Issue 19

Page 1

‫سوريا تعلن‬ ‫الحرب على‬ ‫الطب وأهله‬

‫الكويت‪:‬‬ ‫السياسة تريد‬ ‫إسكات الصحافة‬

‫مصر والدعم‪:‬‬ ‫بلد يعيش‬ ‫خارج طاقاته‬

‫�شهرية ● �إقت�صادية ● ثقافية ● �إجتماعية ‪ -‬ال�سنة الثانية ‪ -‬العدد ‪� - 19‬أيار (مايو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫أيها الموارنة ماذا تفعلون؟‬


‫اإلفتتاحية‬ ‫�شهرية ● �إقت�صادية ● ثقافية ● �إجتماعية‬ ‫ال�سنة الثانية ‪ -‬العدد ‪� - 19‬أيار (مايو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫‪www.asswak-alarab.com‬‬

‫ت�صدر من لندن عن �شركة "�أ�سواق العرب" للن�شر المحدودة‬ ‫العنوان الرئي�سي‪:‬‬ ‫‪Asswak Al-Arab Publishing Ltd‬‬ ‫‪788-790 Finchley Road‬‬ ‫‪London NW11 7TJ - United Kingdom‬‬ ‫‪Tel: +44(0)758 3320593‬‬ ‫‪Fax: +44(0)2082019448‬‬ ‫‪email: info@asswak-alarab.com‬‬ ‫‪Editor-In-Chief: Gabriel Tabarani‬‬

‫رئي�س مجل�س الإدارة ‪ /‬رئي�س التحرير‬

‫كابي طبراني ‪www.gabrielgtabarani.com -‬‬ ‫‪g.tabarani@gmail.com‬‬

‫مدير التحرير (لندن)‬

‫هاني مكارم ‪h.m.makarem@gmail.com -‬‬

‫مديرة الت�سويق ‪ -‬فيكتوريا روبرت�س‬ ‫ت�صدر في لبنان بالتعاون مع مجلة "تحت الأ�ضواء" الإقت�صادية‬ ‫ مركز ال�شرق الأو�سط للدرا�سات والعالقات العامة‪ ،‬بناية بيرال‪،‬‬‫الطابق الأول �شارع الجزائر‪ ،‬المال ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫مدير التحرير (بيروت)‬ ‫جوزف قرداحي ‪josephkordahi@yahoo.com -‬‬ ‫مديرة الت�سويق والعالقات العامة (بيروت)‬ ‫دارين عالمه ‪darinealameh@gmail.com -‬‬ ‫مكتب المغرب‪:‬‬ ‫برومو بري�س ‪� 16 -‬شارع جياللي العريبي‬ ‫الدار البي�ضاء ‪ -‬المغرب‬ ‫الإخراج الفني‬ ‫علي كمال الدين ‪alikamallll@gmail.com -‬‬ ‫التوزيع ‪� -‬شركة الأوائل ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫الإ�شتراكات‪:‬‬ ‫للأفراد‪ 100 :‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬ ‫لل�شركات‪ 150 :‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬

‫للم�ؤ�س�سات الر�سمية والبعثات الديبلوما�سية‪:‬‬

‫‪ 200‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬ ‫‪Price list‬‬

‫ ‪7000‬‬ ‫‪L.L.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪B.D.‬‬ ‫‪2 C.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪E.P.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪J.D.‬‬ ‫ ‪1‬‬ ‫‪K.D.‬‬ ‫ ‪1‬‬ ‫‪O.R.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪Q.R.‬‬ ‫ ‪10‬‬ ‫‪S.R.‬‬ ‫ ‪100‬‬ ‫‪S.L.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪Drhm.‬‬ ‫ ‪3‬‬ ‫‪Pounds.‬‬ ‫‪10 T.D‬‬ ‫‪20 MAD‬‬

‫ ‪Lebanon‬‬ ‫ ‪Bahrain‬‬ ‫ ‪Cyprus‬‬ ‫ ‪Egypt‬‬ ‫ ‪Jordan‬‬ ‫ ‪Kuwait‬‬ ‫ ‪Oman‬‬ ‫ ‪Qatar‬‬ ‫ ‪Saudi Arabia‬‬ ‫ ‪Syria‬‬ ‫ ‪UAE‬‬ ‫ ‪UK‬‬ ‫ ‪Tunis‬‬ ‫ ‪Morocco‬‬

‫المقاالت التي ُتن�شر تع ّبر فقط عن �آراء �أ�صحابها‬

‫�أيها الموارنة ماذا تفعلون؟‬ ‫إنتقل منصب سياس��ي مس��يحي بارز في لبنان خطوة أقرب إلى الش��غور عندما‬ ‫فش��ل النواب في التوافق واإلجتماع وتأمين النصاب القانوني في البرلمان لثالث‬ ‫جلس��ات حتى اآلن‪ ...‬إلنتخاب خلف لرئيس الجمهورية العماد ميش��ال سليمان‬ ‫الذي تنتهي مدة واليته في ‪ 25‬أيار (مايو) الجاري‪.‬‬ ‫أظه��ر فريق "‪ 8‬آذار" إلتزامه بعرقلة العملي��ة اإلنتخابية‪ ،‬في أعقاب إقتراع نوابه‬ ‫ببطاقات بيضاء أو بأسماء ضحايا إغتيال بارزين في الجلسة األولى مع إستراتيجية‬ ‫أبس��ط في المرتين الالحقتين‪ :‬البقاء بعيداً من المبنى التش��ريعي لمنع إكتمال‬ ‫النصاب‪.‬‬ ‫ف��ي الوق��ت عينه‪ ،‬ال يوج��د ل��دى المجتمع السياس��ي المس��يحي خطة عمل‬ ‫لمواجهة هكذا إس��تحقاق‪ .‬لبنان هو مجموعة م��ن األقليات‪ ،‬ولدى المجموعات‬ ‫الرئيس��ية المتعددة ‪-‬السنة والشيعة والدروز‪" -‬زعيم" ال جدال عليه‪ ،‬في حين أن‬ ‫المسيحيين‪ ،‬واألهم الموارنة‪ ،‬منقسمون حول من يم ّثلهم سياسياً‪.‬‬ ‫من الناحية النظرية‪ ،‬من المفهوم تماماً والمطلوب ديموقراطياً أن ّ‬ ‫يترشح أكثر من‬ ‫ش��خص من الموارنة لرئاس��ة الجمهورية‪ ،‬ولكن في الممارسة العملية‪ ،‬كل مرشح‬ ‫منهم ينش��غل في البح��ث عن الدعم من الطوائف األخ��رى‪ ،‬ألنه غير قادر على‬ ‫ضمان دعم طائفته‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن المش��كلة األساس��ية هي أن القادة السياس��يين الموارنة تجاهلوا‬ ‫اإلتفاقات التي توصلوا إليها في وقت س��ابق تحت إشراف بطريركهم ومرجعيتهم‬ ‫الدينية‪ ،‬الكاردينال بشارة بطرس الراعي‪ ،‬بعدم عرقلة اإلستحقاق وضمان أن تجري‬ ‫اإلنتخابات في موعدها‪ .‬لذلك‪ ،‬إلى أن يستطيع الزعماء الموارنة‪ ،‬ومعهم الطائفة‬ ‫المارونية خاصة والمجتمع المسيحي عامة اللذان يدّعون تمثيلهما‪ ،‬الوصول إلى‬ ‫ترتيب ش��ؤون بيتهم‪ ،‬فال يمكن توقع أي تحس��ن في وضعه��م‪ .‬يجب عليهم أن‬ ‫يعرفوا اآلن‪ ،‬بعد كل ما جرى ويجري‪ ،‬أن السياسة اللبنانية تحترم القوة والتماسك‬ ‫فقط‪ ،‬واللذين يفتقر إليهما الموارنة في العمق‪.‬‬ ‫لقد شكا المس��يحيون طوي ًال من التهميش السياسي‪ ،‬ولكن حان الوقت للمطالبة‬ ‫بجواب عن الس��ؤال‪ :‬من هو بالضبط المسؤول عن هذا التهميش؟ إذا كان هؤالء‬ ‫التمس��ك وتنفيذ إتفاق بس��يط حول الحاجة إلى إختيار‬ ‫القادة غير قادرين على ّ‬ ‫رئيس جديد في الوقت المحدد‪ ،‬فليس هناك س��بب لتوقع إتفاقهم على مسائل‬ ‫أكثر تعقيداً والتي تؤثر في مس��تقبلهم السياس��ي‪ ،‬وبالتالي بمس��تقبل الموارنة‬ ‫خصوصاً والمسيحيين عموماً في لبنان‪.‬‬ ‫كابي طبراني‬

‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪3‬‬



‫‪58‬‬

‫‪92‬‬

‫‪98‬‬

‫إستثمار‬

‫فنون‬

‫الفن السابع‬

‫يقيد‬ ‫المال الروسي ِّ‬ ‫حركة الحكومة البريطانية!‬

‫يؤرخ تطور‬ ‫وليد خويص ّ‬ ‫الموسيقى العربية في مكتبة!‬

‫نوح‪ :‬نحن ُ‬ ‫حدث‬ ‫سن ِ‬ ‫الطوفان الجديد!‬

‫‪63‬‬

‫كلمة مالية‬ ‫معضلة الروبية الهندية‬

‫‪71‬‬

‫رأي مراقب‬ ‫النفط اللبناني‬ ‫على شفير النقمة‬

‫‪75‬‬

‫‪76‬‬

‫رأي خبير‬ ‫ثورة الطاقة المقبلة‬

‫حوار العدد‬

‫‪89‬‬

‫رامي النمر‪:‬‬ ‫تفرطوا‬ ‫أيها السياسيون ال ِّ‬ ‫بخزان لبنان المالي لترقيع‬ ‫سيجرنا إلى الهاوية!‬ ‫عج ٍز‬ ‫ّ‬

‫‪82‬‬

‫‪66‬‬

‫‪72‬‬

‫تحقيق العدد‬

‫الغاز الطبيعي المسال‬

‫نفط‬

‫روسيا تدخل إلى قلوب‬ ‫وعقول العرب عبر الفنون‬ ‫لتسويق سياستها!‬

‫هل تستورد أبو ظبي‬ ‫الغاز الطبيعي المسال‬ ‫من أميركا؟‬

‫شركات النفط الغربية‬ ‫تنقذ بوتين‬ ‫من وجع العقوبات!‬

‫المنبر اإلجتماعي‬ ‫اإلسم والشهرة‪:‬‬ ‫ساد ُمستش ٍر‬ ‫َف ٌ‬

‫‪90‬‬

‫الموقف الثقافي‬ ‫الكوميديا اللبنانية‬ ‫تلفظ أنفاسها األخيرة!‬

‫‪114‬‬

‫آخر العنقود‬ ‫بنك "فيسبوك" الدولي!‬


‫�ل�سنة �لثانية ‪� -‬لعدد ‪� - ١9‬أيار (مايو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫الكويت‪:‬‬ ‫السياسة تريد‬ ‫إسكات الصحافة‬

‫سوريا تعلن‬ ‫الحرب على‬ ‫الطب وأهله‬

‫في هذا العدد‬

‫مصر والدعم‪:‬‬ ‫بلد يعيش‬ ‫خارج طاقاته‬

‫�سهرية ● �إقت�سادية ● ثقافية ● �إجتماعية ‪� -‬ل�سنة �لثانية ‪� -‬لعدد ‪� - ١9‬أيار (مايو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫أيها الموارنة ماذا تفعلون؟‬

‫‪2nd Year - Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪20‬‬

‫المشرق العربي‬ ‫موضوع الغالف‬

‫اإلستحقاق‬ ‫الرئاسي في‬ ‫بلد األرز‬

‫‪22‬‬

‫‪32‬‬

‫‪38‬‬

‫‪48‬‬

‫لبنان‬

‫سوريا ‪ -‬فلسطين‬

‫الكويت‬

‫الهند وباكستان‬

‫"حزب اهلل" يريد التوسع‬ ‫السياسي من طريق تموضعه‬ ‫كمدافع ضد اإلرهاب في لبنان‬

‫من يحمي‬ ‫المقاومة الفلسطينية‬ ‫بعد "الربيع العربي"؟‬

‫الكويت‪ :‬السياسيون‬ ‫يريدون إسكات الصحافة‬ ‫ألنها "تفضحهم"!‬

‫التهريب‬ ‫يوحد‬ ‫عبر دبي ّ‬ ‫الهند وباكستان‬

‫‪28‬‬

‫‪40‬‬

‫‪44‬‬

‫‪54‬‬

‫سوريا‬

‫إمارة رأس الخيمة‬

‫مصر‬

‫مصارف‬

‫سوريا تعلن الحرب‬ ‫على الطب وأهله!‬

‫رأس الخيمة‬ ‫تنتظر ربيعها اآلتي‬ ‫من السياحة!‬

‫مصر ونظام الدعم‪:‬‬ ‫بلد يعيش‬ ‫خارج إمكاناته!‬

‫هل ّ‬ ‫حل موسم‬ ‫الهجرة المصرفية األجنبية‬ ‫من لبنان؟‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫النظرية النقدية‪ .‬ويُف�سر ذلك ب�أن �سرعة نمو‬ ‫الطل ��ب �أعلى بكثي ��ر من ق ��درة الإقت�صاد على‬ ‫تلبية هذا الطلب مما يعني �صعوداً للت�ضخم‪.‬‬ ‫وه ��ذا �سي�ؤث ��ر �أي�ض�أً على الثب ��ات النقدي �إذ �أن‬ ‫�ض� � َخ ما يوازي الـ ‪ %20‬م ��ن الموازنة كنقد في‬ ‫الأ�س ��واق �سي�ؤثر ب�شكل كبي ��ر على �سعر �صرف‬ ‫اللي ��رة التي قد تتعر�ض ل�سيناريو فقدان ‪%30‬‬ ‫م ��ن قيمته ��ا (ب�إعتم ��اد القاع ��دة الثالثي ��ة) �أو‬ ‫�إنخفا�ض �إحتياط م�صرف لبنان من العمالت‬ ‫الأجنبية بالقيمة عينها‪.‬‬ ‫ خط ��ر ه ��روب الأم ��وال �إل ��ى الخ ��ارج‪� :‬إن‬‫الأم ��وال المدفوع ��ة �سيتم تحوي ��ل ق�سم منها‬ ‫�إلى الدوالر الأميرك‪،‬ي ومن ثم تحويلها �إلى‬ ‫بل ��دان �أجنبي ��ة يعتبره ��ا المواطن �أكث ��ر �أماناً‬ ‫مالي� �اً‪ .‬و�إذا كان ه ��ذا الإحتمال �ضئي�ل ً�ا �إال �أنه‬ ‫ال يجب الإ�ستخف ��اف بتداعياته وخ�صو�صاً �أن‬ ‫ت�ص ��رف الالع ��ب الإقت�ص ��ادي يُعتب ��ر مع�ضلة‬ ‫ف ��ي درا�سة ال�سيا�س ��ة الإقت�صادية‪� .‬أي�ضاً يُمكن‬ ‫الق ��ول �أن زي ��ادة الطل ��ب الت ��ي �ستوفرها زيادة‬ ‫الأج ��ور �سيتم تلبيتها في المرحلة الأولى من‬ ‫طري ��ق الإ�ستيراد الخارجي‪ ،‬مما �سي�ؤدي ذلك‬ ‫�إلى تو�سيع العجز التجاري �أي هروب الأموال‬ ‫�إلى الخارج‪.‬‬ ‫ مخاطر تراجع الجاذبية في جلب الإ�ستثمار‬‫الأجنب ��ي المبا�ش ��ر‪� :‬إن زي ��ادة الكلف ��ة عل ��ى رب‬ ‫العم ��ل قد ُتخ ّف�ض من جاذبية لبنان في جلب‬ ‫الإ�ستثمار الأجنبي المبا�شر وذلك من منطلق‬ ‫�أن ن�سب ��ة الإنتاجي ��ة (‪� )productivity‬إل ��ى‬ ‫تكلف ��ة العمال ��ة (‪ )labor cost‬يج ��ب �أن تك ��ون‬ ‫مرتفعة لجذب الإ�ستثمار‪ .‬وبالتالي‪ ،‬ف�إن زيادة‬ ‫الأج ��ور �ست�ؤدي �إلى �إرتف ��اع كلفة الإنتاج ب�شكل‬ ‫كبي ��ر وبخا�ص ��ة �إذا ما ت�شابك ه ��ذا العامل مع‬ ‫عام ��ل الت�ضخ ��م (�إرتف ��اع �سع ��ر المحروق ��ات)‬ ‫مما �سي�ؤدي �إلى تراجع ثقة الم�ستثمرين‪ .‬كما‬ ‫يمكن الق ��ول �أن تخفي�ض الت�صنيف الإئتماني‬ ‫�سيمن ��ع الكثي ��ر م ��ن ال�ش ��ركات الأجنبي ��ة م ��ن‬ ‫الإ�ستثم ��ار في ال�س ��وق اللبنانية لما لذلك من‬ ‫ت�أثير على ت�صنيفها الإئتماني‪.‬‬ ‫* خبير �إقت�صادي و�إ�ستراتيجي‬

‫بيروت عا�شر‬ ‫�أغلى مدينة في العالم‬ ‫حيال �إيجارات ال�سكن‬ ‫ف ��ي الوق ��ت ال ��ذي ين�شغ ��ل لبن ��ان بقان ��ون‬ ‫االيج ��ارات الجدي ��د بي ��ن م�ؤي ��د ومعار� ��ض‪،‬‬ ‫ب ��رز الم�سح ال�سنوي عن �إيج ��ارات الوحدات‬ ‫ال�ص ��ادر عن ال�شرك ��ة الإ�ست�شارية‬ ‫ال�سكني ��ة ّ‬ ‫"‪ "EuroCost International‬بي ��روت‪،‬‬ ‫ال ��ذي �ص ّنف بي ��روت ف ��ي المرتب ��ة العا�شرة‬ ‫عالمي� � ًا ف ��ي �سن ��ة ‪ ،2014‬مقارن ��ة بالمرك ��ز‬ ‫ال�سابع في ‪ ،2013‬والمركز الثامن في ‪،2012‬‬ ‫والمركز العا�شر ف ��ي ‪ 2011‬و‪ 2010‬والمركز‬ ‫‪ 28‬في ‪.2009‬‬ ‫وبرزت بيروت المدينة الأكثر غال ًء في ال�شرق‬ ‫ال�سك ��ن لموظفي‬ ‫الأو�س ��ط حي ��ال ايج ��ارات ّ‬ ‫ال�ش ��ركات المتع ��ددة الجن�سي ��ات في ‪،2014‬‬ ‫ول ��م يتغ ّير ت�صنيفها منذ م�سح ‪ .2010‬ويق ّيم‬ ‫الم�س ��ح معدّل كلف ��ة �إيجار �شق ��ق مكونة من‬ ‫غرفتي ��ن او ثالث غرف ن ��وم والتي ت�ستهدف‬ ‫موظف ��ي ال�ش ��ركات المتع ��ددة الجن�سي ��ة‬ ‫والم�ؤ�س�سات الأجنبي ��ة‪ ،‬ومن ثم تُح ّول معدّل‬ ‫ه ��ذه الأ�سعار الى الي ��ورو‪ .‬و�أو�ضحت ال�شركة‬ ‫ان الأرق ��ام والأ�سعار تعك� ��س ال�سوق المحلية‬ ‫لموظف ��ي ال�ش ��ركات العالمي ��ة‪ ،‬م ��ا يختل ��ف‬ ‫ع ��ن �سوق الإيج ��ارات للمواطني ��ن من ناحية‬ ‫الأ�سعار وتط ّور هذه الأ�سعار‪.‬‬ ‫وف ��ي نتائج الدرا�س ��ة التي �أوردته ��ا الن�شرة‬ ‫الأ�سبوعي ��ة لمجموع ��ة بن ��ك بيبلو� ��س‬ ‫"‪� ،"Lebanon This Week‬إع ُتب ��رت‬ ‫بي ��روت �أكث ��ر غ�ل�ا ًء م ��ن �سيدن ��ي ف ��ي‬ ‫�أو�سترالي ��ا‪ ،‬و�شنغهاي ف ��ي ال�صين‪ ،‬وزوريخ‬ ‫ف ��ي �سوي�س ��را‪ ،‬و�أق ��ل غ�ل�ا ًء م ��ن جوب ��ا في‬ ‫جنوب ال�س ��ودان‪ ،‬لواندا ف ��ي �أنغوال وجنيف‬ ‫ف ��ي �سوي�سرا‪ .‬واعتبر �أن بيروت هي المدينة‬ ‫الوحي ��دة في منطق ��ة ال�ش ��رق الأو�سط التي‬ ‫ُ�ص ّنف ��ت بي ��ن �أغل ��ى ‪ 20‬مدين ��ة ف ��ي العالم‬ ‫ال�سكن لموظف ��ي ال�شركات‬ ‫حيال ايج ��ارات ّ‬ ‫المتع ��ددة الجن�سي ��ة‪ ،‬وتبعته ��ا الدوح ��ة في‬ ‫المرتب ��ة الثاني ��ة للمدين ��ة الأكثر غ�ل�ا ًء في‬ ‫ال�ش ��رق الأو�سط‪ ،‬والتي جاءت ف ��ي المرتبة‬ ‫‪ 23‬عالمي ًا‪.‬‬

‫الموجز اللبناني‬ ‫�إنتهزت �س���فيرة الإتح���اد االوروبي في لبنان‬ ‫�أنجيلين���ا ايخهور�س���ت منا�س���بة �إط�ل�اق جمعي���ة‬ ‫تراخي����ص الإمتي���از "الفران�ش���ايز" درا�س���تها عن‬ ‫القطاع و�أهميته في جذب ماركات جديدة‪ ،‬لت�سلط‬ ‫ال�ض���وء على �ض���رورة �إن�ض���مام لبنان ال���ى منظمة‬ ‫التجارة العالمية‪ ،‬بما "�سي�ساهم في تعزيز الإمتياز‬ ‫ف���ي لبن���ان و�س���يجذب رج���ال االعمال و�أ�ص���حاب‬ ‫العالم���ات التجارية الجديدة‪ ،‬وتالي���ا ً زيادة فر�ص‬ ‫العمل في البالد"‪ ،‬خ�صو�ص���ا ً �أن الدرا�سة بينت ان‬ ‫ع���دد العاملين ف���ي قطاع "الفران�ش���ايز" يبلغ نحو‬ ‫‪ 100‬الف‪.‬‬ ‫وفي الدرا�س���ة الت���ي �أجرتها الجمعي���ة بتمويل من‬ ‫الإتحاد الأوروبي (‪ 160‬ال���ف يورو) والمبنية على‬ ‫م�س���ح ميداني �ش���مل مئ���ات الم�ؤ�س�س���ات في كل‬ ‫لبنان‪ ،‬يتبين �أن "الفران�ش���ايز" تمثل جزءاً �أ�سا�سيا ً‬ ‫من الإقت�ص���اد اللبناني لحجم ح�ص���ته م���ن الناتج‬ ‫المحل���ي ‪ 4‬في المئة‪ ،‬بم���ا يوازي المليار ون�ص���ف‬ ‫المليار دوالر‪ ،‬فيما يبل���غ عدد العاملين فيه ‪100‬‬ ‫ال���ف‪ ،‬في حين ي�ص���ل ع���دد مفاهيم الفران�ش���ايز‬ ‫المنت�شرة في لبنان ‪ ،1100‬ويبلغ عدد نقاط البيع‬ ‫التابع���ة لها ‪ 5500‬نقط���ة‪ ،‬وفق ما اعل���ن رئي�س‬ ‫الجمعية �شارل عربيد‪.‬‬ ‫‪� ‬أعلن���ت من�س���قة برامج التنمية الب�ش���رية في‬ ‫البن���ك الدول���ي حنين ال�س���يد عن م�ش���روع لوزارة‬ ‫الإت�صاالت في قطاع برامج الخليوي قيمته ‪12,5‬‬ ‫مليون دوالر لتحفيز قدرات ال�ش���باب وخلق فر�ص‬ ‫عمل لهم‪ .‬وكان وزير الإت�ص���االت بطر�س حرب قد‬ ‫عقد �إجتماعا ً مع وفد البنك الدولي ل�شرح �إيجابيات‬ ‫هذا الم�شروع‪ ،‬على �أن يتم �إقراره الحقا ً في مجل�س‬ ‫النواب‪.‬‬ ‫رك���ز ‪ ‬وزير المال علي ح�س���ن خليل في م�ؤتمر‬ ‫�ص���حافي عقده �أخيراً على �إلتزامات لبنان المالية‪،‬‬ ‫م�ش���يراً الى �أنه "خالل �ش���هر ني�س���ان قمنا بتمويل‬ ‫و�إ�س���تبدال نح���و ‪ 1٫4‬ملي���ار دوالر م���ن �س���ندات‬ ‫اليوروبون���د بنج���اح كام���ل وبمع���دالت فائدة هي‬ ‫الأق���ل من���ذ بدء �إ�ص���دار هذه ال�س���ندات‪ ،‬علم���ا ً �أن‬ ‫الطل���ب على ه���ذه الإ�ص���دارات قد ف���اق العر�ض‬ ‫بن�س���بة ‪ %35‬وبلغت ن�سبة الإ�س���تبدال نحو ‪،%80‬‬ ‫وقد ج���اءت مرتفعة كثيراً مقارن���ة بجميع عمليات‬ ‫الإ�س���تبدال ال�س���ابقة‪ .‬وبلغ���ت الفائ���دة ‪%5٫8‬‬ ‫ال�س���تحقاق ‪� 6‬س���نوات وبلغ���ت قيم���ة الإ�ص���دار‬ ‫‪ 600‬ملي���ون دوالر‪ ،‬بينما بلغ���ت الفائدة ‪%6٫7‬‬ ‫لإ�ستحقاق �إ�ص���دارات الـ ‪� 12‬سنة وبلغت قيمتها‬ ‫‪ 800‬ملي���ون دوالر"‪ ،‬م���ا ي�ش���ير وف���ق خلي���ل الى‬ ‫الثقة بالو�ض���ع المالي والإقت�صادي رغم الظروف‬ ‫ال�سيا�سية والإقليمية غير المالئمة‪.‬‬ ‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪7‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون لبنانية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف اللبناني‬

‫تداعيات �سل�سلة الرتب والرواتب من منظار �إقت�صادي ‪ -‬مالي‬ ‫ال يخف ��ى على �أحد �أن ال�سببين الرئي�سيين لإعادة‬ ‫�إق ��رار �سل�سل ��ة الرت ��ب والروات ��ب والت ��ي �س ُيع ��اود‬ ‫مناق�شته ��ا مج ��دداً‪ ،‬ي�أت ��ي م ��ن ع ��دم م�صداقي ��ة‬ ‫بن ��ود التموي ��ل المطروح ��ة ف ��ي مر�س ��وم التمويل‬ ‫ال ��ذي يُراف ��ق مر�سوم ال�سل�سلة‪ ،‬كم ��ا ومن الخوف‬ ‫م ��ن التداعي ��ات الت ��ي ق ��د ت�سببه ��ا عل ��ى ال�صعي ��د‬ ‫الإقت�ص ��ادي‪ .‬والنقا� ��ش الحا�ص ��ل حالي� �اً ح ��ول‬ ‫�إعتم ��اد �سل�سل ��ة الرت ��ب والروات ��ب المقترح ��ة في‬ ‫القطاع العام‪ ،‬يفر�ض تحليالت مع ّمقة حول ت�أثير‬ ‫�إقرارها في هذه المرحلة الح�سا�سة خ�صو�صاً و�أن‬ ‫الإقت�ص ��اد اللبنان ��ي يواجه حالي� �اً �ضغوطاً �شديدة‬ ‫نتيج ��ة ت�أثر لبن ��ان بالأزمة ال�سوري ��ة و�إنعكا�ساتها‬ ‫على الو�ضع الأمني والإقت�صادي‪.‬‬ ‫و�إذا م ��ا �إ�ستثنين ��ا �أحقية ال�سل�سل ��ة التي ندعمها‪،‬‬ ‫هن ��اك ت�س ��ا�ؤالت ع ��دة تط ��رح ح ��ول الأرق ��ام‬ ‫المقترح ��ة ف ��ي م�ش ��روع المر�س ��وم و�إمكاني ��ة‬ ‫تحقيقه ��ا والإلت ��زام به ��ا و�أهمها ق ��درة الإقت�صاد‬ ‫الوطني عل ��ى تحمل هذه ال�صدمة الهيكلية على‬ ‫�صعي ��د التموي ��ل والت�ضخ ��م ف ��ي وق ��ت ال ت�سم ��ح‬ ‫فيه ن�سب النم ��و المحققة من �إ�ستيعاب تداعيات‬ ‫�إق ��رار ال�سل�سل ��ة بالإ�ضاف ��ة �إل ��ى ال�ضغوط ��ات‬ ‫الحا�صلة على المالية العامة‪.‬‬ ‫وتحلي ��ل بن ��ود التموي ��ل المطروح ��ة يُظه ��ر �أن‬ ‫الأرق ��ام المقترح ��ة بعي ��دة م ��ن الواق ��ع وذل ��ك‬ ‫ل�سببين‪:‬‬ ‫‪ -1‬الف�س ��اد الم�ست�ش ��ري وال ��ذي �سيمن ��ع تطبيق‬ ‫الإج ��راءات عل ��ى ال�ضرائ ��ب والر�س ��وم الت ��ي‬ ‫تخ�ضع للتخمينات من قبل موظفين؛‬ ‫‪ -2‬قان ��ون العر� ��ض والطل ��ب وال ��ذي ين�ص على‬ ‫�أن �إرتف ��اع ال�سع ��ر يُواجه بخف�ض الطلب من‬ ‫قبل ال ُم�ستهلك‪.‬‬ ‫�إن بن ��ود التموي ��ل تطال ب�ش ��كل رئي�سي ال�ضرائب‬ ‫عل ��ى الن�ش ��اط الإقت�ص ��ادي وعل ��ى ر�أ� ��س الم ��ال‬ ‫ال ُم�ستخ ��دم ف ��ي الإقت�ص ��اد‪ .‬ه ��ذه الإج ��راءات‬ ‫�سيك ��ون له ��ا مفع ��ول �سلب ��ي على الطل ��ب وبذلك‬ ‫وبح�س ��ب قانون العر� ��ض والطلب �س ُتخف�ض عدد‬ ‫العمليات مما يعني الإيرادات ال ُمرتقبة‪.‬‬ ‫م ��ن ه ��ذا المنطل ��ق‪ ،‬و�إذا �س ّلمنا ج ��د ًال �أن الأرقام‬ ‫ال ��واردة ف ��ي المر�س ��وم تعك� ��س حج ��م العملي ��ات‬ ‫المرتقب ��ة‪ ،‬ف� ��إن التخمي ��ن الحقيق ��ي لل ��وارادات‬

‫‪6‬‬

‫العدد ‪� - 19‬أيار (مايو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫بقلم الدكتور جا�سم عجاقة‬

‫*‬

‫والتي هي �أقرب �إلى الواقع‪ ،‬تعطي واردات بقيمة‬ ‫‪ 1905‬ملي ��ار لي ��رة ب ��د ًال م ��ن ال‪ 2446‬ملي ��ار ليرة‬ ‫المقترحة في م�شروع ال�سل�سلة‪.‬‬ ‫وكلف ��ة ال�سل�سل ��ة الت ��ي تط ��ال ‪� 245‬أل ��ف موظ ��ف‬ ‫ومتقاع ��د‪ ،‬تبل ��غ ‪ 1669‬ملي ��ار لي ��رة مو ّزع ��ة عل ��ى‬ ‫ال�ش ��كل التال ��ي‪ 850,916 :‬ملي ��ون لي ��رة لبناني ��ة‬ ‫\ الع ��ام زيادة غ�ل�اء المعي�ش ��ة‪ ،‬و‪ 818,495‬مليون‬ ‫لي ��رة لبناني ��ة \ الع ��ام تعدي ��ل �سال�س ��ل الرواتب‪.‬‬ ‫وبم ��ا �أن هن ��اك مفع ��و ًال رجعي� �اً م ��ن �شب ��اط‬ ‫(فبراي ��ر) ‪ 2012‬حت ��ى الأن‪ ،‬فه ��ذا يعن ��ي �أن كلفة‬ ‫ال�سل�سل ��ة ه ��ي ‪ 5000‬ملي ��ار لي ��رة في الع ��ام ‪2014‬‬ ‫وبعده ��ا ‪ 1669‬ملي ��ار لي ��رة �سنوي� �اً‪ .‬كم ��ا ال يوجد‬ ‫ف ��ي المر�سوم �أي �إ�شارة �إلى الكلفة غير المبا�شرة‬ ‫الناتجة عن ال�سل�سلة‪ .‬فمث ً‬ ‫ال وعلى �سبيل المثال‪،‬‬ ‫�إن تطبي ��ق الإ�صالح ��ات المن�صو� ��ص عليه ��ا ف ��ي‬ ‫المر�س ��وم �ستكون له ��ا كلفة على �صع ��د عدة‪ ،‬كما‬ ‫�أن التغيي ��رات الت ��ي تطال بن ��ود التمويل تتطلب‬ ‫ت�أقلم� �اً م ��ن قب ��ل ال ��وزارات المعنية‪ ،‬وه ��ذا الأمر‬ ‫�ستك ��ون ل ��ه كلف ��ة‪ .‬وف ��ي الأخي ��ر‪ ،‬لم يت ��م ح�ساب‬ ‫الكلفة المالية الناتجة عن ت�أمين المبالغ وكلفة‬ ‫التحوي�ل�ات وغيره ��ا من التفا�صي ��ل التي تخفي‬ ‫كلفة مالية على خزينة الدولة‪.‬‬ ‫من هذا المنطلق نرى �أن الواردات المتوقعة في‬ ‫مر�س ��وم ال�سل�سل ��ة غير كافي ��ة و�ستدفع الحكومة‬ ‫�إلى الإ�ستيدان لتغطية النق�ص‪.‬‬ ‫وكتداعي ��ات �إقت�صادي ��ة‪ ،‬ن ��رى �أن هن ��اك م�ش ��اكل‬ ‫عدي ��دة تواج ��ه ال�سل�سل ��ة حت ��ى ول ��و ت ��م ت�أمي ��ن‬ ‫التمويل‪:‬‬ ‫‪ -‬مخاط ��ر �إرتفاع الدين العام‪� :‬إن �إقرار ال�سل�سلة‬

‫بو�ضعه ��ا الحال ��ي يعني دف ��ع مبلغ وق ��دره ‪5,000‬‬ ‫ملي ��ار لي ��رة لبناني ��ة‪ .‬وبم ��ا �أن المتوف ��ر منه ��ا ال‬ ‫يتجاوز ‪ 1905‬ملي ��ارات ليرة‪ ،‬فهذا �سيفر�ض على‬ ‫الدول ��ة �أن ت�ستدي ��ن �أقل ��ه الفرق بي ��ن الرقمين‪.‬‬ ‫وه ��ذا يعن ��ي �أن الدي ��ن الع ��ام �سيزي ��د بن�سب ��ة ‪2‬‬ ‫ملي ��اري دوالر ع ��ن زيادت ��ه ال�سنوي ��ة البالغ ��ة ‪5‬‬ ‫ملي ��ارات دوالر �سنوي� �اً‪ .‬والأخ ��ذ بعي ��ن الإعتب ��ار‬ ‫حج ��م التحوي�ل�ات المالي ��ة‪ ،‬ن ��رى �أن مي ��زان‬ ‫�سج ��ل عجزاً بقيم ��ة ‪ 1,9‬مليار دوالر‬ ‫المدفوع ��ات َ‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪ 2011‬و‪ 1,5‬ملي ��ار في الع ��ام ‪ 2012‬و‪1,1‬‬ ‫ملي ��ار دوالر ف ��ي الع ��ام ‪ ،2013‬مما يعن ��ي �أن زيادة‬ ‫العج ��ز ف ��ي مي ��زان المدفوع ��ات �ستزي ��د الدي ��ن‬ ‫الع ��ام‪ .‬والتوقع ��ات حول ع ��دم ق ��درة الدولة على‬ ‫تطبي ��ق �إ�صالح ��ات‪� ،‬سترف ��ع حج ��م العج ��ز ف ��ي‬ ‫الموازنة العامة وبالتالي الدين العام‪.‬‬ ‫ مخاط ��ر تراجع الت�صني ��ف الإئتماني‪� :‬إن زيادة‬‫الدي ��ن الع ��ام �ستك ��ون له ��ا عواق ��ب تلقائي ��ة م ��ن‬ ‫قب ��ل وكاالت الت�صني ��ف الإئتمان ��ي الت ��ي �ستعم ��د‬ ‫�إل ��ى تخفي� ��ض ت�صنيف لبن ��ان الإئتماني في حال‬ ‫ت ��م �إق ��رار ال�سل�سلة‪ .‬وهذا يعني عملي� �اً تخفي�ض‬ ‫الت�صني ��ف الإئتمان ��ي للبن ��ان �إل ��ى م ��ا دون ال� �ـ ‪B‬‬ ‫وبالتال ��ي تك ��ون ال�سن ��دات م ��ن �ضم ��ن ال� �ـ ‪Junk‬‬ ‫‪� bonds‬أي ال�سن ��دات الأكث ��ر خط ��ورة مم ��ا ي�ؤدي‬ ‫�إل ��ى ع ��دم ط ��رح ال�سن ��دات اللبنانية ف ��ي الأ�سواق‬ ‫العالمي ��ة‪ .‬كم ��ا و�ستعم ��د ال ��وكاالت �إل ��ى خف� ��ض‬ ‫ت�صني ��ف الم�ص ��ارف عل ��ى الرغ ��م م ��ن و�ضعه ��ا‬ ‫المالي الجيد وذلك لأن تع َر�ض الم�صارف لدين‬ ‫الدول ��ة اللبناني ��ة ع ��ال جداًوتخطى ال� �ـ ‪ %65‬من‬ ‫الدي ��ن الع ��ام (‪.)High Exposure‬وهذا �ستكون‬ ‫ل ��ه تداعياته على ربحية الم�ص ��ارف التي �ستزيد‬ ‫عليها كلفة الإقترا�ض‪.‬‬ ‫ خطر زيادة الت�ضخم‪� :‬إن �ضخ مبلغ ‪ 5000‬مليار‬‫لي ��رة لبناني ��ة في الإقت�ص ��اد اللبنان ��ي �ستكون له‬ ‫تداعي ��ات ت�ضخمية لن ي�ستطي ��ع معها الإقت�صاد‬ ‫ال�صم ��ود‪ .‬وي�أت ��ي الت�ضخ ��م م ��ن �إرتف ��اع مزم ��ن‬ ‫ف ��ي الأ�سع ��ار‪ ،‬فق ��د �شهد لبن ��ان منذ الع ��ام ‪،2012‬‬ ‫�إرتفاع� �اً ملحوظ� �اً ف ��ي الت�ضخم‪ ،‬واك ��ب الحديث‬ ‫ع ��ن ال�سل�سل ��ة‪ .‬وم ��ع تداعي ��ات الأزم ��ة ال�سوري ��ة‬ ‫وت�أرج ��ح النم ��و حول ال� �ـ ‪ ،%1‬كل زي ��ادة في الكتلة‬ ‫النقدي ��ة �ستتح ��ول تلقائي� �اً �إل ��ى ت�ضخ ��م بح�سب‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫�إنخفا�ض م�ساهمة ال�سياحة اللبنانية في الناتج‬ ‫يع ّل ��ق �أهل القط ��اع ال�سياح ��ي �آما ًال كبي ��رة على عبر الأرا�ض ��ي ال�سورية‪ ،‬الفت ًا �إل ��ى �أن الأردنيين‬ ‫المو�سم ال�سياحي هذه ال�سنة مع �إنطالق الخطة ي�شكلون الركيزة الأ�سا�سية عادة في هذا القطاع‬ ‫الأمني ��ة‪� ،‬آملين تدف ��ق ال�سياح م ��ن مختلف دول عل ��ى مدار ال�سنة‪" ،‬من هنا حجم الخ�سارة كبير‬ ‫العالم وال �سيم ��ا الخليج العربي بعد ثالثة �أعوام جد ًا"‪.‬‬ ‫من التوت ��رات االمني ��ة وال�سيا�سية ُمن � َ�ي خاللها لكن هذه ال�صورة ال�سوداوية تبدلت خالل الف�صل‬ ‫القطاع ال�سياح ��ي بخ�سائر فادحة‪ ،‬بدليل تراجع االول من ال�سنة‪� ،‬إذ ي�شير نزها �إلى نتائج �إيجابية‬ ‫م�ساهم ��ة ال�سياح ��ة م ��ن النات ��ج المحل ��ي الى ‪� 4‬سجلته ��ا المطاعم والمقاه ��ي ال�سيما في بيروت‬ ‫ملي ��ارات دوالر في الع ��ام ‪ 2013‬م ��ن ‪ 8‬مليارات وجب ��ل لبنان‪ ،‬م ��ن خالل �إرتف ��اع ن�سب ��ة الحركة‬ ‫في العام ‪ .2010‬وعك�س هذا الواقع المعنيون في فيه ��ا بن�سب ��ة ‪ %25‬وخ�صو�ص ًا في �أعي ��اد الف�صح‬ ‫القطاع ��ات ال�سياحية الذين �أجمع ��وا على ت�أثير مع �إ�ستقرار الأو�ضاع الأمنية بعد ت�شكيل الحكومة‬ ‫االو�ضاع ال�سيا�سية واالمنية على القطاع‪ ،‬ت�ضاف على نحو �أدخل الطم�أنينة الى نفو�س اللبنانيين"‪.‬‬ ‫اليه ��ا الأزمة ال�سورية التي �ساهمت الى حد كبير وعل ��ى �صعيد حرك ��ة الم�سافري ��ن والحجوزات‪،‬‬ ‫في م�ضاعفة الخ�سائر‪.‬‬ ‫طم� ��أن رئي� ��س نقابة مكات ��ب ال�سف ��ر وال�سياحة‬ ‫وفي ه ��ذا ال�سي ��اق‪� ،‬أك ��د نائب‬ ‫ج ��ان عب ��ود �إل ��ى و�ض ��ع �سوق‬ ‫رئي�س نقابة �أ�صحاب المطاعم‬ ‫التذاكر رغم انخفا�ضه بن�سبة‬ ‫والن ��وادي الليلي ��ة خال ��د نزها‬ ‫‪ %2‬خ�ل�ال الف�ص ��ل الأول م ��ن‬ ‫عل ��ى �أن حرك ��ة المطاع ��م‬ ‫ال�سنة الجاري ��ة‪ ،‬لهذا التراجع‬ ‫ً‬ ‫والن ��وادي الليلي ��ة كان ��ت‬ ‫مقارن� �ة بالف�ص ��ل الأول م ��ن‬ ‫متراجعة خالل الأعوام الثالثة‬ ‫الع ��ام ‪ ،2013‬الفت� � ًا �إلى �أن ما‬ ‫الما�ضي ��ة‪� ،‬إذ فق ��د القط ��اع‬ ‫و�ض ��ع ح� � ّد له ��ذا الإنخفا� ��ض‬ ‫غالبي ��ة زبائن ��ه العراقيي ��ن‬ ‫ا�ستقرار الأو�ض ��اع الأمنية في‬ ‫وال�سوريي ��ن والأردنيي ��ن الذين‬ ‫لبن ��ان مقارن ًة بم ��ا يحدث في‬ ‫جان عبود‬ ‫اعت ��ادوا المج ��يء ال ��ى لبن ��ان‬ ‫المناطق العربية‪.‬‬

‫ثقة الم�ستهلك اللبناني تراجعت ب�شدة في العام ‪2013‬‬ ‫�سج ��ل م�ؤ�ش ��ر "بن ��ك بيبلو� ��س" والجامع ��ة‬ ‫ّ‬ ‫الأميركي ��ة في بي ��روت لثقة الم�ستهل ��ك‪ ،‬معد ًال‬ ‫�شهري ًا بل ��غ ‪ 28.6‬نقطة في الن�صف الثاني من‬ ‫الع ��ام ‪ ،2013‬متراجع� � ًا بن�سب ��ة ‪ 2.7‬في المئة‬ ‫عن ��ه في الن�صف الأول �إلى �أدنى م�ستوياته على‬ ‫�أ�سا�س ن�صف �سنوي‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار بي ��ان لمجموع ��ة "بن ��ك بيبلو� ��س" عن‬ ‫نتائــــ ��ج الم�ؤ�شر الذي تعدّه المجموعة بالتعاون‬ ‫مع الجـــامع ��ة الأميركية في بيــــروت من خالل‬ ‫كلية �سليمــــان العلــــيان لإدارة الأعمال‪� ،‬إلى �أن‬ ‫الم�ؤ�شر "�إنخفــ� ��ض في الربعين الثالث والرابع‬ ‫بالغ� � ًا ‪ 29‬نقطة كمع ��دل �شه ��ري و‪ 28.2‬نقطة‬ ‫على التوالي"‪.‬‬ ‫وع� �دّد كبير الإقت�صاديين مدي ��ر ق�سم البحوث‬

‫والتحالي ��ل الإقت�صادي ��ة ف ��ي مجموع ��ة "بن ��ك‬ ‫بيبلو� ��س" ن�سيب غبريل‪ ،‬العوامل التي �أ ّثرت في‬ ‫ثقة الم�ستهل ��ك اللبناني في الن�صف الثاني من‬ ‫العام الما�ضي‪ ،‬وتمثلت في "التقلبات ال�سيا�سية‬ ‫الم�ستم ��رة عل ��ى ال�ساح ��ة المحلي ��ة والخ ��روق‬ ‫الأمني ��ة المتك� � ّررة‪ ،‬والتداعي ��ات المبا�ش ��رة‬ ‫وغي ��ر المبا�شرة للأزم ��ة ال�سورية‪ ،‬وال�شلل على‬ ‫م�ستوى عمل م�ؤ�س�س ��ات الدولة‪ ،‬و�إن�سداد الأفق‬ ‫�أمام ت�شكيل حكومة جديدة"‪ ،‬م�شير ًا �أي�ض ًا �إلى‬ ‫"�إ�ستمرار ال�ضبابية على ال�صعيدين ال�سيا�سي‬ ‫والإقت�صادي"‪ .‬ولم يغفل عوامل بنيوية �إنعك�ست‬ ‫�أي�ض ًا على ه ��ذه الثقة "ك�إرتف ��اع كلفة المعي�شة‬ ‫وتراج ��ع القدرة ال�شرائي ��ة للمواطن‪ ،‬والتدهور‬ ‫في نوعية الخدمات العامة الأ�سا�سية"‪.‬‬

‫‪ ‬اكد النائب الثاني لحاكم م�ص���رف لبنان �سعد‬ ‫العنداري في محا�ض���رة القاها في معر�ض ر�ش���يد‬ ‫كرام���ي الدولي‪� ،‬أن "االقت�ص���اد اللبناني حقق نمواً‬ ‫ملحوظا ً بما يعادل ‪ 2‬في المئة"‪ ،‬وتناول االجراءات‬ ‫الت���ي اتخذه���ا م�ص���رف لبن���ان "لتحفي���ز القط���اع‬ ‫الخا����ص عب���ر قرو�ض كف���االت وقرو����ض الدعم"‪.‬‬ ‫وخت���م بالحدي���ث ع���ن "الم�ش���اريع الت���ي يمكن ان‬ ‫تدعم النم���و الإقت�ص���ادي في طرابل�س وال�ش���مال‬ ‫و�أبرزه���ا تطوي���ر مرف����أ طرابل�س‪ ،‬ومعر�ض ر�ش���يد‬ ‫كرامي‪ ،‬وم�ص���فاة طرابل�س‪ ،‬ومحطة القطار‪ ،‬ومطار‬ ‫القليعات الذي يمكن ان ي�ؤمن فر�ص عمل كثيرة"‪.‬‬ ‫فازت الئحة "كلنا لل�ص���ناعة" برئا�س���ة فادي‬ ‫الجمي���ل بكام���ل �أع�ض���ائها‪ ،‬في �إنتخاب���ات جمعية‬ ‫ال�ص���ناعيين‪ ،‬بف���ارق الف���ت ع���ن "الئح���ة الق���رار‬ ‫ال�صناعي" المناف�سة برئا�سة رامز بو نادر‪.‬‬ ‫بع���د �إع�ل�ان النتائج‪ ،‬عق���د مجل����س االدارة الجديد‬ ‫�إجتماعا ً �إنتخب خالله هيئة مكتب الجمعية كالآتي‪:‬‬ ‫ف���ادي الجميل رئي�س���ا ً‪ ،‬زي���اد بكدا�ش نائب���ا ً �أول‪،‬‬ ‫جورج ن�ص���راوي نائبا ً ثانيا ً‪ ،‬خليل �شري امينا ً عاما ً‪،‬‬ ‫نظريت �ص���ابونجيان امين���ا ً للمال‪ ،‬منير الب�س���اط‬ ‫امين���ا ً للعالقات الخارجية‪ ،‬وليد ع�س���اف و�ش���وقي‬ ‫دكا�ش وعدنان عطايا ومي�شال �ضاهر �أع�ضاء‪.‬‬ ‫"ل���م يختلف "ي���وم النبيذ اللبنان���ي الثاني"‬ ‫الذي نظمته وزارة الزراعة في العا�ص���مة االلمانية‬ ‫برلين ع���ن الحدث االول الذي نظمت���ه في باري�س‬ ‫في �أي���ار (ماي���و) ‪ 2013‬حيال الح�ش���د الر�س���مي‬ ‫والإقبال ال���ذي حظيه من الأوروبيي���ن‪ ،‬بما يترجم‬ ‫مميزات‬ ‫ج���ودة االنتاج اللبناني التي ت�ؤمنها �س���لّة ّ‬ ‫�أبرزه���ا بيئتن���ا الغني���ة وتن���وع مناخن���ا‪ ،‬ون�ش���اط‬ ‫مزارعين���ا‪ ،‬وال���ى جودة ت�ص���نيع مطاب���ق للمعايير‬ ‫الدولية"‪ ،‬وفق ما قال وزير الزراعة �أكرم �شهيب‪.‬‬ ‫�أعي���د �إنتخ���اب رئي�س �إتحاد الغ���رف اللبنانية‬ ‫رئي����س غرف���ة بي���روت وجب���ل لبنان محمد �ش���قير‬ ‫رئي�س���ا لجمعي���ة غ���رف التج���ارة وال�ص���ناعة للبحر‬ ‫المتو�س���ط (�أ�س���كامي) لوالي���ة جدي���دة‪ ،‬ب�إجم���اع‬ ‫ممثل���ي الغرف المتو�س���طية‪ ،‬وذلك خ�ل�ال انعقاد‬ ‫هيئ���ة مكتب "ا�س���كامي" ولجنته���ا التنفيذية في‬ ‫مدينة طنجة المغربية‪ .‬و�شدد �شقير خالل الإجتماع‬ ‫على ال���دور اال�سا�س���ي الذي ت�ؤديه غ���رف التجارة‬ ‫و"�أ�س���كامي" في دفع عملية النمو في المتو�س���ط‪،‬‬ ‫م�ؤكداً على �ض���رورة بذل مزيد من الجهد لتفعيل‬ ‫التعاون بي���ن دول المنطقة‪ ،‬للنهو�ض ب�إقت�ص���اد‬ ‫المتو�س���ط‪ ،‬الفت���ا ً ال���ى �أن "للإتح���اد م���ن �أج���ل‬ ‫المتو�سط دوراً رئي�س���يا ً في هذا االطار‪ ،‬خ�صو�صا ً‬ ‫�أن "�إ�سكامي" ت�شكل ذراع الإتحاد الإقت�صادي من‬ ‫اجل التخطيط للتنمية"‪.‬‬

‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪9‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون لبنانية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫المفكرة اللبنانية‬

‫لبنان‪ :‬تراجع في حركة بيع ال�شقق و�إرتفاع �أ�سعار الإيجارات‬ ‫ت�شه ��د ال�س ��وق العقاري ��ة ف ��ي لبن ��ان بح�س ��ب‬ ‫درا�س ��ات حديثة‪ ،‬تراجعاً ف ��ي حركة بيع ال�شقق‬ ‫و�إرتفاع� �اً ف ��ي �أ�سع ��ار الإيج ��ارات‪ ،‬خ�صو�صاً في‬ ‫العا�صم ��ة بيروت‪ ،‬مع ت�ضخ ��م �أعداد النازحين‬ ‫ال�سوريي ��ن وتخط ��ي ع ��دد الم�سجلي ��ن منه ��م‬ ‫الملي ��ون و‪� 34‬ألف� �اً‪ ،‬بالإ�ضاف ��ة �إل ��ى مئات �آالف‬ ‫م�سجلين‪.‬‬ ‫�آخرين غير ّ‬ ‫ويعي� ��ش ‪ 57‬في المئة من ه�ؤالء الالجئين في‬ ‫من ��ازل �أو �شق ��ق م�ست�أج ��رة‪ ،‬بح�س ��ب مفو�ضي ��ة‬ ‫الأم ��م المتح ��دة‪ ،‬ويدف ��ع ‪ 81‬ف ��ي المئ ��ة منهم‬ ‫مبال ��غ متفاوت ��ة ك�إيجارات لل�سك ��ن في �شقق �أو‬ ‫غ ��رف �أو مح�ل�ات �أو حتى خي ��ام‪ ،‬ب�إعتبار �أن ‪17‬‬ ‫ف ��ي المئة م ��ن النازحين ال�سوريي ��ن في لبنان‬ ‫يتوزع ��ون عل ��ى نح ��و ‪ 900‬تجم ��ع م ��ن الخي ��ام‪،‬‬ ‫منت�شرة على مختلف الأرا�ضي اللبنانية‪.‬‬ ‫وكان القط ��اع العق ��اري الع ��ام الما�ض ��ي ق ��د‬ ‫تراج ��ع بن�سب ��ة ‪ 2.6‬ف ��ي المئة عن الع ��ام ‪،2012‬‬ ‫فبل ��غ حجم المبيعات العقارية في العام ‪،2013‬‬ ‫‪ 8.71‬ملي ��ارات دوالر مقارن ��ة ب� �ـ‪ 8.94‬ملي ��ارات‬ ‫دوالر ف ��ي ‪ .2012‬كم ��ا �إنخف� ��ض ع ��دد العمليات‬ ‫العقارية من ‪ 74569‬عملية بيع في العام ‪2012‬‬ ‫�إل ��ى ‪ 69198‬ف ��ي الع ��ام ‪ 2013‬بتراج ��ع ‪ 7.2‬ف ��ي‬ ‫المئة‪.‬‬ ‫وم ��ن �أب ��رز التحدي ��ات الت ��ي يواجهه ��ا‬ ‫الم�ستثم ��رون حالي� �اً‪� ،‬إرتف ��اع الأ�سع ��ار‪ ،‬ون ��درة‬ ‫الأرا�ض ��ي المتوفرة للبن ��اء والإ�ستثمار‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إل ��ى �إنكف ��اء الطل ��ب الخليج ��ي و�إرتف ��اع �أ�سعار‬ ‫مواد البناء وتكلفتها‪.‬‬ ‫وي�ص ��ر رئي� ��س مجل� ��س �إدارة �شرك ��ة "رامك ��و"‬ ‫العقارية‪ ،‬رجا م ��كارم‪ ،‬على �أن الو�ضع العقاري‬ ‫الع ��ام لي�س �سيئاً بقدر ما ه ��و الو�ضع العام في‬ ‫الب�ل�اد‪ ،‬الفتاً �إل ��ى حالة من التباط� ��ؤ ت�شهدها‬ ‫ال�س ��وق وخ�صو�ص� �اً ف ��ي م ��ا يتعل ��ق بال�شقق في‬ ‫مقابل �إ�ستمرار الطلب على الأرا�ضي‪.‬‬ ‫وق ��ال م ��كارم‪" :‬ف ��ي مقاب ��ل �إزدياد ع ��دد ال�شقق‬ ‫المكتمل ��ة وغي ��ر المباع ��ة �إ�ستم ��ر الطلب على‬ ‫الأرا�ض ��ي بوتيرة �أف�ضل‪ ،‬وق ��د تمكنا في �أخيراً‬ ‫م ��ن ت�سجي ��ل ع ��دد م ��ن عملي ��ات بي ��ع �شق ��ق‬ ‫بم�ساح ��ات كبي ��رة‪ ،‬وهو م ��ا نعتقد �أن ��ه �إنعكا�س‬

‫‪8‬‬

‫العدد ‪� - 19‬أيار (مايو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫مبا�ش ��ر لت�شكي ��ل الحكوم ��ة الجدي ��دة وتح�سن‬ ‫الو�ضع الأمني"‪.‬‬ ‫و�أو�ض ��ح �أن الطل ��ب ف ��ي ال�س ��وق العقاري ��ة‬ ‫مح�ص ��ور باللبنانيي ��ن بن�سب ��ة ‪ 99‬ف ��ي المئ ��ة‬ ‫م ��ع �إنح�س ��ار كبي ��ر ج ��داً ف ��ي عملي ��ات �ش ��راء‬ ‫م�ستثمري ��ن غي ��ر لبنانيي ��ن من ��ذ الع ��ام ‪،2007‬‬ ‫الفت� �اً �إلى �أن ن ��زوح ال�سوريين الأغنياء لم يكن‬ ‫ل ��ه �أثر يذك ��ر على عملية بيع و�ش ��راء الأرا�ضي‬ ‫وال�شق ��ق‪ ،‬فاقت�ص ��رت حركته ��م عل ��ى مج ��ال‬ ‫الفنادق و�إ�ستئجار ال�شقق‪.‬‬ ‫وبين ��ت درا�س ��ة حديثة �أجرتها �شرك ��ة "رامكو"‬ ‫�أن ‪� 277‬شق ��ة �إكتم ��ل بنا�ؤها ف ��ي العام ‪ 2013‬في‬ ‫بي ��روت لم تبع بعد‪ ،‬وهو م ��ا يفوق عدد ال�شقق‬ ‫المكتمل ��ة وغي ��ر المباع ��ة ف ��ي ‪ 2012‬بن�سبة ‪27‬‬ ‫في المئة‪.‬‬ ‫وت�ستن ��د الدرا�س ��ة عل ��ى ‪ 65‬م�شروع� �اً �سكني� �اً‬ ‫�إكتم ��ل بنا�ؤه ��ا ف ��ي الع ��ام ‪ 2013‬ويف ��وق �سع ��ر‬ ‫المتر المربع في الطوابق الأولى فيها الـ‪2800‬‬ ‫دوالر‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ارت "رامك ��و" �إل ��ى �أن �أ�سع ��ار ال�شق ��ق‬ ‫ال�سكني ��ة دخلت منذ بداية العام ‪ ،2013‬مرحلة‬ ‫ت�صحيحي ��ة بعد �أع ��وام من الإرتف ��اع المتكرر‪.‬‬ ‫وتت ��راوح �أ�سع ��ار ال�شق ��ق ف ��ي بي ��روت م ��ا بي ��ن‬ ‫‪ 1925‬دوالراً و‪ 7647‬دوالراً للمت ��ر الواح ��د ف ��ي‬ ‫الطبقات الأولى وفقاً لموقع البناء‪.‬‬ ‫ويبل ��غ مع ��دل �سع ��ر ال�شق ��ة ف ��ي غ ��رب بي ��روت‬ ‫‪ 994,320‬دوالراً‪ ،‬بينم ��ا ي�ص ��ل في و�سط بيروت‬ ‫�إل ��ى مليوني ��ن و‪� 634‬ألف� �اً و‪ 388‬دوالراً لمع ��دل‬ ‫�شق ��ة م�ساحتها ‪ 323‬مت ��راً مربعاً‪� ،‬أي بزيادة ‪53‬‬ ‫في المئة عن المعدل العام في بيروت‪.‬‬ ‫وي�شي ��ر الخبي ��ر االقت�صادي �إيل ��ي ي�شوعي �إلى‬ ‫�أن الطل ��ب حالي� �اً ف ��ي ال�س ��وق العقاري ��ة "غير‬ ‫مزده ��ر ومنكم� ��ش"‪ ،‬وهو م ��ا يع ّبر عن ��ه معدل‬ ‫النم ��و المنخف� ��ض وال ��ذي ال يتخط ��ى الـ‪ 1‬في‬ ‫المئ ��ة‪ ،‬الفت� �اً �إل ��ى �أن حال ��ة الإنكما� ��ش ت�س ��ري‬ ‫عل ��ى الطل ��ب الإ�ستهالك ��ي والإ�ستثم ��اري على‬ ‫حد �سواء‪.‬‬ ‫و�أو�ض ��ح ي�شوع ��ي �أن و�ض ��ع القط ��اع العق ��اري‬ ‫�أف�ضل من و�ضع القطاعات الأخرى‪ ،‬وخ�صو�صا‬

‫القطاعين ال�سياحي وال�صناعي‪ ،‬م�شيراً �إلى �أن‬ ‫حرك ��ة �ش ��راء الأرا�ضي تبق ��ى �أف�ضل من حركة‬ ‫بي ��ع ال�شق ��ق‪ ،‬نظراً �إل ��ى �أن الأرا�ض ��ي هي خارج‬ ‫الفر� ��ض ال�ضريب ��ي‪ .‬و�أ�ض ��اف‪" :‬م ��ن ي�شت ��ري‬ ‫�شق ��ة الي ��وم ي�شتريه ��ا بغر� ��ض ال�سك ��ن ولي� ��س‬ ‫الإ�ستثم ��ار‪ ،‬ونتوق ��ع �أن يبق ��ى و�ض ��ع القط ��اع‬ ‫العق ��اري والو�ض ��ع االقت�صادي ب�ش ��كل عام على‬ ‫م ��ا هو عليه طالما الأزمة ال�سورية على حالها‬ ‫والو�ض ��ع الداخل ��ي ه�ش وال يدع ��و لالطمئنان‬ ‫�إن كان �سيا�سياً �أو �أمنيا"‪.‬‬ ‫وق ��د ّ‬ ‫تخط ��ى حج ��م الخ�سائ ��ر الإقت�صادي ��ة‬ ‫الت ��ي من ��ي به ��ا لبن ��ان ف ��ي ال�سن ��وات الث�ل�اث‬ ‫الفائت ��ة نتيج ��ة الأزمة ال�سوري ��ة‪ 7.5 ،‬مليارات‬ ‫دوالر‪ ،‬وبلغ ��ت الم�صاري ��ف المبا�ش ��رة للخزينة‬ ‫اللبناني ��ة لت�أمي ��ن الخدم ��ات الإ�ضافي ��ة‬ ‫للنازحي ��ن ال�سوريي ��ن ‪ 1.1‬مليار دوالر‪ ،‬بح�سب‬ ‫درا�سة �أعدها البنك الدولي‪.‬‬ ‫ولفت الخبير في القطاع العقاري �سليمان �أبي‬ ‫حي ��در �إل ��ى �أن الو�ض ��ع ومن ��ذ نحو ع ��ام تقريباً‬ ‫بـ"�أ�س ��و�أ حاالته"‪ ،‬فالطلب �شبه متوقف نتيجة‬ ‫الأ�سع ��ار المرتفعة لل�شق ��ق والأرا�ضي على حد‬ ‫�س ��واء‪ ،‬م�شي ��راً �إل ��ى �أن �سع ��ر مت ��ر الأر� ��ض ف ��ي‬ ‫المناطق الجبلية تخطى الـ‪ 200‬دوالر �أميركي‬ ‫وفي �ضواحي بيروت الـ‪ 4000‬دوالر �أميركي‪.‬‬ ‫وقال �أب ��ي حيدر‪" :‬النازح ��ون ال�سوريون �أثروا‬ ‫في القط ��اع ككل وقد �إرتفع �سعر �إيجار ال�شقق‬ ‫ليت ��راوح م ��ا بي ��ن ‪ 400‬و‪ 700‬دوالر �أميرك ��ي‬ ‫لل�شقة الواحدة �شهرياً"‪.‬‬ ‫وتوق ��ع �أن تبق ��ى الأ�سع ��ار مرتفع ��ة على ما هي‬ ‫علي ��ه خ�صو�ص� �اً ف ��ي بي ��روت الكب ��رى‪ ،‬حي ��ث‬ ‫تخطى �سعر متر ال�شقة الـ‪ 5000‬دوالر �أميركي‬ ‫و�سعر متر الأر�ض الـ‪� 30‬ألف دوالر �أميركي‪.‬‬ ‫وتظهر بيانات �أورده ��ا تقرير لم�صرف "لبنان‬ ‫والمهج ��ر لال�ستثم ��ار" (بل ��وم �إنف�س ��ت)‪� ،‬أن‬ ‫المع ��دل الو�سط ��ي لقيم ��ة المبيع ��ات العقارية‬ ‫ف ��ي ‪� 2013‬إرتف ��ع �إل ��ى ‪ 125841‬دوالراً في العام‬ ‫‪ 2013‬مقارن ��ة بـ‪ 119838‬دوالراً في العام ‪.2012‬‬ ‫�أم ��ا ع ��دد رخ� ��ص البن ��اء فتراج ��ع �إل ��ى ‪16724‬‬ ‫رخ�صة في ‪ 2013‬من ‪ 18193‬رخ�صة في ‪.2012‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫�سوريا ت�سعى لجذب �إ�ستثمارات في القطاع ال�سياحي رغم الحرب‬ ‫�أف ��اد وزير ال�سياح ��ة ال�سوري‪ ،‬ب�ش ��ر يازجي �أنّ‬ ‫حكومة بالده ت�أمل في جذب �إ�ستثمارات �أجنبية‬ ‫في القطاع ال�سياحي‪ ،‬رغم الحرب الدائرة منذ‬ ‫ث�ل�اث �سنوات‪ ،‬والتي �أودت بحياة �أكثر من ‪150‬‬ ‫�ألف �شخ� ��ص‪ ،‬و�ألحق ��ت الدمار بمواق ��ع �أثرية‬ ‫كثيرة‪.‬‬ ‫‪ ‬و�ص� � ّرح يازج ��ي �أنّ "الو�ض ��ع في �سوري ��ا لي�س‬ ‫كم ��ا يت�ص ��وره العالم‪..‬هن ��اك مناط ��ق �آمن ��ة‬ ‫مئ ��ة في المئ ��ة"‪ ،‬م�ضيف� � ًا �أنّ ‪" ‬الفت ��رة المقبلة‬ ‫�ست�شه ��د ت�شريع ��ات ت�ضم ��ن ت�سهي�ل�ات كبيرة‬ ‫للم�ستثمرين"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪ ‬وهجر ال�سي ��اح �سوريا‪ ،‬ب�شكل كامل تقريبا‪ ،‬في‬ ‫�ضرب ��ة موجعة للقطاع ال ��ذي كان ي�سهم بن�سبة‬ ‫‪ 14‬في المئة من الإقت�صاد قبل الحرب‪.‬‬ ‫‪ ‬و�أ�صبح ��ت مدينة حل ��ب التاريخية مق�سمة بين‬ ‫قوات الحكومة والمعار�ضة الم�سلحة‪ ،‬و�إ�ستحال‬ ‫زيارة مواقع مثل قلعة الح�صن والآثار الرومانية‬ ‫في تدمر‪.‬‬ ‫‪ ‬ودم ��ر الق�صف والنه ��ب مواقع �أثري ��ة عديدة‪،‬‬ ‫ومتاح ��ف ت�ضم كنوز ًا ترجع �إل ��ى �آالف ال�سنين‬

‫م ��ن حق ��ب �إمبراطوري ��ات �أ�ش ��ور وبيزنطي ��ة‬ ‫والأمويين والعثمانيين‪.‬‬ ‫‪ ‬لك ��ن يازجي �إعتب ��ر �أ ّنه "يمك ��ن الم�ضي قدماً‬ ‫ف ��ي بع� ��ض الم�شاريع في القط ��اع"‪ ،‬م�شير ًا �إلى‬ ‫ال�ساح ��ل ال�سوري على المتو�س ��ط الذي ت�سيطر‬ ‫عليه حكومة الرئي� ��س ب�شار الأ�سد‪ ،‬ومواقع مثل‬ ‫مدينة ال�سويداء في الجنوب‪ .‬‬ ‫‪ ‬وق ��ال �إن "هن ��اك م�شاري ��ع يمك ��ن �إطالقه ��ا‬ ‫ف ��ي وق ��ت وجي ��ز حت ��ى ف ��ي بع� ��ض المناط ��ق‬ ‫الم�ضطربة"‪ ،‬و�إنّ "التقدم الذي �أحرزه الجي�ش‬ ‫ال�سوري في الفترة الأخيرة يبعث على مزيد من‬ ‫التفا�ؤل"‪.‬‬

‫وزير ال�سياحة ال�سوري ب�شر يازجي‬

‫معدل البطالة في فل�سطين يرتفع الى ‪ 29.3‬في المئة‬ ‫ك�ش ��ف تقري ��ر �ص ��در ع ��ن الجه ��از المرك ��زي‬ ‫للإح�ص ��اء الفل�سطين ��ي ع ��ن �إرتف ��اع معدالت‬ ‫البطال ��ة ف ��ي الأرا�ض ��ي الفل�سطيني ��ة (ال�ضفة‬ ‫الغربية وقط ��اع غزة والقد� ��س) �إلى ‪ 29.3‬في‬ ‫المئة بعد �إ�ستقراره ��ا عند ‪ 28.6‬في المئة في‬ ‫نهاية العام الما�ضي‪.‬‬ ‫وبلغ عدد العاطلين عن العمل في فل�سطين حتى‬ ‫نهاي ��ة �آذار(مار�س) الما�ض ��ي ‪� 328‬ألف عاطل‬ ‫ع ��ن العمل‪ ،‬مقارنة م ��ع ‪� 301‬أل ��ف نهاية العام‬ ‫الفائت‪ ،‬وفق بيانات �صدرت �أخير ًا عن الجهاز‪،‬‬ ‫بينم ��ا بلغ ع ��دد الم�شاركين في الق ��وى العاملة‬ ‫حوالي ‪ 1.25‬ملي ��ون �شخ�ص خالل الربع الأول‬ ‫م ��ن الع ��ام ‪ ،2014‬منه ��م حوال ��ي ‪812.200‬‬ ‫�شخ�ص في ال�ضف ��ة الغربية وحوالي ‪441.400‬‬ ‫�شخ�ص في قطاع غزة‪.‬‬ ‫وتعتب ��ر ن�سب ��ة البطال ��ة في غ ��زة الأعلى خالل‬ ‫ال�سن ��وات الأربع الما�ضي ��ة‪ ،‬بن�سبة تجاوزت ‪40‬‬

‫ف ��ي المئة وعدد باحثين ع ��ن وظيفة‪ ،‬و�صل �إلى‬ ‫‪� 159‬ألف� � ًا‪ ،‬فيم ��ا بلغت في ال�ضف ��ة الغربية نحو‬ ‫‪ 18.2‬ف ��ي المئ ��ة‪� ،‬أي نح ��و ‪� 180.2‬ألف� � ًا‪ ،‬و‪21‬‬ ‫ف ��ي المئة بالن�سبة �إل ��ى العاطلين عن العمل في‬ ‫�صفوف المقد�سيين‪.‬‬ ‫وقال الباحث ف ��ي االقت�صاد الفل�سطيني محمد‬ ‫قباج ��ة �إن "ن�سب البطالة في غزة كانت تتراوح‬ ‫بي ��ن ‪ 28‬و‪ 31‬ف ��ي المئ ��ة‪ ،‬حتى نهاي ��ة حزيران‬ ‫(يوني ��و) الما�ض ��ي"‪ ،‬م�ضيف� � ًا �أن "الن�سب ��ة‬ ‫مرتفع ��ة‪� ،‬إال �أن �إغالق �أنف ��اق تهريب الب�ضائع‬ ‫والوق ��ود بين القطاع وم�ص ��ر‪� ،‬أرغمت ع�شرات‬ ‫الآالف على �إلتزام منازلهم"‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف ان "كل الم�ؤ�ش ��رات الإقت�صادي ��ة في‬ ‫القطاع تتراجع‪� ،‬سواء كان الن�شاط االقت�صادي‪،‬‬ ‫�أو مع ��دالت النم ��و‪� ،‬أو الق ��وة ال�شرائية‪ ،‬لذا من‬ ‫الطبيع ��ي �أن ين�سح ��ب التراج ��ع عل ��ى معدالت‬ ‫البطالة"‪.‬‬

‫الموجز العربي‬ ‫�أعلن���ت وزارة النقل العراقي���ة عزمها‪ ‬تكوين‬ ‫�أ�س���طول م���ن الطائ���رات ي�ص���ل‪� ‬إلى ‪ 70‬طائ���رة‬ ‫متع���ددة الأنواع‪ ،‬و�أنها ‪ ‬ت�س���عى �إل���ى تطوير مطار‬ ‫بغداد لي�ستوعب ع�شرة ماليين م�سافر �سنويا ً‪.‬‬ ‫وقال الوكيل الفني لوزارة النقل العراقية‪ ،‬بنكين‬ ‫ريكان���ي‪�" ،‬إن ال���وزارة تمتل���ك الآن ‪ 23‬طائ���رة‪،‬‬ ‫جميعه���ا حديث���ة‪ ،‬وه���ذا الع���ام �ست�س���تلم‪ ‬ثالث‬ ‫طائرات �أخرى‪ ،‬لت�ص���ل ع���دد طائراتنا ‪ 26‬طائرة‪،‬‬ ‫نهاية هذا العام"‪.‬‬ ‫المقبل �سي�ش���هد‬ ‫"الع���ام‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫إل���ى‬ ‫و�أ�ش���ار ريكاني �‬ ‫ُ‬ ‫ا�س���تالم ‪ 12‬طائرة‪� ‬أخ���رى‪ ،‬والعام ال���ذي يليه ‪11‬‬ ‫طائرة‪� ،‬إلى �أن ي�صل �أ�سطولنا ‪ 70‬طائرة"‪ .‬و�أ�ضاف‬ ‫�أن ال���وزارة تنفذ خطة‪ ‬من خ�ل�ال تحديث المطارات‬ ‫العراقي���ة‪ ،‬وبناء مطارات جديدة‪ُ ،‬مو�ض���حا ً �أن مطار‬ ‫بغداد هو مطار قديم‪ ،‬وجميع الإ�صالحات به م�ؤقتة‪.‬‬ ‫عر����ض م�س����ؤولو هيئ���ة المجتمع���ات العمرانية‬ ‫الجدي���دة في م�ص���ر خطة عم���ل على وزير الإ�س���كان‪،‬‬ ‫لتطوي���ر الم���دن الجديدة عل���ى م�س���توى الجمهورية‬ ‫الم�صرية‪ ،‬ت�شمل رفع كفاءة الأحياء المختلفة‪ ،‬بتكلفة‬ ‫نحو ‪ 3‬مليارات جنيه‪ ،‬تنفذ على مدى ‪� 3‬سنوات‪.‬‬ ‫و قال‪ ‬وزي���ر الإ�س���كان والمراف���ق والمجتمع���ات‬ ‫العمرانية‪ ‬م�صطفى مدبولى فى ت�صريح‪� ،‬إن الخطة‬ ‫ت�شمل رفع كفاءة الأحياء المختلفة‪ ،‬من حيث �إعادة‬ ‫ر�ص���ف ال�ش���وارع و�أعمال الزراعة والت�شجير وطالء‬ ‫العمارات منخف�ض���ة التكاليف واالهتم���ام ب�أعمال‬ ‫النظافة‪ ،‬م�ش���يراً �إلى �أن هناك خطة عاجلة تنفذها‬ ‫الأحياء المختلفة حاليا ً‪ ،‬لتطوير منطقتين ب�إ�سكان‬ ‫مح���دودى الدخ���ل‪� ،‬أو منخف����ض التكالي���ف‪ ،‬ت���م‬ ‫عر�ضها خالل االجتماع مع م�س����ؤولي الهيئة‪ ،‬ويتم‬ ‫حالي���ا ً زي���ارات ميداني���ة متتالية لمختل���ف المدن‬ ‫الجديدة‪ ،‬للت�أكد من تنفيذ هذه التكليفات‪.‬‬ ‫توقع �صندوق النقد الدولي �أن ي�سجل اليمن‬ ‫نمواً في الناتج المحلي الإجمالي بمقدار ‪ 5.1‬في‬ ‫المئة في العام ‪ ،2014‬و‪ 4.4‬في المئة في العام‬ ‫المقبل‪ ،‬و�أن يبلغ معدل الت�ضخم ‪ 10.4‬في المئة‬ ‫خالل العام الجاري و‪ 9.8‬في المئة العام المقبل‪.‬‬ ‫وبل���غ النات���ج المحل���ي الإجمالي لليم���ن ‪ 36‬مليار‬ ‫دوالر العام ‪ ،2012‬ويبلغ عدد ال�سكان ‪ 23‬مليون‬ ‫ن�س���مة‪ ،‬ويبلغ متو�س���ط دخل الفرد في اليمن نحو‬ ‫‪ 1250‬دوالر �سنويا ً‪.‬‬ ‫ويتوقع �ص���ندوق النقد في تقري���ره �أن "يبلغ عجز‬ ‫الموازن���ة ف���ي اليم���ن ‪ 6.7‬ف���ي المئة ف���ي العام‬ ‫الج���اري و‪ 6.6‬ف���ي المئ���ة الع���ام المقب���ل‪ ،‬و�أن‬ ‫"ينخف�ض ر�صيد الح�ساب الجاري ‪ 1.5‬في المئة‬ ‫م���ن الناتج المحل���ي الإجمال���ي في الع���ام الجاري‬ ‫و‪ 2.7‬في المئة في العام المقبل"‪.‬‬ ‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪11‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون عربية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف العربي‬

‫�إتفاق الم�صالحة الفل�سطينية لي�س �سوى بداية‬ ‫�أنت ��ج �إتف ��اق "الوح ��دة الوطني ��ة" الأخي ��ر بي ��ن‬ ‫"حما� ��س" و"فت ��ح" ردود فع ��ل قوي ��ة ف ��ي �أو�ساط‬ ‫كثي ��رة‪ .‬ولكن م ��ا ي�ؤثر فعلي� �اً �سييعتم ��د كلياً على‬ ‫�أي بند من البنود �سينفذ من هذا الإتفاق‪ ،‬وكيف‪.‬‬ ‫�إتفق ��ت المجموعتان عل ��ى ت�شكيل "حكومة وحدة‬ ‫وطني ��ة" �إنتقالي ��ة ف ��ي الأ�سابيع القليل ��ة المقبلة‪،‬‬ ‫و�إج ��راء �إنتخاب ��ات وطني ��ة ف ��ي الأ�شه ��ر ال�ست ��ة‬ ‫التالي ��ة‪ ،‬و�إ�ستك�شاف ط ��رق ل"حما�س" للإن�ضمام‬ ‫�إل ��ى منظم ��ة التحري ��ر الفل�سطيني ��ة‪ .‬ويب ��دو هذا‬ ‫مماث�ل ً�ا لإتفاق ��ات �سابق ��ة ت ��م التو�ص ��ل �إليه ��ا في‬ ‫القاهرة والدوحة‪ ،‬والتي لم تنفذ �أبداً‪.‬‬ ‫لكن من الممكن �أنه ب�سبب ال�سيا�سة الفل�سطينية‬ ‫الداخلي ��ة والأو�ض ��اع االقليمي ��ة‪ ،‬ق ��د ين ّف ��ذ �ش ��يء‬ ‫هذه الم ��رة‪ ،‬على الرغم من �أن "حما�س" و"فتح"‬ ‫�إتفقت ��ا فعلي� �اً عل ��ى �أكثر قلي�ل ً�ا من حقيق ��ة �أنهما‬ ‫حركتان فل�سطينيتان‪.‬‬ ‫الجزء الأكثر مبا�شرة في االتفاق ‪ -‬ت�شكيل حكومة‬ ‫"تكنوق ��راط" ‪ -‬كان دائم� �اً قاب�ل� ً‬ ‫ا للتحقي ��ق م ��ن‬ ‫الناحية النظرية‪ ،‬و�أنه يمكن �أن يحدث الآن‪ .‬فهي‬ ‫ل ��ن تكون تماماً "غير حزبية"‪ ،‬لأن محمود عبا�س‬ ‫ال ي ��زال رئي� ��س ال�سلط ��ة الفل�سطيني ��ة‪ ،‬وكذل ��ك‬ ‫منظمة التحرير الفل�سطينية‪ .‬ولكن قد يكون من‬ ‫الممكن تحديد مجموع ��ة من "الم�ستقلين" غير‬ ‫المنت�سبين لأي فريق ليكونوا وزراء‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن هن ��اك �أ�سباباً لل�شك في ما �إذا كان حتى‬ ‫ه ��ذا البند يمك ��ن �أن يتحقق‪� .‬إذ لم يتفق الطرفان‬ ‫عل ��ى رئي� ��س وزراء‪� ،‬أو حت ��ى عل ��ى الإط ��ار الع ��ام‬ ‫لإختي ��ار واحد‪ .‬هذه العقب ��ة الأولى وحدها يمكن‬ ‫�أن تكون عقبة هائلة‪.‬‬ ‫ع�ل�اوة عل ��ى ذلك‪ ،‬تج ��دد التوت ��ر �أ�صب ��ح وا�ضحاً‪.‬‬ ‫�سجناء "فتح" ف ��ي غزة �أعلنوا �إ�ضراباً عن الطعام‬ ‫(قب ��ل �أن يطل ��ق �سراحه ��م بع ��د �إجتم ��اع محم ��ود‬ ‫عبا� ��س وخال ��د م�شع ��ل ف ��ي الدوحة)‪ .‬وف ��ي �أواخر‬ ‫ال�شه ��ر الفائ ��ت نظم ��ت "حما� ��س" واح ��دة م ��ن‬ ‫�أكب ��ر المظاه ��رات ف ��ي رام اهلل من ��ذ الع ��ام ‪،2007‬‬ ‫وه ��و �إ�ستف ��زاز مح�س ��وب �ض ��د "فت ��ح" وال�سلط ��ة‬ ‫الفل�سطيني ��ة‪ .‬الحقيقة �أن ال ��ذي حدث حتى الآن‬ ‫ه ��و �أن ��ه تمت ق ��راءة وثيق ��ة �إعتزام ال ��زواج‪ ،‬ولكن‬ ‫حف ��ل الزفاف ل ��م يتم بعد‪ ،‬م ��ع �أنه يب ��دو �أن �شهر‬ ‫الع�سل بالفعل �سيكون مراً‪.‬‬ ‫ولك ��ن �إذا وج ��د الطرف ��ان �ض ��رورة لذل ��ك‪ ،‬فق ��د‬ ‫يتمكن ��ا م ��ن الإتفاق عل ��ى ت�شكيل حكوم ��ة جديدة‬

‫‪10‬‬

‫العدد ‪� - 19‬أيار (مايو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫ف ��ي الأ�سابي ��ع المقبل ��ة‪ .‬ولكن حتى ل ��و فعال‪ ،‬ف�إن‬ ‫ت�أثي ��ر العملي ��ة عل ��ى الحقائق الأ�سا�سي ��ة م�شكوك‬ ‫فيه وملتب�س جداً‪.‬‬ ‫الفل�سطيني ��ون لديه ��م تاريخ طويل م ��ن ال�سلطة‬ ‫الرئا�سي ��ة‪ ،‬م ��ع رئي�سي ��ن حكوم ��ة مخ ّولي ��ن حق� �اً‬ ‫وحيدي ��ن هما عبا�س نف�س ��ه خالل فترة وجيزة له‬ ‫تحت رئا�سة يا�سر عرفات‪ ،‬وعلى وجه الخ�صو�ص‪،‬‬ ‫�سالم فيا�ض‪.‬‬ ‫عل ��ى �أ�سا� ��س هذا الواق ��ع والإتفاق‪� ،‬سي ��زداد تقليد‬ ‫الرئا�س ��ة الفل�سطيني ��ة ق ��وة �إذا م ��ا �إ�ستم ��ر عبا�س‬ ‫رئي�س� �اً – وربم ��ا رئي�س الوزراء �أي�ضاً ‪ -‬مع مجل�س‬ ‫الوزراء من غير الحزبين‪.‬‬ ‫وم ��ع بق ��اء عبا�س ف ��ي الرئا�س ��ة‪ ،‬ماذا �سيك ��ون دور‬ ‫"حما� ��س" ف ��ي الواق ��ع ف ��ي مث ��ل ه ��ذه الحكومة‬ ‫الجدي ��دة؟ عل ��ى ما يب ��دو‪ ،‬الموافق ��ة وال�سكوت؟!‬ ‫من ال�صعب �أن نرى �أن من �ش�أن ذلك �أن يفعل �أي‬ ‫�ش ��يء لتغيير الحقائ ��ق على الأر� ��ض �أو ال�سيا�سات‬ ‫الوطنية الفل�سطينية‪ .‬حتى على الورق يبدو مثل‬ ‫هذا الترتيب رمزياً تماماً‪.‬‬ ‫مع ذلك �إثنان من الالعبين الحا�سمين‪� :‬إ�سرائيل‬ ‫والكونغر�س الأميركي‪ ،‬قد ال يريا الأمر على هذا‬ ‫النحو‪.‬‬ ‫قال ��ت ت ��ل �أبي ��ب بالفعل �أنها ل ��ن تتفاو� ��ض مع �أي‬ ‫حكوم ��ة فل�سطيني ��ة "تدعمه ��ا حما� ��س"‪ ،‬عل ��ى‬ ‫الرغم من �أن المعنى الدقيق لهذه العبارة مفتوح‬ ‫لتف�سي ��رات مختلف ��ة‪ .‬ويج ��ب عل ��ى الفل�سطينيين‬ ‫�أن ي�شع ��روا بالقل ��ق �إزاء قدرة �إ�سرائيل على حجب‬ ‫عائ ��دات ال�ضرائ ��ب الخا�ص ��ة به ��م‪ .‬علم� �اً �أن هذه‬ ‫الأم ��وال ت�ش ��كل م ��ا ال يق ��ل ع ��ن ‪ 40‬ف ��ي المئة من‬ ‫موازن ��ة ال�سلط ��ة الفل�سطيني ��ة‪ ،‬وتذه ��ب �أ�سا�س� �اً‬ ‫�إل ��ى دف ��ع العاملين في القطاع الع ��ام الفل�سطيني‬ ‫الوا�س ��ع‪ .‬ب ��كل ب�ساط ��ة‪� ،‬إن ال�سلط ��ة الفل�سطيني ��ة‬ ‫لي�ست قابلة للحياة مالياً من دون هذه الإيرادات‪.‬‬ ‫بع�ض الدول العربي ��ة الرئي�سية ال يبدو متحم�ساً‬ ‫ب�ش ��كل خا�ص ح ��ول هذا االتفاق‪ ،‬لذلك ال يبدو �أن‬ ‫�إنقاذاً �إقليمياً مرجحاً �أو م�ستداماً كبديل‪.‬‬ ‫م ��ن جهته ��ا قال ��ت �إدارة �أوبام ��ا �أن �أي حكوم ��ة‬ ‫فل�سطيني ��ة جدي ��دة يج ��ب �أن تعار� ��ض العن ��ف‬ ‫وتعترف ب�إ�سرائيل وتلتزم بالتعهدات والإلتزامات‬ ‫القائم ��ة‪ .‬وق ��د �ص ��رح عبا� ��س م ��راراً وتك ��راراً ب�أنه‬ ‫�سيت ��م الوف ��اء بتل ��ك ال�ش ��روط‪ .‬ول ��م تناق�ض ��ه‬ ‫"حما�س"‪ ،‬على الرغم من ت�شديد الجماعة على‬

‫انها لن تعترف ب�إ�سرائيل ‪.‬‬ ‫لك ��ن ت ��ل �أبي ��ب ق ��د ال تعتب ��ر ب� ��أن ه ��ذه ال�ش ��روط‬ ‫معقول ��ة وكافية ومقبولة‪ .‬والكونغر�س الأميركي‬ ‫ق ��د يخف� ��ض �أي�ض� �اً‪� ،‬أو حت ��ى يوق ��ف‪ ،‬الم�ساع ��دات‬ ‫الأميركي ��ة لل�سلط ��ة الفل�سطيني ��ة �إذا م ��ا الح ��ظ‬ ‫�أن "حما� ��س" �ستكون ج ��زءاً منها‪ ،‬حتى ب�شكل غير‬ ‫ر�سم ��ي‪ .‬لذل ��ك‪ ،‬م ��ا ل ��م يت ��م التعام ��ل م ��ع ت�شكيل‬ ‫حكوم ��ة فل�سطيني ��ة جديدة بموجب ه ��ذا االتفاق‬ ‫بمه ��ارة‪ ،‬ف� ��إن الأمر يمكن �أن يحق ��ق فوائد رمزية‬ ‫فق ��ط‪ ،‬بينم ��ا �سيتكب ��د الفل�سطيني ��ون تكالي ��ف‬ ‫حقيقية وكبيرة جداً‪.‬‬ ‫عل ��ى المنح ��ى الآخ ��ر‪ ،‬هناك عقب ��ات �أكب ��ر تواجه‬ ‫تحقيق وتنفيذ �أجزاء �أخرى من الإتفاق‪.‬‬ ‫م ��ن ال�صع ��ب �أن نتخي ��ل �أن الإنتخاب ��ات �ستجري‪،‬‬ ‫وال �سيم ��ا في �ض ��وء الأرقام المر ّوع ��ة ل"حما�س"‬ ‫وغير الم�شجعة في �إ�ستطالعات الر�أي الأخيرة‪.‬‬ ‫كم ��ا �أن "حما� ��س" توا�ص ��ل التم�س ��ك بمواق ��ف‬ ‫الرف� ��ض تج ��اه �إ�سرائي ��ل الت ��ي تجع ��ل م ��ن‬ ‫الم�ستحي ��ل عليها �أن تن�ض ��م �إلى منظمة التحرير‬ ‫الفل�سطينية‪.‬‬ ‫وال�ش ��يء غي ��ر القاب ��ل للت�صدي ��ق ه ��و دم ��ج ق ��وات‬ ‫الأم ��ن التابعة لل�سلط ��ة الفل�سطينية و"حما�س"‪.‬‬ ‫وحت ��ى ل ��و كان هن ��اك توحي ��د ل�ضب ��اط ال�شرط ��ة‬ ‫والأم ��ن الفل�سطين ��ي بال ��زي الر�سم ��ي‪ ،‬فماذا عن‬ ‫قوة "حما�س" �شب ��ه الع�سكرية‪" ،‬كتائب عز الدين‬ ‫الق�سام"؟‬ ‫تتطل ��ب الم�صالح ��ة الحقيقي ��ة �سلط ��ة وطني ��ة‬ ‫وق ��وات م�سلحة واح ��دة‪ .‬الخالفات بين الطرفين‬ ‫ل ��م تخ ��ف ب�ش ��كل ملح ��وظ من ��ذ الفت ��رة الوجيزة‬ ‫وال�سيئ ��ة م ��ن التعاي� ��ش ال�سيا�س ��ي المنتهي ��ة ف ��ي‬ ‫�أعم ��ال عنف ف ��ي العام ‪ .2007‬والظ ��روف الالزمة‬ ‫لجان ��ب واح ��د لالحت ��واء الحا�س ��م‪ ،‬والهزيم ��ة �أو‬ ‫تهمي�ش الآخر ال وجود لها حتى الآن‪.‬‬ ‫التن ��ازالت ه ��ي دائم ��ا ممكن ��ة‪ ،‬ولكن حت ��ى عندها‬ ‫ترجح ال�شروط حتماً مجموعة على �أخرى‪.‬‬ ‫�سوف ّ‬ ‫لذل ��ك ي ��كاد ه ��ذا االتف ��اق الأخي ��ر �أن يك ��ون م ��ن‬ ‫الم�ؤك ��د �أن ��ه ل ��ن‪ ،‬وربم ��ا ال يمكن ��ه‪ ،‬حق� �اً �إنه ��اء‬ ‫الإنق�سام الوطني الفل�سطيني‪ .‬الأ�سئلة الحقيقية‬ ‫الوحي ��دة ه ��ي‪ ،‬ه ��ل �سيت ��م تنفي ��ذ �أي جان ��ب م ��ن‬ ‫جوان ��ب ه ��ذا الإتفاق؟ و�إذا كان الأم ��ر كذلك‪ ،‬فما‬ ‫هي التكلفة؟‬

‫رام اهلل ‪� -‬سمير حن�ضل‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫اليمن‪ :‬الو�ضع المالي يزداد ت�أزم ًا والعجز المتوقع ‪ 8.3‬في المئة‬

‫ي ��زداد الو�ضع المال ��ي في اليمن �صعوب ��ة وتعقيد ًا‬ ‫نظ ��ر ًا �إلى �إرتف ��اع عجز الموازن ��ة العامة و�صعوبة‬ ‫تمويله م ��ن م�ص ��ادر حقيقية‪ .‬و�ش� �دّدت الحكومة‬ ‫ف ��ي الورق ��ة الرئي�سي ��ة ح ��ول م�ستج ��دات الو�ضع‬ ‫الإقت�صادي في اليم ��ن‪ ،‬التي عر�ضتها �أخير ُا �أمام‬ ‫�إجتم ��اع مجموع ��ة �أ�صدقاء اليمن ف ��ي لندن‪ ،‬على‬ ‫�أن "الأم ��ر يتطل ��ب رفع كفاءة تح�صي ��ل الإيرادات‬ ‫وموا�صلة �ضبط النفق ��ات وتر�شيدها والبحث عن‬ ‫تمويل من قب ��ل �شركاء التنمية"‪ .‬ولفت ��ت �إلى �أنها‬ ‫تجري مفاو�ضات مع �صندوق النقد الدولي للدخول‬ ‫في برنامج للإ�صالح المالي واالقت�صادي‪.‬‬ ‫وطالب ��ت الحكومة بح�ش ��د الم ��وارد الخارجية في‬ ‫�شكل من ��ح‪ ،‬نظر ًا الى �ضع ��ف �إ�ستدامة المديونية‪،‬‬ ‫بهدف تح�سين قدرتها على تقديم الخدمات العامة‬ ‫خالل هذه المرحلة‪ ،‬ودعم مبا�شر للموازنة لتغطية‬ ‫العج ��ز المرتف ��ع فيه ��ا‪ ،‬و�إعفائها م ��ن الم�ساهمة‬ ‫الحكومية في تمويل الم�شاريع الممولة من تعهدات‬ ‫المانحين‪ .‬وتوقعت الوثيقة الحكومية �أن يبلغ عجز‬ ‫الموازن ��ة ‪ 8.2‬و‪ 8.3‬في المئ ��ة خالل عامي ‪2013‬‬

‫و‪ ،2014‬عازي ��ة ذلك �إلى ع ��بء النفقات الإ�ضافية‬ ‫للمرحلة االنتقالي ��ة‪� ،‬أي نفق ��ات التوظيف الجديد‬ ‫و�إع ��ادة االعم ��ار والتعوي�ض ��ات للقتل ��ى والجرحى‬ ‫و�إعادة ا�ستيع ��اب الم�س ّرحين في الجه ��از الإداري‬ ‫والأمن والدفاع وتكاليف ا�ستع ��ادة الأمن ومحاربة‬ ‫الإره ��اب‪� ،‬إ�ضاف ��ة �إل ��ى م ��ا تتكب ��ده الموازن ��ة من‬ ‫خ�سائر فادحة ناجمة عن �أعمال التخريب المتكررة‬ ‫لأنابيب النفط والغاز و�أبراج الكهرباء‪.‬‬ ‫و�أ�شارت �إلى �أن الحكومة ا�ستطاعت ال�سيطرة على‬ ‫عج ��ز الموازنة ع ��ام ‪ 2012‬حين ل ��م يتجاوز ‪4.6‬‬ ‫ف ��ي المئة من الناتج المحل ��ي الإجمالي‪ .‬واعتبرت‬ ‫�أن ذل ��ك "م ��ا كان ليتحقق ل ��وال الدع ��م المبا�شر‬ ‫للموازنة من قبل الأ�شق ��اء والأ�صدقاء‪ ،‬وخ�صو�ص ًا‬ ‫المنح ال�سخية م ��ن الم�شتق ��ات النفطية المقدمة‬ ‫م ��ن المملكة العربي ��ة ال�سعودية‪ ،‬وتبن ��ي الحكومة‬ ‫حزمة من ال�سيا�سات المالية لرفع كفاءة تح�صيل‬ ‫الإي ��رادات والحد م ��ن النفقات غي ��ر ال�ضرورية‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى تنفيذ �إ�صالحات جادة منها رفع الدعم‬ ‫جزئي ًا عن الم�شتقات النفطية"‪.‬‬

‫الأردن‪ :‬م�شروع "العبدلي" ُيبرز الهوية الحديثة للعا�صمة‬ ‫�أعل ��ن الرئي� ��س التنفي ��ذي ل�شرك ��ة "العبدل ��ي‬ ‫للإ�ستثمار والتطوير" الأردني جورج عميرة‪� ،‬أن‬ ‫"م�ش ��روع العبدلي يعتبر من �أ�ضخم الم�شاريع‬ ‫التطويري ��ة ذات الإ�ستخدام ��ات المتع� �دّدة‪،‬‬ ‫و�أكثره ��ا ري ��ادة عل ��ى الإط�ل�اق‪ ،‬كم ��ا �أنه من‬ ‫�أبرز المعال ��م في قطاع الإن�ش ��اءات في الأردن‬ ‫و�سيك ��ون ل ��ه دور �أ�سا�س ��ي ف ��ي ت�شكي ��ل الهوية‬ ‫الحديثة للعا�صمة ع ّمان"‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف خالل جولة ميداني ��ة للإعالميين في‬ ‫م�شروع العبدلي‪ ،‬الو�سط الجديد لمدينة ع ّمان‪،‬‬ ‫�أن "العبدلي ي�شكل بيئة �إ�ستثمارية ناجحة تفيد‬ ‫الإ�ستثمار ف ��ي الأردن‪ ،‬كما �سيكون نقطة جذب‬ ‫لكثي ��ر من الم�ستثمري ��ن العالميين الذين يرون‬ ‫ف ��ي المملك ��ة مكان� � ًا مالئم� � ًا ال�ستثماراتهم"‪.‬‬ ‫و�أك ��د �أن "الم�ش ��روع ي�ض ��م مجمع ��ات �سكني ��ة‬ ‫ومكاتب وفنادق و�شقق ًا ومحال تجارية ومرافق‬ ‫ترفيهي ��ة‪ ،‬كم ��ا ي�ضم بني ��ة تحتي ��ة متطورة من‬ ‫االت�ص ��االت ب�أح ��دث الو�سائ ��ل التكنولوجي ��ة‪،‬‬

‫ويوفر حلو ًال للطاق ��ة المركزية و�أنظمة مركزية‬ ‫للغاز ل�ضم ��ان بيئة �صحية والتوفير في الطاقة‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى طرق للم�شاة وحلول مرورية ل�ضمان‬ ‫حي ��اة مريحة ل� �ـ‪� 100‬أل ��ف �شخ�ص بي ��ن مقيم‬ ‫وعامل وزائر يومي ًا"‪.‬‬ ‫وق ��ال الرئي� ��س التنفي ��ذي ل�شرك ��ة "بوليف ��ارد‬ ‫العبدل ��ي" طاهر الجغبي ��ر �إن "الم�شروع يعتبر‬ ‫مثا ًال وا�ضح ًا على التط ّور العمراني والح�ضاري‬ ‫ف ��ي الأردن‪ ،‬و�سيك ��ون وجهة ممي ��زة للراغبين‬ ‫في ال�سك ��ن وال�سياحة والتج ��ارة والترفيه عند‬ ‫افتتاحه في حزيران (يونيو) المقبل"‪.‬‬ ‫وتتلخ�ص ر�ؤية م�شروع العبدلي في �إعادة تعريف‬ ‫�أ�سلوب الحياة الع�صرية في ع ّمان وجعلها وجهة‬ ‫راقية تعمل على مزج الحياة المهنية والح�ضرية‬ ‫الع�صرية والترفيهية في �إطار واحد‪ ،‬ما �سيبرز‬ ‫الوجه ال�سياحي واالقت�صادي لعمان‪ .‬و�سي�ساهم‬ ‫في تقلي�ص البطالة عبر خلق �آالف فر�ص العمل‬ ‫خالل مرحلة �إن�شائه‪.‬‬

‫�إختارت �ش���ركة "الفيل الأخ�ضر" ال�سوي�سرية‬ ‫المغ���رب كمرك���ز لعملياتها في �أفريقي���ا‪ ،‬ولإيواء‬ ‫�أكب���ر م�ص���نع في العال���م للمبي���دات الع�ض���وية‪.‬‬ ‫وق���ال �سيب�س���تيان كوا�س���ني‪ ،‬المدي���ر الع���ام‬ ‫لل�ش���ركة‪" ،‬نعتزم اتخاذ المغرب كمن�ص���ة للإنتاج‬ ‫والت�صدير في اتجاه �س���بع دول �أفريقية هي غانا‬ ‫وبوركينا فا�س���و وكينيا ومدغ�شقر و�ساحل العاج‬ ‫ومالي وال�س���نغال‪ .‬وذلك عبر اال�ستثمار في ثالثة‬ ‫مواق���ع لإنت���اج المبي���دات والمخ�ص���بات الزراعية‬ ‫الع�ض���وية‪ ،‬في مدن مكنا�س و�أغادير وبركان‪ .‬كما‬ ‫�س���نوجه جزءا من �إنتاجنا في المغرب �إلى الأ�سواق‬ ‫الأوروبية"‪.‬‬ ‫وقال كوا�سني �إن ال�سبب الرئي�س الختيار ال�شركة‬ ‫للمغ���رب ه���و موقع���ه الجغراف���ي المتميز كج�س���ر‬ ‫بي���ن �أوروبا و�أفريقيا‪ .‬و�أ�ض���اف "ف�ض�ل� ًا عن كون‬ ‫المغ���رب بل���دا فالحيا ً كبي���راً‪ ،‬ويتمت���ع بمناخ جيد‬ ‫للأعم���ال ومحف���ز لال�س���تثمار‪ ،‬فهو �أي�ض���ا يرتبط‬ ‫بعالقات �ش���راكة اقت�ص���ادية وتجاري���ة وثيقة مع‬ ‫البلدان الأفريقية الم�س���تهدفة و�أي�ضا مع االتحاد‬ ‫الأوروبي"‪.‬‬ ‫قال وزير ال�س���ياحة المغربي لح�س���ن حداد �أن‬ ‫المغرب و�أربع دول عربية خليجية �س���يقدمون ‪40‬‬ ‫في المئة من التمويل لم�ش���اريع �سياحية بقيمة ‪2‬‬ ‫ملياري يورو في الدار البي�ضاء وطنجة والرباط‪.‬‬ ‫و�أعلنت الحكومة المغربية ال�ش���هر الما�ضي خططا ً‬ ‫العادة تطوير منطقة ميناء الدار البي�ضاء‪ ،‬وق ّدرت‬ ‫اال�ستثمارات من الدول الخليجية االربع‪ -‬الكويت‬ ‫وال�س���عودية وقطر واالم���ارات العربي���ة‪ -‬بنحو ‪6‬‬ ‫مليارات درهم (‪ 741.14‬مليون دوالر)‪.‬‬ ‫و�أعلن حداد على هام�ش معر�ض لل�سياحة في دبي‬ ‫ان "هذه الدول �س���تتعاون اي�ض���ا ً م���ع المغرب في‬ ‫م�ش���روعين �آخرين في الرباط وطنجة‪� ،‬سيت�ضمنان‬ ‫وح���دات �س���كنية"‪ .‬وقال ان "تكلف���ة الم�ش���اريع‬ ‫الثالث���ة مجتمع���ة من المنتظ���ر ان تبل���غ ‪ 2‬ملياري‬ ‫يورو"‪.‬‬ ‫�أو�ض���ح وزي���ر الطاق���ة والم���وارد الطبيعي���ة‬ ‫التركي‪ ‬طانر يلدز �أن النفط العراقي الذي و�ص���ل‬ ‫�إلى تركيا لم ي�ش���حن بعد �إلى الأ�س���واق العالمية‪،‬‬ ‫و�أن العراقيين وحدهم هم من يحق لهم بيع النفط‬ ‫وت�سويقه‪ ،‬و�أن مهمة تركيا تنح�صر في نقله‪.‬‬ ‫و�أ�ش���ار يلدز‪� ‬أن تدفق النفط من العراق �إلى تركيا‬ ‫مازال م�س���تمراً ب�ش���كل يومي ومنتظ���م‪ ،‬و�أن حجم‬ ‫النفط العراقي و�ص���ل �إل���ى ‪ 2.2‬مليوني برميل‪،‬‬ ‫من ّوها ً ب�أن العائدات المالية الخا�صة بالنفط الآتي‬ ‫من �شمال العراق‪� ،‬س���تودع في ح�سابات م�صرفية‬ ‫خا�صة‪ ‬م�ستقلة‪ ‬عن ح�سابات الحكومة المركزية في‬ ‫تت�سبب ب�سجاالت في الم�ستقبل‪.‬‬ ‫بغداد‪ ،‬كي ال‬ ‫ّ‬

‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪13‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون عربية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫المفكرة العربية‬

‫المغرب‪ :‬مدينة "الح�سيمة" تع ّول على ال�سياحة لفك عزلتها وتح�سين م�ستوى العي�ش‬ ‫دم ��ر �أطراف� �اً كثيرة م ��ن مدين ��ة الح�سيمة‬ ‫بع ��د ‪� 10‬سني ��ن عل ��ى الزل ��زال ال ��ذي ّ‬ ‫المغربية وقراها المنت�شرة على �سفوح جبال الريف الوعرة الم�سالك‪ ،‬يالحظ‬ ‫العائ ��د �إل ��ى المدين ��ة الواقع ��ة عل ��ى �ضف ��اف البح ��ر الأبي� ��ض المتو�س ��ط نم ��واً‬ ‫كبي ��راً ف ��ي حرك ��ة العم ��ران وتح�سناً ف ��ي معي�شة ال�س ��كان وتنوعاً ف ��ي الم�شاريع‬ ‫والخدم ��ات‪ ،‬ح ّوله ��ا جه ��د �إ�ستثم ��اري �إ�ستثنائي �إل ��ى قطب �إقت�ص ��ادي و�سياحي‬ ‫يق�ص ��ده الزائ ��رون والم�ستثم ��رون والمغام ��رون الراغب ��ون ف ��ي رك ��وب الأمواج‬ ‫والتزحلق على الجليد‪ ،‬فوق قمم يُقدر �إرتفاعها بـ‪ 2400‬متر‪.‬‬ ‫وتحول ��ت الح�سيم ��ة خ�ل�ال عق ��د م ��ن الزم ��ن م ��ن منطق ��ة �صغيرة �إل ��ى تجمع‬ ‫�سكان ��ي يح ��وي نح ��و ن�صف ملي ��ون �شخ� ��ص على م�ساح ��ة تمت ��د ‪ 3500‬كيلومتر‬ ‫مرب ��ع تحا�صره ��ا الجب ��ال الت ��ي تمثل ‪ 70‬ف ��ي المئة م ��ن م�ساحتها الت ��ي تتميز‬ ‫بكث ��رة المنحدرات والودي ��ان والخلجان والغابات الكثيفة‪ .‬وعلى طول ال�شريط‬ ‫ال�ساحل ��ي ال ��ذي يمت ��د ‪ 72‬كيلومت ��راً‪ ،‬ترغ ��ب الح�سيم ��ة ف ��ي تحوي ��ل خليجه ��ا‬ ‫البح ��ري �إل ��ى متن ��زه عالمي م�ساحت ��ه ‪� 45‬ألف هكتار يجمع بي ��ن الغابة والبحر‬ ‫وال ��وادي والت ��راث التاريخ ��ي‪ ،‬ف ��ي منطق ��ة كان ��ت ت�سم ��ى "النك ��ور" ف ��ي القرن‬ ‫الثامن الميالدي (�إمارة بني �صالح)‪ ،‬وكانت بوابة �شمال �إفريقيا على الأندل�س‬ ‫والبحر الأبي�ض المتو�سط‪.‬‬ ‫ويفاخ ��ر المهاج ��رون المقيم ��ون م ��ن �س ��كان المدين ��ة ف ��ي هولن ��دا ب� ��أن خلي ��ج‬ ‫مدينته ��م ه ��و الأجم ��ل عل ��ى البح ��ر الأبي� ��ض المتو�س ��ط �إذ يجم ��ع بي ��ن البحر‬ ‫والجب ��ل والغاب ��ة‪ ،‬ويناف� ��س خلي ��ج �س ��ان فران�سي�سك ��و ف ��ي والي ��ة كاليفورني ��ا‬ ‫الأميركية على رغم الفارق العمراني‪ .‬ويقول ال�سكان �إن الملك محمد ال�ساد�س‬ ‫ي�شرف �شخ�صياً على تتبع الم�شاريع ومراحل االنجاز‪ ،‬ويزور المدينة ب�إ�ستمرار‬ ‫ويختلط مع النا�س ويجتمع بال�شباب‪.‬‬ ‫وك�ش ��ف محاف ��ظ المنطق ��ة الوالي �صم�ص ��م �أن الح�سيم ��ة تعمل لت�صب ��ح قطباً‬ ‫�إقت�صادياً و�سياحياً �إقليمياً بين الغرب الأطل�سي‪ ،‬الذي يمتد �إلى مدينة طنجة‬ ‫الت ��ي باتت متخ�ص�صة في �صناعة ال�سيارات والعربات‪ ،‬ومدينة الناظور و�صو ًال‬ ‫�إل ��ى الح ��دود الجزائرية �شرقاً حي ��ث الزراعة وال�سياحة ف ��ي مدينة ال�سعيدية‪.‬‬ ‫وت�شم ��ل ه ��ذه المناط ��ق الت ��ي تمت ��د عل ��ى �شري ��ط بح ��ري طول ��ه ‪ 530‬كيلومتراً‬ ‫تنوعاً جغرافياً وطبيعياً و�شواطئ دافئة لم يطلها التلوث ال�صناعي الذي �أ�ضر‬ ‫بنظيرتها في ال�ضفة ال�شمالية للبحر المتو�سط‪.‬‬ ‫ويج ��ري العمل على تو�سيع مين ��اء المدينة لتحويله �إلى "مارينا لليخوت" في‬ ‫جن ��وب غ ��رب البح ��ر الأبي� ��ض المتو�س ��ط‪ ،‬قد ت�ش ��كل بدي�ل ً�ا من م ��دن الكو�ستا‬ ‫دي ��ل �س ��ول اال�سبانية القريبة‪ ،‬حيث تنت�شر يخوت ال�سي ��اح الأثرياء وكبار رجال‬ ‫الم ��ال وال�سيا�س ��ة‪ .‬وقال �صم�صم‪" :‬بعد �إنتهاء الأزم ��ة الأوروبية �ستعود �سياحة‬ ‫اليخ ��وت الراقي ��ة‪ ،‬و�سيكون لمارينا الح�سيمة حظ كبي ��ر في �إنتزاع ح�صتها من‬ ‫رح�ل�ات ووقوف ال�سف ��ن ال�سياحية ال�صغيرة العابرة للبحر الأبي�ض المتو�سط‪،‬‬ ‫ونعم ��ل م ��ن �أجل م�ضاعفة القدرة الإيوائية لفن ��ادق المدينة ثالث مرات لتبلغ‬ ‫‪� 4500‬سري ��ر‪ ،‬كم ��ا �سن�ستثم ��ر نح ��و ‪ 3‬مليارات دره ��م (‪ 370.4‬ملي ��ون دوالر) في‬ ‫م�شاريع �سياحية حتى العام ‪ ،2020‬خ�صو�صاً في المناطق المطلة على ال�شريط‬ ‫البحري‪ ،‬كما يجري �إعداد بع�ض المنازل الريفية في �أعالي الجبال لإ�ست�ضافة‬ ‫�أنواع من ال�سياحة الجبلية والقروية"‪.‬‬ ‫وكان ��ت مجموعة "كل ��وب ميديترانيه» ال�سياحية الفرن�سي ��ة �إفتتحت فنادق في‬ ‫الح�سيم ��ة منذ �ستينات القرن الفائت‪ ،‬ولك ��ن �صعوبة الت�ضاري�س و�ضعف �شبكة‬ ‫الط ��رق كان ��ا يح ��والن دون تط ��ور ال�سياح ��ة ف ��ي ه ��ذه المدين ��ة الت ��ي كان يقال‬

‫‪12‬‬

‫العدد ‪� - 19‬أيار (مايو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫عنه ��ا �إنه ��ا "محافظة" ب�سب ��ب العزلة التي فر�ضتها عليه ��ا الطبيعة بين البحر‬ ‫والجبل‪� ،‬إذ يتطلب الو�صول �إلى الح�سيمة ثماني �ساعات من الرباط عبر طرق‬ ‫جبلية لي�ست �آمنة دائماً‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار �صم�ص ��م �إل ��ى �أن "�شب ��كات ع ��دة من الط ��رق ال�سي ��ارة وال�سريع ��ة يجري‬ ‫ت�شييده ��ا حالي� �اً و�س ��ط الجب ��ال وح ��ول الإقليم‪ ،‬لربطه ��ا بالطري ��ق ال�سيار في‬ ‫�إتج ��اه مدين ��ة ت ��ازة �شرقاً عام ‪ ،2015‬بع ��د ربط الإقليم بالطري ��ق ال�سريع الذي‬ ‫يم ��ر على ط ��ول ال�شريط البحري بي ��ن المحيط الأطل�س ��ي ومدينة وجدة على‬ ‫الح ��دود م ��ع الجزائ ��ر"‪ .‬وعلى رغم �أن "المنطقة تح ��وي ثالثة مطارات دولية‪،‬‬ ‫�إال �أن �صعوب ��ة الرح�ل�ات البري ��ة ما زالت تح ��د من النمو ال�سياح ��ي المفتر�ض‬ ‫لمدين ��ة الح�سيم ��ة الت ��ي تتفوق عل ��ى مراك�ش ف ��ي هدوئها وتنوعه ��ا الجغرافي‬ ‫ونظافة �شوارعها‪.‬‬ ‫ولك ��ن الوج ��ه الغني للمدينة الريفي ��ة‪ ،‬مقارنة بمنطقة الري ��ف‪ ،‬ال يخفي واقع‬ ‫الفق ��ر المنت�ش ��ر في و�سط جبال الريف ال�صعب ��ة الت�ضاري�س‪ ،‬حيث يقل الدخل‬ ‫الفردي بنحو ‪ 50‬في المئــــة عنـــه في مناطق �أخرى على ال�ساحل �أو في الجنوب‬ ‫المغرب ��ي‪ .‬وب�سب ��ب الفق ��ر‪ ،‬كان ��ت المنطقــــ ��ة الم�ص ��در الأول للمهاجري ��ن �إل ��ى‬ ‫ال�س ��وق الأوروبي ��ة منذ الع ��ام ‪ 1964‬حيــث تمث ��ل الجالية المغربي ��ة �أكبر تجمع‬ ‫غـي ��ر �أوروب ��ي في هولندا وبلجيكا‪ .‬ويتحدث كبار ف ��ي الـ�سن عن م�شاركتهم في‬ ‫الح ��رب الأهلية اال�سباني ��ة �إلى جانب الجنرال فرانكو خ�ل�ال الحرب العالمية‬ ‫الثاني ��ة‪ ،‬لأ�سب ��اب تتعل ��ق بالفقر ال بال�سيا�س ��ة نتيجة الجهل ال ��ذي كان منت�شراً‬ ‫لدى �سكان الجبال‪.‬‬ ‫ور�ص ��دت "المب ��ادرة الوطني ��ة للتنمي ��ة الب�شري ��ة" نح ��و ‪ 410‬ماليي ��ن دره ��م‬ ‫لم�صلح ��ة ‪� 47‬أل ��ف �شخ�ص يقطنون ‪ 187‬دواراً جبلياً‪ ،‬في �إطار ما يعرف ببرامج‬ ‫"الت�أهيل الترابي" لتح�سين م�ستوى معي�شة قاطني المناطق الجبلية ال�صعبة‬ ‫الولوج‪ ،‬وتقلي�ص الفوارق في مجال البنية التحتية وخدمات ال�صحة والتعليم‬ ‫والكهرباء والماء وغيرها‪.‬‬ ‫وق ��ال القائم ��ون عل ��ى الم�ش ��روع �إن ��ه يهدف �إل ��ى رب ��ط ‪ 40‬دواراً بالم ��اء ال�صالح‬ ‫لل�ش ��رب و‪ 65‬بال�شبكة الكهربائية وفك العزلة عن ‪ 10‬جماعات �سكانية عبر فتح‬ ‫م�سال ��ك جبلي ��ة‪ .‬ويمث ��ل م�شروع ف ��ك العزلة �أح ��د اكبر التحدي ��ات التي تواجه‬ ‫�سكان جبال الريف الذين ت�ضرروا خالل هذا المو�سم من �ضعف المت�ساقطات‬ ‫وقلة المح�صول الزراعي وتراجع مداخليهم المو�سمية‪.‬‬ ‫و ُتع ��رف المنطق ��ة ب�إنتاج القنب الهندي‪ ،‬وهي نبت ��ة ت�ستخدم لأغرا�ض طبية �أو‬ ‫تخديري ��ة يت ��م تهريبها �إل ��ى ا�سباني ��ا ودول �أوروبية �أخرى حي ��ث تنت�شر �شبكات‬ ‫التحوي ��ل والتوزي ��ع‪ ،‬ولك ��ن ال�س ��كان المحليي ��ن ال ي�ستفي ��دون كثي ��راً م ��ن هذه‬ ‫الزراعة لأنها تحول دون عودة �آالف من �أبنائهم �إلى القرية ب�سبب المالحقات‬ ‫الق�ضائية ال�سابقة‪.‬‬ ‫ويقت ��رح "ح ��زب الأ�صال ��ة والمعا�ص ��رة" المعار� ��ض معالج ��ة م�شكل ��ة زراع ��ة‬ ‫القن ��ب الهن ��دي في �إط ��ار من ال�شجاع ��ة وال�شفافي ��ة ت�ضمن الكرام ��ة والعي�ش‬ ‫المقب ��ول ل�س ��كان الري ��ف‪ ،‬ومحاربة التهريب‪ ،‬وو�ضع ه ��ذه النبتة تحت �إ�شراف‬ ‫مختب ��رات طبي ��ة و�صيدلي ��ة وعلمية ب�سب ��ب فوائدها في معالج ��ة بع�ض الآالم‬ ‫المزمن ��ة‪ .‬وكان الإتحاد الأوروبي �إقترح طيلة العقود الثالثة الما�ضية �سل�سلة‬ ‫م ��ن الم�شاري ��ع الزراعي ��ة البديلة‪ ،‬لم يكتب له ��ا النجاح ب�سبب قل ��ة الم�ساحات‬ ‫الزراعي ��ة و�صعوبة الت�ضاري�س‪ ،‬وف�شل ا�ستنب ��ات زراعات بديلة لأ�سباب مناخية‬ ‫وجيولوجية‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫تح�صن �سوق العمل بمزيد من القوانين والت�شريعات‬ ‫الإمارات ّ‬ ‫تواج ��ه ال�سيا�س ��ات العمالية في ع ��دد من دول المن�ش� ��آت الم�سجل ��ة ل ��دى ال ��وزارة نح ��و ‪297‬‬ ‫الخلي ��ج ومنه ��ا الإم ��ارات‪ ،‬تحدي ��ات كبي ��رة �ألف� � ًا و‪ 461‬من�ش� ��أة على م�ست ��وى الدولة‪ ،‬يلتزم‬ ‫نتيج ��ة تدخل منظمات �إقليمي ��ة وعالمية معنية معظمها حماية �أجور العمال‪.‬‬ ‫تح ��اول �إ�ستغالل بع� ��ض الثغرات ف ��ي القوانين و�أكد وزير العمل الإماراتي �صقر بن غبا�ش �سعيد‬ ‫والت�شريع ��ات العمالي ��ة‪ ،‬لتوجي ��ه �إتهام ��ات �إلى غبا� ��ش‪� ،‬أن منظوم ��ة ال�سيا�س ��ات الت ��ي تطبقها‬ ‫هذه ال ��دول في �ش� ��أن �سيا�ساته ��ا والممار�سات وزارة العمل ف ��ي �سوق العم ��ل و�أدواتها الرقابية‬ ‫التي تنتهجها تجاه اليد العاملة لديها‪.‬‬ ‫ف�ض�ل� ًا ع ��ن التقيد بتنفي ��ذ القان ��ون والقرارات‬ ‫وتمكنت الإمارات من �إتخ ��اذ �إجراءات �سريعة المنظم ��ة‪�" ،‬ساهم ��ت في �شكل الف ��ت في �إر�ساء‬ ‫لتح�صي ��ن �سيا�سته ��ا العمالي ��ة ونجح ��ت ف ��ي دعائ ��م �إ�ستق ��رار ال�س ��وق وت ��وازن العالق ��ة بين‬ ‫تكوين �صورة �إيجابية في ال�سنوات الأخيرة عن طرف ��ي الإنتاج �إنطالق ًا من مبد�أ �ضمان م�صالح‬ ‫ممار�ساته ��ا تج ��اه اليد العامل ��ة الأجنبية‪ ،‬وفي �أ�صحاب العمل وحماية حقوق العمال"‪.‬‬ ‫مقدمها �ضم ��ان حقوقها المالية و�شروط العمل و�إعتب ��ر �أن الإم ��ارات "بات ��ت بموج ��ب ذل ��ك‬ ‫مع توجه ��ات م�ستقبلية قريب ��ة بتعزيزها‪ ،‬ومن نموذج� � ًا ُيحتذى ف ��ي المنطق ��ة‪ ،‬خ�صو�ص ًا في‬ ‫بينها �إطالق المرحلة الثانية من نظام "حماية ظل توجيهات القيادة ال�سيا�سية ب�ضرورة توفير‬ ‫الأجور"‪ .‬ويهدف ذل ��ك �إلى �إ�ستقرار �سوق اليد بيئ ��ة العمل الالئق ��ة وحماية الحق ��وق العمالية‬ ‫العاملة ف ��ي الإمارات التي‬ ‫و�ص ��ون كرام ��ة الإن�سان"‪.‬‬ ‫ت�شهد نه�ضة �شاملة في كل‬ ‫و�أعلن ف ��ي ت�صريحات عن‬ ‫القطاعات التي تتطلب يد ًا‬ ‫و�ض ��ع وزارته وواق ��ع �سوق‬ ‫عاملة ماهرة‪.‬‬ ‫العم ��ل ف ��ي الإم ��ارات‪� ،‬أن‬ ‫وتب ��رز �أهمي ��ة ه ��ذه‬ ‫�سوق العمل "�شهد تما�سك ًا‬ ‫ً‬ ‫ال�سيا�سات في �ضوء �إرتفاع‬ ‫و�إ�ستقرارا في خ�ضم �أزمة‬ ‫عدد العمال ف ��ي الإمارات‬ ‫الم ��ال العالمي ��ة‪� ،‬إذ ل ��م‬ ‫حتى نهاية الع ��ام الما�ضي‬ ‫يتغي ��ر الحجم الكل ��ي لليد‬ ‫�إل ��ى نح ��و ‪ 4‬ماليي ��ن و‪27‬‬ ‫العامل ��ة منذ الع ��ام ‪2008‬‬ ‫�ألف عام ��ل‪ .‬بينما بلغ عدد وزير العمل الإماراتي �صقر بن غبا�ش �سعيد غبا�ش وحتى العام ‪."2013‬‬

‫‪ 6‬ماليين م�سافر عبر مطار الدوحة خالل ثالثة �أ�شهر‬ ‫و�ص ��ل ع ��دد الم�سافري ��ن عب ��ر "مط ��ار حم ��د‬ ‫الدولي"‪ ،‬خالل الأ�شهر الثالثة الأولى من العام‬ ‫الج ��اري‪� ،‬إلى �أكثر من ‪ 6‬ماليي ��ن م�سافر‪ ،‬بعد‬ ‫�أن �سج ��ل �أكثر من مليون ��ي م�سافر‪ ،‬خالل �آذار‬ ‫(مار�س) الما�ضي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫و�أو�ض ��ح مطار حمد في بيان �أخي ��را‪� ،‬أن �أعداد‬ ‫الم�سافرين عبره �إ�ستمرت في النمو هذا العام‪،‬‬ ‫لت�ص ��ل ف ��ي �آذار (مار�س) من الع ��ام الجاري‪،‬‬ ‫�إل ��ى مليونين و‪� 129‬ألف ��ا و‪ 639‬م�سافر ًا‪ ،‬بن�سبة‬ ‫نمو قدرت بنحو ‪ 13.8‬في المئة‪ ،‬قيا�س ًا بالفترة‬ ‫ذاتها من العام الما�ضي‪.‬‬ ‫كم ��ا �إرتفعت حرك ��ة ال�شحن بن�سب ��ة ‪ 14,83‬في‬

‫المئ ��ة‪ُ ،‬مقارنة ب� ��آذار (مار� ��س) ‪" ،2013‬نظر ًا‬ ‫�إلى الخدمات المتميزة التي يقدّمها المطار �إلى‬ ‫�س ��وق ال�شحن الجوي العالمية‪ ،‬والت ��ي ُتع ّد �سبب ًا‬ ‫التو�س ��ع الكبير‪ ،‬فيم ��ا ت�ستمر‬ ‫رئي�سي� � ًا في ه ��ذا ّ‬ ‫ال�شركة القطرية لل�شحن الجوي في تقديم حلول‬ ‫مبتك ��رة تنا�سب عمالءها‪ ،‬مثل خدمتي القطرية‬ ‫فارما‪ ،‬والقطرية فري�ش"‪ ،‬وفق ًا للبيان‪.‬‬ ‫و�إرتفع ��ت ن�سب ��ة الحرك ��ة البريدي ��ة الآتية �إلى‬ ‫الدوحة بن�سبة ‪ 9,3‬في المئة‪ ،‬وحركة الطائرات‬ ‫بن�سب ��ة ‪ 7,8‬ف ��ي المئ ��ة‪ ،‬خ�ل�ال �آذار (مار�س)‬ ‫الما�ض ��ي‪ُ ،‬مقارن ��ة بالفت ��رة ذاته ��ا م ��ن العام‬ ‫الما�ضي‪.‬‬

‫الموجز الخليجي‬ ‫�أك���د وكي���ل وزارة العم���ل البحرينية �ص���باح‬ ‫الدو�سري‪ ،‬حر�ص البحرين على تبادل الخبرات في‬ ‫ما يتعلق بتطوير �س���وق العمل و�آليات �إ�س���تقدام‬ ‫الي���د العامل���ة الوافدة‪ .‬و�أ�ض���اف خالل م�ش���اركته‬ ‫في ور�ش���ة عمل �إقليمية في �أبو ظب���ي بين �أخيراً‪،‬‬ ‫بم�شاركة م�س�ؤولين ووا�ض���عي �سيا�سات من دول‬ ‫المجل����س وخبراء من البن���ك الدولي‪� ،‬أن "الور�ش���ة‬ ‫مخت�ص���ة وت�أت���ي تنفي���ذاً لق���رارات مجل����س وزراء‬ ‫العمل الخليجي"‪ .‬و�أو�ضح �أن "الور�شة �إ�ستعر�ضت‬ ‫تج���ارب دولي���ة‪ ،‬وتجرب���ة مجل����س التع���اون ف���ي‬ ‫�إ�س���تقدام اليد العامل���ة‪ ،‬وطرح مقترح���ات مبكرة‬ ‫للتع���اون والتن�س���يق‪ ،‬كم���ا بحث���ت ف���ي خط���وات‬ ‫م�ستقبلية لدعم �سيا�سات الإ�ستقدام"‪.‬‬ ‫وته���دف الور�ش���ة �أ�سا�س���ا ً �إلى تطوير �سيا�س���ات‬ ‫�إ�ستقدام اليد العاملة الوافدة‪ ،‬خ�صو�صا ً من �آ�سيا‬ ‫وبلورة �سيا�سات جديدة في هذا ال�ش�أن‪.‬‬ ‫ق���ال وزير ال�ش���ون المالية العمان���ي دروي�ش‬ ‫البلو�ش���ي‪� ،‬أن حكومة ال�سلطنة تعكف على درا�سة‬ ‫تقلي����ص الدع���م الباه���ظ التكلفة وال�س���يما دعم‬ ‫البنزين‪.‬‬ ‫و�أ�ش���ار البلو�ش���ي الى �أن هناك فج���وة كبيرة بين‬ ‫الأ�سعار المطبقة حاليا ً والأ�سعار العالمية‪ ،‬م�ضيفا ً‬ ‫�أن للدع���م �أهدافا ً �إجتماعية مما يتعين معه تحقيق‬ ‫التوازن بين الجانب النقدي والأثر االجتماعي‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف‪ ‬البلو�شي على هام�ش‪� ‬إجتماع وزراء المالية‬ ‫الخليجيي���ن في الكويت‪� ،‬أن "عمان لن ت�ص���در �أي‬ ‫�س���ندات �س���يادية في ال�س���وق العالمية هذا العام‬ ‫و�أن التوقيت �ستمليه متطلبات ميزانية ‪،"2015‬‬ ‫م�ستبعداً خ�صخ�ص���ة مزيد من ال�شركات المملوكة‬ ‫للدولة في ‪.2014‬‬ ‫‪� ‬أك���د وزي���ر المالي���ة الكويتي �أن�س ال�ص���الح‬ ‫�ض���رورة ح�ش���د الطاق���ات والإمكان���ات الخليجي���ة‬ ‫لتحقي���ق الأه���داف و�إقامة تكتل �إقت�ص���ادي قوي‬ ‫قادر عل���ى الوقوف �أم���ام التكتالت الإقت�ص���ادية‬ ‫العالمية الأخرى‪.‬‬ ‫وقال ال�صالح في كلمته خالل تر�ؤ�سه الإجتماع ‪98‬‬ ‫للجنة التعاون المالي واالقت�ص���ادي لدول مجل�س‬ ‫التعاون لدول الخليج‪ ،‬انه على الرغم من الإنجازات‬ ‫الكبيرة الت���ي حققها مجل�س التعاون خالل العقود‬ ‫الثالث���ة الما�ض���ية "فانن���ا نتطلع بكل تف���ا�ؤل �إلى‬ ‫تحقيق المزيد منها"‪.‬‬ ‫ودع���ا دول مجل�س التعاون ال���ى مواكبة التطورات‬ ‫االقت�ص���ادية الت���ي ي�ش���هدها العال���م م���ن طريق‬ ‫توحيد ال���ر�ؤى وتقديم بع�ض التن���ازالت لإزالة ما‬ ‫يعيق العمل الإقت�صادي الخليجي وذلك عمالً بمبدا‬ ‫تغليب الم�صلحة الجماعية لدول المجل�س‪.‬‬ ‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪15‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون خليجية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف الخليجي‬

‫الأ�سلحة والنفوذ في الخليج‬ ‫من ��ذ ت�شكي ��ل نظ ��ام الدول ��ة العربي ��ة الحديث ��ة‬ ‫ف ��ي منت�ص ��ف الق ��رن الع�شري ��ن‪ ،‬ل ��م تنج ��ح‬ ‫�أي دول ��ة عربي ��ة ف ��ي بن ��اء ودع ��م �صناع ��ة دف ��اع‬ ‫وطني ��ة �أ�صلي ��ة‪ .‬حاول ��ت م�صر ب�صعوب ��ة‪ ،‬لكنها‬ ‫ف�شل ��ت ف ��ي نهاي ��ة المط ��اف لأنه ��ا تفتق ��ر �إل ��ى‬ ‫ر�أ� ��س الم ��ال المالي والب�شري ال�ل�ازم‪ .‬في عهد‬ ‫�ص ��دام ح�سين‪ ،‬جاء الع ��راق الأقرب �إلى تحقيق‬ ‫اله ��دف‪ ،‬وذل ��ك بف�ضل مه ��ارة ال�س ��كان والثروة‬ ‫النفطية‪ ،‬لك ��ن الف�ساد‪ ،‬و�س ��وء الإدارة‪ ،‬والحرب‬ ‫كان ��ت عقب ��ة‪ .‬ف ��ي الوق ��ت عين ��ه‪� ،‬أنفق ��ت دول‬ ‫الخلي ��ج مبالغ �ضخم ��ة ل�شراء �أح ��دث الأ�سلحة‬ ‫م ��ن الوالي ��ات المتح ��دة و�أوروب ��ا‪ ،‬لكنه ��ا كثي ��راً‬ ‫م ��ا كان ��ت تفتق ��ر �إل ��ى الخب ��رة ف ��ي �إ�ستخدامها‬ ‫والتعام ��ل معه ��ا والقي ��ام بال�صيان ��ة‪" .‬العرب ال‬ ‫يقومون بال�صيانة‪ "،‬ذهب القول الم�أثور‪.‬‬ ‫ق ��د ت�ستطي ��ع المملك ��ة العربي ��ة ال�سعودي ��ة‬ ‫والإم ��ارات العربي ��ة المتحدة �أخي ��راً �إنهاء هذه‬ ‫الإخفاقات العربية المتتالية‪ .‬على مدى العقد‬ ‫الما�ض ��ي‪ ،‬ط� � ّور البل ��دان ف ��ي ه ��دوء الق ��درات‬ ‫الع�سكري ��ة ال�صناعي ��ة‪ .‬الي ��وم‪� ،‬صارت ��ا قادرتين‬ ‫عل ��ى ت�صني ��ع وتحدي ��ث الآلي ��ات الع�سكري ��ة‪،‬‬ ‫و�أنظم ��ة الإت�ص ��االت‪ ،‬وطائرات م ��ن دون طيار‪،‬‬ ‫و�أكث ��ر‪ ...‬وع�ل�اوة على ذلك‪ ،‬ف�إنهم ��ا قد طورتا‬ ‫ب�شكل كبي ��ر قدرتهما على ال�صيانة‪ ،‬والت�صليح‪،‬‬ ‫وتحدي ��ث الطائ ��رات‪ .‬وبم�ساع ��دة الوالي ��ات‬ ‫المتح ��دة‪ ،‬ف�إنهم ��ا د ّربتا جي�شيهم ��ا على ت�شغيل‬ ‫بع� ��ض �أنظم ��ة الأ�سلح ��ة و�أكثره ��ا تط ��وراً ف ��ي‬ ‫العال ��م‪ ،‬بم ��ا ف ��ي ذل ��ك �صواري ��خ �أر� ��ض –ج ��و‬ ‫"هوك"‪.‬‬ ‫للت�أكي ��د‪ ،‬ف� ��إن ال�سعودي ��ة و الإم ��ارات تقترب ��ان‬ ‫م ��ن الإكتف ��اء الذات ��ي‪( .‬حت ��ى �أكث ��ر حلف ��اء‬ ‫الوالي ��ات المتح ��دة تقدم� �اً تعتم ��د �إعتم ��اداً‬ ‫كبي ��راً عل ��ى �أمي ��ركا بالن�سبة �إل ��ى التكنولوجيا‬ ‫الع�سكري ��ة والدراي ��ة)‪ .‬والواق ��ع‪� ،‬أن جهودهم ��ا‬ ‫الدفاعي ��ة ال�صناعي ��ة ه ��ي بال ��كاد كامل ��ة‪ ،‬وم ��ا‬ ‫زال هن ��اك بع� ��ض نق ��اط ال�ضع ��ف ال�صارخ ��ة‪.‬‬ ‫ولك ��ن الدولتي ��ن �إ�ستطاعت ��ا الإ�ستف ��ادة م ��ن‬ ‫ال�ش ��راكات الإ�ستراتيجي ��ة م ��ع كب ��رى ال�شركات‬ ‫عب ��ر الأطل�س ��ي م ��ن �أج ��ل التعلم م ��ن الأف�ضل‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫العدد ‪� - 19‬أيار (مايو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫وقد قامت الريا�ض و�أبو ظبي بذلك في المقام‬ ‫الأول م ��ن خالل ما ي�سم ��ى �إتفاقات التعوي�ض‪،‬‬ ‫والتي تجبر المو ّردين الأجانب على الإ�ستثمار‬ ‫ف ��ي الم�شاريع ال�صناعي ��ة المحلية حتى يت�س ّنى‬ ‫للبل ��د المتلقي تعوي� ��ض التكلفة ال�ضخمة عادة‬ ‫م ��ن الم�شتري ��ات الدفاعي ��ة‪ .‬وق ��د �سمحت هذه‬ ‫البرام ��ج للبلدي ��ن رب ��ط قطاعاتهم ��ا المحلي ��ة‬ ‫الدفاعية مع منتجي ��ن دفاع عالميين و�إكت�ساب‬ ‫المعرف ��ة ف ��ي مج ��ال ال�صناع ��ة الدفاعي ��ة‬ ‫والتكنولوجي ��ا المتقدم ��ة‪ .‬وف ��ي الوق ��ت عين ��ه‪،‬‬ ‫حقق ��ت ث ��ورة تكنولوجي ��ا المعلومات ف ��ي �سوق‬ ‫الدف ��اع الدولي ��ة حت ��ى الو�ص ��ول �إل ��ى العبي ��ن‬ ‫�أ�صغ ��ر‪ ،‬مما �سم ��ح لل�سعودية والإم ��ارات ب�إدارة‪،‬‬ ‫وف ��ي بع� ��ض الح ��االت‪ ،‬والتغل ��ب عل ��ى العقب ��ات‬ ‫التكنولوجية الرئي�سية‪.‬‬ ‫تح ّرك الريا� ��ض و�أبوظبي للت�صني ��ع الع�سكري‬ ‫يعك�س رغبتهما في تقليل الإعتماد على �سيا�سة‬ ‫الوالي ��ات المتح ��دة‪ .‬هذا �أمر مفه ��وم تماماً‪ .‬ال‬ ‫توجد دولة تريد الإعتماد كلياً على دولة �أخرى‬ ‫لحماي ��ة نف�سه ��ا وم�صالحه ��ا‪ .‬ولك ��ن الأحادي ��ة‬ ‫م ��ن جانب �ش ��ركاء وحلفاء وا�شنط ��ن في بع�ض‬ ‫الأحي ��ان يمك ��ن �أن تق ّو� ��ض الم�صال ��ح الأمني ��ة‬ ‫الأميركي ��ة؛ عل ��ى �سبي ��ل المث ��ال‪ ،‬العملي ��ات‬ ‫الع�سكري ��ة م ��ن جان ��ب واح ��د لإ�سرائي ��ل ف ��ي‬ ‫لبن ��ان و�سوري ��ا والأرا�ض ��ي الفل�سطيني ��ة‪ .‬غالباً‬ ‫م ��ا ف�ضلت ودع ��ت وا�شنطن �إلى حل ��ول �إقليمية‬ ‫لكثي ��ر م ��ن الم�ش ��اكل الأمني ��ة ف ��ي المنطق ��ة‪،‬‬ ‫و�س ��وف تك ��ون مرتاح ��ة ل ��و تمكن ��ت ال�سعودي ��ة‬ ‫والإم ��ارات م ��ن �إ�ستخ ��دام مواردهم ��ا الجدي ��دة‬ ‫الخا�ص ��ة للم�ساع ��دة ف ��ي ن ��زع فتي ��ل الأزم ��ات‬ ‫ف ��ي الم�ستقب ��ل‪ .‬ولك ��ن �إذا ق ��رر ال�سعودي ��ون �أو‬ ‫الإماراتي ��ون الت�صرف ب�ش ��كل م�ستقل في حالة‬ ‫وق ��وع �أزم ��ة �إقليمية جدي ��دة‪ ،‬في قال ��ب م�شابه‬ ‫لح ��رب الخلي ��ج في الع ��ام ‪ ،1990‬يمك ��ن �أن ترى‬ ‫الوالي ��ات المتحدة عندها ب�أن​​نفوذها الإقليمي‬ ‫في ت�ضا�ؤل‪.‬‬ ‫نظ ��راُ �إل ��ى حج ��م المملك ��ة العربي ��ة ال�سعودي ��ة‬ ‫ودوره ��ا الري ��ادي الخا�ص في منطق ��ة الخليج‪،‬‬ ‫ف� ��إن خيب ��ة �أمله ��ا الحالي ��ة م ��ع ال�سيا�س ��ة‬

‫الأميركية في ال�ش ��رق الأو�سط ي�ستحق المزيد‬ ‫م ��ن التدقيق‪� .‬إذا ف�شلت العالقات بين الريا�ض‬ ‫التح�س ��ن‪ ،‬ف�إن تح ��ركات جريئة‬ ‫ووا�شنط ��ن في‬ ‫ّ‬ ‫�أحادي ��ة الجان ��ب م ��ن قب ��ل المملك ��ة‪ ،‬بف�ض ��ل‬ ‫تط ��ور قدراته ��ا الدفاعي ��ة والأمني ��ة القومي ��ة‪،‬‬ ‫يمكنه ��ا تح ��دي هيكلية قوة الوالي ��ات المتحدة‬ ‫ف ��ي المنطق ��ة‪ ،‬وتهدي ��د العالق ��ات الأخ ��رى‬ ‫لوا�شنط ��ن في الخليج‪� .‬أم ��ا دولة الإمارات فهي‬ ‫ق�صة مختلفة‪� :‬إن القوات الم�سلحة في �أبوظبي‬ ‫ه ��ي �أكثر كف ��اءة م ��ن الناحية الفني ��ة وجاهزية‬ ‫القت ��ال من الجي� ��ش ال�سعودي‪ ،‬لك ��ن قادتها هم‬ ‫�أق ��ل �إهتماماً ف ��ي العمل خ ��ارج التحالفات التي‬ ‫تقودها �أميركا‪.‬‬ ‫ولك ��ن ال�سعودية والإمارات ق ��د �إ�ستثمرت �أي�ضاً‬ ‫ف ��ي الت�صني ��ع الع�سك ��ري لتحدي ��ث مجتمعاتها‬ ‫وتنوي ��ع �إقت�صاداتها‪ .‬وفي نهاي ��ة المطاف‪ ،‬ف�إن‬ ‫وتي ��رة ونط ��اق و فعالي ��ة الجه ��ود الع�سكري ��ة‬ ‫ال�سعودي ��ة والإماراتي ��ة �ستوا�صل �إعتمادها على‬ ‫التغي ��رات المجتمعي ��ة الأو�س ��ع‪ .‬ال ي ��زال كال‬ ‫البلدي ��ن يعان ��ي م ��ن عج ��ز كبي ��ر ف ��ي الم ��وارد‬ ‫الب�شري ��ة والخب ��رات ‪ -‬العقب ��ات الرئي�سي ��ة ف ��ي‬ ‫طريق بناء �صناعة دفاع م�ستدامة‪.‬‬ ‫للتح ��رك �إلى الأمام‪ ،‬تحت ��اج الريا�ض و�أبوظبي‬ ‫�إل ��ى مزي ��د م ��ن م�أ�س�س ��ة عملي ��ات �صناعتهم ��ا‬ ‫الدفاعي ��ة‪ ،‬و�صياغ ��ة �سيا�س ��ات �إنت ��اج �أكث ��ر‬ ‫و�ضوح� �اً‪ ،‬وتعيي ��ن مديري ��ن حكوميي ��ن �أكث ��ر‬ ‫كف ��اءة‪ ،‬والقي ��ام ب�إ�ستثم ��ارات �أكب ��ر ف ��ي التعليم‬ ‫والأبح ��اث‪ ،‬والتطوير التكنولوج ��ي‪ .‬ويمكن �أن‬ ‫ي�ستغ ��رق الأمر ما بين خم�سة �إلى ‪ 15‬عاماً قبل‬ ‫�أن ي�ستطي ��ع �أي م ��ن البلدي ��ن ت�صدير منتجات‬ ‫ع�سكري ��ة عل ��ى نح ��و م�ست ��دام والإعتم ��اد عل ��ى‬ ‫الق ��وى العامل ��ة الخا�ص ��ة بهم ��ا وقدراتهما في‬ ‫�إنت ��اج الأ�سلح ��ة لمواجهة الإحتياج ��ات الأمنية‬ ‫الوطني ��ة‪ .‬ولك ��ن ال�سعوديي ��ن والإماراتيي ��ن‬ ‫كان ��وا حكماء في عدم الت�سرع‪� .‬إنها لي�ست �سوى‬ ‫م�س�أل ��ة وق ��ت قب ��ل �أن ي�صب ��ح لديهم ��ا �صناعات‬ ‫دفاعي ��ة �أكثر تقدم� �اً ‪ -‬والإ�ستقاللية التي ت�أتي‬ ‫معها‪.‬‬ ‫الريا�ض ‪� -‬سمير الح�سيني‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫وزراء دول مجل�س التعاون‬ ‫يتفقون على النقاط العالقة باالتحاد الجمركي‬ ‫ق ��ال وزي ��ر مالي ��ة الكوي ��ت �أن� ��س ال�صال ��ح �إن ق ��ادة دول مجل� ��س التع ��اون) ق ��رر ب ��دء العمل‬ ‫وزراء دول مجل�س التع ��اون الخليجي اتفقوا في باالتحاد الجمركي ب�صورت ��ه الكاملة في مطلع‬ ‫�إجتماعه ��م الذي �إنعقد �أخير ًا‪ ،‬على كل النقاط العام ‪ ،2015‬لذا فقد حان الوقت لتقديم الدول‬ ‫الأع�ض ��اء بع�ض التنازالت من �أجل التو�صل �إلى‬ ‫العالقة ب�ش�أن الإتحاد الجمركي الخليجي‪.‬‬ ‫وقال ال�صالح لل�صحافيين عقب �إنتهاء �إجتماع �صيغة توافقية ت�ضمن حقوق جميع الدول"‪.‬‬ ‫الجل�س ��ة االفتتاحي ��ة الجتم ��اع وزراء مالي ��ة و�أن�ش ��ئ االتح ��اد الجمركي الخليج ��ي في العام‬ ‫المجل�س "الحمد هلل تم االتفاق على كل النقاط ‪ 2003‬و�س ��ط �إ�شادات م ��ن الم�س�ؤولين باعتباره‬ ‫الت ��ي كان ��ت عالقة"‪ .‬م�ضيف� � ًا ب�أنه ت ��م االتفاق �إنج ��از ًا مهم ًا ف ��ي مواجهة مزاع ��م المنتقدين‬ ‫على تكلي ��ف بع�ض الجهات ب�إع ��داد الدرا�سات الذي ��ن قال ��وا �إن تكت ��ل ال ��دول الخليجي ��ة ل ��ن‬ ‫ي�ستطي ��ع تحقي ��ق تكام ��ل اقت�ص ��ادي ف ��ي �أكبر‬ ‫المتعلقة بهذا المو�ضوع‪.‬‬ ‫وكان ال�صال ��ح طال ��ب دول مجل� ��س التع ��اون منطق ��ة م�ص ��درة للنف ��ط ف ��ي العال ��م‪ .‬لك ��ن‬ ‫خالف ��ات �أخ ��رت التو�صل‬ ‫الخليج ��ي ف ��ي كلمت ��ه‬ ‫�إلى �إتفاق ب�ش�أن نظام دائم‬ ‫االفتتاحية بتقديم تنازالت‬ ‫لتوزيع العائدات الجمركية‬ ‫من �أج ��ل الم�ضي قدم ًا في‬ ‫عل ��ى دول مجل� ��س التعاون‬ ‫تحقيق االتح ��اد الجمركي‬ ‫الخليجي‪.‬‬ ‫الخليجي‪.‬‬ ‫وق ��ال "�أخ� ��ص بالذكر ما‬ ‫و�أك ��د ال�صال ��ح "عل ��ى‬ ‫تبقى م ��ن موا�ضي ��ع عالقة‬ ‫�ضرورة معالجة الموا�ضيع‬ ‫وهي �آلي ��ة تح�صيل وتوزيع‬ ‫العالق ��ة ب�ص ��ورة �سريع ��ة‬ ‫الإي ��رادات الجمركي ��ة‬ ‫وجذري ��ة خ�صو�ص� � ًا و�أن‬ ‫ال�صالح‬ ‫أن�س‬ ‫�‬ ‫الكويت‬ ‫مالية‬ ‫وزير‬ ‫وحماية الوكيل المحلي"‪.‬‬ ‫المجل�س الأعل ��ى (�إجتماع‬

‫دبي تتجه لإن�شاء واحدة من اكبر م�صافي الذهب في العالم‬ ‫يجري في �صحراء �ضواح ��ي دبي �إن�شاء واحدة‬ ‫م ��ن كبرى م�صافي الذهب في العالم والتي من‬ ‫�ش�أنه ��ا �أن ت�ساعد ف ��ور �إ�ستكمالها العام المقبل‬ ‫عل ��ى تغيي ��ر مي ��زان القوى ف ��ي قط ��اع الذهب‬ ‫العالمي‪.‬‬ ‫ويتح ��ول النمو في الطلب عل ��ى المعدن النفي�س‬ ‫�شرق ًا نحو الإقت�ص ��ادات �سريعة النمو في �آ�سيا‬ ‫غي ��ر �أن �أوروب ��ا والوالي ��ات المتح ��دة م ��ا زالت‬ ‫تهيم ��ن على الأن�شطة الرئي�سية في هذا القطاع‬ ‫مثل التكري ��ر و�أن�شط ��ة المقا�ص ��ة حيث يجري‬ ‫التوفيق بين طلبيات ال�شراء والبيع‪.‬‬ ‫وت�أت ��ي الم�صف ��اة الت ��ي تبنيه ��ا مجموع ��ة‬ ‫"الكالوت ��ي" للمجوه ��رات ف ��ي دب ��ي بتكلفة ‪60‬‬ ‫ملي ��ون دوالر في �إطار جه ��ود رامية لتغيير هذا‬ ‫النم ��ط عل ��ى غرار خط ��ة بور�صة دب ��ي للذهب‬

‫وال�سل ��ع لإ�ستح ��داث عق ��د ف ��وري للذه ��ب في‬ ‫حزيران (يونيو)‪.‬‬ ‫وقال م�ؤ�س�س ومدير �شركة "الكالوتي" للمعادن‬ ‫الثمينة منير الكالوتي "في الوقت الحالي تمثل‬ ‫دب ��ي ‪ 11‬في المئ ��ة فقط من التج ��ارة العالمية‬ ‫للذه ��ب وم ��ن متوق ��ع ف ��ي ‪� 2020‬أن ترتفع هذه‬ ‫الن�سب ��ة �إلى �أعل ��ى ن�سبة في العال ��م لحدود ‪39‬‬ ‫في المئة"‪.‬‬ ‫و�إذا نجح ��ت دبي في ذلك ف�س ��وف ت�ضرب مث ًال‬ ‫جدي ��د ًا في م ��دى قدرة الإم ��ارة عل ��ى �إ�ستغالل‬ ‫قربها من كبار الم�ستهلكي ��ن في الهند وال�صين‬ ‫وانخفا� ��ض ال�ضرائ ��ب وقط ��اع النق ��ل المتطور‬ ‫لديها للدخول في �صناعات يهيمن عليها �آخرون‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف الكالوت ��ي �أن "م�ستقبل دبي واعد جد ًا‬ ‫في كونها مركز ًا عالمي ًا لتجارة الذهب"‪.‬‬

‫�أعلنت �ش���ركة "ب���روة" العقاري���ة �أنها وقّ عت‬ ‫اتفاقية بيع م�ش���روع مدينة بروة ل�ص���الح ‪" ‬لبرقة‬ ‫العقاري���ة " المملوك���ة بالكام���ل م���ن قبل �ش���ركة‬ ‫الديار القطرية لال�س���تثمار العقاري ب�سعر ‪7.57‬‬ ‫مليارات ري���ال تقريبا ً اي ما يوازي ‪ 2.08‬ملياري‬ ‫دوالر‪.‬‬ ‫وذكر بيان ن�شر على موقع بور�صة قطر‪� ،‬أن م�شروع‬ ‫مدين���ة بروة �س���يباع �إلى �ش���ركة لبرق���ة العقارية‬ ‫المملوكة بالكامل للديار القطرية‪ .‬وكانت �ش���ركة‬ ‫بروة ق���د وقعت العام الما�ض���ي مذكرة تفاهم مع‬ ‫�ش���ركة الديار (ال�ش���ريك الإ�س���تراتيجي) تق�ضي‬ ‫ببيع �أ�ص���ول بم���ا يق���ارب ‪ 20‬مليار ري���ال قطري‬ ‫ل�ش���ركة الديار على ان يتم تنفي���ذ هذه االتفاقية‬ ‫خالل فترة زمنية تنتهي ف���ي‪ 30‬حزيران (يونيو)‬ ‫‪ 2014‬وذلك �ض���من خطة �إع���ادة الهيكلة المالية‬ ‫التي تنتهجها بروة لتخفي�ض المديونيات الحالية‬ ‫بما ينعك�س �إيجابا ً على الو�ضع المالي لل�شركة‪.‬‬ ‫ق���ال الرئي����س التنفي���ذي ل�س���وق الأ�س���هم‬ ‫ال�س���عودية "تداول"‪ ‬ع���ادل الغام���دي �إن ال�س���وق‬ ‫تتطل���ع �إل���ى القي���ام بطرح ع���ام �أولي‪ ،‬و�س���تعين‬ ‫م�ست�شاراً ماليا ً لهذا الغر�ض قريبا ً‪.‬‬ ‫ورداً على �س����ؤال عما �إذا كانت "تداول"‪ ،‬وهي �أكبر‬ ‫�س���وق للأ�س���هم في العالم العرب���ي‪ ،‬تدر�س طرحا ً‬ ‫�أولي���ا ً‪ ،‬قال الغامدي في م�ؤتم���ر يوروماني"‪" :‬نعم‬ ‫�س���نطرح �أ�س���هما ً للبيع‪ .‬هذا هو طموحنا‪� .‬سنتقدم‬ ‫بطل���ب لعمل ذلك قريب���ا ً جداً و�سن�س���عى لتعيين‬ ‫م�ست�شار مالي قريبا ً"‪.‬‬ ‫و�أ�ض���اف‪" :‬نحتاج �إلى �ض���مان توافر كل العنا�صر‬ ‫التي ت�ؤهلنا لعمل ذلك"‪.‬‬ ‫توقع���ت الأمان���ة العام���ة لإتح���اد غ���رف دول‬ ‫مجل����س التع���اون الخليج���ي‪� ،‬أن يحق���ق الإقت�ص���اد‬ ‫الخليج���ي نم���واً بـ ‪ 4‬في المئة خ�ل�ال ‪ ،2014‬وذلك‬ ‫ب�س���بب الإنخفا�ض المتوقع في �إنت���اج النفط‪ ،‬رغم‬ ‫البيئة الإقت�ص���ادية الداعم���ة للنمو‪ .‬وهو ما يتطلب‬ ‫معالج���ة التحدي���ات الإقت�ص���ادية الملح���ة في دول‬ ‫المجل�س‪ ،‬والتركيز على دعم ال�ص���ناعات التحويلية‬ ‫ودعم م�ش���اريع الم�ؤ�س�سات وال�صغيرة والمتو�سطة‬ ‫وتنويع م�صادر الدخل‪ .‬و�أو�ضح تقرير "دور القطاع‬ ‫الإقت�ص���ادي الخليجي" ال�ص���ادر من الأمانة العامة‬ ‫لإتح���اد غ���رف دول مجل�س التع���اون الخليج���ي‪� ،‬أن‬ ‫القط���اع الخا����ص الخليج���ي ق���د قام ب���دور محوري‬ ‫في دعم م�س���يرة التنمي���ة والتكامل الإقت�ص���ادية‪،‬‬ ‫و�ست�شهد ال�س���نوات المقبلة دخول القطاع الخا�ص‬ ‫في �ش���ركات عالمي���ة لنق���ل التقنية والإ�س���تفادة‬ ‫من ال�ش���راكة الإنتاجي���ة‪ ،‬وكذلك ت�س���هيل �إجراءات‬ ‫الح�ص���ول على مدخالت ال�ص���ناعة للقط���اع الخا�ص‬ ‫بما يمكنه من الإ�ستثمار في ال�صناعات التحويلية‪.‬‬

‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪17‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون خليجية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫المفكرة الخليجية‬

‫الع�ساف‪ :‬االقت�صاد ال�سعودي �سينمو ‪ 4.2‬في المئة هذه ال�سنة‬ ‫�أعلن وزير الم ��ال ال�سعودي �إبراهيم الع�ساف‪،‬‬ ‫�أن االقت�ص ��اد ال�سع ��ودي �سينمو بن�سبة ‪ 4.1‬في‬ ‫المئ ��ة خ�ل�ال الع ��ام الحال ��ي و‪ 4.2‬ف ��ي المئ ��ة‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪ ،2015‬وفق توقعات �صن ��دوق النقد‬ ‫الدول ��ي"‪ ،‬مذ ّك ��راً ب�أن ��ه "�سج ��ل ‪ 3.8‬في المئة‬ ‫الع ��ام الما�ض ��ي عل ��ى رغ ��م تراج ��ع النم ��و في‬ ‫القطاع النفطي"‪.‬‬ ‫وقال في م�ؤتمر "يوروماني ال�سعودية ‪"2014‬‬ ‫ف ��ي ن�سخت ��ه التا�سع ��ة وال ��ذي نظمت ��ه وزارة‬ ‫المال �أخيراً بعنوان "االبتكار والمناف�سة تغير‬ ‫ديناميكي ��ات العولم ��ة"‪" ،‬ن�شه ��د تعافي� �اً على‬ ‫�صعي ��د االقت�ص ��اد العالمي الآخذ ف ��ي التو�سع‬ ‫لي�شم ��ل نطاق� �اً �أكبر م ��ن ال ��دول المتقدمة"‪.‬‬ ‫لك ��ن لفت �إلى "ا�ستمرار وجود تحديات كثيرة‬ ‫م ��ن �أهمها تحول ال�سيا�سة النقدية في الدول‬ ‫المتقدم ��ة وتحدي ��داً في الوالي ��ات المتحدة‪،‬‬ ‫م ��ن منه ��ج التي�سي ��ر الكم ��ي غي ��ر التقلي ��دي‬ ‫لحف ��ز االقت�صاد �إل ��ى تبني منهج تقليدي‪ ،‬بما‬ ‫يمثله من تحدٍ خ�صو�صاً لإقت�صادات الأ�سواق‬ ‫ال�صاعدة والنامية"‪.‬‬ ‫وتط ��رق �إل ��ى �إجتماع ��ات مجموع ��ة الع�شرين‬ ‫و�صن ��دوق النق ��د والبنك الدول ��ي التي عقدت‬ ‫�أخي ��راً ف ��ي وا�شنط ��ن‪ ،‬و�أ�شار �إلى �أنه ��ا "�أبرزت‬ ‫م ��دى الحاج ��ة �إل ��ى اال�ستم ��رار ف ��ي �إتخ ��اذ‬ ‫ال�سيا�س ��ات االقت�صادي ��ة الداعم ��ة لتعزي ��ز‬ ‫التعاف ��ي المت ��وازن والم�ستم ��ر"‪ .‬ولف ��ت �إل ��ى‬ ‫"الت ��زام دول مجموع ��ة الع�شري ��ن تبن ��ي‬ ‫�إ�ستراتيجي ��ات لتعزي ��ز النم ��و االقت�ص ��ادي‪،‬‬ ‫بالتركي ��ز عل ��ى الإ�صالح ��ات ف ��ي مج ��االت‬ ‫التوظي ��ف والإ�ستثم ��ار والمناف�س ��ة والتجارة‪،‬‬ ‫به ��دف رفع مع ��دالت النمو العالم ��ي بن�سبة ‪2‬‬ ‫في المئة في ال�سنوات الخم�س المقبلة"‪.‬‬ ‫وعر� ��ض الع�ساف تطورات الإقت�صاد ال�سعودي‬ ‫خ�ل�ال العام الفائت‪ ،‬من خالل الموافقة على‬ ‫نظ ��ام المرافع ��ات وتنظي ��م هيئة النق ��ل العام‬ ‫والم�ض ��ي في تنفيذ م�شاريع ه ��ذا القطاع بما‬ ‫ف ��ي ذل ��ك توقي ��ع �أكب ��ر عقد م ��ن نوع ��ه للنقل‬ ‫الع ��ام ف ��ي الريا� ��ض كم�ش ��روع واح ��د متكامل‪،‬‬ ‫وم�ش ��روع "وع ��د ال�شم ��ال" التعدين ��ي‪ ،‬وهيئة‬

‫‪16‬‬

‫العدد ‪� - 19‬أيار (مايو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫وزير المال ال�سعودي �إبراهيم الع�ساف‬

‫تقوي ��م التعليم العام‪ ،‬و�إ�ص ��دار م�ؤ�س�سة النقد‬ ‫العربي ال�سعودي تراخي�ص لممار�سة ن�شاطات‬ ‫التموي ��ل العقاري والإيجار التمويلي‪ُ .‬ي�ضاف‬ ‫�إلى ذلك‪� ،‬إقفال هيئة الطيران المدني بنجاح‬ ‫�إ�صدارها الثاني من ال�صكوك بقيمة تجاوزت‬ ‫‪ 15‬ملي ��ار ري ��ال (‪ 4‬ملي ��ارات دوالر) لتموي ��ل‬ ‫م�شروع ��ي المطارين الدوليين‪ ،‬مطار الملك‬ ‫عبدالعزي ��ز في جدة ومط ��ار الملك خالد في‬ ‫الريا� ��ض‪ ،‬وتبن ��ي مجموع ��ة م ��ن المب ��ادرات‬ ‫ف ��ي �س ��وق العم ��ل ودعمه ��ا ببرام ��ج التدري ��ب‬ ‫والت�أهي ��ل‪ ،‬لرف ��ع الإنتاجي ��ة وتلبي ��ة حاج ��ات‬ ‫�سوق العمل‪.‬‬ ‫وع ��ن موازنة العام الحالي‪� ،‬أو�ضح �أنها "ركزت‬ ‫عل ��ى الم�شاري ��ع التنموي ��ة لقطاع ��ات التعليم‬ ‫وال�صح ��ة والخدم ��ات الأمني ��ة واالجتماعي ��ة‬ ‫والمي ��اه والط ��رق والخدم ��ات الإلكتروني ��ة‬ ‫ودع ��م البح ��ث العلم ��ي"‪ .‬و�أ�ش ��ار �إل ��ى �أن ع ��دد‬ ‫عق ��ود الم�شاري ��ع الت ��ي طرح ��ت خ�ل�ال الع ��ام‬ ‫الما�ض ��ي "بل ��غ نح ��و ‪ 2330‬قيمته ��ا الإجمالية‬ ‫‪ 157‬مليار ريال"‪.‬‬ ‫و�أك ��د الأمي ��ن الع ��ام للمجل� ��س االقت�ص ��ادي‬ ‫الأعل ��ى ماجد المني ��ف‪� ،‬أن المملكة "م ّرت في‬

‫�أط ��ول فت ��رة �إنتعا� ��ش �إقت�ص ��ادي ف ��ي تاريخها‬ ‫الحدي ��ث بحل ��ول ه ��ذه ال�سن ��ة"‪ .‬ور�أى �أن‬ ‫التحدي الذي يواجه االقت�صاد هو "�إ�ستدامة‬ ‫الإنتعا� ��ش وجع ��ل مكت�سب ��ات الطف ��رة �أق ��ل‬ ‫�إرتباط� �اً ب�أو�ضاع �سوق النف ��ط العالمية‪ ،‬وبناء‬ ‫�أكثر تنوع وديناميكية"‪.‬‬ ‫و�أو�ض ��ح ف ��ي كلمت ��ه خ�ل�ال الم�ؤتم ��ر‪� ،‬أن‬ ‫متو�س ��ط معدل النم ��و الإقت�ص ��ادي الحقيقي‬ ‫خ�ل�ال هذه الطفرة "بلغ ‪ 6.5‬في المئة �سنوياً‬ ‫وهو �أكث ��ر من ثالثة �أ�ضع ��اف متو�سط معدل‬ ‫النم ��و الم�سج ��ل ف ��ي العقدي ��ن ال�سابقي ��ن"‪.‬‬ ‫وق ��ال �إن دور الحكوم ��ة ومركزه ��ا المال ��ي‬ ‫الق ��وي و�أنم ��اط �أنفاقها "لم تك ��ن المحددات‬ ‫الرئي�سية للإنتعا�ش بل �إن �إ�ستثمارات القطاع‬ ‫الخا�ص التي نمت ‪ 14‬في المئة �سنوياً وكذلك‬ ‫�إنتاج ��ه بن�سبة ‪ 3.7‬في المئة‪� ،‬ساهمت في نمو‬ ‫القط ��اع غي ��ر النفط ��ي وم�ساهمته ف ��ي الناتج‬ ‫المحلي"‪.‬‬ ‫�أم ��ا محاف ��ظ الهيئ ��ة العام ��ة لال�ستثم ��ار‬ ‫عبداللطي ��ف العثم ��ان‪ ،‬ف�أك ��د �أن المملك ��ة‬ ‫"تنظ ��ر �إل ��ى ج ��ذب اال�ستثم ��ار و�سهول ��ة‬ ‫ممار�س ��ة الأعم ��ال ك�أح ��د الركائ ��ز الأ�سا�سية‬ ‫لتحقي ��ق �أه ��داف التنمي ��ة وتنوي ��ع القاع ��دة‬ ‫االقت�صادي ��ة"‪ .‬و�أ�ش ��ار �إل ��ى �أن قطاع ��ات‬ ‫كثيرة ف ��ي المملكة "مهي� ��أة للإ�ستثمار وفي‬ ‫مقدمه ��ا تلك التي توف ��ر فر�ص� �اً �إ�ستثمارية‬ ‫م�ستدامة"‪.‬‬ ‫و�إذا كان الم�ستثم ��رون الأجان ��ب يحتاج ��ون‬ ‫�إل ��ى ممث ��ل محل ��ي‪ ،‬ق ��ال العثم ��ان‪" :‬مفه ��وم‬ ‫خاط ��ئ �آخ ��ر ه ��و الحاج ��ة �إل ��ى البح ��ث ع ��ن‬ ‫و�سيط محلي‪ ،‬في حين �أن الجهات الحكومية‬ ‫وكب ��رى ال�شركات التي توفر فر�ص اال�ستثمار‬ ‫تعمل بمهنية و�شفافية‪ ،‬وي�ستطيعون التعامل‬ ‫معه ��ا مبا�ش ��رة"‪ .‬و�أ�ض ��اف‪" :‬ومفه ��وم خاطئ‬ ‫�آخ ��ر هو تركي ��ز المملكة فقط عل ��ى ال�شركات‬ ‫الكب ��رى‪ ،‬في حي ��ن �أن لدينا رغبة وا�ضحة في‬ ‫ال�شركات ال�صغيرة والمتو�سطة المبتكرة‪ ،‬كي‬ ‫ت�أت ��ي �إلى المملك ��ة ونقدم فر�ص� �اً جيدة لتلك‬ ‫ال�شركات لت�أ�سي�سها"‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫خروج بريطانيا من االتحاد الأوربي قد يد ّمر لندن كمركز مالي‬ ‫�أظه ��ر بح ��ث طلبت ��ه مجموع ��ة �ضغ ��ط‪ ،‬تمث ��ل‬ ‫البن ��وك ومديري االم ��وال‪� ،‬أن خ ��روج بريطانيا‬ ‫م ��ن االتح ��اد الأوروبي يمكن �أن ي� ��ؤدي الى عزل‬ ‫الإقت�ص ��اد البريطاني‪ ،‬ا�ضاف ��ة الى تدمير موقع‬ ‫لن ��دن بو�صفها المركز المال ��ي الوحيد لمناف�سة‬ ‫نيويورك‪.‬‬ ‫ووعد رئي�س ال ��وزراء البريطاني ديفيد كاميرون‬ ‫بـ"اعادة التفاو�ض على �شروط ع�ضوية بريطانيا‬ ‫في االتح ��اد الأوروبي‪ ،‬واج ��راء �إ�ستفت ��اء ب�ش�أن‬ ‫الإ�ستم ��رار ف ��ي ع�ضوي ��ة الإتح ��اد �أو الإن�سحاب‬ ‫منه بحلول نهاي ��ة ‪� ،2017‬إذا �أعي ��د �إنتخابه في‬ ‫�إنتخابات عامة تجري في ‪."2015‬‬ ‫وي�شع ��ر كثي ��ر م ��ن البن ��وك و�ش ��ركات الت�أمي ��ن‬ ‫ومدي ��ري الأموال الأكثر نف ��وذا في مدينة لندن‪،‬‬ ‫بقلق متزايد‪ ،‬نظر ًا �إل ��ى �أن "مغامرة" كاميرون‬ ‫قد ت�سمح بخ ��روج االقت�ص ��اد البريطاني‪ ،‬الذي‬ ‫يبل ��غ حجم ��ه ‪ 2.5‬تريليون ��ي دوالر وه ��و �ساد�س‬ ‫�أكبر ‪� ‬إقت�صاد في العالم‪ ،‬من الإتحاد الأوروبي‪.‬‬ ‫وحذرت جماعة ال�ضغط من �أن "خروج بريطانيا‬ ‫م ��ن االتح ��اد الأوروب ��ي �سيحرمه ��ا م ��ن الت�أثير‬ ‫و�سيجعله ��ا �أقل جاذبي ��ة للم�ستثمري ��ن وعر�ضة‬ ‫للوائح التنظيمية التي لي�س للندن ت�أثير عليها"‪.‬‬ ‫وق ��ال رئي�س مجموعة "ذا �سيت ��ي يو كي"‪ ‬جيري‬ ‫غريم�ستون‪ ،‬الت ��ي ت�ض ��م ف ��ي ع�ضويته ��ا مدراء‬ ‫وبنوك و�ش ��ركات ت�أمين ومحا�سبة‪� ،‬إن"ا�ستمرار‬ ‫ع�ضوية االتحاد الأوروب ��ي �أمر �أ�سا�سي لإقت�صاد‬

‫ه ��ذا البلد"‪ ،‬م�ضيف� � ًا �أن‪" ‬بحثن ��ا يظهر بو�ضوح‬ ‫�أن ت ��رك االتحاد الأوروب ��ي �سي�ضر ب�شكل خطير‬ ‫بالنم ��و الإقت�ص ��ادي والوظائ ��ف ف ��ي المملك ��ة‬ ‫المتحدة"‪.‬‬ ‫وقال ��ت جماعة ال�ضغ ��ط �أن "لن ��دن تهيمن على‬ ‫�سوق ال�صرف الأجنبي التي يبلغ حجمها خم�سة‬ ‫تريليون ��ات دوالر يومي� � ًا‪ ،‬وتتعام ��ل م ��ع ك � ّ�م من‬ ‫ال ��دوالرات يزي ��د مرتين عن الوالي ��ات المتحدة‬ ‫وكم من اليورو يزيد �أكثر من مرتين عن منطقة‬ ‫ّ‬ ‫اليورو ب�أكملها"‪.‬‬ ‫وح ��ذرت مجموع ��ة متزاي ��دة م ��ن البن ��وك من‬ ‫بينها "غولدم ��ان �ساك�س" و"�سيتي" و"جيه بي‬ ‫مورغ ��ان" م ��ن �أن "خ ��روج بريطاني ��ا يمكن �أن‬ ‫ي�ؤذي موقع لندن"‪.‬‬ ‫ويقول معار�ض ��و االتحاد الأوروبي ‪� ‬إن "بريطانيا‬ ‫�ستكون في و�ضع �أف�ضل في ما يتعلق بالتجارة مع‬ ‫العالم من خارج االتحاد الأوروبي"‪.‬‬

‫رئي�س الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون‪ ‬‬

‫الرئي�س ال�صيني بعد �إحتجاج في تايوان‪ :‬التكامل االقت�صادي يفيد الجانبين‬ ‫نقل ��ت و�سائ ��ل الإع�ل�ام ال�صيني ��ة الر�سمي ��ة عن‬ ‫الرئي� ��س ال�صين ��ي �ش ��ي جين بين ��غ قول ��ه �أخير ًا‪،‬‬ ‫�أن التكام ��ل الإقت�صادي بين ب�ل�اده وتايوان يفيد‬ ‫الجانبي ��ن و�سيحق ��ق نتائ ��ج �إيجابية ل ��كل منهما‪،‬‬ ‫ويجب تفادي الإ�ضرار به‪.‬‬ ‫ونقلت "وكالة �أنباء ال�صين الجديدة" (�شينخوا)‬ ‫ق ��ول �ش ��ي‪�" :‬إ�ستن ��ادا ال ��ى المفه ��وم القائ ��ل �إن‬ ‫الجانبين على �ضفتي م�ضي ��ق تايوان ينتميان �إلى‬ ‫�أ�س ��رة واح ��دة‪ ،‬لي�ست هن ��اك م�صاع ��ب ال يمكن‬ ‫التغلب عليها م ��ا دام كل جانب يكن م�شاعر طيبة‬ ‫للجانب الآخر ويعامله ب�إخال�ص"‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف‪" :‬ن ��ود �أن نعرف المزيد عن االحتياجات‬

‫العملية لل�شعب التايوان ��ي خ�صو�ص ًا عامة النا�س‪،‬‬ ‫و�إتخاذ الخط ��وات ال�ضروري ��ة والفعالة لالعتناء‬ ‫بالجماعات ال�ضعيفة"‪ .‬وقال �شي �إن ال�صين "لن‬ ‫تغير �سيا�ستها المتمثلة في تعزيز التنمية ال�سلمية‬ ‫للعالق ��ات"‪ ،‬و�إنه ��ا �ست�سعى �إلى �إج ��راءات عملية‬ ‫لزيادة التبادالت والتعاون والفائدة الم�شتركة‪.‬‬ ‫و�سيفتح االتف ��اق التجاري ‪ 80‬قطاع ًا خدماتي ًا في‬ ‫ال�صين �أمام اال�ستثمارات التايوانية‪ ،‬و‪ 64‬قطاع ًا‬ ‫في تايوان �أمام اال�ستثمارات ال�صينية‪.‬‬ ‫ويرى م�ؤيدو االتفاق �أنه خطوة �ضرورية في مجال‬ ‫تكام ��ل تاي ��وان �إقليمي� � ًا وعالمي ًا‪ ،‬ويق ��ول الرئي�س‬ ‫التايواني ما يينغ جيو �إن من �ش�أنه توفير وظائف‪.‬‬

‫الموجز الدولي‬ ‫�س���جلت ال�صادرات ال�ص���ينية �إرتفاعا ً بن�سبة‬ ‫‪ 0.9‬ف���ي المئة خالل ني�س���ان (�أبريل) الما�ض���ي‪،‬‬ ‫مقارنة بالفترة نف�سها من العام ‪ .2013‬وك�شفت‬ ‫"الم�ص���لحة العامة للجمارك" �أن حجم ال�ص���ادرات‬ ‫�إزداد بن�س���بة ‪ 0.9‬في المئة على �أ�س���ا�س �سنوي‪،‬‬ ‫لي�ص���ل �إل���ى ‪ 188.54‬ملي���ار دوالر في ني�س���ان‬ ‫(�أبري���ل) الما�ض���ي‪ ،‬وفق ما ذكرت "وكال���ة الأنباء‬ ‫ال�ص���ينية الجديدة" (�ش���ينخوا)‪ .‬وذكرت م�صلحة‬ ‫الجمارك �أن حجم الواردات �إرتفع بن�س���بة ‪ 0.8‬في‬ ‫المئة مقارنة بالفترة نف�س���ها من العام الما�ض���ي‪،‬‬ ‫لي�صل �إلى ‪ 170.090‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫وارتف���ع حج���م التج���ارة الخارجية الإجمالي بن�س���بة‬ ‫‪ 0.8‬في المئة‪،‬وفق ما ذكرت ال�سلطات ال�صينية‪.‬‬ ‫كما بلغ الفائ�ض التجاري ‪ 18.45‬مليار دوالر في‬ ‫ني�س���ان (�أبريل)‪ ،‬بزيادة ن�س���بتها ‪ 1.8‬في المئة‬ ‫على �أ�سا�س �سنوي‪ .‬‬ ‫�إ�س���تحوذت �شركة "في�سبوك" الأميركية على‬ ‫�ش���ركة فنلندية ط���ورت تطبيقا لمتابعة الن�ش���اط‬ ‫الريا�ض���ي‪ ،‬الأم���ر ال���ذي يتيح له���ا االن�ض���ام �إلى‬ ‫قائمة ال تنتهي من ال�شركات التي ا�شتراها عمالق‬ ‫التوا�صل االجتماعي‪.‬‬ ‫وكان���ت �ش���ركة "بروت���و جي���و"‪ ،‬ومقرها العا�ص���مة‬ ‫الفنلندي���ة هيل�س���نكي‪ ،‬قد طورت تطبي���ق "موفز"‬ ‫الذي يعتمد على المج�سات داخل �أجهزة المحمول في‬ ‫متابعة ن�شاط الم�ستخدم الريا�ضي وكمية ال�سعرات‬ ‫الحرارية التي �أحرقها‪ .‬ومن �ش����أن عملية الإ�ستحواذ‬ ‫هذه �أن تمهد الطريق �أمام �ش���ركة في�سبوك لدخول‬ ‫�سوق التكنولوجيا ال�صحية المتنامي‪.‬‬ ‫وتت�ضمن عمليات اال�ستحواذ الأخرى �شركة ر�سائل‬ ‫المحمول "وات�س �آب" و�شركة "�أوكيوال�س"‪ ،‬مطورة‬ ‫�أجهزة الواقع االفترا�ضي الترفيهية‪.‬‬ ‫ق���ال م�س����ؤولون في وكال���ة الرقاب���ة المالية‬ ‫وج���ه �إلى بنك ك���وري جنوب���ي لقيامه‬ ‫�أن تحذي���راً ّ‬ ‫بمعام�ل�ات مالية غي���ر قانوني���ة مع ح�س���اب يعود‬ ‫للبنك المركزي الإيراني‪.‬‬ ‫و�أو�ضح الم�س�ؤولون �أن "عملية التدقيق على البنك‬ ‫ال�ص���ناعي الكوري الحكومي من قبل هيئة الرقابة‬ ‫المالي���ة ( ‪ )FSS‬ف���ي �أيل���ول (�س���بتمبر)‪ ،‬ك�ش���ف‬ ‫تناق�ض���ات رئي�سية في المر�س���لين والم�ستقبلين‬ ‫لتحويالت مالي���ة تجارية لم يبلّغ عنها لل�س���لطات‬ ‫المحلية ب�شكل �صحيح"‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫و�أعلن م�س����ؤول ف���ي الوكال���ة �أن "وكال���ة الرقابة‬ ‫المالي���ة �س���بق وح���ذّرت البنك ال�ص���ناعي الكوري‬ ‫في العام الما�ضي التوقّ ف عن التعامل مع ح�ساب‬ ‫عائد للبنك المركزي الإيراني"‪ ،‬ودين حينها مدير‬ ‫ال�شركة الكورية من قبل محكمة في �سيول‪.‬‬ ‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪19‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون دولية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫المفكرة الدولية‬

‫النمو المتوقع في منطقة اليورو ‪ 1.2‬في المئة‬ ‫تتوق ��ع المفو�ضي ��ة الأوروبي ��ة �إرتف ��اع النم ��و‬ ‫الإقت�ص ��ادي في الإتحاد الأوروبي خالل العامين‬ ‫الحال ��ي والمقبل نتيجة �سيا�سات التق�شف وتقدم‬ ‫العمل لت�صحيح الموازنات العامة وفق الإتفاقات‬ ‫المبرمة على ال�صعي ��د الأوروبي‪ .‬و�أ�شارت بيانات‬ ‫�أ�صدرته ��ا المفو�ضي ��ة �إل ��ى �إرتف ��اع نم ��و النات ��ج‬ ‫المحل ��ي الإجمالي �إلى ‪ 1.6‬في المئة في االتحاد‬ ‫ككل و‪ 1.2‬في المئة في منطقة اليورو هذا العام‪.‬‬ ‫وتوقع ��ت المفو�ضي ��ة �أن يتوا�صل النم ��و في العام‬ ‫المقب ��ل لت�صل المعدالت �إلى اثنين في المئة في‬ ‫االتحاد و‪ 1.7‬في المئة في منطقة اليورو‪.‬‬ ‫وعلى ال�صعيد العالمي رجحت �أن ت�سجل التجارة‬ ‫العالمي ��ة زي ��ادة مهم ��ة‪ ،‬خ�صو�ص� �اً بفع ��ل جاذبي ��ة‬ ‫�إقت�صادات الدول النا�شئة‪ .‬وتوقعت �أي�ضاً �أن تت�أثر‬ ‫ال�س ��وق الأوروبي ��ة بتداعيات التوت ��رات ال�سيا�سية‬ ‫بي ��ن رو�سيا والغ ��رب‪ ،‬خ�صو�صاً �إذا ق ��رر الجانبان‬ ‫تج ��اوز المناو�ش ��ات والعقوب ��ات الرمزي ��ة الت ��ي‬ ‫�إتخذته ��ا الوالي ��ات المتح ��دة والإتح ��اد الأوروبي‬ ‫�ض ��د رو�سي ��ا في غ�ض ��ون الأ�سابي ��ع الما�ضية على‬ ‫خلفي ��ة تدخ ��ل رو�سيا ف ��ي دع ��م االنف�صاليين في‬ ‫�ش ��رق �أوكراني ��ا‪ .‬وت�ؤكد التو ّقعات عل ��ى �أن ال�سوق‬ ‫الأوروبي ��ة �أنه ��ت مرحل ��ة الركود وب ��د�أت ت�ستعيد‬ ‫ثق ��ة الم�ستثمري ��ن وت�سج ��ل �أي�ضاً �إرتفاع� �اً ن�سبياً‬ ‫ف ��ي م�ست ��وى الطل ��ب والإ�ستهالك داخ ��ل ال�سوق‬ ‫الأوروبي ��ة‪ .‬و�أو�ض ��ح المفو�ض الأوروب ��ي لل�ش�ؤون‬ ‫المالي ��ة واالقت�صادي ��ة �سي ��م كاال� ��س �أن "ع ��ودة‬ ‫النم ��و �أ�صبح ��ت حقيق ��ة �إذ �إنخف� ��ض العجز العام‬ ‫وزاد الإ�ستثم ��ار وبد�أ و�ضع �سوق العمل يتح�سن"‪.‬‬ ‫و�أك ��د على �أن �إ�ستعادة النم ��و "ثمرة الجهود التي‬ ‫بذلتها حكومات الدول الأع�ضاء"‪.‬‬ ‫وتلت ��زم دول الإتح ��اد ب�إتفاقات متع ��ددة الأطراف‬ ‫�أبرم ��ت عل ��ى م�ست ��وى القم ��ة وتقت�ض ��ي خف� ��ض‬ ‫الإنف ��اق الع ��ام ف ��ي كل الدول الأع�ض ��اء‪ .‬وتخ�ضع‬ ‫الموازن ��ات �إل ��ى مراجعات دوري ��ة م�شتركة‪ .‬وقال‬ ‫كاال� ��س �أن "ا�ستمرار تنفيذ الإ�صالحات الهيكلية‬ ‫ف ��ي منطقة اليورو يذك ��ره باالجراءات المت�شدّدة‬ ‫الت ��ي ج ��رى تنفيذه ��ا ف ��ي الت�سعين ��ات لإ�ص�ل�اح‬ ‫�إقت�ص ��ادات دول و�س ��ط �أوروب ��ا و�شرقه ��ا"‪ .‬و�ش ��دد‬ ‫على �أن التجربة تدل على وجوب عدم الحياد عن‬ ‫تنفيذ اال�صالح ��ات مهما كانت طبيعة التحديات‬ ‫والعوائ ��ق الت ��ي تعتر� ��ض �سيا�سات اال�ص�ل�اح‪ .‬ورد‬ ‫كاال�س �ضمناً على الإنتقادات التي �صدرت بخا�صة‬

‫‪18‬‬

‫العدد ‪� - 19‬أيار (مايو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫وزير المال الفرن�سي مي�شال �سبان‬

‫في �أو�ساط النقابات العمالية حول ارتفاع الكلفة‬ ‫االجتماعي ��ة الناجم ��ة عن �سيا�س ��ات التق�شف و�أن‬ ‫الإف ��راط ف ��ي التق�ش ��ف ين�س ��ف فر� ��ص النمو لأن‬ ‫خف� ��ض االنفاق العام ورفع الدع ��م ي�ضعفان �أكثر‬ ‫القدرة ال�شرائية لفئات من المجتمع‪.‬‬ ‫وتتوقع المفو�ضية الأوروبية �أن يكون اال�ستهالك‬ ‫مح ��رك ع ��ودة النم ��و االقت�ص ��ادي‪ .‬و�أو�ضح ��ت �أن‬ ‫«اال�سته�ل�اك �سيرتف ��ع ف ��ي �ش ��كل تدريج ��ي بم ��ا‬ ‫يع ��زز اتج ��اه النم ��و بخا�ص ��ة لجه ��ة انخفا� ��ض‬ ‫و�سجل ��ت �أي�ضاً‬ ‫الت�ضخ ��م وا�ستقرار �س ��وق العمل‪ُ .‬‬ ‫زي ��ادة اال�ستثمار في قطاعات التجهيز والبناء ما‬ ‫ي�ؤ�ش ��ر فع ً‬ ‫ال الى �إ�ستع ��ادة الم�ؤ�س�سات االقت�صادية‬ ‫ن�شاطها‪.‬‬ ‫وعلى ال�صعيد الإجتماعي ت�شير بيانات التكهنات‬ ‫الف�صلي ��ة التي �صدرت �أخيراً �إل ��ى �أن �سوق العمل‬ ‫"�شهدت تح�سن� �اً في ‪ 2013‬عبر �إحداث الوظائف‪.‬‬ ‫ويُتوق ��ع �أن تنخف� ��ض ن�سبة العاطلي ��ن من العمل‬ ‫�إل ��ى ‪ 10.1‬ف ��ي المئ ��ة ف ��ي ال�س ��وق الأوروبي ��ة ككل‬ ‫و‪ 11.4‬ف ��ي المئ ��ة في منطقة الي ��ورو في ‪."2015‬‬ ‫وت�شي ��ر الإح�ص ��اءات �أي�ض� �اً �إلى �إحتم ��ال �إ�ستقرار‬ ‫الت�ضخ ��م ف ��ي م�ست ��وى منخف� ��ض ف ��ي ح ��دود ‪1‬‬ ‫ف ��ي المئ ��ة بالن�سب ��ة �إل ��ى الإتحاد و‪ 0.8‬ف ��ي المئة‬ ‫بالن�سبة �إلى منطقة اليورو‪.‬‬ ‫وتتوقع المفو�ضية الأوروبي ��ة �إ�ستمرار �إنخفا�ض‬ ‫عجز الموازن ��ات ب�صفة عامة في كل دول االتحاد‬ ‫�إل ��ى ‪ 2.5‬في المئة بحلول نهاية ‪ 2014‬و�أن يرتفع‬ ‫الدي ��ن الع ��ام من ‪� 90‬إلى ‪ 96‬ف ��ي المئة من الناتج‬ ‫المحل ��ي الإجمال ��ي عل ��ى ال�صعي ��د الأوروب ��ي‪.‬‬ ‫والحظ كاال�س خالل تقديمه التوقعات الف�صلية‬

‫�أن "�سيا�س ��ات ت�صحي ��ح �أو�ض ��اع الموازن ��ات كان ��ت‬ ‫مكلف ��ة لكنه ��ا �ضروري ��ة‪ .‬كم ��ا �أن تح�س ��ن �أو�ض ��اع‬ ‫�أ�س ��واق المال في ‪� 2012‬ساهم في تح�سين �شروط‬ ‫االقترا� ��ض بالن�سب ��ة �إل ��ى الم�ؤ�س�س ��ات ال�صغ ��رى‬ ‫والمتو�سطة"‪.‬‬ ‫وعل ��ى ال�صعي ��د العالم ��ي‪� ،‬أ�ش ��ار كاال� ��س �إل ��ى �أن‬ ‫التج ��ارة العالمي ��ة ت�سجل بع� ��ض الإنخفا�ض بعد‬ ‫الإرتف ��اع ال�شدي ��د ف ��ي ‪ .2013‬ولك ��ن �آف ��اق زي ��ادة‬ ‫النات ��ج الخ ��ام �ستتزايد ف ��ي �شكل تدريج ��ي بفعل‬ ‫جاذبي ��ة الإقت�صادات النا�شئ ��ة‪ .‬وتوقع �أن "ت�ستقر‬ ‫مع ��دالت النم ��و المرتفع ��ة ف ��ي ال�صي ��ن‪ .‬وت�أثرت‬ ‫�إقت�ص ��ادات ال ��دول النا�شئ ��ة �سلب� �اً بالتوت ��ر ال ��ذي‬ ‫�شهدته �أ�س ��واق المال بخا�صة بالن�سبة �إلى الدول‬ ‫التي لم تتحكم في التوازنات المالية"‪.‬‬ ‫ولك ��ن البيان ��ات ت�شي ��ر �إل ��ى امكانية نم ��و التجارة‬ ‫العالمي ��ة بمع ��دالت تتج ��اوز المع ��دل ال ��ذي‬ ‫�سجلت ��ه ف ��ي ‪ .2013‬ويتوق ��ع �أن ترتف ��ع ال ��واردات‬ ‫عل ��ى ال�صعي ��د العالم ��ي �إل ��ى ‪ 4.4‬ف ��ي المئ ��ة ف ��ي‬ ‫‪ 2014‬و‪ 5.7‬ف ��ي المئ ��ة ف ��ي ‪ ،2015‬بع ��د ن�سب ��ة ‪2.2‬‬ ‫ف ��ي المئة ف ��ي ‪ .2013‬و�أ�شار كاال� ��س �إلى "تكهنات‬ ‫تراج ��ع النم ��و ف ��ي رو�سي ��ا ه ��ذا الع ��ام"‪� ،‬إ�ضاف ��ة‬ ‫�إلى التداعي ��ات التي تنجم عن التوتر بين رو�سيا‬ ‫و�أوكراني ��ا‪ .‬ولفت كاال�س �إلى �أن �إيرلندا و�إ�سبانيا‬ ‫�أنهت ��ا تنفيذ خطة الدع ��م الأوروبي و�أ�صبحتا في‬ ‫موق ��ع ي�ؤهلهم ��ا لالقترا� ��ض م ��ن �أ�س ��واق الم ��ال‬ ‫وي�صح الأمر بالن�سبة �إلى البرتغال واليونان‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار وزي ��ر الم ��ال الفرن�سي مي�ش ��ال �سبان‪ ،‬بعد‬ ‫�ص ��دور التوقع ��ات الف�صلية‪� ،‬إلى ان ب�ل�اده تتوقع‬ ‫نم ��و بن�سبة ‪ 1‬في المئة ه ��ذا العام و‪ 1.5‬في المئة‬ ‫ف ��ي ‪ .2015‬كما قال �أن "ميثاق الم�س�ؤولية" الذي‬ ‫�أ�صدرت ��ه حكوم ��ة رئي� ��س ال ��وزراء مانوي ��ل فال�س‬ ‫ي�ساه ��م ف ��ي تعزي ��ز النم ��و‪ .‬ويقت�ض ��ي الميث ��اق‬ ‫توفي ��ر ‪ 50‬ملي ��ار يورو من خ�ل�ال خف�ض االنفاق‬ ‫العام وتخفيف الع ��بء ال�ضريبي المفرو�ض على‬ ‫الم�ؤ�س�س ��ات‪ .‬وتتوق ��ع فرن�سا خف� ��ض العجز العام‬ ‫�إل ��ى ‪ 3.9‬ف ��ي المئة في ‪ 2014‬و‪ 3.4‬في المئة العام‬ ‫المقب ��ل اي بزيادة ‪ 0.4‬نقط ��ة مئوية عن معدل ‪3‬‬ ‫في المئة الذي حددته معاهدة ما�ستريخت حول‬ ‫االتحاد النقدي‪ .‬وجدد �سابان "ت�صميم الحكومة‬ ‫الفرن�سي ��ة تنفيذ ميثاق الم�س�ؤولية وتوفير مبلغ‬ ‫‪ 50‬ملي ��ار ي ��ورو من �أجل خف�ض العج ��ز العام �إلى‬ ‫م�ستوى ‪ 3‬في المئة في ‪.2015‬‬


‫الرئي�س العماد مي�شال �سليمان‪ :‬من يخلفه؟‬

‫ب�ص ��ورة دراماتيكي ��ة فدخل ��ت �إ�سرائي ��ل العا�صم ��ة‬ ‫اللبناني ��ة و�إنتخ ��ب الراح ��ل ب�شي ��ر الجمي ��ل رئي�س ًا‬ ‫رغ ��م �إرادة �سوري ��ا‪ ،‬وث ��م �إغتيال ��ه قب ��ل ت�س َلم ��ه‬ ‫الرئا�س ��ة‪ .‬وانتخ ��ب �شقيق ��ه الرئي�س امي ��ن الجميل‬ ‫�إنق ��اذ ًا من الف ��راغ ورغم �إرادة �سوري ��ا المنهكة من‬ ‫االجتي ��اح اال�سرائيل ��ي‪ .‬وج ��اء عه ��د امي ��ن الجميل‬ ‫مثق ًال بالأح ��داث‪ .‬فكان �إنفج ��ار المارينز والقوات‬ ‫الفرن�سي ��ة في العام ‪ ،1983‬و�ص ��راع الأخوة الأعداء‬ ‫بي ��ن الكتائب والق ��وات في الع ��ام ‪ ،1985‬وال�صراع‬ ‫الدام ��ي بين "�أمل" و"ح ��زب اهلل" في العام ‪،1987‬‬ ‫وقبلها حرب العامين‪ ،‬وما تال ذلك من فراغ رئا�سي‬ ‫وحرب ��ي "تحري ��ر" و"�إلغ ��اء"‪� ...‬إلى �أن ح ��ل �إتفاق‬ ‫الطائ ��ف‪ .‬وعلى الرغ ��م من �أن المبع ��وث الأميركي‬ ‫"ري�شارد مورفي" ق ��د �أنذر بالفو�ضى‪� ،‬إذا لم يتم‬ ‫�إنتخاب النائب مخاي ��ل ال�ضاهر‪ ،‬فقد ح�صل �إتفاق‬ ‫الطائف وتم �إنتخ ��اب النائب رينيه معو�ض بمباركة‬ ‫�أميركية وعربية وموافقة �سورية‪.‬‬ ‫من قتل رينه معو�ض؟ ولماذا؟ ال �أحد لديه قرينة �أو‬ ‫�أدلة حتى هذه ال�ساعة‪...‬‬ ‫�إ�ستعج ��ل رئي� ��س مجل�س النواب اللبنان ��ي (�آنذاك)‬ ‫ح�سي ��ن الح�سين ��ي بتحدي ��د جل�سة لإنتخ ��اب خلف‬ ‫للرئي� ��س ريني ��ه معو�ض قب ��ل مرا�سم دفن ��ه‪ .‬وطلب‬ ‫ب�إلح ��اح موافق ��ة الرئي� ��س حافظ الأ�س ��د على خيار‬ ‫الن ��واب الموارن ��ة الم�ستقلي ��ن وبكرك ��ي لإنتخ ��اب‬ ‫النائب اليا�س الهرواي‪ .‬وت�ؤكد الوقائع ب�أنه لو �أُ ًجلت‬ ‫الجل�سة �أيام ًا عدة فقط‪ ،‬لجاء جان عبيد رئي�س ًا‪� ،‬إذ‬ ‫�أنه ق�صد يومها دم�شق برفقة رفيق الحريري‪ ،‬فكان‬ ‫ج ��واب الرئي�س الراح ��ل حافظ الأ�سد بم ��ا معناه "‬

‫�سبق ال�سيف العذل"‪ .‬لقد �أعطت دم�شق كلمتها �إلى‬ ‫الرئي�س الح�سيني و�إنتخب اليا�س الهراوي في �شتورا‬ ‫في ت�شرين الثاني (نوفمبر) ‪.1989‬‬ ‫بعده ��ا ج ��اء التمديد للرئي� ��س اله ��راوي الذي كان‬ ‫م ��ذ ًال �إلى حد فاقع‪ .‬ففي غداء ف ��ي منزله في زحلة‬ ‫ح�ض ��ره رفيق الحريري وعب ��د الحليم خدام ونواب‬ ‫وزعم ��اء‪ ...‬وقف خدام �سائ ًال الح�ض ��ور‪� :‬شو ر�أيكم‬ ‫بالتمديد ثالث �سنوات؟ ف�صفق الحا�ضرون وح�صل‬ ‫التمديد‪...‬‬ ‫وح ��ده العماد �إميل لح ��ود تقرر �إنتخاب ��ه قبل �أ�شهر‬ ‫ولي� ��س في �آخر �ساعة‪ .‬ففي غ ��داء جمعنا في دم�شق‬ ‫مع اللواء ال�سوري محمد نا�صيف في �آب (�أغ�سط�س)‬ ‫‪ ،1998‬بح�ضور ال�صديق الراح ��ل الرئي�س القا�ضي‬ ‫ن�ص ��ري لحود‪ ،‬وعدد من الأ�صدق ��اء‪ .‬قال الم�ضيف‬ ‫للرئي�س ن�ص ��ري‪� ،‬إن �أخاكم العم ��اد لحود �سي�صبح‬ ‫رئي�س� � ًا للجمهوري ��ة‪ .‬كالم ر�سمي من م�س� ��ؤول كبير‬ ‫وقبل ثالثة �أ�شهر من الإنتخاب‪.‬‬ ‫وقب ��ل اطالل ��ة الع ��ام ‪� ،2007‬أي قبل خم�س ��ة �أ�شهر‬ ‫م ��ن �إنتخابه‪ ،‬تعر�ض قائ ��د الجي�ش العم ��اد مي�شال‬ ‫�سليم ��ان لحمالت مغر�ضة من بع� ��ض النواب‪ ،‬وقال‬ ‫�أحدهم في و�سائل الإع�ل�ام �أنه موظف‪ ،‬وال يحق له‬ ‫التح ��دث بال�سيا�سة‪ .‬يومها كتبنا مق ��ا ًال في جريدة‬ ‫"النهار" دفاع ًا عن الجي�ش وقائده بعنوان "الجي�ش‬ ‫وق�سم ال�صامت الأكبر" ترك �أثر ًا �إيجابي ًا و�إعتمدته‬ ‫الم�ؤ�س�سة الع�سكرية "تعميم ًا رقم ‪."1‬‬ ‫يتحدث ��ون عن ‪� 7‬أيار (مايو) وبر�أيي هو نتيجة لـ ‪ 5‬و‬ ‫‪� 6‬أي ��ار (مايو)‪ .‬ولوال ‪� 7‬أيار (مايو) لما كان هنالك‬ ‫"�إتفاق الدوحة" ولوال ذلك الإتفاق‪ ،‬لما �أتى العماد‬

‫�سليمان رئي�س ًا وقد نجح في �إطفاء نار الفتنة‪.‬‬ ‫بن ��ا ًء لم ��ا تق ��دم‪ ،‬و�إحترام� � ًا للواق ��ع‪ ،‬والحقائ ��ق‬ ‫التاريخية‪ .‬ف�إن انتخاب الرئي�س في لبنان يتم غالب ًا‬ ‫في �آخر �ساعة‪ ،‬وبناء على توافق دولي واقليمي‪ .‬فمن‬ ‫�سيكون الرئي� ��س العتيد في ظل �ص ��راع المحورين؟‬ ‫وه ��ل �أن التق ��ارب الأميركي الإيران ��ي �سيترجم �إلى‬ ‫تق ��ارب �إيراني – �سعودي؟ ‪ ...‬وم ��ا هو دور �سوريا؟‬ ‫�صحي ��ح �أن ال ��دور ال�س ��وري �إنح�سر �إ ّال �أن ��ه ال يزال‬ ‫م�ؤثر ًا‪ .‬الجواب عن هذه الأ�سئلة �صعب حالي ًا و�سابق‬ ‫لت�أكيده رغم �أننا على حافة الإ�ستحقاق‪.‬‬ ‫�أم ��ا م ��ا ه ��ي موا�صف ��ات الرئي� ��س المرتج ��ى م ��ن‬ ‫اللبنانيي ��ن فه ��ي لي�ست موا�صف ��ات �شخ�صية في �أي‬ ‫حال‪ .‬بل �إن ما يريده ال�شعب هو رئي�س يفهم التاريخ‬ ‫ويفقه الجغرافي ��ا‪ ،‬كي ال يكرر التاريخ نف�سه وتتحول‬ ‫الجغرافي ��ا كم ��ا العادة �إل ��ى نقمة بد ًال م ��ن �أن تكون‬ ‫نعمة‪.‬‬ ‫ رئي�س ي�سع ��ى �إلى تطبيق �إتف ��اق الطائف الذي‬‫�أم�س ��ى د�ست ��ور ًا‪ ،‬ويحت ��رم ه ��ذا الد�ست ��ور قبل‬ ‫الحديث عن تعديله و ت�صويبه �أو �إلغائه؛‬ ‫ رئي�س يكون لكل لبنان ولي�س �أمير ًا لطائفته؛‬‫ رئي� ��س ي�سع ��ى لإقام ��ة الدول ��ة المدني ��ة‪ ،‬و�أول‬‫دعائمه ��ا قانون �إنتخ ��اب ع�ص ��ري ن�سبي ينتج‬ ‫مجل�س� � ًا تمثيلي ًا حر ًا‪ .‬و�أول قرارته تكوين �سلطة‬ ‫ق�ضائي ��ة م�ستقلة عادلة يخ�ض ��ع لها الكبير قبل‬ ‫ال�صغي ��ر‪ ،‬والق ��وي قبل ال�ضعي ��ف‪ ،‬وتقتلع غابة‬ ‫الف�س ��اد من جذوره ��ا‪ ،‬وقد �أ�ضح ��ت �أغ�صانها‬ ‫وارفة فارعة؛‬ ‫ رئي� ��س يعيد بناء الم�ؤ�س�س ��ات التي بد�أ بها ف�ؤاد‬‫�شهاب‪ ،‬و�سقطت تحت مع ��اول �أمراء الطوائف‬ ‫وحيتان المال؛‬ ‫ رئي� ��س ير�أ� ��س كاف ��ة ال�سلط ��ات (كم ��ا ين� ��ص‬‫الد�ستور) ولي�س ع�ضو ًا ف ��ي "ترويكا" كحكومة‬ ‫البو�سنة والهر�سك‪.‬‬ ‫ال�شع ��ب يري ��د رئي�س ًا ُيم ّث ��ل ويحت�ض ��ن المظلومين‪،‬‬ ‫والمهم�شي ��ن‪ ،‬والمتهوري ��ن‪� ،‬إلى �أية طائف ��ة �إنتموا‪،‬‬ ‫ول ��م يج ��دوا مكان ًا ف ��ي ح�ض ��ن �أمي ��ر الطائفة‪ ،‬وال‬ ‫ح�ضن� � ُا حامي� � ًا ودافئ ًا ف ��ي دولة لم تب ��نَ بعد‪ .‬نحن‬ ‫ن�أم ��ل ونحلم برئي�س يوقف هج ��رة الأدمغة‪ ،‬وهجرة‬ ‫النخبة‪ ،‬و�إنكفاء الأخيار و�سطوة الأ�شرار‪.‬‬ ‫فه ��ل يتحقق الحل ��م ب�إنتخ ��اب رئي�س يك ��ون �صانعاً‬ ‫ال �صنيع ��ه يحق ��ق الأمن وي�ؤم ��ن الرغي ��ف وي�ضمن‬ ‫ال ��دواء‪ ،‬ويحا�سب الأربعين حرامي� � ًا ويقفل المغارة‬ ‫ويدخل التاريخ؟‬ ‫لن�أمل ونتمنى ونحلم‬ ‫• عمي���د ركن متقاعد في الجي�ش اللبنان���ي ورئي�س مركز ال�شرق‬ ‫الأو�سط للدرا�سات والعالقات العامة‬ ‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪21‬‬


‫الم�شرق العربي‬ ‫لبنان ‪ -‬موضوع الغالف‬

‫الإ�ستحقاق الرئا�سي في بلد الأرز‬

‫لبنان‪ :‬من يصنع الرئيس؟‬ ‫وأي رئيس نريد؟‬ ‫بقلم الدكتور ه�شام جابر‬

‫*‬

‫يط ��ل علين ��ا الإ�ستحق ��اق الرئا�س ��ي في‬ ‫ظ ��روف �إقليمي ��ة ف ��ي غاية الدق ��ة‪� ،‬إذا‬ ‫لم نق ��ل في منته ��ى الخط ��ورة‪ .‬فهل �سينع ��م لبنان‬ ‫ب�إنتخاب رئي�س جمهورية جديد؟ وما هي موا�صفات‬ ‫ه ��ذا الرئي� ��س؟ وم ��ن ه ��و الناخ ��ب الأول و�صاحب‬ ‫الق ��رار النهائ ��ي ب�إنتخ ��اب رئي�س جدي ��د �أو بت�سمية‬ ‫هذا الرئي�س؟‬ ‫قب ��ل الإجاب ��ة ع ��ن ه ��ذه الأ�سئل ��ة‪ ،‬وبع ��د تج ��اوز‬ ‫التحلي�ل�ات والتقديرات و"البالوت ��اج" الذي يجريه‬ ‫بع�ض المحللي ��ن‪ ،‬والذي بر�أي ��ي المتوا�ضع‪ ،‬م�ضيعة‬ ‫للوقت �أو ف ��ي �أف�ضل تو�صيف �إطالق بالونات �إختبار‬ ‫ل ��م نرها حت ��ى الآن عل ��ى الرغم م ��ن �إنعقاد ثالث‬ ‫جل�سات نيابية ف�شلت في �إنتخاب الرئي�س العتيد‪.‬‬ ‫علين ��ا العودة قلي ًال �إلى تاريخنا المعا�صر‪ ،‬وما�ضينا‬ ‫القريب‪ ،‬لنكت�شف �أن ما من رئي�س حتى الآن �إنتخب‬ ‫حق ًا في البرلمان �أو �صنع في لبنان‪.‬‬ ‫"لعب ��ة �شطرن ��ج بي ��ن ال ��دول" و�إنتم ��اء‪ ،‬وتبعي ��ة‪،‬‬ ‫و�إرتب ��اط بالخارج‪ ،‬هي �سم ��ة مواقف ممثلي ال�شعب‬ ‫ونواب الأمة حيث تجعل �إنتخاب رئي�س الجمهورية �أو‬ ‫�إختياره يح�صل خارج قبة البرلمان‪ ،‬الذي ينح�صر‬ ‫دوره في �إقرار هذا الإختيار و�شرعنته د�ستوري ًا‪.‬‬ ‫قب ��ل ح�صول لبن ��ان على �إ�ستقالل ��ه ب�سنتين‪ ،‬قررت‬ ‫بريطاني ��ا و�ض ��ع �إتفاقي ��ة "�ساي� ��س بيك ��و" جانب� � ًا‪،‬‬ ‫و�إ�ستغ�ل�ال و�ضع فرن�س ��ا المنهك ��ة‪ ،‬والمنق�سمة في‬ ‫الح ��رب بي ��ن حكومت ��ي "في�ش ��ي" وفرن�س ��ا الحرة‪،‬‬ ‫ف�أر�سل ��ت �أول بعث ��ة ديبلوما�سية �إلى لبن ��ان برئا�سة‬ ‫الجنرال "�سبيرز" الذي كان له ح�ضور م�ؤثر والفت‬ ‫في �أروقة ال�سيا�سة اللبنانية‪ ،‬و"مونة" على �شريحة‬ ‫كبيرة من نواب الأمة وزعمائها‪.‬‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪ّ 1943‬‬ ‫تر�ش ��ح �إميل �إده بت�أيي ��د معلن من‬ ‫فرن�س ��ا المنتدب ��ة مقاب ��ل ب�ش ��ارة الخ ��وري‪ ،‬بدع ��م‬ ‫خف ��ي �إنما غير خجول من بريطاني ��ا العظمى‪ .‬وبما‬

‫‪20‬‬

‫العدد ‪� - 19‬أيار (مايو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫�أن الت ��وازن ف ��ي النف ��وذ كان �إل ��ى ح� � ّد م ��ا متقارب ًا‬ ‫بي ��ن الحزبين الد�ست ��وري (يمثله ب�ش ��ارة الخوري)‬ ‫والكتل ��وي (يمثل ��ه �إمي ��ل �إده)‪ .‬ف�ل�ا ب ّد م ��ن "بي�ضة‬ ‫القب ��ان" الت ��ي كانت دائم� � ًا وحتى مطل ��ع �سبعينات‬ ‫القرن الفائت "النافذ العربي" والذي كان في حينه‬ ‫"م�ص ��ر" الملك فاروق‪ ،‬ورئي�س حكومته م�صطفى‬ ‫النحا�س با�شا‪ ،‬الذي �أوحى و�أو�صى زعماء الم�سلمين‬ ‫بال�شيخ ب�شارة الخوري فانتخب رئي�س ًا‪.‬‬ ‫بق ��ي الغرب الناخ ��ب الأول في الع ��ام ‪ 1952‬و�إنتقل‬ ‫"الناف ��ذ العرب ��ي" بع ��د ث ��ورة ‪ 23‬يوليو(تموز) في‬ ‫م�ص ��ر �إلى �سوريا �أدي ��ب ال�شي�شكلي‪ .‬ف�أي ��د الإنكليز‬ ‫يومه ��ا تر�شي ��ح كمي ��ل �شمع ��ون والفرن�سي ��ون حميد‬ ‫فرنجي ��ة‪ .‬وقررت �سوري ��ا ال�شي�شكل ��ي ت�أييد �شمعون‬ ‫ف�أتى "فت ��ى العروبة الأغر " رئي�س� � ًا حيث بقي حتى‬ ‫العام ‪ ،1958‬وت ��رك رئا�سة الجمهورية في ‪� 23‬أيلول‬ ‫(�سبتمب ��ر) م ��ن ذل ��ك العام بع ��د ث ��ورة دامية كان‬ ‫ورا�ؤه ��ا "الناف ��ذ العربي" الجديد ال ��ذي هو جمال‬ ‫عبد النا�صر من دون منازع‪.‬‬ ‫�أخبرن ��ي الراح ��ل الكبير المغفور ل ��ه العميد ريمون‬ ‫�إده ف ��ي �أكثر من لق ��اء معه في باري� ��س‪� ،‬أن ال�سفير‬ ‫الأميرك ��ي "روب ��رت ماكلنتوك" زاره ف ��ي منزله في‬ ‫"تهاني‬ ‫ر�أ� ��س بي ��روت‪ ،‬مب ��ادر ًا الق ��ول بالإنكليزي ��ة‬ ‫َّ‬ ‫الح ��ارة فخام ��ة الرئي� ��س‪ ،"...‬وف ��ي �أثن ��اء تناول ��ه‬ ‫طع ��ام الغذاء �إل ��ى مائدته م�ؤك ��د ًا ت�أيي ��د وا�شنطن‬ ‫التي ق ��د �أم�ست ممثلة الغرب م ��كان باري�س ولندن‪،‬‬ ‫بعدم ��ا �أجبرهم ��ا "الرئي�س دواي ��ت �إيزنهاور" على‬ ‫االن�سح ��اب من قن ��اة ال�سوي� ��س بعد ع ��دوان ‪1956‬‬ ‫وبالتالي تقل�ص نفوذهما في المنطقة ب�أ�سرها‪.‬‬ ‫وفج� ��أة و�صل �ساع ��ي ال�سف ��ارة الأميركي ��ة م�سرعاً‬ ‫على دراج ��ة �أثناء الغذاء حيث �س ًّل ��م ال�سفير برقية‬ ‫تعط �أي وعد لل�سيد �إده‪ ،‬فقد‬ ‫م�ستعجلة تقول له‪" :‬ال ِ‬ ‫�إتف ��ق الرئي�س عبد النا�ص ��ر وال�سفير روبرت مورفي‬ ‫على ت�أييد اللواء ف�ؤاد �شهاب"‪.‬‬ ‫في العام ‪ 1964‬نام الأمير عبد العزيز �شهاب رئي�ساً‬

‫وفي الغد وفي اجتماع فندق "الكارلتون" ال�شهير في‬ ‫بيروت‪ ،‬تق ��رر �إنتخاب �شارل حلو ف ��ي اليوم التالي‪.‬‬ ‫وتب ّي ��ن �أن "الكر�سي الر�سول ��ي" في الفاتيكان دعمه‬ ‫و�س ّوق لإنتخابه في وا�شنطن والقاهرة مع ًا‪.‬‬ ‫�أخبرن ��ي الراح ��ل ال�سي ��د محم ��د �صفي الدي ��ن �أنه‬ ‫زار الرئي� ��س ف�ؤاد �شهاب ف ��ي منزله في جونيه بعد‬ ‫�إنتخ ��اب �شارل حل ��و‪ ،‬و�س�أله ببراءة ع ��ن �سبب عدم‬ ‫ت�أيي ��ده للأمير عبد العزيز‪ ،‬فق ��اده الرئي�س الراحل‬ ‫�إلى الناف ��ذة المطلة على البحر وقال له‪ :‬يا �سيد �إن‬ ‫رئي� ��س لبنان ال ينتخب هنا‪...‬بل هن ��اك م�شير ًا �إلى‬ ‫ما وراء البحر‪.‬‬ ‫يخطىء الكثي ��رون بت�أكيده ��م �أن الرئي� ��س الراحل‬ ‫�سليم ��ان فرنجية‪ ،‬هو الرئي�س الوحي ��د الذي "�صنع‬ ‫في لبنان" �إ�ش ��ارة �إلى فوزه ب�صوت واحد‪ ،‬ويجهلون‬ ‫�أنه قبل ذلك بعام‪� ،‬أي عام ‪ ،1969‬ح�صلت ف�ضيحة‬ ‫طائ ��رة المي ��راج والت ��ي كان بطلها‪ ،‬الم�ل�ازم الأول‬ ‫الطيار في حينه‪ ،‬العمي ��د (المتقاعد الآن) محمود‬ ‫مطر‪ ،‬التي �أثارت غ�ضب الإتحاد ال�سوفياتي ال�شديد‬ ‫م ��ن المكتب الثان ��ي خ�صو�ص� � ًا وال�شهابي ��ة عموم ًا‪.‬‬ ‫وكان الزعي ��م الراحل كمال جنب�ل�اط القريب جد ًا‬ ‫م ��ن ال�شهابيي ��ن وال�صديق الأقرب �إل ��ى مو�سكو في‬ ‫فق�سم �أ�ص ��وات نواب ��ه الثمانية بين‬ ‫�آنٍ ق ��د �أُح ��رج‪ّ ،‬‬ ‫المر�ش ��ح اليا�س �سركي� ��س و�سليم ��ان فرنجية‪ .‬فهل‬ ‫نعود للتذكير بال�صوت الواحد‪ ،‬الذي ُن�سب �إلى �أكثر‬ ‫من نائب واحد؟ وبعدما كان "بالوتاج" العقيد كابي‬ ‫لح ��ود (رئي�س المكتب الثان ��ي في حينه) ي�ؤكد تفوق‬ ‫اليا�س �سركي�س ب�أكثر من �سبعة �أ�صوات؟‬ ‫بعد العام ‪ 1970‬ورحيل الرئي�س جمال عبد النا�صر‪،‬‬ ‫�أ�صبح "النافذ العربي" رئي�س �سوريا حافظ الأ�سد‬ ‫و�صار هو الناخ ��ب الأول‪ ،‬مع �ضرورة موافقة الغرب‬ ‫الممث ��ل بوا�شنط ��ن‪ .‬وعل ��ى ه ��ذا الأ�سا� ��س �إنتخ ��ب‬ ‫اليا�س �سركي�س في العام ‪ 1976‬بت�أييد �سوري مطلق‬ ‫وموافقة �أميركية‪.‬‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪� 1982‬إختلط ��ت الأوراق الإقليمي ��ة‬


‫بيروت ‪ -‬رئيف عمرو‬ ‫الت�صور المتزايد في ال�شرق الأو�سط �أن‬

‫لي�ست �أن "ح ��زب اهلل" ذهب الى �سوريا‪ ،‬ولكن لأننا‬ ‫تدخلنا في وقت مت�أخر"‪.‬‬

‫الجي�ش ال�س ��وري النظامي قد �صارت له التدخل في �سوريا‬

‫في الآون ��ة الأخيرة اليد الطولى ف ��ي الحرب الأهلية‬ ‫ال�سورية على المعار�ض ��ة الم�سلحة‪ ،‬التي ت�ضم عدد ًا‬ ‫م ��ن الجماعات الجهادي ��ة المتطرفة‪ ،‬ق ��د يقود �إلى‬ ‫عدد من المب ��ادرات الديبلوما�سية الجديدة الرامية‬ ‫�إلى �إيج ��اد حل للأزمة في �سوريا بطريقة من �ش�أنها‬ ‫�أن ت�ضم ��ن الأمن والإ�ستق ��رار لجيرانها‪ .‬في دم�شق‬ ‫هن ��اك ثق ��ة جدي ��دة‪ ،‬م ��ع الإ�ستع ��دادات الجاري ��ة‬ ‫للإنتخاب ��ات الرئا�سي ��ة ف ��ي ‪ 3‬حزي ��ران (يوني ��و)‬ ‫المقبل‪ ،‬وتوقع �إنتهاء الحرب بحلول نهاية العام‪ .‬في‬ ‫مقر "ح ��زب اهلل" في ال�ضاحي ��ة الجنوبية لبيروت‪،‬‬ ‫يعم ��ل قادة الحرك ��ة ال�شيعية على ب ��ذل جهود رامية‬ ‫�إل ��ى التغلب عل ��ى التداعي ��ات ال�سيا�سي ��ة والأ�ضرار‬ ‫التاتجة عن تدخلها الع�سك ��ري في �سوريا من طريق‬ ‫�إع ��ادة تمو�ضع الح ��زب كخط دف ��اع �أول للبنان �ضد‬ ‫الجهاديي ��ن والإرهابيين اال�س ّنة الآتي ��ن من �سوريا‪.‬‬ ‫وفق� � ًا لل�سيد ح�س ��ن ن�صر اهلل‪" :‬الم�شكل ��ة في لبنان‬ ‫�إنفجارات ال�ضاحية‪ :‬من تداعيات‬ ‫تدخل الحزب في �سوريا‬

‫كان ��ت بداية ّ‬ ‫تدخل "حزب اهلل" ف ��ي ال�صراع ال�سوري‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪ 2012‬م ��ن طري ��ق �إر�س ��ال �أع ��داد �صغيرة‬ ‫م ��ن مقاتليه لحماي ��ة �ضريح ال�سي ��دة زينب في جنوب‬ ‫دم�ش ��ق‪ .‬وما لبث �أن ت�صاع ��د �إنت�شار قواته ب�شكل كبير‬ ‫ف ��ي ني�سان (�إبريل) ‪ 2013‬حيث لعبت دور ًا رئي�سي ًا في‬ ‫معركة "الق�صير"‪.‬‬ ‫ع�سكري� � ًا‪ ،‬كان للحرك ��ة ال�شيعية عدد م ��ن النجاحات‬ ‫الملحوظ ��ة ف ��ي ب�ل�اد ال�ش ��ام ف ��ي اال�سابي ��ع الأخيرة‪،‬‬ ‫بدء ًا من �إ�ستعادة بل ��دة "يبرود"‪ ،‬الحيوية من الناحية‬ ‫الإ�ستراتيجي ��ة م ��ن "المتمردي ��ن" القريب ��ة من وادي‬ ‫البق ��اع في لبنان في منت�ص ��ف �آذار (مار�س) الفائت‪،‬‬ ‫�إلى ال�سيطرة في ‪ 9‬ني�س ��ان (�إبريل) على بلدة رنكو�س‬ ‫الحدودي ��ة‪ ،‬وهي جزء م ��ن محاولة لتعزي ��ز ال�سيطرة‬ ‫عل ��ى الطريق ال�سريع بين دم�ش ��ق وحم�ص‪ .‬وقد جرت‬ ‫العمليت ��ان بالتع ��اون م ��ع قوات م ��ن الجي� ��ش ال�سوري‬ ‫النظام ��ي‪ .‬ه ��ذه النجاح ��ات �سمح ��ت لـ"ح ��زب اهلل"‬

‫الإنتقامية من قبل قوى المعار�ضة ال�سورية �ضد عنا�صر‬ ‫الح ��زب منذ بداي ��ة تدخله في ال�ص ��راع ال�سوري‪ .‬كان‬ ‫هناك �أي�ض ًا عدد من حوادث العنف الطائفي في �شمال‬ ‫لبن ��ان (وخ�صو�ص� � ُا في مدين ��ة طرابل� ��س ال�ساحلية)‬ ‫ال ��ذي يعمل الجي� ��ش اللبناني للق�ض ��اء عليها‪ .‬وح ّذرت‬ ‫ق ��وات الأم ��ن اللبنانية �أي�ض ًا من ت�سل ��ل مقاتلي "جبهة‬ ‫الن�ص ��رة" الإ�سالمية التابعة لتنظي ��م "القاعدة" �إلى‬ ‫مخيم ��ات الالجئي ��ن الفل�سطينيي ��ن في لبن ��ان‪ ،‬حيث‬ ‫كانوا قادرين على تجن ��ب الحمالت الأمنية الم�ستمرة‬ ‫والتخطيط لتفجيرات داخل لبنان و�سوريا‪.‬‬ ‫ويق ��ول نائب زعي ��م "ح ��زب اهلل" ال�شيخ نعي ��م قا�سم‬ ‫ب� ��أن "المع ��ارك الأخيرة ف ��ي �سوريا و�ضع ��ت المجتمع‬ ‫الدولي �أم ��ام خيار‪� :‬إما �أن يتفاهم م ��ع اال�سد للتو�صل‬ ‫�إلى نتيجة‪� ،‬أو ترك الأزمة مفتوحة مع �إحتفاظ الرئي�س‬ ‫الأ�س ��د بال�سلطة ف ��ي �إدارة �ش� ��ؤون الب�ل�اد ‪� ...‬أميركا‬ ‫ه ��ي ف ��ي حالة م ��ن الإرتباك‪ .‬م ��ن ناحية ه ��ي ال تريد‬ ‫بق ��اء النظام‪ ،‬وم ��ن ناحية �أخرى ال يمكنه ��ا ال�سيطرة‬ ‫عل ��ى المت�شددي ��ن الذي ��ن تمث ّله ��م "داع� ��ش" و"جبهة‬ ‫الن�ص ��رة"‪ .‬هذا هو ال�سبب للموق ��ف االميركي الأخير‬ ‫لت ��رك الو�ضع ف ��ي �سوري ��ا في حال ��ة م ��ن الإ�ستنزاف‬ ‫(وكالة �أنباء فار�س [�إيران]‪ 10 ،‬ني�سان‪� /‬إبريل)‪.‬‬ ‫في �أماكن �أخرى‪ ،‬الحظ قا�سم �أن الأ�سد يحتفظ بدعم‬ ‫الأقلي ��ات الديني ��ة ف ��ي �سوريا‪ ،‬و�أ�ش ��ار �إل ��ى �أن الواقع‬ ‫ال�سيا�سي في المنطقة يجب الت�صدي له‪" :‬هناك واقع‬ ‫�س ��وري عملي يجب على الغرب �أن يتعامل معه ‪ -‬ولي�س‬ ‫م ��ع رغبات ��ه و�أحالم ��ه‪ ،‬والتي ثب ��ت �أنها كان ��ت كاذبة‬ ‫"(وكالة �أنباء فار�س [�إيران]‪ 12 ،‬ني�سان‪�/‬أبريل)‪.‬‬

‫بينما يرى ن�صر اهلل تحو ًال �إيجابي ًا‬ ‫في حظوظ نظام الأ�سد‪ ،‬فهو �أي�ض ًا على‬ ‫علم ب�أن النزاع يدخل مرحلة خطيرة‬ ‫بالن�سبة �إلى حزبه �إذا لم تكن هناك‬ ‫التدخل وو�ضع الحزب المحلي‬ ‫ت�سوية في الأفق‪" :‬في تقديري‪،‬‬ ‫مرحلة �إ�سقاط النظام و�إ�سقاط الدولة يتوق ��ع الرئي� ��س ال�ساب ��ق للمجل� ��س الوطن ��ي ال�س ��وري‬ ‫المعار�ض‪ ،‬الدكت ��ور برهان غليون‪� ،‬أن ين�سحب "حزب‬ ‫انتهت‪[ ... ،‬المعار�ضة الم�سلحة] ال‬ ‫اهلل" قريب ًا من �سوريا ب�سبب الخ�سائر القتالية الثقيلة‬ ‫يمكنها �إ�سقاط النظام‪ ،‬ولكن يمكنها‬ ‫والمعار�ضة المتزايدة داخل الحركة‪ .‬في حين �أن ذلك‬ ‫قد يكون ممكن ًا‪ ،‬ف�إن توقعات غليون تتعار�ض مع �إ�صرار‬ ‫�شن حرب �إ�ستنزاف"‬ ‫والجي� ��ش اللبناني ت�أمين الح ��دود ال�سورية ‪ -‬اللبنانية‬ ‫ومنع المزيد م ��ن التفجيرات الإنتحاري ��ة وغيرها من‬ ‫هجمات الجهاديين ال�سنة العاملين في �سوريا‪ .‬و�أفادت‬ ‫معلومات �صحافية ب�أن قوات المعار�ضة ال�سورية ق ّيدت‬ ‫بالفع ��ل �إ�ستخدامها للطرق الجبلي ��ة الأكثر �صعوبة في‬ ‫عبور الحدود ال�سورية اللبنانية‪.‬‬ ‫يتع ��اون "ح ��زب اهلل" حالي ًا م ��ع الجي� ��ش اللبناني في‬ ‫�إط ��ار حملة �أمني ��ة في وادي البق ��اع‪ ،‬موطن عدد كبير‬ ‫من ال�شيعة‪ .‬وقد �شهدت المنطقة العديد من الهجمات‬

‫"حزب اهلل" من جهة على الحفاظ على حكومة الأ�سد‬ ‫لأ�سب ��اب مختلف ��ة حيوية لنج ��اح الحرك ��ة ال�شيعية في‬ ‫الم�ستقب ��ل‪ ،‬ومن جهة �أخ ��رى نظر ًا �إلى ق ��رار طهران‬ ‫بت�شجي ��ع المزيد من عمليات "ح ��زب اهلل" في �سوريا‪.‬‬ ‫لذل ��ك تفيد بع� ��ض الم�صادر المتابعة ب� ��أن الحزب قد‬ ‫ك َّي ��ف تكتيكاته للحد من الخ�سائر ف ��ي �ساحة المعركة‬ ‫من خالل الت�أكيد على الإ�ستطالع والإت�صاالت الآمنة‪.‬‬ ‫ويعتق ��د ن�صر اهلل ب�أن هن ��اك �إعتراف� � ًا متزايد ًا داخل‬ ‫لبن ��ان‪ ،‬وحتى �ضمن حركته الخا�صة‪ ،‬ب�ضرورة التدخل‬ ‫الع�سك ��ري ل"ح ��زب اهلل" ف ��ي �سوريا بقول ��ه‪" :‬نحن ال‬ ‫نواجه م�شكلة مع �شعبنا حول م�شاركتنا في �سوريا‪ ،‬على‬ ‫العك�س من ذلك‪ ،‬كانت هن ��اك مجموعة مترددة‪،‬‬ ‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪23‬‬


‫الم�شرق العربي‬ ‫لبنان‬

‫في الم�شهد ال�سيا�سي المتغ ِّير في بالد الأرز‬

‫"حزب اهلل" يريد التوسع السياسي من طريق‬ ‫تموضعه كمدافع ضد اإلرهاب في لبنان‬ ‫على الرغم من �إعتباره منظمة �إرهابية في �أميركا و�إ�سرائيل وبع�ض الدول الغربية‪ ،‬فقد �إ�ستطاع "حزب‬ ‫اهلل" بن��اء �صورة ل��ه كحركة مقاومة في لبنان والبل��دان العربية �ضد �إ�سرائيل بع��د ‪ ،2006‬ولكنه الآن‬ ‫ي�سع��ى �إل��ى �إ�ضافة �صفة جدي��دة �إلى "�أجندت��ه"‪ :‬المدافع الأول ع��ن لبنان �ضد الإره��اب الآتي من‬ ‫الجهاديي��ن ال�سنة في �سوريا‪ ،‬ال �سيما و�أنه يعتقد ب�أن مهمته في بالد ال�شام قد تكون في نهاياتها‪ ،‬فهل‬ ‫ينجح في ذلك؟‬

‫‪22‬‬

‫العدد ‪� - 19‬أيار (مايو) ‪٢٠١4 -‬‬


‫الم�شرق العربي ¶ لبنان‬ ‫لك ��ن �إ�ستقر خيارها معنا ‪� ...‬أ�ستطي ��ع القول �أن بع�ض ًا‬ ‫م ��ن �أن�صار حرك ��ة ‪� 14‬آذار (مار�س) دع ��م م�شاركتنا‬ ‫ف ��ي �سوريا لحماي ��ة لبنان م ��ن الجماع ��ات التكفيرية‬ ‫الإرهابية"‪.‬‬ ‫ال �ش ��ك ب� ��أن "ح ��زب اهلل" ق ��وي بالفع ��ل ف ��ي �أق�سام‬ ‫الخدم ��ة الإجتماعي ��ة والع�سكري ��ة‪ ،‬لكن ��ه ي�سع ��ى الآن‬ ‫�إل ��ى تو�سيع نف ��وذه ال�سيا�سي في لبن ��ان �أكثر و�أبعد من‬ ‫ممثليه في البرلمان‪ .‬مع ذلك‪ ،‬فقد �إن�سحب من الحوار‬ ‫الوطني في �آذار (مار�س) بعد �إنتقاد رئي�س الجمهورية‬ ‫العم ��اد مي�شال �سليمان ت ��ورط الحركة في �سوريا‪ .‬وقد‬ ‫�صرح ال�شيخ نعيم قا�س ��م �أن الحركة �سوف تن�ضم �إلى‬ ‫الحوار مجدد ًا �إذا تم �إ�ستيفاء ‪� 4‬شروط‪:‬‬ ‫‪ -1‬يجب على جميع الأطراف �أن تعترف ب�أن �إ�سرائيل‬ ‫ت�شكل تهديد ًا للبنان؛‬ ‫‪ -2‬ال يمك ��ن لأي فري ��ق �أن يحتكر ال�سلط ��ة وحده في‬ ‫لبنان؛‬ ‫‪ -3‬يج ��ب عل ��ى الأح ��زاب ال�سيا�سي ��ة �أن تق ��اوم ربط‬ ‫م�صير لبنان بالأزمات الإقليمية؛‬ ‫‪ -4‬يجب �أن تج ��ري الإنتخابات الرئا�سية والبرلمانية‬ ‫في موعديهما‪.‬‬ ‫وق ��د برز "ح ��زب اهلل" �أي�ض ًا العب ًا رئي�سي� � ًا في �إختيار‬ ‫الرئي� ��س اللبنان ��ي الجدي ��د‪ .‬مر�ش ��ح "ح ��زب القوات‬ ‫اللبناني ��ة" و"حرك ��ة ‪� 14‬آذار"‪ ،‬الدكتور �سمير جعجع‪،‬‬ ‫ه ��و خ�صم تقليدي ل"ح ��زب اهلل" و�سوريا‪ ،‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫ي�سع ��ى الآن �إلى عالق ��ة �أكثر تعاون ًا م ��ع "حزب اهلل"‪،‬‬ ‫حيث ي�صر على �أن تتخلى الحركة ال�شعية عن �أ�سلحتها‬ ‫وت�صبح حزب� � ًا �سيا�سي ًا كام ًال‪ .‬كزعي ��م ميلي�شيا �سابق‬ ‫ال يتف ��ق جعجع م ��ع حجة "ح ��زب اهلل" ب�أن ��ه يجب �أن‬ ‫يحتف ��ظ ب�سالحه طالما �أن الجي� ��ش اللبناني غير قادر‬ ‫على الدفاع عن الأمة �ض ��د التوغالت الإ�سرائيلية فهو‬ ‫يق ��ول‪" :‬لي�س ه ��م الذين لهم �إتخاذ مث ��ل هذا القرار‪.‬‬ ‫�سوف يكون في لبنان دول ��ة فعالة التي تتخذ القرارات‬ ‫�أو �أن ��ه �سوف يزول م ��ن الوجود‪ .‬ال ي�ستطيع ��ون �إتخاذ‬ ‫قرارات نيابة عن ��ا‪ .‬ال يمكن ل"حزب اهلل" �أن يفتر�ض‬ ‫�أن الأ�سلح ��ة ه ��ي �أف�ض ��ل و�سيل ��ة لحماي ��ة لبن ��ان ‪...‬‬ ‫الحدي ��ث عن مقاومة لم يعد مقنع� � ًا ‪� ...‬إذا كنت نلقي‬ ‫نظرة على قدرات الجي�ش كما هي عليه حالي ًا‪ ،‬الجي�ش‬ ‫ه ��و ‪ 50‬م ��رة �أكث ��ر و�أف�ض ��ل ت�سليحا م ��ن "حزب اهلل"‬ ‫‪ ...‬الق ��وات الخا�صة في الجي� ��ش ( المغاوير البحرية‪،‬‬ ‫مغاوي ��ر الجب ��ال والق ��وة ال�ضاربة ) تفوق ع ��دد قوات‬ ‫"ح ��زب اهلل" الخا�صة ‪� 1-2‬أو �أكث ��ر‪� .‬سيكون �أن�صار‬ ‫"حزب اهلل" �أكبر الم�ستفيدين من قيام دولة م�ستقرة‬ ‫و�آمنة من �ش�أنها �أن ت�سمح للإقت�صاد اللبناني بالتعافي‬ ‫و خل ��ق فر� ��ص جدي ��دة لم�شاري ��ع التنمي ��ة"‪( .‬ال�شرق‬ ‫الأو�سط‪ 9 ،‬ني�سان‪�/‬إبريل)‪.‬‬ ‫م ��ع ذلك‪ ،‬يدعم "ح ��زب اهلل" تر�شيح‪ ،‬غير معلن حتى‬

‫ال�سيد ح�سن ن�صرالله‪ :‬تمو�ضع في الموقف‬ ‫بهدف التو�سع ال�سيا�سي‬

‫الآن‪ ،‬رئي� ��س "التي ��ار الوطن ��ي الح ��ر" وقائ ��د الجي�ش‬ ‫ويو�س�سع‬ ‫اللبناني ال�سابق العماد مي�شال عون للرئا�سة‪ّ .‬‬ ‫الح ��زب دوره ال�سيا�س ��ي ف ��ي لبن ��ان م ��ن خ�ل�ال بناء‬ ‫تحالف ��ات مع حركة �أمل ال�شيعي ��ة وغيرها من عنا�صر‬ ‫م�ؤي ��دة ل�سوري ��ا و ق ��وى ‪� 8‬آذار‪ .‬وي�ص� � ّر ن�صر اهلل على‬ ‫�أن حركت ��ه ت�سع ��ى �إل ��ى الح�ص ��ول على رئي� ��س "�صنع‬ ‫في لبن ��ان"‪ ،‬الذي يتم �إختياره م ��ن دون تدخل �أجنبي‬ ‫(�صحيفة ال�سفير [ بيروت ] ‪ 8‬ني�سان‪�/‬إبريل)‪.‬‬

‫جدول �أعمال مكافحة الإرهاب‬ ‫�إن و�ص ��ف �صحيف ��ة يومي ��ة في بي ��روت‪ُ ،‬تعتب ��ر عموم ًا‬ ‫موالية ل"ح ��زب اهلل"‪ ،‬الدور الأمن ��ي​​الحالي للحركة‬ ‫ال�شيعي ��ة يق ��دم فك ��رة ع ��ن كيفي ��ة �إع ��ادة تمو�ض ��ع‬ ‫"حزب اهلل" عل ��ى خط الدفاع الأول �ض ��د الإرهابيين‬ ‫"التكفيريين" في لبنان‪" :‬ال يمكن للجي�ش اللبناني �أن‬ ‫ينج ��ح في خططه الحالية والم�ستقبلية من دون الدعم‬ ‫المعن ��وي عل ��ى الأقل من "ح ��زب اهلل"‪ .‬ل ��ن يكون من‬

‫من المرجح �أن يدعم "حزب اهلل"‬ ‫الجهود الديبلوما�سية لإنهاء ال�صراع‬ ‫المكلف في �سوريا‪ .‬وهو في هذا القرار‬ ‫يع ّول وي�أمل بتحقيق قبول �إقليمي‬ ‫�أكبر للحزب الذي �سيمكنه من‬ ‫موا�صلة �إنتقاله من محيط ال�سيا�سة‬ ‫في لبنان �إلى المركز ال�سيا�سي‬ ‫في بيروت‬

‫الممكن الق�ض ��اء على الجماعات الإرهابية والتكفيرية‬ ‫في �سوريا م ��ن دون الحزب‪ .‬الجهات الأمنية على ب ّينة‬ ‫من الدور المهم الذي تقوم به �إ�ستخبارات الحزب في‬ ‫الك�ش ��ف عن القنابل وال�شب ��كات التي تهدف �إلى ترويع‬ ‫لبن ��ان و�إ�شعال الفتنة‪ .‬لقد �شكل الح ��زب وحلفا�ؤه قوة‬ ‫�سيا�سي ��ة �ضخمة‪ ،‬مما يجعل م ��ن الم�ستحيل �إتخاذ �أي‬ ‫ق ��رار �سيا�س ��ي وطني كبير �ضد الح ��زب �أو من دونه"‪.‬‬ ‫(�صحيفة االخبار [بيروت]‪ 11 ،‬ني�سان‪� /‬إبريل)‪.‬‬ ‫وفق� � ًا لن�ص ��ر اهلل‪� ،‬إن "ح ��زب اهلل" لي� ��س بدي�ل ً�ا من‬ ‫الدول ��ة‪" ،‬حتى ف ��ي م�س�أل ��ة المقاومة‪ .‬عندم ��ا ت�صبح‬ ‫الدول ��ة قادرة وقوية بما يكف ��ي للدفاع عن لبنان‪ ،‬نحن‬ ‫ف ��ي المقاوم ��ة �سوف نع ��ود �إل ��ى مدار�سن ��ا وجامعاتنا‬ ‫و�ش�ؤوننا" ("ال�سفير" بيروت ‪ 8‬ني�سان‪� /‬إبريل)‪ .‬هناك‬ ‫عالم ��ات قليلة‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬على �أن �أي �شخ�ص في قيادة‬ ‫"حزب اهلل" يعتقد ب�أن الوقت قريب لذلك‪ .‬وفي الوقت‬ ‫عين ��ه‪ ،‬ي�ؤكد م�س�ؤولون في الحزب على �أن الحزب نجح‬ ‫ف ��ي �إغالق ع ��دد م ��ن م�صانع تلغي ��م ال�سي ��ارات التي‬ ‫تهدد لبنان خالل عمليات الح ��زب الع�سكرية الأخيرة‬ ‫ف ��ي منطق ��ة القلمون ف ��ي �سوريا بالقرب م ��ن الحدود‬ ‫اللبنانية‪ .‬‬

‫المنظر الديبلوما�سي‬ ‫هن ��اك دالئ ��ل ت�شير �إل ��ى �أن �إي ��ران والمملك ��ة العربية‬ ‫ال�سعودي ��ة هما ف ��ي بداية تطوي ��ر الإت�ص ��االت بهدف‬ ‫مناق�ش ��ة الأزم ��ة ال�سوري ��ة‪ .‬وق ��د دع ��م ن�ص ��راهلل‬ ‫الم�صالح ��ة بي ��ن البلدي ��ن ف ��ي مقابلت ��ه م ��ع �صحيفة‬ ‫"ال�سفي ��ر" اللبناني ��ة ف ��ي ‪ 8‬ني�سان‪�/‬إبري ��ل الفائ ��ت‪.‬‬ ‫وتفي ��د التقاري ��ر �أن �إي ��ران تقترح وقف �إط�ل�اق النار‪،‬‬ ‫وت�شكيل حكومة وحدة وطنية‪ ،‬ونق ًال تدريجي ًا ل�سلطات‬ ‫الرئا�سة �إلى حكومة وطنية‪ ،‬و�إجراء �إنتخابات رئا�سية‬ ‫وبرلمانية في النهاي ��ة (�صحيفة االخبار [بيروت]‪31 ،‬‬ ‫�آذار ‪ /‬مار� ��س)‪ .‬لي� ��س هن ��اك �شك ف ��ي �أن حزب اهلل‬ ‫�س ��وف يرح ��ب ب�أي خط ��وات نح ��و �إيجاد ح ��ل للأزمة‬ ‫ال�سوري ��ة؛ لق ��د �أدّت م�شاركة الحزب ف ��ي ال�صراع �إلى‬ ‫تكلفة ب�شرية ومالية هائلة له ولأن�صاره‪.‬‬ ‫في حين �أن دعم دور قيادة الحركة ال�شيعية في �سوريا‬ ‫يتزايد فع ًال بعدما �إنخف�ض �سابق ًا‪ ،‬فمن الوا�ضح �أي�ض ًا‬ ‫�أن �إلت ��زام "ح ��زب اهلل" ف ��ي �سوريا ال يمك ��ن �أن يكون‬ ‫مفتوح� � ًا من دون نهاية‪ .‬بينما يرى ن�صر اهلل تحو ًال في‬ ‫حظ ��وظ نظ ��ام الأ�سد‪ ،‬فهو �أي�ض ًا على عل ��م ب�أن النزاع‬ ‫يدخل مرحل ��ة خطيرة بالن�سبة �إلى حزب ��ه �إذا لم تكن‬ ‫هناك ت�سوية في الأف ��ق‪" :‬في تقديري‪ ،‬مرحلة �إ�سقاط‬ ‫النظ ��ام و�إ�سق ��اط الدول ��ة انته ��ت‪[ ... ،‬المعار�ض ��ة‬ ‫الم�سلح ��ة] ال يمكنه ��ا �إ�سق ��اط النظام‪ ،‬ولك ��ن يمكنها‬ ‫�شن حرب �إ�ستنزاف" ("ال�سفير" [بيروت]‪ 7 ،‬ني�سان‪/‬‬ ‫�إبريل)‪.‬‬ ‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪25‬‬



‫الم�شرق العربي ¶ لبنان‬ ‫م ��ن جه ��ة �أخ ��رى تب ��دو العالق ��ات بين "ح ��زب اهلل"‬ ‫وم�ص ��ر �أي�ض� � ًا �أنها �صارت �أكثر دفئ ًا بع ��د �إنهيار كامل‬ ‫في عهد الرئي�س الم�ص ��ري ال�سابق محمد مر�سي‪ .‬مع‬ ‫خ ��روج "لإخوان الم�سلمين" من الطري ��ق‪� ،‬إلتقى وزير‬ ‫الخارجي ��ة الم�ص ��ري نبي ��ل فهمي مع النائ ��ب في كتلة‬ ‫"ح ��زب اهلل" ووزي ��ر ال�صناعة ح�سي ��ن الحاج ح�سن‬ ‫ف ��ي ‪� 20‬آذار (مار�س)‪ .‬و�أف ��ادت المعلومات �أن الوزير‬ ‫ح�سن �أو�ض ��ح للوزير الم�صري ب�أن تدخل "حزب اهلل"‬ ‫ف ��ي �سوري ��ا كان رد ًا عل ��ى الأخطار الت ��ي ي�ش ّكلها عبور‬ ‫الإره ��اب عبر الح ��دود (�صحيفة الأخب ��ار‪� 31 ،‬آذار‪/‬‬ ‫مار�س)‪ .‬بينما كان اللق ��اء بعيد ًا من الت�أييد الم�صري‬ ‫للح ��زب‪ ،‬فق ��د مث ��ل خط ��وة مهم ��ة‪ ،‬و�إن م�ؤقت ��ة‪ ،‬نحو‬ ‫تح�سي ��ن العالق ��ات وو�ضع �سيا�س ��ة �أكثر تعاون� � ًا ب�ش�أن‬ ‫الأزم ��ة ال�سوري ��ة (م�ص ��ر تعار�ض التدخ ��ل الع�سكري‬ ‫ل"ح ��زب اهلل" ف ��ي �سوريا)‪ .‬م ��ع القاه ��رة التي تعمل‬ ‫ب�شكل وثيق م ��ع الريا�ض الداعمة الرئي�سية المالية لها‬ ‫خالل الفترة الإنتقالية ال�سيا�سية‪ ،‬و"حزب اهلل" الذي‬ ‫يعمل ب�شكل وثي ��ق مع النظام الإيران ��ي‪ ،‬يمكن الجراء‬ ‫مزيد م ��ن المحادثات �أن ي�ؤدي �إل ��ى تخفي�ض تدريجي‬ ‫للتوت ��ر الخطير ال ��ذي ي�سود بي ��ن ال�شيع ��ة وال�سنة في‬ ‫ال�شرق الأو�سط‪.‬‬

‫المقاومة �ضد �إ�سرائيل‬ ‫ي ��درك "حزب اهلل" ب�أن الإلت ��زام الع�سكري في �سوريا‬ ‫يف�سر عل ��ى �أنه فر�صة للجي� ��ش الإ�سرائيلي‪،‬‬ ‫يمك ��ن �أن َّ‬ ‫لذا ظ ��ل يعم ��ل بن�شاط على ط ��ول الحدود م ��ع الدولة‬ ‫العبري ��ة للإثبات �أنه م ��ا زال قادر ًا عل ��ى �شن عمليات‬ ‫�ضدها بينما يدعم نظام الأ�سد في �سوريا‪ .‬وال�ضربات‬ ‫الإ�سرائيلي ��ة مث ��ل الهج ��وم الج ��وي عل ��ى �شاحنتي ��ن‬ ‫ل"ح ��زب اهلل" تحم�ل�ان �صواري ��خ في �أواخ ��ر �شباط‬ ‫(فبراي ��ر) مفي ��دة �سيا�سي ًا للحزب‪ ،‬ال ��ذي ي�صف مثل‬ ‫هذه ال�ضرب ��ات ب�أنها هجمات على الأمة اللبنانية التي‬ ‫ت�ؤك ��د "الطبيع ��ة العدوانية" الإ�سرائيلي ��ة (ديلي �ستار‬ ‫[بيروت]‪� 27 ،‬شباط‪/‬فبراير)‪.‬‬ ‫هجوم "حزب اهلل" على وح ��دة �إ�سرائيلية في منطقة‬ ‫م ��زارع �شبعا المتنازع عليها عل ��ى الحدود الذي جرى‬ ‫ف ��ي ‪� 14‬آذار (مار� ��س) كان رد ًا على غارة �سالح الجو‬ ‫الإ�سرائيل ��ي قب ��ل �أ�سب ��وع (جيروزالي ��م بو�س ��ت‪11 ،‬‬ ‫ني�سان‪�/‬إبري ��ل)‪ .‬وقال ن�صر اهلل ب� ��أان الهجوم "بعث‬ ‫ر�سال ��ة مفاده ��ا �أن المقاوم ��ة م ��ا زال ��ت ق ��ادرة على‬ ‫محاربة ا�سرائيل"‪ ،‬و�أ�ض ��اف �أن العملية كانت "ق�صة‬ ‫ردع" ("ال�سفير" [بيروت] ‪ 8‬ني�سان‪�/‬إبريل)‪.‬‬

‫�ضائقة مالية؟‬ ‫على المنحى الآخر‪ ،‬هناك دالئل ت�شير �إلى �أن "حزب‬ ‫اهلل" يم ��ر بظ ��روف مالي ��ة �صعبة في الوق ��ت الحالي‬

‫ال�شيخ نعيم قا�سم‪:‬‬ ‫�أميركا مرتبكة‬

‫نظر ًا �إلى عوامل عدة‪� ،‬أبرزها تخفي�ضات في التمويل‬ ‫ب�سب ��ب تدابي ��ر التق�ش ��ف الإيرانية‪ .‬في حي ��ن ي�ستمر‬ ‫الح ��زب بتلقي م�ساع ��دات مالية م ��ن موازنة م�ستقلة‬ ‫م ��ن المر�شد الأعلى �آية اهلل خامنئ ��ي‪ ،‬تفيد التقارير‬ ‫ب� ��أن التمويل من وزارة الخارجي ��ة الإيرانية قد توقف‬ ‫من ��ذ خم�س ��ة �أ�شه ��ر (ال�ش ��رق الأو�س ��ط‪ 9 ،‬ني�س ��ان‪/‬‬ ‫�إبريل)‪.‬‬ ‫وهناك م�ش ��روع قانون م ��ن الحزبي ��ن الديموقراطي‬ ‫والجمه ��وري �أمام مجل� ��س النواب الأميرك ��ي‪ ،‬قانون‬ ‫من ��ع التموي ��ل الدول ��ي ل"ح ��زب اهلل" (‪،)HR 4411‬‬ ‫يه ��دف �إلى "�شل" "حزب اهلل" والق�ضاء على تهديده‬ ‫لإ�سرائيل من خالل تو�سيع العقوبات المالية الجديدة‪،‬‬ ‫ومعاقب ��ة مقدمي خدمات الأقم ��ار الإ�صطناعية التي‬ ‫تحمل محط ��ة تلفزيون "المن ��ار"‪ ،‬وت�سميته كمنظمة‬ ‫تهري ��ب مخ ��درات و منظم ��ة �إجرامية عاب ��رة للدول‬ ‫(ديل ��ي �ستار [ بيروت ]‪ 6 ،‬ني�سان‪� /‬أبريل)‪ .‬وقد تكون‬ ‫الإ�ستثم ��ارات الإقت�صادية و عن�ص ��ر التو�سع التجاري‬

‫ال�شيخ نعيم قا�سم‪:‬‬ ‫"المعارك الأخيرة في �سوريا‬ ‫و�ضعت المجتمع الدولي �أمام خيار‪:‬‬ ‫�إما �أن يتفاهم مع اال�سد للتو�صل �إلى‬ ‫نتيجة‪� ،‬أو ترك الأزمة مفتوحة مع‬ ‫�إحتفاظ الرئي�س الأ�سد بال�سلطة في‬ ‫�إدارة �ش�ؤون البالد ‪� ...‬أميركا هي‬ ‫في حالة �إرتباك"‬

‫الت ��ي تعتبر م ��ن الم�ص ��ادر المهمة للدخ ��ل ل"حزب‬ ‫اهلل" مه ��ددة �إلى ح ��د ما من قبل الوالي ��ات المتحدة‬ ‫ب�سبب الت�شريع المقترح‪.‬‬ ‫من جه ��ة �أخرى �إن �إ�شتراك "ح ��زب اهلل" في �سوريا‬ ‫هو �أي�ض ًا ي�شكل �إ�ستنزاف ًا مالي ًا لخزينته‪ .‬بينما تغطي‬ ‫�إي ��ران تكالي ��ف الإنت�ش ��ار الع�سكري الفعل ��ي‪ ،‬يتحمل‬ ‫الح ��زب تكالي ��ف اال�ستجاب ��ة للهجمات الت ��ي ترتبط‬ ‫بالم�سلحي ��ن ال�سن ��ة في لبنان‪ ،‬وتوفي ��ر ‪� 50‬ألف دوالر‬ ‫نقد ًا لأ�سرة كل ع�ضو من "حزب اهلل" قتل في �سوريا‪،‬‬ ‫وكذل ��ك ت�أمين ال�سك ��ن لتل ��ك الأ�س ��ر المحتاجة �إلى‬ ‫ذلك‪ .‬وكان ��ت النتيجة تخفي�ضات ف ��ي برامج "حزب‬ ‫اهلل" المختلف ��ة‪ ،‬وخ�صو�ص� � ُا مخ�ص�ص ��ات جماعات‬ ‫و�سائ ��ل الإع�ل�ام الت ��ي تنتمي �إل ��ى التي ��ارات ال�سنية‬ ‫والم�سيحي ��ة المتحالفة (ال�شرقالأو�س ��ط‪ 9 ،‬ني�سان‪/‬‬ ‫�إبريل)‪.‬‬ ‫وت�ش ��كل التبرع ��ات م ��ن ال�شت ��ات ال�شيع ��ي اللبنان ��ي‬ ‫م�صدر ًا مهم� � ًا �آخر للتمويل‪ ،‬ولكن ه ��ذا الم�صدر هو‬ ‫�أي�ض ًا تح ��ت الإكراه‪ .‬في ‪ 8‬ني�س ��ان (�إبريل)‪ ،‬حظرت‬ ‫ال�سلط ��ات الألماني ��ة م ��ا و�صفت ��ه بمنظم ��ة واجه ��ة‬ ‫ل"ح ��زب اهلل" الت ��ي جمع ��ت ‪ 4.5‬ماليي ��ن دوالر في‬ ‫�ألمانيا منذ العام ‪ .2007‬ورافقت هذا الحظر �سل�سلة‬ ‫من غارات ال�شرطة كما �أو�ضح وزير الداخلية توما�س‬ ‫دي مازيي ��ر‪" :‬المنظمات التي‪ ،‬ب�ش ��كل مبا�شر �أو غير‬ ‫مبا�ش ��ر عل ��ى الأرا�ض ��ي الألمانية‪ ،‬تعار� ��ض حق دولة‬ ‫�إ�سرائيل في الوجود قد ال ت�شملها حماية حرية تكوين‬ ‫الجمعيات"(ديلي �ستار [بيروت]‪ 9 ،‬ني�سان‪�/‬أبريل)‪.‬‬ ‫م ��ن جهت ��ه يبدو "ح ��زب اهلل" واثق� � ًا من �أن ��ه يمكنه‬ ‫�إ�ستع ��ادة الإحترام والنف ��وذ اللذي ��ن كان يتمتع بهما‬ ‫�سابق� � ًا في المنطق ��ة بعدما �ص ّد الجي� ��ش الإ�سرائيلي‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪ 2006‬م ��ن طري ��ق تمو�ضع جدي ��د له على‬ ‫�أن ��ه لي�س فقط حركة مقاوم ��ة معادية لإ�سرائيل ولكن‬ ‫�أي�ض� � ًا درع �ضد الجماعات الجهادي ��ة (ال�سنية) التي‬ ‫تعد هجمات �إرهابية عبر الحدود في لبنان‪ .‬التغا�ضي‬ ‫في ت�صريحات "حزب اهلل" عن حقيقة �أن تدخله في‬ ‫�سوري ��ا هو ال ��ذي جذب العديد م ��ن (ولي�س كل) هذه‬ ‫الهجم ��ات ووجه ب�إنتق ��ادات حادة م ��ن معار�ضيه في‬ ‫لبنان والخارج الذين �إعتبروه ت�شويه ًا للحقائق‪ .‬لكن‪،‬‬ ‫على الرغم من �أن الحزب يمر ب�ضغوط كبيرة �سيا�سية‬ ‫ومالي ��ة وحت ��ى �إجتماعية جراء حملت ��ه الع�سكرية في‬ ‫�سوري ��ا �إ�ضافة �إلى الجهود الغربية لوقف تمويله‪ ،‬فقد‬ ‫�أثب ��ت مرون ��ة كبيرة ف ��ي الما�ضي‪ ،‬وم ��ن المرجح �أن‬ ‫يدعم الجهود الديبلوما�سي ��ة لإنهاء ال�صراع المكلف‬ ‫في �سوري ��ا‪ .‬وهو في هذا القرار يع� � ّول وي�أمل بتحقيق‬ ‫قب ��ول �إقليمي �أكبر للحزب الذي �سيمكنه من موا�صلة‬ ‫�إنتقال ��ه من محي ��ط ال�سيا�سة في لبن ��ان �إلى المركز‬ ‫ال�سيا�سي في بيروت‬ ‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪27‬‬



‫لموظف ��ي الإغاث ��ة الدولي ��ة �أو مواجه ��ة عواقب لم‬ ‫يحددها‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار "ب ��ان" �إل ��ى �أن ل ��دى الأط ��راف �إلتزامات‬ ‫قانوني ��ة بموج ��ب �إتفاقي ��ة جني ��ف ل�ضم ��ان تل ّق ��ي‬ ‫المر�ض ��ى والجرح ��ى الرعاية الطبي ��ة ال�ضرورية‪،‬‬ ‫"ومع ذلك‪ُ ،‬تح ّرم الأدوية ب�شكل روتيني على �أولئك‬ ‫الذين في حاجة �إليها‪ ،‬بما في ذلك ع�شرات الآالف‬ ‫م ��ن الن�س ��اء والأطف ��ال‪ ،‬و الم�سني ��ن‪ ،‬ويج ��ب على‬ ‫مجل� ��س الأم ��ن �إتخاذ �إج ��راءات للتعام ��ل مع هذه‬ ‫الإنته ��اكات ال�صارخة للمب ��ادئ الأ�سا�سية للقانون‬ ‫الإن�ساني"‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغم من الكلم ��ات القا�سية‪ ،‬ف� ��إن الواليات‬ ‫المتح ��دة والق ��وى الغربي ��ة الأخ ��رى تج ��د �صعوبة‬ ‫بالغ ��ة في �إقناع رو�سيا‪ ،‬التي كان ��ت بمثابة المدافع‬ ‫الرئي�س ��ي ع ��ن الحكوم ��ة ال�سوري ��ة ف ��ي المجل�س‪،‬‬ ‫لإقناعها بعدم الإعترا�ض على قرار محتمل يهدف‬ ‫�إل ��ى معاقبة الأ�س ��د ر�سمي ًا لرف�ض ��ه ال�سماح بعبور‬ ‫الإم ��دادات الطبية‪ .‬وق ��د تده ��ورت العالقات بين‬ ‫مو�سك ��و والغرب ال ��ى �أدنى م�ستوى له ��ا منذ عقود‬ ‫ب�سبب �ضم مو�سكو في الآونة الأخيرة ل�شبه جزيرة‬ ‫القرم‪ ،‬الأمر الذي ت�سب ��ب بمجموعة من العقوبات‬ ‫المالي ��ة العقابية من جان ��ب �إدارة �أوباما وحلفائها‬ ‫الأوروبيين‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وقد وفرت �سوري ��ا تعاونا كافيا مع المجتمع الدولي‬ ‫ منح منافذ و�صول محدودة لعمال الإغاثة‪ ،‬ودعم‬‫جه ��ود الق�ضاء على �شلل الأطف ��ال‪ ،‬وتدمير معظم‬ ‫�أ�سلحتها الكيميائي ��ة ‪ -‬لتخفيف ال�ضغط ال�سيا�سي‬ ‫في الأمم المتح ��دة لفر�ض عقوبات على الحكومة‪.‬‬ ‫لك ��ن قواتها النظامية مع ذل ��ك‪ ،‬ما زالت م�ستمرة‪،‬‬ ‫ف ��ي �إنتهاك �ص ��ارخ لإلتزاماته ��ا القانونية بموجب‬ ‫القان ��ون الدول ��ي الإن�سان ��ي‪ ،‬في محاولته ��ا تجويع‬ ‫جي ��وب الدع ��م المحتمل ��ة للمتمردي ��ن ال�سوريين‪،‬‬ ‫وفق ًا لدعاة حقوق الإن�سان‪ .‬وحجر الزاوية في هذه‬ ‫اال�ستراتيجي ��ة هو جهد من�س ��ق من جانب الحكومة‬ ‫للح ��د من توري ��د الأدوي ��ة وغيرها م ��ن الإمدادات‬ ‫الطبية �إلى المناطق التي ي�سيطر عليها المتمردون‬ ‫في البالد‪.‬‬ ‫"الإم ��دادات الطبية‪ ،‬التي م ��ن �ش�أنها �أن ت�ساعد‬ ‫‪� 216,015‬شخ� ��ص ي�صع ��ب الو�ص ��ول �إليه ��م ف ��ي‬ ‫المناط ��ق المحا�ص ��رة‪ ،‬ق ��د �ص ��ودرت و�أُخذت من‬ ‫القواف ��ل‪� ،‬أو ل ��م ي�سم ��ح للقوافل بالم�ض ��ي قدم ًا"‪،‬‬ ‫كت ��ب "كي مون" في تقريره �إلى مجل�س الأمن‪�" .‬إن‬ ‫موا�صلة �إدراج الإمدادات الجراحية �أو �أي مادة من‬ ‫المواد التي يمكن �أن ت�ستخدم للتدخالت الجراحية‬

‫قوافل الإغاثة‪ :‬لماذا تمنع عن المدنيين؟‬

‫بلدة دوما‪ :‬و�أخيراً و�صلت الإعانات ولكن من دون �إمدادات طبية‬

‫ويدني براون‪" :‬حرب الأ�سد على‬ ‫النظام الطبي في البالد بد�أت تدريج ًا‬ ‫ولكنها تطورت �إلى حملة متوا�صلة‬ ‫ومنتظمة �شملت �إعتقال وتعذيب‬ ‫الأطباء وتفجير العيادات وبنوك الدم‪،‬‬ ‫وال�صيدليات‪ .‬لقد قررت الحكومة‬ ‫�إعتبار الأطباء وك�أنهم �أعداء"‬

‫(بما في ذلك ال�ضمادات‪ ،‬والقفازات‪ ،‬والأدوية من‬ ‫طريق الحقن والمطه ��رات والأدوية المخدرة ) ما‬ ‫زال ��ت تخ�ضع لقيود من قبل الحكومة لت�سليمها �إلى‬ ‫مناطق ت�سيطر عليها المعار�ضة"‪.‬‬ ‫عل ��ى �سبي ��ل المث ��ال‪ ،‬وفق� � ًا لتقري ��ر "ك ��ي م ��ون"‪،‬‬ ‫وا�صلت الحكوم ��ة ال�سورية في من ��ع ت�سليم الأدوية‬ ‫وم ��واد البناء الت ��ي تهدف �إلى بن ��اء مالجئ م�ؤقتة‬ ‫لل‪ 15,000‬مدني الذين عادوا �إلى ديارهم في بلدة‬ ‫"مدامي ��ة ال�شام" المحا�صرة بعد �إتفاق على وقف‬ ‫�إطالق النار‪.‬‬ ‫و�أفاد تقرير مكتب تن�سيق ال�ش�ؤون الإن�سانية الداخلي‪،‬‬ ‫الذي ت ��م الح�صول عليه‪ ،‬ب�أن ��ه كانت هناك "حاالت‬ ‫عديدة �أخير ًا من الإمدادات الطبية والجراحية‬ ‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪29‬‬


‫الم�شرق العربي‬ ‫سوريا‬

‫لماذا يمنعون �إنقاذ الجرحى والمر�ضى في بالد ال�شام؟‬

‫سوريا تعلن الحرب على الطب وأهله!‬ ‫فيم��ا مداف��ع المتقاتلين في �سوريا تدك المدن والأحياء على من فيها من مدنيين من دون رحمة‪ ،‬تحاول‬ ‫البعث��ات الأممي��ة للإغاث��ة �إر�سال الم�ساع��دات الغذائي��ة والأدوية الطبي��ة لأولئك النا���س المحا�صرين‬ ‫والجرح��ى منهم من دون النظر �إلى من ينتمون‪ .‬لكن الدولة ال�سورية من جهة والمعار�ضة على المنحى‬ ‫الآخر يمنعان و�صول تلك الم�ساعدات ال�ضرورية والملحة �إلى محتاجيها‪.‬‬ ‫دم�شق ‪ -‬ثر ّيا الل ّبان‬ ‫ف ��ي �أواخ ��ر �آذار (مار� ��س)‪ ،‬ح�ص ��ل‬ ‫موظف ��و الإغاث ��ة التابع ��ون للأم ��م‬ ‫المتحدة في �سوريا على ال�ضوء الأخ�ضر الذي كانوا‬ ‫ينتظرون ��ه من ��ذ فترة طويل ��ة لتقدي ��م الم�ساعدات‬ ‫لع�ش ��رات الآالف من �سكان بلدة "دوما" اليائ�سين‪،‬‬ ‫وه ��ي واح ��دة من بل ��دات وقرى عدة خ ��ارج دم�شق‬ ‫الت ��ي تم ��ت محا�صرتها من قب ��ل حكوم ��ة الرئي�س‬ ‫ال�س ��وري ب�شار الأ�سد منذ م ��ا يقرب العامين‪ ،‬وفق ًا‬ ‫لتقريري ��ن للأم ��م المتح ��دة غي ��ر من�شوري ��ن وتم‬ ‫الح�صول عليهما‪.‬‬ ‫بحلول نهاية �آذار (مار�س) الفائت‪ ،‬نقلت �شاحنات‬ ‫تابعة للأمم المتحدة الح�ص�ص الغذائية لـ ‪5,000‬‬ ‫�شخ� ��ص ف ��ي البل ��دة‪ ،‬جنب ًا �إل ��ى جنب م ��ع كميات‬ ‫كبيرة من المكمالت الغذائي ��ة للأطفال المحليين‬ ‫والأغطي ��ة البال�ستيكية لم�ساكن م�ؤقت ��ة لل�سوريين‬ ‫الذين د ُِّمرت منازلهم في القتال‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ولك ��ن كان هناك عن�صر واحد محظورا على الأمم‬ ‫المتحدة جلبه �إلى البل ��دة‪ :‬الإمدادات الطبية‪ .‬في‬ ‫‪� 29‬آذار (مار� ��س)‪ ،‬منعت �سوري ��ا تحديد ًا �شاحنة‬ ‫تابع ��ة للأم ��م المتح ��دة التي كان ��ت تحم ��ل �أدوية‬ ‫وغيرها من الإم ��دادات الطبية من دخول "دوما"‪،‬‬ ‫وفق ًا لتقري ��ر داخلي لمكتب االمم المتحدة لتن�سيق‬ ‫ال�ش�ؤون الإن�سانية‪ ،‬تم الح�صول عليه‪.‬‬ ‫من ��ذ بداي ��ة ال�ص ��راع ال�س ��وري‪ ،‬قام ��ت الق ��وات‬ ‫النظامي ��ة ال�سوري ��ة بهجم ��ات وعملي ��ات ده ��م‬ ‫متع ��ددة الجوان ��ب على النظام الطب ��ي في البالد‪،‬‬ ‫م�ستهدف ًة الأطباء الذين ت�شتبه بهم ب�أنهم يعالجون‬

‫‪28‬‬

‫العدد ‪� - 19‬أيار (مايو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫الرئي�س ب�شار الأ�سد‪:‬‬ ‫كطبيب �سابق ينبغي �أن يعرف ماذا تعني مهنة الطب؟‬

‫في ‪� 29‬آذار (مار�س)‪ ،‬منعت �سوريا‬ ‫تحديد ًا �شاحنة تابعة للأمم المتحدة‬ ‫التي كانت تحمل �أدوية وغيرها‬ ‫من الإمدادات الطبية من دخول بلدة‬ ‫"دوما"‪ ،‬وفق ًا لتقرير داخلي لمكتب‬ ‫االمم المتحدة لتن�سيق ال�ش�ؤون‬ ‫الإن�سانية‪ ،‬تم الح�صول عليه‬

‫معار�ضيه ��ا‪ ،‬قا�صف� � ًة الم�ست�شفي ��ات والعي ��ادات و‬ ‫بنوك الدم ف ��ي مناطق المعار�ض ��ة‪ ،‬ومانع ًة ت�سليم‬ ‫الإم ��دادات الطبي ��ة المنقذة للحياة �إل ��ى المناطق‬ ‫الت ��ي ي�سيط ��ر عليه ��ا المتم ��ردّون‪ .‬كم ��ا بدوره ��ا‬ ‫�إ�ستهدف ��ت المعار�ض ��ة الم�سلحة في �سوري ��ا �أي�ض ًا‬ ‫العاملي ��ن ف ��ي المج ��ال الطبي في الب�ل�اد‪ ،‬ومنعت‬ ‫و�ص ��ول الأدوية �إل ��ى بع�ض المجتمع ��ات التي ُتعتبر‬ ‫موالي ��ة للحكومة‪ ،‬و�إن كان ذلك عل ��ى نطاق �أ�صغر‬ ‫بكثير‪.‬‬ ‫ف ��ي الأ�سابي ��ع المقبلة‪� ،‬س ��وف يب ��د�أ مجل�س االمن‬ ‫الدول ��ي الم ��داوالت ب�ش� ��أن كيفي ��ة �إقن ��اع �أو �إجبار‬ ‫المقاتلي ��ن ف ��ي �سوري ��ا عل ��ى الوف ��اء ب�إلتزاماتهم‬ ‫ل�ضم ��ان و�صول الأدوية وم ��واد الإغاثة الأخرى �إلى‬ ‫المر�ضى والجرحى‪.‬‬ ‫ولك ��ن في تقري ��ر ُو ِّزع في منت�ص ��ف ال�شهر الفائت‬ ‫على �أع�ضاء المجل�س الدولي ال‪ 15‬الذين ي�شكلونه‪،‬‬ ‫ق� �دّم الأمي ��ن العام للأم ��م المتحدة ب ��ان كي مون‬ ‫تقييم� � ًا مت�شائم ًا خطي ��ر ًا‪ ،‬م�شير ًا �إل ��ى �أن "�أيا من‬ ‫�أط ��راف النزاع قد �إلت ��زم بمطالب " مجل�س الأمن‬ ‫ل�ضم ��ان التدفق الحر لإمدادات الإغاثة للعديد من‬ ‫�أكثر من ‪ 9‬ماليين �سوري في حاجة �إلى الم�ساعدة‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص ًا المحا�صرين في مناطق ي�صعب الو�صول‬ ‫�إليها ب�سبب ال�صراع"‪.‬‬ ‫"�آالف م ��ن النا� ��س ال يح�صل ��ون عل ��ى الرعاي ��ة‬ ‫الطبي ��ة‪ ،‬بما في ذلك الأدوية المنقذة للحياة‪ ،‬التي‬ ‫يحتاجون �إليها"‪ ،‬كتب الأمين العام "بان كي مون"‬ ‫ف ��ي تقرير من ‪� 21‬صفحة مق ِّيم� � ًا �إمتثال المقاتلين‬ ‫ال�سوريين مع قرار مجل�س الأمن ال�صادر في �شباط‬ ‫(فبراير) الذي يطالب بتوفير الو�صول غير المق ّيد‬


‫الم�شرق العربي ¶ �سوريا‬ ‫ت ��م م�صادرتها من ال�شاحنات عب ��ر خط الإمدادات‬ ‫الإن�سانية من قبل الم�س�ؤولين الحكوميين"‪.‬‬ ‫"م ��ن ‪� 22‬آذار (مار�س) �إل ��ى ‪ 10‬ني�سان (�أبريل)‪،‬‬ ‫�أو�صل ��ت الأمم المتح ��دة والهالل الأحم ��ر العربي‬ ‫ال�س ��وري ‪ 4‬قواف ��ل عبر خط التع ��اون بين الوكاالت‬ ‫لجميع المناط ��ق الخا�ضعة ل�سيط ��رة المعار�ضة"‪،‬‬ ‫ح�سبم ��ا ذك ��ر التقري ��ر‪�" .‬إثنتان من ه ��ذه القوافل‬ ‫�ص ��ودرت منهم ��ا الإم ��دادات الطبي ��ة �أو منعتا من‬ ‫المتابعة"‪.‬‬ ‫وت�ص ّر الحكوم ��ة ال�سورية على �أنها تبذل كل ما في‬ ‫و�سعها ل�ضمان و�ص ��ول المواد الغذائية والإمدادات‬ ‫الطبية �إلى المدنيين في المناطق المحا�صرة‪�" .‬إن‬ ‫حكومة الجمهورية ال�سورية توا�صل ت�سهيل الو�صول‬ ‫�إل ��ى جمي ��ع المناطق‪ ،‬بم ��ا فيها تلك الت ��ي ي�صعب‬ ‫الو�ص ��ول �إليه ��ا مث ��ل توزي ��ع الم�ساع ��دات الأخيرة‬ ‫ف ��ي دوما وحل ��ب و�إدل ��ب ومخيم اليرم ��وك"‪ ،‬وفق ًا‬ ‫لر�سالة م ��ن البعث ��ة ال�سورية لدى الأم ��م المتحدة‬ ‫�إل ��ى رئي�س مجل�س الأمن‪ ،‬ج ��وي �أوغو من نيجيريا‪.‬‬ ‫"وفق� � ًا للتدابير الجديدة التي �إعتمدتها الحكومة‬ ‫ال�سورية‪� ،‬إ�ستط ��اع [برنامج الغذاء العالمي] زيادة‬ ‫ع ��دد الم�ستفيدين م ��ن الم�ساع ��دات الغذائية �إلى‬ ‫‪ 4.1‬ماليين �شخ�ص ‪ ...‬وتمكنت المفو�ضية التابعة‬ ‫للأم ��م المتحدة من زيادة عدد متل َقي الم�ساعدات‬ ‫غير الغذائية �إلى �أكثر من ‪ 1.5‬مليون �شخ�ص منذ‬ ‫بداية العام ‪." 2014‬‬ ‫ه ��ذه الأرق ��ام يمكن �أن تك ��ون م�ض ّلل ��ة‪ :‬المعلومات‬ ‫التي تم الح�ص ��ول عليها حول تلك الأرقام‪ ،‬ك�شفت‬ ‫�أن الزي ��ادة كان ��ت �إلى ح ��د كبير ب�سب ��ب المدنيين‬ ‫الفارين ال ��ى الأرا�ضي التي ت�سيطر عليها الحكومة‬ ‫بحث ًا عن الطعام‪.‬‬ ‫�إقترحت �سوري ��ا ب�ضعة تغييرات م�ص َّممة‪ ،‬على حد‬ ‫قوله ��ا‪ ،‬لجعل دخول الم�ساعدات �إلى البالد �أ�سهل‪.‬‬ ‫�أح ��د الإقتراح ��ات ينطوي عل ��ى و�ض ��ع الم�س�ؤولين‬ ‫ال�سوريي ��ن ف ��ي ال ��دول المج ��اورة الأخت ��ام عل ��ى‬ ‫�شاحن ��ات تقدي ��م الإغاث ��ة الإن�سانية �إل ��ى �سوريا‪.‬‬ ‫بعده ��ا ي�صب ��ح م�س�ؤول ��و الحكوم ��ة داخ ��ل �سوري ��ا‬ ‫قادري ��ن عل ��ى التحق ��ق م ��ا �إذا كان �أي �شخ�ص قد‬ ‫عب ��ث بالأخت ��ام في محاول ��ة لتهري ��ب �أ�سلحة على‬ ‫مت ��ن ال�شاحنات‪ .‬كما اقترح ��ت خطة من �ش�أنها �أن‬ ‫ت�سمح للأمم المتحدة‪ ،‬جنب� � ًا �إلى جنب مع الهالل‬ ‫الأحمر ال�س ��وري‪� ،‬إر�سال فرق جراحية في عيادات‬ ‫�صحية متنقلة �إلى المناطق المحا�صرة‪ .‬العيادات‪،‬‬ ‫التي من �ش�أنها �أن ت ��دار من قبل الحكومة ال�سورية‬ ‫واله�ل�ال الأحم ��ر ال�س ��وري‪� ،‬ستق ��ام ف ��ي "�أرا� ��ض‬

‫بان كي مون‪ :‬تقريره كان قا�سي ًا‬

‫ُيعتبر منع الأدوية من الو�صول �إلى‬ ‫مناطق النزاع منذ فترة طويلة �إنتهاك ًا‬ ‫للقانون الإن�ساني الدولي‪ .‬ولكن ك ًال‬ ‫من الحكومة وبع�ض ف�صائل المتمردين‬ ‫في الحرب الأهلية الوح�شية في‬ ‫�سوريا قد حاول منع الأدوية من‬ ‫الو�صول �إلى المجتمعات التي ي�شتبه‬ ‫بتعاطفها مع �أعدائه‬ ‫م�ستقلة" بين المناطق التي ت�سيطر عليها الحكومة‬ ‫والمناطق التي ت�سيطر عليها المعار�ضة‪.‬‬ ‫وقالت ويدني براون‪ ،‬مديرة برنامج �أطباء من �أجل‬ ‫حق ��وق الإن�س ��ان‪ ،‬والتي كانت تتتب ��ع الهجمات على‬ ‫العاملين ف ��ي مجال ال�صحة‪ ،‬ب�أن الإقتراح ال�سوري‬ ‫كان مثير ًا للقلق العميق‪.‬‬ ‫"�إذا ُقدِّ م ��ت الخدم ��ات ف ��ي الواق ��ع م ��ن �أطب ��اء‬ ‫"تفح�صهم" الحكومة وتوافق عليهم فال�س�ؤال هو‪:‬‬ ‫هل �سيكونوا نزيهين ويقدم ��ون الم�ساعدة الطبية‪،‬‬ ‫مث�ل ً�ا‪ ،‬لمقات ��ل جريح ينتم ��ي �إلى ق ��وى المعار�ضة‬ ‫وعدم ت�سليمه �إلى الحكومة ال�سورية؟" قالت‪.‬‬ ‫و�أ�ضافت براون ب�أن ال�سوريين الجرحى �أو المر�ضى‬ ‫"ال ينبغ ��ي �أن يذهب ��وا �إلى عي ��ادة تابعة للحكومة‬ ‫للح�صول عل ��ى عالج"‪ ،‬خ�صو�ص ًا �أن حكومة الأ�سد‬ ‫قد ق�ضت �سنوات ت�ستهدف المدنيين عمد ًا‪.‬‬

‫الواق ��ع �أن من ��ع الأدوي ��ة م ��ن الو�صول �إل ��ى مناطق‬ ‫الن ��زاع يعتب ��ر منذ فت ��رة طويل ��ة �إنته ��اك ًا للقانون‬ ‫الإن�سان ��ي الدول ��ي‪ .‬ولكن ك ًال م ��ن الحكومة وبع�ض‬ ‫ف�صائ ��ل المتمردي ��ن في الحرب الأهلي ��ة الوح�شية‬ ‫ف ��ي �سوريا قد ح ��اول منع الأدوية م ��ن الو�صول �إلى‬ ‫المجتمعات التي ي�شتبه بتعاطفها مع �أعدائه‪.‬‬ ‫لق ��د دف ��ع الأطب ��اء والممر�ض ��ات ال�سوري ��ون ثمناً‬ ‫باهظ� � ًا‪ :‬من ��ذ بداية الن ��زاع في بالد ال�ش ��ام‪� ،‬أكثر‬ ‫م ��ن ‪ 68‬عام ًال وموظف ًا في ال�صحة العامة قد قتلوا‬ ‫و�أ�صيب ‪� 100‬آخرين‪.‬‬ ‫"لق ��د كان للن ��زاع �أثر مد ّمر عل ��ى نظام الرعاية‬ ‫ال�صحي ��ة ال�سوري ��ة والبني ��ة التحتية‪ ،‬مم ��ا يق ّو�ض‬ ‫ب�ش ��دة فر�ص ��ة و�صول النا� ��س �إلى الرعاي ��ة الطبية‬ ‫والم�ساع ��دة"‪ ،‬وفقا لتقرير مكت ��ب تن�سيق ال�ش�ؤون‬ ‫الإن�ساني ��ة التي تم الح�صول علي ��ه‪ .‬وقد �شمل هذا‬ ‫الأمر الإ�سته ��داف المبا�شر للم�ست�شفي ��ات و�أفراد‬ ‫الخدم ��ات الطبية‪ ،‬وو�سائل النق ��ل‪ ،‬والحرمان من‬ ‫الح�ص ��ول عل ��ى الرعاي ��ة الطبية‪ ،‬و�س ��وء المعاملة‬ ‫للمر�ضى والجرحى‪.‬‬ ‫وتخ�ش ��ى الحكوم ��ة م ��ن �أن ت�ستخ ��دم الإم ��دادات‬ ‫الطبية ‪ -‬وال �سيم ��ا المواد مثل الم�ضادات الحيوية‬ ‫ومعدات الجراحة ‪ -‬لع�ل�اج المقاتلين الم�سلحين‪،‬‬ ‫وال�سم ��اح لهم بفر�صة للعودة �إل ��ى �ساحة المعركة‪.‬‬ ‫من جهتهم ي�شعر خ�صومها بالطريقة عينها‪.‬‬ ‫وقد منع المتمردون الغذاء والإمدادات الطبية من‬ ‫الو�ص ��ول �إلى القوات النظامي ��ة وال�سكان المدنيين‬ ‫في الم ��دن الموالية للحكومة في نب ��ل والزهرة في‬ ‫�شم ��ال حلب‪ ،‬وفق� � ًا لتقرير "كي م ��ون"‪ .‬وقد �أ�شار‬ ‫االمي ��ن الع ��ام لالم ��م المتح ��دة �إل ��ى �أن الحكومة‬ ‫ال�سوري ��ة ق ��د �أعط ��ت موافقته ��ا في مطل ��ع ني�سان‬ ‫(�إبري ��ل) على دخ ��ول قوافل الإغاثة �إل ��ى مناطق‪،‬‬ ‫حب ��ث منعته ��ا الجماع ��ات المتم ��ردة م ��ن متابعة‬ ‫مهمتها ورف�ضت ال�سماح لها ب�إي�صال م�ساعداتها‪.‬‬ ‫وقالت ويدن ��ي براون �أن حرب الأ�س ��د على النظام‬ ‫الطب ��ي في الب�ل�اد ب ��د�أت تدريج ًا ولكنه ��ا تطورت‬ ‫�إل ��ى حمل ��ة متوا�صل ��ة ومنتظم ��ة �شمل ��ت �إعتق ��ال‬ ‫وتعذي ��ب الأطباء وتفجي ��ر العيادات وبن ��وك الدم‪،‬‬ ‫وال�صيدليات‪" .‬لقد قررت الحكومة �إعتبار الأطباء‬ ‫وك�أنهم �أعداء"‪ ،‬قالت‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫و�أ�ضافت ب ��راون ب�أن غالبية ه ��ذه الهجمات نفذت‬ ‫من قب ��ل حكوم ��ة الأ�س ��د‪ ،‬لكنه ��ا �شدّدت عل ��ى �أن‬ ‫مجموعته ��ا "الحظ ��ت بالت�أكي ��د زي ��ادة ف ��ي ع ��دد‬ ‫الهجم ��ات الت ��ي تق ��وم به ��ا المعار�ضة �أي�ض� � ًا على‬ ‫الج�سم الطبي"‬ ‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪31‬‬



‫مخيم اليرموك في �سوريا‪ :‬نقطة تما�س في الحرب ال�سورية‬

‫لجماعات مثل "حما�س" ( والأكثر راديكالية "الجهاد‬ ‫الإ�سالم ��ي" في فل�سطي ��ن) دور ًا �ضم ��ن �إ�ستراتيجية‬ ‫�سوري ��ا الجيو‪�-‬إ�ستراتيجي ��ة الأكب ��ر لمواجه ��ة هيمنة‬ ‫�إ�سرائي ��ل الع�سكري ��ة ف ��ي الم�شرق العرب ��ي من طريق‬ ‫ت�سليح �شبكات تعمل بالوكالة �ضد ا�سرائيل‪.‬‬

‫مقاومة منق�سمة‬ ‫ع ّق ��د �إندالع �أعمال العنف ف ��ي �سوريا عالقة دم�شق‬ ‫مع ه ��ذه المجموع ��ات المقاوم ��ة‪ ،‬وع� �زّز عالقاتها‬ ‫م ��ع بع� ��ض التي ��ارات الفل�سطيني ��ة العلماني ��ة ولكنه‬ ‫�أدى �إل ��ى قطيعة م ��ع معظم الإ�سالميي ��ن‪ .‬لقد � ّأطر‬ ‫�أن�صار الأ�سد م ��ن الفل�سطينيين عموم ًا طروحاتهم‬ ‫و�سردهم بالن�سبة �إلى الأزمة ال�سورية ب�أنها م�ؤامرة‬ ‫مدعومة من الغرب لإ�سقاط النظام العربي الوحيد‬ ‫الذي ال يزال على �إ�ستعداد لمواجهة �إ�سرائيل‪ .‬ومن‬ ‫جهته ��م �إعتبر �أن�صار "المتمردي ��ن" ال�سوريين من‬ ‫الفل�سطينيين الأ�سد ب�أن ��ه ديكتاتور م�س�ؤول عن قتل‬ ‫�شعب ��ه‪� .‬أن�صار المعار�ض ��ة ال�سوري ��ة ي�سارعون �إلى‬ ‫�إح�ض ��ار مذبحة الالجئي ��ن الفل�سطينيين في مخيم‬ ‫"ت ��ل الزعت ��ر" في لبنان في الع ��ام ‪ ،1976‬والذين‬ ‫يح ّملون قوات حافظ الأ�سد م�س�ؤوليتها‪.‬‬ ‫وق ��د �ألقت الجبه ��ة ال�شعبية القي ��ادة العامة وحزب‬ ‫البعث العربي اال�شتراكي في ال�ضفة الغربية بثقلهما‬ ‫خلف الأ�سد‪ ،‬وكذلك العديد من ال�شخ�صيات الدينية‬ ‫والمجتم ��ع المدني البارزة في ال�ضف ��ة الغربية‪ ،‬بما‬

‫في ذل ��ك المطران عط ��ا اهلل حنا (رئي� ��س �أ�ساقفة‬ ‫�سب�سطي ��ة لل ��روم الأرثوذك� ��س)‪ ،‬وم ��راد ال�سوداني‬ ‫(الأمي ��ن الع ��ام لإتح ��اد الكت ��اب الفل�سطينيي ��ن)‪،‬‬ ‫وع ��ادل �سم ��ارة (مفكر ي�ساري)‪ .‬م ��ع ذلك‪ ،‬قطعت‬ ‫"حما�س" العالقات مع نظام الأ�سد و�أعلنت بو�ضوح‬ ‫م�ساندته ��ا للمعار�ض ��ة و"الجي�ش ال�س ��وري الحر"‪.‬‬ ‫وف ��ي الوق ��ت عين ��ه‪ ،‬بع� ��ض الف�صائ ��ل ال�سلفية في‬ ‫غ ��زة‪ ،‬بما في ذل ��ك مجل�س �ش ��ورى المجاهدين في‬ ‫�أكناف بيت المقد�س‪ ،‬دعمت "الدولة الإ�سالمية في‬

‫كانت "حما�س" تحر�ص على عدم‬ ‫�إ�ستعداء �إيران بت�ضييقها الخناق على‬ ‫حركة "الجهاد الإ�سالمي" وغيرها من‬ ‫الجماعات الفل�سطينية في غزة التي‬ ‫�إنتهكت وقف �إطالق النار بين �إ�سرائيل‬ ‫و"حما�س"‪ .‬لذلك‪� ،‬أجبرت الأزمة‬ ‫ال�سورية "حما�س" على الإعتراف‬ ‫بالقوى ال�سيا�سية الأخرى في غزة‬ ‫نتيجة لل�ضغوط الإيرانية‬

‫العراق وبالد ال�شام" (داع�ش) المتطرفة‪ ،‬حتى بعد‬ ‫تن�ص ��ل زعيم تنظي ��م "القاعدة" �أيم ��ن الظواهري‬ ‫من ه ��ذه الجماع ��ة المتم ��ردة ال�سيئ ��ة ال�سمعة في‬ ‫�سوري ��ا في كان ��ون الثان ��ي (يناير) الما�ض ��ي‪ .‬وفق ًا‬ ‫لمحم ��د حجازي‪ ،‬خبير في الحركات اال�سالمية في‬ ‫غ ��زة‪� ،‬سافر "ع�شرات م ��ن ال�سلفيين في غزة" الى‬ ‫�سوري ��ا للقتال الى جانب "داع�ش" وجماعات �أخرى‬ ‫مرتبطة بتنظيم القاعدة‪.‬‬ ‫في الوقت عينه‪� ،‬إ�ضط ��رت منظمة "فتح"‪ ،‬الحركة‬ ‫المهيمن ��ة داخ ��ل منظم ��ة التحري ��ر الفل�سطيني ��ة‬ ‫وال�سلط ��ة الفل�سطيني ��ة‪� ،‬إل ��ى �إتخاذ موق ��ف محايد‬ ‫ف ��ي ال�ص ��راع في �سوريا فيم ��ا تحاول �أي�ض� � ًا �ضمان‬ ‫�سالم ��ة الفل�سطينيين داخل ب�ل�اد ال�شام‪ .‬من جهته‬ ‫يعمل محم ��ود عبا�س‪ ،‬زعي ��م ال�سلط ��ة الفل�سطينية‬ ‫وكذل ��ك منظمة التحري ��ر الفل�سطيني ��ة‪ ،‬حالي ًا على‬ ‫تنفيذ �إتفاقه مع "حما� ��س" وتخفيف تداعياته على‬ ‫مفاو�ضات ال�سالم مع �إ�سرائيل‪ .‬وهو ال يريد �أن يثير‬ ‫ع ��داء الحكومة ال�سوري ��ة �أو الجماعات الفل�سطينية‬ ‫الت ��ي تدعمه ��ا‪ .‬ولكن ��ه �أي�ض� � ًا ال يري ��د �أن ي�ستثم ��ر‬ ‫ر�أ�سمال ��ه ال�سيا�سي المحدود �أ�ص ًال في دعم النظام‬ ‫ال ��ذي �إرتك ��ب �إنته ��اكات خطيرة في مج ��ال حقوق‬ ‫الإن�س ��ان‪ .‬كما �إنه ال يري ��د التفريط في �إدارة �أوباما‬ ‫و�إغ�ضابها‪ ،‬وهو يحتاج �إليها �إلى جانبه لل�ضغط على‬ ‫�إ�سرائيل ب�ش�أن موا�ضيع ح�سا�سة مثل الم�ستوطنات �أو‬ ‫حق العودة والآن العقوبات الإ�سرائيلية الإقت�صادية‪.‬‬ ‫بالإ�ضاف ��ة �إلى ذل ��ك‪ ،‬كال الفريقين م ��ن الم�ؤيدين‬ ‫والمناه�ضي ��ن للأ�سد داخل المقاوم ��ة الفل�سطينية‬ ‫عل ��ى حد �سواء �سي�ستفيد من ر�أ� ��س المال ال�سيا�سي‬ ‫�إذا �إنته ��ت مفاو�ض ��ات ال�س�ل�ام الت ��ي تحت�ضر بين‬ ‫منظمة التحرير الفل�سطيني ��ة و�إ�سرائيل في النهاية‬ ‫�إل ��ى الف�شل‪ ،‬وي�صبح الفل�سطيني ��ون �أكثر قناعة ب�أن‬ ‫التو�صل �إلى حل �سلمي لل�صراع مع �إ�سرائيل ال يمكن‬ ‫العثور عليه‪.‬‬ ‫فيم ��ا ه ��ذه الإنق�سامات تن�ض ��ج‪ ،‬تح ّول ��ت مخيمات‬ ‫الالجئي ��ن الفل�سطينيي ��ن ف ��ي �سوري ��ا �إل ��ى مواق ��ع‬ ‫لإ�شتب ��اكات عنيف ��ة بي ��ن الجماع ��ات الفل�سطيني ��ة‬ ‫وال�سورية الم�ؤي ��دة والمعار�ضة للنظام‪ .‬عندما تو ّقع‬ ‫مح ّلل ��ون عدي ��دون فق ��دان النظ ��ام ال�سيط ��رة على‬ ‫دم�شق‪ ،‬قات ��ل المت�شددون في "الجبه ��ة ال�شعبية –‬ ‫القيادة العامة" �ض ��د المتمردين في العا�صمة‪ ،‬مما‬ ‫�أدى بالقوى المناه�ضة للأ�سد �إلى �إ�ستهداف مخيم‬ ‫عجل بح ��دوث �أزمة �إن�سانية‬ ‫اليرم ��وك‪ ،‬الأمر الذي ّ‬ ‫خطي ��رة‪ .‬وقد ُقطعت �إم ��دادات الغذاء والدواء فيما‬ ‫فر� ��ض الجي� ��ش ال�س ��وري النظام ��ي ح�ص ��ار ًا عل ��ى‬ ‫المخيم ف ��ي تموز (يولي ��و) ‪ .2013‬وكانت الحكومة‬ ‫ق ��ادرة عل ��ى التفاو� ��ض عل ��ى وقف �إط�ل�اق نار‬ ‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪33‬‬


‫الم�شرق العربي‬ ‫سوريا ‪ -‬فلسطين‬

‫بعدما تبنّى النظام ال�سوري حماية و�إحت�ضان معظم ف�صائلها منذ �ستينات القرن الفائت‬

‫من يحمي المقاومة الفلسطينية‬ ‫بعد "الربيع العربي"؟‬ ‫بعدما وقعت م�صر �إتفاقية ال�صلح في "كامب دايفيد" مع �إ�سرائيل في ‪ 1978‬لج�أ معظم الف�صائل الفل�سطينية‬ ‫�إلى دم�شق طلب ًا للحماية والدعم‪ ،‬وعلى هذا الأ�سا�س �إ�ستطاع نظام الأ�سد‪ ،‬الأول والثاني‪ ،‬الإ�ستفادة من‬ ‫ه��ذا الوجود الفل�سطيني و�إ�ستخدام ورقته ليلعب دور ًا �إقليمي � ًا �إعتبره بع�ض المراقبين �أكثر من حجمه‪.‬‬ ‫ولك��ن جاءت الحرب الأهلي��ة في �سوريا لتق�سّ م المقاومة الفل�سطيني��ة ووالءاتها الأمر الذي عقّد خليط ًا‬ ‫من تحالفاتها العربية والدولية‪.‬‬ ‫دم�شق ‪ -‬محمد الحلبي‬ ‫الأزم ��ة ال�سوري ��ة الت ��ي دخل ��ت عامه ��ا‬ ‫الراب ��ع حمل ��ت مع�ض�ل�ات وخيم ��ة �إلى‬ ‫الفل�سطينيي ��ن في الأرا�ض ��ي الفل�سطيني ��ة المحتلة‬ ‫وفي مخيمات الالجئين في منطقة ال�شرق الأو�سط‪.‬‬ ‫نظ ��ر ًا �إل ��ى دور دم�ش ��ق التقلي ��دي ك ��راع لح ��ركات‬ ‫المقاوم ��ة الفل�سطيني ��ة وموطن لمئ ��ات الآالف من‬ ‫الالجئي ��ن‪ ،‬ف�إن القادة الفل�سطينيي ��ن �إنق�سموا بين‬ ‫الوالء للرئي�س ب�شار الأ�سد و�أعدائه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لقد قاتل الفل�سطينيون ف ��ي �سوريا نيابة عن كل من‬ ‫النظ ��ام و"الث ��وار"‪ .‬وع ّم ��ق ال�ص ��راع "الإ�سفين"‬ ‫الإيديولوج ��ي وال�سيا�س ��ي بي ��ن الفل�سطينيين وع ّقد‬ ‫خليط تحالفاتهم الدولي ��ة‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬فيما‬ ‫ُ�ش ّنت مع ��ارك مختلفة بالوكالة داخل مخيماتهم في‬ ‫ب�ل�اد ال�شام‪ ،‬يواجه الالجئ ��ون الفل�سطينيون هناك‬ ‫الآن �أزمة �إن�سانية خطيرة غير معلنة‪.‬‬

‫�سوريا والمقاومة الفل�سطينية‬ ‫الرواب ��ط التاريخي ��ة بي ��ن الح ��ركات الفل�سطيني ��ة‬ ‫المقاوم ��ة‪ ،‬والالجئين‪ ،‬والحكوم ��ة ال�سورية ع ّقدت‬ ‫المواقف الفل�سطينية تجاه الحرب الأهلية الطاحنة‬ ‫ف ��ي �سوري ��ا‪ .‬في الع ��ام ‪ ،1948‬ف� � ّر حوال ��ي ‪� 90‬ألف‬ ‫فل�سطيني �إل ��ى �سوريا كالجئين‪ .‬ومنذ ذلك الحين‪،‬‬ ‫و�صل ��ت مئات �آالف عدة �أخرى منه ��م و�إ�ستقروا في‬

‫‪32‬‬

‫العدد ‪� - 19‬أيار (مايو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫مخيمات كبيرة لالجئين مثل "مخيم اليرموك" في‬ ‫دم�شق‪.‬‬ ‫وكان ��ت �سوريا �أكثر من مج ��رد �ضيف لمجموعة من‬ ‫الالجئي ��ن ‪ --‬فقد رعت ودعم ��ت بن�شاط المقاومة‬ ‫الفل�سطيني ��ة �ض ��د �إ�سرائي ��ل‪ .‬كما قام ��ت الحكومة‬ ‫ال�سوري ��ة بت�سلي ��ح وتموي ��ل وحماي ��ة مختل ��ف فئات‬ ‫المقاوم ��ة الفل�سطيني ��ة ذات التوجه ��ات الي�ساري ��ة‬ ‫الت ��ي ت ��م ت�أ�سي�سها ف ��ي اليرم ��وك خ�ل�ال �ستينات‬ ‫القرن الفائ ��ت‪ .‬و�شملت من ه ��ذه الفئات منظمتان‬

‫كانت �سوريا �أكثر من مجرد‬ ‫�ضيف لمجموعة من الالجئين‬ ‫فقد رعت ودعمت بن�شاط المقاومة‬ ‫الفل�سطينية �ضد �إ�سرائيل‪ .‬كما قامت‬ ‫الحكومة ال�سورية بت�سليح وتمويل‬ ‫وحماية مختلف فئات المقاومة‬ ‫الفل�سطينية ذات التوجهات الي�سارية‬ ‫التي تم ت�أ�سي�سها في مخيم اليرموك‬ ‫خالل �ستينات القرن الفائت‬

‫وهما "الجبهة ال�شعبية لتحرير فل�سطين" (الجبهة‬ ‫ال�شعبي ��ة)‪ ،‬وهي جماعة مارك�سي ��ة لينينية ت�أ�س�ست‬ ‫في العام ‪ ،1967‬والجبهة ال�شعبية لتحرير فل�سطين‬ ‫القي ��ادة العامة (القيادة العام ��ة)‪ ،‬التي �أن�شئت في‬ ‫الع ��ام ‪ 1968‬بو�صفها مجموع ��ة من�شقة عن الجبهة‬ ‫ال�شعبي ��ة‪ ،‬كم ��ا دعم ��ت ف ��ي ما بع ��د حرك ��ة فتح ‪-‬‬ ‫الإنتفا�ض ��ة الت ��ي �إن�شقت ع ��ن حركة فتح ف ��ي �أيار‬ ‫(مايو) ‪.1983‬‬ ‫وقد م ّول نظام الأ�س ��د �أي�ضا الحركات الفل�سطينية‬ ‫الإ�سالمي ��ة‪ .‬فبع ��د ط ��رد ال�سلطات الأردني ��ة قيادة‬ ‫"حما� ��س" م ��ن عم ��ان ف ��ي الع ��ام ‪� ،1999‬أن�ش�أت‬ ‫المجموعة الفل�سطينية مكتبها ال�سيا�سي في دم�شق‪،‬‬ ‫وتلق ��ت �أ�سلحة وم�ساعدات مالية ودعم ًا �سيا�سي ًا من‬ ‫النظام ال�سوري‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كان ��ت هذه ال�شراك ��ة متناق�ضة عقائدي� �ا بالن�سبة �إلى‬ ‫نظ ��ام الأ�س ��د العلمان ��ي ال�ص ��ارم‪ .‬من المع ��روف �أن‬ ‫"حما�س" هي فرع من جماعة "الإخوان الم�سلمين"‪،‬‬ ‫الت ��ي �ش ��ن فرعها ف ��ي �سوري ��ا �إنتفا�ضة �ض ��د النظام‬ ‫ال�س ��وري من ‪� 1976‬إل ��ى ‪ .1982‬و�إنتهت االنتفا�ضة مع‬ ‫الهجوم ال ��ذي قاده النظ ��ام �ضد مدينة حم ��اه‪ ،‬ثالث‬ ‫�أكبر مدينة �سورية‪ ،‬التي كان ي�سيطر عليها المتمردون‬ ‫الإ�سالمي ��ون‪ ،‬حيث خ ّلف ع�ش ��رات الآالف من القتلى‬ ‫توح ��د المتمردين‬ ‫المدنيي ��ن‪ ،‬والذي ما زال ��ت ذكراه ّ‬ ‫الإ�سالميين للجه ��اد �ضد نظام الأ�س ��د‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫م ��ن هذا التاريخ الدموي‪ ،‬فقد لع ��ب دعم ب�شار الأ�سد‬


‫الم�شرق العربي ¶ �سوريا ‪ -‬فل�سطين‬ ‫ه� ��ش لجلب الم�ساعدات �إل ��ى اليرموك‪ ،‬ولكن في ‪2‬‬ ‫�آذار (مار�س)‪� ،‬أقحم ��ت الجماعة المتمردة "جبهة‬ ‫الن�صرة" التابعة لتنظيم القاعدة نف�سها‪ ،‬وفر�ضت‬ ‫ح�صاره ��ا الخا� ��ص‪ .‬عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أن الجبهة‬ ‫تحتفظ بدعم كبير ونفوذ بين الالجئين‪ ،‬فقد حقق‬ ‫"الجي� ��ش ال�سوري الحر" نجاحات في المنطقة مع‬ ‫�إ�ستمرار الح�صار‪.‬‬ ‫كال الجانبي ��ن في ال�صراع ال�س ��وري يتبنى الق�ضية‬ ‫الفل�سطينية ويتهم الآخر بخدمة م�صالح �إ�سرائيل‪.‬‬ ‫وي ّدع ��ي م�س�ؤول ��ون ف ��ي دم�ش ��ق �أن �إ�سرائي ��ل ترعى‬ ‫المتم ّردي ��ن لزعزعة �إ�ستقرار دول ��ة عربية م�ستعدة‬ ‫لمواجه ��ة ت ��ل �أبي ��ب‪ .‬بينم ��ا ينتق ��د المتم ��ردون‬ ‫الإ�سالمي ��ون‪ ،‬م ��ن جهته ��م‪ ،‬نظ ��ام الأ�س ��د لتهدئة‬ ‫الح ��دود ال�سوري ��ة م ��ع �إ�سرائي ��ل على م ��دى العقود‬ ‫الأربع ��ة الما�ضي ��ة وف�شل ��ه ف ��ي �إ�ستع ��ادة مرتفعات‬ ‫الج ��والن المحتل ��ة‪ .‬وق ��د ذك ��ر بع� ��ض العنا�صر في‬ ‫�صف ��وف المتمردي ��ن الإ�سالميي ��ن �أن نواياه ��م هو‬ ‫"تحرير" فل�سطي ��ن بعد "تحري ��ر" �سوريا ب�إ�سقاط‬ ‫النظام البعثي في دم�شق‪ ،‬ومع ذلك فعدم جاهزيتهم‬ ‫م ��ن حيث العدد والعتاد ال يم ّكنهم �أن ي�ش ّكلوا تحدي ًا‬ ‫حقيقي� � ًا لإ�سرائي ��ل‪ .‬وبالتال ��ي‪ ،‬ف� ��إن كال الجانبين‬ ‫يلع ��ب "الورق ��ة الفل�سطينية" لمهاجم ��ة الآخر فيما‬ ‫يتوجهون في الوقت عينه �صوب الإتجاهات القومية‬ ‫العربي ��ة والقومي ��ة الإ�سالمية على نط ��اق �أو�سع في‬ ‫منطقة ال�شرق الأو�سط‪.‬‬

‫تح ّول الرياح الجيو�سيا�سية‬ ‫فيما تدخل الأزم ��ة ال�سورية عامها الرابع‪ ،‬يمكن �أن‬ ‫تكون لتطور ال�صراع �آثار كبيرة على الفل�سطينيين‪.‬‬ ‫بعد غارات �إ�سرائيلي ��ة عدة على مواقع �إ�ستراتيجية‬ ‫في �سوريا‪ ،‬هدّد الأ�سد بالرد �ضد �إ�سرائيل‪ .‬في نهاية‬ ‫المط ��اف‪ ،‬بالنظر �إلى �أن الجي�ش ال�سوري غارق في‬ ‫م�ستنقع قتال المتمردين‪ ،‬ف�إنه من الم�شكوك فيه �أن‬ ‫دم�شق �س ��وف ت�شرع بحرب عربي ��ة �إ�سرائيلية‪ .‬ومع‬ ‫ذلك‪� ،‬إذا �أقدم الأ�سد على الردّ‪ ،‬ف�إن الفل�سطينيين‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص ًا �أولئك الذين يعي�شون في �إ�سرائيل ذاتها‪،‬‬ ‫�سيكون و�ضعهم على المحك‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫�إي ��ران هي �أي�ض ًا ت�ش ّكل عام�ل�ا م�ؤثرا‪ .‬عندما بردت‬ ‫عالق ��ة �إي ��ران و"حما�س" نتيج ��ة لتعار� ��ض الأدوار‬ ‫ف ��ي الأزمة ال�سورية‪ ،‬قطعت �إي ��ران دعمها للمنظمة‬ ‫الإ�سالمي ��ة الفل�سطيني ��ة وزادت م�ساعداته ��ا �إل ��ى‬ ‫"الجبه ��ة ال�شعبي ��ة" وحرك ��ة "الجه ��اد الإ�سالمي"‬ ‫ف ��ي فل�سطين‪ .‬على الرغم م ��ن �أن �إيران و"حما�س"‬ ‫ق ��د حققتا بع�ض التق ��ارب في �أواخ ��ر العام ‪،2013‬‬ ‫حيث وافقتا ف ��ي نهاية المطاف على �أن تختلفا على‬ ‫�سوري ��ا‪ ،‬فيبدو �أن دعم طهران المتجدد ل"حما�س"‬

‫الرئي�س الفل�سطيني محمود عبا�س‪ :‬بين مطرقة دم�شق والمعار�ضة‬

‫خالد م�شعل‪ :‬حمته دم�شق بعد �أحداث الأردن‬

‫كال الجانبين في ال�صراع ال�سوري‬ ‫يتبنى الق�ضية الفل�سطينية ويتهم‬ ‫ويدعي‬ ‫الآخر بخدمة م�صالح �إ�سرائيل‪ّ .‬‬ ‫م�س�ؤولون في دم�شق �أن �إ�سرائيل ترعى‬ ‫المتمردين لزعزعة �إ�ستقرار دولة‬ ‫ّ‬ ‫عربية م�ستعدة لمواجهة تل �أبيب‪.‬‬ ‫بينما ينتقد المتمردون الإ�سالميون‪ ،‬من‬ ‫جهتهم‪ ،‬نظام الأ�سد لتهدئة الحدود‬ ‫ال�سورية مع �إ�سرائيل على مدى العقود‬ ‫الأربعة الما�ضية وف�شله في �إ�ستعادة‬ ‫مرتفعات الجوالن المحتلة‬

‫ل ��م ي�أت على ح�س ��اب رعايتها للجماع ��ات الأخرى‪،‬‬ ‫والت ��ي كان ��ت على خ�ل�اف م ��ع "حما� ��س" ل�سنوات‬ ‫عديدة ب�سبب الخالفات ال�سيا�سية المختلفة‪ .‬ومنذ‬ ‫ان �أنه ��ت "حما� ��س" عالقتها مع نظ ��ام الأ�سد وخلع‬ ‫الجي�ش الم�ص ��ري حكومة "الإخوان الم�سلمين" في‬ ‫القاه ��رة‪ ،‬واجهت "حما�س" في غ ��زة �ضغط ًا كبير ًا‬ ‫للعث ��ور عل ��ى رع ��اة �أجانب م ��ن دون نتيج ��ة كبرى‪.‬‬ ‫�ضمن ه ��ذا ال�سياق ‪ ،‬كانت "حما� ��س" تحر�ص على‬ ‫ع ��دم �إ�ستعداء �إيران بت�ضييقه ��ا الخناق على حركة‬ ‫"الجه ��اد الإ�سالم ��ي" وغيره ��ا م ��ن الجماع ��ات‬ ‫الفل�سطينية في غزة التي �إنتهكت وقف �إطالق النار‬ ‫بي ��ن �إ�سرائيل و"حما� ��س"‪ .‬لذلك‪� ،‬أجب ��رت الأزمة‬ ‫ال�سورية "حما�س" على الإعتراف بالقوى ال�سيا�سية‬ ‫الأخرى في غزة نتيجة لل�ضغوط الإيرانية‪.‬‬ ‫م ��ن جه ��ة �أخ ��رى‪� ،‬إن �إق ��دام الجماع ��ات ال�سلفية‪،‬‬ ‫مثل "داع�ش" و"جبهة الن�ص ��رة"‪ ،‬على �إقامة �إمارة‬ ‫�إ�سالمي ��ة ف ��ي الواق ��ع في �أج ��زاء من �شم ��ال �سوريا‬ ‫قد �أر�سل ��ت �أ�صداء �إلى ال�ضف ��ة الغربية وقطاع غزة‬ ‫�أي�ض� � ًا‪ .‬ف ��ي كال المنطقتي ��ن‪ ،‬تح ��دت الجماع ��ات‬ ‫ال�سلفي ��ة الفل�سطيني ��ة �سلطة "فت ��ح" و"حما�س" في‬ ‫ط ��رق ع ��دة‪ ،‬بما في ذل ��ك �ش ��ن هجم ��ات �إرهابية‪.‬‬ ‫ال�سلفي ��ون ف ��ي غزة‪ ،‬ف ��ي الوقت عينه‪� ،‬ساف ��روا �إلى‬ ‫�سوريا للقتال الى جانب "داع�ش"‪ .‬ومع �إكت�ساب مثل‬ ‫هذه التيارات قوة �أكبر في �سيناء الم�صرية‪ ،‬ولبنان‪،‬‬ ‫وغرب العراق‪ ،‬ف�إن حلم تنظيم "القاعدة" في �إقامة‬ ‫�إمارة �إ�سالمية بال حدود في بالد ال�شام �سوف تبقى‬ ‫ت�ؤث ��ر في البيئة الإقليمية‪ .‬في ظل هذه الظروف‪ ،‬من‬ ‫المحتم ��ل �أن تُجبر "حما�س" على تحقيق توازن بين‬ ‫قي ��ادة الجهاد �ضد �إ�سرائي ��ل وفي الوقت عينه تقييد‬ ‫المجموع ��ات الأخ ��رى التي ت�سع ��ى �إل ��ى �سرقة لواء‬ ‫المقاومة فيما ت�شارك "حما�س" في مفاو�ضات وقف‬ ‫�إط�ل�اق النار مع ال�سلط ��ات الإ�سرائيلي ��ة وقريب ًا قد‬ ‫تن�ضم �إلى ال�سلطة الفل�سطينية‪.‬‬ ‫فيم ��ا يبدو �أنه لي� ��س هناك في الأف ��ق �أي حل قريب‬ ‫�سه ��ل للأزمة ال�سورية‪ ،‬ولي� ��س من المرجح �أن يكون‬ ‫هن ��اك �أي ح ��ل ف ��ي الم ��دى القري ��ب للإنق�سامات‬ ‫الداخلي ��ة الفل�سطيني ��ة رغ ��م الإنف ��اق الأخي ��ر بين‬ ‫"فتح" و"حما�س"‪ ،‬من المرجح �أن ي�ؤثر الإ�ستقطاب‬ ‫وال�ص ��راع ال�س ��وري ف ��ي ال�س ��كان الفل�سطينيين في‬ ‫الم�ستقب ��ل المنظ ��ور‪ .‬بطبيع ��ة الحال‪ ،‬ف ��ي حين �أن‬ ‫الفل�سطينيي ��ن العديمي الجن�سية لديه ��م قدرة �أقل‬ ‫عل ��ى الت�أثير ف ��ي الأحداث في �سوري ��ا بالمقارنة مع‬ ‫الق ��وى الإقليمي ��ة الكب ��رى التي ت�ش ��ارك بكثافة في‬ ‫ال�ص ��راع‪ ،‬ف� ��إن ما يقرب م ��ن جمي ��ع الفل�سطينيين‬ ‫يفهمون �أن الجئيه ��م هناك يواجهون مخاطر عالية‬ ‫جد ًا في �سوريا‬ ‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪35‬‬



The Best Brazilian Technology

Motrice Equipamentos e Processos Ltda is a Brazilian company specializing in process of food industry, especially in the heat treatment through equipment like Drum Dryer, Spray Dryer, Paddle Dryer, Fluidized Bed Systems, Lyophilisation and also type Tunnel forced air dryers. Motrice has a pilot plant in Curitiba, Brazil, with the possibility to provide the following services:

• Product development • Prototyping Product • Exploratory testing. • Support projects and supports the technical area of new lines And through its Innovation Centre, already serve and provide support in the development of processes for manufacturing flakes fruits, starches and modified gelatin, milk, flour, instant cereal flakes, dried yeast and others…

Equipment

Drum dryer is a suitable drying equipment for temperature sensitive products that present in liquid or paste form and that the drying occurs in a few seconds by forming a thin layer on the cylinder surface without causing oxidation in the product since this process does not no product contact with air.

For More information write to MOTRICE, R São Simão 36, P.O. Box: 82900-290, Curitiba, Paraná, Brazil, Phone: +5541-3366-7226 Or visit: www.motrice.com.br, or www.ippel.com.br Middle East & North Africa Agent: TERRASTONE FINANCE, Istanbul, Turkey For more Information visit: www.terrastonefinance.com


In Food Thermal Processing Motrice projects and manufactures heavy load equipment of high precision for the agribusiness and chemical industry. It works to innovate the conception of equipment focusing the commercial and production needs of the industry. As complemental services of processes engineering, Motrice makes available a research team with engineers dedicated to new concepts of products, besides a pilot plant for the development of processes and preparation of samples for market tests. Maintenance and technical support are also the focus of Motrice, which renders services of evaluation, recovery, reconditioning and modernization of complex machines, including from other suppliers.


‫الرك ��ود"‪ ،‬قال �أ�ست ��اذ العلوم ال�سيا�سي ��ة في جامعة‬ ‫الكويت �شفيق الغبرا‪.‬‬ ‫م�ضيف� � ًا‪" :‬كانت الدعوة �إلى الإ�صالح قوية وفي هذا‬ ‫ال�سي ��اق ت�سمع مفاج�آت‪ .‬فج� ��أة‪ ،‬ت�سمع عن �شريط‪،‬‬ ‫اليوم الثاني هن ��اك �شريط م�ضاد‪ ،‬في اليوم الثالث‬ ‫هن ��اك م�شكلة تتعل ��ق ب�أمر من المحكم ��ة على وجه‬ ‫الخ�صو�ص‪ ،‬اليوم الراب ��ع هناك مظاهرة تدعو �إلى‬ ‫الإ�صالح"‪.‬‬ ‫هف ��وة الحك ��م المفرو�ض عل ��ى ال�صحاف ��ة من قبل‬ ‫الديوان الأميري من غير المرجح �أن ي�شكل �سابقة‪،‬‬ ‫ي�ؤكد الغبرا‪.‬‬ ‫كان ��ت الرقابة الر�سمية عل ��ى المطبوعات والإعالم‬ ‫موج ��ودة في الثمانين ��ات‪ ،‬ي�شير‪ ،‬ولك ��ن ال�سيا�سات‬ ‫الإعالمية من ��ذ نهاية حرب الخلي ��ج كانت ليبرالية‬ ‫ج ��د ًا‪ ،‬بل �ص ��ارت �أكثر من ��ذ ظهور و�سائ ��ل الإعالم‬ ‫الإجتماعية‪.‬‬ ‫من جه ��ة �أخ ��رى �إن المواجهة الأخي ��رة لي�ست غير‬ ‫م�ألوفة في الكويت‪ ،‬والت ��ي �شهدت تغييرات متكررة‬ ‫ف ��ي البرلم ��ان‪ .‬كان ��ت هن ��اك �إحتجاج ��ات وا�سع ��ة‬ ‫النط ��اق بي ��ن عام ��ي ‪ 2011‬و‪ ،2012‬داعي ��ة ال ��ى‬ ‫�إ�ستقالة رئي�س ال ��وزراء ال�سابق ال�شيخ نا�صر محمد‬ ‫الأحمد ال�صباح‪ ،‬الذي تورط في ال�شريط المزعوم‪.‬‬ ‫وق ��د دفعت المظاهرات ف ��ي �أواخر العام ‪� 2011‬إلى‬ ‫�أبع ��د من ذل ��ك عندما ظهرت ف�ضيح ��ة الف�ساد �إلى‬ ‫العل ��ن والتي تورط فيها ‪ 16‬من �أ�صل ‪ 50‬من النواب‬ ‫الكويتيي ��ن‪ .‬ت ��م �إ�ستب ��دال ال�شي ��خ نا�صر ف ��ي نهاية‬ ‫المط ��اف في �شب ��اط (فبراي ��ر) ‪ 2012‬ودعا الأمير‬ ‫�إلى �إنتخابات جديدة‪.‬‬ ‫في الأي ��ام التي �أعقبت الجدل ح ��ول ال�شريط‪ ،‬دعا‬ ‫�إئتالف المعار�ضة الكويتية‪ ،‬الذي ي�ضم المجموعات‬ ‫ال�سيا�سي ��ة التي قاطع ��ت الإنتخاب ��ات الأخيرة‪� ،‬إلى‬ ‫برنام ��ج وطني للإ�صالح ال�سيا�س ��ي‪ .‬فهو ي�سعى �إلى‬ ‫نظ ��ام برلماني كام ��ل‪ ،‬وحكومة منتخب ��ة ال ير�أ�سها‬ ‫�أحد �أف ��راد الأ�سرة الحاكم ��ة‪ ،‬وت�شريعات لمكافحة‬ ‫الف�ساد‪ ،‬وتو�سيع نطاق الم�ساءلة‪.‬‬ ‫"ه ��ذا ب ��د�أ �أ�سا�س ًا وم�ستمر ًا من ��ذ العام ‪ ،2006‬مع‬ ‫التغيي ��رات المتك ��ررة للحكوم ��ة‪ ،‬وم ��ع ال�صراعات‬ ‫المتتابع ��ة بين البرلمان والحكومة"‪ ،‬يفيد غريغوري‬ ‫غ ��وز الثال ��ث‪ ،‬وه ��و زمي ��ل غي ��ر مقي ��م ف ��ي مركز‬ ‫"بروكنغز" في الدوحة‪.‬‬ ‫"لق ��د دعا الأمي ��ر الى �إجراء �إنتخاب ��ات مبكرة في‬ ‫كثير من الأحيان خالل تلك الفترة‪ .‬لقد كانت لدينا‬ ‫‪� 14‬أو ‪ 15‬حكوم ��ة و�إنتخابات ف ��ي ‪ 14‬عام ًا‪ ،‬و�أعتقد‬ ‫�أن ه ��ذا ه ��و مجرد ج ��زء م ��ن ال�سيا�س ��ة الكويتية‪.‬‬ ‫�إل ��ى �أن يكون هناك نوع من تغيي ��ر كبير في النظام‬ ‫الد�ست ��وري في الكوي ��ت‪ ،‬يبدو �أننا ف ��ي طريقنا �إلى‬

‫رئي�س الوزراء ال�سابق ال�شيخ نا�صر محمد الأحمد ال�صباح‪:‬‬ ‫متورط في الفيديو؟‬

‫رئي�س البرلمان ال�سابق جا�سم الخرافي‪:‬‬ ‫لماذا ورطوه؟‬

‫قد تكون الكويت قد تفوقت على‬ ‫�أقرانها في دول مجل�س التعاون‬ ‫الخليجي في الت�سامح من �أجل التنوع‬ ‫ال�سيا�سي والحرية ال�صحافية‪ ،‬ولكن‬ ‫مع �سعي جيرانها �إلى روابط �أقوى‪ ،‬هل‬ ‫يمكن ان تبقى م�ستقلة في قراراتها‬ ‫الداخلية لفترة طويلة؟ وبالتالي ما هو‬ ‫م�صير ال�صحافة فيها؟‬ ‫ه ��ذا النوع م ��ن ال�سيا�سة المتوقف ��ة"‪ ،‬على حد قول‬ ‫الغبرا‪.‬‬ ‫الكوي ��ت هو العم ��ود الفقري للدينامي ��ات ال�سيا�سية‬ ‫في مجل�س التعاون الخليجي‪ .‬وقد �شغل لفترة طويلة‬ ‫كو�سي ��ط في ح ��ل النزاع ��ات بي ��ن �أع�ض ��اء الكتلة‪،‬‬ ‫ويعتب ��ر الأمير ال�شيخ �صب ��اح الأحمد ال�صباح نف�سه‬

‫و�سيط ًا ماهر ًا‪.‬‬ ‫ولك ��ن ُينظر �إلى البالد �أي�ض ًا ب�أنها م�ستقلة �سيا�سي ًا‪،‬‬ ‫م ��ع مزيج م ��ن الإ�سالميي ��ن والليبراليي ��ن وال�شيعة‬ ‫والأح ��زاب ال�سيا�سية ال�سني ��ة وكذلك حزب البعث‪،‬‬ ‫وه ��و حزب م�أل ��وف في الع ��راق و�سوري ��ا ولكن غير‬ ‫عادي في منطقة الخليج‪.‬‬ ‫على المنح ��ى الآخ ��ر‪ ،‬ت�سببت الحمل ��ة الأخيرة في‬ ‫دول مجل�س التعاون الخليجي على جماعة "الإخوان‬ ‫الم�سلمي ��ن" الإنزع ��اج داخ ��ل �أع�ض ��اء الجماع ��ة‬ ‫الخا�ص ��ة في الكويت‪ ،‬الذين ه ��م " لي�سوا جزء ًا من‬ ‫�أي �شراكة �أو مجموعة دولية"‪ ،‬ح�سب ر�أي الغبرا‪.‬‬ ‫وت�ضغ ��ط دول مجل�س التعاون الخليجي �أي�ضا لتوقيع‬ ‫�إتفاق �أمني‪ ،‬وه ��ذه المرة في محاولة لتخفيف حدة‬ ‫التوتر مع قطر‪ ،‬ولكن الأح ��زاب ال�سيا�سية الكويتية‬ ‫في �إ�ستعرا� ��ض نادر للوحدة عار�ض ��ت مع ًا ت�صديق‬ ‫دولتهم على هذه الإتفاقية‪.‬‬ ‫وتنبع مخاوف ه ��ذه الأحزاب من بع�ض البنود‪ ،‬مثل‬ ‫الم ��ادة الثانية ف ��ي الإتفاقية الأمني ��ة‪ ،‬والتي ت�سمح‬ ‫لأع�ضاء مجل�س التعاون الخليجي بـ"مطاردة �أولئك‬ ‫الذي ��ن هم خ ��ارج القان ��ون �أو النظام"‪ .‬ل ��ذا يعتقد‬ ‫كثيرون من �أن الثقافة الكويتية الإنتقادية من �ش�أنها‬ ‫�أن ت�أت ��ي تحت المجهر الثقي ��ل �إذا �صودق على هذه‬ ‫الإتفاقية‪.‬‬ ‫م ��ن جهتهم "لقد �إنتق ��د الكويتيون كثي ��ر ًا الحكومة‬ ‫وبع�ض� � ًا من �أع�ضاء الأ�سرة الحاكمة"‪ ،‬يقول الغبرا‪.‬‬ ‫"هذا هو مجتمع تع َّود على التعبير عن نف�سه"‪.‬‬ ‫والأم ��ر الآن �أمام مجل�س الأم ��ة (البرلمان)‪ ،‬الذي‬ ‫من المقرر �أن يناق�ش ما �إذا كانت الإتفاقية الأمنية‬ ‫تتوافق د�ستوري ًا مع الكويت‪.‬‬ ‫لق ��د �أدت ال�سيا�س ��ة المتباين ��ة للحكوم ��ة �إلى غياب‬ ‫الإ�صالح المالي داخل الدولة‪ ،‬وكثير ًا ما يلقى عليها‬ ‫باللوم ب�سبب �إنخفا�ض م�ستويات الإ�ستثمار الأجنبي‬ ‫المبا�ش ��ر‪� .‬إحتل ��ت لكويت المرتب ��ة ‪ 104‬على م�ؤ�شر‬ ‫�سهولة ممار�سة الأعمال للبنك الدولي للعام ‪،2013‬‬ ‫وهو �أدنى م�ستوى في دول مجل�س التعاون الخليجي‪.‬‬ ‫" ل ��ن �أقول �أن �شريط م�ؤام ��رة الإنقالب هو دليل‬ ‫عل ��ى �أن الكويتيين‪� ،‬إذا كنت �أود القول‪� ،‬سي�صبحون‬ ‫�أكث ��ر تحفظ ًا �سيا�سي ًا"‪ ،‬يقول غوز‪ .‬م�ضيف ًا‪�" :‬أعتقد‬ ‫�أن الأم ��ر له عالقة م ��ع الديناميات الداخلية لأ�سرة‬ ‫�آل ال�صباح"‪.‬‬ ‫قد تك ��ون الكويت ق ��د تفوقت عل ��ى �أقرانها في دول‬ ‫مجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي ف ��ي الت�سامح م ��ن �أجل‬ ‫التن ��وع ال�سيا�س ��ي والحري ��ة ال�صحافي ��ة‪ ،‬ولكن مع‬ ‫�سع ��ي جيرانه ��ا �إل ��ى رواب ��ط �أق ��وى‪ ،‬ه ��ل يمكن ان‬ ‫تبق ��ى م�ستقلة في قراراته ��ا الداخلية لفترة طويلة؟‬ ‫وبالتالي ما هو م�صير ال�صحافة فيها؟‬ ‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪39‬‬


‫الخليج العربي‬ ‫الكويت‬

‫بعد منع �صدور �صحيفتين لأ�سبوعين لتطرقهما �إلى ق�صة �شريط فيديو مزعوم‬

‫الكويت‪ :‬السياسيون يريدون‬ ‫إسكات الصحافة ألنها "تفضحهم"!‬ ‫عرفت ال�صحافة الكويتية منذ زمن ب�إ�ستقالليتها وليبراليتها خ�صو�ص ًا بين �أقرانها في دول مجل�س التعاون‬ ‫الخليج��ي الأمر الذي جعلها مو�ضع �إ�شادة‪ ،‬ورغ��م ذلك كانت العملية ال�سيا�سية في البالد غالب ًا متقلبة‪.‬‬ ‫ولكن هل �أن الأمور في طور التغيير؟‬ ‫الكويت ‪� -‬أحمد �شليبا‬ ‫تلقت و�سائل الإعالم في الكويت �ضربة‬ ‫نادرة على المفا�صل في ال�شهر الفائت‪.‬‬ ‫�شريط فيديو مزعوم‪ُ ،‬يظهر بع�ض كبار الم�س�ؤولين‬ ‫ّ‬ ‫"يخطط ��ون لإنقالب"‪ ،‬ت�سب ��ب بالكثير‬ ‫ال�سابقين‬ ‫م ��ن الج ��دل‪ ،‬مم ��ا �أ ّدى �إل ��ى التعتي ��م ف ��ي نهاي ��ة‬ ‫المط ��اف على هذه الم�س�ألة ومن ��ع الكتابة عنها �أو‬ ‫التط ��رق �إليها‪ .‬وق ��د �أغلقت �صحيفت ��ان ت�صدران‬ ‫باللغ ��ة العربي ��ة‪" ،‬الوط ��ن" و"العال ��م الي ��وم"‪،‬‬ ‫لتناولهم ��ا مو�ضوع م�ؤامرة �إنق�ل�اب الفيديو‪ ،‬لمدة‬ ‫�أ�سبوعي ��ن بن ��اء على �أم ��ر من محكم ��ة كويتية في‬ ‫ال�شهر الما�ضي‪.‬‬ ‫التفا�صيل غير وا�ضح ��ة‪ ،‬ولكن وزير الطاقة ال�سابق‬ ‫ال�شيخ �أحمد الفهد ال�صباح‪ ،‬الذي يمتلك ال�شريط‪،‬‬ ‫�ص ��رح لل�صحيف ��ة المحلية التي ت�ص ��در بالإنكليزية‬ ‫"كويت تايمز" ب�أنه مرتبط بـ"عائلة برلمانية محلية‬ ‫(حاكمة)‪ ،‬وق�ضايا مالية و�إقليمية"‪ ،‬و�أنه تعاطى مع‬ ‫الأمر "وفق ًا لواجباتي الوطنية"‪.‬‬ ‫ال ُيع ��رف الكثير ع ��ن الطبيع ��ة الدقيق ��ة لل�شريط‪،‬‬ ‫ولم ��اذا ال�شي ��خ �أحم ��د يملك ��ه‪� ،‬أو بال�ضب ��ط كي ��ف‬ ‫"تعامل" �أو "تعاطى" مع الق�ضية‪ .‬ولكن �أحد النواب‬ ‫عل ��ي الرا�شد و�ص ��ف ال�شريط بان ��ه "خطر حقيقي‬ ‫على البالد"‪ ،‬وفق ًا لل�صحيفة‪.‬‬ ‫و�شريط الفيديو المزعوم‪ ،‬الذي ي�ضم رئي�س الوزراء‬ ‫ال�سابق ال�شيخ نا�صر محمد الأحمد ال�صباح ورئي�س‬ ‫البرلم ��ان ال�سابق جا�سم الخراف ��ي‪ ،‬يزعم على �أنه‬ ‫يحتوي بع� ��ض "المعامالت المالية الم�شبوهة للغاية‬

‫‪38‬‬

‫العدد ‪� - 19‬أيار (مايو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫ال�شيخ �صباح الأحمد ال�صباح‪:‬‬ ‫و�سيط ماهر‬

‫وزير الطاقة ال�سابق ال�شيخ �أحمد الفهد ال�صباح‪:‬‬ ‫لماذا يملك ال�شريط؟‬

‫ومثل عليا �سيا�سية خطرة للغاية"‪ ،‬وفق ًا للرا�شد‪.‬‬ ‫وق ��د خ ��رج ال�شريط �إل ��ى العلن عندم ��ا ك�شف �أحد‬ ‫م�ستخدم ��ي "تويت ��ر" حيازة ال�شي ��خ �أحمد ال�شريط‬ ‫"قب ��ل �أ�سابيع ع ��دة"‪ ،‬الأمر ال ��ذي �أدى �إلى �إلقاء‬ ‫القب� ��ض عليه والتحقيق مع ��ه والإفراج عنه في وقت‬ ‫الحق‪ ،‬وفق ًا لل�صحيفة‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن ��ه ال �صح ��ة ال�شريط الفعلي ��ة‪ ،‬وال من �أين‬ ‫جاء‪ ،‬وال محتواه الكامل تبدو وا�ضحة‪ ،‬ولكن "كويت‬ ‫تايم ��ز" نقلت عن ال�شيخ �أحمد مرة �أخرى معلومات‬ ‫تفيد ب�أن ��ه حذر رئي�س ال ��وزراء ال�شيخ جابر مبارك‬ ‫ال�صباح ب� ��أن "الأعداء كانوا �أقوي ��اء جدا"‪ ،‬عندما‬ ‫�سلمه ال�شريط‪.‬‬ ‫�إن حكاية الم�ؤامرة هذه‪ ،‬والخداع والف�ساد‪ ،‬هي من‬ ‫�سمات ال�سيا�سة الكويتية‪ ،‬التي كانت تاريخي ًا واحدة‬ ‫م ��ن البيئ ��ات البرلماني ��ة وال�سيا�سي ��ة الأكث ��ر تقلب ًا‬

‫في المنطق ��ة‪ ،‬وقد غذتها �صحاف ��ة منفتحة وناقدة‬ ‫محرجة على حد �سواء‪.‬‬ ‫الد�ست ��ور الكويت ��ي ال ��ذي ُو�ض ��ع في الع ��ام ‪- 1962‬‬ ‫و�أعي ��د ف ��ي الع ��ام ‪ 1992‬بع ��د تحري ��ر الدول ��ة من‬ ‫الق ��وات العراقية ف ��ي نهاية حرب الخلي ��ج الأولى ‪-‬‬ ‫ي�ضم ��ن حرية التعبي ��ر‪ ،‬وي�سمح بحري ��ة ال�صحافة‪،‬‬ ‫م ��ع تحذير وحيد‪ :‬ممنوع �إنتق ��اد الأمير‪ .‬ومع ذلك ‪،‬‬ ‫لم تكن الحريات المدنية دائم ًا م�ضمونة في الكويت‬ ‫وال�صراع بي ��ن عائلة �آل ال�صب ��اح الحاكمة‪ ،‬وبع�ض‬ ‫من �أع�ضائها وزراء في الحكومة‪ ،‬والبرلمان ال يزال‬ ‫م�ستمر ًا‪.‬‬ ‫"هن ��اك الكثير م ��ن ال�صراع بين الق ��وى ال�سيا�سية‬ ‫في البرلم ��ان و ال�سلطة التنفيذي ��ة‪ ،‬البيروقراطية‪.‬‬ ‫ق ��درةة الب�ل�اد عل ��ى الإنجاز م ��ن حي ��ث الخدمات‬ ‫الطبي ��ة و التعليمي ��ة ق ��د ت�أث ��ر ت م ��ن خ�ل�ال ه ��ذا‬


‫فندق والدوف �أ�ستوريا في ر�أ�س الخيمة‪ :‬الأول في الإمارات‬

‫الثاني ��ة‪ ،‬حي ��ث تجذبه ��م ال�شواط ��ئ‪ ،‬والم�شاه ��د‬ ‫الطبيعية‪ ،‬والفنادق والمنتجعات الفخمة التي بد�أت‬ ‫تنت�ش ��ر عل ��ى ال�ساح ��ل‪ .‬ويم ّثل الزوار م ��ن الإمارات‬ ‫العربي ��ة المتحدة و�ألمانيا ورو�سيا ثلثي جميع الزوار‬ ‫�إلى الإمارة‪.‬‬ ‫م ��ن الوا�ض ��ح �أن ه ��ذا الأمر ي�ش ��كل حال ��ة �إيجابية‬ ‫ل�ش� ��ؤون �ستيف ��ن راي� ��س‪ ،‬ال ��ذي �أ�صب ��ح ف ��ي �آذار‬ ‫(مار�س) الفائ ��ت الرئي�س التنفي ��ذي ل"هيئة ر�أ�س‬ ‫الخيم ��ة لتنمي ��ة ال�سياح ��ة"‪ ،‬وه ��ي هيئ ��ة حكومية‪.‬‬ ‫وتب ��دو �أه ��داف واليته طموحة ‪ -‬ف ��ي غ�ضون خم�س‬ ‫�سن ��وات تهدف الهيئة �إلى تنمي ��ة م�ساهمة ال�سياحة‬ ‫ف ��ي الناتج المحلي الإجمالي �إلى ما يقرب من ِع�شر‬ ‫مجموع الناتج الإقت�صادي في الإمارة‪.‬‬ ‫قدمي – �إن ر�أ�س الخيمة‬ ‫"�أعتقد �أني هبطت على ّ‬ ‫رائع ��ة"‪ ،‬يق ��ول راي�س‪ .‬بينما يمك ��ن توقع مثل هذا‬ ‫الحما� ��س ل ��دى مدي ��ر للأعم ��ال بع ��د �أ�سابيع فقط‬ ‫ف ��ي وظيف ��ة جديدة‪ ،‬ف� ��إن الإيرلن ��دي حري�ص على‬ ‫الإ�ستفادة من �إمكان ��ات يعتقد �أنها غير م�ستغلة في‬ ‫الإمارة‪ ،‬والتي �ستكون موا�ضيع رئي�سية لإ�ستراتيجية‬ ‫"هيئة ر�أ�س الخيم ��ة لتنمية ال�سياحة" لرفع الوعي‬ ‫بي ��ن الم�ستثمري ��ن ف ��ي الخ ��ارج وتطوي ��ر �صناع ��ة‬ ‫ال�سياحة المحلية‪.‬‬ ‫ي�ضي ��ف‪" :‬جئ ��ت لأول م ��رة ف ��ي �آب (�أغ�سط� ��س)‬ ‫الما�ض ��ي قب ��ل �أن �أح�صل عل ��ى الوظيف ��ة‪ ،‬وق�ضيت‬ ‫ب�ضع ��ة �أي ��ام ف ��ي محاولة للح�ص ��ول عل ��ى �شعور ما‬ ‫بالن�سبة �إل ��ى المق ّومات ال�سياحية في ر�أ�س الخيمة‪.‬‬ ‫ول ��م يدم الأمر طوي ًال‪ ،‬فبع ��د ‪� 48‬ساعة تم �إقتناعي‬

‫كلي ًا ب�أهميتها"‪.‬‬ ‫ي ��رث راي�س منتوج ًا غالبيت ��ه ال�ساحقة جيدة ولو �أن‬ ‫بع�ض ��ه ما زال في و�ض ��ع جنيني ن�سبي� � ًا‪ .‬فهو يعتمد‬ ‫كثي ��ر ًا على الأ�صول الطبيعي ��ة‪ ،‬ويعتقد ب�أن المناظر‬ ‫الطبيعي ��ة ال�صحراوية لر�أ�س الخيم ��ة غير م�سبوقة‬ ‫ف ��ي دولة الإمارات العربية المتح ��دة‪ .‬جبالها‪ ،‬وهي‬ ‫جزء من �سل�سلة جبال حج ��ار الم�شتركة مع �سلطنة‬ ‫عم ��ان‪ ،‬ترتفع �إل ��ى ‪ 2,000‬متر في بع� ��ض الأماكن‪.‬‬ ‫وهن ��اك مواق ��ع �أثري ��ة عمره ��ا ‪ 5,000‬ع ��ام عملي ًا‬ ‫غير م�ستك�شفة‪ .‬وهناك خي ��ار متزايد من الفنادق‪.‬‬ ‫�إنها ق�صة منع�ش ��ة على الرغم من �أن �شركة طيران‬ ‫ر�أ� ��س الخيمة‪ ،‬الناقلة ال�سابق ��ة للإمارة‪ ،‬قد �أقفلت‬

‫المنطقة الحرة في ر�أ�س الخيمة‪،‬‬ ‫التي �أُن�شئت لجذب الإ�ستثمار‬ ‫الأجنبي‪ ،‬تزدهر فيما الآالف من‬ ‫ال�شركات من جميع �أنحاء العالم‬ ‫ت�سعى �إلى بديل �أرخ�ص من دبي‪.‬‬ ‫وفق ًا لإدارتها‪ ،‬ف�إن ت�سجيل ال�شركات‬ ‫الجديدة وتجديد التراخي�ص‬ ‫يرتفع عددهما ب�شكل مذهل‬

‫�أبوابها حيث ف�شل ��ت في مواجهة الأ�سعار المخف�ضة‬ ‫ل�شرك ��ة العربي ��ة للطي ��ران‪ ،‬ومقره ��ا ف ��ي ال�شارقة‬ ‫القريب ��ة‪ ،‬والت ��ي تح ّول ��ت الآن �إلى الناق ��ل الر�سمي‬ ‫لر�أ� ��س الخيم ��ة‪ ،‬و�ستب ��د�أ قريب ًا رح�ل�ات جوية من‬ ‫مطار الإم ��ارة �إلى نقاط في جمي ��ع �أنحاء المنطقة‬ ‫وخارجها‪.‬‬ ‫وفق ًا للرئي� ��س التنفيذي لهيئة ر�أ� ��س الخيمة لتنمية‬ ‫ال�سياح ��ة‪ ،‬لقد �إرتفعت �أع ��داد الزوار �إل ��ى الإمارة‬ ‫‪ 49‬ف ��ي المئ ��ة بي ��ن عام ��ي ‪ 2011‬و‪ ،2013‬في حين‬ ‫زادت الإي ��رادات العام ��ة للفن ��ادق ‪ 30‬ف ��ي المئ ��ة‪.‬‬ ‫وقد �أدرك ��ت العالمات الفندقي ��ة العالمية �إمكانات‬ ‫الإم ��ارة ال�سياحي ��ة وعملت على الإ�ستف ��ادة منها ‪-‬‬ ‫بي ��ن �آب (�أغ�سط� ��س) ‪ 2013‬و نهاية الربع الأول من‬ ‫الع ��ام ‪ 2014‬فق ��د وفرت لل�س ��وق ‪ 56‬ف ��ي المئة من‬ ‫الغرف الإ�ضافية‪ ،‬مع التركيز على جزيرة المرجان‬ ‫المترفة كنقطة محورية في التنمية‪ .‬ويالحظ راي�س‬ ‫ب� ��أن الفنادق في الإمارة "تبلي بالء ح�سن ًا من حيث‬ ‫الإ�شغ ��ال"‪ .‬مو�ضح� � ًا ب�أنه "لدين ��ا العديد من غرف‬ ‫الفن ��ادق الفارغة لملئه ��ا ولكن لدينا �أي�ض� � ًا الكثير‬ ‫م ��ن العم ��ل والإ�ستك�ش ��اف لتطوي ��ر �سب ��ل الأعمال‬ ‫والت�سويق"‪.‬‬ ‫من المتوق ��ع �أن يكون ‪ 2014‬عام ًا مزدحم ًا بالن�سبة‬ ‫�إل ��ى هيئة ر�أ� ��س الخيم ��ة لتنمي ��ة ال�سياح ��ة‪ ،‬والتي‬ ‫و�سعت �أخي ��ر ًا فريق تطوير الأعم ��ال للم�ساعدة في‬ ‫دف ��ع النمو‪ .‬ويق ��ول راي�س �أن ��ه �سيكون الع ��ام الذي‬ ‫�سي�شه ��د �إنطالق �إ�ستراتيجي ��ة ال�سياحة في الإمارة‬ ‫على قدم و�ساق‪ .‬و�سيتركز الإهتمام على الثروة‬ ‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪41‬‬


‫ر�أ�س الخيمة‪ :‬نجمة الإمارات ال�شمالية‬

‫الخليج العربي‬ ‫إمارة رأس الخيمة‬

‫نجمة ال�شمال في الإمارات بد�أت ت�سطع‬

‫رأس الخيمة تنتظر‬ ‫ربيعها اآلتي من السياحة!‬ ‫ال في ظل �أخواتها الإمارات ال�ست تحاول ر�أ�س الخيمة ت�أ�سي�س �إقت�صاد قوي ال �سيما‬ ‫بعدم��ا عا�شت طوي ً‬ ‫و�أن ال نف��ط في �أرا�ضيها‪ .‬ويب��دو �أن �إ�ستراتيجية ال�سياحة التي �إعتمدته��ا �إنطلقت بنجاح لت�ساهم ب�شكل‬ ‫�أكبر في �إقت�صادها‪ ،‬كما يقول الم�س�ؤول عن ال�سياحة الذي عُ يّن �أخيراً‪.‬‬ ‫ر�أ�س الخيمة – عمار الحالق‬ ‫قد ال تك ��ون ر�أ�س الخيمة عمالق ًا نائم ًا‪،‬‬ ‫ولك ��ن بالت�أكي ��د لديه ��ا ربي ��ع � ٍآت‪ .‬م ��ع‬ ‫�إن�شغاله ��ا ببن ��اء �أ�س�س �إقت�صادية ف ��ي غياب النفط‬ ‫حيث نم ��ت طوي ًال في ظ�ل�ال جيرانه ��ا الأكثر ثراء‬ ‫ف ��ي الإتح ��اد‪ ،‬ف� ��إن الإم ��ارة الت ��ي تقع ف ��ي �أق�صى‬ ‫ال�شم ��ال من الإمارات تكت�سب بب ��طء الزخم والثقة‬ ‫والإعتراف العالمي‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫المنطق ��ة الح ��رة في ر�أ� ��س الخيم ��ة‪ ،‬الت ��ي �أن�شئت‬

‫‪40‬‬

‫العدد ‪� - 19‬أيار (مايو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫لج ��ذب الإ�ستثم ��ار الأجنب ��ي‪ ،‬تزدهر فيم ��ا الآالف‬ ‫م ��ن ال�ش ��ركات من جميع �أنح ��اء العال ��م ت�سعى �إلى‬ ‫بدي ��ل �أرخ�ص من دبي‪ .‬وفق� � ًا لإدارتها‪ ،‬ف�إن ت�سجيل‬ ‫ال�ش ��ركات الجدي ��دة وتجدي ��د التراخي� ��ص يرتف ��ع‬ ‫عددهما ب�ش ��كل مذه ��ل‪ .‬و�أ�صبحت البني ��ة التحتية‬ ‫الحديث ��ة م ��ن الأولوي ��ات لدع ��م النم ��و الم�ستقبلي‬ ‫في الإم ��ارة‪ .‬وقد جذب ��ت المناق�صت ��ان الأخيرتان‬ ‫لم�شروعي ��ن كبيرين للمياه والطاق ��ة‪ ،‬والم�ص َّم َمين‬ ‫لتلبي ��ة الطل ��ب المحل ��ي المتزاي ��د ب�سرع ��ة‪116 ،‬‬ ‫�شرك ��ة من ‪ 15‬بلد ًا‪ .‬ف ��ي نهاية المط ��اف‪� ،‬إن �شبكة‬

‫ال�سكك الحديدية الوطنية في الإمارات‪ ،‬التي بد�أت‬ ‫مراحله ��ا الأول ��ى ف ��ي �أبوظب ��ي‪� ،‬سوف تق ��وم بربط‬ ‫ر�أ� ��س الخيمة �إلى بقية الب�ل�اد‪ ،‬و�أ�سواق دول مجل�س‬ ‫التعاون الخليجي‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى ب ��رزت ر�أ�س الخيمة �أي�ض ًا بقوة على‬ ‫"رادار" ال�سياحة‪ ،‬لي� ��س فقط من التدفق الم�ستمر‬ ‫للوافدي ��ن وال�س ��كان المحليي ��ن الذي ��ن يهربون من‬ ‫"عجقة" و�ضغط الحياة في دبي في نهاية كل �أ�سبوع‬ ‫لبع� ��ض الراحة‪ ،‬ف� ��إن ال�سياح الألم ��ان ي�شكلون نحو‬ ‫خم�س جميع ال ��زوار‪ ،‬مع حلول الرو� ��س في المرتبة‬


‫الخليج العربي ¶ �إمارة ر�أ�س الخيمة‬ ‫الطبيعية ‪ -‬توقع كتيبات ل ّماعة ومواقع �إلكترونية من‬ ‫منظمي الرحالت ال�سياحية في الأ�سواق الم�ستهدفة‬ ‫الت ��ي �ستك ��ون مزينة ب�صور م ��ن الم�شاه ��د الوعرة‬ ‫وال�شواطئ المت�ألقة التي تدعو �إلى المغامرة‪.‬‬ ‫"�إنها كلي�شيهات ولك ��ن الف�ضاء هو الحد"‪ ،‬يقول‪.‬‬ ‫وي�شير �إلى �أن الهيئة تريد جذب المزيد من الزوار‬ ‫م ��ن دول الخلي ��ج المج ��اورة‪ ،‬وال�ضغ ��ط �أكثر على‬ ‫ال�س ��وق البريطانية التي تمثل حالي ًا رابع �أكبر عدد‬ ‫م ��ن الزوار الوافدين‪ .‬الأ�س ��واق النا�شئة مثل الهند‬ ‫وال�صين‪ ،‬ف�ض ًال عن �إيطاليا والدول الإ�سكندينافية‬ ‫ودول "البينيلوك�س" هي �أ�سواق جذابة لهيئة تنمية‬ ‫ال�سياحة في ر�أ� ��س الخيمة‪ ،‬في حين ي�ضيف راي�س‬ ‫�إل ��ى �أن الإم ��ارة تتطل ��ع �أي�ض� � ًا �إلى تطوي ��ر �سياحة‬ ‫المعار� ��ض وم�ؤتم ��رات الأعم ��ال هذا الع ��ام‪ .‬وهو‬ ‫يعتق ��د ب� ��أن زوال �شركة طيران ر�أ� ��س الخيمة‪� ،‬إذا‬ ‫كان �أي �ش ��يء‪� ،‬سي�ساعد �أي�ض ًا عل ��ى تطوير �أ�سواق‬ ‫جديدة‪.‬‬ ‫"�س ��وف ت�س ِّي ��ر العربية للطيران وتفتت ��ح الكثير من‬ ‫الخط ��وط مبا�ش ��رة م ��ن ر�أ� ��س الخيمة‪ .‬ف ��ي نهاية‬ ‫المطاف من �ش�أن ذلك �أن يعطي مطار ر�أ�س الخيمة‬ ‫ربط ًا �أف�ضل مما كان الحال �سابق ًا مع �شركة طيران‬ ‫ر�أ�س الخيمة"‪ ،‬ح�سب راي�س‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغم م ��ن ذلك‪ ،‬ف� ��إن الغالبي ��ة العظمى من‬ ‫الزوار �إلى الإم ��ارة ال يزال يمر عبر دبي ومطارها‪.‬‬ ‫�إن وج ��ود �أكبر مدينة في الإمارات العربية المتحدة‬ ‫تل ��وح ف ��ي الأفق والت ��ي تعتبر المغناطي� ��س التجاري‬ ‫وال�سياحي الدول ��ي‪ ،‬مع بنية تحتية عالمية الم�ستوى‬ ‫وخي ��ارات للترفي ��ه وتج ��ارة التجزئة متع ��ددة‪ ،‬من‬ ‫ال�صع ��ب تجاهله ��ا وي�ستحيل �أن تتناف� ��س معها‪ .‬مع‬ ‫ذل ��ك‪ ،‬يعتقد راي� ��س �أن ر�أ�س الخيم ��ة لح�سن الحظ‬ ‫يمكنها �أن تتعاي�ش مع جارتها وتك ّملها‪ ،‬و لي�س مجرد‬ ‫وجود �إ�ضافي عليها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫"نحن نريد ان نعمل مع دبي‪ ،‬وخ�صو�صا مع "�إيك�سبو‬ ‫‪ "2020‬المقبل‪ .‬وكجزء من �إتحاد الإمارات العربية‬ ‫المتحدة هناك بالطبع بع�ض الأهداف الم�شتركة"‪،‬‬ ‫يق ��ول راي� ��س‪" .‬نحن نري ��د الم�ساعدة ف ��ي تح�سين‬ ‫ال�سياحة ف ��ي الإمارات وتو�سيع نط ��اق الفر�ص التي‬ ‫يمكن �أن يتوقعها الزوار"‪.‬‬ ‫"ولك ��ن‪ ،‬عل ��ى قدم الم�س ��اواة‪ ،‬علين ��ا �أن ندافع عن‬ ‫هويتن ��ا وما نحن عليه"‪ ،‬ي�صر راي�س‪" .‬نحن ال نزال‬ ‫ن�ش ّكل �أحد الأ�سرار المتبقية‪ ،‬ولكننا نعمل جاهدين‬ ‫على تلميع و�صقل العالم ��ة التجارية لر�أ�س الخيمة‪،‬‬ ‫و�إن�شاء الأمور التفا�ضلية"‪.‬‬ ‫ويت�س ��اءل‪" :‬ما ه ��ي �شخ�صيتنا؟ نح ��ن نقدم عطلة‬ ‫ال�شاط ��ئ بجودة عالية ج ��د ًا وب�أ�سع ��ار بين ‪ 40‬و‪50‬‬ ‫ف ��ي المئة �أرخ�ص من دب ��ي‪ .‬نحن ل�سنا جهة �سياحة‬

‫حاكم ر�أ�س الخيمة ال�شيخ �سعود بن �صقر القا�سمي‪:‬‬ ‫ي�ؤ�س�س لإقت�صاد بعيد من النفط‬

‫�ستيفن راي�س‪� :‬إقتنع بمعطيات الإمارة‬ ‫ال�سياحية في ‪� 48‬ساعة‬

‫الموازن ��ة (‪ ،)budget destination‬ولكنن ��ا جهة‬ ‫لها قيمة جيدة"‪ ،‬ي�ضيف‪.‬‬ ‫الآن ت�أمل هيئة ر�أ�س الخيمة لتنمية ال�سياحة التركيز‬ ‫على الإ�ستف ��ادة من المواقع التاريخية الغنية لإقليم‬ ‫كان معروف� � ًا ف ��ي ال�سابق في جمي ��ع �أنحاء المنطقة‬

‫�أدركت العالمات الفندقية‬ ‫العالمية �إمكانات ر�أ�س الخيمة‬ ‫ال�سياحية وعملت على الإ�ستفادة‬ ‫منها ‪ -‬بين �آب (�أغ�سط�س) ‪2013‬‬ ‫ونهاية الربع الأول من العام ‪ 2014‬فقد‬ ‫وفرت لل�سوق ‪ 56‬في المئة من الغرف‬ ‫الإ�ضافية‪ ،‬مع التركيز على جزيرة‬ ‫المرجان المترفة كنقطة محورية‬ ‫في التنمية‬

‫ب�إ�سم "جلفار"‪.‬‬ ‫وي�شرح راي�س‪" :‬لدينا مواقع �أثرية يعود تاريخها �إلى‬ ‫‪� 5,000‬سنة‪ .‬الكثير من النا�س ال يعرفون ذلك‪ .‬لقد‬ ‫بد�أت عملية �إ�شراك منظمة "اليوني�سكو" للنظر في‬ ‫�إعتبارن ��ا مركز ت ��راث‪ .‬بو�ضوح لدين ��ا طريق طويل‬ ‫للح�صول على هذا الو�ضع‪ ،‬ولكن �أعتقد ان لدينا ما‬ ‫يكف ��ي من ق�ص� ��ص ت�ستحق �أن ت ��روى"‪ .‬الو�ضع من‬ ‫قب ��ل "اليون�سك ��و" بالت�أكيد �سي�ضيف مج ��د ًا ثقافي ًا‬ ‫ومتنوع� � ًا لط ��رح وت�سويق الوجهة‪ ،‬وم ��ن المرجح �أن‬ ‫ي�ساعد على �إقناع العالم ��ات الفندقية العالمية ب�أن‬ ‫قرارها كان منا�سب ًا للإ�ستثمار في ر�أ�س الخيمة"‪.‬‬ ‫"الم�ستثم ��ر �سوف ينظر �إلى النمو في عدد الزوار‪،‬‬ ‫والذي ه ��و �صحي‪ ،‬والعالم ��ات التجاري ��ة الفندقية‬ ‫الدولية ه ��ي هنا بالفع ��ل‪ ،‬وتطوير البني ��ة التحتية‪،‬‬ ‫كما تطوير العالم ��ة التجارية للوجهة‪ ،‬نعمل عليهما‬ ‫م ��ن الآن ف�صاعد ًا‪� ،‬إ�ضافة �إل ��ى خطط �أو�سع نطاق ًا‬ ‫لدينا للوجهة‪ ،‬والتي �أي�ض ًا نعمل عليها‪ .‬الم�ستثمرون‬ ‫يبحث ��ون عن �سلطة تطوير وتنمي ��ة‪ ،‬مثل هيئة تنمية‬ ‫ال�سياحة‪ ،‬والتي هي تعاونية ومرنة والتي تقدرهم"‪،‬‬ ‫يقول راي�س‪.‬‬ ‫م�ضيف� � َا‪" :‬م�ش ّغلو الفن ��ادق �أو الم�ستثمرون يمكن �أن‬ ‫ي�أت ��وا �إلى ر�أ�س الخيم ��ة وي�شعرون ب�أنهم ي�صلون في‬ ‫الوق ��ت المنا�سب‪ .‬وقد حقق ��ت الوجهة نجاح ًا جيد ًا‬ ‫حتى الآن‪ ،‬لكننا نريد �أن نتحرك �صعود ًا بما عندنا‪،‬‬ ‫والكثي ��ر من الم�ستثمري ��ن يرغبون في الح�صول في‬ ‫مرحلة مبكرة على ما عندنا من جديد"‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أن ق ��در ًا كبي ��ر ًا م ��ن الم�س�ؤولية‬ ‫ع ��ن الإتج ��اه و النمو ف ��ي الم�ستقبل يق ��ع على عاتق‬ ‫رئي� ��س هيئة ر�أ� ��س الخيم ��ة لتنمية ال�سياح ��ة‪ ،‬يفيد‬ ‫ب�أن ��ه ي�ستمع ب�إنتظام �إل ��ى �آراء الر�ؤ�ساء التنفيذيين‬ ‫الآخرين ف ��ي مجال الأعم ��ال والمجتم ��ع الحكومي‬ ‫الر�سمي في الإم ��ارة‪ ،‬وجميعهم لديهم م�صلحة في‬ ‫نجاح العالمة التجارية لر�أ�س الخيمة‪ .‬وعلى �أ�سا�س‬ ‫ر�سمي‪ ،‬يجتمع ‪ 25‬من الر�ؤ�ساء التنفيذيين ب�إنتظام‬ ‫في مجل�س للتروي ��ج الدولي‪ ،‬و�صياغ ��ة �إ�ستراتيجية‬ ‫و�ضم ��ان الإت�س ��اق في النهج لتعزي ��ز ت�سويق الإمارة‬ ‫في الخارج‪.‬‬ ‫" يمكنني �إلتقاط الهاتف في �أي وقت وطلب "هيئة‬ ‫الإ�ستثم ��ار في ر�أ�س الخيم ��ة" (راكيا)‪� ،‬أو المنطقة‬ ‫الحرة في ر�أ�س الخيمة‪ ،‬والفنادق الوطنية في ر�أ�س‬ ‫هلم‬ ‫الخيمة‪ ،‬ومكتب الإ�ستثمار والتنمية‪ ،‬والبلدية و ّ‬ ‫جر ًا"‪ ،‬يقول راي�س‪.‬‬ ‫" �إن ذل ��ك يعط ��ي الم�ستثم ��ر ال�شعور ب ��روح الفريق‬ ‫والإت�صاالت‪ .‬وهذا يعطي النا�س الثقة‪ .‬نحن جميع ًا‬ ‫نع ��رف ما يج ��ري عل ��ى م�ستوى ع ��ال ونح ��ن نكمل‬ ‫بع�ضنا البع�ض"‪ ،‬ي�ضيف‬ ‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪43‬‬


ROYAL FIT

Mineral water fluoridated Member of The Brazilian Chamber Of Commerce & Industry (CCIBRA)

Water is much more than our business

Directly from the famous Furnas Aquifer in Brazil to your table where you are Most of the natural resources of Brazil are internationally known, but its water is one of the best when compared to other places in the world.

For more information write to: Mr RONALDO DIJKSTRA, ROYAL FIT, RUA CLYCEMA KOSSATZ CARVALHO, 205 BAIRRO SAN MARTIN PONTA GROSSA PARANÁ BRASIL Or Contact Telelepone No: +55 42 32263839


‫الإقت�ص ��اد والأ�سباب التي �أدت وت�ؤدي �إلى تدهوره‬ ‫و�أهمها الدعم الحكومي‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن الإعانات الحكومية‪ ،‬الت ��ي م ّثلت دائماً‬ ‫العقد الإجتماعي بين النظام الحاكم وال�شعب‪،‬هي‬ ‫م�شكلة رئي�سية‪ .‬على الرغ ��م من �أن �إ�صالح نظام‬ ‫الدع ��م كان على الدوام م�صدر قلق‪ ،‬ف�إنه لم يكن‬ ‫هناك �أي حكم منذ عهد جمال عبد النا�صر وعلى‬ ‫م ��دى ال�سنوات ال ‪ 60‬الما�ضية ق ��ادر ًا على تنفيذ‬ ‫�إج ��راءات ج ��ادة‪ .‬ب ��د ًال من ذل ��ك‪ ،‬ت ��م �إ�ستخدام‬ ‫نه ��ج تدريج ��ي عندم ��ا كان ��ت ت�شعر ال�سلط ��ة ب�أن‬ ‫�إج ��راء تعدي�ل�ات على نظام الإعان ��ات �أمر ًا ملح ًا‬ ‫و�ضروري ًا‪ .‬طالما �أن هذا النظام يمكن �أن ي�ستمر‪،‬‬ ‫حت ��ى م ��ع التكلف ��ة الإقت�صادي ��ة المرتفع ��ة للغاية‬ ‫جراء عدم الكفاءة الكامل ��ة و�إهدار الموارد‪ ،‬ف�إن‬ ‫�أي �إ�ص�ل�اح عميق لم يحدث‪ .‬ولكن مع ولوج م�صر‬ ‫�إل ��ى نفق �إقت�صادي �صعب وخطي ��ر‪ ،‬ف�إن الحكومة‬ ‫بد�أت تولي �إهتمام ًا �أكبر لإ�صالح نظام الإعانات‪،‬‬ ‫ال �سيما في ما يتعلق بدعم الطاقة والغذاء‪.‬‬

‫مظاهرات ‪ :2011‬قد تعود �إذا لم يكن هناك حل جريء للم�شاكل الإقت�صادية‬

‫الإعانات والإقت�صاد‬ ‫ت�شكل �أنظمة الدع ��م غير الف ّعالة‪ ،‬جنب ًا �إلى جنب‬ ‫مع البطالة‪� ،‬إثنتين من �أهم الم�شاكل الإقت�صادية‬ ‫الهيكلي ��ة الرئي�سي ��ة الت ��ي تواجه م�ص ��ر‪ .‬التكلفة‬ ‫الإقت�صادي ��ة للإعان ��ات الحكومية ف ��ي بلد يعاني‬ ‫م ��ن خ�سائر فادحة ف ��ي الإحتياطات‪ ،‬وندرة حادة‬ ‫من العمالت الأجنبي ��ة (و�إن خففتها الم�ساعدات‬ ‫الخليجي ��ة)‪ ،‬وعج ��ز ف ��ي الموازنة ين ��ذر بالخطر‬ ‫(م ��ا يقرب من ‪ 14‬ف ��ي المئة من النات ��ج المحلي‬ ‫الإجمال ��ي‪ ،‬فيما ن�صيب دع ��م الطاقة والغذاء من‬ ‫�إجمال ��ي الناتج المحل ��ي و�صل �إلى م ��ا يقرب من‬ ‫‪ 10‬في المئ ��ة)‪ ،‬ودين عام متفج ��ر (يتجاوز ‪100‬‬ ‫ف ��ي المئة م ��ن الناتج المحل ��ي الإجمال ��ي)‪ ،‬تدل‬ ‫عل ��ى �أن النظ ��ام ال يمكن �أن ي�ستم ��ر‪ .‬وقد و�صلت‬ ‫التكالي ��ف �إلى �أرقام مخيفة‪ .‬و�ش ��كل دعم الطاقة‬ ‫‪ 72‬في المئة من �إجمال ��ي مخ�ص�صات الدعم في‬ ‫موازنة الحكومة في ‪ ،2012-2011‬في حين بلغت‬ ‫الإعانات الغذائية ن�سبة ‪ 14‬في المئة‪ .‬كما �أن دعم‬ ‫الوقود وحده يم ّثل �أكثر من ‪ 70‬في المئة من العجز‬ ‫في الموازنة في ‪.2012-2011‬‬ ‫�أبعد من ذلك‪ ،‬ي ��درك الجميع �أن نظام الدعم لم‬ ‫ي�ساع ��د الفق ��راء كم ��ا كان الغر�ض من ��ه‪ .‬الأرقام‬ ‫الأكثر �شيوع ًا هي م�س�ألة ال‪ 80/20‬في المئة‪ ،‬التي‬ ‫تن�ص على �أن ‪ 80‬في المئة من ال�سكان ي�ستفيدون‬ ‫من ‪ 20‬ف ��ي المئة من دع ��م الطاقة‪ ،‬في حين‬ ‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪45‬‬


‫وادي النيل‬ ‫مصر‬

‫المطلوب خطوات جريئة لإ�صالحه و� اّإل على الإقت�صاد ال�سالم‬

‫مصر ونظام الدعم‪:‬‬ ‫بلد يعيش خارج إمكاناته!‬ ‫فيم��ا ت�ستعد م�صر �إلى �إج��راء �إنتخاباتها الرئا�سية ف��ي ‪ 25‬و‪� 26‬أيار (مايو) الحالي والت��ي من المنتظر �أن‬ ‫تحم��ل الم�شير عب��د الفتاح ال�سي�سي �إل��ى المن�صب الأول ف��ي البالد‪ ،‬يدخل �إقت�صاده��ا كل يوم خطوة‬ ‫ف��ي نفق مظلم قد يه��دد م�ستقبل الحكم الجديد ويعيد المظاهرات ال�شعبي��ة الكبرى �إلى ال�شوارع �إذا لم‬ ‫تتخذ خطوات جريئة تعيد التوازن �إلى الأ�س�س الإقت�صادية في البالد و�أهمها بالن�سبة �إلى نظام الإعانات‬ ‫والدعم الحكومي‪.‬‬ ‫القاهرة ‪ -‬هدى �أحمد‬ ‫من ��ذ ث ��ورة ‪ 2011‬يعان ��ي الإقت�ص ��اد‬ ‫الم�صري م ��ن �صعوبات كبيرة ويواجه‬ ‫�أزم ��ة خطي ��رة‪ ،‬م ��ع كل الم�ؤ�ش ��رات الإقت�صادي ��ة‬ ‫تقريب� � ًا تفيد ب�شكل الف ��ت �إلى تده ��ور الو�ضع ‪--‬‬ ‫وهذا على الرغ ��م من دعم غير م�سبوق من بع�ض‬ ‫دول الخلي ��ج العرب ��ي‪ .‬فعقب الإنق�ل�اب المدعوم‬ ‫م ��ن الجي�ش ف ��ي تموز (يولي ��و) الفائ ��ت‪ ،‬تعهدت‬ ‫ال�سعودي ��ة والكوي ��ت والإم ��ارات �آن ��ذاك ب�إر�س ��ال‬ ‫م�ساع ��دات �إقت�صادية قدره ��ا ‪ 12‬مليار دوالر‪ ،‬ما‬ ‫�أتاح �إبع ��اد �شبح الأزمة التي كانت تلوح في الأفق‪.‬‬ ‫فقد �ساهمت هذه الم�ساعدات في تثبيت �إحتياطي‬ ‫العم�ل�ات الأجنبية �إلى حين بعدما تراجع �إلى حد‬ ‫كبير‪ ،‬وخففت من وط�أة �إت�ساع العجز في الح�ساب‬ ‫الجاري‪ ،‬وعززت لبع�ض الوقت التوازن الإجتماعي‬ ‫في البالد عبر ال�سماح للحكومة بتغطية الإعانات‬ ‫الأ�سا�سي ��ة‪ .‬و�إل ��ى جانب مبل ��غ ال ‪ 12‬مليار دوالر‪،‬‬ ‫تعه ��دت ال�سعودي ��ة والإم ��ارات ف ��ي نهاي ��ة كانون‬ ‫الثان ��ي (يناير) الما�ض ��ي بتقدي ��م ‪ 5.8‬مليارات‬ ‫دوالر �إ�ضافية‪.‬‬ ‫ولك ��ن لي�س من الم�ؤك ��د على الإط�ل�اق �أن مجل�س‬ ‫التعاون الخليجي �سي�ستمر في �إر�سال الم�ساعدات‬ ‫�إل ��ى م�ص ��ر‪ .‬فل ��كل دولة م ��ن دول المجل� ��س التي‬ ‫تقدم ��ت بالم�ساع ��دة بع ��د ‪ 30‬حزي ��ران (يونيو)‬

‫‪44‬‬

‫العدد ‪� - 19‬أيار (مايو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫الم�شير عبد الفتاح ال�سي�سي‪� :‬أمامه �أزمة خطيرة �إذا فاز في الإنتخابات‬

‫يدرك الجميع �أن نظام الدعم لم ي�ساعد‬ ‫الفقراء كما كان الغر�ض منه‪ .‬الأرقام‬ ‫الأكثر �شيوع ًا هي م�س�ألة الـ‪80/20‬‬ ‫في المئة‪ ،‬التي تفيد ب�أن ‪ 80‬في المئة‬ ‫من ال�سكان ي�ستفيدون من ‪ 20‬في المئة‬ ‫من دعم الطاقة‪ ،‬في حين �أن ‪ 20‬في‬ ‫المئة فقط من ال�سكان ي�ستفيدون‬ ‫من ‪ 80‬في المئة من الإعانات‬

‫الفائت �إحتياجاته ��ا الداخلية الملحة التي تتطلب‬ ‫تو�سي ��ع النفقات الحكومية‪ .‬ينطب ��ق هذا في �شكل‬ ‫خا� ��ص على ال�سعودية التي �سع ��ت في العام ‪2011‬‬ ‫�إل ��ى الح� ��ؤول دون وق ��وع �إحتجاج ��ات �شعبي ��ة في‬ ‫الب�ل�اد عبر تو�سي ��ع قطاعها العام �إل ��ى حد كبير‪،‬‬ ‫وتطبيق �سل�سلة من الزيادات على الأجور‪ ،‬وتنفيذ‬ ‫م�شاري ��ع �سكنية جديدة‪ ،‬و�إط�ل�اق مبادرات كبرى‬ ‫ف ��ي قطاع البنى التحتية‪� .‬إل ��ى جانب هذه الزيادة‬ ‫ف ��ي النفق ��ات‪ ،‬الت ��زال �أ�سع ��ار النف ��ط العالمي ��ة‬ ‫�ضعيف ��ة‪ .‬لذلك‪ ،‬بد�أت ال ��دول التي تعتبر م�صدرة‬ ‫�صافي ��ة للنف ��ط ب�إ�ستنف ��اد فوائ�ضه ��ا الآخذة في‬ ‫التناق� ��ص‪ .‬وي�ش ّكل الإنخفا�ض ف ��ي �أ�سعار الطاقة‬ ‫العالمي ��ة‪ ،‬عن ��د �إ�ستم ��راره لفترة طويل ��ة‪ ،‬تهديد ًا‬ ‫�إ�ضافي� � ًا للو�ض ��ع المال ��ي للبل ��دان الأ�سا�سي ��ة في‬ ‫مجل�س التع ��اون الخليجي‪ .‬وفي ظ ��ل عدم تحقيق‬ ‫القط ��اع الخا�ص نمو ًا قوي ًا في المدى المنظور‪ ،‬قد‬ ‫يواجه الخلي ��ج نق�ص ًا �شديد ًا ف ��ي الوظائف ي�صل‬ ‫�إل ��ى ح ��دود المليون وظيف ��ة بحلول الع ��ام ‪.2016‬‬ ‫وتو ّلد كل هذه الوقائع �ضغوط ًا �إقت�صادية خطيرة‪،‬‬ ‫ف�ض ًال ع ��ن �ضغ ��وط �إجتماعية الت ��زال عالقة من‬ ‫دون ح ّل‪ ،‬الأمر الذي قد يدفع تلك الدول �إلى وقف‬ ‫الم�ساعدات �أو تغيير ال�شروط التي توافق بموجبها‬ ‫على منح قرو�ض �إلى م�صر‪ .‬من هنا يجمع خبراء‬ ‫الإقت�ص ��اد عل ��ى �أن عل ��ى الحكوم ��ة الم�صري ��ة‬ ‫ك ��ي تخرج م ��ن النفق المظل ��م معالج ��ة �أ�سا�سات‬


‫القاهرة‪ :‬بين ثناياها تنام م�شكلة كبرى‬

‫وزير المالية هاني قدري‪ :‬تخفي�ض الدعم على الطاقة‬ ‫للح�صول على قر�ض من �صندوق النقد‬

‫�إن الإعانات الحكومية في م�صر‪،‬‬ ‫التي م ّثلت دائم ًا العقد الإجتماعي بين‬ ‫النظام الحاكم وال�شعب‪،‬هي م�شكلة‬ ‫رئي�سية‪ .‬على الرغم من �أن �إ�صالح نظام‬ ‫الدعم كان على الدوام م�صدر قلق‪،‬‬ ‫ف�إنه لم يكن هناك �أي حكم منذ عهد‬ ‫جمال عبد النا�صر وعلى مدى ال�سنوات‬ ‫الـ‪ 60‬الما�ضية قادر ًا على تنفيذ‬ ‫�إجراءات جادة‬ ‫‪ 45‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن �س ��كان م�ص ��ر تحت خط‬ ‫الفقر ويك�سب ��ون ‪ 2‬دوالرين في اليوم الواحد‪.‬‬ ‫وهن ��اك ع ��دد كبير م ��ن ه� ��ؤالء النا� ��س غير‬ ‫م�سجلي ��ن‪� .‬أكثر من ذل ��ك‪� ،‬إن �إنت�شار القطاع‬ ‫ّ‬ ‫غي ��ر الر�سمي جع ��ل من ال�صع ��ب تحديد من‬ ‫ه ��و الفقي ��ر ومن ه ��و لي� ��س كذل ��ك‪ .‬وبالتالي‬ ‫ف� ��إن الحكومة تفتقر �إلى الق ��درة على تحديد‬ ‫و�إ�ستهداف المحتاجين‪.‬‬ ‫• دع ��م وتخفي ��ف التدابير (تحوي�ل�ات نقدية‬ ‫ف ��ي المق ��ام الأول)‪ :‬طالم ��ا �أن الحكومة غير‬ ‫ق ��ادرة على تحدي ��د وا�ض ��ح للمحتاجين‪ ،‬ف�إن‬ ‫قدرتها على ت�صميم ودعم الموازنة وتخفيف‬ ‫التدابير تكون �أي�ض ًا معدومة‪.‬‬ ‫• الت�ضخ ��م‪ :‬وزن المنتج ��ات الغذائية في م�ؤ�شر‬ ‫�أ�سع ��ار الم�ستهل ��ك ه ��و م ��ا يقرب م ��ن ‪ 40‬في‬ ‫المئة‪ ،‬ونتيجة لذلك �أي زيادة في �أ�سعار المواد‬

‫الغذائية لها ت�أثير كبير في معدل الت�ضخم‪� .‬أي‬ ‫نم ��و في �أ�سعار الطاقة من المرجح �أن يكون له‬ ‫ت�أثير في الت�ضخم‪ ،‬والذي بدوره يمكن �أن يزيد‬ ‫م ��ن مع ��دل الفقر‪ ،‬ال ��ذي هو في �إرتف ��اع فعلي‬ ‫�أي�ض ًا‪ .‬الن�سبة المئوي ��ة لل�سكان الذين يعي�شون‬ ‫تح ��ت ‪ 1.25‬دوالر في الي ��وم الواحد قد �إرتفع‬ ‫م ��ن ‪ 20‬في المئة في العام ‪� 2010‬إلى �أكثر من‬ ‫‪ 26‬في المئة في الع ��ام ‪ .2014‬وقد كانت لهذا‬ ‫الأمر عواقب خطيرة على الإ�ستقرار ال�سيا�سي‬ ‫والإجتماع ��ي ف ��ي الب�ل�اد‪ ،‬والت ��ي ال يمك ��ن �أن‬ ‫تتحمل المزيد من النك�سات‪.‬‬ ‫علم� � ًا �أن ��ه وفق ًا للجه ��از المركزي للتعبئ ��ة العامة‬ ‫والإح�صائي ��ات ل�سن ��ة ‪ ،2012/2013‬ف� ��إن ك�سب‬ ‫‪ 11‬جنيه� � ًا م�صري ًا في اليوم (دوالران) يمثل خط‬ ‫الفقر‪ ،‬وك�س ��ب �سبعة جنيهات م�صري ��ة في اليوم‬ ‫(‪ 1.25‬دوالر) يمثل خط الفقر المدقع‪ .‬نظر ًا �إلى‬

‫�سعر ال�صرف الحالي (‪ 1‬دوالر = ‪ 6.98‬جنيهات‬ ‫م�صري ��ة)‪ ،‬ف�إن الأرقام هي �أق ��ل من ‪ 2‬دوالرين و‬ ‫‪ 1.25‬دوالر‪ ،‬ولكنها تتعادل في القوة ال�شرائية‪.‬‬ ‫• الإقت�ص ��اد ال�سيا�س ��ي‪ :‬نظ ��ر ًا �إل ��ى الإرتفاع‬ ‫المتوق ��ع ف ��ي مع ��دل الت�ضخ ��م ج ��راء زيادة‬ ‫الأ�سع ��ار‪ ،‬م ��ن المرج ��ح �أن ي�سع ��ى منتج ��و‬ ‫الب�ضائ ��ع �إل ��ى التهدي ��د وال�ضغ ��ط (�صراحة‬ ‫و�ضمن� � ًا) على الحكوم ��ة‪� .‬إن �إحتم ��ال تواط�ؤ‬ ‫ه� ��ؤالء المنتجي ��ن مرج ��ح‪� ،‬إذ �أن غالبي ��ة‬ ‫ال�صناع ��ات الم�صرية تترك ��ز ب�شكل كبير في‬ ‫بع� ��ض القطاعات‪ ،‬مثل ال�صلب‪ ،‬والأ�سمنت‪ ،‬و‬ ‫تجهي ��ز الأغذية‪ .‬هذا ال�ضغ ��ط على الحكومة‬ ‫�سيجعلها دائم ًا مت ��رددة في �إتخاذ الخطوات‬ ‫الالزمة لتغيير جوهري‪.‬‬ ‫وال�س�ؤال هنا ما هي النتيجة وما العمل؟‬ ‫م ��ن المع ��روف �أن الدع ��م الحكومي يه ��دف �إلى‬ ‫تحقي ��ق �أه ��داف �إجتماعي ��ة و�إقت�صادي ��ة محددة‬ ‫م ��ن طريق ت�صحي ��ح �إخفاقات ال�س ��وق وم�ساعدة‬ ‫الفق ��راء لك�سب م�ستوي ��ات معي�شي ��ة �أف�ضل‪ ،‬لكنه‬ ‫ف�شل في هذه المهمة‪ ،‬و�أ�صبح غير منتج وعك�سي ًا‪.‬‬ ‫ع�ل�اوة على ذلك‪ ،‬ج ّرت الإعانات م�صر �إلى و�ضع‬ ‫خطي ��ر حيث �أ�صبحت تعي�ش خارج �إمكاناتها‪ .‬لقد‬ ‫�أ�صبح الو�ضع غير قابل للتحمل‪.‬‬ ‫التخل�ص التدريجي من و‪� /‬أو تقنين الدعم �سوف‬ ‫يكون له ت�أثير كبير ف ��ي بنية الإقت�صاد الم�صري‪،‬‬ ‫مع �آث ��ار كبيرة في الرعاية وتوزي ��ع الدخل التي ال‬ ‫يمكن �إحتوا�ؤه ��ا ب�سهولة �سيا�سي ًا �أو �إجتماعي ًا‪ .‬مع‬ ‫ذل ��ك �إن ت�أجي ��ل رفع الدعم في مث ��ل هذا الو�ضع‬ ‫الإقت�صادي المت ��ردي �سيزيد من تفاقم الم�شاكل‬ ‫الإقت�صادي ��ة‪ ،‬والت ��ي �أي�ض� � ًا ال يمك ��ن �إحتوا�ؤه ��ا‬ ‫�سيا�سي ًا �أو �إجتماعي ًا‪.‬‬ ‫الإ�ص�ل�اح الكبير غي ��ر مرجح �أن يح ��دث‪ ،‬والحل‬ ‫يكمن ف ��ي التدري ��ج‪ ،‬وال�سير البطيء م ��ع نوع من‬ ‫التغيي ��ر الذي ُيدخ ��ل �إ�صالحات جزئي ��ة متعاقبة‬ ‫الت ��ي يتم تو�صيلها بطريقة وا�ضح ��ة �إلى الجمهور‬ ‫والت ��ي يجب ان تتم مع جدول زمني وحوافز ت�سمح‬ ‫للنا� ��س بالتكيف على طول الطريق‪ .‬بينما ال ينبغي‬ ‫�أن تك ��ون الإ�صالحات الجزئية‪ ،‬مثل �إرتفاع �أ�سعار‬ ‫الغاز الطبيعي والبطاق ��ات الذكية للخبز البلدي‪،‬‬ ‫الج ��واب النهائ ��ي ع ��ن معالج ��ة الإعان ��ات‪ ،‬فهي‬ ‫خط ��وة �أول ��ى يمك ��ن �أن ت�سمح للحكوم ��ة وال�شعب‬ ‫ف ��ي هذا الوقت ال�صعب متابعة خطة وا�ضحة على‬ ‫مدى �سن ��وات عدة الت ��ي �سوف تجن ��ب الإقت�صاد‬ ‫والمجتمع من التداعيات ال�سلبية‬ ‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪47‬‬


‫وادي النيل ¶ م�صر‬ ‫�أن ‪ 20‬ف ��ي المئ ��ة فق ��ط م ��ن ال�س ��كان ي�ستفيدون‬ ‫م ��ن ‪ 80‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن الإعان ��ات‪ .‬عل ��ى �سبي ��ل‬ ‫المث ��ال‪ ،‬ال�صناعات الكثيف ��ة الإ�ستهالك للطاقة‪،‬‬ ‫مث ��ل الحدي ��د والأ�سمنت‪ ،‬ف ��ي كثير م ��ن الأحيان‬ ‫ت�ستفي ��د من الدعم الحكوم ��ي للغاز الطبيعي‪ .‬من‬ ‫خ�ل�ال تلقي الدع ��م ومن ثم بي ��ع منتجاتها محلي ًا‬ ‫ب�أ�سعار م�ساوية لتلك في ال�سوق الدولية‪ ،‬ف�إن هذه‬ ‫ال�ش ��ركات تتمتع بربح كبي ��ر‪ .‬بالإ�ضافة �إلى ذلك‪،‬‬ ‫يتمت ��ع ب�إعانات البنزي ��ن ب�شكل رئي�س ��ي �أ�صحاب‬ ‫ال�سي ��ارات‪ ،‬الذي ��ن يمثل ��ون �سبعة ف ��ي المئة فقط‬ ‫من ال�س ��كان‪ .‬على هذا النحو ‪ ،‬ف� ��إن نظام الدعم‬ ‫ال ي�ساعد الفقراء وال يحقق العدالة االجتماعية‪.‬‬ ‫وبالتال ��ي‪ ،‬في حي ��ن تُعتب ��ر الإعانات �أ�ص�ل ً�ا �أداة‬ ‫لت�صحيح ف�شل ال�سوق وتخفيف حدة الفقر‪ ،‬ف�إنها‬ ‫�أ�صبحت م�صدر ًا للف�شل الإقت�صاد الكلي و�ساهمت‬ ‫في الو�ضع الإقت�صادي المتعثر في م�صر‪.‬‬ ‫ب ��د�أت الحكومة ب�إتخ ��اذ بع�ض الإج ��راءات‪ .‬فقد‬ ‫رفعت �سع ��ر الغ ��از الطبيعي لل�صناع ��ات الثقيلة‪،‬‬ ‫بما ف ��ي ذلك ال�صلب والإ�سمنت‪ ،‬ف ��ي �أوائل العام‬ ‫‪ .2014‬وف ��ي ني�س ��ان (�إبري ��ل) رفعت �سع ��ر الغاز‬ ‫الطبيعي للإ�ستخدام المنزلي والأعمال ال�صغيرة‪،‬‬ ‫ف ��ي بع�ض الح ��االت �أربعة �أ�ضعاف م ��ا كان عليه‪.‬‬ ‫و�إ ّدع ��ت و�سائل االعالم الر�سمية ان العائدات من‬ ‫ه ��ذه الزيادة �سوف ت�صل �إلى م ��ا بين ‪ 800‬مليون‬ ‫ومليار جنيه م�ص ��ري (رويتر ‪ 21‬ني�سان‪�/‬إبريل)‪.‬‬ ‫ومع ذل ��ك‪ ،‬ف�إن �إرتفاع الأ�سع ��ار ال ينطبق �إال على‬ ‫ن�سب ��ة �ضئيلة م ��ن الم�صريين المت�صلي ��ن ب�شبكة‬ ‫الغ ��از‪ ،‬فيم ��ا ي�ستخدم معظ ��م المواطني ��ن قناني‬ ‫"البوتاغ ��از" للطبخ‪ .‬وبالتال ��ي يبدو �أن الحكومة‬ ‫تتب ��ع المب ��ادئ التوجيهي ��ة للمنظم ��ات الدولي ��ة‬ ‫الرئي�سي ��ة لإ�صالح دعم الطاق ��ة‪ ،‬على الرغم من‬ ‫�أن الوتي ��رة الأبط�أ والحج ��م الأ�صغر للإ�صالح قد‬ ‫يختلفان عن الو�صفة الأ�صلية‪.‬‬ ‫�أم ��ا �إ�صالح الدع ��م الحكومي الغذائ ��ي‪ ،‬و�إن كان‬ ‫�ضروري� � ًا‪ ،‬فه ��و �أق ��ل �إلحاح� � ًا لأن الع ��بء ال ��ذي‬ ‫تفر�ض ��ه �إعانات الغذاء عل ��ى موازنة الحكومة هو‬ ‫�أق � ً�ل ن�سبي ًا (حوالي ‪ 5,5‬مليارات جنيه)‪ .‬في �شهر‬ ‫�آذار (مار� ��س)‪ ،‬ن ّف ��ذت الحكومة برنامج� � ًا رائد ًا‬ ‫في بور�سعيد حيث �أعط ��ت الم�ستهلكين "بطاقات‬ ‫ذكية" ل�شراء الخب ��ز البلدي غير المكلف‪ .‬وبينما‬ ‫بالتال ��ي ل ��م يرف ��ع الدع ��م الحكومي ع ��ن الخبز‬ ‫البل ��دى ال�شهير ف ��ي م�ص ��ر‪ ،‬ف�إنه يج ��ري تقنينه‬ ‫ل�صالح الم�ستهلكين بد ًال من المنتجين‪ .‬وقد ن�شط‬ ‫التهري ��ب وال�سوق ال�سوداء �أي�ض ًا ف ��ي �إطار ترتيب‬

‫‪46‬‬

‫العدد ‪� - 19‬أيار (مايو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫رئي�س الحكومة �إبراهيم محلب‪:‬‬ ‫تخفي�ض الدعم خطوة خطوة‬

‫التكلفة الإقت�صادية للإعانات‬ ‫الحكومية في بلد يعاني من خ�سائر‬ ‫فادحة في الإحتياطات‪ ،‬وندرة حادة‬ ‫من العمالت الأجنبية (و�إن خففتها‬ ‫الم�ساعدات الخليجية)‪ ،‬وعجز في‬ ‫الموازنة ينذر بالخطر‪ ،‬ودين عام‬ ‫متفجر (يتجاوز ‪ 100‬في المئة من‬ ‫الناتج المحلي الإجمالي)‪ ،‬تدل على‬ ‫�أن النظام ال يمكن �أن ي�ستمر‬ ‫دع ��م الخبز البلدي‪ .‬ويه ��دف النظام الجديد �إلى‬ ‫الحد من الهدر و�ضمان �أن �أولئك الذين يحتاجون‬ ‫حقا �إلى دعم الخب ��ز ‪ -‬الفقراء‪ -‬يح�صلون عليه‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن الحد م ��ن الهدر والق�ض ��اء على ال�سوق‬ ‫ال�سوداء هي خطوات �أولية‪ ،‬ولكن تعميم البرنامج‬ ‫التجريبي الذي ح�صل في بور�سعيد يمثل التحدي‬ ‫الرئي�سي الذي ما زال يتعين الوفاء به‪.‬‬ ‫وقد ك�شف ��ت الم�ست�شارة الإقت�صادي ��ة لدى البنك‬ ‫الدول ��ي �شيري ��ن ال�شواربي في �أح ��دث درا�سة لها‬ ‫بعن ��وان "دعم الم ��واد الغذائية ف ��ى م�صر ما بين‬ ‫المزايا والت�س ّرب"‪ ،‬عن ر�ؤية لإ�صالح هذا النظام‪،‬‬ ‫م�ستفي ��دة م ��ن تج ��ارب ناجح ��ة لل ��دول النامية‪،‬‬ ‫�إ�ستطاع ��ت التقلي ��ل بالفعل م ��ن �إ�ستخدام الدعم‬ ‫لتخفي�ض الفقر لديها‪ ،‬وقالت �أنه "ال يختلف نظام‬ ‫الدع ��م ال�شامل فى م�صر عن غي ��ره فى كثير من‬ ‫دول العالم‪ ،‬حيث يعاني من الت�سرب والهدر وعدم‬

‫الو�صول دائم ًا �إل ��ى الفئات الم�ستهدفة‪ ،‬كما يكون‬ ‫ع ��ادة متح ّي ��ز ًا ل�س ��كان المناط ��ق الح�ضرية على‬ ‫ح�س ��اب الريفية"‪ .‬و�أ�ش ��ارت �إلى بع� ��ض التجارب‬ ‫الناجحة الت ��ى يمكن لم�صر الإ�ستف ��ادة منها هي‬ ‫بنغالدي�ش التي �إ�ستطاعت �أن تقلل الهدر والت�سرب‬ ‫ف ��ي الدع ��م لديها �إل ��ى ‪ %8‬فقط‪ ،‬وه ��ى ن�سبة تقل‬ ‫كثير ًا عما هو �سائد فى دول �آ�سيا الجنوبية‪ ،‬وذلك‬ ‫بف�ضل نظ ��ام محكم للرقابة والتقيي ��م‪ ،‬بالإ�ضافة‬ ‫�إلى تمكين الن�ساء فى المجتمعات المحلية هناك‪،‬‬ ‫بحيث يحا�سبن الم�س�ؤولين عن برامج الدعم‪.‬‬

‫عقبات �أمام الإ�صالح‬ ‫م ��ن جهة �أخ ��رى هناك العديد م ��ن الق�ضايا التي‬ ‫تقف ف ��ي طريق تحقي ��ق �إ�صالح عمي ��ق في نظام‬ ‫الإعانات وتكمن في‪:‬‬ ‫• ع ��دم القدرة على �إ�ستهداف الفقراء‪ :‬هناك‬


‫التجميل‪ ،‬والمجوهرات‪ ،‬والتوابل‪ ،‬والإطارات هي‬ ‫م ��ن بين ال�سلع المه ّربة ب�ش ��كل روتيني في الإتجاه‬ ‫المعاك�س‪" .‬هن ��اك بع�ض الإدراك �أن منع التجارة‬ ‫لي�س مفيد ًا بالن�سبة �إلين ��ا" يقول لوكناث �أ�شاريا‪،‬‬ ‫المدير الم�ساعد لإتحاد الغ ��رف الهندية للتجارة‬ ‫وال�صناع ��ة‪ .‬كم ��ا �إعت ��رف �أح ��د رج ��ال الأعمال‬ ‫الباك�ستانيي ��ن الرائدي ��ن �أن هن ��اك "�إقت�ص ��اد ًا‬ ‫موازي ًا غير �شرعي" بين باك�ستان والهند‪.‬‬ ‫تقوم ال�شركات الهندية والباك�ستانية عادة بترتيب‬ ‫هذه التبادالت في بلدان �صغيرة التي لديها �أنظمة‬ ‫م�صرفي ��ة ليبرالي ��ة‪ ،‬بم ��ا ف ��ي ذل ��ك هون ��غ كونغ‬ ‫و�سنغاف ��ورة‪ .‬ولك ��ن دبي تلع ��ب دور ًا مهم� � ًا ب�شكل‬ ‫خا�ص‪ .‬في جزء منه لأ�سباب تاريخية‪� .‬إذ �أن تاريخ‬ ‫التهري ��ب المتمرك ��ز في دب ��ي يعود �إل ��ى �ستينات‬ ‫الق ��رن الفائ ��ت‪ ،‬عندم ��ا و�ضع ��ت الهن ��د �ضوابط‬ ‫ر�أ� ��س المال على واردات الذه ��ب من �أجل �إحتواء‬ ‫ت�صاعد العجز التجاري‪ ،‬وكان رجال الأعمال من‬ ‫كل من الهن ��د وباك�ستان يبحثون عن �أماكن للعمل‬ ‫خ ��ارج العي ��ن ال�ساهرة ف ��ي دوله ��م‪ .‬والمنظمات‬

‫الهندية والباك�ستانية الأكثر نفوذ ًا في دبي ‪ -‬نادي‬ ‫الهن ��د ورابط ��ة باك�ستان ‪ -‬تعود �إل ��ى تلك الفترة‪.‬‬ ‫كما �أن وج ��ود �شركات و�أندي ��ة باك�ستانية وهندية‬ ‫في دبي زادت ب�شكل كبير �إبتداء من العام ‪،1996‬‬ ‫عندم ��ا دع ��ا نائب رئي� ��س الإم ��ارات وحاكم دبي‪،‬‬ ‫ال�شي ��خ محمد بن را�ش ��د المكت ��وم‪ ،‬ال�شركات من‬ ‫هذين البلدي ��ن �إلى الإ�ستثمار ف ��ي البنية التحتية‬ ‫للبالد وقطاع الت�صنيع‪.‬‬ ‫هن ��اك بع� ��ض الخالف ح ��ول م ��ا �إذا كان التداول‬ ‫ال ��ذي يتم بي ��ن باك�ستان والهند ف ��ي دبي يجب �أن‬ ‫ي�سمى "تهريب� � ًا" على الإطالق‪ .‬ويج ��ادل البع�ض‬ ‫�أن الم�صطل ��ح ينطوي على �صفق ��ة في ال�سلع غير‬ ‫الم�شروع ��ة‪ ،‬مثل المخ ��درات والأ�سلحة‪ ،‬في حين‬ ‫�أن الت ��داول الباك�ستاني الهندي ف ��ي المقام الأول‬ ‫ينط ��وي عل ��ى ال�سل ��ع الإ�ستهالكية‪ .‬ي�ص ��ف �أحمد‬ ‫�شينوي‪ ،‬رئي�س جمعية تجار القما�ش في باك�ستان‪،‬‬ ‫العملية ب�شكل حميد ن�سبي ًا‪" .‬الأقم�شة الباك�ستانية‬ ‫تذه ��ب �إلى الهند من خالل قنوات بديلة في دبي‪،‬‬ ‫و يتم �إر�سال الدفعات �إلى باك�ستان من خالل هذه‬

‫غير قادرة على الإعتماد على �صناع‬ ‫القرار لتمهيد الطريق �أمام التجارة‪،‬‬ ‫ف�إن ال�شركات الهندية والباك�ستانية‬ ‫تمار�س الآن ب�شكل دوري �أعمالها‬ ‫التجارية مع نظرائها في البلد الآخر‬ ‫من خالل دبي‬ ‫هناك بع�ض الخالف حول ما �إذا كان‬ ‫التداول الذي يتم بين باك�ستان والهند‬ ‫في دبي يجب �أن ي�سمى "تهريب ًا" على‬ ‫الإطالق‪ .‬ويجادل البع�ض �أن الم�صطلح‬ ‫ينطوي على �صفقة في ال�سلع غير‬ ‫الم�شروعة‪ ،‬مثل المخدرات والأ�سلحة‪،‬‬ ‫في حين �أن التداول الباك�ستاني‬ ‫الهندي في المقام الأول ينطوي على‬ ‫ال�سلع الإ�ستهالكية‬

‫القنوات"‪ ،‬قال‪.‬‬ ‫في الحقيق ��ة‪� ،‬إن رجال الأعمال ف ��ي كال البلدين‬ ‫يدرك ��ون عل ��ى الأرجح �أن ��ه حتى ال�صفق ��ات التي‬ ‫تنط ��وي عل ��ى الن�سي ��ج و م�ستح�ض ��رات التجمي ��ل‬ ‫تك�سر القوانين وتهرب من دفع ال�ضرائب‪ .‬عندما‬ ‫يتم تفريغ الب�ضائع الهندية في دبي‪ ،‬تجري عملية‬ ‫معق ��دة لإخف ��اء م�صدرها‪ :‬يتم تغيي ��ر العالمات‪،‬‬ ‫النق� ��ش يتغير �أو يلغى‪ ،‬تتم �إزالة التعبئة والتغليف‪،‬‬ ‫و يت ��م �إبدال ال�صحف الهندي ��ة التي ت�ستخدم في‬ ‫حاويات ال�شحن للح�شو ب�أوراق من �صحف عربية‪.‬‬ ‫بعد كل ذل ��ك‪ ،‬يمكن للتجار الح�صول على �شهادة‬ ‫من�ش�أ جديدة من غرفة التجارة المحلية‪.‬‬ ‫وال�س�ؤال الآن هو م ��ا �إذا كانت التجارة التي تتخذ‬ ‫م ��ن دبي مق ��ر ُا بي ��ن الهن ��د وباك�ستان يمك ��ن �أن‬ ‫تدفع بالتق ��ارب الإقت�ص ��ادي وال�سيا�س ��ي الأو�سع‬ ‫بي ��ن البلدين‪ .‬ف�إن �صناع الق ��رار ال�سيا�سي في كل‬ ‫بل ��د ف ��ي الغالب يقلل ��ون �أو يتجاهلون وج ��ود (�إذا‬ ‫كان ��ت غي ��ر الم�شروعة) عالق ��ات تجاري ��ة‪ .‬منذ‬ ‫الع ��ام ‪ ،1997‬كان ال�سيا�سي ��ون ف ��ي كال البلدي ��ن‬ ‫يج ��رون ما ي�سمونه عملية حوار �شامل لإ�ستك�شاف‬ ‫تطبي ��ع العالق ��ات؛ عل ��ى الرغ ��م م ��ن العديد من‬ ‫الإنتكا�س ��ات والتقدم النادر‪ ،‬يب ��دو �أنهم يف�ضلون‬ ‫�أن تبق ��ى الديبلوما�سي ��ة التجاري ��ة جاري ��ة وت�سير‬ ‫ببطء وال تنقطع‪ .‬جزء م ��ن ال�سبب يعود �إلى �أنهم‬ ‫كانوا قادرين على تجاه ��ل �إنت�شار التهريب لأنه ال‬ ‫يح ��دث في العل ��ن‪" .‬نحن ال نع ��رف الكم من تلك‬ ‫التجارة"‪ ،‬يقول بران ��اف كومار‪ ،‬مدير ال�سيا�سات‬ ‫التجاري ��ة الدولية ف ��ي �إتحاد ال�صناع ��ة الهندية‪.‬‬ ‫"من �سوف يتحقق من ذلك؟ نحن نعتقد �أن هناك‬ ‫تجارة غير ر�سمية تحدث‪ .‬كم؟ نحن ال نعرف"‪.‬‬ ‫ولك ��ن ال�ش ��ركات الم�شارك ��ة ف ��ي التهريب وجدت‬ ‫�سب�ل ً�ا �أخرى للإع ��راب عن �آرائه ��ا‪ .‬كانت واحدة‬ ‫م ��ن �إ�ستراتيجياتها تكمن بال�ضغط على منظمات‬ ‫الأعم ��ال الر�سمي ��ة ف ��ي بلدانه ��ا‪ .‬ث ��م ت�ض ��ع تلك‬ ‫المنظمات بدورها ال�ضغط على حكوماتها لتطبيع‬ ‫العالق ��ات التجاري ��ة‪ .‬عل ��ى �سبيل المث ��ال‪ ،‬لن�أخذ‬ ‫القيود المفرو�ضة من باك�ستان على �إ�ستيراد قطع‬ ‫غي ��ار الآالت‪ .‬ف ��ي بداي ��ات العقد الفائ ��ت‪ ،‬بد�أت‬ ‫ال�شركات الباك�ستانية �إ�ستيراد قطع غيار م�صنعة‬ ‫ف ��ي مدين ��ة "�شانديغ ��ار" الهندي ��ة لإ�ستخدامه ��ا‬ ‫ف ��ي م�صانع ال�سك ��ر في �إقليمي ال�سن ��د والبنجاب‬ ‫ف ��ي باك�ست ��ان‪ ،‬م ��ن طري ��ق مومب ��اي‪ ،‬ودب ��ي وثم‬ ‫كرات�شي‪ .‬ف ��ي العام ‪� ،2008‬إت�ص ��ل منظمو عملية‬ ‫التهري ��ب هذه برابطة م�صانع ال�سكر في باك�ستان‬ ‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪49‬‬


‫العالم‬ ‫الهند وباكستان‬

‫�شركاء في الجريمة ولكنهم ينكرون‬

‫التهريب عبر دبي ّ‬ ‫يوحد الهند وباكستان‬ ‫فيم��ا العالقات الديبلوما�سية وال�سيا�سية بين الهند وباك�ستان تعلو وتهبط وفقاُ للظروف والرياح المحلية‬ ‫والإقليمية والدولية‪ ،‬تزدهر العالقات التجارية ال�سرية غير ال�شرعية (التهريب) بين البلدين والتي و�صلت‬ ‫�إل��ى ملي��ارات الدوالرات حيث تغ���ض الدولتان الطرف عن ه��ذه العمليات‪ .‬ولكن ه��ل هذه العالقات‬ ‫التجارية غير ال�شرعية �ستدوم وبالتالي كيف تح�صل؟‬ ‫دبي ‪ -‬با�سم رحال‬ ‫ُيعتق ��د ع ��ادة �أن التهريب �أم ��ر معيب‬ ‫وم�شين‪ ،‬ولكن في �سياق العالقات بين‬ ‫الهن ��د وباك�ست ��ان �أ�صبح ف�ضيلة‪ .‬من ��ذ تق�سيمهما‬ ‫في الع ��ام ‪ ،1947‬كان ��ت العالقات بي ��ن الدولتين‬ ‫متوترة‪ .‬كل دولة لديها تاريخ طويل من المحاوالت‬ ‫لقم ��ع الإتجار مع الأخ ��رى من خ�ل�ال التعريفات‬ ‫الجمركي ��ة والحواج ��ز القانوني ��ة الأخ ��رى‪ .‬وق ��د‬ ‫�أثبت ��ت تل ��ك الحواج ��ز فعالي ��ة عموم ًا‪ :‬ن ��ادر ًا ما‬ ‫و�صل ��ت التجارة بين الهند وباك�ستان �إلى �أكثر من‬ ‫‪ 2‬ف ��ي المئة من �إجمالي التج ��ارة لديهما‪ .‬وتطرق‬ ‫�أه ��ل ال�سيا�سة ف ��ي كل بلد في بع� ��ض الأحيان �إلى‬ ‫مو�ض ��وع تطبيع العالق ��ات التجاري ��ة‪ ،‬ولكن كانت‬ ‫المحادث ��ات‪� ،‬إذا عقدت‪ ،‬تتوق ��ف ب�سبب ال�صراع‬ ‫الديبلوما�س ��ي والع�سك ��ري‪ ،‬بما ف ��ي ذلك "حرب‬ ‫كارجيل" في العام ‪ ،1998‬والهجوم على البرلمان‬ ‫الهن ��دي ف ��ي الع ��ام ‪ ،2003‬وهجم ��ات مومب ��اي‬ ‫الإرهابية في ‪.2008‬‬ ‫ولك ��ن �إذا كان ��ت حكوم ��ات الهن ��د وباك�ست ��ان قد‬ ‫واجه ��ت ورط ��ة ف ��ي �إقام ��ة عالق ��ة مثم ��رة‪ ،‬ف�إن‬ ‫ال�ش ��ركات عل ��ى جانب ��ي الح ��دود لم تفع ��ل ذلك‪.‬‬ ‫غي ��ر ق ��ادرة عل ��ى الإعتم ��اد عل ��ى �صن ��اع القرار‬ ‫لتمهيد الطريق �أمام التج ��ارة‪ ،‬ف�إن ال�شركات من‬ ‫كال البلدي ��ن تمار� ��س الآن ب�ش ��كل دوري �أعماله ��ا‬ ‫التجاري ��ة م ��ع نظرائها في البل ��د الآخر من خالل‬ ‫دب ��ي‪ .‬وح�س ��ب القانوني ��ن الباك�ستان ��ي والهندي‪،‬‬ ‫تعتب ��ر عمليات تهريب من هذا النوع غير قانونية‪.‬‬ ‫ولكن اذا لم ت�ستط ��ع باك�ستان والهند التغلب على‬

‫‪48‬‬

‫العدد ‪� - 19‬أيار (مايو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫عداوتهما‪ ،‬ف�إن هذه ال�شركات المهربة ت�ستحق في‬ ‫الواقع قدر ًا كبير ًا من الف�ضل‪.‬‬ ‫ويت ��راوح حجم التهريب غي ��ر الم�شروع بين الهند‬ ‫وباك�ستان بي ��ن ‪ 2‬مليارين دوالر �إل ��ى ‪ 10‬مليارات‬ ‫دبي‪ :‬مركز التبادل والتهريب بين باك�ستان والهند‬

‫دوالر �سنوي� � ًا‪ .‬ال�سل ��ع المه ّرب ��ة من باك�ست ��ان �إلى‬ ‫الهن ��د ت�شم ��ل �شرا�ش ��ف الأ�س� � ّرة‪ ،،‬والأقط ��ان‬ ‫المط ��رزة‪ ،‬والفواك ��ه الجاف ��ة؛ �أم ��ا الحري ��ر‪،‬‬ ‫والم�ستح�ض ��رات ال�صيدالني ��ة وم�ستح�ض ��رات‬


‫العالم ¶ الهند وباك�ستان‬

‫نواز �شريف‪� :‬سمح بت�شريع واردات قطع الغيار‬ ‫للإفادة منها في م�صانعه‬

‫ناريندرا مودي‪ :‬التجارة بين الهند وباك�ستان‬ ‫�ستزدهر في عهده‬

‫ال�شيخ محمد بن را�شد المكتوم‪ :‬دعا العالم للإ�ستثمار‬ ‫فجاء المهربون من باك�ستان والهند‬

‫وطلبوا منه ��ا ال�ضغط على الحكوم ��ة الباك�ستانية‬ ‫لتطبي ��ع ا�ستي ��راد ه ��ذه القطع‪ .‬في الع ��ام ‪،2010‬‬ ‫نجح ��ت الرابطة في �إ�ضافة هذه القطع �إلى قائمة‬ ‫الواردات الهندية المجازة في باك�ستان‪.‬‬ ‫ً‬ ‫بطبيع ��ة الح ��ال‪ ،‬ف�إن ال�س� ��ؤال يبق ��ى مفتوحا عما‬ ‫�إذا كان ه ��ذا �سيك ��ون �أ�سلوب� � ًا م�ستدام� � ًا لتو�سيع‬ ‫العالق ��ات التجاري ��ة بي ��ن البلدي ��ن‪ .‬لق ��د نجحت‬ ‫جه ��ود النقابة ال�شاق ��ة في تطبيع التج ��ارة ل�سلعة‬ ‫واحدة فقط؛ لم يكن هن ��اك ت�أثير الدومينو الذي‬ ‫بو�صل العدوى الإيجابية �إلى ال�صناعات الأخرى‪.‬‬ ‫وب ��د ًال م ��ن تقديم تح ��دٍّ �أكثر جوهري ��ة ل�سيا�سات‬ ‫الحكوم ��ة‪� ،‬إ�ضط ��رت ال�صناعات �إل ��ى القول ب�أن‬ ‫ذل ��ك كان �إ�ستثناء لقواع ��د الحكومة الحالية بد ًال‬ ‫من تغيير لها‪( .‬وربما لي�س من قبيل الم�صادفة �أن‬ ‫رئي�س الوزراء الباك�ستاني نواز �شريف الذي يملك‬ ‫العديد من م�صانع ال�سكر الباك�ستانية قد ا�ستفاد‬ ‫م ��ن �إنعكا� ��س واردات قط ��ع الغيار)‪ .‬وم ��ن جهته‬ ‫فقد �أو�ض ��ح �شونيد قري�شي‪ ،‬رئي�س جمعية م�صانع‬ ‫ال�سكر في باك�ستان‪� ،‬أنه من غير الواقعي �أن نتوقع‬ ‫م ��ن �أن ي�ؤدي ه ��ذا النوع م ��ن ال�ضغط �إل ��ى ت�أثير‬ ‫�أو�س ��ع في تطبيع التجارة لأن جمعيات الأعمال "ال‬ ‫تمار�س �ضغط ًا جماعي ًا ف ��ي مختلف القطاعات"‪.‬‬ ‫�إن المن�سوج ��ات‪ ،‬وال�سك ��ر‪ ،‬والإ�سمن ��ت‪ ،‬قال‪ ،‬يتم‬ ‫تمثيلها من قبل وزارات حكومية منف�صلة‪.‬‬ ‫بد ًال من عر�ض ق�ضيتها الخا�صة على حكوماتها‪ ،‬قد‬ ‫يكون �أكث ��ر فعالية لل�صناعات في الهند وباك�ستان‬ ‫�أن تدع ��م الهدف‪ ،‬و�إجراء البحوث الحيادية حول‬ ‫حال ��ة العالقات التجارية‪� .‬أرب ��ع مجموعات بحثية‬ ‫م�ستقل ��ة ‪ -‬المجل� ��س الهن ��دي لبح ��وث العالقات‬ ‫الإقت�صادي ��ة الدولي ��ة (‪ )ICRIER‬ف ��ي دله ��ي‪،‬‬ ‫ومعه ��د �إدارة الأعم ��ال (‪ )IBA‬ف ��ي كرات�ش ��ي‪،‬‬

‫وجامع ��ة اله ��ور للعل ��وم الإدارية‪ ،‬ومعه ��د �سيا�سة‬ ‫التنمية الم�ستدامة في �إ�س�ل�ام �أباد – �إ�ستطاعت‬ ‫�أخير ُا �إنتاج تقارير م�ؤث ��رة في الحواجز التجارية‬ ‫الر�سمي ��ة وغير الر�سمية ف ��ي كال البلدين‪ ،‬وكيف‬ ‫�أنتج ��ت ال�ش ��ركات التهري ��ب ونجح ��ت في ��ه على‬ ‫نط ��اق وا�س ��ع‪ .‬وق ��د وج ��دت كل حكوم ��ة ذخي ��رة‬ ‫ف ��ي ه ��ذه التقاري ��ر لإ�ستخدامه ��ا �ض ��د الأخرى‪.‬‬ ‫ولك ��ن‪� ،‬إذا �أخذت مع ًا‪ ،‬لق ��د فتحت التقارير �أي�ض ًا‬ ‫الطريق لإج ��راء مناق�شات حول العي ��وب العميقة‬ ‫ف ��ي الإط ��ار القانوني الحال ��ي‪ .‬المجل� ��س الهندي‬ ‫لبحوث العالق ��ات الإقت�صادي ��ة الدولية في دلهي‬ ‫ومعهد �إدارة الأعمال في كرات�شي �أطلقا منذ ذلك‬ ‫الحي ��ن �سل�سلة من الط ��اوالت الم�ستديرة الثنائية‬ ‫حول فر�ص التجارة في مجال الزراعة وال�سيارات‬

‫والأدوية و المن�سوجات‪.‬‬ ‫بطبيع ��ة الح ��ال‪� ،‬إل ��ى حد م ��ا‪� ،‬ستك ��ون العالقات‬ ‫التجارية بين هذين البلدين دائم ًا رهينة للأحداث‬ ‫ال�سيا�سي ��ة‪ .‬ولك ��ن �إذا تم �إنتخ ��اب ناريندرا مودي‬ ‫رئي�س ًا لوزراء الهند في وقت الحق من هذا ال�شهر‪،‬‬ ‫كما هو متوقع‪ ،‬فمن المرجح �أن تكون الأخبار جيدة‬ ‫للعالق ��ات الإقت�صادية للبالد م ��ع باك�ستان‪ .‬مودي‬ ‫ه ��و زعيم حزب بهاراتي ��ا جاناتا‪ ،‬وهو حزب قومي‬ ‫هندو�س ��ي‪ ،‬نتيجة لذلك �إعتبر منذ فترة طويلة �أنه‬ ‫يكنّ ع ��داء لباك�ستان ذات الغالبية الم�سلمة‪ .‬ولكن‬ ‫�سجل مودي كرئي�س وزراء �إقليم غوجارات الهندي‬ ‫ ال ��ذي ي�صنع غالبية المن�سوج ��ات والمجوهرات‬‫المهرب ��ة �إل ��ى باك�ست ��ان منن طريق دب ��ي ‪ -‬يوحي‬ ‫ب�أن ��ه �سيكون ن�صي ��ر ًا قوي ًا لتطبي ��ع التجارة‪ .‬تحت‬ ‫قي ��ادة مودي‪ ،‬تعاون ��ت غرفة التج ��ارة وال�صناعة‬ ‫في جنوب والية غوجارات في مدينة �سورات‪ ،‬التي‬ ‫تتمت ��ع بميناء مهم‪ ،‬ب�شكل وثيق م ��ع غرفة التجارة‬ ‫وال�صناع ��ة في كرات�شي لل�ضغ ��ط على الحكومتين‬ ‫الهندي ��ة والباك�ستانية لتطبي ��ع التجارة‪ .‬في كانون‬ ‫الأول (دي�سمب ��ر) ‪� ،2013‬أعط ��ت حكوم ��ة م ��ودي‬ ‫الدع ��م ال�سيا�سي والمالي للغرفة في �إقليمه لدعوة‬ ‫عدد كبير من المندوبين الباك�ستانيين �إلى معر�ض‬ ‫تجاري‪.‬‬ ‫ان الوحيدي ��ن الذي ��ن ل ��ن ي�ستفي ��دوا م ��ن تطبيع‬ ‫العالق ��ات التجاري ��ة ف ��ي باك�ست ��ان والهن ��د ه ��م‬ ‫المهرب ��ون الذي ��ن ي�س ّهل ��ون حالي� � ًا الإتج ��ار غير‬ ‫الم�ش ��روع (وم�ساع ��دة �أنف�سه ��م للح�ص ��ول عل ��ى‬ ‫�أرب ��اح)‪ .‬ولك ��ن �إحتجاجاتهم عل ��ى الأرجح �سوف‬ ‫لن ي�سمعها �أحد لأن هتاف ��ات الم�ستهلكين ورجال‬ ‫الأعم ��ال ف ��ي كال البلدي ��ن �ستكون �أعل ��ى �إبتهاج ًا‬ ‫لأنهم �سيكونون من الرابحين‬

‫عندما يتم تفريغ الب�ضائع الهندية‬ ‫في دبي‪ ،‬تجري عملية معقدة لإخفاء‬ ‫م�صدرها‪ :‬يتم تغيير العالمات‪ ،‬النق�ش‬ ‫يتغير �أو يلغى‪ ،‬تتم �إزالة التعبئة‬ ‫والتغليف‪ ،‬و يتم �إبدال ال�صحف‬ ‫الهندية التي ت�ستخدم في حاويات‬ ‫ال�شحن للح�شو ب�أوراق من �صحف‬ ‫عربية‪ .‬بعد كل ذلك‪ ،‬يمكن للتجار‬ ‫الح�صول على �شهادة من�ش�أ جديدة من‬ ‫غرفة التجارة المحلية‬

‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪51‬‬


TBN MANAGEMENT LIMITED

Delivering Excellence & Total Solutions

We Provide Consultancy Services On: Water & Sanitation- Planning & Economics – Civil Engineering, Bridges and Structures – Railway Engineering … and a lot more For more information visit our website: www.tbnmanagement.com Or contact us on: Tel: +44 (0)203 286 1826, Email: info@tbnmanagement.com


‫امل�صارف‬

‫�رشكات الت�أمني‬

‫�رشكات الإ�ستثمار‬

‫"م�صرف الهالل" الإماراتي يطلق ال�صندوق العالمي المتوازن للم�ستثمرين‬ ‫�أعل ��ن "م�ص ��رف الهالل" الإ�سالم ��ي في الإمارات‪� ،‬إط�ل�اق "�صندوق الهالل العالم ��ي المتوازن"‪،‬‬ ‫للم�ستثمري ��ن الراغبي ��ن بالم�شاركة في النم� � ّو‪ ،‬والعوائد ال ُمحتمل ��ة للأ�سهم وال�صك ��وك العالمية‪،‬‬ ‫ال ُمتوافقة مع �أحكام ال�شريعة الإ�سالمية‪.‬‬ ‫و ُيع� � ُّد ال�صن ��دوق الجديد �أداة �إ�ستثمارية غير محدودة الأجل‪ ،‬ويتي ��ح �إ�شتراكات وعمليات �إ�سترداد‬ ‫�أ�سبوعي ��ة‪ ،‬كما يهدف �إلى توفير �إيرادات منتظم ��ة �سنوية للم�ستثمرين‪ ،‬من خالل ال�صكوك و�أرباح‬ ‫الأ�سهم‪ ،‬وكذلك �أي زيادة في ر�أ�س المال‪.‬‬ ‫و�ستكون مجموع ��ة الخدمات الم�صرفية الإ�ستثمارية في "م�صرف الهالل" بمثابة مدير الإ�ستثمار‬ ‫لل�صندوق‪ ،‬فيما �سيكون بنك "كريديت �سوي�س �أيه جي" في زوريخ الم�ست�شار الإ�ستثماري‪� ،‬أما بنك‬ ‫"�إت�ش �أ�س بي �سي ال�شرق الأو�سط" ف�سيكون بمثابة الحافظ الأمين والمدير الإداري لل�صندوق‪.‬‬ ‫ويه ��دف "�صندوق اله�ل�ال العالمي المت ��وازن" �إلى �إتباع خط ��ى ال�صندوقين الآخري ��ن الناجحين‬ ‫للم�ص ��رف‪ ،‬وهما "�صن ��دوق الهالل للأ�سهم الخليجية"‪ ،‬الذي حقق عوائ ��د متميزة بن�سبة ‪55.89‬‬ ‫ف ��ي المئة‪ ،‬منذ ت�أ�سي�س ��ه في �آذار (مار� ��س) ‪ ،2011‬و"�صندوق الهالل العالم ��ي لل�صكوك"‪ ،‬الذي‬ ‫�سجل عوائد بن�سبة ‪ 2.4‬في المئة منذ ت�أ�سي�سه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وو ّزع "�صن ��دوق اله�ل�ال العالمي لل�صكوك" ‪ 6.39‬في المئة من مجموع ��ه‪� ،‬أرباحا على م�ستثمريه‪،‬‬ ‫منذ ت�أ�سي�سه في �آذار (مار�س) ‪.2012‬‬

‫الجامعة العربية تتبنّى م�شروع المفو�ضية الم�صرفية العربية‬ ‫لطالما كان التن�سيق الم�صرفي العربي �ضعيف ًا‪،‬‬ ‫ف ��ي ظل الغياب الفاقع لأط ��ر العمل الم�شتركة‪،‬‬ ‫لكن‪� ،‬أخير ًا‪ ،‬تبنت االمانة العامة لجامعة الدول‬ ‫العربية م�ش ��روع �إن�شاء هيئة ت�شريعية م�صرفية‬ ‫عربي ��ة تح ��ت م�سم ��ى "المفو�ضي ��ة الم�صرفية‬ ‫العربي ��ة" وه ��و الم�ش ��روع الذي �أع ّدت ��ه االمانة‬ ‫العام ��ة لإتح ��اد الم�ص ��ارف العربي ��ة‪ .‬وبح�سب‬ ‫بع�ض المعلوم ��ات‪ ،‬من المتوق ��ع ان يكون مبنى‬ ‫المفو�ضي ��ة الم�صرفي ��ة العرب ��ي ف ��ي العا�صمة‬ ‫اللبنانية بيروت‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن ��ه ب ��ات �إيج ��اد م�ؤ�س�س ��ة كه ��ذه تهتم‬ ‫بال�ش� ��أن المال ��ي والنق ��دي م ��ن المتطلب ��ات‬ ‫اال�سا�سي ��ة عند الم�صرفيي ��ن بالدرجة الأولى‪،‬‬ ‫بعدما �أثب ��ت هذا القطاع مكانت ��ه على ال�ساحة‬ ‫العالمي ��ة بموجودات قاربت ‪ 3‬تريليونات دوالر‪،‬‬ ‫و�سوق مالي ��ة بلغت ر�سملتها حوال ��ى الف مليار‬ ‫دوالر‪�( .‬إ�ش ��ارة ال ��ى ان القط ��اع الم�صرف ��ي‬ ‫العرب ��ي يتك ��ون م ��ن ‪ 430‬م�ؤ�س�س ��ة م�صرفي ��ة‬ ‫تدي ��ر موج ��ودات تع ��ادل نح ��و ‪ %105‬من حجم‬ ‫النات ��ج الإجمال ��ي العربي‪ ،‬وت�ستن ��د �إلى قاعدة‬ ‫ودائ ��ع تع ��ادل نحو ‪ %65‬م ��ن حج ��م االقت�صاد‬ ‫العرب ��ي)‪ .‬فه ��ذه الموج ��ودات‪ ،‬تتطل ��ب �إن�شاء‬

‫من األسواق‬ ‫�إنته���ز حاك���م م�ص���رف لبن���ان ريا����ض �س�ل�امة‬ ‫م�ش���اركته في الم�ؤتمر الم�صرفي العراقي‪ -‬اللبناني‬ ‫لي�ض���ع حداً لل�ش���ائعات التي طالت �إ�س���تقرار الليرة‬ ‫اللبناني���ة بالتزام���ن مع الحدي���ث عن �إقرار �سل�س���لة‬ ‫الرت���ب والرواتب‪ ،‬ف�أكد على �أن "الأو�ض���اع في لبنان‬ ‫م�س���تقرة نقديا ً‪ ،‬والليرة م�س���تقرة و�ستبقى م�ستقرة‬ ‫رغم كل ال�ش���ائعات التي رافقت مناق�ش���ات �سل�سلة‬ ‫الرت���ب والرواتب"‪ .‬وطم�أن �س�ل�امة الى �أن "م�ص���رف‬ ‫لبنان �سيبقى موجوداً في ال�سوق لإدارة ال�سيولة في‬ ‫�إط���ار تطلعنا الى توافرها لتمويل القطاعين الخا�ص‬ ‫والع���ام بالفوائد الحالي���ة‪ ،‬ومع الت�أكي���د اننا لن ندع‬ ‫تطور ال�سيولة يهدد الإ�ستقرار في الأ�سعار"‪.‬‬ ‫�أعل���ن "البنك ال�س���عودي للت�س���ليف والإدخار"‬ ‫�أخي���راً قيام���ه ب�إع���ادة جدول���ة �أق�س���اط القرو����ض‬ ‫الإجتماعي���ة للمتعثري���ن عن ال�س���داد مم���ن تراكمت‬ ‫عليهم الأق�س���اط ال�سابقة‪ ،‬حتى يتمكنوا من الإنتظام‬ ‫في ال�سداد مجدداً‪ .‬وقال المدير العام للبنك �إبراهيم‬ ‫الحني�ش���ل في بي���ان �ص���حفي‪� ،‬أن "البنك ق���ام بهذه‬ ‫الخط���وة من باب الت�س���هيل عل���ى مقتر�ض���ي البنك‬ ‫مم���ن تراكمت عليهم الأق�س���اط في فترات ما�ض���ية‬ ‫متوجها ً بمن لديه �أق�س���اط‬ ‫ول���م ينتظموا بال�س���داد"‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫م�س���تحقة بـ"�ض���رورة التع���اون م���ع البن���ك وااللتزام‬ ‫بال�س���داد"‪ .‬و�أ�ضاف الحني�ش���ل �أن "الفر�صة �أ�صبحت‬ ‫ّ‬ ‫متوف���رة ل���دى العم�ل�اء المت�أخري���ن في ال�س���داد في‬

‫برنام���ج القرو����ض الإجتماعية للإن�ض���مام �إلى قائمة‬ ‫المنتظمي���ن في���ه والح�ص���ول عل���ى الممي���زات التي‬ ‫يقدمه���ا البن���ك لهم‪ ،‬من �أهمه���ا �إمكانية �إقرا�ض���هم‬ ‫مر ًة �أخرى بعد م�ض���ي �سنة واحدة فقط على �سدادهم‬ ‫المنتظم لقر�ضهم القديم"‪.‬‬

‫الأمين العام لإتحاد الم�صارف العربية و�سام فتوح‬

‫مفو�ضي ��ة م�صرفي ��ة‪ ،‬تقوم على �أ�س� ��س �صياغة‬ ‫قوانين وت�شريع ��ات مالية وم�صرفية‪ ،‬بالإ�ضافة‬ ‫الى تحقيق تكامل �إقت�صادي بين الدول العربية‬ ‫م ��ن جهة‪ ،‬وبينها وبين الدول الأجنبية من جهة‬ ‫ثاني ��ة‪ ،‬بالإ�ضاف ��ة ال ��ى �إقامة ت ��وازن بين عمل‬ ‫الم�ؤ�س�س ��ات النقدي ��ة العالمي ��ة ‪ ،‬وم ��ا يتمتع به‬ ‫الإقت�صاد العربي من مقومات نقدية‪.‬‬ ‫ويعتب ��ر المتابعون لهذا الملف ان �إقامة مفو�ضية‬ ‫م�صرفية عربية عل ��ى غرار المفو�ضية الأوروبية‬ ‫ب ��ات من الأم ��ور الملح ��ة خ�صو�ص ًا بع ��د الأزمة‬ ‫المالي ��ة العالمية‪ ،‬والت ��ي �أثبت خالله ��ا القطاع‬ ‫الم�صرفي العربي متانته �أمام �إرتدادات االزمة‪.‬‬

‫و�ض���ع الم�ؤتمر الم�ص���رفي العراقي ‪ -‬اللبناني‬ ‫بع���د �إختتام �أعماله‪� ،‬سل�س���لة من التو�ص���يات تتعلق‬ ‫بمناق�ش���ة الم�ش���هد الإقت�ص���ادي ال�ش���مولي لكل من‬ ‫البلدي���ن وو�س���ائل معالج���ة التحدي���ات‪ ،‬المت�ض���من‬ ‫�إ�ستراتيجية م�صرف لبنان المركزي والبنك المركزي‬ ‫العراقي وال�سيا�س���ة النقدية الخا�ص���ة ب���كل منهما‪،‬‬ ‫الهادفة �إلى تحقيق التنمية الإقت�ص���ادية‪ ،‬وذلك من‬ ‫خ�ل�ال تفعيل م�س���اهمة القط���اع الم�ص���رفي والمالي‬ ‫وفروع الم�ص���ارف الأجنبية لتنمية �إقت�صاد البلدين‪،‬‬ ‫وتطوي���ر التقنيات الم�ص���رفية ونقل خبرة م�ص���رف‬ ‫لبن���ان ف���ي نظ���م المدفوع���ات للم�ص���رف المركزي‬ ‫العراقي‪ .‬كما دعا �إلى تعزيز دور الإ�س���تثمار الأجنبي‬ ‫والإفادة م���ن الفر�ص الإ�س���تثمارية المتاحة‪ .‬وتطرق‬ ‫�إل���ى دور الم�ص���ارف‪ ،‬داعي���ا ً �إياه���ا �إل���ى المزيد من‬ ‫التع���اون وفتح ف���روع ومكات���ب في لبن���ان والعراق‬ ‫وتقديم خطوط الإئتمان المتبادل‪.‬‬

‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪53‬‬


‫البور�صات العربية والدولية‬

‫�أخبار �أ�سواق المال‬

‫العمالت‬

‫المؤشر‬

‫لبنان‪ :‬ماذا تعني �سل�سلة الرواتب للقطاع الم�صرفي؟‬ ‫فالإقت�ص ��اد اللبنان ��ي‪ ،‬ب�شق ��ه الإ�ستهالك ��ي‪� ،‬إعتم ��د‬ ‫ال ت ��زال �سل�سل ��ة الروات ��ب والأج ��ور تت�ص ��در الأخب ��ار‬ ‫وب�ش ��كل متزاي ��د عل ��ى القرو� ��ض لتحقي ��ق النم ��و‬ ‫االقت�صادي ��ة في لبن ��ان‪ .‬فبين ت�صعيد هيئ ��ة التن�سيق‬ ‫الإقت�ص ��ادي‪ .‬فبينم ��ا كان العرف في لبن ��ان منذ زمن‬ ‫النيابي ��ة وت ��ردد المجل�س النيابي ف ��ي �إقرارها‪ ،‬توجد‬ ‫ً‬ ‫لي� ��س بعيدا يعتمد على الإدخ ��ار من �أجل �شراء �سيارة‬ ‫�ضبابي ��ة ومخاوف حول تداعياته ��ا وم�صادر تمويلها‪.‬‬ ‫�أو �سك ��ن‪ ،‬تح� � ّول ف ��ي ال�سني ��ن الع�ش ��ر الما�ضي ��ة �إل ��ى‬ ‫ف ��ي ه ��ذا الإط ��ار‪� ،‬إقترح ��ت وزارة المالي ��ة تموي ��ل‬ ‫�إ�سته�ل�اك يرتك ��ز ب�ش ��كل متزاي ��د عل ��ى القرو�ض‪ .‬في‬ ‫ال�سل�سلة والتي تبلغ ‪ 1,6‬مليار دوالر �سنوياً بمجموعة‬ ‫ه ��ذا الإطار ي�ش ��كل �إرتفاع ن�سبة الفوائ ��د تهديداً على‬ ‫م ��ن ال�ضرائب بع�ضها يط ��ال القطاع الم�صرفي حيث‬ ‫النمو االقت�صادي‪.‬‬ ‫رف�ضت ��ه جمعية الم�صارف والهيئات الإقت�صادية‪ .‬فما‬ ‫من ناحية ثانية‪ ،‬وهي الأهم‪� ،‬إن رفع الفائدة في لبنان‬ ‫تداعيات هذه ال�سل�سلة وهل �أن المخاوف االقت�صادية‬ ‫الت ��ي �أعلنته ��ا الهيئ ��ات االقت�صادي ��ة مب ��ررة؟ وما هي الدكتور عبد اهلل نا�صر الدين * ف ��ي ظل التده ��ور الحا�صل في المالي ��ة العامة ي�شكل‬ ‫خط ��راً عل ��ى الإط ��ار المالي ال ��ذي �إعتمد علي ��ه لبنان‬ ‫التداعي ��ات التي قد تنجم عن �إق ��رار �ضرائب �إ�ضافية‬ ‫ف ��ي العقدي ��ن المن�صرمي ��ن لتموي ��ل عج ��ز الدول ��ة‪.‬‬ ‫على القطاع الم�صرفي؟‬ ‫تتوقع وزارة المالية‪ ،‬عبر رفع ال�ضريبة على �أرباح الم�صارف من �سندات فالفائ� ��ض الأول ��ي تح ّول �إلى عج ��ز‪ ،‬بينما و�صل العجز ف ��ي الموازنة �إلى‬ ‫الخزين ��ة م ��ن ‪� %15‬إلى ‪ %17‬وعبر زي ��ادة ال�ضريبة عل ��ى فوائد المودعين م ��ا يق ��ارب ‪ 4,2‬ملي ��ارات دوالر ف ��ي العام المن�ص ��رم في ظل تراك ��م الدين‬ ‫م ��ن ‪� %5‬إل ��ى ‪� %7‬أن تجن ��ي م ��ا يق ��ارب ‪ 350‬ملي ��ون دوالر �سنوي� �اً‪ .‬وتعتب ��ر �إل ��ى م�ستوي ��ات مخيف ��ة و�صل ��ت �إلى �أكث ��ر م ��ن ‪ %140‬من النات ��ج المحلي‬ ‫ال ��وزارة �أن م�ش ��روع ال�سل�سلة حق م�شروع بعدما بلغت ن�سبة الت�ضخم منذ مم ��ا يط ��رح �أ�سئلة كثيرة عن ا�ستدامه الدين وقدرة الإ�ستمرار في الإطار‬ ‫‪� 1997‬أكث ��ر م ��ن ‪ %100‬مما �أدى �إلى تدهور في القدرة ال�شرائية لأكثر من المالي الحالي‪.‬‬ ‫‪ 230,000‬موظ ��ف ف ��ي القط ��اع الع ��ام ي�شكل ��ون ‪ %16‬م ��ن الي ��د العاملة في �أم ��ا رب ��ط ال�سل�سلة بزيادة الإنتاجي ��ة في القطاع العام فه ��و �أ�شبه بالكالم‬ ‫لبن ��ان‪ .‬بذلك‪ ،‬تعتبر الوزارة �أن ال �ض ��رر من م�ساهمة القطاع الم�صرفي‪ ،‬الف ��ارغ‪ .‬ف�ل�ا يوجد ف ��ي لبنان ني ��ة حقيقية لمحارب ��ة الف�س ��اد والهدر في‬ ‫ال ��ذي بلغ ��ت �أرباح ��ه م ��ن ال�سن ��دات وحدها �أكثر م ��ن ‪ 1,7‬ملي ��ار دوالر في الأف ��ق المنظ ��ور‪ .‬لذلك ف� ��إن ت�أجيل ال�سل�سل ��ة �إلى �أن يت ��م الإ�صالح يعني‬ ‫الع ��ام المن�صرم‪ ،‬خ�صو�صاً �أن هذا القطاع جنى �أرباحاً طائلة منذ ت�أ�سي�س �إلغاءه ��ا‪ .‬فالخزين ��ة اللبناني ��ة ال ت ��زال تدف ��ع روات ��ب ‪ 310‬ن ��واب �سابقي ��ن‬ ‫و�أكث ��ر م ��ن ‪ 100‬عائل ��ة ن ��واب �سابقي ��ن تر ّتب عل ��ى الدولة كلف ��ة ‪ 28‬مليار‬ ‫الجمهورية الثانية في �أوائل ت�سعينات القرن‪.‬‬ ‫تكاث ��رت الآراء والتحلي�ل�ات بين معار� ��ض وداعم حول مفاعي ��ل ال�سل�سلة ليرة �سنوياً‪ .‬كما �أن الف�ساد في كهرباء لبنان �ساهم في ما يقارب ‪ %40‬من‬ ‫على الإقت�صاد اللبناني معظمها ير ّكز على المنحى الت�ضخمي لل�سل�سلة‪ .‬الدي ��ن العام المتراكم في ظل تعتي ��م الكهرباء على ال�سياحة والقطاعات‬ ‫�إال �أن معظ ��م تل ��ك الآراء تفتق ��ر �إلى كثير من الدقة ف ��ي قراءتها للو�ضع الإنتاجية و�صورة لبنان في الخارج‪.‬‬ ‫الإقت�ص ��ادي اللبنان ��ي‪ .‬فمكم ��ن الم�شكل ��ة ال يرتب ��ط بالت�ضخ ��م‪� .‬إذ �أن ��ه بغ� ��ض النظر ع ��ن رف�ض الهيئ ��ات الإقت�صادي ��ة لل�ضرائ ��ب الجديدة التي‬ ‫لي� ��س ف ��ي ال�ض ��رورة �أن ت�ؤدي زيادة الإنف ��اق الناتجة م ��ن ال�سل�سلة وزيادة تط ��ال القط ��اع الم�صرف ��ي‪� ،‬إال �أن م ��ن الناحي ��ة الإقت�صادي ��ة البحتة‪ ،‬من‬ ‫ال�ضرائب �إلى �إرتفاع في الأ�سعار‪ .‬فال�سل�سلة ت�شكل �أقل من ‪ %3‬من الناتج الم�ؤك ��د �أن تل ��ك ال�ضرائ ��ب �سيكون لها �أث ��ر �سلبي عل ��ى �إ�ستقطاع الودائع‬ ‫المحلي‪ ،‬وال�ضرائب على الأرباح ال ت�شكل �أكثر من ‪ %3‬من الناتج المحلي ف ��ي ظ ��ل �إحتمال �إق ��دام البن ��ك الفيديرال ��ي الأميركي على رف ��ع الفائدة‬ ‫نتيج ��ة التهرب ال�ضريب ��ي‪ .‬وال �شك �أنه يمكن للإقت�ص ��اد اللبناني تح ّمل و�إرتف ��اع ن�سب ��ة الفوائ ��د في المحي ��ط اللبناني كم ��ا في تركي ��ا مث ً‬ ‫ال‪ .‬هذا‬ ‫الإنخفا� ��ض ي�ض ��ع النظ ��ام المال ��ي اللبناني ال ��ذي اعتمد عل ��ى الم�صارف‬ ‫مزيد من ال�ضرائب خ�صو�صاً تلك التي قد تطال القطاع العقاري‪.‬‬ ‫الم�شكل ��ة الحقيقي ��ة ترتب ��ط برف ��ع الفائ ��دة ف ��ي لبن ��ان ف ��ي ه ��ذا الوق ��ت و�أم ��وال التحوي�ل�ات ل�سد عجز الموازنة في دائرة ال�ضبابية‪ ،‬مما �سي�ؤدي‬ ‫بالتحدي ��د‪ .‬وعك� ��س م ��ا يق ��ال‪ ،‬ف� ��إن رف ��ع الفائ ��دة في لبن ��ان لن تك ��ون له حتم� �اً �إلى تخفي� ��ض الت�صنيف الإئتماني للدين الع ��ام اللبناني وحامليه‪،‬‬ ‫تداعيات كبيرة على النمو االقت�صادي من الناحية الإنتاجية‪ ،‬فالم�صارف و�إلى �إرتفاع ن�سبة الفائدة وتزايد �سريع للدين العام‪.‬‬ ‫اللبنانية التي �أدمنت على الأرباح ال�سهلة في العقدين الأخيرين ال تمول ت�أخرت الحركات النقابية كثيراً‪ .‬لقد �إ�ستفاقت بعدما دخل النظام المالي‬ ‫اللبنان ��ي ف ��ي مرحلة الإدم ��ان على �أموال الم�صارف‪ .‬الي ��وم‪ ،‬من الأجدى‬ ‫القطاعات الإنتاجية‪ .‬الم�شكلة �إذاً تكمن في مكان �آخر‪.‬‬ ‫�أو ًال‪� ،‬إن رف ��ع الفائ ��دة ف ��ي لبن ��ان �سي� ��ؤدي �إلى ت� ��آكل ن�سبة �أكب ��ر من دخل "ت�شحيل" ال�سل�سلة و�إقرارها للحفاظ على ما تبقى من الطبقة الو�سطى‪،‬‬ ‫موظف ��ي القط ��اع الخا� ��ص ال ��ذي يذه ��ب ف ��ي �إتج ��اه �س ��داد القرو� ��ض‪ .‬وعدم �إدخال لبنان في �سيناريوهات �إقت�صادية تميل �إلى المقامرة‪.‬‬ ‫* حائز على دكتوراه في الإقت�صاد‪ ،‬و�أ�ستاذ محا�ضر في كلية �إدارة الأعمال في جامعة بيروت العربية‬

‫‪52‬‬

‫العدد ‪� - 19‬أيار (مايو) ‪٢٠١4 -‬‬


‫بيروت ‪ -‬مازن مجوز‬ ‫مع خف� ��ض الت�صنيف ال�سي ��ادي للبنان‬ ‫ال ��ى (‪� ،)B-‬إرتفع ��ت الكلف ��ة عل ��ى‬ ‫الم�صارف الأجنبية على �إعتبار �أنّ المعايير الدولية‬ ‫الجدي ��دة تفر� ��ض عليه ��ا حج ��ز م�ؤون ��ات �إ�ضافي ��ة‬ ‫لتغطية مخاطر الت�صنيف‪ ،‬علما �أن هذه الم�ؤ�س�سات‬ ‫المالية لم تدخل في "لعبة" �شراء �سندات الخزينة‪،‬‬ ‫على غرار البنوك المحلية‪.‬‬ ‫وم ��ع هذا الواق ��ع َ‬ ‫تال�شت الإغ ��راءات التي يمكن �أن‬ ‫ت�شج ��ع الم�ص ��ارف الأجنبية على البق ��اء‪ ،‬ولم يعد‬ ‫ّ‬ ‫�أمامه ��ا �سوى الإن�سح ��اب ب�أقل الخ�سائ ��ر‪ ،‬رغم كل‬ ‫المح ��اوالت التي قام بها الق ّيم ��ون عليها من طريق‬ ‫الت�سهيالت في الإقرا�ض وزيادة الفوائد‪.‬‬ ‫الدكت ��ور ن�سي ��ب غبري ��ل‪ ،‬مدي ��ر مرك ��ز الأبح ��اث‬ ‫والدرا�س ��ات الإقت�صادي ��ة والمالية في بنك بيبلو�س‬ ‫�أ ّكد لـ"�أ�س ��واق العرب" على "�أن ال خلفيات �أمنية �أو‬ ‫�سيا�سي ��ة وراء هذا القرار بل ه ��ي �أ�سباب م�صرفية‬ ‫و�إداري ��ة بحت ��ة تتعل ��ق ب�إ�ستراتيجي ��ة كل م ��ن ه ��ذه‬ ‫البن ��وك"‪ .‬م�ضيف� � ًا‪" :‬الأم ��ر ال يتج ��اوز الح�سابات‬ ‫المالي ��ة �إل ��ى ما ه ��و �أخطر بدلي ��ل �إ�ستم ��رار وجود‬ ‫م�ص ��ارف �أجنبي ��ة �ضخم ��ة عالمية في لبن ��ان‪ ،‬وما‬ ‫يح�صل هو �شيء طبيعي ومتوقع"‪.‬‬ ‫وعل ��ى الرغ ��م م ��ن �أن الع ��ام ‪ 2013‬كان �صعب ًا على‬ ‫لبنان حيال عدم الإ�ستقرار ال�سيا�سي والأمني الذي‬ ‫�إن�سحب عل ��ى نحو طبيعي عل ��ى الأداء الإقت�صادي‪.‬‬ ‫ف� ��إن القط ��اع الم�صرف ��ي اللبناني نم ��ا ب�شكل كبير‬ ‫خ�ل�ال ال�سن ��وات الأخي ��رة‪ ،‬حي ��ث ت�ضاع ��ف حجم‬ ‫موج ��ودات الم�ص ��ارف التجاري ��ة بين نهاي ��ة العام‬ ‫‪ 2007‬ونهاية العام ‪.2013‬‬ ‫فق ��د زادت تلك الموجودات وفق مركز البحوث في‬ ‫�إتحاد الم�ص ��ارف العربية من حوال ��ى ‪ 82.7‬مليار‬ ‫دوالر �إل ��ى حوالى ‪ 164.8‬ملي ��ار دوالر خالل الفترة‬ ‫المذك ��ورة‪ .‬وو�ص ��ل حج ��م موج ��ودات الم�ص ��ارف‬ ‫التجاري ��ة اللبنانية �إلى حوالى ‪ 4‬مرات حجم الناتج‬ ‫المحلي االجمالي للبنان‪� .‬أما بالن�سبة �إلى م�صارف‬ ‫الأعم ��ال‪ ،‬فقد بلغ مجموع موجوداته ��ا بنهاية العام‬ ‫‪ 2013‬حوالى ‪ 4‬مليارات دوالر‪.‬‬ ‫وف ��ي ما يتعل ��ق بودائ ��ع غي ��ر المقيمين فق ��د زادت‬ ‫بدورها خالل العامين الما�ضيين‪ ،‬من حوالى ‪21.4‬‬ ‫ملي ��ار دوالر بنهاي ��ة العام ‪� 2011‬إل ��ى حوالى ‪24.1‬‬ ‫مليار دوالر بنهاية العام ‪( 2012‬محققة ن�سبة زيادة‬ ‫‪ ،)%12.8‬ف�إل ��ى حوال ��ى ‪ 28.5‬ملي ��ار دوالر بنهاية‬ ‫العام ‪( 2013‬بن�سبة زي ��ادة ‪ .)%18.2‬وهكذا تكون‬ ‫تل ��ك الودائع قد زادت بن�سبة الثل ��ث خالل العامين‬ ‫الما�ضيين‪.‬‬

‫�إتحاد الم�صارف العربية‪ :‬عينه على الو�ضع الم�صرفي في لبنان‬

‫�شعار "بنك االمارات ولبنان"‬

‫�أما بالن�سب ��ة �إلى ودائع المقيمين‪ ،‬فقد بلغت حوالى‬ ‫‪ 107.7‬مليارات دوالر بنهاي ��ة العام ‪( 2013‬مقابل‬ ‫حوالى ‪ 85‬مليار بنهاية العام ‪. )2007‬‬ ‫ف ��ي م ��ا يتعل ��ق بالقرو� ��ض‪ ،‬فق ��د زادت القرو� ��ض‬

‫م�سل�سل الإن�سحابات ال يتوقف‬ ‫عند الم�صارف الأجنبية المذكورة‪،‬‬ ‫وال عند الأ�سباب ذاتها ‪� ،‬إذ ي�ضاف �إلى‬ ‫عامل المناف�سة قانون النقد في‬ ‫الدول االوروبية‬ ‫الخبير غازي وزني‪" :‬الم�صارف العالمية‬ ‫تر�سم خريطة التو�سع الخارجي وفق‬ ‫�إ�ستراتيجيات ُم�سبقة ت�ضعها الإدارات‬ ‫العامة؛ فقد �أعاد م�صرفا "�أت�ش �أ�س بي‬ ‫�سي" و"�ستاندرد ت�شارترد" النظر‬ ‫ب�أنت�شارهما الخارجي بعد الأزمة المالية‬ ‫العالمية في العام ‪"2008‬‬

‫الممنوحة من الم�صارف التجارية للقطاعين العام‬ ‫والخا� ��ص من حوالى ‪ 39.5‬ملي ��ار دوالر الى حوالى‬ ‫‪ 79.2‬ملي ��ار ًا خ�ل�ال الفترة المذك ��ورة (�أي بزيادة‬ ‫‪ ،)%100‬ما ّ‬ ‫يدل على التو�س ��ع الكبير في الإقرا�ض‪.‬‬ ‫مع اال�شارة هن ��ا �إلى �أنّ زيادة ن�سبة �إقرا�ض القطاع‬ ‫الخا� ��ص قد زادت على ح�س ��اب القطاع العام خالل‬ ‫الفت ��رة المذك ��ورة‪ ،‬حي ��ث تبدل ��ت ن�س ��ب الإقرا�ض‬ ‫للقطاعين من ‪ %45‬و ‪ %55‬على التوالي بنهاية العام‬ ‫‪� 2007‬إلى ‪ %52‬و‪ %48‬بنهاية العام ‪.2013‬‬ ‫وفي ه ��ذا المج ��ال يذك ��ر المرك ��ز �أي�ض ��ا �أنّ ن�سبة‬ ‫الزيادة في مجمل القرو�ض قد بلغت ‪ %14.7‬خالل‬ ‫العام ‪.2013‬‬ ‫وبالن�سب ��ة �إلى ر�أ�سمال الم�ص ��ارف‪ ،‬فقد زاد خالل‬ ‫الفت ��رة المذك ��ورة �أع�ل�اه‪ ،‬و�إن بن�سب �أق ��ل من تلك‬ ‫الم�سجل ��ة في حج ��م الموج ��ودات‪ .‬بلغ ر�أ� ��س المال‬ ‫المجمع للقط ��اع الم�صرفي اللبنان ��ي حوالى ‪14.2‬‬ ‫ملي ��ار دوالر بنهاية العام ‪ ،2013‬محقق ًا ن�سبة زيادة‬ ‫بلغ ��ت ‪ %12.3‬عن نهاي ��ة الع ��ام ‪ .2012‬وعليه فقد‬ ‫بلغت ن�سبة ر�أ�س المال �إلى الموجودات بنهاية العام‬ ‫‪ 2013‬حوال ��ى ‪( %8.6‬مقارن ��ة بن�سبة ‪ %8.3‬بنهاية‬ ‫العام ‪ .)2012‬فتكون الزي ��ادة في ن�سبة ر�أ�س المال‬ ‫�إل ��ى الموج ��ودات قد بلغت ‪ %3.6‬بي ��ن عامي ‪2012‬‬ ‫و‪ .2013‬ووا�ص ��ل نم ��و القط ��اع م�سيرت ��ه �إلى حيث‬ ‫و�صلت ن�سبته حالي ًا �إلى ‪.%7‬‬ ‫ً‬ ‫وه ��ذه الم�ؤ�ش ��رات ت�ش ��كل دلي ًال وا�ضح� �ا على النمو‬ ‫والنج ��اح ف ��ي الت�أقلم والمحافظة عل ��ى نتائج جيدة‬ ‫بف�ض ��ل �إدارات الم�ص ��ارف اللبناني ��ة المحافظ ��ة‬ ‫ومرونتها‪.‬‬ ‫وفي الوقت الذي ي�ؤكد بع�ض الخبراء الم�صرفيين‪،‬‬ ‫ومن بينهم رئي�س �إتحاد نقابات موظفي الم�صارف‬ ‫ف ��ي لبن ��ان جورج الح ��اج الذي يفيد ب� ��أن الم�شكلة‬ ‫تكمن في الأو�ضاع الأمنية والإقت�صادية والإجتماعية‬ ‫الت ��ي بات ��ت ت�شكل عبئ� � ًا كبي ��ر ًا‪ ،‬معتب ��ر ًا �أن "لبنان‬ ‫م�صن ��ف دولة مخاطره ��ا عالية‪ ،‬وم ��ن الطبيعي �أن‬ ‫تتغير النظرة حيال الإ�ستثمار فيه"‪ .‬ويرى دميانو�س‬ ‫قطار‪ ،‬وزي ��ر المالية اللبناني ال�سابق‪� ،‬أن قرار هذه‬ ‫البن ��وك هو تج ��اري ربحي متعلق بعملي ��ة الإنت�شار‪،‬‬ ‫مو�ضح ًا �أنه لي�س هناك �أي نوع من المخاوف تذكر‪،‬‬ ‫"�إنم ��ا ت�أت ��ي �ضم ��ن �إط ��ار الربحية‪ ،‬و�إما ف ��ي �إطار‬ ‫تقيي ��م المخاط ��ر ف ��ي الموازنة المجمع ��ة و�إما على‬ ‫طريقة �أنن ��ا ال نريد �شراء الإ�ستثمار بوا�سطة الدين‬ ‫ال�سيادي اللبناني"‪.‬‬ ‫ويتابع �أن ��ه "من هنا �أ�صبح ل ��دى كل م�صرف توجه‬ ‫خا� ��ص"‪ ،‬نافي� � ًا �أن "يك ��ون وراء �إن�سح ��اب بع� ��ض‬ ‫البن ��وك �أي �سب ��ب �سيا�س ��ي (�إن ف ��ي لبن ��ان �أو ف ��ي‬ ‫بلدانه ��ا) �أو �أمن ��ي داخلي‪ .‬بدلي ��ل �أن لبنان مر‬ ‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪55‬‬


‫�أ�سواق المال‬ ‫مصارف‬

‫الأ�سواق المالية اللبنانية تعي�ش حالة قلق جراء الأو�ضاع ال�سيا�سية والإقت�صادية والإجتماعية ال�سيئة‬

‫ّ‬ ‫هل حل موسم‬ ‫الهجرة المصرفية األجنبية من لبنان؟‬ ‫تفاج ��أت الأو�س��اط الم�صرفية اللبناني��ة منذ �أ�شهر قليلة ب�إع�لان م�صرف "�ستاندرد ت�شارت��رد" نيته ت�صفية‬ ‫�أعماله والإن�سحاب من لبنان‪ ،‬كذلك �أعلن "البنك الدولي الأهلي" الأردني الأمر ذاته‪ ،‬ب�سبب عدم تحقيق‬ ‫الأرباح المطلوبة‪ .‬فيما �أطلق مالكي "بنك الإمارات ولبنان" مفاو�ضات مع �أكثر من جهة لبيع الم�صرف‪.‬‬ ‫وت�شترك هذه الم�صارف "الأجنبية" بربحيتها المتدنية ن�سبياً‪ ،‬وبعدم تحقيق عوائد كبيرة على �إ�ستثماراتها؛‬ ‫وعل��ى الرغ��م من"نظافة" محافظها‪� ،‬سواء ف��ي �صيرفة التجزئ��ة �أو تمويل ال�شركات والأف��راد‪� ،‬إال �أن هذه‬ ‫المحافظ ال توفر لها �أرباحا كبيرة‪.‬‬ ‫ف��ي المقاب��ل دخل عدد م��ن الم�صارف الع�ش��رة الأولى في لبنان ب�سب��اق مفتوح لتملك ه��ذه الم�صارف‪،‬‬ ‫وبح�س��ب م�ص��ادر متابعة ف�إن م�ص��ارف "بيبلو�س" و"فرن�سا بن��ك" و"الإعتماد اللبنان��ي" و"عوده" با�شرت‬ ‫مفاو�ضات مع ادارات الم�صارف المذكورة‪ ،‬وقد �شارفت على الو�صول �إلى نهايات �إيجابية‪.‬‬ ‫بنك "�ستنادرد ت�شارترد"‪ :‬قرر الإن�سحاب لأ�سباب خا�صة‬

‫‪54‬‬

‫العدد ‪� - 19‬أيار (مايو) ‪٢٠١4 -‬‬


‫وزير المالية الأ�سبق دميانو�س قطار‪:‬‬ ‫لكل بنك �أجنبي توجه خا�ص‬

‫التعوي�ض ��ات الم�ستحق ��ة لهم‪ ،‬وت�أمي ��ن �أعمال بديلة‬ ‫لدى الجهة ال�شارية‪.‬‬ ‫"م ��ا يهمن ��ا ه ��و �أن ننج ��ح ف ��ي ت�أمي ��ن تعوي�ض ��ات‬ ‫لزمالئنا الذين ي�ضط ��رون الى ترك العمل لأ�سباب‬ ‫دم ��ج؛ تعوي�ضات تمنحهم العي�ش بكرامة كي ينتقلوا‬ ‫�إلى م�ؤ�س�سة م�صرفية �أخرى‪� ،‬أو كي يقوموا بت�أ�سي�س‬ ‫عمل جديد لهم" ي�شير الحاج ‪.‬‬ ‫وي�ؤك ��د على �أنه "في حال عدم تحقيق الترا�ضي بين‬ ‫ه ��ذه البنوك وبي ��ن النقابة والموظفي ��ن ف�إن عملية‬ ‫الدم ��ج لن تم ��ر‪ .‬لأن النقاب ��ة لن ت�ضح ��ي ب�أي من‬ ‫الموظفي ��ن �أو بحقوق ��ه المكت�سبة‪ ،‬وه ��ي �ستلج�أ في‬ ‫حال �إ�ضطرت �إلى �إعالن الإ�ضراب في الم�صارف‪،‬‬ ‫حيث ي�صبح م ��ن ال�صعب تنفيذ عملي ��ة البيع تحت‬ ‫جو �ضغط الإ�ضراب"‪.‬‬ ‫وف ��ي هذا الإطار ترى م�ص ��ادر م�صرفية �أن ال مبرر‬ ‫للقل ��ق بالن�سبة �إل ��ى الموظفي ��ن‪ ،‬لإ�ستمرارية العمل‬ ‫ب "البروتوك ��ول" ال�ساري ف ��ي عمليات الدمج منذ‬ ‫�أكثر م ��ن عقدين م ��ن الزمن‪ ،‬وتحذر م ��ن �أن عدم‬ ‫�إ�ستجاب ��ة الإدارات الأجنبي ��ة لمطال ��ب موظفيه ��ا‬ ‫�ستواج ��ه بق�ساوة من الم�ص ��ارف المحلية‪ ،‬التي لن‬ ‫تقب ��ل بت�سجيل �سابق ��ة قد تفتح المج ��ال �أمام عدم‬ ‫�إنتظام العم ��ل الم�صرفي الرافعة الوحيدة المتبقية‬ ‫للإقت�صاد اللبناني‪.‬‬ ‫من جه ��ة �أخرى ف�إنه وم ��ن المعل ��وم �أن الم�صارف‬ ‫الأجنبي ��ة لي�س ��ت في و�ض ��ع جيد‪� ،‬إذ لديه ��ا م�شاكل‬ ‫ف ��ي تطبيق �إتقاقي ��ات "بازل"‪ ،‬فيم ��ا �ستخلق عملية‬ ‫�شراء بع� ��ض الم�ص ��ارف اللبنانية الكب ��رى (والتي‬ ‫ت�سيط ��ر على الح�ص ��ة الأكب ��ر في ال�س ��وق) لبع�ض‬ ‫ه ��ذه الم�ص ��ارف م�شكل ��ة محلي ��ة‪ .‬وتتعل ��ق ه ��ذه‬ ‫الم�شكلة بم�س�ألة الرئا�سة (الإدارة) لأن هذه معظم‬ ‫الم�صارف اللبنانية تدعى بـ"البنوك العائلية"‪.‬‬ ‫وم ��ع دخول ق ��رارات الإن�سح ��اب مراحله ��ا الأخيرة‬

‫الدكتور غازي وزني‪ :‬البنوك الأجنبية‬ ‫تر�سم �إ�ستراتيجيات خارجية وتعمل بموجبها‬

‫وزير المالية الأ�سبق دميانو�س قطار‪:‬‬ ‫"لكل بنك �أجنبي توجه خا�ص‪،‬‬ ‫و�أ�سباب الإن�سحاب لي�ست �سيا�سية وال‬ ‫�أمنية داخلية بدليل �أن لبنان مر بمراحل‬ ‫�أخطر بكثير من المرحلة الحالية‬ ‫وكانت هذه الم�صارف موجودة"‬ ‫ت�شي ��ر م�صادر متابعة �إل ��ى �أن م�صرف لبنان ي�شدد‬ ‫عل ��ى وجوب �أن تحت ��رم عمليات الدم ��ج �أ�أو عمليات‬ ‫ال�ش ��راء مبد�أ حقوق الموظفين في القطاع‪ .‬لكن في‬ ‫الوق ��ت عينه ال عالقة لم�صرف لبن ��ان بالم�صارف‬ ‫الت ��ي تريد البيع لأن ه ��ذا ي�سمى حرية تجارية‪� ،‬إنما‬ ‫ه ��و يوافق على عملي ��ة ال�شراء التي تق ��وم بها بع�ض‬ ‫الم�صارف اللبنانية‪.‬‬ ‫ووف ��ق قط ��ار ف� ��إن ه ��ذه الخط ��وة تعزز وج ��ود هذه‬ ‫البن ��وك‪ ،‬وت�أت ��ي ف ��ي �إط ��ار تناف�س ��ي بح ��ت‪� ،‬إم ��ا‬ ‫بجغرافي ��ة المواق ��ع للف ��روع‪� ،‬أو بنوعي ��ة المحافظ‬ ‫الإئتماني ��ة‪� ،‬أو بنوعية الكوادر الموجودة‪ .‬متوقع ًا �أن‬ ‫"تتبلور عملية البيع وال�شراء تدريج ًا خالل �أ�سابيع‬ ‫قليلة وذلك ب�سبب الإ�ستحقاق الرئا�سي الحا�صل"‪.‬‬ ‫وفي الخت ��ام‪� ،‬إذا كانت الم�ص ��ارف الثالثة �صغيرة‬ ‫الحج ��م‪ ،‬ف�إن قرار خروجها من لبنان ي�س ّلط ال�ضوء‬ ‫على نقاط �أ�سا�سية �أبرزها‪:‬‬ ‫ �إن التناف� ��س ف ��ي القط ��اع مح�ص ��ور بي ��ن خم�سة‬‫م�ص ��ارف كبرى تحق ��ق عوائد مجزية م ��ن ت�سليف‬ ‫الدول ��ة‪ ،‬وت�سيط ��ر عل ��ى �صيرفة التجزئ ��ة في �سوق‬

‫�صغيرة‪ ،‬وعليه ف�إن تدن ��ي عوائد الم�صارف الثالثة‬ ‫ال ُم�ش ��ار �إليها يكفي �أن يك ��ون �سبب ًا لإداراتها لإتخاذ‬ ‫قرار بالخروج من لبنان والبحث عن �أ�سواق جديدة‬ ‫تتيح لها تحقيق الأرباح‪.‬‬ ‫ غياب الحوافز التي ت�شجع الم�ؤ�س�سات الم�صرفية‬‫الأجنبية على دخول ال�سوق اللبنانية‪ ،‬فاالقت�صادات‬ ‫االقليمية التي حققت تطور ًا �سريع ًا كدبي على �سبيل‬ ‫المث ��ال ال الح�صر �ش ّكلت في م ��كان ما نقطة جذب‬ ‫للم�ص ��ارف الأجنبي ��ة التي نظ ��رت �إليها عل ��ى �أنها‬ ‫مدخ ��ل لتو�سي ��ع محافظها‪ ،‬وهذا م ��ا ال ينطبق على‬ ‫لبنان‪.‬‬ ‫ تناف� ��س البن ��وك الراغب ��ة ف ��ي الإ�ستح ��واذ عل ��ى‬‫�أحد الم�ص ��ارف المعرو�ضة يعطي �إ�ش ��ارات �إلى �أن‬ ‫م�صرف لبنان و�ضع هند�سة محدّدة للقطاع وي�سعى‬ ‫للمحافظ ��ة عليها بما يترجم رغبت ��ه في عدم زيادة‬ ‫التراخي� ��ص الم�شطوب ��ة‪ ،‬ولذلك ف� ��إن "المركزي"‬ ‫يدفع ف ��ي �إتجاه �إتمام �صفق ��ات �إ�ستحواذ بعيد ًا من‬ ‫فكرة الت�صفية‪.‬‬ ‫في �أي حال‪ ،‬ال يجوز الإعتبار �أن مثل هذه ال�صفقات‪،‬‬ ‫و�إن تزامن ��ت �أو كث ��ر عدده ��ا‪ ،‬تم ّث ��ل نقط ��ة �ضعف‬ ‫ف ��ي عمل القط ��اع الم�صرفي‪ ،‬لأنها تبق ��ى في �إطار‬ ‫م�ؤ�س�س ��ات ال ت�ش ّكل مركز ثق ��ل‪ ،‬وح�ص�صها �صغيرة‬ ‫ج ��د ًا ف ��ي ال�س ��وق‪� .‬إال �أن ما يج ��در التنبه ل ��ه �أكثر‬ ‫ه ��و تط ّور العوامل الت ��ي تغذي ق ��رارات الم�ؤ�س�سات‬ ‫الأجنبية للخروج من لبنان‪ .‬‬ ‫فالبل ��د ينح ��در كل يوم �أكثر ف�أكثر ف ��ي �إتجاه الغرق‬ ‫ف ��ي م�ستنق ��ع �أمن ��ي خط ��ر‪ ،‬بالإ�ضاف ��ة �إل ��ى الوحل‬ ‫ال�سيا�س ��ي المتراكم عل ��ى مفا�صل الحي ��اة العامة‪،‬‬ ‫ومكم ��ن الخطورة هنا �أن ال�شركات الأجنبية لم تعد‬ ‫تُلغ ��ي قراراتها بالح�ضور �إلى لبن ��ان والإ�ستثمار فيه‬ ‫فح�سب‪ ،‬بل �أ�صبحت تفكر في الإن�سحاب منه‪ ،‬وهي‬ ‫النقطة التي يجدر التوقف عندها كثير ًا‪.‬‬ ‫وبما �أن القطاع الم�صرفي ه ��و الركن الأ�سا�سي في‬ ‫دورة الإقت�صاد الوطني‪ ،‬فال بد من العمل لتح�صين‬ ‫�إ�ستمراري ��ة م�ؤ�س�سات ��ه المحلي ��ة منه ��ا والأجنبية‪.‬‬ ‫لك ��ن الوا�ض ��ح �أن ال�سوق الم�صرفي ��ة ربما �أ�صبحت‬ ‫في حاجة �إلى ت�شريعات تح ّف ��ز المناف�سة بمنتجات‬ ‫يظهر �أثرها في تحريك عجلة االقت�صاد على الرغم‬ ‫م ��ن �إرتف ��اع الموازن ��ة الموح ��دة للبن ��وك التجارية‬ ‫العاملة في لبنان بن�سب ��ة ‪ %9‬في العام ‪ 2013‬لت�صل‬ ‫�إل ��ى ‪ 164.82‬ملي ��ار دوالر‪ ،‬مقابل نمو ‪ %8‬في العام‬ ‫ال�سابق حيث �ش ّكل القطاع الخا�ص ‪ %25‬من �إجمالي‬ ‫الموج ��ودات‪ ،‬بارتفاع ‪ %10‬الى ‪ 41.50‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫وال�س� ��ؤال هنا‪ :‬ه ��ل ي�ستطيع هذا القط ��اع �أن يحقق‬ ‫الكثير لما فيه خي ��ر للمجتمع و�أرباح للم�صارف في‬ ‫ظل هذه الأجواء الم�ضطربة على كل ال�صعد؟‬ ‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪57‬‬


‫�أ�سواق المال ¶ م�صارف‬ ‫بمراحل �أخط ��ر بكثير من المرحل ��ة الحالية وكانت‬ ‫هذه الم�صارف موجودة"‪.‬‬ ‫و�إزاء ه ��ذه النتائ ��ج يبدو �أنه م ��ن ال�صعب على هذه‬ ‫الم�ص ��ارف –�أكان ��ت عربية �أم غربي ��ة‪ -‬المناف�سة‬ ‫وخ�صو�ص� � ًا في ظل وجود م�ص ��ارف كبرى في لبنان‬ ‫ومنه ��ا‪ :‬عوده‪ ،‬بل ��وم‪ ،‬بيبلو� ��س‪ ،‬الإعتم ��اد اللبناني‪،‬‬ ‫بيروت والبالد العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬وفير�ست نا�شيونال‬ ‫بن ��ك (�أف �أن ب ��ي)‪ .‬م ��ا يرج ��ح �أن يك ��ون �سب ��ب‬ ‫الإن�سحاب تجاري ًا ومتعلق ًا ب�إحتياجات ال�سوق‪.‬‬ ‫وفي ه ��ذا ال�سي ��اق ي�شرح قط ��ار �أن م ��ا يح�صل في‬ ‫لبنان "ال �أعتبره موجة بل عملية تمو�ضع ومناف�سة‪،‬‬ ‫فمث�ل ً�ا م�صرف �أجنبي �صغي ��ر ال ي�ستطيع المناف�سة‬ ‫ف ��ي العم ��ل التج ��اري كم�ص ��رف لبناني كبي ��ر‪ ،‬لأن‬ ‫ربحيته ت�صب ��ح �أقل بكثير‪ ،‬فيق ��ارن عندها المركز‬ ‫الرئي�س ��ي بي ��ن الربحية والمخاطر ف� ��إذا تبين �أنها‬ ‫�أقل من المخاطر ف�إنه ين�سحب"‪.‬‬ ‫في المقابل برز ف ��ي الآونة الأخيرة دخول م�صارف‬ ‫عراقية ال�س ��وق اللبنانية ومبا�شرة �أحدها العمل في‬ ‫ال�سوق‪.‬‬ ‫ً‬ ‫و�إذا ما �سلمنا ج ��دال �أن القطاع الم�صرفي اللبناني‬ ‫هو ج ��زء م ��ن دورة الإقت�ص ��اد الحر ال ��ذي يعتمده‬ ‫لبن ��ان‪ ،‬و�أن دخول �أي طرف �إل ��ى القطاع �أو خروجه‬ ‫من ��ه يرتكز في البداية والنهاية على قرار الم�ؤ�س�سة‬ ‫المالي ��ة الت ��ي ترى �أن هن ��اك عم ًال مفي ��د ًا في هذا‬ ‫البلد وم�صلحة ما‪ ،‬ف� ��إذا �إنتفى ذلك ل�سبب �أو لآخر‬ ‫يكون قرار الت�صفية ج ��زء ًا �أي�ض ًا من الإ�ستراتيجية‬ ‫العامة‪.‬‬ ‫ه ��ذه الر�ؤي ��ة تنطب ��ق م ��ع م ��ا ي�شي ��ر �إلي ��ه الخبير‬ ‫المال ��ي والإقت�ص ��ادي الدكتور غ ��ازي وزني من "�أن‬ ‫الم�صارف العالمية الكب ��رى تر�سم خريطة التو�سع‬ ‫الخارج ��ي وف ��ق �إ�ستراتيجي ��ات ُم�سبق ��ة ت�ضعه ��ا‬ ‫الإدارات العامة‪ .‬فعل ��ى �سبيل المثال‪� ،‬أعاد م�صرفا‬ ‫"�أت� ��ش �أ� ��س ب ��ي �س ��ي" و�ستان ��درد ت�شارت ��رد النظر‬ ‫ب�أنت�شارهم ��ا الخارجي بعد الأزم ��ة المالية العالمية‬ ‫في العام ‪."2008‬‬ ‫وي�ضي ��ف ‪� ":‬إن م ��ن �أهدافها الرئي�سي ��ة في تحديد‬ ‫م�سار التو�س ��ع‪ ،‬تحقيق �أكبر قدر ممكن من الأرباح‪،‬‬ ‫والتركي ��ز على المخاط ��ر المتعلقة بالبل ��د‪ ،‬والكلفة‬ ‫الإداري ��ة‪ ،‬والنم ��و والنتائ ��ج المالي ��ة‪ ،‬التوقع ��ات‬ ‫الم�ستقبلية للبلد‪ ،‬ومجاراة المناف�سة"‪.‬‬ ‫متحدث� � ًا �إلى "�أ�سواق العرب" يعزو الحاج �إن�سحاب‬ ‫بع� ��ض الم�ص ��ارف الأجنبي ��ة ‪ -‬وبالتال ��ي تدن ��ي‬ ‫عدده ��ا ‪� -‬إلى الو�ض ��ع العام في لبن ��ان (ك�إ�ستمرار‬ ‫حالة ال�ل�ا �إ�ستق ��رار ال�سيا�سي منذ الع ��ام ‪)2010‬‬ ‫والو�ض ��ع المتوت ��ر في المنطقة (الح ��رب في �سوريا‬ ‫و�صعود تي ��ارات ا�صولية فيها وفي العديد من الدول‬

‫‪56‬‬

‫العدد ‪� - 19‬أيار (مايو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫الدكتور ن�سيب غبريل‪:‬‬ ‫ما يح�صل طبيعي ومتوقع‬

‫ن�سيب غبريل‪�" :‬إن�سحاب بع�ض‬ ‫البنوك الأجنبية من لبنان ال يتجاوز‬ ‫الح�سابات المالية �إلى ما هو �أخطر‬ ‫بدليل �إ�ستمرار وجود م�صارف �أجنبية‬ ‫�ضخمة عالمية في لبنان‪ ،‬وما يح�صل‬ ‫هو �شيء طبيعي ومتوقع"‬ ‫العربية)‪ ،‬مبدي ًا ثقته ب�أن خروجها هو لكونها تحقق‬ ‫�أرباح� � ًا �أقل م ��ن المتوقع وهذا ال ي�صن ��ف خ�سارة‪.‬‬ ‫متمني ًا �أن "يتوقف نزف خروج الم�صارف الأجنبية‬ ‫م ��ن لبن ��ان لأن ذل ��ك يفقدن ��ا ‪-‬كقط ��اع م�صرفي‪-‬‬ ‫التوا�صل مع العالم الم�صرفي الخارجي"‪.‬‬ ‫والواق ��ع �أن �إن�سح ��اب البن ��ك الأهل ��ي الدول ��ي �أتى‬ ‫لأ�سب ��اب مالي ��ة ولي�س �إ�ستراتيجية‪ ،‬فه ��و لم ي�ستطع‬ ‫تحقيق �أرباح كبيرة في لبنان‪ ،‬وبالتالي ي�سعى حاليا‬ ‫من خ�ل�ال بيع فرعه ف ��ي ب�ل�اد الأرز لت�أمين �سيولة‬ ‫بهدف تعزيز و�ضعه المالي في بلد �آخر‪ ،‬وفق وزني ‪.‬‬ ‫�إن م�سل�س ��ل الإن�سحابات ال يتوق ��ف عند الم�صارف‬ ‫الأجنبي ��ة المذك ��ورة‪ ،‬وال عن ��د الأ�سب ��اب ذاته ��ا‪،‬‬ ‫�إذ ي�ض ��اف �إل ��ى عام ��ل المناف�سة قان ��ون النقد في‬ ‫ال ��دول االوروبية‪ ،‬فعلى �سبي ��ل المثال‪ ،‬بعد �إن�سحاب‬ ‫الم�ص ��ارف الفرن�سي ��ة م ��ن لبن ��ان و�إبقائه ��ا عل ��ى‬ ‫م�ساهم ��ات �ضئيل ��ة �أق ��ل م ��ن ‪ %19‬لأ�سب ��اب تتع ّلق‬ ‫بقان ��ون النق ��د الفرن�س ��ي‪ -‬الذي يوج ��ب عليها �إذا‬ ‫كان ��ت تعمل في الخ ��ارج �أن تجن ��ب �ضمانات كبيرة‬ ‫مقابل ت�سليفاتها في لبنان في حال تعدّت م�ساهمتها‬

‫جورج الحاج‪� :‬أتمنى وقف نزف الخروج الأجنبي‬ ‫من القطاع الم�صرفي‬

‫ال� �ـ‪ -%20‬خرج �أكبر الم�صارف الفرن�سية من لبنان‬ ‫"‪ "BNPI‬ال ��ذي باع محفظت ��ه ورخ�صته �إلى"بنك‬ ‫الإمارات لبنان" و�أبق ��ى على ن�سبة م�ساهمة ن�سبتها‬ ‫‪%19‬؛ �إال �أنه في نهاية العام ‪� 2013‬أ�صبحت الملكية‬ ‫�إماراتي ��ة بالكام ��ل مع �إ�ستحواذ بن ��ك ال�شارقة على‬ ‫‪ ،%80‬و"�أيل كابيتال" "‪ "EL Capital‬على ‪.%20‬‬ ‫ف ��ي المقاب ��ل ف�إنه وم ��ع ال�سيا�سة النقدي ��ة المميزة‬ ‫الت ��ي ا ّت َبعها م�ص ��رف لبن ��ان‪ -‬والتي و�ضع ��ت حد ًا‬ ‫من حيث المبد�أ‪ -‬لمخ ��اوف المودعين من �إحتمال‬ ‫خ�س ��ارة �أموالهم � َ‬ ‫إنتقل القط ��اع الم�صرفي اللبناني‬ ‫ال ��ى مرحلة �أكثر ثبات ًا وق ��درة على النمو والمناف�سة‬ ‫والتو�سع الخارجي‪.‬‬ ‫وف ��ي الوقت الذي ل ��م يبقَ من الم�ص ��ارف الأجنبية‬ ‫ف ��ي ال�سوق اللبنان ��ي �سوى ‪ 5‬م�ص ��ارف‪ ،‬ثالثة منها‬ ‫با�شرت بخطوات الإن�سح ��اب‪ ،‬يتوقع وزني �إن�سحاب‬ ‫الإثنين المتبقيين للأ�سباب نف�سها‪.‬‬ ‫�أما غبريل في�ستبع ��د �أن "يكون الجمود الإقت�صادي‬ ‫ال ��ذي ي�شهده لبنان �أكثر م ��ن �سبب ثانوي لإن�سحاب‬ ‫ه ��ذه الم�صارف"‪ .‬الفت ًا �إلى �أن "ح�صول الإن�سحاب‬ ‫ب�ش ��كل جماع ��ي ه ��و من ب ��اب الم�صادفة ف ��ي �سوق‬ ‫م�صرفي ��ة لبنانية و�ص ��ل عدد الم�ص ��ارف فيها �إلى‬ ‫ما يق ��ارب ‪ 54‬وهذا عدد مرتفع بالن�سبة �إلى ال�سوق‬ ‫اللبنانية"‪ ،‬متمني ًا �أن "يكون هناك دمج �أكثر بين‬ ‫الم�صارف ال�صغيرة"‪.‬‬ ‫وي�شدد عل ��ى �أنه "في حال �إتمام ه ��ذه الإن�سحابات‬ ‫ف�إن ��ه لن يكون لهذا الق ��رار �أي تداعيات �سلبية على‬ ‫القط ��اع الم�صرف ��ي اللبنان ��ي‪ ،‬لأن ��ه يعمل ف ��ي بيئة‬ ‫�إقت�صاد حر و�ضمن قوانين �شفافة ووا�ضحة"‪.‬‬ ‫ولك ��ن على الم ��دى القري ��ب‪ ،‬ف� ��إن الت�أثي ��ر ال�سلبي‬ ‫لإتمام �صفقة البيع ه ��ذه بعد �إقترابها‪ ،‬ينعك�س قلق ًا‬ ‫لدى مئ ��ات الموظفي ��ن الخائفين عل ��ى م�ستقبلهم‪،‬‬ ‫ف ��ي ظل ع ��دم و�ضوح توج ��ه �إداراته ��م بالن�سبة الى‬


‫م ��ن جه ��ة �أخ ��رى كان ال�سب ��ب لإ�سترخ ��اء �صن ��اع‬ ‫ال�سيا�س ��ة البريطانية وت�ساهله ��م بالن�سبة �إلى و�ضع‬ ‫لن ��دن كن ��وع م ��ن مرك ��ز مال ��ي خارجي‪ ،‬ف ��ي جزء‬ ‫من ��ه‪ ،‬دوري ًا‪ .‬و�أق ��دم �إئت�ل�اف المحافظين والحزب‬ ‫الليبرال ��ي الديموقراط ��ي ال ��ذي �إنتخب ف ��ي العام‬ ‫‪ 2010‬على عك� ��س اجراءات التحفيز التي �إعتمدتها‬ ‫حكوم ��ة حزب العم ��ال برئا�سة غ ��وردون براون بعد‬ ‫�أزم ��ة الإئتم ��ان‪ .‬وت�أم ��ل الحكوم ��ة الإئتالفي ��ة ف ��ي‬ ‫الق�ض ��اء على العجز ف ��ي موازنة المملك ��ة المتحدة‬ ‫بحلول نهاي ��ة المجل�س الت�شريعي ف ��ي العام ‪.2015‬‬ ‫ولك ��ن في ظ ��ل الرك ��ود العالمي ومح ��اوالت ت�صفية‬ ‫مراك ��ز القط ��اع العائل ��ي المحل ��ي‪� ،‬أوقف ��ت ه ��ذه‬ ‫ال�سيا�سات كما كان متوقع� � ًا االنتعا�ش في م�ساراته‪،‬‬ ‫مم ��ا �أدّى �إلى ثالث �سنوات م ��ن الركود‪ .‬لذا عمدت‬ ‫حكوم ��ة كامي ��رون �إلى تعدي ��ل للإ�سترخ ��اء المالي‬ ‫القليل وت�شجيع النمو في �أ�سعار العقارات من خالل‬ ‫�إكتت ��اب الإقرا� ��ض الم�صرف ��ي للم�شتري ��ن العاليي‬ ‫الإ�ستدان ��ة‪ .‬وقد جلب هذا التحفي ��ز الم�ستتر موجة‬ ‫من ر�أ�س المال م ��ن م�ستثمرين دوليين يبحثون عن‬ ‫مالذ �آمن لأ�صولهم و�ساع ��دوا بالتالي على تح�سين‬ ‫توقع ��ات الحكومة التي كانت تترنح في �إ�ستطالعات‬ ‫الر�أي على مدى ال�سنوات الثالث الفائتة‪.‬‬

‫لندن‪ :‬بي�ضة القبان في الإقت�صاد البريطاني‬

‫التمويل الأجنبي‬

‫المنا�سب لتك ��ون العا�صمة الدولية الطليقة‪ .‬غالبية‬ ‫الم�ؤ�س�سات المالية الدولية الرئي�سية �أغرقت ال�سوق‬ ‫البريطاني ��ة‪ ،‬بالع ��ة في طريقها الكثي ��ر من البنوك‬ ‫التجاري ��ة البريطانية‪ .‬المدين ��ة المالية (ال�سيتي)‪،‬‬ ‫الت ��ي كانت تتمتع منذ وقت طوي ��ل بمكانتها الإدارية‬ ‫المنف�صل ��ة – (هيئ ��ة �إدارته ��ا‪" ،‬كوربوري�شن �أوف‬ ‫لن ��دن" (‪ ،)Corporation of London‬تعم ��ل‬ ‫ب�إ�ستقاللي ��ة ب�ص ��رف النظ ��ر عن بقي ��ة الأحياء في‬ ‫لندن‪ ،‬وت�شكل ال�شركات المالي ��ة‪ ،‬بد ًال من ال�سكان‪،‬‬ ‫الق ��وة الناخب ��ة)‪ --‬جنحت �أكثر ع ��ن بقية المملكة‬ ‫المتح ��دة‪ .‬لق ��د �أدّى تدويلها ‪ ،‬حب ��ث تهيمن البنوك‬ ‫الأميركي ��ة والياباني ��ة و الألماني ��ة‪� ،‬إل ��ى عزلها عن‬ ‫الدرام ��ا ال�سيا�سي ��ة ‪ -‬والفكاه ��ات‪ -‬ف ��ي المجتم ��ع‬ ‫البريطاني ‪.‬‬ ‫فيم ��ا �أ�صبحت لندن نقط ��ة جذب لر�ؤو� ��س الأموال‬ ‫الدولية‪ ،‬فقد تح ّولت بدورها �إلى موطن للر�أ�سماليين‬ ‫الدوليي ��ن و�أ�سرهم‪� .‬إن قواعد الت�أ�شيرة التي �سهلت‬ ‫دخ ��ول الأثرياء‪ ،‬والنظ ��ام ال�ضريب ��ي للأثرياء غير‬ ‫المقيمي ��ن (الذي ��ن يطالب ��ون بالإقام ��ة �أو الدخ ��ل‬

‫م ��ن الخ ��ارج)‪ ،‬وال�ضرائ ��ب العقاري ��ة المنخف�ضة‪،‬‬ ‫والمدار� ��س المرموق ��ة‪ ،‬وق ��رب الم�ستثمري ��ن م ��ن‬ ‫م�ؤ�س�س ��ات �إ�ستثمار �أموالهم‪ ،‬كله ��ا جعلت من لندن‬ ‫م�ل�اذ ًا جذاب� � ًا لأ�صحاب الملي ��ارات‪ .‬و�أت ��ى العديد‬ ‫منهم م ��ن رو�سي ��ا‪ ،‬لك ��ن المكان ��ة الرفيع ��ة لبع�ض‬ ‫"المليارديرات" الرو� ��س تبالغ في الوجود الرو�سي‬ ‫الحقيقي‪� :‬سجل تعداد ‪ 2011‬وجود ‪� 26,603‬شخ�ص ًا‬ ‫ناطقي ��ن بالرو�سية ف ��ي لندن‪ ،‬مقارن ��ة مع ‪70,600‬‬ ‫�شخ� ��ص ناطقين باللغة العربي ��ة‪� .‬إلاّ �أن ر�أ�س المال‬ ‫الرو�سي هو �أكث ��ر �أهمية‪ .‬فقد و�ضع �أحد التقديرات‬ ‫لم�ؤ�س�سة بريطانية متخ�ص�صة الم�شتريات الرو�سية‬ ‫من العق ��ارات الراقية ف ��ي لندن (عق ��ارات قيمتها‬ ‫�أكثر من ملي ��ون جنيه �إ�سترلين ��ي) ب�سبعة في المئة‬ ‫م ��ن المجموع‪ ،‬وه ��ي ن�سبة عالية يب ��دو من المرجح‬ ‫�أن تنمو‪ ،‬وذلك بف�ضل عدم الإ�ستقرار في �أوكرانيا‪.‬‬ ‫العدي ��د م ��ن ه ��ذه الم�شتريات ه ��ي ا�ستثم ��ارات ال‬ ‫عالق ��ة لها بالإقامة‪ ،‬لذا تب ��دو ع�شرات المنازل في‬ ‫الأحي ��اء الأكثر تميز ًا في لن ��دن فارغة ومهجورة �إلاّ‬ ‫من دوريات حرا�س الأمن‪.‬‬

‫لك ��ن غ�س ��ل الأم ��وال من خ�ل�ال نق ��اط العق ��ارات‬ ‫ال�ساخن ��ة في لندن هو �أكث ��ر بكثير من مجرد �صورة‬ ‫على �شا�شة دوري ��ة‪ .‬في الواقع‪� ،‬إنه يك�شف �إتجاهات‬ ‫بنيوية عميقة تترتب عليها �آثار مثيرة للقلق بالن�سبة‬ ‫�إل ��ى الإقت�ص ��اد البريطان ��ي‪ ،‬وفي وج ��ه خا�ص‪� ،‬إلى‬ ‫الأ�س ��ر البريطانية‪ .‬لقد ج ��اءت �أزم ��ة الإئتمان في‬ ‫الوقت الذي كانت م�ستويات ديون المملكة المتحدة‬ ‫ف ��ي �أعلى م�ستوياتها التاريخية‪ .‬وعلى الرغم من �أن‬ ‫الحكوم ��ة كان لديها مخ ��زون منخف� ��ض ن�سبي ًا من‬ ‫الديون‪ ،‬ف�إن الأ�سر‪ ،‬وخ�صو�ص ًا الم�ؤ�س�سات المالية‪،‬‬ ‫كانت مديونة �إلى �أق�صى درجة‪ .‬لذا كان ت�أثير �إنهيار‬ ‫النظ ��ام الم�صرف ��ي كارثي� � ًا عل ��ى ثق ��ة الم�ستهلك‪،‬‬ ‫وكنتيج ��ة لذلك‪� ،‬إنكم�ش الإقت�ص ��اد بن�سبة ‪ 6.4‬في‬ ‫المئة في الفترة من منت�صف ‪� 2008‬إلى �أواخر العام‬ ‫‪ .2009‬عل ��ى عك�س �إيرلن ��دا المج ��اورة‪ ،‬التي كانت‬ ‫مقيدة من قبل بنك مركزي محافظ وعملة م�شتركة‬ ‫مع �ألمانيا المت�شددة‪ ،‬تمتعت المملكة المتحدة بعملة‬ ‫عائم ��ة‪ ،‬التي �إنخف�ضت قيمتها ب�سرعة ب�أكثر من ‪20‬‬ ‫في المئة‪ ،‬وبنك �إنكلترا على �إ�ستعداد لطباعة المال‬ ‫لإنقاذ النظام الم�صرفي‪ .‬ثم �س ّرعت الحكومة هذه‬ ‫ال�سيا�سة م ��ن خالل التخفيف الكم ��ي لت�صل قيمته‬ ‫�إل ��ى م ��ا يق ��رب م ��ن ‪ 630‬ملي ��ار دوالر‪ ،‬والذي‬ ‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪59‬‬


‫�أ�سواق المال‬ ‫إستثمار‬

‫الإ�ستثمار الأجنبي في المملكة المتحدة له منافع وم�ساوىء‬

‫المال الروسي ِّ‬ ‫يقيد‬ ‫حركة الحكومة البريطانية!‬ ‫تعمل الحكومة البريطانية منذ �أمد بعيد‪ ،‬وبالتحديد منذ و�صول مارغريت تات�شر �إلى الحكم‪ ،‬على تحويل‬ ‫لن��دن �إل��ى عا�صمة المال في العالم‪ ،‬حيث حرّرتها من كل القي��ود و�سهّلت عمليات تدفق الأموال �إليها من‬ ‫خالل حوافز عدة‪ ،‬الأمر الذي جذب كبار الأثرياء في العالم‪ ،‬وخ�صو�ص ًا من رو�سيا‪� ،‬إليها‪.‬‬ ‫لندن ‪ -‬مي�شال مظلوم‬ ‫في �شهر �آذار (مار� ��س) الفائت‪ ،‬جرى‬ ‫�إ�ستفت ��اء على "الإنترن ��ت" في المدينة‬ ‫ال�شرقية الأوكرانية "دونيت�سك" يقترح ح ًال للأزمة‬ ‫بين كييف ومو�سكو م ��ن خالل �إن�ضمام المدينة �إلى‬ ‫المملك ��ة المتحدة‪ ،‬بالنظر �إل ��ى �أن المدينة � ّأ�س�سها‬ ‫في القرن التا�سع ع�ش ��ر ال�صناعي البريطاني (من‬ ‫مقاطعة ويل ��ز) جون هيوز‪ .‬الإ�ستفت ��اء‪ ،‬الذي �إتَّخذ‬ ‫�إ�سم الن�شيد الوطني البريطاني "حفظ اهلل الملكة"‬ ‫عنوان� � ًا‪ ،‬تلق ��ى ب�ضع ��ة �آالف م ��ن الأ�ص ��وات‪ ،‬ف�ض ًال‬ ‫عن ق ��در كبير من المقاالت والتعليق ��ات في و�سائل‬ ‫الإعالم الأجنبية‪ .‬وال�سيناري ��و البديل الأكثر قبو ًال‪،‬‬ ‫بطبيع ��ة الحال‪ ،‬كان ه ��و �أن هذه المدين ��ة الناطقة‬ ‫بالرو�سية �سوف تنجرف �إلى مجال النفوذ الرو�سي‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أن عل ��م الإتح ��اد البريطاني من‬ ‫غي ��ر المرج ��ح �أن يرف ��رف ف ��وق "دونيت�س ��ك" ف ��ي‬ ‫�أي وق ��ت قريب‪ ،‬ف� ��إن بع� ��ض المراقبين يب ��دو قلق ًا‬ ‫من رفرف ��ة العلم الرو�س ��ي الفيديرالي ف ��وق لندن‪،‬‬ ‫عل ��ى الأق ��ل مجاز ًا‪ .‬الواق ��ع �أن المهاجري ��ن الرو�س‬ ‫الأثري ��اء يتمتعون بنفوذ �سيا�سي كبير لدى الحكومة‬ ‫البريطانية‪ ،‬ال �سيما بالن�سبة �إلى تعاملها مع الأزمة‬ ‫ف ��ي �أوكرانيا‪ .‬الأد ّلة‪ :‬ف ��ي ‪� 3‬آذار (مار�س)‪ ،‬ك�شفت‬ ‫ورقة �إحاط ��ة حكومية‪ ،‬التي لوح بها وزير بال مباالة‬ ‫لكتيب ��ة م ��ن الم�صورين خ ��ارج ‪ 10‬داونن ��غ �ستريت‬ ‫(مركز رئا�سة الوزراء) في طريقه لح�ضور اجتماع‪،‬‬ ‫�أن حكوم ��ة ديفي ��د كاميرون �ستعار� ��ض �أي عقوبات‬ ‫ت� ��ؤدي �إلى �إغ�ل�اق المركز المالي في وج ��ه الأموال‬ ‫الرو�سية في لندن‪ .‬ويمل ��ك "المليارديرات" الرو�س‬ ‫حالي ًا �صحيفتين رائدتين في بريطانيا‪ ،‬وناديين من‬

‫‪58‬‬

‫العدد ‪� - 19‬أيار (مايو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫الأندي ��ة الأولى في كرة الق ��دم‪ ،‬و�شريحة كبيرة من‬ ‫العقارات الفخمة وال�ضخمة والراقية في لندن‪.‬‬ ‫في الواقع‪� ،‬إن �أزمة �أوكرانيا قد بلورت �إتجاه ًا �أو�سع‬

‫بعدما ُ�س ِّوقت لندن كمكان حيث‬ ‫يمكن لأثرياء النفط �أو "الأوليغار"‬ ‫�إ�ستثمار و�إنفاق المال من دون طرح‬ ‫الكثير من الأ�سئلة‪ ،‬ف�إن الحكومة‬ ‫البريطانية تبدو الآن قلقة جد ًا من‬ ‫تحدي هذه الإمتيازات خوف ًا من �أي‬ ‫عك�س لتدفق ر�أ�س المال وهروبه‬

‫في ال�سيا�س ��ة البريطاني ��ة‪ :‬موقف التاب ��ع المتزايد‬ ‫للحكوم ��ة تجاه ر�أ�س مال الأثرياء الفاح�شين‪ ،‬وكثير‬ ‫منهم لي�سوا حتى مواطنين بريطانيين‪ .‬لقد مار�ست‬ ‫لندن طوي ًال ت�أثير ًا غير متنا�سب على قادة بريطانيا‬ ‫المنتخبي ��ن‪ ،‬نابع ًا م ��ن الو�ضع التاريخ ��ي للعا�صمة‬ ‫كمركز للنظ ��ام المالي والتجاري ف ��ي العالم‪ .‬حتى‬ ‫ف ��ي ذروة ال�سيا�س ��ة الديموقراطي ��ة الإجتماعية في‬ ‫المملك ��ة المتح ��دة في �ستين ��ات و�سبعين ��ات القرن‬ ‫الفائ ��ت‪ ،‬عندما �إلتقى رئي�س ال ��وزراء النقابيين في‬ ‫‪" 10‬داونن ��غ �ستري ��ت" حيث كان ��ت الحكومة تملك‬ ‫ال�صناع ��ات الرئي�سي ��ة‪ ،‬بقي ت�أثي ��ر المدينة المالية‬ ‫(ال�سيت ��ي) (‪ )The City‬مهيمن� � ًا عل ��ى ال�سيا�س ��ة‬ ‫البريطاني ��ة‪ .‬كان المجتمع المال ��ي قادر ًا على الفوز‬ ‫بدع ��م حت ��ى من حكوم ��ات "ح ��زب العم ��ال"‪ ،‬مثل‬ ‫فتح الأ�س ��واق �أمام اليورو دوالر ف ��ي �ستينات القرن‬ ‫الفائ ��ت‪� ،‬أو المحاوالت اليائ�س ��ة لدعم و�ضع الجنيه‬ ‫الإ�سترلين ��ي ف ��ي الأ�س ��واق العالمي ��ة‪ ،‬والتي دمرت‬ ‫�سمع ��ة حزب العمال من حيث الكف ��اءة الإقت�صادية‬ ‫في �سبعينات الق ��رن الفائت‪ .‬ومنذ ثمانينات القرن‬ ‫المن�ص ��رم‪ ،‬نم ��ت المدين ��ة المالي ��ة (ال�سيتي) من‬ ‫حيث الأهمي ��ة وتغ ّيرت جذري ًا‪ ،‬وذلك بطريقة �أثرت‬ ‫ب�شكل كبير في ال�سيا�سة البريطانية‪.‬‬

‫�إنت�صار المدينة المالية‬

‫مارغريت تات�شر‪ :‬حررت الأ�سواق المالية ف�إنتع�شت لندن‬

‫الإنفجار الكبير الذي حدث في العام ‪ ،1986‬عندما‬ ‫ح� � ّررت حكومة رئي�س ��ة ال ��وزراء مارغري ��ت تات�شر‬ ‫التب ��ادالت المالية في �سوق لن ��دن و�أزالت الحواجز‬ ‫�أم ��ام دخول الم�ؤ�س�سات المالي ��ة الأجنبية‪� ،‬أدى �إلى‬ ‫تعزيز القط ��اع المالي ب�إعتباره المح� � ّرك الرئي�سي‬ ‫للإقت�صاد البريطاني‪ ،‬وك ّر�س لندن بو�صفها المكان‬


‫�أ�سواق المال ¶ �إ�ستثمار‬ ‫�سمح للحكوم ��ة مبادلة ديونها بنق ��د‪ ،‬ومع هذا بقي‬ ‫الم�ستوى العام للدي ��ن �أقل بكثير من ذلك الم�ستوى‬ ‫الم�شحون بالتق�شف الذي عانى منه جيران المملكة‬ ‫المتح ��دة من الأوروبيين‪� .‬أكث ��ر بكثير من التق�شف‪،‬‬ ‫لق ��د �سمحت ه ��ذه التدابي ��ر للحكوم ��ة البريطانية‬ ‫كبح جماح نم ��و الدين بالن�سبة �إل ��ى الناتج المحلي‬ ‫الإجمالي منذ العام ‪.2010‬‬ ‫ً‬ ‫وق ��د �ساعدت ه ��ذه ال�سيا�س ��ة الحكوم ��ة �أي�ضا على‬ ‫تج ��اوز الأزمة من خالل ال�سم ��اح للأجور ب�إ�ستعادة‬ ‫قدرته ��ا التناف�سي ��ة ب�سرع ��ة ف ��ي الأ�س ��واق الدولية‬ ‫فيم ��ا عملت عل ��ى تخفي ��ف ت�أثير �إنخفا� ��ض القدرة‬ ‫ال�شرائي ��ة ف ��ي معي�ش ��ة الأ�س ��ر‪ .‬ولك ��ن فيم ��ا الدول‬ ‫المدين ��ة الأخرى‪ ،‬مث ��ل �إيرلندا واليون ��ان و�إيطاليا‪،‬‬ ‫ب ��د�أت في التعافي بف�ضل زيادة ال�صادرات‪ ،‬وا�صلت‬ ‫ال�صادرات البريطانية ف ��ي الإنخفا�ض‪ .‬في الواقع‪،‬‬ ‫عل ��ى الرغم م ��ن �أن الإقت�ص ��اد البريطان ��ي بد�أ في‬ ‫النم ��و من جدي ��د في العام ‪ ،2013‬فق ��د رافق النمو‬ ‫زي ��ادة فورية في عج ��ز الح�ساب الج ��اري المزمن‪،‬‬ ‫ال ��ذي بلغ في المتو�سط​​‪ 5.5‬ف ��ي المئة في الن�صف‬ ‫الثان ��ي من الع ��ام الما�ضي‪ ،‬وهو �أعل ��ى م�ستوى على‬ ‫االطالق‪ .‬وف ��ي عبارة �أخرى‪ ،‬بعد فت ��رة وجيزة من‬ ‫تقلي� ��ص المديونية‪ ،‬ف� ��إن المملك ��ة المتحدة عادت‬ ‫مرة �أخرى للإعتماد على الإقرا�ض الأجنبي لتو�سيع‬ ‫�إقت�صاده ��ا‪ .‬بع�ضه ��م‪ ،‬بعد كل �شيء‪ ،‬يق ��وم بتمويل‬ ‫الخلل في الميزان التجاري‪.‬‬ ‫بعيد ًا من �إعادة الت ��وازن �إلى الإقت�صاد البريطاني‪،‬‬ ‫كما وعدت‪ ،‬ف�إن الحكومة �أعادت على نحو فعال بناء‬ ‫نموذج النمو الذي كان قبل الأزمة المالية من طريق‬ ‫�إقترا� ��ض �أكثر من المال‪ .‬تمام ًا مثل �أ�سالفه‪� ،‬إنتهى‬ ‫وزير الخزان ��ة الحالي جورج �أوزبورن �إلى قيادة نمو‬ ‫مدف ��وع بزيادة الإقترا�ض (جزء كبي ��ر منه �أتى من‬ ‫رو�سي ��ا)‪ ،‬وفقاعة �إ�س ��كان جديدة ممول ��ة خارجي ًا‪،‬‬ ‫و�إ�ستثم ��ار راك ��د‪ ،‬وتراجع ال�ص ��ادرات‪ .‬ال يوجد �أي‬ ‫�سب ��ب لالفترا� ��ض �أن النتيجة �ستك ��ون مختلفة عما‬ ‫كانت عليه في الما�ضي‪ :‬عندما تتوقف تدفقات ر�أ�س‬ ‫المال‪� ،‬سيركد الإقت�صاد البريطاني وتتع ّثر عجلته‪.‬‬

‫ديفيد كاميرون‪ :‬المال الرو�سي يقيد تحركات حكومته‬

‫غوردون براون‪� :‬إ�ستخدم قواعد مالية ونقدية‬

‫�إن �أزمة �أوكرانيا قد بلورت �إتجاه ًا‬ ‫�أو�سع في ال�سيا�سة البريطانية‪ :‬موقف‬ ‫التابع المتزايد للحكومة تجاه ر�أ�س‬ ‫مال الأثرياء الفاح�شين‪ ،‬وكثير منهم‬ ‫لي�سوا حتى مواطنين بريطانيين‬

‫ر�أ�س المال وعدم الم�ساواة‬ ‫المح ��اوالت المتتالي ��ة للهروب من ه ��ذه الدورة من‬ ‫الإزده ��ار والك�ساد ‪--‬من �سيا�س ��ة مارغريت تات�شر‬ ‫التي هدفت �إلى ال�سيطرة على المعرو�ض من النقود‬ ‫لمعالجة الت�ضخم‪� ،‬إل ��ى طوني بلير وغوردون براون‬ ‫اللذي ��ن �إعتمدا قواع ��د نقدية ومالي ��ة‪ --‬قد ف�شلت‬ ‫جميع� � ًا‪ .‬في فترات ر�ؤ�س ��اء الحكومة الثالثة‪ ،‬الدين‬ ‫المح ّفز على الإنفاق الإ�ستهالكي والطفرة العقارية‬ ‫المدعومة من الحكومة دفعا بالإقت�صاد �إلى الأمام‪.‬‬

‫ور�أ�س المال الأجنبي الذي يعتمد عليه هذا النموذج‬ ‫ُجذب في جزء منه من طري ��ق التحكيم الم�ؤ�س�سي‪:‬‬ ‫تنظي ��م خفيف القي ��ود م ��ن المنتج ��ات المالية في‬ ‫المدين ��ة المالي ��ة (ال�سيت ��ي)‪ ،‬و�إعف ��اءات �ضريبية‬ ‫للمقيمي ��ن الأجانب الأثرياء‪ ،‬ونظ ��ام قانوني جذاب‬ ‫لأ�ص ��ول الأثري ��اء‪ ،‬و�ضرائ ��ب منخف�ض ��ة ج ��د ًا على‬ ‫الممتل ��كات‪ .‬وبعدما ُ�س ِّوقت لندن كمكان حيث يمكن‬ ‫للأثري ��اء الدوليين �إ�ستثمار و�إنف ��اق المال من دون‬

‫طرح الكثير من الأ�سئلة‪ ،‬ف� ��إن الحكومة البريطانية‬ ‫تبدو الآن قلقة جد ًا من تحدي هذه الإمتيازات خوف ًا‬ ‫من �أي عك�س لتدفق ر�أ�س المال وهروبه‪.‬‬ ‫ه ��ذا النموذج من النمو غي ��ر المتكافئ للغاية‪ ،‬حيث‬ ‫�أن ق�سم� � ًا م ��ن الإقت�ص ��اد يهيم ��ن علي ��ه �أغن ��ى مئة‬ ‫ث ��ري‪ ،‬في المرتبة الثانية بع ��د الواليات المتحدة‪ ،‬له‬ ‫�إنعكا�سات �سيا�سية خطيرة‪ .‬في ال�سيا�ستين الداخلية‬ ‫والخارجية على حد �س ��واء‪ ،‬يفر�ض الأثرياء �سيطرة‬ ‫غي ��ر متنا�سبة‪ ،‬كم ��ا بدا وا�ضح ًا من ح ��ذر الحكومة‬ ‫لفر� ��ض عقوب ��ات مالي ��ة عل ��ى رو�سي ��ا‪ .‬والحكومة ال‬ ‫ت�ستطيع "بيع" هذا الخلل �إلى الأبد للناخبين‪ ،‬الذين‬ ‫ُيظه ��رون عالمات ت�شير ال ��ى �إ�ستيائهم و�إمتعا�ضهم‬ ‫م ��ن ال�سيا�سيين وال�سيا�سات القائم ��ة‪ :‬لقد �إنخف�ض‬ ‫الإقب ��ال االنتخابي بما يقرب م ��ن ‪ 20‬في المئة منذ‬ ‫ثمانين ��ات الق ��رن الفائ ��ت‪ ،‬و�أكثر الناخبي ��ن تحول‬ ‫نح ��و الأحزاب ال�شعبوي ��ة‪ ،‬و�أبرزها حزب الإ�ستقالل‬ ‫ف ��ي المملك ��ة المتح ��دة‪ ،‬ال ��ذي لدي ��ه فر�ص ��ة قوية‬ ‫لي�صب ��ح �أكبر حزب في انتخابات البرلمان الأوروبي‬ ‫المقبلة‪ .‬تركيز حزب اال�ستقالل على الهجرة والقوة‬ ‫الطاغية المزعومة للمفو�ضية الأوروبية ي�شكل تحدي ًا‬ ‫مبا�ش ��ر ًا ل�سيا�سة الإنفتاح التي �سمحت لمدينة لندن‬ ‫(ال�سيت ��ي) �أن تزده ��ر وك ��ي ت�صبح لن ��دن حا�ضرة‬ ‫عالمي ��ة كب ��رى‪ ،‬عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أن زعي ��م حزب‬ ‫اال�ستقالل نايجل فرج‪ ،‬وه ��و م�صرفي �سابق‪ ،‬ي�شعر‬ ‫باالنزعاج من �إنتقاد "ال�سيتي" �أو تحدّي الإمتيازات‬ ‫المالية للأثرياء الدوليين‪.‬‬ ‫الدع ��م لح ��زب الإ�ستقالل ه ��و الأقوى ف ��ي البلدات‬ ‫الريفي ��ة وال�صغي ��رة‪ ،‬وينم ��و ف ��ي ال�شم ��ال م ��ا بعد‬ ‫ال�صناعة‪ .‬كان لديه القليل من النجاح في العا�صمة‬ ‫نف�سه ��ا‪ ،‬ولك ��ن لن ��دن والمنطق ��ة المحيط ��ة به ��ا ‪-‬‬ ‫الق ��وة الإقت�صادي ��ة للمملكة المتح ��دة ‪ -‬تمثل فقط‬ ‫نح ��و خم�س �س ��كان البالد‪ ،‬وحتى �أق ��ل من المقاعد‬ ‫البرلماني ��ة‪ .‬بالن�سبة �إلى الغالبية من البريطانيين‪،‬‬ ‫�إن �إنتعا�ش� � ًا مدفوع� � ًا بتج ��ارة العق ��ارات في و�سط‬ ‫لن ��دن ال ي�ساع ��د كثي ��ر ًا‪� .‬أ�س ��و�أ من ذل ��ك‪� ،‬إن ردود‬ ‫الفع ��ل التي يمك ��ن �أن تثيرها ه ��ذه الطفرة قد تقتل‬ ‫�أي �إنتعا� ��ش ف ��ي بقية البالد قب ��ل �أن يبد�أ‪ .‬من جهة‬ ‫�أخرى ت�ستعد �إ�سكتلندا في �أيلول (�سبتمبر) المقبل‬ ‫للت�صوي ��ت عل ��ى �إحتم ��ال �أن ت�صبح دول ��ة م�ستقلة‪،‬‬ ‫ونجاح الحزب الوطني اال�سكتلندي يتغ ّذى على عدم‬ ‫�إهتمام الحكومة البريطانية للحياة خارج لندن‪� .‬إن‬ ‫�إ�ستم ��رار �إحت ��رام النخ ��ب ال�سيا�سي ��ة البريطاني ��ة‬ ‫للأثري ��اء الفاح�شين‪ ،‬بمن فيه ��م الرو�س‪ ،‬يمكن �أن‬ ‫ي�ؤدي �إلى خلق رد فعل معاك�س �أكثر قومية و�شعبوية‪.‬‬ ‫�إن النم ��وذج الإقت�صادي البريطان ��ي ال يزال ه�ش ًا‪،‬‬ ‫كما الأمة نف�سها‬ ‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪61‬‬


Khalidiya Street - Abu Dhabi - UAE Tel: +971 2 6654300 Fax: +971 2 6663396


‫بقلم نيل كي �شيناي*‬

‫كلمة مالية‬

‫معضلة‬ ‫الروبية الهندية‬ ‫ف ��ي �أيل ��ول (�سبتمب ��ر) ‪� ،2013‬أ�صب ��ح‬ ‫الخبي ��ر الإقت�ص ��ادي راغ ��ورام راج ��ان‬ ‫رئي� ��س البنك الإحتياطي الهندي‪ .‬منذ ذلك الحين‪،‬‬ ‫تواج ��ه نيودله ��ي نم ��واً بطيئ� �اً‪ ،‬و�إت�س ��اع العج ��ز ف ��ي‬ ‫الح�س ��اب الجاري‪ ،‬و�إنخفا�ض قيم ��ة الروبية – وهي‬ ‫مجموع ��ة م ��ن التحدي ��ات لي� ��س م ��ن ال�سه ��ل �إيج ��اد‬ ‫�إ�ص�ل�اح نقدي له� �اً‪ .‬والذي يجعل الأم ��ور �أكثر �سوءاً‬ ‫ه ��و �أن ه ��ذه الم�ش ��اكل لم تن�ش�أ ف ��ي الهن ��د‪� :‬إنها �أتت‬ ‫م ��ن العواقب غي ��ر المق�صودة لل�سيا�س ��ة النقدية في‬ ‫الوالي ��ات المتحدة‪ .‬ل ��ذا يواجه راج ��ان الآن مع�ضلة‬ ‫�سيا�سة من دون وجود �إجابة �سهلة عنها‪.‬‬ ‫بعد �إنفجار فقاعة الإ�سكان في �أميركا في العام ‪،2008‬‬ ‫خ َف� ��ض مجل� ��س الإحتياط ��ي الفيديرال ��ي الأميركي‬ ‫�أ�سع ��ار الفائ ��دة على المدى الق�صي ��ر �إلى ال�صفر في‬ ‫المئ ��ة من �أجل تحفي ��ز الإقرا� ��ض الم�صرفي و حفز‬ ‫الن�شاط الإقت�صادي‪ .‬كما بد�أ برنامج �شراء ال�سندات‬ ‫المع ��روف ب�إ�س ��م التي�سي ��ر الكم ��ي‪ ،‬ب�ش ��راء ملي ��ارات‬ ‫ال ��دوالرات م ��ن ال�سن ��دات الحكومي ��ة الأميركي ��ة‬ ‫الطويلة الأجل والأوراق المالية المدعومة بالرهن‬ ‫العقاري‪ .‬من ‪� 2008‬إلى ‪ ،2014‬زادت القاعدة النقدية‬ ‫الأميركي ��ة‪ ،‬والت ��ي تت�ضم ��ن النق ��د المت ��داول م ��ع‬ ‫�إحتياطات البنك المركزي‪ ،‬من ‪ 847‬مليار دوالر �إلى‬ ‫نحو ‪ 4‬تريليونات دوالر‪ .‬‬ ‫م ��ن خالل زي ��ادة الطلب عل ��ى ال�سن ��دات الأميركية‪،‬‬ ‫خ َف�ض التي�سير الكمي �أ�سعار الفائدة الطويلة الأجل‬ ‫ف ��ي الواليات المتحدة‪ .‬من ت�شري ��ن الأول (�أكتوبر)‬ ‫‪� 2008‬إلى �صيف ‪� ،2012‬إنخف�ض العائد ال�سنوي على‬ ‫�سن ��دات الخزان ��ة الأميركي ��ة لم ��دة ع�ش ��ر �سنين من‬ ‫�أربع ��ة ف ��ي المئة �إل ��ى ‪ 1.67‬في المئة‪ .‬خ�ل�ال الفترة‬ ‫عينها‪� ،‬إنخف�ضت عائدات �سندات الخزانة الأميركية‬ ‫لم ��دة ‪ 30‬عام� �اً م ��ن ‪ 4.35‬ف ��ي المئ ��ة �إل ��ى ‪ 2.56‬ف ��ي‬ ‫المئ ��ة‪ .‬و�إن�ضباطاً مع الت�ضخ ��م ‪ ،‬وجد الم�ستثمرون‬ ‫�أنف�سه ��م يدفعون �أ�سا�س� �اً لحكومة الواليات المتحدة‬ ‫لإقترا�ض �أموالهم‪ .‬وترابط �إنخفا�ض �أ�سعار الفائدة‬ ‫في �أميركا في ما بعد مع �إرتفاع الطلب على الأ�صول‬ ‫في الأ�سواق النا�شئ ��ة‪ .‬وفقاً لمعهد التمويل الدولي‪،‬‬ ‫ت�ضاعفت الحي ��ازات الأجنبية من �سن ��دات الحكومة‬ ‫الأميركي ��ة مرتي ��ن ف ��ي الإقت�ص ��ادات الآ�سيوي ��ة بين‬ ‫‪ 2009‬و‪.2013‬‬ ‫ف ��ي خط ��اب �ألق ��اه ف ��ي الع ��ام ‪ ،2006‬ق ��ال راج ��ان‪،‬‬ ‫وكان يومه ��ا م�ست�ش ��اراً �إقت�صادي� �اً و مدي ��ر البح ��وث‬

‫ف ��ي �صن ��دوق النق ��د الدول ��ي‪� ،‬أن ال�سيا�س ��ة النقدي ��ة‬ ‫المت�ساهل ��ة ف ��ي البل ��دان الغني ��ة ق ��د ي� ��ؤدي �إل ��ى‬ ‫ت�شوه ��ات خطي ��رة ف ��ي الإقت�ص ��اد الكلي ف ��ي البلدان‬ ‫النامي ��ة‪ .‬و�إ َدع ��ى ب� ��أن الم�ستثمرين ي�شت ��رون �أ�صو ُال‬ ‫خط ��رة عندما تك ��ون �أ�سعار الفائدة ف ��ي الإقت�صادات‬ ‫المتقدم ��ة منخف�ض ��ة‪ ،‬لبي ��ع ه ��ذه الأ�ص ��ول فق ��ط‬ ‫عندم ��ا ترتف ��ع �أ�سع ��ار الفائدة م ��رة �أخ ��رى‪ .‬وو�صف‬ ‫هذه الظاهرة ب�أنها "تحول خطير"‪.‬‬ ‫لمعرف ��ة لماذا يقدم الم�ستثم ��رون على هذا التحول‬ ‫الخطي ��ر‪� ،‬إنظ ��ر �إل ��ى حال ��ة �صن ��دوق المعا�ش ��ات‬ ‫التقاعدي ��ة الذي وع ��د بعائد �سنوي �أربع ��ة في المئة‬ ‫للمتقاعدي ��ن لدي ��ه‪ .‬ينبغ ��ي ف ��ي ه ��ذه الحال ��ة عل ��ى‬ ‫ال�صن ��دوق الإحتف ��اظ ب�أ�ص ��ول تقاب ��ل الإلتزام ��ات‬ ‫الموع ��ودة‪ .‬ل ��ذا عندم ��ا �إنخف�ض ��ت �أ�سع ��ار الفائ ��دة‬ ‫الطويل ��ة الأج ��ل م ��ن �أربع ��ة ف ��ي المئ ��ة �إل ��ى ‪ 2.5‬في‬ ‫المئ ��ة‪ ،‬كم ��ا كان الأم ��ر ج� � َراء الت�سهي ��ل الكم ��ي‪ ،‬كان‬ ‫عل ��ى مدي ��ر �صندوق التقاع ��د البحث في م ��كان �آخر‬ ‫لزي ��ادة الغل ��ة‪ ،‬وربم ��ا ف ��ي �س ��وق مثل الهن ��د‪ ،‬حيث ال‬ ‫ت ��زال الفائدة على الأ�صول ‪ 4‬في المئة‪ .‬وفيما تزايد‬ ‫ع ��دد مدي ��ري �صنادي ��ق "التح ��ول الخطي ��ر"‪ ،‬ف� ��إن‬ ‫ر�ؤو� ��س الأم ��وال كان ��ت تتدفق �إل ��ى �أ�س ��واق محفوفة‬ ‫بالمخاطر‪ ،‬الأمر الذي �أدى �إلى رفع �أ�سعار الأ�صول‪،‬‬ ‫وزيادة الت�ضخم والعجز التجاري‪.‬‬ ‫الآن بعدم ��ا ب ��د�أ مجل� ��س الإحتياط ��ي الفيديرال ��ي‬ ‫الأميرك ��ي خف� ��ض‪� ،‬أو "تخفي ��ف"‪ ،‬برنام ��ج �ش ��راء‬ ‫الأ�ص ��ول بمق ��دار ‪ 10‬ملي ��ارات دوالر �شهري� �اً‪ ،‬يتوق ��ع‬ ‫الم�ستثم ��رون �إرتف ��اع �أ�سع ��ار الفائ ��دة في ب�ل�اد العم‬ ‫ال�سام‪ ،‬مما �سيت�سبب في عك�س تحول المخاطر‪ :‬في‬ ‫الوقت الذي يت ��م تطبيع �أ�سعار الفائدة في الواليات‬ ‫المتحدة‪ ،‬ف� ��إن مديري ال�صناديق �س ��وف يبد�أون في‬ ‫بي ��ع الأ�صول الخط ��رة في الأ�س ��واق النا�شئ ��ة ل�شراء‬ ‫�أ�صول �أكثر �أمانا محلياً‪ .‬و�سوف يطلب الم�ستثمرون‬ ‫المزي ��د من ال�ضمانات‪� ،‬أو �أ�سعار فائدة �أكثر �إرتفاعاً‪،‬‬ ‫لموا�صل ��ة �إقرا�ضه ��م �إلى الأ�س ��واق النا�شئة‪ .‬ونتيجة‬ ‫لذل ��ك‪� ،‬ستج ��د ال�ش ��ركات والم�ؤ�س�س ��ات والأ�س ��ر ف ��ي‬ ‫الهن ��د قريباً �صعوبة في الوف ��اء ب�إلتزاماتها المالية‬ ‫الم�ستحق ��ة عليه ��ا‪ .‬ويمك ��ن عند ذل ��ك �أن يتم تدمير‬ ‫وهدر مبالغ طائلة من الثروة الهندية‪.‬‬ ‫قب ��ل �أن ي�صب ��ح رئي�س� �اً لبن ��ك الإحتياط ��ي الهن ��دي‪،‬‬ ‫ُ�ص َن ��ف راج ��ان عل ��ى �أن ��ه م ��ن الم�ش َككي ��ن بال�سيا�س ��ة‬ ‫النقدية لمجل�س الإحتياطي الفيديرالي الأميركي‪.‬‬

‫ف ��ي خط ��اب وجه ��ه ف ��ي حزي ��ران (يوني ��و) ‪� 2013‬إلى‬ ‫بن ��ك الت�سوي ��ات الدولي ��ة‪ ،‬ق ��ال راج ��ان �أن "ال�سيا�سة‬ ‫النقدي ��ة ف ��ي البل ��دان الكبي ��رة بمثابة دوا�س ��ة �سرعة‬ ‫م�شتركة" للإقت�صاد العالمي‪ ،‬و�إقترح على محافظي‬ ‫البن ��وك المركزية في الغ ��رب �أن ينظروا �إلى ظروف‬ ‫الإقت�ص ��اد الكل ��ي في الأ�س ��واق النا�شئة عن ��د �صياغة‬ ‫ال�سيا�س ��ة النقدي ��ة‪ .‬بع ��د ثالث ��ة �أ�شهر‪ ،‬تو َل ��ى راجان‬ ‫رئا�س ��ة بنك الإحتياط ��ي في الهند‪ ،‬و�أ�صب ��ح م�س�ؤو ًال‬ ‫عن التعامل مع الم�شاكل التي توقعها‪.‬‬ ‫يواجه راجان الآن مع�ضلة �صعبة‪ .‬من جهة يمكن �أن‬ ‫يح ��اول جذب ر�أ� ��س المال الأجنبي للبق ��اء في الهند‬ ‫م ��ن خالل رفع �أ�سعار الفائ ��دة الق�صيرة الأجل‪ ،‬على‬ ‫الرغ ��م م ��ن �أن ذل ��ك قد ي� ��ؤدي �إلى تقلي� ��ص الن�شاط‬ ‫االقت�ص ��ادي م ��ن طري ��ق خف� ��ض الإ�سته�ل�اك و‬ ‫الإ�ستثم ��ار‪ ،‬ويحتمل �أن يت�سبب بالركود‪� .‬أو من جهة‬ ‫ثاني ��ة‪ ،‬يمكنه �إبقاء �أ�سع ��ار الفائدة منخف�ضة لتعزيز‬ ‫النمو‪ ،‬على الرغم من �أن هذه ال�سيا�سة قد ت�ؤدي �إلى‬ ‫خط ��ر الت�ضخم‪ ،‬مما ي�ؤدي ب ��دوره �إلى تفاقم هروب‬ ‫ر�أ�س المال‪�( ،‬إذ �أن الم�ستثمرين �سوف يجدون عوائد‬ ‫�أف�ض ��ل ف ��ي البل ��دان التي تك ��ون فيها �أ�سع ��ار الفائدة‬ ‫�أعل ��ى)‪ ،‬وتراج ��ع ثق ��ة الم�ستثمري ��ن ف ��ي الج ��دارة‬ ‫الإئتماني ��ة للهن ��د‪ .‬ل ��ذا فالخي ��اران غي ��ر جذابي ��ن‪،‬‬ ‫وكالهم ��ا يق ��دم مخاط ��ر وا�ضح ��ة م ��ع مكاف� ��آت غير‬ ‫وا�ضح ��ة‪ .‬حت ��ى الآن ‪� ،‬إختار راجان ح�ل ً�ا و�سطاً‪ ،‬رفع‬ ‫�أ�سع ��ار الفائدة في ث�ل�اث منا�سبات منف�صلة‪ ،‬قبل �أن‬ ‫يبق ��ي على �أ�سعار الفائ ��دة من دون تغيير في �إجتماع‬ ‫البنك المركزي في ‪ 1‬ني�سان (�أبريل) الفائت‪.‬‬ ‫يعت ��رف راجان بالت�أكيد بالمخاط ��ر لتوجيه �إقت�صاد‬ ‫ن ��ا ٍم ف ��ي ظ ��ل ه ��ذه الظ ��روف ال�صعب ��ة‪ ،‬وخ�صو�ص� �اً‬ ‫ف ��ي بيئ ��ة �سيا�سي ��ة محلي ��ة غام�ض ��ة وغي ��ر م�ؤك ��دة‬ ‫�إ�ستهلكتها الإنتخابات العامة الأخيرة‪� .‬إذا �إ�ستطاعت‬ ‫الهن ��د �إجتياز هذه الفت ��رة �سالمة‪ ،‬ف�سوف يكون ذلك‬ ‫ب�سب ��ب الإ�ش ��راف الدقي ��ق لراجان وعل ��ى الرغم من‬ ‫ال�سيا�س ��ة النقدية الأميركية‪ .‬ولكن �إذا تع َثر �إقت�صاد‬ ‫الهن ��د ف ��ي الأ�شه ��ر المقبل ��ة‪� ،‬س ��وف ُي�ل�ام بالت�أكي ��د‬ ‫راج ��ان‪ .‬قليل ��ون ه ��م الذي ��ن �سيالحظون ب�أن ��ه واجه‬ ‫خياراً م�ستحي ً‬ ‫ال تقريباً ناجماً عن ال�سيا�سة النقدية‬ ‫الأميركية المت�ساهلة ‪� -‬أو �سوف يعترفون ب�أنه‪ ،‬منذ‬ ‫�سن ��وات‪ ،‬ح ��ث الإقت�ص ��ادات المتقدم ��ة عل ��ى تجن ��ب‬ ‫تعري� ��ض الأ�س ��واق النا�شئ ��ة له ��ذه المخاط ��ر ال ��ذي‬ ‫واجهها‬

‫* نيل كي �شيناي (‪ )NEIL K. SHENAI‬هو �أ�ستاذ محا�ضر في كلية الخدمة الدولية في الجامعة الأميركية في وا�شنطن‪ ،‬ومر�شح لدرجة الدكتوراه في جامعة جونز هوبكنز للدرا�سات الدولية المتقدمة‪.‬‬

‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪63‬‬


SECDEB INC. We Handle Forex, Money Transfer & Remittance Services Worldwide

10F Philamlife Tower, 8767 Paseo De Roxas, Makati City, Manila, Philippines Tel: +632 901-4172, Email: fideliterinvest@aol.com

Or visit our website: www.stgeorgessociety.com


‫الطاقة البديلة‬

‫"فيت�ش"‪� :‬صعوبات �أوروبية في ا�ستبدال �إمدادات الغاز الرو�سي‬ ‫�أعلنت وكال ��ة "فيت�ش" للت�صنيف الإئتماني عن‬ ‫�صعوبات قد تواجه �أوروب ��ا لتخفي�ض �إعتمادها‬ ‫على �إم ��دادات الغ ��از الرو�س ��ي‪ ،‬خ�صو�ص ًا بعد‬ ‫فر�ض عقوب ��ات على رو�سي ��ا‪ ،‬وت�صريح العديد‬ ‫م ��ن ال ��دول عل ��ى ر�أ�سه ��ا �ألمانيا ب�أنه ��ا تحاول‬ ‫�إيج ��اد بدائ ��ل من الغ ��از الرو�س ��ي‪� ،‬إ�ضافة الى‬ ‫ال�ض ��رر الإقت�ص ��ادي المد ّم ��ر الذي ق ��د يطال‬ ‫المن�ش�آت ال�صناعي ��ة التي تعتمد �إعتماد ًا كثيف ًا‬ ‫على الغاز‪ .‬وفي هذا الإط ��ار �أعلنت رو�سيا �أنها‬ ‫ب�ص ��دد زي ��ادة �إمداداته ��ا من الغ ��از لعدد من‬ ‫الدول عبر خط "بلو �ستريم"‪ .‬‬ ‫وقال ��ت وكالة "فيت�ش" للت�صني ��ف االئتماني �إن‬ ‫"فر� ��ض حظر على واردات الغاز الرو�سي �إلى‬ ‫الإتحاد الأوروبي �سيح ��دث �إ�ضطراب ًا كبير ًا في‬ ‫ال�صناع ��ة والإقت�ص ��اد‪ ،‬كما �ستعان ��ي المنطقة‬ ‫من نق�ص الغاز و�إرتفاع الأ�سعار‪ ،‬ب�سبب قدرتها‬ ‫المحدودة عل ��ى خف�ض الطل ��ب وتوفير م�صدر‬ ‫بدي ��ل م ��ن الإم ��دادات وكذل ��ك نقل الغ ��از �إلى‬ ‫البلدان الأكثر ت�ضرر ًا"‪.‬‬ ‫وذك ��رت الوكال ��ة ف ��ي تقريره ��ا‪� ‬أن "م ��ن �ش�أن‬ ‫الزيادة في �أ�سعار الغاز ان تكون له �آثار متتابعة‬ ‫على �أ�سعار الكهرب ��اء والفحم و النفط‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫الى �أن ال�صناعة �ستتحمل العبء الأكبر لنق�ص‬ ‫الإمدادات من رو�سيا"‪.‬‬

‫الرئي�س الرو�سي فالديمير بوتين‬

‫وق ��ال التقرير �إن "فر�ض حظ ��ر �إ�ستيراد الغاز‬ ‫الرو�س ��ي لفت ��رة طويلة �إحتم ��ال �ضعيف‪ ،‬ولكنه‬ ‫في الوق ��ت ذاته �سيناري ��و ذا ت�أثي ��ر �ضخم‪� ،‬إذ‬ ‫�أن رو�سي ��ا تز ّود �أوروبا بنح ��و ‪ 27‬في المئة من‬ ‫�إحتياجات اوروبا للغاز"‪.‬‬ ‫وقال الرئي�س الرو�سي فالديمير بوتين �أخير ًا �إن‬ ‫"من الم�ستحيل �أن تتوقف �أوروبا عن �شراء غاز‬ ‫ب�ل�اده ب�شكل كامل‪ ،‬رغم مح ��اوالت القارة الحد‬ ‫من �إعتمادها على ا�ستيراد الطاقة من مو�سكو"‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار التقري ��ر �إل ��ى �أن "الإيق ��اف الم�ؤق ��ت‪،‬‬ ‫وال ��ذي ي�ؤثر فق ��ط على �إمدادات الغ ��از لأوروبا‬ ‫عب ��ر �أوكرانيا ه ��و ال�سيناريو الأكث ��ر ترجيح ًا‪،‬‬ ‫وهو ما ت�ستعد له �أوروبا ب�شكل �أف�ضل‪ ،‬نظر ًا �إلى‬ ‫االحتياطيات الكبيرة لديها و�إفتتاح خط �أنابيب‬ ‫جديد بين رو�سيا و�ألمانيا �أخير ًا"‪.‬‬

‫�إتفاق مو�سكو وانقرة على زيادة �شحنات الغاز‬

‫وزير الطاقة التركي تانر يلدز‬

‫اعلن وزي ��ر الطاقة التركي تان ��ر يلدز ان بالده‬ ‫ورو�سي ��ا �إتفقت ��ا "مبدئيا" على زي ��ادة �شحنات‬ ‫الغ ��از التي تنقل عبر �أنبوب غ ��از "بلو �ستريم"‬ ‫من ‪ 16‬الى ‪ 19‬مليار متر مكعب‪.‬‬

‫و�أكد يلدز على "�إنن ��ا تو�صلنا الى �إتفاق مبدئي‬ ‫م ��ع الإتح ��اد الرو�س ��ي"‪ ،‬عل ��ى م ��ا نق ��ل موقع‬ ‫�صحيف ��ة "حريي ��ت" عل ��ى الإنترن ��ت‪ ،‬مو�ضح ًا‬ ‫�إمكاني ��ة �إبرام عق ��د جديد مع مو�سك ��و ل�شراء‬ ‫الغاز "ب�سعر مقبول" بم�شاركة القطاع الخا�ص‪.‬‬ ‫و�أت ��ت ت�صريح ��ات الوزي ��ر الترك ��ي قب ��ل لقاء‬ ‫مرتق ��ب مع نائ ��ب رئي�س �شركة الغ ��از الرو�سية‬ ‫العمالقة "غازبروم"‪ ،‬الك�سندر مدفيديف‪.‬‬ ‫وتحدث يلدز عن نية تركيا طلب تخفي�ضات في‬ ‫�أ�سع ��ار الغاز ال ��ذي ت�شتريه م ��ن رو�سيا وتعتمد‬ ‫عليه الى حد كبير‪ .‬ولم يو�ضح الوزير عن حجم‬ ‫التخفي�ض معتبر ًا ان ذلك قد يعرقل المباحثات‬ ‫مع م�س�ؤول "غازبروم"‪.‬‬

‫بإيجاز‬ ‫دع���ا خبراء خليجي���ون في مجال �أبح���اث المياه‬ ‫�إلى �ضرورة و�ضع خطة �إ�ستراتيجية �شاملة وموحدة‬ ‫ل���دول مجل����س التعاون خ�صو�ص���ا ً في مج���ال الأمن‬ ‫المائي من �أجل تحقيق الأمن وتعزيزه في ال�سنوات‬ ‫المقبل���ة‪ .‬و�أك���د الخب���راء في جل�س���ة لم�ؤتم���ر الأمن‬ ‫الوطني والإقليمي لدول مجل����س التعاون‪� ،‬أن دول‬ ‫المجل�س عانت من �إ�س���تنزاف كبي���ر لمخزون المياه‬ ‫النادر فيها بخا�ص���ة خالل العقود الأربعة الما�ضية‬ ‫التي �شهدت نمواً عمرانيا ً و�سكانيا ً كبيراً‪.‬‬ ‫وق���ال المدير التنفي���ذي لمركز �أبح���اث المياه في‬ ‫معه���د الكويت للأبح���اث العملية فهد الرا�ش���د �إن‬ ‫ال���دول التي تكب���دت عن���اء تطبيق �إ�س���تراتيجيات‬ ‫الأمن المائي خالل القرن الما�ض���ي تعتبر حاليا ً من‬ ‫الدول الغنية بم�صادرها المائية‪.‬‬ ‫وقع���ت "�ش���ركة �أبوظب���ي الوطني���ة للطاق���ة"‬ ‫(طاقة) وم�ص���رف "طوكيو ‪ -‬ميت�سوبي�ش���ي يو �أف‬ ‫جي���ه" اليابان���ي‪� ،‬إتفاق قر�ض مدته خم�س �س���نوات‬ ‫وقيمت���ه ‪ 20.4‬ملي���ار ي���ن يابان���ي (‪ 200‬مليون‬ ‫دوالر)‪ .‬و�ست�س���تخدم عائدات القر�ض لت�سديد جزء‬ ‫من ال�س���ندات الم�ستحقة على ال�ش���ركة خالل �أيلول‬ ‫(�سبتمبر) المقبل وقيمتها ‪ 1.2‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫وقال الرئي�س المالي التنفيذي في �ش���ركة "طاقة"‬ ‫�س���تيفن كير�س���لي‪" :‬الح�ص���ول على القر�ض يمثل‬ ‫المرحل���ة الأولى من عملي���ة التمويل المق���ررة لعام‬ ‫‪ ،2014‬ويفي���د في توفير مبلغ جديد من ال�س���يولة‬ ‫وب�أ�س���عار فائدة مناف�س���ة جداً"‪ .‬و�ش���هدت "طاقة"‬ ‫ع���ام ‪ 2013‬تح�س���نا ً في العائ���د الإجمال���ي الفعلي‬ ‫والتدفقات النقدية والأرب���اح‪ ،‬ليرتفع العائد ثالثة‬ ‫ف���ي المئ���ة �إلى ‪ 21.1‬ملي���ار درهم‪ ،‬كم���ا ارتفعت‬ ‫الأرب���اح قب���ل خ�ص���م الفوائ���د وال�ض���رائب والهدر‬ ‫والإ�ستحقاقات ‪ 1‬في المئة �إلى ‪ 13.4‬مليار درهم‪.‬‬ ‫قال وزير الطاقة التركي �إن خط الأنابيب الذي‬ ‫ينقل الخام من حقول النفط في كركوك في العراق‬ ‫�إل���ى ميناء جيه���ان الترك���ي غير قابل للإ�س���تخدام‬ ‫ب�سبب الهجمات المتكررة‪.‬‬ ‫وق���ال الوزي���ر تان���ر يل���دز‪�" :‬إنه���ا بالطبع خ�س���ارة‬ ‫للعراق"‪ ،‬في �إ�شارة للخط الذي ت�سيطر عليه بغداد‬ ‫وي�ض���خ كمية تق���ل كثيراً عن طاقت���ه البالغة ‪1.5‬‬ ‫ماليين برميل يوميا ً‪.‬‬ ‫�أطلقت الإمارات من�ص���ة الر�ؤ�ساء التنفيذيين‬ ‫لتنمي���ة الإقت�ص���اد الأخ�ض���ر في ال�ش���رق الأو�س���ط‬ ‫و�ش���مال �أفريقيا‪ ،‬وتجمع قادة الأعم���ال والرائدين‬ ‫في مجال تنمية الإقت�ص���اد الأخ�ض���ر للتوا�ص���ل مع‬ ‫�صناع ال�سيا�سة الدولية والإقليمية‪.‬‬

‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪65‬‬


‫النفط‬

‫�أخبار الطاقة‬

‫الطاقة‬

‫من اآلبار‬

‫العراق يحتاج �إلى �إعادة نظر جذرية في موارد الخام‬ ‫كم ��ا لو �أنه ��ا تحيي الذكرى الحادي ��ة ع�شرة لغزو و�إحت�ل�ال العراق في‬ ‫‪ ،2003‬ن�ش ��رت مجل ��ة 'الإيكونومي�س ��ت' ف ��ي عددها ال�صادر ف ��ي ‪� 23‬آذار‬ ‫(مار� ��س) الفائ ��ت مقا ًال بعن ��وان "الكهرب ��اء في الع ��راق"‪ ،‬م�ضيفة "لم‬ ‫ت�شتعل بعد ب�أي �شكل من الأ�شكال"‪.‬‬ ‫م ��ن جهته ��ا �أف ��ادت وزارة الكهرب ��اء �أخي ��راً �أن الإم ��دادات المتاح ��ة هي‬ ‫‪ 10،550‬ميغ ��اواط‪ ،‬وال ��ذي كان الرق ��م عين ��ه ف ��ي الن�ص ��ف الأول م ��ن‬ ‫الع ��ام ‪ ،2013‬و�أ�ش ��ارت �إل ��ى �أن ال طاق ��ة جديدة ت ّم ��ت �إ�ضافتها منذ ذلك‬ ‫الحين‪ .‬كانت �إمدادات الوزارة خالل تلك الفترة على مقربة من ‪6،000‬‬ ‫ميغاواط فقط‪ ،‬وكانت الواردات من ايران وال�سفن التركية في الخليج‬ ‫حوال ��ي ‪ 1،300‬ميغ ��اواط‪ ،‬في المتو�سط‪ .‬لذلك‪ ،‬يت ��م تزويد العراقيين‬ ‫محلياً بحوالي ‪ 57‬في المئة من �إحتياجاتهم‪ ،‬وحوالي ‪ 69‬في المئة في‬ ‫�أح�سن الأحوال مع الواردات‪.‬‬ ‫م ��ع ذلك‪ ،‬تقول "الإيكونومي�ست" ب�أن "�ألمع الأ�ضواء تت�ألق من حقول‬ ‫النف ��ط‪ ،‬حي ��ث الم�شاعل تح ��رق الغاز العدي ��م الفائدة" ويه ��در العراق‬ ‫حوالي ‪ 12‬مليار متر مكعب �سنوياً من الغاز بهذه الطريقة ‪� -‬أكثر من‬ ‫الإ�سته�ل�اك ف ��ي النم�س ��ا ب�أكملها‪ .‬وبعدما ع�شت ف ��ي فيينا لمدة ثماني‬ ‫�سن ��وات‪� ،‬أع ��رف ما يمكن �أن يفعله الغاز لي� ��س لتوليد الكهرباء فح�سب‬ ‫ولك ��ن للإقت�ص ��اد ب�أكمل ��ه في الع ��راق‪� .‬إن �إنت ��اج الغاز �آخذ ف ��ي الإرتفاع‬ ‫م ��ع تزايد ف ��ي �إنتاج النفط الخام وبع�ض من حق ��ول الغاز الحر ُيهدَر‪.‬‬ ‫حت ��ى الآن‪ ،‬ب ��د ًال م ��ن الإ�س ��راع في �إلتق ��اط ومعالج ��ة الغ ��از الم�شتعل‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ف�ض ��ل الع ��راق �إ�ستيراد الغاز م ��ن �إيران ب�أ�سعار باهظ ��ة‪ ،‬حيث يدفع ‪11‬‬ ‫دوالراً ل ��كل مليون وحدة حرارية بريطانية‪ ،‬على مقربة من م�ستويات‬ ‫الأ�سعار الأوروبية‪.‬‬ ‫�شركة غاز الب�صرة ‪ -‬وهي م�شروع م�شترك مع "�شل" و"ميت�سوبي�شي"‬ ‫و�شرك ��ة "غاز الجنوب" المملوكة للدول ��ة‪ -‬كانت بطيئة‪ ،‬ولم تفلح في‬ ‫تحقي ��ق �أي نج ��اح يذك ��ر في زي ��ادة غ ��از البت ��رول الم�س ��ال للإ�ستخدام‬ ‫المنزلي‪ ،‬وال يزال عليها تن�شيط مرافق معالجة "غاز الجنوب" لأكثر‬ ‫من ‪ 10‬مليارات متر مكعب �سنوياً‪ ،‬وهو هدف تقول ال�شركة �أنها �سوف‬ ‫ت�صله بحلول العام ‪.2016‬‬ ‫هناك �أنباء عن م�صنع جديد لمعالجة الغاز في "رطاوي" ب�سعة تقرب‬ ‫م ��ن ‪ 6‬ملي ��ارات مت ��ر مكعب ف ��ي ال�سنة بتكلف ��ة حوالي ‪ 2‬ملي ��اري دوالر‬ ‫لك ��ن الع ��راق ربم ��ا يحتاج �إل ��ى �أربعة م ��ن ه ��ذه الم�صان ��ع �إذا �أراد تلبية‬ ‫�إرتفاع �إنتاج الغاز الناجم من تزايد �إنتاج النفط الخام الذي ت�ستهدفه‬ ‫الحكومة‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن الكهرب ��اء والغ ��از لي�سا هم ��ا الم�شكلتي ��ن الوحيدتين اللتين‬ ‫ت�ؤث ��ران ف ��ي الو�ضع الداخل ��ي في العراق‪� .‬إن �إنتاجي ��ة الم�صفاة تكاد ال‬ ‫تكون �أكثر مما كانت عليه قبل الإحتالل‪ .‬في العام ‪ ،2013‬كانت حوالي‬ ‫‪ 570،000‬برميل يومياً على الرغم من زيادة القدرات من خالل �إ�ضافة‬ ‫وح ��دات للتقطي ��ر ولكن مع عدم وجود وح ��دات معالجة التيار �إ�ضافية‬

‫‪64‬‬

‫العدد ‪� - 19‬أيار (مايو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫لتح�سين الجودة المنخف�ضة للمنتجات‪.‬‬ ‫ً‬ ‫و�إ�ضط ��ر العراق �إل ��ى �إ�ستيراد نحو ‪ 93،000‬برميل يوميا من المنتجات‬ ‫النفطي ��ة الخفيفة مث ��ل البنزين والدي ��زل والكيرو�سين وغاز البترول‬ ‫الم�س ��ال ف ��ي العام ‪2013‬؛ مع ذل ��ك كان هناك نق�ص متف ّرق بين الحين‬ ‫والآخر‪.‬‬ ‫وق ��د �أعلن ��ت بغ ��داد ع ��ن عزمه ��ا عل ��ى بن ��اء �أربع م�ص ��اف جدي ��دة دفعة‬ ‫واح ��دة‪ ،‬لكنها لم تكن قادرة على جذب �إ�ستثمارات من القطاع الخا�ص‬ ‫من ��ذ الع ��ام ‪ .2009‬و�أخيراً‪ ،‬وقعت وزارة النف ��ط عقداً لبناء م�صفاة تنتج‬ ‫‪ 140،000‬برمي ��ل ف ��ي الي ��وم وتكل ��ف ‪ 6.5‬ملي ��ارات دوالر – وه ��ي تكلفة‬ ‫�أعل ��ى بكثي ��ر من المعدالت ال�سائدة في البل ��دان المجاورة ‪ -‬والمتوقع‬ ‫�أن تكتمل في العام ‪.2018‬‬ ‫�سجل‬ ‫ق ��د ت�ستطي ��ع الوزارة �إ ّدع ��اء النجاح في �إنتاج النف ��ط الخام حيث ّ‬ ‫�أح ��دث رق ��م حوال ��ي ثالثة ماليي ��ن برميل يومي� �اً‪ .‬ولكن ه ��ذا هو �أقل‬ ‫بكثي ��ر م ��ن اله ��دف الأ�صل ��ي حي ��ث خ ّف�ض ��ت ال ��وزارة تطلعاته ��ا من ‪12‬‬ ‫ملي ��ون برمي ��ل يومي� �اً في الع ��ام ‪� 2017‬إلى ‪ 9‬ماليين برمي ��ل يومياً في‬ ‫العام ‪ .2020‬و�أفاد م�صدر حكومي �أخيراً �أن الإنتاج على المدى الطويل‬ ‫هو هدف متحرك‪ ،‬وهو ما قد يعني مراجعة �أخرى قد تكون مقبلة‪.‬‬ ‫نظراً �إلى التوقعات في �أ�سواق النفط‪ ،‬ف�إن م�ستوى عالٍ من الإنتاج في‬ ‫الع ��راق ودول منظم ��ة "�أوب ��ك" ال يمكن �أن يك ��ون � اّإل على ح�ساب �أ�سعار‬ ‫النفط‪.‬‬ ‫ولك ��ن الرافعين للنفط العراق ��ي ي�شكون من التدهور وعدم الإ�ستقرار‬ ‫في الجودة‪ ،‬مع نفط الب�صرة الخفيف الذي كان يو�صف على �أ�سا�س ‪34‬‬ ‫درج ��ة م ��ن الثقل النوعي يتق ّلب الآن بي ��ن ‪ 28‬و‪ 32‬درجة‪ .‬وتدفع حالياً‬ ‫�شركة الت�سويق "�سومو" له�ؤالء تعوي�ضاً قدره ‪ 0.4‬دوالر للبرميل عن‬ ‫كل تخفي�ض في درجة االثقل النوعي من الرقم الأ�صلي ‪.34‬‬ ‫ال�سب ��ب ه ��و �ص ��ب تيارات الخ ��ام الثقيل و�إلق ��اء زيت الخ ��ام في مجرى‬ ‫الت�صدي ��ر م ��ن دون وج ��ود البني ��ة التحتي ��ة الفا�صل ��ة ال�سليم ��ة و‪� /‬أو‬ ‫كاف ومرافق مزج‪.‬‬ ‫تخزين ٍ‬ ‫ً‬ ‫يخ�س ��ر الع ��راق ‪ 40‬ملي ��ار دوالر �سنويا لع ��دم وجود �إ�ستق ��رار و�إ�ستمرار‬ ‫في �إمدادات الكهرباء‪ ،‬وفقاً لنائب رئي�س الوزراء ح�سين ال�شهر�ستاني‪.‬‬ ‫وت�شي ��ر تقدي ��رات وكالة الطاقة الدولي ��ة �أن قيمة الغ ��از الم�شتعل بين‬ ‫عام ��ي ‪ 2012‬و‪� 2020‬ست�ص ��ل �إل ��ى ‪ 70‬ملي ��ار دوالر‪ ،‬وفات ��ورة ال ��واردات‬ ‫للمنتج ��ات البترولي ��ة �ستك ��ون عل ��ى الأرج ��ح بي ��ن ‪ 4‬و‪ 5‬ملي ��ارات دوالر‬ ‫�سنوياً‪.‬‬ ‫ه ��ذه هي م�ؤ�ش ��رات كافية لوزارة النفط في بغ ��داد لكي ت�أخذ الثور من‬ ‫قرني ��ه والإ�سراع في تنفيذ الم�شاري ��ع والت�صحيحات الالزمة لتحقيق‬ ‫�إ�ستق ��رار و�ضع الطاقة في العراق وتوفي ��ر الموارد التي ت�شتد الحاجة‬ ‫�إليها‪.‬‬ ‫بغداد ‪ -‬محمد عبد الملك‬


‫ت�صدير الغاز الطبيعي الم�سال‪.‬‬ ‫"لدين ��ا فريق في (�صن ��دوق الث ��روة ال�سيادي)‬ ‫"مبادل ��ة" وكذل ��ك ف ��ي "طاق ��ة" يبح ��ث ف ��ي‬ ‫خيارات"‪ ،‬ق ��ال المزروعي‪ ،‬الذي �أ�ش ��ار �إلى �أن‬ ‫الق ��رار ُو�ضع ف ��ي �أي ��دي مجل�س ��ي �إدارة هاتين‬ ‫ال�شركتين بد ًال من الوزارة‪.‬‬ ‫كم ��ا يمك ��ن ّ‬ ‫تنظي ��م �إ�ستثم ��ارات �إماراتي ��ة ف ��ي‬ ‫م�شاريع م�شتركة مع �ش ��ركات يابانية وهندية �أو‬ ‫�صينية‪ ،‬التي ي�ستثم ��ر بع�ضها حالي ًا في م�شاريع‬ ‫ت�صدير الغاز في �أميركا ال�شمالية‪.‬‬ ‫"هن ��اك منط ��ق �أن تك ��ون هن ��اك م�ساهمة من‬ ‫الواليات المتحدة و كندا"‪ ،‬قال المزروعي ‪" .‬ما‬ ‫ه ��ي تلك الم�ساهمة‪� ،‬سواء كانت ‪ 10‬في المئة �أو‬ ‫خم�سة في المئة فنحن ال نعرف‪� ،‬إن الأمر �سابق‬ ‫لأوان ��ه لذلك‪ ،‬ولكن هن ��اك منطق� � ًا معروف ًا في‬ ‫هذا المجال"‪ ،‬م�ضيف ًا‪.‬‬ ‫م ��ن جه ��ة �أخ ��رى‪ ،‬يج ��ري بن ��اء محط ��ة للغاز‬ ‫الطبيع ��ي الم�سال في �إم ��ارة "الفجيرة" لتغذية‬ ‫الطلب المحلي‪ ،‬الأمر ال ��ذي ي�س ّلط ال�ضوء على‬ ‫ق ��درة الإم ��ارات عل ��ى تقب ��ل محتمل لل ��واردات‬ ‫الهيدروكربوني ��ة الأميركية‪ .‬ف ��ي �شهر حزيران‬

‫(يوني ��و) ‪� ،2013‬أعل ��ن المزروع ��ي �أن مناق�صة‬ ‫لإ�ستي ��راد الغ ��از الطبيعي الم�سال �إل ��ى �أبوظبي‬ ‫�سيتم منحه ��ا في ‪ ،2016-2015‬م ��ع م�ؤ�س�سات‬ ‫�شب ��ه حكومي ��ة مث ��ل �شرك ��ة "مبادل ��ة" و�شركة‬ ‫الإ�ستثمارات البترولي ��ة الدولية اللتين تملك كل‬ ‫واح ��دة منهم ��ا ‪ 50‬في المئ ��ة في م�ش ��روع الغاز‬ ‫الطبيع ��ي الم�سال الم�شترك للإم ��ارات‪ ،‬والذي‬

‫على الرغم من �أن دولة الإمارات‬ ‫�صارت م�ستورد ًا �صافي ًا للغاز في العامين‬ ‫م�صدر ًا كبير ًا‬ ‫الما�ضيين‪ ،‬ف�إنها ال تزال ِّ‬ ‫للغاز الطبيعي الم�سال‪ ،‬حيث بلغت‬ ‫قيمة �صادراتها ال�سنوية منه ‪ 281‬مليار‬ ‫قدم مكعبة يومي ًا في العام ‪،2012‬‬ ‫ُ�شحنت كلها �إلى اليابان‬

‫�سوف يكون ق ��ادر ًا على �إ�ستي ��راد ت�سعة ماليين‬ ‫ط ��ن �سنوي ًا من الغاز الطبيعي الم�سال ‪� -‬أو ‪1.2‬‬ ‫مليار قدم مكعبة من الغاز الطبيعي يومي ًا‪ .‬ومن‬ ‫قبي ��ل الم�صادف ��ة �أم ال‪ ،‬فقد �إخت ��ارت الإمارات‬ ‫�شرك ��ة �أميركي ��ة "�إيك�سكليراي ��ت �إينيرج ��ي"‬ ‫)‪ ،(Exclerate Energy‬لبن ��اء محط ��ة الغ ��از‬ ‫الطبيعي الم�سال‪.‬‬ ‫وم ��ع ذلك‪ ،‬ف�إن المحللي ��ن يحذرون من �أن كالم‬ ‫وزي ��ر النف ��ط الإماراتي ع ��ن �إحتم ��ال �إ�ستيراد‬ ‫الغ ��از من �أميركا ال�شمالي ��ة ينبغي �أن ُينظر �إليه‬ ‫في �سياق التح ّدي المتزايد الذي ت�ش ّكله الواليات‬ ‫المتحدة ب�إعتبارها دولة م�صدرة للغاز الطبيعي‬ ‫الم�سال �إلى ال�سوق العالمية‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أن دول ��ة الإم ��ارات �ص ��ارت‬ ‫م�ست ��ورد ًا �صافي ًا للغاز ف ��ي العامين الما�ضيين‪،‬‬ ‫ف�إنه ��ا ال ت ��زال م�ص ��دِّ ر ًا كبي ��ر ًا للغ ��از الطبيعي‬ ‫الم�س ��ال‪ ،‬حيث بلغ ��ت قيمة �صادراته ��ا ال�سنوية‬ ‫من ��ه ‪ 281‬ملي ��ار ق ��دم مكعب ��ة يومي ًا ف ��ي العام‬ ‫‪�ُ ،2012‬شحنت كلها �إلى اليابان‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن ب ��روز �إم ��دادات الوالي ��ات المتح ��دة‬ ‫ال�ضخم ��ة‪ ،‬وال �سيم ��ا �إ�ستهدافه ��ا الأ�س ��واق‬

‫"الفجيرة"‪ :‬قد تناف�س �سنغافورة قريب ًا في تخزين الغاز الطبيعي الم�سال‬

‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪67‬‬


‫عالم الطاقة‬ ‫الغاز الطبيعي المسال‬

‫تح ّول �إ�ستراتيجي في دولة الإمارات العربية المتحدة!‬

‫هل تستورد أبو ظبي‬ ‫الغاز الطبيعي المسال من أميركا؟‬ ‫م��ع �إنطالق البناء في محطة الغ��از الطبيعي في �إمارة "الفجي��رة"‪ ،‬وتوجه الم�ؤ�س�س��ات ال�سيادية الإماراتية‬ ‫للإ�ستثم��ار ف��ي �أمي��ركا ال�شمالية في حق��ل الطاقة‪ ،‬ج��اء الت�صريح الأخير لوزي��ر النف��ط الإماراتي �سهيل‬ ‫المزروع��ي في م�ؤتمر للطاقة ف��ي لندن ليزيد التكهنات عن �إحتمال �إقدام دول��ة الإمارات العربية المتحدة‬ ‫على �إ�ستيراد الغاز من �أميركا ال�شمالية‪ .‬ولكن �إذا كان هذا �صحيح ًا فكيف �ستفعل �أبو ظبي ذلك؟‬ ‫�أبو ظبي ‪ -‬ع ّمار الحالق‬ ‫مع زيادة الطلب المحلي في الإمارات‬ ‫العربي ��ة المتح ��دة عل ��ى �إ�سته�ل�اك‬ ‫الغ ��از الطبيعي حيث ال تبدو في الأفق �أي عالمة‬ ‫على تراجع ��ه‪� ،‬إ�ضافة �إلى عالقاته ��ا ال�سيئة مع‬ ‫قطر‪ ،‬الم�ص ّدر المهم الوحيد في المنطقة للغاز‬ ‫الفائ�ض‪ ،‬تتعر� ��ض �أبوظبي �إلى �ضغوط من �أجل‬ ‫تو�سيع م�صادرها من �إمدادات الطاقة‪.‬‬ ‫هذه ال�ضرورة قد تجب ��ر الإمارات على �إ�ستيراد‬ ‫الغ ��از الطبيعي الم�سال م ��ن الواليات المتحدة‪،‬‬ ‫التي تُعتبر حتى الآن مناف�س ًا لم�صدري الغاز في‬ ‫ال�شرق الأو�سط مثل �أبوظبي‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن �إمكانية الإ�ستعان ��ة بح�صة من طفرة‬ ‫الغ ��از غير التقلي ��دي في �أميركا ق ��د �أُعلنت في‬ ‫�أواخر كانون الثاني (يناير) ‪ 2014‬خالل م�ؤتمر‬ ‫"الطاقة ف ��ي ال�شرق االو�سط و�شمال �أفريقيا"‬ ‫ال ��ذي ُعقد ف ��ي م�ؤ�س�س ��ة "ت�شات ��ام هاو�س" في‬ ‫لندن‪ ،‬عندما �أ�شار وزير النفط الإماراتي �سهيل‬ ‫بن محمد المزروع ��ي الى �إتفاقات طويلة الأجل‬ ‫و ّقعت بي ��ن منتجي الغاز ف ��ي الواليات المتحدة‬ ‫وم�شترين من ال�صين واليابان وتايوان و�إ�سبانيا‬ ‫وفرن�س ��ا وت�شيلي‪ ،‬وقال‪" :‬نحن ق ��د نتبع الإتجاه‬ ‫عينه والتطلع �إل ��ى �إ�ستثمارات في �أميركا وكندا‬ ‫لجل ��ب بع�ض من ه ��ذا الغاز �إل ��ى الوطن"‪ .‬وقد‬ ‫و ّل ��دت ه ��ذه الكلمات المخت ��ارة بعناي ��ة �سل�سلة‬ ‫من عناوي ��ن ال�صحف‪ ،‬التي ب ��دت وك�أنها ّ‬ ‫تب�شر‬

‫‪66‬‬

‫العدد ‪� - 19‬أيار (مايو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫بتح ��ول "زلزالي" �إ�ستراتيج ��ي في عالم الطاقة‬ ‫ف ��ي الدولة الخليجية‪ .‬وقد غ � ّ�ذى هذه التوقعات‬ ‫�إق ��دام �شركة �أبوظبي الوطني ��ة للطاقة (طاقة)‬ ‫الممملوك ��ة للدول ��ة عل ��ى الإ�ستثم ��ار �سابق ًا في‬

‫م�شاري ��ع نف ��ط وغاز كندي ��ة‪ ،‬مما يوف ��ر من�صة‬ ‫محتمل ��ة للإ�ستثمارات الم�ستقبلي ��ة في م�شاريع‬ ‫ال�صخ ��ر الزيتي ف ��ي الواليات المتح ��دة‪ ،‬والتي‬ ‫م ��ن المتوقع �أن ت� ��ؤدي �إلى �سل�سلة م ��ن م�شاريع‬


‫عالم الطاقة ¶ الغاز الطبيعي الم�سال‬ ‫الآ�سيوية‪ ،‬يمثل تحدي ��ا تناف�سي ًا‪ .‬وبالتالي يمكن‬ ‫�أن ُينظ ��ر �إلى كلمات المزروع ��ي ب�أنها �شكل من‬ ‫�أ�شكال التبجح‪.‬‬ ‫"يعتق ��د البع�ض في الخلي ��ج �أن عليه �أن ي�صدر‬ ‫بيان ��ات تُظهر عدم قلقه بالن�سب ��ة �إلى �صادرات‬ ‫الغ ��از الطبيع ��ي الم�س ��ال الأميرك ��ي الممكنة"‪،‬‬ ‫تقول ل ��ورا القطي ��ري‪ ،‬محلل ��ة �ش� ��ؤون الغاز في‬ ‫ال�ش ��رق الأو�سط ف ��ي معهد �أك�سف ��ورد لدرا�سات‬ ‫الطاق ��ة‪" .‬وتجاري ًا ف� ��إن الأمر ال ي ��زال �إحتما ًال‬ ‫بعي ��د ًا‪ ،‬نظ ��ر ًا �إلى �أنن ��ا ال نعرف حت ��ى الآن كم‬ ‫�ستكون �صادرات الواليات المتحدة"‪ ،‬ت�ضيف‪.‬‬ ‫�إن الق ��رار بمناق�ش ��ة م�شتريات الغ ��از الطبيعي‬ ‫الم�سال من �أميركا‪ ،‬وحتى ب�إ�ستخدام �إحتياطات‬ ‫�أبو ظبي النقدية الكبيرة ل�شراء �أ�صول الغاز في‬ ‫ب�ل�اد العم ال�س ��ام‪ ،‬يم ّث ��ل ر�سالة �إل ��ى وا�شنطن‬ ‫ب�أن دول مجل� ��س التعاون الخليجي لي�ست خائفة‬ ‫من طف ��رة الغ ��از ال�صخ ��ري الأميركي ��ة‪ ،‬تقول‬ ‫القطيري‪.‬‬ ‫"في الواقع‪� ،‬إن دولة الإمارات العربية المتحدة‬ ‫ال تحت ��اج فع�ل ً�ا �إل ��ى القلق م ��ن �أين ي�أت ��ي الغاز‬ ‫الطبيع ��ي الم�س ��ال �إذ �أن �أحجامه يت ��م التعاقد‬ ‫ب�ش�أنه ��ا عل ��ى �أ�سا� ��س ال�شرك ��ة‪ .‬حت ��ى �أن بع�ض‬ ‫الغاز الطبيعي الم�سال القطري وجد طريقه �إلى‬ ‫�أبوظبي من هذا الطريق"‪ ،‬ح�سب قولها‪.‬‬ ‫وت�شي ��ر التقديرات �إلى �أنه من المرجح �أن ي�صل‬ ‫�أكث ��ر م ��ن ‪ 12‬ملي ��ون طن ف ��ي ال�سنة م ��ن الغاز‬ ‫الطبيع ��ي الم�سال الأميركي �إلى ال�سوق في �إطار‬ ‫�صفق ��ات اعل ��ن عنها في وق ��ت �ساب ��ق‪ .‬م�شروع‬ ‫"�شينيي ��ر �سابي ��ن با�س" للطاق ��ة ‪(Cheniere‬‬ ‫)‪ Energy’s Sabine Pass‬ف ��ي والي ��ة لويزيان ��ا‬ ‫م ��ن المق ��رر �أن يب ��د�أ �شحناته في وق ��ت مت�أخر‬ ‫م ��ن الع ��ام ‪ ،2015‬وق ��د و ِّقع ��ت �صفق ��ات م ��ع‬ ‫م�ستوردين في �أوروب ��ا و�آ�سيا على مدى العامين‬ ‫الما�ضيي ��ن‪ .‬وقد وافقت "ج ��ي دي �أف �سوي�س"‬ ‫الفرن�سي ��ة‪ ،‬الت ��ي ف ��ازت بحق ��وق الت�صدير من‬ ‫محط ��ة كامي ��رون ف ��ي الع ��ام ‪ ،2013‬عل ��ى بيع‬ ‫كام ��ل قدرتها البالغة �أربعة ماليي ��ن طن �سنوي ًا‬ ‫�إل ��ى م�شتري ��ن ف ��ي الياب ��ان وتاي ��وان وال�صي ��ن‬ ‫وت�شيلي‪.‬‬ ‫يدب في‬ ‫ولك ��ن حتى مع الجوع للإ�ستحواذ الذي ّ‬ ‫هياكل �شركات �أبوظبي مثل �شركة الإ�ستثمارات‬ ‫البترولي ��ة الدولية و"مبادل ��ة" و�شركة "طاقة"‪،‬‬ ‫قد يك ��ون هناك بع� ��ض المناف�س ��ة ال�شديدة �إذا‬ ‫�أرادت دول ��ة الإم ��ارات ت�أمي ��ن �إم ��دادات الغاز‬

‫وزير النفط الإماراتي �سهيل المزروعي‪:‬‬ ‫نتطلع �إلى الطفرة الأميركية‬

‫الطبيع ��ي الم�س ��ال م ��ن الوالي ��ات المتحدة عبر‬ ‫الإ�ستحواذ‪.‬‬ ‫�إن �شهي ��ة �آ�سي ��ا لم ��وارد النف ��ط والغ ��از تح ّثها‬ ‫وتقوده ��ا �إل ��ى ال�سع ��ي للح�صول عل ��ى ق�سم من‬ ‫�صناع ��ة الطاق ��ة الأميركي ��ة والكندي ��ة‪ .‬كما �أن‬ ‫ل ��دى الم�ستثمري ��ن الآ�سيويي ��ن �أي�ض� � ًا النق ��د‬ ‫والمال ويعتبرون قطاع ��ات الطاقة مكان ًا جذاب ًا‬ ‫لإ�ستثم ��ار �أموالهم‪ .‬علم� � ًا �أن العائد على �أ�صول‬ ‫الغ ��از �أالطبيعي الم�س ��ال في �أمي ��ركا ال�شمالية‬ ‫كبي ��ر‪ ،‬الأمر الذي �أدى �إل ��ى �إرتفاع قيمتها‪ .‬وقد‬ ‫�أنفق ��ت �شركة البت ��رول والكيماوي ��ات ال�صينية‬ ‫المملوك ��ة للدول ��ة مليار دوالر ل�ش ��راء ح�صة ‪50‬‬ ‫في المئة في م�شروع الغاز الطبيعي "ت�شي�سابيك‬ ‫للطاقة" في والية �أوكالهوما‪.‬‬ ‫وال�س� ��ؤال الكبير هن ��ا‪ :‬كيف �ستهند� ��س �أبوظبي‬ ‫دخولها �إلى �سوق الغاز في �أميركا ال�شمالية؟‬

‫العالم قد يعتقد �أن دول الخليج‬ ‫الغنية بالنفط قد �إنزعجت وخافت‬ ‫من ظهور الغاز ال�صخري في الواليات‬ ‫المتحدة‪ ،‬ولكن ر�سالة �أبو ظبي هي‬ ‫�أنها ت�ستطيع �أن تعي�ش ب�شكل مريح‬ ‫مع منتجين جدد مهما كبر �ش�أنهم في‬ ‫ال�سوق‪ ،‬وحتى �شراء منتجاتهم عندما‬ ‫يكون ال�سعر منا�سب ًا‬

‫تم ّث ��ل �شرك ��ة "طاق ��ة" ج�س ��ر عب ��ور وا�ضح� � ًا‪،‬‬ ‫ب�إمتالكها م�صالح كبيرة في قدرة توليد الطاقة‬ ‫ف ��ي الوالي ��ات المتحدة من خ�ل�ال محطة توليد‬ ‫الكهرباء التي تعمل بالغاز على ال�ساحل ال�شرقي‬ ‫ومزرعة الرياح في المنت�صف الغربي الأميركي‪.‬‬ ‫كم ��ا �أن لديها م�صالح في مج ��ال النفط والغاز‬ ‫ف ��ي ثالث واليات في ال�شمال الغربي‪ ،‬ي�إمتالكها‬ ‫عق ��ود �إيج ��ار النتاج النف ��ط والغاز ف ��ي واليات‬ ‫مونتانا ونورث داكوتا ووايومنغ‪.‬‬ ‫كما �أن ظه ��ور محطة الغاز الطبيعي الم�سال في‬ ‫الفجيرة كمركز �إقليم ��ي محتمل قد يفيد �أي�ض ًا‬ ‫ف ��ي محاولة توا�صل دولة الإم ��ارات مع الواليات‬ ‫المتحدة في مجال الطاقة‪.‬‬ ‫كمركز مفتر� ��ض يقع على بحر الع ��رب وي�ستعد‬ ‫لإ�ستقب ��ال �أول �شحن ��ة في الع ��ام ‪ ،2015‬تحاول‬ ‫الفجيرة تح ّين الفر�صة للبروز كمركز �إقليمي ال‬ ‫�سيم ��ا و�أنها تقع على مقرب ��ة مريحة من مراكز‬ ‫الإم ��دادات الجدي ��دة في �ش ��رق �أفريقي ��ا و�إلى‬ ‫مراكز الطلب الآ�سيوية الكبيرة مثل الهند‪.‬‬ ‫يمك ��ن ل"الفجي ��رة" ف ��ي الوق ��ت المنا�س ��ب �أن‬ ‫تناف�س �سنغافورة كمركز تخزين للغاز الطبيعي‬ ‫الم�س ��ال‪ .‬على ه ��ذا الأ�سا�س‪ ،‬من �ش� ��أن ت�سليط‬ ‫ال�ضوء عل ��ى قدرة تقب ��ل واردات الغاز الطبيعي‬ ‫الم�س ��ال م ��ن الوالي ��ات المتح ��دة تعزي ��ز قدرة‬ ‫الج ��ذب وم�ساع ��دة ر�سم �ص ��ورة �أف�ض ��ل لدولة‬ ‫الإم ��ارات باعتباره ��ا مناف�سة �أكث ��ر م�صداقية‬ ‫لقط ��ر كمرك ��ز للغ ��از الطبيع ��ي الم�س ��ال ف ��ي‬ ‫المنطق ��ة‪ .‬يقول المتابعون ب� ��أن هناك الكثير ما‬ ‫زال غي ��ر معروف عن طموح ��ات دولة الإمارات‬ ‫ب�ش� ��أن واردات الغ ��از الطبيع ��ي الم�س ��ال‪ .‬ف ��ي‬ ‫حين تحت ��اج �أبوظب ��ي ب�شكل وا�ضح �إل ��ى تو�سيع‬ ‫م�صادره ��ا م ��ن الغ ��از‪ ،‬خ�صو�ص ًا في م ��ا يتعلق‬ ‫ب�أ�سع ��ار بخ�سة للتخزي ��ن ‪ -‬حيث من المتوقع �أن‬ ‫تك ��ون �إم ��دادات �أميركا ال�شمالي ��ة – ف�إن �شرق‬ ‫�أفريقي ��ا ق ��د تكون ف ��ي و�ض ��ع �أف�ض ��ل جغرافي ًا‬ ‫لخدمة �سوق الإمارات‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغم من ذل ��ك ف�إن تعليق ��ات المزروعي‬ ‫تخ ��دم هدف� � ًا مختلف ًا؛ العالم ق ��د يعتقد �أن دول‬ ‫الخليج الغنية بالنف ��ط قد �إنزعجت وخافت من‬ ‫ظه ��ور الغاز ال�صخ ��ري في الوالي ��ات المتحدة‪،‬‬ ‫ولك ��ن ر�سالة �أبو ظبي هي �أنها ت�ستطيع �أن تعي�ش‬ ‫ب�شكل مري ��ح مع منتجين جدد مهما كبر �ش�أنهم‬ ‫ف ��ي ال�سوق‪ ،‬وحتى �شراء منتجاتهم عندما يكون‬ ‫ال�سعر منا�سب ًا‬ ‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪69‬‬


JTCE

Le Nom Qu’il Faut Connaitre Au Maroc

JTCE Sarl est une société Marocaine des secteurs du bâtiment et travaux publics. Elle intervient dans la construction des bâtiments, des grands ouvrages et des infrastructures d'énergie (tertiaire, industriel, infrastructures) Pour Plus D’information: 67 angle Boulevard Hassan 1er, Casablanca, Maroc Tel: (212) 0664 501 319, Email: jtcesarl@gmail.com


‫بقلم الدكتور محمد �سليم وهبه*‬

‫ر�أي مراقب‬

‫النفط اللبناني على شفير النقمة‬ ‫ق ��د يكون م ��ن المه ��م �إيج ��اد الثروة‬ ‫في زم ��ن الأزم ��ة والحاج ��ة‪ ،‬والأهم‬ ‫ع ��دم تح ��ول هذه الثروة الى م�ص ��در نقمة تفتك‬ ‫بالوط ��ن‪ ،‬ك ��ون الأزم ��ات والحروب الت ��ي يعي�شها‬ ‫العال ��م ترجم ��ة لل�ص ��راع على �إ�ستح ��واذ الثروات‬ ‫الطبيعية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ل ��ن يك ��ون الو�ض ��ع اللبنان ��ي �إ�ستثنائي� �ا لأ�سب ��اب‬ ‫ع ��دة‪ ،‬م ��ن جهة الإحت ��كار الدولي ال ��ذي تمار�سه‬ ‫ال�شركات النفطية العالمية م�صحوباً بالو�صاية‬ ‫الأميركي ��ة و�إحتج ��از ج ��زء م ��ن واردات النف ��ط‬ ‫ف ��ي �صنادي ��ق �سيادي ��ة‪ ،‬وم ��ن جه ��ة ثاني ��ة ع ��دم‬ ‫ت�ضامن ال�شعب اللبناني وعدم �إ�ستقاللية قراره‬ ‫الداخل ��ي‪ ،‬ي�ض ��اف ال ��ى ذل ��ك الدين الع ��ام الذي‬ ‫تخط ��ى ح ��دود التحم ��ل اللبناني بعدم ��ا ّ‬ ‫تخطى‬ ‫‪ 60‬ملي ��ار دوالر‪ ،‬والف�س ��اد المدع ��وم م ��ن طبيعة‬ ‫النظام الطائفي‪.‬‬ ‫ال�س� ��ؤال المل ّح هو كي ��ف يمكن للبنان �أن يتم ّل�ص‬ ‫م ��ن �إط ��ار البت ��رودوالر‪ ،‬وه ��ل �سي�سم ��ح القط ��اع‬ ‫الم�صرف ��ي وه ��و المم ��ول الأكب ��ر للدي ��ون‪ ،‬ب� ��أن‬ ‫ُيت ��رك ال�صن ��دوق ال�سي ��ادي المفتر� ��ض تح ��ت‬ ‫و�صاي ��ة الدول ��ة‪ ،‬وم�صال ��ح هذا القط ��اع منحازة‬ ‫كلي� �اً �إلى ر�أ�س الم ��ال ومقوماته‪ ،‬وهو عر�ضة في‬ ‫م�صالحه ل�ضغوط قوانين "الباتريوت"‪.‬‬ ‫ق ��د يك ��ون للبت ��رودوالر مفاهي ��م ع ��دة‪ ،‬ولكنه ��ا‬ ‫تتلخ� ��ص ب�أنه ��ا الق�س ��م االكب ��ر م ��ن عائ ��دات‬ ‫النف ��ط الت ��ي ت ��ودع ف ��ي م�ص ��ارف ال ��دول عينه ��ا‬ ‫الت ��ي �إ�شترت ��ه‪ ،‬وه ��و �أ�ص ��ل م ��ا ي�سم ��ى ال�صناديق‬ ‫ال�سيادي ��ة‪ ،‬وت ��دار ه ��ذه ال�صنادي ��ق عل ��ى �ش ��كل‬ ‫محفظ ��ة �إ�ستثماري ��ة موزعة �إلى �أ�سه ��م و�سندات‬ ‫ومعادن ثمين ��ة‪ ،‬وتبلغ تقديرات حجم ال�صناديق‬ ‫ال�سيادي ��ة لدول الخلي ��ج في نهاية ‪ 2008‬بحوالي‬ ‫تريليون و ‪ 200‬مليار دوالر �إميركي‪.‬‬ ‫فالبت ��رودوالر ه ��و ال ��دوالر النفط ��ي الخارج عن‬ ‫طوع ال�سيادة والقرار الوطني الم�ستقل‪ ،‬والدول‬ ‫التي تتحكم بطريقة �إ�ستخدام عائداتها النفطية‬ ‫كم ��ا ت�شاء‪ ،‬مثل فنزويال ورو�سيا‪ ،‬وايران ال يُ�شار‬ ‫�إلى عائداتها من النفط كبترودوالر‪.‬‬ ‫الأم ��ر ال يتعل ��ق بال�سيا�س ��ة‪ ،‬ب ��ل ل ��ه �أبع ��اد مالية‬ ‫و�إقت�صادي ��ة‪ ،‬فال ��دول الت ��ي تح ��اول �إ�ستخ ��دام‬

‫عائداتها النقدية من بيع النفط ب�شكل يتعار�ض‬ ‫م ��ع م�صلح ��ة الم�ص ��ارف وال�ش ��ركات الغربي ��ة‬ ‫الكب ��رى تدخ ��ل ف ��ي �ص ��راع مري ��ر م ��ع العال ��م‬ ‫الر�أ�سمالي فيهدد �إ�ستقاللها و�سيادتها‪.‬‬ ‫االمثل ��ة عدي ��دة و�آخرها ليبيا‪ ،‬فل ��دى محاولتها‬ ‫�إ�ستخ ��دام عائداته ��ا النفطي ��ة لت�أ�سي� ��س �صندوق‬ ‫نق ��د �أفريق ��ي يك ��ون بدي�ل ً�ا م ��ن �صن ��دوق النقد‬ ‫الدول ��ي كانت النتيجة حرب� �اً �أهلية انهت النظام‬ ‫وتهدد وحدة االرا�ضي الليبية‪.‬‬ ‫�أحد الأ�سباب للعدوان على العراق هو حين �أ�صر‬ ‫ف ��ي العام ‪ 2000‬على تقا�ضي ثمن نفطه باليورو‪،‬‬ ‫و�أح ��د �أه ��م الق ��رارات الت ��ي �إتخذه ��ا الإحت�ل�ال‬ ‫الأميركي بعد �سيطرته على العراق كان تقا�ضي‬ ‫ثمن النفط العراقي بالدوالر‪.‬‬ ‫ال�ص ��راع الرو�س ��ي الأميرك ��ي م ��ع حلفائهم ��ا في‬ ‫�سوري ��ا و�أوكرانيا تعود ا�سبابه الى ال�سيطرة على‬ ‫خطوط �إمداد الطاقة في ال�شرق الأو�سط‪ ،‬وهنا‬ ‫ال يمك ��ن ف�ص ��ل التقاطع بي ��ن النف ��ط والت�سعير‬ ‫والعمل ��ة‪ ،‬فت�سعي ��ر النف ��ط يت ��م حك ��راً بالدوالر‪،‬‬ ‫ويقب� ��ض ثمنه بال ��دوالر‪ ،‬مما يبرر ق ��وة الدوالر‬ ‫كعملة دولية رغم عدم وجود تغطية ذهبية لها‪.‬‬ ‫فق ��وة ال ��دوالر يعن ��ي ق ��وة الوالي ��ات المتح ��دة‪،‬‬ ‫والتخل ��ي عن ��ه �إع�ل�ان ح ��رب عليه ��ا‪ ،‬وبالمقاب ��ل‬ ‫ف� ��إن االو�ضاع الحالية للإقت�صادات القائمة على‬ ‫النفط تواجه تناق�ض ��ات جوهريه‪ ،‬فهناك المال‬ ‫ولك ��ن م ��ن دون ق ��رار‪ ،‬لذل ��ك ل ��م يتمك ��ن قط ��اع‬ ‫النف ��ط في ال ��دول العربية من �إح ��داث تغييرات‬ ‫هيكلي ��ة جوهرية‪ ،‬وع ّمق‪ ،‬ف ��ي كثير من المواقع‪،‬‬ ‫من الإختالالت البنوية‪.‬‬ ‫ولبن ��ان �إ�ستن ��اداً ال ��ى الدرا�س ��ات المنج ��زة �أ�صبح‬ ‫دول ��ة نفطي ��ة م ��ع ت�أكي ��د وج ��ود مواق ��ع بمحاذاة‬ ‫ال�ساح ��ل اللبنان ��ي تحتوي على كمي ��ات من الغاز‬ ‫والنف ��ط‪ ،‬تبلغ بي ��ن ‪ 25‬و ‪ 80‬تريليون قدم مكعبة‬ ‫م ��ن الغ ��از‪ ،‬وملي ��اراً ون�ص ��ف الملي ��ار برميل من‬ ‫النف ��ط الخ ��ام‪ ،‬بث ��روة تق ��در م ��ا بي ��ن ‪ 300‬و‪960‬‬ ‫مليار دوالر‪.‬‬ ‫الأج ��واء المحلي ��ة والإقليمية م�شبع ��ة بالأطماع‬ ‫والتوت ��رات ال�سيا�سي ��ة والأمني ��ة مقاب ��ل ه ��ذه‬ ‫الث ��روة‪ ،‬والتحدي ��ات الإقت�صادي ��ة الداخلي ��ة‬

‫تتطل ��ب ح�سم� �اً �سريع� �اً‪ ،‬وال يتحمله ��ا التواف ��ق‬ ‫ال ��ذي ي�شكل القاعدة الأ�سا�سية للحكم في لبنان‬ ‫منذ انتهاء الحرب اللبنانية‪.‬‬ ‫ونعتق ��د �أن الإ�ستف ��ادة م ��ن القط ��اع النفط ��ي‬ ‫منوطة باالجابة ع ّما يلي‪:‬‬ ‫ و�ض ��ع �سيا�س ��ات �إدارية و�إ�صالحي ��ة للم�ساءلة‬‫ترفع عن الوطن كابو�س الف�ساد والمف�سدين؛‬ ‫ �إنته ��اج �سيا�س ��ة مالي ��ة ترب ��ط �سع ��ر �ص ��رف‬‫اللي ��رة اللبناني ��ة ب�سل ��ة عم�ل�ات دولية!‪ ،‬مع‬ ‫االعت ��راف ب� ��أن ف ��ك الإرتب ��اط م ��ع ال ��دوالر‬ ‫لي�س بالقرار ال�سهل على ال�صعيد الوطني؛‬ ‫ �إ�ستخ ��دام واردات النف ��ط ف ��ي م�صلح ��ة‬‫ال�شعب؛‬ ‫ً‬ ‫ تمل ��ك اللبنانيين النفط بدال من �أن يكونوا‬‫متواجدين فوقه فقط؛‬ ‫ التوج ��ه لإقت�صاد منت ��ج يرتكز في مقوماته‬‫على الإنتاج ال�سلعي والفكري والإبداعي‪.‬‬ ‫و�إال �سي� ��ؤدي النف ��ط ال ��ى تغي ��رات �سلبي ��ة عل ��ى‬ ‫�صعي ��د الهيكل ��ة الماكرو‪�-‬إجتماعي ��ة‪ ،‬والتنمي ��ة‬ ‫الم�ستدام ��ة الت ��ي قلم ��ا تث ��ار عندم ��ا نتكل ��م عن‬ ‫الم ��ال‪ ،‬فنن�س ��ى التل ��وث‪ ،‬والخل ��ل الطبيع ��ي‪،‬‬ ‫ليت ��م التركي ��ز‪ ،‬كم ��ا ف ��ي �إقت�ص ��اد المظه ��ر‪ ،‬على‬ ‫ال�سطحي ��ات من ري ��وع توزع ب�ش ��كل غير متوازن‬ ‫على الم�صالح الخا�صة‪.‬‬ ‫الواق ��ع المال ��ي والم�صرفي في لبن ��ان المرتبط‬ ‫ع�ضوي� �اً بال ��دوالر االميرك ��ي‪ ،‬حاف ��ظ عل ��ى‬ ‫�إ�ستق ��راره المالي لع ��دم م�ساومته على الإرتباط‬ ‫بال ��دوالر فتمك ��ن م ��ن �إمت�صا� ��ص الكثي ��ر م ��ن‬ ‫االزم ��ات المالي ��ة‪ ،‬وربم ��ا للمحافظ ��ة عل ��ى ه ��ذا‬ ‫الإ�ستق ��رار علي ��ه ان يك ��ون ركي ��زة و�سطي ��ة بي ��ن‬ ‫النظم المتحاربة‪.‬‬ ‫فالو�ض ��ع الحال ��ي‪ ،‬وف ��ي اط ��ار المتغي ��رات‬ ‫االقليمية‪ ،‬ي�سمح بهوام� ��ش مناورة يمكن عبرها‬ ‫تحقي ��ق العديد من المكا�س ��ب‪ ،‬ب�شرط التخل�ص‬ ‫م ��ن الف�س ��اد و�إع ��ادة �صياغ ��ة مفاهي ��م الإنتم ��اء‬ ‫والهوي ��ة‪ ،‬وتوحيد الكلم ��ة الداخلية في مواجهة‬ ‫كل م ��ا يعتر� ��ض الوط ��ن م ��ن مح ��اوالت تفت ��ت‬ ‫و�إنق�س ��ام و�إرتباط خارجي‪ ،‬واال ف�ست�ضيع الثروة‬ ‫وي�ضيع الوطن‬

‫* خبير �إقت�صادي و�أ�ستاذ محا�ضر في كلية الإقت�صاد والأعمال في الجامعة اللبنانية‬

‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪71‬‬


‫املهند�س رئيف احللو‬ ‫درا�سات وتنفيذ يف لبنان والدول العربية‬

HELOU ENGINEERING GROUP

Tel: 961 1 256755-257009 Fax: 961 1 256755 E-mail: raif@raifhelou.com


‫النفط والغاز الرو�سيان‪ :‬قوة هائلة لبوتين‬

‫و�سوق �آ�سيوية �ضخمة مجاورة ل�صادرات الطاقة‪.‬‬ ‫كم ��ا �أن �إحتم ��ال و�ض ��ع الأر�ضي ��ة لإفتت ��اح ال�سوق‬ ‫لت�صدي ��ر الغ ��از الطبيعي الم�س ��ال الرو�سي ي�ش ّكل‬ ‫جاذبي ��ة خا�ص ��ة لكثير من ال�ش ��ركات‪ ،‬التي تعتبر‬ ‫�أن الطل ��ب على الغاز م ��ن ال�صين واليابان وكوريا‬ ‫الجنوبي ��ة والهند ي�ش ��كل �سوق ًا م�ضمون ��ة ل�سنوات‬ ‫مقبلة‪.‬‬ ‫ونتيج ��ة لذلك‪� ،‬أعل ��ن موكب من كب ��ار المديرين‬ ‫التنفيذيي ��ن الغربيي ��ن ب�ش ��كل وا�ض ��ح �أن ��ه لي�ست‬ ‫لديهم خط ��ط لإنه ��اء �أو �إيقاف‪� ،‬أو حت ��ى ت�أخير‪،‬‬ ‫الم�شاريع الم�شتركة مع رو�سيا‪ .‬الرئي�س التنفيذي‬ ‫ل�شرك ��ة "�شل"‪ ،‬بن فان بوردن‪ ،‬على �سبيل المثال‪،‬‬ ‫�إلتقى مع الرئي�س فالديمير بوتين في مقر الأخير‬ ‫خ ��ارج مو�سك ��و في ‪ 18‬ني�س ��ان (ابري ��ل) الفائت‪.‬‬ ‫ووفق� � ًا ل"بلومبي ��رغ" ف ��ان ب ��وردن ق ��ال لبوتي ��ن‬ ‫�أن �شركت ��ه "حري�ص ��ة ج ��د ًا عل ��ى تنمي ��ة �أعمالنا‬ ‫وتو�سيعه ��ا ف ��ي الإتح ��اد الرو�سي"‪ ،‬بم ��ا في ذلك‬ ‫�صب �إ�ستثم ��ارات جديدة لزيادة قدرات حقل غاز‬ ‫ّ‬ ‫�ساخالي ��ن البحري ومحطة الت�صدي ��ر في ال�شرق‬ ‫الأق�ص ��ى لرو�سيا‪ .‬وقال ��ت "كيل ��ي �أوب دي ويغ"‪،‬‬ ‫المتحدثة ب�إ�سم "�شل" �أن �إلتزام ال�شركة بالن�سبة‬ ‫�إلى رو�سيا لم يت�ضاءل ب�سبب الأحداث الأخيرة‪.‬‬ ‫"�إن �إ�ستراتيجيتن ��ا للعمل في رو�سيا‪ ،‬في �شراكة‬ ‫م ��ع ال�ش ��ركات الرو�سية‪ ،‬ل ��م تتغ ّي ��ر"‪ ،‬قالت �أوب‬

‫دي ويغ‪ .‬متابعة ب� ��أن "رو�سيا هي دولة ذات �أهمية‬ ‫كبي ��رة بالن�سبة �إل ��ى �شركة "�ش ��ل"؛ وهي م�صدر‬ ‫رئي�سي للموارد الهيدروكربونية و�سوق �إ�ستهالكية‬ ‫متنامية"‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف ��ت �أن التو�س ��ع ف ��ي محطة الغ ��از الطبيعي‬ ‫الم�س ��ال في �ساخالين‪ ،‬والتي ت�س ِّيل الغاز الطبيعي‬ ‫الم�أخ ��وذ من الحق ��ول البحرية في ظ ��روف �شبه‬ ‫قطبي ��ة �شمالية‪ ،‬هو قيد المناق�ش ��ة ل�سنوات نظر ًا‬

‫التنقيب عن النفط والغاز‬ ‫و�إنتاجهما‪ ،‬مثل الطاقة النووية‪،‬‬ ‫يم ّثالن لعبة طويلة الأمد‪ :‬معظم‬ ‫ال�شركات و َّقع �إتفاقات �إنتاج‬ ‫لمدة ‪ 25‬عام ًا �أو �أكثر‪ .‬وهذا‬ ‫ي�ساعد �إلى حد ما على عزل عقود‬ ‫�إنتاج النفط والغاز من ال�صعود والهبوط‬ ‫جراء الو�ضع‬ ‫على المدى الق�صير ّ‬ ‫الجيو�سيا�سي‬

‫�إل ��ى �أهمية هذه المحط ��ة كنقطة تزوي ��د وتموين‬ ‫ل�سوق كبيرة ومتنامية في �آ�سيا والمحيط الهادئ‪.‬‬ ‫وف ��ي الوقت عين ��ه‪ ،‬قال رئي� ��س �شرك ��ة "بريتي�ش‬ ‫بترولي ��وم" (‪ )BP‬ب ��وب دادل ��ي ف ��ي ‪ 15‬ني�س ��ان‬ ‫(�إبريل) ب"�أن العمل ي�سير كالمعتاد" في رو�سيا‪،‬‬ ‫عل ��ى الرغم م ��ن بع�ض القل ��ق الذي �أب ��داه بع�ض‬ ‫الم�ساهمين‪ ،‬و�إقترح ب�أن "بي بي" يمكنها �أن تكون‬ ‫بمثاب ��ة ج�سر بين رو�سيا والغرب‪ .‬وتملك "بي بي"‬ ‫ح�صة ‪ 20‬في المئ ��ة في "روزنفت"‪� ،‬شركة النفط‬ ‫العمالقة التي ت�سيطر عليها الدولة الرو�سية‪ ،‬التي‬ ‫تبلغ قيمتها حوالى ‪ 13.6‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫كما �أك ��دت "�شت ��ات �أوي ��ل" (‪ )Statoil‬النروجية‬ ‫رغبته ��ا في البق ��اء ن�شيطة ف ��ي ال�س ��وق الرو�سية‬ ‫وو ّقع ��ت عل ��ى م�شاري ��ع م�شترك ��ة م ��ع ال�ش ��ركات‬ ‫النفطية الرو�سية‪ ،‬على الرغم من الأزمة والتهديد‬ ‫ال ��ذي يلوح ف ��ي الأفق بالمزيد م ��ن العقوبات على‬ ‫رو�سيا‪ .‬وفي الوقت عين ��ه‪ ،‬ت�ضغط "�أك�سون ً‬ ‫موبيل‬ ‫به ��دوء قدم� � ًا ف ��ي خطط للبح ��ث ع ��ن النفط في‬ ‫القطب ال�شمالي �إلى جانب �شركة "رو�سنفت"؛ بل‬ ‫�أن هن ��اك معلومات تفيد �أي�ض� � ًا �أنها في محادثات‬ ‫للإن�ضمام �إلى "رو�سنفت" في �صفقات النفط في‬ ‫�شمال العراق‪.‬‬ ‫"توت ��ال الفرن�سية"‪ ،‬م ��ن جانبها‪� ،‬أ ّك ��دت �أخيراً‬ ‫�إلتزامه ��ا بال�س ��وق الرو�سي ��ة‪ .‬وه ��ذا يت�ضمن‬ ‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪73‬‬


‫عالم الطاقة‬ ‫نفط‬

‫فيما ت�سعى حكومات �أميركا و�أوروبا بمعاقبته وح�شره ب�سبب �أزمة �أوكرانيا‬

‫شركات النفط الغربية‬ ‫تنقذ بوتين من وجع العقوبات!‬ ‫منذ تف��كك الإتحاد ال�سوفياتي �سعت �ش��ركات النفط الغربية �إلى دخ��ول رو�سيا الفيديرالية‬ ‫للإ�ستف��ادة من �إحتياطاته��ا الهيدروكربونية الهائلة‪ ،‬الأمر الذي دفعها �إل��ى �إ�ستثمار مليارات‬ ‫ال��دوالرات هن��اك والدخ��ول ف��ي م�شاري��ع م�شتركة مع �ش��ركات الطاق��ة الرو�سي��ة العمالقة‬ ‫المملوك��ة للدولة‪ .‬ولك��ن‪� ،‬أمام ما يحدث في �أوكرانيا �سعت الحكوم��ات الغربية �إلى فر�ض‬ ‫عقوب��ات على مو�سك��و الأمر الذي يبدو �أنه ل��م يقلق �شركات الطاقة الغربي��ة التي ترف�ض �أن‬ ‫تن�سحب من رو�سيا كما يفيد التقرير التالي‪:‬‬ ‫مو�سكو ‪� -‬أمل �ضو‬ ‫قد تكون رو�سيا �أ�صبحت منبوذة دولي ًا‬ ‫في �أعقاب �ض ّمها ل�شبه جزيرة القرم‪،‬‬ ‫و�إ�ستم ��رار ع ��دم الإ�ستق ��رار في �ش ��رق �أوكرانيا‪.‬‬ ‫ولكن لمجموعة من ال�ش ��ركات المتعددة الجن�سية‬ ‫القوية ال تبدو بالد فالديمير بوتين في هذه الأيام‬ ‫منبوذة بقدر ما هي �أر�ض الميعاد‪.‬‬ ‫�ش ��ركات النف ��ط الغربي ��ة الكبرى‪ ،‬م ��ن "يريتي�ش‬ ‫بترولي ��وم" (بي ب ��ي) �إل ��ى "�ش ��ل" وغيرهما‪ ،‬لم‬ ‫تتبع م�سارها المعتاد فق ��ط في رو�سيا في الأ�شهر‬ ‫الأخي ��رة ب ��ل �أن العدي ��د منه ��ا �ضاع ��ف �أ�سا�س� � ًا‬ ‫�إ�ستثمارات ��ه في مجال النف ��ط والغاز هناك‪ ،‬وبنى‬ ‫عالق ��ات �أوث ��ق م ��ع �ش ��ركات الطاق ��ة الرو�سي ��ة‪.‬‬ ‫بعملهم ��ا مع� � ًا‪ ،‬يمكن �أن ت�صب عوائ ��د �صفقاتهما‬ ‫ملي ��ارات ال ��دوالرات ف ��ي الإقت�ص ��اد الرو�سي في‬ ‫الوق ��ت الذي تحاول �إدارة ب ��اراك �أوباما �أن تجعل‬ ‫الأمر �صعب� � ًا بما فيه الكفاية لإقن ��اع بوتين بعك�س‬ ‫�ض ّم ��ه ل�شب ��ه جزيرة الق ��رم‪ ،‬ووق ��ف تهديد �شرق‬ ‫�إوكرانيا‪.‬‬ ‫"لق ��د �أو�ضحن ��ا �أنن ��ا �سنك ��ون عل ��ى �إ�ستع ��داد‬ ‫لإ�ستهداف قطاعات مع َّينة من الإقت�صاد الرو�سي‬ ‫�إذا ر�أينا ت�صعيد ًا ملحوظ� � ًا‪ ،‬بما في ذلك التدخل‬ ‫الع�سك ��ري الرو�سي المبا�شر ف ��ي �شرق �أوكرانيا"‪،‬‬

‫‪72‬‬

‫العدد ‪� - 19‬أيار (مايو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫قالت المتحدثة با�س ��م البيت االبي�ض لورا لوكا�س‬ ‫ماغنو�سون‪.‬‬ ‫لي�س م ��ن الوا�ضح كيف �ستنجح الجهود الأميركية‬ ‫بال�ضغ ��ط عل ��ى الرئي� ��س الرو�س ��ي �إذا �إ�ستم ��رت‬ ‫�ش ��ركات الطاق ��ة العمالق ��ة المتع ��ددة الجن�سي ��ة‬ ‫بالإ�ستثم ��ار في رو�سيا‪ .‬الواق ��ع �أن هذه ال�صفقات‬ ‫هي نعم ��ة لبوتين و�ضربة لأوبام ��ا لأ�سباب تتجاوز‬ ‫مجرد ال ��دوالرات وال�سنت ��ات‪ .‬فال�شركات الغربية‬

‫�إن �شركات النفط العالمية تتوافد‬ ‫للقيام بمزيد من الأعمال والإ�ستثمار في‬ ‫مو�سكو على الرغم من الغ�ضب الدولي‬ ‫على �ضم �شبه جزيرة القرم‪ ،‬والمخاوف‬ ‫ب�ش�أن �إ�ستخدام رو�سيا ل�صادراتها من‬ ‫الغاز الطبيعي لإبتزاز �أوروبا‪ ،‬والعالمات‬ ‫المتزايدة على �أن رو�سيا تحاول �إثارة‬ ‫التوترات في �شرق �أوكرانيا تمهيد ًا‬ ‫لتوغل ع�سكري محتمل هناك‬

‫الت ��ي تو ّقع الإتفاقات تجلب �أي�ض ��ا الدراية التقنية‬ ‫التي ت�شتد الحاجة �إليها‪ ،‬وهي �أمر حا�سم للجهود‬ ‫الرو�سية للإ�ستفادة من النفط والغاز في مجموعة‬ ‫من المواقع الوعرة‪.‬‬ ‫"في الأ�سا�س‪� ،‬إنها تن�سف كل ما تحاول الواليات‬ ‫المتح ��دة والإتح ��اد الأوروب ��ي القي ��ام ب ��ه‪ ،‬لو�ضع‬ ‫بوتين ف ��ي الزاوية وفي و�ض ��ع �إقت�صادي �صعب"‪،‬‬ ‫ق ��ال فا�ضل الغيط المحلل النفطي مع "�أوبنهايمر‬ ‫و�ش ��ركاه" ف ��ي نيوي ��ورك‪�" .‬أنا منده� ��ش جد ًا من‬ ‫�شركات النفط التي ما زالت تعمل للت�أكيد لرو�سيا‬ ‫وبوتين �أنها �ست�ستمر في القيام ب�أعمالها التجارية‬ ‫كالمعتاد"‪.‬‬ ‫ف ��ي الواق ��ع‪� ،‬إن �ش ��ركات النفط العالمي ��ة تتوافد‬ ‫للقيام بمزيد من الأعم ��ال والإ�ستثمار في مو�سكو‬ ‫عل ��ى الرغ ��م من الغ�ض ��ب الدولي عل ��ى �ضم �شبه‬ ‫جزيرة الق ��رم‪ ،‬والمخاوف ب�ش�أن �إ�ستخدام رو�سيا‬ ‫ل�صادراته ��ا م ��ن الغ ��از الطبيعي لإبت ��زاز �أوروبا‪،‬‬ ‫والعالمات المتزاي ��دة على �أن رو�سيا تحاول اثارة‬ ‫التوترات في �شرق �أوكرانيا تمهيد ًا لتوغل ع�سكري‬ ‫محتمل هناك‪.‬‬ ‫�إن الإ�ستثم ��ار الغربي الم�ستمر ف ��ي رو�سيا يعك�س‬ ‫حقيق ��ة ب�سيطة هي �أن الطاق ��ة الكامنة في البالد‬ ‫ه ��ي بب�ساطة هائلة‪ ،‬مع ودائع ال تزال غير م�ستغ ّلة‬ ‫من النفط والغاز ف ��ي �سيبيريا والقطب ال�شمالي‪،‬‬


‫بقلم دانيال يرغين*‬

‫ر�أي خبير‬

‫ثورة الطاقة المقبلة‬ ‫ث ��ورة النف ��ط والغ ��از غي ��ر‬ ‫التقليديي ��ن ‪ --‬ال�صخ ��ر الزيتي‬ ‫وم ��ا �أ�صبح يعرف ب�إ�سم "النفط ال�ض ِّيق"‪--‬‬ ‫هي الإبتكار الأكثر �أهمية في مجال الطاقة‬ ‫حت ��ى الآن ف ��ي الق ��رن الواح ��د والع�شرين‪.‬‬ ‫و�أق ��ول حت ��ى الآن‪ ،‬لأن ��ه يمكنن ��ا �أن نك ��ون‬ ‫واثقين من �أن هناك �إبتكارات �أخرى مقبلة‬ ‫عل ��ى الطري ��ق‪ .‬هن ��اك المزيد م ��ن التركيز‬ ‫عل ��ى الإبت ��كار في مج ��ال الطاق ��ة �أكثر من‬ ‫�أي وق ��ت م�ض ��ى‪ .‬لقد ج ��اء �إكت�ش ��اف النفط‬ ‫والغ ��از غي ��ر التقليديي ��ن بمثاب ��ة مفاج� ��أة‬ ‫كبي ��رة ج ��داً‪ .‬حت ��ى �أن الأم ��ر فاج� ��أ �صناعة‬ ‫النف ��ط والغ ��از نف�سها‪ ،‬ذل ��ك �أن "ذروة �إنتاج‬ ‫النف ��ط" كان ��ت ال ��ر�أي ال�سائ ��د قب ��ل خم�س‬ ‫�أو �س ��ت �سن ��وات‪ ،‬عندما كانت �أ�سع ��ار النفط‬ ‫ترتفع‪.‬‬ ‫وق ��د عالج ��ت ه ��ذا المو�ض ��وع وتطرق ��ت‬ ‫�إلي ��ه ف ��ي كتاب ��ي ‪"The Prize: The Epic‬‬ ‫"‪Quest for Oil, Money & Power‬‬ ‫حي ��ث قل ��ت‪ :‬نع ��م‪ ،‬لق ��د مررن ��ا ف ��ي ه ��ذه‬ ‫الفت ��رة من نف ��اد النفط‪ ،‬ولكنن ��ا �سرنا على‬ ‫الأق ��ل عب ��ر خم�س حلق ��ات �سابقة م ��ن نفاد‬ ‫النف ��ط‪ .‬ما الذي جعل الف ��رق في كل مرة؟‬ ‫التكنولوجيا الجديدة‪ ،‬والمعرفة الجديدة‪،‬‬ ‫والأرا�ض ��ي الجدي ��دة‪ .‬و�ش ��يء �آخ ��ر ين�س ��اه‬ ‫النا� ��س‪ :‬ال�سع ��ر‪ .‬عندم ��ا ننظر �إل ��ى التاريخ‬ ‫الإقت�ص ��ادي‪ ،‬نرى در�ساً قوي� �اً جداً الب ّد من‬ ‫تع ّلم ��ه و �إعادة تع ّلم ��ه‪ :‬ال�سعر يعني الكثير‪.‬‬ ‫ي�شجع الم�ستهلكين ليكونوا �أكثر كفاءة‪.‬‬ ‫�إنه ّ‬ ‫وه ��و ي�شجع �أي�ضاً على تطوير تكنولوجيات‬ ‫جديدة وطرق جديدة لتحقيق الإكت�شافات‬ ‫وت�سيير الأمور‪ .‬في الواقع‪� ،‬أعتقد �أن ت�أثير‬ ‫ال�سع ��ر غالب� �اً م ��ا يت ��م التقلي ��ل م ��ن �ش�أن ��ه‬ ‫باعتب ��اره الم�شج ��ع والحاف ��ز الأكب ��ر عل ��ى‬

‫الإبتكار والإبداع‪.‬‬ ‫هن ��اك ع ��دد م ��ن المب ��ادرات والفر� ��ص‬ ‫الكبي ��رة الت ��ي يمك ��ن �أن تجل ��ب تغيي ��رات‪.‬‬ ‫بالت�أكي ��د‪� ،‬سوف تتل ّقى ال�سي ��ارة الكهربائية‬ ‫دفع ��ة كبي ��رة �إل ��ى الأم ��ام‪ ،‬بعدم ��ا �أ�س ��رت‬ ‫مخيل ��ة بع� ��ض النا� ��س‪ ،‬وجذب ��ت الكثير من‬ ‫الإ�ستثم ��ارات‪ .‬وعلى الرغم من �أن ال�سيا�سة‬ ‫العام ��ة تدفعه ��ا وت�شجعه ��ا ب�صعوب ��ة‪ ،‬ف�إني‬ ‫�أعتق ��د �أن الأم ��ر �سي�ستغ ��رق ب�ض ��ع �سن ��وات‬ ‫�أخ ��رى قبل تبنيها ب�ص ��ورة كاملة‪ ،‬ذلك لأن‬ ‫ال�سيارات الكهربائية ال تتناف�س مع �سيارات‬ ‫الأم� ��س ولك ��ن مع �سي ��ارات م�ستقبلي ��ة �أكثر‬ ‫كف ��اءة في �إ�ستهالك الوق ��ود‪ .‬وهناك نقطة‬ ‫مهم ��ة �أخ ��رى يج ��ب و�ضعه ��ا ف ��ي الح�سبان‬ ‫ه ��ي تخزين الكهرب ��اء‪� .‬إذا كانت هناك ك�أ�س‬ ‫مقد�س ��ة في هذه الأيام‪ ،‬فهي التخزين‪ ،‬لأن‬ ‫الإبت ��كارات في تخزين الكهرب ��اء من �ش�أنها‬ ‫�أن تغ ِّي ��ر �إقت�ص ��اد طاق ��ة الري ��اح والطاق ��ة‬ ‫ال�شم�سية‪.‬‬ ‫م ��ن جهة �أخ ��رى �سوف ي�ش� � ّكل توزيع توليد‬ ‫الكهرب ��اء ب�ش ��كل متزاي ��د م�س�أل ��ة كبي ��رة‬ ‫بالن�سب ��ة �إلى البلدان المتقدمة‪ .‬فالكهرباء‬ ‫ل ��ن تتو ّل ��د ف ��ي محط ��ات مركزي ��ة كبي ��رة‬ ‫فح�س ��ب‪ ،‬ولك ��ن م ��ن طاق ��ة الري ��اح عل ��ى‬ ‫الت�ل�ال وعب ��ر الطاق ��ة ال�شم�سي ��ة المتو ّلدة‬ ‫عل ��ى الكثي ��ر الكثي ��ر م ��ن �أ�سط ��ح المن ��ازل‪.‬‬ ‫ل ��ذا �س ��وف تجع ��ل ه ��ذه التط ��ورات الأم ��ور‬ ‫�أكث ��ر تعقي ��داً بالن�سب ��ة �إل ��ى الأ�شخا� ��ص‬ ‫الذين لديهم م�س�ؤولي ��ة والمولجين ب�إدارة‬ ‫�إ�ستق ��رار ال�شبك ��ة‪ .‬كم ��ا �أنها تثي ��ر ت�سا�ؤالت‬ ‫مهمة حول كيفية و�ضع الحوافز والإعانات‬ ‫الت ��ي تحت ��اج �إليه ��ا‪ ،‬مث ��ل م ��ن ال ��ذي يدف ��ع‬ ‫لدع ��م ال�شبكة؟ و�سوف تك ��ون هذه الم�س�ألة‬ ‫مو�ض ��وع نقا�ش كثير و�إ�ضط ��راب كبير على‬

‫م ��دى ال�سنوات القليل ��ة المقبلة فيما ن�ضع‬ ‫�أيدين ��ا ح ��ول مجموع ��ة كامل ��ة جديدة من‬ ‫الق�ضايا‪.‬‬ ‫ال �أع ��رف م ��ا ه ��و الم�س ��ار ال ��ذي يج ��ب �أن‬ ‫ُي َّتب ��ع في حل ه ��ذه الم�ش ��اكل‪ .‬ولكن عندما‬ ‫يك ��ون لدي ��ك الكثي ��ر م ��ن النا� ��س الأذكي ��اء‬ ‫والموهوبين يعملون على الم�شكلة بطريقة‬ ‫م�ستدام ��ة‪� ،‬سوف تح�ص ��ل على الأرجح على‬ ‫ح ��ل منا�سب‪ .‬هل �سي�ستغ ��رق ذلك ‪� 5‬سنوات‬ ‫�أو ‪� 15‬سن ��ة؟ ال نع ��رف الجواب ال�شافي بعد‪،‬‬ ‫ولكن‪ ،‬ف ��ي نهاية المط ��اف‪ ،‬الحاجة تح ّرك‬ ‫الإبت ��كار‪ .‬م ��ن جهت ��ي �إن ��ي �أرى �أن ه ��ذا كله‬ ‫ي�ش� � ّكل جزءاً من الثورة العظيمة التي بد�أت‬ ‫م ��ع المح ��رك البخاري‪ ،‬ولي� ��س هناك �سبب‬ ‫للإعتق ��اد ب�أنه ��ا �إنته ��ت �أو �ستنته ��ي‪ .‬فه ��ي‬ ‫�س ��وف ت�ستم ��ر ف ��ي �صناع ��ة النف ��ط والغاز‪،‬‬ ‫و�إنه ��ا ت�سير �أي�ضاً �إلى تحفي ��ز �إبتكارات من‬ ‫�أن ��واع �أخرى م ��ن البدائل وم�ص ��ادر الطاقة‬ ‫المتجددة‪.‬‬ ‫ل ��ن يك ��ون دائم� �اً ف ��ي مقدورن ��ا التنب� ��ؤ �أين‬ ‫�ستحدث الإبت ��كارات‪ .‬وال ب�أي و�سيلة‪ .‬ولكن‬ ‫هذه الث ��ورة العظيمة التي تجتاح الح�ضارة‬ ‫الإن�ساني ��ة ف ��ي مج ��ال الإبت ��كار ف ��ي قط ��اع‬ ‫الطاق ��ة �ست�ستم ��ر بق ��در ما يمكنن ��ا �أن نرى‬ ‫‪ -‬ف ��ي الواق ��ع‪� ،‬أبع ��د بكثير مم ��ا يمكننا �أن‬‫ن ��رى‪ .‬بطبيع ��ة الح ��ال‪ُ ،‬يخبرن ��ا التاري ��خ‬ ‫وبفبدن ��ا ب� ��أن الجغرافي ��ا ال�سيا�سي ��ة يمك ��ن‬ ‫�أن تتدخ ��ل وت� ��ؤدي �إل ��ى بع� ��ض المفاج� ��آت‬ ‫المروع ��ة‪ ،‬ولك ��ن المفاج�آت ه ��ي واحدة من‬ ‫الخ�صائ� ��ص الأ�سا�سي ��ة التي م ّي ��زت الطاقة‬ ‫عل ��ى الم ��دى الطويل‪� .‬ش ��يء واح ��د يمكننا‬ ‫�أن نك ��ون مت�أكدي ��ن منه هو �أن هن ��اك دائماً‬ ‫المزيد م ��ن المفاج�آت الآتي ��ة‪ .‬ف�إ�ستب�شروا‬ ‫خيراً‬

‫* دانيال يرغين كاتب وباحث �إقت�صادي �أميركي حائز على جائزة بوليتزر الأميركية‪ .‬وهو م�ؤ�س�س م�شارك ورئي�س مجل�س �إدارة كامبريدج لأبحاث الطاقة‪ ،‬وهي م�ؤ�س�سة �إ�ست�شارية لأبحاث الطاقة‬ ‫التي هي الآن جزء من �شركة الأبحاث والمعلومات "�إي �أت�ش �أ�س" (‪.)IHS‬‬

‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪75‬‬


‫عالم الطاقة ¶ نفط‬ ‫م�ساهم ��ة كبي ��رة ف ��ي �شرك ��ة الغ ��از الرو�سي ��ة‬ ‫"نوفاتي ��ك" (‪ - )Novatek‬الت ��ي ي�سيط ��ر عليها‬ ‫الملياردير "الأوليغار" غين ��ادي تيم�شينكو‪ ،‬الذي‬ ‫ُو�ض ��ع �إ�سمه على قائم ��ة عقوب ��ات وزارة الخزانة‬ ‫االميركية بعد تدخل رو�سيا في �شبه جزيرة القرم‬ ‫ وم�شروع� � ًا م�شت ��رك ًا مع �شركة النف ��ط الرو�سية‬‫"لوك �أويل"‪.‬‬ ‫"عندم ��ا قررن ��ا الإ�ستثم ��ار ف ��ي رو�سي ��ا‪ ،‬قمن ��ا‬ ‫بتقيي ��م مخاطر ذل ��ك‪ ،‬بما فيها درج ��ة المخاطر‬ ‫ال�سيا�سي ��ة"‪ ،‬قال متحدث ب�إ�س ��م "توتال"‪" .‬على‬ ‫الرغم م ��ن ال�سياق المقلق عل ��ى المدى الق�صير‪،‬‬ ‫ما زلنا نعتبر �أن الأمر مقبول على المدى الطويل‪،‬‬ ‫ونح ��ن م�ستمرون ف ��ي القيام ب�أعم ��ال تجارية في‬ ‫رو�سي ��ا جنب� � ًا �إل ��ى جن ��ب م ��ع ال�ش ��ركات الغربية‬ ‫الأخرى"‪ ،‬م�ؤكد ًا‪.‬‬ ‫ي�شير العدي ��د من �شركات النفط الغربية �إلى �أنه‪،‬‬ ‫ف ��ي غياب عقوب ��ات �إقت�صادية �أكث ��ر �صرامة على‬ ‫قط ��اع الطاقة ف ��ي رو�سيا‪ ،‬ف�إن �أزم ��ة �أوكرانيا في‬ ‫ح ��د ذاته ��ا ال تو ّفر �سبب� � ًا كافي ًا لإيق ��اف ممار�سة‬ ‫الأعمال التجارية مع مو�سكو‪.‬‬ ‫"انن ��ا نتاب ��ع الو�ض ��ع ع ��ن كث ��ب ف ��ي �أوكراني ��ا‪،‬‬ ‫ولك ��ن �أن�شطتنا ف ��ي رو�سيا ال تت�أث ��ر ب�سبب الو�ضع‬ ‫�أو العقوب ��ات حالي� � ًا‪� .‬سنراق ��ب الو�ض ��ع عن قرب‬ ‫ل�ضم ��ان الإمتثال للعقوبات"‪ ،‬ق ��ال متحدث ب�إ�سم‬ ‫"�شتات �أويل"‪.‬‬ ‫وقالت ماغنو�سون‪ ،‬المتحدثة ب�إ�سم البيت االبي�ض‪،‬‬ ‫ب�أن الإدارة الأميركية تتوقع �أن "تقوم تلك ال�شركات‬ ‫بتقييماتها الخا�صة بالن�سبة �إلى المخاطر ال�سيا�سية‬ ‫والمالي ��ة والقانونية المرتبط ��ة التي قد تتعر�ض لها‬ ‫في رو�سيا" ب�سبب الأزمة الحالية‪.‬‬ ‫"ولك ��ن نظر ًا �إلى ه ��روب ر�ؤو�س الأموال الكبيرة‬ ‫الت ��ي �شهدناه ��ا م ��ن رو�سيا ف ��ي الرب ��ع الما�ضي‪،‬‬ ‫فم ��ن الوا�ضح �أن �شركات كثي ��رة تفكر مرتين قبل‬ ‫الإ�ستثمار في رو�سيا"‪ ،‬م�ضيفة‪.‬‬ ‫بطريق ��ة م ��ا‪� ،‬إن �إندف ��اع �شركات النف ��ط الكبرى‬ ‫للحف ��اظ عل ��ى ممار�س ��ة الأعم ��ال التجاري ��ة في‬ ‫مو�سك ��و يعك�س الج ��ذب الم�ستمر للطاق ��ة النووية‬ ‫الرو�سي ��ة عل ��ى الرغ ��م م ��ن كل تداعي ��ات الأزمة‬ ‫الأوكرانية‪� .‬إن العدي ��د من الدول الأوروبية يبحث‬ ‫من �أجل �إب ��رام �صفقات بملي ��ارات الدوالرات مع‬ ‫مو�سك ��و لبناء محطات للطاقة النووية‪ ،‬وحتى الآن‬ ‫ل ��م ت�ؤ ّث ��ر �سيا�سة الأزمة في �أوكراني ��ا في الأعمال‬ ‫النووية لرو�سيا‪.‬‬ ‫التنقي ��ب ع ��ن النف ��ط والغ ��از و�إنتاجهم ��ا‪ ،‬مث ��ل‬

‫‪74‬‬

‫العدد ‪� - 19‬أيار (مايو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫الرئي�س باراك �أوباما‪ :‬جهده لمعاقبة بوتين لن تفيد‬

‫الرئي�س فالديمير بوتين‪ :‬الإنقاذ الآتي من النفط‬

‫الطاقة النووي ��ة‪ ،‬يم ّثالن لعبة طويلة الأمد‪ :‬معظم‬ ‫ال�ش ��ركات و ّق ��ع �إتفاق ��ات �إنتاج لم ��دة ‪ 25‬عام ًا �أو‬ ‫�أكث ��ر‪ .‬وهذا ي�ساع ��د �إلى حد ما عل ��ى عزل عقود‬ ‫�إنت ��اج النف ��ط والغاز م ��ن ال�صع ��ود والهبوط على‬ ‫المدى الق�صير ج ّراء الو�ضع الجيو�سيا�سي ‪.‬‬ ‫�أكثر من ذلك‪ ،‬عل ��ى الرغم من حالة عدم اليقين‬

‫العديد من الدول الأوروبية‬ ‫يبحث من �أجل �إبرام �صفقات بمليارات‬ ‫الدوالرات مع مو�سكو لبناء محطات‬ ‫للطاقة النووية‪ ،‬وحتى الآن لم ت�ؤ ّثر‬ ‫�سيا�سة الأزمة في �أوكرانيا في‬ ‫الأعمال النووية لرو�سيا‬

‫ال�سيا�سي الأخير‪ ،‬ف�إن �إغراء �صناعة النفط والغاز‬ ‫ف ��ي رو�سيا يبدو م�شرق ًا بالمقارن ��ة مع العديد من‬ ‫المناط ��ق الغني ��ة بالنفط الأخرى م ��ن العالم‪ ،‬ما‬ ‫عدا الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫ت�أت ��ي م ��وارد الطاقة ف ��ي �أمي ��ركا الالتينية عادة‬ ‫م ��ع �سال�س ��ل �سيا�سية مفرط ��ة مرفق ��ة؛ الق�ضايا‬ ‫القانوني ��ة والأمني ��ة ال ت ��زال ت�ش ��كل عائق� � ًا �أمام‬ ‫نه�ضة ال�صناعة الهيدروكربونية في العراق‪ ،‬على‬ ‫الرغم من الإرتفاع الأخير في انتاج النفط؛ وعدم‬ ‫وج ��ود البنية التحتية و�إنت�شار الف�ساد‪ ،‬وبيئة �أمنية‬ ‫غي ��ر وا�ضحة‪ ،‬تجعل الكثيرين ف ��ي هذه ال�صناعة‬ ‫حذرين حول م�ستقبل الطاقة في �أفريقيا‪.‬‬ ‫رو�سي ��ا‪ ،‬في المقاب ��ل‪� ،‬شهدت �إ�ستثم ��ارات غربية‬ ‫ب�ش ��كل مطرد ف ��ي مجال النفط والغ ��از على مدى‬ ‫ال�سنوات الـ‪ 20‬الما�ضية‪ ،‬الأمر الذي و ّلد عالقات‬ ‫تجارية طويلة الأمد بين �شركات الطاقة العمالقة‬ ‫الرو�سية ونظيراتها الغربية‪.‬‬ ‫"�سيك ��ون من ال�صعب ج ��د ًا بالن�سبة � ّإلي �أن �أرى‬ ‫العبي ��ن نفط �أجان ��ب كب ��ار ًا‪ ،‬الذي ��ن لديهم على‬ ‫الأرجح �أف�ضل فهم لهذه المخاطر الجيو�سيا�سية‪،‬‬ ‫يتراجع ��ون ع ��ن � ٍّأي م ��ن تل ��ك الإ�ستثم ��ارات‪� .‬إذا‬ ‫كان �أي �ش ��يء �سيك ��ون مجرد فتح الب ��اب لمجيء‬ ‫م�ستثمر �آخ ��ر"‪ ،‬قال روبرت �آب ��اد‪ ،‬مدير محفظة‬ ‫الأ�س ��واق النا�شئة في "وي�ست ��رن �أ�سيت منجمنت"‬ ‫(‪.)Western Asset Management‬‬ ‫ف ��ي الواقع‪ ،‬حتى الآن ل ��م تعاقب �أ�س ��واق الأ�سهم‬ ‫المالي ��ة �ش ��ركات النف ��ط الكب ��رى لتعر�ضه ��ا‬ ‫للتداعي ��ات الرو�سية‪ .‬على العك� ��س من ذلك‪ ،‬بعد‬ ‫تراج ��ع �صغير ف ��ي �أوائل �شب ��اط (فبراير) ب�سبب‬ ‫مخ ��اوف من �أن الغرب �سوف يعاقب قطاع الطاقة‬ ‫ف ��ي رو�سيا‪ ،‬تابع ��ت �أ�سعار �أ�سهم �ش ��ركات الطاقة‬ ‫العمالق ��ة ف ��ي الغ ��رب م�سيرته ��ا الت�صاعدي ��ة‪.‬‬ ‫�أ�سع ��ار الأ�سهم ل�ش ��ركات �شل‪ ،‬و�إك�س ��ون‪ ،‬و�شتات‬ ‫�أوي ��ل‪ ،‬وبريتي� ��ش بترولي ��وم‪ ،‬وتوت ��ال‪ ،‬كله ��ا تتمتع‬ ‫بارتفاع ��ات لأكثر من ‪� 52‬أ�سبوع� � ًا‪ ،‬وهذا �إنعكا�س‬ ‫ب� ��أن معظ ��م الم�ستثمري ��ن ال ي�ضغ ��ط عل ��ى تل ��ك‬ ‫ال�شركات للتراج ��ع والإن�سحاب من مو�سكو‪ .‬وهذا‬ ‫يعني �أن ال�شركات التجارية الغربية الكبرى تدعم‬ ‫بوتين تمام� � ًا فيما تحاول وا�شنط ��ن توجيه �ضربة‬ ‫�إقت�صادية لتحجيمه‪.‬‬ ‫"تقوم �ش ��ركات النفط العالمية ب�إر�سال �إ�شارات‬ ‫ف ��ي غاية ال�س ��وء �إلى بوتي ��ن وحكوماتهم على حد‬ ‫�س ��واء"‪ ،‬ق ��ال الغيط م ��ن "�أوبنهايم ��ر"‪ .‬م�ضيف ًا‪:‬‬ ‫"في الأ�سا�س �إنهم ي�أخذون جانب بوتين"‬


‫�أجرى الحوار في بيروت جوزف قرداحي‬ ‫ن�ح��ن ن�ع�ي����ش ال �ي��وم‪� ،‬أزم� ��ة م�ستجدة‬ ‫م��ا ب�ي��ن ال �م �� �ص��ارف و�أه� ��ل ال�سيا�سة‬ ‫ف��ي لبنان‪ .‬ك��ل جهة تتهم الجهة الأخ��رى‬ ‫ب��ال�ت��رك�ي��ز ع�ل��ى م���ص��ال�ح�ه��ا ال�خ��ا��ص��ة من‬ ‫دون الإك �ت��راث لأوج ��اع ال�ن��ا���س‪ .‬الم�صارف‬ ‫ت �ق��ول �أن �ه��ا ف��ري���س��ة ال�ح�ك��وم��ة ال �ت��ي تريد‬ ‫�أن ت �ق � ّر ��س�ل���س�ل��ة ال��رت��ب وال� ��روات� ��ب على‬ ‫ح�ساب �أرباحها‪ ،‬والحكومة تتهمكم ب�أنكم‬ ‫ت�ج�ن��ون الأرب � ��اح ال�ط��ائ�ل��ة بغير وج��ه ح��ق‪،‬‬ ‫وب�أنكم تتهربون من تمويل ال�سل�سلة من‬ ‫�أرب��اح الفوائد وت��ري��دون تحميلها للفقراء‬ ‫وم�ت��و��س�ط��ي ال��دخ��ل‪ .‬م��ن ب��ر�أي��ك �ضحية‬ ‫الآخ� ��ر‪ ،‬ال�م���ص��ارف �أم ال�ح�ك��وم��ة ال�ع��اج��زة‬ ‫مادياً؟‬ ‫�أو ًال‪ ،‬ال ت�ستطي ��ع ف�ص ��ل ال�سيا�س ��ة ع ��ن الإقت�صاد‪.‬‬ ‫فنظري ��ة ال�سيا�س ��ة والإقت�صاد لي�س ��ت مت�ضاربة بل‬ ‫مكمل ��ة لبع�ضها بع�ض ًا‪ .‬لك ��ن وللأ�سف ال�شديد نحن‬ ‫نمر في لبنان ب�أزم ��ة �سيا�سية كبيرة نتيجة الأزمات‬ ‫المحيط ��ة بنا في المنطقة‪ ،‬و�أن ��ا هنا ال �أريد الدفاع‬ ‫ع ��ن القطاع الم�صرف ��ي‪ ،‬بقدر ما �أرغ ��ب في تبيان‬ ‫الأم ��ور على حقيقته ��ا‪ .‬فالقط ��اع الم�صرفي نا�ضل‬ ‫طوي ًال بالتع ��اون طبع ًا مع م�صرف لبن ��ان‪ ،‬للو�صول‬ ‫�إل ��ى ه ��ذا الم�ست ��وى وه ��ذه المكان ��ة العالي ��ة بي ��ن‬ ‫م�صارف العالم التي تحتل المراتب الأولى‪.‬‬ ‫�إ�ست�سهال الأم ��ور ال�ضريبية والم�ؤ�ش ��رات ال�شعبية‪،‬‬ ‫م ��ن دون التعم ��ق في �أبع ��اد الم�شكلة الت ��ي �أو�صلتنا‬ ‫�إل ��ى هذا الم� ��أزق‪ .‬فه ��ذا النوع من الأم ��ور ال يمكن‬ ‫معالجت ��ه ب�إ�ستعم ��ال كل الإحتياط الموج ��ود‪ ،‬علم ًا‬ ‫�أنن ��ا ن�ستطيع التع ��اون كقطاع م�صرف ��ي مع الفريق‬ ‫ال�سيا�س ��ي لح ��ل م�شكلة الأجور والعج ��ز والت�ضخم‪،‬‬ ‫�شرط �أن ت�ضع الدولة خطة مالية وا�ضحة وحقيقية‪.‬‬ ‫و�س�أعطي ��ك مث ��ا ًال �صغي ��ر ًا ح ��ول ه ��ذا المو�ض ��وع‪:‬‬ ‫لق ��د عج ��زت الحكومات المتعاقبة ع ��ن حل مع�ضلة‬ ‫الكهرب ��اء القائم ��ة منذ الع ��ام ‪ ،1990‬والتي تت�سبب‬ ‫بالعج ��ز الهائل على موازنة الدول ��ة‪ ،‬والتي ت�ستطيع‬ ‫من خ�ل�ال مداخيلها ل ��و كان قط ��اع الكهرباء يعمل‬ ‫ب�شكل طبيعي‪� ،‬أن تغطي �سل�سلة الرواتب والأجور‪،‬‬ ‫وتح�سي ��ن م�ست ��وى لبن ��ان المال ��ي‪ ،‬والق�ض ��اء على‬ ‫العجز‪ .‬ال �أفهم لماذا ال ت�ضع الدولة جهود ًا حقيقية‬ ‫لمعالجة هذه المع�ضلة وغيرها من المع�ضالت التي‬ ‫ت ��د ّر عل ��ى الخزينة مداخي ��ل كبيرة‪ ،‬مث ��ل الأمالك‬ ‫البحرية وغيرها!‬ ‫وي�ستدرك قائ ًال‪:‬‬ ‫القطاع الم�صرفي نظري ًا �أرباحه كبيرة‪ ،‬ولكن واقعي ًا‬

‫رامي النمر يجيب عن �أ�سئلة مدير التحرير في بيروت جوزف قرداحي‬

‫"عجزت الحكومات المتعاقبة عن‬ ‫ّ‬ ‫حل مع�ضلة الكهرباء القائمة منذ العام‬ ‫‪ ،1990‬والتي ت�ستطيع من خالل‬ ‫مداخيلها لو كان قطاعها يعمل ب�شكل‬ ‫طبيعي‪� ،‬أن تغطي �سل�سلة الرواتب‬ ‫والأجور‪ ،‬وتح�سين م�ستوى لبنان‬ ‫المالي‪ ،‬والق�ضاء على العجز‪ .‬ال �أفهم‬ ‫لماذا ال ت�ضع الدولة جهود ًا حقيقية‬ ‫لمعالجة هذه المع�ضلة"‬ ‫" العقار في لبنان جزء �أ�سا�سي‬ ‫من ثروة اللبناني منذ ن�شوء لبنان‪.‬‬ ‫ولي�س �صحيح ًا �أن عقارات بيروت‬ ‫يملكها الأجانب والعرب"‬ ‫وم ��ع الأ�سف الم�صارف ال ت�شير �إل ��ى ن�سبة �أرباحها‬ ‫النقدي ��ة ال�صافية‪� ،‬إنها في العادة ت�شير �إلى الأرقام‬ ‫الربحي ��ة‪ ،‬ولكن من دون �أن تذكر كمية الأموال التي‬ ‫توظفه ��ا في الإ�ستثم ��ارات التجارية‪ .‬ف�إذا عدت الى‬

‫بداي ��ة ت�سعينات الق ��رن الفائت‪ ،‬تكت�ش ��ف �أن �أرباح‬ ‫الم�صارف ال�صافية كانت �أعلى بكثير مما هي عليه‬ ‫اليوم‪ ،‬ل�سبب ب�سي ��ط وهي �أن ر�ساميلها كانت قليلة‪،‬‬ ‫فيما الي ��وم ف�إن عائ ��دات الم�ص ��ارف اللبنانية من‬ ‫الإ�ستثم ��ارات ه ��ي الأقل �أو الأ�ضع ��ف بين م�صارف‬ ‫المنطقة العربية‪ ،‬وذلك ب�سب ��ب الأزمات ال�سيا�سية‬ ‫والإقت�صادية المتراكمة منذ �سنين طويلة‪.‬‬ ‫وي�ؤك ��د‪ :‬ه ��ذا القط ��اع �ساه ��م كثي ��ر ًا ف ��ي �صم ��ود‬ ‫�إقت�ص ��اد البل ��د‪ ،‬م ��ن خ�ل�ال م�شاركت ��ه ف ��ي تمويل‬ ‫الدول ��ة‪ ،‬وال �سيم ��ا م ��ن خالل ال ��دور الرائ ��د الذي‬ ‫لعب ��ه م�ص ��رف لبنان ف ��ي �صم ��ود اللي ��رة اللبنانية‬ ‫والإ�ستق ��رار المال ��ي واالقت�صادي‪ .‬فم ��ا هو الهدف‬ ‫من و�ضعنا في هذا الموقف؟!‪ .‬الحكومة تقرر زيادة‬ ‫ال�ضرائب على الم�صارف وعل ��ى ال�سندات بطريقة‬ ‫تنم ع ��ن �إ�ست�سهال الحلول‪� ،‬إنطالق� � ًا من �إعتقادها‬ ‫الخاط ��ىء ب�أننا قطاع �أرباحه كثيرة‪ ،‬فلماذا ال تزيد‬ ‫عليه ال�ضرائب! ف� ��إذا كانت الحكومة تطرح الحلول‬ ‫به ��ذا ال�شكل‪ ،‬فنحن فع�ل ً�ا نواجه م�شكل ��ة حقيقية‪.‬‬ ‫فالقط ��اع الم�صرفي هو القط ��اع الوحيد الذي بقي‬ ‫معاف ��ى‪ ،‬حافظوا عليه يا جماع ��ة‪( .‬وي�ؤكد) القطاع‬ ‫الم�صرفي هو قطاع م ��رن وبا�ستطاعته التعاون �إلى‬ ‫�أعل ��ى الدرج ��ات‪ ،‬ولكن بمو�ضوعي ��ة‪ .‬فهناك الكثير‬ ‫م ��ن الق�ضايا التي يمكننا التع ��اون على حلها‪ ،‬ولكن‬ ‫تبني الق ��رار ال�شعبي و�إرتج ��ال الحلول على ح�ساب‬ ‫ازدهار الم�صارف‪� ،‬ستك ��ون كلفته كبيرة على البلد‬ ‫ولي�س على القطاع الم�صرفي فقط‪.‬‬ ‫ويتاب ��ع قائ�ل ً�ا‪� :‬أنا �أعتق ��د �أن ثمة �س ��وء تفاهم‬ ‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪77‬‬


‫حوار العدد‬

‫رئي�س مجل�س الإدارة والمدير العام لـ"فير�ست نا�شيونال بنك" في بيروت‬ ‫في حوار خا�ص مع "�أ�سواق العرب"‬

‫رامي النمر‪ :‬أيها السياسيون ال ِّ‬ ‫تفرطوا بخزان‬ ‫ّ‬ ‫سيجرنا إلى الهاوية!‬ ‫عجز‬ ‫لبنان المالي لترقيع ٍ‬ ‫�أكّ ��د رامي النمر رئي�س مجل���س الإدارة والمدير العام‬ ‫لـ"فير�س��ت نا�شيون��ال بن��ك" ف��ي لبن��ان المع��روف‬ ‫بم�صرف "�أف �أن بي" (‪ ،)FNB‬ب�أن الو�ضع‬ ‫النقدي جيد ف��ي لبنان واللي��رة اللبنانية‬ ‫ب�أل��ف خي��ر رغ��م الأزم��ات ال�سيا�سية‬ ‫والإقت�صادية والإجتماعية التي تع�صف‬ ‫بالمنطق��ة‪ .‬وح��ذر م��ن "�إ�ست�سه��ال‬ ‫الحل��ول" بالن�سب��ة �إلى م�س�أل��ة �سل�سلة‬ ‫الرت��ب والروات��ب لأنها قد ت ��ؤدي �إلى‬

‫‪76‬‬

‫كارث��ة ال ي�ستطي��ع �إقت�ص��اد لبن��ان تحملها‪ .‬كم��ا �أكّ د‬ ‫عل��ى �أن الم�ص��ارف �شارك��ت في م�ساع��دة الطبقة‬ ‫الو�سطى و�ساهمت في حل جزء كبير‬ ‫م��ن م�شكلة الإ�س��كان‪ .‬و�أثنى على‬ ‫حاكمية ريا�ض �سالمة في م�صرف‬ ‫لبنان و�إعتب��ره �أحد �أف�ضل حكام‬ ‫ومحافظي البن��وك المركزية في‬ ‫العالم العربي والعالم‪.‬‬ ‫وفي ما يلي ن�ص الحوار‪:‬‬

‫رامي النمر‪� :‬إحذروا �أيها ال�سيا�سيون من �إ�ست�سهال الحلول‬ ‫العدد ‪� - 19‬أيار (مايو) ‪٢٠١4 -‬‬


‫"الحاكم ريا�ض‬ ‫�سالمة جاء في ظرف‬ ‫تاريخي ونجح"‬

‫لرب ��ع الم�شاكل التي يخ�ضع لها لبنان‪ ،‬يفر�ض فوائد‬ ‫�أعل ��ى بكثير م ��ن الفوائ ��د التي تطلبه ��ا الم�صارف‬ ‫اللبناني ��ة‪� .‬أنظر �إل ��ى الفوائد في تركي ��ا وفي بلدان‬ ‫�أخ ��رى م�شابهة لها تج ��د �أن فوائده ��ا �أعلى بكثير‪.‬‬ ‫ولك ��ن الفوائد في لبن ��ان تقل�صت كثي ��ر ًا‪ ،‬لأن و�ضع‬ ‫الم�صارف الإقت�ص ��ادي �أ�صبح جيد ج ��د ًا‪ .‬ف�أ�سعار‬ ‫الفوائد في لبنان تنا�سب ا�سعار الفوائد العالمية‪.‬‬ ‫نح ��ن ال نعي� ��ش ف ��ي جزي ��رة‪ ،‬وو�ضعن ��ا الإقت�صادي‬ ‫مرتب ��ط بمحيطنا وبالعالم‪ .‬علم ًا �أن الو�ضع النقدي‬ ‫في لبن ��ان �سليم جد ًا ومتي ��ن‪ .‬والدليل على ذلك �أن‬ ‫النم ��وذج اللبناني ف ��ي ال�سيا�سة النقدي ��ة �أ�صبحت‬ ‫تنتهج ��ه الكثير من ال ��دول التي تعر�ض ��ت للم�شاكل‬ ‫المالية والإقت�صادية‪.‬‬ ‫�إذن الم�شكلة في لبنان‪ ،‬مق�سومة �إلى ق�سمين؛ ق�سم‬ ‫يتعلق بالجيوبوليتيك�س الذي ال يمكننا الهروب منه‪،‬‬ ‫وهن ��اك واقع �أليم تمر ب ��ه المنطقة‪ ،‬ولبن ��ان مت�أثر‬ ‫به ��ذا الواق ��ع‪ ،‬وهنالك تدف ��ق لالجئي ��ن ال�سوريين‬ ‫الأم ��ر الذي ي�شكل عبئ� � ًا على االقت�ص ��اد‪ ،‬علم ًا اننا‬ ‫مجب ��رون عل ��ى التعاطي معه ��م ب�إيجابي ��ة و�إن�سانية‬ ‫بحكم الجيرة‪...‬‬ ‫نعم هناك ركود �إقت�صادي‪ ،‬ولكنه ال ي�ؤثر على و�ضع‬ ‫الليرة‪ .‬وال �أتوق ��ع �إنهيار ًا اقت�صادي ًا لعوامل و�أ�سباب‬ ‫عدة‪.‬‬ ‫• �أن��ت ت�ق��ول �أن ثمة خ�ط��راً م��ن ت�ضخم‬ ‫و��ش�ي��ك ب���س�ب��ب ال��رك��ود الإق �ت �� �ص��ادي‪� .‬أال‬ ‫ي�ش ّكل ه��ذا الأم��ر تهديداً لإ�ستقرار �سعر‬ ‫�صرف الليرة؟‬ ‫�أي ��ن ه ��ي الم�ضارب ��ات ي ��ا �صديق ��ي!! الم�ضاربات‬ ‫ع ��ادة تكون م�ؤقتة‪ ،‬وفي حال ��ة المراهنة على �صعود‬ ‫العمل ��ة وهبوطها‪ .‬ولكن �إ�ستقرار �سعر �صرف العملة‬ ‫ال يمكن ��ك الم�ضارب ��ة ب ��ه �أو المراهن ��ة علي ��ه‪ ،‬و�إال‬ ‫�ستتعر� ��ض للخ�سارة‪ .‬لنفتر�ض �أن ��ك �إ�شتريت اليوم‬ ‫دوالر ًا لتقلب ��ه بعد �أ�سب ��وع �أو �أ�سبوعي ��ن �إلى الليرة‪،‬‬ ‫ف�أن ��ت حتم ًا �سوف تخ�سر فلو�س ��ك‪ ،‬لأن �سعر �صرف‬ ‫اللي ��رة م�ستقر عل ��ى و�ضع ��ه الحالي من ��ذ �أكثر من‬ ‫خم�س ��ة ع�ش ��رة عام� � ًا �أو ع�شرين عام� � ًا‪ ،‬وبالتالي ال‬ ‫يمكنك الم�ضاربة على عمل ��ة م�ستقرة بهذا ال�شكل‪.‬‬ ‫�أحيان� � ًا كان البع�ض يلج�أ الى تحويل العمالت ب�سبب‬ ‫التغي ��رات ال�سيا�سية‪ ،‬مث ��ل حادثة �إغتي ��ال الرئي�س‬ ‫رفيق الحريري‪� ،‬أو الإجتي ��اح الإ�سرائيلي �أو �أحداث‬ ‫نه ��ر البارد‪ ،‬التي كانت تترك تخوف ًا عند النا�س من‬ ‫�أن ت�ؤدي تلك الأحداث �إلى �إ�ضعاف الليرة اللبنانية‪.‬‬ ‫ولكنها كانت تحويالت م�ؤقتة ومحدودة‪� ،‬إذ �سرعان‬

‫م ��ا كان �أ�صحابه ��ا يعودون �إل ��ى �إ�ستبداله ��ا بالليرة‬ ‫اللبناني ��ة لقاء فوائد عالية على الليرة كانت تدفعها‬ ‫الم�ص ��ارف‪ ،‬الأمر الذي �ساهم ف ��ي �إنعا�ش �إقت�صاد‬ ‫البلد‪ ،‬و�إعادة �إعمار لبنان‪ ،‬وبالتالي وفر على خزينة‬ ‫الدولة الكثير من المال‪.‬‬ ‫م ��ن هنا ندرك �أن لبنان م ��ا زال يمتلك خزان ًا مالي ًا‬ ‫هائ�ل ً�ا‪ ،‬فلماذا تري ��د الحكومة "بعزق ��ة" هدر هذا‬ ‫الخ ��زان؟! هن ��اك و�سائ ��ل �أخ ��رى يمكنه ��ا معالجة‬ ‫�سل�سل ��ة الرت ��ب والروات ��ب‪ .‬فلنت ��رك ه ��ذا الخزان‬ ‫المال ��ي للم�شاريع الإنتاجية‪ ،‬ولي�س للهدر و�صو ًال �إلى‬ ‫الت�ضخم‪.‬‬ ‫• هل �أ�ستخل�ص من كالمك �أن �سل�سلة‬ ‫الرتب والرواتب هي التي �ست�ؤدي بالبالد‬ ‫�إلى الإنهيار الإقت�صادي والت�ضخم؟‬ ‫�أكيد �سوف ت�ؤدي �إلى الإنهيار والت�ضخم‪ ،‬ب�سبب هذه‬ ‫الطريق ��ة الع�شوائي ��ة‪ .‬ف�إن لم تقدم م ��وارد حقيقية‬ ‫لتموي ��ل ال�سل�سل ��ة‪ ،‬و�أخ�ضعتها للإ�ص�ل�اح الإداري‪،‬‬ ‫طبع ًا �سوف تذهب بالبالد �إلى الت�ضخم‪.‬‬ ‫• ولكن كما نعلم ف��إن فوائد الم�صارف‬ ‫على القرو�ض وتوظيف الأرباح هي فوائد‬ ‫خيالية؟‬ ‫�أين هي الفوائد الخيالية؟! �أي بلد في العالم يخ�ضع‬

‫• ه ��ل م ��ن دور ل �ل �م �� �ص��ارف ال�ل�ب�ن��ان�ي��ة‬ ‫للم�ساهمة ف��ي ت��أم�ي��ن الم�ساكن ل�ه��ؤالء‬ ‫الالجئين؟‬ ‫دور الم�ص ��ارف الخا�ص ��ة ف ��ي الم�ساهم ��ة بت�أمي ��ن‬ ‫الم�ساعدات ينطلق بالتع ��اون مع القطاع العام‪ .‬فال‬ ‫تن�س �أن البنية التحتية في لبنان مهملة منذ �سنوات‪،‬‬ ‫َ‬ ‫وه ��ي �شب ��ه مهترئ ��ة‪ .‬وتدف ��ق الالجئين �إل ��ى لبنان‬ ‫�سيزي ��د ال�ضغط على �إ�سته�ل�اك البنى التحتية التي‬ ‫في الأ�سا�س لم تعد �صالحة لل�سكان اللبنانيين‪ .‬نحن‬ ‫نواج ��ه م�شاكل متعددة في لبن ��ان بحاجة �إلى تعاون‬ ‫القطاعين العام والخا�ص لإيج ��اد الحلول الجذرية‬ ‫لها‪ ،‬ومنها م�شكل ��ة الالجئين ال�سوريين التي �أخ�شى‬ ‫�أن تتراك ��م‪ ،‬وت�صب ��ح �أكب ��ر م ��ن ق ��درة الدولة على‬ ‫�إ�ستيعابها!‬ ‫• ل�ن�ع��د �إذن �إل ��ى ق�ضية ت�م��وي��ل �سل�سلة‬ ‫ال� ��رت� ��ب وال� � � ��روات� � � ��ب‪ ...‬ه� ��ل م� ��ن خ�ط��ة‬ ‫تقترحونها كقطاع م�صرفي خا�ص لحل‬ ‫تلك المع�ضلة؟‬ ‫ال نمل ��ك خط ��ة لمعالجة ه ��ذا الأمر‪ ،‬ل�سب ��ب ب�سيط‬ ‫وه ��و �أن القط ��اع الخا� ��ص ال يمكن ��ه الحل ��ول مكان‬ ‫الدول ��ة‪ .‬القطاع الخا� ��ص مهمته التع ��اون مع لجان‬ ‫علمي ��ة ت�ضم �شخ�صيات �سيا�سية من مجل�س النواب‬ ‫ومجل�س الوزراء ومن ممثلي ��ن عن القطاع الخا�ص‪،‬‬ ‫لإيج ��اد حلول جذري ��ة م�ستم ��رة‪ ،‬ولي�ست حلول‬ ‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪79‬‬


‫حوار العدد‬ ‫بينن ��ا وبين ال�سيا�سيي ��ن ال �أكثر وال �أق ��ل‪ .‬وال �أعتقد‬ ‫�أنن ��ا ن�ستطي ��ع الإ�ستمرار من دون رج ��ال ال�سيا�سة‪،‬‬ ‫ولك ��ن في المقاب ��ل على رجال ال�سيا�س ��ة �أن يدعموا‬ ‫قطاع الم�صارف لكي ن�ستطيع الإ�ستمرار وال�صمود‪.‬‬ ‫فل ��م تعد الإ�ستثم ��ارات �سهلة في لبن ��ان‪ ،‬وما عادت‬ ‫العائ ��دات من تلك الإ�ستثم ��ارات كبيرة‪� .‬أنظر ماذا‬ ‫يحدث في العالم العربي من �أزمات وخ�ضات‪ ،‬ولكن‬ ‫على الرغم من �أزماته ف�إنه قادر على �إيجاد الحلول‬ ‫الإقت�صادي ��ة له ��ا وجل ��ب الإ�ستثم ��ارات‪ .‬خ ��ذ مثا ًال‬ ‫دبي الت ��ي واجهت �إنهيار ًا �إقت�صادي� � ًا كبير ًا‪ ،‬ولكنها‬ ‫�إ�ستطاع ��ت �أن تنه�ض من جديد وت�صل باقت�صادها‬ ‫�إلى ذروته بف�ضل �سيا�سة حكامها ودعمهم‪ .‬ف�إذا لم‬ ‫نتدارك المخاطر التي من �ش�أنها �أن ت�أخذ البلد �إلى‬ ‫الأزم ��ات الإقت�صادية ونعمل على �إيجاد الحلول لها‪،‬‬ ‫ف� ��إن المواطن العادي �سوف يك ��ون ال�ضحية الأكبر‪،‬‬ ‫ذل ��ك �أن غالء المعي�شة �سوف يط ��ال ب�شكل �أ�سا�سي‬ ‫�أبناء الطبقة المتو�سطة وذوي الدخل المحدود!‬ ‫• م��ا ه��ي ال�خ�ط��وات العملية ال�ت��ي تقوم‬ ‫ب �ه��ا ال �م �� �ص��ارف ل �م �� �س��اع��دة ذوي ال��دخ��ل‬ ‫المحدود الذين يقعون �ضحية �سيا�ستكم‬ ‫التي ال تكترث �سوى للمزيد من التو�سع‬ ‫والأرباح‪ ،‬و�ضحية رجال ال�سيا�سة الذين ال‬ ‫يكترثون لغير م�صالحهم الخا�صة؟ ماذا‬ ‫قدمتم لهذه الطبقة المتو�سطة من حلول‬ ‫�إقت�صادية ذات جدوى؟‬ ‫�أن ��ا �أخالف ��ك الر�أي تمام� � ًا‪ ،‬فال م�شكل ��ة بيننا وبين‬ ‫الطبق ��ة المتو�سط ��ة‪ .‬و�س�أعطيك �أمثل ��ة على ذلك‪.‬‬ ‫فنح ��ن من خ�ل�ال التعاون مع م�ص ��رف لبنان الذي‬ ‫يمث ��ل القط ��اع الع ��ام‪� ،‬إ�ستطعن ��ا توفي ��ر القرو� ��ض‬ ‫المي�س ��رة ل�شريح ��ة كبيرة من النا� ��س لتمكينها من‬ ‫�ش ��راء ال�شق ��ق ال�سكنية‪ .‬فف ��ي ال�سن ��وات الأخيرة‪،‬‬ ‫�ساهمنا كثير ًا في التخفيف من �أعباء م�شكلة ال�سكن‬ ‫على المواطن المتو�سط الدخل‪.‬‬ ‫• ولكن م�شكلة ال�سكن ما زال��ت قائمة‪،‬‬ ‫ال ب ��ل زادت ت �ف��اق �م �اً‪ ،‬ال ��س�ي�م��ا ف ��ي ظل‬ ‫ارتفاع �أ�سعار ال�شقق الجنوني‪ ،‬و�أمام عجز‬ ‫المواطن المتو�سط الدخل عن توفير ثمن‬ ‫الق�سط الأول م��ن ال�شقة ال�ت��ي يتخطى‬ ‫�أدنى �سعر لها المئتي �ألف دوالر �أميركي؟‬ ‫�صحي ��ح‪� ،‬أن ��ت تتكلم ع ��ن �أ�سع ��ار �شقق‬ ‫ ‬‫الي ��وم‪ .‬ولكن نح ��ن بد�أنا بتوفير القرو� ��ض ال�سكنية‬ ‫من ��ذ �سنوات‪ .‬وق ��د �ساهمنا في تمكي ��ن المئات من‬ ‫ذوي الدخل المتو�سط على �ش ��راء ال�شقق ال�سكنية‪.‬‬ ‫و�أعتق ��د �أن قط ��اع العق ��ارات ه ��و �أكث ��ر قطاع ��ات‬

‫‪78‬‬

‫العدد ‪� - 19‬أيار (مايو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫"و�ضع الليرة اللبنانية ممتاز جد ًا‪،‬‬ ‫وذلك يعود �إلى �أن الم�صرف‬ ‫المركزي ما زال حتى اليوم قادر ًا على‬ ‫�إمت�صا�ص ال�سيولة حماية لقيمة الليرة‬ ‫والمحافظة على م�ستوى تداولها"‬ ‫"القطاع الم�صرفي اللبناني نظري ًا‬ ‫�أرباحه كبيرة‪ ،‬ولكن واقعي ًا ومع‬ ‫الأ�سف الم�صارف ال ت�شير �إلى ن�سبة‬ ‫�أرباحها النقدية ال�صافية‪� ،‬إنها في‬ ‫العادة ت�شير �إلى الأرقام الربحية‪ ،‬ولكن‬ ‫من دون �أن تذكر كمية الأموال التي‬ ‫توظفها في الإ�ستثمارات التجارية"‬ ‫الت�سليف البعي ��دة من الم�ش ��اكل‪ .‬و�إذا �ألقيت نظرة‬ ‫عل ��ى �أرق ��ام ال�شق ��ق الت ��ي ت ��م �شرا�ؤه ��ا بوا�سط ��ة‬ ‫الت�سلي ��ف الم�صرف ��ي تكت�ش ��ف �أنن ��ا خففن ��ا عبئ� � ًا‬ ‫كبي ��ر ًا على الدولة ف ��ي م�س�ألة ال�سك ��ن‪� .‬أنا ال �أزعم‬ ‫�أن م�شكل ��ة ال�سك ��ن �إنتهت‪ ،‬ولكنن ��ا �ساهمنا في حل‬ ‫الكثي ��ر من م�شاكله ��ا‪ .‬كذلك هنال ��ك م�س�ألة قانون‬ ‫الإيجارات الذي �أقر �أخير ًا والذي من �ش�أنه �أن يدفع‬ ‫التعوي�ض ��ات لم�ست�أج ��ري ال�شقق القديم ��ة‪ ،‬والذين‬ ‫بدوره ��م �سي�ستفي ��دون من القرو� ��ض المي�سرة التي‬ ‫�ستوفرها الم�صارف بالتعاون مع م�صرف لبنان‪.‬‬ ‫كذل ��ك هنال ��ك القرو� ��ض ال�صناعي ��ة‪ ،‬والقرو� ��ض‬ ‫المتو�سط ��ة وبرنام ��ج كف ��االت‪ .‬كلها برام ��ج تمويل‬ ‫ت�ص ��ب في م�صلحة الطبق ��ة المتو�سطة‪ ،‬وقد �ساهم‬ ‫بدعمه ��ا القط ��اع الع ��ام المتمث ��ل بم�ص ��رف لبنان‬ ‫والقط ��اع الم�صرف ��ي ال ��ذي كان كان متجاوب ًا �إلى‬ ‫�أق�صى الحدود‪.‬‬ ‫وي�ستدرك‪ :‬م ��ن هنا نحن نطالب الدول ��ة ب�أن تعالج‬ ‫الأمور المعي�شي ��ة بالعمق ولي� ��س ب�إ�ست�سهال الحلول‬ ‫عبر تحميل الم�ص ��ارف �أعباء �ضريبية جديدة‪ .‬لأن‬ ‫الم�صارف ه ��ي وحدها التي �ست�ساهم في تمويل �أي‬ ‫م�شروع خ�صخ�صة قد تق� � ّره الدولة قريب ًا‪ ،‬والقطاع‬ ‫الم�صرف ��ي وحده ال ��ذي �سيتحمل تل ��ك الأعباء عن‬ ‫الدول ��ة‪ .‬يج ��ب الدخول ف ��ي العمق من �أج ��ل �إعادة‬ ‫تركيب ��ة الدول ��ة الإدارية‪ .‬ف�ل�ا تن� � َ�س �أن لبنان على‬

‫الرغ ��م م ��ن م�ساحت ��ه ال�صغي ��رة‪� ،‬إال �أن �إمكانات ��ه‬ ‫كبيرة‪ .‬ل ��ذا ت�ستطيع الدولة �إعادة تركيبتها الإدارية‬ ‫على �أ�س�س متينة حيث ت�ستطيع عندها �أن تخفف من‬ ‫�أعب ��اء العج ��ز‪ .‬فلنفتر�ض �أننا مولن ��ا �سل�سلة الرتب‬ ‫والروات ��ب ثم �أ�ص ��اب ال�سوق الإقت�ص ��ادي الت�ضخم‬ ‫و�إرتف ��اع الأ�سعار‪ ،‬كيف نت�صرف‪ ،‬وب�أي و�سيلة نعالج‬ ‫الت�ضخ ��م؟ عندها �سن�ضطر �إلى زيادة الرواتب مرة‬ ‫جديدة‪ ،‬ونقع في الدوام ��ة نف�سها‪ .‬ولنفتر�ض نتيجة‬ ‫ه ��ذا الت�ضخ ��م �ضعف ��ت اللي ��رة اللبناني ��ة و�إنهارت‬ ‫قيمته ��ا‪ ،‬م ��اذا يبق ��ى �أمامنا م ��ن حلول‪ ،‬و�إل ��ى �أين‬ ‫نذهب؟!‬ ‫• ف��ي ال�م�ن��ا��س�ب��ة‪ ،‬م��ا ه��و و� �ض��ع ال�ل�ي��رة‬ ‫اللبنانية حالياً‪ ...‬هل هي في خطر؟‬ ‫و�ضع الليرة اللبنانية ممتاز جد ًا‪ ،‬وذلك يعود �إلى �أن‬ ‫الم�ص ��رف المركزي ما زال حتى الي ��وم قادر ًا على‬ ‫�إمت�صا� ��ص ال�سيولة حماية لقيمة الليرة والمحافظة‬ ‫على م�ستوى تداولها‪.‬‬ ‫• ولكن �أال ترى معي �أن ثمة تبايناً غريباً‬ ‫م��ا بين ال��رك��ود الإق�ت���ص��ادي ال��ذي يعاني‬ ‫منه البلد وا�ستقرار �سعر �صرف الليرة‪...‬‬ ‫�أال تخ�شى من �إنهيار اقت�صادي و�شيك قد‬ ‫يحدث في �أي لحظة؟‬


‫حوار العدد‬ ‫�آنية ت�ستعمل فيها خزانك المالي لزيادة ال�ضرائب‪،‬‬ ‫ومن ثم تقف عاجز ًا‪.‬‬ ‫�ساعطيك مث ��ا ًال‪� ،‬سلوفانيا البل ��د ال�ضعيف والفقير‬ ‫ال ��ذي فر�ض �ضريب ��ة الـ‪ VAT‬عل ��ى الأ�سعار‪ ،‬ولكن‬ ‫لم يلتزم �أحد م ��ن المواطنين بت�سديدها‪ ،‬ف�أوجدت‬ ‫الدول ��ة ح�ل ً�ا لقي تجاوب� � ًا من الجمي ��ع‪ ،‬وهو تحفيز‬ ‫المواط ��ن على دفع الفات ��ورة بوا�سطة �سحب اللوتو‪.‬‬ ‫�أي بمعن ��ى �أن كل فات ��ورة يقدمه ��ا المواط ��ن �إل ��ى‬ ‫المالية‪ ،‬تدخل في �سحب اللوتو‪.‬‬

‫• هل الإقت�صاد بر�أيك قادر �أن يلعب دوراً‬ ‫�سيا�سياً في �إنقاذ البلد؟ �أي بمعنى �آخ��ر‪،‬‬ ‫هل رجل مثل حاكم م�صرف لبنان ريا�ض‬ ‫�سالمة قادر �أن يلعب دوراً �سيا�سياً لينقل‬ ‫لبنان من مرحلة الال�إ�ستقرار �إلى مرحلة‬ ‫الأم��ن والإ��س�ت�ق��رار‪ .‬وبالتالي �أن��ت كرجل‬ ‫�إق �ت �� �ص��ادي وم��ال��ي ه��ل ت��ر��ش�ح��ه لمن�صب‬ ‫رئا�سة الجمهورية؟‬ ‫�أو ًال‪� ،‬أنت ت�سالني �س�ؤا ًال لي�س من �إخت�صا�صي‪ ،‬وهو‬ ‫قرار يعود �إليه‪ .‬كل ما �أ�ستطيع قوله هو �أن الحاكم‬ ‫ريا�ض �سالمة نجح نجاح ًا كبير ًا في الإقت�صاد وفي‬ ‫حماي ��ة اللي ��رة‪ ،‬وقد جاء فع ًال في ظ ��رف تاريخي‪،‬‬ ‫ولع ��ب دور ًا رائ ��د ًا �إ�ستط ��اع من خالل ��ه �أن ي�ساهم‬ ‫ف ��ي الإ�ستق ��رار الإقت�ص ��ادي عل ��ى الرغ ��م من كل‬ ‫الخ�ضات التي ع�صفت بالبل ��د‪ .‬وبح�سب ر�أيي ف�إن‬ ‫�أي رجل �سوف ي�صل �إلى من�صب رئا�سة الجمهورية‬ ‫يحت ��اج �إلى فريق متعاون‪ .‬فلك ��ي ينجح الحاكم في‬ ‫من�ص ��ب رئا�س ��ة الجمهوري ��ة يحت ��اج �إل ��ى تع ��اون‬ ‫ودع ��م من قبل رجال ال�سيا�س ��ة‪ ،‬الذين يم�شون في‬ ‫م�شروع ��ه و�إال تعر� ��ض للعراقي ��ل وال�صعوبات التي‬ ‫�ست�ؤخر م�سيرته‪.‬‬

‫• ولكن الم�ستغرب في الأم��ر‪ ،‬هو كيف‬ ‫ف��ي ظ��ل ه��ذا ال��رك��ود الإق �ت �� �ص��ادي و�أم ��ام‬ ‫هذه الن�سبة العالية من البطالة‪ ،‬ارتفعت‬ ‫�أ�سعار العقارات ب�سحر �ساحر وبهذا ال�شكل‬ ‫ال �م��ري��ب‪ .‬ك�ي��ف ل�ه��ذا ال�ل�ب�ن��ان��ي ال�م�ح��دود‬ ‫الدخل �أن يمتلك �شقة في بيروت ثمنها‬ ‫يتجاوز الن�صف مليون دوالر‪ ...‬ه��ل من‬ ‫مافيا عقارية وراء هذا الجنون العقاري؟‬ ‫غير �صحيح �إطالق ًا‪ ...‬اليوم �أكثر الودائع الموجودة‬ ‫ف ��ي لبن ��ان ه ��ي �أم ��وال تع ��ود لمهاجري ��ن لبنانيين‬ ‫يعي�شون ف ��ي الخ ��ارج ويعملون �إما ف ��ي دول الخليج‬ ‫�أو في ب�ل�اد الإغتراب‪ ،‬و�أكثر العق ��ارات الم�ستملكة‬ ‫ف ��ي بيروت تعود له� ��ؤالء الذين ا�شت ��روا تلك ال�شقق‬ ‫وغادروا لبنان �إما �سعي ًا للرزق �أو طلب ًا للأمن‪.‬‬ ‫ه ��ذا �أوال‪� ،‬أم ��ا ثاني� � ًا ف� ��إن لبن ��ان بلد مفت ��وح �أمام‬ ‫العالم‪ .‬والعالم العربي هو جزء من �إنفتاحك وجزء‬ ‫من ثروتك‪.‬‬ ‫وم ��ن ناحية ثانية‪ ،‬المواطن اللبناني لم يغادر لبنان‬ ‫بر�ض ��اه‪ ،‬بل ه ��و حين ي�سم ��ع عن ح ��وادث الخطف‬ ‫وال�سيارات المفخخ ��ة‪ ،‬ماذا تنتظر منه؟! هل يغادر‬ ‫م ��ع عائلت ��ه �سعي ًا للأم ��ن والرزق �أم يبق ��ى ليعر�ض‬ ‫�أوالده للخطر؟! هذا المواطن‪ ،‬وهناك كثيرون مثله‪،‬‬ ‫وظف ماليين الدوالرات في لبنان ليعود وي�ستقر في‬ ‫وطنه‪ ،‬ال ليبيع عقاراته ويعي�ش في الخارج‪.‬‬

‫• ه��ل ال�سيا�سة ق ��ادرة �أن تف�سد رج� ً‬ ‫لا‬ ‫�إق �ت �� �ص��ادي �اً وم��ال �ي �اً م �ث��ل ري��ا���ض �سالمة‬ ‫بح�سب ر�أيك؟‬ ‫لي�س ��ت الق�صة ق�صة ف�ساد‪ ،‬الي ��وم ال�سيا�سة تخ�ضع‬ ‫للآراء المختلفة‪ ،‬وال�سيا�سة �أنتجت الحروب والكثير‬ ‫م ��ن االم ��ور الت ��ي ال تقت�ص ��ر فق ��ط عل ��ى الف�ساد‪.‬‬ ‫المو�ض ��وع يرتب ��ط بمفهوم رج ��ال ال�سيا�سة للوطن‪.‬‬ ‫�إذا ل ��م نك ��ن نملك مفهوم� � ًا واحد ًا م�شت ��رك ًا للوطن‬ ‫فعبث ًا نبني �أي �شيء مفيد في ال�سيا�سة‪.‬‬

‫• تتهمكم الطبقة ال�سيا�سية ب�أنكم ح ّولتم‬ ‫ب�ي��روت �إل��ى مدينة �أ��ش�ب��اح‪� ،‬أي بمعنى �أن‬ ‫ب� �ي ��روت ال ي���س�ك�ن�ه��ا ال �ل �ب �ن��ان �ي��ون ب�سبب‬ ‫الإرت �ف��اع ال�ف��اح����ش وال�خ�ي��ال��ي ف��ي �أ��س�ع��ار‬ ‫ال�شقق‪ ،‬والدليل �أن ‪ 99‬في المئة من �شقق‬ ‫ال��واج�ه��ة البحرية ف��ي منطقة الزيتونة‬ ‫مهجورة‪ ،‬لأن مالكيها هم من الأجانب وال‬ ‫يقطنون في لبنان في الأزمات؟‬ ‫�صديق ��ي‪� ،‬أن ��ت تع ��رف �أن العق ��ار ف ��ي لبن ��ان جزء‬ ‫�أ�سا�سي م ��ن ثروة اللبناني منذ ن�ش ��وء لبنان‪ .‬ولي�س‬ ‫�صحيح ًا �أن عقارات بيروت يملكها الأجانب والعرب‪.‬‬

‫"حاكم م�صرف لبنان ريا�ض �سالمة‬ ‫نجح نجاح ًا كبير ًا في الإقت�صاد وفي‬ ‫حماية الليرة‪ ،‬وقد جاء فع ًال في ظرف‬ ‫تاريخي‪ ،‬ولعب دور ًا رائد ًا �إ�ستطاع‬ ‫من خالله �أن ي�ساهم في الإ�ستقرار‬ ‫الإقت�صادي على الرغم من كل‬ ‫الخ�ضات التي ع�صفت بالبلد"‬ ‫"الم�شكلة في لبنان‪ ،‬مق�سومة‬ ‫�إلى ق�سمين؛ ق�سم يتعلق‬ ‫بال"جيوبوليتيك�س" الذي ال يمكننا‬ ‫الهروب منه‪ ،‬وهناك واقع �أليم تمر‬ ‫به المنطقة‪ ،‬ولبنان مت�أثر بهذا الواقع‪،‬‬ ‫وهناك تدفق لالجئين ال�سوريين الأمر‬ ‫الذي ي�شكل عبئ ًا على االقت�صاد"‬

‫• وك ��أن��ك ت�ق��ول بطريقة غ�ي��ر مبا�شرة‬ ‫ب ��ان ��ك ت �ف �� �ض��ل ري� ��ا�� ��ض � �س�ل�ام��ة ح��اك �م �اً‬ ‫لم�صرف لبنان على �أن يكون حاكماً في‬ ‫ق�صر بعبدا‪ ...‬وك�أنك تف�ضل �أن ال يخ�سره‬ ‫الإقت�صاد وتربحه ال�سيا�سة‪ ،‬لتجعل منه‬ ‫اليا�س �سركي�س �آخر؟‬ ‫�أنا ل�ست في ه ��ذا الوارد‪ ،‬و�أرجو �أال ت�ضعني في هذا‬ ‫الموق ��ف‪ ،‬لأنن ��ي ل�س ��تُ مخو ًال لإب ��داء ر�أي ��ي بهكذا‬ ‫مو�ض ��وع‪ .‬كل م ��ا �أ�ستطيع قوله �أن ه ��ذا الرجل كان‬ ‫م ��ن �أنج ��ح ح ��كام الم�صارف ف ��ي المنطق ��ة �أو في‬ ‫العال ��م‪ ،‬على الرغم من الظ ��روف ال�صعبة التي م ّر‬ ‫بها لبن ��ان‪ ...‬وربما م ��ن ر�ضى اهلل عل ��ى لبنان‪� ،‬أن‬ ‫ير�سل �إلى موقع حاكمي ��ة م�صرف المركزي‪ ،‬رج ًال‬ ‫من طراز ريا�ض �سالمة!‬ ‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪81‬‬


Lody Saliby

Haute Couture

Wedding dresses, Evening clothes, Selling or Renting, Pret-a- Porter, Accessories

Christ Le Rois Center, 8th Floor, Adonis Road, Zouk Mossbeh, Lebanon Tel: 00961 – (0) 9221643 , Email: lodysaliby@hotmail.com, Web: www.lodysaliby.com


‫الثورة البل�شفية‬

‫وعت ��اد ًا‪ .‬وكان عب ��د النا�صر يقا�سي م ��رارة الهزيمة‬ ‫حي ��ن لج�أ �إلى الفن ��ان المفعم بالحما�س ��ة والوطنية‬ ‫عب ��د الحلي ��م حاف ��ظ‪ ،‬و�أوع ��ز �إلي ��ه �أن ي�ش� � ّكل م ��ع‬ ‫ال�شاعري ��ن عبد الرحم ��ن الأبن ��ودي ومحمد حمزة‬ ‫والملحنين كم ��ال الطويل وبليغ حم ��دي‪ ،‬فريق عمل‬ ‫فني ًا لإطالق مجموعة من �أغنيات الثورة‪ ،‬ت�ساهم في‬ ‫التخفيف م ��ن وقع الهزيمة وبالتال ��ي تحفز ال�شباب‬ ‫على النهو�ض مجدد ًا من كبوته‪.‬‬ ‫كان عب ��د الحلي ��م حاف ��ظ ف ��ي تل ��ك المرحل ��ة رمز‬ ‫ال�شباب الم�صري وعنفوان ��ه‪ ،‬وقد وجد فيه الرئي�س‬ ‫عبد النا�ص ��ر خ�شبة الخال�ص التي �ستبحر بال�شباب‬ ‫اليائ� ��س �إلى �شاطىء الأمان‪ ،‬وتعيد �إليه الأمل وترفع‬ ‫معنوياته‪ ،‬من خالل ع�شرات الأغنيات الوطنية التي‬ ‫�أطلقه ��ا و�ساهم ��ت في تنفي� ��س الإحتق ��ان والغ�ضب‬

‫من م�سرحية "الرفيق �سجعان" لريمون جبارة‬

‫ال�شعبيين‪ .‬وكان في طليعة تلك الأغاني موال‪" :‬عدّى‬ ‫النهار" من �ألحان بليغ حمدي وكلمات عبد الرحمن‬ ‫الأبن ��ودي‪ ،‬و�أغني ��ة‪�" :‬إ�ض ��رب" الت ��ي لحنه ��ا كمال‬ ‫الطوي ��ل بوحي من �أنا�شيد الث ��ورة البل�شفية والجي�ش‬ ‫الأحمر الرو�سي‪ ،‬والتي �أ�ضفى عليها العندليب نب�ضه‬ ‫ال�شبابي الحما�سي و�إح�سا�سه المرهف‪.‬‬ ‫في المقابل‪ ،‬كانت بيروت في تلك المرحلة النا�صرية‬ ‫المت�صاع ��دة‪ ،‬ف ��ي �أوج غليانه ��ا الثقاف ��ي‪ ،‬وت�أ ّث ��ر‬ ‫�شبابه ��ا المثقف بالحركات الي�ساري ��ة المتنامية في‬ ‫المنطق ��ة‪ .‬ف�إ�ستقطبت الأح ��زاب الي�سارية اللبنانية‬ ‫نخب ��ة الفناني ��ن الطليعيي ��ن الذين � ّأ�س�س ��وا الحركة‬ ‫الم�سرحي ��ة‪� ،‬أمثال يعقوب ال�ش ��دراوي وجالل خوري‬ ‫وريم ��ون جبارة ومني ��ر �أبو دب� ��س و�أنط ��وان ولطيفة‬ ‫ملتق ��ى وروجيه ع�س ��اف ورفيق علي �أحم ��د‪ ،‬ون�ضال‬

‫�أ�شق ��ر و�أندريه جدعون‪ ،‬ور�ضا كبريت ور�ضا خوري‪،‬‬ ‫ومادون ��ا غ ��ازي وغيره ��م‪ .‬وال نن�س ��ى طبع� � ًا رواد ًا‬ ‫ف ��ي المو�سيق ��ى وال�شع ��ر والأدب والرواي ��ة والنق ��د‪،‬‬ ‫م ��ن الذي ��ن �ساهم ��وا في الحرك ��ة الثقافي ��ة‪ ،‬وكانوا‬ ‫ع�ص ��ب الحركة الفنية �أمث ��ال‪ :‬مار�سيل خليفة‪ ،‬زياد‬ ‫الرحباني‪ ،‬خالد الهبر‪ ،‬جوزف حرب‪ ،‬طالل حيدر‪،‬‬ ‫محم ��د علي فرحات‪ ،‬خليل ح ��اوي‪ ،‬ر�شيد ال�ضعيف‪،‬‬ ‫بول �شاوول‪ ،‬هنري زغيب‪� ،‬إبراهيم العري�س‪ ،‬محمد‬ ‫دكروب وغيرهم‪.‬‬ ‫فتحت بي ��روت ذراعيها لكاف ��ة الإتجاهات الثقافية‪،‬‬ ‫وتواف ��د �إليها مثقفون عرب وج ��دوا في مناخ الحرية‬ ‫الفكري ��ة فيها‪ ،‬متنف�س ًا لأفكاره ��م ومحطة لثوراتهم‬ ‫�ض ��د �أنظمتهم القمعية فكان ��ت الح�ضن الآمن لهم‪.‬‬ ‫فا�ستقطب ��ت م�سارحها و�صحافته ��ا ومعار�ضها‬

‫من م�سرحية "جبران والقاعدة" ليعقوب ال�شدراوي‬

‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪83‬‬


‫تحقيق العدد‬

‫لأنها وحدها قادرة على �إختراق الحواجز مهما كثرت‬

‫روسيا تدخل إلى قلوب وعقول العرب‬ ‫عبر الفنون لتسويق سياستها!‬ ‫ال توثقت خ�لال و�صول جمال عبد النا�ص��ر �إلى الحكم في‬ ‫عرف��ت العالق��ات العربية الرو�سي��ة تاريخ ًا حاف ً‬ ‫م�ص��ر حيث كانت لها ت�أثيرات مهمة على ال�صعد ال�سيا�سية والإقت�صادية والثقافية‪ .‬وقد عرفت مو�سكو قيمة‬ ‫الأخيرة و�أولتها �أهمية خا�صة للدخول في عقول وقلوب ال�شباب العربي‪.‬‬ ‫تحقيق �أعده من بيروت جوزف قرداحي‬ ‫�إذا �أردتَ �أن تع ��رف تاري ��خ �أي �شع ��ب‬ ‫معرف ��ة يقين ��ة‪ ،‬علي ��ك �أن تق ��ر�أ تاري ��خ‬ ‫ثقافت ��ه المو�سيقي ��ة والأدبي ��ة والفني ��ة �أو ًال‪ .‬ذلك �أن‬ ‫ح�ض ��ارات ال�شعوب ال تبق ��ى وت�ستمر‪ ،‬م ��ا لم تقترن‬ ‫بم�آث ��ر عظمائه ��ا ف ��ي ال�شع ��ر والمو�سيق� �ى­­­ والنحت‬ ‫والم�س ��رح‪ ،‬لأنه ��م الأبق ��ى والأكثر خل ��ود ًا من مئات‬ ‫القادة الع�سكريين الذين م ّروا في التاريخ على جثث‬ ‫�ضحاياهم‪.‬‬ ‫في حي ��ن تعجز �أق ��وى جيو� ��ش العالم ع ��ن �إ�ستمالة‬ ‫ال�شع ��وب الت ��ي تحتله ��ا والت�أثي ��ر فيها‪ ،‬ف� ��إن الفنون‬ ‫وحده ��ا قادرة عل ��ى �إختراق الحواج ��ز مهما كثرت‪،‬‬ ‫والقف ��ز من ف ��وق الج ��دران مهم ��ا �إرتفع ��ت‪ ،‬وغزو‬

‫من عناوين جريدة "الأهرام" في خالل حرب الـ‪67‬‬

‫‪82‬‬

‫العدد ‪� - 19‬أيار (مايو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫بيوت �أكثر النا� ��س مناعة‪ .‬ذلك �أن المو�سيقى عابرة‬ ‫للقارات �أكثر من �أي �صاروخ بالي�ستي‪ ،‬وال�شعر كا�سح‬ ‫لجليد العواطف �أكثر من �أي كا�سحة �ألغام‪ ،‬والر�سم‬ ‫والنح ��ت يتخطيان كل الحدود الجغرافية التي تف ِّرق‬ ‫ما بين ال�شعوب‪.‬‬ ‫ولع� � ّل العبقريي ��ن اللبنانيي ��ن عا�ص ��ي ومن�ص ��ور‬ ‫الرحباني كانا من �أكثر الذين ع ّبروا عن هذا الت�أثير‬ ‫ف ��ي ال�شع ��وب‪ ،‬حي ��ن ق ��اال ف ��ي ملحمتهم ��ا الخالدة‬ ‫�أوبري ��ت "�أي ��ام فخر الدي ��ن"‪� :‬إذا يا عط ��ر الليل‪،‬‬ ‫�ص ��ار ما �صار و�إنك�سر ال�سي ��ف بتك ّمل الغنية"‪ .‬حيث‬ ‫يتابع الأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير و�صيته‬ ‫لـ "عط ��ر الليل" ب�ص ��وت المطرب الراح ��ل ن�صري‬ ‫�شم�س الدين‪�" :‬أنا ب�سيفي بح ّرر هالمناطق وبخ ّل�ص‬ ‫لبن ��ان‪ ،‬و�إن � ِ�ت بالغنية بتخ ّليل ��و �إ�سمو يزهّ ��ر وين ما‬

‫كان‪ /‬فوتي عالبي ��وت‪ ،‬دوري عالطرقات‪ ،‬غ ّني �ض ّلي‬ ‫غن ��ي‪ ،‬وغيرك خ ّليه يغ ّني‪ /‬ومت ��ى الكل �صارو يغ ّنوه‪،‬‬ ‫بي�صيرو يحبوه ويريدوه وبي�صير هو الغنية‪."/‬‬ ‫من هذا المنطل ��ق �أدرك الزعيم الراحل جمال عبد‬ ‫النا�صر مكامن ال�سحر في الثقافة والفن‪ ،‬وت�أثيرهما‬ ‫عل ��ى نف�سي ��ات ال�شعوب ف ��ي الأزم ��ات والإنتكا�سات‬ ‫والهزائ ��م‪ .‬و َفهِ ��م �أن م ��ا عجز عن ��ه ف ��ي ال�سيا�سة‬ ‫والمدفع‪� ،‬سيتمكن من تحقيقه في المو�سيقى والغناء‬ ‫وال�شع ��ر‪ ،‬وتحديد ًا عب ��ر �أقطاب في الف ��ن �أمثال �أم‬ ‫كلث ��وم ومحمد عب ��د الوه ��اب وعبد الحلي ��م حافظ‬ ‫وكم ��ال الطويل وبليغ حمدي وعبد الرحمن الأبنودي‬ ‫ومحمد حمزه وغيرهم‪.‬‬ ‫كان ال�شعب الم�ص ��ري محبط ًا ومهزوم ًا ج ّراء نك�سة‬ ‫ني بها جي�شه الق ��وي والعظيم عدد ًا‬ ‫ال� �ـ‪ 1967‬التي ُم َ‬

‫ال�ساحة الحمراء في مو�سكو‬


‫بليغ حمدي‬

‫�أن�سي الحاج يوقع لتوفيق يو�سف عواد‬

‫يعقوب ال�شدراوي‪ :‬ت�أثر بالفن الرو�سي‬

‫فيروز ون�صري �شم�س الدين‪ :‬من الع�صر الذهبي‬

‫ت�أث ��رت طليع ��ة الط�ل�اب الع ��رب الذين در�س ��وا في‬ ‫معاه ��د مو�سك ��و ب�ش ��كل �أ�سا�س ��ي ورئي�س ��ي‪ ،‬برائ ��د‬ ‫الم�س ��رح �ستان�سالف�سكي الذي نقلوا عن ��ه و�إقتب�سوا‬ ‫معظم تعاليمه ومبادئه في الإخراج والتمثيل‪.‬‬

‫التي عرف كيف ي�ستفيد منها �أ�ساتذة معاهد الفنون‬ ‫العالي ��ة في �سوريا‪ ،‬الذين زرع ��وا في تالمذتهم تلك‬ ‫ال ��روح "ال�ستان�سالف�سكي ��ة" الأكاديمي ��ة �إذا ج ��از‬ ‫التعبي ��ر‪ ،‬و�إنتقل ��وا بالدرام ��ا ال�سوري ��ة �إل ��ى مراحل‬ ‫متقدمة ونقلة نوعية ه� �زّت عر�ش الدراما الم�صرية‬ ‫التي �سادت على ما عداها من �أعمال عربية ل�سنوات‬ ‫طويلة‪ .‬وهي الفر�صة التي �أ�ضاعتها الدراما اللبنانية‬ ‫للأ�سف‪ ،‬على الرغ ��م من ت�أثر �آباء الم�سرح اللبناني‬

‫من هو ق�سطنطين �ستا�سالف�سكي‬ ‫(‪)1938 -1868‬؟‬

‫�أعطت ال�سينما الرو�سية‬ ‫مخرجين بارزين �أ�صبحوا من �أعالم الفن‬ ‫ال�سابع و�أثروا اللغة ال�سينمائية بافالم‬ ‫متميزة مثل اندريه تاركوف�سكي‬ ‫ونيكيتا ميخالكوف‪ .‬غير �أن غياب‬ ‫التمويل والأفكار المبتكرة في بداية‬ ‫ت�سعينات القرن الفائت �أو�صال ال�سينما‬ ‫الرو�سية �إلى ما ي�شبه الإفال�س الذي‬ ‫�أخرجها من حلبة المناف�سة‬

‫ر ّواد رو�س �أ ّثروا في ال�شباب العربي‬ ‫ولك ��ن قب ��ل الدخول ف ��ي مفا�صل الأعم ��ال الدرامية‬ ‫العربي ��ة‪ ،‬المت�أث ��رة ب ��رواد و�أعالم الم�س ��رح والأدب‬ ‫الرو�سيين‪ ،‬ن�ستعر�ض في م ��ا يلي نبذة عن �أهم تلك‬ ‫ال�شخ�صيات‪:‬‬

‫�إن ��ه رائد الم�سرح الإرتجال ��ي‪ ،‬ومن �أهم المخرجين‬ ‫الرو� ��س الذي ��ن ت�أث ��ر به ��م المخرج ��ون الع ��رب‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص� � ًا ف ��ي لبن ��ان و�سوري ��ا وم�ص ��ر واالردن‪.‬‬ ‫حي ��ث تبنوا نظريته القائمة عل ��ى تدريب بما يتالءم‬ ‫و�سينوغرافيا العمل الدرامي‪.‬‬ ‫ُيعرف �ستان�سالف�سكي ب�أنه �صاحب �أول منهج متكامل‬ ‫لتكوين‪ ‬الممث ��ل ف ��ي الم�س ��رح الحدي ��ث‪ ،‬وال �سيم ��ا‬ ‫بعد ت�أ�سي�سه ف ��ي مو�سكو محت ��رف لت�أهيل الممثلين‬ ‫وتدريبه ��م على‪ ‬اللياقة العقلية والبدني ��ة والنف�سية‪،‬‬ ‫كمدخ ��ل �أ�سا�س ��ي �إل ��ى الت�صوي ��ر ال�ص ��ادق للحياة‬ ‫الواقعية على خ�شبة الم�سرح‪ .‬وهي القاعدة الذهبية‬

‫�أمث ��ال يعق ��وب ال�ش ��دراوي وريم ��ون جب ��ارة وجالل‬ ‫خوري ون�ضال اال�شقر وغيرهم بنهج �ستان�سالف�سكي‬ ‫القائم على الواقعية والإرتجال‪.‬‬ ‫ال يمك ��ن الحدي ��ث ع ��ن �ستان�سالف�سك ��ي وت�أثيره في‬ ‫�ص ّناع الدرام ��ا العربية‪ ،‬م ��ن دون الحديث عن �أحد‬ ‫�أعم ��دة الأدب الرو�س ��ي �أنطون ت�شيخ ��وف (‪-1860‬‬ ‫‪ )1904‬ال ��ذي ت ّم ��ت ترجم ��ة �أعمال ��ه الم�سرحي ��ة‬ ‫والق�ص�صي ��ة الق�صيرة كاملة �إلى العربية‪ ،‬و�إقتب�سها‬ ‫رواد الم�سرح في العوا�صم العربية كالقاهرة وبيروت‬ ‫ودم�ش ��ق‪ .‬وهو على الرغم من موته في ريعان �شبابه‬ ‫�إال �أن ��ه ترك خالل هذه الفت ��رة الق�صيرة من حياته‬ ‫تراث ًا خالد ًا في الق�صة والم�سرح‪.‬‬ ‫ب ��د�أ ت�شيخ ��وف حيات ��ه الأدبية في حقب ��ة �سوداء من‬ ‫تاري ��خ رو�سيا التي كان ��ت تت�أهب لثورته ��ا الحمراء‪.‬‬ ‫و�أ�ص ��در باكورة �أعماله ف ��ي بداي ��ة الثمانينات ُبعيد‬ ‫اغتي ��ال القي�صر �إ�سكن ��در الثاني على ي ��د مجموعة‬ ‫م ��ن الإنقالبيين‪ .‬الأمر ال ��ذي ت�سبب في المزيد من‬ ‫القم ��ع والتنكيل بال�شعب من قب ��ل النظام القي�صري‬ ‫الرو�سي‪ .‬فقام بفر� ��ض رقابة م�شددة على ال�صحف‬ ‫والمطبوعات‪ ،‬واعتقال ونفي العديد من الثوار‪.‬‬ ‫ه ��ذا الت�ش ��دد من قب ��ل النظ ��ام القي�ص ��ري‪� ،‬ساهم‬ ‫في خل ��ق حالة عارمة م ��ن القلق والتذ ّم ��ر‪ .‬فتنامت‬ ‫الحركات الفكرية الداعي ��ة الى المثالية وال�صوفية‪،‬‬ ‫وقام ��ت دع ��وات لإدخ ��ال الإ�صالح ��ات الإجتماعية‬ ‫وتطوي ��ر القواني ��ن‪ .‬فظه ��رت الح ��ركات ال�شيوعي ��ة‬ ‫ب�ش ��كل منتظم وف ّعال‪ ،‬حيث �إ�ستطاع ��ت �إ�شعال ثورة‬ ‫الع ��ام ‪ ،1905‬التي غ ّيرت مجرى الحي ��اة في رو�سيا‬ ‫ر�أ�س ًا على عقب‪.‬‬ ‫لمعت في تلك الفت ��رة الحا�سمة والم�صيرية‪� ،‬أ�سماء‬ ‫�أدبي ��ة كبي ��رة مثل‪ :‬تول�ست ��وي و�سالتيك ��وف �شيدرين‬ ‫وت�شيخ ��وف‪ .‬غي ��ر �أن ه ��ذا الأخير‪ ،‬فهمت ��ه الطبقة‬ ‫المثقفة �آنذاك فهم ًا خاطئ ًا‪ ،‬وخلطت ما بين الحقبة‬ ‫القاتمة في عهد القي�صر‪ ،‬وما بين الحقبة التحررية‬ ‫الثوري ��ة‪ ،‬فتوهّ م نق ��اد ذلك الوق ��ت �أن ت�شيخوف هو‬ ‫�إمتداد للق�صيرية‪ ،‬حيث يبدو جلي ًا من خالل �أعمال‬ ‫ت�شيخوف �أن النخبة المثقفة كانت تعاني من التمزق‬ ‫الداخلي والإح�سا�س بالخيب ��ة والمرارة‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫جعل نقاد ع�صره ال�سطحيين ي�شيرون �إلى �أن كتاباته‬ ‫ل ��م تتعر�ض للأحداث الكبرى الت ��ي كانت تحفل بها‬ ‫الحياة العامة ف ��ي رو�سيا‪ ،‬بل �إقت�صرت على ت�صوير‬ ‫حياة الرو�سيين الب�سيط ��ة اليومية العادية من م�أكل‬ ‫وم�شرب وع ��ادات وتقاليد يومية رتيبة‪ .‬وهو ما جعله‬ ‫يتم ّي ��ز ب�أدب ��ه الخالق‪ ،‬وال ��ذي �إن�سح ��ب على معظم‬ ‫الم�سرحيين وكت ��اب الدراما في الحقبات التي تلته‪،‬‬ ‫�إمت ��داد ًا �إلى العال ��م العربي‪ ،‬المت�أه ��ب لإحتواء �أي‬ ‫ثقافة �آتية من رو�سيا!‬ ‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪85‬‬


‫تحقيق العدد‬ ‫و�صالوناته ��ا الأدبية نخبة من المفكري ��ن وال�شعراء‬ ‫والم�سرحيي ��ن والنحاتي ��ن الع ��رب‪ ،‬ال ��ذي �ش ّكل ��وا‬ ‫م ��ع المثقفي ��ن اللبنانيي ��ن ن ��واة نه�ضة فني ��ة و�أدبية‬ ‫�أ ْث� � َرتْ العال ��م العرب ��ي و�أيقظته من �سبات ��ه النائم‪.‬‬ ‫فعا�ش ��ت بيروت الع�ص ��ر الذهبي للحرك ��ة التحررية‬ ‫العربي ��ة‪ ،‬وم ��ن رواده ��ا‪ :‬يو�س ��ف الخ ��ال و�أدوني� ��س‬ ‫ومحمد الماغوط ونذي ��ر العظمة وف�ؤاد رفقة و�أن�سي‬ ‫الح ��اج ونزار قباني وغادة ال�سم ��ان وهنري حاماتي‬ ‫وغيره ��م‪ .‬وال ت ��زال الذاكرة الثقافي ��ة لتلك الحقبة‬ ‫تحفظ مع ��ارك فكري ��ة وعقائدية �شنها ه� ��ؤالء على‬ ‫الدول ��ة اللبناني ��ة الت ��ي عل ��ى تهاونه ��ا‪ ،‬كان ��ت تقف‬ ‫بالمر�ص ��اد ل ��كل حركة كان ��ت ت�شتم منه ��ا تحري�ض ًا‬ ‫عل ��ى النظام‪ ،‬وال �سيما في عهد الرئي�س ف�ؤاد �شهاب‬ ‫(‪ )1964 -1958‬ال ��ذي �شه ��د بداية عه ��ده محاولة‬ ‫�إنق�ل�اب "الح ��زب القوم ��ي ال�س ��وري الإجتماعي"‪،‬‬ ‫والتي �أحدثت "فوبيا" لدى �أجهزة الأمن‪� ،‬إلى درجة‬ ‫بات ��ت تقمع فيه ��ا كل­­ عم ��ل ثقافي يتن ��اول "الق�ضية‬ ‫الفل�سطينية" التي كانت ال�شغل ال�شاغل له�ؤالء‪ .‬ومن‬ ‫م�آث ��ر تلك المرحلة‪ ،‬التي ما زال ��ت عالقة في ذاكرة‬ ‫الكثيري ��ن‪ ،‬هي اقتح ��ام رجال قوى الأم ��ن الداخلي‬ ‫م�س ��رح "ق�ص ��ر البيكاديللي" في �ش ��ارع الحمرا في‬ ‫بيروت‪ ،‬العام ‪ ،١٩٦٩‬حيث منعوا يومها الجمهور من‬ ‫الدخول لم�شاهدة م�سرحية "مجدليون" التي تحكي‬ ‫عن العم ��ل الفدائي ف ��ي مواجهة الع ��د ّو الإ�سرائيلي‬ ‫وع ��ن تخ ��اذل الأنظمة العرب ّي ��ة‪� ،‬إنطالق� � ًا من قرية‬ ‫ف ��ي الجن ��وب اللبناني‪ ،‬والت ��ي كان يقدمه ��ا �أع�ضاء‬ ‫"محت ��رف بي ��روت للم�س ��رح"‪ ،‬الذي ��ن �أ�ص� � ّروا على‬ ‫موا�صل ��ة تقديم الم�سرحية ب� ��أي و�سيلة تحدي ًا لقرار‬ ‫فتوجه �أبطال الم�سرحية‪ ،‬يتقدّمهم روجيه‬ ‫ال�سلط ��ة‪ّ .‬‬ ‫ع�س ��اف ون�ض ��ال الأ�شقر �إلى مقه ��ى الـ"هور�س �شو"‬ ‫ّ‬ ‫المجاور للم�س ��رح‪ ،‬وا�ست�أنفوا العر�ض �أمام الجمهور‬ ‫ال ��ذي �إحت�شد على الر�صيف ت�ضامن� � ًا وتحدي ًا لقرار‬ ‫المنع‪.‬‬

‫الفورة الثقافية والت�أثير الرو�سي‬ ‫ه ��ذه الف ��ورة الثقافي ��ة العارمة في بي ��روت‪ ،‬لم تكن‬ ‫لتجد تل ��ك الأر�ض الخ�صب ��ة لو لم تغ ّذه ��ا المراكز‬ ‫الثقافي ��ة الرو�سي ��ة التي وجدت ف ��ي ال�شباب العربي‬ ‫المحب ��ط والثائ ��ر �ضالته ��ا‪ .‬و�أدرك الم�شرفون على‬ ‫جه ��از الإ�ستخب ��ارات ال�سوفيات ��ي "كي ج ��ي بي" �أن‬ ‫م ��ا تعجز عن ��ه �سفاراتهم‪� ،‬سوف تنج ��ح به المراكز‬ ‫الثقافي ��ة م ��ن خ�ل�ال �إ�ستقط ��اب نخب ��ة المفكرين‪،‬‬ ‫عل ��ى الرغم م ��ن الغ ��زو الثقاف ��ي الغرب ��ي الأوروبي‬ ‫ال�سريع لل�شارع العربي‪ ،‬وت�أثر ال�شباب ب�آخر تقليعات‬ ‫المو�سيق ��ى الآتية من بالد العم �سام‪ ،‬والتي �ساهمت‬ ‫ال�سينم ��ا الهوليوودية ف ��ي �إنت�شارها‪ .‬غير �أن الرعيل‬

‫‪84‬‬

‫العدد ‪� - 19‬أيار (مايو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫جمال عبدالنا�صر ي�صافح عبدالحليم حافظ‬

‫�أنطون ت�شيخوف‬

‫عا�صي ومن�صور الرحباني‪ :‬عرفا ت�أثير الفنون في ال�شعوب‬

‫ق�سطنطين �ستان�سالف�سكي‬

‫المث ّقف من جيل ال�شباب‪ ،‬وال �سيما الرعيل الأول من‬ ‫جيل الم�س ��رح وال�سينما والتلفزيون‪ ،‬ت�أثر بالحركات‬ ‫الثوري ��ة الي�سارية التي يدعمه ��ا الإتحاد ال�سوفياتي‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص� � ًا �أن ال�ص ��راع العرب ��ي الإ�سرائيل ��ي كان‬ ‫منق�سم� � ًا �إل ��ى المع�سكري ��ن الرو�س ��ي والأميرك ��ي‪،‬‬ ‫ومرتبط� � ًا ب�ش ��كل ا�ستراتيج ��ي بدعم ونف ��وذ ك ّل من‬ ‫الجباري ��ن اللذي ��ن تنازع ��ا على زعام ��ة العالم‪ ،‬من‬ ‫خالل محارب ��ة بع�ضهما بع�ض ًا ف ��ي �أكثر من منطقة‬

‫�أدرك الم�شرفون على جهاز‬ ‫الإ�ستخبارات ال�سوفياتي "كي جي‬ ‫بي" �أن ما تعجز عنه �سفاراتهم‪� ،‬سوف‬ ‫تنجح به المراكز الثقافية من خالل‬ ‫�إ�ستقطاب نخبة المفكرين‪ ،‬على الرغم‬ ‫من الغزو الثقافي الغربي الأوروبي‬ ‫ال�سريع لل�شارع العربي‪ ،‬وت�أثر ال�شباب‬ ‫ب�آخر تقليعات المو�سيقى الآتية‬ ‫من بالد العم �سام‬

‫وعل ��ى �أكثر م ��ن رقع ��ة جغرافي ��ة من ه ��ذا الكوكب‬ ‫المحكوم بالحروب وال�صراعات والإنق�سامات‪.‬‬ ‫لع ّل المراجعة التاريخية للعالقات العربية الرو�سية‪،‬‬ ‫الت ��ي تمتد �إل ��ى اكثر من الف ع ��ام ت�ؤكد ان العرب‬ ‫والرو�س‪ ،‬مروا بفترات تراوحت بين م ّد وجزر‪ ،‬غير‬ ‫�أن ��ه يمك ��ن الق ��ول �أن �أكث ��ر المراحل و�ضوح� � ًا بين‬ ‫الطرفي ��ن‪ ،‬ثقافي� � ًا وع�سكري ًا و�سيا�سي� � ًا هي مرحلة‬ ‫الخم�سين ��ات و ال�ستينات من الق ��رن الفائت‪ ،‬وذلك‬ ‫م ��ن خالل م�ساهمات مو�سكو ف ��ي تطوير المداميك‬ ‫الأ�سا�سية لبني ��ان العالم العربي م ��ن تطوير ثقافي‬ ‫وتكنولوجي وتربوي وعمراني‪.‬‬ ‫وكان ��ت رو�سي ��ا من خ�ل�ال �أكث ��ر من مرك ��ز ثقافي‬ ‫تحاول تر�سي ��خ نفوذها في العال ��م العربي‪ ،‬فقامت‬ ‫بتنظي ��م دورات ثقافي ��ة ف ��ي معاهده ��ا الجامعي ��ة‬ ‫ف ��ي مو�سك ��و للط�ل�اب المتفوقي ��ن‪ ،‬مقدِّ م� � ًة المنح‬ ‫المجاني ��ة لإتمام تخ�ص�صاتهم في الطب والهند�سة‬ ‫والمو�سيق ��ى والإخراج والتمثيل والم�سرح وال�سينما‪.‬‬ ‫وق ��د تع� � ّرف ه� ��ؤالء عل ��ى �أه ��م النخ ��ب الثقافي ��ة‬ ‫الرو�سي ��ة ف ��ي الأدب والم�س ��رح والمو�سيقى‪� ،‬أمثال‪:‬‬ ‫�أنطون ت�شيخوف وق�سطنطي ��ن �ستان�سالف�سكي وليو‬ ‫تول�ستوي وميخائي ��ل �سالتيك ��وف �شيدرين وغيرهم‬ ‫م ��ن الأ�سم ��اء التي لمعت �إب ��ان الث ��ورة الرو�سية في‬ ‫الع ��ام ‪ 1905‬وتنامي �صعود المارك�سية بعد الإطاحة‬ ‫بحكم القيا�صرة‪.‬‬


‫ن�ضال الأ�شقر‪ :‬لم يخفها �ضغط ال�سلطة‬

‫ومن �ضمنها �إطالق‪� ‬أ َّول رائد ف�ضاء ب�شري في تاريخ‬ ‫العال ��م‪ .‬لكن هذا الحال لم ي ��دم طوي ًال‪ ،‬فقد‪ ‬تفكك‬ ‫الإتح ��اد ال�سوفيات ��ي ف ��ي الع ��ام‪ ،1991 ‬وت�أ�س�س ��ت‬ ‫جمهوري ��ات م�ستقلة عدة بد ًال من ��ه‪ ،‬كان من �أبرزها‬ ‫رو�سيا الإتحادية‪.‬‬ ‫وبناء على ما تقدّم‪ ،‬فان الحديث عن رو�سيا في هذا‬ ‫الوق ��ت بال ��ذات‪ ،‬ي�أتي في �سياق الإط�ل�اع على بع�ض‬ ‫الحقائ ��ق الأ�سا�سية عن الت�أثي ��ر الرو�سي في العالم‬ ‫العرب ��ي‪ ،‬اهمه ��ا �أن رو�سي ��ا تعتب ��ر من �أكب ��ر الدول‬ ‫م�ساح ��ة‪ ،‬و تمتلك �سابع �أق ��وى �إقت�صاد‪ ،‬بعد دخولها‬ ‫اقت�ص ��اد ال�سوق العالم ��ي‪ .‬ف�ض ًال عل ��ى �أنها تختزن‬ ‫كمي ��ات �ضخمة من المواد الخ ��ام الأغلى في العالم‬ ‫والمطلوب ��ة لل�صناع ��ات الحديثة‪ .‬كم ��ا و�أنها تمتلك‬ ‫�أكب ��ر م�صانع للأ�سلحة‪ ،‬ما يجعله ��ا واحدة من �أهم‬ ‫ال ��دول المنتجة والم�ص ��درة لل�صناع ��ات الع�سكرية‬ ‫الأكثر تطور ًا في العال ��م‪ ،‬بعدما و�صلت مبيعاتها في‬ ‫العام ‪ 2011‬حوالي ‪ 11‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫م ��ن ناحي ��ة �أخ ��رى‪ ،‬ف� ��إن رو�سيا الت ��ي تُعتب ��ر وريثة‬ ‫الإتحاد ال�سوفياتي‪ ،‬ف�إنها تمتلك تر�سانة �ضخمة من‬ ‫الأ�سلحة النووي ��ة‪ ،‬و�أقمار التج�س� ��س الإ�صطناعية‪،‬‬ ‫ويعتب ��ر جي�شها �أحد �أقوى الجيو� ��ش في العالم‪ .‬كما‬ ‫تُعتب ��ر العا�صم ��ة الرو�سية‪ ‬مو�سك ��و م ��ن �أكب ��ر مدن‬ ‫رو�سي ��ا على الإطالق‪ ،‬و�إحدى �أكب ��ر مدن العالم من‬ ‫حي ��ث كثافة ال�سكان‪ .‬وال تُوجد مدن تماثلها في عدد‬ ‫ال�س ��كان �سوى‪ ‬مك�سيك ��و �سيت ��ي عا�صمة‪ ‬المك�سي ��ك‬ ‫و�سيوول عا�صمة‪ ‬كوريا الجنوبية‪.‬‬

‫تاريخ العالقات العربية الرو�سية‬ ‫�إذا �أردن ��ا �إ�ستط�ل�اع العالقات‪ ‬الرو�سي ��ة العربي ��ة‬ ‫�سنجدها قد ازدادت باطراد‪ ،‬ففي العهد القي�صري‬ ‫ل ��م ت�ستط ��ع رو�سيا‪ ‬النف ��اذ ال ��ى المنطق ��ة العربية‬ ‫ب�سبب العراقي ��ل التي و�ضعتها الق ��وى الإ�ستعمارية‪.‬‬ ‫ثم انتقلت العالقات الرو�سية العربية في ما بعد الى‬ ‫مرحلة التحري�ض والم�ساندة في �إطار ق�ضايا التحرر‬ ‫العربي في عهد الم ��د الثوري‪ .‬حيث �أقيمت عالقات‬

‫م�سرح البول�شوي‬

‫يعتقد المراقبون ان فترة ال�سبات‬ ‫في ال�سينما الرو�سية الحديثة قد‬ ‫الم�شجعة‬ ‫انتهت و�أن �أحد الأ�سباب‬ ‫ّ‬ ‫على ذلك عودة الم�شاهد الرو�سي الى‬ ‫�صاالت العر�ض ورغبته في م�شاهدة‬ ‫افالم جادة تعالج او تناق�ش على‬ ‫االقل ق�ضايا ال�ساعة الملحة‬ ‫تحالف �ض ��د التمدد الغربي‪ ،‬العدو الم�شترك للعرب‬ ‫و الرو�س على ال�سواء‪.‬‬ ‫�سيا�سي� � ًا‪� ،‬إ�ستطاع ��ت رو�سي ��ا �إعادة بن ��اء عالقاتها‬ ‫م ��ع عدد كبير م ��ن ال ��دول العربية‪ ،‬وف ��ي مقدمتهم‬ ‫�سوري ��ا وليبيا والجزائر‪ ،‬وال�ش ��ركاء الجدد مثل دول‬ ‫الخلي ��ج‪ ‬والأردن‪ .‬و�أ�صبحت لرو�سيا م�صالح حقيقية‬ ‫ت�سع ��ي للحف ��اظ عليه ��ا وتنميته ��ا‪ ،‬حت ��ي م ��ع تغيير‬ ‫الأنظم ��ة الحاكم ��ة في بع� ��ض ال ��دول العربية عقب‬ ‫الث ��ورات المندلع ��ة‪ .‬فمو�سك ��و ال ت�سعى �إل ��ى تحقيق‬ ‫مكا�سب �سيا�سي ��ة �أو ممار�سة دور �أمن ��ي �أو ع�سكري‬ ‫يناف� ��س الوج ��ود الأميرك ��ي المكث ��ف ف ��ي المنطقة‬ ‫العربي ��ة‪ ،‬و�إنم ��ا ت�سع ��ى �إل ��ى �شراك ��ة �إ�ستراتيجي ��ة‬ ‫بالمعنى الإقت�صادي والتقني‪ ،‬ذات منافع �إقت�صادية‬ ‫مبا�ش ��رة لرو�سي ��ا‪ ،‬ومناف ��ع تنموي ��ة حقيقي ��ة لدول‬ ‫المنطقة‪.‬‬ ‫وف ��ي هذا الإطار‪ ،‬ترتبط الم�صال ��ح الرو�سية بثالثة‬ ‫قطاع ��ات رئي�سية‪ ،‬ه ��ي‪ :‬الطاقة (النف ��ط والغاز)‪،‬‬ ‫والتعاون التقني في المجاالت ال�صناعية والتنموية‪،‬‬ ‫والتع ��اون الع�سك ��ري‪ .‬و يحتل التع ��اون والتن�سيق في‬ ‫مج ��ال الطاقة قم ��ة �أولويات ال�سيا�س ��ة الرو�سية في‬ ‫المنطق ��ة العربي ��ة‪ ،‬وحول ��ه تتمح ��ور الديبلوما�سية‬

‫الرو�سية والتقارب الرو�سي مع الدول العربية‪ ،‬ال�سيما‬ ‫دول الخلي ��ج العرب ��ي‪ .‬فرو�سي ��ا تمتل ��ك التكنولوجيا‬ ‫والخب ��رة الالزمة ف ��ي مجال الك�ش ��ف والتنقيب عن‬ ‫البت ��رول و�إ�ستخراجه‪ ،‬وكذلك في مجال ال�صناعات‬ ‫البتروكيماوي ��ة‪ ،‬حيث تع ��د رو�سيا م ��ن �أكبر منتجي‬ ‫البتروكيماوي ��ات ف ��ي العال ��م‪ ،‬من خ�ل�ال ‪� 15‬شركة‬ ‫كبرى بفروعه ��ا المنت�شرة في مختلف �أنحاء العالم‪.‬‬ ‫وتعد ال�شركات الرو�سية‪ ،‬بخا�صة "لوك �أويل" و"غاز‬ ‫ب ��روم"‪ ،‬من كب ��رى ال�ش ��ركات العالمي ��ة العاملة في‬ ‫مج ��ال الطاقة‪ .‬وهناك العديد من الم�شروعات التي‬ ‫بد�أت بالفع ��ل بين رو�سيا وعدد من ال ��دول العربية‪،‬‬ ‫والتي تعد نواة لتطوير التعاون في هذا المجال‪ ،‬وفي‬ ‫مقدمتها ال�سعودية‪ ،‬وم�ص ��ر‪ ،‬والجزائر‪ ،‬وال�سودان‪،‬‬ ‫و�سوريا‪ ،‬وليبيا‪.‬‬ ‫عل ��ى ال�صعي ��د الإقت�صادي‪ ،‬تمث ��ل المنطقة العربية‬ ‫�سوق� � ًا مهمة ذات ق ��وة �إ�ستيعابية كبي ��رة لل�صادرات‬ ‫الرو�سي ��ة من ال�سل ��ع الإ�ستراتيجي ��ة والمعمرة‪ ،‬مثل‬ ‫االلآت والمع ��دات والأجه ��زة وال�شاحنات والحبوب‪.‬‬ ‫وف ��ي الع ��ام ‪ ،2006‬بلغ التبادل التج ��اري بين رو�سيا‬ ‫وال ��دول العربي ��ة ‪ 5.5‬ملي ��ارات دوالر‪ .‬وت�أتي م�صر‬ ‫والجزائر والمغرب في مقدم ��ة ال�شركاء التجاريين‬ ‫لرو�سي ��ا ف ��ي المنطق ��ة‪ ،‬وع ��ادة م ��ا يمي ��ل الميزان‬ ‫التجاري ل�صالح رو�سيا بفارق كبير جد ًا‪.‬‬ ‫كذل ��ك‪ ،‬ت�سع ��ي مو�سكو �إل ��ي تن�شي ��ط �صادراتها من‬ ‫الأ�سلح ��ة للمنطق ��ة‪ ،‬لي� ��س �إنطالق� � ًا م ��ن �إعتبارات‬ ‫�سيا�سي ��ة �أو �إيديولوجي ��ة‪ ،‬ولك ��ن نظر ًا �إل ��ى ما تمثله‬ ‫عوائدها من مورد مه ��م للدخل القومي‪ ،‬وذلك لي�س‬ ‫فق ��ط لحلفائه ��ا التقليديين ف ��ي المنطق ��ة‪ ،‬ال�سيما‬ ‫�سوريا والجزائر وليبيا واليمن‪ ،‬ولكن من خالل فتح‬ ‫�أ�سواق جديدة في الأردن ودول الخليج العربي‪ ،‬والتي‬ ‫تعد �سوقا تقليدية للواليات المتحدة والدول الغربية‪.‬‬ ‫تتعاظ ��م الم�صال ��ح الإ�ستراتيجي ��ة الرو�سي ��ة ف ��ي‬ ‫الحالة ال�سوري ��ة‪ ،‬نظر ًا �إلى الأهمي ��ة الإ�ستراتيجية‬ ‫لقاعدة طرطو�س البحرية ال�سورية التي ت�ستخدمها‬ ‫الق ��وات البحري ��ة الرو�سي ��ة‪ ،‬والت ��ي تع ��د قاع ��دة‬ ‫التموي ��ن الوحي ��دة للأ�سط ��ول الرو�سي ف ��ي منطقة‬ ‫البح ��ر المتو�س ��ط ‪ .‬ي�ض ��اف �إل ��ى ذل ��ك ع�ش ��رات‬ ‫الم�شروع ��ات الم�شترك ��ة التي تم االتف ��اق والتعاقد‬ ‫ب�ش�أنها‪ ،‬وتقدر قيمة عقوده ��ا بمليارات الدوالرات‪،‬‬ ‫و�ستت�أث ��ر حتما �إما بالإلغاء �أو الت�أجيل‪ ،‬نتيجة موجة‬ ‫ع ��دم اال�ستقرار الت ��ي تجتاح ال ��دول العربية‪ .‬وعلي‬ ‫�ض ��وء التداعي ��ات ال�سلبي ��ة المتوقعة له ��ذه الثورات‬ ‫عل ��ى الم�صال ��ح الرو�سية‪� ،‬أكدت مو�سك ��و �أنها تريد‬ ‫ا�ستقرار الأو�ضاع في بلدان ال�شرق الأو�سط‪ ،‬لأن �أية‬ ‫قالقل ف ��ي المنطقة ت�ضر �إ�ضرار ًا مبا�شر ًا بم�صالح‬ ‫رو�سيا‬ ‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪87‬‬


‫تحقيق العدد‬ ‫ال�سينما الرو�سية‬ ‫ف ��ي المقاب ��ل‪� ،‬أعطت ال�سينم ��ا الرو�سي ��ة مخرجين‬ ‫بارزين �أ�صبحوا من �أعالم الفن ال�سابع و�أثروا اللغة‬ ‫ال�سينمائية بافالم متمي ��زة مثل اندريه تاركوف�سكي‬ ‫ونيكيتا ميخالكوف‪ .‬غي ��ر �أن غياب التمويل والأفكار‬ ‫المبتك ��رة في بداية ت�سعينات الق ��رن الفائت �أو�صال‬ ‫ال�سينم ��ا الرو�سي ��ة �إل ��ى م ��ا ي�شب ��ه الإفال� ��س الذي‬ ‫�أخرجه ��ا م ��ن حلب ��ة المناف�س ��ة‪ .‬ولك ��ن التح ��والت‬ ‫الجدي ��دة ف ��ي ظ ��ل "البيرو�ستريكا" الت ��ي �ساهمت‬ ‫ف ��ي م ّد ه ��ذا القط ��اع بالتموي ��ل الالزم لبن ��اء عدد‬ ‫م ��ن �إ�ستوديوهات الإنت ��اج ودور العر�ض ال�سينمائي‪،‬‬ ‫�أع ��ادت �إلى الف ��ن ال�سابع الرو�سي عافيت ��ه ون�شاطه‬ ‫وق� �دّم �أفالم ًا تناف�سية �ضخمة‪ ،‬و�إن تم ّيزت بمنحاها‬ ‫التجاري‪.‬‬ ‫بعدم ��ا عانت ال�سينم ��ا الرو�سي ��ة مالي ًا و�أدبي� � ًا ُبعيد‬ ‫�إنهي ��ار الإتح ��اد ال�سوفيات ��ي‪ ،‬حي ��ث ح ّل ��ت الأف�ل�ام‬ ‫التجاري ��ة الرخي�ص ��ة بد ًال م ��ن الأف�ل�ام ذات البناء‬ ‫الإيديولوج ��ي‪ ،‬ح ��اول بع� ��ض المخرجي ��ن الكبار في‬ ‫رو�سي ��ا �إنقاذه ��ا‪ ،‬من خ�ل�ال �إنت ��اج �أعم ��ال مميزة‬ ‫وعميق ��ة مث ��ل فيل ��م "ح�ل�اق �سيبيري ��ا" لنيكيت ��ا‬ ‫ميخالكوف‪ ،‬و"فار�س الم ��وت" لكارين �شاهنزاروف‬ ‫وغيرهم ��ا‪ ،‬الأمر الذي فت ��ح نافذة م ��ن الأمل لبناء‬ ‫م�ستقبل �سينمائي يع ّول عليه‪.‬‬ ‫وبالفعل‪ ،‬فمع مطلع الع ��ام ‪ 2001‬بد�أت دور ال�سينما‬ ‫الرو�سية ف ��ي العودة ال ��ى الإنتعا� ��ش‪ ،‬و�أخذت عجلة‬ ‫العر�ض ت ��دور في ال�ص ��االت الكب ��رى لتعر�ض �أقوى‬ ‫الأف�ل�ام تباع� � ًا‪ ،‬حي ��ث �إ�ستطاعت وفي خ�ل�ال فترة‬ ‫قيا�سي ��ة ق�صي ��رة �أن تعر� ��ض �أكثر م ��ن ‪ 75‬فيلم ًا تم‬ ‫�إنتاجه ��ا بموازن ��ات �ضخم ��ة‪ .‬فح�ص ��دت الع�شرات‬ ‫منها‪ ،‬التي �شاركت في المهرجانات الدولية‪ ،‬جوائز‬ ‫عدة مثل‪" :‬العودة" لأندريه زفياغينت�سيف‪ ،‬و"منزل‬ ‫الحمق ��ى" لأندري ��ه كونت�شالوف�سك ��ي‪ ،‬و"الع�شي ��ق"‬ ‫لفالي ��ري تودوروف�سك ��ي‪ ،‬و"الح ��رب" لألك�س ��ي‬ ‫بالبان ��وف‪ ،‬و"ب ��ا َر َك اهلل المر�أة" ال ��ذي حاز جائزة‬ ‫"الهرم الف�ضي" في القاهرة‪.‬‬ ‫كما ظه ��ر الكثير من المخرجي ��ن الموهوبين الذين‬ ‫�أبدع ��وا العديد من الأف�ل�ام الخا�صة بال�شباب حيث‬ ‫�إ�ستطاعوا لفت �إنتباه الإع�ل�ام الغربي‪ .‬فقد �إهتمت‬ ‫مث ًال ال�صحاف ��ة الأميركية بفيل ��م "بومير" للمخرج‬ ‫بيوت ��ر بو�سلوف البالغ الثامن ��ة والع�شرين من عمره‪،‬‬ ‫بينم ��ا كتبت ال�صحافة الأوروبية عن المخرج ال�شاب‬ ‫ذي الـ ‪ 34‬عام ًا �أندريه برو�شكين مخرج فيلم "�ألعاب‬ ‫الفرا�شات"‪.‬‬ ‫يعتق ��د المراقب ��ون ان فت ��رة ال�سب ��ات ف ��ي ال�سينما‬ ‫الرو�سي ��ة الحديث ��ة ق ��د انته ��ت و�أن �أح ��د الأ�سب ��اب‬

‫‪86‬‬

‫العدد ‪� - 19‬أيار (مايو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫يو�سف الخال متو�سط ًا �أدباء مجلة �شعر‪ ،‬وبينهم �أدوني�س ومحمد الماغوط وف�ؤاد رفقة‬

‫ّ‬ ‫لعل العبقريين اللبنانيين عا�صي‬ ‫ومن�صور الرحباني كانا من �أكثر‬ ‫الذين ع ّبروا عن ت�أثير الثقافة والفنون‬ ‫في ال�شعوب‪ ،‬حين قاال في ملحمتهما‬ ‫الخالدة �أوبريت "�أيام فخر الدين"‪:‬‬ ‫�إذا يا عطر الليل‪� ،‬صار ما �صار و�إنك�سر‬ ‫ال�سيف بتك ّمل الغنية"‬ ‫الم�شجع ��ة عل ��ى ذلك ع ��ودة الم�شاه ��د الرو�سي الى‬ ‫ّ‬ ‫�ص ��االت العر�ض ورغبت ��ه في م�شاه ��دة افالم جادة‬ ‫تعال ��ج او تناق�ش على االقل ق�ضاي ��ا ال�ساعة الملحة‪.‬‬ ‫وتخطط الدولة الرو�سية لحل م�شكلة �إنتاج ‪ 100‬فيلم‬ ‫روائ ��ي طويل مع حلول الع ��ام ‪ ،2016‬رغم �أنها مهمة‬ ‫�صعبة في ظل الم�شكالت القائمة‪.‬‬ ‫بعد هزيمة هتلر ومو�سولين ��ي‪ ،‬و�سقوط مع�سكريهما‬ ‫الألمان ��ي والإيطال ��ي و�إ�ست�س�ل�ام الإمبراطوري ��ة‬ ‫الياباني ��ة ف ��ي الح ��رب العالمي ��ة الثاني ��ة‪ ،‬وب ��روز‬ ‫الجباري ��ن الجديدي ��ن‪� ،‬أمي ��ركا والغرب م ��ن جهة‪،‬‬ ‫والإتحاد ال�سوفياتي وكتلته ال�شرقية من جهة �أخرى‪،‬‬ ‫ُق�سم العالم �إلى ثقافتين مختلفتين هما‪ :‬الر�أ�سمالية‬ ‫والإ�شتراكي ��ة‪ .‬وق ��ام التناف� ��س على �أ�ش ��ده من �أجل‬ ‫تعزي ��ز ثقافة الواحدة عل ��ى الأخ ��رى المعادية‪ ،‬من‬ ‫خالل طباع ��ة �آالف الكتب‪ ،‬و�إ�صدار مئات المجالت‬ ‫والمن�ش ��ورات الت ��ي ت ��ر ّوج لأفكاره ��ا و�سيا�ستها من‬ ‫خالل الأدب والفن‪ .‬ولع ��ل ال�سينما كانت واحدة من‬ ‫المجاالت الأكثر جاذبي ��ة للو�صول �إلى �شعوب الدول‬ ‫المتنازع عليها‪.‬‬ ‫ولك ��ن كي نفهم العق ��ل الرو�سي علين ��ا �أن نوجز �أوالً‬ ‫لمحة تاريخية وديموغرافية وجيوبولوتيكية عن تلك‬

‫�أفي�ش فيلم "الع�صفور" ليو�سف �شاهين‬

‫الكتلة ال�شرقي ��ة‪ ،‬التي تكتلت ف ��ي تاريخ قريب تحت‬ ‫لواء الإتح ��اد ال�سوفياتي‪ ،‬للوقوف عل ��ى �أهميتها في‬ ‫المنطقة‪.‬‬

‫رو�سيا عبر التاريخ‬ ‫وفدت �إلى رو�سيا عبر التاريخ‪� ،‬شعوب وقبائل متعددة‪،‬‬ ‫�إل ��ى �أن و�صلت �إليها ما بين القرنين الثالث و الثامن‬ ‫مي�ل�ادي‪ ،‬قبائل‪ ‬ال�س�ل�اف ال�شرقيي ��ن كمجموع ��ة‬ ‫معت ��رف بها في �أوروبا‪ ،‬ما لبث ��ت �أن اعتنقت الديانة‬ ‫الم�سيحي ��ة الأرثوذك�سية‪ ،‬تح ��ت ت�أثير‪ ‬الإمبراطورية‬ ‫البيزنطي ��ة الت ��ي ا�ستعمرت تل ��ك الب�ل�اد‪ .‬فت�شكلت‬ ‫بداية تَما ُزج الثقافتين ال�سالفية والبيزنطية‪ ،‬اللتين‬ ‫�شكلتا مع ًا مالمح‪ ‬الثقافة الرو�سية للألف َّية التالية‪.‬‬ ‫تفتت ��ت كيي ��ف الرو�سي ��ة ف ��ي الع ��ام ‪� 1223‬إلى عدد‬ ‫م ��ن الدويالت ال�صغيرة‪ ،‬و�سقط ��ت ُمعظم الأرا�ضي‬ ‫الرو�سي ��ة ف ��ي �أيدي‪ ‬الغ ��زو المغول ��ي و�أ�صبح ��ت‬ ‫تابعة‪ ‬للقبيل ��ة الذهبي ��ة المغولي ��ة‪ .‬ث ��م م ��ا لبث ��ت‬ ‫توحيد الإمارات‬ ‫دوقية مو�سك ��و �أن بد�أت تعمل عل ��ى ِ‬ ‫المج ��اورة لها تدريج ًا‪ ،‬ونجحت ف ��ي الإ�ستقالل عن‬ ‫ُحكم القبيل ��ة الذهبية التابعة للمغ ��ول‪ ،‬وتمكنت من‬ ‫�إعادة �إرث كييف ال�سيا�سي والثقافي‪.‬‬ ‫تو�سع ��ت كييف‬ ‫وم ��ع بداي ��ة الق ��رن الثام ��ن ع�ش ��ر‪ّ ،‬‬ ‫الرو�سي ��ة كثي ��ر ًا عب ��ر �ش ��ن الغ ��زوات والح ��روب‪،‬‬ ‫لتن�ش�أ‪ ‬الإمبراطوري ��ة الرو�سية �إنطالق� � ًا من مو�سكو‬ ‫كدوقية و ثالث �أ�ضخم �إمبراطورية في التاريخ بف�ضل‬ ‫نفوذها ال ُممتد من‪ ‬بولندا في �أوروبا حتى‪� ‬أال�سكا في‬ ‫�أميركا ال�شمالية‪.‬‬ ‫ف ��ي �أعقاب‪ ‬الث ��ورة البل�شفية‪� ،‬أ�صبح ��ت رو�سيا �أحد‬ ‫�أكب ��ر م�ؤ�س�سي‪ ‬الإتحاد ال�سوفيات ��ي‪ ،‬وباتت �أول دولة‬ ‫د�ستورية‪� ‬إ�شتراكي ��ة وق ��وة عظم ��ى معت ��رف بها في‬ ‫العال ��م‪ .‬كما لعبت دور ًا حا�س ًم� � ًا في �إنت�صار الحلفاء‬ ‫في‪ ‬الح ��رب العالمي ��ة الثاني ��ة‪ ،‬حي ��ث تك ّبد‪ ‬الإتحاد‬ ‫ال�سوفيات ��ي خ�سائ ��ر ب�شر َّي ��ة �أكث ��ر م ��ن � ِّأي ط ��رف‬ ‫�آخ ��ر‪� .‬شه ��دت الحقب ��ة ال�سوفياتي ��ة بع� ��ض �أب ��رز‬ ‫النجاح ��ات التكنولوج َّية في‪ ‬القرن الع�شرين ب�أكمله‪،‬‬


‫بقلم ميرنا زخر ّيا*‬

‫المنبر الإجتماعي‬

‫اإلسم والشهرة‪:‬‬ ‫ساد ُمستش ٍر‬ ‫َف ٌ‬ ‫بال ُمخت�ص ��ر ال�شدي ��د‪ ،‬الف�س ��اد ه ��و‬ ‫نتيج ��ة الفو�ض ��ى ال�سابق ��ة وه ��و‬ ‫�أي�ضاً �سبب الفو�ضى الالحقة‪� ،‬إذن هو "نتيجة‬ ‫و�سب ��ب" في الوقت عينه!! لذلك من ال�سهل‬ ‫عل ��ى �آف ��ة الف�س ��اد �أن تنت�ش ��ر ف ��ي المجتم ��ع‬ ‫ب�سرع ٍة مُرعبةٍ‪ ،‬مثل �إنت�شار النار في‬ ‫الحا�ض ��ن ُ‬ ‫اله�شي ��م‪ .‬و َم ��ن م ّن ��ا ال يع ��رف م�س� ��ؤو ًال فا�سداً‪،‬‬ ‫ل ��ك�أن ح�ض ��رة الف�س ��اد �أ�صب ��ح مواطن� �اً عربي� �اً‬ ‫نلتق ��ي ب ��ه �أكثر مم ��ا نلتقي ب� ��أي مواط � ٍ�ن �آخ ٍر‪،‬‬ ‫مواط � ٌ�ن �إ�سم ُه ف�سا ٌد مُ�ست�ش ٍر‪ .‬وعليه‪ ،‬كان ال بُد‬ ‫م ��ن درا�س� � ٍة علمي ٍة للبحث في من�شئ� �هِ‪� ،‬أنواعهِ‪،‬‬ ‫مظاهر ِه و�سبل مكافحته‪.‬‬ ‫ال�سلطة الر�سمية‪ ،‬ما‬ ‫الف�ساد هو �سوء �إ�ستعمال ُ‬ ‫ي�ؤدي �إلى �ضر ٍر في الم�صلحة العامة و�إ�ستفاد ٍة‬ ‫ف ��ي الم�صلح ��ة الخا�صة‪ .‬لذا يمك ��ن القول ب�أن‬ ‫من�ش� ��أ الف�س ��اد هو انح � ٌ‬ ‫�راف ف ��ي �أداء الوظيفة‪،‬‬ ‫وقد �أ�ضحى حقيق ًة موجود ًة في كل المجاالت‪،‬‬ ‫كالبيئي ��ة والتربوي ��ة وغيرهما‪ ،‬لك ��ن لع َّل �أكثر‬ ‫�أنواعه وزناً هي التالية‪:‬‬ ‫‪ .1‬الف�ساد الأخالق ��ي‪ :‬لقد �إ�ست�شرى الإنفالت‬ ‫ف ��ي القي ��م الأخالقي ��ة ب�ش ��كلٍ الف ��ت‪ ،‬لدرج ��ة‬ ‫ب ��ات �صاح ��ب الكفّ النزي ��ه يُ�ص َّن ��ف �أحياناً على‬ ‫�أن ��ه �أبل ��ه �أحم ��ق‪ ،‬وه ��ذا الن ��وع ال يو�ص ��ل �إل ��ى‬ ‫القت ��ل وال�سرقة وح�سب ب ��ل ي�شجع على الفتن‬ ‫الطائفية والمناطقية والحزبية‪.‬‬ ‫‪ .2‬الف�س ��اد الإداري‪ :‬ال ��ذي ل ��ه �أبع ��د الأث ��ر ف ��ي‬ ‫التنمية العامة لأنه ي�ستنزف كافة الم�ؤ�س�سات‪،‬‬ ‫وذلك من خالل التوزيع غير العادل للخدمات‬ ‫والتوظي ��ف غي ��ر المدرو� ��س للكف ��اءات‪ ،‬فيزداد‬ ‫نى والباقي يُهاجر‬ ‫الفقي َر فقراً ويزداد َّ‬ ‫الغني غِ ً‬ ‫بحثاً عن حيا ٍة عادل ٍة كريمة‪.‬‬ ‫‪ .3‬الف�س ��اد ال�سيا�س ��ي‪ :‬مِ ن ال�صع ��ب �إثباته ومن‬ ‫الأ�صع ��ب نفيه‪� ،‬إذ جميعنا ي�شه ��د تدهوراً الفتاً‬ ‫ل�سِ مع ��ة ال�سيا�سيي ��ن يُرافق ��ه ت�أيي ��داً عنيف� �اً‬ ‫لأح ��زاب ال�سيا�سيي ��ن‪ ،‬عل ��ى رغ ��م الت�شكي ��ك‬ ‫ب�صدقيتهم في �إتخاذ القرارات الم�صيرية التي‬ ‫ِ‬

‫من �ش�أنها ت�أمين حقوق المواطنين الأ�سا�سية‪.‬‬ ‫‪ .4‬الف�ساد الق�ضائي‪ :‬هو انت�صا ٌر للظلم‪ ،‬عندها‬ ‫يتب ��د ُد ُ�سلط ��ان الح ��ق وي�سو ُد منط ��ق الق ّوة‪ ،‬ما‬ ‫يُ�ساه ��م ف ��ي تقو ُق ��ع بريء عل ��ى ح�س ��اب مُذنبٍ‬ ‫�ول وي�ص � ُ‬ ‫يج � ُ‬ ‫�ول غي ��ر �آب� � ٍه بال ِعق ��اب‪ ،‬م ّم ��ا يزيد‬ ‫ف ��ي الإتكال على الرقابة ال�شخ�صية ويقلل من‬ ‫التعويل على العدالة القانونية‪.‬‬ ‫‪ .5‬الف�س ��اد الإقت�ص ��ادي‪ :‬نتيج ��ة الم�شاري ��ع‬ ‫ال ُمم َّوه ��ة والتكالي ��ف ال ُم َّ‬ ‫�ضخم ��ة والف�ضائ ��ح‬ ‫ال ُم�س َّترة‪ ،‬كلها لها مفعول �سلبي مُزدوج لناحية‬ ‫ج ��ذب الإ�ستثم ��ارات الخارجي ��ة وبق ��اء ر�ؤو� ��س‬ ‫الأموال الداخلية‪ ،‬وبذلك تنعم الأقلية بالمال‬ ‫العام وتقبع الأكثرية بالب�ؤ�س والحاجة‪.‬‬ ‫‪ .6‬الف�ساد الط ّبي‪ :‬وكم تعدّدت ظواهر التجارة‬ ‫ب�صح ��ة الب�ش ��ر والت ��ي بان ��ت ببي ��ع الأع�ض ��اء‬ ‫ّ‬ ‫و�صالحي ��ة الأدوية و�ض ��رورة التحاليل وغالء‬ ‫الفواتي ��ر؛ و ُيق ��ال �أن الط � ّ�ب ر�سال ��ة‪ ،‬لكن هذه‬ ‫الر�سال ��ة بات ��ت ب�أم� � ِّ�س الحاج� � ِة �إل ��ى مُفت�شي ��ن‬ ‫طبي ّين لل ُمراقبة و�إداري ّين لل ُمحا�سبة‪.‬‬ ‫‪ .7‬الف�س ��اد الإجتماع ��ي‪� :‬إن الإنهي ��ار ف ��ي �س َّل ��م‬ ‫القيم يبرز بوُ�ضوح في المُباالة �أبناء المجتمع‬ ‫الواح ��د تج ��اه بع�ضه ��م البع� ��ض لك�أنه ��م م ��ن‬ ‫كواك ��ب مُختلف ��ة‪ ،‬حي ��ث هُ م ��وم ج ��اري ال تعود‬ ‫ُتحركن ��ي م ّم ��ا يخل ��ق �إحتقان� �اً �إجتماعياً يطال‬ ‫بداي ًة الفئات ال ُمه ّم�شة كالمر�أة والمع ّوق‪.‬‬ ‫يق� �دَّر حج ��م الف�ساد ف ��ي العال ��م العربي بمئات‬ ‫ملي ��ارات ال ��دوالرات �سنوي� �اً‪ ،‬م ��ا يُبق ��ي ه ��ذه‬ ‫المجتمعات مُتخ ّلفة م ��ن الناحية الإقت�صادية‬ ‫وه ��ذا ما يرت ّد �سلباً على باقي النواحي تلقائياً‬ ‫تتفجر‬ ‫م ��ن دون �إ�ستئ ��ذان �أو �إ�سترحام‪ .‬وبذلك ّ‬ ‫الأزم ��ات وتنهار الم�ؤ�س�سات وتدخل البالد في‬ ‫عال ��م الفو�ض ��ى والمتاه ��ات‪ .‬وتتج ّل ��ى مظاه ��ر‬ ‫بتراجع ب ��ار ٍز في القيم يطال عدداً من‬ ‫الف�س ��اد‬ ‫ٍ‬ ‫ال�سلوكيات‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫التدخ ��ل ل�صال ��ح مُواط � ٍ�ن عل ��ى‬ ‫‪ .1‬الوا�سط ��ة‪:‬‬ ‫ُواطن �آخر م ��ن دون �أدنى �إلتفاتة �إلى‬ ‫ح�س ��اب م ٍ‬

‫معايير الكفاءَة �أو �أ�صول الإ�ستحقاقات‪.‬‬ ‫‪� .2‬إ�ستغ�ل�ال النف ��وذ‪ :‬الطل ��ب ع ��ن غي ��ر ح ��ق‬ ‫للح�صول عل ��ى �إمتيازات ب�سب ��ب �سطوة النفوذ‬ ‫م ّما ين�سف مبد�أ ال ُم�ساواة بين الجميع‪.‬‬ ‫‪ .3‬نه ��ب المال العام‪ :‬الت�ص� � ّرف ب�أموال الدولة‬ ‫م ��ن �أج ��ل الم�صلح ��ة ال�شخ�صي ��ة وذل ��ك تح ��ت‬ ‫عناوين مُختلفة بهدف تبرير ال�سرقة‪.‬‬ ‫الح�ص ��ول عل ��ى مبل ��غ �إ�ضافي من‬ ‫‪ .4‬الر�ش ��وة‪ُ :‬‬ ‫الم ��ال لتحفيز الموظف عل ��ى القيام بوظيفته‬ ‫�أو ربما من �أجل عدم القيام بواجباته‪.‬‬ ‫‪ .5‬التزوي ��ر‪ :‬التحري ��ف الم ��ادّي �أو المعن ��وي‬ ‫ال ��ذي يُق�ص ��د عمداً م ��ن �أجل ت�شوي ��ه الحقائق‬ ‫بُغية �إحداث �ضرر �أو منفعة لجه ٍة ما‪.‬‬ ‫‪ .6‬المح�سوب َّي ��ة‪ :‬الج ��دار ال ��ذي يُغ ّل ��ب كف ��ة‬ ‫ُو�ص ��ول الأزالم التابعين على ح�ساب الكفوئين‬ ‫الم�ستقلين كما يُ�سهّل بقاءهم مدى ال ُعمر‪.‬‬ ‫‪ .7‬الإبت ��زاز‪ :‬التهدي ��د بتدمي ��ر �شخ� ��ص ما مِ ن‬ ‫خالل الك�شف عن معلومات مُربِكة في حال لم‬ ‫ي�ستجب لبع�ض الطلبات ال ُمحرِجة‪.‬‬ ‫ه ��ذه نب ��ذة ع ��ن الف�س ��اد ال ُم�ست�ش ��ري ف ��ي كل‬ ‫الم�ؤ�س�س ��ات وعل ��ى كل الم�ستوي ��ات وبتغطي ��ة‬ ‫م ��ن كل الفعالي ��ات‪ .‬وما زلنا نق ��ر�أ بين الحين‬ ‫والآخ ��ر ع ��ن دع ��واتٍ ودع ��وات ل ُمكافح ��ة ه ��ذا‬ ‫الف�س ��اد ف ��ي وط � ٍ�ن عرب � ٍ�ي �ص ��د َق في ��ه المث ��ل‬ ‫اللبناني القائل "�س ِّتر عليي تا �س ِّتر عليك"‪.‬‬ ‫ال يوج ��د حاكم واحد ف ��ي دول ٍة واحد ٍة من دول‬ ‫م ��ا يُ�سمى بالعالم الثالث‪ ،‬ي�ستطيع القول ب�أنه‬ ‫قانوني يقب�ضه‬ ‫يعتا� ��ش م ��ع عائلته من معا� � ٍ�ش‬ ‫ٍ‬ ‫م ��ن الدول ��ة في نهاي ��ة كل �شهر‪ .‬م ��ن هنا ي�أتي‬ ‫ال�س ��و�أل البديه ��ي‪ :‬كي ��ف ُنعال ��ج الف�س ��اد؟؟‬ ‫والج ��واب‪ُ :‬نعالج ��ه بال ُمحا�سب ��ة!! تل ��ك‬ ‫ال ُمحا�سب ��ة التي تاهت ف ��ي �أروِقة ال ُمراقبة من‬ ‫مب ��د�أ ال ُمحا�ص�صة‪ .‬بالتالي‪ ،‬بات من ال ُمرتقب‬ ‫�أن نتط� � َّرق في المقال المقبل �إلى مو�ضوع هو‬ ‫الآخ ��ر بديهي‪ :‬ال ُمحا�سب ��ة‪ ...‬و�إلى اللقاء‪ ،‬عبر‬ ‫الأوراق‪...‬‬

‫* متخ�ص�صة في علم النف�س وعلم التنمية الب�شر ّية وحائزة على ماجي�ستير في العلمين‬

‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪89‬‬


P.O.Box: 138, Chelsea, London, SW3 6BH ENGLAND Tel: +44 (0) 20 72861372 Fax: +44 (0) 20 72661479 E-mail: ad-diplomasi@btconnect.com Website: http: //www.ad-diplomasi.com

!

NO RELUCTANCE IN SEEKING HOT ISSUES

No Hesitation In Telling Hard Truth Ad-Diplomasi News Report monthly distributes critical analysis of events in the Arab world and the Middle East, to its subscribers among the top Arab decision makers, government officials, diplomats, journalists and business leaders. Ad-Diplomasi News Report analysis goes beyond the event, to provide the information and assessments needed to understand intelligently what is going on, in the ever changing Middle East political, military and economic scene. Ad-Diplomasi News Report’s writers have an impeccable reputation as experts in Arab affairs and, their work is widely quoted by the international media. Ad-Diplomasi News Report is published from LONDON in Arabic as well as in English by Focus Press (UK) Limited. Founded in 1996. Editor Raymond Atallah.


‫كتاب‬

‫ندى بو حيدر طربيه تعقد قرانها على الحبر وال�شعر‬ ‫"خاتم حبر" يرسم مالمح‬ ‫عاشق مجهول!‬ ‫م��اذا بقي م��ن ال�شعر في زمن الثقافة الرقمية‪ ،‬وم��اذا بقي من الق�صيدة في‬ ‫زم��ن النظْ ��م الفاي�سبوكي الم�سط��ح البعيد م��ن الأوزان والمعاني وقواعد‬ ‫اللغة؟!‬

‫غالف كتاب‬ ‫"خاتم حبر"‬

‫اللبنانية‪.‬‬ ‫ال يختل ��ف "خات ��م حبر" عم ��ا �سبقه م ��ن دواوين‬ ‫�س ��وى بال�شكل والت�صمي ��م‪ ،‬و�إن حافظت ال�شاعرة‬ ‫ب ��و حي ��در عل ��ى �أ�سلوبه ��ا المر ّم ��ز ف ��ي مخاطبة‬ ‫الحبيب‪ ،‬الذي ت�ستولده من رحم الري�شة والحبر‪.‬‬ ‫وه ��ي المخطوبة عل ��ى ما تقول ف ��ي مقدمة كتابها‬ ‫لعري�س من ورق‪:‬‬ ‫"بنت الأمير البابها مقفول ‪ /‬العا�شق �إذا بيروح‬ ‫يطلبها‬ ‫معق ��ول يخطبها بدهب م�شغول‪ /‬وخواتم الألما�س‬ ‫تعجبها‬ ‫لكن عرو� ��س ال�شعر م�ش معق ��ول‪� /‬إال بخاتم حبر‬ ‫يخطبها‪.‬‬ ‫م ��ن هن ��ا‪ ،‬ت�ضع ندى بو حي ��در قارئه ��ا �أمام حالة‬ ‫ملتب�سة من الحب‪ .‬حالة تحميها من �إلقاء القب�ض‬ ‫عليه ��ا بالجرم الم�شهود‪ ،‬مع عا�شق من لحم ودم‪.‬‬ ‫فبطلها ال�شع ��ري‪ ،‬هو بطل خيالي‪ ،‬ل ��ه موا�صفات‬ ‫خارجة ع ��ن الأر�ض وعن الزم ��ن‪ ،‬وعن الم�ألوف‪.‬‬ ‫وهي هنا في "خاتم حبر" ال تعي�ش حالة الحب في‬ ‫الواقع‪ ،‬كما تعي�شها في ال�شعر‪( .‬هكذا �ص ّرحت في‬ ‫لقاء �صحافي �سابق)‪:‬‬ ‫ ف�أنا في ال�شعر �أنف�ص ��ل عن ذاتي‪ ،‬وعن واقعي‪.‬‬‫و�إال �س�أعج ��ز عن كتابة ال�شعر‪ .‬ف�أنا حين �أقول في‬ ‫كتابي "مراية من ورق"‪ْ (( :‬قبال المراية �صورتي‬ ‫ع ��م ب ْلمحا‪ /‬مت ��ل الك�أ ّنا خيال بلحظ ��ة ا ْن�سرق‪ /‬ال‬ ‫قادرة عنها دموعي �إم�سحا‪ /‬وال ُ�ض ّم عا�شق ّ‬ ‫دق عا‬ ‫ْبوابا َوم َر ْق‪ /‬و ُب ْكرا متى َف ْر ِطت حبوب الم�س ْبحة‪/‬‬ ‫مد َبح ال ُعمر ْاح َت َر ْق‪ /‬بكل المرايا‬ ‫و�شمع ال�سهر عا ْ‬ ‫ّ‬ ‫وج ��ي عالمراية ا ْلمِ نْ‬ ‫�صورت ��ي رح ِت ْنمحا‪ /‬وبي�ضل ّ‬ ‫ْ‬ ‫ورق))‪� .‬ستكت�ش ��ف ك ��م �أن �ص ��ورة العا�شق ��ة ف ��ي‬

‫�شع ��ري ه ��ي �إم ��ر�أة م ��ن ورق‪ ،‬ومر�آتها م ��ن ورق‪،‬‬ ‫وعالمها من ورق!‬ ‫يق ��ول ال�شاع ��ر الفرن�س ��ي �ستيف ��ان ماالرمي ��ه‪�" :‬إنّ‬ ‫�أرق ��ى �أن ��واع ّ‬ ‫ال�شع ��ر هو ال ��ذي ال يرقى �إلي ��ه الفهم‬ ‫وال�صبر والمعاناة‬ ‫�س ��وى ب�ضرب باهظ من ال� � ّذكاء ّ‬ ‫والمكاب ��دة"‪ .‬ولكن ه ��ل الترميز ف ��ي ال�شعر يخدم‬ ‫ال�شاع ��ر ويقرب ��ه م ��ن قارئ ��ه؟! يب ��دو �أن محرمات‬ ‫الع�شق المبا�شر‪ ،‬ين�سحب حتى على �أكثر ال�شاعرات‬ ‫تح ��رر ًا في ال�ش ��رق‪ ،‬و�أن ورقة التي ��ن حا�ضرة تحت‬ ‫الطل ��ب في كل ق�صيدة تجر�ؤ عل ��ى البوح‪ ،‬لت�ستر ما‬ ‫يمك ��ن �أن يخد�ش ذكورة م�سيط ��رة حتى على باطن‬ ‫الأنث ��ى‪ ،‬و�إن ل ��م توافق ن ��دى بو حيدر عل ��ى فر�ضية‬ ‫الحظر الذكوري عل ��ى ق�صائدها‪ .‬فهي حين تكتب‪،‬‬ ‫تتح ��رر من جمي ��ع الأ�شي ��اء‪ ،‬ومن جمي ��ع الحواجز‬ ‫والقي ��ود‪( ،‬عل ��ى ما ت�ص ��رح ب ��ه تك ��رار ًا للمقربين‬ ‫منه ��ا) ف�سقفه ��ا مفت ��وح �إل ��ى �آخر مدى ف ��ي حرية‬ ‫الو�ص ��ف والتعبير‪ .‬وهي بالتالي ال تميل �إلى الو�صف‬ ‫الج�سدي المبا�شر‪ ،‬بقدر ميلها �إلى مخاطبة الع�شق‬ ‫الروحي‪ ،‬المرتبط برمزية ج�سدية غير مبا�شرة‪:‬‬ ‫"ولو �شفتن ��ي ْب ِوج الهوا َع ْم لوح‪َ /‬‬ ‫و�ش َّم ْيت ريحه من‬ ‫ِ�ش ِعر كتْبي‬ ‫تبق ��ى تَ �إ�صبح نا َيك المج ��روح‪�ْ /‬س ِرقني متل طفل‬ ‫و�س َرق لع ِبه‬ ‫َ‬ ‫وخزق حجابي قد ما م�سموح‪ّ /‬‬ ‫ِّ‬ ‫وفك ال ِع َقد ُقط ِبه ورا‬ ‫ُقط ِبه" (�صفحة ‪.)11‬‬ ‫الجدي ��ر ذك ��ره هن ��ا �أن ندى ب ��و حي ��در‪� ،‬أجمع على‬ ‫التنوب ��ه ب�شعره ��ا كب ��ار ال�شع ��راء والنق ��اد‪� ،‬أمثال‪:‬‬ ‫جورج جرداق‪ ،‬مو�سى زغيب‪� ،‬سهيل مطر وغيرهم‪.‬‬ ‫وح ��ازت الميدالي ��ة الذهبي ��ة في برنام ��ج "ا�ستديو‬ ‫الفن" عن فئة ال�شعر‪ ،‬في العام ‪2002- 2001‬‬

‫بيروت ‪ -‬جوزف قرداحي‬ ‫مغام ��رة كبي ��رة‪ ،‬ال ب ��ل �شجاعة يجب‬ ‫التنوي ��ه به ��ا حين يج ��ر�ؤ ال�شاع ��ر �أو‬ ‫الكات ��ب عل ��ى الإ�ستمرار في �إ�ص ��دار كتب لقارىء‬ ‫ي�صرف ثلث وقته �أمام ال�شا�شة متابع ًا الم�سل�سالت‬ ‫التركي ��ة‪� ،‬أو �أم ��ام �شا�ش ��ة الكومبيوت ��ر باحث ًا عن‬ ‫�أخب ��ار م�ؤخرة كيم كاردي�شي ��ان �أو ف�ضائح باري�س‬ ‫هيلتون �أو الليدي غاغا وغيرهن‪.‬‬ ‫يرى ال�شاعر والروائي المك�سيكي �ساندرو كوهين‪،‬‬ ‫�أنّ ّ‬ ‫ال�شعر هو مر�آة ال ّروح في النف�س الب�شرية‪ .‬يعمل‬ ‫عل ��ى تنقية ما علق بها من �صد�أ و�أحزان وخيبات‪.‬‬ ‫ويجعلها ت�شعر بالحنين �إلى الحياة الأولى الحالمة‬ ‫الخالي ��ة م ��ن � ّأي �أثر للت ّي ��ارات المادية التي طغت‬ ‫وطبعت هذا الع�صر"‪.‬‬ ‫كان ال�شعر في وقت قريب ُي�سمع و ُيقر�أ ب�شغف ومن‬ ‫خالل و�سائل عدة‪ ،‬قبل الثورة الرقمية التي ق�ضت‬ ‫عل ��ى مختل ��ف الفن ��ون الإبداعي ��ة وف ��ي مقدّمتها‬ ‫ّ‬ ‫ال�شع ��ر‪ .‬وبغ�ض النظر عم ��ا ن�سمعه اليوم من �شعر‬ ‫غنائ ��ي تقلي ��دي‪ ،‬ف� ��إن ال�شعر المحك ��ي �أ�صبح في‬ ‫دائ ��رة الخطر‪ ،‬ومغامر من يحت ��رف �صناعته في‬ ‫�أيامنا هذه‪.‬‬ ‫م ��ن ه� ��ؤالء المغامري ��ن �أو بالأح ��رى المغامرات‪،‬‬ ‫ال�شاع ��رة ندى بو حيدر طربيه الت ��ي �أ�صدرت �إلى‬ ‫الي ��وم �أربع ��ة دواوي ��ن �شعرية‪�" :‬صرخ ��ة �صمت"‪،‬‬ ‫"عطر الندى"‪" ،‬مراية من ورق" و�أخير ًا "خاتم‬ ‫حبر" الذي �ض ��م مجموعة مختارة من ق�صائدها‬ ‫كانت قد �ألقتها في منا�سب ��ات متعددة‪ ،‬ومنها في‬ ‫برنامجه ��ا الزجل ��ي ال�شهير "�سهري ��ة و�أوف" مع‬ ‫ال�شاع ��ر مو�س ��ى زغيب عب ��ر قن ��اة "الأو تي في"‬

‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪91‬‬


‫بقلم جوزف قرداحي‬

‫الموقف الثقافي‬

‫الكوميديا اللبنانية‬ ‫تلفظ أنفاسها األخيرة!‬ ‫بي ��ن الم�س ��رح والتلفزي ��ون‪ ،‬تختل ��ف الكوميدي ��ا‬ ‫ب�إختالف المناخ والتعبي ��ر والو�سيلة‪ .‬ولعل �أ�صعب‬ ‫ما تواجهه الن�صو�ص الكوميدية هي تلك الم�شغولة للكاميرا‬ ‫التلفزيوني ��ة ذات التعقي ��دات الت ��ي تب ��د�أ بالتقني ��ات وتنته ��ي‬ ‫"بالمح�سو�سي ��ات" المفق ��ودة ف ��ي البالت ��وه‪ ،‬والمتوافرة بقوة‬ ‫وحرارة على خ�شبة الم�سرح‪ .‬وربما من هنا كان تف ّوق الم�سرح‬ ‫ف ��ي الكوميدي ��ا‪ ،‬الذي �شه ��د في بداية نه�ضة بي ��روت الثقافية‬ ‫�أعم ��ا ًال لقيت النج ��اح الكبير‪ ،‬لم تعرفه �شا�ش ��ة التلفزيون‪� ،‬إال‬ ‫بن�سب قليلة و�أعمال منتقاة بعناية‪.‬‬ ‫وق ��د واجه ��ت الأعم ��ال الكوميدي ��ة التلفزيوني ��ة المحلي ��ة‪،‬‬ ‫التحدي ��ات الكبرى على �صعيد الأف ��كار والن�صو�ص والت�أليف‪،‬‬ ‫تج�س ��دت بالغ ��زو الكومي ��دي الخارج ��ي‪� ،‬سواء‬ ‫وه ��ي تحدي ��ات ّ‬ ‫عل ��ى �صعي ��د الأعم ��ال ال�سوري ��ة الم�شغول ��ة بحرفي ��ة و�إبتكار‪،‬‬ ‫�أو عل ��ى �صعي ��د الكوميدي ��ا الغربي ��ة‪ ،‬المتم ّثل ��ة بـ"ال�سيتك ��وم"‬ ‫الأميرك ��ي‪ ،‬والتي �أحدثت عق ��دة كبيرة لدى كتابنا المحليين‪،‬‬ ‫فلج� ��أ العدي ��د منه ��م الى الإقتبا� ��س والترجم ��ة او التقليد‪ ،‬ما‬ ‫�أفقده ��ا الكثي ��ر م ��ن زخمه ��ا الناب� ��ض باللمح ��ات المقت�ص ��رة‬ ‫عل ��ى بيئته ��ا الخا�ص ��ة‪ ،‬م ��ن لهج ��ة ولغ ��ة وجغرافي ��ا وثقاف ��ة‬ ‫ف ��ي ف ��ن ال�ضحك ��ة‪� .‬سيم ��ا و�أن ف ��ن الكوميديا‪ ،‬ه ��و تماماً كفن‬ ‫الكاريكات ��ور‪ ،‬ال ��ذي غالباً ما يعجز عن فهم ��ه �سوى المعنيين‬ ‫المبا�شري ��ن‪ ،‬وخ�صو�صاً �إذا ما ت�ضمن ه ��ذا الكاريكاتور تعليقاً‬ ‫بمفردات محلية �صرفة‪.‬‬ ‫والم� ��أزق ال ��ذي تعاني ��ه الكوميدي ��ا اللبنانية‪ ،‬هو م� ��أزق الن�ص‬ ‫والح ��وار والموق ��ف‪ .‬وه ��و م ��ا ن�شه ��ده ف ��ي معظ ��م الأعم ��ال‬ ‫الكوميدي ��ة‪� ،‬سواء المنتجة في العقود المن�صرمة �أو الأكثرها‬ ‫حداث ��ة ومنه ��ا‪" :‬غنوج ��ة ب ّي ��ا" عل ��ى �شا�ش ��ة "الأل ب ��ي �سي" و‬ ‫"�إذا حكم ��وا الن�س ��وان" عل ��ى "الني ��و ت ��ي في"‪ ،‬حي ��ث مواقف‬ ‫الإ�ضح ��اك �سطحية في "غالبها"‪ ،‬تغيب عنها اللمحة الذكية‪،‬‬ ‫وتطغ ��ى عليه ��ا المبالغ ��ات التهريجي ��ة غي ��ر المنطقي ��ة‪ .‬وهو‬ ‫م� ��أزق ين�سح ��ب عل ��ى كاف ��ة الأعم ��ال المحلي ��ة‪ ،‬ب�سب ��ب غي ��اب‬ ‫الإخت�صا�ص‪ ،‬وهيمنة الإحتكار‪.‬‬ ‫غي ��ر �أن �أخط ��ر ان ��واع الكتاب ��ة التلفزيوني ��ة‪ ،‬ه ��ي الكتاب ��ة‬ ‫الكوميدية‪ ،‬التي تحتاج (ومن دون �إنتقا�ص من �أحد) �إلى �أهل‬ ‫�إخت�صا� ��ص في فن الإ�ضح ��اك ال�ساخر‪ ،‬وفي ف ��ن الكاريكاتور‪،‬‬

‫‪90‬‬

‫العدد ‪� - 19‬أيار (مايو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫م ��ن الذي ��ن يتنف�سون فناً �ساخ ��راً‪ ،‬وي�شربون مواق ��ف �إنتقادية‬ ‫الذع ��ة‪ ،‬في حياته ��م اليومية‪ .‬حيث ف ��ن ال�سخرية هو خبزهم‬ ‫اليومي و�شغلهم ال�شاغل‪.‬‬ ‫ول�س ��ت �أك�ش ��ف �س ��راً‪� ،‬إذا ما ذك ��رت و�أك ��دت‪� ،‬أن وراء �أكثر �أعمال‬ ‫"ال�ستكوم" الأميركية نجاحاً ورواجاً في العالم‪ ،‬فريق طويل‬ ‫عري�ض من الكاريكاتوريي ��ن‪ ،‬والكتاب ال�ساخرين‪ ،‬والمعلقين‬ ‫الالذعي ��ن‪ ،‬وغيره ��م الع�ش ��رات م ��ن �أ�صح ��اب المواه ��ب‬ ‫الكوميدية‪ ،‬الذين يتبادل ��ون الأفكار‪ ،‬وي�ستعر�ضون المواقف‪،‬‬ ‫لينتخب ��وا منه ��ا زبدته ��ا الخال�ص ��ة وال�صافي ��ة‪ ،‬حي ��ث ت�ص ��ل‬ ‫اللمحة ال�ساخرة الى الم�شاهد با�سلوب �سريع‪ ،‬ذكي‪ ،‬وخاطف‪،‬‬ ‫وبعيداً من تهريج الممثل‪.‬‬ ‫وف ��ي نظ ��رة �سريعة الى "غنوجة بيا" الذي طرح فكرة جديدة‬ ‫وذكي ��ة ف ��ي "ال�سيتك ��وم" المحل ��ي‪ ،‬ومحوره ��ا الإبن ��ة الوحيدة‬ ‫الغنوج ��ة الت ��ي ال ُيرد لها طلب� �اً‪ ،‬تلعبها ريت ��ا بر�صونا بموهبة‬ ‫ت�ستح ��ق التوق ��ف عنده ��ا‪ ...‬نكت�ش ��ف �أن الفكرة عل ��ى �أهميتها‪،‬‬ ‫�إفتق ��رت ال ��ى المواقف الحواري ��ة المكثف ��ة‪ ،‬والمخت�صرة‪ ،‬ذات‬ ‫القف�ش ��ات الذكي ��ة‪ ،‬والت ��ي ت�شد اليه ��ا �إنتباه المتف ��رج من دون‬ ‫عن ��اء التفتي� ��ش ع ��ن مكام ��ن ال�ضحك ��ة وم�سبباته ��ا‪ .‬وه ��و �أمر‬ ‫ين�سح ��ب بالتالي على حوارات �إذا "حكموا الن�سوان" المعقودة‬ ‫على موهب ��ة الكوميدي الفذ منير ك�سرواني‪ .‬حيث وقع كاتب‬ ‫الن� ��ص ف ��ي فخ "البالت ��وه" التلفزيوني المختل ��ف تماماً عن‬ ‫المناخ الم�سرحي‪ ،‬عرين منير ك�سرواني ومملكته ب�إمتياز‪.‬‬ ‫المفارق ��ة �أن ع ��دداً قلي�ل� ً‬ ‫ا م ��ن كتابن ��ا المحليي ��ن‪� ،‬أدرك ه ��ذا‬ ‫الف ��ارق ما بين المناخين الم�سرح ��ي والتلفزيوني‪ ،‬ف�إ�ستدرك‬ ‫الوق ��وع ف ��ي ف ��خ رتاب ��ة الكامي ��را الب ��اردة‪ ،‬ومنه ��م عل ��ى �سبيل‬ ‫المث ��ال والتنوي ��ه والإن�ص ��اف‪ :‬الكات ��ب انطوان غن ��دور‪ ،‬الذي‬ ‫�أعطى الم�سرح كما التلفزيون �سل�سلة من االعمال الكوميدية‪،‬‬ ‫�شكل ��ت منعطفاً في م�سار الكوميديا اللبنانية‪ ،‬لإعتمادها على‬ ‫"المحلي ��ة" ال�صرفة‪ ،‬كابتكار ال�شخ�صيات النمطية‪ ،‬ونب�شها‬ ‫م ��ن الت ��راث المحل ��ي‪ ،‬مث ��ل‪�" :‬أخ ��وت �شاني ��ه" و"برب ��ر �آغ ��ا"‬ ‫و"دويك يا دويك" و"�شباب بيروت ‪ "70‬وغيرها‪.‬‬ ‫يبق ��ى �أن نق ��ول‪� :‬أن "الكوميديا" التي ال تخرج من بيئتها هي‬ ‫تمام ��ا" مث ��ل الم�أك ��والت المعلبة‪ ،‬تفتق ��د ال ��ى "فيتاميناتها"‬ ‫الكاملة!‬


‫مجموعة كبيرة من كاميرات الت�صوير قديمة العهد وجانب من المكتبة‬

‫بيروت ‪ -‬مازن مجوز‬ ‫"و�س ��ام الخل ��ود الفرن�س ��ي ل ��م تمنحه‬ ‫الدولة الفرن�سية عن عبث لثالثة عمالقة‬ ‫في عالم المو�سيقى وهم‪ :‬فريديريك فرن�سوا �شوبان‪،‬‬ ‫ولودفي ��غ ف ��ان بيتهوفن‪ ،‬وفري ��د الأطر� ��ش"‪ ،‬عبارة‬ ‫ي�ستقبل ��ك به ��ا اللبنان ��ي وليد خوي�ص من ��ذ اللحظة‬ ‫الأول ��ى لدخولك مكتبته‪ ،‬لتكت�ش ��ف الحق ًا �أنه م�ؤمن‬ ‫بف ��ن الأطر�ش حت ��ى الع�شق‪ ،‬ع�ش ٌق دف ��ع بالعديد من‬ ‫�أ�صدقائه �إلى �إعتبار فئة دمه هي‪" :‬فريد االطر�ش"‪.‬‬ ‫الق�صة ب ��د�أت في العام ‪، 1986‬عندم ��ا دعي برفقة‬ ‫�صديقي ��ن له ‪ -‬يوم كان ميخائيل غوربات�شوف رئي�س ًا‬ ‫للإتح ��اد ال�سوفيات ��ي – �إل ��ى ح�ضور �ألع ��اب مو�سكو‬ ‫االولمبية حيث �سنحت له الفر�صة ح�ضور عر�ض في‬ ‫م�سرح "البول�شوي" (�أي الم�سرح الكبير بالرو�سية)‬ ‫وال ��ذي يعتب ��ر �أروع م�س ��رح ورمز تاريخ ��ي من رموز‬ ‫الثقاف ��ة و الف ��ن ف ��ي العا�صم ��ة الرو�سي ��ة‪ُ ،‬قدِّ م ��ت‬ ‫خالل ��ه مقطوع ��ات مو�سيقية ل"يوه ��ان �سيبا�ستيان‬ ‫باخ" ولودفي ��غ فان بيتهوفن و"يا زه ��رة في خيالي"‬ ‫للمو�سيقار الراحل فريد االطر�ش‪.‬‬ ‫وي�ستذكر خوي� ��ص‪" :‬فوجئت بع ��زف "�ساعة بقرب‬ ‫الحبي ��ب" وب "ن ��ادي عليك" لفرقة ع ��دد �أفرادها‬ ‫‪ 120‬عازف� � ًا‪ ،‬دٌه�ش ��ت وبكيت‪ ،‬ف�أن ��ا اللبناني العربي‬ ‫�أ�ستم ��ع م ��ن ه ��ذه الفرق ��ة ال�ضخم ��ة ال ��ى فريد في‬ ‫عا�صمة �أجنبية"‪.‬‬ ‫وما �أن بد�أت الإ�ستراحة حتى دخل من خلف ال�ستارة‬ ‫وتح ��دث �إلى قائد الفرقة وع ّرفه عن نف�سه‪ .‬ففوجئ‬ ‫ب�أن ��ه �سوفيات ��ي ُيد ّر�س في جامع ��ة مو�سكو مو�سيقى‬ ‫فريد الأطر�ش وريا�ض ال�سنباطي و�ألحان الرحابنة‪.‬‬ ‫"لقد �شعرت بفخر كبير يومها لأن الغرب �أخذ منا‬ ‫ولم ن�أخذ نحن منه‪ ،‬و�إزددت فخر ًا عندما عرفت �أن‬ ‫العازف العالمي "بور�شال" يعزف لفريد االطر�ش"‪،‬‬

‫خوي�ص وتبدو خلفه المكتبة الكال�سيكية ال�ضخمة‬

‫يو�ضح �إبن بلدة بتاتر الجبلية (ق�ضاء عاليه)‪.‬‬ ‫وما هي �إال �أيام قليلة حتى قرر خوي�ص �إحياء التراث‬ ‫العرب ��ي ب�إقامة "مكتبة المو�سيق ��ى العربية" له�ؤالء‬ ‫الم�شاهي ��ر‪" ،‬الذي ��ن يتغن ��ى بهم العال ��م على عك�س‬ ‫م ��ا ن�شه ��ده اليوم م ��ن كليب ��ات ال عالقة له ��ا بالفن‬ ‫اال�صيل"‪ ،‬فكان �أن با�شر بها بعد عودته �إلى لبنان في‬ ‫العام نف�سه‪ ،‬حام ًال معه ‪� 16‬إ�سطوانة لفريد الأطر�ش‬ ‫من مو�سكو و‪ 12‬من تركيا و‪ 3‬من �أندوني�سيا وواحدة‬ ‫من كل من فرن�سا و�إ�سبانيا وال�سويد‪.‬‬ ‫كيف ال وه ��و من ع�شق �أ�سمه ��ان وفريد ومحمد عبد‬ ‫الوه ��اب م ��ن �أيام طفولت ��ه‪ ،‬وترعرع ف ��ي بيت يهوى‬ ‫الطرب الأ�صيل!‪.‬‬ ‫"رح ��م اهلل فري ��د الأطر� ��ش ومحم ��د عب ��د الوهاب‬ ‫ومحمد عبد المطلب وعبد الحليم حافظ و�أم كلثوم‬ ‫الذين قدموا ع�صر ًا ذهبي ًا لن يتكرر"‪ ،‬يرى �صاحب‬ ‫المكتب ��ة الذي �إخت ��ار البدء ب"تجمي ��ع" �إ�سطوانات‬ ‫فريد الأطر�ش ل�شهرته عربي ًا وعالمي ًا‪ ،‬ومن ثم �إت�سع‬ ‫الم�ش ��روع لير�صد تاريخ المو�سيق ��ى العربية‪ ،‬متخذ ًا‬ ‫من �صالون الإ�ستقبال ف ��ي دارته في بلدة ال�شويفات‬ ‫( ق�ضاء عاليه) مركز ًا لها‪.‬‬

‫�إنطلقت المكتبة بمجموعات فريد‬ ‫االطر�ش ل�شهرته عربياً وعالمياً‪ ،‬ومن ثم‬ ‫�إت�سع الم�شروع لير�صد تاريخ المو�سيقى‬ ‫العربية‪ ،‬متخذاً وليد خوي�ص من �صالون‬ ‫الإ�ستقبال في دارته في محلة ال�شويفات‬ ‫( ق�ضاء عاليه) مركزاً لها‬

‫وحت ��ى الي ��وم ق�ض ��ى خوي� ��ص ‪ 28‬عام ًا ف ��ي البحث‬ ‫والتفتي�ش عن مو�سوعات للمو�سيقى العربية وروادها‬ ‫وفنانين برعوا في ت�أليفها وت�أديتها‪ .‬حتى باتت ت�شمل‬ ‫مكتبت ��ه تاريخ� � ًا لتطور المو�سيق ��ى العربية في كافة‬ ‫مراحله ��ا‪ ،‬حيث �أن الزائر يحظ ��ى بفر�صة الإ�ستماع‬ ‫وب�ش ��كل مجان ��ي �إلى �أغان ��ي مطربي ��ن راحلين ربما‬ ‫لأول م ��رة‪ ،‬كال�شابة العراقية زهور ح�سين العراقية‪،‬‬ ‫والفنان والملح ��ن التون�سي �صادق ثري ��ا‪ ،‬وال�شاعرة‬ ‫الم�صرية عايدة ال�شاعر‪.‬‬ ‫يبه ��رك و�أن ��ت تتج ��ول ف ��ي �أرج ��اء المكتب ��ة الك ��م‬ ‫الهائل من الإ�سطوانات العربي ��ة المعرو�ضة للزوار‪،‬‬ ‫والت ��ي �أك�سب ��ت المكتبة �أهمية لم ��ا تحتويه من �آالف‬ ‫الت�سجي�ل�ات والمئ ��ات م ��ن القطع الن ��ادرة لعمالقة‬ ‫المو�سيقى العربية والغناء العربي‪.‬‬ ‫ويق ��ول خوي� ��ص ف ��ي حدي ��ث �إلى"�أ�س ��واق العرب"‪:‬‬ ‫"قمنا بتنظي ��م الإ�سطوانات بدقة‪ ،‬وح�سب الأنواع‬ ‫والمراح ��ل حت ��ى باتت ت�ش� � ّكل مرجع� � ًا ل ��كل لبناني‬ ‫وعربي يبح ��ث ع ��ن �إ�سطوانة نادرة لمط ��رب عربي‬ ‫راح ��ل �أو ال يزال على قيد الحي ��اة‪ .‬ك�أ�سمهان و�سيد‬ ‫م ��كاوي و�سي ��د دروي� ��ش وفي ��روز و�شادي ��ة وغيرهم‬ ‫كثيرون وروائعهم الغنائية �أكثر"‪.‬‬ ‫ولي ��د خوي� ��ص وعقيلته ن ��ورا و�أوالده حم ��ادة و�أدهم‬ ‫و�إياد و�إبنته ميرنا حيدر‪ ،‬ي�ؤلفون نقابة فنية م�صغرة‬ ‫نظامها الداخلي �إ�ستقبال كل من يع�شق ويحافظ على‬ ‫الفن القديم‪ ،‬معتمدين في م�شروعهم على جهودهم‬ ‫ال�شخ�صية من دون �أن يتوخوا ربح ًا وتجارة‪.‬‬ ‫وع ��ن ذل ��ك ت�ؤك ��د عقيلت ��ه‪" :‬كن ��ت �سعي ��دة بتحول‬ ‫�شغ ��ف ولي ��د بالمو�سيق ��ى �إل ��ى هواي ��ة جمع م ��ا ندر‬ ‫م ��ن اال�سطوان ��ات حتى تح� � ّول منزلنا ال ��ى ما ي�شبه‬ ‫المتح ��ف‪ ،‬فجدرانه تحتله ��ا �إحدى �أكب ��ر المكتبات‬ ‫المو�سيقي ��ة ف ��ي العال ��م العرب ��ي‪ ،‬تح ��وي كل االرث‬ ‫المو�سيق ��ي والغنائي العربي منذ ع�صر النه�ضة‬ ‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪93‬‬


‫فنون‬

‫ح�ضر عر�ضاً مو�سيقياً في مو�سكو فعاد �إلى لبنان مع حلم كبير‬

‫يؤرخ تطور الموسيقى العربية‬ ‫وليد خويص ّ‬ ‫في مكتبة!‬ ‫تعتب��ر المو�سيق��ى دواء للنف���س‪" ،‬فم��ن حَ �زِنَ فلي�ستمع �إل��ى الأ�ص��وات الطيبة‪ ،‬ف ��إن النف�س‬ ‫�إذا حزن��ت خم��د نوره��ا‪ ،‬و�إذا �سمع��ت م��ا يُطربه��ا �إ�شتع��ل فيها ما خم��د"‪ ،‬يق��ول �أفالطون‪.‬‬ ‫هي لغة عالمية تخاطب ال�شعور مع الوجدان وت�شكّ ل حلقة الربط بين الروح والإح�سا�س؛ ربطٌ‬ ‫ت�شع��ر ب��ه عند زيارتك "مكتبة المو�سيقى العربية" في بل��دة ال�شويفات اللبنانية التي تنقلك من‬ ‫دون �إ�ستئ��ذان �إل��ى حيِّز �آخر من الوجدان والخيال عبر مو�سيق��ى ت�صويرية خالبة و�أغان طربية‬ ‫�أ�صيلة جمعها بجهد خا�ص وليد خوي�ص‪.‬‬ ‫وليد خوي�ص امام متحف الآالت ال�سمعية والب�صرية والت�صوير ال�سينمائي النادرة‬

‫‪92‬‬

‫العدد ‪� - 19‬أيار (مايو) ‪٢٠١4 -‬‬


‫فنون‬

‫خوي�ص و�إلى جانبه جهازي راديو يعودان �إلى �أربعينات القرن الما�ضي‬

‫جانب من مكتبة المو�سيقى العربية‬

‫خوي�ص وخلفه مجموعة من الدروع التقديرية‬

‫وحتى يومنا هذا"‪.‬‬ ‫�أم ��ا حم ��اده في�شرح‪�" :‬أق ��وم اليوم ب�أر�شف ��ة كل هذه‬ ‫اال�ص ��وات‪� ،‬أعيد "منتجته ��ا" في �إ�ستدي ��و خ�ص�ص‬ ‫للغاي ��ة عب ��ر تقنيات متط ��ورة ومنه ��ا "الديجيتال"‪،‬‬ ‫نظ ��ر ًا �إل ��ى ع ��دم تمك ��ن الم�ستم ��ع م ��ن الإ�ستمتاع‬ ‫باالج ��واء المو�سيقية عبر تقنية الأ�سطوانات"‪ ،‬الفتا‬ ‫�إل ��ى �أن "هدفنا ه ��و �إحياء الطرب العرب ��ي الأ�صيل‬ ‫وتكري ��م فنانين قدموا الكثي ��ر ولم ي�أت على ذكرهم‬ ‫�أحد‪ ،‬فالزائر ي�شعر وك�أنهم بيننا �أثناء �إ�ستماعه �إلى‬ ‫�أ�صواتهم" ‪.‬‬ ‫وفي مبادرة فردية ي�ضيف حماده على المنزل متحف ًا‬ ‫�آخ ��ر يح ��وي كل الآالت ال�سمعي ��ة والب�صري ��ة الت ��ي‬ ‫�إ�ستخدم ��ت في ت�سجيل و�سم ��اع الأغاني والمو�سيقي‬ ‫والت�صوير ال�سينمائ ��ي منذ العام ‪ 1880‬وحتى يومنا‬ ‫هذا‪ .‬وجميعها ال تزال تعمل‪.‬‬ ‫بدوره �إياد الذي يعمل في �أو�ستراليا ويتنقل بين دولة‬ ‫و�أخرى‪ ،‬فيحر�ص على �إغناء هذه المكتبة المتجددة‬ ‫دائم ًا‪.‬‬ ‫وف ��ي ‪ 1‬كان ��ون الأول (دي�سمب ��ر) ‪ 2012‬ت ��م �إفتت ��اح‬ ‫المكتب ��ة برعاي ��ة رئي� ��س بلدي ��ة ال�شويف ��ات ملح ��م‬ ‫ال�سوقي وعدد م ��ن ال�شخ�صيات ال�سيا�سية والفكرية‬ ‫والر�سمي ��ة‪ ،‬حي ��ث ُوزع عل ��ى الح�ضور كت ��اب بعنوان‬ ‫"مكتب ��ة المو�سيقى العربية" وه ��و من �إعداد وتوثيق‬ ‫حماده خوي� ��ص‪ ،‬فكانت �أن نال ��ت محتويات المكتبة‬ ‫من �أعمال و�آثار فنية نادرة �إعجاب الجميع‪.‬‬ ‫وما ي�ستوقفك في الكتاب �أنه يقدم لمحة �سريعة عن‬ ‫‪ 142‬فنان ًا قام حماده بعملية "فلتري�شن" �أو "فلترة"‬ ‫لإ�سطواناتهم‪ ،‬ونقل �أ�صواتهم �إلى نظام الديجيتال‪،‬‬ ‫ال ��ذي يتم الإحتفاظ به على "الهارد دي�سك" تح�سبا‬ ‫لأي طارىء وهذا ما �شكل العمود الفقري للمكتبة‪.‬‬ ‫وبالع ��ودة ال ��ى الم�ص ��ادر‪ ،‬يب ��رز ح�ص ��ول خوي� ��ص‬ ‫م ��ن �شركة "�أودي ��ون" ‪ -‬وهي مكتب ��ة تراثية قديمة‬

‫و�أول م ��ن طب ��ع �إ�سطوان ��ات في الع ��ام ‪ - 1905‬على‬ ‫�إ�سطوانات منوعة‪.‬‬ ‫وم ��ا يميز تل ��ك الفت ��رة �أن الإ�سطوانة فيه ��ا كانت ال‬ ‫ت�سع لأكثر من خم�س دقائ ��ق للت�سجيل‪ ،‬ما عمل على‬ ‫تطوير الأدوار وبد�أ في ذلك الوقت التجلي في الغناء‬ ‫ال ��ذي كان �سائداً منذ ‪ 1880‬يق ��ل ب�سبب ق�صر وقت‬ ‫الت�سجيالت‪ .‬وم ��ن ناحية �أخرى بد�أ الإهتمام بكتابة‬ ‫النوت ��ة المو�سيقية حيث كانت �ش ��ركات الإ�سطوانات‬ ‫ت�ستحوذ على �ألحان مطربيها وحقوق طبعها وبيعها‪.‬‬ ‫وتوج ��د �أي�ض� � ًا مكتب ��ة كال�سيكي ��ة �ضخم ��ة تحت ��وي‬ ‫على اه ��م �أعم ��ال بتهوفن وب ��اخ وم ��وزارت و�شوبان‬ ‫وت�شايكوف�سكي والكثير غيرهم‪.‬‬ ‫ورد ًا على �س�ؤال يجيب خوي�ص‪" :‬في ثالثينات القرن‬ ‫الما�ض ��ي ن�ش� ��أت "الطقطوقة" المتقدم ��ة وظهر في‬ ‫ذل ��ك الوقت محمد عب ��د الوهاب و�أم كلث ��وم وفريد‬ ‫الأطر� ��ش‪ ،‬وب ��د�أت الأغنية تحل مح ��ل "الطقطوقة"‬ ‫الت ��ي ن�ش�أت م ��ن �أغاني الأف ��راح بعد نهاي ��ة الحرب‬ ‫العالمي ��ة الأول ��ى‪ ،‬و�إنته ��ى عه ��د "التخ ��ت" وتطور‬ ‫ال ��ى الأورك�ست ��را‪ ،‬وزاد ع ��دد عازفي الكم ��ان‪ ،‬وبرع‬ ‫ملحن ��ون مث ��ل زكري ��ا احم ��د و�صالح عب ��د الحي"‪،‬‬

‫م�شي ��ر ًا �إل ��ى �أن ��ه �آن ��ذاك "�أ�صب ��ح ل ��كل مقطع من‬ ‫الأغنية مو�سيق ��اه الخا�صة به وايقاع ��ه حتى و�صلت‬ ‫ال ��ى االغنية الكامل ��ة ‪.‬وظهرت �إلى جان ��ب �أم كلثوم‬ ‫مطربات مثل فتحية �أحمد ونجاة علي و�أ�سمهان"‪.‬‬ ‫و�أي�ض� � ًا و�أي�ض ًا ما يج ��ذب ع�شاق الط ��رب والفن هو‬ ‫غن ��ى المكتبة بالبرامج الإذاعي ��ة والثقافية القديمة‬ ‫التي تعود �إلى الع ��ام ‪ ،1930‬ومنها الم�صرية عندما‬ ‫كانت م�صر مق�صد �أهل الغناء والطرب‪ ،‬ف�ض ًال عن‬ ‫مقاب�ل�ات و�أحادي ��ث ن ��ادرة لفناني ��ن وفنانات عرب‬ ‫و�أدباء و�شعراء وملحنين‪.‬‬ ‫بمجه ��وده ال�شخ�ص ��ي وعل ��ى نفقته الخا�ص ��ة‪ ،‬يقوم‬ ‫�أب ��و حم ��اده بجمع �إ�سطوان ��ات مكتبته وف ��ي ذلك ال‬ ‫ينف ��ي �أن‪" :‬الم�شروع مكلف ج ��د ًا‪ ،‬لكن التكلفة تبرر‬ ‫�إع ��ادة �إحي ��اء المو�سيق ��ى العربي ��ة اال�صيل ��ة و�سط‬ ‫تحديات منها �ض ��رورة التنقل �إلى دول للتنقيب عن‬ ‫ج ��ذور الإ�سطوانات وال�سعي ال ��ى جمعها وهي قليلة‬ ‫الوجود"‪.‬‬ ‫ويفي ��د خوي� ��ص ب�أنه تلق ��ى الدعم لمكتبت ��ه من �أحد‬ ‫م ��دراء قن ��اة ال"�أم ب ��ي �سي" ال�سعودي ��ة‪ ،‬ومن كافة‬ ‫ال ��دول العربية كالمغ ��رب وتون�س عل ��ى الفاي�سبوك‪،‬‬ ‫فيم ��ا يتلقى دع ��وات عل ��ى �صفحة الملتق ��ى الخا�ص‬ ‫بالمكتبة لإحياء ذكرى ه� ��ؤالء الكبار‪ .‬وهو ال يرف�ض‬ ‫التبرع ��ات الداخلي ��ة والخارجي ��ة (ا�سطوان ��ات –‬ ‫ت�سجيالت قديمة)‪ ،‬لكنه ال يطلب الدعم من �أحد‪.‬‬ ‫وعل ��ى الرغ ��م م ��ن تلقي ��ه عرو� ��ض عدي ��دة �أحدها‬ ‫م ��ن وزارة الثقاف ��ة اللبنانية وغيره ��ا‪� ،‬إال �أن رئي�س‬ ‫بلدي ��ة ال�شويفات ملحم ال�سوقي �أب ��ى �أن تنقل مكتبة‬ ‫المو�سيق ��ى العربي ��ة ال�ضخم ��ة �إلى �أي م ��كان �آخر‪،‬‬ ‫و�أ�ص ��ر عل ��ى بقائه ��ا ف ��ي البل ��دة‪ ،‬ويك�ش ��ف خوي�ص‬ ‫عن مبا�ش ��رة البلدية العمل عل ��ى تجهيز مكان لنقل‬ ‫المكتب ��ة �إليه بغية �إ�ستيع ��اب كل الزائرين ولي�سمعوا‬ ‫الطرب اال�صيل من خالل ال�صوت وال�صورة‬

‫في مبادرة فردية �أ�ضاف حماده خري�ص‬ ‫على المنزل متحفاً �آخر يحوي كل الآالت‬ ‫ال�سمعية والب�صرية التي �إ�ستخدمت في‬ ‫ت�سجيل و�سماع الأغاني والمو�سيقي‬ ‫والت�صوير ال�سينمائي منذ العام ‪1880‬‬ ‫وحتى يومنا هذا وجميعها ال تزال تعمل‬

‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪95‬‬


Advanced BMI Weight Loss Clinic www.a-bmi.com An opportunity for a new life Are you looking to dramatically reduce your weight and remove the excess fat? Our Weight Loss Institute offers several medical and surgical weight loss options

Weight Loss Specialists: Canadian-certified

Dr Nagi Safa Certified Weight loss Surgeon (Canada-Lebanon)

Christelle Bedrossian Registered Dietitian Head Dietitian (Lebanon)

Weight Loss Surgeries

Expertise in all bariatric procedures: Laparoscopic gastric bypass, Sleeve Gastrectomy, Gastric banding, gastric plication, Laparoscopic repair of previous weight loss surgeries, Surgery for diabetes

Total Body Lifting

Liposuction, Tummy tuck, breast surgeries, Body lifting

Lebanon - Zalka Zalka Highway, White City Building, 5th Floor Phone: 04 715 036 Cellular: 76 3773 76 Email: info@a-bmi.com

Dr Thierry Yazbeck Certified Weight loss Surgeon (Lebanon)

Medical Weight Loss Options Dietary consultation, Low Calorie Protein Diet Program(lose 8 -12 kg/ month under medical supervision),Breathing test (found out if you have a slow, normal or fast metabolism), Bodyreshaping, cellulite and fat reduction


‫منع بن أفليك من اللعب في كازينو في الس فيغاس‬ ‫وكان والد الثالث ��ة الأوالد في مدينة‬ ‫حظ ��ر عل ��ى الممث ��ل‬ ‫نيفادا في عطلة م ��ع زوجته الممثلة‬ ‫الأميركي بن �أفليك من‬ ‫جنيف ��ر غارن ��ر ول ��م يعرف م ��ا �إذا‬ ‫اللع ��ب في لعب ��ة "بالك‬ ‫كانت �إلى جانب ��ه عندما وقع المنع‪.‬‬ ‫ج ��اك" (‪)blackjack‬‬ ‫و�أفاد �أحد الم�صادر ب�أن بن ال يزال‬ ‫في �أحد كازينوهات ال�س‬ ‫ً‬ ‫مرحبا ب ��ه في الفن ��دق لكن يحظر‬ ‫فيغا�س بعدما �ضبط يعد‬ ‫عليه لعب "بالك جاك"‪.‬‬ ‫ويف ��رز �أوراق اللع ��ب‬ ‫وقال الم�صدر المطلع‪ " :‬قال الأمن‬ ‫بطريقة غير مرغوبة في‬ ‫ل ��ه‪�" ،‬أن ��ت جيد ج ��د ًا ف ��ي اللعبة‪،‬‬ ‫عالم الكازينوهات‪.‬‬ ‫ولك ��ن تكتي ��ك اللع ��ب ال ��ذي تتبعه‬ ‫الممث ��ل البالغ م ��ن العمر‬ ‫غير مرغوب به هنا"‪ ،‬لكن الفندق‬ ‫‪ 41‬عام� � ًا كان يلع ��ب‬ ‫كان لطيف ًا حق ًا بالن�سبة �إلى ذلك‪،‬‬ ‫القمار عل ��ى طاولة عالية‬ ‫وق ��ال ل ��ه ان ��ه يمكن ��ه �أن يلعب في‬ ‫المراهن ��ة ف ��ي كازين ��و‬ ‫أفليك‪ :‬منع من اللعب في ال�س فيغا�س‬ ‫�‬ ‫بن‬ ‫�ألعاب �أخرى �إذا �أراد‪ .‬و�إنتهى الأمر‬ ‫"ه ��ارد روك"‪ ،‬عل ��ى‬ ‫مقرب ��ة من "ال�س فيغا� ��س �ستريب"‪ ،‬عندما زعم �أنه ووجه من �أحد بتقديم �سيارة له لنقله مع جنيفر �إلى الفندق �أي�ض ًا"‪.‬‬ ‫الم�س�ؤولين يقول له ب�أنه "جيد جد ُا في هذه اللعبة ولكن‪ ."...‬ويقال يبق ��ى �أن نعل ��م ب� ��أن تكتيك الع ��د الذي �إعتم ��ده بن �أفلي ��ك ممنوع‬ ‫�أن الموظفي ��ن قد �إتهموه ب�إتباع تكتيك غير مرغوب في اللعب الذي و ُيعتبر غير قانوني في مدينة المالهي والألعاب الأخرى "�أتالنتيك‬ ‫ال يعتبر غير قانوني ولكنه كان �سبب ًا للمنع‪.‬‬ ‫�سيتي"‬

‫بريتني سبيرز تعطب أنف راقصة‬ ‫�إتهم ��ت راق�صة �أميركية تدع ��ى داون نويل نجمة الب ��وب بريتني �سبيرز‬ ‫بك�س ��ر �أنفه ��ا خالل تماري ��ن الرق�ص على �أنغ ��ام �إح ��دى �أغانيها وعدم‬ ‫الإكتراث للأمر‪ ،‬بل الإمتناع عن دفع تكاليف جراحة �إ�ضطرت للخ�ضوع‬ ‫لها بعد الحادث‪.‬‬ ‫و�أف ��اد موقع "تي �إم زي" الأميركي ب�أن "نوي ��ل" ق ّررت �إقامة دعوى على‬ ‫�سبي ��رز زاعمة �أنها ا�ستُخدمت للرق�ص ف ��ي فيديو لإحدى �أغنيات نجمة‬ ‫الب ��وب‪ ،‬وخ�ل�ال التمارين في �إ�ستودي ��و في والية كاليفورني ��ا الأميركية‪،‬‬ ‫كانت المغنية في حالة �إ�ضطراب ولم تتقن حركات الرق�ص الخا�صة بها‬ ‫حتى �أنها �ضربتها بيدها على �أنفها‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ارت �إلى �أن الجميع ف ��ي اال�ستوديو �سمعوا �ص ��وت الك�سر في �أنفها‪،‬‬ ‫ولك ��ن كل م ��ا فعلت ��ه �سبي ��رز هو ق ��ول كلمة "�أن ��ا �آ�سفة"‪ ،‬م ��ن دون وقف‬ ‫التمارين‪ .‬ولفتت نويل �إلى �أنها �أكملت التمارين لكنها �شعرت ب�ألم �شديد‬ ‫بعد ن�ص ��ف �ساعة فتوجهت �إلى الم�ست�شفى حي ��ث ت�أكد �أن �أنفها مك�سور‬ ‫ويحت ��اج �إلى جراح ��ة‪ .‬وذك ��رت �أن فريق �سبي ��رز وعدها بدف ��ع تكاليف‬ ‫عالجها الطبي‪ ،‬لكنها لم تح�صل على دوالر واحد‬

‫بريتني �سبيرز‪ :‬حطمت �أنف را‬

‫ق�صة معها و�إمتنعت عن دفع التكاليف!‬

‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪97‬‬


‫عالم النجوم‬

‫شيرين زوجة ثانية بالسر؟‬ ‫�إ�ستم ��اع تج ��اوزت ‪� 50‬أل ��ف م�ستم ��ع بع ��د‬ ‫بع ��د عودتها �أخير ًا من بي ��روت �إلى القاهرة‪،‬‬ ‫�ساع ��ات قليلة من تحميل ��ه على الإنترنت‪.‬‬ ‫طلب ��ت "الي ��وم ال�ساب ��ع" الم�صري ��ة مقابلة‬ ‫ال�صحيفة الم�صري ��ة بادرت �إلى ن�شر �أحد‬ ‫م ��ع المغنية �شيري ��ن عبد الوه ��اب‪ .‬في هذا‬ ‫الأج ��زاء الذي طلبت �شيري ��ن عدم ب ّثه في‬ ‫اللق ��اء‪ ،‬ع ّلق ��ت �شيرين على تغري ��دات هيفا‬ ‫ّ‬ ‫الحوار‪ .‬تتعلق ه ��ذه الأجزاء بحياة المغنية‬ ‫وهب ��ي حول الترحيب بالمغن ��ي ريكي مارتن‬ ‫ال�شخ�صي ��ة وم ��ا يتردّد ع ��ن �إرتباطها �سر ًا‬ ‫ال ��ذي ح ّل �ضيف� � ًا على الحلق ��ة الأخيرة من‬ ‫بمدي ��ر �أعماله ��ا الحالي يا�س ��ر خليل الذي‬ ‫المو�س ��م الثان ��ي م ��ن "ذا فوي� ��س"‪ .‬وقالت‬ ‫ً‬ ‫كان م�س�ؤوال ع ��ن تعاقدها مع �شركة "نجوم‬ ‫�شيري ��ن �أنّ هيفا �إنتظ ��رت المغني ال�شهير‬ ‫ريك ��وردز" التي �أنتج ��ت �ألبومها الأخير "انا‬ ‫بع ��د الحلقة كي تدعوه �إل ��ى الع�شاء "لتقوم‬ ‫كتي ��ر"‪ .‬وكان ر ّد �شيري ��ن هو �إب ��داء رغبتها‬ ‫معه بالواجب"‪ .‬هذا الت�صريح �أثار حفيظة‬ ‫بع ��دم التط� � ّرق �إلى ه ��ذا الأمر‪ ،‬لأ ّن ��ه متع ّلق‬ ‫�صاحب ��ة "بو�س ال ��واوا" الت ��ي �أعربت عن‬ ‫بحياته ��ا ال�شخ�صي ��ة ولأ ّنها ح� � ّرة بما تفعل‪.‬‬ ‫غ�ضبها من �شيري ��ن لأن حديثها جاء عبر‬ ‫�شي‬ ‫رين عبد الوهاب‪ :‬هيفا وهبي "قامت بال‬ ‫واج‬ ‫ب"‬ ‫يا�س ��ر ال ��ذي عمل مع المغن ��ي محمد حماقي‬ ‫و�سائ ��ل الأع�ل�ام‪ .‬ورف�ض ��ت �أن ت ��ر ّد عليها‬ ‫مع ريكي مارتن‬ ‫من ��ذ بدايته و�إنف�ص ��ل عنه قبل �أ�شه ��ر قليلة‪ ،‬هو‬ ‫بالأ�سل ��وب عين ��ه‪ ،‬لأنّ كل �شخ� ��ص يعبر من‬ ‫خ�ل�ال حديث ��ه في االع�ل�ام عن �أ�سلوب ��ه و�أخالقه‪ ،‬عل ��ى حد تعبير �أح ��د الم�س�ؤولين ع ��ن الت�سويق في "نجوم ريك ��وردز" التي ان�ض ّمت‬ ‫�إليها �شيرين‪ ،‬ويرافقها با�ستمرار في حفالتها مع م�س�ؤولي �أعمالها‬ ‫النجمة اللبنانية‪.‬‬ ‫ورغ ��م �أن �شيري ��ن �إعت ��ادت عل ��ى الأزم ��ات مع الإع�ل�ام الم�صري منذ �إن�ضمامها �إلى ال�شركة قبل فترة وجيزة‪ .‬الملفت في ما ن�شرته‬ ‫والعرب ��ي ب�سبب هفواتها الت ��ي كانت دوم ًا مح ��ل �إنتقاد في حلقات "الي ��وم ال�سابع" �أن �شيري ��ن رف�ضت نفي ال�شائع ��ة المنت�شرة منذ‬ ‫البثّ المبا�شر من "ذا فوي�س"‪� ،‬إال �أنه يبدو �أن ت�صريحاتها �إحتوت �أ�شهر‪ .‬علم� � ًا �أنّ يا�س ��ر الفل�سطيني الأ�صل‪ ،‬مت ��ز ّوج ولديه �أطفال‪،‬‬ ‫عل ��ى كالم كثير ال يجب ن�شره‪ ،‬خ�صو�ص� � ًا بعدما �أذاعت ال�صحيفة فهل وافق ��ت النجمة الم�صرية على �أن تكون زوج ��ة ثانية في ال�س ّر‬ ‫الت�سجي ��ل الخا� ��ص بحدي ��ث �شيرين عب ��ر اليوتيوب‪ ،‬وحق ��ق ن�سبة ولهذا ترف�ض الإعالن؟‬

‫السعودية إلهام علي في مسلسل كويتي‬

‫�إلهام علي‪ :‬التحدي الجديد‬

‫‪96‬‬

‫العدد ‪� - 19‬أيار (مايو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫ت�ش ��ارك الممثل ��ة ال�سعودي ��ة ال�شاب ��ة �إله ��ام علي ف ��ي بطول ��ة الم�سل�س ��ل الكويتي‬ ‫"ريحان ��ة"‪� ،‬إلى جانب حياة الفهد و�صالح المال وزهرة عرفات وعبدالمح�سن‬ ‫النمر ومحمود بو�شهري وعبداهلل بو�شهري و�أ�سيل عمران‪.‬‬ ‫و�أو�ضح ��ت �إلهام عل ��ي في بيان �صحاف ��ي �أخي ��ر ًا‪� ،‬أن م�سل�س ��ل "ريحانة" منحها‬ ‫فر�ص ��ة الوقوف �أمام النجم ��ة القديرة حياة الفهد‪ ،‬حي ��ث "�أج�سد في العمل دور‬ ‫فت ��اة تتعر�ض �إل ��ى عدد كبير من الم�شكالت التي تكاد تدم ��ر حياتها‪ ،‬ما يجبرها‬ ‫على اللجوء �إلى �إحدى الدور الإجتماعية"‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف ��ت �أن �أهمي ��ة ه ��ذه التجربة تكم ��ن في الإنط�ل�اق �إلى الف�ض ��اء الخليجي‬ ‫الأرحب من خ�ل�ال هذا العمل الذي �سي�شكل محط ��ة �أ�سا�سية في تجربتها الفنية‬ ‫التي تو ّزعت بين ال�سعودية والبحرين"‪.‬‬ ‫وذك ��رت �أن م�سل�س ��ل "ريحانة" �سيعر� ��ض في رم�ضان المقبل‪" ،‬م ��ا ي�شكل تحدي ًا‬ ‫حقيقي ًا بالن�سبة � ّإلي ورهان ًا �صوب الم�ستقبل"‬


‫�سفينة نوح‬

‫يتبع ن ��وح وعائلته نظ ��ام وجبات غذائي ��ة �صارمة‬ ‫م ��ن دون لحوم‪ .‬في م�شهد واح ��د‪ ،‬نرى كيف يلوم‬ ‫ن ��وح �إبنه "حام" على قطفه زه ��رة‪ .‬فهي للأر�ض‬ ‫وته ��دف �إلى البقاء لها وعليه ��ا‪ ،‬يو�ضح نوح‪ ،‬حتى‬ ‫�أن ��ه عندما تهب الرياح‪ ،‬ت�أخ ��ذ معها البذور بعيد ًا‬ ‫كي تنمو زهور �أكثر‪.‬‬ ‫بينم ��ا ي ��دور المجتم ��ع خ ��ارج نط ��اق ال�سيط ��رة‪،‬‬ ‫ي�شه ��د ن ��وح حدثي ��ن متنافري ��ن‪ .‬الأول ه ��و �إلقاء‬ ‫�ض� ��أن على ح�ش ��د وبالتالي تمزيقه ب�أف ��واه جائعة‬ ‫�إل ��ى طعم اللح ��وم‪ .‬والثان ��ي هو رج ��ل يائ�س جد ًا‬ ‫لإيج ��اد الطعام الأم ��ر الذي يدفعه �إل ��ى بيع �إبنته‬

‫الطوفان‬

‫ال�صغيرة مقابل قطعة كبيرة من اللحم‪� .‬إن الأمر‬ ‫يب ��دو مي�ؤو�س ًا منه‪ .‬لقد �إتجه المجتمع �إلى الجنون‬ ‫الكامل والفو�ضى المطلقة‪.‬‬ ‫ث ��م يحلم ن ��وح باله�ل�اك الو�شي ��ك للأر�ض‪ ،‬حيث‬ ‫يف�س ��ر الحل ��م ك�أم ��ر لبن ��اء �سفينة وحف ��ظ كافة‬ ‫الأبري ��اء‪ ،‬وبالتحديد الحيوان ��ات‪ .‬يعتقد نوح حتى‬ ‫كب�شر‪ ،‬هو و�أف ��راد عائلته يج ��ب �أن يموتوا �أي�ض ًا‪.‬‬ ‫من ��ذ �أن ف�ش ��ل ف ��ي العث ��ور عل ��ى زوجتي ��ن لإبنيه‬ ‫الأ�صغري ��ن‪ ،‬يعتقد �أن الخالق يريد �أن يكون �أفراد‬ ‫عائلت ��ه �آخ ��ر الرجال عل ��ى الأر�ض‪ .‬بع ��د وفاتهم‪،‬‬ ‫يمك ��ن للحيوانات التجول بحرية وفيرة‪ ،‬في كوكب‬

‫في حين �أن ق�صة الكتاب المقد�س‬ ‫عن نوح غام�ضة بالن�سبة �إلى منطق اهلل‬ ‫لمحو الب�شرية‪ ،‬ف�إن "نوح" �أرونوف�سكي‬ ‫يجعل من الوا�ضح لماذا الخالق (كما هو‬ ‫معروف في الفيلم) قرر تدمير الأر�ض‪:‬‬ ‫الكوارث البيئية‬ ‫لقد بد�أ الفقراء في العالم بالفعل‬ ‫ي�شعرون ب�آثار �إرتفاع م�ستوى �سطح‬ ‫البحر و�سحق الجفاف‪� .‬إذا لم نبد�أ في‬ ‫�إجراء تغييرات جذرية لتفادي �أ�سو�أ الأ�ضرار‬ ‫الناجمة عن تغير المناخ‪� ،‬سنعي�ش قريباً‬ ‫في مجتمع و�ضيع مثل �أحفاد قابيل‬

‫خال م ��ن الإن�سان‪ .‬وهنا يثير ال�س� ��ؤال التالي‪ :‬هل‬ ‫�سيكون كوكبنا �أف�ضل حا ًال من دوننا؟‬ ‫�إذا كانت الفو�ض ��ى الرهيبة في بداية فيلم "نوح"‬ ‫تب ��دو م�ألوفة‪ ،‬ذلك لأنها تحدث ف ��ي هذه اللحظة‬ ‫بال ��ذات تقريب ًا ف ��ي كل جزء من الأر� ��ض‪ .‬اليوم‪،‬‬ ‫يت�سب ��ب الب�شر في �أ�ض ��رار وا�سعة النطاق لكوكبنا‬ ‫بمع ��دل ين ��ذر بالخط ��ر‪ .‬قمنا ببناء م ��دن �ضخمة‬ ‫�صناعية التي تنتج كميات هائلة من النفايات‪ .‬لقد‬ ‫قطعنا الأ�شجار و�أزلنا الغابات من �أرا�ضينا وقمنا‬ ‫ب�صيد مفرط في بحارنا‪ .‬وقد لوثنا النظام البيئي‬ ‫كثي ��ر ًا �إلى درجة �أن الح ��رارة في العالم �آخذة في‬ ‫الإرتف ��اع‪ ،‬محول ��ة الطق� ��س �إلى التط ��رف و ‪-‬مثل‬ ‫في�ضان نوح‪ -‬م�سببة ب�إرتفاع م�ستويات البحار‪.‬‬ ‫فيلم "ن ��وح" لي�س في �أي مكان قريب� � ًا من الكمال‬ ‫‪ -‬كل ��ه �أبي� ��ض ف ��ي �أح�س ��ن الأحوال حي ��ث يبدو‬‫غير دقي ��ق تاريخي ًا لفيلم من�صو� ��ص في الع�صور‬ ‫القديم ��ة‪ .‬ولكن �إذا �أخذنا الجوانب الرجعية‪ ،‬ف�إن‬ ‫الت�شاب ��ه بين ن�س ��ل قابيل ون�سلنا‪� ،‬س ��كان الكوكب‬ ‫اليوم‪ ،‬ال يمكن تجاهله‪ .‬بينما �أ�صدر علماء دوليون‬ ‫تقاري ��ر ال ح�ص ��ر لها حول تغير المن ��اخ‪ ،‬فنحن ال‬ ‫نفع ��ل ما يكفي لمكافحته بفعالي ��ة‪ .‬عدد هائل من‬ ‫الم�س�ؤولي ��ن المنتخبي ��ن ف ��ي الوالي ��ات المتح ��دة‬ ‫ي�ستمرون في �إنكار وجوده‪.‬‬ ‫لق ��د بد�أ الفقراء في العال ��م بالفعل ي�شعرون ب�آثار‬ ‫�إرتفاع م�ستوى �سط ��ح البحر و�سحق الجفاف‪� .‬إذا‬ ‫لم نب ��د�أ في �إجراء تغييرات جذري ��ة لتفادي �أ�سو�أ‬ ‫الأ�ضرار الناجمة عن تغير المناخ‪� ،‬سنعي�ش قريب ًا‬ ‫في مجتمع و�ضيع مثل �أحفاد قابيل‪.‬‬ ‫الفيلم يبعث بر�سالة وا�ضح ��ة‪ :‬العناية بالأر�ض �أو‬ ‫ف� ��إن العواقب �ستكون قاتل ��ة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إننا على‬ ‫الأرجح لن نك ��ون بحاجة �إلى قوة �أعلى لتدميرنا‪-‬‬ ‫نحن نقوم فعلي ًا بذلك لوحدنا‬ ‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪99‬‬


‫الفن ال�سابع‬

‫ر�سالة وا�ضحة من الفيلم الذي �أثار �صخباً عالمياً‬

‫نوح‪ :‬نحن ُ‬ ‫حدث الطوفان الجديد!‬ ‫سن ِ‬ ‫رغ��م �أن ق�صة ن��وح في العهد القديم من الإنجيل معروفة ف�إن كات��ب الق�صة والمخرج لم يتقيدا‬ ‫بالن�ص التوراتي‪ ،‬لق��د �أراد فيلم دارين �أرونوف�سكي "نوح" �أن ير�سل ر�سالة وا�ضحة �إلى العالم‪:‬‬ ‫�إعتنوا بالأر�ض �أو ف�إن العواقب �ستكون قاتلة‪.‬‬ ‫هوليوود ‪� -‬سمير �صفير‬ ‫بعدما ُو�صف ب"كارث ��ة ال‪ 100‬مليون‬ ‫دوالر" م ��ن قب ��ل الناق ��د الأميرك ��ي‬ ‫المحافظ غلين بيك و ُمنع في العديد من البلدان‪،‬‬ ‫�إ�ستطاع فيلم دارين �أرونوف�سكي "نوح" �إثارة جدل‬ ‫دول ��ي منذ العر� ��ض الأول ل ��ه ف ��ي �آذار (مار�س)‬ ‫الفائت‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أن ق�ص ��ة الطوف ��ان العظي ��م‬ ‫تظه ��ر في الأ�ساطير اليوناني ��ة وملحمة جلجام�ش‬ ‫ال�سومرية‪� ،‬إال �أن ن�سخة العهد القديم من الإنجيل‬ ‫ربما كانت الأكثر �شهرة على نطاق وا�سع‪ .‬في �سفر‬ ‫التكوي ��ن‪ ،‬يق ��ول اهلل لن ��وح �أنه يخط ��ط لتخلي�ص‬ ‫العال ��م م ��ن ال�ش ��ر والخطيئة م ��ن طري ��ق �إر�سال‬ ‫الفي�ضان ��ات الهائلة لتدمير الب�شري ��ة‪ .‬و�أوعز �إلى‬ ‫ن ��وح ب�أن ي�أخ ��ذ زوجته وثالث ��ة �أبن ��اء وزوجاتهم‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى واحد من الذكور والإناث من كل كائن‬ ‫ح ��ي‪ ،‬وبن ��اء �سفينة‪ .‬هن ��اك‪ ،‬كم ��ا �أر�شدهم اهلل‪،‬‬ ‫�سوف ينتظرون خارج الطوف ��ان‪ .‬وعندما تتراجع‬ ‫المياه‪ ،‬يبد�أون ببناء الب�شرية مرة �أخرى‪.‬‬ ‫�أرونوف�سك ��ي‪ ،‬الإن�سان ��ي‪� ،‬إ�ستند فيلم ��ه على هذه‬ ‫الفر�ضية‪ .‬ولك ��ن ب�إ�ستثناء عدد قليل من المراجع‬ ‫التوراتي ��ة لي�س هن ��اك ت�شابه‪ .‬في حي ��ن �أن ق�صة‬ ‫الكت ��اب المقد�س عن ن ��وح غام�ض ��ة بالن�سبة �إلى‬ ‫منطق اهلل لمحو الب�شرية‪ ،‬ف�إن "نوح" �أرونوف�سكي‬ ‫يجعل من الوا�ضح لماذا الخالق (كما هو معروف‬ ‫في الفيلم) قرر تدمي ��ر الأر�ض‪ :‬الكوارث البيئية‪.‬‬ ‫لذلك ف�إنه لي�س من الم�ستغرب �أن الفيلم قد �أزعج‬ ‫بع� ��ض الم�سيحيي ��ن المحافظين وتل ّق ��ى �إنتقادات‬ ‫الذعة منهم ‪.‬‬ ‫كم ��ا هو الحال في الكتاب المقد� ��س‪ ،‬يتتبع الفيلم‬ ‫الم�شكل ��ة في الظاهر عائد ًا �إل ��ى �سقوط الإن�سان‪.‬‬

‫‪98‬‬

‫العدد ‪� - 19‬أيار (مايو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫�آدم و ح ��واء‪� ،‬أول الب�ش ��ر‪ ،‬كان لهم ��ا ثالثة �أبناء ‪:‬‬ ‫قابي ��ل‪ ،‬هابيل‪ ،‬و�سي ��ث الأقل �شه ��رة‪ .‬قابيل يقتل‬ ‫هابيل‪ ،‬تارك ًا �إثنين م ��ن الأن�ساب الأحفاد‪� ،‬أولئك‬ ‫الذين ينتمون �إلى قابيل و�أولئك الذين ينتمون �إلى‬ ‫�سيث‪.‬‬ ‫ي�ص ��ور "ن ��وح" �أرونوف�سك ��ي �أحفاد قابي ��ل ك�أنا�س‬ ‫عنيفي ��ن‪� ،‬سارقين و�آكلي لح ��وم الأر�ض الذين لم‬ ‫�إيال (�إيما وت�سون)‪ :‬البحث عن الحياة‬

‫نوح (را�سل كرو)‪ :‬قبل الطوفان‬

‫يعودوا يخدم ��ون الخالق‪ .‬في بداي ��ة الفيلم‪ ،‬تبدو‬ ‫كل موارد الأر�ض قد �إ�ستنفدت‪ ،‬و�أ�صابت المجاعة‬ ‫الب�ش ��ر وهاجمه ��م العوز‪ .‬كم ��ا بنى �أحف ��اد قابيل‬ ‫الم ��دن التي ال يمكن تحملها ومار�سوا ال�صيد �ضد‬ ‫الحيوانات �إلى حد �شبه �إنقرا�ض‪.‬‬ ‫�أبط ��ال هذا الفيلم هم ن ��وح (را�سل كرو) وعائلته‬ ‫– زوجته (�إيما وات�سون)؛ �أبنا�ؤه �شيم (دوغال�س‬ ‫ب ��وث) وحام (لوغان ليرمان) ويافث؛ وفتاة كانوا‬ ‫�أنقذوه ��ا والت ��ي �ست�صب ��ح ف ��ي وقت الح ��ق زوجة‬ ‫�شي ��م‪ --‬خالف ��ا لأحفاد قابي ��ل‪ ،‬ه�ؤالء م ��ن ن�سل‬ ‫�سي ��ث ال يزال ��ون ي�سي ��رون ح�سب و�صي ��ة الخالق‪.‬‬


‫�صورة تذكارية لوفد غرفة التجارة وال�صناعة البرازيلية مع نظمي �أوجي في �صالون ال�شرف في مطار "كوريديبا"‬

‫رئي�س بلدية "بيرا�س دو �سود" ي�ستمع �إلى �شرح نظمي �أوجي عن م�شاريعه الفندقية حول العالم‬

‫في �صالون ال�شرف في مطار كوريديبا؛ من الي�سار‪ :‬غ�سان �صعب‪ ،‬الوزير نا�صر الحكيم‪ ،‬الوزير‬ ‫هوراثيو مونتي�سكيو‪ ،‬نظمي �أوجي‪ ،‬مار�سيللو ميلو‪ ،‬و رئي�س تحرير "�أ�سواق العرب" كابي طبراني‬

‫في مركز بلدية "بيراي دو �سود"؛ من اليمين‪ :‬جيانا بنات‪� ،‬إيلبي بو�سبي�سيل‪ ،‬محمود �صعب‪ ،‬نا�صر‬ ‫الحكيم‪ ،‬غ�سان �صعب‪ ،‬مار�سيللو ميلو‪ ،‬نظمي �أوجي‪ ،‬رئي�س البلدية تيم ميلو‪ ،‬كابي طبراني‪ ،‬لوي�س روفر‬

‫نائب غرفة التجارة وال�صناعة البرازيلية لوي�س روفر‬ ‫يلقي كلمة تعريف بنظمي �أوجي �أمام حاكم والية "بارانا" بيتو ري�شا والوفد المرافق‬

‫في زيارة المتحف الهولندي التابع ل�شركة "كوبيراتيفا كا�ستروالندا"؛ وبدا في ال�صف الأمامي من‬ ‫اليمين‪ :‬محمود �صعب‪� ،‬إيلبي بو�سبي�سيل‪ ،‬نا�صر الحكيم‪ ،‬ريت�شارد بورغ‪ ،‬نظمي �أوجي‪ ،‬غ�سان‬ ‫�صعب‪ ،‬كابي طبراني‪ ،‬جيانا بنات‪� ،‬إيمير�سون ديكل‬

‫من حفل الع�شاء الذي �أقامه مدير �شركة "موتري�س" �إيلبي بو�سبي�سيل‬ ‫في نادي كوريديبا تكريم ًا لنظمي �أوجي‬

‫حوار با�سم بين نظمي �أوجي والحاكم بيتو ري�شا‬

‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪101‬‬


‫مجتمع‬ ‫البرازيل‬

‫نظمي أوجي يبدأ إستثماراته في البرازيل‬ ‫تلبي ��ة لدعوة م ��ن رئي�س غرفة التجارة وال�صناع ��ة البرازيلية غ�سان �صعب‪ ،‬قام‬ ‫رئي�س مجل� ��س �إدارة "جيني ��رال ميديتيراني ��ان هولدنغ" رجل الأعم ��ال العربي‬ ‫نظمي �أوجي بزيارة عمل �إلى البرازيل دامت حوالي الأ�سبوع كان خاللها مو�ضع‬ ‫حفاوة وتكريم من الحكومة والم�س�ؤولين هناك‪.‬‬ ‫وق ��د �إ�ستقبل ��ه في قاع ��ة ال�شرف في مط ��ار "كوريديبا" وزي ��ر الدولة للعالقات‬ ‫الدولي ��ة في والي ��ة "بارانا"‪ ،‬هوراثي ��و مونتي�سكيو‪ ،‬وعدد من رج ��ال الأعمال في‬ ‫الوالي ��ة تقدمهم �صع ��ب ورئي�سة غرف ��ة التج ��ارة وال�صناعة في والي ��ة "بارانا"‬ ‫جيان ��ا بن ��ات‪ ،‬ورئي�س بلدي ��ة "بيراي دو �سود" تي ��م ميلو و�شقيق ��ه رجل الأعمال‬ ‫مار�سيلل ��و‪ .‬كما جاء خ�صي�ص� � ًا للم�شاركة في المنا�سبة م ��ن جزيرة "كورا�ساو"‬ ‫وزير �إقت�صادها اللبناني الأ�صل نا�صر الحكيم‪.‬‬ ‫ولم ��ا هدف ��ت الزي ��ارة للبح ��ث ع ��ن فر� ��ص للإ�ستثم ��ار والأعم ��ال‪ ،‬فق ��د كانت‬ ‫منا�سب ��ة لأوجي للق ��اء ر�ؤ�ساء ومدراء �ش ��ركات عر�ضوا على الزائ ��ر ما عندهم‬ ‫م ��ن �صناعة وتج ��ارة وخدمات‪ ،‬وو َقع خالله ��ا بع�ض الإتفاق ��ات بينها واحدة مع‬ ‫�شرك ��ة "فلك�سفانت�ش ��ر هولدنغ" ‪--‬الت ��ي تملك معم ًال �ضخم� � ًا لل�سكر— حيث‬ ‫تم َثل بموجبه ��ا �شركته "�إيتال ترايد" ال�شركة البرازيلية لت�سويق وبيع ال�سكر في‬ ‫ال�شرق الأو�سط و�شمال �أفريقيا‪.‬‬ ‫كما قام �أوجي برفقة وفد من غرفة التجارة وال�صناعة وبلدية "بيراي دو �سود"‬ ‫بزي ��ارة موق ��ع تبلغ م�ساحته �أكث ��ر من مليون متر مربع ق ��ررت البلدية منحه �إلى‬ ‫مجموع ��ة "جينيرال ميديتيراني ��ان هولدنغ" لبناء و�إفتت ��اح م�سلخ �ضخم للذبح‬

‫الح�ل�ال للدج ��اج والطي ��ور مخ�ص�ص للت�صدي ��ر �إل ��ى �أوروبا وال�ش ��رق الأو�سط‬ ‫والبالد الإ�سالمية حول العالم‪.‬‬ ‫و�أق ��ام مدير �شرك ��ة "موتري�س" لل�صناعات الزراعية "�إيلب ��ي بو�سبي�سيل" حفلة‬ ‫ع�شاء كبرى على �شرف �أوجي في "نادي كوريديبا" العريق والأنيق ح�ضرها عدد‬ ‫من الم�س�ؤولين ورجال المال والأعمال‪.‬‬ ‫وكان م�س ��ك الختام زيارة حاكم الوالية بيتو ري�شا (لبناني الأ�صل)‪ ،‬التي �شارك‬ ‫فيها وزير الدول ��ة للعالقات الدولية لوالية "غويا" �إيلي �شدياق (لبناني الأ�صل)‬ ‫ونائ ��ب الحاك ��م فالفيو �آرنز‪ ،‬حي ��ث و َقع خالله ��ا نظمي �أوجي م ��ع رئي�س بلدية‬ ‫"بيراي دو �سود" تيم ميلو على �إتفاقية‪ ،‬تُمنح بموجبها مجموعته موقع الأر�ض‬ ‫ال ��ذي زاره‪ ،‬لإقامة �أول م�شروع لها في البرازيل‪ .‬كما منحت في المنا�سبة غرفة‬ ‫التج ��ارة وال�صناعة البرازيلية �شهادة تقدي ��ر وتنويه لأوجي "لم�ساهمته الدولية‬ ‫ف ��ي �إعالء �ش� ��أن الإن�س ��ان والمجتمع" من طري ��ق رئا�سته لمجموع ��ة "جينيرال‬ ‫ميديتيراني ��ان هولدنغ" و"جمعي ��ة ال�صداقة الإنكليزي ��ة – العربية" و"م�ؤ�س�سة‬ ‫نظمي �أوجي" للأعمال الخيرية‪.‬‬ ‫يبق ��ى �أن نعلم ب�أن هذا الم�شروع لن يكون الأخير لنظمي �أوجي في البرازيل فهو‬ ‫الآن مدع ��و للقيام بزيارة �أخ ��رى �إلى والية �شمالية تدع ��ى "باهيا" لقبول �أر�ض‬ ‫�أخ ��رى‪ ،‬تق ��ع بين البحر والنه ��ر وت�شرق ال�شم� ��س عليها في معظم �أي ��ام ال�سنة‪،‬‬ ‫وتمتد على �أكثر من ‪� 250‬ألف متر مربع‪ ،‬ليبني �أول فندق ل�سل�سلة فنادق "رويال"‬ ‫الفخمة عليها‪.‬‬

‫من الي�سار‪ :‬وزير الدولة للعالقات الدولية في "بارانا" هوراثيو مونتي�سكيو‪ ،‬مار�سيللو ميلو‪ ،‬غ�سان �صعب‪ ،‬كابي طبراني‪ ،‬حاكم والية "بارانا" بيتو ري�شا‪ ،‬نظمي �أوجي‪،‬‬ ‫رئي�س بلدية "بيراي دو�سود" تيم ميلو‪ ،‬نائب حاكم "بارانا" فالفيو �آرنز‪ ،‬و�أحد م�ساعدي الحاكم‬

‫حاكم "بارانا" بيتو ري�شا ونظمي �أوجي الذي يحمل �شهادة التقدير والتنويه وغ�سان �صعب‬

‫‪100‬‬

‫العدد ‪� - 19‬أيار (مايو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫لقاء بين نظمي �أوجي وريت�شارد بورغ نائب رئي�س �شركة "كوبيراتيفا كا�ستروالندا"‬ ‫التي تنتج �أعالف الدجاج والطيور بح�ضور وفد غرفة التجارة وال�صناعة البرازيلية‬


‫�شاهين عيد وم�ضيفات من طيران ال�شرق الأو�سط‬

‫ال�سفيرة ع�سيران مع �سفيرة المغرب الأميرة لال جومالة علوي وزوجها‬

‫ال�سفيرة �إنعام ع�سيران‬

‫ح�سن خليل ومحمد الحوت‬

‫�سفير تون�س نبيل عمار وعقيلته‬

‫جوزيف بركات ومحمد الحوت‬

‫نظمي �أوجي ومحمد الحوت‬

‫ف�ؤاد فواز‬

‫نادية الحوت‬

‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪103‬‬


‫مجتمع‬ ‫لندن‬

‫الميدل إيست تقيم حفل إستقبال في دار السفارة اللبنانية في لندن‬ ‫لبى عدد كبير من رجال و�سيدات المال والأعمال ووكاالت ال�سفر‪� ،‬إ�ضافة �إلى بع�ض ال�سفراء العرب‪ ،‬دعوة �سفيرة لبنان في بريطانيا �إنعام ع�سيران ومديرة‬ ‫طي ��ران ال�ش ��رق الأو�سط في بريطانيا و�إيرلندا نعيمة ق�صي ��ر‪� ،‬إلى حفل �إ�ستقبال في دار ال�سفارة في لندن التي ح�ضره ��ا الرئي�س والمدير العام ل"الميدل‬ ‫�إي�س ��ت" محم ��د الحوت الذي وجدها فر�صة �سانحة ل�شرح �إ�ستراتيجية ال�شركة للفت ��رة المقبلة في هذا الجو ال�سيا�سي والإقت�صادي والإجتماعي الملبد بكل‬ ‫�أنواع الم�شاكل الذي ي�سود لبنان خ�صو�ص ًا والعالم العربي عموم ًا‪.‬‬ ‫ت�صوير طوني ك َيال‬

‫محمد الحوت ونعيمة ق�صير مع موظفي �شركة ال�سفريات "�إي كي بي"‬

‫نادر بو �أنطون وقرينته‬

‫‪102‬‬

‫العدد ‪� - 19‬أيار (مايو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫الديبلوما�سي الليبي في�صل عبيد‬

‫نعيمة ق�صير‬


‫نيكول �أبو خليل‬

‫�سيلينا رحال‬

‫كلودين روكز و�شانتال با�سيل‬

‫فيفيان غانم ومي�شيل حداد‬

‫�صونيا غاريو�س وماغي فرح‬

‫هارون ونورا فازليان وال�شاعر هنري زغيب‬

‫ر َيا الداعوق‬

‫دكتور كرم كرم وقرينته �آن ماري‬

‫مروان حبيب وكارول ن�صر‬

‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪105‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫أمسية موسيقية في السراي الكبير في بيروت‬ ‫تحت رعاية رئي�س الحكومة اللبنانية تمام �سالم‪ ،‬دعا وزير الثقافة ريمون‬ ‫عريج ��ي‪ ،‬بالإ�شتراك م ��ع الكون�سرفاتوار الوطني وجمعي ��ة ت�شجيع حماية‬ ‫المواقع الطبيعي ��ة والأبنية القديمة في لبن ��ان (‪� ،)APSAD‬إلى ح�ضور‬ ‫�أم�سية مو�سيقية في ال�سراي الكبير في بيروت �أحيتها الأورك�سترا الوطنية‬

‫للمو�سيق ��ى ال�ش ��رق عربي ��ة بقي ��ادة الماي�سترو �أن ��دره الح ��ج و�أداء �أميمة‬ ‫الخليل‪.‬‬ ‫ح�ض ��ر الأم�سية الت ��ي تبعها حفل �إ�ستقب ��ال عدد من متذوق ��ي المو�سيقى‬ ‫وع�شاق الفن من �أهل ال�سيا�سة والإقت�صاد والإجتماع والإعالم والثقافة‪.‬‬

‫الوزير ريمون عريجي وقرينته وداد‬

‫الوزير �شكيب قرطباوي وقرينته �أرليت‬

‫لور وف�ؤاد تابت‬

‫بوال ونقوال �صحناوي‬

‫مي�شال وكارول حبي�س‬

‫‪104‬‬

‫العدد ‪� - 19‬أيار (مايو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫خليل ومير�سيد حماده‬


‫كمال وليليان �أبو خليل‬

‫ديفيد الزين ورنده �سعادة‬

‫ريتا و�إيليان �سليمان‬

‫دكتورة �سهى �صفي الدين‬

‫ريتا حداد‬

‫لور �سليمان‬

‫روال حمدان‬

‫�ساره جو جعارة‬

‫ندى مو�سى‬

‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪107‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫المؤتمر السنوي ألندية الروتاري في المقاطعة ‪2452‬‬ ‫رع ��ا رئي�س الجمهوري ��ة اللبنانية العماد مي�شال �سليم ��ان الم�ؤتمر ال�سنوي‬ ‫لأندي ��ة الروت ��اري للمقاطع ��ة ‪ 2452‬الت ��ي يقودها الحاك ��م جميل معو�ض‬ ‫وال ��ذي �أقيم في فندق فيني�سيا في بيروت حيث �أقيمت خالله حفلة ع�شاء‬ ‫كبرى‪.‬‬ ‫وق ��د تم �إفتت ��اح الم�ؤتمر تحت عن ��وان "تح�سين الحي ��اة ‪ ...‬لآخر قطرة"‬

‫بح�ض ��ور وزير ال�ش�ؤون الإجتماعية ر�شيد دربا�س ممث ًال رئي�س الجمهورية‪،‬‬ ‫ووزي ��رة �ش� ��ؤون المهجرين ممثلة رئي�س الحكومة تم ��ام �سالم‪ .‬كما ح�ضر‬ ‫ن ��واب و�سفراء عرب و�أجانب و�شخ�صيات ووجوه �إجتماعية لبنانية �إ�ضافة‬ ‫�إل ��ى �أع�ضاء الأندية الروتارية م ��ن ت�سعة بلدان‪ :‬لبنان‪ ،‬الأردن‪ ،‬البحرين‪،‬‬ ‫فل�سطين‪ ،‬قبر�ص‪ ،‬الإمارات‪� ،‬أرمينيا‪ ،‬جورجيا‪ ،‬وال�سودان‪.‬‬

‫حاكم �أندية الروتاري جميل معو�ض وقرينته باتري�سيا‬

‫طوني و�أنديرا كحالة‬

‫‪106‬‬

‫فاديا ورده ومونيك �سلوان‬

‫نادر وجونا �شهيب‬

‫�أنطوان وغلوريا �أبو خاطر‬

‫�إيلي ودوري�س �سعد‬

‫تيفاني جعارة‬

‫�أرن�ست كرم والنقيب اليا�س عون‬

‫العدد ‪� - 19‬أيار (مايو) ‪٢٠١4 -‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫فرقة كركال تقدم ليلة لدعم متحف التراث اللبناني‬ ‫دع ��ت لجن ��ة متح ��ف التراث اللبناني �إلى ح�ضور عر�ض خا�ص لفرق ��ة كركال من �ضمن العرو�ض التي تقدمها للم�سرحي ��ة الغنائية الراق�صة "كان يا ما‬ ‫كان" على خ�شبة م�سرح "كركال" في �سنتر "�إيفوار" ببيروت حيث لبى الدعوة عدد من محبي الفن وم�شجعي التراث اللبناني‪ .‬وقد عاد ريع تلك الليلة‬ ‫لدعم �أعمال المتحف‪.‬‬

‫حياة �أر�سالن‪ ،‬ونجيب وروزي بولو�س‪ ،‬وفيفيان �إده‪ ،‬و�سيمون وفيفيان الخازن‬

‫ندى مو�سى‪ ،‬وفاء بعيني‪ ،‬غري�س خوري‪ ،‬فيفيان الخازن‪ ،‬جان كلود �سا�سين‬

‫لوحة �إ�ستعرا�ضية من "كان يا ما كان"‬

‫كارول ولينا طالب‪ ،‬وخالد ومارت رفاعي‬

‫رنا �أ�شقر وكارول عطية‬

‫عمر كركال وحياة �أر�سالن‬

‫�آربي بدريان و�إيلدا �صراف‬

‫نان�سي �سعد وجاندارك �سمعان‬

‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪109‬‬


‫‪SOL‬‬

‫‪Residence DEL‬‬

‫ريزيدن�س دل �سول‬ ‫شقق مفروشة لإليجار‬ ‫من مختلف األحجام‬ ‫شتاء‬ ‫إقامة مريحة صيفًا‬ ‫ً‬

‫موقع رائع على مشارف بيروت‬ ‫ومطل من األعالي على مناظر خالبة‬

‫عني �سعادة ‪ -‬لبنان‬

‫‪Tel: +961 4 872202‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫لقاء مع فيليب سالم في "بيت المحامي"‬ ‫دعا نقيب المحامين في بيروت جورج جريج ومجل�س النقابة �إلى لقاء مع البروف�سور فيليب �سالم تحت عنوان "يجب �أن يحيا الإن�سان ليمار�س حقوق الإن�سان"‬ ‫وذلك في مقر النقابة في "بيت المحامي" في العا�صمة اللبنانية‪ .‬وقد لبى الدعوة عدد كبير من �أهل ال�سيا�سة بينهم وزير العمل �سجعان قزي والنواب محمد‬ ‫رع ��د‪ ،‬ون ��وار ال�ساحلي‪ ،‬ومروان فار� ��س‪ ،‬ومروان حماده‪ ،‬ورئي�س المجل�س الد�ست ��وري القا�ضي ع�صام �سليمان‪ ،‬ونقيب محام ��ي طرابل�س مي�شال خوري‪ ،‬ونقيب‬ ‫الأطباء في بيروت البروف�سور �أنطوان ب�ستاني‪� ،‬إ�ضافة �إلى نخبة من الوزراء والنواب ال�سابقين وح�شد من رجال القانون‪.‬‬

‫ال�سفير �إيلي الترك‪ ،‬غابي جبرايل‪ ،‬والعميد �أنطوان نجيم‬

‫�سليم الأ�سطا‪ ،‬نهاد جبر‪ ،‬وريمون �شديد‬

‫النائبان مروان فار�س ومروان حماده واللواء ع�صام �أبو جمرة‬

‫ع�صام �أبو جمرة‪ ،‬والوزير �سجعان قزي‪ ،‬والنائبان محمد رعد ونوار ال�ساحلي‬

‫منى عفي�ش والمقدم توفيق ن�صر الله‬

‫الوزير ال�سابق �شكيب قرطباوي و�أمال حداد‬

‫الوزيران ال�سابقان ع�صام خوري و�إيلي �سالم‬

‫البروف�سور فيليب �سالم‬

‫البروف�سور فيليب �سالم والنقيب جورج جريج وفادي بركات‬

‫جوزيان �صفير‬

‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪111‬‬


‫في خدمتكم لي ًال نهار ًا ‪ 7/7‬و ‪24/24‬‬ ‫ن�ؤمن طلباتكم �إلى جميع المناطق اللبنانية وال�سورية‬ ‫�سيارات مك ّيفة ومج ّهزة ال�سلكي ًا وم�ؤ ّمنة �ضد الحوادث والأ�ضرار الج�سدية‬

‫‪TEAM‬‬

‫المن�صورية (المتن)‬ ‫الأ�شرفية (بيروت)‬ ‫هاتف ‪03264534 - 04401458 :‬‬


‫جورج وجنان يا�سمين‬

‫�إميليا ونزيه �أبي �سمعان‬

‫�أمونة عيد و�ساندي خليل‬

‫فادي وكارين عطالله‬

‫داليدا خليل‬

‫كارن غراوي‬

‫ورد الخال‬

‫مهى بيرقدار‬

‫كلوديا �أبي نادر‬

‫�أمال اليا�س �سليمان‬

‫‪Issue 19 - May - 2014‬‬

‫‪113‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫"الطائفة ‪ "19‬اللبنانية مسرحية غنائية‬ ‫م ��ن المع ��روف �أن في لبنان ‪ 18‬طائفة تك َون ��ه‪ ،‬لكن الفنانين فريد وماهر �أرادا �إخت ��راع "الطائفة ‪ "19‬عبر م�سرحية غنائية ناجح ��ة �أقيمت على م�سرح ق�صر‬ ‫الم�ؤتم ��رات ف ��ي �ضبيه (�شمالي بي ��روت) ودعي �إلى ح�ضورها عدد كبير من �أهل ال�سيا�سة والمال والأعمال وال�صحاف ��ة و�شخ�صيات �إجتماعية وفنية‪ .‬وقد قام‬ ‫بدور البطولة يو�سف الخال وكاين رميا ونخبة من الفنانين الجدد‪.‬‬

‫جورج ال�صافي وغ�سان مخيبر ومارينا واكيم‬

‫�صونيا وناجي غاريو�س‬

‫ميراي وروي الها�شم‬

‫العقيد بيار �صعب وقرينته ميراي‬

‫�سيمون �أبي رميا وفادي وجومانا الأعور‬

‫ندى ونزيه �سعيد‬

‫‪112‬‬

‫العدد ‪� - 19‬أيار (مايو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫فالي وب�شارة مرهج‬

‫حبيب وهال طراد‬

‫�سنتيا وب�سكال �أبي نادر‬


Offering you the leading brands in Ceramic tiles, Sanitary ware, Kitchen cabinets, Sarieddine has it covered. Offering you the leading brands in Ceramic Adding a touchware, of class that cabinets, turns residential or tiles, Sanitary Kitchen Sarieddine commercial property into a palatial setting. has it covered. Log on to or visit our Adding a www.sarieddine-trading.com touch of class that turns residential or new show room and see for yourself, there’s more to commercial property into a palatial setting. just living with Sarieddine. Log on to www.sarieddine-trading.com or visit our new show room and see for yourself, there’s more to just living with Sarieddine.

Design for today’s living Abu Dhabi: t. 00971 2 6776121, 6774937 Design for today’s living Al Ain: t. 00971 3 7212211, 7218883 sartest@emirates.net.ae Abu Dhabi: t. 00971 2 6776121, 6774937


‫العنقود‬

‫�آخر‬

‫بنك "فيسبوك" الدولي!‬

‫بقلم كابي طبراني‬

‫الش��ركة الت��ي أعادت تعريف كلمة "صديق" (‪ )friend‬ق��د ُتق ِدم قريباً جداً على خطوة أكثر طموح��اً‪ :‬إعادة تعريف كلمة "بنك" أو‬ ‫"مصرف"‪.‬‬ ‫ش��ركة "فيس��بوك" على وش��ك الحصول على موافقة من البنك المركزي في إيرلندا للسماح لمس��تخدميها بتخزين المال أو صرفه أو‬ ‫تحويله‪ .‬ال تبدو خطة الشركة واضحة حتى اآلن‪ ،‬لكن ّ‬ ‫المنظمين على حق للسماح بإجراء المزيد من التجريب‪.‬‬ ‫وتفيد المعلومات على أن "فيس��بوك" س��وف تر ّكز على سوق التحويالت‪ ،‬التي تنمو والمهيأة للتش ّوش والتعطيل‪ .‬ويقدّر البنك الدولي‬ ‫أن التحويالت ستبلغ ‪ 600‬مليار دوالر في العام ‪ ،2014‬أكثرها إلى البلدان النامية‪ ،‬وهي أكثر ثالثة أضعاف من المبلغ الذي وصلته قبل‬ ‫عشر سنين‪ .‬وهذا الرقم يش ّكل أيضاً ثالث مرات أكبر من كل موازنات اإلغاثة في العالم‪ .‬لكن رسوم المعامالت‪ ،‬التي يبلغ متوسطها ‪9‬‬ ‫في المئة‪ ،‬هي عالية جداً‪ .‬لذا فإن المنافسة من "فيسبوك" يمكن أن تساهم في تخفيض تلك الرسوم بسرعة‪.‬‬ ‫و"فيسبوك" ليست وحيدة في طموحاتها المالية؛ شركة "وول مارت ستورز" (‪ ،)Wal-Mart Stores Inc‬أكبر متاجر التجزئة في العالم‪،‬‬ ‫قدمت الشهر الفائت خدمة من شأنها أن تسمح لغير المتعاملين مع البنوك تحويل األموال عبر األربعة آالف مخزن التي تملكها في‬ ‫الواليات المتحدة ‪.‬‬ ‫يبقى أن ننتظر لنرى ما إذا كانت خدمة "فيس��بوك" الجديدة س��وف تس��مح بتحويل األموال عبر الحدود على الفور وبالسهولة ذاتها‬ ‫التي تفعلها مع أشرطة الفيديو والصور العائلية‪ .‬وربما ستكون أقل تكلفة من الخدمات القائمة ‪ -‬على إفتراض أن "فيسبوك" تستفيد‬ ‫من حجمها ومصاريفها المنخفضة لوضع تعرفة أقل من الرس��وم الباهظة التي تفرضها خدمات البنوك التقليدية لتحويل األموال اآلن‪.‬‬ ‫(تفيد "وول مارت" بأنها سوف تكون تعرفتها نصف ما يفرضه بعض المنافسين اآلن)‪.‬‬ ‫فيم��ا ي��درس المنظمون هذه النم��اذج الجديدة‪ ،‬ينبغي أن تكون الش��روط مرن��ة‪ .‬إن القواعد الصادرة عن مكت��ب الحماية المالية‬ ‫للمس��تهلك في الواليات المتحدة بموجب قانون "دود – فرانك" في العام ‪ 2010‬هي مثال جيد‪ .‬الش��ركات التي ترسل تحويالت مالية‬ ‫من أميركا يجب أن تكشف عن سعر الصرف الذي سيتم تطبيقه‪ ،‬والرسوم التي يتع ّين جمعها في الواليات المتحدة وخارجها‪ ،‬والمبلغ‬ ‫قبل الضريبة الذي سيتم في الواقع تسليمه‪.‬‬ ‫قوانين الواليات المتحدة لغس��ل األموال هي قصة أخرى‪ .‬في العام الفائت‪ ،‬أغلقت البنوك األوروبية حسابات العديد من المؤسسات‬ ‫ف��ي البل��دان النامية التي تفتقر إلى الضمانات المناس��بة لغس��ل األموال لتحوي�لات العمال المهاجرين‪ .‬وج��اء الضغط إلتخاذ هذه‬ ‫اإلجراءات الصارمة من واشنطن‪.‬‬ ‫ربم��ا ينبغ��ي على ّ‬ ‫المنظمين في بالد العم س��ام إعادة النظر في نهجهم‪ .‬لماذا ال يتم تطبيق القواعد بما يتناس��ب مع المخاطر التي‬ ‫ينطوي عليها التحويل؟ يمكنهم‪ ،‬على س��بيل المثال‪ ،‬الس��ماح بفسحة لقدر أكبر‪ ،‬مث ًال‪ ،‬مبلغ ‪ 250‬دوالراً عندما يتم التحويل من خالل‬ ‫"فيسبوك" أو عبر شبكة آمنة مماثلة‪.‬‬ ‫وغن��ي ع��ن القول أن التح ّول في الصناعة المصرفية هو بالفعل على قدم وس��اق‪ .‬مئات الماليين من الن��اس في جميع أنحاء العالم‬ ‫ٌّ‬ ‫يستخدمون تطبيقات الهاتف المحمول إلرسال وإستقبال األموال (إقرأ العدد السابق من "أسواق العرب")‪.‬‬ ‫لـ‪ 2.5‬ملياري ش��خص في األس��واق الناشئة الذين ال يس��تطيعون الوصول إلى أحد البنوك‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬فإن دخول "فيسبوك" إلى السوق‬ ‫يمكن أن يفعل أكثر من جعل األمر أرخص إلرسال األرباح واألموال إلى الوطن‪ .‬إذا ُسمح له باإلئتمان وإعطاء القروض‪ ،‬ودفع المرتبات‪،‬‬ ‫وتسديد الفواتير المنزلية واإلستثمار‪ ،‬فإن بنك "فيسبوك" يمكن أن يجد نفسه مكتظاً بالكثير من طلبات األصدقاء‬

‫‪114‬‬

‫العدد ‪� - 19‬أيار (مايو) ‪٢٠١4 -‬‬


ABU DHABI - KHALIDIYA STREET - TEL: 02 6813141 AL MARYAH ISLAND - SOWWAH SQUARE - TEL: 02 6266730

BRIONI.cOM


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.