي‪.‬‬ ‫ويح ��دد البنك ثالثة محركات رئي�سية للنمو لدولة‬ ‫الإم ��ارات ف ��ي الع ��ام ‪� .2014‬أو ًال الإ�ستثم ��ار ف ��ي‬ ‫القطاع غير النفطي من قب ��ل �أبوظبي‪ ،‬مع نفقات‬ ‫م�ستمرة بالتدفق لتحقيق التنمية و�أهداف التنويع‬ ‫الإقت�صادي في الإمارة على المدى الطويل‪.‬‬ ‫ويق� �دّر البنك ب�أن الإنفاق على الم�شاريع في العام‬ ‫‪� 2014‬سي�ص ��ل �إل ��ى ‪ 34‬ملي ��ار دوالر مع قائمة من‬ ‫الم�شاري ��ع الت ��ي ُمنحت م ��ن قبل كل م ��ن حكومة‬ ‫�أبوظبي والكيانات �شبه ال�سيادية‪.‬‬ ‫تغطي الم�شاريع الكبرى التو�سع في مطار �أبوظبي‬ ‫الدول ��ي الذي م ��ن �ش�أنه �أن يزي ��د القدرة من‬

‫ميناء دبي‪:‬‬ ‫مركز مهم للت�صدير‬

‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪33‬‬


‫الخليج العربي‬ ‫اإلمارات‬

‫الإقت�صاد ينتع�ش بال�سياحة ويزدهر بالتجارة ويتبختر بالنقل وينطح ال�سحاب بالبناء وال يهمه النفط‬

‫اإلمارات تعيش أحلى أيامها‪ ...‬اإلقتصادية!‬ ‫تتقاطع كل المعلومات ب�أن دولة الإمارات العربية المتحدة مقبلة هذا العام على �إنتعا�ش �إقت�صادي يريح‬ ‫م�س�ؤوليه��ا و�صن��اع ال�سيا�سة فيها‪ ،‬ولكن لي�س من طري��ق القطاع النفطي كما يتوق��ع البع�ض ولكن من‬ ‫طري��ق القطاعات غي��ر النفطية التي �أفاد �صندوق النقد الدولي ب�أنها �ستدفع بالنمو �إلى �أكثر من ‪ 4.5‬في‬ ‫المئة هذا العام‪.‬‬ ‫�أبو ظبي ‪� -‬سليم �سلوم‬ ‫ق ��د تكون �أبوظبي قد �إنزلقت �إلى نزاع‬ ‫عقيم م ��ع دولة قطر المجاورة حيث ال‬ ‫تظه ��ر حتى الآن بوادر ت�شير �إل ��ى �إنح�ساره‪ ،‬ولكن‬ ‫تح�سن� � ًا ملمو�س� � ًا مط ��رد ًا في الإقت�ص ��اد قد يكون‬ ‫مرحب� � ًا بها للإبتعاد من �ص ��داع العالقات‬ ‫فر�صة َّ‬ ‫ال�سيا�سي ��ة المزعج ��ة الت ��ي تع�ص ��ف ف ��ي مجل�س‬ ‫التعاون الخليجي‪.‬‬ ‫هن ��اك مجموع ��ة من الم�ؤ�ش ��رات التي توف ��ر �أدلة‬ ‫مقنع ��ة �إل ��ى �أن دولة الإم ��ارات العربي ��ة المتحدة‬ ‫ق ��د و�ضع ��ت الأزم ��ة المالي ��ة وراءها‪ ،‬وه ��ي الآن‬

‫ت�ستفيد بقوة من مكانتها كمالذ �آمن للم�ستثمرين‬ ‫الإقليميي ��ن الذي ��ن يب ��دون �سع ��داء م ��رة �أخ ��رى‬ ‫لإ�ستثمار �أموالهم فيها‪.‬‬ ‫ف ��ي تقييمه لحال ��ة االقت�صاد الإمارات ��ي في العام‬ ‫‪ 2014‬قدّم �صن ��دوق النقد الدول ��ي �صورة وردية‪.‬‬ ‫مدفوع� � ًا بالزخ ��م الم�ستم ��ر ف ��ي الإقت�ص ��اد غير‬ ‫النفطي‪ ،‬فقد عدّل ال�صندوق �أخير ًا توقعه لمعدل‬ ‫النمو في الإم ��ارات هذا العام �إرتفاع� � ًا �إلى ن�سبة‬ ‫‪ 4.5‬ف ��ي المئة من ن�سبة ‪ 3.9‬ف ��ي المئة المتوقعة‬ ‫قبل �أربعة �أ�شهر‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن معدل ‪ 4.5‬في المئة من الناتج المحلي‬ ‫الإجمال ��ي المتوق ��ع للنمو قد يتحول �إل ��ى �أن يكون‬

‫مطار �أبو ظبي الدولي‪� :‬سيتو�سع كي‬ ‫ي�ستطيع �إ�ستقبال ‪ 40‬مليون م�سافر في ال�سنة‬

‫‪32‬‬

‫العدد ‪ - 18‬ني�سان (�أبريل) ‪٢٠١4 -‬‬

‫عل ��ى الجان ��ب المحاف ��ظ‪ ،‬عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أن‬ ‫ال�ضعف الطفيف ف ��ي �أداء قطاع النفط والغاز قد‬ ‫ي�سرق الت�ألق من الأداء الإقت�صادي العام‪.‬‬ ‫وفق ًا لمجموعة "�سامبا" المالية‪ ،‬فقد نما �إقت�صاد‬ ‫الإم ��ارات بن�سب ��ة ‪ 4.5‬ف ��ي المئة الع ��ام الفائت‪،‬‬ ‫مدفوع� � ًا بزيادات كبيرة في انت ��اج النفط والمواد‬ ‫الهيدروكربونية الأخ ��رى‪ ،‬ف�ض ًال عن النمو القوي‬ ‫ف ��ي القطاعات غير النفطية‪ ،‬وخ�صو�ص ًا ال�سياحة‬ ‫والتجارة والنقل‪.‬‬ ‫من جهته‪� ،‬أ�شار م�ؤ�شر مديري الم�شتريات الأخير‬ ‫لم�ص ��رف �أت� ��ش �أ� ��س ب ��ي �س ��ي" (‪ ،)HSBC‬وهو‬ ‫مقيا� ��س لن�شاط ال�شرك ��ات في القط ��اع الخا�ص‪،‬‬


‫دبي‪� :‬إك�سبو ‪� 2020‬سيزيد من �إنتعا�شها‬

‫المحلي الإجمالي‪ ،‬مما يعك�س ب�شكل رئي�سي �أ�صول‬ ‫جهاز �أبوظبي للإ�ستثمار‪.‬‬ ‫�راخ في الإنتعا�ش الإقت�صادي‬ ‫�إذا كان هناك �أي ت � ٍ‬ ‫في الإم ��ارات‪ ،‬فهو يعك�س ب�شكل رئي�سي حقيقة �أن‬ ‫الب�ل�اد في مرحلة مختلفة من الدورة الإقت�صادية‬ ‫مقارن ��ة مع دول الخليج الأخ ��رى‪ .‬نظر ًا �إلى حجم‬ ‫�أزمة الديون قبل �أرب ��ع �سنوات‪ ،‬ف�إنه بب�ساطة كان‬ ‫يلزمها الكثير كذلك للنهو�ض مرة �أخرى‪.‬‬ ‫"لق ��د �إ�ستغرقت دولة الإمارات العربية المتحدة‬ ‫وقت ًا �أطول للتعافي‪ ،‬ونتيجة لذلك ف�إن الإقت�صاد ال‬ ‫يزال ي�شعرب�أنه يكت�سب �سرعة بد ًال من خ�سارتها"‪،‬‬ ‫يقول �سيمون ويليامز‪ ،‬كبير االقت�صاديين في ينك‬ ‫"�أت� ��ش �أ� ��س بي �س ��ي" (‪ )HSBC‬ف ��ي الإمارات‪.‬‬ ‫"التوقعات بالن�سبة �إلى ‪ 2014‬قوية ونمو ‪ 4.5‬في‬ ‫المئة الذي توقعه �صن ��دوق النقد الدولي قد يكون‬ ‫على الجانب المنخف�ض"‪ ،‬ي�ضيف‪.‬‬ ‫م ��ن جهته ��ا تقع دب ��ي �أي�ض ًا ف ��ي الموق ��ع الح�سن‬ ‫لموا�صل ��ة الإ�ستف ��ادة م ��ن ت�أثي ��ر الم�ل�اذ الآم ��ن‬ ‫الإقليمي‪ ،‬يقول غيلمور‪" :‬وهي لديها البنية التحتية‬ ‫لجذب ر�ؤو�س الأموال‪ ،‬من الم�ستثمرين الإقليميين‬ ‫المتوترين �سيا�سي ًا‪ ،‬التي ال تزال مرتفعة"‪.‬‬ ‫دبي حي ��ث الق�ص ��ة الإقت�صادية لدول ��ة الإمارات‬ ‫الموجهة‬ ‫هي الأقوى بقي ��ادة قطاعاتها الخدماتية ّ‬ ‫�إل ��ى الت�صدير‪ .‬ق ��وة قطاعات ال�سف ��ر‪ ،‬والتجارة‪،‬‬ ‫والخدم ��ات اللوج�ستي ��ة‪ ،‬وال�سياح ��ة‪ ،‬والتجزئ ��ة‪،‬‬ ‫�سوف تدعم ب�شكل قوي زيادة الن�شاط العقاري‪.‬‬

‫بالن�سبة �إلى العام ‪ ،2014‬يتوقع‬ ‫"�ستاندرد ت�شارترد" �أن تنمو التجارة‬ ‫الإجمالية في الإمارات في حدود ‪12‬‬ ‫�إلى ‪ 15‬في المئة‪ .‬و�سوف تقود هذا‬ ‫التو�سع مكانة دبي كبوابة �إلى ‪ 55‬في‬ ‫المئة من تدفقات التجارة لدول مجل�س‬ ‫التعاون الخليجي من خالل موانئها‬ ‫"جنب ��ا �إلى جنب مع النمو في الإنفاق الحكومي‬ ‫والإ�ستثم ��ار ف ��ي القط ��اع الخا� ��ص �ست ��رى �أي�ض ًا‬ ‫ت�صاعد ًا في خلق الإئتمان في دولة الإمارات كلها‬ ‫ف ��ي �سياق العام ‪ 2014‬والتي �ستدفع النمو"‪ ،‬يقول‬ ‫وليامز‪.‬‬ ‫ي�ستع ��د قطاع التج ��ارة والخدم ��ات الأ�سا�سية في‬ ‫دب ��ي لال�ستفادة بق ��وة من الديناميكي ��ة الإقليمية‬ ‫الم�ؤاتية‪ .‬دب ��ي‪ ،‬باعتبارها مركز ًا �إقليمي ًا‪ ،‬يمكنها‬ ‫�إلتقاط الزي ��ادات من التدفق ��ات التجارية‪ ،‬يقول‬ ‫بن ��ك �ستان ��درد ت�شارت ��رد‪ ،‬وال ��ذي ي�شي ��ر �إلى �أن‬ ‫التجارة غير النفطية للإم ��ارة �إرتفعت بن�سبة ‪16‬‬ ‫ف ��ي المئ ��ة (‪ 184‬مليار دوالر) ف ��ي الن�صف الأول‬ ‫من العام ‪ 2013‬وفق ًا لإح�صاءات الحكومة‪ ،‬مقابل‬

‫ت�سع ��ة في المئة (‪ 158‬ملي ��ار دوالر) في النمو في‬ ‫الفترة عينها من العام ‪.2012‬‬ ‫بالن�سب ��ة �إل ��ى الع ��ام ‪ ،2014‬يتوق ��ع "�ستان ��درد‬ ‫ت�شارت ��رد" �أن تنمو التج ��ارة الإجمالية في حدود‬ ‫‪� 12‬إل ��ى ‪ 15‬في المئ ��ة‪ .‬و�سوف تقود ه ��ذا التو�سع‬ ‫مكانة دب ��ي كبوابة �إلى ‪ 55‬ف ��ي المئة من تدفقات‬ ‫التجارة ل ��دول مجل�س التعاون الخليجي من خالل‬ ‫موانئه ��ا‪ .‬و�أ�ض ��اف "نتوق ��ع �أن تبق ��ى م�ستوي ��ات‬ ‫الإ�ستثم ��ار في المنطقة قوي ��ة‪ ،‬بقيادة الطلب على‬ ‫واردات ال�سل ��ع الر�أ�سمالي ��ة و�إف ��ادة القطاع ��ات‬ ‫اللوج�ستي ��ة والتجارية في الإم ��ارة"‪ ،‬يقول البنك‬ ‫في توقعاته للعام ‪.2014‬‬ ‫ف ��ي دبي‪ ،‬م ��ن المتوقع �أن يوفر القط ��اع ال�سياحي‬ ‫م�صدر ًا قوي� � ًا للنمو في الع ��ام ‪ ،2014‬على خلفية‬ ‫الم�سجل ��ة المثي ��رة‬ ‫بع� ��ض مع� �دّالت الإ�شغ ��ال‬ ‫ّ‬ ‫للإعجاب في العام الما�ضي‪ .‬لقد بلغ عدد ال�سياح‬ ‫�إل ��ى دبي في الأ�شهر ال�ستة الأولى من العام ‪2013‬‬ ‫حوال ��ي ‪ 5.5‬ماليي ��ن �شخ�ص‪� ،‬أي بزي ��ادة قدرها‬ ‫‪ 11‬ف ��ي المئة عن الفترة عينها م ��ن العام ‪.2012‬‬ ‫وقد بلغت ن�سبة الإ�شغال الفندقي ‪ 81.0‬في المئة‪،‬‬ ‫�صعود ًا من ‪ 75.5‬في المئة في ال�سابق‪.‬‬ ‫ولك ��ن‪� ،‬أكبر عالمة �إ�ستفه ��ام على المدى القريب‬ ‫تطرح عل ��ى الأداء االقت�صادي في الإمارات تحوم‬ ‫حول قط ��اع النف ��ط والغ ��از‪ ،‬وال يتوق ��ع المحللون‬ ‫�أن ت�ساه ��م الهيدروكربون ��ات ب�شك ��ل كبير في نمو‬ ‫الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي هذا العام‪.‬‬ ‫و ُق ��دِّ ر �إنتاج النفط الخام ف ��ي الإمارات ب ‪2.74‬‬ ‫مليون ��ي برميل يومي ًا في كان ��ون االول (دي�سمبر)‬ ‫‪� ،2013‬إرتفاع ًا م ��ن ‪ 2.5‬مليوني برميل في اليوم‬ ‫في العام الذي �سب ��ق (‪ ،)2012‬مع متو�سط​العام‬ ‫‪ 2013‬بل ��غ ‪ 2.8‬مليون ��ي برمي ��ل يومي� � ًا مقارن ��ة‬ ‫ب‪ 2.64‬مليون ��ي برميل يومي� � ًا في العام ‪ .2012‬ال‬ ‫ت ��زال دولة الإمارات في طريقه ��ا �إلى زيادة طاقة‬ ‫�إنت ��اج النفط الخام الى ‪ 3.5‬ماليين برميل يومي ًا‬ ‫بحلول العام ‪ 2017‬مع التعهد ب�إ�ستثمار مبلغ �ضخم‬ ‫قدره ‪ 52‬مليار دوالر لم�شاريع تو�سيع القدرات‪.‬‬ ‫ال �ش ��ك �أن �صانع ��ي ال�سيا�س ��ات ف ��ي الإم ��ارات‬ ‫�س ��وف يكون ��ون �أكث ��ر من �سع ��داء �إذا ك ��ان الأداء‬ ‫تراخ ف ��ي �أداء قطاع‬ ‫غي ��ر النفط ��ي يع ّو�ض عن �أي ٍ‬ ‫الهيدروكربونات‪.‬‬ ‫ولك ��ن في الوقت الراهن على الأق ��ل‪ ،‬يمكن لدولة‬ ‫الإم ��ارات العربي ��ة المتحدة �أن تك ��ون �سعيدة لأن‬ ‫الم ��زاج الإقت�صادي يتج ��ه ب�شكل ح ��اد في م�سار‬ ‫�إيجابي ت�صاعدي‬ ‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪35‬‬


‫الخليج العربي ¶ الإمارات‬ ‫�سبعة ماليي ��ن م�سافر �سنوي ًا الى ما يزيد على ‪40‬‬ ‫مليون� � ًا‪ ،‬ف�ض ًال ع ��ن المترو في الإم ��ارة و�شبكات‬ ‫ال�سك ��ك الحديدية الخفيفة‪ ،‬والتي من المتوقع �أن‬ ‫تبد�أ المناق�صات عليها في العام ‪.2014‬‬ ‫الم�شروع ��ات العمالق ��ة‪ ،‬مث ��ل معر�ض"�إك�سب ��و‬ ‫‪� ،"2020‬س ��وف تدعم النمو في ال�سنوات المقبلة‪،‬‬ ‫عل ��ى الرغم م ��ن �أن �صندوق النق ��د الدولي يح ّذر‬ ‫م ��ن �أن التكلف ��ة الإجمالي ��ة‪ ،‬و�سرع ��ة التنفي ��ذ‪،‬‬ ‫وتموي ��ل الم�شروع ��ات العمالقة الجدي ��دة ال تزال‬ ‫غي ��ر م�ؤكدة‪ .‬وم ��ن المتوقع �أن تنف ��ق حكومة دبي‬ ‫‪ 7‬ملي ��ارات دوالر على البنية التحتية ذات ال�صلة‪،‬‬ ‫بما في ذلك تو�سيع وتمديد خط المترو‪.‬‬ ‫"�إذا ل ��م تُن ّفذ بحكم ��ة‪ ،‬يمكن لهذه الم�شاريع �أن‬ ‫تُفاق ��م خطر ح ��دوث فقاعة في قط ��اع العقارات‪.‬‬ ‫وعالوة على ذلك‪ ،‬ق ��د تو ّلد وتخلق هذه الم�شاريع‬ ‫مخاط ��ر مالي ��ة �إ�ضافي ��ة للحكوم ��ة والنظ ��ام‬ ‫الم�صرف ��ي في دبي في �ضوء عبء الديون الذي ال‬ ‫ي ��زال كبير ًا ج ّراء �أزمة الع ��ام ‪ ،"2009‬يفيد بيان‬ ‫�صادر عن �صن ��دوق النقد الدولي في �أوائل �شباط‬ ‫(فبراير) الفائت‪.‬‬ ‫ً‬ ‫على الرغم من هذه المخاوف‪ ،‬ف�إن تناميا في ن�شاط‬ ‫تنفيذ الم�شاريع في البالد �سوف يقود �إلى نمو كبير‪.‬‬ ‫وق ��د �أجرت ال�سلطات تغييرات ف ��ي تمويل الم�شاريع‬ ‫الرئي�سية التي تم ت�صميمها لتعزيز فعاليتها‪.‬‬ ‫ف ��ي �أواخ ��ر الع ��ام ‪ ،2013‬نقل ��ت �أبوظب ��ي جمي ��ع‬ ‫م�شاري ��ع البن ��اء ف ��ي العا�صمة لتك ��ون تحت مظلة‬ ‫�شركة �أبوظبي للخدمات العامة (م�ساندة)‪.‬‬ ‫"التن�سي ��ق ه ��و المفت ��اح ل�ضم ��ان �أن الإنف ��اق‬ ‫الحكوم ��ي العال ��ي ال ي� ��ؤدي �إل ��ى �إرتف ��اع ح ��رارة‬ ‫االقت�ص ��اد‪ .‬وبالتالي‪ ،‬ف�إننا نعتب ��ر خطوة �أن تكون‬ ‫جمي ��ع م�شاريع البناء ف ��ي العا�صمة تحت �إ�شراف‬ ‫"م�ساندة" تطور ًا �إيجابي ًا نحو �إدارة النمو"‪ ،‬تقول‬ ‫كارال �سليم‪ ،‬الخبي ��رة الإقت�صادية ل�ش�ؤون ال�شرق‬ ‫الأو�سط في بنك "�ستاندرد ت�شارترد"‪.‬‬ ‫ف ��ي حين �أنه في الم ��دى القريب ق ��د يكون هناك‬ ‫بع� ��ض الركود فيما ت�أخ ��ذ �إع ��ادة التنظيم وقتها‪،‬‬ ‫ف� ��إن الأمر عل ��ى المدى الطوي ��ل ي�ضم ��ن تن�سيق ًا‬ ‫�أكث ��ر بالن�سبة �إل ��ى خط �أنابيب الم�ش ��روع وي�سمح‬ ‫بوفورات بحجم كبير‪ ،‬يقول البنك‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى ال ت ��زال ال�سيا�سة المالية في دولة‬ ‫الإمارات تخ ّف�ض النفقات بعد الزيادة الهائلة في‬ ‫الإنف ��اق ال ��ذي لوحظ ف ��ي �أعقاب الأزم ��ة المالية‬ ‫‪� .2009-2008‬إن �ضب ��ط الأو�ض ��اع المالية العامة‬ ‫هو هدف ال�سيا�سة الأ�سا�سي‪.‬‬

‫�أبو ظبي‪� :‬إنتعا�ش �إقت�صادي من دون نفط‬

‫الخبيرة الإقت�صادية كارال �سليم‪" :‬زيادة‬ ‫الإنفاق الحكومي �سيفيد النمو في‬ ‫�إقت�صاد �إمارة �أبوظبي ب�شكل عام‪ ،‬والقطاع‬ ‫غير النفطي على وجه الخ�صو�ص‪ ،‬ومع‬ ‫ذلك‪� ،‬إن زيادة الإنفاق الحكومي‪� ،‬إذا لم‬ ‫تتم �إدارته ب�شكل �صحيح‪ ،‬يمكن ان‬ ‫ي�ؤدي الى رفع حرارة الإقت�صاد"‬ ‫"زي ��ادة الإنف ��اق الحكوم ��ي �سيفي ��د النم ��و ف ��ي‬ ‫�إقت�صاد �إمارة �أبوظبي ب�شك ��ل عام‪ ،‬والقطاع غير‬ ‫النفط ��ي عل ��ى وج ��ه الخ�صو� ��ص"‪ ،‬تق ��ول �سليم‪.‬‬ ‫"ومع ذل ��ك‪� ،‬إن زيادة الإنفاق الحكومي‪� ،‬إذا لم‬ ‫تت ��م �إدارته ب�شكل �صحيح‪ ،‬يمكن ان ي�ؤدي الى رفع‬ ‫حرارة الإقت�صاد"‪.‬‬ ‫نظ ��ر ًا �إلى طموح ��ات كبح جماح الإنف ��اق‪ ،‬وتدفق‬ ‫عائ ��دات ت�صدي ��ر النف ��ط‪ ،‬ال ت ��زال الح�ساب ��ات‬ ‫�صحي ��ة‪ .‬ومن المتوقع‬ ‫المالي ��ة في الإم ��ارات تبدو ّ‬ ‫�ضبط �أو�ض ��اع المالية العامة التي يتعين تحقيقها‬ ‫من طري ��ق تر�شيد الإنف ��اق الر�أ�سمالي والإعانات‬ ‫والتحوي�ل�ات‪ ،‬في حي ��ن �أن الإنف ��اق �سيرتفع على‬ ‫ال�سل ��ع والخدم ��ات‪ ،‬والدف ��اع والأم ��ن‪ ،‬وفات ��ورة‬

‫الأجور‪ ،‬كما يتوقع �صندوق النقد الدولي‪.‬‬ ‫�إن الزي ��ادات ف ��ي الإنف ��اق المتوقع ��ة ف ��ي مناطق‬ ‫معين ��ة ‪ -‬م ��ع وج ��ود خطط لزي ��ادة الإنف ��اق على‬ ‫م�شاري ��ع الإ�سكان الإجتماعي ف ��ي �أبوظبي‪� -‬سيتم‬ ‫تعوي�ضها بتخفي�ضات في الإنفاق الر�أ�سمالي‪.‬‬ ‫وتقدر مجموع ��ة "�سامبا" المالي ��ة �أن الفائ�ض‬ ‫الموحد للإمارات تراجع الى حوالي ‪10‬‬ ‫المال ��ي ّ‬ ‫في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في العام‬ ‫‪ ،2013‬وتو ّقع ��ت المزي ��د م ��ن الإنخفا� ��ض �إلى‬ ‫‪ 6.6‬ف ��ي المئة بحلول الع ��ام ‪ ،2015‬مما يعك�س‬ ‫توقع ��ات �أقل وردي ��ة لعائدات النف ��ط و�إفترا�ض‬ ‫ت�صاع ��د الإنف ��اق م ��رة �أخ ��رى بع ��د التعزي ��ز‬ ‫الطفيف الأخير‪.‬‬ ‫وم ��ع ذلك‪ ،‬ي ��رى محلل ��ون �إلى �أن هن ��اك مخاطر‬ ‫مح ��دودة فقط م ��ن الإنفاق المتزاي ��د ب�شكل كبير‬ ‫و�سريع ج ��د ًا‪" .‬هناك القليل م ��ن البيانات متاحة‬ ‫للجمه ��ور ع ��ن الح�ساب ��ات المالي ��ة ف ��ي �أبوظبي‪،‬‬ ‫ولكن مما نعرفه �أنها قوية جد ًا و�إتخذت ال�سلطات‬ ‫نهج� � ًا �أكثر حذر ًا للإنفاق ف ��ي �أعقاب �إنهيار �سوق‬ ‫العق ��ارات في دبي"‪ ،‬يقول غيلم ��ور‪ .‬م�ضيف ًا‪" :‬في‬ ‫الواقع‪ ،‬با�ستثن ��اء مختلف نفقات الإنقاذ الكبيرة‪،‬‬ ‫ف� ��إن الإنفاق قد تم �إحت ��وا�ؤه ن�سبي� � ًا‪ ،‬وال �أتوقع �أن‬ ‫تواجه �أبوظبي �أي �صعوبات مالية"‪.‬‬ ‫لدى دولة الإمارات بع�ض الح�صون المالية الكبيرة‬ ‫حتى لو تعر�ضت ح�ساباتها ل�ضغوط م�ستمرة‪ .‬تم ّثل‬ ‫الم ّدخ ��رات الخارجي ��ة ‪ 100‬في المئ ��ة من الناتج‬


‫قمة الكويت الأخيرة‪� :‬أبرزت عجز الجامعة‬

‫�إنه ��ارت الديكتاتوريات القديم ��ة‪ ،‬كانت الجامعة‬ ‫تك�س ��ر التقاليد التي درجت عليها منذ فترة طويلة‬ ‫ب�شك ��ل غير متوق ��ع والمتمثل ��ة في ع ��دم التدخل‪:‬‬ ‫ف ��ي العام ‪ ،2011‬دعمت المنظم ��ة العربية فر�ض‬ ‫منطق ��ة حظ ��ر جوي ف ��وق ليبي ��ا وع ّلق ��ت ع�ضوية‬ ‫"الجماهيري ��ة"‪ .‬ف ��ي الع ��ام نف�س ��ه‪ ،‬دع ��ت �إلى‬ ‫�إ�ستقال ��ة الرئي� ��س ال�س ��وري ب�شار اال�س ��د ومن ثم‬ ‫ع ّلق ��ت ع�ضوية �سوريا‪ .‬في م ��وازاة ذلك‪ ،‬تو�سطت‬ ‫لإب ��رام �إتف ��اق �س�ل�ام م�ش� ��ؤوم م ��ع نظ ��ام الأ�سد‬ ‫و�أر�سلت مراقبي ��ن لمراقبة التنفي ��ذ‪ .‬على الرغم‬ ‫م ��ن �أن ه ��ذه المب ��ادرة كانت مثي ��رة للجدل‪ ،‬فقد‬ ‫�إ�ستط ��اع �ضابط �سوداني الفري ��ق �أول ركن محمد‬ ‫�أحم ��د م�صطف ��ى الداب ��ي‪ ،‬ال ��ذي يتمت ��ع بما� ٍ��ض‬ ‫�إ�ستب ��دادي خا� ��ص ال ��ذي تر�أ�س بعث ��ة المراقبين‬ ‫�إل ��ى بالد ال�شام‪ ،‬في �إعادة بع�ض الحياة الجديدة‬ ‫للم�ؤ�س�سة بعد �سباتها الطويل‪.‬‬ ‫بالت�أكي ��د‪� ،‬إن ع ��ودة حقيقي ��ة للمنظم ��ة �ستك ��ون‬ ‫مو�ض ��ع ترحيب عربي ًا ودولي� � ًا‪� .‬إن تفوي�ض منظمة‬ ‫جامع ��ة ال ��دول العربية ‪" -‬تقري ��ب العالقات بين‬ ‫ال ��دول الأع�ضاء وتن�سيق التع ��اون‪ ،‬والحفاظ على‬ ‫�إ�ستقالله ��ا و�سيادته ��ا" ‪ -‬ينبغ ��ي‪ ،‬م ��ن الناحي ��ة‬ ‫النظري ��ة‪ ،‬و�ضع ��ه للتعام ��ل م ��ع التحدي ��ات ف ��ي‬ ‫المنطق ��ة‪ .‬وهن ��اك العدي ��د منها‪ .‬ولك ��ن حتى في‬ ‫الأي ��ام العنيفة من العام ‪ ،2011‬ل ��م ُ‬ ‫تعل الجامعة‬ ‫�أب ��د ًا �إل ��ى م�ست ��وى طموحاته ��ا‪� .‬إن �إختراقاته ��ا‬ ‫القليلة‪ ،‬بما في ذلك الإجماع اله�ش على المبادرة‬ ‫العربي ��ة لل�سالم التي رعته ��ا ال�سعودية لو�ضع حد‬ ‫لل�ص ��راع الإ�سرائيلي الفل�سطيني في العام ‪،2002‬‬ ‫كان �إ�ستثناء ولي�س القاعدة‪.‬‬

‫�صنعت القمم العادية في‬ ‫معظمها عناوين ال�صحف لي�س لأنها �أ ّدت‬ ‫�إلى عمل عربي جماعي ولكن لأنها‬ ‫�أ ّدت �إلى تعميق الإختالفات‬ ‫وعدم العمل الجماعي‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪ ،2009‬ح ّل ��ل مارك ��و بينف ��اري‪� ،‬أ�ستاذ‬ ‫العل ��وم ال�سيا�سي ��ة ف ��ي الجامع ��ة الأميركي ��ة ف ��ي‬ ‫القاه ��رة‪ ،‬مح ��اوالت ّ‬ ‫تدخ ��ل وو�ساط ��ات جامع ��ة‬ ‫ال ��دول العربي ��ة ف ��ي ال�ش ��رق الأو�سط من ��ذ العام‬ ‫‪ .1945‬وكان ��ت النتائج التي تو�ص ��ل �إليها واقعية‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغم من �أن المنظم ��ة العربية تو�سطت في‬ ‫‪ 12‬من �أ�ص ��ل ‪� 20‬صراع ًا �إقليمي� � ًا �صغير ًا في تلك‬ ‫الفترة الزمنية‪ ،‬فقد �شاركت �أو تو�سطت في �سبعة‬ ‫فق ��ط من �أ�ص ��ل ‪ 36‬حرب ًا كبيرة بي ��ن الدول‪ .‬كما‬ ‫تدخل ��ت �أو تو�سطت الجامعة ف ��ي خم�س فقط من‬ ‫‪ 22‬حرب� � ًا �أهلية كبرى‪ .‬وعلى الأخ�ص‪ ،‬فقد ف�شلت‬ ‫المنظم ��ة ف ��ي التو�صل �إل ��ى ر ّد موح ��د للإحتالل‬ ‫العراق ��ي للكويت ف ��ي ‪ 1990‬وح ��رب الخليج التي‬ ‫تل ��ت ذلك‪ ،‬وحرب العراق الت ��ي قادتها �أميركا في‬ ‫العام ‪ .2003‬ف ��ي الآونة الأخيرة‪� ،‬صوتت الجامعة‬ ‫عل ��ى فر�ض منطق ��ة حظر جوي ف ��وق ليبيا‪ ،‬ولكن‬ ‫محاوالته ��ا للتو�ص ��ل الى وق ��ف لإط�ل�اق النار في‬ ‫�سوريا ف�شلت ف�ش ًال ذريع ًا‪ .‬ب�إخت�صار‪ ،‬لقد �صنعت‬

‫القمم العادية في معظمها عناوين ال�صحف لي�س‬ ‫لأنها �أدّت �إلى عمل عربي جماعي ولكن لأنها �أدّت‬ ‫�إلى تعميق الإختالفات وعدم العمل الجماعي‪.‬‬ ‫ف ��ي نواح كثي ��رة‪ ،‬هذا الف�ش ��ل ال�سيا�سي هو نتيجة‬ ‫للأ�س� ��س اله�ش ��ة التي قامت عليه ��ا المنظمة‪ .‬لقد‬ ‫ت�أ�س�ست الجامعة في الع ��ام ‪ 1945‬تج�سيد ًا للروح‬ ‫القومية العربية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إن الإعداد التنظيمي‬ ‫يتطل ��ب م ��ن الجامعة �أن تعمل تح ��ت رحمة الدول‬ ‫التي لم ت�أخذ من العروبة �إال الخطاب‪ .‬ويبدو هذا‬ ‫�أكثر و�ضوحا ف ��ي والية الجامعة التي تقت�صر على‬ ‫حماية الإ�ستقالل وال�سيادة‪ ،‬وقراراتها التي تتخذ‬ ‫بالغالبية هي ملزمة فقط لتلك الدول التي قبلتها‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن هذا غير كاف‪ .‬لك ��ي ت�ستطيع الجامعة‬ ‫لعب دور بناء في ال�سيا�سة الإقليمية‪ ،‬ف�إنها تحتاج‬ ‫�إل ��ى تحويل ذاتها م ��ن منتدى غير ف ّع ��ال للنقا�ش‬ ‫والخطاب ��ة �إلى مكان ل�صنع الق ��رار الحقيقي‪� .‬إن‬ ‫الخط ��وة الأكثر �أهمي ��ة هي �أن يح�ص ��ل تغيير في‬ ‫ميث ��اق المنظمة كي تك ��ون قراراتها ملزمة و قابلة‬ ‫للتنفي ��ذ‪ ،‬وهي نقط ��ة ردّدهااالمين العام للجامعة‬ ‫نبي ��ل العرب ��ي‪ ،‬م ��رار ًا وتك ��رار ًا في خطاب ��ه �أمام‬ ‫القم ��ة الأخيرة في الكويت‪ .‬و�شدّد على �أن الميثاق‬ ‫الت�أ�سي�سي كان بب�ساط ��ة "غير كاف" للمهام التي‬ ‫هي في متن ��اول �أيدينا‪ ،‬على الرغم م ��ن �أن �أمانة‬ ‫الجامع ��ة توافق عل ��ى ما يبدو ب� ��أن �أيديها ال تزال‬ ‫مق ّيدة‪.‬‬ ‫هنا‪ ،‬ينبغي عل ��ى جامعة ال ��دول العربية "�سرقة"‬ ‫�صفح ��ة من كت ��اب الإتح ��اد الأفريق ��ي‪ .‬بالت�أكيد‪،‬‬ ‫ل ��دى هذا الأخي ��ر عيوبه‪� :‬إن ��ه يعاني م ��ن التبعية‬ ‫المانح ��ة ويتناف�س م ��ع المنظم ��ات الإقليمية‬ ‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪37‬‬


‫العالم العربي‬ ‫الجامعة العربية‬

‫يمكن للمنظمة العربية �أن تتع ّلم من الإتحاد الأفريقي‬

‫هل إنتهى دور جامعة الدول العربية؟‬ ‫عندم��ا اجتمعت لجن��ة تح�ضيرية من ممثلين عن كل من �سوريا ولبن��ان والأردن والعراق وم�صر واليمن‬ ‫وال�سعودي��ة بين‪� 25 ‬أيلول (�سبتمب��ر)‪ ‬و‪ 7 ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر)‪ 1944 ‬ك��ان الهدف من ذلك الإجتماع‬ ‫البحث عن �سبل ت�ؤدي �إلى �صيغة توحّ د مواقف الدول العربية الم�ستقلة بما ال يم�س �إ�ستقاللها و�سيادتها‬ ‫وتعم��ل على ت�سهيل التعاون في ما بينها على كل ال�صعد الإقت�صادية وال�سيا�سية والإجتماعية والثقافية‪.‬‬ ‫و�إقت��رح يومها الوفد ال�س��وري ت�سمية هذه ال�صيغة الت��ي تربط الدول العربية ب"الإتح��اد العربي"‪ ،‬كما‬ ‫�إقترح الوفد العراقي ت�سميتها ب"التحالف العربي"‪� ،‬إال �أن الوفد الم�صري قدّ م ت�سمية "الجامعة العربية"‬ ‫لأن��ه ر�أها �أكث��ر مالءمة من الناحية اللغوية وال�سيا�سية‪ ،‬وتوافق ًا مع �أه��داف الدول العربية‪ .‬ثم ُنقِّح اال�سم‬ ‫لي�صي��ر "جامعة الدول العربية" حي��ث على �أ�سا�سها تكوّنت و�إنطلقت هذه المنظمة في ‪� 22‬آذار (مار�س)‬ ‫‪ 1945‬وكانت بذلك �أقدم منظمة دولية قامت بعد الحرب العالمية الثانية‪.‬‬ ‫ولك��ن بع��د حوال��ي ‪ 70‬عام ًا عل��ى ت�أ�سي�سها‪ ،‬هل قام��ت بالدور ال��ذي �أن�شئت من �أجل��ه بعدما تو�سّ عت‬ ‫م��ن ‪ 7‬دول عن��د ت�أ�سي�سها �إل��ى ‪ 22‬دولة عربية؟ وهل ما زال ميثاقها يتما�شى م��ع القرن الواحد والع�شرين‬ ‫وطموحات الدول العربية؟ وبالتالي هل ما زال هناك حاجة �إليها؟‬ ‫الكويت ‪ -‬خالد الديب‬ ‫في ‪� 19‬آذار (مار�س) الفائت �إختتمت‬ ‫جامع ��ة ال ��دول العربية �أعم ��ال قمتها‬ ‫ال�سنوي ��ة ال� �ـ‪ .25‬وعل ��ى الرغ ��م م ��ن منا�ش ��دات‬ ‫م�ست�ضي ��ف القم ��ة �أمي ��ر الكوي ��ت ال�شي ��خ �صب ��اح‬ ‫الأحم ��د في كلمت ��ه الإفتتاحي ��ة ال ��دول الم�شاركة‬ ‫بـ"تنحي ��ة الخالف ��ات جاني� � ًا"‪ ،‬ف ��ي �إ�ش ��ارة �إل ��ى‬ ‫ت�صاعد التوتر في المنطقة في ال�سنوات الأخيرة‪،‬‬ ‫فقد �إنتهت ال ��دورة العادية الت ��ي �إ�ستمرت يومين‬ ‫�إلى م� ��أزق م�ستم ��ر‪ .‬لقد رف� ��ض الم�شارك ��ون مع ًا‬ ‫فكرة الإعتراف ب�إ�سرائيل ك"دولة يهودية"‪ ،‬ولكن‬ ‫خالفاته ��م بقي ��ت م�ستفحل ��ة حول كل �ش ��يء �آخر‬ ‫تقريب ًا‪.‬‬ ‫كان ��ت التوقعات بالن�سب ��ة �إل ��ى دور جامعة الدول‬ ‫العربي ��ة (الت ��ي ل ��م تك ��ن قط عالي ��ة) ف ��ي �أدنى‬ ‫م�ستوى على االطالق قبل هذه القمة‪ .‬الإ�ستقطاب‬ ‫الإقليم ��ي ف ��ي �أعق ��اب "الربي ��ع العرب ��ي"‪ ،‬الذي‬

‫‪36‬‬

‫العدد ‪ - 18‬ني�سان (�أبريل) ‪٢٠١4 -‬‬

‫ح ّر� ��ض �أن�ص ��ار الإنتفا�ض ��ات‪ ،‬مث ��ل تون� ��س‪� ،‬ضد‬ ‫المدافعي ��ن ع ��ن الو�ض ��ع الراه ��ن‪ ،‬مث ��ل المملكة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودي ��ة و(ب�شكل متزاي ��د) م�صر‪ ،‬هو‬ ‫ج ��زء م ��ن الم�شكلة‪ .‬جزء �آخر ه ��و الإنق�سام حول‬ ‫"الإخ ��وان الم�سلمي ��ن"‪ :‬لق ��د و�صم ��ت المملك ��ة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودي ��ة وم�صر �أخي ��ر ًا الجماعة ب�أنها‬ ‫"منظمة �إرهابية"‪ ،‬ولكن قطر‪ ،‬الراعي الإقليمي‬ ‫ل"الإخ ��وان الم�سلمي ��ن"‪ ،‬توا�ص ��ل تقدي ��م الدعم‬ ‫لهم‪ ،‬وللأحزاب ال�سيا�سية التابعة للجماعة والتي‬ ‫ال ت ��زال في ال�سلط ��ة �أو لديها نف ��وذ �سيا�سي كبير‬ ‫في تون�س‪ ،‬والمغرب‪ ،‬وقطاع غزة‪� .‬أما �سوريا فهي‬ ‫ق�ضية �أخرى خالفية للغاية‪ ،‬حيث �أن دو ًال عدة من‬ ‫الأع�ضاء تقدّم دعم ًا ف ّعا ًال �إلى �أفرقاء مختلفة في‬ ‫مق�سم‬ ‫الحرب الأهلية‪ .‬الواق ��ع �إن ج�سم المنظمة ّ‬ ‫بين �أولئك الذين يخ�شون من �إيران و�أولئك الذين‬ ‫لديه ��م �آراء �أكثر اعتدا ًال بالن�سب ��ة �إلى ذلك‪ ،‬مثل‬ ‫لبنان والعراق‪.‬‬ ‫ب�سب ��ب ه ��ذه الخالف ��ات‪ ،‬رف� ��ض ق ��ادة المملك ��ة‬

‫العربي ��ة ال�سعودي ��ة والبحرين وعم ��ان والإمارات‬ ‫العربي ��ة المتحدة حتى ح�ضور القمة‪ .‬مع ذلك‪ ،‬لم‬ ‫تكن مقاعده ��م الوحيدة التي بقي ��ت فارغة‪ .‬فقد‬ ‫�أ�ص ��رت الجزائر والعراق عل ��ى رف�ضهما ب�أن تم ّثل‬ ‫المعار�ض ��ة ال�سوري ��ة دم�شق ر�سمي� � ًا (على الرغم‬ ‫من دعوة �أحمد الجرب ��ا‪ ،‬رئي�س االئتالف الوطني‬ ‫ال�سوري‪ ،‬لإلقاء كلمة في القمة)‪ .‬وتمنى قادة دول‬ ‫عدة الذي ��ن ح�ضروا لو لم يفعلوا ذلك‪ :‬لقد كانت‬ ‫القمة �أ�سا�س ًا فر�صة للمتحدثين لتبادل الإنتقادات‬ ‫والإتهام ��ات الم�ستت ��رة ح ��ول زعزع ��ة الإ�ستقرار‬ ‫الإقليم ��ي‪ .‬وعل ��ى الرغم م ��ن �إ�ش ��ادة الم�س�ؤولين‬ ‫ب"نج ��اح القم ��ة" و"النتائ ��ج الملمو�س ��ة"‪ ،‬ف� ��إن‬ ‫بياناتهم لم ت�ستطع �إخفاء حقيقة �أن الم�ؤتمر كان‬ ‫مجرد تذكي ��ر �آخر بعجز الجامع ��ة وطرح ال�س�ؤال‬ ‫عن حاجة وجودها بعدما يقرب من ‪ 70‬عام ًا على‬ ‫ت�أ�سي�سها‪.‬‬ ‫قب ��ل ثالث �سنوات فق ��ط‪ ،‬كانت �آف ��اق كتلة الدول‬ ‫ال� �ـ‪ 22‬الإقليمي ��ة العربية تبدو �أكث ��ر �إ�شراق ًا‪ .‬فيما‬


‫العالم العربي ¶ الجامعة العربية‬

‫نبيل العربي‪ :‬طالب ب�إدخال �إ�صالحات‬ ‫�إلى ميثاق الجامعة لتكون منظمة فاعلة‬

‫ال�شيخ �صباح الأحمد‪:‬‬ ‫طالب بتنحية الخالفات جانب ًا ولكن‪..‬‬

‫الفريق �أول ركن محمد �أحمد م�صطفى الدابي‪:‬‬ ‫�أيقظ دور الجامعة من �سباته العميق‬

‫مث ��ل الجماع ��ة الإقت�صادي ��ة لدول غ ��رب �أفريقيا‬ ‫والجماعة الإنمائية للجن ��وب الأفريقي‪ .‬مع ذلك‪،‬‬ ‫تح� � ّول الإتح ��اد خ�ل�ال العقد الفائت م ��ن ما�ضيه‬ ‫ال�سي ��ئ ال�سمع ��ة ك"ن ��ادي الطغاة" ‪ -‬كم ��ا �س ّمى‬ ‫العدي ��د �سابقته‪ ،‬منظمة الوح ��دة الأفريقية‪� -‬إلى‬ ‫العب رئي�سي في ال�سيا�سة الإفريقية المعا�صرة‪.‬‬ ‫لمواجه ��ة الإب ��ادة الجماعية في روان ��دا في العام‬ ‫‪� ،1994‬إجتم ��ع الق ��ادة الأفارق ��ة ف ��ي ليبي ��ا ف ��ي‬ ‫الع ��ام ‪ 1999‬لإع ��ادة النظ ��ر ف ��ي ميث ��اق منظمة‬ ‫الوح ��دة الأفريقي ��ة‪ .‬بع ��د ث�ل�اث �سن ��وات‪ُ ،‬ول ��د‬ ‫الإتح ��اد الإفريق ��ي ر�سمي� � ًا‪ .‬عل ��ى الرغ ��م من �أن‬ ‫ميث ��اق منظم ��ة الوح ��دة الأفريقي ��ة‪ ،‬مث ��ل ميثاق‬ ‫جامع ��ة ال ��دول العربي ��ة‪ ،‬طال ��ب بع ��دم التدخ ��ل‬ ‫و�سي ��ادة الدولة‪� ،‬إفترق االتحاد الأفريقي عن هذه‬ ‫المبادئ‪ .‬ف ��ي العام ‪� ،2004‬أن�ش� ��أ الإتحاد مجل�س‬ ‫ال�سلم والأمن المك ّون من ‪ 15‬ع�ضو ًا ل"منع و�إدارة‬ ‫وت�سوية النزاعات" ف ��ي المنطقة الأفريقية‪ .‬حتى‬ ‫ت ��م منحه القدرة على تمرير ق ��رارات ملزمة على‬ ‫ال ��دول االع�ض ��اء في "ظ ��روف خطي ��رة‪� ،‬أال وهي‬ ‫جرائم الحرب والإب ��ادة الجماعية والجرائم �ضد‬ ‫الإن�سانية"‪ .‬وعلى الرغم من �أنه �أبعد ما يكون عن‬ ‫الكمال‪ ،‬فقد لع ��ب الإتحاد الأفريقي منذ ت�أ�سي�سه‬ ‫دور ًا ن�شيط� � ًا في بوروندي و�شاطىء العاج ودارفور‬ ‫وجمهوري ��ة الكونغ ��و الديموقراطي ��ة وال�صومال‪،‬‬ ‫و�أخي ��ر ًا في مال ��ي‪ ،‬حيث �أ ّيد الإتح ��اد بعثة الدعم‬ ‫الدولي ��ة فيه ��ا و�ساع ��د ف ��ي تنظي ��م الإنتخاب ��ات‬ ‫الرئا�سية‪.‬‬ ‫خالف� � ًا لجامعة الدول العربي ��ة‪� ،‬إ�ستخدم الإتحاد‬ ‫الأفريق ��ي �أي�ض� � ًا كثي ��ر ًا العقوبات لدف ��ع �أهدافه‪.‬‬ ‫من جهتها فر�ض ��ت الجامعة العربية عقوبات على‬

‫�سوري ��ا في العام ‪ 2011‬ودع ��ت دائم ًا الى مقاطعة‬ ‫�إ�سرائي ��ل‪ ،‬ولك ��ن �إعتبار ًا من نهاي ��ة العام ‪،2013‬‬ ‫و�ض ��ع الإتح ��اد الأفريقي عقوبات عل ��ى ع�شر دول‬ ‫�أع�ض ��اء ( جمهوري ��ة �أفريقيا الو�سط ��ى ‪� ،‬شاطىء‬ ‫الع ��اج ‪ ،‬م�ص ��ر‪ ،‬وغينيا بي�ساو‪ ،‬وغيني ��ا كوناكري‪،‬‬

‫ومدغ�شق ��ر ومال ��ي وموريتانيا والنيج ��ر و توغو)‪.‬‬ ‫و عندم ��ا واج ��ه �إنقالب ‪ 2013‬ف ��ي القاهرة‪ ،‬ع ّلق‬ ‫الإتح ��اد ع�ضوية م�ص ��ر‪ .‬وهذا يقف ف ��ي تناق�ض‬ ‫�ص ��ارخ مع جامع ��ة ال ��دول العربية‪ ،‬الت ��ي �أر�سلت‬ ‫الأمي ��ن الع ��ام في جول ��ة دولية ل�ش ��رح "الظروف‬ ‫الإ�ستثنائي ��ة ف ��ي م�ص ��ر" و دعا العال ��م �إلى دعم‬ ‫الجي�ش في ه ��ذه "المرحلة الإنتقالية الح�سا�سة"‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أن ق ��رارات الإتح ��اد الأفريقي‬ ‫كانت مثيرة للجدل الكثير‪ ،‬والأمن الأفريقي العام‬ ‫م ��ا زال ه�ش ًا‪ ،‬ف�إن هذا الإتح ��اد على الأقل ّ‬ ‫يو�ضح‬ ‫وي�ؤكد على �أن العمل الجماعي �أمر ممكن‪ ،‬وكذلك‬ ‫الإ�صالحات الكبيرة للمنظمات الإقليمية‪.‬‬ ‫بالن�سب ��ة �إل ��ى جامع ��ة ال ��دول العربي ��ة‪ ،‬ال يمك ��ن‬ ‫للإ�صالح ��ات الكبيرة �أن ت�أتي � اّإل من خالل الدول‬ ‫العربي ��ة الأع�ض ��اء‪ .‬وكما ه ��و الو�ضع علي ��ه الآن‪،‬‬ ‫ف� ��إن الإرادة لمث ��ل هذا العمل تب ��دو محدودة‪ .‬في‬ ‫نهاية القم ��ة التي �إ�ستمرت يومي ��ن‪ ،‬وعدت الدول‬ ‫االع�ض ��اء ب"العم ��ل بح ��زم لو�ض ��ع ح ��د نهائ ��ي‬ ‫للإنق�سام ��ات"‪ .‬م ��ع ذلك‪ ،‬ما ينم ع ��ن الكثير هو‬ ‫�أن م ��ن قر�أ البيان الختام ��ي للم�ؤتمر ب�صوت عال‬ ‫لم يك ��ن �سيا�سي ًا من الوزن الثقيل ولكن كان خالد‬ ‫الج ��ار اهلل‪ ،‬وكيل وزارة الخارجي ��ة الكويتية‪ .‬على‬ ‫الرغم من �أن النجاح على المدى الق�صير بالتالي‬ ‫يبدو غير واقعي‪ ،‬هناك على الأقل بع�ض الأمل في‬ ‫�أن الكارث ��ة الجاري ��ة في �سوريا ل ��ن تفعل لجامعة‬ ‫ال ��دول العربي ��ة م ��ا فعلت ��ه الإب ��ادة الجماعية في‬ ‫روان ��دا لمنظمة الوح ��دة الأفريقية‪ .‬خالف ذلك‪،‬‬ ‫�سي�أتي يوم عندما ت�صبح جميع المقاعد ال‪ 22‬في‬ ‫م�ؤتم ��رات قمة الجامعة العربية �شاغرة ‪ -‬وال �أحد‬ ‫يهتم‬

‫على الرغم من �إ�شادة الم�س�ؤولين‬ ‫بـ"نجاح القمة" في الكويت و"النتائج‬ ‫الملمو�سة"‪ ،‬ف�إن بياناتهم لم ت�ستطع‬ ‫�إخفاء حقيقة �أن الم�ؤتمر كان مجرد‬ ‫تذكير �آخر بعجز الجامعة وطرح‬ ‫ال�س�ؤال عن حاجة وجودها بعدما يقرب‬ ‫من ‪ 70‬عام ًا على ت�أ�سي�سها‬ ‫لكي ت�ستطيع الجامعة لعب دور بناء‬ ‫في ال�سيا�سة الإقليمية‪ ،‬ف�إنها تحتاج‬ ‫�إلى تحويل ذاتها من منتدى غير ف ّعال‬ ‫للنقا�ش والخطابة �إلى مكان ل�صنع‬ ‫القرار الحقيقي‪� .‬إن الخطوة الأكثر‬ ‫�أهمية هي �أن يح�صل تغيير في ميثاق‬ ‫المنظمة كي تكون قراراتها ملزمة‬ ‫وقابلة للتنفيذ‬

‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪39‬‬


Brazilian Technology In Food Thermal Processing Motrice projects and manufactures heavy load equipment of high precision for the agribusiness and chemical industry. It works to innovate the conception of equipment focusing the commercial and production needs of the industry. As complemental services of processes engineering, Motrice makes available a research team with engineers dedicated to new concepts of products, besides a pilot plant for the development of processes and preparation of samples for market tests. Maintenance and technical support are also the focus of Motrice, which renders services of evaluation, recovery, reconditioning and modernization of complex machines, including from other suppliers.

For More information write to MOTRICE, R São Simão 36, P.O. Box: 82900-290, Curitiba, Paraná, Brazil, Phone: +5541-3366-7226 Or visit: www.motrice.com.br, or www.ippel.com.br Middle East & North Africa Agent: TERRASTONE FINANCE, Istanbul, Turkey For more Information visit: www.terrastonefinance.com


‫زهرت قبل مو�سمها في لبنان‬ ‫الفاكهة ّ‬

‫فق ��ط �إ�سرائيل تبدو �أنها لن تواج ��ه م�شاكل حادة‪،‬‬ ‫وذل ��ك بف�ض ��ل �إ�ستثماراته ��ا على الم ��دى الطويل‬ ‫ف ��ي محطات تحلي ��ة المي ��اه وتقني ��ات �إدارة المياه‬ ‫الرائدة‪.‬‬ ‫في العراق و �سوريا‪ ،‬حيث معظم البالد قاحلة جداً‬ ‫للزراعة‪ ،‬زادت الحرب الأهلية وعدم وجود مرافق‬ ‫تخزين مي ��اه من معاناة المجتمع ��ات الريفية التي‬ ‫تعتمد على زراعة المحا�صيل والثروة الحيوانية‪.‬‬ ‫وتظهر الدرا�س ��ات الميدانية القائمة‪ ،‬التي �أجرتها‬ ‫الأمم المتحدة‪� ،‬أن �أكثر من ‪ 30‬في المئة من الأ�سر‬ ‫ف ��ي الع ��راق و�سوري ��ا و �إلى ح ��د �أقل ف ��ي الأرا�ضي‬ ‫الفل�سطينية والأردن ‪ ،‬ترتبط بالزراعة‪.‬‬ ‫"�إن �إنت ��اج المحا�صي ��ل يتراجع ب�سب ��ب الجفاف‪،‬‬ ‫لذا في ه ��ذه الإقت�صادات الزراعي ��ة الرعوية ترى‬ ‫العدي ��د والعدي ��د م ��ن الأرواح الت ��ي تت�أث ��ر الآن"‪،‬‬ ‫ق ��ال ح�سين ‪ .‬وف ��ي العراق الذي ك ��ان يتباهى يوم ًا‬ ‫ب�إمت�ل�اك �أكبر م�ساحات من الأرا�ضي الخ�صبة في‬ ‫المنطقة‪ ...‬لم تم�ض �سوى ثالث �سنوات فقط على‬ ‫انتهاء �آخر دورة جفاف كبرى والتي �أثرت على �أكثر‬ ‫من ‪ 73‬في المئة من البالد‪ .‬‬ ‫وت�شير مقتطف ��ات من درا�سة ت�ش ��رف عليها الأمم‬ ‫المتح ��دة‪ ،‬ومن المنتظر ن�ش ��ر نتائجها قريب ًا‪� ،‬إلى‬ ‫�أن الجف ��اف في العراق �سي�ستمر و�ستزيد �شدته في‬ ‫الفت ��رة من ‪� 2017‬إلى ‪ 2026‬مم ��ا يزيد من �إعتماد‬ ‫واح ��د من �أكبر م�ستوردي الحب ��وب في العالم على‬ ‫واردات الغذاء الأجنبية‪ .‬وتق ��ول مقتطفات درا�سة‬ ‫االم ��م المتحدة ب�أن تركيا‪ ،‬حيث ينبع معظم موارد‬ ‫المياه للع ��راق و�سوريا‪ ،‬خف�ضت حج ��م المياه التي‬ ‫ت�ص ��ب ف ��ي نه ��ري دجل ��ة والف ��رات بوا�سط ��ة بناء‬ ‫ال�سدود لتلبية �إحتياجاتها المتنامية المحلية‪.‬‬ ‫ويق ��ول خبراء ف ��ي الزراعة ف ��ي �سوري ��ا �أن �ضعف‬ ‫الأمط ��ار في البالد قد �أ ّثر بالفعل على �إنتاج القمح‬

‫نهر الفرات‪� :‬شحت مياهه ب�سبب �سدود تركيا‬

‫المتوقع في ‪ 2014‬في المناطق الرئي�سية المعتمدة‬ ‫على الأمطار في �شمال �شرق البالد والمفتر�ض �أن‬ ‫تكون جاهزة للح�ص ��اد في حزيران (يونيو) وتموز‬ ‫(يوليو) المقبلين‪.‬‬ ‫وي�شي ��ر الخب ��راء �إلى �أن ��ه حتى �إذا هطل ��ت �أمطار‬ ‫وفي ��رة ف ��ي �آذار (مار� ��س) وني�سان (�إبري ��ل) ف�إن‬ ‫ذل ��ك ل ��ن ينقذ مح�ص ��ول الحب ��وب المعتم ��د على‬ ‫المطر وال ��ذي �إ�ستعد المزارع ��ون �أنف�سهم بالفعل‬ ‫لإ�ستخدامه علف ًا للما�شية‪.‬‬ ‫"عندم ��ا يكون هناك ت�أخير ف ��ي الأمطار‪ ،‬حينها‬ ‫�ستذوي الحب ��وب وتذبل في نهاي ��ة المطاف‪ .‬النمو‬ ‫ال�سن ��وي ل ��م يتحقق لي�أت ��ي المط ��ر لموا�صلة ن�ضج‬ ‫�سيقان النباتات"‪ ،‬قال الأ�سمر‪.‬‬ ‫وم ��ن المتوق ��ع �أي�ض� � ًا �أن ينخف� ��ض �أكث ��ر �إنت ��اج‬ ‫المحا�صي ��ل ف ��ي البالد الت ��ي تمزقه ��ا ال�صراعات‬ ‫التي كان ��ت تفاخر �سابق ًا بموا�س ��م القمح الوفيرة‪.‬‬ ‫�إن �إنت ��اج القمح في �سوريا مق ّي ��د الآن بالم�ساحات‬ ‫المزروع ��ة المروي ��ة الت ��ي تعتمد على نه ��ر الفرات‬ ‫والمي ��اه الجوفي ��ة‪ ،‬والت ��ي �شكلت قبل الع ��ام ‪2011‬‬

‫الجفاف الذي بلغت ذروة �شدته خالل‬ ‫عامي ‪ 2008‬و‪ ،2009‬و�إ�ستمر في العام‬ ‫‪� ،2010‬أعاد بع�ض الخبراء في �سوريا‬ ‫�سببه �إلى �إرتفاع �أ�سعار المواد الغذائية‬ ‫التي فاقمت التوترات الإجتماعية‪ ،‬وهذا‬ ‫بدوره ت�سبب في �إنتفا�ضة العام ‪2011‬‬ ‫�ضد الرئي�س ب�شار الأ�سد‬

‫ن�سب ��ة ال تتجاوز ‪ 40‬ف ��ي المئة من مجم ��وع الإنتاج‬ ‫ال�سنوي‪.‬‬ ‫قد يقل�ص الجفاف وال�صراع �إنتاج القمح الإجمالي‬ ‫في �سوري ��ا �إلي �أقل من ثل ��ث المح�صول قبل تفجر‬ ‫الأزم ��ة ف ��ي ‪ 2011‬وال ��ذي بل ��غ حجم ��ه نح ��و ‪3.5‬‬ ‫ماليي ��ن ط ��ن بحيث يزي ��د قلي�ل ً�ا عن ملي ��ون طن‬ ‫ف ��ي ‪ .2014‬ويق ��ول خبراء ف ��ي الزراع ��ة �أن �أف�ضل‬ ‫تقدي ��رات لمح�ص ��ول الع ��ام الما�ض ��ي ل ��م تتجاوز‬ ‫مليوني طن‪.‬‬ ‫الجف ��اف ال ��ذي بلغ ��ت ذروة �شدت ��ه خ�ل�ال عامي‬ ‫‪ 2008‬و ‪ ،2009‬و�إ�ستم ��ر ف ��ي الع ��ام ‪� ،2010‬أع ��اد‬ ‫بع�ض الخب ��راء في �سوريا �سببه �إل ��ى �إرتفاع �أ�سعار‬ ‫المواد الغذائية التي فاقمت التوترات الإجتماعية‪،‬‬ ‫وهذا ب ��دوره ت�سبب في �إنتفا�ض ��ة العام ‪� 2011‬ضد‬ ‫الرئي� ��س ب�شار الأ�س ��د‪" .‬قب ��ل الإحتجاجات‪ ،‬كانت‬ ‫�أ�سع ��ار الم ��واد الغذائية ترتفع‪ .‬ف ��ي الواقع‪ ،‬ب�سبب‬ ‫تكاليف الغذاء‪� ،‬إ�شتعلت الإحتجاجات‪ ،‬التي نجمت‬ ‫ع ��ن الجف ��اف و�إنع ��دام التخطي ��ط"‪ ،‬ق ��ال ح�سين‬ ‫الم�ست�شار في منظمة "الفاو"‪.‬‬ ‫وي�ؤك ��د �إقت�صادي ��ون زراعي ��ون �أن الم�صاع ��ب‬ ‫االقت�صادي ��ة تفاقم ��ت ب�سب ��ب تداع ��ي مخططات‬ ‫الإعان ��ة العام ��ة الت ��ي كان ��ت �سابق� � ًا ت ��و ّزع بكفاءة‬ ‫الأ�سمدة والبذور المدعومة �إلى ماليين المزارعين‬ ‫المت�ضررين من الجفاف في �سوريا والعراق‪.‬‬ ‫يتوقع خبراء في ال�شرق الأو�سط المزيد من دورات‬ ‫الجفاف المتكررة في ال�سنوات المقبلةة م�صحوبة‬ ‫بت�أخ ��ر موا�سم المط ��ر في ال�شتاء وه ��و ما �سيلحق‬ ‫�ضرر ًا بالفاكه ��ة من خالل الإزه ��ار ال�سابق لأوانه‬ ‫ويمنع محا�صيل الحبوب من النمو ب�شكل كامل‪.‬‬ ‫وق ��ال فادي �أ�سمر "دورات التغي ��ر المناخي �أق�صر‬ ‫الآن وهو ما يعني في النهاية‪� ...‬أمطار ًا �أقل ودورات‬ ‫جفاف �أكثر تواتر ًا "‬ ‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪41‬‬


‫العالم العربي‬ ‫زراعة‬

‫الجفاف يهدد المحا�صيل الزراعية والأحوال الإجتماعية‬

‫شتاء الغضب في الشرق األوسط‬ ‫و ّل��د واح��د من �أكثر ف�صول ال�شتاء جفاف ًا منذ عقود قلق ًا في منطق��ة ال�شرق الأو�سط و�شمال �أفريقيا‪ ،‬التي‬ ‫كان �إرتفاع �أ�سعار المواد الغذائية �أحد الأ�سباب الرئي�سية الذي �أدى �إلى الإ�ضطرابات الإجتماعية فيها‪.‬‬ ‫لندن ‪� -‬سمير الحلو‬ ‫يق ��ول خبراء الأم ��م المتح ��دة والمناخ‬ ‫ب�أن ف�ص ��ل ال�شتاء الأكث ��ر جفاف ًا الذي‬ ‫عرفت ��ه منطقة ال�شرق الأو�سط و�شمال �أفريقيا منذ‬ ‫عقودعدة قد ي�شكل تهديد ًا لأ�سعار الغذاء العالمية‪،‬‬ ‫مع ن�ضوب المحا�صيل المحلية وت�أزم �سبل المعي�شة‬ ‫للمزارعين‪.‬‬ ‫لق ��د �ضرب الجف ��اف بدرج ��ات متفاوتة م ��ا يقرب‬ ‫من ثلث ��ي الأرا�ض ��ي ال�صالحة للزراع ��ة المحدودة‬ ‫في �سوريا ولبن ��ان والأردن والأرا�ض ��ي الفل�سطينية‬ ‫والعراق‪.‬‬ ‫"�إذا نظرنا �إلى المئة �سنة الما�ضية فال �أعتقد �أننا‬ ‫�سنج ��د خم�سة �أعوام متتالية �شهدت منطقة ال�شرق‬ ‫الأو�سط و�شم ��ال �أفريقيا مثل ه ��ذا الجفاف"‪ ،‬قال‬ ‫محم ��د رافع ح�سين‪ ،‬وهو خبير بيئ ��ة �إقت�صادي في‬ ‫منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)‪.‬‬ ‫ف ��ي الواقع‪ ،‬لق ��د �أ�ض ّر مو�سم الجف ��اف فعلي ًا ب�آفاق‬ ‫مح�صول الحب ��وب في المناط ��ق ال�سورية و�إلى حد‬ ‫�أقل في العراق‪ .‬العديد من الدول التي ت�ضررت من‬ ‫الجف � ً‬ ‫�اف هي بالفعل م ��ن كبار ال ��دول التي ت�شتري‬ ‫الحبوب من الأ�سواق الدولية‪.‬‬ ‫"عندم ��ا يكون ل ��دى الحكومات التي ه ��ي م�س�ؤولة‬ ‫عن �إ�ستي ��راد المواد الغذائي ��ة الأ�سا�سية نق�ص ًا في‬ ‫الإنتاج‪ ،‬ف�سوف تذهب �إلى الأ�سواق الخارجية‪ ،‬حيث‬ ‫م ��ن دون �أدنى �شك �سيدفع الطلب الإ�ضافي ب�أ�سعار‬ ‫الغ ��ذاء العالمية �إلى �أعلى"‪ ،‬قال نكد خمي�س‪ ،‬خبير‬ ‫البذور وم�ست�شار منظمة الأغذية والزراعة‪.‬‬ ‫يفي ��د م�ؤ�شر "م�ستوى هطول الأمطار" ‪(Standard‬‬ ‫)‪ Precipitation Index‬ب� ��أن المنطق ��ة لم تعرف‬ ‫قلة �أمطار بالمعدل الذي عرفته في �شتاء ‪ 2014‬منذ‬ ‫الع ��ام ‪ 1970‬على الأقل‪ .‬كان هذا جزء ًا من النتائج‬

‫‪40‬‬

‫العدد ‪ - 18‬ني�سان (�أبريل) ‪٢٠١4 -‬‬

‫الرئي�س ب�شار الأ�سد‪� :‬إرتفاع �أ�سعار المواد الغذائية‬ ‫�ساهمت في �إ�شعال الإنتفا�ضة �ضده‬

‫الأولي ��ة لدرا�سة فنية م�شتركة ب�ش� ��أن �إدارة مخاطر‬ ‫الجف ��اف التي قامت بها وكاالت ع ��دة تابعة للأمم‬ ‫المتح ��دة‪ ،‬بما في ذلك منظم ��ة الأغذية والزراعة‪،‬‬ ‫وبرنام ��ج الأمم المتحدة الإنمائ ��ي واليون�سكو‪ ،‬قال‬ ‫ح�سين‪.‬‬

‫محمد رافع ح�سين‪ ،‬وهو خبير‬ ‫بيئة �إقت�صادي في منظمة الأمم‬ ‫المتحدة للأغذية والزراعة‪�" :‬إذا نظرنا‬ ‫�إلى المئة �سنة الما�ضية فال �أعتقد �أننا‬ ‫�سنجد خم�سة �أعوام متتالية �شهدت‬ ‫المنطقة مثل هذا الجفاف الذي يعرفه‬ ‫ال�شرق الأو�سط حالي ًا"‬

‫م�س�ؤولو �سلط ��ات المياه والزراع ��ة‪ ،‬جنب ًا �إلى جنب‬ ‫م ��ع الوكاالت المتخ�ص�صة في الأم ��م المتحدة‪ ،‬قد‬ ‫ب ��د�أوا في �إع ��داد خطط للإع�ل�ان ر�سمي ًا عن حالة‬ ‫الجف ��اف الت ��ي تنت�شر خ ��ارج ال�ش ��رق الأو�سط �إلى‬ ‫المغ ��رب وجنوب ًا حت ��ى اليمن‪ ،‬يفيد خب ��راء المناخ‬ ‫والم�س�ؤولون‪.‬‬ ‫�أ�صب ��ح الجف ��اف �أكث ��ر حدة ف ��ي �أجزاء م ��ن �شرق‬ ‫المتو�سط​​والعراق‪ ،‬في حين �أن �سوريا‪ ،‬التي �شهدت‬ ‫العدي ��د من موج ��ات الجفاف في العق ��ود الأخيرة‪،‬‬ ‫ت�ض ��ررت ب�شدة م ��رة �أخرى‪ ،‬يقول محم ��د الخولي‪،‬‬ ‫خبير الموارد الطبيعية في "بالننك" (‪،)Planinc‬‬ ‫وهي م�ؤ�س�سة �إ�ست�شارية دولية تر ّكز على الدرا�سات‬ ‫الجغرافي ��ة المكاني ��ة ف ��ي منطقة ال�ش ��رق الأو�سط‬ ‫و�أفريقيا‪.‬‬ ‫في الأردن‪ ،‬من بين ‪ 10‬بلدان تواجه �أ�سو�أ نق�ص في‬ ‫المي ��اه على م�ستوى العالم‪ ،‬ق ��ال وزير المياه والري‬ ‫ح ��ازم النا�صر ب�أن م�ستوى هط ��ول الأمطار كان في‬ ‫�أدناه منذ بدء الإحتفاظ ب�سجالت قبل ‪ 60‬عام ًا‪.‬‬ ‫حت ��ى بعد عا�صف ��ة ثلجية ثقيلة للغاي ��ة التي �ضربت‬ ‫المنطق ��ة ف ��ي منت�ص ��ف كان ��ون االول (دي�سمبر)‪،‬‬ ‫ال ت ��زال ال�سدود ف ��ي المملك ��ة ممتلئ ��ة ‪ ٪42‬فقط‪،‬‬ ‫بانخفا� ��ض ع ��ن ‪ 80‬في المئ ��ة في الع ��ام الما�ضي‪،‬‬ ‫يفيد م�س�ؤولون‪.‬‬ ‫ف ��ي لبن ��ان‪ ،‬حيث ج� � ّرد تغي ��ر المن ��اخ المنحدرات‬ ‫الجبلي ��ة م ��ن الثلج ال�ل�ازم لإعادة �شح ��ن �أحوا�ض‬ ‫المي ��اه الجوفية‪ ،‬ف� ��إن المطر هو ف ��ي "م�ستوى �أقل‬ ‫من المتو�سط​​"‪ ،‬يقول الم�ست�شار في الأمم المتحدة‬ ‫فادي الأ�سمر‪.‬‬ ‫كما �أكد على �أن تفاقم ال�ضغط على الموارد المائية‬ ‫ج ّراء الإ�ستخدام الم�سرف والهدر زاد ب�سبب وجود‬ ‫ما يقرب من مليون الجئ م�سج ّل منذ بد�أت الحرب‬ ‫الأهلية ال�سورية في العام ‪.2011‬‬


‫"الإخوان الم�سلمون" يعت�صمون في القاهرة‪ :‬كيف �ستواجه الدولة �إحتجاجاتهم‬

‫الرئي�س جمال عبد النا�صر‪ :‬واجه "الإخوان" بق�سوة‬

‫�أولئك الحكام الم�صريون الذين‬ ‫ح ّبذوا القمع �إعتمدوا في بع�ض‬ ‫الأحيان على و�سائل قانونية‪ :‬حظر‬ ‫الجماعة‪ ،‬و�ضع خطب الم�ساجد تحت‬ ‫�سيطرة الدولة‪ ،‬بما في ذلك المبادئ‬ ‫التوجيهية ب�ش�أن من الذي يمكنه‬ ‫الوعظ وما يمكن �أن يقول‪ ،‬ور�صد‬ ‫الن�شاط الخيري ب�شكل وثيق‬

‫المتتابعون قمع و�إ�ستخدام "الإخوان الم�سلمين"‪.‬‬ ‫�أولئ ��ك الذي ��ن ح ّب ��ذوا القم ��ع �إعتمدوا ف ��ي بع�ض‬ ‫الأحيان على و�سائل قانونية‪ :‬حظر الجماعة‪ ،‬و�ضع‬ ‫خطب الم�ساجد تحت �سيطرة الدولة‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫المب ��ادئ التوجيهية ب�ش�أن من الذي يمكنه الوعظ‬ ‫وما يمكن �أن يقول‪ ،‬ور�صد الن�شاط الخيري ب�شكل‬ ‫وثي ��ق‪ .‬ولكن في معظ ��م الأحيان‪ ،‬مال ��ت الأنظمة‬ ‫الم�صرية المتعاقبة �إل ��ى �إ�ستخدام تدابير قا�سية‬

‫�إل ��ى ح ��د كبير خ ��ارج القان ��ون‪ .‬م�ؤ�س� ��س الحركة‬ ‫ح�سن البنا‪ ،‬لم ُيلقَ القب�ض عليه و ُيحا َكم؛ �إنه قتل‬ ‫رمي� � ًا بالر�صا�ص ف ��ي العام ‪ ،1949‬م ��ن المحتمل‬ ‫من قبل ال�شرطة الم�صرية �إنتقام ًا لأعمال العنف‬ ‫الخا�ص ��ة التي ق ��ام بها "الإخ ��وان الم�سلمون" في‬ ‫ذلك الوقت‪ .‬وج ��اءت ذروة القمع ف ��ي خم�سينات‬ ‫و�ستين ��ات القرن الفائت‪ ،‬ف ��ي عهد الرئي�س جمال‬ ‫عبد النا�ص ��ر‪ ،‬الذي بنى محاك ��م �صورية لإر�سال‬

‫بع�ض ق ��ادة "الإخوان" �إلى حب ��ل الم�شنقة و�آالف‬ ‫�أكثر منهم �إلى مع�سكرات الإعتقال‪.‬‬ ‫خليفت ��اه‪� ،‬أنور ال�س ��ادات وح�سني مب ��ارك‪� ،‬إتّخذا‬ ‫نهج� � ًا مختلف� � ًا‪ّ ،‬‬ ‫وف�ضال �إحت ��واء "الإخ ��وان" بد ًال‬ ‫م ��ن محاول ��ة الق�ض ��اء عليه ��م‪ .‬بالن�سب ��ة �إلى كل‬ ‫م ��ن الرئي�سي ��ن ال�سابقين‪ ،‬كان اله ��دف هو �إبقاء‬ ‫الإ�سالميي ��ن ف ��ي "العراء" حيث يمك ��ن ر�صدهم‬ ‫و�سحب الدع ��م لهم من الجماعات المتطرفة‬ ‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪43‬‬


‫وادي النيل‬ ‫مصر‬

‫بعدما �إن�ضم الق�ضاة �إلى المعركة‬

‫مصر‪ :‬الحملة على "اإلخوان المسلمين"‬ ‫تدخل البالد في مرحلة جديدة‬ ‫ع ّل��ق الم�شير عبد الفت��اح ال�سي�سي بزته الع�سكرية في ال�شهر الفائت‪ ،‬و�أطل��ق العنان لعملية من �ش�أنها �أن‬ ‫ال للجمهوري��ة الم�صرية‪ .‬عقب �إجتم��اع للمجل�س الأعلى للقوات‬ ‫تنته��ي حتما ف��ي �إنتخابه رئي�س ًا مقب ً‬ ‫الم�سلح��ة‪� ،‬أعلن ال�سي�سي انه قد تقاعد من الجي�ش و�سيدخل ال�ساحة ال�سيا�سية‪ ،‬وقال بالعامية في كلمة‬ ‫بثّه��ا التلفزيون الر�سم��ي‪�" :‬أنا بكل توا�ضع �أعلن نيتي للتر�شح لرئا�سة جمهورية م�صر العربية "‪ ،‬م�ضيفاً‪:‬‬ ‫"�أنا �أعتبر نف�سي ‪ -‬كما كنت دائم ًا ‪ -‬جندي ًا مكر�س ًا ذاته لخدمة الوطن‪ ،‬في �أي موقف ي�أمره ال�شعب"‪.‬‬ ‫بالن�سب��ة �إلى العديد من المراقبين‪� ،‬إن �صعود ال�سي�سي الى ال�سلطة يمثل خطر ًا على عودة الو�ضع ال�سابق‬ ‫م��ن الحياة ال�سيا�سي��ة الم�صرية‪ .‬مرار ًا وتكرار ًا على م��دى الأ�شهر الثمانية الفائت��ة‪ ،‬على �سبيل المثال‪،‬‬ ‫ذهبت �صفحة الر�أي في "وا�شنطن بو�ست" الأميركية بعيد ًا في مهاجمة قائد الجي�ش ال�سابق لإنتهاكات‬ ‫الحكومة لحق��وق الإن�سان وحرمان البالد من الحريات الديموقراطية‪ .‬وفق��ا لل�صحيفة‪� ،‬إن الع�سكريين‬ ‫يق��ودون م�صر في الإتجاه المعاك�س ‪� -‬أ�سا�سا �إعادة ت�أ�سي�س النظ��ام ال�سيا�سي القديم على ح�ساب المثل‬ ‫العلي��ا لإنتفا�ض��ة ‪ .2011‬قبل ث�لاث �سنوات فقط �سقط ح�سن��ي مبارك‪ ،‬مع ذلك فق��د كُ تبت �أطنان من‬ ‫ال��ورق ع��ن ثورة م�صر المفقودة‪ .‬هذه التحلي�لات تبدو �صحيحة ‪ -‬م�صر لن تك��ون ديموقراطية في �أي‬ ‫وق��ت قري��ب‪ .‬ولكن‪ ،‬القاهرة ه��ي �أي�ضا لي�ست بيئة �سيا�سي��ة عقيمة التي يتخيلها النق��اد‪ ،‬حيث يفر�ض‬ ‫الم�ستبدون حكمهم فقط بوا�سطة الغاز الم�سيل للدموع والهراوات‪.‬‬ ‫م�س��ار البالد يبدو وا�ضح ًا �أنه �إ�ستبدادي‪ ،‬ولكن من المرج��ح �أن ت�شهد �سيا�سته تناف�س ًا �شديداً‪ ،‬حتى في‬ ‫ظل الرئي�س ال�سي�سي‪.‬‬ ‫القاهرة ‪ -‬هدى �أحمد‬ ‫بع ��د محاكم ��ة �سريع ��ة ف ��ي مدين ��ة‬ ‫المني ��ا الم�صرية‪ ،‬ب ��ات حبل الم�شنقة‬ ‫يه� �دّد ‪ 529‬م�صري ًا‪ .‬لقد �أُدي ��ن الرجال‪ ،‬الأع�ضاء‬ ‫المزعوم ��ون في جماع ��ة "الإخ ��وان الم�سلمين"‪،‬‬ ‫بقت ��ل �ضاب ��ط �شرط ��ة ف ��ي �أعم ��ال �شغب ف ��ي �آب‬ ‫(�أغ�سط� ��س) الما�ض ��ي‪ ،‬التي �إندلع ��ت بعد تدخل‬

‫‪42‬‬

‫العدد ‪ - 18‬ني�سان (�أبريل) ‪٢٠١4 -‬‬

‫ق ��وات الأم ��ن الم�صري ��ة بعنف لف ��ك �إعت�صامين‬ ‫لأن�ص ��ار الرئي� ��س المخل ��وع محم ��د مر�س ��ي ف ��ي‬ ‫القاه ��رة‪ ،‬مم ��ا �أ�سف ��ر عن مقت ��ل �أكثر م ��ن ‪800‬‬ ‫�شخ� ��ص‪ .‬المحاكمة الت ��ي �أُجري ��ت ب�سرعة فائقة‬ ‫و�صدرت الأحكام على �أ�سا�سها بفترة قيا�سية‪ ،‬من‬ ‫دون �أن ي�ستطي ��ع محامو الدف ��اع عر�ض ق�ضيتهم‪،‬‬ ‫ق ��د تبدو وك�أنه ��ا �إنعكا� ��س ب�سيط له ��ذا النوع من‬ ‫القم ��ع ال ��ذي كان قائم� � ًا قبل �إنتفا�ض ��ة م�صر في‬

‫‪ .2011‬لكنه ��ا في الواقع ت�ش ّكل عالمة على مرحلة‬ ‫جدي ��دة ف ��ي ال�ص ��راع الم�ستم ��ر منذ عق ��ود بين‬ ‫الدولة الم�صري ��ة و�أقدم و�أكبر جماع ��ة �إ�سالمية‬ ‫ف ��ي البالد‪ .‬ف ��ي النهاية‪ ،‬ف� ��إن ك ًال م ��ن الحكومة‬ ‫و"الإخوان الم�سلمين ‪ -‬جنب ًا �إلى جنب مع ال�شعب‬ ‫الم�ص ��ري الذي ي َّدعي كل فري ��ق التعبير ب�إ�سمه ‪-‬‬ ‫�سيكون من الخا�سرين‪.‬‬ ‫لأكث ��ر م ��ن ن�ص ��ف ق ��رن‪ ،‬ح ��اول حك ��ام م�ص ��ر‬


‫الم�شير عبد الفتاح ال�سي�سي‪ :‬م�ستقبل م�صر بين يديه؟‬

‫ح�سن البنا‪� :‬شكل خطراً فقتله النظام‬

‫�إلى ذلك‪ .‬لقد ق ��اد الق�ضاء العادي معظم الحملة‬ ‫الأخيرة عل ��ى جماعة "الإخ ��وان الم�سلمين"‪ ،‬من‬ ‫�أحكام مدينة المنيا �إلى محاكمات �أخرى لقيادات‬ ‫"الإخ ��وان"‪ .‬وف ��ي الوقت عين ��ه‪� ،‬إن�ضمت و�سائل‬ ‫الإعالم الحكومي ��ة‪ ،‬والم�ؤ�س�سة الدينية‪ ،‬والخدمة‬ ‫المدني ��ة‪ ،‬والم�ؤ�س�سات التعليمي ��ة جميع ًا �إلى هذا‬ ‫الجه ��د‪ .‬حت ��ى �أن بع� ��ض الأح ��زاب ال�سيا�سي ��ة‪،‬‬ ‫ومعظم و�سائل الإعالم الخا�صة‪� ،‬أ ّيدت ما يجري‪،‬‬ ‫على ما يبدو ب�إرادتها الحرة‪.‬‬ ‫ونتيج ��ة لذلك‪ ،‬ف� ��إن م�ؤ�س�سات الدول ��ة الم�صرية‬ ‫الت ��ي كانت تحظ ��ى ب�إحترام محل ��ي وخارجي لأنه‬ ‫كان ُينظر �إليها على �أنها فوق الخالفات ال�سيا�سية‬ ‫ ال�سلطة الق�ضائية ف�ض ًال عن الجي�ش‪ -‬تبدو الآن‬‫على �إ�ستع ��داد للم�شاركة في القم ��ع‪ .‬هذا التح ّول‬ ‫لي�س فقط ي�ض ّر بال�سمعة الدولية للق�ضاء والجي�ش‬ ‫ولك ��ن �أي�ض ًا يل ِّون كيفية ظهورهم ��ا محلي ًا‪ .‬بالتالي‬ ‫�أي تم ��رد ف ��ي الم�ستقب ��ل ق ��د ينقلب �ض ��د جميع‬ ‫�إدارات الدول ��ة‪ ،‬ولي�س فقط �ض ��د الرئي�س و�أولئك‬ ‫الم�س�ؤولي ��ن الذين ُيعتبرون م ��ن �أتباعه ‪ ،‬كما كان‬ ‫الحال في �إنتفا�ضة ‪� 2011‬ضد مبارك‪.‬‬ ‫ف ��ي الوقت الراهن‪ ،‬تت�صارع ه ��ذه الم�ؤ�س�سات مع‬ ‫م�س�أل ��ة ما يجب القي ��ام به لي�س حي ��ال الهجمات‬ ‫الإرهابي ��ة فح�س ��ب‪ ،‬بل بالن�سبة �إل ��ى المظاهرات‬ ‫الم�ستم ��رة الم�ؤ ّي ��دة للإخوان والم�ض ��ادة للع�سكر‬ ‫التي هزّت البالد من ��ذ خلع الجي�ش محمد مر�سي‬ ‫من من�صبه‪ .‬منذ ت�شتيته ��ا بوح�شية لإعت�صامات‬ ‫"الإخ ��وان" ف ��ي القاه ��رة ف ��ي �آب (�أغ�سط�س)‬ ‫الما�ضي‪ ،‬حاول ��ت ال�سلطات �سل�سلة من الخطوات‬ ‫القمعي ��ة الأخ ��رى‪ ،‬بم ��ا في ذل ��ك �إ�ص ��دار قانون‬

‫�شدي ��د الق�س ��وة لمكافح ��ة الإحتجاج ف ��ي ت�شرين‬ ‫الثان ��ي (نوفمب ��ر) الفائ ��ت‪ ،‬و�إعتب ��ار الإخ ��وان‬ ‫مجموع ��ة �إرهابي ��ة ف ��ي كان ��ون الأول (دي�سمبر)‬ ‫الما�ض ��ي‪ ،‬و�أحك ��ام الإع ��دام الأخي ��رة‪ .‬يب ��دو �أن‬ ‫�سل�سلة هذه التدابي ��ر الر�سمية تحمل بين ثناياها‬ ‫الذعر والغ�ضب على الم ��دى الق�صير من جماعة‬ ‫"الإخوان" وال تمثل �أي �إ�ستراتيجية طويلة الأجل‪.‬‬ ‫ولكن من طريق �إختي ��ار ال�سلطة لهذا الم�سار‪ ،‬قد‬ ‫يكون الجن ��راالت والق�ضاة في م�ص ��ر قد �أ�ضافوا‬ ‫م�شكلة جديدة �إلى قائمة م�شاكلهم‪.‬‬ ‫هناك ق�ضية واح ��دة تح ّير بع�ض المتابعين وتتمثلّ‬ ‫ف ��ي م�س�أل ��ة ما يج ��ب القي ��ام به م ��ع ما يق� �دّر ب‬ ‫‪ 19,000‬معتق ��ل‪ .‬فحت ��ى �إذا ق� � ّررت ال�سلطات في‬

‫م�ؤ�س�سات الدولة الم�صرية التي‬ ‫كانت تحظى ب�إحترام محلي‬ ‫وخارجي لأنه كان ُينظر �إليها على‬ ‫�أنها فوق الخالفات ال�سيا�سية ‪ -‬ال�سلطة‬ ‫الق�ضائية ف�ض ًال عن الجي�ش‪ -‬تبدو الآن‬ ‫على �إ�ستعداد للم�شاركة في القمع‪.‬‬ ‫ي�ضر بال�سمعة‬ ‫هذا التح ّول لي�س فقط ّ‬ ‫الدولية للق�ضاء والجي�ش ولكن �أي�ض ًا‬ ‫يل ِّون كيفية ظهورهما محلي ًا‬

‫نهاي ��ة المطاف �إطالق �س ��راح العديد منهم (لي�س‬ ‫هناك عالم ��ة على ذل ��ك حت ��ى الآن)‪ ،‬ف�إنها على‬ ‫الأرجح �ستح ��اول �إيجاد الأ�س� ��س القانونية لحفظ‬ ‫�آالف �آخرين في ال�سجون ل�سنوات‪� .‬إن المحاكمات‬ ‫الفردية �سوف تكون �أكثر م ��ن قدرة تح ّمل النظام‬ ‫الق�ضائ ��ي ف ��ي م�ص ��ر‪ ،‬كم ��ا �أن �إط�ل�اق �س ��راح‬ ‫المعتقلين‪ ،‬وكثير منهم قد تعر�ضوا للتعذيب‪ ،‬يهدّد‬ ‫بتوفير العديد من المج ّندين للجماعات الجهادية‪.‬‬ ‫ف ��ي المحاكم ��ات الجماعي ��ة �ضد �أع�ض ��اء جماعة‬ ‫"الإخوان" ‪ -‬هناك العديد منها جار حالي ًا‪ -‬ت�شمل‬ ‫مئات من الذين ما زال ��وا طليقين وع�شرات ب�شكل‬ ‫وا�ض ��ح لم ي�شاركوا في الح ��وادث المطروحة �أمام‬ ‫الق�ض ��اء‪ .‬عل ��ى الرغم من �أن الأحك ��ام قد تنعك�س‬ ‫�أو تخفف في الإ�ستئناف‪� ،‬إال �أنها قد تم ّهد الطريق‬ ‫للدورة الجارية من الغ�ضب والإنتقام‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ويجمع �أهل الخبرة عل ��ى �أنه لل�سير بعيدا من مثل‬ ‫ه ��ذا العر� ��ض المرعب يج ��ب �إج ��راء الم�صالحة‬ ‫ال�سيا�سي ��ة‪ ،‬والت ��ي على �أ�سا�سها تواف ��ق ال�سلطات‬ ‫على �إط�ل�اق �س ��راح المعتقلين‪ ،‬و�إ�سق ��اط ت�سمية‬ ‫الإره ��اب‪ ،‬و �إع ��ادة �إدماج "الإخ ��وان" في الحياة‬ ‫ال�سيا�سية في مقابل تع ّهد الجماعة بعدم �إ�ستخدام‬ ‫العن ��ف و قبوله ��ا ب�أن ��ه ال يمكن لمر�س ��ي �إ�ستعادة‬ ‫رئا�س ��ة الجمهوري ��ة‪ .‬لكنه حت ��ى الآن ‪ ،‬يعتبر كثير‬ ‫م ��ن الم�صريين �أن مجرد ذك ��ر كلمة "م�صالحة"‬ ‫هو فعل خيانة‪ .‬في نهاية المطاف يجب �أن تحدث‬ ‫"الم�صالح ��ة" �إذا كان ��ت م�ص ��ر تبغ ��ي الو�صول‬ ‫�إلى نوع م ��ن التوافق ال�سيا�سي عل ��ى غرار تون�س‪،‬‬ ‫وال ��ذي هو �أف�ضل �أمل من �أج ��ل الإ�ستقرار‪ .‬هناك‬ ‫بب�ساطة الكثير من الإ�سالميين وغير الإ�سالميين‬ ‫(م ��ن القوميي ��ن والليبراليي ��ن والي�ساريين) �ضد‬ ‫هيمن ��ة جانب واحد على الو�ضع ال�سيا�سي‪ .‬الخيار‬ ‫الآخ ��ر هو �إ�ستمرار العنف وع ��دم الإ�ستقرار‪ .‬لقد‬ ‫ترن ��ح نا�صر و ال�س ��ادات بين الأزم ��ات ال�سيا�سية‬ ‫الداخلي ��ة والخارجية خ�ل�ال رئا�ستيهم ��ا ؛ �أغتيل‬ ‫ال�س ��ادات من قب ��ل المتعاطفين م ��ع الإ�سالميين‬ ‫ف ��ي الجي�ش‪ .‬وكان مبارك قادر ًا على تهدئة البالد‬ ‫عندم ��ا نفَّر الإ�سالمي ��ون الكثير م ��ن الم�صريين‬ ‫ب�سب ��ب ال�ضحايا المدنية الت ��ي ت�سببوا بها‪ .‬اليوم‪،‬‬ ‫على الرغم من الإنق�س ��ام ال�سيا�سي‪ ،‬هناك نقطة‬ ‫واح ��دة قد يتوافق عليه ��ا معظم الم�صريين‪ :‬من‬ ‫المرج ��ح �أن ال يعم ��ل القم ��ع المتوا�ص ��ل ل�صال ��ح‬ ‫وم�ستقبل م�صر التي تعاني من م�شاكل �إقت�صادية‬ ‫وخيمة وحيث �سكانه ��ا �أ�صبحوا معتادين على خلع‬ ‫الر�ؤ�ساء من منا�صبهم‬ ‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪45‬‬


‫وادي النيل ¶ م�صر‬ ‫الغام�ض ��ة الت ��ي �أ ّي ��دت �إ�ستخدام العن ��ف‪ ،‬والذي‬ ‫كانت جماعة "الإخ ��وان" تخ ّلت عنه منذ �ستينات‬ ‫الق ��رن الفائ ��ت‪ .‬لق ��د �سم ��ح النظ ��ام ف ��ي عهدي‬ ‫ال�سادات ومبارك للجماع ��ة فتح مق ّرات ومراكز‪،‬‬ ‫و�أذن لبع�ض قادته ��ا بمتابعة الأن�شطة الإجتماعية‬ ‫والإقت�صادي ��ة والخيري ��ة‪ .‬حت ��ى �أنه �سم ��ح لقادة‬ ‫منه ��ا خو� ��ض الإنتخاب ��ات البرلماني ��ة كم�ستقلين‬ ‫�أو ف ��ي الأح ��زاب ال�سيا�سي ��ة العلماني ��ة‪ ،‬طالم ��ا‬ ‫�أنها وافق ��ت على ف�شلهم في معظ ��م المناف�سات‪.‬‬ ‫ولكن‪ ،‬في الوقت عينه‪� ،‬ض ّيق النظام في العهدين‬ ‫ال�سايقي ��ن الخن ��اق على ق ��ادة "الإخ ��وان"‪ ،‬حيث‬ ‫�أجرى تحقيقات حول تعامالتهم التجارية‪ ،‬و�ألقى‬ ‫القب� ��ض عل ��ى بع� ��ض �أتباعه ��م‪ ،‬وعم ��ل على ف�ض‬ ‫�إجتماعاته ��م وتجمعاته ��م �إذا ما تو�س ��ع الح�ضور‬ ‫جد َا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وتماما مث ��ل �سلفهما‪ ،‬ف�إنهما غالبا ما عمال خارج‬ ‫القنوات والم�ؤ�س�سات القانونية العادية‪ .‬ال�سادات‪،‬‬ ‫ال ��ذي كان واح ��د ًا م ��ن الق�ضاة ف ��ي محاكم عبد‬ ‫النا�ص ��ر ال�صوري ��ة‪ ،‬و�ض ��ع مجموع ��ة جديدة من‬ ‫المحاك ��م الخا�ص ��ة للأمن وحماي ��ة المجتمع من‬ ‫"ال�سلوك الم�شين"‪ ،‬ح�سب تعريف النظام‪ .‬تحت‬ ‫حك ��م مبارك‪ ،‬وا�صل نظامه م�سيرة �إ�ستهزاء عهد‬ ‫عب ��د النا�صر بالقانون فا�سح� � ًا المجال لمجموعة‬ ‫�أكث ��ر تنظيم ًا من الإج ��راءات والهياك ��ل‪ :‬محاكم‬ ‫�أمن الدول ��ة والمحاك ��م الع�سكري ��ة‪ ،‬والإعتقاالت‬ ‫التي تنفذ عل ��ى �أ�سا�س كالم القانون ولي�س روحه‪.‬‬ ‫عل ��ى �سبيل المثال‪� ،‬إذا تم ّك ��ن الأقارب من معرفة‬ ‫مكان �سجن �أحد �أف ��راد الأ�سرة المحتجز‪ ،‬ف�إنهم‬ ‫ق ��د يلج� ��ؤون �إل ��ى المحاك ��م للح�صول عل ��ى �أمر‬ ‫الإفراج عن ��ه‪ .‬واذا نجحوا و�أطلق �سراح المتهم ‪-‬‬ ‫فعلى الفور يعاد �إعتقاله من قبل جهاز �أمن �آخر‪.‬‬ ‫وبالتالي ف� ��إن تحرك الحكوم ��ة الم�صرية الأخير‬ ‫�ض ��د "الإخ ��وان الم�سلمي ��ن" يب ��دو وك�أن ��ه تكرار‬ ‫لأنم ��اط تاريخي ��ة‪ ،‬ولكن ف ��ي الإتج ��اه المعاك�س‪.‬‬ ‫لقد ح�صل ��ت جماعة "الإخوان" على و�ضع قانوني‬ ‫جي ��د لفت ��رة وجيزة بعد �إنتفا�ض ��ة ‪ - 2011‬و حتى‬ ‫ُ�سم ��ح لها بت�شكيل حزب �سيا�سي ‪ .‬ثم �سرقت منها‬ ‫المحكمة ه ��ذا الو�ضع مرة �أخرى؛ من جهتها فقد‬ ‫�أعلنتها الحكومة ر�سمي ًا �أنه ��ا منظمة �إرهابية في‬ ‫كان ��ون الأول (دي�سمبر) الما�ضي‪ ،‬على الرغم من‬ ‫�أن الحكوم ��ة ل ��م ت�ستطع �إثبات �إرتب ��اط الجماعة‬ ‫بهجم ��ات العن ��ف‪ .‬مج ��رد ع�ضوي ��ة ف ��ي جماع ��ة‬ ‫"الإخ ��وان الم�سلمين" غي ��ر قانوني‪ ،‬وعلى قوات‬ ‫الأم ��ن �أن تقرر من ال ��ذي‪ ،‬بال�ضب ��ط ‪،‬ينتمي �إلى‬

‫‪44‬‬

‫العدد ‪ - 18‬ني�سان (�أبريل) ‪٢٠١4 -‬‬

‫الرئي�س �أنور ال�سادات‪� :‬إغتاله الإ�سالميون‬

‫الرئي�س ح�سني مبارك‪ :‬حاول �إحتواءهم‪ ‬ولكن‬

‫الجماع ��ة‪ .‬في حك ��م المنيا الأخي ��ر‪ ،‬كانت هناك‬ ‫تقاري ��ر تفيد ب� ��أن بع�ض� � ًا من الذين ُحك ��م عليهم‬ ‫بالإع ��دام ك ��ان بالفع ��ل متوفي� � ًا في الوق ��ت الذي‬ ‫�إرتكبت خالله الجريمة‪.‬‬ ‫ت�شه ��د م�صر الآن عنف ًا �أقرب �إلى �أحلك فتراتها‪.‬‬ ‫القمع يعود بالذاكرة �إلى عهد عبد النا�صر‪-1952 :‬‬ ‫‪ ،1955‬حيث �سجن ما ال يقل عن ‪� 20,000‬شخ�ص‬ ‫(م ��ن الليبراليي ��ن والي�ساريين وكذل ��ك "الإخوان‬ ‫الم�سلمين")‪ .‬حالي� � ًا‪ ،‬تم �سجن �أكثر من ‪19,000‬‬ ‫�شخ�ص من ��ذ تموز (يولي ��و) �إم ��ا لم�شاركتهم في‬ ‫الإحتجاج ��ات �أو للإ�شتب ��اه ف ��ي �أنه ��م �أع�ضاء في‬ ‫جماع ��ة "الإخوان الم�سلمين"‪ .‬كم ��ا ُقتل �أكثر من‬ ‫‪ 2,500‬مدن ��ي و�أ�صي ��ب حوال ��ي ‪� 17,000‬آخري ��ن‬

‫بجروح في الإحتجاجات منذ �إطاحة مر�سي‪ ،‬وهي‬ ‫�أرق ��ام غي ��ر م�سبوقة حتى في وقت عب ��د النا�صر‪.‬‬ ‫عندما يتعلق الأمر بالعن ��ف من قبل الإ�سالميين‪،‬‬ ‫ي�شب ��ه المعدل على نط ��اق وا�س ��ع ت�سعينات القرن‬ ‫الفائ ��ت تح ��ت حك ��م مب ��ارك‪ ،‬عندما قت ��ل تم ّرد‬ ‫�إ�سالم ��ي متطرف ما يقدر بنح ��و ‪� 1,500‬شخ�ص‬ ‫على م ��دى �سبع �سنوات‪ ،‬بما في ذلك �إطالق النار‬ ‫على ال�سياح‪ ،‬وتفجيرات �صغيرة‪ ،‬و�إغتياالت رجال‬ ‫ال�شرط ��ة والم�س�ؤولي ��ن الحكوميي ��ن‪ .‬وزاد العنف‬ ‫�ض ��د �ضب ��اط ال�شرط ��ة والجي�ش ع�ش ��رة �أ�ضعاف‬ ‫من ��ذ الإنق�ل�اب عل ��ى مر�سي‪ ،‬م ��ع قتل نح ��و ‪300‬‬ ‫من ال�ضباط وع�شرات م ��ن المدنيين في هجمات‬ ‫قامت بها منظمات جهادية‪ ،‬مثل جماعة "�أن�صار‬ ‫بي ��ت المقد�س" ومقره ��ا �سيناء‪ ،‬في �سي ��ارات �أو‬ ‫تفجي ��رات �إنتحاري ��ة‪ ،‬تتحرك من طري ��ق �إطالق‬ ‫الن ��ار �أو نتيج ��ة لعب ��وات نا�سف ��ة �صغي ��رة‪ .‬وتلقي‬ ‫الحكومة باللوم علن� � ًا على "الإخوان" لكل هجوم‪،‬‬ ‫لكنها لم تق� �دّم دلي ًال على الروابط الت�شغيلية بين‬ ‫الجماع ��ة‪ ،‬التي تنفي تو ّرطه ��ا ب�شكل قاطع‪ ،‬وتلك‬ ‫التي تدّعي فع ًال م�س�ؤوليتها عن الهجمات ‪.‬‬ ‫ولك ��ن بالمقارنة مع العهود ال�سابق ��ة‪ ،‬هناك فرق‬ ‫جوهري في طريقة تعام ��ل الدولة مع "الإخوان"‪.‬‬ ‫ف ��ي عهد جمال عبد النا�ص ��ر – وكذلك ال�سادات‬ ‫ومبارك‪ -‬كان القمع م ��ن وظيفة الأجهزة الأمنية‬ ‫والمحاكم الخا�صة‪ .‬فقد ت�ص ّرف الق�ضاء في بع�ض‬ ‫الأحيان بمثابة كابح لنب�ضات الحكومة ال�سلطوية‪.‬‬ ‫الآن‪ ،‬جمي ��ع �أدوات الدول ��ة الم�صري ��ة تبدو تمام ًا‬ ‫عل ��ى متنها‪ .‬ف ��ي حين ك ��ان نا�صر يتحم ��ل العناء‬ ‫لإن�شاء محاك ��م �صورية‪ ،‬اليوم لي�ست هناك حاجة‬

‫في معظم الأحيان‪ ،‬مالت الأنظمة‬ ‫الم�صرية المتعاقبة �إلى �إ�ستخدام‬ ‫تدابير قا�سية �إلى حد كبير خارج‬ ‫القانون‪ .‬م�ؤ�س�س الجماعة ح�سن البنا‪،‬‬ ‫لم ُي َلق القب�ض عليه و ُي َ‬ ‫حاكم؛ �إنه‬ ‫قتل بالر�صا�ص في العام ‪ ،1949‬من‬ ‫المحتمل من قبل ال�شرطة الم�صرية‬ ‫�إنتقام ًا لأعمال العنف الخا�صة التي قام‬ ‫بها "الإخوان الم�سلمون" في ذلك الوقت‬


‫من قرارات موجعة ومريرة‪.‬‬ ‫وخ�ل�ال العامي ��ن الأخيرين‪ ،‬وبالنظ ��ر �إلى نق�ص في‬ ‫الم ��وارد الذاتي ��ة للدول ��ة‪ ،‬نتيج ��ة �إنح ��دار كبير في‬ ‫ن�س ��ب النمو من جه ��ة‪ ،‬والته ��رب ال�ضريبي من جهة‬ ‫ثانية‪ ،‬و�إفال�س �أ�صاب الم�ؤ�س�سات العمومية من جهة‬ ‫ثالث ��ة‪� ،‬إ�ضطرت حكومات حرك ��ة النه�ضة الإ�سالمية‬ ‫�إل ��ى الإقترا�ض الخارجي‪ ،‬ما دف ��ع بحجم المديونية‬ ‫التون�سي ��ة �إلى الإرتف ��اع من ‪ 37‬في المئ ��ة من الناتج‬ ‫الداخل ��ي الخ ��ام في الع ��ام ‪� 2010‬إل ��ى ‪� 50‬أو ‪ 51‬في‬ ‫المئ ��ة حالي ًا‪ ،‬وهو لي�س بالحج ��م الكبير في المطلق‪،‬‬ ‫لو لم يك ��ن م�صحوب ًا بعنا�صر خطي ��رة‪ ،‬متمثلة ب�أنها‬ ‫مديونية مرتفعة الكلف ��ة وق�صيرة في �آجال ال�سداد‪،‬‬ ‫�إ�ضاف ��ة‪ ،‬وه ��ذا الأخطر‪� ،‬أنها ل ��م تتوجه �إل ��ى زيادة‬ ‫الث ��روة‪ ،‬ورفع ن�سبة النمو‪ ،‬وتوفير فر�ص الت�شغيل‪ ،‬بل‬ ‫ل�سد ثغرات الإنفاق الحكومي الذي تتفق كل الجهات‬ ‫التون�سية والأجنبية على �أنه لم يكن ر�شيد ًا وال ي�ستند‬ ‫�إلى �أي حوكمة‪.‬‬ ‫ويق ��ول الخب ��راء الي ��وم �أن االنزالق بد�أ من ��ذ ت�شكيل‬ ‫حكوم ��ة حمادي الجبالي الأمي ��ن العام لحزب حركة‬ ‫"النه�ض ��ة"‪ ،‬الفائزة في �إنتخابات ‪ 23‬ت�شرين الأول‬ ‫(�أكتوبر) ‪ ،2011‬فبعد �أق ��ل من ‪� 6‬أ�شهر على ت�شكيل‬ ‫تل ��ك الحكوم ��ة �إ�ستق ��ال وزي ��ر المالية فيه ��ا ح�سين‬ ‫الديما�س ��ي‪ ،‬وهو �أ�ست ��اذ جامعي متمي ��ز (م�ستقل)‪،‬‬ ‫على م ��ا و�صفه "بخلفي ��ة غي ��اب �أي �إرادة في �إتخاذ‬ ‫الق ��رارات التي تنق ��ذ البالد من التوج ��ه نحو هاوية‬ ‫�سحيقة �إقت�صادي ��ة‪ ،‬وقلة �شجاعتها في مواجهة واقع‬

‫نق�ص التجربة والخبرة‪،‬‬ ‫وعدم الإدراك لطبيعة ما جرى في‬ ‫م�صر وما يجري في تون�س‪ ،‬وطبيعة‬ ‫القوة الإ�ستراتيجية للدولة الم�صرية‪،‬‬ ‫غ َّيب عن القيادات التون�سية الفوارق‬ ‫الكبيرة بين الحالتين ولم يجعلها‬ ‫ّ‬ ‫تتفطن �إلى �أن تون�س لي�ست م�صر‬ ‫متر ٍّد ويزداد تردي ًا‪ ،‬وذلك لأ�سباب �إنتخابية تمنع من‬ ‫�إتخاذ قرارات غير �شعبية"‪.‬‬ ‫وق ��د �إندفع ��ت "النه�ضة" م ��ع �شريكيها ف ��ي الحكم‪،‬‬ ‫حزب "الم�ؤتمر" وحزب "التكتل"‪ ،‬في �سباق محموم‬ ‫نحو زيادة الإقدام على �سيا�سات �إنتحارية خا�صة في‬ ‫المجال المالي للدولة‪.‬‬ ‫وعندم ��ا غ ��ادرت حكومة عل ��ي العري� ��ض (الحكومة‬ ‫الإ�سالمي ��ة الثاني ��ة) ال�سلط ��ة ف ��ي منت�ص ��ف كانون‬ ‫الثان ��ي (يناي ��ر) الما�ض ��ي‪ ،‬تحت ال�ضغ ��ط ال�شعبي‪،‬‬ ‫خلفت وراءها تركة ثقيلة و�إرث� � ًا �سيئ ًا‪ ،‬وموازنة للعام‬ ‫‪ُ 2014‬و�صفت ب�أنه ��ا �إفترا�ضية‪ ،‬لأنها لم تو ّفر مقابل‬ ‫�إنفاق‪ ،‬ال مهرب منه‪� ،‬إيرادات في مواجهته‪.‬‬

‫وتقول حكومة مهدي جمعة التي خلفتها‪ ،‬وهي حكومة‬ ‫تو�صف ب�أنها من الم�ستقلين المحايدين‪� ،‬أن النفقات‬ ‫المبرمجة غير قابلة لل�ضغط‪ ،‬ولكن الإيرادات لي�ست‬ ‫بحج ��م مقابل للنفق ��ات‪ ،‬وف�ض ًال ع ��ن �أن ن�سبة عجز‬ ‫الموازن ��ة ق ��د �إرتف ��ع �إرتفاعا كبي ��ر ًا حتى ف ��ي حالة‬ ‫توافر �إيرادات تغطي الإنفاق‪ ،‬ف�إن ذلك يعتبر مدعاة‬ ‫كبيرة للت�ضخم المال ��ي و�إرتفاع الأ�سعار‪ ،‬وهو �إرتفاع‬ ‫ما فت ��ئ يتعاظم من ��ذ �سنتين‪ ،‬ما ت�سبب ف ��ي �إنفجار‬ ‫حال ��ة الإ�ضراب ��ات والإعت�صامات المطالب ��ة بزيادة‬ ‫الأج ��ور‪ ،‬الأم ��ر ال ��ذي ال ت�ستطيع الدول ��ة اال�ستجابة‬ ‫�إليه‪ ،‬وما �أدّى بالتبعي ��ة‪� ،‬إلى �إنحدار كبير في الإنتاج‬ ‫والإنتاجية‪ ،‬وتقلي�ص الموارد‪.‬‬ ‫وذكر رئي�س الحكومة مهدي جمعة‪ ،‬وهو مهند�س كان‬ ‫ي�شتغل في م�ؤ�س�سة كبرى في فرن�سا و ُيعتبر قريب ًا من‬ ‫حزب "النه�ضة" الإ�سالمي‪ ،‬في �أول ات�صال �إعالمي‬ ‫ل ��ه مع المواطنين‪� ،‬أن الو�ضع �أعقد مما كان منتظر ًا‪،‬‬ ‫و�أن خزين ��ة الدولة خاوي ��ة‪ ،‬وحتى �صن ��دوق الأجيال‬ ‫الموروث من العهد ال�سابق‪ ،‬قد �أُنفقت كل مدّخراته‪،‬‬ ‫البالغة ‪ 2.5‬ملياري دينار (حوالي مليار و‪ 700‬مليون‬ ‫دوالر)‪ ،‬و�أن موازنة الدولة لتحقيق توازنها في حاجة‬ ‫�إلى ‪ 12‬مليار دينار‪ 7 ،‬منها معروفة الم�صادر‪ ،‬ولكن‬ ‫‪ 5‬منها غير متوفرة وال مبرمجة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫من هنا جاءت الجولة الخليجية تو�سال للح�صول من‬ ‫دول تل ��ك المنطقة على مدد مالي‪ ،‬ت�ستطيع الحكومة‬ ‫التون�سي ��ة بوا�سطت ��ه �سد ثغرات كبرى ف ��ي موازنتها‪،‬‬ ‫ه ��ذا ف ��ي �إنتظ ��ار جول ��ة �أخ ��رى �ستدفع ��ه ه ��و ووفد‬ ‫كبير لزي ��ارات لكل من فرن�سا ( �ألغي ��ت في الأثناء)‬ ‫والواليات المتحدة‪.‬‬ ‫و ك ��ان �أم ��ام الحكوم ��ة التون�سية مث ��ال م�صر‪ ،‬حيث‬ ‫�سارع ��ت ث�ل�اث حكوم ��ات خليجي ��ة‪ ،‬ه ��ي ال�سعودية‬ ‫والإم ��ارات والكوي ��ت لإ�سع ��اف القاه ��رة‪ ،‬بمج ��رد‬ ‫�سقوط حكم "الإخوان الم�سلمين"‪.‬‬ ‫و�إذ تحاول الحكومة التون�سية �إقامة توازن بين خروج‬ ‫"الإخوان" من ال�سلطة في م�صر‪ ،‬وخروج "النه�ضة"‬ ‫من الحكومة في تون�س (ال الحكم ب�إعتبارها ما زالت‬ ‫تمتل ��ك غالبي ��ة ن�سبية ف ��ي المجل� ��س الت�أ�سي�سي وهو‬ ‫�صاحب الق ��رار الف�صل)‪ ،‬ف�إن ذل ��ك ال يبدو‪� ،‬شديد‬ ‫الإقن ��اع لحكوم ��ات خليجي ��ة‪ ،‬باتت تعتب ��ر "الإخوان‬ ‫الم�سلمي ��ن"‪ ،‬مهما كانت تلويناته ��م‪ ،‬ي�شكلون خطر ًا‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫ولعل ��ه م ��ن الم�ؤل ��م لحكومة مه ��دي جمع ��ة �أن تكون‬ ‫فقدت كل �أمل في الح�صول على ما يدعم �سد ثغرات‬ ‫موازن ��ة الدولة من الدول الخليجية‪ ،‬مع �أن الأمل كان‬ ‫مت�ضائ�ل� ًا �أ�ص�ل� ًا في الح�ص ��ول على دع ��م كبير من‬ ‫�أوروبا والوالي ��ات المتحدة‪ ،‬فالحكوم ��ة التون�سية في‬ ‫حاج ��ة �أكيدة و�سريعة للح�ص ��ول على ‪ 5‬مليارات‬ ‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪47‬‬


‫المغرب العربي‬ ‫تونس‬

‫ذهب رئي�س حكومتها الجديد للبحث عن الإنقاذ فعاد بخفي حنين‬

‫تونس الغارقة في أزمة مالية خانقة‬ ‫لم تجد الترياق في الخليج!‬ ‫تواج��ه تون���س �أزمة مالية و�إقت�صادية ل��م تعرفها منذ �إ�ستقاللها قبل حوالي ‪ 60‬عام �اً‪ ،‬وهذا ما دفع برئي�س‬ ‫حكومته��ا الجديد مهدي جمعة بقي��ادة وفد من الوزراء ورجال الأعمال التون�سيي��ن والتوجه بزيارة �إلى‬ ‫دول مجل���س التع��اون الخليجي طلب � ًا للم�ساعدة على مواجه��ة العجز الهائل في الموازن��ة البالغ نحو ‪5‬‬ ‫ملي��ارات دين��ار والذي يهدد بالكارثة‪ ،‬ولكن يبدو �أنه لم يح�صد الكثي��ر من هذه الزيارة كما يبين التقرير‬ ‫التالي‪:‬‬ ‫تون�س ‪ -‬عبد اللطيف الفراتي‬ ‫أمل ُم� � ّرة �إنتهت �إليها الزيارة التي‬ ‫خيب ُة � ٍ‬ ‫�إعتبرت مهم ��ة‪ ،‬لوفد كبير م ��ن الوزراء‬ ‫ورجال الأعمال التون�سيي ��ن‪ ،‬برئا�سة رئي�س الحكومة‬ ‫مه ��دي جمعة‪ ،‬التي قام به ��ا �إلى خم�س دول خليجية‪،‬‬ ‫حي ��ث �إعت ��ذرت الدول ��ة ال�ساد�س ��ة �سلطن ��ة عم ��ان‬ ‫ع ��ن �إ�ستقبال الوف ��د (ب�سب ��ب تعار�ض ف ��ي روزنامة‬ ‫المواعيد)‪.‬‬ ‫خ�ص رئي�س الحكوم ��ة التون�سي الجديد منطقة‬ ‫وقد ّ‬ ‫الخليج بباكورة زياراته‪ ،‬مبا�شرة بعد الجارات الثالث‬ ‫الجزائر والمغرب وليبيا‪ ،‬وحتى قبل فرن�سا والواليات‬ ‫المتح ��دة ال�شريكتان التقليديت ��ان للتون�سيين‪ ،‬وذلك‬ ‫تو�س ًال و�أم ًال ف ��ي الح�صول على دفق مالي ُي�سهم في‬ ‫�إخ ��راج البالد من �أعتى �أزمة عرفتها منذ �إ�ستقاللها‬ ‫قبل قرابة ‪ 60‬عام ًا‪.‬‬ ‫انطلق ��ت الزي ��ارة بعي ��د منت�ص ��ف �آذار (مار� ��س)‬ ‫الفائ ��ت‪� ،‬أي بع ��د �شهرين فقط عل ��ى ت�شكيل حكومة‬ ‫و�صف ��ت بالمحايدة‪ ،‬بعد �إ�سق ��اط حكومة "النه�ضة"‬ ‫الإ�سالمي ��ة‪ ،‬تحت ق ��وة ال�ضغط ال�شعب ��ي‪ ،‬وبعد ف�شل‬ ‫�سيا�سي و�إقت�صادي و�إجتماعي كبير‪.‬‬ ‫وكان ��ت العا�صم ��ة تون� ��س ت�أم ��ل ب�أن تح�ص ��ل البالد‬ ‫عل ��ى م�ساع ��دات تم ّكنها من تج ��اوز الأزم ��ة المالية‬ ‫والإقت�صادي ��ة الخانق ��ة الت ��ي ورثته ��ا الحكوم ��ة‬ ‫الجديدة من الحكومتي ��ن النه�ضويتين الإ�سالميتين‬ ‫المتعاقبتي ��ن بي ��ن كان ��ون الأول (دي�سمب ��ر) ‪2011‬‬

‫‪46‬‬

‫العدد ‪ - 18‬ني�سان (�أبريل) ‪٢٠١4 -‬‬

‫الرئي�س المخلوع زين العابدين بن علي‪:‬‬ ‫الم�شكلة مع الخليج بد�أت معه‬

‫وكانون الثاني (يناير) ‪.2014‬‬ ‫وبدا �أن القيادات التون�سية الجديدة كانت تقيم خط ًا‬ ‫متوازي ًا مع م ��ا ح�صل في م�صر‪ ،‬بعد �إ�سقاط حكومة‬ ‫محمد مر�سي‪ ،‬عندما �أقدمت ثالث دول خليجية على‬ ‫تقدي ��م دفق مالي ف ��ي �صيف ‪ 2013‬بلغ ��ت قيمته ‪16‬‬ ‫مليار دوالر‪ ،‬بين هبات وقرو�ض مي�سرة‪ ،‬وم�ساعدات‬ ‫عيني ��ة متمثل ��ة في كمي ��ات مهمة من البت ��رول‪ ،‬وهي‬ ‫م�ساعدات تذكر جه ��ات مالية دولية‪� ،‬أنها بلغت لحد‬ ‫ال�ساعة ‪ 20‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫غي ��ر �أن نق� ��ص التجرب ��ة والخب ��رة‪ ،‬وع ��دم الإدراك‬ ‫لطبيع ��ة ما ج ��رى في م�صر وم ��ا يجري ف ��ي تون�س‪،‬‬ ‫وطبيعة القوة الإ�ستراتيجي ��ة للدولة الم�صرية‪ ،‬غ َّيب‬

‫عن القيادات التون�سية الفوارق الكبيرة بين الحالتين‬ ‫ولم يجعلها ّ‬ ‫تتفطن �إلى �أن تون�س لي�ست م�صر‪.‬‬ ‫وت�شه ��د تون�س حالي ًا �أزم ��ة مالية‪ ،‬مركب ��ة على �أزمة‬ ‫اقت�صادية ح ��ادة تتمثل �أ�سا�س ًا ف ��ي ن�ضوب ال�سيولة‪،‬‬ ‫وفي ّ‬ ‫تعطل حرك ��ة الإ�ستثمار مع ما يتبعها من تق ّل�ص‬ ‫ن�سبة النمو و�إنعدام �آفاق الت�شغيل‪.‬‬ ‫و�إذ ترك ��ت حكوم ��ة عل ��ى العري� ��ض "الإ�سالمي ��ة"‪،‬‬ ‫التي تحالفت مع حزبين �صغيري ��ن ن�سبي ًا وعلمانيين‬ ‫مبدئي� � ًا‪ ،‬البالد ف ��ي حالة ُيرثى له ��ا‪ ،‬وبموازنة للعام‬ ‫الحال ��ي بلغ ��ت ‪ 28‬مليار دينار تون�س ��ي �أي ما بين ‪18‬‬ ‫و‪ 19‬ملي ��ار دوالر‪ ،‬ف�إنه ��ا لم تنجح ف ��ي تعبئة الموارد‬ ‫الالزم ��ة لتمويل الإنفاق في ه ��ذه الموازنة المقترحة‬ ‫الذي ُو�ص ��ف ب�أنه غير منطقي‪ .‬وك ��ان على الحكومة‬ ‫الموالي ��ة التي دخلت على و�ضع �سيئ ج ��د ًا �أن ت�سعى‬ ‫�إلى ذلك‪.‬‬ ‫فقد بلغت تقديرات الإنفاق في �أجور العاملين بالإدارة‬ ‫العمومي ��ة �أي موظف ��ي الدول ��ة‪ 10 ،‬مليارات‪ ‬دين ��ار‪،‬‬ ‫وذل ��ك بعد �أن �أغرقت حكومتا النه�ضة (الإ�سالمية)‬ ‫الإدارة العمومي ��ة ب�أكثر من ‪� 100‬ألف موظف جديد‪،‬‬ ‫دون حاج ��ة �إليهم ولكن بالأ�سا�س لتر�ضية �أن�صارها‪،‬‬ ‫كما زادت في �أجور العاملين لدى الدولة دون �أثر على‬ ‫رفع الإنتاج وال الإنتاجية بل على العك�س‪ ،‬كما ارتفعت‬ ‫نفق ��ات الدع ��م في فت ��رة العامين الأخيري ��ن �إلى ما‬ ‫يقارب ‪ 5‬مليارات دينار دون �أي �إرادة فعلية للتقلي�ص‬ ‫م ��ن حجمه‪ ،‬وذلك لأ�سباب انتخابية‪ ،‬ولعدم �إغ�ضاب‬ ‫المواطنين لما يتطلب ��ه �أي اقتطاع من نفقات الدعم‬


‫المغرب العربي ¶ تون�س‬ ‫دين ��ار تون�س ��ي عل ��ى الأقل �س ��واء في �شكل هب ��ات �أو‬ ‫قرو� ��ض ل�سد الثغ ��رة المفتوحة ف ��ي موازنتها‪ ،‬والتي‬ ‫لي� ��س معروف� � ًا حت ��ى الآن كيف يمكن �أن يق ��ع �سدها‪،‬‬ ‫وبالتالي ت�أدية الدولة لإلتزاماتها‪ ،‬المتمثلة في الأجور‬ ‫ودف ��ع نفقات الدع ��م ‪ 5‬مليارات دين ��ار‪( ،‬حوالي ‪18‬‬ ‫ف ��ي المئة من الموازنة) و�س ��داد الدين وفوائده‪ ،‬مما‬ ‫يجعل �إحتم ��االت قيام الدولة با�ستثم ��ارات محدودة‬ ‫ج ��د ًا‪ ،‬ما يقلل من فر�ص النم ��و‪ ،‬وبالخ�صو�ص فر�ص‬ ‫العم ��ل في بل ��د بلغ فيه عدد العاطلي ��ن ‪� 700‬ألف‪� ،‬أي‬ ‫ما بين ‪ 15‬و‪ 17‬في المئة من طاقة العمل‪ ،‬بمن بينهم‬ ‫‪� 250‬ألفا حا�صلين على �شهادات عالية‪.‬‬

‫تقديرات خاطئة‬ ‫�إنطلق ��ت تقديرات حكومة مهدي جمعة حول �إحتمال‬ ‫الح�ص ��ول عل ��ى تمويالت منق ��ذة م ��ن دول الخليج‪،‬‬ ‫عل ��ى ح�ساب ��ات خاطئ ��ة‪ ،‬نتيج ��ة نق�ص ف ��ي الخبرة‬ ‫ف ��ي العالق ��ات الدولي ��ة‪ ،‬وعلى ع ��دم �إدراك للموقف‬ ‫الخليجي من تون�س‪.‬‬ ‫وق ��د لخ�صت �صحيفة "ال�صحافة" الحكومية الو�ضع‬ ‫بدق ��ة‪ ،‬فكتب ��ت تقول‪" :‬علمن ��ا من م�ص ��در مطلع �أن‬ ‫رئي� ��س الحكوم ��ة مه ��دي جمع ��ة والوف ��د المرافق له‬ ‫وجدوا �صعوبات كبرى خ�ل�ال زيارتهم الأخيرة لعدد‬ ‫م ��ن دول الخلي ��ج العرب ��ي‪ ،‬و�أن العالق ��ات م ��ع هذه‬ ‫البل ��دان ظه ��ر �أنه ��ا متردي ��ة ج ��د ًا‪ ،‬و�أن بداية هذا‬ ‫الت ��ردي تعود �إلى فترات �سابقة‪ ،‬لكنها �إزدادت ت�أزم ًا‬ ‫ف ��ي ال�سنتي ��ن الأخيرتين‪ ،‬وكان لت ��ردي م�ستوى هذه‬ ‫العالقات ت�أثير (�سلبي) في الح�صول على دعم مالي‬ ‫لإنعا�ش الإقت�صاد التون�س ��ي �أو ح�صول تون�س على ما‬ ‫كانت ت�صبو �إليه"‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف ��ت ال�صحيف ��ة‪�" :‬أن االنطب ��اع الحا�ص ��ل عند‬ ‫دول الخليج ه ��و �أن الحكومة التون�سي ��ة الحالية التي‬ ‫ير�أ�سها المهدي جمعة هي ن�سخة مكررة من حكومتي‬ ‫الترويكا ال�سابقتين‪ ،‬و�أن الوفد قد يكون وجد �صعوبة‬ ‫في الإقناع بغير ذلك"‪.‬‬ ‫المنطل ��ق �إذن ال ��ذي قاد له ��ذه الزيارة‪ ،‬ه ��و اعتقاد‬ ‫خاط ��ئ ب�أنها يمكن �أن تقدم لتون� ��س ما كانت قدمت‬ ‫مثي ًال له لم�صر‪ ،‬وهذا االعتقاد الخاطئ يمكن �إيجاد‬ ‫قاعدته في عن�صرين اثنين‪:‬‬ ‫العن�ص ��ر الأول‪ :‬ن�سي ��ان م�ستحي ��ل و�سيا�سات جديدة‬ ‫خاطئة ‪ :‬و�إذ ن�سي التون�سي ��ون وحكوماتهم المتعاقبة‬ ‫الما�ضي‪ ،‬ف�إن حكوم ��ات الخليج وخ�صو�ص ًا الحكومة‬ ‫الكويتي ��ة لم تن� ��س ال �سن ��ة ‪ ،1990‬وال الموقف الذي‬ ‫�إتخذه �آنذاك الرئي�س الأ�سبق زين العابدين بن علي‪،‬‬ ‫من م�شكلة الإجتياح العراقي للكويت‪.‬‬ ‫ورغ ��م الإيهام بالحي ��اد‪ ،‬ف�إن الموق ��ف التون�سي كان‬ ‫بو�ض ��وح وقتها �إل ��ى جانب �صدام ح�سي ��ن‪ ،‬ومن جهة‬

‫الرئي�س الم�ؤقت المن�صف المرزوقي‪:‬‬ ‫ت�أييده لـ"الإخوان الم�سلمين" �أزعج الخليجيين‬

‫را�شد الغنو�شي‪ :‬الحاكم الفعلي لتون�س‬ ‫دعم �صدام ح�سين �ضد الخليجيين‬

‫بدا �أن القيادات التون�سية‬ ‫الجديدة كانت تقيم خط ًا متوازي ًا مع‬ ‫ما ح�صل في م�صر‪ ،‬بعد �إ�سقاط حكومة‬ ‫محمد مر�سي‪ ،‬عندما �أقدمت ثالث دول‬ ‫خليجية على تقديم دفق مالي في‬ ‫�صيف ‪ 2013‬بلغت قيمته ‪ 16‬مليار‬ ‫دوالر‪ ،‬بين هبات وقرو�ض مي�سرة‪،‬‬ ‫وم�ساعدات عينية متمثلة في‬ ‫كميات مهمة من البترول‬ ‫ف� ��إن جانب� � ًا من القوميي ��ن الع ��رب التون�سيين الذين‬ ‫ك ��ان بع�ضهم محيط ًا بالرئي� ��س التون�سي وقتها دفعوا‬ ‫في اتج ��اه ت�أييد الرئي�س العراق ��ي‪ ،‬فيما وجد �سلوك‬

‫�ص ��دام ح�سي ��ن‪ ،‬وقب�ضت ��ه الحديدية ه ��وى في نف�س‬ ‫الرئي� ��س بن علي‪ ،‬ولعله اتخذه مثاال على ما ينبغي �أن‬ ‫يك ��ون عليه الحكم من بط�ش وق ��وة‪ ،‬و�إخ�ضاع لل�شعب‬ ‫ب�سيا�سات �شديدة ت�ضمن الوالء‪.‬‬ ‫و�إذ لم ي�أت ذلك ر�سمي ًا على ل�سان �أي من الم�س�ؤولين‬ ‫وقته ��ا‪ ،‬فق ��د �سارت ف ��ي �أو�س ��اط عدي ��دة‪ ،‬مقولة �أن‬ ‫الكوي ��ت خرجت من الجغرافيا ودخل ��ت في التاريخ‪،‬‬ ‫تلميح� � ًا �إلى �أن دول ��ة الكويت قد انته ��ت نهائي ًا‪ ،‬وهو‬ ‫م ��ا �إعتبر نفيا للوجود‪ ،‬وهو �أق�ص ��ى ما كان يمكن �أن‬ ‫ي�صي ��ب المرء �أو الدولة من �إحباط بالنظر �إلى �إنكار‬ ‫الوجود‪.‬‬ ‫ويذكر الكويتيون الآن ما �أقدم عليه الرئي�س التون�سي‬ ‫الأ�سب ��ق م ��ن �إر�س ��ال وف ��ود م ��ن كب ��ار الم�س�ؤولي ��ن‬ ‫ف ��ي الحكومة وف ��ي المعار�ض ��ة للتبليغ ع ��ن الموقف‬ ‫التون�سي‪ ،‬مع �إهمال �إر�سال وفد �إلى الحكومة الكويتية‬ ‫التي كانت م�ستق ��رة وقتها في الطائف (ال�سعودية)‪،‬‬ ‫ما �إعتب ��ر كويتي ًا وخليجي� � ًا بمثابة �سح ��ب الإعتراف‬ ‫بدولة الكويت و�إعتبار وجودها منتهي ًا‪.‬‬ ‫ولق ��د كانت الكويت تعتبر تون�س حقل تجارب ناجح ًا‪،‬‬ ‫للتع ��اون العرب ��ي – العربي‪ ،‬ففي الفت ��رة بين ‪1963‬‬ ‫و‪ 1990‬كان ��ت الكوي ��ت �أكب ��ر دول ��ة �أو م�ؤ�س�سة مالية‬ ‫عربي ��ة ودولي ��ة و�إفريقي ��ة‪� ،‬أقدم ��ت عل ��ى م�ساع ��دة‬ ‫تون� ��س �سواء عبر الهب ��ات �أو القرو� ��ض �أو الم�ساهمة‬ ‫ف ��ي ال�شركات‪ ،‬وكان ��ت م�ؤ�س�سة المجموع ��ة العقارية‬ ‫الكويتي ��ة المالك ��ة لم�ؤ�س�س ��ة "�أبو نوا� ��س" ال�سياحية‬ ‫ب�أن�شطته ��ا الفندقي ��ة وغي ��ر الفندقي ��ة ه ��ي �أكب ��ر‬ ‫م�ؤ�س�س ��ة �سياحي ��ة في تون� ��س بواقع ‪ 7‬ف ��ي المئة من‬ ‫مجموع طاقة الإيواء الفندقية في البالد‪.‬‬ ‫كما كانت الكويت قد وقفت �إلى جانب تون�س في �سنة‬ ‫‪ 1980‬بع ��د المحاولة الت ��ي قام بها العقي ��د القذافي‬ ‫لل�سيطرة عل ��ى تون�س مع جهات جزائرية من الجي�ش‬ ‫وخارج علم حكومة الرئي�س ال�شاذلي بن جديد‪.‬‬ ‫وك ��ان الكويتي ��ون يعتقدون في �سن ��ة ‪ 1990‬ب�أن تون�س‬ ‫باقي ��ة عل ��ى عه ��د بورقيب ��ة وعب ��د النا�ص ��ر‪ ،‬اللذين‬ ‫وقف ��ا �ض ��د �أطم ��اع الرئي� ��س العراق ��ي الأ�سب ��ق عبد‬ ‫الكري ��م قا�سم الذي حاول �ض ��م الكويت وفق مطامع‬ ‫بالح�صول على بترولها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫غي ��ر �أن بن علي وقف موقفا مغاي ��را‪ ،‬بل حاول ن�سف‬ ‫القم ��ة العربي ��ة ف ��ي القاه ��رة‪ ،‬التي �ش َّرع ��ت مطلب‬ ‫الكوي ��ت بالتدخ ��ل الدولي‪ ،‬وم ّكنت م ��ن قيام تحالف‬ ‫دولي قوامه ‪ 30‬دولة ال�ستعادة �إ�ستقالل دولة الكويت‪،‬‬ ‫منها بالخ�صو�ص �إلى جانب العمالق الأميركي م�صر‬ ‫و�سوريا‪.‬‬ ‫و�إذا لم يكن ذلك كافي ًا‪ ،‬ف� ��إن ال�شيخ را�شد الغنو�شي‬ ‫زعي ��م "النه�ضة"‪ ،‬ق ��د حج في تلك الفت ��رة من �سنة‬ ‫‪� ،1990‬إل ��ى بغ ��داد‪ ،‬وتم ت�صويره وق ��د ت�شابكت‬ ‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪49‬‬


SECDEB INC. We Handle Forex, Money Transfer & Remittance Services Worldwide

10F Philamlife Tower, 8767 Paseo De Roxas, Makati City, Manila, Philippines Tel: +632 901-4172, Email: fideliterinvest@aol.com

Or visit our website: www.stgeorgessociety.com


‫المغرب العربي ¶ تون�س‬ ‫ي ��ده مع يد الرئي� ��س العراقي ال�سابق م ��ع رفع عالمة‬ ‫الإنت�ص ��ار‪ ،‬في عملي ��ة ح�سابية‪ ،‬كانت تق ��وم على �أن‬ ‫�صدام ح�سين �سينت�صر في م�سعاه وي�ضم الكويت‪.‬‬ ‫ك ��ل ذلك‪� ،‬إذا ك ��ان التون�سي ��ون قد ن�س ��وه �أو تنا�سوه‪،‬‬ ‫ف� ��إن الخليجيين ل ��م ين�سوه‪ ،‬وربما ل ��ن ين�سونه‪ ،‬و�إذا‬ ‫ك ��ان بن علي ق ��د غ ��ادر ال�ساح ��ة‪ ،‬ف�إنه ��م ال ين�سون‬ ‫را�شد الغنو�شي الذي يعتبرونه الحاكم الفعلي لتون�س‬ ‫حالي ًا؛ كما �إنهم لم ين�سوا كيف دفعت حكومة بن علي‬ ‫والح ��زب الحاكم ال�شع ��ب التون�س ��ي لت�أييد الإحتالل‬ ‫العراق ��ي للكوي ��ت‪ ،‬والحملة ال�شر�س ��ة التي قامت بها‬ ‫غالبية ال�صحافة التون�سية �ضد الأنظمة الحاكمة في‬ ‫الخليج‪ ،‬تحت �أنظ ��ار و�أ�سماع �سلطة متو ّرطة في تلك‬ ‫الحملة من وراء ال�ستار‪.‬‬ ‫�أ�ض ��ف �إل ��ى ك ��ل ذل ��ك ما ظه ��ر م ��ن �سل ��وك رئي�س‬ ‫الجمهوري ��ة التون�سي ��ة الم�ؤق ��ت الحال ��ي من�ص ��ف‬ ‫المرزوق ��ي‪ ،‬وخ�صو�ص� � ًا ف ��ي الأمم المتح ��دة عندما‬ ‫خط ��ب من عل ��ى منب ��ر الجمعي ��ة العامة داعي� � ًا �إلى‬ ‫�إط�ل�اق �س ��راح الرئي� ��س المخل ��وع الدكت ��ور محم ��د‬ ‫مر�سي‪ ،‬الذي تعتقله ال�سلط ��ات الم�صرية الجديدة‪،‬‬ ‫و"ع ��ودة ال�شرعية"‪ ،‬وهو ما يب ��دو على خط مناق�ض‬ ‫تمام� � ًا لل�سيا�س ��ات الخليجي ��ة التي تعتب ��ر "الإخوان‬ ‫الم�سلمي ��ن" تنظيم� � ًا �إرهابي� � ًا‪ ،‬خ�صو�ص� � ًا بعدما تم‬ ‫الك�شف عن م�ؤامرة لقلب نظام الحكم في الإمارات‪،‬‬ ‫تق ��ف وراءه ��ا جماعة "الإخ ��وان" و�ص ��درت في حق‬ ‫المتورطي ��ن فيه ��ا �أحك ��ام قا�سية‪ .‬و م ��ا زال الرئي�س‬ ‫التون�س ��ي الحال ��ي بمواقف ��ه الأبع ��د ع ��ن التقالي ��د‬ ‫الديبلوما�سي ��ة المرعية‪ ،‬على ذل ��ك الموقف كما بدا‬ ‫�أخير ًا في القمة العربية في الكويت‪.‬‬ ‫ثاني ًا‪ :‬عن�صرالمقارن ��ات الإ�ستراتيجية الخاطئة‪ :‬في‬ ‫ما ع ��دا المواقف الم�صري ��ة في كل العه ��ود ب�إعتبار‬ ‫الجي� ��ش الم�ص ��ري راف ��د ًا مهم ًا للمنطق ��ة الخليجية‬ ‫الغنية ولكن ال�ضعيف ��ة �إ�ستراتيجي ًا ديموغرافي ًا‪ ،‬ف�إن‬ ‫م�ص ��ر تعتبر طرف ًا �ضروري ًا ف ��ي الدفاع عن المنطقة‬ ‫الخليجية‪ ،‬كما ك ��ان الأمر �سنة ‪� 1990‬أثناء الإجتياح‬ ‫العراق ��ي للكوي ��ت‪ ،‬وه ��و الإجتي ��اح الذي انته ��ى �إلى‬ ‫�إجالء �ص ��دام ح�سين عن الأرا�ض ��ي الكويتية في ‪28‬‬ ‫�شباط (فبراير) ‪ ،1991‬بم�شاركة الجي�ش الم�صري‪،‬‬ ‫ولكن بالخ�صو�ص بزعامة القوات الأميركية‪.‬‬ ‫وف ��ي الوق ��ت الحا�ضر ف� ��إن ال ��دول الخليجي ��ة تعتبر‬ ‫�أن الخط ��ر الداه ��م هو الخط ��ر الفار�س ��ي‪ ،‬ال�شيعي‬ ‫ال�صف ��وي‪ ،‬خ�صو�ص� � ًا و�أن لديه ��ا كلها تقريب� � ًا جزء ًا‬ ‫من ال�سكان ال�شيع ��ة‪ ،‬الذين يعود بع�ضهم بالوالء �إلى‬ ‫طه ��ران‪ ،‬خ�صو�ص ًا ف ��ي البحرين الت ��ي تعتبر غالبية‬ ‫�سكانه ��ا �شيعي ��ة‪ ،‬ومن هن ��ا ف�إنها تحت ��اج �إلى م�صر‬ ‫للدف ��اع عن نف�سها ف ��ي انتظار مدد �آخ ��ر‪ ،‬بالأ�سا�س‬ ‫�أميركي‪ ،‬في مثل هذه الحالة‪.‬‬

‫رئي�س الحكومة الجديد مهدي جمعة‪:‬‬ ‫زيارة خيبت �آماله‬

‫رئي�س الحكومة ال�سابق علي العري�ض‪:‬‬ ‫منح الحكومة الجديدة �إرث ًا ي�ؤدي �إلى الهالك‬

‫ويبل ��غ ق ��وام الجي� ��ش الم�ص ��ري ما بي ��ن ‪ 450‬و‪500‬‬ ‫�أل ��ف ع�سكري ف ��ي الخدم ��ة‪ ،‬ويعتبر ح�س ��ن الت�سليح‬ ‫والتدريب‪ ،‬وهو �أقوى جي�ش ف ��ي منطقة �إفريقيا كلها‬ ‫ومنطق ��ة ال�ش ��رق الأو�س ��ط با�ستثن ��اء �إ�سرائيل‪ ،‬هذا‬ ‫ع ��دا ما بي ��ن ملي ��ون و‪ 2‬مليوني رجل ف ��ي الإحتياط‪،‬‬ ‫يجري تدريبهم دوري� � ًا‪ ،‬والجي�ش الم�صري المعروف‬ ‫يع ��ود �إلى �أكثر م ��ن ‪� 5‬آالف �سنة‪ ،‬ولك ��ن بناء الجي�ش‬ ‫الم�ص ��ري الحديث يعود �إلى الخديوي محمد علي ما‬ ‫بين ‪ 1800‬و‪.1820‬‬ ‫�إذن ف� ��إن م�ص ��ر بو�صفه ��ا ق ��وة �إقليمية ولعله ��ا �أكبر‬ ‫ق ��وة �إقليمية‪ ،‬ف� ��إن توازناتها الداخلي ��ة تهم المنطقة‬ ‫الخليجي ��ة‪ ،‬لك ��ل م ��ا ع�س ��اه �أن يحدث‪ ،‬ويحت ��اج �إلى‬ ‫مدده ��ا‪ ،‬وهو م ��ا يف�س ��ر �إ�س ��راع ‪ 4‬دول خليجية �إلى‬ ‫�إ�سعاف م�صر بمجرد �سقوط حكم "الإخوان"‪ ،‬و�ضخ‬ ‫م ��ا ال يق ��ل عن ‪ 20‬ملي ��ار دوالر في ظ ��رف يقل عن ‪8‬‬ ‫�أ�شهر‪ ،‬وهو �ضخ قد يزداد في �آتي الأيام‪.‬‬ ‫والخط� ��أ التون�سي في توقع م ��دد و�ضخ خليجي �إذن ال‬ ‫يعود فقط‪� ،‬إلى ح�ساب الما�ضي بل وكذلك �إلى‪ ،‬وهذا‬ ‫مهم جد ًا‪� ،‬إلى ح�سابات �إ�ستراتيجية‪ ،‬ال يمكن لتون�س‬ ‫�أن تقدم مثي ًال لها‪ ،‬وال حتى �أن تقدمها بالمطلق‪.‬‬

‫وم ��ن هن ��ا ف�إن ��ه ال يمك ��ن المقارنة بي ��ن حاجة دول‬ ‫الخلي ��ج �إل ��ى م�ص ��ر‪ ،‬وع ��دم حاجته ��ا �إل ��ى تون�س‪،‬‬ ‫خ�صو�ص� � ًا و�أن المواق ��ف التون�سي ��ة المعلنة من قبل‬ ‫رئي� ��س الجمهوري ��ة وعالقات ��ه المتمي ��زة م ��ع قطر‪،‬‬ ‫تذهب في �إتج ��اه معاك�س تمام ًا‪ ،‬ل�سيا�سات المنطقة‬ ‫الخليجية في عمومها‪.‬‬ ‫�إن ال�سيا�س ��ة الخارجية في تون�س فق ��دت مق ّوماتها‪،‬‬ ‫التي ر�سمها الحبيب بورقيبة منذ ما قبل الإ�ستقالل‪،‬‬ ‫وا�ستمر عليه ��ا‪ ،‬و�ضبطها بم�ساع ��دات ديبلوما�سيين‬ ‫لهم باع‪ ،‬مثل �سي�سيل حوراني الم�ست�شار الديبلوما�سي‬ ‫اللبناني‪� ،‬أو لديبلوما�سيين تون�سيين‪.‬‬ ‫و�إذ تمي ��زت تلك ال�سيا�سات بنظ ��رة ثاقبة وب�صيرة‬ ‫نافذة‪ ،‬و�إت�سم ��ت ب�إ�ستمرارية ال �إنقط ��اع لها‪ ،‬ف�إنها‬ ‫�إنقطع ��ت من ��ذ الأخطاء الت ��ي �إرتكبها ب ��ن علي‪ ،‬ثم‬ ‫غرق ��ت ف ��ي �إرتجالية وتخب ��ط كبيرين من ��ذ و�صول‬ ‫"النه�ضة" �إلى الحكم‪ ،‬وت�سلم "العلماني" من�صف‬ ‫المرزوق ��ي رئا�س ��ة الجمهوري ��ة‪ ،‬وم ��ا زال ��ت تل ��ك‬ ‫ال�سيا�س ��ات تت�س ��م رغ ��م مح ��اوالت الإ�ص�ل�اح في‬ ‫ال�شهري ��ن الأخيرين‪ ،‬منذ قيام حكومة جمعة بكثير‬ ‫م ��ن مظاهر الهواية وقلة الإحترافي ��ة‪ ،‬و�إال لما تمت‬ ‫قراءة خاطئة تمام ًا‪ ،‬لإحتماالت تعبئة موارد جديدة‬ ‫من دول خليجية ما زالت مت�أثرة ب�أخطاء ‪.1990‬‬ ‫ولق ��د حاول رئي�س الحكومة مهدي جمعة تقديم �آيات‬ ‫الت�أيي ��د للمواق ��ف الخليجية في ت�صري ��ح م�شهود له‬ ‫ل�صحيف ��ة "الريا� ��ض" ال�سعودي ��ة عب ��ر الت�أكيد على‬ ‫"�إن�سجام الموقف التون�سي مع المواقف والقرارات‬ ‫ال�سعودي ��ة الأخي ��رة " التي لم يخف عل ��ى المراقبين‬ ‫ما جاء فيها من �إعتبار "الإخوان الم�سلمين" جماعة‬ ‫�إرهابي ��ة‪ ،‬غي ��ر �أن ��ه وبع ��د الع ��ودة �إلى تون� ��س خفف‬ ‫كثي ��ر ًا م ��ن تلك المواق ��ف عبر ت�صحيح ��ات مترددة‬ ‫جاءت على ل�س ��ان الناطق الر�سم ��ي بل�سان الحكومة‬ ‫ن�ض ��ال الورفلي‪ ،‬حيث وجد رئي� ��س الحكومة الجديد‬ ‫نف�س ��ه بي ��ن الني ��ران المتقاطعة رغم ع ��دم �إعالنها‬ ‫ل"النه�ضة" الحزب الأه ��م والما�سك بغالبية ن�سبية‬ ‫كبيرة ف ��ي البرلمان والم�ؤيد الكبي ��ر للدكتور مر�سي‬ ‫و"�شرعيت ��ه"‪ ،‬ورئي� ��س الجمهوري ��ة‪ ،‬الما�سك ح�سب‬ ‫الد�ستور برواف ��ع ال�سيا�سة الخارجية للبالد والم�ؤيد‬ ‫لمر�سي و"الإخوان الم�سلمين"‪.‬‬ ‫كل ه ��ذا ال يخ ��دم توجه ��ات رئي�س الحكوم ��ة‪ ،‬الذي‬ ‫ي�سع ��ى جاه ��د ًا �إل ��ى �إخراج الب�ل�اد م ��ن كبوتها‪ ،‬مع‬ ‫واق ��ع يجد فيه ب� ��أن الما�سكين الحقيقيي ��ن بالحكم‪،‬‬ ‫"النه�ض ��ة" ورئي� ��س للجمهوري ��ة ال يهمهم ��ا كثي ��ر ًا‬ ‫م�صلح ��ة البالد‪ ،‬ه ��ذا �إذا كانا عل ��ى �إدراك حقيقي‬ ‫بمفا�صله ��ا‪� ،‬إيمان ًا منهم ��ا �أن مبادئهم ��ا تتقدم على‬ ‫م�صالح البالد التون�سية‬ ‫‪fouratiab@gmail.com‬‬

‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪51‬‬


P.O.Box: 138, Chelsea, London, SW3 6BH ENGLAND Tel: +44 (0) 20 72861372 Fax: +44 (0) 20 72661479 E-mail: ad-diplomasi@btconnect.com Website: http: //www.ad-diplomasi.com

!

NO RELUCTANCE IN SEEKING HOT ISSUES

No Hesitation In Telling Hard Truth Ad-Diplomasi News Report monthly distributes critical analysis of events in the Arab world and the Middle East, to its subscribers among the top Arab decision makers, government officials, diplomats, journalists and business leaders. Ad-Diplomasi News Report analysis goes beyond the event, to provide the information and assessments needed to understand intelligently what is going on, in the ever changing Middle East political, military and economic scene. Ad-Diplomasi News Report’s writers have an impeccable reputation as experts in Arab affairs and, their work is widely quoted by the international media. Ad-Diplomasi News Report is published from LONDON in Arabic as well as in English by Focus Press (UK) Limited. Founded in 1996. Editor Raymond Atallah.


‫الرو�س ق�ضموا �شبه جزيرة القرم‪ :‬ها هناك فر�صة لإيران؟‬

‫المثي ��ر للج ��دل‪ .‬وتدع ��م ه ��ذا الت�صور حقيق ��ة �أن‬ ‫الرو� ��س منذ تم ��وز (يولي ��و) ‪ ،2006‬عندما ُفر�ضت‬ ‫الجول ��ة الأول ��ى من العقوب ��ات الدولية عل ��ى �إيران‪،‬‬ ‫دعم ��وا على نطاق وا�س ��ع التدابي ��ر الأميركية للحد‬ ‫من طموحات �إي ��ران النووية‪ .‬في نظر �صناع القرار‬ ‫في طه ��ران‪ ،‬يمكن للنهاي ��ة المحتملة له ��ذا الوفاق‬ ‫الأميرك ��ي الرو�سي �أن تعني التخفي ��ف من الإجماع‬ ‫الدول ��ي ال ��ذي ق ّو� ��ض �سمعة طه ��ران عل ��ى ال�ساحة‬ ‫الديبلوما�سي ��ة العالمية في حي ��ن �أن عواقبه د ّمرت‬ ‫�إقت�صاده ��ا‪ .‬والواقع �أن مو�سكو فعلي ًا قد �أعلنت �أنها‬ ‫�س ��وف تعيد تقوي ��م تعاونها مع وا�شنط ��ن حتى الآن‬ ‫حول �إيران بعد اندالع �أزمة القرم‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغم م ��ن �أن الف�صائ ��ل الإيراني ��ة المعتدلة‬ ‫والمت�ش� �دّدة تواف ��ق عل ��ى �أن التداعي ��ات الأميركية‬ ‫الرو�سي ��ة حول �أزمة القرم من المرجح �أن يكون لها‬ ‫ت�أثير عالم ��ي‪ ،‬فهي تختلف بو�ضوح حول طبيعة هذه‬ ‫الفر�ص التي تقدمه ��ا لإيران‪ .‬في عقول المعتدلين‪،‬‬ ‫�إن تج ��دد ال�صراع بي ��ن رو�سيا والوالي ��ات المتحدة‬ ‫يمنح طه ��ران م�ساح ��ة ديبلوما�سية ت�شت ��د حاجتها‬ ‫�إليه ��ا لتقوي� ��ض الإجم ��اع الدول ��ي ال ��ذي ي�ستهدف‬

‫ال�ضغ ��ط عليها �إلى �أن ت�صل وتتمكن من تلبية جميع‬ ‫المخ ��اوف الدولي ��ة ب�ش� ��أن نواياها النووي ��ة‪ .‬بعبارة‬ ‫�أخرى‪ ،‬ف� ��إن الحكم على الن ��زاع الرو�سي الأميركي‬ ‫ه ��و �أن ��ه ي�شكل فر�ص ��ة ثمينة لطه ��ران فيما حكومة‬ ‫روحان ��ي تبحث عن طرق لفك قي ��ود العزلة الدولية‬

‫كانت حكومة روحاني علنية جد ًا‬ ‫تقدم‬ ‫حول رغبتها في ر�ؤية مو�سكو ّ‬ ‫�إلتزامات �أكثر تحديد ًا �إلى ال�سوق‬ ‫الإيرانية‪ .‬وقد �أفاد مهدي �سنايي‪،‬‬ ‫�أحدث �سفير لإيران لدى مو�سكو‪،‬‬ ‫ب�أن البلدين يتفاو�ضان على "م�سائل‬ ‫�إقت�صادية متعددة‪ ،‬بدء ًا من الطاقة‬ ‫�إلى ال�ش�ؤون الم�صرفية"‬

‫عن �إيران‪.‬‬ ‫بالن�سبة �إلى المع�سكر المدفوع ي�إيديولوجية مت�شدّدة‬ ‫ف ��ي طهران‪ ،‬مع �شكه الجوه ��ري المتمثل في العداء‬ ‫للوالي ��ات المتحدة‪ ،‬ف� ��إن الأزمة ح ��ول �شبه جزيرة‬ ‫القرم لي�ست مجرد و�سيلة للتخفيف من عزلة �إيران‬ ‫ولك ��ن يحتمل �أن تكون حافز ًا جذري� � ًا لإعادة توجيه‬ ‫جدول �أعمال ال�سيا�س ��ة الخارجية الإيرانية‪ ،‬و ُينظر‬ ‫�إليها على �أنها لحظ ��ة ذهبية للجمهورية الإ�سالمية‬ ‫للتخلي عن تطلع ��ات روحاني في ال�سعي �إلى �سيا�سة‬ ‫الإنف ��راج م ��ع الواليات المتح ��دة والت ��ي يجب على‬ ‫�إيران بد ًال منه ��ا مواءمة نف�سها مع مو�سكو في فجر‬ ‫ح ��رب باردة جدي ��دة‪ .‬وكما ن�شر موق ��ع "خرا�سان"‬ ‫المت�ش� �دّد‪ ،‬ف ��ي �إفتتاحيته قبل قليل م ��ن �ضم رو�سيا‬ ‫ل�شبه جزيرة الق ��رم‪�" ،‬ست�أتي �أيام حيث يجب و�ضع‬ ‫ثقلنا في الهياكل الحالية و�إتخاذ قرار ب�ش�أن النظام‬ ‫العالم ��ي القديم ال ��ذي ُوجد منذ الح ��رب العالمية‬ ‫الثانية والحرب الباردة (الأخيرة)"‪.‬‬ ‫وجهة نظر فريق روحاني‬ ‫من ��ذ و�صوله �إلى ق�ص ��ر "�سعد �آب ��اد" في �شهر‬ ‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪53‬‬


‫العالم‬ ‫إيران‬

‫طهران محتارة بين وا�شنطن ومو�سكو في الحرب الباردة الجديدة‬

‫أزمة القرم تفتح شهية إيران على إستعادة‬ ‫‪ 17‬مدينة فُصلت عنها في القوقاز؟‬ ‫فيم��ا يغرق العالم الغربي في تداعيات الأزمة التي وقعت �أخي��ر ًا في �شبه جزيرة القرم‪ ،‬ترى دول في‬ ‫المحيط فر�صة لإ�ستخدام الهوة الآخذة في الإت�ساع بين رو�سيا والواليات المتحدة‪ /‬الإتحاد الأوروبي‬ ‫لتحقيق �أهدافها الخا�صة‪ .‬لقد بد�أ النقا�ش بالفعل داخل النظام الإيراني حول كيفية الإ�ستفادة الأف�ضل‬ ‫م��ن هذا الخ�لاف الديبلوما�سي الرو�س��ي الغربي لتخفيف ال�ضغ��وط الدولية عل��ى البرنامج النووي‬ ‫الإيران��ي وع��زل البالد‪ .‬من جهة‪ ،‬تبح��ث حكومة الرئي�س ح�س��ن روحاني في تداعي��ات �أزمة �شبه‬ ‫جزيرة القرم باعتبارها فر�صة لنق�ض الوفاق الحالي الرو�سي الأميركي لمعاقبة طهران ب�سبب �أن�شطتها‬ ‫النووي��ة‪ ،‬ومن الجهة الثاني��ة يرى معار�ضو الحكومة المت�شددون ال�ص��ورة بطريقة مختلفة جداً‪� .‬إنهم‬ ‫يطالب��ون فعلي ًا بوقوف طهران �إلى جانب مو�سكو �ضد �سيا�سة الإنفراج مع وا�شنطن التي يتبعها رئي�س‬ ‫الجمهورية الإ�سالمية‪.‬‬ ‫طهران ‪ -‬ه�شام الجعفري‬ ‫�إن �إحتم ��ال ن�شوب ح ��رب باردة جديدة‬ ‫بين الواليات المتحدة ورو�سيا �أم ٌر يح ِّير‬ ‫الكثيرين في طهران‪ .‬في الوقت الذي بد�أت ّ‬ ‫تتك�شف‬ ‫الأزم ��ة في �شبه جزيرة الق ��رم‪ ،‬كانت مجموعة من‬ ‫�صن ��اع القرار في الجمهورية الإ�سالمية تتكهن حول‬ ‫�آثار �أو�س ��ع نطاق� � ًا للمعركة المتجددة بي ��ن مو�سكو‬ ‫ووا�شنطن على النفوذ العالمي‪.‬‬ ‫ه ��ذا ال�شع ��ور بالإث ��ارة يخت ��رق الخط ��وط الفئوي ��ة‬ ‫بين النخب ��ة ال�سيا�سية الإيرانية‪ .‬ك ��ل من المع�سكر‬ ‫المعت ��دل وعل ��ى ر�أ�س ��ه الرئي� ��س ح�س ��ن روحان ��ي‪،‬‬ ‫وخ�صومه في الحركة المت�ش ��ددة في طهران يوافق‬ ‫على �أن الأزمة ف ��ي العالقات بين الواليات المتحدة‬ ‫ورو�سي ��ا تم ّثل فر�صة لإيران؛ وم ��ن المتوقع �أن تكون‬ ‫مو�سك ��و م ��ن الآن ف�صاع ��د ًا �أق ��ل مي ًال للتع ��اون مع‬ ‫وا�شنطن حول تقلي�ص البرنامج النووي االيراني‪.‬‬ ‫الق ��راءة الإيراني ��ة ال�سائدة للو�ض ��ع الراهن هي �أن‬ ‫الوف ��اق الرو�س ��ي الأميرك ��ي ك ��ان عام�ل ً�ا مهم ًا في‬ ‫�صياغ ��ة الإجماع الدولي �ض ��د برنامج �إيران النووي‬

‫‪52‬‬

‫العدد ‪ - 18‬ني�سان (�أبريل) ‪٢٠١4 -‬‬


‫الرئي�س ال�سابق علي �أكبر ها�شمي رف�سنجاني‪:‬‬ ‫الحوار مع �أميركا‬

‫مع مو�سك ��و حول تكليفها ببناء محط ��ة نووية بقدرة‬ ‫‪ 4,000‬ميغ ��اواط جديدة بالقرب من الموقع النووي‬ ‫القائ ��م ف ��ي "بو�شهر" حي ��ث � ّأتم الرو� ��س في العام‬ ‫‪� 2011‬أول مفاع ��ل �إيران ��ي بق ��وة ‪ 1,000‬ميغ ��اواط‬ ‫(ح�س ��ب �ص ��وت رو�سي ��ا‪ 13 ،‬كانون الثان ��ي (يناير)‬ ‫الفائت)‪.‬‬ ‫وق ��د �أعربت مو�سكو مرار ًا ع ��ن رغبتها في �أن تلعب‬ ‫دور ًا قيادي ًا في خطط التو�سع النووي الإيراني الذي‬ ‫ي�سته ��دف ر�سمي� � ًا ق ��درة ‪ 20,000‬ميغ ��اواط بحلول‬ ‫العام ‪ .2020‬م ��ع ذلك‪ ،‬تفيد المعلومات ب�أن الرو�س‬ ‫ال �ش ��ك ب�أنهم ي�شتبهون ب� ��أن �أحدث عرو�ض التعاون‬ ‫الإقت�صادي والنووي تهدف �إلى دعم م�سعى حكومة‬ ‫روحان ��ي لتوطيد مركز �إيران كدول ��ة نووية مكت�شفة‬ ‫حديث� � ًا ف ��ي مواجه ��ة التحفظ ��ات الغربي ��ة العميقة‬ ‫�أكث ��ر مما هي �إنعكا�س لإلتزام ثاب ��ت ب�إعتبار رو�سيا‬ ‫ال�شريك التجاري الرئي�سي‪.‬‬ ‫وه ��ذا م ��ن �ش�أن ��ه �أن يك ��ون تقويم� � ًا عاد ًال م ��ن قبل‬ ‫الرو� ��س‪ .‬ال يمك ��ن �أن تُته ��م حكوم ��ة روحان ��ي ب�أنها‬ ‫تبحث ع ��ن عالقات م ��ع رو�سيا من خ�ل�ال نظارات‬ ‫وردي ��ة‪ .‬على مدى العقد الما�ضي‪ ،‬و ّلدت الإجراءات‬ ‫الرو�سي ��ة الكثير من المرارة في طهران‪� .‬إلى جانب‬ ‫دع ��م مو�سكو المتك� � ّرر لفر�ض عقوب ��ات على �إيران‬ ‫في مجل� ��س الأمن الدول ��ي‪ ،‬كان قراره ��ا في ‪2010‬‬ ‫ب�إلغ ��اء بي ��ع نظ ��ام �صواري ��خ "‪ "300- S‬الم�ضادة‬ ‫للطائ ��رات جنب ًا �إل ��ى جنب مع التلك�ؤ ف ��ي �إ�ستكمال‬ ‫�أول محط ��ة نووي ��ة في "بو�شهر"‪ ،‬دعم� � ًا للتحفظات‬ ‫التاريخي ��ة الإيرانية ع ��ن رو�سيا‪ .‬في طه ��ران‪ ،‬كان‬ ‫الت�صور ال�سائد ب�أن مو�سكو كانت تلعب �إيران كورقة‬ ‫لتعزي ��ز م�صالحها وجه ًا لوج ��ه مع الغرب‪ ،‬و�أنها لن‬

‫من�صور حقيقاتبور‪:‬‬ ‫فر�صة لإ�ستعادة ‪ 17‬مدينة �إنف�صلت عن �إيران في القرن ‪19‬‬

‫على الرغم من �أن الف�صائل الإيرانية‬ ‫والمت�شددة توافق على �أن‬ ‫المعتدلة‬ ‫ّ‬ ‫التداعيات الأميركية الرو�سية حول‬ ‫�أزمة القرم من المرجح �أن يكون لها‬ ‫ت�أثير عالمي‪ ،‬فهي تختلف بو�ضوح‬ ‫حول طبيعة الفر�ص التي تقدمها لإيران‬ ‫تتردد في التراجع ع ��ن �إلتزاماتها تجاه الجمهورية‬ ‫الإ�سالمية �إذا اقت�ضت الظروف ذلك‪.‬‬ ‫ويرى الخبراء ب�أن �إ�ستخدام حكومة روحاني الورقة‬ ‫الرو�سي ��ة كورقة م�ساوم ��ة في عالقاته ��ا مع الغرب‬ ‫هي فكرة معقولة ومقنع ��ة‪ .‬في الواقع‪ ،‬ربما هذا هو‬ ‫المج ��رى الذي �ستح ��اول الحكوم ��ة الإيرانية ال�سير‬ ‫فيه فيم ��ا التداعيات الرو�سي ��ة الأميركية حول �شبه‬ ‫جزيرة القرم تتطور في الأ�شهر المقبلة‪.‬‬ ‫نا�ص ��ر هديان‪ ،‬خبي ��ر ال�سيا�س ��ة الخارجية المق ّرب‬ ‫م ��ن حكومة روحان ��ي‪ ،‬كتب �أخير ًا ف ��ي مقال ن�شرته‬ ‫مجل ��ة "الديبلوما�سي" الإيراني ��ة‪ ،‬م�صدر الأ�صوات‬ ‫الم�ؤث ��رة الت ��ي تدع ��م �إلى ح ��د كبير ج ��دول �أعمال‬ ‫�سيا�س ��ة روحاني الخارجي ��ة‪� ،‬أن على اي ��ران العمل‬ ‫ك"دولة قومية" مع ال�سيا�س ��ات الخارجية التي من‬ ‫�ش�أنها �أن تقدّم م�صالحها الوطنية الخا�صة‪.‬‬ ‫وبعب ��ارة �أخ ��رى‪ ،‬ب ��د ًال م ��ن ال�سع ��ي �إل ��ى طموحات‬

‫�سيا�سة خارجية غالب ًا ما تكون مخادعة �إيديولوجي ًا‪،‬‬ ‫والت ��ي �أ�صبحت عرفية في عهد �أحمدي نجاد‪ ،‬يجب‬ ‫عل ��ى حكومة روحان ��ي �إ�ستغ�ل�ال الإنق�سام ��ات بين‬ ‫الوالي ��ات المتح ��دة و رو�سيا ولكن البق ��اء بعيد ًا من‬ ‫�إختيار �أحد الجانبي ��ن في �أزمة �شبه جزيرة القرم‪.‬‬ ‫بعد كل �ش ��يء‪ ،‬لم تقف رو�سيا �أبد ًا �إلى جانب �إيران‬ ‫في نزاعها النووي مع الغرب‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬ف�إن طهران‬ ‫لي�س ��ت مدين ��ة لمو�سكو‪ .‬هذا ال ��ر�أي يب ��دو �أنه بيت‬ ‫الق�صيد في مخيم فريق روحاني‪.‬‬ ‫م ��ع ذلك‪ ،‬هن ��اك مت�ش ��ددون �إيراني ��ون �إ�ستخل�صوا‬ ‫بع�ض الدرو�س المختلف ��ة جد ًا من �ضم رو�سيا ل�شبه‬ ‫جزيرة القرم وما ينبغي �أن يعني الأمر بالن�سبة �إلى‬ ‫وا�ضعي ال�سيا�سات في طهران‪ .‬في ت�صريح متطرف‬ ‫ق ��ال من�صور حقيقاتب ��ور‪ ،‬نائب رئي� ��س لجنة الأمن‬ ‫القومي وال�سيا�سة الخارجية في البرلمان الإيراني‪،‬‬ ‫�إن عمل مو�سكو في �شبه جزيرة القرم ي�ش ّكل �سابقة‬ ‫بالن�سب ��ة �إلى �إي ��ران لإ�ستعادة المناط ��ق المفقودة‪.‬‬ ‫"�إذا تابعن ��ا هذه الق�ضية‪� ،‬سوف نكون قادرين على‬ ‫�إ�ستعادة و�ضم ‪ 17‬مدينة في منطقة القوقاز التي تم‬ ‫ف�صله ��ا عن �إيران في عهد الملوك القاجاريين غير‬ ‫الكفوئين [في القرن ‪."]19‬‬ ‫يمي ��ل حقيقاتبور و�آخرون من �أمثال ��ه في الم�ؤ�س�سة‬ ‫ال�سيا�سي ��ة الإيراني ��ة �إل ��ى الحيوي ��ة والبيان ��ات‬ ‫المت�ش ��ددة والح ��ادة ولكنه ��م يجل�س ��ون بعي ��د ًا من‬ ‫التقيي ��م النموذج ��ي للآث ��ار العالمية له ��ذا النزاع‬ ‫الرو�س ��ي الأميرك ��ي‪� .‬أم ��ا الآن‪ ،‬ف� ��إن النقا� ��ش في‬ ‫طهران ي�شير �إلى �أن حكومة روحاني ال تزال متنبهة‬ ‫�إل ��ى الدور الداعم ال ��ذي يمكن �أن تق ��وم به رو�سيا‬ ‫باعتبارها و�سيل ��ة �ضغط على وا�شنط ��ن‪ ،‬بينما في‬ ‫الوق ��ت عينه تدفع مو�سك ��و �أي�ض ًا �إل ��ى �إعادة تقييم‬ ‫ج ��دوى توثي ��ق التع ��اون نظ ��ر ًا �إل ��ى خيب ��ات الأمل‬ ‫الإيرانية ال�سابقة بالن�سبة �إلى الإلتزامات الرو�سية‬ ‫تجاه �إيران‪.‬‬ ‫عندم ��ا تتزام ��ن م�صال ��ح �إي ��ران الوطني ��ة مع تلك‬ ‫الرو�سي ��ة‪ ،‬كما‪ ،‬يرى الخبراء‪ ،‬في الدعم الذي و ّفره‬ ‫ك�ل�ا البلدي ��ن لنظ ��ام ب�شار الأ�س ��د ف ��ي �سوريا منذ‬ ‫تن�سق حكومة‬ ‫الع ��ام ‪ ،2011‬عنده ��ا يمكن تو ّق ��ع �أن ّ‬ ‫روحاني ب�شك ��ل وثيق مع مو�سكو‪ .‬ه ��ذا‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬ال‬ ‫يعتب ��ر بمثابة �إعادة تنظيم لل�سيا�سة الخارجية تجاه‬ ‫مو�سكو بالمعنى الأو�سع‪ ،‬الأمر الذي قد ي�ش ّكل خيبة‬ ‫�أمل كبيرة لنقاد الحكوم ��ة المت�شددين في طهران‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن الرئي� ��س روحان ��ي وفريقه م ��ا زاال ب�شكل‬ ‫وا�ض ��ح يعتق ��دان �أن ��ه على الم ��دى الطوي ��ل تتط ّلب‬ ‫م�صلحة الجمهورية الإ�سالمي ��ة التقارب مع الغرب‬ ‫حيث ال ينبغي �إ�ستخال�ص العبر الخاطئة من الأزمة‬ ‫في �شبه جزيرة القرم‬ ‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪55‬‬


‫العالم ¶ �إيران‬ ‫�آب (�أغ�سط� ��س) ‪ ،2013‬كان ��ت �أولوي ��ات الجه ��ود‬ ‫الديبلوما�سي ��ة لح�س ��ن روحان ��ي وحكومت ��ه من�صبة‬ ‫عل ��ى تخفيف التوترات مع الواليات المتحدة والدول‬ ‫الغربية الأخرى‪ .‬وكما قد يثبت �أي تحليل �إقت�صادي‬ ‫ر�صي ��ن‪� ،‬أعل ��ن روحان ��ي ب� ��أن �إ�ستم ��رار العقوب ��ات‬ ‫الدولي ��ة المفرو�ض ��ة عل ��ى بالده ل ��م تعد تط ��اق �أو‬ ‫تحتم ��ل‪ ،‬وتع ّهد بعك�س عزلة �إيران‪ .‬الواقع �أن تركيز‬ ‫�سيا�س ��ة روحان ��ي الخارجية عل ��ى �أميرك ��ا والغرب‬ ‫يرتبط بواقعين �أ�سا�سيين‪:‬‬ ‫الأول‪ ،‬و �إل ��ى ح ��د بعيد الأكث ��ر �أهمية‪ ،‬ه ��و حقيقة‬ ‫�أن وا�شنط ��ن كان ��ت الفاعلة الرئي�سي ��ة التي �ش ّكلت‬ ‫تحديد مدى و�شدة العقوبات الخانقة التي تواجهها‬ ‫طهران‪ .‬ل ��ذا ف�إن �إزال ��ة العقوبات الم�ش ّل ��ة بالتالي‬ ‫يعن ��ي دائم� � ًا التعامل م ��ع وا�شنطن‪ .‬وكما ق ��ال �آية‬ ‫اهلل علي �أكبر ها�شمي رف�سنجاني‪ ،‬الرئي�س ال�سابق‬ ‫(‪ )1997-1989‬و�أق ��رب حلي ��ف �سيا�سي لروحاني‬ ‫في طه ��ران‪� " :‬أميرك ��ا هي القوة العالمي ��ة الأبرز‪.‬‬ ‫و�إذا ك ��ان ف ��ي �إمكانن ��ا التفاو� ��ض م ��ع الأوروبيي ��ن‬ ‫وال�صينيين والرو� ��س‪ ،‬لماذا ال يمكننا التفاو�ض مع‬ ‫الأميركيين؟"‬ ‫العام ��ل الأق ��ل �أهمي ��ة يرتب ��ط بواق ��ع �أن روحان ��ي‬ ‫وحكومته هما بال �شك غربي ��ا المحور في نظرتهما‬ ‫�إل ��ى العالم بالمعن ��ى العام‪ .‬لقد و ّلت �أي ��ام الرئي�س‬ ‫ال�ساب ��ق محم ��ود �أحم ��دي نجاد الذي ن ��ادى لثماني‬ ‫�سن ��وات ف ��ي من�صبه بمفه ��وم لل�سيا�س ��ة الخارجية‬ ‫الإيراني ��ة ر ّك ��ز عل ��ى الجن ��وب (�أفريقي ��ا و�أميرك ��ا‬ ‫الالتيني ��ة ) وال�ش ��رق ( �شرق �آ�سي ��ا ) لإثبات نقطة‬ ‫غي ��ر مقنع ��ة �أن �إي ��ران يمكنه ��ا مواجه ��ة ال�ضغوط‬ ‫الغربية‪.‬‬ ‫وقد تعه ��د روحاني في حملته الإنتخابية التي حملته‬ ‫�إلى رئا�سة الجمهورية ب�إتباع �سيا�سة خارجية لوقف‬ ‫�سيا�سة �أحمدي نجاد الرمزية التي �سارت بال هدف‪،‬‬ ‫والتركيز بد ًال من ذلك عل ��ى �أهداف �سيا�سة �ض ّيقة‬ ‫ولك ��ن ملمو�سة‪ .‬وقد ت�صدّر ب ��دء عملية التقارب مع‬ ‫الغ ��رب قائمة الأولويات‪ ،‬ولكن ك ��ان الهدف الأو�سع‬ ‫من قبل ه ��ذه الحكومة الإيرانية الجديدة االمعتدلة‬ ‫الإ�ص�ل�اح الع ��ام لل�سيا�سة الخارجي ��ة الإيرانية‪ .‬في‬ ‫هذا ال�سياق‪ ،‬حتى قبل �إندالع الأزمة في �شبه جزيرة‬ ‫الق ��رم‪ ،‬ب ��د�أ روحاني بعد وق ��ت ق�صير م ��ن ت�سلمه‬ ‫ال�سلط ��ة يح�ص ��د م ��ن عالقاته م ��ع مو�سك ��و �أي�ض ًا‪.‬‬ ‫ول ��م تكن الني ��ة تقدي ��م الأولوية للعالقة م ��ع رو�سيا‬ ‫عل ��ى العالقات مع الغ ��رب ولكن لإ�ستخ ��دام القناة‬ ‫الرو�سي ��ة كو�سيلة �ضغط لتخفيف الآالم الإقت�صادية‬ ‫الت ��ي تعاني منه ��ا طهران فيم ��ا الج ��زء الأكبر من‬ ‫العقوب ��ات المفرو�ض ��ة بقي ��ت في مكانه ��ا حتى بعد‬ ‫التو�صل �إلى �إتفاق ن ��ووي م�ؤقت بين طهران والقوى‬

‫الرئي�س فالديمير بوتين‪:‬‬ ‫يخطط لزيارة طهران‬

‫الرئي�س ال�سابق علي �أكبر‬ ‫ها�شمي رف�سنجاني‪� " :‬أميركا هي‬ ‫القوة العالمية الأبرز‪ .‬و�إذا كان في‬ ‫�إمكاننا التفاو�ض مع الأوروبيين‬ ‫وال�صينيين والرو�س‪ ،‬لماذا ال يمكننا‬ ‫التفاو�ض مع الأميركيين؟"‬ ‫الدولية (�أع�ضاء مجل�س الأم ��ن الخم�سة و �ألمانيا)‬ ‫في جنيف في ت�شرين الثاني (نوفمبر) ‪.2013‬‬ ‫الفائدة من العالقات مع رو�سيا‬ ‫ك ��ان تركي ��ز الحكوم ��ة الجدي ��دة عل ��ى التع ��اون‬ ‫الإقت�ص ��ادي ف ��ي نهجه ��ا م ��ع مو�سكو وا�ضح� � ًا منذ‬ ‫البداي ��ة‪ .‬ف ��ي �أول لق ��اء ل ��ه م ��ع الرئي� ��س الرو�س ��ي‬ ‫فالديمير بوتي ��ن‪ ،‬و�ضع روحان ��ي الأ�سا�س لعالقات‬ ‫البلدي ��ن‪ .‬عل ��ى هام� ��ش م�ؤتم ��ر منظم ��ة �شنغه ��اي‬ ‫للتعاون في �أيلول (�سبتمبر) الفائت في "بي�شكيك"‪،‬‬ ‫�شدّد روحاني وبوتين على فائدة التعاون الإقت�صادي‬ ‫الوثي ��ق‪ .‬في غ�ضون �شهرين‪ ،‬وبع ��د فترة وجيزة من‬ ‫الإتفاق النووي الم�ؤقت في ت�شرين الثاني (نوفمبر)‬ ‫‪� ،2013‬أعلن ��ت طه ��ران ومو�سكو عن �إتف ��اق مبادلة‬ ‫"نفط مقابل �سلع" ت�صل قيمته �إلى ‪ 1.5‬مليار دوالر‬ ‫�شهري� � ًا �أو ما يقرب من ‪ 500,000‬برميل من النفط‬ ‫الإيراني يومي ًا في مقاب ��ل ال�سلع والب�ضائع الرو�سية‬

‫الرئي�س ح�سن روحاني‪:‬‬ ‫ح�سابات بعيدة المدى‬

‫مث ��ل الحبوب (ح�س ��ب "رويت ��رز"‪ 10 ،‬كانون الثاني‬ ‫(يناير))‪.‬‬ ‫كان ��ت حكوم ��ة روحاني علنية جد ًا ح ��ول رغبتها في‬ ‫ر�ؤي ��ة مو�سك ��و تق� �دّم �إلتزام ��ات �أكثر تحدي ��د ًا �إلى‬ ‫ال�س ��وق الإيرانية‪ .‬وق ��د �أفاد مه ��دي �سنايي‪� ،‬أحدث‬ ‫�سفي ��ر لإيران لدى مو�سكو‪ ،‬ب� ��أن البلدين يتفاو�ضان‬ ‫عل ��ى "م�سائل �إقت�صادية متع ��ددة‪ ،‬بدء ًا من الطاقة‬ ‫�إلى ال�ش�ؤون الم�صرفية"‪.‬‬ ‫ويتباهي ال�سفي ��ر "�سنايي" ب�أن مجموعة وا�سعة من‬ ‫الإتفاق ��ات الإقت�صادية الثنائية ق ��د تُو َّقع بحلول �آب‬ ‫(�أغ�سط� ��س) ‪ . 2014‬وم ��ن المق ��رر �أن يق ��وم وزير‬ ‫التنمية الإقت�صادي ��ة الرو�سي‪� ،‬أليك�سي �أوليوكاييف‪،‬‬ ‫بزي ��ارة طهران ف ��ي ني�سان (�إبري ��ل) الجاري لدفع‬ ‫هذه "الأجندة"‪ .‬وتفيد معلوم ��ات ب�أن بوتين نف�سه‪،‬‬ ‫الذي زار طهران لآخر مرة في العام ‪ّ ،2007‬‬ ‫يخطط‬ ‫�أي�ض� � ًا لزي ��ارة جدي ��دة �إلى �إي ��ران‪ ،‬علم ًا ب� ��أن هذه‬ ‫المعلومات كانت قبل �أزمة القرم‪ .‬في غ�ضون ذلك‪،‬‬ ‫زار وزير الخارجية الرو�سي �سيرغي الفروف ووزير‬ ‫الخارجية الإيراني ج ��واد ظريف عا�صمتي بلديهما‬ ‫و�أجريا محادثات مط ّولة في كانون االول (دي�سمبر)‬ ‫‪ 2013‬وكانون الثاني (يناير) ‪ 2014‬على التوالي‪.‬‬ ‫مع ذلك من الوا�ضح �أن هناك �أكثر من مجرد توفير‬ ‫متنف� ��س للنفط الخام االيراني عب ��ر رو�سيا وغيرها‬ ‫من محاوالت خرق العقوبات‪ .‬فقد �أعلنت طهران �أن‬ ‫بع� ��ض المدفوعات الرو�سية للنف ��ط الخام االيراني‬ ‫يمك ��ن �أن يتم �سداده في �شكل من �أ�شكال الم�ساعدة‬ ‫ف ��ي تطوير المزيد من المحطات النووية في �إيران‪.‬‬ ‫و�ص� � ّرح رئي� ��س منظم ��ة الطاق ��ة الذري ��ة الإيراني ��ة‬ ‫عل ��ي �أكب ��ر �صالحي‪� ،‬أن طه ��ران تج ��ري محادثات‬


‫امل�صارف‬

‫�رشكات الت�أمني‬

‫�رشكات الإ�ستثمار‬

‫دبي تدر�س �إن�شاء �أول بنك �إ�سالمي في العالم للإ�ستيراد والت�صدير‬ ‫تدر� ��س �إم ��ارة دبي �إن�شاء بن ��ك �إ�سالمي للإ�ستي ��راد والت�صدير‪� ،‬سيكون الأول م ��ن نوعه في العالم‬ ‫العرب ��ي‪ .‬ونقلت وكالة �أنباء الإمارات الر�سمية عن دائرة التنمي ��ة الإقت�صادية في دبي �أن الحكومة‬ ‫�ستدر� ��س م�شروع ًا لت�أ�سي�س بنك متخ�ص�ص بالإ�ستي ��راد والت�صدير يتوافق مع ال�شريعة الإ�سالمية‪،‬‬ ‫ويع ّد الأول من نوعه على م�ستوى العالم‪ .‬و�سيف َّو�ض البنك بالتعامل المبا�شر مع الهيئات والمنظمات‬ ‫الدولي ��ة المتخ�ص�صة وبنوك الإ�ستي ��راد والت�صدير والإ�سترداد حول العال ��م بهدف ت�شجيع تجارة‬ ‫الإمارات الدولية‪ ،‬ف�ض ًال عن التن�سيق مع ال�سلطات والجهات التنظيمية في الدولة‪.‬‬ ‫و�أ�ضافت الدائرة �أن مجموعة "نور" الإ�ستثمارية �ستقدم الم�شورة في الم�شروع الذي �سيركز على تن�شيط‬ ‫التجارة الدولية لإمارة دبي وم�ضاعفة �أحجام التجارة ب�شكل منتظم و�صو ًال لمعر�ض �إك�سبو ‪.2020‬‬ ‫وال ي�شك ��ل تمويل التجارة الإ�سالمي �سوى جزء �ضئيل م ��ن الأن�شطة الم�صرفية العالمية‪ ،‬لكنه يلقى‬ ‫�إهتمام� � ًا متزايد ًا من البنوك ومديري الأ�صول ب�سبب النمو ال�سريع للتجارة في مناطق ذات غالبية‬ ‫م�سلمة مثل الخليج وجنوب �شرق �آ�سيا‪.‬‬ ‫وف ��ي ال�شهر الما�ض ��ي‪� ،‬أعلن بنك ال�ص ��ادرات والواردات المالي ��زي �إ�صدار �أول �سن ��دات �إ�سالمية‬ ‫مقوم ��ة بالعمل ��ة الأميركية يطرحها بنك �ص ��ادرات وواردات في العالم‪ ،‬وتبل ��غ قيمة ال�صكوك ‪300‬‬ ‫مليون دوالر وجذبت طلبات اكتتاب قيمتها ‪ 3.2‬مليارات دوالر‪.‬‬

‫"بنك الكويت المركزي" ي�سمح للبنوك الأجنبية‬ ‫بافتتاح �أكثر من فرع في الكويت‬

‫المالي ��ة الدولية"‪ ،‬م ��ا �سي�ؤ ّثر‬ ‫�أعل ��ن محافظ "بن ��ك الكويت‬ ‫�إيجابي� � ًا على قط ��اع الأعمال‬ ‫المرك ��زي" محم ��د يو�س ��ف‬ ‫في الكوي ��ت‪ .‬و�أ�ضاف الها�شل‬ ‫الها�شل‪� ،‬إق ��رار مجل�س �إدارة‬ ‫ان التو�سع ف ��ي تواجد البنوك‬ ‫البن ��ك مجموع ��ة قواع ��د في‬ ‫الأجنبية‪� ،‬سي�ؤدي �إلى "زيادة‬ ‫�ش�أن ال�سماح للبنوك الأجنبية‬ ‫فر�ص التوظي ��ف �أمام العمالة‬ ‫العامل ��ة ف ��ي الكوي ��ت ب�إفتتاح‬ ‫الوطني ��ة ف ��ي مج ��االت العمل‬ ‫�أكث ��ر م ��ن ف ��رع‪� ،‬إ�ضاف ��ة �إلى‬ ‫الم�صرفي والمالي"‪ ،‬مو�ضحاً‬ ‫مجموع ��ة �ضواب ��ط لإفتت ��اح‬ ‫ان زي ��ادة ع ��دد الوح ��دات‬ ‫مكاتب تمثيل لها‪.‬‬ ‫الم�صرفية العامل ��ة "ي�ساهم‬ ‫�ح‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ت�صر‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫وق ��ال الها�ش ��ل ف‬ ‫محافظ البنك المركزي الكويتي‬ ‫في توفير المقومات الأ�سا�سية‬ ‫�إلى "وكالة االنب ��اء الكويتية"‬ ‫محمد يو�سف الها�شل‬ ‫ف ��ي اتجاه ت�أ�سي�س مركز مالي‬ ‫(كون ��ا) �أخي ��ر ًا‪� ،‬إن ه ��ذا‬ ‫التعديل الت�شريعي الذي جاء بناء على طلب البنك �إقليم ��ي ف ��ي الكوي ��ت"‪ .‬وت�شم ��ل ال�ضواب ��ط التي‬ ‫المرك ��زي‪" ،‬ينطوي عل ��ى �آثار �إيجابي ��ة بالن�سبة �أقره ��ا البن ��ك المركزي مجموعة م ��ن المحاور‪،‬‬ ‫للبن ��وك المعنية والقطاع الم�صرف ��ي والإقت�صاد منه ��ا قيام البن ��ك الأجنبي بتحدي ��د الفرع الذي‬ ‫الوطني"‪ ،‬م�ؤ ّكد ًا على �أن ال�سماح للبنوك الأجنبية يعتب ��ر ف ��ي حك ��م مرك ��زه الرئي�سي ف ��ي الكويت‪،‬‬ ‫ب�إفتتاح �أكثر من فرع‪ ،‬وهو �أ�سلوب مطبق في �شتى ومعاملة المرك ��ز الرئي�سي وفروعه معاملة البنك‬ ‫دول العال ��م‪ ،‬م ��ن �ش�أن ��ه "تو�سيع ن�ش ��اط البنوك الواح ��د‪ .‬وي�ستند النظر في الطلبات التي تقدمها‬ ‫محلي ًا وتح�سين �أدائها مع تحفيز المناف�سة داخل البن ��وك ال ��ى افتتاح ف ��روع جديدة‪ ،‬عل ��ى درا�سة‬ ‫القط ��اع الم�صرف ��ي‪ ،‬وم ��ا يترت ��ب ع ��ن ذلك من جدوى تغط ��ي العنا�صر المتعلق ��ة بافتتاح الفرع‪،‬‬ ‫تقديم خدمات م�صرفية متنوع ��ة بكلفة تتنا�سب منها الآث ��ار االيجابية المتوقعة عل ��ى �أداء البنك‬ ‫م ��ع كلف ��ة الخدم ��ات الم�صرفي ��ة ف ��ي المراك ��ز والقطاع الم�صرفي‪.‬‬

‫من األسواق‬ ‫�أطل���ق م�ص���رف لبن���ان خط���ة تحدي���ث �شامل���ة‬ ‫برعاية حاكم م�صرف لبن���ان ريا�ض �سالمة وح�ضوره‪،‬‬ ‫تهدف �إل���ى "تطوير م�صرف مركزي حديث من الجيل‬ ‫الجدي���د"‪ .‬وت�شم���ل برامج ومب���ادرات ع���دة‪ ،‬وتغطي‬ ‫مجموعة وا�سعة من المج���االت الم�ؤ�س�ساتية‪ .‬كما �أنها‬ ‫تتزام���ن م���ع �إطالق برامج �أخ���رى لدى "لجن���ة الرقابة‬ ‫على الم�صارف" و"هيئة التحقي���ق الخا�صة" و"هيئة‬ ‫الأ�س���واق المالية"‪� .‬ش���ارك في حفل الإط�ل�اق‪ ،‬نواب‬ ‫الحاكم الأربعة والم�س�ؤول���ون عن مختلف المديريات‬ ‫والوح���دات‪ ،‬ف�ضالً ع���ن �أع�ض���اء "لجن���ة الرقابة على‬ ‫الم�ص���ارف"‪ .‬وتحدث �سالم���ة في المنا�سب���ة‪ ،‬م�شدداً‬ ‫عل���ى "�أهمية �صون الدور الريادي لم�صرف لبنان في‬ ‫مجال الحداثة‪ ،‬خ�صو�صا ً في ظ���ل التحديات المحلية‬ ‫والإقليمية والدولية المتفاقمة"‪.‬‬ ‫ك�شف���ت م�ص���ادر ديبلوما�سي���ة �أن م�ص���ارف‬ ‫�سعودي���ة و�أوروبي���ة كبي���رة �أوقف���ت تعامالته���ا مع‬ ‫ال�سودان‪ ،‬فيما �أكد وزير الإعالم ال�سوداني �أحمد بالل‬ ‫عثم���ان‪ ،‬عدم وجود �أي مب���رر �سيا�سي وراء هكذا قرار‬ ‫�سع���ودي‪ ،‬مو�ضحا ً �أن ال�ضغ���وط الأميركية ت�ستهدف‬ ‫الم�صارف �أي�ضا ً‪.‬‬ ‫و�أ�ش���ار م�صرفي �سوداني رف����ض الك�شف عن ا�سمه‪،‬‬ ‫ال���ى �أن الم�ص���ارف ال�سعودي���ة �أوقف���ت تعاملها مع‬ ‫ال�س���ودان من���ذ بداي���ة �آذار (مار�س) الفائ���ت‪ .‬و�أعلن‬ ‫البن���ك المرك���زي ال�سودان���ي" ف���ي بي���ان ل���ه ن�شرته‬ ‫وكالة "�سون���ا" الر�سمية للأنباء‪� ،‬أن وقف الم�ؤ�س�سات‬ ‫المالية ال�سعودية والأوروبي���ة تعاملها مع الم�صارف‬ ‫ال�سوداني���ة مرتب���ط ب�إجراءاته���ا الداخلي���ة الخا�ص���ة‪.‬‬ ‫و�إعتب���ر ديبلوما�س���ي غرب���ي ان "ق���رار الم�ص���ارف‬ ‫الأوروبية يعك�س موقف���ا ً �أكثر حذراً لدى الم�ؤ�س�سات‬ ‫المالي���ة التي ال تري���د المجازفة بانته���اك العقوبات‬ ‫الأميركي���ة المفرو�ض���ة على ال�س���ودان‪� ،‬أعتق���د ب�أنه‬ ‫و�ضع يتطور �سريعا ً"‪.‬‬ ‫ذك���ر البنك المرك���زي العراقي في بي���ان �أخيراً‬ ‫�إن���ه ا�شت���رى ‪ 36‬طنا ً م���ن الذهب ف���ي �آذار (مار�س)‬ ‫الفائت للإ�سهام في �إ�ستق���رار �أ�سعار �صرف الدينار‬ ‫العراقي في مقابل العمالت الأخرى‪ .‬وبح�سب بيانات‬ ‫"�صندوق النق���د الدولي" كانت الإ�ضافة االخيرة الى‬ ‫�إحتياط���ي العراق م���ن الذهب ‪ 23.9‬ط���ن ا�شتراها‬ ‫البن���ك ف���ي �آب (اغ�سط����س) ‪ .2012‬ويمتلك العراق‬ ‫بالفع���ل ‪ 29.8‬ط���ن من الذه���ب‪ .‬وترف���ع ال�صفقة‬ ‫الجديدة �إحتياطاته من المع���دن اال�صفر �إلى ‪65.8‬‬ ‫ط���ن م���ا يجعله يحت���ل المرك���ز ‪ 43‬بين �أكب���ر حائزي‬ ‫الذهب في العالم في القطاع الر�سمي بعد الدانمارك‬ ‫وقب���ل باك�ست���ان مبا�شرة‪ .‬وت�ص���ل قيم���ة ال�صفق���ة‬ ‫بح�سب الأ�سعار الحالية �إلى ‪ 1.5‬مليار دوالر‪.‬‬

‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪57‬‬


‫البور�صات العربية والدولية‬

‫�أخبار �أ�سواق المال‬

‫العمالت‬

‫المؤشر‬

‫الدرهم المغربي‪ :‬هل تحريره الكامل يفيد الإقت�صاد المغربي؟‬ ‫المغ ��رب التي تعاني من �ضعف الإنتاجية‪ ،‬وعدم القيام‬ ‫ف ��ي خ�ض ��م الإ�صالح ��ات الإقت�صادي ��ة الت ��ي تق ��وم به ��ا‬ ‫بالإ�صالح ��ات الالزمة في �سوق العم ��ل‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى‬ ‫المملك ��ة المغربي ��ة والمرتكزة على المزيد من تحرير‬ ‫الت�أخي ��ر ف ��ي التخفيف من �سيا�س ��ات الدعم المعتمدة‪،‬‬ ‫الإقت�صاد‪ ،‬تتعالى الأ�صوات المطالبة بتحرير الدرهم‬ ‫�أدّت ف ��ي ظ ��ل �إعتماد �سع ��ر ال�صرف الثاب ��ت �إلى تراجع‬ ‫المغربي وربطه بعمليات العر�ض والطلب‪.‬‬ ‫المالية العامة للدولة‪.‬‬ ‫ويُعتب ��ر وال ��ي بنك المغ ��رب (المركزي) عب ��د اللطيف‬ ‫الجواهري‪ ،‬من �أ�ش ّد الراف�ضين لعملية تحرير العملية‬ ‫فا�ستم ��رار �سع ��ر ال�ص ��رف الثاب ��ت رغ ��م �إيجابيات ��ه‬ ‫في ظل المطالبة الحيثية من وزير الإقت�صاد والمالية‬ ‫العدي ��دة‪ ،‬وف ��ي ظل �ضع ��ف الإنتاجي ��ة (واالعتم ��اد على‬ ‫ن ��زار البركة ومعه المن ��دوب ال�سامي للتخطيط �أحمد‬ ‫ال�سياح ��ة وتحوي�ل�ات المهاجري ��ن) �سي� ��ؤدي �إل ��ى زيادة‬ ‫الحليم ��ي علمي ب�إعادة النظر في �سيا�سة �سعر ال�صرف‬ ‫الت�ش ��وه في مع ��دالت الأ�سع ��ار بين ال�سل ��ع القابلة‪ ‬وغير‬ ‫المعتم ��دة‪ .‬فما ه ��ي تداعيات تعويم الدره ��م المغربي الدكتور عبد اهلل نا�صر الدين * القابل ��ة للت ��داول والذي عادة م ��ا ينذر بع ��دم الإ�ستقرار‬ ‫وهل من �إمكانية لإ�ستمرار نظام �سعر ال�صرف الثابت؟‬ ‫الإقت�ص ��ادي‪ .‬ل ��ذا ال يمكن لبنك المغ ��رب التغا�ضي عن‬ ‫ك ��ي ال نع ��ود كثي ��راً �إل ��ى ال ��وراء‪ ،‬وك ��ي نبق ��ى ف ��ي �سياق‬ ‫التط ��ورات الإقت�صادي ��ة التي ح�صلت من ��ذ مطلع القرن‬ ‫الخلفي ��ات غي ��ر البعي ��دة للم�شكل ��ة المطروح ��ة الي ��وم‪ ،‬لن ندخ ��ل في �سرد الحال ��ي في المغ ��رب والعالم‪ .‬فالنظام المالي العالم ��ي يتطلب المرونة في‬ ‫تاريخ ��ي لنظ ��ام �سعر ال�صرف ف ��ي المغرب‪ .‬منذ ‪ 25‬ني�س ��ان (�إبريل) ‪� 2001‬سعر ال�صرف مع الأخذ بعين االعتبار �أن تقويم �سعر ال�صرف كانت له نتائج‬ ‫�إعتم ��د بن ��ك المغ ��رب على نظ ��ام �سع ��ر ال�صرف الثاب ��ت الذي يرب ��ط قيمة مت�ضاربة في الدول النا�شئة التي �إعتمدت هذا النظام‪ .‬فتحرير �سعر ال�صرف‬ ‫الدره ��م ب�سلة من العمالت الأجنبية لأهم �شركاء المملكة التجاريين بنا ًء ف ��ي دول �آ�سيوي ��ة عدي ��دة‪ ،‬ككوريا الجنوبي ��ة وتايلندا‪� ،‬ساعد تل ��ك الدول في‬ ‫عل ��ى ن�سب ��ة التبادل التجاري مع ه� ��ؤالء ال�شركاء‪ .‬بنا ًء علي ��ه‪ ،‬ي�ش ّكل اليورو بداي ��ة الق ��رن الحالي على الخروج من �أزمتها المالي ��ة و�إنعا�ش اقت�صاداتها‪.‬‬ ‫م ��ا يق ��ارب ‪ %80‬من �سلة العمالت بينما ي�ش ّكل ال ��دوالر والعمالت الأخرى ولك ��ن تتراف ��ق تل ��ك الإيجابيات مع مخاط ��ر مرتبطة بق ��درة الإقت�صاد على‬ ‫م ��ا يق ��ارب ال� �ـ ‪� .%20‬إعتماداً على تل ��ك ال�سيا�سة‪ ،‬كلم ��ا �إزدادت ن�سبة التبادل الحف ��اظ على �إ�ستدامة �سعر ال�صرف العائم من دون ح�صول تقلبات ي�صعب‬ ‫التج ��اري م ��ع الإتحاد الأوروبي مث ً‬ ‫ال‪ ،‬وجب عل ��ى بنك المغرب زيادة ح�صة عل ��ى الإقت�ص ��اد �إمت�صا�صها �سواء كانت �إ�ستهالكية (ت� ��آكل القدره ال�شرائية)‬ ‫�إحتياطات اليورو في �سلة العمالت‪.‬‬ ‫�أو �إنتاجية (ت�آكل القدرة التناف�سية)‪ .‬فرغم ا�ستفادة تركيا من النظام العائم‬ ‫وتهدف تلك ال�سيا�سة النقدية في �إدارة �سعر ال�صرف �إلى الحد من خ�سارة ف ��ي ال�سن ��وات الما�ضية ونه�ضة �إقت�صادها ب�شكل الف ��ت �إال �أن العملة التركية‬ ‫ق ��درة الإقت�ص ��اد المغرب ��ي التناف�سية م ��ع �شركائه ��ا الأ�سا�سيي ��ن بالإ�ضافة عانت الأم ّرين �أخيراً بفعل الم�ضاربات والأو�ضاع ال�سيا�سية ّ‬ ‫اله�شة‪.‬‬ ‫�إل ��ى لج ��م الت�ضخ ��م‪ .‬لكن تل ��ك ال�سيا�س ��ة‪ ،‬رغ ��م نجاحها على م ��دى العقد فالمطالب ��ة بتحري ��ر �سع ��ر ال�ص ��رف‪ ،‬المدع ��وم بتو�صي ��ات �صن ��دوق النق ��د‬ ‫الأخي ��ر‪ ،‬ت� ��ؤدي ف ��ي الوقت ذات ��ه �إلى تراج ��ع الق ��درة التناف�سي ��ة للإقت�صاد الدول ��ي من ��ذ الع ��ام ‪� ،2006‬أم ��ر محف ��وف بكثي ��ر م ��ن المخاط ��ر معظمه ��ا‬ ‫المغرب ��ي عندما تتراج ��ع تناف�سية �شركائه الأ�سا�سيي ��ن كالإتحاد الأوروبي عل ��ى الم ��دى البعيد‪ .‬ف�ل�ا �شك �أن تعوي ��م �سعر ال�صرف �سينع� ��ش الإقت�صاد‬ ‫�أم ��ام دول �أخ ��رى‪ .‬ومن �ش�أن ذلك‪ ،‬الحد من ق ��درة الرباط على بناء ج�سور المغرب ��ي لفترة مع ّينة‪ ،‬وي�ساهم في �إع ��ادة هيكلة مالية الدولة التي تعاني‬ ‫�إقت�صادي ��ة جديدة مع دول �أخرى وع ��دم اال�ستفادة من الكثير من الفر�ص من عجز في الميزان التجاري و�صل �إلى ‪ %7,5‬من الناتج المحلي في العام‬ ‫الفائ ��ت‪ .‬وه ��ذا ي�أت ��ي بالت ��وازي مع تراك ��م الدين الع ��ام الذي �إرتف ��ع �أخيراً‬ ‫الإقت�صادية‪.‬‬ ‫في الوقت عينه‪ ،‬يتطلب نظام �سعر ال�صرف الثابت تدخل البنك المركزي لي�ص ��ل �إل ��ى �أكث ��ر م ��ن ‪ %75‬من النات ��ج المحلي‪ ،‬ل ��ذا ف�إن �ضع ��ف الإنتاجية‬ ‫بي ��ن مرحل ��ة �إقت�صادي ��ة و�أخ ��رى م ��ن �أج ��ل �إع ��ادة الت ��وازن �إل ��ى الفروق ��ات والم�ش ��اكل الهيكلي ��ة الت ��ي يعاني منها االقت�صاد المغربي ق ��د ت�ؤدي به �إلى‬ ‫النا�شئ ��ة والمتراكم ��ة بين �سعر ال�ص ��رف الحقيقي و�سع ��ر ال�صرف المعلن نهايات وخيمة‪ ،‬ليكون االقت�صاد رهينة التقلبات في �أ�سواق المال والأو�ضاع‬ ‫بما يعرف ب"الـت�سعير البخ�س" (‪ )Undervaluation‬و"الت�سعير ال ُمغالى ال�سيا�سي ��ة والأمني ��ة‪� .‬إن تعوي ��م �سع ��ر ال�صرف يحت ��اج �إل ��ى تو�سيع مروحة‬ ‫في ��ه" (‪ .)Overvaluation‬في الحالة الأخيرة‪ ،‬كما ح�صل في المغرب في التموي ��ل الخارج ��ي ب�ش ��كل ثاب ��ت للحد من تل ��ك المفاعي ��ل ال�سلبية‪ ،‬وهذا‬ ‫العق ��د المن�صرم‪ ،‬كان �سعر ال�ص ��رف الحقيقي غير المعلن �أقل‪ ‬من ال�سعر م ��ا يفتق ��ده حالي� �اً الإقت�صاد المغربي‪� .‬أم ��ا اليوم‪ ،‬فبي ��ن التثبيت والتعويم‬ ‫المعل ��ن مم ��ا �أدى ب�ش ��كل تدريجي �إلى تراك ��م العجز في المي ��زان التجاري المطل ��ق‪ ،‬م ��ن الأف�ض ��ل عل ��ى ال�سلط ��ات المالي ��ة المغربي ��ة اتب ��اع التحرير‬ ‫نتيج ��ة �ضع ��ف ال�ص ��ادرات و�ضع ��ف النم ��و االقت�ص ��ادي‪ ،‬الأم ��ر ال ��ذي �أدّى الجزئ ��ي التدريج ��ي م ��ن دون الخو� ��ض في مغام ��رات اقت�صادي ��ة مجهولة‬ ‫بطبيع ��ة الحال �إلى �إرتفاع العج ��ز في الموازنة‪ .‬فالظروف الإقت�صادية في الآفاق في ظل عدم جهوزية �إقت�صادها‪.‬‬ ‫* حائز على دكتوراه في الإقت�صاد‪ ،‬و�أ�ستاذ محا�ضر في كلية �إدارة الأعمال في جامعة بيروت العربية‬

‫‪56‬‬

‫العدد ‪ - 18‬ني�سان (�أبريل) ‪٢٠١4 -‬‬


‫ال�صغي ��رة �إلى الفق ��راء‪ .‬م�ؤ�س�سات مث ��ل بنك غرامين‬ ‫‪ ،‬ال ��ذي ف ��از بجائ ��زة نوبل لل�س�ل�ام في الع ��ام ‪،2006‬‬ ‫�أظهرت نتائ ��ج باهرة مع ترتيبات مالي ��ة جديدة‪ ،‬مثل‬ ‫القرو� ��ض الجماعي ��ة التي تتطل ��ب دفع ��ات �أ�سبوعية‪.‬‬ ‫اليوم‪ ،‬تقدم �صناعة التمويل الأ�صغرالقرو�ض �إلى نحو‬ ‫‪ 200‬ملي ��ون �شخ�ص ‪ -‬عدد هائل بالت�أكيد‪ ،‬ولكن فقط‬ ‫م ��ا يكفي لإح ��داث ت�أثير في �أكثر م ��ن مليار �شخ�ص ال‬ ‫ي�ستطيعون الح�صول على الخدمات المالية الر�سمية‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغ ��م من نجاحه ��ا‪ ،‬واجه ��ت �صناع ��ة التمويل‬ ‫الأ�صغ ��ر عقب ��ات كبي ��رة‪ .‬ذلك �أن ��ه ب�سب ��ب التكاليف‬ ‫العالي ��ة لإدارة ه ��ذا الع ��دد الكبي ��ر م ��ن القرو� ��ض‬ ‫ال�صغيرة‪ ،‬ف�إن �أ�سع ��ار الفائدة والر�سوم المرتبطة بها‬ ‫كان ��ت ح ��ادة‪ ،‬حيث و�صلت ف ��ي كثير م ��ن الأحيان �إلى‬ ‫‪� ٪100‬سنوي� � ًا‪ .‬وعالوة على ذل ��ك‪ ،‬فقد �أظهر عدد من‬ ‫الدرا�س ��ات الميداني ��ة الجدّية �أنه حت ��ى عندما ت�صل‬ ‫برامج الإقرا�ض بنجاح �إلى المقتر�ضين‪ ،‬فلم ينتج من‬ ‫ذلك �سوى زيادة محدودة ف ��ي الن�شاط التجاري‪ -‬ولم‬ ‫يك ��ن هن ��اك �أي �إنخفا�ض ملمو�س في مع ��دالت الفقر‪.‬‬ ‫�شج ��ع مجتم ��ع التنمي ��ة ال�سرد ال ��ذي يقول‬ ‫ل�سن ��وات‪ّ ،‬‬ ‫بالإقترا� ��ض‪ ،‬وروح المب ��ادرة‪ ،‬ورفع �أع ��داد كبيرة من‬ ‫يعط‬ ‫النا� ��س م ��ن براثن الفقر‪ .‬ولك ��ن هذا ال�س ��رد لم ِ‬ ‫النتيجة المتوخاة ‪.‬‬

‫مع ذلك‪ ،‬هناك �إتجاهان ي�شيران �إلى وعد كبير للجيل‬ ‫المقبل من الجهود ال�شمولي ��ة المالية المدرجة‪ .‬الأول‬ ‫يكمن ف ��ي تكنولوجي ��ا الهاتف الن ّقال الت ��ي قد وجدت‬ ‫طريقه ��ا �إلى العال ��م النامي‪ ،‬و تنت�ش ��ر بوتيرة مذهلة‪.‬‬ ‫وفق� � ًا للبنك الدولي‪ ،‬تغطي �إ�ش ��ارات الهاتف المحمول‬ ‫الآن نحو ‪ 90‬في المئة من الفقراء في العالم‪ ،‬وهناك‪،‬‬ ‫ف ��ي المتو�س ��ط‪� ،‬أكثر من ‪ 89‬ح�ساب هات ��ف خلوي ًا لكل‬ ‫‪� 100‬شخ� ��ص يعي�ش ��ون ف ��ي البل ��دان النامي ��ة‪ .‬وه ��ذا‬ ‫يق ��دم فر�صة �إ�ستثنائي ��ة‪ :‬الأدوات المالي ��ة التي تعتمد‬ ‫تكنولوجي ��ا الهاتف المحمول لديها القدرة على خف�ض‬ ‫تكلفة تقديم الخدمات الم�صرفية للفقراء ي�شكل كبير‪.‬‬ ‫تو�صل الإقت�صاديون وغيره ��م من الباحثين في‬ ‫ثاني� � ًا‪ّ ،‬‬ ‫ال�سنوات الأخيرة �إلى �إن�شاء قاعدة واقعية �أكثر ثراء من‬ ‫الدرا�سات الدقيقة لإيجاد عرو�ض منتجات م�ستقبلية‪.‬‬ ‫في وقت مبكر‪� ،‬إعتمد الجانبان الم�شاركان في النقا�ش‬ ‫ح ��ول القيم ��ة الحقيقي ��ة لبرام ��ج القرو� ��ض ال�صغيرة‬ ‫للفق ��راء‪ ،‬ف ��ي الغالب‪ ،‬عل ��ى المالحظ ��ات الق�ص�صية‬ ‫وال�شع ��ور الغرائ ��زي والتوقع ��ات‪ .‬ولك ��ن الآن‪ ،‬هن ��اك‬ ‫المئات من الدرا�سات للإ�ستفادة منها‪ .‬النماذج المرنة‬ ‫والمنخف�ض ��ة التكلفة نتجت بف�ض ��ل تكنولوجيا الهاتف‬ ‫الن ّق ��ال و قاعدة الأدلة لتوجيه ت�صميمها و بالتالي خلق‬ ‫فر�صة كبيرة لتقديم القيمة الحقيقية للفقراء‪.‬‬

‫التطبيقات الم�صرفية عبر الهاتف‬ ‫المحمول لديها القدرة على ت�شجيع‬ ‫الإن�ضباط المالي في طرق �أكثر‬ ‫فعالية‪ .‬هناك ميزات هام�شية على ما‬ ‫يبدو م�ص ّممة لتحفيز الإن�ضباط المالي‬ ‫يمكن �أن تفعل الكثير لو�ضع النا�س‬ ‫على طريق الإزدهار المالي‬ ‫ب ِّين لهم المال‬ ‫يقدّم التمويل الن ّقال ما ال يقل عن ثالث مزايا رئي�سية‬ ‫عل ��ى النماذج المالي ��ة التقليدية‪ .‬الأول ��ى‪ ،‬المعامالت‬ ‫الرقمي ��ة هي حرة �أ�سا�س ًا‪ .‬تم ِّث ��ل الخدمات ال�شخ�صية‬ ‫والمعام�ل�ات النقدي ��ة غالبي ��ة النفق ��ات الم�صرفي ��ة‬ ‫الروتيني ��ة‪ .‬ولكن عمالء التمويل الن ّقال يبقون �أموالهم‬ ‫ف ��ي �شكل رقم ��ي‪ ،‬بحي ��ث يمكنه ��م �إر�س ��ال و�إ�ستقبال‬ ‫الأموال �ساعة يريدون‪ ،‬حتى مع الأطراف البعيدة‪ ،‬من‬ ‫دون خل ��ق تكاليف كبيرة لمعام�ل�ات البنوك �أو مقدمي‬

‫خدم ��ة الهات ��ف المحم ��ول‪ .‬الثاني ��ة‪ ،‬تو ّل ��د �إت�صاالت‬ ‫الن ّقال كميات وفيرة من البيانات‪ ،‬والتي يمكن للبنوك‬ ‫وغيره ��ا م ��ن مقدمي الخدم ��ات �إ�ستخدامه ��ا لتطوير‬ ‫خدم ��ات �أكثر ربحية وحتى �أن تكون بدي ًال من ع�شرات‬ ‫م�ؤ�شرات الإئتمان التقليدية (والتي يمكن �أن يكون من‬ ‫ال�صع ��ب الح�ص ��ول عليه ��ا بالن�سبة �إل ��ى �أولئك الذين‬ ‫هم من دون �سج�ل�ات ر�سمية �أو تاريخ مالي)‪ .‬الثالثة‪،‬‬ ‫ترب ��ط من�ص ��ات الن ّقال البن ��وك بعمالئها ف ��ي الوقت‬ ‫الحقيق ��ي‪ .‬وه ��ذا يعني �أن البنوك يمك ��ن �أن تتابع على‬ ‫الف ��ور معلومات الح�س ��اب �أو �إر�سال ر�سائ ��ل تذكيرية‪،‬‬ ‫ويمك ��ن للعم�ل�اء الإ�شتراك في الخدم ��ات ب�سرعة من‬ ‫تلقاء �أنف�سهم‪.‬‬ ‫الإمكان ��ات‪ ،‬بعب ��ارة �أخ ��رى‪ ،‬ه ��ي هائل ��ة‪ .‬الفوائ ��د‬ ‫بالن�سب ��ة �إلى الإئتم ��ان والإ ّدخ ��ار والت�أمي ��ن وا�ضحة‪،‬‬ ‫ولك ��ن بالن�سبة �إلى معظم الأ�س ��ر الفقيرة‪ ،‬ف�إن القدرة‬ ‫الب�سيط ��ة لتحوي ��ل الأم ��وال يمك ��ن �أن تك ��ون بالق ��در‬ ‫عين ��ه من الأهمية‪ .‬على �سبيل المث ��ال‪ ،‬وجد �إ�ستطالع‬ ‫"غالوب"‪ ،‬الذي �أجري �أخير ًا في ‪ 11‬بلد ًا في �أفريقيا‬ ‫جنوب ال�صحراء الكبرى‪� ،‬أن �أكثر من ‪ 50‬في المئة من‬ ‫البالغي ��ن الذين �شمله ��م الإ�ستطالع ق ��د �أر�سلوا دفعة‬ ‫واحدة عل ��ى الأقل �إلى �شخ�ص بعي ��د في غ�ضون ال‪30‬‬ ‫يوم ًا ال�سابق ��ة‪ .‬و�إ�ستخدم ‪ 83‬في المئ ��ة منهم النقود‪،‬‬ ‫�سواء لدف ��ع فواتير الماء والكهرب ��اء �أو �إر�سال الأموال‬ ‫�إل ��ى عائالتهم‪ ،‬وقد �أر�سل معظمه ��م المال مع �سائقي‬ ‫الحافالت‪� ،‬أو طلبوا من �أ�صدقائهم �إي�صاله‪� ،‬أو �س ّلموا‬ ‫المدفوع ��ات ب�أنف�سهم‪ .‬كان ��ت التكاليف عالية؛ �إن نقل‬ ‫الأموال النقدية‪ ،‬ال �سيما في �أفريقيا جنوب ال�صحراء‬ ‫الكب ��رى‪� ،‬أمر محف ��وف بالمخاط ��ر‪ ،‬ال يمكن االعتماد‬ ‫عليه‪ ،‬وبطيء‪.‬‬ ‫تخ ّيل ماذا يمكن �أن يح ��دث لو كان لدى الفقراء خيار‬ ‫�أف�ض ��ل‪ .‬لق ��د وجدت درا�سة حديثة ج ��رت في كينيا �أن‬ ‫الو�صول �إلى منتوج مالي للهاتف المحمول ي�سمى "�أم‪-‬‬ ‫بي�س ��ا" (‪ ،)M-Pesa‬وال ��ذي ي�سمح للعم�ل�اء بتخزين‬ ‫المال في الهواتف المحمولة الخا�صة بهم و�إر�سالها في‬ ‫لم�سة زر واحدة‪ ،‬زاد حجم وكفاءة ال�شبكات التي تنقل‬ ‫وتح ّول الم ��ال‪ .‬وهي جاءت في متن ��اول اليدين عندما‬ ‫عانى الم�شاركون الأكث ��ر فقر ًا من �صدمات �إقت�صادية‬ ‫�أثارته ��ا �أحداث غي ��ر متوقعة‪ ،‬مثل دخ ��ول الم�ست�شفى‬ ‫�أو حري ��ق المنزل‪ .‬الأ�سر التي لديه ��ا �إمكانية الو�صول‬ ‫�إل ��ى "�أم‪-‬بي�سا" تلق ��ى المزيد من الدع ��م المالي من‬ ‫�شبكات �أكبر و�أكثر بعد ًا من الأهل والأ�صدقاء‪ .‬ونتيجة‬ ‫لذل ��ك‪ ،‬كانت �أكثر ق ��درة على البقاء عل ��ى قيد الحياة‬ ‫في الأوق ��ات ال�صعبة‪ ،‬والحفاظ على وجباتها الغذائية‬ ‫العادية و�إبقاء الأطفال في المدر�سة‪.‬‬ ‫بالن�سب ��ة �إلى الم�ستهلكين ‪ ،‬ف� ��إن فوائد "�أم‪ -‬بي�سا" هي‬ ‫بديهي ��ة‪ .‬الي ��وم‪ ،‬وفق� � ًا لدرا�سة �أجراه ��ا "�صندوق‬ ‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪59‬‬


‫�أ�سواق المال‬ ‫موضوع الغالف‬

‫كيف يمكن للهاتف الخليوي �أن يح ّفز التنمية‬

‫ثورة الج ّوال المالية‬ ‫ِّ‬ ‫تثـور عالم الفقراء‬ ‫يفتق��ر معظم الفقراء ف��ي العالم �إلى ح�ساب توفير �أ�سا�سي‪ ،‬ولكن الهات��ف الخليوي المتوا�ضع قد يغيّر كل‬ ‫ذلك‪ .‬بف�ضل التمويل النقّال ت�ستطيع البنوك الآن تقديم خدمات حا�سمة لعدد �أكبر من النا�س‪ ،‬وفي �أماكن‬ ‫�أكثر من �أي وقت م�ضى‪ ،‬وم�ساعدتهم على الخروج من الفقر �إلى غير رجعة‪.‬‬ ‫لندن ‪ -‬محمد �سليم‬ ‫نحو ‪ 2.5‬ملياري �شخ�ص في العالم الذين‬ ‫يعي�شون على �أقل من دوالرين في اليوم لن‬ ‫يبق ��وا في حال ��ة من الفقر المزمن‪ .‬ك ��ل ب�ضع �سنوات‪،‬‬ ‫يتم ّكن بين ع�شرة و‪ 30‬في المئة من الأ�سر الأكثر فقر ًا‬ ‫في العالم الخروج م ��ن الفقر‪ ،‬وعادة من خالل �إيجاد‬ ‫فر�ص عم ��ل ثابتة �أو من طريق تنظي ��م �أن�شطة و�إقامة‬ ‫م�شاريع مثل تطوير �أعمال تجارية �أو تح�سين محا�صيل‬ ‫زراعي ��ة‪ .‬مع ذلك‪ ،‬خالل تل ��ك الفترة عينها‪ ،‬ما يقرب‬ ‫م ��ن ع ��دد مت�ساو من الأ�س ��ر ينزلق تحت خ ��ط الفقر‪.‬‬ ‫ويب ��دو �أن ح ��االت الط ��وارئ المتعلق ��ة بال�صح ��ة ه ��ي‬ ‫ال�سبب الأكثر �شيوع ًا‪ ،‬ولكن هناك �أ�سباب ًا �أخرى �أي�ض ًا‪:‬‬ ‫ف�ش ��ل المحا�صيل‪ ،‬ونفوق الموا�ش ��ي‪ ،‬و�أعطال المعدات‬ ‫الزراعية‪ ،‬حتى نفقات الزفاف‪.‬‬ ‫ف ��ي كثير م ��ن هذه الح ��االت‪ ،‬ت�ش ّك ��ل الأدوات المالية‬ ‫�أه ��م ع ��ازل �ضد النك�س ��ات المعوقة مث ��ل المدّخرات‬ ‫ال�شخ�صي ��ة‪ ،‬والت�أمي ��ن‪ ،‬والإئتم ��ان �أو التحوي�ل�ات‬ ‫النقدي ��ة م ��ن العائل ��ة والأ�صدقاء‪ .‬مع ذل ��ك‪� ،‬إن هذه‬ ‫الأدوات ن ��ادر ًا م ��ا تتوف ��ر لأن معظ ��م فق ��راء العالم‬ ‫يفتق ��رون حت ��ى �إل ��ى �أب�س ��ط الخدم ��ات الم�صرفية‪.‬‬ ‫عل ��ى ال�صعيد العالم ��ي‪ 77 ،‬في المئ ��ة منهم لم يكن‬ ‫لديهم ح�ساب للتوفير‪ ،‬وفي �أفريقيا جنوب ال�صحراء‬ ‫الكبرى‪ ،‬ي�صبح هذا الرقم ‪ 85‬في المئة‪ .‬كما �أن عدد ًا‬ ‫�أكبر م ��ن الفق ��راء ال ي�ستطيع الو�ص ��ول �إلى منتجات‬ ‫الإئتمان الر�سم ��ي �أو الت�أمين‪ .‬الم�شكلة الرئي�سية هي‬ ‫لي�س ��ت ب�أن الفق ��راء ال يملكون �شيئ� � ًا للتوفير ‪ -‬ت�شير‬ ‫الدرا�س ��ات �إلى �أنهم يملكون ‪ -‬بل لأنهم لي�سوا عمالء‬

‫‪58‬‬

‫العدد ‪ - 18‬ني�سان (�أبريل) ‪٢٠١4 -‬‬

‫مربحين‪ ،‬لذلك ال تح ��اول البنوك ومقدمو الخدمات‬ ‫الأخ ��رى الو�صول �إليهم‪ .‬ونتيج ��ة لذلك‪ ،‬يكافح ه�ؤالء‬ ‫الفق ��راء عادة من �أج ��ل "رتقة" م�شترك ��ة هي عبارة‬ ‫ع ��ن خليط من ترتيب ��ات غير ر�سمية‪ ،‬وف ��ي كثير من‬ ‫الهواتف النقالة‪ :‬تحمل الحل المالي �إلى عالم الفقراء‬

‫الأحيان غير م�ستقرة‪ ،‬لإدارة حياتهم المالية‪.‬‬ ‫على م ��دى العق ��ود القليل ��ة الما�ضي ��ة‪ ،‬عمل ��ت برامج‬ ‫الإئتم ��ان ال�صغي ��ر عل ��ى معالجة ه ��ذه الم�شكلة‪ ،‬التي‬ ‫م ��ن خاللها من ��ح المقر�ضون الماليين م ��ن القرو�ض‬


‫�شركة الإت�صاالت ال�سلكية والال�سلكية "�سفاريكوم"‪ :‬م�ساهمة في تمويل الفقراء بالنقال‬

‫فه ��ي تحت ��اج �إلى مجموع ��ة كاملة م ��ن الأدوات المالية‬ ‫الت ��ي تعم ��ل ف ��ي تنا�س ��ق لتخفي ��ف المخاط ��ر‪ ،‬وتم ِويل‬ ‫الإ�ستثم ��ار‪ ،‬وتنمية الإدخار‪ ،‬ونق ��ل الأموال‪ .‬على �سبيل‬ ‫المث ��ال‪ ،‬يمكن للت�أمين �أن ي�ؤثر ت�أثي ��ر ًا كبير ًا في كيفية‬ ‫�إ�ستثم ��ار المقتر�ضي ��ن ف ��ي �أعمالهم‪ .‬وقدم ��ت درا�سة‬ ‫ميداني ��ة حديث ��ة‪ ،‬جرت ف ��ي غانا‪ ،‬مجموع ��ات مختلفة‬ ‫من المن ��ح النقدية للمزارعين لتموي ��ل �إ�ستثمارات في‬ ‫م�ساهمات زراعية‪ ،‬وت�أمين المحا�صيل‪� ،‬أو كليهما‪ .‬وقد‬ ‫�إ�ستثمر المزارعون الذين في حوزتهم الت�أمين �أكثر في‬ ‫المحا�صيل الزراعية‪ ،‬وخ�صو�ص ًا في المواد الكيميائية‪،‬‬ ‫و�إع ��داد الأر� ��ض‪ ،‬و�إيج ��ار العمل والعم ��ال‪ .‬و�أنفقوا في‬ ‫المتو�سط​​‪ 266‬دوالر ًا على الزراعة �أكثر مما فعلوا على‬ ‫الت�أمي ��ن‪ .‬لذا‪ ،‬لم يكن �إفتق ��ار المزارعين �إلى الإئتمان‬ ‫�أكبر عائق �أمام تو�سيع �أعمالهم‪ ،‬بل كان الخطر‪.‬‬ ‫وت�سم ��ح تطبيق ��ات الن ّق ��ال للبن ��وك تقديم مث ��ل هذه‬ ‫الخدم ��ات لأع ��داد هائلة من العمالء ف ��ي وقت ق�صير‬ ‫ج ��د ًا‪ .‬ف ��ي ت�شري ��ن الثان ��ي (نوفمب ��ر) ‪� ،2012‬أطل ��ق‬ ‫بن ��ك �أفريقي ��ا التجاري و�شرك ��ة الإت�ص ��االت ال�سلكية‬ ‫والال�سلكية "�سفاريكوم" منتوج ًا ي�سمى "�أم‪�-‬شواري"‬ ‫(‪ ،)M-Shwari‬والذي �سمح لم�ستخدمي "�أم‪-‬بي�سا"‬ ‫فتح ح�سابات �إدّخار مع فائدة‪ ،‬وتقديم طلب للح�صول‬ ‫عل ��ى قرو� ��ض ق�صي ��رة الأج ��ل م ��ن خ�ل�ال هواتفه ��م‬ ‫المحمول ��ة‪ .‬وقد ثب ��ت �أن الطلب عل ��ى المنتوج �ساحق‪.‬‬ ‫م ��ن خالل الق�ض ��اء على نحو ف ّعال عل ��ى عامل الوقت‪،‬‬ ‫ال ��ذي عادة م ��ا ي�ستغرق ��ه الم�ستخدم ��ون للت�سجيل �أو‬ ‫تقديم الطلب �شخ�صي ًا‪� ،‬أ�ض ��اف "�أم‪�-‬شواري" تقريب ًا‬ ‫مليون ح�ساب في الأ�شهر الثالثة الأولى‪.‬‬ ‫من خالل �إ�ستقطاب الكثير من الزبائن وتتبع �سلوكهم‬ ‫ف ��ي الوقت الحقيق ��ي‪ ،‬تو ّل ��د من�صات الهات ��ف النقال‬ ‫رزم ��ة من البيان ��ات المفي ��دة‪ .‬يمكن لأنم ��اط الدعوة‬ ‫والمعامل ��ة ل ��دى النا�س �أن تك�شف ع ��ن ر�ؤى ق ّيمة حول‬ ‫�سل ��وك �شرائ ��ح معينة م ��ن العمالء ال�سك ��ان‪ ،‬مبرهنة‬

‫عن مدى الإختالف ��ات في م�ستوي ��ات الدخل‪ ،‬والو�ضع‬ ‫الوظيف ��ي‪ ،‬والترابط الإجتماعي‪ ،‬والحالة الإجتماعية‪،‬‬ ‫والج ��دارة الإئتماني ��ة‪� ،‬أو غيره ��ا م ��ن ال�صف ��ات التي‬ ‫�ش ّكل ��ت النتائ ��ج‪ .‬وق ��د �أظهر العدي ��د م ��ن الدرا�سات‬ ‫بالفع ��ل كيف �أن مزاي ��ا منتجات مع ّينة يمك ��ن �أن ت�ؤثر‬ ‫ف ��ي بع� ��ض المجموعات ب�شك ��ل مختلف ع ��ن الأخرى‪.‬‬ ‫في �إح ��دى الدرا�سات الكينية‪� ،‬أعط ��ى باحثون لعمالء‬ ‫بطاقات �ص ّراف �آلي التي �سمحت لهم ب�سحوبات نقدية‬ ‫بتكالي ��ف منخف�ضة‪ ،‬و�سمحت لهم �أي�ض� � ًا الو�صول �إلى‬ ‫ح�ساب ��ات مدخراته ��م بعد �ساع ��ات وفي عطل ��ة نهاية‬ ‫الأ�سب ��وع‪ .‬و�إنته ��ى التغيي ��ر م�ؤثر ًا �إيجابي� � ًا في الرجال‬ ‫المتزوجي ��ن و�سلبي ًا ف ��ي الن�ساء المتزوج ��ات‪ ،‬اللواتي‬ ‫يمك ��ن لأزواجهن ب�سهول ��ة و�ضع �أيديهم عل ��ى الأموال‬ ‫المحفوظة في ح�ساب م�شترك‪ .‬قبل بطاقات ال�ص ّراف‬ ‫الآل ��ي‪ ،‬كانت الن�ساء المتزوج ��ات يدفعن ر�سوم �سحب‬ ‫عالي ��ة �أو يواجه ��ن �ساع ��ات مح ��دودة من قب ��ل البنك‬ ‫للحد من عمليات ال�سح ��ب‪ .‬مع البطاقات‪ ،‬عالوة على‬ ‫ذل ��ك‪ ،‬يمكن للأزواج الح�صول عل ��ى النقد من �أجهزة‬ ‫ال�ص ��راف الآلي ب�أنف�سهم‪ ،‬ف ��ي حين �أن ال�سحوبات في‬ ‫المكاتب الفرعية عادة ما ُيطلب من الزوجات الذهاب‬ ‫�شخ�صي ًا خالل ال�ساعات التي يكون فيها �أزواجهن في‬ ‫العمل‪.‬‬

‫الموقع ‪ ،‬الموقع‪ ،‬الموقع‬ ‫�إن �إرتفاع تكلفة البنية التحتية الم�صرفية الأ�سا�سية قد‬ ‫تكون �أكبر عائق �أمام توفير الخدمات المالية للفقراء‪.‬‬ ‫ت�ضع البنوك �أجهزة ال�ص ّراف الآلي والمكاتب الفرعية‬ ‫ب�شك ��ل ح�ص ��ري تقريب� � ًا ف ��ي المناط ��ق الأكث ��ر غن ��ى‬ ‫وكثافة (و�أكث ��ر �أمن ًا) في البل ��دان الفقيرة‪ .‬وفي كثير‬ ‫م ��ن الأحيان تقزّم تكلف ��ة هذه البني ��ة التحتية الأرباح‬ ‫المحتمل ��ة الت ��ي يتع ّين الح�ص ��ول عليها ف ��ي المناطق‬ ‫الريفي ��ة الأكثر فقر ًا‪ .‬في المقابل‪ ،‬الأعمال الم�صرفية‬

‫عبر الهاتف المحمول ت�سمح للعمالء بتنفيذ معامالت‬ ‫ف ��ي محالت تجارية موجودة وحتى في �أك�شاك ال�سوق‪،‬‬ ‫خالق ��ة �شبكات �أكثر كثافة من النق ��اط للعملية بتكلفة‬ ‫�أقل بكثير‪.‬‬ ‫وم ��ع ذل ��ك‪ ،‬لك ��ي ي�ستفي ��د العم�ل�اء ب�شك ��ل كامل من‬ ‫الخدم ��ات المالية للن ّق ��ال‪ ،‬يجب ت�سهي ��ل الو�صول �إلى‬ ‫المكات ��ب الت ��ي تتعامل ف ��ي النقد الذي ال ي ��زال ي�شكل‬ ‫�أم ��ر ًا حرج ًا‪ .‬عندم ��ا قام الباحثون ف ��ي كينيا بدرا�سة‬ ‫برنام ��ج "�أم‪ -‬بي�س ��ا" الم�ش ��ار �إليه عب ��ر مواقع وكالء‬ ‫"�أم‪ -‬بي�س ��ا" ومواقع الأ�سر في البرنامج‪ ،‬فقد وجدوا‬ ‫ب�أن ك ّلما كان ��ت المنازل �أقرب �إلى ك�شك "�أم‪ -‬بي�سا"‪،‬‬ ‫حيث هناك خدمات نقدية متاح ��ة للعمالء‪� ،‬إ�ستفادت‬ ‫�أكث ��ر من ه ��ذه الخدم ��ة‪ .‬وي�صب ��ح من غي ��ر المجدي‬ ‫للعم�ل�اء �إ�ستخدام خدمة مالية معين ��ة مهما كانوا في‬ ‫حاجة �إليها �إذا كانت الم�سافة �أبعد من ذلك‪.‬‬ ‫ف ��ي الوقت عين ��ه‪� ،‬أظهر عدد من الدرا�س ��ات �أن زيادة‬ ‫نقاط الو�صول المادي الفعلي �إلى النظام المالي يمكن‬ ‫�أن ت�ساعد في رفع الإقت�صاد المحلي‪ .‬وقد و ّثق باحثون‬ ‫ف ��ي الهند �آثار تنظيم تط ّلب م ��ن البنوك فتح فروع في‬ ‫المناط ��ق الريفية في مقابل الح�ص ��ول على تراخي�ص‬ ‫للعم ��ل ف ��ي مناط ��ق ح�ضري ��ة �أكث ��ر ربحي ��ة‪� .‬أظهرت‬ ‫البيان ��ات زيادة كبيرة في الإقرا� ��ض والإنتاج الزراعي‬ ‫ف ��ي المناطق التي فتحت فيها ف ��روع ب�سبب البرنامج‪،‬‬ ‫ف�ض�ل ً�ا ع ��ن تخفي�ض ��ات ‪ 5-4‬ف ��ي المئ ��ة ف ��ي ع ��دد‬ ‫الأ�شخا� ��ص الذين يعي�ش ��ون في فقر‪ .‬ووج ��دت درا�سة‬ ‫م�شابه ��ة في المك�سي ��ك �أنه في المناط ��ق التي �أدخلت‬ ‫�إليها فروع بنكي ��ة‪ ،‬زاد عدد الأ�شخا�ص الذين يمتلكون‬ ‫�شركات غير ر�سمية بن�سبة ‪ 7.6‬في المئة‪ .‬كانت هناك‬ ‫�أي�ضا �آث ��ار تموج‪ :‬زيادة طفيفة ف ��ي التوظيف و �إرتفاع‬ ‫�سبعة في المئة في الدخل‪.‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك‪ ،‬بخط ��وات �صحيح ��ة‪ ،‬ف� ��إن الو�ص ��ول �إل ��ى‬ ‫�أدوات مالي ��ة يمكن �أن يحفز الإقت�ص ��ادات المحرومة‬ ‫و‪ ،‬ف ��ي الأوقات الحرج ��ة‪ ،‬يحدّد ما �إذا كان ��ت الأ�سرة‬ ‫الفقي ��رة هي ق ��ادرة عل ��ى �إلتقاط فر�ص ��ة للخروج من‬ ‫الفق ��ر �أو خ�ل�اف ذل ��ك تج ��اوز �صدمة مالي ��ة منهكة‪.‬‬ ‫بف�ض ��ل الأبحاث الجدي ��دة‪� ،‬صار معروف� � ًا �أكثر ما هي‬ ‫�أن ��واع المي ��زات الت ��ي يمك ��ن �أن تفع ��ل �أكث ��ر لتح�سين‬ ‫حي ��اة الم�ستهلكين‪ .‬وب�سبب الإنت�ش ��ار ال�سريع للهواتف‬ ‫المحمول ��ة‪� ،‬أ�صبح م ��ن الممكن الآن تقدي ��م مثل هذه‬ ‫الخدم ��ات لع ��دد �أكبر م ��ن النا� ��س �أكثر م ��ن �أي وقت‬ ‫م�ض ��ى‪ .‬لق ��د و�ضع ك ��ل من ه ��ذه الإتجاه ��ات الم�سرح‬ ‫لمزي ��د م ��ن الإبتكارات م ��ن قب ��ل البن ��وك‪ ،‬و�شركات‬ ‫الهاتف الخلوي‪ ،‬وم�ؤ�س�سات الإقرا�ض الأ�صغر‪ ،‬ورجال‬ ‫الأعم ��ال – وهن ��اك دور يلعب ��ه جميعه ��م ف ��ي تقديم‬ ‫الخدمات المالية المغ ّيرة للحياة لأولئك الذين هم في‬ ‫�أ�شد الحاجة �إليها‬ ‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪61‬‬


‫�أ�سواق المال ¶ مو�ضوع الغالف‬ ‫تعمي ��ق القط ��اع المال ��ي" ‪(Financial Sector‬‬ ‫)‪ Deepening Trust‬في كينيا ‪ ،‬ف�إن ‪ 62‬في المئة من‬ ‫البالغين في البالد لديهم ح�سابات نا�شطة‪ .‬و قد بد�أت‬ ‫دول �أخرى من ��ذ ذلك الحين �إ�ص ��دار و�إطالق منتجات‬ ‫مالية خا�صة بها‪ .‬في تنزانيا‪� ،‬أكثر من ‪ 47‬في المئة من‬ ‫م�سج ��ل‪ .‬في �أوغندا‪ 26 ،‬في‬ ‫الأ�س ��ر لديها �أحد �أفرادها ّ‬ ‫المئة من البالغين هم من الم�ستخدمين‪ .‬وكانت معدالت‬ ‫الإعتم ��اد �أو الإ�ستخدام غير عادي ��ة؛ على النقي�ض من‬ ‫ذلك‪ ،‬نادر ًا ما يح�صل مقتر�ض ��و الإئتمان الأ�صغر على‬ ‫�أكثر من ع�شرة في المئة من مناطق برنامجهم ‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن م ��ال الهوات ��ف النقال ��ة يفي ��د �أكث ��ر م ��ن‬ ‫التحوي�ل�ات الطارئ ��ة‪� .‬إن المدفوع ��ات المنتظمة التي‬ ‫ير�سلها �أفراد الأ�سرة الذي ��ن يعملون في �أجزاء �أخرى‬ ‫م ��ن البالد‪ ،‬على �سبيل المثال‪ ،‬ت�ش ّكل ح�صة كبيرة من‬ ‫الدخل للعدي ��د من الأ�سر الفقيرة‪ .‬فقد �أ�شارت درا�سة‬ ‫"غال ��وب" ف ��ي جن ��وب �آ�سيا �أخي ��ر ًا �إل ��ى �أن ‪ 72‬في‬ ‫المئة من الأ�سر المتلقية للمدفوعات كانت التحويالت‬ ‫النقدي ��ة "مهم ��ة جدا" لحاالته ��ا و�أو�ضاعه ��ا المالية‪.‬‬ ‫وتظه ��ر درا�سات على �أ�صحاب الأعم ��ال ال�صغيرة ب�أن‬ ‫�إعتمادهم على �إ�ستخدام الدفع عبر الهاتف النقال قد‬ ‫وو�سع قواعد عمالئهم‪.‬‬ ‫ح�سن كفاءتهم ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫يمكن لهذه التقنيات �أي�ضا تحويل طريقة تفاعل النا�س‬ ‫م ��ع الم�ؤ�س�س ��ات الر�سمي ��ة الكبي ��رة‪ ،‬وخ�صو�ص� � ًا من‬ ‫خ�ل�ال تح�سين �إمكانية ح�ص ��ول النا�س على الخدمات‬ ‫الحكومي ��ة‪ .‬وقد وج ��دت درا�سة ف ��ي النيج ��ر �أجراها‬ ‫باح ��ث م ��ن جامع ��ة "تافت� ��س" ان ��ه خ�ل�ال الجفاف‪،‬‬ ‫�سمحت الهواتف النقالة للنا�س بطلب الدعم الحكومي‬ ‫للطوارئ في ت�أمين وجبات غذائية �أف�ضل لهم‪ ،‬مقارنة‬ ‫م ��ع �أولئك الذي ��ن ح�صلوا على وجباته ��م الغذائية من‬ ‫خ�ل�ال ال�صدقات النقدي ��ة‪ .‬وخل�ص الباحث ��ون �إلى �أن‬ ‫الن�س ��اء ه ��ن �أكثر عر�ضة م ��ن الرج ��ال لل�سيطرة على‬ ‫التحوي�ل�ات الرقمي ��ة (عل ��ى العك� ��س م ��ن التحويالت‬ ‫النقدي ��ة)‪ ،‬و�أنهن ك ��نَّ �أكثر عر�ضة لإنف ��اق المال على‬ ‫الغذاء العالي الجودة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ف ��ي الوقت عين ��ه �ست�ستفيد الحكومات �أي�ض� �ا بقدر ما‬ ‫ي�ستفي ��د الم�ستهلك ��ون‪ .‬فقد وج ��دت درا�س ��ة لم�ؤ�س�سة‬ ‫"ماكينزي" في الهند �أن حكومة نيودلهي يمكنها ربح‬ ‫‪ 22‬ملي ��ار دوالر �سنوي� � ًا من "رقمنة" ك ��ل مدفوعاتها‪.‬‬ ‫ووج ��دت درا�سة �أخ ��رى‪ ،‬من قبل "تحال ��ف �أف�ضل من‬ ‫النق ��د" )‪ ،(Better Than Cash Alliance‬وه ��ي‬ ‫منظم ��ة غير ربحية ت�ساعد الدول عل ��ى �إعتماد �أنظمة‬ ‫الدفع الإلكترونية‪� ،‬إن تح� � ّول الحكومة المك�سيكية �إلى‬ ‫المدفوع ��ات الرقمي ��ة (الت ��ي بد�أت في الع ��ام ‪)1997‬‬ ‫ق ّل�ص ��ت �إنفاقه ��ا عل ��ى الأج ��ور والمعا�ش ��ات والرعاية‬ ‫الإجتماعية بن�سب ��ة ‪ 3.3‬في المئة �سنوي ًا ‪� ،‬أو ما يقرب‬ ‫من ‪ 1.3‬مليار دوالر‪.‬‬

‫‪60‬‬

‫العدد ‪ - 18‬ني�سان (�أبريل) ‪٢٠١4 -‬‬

‫بنك غرامين‪ :‬لم يعد فعا ًال كما كان‬

‫وجدت درا�سة لم�ؤ�س�سة "ماكينزي" �أن‬ ‫الحكومة الهندية يمكنها ربح ‪ 22‬مليار‬ ‫دوالر �سنوي ًا من "رقمنة" كل مدفوعاتها‪.‬‬ ‫ووجدت درا�سة �أخرى �أن تح ّول‬ ‫الحكومة المك�سيكية �إلى المدفوعات‬ ‫الرقمية في العام ‪ 1997‬ق ّل�صت �إنفاقها‬ ‫على الأجور والمعا�شات والرعاية‬ ‫الإجتماعية بن�سبة ‪ 3.3‬في المئة �سنوي ًا‬ ‫�أو ما يقرب من ‪ 1.3‬مليار دوالر‬ ‫الوفورات والهواتف‬ ‫في العالم المتقدّم‪ ،‬عرف الم�صرفيون منذ مدة طويلة‬ ‫�أن دفع ��ة ب�سيطة ن�سبي ًا يمكن �أن يك ��ون لها ت�أثير كبير‬ ‫على ال�سل ��وك على الم ��دى الطويل‪ .‬لذا تق ��وم البنوك‬ ‫ب�إنتظ ��ام بت�شجيع العمالء على التوقيع على م�ساهمات‬ ‫تلقائي ��ة لخط ��ط تقاعدهم‪ ،‬و�إن�ش ��اء ودائ ��ع ح�سابات‬ ‫الإدخ ��ار التلقائي من رواتبهم‪ ،‬وفت ��ح ح�سابات خا�صة‬ ‫لغر�ض معين‪.‬‬ ‫وت�ؤ ّك ��د درا�س ��ات ف ��ي العال ��م النامي عل ��ى �أن الفقراء‬ ‫يحتاج ��ون �إلى �إتخ ��اذ مثل هذا الق ��رار الم�ساعد حتى‬ ‫�أكثر م ��ن الأغني ��اء‪ ،‬وذلك ب�سب ��ب ال�ضغ ��ط الم�ستمر‬ ‫عليه ��م لإنف ��اق الم ��ال عل ��ى الإحتياج ��ات الفوري ��ة‪.‬‬ ‫والهوات ��ف المحمولة تجع ��ل الدفع �أ�سه ��ل‪ .‬على �سبيل‬ ‫المثال‪� ،‬أظهرت �سل�سلة من الدرا�سات �أنه عندما تل ّقى‬ ‫العم�ل�اء ر�سائل ن�صي ��ة تحثهم على دف ��ع ودائع �إدّخار‬

‫بنك �أفريقيا التجاري‪ :‬دخل لعبة تمويل الفقراء من طريق الهاتف المحمول‬

‫تتح�سن مع م ��رور الوقت‪.‬‬ ‫منتظ ��م‪ ،‬كان ��ت �أر�صدته ��م ّ‬ ‫وق ��د �أثبتت ميزات �أكثر هجومية �أي�ض ًا �أنها ف ّعالة‪ ،‬مثل‬ ‫م ��ا ي�سمى ح�ساب ��ات الإلتزام‪ ،‬الت ��ي تفر�ض االن�ضباط‬ ‫المالي مع عقوبة ر�سوم كبيرة‪.‬‬ ‫�أثب ��ت كثي ��ر من النا� ��س الفق ��راء بالفع ��ل رغبتهم في‬ ‫ت�شجع على الإدّخار‪ .‬في �أفريقيا‪،‬‬ ‫الآلي ��ات المالية التي ّ‬ ‫تن�ض ��م الن�ساء عادة �إل ��ى مجموعات ت�س ّم ��ى جمعيات‬ ‫دوري ��ة للإدّخار و الإئتمان‪ ،‬والتي تتط ّلب منهن ح�ضور‬ ‫�إجتماع ��ات �أ�سبوعي ��ة وتلبي ��ة ج ��داول �إي ��داع و�سحب‬ ‫جام ��دة‪ .‬ت�شي ��ر الدرا�س ��ات �إل ��ى �أن ف ��ي بل ��دان مث ��ل‬ ‫الكامي ��رون‪ ،‬وغامبي ��ا‪ ،‬ونيجيري ��ا‪ ،‬وتوغ ��و ‪ ،‬ما يقرب‬ ‫م ��ن ن�صف جميع الن�ساء البالغات هن �أع�ضاء في هذه‬ ‫الجمعي ��ات الدورية‪ ،‬وفي مجموع ��ة مماثلة من برامج‬ ‫الإدخ ��ار المنت�ش ��رة على نط ��اق وا�سع خ ��ارج �أفريقيا‬ ‫كذل ��ك‪ .‬وتظه ��ر الأبحاث ب� ��أن �أع�ضاء يت ��م ت�شجيعهم‬ ‫عل ��ى الإن�ضباط في المدفوع ��ات العادية المطلوبة من‬ ‫طريق ال�ضغط الإجتماعي في �إجتماعات المجموعة‪.‬‬ ‫التطبيق ��ات الم�صرفي ��ة عبر الهات ��ف المحمول لديها‬ ‫القدرة عل ��ى ت�شجيع الإن�ضباط المال ��ي في طرق �أكثر‬ ‫فعالي ��ة‪ .‬هناك ميزات هام�شية على م ��ا يبدو م�ص ّممة‬ ‫لتحفي ��ز الإن�ضباط المالي يمكن �أن تفعل الكثير لو�ضع‬ ‫النا�س على طريق الإزدهار المالي‪ .‬في تجربة واحدة‪،‬‬ ‫�سمح باحث ��ون لبع�ض �صغ ��ار المزارعين في "مالوي"‬ ‫�أن يودع ��وا ح�صيل ��ة ح�صادهم مبا�شرة ف ��ي ح�سابات‬ ‫الإلت ��زام‪ .‬م ��اذا كان ��ت النتيج ��ة؟ المزارع ��ون الذين‬ ‫عُ ر�ض عليهم هذا الخي ��ار و�إختاروا �أن ي�شاركوا �إنتهوا‬ ‫�إل ��ى �إ�ستثمار ‪ 30‬ف ��ي المئة في الم�ساهم ��ات الزراعية‬ ‫�أكث ��ر من �أولئك الذين لم ُيم َنحوا الخيار‪ ،‬مما �أدى �إلى‬ ‫زي ��ادة بن�سبة ‪ ٪22‬في الإي ��رادات و زيادة ‪ 17‬في المئة‬ ‫في �إ�ستهالك الأ�سر بعد الح�صاد‪.‬‬ ‫�إن الأ�سر الفقيرة‪ ،‬التي ال تختلف عن تلك الغنية‪ ،‬ال يتم‬ ‫خدمتها ب�شك ��ل جيد من خالل قرو�ض معزولة ب�سيطة؛‬


‫وا�شنطن ‪ -‬مازن عزاوي‬ ‫"ي�ستغ ��رق من ��ي الأم ��ر حوال ��ي �ساعتين‬ ‫لتجمي ��ع فريق م ��ن المهوو�سي ��ن الماليين‬ ‫والمحامي ��ن لو�ض ��ع منت ��وج �أو معاملة التي م ��ن �ش�أنها‬ ‫تج ��اوز �أي قاعدة �أو الئح ��ة جديدة في طريقها �إلينا"‪،‬‬ ‫قال لي م�صرفي فرن�سي رفيع في خ�ضم الأزمة المالية‬ ‫في خريف ‪.2008‬‬ ‫يلتق ��ط �إعترافه ه ��ذا في الواقع جوه ��ر التحدي الذي‬ ‫يواج ��ه ِّ‬ ‫المنظمي ��ن و�صانع ��ي ال�سيا�س ��ات ف ��ي �أعقاب‬ ‫ً‬ ‫الأزم ��ة المالي ��ة الأكثر تدمي ��را منذ ثالثين ��ات القرن‬ ‫الفائ ��ت‪ .‬يبدو �أن كل ما قد ي�أتي به المنظمون الماليون‬ ‫كجزء م ��ن �إ�صالح �سيا�سة ما بعد الأزمة‪ ،‬من المرجح‬ ‫�أن يج ��د القط ��اع المالي و�سيل ��ة لتج ��اوزه‪� .‬أو على �أقل‬ ‫تقدير‪ ،‬التقليل من ت�أثيره‪ .‬ربما �أكثر عامل بارز ّ‬ ‫يو�ضح‬ ‫ه ��ذا المنطق الح ��اد للتطور المالي يتم ّث ��ل في ظاهرة‬ ‫"م�صرفي ��ة الظل" �أو "نظام الظ ��ل الم�صرفي"‪ ،‬وهو‬ ‫م�صطلح دخل النقا�ش العام في �سنة ‪ ،2007‬وقد �شغل‬ ‫ّ‬ ‫المنظ ّمين وخبراء المال منذ ذلك الحين‪.‬‬ ‫ت�شير تعريفات �ض ِّيقة للظل الم�صرفي �إلى �أنه‪� ،‬أ�سا�س ًا‪،‬‬ ‫نظام قائم على تمويل ال�سوق (على عك�س قاعدة البنك‬ ‫التقلي ��دي)‪� ،‬أو "تمويل �سوق المال لإقرا�ض �سوق ر�أ�س‬ ‫الم ��ال"‪ ،‬كما ع ّرفه الخبير الإقت�صادي والمالي "بيري‬ ‫ميهرلن ��غ" ف ��ي بحث ��ه الذي �ص ��در ف ��ي ‪ .2012‬وتحدّد‬ ‫مفاهي ��م �أكث ��ر �شمو ًال نظ ��ام الظل الم�صرف ��ي ك�شبكة‬ ‫مع ّق ��دة من و�ساطة الإئتمان خ ��ارج الحدود التقليدية‪،‬‬ ‫والبن ��وك التجاري ��ة الخا�ضع ��ة للتنظي ��م‪ .‬كان ��ت �أزمة‬ ‫‪ 2009-2007‬الت ��ي �أظهرت حج ��م "الظل الم�صرفي"‬ ‫�إلى الن ��ور‪� ،‬أو بالأح ��رى‪ ،‬ح ّولت عملي ��ة‪ ،‬كانت مقبولة‬ ‫كق ��وة حميدة م ��ن الإبتك ��ار المال ��ي والمناف�س ��ة‪� ،‬إلى‬ ‫م�شكل ��ة �سيا�سية‪ .‬الخبير المال ��ي بول مكولي جادل في‬ ‫‪ 2009‬ب� ��أن "نم ��و نظام الظ ��ل الم�صرف ��ي‪ ،‬الذي عمل‬ ‫بطريق ��ة �شرعية تمام ًا حتى خ ��ارج النطاق التنظيمي‪،‬‬ ‫ق ��اد واحدة م ��ن �أكبر طف ��رات الإقرا�ض ف ��ي التاريخ‪،‬‬ ‫و�إنه ��ار لي�شك ��ل �إحدى الأزم ��ات المالي ��ة الأكثر �سحق ًا‬ ‫التي ر�أيناها في تاريخنا المالي المعا�صر"‪.‬‬ ‫تقريب� � ًا مبا�ش ��رة بعدم ��ا �صاغ ب ��ول مكول ��ي التعريف‪،‬‬ ‫�أ�صب ��ح وا�ضح ًا �أن "الظل الم�صرف ��ي" كان مع ًا �ضربة‬ ‫بارع ��ة وخيار ًا م�ؤ�سف ًا من الكلمات‪ .‬م�ؤ�سف‪( ،‬وخط�أ)‪،‬‬ ‫لأن "الظل" الم�صرفي له �صدى "غام�ض" �أو "�س ّري"‬ ‫في الن�شاط الإقت�صادي‪ ،‬عازي ًا دالالت تحقير ل�شريحة‬ ‫�أ�سا�سي ��ة من التموي ��ل‪ .‬و�ضربة بارع ��ة‪ ،‬لأن الخالفات‬ ‫الم�ستم ��رة ح ��ول تعريف ��ات بن ��وك الظل ن�ضج ��ت �إلى‬ ‫جدل وا�س ��ع النطاق بين خبراء ال�صناعة‪ ،‬والمنظمين‬ ‫والأكاديميي ��ن والمجتم ��ع المدن ��ي‪ .‬و�شمل ��ت الق�ضايا‬ ‫الرئي�سية‪ ،‬الت ��ي هي قيد المناق�ش ��ة‪ ،‬الظل الم�صرفي‬

‫بنك الإحتياطي الفيديرالي الأميركي‪:‬‬ ‫هل تعلّم �شيئ ًا عن الظل الم�صرفي ؟‬

‫على ال�صعيد الدولي‪� ،‬إن خدمات الظل‬ ‫الم�صرفي هي �أنغلو�سك�سونية في‬ ‫الغالب‪ ،‬مع تمثيل الواليات المتحدة‬ ‫والمملكة المتحدة ن�سبة ‪ ٪46‬و ‪٪13‬‬ ‫على التوالي من النظام‪ ،‬وتتبعهما عن‬ ‫كثب اليابان وهولندا (‪ ٪8‬لكل منهما)‬ ‫عل ��ى وجه التحدي ��د؛ �أي كيانات ينبغ ��ي �أن ُتدرج تحت‬ ‫ه ��ذه المظلة ولم ��اذا؛ وما العم ��ل مع نظ ��ام الو�ساطة‬ ‫المالية هذا في �إقت�صاد ما بعد الأزمة‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن العم ��ل الأكاديم ��ي وال�سيا�س ��ي ح ��ول الظل‬ ‫الم�صرف ��ي يب ِّي ��ن �أن ��ه عل ��ى م ��دى الثالث ��ة �أو الأربعة‬ ‫عق ��ود الما�ضية‪ ،‬ط� � ّورت البنوك والم�ؤ�س�س ��ات المالية‬ ‫م ��ا يرقى �إلى عالم مالي موازٍ‪ .‬الي ��وم‪ ،‬وراء واجهة �أي‬ ‫من التكتالت الم�صرفية الكبرى‪ ،‬هناك عدد كبير من‬ ‫الكيانات والمعامالت والخاليا �شبه القانونية‪ .‬العديد‬ ‫منه ��ا "مع ��زول" من الج ��زء المرئ ��ي م ��ن البنك من‬ ‫خالل عمليات قانونية ومالي ��ة معقدة‪ ،‬وغالب ًا ما تكون‬ ‫ف ��ي مالذات مالية خارجي ��ة‪� ،‬إال �أنها �أ�صبحت جزء ًا ال‬ ‫يتج ��ز�أ من عمل الم�صارف‪ .‬وق ��د �شملت هذه القنوات‬ ‫وخاليا خل ��ق الإئتم ��ان كيانات متخ�ص�ص ��ة وغام�ضة‬ ‫مث ��ل "الكيان ��ات ذات الأغرا�ض الخا�ص ��ة" (‪special‬‬ ‫‪ ،)purpose entities‬و"مركب ��ات الإ�ستثم ��ار‬ ‫الخا�ص ��ة" )‪(special investment vehicles‬‬ ‫و"الأوراق التجاري ��ة المدعوم ��ة بالأ�ص ��ول" ‪(asset-‬‬ ‫)‪ ،backed commercial paper‬ولك ��ن �أي�ض ًا‪ ،‬وفق ًا‬

‫لبع�ض التعاريف‪ ،‬م�ؤ�س�سات �أكثر ر�سوخ ًا‪ ،‬مثل �صناديق‬ ‫التح ّوط‪ ،‬و�صناديق �أ�س ��واق المال والم�ؤ�س�سات المالية‬ ‫التي ترعاها الحكوم ��ة الأميركية مثل عمالقي الرهن‬ ‫العقاري الأميركيين‪" ،‬فاني ماي" و"فريدي ماك"‪.‬‬ ‫مجل�س الإ�ستقرار المالي في �أميركا ‪(The Financial‬‬ ‫)‪ Stability Board‬يقدّر حجم نظام الظل الم�صرفي‬ ‫العالم ��ي ب‪ 71‬تريلي ��ون دوالر‪ .‬وه ��ذا يم ّث ��ل‪ ،‬تقريب� � ًا‪،‬‬ ‫ن�ص ��ف �إجمال ��ي الأ�ص ��ول الم�صرفي ��ة عالمي� � ُا وثل ��ث‬ ‫النظ ��ام المال ��ي في العال ��م‪ .‬عل ��ى ال�صعي ��د الدولي‪،‬‬ ‫�إن خدم ��ات الظل الم�صرف ��ي ه ��ي �أنغلو�سك�سونية في‬ ‫الغالب‪ ،‬مع تمثيل الواليات المتحدة والمملكة المتحدة‬ ‫ن�سب ��ة ‪ ٪46‬و ‪ ٪13‬عل ��ى التوال ��ي من النظ ��ام عالمي ًا‪،‬‬ ‫وتتبعهما عن كثب الياب ��ان وهولندا (‪ ٪8‬لكل منهما)‪.‬‬ ‫ف ��ي الوق ��ت عين ��ه‪ ،‬تم ّث ��ل خدم ��ات الظ ��ل الم�صرفي‬ ‫ظاه ��رة متنوع ��ة دولي َا‪ ،‬م ��ع حوالي ‪ ٪40‬م ��ن الإئتمان‬ ‫في الأ�س ��واق النا�شئة يقدمها القط ��اع غير الم�صرفي‬ ‫(كم ��ا �أورد الخبي ��ر �أرتي� ��ش غو� ��ش وباحث ��ون �آخ ��رون‬ ‫ف ��ي بحث ل�صن ��دوق النق ��د الدولي ف ��ي ‪ .)2012‬ربما‬ ‫الحقيق ��ة المقلقة �أكثر حول هذه البيانات تكمن في �أن‬ ‫المحللين على جميع الم�ستويات يميلون �إلى الإعتراف‬ ‫ب� ��أن الأرقام الحالية عن �أن�شطة الظل الم�صرفي تميل‬ ‫�إلى �أن تكون �أقل من التقديرات الواقعية‪.‬‬ ‫من ��ذ �إندالع الأزمة ف ��ي العام ‪ ،2007‬تط� � ّورت البحوث‬ ‫ح ��ول نظ ��ام الظ ��ل الم�صرف ��ي وتقدّمت ب�شك ��ل �سريع‬ ‫للغاي ��ة‪ ،‬و�أن ��ه ال يمكن �إنك ��ار �أن المعرف ��ة والفهم لدى‬ ‫تح�سنا‬ ‫الم�س�ؤولين لهذه ال�شبكة المع ّقدة من التمويل قد ّ‬ ‫ب�شكل كبير‪ .‬في الوقت عينه‪ ،‬ال يزال بع�ض المع�ضالت‬ ‫ال�سيا�سية الكبرى من دون ح ّل‪ .‬من ناحية‪� ،‬أ�صبح الظل‬ ‫الم�صرفي ج ��زء ًا حيوي ًا من الن�شاط المالي اليوم‪ .‬فهو‬ ‫ي�ساعد على تلبية �إحتياجات البنوك من ال�سيولة‪ ،‬ويقوم‬ ‫بوظائ ��ف "التوري ��ق" وت�أمي ��ن ال�ضمان ��ات والإقرا�ض‪،‬‬ ‫وي�ستوعب مجموعة متنوعة من الم�صالح الإقت�صادية‪،‬‬ ‫من بن ��وك الإ�ستثم ��ار و�صناديق التقاعد للأف ��راد �إلى‬ ‫�أ�صحاب الثروات العالية و �صناديق الثروة ال�سيادية‪.‬‬ ‫م ��ن ناحي ��ة �أخرى‪ ،‬يثي ��ر الظ ��ل الم�صرفي م ��ا ال يقل‬ ‫ع ��ن ثالث م�شاكل متعلقة بالإ�ستق ��رار المالي‪ .‬الأولى‪،‬‬ ‫الإعتم ��اد على هياكل طويل ��ة ومع ّقدة و مبهمة من خلق‬ ‫الإئتم ��ان‪ ،‬حيث �أن العديد م ��ن البنوك المرئية ي�صبح‬ ‫ق ��ادر ًا عل ��ى تكبي ��ر حجمه به ��ذه الديون بحك ��م الأمر‬ ‫الواق ��ع‪ ،‬في كثير من الأحيان خلق ق ��وة ال يتم ك�شفها‪،‬‬ ‫م�ضيف ��ة م�أزق� � ًا �إل ��ى م�شكل ��ة "�أكب ��ر م ��ن �أن تف�شل"‪.‬‬ ‫الثاني ��ة‪ ،‬م ��ن خالل ت�شبي ��ك العديد م ��ن الكيانات في‬ ‫�سال�س ��ل مبهمة لو�ساط ��ة الإئتمان‪ ،‬يبال ��غ نظام الظل‬ ‫الم�صرف ��ي ف ��ي نط ��اق الموازن ��ة التنظيمي ��ة‪ .‬الثالثة‪،‬‬ ‫الإعتم ��اد والإنتعا�ش عل ��ى التعقيد‪ ،‬يحجب ��ان م�صادر‬ ‫"الظل الم�صرف ��ي" والأبعاد الحقيقية للمخاطر‬ ‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪63‬‬


‫�أ�سواق المال‬ ‫مصارف الظل‬

‫�س ّبب الأزمة العالمية وفاق حجمه الآن ال‪ 71‬تريليون دوالر‬

‫فقد‬ ‫نظام الظل المصرفي‪ :‬هل ُي ِ‬ ‫أسواق المال توازنها مرة أخرى؟‬ ‫يرم��ز نظام الظ��ل االم�صرفي في الواق��ع �إلى واحد‬ ‫م��ن الإخفاقات الكثيرة الت��ي �شابت النظام المالي‬ ‫و�أف�ضت �إلى الأزمة العالمية‪ .‬وقد �إبتكر الإقت�صادي‬ ‫بول مكولي عبارة "بنوك الظل" في كلمة �ألقاها في‬ ‫الع��ام ‪ 2007‬ف��ي المنت��دى المالي ال�سن��وي الذي‬ ‫�إ�ست�ضافه بنك االإحتياطي الفيديرالي في "كن�سا�س‬ ‫�سيت��ي" في "جاك�س��ون هول" بوالي��ة "وايومينغ"‬ ‫الأميركية‪ .‬وقال مكولي ف��ي خطابه �أن نظام الظل‬ ‫الم�صرفي لديه ب�ؤرة �أميركية ب�صفة متمايزة‪ ،‬ويُ�شار‬ ‫�إلي��ه ب�شكل رئي�سي كم�ؤ�س�سات مالية غير م�صرفية‬ ‫التي تعمل في ما ي�سميه الإقت�صاديون تحويل �آجال‬ ‫الإ�ستحقاق‪ .‬وتقوم البنوك التجارية بتحويل �آجال‬ ‫الإ�ستحقاق عندما ت�ستخ��دم الودائع‪ ،‬التي عادة ما‬ ‫تك��ون ق�صيرة الأجل‪ ،‬لتمويل قرو�ض تكون �أطول‬ ‫�أج�لاً‪ .‬وتقوم بنوك الظل ب�شيء مماثل‪ .‬فهي تقدم‬ ‫على جمع �أموال ق�صيرة الأج��ل (�أي تقتر�ضها في‬ ‫غالبي��ة الأح��وال) من �أ�س��واق الم��ال وت�ستخدمها‬ ‫ل�شراء �أ�ص��ول ذات �آجال �إ�ستحق��اق �أطول‪ .‬ولكن‬ ‫نظ��ر ًا �إلى �أنه��ا ال تخ�ضع �إل��ى التنظي��م الم�صرفي‬ ‫التقليدي‪ ،‬ف�إنها ال ت�ستطيع ‪ -‬كالبنوك ‪� -‬أن تقتر�ض‬ ‫ف��ي �أي حال��ة طارئ��ة م��ن الإحتياط��ي الفيديرالي‬ ‫(البن��ك المرك��زي الأميرك��ي) وال يوج��د لديه��ا‬ ‫مودع��ون تقليديون بغط��اء ت�أميني عل��ى �أموالهم؛‬ ‫فهي تعمل في "الظل"‪.‬‬

‫‪62‬‬

‫العدد ‪ - 18‬ني�سان (�أبريل) ‪٢٠١4 -‬‬

‫بنك �إنكلترا‪ :‬في �أ�سواقه �أكثر من ‪ %13‬من �أعمال الظل الم�صرفي‬


‫�أ�سواق المال ¶ م�صارف الظل‬ ‫النظامي ��ة ف ��ي النظ ��ام المال ��ي‪ ،‬ويزيدان م ��ن تفاقم‬ ‫م�شكلة ع ��دم ال�شفافية المالي ��ة‪ .‬الم�شاكل الثالث هي‬ ‫�أم ��ور ذات �صلة‪� .‬أ�صبح التعقيد‪ ،‬ح�سب الخبير جيليان‬ ‫تي ��ت في بحثه في ‪� ،2010‬أداة �إجتماعية و حتى ثقافية‬ ‫للتعتي ��م‪ ،‬والتي ت�ستخدمها النخ ��ب المالية في محاولة‬ ‫لع ��زل �أنف�سها ف ��ي "�صوامع ال�صم ��ت"‪ .‬خالل �سنوات‬ ‫الطفرة‪ ،‬وحتى في �أعقاب الأزمة‪ ،‬كانت الم�صطلحات‬ ‫المهني ��ة والريا�ضي ��ات الثقيل ��ة بمثاب ��ة حواج ��ز �ضد‬ ‫ال�شفافية ف ��ي الأعمال التجارية المثيرة للجدل ولكنها‬ ‫مربح ��ة �أحيان ًا م ��ن الإبداع المالي ال ��ذي في كثير من‬ ‫الأحي ��ان ه ��و �أق ��رب �إل ��ى التخري ��ب المال ��ي‪( ،‬ح�سب‬ ‫الدكت ��ورة �أن�ستازي ��ا ني�سفيتيلوفا والدكت ��ور رونن باالن‬ ‫في بحثهما في ‪ .)2013‬وم ��ن المفارقات‪ ،‬على الرغم‬ ‫م ��ن �أن الأمر لي� ��س بالم�ستغرب‪ ،‬في نظ ��ام مالي كبير‬ ‫بحكم ذاتي‪ ،‬هذا التعقيد من �ش�أنه �أن يثبت �إندفاعية‪:‬‬ ‫التطور المتزايد ودقة الممار�سات المالية عك�سا الجهل‬ ‫المتزاي ��د ب�ش�أن التطورات الفعلية ف ��ي مجال التمويل‪.‬‬ ‫في خ�ض ��م �إنهي ��ار ‪ ،2009-2007‬وربما للم ��رة الأولى‬ ‫في التاريخ الإقت�صادي الحديث‪ ،‬لج�أ المنظمون وكبار‬ ‫المديري ��ن والأكاديمي ��ون �إلى مفه ��وم التعقيد لإتخاذ‬ ‫العذر وحتى لتبرير جهلهم حيال التطورات في النظام‬ ‫المالي ب�شكل عام وف ��ي م�ؤ�س�ساتهم الخا�صة على وجه‬ ‫الخ�صو�ص (كما �أ�ش ��ارت الخبيرة الإقت�صادية جيزيل‬ ‫داتز في بحثها في ‪.)2013‬‬ ‫الحقيق ��ة �أن الإعتراف ب�أن الظل الم�صرفي ‪� -‬شبكة �أو‬ ‫خالي ��ا مالية وقن ��وات غير �شفافة لم يت ��م ك�شفها‪ -‬قد‬ ‫لع ��ب دور ًا قيادي� � ًا في الإنهي ��ار المال ��ي العالمي‪ ،‬عمل‬ ‫فعلي� � ًا على تمكين الهيئات التنظيمي ��ة المالية الوطنية‬ ‫والدولية‪ .‬وم ��ن الالفت جد ًا �أن الجيل الأول من المنح‬ ‫الدرا�سي ��ة ع ��ن الظ ��ل الم�صرفي كان م ��ن المنظمين‬ ‫�أنف�سه ��م‪ ،‬م ��ع درا�س ��ات ور�ؤى رئي�سي ��ة �إقترحتها فرق‬ ‫تعم ��ل مع زولتان ب ��وزار (وزارة الخزان ��ة الأميركية)‪،‬‬ ‫مانموه ��ان �سين ��غ (�صن ��دوق النق ��د الدول ��ي)‪� ،‬أندي‬ ‫هالدي ��ن (بنك �إنكلت ��را)‪� ،‬أدير تيرنر (هيئ ��ة الرقابة‬ ‫المالي ��ة البريطانية حتى العام ‪ ،)2013‬كالوديو بوريو‬ ‫(وزارة الأعم ��ال والإبتك ��ار والمه ��ارات البريطاني ��ة)‬ ‫وباحثين م ��ن م�ؤ�س�سات تنظيمية وطنية ودولية �أخرى‪.‬‬ ‫لقد �ساعدت هذه الجه ��ود على �إنتاج خرائط تنظيمية‬ ‫م�ص ّفاة نقي ��ة‪ ،‬والتي ّ‬ ‫ب�شرت بها درا�س ��ة لآفاق جديدة‬ ‫م ��ن قبل زولتان بوزار وزمالئه‪ ،‬حي ��ث كان ال يزال في‬ ‫الإحتياط ��ي الإتح ��ادي في نيويورك‪ .‬ف ��ي عالم ما بعد‬ ‫‪ ،2007‬ه ��ذه الجهود هي خط ��وات حا�سمة نحو نموذج‬ ‫جدي ��د للحوكمة المالي ��ة‪ .‬توجيهي ًا‪ ،‬يظه ��ر هذا العمل‬ ‫�أي�ض� � ًا كي ��ف �أن الإقت�صاد العام ك ��ان يائ�س ًا وعفا عليه‬ ‫الزم ��ن ولي�س ��ت لدي ��ه الكف ��اءة للتعامل م ��ع تحديات‬ ‫الحي ��اة الحقيقية (ح�سب الإقت�صادي ��ة �آن بيتيفور في‬

‫"فريدي ماك"‪� :‬أحد كيانات الظل الم�صرفي‬

‫درا�ستها ‪.)2014‬‬ ‫م ��ن جهته ��ا ك�شف ��ت البح ��وث الأكاديمي ��ة ع ��ن الظل‬ ‫الم�صرف ��ي بدورهاعن ندرة �صادم ��ة لمعرفة مفاهيم‬ ‫وحت ��ى تاريخ الإبتك ��ار المالي‪ .‬قبل حل ��ول الأزمة‪ ،‬كان‬ ‫يفتر� ��ض �أن يك ��ون الإبتك ��ار المال ��ي مدفوع� � ًا بطل ��ب‬ ‫وك�ل�اء �إقت�صاديين لتقنيات ومنتج ��ات مالية جديدة‪.‬‬ ‫وهك ��ذا كان ُينظر �إليه على �أنه عن�صر طبيعي وع�ضوي‬ ‫وتقدمي في نهاية المطاف من التطور الر�أ�سمالي‪ .‬في‬ ‫هذا النم ��وذج العام‪ ،‬ك ��ان هناك القليل م ��ن المعرفة‬ ‫المخ�ص�ص ��ة لمفاهي ��م متطورة ُو�ضعت ح ��ول الإبتكار‬ ‫ّ‬ ‫المال ��ي في حد ذات ��ه‪ .‬في �أح�سن الأح ��وال‪ ،‬كان ُينظر‬ ‫�إلي ��ه كمح ��رك للنم ��و الإقت�ص ��ادي العالم ��ي‪ .‬وف ��ي‬ ‫�أ�س ��و�أ الأح ��وال‪ ،‬لم ي�ستح ��ق الإبتكار المال ��ي البحوث‬ ‫المتخ�ص�ص ��ة‪� .‬أما الدرا�س ��ات الأكاديمية‬ ‫الأكاديمي ��ة‬ ‫ّ‬ ‫الحالي ��ة عن الظل الم�صرفي فه ��ي بدورها تو�ضح ب�أن‬ ‫ال�سري ��ة والإفتقار �إل ��ى ال�شفافي ��ة والتعقي ��د والتعتيم‬ ‫�أ�صبحت مك ّونات �أ�سا�سية للإبتكار المالي اليوم‪ ،‬ولكن‬ ‫لأ�سباب مختلفة عن تلك التي �إفتر�ضت تقليدي ًا‪.‬‬ ‫ربم ��ا المغ ��زى الحقيقي لنظام الظ ��ل الم�صرفي‪ ،‬كما‬ ‫ُيت�ص� � َّور على نطاق وا�سع ‪ ،‬هو �أنه يعمل ك"ثقب �أ�سود"‬

‫�إن الإعتراف ب�أن الظل الم�صرفي ‪-‬‬ ‫�شبكة �أو خاليا مالية وقنوات غير‬ ‫�شفافة لم يتم ك�شفها‪ -‬قد لعب دور ًا‬ ‫قيادي ًا في الإنهيار المالي العالمي‪ ،‬عمل‬ ‫فعلي ًا على تمكين الهيئات التنظيمية‬ ‫المالية الوطنية والدولية‬

‫حا�سم في الإقت�صاد العالمي‪ .‬ويو�ضح الخبير ريت�شارد‬ ‫ميرف ��ي �أن �سوء الفه ��م الكبير ح ��ول ال�شفافية المالية‬ ‫ه ��و الإفترا�ض ب�أن العال ��م ال�سري يق ��ع جغرافي ًا‪ .‬فهو‬ ‫لي� ��س كذلك‪ .‬كما يكت ��ب‪" ،‬بد ًال من ذل ��ك �إنه ف�ضاء ال‬ ‫يوج ��د لديه مكان معي ��ن‪ .‬يتم �إن�شاء ه ��ذا الف�ضاء من‬ ‫خ�ل�ال ت�شريعات الم�ل�اذ ال�ضريبي الت ��ي تفتر�ض ب�أن‬ ‫الكيان ��ات الم�سجل ��ة في مثل هذه الأماك ��ن هي "مكان‬ ‫�آخ ��ر" للأغرا� ��ض الت�شغيلية‪� ،‬أي �أنه ��ا ال تتاجر �ضمن‬ ‫مج ��ال المالذ ال�ضريبي‪ ،‬و لي�ست هن ��اك �أي معلومات‬ ‫حول المكان الذي تحدث فيه التجارة فع ًال ‪ ...‬لتحديد‬ ‫هذه المعامالت في مكان لي�س م�ستحي ًال فقط في كثير‬ ‫من الحاالت‪ ،‬بل هو �أي�ض ًا غير مجد‪ :‬لي�س المق�صود �أن‬ ‫تجدها‪ ،‬وال يمكن �أن ُتكت�شف بهذه الطريقة‪� .‬إنها تطفو‬ ‫وحول المواقع التي ُت�ستخدم لت�سهيل وجودها كما‬ ‫ف ��وق َ‬ ‫ً‬ ‫لو �أنها غير منظمة �أي�ضا"‪.‬‬ ‫ل ��ذا‪ ،‬في حين كانت فكرة "مكان �آخر" �ضرورة لظهور‬ ‫النظ ��ام المالي العالم ��ي وعقده الرئي�سي ��ة‪ ،‬ف�إن نظام‬ ‫الظ ��ل الم�صرفي يربط بقوة مع� � ًا مفهوم "مكان �آخر"‬ ‫و"ال مك ��ان" لي� ��س لمج ��رد �إج ��راء معام�ل�ات مالية‪،‬‬ ‫ولكن لعملي ��ة خلق الإئتم ��ان كذلك (ح�س ��ب الدكتورة‬ ‫�أن�ستازي ��ا ني�سفيتيلوفا والدكتور رونن باالن في بحثهما‬ ‫ف ��ي ‪� .)2014‬سيك ��ون م ��ن المفي ��د �أن نتذك ��ر الآن �أنه‬ ‫عن ��د مواجهة الركود الذي ط ��ال �أمده و نق�ص التمويل‬ ‫للإقت�صاد حتى المنظمين ا�صحاب الأفكارالأكثر نقد ًا‬ ‫دعوا �إلى عودة "التوريق" وال�ضمانات من �أجل زيادة‬ ‫الإ�ستثم ��ار وتدفق االئتمان‪ .‬هذه الدعوات‪ ،‬ربما لي�ست‬ ‫مث ��ل �أي نظرية �أو كمية بيانات �أكاديمية‪ ،‬ت�ؤكد على �أن‬ ‫الظل الم�صرفي لي�س تطور ًا خارق ًا للإقت�صاد �أو نتائج‬ ‫�سل ��وك الم�صرفيي ��ن الم�ض ّلل ��ة‪� .‬إن الظ ��ل الم�صرفي‬ ‫ه ��و البنية التحتية للإبتكار المال ��ي‪ .‬من دونه ال يمكن‬ ‫للتمويل �أن يعمل‪ ،‬وهذا هو ال�سبب �أن الظل الم�صرفي‪،‬‬ ‫�أي ًا كان تعريفه‪ ،‬هو موجود هنا ليبقى‪.‬‬ ‫لذلك فمن المحتمل جد ًا �أن النوبة المقبلة (والحتمية‬ ‫) من ع ��دم الإ�ستق ��رار المالي والأزم ��ة �سوف تنطوي‬ ‫عل ��ى العالق ��ة بي ��ن الأنظم ��ة الم�صرفي ��ة الر�سمي ��ة و‬ ‫الظل الم�صرفي‪ .‬يبقى ال�س� ��ؤال مطروح ًا ما �إذا كانت‬ ‫القواع ��د وال�ضمانات و�شروط "التوري ��ق" التي �أقيمت‬ ‫ف ��ي �أعقاب الأزم ��ة ‪� 2009-2007‬ستك ��ون كافية للحد‬ ‫م ��ن تكالي ��ف وتداعيات الأزم ��ة المقبلة‪� .‬س ��وف يقول‬ ‫المتفائل ��ون �أن المنظمي ��ن لديه ��م معرف ��ة ومعلومات‬ ‫�أف�ضل‪ ،‬وهم �أف�ضل تجهي ��ز ًا ويعملون اليوم �أف�ضل مما‬ ‫كان ��وا عليه (لنق ��ول) ف ��ي الع ��ام ‪� 2000‬أو ‪� .2006‬أما‬ ‫المت�شائم ��ون ف�سيذ ّكرونن ��ا عل ��ى الرغم م ��ن ذلك ب�أن‬ ‫فريق ًا م ��ن المهوو�سين الماليين والمحامين ال يلزمهم‬ ‫�سوى ب�ضع �ساعات لو�ضع المنتوج المالي الذي يتجاوز‬ ‫�أي قاعدة �أو قيود‬ ‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪65‬‬


TBN MANAGEMENT LIMITED

Delivering Excellence & Total Solutions

We Provide Consultancy Services On: Water & Sanitation- Planning & Economics – Civil Engineering, Bridges and Structures – Railway Engineering … and a lot more For more information visit our website: www.tbnmanagement.com Or contact us on: Tel: +44 (0)203 286 1826, Email: info@tbnmanagement.com


‫الطاقة البديلة‬

‫�صادرات النفط الإيرانية توا�صل خرق نظام العقوبات‬ ‫�ص ��درت �إيران كميات من الخام �أكث ��ر مما ت�سمح به العقوبات الغربية لل�شه ��ر الرابع على التوالي‪،‬‬ ‫عل ��ى الأق ��ل �إذ تظهر بيانات لتحميل ال�سفن �أن كبار العمالء في �آ�سيا ا�شتروا �أكثر من مليون برميل‬ ‫يوميا من النفط الإيراني‪.‬‬ ‫وت�أت ��ي زيادة مبيعات �إيران لعمالئها الرئي�سيين‪ ،‬ومعظمه ��م في �آ�سيا ومن بينهم تركيا‪ ،‬بعد اتفاق‬ ‫ق ّل�ص العقوبات التي ت�ستهدف برنامج �إيران النووي‪ .‬و�أدى اتفاق ت�شرين الثاني (نوفمبر) للإفراج‬ ‫ع ��ن ‪ 4.2‬ملي ��ارات دوالر من �أموال بي ��ع النفط الم�ستحقة لطهران لكنه ل ��م ي�سمح بزيادة �شحنات‬ ‫الخ ��ام‪ .‬و�إجماال ارتفع ��ت �شحنات الخام ف ��ي �شباط (فبراي ��ر) لأكبر �أربعة عم�ل�اء لطهران وهم‬ ‫ال�صي ��ن والهن ��د واليابان وكوريا الجنوبية �إلى ‪ 1.16‬مليون برمي ��ل يوميا في مقابل ‪� 994‬ألفا و‪669‬‬ ‫برمي ًال يومي ًا في كانون الثاني (يناير) بح�سب جدول التحميل‪.‬‬ ‫وب�إ�ضافة م�شتريات تركيا من النفط البالغة ‪� 105‬آالف و‪ 824‬برمي ًال يومي ًا في كانون الثاني (يناير)‬ ‫و‪� 117‬ألف ��ا و‪ 857‬برمي�ل ً�ا يومي� � ًا في �شباط (فبراي ��ر) تتجاوز �صادرات طهران الح ��د الذي ت�ضعه‬ ‫العقوب ��ات منذ ت�شري ��ن الثاني (نوفمبر) على الأق ��ل‪ .‬وال ت�شمل هذه الكمي ��ات المكثفات وهي زيت‬ ‫خفيف ت�صدره �إيران �إلى ال�صين ودول �أخرى‪.‬‬ ‫ومن ��ذ فر�ض العقوبات في ‪ 2010‬ت�شت ��ري خم�س دول هي ال�صين والهند وكوري ��ا الجنوبية واليابان‬ ‫وتركيا معظم �صادرات الخام الإيرانية‪ .‬‬

‫لبنان‪� :‬إطالق درا�سة الم�سح الوطني للموارد الحرارية الأر�ضية‬ ‫�أك ��د وزي ��ر الطاق ��ة والمي ��اه ف ��ي لبن ��ان �أرتور‬ ‫نظري ��ان خ�ل�ال رعايت ��ه حف ��ل �إط�ل�اق درا�سة‬ ‫الم�سح الوطني للموارد الحرارية الأر�ضية الذي‬ ‫نظم ��ه م�شروع "�سيدرو" التاب ��ع لبرنامج الأمم‬ ‫المتح ��دة الإنمائي ف ��ي فن ��دق "موفنبيك" في‬ ‫بيروت‪� ،‬أن ال ��وزارة تحققت "من امكان تطوير‬ ‫معظم م�ص ��ادر الطاق ��ة المتج ��ددة‪ ،‬و�أنجزت‬ ‫بالتع ��اون م ��ع ‪ UNDP-CEDRO‬درا�س ��ات‬ ‫ع ��دة ك�أطل� ��س الري ��اح‪ ،‬و�إ�ستراتيجي ��ة الطاقة‬ ‫البيولوجية‪ ،‬و�إ�ستراتيجية الطاقة الكهرومائية‪،‬‬ ‫والطاقة ال�شم�سية والطاقة من نفايات محطات‬ ‫تكرير المياه المبتذلة"‪.‬‬ ‫و�أو�ض ��ح "ان هذه الدرا�سة تتعلق بم�صدر طاقة‬ ‫متجددة جديد هو الطاق ��ة الحرارية الأر�ضية‪،‬‬ ‫الت ��ي هي خالف ًا لكل الطاقات المتجددة‪ ،‬طاقة‬ ‫ثابتة ال تت�أثر بالتغي ��رات المناخية‪ ،‬وال تن�ضب‪،‬‬ ‫ولي�س له ��ا �إنبعاث ��ات ثاني �أوك�سي ��د الكربون"‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار �إل ��ى ان "م ��ن نتائ ��ج ه ��ذه الدرا�سة �أن‬ ‫الطاق ��ة المتواف ��رة هي ‪ 1000‬ملي ��ون ميغاواط‬ ‫�ساع ��ة‪� ،‬أو ما يوازي ‪� 70‬ألف م ��رة حاجة لبنان‬ ‫ال�سنوي ��ة للطاقة‪ ،‬وبالرغم م ��ن �أن كمية �ضئيلة‬ ‫م ��ن ه ��ذه الطاقة الكامن ��ة يمك ��ن �إ�ستخراجها‬

‫وزير الطاقة والمياه في لبنان �أرتور نظريان‬

‫عل ��ى نحو تجاري في و�ض ��ع التطور التكنولوجي‬ ‫الحال ��ي‪� ،‬إال �أن وف ��رة ه ��ذه الطاق ��ة والتط ��ور‬ ‫ال�سري ��ع في تقني ��ات الحفر �ستلزم ب ��دء العمل‬ ‫في ه ��ذا المجال من خ�ل�ال اقام ��ة الدرا�سات‬ ‫الالزمة لهذا القطاع"‪.‬‬ ‫و�أك ��د �أن "خط ��ة منطقي ��ة لتطوي ��ر الطاق ��ة‬ ‫الحراري ��ة الأر�ضي ��ة في لبن ��ان تق�ض ��ي ب�إنتاج‬ ‫‪ 6‬غيغ ��اواط �ساعة ف ��ي حلول �سن ��ة ‪ 2020‬و‪30‬‬ ‫ميغ ��اواط �ساعة في ‪ 2025‬وهو ما يوازي محطة‬ ‫بق ��درة ‪ 1٫3‬ميغ ��اواط ف ��ي ‪ 2020‬وق ��درة ‪6,5‬‬ ‫ميغاواط في ‪ 2025‬مما ي�شكل ‪ %0٫2‬من حاجة‬ ‫لبنان في حينه"‪.‬‬

‫بإيجاز‬ ‫بنبرة تفا�ؤلية ومحفزة لل�شباب‪ ،‬خاطب الوزير‬ ‫اللبنان���ي ال�سابق مروان خير الدي���ن طالب العلوم‬ ‫الإقت�صادية و�إدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية‪،‬‬ ‫م�ؤكدا له���م �أن "ثمة �أم�ل� ًا بالتغيير‪ ،‬ويح���ق لنا �أن‬ ‫نحلم"‪ ،‬مع ّوالً عليهم في ادارة ثروة لبنان النفطية‬ ‫المقبل���ة "فالدول���ة م�سحت نحو ‪ %55‬م���ن مجالها‬ ‫البح���ري وبعد �سنة م���ن الآن تنهي الم�سح الأر�ضي‬ ‫ال���ذي بد�أته منذ ‪� 5‬أ�شه���ر‪ ،‬وبنتيجة ذلك لدينا غاز‬ ‫�أكثر من قط���ر‪ ،‬ولدينا ما ال تق���ل قيمته عن ‪600‬‬ ‫مليار دوالر من النفط‪ ،‬علما �أن �أعمال التنقيب عن‬ ‫النفط والغاز �ستولد نحو ‪� 100‬ألف فر�صة جديدة‬ ‫مبا�شرة �إلى ‪� 300‬ألف فر�صة عمل غير مبا�شرة"‪.‬‬ ‫اعل���ن نائ���ب رئي����س ال���وزراء الفل�سطين���ي‬ ‫لل�ش�ؤون االقت�صادية محمد م�صطفى‪ ،‬طرح العطاء‬ ‫الدول���ي للتنقيب عن النفط ف���ي ال�ضفة الغربية‪،‬‬ ‫وذل���ك �ضم���ن منطق���ة �إمتي���از م�ساحته���ا ‪432‬‬ ‫كيلومت���راً مربع���ا ً تمتد من �شم���ال مدينة قلقيلية‬ ‫�إل���ى غرب مدينة رام اهلل‪ .‬و�سيكون مجال الم�شاركة‬ ‫في العطاء مفتوحا ً عل���ى قدم الم�ساواة �أمام جميع‬ ‫ال�شركات التي تمتلك الخبرات التقنية والقدرات‬ ‫المالي���ة على تطوير الم�ش���روع‪ ،‬على �أن تقدم هذه‬ ‫ال�شركات عرو�ضها في مهلة اق�صاها ‪ 30‬حزيران‬ ‫(يونيو) ‪.2014‬‬ ‫وكان���ت لجن���ة وزاري���ة برئا�س���ة م�صطف���ى �أجرت‬ ‫درا�سات تقديرية و�أع ّدت وثائق العطاء بالتعاون‬ ‫م���ع الجه���ات الإ�ست�شاري���ة العالمي���ة التجاري���ة‬ ‫والقانونية المخت�صة في هذا ال�ش�أن‪.‬‬ ‫�أعلن محاف���ظ الإ�سماعيلية �أحم���د بهاء الدين‬ ‫الق�صا�ص‪ ‬عن البدء في م�ش���روع مد �شبكات الغاز‬ ‫الطبيعي الى مدين���ة القنطرة �شرق �سيناء بتكلفة‬ ‫�إجمالية تبلغ ‪ 75‬مليون جنيه‪.‬‬ ‫وقال في بي���ان �صحافي �إن الأجه���زة المحلية في‬ ‫الإ�سماعيلي���ة خ�ص�ص���ت ‪ 2500‬متر مرب���ع لإقامة‬ ‫محطة تخفي����ض لل�ضغ���ط �ضمن المرحل���ة الأولى‬ ‫للم�شروع ‪ ،‬والتي ت�شمل مد �شبكات وخطوط الغاز‬ ‫الرئي�سي���ة لتو�صيل الغ���از الطبيع���ي لألف وحدة‬ ‫�سكني���ة في المدينة ف���ي مطلع حزي���ران (يونيو)‬ ‫المقبل بتكلفة تبلغ ‪ 25‬مليون جنيه‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أن المرحلة الثانية للم�شروع ت�شمل تو�صيل‬ ‫الغ���از الطبيعي ل�سبع �آالف وح���دة �سكنية �أخرى في‬ ‫مركز القنط���رة في نهاية العام الحالي بتكلفة تبلغ‬ ‫‪ 20‬ملي���ون جني���ه‪ ،‬وتو�صي���ل الغ���از الطبيعي الى‬ ‫منطق���ة وادي التكنولوجي���ا والمنطق���ة ال�صناعي���ة‬ ‫في القنطرة �شرق خالل مطل���ع العام المقبل �ضمن‬ ‫المرحلة الثالثة بتكلفة ‪ 30‬مليون جنيه‪.‬‬

‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪67‬‬


‫النفط‬

‫�أخبار الطاقة‬

‫الطاقة‬

‫من اآلبار‬

‫الم�صادر المحتملة لإوروبا لإ�ستبدال الغاز الرو�سي‬ ‫ملحاً جديداً للإتحاد‬ ‫�أث ��ار �ضم فالديمير بوتين ال�سريع ل�شبه جزي ��رة القرم طابعاً ّ‬ ‫الأوروبي للعثور على �إمدادات الطاقة خارج �شركة الغاز الرو�سية العمالقة المملوكة‬ ‫للدولة "غازبروم"‪ ،‬ولكن الفطام الأوروبي عن الغاز الرو�سي �سيكون بطيئاً و�صعباً‪.‬‬ ‫ه ��ذا ف ��ي الواقع م ��ا �إ�ستنتجت ��ه دائرة الأبح ��اث ف ��ي الكونغر�س الأميرك ��ي منذ �ستة‬ ‫�أ�شه ��ر‪ ،‬عندم ��ا ن�شرت تقريراً م�سهباً عن �أم ��ن الطاقة في �أوروبا الغربية‪ .‬لقد ناق�ش‬ ‫ذلك التقرير حفنة من البدائل من �شركة غازبروم الرو�سية‪ ،‬بما في ذلك الغاز من‬ ‫�شم ��ال افريقيا و�آ�سيا الو�سط ��ى والواليات المتحدة؛ وخل�ص �إلى �أنه على الرغم من‬ ‫�أن الخيارات كثيرة‪ ،‬لتحل تماماً محل الغاز الرو�سي �سوف يكون من ال�صعب‪� ،‬إن لم‬ ‫يكن م�ستحي ً‬ ‫ال‪ ،‬تحقيق ذلك‪ ،‬لأن كل خيار منها يواجه تحديات كبيرة‪.‬‬ ‫ل ��م يع ��رف وا�ضع ��و التقري ��ر النب ��وءة الت ��ي كان ��ت ف ��ي كلماتهم الت ��ي كتبوه ��ا في �آب‬ ‫(�أغ�سط� ��س) الما�ض ��ي‪" :‬كانت الدول الأع�ضاء ال‪ 28‬في الإتحاد الأوروبي من الدول‬ ‫الم�ستهلك ��ة والم�ست ��وردة للغ ��از الطبيع ��ي ف ��ي �شكل متزاي ��د على مدى عق ��ود‪ .‬فيما‬ ‫�إنخف� ��ض �إنت ��اج الغاز الطبيع ��ي في �أوروبا في ال�سنوات الأخي ��رة‪� ،‬إزداد �إعتمادها على‬ ‫الغ ��از الطبيع ��ي الم�ست ��ورد‪ .‬وقد تركها ه ��ذا الأمر �أكث ��ر �إعتماداً على م ��ورِّد �أ�سا�سي‪،‬‬ ‫رو�سيا‪ ،‬التي �أظهرت بع�ض الميل لإ�ستخدام مواردها لتحقيق غايات �سيا�سية"‪.‬‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪� ،2012‬ش ّكلت "غازبروم" ‪ 34‬في المئ ��ة من واردات الغاز الطبيعي للإتحاد‬ ‫الأوروب ��ي‪ ،‬ح�س ��ب تقرير دائرة الأبحاث الأميركية‪ .‬و�شكل ��ت الواردات من النروج ‪35‬‬ ‫في المئة �أخرى‪ ،‬مما يجعلها المم�صدّر الرائد �إلى الإتحاد الأوروبي‪ ،‬والجزائر هي‬ ‫ثال ��ث �أكب ��ر مورد للبل ��دان الأع�ضاء ال‪ ،28‬الت ��ي ت�ستورد ‪ 64‬في المئة م ��ن �إمداداتها‬ ‫من الغاز الطبيعي‪.‬‬ ‫ل ��م يتغ ّي ��ر �شيء كبير منذ �صدور التقرير‪ ،‬قال محلل كبير للحكومة الأميركية‪� .‬إنه‬ ‫يعتقد �أن الخيار الأف�ضل في �أوروبا لتقليل الإعتماد على رو�سيا هو داخل حدودها ‪-‬‬ ‫لزي ��ادة الترابط بين خطوط الأنابيب الموجودة حالياً‪ ،‬وزيادة تخزين الغاز‪ ،‬وزيادة‬ ‫ال�شفافية التي من �ش�أنها �أن ت�سمح لل�شركات بح�ساب تكاليف النقل بين البلدان‪.‬‬ ‫ف ��ي �شمال �أفريقي ��ا‪ ،‬القيادات ال�سيا�سي ��ة الجديدة و�إحتياطات هائل ��ة تعني �أن بع�ض‬ ‫البل ��دان مث ��ل الجزائ ��ر وليبي ��ا وم�صر لديه ��ا القدرة عل ��ى �أن ت�صبح بع�ض� �اً من �أكبر‬ ‫ال ��دول الم ��وردة �إل ��ى �أوروبا‪ .‬الدول الث�ل�اث معاً يمكن �أن توفر حوال ��ي ‪ 44‬في المئة‬ ‫مما تفعله رو�سيا اليوم‪ ،‬وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأميركية‪ .‬ولكن الم�شاكل في‬ ‫البنية التحتية وعدم الإ�ستقرار ال�سيا�سي ي�ص ّعب �إختيار هذا الطريق‪.‬‬ ‫الجزائ ��ر ه ��ي ثاني �أكبر م�ص ��در للقارة العج ��وز‪ ،‬ويمكن �أن يكون لديه ��ا المزيد من‬ ‫م ��وارد الغ ��از ال�صخري �إ�ضافة �إلى �إحتياطاتها الحالي ��ة‪ .‬ويكتب التقرير الأميركي‪:‬‬ ‫"الجزائ ��ر يمك ��ن �أن ت�صبح بل ��داً منتجاً وم�ص ��دراً للغاز �أكثر �أهمية‪ .‬وم ��ع ذلك‪ ،‬ف�إن‬ ‫بيئة الأعمال ال�صعبة قد ت�ستمر في الحد من قدراتها"‪.‬‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪� ،2011‬إفتت ��ح كون�سورتيوم بقي ��ادة �شركة "�سوناط ��راك" المملوكة للدولة‬ ‫الجزائري ��ة خ ��ط �أنابي ��ب الغ ��از الطبيع ��ي "ميدغ ��از" الذي يمت ��د ال ��ى ا�سبانيا‪ .‬لكن‬ ‫خط ��وط الأنابي ��ب �إل ��ى �إ�سباني ��ا لي� ��س له ��ا توا�ص ��ل م ��ع باق ��ي �أوروب ��ا‪ ،‬ق ��ال المحلل‬ ‫الأميرك ��ي الكبي ��ر‪ .‬وترتب ��ط �شرك ��ة "�سوناط ��راك" في جمي ��ع م�شاري ��ع الطاقة كما‬ ‫يبدو �أن قوانين الإ�ستثمار الجزائرية والت�صدير تتغ ّير كل عام‪.‬‬ ‫الج ��ار الإقليم ��ي للجزائ ��ر م�ص ��ر �شهدت بدورها زي ��ادة في الإ�سته�ل�اك المحلي من‬ ‫الغ ��از الطبيع ��ي بلغ ��ت �أكثر من ‪ 57‬في المئة منذ الع ��ام ‪ ،2005‬ولكن الإنتاج محدود‪،‬‬ ‫وذل ��ك جزئي� �اً ب�سب ��ب الإحتياط ��ات الت ��ي ي�صع ��ب الو�ص ��ول �إليه ��ا‪ .‬في حي ��ن �أنها قد‬ ‫تك ��ون م�ص ��دراً محتم�ل ً�ا غنياً لإم ��دادات جدي ��دة لأوروبا‪ ،‬ف� ��إن الهجمات م ��ن البدو‬ ‫والجماع ��ات الإرهابي ��ة في �شبه جزيرة �سيناء �أثرت ف ��ي ال�صادرات الم�صرية �إلى كل‬ ‫من �إ�سرائيل والأردن‪ .‬وفقاً للتقرير الأميركي‪� ،‬سوف تحتاج م�صر �إلى �إتخاذ قرارات‬ ‫�سيا�سي ��ة �صعب ��ة لخف�ض دعم الوقود وت�شجيع الإ�ستثم ��ار الغربي قبل �أن تتمكن من‬ ‫معالجة خطة طموحة للت�صدير‪.‬‬

‫‪66‬‬

‫العدد ‪ - 18‬ني�سان (�أبريل) ‪٢٠١4 -‬‬

‫ف ��ي ليبي ��ا‪� ،‬إنخف� ��ض �إنت ��اج الغ ��از الطبيعي ‪ 90‬ف ��ي المئة خ�ل�ال الح ��رب الأهلية في‬ ‫‪ .2011‬وق ��د تعاف ��ت ال�صناع ��ة �إلى ح ٍّد ما لك ��ن الإ�ضطرابات المدني ��ة والإحتجاجات‬ ‫والإ�ضرابات ال تزال تعوق الإنتاج‪ .‬علماً �أن ليبيا تملك رابع �أكبر كمية من �إحتياطات‬ ‫الغ ��از الطبيع ��ي في �أفريقي ��ا‪ ،‬وقيادة جديدة يمك ��ن �أن ت�ساعد ف ��ي ت�سهيل مزيد من‬ ‫ال�صادرات‪.‬‬ ‫"ق ��د تك ��ون ل ��دى ليبيا �أكبر �إمكانية لزيادة �صادراتها من الغاز الطبيعي �إلى �أوروبا‬ ‫عندم ��ا يت ��م ت�أ�سي� ��س نظام جدي ��د‪ ،‬وربما �شركة جدي ��دة للنفط والغ ��از الطبيعي في‬ ‫ليبيا ما بعد القذافي"‪ ،‬خل�ص تقرير خدمة �أبحاث الكونغر�س‪.‬‬ ‫بدورها تجل�س �آ�سيا الو�سطى على قمة �أكبر �إحتياطات من الغاز الطبيعي في العالم‪،‬‬ ‫وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأميركية‪ ،‬ولكن نقل الغاز �إلى �أوروبا يتطلب خطوط‬ ‫�أنابي ��ب مكلف ��ة وطويلة عبر بلدان متعدّدة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فق ��د �إقترح الإتحاد الأوروبي‬ ‫م ��ا يع ��رف با�س ��م �إ�ستراتيجي ��ة الجنوب �أو المم ��ر الجنوبي لنقل الغ ��از الطبيعي من‬ ‫منطقة بحر قزوين عبر تركيا‪.‬‬ ‫�إن خ ��ط �أنابي ��ب نابوك ��و ال ��ذي كان يُزم ��ع بن ��ا�ؤه ف ��ي البداي ��ة‪ ،‬والذي لم يع ��د يعتبر‬ ‫مجدياً تجارياً حالياً‪ ،‬كان من المتوقع �أن ينقل الغاز من تركيا �إلى النم�سا‪.‬‬ ‫الآن ح� � ّل م�ش ��روع خ ��ط �أنابي ��ب �أ�صغر مكان ��ه‪ ،‬والمعروف با�س ��م "خط �أنابي ��ب الغاز‬ ‫الطبيع ��ي عب ��ر الأنا�ض ��ول"‪ .‬و�سينق ��ل ه ��ذا الخ ��ط الغ ��از عبر تركي ��ا م ��ن �أذربيجان‬ ‫ويرتب ��ط م ��ن هن ��اك مع خط �أنابي ��ب البح ��ر الأدرياتيكي‪ ،‬الذي يتدف ��ق من الحدود‬ ‫التركية عبر اليونان و�ألبانيا‪ ،‬وينتهي في �إيطاليا‪ .‬لكن الت�أخير في البناء �أجبر دول‬ ‫�آ�سي ��ا الو�سط ��ى للبحث عن عمالء ف ��ي ال�شرق‪ .‬ومن المتوقع �أن يبد�أ العمل في خط‬ ‫�أنابي ��ب الأنا�ض ��ول في نهاية هذا العام وي�ستكمل بحلول العام ‪ .2018‬وحتى مع ذلك‪،‬‬ ‫ف� ��إن خط ��وط الأنابي ��ب الأوروبية تحت ��اج للترابط مع البني ��ة التحتية ف ��ي �إيطاليا‪،‬‬ ‫الأمر الذي له م�شاكله الخا�صة‪.‬‬ ‫ربم ��ا كان الخي ��ار الأكث ��ر رواج� �اً حتى الآن ه ��و �إ�ستي ��راد الغاز الطبيع ��ي الم�سال من‬ ‫الوالي ��ات المتح ��دة‪ ،‬ولك ��ن حت ��ى الآن وافق ��ت وزارة الطاق ��ة الأميركي ��ة عل ��ى �سبعة‬ ‫طلب ��ات فق ��ط م ��ن �أكثر م ��ن ‪ 20‬طلباً‪ ،‬وواح ��د فقط لدي ��ه موافقة نهائي ��ة من لجنة‬ ‫تنظيم الطاقة الفيديرالية‪� .‬إن �أقرب ت�صدير لأي �شركة من الغاز الطبيعي الم�سال‬ ‫من الواليات المتحدة �سيكون في العام ‪.2015‬‬ ‫ويم ّث ��ل الغ ��از الطبيعي الم�سال فعلياً نحو ‪ 25‬في المئ ��ة من واردات الغاز الطبيعي‬ ‫الأوروبي ��ة‪� ،‬إرتفاع� �اً م ��ن ‪ 15‬ف ��ي المئ ��ة في الع ��ام ‪ ،2010‬وفق ��ا للتقري ��ر الأميركي‪.‬‬ ‫الجزائ ��ر وم�ص ��ر وقطر هي �أكب ��ر الموردين‪ ،‬والمملكة المتح ��دة وا�سبانيا وفرن�سا‬ ‫هي �أكبر الم�ستهلكين‪ .‬هناك ‪ 22‬محطة �إ�ستيراد للغاز الطبيعي الم�سال في جميع‬ ‫�أنح ��اء �أوروب ��ا‪ ،‬مع ب ��دء بولن ��دا وليتوانيا و�أ�ستوني ��ا في بناء محط ��ات جديدة التي‬ ‫يمك ��ن �أن ت ��وزع الغ ��از الطبيع ��ي الم�س ��ال الم�ستورد ف ��ي جميع �أنحاء �شم ��ال و�شرق‬ ‫�أوروبا‪.‬‬ ‫م ��ع تدف ��ق الغاز الطبيع ��ي الم�سال الأميركي �إل ��ى �سوق الغاز العالمية‪ ،‬ف� ��إن الأ�سعار‬ ‫�س ��وف تنخف� ��ض وت�أكل من الأرباح الرو�سية‪ .‬ف�إن بع� ��ض محللي الطاقة‪ ،‬مثل ديفيد‬ ‫غولدوي ��ن‪ ،‬وه ��و باح ��ث بارز في مبادرة �أم ��ن الطاقة في معه ��د "بروكينغز"‪ ،‬يجادل‬ ‫ب� ��أن مجرد ت�سريع عملي ��ة ال�سماح لت�صدير الغاز الطبيع ��ي الم�سال الأميركي �سوف‬ ‫ي�ؤدي فوراً �إلى ت�آكل قوة رو�سيا في ال�سوق‪.‬‬ ‫كان الرئي� ��س باراك �أوباما ف ��ي بروك�سل في �أواخر ال�شهر الفائت لمناق�شة العالقات‬ ‫التجاري ��ة و�أزم ��ة �أوكرانيا وقال ان �إتفاقية التج ��ارة العابرة للأطل�سي الجديدة قيد‬ ‫التفاو� ��ض تجع ��ل م ��ن ال�سه ��ل عل ��ى �إدارت ��ه الموافقة عل ��ى �ص ��ادرات الغ ��از الطبيعي‬ ‫الم�سال‪ .‬و�أكد �أنه ال يمكن �أن يحدث ذلك بين ع�شية و�ضحاها‪.‬‬ ‫�أوروبا �أمام حلول �أ�صعبها مر‪.‬‬

‫وا�شنطن ‪ -‬هاني مكارم‬


‫بيروت ‪ -‬مازن مجوز‬ ‫تع ��ود م�شكل ��ة لبنان م ��ع الكهرب ��اء وفق‬ ‫الخبي ��ر الإقت�ص ��ادي محمد وهب ��ي �إلى‬ ‫زمن الحرب الأهلية (‪ ،)1990-1975‬حيث تع ّر�ضت‬ ‫معام ��ل الإنت ��اج وال�شبك ��ات والأ�س�ل�اك للتخري ��ب‪.‬‬ ‫وبعده ��ا‪ ،‬ج ��اءت الحل ��ول �آني ��ة وجزئية بينم ��ا �إرتفع‬ ‫الطلب على الكهرباء‪ ،‬مقابل ت�ضا�ؤل العر�ض‪.‬‬ ‫وم ��ا يجدر التوقف عنده �أن العجز في توليد الكهرباء‬ ‫ف ��ي لبن ��ان‪ ،‬بي ��ن الق ��درة عل ��ى التغذية وبي ��ن حجم‬ ‫الطلب‪ ،‬يبلغ نح ��و ‪ 1,1‬جيغاواط �أي ما ن�سبته ‪ 40‬في‬ ‫المئة م ��ن حاجة البالد لإ�سته�ل�اك الطاقة‪ .‬علم ًا �أن‬ ‫الحاجة الى المزيد من الكهرباء �سنوي ًا تبلغ ما ن�سبته‬ ‫‪ 6‬الى ‪ 8‬في المئة‪ .‬هذا قبل ان يجتاح النزوح ال�سوري‬ ‫العمالق الأرا�ضي اللبنانية‪.‬‬ ‫"راح ��ت الكهرب ��ا"‪" ،‬ن � ِ�زّل الق ��ازان‪ ،‬الموت ��ور م ��ا‬ ‫ب ِيحم ��ل"‪ " ،‬الفاتورة و�صلت �إلى مئتي �ألف ليرة لل‬ ‫‪� 5‬أمبي ��ر �شهري� � ًا"… هذا هو ل�سان ح ��ال اللبنانيين‬ ‫خ�صو�ص� � ًا الذي ��ن ت ��زداد معاناته ��م �سوء ًا يوم� � ًا بعد‬ ‫الخا�ص ��ة الى‬ ‫ي ��وم‪ ،‬م ��ع لج ��وء �أ�صح ��اب المو ّل ��دات‬ ‫ّ‬ ‫التّقنين �أي�ض� � ًا‪ ،‬ما يك ّبد المواطن �أرب َع فواتير متّ�صلة‬ ‫بالكهرباء‪ :‬الأولى لـ"م�ؤ�س�سة كهرباء لبنان"‪ ،‬والثانية‬ ‫تخ�ص� ��ص‬ ‫لتغطي ��ة عج ��ز الم�ؤ�س�س ��ة‪ ،‬فيم ��ا الثالث ��ة ّ‬ ‫للإ�شتراك بالمو ّل ��د الكهربائي‪( ،‬هنالك حوالي ‪750‬‬ ‫ميغ ��اواط تنت ��ج من المول ��دات الخا�صة ف ��ي لبنان)‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى ت�صليحات الأعط ��ال التي تلحق بالأدوات‬ ‫الكهربائية نتيجة �سوء التغذية الكهربائية‪ .‬ف�ض ًال عن‬ ‫خدمة �سيئة وغير �صديقة للبيئة‪.‬‬ ‫قبل العام ‪ 1975‬كان ��ت التغذية بالتيار الكهربائي في‬ ‫لبن ��ان ‪ ،24/24‬وكان لبنان يبيع الكهرباء �إلى �سوريا‪،‬‬ ‫فيما ي�أخذ لبنان‪ ،‬اليوم‪ ،‬الكهرباء منها‪ .‬وفي العامين‬ ‫‪ 1991‬و‪ 1992‬كانت الكهرب ��اء م� َّؤمنة ‪� 18‬ساعة يومي ًا‬ ‫رغم خ ��روج لبنان لتوه م ��ن الحرب وقت ��ذاك‪ .‬ورغم‬ ‫زيادة الإنف ��اق العام على الكهرب ��اء منذ العام ‪2006‬‬ ‫ال ��ذي �شهد ح ��رب تموز (يولي ��و)‪ ،‬ل ��م يتح�سن و�ضع‬ ‫الكهرباء بل �إزداد �سوء ًا‪� ،‬إذ تم ق�صف وتدمير العديد‬ ‫من من�ش� ��آت معامل الكهرباء على االرا�ضي اللبنانية‪،‬‬ ‫وتراجع ��ت مع ��دالت التغذية ف ��ي المناط ��ق اللبنانية‬ ‫لي�ص ��ل التقنين الى �أكثر م ��ن ‪ 12‬الى ‪� 14‬ساعة يومي ًا‬ ‫في بع�ض المناطق‪ ،‬مع تزايد التقنين في بيروت لأكثر‬ ‫م ��ن ‪� 3‬ساعات حيث و�صل �إلى م ��ا بين ‪ 7‬و‪� 10‬ساعات‬ ‫متقطعة خالل �شهر �أيلول (�سبتمبر) ‪.2013‬‬ ‫وبح�س ��ب المطلعين عن كثب على مل ��ف الطاقة‪ ،‬ف�إن‬ ‫عالق ��ة الكهرب ��اء بالف�ساد في لبنان له ��ا تاريخ طويل‬ ‫ب ��د�أ ب�صفق ��ات مالية م�شبوهة نهبت مئ ��ات الماليين‬ ‫من ال ��دوالرات ف ��ي المرحل ��ة االول ��ى‪ .‬فيم ��ا �إنتقلت‬

‫الوزير علي ح�سن خليل‪ :‬محاولة تخفي�ض العجز‬

‫ال�سرقة ف ��ي المرحلة الثانية م ��ن التنمية ومن الكبار‬ ‫ال ��ى مجموع ��ات كبيرة من فئ ��ات معينة م ��ن ال�شعب‬ ‫اللبنان ��ي التي لج�أت الى الإفادة من التيار الكهربائي‬ ‫ب�صورة غير قانونية‪� ،‬أي من دون دفع �أي بدل �إ�شتراك‬ ‫�أو �إ�سته�ل�اك تح ��ت تغطي ��ة �سيا�سي ��ة مبا�ش ��رة وغير‬ ‫مبا�شرة م ��ن قوى �إ�صطلح عل ��ى ت�سميتها بقوى الأمر‬ ‫الواق ��ع‪ .‬و�إ�صطبغ ��ت هذه الفئ ��ة عموم ًا بل ��ون طائفي‬ ‫محدد لت�صبح الكهرباء في لبنان "الخلطة" العجيبة‬ ‫والدراماتيكية من الف�ساد وال�سيا�سة والطائفية‪.‬‬ ‫ولم يت ��م �إتخاذ �أي خطوة من ��ذ ‪� 1996‬أي منذ ثمانية‬ ‫ع�شر عام ًا لتح�سين واق ��ع الكهرباء‪ ،‬فلي�س ثمة معمل‬ ‫جدي ��د قد �أن�شئ؛ وخالل الثالثي ��ن عام ًا‪ ،‬تعاقب على‬ ‫وزارة الكهرباء �أكثر من ع�شرة وزراء‪.‬‬ ‫وللأ�سف‪ ،‬على الرغم من تلزيمات البواخر والمعامل‬ ‫والمجموعات الجديدة ‪ -‬التي تحتاج فترات طويلة في‬ ‫ح ��ال تنفيذها �ضمن الأوقات المح ��ددة لها بالنوعية‬ ‫والكمية‪ -‬ف�إن العجز يح�صل من دون ظهور �أي بوادر‬

‫العجز في توليد الكهرباء في لبنان‬ ‫بين القدرة على التغذية وبين حجم‬ ‫الطلب يبلغ نحو ‪ 1,1‬جيغاواط �أي ما‬ ‫ن�سبته ‪ 40‬في المئة من حاجة البالد‬ ‫�إلى �إ�ستهالك الكهرباء وتزداد الحاجة‬ ‫�إلى الكهرباء �سنوي ًا بن�سبة ‪ 6‬الى ‪8‬‬ ‫في المئة‪ .‬هذا قبل ان يجتاح النزوح‬ ‫ال�سوري العمالق االرا�ضي اللبنانية‬

‫للتح�سن في التغذية على المدى القريب‪.‬‬ ‫ويب ��دو �أن م�شكل ��ة الكهرباء �ستكب ��ر ت�صاعدي ًا خالل‬ ‫الع ��ام ‪ ،2014‬نتيج ��ة تفاقم العجز‪ ،‬عل ��ى الرغم من‬ ‫المعالج ��ة المرحلي ��ة لم�شكل ��ة �أو �أزم ��ة الإعتم ��ادات‬ ‫بي ��ن وزارة المالي ��ة و"الم�ؤ�س�س ��ة" الت ��ي تعان ��ي م ��ن‬ ‫م�شك�ل�ات ف ��ي المعام ��ل القديمة في ال ��ذوق والجية‪،‬‬ ‫وتوقي ��ف بع� ��ض المجموع ��ات لل�صيان ��ة‪ ،‬م ��ع �إ�ضافة‬ ‫كلف ��ة البواخر التركية‪ ،‬التي ت�ستخدم نوع ًا خا�ص ًا من‬ ‫الفيول �أويل لإنتاج الطاقة‪ .‬كذلك تعاني الكهرباء من‬ ‫نق� ��ص في الطاق ��ة التخزينية لمعمل ��ي الجية والذوق‬ ‫بع ��د تخ�صي� ��ص خزانين ف ��ي المعملي ��ن المذكورين‬ ‫لت�أمي ��ن مخزون الباخرتي ��ن التركيتين في المعملين‪.‬‬ ‫و�ستواجه م�ؤ�س�سة كهرباء لبنان ووزارة الطاقة معركة‬ ‫�أخ ��رى مع وزير الم ��ال علي ح�سن خلي ��ل‪ ،‬الذي طلب‬ ‫تخفي�ض موازنة الكهرباء الى حدود العام ‪ ،2013‬وهو‬ ‫�أم ��ر لن ت�ستطي ��ع م�ؤ�س�سة الكهرب ��اء التقيد به‪ ،‬حيث‬ ‫كان العجز حوال ��ي ‪ 1.9‬مليار دوالر في العام ‪،2013‬‬ ‫ويق ��در ل ��ه �أن ي�ص ��ل �إل ��ى ‪ 3700‬مليار لي ��رة (حوالي‬ ‫‪ 2.5‬ملي ��ار دوالر) ف ��ي الع ��ام ‪ ،2014‬بع ��د �إ�ضاف ��ة‬ ‫كلف ��ة وفروق ��ات الكلف ��ة الت ��ي تح ّمل الخزين ��ة عجز ًا‬ ‫كبي ��ر ًا‪ ،‬يوازي �أحيان ًا ‪ 62‬في المئة من عجز الخزينة‪،‬‬ ‫المق ��در بحوال ��ي ‪ 6150‬مليار ليرة ف ��ي العام ‪،2013‬‬ ‫وهو ما نبهت اليه الم�ؤ�س�سات الدولية و�صندوق النقد‬ ‫الدول ��ي‪ ،‬بم ��ا �سي�ؤدي �إل ��ى تخفي�ض جدي ��د لت�صنيف‬ ‫لبن ��ان‪ ،‬وزي ��ادة مخاطر المديوني ��ة‪ّ ،‬‬ ‫وتخطي معدالت‬ ‫العج ��ز‪ ،‬التي تتعه ��د بها الدول ��ة وال تنفذه ��ا‪ ،‬نتيجة‬ ‫النفق ��ات والتنفيع ��ات ال�سيا�سي ��ة على ح�س ��اب المال‬ ‫العام‪.‬‬ ‫ينتظر �أن تتحول موازن ��ة م�ؤ�س�سة كهرباء لبنان للعام‬ ‫‪� 2014‬إل ��ى م�شكل ��ة ف ��ي تموي ��ل العج ��ز ال ��ذي �إرتفع‬ ‫كثي ��ر ًا‪ ،‬مقارنة مع العامين ‪ 2012‬و‪ 2013‬بفعل الكلفة‬ ‫الإ�ضافية الناتج ��ة من �أ�سعار النف ��ط وات�ساع الفارق‬ ‫بي ��ن كلف ��ة الإنتاج و�ش ��راء الطاقة وحج ��م الإيرادات‬ ‫والعائ ��دات المو�ضوعة عل ��ى تعرفة ت�ستن ��د �إلى �سعر‬ ‫برمي ��ل النف ��ط بحوال ��ي ‪ 25‬دوالر ًا‪ ،‬بينم ��ا تخط ��ت‬ ‫مع ��دالت �أ�سعار النفط حوالي ‪ 112‬دوالر ًا للبرميل في‬ ‫المراحل الأخيرة‪ .‬وال�س�ؤال من �أين �ستكون التغطية؟‬ ‫ق� �دّرت الإيرادات والجباية ح�سب موازنة العام ‪2014‬‬ ‫بحوال ��ي ‪ 1869‬ملي ��ار لي ��رة �أي بعج ��ز ق ��دره حوالي‬ ‫‪ 3639.4‬ملي ��ار لي ��رة (حوالي ‪ 2.4‬ملي ��اري دوالر)‪.‬‬ ‫بزيادة حوالي ‪ 1600‬ملي ��ار ليرة عن العجز في العام‬ ‫‪ 2013‬بنمو ن�سبته حوالي ‪ 53‬في المئة على الرغم من‬ ‫تح�سن الإي ��رادات المتوقع والذي �سيزيد حوالي ‪650‬‬ ‫مليار ليرة‪.‬‬ ‫وم ��ا يثي ��ر الإهتم ��ام والف�ض ��ول ه ��و �أن ه ��ذه النقاط‬ ‫بال ��ذات �ستتحول �إل ��ى م�شكلة م ��ع وزارة المالية‬ ‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪69‬‬


‫عالم الطاقة‬ ‫الكهرباء‬

‫تهدد خزانته بالإفال�س‬ ‫الكهرباء ّ‬

‫لبنان‪ :‬لم تعد أنواره تشتعل‬ ‫وأهله إشتاقوا إلى الضوء!‬ ‫م��ن خ�لال ت�شري��ح خريط��ة الموازن��ة العام��ة في لبن��ان‪ ،‬يت�ض��ح �أن قط��اع الكهرباء ب��ات يحت��ل المرتبة‬ ‫الثالث��ة عل��ى الئحة الإنف��اق العام‪ ،‬بعد الروات��ب وخدمة الدين الع��ام‪ ،‬بن�سبة و�صلت ال��ى حوالي ‪ 23‬في‬ ‫المئ��ة‪ .‬ويعتب��ر هذا الرق��م كارثي ًا عل��ى �إقت�صاد يدف��ع حوالي ‪ 3‬ملي��ارات و‪ 700‬ملي��ون دوالر لخدمة دينه‬ ‫الع��ام‪ ،‬حي��ث يقول وزي��ر المالية علي ح�س��ن خليل �أن عجز كهرب��اء لبنان خالل الع��ام ‪ 2013‬بلغ حوالي‬ ‫‪ 2.2‬ملي��اري دوالر‪ ،‬كا�شف � ًا ع��ن �ضب��ط الإنف��اق و�إع��ادة الإعتب��ار �إل��ى بع���ض النظ��م التي ت��م تجاوزها‪.‬‬ ‫ولكن هل ينجح في م�سعاه؟‬ ‫معمل الذوق الحراري‪ :‬يلزمه تطوير‬

‫‪68‬‬

‫العدد ‪ - 18‬ني�سان (�أبريل) ‪٢٠١4 -‬‬


‫النائب �سيرج طور�سرك�سيان‪ :‬المو�ضوع المهزلة!‬

‫الخبير االقت�صادي محمد وهبي‪ :‬م�شكلة الكهرباء قديمة العهد‬

‫المحل ��ي‪� ،‬شكلت التحويالت ما يع ��ادل ‪ 5.5‬في المئة‬ ‫خالل العام ‪ 2012‬بعدم ��ا كانت ‪ 4.5‬في المئة خالل‬ ‫العام ‪.2011‬‬ ‫وعلى الرغم من كون هذه التحويالت تت�ضمن تغطية‬ ‫لأربع ��ة بنود‪ ،‬هي �أو ًال �شراء غ ��از وفيول‪ ،‬وثاني ًا خدمة‬ ‫دي ��ن (عن قرو� ��ض الم�ؤ�س�س ��ة)‪ ،‬وثالث� � ًا �ﺴﻠﻔﺔ ﺨزﻴﻨﺔ‬ ‫لت�سدي ��د عق ��د باخ ��رة "‪ "Karpowership‬لت�أمي ��ن‬ ‫الكهرب ��اء‪ ،‬ورابع� � ًا �ﺴﻠﻔﺔ ﺨزﻴﻨﺔ ﻟﺘ�ﺴدﻴد ج ��زء م ��ن‬ ‫المتوجبة على م�ؤ�س�سة‬ ‫اﻟ�ﻀرﻴﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﻤ�ﻀﺎﻓﺔ‬ ‫ّ‬ ‫كهرباء لبنان‪ ،‬ف�إن البند الأول ي�شكل الجزء الأ�سا�سي‬ ‫بن�سبة حوالي ‪ 90‬في المئة من مجمل التحويالت‪.‬‬ ‫وت�أت ��ي �أرقام الع ��ام ‪ 2012‬لت�سجل �إرتفاع� � ًا قدره ‪30‬‬ ‫ف ��ي المئة عن العام ‪� ،2011‬إذ ﻛﺎﻨت التحويالت ﺒﻠﻐت‬ ‫‪ 2626‬ﻤﻠﻴﺎر ﻟﻴرة لبناني ��ة‪ ،‬وذﻟك ﻨﺘﻴﺠﺔ �إزدياد كل من‬ ‫البن ��ود الأربعة‪ ،‬لكن ك ��ان لمدﻓوﻋﺎت الغ ��از والفيول‬ ‫الأث ��ر الأكبر فيها والتي �إرتفعت وحدها بن�سبة ‪ 25‬في‬ ‫ﺎﻟﻤﺌﺔ نتيج ��ة �صع ��ود �أ�ﺴﻌﺎر اﻟﻨﻔط اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺘرة‬ ‫اﻟﺘﻲ تم ﻓﻴﻬﺎ �إ�ﺴﺘﻴراد اﻟﻐﺎز �أوﻴﻝ واﻟﻔﻴوﻝ �أوﻴﻝ‪.‬‬ ‫ويالح ��ظ وهب ��ي �أن االو�ض ��اع ال�سابقة ال ت ��زال على‬ ‫حالها وهي تتلخ�ص ب�أن‪:‬‬ ‫‪� -1‬شرك ��ة الكهرب ��اء تخ�س ��ر حوال ��ى ملي ��اري دوالر‬ ‫�سنوي ًا؛‬ ‫‪-2‬الطاق ��ة الإنتاجي ��ة للكهرباء ه ��ي ‪ 1400‬ميغاواط‬ ‫في حي ��ن يحتاج لبنان �إل ��ى تغطية �شامل ��ة ت�صل الى‬ ‫‪ 2500‬ميغ ��اواط‪ ،‬فيما تفيد م�صادر �أخ ��رى �أن �إنتاج‬ ‫الي ��وم يبلغ حوالي ‪ 1500‬ميغ ��اواط‪ ،‬و�أن لبنان يحتاج‬ ‫�إل ��ى حوالي ‪ 3000‬ميغاواط‪ ،‬وف ��ي الم�ستقبل القريب‬ ‫�ست�صب ��ح حاجة لبنان حوال ��ي ‪ 5000‬ميغاواط و ذلك‬ ‫ح�سب درا�سة للبنك الدولي؛‬ ‫‪ -3‬قطاع جباية الكهرباء غير قادر على ت�أمين جباية‬ ‫اكثر من ‪ %70‬من قيمة الفواتير؛‬ ‫‪-4‬حاجة لبنان ال ��ى �أكثر من مليون �ساعة غير قابلة‬

‫للتزوير لتركيبها في المنازل‪.‬‬ ‫من جهت ��ه يتوقع الخبي ��ر الإقت�صادي عدن ��ان الحاج‬ ‫�أن يبق ��ى مو�ض ��وع الخدم ��ات وترديه ��ا وكلفتها على‬ ‫المواط ��ن في حالة تزايد في غي ��اب الحد الأدنى من‬ ‫المعالج ��ات‪ .‬بدليل �إ�ستمرار �أزمات الكهرباء و�إرتفاع‬ ‫عجزه ��ا المقدر في الع ��ام ‪ 2013‬ب‪ 2800‬مليار ليرة‬ ‫�إلى حوال ��ي ‪ 3900‬مليار ليرة في العام ‪ ،2014‬مذكر ًا‬ ‫�أن الكهرب ��اء تعان ��ي م ��ن تراج ��ع التغذي ��ة‪ ،‬وارتف ��اع‬ ‫�أ�سع ��ار الفي ��ول‪ ،‬وتردي تعرف ��ة الكهرب ��اء قيا�س ًا �إلى‬ ‫كلفة الإنتاج (كلفة �إنت ��اج الكيلوات �ساعة على الدولة‬ ‫حوال ��ي ‪ 390‬ليرة‪ ،‬وتبيعه الى حوالي ‪ 85‬في المئة من‬ ‫الم�شتركين بحوالي ‪ 110‬ليرات)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫و�إنطالق� � ًا من الخ�سائ ��ر الآنفة الذكر و�إ�ستن ��ادا �إلى‬ ‫خطة العمل للإ�ص�ل�اح الإقت�صادي االجتماعي ‪2012‬‬ ‫– ‪ 2015‬الت ��ي �سبق �أن و�ضعته ��ا الحكومة ال�سابقة‬ ‫برئا�سة نجيب ميقات ��ي‪ ،‬نجد �أن تلك الخطة ت�ضمنت‬ ‫قي ��ام الحكوم ��ة‪ ،‬وبهدف الحد م ��ن ه ��ذه الخ�سائر‪،‬‬ ‫بتعزي ��ز القدرات التنظيمي ��ة لت�شجيع �إ�شراك القطاع‬

‫عدنان الحاج‪�" :‬سيبقى مو�ضوع‬ ‫الخدمات وترديها وكلفتها على‬ ‫المواطن في حالة تزايد في غياب‬ ‫الحد الأدنى من المعالجات‪ .‬والكهرباء‬ ‫تعاني من تراجع التغذية‪ ،‬و�إرتفاع‬ ‫�أ�سعار الفيول‪ ،‬وتردي تعرفة الكهرباء‬ ‫قيا�س ًا �إلى كلفة الإنتاج"‬

‫الخا�ص عبر الإجراءات التالية‪:‬‬ ‫(�أ)مب ��ادرة الكهرباء التي يمك ��ن �إنجازها م�ؤلفة من‬ ‫‪ 12‬محور ًا‪ ،‬وهي تعالج الو�ضع ال�صعب للقطاع و�صو ًال‬ ‫الى ت�أمين الكهرباء بطريقة موثوقة م�ستدامة وف ّعالة‪،‬‬ ‫ومع ذل ��ك تبرز الحاجة �إلى فترة �إنتقالية تتراوح بين‬ ‫‪ 3‬و‪� 4‬سنوات لتحقيق الأهداف‪.‬‬ ‫وتت�ضمن المبادرة م�شاريع في الإنتاج والنقل والتوزيع‬ ‫بالتوازي مع �إ�ش ��راك م�ؤ�س�سة كهرباء لبنان ومراجعة‬ ‫الإط ��ار القانون ��ي ( القان ��ون ‪ ) 2002 / 462‬وت�سعى‬ ‫الحكومة الى �إنجاز هذه الم�شاريع‪.‬‬ ‫(ب) تتما�شى المحاور المقترحة في المبادرة مع ورقة‬ ‫ال�سيا�س ��ة العام ��ة لقطاع الكهرباء الت ��ي �أقرها مجل�س‬ ‫الوزراء اللبناني ف ��ي حزيران (يونيو) ‪ ،2010‬كما و�أن‬ ‫القانون الذي تم �إقراره في مجل�س النواب �أخير ًا ي�شمل‬ ‫زي ��ادة ق ��درات التولي ��د بن�سب ��ة ‪ 700‬ميغ ��اواط ( ‪450‬‬ ‫ميغ ��اواط عب ��ر دورة مركبة غاز توربي ��ن ( ‪)CCGT‬‬ ‫و‪ 250‬ميغاواط عبر المحركات الترددية)‪.‬‬ ‫(ج) زي ��ادة ‪ 700‬ميغ ��اواط م ��ن طاق ��ة التوليد الذي‬ ‫�سيكون بالتوازي مع ت�أمي ��ن الغاز الطبيعي لـ‪CCGT‬‬ ‫عب ��ر الغاز العرب ��ي و‪� /‬أو بناء محطة للغ ��از الطبيعي‬ ‫الم�سال‪.‬‬ ‫(د) �إن ت�أهي ��ل محط ��ات تولي ��د الكهرباء ف ��ي الذوق‬ ‫والجي ��ة مخط ��ط له‪ ،‬و�س ��وف ي�صار الى �إنج ��ازه فور‬ ‫ت�أمي ��ن الطاق ��ة الم�ؤج ��رة م ��ن ال�سف ��ن و‪� /‬أو عب ��ر‬ ‫الإ�ستيراد‪.‬‬ ‫(ه) �إنج ��از حلق ��ة ‪ KV 220‬ف ��ي المن�صورية والذي‬ ‫يعتب ��ر �أم ��ر ًا حيوي� � ًا لإ�ستق ��رار و�إكم ��ال �شبك ��ة ‪220‬‬ ‫كيلوفول ��ت بالإ�ضاف ��ة الى �إزال ��ة الإختناق ��ات وتقليل‬ ‫خ�سائر النقل‪.‬‬ ‫(و) وم ��ن ال�ض ��روري �أي�ضا �إ�ش ��راك القطاع الخا�ص‬ ‫ف ��ي التوزيع من طري ��ق الإ�ستثم ��ار في بن ��اء وت�شغيل‬ ‫و�صيانة �أن�شط ��ة التوزيع بما في ذلك القيا�س الفوترة‬ ‫والتح�صي ��ل ويجري حالي� � ًا تنفيذ �إج ��راءات في هذا‬ ‫ال�صدد‪.‬‬ ‫وف ��ي الخت ��ام‪ ،‬يب ��دو �أن م�شكل ��ة الكهرب ��اء المزمن ��ة‬ ‫ف ��ي لبن ��ان‪ ،‬ال يتحم ��ل م�س�ؤوليته ��ا وزير طاق ��ة واحد‬ ‫�أو حكوم ��ة واح ��دة‪ ،‬بل ه ��ي من م�س�ؤولي ��ة الحكومات‬ ‫المتعاقب ��ة وال ��وزراء الذي ��ن تول ��وا م�س�ؤولي ��ة حقيبة‬ ‫الطاق ��ة والمي ��اه‪ ،‬وال�س� ��ؤال �إل ��ى متى �ستبق ��ى �شركة‬ ‫ت�سجل خ�سائر طائلة وعجز ًا مالي ًا مرتفع ًا؟‬ ‫الكهرب ��اء ّ‬ ‫وه ��ل يمكن القول �إن �أزمة الكهرباء في لبنان لن تحل‬ ‫م ��ن دون ق ��رارات �سيا�سية ومالي ��ة و�إداري ��ة �أ�سا�سية‬ ‫و�سريعة‪ ،‬وفق� � ًا لمبد�أ ال�شفافية بعي ��د ًا من الت�سيي�س‪،‬‬ ‫وبعي ��د ًا م ��ن ال�سم�سرات وح�صري ��ة المرجعيات‪ ،‬بعد‬ ‫معانات ��ه من ��ذ �أكثر من عقدي ��ن التق�صي ��ر والإهمال‬ ‫والف�ساد؟‬ ‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪71‬‬


‫عالم الطاقة ¶ الكهرباء‬ ‫الت ��ي تقدر في م�ش ��روع الموازنة العام ��ة للعام ‪2014‬‬ ‫عج ��ز الكهرباء بحوالي ‪ 2569‬مليار ليرة‪ ،‬ما يعني �أن‬ ‫على كهرباء لبنان �أن ت�ؤمن من خالل تح�سين الجباية‬ ‫ورفع التعديات في المناطق حوالي ‪ 1500‬مليار ليرة‪،‬‬ ‫وه ��و �أمر م�ستحي ��ل التحقيق خالل الع ��ام ‪ 2014‬على‬ ‫الرغ ��م م ��ن ن�ش ��اط �شركات تقدي ��م الخدم ��ات التي‬ ‫يرتق ��ب �أن تح�سن الجباية بن�سب ��ة مقبولة مقارنة مع‬ ‫حجم ال�سنوات الما�ضية‪.‬‬ ‫والواق ��ع �أن �أ�سباب م�شكلة التقني ��ن وتفاقمها مت�ش ّعبة‬ ‫و�أهمه ��ا‪ :‬العج ��ز المالي ف ��ي م�ؤ�س�سة كهرب ��اء لبنان‪،‬‬ ‫والنق�ص الكبير في المحطات وخطوط النقل والتوزيع‪،‬‬ ‫والأعطال الم�ستمرة في معامل الإنتاج‪ ،‬والتعديات على‬ ‫ال�شبك ��ات و�سرقة التي ��ار وتراجع الجباي ��ة‪ ،‬والأ�ضرار‬ ‫الت ��ي �أ�صابت ال�شبكة نتيجة �أح ��داث ع�سكرية و�أمنية‪،‬‬ ‫وزيادة الطلب على الإ�ستهالك دون توفر خطط لتوفير‬ ‫المزي ��د من الكهرب ��اء‪ ،‬والنق� ��ص الكبير ف ��ي الجهاز‬ ‫الب�شري العامل في الم�ؤ�س�سة‪ ،‬وم�شكلة المياومين‪.‬‬ ‫وال�س�ؤال الذي يطرح هل قدرة معامل الإنتاج الحالية‬ ‫تتنا�سب مع زيادة الطلب؟‬ ‫ت�شهد المناطق اللبنانية كافة منذ �سنوات نمو ًا �سكانياً‬ ‫وتو�سع� � ًا عمراني ًا‪ ،‬وهذا ما ي�شك ��ل �ضغط ًا يفوق قدرة‬ ‫هذه المعام ��ل على ت�أمين هذه الزي ��ادة فمث ًال‪ ،‬معمل‬ ‫دي ��ر عمار الذي يفتر�ض ان ينتج ‪ 460‬ميغاواط يعاني‬ ‫�أعط ��ا ًال �شبه دائمة ت�سب ��ب في هدر �أكثر من ‪ %30‬من‬ ‫�إنتاجه‪ ،‬ومعمل الحري�شة ي�ستطيع �إنتاج ‪ 75‬ميغاواط‪،‬‬ ‫ولكنه يعمل بقدرة حوالي ‪ 30‬ميغاواط‪ ،‬ومعمل الذوق‬ ‫يعم ��ل بق ��درة حوال ��ي ‪ 210‬ميغ ��اواط‪ ،‬ومعم ��ل الجية‬ ‫يعمل بقدرة حوال ��ي ‪ 104‬ميغاواط‪ ،‬ومعمل الزهراني‬ ‫يعم ��ل بكام ��ل طاقت ��ه بق ��درة حوال ��ي ‪ 400‬ميغاواط‪،‬‬ ‫والمجموعات المائية تنتج بق ��درة ‪ 220.6‬ميغاواط‪،‬‬ ‫في الليطاني ونهر البارد ونهر ال�صفا‪.‬‬ ‫ولكن ه ��ل يعتبر التقنين الكهربائ ��ي النتيجة ال�سلبية‬ ‫الوحي ��دة الت ��ي ال ت ��زال تنعك�س عل ��ى نوعي ��ة الحياة‬ ‫الإجتماعية والإقت�صادية في لبنان؟‪.‬‬ ‫�أ ّكدت درا�سات و�أبحاث عديدة على التراجع الخطير‬ ‫في نوعية الهواء الذي يتن�شقه اللبنانيون في الفترات‬ ‫المتزاي ��دة يومي� � ًا م ��ن �ساع ��ات التقني ��ن الكهربائي‬ ‫الر�سمي‪� ،‬أي عندما تب ��د�أ �آالف المولدات الكهربائية‬ ‫الخا�صة بالعمل‪.‬‬ ‫و�إنطالق� � ًا مم ��ا تق ��دم �أتت مب ��ادرات ع ��دة لمحاولة‬ ‫حلحل ��ة الو�ض ��ع وكان ��ت لك ��ل منه ��ا م�شاكله ��ا‪ .‬فبعد‬ ‫�إ�ستج ��رار الغ ��از الطبيع ��ي من م�ص ��ر نظ ��ر ًا لكلفته‬ ‫المعقولة بالمقارنة مع الغ ��از والفيول‪ ،‬توقف التزويد‬ ‫لأ�سب ��اب تتعل ��ق بحجم الطل ��ب على ه ��ذه المادة‪ .‬ثم‬ ‫ج ��اء القان ��ون رق ��م ‪ 181‬ك�أح ��د الم�ساع ��ي المبذولة‬ ‫لتح�سي ��ن الإنتاج وهو برنامج لأ�شغال كهربائية لإنتاج‬

‫وزير الطاقة والمياه ال�سابق جبران با�سيل‪ :‬حاول ولكن‪...‬‬

‫النائب محمد قباني‪� :‬إنفاق للإنفاق !‬

‫‪ 700‬ميغاواط ونق ��ل وتوزيع الطاقة الكهربائية بقيمة‬ ‫‪ 1772‬ملي ��ار لي ��رة لبناني ��ة‪ ،‬لكن ��ه �أي�ض ًا م ��ا لبث �أن‬ ‫تعرقل ف ��ي بداياته على �صعيد المناق�صات المقدّمة‪.‬‬ ‫وكانت البواخر التركية �آخر المحاوالت للتخفيف من‬ ‫التقني ��ن ريثما تتبل ��ور خطة متين ��ة وم�ستدامة لقطاع‬ ‫الإنت ��اج‪� ،‬إال �أن المو�ض ��وع خ�ض ��ع للكثي ��ر م ��ن البلبلة‬ ‫حول نوع النفط الم�ستعمل والت�أخير في ربط البواخر‬ ‫ب�شبكات المعامل اللبنانية‪.‬‬ ‫في ت�صريحات لل�صحافيين �أثن ��اء تفقده �أعمال بناء‬ ‫معمل جدي ��د للكهرباء في الجية‪ ،‬والذي تنفذه �شركة‬ ‫دانماركي ��ة في ‪ 17‬كانون الثان ��ي (يناير) ‪ 2014‬قال‬ ‫وزير الطاقة والمي ��اه ال�سابق جبران با�سيل‪� ":‬ستكون‬ ‫�سن ��ة ‪� 2014‬سن ��ة �إنخفا� ��ض كلف ��ة فات ��ورة الكهرباء‬ ‫والمو ّل ��دات عل ��ى المواط ��ن اللبنان ��ي" و"نح ��ن قمنا‬ ‫بال�ل�ازم عل ��ى ه ��ذا الطري ��ق‪ ،‬فالم�شاري ��ع المتعلقة‬ ‫بالمعامل الجديدة تنقذ الكهرباء عندنا‪ ،‬ونحن ننفذ‬ ‫م�شروعا تلو الآخر‪ ،‬لي�صبح عندنا العدة الكاملة لحل‬ ‫م�شكلة الكهرباء في لبنان و�إن �شاء اهلل اذا �سارت كل‬

‫المعام ��ل الت ��ي ننفذها �ستكون التغذي ��ة ‪� 24‬ساعة في‬ ‫�آخر �سنة ‪."2015‬‬ ‫وتعليق� � ًا على �إ�ستعانة با�سي ��ل بالبواخر ومنها �سفينة‬ ‫كارادني ��ز للطاقة "فاطمة غول �سلط ��ان" التي �إنطلق‬ ‫العم ��ل بها ر�سمي ًا ف ��ي ‪ ،2013 -4-5‬يرى رئي�س لجنة‬ ‫الأ�شغال النيابية النائب محمد قباني �أن هذه البواخر‬ ‫ت�شكل الي ��وم �أحد الم�صادر الرئي�سي ��ة لإنتاج الطاقة‬ ‫ف ��ي لبن ��ان‪ ،‬معتب ��را " �أن تعامل با�سيل م ��ع ملف هذه‬ ‫البواخر كان ب�إنعدام كلي لل�شفافية‪ ،‬فقد خرب قطاع‬ ‫الكهرباء الذي ن ّفذ �سيا�سة "الإنفاق للإنفاق"‪ ،‬وي�س�أل‬ ‫قبان ��ي‪�" :‬ألي� ��س تنفيذ م�شاري ��ع ال ُتن ّف ��ذ ي�ش ّكل هدر ًا‬ ‫للمال العام وف�ساد ًا؟"‪.‬‬ ‫بدوره ي�ص ��ف النائ ��ب �سي ��رج طور�سركي�سيان‪ ،‬ملف‬ ‫الكهرباء في لبن ��ان ب"المو�ضوع المهزلة في البلد"‪،‬‬ ‫الفت� � ًا �إل ��ى �أن الإنقط ��اع يع ��ود �إل ��ى غي ��اب ال�صيانة‬ ‫والإهتمام ف ��ي القطاع‪ ،‬والحال نقم ��ة و�إنتقام في كل‬ ‫المناط ��ق ولم تع ��د مح�صورة بانقطاعه ��ا عن بيروت‬ ‫االدارية فقط‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مف�صل ن�ش ��ر �سابقا قيل �أن ��ه لم يكن في‬ ‫وف ��ي تقرير ّ‬ ‫الح�سب ��ان في الع ��ام ‪ -1964‬عن ��د ت�أ�سي� ��س م�ؤ�س�سة‬ ‫"كهرب ��اء لبن ��ان"‪� -‬إن قط ��اع الكهرب ��اء �سيتده ��ور‬ ‫دراماتيكي� � ًا لي�ش ّك ��ل بع ��د خم�س ��ة عق ��ود �أح ��د �أكب ��ر‬ ‫التحدّيات التي تواجه الإقت�صاد اللبناني‪.‬‬ ‫بالن�سب ��ة �إلى التحوي�ل�ات �إلى م�ؤ�س�س ��ة كهرباء لبنان‬ ‫فق ��د بلغت قيمتها ‪ 3408‬مليار لي ��رة لبنانية في العام‬ ‫‪� 2012‬أي حوال ��ي رب ��ع النفقات الأولي ��ة‪ ،‬لت�ش ّكل ثالث‬ ‫�أكبر بند �إنفاق بعد الروات ��ب والأجور وخدمة الدين‪.‬‬ ‫وفي عملية تب�سيطي ��ة لإدراك حجم التحويالت يمكن‬ ‫الق ��ول �إن الدولة ح ّولت في الع ��ام ‪ 2012‬حوالي ‪560‬‬ ‫دوالر ًا عن كل فرد مقيم من �أجل تغطية عجز م�ؤ�س�سة‬ ‫�سجل ��ت حوالي ‪ 430‬دوالر ًا عن‬ ‫كهرب ��اء لبنان‪ ،‬بعدما ّ‬ ‫كل فرد مقي ��م خالل العام ‪ .2011‬ومن منظار الناتج‬

‫جبران با�سيل‪�" :‬ستكون‬ ‫�سنة ‪� 2014‬سنة �إنخفا�ض‬ ‫كلفة فاتورة الكهرباء والمولدات‬ ‫على المواطن اللبناني و�إن �شاء اهلل‬ ‫�إذا �سارت كل المعامل قيد التنفيذ‬ ‫�ستكون التغذية ‪� 24‬ساعة في‬ ‫�آخر �سنة ‪"2015‬‬


‫كلمة في �أزمة‬

‫بقلم الدكتور جا�سم عجاقة*‬

‫أوروبا والنفط‬ ‫وفرض عقوبات على روسيا‬ ‫م ��ن المعروف �أن النف ��ط هو ع�صب‬ ‫الإقت�صاد‪� ،‬إذ يدخل في �صناعة �أكثر‬ ‫م ��ن ‪ %95‬م ��ن الم ��واد وال�سل ��ع الت ��ي ُتحي ��ط بنا‪.‬‬ ‫كم ��ا �أن بع� ��ض القطاع ��ات كقط ��اع النق ��ل يعتمد‬ ‫ب�ش ��كل �شب ��ه �أح ��ادي عل ��ى النف ��ط وم�شتقات ��ه‪.‬‬ ‫وت ُعتب ��ر تجارة النفط الأول ��ى في العالم لناحية‬ ‫كمي ��ة وقيم ��ة التب ��ادل التج ��اري‪ .‬وه ��ذا ما جعل‬ ‫م ��ن ال ��دول المنتج ��ة للنف ��ط‪ ،‬دو ًال غني ��ة لجهة‬ ‫الم ��ردود المال ��ي والفائ� ��ض ف ��ي الموازن ��ات كما‬ ‫والثق ��ل عل ��ى الخارط ��ة ال�سيا�سي ��ة العالمي ��ة‪.‬‬ ‫ويُخبرن ��ا التاريخ �أن معظ ��م الحروب ناتجة عن‬ ‫�إع ��ادة تمرك ��ز ال ��دول العظم ��ى لل�سيط ��رة عل ��ى‬ ‫م ��وارد جديدة‪ ،‬ل ��ذا يُ�شكل النف ��ط العامل الأول‬ ‫في الح�ساب ��ات الجيو�سيا�سية للدول المتطورة‪،‬‬ ‫لجهة �إرتباط �إقت�صاداتها به‪.‬‬ ‫وح ��ال بع� ��ض ال ��دول ال ُمتط ��ورة كالوالي ��ات‬ ‫ال ُمتح ��دة الأميركي ��ة وغيره ��ا‪� ،‬أكب ��ر مث ��ال على‬ ‫هذا الإرتب ��اط‪ .‬فالإقت�صاد الأميركي مبني على‬ ‫عمودين �أ�سا�سيي ��ن‪ :‬النفط والإ�ستيدان‪ .‬كما �أن‬ ‫بع� ��ض الدول في ط ��ور النمو‪ ،‬كال�صي ��ن والهند‪،‬‬ ‫يتعلق ب�شكل هائل بالنفط‪.‬‬ ‫م ��ن ه ��ذا المنطل ��ق �أخ ��ذت المخطط ��ات‬ ‫الجيو�ستراتيجي ��ة والجيو�سيا�سي ��ة ف ��ي العال ��م‬ ‫منح ��ى ن�شط� �اً به ��دف ت�أمي ��ن م�ص ��ادر النف ��ط‪.‬‬ ‫كم ��ا �أن بع� ��ض ال ��دول �أدخ ��ل �ضم ��ان �إم ��دادات‬ ‫النف ��ط والغ ��از في نط ��اق �أمن ��ه القوم ��ي‪ ،‬و�ش ّرع‬ ‫لنف�س ��ه التدخل الع�سكري في دول �أخرى (خارج‬ ‫حدوده) بهدف ت�أمين م�صادر النفط والغاز‪.‬‬ ‫والإهتم ��ام الرو�سي بدول �ش ��رق �أوروبا ي�أتي من‬ ‫البع ��د الإ�ستراتيج ��ي له ��ذه الدول ف ��ي ال�سيا�سة‬ ‫الخارجي ��ة الأميركي ��ة‪ .‬فه ��ذه الأخي ��رة ته ��دف‬ ‫�إل ��ى �ض� � ّم ه ��ذه ال ��دول �إل ��ى ح�ض ��ن ال�سيا�س ��ة‬ ‫الغربي ��ة عب ��ر دخوله ��ا ف ��ي الإتح ��اد الأوروبي �أو‬ ‫عب ��ر �ض ّمها �إل ��ى حلف �شم ��ال الأطل�سي‪ ،‬من هنا‬ ‫ت�أت ��ي الأزمة الأوكرانية كترجمة عملية لل�صراع‬ ‫البارد بين رو�سيا والواليات المتحدة الأميركية‬ ‫ال ��ذي �أخ ��ذت مالمحه بالظهور ف ��ي العام ‪2000‬‬ ‫مع تب� � ّوء فالديمير بوتين �س ��دة الرئا�سة‪ .‬وهذا‬

‫ال�صراع منبعه قناعات بوتين ب�إعادة مجد رو�سيا‬ ‫على الخارطة ال�سيا�سية العالمية‪ .‬و�إذا كان الرد‬ ‫الع�سك ��ري هو العن�صر الأ�سا�س ��ي في مخططات‬ ‫بوتين‪� ،‬إال �أن الديبلوما�سية الرو�سية بد�أت ُتق ِّلد‬ ‫نظيرته ��ا الأميركية و�أ�صبحت عن�ص ��راً مهماً ال‬ ‫تتردد رو�سيا في �إ�ستخدامه‪.‬‬ ‫�إقت�صادياً‪� ،‬إن التعاون الرو�سي‪-‬الأوروبي متطور‬ ‫وذل ��ك عل ��ى جمي ��ع ال�صع ��د وف ��ي الإتجاهي ��ن‪.‬‬ ‫فرو�سي ��ا ُت�ص� �دّر �إل ��ى �أوروب ��ا الغ ��از الطبيع ��ي‬ ‫ال ��ذي يغ ��ذي ‪ %40‬م ��ن حاج ��ة �سوقه ��ا وبذل ��ك‬ ‫�أ�صبحت �أوروبا المنفذ الطبيعي للغاز الرو�سي‪.‬‬ ‫والتق ��ارب بي ��ن برلي ��ن ومو�سك ��و �أخ ��ذ �أبع ��اداً‬ ‫كبي ��رة مع تحول �ألمانيا �إل ��ى محور للمنتوجات‬ ‫النفطية الرو�سية في القارة العجوز من منطلق‬ ‫�أن �ألماني ��ا ه ��ي �أولى الدول �أوروبي� �اً في �إ�ستيراد‬ ‫الغ ��از والنف ��ط الرو�سيين (الم�ست�ش ��ار الألماني‬ ‫ال�ساب ��ق جي ��رار �ش ��رودر يعمل ل�صال ��ح الحكومة‬ ‫الرو�سي ��ة كم�ست�ش ��ار نفط ��ي)‪ .‬و�ألماني ��ا لي�س ��ت‬ ‫الدول ��ة الأوروبي ��ة الوحي ��دة الت ��ي تت�أث ��ر له ��ذه‬ ‫الدرجة‪ ،‬فكل دول �أوروبا ال�شرقية ترتبط ب�شكل‬ ‫كبير بالغاز الرو�سي حتى �أن فرن�سا زاد �إرتباطها‬ ‫�إذ �أ�صبح ��ت ت�ست ��ورد ‪ %15‬م ��ن حاجاته ��ا الغازية‬ ‫م ��ن رو�سي ��ا مقاب ��ل ‪ %12‬ف ��ي الأع ��وام ال�سابق ��ة‪.‬‬ ‫ونج ��اح ت�صدي ��ر الغ ��از الرو�سي �إل ��ى �أوروبا‪ ،‬دفع‬ ‫برو�سي ��ا �إلى الب ��دء بم�شاريع لم� � ّد �أنابيب �شمال‬ ‫وجن ��وب �أوروب ��ا به ��دف تلبي ��ة حاج ��ات ال�س ��وق‬ ‫وتفادي الم�شاكل المتكررة مع �أوكرانيا‪.‬‬ ‫وعل ��ى �صعي ��د الطاق ��ة النووي ��ة‪ ،‬هن ��اك �أي�ض� �اً‬ ‫تع ��اون متط ��ور بي ��ن رو�سي ��ا و�أوروب ��ا م ��ع تفكك‬ ‫الإتح ��اد ال�سوفيات ��ي حي ��ث �أ�صب ��ح عل ��ى �أث ��ره‬ ‫بع� ��ض المعام ��ل النووي ��ة الأوروبي ��ة المنتج ��ة‬ ‫للطاق ��ة يرتبط ب�شكل كامل بالتقنيات الرو�سية‬ ‫وبالوقود النووي الذي يُ�صدّر من رو�سيا‪.‬‬ ‫عل ��ى �صعيد �أخر ُت ��و ِّرد رو�سيا �إل ��ى �أوروبا المواد‬ ‫الأولي ��ة كالمع ��ادن الأر�ضي ��ة الن ��ادرة‪ .‬فمث�ل ً�ا‬ ‫تعتم ��د �شرك ��ة "�إيربا� ��ص" ب�ش ��كل ح�ص ��ري على‬ ‫التيتاني ��وم الرو�س ��ي وال ��ذي ت�ستخدم ��ه ف ��ي‬ ‫�صناع ��ة الطائ ��رات‪ .‬كم ��ا �أن �أوروب ��ا ت�ست ��ورد من‬

‫رو�سيا بع�ض المواد الغذائية كالقمح وغيره من‬ ‫الحبوب‪.‬‬ ‫م ��ن جه ��ة �أخ ��رى‪ ،‬وبُعي ��د تف ��كك الإتح ��اد‬ ‫ال�سوفيات ��ي‪� ،‬شه ��دت ال�صناع ��ة الرو�سي ��ة نوع� �اً‬ ‫م ��ن التراجع ب�سبب �ضع ��ف الإ�ستثمارات وغياب‬ ‫�إ�ستراتيجية وطنية لدفع هذا القطاع‪ ،‬لذا برزت‬ ‫الحاجة الرو�سية �إلى ال�شريك الأوروبي ليغذيه‬ ‫بحاجات ��ه من التكنولوجيا وهذا ما �سيوفر على‬ ‫الإقت�ص ��اد الرو�س ��ي كلفة الأبح ��اث الباهظة كما‬ ‫والت�أخير في ال�سباق الإقت�صادي العالمي‪.‬‬ ‫م ��ن كل م ��ا تق ��دم ن ��رى �أن فر� ��ض عقوب ��ات‬ ‫�أوروبي ��ة على رو�سيا �سيك ��ون له عواقب وخ�سائر‬ ‫�إقت�صادي ��ة كبي ��رة على الفريقي ��ن‪� .‬إال �أن خ�سارة‬ ‫�أوروب ��ا الأني ��ة �ستك ��ون �أكب ��ر خ�صو�صاً م ��ع �أزمة‬ ‫الدي ��ون ال�سيادي ��ة الت ��ي تع�ص ��ف به ��ا والت ��ي ال‬ ‫تت ��رك له ��ا �أي هام�ش تح ��رك‪ .‬ففر� ��ض عقوبات‬ ‫م ��ن قبل �أوروب ��ا على رو�سي ��ا‪� ،‬سي� ��ؤدي �إلى قطع‬ ‫�إم ��دادات الغ ��از الرو�سي ع ��ن ال�س ��وق الأوروبية‪،‬‬ ‫كم ��ا �أن دو ًال ك�ألماني ��ا �ستتحم ��ل خ�سائ ��ر كبي ��رة‬ ‫ف ��ي وق ��ت ي�شه ��د العال ��م المتط ��ور �سباق� �اً ف ��ي‬ ‫االقت�ص ��اد‪� .‬أي�ض� �اً �سيك ��ون لردة الفع ��ل الرو�سية‬ ‫بوق ��ف ال�صيان ��ة وتزوي ��د المعام ��ل النووي ��ة �أثر‬ ‫م ��ن ناحي ��ة زي ��ادة طل ��ب ال ��دول الأوروبي ��ة على‬ ‫النف ��ط لتعوي� ��ض الطاق ��ة النووية مم ��ا �سيدفع‬ ‫ب�أ�سعار النفط �صعوداً‪.‬‬ ‫كما �أنه لي�س لأوروبا �أي م�صلحة ب�إلحاق ال�ضرر‬ ‫باالقت�ص ��اد الرو�س ��ي‪ ،‬لأنه ��ا �س ُتعر� ��ض م�صارفها‬ ‫�إلى خ�سائر ُتقدر بمئات المليارات من الدوالرات‬ ‫من القرو�ض التي تتمتع بها �شركات رو�سية‪.‬‬ ‫لكن تفاوت الترابط الإقت�صادي بين دول �أوروبا‬ ‫بالغ ��از الرو�سي �سيدفع �إلى �إنق�سامها �إلى ثالثة‬ ‫�أفرقاء‪ :‬فريق �ض ّد رو�سيا وعلى ر�أ�سه بريطانيا‪،‬‬ ‫�آخ ��ر م ��ع رو�سيا وعلى ر�أ�سه �ألماني ��ا‪ ،‬وثالث �شبه‬ ‫محاي ��د وعل ��ى ر�أ�س ��ه فرن�س ��ا‪ .‬وه ��ذا �ستك ��ون ل ��ه‬ ‫تداعي ��ات �سيا�سي ��ة خطي ��رة عل ��ى �صعي ��د الدول‬ ‫الأوروبي ��ة مما �سيدف ��ع �إلى �إ�ستحال ��ة �أخذ قرار‬ ‫�سيا�سي بفر� ��ض عقوبات �إقت�صادية مجدية على‬ ‫رو�سيا‬

‫* خبير �إقت�صادي و�إ�ستراتيجي‬

‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪73‬‬


Khalidiya Street - Abu Dhabi - UAE Tel: +971 2 6654300 Fax: +971 2 6663396


‫الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫لي�ست لث ��ورة الطاق ��ة الأميركي ��ة فقط �آث ��ار تجارية‪،‬‬ ‫ب ��ل �أي�ض� � ًا لها عواق ��ب جيو�سيا�سي ��ة وا�سع ��ة النطاق‪.‬‬ ‫ويج ��ري بالفع ��ل �إعادة ر�س ��م خرائط تج ��ارة الطاقة‬ ‫العالمية م ��ع �إ�ستمرار واردات الوالي ��ات المتحدة من‬ ‫النف ��ط في الإنخفا�ض وبح ��ث الم�صدرين عن �أ�سواق‬ ‫جدي ��دة‪ .‬معظم النفط في غ ��رب �أفريقيا‪ ،‬على �سبيل‬ ‫المث ��ال‪ ،‬يتدفق الآن �إلى �آ�سيا بد ًال من �أميركا‪ .‬و بينما‬ ‫ي�ستم ��ر �إنت ��اج الواليات المتح ��دة في الإرتف ��اع ‪ ،‬ف�إنه‬ ‫�سي�ض ��ع �ضغوط ��ا نزولي ��ة عل ��ى �أ�سعار النف ��ط و الغاز‬ ‫العالمية‪ ،‬وبالتال ��ي التقليل من النف ��وذ الجيو�سيا�سي‬ ‫لبع� ��ض م ��وردي الطاقة ال ��ذي كانت له مكان ��ة لعقود‬ ‫عدة‪ .‬كما �أن معظم الدول المنتجة للطاقة التي تفتقر‬ ‫�إل ��ى الإقت�صادات المتنوعة‪ ،‬مثل رو�سيا ودول الخليج‪،‬‬ ‫�ستخ�سر‪ ،‬في حي ��ن �أن م�ستهلكي الطاقة‪ ،‬مثل ال�صين‬ ‫والهند و دول �آ�سيوية �أخرى‪� ،‬سوف ت�ستفيد‪.‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك‪� ،‬إن �أكب ��ر الفوائد �س ��وف تجنيه ��ا الواليات‬ ‫المتحدة‪ .‬منذ العام ‪ ،1971‬عندما و�صل �إنتاج النفط‬ ‫ف ��ي الواليات المتحدة �إلى الذروة‪ ،‬تح ّولت الطاقة �إلى‬ ‫�إلتزام �إ�ستراتيجي للبالد‪ ،‬و�إ�ستلزم عط�شها المتزايد‬ ‫�إلى الوقود الأحفوري وب�أ�سعار معقولة �أحيان ًا �إلى عقد‬ ‫تحالف ��ات غير منطقية و�إلتزامات مع ّقدة في الخارج‪.‬‬ ‫ولك ��ن هذا المنطق ق ��د �إنقلب حالي� � ًا‪ ،‬وطفرة الطاقة‬ ‫الحديث ��ة تعمل على دعم الإقت�صاد الأميركي من جهة‬ ‫ومن ��ح وا�شنطن نفوذ ًا جدي ��د ًا �أكبر ف ��ي جميع �أنحاء‬ ‫العالم‪.‬‬

‫زيادات كبي ��رة في تدفق الغاز الطبيع ��ي الم�سال التي‬ ‫تح ��دث فعلي ًا في مك ��ان �آخ ��ر‪ .‬قريب ًا م ��ن المتوقع �أن‬ ‫تتج ��اوز �أو�ستراليا دولة قطر ك�أكبر مو ّرد عالمي للغاز‬ ‫الطبيع ��ي الم�سال‪ ،‬وبحلول الع ��ام ‪� ،2020‬سوف يكون‬ ‫بمق ��دور الواليات المتح ��دة وكندا مع� � ًا ت�صدير كمية‬ ‫من الغ ��از الطبيعي الم�سال ت�س ��اوي القدرات الحالية‬ ‫لقط ��ر‪ .‬على الرغ ��م من �أن التكامل بي ��ن �أ�سواق الغاز‬ ‫في �أميرك ��ا ال�شمالية و�أوروبا و�آ�سي ��ا �سيتطلب �سنوات‬ ‫من الإ�ستثمار في البنية التحتية‪ ،‬والنتيجة‪ ،‬حتى عند‬ ‫موحدة كما هو الحال في �سوق النفط‬ ‫ذلك‪ ،‬ل ��ن تكون ّ‬ ‫العالمي ��ة‪ ،‬ف�إن زي ��ادة ال�سيولة ينبغ ��ي �أن ت�ساعد على‬ ‫ال�ضغ ��ط النزولي بالن�سبة �إلى �أ�سع ��ار الغاز في �أوروبا‬ ‫و�آ�سيا في العقد المقبل‪.‬‬ ‫�إن النتيج ��ة الجيو�سيا�سي ��ة المحتمل ��ة الأكث ��ر �إث ��ارة‬ ‫لطف ��رة الطاقة ف ��ي �أميركا ال�شمالية ه ��ي �أن الزيادة‬ ‫في �إنتاج النفط في الواليات المتحدة وكندا قد ّ‬ ‫تعطل‬

‫ال�سعر �صحيح‬ ‫عل ��ى الرغم من �أنه من ال�صعب دائما التنب�ؤ بم�ستقبل‬ ‫�أ�سواق الطاقة العالمية‪ ،‬ف� ��إن الت�أثير الرئي�سي الفعلي‬ ‫لثورة الطاقة في �أميرك ��ا ال�شمالية �أ�صبح وا�ضح ًا‪� :‬إن‬ ‫المعرو� ��ض العالمي من الطاقة �سي�ستم ��ر في الزيادة‬ ‫والتنويع‪ .‬وكانت �أ�سواق الغاز �أول من �شعرت بالت�أثير‪.‬‬ ‫ف ��ي الما�ضي‪ ،‬تفاوت �سعر الغاز ب�شكل كبير عبر ثالثة‬ ‫�أ�س ��واق متمي ��زة �إلى حد كبير م ��ن �أميرك ��ا ال�شمالية‬ ‫و�أوروب ��ا و �آ�سيا‪ .‬في العام ‪ ،2012‬عل ��ى �سبيل المثال‪،‬‬ ‫بلغت �أ�سعار الغاز في الواليات المتحدة ‪ 3‬دوالرات لكل‬ ‫مليون وحدة حراري ��ة بريطانية‪ ،‬في حين دفع الألمان‬ ‫‪ 11‬دوالر ًا واليابان ‪ 17‬دوالر ًا‪.‬‬ ‫ولك ��ن فيما ت�ستعد الواليات المتح ��دة لتوليد وت�صدير‬ ‫كميات �أكبر من الغاز الطبيعي الم�سال‪� ،‬سوف ت�صبح‬ ‫هذه الأ�س ��واق مندمجة على نحو متزايد‪ .‬بالفعل‪ ،‬لقد‬ ‫�سعى الم�ستثمرون للح�صول على موافقة الحكومة على‬ ‫�أكث ��ر من ‪ 20‬م�شروع ًا لت�صدير الغاز الطبيعي الم�سال‬ ‫في الواليات المتحدة‪ .‬ولكن العديد منها ينتهي قريب ًا‬ ‫بنا�ؤه‪ ،‬ال�ص ��ادرات التي تتدفق منها �سوف ت�ضاف �إلى‬

‫الرئي�س فالديمير بوتين‪:‬‬ ‫الخوف من الطفرة الأميركية النفطية‬

‫خالف ًا لمنتجي الطاقة‪ ،‬ينبغي على‬ ‫الم�ستهلكين الترحيب بثورة الطاقة‪.‬‬ ‫لقد �ساعدت زيادة الإنتاج في �أميركا‬ ‫ال�شمالية بالفعل على عزل الأ�سواق‬ ‫من طريق توفير الإنتاج الإ�ضافي‬ ‫الذي �إ�شتدت الحاجة �إليه خالل‬ ‫الإ�ضطرابات الأخيرة لل�صادرات من‬ ‫ليبيا‪ ،‬ونيجيريا‪ ،‬وجنوب ال�سودان‬

‫الأ�سع ��ار العالمي ��ة للنف ��ط ‪ -‬التي يمك ��ن �أن تنخف�ض​​‬ ‫بن�سب ��ة ‪ 20‬في المئة �أو �أكثر‪ .‬الي ��وم‪ ،‬يتم تحديد �سعر‬ ‫النفط �إلى حد كبير من قبل منظمة البلدان الم�صدرة‬ ‫للنف ��ط "�أوب ��ك"‪ ،‬التي تنظ ��م م�ستوي ��ات الإنتاج بين‬ ‫ال ��دول الأع�ضاء فيها‪ .‬عندما تكون هناك �إ�ضطرابات‬ ‫غير متوقعة للإنتاج‪ ،‬تحاول دول "�أوبك" (في المقام‬ ‫الأول المملك ��ة العربية ال�سعودي ��ة) تحقيق الإ�ستقرار‬ ‫ف ��ي الأ�سعار من خ�ل�ال زيادة �إنتاجه ��ا‪ ،‬مما يقلل من‬ ‫الكمية العالمية من الطاقة الإنتاجية الفائ�ضة‪ .‬عندما‬ ‫ت�سق ��ط ه ��ذه الأخيرة �إل ��ى �أدن ��ى من مليون ��ي برميل‬ ‫يومي� � ًا‪ ،‬ت�صاب ال�س ��وق بالع�صبي ��ة ال�شدي ��دة‪ ،‬وتميل‬ ‫�أ�سع ��ار النفط �إل ��ى الإرتف ��اع الت�صاع ��دي‪ .‬ول ّما ترى‬ ‫ال�س ��وق �إرتفاع الطاقة الإنتاجية الفائ�ضة و�صل �إلى ما‬ ‫يقرب من �ستة ماليين برميل يومي ًا‪ ،‬تميل الأ�سعار �إلى‬ ‫الإنخفا� ��ض‪ .‬على مدى ال�سن ��وات الخم�س الما�ضية �أو‬ ‫نح ��و ذلك‪ ،‬ح ��اول �أع�ضاء "�أوبك" تحقي ��ق توازن بين‬ ‫الحاج ��ة �إلى م ��لء الخزينة العامة مع �ض ��رورة توفير‬ ‫م ��ا يكفي من النف ��ط للحفاظ على "�أزي ��ز" الإقت�صاد‬ ‫العالم ��ي‪ ،‬وقدا تمكنت من الحفاظ على �أ�سعار النفط‬ ‫عند حوالي ‪ 90‬دوالر ًا �إلى ‪ 110‬دوالرات للبرميل‪.‬‬ ‫فيما تدفق ��ات النفط الإ�ضافية م ��ن �أميركا ال�شمالية‬ ‫ُتغرق ال�سوق‪� ،‬سيك ��ون هناك تح ٍّد لقدرة "�أوبك" على‬ ‫�ضبط الأ�سعار‪ .‬وفق� � ًا لتوقعات �إدارة معلومات الطاقة‬ ‫الأميركي ��ة‪ ،‬بين عام ��ي ‪ 2012‬و‪ ،2020‬من المتوقع �أن‬ ‫تنتج الواليات المتح ��دة �أكثر من ثالثة ماليين برميل‬ ‫م ��ن النفط الجدي ��د و�أنواع �أخرى من الوق ��ود ال�سائل‬ ‫كل ي ��وم‪ ،‬معظمها م ��ن النفط ال�ض ِّي ��ق الخفيف‪ .‬هذه‬ ‫الكمي ��ات‪ ،‬بالإ�ضافة �إل ��ى الإم ��دادات الجديدة الآتية‬ ‫على الخط من العراق و�أماكن �أخرى‪ ،‬يمكن �أن ت�سبب‬ ‫تخمة ف ��ي المعرو�ض‪ ،‬مما �سيدف ��ع الإ�سعار للهبوط ‪-‬‬ ‫وخ�صو�ص� � ًا م ��ع تق ّل�ص الطل ��ب العالمي عل ��ى النفط‬ ‫نتيجة لتح�سن الكف ��اءة �أو بطء النمو الإقت�صادي‪ .‬في‬ ‫ه ��ذه الحال ��ة‪ ،‬يمكن ل"�أوبك" �أن تواج ��ه �صعوبة في‬ ‫الحفاظ على الإن�ضباط بين �أع�ضائها‪ ،‬حيث �أن عدد ًا‬ ‫قلي�ل ً�ا منها على �إ�ستعداد للحد من �إنتاجه النفطي في‬ ‫وج ��ه المطالب الإجتماعي ��ة المتزايدة وع ��دم اليقين‬ ‫ال�سيا�سي‪� .‬إن �إنخفا�ض الأ�سعار ب�إ�ستمرار خلق عجز ًا‬ ‫في الإيرادات التي تحتاجها لتمويل نفقاتها‪.‬‬

‫رابحون وخا�سرون‬ ‫�إذا تد ّن ��ت �أ�سع ��ار النفط وظ ّل ��ت منخف�ض ��ة‪ ،‬ف�إن كل‬ ‫حكوم ��ة في العال ��م‪ ،‬التي تعتمد على عائ ��دات النفط‬ ‫والغ ��از‪� ،‬ستج ��د نف�سها تح ��ت ال�ضغط‪ .‬البل ��دان التي‬ ‫�ست�شع ��ر بالوط�أة ه ��ي‪� :‬إندوني�سيا وفيتنام ف ��ي �آ�سيا ؛‬ ‫كازاخ�ستان ورو�سيا في �أورا�سيا ؛ كولومبيا والمك�سيك‬ ‫وفنزوي�ل�ا في �أميركا الالتيني ��ة؛ �أنغوال و نيجيريا‬ ‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪75‬‬


‫عالم الطاقة‬ ‫ثورة النفط الصخري‬

‫الآثار الجيو�سيا�سية لثورة النفط ال�صخري‬

‫طفرة الطاقة تعيد‬ ‫الهيمنة األميركية على العالم‬ ‫كان��ت القوة الع�سكرية في ما م�ضى الأ�سلوب الأقوى الذي �إ�ستخدمت��ه �أميركا لن�شر نفوذها في العالم‪� ،‬أما‬ ‫الي��وم فلم يعد هذا كافي � ًا ويلزمه دعم �إ�ستراتيجي من نوع �آخر‪ .‬مع ثورة النفط ال�صخري في �أرا�ضيها‪ ،‬يبدو‬ ‫�أن ع��ودة نفوذه��ا عالمياً‪ ،‬والذي �إعتقد كثيرون �أنه على طريق الزوال‪ ،‬ب��د�أ يعود وب�شكل تدريجي قد تثبته‬ ‫ال�سنوات المقبلة وذلك من طريق النفط‪.‬‬ ‫وا�شنطن ‪ -‬هاني مكارم‬ ‫قبل خم�س �سن ��وات فقط‪ ،‬كانت �إمدادات‬ ‫العالم من النفط تبدو �أنها بلغت ذروتها‪،‬‬ ‫وفيم ��ا �إنخف� ��ض �إنت ��اج الغ ��از التقليدي ف ��ي الواليات‬ ‫المتح ��دة‪ ،‬بدا �أن الب�ل�اد �سوف ت�صب ��ح معتمدة على‬ ‫واردات الغ ��از الطبيع ��ي المكلف‪ .‬ولكن ف ��ي ال�سنوات‬ ‫الت ��ي تل ��ت‪� ،‬أثبتت تل ��ك التنب� ��ؤات �أنها خاطئ ��ة ب�شكل‬ ‫مذهل‪ .‬ب ��د�أ الإنتاج العالمي للطاق ��ة يتح ّول بعيد ًا من‬ ‫المو ّردي ��ن التقليديين في �أورا�سي ��ا وال�شرق الأو�سط‪،‬‬ ‫فيم ��ا �إكت�شف المنتجون موارد غير تقليدية من النفط‬ ‫والغ ��از في جميع �أنح ��اء العالم‪ :‬من مي ��اه �أو�ستراليا‪،‬‬ ‫والبرازي ��ل‪ ،‬و�أفريقيا‪ ،‬والبحر الأبي� ��ض المتو�سط​​�إلى‬ ‫رم ��ال النفط ف ��ي �ألبرت ��ا الكندي ��ة‪ .‬مع ذل ��ك‪ ،‬وقعت‬ ‫�أعظ ��م ثورة في ه ��ذا المجال في الوالي ��ات المتحدة‪،‬‬ ‫حي ��ث �إ�ستط ��اع المنتج ��ون الإ�ستفادة م ��ن �إثنتين من‬ ‫التكنولوجي ��ات الحديث ��ة لإطالق �س ��راح الموارد التي‬ ‫كان ��ت ُتعتبر في ال�ساب ��ق غير مجدي ��ة تجاري ًا‪ :‬الحفر‬ ‫الأفقي‪ ،‬الذي ي�سمح للآبار ب�إختراق قيود من ال�صخر‬ ‫الزيتي في �أعماق الأر�ض‪ ،‬و التك�سير الهيدروليكي‪� ،‬أو‬ ‫التك�سير‪ ،‬الذي ي�ستخ ��دم حقن ال�سوائل ذات ال�ضغط‬ ‫العال ��ي للإف ��راج عن الغ ��از والنف ��ط م ��ن التكوينات‬ ‫ال�صخرية‪.‬‬ ‫كان ��ت نتيج ��ة النمو ف ��ي �إنت ��اج الطاقة درامي ��ة‪ .‬بين‬ ‫عام ��ي ‪ 2007‬و‪� ،2012‬إرتف ��ع �إنت ��اج الغ ��از ال�صخري‬ ‫ف ��ي الواليات المتحدة ب�أكثر م ��ن ‪ 50‬في المئة �سنوي ًا‪،‬‬ ‫وقف ��زت ح�صت ��ه من �إجمال ��ي �إنتاج الغاز ف ��ي �أميركا‬ ‫نف�سها من خم�سة في المئة �إلى ‪ 39‬في المئة‪ .‬وقد ح ِّولت‬ ‫المحط ��ات‪ ،‬التي كان ��ت ُت�ستخدم لنقل الغ ��از الم�سال‬

‫‪74‬‬

‫العدد ‪ - 18‬ني�سان (�أبريل) ‪٢٠١4 -‬‬

‫الرئي�س باراك �أوباما‪:‬‬ ‫بين يديه �سالح النفط فهل يجيد �إ�ستخدامه ؟‬

‫الإنخفا�ض الم�ستمر في �أ�سعار النفط‬ ‫قد يزعزع �إ�ستقرار النظام ال�سيا�سي‬ ‫في رو�سيا‪ .‬حتى مع ال�سعر الحالي‬ ‫قرب ‪ 100‬دوالر للبرميل‪ ،‬فقد ق ّل�ص‬ ‫الكرملين التوقعات الر�سمية للنمو‬ ‫الإقت�صادي ال�سنوي في ال�سنين الع�شر‬ ‫المقبلة �إلى نحو ‪ 1.8‬في المئة وبد�أ‬ ‫تخفي�ضات في الموازنة‬

‫الأجنب ��ي الطبيعي �إلى الم�ستهلكي ��ن الأميركيين‪� ،‬إلى‬ ‫ت�صدير الغاز الطبيعي الم�سال الأميركي �إلى الخارج‪.‬‬ ‫بين عام ��ي ‪ 2007‬و‪ ،2012‬و ّل ��د التك�سير الهيدروليكي‬ ‫زيادة ف ��ي الإنتاج الأميركي بل ��غ ‪� 18‬ضعف ًا مما ي�سمى‬ ‫النف ��ط ال�ضي ��ق الخفي ��ف‪ ،‬العالي الج ��ودة الذي وجد‬ ‫ف ��ي ال�صخر الزيتي �أو الحج ��ر الرملي الذي يمكن �أن‬ ‫ُي�ستخرج بوا�سط ��ة التك�سير‪ .‬وقد نجحت هذه الطفرة‬ ‫في عك�س �إتج ��اه الإنخفا�ض الطويل ف ��ي �إنتاج النفط‬ ‫الخ ��ام في ب�ل�اد العم �سام‪ ،‬والتي نم ��ت بن�سبة ‪ 50‬في‬ ‫المئة بين عامي ‪ 2008‬و‪ .2013‬بف�ضل هذه التطورات‪،‬‬ ‫ت�ستع ��د الواليات المتحدة الآن ك ��ي ت�صبح قوة عظمى‬ ‫ف ��ي عالم الطاق ��ة‪ .‬في الع ��ام الما�ض ��ي‪ ،‬تف َّوقت على‬ ‫رو�سيا كمنتج الطاقة الرائد في العالم‪ ،‬و بحلول العام‬ ‫المقبل‪ ،‬وفق� � ًا لتوقعات وكالة الطاق ��ة الدولية‪� ،‬سوف‬ ‫تتف ��وق عل ��ى المملكة العربي ��ة ال�سعودي ��ة ك�أكبر منتج‬ ‫للنفط الخام‪.‬‬ ‫لق ��د كت ��ب الكثي ��ر في الآون ��ة الأخي ��رة ع ��ن �إكت�شاف‬ ‫�إحتياط ��ات جدي ��دة للنف ��ط والغ ��از في جمي ��ع �أنحاء‬ ‫العالم‪ ،‬ولك ��ن البلدان الأخرى ال تج ��د �أنه من ال�سهل‬ ‫تك ��رار النج ��اح الأميرك ��ي‪ .‬تتطل ��ب ث ��ورة التك�سي ��ر‬ ‫المطلوب ��ة �أكث ��ر م ��ن الجيولوجي ��ا الم�ؤاتي ��ة‪ ،‬فهي في‬ ‫حاجة �أي�ض ًا �إلى مم ّولين م�ستعدين للمخاطرة‪ ،‬ونظام‬ ‫حقوق الملكية ال ��ذي ي�سمح لمالك الأرا�ضي ب�إمتالك‬ ‫الم ��وارد تح ��ت االر�ض‪ ،‬و�شبك ��ة من مقدم ��ي وت�سليم‬ ‫خدمات البني ��ة التحتية‪ ،‬وهيكل لل�صناعة الذي يتميز‬ ‫ب�شم ��ل الآالف من �أ�صحاب الم�شاري ��ع بد ًال من �شركة‬ ‫نف ��ط وطني ��ة واحدة‪ .‬عل ��ى الرغم م ��ن �أن العديد من‬ ‫البلدان يمتلك ال�صخور النفطية‪ ،‬لي�س هناك �أي بلد‪،‬‬ ‫ب�إ�ستثن ��اء كن ��دا‪ ،‬ي�ضم بيئ ��ة �صناعية م�ؤاتي ��ة كما في‬


‫يت�شارك ��ان ف ��ي حدود طوله ��ا ‪ 2600‬مي ��ل‪ .‬ولكن فيما‬

‫ي�أتي المزيد والمزيد من الطاقة من �أميركا ال�شمالية الميزة للواليات المتحدة‬

‫النف ��ط والإعتم ��اد الكبي ��ر عل ��ى عائدات ��ه لموازنتها‪،‬‬ ‫يمك ��ن للبالد �أن تعاني �أي�ضا ف ��ي حالة �إنخفا�ض �سعر‬ ‫النفط‪ .‬الدفعة الأخي ��رة لإجراء �إ�صالحات في مجال‬ ‫الطاق ��ة يمكن �أن ت�سمح للمك�سي ��ك بزيادة الإنتاج بما‬ ‫يكف ��ي للتف� � ّوق على �آث ��ار �إنخفا�ض الأ�سع ��ار العالمية‪.‬‬ ‫لكن‪ ،‬القيام بذلك يتطل ��ب من الحكومة متابعة قانون‬ ‫الإ�ص�ل�اح ال ��ذي �ص ��در ف ��ي كان ��ون االول (دي�سمبر)‬ ‫الفائت‪ .‬ف�إن ��ه �سيتعين عليها �أن تنف ��ذ ت�شريعات �أكثر‬ ‫مالءم ��ة للإ�ستثم ��ار الخا� ��ص ف ��ي قط ��اع الطاقة في‬ ‫المك�سيك ‪ -‬بما في ذلك مواردها من ال�صخر الزيتي‬ ‫ و التعجي ��ل ف ��ي �إ�ص�ل�اح "بيميك� ��س"‪� ،‬شركة النفط‬‫المملوكة للدولة‪.‬‬ ‫خالف� � ًا لمنتج ��ي الطاق ��ة‪ ،‬ينبغ ��ي عل ��ى الم�ستهلكين‬ ‫الترحي ��ب بثورة الطاق ��ة‪ .‬لقد �ساعدت زي ��ادة الإنتاج‬ ‫ف ��ي �أميركا ال�شمالي ��ة بالفعل على ع ��زل الأ�سواق من‬ ‫طريق توفي ��ر الإنتاج الإ�ضافي ال ��ذي �إ�شتدت الحاجة‬ ‫�إلي ��ه خ�ل�ال الإ�ضطراب ��ات الأخي ��رة لل�ص ��ادرات من‬ ‫ليبي ��ا‪ ،‬ونيجيري ��ا‪ ،‬وجن ��وب ال�س ��ودان‪� .‬إن �إنخفا� ��ض‬ ‫�أ�سعار الطاقة �سيكون بمثابة هدية خا�صة �إلى ال�صين‬ ‫والهند‪ ،‬اللتين هما بالفعل بلدين م�ستوردين رئي�سيين‬ ‫واللذي ��ن‪ ،‬وفق ًا لوكال ��ة الطاقة الدولي ��ة‪� ،‬سوف ترتفع‬ ‫طلباتهم ��ا م ��ن واردات النف ��ط بن�سب ��ة ‪ 40‬ف ��ي المئة‬ ‫(ال�صي ��ن) و ‪ 55‬ف ��ي المئ ��ة (الهند) م ��ن ‪� 2012‬إلى‬ ‫‪ .2035‬وفيما ي�ستورد البل ��دان المزيد من الطاقة من‬ ‫ال�شرق الأو�سط و�أفريقيا‪� ،‬سوف يزيد �إهتمامهما �أكثر‬ ‫من �أي وقت م�ضى في هذه المناطق‪.‬‬ ‫م ��ن جهته ��ا‪� ،‬س ��وف ت�ستفيد ال�صي ��ن �أي�ض� � ًا بطريقة‬ ‫�أخ ��رى‪ :‬يمك ��ن �أن تط ��ور عالقاته ��ا مع رو�سي ��ا ب�شكل‬ ‫ملح ��وظ‪ .‬لعق ��ود‪ ،‬من ��ع التاري ��خ والإيديولوجيا هذين‬ ‫البلدي ��ن من �إيج ��اد ق�ضية م�شتركة‪ ،‬عل ��ى الرغم من‬ ‫الفوائ ��د الوا�ضحة الت ��ي �ستعود من �شراك ��ة �أوثق بين‬ ‫�أكب ��ر منتج للطاقة في العالم و�أكبر م�ستهلك لها حيث‬

‫عل ��ى الخ ��ط‪� ،‬سيبقى الطل ��ب على الطاقة ف ��ي العالم‬ ‫المتقدم م�سطح� � ًا‪ ،‬و�سي�ستمر الطلب ف ��ي الزيادة في‬ ‫الإقت�ص ��ادات النامي ��ة في �آ�سيا‪ ،‬فيم ��ا �ست�سعى رو�سيا‬ ‫ب�شك ��ل متزاي ��د �إلى ت�أمي ��ن �أ�سواق في ال�ش ��رق‪ .‬يمكن‬ ‫لمو�سك ��و وبكي ��ن �أن تتقاربا ب�شكل �أوثق مع� � ًا وتتحركا‬ ‫بالن�سب ��ة �إل ��ى �صفق ��ات الطاق ��ة المتو ّقفة من ��ذ فترة‬ ‫طويل ��ة وخطوط الأنابي ��ب‪ ،‬والتعاون ب�شك ��ل �أكبر على‬ ‫ق�ضاي ��ا الطاقة في �آ�سيا الو�سط ��ى‪ .‬و�إذا ُح�سم الأمر‪،‬‬ ‫يمك ��ن لمثل هذه الترتيب ��ات �أن ت�ش ّك ��ل �أ�سا�س ًا لعالقة‬ ‫جيو�سيا�سي ��ة �أكث ��ر �إت�ساع� � ًا ‪ -‬واح ��دة �ستك ��ون فيه ��ا‬ ‫لل�صين اليد العليا‪.‬‬ ‫�أم ��ا بالن�سب ��ة �إل ��ى الهن ��د والإقت�ص ��ادات الآ�سيوي ��ة‬ ‫الأخرى‪ ،‬ف�إن الفوائد �ستكون �أي�ض ًا �أكثر من �إقت�صادية‬ ‫بحتة‪� .‬إن زيادة كمية الغاز والنفط التي يتم نقلها عبر‬ ‫بح ��ر ال�صي ��ن الجنوبي تو ّف ��ر ق�ضية م�شترك ��ة لجميع‬ ‫البلدان التي ت�سعى �إلى مكافحة القر�صنة وغيرها من‬ ‫المخاطر على التدفق الحر ل�شحنات الطاقة‪ ،‬و�إعطاء‬ ‫حوافز �أكبر لل�صي ��ن للتعاون في الم�سائل الأمنية‪ .‬في‬ ‫الوقت عين ��ه‪ ،‬ف�إن حلفاء الوالي ��ات المتحدة في �شرق‬ ‫�آ�سيا‪ ،‬مثل الياب ��ان‪ ،‬والفلبين‪ ،‬وكوريا الجنوبية‪ ،‬لديها‬ ‫الفر�صة لزيادة وارداتها من الطاقة ب�شكل مبا�شر من‬ ‫�أميرك ��ا وكندا‪� .‬إن قدرتها عل ��ى الإعتماد على �شركاء‬ ‫في �أميرك ��ا ال�شمالية‪ ،‬ل�شحن النف ��ط والغاز الطبيعي‬ ‫الم�سال عبر �أق�صر الطرق البحرية و�أكثرها مبا�شرة‪،‬‬ ‫ينبغ ��ي �أن تعط ��ي له ��ذه ال ��دول الأم ��ن وراح ��ة البال‬ ‫والطم�أنينة‪.‬‬

‫�إذا تدنّت �أ�سعار النفط وظ ّلت منخف�ضة‪،‬‬ ‫ف�إن كل حكومة في العالم‪ ،‬التي تعتمد‬ ‫على عائدات النفط والغاز‪� ،‬ستجد نف�سها‬ ‫تحت ال�ضغط‪ .‬البلدان التي �ست�شعر‬ ‫بالوط�أة هي‪� :‬إندوني�سيا وفيتنام في‬ ‫�آ�سيا ؛ كازاخ�ستان ورو�سيا في �أورا�سيا؛‬ ‫كولومبيا والمك�سيك وفنزويال في‬ ‫�أميركا الالتينية؛ �أنغوال و نيجيريا‬ ‫في �أفريقيا‪ ،‬و�إيران والعراق والمملكة‬ ‫العربية ال�سعودية في ال�شرق الأو�سط‬

‫الم�ستفي ��د الأكب ��ر م ��ن طف ��رة الطاق ��ة ف ��ي �أميرك ��ا‬ ‫ال�شمالي ��ة‪ ،‬بطبيعة الحال ‪� ،‬ستكون الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫�إن الت�أثير الأكث ��ر مبا�شرة �سيكون في الخلق الم�ستمر‬ ‫لفر� ��ص العم ��ل الجديدة والث ��روة في قط ��اع الطاقة‪.‬‬ ‫ولك ��ن �أبعد من ذلك‪ ،‬لأن الغ ��از الأميركي هو من بين‬ ‫الأرخ�ص في العالم‪ ،‬ف� ��إن ال�صناعات الأميركية التي‬ ‫تعتم ��د في المق ��ام الأول عل ��ى الغاز كم ��ادة و�سيطة‪،‬‬ ‫مث ��ل البتروكيماوي ��ات وال�صل ��ب‪� ،‬س ��وف ت�ستم ��ر في‬ ‫معرفة النم ��و في مزاياها التناف�سي ��ة‪ .‬كما �أن �إزدهار‬ ‫الطاق ��ة يو ّفر �أي�ض ًا دفع ��ة �إقت�صادية من خالل ت�أجيج‬ ‫الإ�ستثم ��ارات ف ��ي البني ��ة التحتي ��ة‪ ،‬وقط ��اع البن ��اء‪،‬‬ ‫والخدمات في �أميركا‪ .‬ويقدّر معهد ماكينزي العالمي‪،‬‬ ‫�أنه بحلول العام ‪� 2020‬سوف يعزز �إنتاج النفط والغاز‬ ‫غي ��ر التقليديي ��ن الناتج المحل ��ي الإجمال ��ي ال�سنوي‬ ‫للواليات المتحدة بن�سبة تتراوح بين اثنين و �أربعة في‬ ‫المئة‪� ،‬أو ما يق ��رب من ‪ 690- 380‬مليار دوالر‪ ،‬وخلق‬ ‫م ��ا ي�صل �إلى ‪ 1.7‬مليون وظيفة دائمة جديدة‪ .‬عالوة‬ ‫عل ��ى ذل ��ك‪ ،‬لأن واردات الطاق ��ة ت�ش ّك ��ل نح ��و ن�صف‬ ‫العج ��ز التجاري الأميركي المقدّر ب‪ 720‬مليار دوالر‪،‬‬ ‫ف�إن �إنخفا�ض واردات الطاق ��ة تقود الميزان التجاري‬ ‫الأميركي فعلي ًا �إلى توازن �أف�ضل‪.‬‬ ‫م ��ن جه ��ة �أخ ��رى‪� ،‬إن تقل� ��ص الإعتماد عل ��ى واردات‬ ‫الطاقة ال يجب خلطه مع الإ�ستقالل الكامل في مجال‬ ‫الطاقة‪ .‬ولكن هذه الطفرة الهيدروكربونية من �ش�أنها‬ ‫�أن ت�ساع ��د على و�ضع ح ��د للتفكير التنازل ��ي وال�سلبي‬ ‫ع ��ن الواليات المتح ��دة‪ .‬وعالوة على ذل ��ك‪� ،‬إن نهاية‬ ‫�إعتم ��اد �أميركا عل ��ى �إمدادات الطاقة م ��ن الخارج ‪-‬‬ ‫وعل ��ى دول منتجة الت ��ي لوا�شنطن معه ��ا في كثير من‬ ‫الأحيان عالق ��ات �شائكة ‪� -‬سوف تمنحه ��ا قدر ًا �أكبر‬ ‫من الحرية في موا�صل ��ة �إ�ستراتيجيتها الكبرى‪ .‬ولكن‬ ‫الواليات المتح ��دة �سوف تظل مرتبطة بق ��وة ب�أ�سواق‬ ‫الطاق ��ة المعولم‪� .‬أي خل ��ل كبير في �إم ��دادات النفط‬ ‫العالمية‪ ،‬عل ��ى �سبيل المثال‪� ،‬س ��وف ي�ؤ ّثر على ال�سعر‬ ‫في محطات البنزين الأميركي ��ة وعرقلة النمو‪ .‬لذلك‬ ‫ف�إن وا�شنطن لها م�صلحة ف ��ي الحفاظ على �إ�ستقرار‬ ‫الأ�س ��واق الدولي ��ة‪ .‬و�أ�ص ��دق مك ��ان له ��ذا ه ��و ال�شرق‬ ‫الأو�سط‪ ،‬حيث الم�صالح الحيوية للواليات المتحدة ‪-‬‬ ‫في منع الإرهاب‪ ،‬ومكافح ��ة �إنت�شار الأ�سلحة النووية‪،‬‬ ‫وتعزيز الأمن الإقليمي لحماية حلفاء مثل دول الخليج‬ ‫و�إ�سرائيل‪ ،‬و�ضمان تدفق الطاقة ‪� -‬سوف تدوم‪ .‬لذلك‬ ‫هناك حاج ��ة �إلى مراقب ��ة الم�شاع ��ات العالمية‪ ،‬مثل‬ ‫المم ��رات البحري ��ة الكب ��رى التي من خالله ��ا تتدفق‬ ‫تجارة الطاقة وال�سلع الأخرى‪.‬‬ ‫الواقع �أن هذه الحقائق تبقى مبهمة وغير مفهومة‬ ‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪77‬‬


‫عالم الطاقة ¶ ثورة النفط ال�صخري‬ ‫ف ��ي �أفريقي ��ا‪ ،‬و�إي ��ران والع ��راق والمملك ��ة العربي ��ة‬ ‫ال�سعودية في ال�شرق الأو�سط‪� .‬إن قدرات هذه البلدان‬ ‫على تحم ��ل مثل ه ��ذه الإنتكا�سات المالي ��ة تختلف‪ ،‬و‬ ‫�سيعتم ��د في جزء من ��ه على مدى الفت ��رة التي ي�ستمر‬ ‫فيه ��ا �إنخفا� ��ض الأ�سع ��ار‪ .‬حتى م ��ع وج ��ود �إنخفا�ض‬ ‫ف ��ي الأ�سع ��ار �أكث ��ر �إعتدا ًال‪ ،‬ف� ��إن زيادة حج ��م وتنوع‬ ‫�إم ��دادات النف ��ط �ستفيد م�ستهلك ��ي الطاقة في جميع‬ ‫�أنح ��اء العالم‪ .‬من جهة �أخرى‪� ،‬إن البلدان التي ترغب‬ ‫ف ��ي �إ�ستخ ��دام �إمدادات الطاق ��ة لأغرا� ��ض ال�سيا�سة‬ ‫الخارجي ��ة ‪ -‬ع ��ادة ف ��ي ط ��رق تتعار�ض م ��ع م�صالح‬ ‫الواليات المتحدة ‪� -‬سوف ترى نفوذها يتق ّل�ص‪.‬‬ ‫بي ��ن جمي ��ع الحكومات الت ��ي من المرج ��ح �أن تت�ضرر‬ ‫ب�ش ��دة‪ ،‬ل ��دى مو�سك ��و الكثي ��ر لتخ�سره‪ .‬عل ��ى الرغم‬ ‫م ��ن �أن رو�سي ��ا تمتل ��ك �إحتياط ��ات كبيرة م ��ن النفط‬ ‫ال�صخ ��ري التي يمك ��ن �أن ُتط َّور و ُت�ستخ� � َرج في نهاية‬ ‫المط ��اف‪ ،‬ف� ��إن التح ��ول ف ��ي التوريد العالم ��ي �سوف‬ ‫ُي�ضع ��ف الب�ل�اد في الم ��دى الق�صي ��ر‪� .‬إن تدفق الغاز‬ ‫من �أميركا ال�شمالية �إل ��ى ال�سوق لن يح ّرر تمام ًا بقية‬ ‫�أوروبا من النف ��وذ الرو�سي‪� ،‬إذ �أن رو�سيا �ستبقى �أكبر‬ ‫م ��ورد للطاقة في القارة‪ .‬ولك ��ن الموردين الإ�ضافيين‬ ‫�س ��وف يمنحون العمالء الأوروبيين النفوذ الذي يمكن‬ ‫�إ�ستخدامه للتفاو�ض على �شروط �أف�ضل مع المنتجين‬ ‫الرو�س‪ ،‬كما نجحوا في ذلك في عامي ‪ 2010‬و‪.2011‬‬ ‫�سوف تك�س ��ب معظم �أوروبا من التغيير �إذا �إ�ستطاعت‬ ‫دم ��ج �سوق الغ ��از الطبيعي �أكثر وبن ��اء محطات الغاز‬ ‫الطبيع ��ي الم�س ��ال لإ�ستي ��راده؛ مثل ه ��ذه التحركات‬ ‫يمكن �أن ت�ساعد في درء الأزمات مثل تلك التي حدثت‬ ‫عندما قطعت رو�سيا �إم ��دادات الغاز عن �أوكرانيا في‬ ‫‪ 2006‬و‪� .2009‬إن تطوير الموارد الخا�صة من ال�صخر‬ ‫الزيتي في �أوروبا �سي�ساعد حتى �أكثر‪.‬‬ ‫الإنخفا� ��ض الم�ستم ��ر في �أ�سع ��ار النفط‪ ،‬ف ��ي الوقت‬ ‫عين ��ه‪ ،‬ق ��د يزع ��زع �إ�ستق ��رار النظ ��ام ال�سيا�س ��ي في‬ ‫رو�سي ��ا‪ .‬حت ��ى م ��ع ال�سع ��ر الحال ��ي ق ��رب ‪ 100‬دوالر‬ ‫للبرمي ��ل‪ ،‬فق ��د ق ّل�ص الكرملي ��ن التوقع ��ات الر�سمية‬ ‫للنمو الإقت�صادي ال�سنوي ف ��ي ال�سنين الع�شر المقبلة‬ ‫�إلى نحو ‪ 1.8‬ف ��ي المئة وبد�أ تخفي�ضات في الموازنة‪.‬‬ ‫�إذا تد ّن ��ت الأ�سع ��ار بدرجة �أكب ��ر‪ ،‬يمك ��ن �أن ت�ستنفد‬ ‫رو�سي ��ا �صندوق الإ�ستقرار‪ ،‬وهو م ��ا دفعها �إلى �إجراء‬ ‫تخفي�ض ��ات �صارم ��ة في الموازن ��ة‪� .‬إن ت�أثي ��ر الرئي�س‬ ‫الرو�س ��ي فالديمي ��ر بوتي ��ن قد يق� � ّل وينح�س ��ر‪ ،‬الأمر‬ ‫�سيخل ��ق فر� ��ص جدي ��دة لخ�صوم ��ه ال�سيا�سيي ��ن في‬ ‫الداخل‪ ،‬وجعل مو�سكو تبدو �ضعيفة في الخارج‪.‬‬ ‫يرحب برو�سيا في ظل هذ‬ ‫على الرغم من �أن الغرب قد ّ‬ ‫الإجه ��اد‪ ،‬خ�صو�ص ًا بعد �أزمة �شبه جزيرة القرم‪ ،‬ف�إن‬ ‫رو�سيا �أ�ضع ��ف ال يعني بال�ضرورة رو�سي ��ا �أقل تحدي ًا‪.‬‬ ‫�إن مو�سك ��و تحاول بالفعل التعوي� ��ض عن الخ�سائر في‬

‫�أوروب ��ا ب�ش ��ق طريق �أقوى ف ��ي �آ�سيا وال�س ��وق العالمية‬ ‫للغاز الطبيع ��ي الم�سال‪ ،‬و�سيكون لديه ��ا كل الأ�سباب‬ ‫للمواجهة بن�شاط الجهود الأوروبية الرامية �إلى تطوير‬ ‫موارده ��ا الخا�ص ��ة‪ .‬ف ��ي الواق ��ع‪� ،‬إن و�سائ ��ل الإعالم‬ ‫الرو�سية التي تديرها الدول ��ة‪ ،‬و�شركة الغاز المملوكة‬ ‫للدول ��ة "غازب ��روم"‪ ،‬وحتى بوتين نف�س ��ه قد ح ّذر من‬ ‫المخاط ��ر البيئية من التك�سير ف ��ي �أوروبا ‪ -‬الذي هو‪،‬‬ ‫كما �أ�شارت �صحيفة "الغارديان"‪" :‬ظاهرة غريبة في‬ ‫بلد يحتفظ عادة بالمخاوف البيئية في الجزء ال�سفلي‬ ‫من ج ��دول �أعمال ��ه"‪ .‬لتثبيط الإ�ستثم ��ارات الأوروبية‬ ‫ف ��ي البنية التحتي ��ة الالزمة لإ�ستي ��راد الغاز الطبيعي‬ ‫الم�س ��ال‪ ،‬قد تق ��دم رو�سيا �أي�ض� � ًا على نح ��و �إ�ستباقي‬ ‫لعمالئه ��ا الأوروبيين �صفقات غ ��از �أكثر مالءمة‪ ،‬كما‬ ‫فعل ��ت بالن�سبة �إل ��ى �أوكرانيا في نهاي ��ة العام ‪.2013‬‬ ‫�أكثر من ذلك‪� ،‬إذا ق ّو�ض �إنخفا�ض �أ�سعار الطاقة هيبة‬ ‫بوتي ��ن وم ّكن المزيد م ��ن القوى الوطني ��ة في البالد‪،‬‬ ‫يمك ��ن لرو�سي ��ا �أن ت�سعى �إلى ت�أمي ��ن نفوذها الإقليمي‬ ‫ف ��ي �أكثر الطرق مبا�شرة ‪ -‬حت ��ى من خالل �إ�ستخدام‬ ‫القوة الع�سكرية (�شبه جزيرة القرم �أهم مثال)‪.‬‬ ‫في الوق ��ت عينه‪� ،‬سيفقد منتج ��و الطاقة في ال�شرق‬ ‫الأو�س ��ط نفوذه ��م �أي�ض ًا‪ .‬كم َن ِّظمة من ��ذ فترة طويلة‬ ‫لقدرة "�أوبك" الإحتياطي ��ة وزعيمة �إقليمية ت�ستحق‬ ‫المملك ��ة العربي ��ة ال�سعودية �إهتمام� � ًا خا�ص ًا‪ .‬تواجه‬ ‫الب�ل�اد بالفعل قيود ًا مالي ��ة متزايدة‪ .‬فهي ردت على‬ ‫"الربيع العربي" من خالل زيادة الإنفاق العام في‬ ‫الداخل‪ ،‬وتقديم م�ساعدات �إقت�صادية و�أمنية �سخية‬ ‫للأنظم ��ة ال�سني ��ة الأخ ��رى ف ��ي المنطق ��ة‪ .‬ونتيجة‬ ‫لذل ��ك‪ ،‬من ��ذ الع ��ام ‪ ،2008‬قف ��زت �أ�سع ��ار النف ��ط‬

‫بين عامي ‪ 2012‬و‪ ،2020‬من‬ ‫المتوقع �أن تنتج الواليات المتحدة‬ ‫�أكثر من ثالثة ماليين برميل من‬ ‫النفط الجديد و�أنواع �أخرى من‬ ‫الوقود ال�سائل كل يوم‪ ،‬معظمها من‬ ‫النفط ال�ض ِّيق الخفيف‪ .‬هذه الكميات‬ ‫بالإ�ضافة �إلى الإمدادات الجديدة‬ ‫الآتية على الخط من العراق و�أماكن‬ ‫�أخرى‪ ،‬يمكن �أن ت�سبب تخمة في‬ ‫المعرو�ض‪ ،‬مما �سيدفع الإ�سعار للهبوط‬

‫النفط ال�صخري في �أميركا‪ :‬غير معادالت الطاقة في العالم‬

‫للتع ��ادل المالي ف ��ي المملكة ( الم�ست ��وى المطلوب‬ ‫ل�ضم ��ان توازنات موازنته ��ا) من حوال ��ي ‪ 40‬دوالر ًا‬ ‫للبرميل �إلى ما يقرب من ‪ 90‬دوالر ًا في العام ‪،2014‬‬ ‫وفق� � ًا ل�صن ��دوق النق ��د الدولي‪ .‬ف ��ي الوق ��ت عينه‪،‬‬ ‫تواجه الب�ل�اد مزيد ًا من ال�ضغط الأتي من ال�شباب‪،‬‬ ‫الذي ��ن يطالب ��ون بتعلي ��م ورعاي ��ة ال�صحي ��ة وبني ��ة‬ ‫تحتي ��ة �أف�ضل‪ ،‬وتوفي ��ر فر�ص العم ��ل‪ .‬وفيما الطلب‬ ‫عل ��ى الطاقة المحلية ينمو ب�شك ��ل هائل‪� ،‬سوف تبد�أ‬ ‫الب�ل�اد ت�ستهلك من النفط �أكثر مم ��ا ت�صدر بحلول‬ ‫العام ‪� 2020‬إذا تابع الإ�ستهالك �سيره في المعدالت‬ ‫الحالي ��ة‪ .‬وتح ��اول الريا� ��ض بالفعل ب�صعوب ��ة تنويع‬ ‫�إقت�صاده ��ا‪ .‬لكن �إنخفا�ض ًا ف ��ي �أ�سعار النفط لفترة‬ ‫طويلة من �ش�أنه �أن يختبر قدرة النظام على الحفاظ‬ ‫عل ��ى الخدم ��ات العامة الت ��ي تقوم عليه ��ا �شرعيته‪.‬‬ ‫�أم ��ا دول ال�ش ��رق الأو�س ��ط الأخرى ‪ -‬بم ��ا في ذلك‬ ‫الجزائر‪ ،‬البحرين‪ ،‬العراق‪ ،‬ليبيا‪ ،‬واليمن ‪ -‬فتعي�ش‬ ‫بالفعل خارج حدود �أ�سعار تعادلها المالي‪.‬‬ ‫و�إي ��ران‪ ،‬الت ��ي تعان ��ي فعلي� � ًا م ��ن وط� ��أة العقوب ��ات‬ ‫الإقت�صادي ��ة و�سن ��وات من �س ��وء الإدارة الإقت�صادية‪،‬‬ ‫ق ��د تواج ��ه تحدي ��ات �أق�س ��ى و�أ�ش ��د‪ .‬تحت ��ل الب�ل�اد‬ ‫المرتب ��ة الرابعة ف ��ي العالم في �إنت ��اج النفط والغاز‪،‬‬ ‫وتعتمد بالتالي على �إم ��دادات الطاقة لتو�سيع نفوذها‬ ‫الإقليم ��ي‪ .‬ولكن من بين كل �أع�ض ��اء "�أوبك"‪ ،‬يلزمها‬ ‫�أعل ��ى �سع ��ر للتع ��ادل المال ��ي‪� :‬أكث ��ر م ��ن ‪ 150‬دوالر ًا‬ ‫للبرمي ��ل‪ .‬وعلى الرغ ��م من �أن �إنخفا� ��ض الأ�سعار قد‬ ‫ي� ��ؤدي �إلى تقلي� ��ص �شرعية النظ ��ام ‪ ،‬وبالتالي تمهيد‬ ‫الطري ��ق لق ��ادة �أكث ��ر �إعتدا ًال‪ ،‬ف� ��إن م�صي ��ر الثورات‬ ‫الأخي ��رة في ال�شرق الأو�س ��ط‪ ،‬ف�ض ًال عن الإنق�سامات‬ ‫العرقية‪ ،‬و الدينية ‪ ،‬وغيره ��ا الخا�صة ب�إيران ‪ ،‬تح ّذر‬ ‫�ضد مثل هذا التفا�ؤل ‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى‪ ،‬الآثار ال�صافية بالن�سبة �إلى المك�سيك‬ ‫هي �أق ��ل و�ضوح� � ًا‪ .‬نظر ًا �إل ��ى �إنخفا� ��ض �إنتاجها من‬


‫عالم الطاقة ¶ ثورة النفط ال�صخري‬ ‫جي ��د ًا‪ ،‬ولكن �صن ��اع ال�سيا�س ��ة الأميركيي ��ن في حاجة‬ ‫�إل ��ى البدء في ال�شرح للجمه ��ور المحلي والأجنبي على‬ ‫ح ��د �سواء‪ ،‬ب�أنه على الرغم م ��ن �أن م�شهد الطاقة �آخذ‬ ‫ف ��ي التغ ّير‪ ،‬ف� ��إن الم�صالح القومي ��ة للواليات المتحدة‬ ‫لي�س ��ت كذل ��ك‪� .‬إن �إكت�ش ��اف النف ��ط والغ ��از حديث ًا ال‬ ‫ي�س ّبب ب�إن�سحاب وا�شنطن م ��ن العالم‪ .‬للت�أكد‪� ،‬ستبقى‬ ‫الوالي ��ات المتح ��دة‪ ،‬من خالل �إتخ ��اذ �أي تدبير‪� ،‬أقوى‬ ‫دول ��ة على وجه الأر�ض‪ .‬ومع ذلك �سوف لن تكون قادرة‬ ‫على تح�صين نف�سها من �صدم ��ات الإقت�صاد العالمي‪،‬‬ ‫ل ��ذا �ستبق ��ى �ضالعة ب�شك ��ل عميق ف ��ي الخ ��ارج‪ .‬هذه‬ ‫الر�سالة تتطلب التركيز ب�شكل خا�ص في منطقة ال�شرق‬ ‫الأو�س ��ط‪ ،‬نظ ��ر ًا �إلى خ ��روج وا�شنطن م ��ن �أفغان�ستان‬ ‫والعراق و�إعالنها عن تح ّول �إهتمامها �إلى �آ�سيا‪.‬‬ ‫�س ��وف يحتاج �صن ��اع ال�سيا�سة الأميركي ��ون �أي�ض ًا �إلى‬ ‫الت�أكد من حماي ��ة م�صادر الثروة والطاقة في البالد‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أن الالعبين ف ��ي القط ��اع الخا�ص‬ ‫قام ��وا بتحمل كل الإ�ستثمارات ف ��ي غالبية الإنجازات‬ ‫الت ��ي �أطلق ��ت العنان للإزده ��ار‪ ،‬ف�إن نجاح ��ه يتوقف‬ ‫عل ��ى وج ��ود بيئ ��ة قانوني ��ة و تنظيمية داعم ��ة‪ .‬القادة‬ ‫في الوالي ��ات الأميركية �أو ف ��ي وا�شنطن ينبغي عليهم‬ ‫تحقي ��ق الت ��وازن ال�صحي ��ح بي ��ن‪ ،‬من جه ��ة‪ ،‬معالجة‬ ‫ال�شواغ ��ل الم�شروع ��ة حول المخاط ��ر البيئية وغيرها‬ ‫المرتبط ��ة بالتك�سي ��ر‪ ،‬وم ��ن ناحي ��ة �أخ ��رى‪ ،‬ت�أمي ��ن‬ ‫المنافع الإقت�صادية من الإنتاج‪.‬‬ ‫وبالمث ��ل‪ ،‬ينبغ ��ي عل ��ى الم�س�ؤولين في قط ��اع الطاقة‬ ‫الأميرك ��ي العمل م ��ع ال�سلطات العام ��ة لو�ضع معايير‬ ‫ال�شفافي ��ة‪ ،‬وحماية البيئ ��ة‪ ،‬وال�سالمة الت ��ي يمكن �أن‬ ‫ت�ساع ��د على بن ��اء الثق ��ة العامة والت�ص ��دي لمخاطر‬ ‫تنمية موارد ال�صخر الزيتي‪ .‬كما يتطلب البلد تحديث‬ ‫وتو�سي ��ع البني ��ة التحتية للطاق ��ة لت�سخي ��ر التطورات‬ ‫ب�شكل كامل في مجال النفط والغاز غير التقليديين ‪-‬‬ ‫وهو التح ّول الذي �سيتطلب �إ�ستثمارات كبيرة في بناء‬ ‫وتعديل خطوط الأنابيب وال�سك ��ك الحديدية وال�سفن‬ ‫ومحطات الت�صدير‪.‬‬

‫ديبلوما�سية النفط والغاز‬ ‫بالإ�ضافة �إلى تعزيز الإقت�صاد الأميركي‪َ ،‬ي ِع ُد �إزدهار‬ ‫الطاقة ب�شحذ �أدوات فن الحكم في الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫عندما يتعلق الأم ��ر بفر�ض عقوب ��ات �إقت�صادية‪ ،‬ف�إن‬ ‫�إم ��دادات الطاقة المتنوعة تمن ��ح مزايا وا�ضحة‪ .‬لقد‬ ‫كان م ��ن الم�ستحيل تقريب� � ًا و�ضع قيود غي ��ر م�سبوقة‬ ‫على �ص ��ادرات النف ��ط الإيرانية‪ ،‬على �سبي ��ل المثال‪،‬‬ ‫في غي ��اب الزيادة في العر�ض م ��ن �أميركا ال�شمالية‪.‬‬ ‫خالف� � ًا لفر� ��ض عقوب ��ات على �إي ��ران والع ��راق وليبيا‬ ‫وال�س ��ودان في الما�ضي القري ��ب‪ ،‬والتي فر�ضت خالل‬ ‫مرحل ��ة م ��ن الإف ��راط والفورة ف ��ي النف ��ط العالمي‪،‬‬

‫الغاز القطري‪� :‬إنتاج �أو�ستراليا قريباً يتجاوزه‬

‫و�ضع ��ت العقوب ��ات الحالية عل ��ى �إي ��ران عندما كانت‬ ‫�س ��وق النفط �ض ّيق ��ة والأ�سعار مرتفع ��ة‪� .‬إن الح�صول‬ ‫على الدعم من دول �أخرى متردّدة في فر�ض مثل هذه‬ ‫الإجراءات ال�صارمة على طهران يتطلب من وا�شنطن‬ ‫تقديم ق�ضية ذات م�صداقية ب�أن �إزالة النفط الإيراني‬ ‫من ال�سوق الدولية لن يت�سبب في �إرتفاع الأ�سعار‪ .‬وقد‬ ‫�إ�شترطتت العقوب ��ات التي �أقرها الكونغر�س في كانون‬ ‫الأول (دي�سمب ��ر) ‪ 2011‬فر� ��ض بع�ض القيود على حق‬ ‫تقري ��ر االدارة الأميركية‪ ،‬بينها �أن هناك ما يكفي من‬ ‫النفط ف ��ي ال�سوق العالمي ��ة للطلب من بل ��دان �أخرى‬ ‫الحد من وارداتها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫في حين �أعطى هذا القرار تنازال ف ّعاال للبيت الأبي�ض‪،‬‬ ‫ف�إنه ل ��م ي�ستخدمه �أبد ًا‪ ،‬وذلك بف�ض ��ل زيادة مطردة‬ ‫ف ��ي �إنت ��اج الوالي ��ات المتح ��دة م ��ن النف ��ط ال�ض ِّي ��ق‬ ‫الخفي ��ف‪ ،‬والتي ع ّو�ضت ع ��ن �أكثر من ملي ��ون برميل‬ ‫يومي� � ًا م ��ن النف ��ط الإيراني الت ��ي حرمته ��ا العقوبات‬ ‫الق�سرية لل�سوق‪ .‬كما �سمح النفط الأميركي لوا�شنطن‬ ‫في تهدئ ��ة مخ ��اوف الحكوم ��ات الأخرى م ��ن �إرتفاع‬ ‫الأ�سع ��ار‪ ،‬وبالتال ��ي ك�س ��ب الت�أيي ��د الدول ��ي لفر� ��ض‬ ‫عقوب ��ات �صارم ��ة ومت�ش ��ددة‪ .‬ه ��ذه التدابي ��ر �ألحقت‬ ‫�ض ��رر ًا كبي ��ر ًا باالقت�ص ��اد الإيراني و�ساع ��د على دفع‬ ‫طه ��ران �إل ��ى طاول ��ة المفاو�ض ��ات‪ .‬لو لم تك ��ن هناك‬ ‫�إم ��دادات �أميركية جديدة‪ ،‬من المرج ��ح �أن الموافقة‬ ‫على العقوبات لم تحدث �أبد ًا‪.‬‬ ‫�إنتعا� ��ش الطاقة و ّف ��ر �أي�ض� � ًا للمفاو�ضي ��ن التجاريين‬ ‫الأميركيي ��ن نف ��وذ ًا مكت�شف ًا حديث ًا فيم ��ا تتناف�س دول‬ ‫�أخرى للو�صول �إل ��ى الغاز الطبيعي الم�سال الأميركي‪.‬‬ ‫وتتفاو� ��ض وا�شنط ��ن حالي� � ًا على �صفقتي ��ن تجاريتين‬ ‫رئي�سيتين متعددتي الأطراف‪ :‬ال�شراكة عبر الأطل�سي‬ ‫للتج ��ارة والإ�ستثم ��ار (م ��ع ‪ 28‬دول ��ة م ��ن الإتح ��اد‬ ‫الأوروب ��ي) وال�شراك ��ة عب ��ر المحي ��ط اله ��ادئ (م ��ع‬ ‫‪ 11‬بل ��د ًا في منطقة �آ�سي ��ا والمحيط اله ��ادئ والقارة‬

‫الأميركي ��ة)‪ .‬عندم ��ا يتعل ��ق الأم ��ر ب�ص ��ادرات الغاز‬ ‫الطبيعي الم�س ��ال‪ ،‬يمنح القان ��ون الأميركي الموافقة‬ ‫التلقائي ��ة لطلبات المحطات التي تعت ��زم �شحن الغاز‬ ‫ال ��ى البلدان التي و ّقع ��ت �إتفاقات للتج ��ارة الحرة مع‬ ‫وا�شنطن‪� .‬إن طلبات محط ��ات الغاز الطبيعي الم�سال‬ ‫الم�صمم ��ة لإر�س ��ال الغ ��از �إل ��ى �أماك ��ن �أخ ��رى‪ ،‬على‬ ‫النقي� ��ض من ذل ��ك ‪ ،‬يج ��ب �أن تم ّر من خ�ل�ال عملية‬ ‫�إ�ستعرا� ��ض التي تحدد �إذا كانت مثل هذه التجارة هي‬ ‫في الم�صلحة الوطنية الأميركية‪ .‬بالن�سبة �إلى العديد‬ ‫من البلدان في �آ�سيا و�أوروبا التي تريد �إ�ضافة واردات‬ ‫الغ ��از الطبيع ��ي الأميركي �إل ��ى مزيج الطاق ��ة لديها‪،‬‬ ‫يحمل تحقي ��ق هذه المكان ��ة التجاري ��ة الخا�صة قيمة‬ ‫�إ�ضافية‪ .‬في الواقع‪� ،‬أثبت هذا الحافز �أنه كان حا�سم ًا‬ ‫في �إقناع الياب ��ان ‪ -‬المتعط�شة للغاز في �أعقاب كارثة‬ ‫فوكو�شيم ��ا‪ ،‬والتي �أزال ��ت حالي ًا كام ��ل البنية التحتية‬ ‫للطاق ��ة النووي ��ة‪ -‬للإن�ضمام �إلى محادث ��ات ال�شراكة‬ ‫عبر المحيط الهادئ ‪.‬‬ ‫ويمن ��ح التح� � ّول في الطاق ��ة العالمية وا�شنط ��ن �أي�ض ًا‬ ‫و�سيل ��ة جدي ��دة لتعزي ��ز تحالفاته ��ا‪ .‬فالعدي ��د م ��ن‬ ‫البل ��دان ي�أم ��ل الآن �أن يحذو حذو الوالي ��ات المتحدة‬ ‫والب ��دء ف ��ي �إ�ستغ�ل�ال م ��وارده غي ��ر التقليدي ��ة م ��ن‬ ‫الغ ��از والنفط‪ ،‬وب ��د�أت الإدارة الأميركي ��ة من جهتها‬ ‫دم ��ج خبرته ��ا ف ��ي مج ��ال الطاق ��ة ف ��ي الب�ل�اد م ��ع‬ ‫ديبلوما�سيته ��ا‪ .‬وهن ��اك م�شروعان ل ��وزارة الخارجية‬ ‫– "برنام ��ج الإرتب ��اط التقني للغاز غي ��ر التقليدي"‬ ‫‪(the Unconventional Gas Technical‬‬ ‫)‪ Engagement Program‬ومب ��ادرة حك ��م الطاقة‬ ‫وبن ��اء الق ��درات" ‪(Energy Governance and‬‬ ‫)‪ -Capacity Initiative‬يقوم ��ان بجل ��ب الخب ��رات‬ ‫التقنية من جميع �أنحاء الإدارات الحكومية لم�ساعدة‬ ‫البلدان الأخ ��رى (حتى الآن‪ ،‬ال�صغيرة النامية منها)‬ ‫على بناء �صناعات النفط والغاز الخا�صة بها‪.‬‬ ‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪79‬‬


JTCE

Le Nom Qu’il Faut Connaitre Au Maroc

JTCE Sarl est une société Marocaine des secteurs du bâtiment et travaux publics. Elle intervient dans la construction des bâtiments, des grands ouvrages et des infrastructures d'énergie (tertiaire, industriel, infrastructures) Pour Plus D’information: 67 angle Boulevard Hassan 1er, Casablanca, Maroc Tel: (212) 0664 501 319, Email: jtcesarl@gmail.com


‫عالم الطاقة ¶ ثورة النفط ال�صخري‬ ‫وب ��رى خب ��راء �أن عل ��ى الحكوم ��ة التو�س ��ع ف ��ي ه ��ذه‬ ‫الجه ��ود الأولية وربطه ��ا ب�إ�ستراتيجي ��ة تحالف �أو�سع‬ ‫من خ�ل�ال دعم بلدان مث ��ل بولندا و�أوكراني ��ا‪ ،‬لأنهما‬ ‫ت�سعيان �إلى الإ�ستفادة م ��ن �إحتياطاتهما من ال�صخر‬ ‫الزيت ��ي المحلي‪� .‬إن االنتاج الجديد في هذين البلدين‬ ‫وغيرهما �سوف يق ّلل لي�س فقط من خطر ال�صراع على‬ ‫الم ��وارد ال�شحيحة ولك ��ن �أي�ض ًا م�ساع ��دة هذه الدول‬ ‫عل ��ى �إنت ��اج و�إ�ستهالك المزيد م ��ن الطاقة ال�صديقة‬ ‫للبيئ ��ة م ��ن دون الت�ضحي ��ة بالنمو الإقت�ص ��ادي الذي‬ ‫تحتاج �إليه‪ .‬على وا�شنطن ‪-‬ح�سب ه�ؤالء الخبراء‪� -‬أن‬ ‫تعمل لم�ساعدته ��ا على فهم ال�سيا�س ��ات المعينة التي‬ ‫�سمحت في حدوث الطف ��رة على االرا�ضي االميركية‪،‬‬ ‫حي ��ث �سيكون تقديم الم�شورة حول كيفية �إن�شاء بيئات‬ ‫مماثلة مو�ضع ترحيب‪.‬‬ ‫وي�ضي ��ف ه� ��ؤالء الخب ��راء �أن ��ه ينبغ ��ي عل ��ى الوالي ��ات‬ ‫المتح ��دة �أي�ض ًا البدء با�ستخ ��دام مواردها من الطاقة‬ ‫الجدي ��دة لمنع حلفائها م ��ن التعر�ض لمعامل ��ة قا�سية‬ ‫م ��ن قبل مو ّردين غير وديين‪ .‬وفيما ت�ستعر�ض الطلبات‬ ‫للح�صول على تراخي�ص ت�صدير الغاز الطبيعي الم�سال‬ ‫وتقييم �آثارها الأمنية الوطنية‪ ،‬يتعين على وزارة الطاقة‬ ‫– ح�س ��ب ر�أي ه�ؤالء‪ -‬النظر في ما �إذا كانت الم�شاريع‬ ‫المقترح ��ة تدع ��م حلف ��اء الوالي ��ات المتح ��دة ‪ -‬وه ��ي‬ ‫الخطوة التي يمكن �أن ت�شجع �شركات الطاقة الأميركية‬ ‫للت�صدي ��ر �إلى تل ��ك البلدان‪ ،‬مما ي�ساع ��د هذه البلدان‬ ‫على مقاوم ��ة ال�ضغوط م ��ن رو�سي ��ا �أو �أي دولة �أخرى‪.‬‬ ‫ينبغ ��ي على وا�شنطن و�شركائه ��ا �أي�ض ًا دعم المنتديات‬ ‫العادي ��ة التي تجمع خبراء الطاق ��ة من القطاع الخا�ص‬ ‫والم�ستثمري ��ن لم�ساع ��دة البل ��دان الأخ ��رى في تطوير‬ ‫مواردها من ال�صخ ��ر الزيتي‪ .‬وعلى الرغم من �أن مثل‬ ‫هذه الحوارات المو�سعة بين القطاعين العام والخا�ص‬ ‫ال ت� ��ؤدي �إلى زيادة الإنت ��اج على الفور ‪ --‬حتى في �أكثر‬ ‫البيئات الم�ؤاتية‪ ،‬التنمية ت�ستغرق �سنوات ‪ --‬ف�إنها مع‬ ‫ذلك بمثابة رمز للت�ضامن العام الأميركي‪.‬‬ ‫ف ��ي �سياق مماثل‪ ،‬يرى الخبراء �أنه يتع ّين على الإدارة‬ ‫الأميركي ��ة �إ�ستخ ��دام خبرتها في مج ��ال الطاقة غير‬ ‫التقليدية للإنخ ��راط مبا�شرة مع الحكومات الأجنبية‬ ‫ وخ�صو�ص� � ًا بكي ��ن‪� .‬إن الوالي ��ات المتح ��دة ال�صين‬‫تت�ش ��ارك ف ��ي العدي ��د م ��ن الم�صال ��ح المتنوعة‪ .‬كال‬ ‫البلدين من الم�ستهلكي ��ن الهائلين للطاقة‪ .‬كل منهما‬ ‫يرغب ف ��ي �إقت�ص ��اد عالم ��ي م�ستقر ومتن � ٍ�ام‪ ،‬والذي‬ ‫يعتم ��د على تدفق موث ��وق للطاق ��ة وب�أ�سع ��ار معقولة‪.‬‬ ‫ك ��ل منهم ��ا يرغب ف ��ي التقليل م ��ن التغ ّي ��ر المناخي‪.‬‬ ‫والدولتان تريدان تنويع �إمداداتهما من الطاقة‪.‬‬ ‫مث ��ل ه ��ذا التداخل في الم�صالح بي ��ن بلدين من كبار‬ ‫م�ستهلك ��ي الطاق ��ة ف ��ي العال ��م يخل ��ق مج ��ا ًال وا�سع ًا‬ ‫للتعاون‪ .‬في كان ��ون الأول (دي�سمبر)‪� ،‬أكدت الواليات‬

‫المتحدة وال�صي ��ن على م�صلحتهم ��ا الم�شتركة في "‬ ‫�أ�س ��واق طاقة �آمنة وم ��ز ّودة جي ��د ًا"‪ ،‬وناق�شتا التعاون‬ ‫لتطوير موارد الطاقة ف ��ي ال�صين‪ ،‬بما في ذلك الغاز‬ ‫ال�صخ ��ري‪ .‬وت�ستثم ��ر ال�شركات ال�صيني ��ة المليارات‬ ‫حالي� � ًا ف ��ي تنمية ال�صخ ��ر الزيت ��ي ف ��ي الداخل وفي‬ ‫الوالي ��ات المتح ��دة‪ .‬ولك ��ن عل ��ى وا�شنط ��ن وبكي ��ن‬ ‫ت�سري ��ع التقدم على ه ��ذه الجبهة من خ�ل�ال التو�سيع‬ ‫الإ�ستراتيج ��ي والح ��وار الإقت�ص ��ادي بينهم ��ا لي�شمل‬ ‫النفط ال�ضيق الخفيف وتخ�صي�ص الموارد الحقيقية‬ ‫للتطوي ��ر الم�شترك للتقنيات الم�صدرة لنفط ال�صخر‬ ‫الزيت ��ي والغ ��از ال�صخ ��ري بطريق ��ة فعال ��ة و م�س�ؤولة‬ ‫بيئي� � ًا‪� .‬إذا تح�سن ��ت العالق ��ات االميركي ��ة ال�صينية‪،‬‬ ‫يمك ��ن �أن يعمل الجانبان جنب ًا �إل ��ى جنب مع غيرهما‬ ‫من م�ستهلك ��ي الطاقة لتعزيز �أم ��ن الطاقة العالمي‪-‬‬ ‫على �سبيل المث ��ال‪ ،‬من خالل تو�سيع عمليات مكافحة‬ ‫القر�صنة في منطقة القرن الأفريقي‪.‬‬

‫كانت نتيجة النمو في �إنتاج الطاقة‬ ‫درامية‪ .‬بين عامي ‪ 2007‬و‪،2012‬‬ ‫�إرتفع �إنتاج الغاز ال�صخري في‬ ‫الواليات المتحدة ب�أكثر من ‪50‬‬ ‫في المئة �سنوي ًا‪ ،‬وقفزت ح�صته من‬ ‫�إجمالي �إنتاج الغاز في �أميركا نف�سها‬ ‫من خم�سة في المئة �إلى ‪ 39‬في المئة‬ ‫�أخي ��ر ًا‪ ،‬يمك ��ن لث ��ورة الغ ��از ال�صخري تعزي ��ز قيادة‬ ‫الوالي ��ات المتح ��دة بالن�سب ��ة �إلى تغ ّير المن ��اخ‪ .‬ت�صل‬ ‫�إنبعاث ��ات الكربون من الغ ��از الطبيعي �إلى �أقل من ‪40‬‬ ‫ف ��ي المئة من الفح ��م‪ ،‬و تل ّبي الوالي ��ات المتحدة الآن‬ ‫�أهدافها بالن�سبة �إلى مناخها ال بف�ضل �إتخاذ القرارات‬ ‫الجريئة في وا�شنطن ولك ��ن بب�ساطة لأن �إقت�صاديات‬ ‫الغاز �أثبتت �أنها �أف�ضل بكثير من تلك التي من الفحم‪.‬‬ ‫و بالنظ ��ر �إلى الإتجاه النزول ��ي لإنبعاثات الكربون في‬ ‫الوالي ��ات المتح ��دة فق ��د دعم ��ت وا�شنط ��ن موقفه ��ا‬ ‫بم�صداقي ��ة �أكبر في محادث ��ات المناخ مما كان الأمر‬ ‫�سابق� � ًا؛ الواقع ينبغ ��ي على وا�شنط ��ن �إ�ستخدام ذلك‬ ‫لفر� ��ض موق ��ف �أكثر حزم ًا تجاه البل ��دان التي قاومت‬ ‫كبح جماح �إنبعاثاتها‪.‬‬ ‫�إن �إنت�ش ��ار تكنولوجيا ال�صخر الزيتي في جميع �أنحاء‬ ‫العالم �سيكون الخبر ال�سار للمناخ بطرق �أخرى‪ .‬بع�ض‬

‫خبراء البيئة يخ�شى من �أن �إ�ستبدال الفحم على نطاق‬ ‫وا�س ��ع بالغاز‪ ،‬م ��ع الحد م ��ن الإنبعاثات عل ��ى المدى‬ ‫الق�صير‪� ،‬سوف يقل ��ل ال�ضغط من �أجل �إجراء المزيد‬ ‫م ��ن الإ�صالحات البعي ��دة المدى‪ .‬ولك ��ن على الرغم‬ ‫م ��ن �أن التحول م ��ن الفحم �إلى الغاز ل ��ن يح ّل م�شكلة‬ ‫�إنبعاث ��ات غازات الدفيئة‪ ،‬ف�إن ��ه يمكنه �شراء ما يكفي‬ ‫من الوقت للجيل المقب ��ل لإيجاد �إبتكارات تكنولوجية‬ ‫و�إتخ ��اذ �سيا�سات مفيدة‪ ،‬وهذه االبتك ��ارات يمكن �أن‬ ‫تخف�ض االنبعاثات بطريقة جذرية �أكثر‪.‬‬

‫الطاقة والنفوذ‬ ‫�إن ث ��ورة الطاق ��ة في �أميرك ��ا ال�شمالية هي هن ��ا‪� ،‬إنها‬ ‫كبي ��رة ‪ ...‬وه ��ي �ستزي ��د �أهمية فيما تقت ��رب الواليات‬ ‫المتحدة م ��ن �أن ت�صبح بلد ًا م�ص ��در ًا �صافي ًا للطاقة‪،‬‬ ‫الذي م ��ن المقرر �أن يح ��دث بحلول الع ��ام ‪� .2020‬إن‬ ‫التح ّول في �إمدادات الطاقة العالمية �سي�ؤدي �إلى �إفادة‬ ‫ال ��دول الم�ستهلكة وت�آكل ق ��وة المنتجي ��ن التقليديين‪.‬‬ ‫يمك ��ن لهذه التط ��ورات �أي�ض� � ًا �أن تق ِّو� ��ض دور منظمة‬ ‫"�أوب ��ك" التقلي ��دي كمديرة لأ�سع ��ار الطاقة العالمية‪،‬‬ ‫وربما �إلى حد �إنخفا�ض كبير في �أ�سعار الطاقة‪ .‬ويمكن‬ ‫لمثل ه ��ذه اال�ضطرابات بدوره ��ا‪� ،‬أن تتتالى في جميع‬ ‫البلدان التي تعتمد على النفط والغاز لمالياتها العامة‪.‬‬ ‫حت ��ى من دون مثل هذا االنخفا�ض الكبير في الأ�سعار‪،‬‬ ‫ف� ��إن التدف ��ق العالمي للطاق ��ة �سي�ستمر ف ��ي التحول ‪-‬‬ ‫ومعه عالقات دولية �إقت�صادية وجيو�سيا�سية‪.‬‬ ‫و�ستك ��ون الوالي ��ات المتح ��دة‪ ،‬ف ��ي الوق ��ت عينه‪ ،‬في‬ ‫و�ض ��ع فريد لال�ستف ��ادة من التح� � ّول و�إغتنام الفر�ص‬ ‫الجدي ��دة‪� .‬س ��وف ت�ضي ��ف طف ��رة الطاق ��ة �إل ��ى وقود‬ ‫الإنعا� ��ش االقت�ص ��ادي ف ��ي الب�ل�اد‪ ،‬و�س ��وف تخ ّف�ض‬ ‫�إعتماده ��ا عل ��ى واردات الطاق ��ة‪ ،‬وتمنحه ��ا قدر ًا من‬ ‫حرية ديبلوما�سية ونفوذ ًا �أكبر‪ .‬لن تحل طفرة الطاقة‬ ‫كل التحديات التي تواجه �صن ��اع ال�سيا�سة الأميركية‪:‬‬ ‫ال ي ��زال عل ��ى وا�شنطن �إدارة تداعي ��ات �أكثر من عقد‬ ‫من الحرب ف ��ي �أفغان�ستان والعراق‪ ،‬وتبذيرها المالي‬ ‫الخا� ��ص‪ ،‬وف ��رط التحزب على طول نه ��ر "بوتوماك"‬ ‫ف ��ي وا�شنط ��ن‪ ،‬وت�آكل الثق ��ة بين العديد م ��ن الحلفاء‬ ‫ف ��ي �أعقاب الك�ش ��ف عن مراقب ��ة وتج�س� ��س الواليات‬ ‫المتح ��دة‪ ،‬و �صع ��ود ال�صين‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف� ��إن الطفرة‬ ‫الهائل ��ة في �إنتاج النف ��ط و الغاز في �أميركا‪ ،‬جنب ًا �إلى‬ ‫جن ��ب مع الم�ص ��ادر الأخ ��رى المتينة ف ��ي البالد من‬ ‫الق ��وة الع�سكري ��ة والإقت�صادية والثقافي ��ة ‪ ،‬ينبغي �أن‬ ‫تعزز القي ��ادة العالمية للواليات المتحدة في ال�سنوات‬ ‫المقبل ��ة‪ -‬ولكن فقط �إذا �إ�ستطاع ��ت وا�شنطن حماية‬ ‫م�ص ��ادر ه ��ذه الق ��وة المكت�شف ��ة حديث ًا ف ��ي الداخل‪،‬‬ ‫والإ�ستف ��ادة م ��ن الفر�ص الجديدة لحماي ��ة الم�صالح‬ ‫الأميركية الثابتة في الخارج‬ ‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪81‬‬


‫املهند�س رئيف احللو‬ ‫درا�سات وتنفيذ يف لبنان والدول العربية‬

HELOU ENGINEERING GROUP

Tel: 961 1 256755-257009 Fax: 961 1 256755 E-mail: raif@raifhelou.com


‫بيروت ‪ -‬مازن مجوز‬ ‫بات من المعهود �أن نرى مع بداية ك ّل‬ ‫�سن ��ة درا�س ّية في لبن ��ان بروز م�شاكل‬ ‫عدة على جمي ��ع ال�صعد ته ّدد التعليم ب�شكل عام‬ ‫وتظهر فيها الم�صالح وتختفي تقريب ًا �سبل الح ّل‪،‬‬ ‫ويبق ��ى الطال ��ب ال ّلبنان � ّ�ي ه ��و الحلق ��ة الأ�ضعف‬ ‫الطبيعي‪،‬‬ ‫ال ��ذي عليه الن�ضال للو�صول �إل ��ى حقّه‬ ‫ّ‬ ‫ال ��ذي ك ّر�سته المعاهدات الدول ّي ��ة وهو الحقّ في‬ ‫الدرا�سة والتع ّلم‪.‬‬ ‫تتمت ��ع الجامعات الخا�صة في لبنان بالقدرة على‬ ‫�إن�ش ��اء البني ��ة التحتي ��ة للتعليم العال ��ي من �أجل‬ ‫�إ�ستقط ��اب الط�ل�اب‪ ،‬ويبق ��ى اله ��دف الأول لها‬ ‫هو الرب ��ح المادي‪ .‬فمعظم ه ��ذه الجامعات كان‬ ‫بمثاب ��ة م�شاري ��ع للإ�ستثم ��ار‪ ،‬بعدم ��ا تبين ومنذ‬ ‫�سن ��وات عدة �أن الإ�ستثمار ف ��ي المجال المعرفي‬ ‫والتعليمي هو من �أنجح الإ�ستثمارات على م�ستوى‬ ‫العالم كله‪.‬‬ ‫ونتيجة لذلك ب ��د�أت الجامعات الخا�صة "تف ّرخ"‬ ‫ف ��ي لبن ��ان‪ ،‬وتح�ص ��ل مبا�ش ��رة عل ��ى تراخي�ص‬ ‫ر�سمي ��ة وقانونية من قبل وزارة التربية اللبنانية‪.‬‬ ‫ف�إلتق ��ى هن ��ا هاج�س التخفيف من ح ��دة الإقبال‬ ‫عل ��ى الجامع ��ة اللبناني ��ة مع هاج� ��س الربح لدى‬ ‫متمولي ��ن كب ��ار �إ�ستطاع ��وا �أن يبن ��وا جامعاتهم‬ ‫الخا�ص ��ة‪ ،‬و�أن يحققوا من خالل الإعالم الالزم‬ ‫ق ��درة على جلب الط�ل�اب عبر عناوي ��ن عري�ضة‬ ‫تتجل ��ى ف ��ي‪" :‬الم�ستقب ��ل الزاه ��ر‪ ،‬خل ��ق فر�ص‬ ‫العمل‪ ،‬مواكبة التطور‪ ،‬الإنفتاح والعولمة"‪.‬‬ ‫عالوة على ذل ��ك‪ ،‬ف�إن الجامع ��ة الخا�صة يدخل‬ ‫في �صل ��ب �إ�ستراتيجيتها المحافظة على الطالب‬ ‫ليبقى فيها حتى لحظة تخرجه مهما كان م�ستواه‬ ‫العلم ��ي عبر نظام الأر�ص ��دة‪ ،‬حيث �أن كل ر�صيد‬ ‫ل ��ه �سعره الر�سمي‪ ،‬فيح�ص ��ل الطالب‪ ،‬مهما كان‬ ‫م�ست ��واه‪ ،‬على �أربعة �أو خم�س ��ة �أر�صدة في ال�سنة‬ ‫"فيعلق" في �إخت�صا�صه‪ ،‬ويبقى حوالي ‪� 6‬سنوات‬ ‫ليح�صل على الإجازة‪� ،‬أو ربما بال�سرعة الالزمة‪،‬‬ ‫طالم ��ا هو يدف ��ع الأق�س ��اط‪ ،‬وه ��ذا مختلف عما‬ ‫يح�صل داخل الجامعة اللبنانية الر�سمية‪.‬‬ ‫وفي خال�صة درا�سة مجموعة الأبحاث والتدريب‬ ‫للعمل التنموي‪ ،‬ر�ص ��د الباحثون فهم المواطنين‬ ‫للحق ��وق الإجتماعي ��ة‪ ،‬بم ��ا فيه ��ا ح ��ق المواطن‬ ‫بالتعل ��م وبالرعاي ��ة ال�صحي ��ة‪ .‬ويق ��ول عم ��ر‬ ‫طرابل�سي مدير الم�شاريع في المجموعة‪" :‬كانت‬ ‫نتائج البح ��ث كارثية‪ ،‬فقد ت�أ ّكد لن ��ا بالأرقام �أن‬

‫وزير التربية ال�سابق البروف�سور ح�سان دياب‪ :‬حاول ولكن‪...‬‬

‫وزير التربية اليا�س بو �صعب‪ :‬الوقت لن ي�ساعده‬

‫الدولة قد لزّمت قطاعي ال�صحة والتعليم للقطاع‬ ‫الخا�ص �أي "للطوائ ��ف""‪ ،‬الفت ًا �إلى �أن "القطاع‬ ‫الخا�ص في لبنان ال يعن ��ي ال�شركات الر�أ�سمالية‬ ‫بل الطوائف"‪.‬‬ ‫ورغم �أن هذا التلزيم‪ ،‬كم ��ا �إت�ضح من الدرا�سة‪،‬‬

‫العديد من الجامعات الخا�صة‬ ‫تفيد �أنها من �أكبر جامعات في والية‬ ‫�أميركية مع ّينة‪ ،‬ليتب ّين الحق ًا �أن هذه‬ ‫مجرد مدر�سة تقن ّية موجودة‬ ‫الجامعة ّ‬ ‫في ريف �أو قرية في دولة ما‪ ،‬بينما هنا‬ ‫في لبنان ت�أخذ "الرهجة"‬ ‫والت�ضخيم كونها �أجنبية‬

‫ه ��و �سي ��ف ذو ح ّدي ��ن‪ ،‬بمعن ��ى �أن ل ��ه �سيئات ��ه‬ ‫وح�سنات ��ه‪� ،‬إال �أن نتيجته في الإجمال كارثية‪ ،‬لأن‬ ‫القطاعي ��ن الحيويين هما‪ ،‬بح�سب الأعراف‪ ،‬من‬ ‫م�س�ؤولية الدولة في الأ�سا�س‪ .‬ففي قطاع التعليم‪،‬‬ ‫تب ّي ��ن �أن ‪ %60‬من المواطني ��ن يلتحقون بالتعليم‬ ‫الخا� ��ص‪ ،‬فيما تبلغ ح�ص ��ة الم�ؤ�س�سات التعليمية‬ ‫الر�سمية ‪ %40‬منهم فقط‪.‬‬ ‫�أما الدليل الأكبر على تنازل الدولة عن م�س�ؤوليتها‬ ‫في التعليم‪ ،‬فيبرز في دينامية الجامعات التابعة‬ ‫للم�ؤ�س�س ��ات الديني ��ة‪ .‬ففيم ��ا تتمت ��ع الكني�س ��ة‬ ‫با�ستقاللية مادي ��ة ت�شمل م�ؤ�س�ساته ��ا التعليمية‪،‬‬ ‫تُع َتب ��ر المجال� ��س الإ�سالمي ��ة من �سني ��ة و�شيعية‬ ‫تح�سب �ضمن موازنتها‪.‬‬ ‫تابعة للدولة‪ ،‬تدار ب�أموال َ‬ ‫هكذا‪ ،‬ي�صبح من البديه ��ي �أال يكون لدار الإفتاء‬ ‫�أو للمجل� ��س الإ�سالم ��ي ال�شيعي الأعل ��ى مدار�س‬ ‫وجامعات من �ش�أنها الإثقال على موازنة الدولة‪.‬‬ ‫من جهة �أخ ��رى‪ ،‬برزت بين الجامع ��ة الأميركية‬ ‫والجامع ��ة اللبناني ��ة طبقة ثالثة م ��ن الجامعات‪،‬‬ ‫�صح التعبير‬ ‫يمك ��ن و�صفها بـ"حديثة النعمة" �إذا ّ‬ ‫والتي ي�صفها طرابل�سي ب"الدكاكين"‪ .‬و�إال‪ ،‬لم‬ ‫ل�ضم ‪� 2000‬أو ‪ 3000‬طالب‬ ‫تُف َتتَح الواح ��دة منها ّ‬ ‫فقط؟‬ ‫وتحليل �سريع لأ�ساليب بع�ض الجامعات والمعاهد‬ ‫الم�شتب ��ه بها نجد �أنها تعتمد على �إغواء الطالب‬ ‫عب ��ر الت�سويق الإعالني ب�أنه ��ا جامعة تابعة لفرع‬ ‫ما في �أوروب ��ا �أو �أميركا‪ ،‬ونظر ًا �إلى الك�سل الذي‬ ‫ي�صي ��ب الطال ��ب (�أو الطالبة) نوع� � ًا ما‪ ،‬وجهل‬ ‫الأه ��ل الذين ربم ��ا ال تعطيه ��م م�شاغ ��ل الحياة‬ ‫الفر�ص ��ة للبحث والتدقيق بهدوء‪ ،‬ينجح الت�سويق‬ ‫ف ��ي جذب ع ��دد كبير م ��ن الطالب‪ ،‬لك ��ن هناك‬ ‫يت�سجل‬ ‫�أي�ض ًا ع ��دد ًا محدود ًا جد ًا م ��ن الطلبة ال ّ‬ ‫في �أي من تلك الجامعات من دون الت�أكد من �أنها‬ ‫ُمرخّ �صة في لبنان وفي موطن ن�ش�أتها كما تزعم‪،‬‬ ‫وهناك العديد من الأمثلة عن جامعات تفيد �أنها‬ ‫من �أكبر جامعات في والية �أميركية مع ّينة ليتب ّين‬ ‫الحق� � ًا �أن ه ��ذه الجامع ��ة مج� � ّرد مدر�س ��ة تقن ّية‬ ‫موج ��ودة ف ��ي ري ��ف �أو قرية ف ��ي دولة م ��ا‪ ،‬بينما‬ ‫هن ��ا في لبنان ت�أخذ "الرهجة" والت�ضخيم كونها‬ ‫�أجنبية‪.‬‬ ‫وال�س� ��ؤال كي ��ف يمك ��ن �ضب ��ط ومواجه ��ة ه ��ذه‬ ‫الظاه ��رة الخطي ��رة‪ ،‬وه ��ل بالإمك ��ان �إلغ ��اء‬ ‫تراخي�ص"الدكاكين" التعليمية في لبنان؟‬ ‫الدكت ��ور عاط ��ف عطي ��ة‪ ،‬مدي ��ر معه ��د العل ��وم‬ ‫الإجتماعي ��ة ‪ -‬الفرع الثالث‪ ،‬ي ��رى �أنه "من‬ ‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪83‬‬


‫تحقيق العدد‬

‫بعدما كان محور التعليم والثقافة في ال�شرق الأو�سط‬

‫لبنان‪ :‬الطائفية "تنحر" مستوى التعليم‬ ‫العالي فيه و"دكاكين" التجار تفقده مستواه‬ ‫ف��ي لبنان ‪ 4‬ماليين ن�سمة‪ ،‬و‪ 45‬م�ؤ�س�سة تعليم عال‪ .‬تب��دو الأرقام مب�شّ رة‪ ،‬لكنها م�ضلّلة‪ .‬فمنارة ال�شرق هي‬ ‫�أي�ض ًا منارة الطوائف‪ ،‬والدكاكين المزدهرة‪ ،‬في ظل تراجع الدولة ن�سبي ًا عن دورها في قطاع التعليم‪.‬‬ ‫وتاريخي �اً‪ ،‬لزّم��ت الدولة في لبن��ان التعليم للقطاع الخا�ص‪ ،‬ال��ذي يعني‪ ،‬في ال�سي��اق اللبناني‪ ،‬الطوائف‪،‬‬ ‫ِّف" بدوره‪.‬‬ ‫ولي�س ال�شركات‪ ،‬مع �إحتفاظها ب�إدارة المدار�س الر�سمية والمجانية التي لم يلبث بع�ضها �أن "طُ و َ‬ ‫�أما ال�ضيف الجديد على القطاع التعليمي‪ ،‬فهو "دكاكين" ذات هدف تجاري ترق�ص على ال�سّ لم بين الخا�ص‬ ‫والر�سم��ي محاكي��ة الأول وم�ستفي��دة من ثغ��ر الثاني‪ .‬هذه هي خال�ص��ة الدرا�سة التي قام��ت بها مجموعة‬ ‫الأبحاث والتدريب للعمل التنموي (‪� )C.R.T.D‬أخيراً‪ ،‬في �إطار تنفيذها م�شروع "المواطنة الفاعلة‪ ،‬النوع‬ ‫االجتماعي والم�ستحقات االجتماعية" الذي تعمل عليه منذ العام ‪.2005‬‬ ‫�إلى �أي حد ي�صح هذا الكالم ؟‬ ‫"جامعة دكان" �إلتقطها الدكتور‬ ‫وديع حداد م�ؤ�س�س مركز البحوث‬ ‫والإنماء في لبنان خالل �إحدى‬ ‫زياراته �إلى لبنان!!!‬

‫‪82‬‬

‫العدد ‪ - 18‬ني�سان (�أبريل) ‪٢٠١4 -‬‬


‫جامعة القدي�س يو�سف (الي�سوعية)‪ :‬بد�أت مهمتها التعليمية باكر ًا في لبنان‬

‫الأه ��ل‪ ،‬وحت ��ى الأه ��ل يكون ��ون �أكثر تجاوب� � ًا مع‬ ‫الإدارة في المدار�س الخا�صة‪ ،‬كما يتف ّوق التعليم‬ ‫الخا� ��ص باللغات الإجنبية (وخ�صو�ص ًا الفرن�سية‬ ‫والإنكليزي ��ة) حي ��ث يهتم به ��ا بينم ��ا تبقى تلك‬ ‫اللغ ��ات �ضعيفة الم�ست ��وى في التعلي ��م الر�سمي‪،‬‬ ‫وتبقى الميزة الأ�سا�سي ��ة للجامعات الخا�صة هي‬ ‫تعاطيه ��ا مع العلوم الحديثة وم ��ع الإخت�صا�صات‬ ‫التي تتنا�سب م ��ع �سوق العمل‪� ،‬أي الإخت�صا�صات‬ ‫العلمي ��ة وقدرته ��ا عل ��ى ت�أمين فر� ��ص العمل بعد‬ ‫التخرج وخ�صو�ص ًا في �أعمال خارج لبنان‪.‬‬ ‫ف ��ي المقاب ��ل ال ت ��زال الجامع ��ات اللبنانية‪ ،‬على‬ ‫مق�صرة‬ ‫الرغم م ��ن تاريخها وجمال �أحرامه ��ا‪ّ ،‬‬ ‫في �أكثر من مج ��ال وال�سيما على �صعيد م�ضمون‬ ‫التعلي ��م و�شكله‪ ،‬وب ��ات العمل عل ��ى �ضمان جودة‬ ‫التعليم العالي ُيعتبر التح ّدي الأكبر الذي تواجهه‬ ‫الم�ؤ�س�س ��ات الجامعي ��ة اللبنانية ك ��ي ت�ستحقّ �أن‬ ‫تكون في القرن الواحد والع�شرين‪.‬‬ ‫ففي ‪ 12‬من حزيران (يونيو) ‪ ،2013‬وبعد �سل�سلة‬ ‫عث ��رات‪� ،‬أق� � ّرت لجن ��ة الإدارة والع ��دل النيابي ��ة‬ ‫م�شروع القانون الوارد الرامي �إلى �إن�شاء "الهيئة‬ ‫اللبناني ��ة ل�ضمان الج ��ودة في التعلي ��م العالي"‪،‬‬ ‫ب�إنتظ ��ار �إق ��راره ب�صيغت ��ه النهائي ��ة ف ��ي الهيئة‬ ‫العامة لمجل�س النواب‪.‬‬ ‫وي�ؤك ��د المدي ��ر الع ��ام للتعلي ��م العال ��ي �أحم ��د‬ ‫الجم ��ال في حدي ��ث �إل ��ى "�أ�سواق الع ��رب" على‬ ‫�إ�ستقاللية الهيئة وما ي�صدر عنها‪ ،‬م�شير ًا �إلى �أن‬ ‫"�إ�شراف الهيئة على مناهج "الجامعة اللبنانية"‬ ‫وبرامجها‪ ،‬هو لت�شجيع الجامعة على ال�سير قدم ًا‬ ‫ف ��ي عملية تقيي ��م مناهجه ��ا ذاتي� � ًا‪ ،‬وتطويرها‪،‬‬ ‫وتقيي ��م الأ�سات ��ذة وتفاعلهم مع الط�ل�اب‪ ،‬و�آلية‬

‫من ور�شات العمل التي نظمتها "مجموعة الأبحاث والتدريب للعمل التنموي"‬

‫ت�صب في‬ ‫�إجراء االمتحان ��ات وغيرها‪ ،‬وجميعها ّ‬ ‫خانة �ضمان الجودة"‪.‬‬ ‫والواقع �أن الهيئة ت�ضطلع في �أهدافها بم�س�ؤوليات‬ ‫ومهم ��ات ت� ��ؤدي �إلى �ضم ��ان الجودة ف ��ي التعليم‬ ‫العالي‪ .‬وتق ��وم بالأعمال والأن�شط ��ة الم�ؤدية �إلى‬ ‫ذل ��ك‪ ،‬ف ��ي م�ؤ�س�سات ه ��ذا التعلي ��م العاملة على‬ ‫الأرا�ضي اللبنانية‪ ،‬وفي برامجها و�أن�شطتها‪.‬‬ ‫وك ��ان �سبق �إقرار هذه الهيئة في ‪ 26‬كانون الثاني‬ ‫(يناي ��ر) ‪ 2012‬لإطالق م�ش ��روع جديد في �إطار‬ ‫برنامج "تامبو� ��س" المم ّول من الإتحاد الأوروبي‬ ‫يحم ��ل عن ��وان "نح ��و الهيئ ��ة اللبناني ��ة ل�ضم ��ان‬ ‫الج ��ودة" برعاية وزي ��ر التربية والتعلي ��م العالي‬ ‫ال�ساب ��ق ح�س ��ان دي ��اب ورئي�س ��ة بعث ��ة االتح ��اد‬ ‫الأوروبي في لبن ��ان ال�سفيرة �أنجلينا �أيخهور�ست‬ ‫وح�ضورهما وذلك في حرم جامعة البلمند‪.‬‬ ‫ويو�ض ��ح الدكتور عارف ال�صوف ��ي‪ ،‬من�سق برامج‬ ‫ّ‬ ‫"تامبو�س"‪� ،‬أن الهدف الأول المبا�شر الذي و�ضع‬ ‫ف ��ي العام ‪ 2002‬للبرنام ��ج ي�سير على قدم و�ساق‬

‫عمر طرابل�سي‪" :‬ت� ّأكد لنا‬ ‫بالأرقام �أن الدولة قد لزّ مت قطاعي‬ ‫ال�صحة والتعليم للقطاع الخا�ص‬ ‫�أي للطوائف"‪ ،‬الفت ًا �إلى �أن "القطاع‬ ‫الخا�ص في لبنان ال يعني ال�شركات‬ ‫الر�أ�سمالية بل الطوائف"‬

‫في تطوير م�ؤ�س�سات التعلي ��م العالي‪ ،‬والمناهج‪،‬‬ ‫والهيكليات‪ ،‬ودعم ح ��راك الطالب والأ�ساتذة"‪،‬‬ ‫الفت ًا �إل ��ى �أن "العمل �إن�صب عل ��ى تطوير مناهج‬ ‫التعليم ف ��ي الم�ؤ�س�سات الم�شارك ��ة في البرنامج‬ ‫من ‪ 27‬دولة ومنها لبنان"‪.‬‬ ‫وف ��ي الوقت ال ��ذي تب ��دو وزارة التربي ��ة والتعليم‬ ‫العال ��ي حري�صة على الإرتقاء في م�ستوى الجودة‬ ‫ف ��ي التعليم ال �سيم ��ا العالي منه يق ��ول ال�صوفي‬ ‫�أن "الدعم يكون ف ��ي توفير التجهيزات او �إعداد‬ ‫البرام ��ج �أو بم�شارك ��ة خبراء �إوروبيي ��ن في بناء‬ ‫م�ش ��روع ترب ��وي �أو تفعي ��ل تب ��ادل اال�سات ��ذة بين‬ ‫الجانبين"‪.‬‬ ‫ب ��دوره ي�ش ّدد عميد كلي ��ة الهند�سة ف ��ي الجامعة‬ ‫اللبناني ��ة‪ ،‬الدكتور رفيق يون�س‪ ،‬عل ��ى �أن "جميع‬ ‫م�ؤ�س�س ��ات التعلي ��م العالي في لبن ��ان باتت لديها‬ ‫وحدة ل�ضم ��ان الجودة الداخل ��ي والتقييم‪ ،‬منها‬ ‫من تقدم كثير ًا ومنها قيد الإنجاز‪ .‬حتى �أن بع�ض ًا‬ ‫منه ��ا ح�صلت على �إعتماد عالمي وقامت بجميع‬ ‫م�سارات �ضمان الجودة الذاتي والخارجي"‪.‬‬ ‫وف ��ي ظ ��ل الفو�ض ��ى" الجامعي ��ة" الحا�صلة ينبه‬ ‫الجمال الأهالي والطالب �إلى خطورة الإعالنات‬ ‫الت ��ي تن�ش ��ر ف ��ي و�سائ ��ل التوا�ص ��ل الإجتماعي ��ة‬ ‫وغيره ��ا في مطل ��ع كل عام درا�س ��ي‪� ،‬إ�ضافة �إلى‬ ‫�سات‬ ‫الإعالن ��ات والالفت ��ات الإعالنية ع ��ن م� ّؤ�س ٍ‬ ‫للتعلي ��م العالي وجامعات داخ ��ل لبنان وخارجه‪،‬‬ ‫�ات مختلف ��ة‪ ،‬وبع�ضه ��ا غي ��ر‬ ‫تُد ّر� ��س اخت�صا�ص � ٍ‬ ‫معت ��رف به م ��ن ال ��وزارة‪ .‬مك ��رر ًا تنبي ��ه الطلبة‬ ‫و�أهاليه ��م �إل ��ى �ض ��رورة الإ�ستع�ل�ام ع ��ن ه ��ذه‬ ‫الم�ؤ�س�س ��ات و�إعت ��راف �سلطات البل ��د والهيئات‬ ‫الدولية ذات ال�صلة بها‪.‬‬ ‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪85‬‬


‫تحقيق العدد‬

‫مبنى وزارة التربية في الأون�سكو‪ :‬مهمتها �صعبة ولي�ست م�ستحيلة‬

‫الم�سلم ��ات الطبيعي ��ة �أن المعاه ��د الخا�صة هي‬ ‫مبدئي� � ًا ذات طاب ��ع تج ��اري تح ��اول قدرالإمكان‬ ‫تحقي ��ق الرب ��ح عب ��ر نم ��ط تج ��اري‪ ،‬والم�شكل ��ة‬ ‫�أن هن ��اك معاه ��د تقني ��ة تب ��د�أ عملها ف ��ي �إطار‬ ‫التعليم المهني وم ��ن ثم تعمل من �أجل الح�صول‬ ‫عل ��ى ترخي�ص لبع� ��ض الإخت�صا�ص ��ات‪ ،‬وبالتالي‬ ‫تنتق ��ل بالت�صنيف من معهد ال ��ى جامعة‪ ،‬وتعلن‬ ‫ب� ��أن جمي ��ع �إخت�صا�صاته ��ا معترف به ��ا‪ ،‬وتكون‬ ‫ق ��د ح�صلت عل ��ى الترخي� ��ص لإخت�صا�ص واحد‬ ‫فقط ولكنه ��ا تتذرع بالت�أخير ف ��ي الح�صول على‬ ‫الترخي�ص للإخت�صا�ص ��ات الأخرى‪ ،‬وربما ينهي‬ ‫الطال ��ب درا�ست ��ه م ��ن دون �أن تك ��ون جامعته قد‬ ‫ح�صلت على التراخي�ص المطلوبة"‪.‬‬ ‫وهن ��ا يك ��ون الطال ��ب ق ��د وقع ف ��ي �شب ��اك تلك‬ ‫الجامع ��ات "الدكاكين" التي ته ��دف الى الربح‪،‬‬ ‫وهناك طرق �أخرى عبر عقد �شراكة ومعاهدة مع‬ ‫جامع ��ة دولية في الخارج معترف ب�إخت�صا�صاتها‬ ‫وت�أتي �شه ��ادة التخرج م ��ن الجامع ��ات الدولية‪.‬‬ ‫وقد �شهدنا الكثير من الأمورالم�شابهة و�شهادات‬ ‫التخ ��رج من الخ ��ارج رغ ��م �أن الدرا�سة تكون قد‬ ‫ح�صلت في جامعة خا�صة في لبنان‪.‬‬ ‫ووفق الدرا�س ��ة التي قامت بها مجموعة الأبحاث‬ ‫والتدري ��ب للعم ��ل التنم ��وي ف�إن ��ه ف ��ي الحال ��ة‬ ‫"ال ُم�سلم ��ة"‪ ،‬ي�صب ��ح القطاع بي ��ن يدي جمعيات‬ ‫ذات هوية طائفية‪ .‬بهذا المعنى‪ ،‬ي�صبح لإزدهار‬ ‫وتكاث ��ر المدار� ��س والجامع ��ات "الم�سلم ��ة" �إذا‬ ‫�صح التعبير‪ ،‬ه ��دف �أ�سا�سي هو خلق التوازن مع‬ ‫ّ‬ ‫الإر�ساليات الم�سيحية‪.‬‬ ‫وعل ��ى الرغ ��م م ��ن �أن الم�ؤ�س�س ��ات التعليمي ��ة‬ ‫التابعة للإر�ساليات تحت�ض ��ن م�سلمين �أي�ض ًا‪� ،‬إال‬

‫‪84‬‬

‫العدد ‪ - 18‬ني�سان (�أبريل) ‪٢٠١4 -‬‬

‫الجامعة الأميركية في بيروت‪ :‬موازنتها ‪ 300‬مليون دوالر‬

‫�أن مفه ��وم المواطن ��ة يظ ��ل غائب� � ًا‪ ،‬لأن التمييز‪،‬‬ ‫ف ��ي المنح مث�ل� ًا‪ ،‬يظ ��ل قائم ًا لكنه �أم ��ر محظور‬ ‫(‪ )Taboo‬م�سكوت عنه‪.‬‬ ‫وبالإ�ضافة �إلى نوع الثقافة والتربية التي ي�ستم ّدها‬ ‫الطالب‪ ،‬والتي تكون في معظم الوقت ذات �صبغة‬ ‫طائفية‪ ،‬يبدو �أن �إدارات هذه الجامعات هي‪ ،‬في‬ ‫النهاية‪ ،‬هيئات دينية‪ ،‬بح�سب طرابل�سي‪.‬‬ ‫كما وتظ� � ّل �إعتب ��ارات تلك الم�ؤ�س�س ��ات مرتبطة‬ ‫بخدمة الطائفة‪ ،‬وب�إفتت ��اح الفروع في مناطقها‪،‬‬ ‫وف ��ي ج ��ذب �شبابها ب ��دل �أن يتوجه ��وا للإلتحاق‬ ‫بجامع ��ات تابع ��ة لطوائ ��ف �أخ ��رى‪ ،‬وبتمري ��ر‬ ‫الر�سائ ��ل غي ��ر العلماني ��ة للط�ل�اب‪ .‬ك ��ل ه ��ذه‬ ‫الإعتب ��ارات تتناق� ��ض م ��ع مفه ��وم المواطني ��ة‪.‬‬ ‫ُح�سب للم�ؤ�س�سات الخا�صة‬ ‫ولكن مي ��زة �أ�سا�سية ت َ‬ ‫الطائفي ��ة‪ :‬م�ستواه ��ا التعليم ��ي العال ��ي‪ .‬فه ��ي‬ ‫م�ؤ�س�سات يقوم مدخوله ��ا �أ�سا�س ًا على التبرعات‬ ‫والهبات‪ ،‬ولي�س فقط على الأق�ساط‪ .‬مثال ب�سيط‬ ‫على ذلك‪ :‬تتم ّت ��ع الجامعة الأميركية في بيروت‪،‬‬

‫�أحمد الجمال‪" :‬هناك ‪ 40‬م�ؤ�س�سة‬ ‫جامعية ّ‬ ‫مرخ�صة تعمل (‪ 29‬جامعة‬ ‫و‪ 11‬معهد ًا جامعي ًا في القطاع الخا�ص)‬ ‫و‪ 5‬م�ؤ�س�سات ال تعمل حالي َا‪ ،‬منها لم‬ ‫تتقدم بطلب الإذن بالمبا�شرة‪ ،‬ومنها ما‬ ‫تقدمت ولم تح�صل على هذا الإذن"‬

‫التابعة لجامعة والية نيويورك الأميركية بموازنة‬ ‫‪ 300‬ملي ��ون دوالر‪ ،‬و�صن ��دوق هب ��ات جامع ��ي‬ ‫ب‪ 500‬مليون دوالر‪ ،‬وتحت�ضن ‪ 7000‬طالب‪ .‬ثلث‬ ‫الموازنة ذاتها‪ ،‬في الجامع ��ة الوطنية الر�سمية‪،‬‬ ‫َخدم لم�صلحة ‪� 100‬ألف طالب!‬ ‫تُ�ست َ‬ ‫ومع تع ّم ��ق الأزمة التربوية المتمثلة ب"الدكاكين‬ ‫المزده ��رة" ال ب ّد �أن نتوقف عند بدايات ت�أ�سي�س‬ ‫التعليم الجامعي في لبنان التي كانت مع الجامعة‬ ‫الأميركي ��ة �سنة ‪ ،1866‬وجامع ��ة القدي�س يو�سف‬ ‫والمعهد العالي للحق ��وق (الحكمة) �سنة ‪،1875‬‬ ‫ث ��م توالى �إن�شاء م�ؤ�س�س ��ات التعليم العالي‪ ،‬بينها‬ ‫الجامع ��ة اللبنانية �سن ��ة ‪ ،1953‬حتى بلغ عددها‬ ‫�أربعين م�ؤ�س�سة معترف بها من الدولة‪.‬‬ ‫ت�سجل في القطاع الجامعي‬ ‫وفي لغة الأرقام فقد ّ‬ ‫الر�سم ��ي والخا� ��ص‪ ،‬نحو ‪� 190‬أل ��ف طالب للعام‬ ‫م�سج�ل� ًا بذلك �إرتفاع ًا‬ ‫الدرا�سي ‪ّ ،2014/2013‬‬ ‫ً‬ ‫ب ��ارز ًا‪ ،‬بعدما كان الع ��دد قراب ��ة ‪� 140‬ألفا العام‬ ‫‪ ،2005‬وت�ض ��م الجامع ��ة اللبنانية نح ��و ‪� 70‬ألف ًا‪،‬‬ ‫�أكث ��ر من ‪ 90‬في المئة منه ��م لبنانيون‪ ،‬يتاح لهم‬ ‫جميع� � ًا �أن ينخرط ��وا ف ��ي نح ��و ‪ 170‬اخت�صا�ص ًا‬ ‫على م�ستوي ��ي الإجازة والماج�ستي ��ر‪� .‬أما �شهادة‬ ‫الدكتوراه فهي تتوافر ف ��ي لبنان للإخت�صا�صات‬ ‫الأدبي ��ة والإن�سانية والحقوق والعل ��وم ال�سيا�سية‪،‬‬ ‫وتق� � ّل ف ��ي الهند�س ��ة وتخ � ّ�ف كثي ��ر ًا ف ��ي العلوم‬ ‫التطبيقية‪.‬‬ ‫ومما ال �شك فيه �أن المدار�س والجامعات الخا�صة‬ ‫تهت ��م بالتعليم ف ��ي وجه �آخر‪ .‬فه ��ذه لديها جميع‬ ‫الم�ستلزمات‪ ،‬ولديها زبائن تعنى بت�أمين و�ضمان‬ ‫حاجاته ��م‪ ،‬م ��ن �أب�س ��ط المتطلبات ال ��ى التعليم‬ ‫العال ��ي‪ ،‬وتق ��وم الإدارة من جهته ��ا بالتن�سيق مع‬


‫تحقيق العدد‬

‫�أحمد الجمال‪" :‬الهيئة اللبنانية‬ ‫ل�ضمان الجودة في التعليم العالي"‬

‫ويجدد الجمال ت�أكيده على �أنّ برامج التعليم عن‬ ‫بع ��د والتعلي ��م الإلكتروني‪ ،‬غير معت ��رف بها في‬ ‫لبنان بموج ��ب الأنظمة المرعية الإجراء‪ ،‬مذكر ًا‬ ‫ب�أن المعلومات عن الجامعات القانونية في لبنان‬ ‫والبرام ��ج المرخّ �صة فيه ��ا متواف ��رة على موقع‬ ‫المديرية العامة للتعليم العالي‪:‬‬ ‫‪.www.higher-edu.gov.lb‬‬ ‫ويك�شف الجمال على �صعيد التراخي�ص المعطاة‬ ‫لم�ؤ�س�سات التعليم الجامعي �أن هناك ‪ 40‬م�ؤ�س�سة‬ ‫تعم ��ل (‪ 29‬جامعة و‪ 11‬معهد ًا جامعي ًا في القطاع‬ ‫الخا� ��ص) و‪ 5‬م�ؤ�س�س ��ات ال تعم ��ل حالي� � ًا‪ ،‬منها‬ ‫ل ��م تتق ��دم بطل ��ب الإذن بالمبا�ش ��رة‪ ،‬ومنها ما‬ ‫تقدمت ول ��م تح�صل على هذا الإذن‪ .‬نافي ًا وجود‬ ‫م�ؤ�س�س ��ات جامعي ��ة قائم ��ة غي ��ر مرخّ �ص ��ة على‬ ‫االرا�ضي اللبنانية بمعنى �أنها تد ّر�س‪" ،‬لأنه ومنذ‬ ‫الع ��ام ‪ 2004‬قمنا ب�إقفال جميع الم�ؤ�س�سات غير‬ ‫المرخّ �صة"‪.‬‬ ‫والالف ��ت �أن الخريجي ��ن الجامعيين ف ��ي لبنان‪،‬‬ ‫ومن بينهم ‪� 15‬ألف ًا من الجامعة اللبنانية وحدها‪،‬‬ ‫م�ضطرون‪ ،‬للأ�سف‪ ،‬لخو�ض غمار �أ�سواق العمل‪،‬‬ ‫والبح ��ث عن وظائ ��ف داخ ��ل لبن ��ان �أو خارجه‪،‬‬ ‫ب�سع � ّ�ي �شخ�صي‪ ،‬م ��ن دون �أي توجيه �أو م�ساعدة‬ ‫ر�سمي ��ة م ��ن الم�ؤ�س�س ��ات المعنية ف ��ي لبنان‪ ،‬ما‬ ‫ي�سه ��م‪� ،‬إلى ح� � ّد بعيد‪ ،‬ف ��ي رفع ن�سب ��ة البطالة‪،‬‬ ‫وف ��ي هجرة ق�سم كبير من ال�شب ��اب اللبناني �إلى‬ ‫الخارج‪.‬‬ ‫وال�س� ��ؤال هل ال يزال هناك فر�ص ��ة للحديث عن‬ ‫" خارط ��ة طري ��ق تربوية " التي ال يمكن التنكر‬ ‫لأهميتها الوطنية الكب ��رى لما لها من �إنعكا�سات‬ ‫على الم�ستوى التربوي والم�ستقبلي للطالب وحتى‬ ‫على الإقت�صاد الوطني؟‬

‫رفيق يون�س‪ :‬جميع م�ؤ�س�سات التعليم العالي في لبنان‬ ‫باتت لديها وحدة ل�ضمان الجودة الداخلي والتقييم‬

‫تفيد الدرا�سة التي قامت بها مجموعة‬ ‫الأبحاث والتدريب للعمل التنموي �أنه‬ ‫في الحالة "ال ُم�سلمة"‪ ،‬ي�صبح القطاع‬ ‫بين يدي جمعيات ذات هوية طائفية‪.‬‬ ‫وي�صبح لإزدهار وتكاثر المدار�س‬ ‫�صح التعبير‪،‬‬ ‫والجامعات "ال ُم�سلمة" �إذا ّ‬ ‫هدف �أ�سا�سي هو خلق التوازن مع‬ ‫الإر�ساليات الم�سيحية‬

‫الكتاب ال�صادر عن ‪tampos‬‬

‫عارف ال�صوفي‪ :‬الدعم يكون في توفير التجهيزات‬ ‫او �إعداد البرامج �أو بم�شاركة خبراء �إوروبيين‬

‫خال�ص ��ة درا�س ��ة مجموع ��ة الأبح ��اث والتدريب‬ ‫للعم ��ل التنم ��وي تفيد ب� ��أن في لبن ��ان ‪ 40‬جامعة‬ ‫خا�صة طوائفية‪ 13 .‬منها تابعة للطائفة الم�سلمة‪،‬‬ ‫يلتح ��ق فيه ��ا ‪ 33,472‬طالب ًا وطالب ��ة‪ ،‬في مقابل‬ ‫‪ 27‬جامعة تابع ��ة للطائفة الم�سيحي ��ة يلتحق بها‬ ‫‪ 45,592‬طالب ًا‪ .‬ن�سبة الجامعات التابعة للطائفة‬ ‫الم�سلمة تبلغ ‪ %32.5‬من العدد الكلي للجامعات‬ ‫الطوائفي ��ة‪ ،‬فيما ن�سبة ع ��دد الطالب فيها ت�صل‬ ‫�إلى ‪ ،%42.3‬ما ي � ّ‬ ‫�دل على قدرة ا�ستيعابية عالية‬ ‫لديها‪.‬‬ ‫وبينم ��ا تمتل ��ك الطائف ��ة ال�سني ��ة الع ��دد الأكبر‬ ‫من الجامع ��ات �ضمن الطوائ ��ف الم�سلمة‪ ،‬حيث‬ ‫يتب ��ع لم�ؤ�س�ساته ��ا ‪ 12‬جامع ��ة في مقاب ��ل جامعة‬ ‫واحدة للطائف ��ة ال�شيعية‪ ،‬فيما ال تمتلك الطائفة‬ ‫الدرزية �أي جامعة‪ ،‬وتعتبر الطائفة المارونية من‬ ‫الطوائف التي تمتلك العدد الأكبر من الجامعات‬ ‫�ضم ��ن الطوائ ��ف الم�سيحي ��ة‪� ،‬إذ يبل ��غ عدده ��ا‬ ‫‪ 14‬جامع ��ة‪� ،‬أي م ��ا ن�سبته ‪ %58‬م ��ن العدد الكلي‬ ‫للجامعات التابعة للطائفة الم�سيحية‪.‬‬ ‫وفيم ��ا تظ ��ل الجامع ��ات الطوائفي ��ة �أرح ��م م ��ن‬ ‫الدكاكي ��ن الت ��ي افتتحت �أخي ��ر ًا‪ ،‬يبق ��ى التعليم‬ ‫الر�سم ��ي والحكوم ��ي هو المطل ��ب الأ�سا�س‪ ،‬لأنه‬ ‫الوحي ��د ال ��ذي ي�ضم ��ن المواطني ��ة الحق ��ة وحق‬ ‫التعلم للجميع‪.‬‬ ‫وف ��ي الخال�ص ��ة يمك ��ن الق ��ول �أن ع ��دم تطبي ��ق‬ ‫القان ��ون ي ّدم ��ر م�ستقب ��ل الأجيال ويه ��در المال‬ ‫العام وي�ضر ب�سمع ��ة التعليم اللبناني‪ ،‬وهذا �أكثر‬ ‫م ��ن �ض ��رر الم�ؤ�س�س ��ات‪ .‬فال�ض ��رر الأخير يمكن‬ ‫�إ�صالحه الحق ًا‪ ،‬لكن يبق ��ى ال�س�ؤال الأكبر‪ ،‬كيف‬ ‫ن�صل ��ح �أو�ض ��اع حملة بع� ��ض ال�شه ��ادات عندما‬ ‫يكت�شفون �أن �شهاداتهم بال قيمة؟‬ ‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪87‬‬


Lody Saliby

Haute Couture

Wedding dresses, Evening clothes, Selling or Renting, Pret-a- Porter, Accessories

Christ Le Rois Center, 8th Floor, Adonis Road, Zouk Mossbeh, Lebanon Tel: 00961 – (0) 9221643 , Email: lodysaliby@hotmail.com, Web: www.lodysaliby.com


‫بقلم ميرنا زخر ّيا*‬

‫المنبر الإجتماعي‬

‫الحرية‬ ‫ّ‬ ‫هي مسؤولية‬ ‫ب�سب ��ب ُ�ضع ��ف روح الم�س�ؤولي ��ة‬ ‫يمي ��ل البع� ��ض �إلى تحوي ��ر معنى‬ ‫الحر ّي ��ة‪ .‬حريت ��ي تنته ��ي عندما تب ��د�أ حر ّية‬ ‫غي ��ري‪ ،‬كالم ي ��ا �س�ل�ام‪ ،‬لك ��ن كي ��ف ل ��ي �أن ال‬ ‫�أتع� �دّى عل ��ى م�ساح ��ة حر ّي ��ة غي ��ري �إذا كنت‬ ‫�أ�ص�ل ً�ا ال �أعت ��رف بوج ��ود حج � ٍ�م لغي ��ري؟‬ ‫الحر ّي ��ة ال تعن ��ي �أن �أفع ��ل م ��ا �أري ��د‪ ،‬و�إال‬ ‫�أ�صبح ��ت كمن ي�شه ��د زوراً فيق ��ول �أن ال �إله؛‬ ‫�إنم ��ا الحر ّي ��ة الحقيقي ��ة ت�ضبطه ��ا المعايير‬ ‫القانوني ��ة وح� � ّ�س الم�س�ؤولي ��ة لت�ستوف ��ي‬ ‫عندئ ��ذ ال�شروط الطبيعي ��ة‪ ،‬فيكتمل مغزاها‬ ‫وت�صبح كمن ي�شهد �أن ال �إله �إال اهلل‪.‬‬ ‫ُت ��رى‪ ،‬ه ��ل الإن�سان ُيعتب ��ر ُحراً لأن ��ه م�س�ؤول‬ ‫ع ��ن خيارات ��ه؟ �أ ْم هو ُيعتبر م�س� ��ؤو ًال لأنه ُحر‬ ‫في خياراته؟ �إذ من دون الحر ّية ت�سقط �صفة‬ ‫الم�س�ؤولية‪ .‬و�إذا م ��ا �سلخنا مبد�أ الم�س�ؤولية‬ ‫ع ��ن �ش ��رط الحر ّي ��ة‪ ،‬فه ��ل ن�ؤك ��د �ساعتئ ��ذ‬ ‫غاب في‬ ‫عل ��ى �أن �ضميرنا ه ��و �ضمي ٌر غائ � ٌ�ب‪َ ،‬‬ ‫م�ساح ��ة الحر ّي ��ة ب�ل�ا الم�س�ؤولي ��ة؟ �ألي� � َ�س‬ ‫ت�أني ��ب ال�ضمير ه ��و ب�سبب فع ��ل حر ّية غابت‬ ‫عن ��ه الم�س�ؤولي ��ة؟ �إذن‪ ،‬وم ��ن دون الغو� ��ص‬ ‫ف ��ي القوانين والد�ساتير ف� ��إن القرارات التي‬ ‫�أخذناه ��ا "البارح ��ة" ب�إ�س ��م الحر ّي ��ة‪ ،‬قادتن ��ا‬ ‫"الي ��وم" �إل ��ى و�ضعن ��ا الحال ��ي‪ ،‬و�سوف نكون‬ ‫م�س�ؤولي ��ن "غ ��داً" ع ��ن نتائ ��ج قراراتنا التي‬ ‫�سنلم�سها م�ستقب ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫وللت�أكيد على �أن الحر ّية هي م�س�ؤولية‪،‬ال ُب ّد‬ ‫من �أن ُنلقي نظرة على حتمية ُوجود �أو غياب‬ ‫الم�س�ؤولية في مجاالت الحر ّيات التالية‪:‬‬ ‫‪ .1‬حر ّي ��ة ال ��ر�أي‪ :‬ب�إ�س ��م الحر ّي ��ة‪ ،‬ن�ستم ��ع‬ ‫يومي� �اً خ�ل�ال الجل�سات كافة عل ��ى �آراء ت�ش ّوه‬ ‫منظومت ��ي ال�سِ لم والتعاي�ش‪ ،‬فحر ّية التعبير‬ ‫ع ��ن ال ��ر�أي ال�شخ�ص ��ي ه ��ي م ��ن الحري ��ات‬ ‫العام ��ة‪ .‬ف ��ي حي ��ن �أن ميثاق حق ��وق الإن�سان‬ ‫ُي�ش� � ّكل مرجع� �اً �أخالقي� �اً‪ ،‬وعلي ��ه‪ ،‬ف� ��إن حر ّية‬

‫التعبي ��ر الت ��ي نطم ��ح �إليها هي تل ��ك الحر ّية‬ ‫الواع ��دة والواعية الت ��ي ال تع ّر�ض الم�صلحة‬ ‫العامة للخطر ب�سبب الت�صريحات الخا�صة‪.‬‬ ‫‪ .2‬حر ّي ��ة القانون‪ :‬على �إمت ��داد التاريخ‪ ،‬كان‬ ‫هن ��اك ج ��زء ثاب ��ت ف ��ي مب ��د�أ الحر ّي ��ة وج ��زء‬ ‫ثانٍ ترع ��اه القوانين للح ّد من �أعمال النفاق‬ ‫والإك ��راه م ��ا يعن ��ي �أن ��ه لي� ��س هن ��اك حر ّي ��ة‬ ‫ُمطلق ��ة من غي ��ر قي ��ود و�إال ع َّم ��ت الفو�ضى‪،‬‬ ‫م ��ن هن ��ا �ض ��رورة �أن نعت ��رف بالحري ��ات‬ ‫الطبيعي ��ة كحر ّي ��ة التفكي ��ر وه ��ي ج ��زء م ��ن‬ ‫جوه ��ر الإن�س ��ان‪ ،‬ث ��م بالحري ��ات القانوني ��ة‬ ‫الم�شروطة كحر ّية الإقتراع في �سنّ محدّدة‪.‬‬ ‫‪ .3‬حر ّي ��ة الإعالم‪ :‬عاد ًة ما يعك�س الإعالم ما‬ ‫يدور في المجتمع‪ ،‬لذا ال ُتحجب المعلومات‬ ‫عُموم� �اً ع ��ن الإعالميين‪ ،‬لك ��ن بال ُمقابل في‬ ‫ح ��ال ن�ش ��ر �صحاف ��ي معلوم ��ة خاطئ ��ة تب ��د�أ‬ ‫الجه ��ات المعني ��ة ب ُمحا�سبت ��ه‪ ،‬ل ��ذا تقع عليه‬ ‫م�س�ؤولي ��ة �أن ي ��زن كالم ��ه بمي ��زان من ذهب‬ ‫لما في ��ه من ت�أثير جامع لدرجة القدرة على‬ ‫�إ�شع ��ال ن ��ار الفتن ��ة‪ ،‬م ��ا ق ��د ي� ��ؤدي �إل ��ى ما ال‬ ‫ُتحمد عقباه ب�سبب ال�شعارات ال ُم�ض ّللة‪.‬‬ ‫‪ .4‬حريّة ال ُمعتقد‪ :‬في منظومة حقوق الإن�سان‪،‬‬ ‫المق�صود م ��ن ذلك هو حريّة الفرد في �إعتناق‬ ‫م ��ا ي�شاء م ��ن مُعتقدات مذهبي ��ة وطائفية‪� ،‬أما‬ ‫بالن�سبة �إلى ممار�سة ال�شعائر الدينية فنلحظ‬ ‫�ضواب ��ط ع� �دّة‪ .‬و�إن تك ��ن كاف ��ة الكت ��ب الدينية‬ ‫ق ��د تحدث ��ت ع ��ن الحريّة‪� ،‬إنم ��ا يبق ��ى الإن�سان‬ ‫الالم�س� ��ؤول ذو الحر ّي ��ة الالمح ��دودة‪� ،‬إن�سان� �اً‬ ‫م�شل ��ول الإن�ساني ��ة والوطنية‪ ،‬وهذا ما ال تقبل‬ ‫به الأديان ال�سموية‪.‬‬ ‫‪ .5‬حر ّي ��ة �إقت�صادي ��ة‪ :‬حي ��ث الت�أكي ��د على �أن‬ ‫النظ ��ام الإقت�ص ��ادي الأمث ��ل ه ��و ذاك ال ��ذي‬ ‫يحم ��ي حر ّي ��ة المب ��ادرات الفردي ��ة‪ ،‬م ��ا يعني‬ ‫الحر ّي ��ة لناحي ��ة �إنت ��اج ال�سِ ل ��ع والخدم ��ات‬ ‫و�إ�ستهالكه ��ا والمتاج ��رة به ��ا‪� ،‬شريط ��ة ع ��دم‬

‫�إ�ستخ ��دام ال�سرق ��ة والإحتي ��ال والق� � ّوة؛‬ ‫فه ��ذه الحر ّي ��ة ه ��ي نت ��اج لعملي ��ة التفاع ��ل‬ ‫الإن�سان ��ي‪ -‬الم ��ادي والت ��ي �ستك ��ون �أول ��ى‬ ‫�إنجازاتها وم�س�ؤولياتها �أن تق�ضي على الفقر‬ ‫والبطالة‪.‬‬ ‫‪ .6‬حر ّي ��ة �سيا�سي ��ة‪� :‬إنه ��ا ج ��زء ال يتج ��ز�أ من‬ ‫الحر ّي ��ة الإجتماعي ��ة‪ ،‬وهي ال تتج ّل ��ى � اّإل في‬ ‫المجتمع ��ات التي تتوفر فيه ��ا درج ًة مقبول ًة‬ ‫م ��ن الإ�ستق ��رار الأمن ��ي والوع ��ي التقاف ��ي‬ ‫والكفاي ��ة الإقت�صادي ��ة؛ فف ��ي ح ��ال ل ��م تك ��ن‬ ‫ه ��ذه المعطيات الثالثة م ��ن �ضمن الثوابت‪،‬‬ ‫عنده ��ا ال يمكنن ��ا ال ��كالم ع ��ن ُوج ��ود حر ّي ��ة‬ ‫ال�سلطة الحاكمة ُينظر �إليها‬ ‫�سيا�سية‪� ،‬أكانت ُ‬ ‫ُ‬ ‫ب�أنها خي ٌر ال غنى عنه �أو �ش ٌر ال ب َّد منهُ‪.‬‬ ‫عن ��د التع ّم ��ق بكاف ��ة الحري ��ات الت ��ي �سب ��ق‬ ‫ذكرها‪� ،‬سوف يتب ّين لأي باحثٍ ب�أنها جميعها‬ ‫واف‬ ‫ال يمك ��ن تطبيقه ��ا م ��ن دون �إيالء ح ّي� � ٍز ٍ‬ ‫لعام ��ل الم�س�ؤولية‪ ،‬و� اّإل �سوف ت ُعم الفو�ضى؛‬ ‫فتتطاي ��ر �أحالم الحر ّية‪ ،‬وي�ستفيق ال ُمواطن‬ ‫على كابو�س الت�صرفات الإ�ستبدادية‪.‬‬ ‫الحي ��اة الكريم ��ة للمواطني ��ن والمواطن ��ات‬ ‫التق ��و ُم وال ت�ستقي� � ُم �إال بالحر ّي ��ة‪ .‬لكن بقدر‬ ‫م ��ا يك ��ون المواط ��ن ُح ��راً‪ ،‬بق ��در م ��ا ي�صب ��ح‬ ‫م�س� ��ؤو ًال‪ .‬م ّم ��ا ي�ؤك ��د �أن ��ه ال يمكنن ��ا ممار�سة‬ ‫الحر ّي ��ة الحقيقي ��ة �إال م ��ن منطل ��ق تح ّم ��ل‬ ‫الم�س�ؤولي ��ة الفعلي ��ة‪ .‬فالم�س�ؤولي ��ة هي مثل‬ ‫النوت ��ة الت ��ي ت�ضب ��ط �إيق ��اع الحر ّي ��ة‪ .‬عل ��ى‬ ‫كلٍ ‪� ،‬أال ُتثب ��ت الم�س�ؤولي ��ة ب� ��أن الإن�س ��ان ه ��و‬ ‫الكائن الوحيد الذي يملك العقل الم�س�ؤول؟‬ ‫وبالتال ��ي‪� ،‬ألي�س تقلي ً‬ ‫ال من �ش�أن الب�شر حين‬ ‫نعتبرهم غير م�س�ؤولين؟ يا لها من جدلية‪..‬‬ ‫بع ��د كل ما تقدّم م ��ن ت�سا�ؤالت عن الحريات‪،‬‬ ‫يبق ��ى �س ��و�أل جدل ��ي �أخي ��ر‪� :‬أيمك ��ن �أن تكون‬ ‫الحر ّي ��ة َوهماً؟ �أنتوَهّ م �أنن ��ا �أحرار مُخ َّيرون‪،‬‬ ‫في حين �أننا م�س�ؤولون مُ�س َّيرون؟!‬

‫* متخ�ص�صة في علم النف�س وعلم التنمية الب�شر ّية وحائزة على ماجي�ستير في العلمين‬

‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪89‬‬


‫‪SOL‬‬

‫‪Residence DEL‬‬

‫ريزيدن�س دل �سول‬ ‫شقق مفروشة لإليجار‬ ‫من مختلف األحجام‬ ‫شتاء‬ ‫إقامة مريحة صيفًا‬ ‫ً‬

‫موقع رائع على مشارف بيروت‬ ‫ومطل من األعالي على مناظر خالبة‬

‫عني �سعادة ‪ -‬لبنان‬

‫‪Tel: +961 4 872202‬‬


‫والإجتماعي ��ة وبب�ساط ��ة ل ��م يتط ��ور ب�شك ��ل متزام ��ن‬ ‫ومتعاون‪.‬‬ ‫تقري ��ر المنتدى الإقت�ص ��ادي العالمي للعام ‪ 2013‬عن‬ ‫الفج ��وة بين الجن�سين‪ ،‬ال ��ذي ي�ص ِّنف قدرة ‪ 136‬دولة‬ ‫عل ��ى �سد الفجوات بي ��ن الجن�سين ف ��ي �أربعة مجاالت‬ ‫(ال�سيا�سة والإقت�ص ��اد والتعليم وال�صحة)‪ُ ،‬يبرز هذا‬ ‫التف ��اوت الالف ��ت‪ .‬وفق ًا للتقرير‪ ،‬في حي ��ن �أن الفجوة‬ ‫بي ��ن الجن�سين قد �ضاقت ف ��ي دول الخليج العربي في‬ ‫التح�صي ��ل العلمي على قدم الم�ساواة مع الدول الأكثر‬ ‫تط ��ور ًا ف ��ي العالم‪ ،‬فهي تحت ��ل مرتبة بي ��ن الأ�سو�أ في‬ ‫العالم عل ��ى الئحة قيا�س �إدراج الم ��ر�أة في المجاالت‬ ‫الإقت�صادية وال�سيا�سية‪.‬‬ ‫وهن ��ا بع� ��ض الأرق ��ام‪ :‬الإم ��ارات العربي ��ة المتح ��دة‬ ‫�إحت ّل ��ت المرتب ��ة ‪ 109‬في مجم ��ل المعايير م ��ن �أ�صل‬ ‫‪ 136‬بل ��د ًا‪ ،‬وف ��ي المرتب ��ة الأولى من حي ��ث التح�صيل‬ ‫العلمي للإناث‪ ،‬ولك ��ن درجتها في الم�شاركة والفر�ص‬ ‫الإقت�صادي ��ة كئيبة �إذ تبلغ ‪� ،122‬أما من حيث التمكين‬ ‫ال�سيا�س ��ي ف�إحتل ��ت المرتب ��ة ‪ .81‬هذا يعن ��ي �أنه على‬ ‫الرغ ��م م ��ن �أن دول ��ة الإم ��ارات �أغلقت تمام� � ًا تقريب ًا‬ ‫الفجوة بي ��ن الجن�سين بالن�سبة �إلى التح�صيل العلمي‪،‬‬ ‫ال ت ��زال الن�ساء م�ستبعدات �إلى ح ��د كبير من الن�شاط‬ ‫الإقت�صادي وال�سيا�سي‪ .‬ن ��رى الظاهرة عينها في دول‬ ‫مجل�س التعاون الخليجي الأخرى و�إن بمعدالت مغايرة‬ ‫قلي ًال‪.‬‬ ‫ج ��زء م ��ن الم�شكلة ه ��و �أن الن�س ��اء ال يتلقي ��ن التعليم‬ ‫المنا�س ��ب والتدريب عل ��ى المهارات لتلبي ��ة متطلبات‬ ‫�س ��وق العم ��ل المحلية‪ .‬تتطلب الوظائ ��ف المطلوبة في‬ ‫هذه االقت�صادات التي يحركها النفط جذب مر�شحين‬

‫من ذوي الخلفيات في العلوم والتكنولوجيا والهند�سة‪.‬‬ ‫ولك ��ن‪ ،‬الم�شكلة ه ��ي �أن هذه التخ�ص�ص ��ات التي تولد‬ ‫فر� ��ص العمل ُينظ ��ر �إليها عل ��ى �أنها غي ��ر مقبولة من‬ ‫الناحي ��ة الثقافي ��ة (والتقاليد) للم ��ر�أة‪ .‬حتى من دون‬ ‫�إنت�ش ��ار ه ��ذه الو�صم ��ات الإجتماعي ��ة والثقافي ��ة‪� ،‬إن‬ ‫�صعوب ��ة جذب الن�س ��اء �إلى حق ��ول العل ��وم‪ ،‬والتعليم‪،‬‬ ‫والتكنولوجيا‪ ،‬والريا�ضيات هي ظاهرة عالمية‪.‬‬ ‫انت�شار �أنظمة منف�صلة بين الجن�سين للتعليم‪ ،‬في كثير‬ ‫م ��ن الأحيان مع �سيا�سات تمييزية بالن�سبة �إلى �شهادة‬ ‫الثانوي ��ة العام ��ة و�إمتحان القبول للجامع ��ة‪ ،‬والتوجيه‬ ‫المهني المحدود‪ ،‬يخل ��ق حواجز �إ�ضافية‪ .‬وقد �إ�ضطر‬ ‫العديد من الن�ساء �إل ��ى ت�سوية تقليدية بقبولهن "مهن‬ ‫الإناث"‪ ،‬مثل العل ��وم الإن�سانية وخدمات الأعمال‪ .‬في‬

‫في حين نجحت المبادرات التي تقودها‬ ‫الدولة في تعزيز التح�صيل العلمي للإناث‬ ‫في دول الخليج‪ ،‬حيث بلغ متو�سط معدل‬ ‫محو الأمية لدى الإناث البالغات ‪ 84‬في‬ ‫المئة وعدد الإناث خريجات الجامعات‬ ‫يفوق الآن عدد خريجي الجامعات من‬ ‫الذكور‪ ،‬فهي ف�شلت في تمكين المر�أة‬ ‫�إقت�صادياً �أو �سيا�سياً‬ ‫مجل�س النواب الكويتي‪ :‬ن�شيط لكن تنق�صه ح�صة �أكبر للن�ساء‬

‫المملك ��ة العربية ال�سعودية‪ ،‬على �سبي ��ل المثال‪ ،‬تحتل‬ ‫الن�س ��اء ‪ 95‬في المئة من القطاع العام‪ ،‬و ‪ 85‬في المئة‬ ‫من ه�ؤالء الن�ساء هن في مجال التعليم‪� .‬إن ال�سيا�سات‬ ‫والقواعد التي تح� � ّد من فر�ص العمل للمر�أة ت�ؤدي �إلى‬ ‫مع ��دالت بطالة بين الإناث التي ه ��ي �أكثر ب�ضعفين �أو‬ ‫حتى ثالثة �أ�ضعاف من معدل البطالة لدى الذكور‪ .‬في‬ ‫العام ‪ ،2008‬ذكرت منظمة العم ��ل الدولية �أن الن�ساء‬ ‫في دول مجل�س التعاون الخليجي يواجهن معدل بطالة‬ ‫يبلغ ‪ 21.8‬في المئة‪ ،‬مقارنة ب ‪ 7.9‬في المئة للرجال‪.‬‬ ‫خارج الف�ص ��ول الدرا�سية‪ ،‬توا�صل م�ؤ�س�سات و�شركات‬ ‫الدول ��ة تعزيز ال�سيا�سات الت ��ي تمنع الن�ساء من دخول‬ ‫عالم القوى العامل ��ة‪ .‬لقد ُو�ضعت قيود زمنية �ش ّرعتها‬ ‫دول‪ ،‬مث ��ل الكوي ��ت و�سلطن ��ة عمان‪ ،‬تمن ��ع المر�أة من‬ ‫العم ��ل في الم�ساء ل�ساعات ال�صب ��اح الباكر‪ ،‬في حين‬ ‫جعلت القيود على و�سائل النقل والقيادة حتى الو�صول‬ ‫�إلى العمل عقبة‪ .‬من جه ��ة �أخرى‪ ،‬تفتقر �أمكنة العمل‬ ‫العادية في​​دول مجل�س التعاون الخليجي �إلى �سيا�سات‬ ‫�صديق ��ة للأ�سرة‪ ،‬والعديد من ال�شركات ال توفر فوائد‬ ‫بال�سماح ب�ساعات عمل مرن ��ة‪ ،‬و�إجازة الأبوة‪ ،‬و�إجازة‬ ‫الأموم ��ة‪ ،‬وبرامج رعاية الطف ��ل للن�ساء المتوقع منهن‬ ‫�أداء مهام ك�أمهات وزوجات‪ .‬حتى �أن مرافق لإ�ستيعاب‬ ‫المطالب الثقافية والدينية‪ ،‬مثل غرف لق�ضاء الحاجة‬ ‫وغ ��رف لل�ص�ل�اة للإن ��اث فق ��ط‪ ،‬غالب ًا ما تك ��ون غير‬ ‫كافي ��ة �أو بب�ساط ��ة غير متوف ��رة‪ .‬عادة‪ ،‬يت ��م توظيف‬ ‫الن�ساء في منا�صب غير �إ�ستراتيجية‪ ،‬مع �سلطة �إتخاذ‬ ‫ق ��رار �أو وظبف ��ة ذاتية محدودة‪ .‬كل ه ��ذه الأ�شياء مع ًا‬ ‫تبرز ال�ش ��روط وال�صعوبات التي تواجه المر�أة العاملة‬ ‫في دول مجل�س التعاون الخليجي‪.‬‬ ‫ث ��م هن ��اك المج ��ال ال�سيا�س ��ي‪ .‬ف ��ي البل ��دان ذات‬ ‫الم�ؤ�س�س ��ات ال�سيا�سي ��ة القائم ��ة عل ��ى الم�شارك ��ة‬ ‫الحقيقي ��ة‪ ،‬يمكن ل�صناع القرار من الن�ساء �أن ي�سعين‬ ‫�إلى تغيي ��ر بع�ض من تل ��ك القواني ��ن المت�ش ّنجة لجعل‬ ‫بيئ ��ات العمل �أكثر ودي ��ة للإناث‪ .‬ولك ��ن للأ�سف‪ ،‬يتم‬ ‫تهمي�ش المر�أة الخليجية �أي�ض ًا �سيا�سي ًا‪ ،‬حيث ما زالت‬ ‫ممثل ��ة تمثي ًال ناق�ص� � ًا �إلى ح ��د بعيد ف ��ي الم�ؤ�س�سات‬ ‫المنتخبة والمنا�صب الوزارية‪ .‬ن�سبة الذكور �إلى الإناث‬ ‫ف ��ي البرلمانات في دول مجل�س التعاون الخليجي هي‪،‬‬ ‫ف ��ي المتو�سط‪ ،‬حوال ��ي ع�شرة الى واح ��د‪ .‬على الرغم‬ ‫من �أن المر�أة يحق له ��ا الت�صويت والتر�شح للمنا�صب‬ ‫في جميع البلدان ب�إ�ستثناء المملكة العربية ال�سعودية‪،‬‬ ‫ف�إن غياب الح�ص� ��ص القائم على جن�س ال�شخ�ص في‬ ‫الهيئ ��ات الت�شريعية ُيبقي الم�شارك ��ة ال�سيا�سية للمر�أة‬ ‫منخف�ض ��ة‪ .‬ولك ��ن ه ��ل ت�ؤ ّثرالح�ص�ص بي ��ن الجن�سين‬ ‫فع�ل ً�ا ب�شك ��ل مفيد ف ��ي الو�ض ��ع بالن�سبة �إل ��ى الن�ساء‪،‬‬ ‫�أو ه ��ي مجرد زي ��ادة عدد للن�س ��اء م ��ن دون ت�أثير في‬ ‫المجال�س الت�شريعية؟‬ ‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪91‬‬


‫عالمها‬

‫الوتيرة بطيئة لتمكين الن�ساء في دول مجل�س التعاون‬

‫متى تهب رياح "الربيع العربي"‬ ‫على المرأة في الخليج؟‬ ‫ال ت�ستطي��ع ال��دول الخليجي��ة الغني��ة بالنفط المحافظ��ة عل��ى �إ�ستدامة النم��و واالزدهار على‬ ‫الم��دى الطوي��ل �إذا بقي ن�صف ال�سكان مهم�شي��ن وم�ستبعدين من الق��وى العاملة‪ .‬يجب على‬ ‫دول مجل�س التعاون الخليجي �أن تبد�أ في الإ�ستثمار و�إ�صالح م�ؤ�س�سات القطاع العام والخا�ص‬ ‫ل�صالح �سيا�سات �صديقة للن�ساء‪.‬‬ ‫�أبو ظبي ‪ -‬لميا عبد النور‬ ‫ح ��ذا ِر �إي�سلن ��دا‪ .‬يب ��دو �أن دول الخلي ��ج‬ ‫العرب ��ي تعمل وتحر� ��ص الآن على اللحاق‬ ‫بمرتبة الأمم الأكثر م�ساواة في العالم‪ .‬في وقت �سابق‬ ‫من هذا العام‪ ،‬و ّقعت البحرين الإتفاقية ال�صادرة عن‬ ‫الأم ��م المتحدة الت ��ي تعترف بحق ��وق مت�ساوية للمر�أة‬ ‫�أمام القانون‪ .‬من جهتها �أعلنت دولة الإمارات العربية‬ ‫المتح ��دة قانون� � ًا للخدم ��ة الع�سكري ��ة ي�سم ��ح للن�ساء‬ ‫باالن�ضم ��ام �إل ��ى الق ��وات الم�سلح ��ة الإماراتية‪ .‬حتى‬ ‫النظ ��ام ال�سعودي فه ��و يقود حملة لتمكي ��ن المر�أة في‬ ‫الهيئ ��ات ال�سيا�سي ��ة والمجاالت التجاري ��ة‪ .‬لقد بد�أت‬ ‫الن�س ��اء في جمي ��ع �أنح ��اء المنطقة ُيطلف ��ن �أعمالهن‬ ‫التجاري ��ة الخا�صة‪ ،‬والتح ��دث علن ًا​​�ض ��د الت�شريعات‬ ‫المثي ��رة للج ��دل التي تم� ��س حقوقه ��ن‪ ،‬وال�سف ��ر �إلى‬ ‫الخارج لتلقي التعليم المتقدم‪.‬‬ ‫ولك ��ن ه ��ذه التح ��والت الجديدة ه ��ي بالك ��اد �أ�سا�سية‬ ‫ومنت�ش ��رة‪� .‬إن معظ ��م مب ��ادرات الحكوم ��ة الجدي ��دة‬ ‫المم ّولة جيد ًا ‪ -‬لت�شجيع تعليم المر�أة �أو تعزيز حقوقها‬ ‫ م ��ن غير المرجح �أن ت�ؤدي �إلى تغيير مثير كبير‪ .‬في‬‫حي ��ن نجحت المبادرات التي تقودها الدولة في تعزيز‬ ‫التح�صي ��ل العلمي للإن ��اث ‪ -‬معدالت محو الأمية لدى‬ ‫الإناث البالغ ��ات هي �أعلى من �أي وقت م�ضى (‪ 84‬في‬ ‫المئة في المتو�سط) وعدد الإناث خريجات الجامعات‬ ‫يفوق الآن عدد خريجي الجامعات من الذكور في جميع‬ ‫دول مجل� ��س التعاون الخليجي ال�ست ‪ -‬فهي ف�شلت في‬ ‫تمكي ��ن الم ��ر�أة �إقت�صادي� � ًا �أو �سيا�سي ًا‪ .‬ف ��ي الواقع‪ ،‬ال‬ ‫ت ��زال الم ��ر�أة الخليجي ��ة العربي ��ة مه ّم�ش ��ة �إقت�صادي ًا‬

‫‪90‬‬

‫العدد ‪ - 18‬ني�سان (�أبريل) ‪٢٠١4 -‬‬

‫وممنوع ��ة من دخ ��ول المج ��االت المهني ��ة الرئي�سية‪،‬‬ ‫وغي ��ر ممثلة تمثي ًال �صحيح� � ًا في الهيئ ��ات الت�شريعية‬ ‫و�صن ��ع القرار‪ .‬ال�صورة غي ��ر م�شجعة‪ :‬جيل جديد من‬ ‫الن�ساء من حائزات �شهادات تعليمية مثيرة للإعجاب‬ ‫ولكن تنق�صهن مجاالت الخبرة لإفادة بلدهم‪.‬‬ ‫كي ��ف ح ��دث ه ��ذا؟ ل�سن ��وات �أك ��د العالم النام ��ي �أن‬ ‫التعلي ��م هو المفت ��اح لتمكين الن�س ��اء ‪ -‬اليوم‪ ،‬و�ضعت‬ ‫حكوم ��ات الإمارات وقط ��ر وال�سعودية وعمان والكويت‬ ‫والبحري ��ن التعليم في خطط التنمي ��ة الطويلة الأجل‪.‬‬ ‫ولكن لم يكن هذا هو الحال دائم ًا في الخليج‪ .‬قبل تلك‬ ‫مجل�س ال�شورى ال�سعودي‪ 20 :‬في المئة من الن�ساء‬

‫الإ�ستراتيجيات الطموحة للتعليم‪� ،‬أ�ضعفت الت�شريعات‬ ‫التمييزية الت ��ي �س ّنتها الحكوم ��ات المحافظة تقليدي ًا‬ ‫مكان ��ة الم ��ر�أة‪ .‬والحواج ��ز القانونية‪ ،‬مث ��ل تلك التي‬ ‫ّ‬ ‫تحظ ��ر عل ��ى الرجال والن�س ��اء من �شغ ��ل الح ِّيز العام‬ ‫عين ��ه �أو الت ��ي تمنع الن�س ��اء من الو�ص ��ول �إلى مختلف‬ ‫�أن ��واع و�أ�شك ��ال النقل‪ ،‬ال ت ��زال تق ّيد ب�ش ��دة الم�شاركة‬ ‫ال�سيا�سي ��ة والإقت�صادي ��ة للإناث �إن لم يت ��م �إلغا�ؤها‪.‬‬ ‫ونتيج ��ة لذلك‪ ،‬ف� ��إن الم�ساح ��ة التي يمكن للم ��ر�أة �أن‬ ‫تدع ��و �إل ��ى التغيي ��ر محدودة للغاي ��ة‪ .‬ف ��ي الخليج‪� ،‬إن‬ ‫و�ضع الم ��ر�أة في المج ��االت ال�سيا�سي ��ة والإقت�صادية‬


‫عالمها‬

‫العاهل ال�سعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز‪:‬‬ ‫منح ح�صة ‪ %20‬للمر�أة في مجل�س ال�شورى‬

‫رئي�س دولة الإمارات ال�شيخ خليفة بن زايد �آل نهيان‪:‬‬ ‫بد�أ خطوة في ‪ 2006‬ولكن لم يكملها‬

‫نورة الكعبي‪:‬‬ ‫نائبة في مجل�س الوطني الإتحادي‬

‫�أو ًال‪� ،‬سيناري ��و غري ��ب في المملكة العربي ��ة ال�سعودية‪:‬‬ ‫المملكة هي الدول ��ة الخليجية الثانية (بعد الإمارات)‬ ‫الت ��ي يتم فيه ��ا تمثيل الن�س ��اء في الهيئ ��ات ال�سيا�سية‬ ‫ولكنه ��ا تفتق ��ر �إل ��ى الح ��ق ف ��ي الت�صويت‪ .‬ف ��ي العام‬ ‫‪ ،2011‬قدمت المملكة العربية ال�سعودية ح�صة ن�سبتها‬ ‫‪ 20‬في المئة لتمثي ��ل المر�أة في مجل�س ال�شورى ‪ -‬وهو‬ ‫هيئة �إ�ست�شارية يعين الملك �أع�ضاءها‪� .‬إلى جانب هذا‬ ‫الإ�صالح وعد العاه ��ل ال�سعودي الملك عبد اهلل بمنح‬ ‫الن�س ��اء حق الت�صوي ��ت والتر�شح للإنتخاب ��ات البلدية‬ ‫بحلول العام ‪ .2015‬ولكن بعيد ًا من تبا�شير التقدم في‬ ‫تمكي ��ن المر�أة و�شملها �أو �ضمها للعب دور �أكثر فاعلية‬ ‫ف ��ي المجتمع‪ ،‬بد ًال من ذلك �إن هذه الإ�صالحات ت�ؤكد‬ ‫و�ض ��ع التبعي ��ة للن�س ��اء‪ .‬ال�سلط ��ة ال�سيا�سي ��ة لمجل�س‬ ‫ال�ش ��ورى تقت�ص ��ر عل ��ى تقديم الم�ش ��ورة �إل ��ى الملك‬ ‫وال ��وزراء الرئي�سيي ��ن‪ ،‬والمجل� ��س ينف�ص ��ل بدقة بين‬ ‫الجن�سي ��ن‪ .‬والم�ؤ�س�سات العاجزة التي تفر�ض الف�صل‬ ‫بين الجن�سين تكاد تك ��ون ب�صعوبة من رواد الم�شاركة‬ ‫ال�سيا�سية للمر�أة‪.‬‬ ‫من ناحية �أخ ��رى‪ ،‬من المحتمل لتوزيع الح�ص�ص بين‬ ‫الجن�سين �أن ي�ؤدي �إلى تمكين المر�أة في الكويت‪ ،‬التي‬ ‫تفتخ ��ر ببرلم ��ان ناب�ض بالحي ��اة مع �سلط ��ة ت�شريعية‬ ‫حقيقي ��ة ونف ��وذ وجه� � ًا لوجه م ��ع ال�سلط ��ة التنفيذية‪.‬‬ ‫ولكن معظ ��م دول مجل�س التع ��اون الخليجي ربما تتبع‬ ‫�أ�سل ��وب ال�سعودية الم�ضلل لتمكين المر�أة‪ .‬الم�ؤ�س�سات‬ ‫الم�شارك ��ة في البحرين والإمارات‪ ،‬على �سبيل المثال‪،‬‬ ‫تفتق ��ر �إل ��ى ال�سلطة الت�شريعي ��ة �ضد الأ�س ��ر الحاكمة‬ ‫الت ��ي يهيمن عليها الذك ��ور‪ .‬كم ��ا �أن المجل�س الوطني‬ ‫الإتحادي في دولة الإم ��ارات العربية المتحدة موجود‬ ‫ب�إعتب ��اره الم�ؤ�س�س ��ة الت�شريعي ��ة الوحيدة ف ��ي البالد‪،‬‬ ‫ويتم �إنتخاب ن�صف �أع�ضائه من قبل هيئات �إنتخابية‪،‬‬ ‫بينم ��ا يتم تعيين الن�صف الآخر من قبل رئي�س البالد‪،‬‬

‫وقد تم �إعتماد هذه الآلي ��ة وتطبيقها في العام ‪،2006‬‬ ‫�أي من ��ذ بداي ��ة تطبي ��ق المرحل ��ة الأولى م ��ن برنامج‬ ‫التمكي ��ن ال�سيا�س ��ي لرئي� ��س الدولة ال�شي ��خ خليفة بن‬ ‫زايد �آل نهيان‪ .‬و�شاركت المر�أة الإماراتية في ع�ضوية‬ ‫المجل� ��س لأول مرة منذ ت�أ�سي�سه في الف�صل الت�شريعي‬ ‫الراب ��ع ع�شر‪ ،‬حيث فازت بمقع ��د واحد في �أول تجربة‬ ‫�إنتخابي ��ة ت�شهدها الدولة في الع ��ام ‪ ،2006‬وتم تعيين‬ ‫ثم ��ان �أخريات لع�ضوية المجل� ��س‪ .‬ولكن هذا المجل�س‬ ‫الم�ؤل ��ف من ‪ 40‬ع�ضو ًا غير قادر على تمرير �أو �إقتراح‬ ‫ت�شريع ��ات‪ .‬وبالمثل‪ ،‬تفتقر هيئ ��ة البحرين المنتخبة‪،‬‬ ‫‪ 40‬ع�ض ��و ًا من النواب في البرلم ��ان‪� ،‬إلى القدرة على‬ ‫�إقتراح ت�شريعات جديدة ويمكن ح ّلها من قبل الملك‪.‬‬ ‫الت�ش ��ارك في �صنع القرار في جميع �أنحاء دول مجل�س‬ ‫التعاون الخليجي هو ف ��ي معظمه تمثيلي �صوري؛ تظل‬ ‫الهيئ ��ات الت�شريعي ��ة في الغال ��ب �إ�ست�شاري ��ة وعاجزة‬ ‫�سيا�سي� � ًا‪� .‬إن تو�سي ��ع تمثيل المر�أة ف ��ي هذه المجاالت‬

‫ال يفع ��ل �سوى القلي ��ل لتمكين المر�أة عل ��ى نحو ف ّعال‪،‬‬ ‫ف ��ي الطريقة عينها التي تف�شل ف ��ي تمكين المواطنين‬ ‫عموم ًا‪ .‬هذا ال يعني �أن الح�ص�ص والجهود الم�ؤ�س�سية‬ ‫الأخ ��رى لزيادة تمثي ��ل المر�أة في الهيئ ��ات ال�سيا�سية‬ ‫ه ��ي من دون طائل‪ .‬يمكن للإ�صالح ��ات الم�ؤ�س�سية �أو‬ ‫ح�ص� ��ص الم�ساهمة �أن ت�ساعد عل ��ى تمكين الن�ساء ‪-‬‬ ‫ولكن عليها حت ��ى الآن الم�ضي قدم ًا ف ��ي دفع الحقوق‬ ‫ال�سيا�سية والإجتماعية واالقت�صادية للمر�أة الخليجية‪.‬‬ ‫وه ��ذا يط ��رح م�شكلة بعي ��دة المدى‪ ،‬لأنه يعن ��ي �أن كل‬ ‫�شخ� ��ص ف ��ي ه ��ذه البل ��دان ‪ -‬ولي� ��س فق ��ط الن�ساء ‪-‬‬ ‫�س ��وف يعاني ‪� .‬إن تمكي ��ن المر�أة �إقت�صادي� � ًا هو �أي�ض ًا‬ ‫حول تعزي ��ز التنمية الإقت�صادي ��ة الم�ستدامة – وهذا‬ ‫�أم ��ر خا�ص مهم بالن�سبة �إل ��ى البلدان التي تعتمد على‬ ‫الم�ص ��ادر غي ��ر المتجددة م ��ن الطاقة لتغذي ��ة النمو‬ ‫والإنف ��اق‪ .‬الإ�ستف ��ادة م ��ن ن�ص ��ف قاع ��دة المواه ��ب‬ ‫المحتمل ��ة لبلد يخلق فر�ص ًا كبي ��رة للنمو الإقت�صادي‪.‬‬ ‫و لأن دول مجل�س التعاون الخليجي بقيت في م�أمن من‬ ‫كثي ��ر من الإ�ضطرابات الإقليمية ‪ ،‬ف�إنها تحتل المركز‬ ‫المثال ��ي لأخ ��ذ زم ��ام المبادرة ف ��ي تح�سي ��ن الإدماج‬ ‫الإقت�صادي للإناث‪.‬‬ ‫حتى هذه ال ��دول الغنية بالنف ��ط ال يمكنها المحافظة‬ ‫على �إ�ستدامة النمو و االزدهار على المدى الطويل �إذا‬ ‫بقي ن�ص ��ف ال�سكان مهم�شي ��ن وم�ستبعدين من القوى‬ ‫العاملة‪ .‬يج ��ب على دول مجل�س التع ��اون الخليجي �أن‬ ‫تب ��د�أ في الإ�ستثمار في �إ�صالح م�ؤ�س�سات القطاع العام‬ ‫والخا� ��ص ل�صال ��ح �سيا�س ��ات �صديقة وودي ��ة للإناث‪.‬‬ ‫وه ��ذا يمك ��ن �أن يب ��د�أ م ��ن �أ�سف ��ل ال�س ّل ��م‪ ،‬من خالل‬ ‫ت�شجيع �إ�صالح المناهج المدر�سية؛ وتحدي ال�شركات‬ ‫لتوظي ��ف الن�ساء في منا�صب �أكث ��ر م�س�ؤولية؛ �أو تهيئة‬ ‫الظ ��روف التي ت�سمح بفر�ص �أكبر للن�ساء مقابل العمل‬ ‫في المنزل و ريادة الأعمال‬

‫تقرير المنتدى الإقت�صادي العالمي للعام‬ ‫‪ 2013‬عن الفجوة بين الجن�سين‪" :‬في‬ ‫حين �أن الفجوة بين الجن�سين قد �ضاقت‬ ‫في دول الخليج العربي في التح�صيل العلمي‬ ‫على قدم الم�ساواة مع الدول الأكثر تطوراً‬ ‫في العالم‪ ،‬فهي تحتل مرتبة بين الأ�سو�أ‬ ‫في العالم على الئحة قيا�س �إدراج المر�أة‬ ‫في المجاالت الإقت�صادية وال�سيا�سية"‬

‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪93‬‬


Advanced BMI Weight Loss Clinic www.a-bmi.com An opportunity for a new life Are you looking to dramatically reduce your weight and remove the excess fat? Our Weight Loss Institute offers several medical and surgical weight loss options

Weight Loss Specialists: Canadian-certified

Dr Nagi Safa Certified Weight loss Surgeon (Canada-Lebanon)

Christelle Bedrossian Registered Dietitian Head Dietitian (Lebanon)

Weight Loss Surgeries

Expertise in all bariatric procedures: Laparoscopic gastric bypass, Sleeve Gastrectomy, Gastric banding, gastric plication, Laparoscopic repair of previous weight loss surgeries, Surgery for diabetes

Total Body Lifting

Liposuction, Tummy tuck, breast surgeries, Body lifting

Lebanon - Zalka Zalka Highway, White City Building, 5th Floor Phone: 04 715 036 Cellular: 76 3773 76 Email: info@a-bmi.com

Dr Thierry Yazbeck Certified Weight loss Surgeon (Lebanon)

Medical Weight Loss Options Dietary consultation, Low Calorie Protein Diet Program(lose 8 -12 kg/ month under medical supervision),Breathing test (found out if you have a slow, normal or fast metabolism), Bodyreshaping, cellulite and fat reduction


‫كتاب‬

‫تق�سم الج�سم الطبي في الواليات المتحدة‬ ‫"بائعو الكلى في �إيران"‪ ...‬رحلة �إ�ستك�شاف ِّ‬ ‫طبيبة أميركية تختار "الدواء" اإليراني في عملية زراعة الكلى!‬ ‫�أثار كتاب الأميركية �سيغريد فراي ريفير "بائعو الكلى – رحلة �إ�ستك�شاف في �إيران"‪(The Kidney‬‬ ‫)‪Killers – a Journey of Discovery in Iran‬ج��د ًال وا�سع ًا في المحافل الطبية الأميركية لما‬

‫ت�ضمنه من "�إ�ستك�شافات" للكاتبة خالل زيارتها �إلى الجمهورية الإ�سالمية‪.‬‬

‫بيروت ‪ -‬جوزف قرداحي‬ ‫حقق كت ��اب "بائع ��و الكلى‬ ‫– رحل ��ة ا�ستك�ش ��اف ف ��ي‬ ‫�إيران" للكاتبة الأميركية �سيغريد فراي‬ ‫ريفي ��ر‪ ،‬رواج ًا غير م�سبوق في المكتبات‬ ‫على الرغم من الجدل الوا�سع الذي �أثير‬ ‫حوله‪ .‬وقد حاولت الكاتبة �إيجاد الحلول‬ ‫للآالف من مر�ض ��ى الق�صور الكلوي في‬ ‫الواليات المتحدة الأميركية التي تر�صد‬ ‫ماليي ��ن ال ��دوالرات تكلف ��ة لعالجاتهم‬ ‫التي غالب ًا ما ت�صل �إلى نهايات م�أ�سوية‪،‬‬ ‫ب�سب ��ب ندرة المتبرعين فيه ��ا والقوانين‬ ‫المع ّق ��دة الت ��ي ّ‬ ‫تحظ ��ر بي ��ع الأع�ض ��اء‬ ‫لأ�سباب �أخالقية‪.‬‬ ‫وحدها �إي ��ران �سمح ��ت لمواطنيها ببيع‬ ‫�إح ��دى كاله ��م‪ ،‬من خ�ل�ال �س ��ن قانون‬ ‫�ص ّدق ��ه البرلم ��ان الإيران ��ي ف ��ي الع ��ام‬ ‫‪ ،2000‬يتي ��ح لمر�ض ��ى الق�ص ��ور الكلوي‬ ‫اللج ��وء �إل ��ى متبرعين ت ��م ت�شخي�صهم‬ ‫طبي ًا بالموت الدماغ ��ي �أو �إلى متبرعين‬ ‫�أ�صح ��اء يمكنه ��م الإ�ستغن ��اء ع ��ن كلية‬ ‫واح ��دة مقابل تعوي�ض م ��ادي يتفق عليه‬ ‫الطرف ��ان‪ ،‬الأمر ال ��ذي �ساهم في �إيجاد‬ ‫الحل ��ول للكثير م ��ن الح ��االت المي�ؤو�س‬ ‫منها‪ ،‬وبالتالي ما �شجع م�ؤ�س�سة ورئي�سة‬ ‫"مرك ��ز الحل ��ول الطبي ��ة الأخالقي ��ة"‬ ‫"‪"Center for ethical solutions‬‬ ‫�سيغري ��د ف ��راي ريفي ��ر القي ��ام برحل ��ة‬ ‫�إ�ستق�صائية �إلى �إيران في محاولة للعثور‬ ‫عل ��ى متبرعين ي�ساهمون ف ��ي التخفيف‬ ‫من النق�ص الذي يعانيه مر�ضى الق�صور‬ ‫الكلوي في �أميركا‪.‬‬ ‫"الواقع الم�ؤلم الذي �أكت�شفته في خالل‬ ‫رحلة بحثي �إلى �إيران‪ ،‬يبرهن �أن �أميركا‬ ‫وعل ��ى الرغم م ��ن تطوره ��ا الإجتماعي‬ ‫و�إزدهارها الإقت�صادي لم ت�ستطع �إيجاد‬

‫حل ��ول ناجحة م ��ن �ش�أنه ��ا �إنق ��اذ حياة‬ ‫الآالف م ��ن مر�ض ��ى الق�ص ��ور الكلوي"!‬ ‫ت�ؤكد فراي في كتابها‪.‬‬ ‫وتتابع قائل ��ة‪" :‬في الوقت ال ��ذي تتفاقم‬ ‫الأزم ��ات االقت�صادي ��ة والإجتماعي ��ة‬ ‫وال�سيا�سي ��ة ف ��ي �إي ��ران‪ ،‬الت ��ي تتخب ��ط‬ ‫م ��ع المجتم ��ع الدولي ب�سب ��ب م�صانعها‬ ‫النووي ��ة‪� ،‬إ�ستطاع ��ت �أن تجت ��رح ح�ل ً�ا‬ ‫جذري ًا لتلك الم�شكلة‪� ،‬إلى درجة �أن عدد‬ ‫المانحي ��ن الذي ��ن على الئح ��ة الإنتظار‬ ‫يف ��وق عدد المر�ضى ف ��ي الم�ست�شفيات‪،‬‬ ‫في وقت تجد �أن مر�ضى الق�صور الكلوي‬ ‫ف ��ي �أميرك ��ا يفق ��دون الأم ��ل وه ��م على‬ ‫الئحة الإنتظار لإيجاد متبرعين ينقذون‬ ‫حياتهم من الموت"‪.‬‬ ‫عن ��وان كت ��اب "بائع ��و الكل ��ى‪ "...‬الذي‬ ‫ك�شف تل ��ك الحقائق المذهل ��ة لعمليات‬ ‫زراع ��ة الكلى في �إي ��ران‪� ،‬أث ��ار نقا�شات‬ ‫جدلي ��ة عدة داخ ��ل الوالي ��ات المتحدة‪،‬‬ ‫حول �إمكانية اختراق بع�ض البروتوكوالت‬ ‫الأخالقية في م�س�ألة وهب الأع�ضاء‪ ،‬التي‬ ‫ت�ؤخر النظام الطبي عن انقاذ حياة �آالف‬ ‫المر�ضى‪ ،‬وفي ه ��ذا ال�سياق طرح جراح‬ ‫زراع ��ة الكل ��ى الدكت ��ور بي ��ري جاكوب�س‬ ‫�إقتراح� � ًا يق�ضي بان�ش ��اء برنامج خا�ص‬ ‫بوهب الكلى‪ ،‬يلحظ تعوي�ض ًا مادي ًا معين ًا‬ ‫على المانحين وذلك في محاولة لتحفيز‬ ‫المتبرعين الأ�صحاء الذين تتوافق فئات‬ ‫دمه ��م مع فئ ��ات دم المر�ض ��ى‪ ،‬بد ًال من‬ ‫�إنتظ ��ار جثث المانحي ��ن الذين تعر�ضوا‬ ‫لحوادث �سي ��ر‪� ،‬أو غيرها م ��ن الحوادث‬ ‫المميتة‪ ،‬والت ��ي ت�صل في �أحي ��ان كثيرة‬ ‫مت�أخ ��رة‪� ،‬أو متلف ��ة نتيج ��ة �إ�صاباته ��ا‬ ‫بالنزف الحاد جراء تلك الحوادث‪.‬‬ ‫�إقت ��راح الدكت ��ور جاكوب� ��س واج ��ه‬ ‫�إنتقادات �شدي ��دة‪ ،‬وال �سيما �أن القوانين‬ ‫الأميركية تحظ ��ر المتاج ��رة بالأع�ضاء‬

‫غالف الكتاب "بائعو الكلى‪-‬‬ ‫رحلة �إ�ستك�شاف في �إيران"‬

‫لإعتب ��ارات �أخالقي ��ة و�إن�ساني ��ة‪ ،‬وه ��و‬ ‫�أقتراح بالتالي يخالف "القانون الوطني‬ ‫لزراع ��ة الأع�ض ��اء ال�ص ��ادر ف ��ي الع ��ام‬ ‫‪(The National Organ "1984‬‬ ‫)‪ ،Transplant Act of 1984‬ف�ض�ل ً�ا‬ ‫على �أن المناخ المع ��ادي لإيران‪ ،‬يرف�ض‬ ‫مناق�ش ��ة �أي ح ��ل خ ��ارج م ��ن نظامه ��ا‪.‬‬ ‫وقد عبر الج�سم الطب ��ي التابع لجراحة‬ ‫زراعة الكلى عن �أمل ��ه في التعوي�ض عن‬ ‫النق� ��ص ف ��ي الأع�ضاء من خ�ل�ال جثث‬ ‫المانحي ��ن‪ ،‬غي ��ر �أن الكاتب ��ة �سيغري ��د‬ ‫ف ��راي ريفير ترف� ��ض ب�شدة اللج ��وء �إلى‬ ‫جث ��ث قتل ��ى الح ��وادث‪ ،‬التي ت ��رى فيها‬ ‫و�سيلة غير �أخالقية‪ ،‬وه ��ي بالتالي �أ�سو�أ‬ ‫م ��ن �إقت ��راح الدكتور جاكوب� ��س‪ ،‬على ما‬ ‫قال ��ت ف ��ي م�ؤتمره ��ا ال�صحاف ��ي الذي‬ ‫عقدته رد ًا على الإنتقادات التي عار�ضت‬ ‫كتابها‪ ،‬و�إعتبرت ��ه �إنتهاك ًا �صارخ ًا للقيم‬ ‫الأخالقية وت�شجيع ًا على الإتجار بالب�شر‪،‬‬ ‫و�إذ ً‬ ‫الال للفق ��راء الذي ��ن هم �أكثر �ضحايا‬ ‫بيع الأع�ضاء‪.‬‬

‫عقدت �سيغريد فراي الع ��زم على القيام‬ ‫برحلتها �إل ��ى �إيران وت�ألي ��ف كتابها‪ ،‬بعد‬ ‫ح�صوله ��ا عل ��ى �شه ��ادة الدكت ��وراه ف ��ي‬ ‫"�أخالقي ��ات الرعاي ��ة الطبية للمري�ض"‬ ‫حي ��ث تر�أ�س ��ت مجموعة باحثي ��ن للقيام‬ ‫بدرا�س ��ة في "عل ��م �أخالقي ��ات الأحياء"‬ ‫(لح�س ��اب "معه ��د كات ��و" "‪Cato‬‬ ‫‪ .)"Institute‬و�إنته ��ت �إل ��ى نتيج ��ة‬ ‫خال�صته ��ا �أن حي ��اة المري� ��ض ف ��وق كل‬ ‫�إعتبار‪ ،‬وما من �أخالقيات �أو قيم �إن�سانية‬ ‫تح ��ول دون �إنق ��اذ حياته‪ ،‬ول ��و من خالل‬ ‫اللج ��وء �إلى �شراء الأع�ض ��اء الب�شرية من‬ ‫متبرعين قد تتغ ّي ��ر �أو�ضاعهم المعي�شية‬ ‫بع ��د تلك المبادل ��ة‪ ،‬وم ��ن دون �أن يترتب‬ ‫من جرائه ��ا �أية م�ضاعف ��ات �صحية على‬ ‫المري�ض قد تع ّر�ض حياته للخطر‪ ،‬نتيجة‬ ‫الجهل بت�شخي�ص حالة المتبرع ال�صحية‬ ‫التي قد تكون غير م�ؤهلة للجراحة الطبية‪.‬‬ ‫�إنق�سمت ال�صحاف ��ة الغربية حول كتاب‬ ‫ف ��راي ريفير بي ��ن م�ؤي ��د ومعار�ض‪ ،‬وقد‬ ‫�شنت المعار�ضة منها هجوم ًا على فراي‬ ‫التي لم ترا ِع حجم الم�آ�سي التي يتعر�ض‬ ‫له ��ا المتبرع ��ون ف ��ي �إي ��ران (عل ��ى حد‬ ‫تعبيرها)‪ ،‬والتي �أظهرت �أكثر من درا�سة‬ ‫ُن�شرت �أخير ًا‪� ،‬أن مئات المتبرعين القوا‬ ‫حتفه ��م‪ ،‬بع ��د خ�سارته ��م كاله ��م التي‬ ‫�إ�ست�ؤ�صل ��ت بط ��رق بدائي ��ة وبت�شخي�ص‬ ‫طبي غي ��ر خا�ض ��ع للمعايي ��ر المطلوبة‪،‬‬ ‫وذلك طمع ًا ف ��ي الربح ال�سريع‪ ،‬ولو على‬ ‫ح�ساب الفقراء‪.‬‬ ‫وحده الوقت‪� ،‬سيبرهن �صحة طرح كتاب‬ ‫ريفي ��ر التي ت�أم ��ل في �إيجاد ح ��ل مثالي‬ ‫لأكب ��ر الم�شاك ��ل ال�صحي ��ة ف ��ي العالم‪،‬‬ ‫وهي م�شكلة مر�ضى الق�صور الكلوي التي‬ ‫�أ�صبحت وباء متزايد ًا في العالم‪ ،‬نتيجة‬ ‫التلوث وال�سموم و�آفات الع�صر الغذائية‬ ‫الخالية من بركة الطبيعة‬ ‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪95‬‬


‫بقلم جوزف قرداحي‬

‫الموقف الثقافي‬

‫تعدد الزوجات‬ ‫ّ‬ ‫في الثقافة العربية!‬ ‫ه ��ل يحق للرجل ان يكون متع ��دد الزوجات من الناحية‬ ‫العاطفي ��ة وال�صحي ��ة والإجتماعي ��ة والبيولوجي ��ة‪ ،‬قبل‬ ‫الناحي ��ة الدينية التي �ش َّرعت هذا االمر في زمن‪ ،‬وح َّرمته في زمن‬ ‫�آخر‪ ،‬ثم عادت لت�ش ِّرعه وانما بعدل الزوجة الواحدة؟!‬ ‫�إذا عدن ��ا ال ��ى التاري ��خ‪ ،‬نج ��د ان الم ��ر�أة كان ��ت جائ ��زة الرج ��ل عل ��ى‬ ‫�إخت�ل�اف وظائف ��ه و�صفات ��ه ومراتب ��ه‪ .‬وه ��ي كان ��ت جائ ��زة المل ��وك‬ ‫والمنت�صري ��ن ف ��ي الح ��روب‪ ،‬و�أي�ض� �اً جائ ��زة االقوي ��اء واالثري ��اء‬ ‫و�أ�صحاب النفوذ وال�سلطة‪.‬‬ ‫وف ��ي ثقافتنا المجتمعية ال�شرقية‪ ،‬دائماً ما يقا�س نجاح الرجل من‬ ‫خ�ل�ال تعدد عالقاته الن�سائية‪ ،‬وبالتال ��ي يقا�س نجاح الفنان الذكر‬ ‫بتهاف ��ت المعجبات علي ��ه‪ ،‬ومالحقة الفتيات له‪ ،‬ومطاردته من قبل‬ ‫�سيدات المجتمع‪.‬‬ ‫ف ��ي المقاب ��ل‪ ،‬تن�ش� ��أ الم ��ر�أة ف ��ي مجتمعاتن ��ا العربي ��ة‪ ،‬عل ��ى مفه ��وم‬ ‫�إر�ض ��اء الرجل‪ ،‬والت�ضحية ل ��ه‪ ،‬وتوفير �سبل راحته و�سعادته‪ .‬وين�ش�أ‬ ‫الرج ��ل عل ��ى مفه ��وم "الدونج ��وان"‪ ،‬ال ��ذي بق ��در م ��ا يعا�ش ��ر العدد‬ ‫الأكب ��ر من الن�ساء‪ ،‬بقدر ما يح�صد الإعجاب والت�صفيق والإحترام‪.‬‬ ‫الأم ��ر الذي يجع ��ل من المر�أة �إحدى مقتنيات الرجل‪ ،‬مثل ال�سيارة‬ ‫وال�شقة وديكور المنزل‪ ،‬و�إن بمنزلة �أعلى رتبة من الخادمة‪.‬‬ ‫هذا من الناحية االجتماعية‪.‬‬ ‫ام ��ا م ��ن الناحي ��ة ال�صحي ��ة والفيزيولوجي ��ة‪ ،‬فق ��د ث ُب ��ت ف ��ي العل ��م‬ ‫البيولوج ��ي‪ ،‬ان الرج ��ل �أكثر �شهية على ممار�سة الجن�س من المر�أة‪،‬‬ ‫وان د ّل ��ت التج ��ارب عل ��ى ان الم ��ر�أة �أكث ��ر �إحتم ��ا ًال ف ��ي الممار�س ��ة‬ ‫الجن�سي ��ة م ��ن الرج ��ل‪ .‬وبالتال ��ي فق ��د ت�أك ��د بيولوجي� �اً ان الرج ��ل‬ ‫ي�ستطي ��ع �إخ�ص ��اب ع�ش ��رات الن�س ��اء ف ��ي فت ��رة زمني ��ة قيا�سي ��ة‪ ،‬فيما‬ ‫المر�أة ال تحمل �أو تحبل في المرة الواحدة من �أكثر من رجل واحد‪.‬‬ ‫وهو الأمر اياه نلحظه في الطبيعة وفي �سائر الكائنات اللبونة‪.‬‬ ‫و�إنتق ��ا ًال ال ��ى الناحي ��ة العاطفي ��ة‪ ،‬فنلح ��ظ �أن الم ��ر�أة من ��ذ وعيه ��ا‬ ‫الطفول ��ي‪ ،‬تتخ ��ذ دور االم في �ألعابها وفي عالقاته ��ا ب�أترابها‪ .‬فيما‬ ‫الرج ��ل يتخ ��ذ ف ��ي وعي ��ه االول دور المح ��ارب وال�صي ��اد والمغام ��ر‪.‬‬ ‫الأم ��ر ال ��ذي يظ ِّه ��ر وج ��ه االم بق ��وة ف ��ي عالقة الم ��ر�أة م ��ع رجلها‪،‬‬ ‫وين ِّم ��ي خط ��وط القوة وال�سيط ��رة وال�سلطة في تعاط ��ي الرجل مع‬ ‫�إمر�أت ��ه‪ .‬والأمر �إي ��اه يعك�س ت�ساه ً‬ ‫ال من الم ��ر�أة تجاه تعدد عالقات‬ ‫�شريكه ��ا‪ ،‬كم ��ا نالحظ من خالل ت�صريح ع�ش ��رات الزوجات اللواتي‬ ‫تع ّر�ض ��ن للخيان ��ة الزوجية‪ ،‬والتي ي�ؤكدن فيه ��ا �أنهن ال يترددن في‬ ‫م�سامحة �أزواجهن في حال خ�ضعوا لعالقة عابرة مع �إحداهن!‬ ‫عاطفي� �اً الم ��ر�أة تتقب ��ل فك ��رة "ال�ض ��رة" ر�ضوخ� �اً لأمومته ��ا تج ��اه‬ ‫ال�شريك‪ ،‬وبالتالي ر�ضوخاً ل�شهية الرجل القوية على الجن�س‪ ،‬حيث‬ ‫ال ت�ستطي ��ع مجاراته والتعادل معه‪ ،‬وخ�صو�صاً �أمام واقع الخ�صوبة‬

‫‪94‬‬

‫العدد ‪ - 18‬ني�سان (�أبريل) ‪٢٠١4 -‬‬

‫والعمر الذي مهما حاولت �سكاكين الجراحة تجديد �شبابه‪ ،‬ذلك ان‬ ‫مرحلة "المينوبوز" مقبلة ال محالة‪.‬‬ ‫"ال�ض� � ّرة"‪� ،‬أو تع ��دد الزوج ��ات وعل ��ى الرغ ��م م ��ن رف�ضه ف ��ي �أكثر‬ ‫المجتمع ��ات الإ�سالمي ��ة المعا�ص ��رة‪ ،‬غي ��ر �أن النج ��اح الكبي ��ر الذي‬ ‫ح�ص ��ده م�سل�سل "عائل ��ة الحاج متولي"‪ ،‬وقب ��ول ال�شريحة الوا�سعة‬ ‫م ��ن المتابعي ��ن للرج ��ل المزواج ن ��ور ال�شريف والتعاط ��ف معه‪� ،‬إلى‬ ‫درج ��ة �أن �آالف الزوج ��ات المعا�ص ��رات ف ��ي المجتم ��ع العربي حلمن‬ ‫�أن يك ��ن واحدة م ��ن زوجاته المحظوظات‪ ،‬بف�ض ��ل �شخ�صية "الحاج‬ ‫متولي"الت ��ي عرف ��ت كي ��ف ت ��وزع الع ��دل والم�س ��اواة بين �أرب ��ع ن�ساء‬ ‫متناق�ض ��ات الطب ��ع‪ ،‬متباين ��ات الأعم ��ار ومختلف ��ات الأذواق‪ .‬ه ��ذا‬ ‫النج ��اح الكبي ��ر �أث ��ار ده�ش ��ة �أكث ��ر م ��ن �إخت�صا�ص ��ي و�إ�ست�ش ��اري ف ��ي‬ ‫م�ش ��اكل ال ��زواج والعائلة‪ ،‬مثل الدكتورة والباحث ��ة الإجتماعية نوال‬ ‫ال�سعداوي التي لها مواقف متطرفة من ق�ضية تعدد الزوجات‪� ،‬إلى‬ ‫درج ��ة ع ّبرت فيها عن رغبتها بتحوي ��ل ال�شيخ ال�سلفي حازم �شومان‬ ‫�شج ��ع الم�سلمين عل ��ى ممار�سة حقه ��ن في تعدد‬ ‫�إل ��ى �أنث ��ى‪ ،‬بعدم ��ا ّ‬ ‫الزوجات‪ ،‬متهمة �إياه ب�أنه ينادي بتحويل المر�أة �إلى خادمة‪ .‬وقالت‬ ‫ف ��ي معر�ض كالمها‪� ،‬أنها ترغ ��ب في �إجراء عملية جراحية لتحويل‬ ‫جن� ��س هذا الداعية ال�سلفي‪ ،‬لكي يج ّرب ّ‬ ‫الذل الذي ت�شعر به المر�أة‬ ‫حي ��ن ت�شاركه ��ا ثالث زوجات حياتها مع رجل واح ��د‪ ،‬ال ت�ستطيع �أن‬ ‫ت ��راه �سوى مرة في اال�سب ��وع‪ ،‬وهي تتجرع مرارة ال�شعور بانها عبدة‬ ‫تنتظر �سيدها‪.‬‬ ‫غي ��ر �أن المفارق ��ة الت ��ي تح ��دث ل ��دى �شع ��وب متناق�ض ��ة ثقافي� �اً‬ ‫و�إجتماعي� �اً مع المجتمعات العربية‪ ،‬مثل بع�ض قبائل التيبت مث ً‬ ‫ال‪،‬‬ ‫فهي �أن المر�أة هي التي تمار�س حقها في تعدد الأزواج‪� .‬أو ما يُطلق‬ ‫علي ��ه تع ��دد "االزواج الأخوي" الذي يجعل م ��ن المر�أة التي تزوجت‬ ‫رج�ل ً�ا‪ ،‬زوجة تلقائية لجمي ��ع �أ�شقائه الذين يتناوبون على جماعها‪،‬‬ ‫وي�صب ��ح الطف ��ل الذي يولد من تل ��ك الزوجة �إبناً طبيعي� �اً للأ�شقاء‬ ‫بعد �أن يتقا�سموا في ما بينهم نفقات تربيته وتعليمه‪.‬‬ ‫م ��ن غرائ ��ب تقاليد بع� ��ض �شعوب الهمالي ��ا‪� ،‬أن يتقا�س ��م الأب وابنه‬ ‫زوجة واح ��دة‪ ،‬لأ�سباب �إقت�صادية وديني ��ة‪ .‬فبح�سب تلك المعتقدات‬ ‫�أن الطف ��ل المولود م ��ن �شراكة الأب وابنه ي�صبح طف ً‬ ‫ال متفوقاً بين‬ ‫�أترابه‪.‬‬ ‫�أم ��ام م ��ا تقدم‪ ،‬هل يحق للرج ��ل �أن يكون متعدد الزوج ��ات �إنطالقاً‬ ‫م ��ن متطلبات ��ه "العاطفي ��ة" الت ��ي ال ت�ستطي ��ع �إم ��ر�أة واح ��دة عل ��ى‬ ‫مجارات ��ه به ��ا عل ��ى عادة �أه ��ل العرب وذم ��ة عدالة الح ��اج متولي‪� ،‬أم‬ ‫يح ��ق للعائل ��ة �إمت�ل�اك الزوج ��ة الواح ��دة وتن ��اوب الذك ��ور عليه ��ا‪،‬‬ ‫�إن�سجام� �اً م ��ع التواف ��ق العائل ��ي لأ�سباب ديني ��ة و�إقت�صادي ��ة‪ ،‬بح�سب‬ ‫ذمة �أهل التيبت وقبائل جبال الهماليا؟!‬


‫"�أول من �سقط"‪ :‬م�أ�ساة الإنتفا�ضة الليبية‬

‫المروع لمحاربة ميلي�شيات القذافي التي ال ترحم‬ ‫والم�سلح ��ة ت�سليح� � ًا جي ��د ًا‪ .‬ف ��ي بع� ��ض الأحيان‪،‬‬ ‫نالح ��ظ �أن �سعادت ��ه للأ�سلح ��ة و�إط�ل�اق الن ��ار‬ ‫ت�أت ��ي كم ��ا المراهق ال ��ذي يعي�ش فانتازي ��ا "نداء‬ ‫الواجب"‪ ،‬وهو مفهوم يت�أكد �أكثر في م�شهد عندما‬ ‫يعود المقاتلون من خط المواجهة لال�سترخاء من‬ ‫خالل اللعب ب�ألعاب حرب على الفيديو مماثلة‪.‬‬ ‫لق ��د �ساعد مزاح حميد وتبجحه على ما يبدو على‬ ‫بناء عالقة وثيقة مع زمالئه المقاتلين‪ ،‬ومعظمهم‬ ‫لي�س ��وا من المراهقي ��ن والذين �سيتحول ��ون قريب ًا‬ ‫الى �أ�شباح حزينة عندما تت�صاعد حدة القتال مع‬ ‫غزو وا�سع النطاق من قبل قوات القذافي‪.‬‬ ‫عندم ��ا ين�ضم ط ��ارق �إل ��ى كتيبة حمي ��د في وقت‬ ‫الح ��ق‪ ،‬ي�ستم ��ر الم ��زاح ولك ��ن م ��ن الوا�ض ��ح �أن‬ ‫ط ��ارق ه ��و �أق ��ل �إ�ستع ��داد ًا و�أق ��ل حما�س� � ًا للتمتع‬ ‫ب'لذة' الح ��رب‪ .‬الفيلم يم�س م ��رار ًا وتكرار ًا عدم‬ ‫تدرب المتمردين الذي ��ن يقاتلون كالهواة‪ ،‬وغالب ًا‬ ‫بطريق ��ة هزلي ��ة‪ ،‬بم ��ا في ذل ��ك �أن مقات�ل ً�ا �أوقع‬ ‫قاذفة ال�صواريخ �أر�ض ًا‪.‬‬ ‫مع �إ�شتداد القتال‪ ،‬يت�صاعد الزخم في الفيلم‪ ،‬مع‬ ‫الكثير من الم�شاهد الخام والعنيفة التي �إلتقطت‬ ‫حج ��م الخ�سائ ��ر و�سفك الدم ��اء وتدمي ��ر الحياة‬ ‫اليومية‪ .‬وتُظهر منازل المدنيين المدمرة‪ ،‬و�أ�س ّرة‬ ‫الم�ست�شفي ��ات الت ��ي يرق ��د عليها �أطف ��ال بندوب‬ ‫وحروق‪ ،‬مدى ق�ساوة القتال في م�صراتة‪.‬‬ ‫�أ�صيب حميد بطلق ن ��اري في �ساقه‪ ،‬وبعدما �أُطلق‬ ‫�سراح ��ه من الم�ست�شفى‪ ،‬بدت نظرته �أكثر �إكتئاب ًا‬ ‫ونكات ��ه ل ��م تعد تخرج م ��ن فمه ب�سهول ��ة كما كان‬ ‫يفعل في ال�سابق‪ .‬من الوا�ضح �أن معاناة المدنيين‬

‫العن�صر االكثر اثارة لل�صدمة في‬ ‫"�أول من �سقط" هو �أن را�شيل بيت‬ ‫�أندر�سون قامت بمفردها بت�صويره‪،‬‬ ‫وعرجت وحيدة على �ساحات المعارك بين‬ ‫الذكور فقط‪ ،‬و تح ّدت مخاطر ال يمكن‬ ‫ت�صورها باعتبارها م�صورة من دون �سالح‬ ‫وقفت على خطوط النار‬

‫والخ�سائ ��ر اليومي ��ة م ��ن الأ�صدق ��اء والزم�ل�اء‬ ‫المقاتلين كانت لها اثارها فيه وعلى تبجحه‪.‬‬ ‫تجرب ��ة ط ��ارق م ��ع الح ��رب ه ��ي �أكث ��ر م�أ�سوي ��ة‬ ‫و�صادم ��ة‪� :‬إن ��ه يترك حمي ��د للقتال ف ��ي الزاوية‪،‬‬ ‫حي ��ث عائلت ��ه تقت ��رب م ��ن الت�ض ��ور جوع� � ًا تحت‬ ‫ح�صار ق ��وات القذافي‪ .‬بين الرجلين‪ ،‬يبدو طارق‬ ‫الأ�صغر �سن ًا‪ ،‬والألطف والأكثر �إنطواء‪ ،‬فيما يبدو‬ ‫حميد �أنه يخ�شى بحق �أن �شيئ ًا رهيب ًا �سيحدث له‪.‬‬ ‫في الم�شهد التال ��ي‪ ،‬طارق في الم�ست�شفى‪ ،‬بالكاد‬ ‫ي�ستطي ��ع �إحت ��واء حزنه وي�ش ��رح لحميد من خالل‬ ‫الدموع ان ��ه م�شلول تمام ًا من المع ��دة �إلى �أ�سفل‪.‬‬ ‫وق ��د ت ��م التعامل م ��ع ه ��ذا الم�شهد بعناي ��ة ومن‬ ‫دون �صوت؛ كلمات ط ��ارق الخجولة ت�أخذ الألباب‬ ‫وتدخل في الثنايا‪.‬‬ ‫وهن ��اك م�شاه ��د قوية ع ��دة في '�أول م ��ن �سقط"‪،‬‬

‫خ�صو�ص ًا م�شاهد المعركة‪ ،‬حيث تقترب الكاميرا‬ ‫كثي ��ر ًا وتر ّكز على الجن ��ود الذي ��ن ينازعون حتى‬ ‫الموت من كال الجانبين‪ ،‬ونداءات اال�ستغاثة "اهلل‬ ‫اكبر" فيما يحم ��ل المتمردون �أ�صدقاءهم الموتى‬ ‫�إل ��ى �سيارة �إ�سعاف‪ ،‬وم�شه ��د الأطفال الم�شوهين‬ ‫والم�ض ّمدين ف ��ي الم�ست�شفى‪ .‬الكاميرا التي غالب ًا‬ ‫ما تهتز لقربها من الإنفجارات‪ ،‬والجثث الممزقة‬ ‫و�إط�ل�اق النار الح ��ي‪ ،‬كلها تعك� ��س الكثافة الخام‬ ‫لخبرات طارق وحميد؛ وكذلك الوح�شية المطلقة‬ ‫التي كافحا للتعامل معها على �أ�سا�س يومي‪.‬‬ ‫الح ��ظ �أن �أندر�سون قد �إمتنع ��ت عن �إتخاذ �أي‬ ‫و ُي َ‬ ‫تعليق �أو موقف �سيا�س ��ي‪ ،‬وتركت ال�سرد والتحليل‬ ‫لط ��ارق وحمي ��د‪ ،‬الأمر ال ��ذي �أثبت �أن ��ه �إ�شكالية‬ ‫لأن ك�ل�ا الرجلي ��ن هما �إم ��ا غير قادري ��ن �أو غير‬ ‫راغبي ��ن ف ��ي الذه ��اب عميق� � ًا ج ��د ًا والتعبير عن‬ ‫م�شاعرهم ��ا‪ .‬بد ًال م ��ن ذلك‪ ،‬ف�إنهما يلج� ��أان �إلى‬ ‫الفكاه ��ة والبهج ��ة الق�سري ��ة‪ ،‬وخ�صو�ص� � ًا تبجح‬ ‫حمي ��د‪ ،‬وكذل ��ك التركي ��ز عل ��ى حماقاتهم ��ا وراء‬ ‫الخط ��وط الأمامي ��ة الأمر الذي ي�أخ ��ذ الكثير من‬ ‫جدية ق�صتهما والإ�ستهانة بها‪.‬‬ ‫ب ��د ًال م ��ن ذل ��ك‪ ،‬م ��ا زال علين ��ا �أن نقر�أ م ��ا بين‬ ‫ال�سط ��ور‪ ،‬لإلتقاط تعبيرات �أكث ��ر دهاء من حميد‬ ‫ومعنى �صمت طارق لو�ضع الأمور في �سياقها‪.‬‬ ‫�إن ��ه فقط في واحد من �آخ ��ر م�شاهد الفيلم حيث‬ ‫يبدو �أخي ��ر ًا حميد ج ��اد ًا‪� .‬ص ِّور بع ��د �سنة واحدة‬ ‫عل ��ى �إنته ��اء الح ��رب جال�س� � ًا على كر�س ��ي و�سط‬ ‫حط ��ام �أح ��د مجمع ��ات القذاف ��ي حي ��ث يتحدث‬ ‫حمي ��د ب�صراح ��ة ومبا�ش ��رة �إل ��ى الكامي ��را‪ ،‬من‬ ‫دون �أي محاول ��ة للتبج ��ح �أو الفكاهة؛ و�ضعت‬ ‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪97‬‬


‫الفن ال�سابع‬

‫فيلم وثائقي لل�صحافية الأميركية را�شيل بيت �أندر�سون‬

‫"أول من سقط"‪ :‬الحقيقة المأسوية‬ ‫لإلنتفاضة الليبية من خالل صديقين‬ ‫ي�ستعر���ض الكات��ب فيلم ًا وثائقي ًا ُ�ص �وّر على مدى ‪� 8‬أ�شهر حول �صديقي��ن تخليا عن الحياة في‬ ‫كن��دا للع��ودة �إلى وطنه��م‪ ،‬ليبيا‪ ،‬للقتال في الث��ورة �ضد قوات معمرالقذاف��ي‪ .‬وقد عر�ض هذا‬ ‫الفيلم �أخير ًا في لندن‪.‬‬ ‫لندن – �أحمد الورفلي‬ ‫يتتب ��ع "�أول م ��ن �سق ��ط" (‪First to‬‬ ‫‪ ،)Fall‬الفيلم الأول ل�صحافية الفيديو‬ ‫الأميركي ��ة الت ��ي تحولت �إلى مخرج ��ة را�شيل بيث‬ ‫�أندر�س ��ون‪ ،‬رحلة �صديقين ليبيي ��ن حميد وطارق‪،‬‬ ‫اللذي ��ن ترك ��ا حياتهم ��ا المريح ��ة والهادئ ��ة ف ��ي‬ ‫را�شيل بيت �أندر�سون ‪� :‬صورت الفيلم لوحدها‬

‫‪96‬‬

‫العدد ‪ - 18‬ني�سان (�أبريل) ‪٢٠١4 -‬‬

‫مونتري ��ال‪ ،‬كن ��دا‪ ،‬للع ��ودة �إل ��ى ليبي ��ا للقتال في‬ ‫انتفا�ضة العام ‪� 2011‬ضد نظام معمر القذافي‪.‬‬ ‫ويج�سد هذا الفيلم الوثائق ��ي تطور �شخ�صيتيهما‬ ‫ّ‬ ‫م ��ن �شابي ��ن �ساذجي ��ن �إل ��ى مقاتلي ��ن متمردي ��ن‬ ‫يعي�شان في واقع مرير لحرب ذات عواقب وخيمة‪.‬‬ ‫مث ��ل الآالف م ��ن الليبيي ��ن الذي ��ن يعي�ش ��ون ف ��ي‬ ‫المنف ��ى‪ ،‬لدى حميد وطارق �أف ��راد �أ�سرة تعر�ضوا‬

‫للتعذي ��ب �أو قتلوا على يد معمر القذافي وم�ؤيديه؛‬ ‫ل ��ذا فمعركتهم �ضد النظام "الجماهيري" �آنذاك‬ ‫كان ��ت �أكثر من مج ��رد واجب تجاه وطنه ��م‪� :‬إنها‬ ‫دع ��وة �شخ�صي ��ة عميق ��ة ب�أنه يج ��ب �أن ي�ستجيبوا‬ ‫لنداء المعركة من �أجل رفاه وم�ستقبل �أ�سرتيهما‪.‬‬ ‫ل ��م ي�ستخدم �أح ��د منهما بندقية م ��ن قبل‪ ،‬ويبدو‬ ‫ط ��ارق متخوف� � ًا ب�شكل وا�ض ��ح من القت ��ال‪ ،‬ولكن‬ ‫كالهم ��ا �ساف ��را وكلهم ��ا �إ�ص ��رار �إل ��ى بنغ ��ازي‬ ‫المحررة ف ��ي �أوائل العام ‪ 2011‬قبل توجههما �إلى‬ ‫م�صرات ��ة‪ ،‬م�سقط ر�أ�س حميد و�أحد المواقع الذي‬ ‫�شهد �أعنف المعارك خالل الإنتفا�ضة الليبية‪.‬‬ ‫ف ��ي م�صرات ��ة‪ ،‬نتاب ��ع حمي ��د وه ��و يت�ص ��ادق مع‬ ‫المنا�ضلين الليبيي ��ن‪ ،‬حيث يحمل كاميرا وين�ضم‬ ‫�إل ��ى مجموعة م ��ن ال�صحافيي ��ن المحليين الذين‬ ‫ي�ص� � ّورون وين�ش ��رون القت ��ال ويبثونه عل ��ى �شبكة‬ ‫الإنترن ��ت‪ .‬ل ��م يك ��ن حميد خائف� � ًا وبدا عل ��ى �أنه‬ ‫ج ��ريء حت ��ى الته ��ور ف ��ي بع� ��ض الأحي ��ان‪ ،‬حيث‬ ‫�إجت ��از حدود ال�صب ��ر لدى بع� ��ض المقاتلين فيما‬ ‫ه ��و يتبعهم مبا�شرة مع كاميرته الى المعركة التي‬ ‫يلتق ��ط فيها �صور ًا تذكاري ��ة‪ .‬وتبدو �سعادة غامرة‬ ‫وا�ضحة على وجهه لأنه في قلب الخطر والعمليات‬ ‫القتالي ��ة‪� ،‬إذ �سرعان ما ي�ستب ��دل كاميرته ب�سالح‬ ‫فعل ��ي‪ ،‬وين�ضم �إل ��ى المقاومة في خ ��ط المواجهة‬ ‫�ضد قوات القذافي‪.‬‬ ‫�أنف ��ق حميد الج ��زء الأكبر م ��ن "�أول من �سقط"‬ ‫بالم ��زاح و�إط�ل�اق النك ��ات والتبج ��ح‪ ،‬فه ��و �شاب‬ ‫فخ ��ور ويعت ��د بنف�س ��ه ج ��د ًا‪ ،‬ل ��ذا لم يك ��ن هناك‬ ‫مج ��ال له للتعبير ع ��ن الخ ��وف �أو ال�ضعف‪ ،‬وربما‬ ‫كان ��ت ت�صرفات ��ه هذه ل�ص ��رف نف�سه ع ��ن الواقع‬


‫الفن ال�سابع‬ ‫ال�صديقان حميد وطارق‬ ‫يتحاوران قبل وقوع الكارثة‬

‫الحرب �أوزارها و كثير قد �ضاع‪ .‬الندوب الج�سدية‬ ‫والنف�سي ��ة وا�ضحة ف ��ي حميد‪ ،‬وه ��ذا الم�شهد هو‬ ‫تذكير قوي لأعق ��اب وتداعيات الإنتفا�ضة الليبية؛‬ ‫مثل العديد من �أقرانه‪ ،‬حميد غا�ضب على معاملة‬ ‫الحكوم ��ة الجديدة للث ��وار المنا�ضلي ��ن‪ :‬كانوا في‬ ‫ال�ساب ��ق ُيعتبرون �أبطا ًال‪ ،‬واليوم ي�شار �إليهم با�سم‬ ‫'الميلي�شيات' المزعجة‪.‬‬ ‫في حين بقي الفيلم موالي ًا ووفي ًا لق�صة الرجلين‪،‬‬ ‫ف� ��إن الإفتقار �إلى ال�سي ��اق ال�سيا�سي و التحليل في‬ ‫بع�ض الم�شاه ��د قد يترك بع�ض الف ��روق الدقيقة‬ ‫ي�ضي ��ع ف ��ي الترجم ��ة لجمه ��ور غي ��ر معت ��اد على‬ ‫تفا�صيل الإنتفا�ضة الليبية‪.‬‬ ‫على �سبيل المثال‪ ،‬يقودنا الفيلم �إلى زنزانة تحت‬ ‫الأر� ��ض مليئة بالجث ��ث المحترق ��ة و الفا�سدة من‬ ‫دون تف�سي ��ر‪ .‬في م�شهد �آخر‪ ،‬ن ��رى لقطات فيديو‬ ‫للقب� ��ض على معم ��ر القذافي في نهاي ��ة المطاف؛‬ ‫وجهه المغطى بالدماء بالكاد ن�ستطيع ر�ؤيته فيما‬ ‫بع�ض الغوغائيين من المتمردين يهاجمه ويعتدي‬ ‫عليه �ضرب� � ًا ويوجه �إلي ��ه كالم ًا مهين� � ًا‪� .‬صرخات‬

‫يج�سد هذا الفيلم الوثائقي‬ ‫ّ‬ ‫تطور �شخ�صية ال�صديقين من �شابين‬ ‫�ساذجين جاءا من كندا �إلى مقاتلين‬ ‫متمردين يعي�شان في واقع مرير لحرب‬ ‫ذات عواقب وخيمة عليهما‬ ‫رج ��ل واحد تبرز‪" :‬هذا من �أجل م�صراتة يا كلب!‬ ‫ه ��ذا من �أجل م�صرات ��ة!"‪ .‬وب�سب ��ب تقييد الفيلم‬ ‫بوجه ��ة نظر حميد و ط ��ارق‪ ،‬ف�إنن ��ا ال ن�ستطيع �أن‬ ‫نفه ��م على نطاق وا�س ��ع من �سفك الدم ��اء و د ّمر‬ ‫م�صرات ��ة‪ ،‬الأم ��ر الذي ك ��ان من �ش�أن ��ه �أن يدخل‬ ‫�صرخات الرج ��ل في ال�سياق وجعل ه ��ذا الم�شهد‬ ‫خ�صو�ص ًا �أكثر و�ضوح ًا‪.‬‬ ‫ربم ��ا يك ��ون العن�ص ��ر االكث ��ر اث ��ارة لل�صدمة في‬

‫"�أول من �سقط" هو �أن �أندر�سون قامت بمفردها‬ ‫بت�صوي ��ره‪ ،‬وعرجت وحيدة على �ساحات المعارك‬ ‫بي ��ن الذك ��ور فق ��ط‪ ،‬و تح� �دّت مخاط ��ر ال يمك ��ن‬ ‫ت�صوره ��ا باعتباره ��ا م�ص ��ورة م ��ن دون �س�ل�اح‬ ‫وقف ��ت على خطوط الن ��ار الأمامي ��ة‪ .‬عالقتها مع‬ ‫ال�شخ�صي ��ات الرئي�سي ��ة والثق ��ة الت ��ي �إكت�سبته ��ا‬ ‫وا�ضحة حي ��ث �إ�ستطاعت كاميرته ��ا الو�صول �إلى‬ ‫لحظ ��ات داخلي ��ة خا�صة‪ .‬ه ��ذا ه ��و بالت�أكيد فيلم‬ ‫�شجاع ويثنى عليه كبداية ل�صحافية قررت ت�صوير‬ ‫الفيلم بع ��د لقائها حميد و ط ��ارق بينما كانت في‬ ‫مهمة في بنغازي في العام ‪.2011‬‬ ‫ولكن ربما يخ ��رج الم�شاهدون بتف�سيرات مختلفة‬ ‫للفيلم �إعتماد ًا على معرفته ��م بالإنتفا�ضة الليبية‬ ‫وفهمه ��م لثقاف ��ة "الجماهيري ��ة" ال�سابق ��ة‪ .‬ومع‬ ‫ذل ��ك‪ ،‬ف� ��إن الأفك ��ار والمث ��ل العالمي ��ة لل�صداقة‬ ‫والت�ضحية وال�شجاعة وا�ضحة في '�أول من �سقط"‪،‬‬ ‫وبالت�أكي ��د �س ��وف يت�أث ��ر الجمهور بم ��ا فعلت هذه‬ ‫الحرب المدمرة في هذي ��ن الرجلين و�صداقتهما‬ ‫الم�ؤثرة‬ ‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪99‬‬


‫في خدمتكم لي ًال نهار ًا ‪ 7/7‬و ‪24/24‬‬ ‫ن�ؤمن طلباتكم �إلى جميع المناطق اللبنانية وال�سورية‬ ‫�سيارات مك ّيفة ومج ّهزة ال�سلكي ًا وم�ؤ ّمنة �ضد الحوادث والأ�ضرار الج�سدية‬

‫‪TEAM‬‬

‫المن�صورية (المتن)‬ ‫الأ�شرفية (بيروت)‬ ‫هاتف ‪03264534 - 04401458 :‬‬


‫عائلة سيلينا غوميز تخشى هروبها مع جاستن بيبر‬ ‫�ص ّرح م�صدر مقرب م ��ن النجمة �سيلينا‬ ‫غومي ��ز "ب�أن عائلة �سيلينا ت�شعر بالخوف‬ ‫والقلق ال�شديد م ��ن �أن تقدم �إبنتهم على‬ ‫�إرتكاب ت�ص ��رف مجنون وتق ��وم بالهرب‬ ‫م ��ع جا�ستن بيبر‪ ،‬خ�صو�ص� � ًا بعدما قامت‬ ‫بو�ضع خاتم في �إ�صبع يدها الي�سرى ي�شبه‬ ‫خاتم الخطوبة في ال�ساد�س والع�شرين من‬ ‫�آذار (مار�س) الفائت ‪.‬‬ ‫وق ��ال الم�ص ��در‪" :‬الخات ��م ال ��ذي و�ضعته‬ ‫�سيلين ��ا في �أحد �إ�صاب ��ع يدها الي�سرى كان‬ ‫هدية من جا�ستن ‪ ،‬لكنه لي�س خاتم خطوبة‬ ‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أن عالقتهما ق ��د عادت‬ ‫ب�شكل يت�سم بالجدية"‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف‪�" :‬سيلين ��ا مقتنع ��ة بعودته ��ا �إل ��ى‬ ‫جا�ست ��ن وهي دائم ًا م ��ا تتعامل مع عودتهما‬ ‫بالطريق ��ة عينه ��ا ف ��ي ك ��ل م ��رة ينف�صالن‬ ‫ويعودان ‪ ،‬لذا عائلتها ت�شعر بقلق بالغ من �أن‬

‫سيلينا غوميز‪ :‬عالقة غريبة بجا�ستن بيبر‬

‫�‬

‫تق ��وم بالهرب معه بهدف الزواج ‪ ،‬خ�صو�ص ًا‬ ‫و�أن جا�ست ��ن ل ��ه ت�أثي ��ر كبير عليه ��ا ودائما‬ ‫يقنعه ��ا ب�أن الجميع �ضده ��ا و�أنهم يحاولون‬ ‫�إف�شال عالقتهما"‪.‬‬ ‫�سيلين ��ا التي ت�ؤك ��د لجمي ��ع المحيطين بها‬ ‫�أنه ��ا بخي ��ر‪� ،‬أ�صبح ��ت لديه ��ا ردود �أفعال‬ ‫مبالغ ًا فيها جعلت م ��ن يعرفونها يت�شككون‬ ‫في �صحة ماتقوله‪ ،‬ويو�ضح ذلك الم�صدر‪:‬‬ ‫"الجمي ��ع لي�س مقتنع� � ًا ب�أن �سيلينا بخير‪،‬‬ ‫والم�شكلة �أنه ��ا �أ�صبحت بالغة وال ي�ستطيع‬ ‫�أي �شخ�ص �إجباره ��ا على �إتخاذ قرار ما‪،‬‬ ‫�أو �أن يقول لها اهلها ما يجب �أن تفعله"‪.‬‬ ‫"ال �أح ��د من المقربين م ��ن �سيلينا �سعيد‬ ‫بعودته ��ا �إل ��ى جا�ستن بيب ��ر" ‪ ،‬ي�ؤكد ذلك‬ ‫الم�ص ��در وي�شير�إل ��ى �أن تدخل �أي طرف‬ ‫لإبعاده ��ا ع ��ن جا�ست ��ن بيب ��ر �سيزيدها‬ ‫تقربا منه‬

‫جينيفر أنيستون‪ :‬خطيبي يسبّب الزيادة في وزني‬ ‫"يق ��وم بطه ��ي المعكرون ��ة بطريق ��ة مده�شة"‪ ،‬هك ��ذا و�صفت النجم ��ة جينيفر‬ ‫�أني�ست ��ون ف ��ي العدد الجديد م ��ن مجلة " بيبول " مهارات خطيبه ��ا جا�ستن ثورو‪،‬‬ ‫وال ��ذي وجهت �إليه اللوم علن ًا​​من خالل �صفح ��ات المجلة لكونه ال�سبب في زيادة‬ ‫وزنه ��ا ب�شك ��ل ملحوظ ‪ .‬قال ��ت �أني�ست ��ون (‪ 45‬عام� � ًا) لمجلة "بيب ��ول" ‪" :‬طعامه‬ ‫مده� ��ش‪ ،‬من ��ذ �أن تعرفت عليه منذ عامين جعلني �أكت�س ��ب الكثير من الوزن‪ ،‬لكن‬ ‫الأمر ي�ستحق حق ًا"‪.‬‬ ‫و�إعترف ��ت جينيفر ب� ��أن جا�ستن ثورو يحر� ��ص على �إ�ضافة الد�س ��م �إلى و�صفاته ‪،‬‬ ‫لذل ��ك فهي تعم ��ل ب�شكل يومي على خف�ض وزنها ‪� ،‬إذ �أنه ��ا تمار�س الريا�ضة يومي ًا‬ ‫لم ��دة ‪ 45‬دقيق ��ة وت�شارك في جل�سات " يوغا " لمدة ‪ 20‬دقيقة ‪ " :‬الأمر يرجع لي‪،‬‬ ‫ل ��ذا ق ��ررت العناية بنف�س ��ي نظر ًا �إلى كون تن ��اول الطعام �أمر ًا م�سلي� � ًا وكله با�سم‬ ‫الحب"‪ .‬و�أني�ستون التي تمنت �أن يكون ج�سدها مثالي ًا مثل العار�ضة جيزيل بند�شن‬ ‫�أو الالعب ��ة ليند�سي ف ��ون‪� ،‬أ�ضافت في حوارها قائلة‪�" :‬أتمن ��ى �أن �أ�ستطيع التزلج‬ ‫عل ��ى الجليد مثل ليند�سي فوه ��ن بطريقة جنونية ‪ ،‬كما �أنني �أحلم بالح�صول على‬ ‫ج�سد جيزيل باند�شن ‪َ ،‬لم ال؟"‪ .‬على �صعيد �آخر‪ ،‬كان م�صدر مقرب من �أني�ستون‬ ‫�صرح �أنها تخطط وخطيبها جا�ستن ثورو للزواج بعيد ًا من �أعين الجميع‪ ،‬وكان قد‬ ‫ق ��ال‪" :‬جين قد تبتعد عن النا� ��س‪ ،‬وتتجه �إلى كابو �سان لوكا�س في المك�سيك على‬ ‫�سبيل المثال ‪ ،‬فهي تحب �أن يقام زفافها في ذلك المكان"‬

‫ج‬

‫ينيفر �أني�ستون‪ :‬تناول الطعام ب�إ�سم الحب‬

‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪101‬‬


‫عالم النجوم‬

‫ماجدة الرومي‪ :‬نعم لثورة ‪ 30‬يونيو التي أطاحت مرسي‬ ‫�أك ��دت الفنانة ماج ��دة الرومي �أنه ��ا جاءت من‬ ‫اال�سكندري ��ة‪ .‬وعل ��ى م ��دار �أكث ��ر م ��ن‬ ‫بلده ��ا لبن ��ان بر�سالة ح ��ب �إلى م�ص ��ر و�شعبها‬ ‫�ساعتي ��ن �أطرب ��ت المطرب ��ة اللبناني ��ة‬ ‫بع ��د �إنقطاع عن زيارة م�صر منذ نحو ‪ 13‬عام ًا‪،‬‬ ‫الجمه ��ور بمجموعة منتقاة م ��ن �أغانيها‪،‬‬ ‫وذلك خالل الم�ؤتمر ال�صحافي الذي عقدته في‬ ‫فب ��د�أت بالوق ��وف دقيق ��ة ح ��داد ًا عل ��ى‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫منا�سب ��ة الحفل الغنائي ال ��ذي �أحيته في ال�شهر‬ ‫�أرواح ال�شه ��داء وغن ��ت ج ��زءا من كل من‬ ‫الفائت ف ��ي مكتبة اال�سكندري ��ة لدعم ال�سياحة‬ ‫الن�شيدين الوطنيي ��ن الم�صري واللبناني‪،‬‬ ‫في م�صر‪ .‬وع ّبرت في ر�سالتها عن حبها لم�صر‬ ‫و�إنطلق ��ت تغني ما بي ��ن قديمها وجديدها‬ ‫ودعمه ��ا لها‪ ،‬و�أ�ش ��ارت ال ��ى �أنها ت�سان ��د ثورة‬ ‫منه ��ا‪� " :‬إقبلني هيك "‪" ،‬ع ��م ي�س�ألوني"‪،‬‬ ‫الم�صريي ��ن في ‪ 30‬حزي ��ران (يونيو) ‪،2013‬‬ ‫"غن ��ي للحب"‪�" ،‬إحب ��ك ج ��د ًا"‪�" ،‬سمراء‬ ‫والت ��ي �أطاحت نظ ��ام الرئي� ��س ال�سابق محمد‬ ‫النيل"‪�" ،‬إعتزلت الغرام"‪ ،‬فيما �إختارت �أن‬ ‫مر�س ��ي‪ .‬وتب ّرع ��ت ب�أجره ��ا كام ًال ف ��ي حفلها‬ ‫تغني للعندليب الأ�سمر الراحل عبد الحليم‬ ‫المذك ��ور‪ .‬وقالت‪" :‬م�صر التي كانت و�ستكون‬ ‫حاف ��ظ �أغني ��ة "�أن ��ا كل م ��ا �أق ��ول التوبة"‪،‬‬ ‫ماجدة‬ ‫الرو‬ ‫مي‪:‬‬ ‫ر‬ ‫�سالة‬ ‫حب‬ ‫من‬ ‫لبنان‬ ‫�‬ ‫إلى‬ ‫الح�ض ��ن الحنون‪ ...‬م�صر هي م ��ن �إ�ستقبلتنا‬ ‫و�إختتم ��ت و�صلته ��ا الغنائية الت ��ي �إ�ستمرت‬ ‫م�صر‬ ‫خ�ل�ال الح ��رب الأهلية ف ��ي لبن ��ان‪ ،‬و�أحب كل ترابه ��ا‪ ،‬وبعدما‬ ‫نح ��و �ساعتي ��ن ب�أغني ��ة "�أحل ��ف ب�سماه ��ا‬ ‫قال ��ه ال�شع ��ب في ‪ 30‬يونيو ال ك�ل�ام يقال"‪ .‬و�أعرب ��ت عن مخاوفها وبترابها " والتي هزّت �أركان الم�سرح وتفاعل معها الجمهور ب�شدة‪.‬‬ ‫من الم�ؤامرات الدولية التي تحاول النيل من الدول العربية الباقية وزارت الروم ��ي ف ��ي المنا�سبة قب ��ر المخرج ال�سينمائ ��ي الراحل‬ ‫بتاريخه ��ا وعدالة اهلل في م�صر ولبنان‪ ،‬م�ؤك ��دة �أن �إرادة ال�شعوب يو�س ��ف �شاهي ��ن‪ ،‬كم ��ا ت�سلم ��ت مفت ��اح مدين ��ة الإ�سكندري ��ة من‬ ‫محافظه ��ا الل ��واء ط ��ارق المهدي ال ��ذي ا�شاد بموقفه ��ا في دعم‬ ‫كلمتها فوق كافة تلك المحاوالت‪.‬‬ ‫وق ��د �أحي ��ت الروم ��ي واحدة م ��ن �أنج ��ح الحف�ل�ات داخ ��ل مكتبة ال�سياحة الم�صرية‬

‫"سوء تفاهم" مع سيرين عبد النور‬ ‫�سيري ��ن عبد النور م�شغولة ه ��ذه الأيام حتى‬ ‫�أذنيه ��ا‪ ،‬فم�شاريعه ��ا بالجملة‪ .‬فه ��ي تقول‪:‬‬ ‫"�أن ��ا في طور ت�صوي ��ر م�سل�سل بعنوان "�سوء‬ ‫تفاه ��م" ال ��ذي ي�ض ��م ممثلي ��ن م ��ن م�ص ��ر‬ ‫ولبن ��ان‪ ،‬وه ��و يجم ��ع الكوميدي ��ا ​​الخفيف ��ة‬ ‫والرومان�سي ��ة ف ��ي الوقت عين ��ه"‪ .‬ومن جهة‬ ‫�أخ ��رى تتح�ض ��ر للقي ��ام ببطول ��ة فيلم جديد‬ ‫كتب ��ت ق�صته ري ��م حنا وينتجه م ��روان حداد‬ ‫ويخرجه رامي حنا حيث تقول‪�" :‬أقوم ببطولة‬ ‫الفيل ��م بم�شارك ��ة الفنان مك�سي ��م خليل‪ ،‬ومع‬ ‫نخبة كبيرة م ��ن الممثلين والممثالت‪ ،‬و�سيتم‬ ‫الت�صوير خ�ل�ال مو�سم ال�صي ��ف المقبل‪ ،‬بعد‬ ‫�إنتهائي من ت�صوير م�سل�سل "�سيرة حب""‪.‬‬ ‫وعن ه ��ذا الم�سل�سل تقول �سيري ��ن‪" :‬هو �أي�ض ًا‬ ‫مع مك�سي ��م خليل‪ ،‬ويت�ألف م ��ن ‪ 90‬حلقة حيث‬

‫‪100‬‬

‫العدد ‪ - 18‬ني�سان (�أبريل) ‪٢٠١4 -‬‬

‫�سيرين عبد النور‪� :‬أعمال بالجملة‬

‫يب ��د�أ عر�ضه خ�ل�ال �شه ��ر رم�ض ��ان‪ ،‬ويتابع‬ ‫العر�ض بعد �إنتهاء هذا ال�شهر"‪.‬‬ ‫وتعليق� � ًا عل ��ى �إ�شتراكها الدائ ��م مع مك�سيم‬ ‫خلي ��ل ف ��ي الم�سل�س�ل�ات والأف�ل�ام ‪ ،‬قال ��ت‬ ‫�سيري ��ن‪" :‬علين ��ا �أن ن�س� ��أل المنتجي ��ن عن‬ ‫هذا الأم ��ر‪ ،‬لأني �أي�ضا �أفاج� ��أ عندما �أعلم‬ ‫�أن ��ي �س�أمثل م ��ع مك�سيم ‪ ،‬فنح ��ن ال ّ‬ ‫نر�شح‬ ‫بع�ضن ��ا للعم ��ل عينه‪ ،‬ب ��ل �إن المنتجين هم‬ ‫من يقومون بهذا الأمر"‪.‬‬ ‫وتق ��ول ع ��ن م�شاريعه ��ا الغنائي ��ة‪" :‬هناك‬ ‫لحن لي �أغنية‬ ‫تعاون مع مروان خوري الذي ّ‬ ‫جميلة جد ًا‪� ،‬شبيهة برومان�سيته و�إح�سا�سه‬ ‫العالي‪ ،‬و�أغنية جديدة � ّ‬ ‫أح�ضرها مع �سليم‬ ‫ع�س ��اف وه ��ي ظريف ��ة فيه ��ا الكثي ��ر من‬ ‫الم�شاغبة والغزل"‬


‫بيار ومي�شال فرعون‬

‫طالل و�إيزابيل مقد�سي‬

‫طوني و�سوزان ومارينا ندور‬

‫روال دويدي‬

‫النائب وليد خوري وقرينته رانيا‬

‫العقيد ب�شارة حداد وقرينته ريتا‬

‫الوزير �سليم جري�صاتي وقرينته ندى‬

‫ناجي وماريز �أندراو�س‬

‫اللواء جورج م�صروعة وقربنته‬

‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪103‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫حفلة الروم الملكيين الكاثوليك في لبنان‬ ‫ف ��ي منا�سبة العيد ال�سنوي لأبر�شية بيروت وجبي ��ل وتوابعهما للروم الملكيين‬ ‫الكاثوليك دعا راعيها المتروبوليت كيرل�س ب�ستر�س‪ ،‬و�أع�ضاء مجل�س الأبر�شية‬ ‫الع ��ام‪� ،‬إلى حفل ع�شاء في فندق هيلتون – الحبتور في �سن الفيل (بيروت)‪،‬‬ ‫ح�ضره ح�شد كبير م ��ن الم�س�ؤولين الر�سميين وبع� ��ض الديبلوما�سيين ونخبة‬ ‫م ��ن رج ��ال المال والأعم ��ال والإعالم و�أبن ��اء الأبر�شية �إ�ضاف ��ة �إلى عدد من‬

‫رج ��ال الدين تقدمهم البطريرك الماروني الكاردينال ب�شارة بطر�س الراعي‬ ‫وبطريرك الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريو�س الثالث لحام‪.‬‬ ‫وكانت منا�سب ��ة للح�ضور لمناق�شة الأحوال ال�سيا�سية والإقت�صادية في البالد‬ ‫وو�ضع الم�سيحيين في �سوريا والمنطقة في ظل الأحداث الأليمة التي ت�شهدها‬ ‫بالد ال�شام‪.‬‬

‫المتروبوليت كيرل�س ب�ستر�س‪ ،‬البطريرك غريغوريو�س الثالث لحام‪ ،‬البطريرك الكاردينال ب�شلرة بطر�س الراعي‪ ،‬ال�سفير البابوي المون�سنيور غبريللي كات�شا‪ ،‬والمطران بول�س مطر‬

‫مايا دوفريج‪ ،‬عي�سى غريب‪ ،‬جو�سلين كفوري‪ ،‬نبيل دوفريج‬

‫العميد مي�شال نحا�س‪� ،‬سمير �أبي اللمع‪ ،‬الوزير غازي زعيتر‪ ،‬روجيه ن�سنا�س‬

‫الوزير ال�سابق اليا�س حنا‪� ،‬إبراهيم طرابل�سي‪ ،‬المطران �إيلي ن�صار‬

‫جو وكارول ن�سنا�س‬

‫‪102‬‬

‫العدد ‪ - 18‬ني�سان (�أبريل) ‪٢٠١4 -‬‬

‫النقيب جورج جريج وقرينته �إليان‬

‫وديع الخازن مع مي�شال و�سلوى تويني‬

‫نيكول مكتف وظافر �شاوي‬


‫عالم الذهب في ندوة لجمعية المصرفيين العرب في بريطانيا‬ ‫�أقامت جمعية الم�صرفيين العرب في لندن التي ير�أ�سها جورج كنعان‪ ،‬تحت رعاية المجل�س العالمي للذهب وم�صرف "�أت�ش �أ�س بي �سي" (‪،)HSBC‬‬ ‫ن ��دوة تح ��ت عن ��وان "رابحو ال�صرف الأجنبي‪ :‬من �سيح�صل على الذه ��ب"‪� ،‬أدارها المدير العام لبنك "�أت�ش �أ�س بي �س ��ي" مروان داغر‪ ،‬و�شارك فيها‬ ‫خبراء عالميون بينهم‪ :‬ماركو�س غراب مدير �إ�ستراتيجية الإ�ستثمار في المجل�س العالمي للذهب‪ ،‬وداراغ ماهر من "�أت�ش �أ�س بي �سي"‪ ،‬وجانيت هنري‬ ‫مديرة ال�ش�ؤون الأوروبية في "�أت�ش �أ�س بي �سي"‪ ،‬ونيد نايلور‪-‬ليالند مدير الإ�ستثمار في "كويلتر �شيفيوت"‪.‬‬ ‫ح�ضر الندوة‪ ،‬التي �أقيمت في مركز الجمعية الكائن في بناية غرفة التجارة العربية البريطانية في لندن‪ ،‬والتي تبعها حفل �إ�ستقبال وع�شاء‪ ،‬ح�شد من‬ ‫رجال و�سيدات المال والأعمال والإعالم في بريطانيا‪.‬‬ ‫ت�صوير طوني كيال‬

‫جورج كردو�ش‬

‫عبد العزيز الخريجي‬

‫جورج كنعان‬

‫مروان داغر‬

‫محمد قي�سي‬

‫رانيا بعلبكي‬

‫بيار �شويري‬

‫جمال دردوك‬

‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪105‬‬


‫مجتمع‬ ‫لندن‬

‫اليوم الوطني التونسي في لندن‬ ‫دعا ال�سفي ��ر التون�سي لدى بالط ال�سان ��ت جيم�س نبيل ع ّمار‬ ‫�إل ��ى حفل �إ�ستقبال ف ��ي مبنى ال�سفارة في لن ��دن في منا�سبة‬ ‫العيد الوطني لبالده ح�ضره عدد من الم�س�ؤولين البريطانيين‬ ‫والديبلوما�سيي ��ن المعتمدي ��ن ف ��ي بريطاني ��ا وح�ش ��د م ��ن‬ ‫رج ��ال و�سيدات الم ��ال والأعمال والإع�ل�ام والإجتماع العرب‬ ‫والأجانب‪ .‬وكان ��ت منا�سبة لل�سفير ل�شرح تطورات الو�ضع في‬ ‫ب�ل�اده لل�ضيوف والمهتمي ��ن بما يجري في ذل ��ك البلد الذي‬ ‫�إنطلقت منه �شرارة "الربيع العربي"‪.‬‬ ‫ت�صوير طوني كيال‬

‫�سفيرا �سلطنة عمان عبد العزيز الهنائي والأردن مازن الحمود‬

‫ال�سفير نبيل عمار وعقيلته مع �سفيرة المغرب الأميرة للاّ جمالة العلوي (الأولى من اليمين)‬

‫�سفيرة لبنان �إنعام ع�سيران وعقيلة �سفير الأردن عالية مازن الحمود‬

‫وزير �ش�ؤون ال�شرق الأو�سط و�شمال �أفريقيا‪ ‬البريطاني هيو روبرت�سون‬

‫�سفير الكويت خالد الدوي�سان والمار�شال �ألي�ستير هاري�سون‬

‫عمر بدور‬

‫زهرة الرباعي‬

‫�سفير ليبيا محمود الناكوع‬

‫الوزير المفو�ض في �سفارة العراق �شيروان دزه يي‬

‫‪104‬‬

‫العدد ‪ - 18‬ني�سان (�أبريل) ‪٢٠١4 -‬‬


‫رفول خواجة وعبيدا الخر�سا‬

‫مي�شال �أبو نجم و�أمال اليا�س �سليمان‬

‫فادي الحلبي وعبير بريبر‬

‫مي�شيل معكرون وجورج �صليبي‬

‫ناجي وجوي�س �شرابية‬

‫�سناء و�أوديت �أيوب‬

‫روال را�شد‬

‫لور �سليمان وال�سفير طوم فلت�شر‬

‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪107‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫تكرم أهل اإلعالم‬ ‫السفارة البريطانية في بيروت ّ‬ ‫�أقام ال�سفير البريطاني في لبنان طوم فلت�شر بالإ�شتراك مع المكتب الإعالمي‬ ‫ل�سفارته حف ًال تكريمي ًا لل�صحافة اللبنانية ولل�صحافيين الذين يغطون �أخبار‬ ‫ال�سفارة ح�ضره عدد كبير من �أهل الإعالم اللبنانيين‪.‬‬ ‫وق ��د �ألقى ال�سفير فلت�شر كلمة �شكر فيها الح�ض ��ور على تلبية دعوته‪ ،‬كما ن ّوه‬ ‫بالعالق ��ات الثنائي ��ة الجيدة التي ترب ��ط المملكة المتحدة بلبن ��ان م�ست�شهد ًا‬

‫بتح�س ��ن ال�صادرات بين البلدين والتي بلغت ف ��ي العام الفائت �أكثر من ‪550‬‬ ‫مليون دوالر‪.‬‬ ‫كم ��ا كان ��ت منا�سب ��ة للم�س�ؤولة عن الإعالم ف ��ي ال�سف ��ارة البريطانية �أنجيال‬ ‫�سولوم ��ن لتقدي ��م فريق ��ي العمل اللذي ��ن يعمالن ف ��ي الق�س ��م الإعالمي في‬ ‫ال�سفارة وفي المركز الثقافي البريطاني‪.‬‬

‫مار�سيل نديم‪� ،‬سفير بريطانيا طوم فلت�شر‪� ،‬إدمون �صعب‬

‫ريتا �صفير‪ ،‬عبدا �شريف‪� ،‬أنغي ماغاي‬

‫رانيا �شنيارة‪ ،‬جانين �أبو خليل‪ ،‬غادة براغيد‬

‫وردة الزامل‪� ،‬أنجيال �سولومن وروال را�شد‬

‫‪106‬‬

‫العدد ‪ - 18‬ني�سان (�أبريل) ‪٢٠١4 -‬‬

‫توما لوفافير‪ ،‬عاطف جانجوا‪� ،‬أمال مالكوغلي‬

‫كونين �سمرداي‪ ،‬جوبا برباري‪ ،‬غادي �صاوي‬


‫الرا �سلمان مع زينة وفايدة مهنا‬

‫دنيز عطالله‪ ،‬نجاة حرب‪ ،‬ربيعة �سلمان‬

‫وليد جنبالط وطالل �سلمان‬

‫ليلى وعمار نعمة‬

‫جوزيف حبي�س وعبدالله الزاخم‬

‫ب�شارة ولينا مرهج‬

‫مارييل �سلوم‬

‫الوزير اليا�س بو �صعب والعميد جورج خمي�س‬

‫نورا جنبالط‬

‫كلير �شكر‬

‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪109‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫"السفير" اللبنانية أحيت ذكرى إنطالقتها الـ‪40‬‬ ‫�أحي ��ت جريدة "ال�سفي ��ر" اللبنانية الذك ��رى الإربعين عل ��ى �إنطالقتها في حفل‬ ‫�إ�ستقب ��ال في مرك ��ز "البيال" في بيروت‪ ،‬في ح�ضور ح�شد م ��ن الوزراء والنواب‬ ‫اللبنانيي ��ن الحاليين وال�سابقين �إ�ضافة �إلى نخبة من ال�شخ�صيات الديبلوما�سية‬ ‫والإقت�صادي ��ة والإجتماعي ��ة والثقافي ��ة والفكري ��ة والبلدي ��ة واالعالمي ��ة‪ ،‬بينهم‬ ‫النائ ��ب عل ��ي بزي ممث�ل ً�ا رئي� ��س مجل�س الن ��واب نبيه ب ��ري‪ ،‬والرئي� ��س ح�سين‬ ‫الح�سين ��ي‪ ،‬والم�س�ؤول الإعالمي ف ��ي البطريركية المارونية ولي ��د غيا�ض ممث ًال‬ ‫البطريرك الكاردينال ب�ش ��ارة بطر�س الراعي‪ ،‬والوزراء‪ :‬ريمون عريجي‪ ،‬اليا�س‬ ‫ب ��و �صعب‪ ،‬محمد الم�شنوق‪ ،‬وائل ابو فاعور‪ ،‬نهاد الم�شنوق‪ ،‬رمزي جريج‪ ،‬ر�شيد‬ ‫دربا�س وح�سين الح ��اج ح�سن ‪ ،‬و�سفير رو�سيا �ألك�سندر زا�سبكين‪ ،‬واالمين العام‬ ‫للمجل�س االعلى ال�س ��وري اللبناني ن�صري خوري‪ ،‬والنواب‪ :‬وليد جنبالط ‪� ،‬إميل‬ ‫رحم ��ة‪ ،‬هنري حلو‪ ،‬غازي العري�ض ��ي‪ ،‬عبا�س ها�شم‪ ،‬عبد اللطي ��ف الزين‪� ،‬أالن‬

‫‪108‬‬

‫عون‪ ،‬محمد قباني‪ ،‬اغوب بقرادونيان‪ ،‬نبيل نقوال‪ ،‬قا�سم ها�شم‪ ،‬الوليد �سكرية‪،‬‬ ‫يا�سي ��ن جاب ��ر‪ ،‬وليد خوري‪ ،‬مي�ش ��ال مو�سى وروبي ��ر غانم‪ ،‬ح�س ��ن علو�ش ممث ًال‬ ‫النائ ��ب �أنور خليل‪ ،‬ورئي�س المجل� ��س الإقت�صادي والإجتماع ��ي روجيه ن�سنا�س ‪،‬‬ ‫ونقيب ال�صحافة محمد البعلبكي‪.‬‬ ‫و�ألق ��ى نا�شر جري ��دة "ال�سفير" ورئي�س تحريرها طالل �سلم ��ان كلمة �شكر فيها‬ ‫ك ��ل المكات ��ب الإعالمية التابعة للجري ��دة على "الإ�ستمرار ف ��ي العمل والنهو�ض‬ ‫به ��ا"‪ ،‬وقال‪�" :‬شكر ًا للحياة ال�سيا�سية من وجوهها المختلفة التي تذهب �إلى حد‬ ‫�إجبارن ��ا على الوقوف دائم� � ًا عند حافة الحرب االهلي ��ة‪ ،‬والإنت�صار عليها بعدم‬ ‫الإندفاع الى خو�ضها لح�سابهم" ‪.‬‬ ‫وف ��ي الختام ‪ ،‬قط ��ع ممثل الرئي�س بري و�سلمان قالب الحل ��وى‪ ،‬و�أقيم "كوكتيل"‬ ‫في المنا�سبة‪.‬‬

‫هنري لحود‪ ،‬رامي الري�س‪ ،‬غازي العري�ضي‪� ،‬إميل رحمة‬

‫نزر جلود‪ ،‬علي بزي‪� ،‬أمين �شري‪ ،‬نبيل نقوال‪ ،‬عبا�س الها�شم‬

‫جوزيف هالل‪ ،‬رمزي جريج‪ ،‬مخايل ال�ضاهر‪ ،‬عبدو عبدو‬

‫�إ�سماعيل �سكرية‪ ،‬الوزير محمد الم�شنوق‪ ،‬الرئي�س ح�سين الح�سيني‪ ،‬طالل �سلمان‬

‫زياد بارود مع بيتر وبيار ال�ضاهر‬

‫�إ�سطفان الدويهي‪ ،‬ريا�ض رعد‪� ،‬سركي�س �أبو زيد‬

‫العدد ‪ - 18‬ني�سان (�أبريل) ‪٢٠١4 -‬‬


‫عليا وفادي �صعب‬

‫ميرنا الب�ستاني‬

‫�سفير المغرب علي �أومليل وعقيلته‬

‫ريمون ومي عوده‬

‫مروان �صحناوي وف�ؤاد الخازن‬

‫ريا وبلقي�س يا�سين‬

‫جوزيف جري�صاتي و�إبراهيم طرابل�سي‬

‫لورا لحود وندى م�سعود‬

‫جويل ن�سنا�س‬

‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪111‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫زنر "مهرجان البستان" ّ‬ ‫خالد ّ‬ ‫مزنر ُي ِّ‬ ‫بزنار موسيقاه‬ ‫�أحي ��ا الم�ؤل ��ف وعازف البيان ��و خالد مزن ��ر �أم�سية مو�سيقية �ضم ��ن فعاليات‬ ‫مهرج ��ان "الب�ستان" في بيت مري في لبن ��ان ح�ضرها ح�شد كبير من ع�شاق‬ ‫فنه ومو�سيقاه الذين �ضاقت بهم �صالة الإحتفال‪.‬‬ ‫وف ��ي هذه الأم�سية التي �أعلن مزنر ف ��ي �إفتتاحها �أنه مت�أثر جد ًا لكونها المرة‬

‫الأولى التي يقدم فيها عزف ًا ح ّي ًا بمرافقة فرقة مو�سيقية‪ ،‬متّع الجمهور بعزفه‬ ‫على البيانو‪ ،‬بم�شارك ��ة الأورك�سترا الأرمنية للآالت الوترية‪ ،‬باقة متنوعة من‬ ‫م�ؤلفات ��ه المو�سيقية الت ��ي تندرج في �سي ��اق المو�سيق ��ى الت�صويرية للأفالم‬ ‫المو�سيقية‪ ،‬والتي و�ضعت غالبيتها لأفالم تحمل توقيع زوجته نادين لبكي‪.‬‬

‫خليل مكاوي‪ ،‬فيفيان �إده‪ ،‬تيا �صابر‪ ،‬منال حداد‬

‫رفاييل وجومانا دبانة وبابو لحود‬

‫نيللي وجوزيف رومانو�س‬

‫نايلة معو�ض‪ ،‬لمى �سالم‪� ،‬صوالنج الجميل‬

‫‪110‬‬

‫العدد ‪ - 18‬ني�سان (�أبريل) ‪٢٠١4 -‬‬

‫خالد مزنّر‬

‫لور وف�ؤاد تايت‬


‫أمل أزهري تعرض تصاميمها للجالبية العربية للعام ‪2014‬‬ ‫ل ّبت �شخ�صيات �إجتماعية و�إقت�صادية ونخبة من �أهل الإعالم دعوة م�صممة الأزياء المعروفة �أمل �أزهري لح�ضور حفل الع�شاء الذي �أقامته في "وير هاو�س"‬ ‫(‪ )Warehouse‬في بيروت حيث عر�ضت خالله �أحدث مجموعة من ت�صاميمها للجالبية العربية للعام ‪ ،2014‬والتي حملت �إ�سم "الريح"‪.‬‬ ‫وقد �إختتم العر�ض بمجموعة عباءات خا�صة كانت �ص ّممتها �أزهري خ�صي�ص ًا لل�شيخة موزة‪ ،‬عقيلة �أمير الكويت ال�سابق ال�شيخ حمد بن خليفة �آل ثاني ووالدة‬ ‫الأمي ��ر الحال ��ي ال�شي ��خ تميم بن حمد‪ ،‬نظر ًا �إلى قيمتها الفنية والمعنوية ال �سيما و�أن ال�شيخة موزة كانت قد �إختارتها مجلة "فانيتي فير" �إحدى الن�ساء الأكثر‬ ‫�أناقة في العالم في العام الفائت‪.‬‬

‫�أمل �أزهري مع العار�ضات‬

‫�أمل �أزهري ومي�شال المر‬

‫�أمين جبيلي مع كري�ستينا و�أ�سامة �سالم‬

‫خليل داغر و�صونيا مكاري‬

‫كارلو�س وكارال بواريدي‬

‫داني وميرا حداد‬

‫زينة جانبيه‬

‫زينة وجوني ف�ضل الله‬

‫‪Issue 18 - April - 2014‬‬

‫‪113‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫وسام األرز للفنان روميو لحود‬ ‫قلّ ��د رئي� ��س الجمهورية اللبنانية العماد مي�شال �سليمان‪ ،‬ممثالً بوزي ��رة المهجّرين القا�ضية �ألي�س �شبطيني‪ ،‬الفنان روميو لحود و�سام الأرز الوطني من رتبة‬ ‫كومن ��دور‪ ،‬وذل ��ك على خ�شبة م�سرح كازينو لبنان‪ ،‬بعد الإنتهاء من العر�ض الإفتتاحي لم�سرحية "طريق ال�شم�س"‪ .‬ح�ضر الإحتفال منى الهراوي‪ ،‬الوزيران‬ ‫روني عريجي ومي�شال فرعون‪ ،‬والنائب �سيمون �أبي رميا‪ ،‬والوزيران ال�سابقان غابي ليون وزياد بارود وح�شد من الفنانين والفعاليات الع�سكرية والنقابية‪.‬‬

‫نتالي ف�ضاللله وريما �صيرفي‬

‫‪112‬‬

‫الوزيرة �ألي�س �شبطيني تقلد و�سام الأرز لروميو لحود‬

‫الوزير ال�سابق غابي ليون وقرينته‬

‫اليا�س ونينا الرحباني‬

‫الوزير روني عريجي وقرينته‬

‫طوني وكري�ستينا بارود‬

‫ليليان ناع�سي‬

‫كلود و�أنطوان حبيب‬

‫العدد ‪ - 18‬ني�سان (�أبريل) ‪٢٠١4 -‬‬


Offering you the leading brands in Ceramic tiles, Sanitary ware, Kitchen cabinets, Sarieddine has it covered. Offering you the leading brands in Ceramic Adding a touchware, of class that cabinets, turns residential or tiles, Sanitary Kitchen Sarieddine commercial property into a palatial setting. has it covered. Log on to or visit our Adding a www.sarieddine-trading.com touch of class that turns residential or new show room and see for yourself, there’s more to commercial property into a palatial setting. just living with Sarieddine. Log on to www.sarieddine-trading.com or visit our new show room and see for yourself, there’s more to just living with Sarieddine.

Design for today’s living Abu Dhabi: t. 00971 2 6776121, 6774937 Design for today’s living Al Ain: t. 00971 3 7212211, 7218883 sartest@emirates.net.ae Abu Dhabi: t. 00971 2 6776121, 6774937


‫العنقود‬

‫�آخر‬

‫الفيسبوكي ‪...‬‬ ‫ُ‬ ‫يتحلل الجمهور العريض ويعود إلى خليته األولى ‪:‬‬ ‫في عالم الوس��ائط اإلجتماعية‬ ‫تذوب حكايات الجماعة‪ ،‬ويباش�� ُر الفيسبوكي مغامراته اليومية‪ ،‬تاركاً‬ ‫الفرد‪ .‬هكذا ُ‬ ‫لمزاجه الش��خصي الحميم أن يدلو بدل ٍو مكش��وف دون إحتشام أو تحفظ‪ .‬خلف‬ ‫حاس��وبه‪ ،‬أو منكباً على هاتفه "الذكي"‪ ،‬يطل الفيس��بوكي عل��ى عالمه العريض‬ ‫وفق س��لوك ملتبس يجعله محتمياً بحميميته غير مختلط بضجيج العامة‪ُ ،‬يمطر‬ ‫البشرية بما تفتق مزاجه أو ما ملكت يداه من قول أو إعادة قول‪.‬‬ ‫يش��ب ُه المش��هد ذلك القابع وراء المق ّود في س��يارته‪ .‬هو في مكانه يتص ّر ُف على‬ ‫يقتحم مملكته الصغرى‬ ‫س��ج ّيته في المكان الصغير غير آبه بالمشهد العام الذي‬ ‫ُ‬ ‫في زحمة س��ير طارئة‪ .‬كم مرة تب ّرجت إمرأ ٌة محدّقة بمرآة سيارتها‪ ،‬تك ّرر طقوس‬ ‫التجميل التي تمارس��ها في منزلها دون إكتراث بنظرات المارة وراكبي الس��يارات‬ ‫حولها‪.‬‬ ‫التلصلص الش��رعي المتاح‪ .‬ذلك ع ّيب حي��ن ُيمارس عبر نوافذ‬ ‫علم‬ ‫الفيس��بوكية ُ‬ ‫ِ‬ ‫متاح ومس��موح وعادي حين ُيما َرس من‬ ‫البي��وت المط ّلة على البيوت‪ ،‬لكن األم َر ٌ‬ ‫نتاج عالقة متواطئة بين العرض‬ ‫خالل الصفحات والحس��ابات الفيس��بوكية‪ .‬األم ُر ُ‬ ‫بعرض الذات ويفيض في ذلك‪ ،‬وفي الس��وق من‬ ‫والطلب‪ .‬في الس��وق من يقبل ِ‬ ‫ُ‬ ‫العرض في ّمعن تلصلصاً حتى الثمالة‪ .‬أنه زمن ال ُفرجة‪.‬‬ ‫يغريه‬ ‫ً‬ ‫ُيط��ل علينا من ُيغرقنا باألدبيات الدينية نصوصا وروايات وكثير من الدعاء‪ .‬يتوجه‬ ‫الفيس��بوكي المتد ّين عارضاً على الجمهور العريض فنون اإلبتهال إلى المولى غبر‬ ‫عابئ بأن األمر خاص بعالقة العبد بر ّبه‪.‬‬ ‫تسويق خارجة في تلك الوسائط عن أي ورع أو‬ ‫يدهش��ك أن يصبح اإليمان ماد َة‬ ‫ٍ‬ ‫روحانية‪ .‬لكن األدهى أن المس��تخدم الذي قرر أن يم��ارس دعوته ويدعو العباد‬ ‫يضع صورة تعريفية له تم ّثل أجمل نس��اء األرض‬ ‫إل��ى طاع��ة رب العباد وأنبيائه‪ُ ،‬‬ ‫قح ُم‬ ‫المترجلة من هولييوود غرباً أو بولييوود ش��رقاً‪ُ .‬تدهش��ك المفارق��ة التي ُت ِ‬ ‫الجمال ‪ -‬السلعة في ما يفترض أن يكون مقدساً يتجاوز تقليعات اإلغراء األنثوي‪.‬‬ ‫أتك��ون تلك الصورة ح�لاالً طالما يراد في نهاياتها فعل الح�لال؟ أم أن المؤمنين‬ ‫الخاشعين يشدّهم كل جمال يسبحون من خالله الخالق تعالى؟‬ ‫ُ‬ ‫فتيات الفيسبوك عند العرب فئتان تع ّبران عن تن ّوع ثقافة الحرية في بقاع عالمنا‬ ‫م��ن محيطه الى الخليج‪ .‬فئ��ة تحاكي الزمن من خالل صورها الحقيقية وما تقوله‬ ‫وتع ّبر عنه‪ ،‬في ذلك مشاركة للذكور في الموقف والرأي والفعل ور ّد الفعل‪ٌ .‬‬ ‫وفئة‬ ‫تختبئ وراء أس��ماء مس��تعارة وصور مس��تعارة‪ ،‬تمارس من وراء ذلك ضروبا من‬ ‫التمرد والجرأة في نواحي السياس��ة والثقافة وأم��ور المجتمع‪ .‬في المحصلة أداء‬ ‫نسائي متفاوت يعكس تفاوت حياة اإلناث في اإلختالط والمشاركة والمساواة‪. ‬‬ ‫والفيس��بوكي إنس��ان طاه ٌر نظيف‪ ،‬نزيه‪ ،‬ش��ريف ‪ ...‬كامل األوص��اف‪ ،‬ذلك أنه‬ ‫ُي ّ‬ ‫ط��ل من موقع الع��ارف المنتقد الغاضب على هذه الدني��ا‪ ،‬ال يعجبه عجب وال‬ ‫مزيج من‬ ‫الدنيا‬ ‫لحال‬ ‫رفضه‬ ‫في‬ ‫ينتهي‪.‬‬ ‫وإليه‬ ‫وأصوله‬ ‫الكون‬ ‫يبدأ‬ ‫منه‬ ‫دنيا‪.‬‬ ‫ترضيه‬ ‫ٌ‬ ‫* �صحافي وكاتب �سيا�سي لبناني‬

‫‪114‬‬

‫العدد ‪ - 18‬ني�سان (�أبريل) ‪٢٠١4 -‬‬

‫بقلم محمد قوا�ص‬

‫الس��خرية وه ّز الرأس‪ .‬وإذا ما رحمنا من محاضراته الداعية لتغيير الكون ليناسب‬ ‫تذهب مذه َبه في إكتشاف‬ ‫مزاجه‪ ،‬فإنه يقذ ُفنا بأخبار ومقاالت وصور وفيديوات‬ ‫ُ‬ ‫الماء الساخن‪.‬‬ ‫يمارس الفيسبوكي ساد ّية مرضية بتلذ ٍذ خبيث‪ .‬يدلي برأي نهائي يختم التاريخ من‬ ‫ُ‬ ‫ترتاح تفاصيله إال حين تنهال‬ ‫بعده‪ .‬يختا ُر في الحس��م والجزم إستفزاز البشر‪ ،‬وال ُ‬ ‫تبجل قصائده وتمحضها بالتأييد والقول الحس��ن‪ .‬أحياناً‬ ‫الـ"اليك" (عالمة التأييد) ّ‬ ‫يمنّ علينا بس��عة صدره بقبول "الرأي اآلخر"‪ ،‬ذلك أن صفحته تتح ّول إلى ميادين‬ ‫نق��اش أين منها تلك اإلغريقي��ة أو تلك وراء المعابد البيزنطي��ة‪ .‬وحين يأتيه من‬ ‫يس��تقيل تس��امحه الطهراني ويزيل "الرأي اآلخر"‪ ،‬معتذراً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫يكيل له الصاع بضعفه‬ ‫من جمهوره الممتد من تجاوزات ال يريدها أن تخدش َحياء إجماعهم المبارك‪.‬‬ ‫الفيس��بوكي يز ّودُنا بكرم بوصفات مجانية لتحرير فلس��طين ورمي إس��رائيل في‬ ‫البحر‪ .‬يعرف كل المؤامرات التي ُتحاك والتي سوف ُتحاك‪ ،‬ويحدد موقفه بوضوح‬ ‫كامل‪ .‬أمو ُر المنطقة على تع ّقدها الجيني الضارب قدماً في بطون التاريخ تتح ّول‬ ‫الى مسألة حساب ّية سهلة الحل‪ .‬يكفي اإلنتشاء بروايته والتصفيق لنهاياتها‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫موقف الفيس��بوكي مبدئي نهائي في يوم االثنين‪ .‬لكن��ه‪ ،‬ولقصر ذاكرته‪ ،‬قصر ما‬ ‫ويتعجل في ِّ‬ ‫خطه‪ ،‬يبد ُِّل موقفه المبدئي النهائي إلى آخ ٍر مناقض في يوم‬ ‫يد ّون��ه‬ ‫ّ‬ ‫الثالثاء‪ ،‬ناهيك عن تبدّالت بهلوانية عجيبة في األيام التالية‪ .‬وإذا ما حش��رته يوماً‬ ‫بالسؤال عن تلك الرشاقة األسطورية‪ ،‬أجابك بسعادة ‪ :‬هذا كالم فيسبوك‪.‬‬ ‫منهمك بلعب دور االعالمي المخلص الحريص على نقل الخبر تحرياً‬ ‫ٌ‬ ‫الفيس��بوكي‬ ‫للس��بق النادر‪ .‬في الغالب‪ ،‬الس��بقُ عنده ُنشر قبل أيام (وحتى أسابيع) وأشبعته‬ ‫الصحافة إس��تهالكاً‪ ،‬وقد صادف أن إلتقاه ف��ي تجواله العنكبوتي‪ ،‬فإندهش وفغر‬ ‫فاه��ه ورأى أن ُيتحفنا في إكتش��افه‪ .‬والفيس��بوكي ال يؤم��ن‪ ‬بالتاريخ والماضي‪،‬‬ ‫فالعالم يحدث اآلن‪ ،‬ويتحقق من خالل الـ "ستاتس" الذي يز ّين صفحته‪ .‬ال يؤمن‬ ‫الفيسبوكي بكتاب وال يعرف من المقاالت إال عناوينها التي يلمحها ضمن "الرابط"‬ ‫الذي ُيضحي بمشاركة العباد به‪.‬‬ ‫الفيس��بوكي نج��م ال تضاهيه نج��وم السياس��ة والثقافة والبزن��س‪ .‬تغوغله (من‬ ‫‪ ) Google‬فتجد إس��مه مكرراً كما ُتكرر أسماء الهوليووديين‪ .‬يكد ُّس الفيسبوكي‬ ‫األصدقاء‪ ،‬يح ّولهم إلى جمهور يس��عى إلى توسيعه ك ّماً‪ ،‬ونوعاً اذا أمكن‪ ،‬يجلدهم‬ ‫ِح َكم��اً و ُيمطره��م أبجدية‪ ،‬وقد يعاقبه��م باإلعراض اللئيم ع��ن تف ّقدهم‪ .‬ثم أن‬ ‫للفيس��بوكي مزاج األباطرة‪ ،‬وعلى الرع ّية مداراة ذلك المزاج‪ .‬والكارثة حين يأتيهم‬ ‫على غفلة فجر ّية فيلسعهم بـ "سمايلي" حزين يعلن نهاية الكون‪.‬‬ ‫ه��و زم��ن أن تقول ثم��راً أو تقول حجراً‪ ،‬المه��م أن ُت َ‬ ‫حدث ضجيجاً س��يبرع فيه‬ ‫الفيسبوكي مح ّل ًال ومحامياً ومقات ًال ومحاوراَ‪ ،‬ودائماً‪ ‬متب ّرماً و"سنفور غضبان"‪.‬‬ ‫ال شيء حرف ّياً مهن ّياً في يوم ّيات الفيسبوكي‪ .‬هو كالم‪ ،‬أي كالم‪ ،‬ويأتيك من ُيقنعك‬ ‫بأنه وراء هذا "الربيع"‬

‫*‬


ABU DHABI - KHALIDIYA STREET - TEL: 02 6813141 AL MARYAH ISLAND - SOWWAH SQUARE - TEL: 02 6266730

BRIONI.cOM


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.