Issue 2

Page 1

‫هل العراق‬ ‫دولة عميلة‬ ‫إليران؟‬

‫الحرب الخفية‬ ‫على غاز الشرق‬ ‫األوسط‬

‫�شهرية ● �إقت�صادية ● ثقافية ● �إجتماعية ‪ -‬العدد الثاني‪ - ‬ت�شرين الثاني (نوفمبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫الصراع‬

‫اإليراني ‪ -‬السعودي‬

‫يغـتال‬

‫"س ّيد" المخابرات؟‬

‫إنقلوا صنعاء‬ ‫ّ‬ ‫وإال مات‬ ‫أهلهاإ‬


‫�شهرية ● �إقت�صادية ● ثقافية ● �إجتماعية‬ ‫العدد الثاني‪ - ‬ت�شرين الثاني (نوفمبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫‪www.asswak-alarab.com‬‬

‫ت�صدر في لندن‬ ‫عن �شركة �أ�سواق العرب للن�شر المحدودة‬ ‫بالتعاون مع المجلة الإقت�صادية "تحت الأ�ضواء"‬ ‫بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫رئي�س مجل�س الإدارة ‪ /‬رئي�س التحرير‬

‫كابي طبراني ‪g.tabarani@gmail.com -‬‬

‫مدير التحرير (لندن)‬

‫هاني مكارم ‪h.m.makarem@gmail.com -‬‬

‫مدير التحرير (بيروت)‬

‫جوزيف قرداحي ‪josephkordahi@yahoo.com -‬‬

‫مدير التحرير (الدار البي�ضاء)‬

‫محمد لديب ‪mohamed.ladib@gmail.com -‬‬

‫الإخراج الفني‬

‫علي كمال الدين ‪alikamallll@gmail.com -‬‬

‫التوزيع ‪� -‬شركة الأوائل‬ ‫بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫العنوان الرئي�سي‪:‬‬

‫‪Asswak Al-Arab Publishing Ltd‬‬ ‫‪788-790 Finchley Road‬‬ ‫‪London NW11 7TJ - United Kingdom‬‬ ‫‪Tel: +44(0)758 3320593‬‬ ‫‪Fax: +44(0)2082019448‬‬ ‫‪email: asswak.a@gmail.com‬‬ ‫‪Editor-In-Chief: Gabriel Tabarani‬‬

‫الإ�شتراكات‪:‬‬ ‫للأفراد‪ 100 :‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬ ‫لل�شركات‪ 150 :‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬

‫للم�ؤ�س�سات الر�سمية والبعثات الديبلوما�سية‪:‬‬

‫‪ 200‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬ ‫‪Price list‬‬

‫ ‪7000‬‬ ‫‪L.L.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪B.D.‬‬ ‫‪2 C.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪E.P.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪J.D.‬‬ ‫ ‪1‬‬ ‫‪K.D.‬‬ ‫ ‪1‬‬ ‫‪O.R.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪Q.R.‬‬ ‫ ‪10‬‬ ‫‪S.R.‬‬ ‫ ‪100‬‬ ‫‪S.L.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪Drhm.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪Pounds.‬‬ ‫‪10 T.D‬‬ ‫‪20 MAD‬‬

‫ ‪Lebanon‬‬ ‫ ‪Bahrain‬‬ ‫ ‪Cyprus‬‬ ‫ ‪Egypt‬‬ ‫ ‪Jordan‬‬ ‫ ‪Kuwait‬‬ ‫ ‪Oman‬‬ ‫ ‪Qatar‬‬ ‫ ‪Saudi Arabia‬‬ ‫ ‪Syria‬‬ ‫ ‪UAE‬‬ ‫ ‪UK‬‬ ‫ ‪Tunis‬‬ ‫ ‪Morocco‬‬

‫المقاالت التي ُتن�شر تع ّبر فقط عن �آراء �أ�صحابها‬

‫اإلفتتاحية‬

‫مبادرة قطر في غزة ت�شير �إلى تحول �إقليمي‬ ‫في زيارة دامت �ست �ساعات فقط ‪ -‬مدة رحلة ذهاب ‪� -‬إياب من الدوحة �إلى القاهرة‬ ‫ الت ��ي ق ��ام به ��ا �أمير دولة قطر �إلى قطاع غزة قد تك ��ون لها عواقب ملحوظة على‬‫الأحداث الإقليمية الطويلة المدى‪.‬‬ ‫بالن�سبة الى الفل�سطينيين‪ ،‬الذين فر�ضت عليهم �إ�سرائيل ح�صارا" متوا�صال" منذ‬ ‫الع ��ام ‪ ،2007‬ف�إنه ��ا تمث ��ل ن�صرا"‪ :‬لي�س مج ��رد تحد للح�صار من قب ��ل دولة عربية‬ ‫فح�س ��ب‪ ،‬ولك ��ن �أي�ض ��ا" للتذكير ب� ��أن �سكان غ ��زة لي�س ��وا وحدهم ولي�س ��وا من�سيين‪.‬‬ ‫ال�شي ��خ حم ��د بن خليفة �آل ثاني كان �أول زعي ��م عربي يزور القطاع منذ زيارة عاهل‬ ‫الأردن الملك عبد اهلل الثاني في العام ‪.1999‬‬ ‫الزي ��ارة كان ��ت الأخي ��رة م ��ن نمط متزاي ��د لدول مجل� ��س التع ��اون الخليجي يعتمد‬ ‫عل ��ى �إ�ستخ ��دام ثرواتها وثقلها الديبلوما�سي ل�صال ��ح المنطقة ككل‪� .‬ساهمت قطر‬ ‫�إل ��ى حد كبي ��ر في �إعادة بناء جنوب لبنان بعد الق�ص ��ف الإ�سرائيلي في العام ‪،2006‬‬ ‫وتع ّه ��دت ب�إ�ستثم ��ار المليارات في م�ص ��ر ما بعد مبارك‪ .‬وجنب ��ا" �إلى جنب مع دول‬ ‫عربية �أخرى‪� ،‬ساهمت في مهمة العام الما�ضي في ليبيا لإطاحة معمر القذافي‪.‬‬ ‫وراء هذه ال�سيا�سة القوية الخارجية‪ ،‬كان هناك تحول دقيق في التحالفات الإقليمية‬ ‫و�سط الإنتفا�ضات العربية‪ .‬خالد م�شعل‪ ،‬الزعيم ال�سيا�سي لحركة حما�س المنتهية‬ ‫واليت ��ه‪� ،‬إخت ��ار الدوحة عندم ��ا ترك دم�شق‪ ،‬و�سهّلت كل من قط ��ر وم�صر الأمر على‬ ‫الحركة الفل�سطينية للتخلي عن نظام الأ�سد الذي ي�صارع من �أجل البقاء‪.‬‬ ‫�إن زي ��ارة ‪ 23‬ت�شري ��ن الأول (�أكتوب ��ر) الى غزة‪ ،‬المن�شق ��ة والمتخا�صمة مع رام اهلل‪،‬‬ ‫�سوف تعتبر دعما" للحركة الإ�سالمية ورئي�س الوزراء المقال �إ�سماعيل هنية‪ ،‬وربما‬ ‫على ح�ساب ال�سلطة الفل�سطينية والرئي�س محمود عبا�س‪� .‬إن م ّد يد الم�ساعدة من‬ ‫قط ��ر �إل ��ى غ ��زة �أم ��ر ي�ستحق الثن ��اء ولكن يمك ��ن �أن يك ��ون �ض ��ارا" �إذا زاد في تباعد‬ ‫الجانبين الفل�سطينيين‪.‬‬ ‫الرئي� ��س عبا�س‪ ،‬الذي كان مدعوا"‪� ،‬إخت ��ار عدم ح�ضور زيارة ال�شيخ حمد‪ .‬واجباته‬ ‫كرج ��ل دول ��ة كان ��ت تملي ان ي�ضع جانب ��ا" خالفاته مع حركة حما� ��س ليوم واحد ‪-‬‬ ‫قط ��ر لفت ��ت ال ��ى هذا الأم ��ر‪� ،‬إن لم يك ��ن �أكثر‪ ،‬للأهمي ��ة التاريخي ��ة‪ .‬التوا�صل بين‬ ‫الجانبي ��ن والعمل معا" هو وح ��ده فقط يقود الى حل طويل الأجل للفل�سطينيين‪،‬‬ ‫وه ��و الأم ��ل الوحي ��د للمقاومة �ضد دول ��ة الإحت�ل�ال العازمة عل ��ى الإحتفاظ بهما‬ ‫منق�سمي ��ن‪ .‬المب ��ادرات الديبلوما�سية في الم�ستقبل م ��ن جانب قطر �أو غيرها من‬ ‫دول مجل�س التعاون الخليجي يجب ان تعمل على تحقيق الم�صالحة‪.‬‬ ‫ولك ��ن هن ��اك بعدا" �آخر فوري ��ا" لزيارة غزة وال ��ذي ي�شكل �ضرورة ما�س ��ة‪ .‬الح�صار‬ ‫يق ��وم بتدمير منهجي للحي ��اة ومعي�شة الفل�سطينيين‪ .‬زي ��ارة ال�شيخ حمد‪ ،‬وتعهده‬ ‫بزيادة الم�ساعدات للقطاع‪ ،‬ينبغي ان تكون �أول �شرخ لك�سر الح�صار‪.‬‬ ‫قط ��ر ت�سع ��ى بالت�أكي ��د لتك ��ون العب ��ا" �إقليمي ��ا" رئي�س ��ا"‪ ،‬وه ��و دور يج ��ب �أن يك ��ون‬ ‫متوازن ��ا" ف ��ي �شرق �أو�سط هزت ��ه الإنتفا�ضات الأخيرة‪ .‬لك ��ن الق�ضية الفل�سطينية‬ ‫الت ��ي تطل ��ب من ��ذ عقود تحقيق العدال ��ة‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬هي �صحيح ��ة ومحقة اليوم كما‬ ‫كانت دائما"‪.‬‬ ‫كابي طبراني‬ ‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪3‬‬


Khalidiya Street - Abu Dhabi - UAE Tel: +971 2 6654300 Fax: +971 2 6663396


‫‪20‬‬ ‫العدد الثاني ‪ -‬ت�شرين الثاني (نوفمبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫الحرب الخفية‬ ‫على غاز الشرق‬ ‫األوسط‬

‫هل العراق‬ ‫دولة عميلة‬ ‫إليران؟‬

‫تحقيق ال�شهر ‬

‫‪72‬‬

‫�صحة ‬

‫‪86‬‬

‫إنقلوا صنعاء‬ ‫وإالّ مات‬ ‫أهلهاإ‬

‫�شهرية ● اإقت�شادية ● ثقافية ● اإجتماعية ‪ -‬العدد الثاني ‪ -‬ت�شرين الثاني (نوفمبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫الصراع‬

‫اإليراني ‪ -‬السعودي‬

‫يغـتال‬

‫"س ّيد" المخابرات؟‬ ‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫أنقلوا صنعاء من مكانها ّ‬ ‫وإلا‬ ‫مات أهلها من العطش!‬

‫ق�صة رجل �أعمال ‬

‫‪78‬‬

‫تتصدر‬ ‫‪ 6‬دول عربية‬ ‫ّ‬ ‫الئحة العشر األولى عالمي ًا‬ ‫إلنتشار مرض السكري‬

‫تلفزيون ‬

‫عالم الطاقة ‬ ‫غاز‬

‫‪64‬‬

‫عالم الطاقة ‬ ‫نفط‬

‫‪68‬‬

‫كميل سري الدين‪:‬‬ ‫زواجي من إبنة خالي كان أهم‬ ‫إستثماراتي !‬

‫زياد نجيم يرتدي روب‬ ‫محامي الشيطان" ليحاكم‬ ‫أمراء الحرب اللبنانية!‬

‫عالمها ‬

‫الفن ال�سابع ‬

‫‪84‬‬

‫القارة األميركية تسرق‬ ‫دور الشرق األوسط‬ ‫كمركز أول للطاقة في العالم‬

‫متفجر‬ ‫صراع‬ ‫ِّ‬ ‫يرقد تحت أمواج‬ ‫البحر المتوسط!‬

‫‪93‬‬

‫‪96‬‬

‫هكذا أغرت المافيا هوليوود‬ ‫لتبييض صورتها‬

‫زوجة سورية‬ ‫بـ‪ 150‬دوالراً !‬ ‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪5‬‬


‫الفهرس‬ ‫الم�شرق العربي ‬ ‫�سوريا‬

‫‪26‬‬

‫وادي النيل ‬ ‫م�صر‬

‫‪36‬‬

‫تفجير وسام الحسن رسالة متعددة اإلتجاهات ألعداء األسد‬

‫الصراع اإليراني ‪ -‬السعودي‬ ‫"سيد" المخابرات اللبنانية؟‬ ‫إغتال‬ ‫ِّ‬

‫سوريا‪ :‬أهل النظام‬ ‫يزورون الملكية ويبيعون شقق ًا‬ ‫ِّ‬ ‫غير قانونية ألكثر من مشت ٍر‬

‫الم�شرق العربي ‬ ‫العراق‬

‫‪28‬‬

‫هل العراق دولة عميلة إليران؟‬

‫الخليج العربي ‬ ‫الكويت‬

‫‪32‬‬

‫اإلقتصاد المصري‪:‬‬ ‫سم ْع كالم المسؤولين تتفاءل‬ ‫ِإ َ‬ ‫وأنظر إلى المؤشرات تتعجب!‬

‫المغرب العربي ‬ ‫�شمال �أفريقيا‬

‫‪40‬‬

‫بطالة الشباب‬ ‫قنبلة إجتماعية موقوتة‬

‫المغرب العربي ‬ ‫المغرب‬

‫‪43‬‬

‫العال م‬ ‫�أورا�سيا‬ ‫فسادستان!‬

‫�أ�سواق المال ‬ ‫�صناديق �سيادية‬

‫الكويت تفقد توازنها‬ ‫‪4‬‬

‫رياح اإلستثمار الخليجي تهب‬ ‫على المملكة المغربية‬ ‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫‪46‬‬

‫�أ�سواق الما ل‬ ‫�صندوق النقد الدولي‬

‫تحير‬ ‫صناديق قطر‬ ‫ّ‬ ‫السيادية ِّ‬ ‫العالم!‬

‫‪54‬‬

‫أميركا تفقد نفوذها تدريج ًا‬ ‫في صندوق النقد الدولي‬

‫‪58‬‬


‫�سياحة‬

‫خدمات‬

‫الموجز اللبناني‬

‫�أول ق�سيمة لم�شروع �صناعي نموذجي‬ ‫يق ّل�ص ا�ستخدام الطاقة في ت�سخين المياه‬ ‫�س ّل ��م مدير مرك ��ز الإبتكار والتكنولوجيا في معه ��د البحوث ال�صناعية ناجي اب ��ي زيد‪� ،‬أول ق�سيمة‬ ‫�إبتكار �ضمن "م�شروع ق�سيمة الإبتكار" المم ّول بدعم م�شترك من االتحاد االوروبي ومعهد البحوث‬ ‫ال�صناعي ��ة (رئي�سه دكتور ب�سام الفرن)‪ ،‬الى جهاد ن�صراهلل الذي عمل على تطوير مفهوم تخزين‬ ‫المياه ال�ساخنة كهربائي ًا‪ ،‬والذي �سيكون بدي ًال من القارورة الكهربائية للمياه ال�ساخنة‪.‬‬ ‫ووجدت اللجنة التقنية التابعة للمركز في م�شروع ن�صراهلل‪� ،‬سمات تطويرية وابتكارية يجدر تبنيها‪،‬‬ ‫كونها تقوم على توفير �إ�ستخدام الطاقة وتتمتع بقدرات لتلبية حاجات �ضعف العدد الم�ستخدم للمياه‬ ‫ال�ساخن ��ة ع ّما كان يح�صل �سابق ًا‪ .‬و�ست�ستخدم القيمة الماد ّية للق�سيمة في تمويل �إقامة نموذج من‬ ‫الم�شروع‪ ،‬تمهيد ًا لت�سويقه تجاري ًا في خدمة ال�صناعة اللبنانية والإ�ستخدام ال�شخ�صي‪.‬‬

‫المنتجات الزراعية �إلى م�صر ودول الخليج بحر ًا‬

‫المنتجات‬ ‫الزراعية اللبنانية‪:‬‬ ‫�صار لها منفذ‬ ‫بحري‬

‫ل ��م يع ��د �أم ��ام الم�صدري ��ن اللبنانيي ��ن �س ��وى‬ ‫الت�صدي ��ر البح ��ري‪ .‬ه ��ذا المنف ��ذ ل ��م ي�ستغ ّل‬ ‫�سابق ًا لإعتبارات تجاري ��ة رغم �أنه كان متاح ًا‪.‬‬ ‫الي ��وم هن ��اك حاج ��ة الى ه ��ذا المنف ��ذ بعدما‬ ‫�إرتفع ��ت مخاط ��ر وكلف ��ة ال�شح ��ن الب� � ّري عبر‬ ‫�سوري ��ا التي تُع ّد المم ّر الإجباري الب ّري الوحيد‬ ‫لل�ص ��ادرات اللبنانية �إل ��ى دول الجوار والخليج‬ ‫العرب ��ي‪ .‬خال�ص ��ة الأم ��ر �أن وتي ��رة �إ�ستخدام‬ ‫المعابر البحر ّية ب ��د�أت تزيد‪ ،‬فبح�سب توقعات‬ ‫م�ؤ�س�س ��ة ت�شجي ��ع اال�ستثمارات "�إي ��دال" يمكن‬ ‫�أن ي�ص� �دّر المزارع ��ون‪ ،‬بحر ًا‪ ،‬نح ��و ‪� 300‬ألف‬ ‫ط ��ن‪� ،‬أي ما يوازي ‪ %57‬م ��ن مجمل ال�صادرات‬ ‫الزراعية ال�سنوية التي تبلغ ‪� 525‬ألف طن‪.‬‬ ‫ي�ؤك ��د رئي� ��س مجل� ��س �إدارة "�إي ��دال" نبي ��ل‬ ‫عيتاني‪� ،‬أن الطلب يتزايد على ال�شحن البحري‬ ‫للمنتجات الزراعية اللبنانية‪ .‬هذا الطلب يرفع‬ ‫�أ�سع ��ار النقل تدريج ًا‪ ،‬وخ�صو�ص� � ًا �أن العاملين‬ ‫عل ��ى هذه الخط ��وط �إكت�شف ��وا �أن البح ��ر يم ّثل‬

‫منفذ ًا �شبه وحيد �أم ��ام المزارعين والتجار مع‬ ‫�إرتف ��اع وتيرة العن ��ف في �سوري ��ا و�إرتفاع ن�سبة‬ ‫المخاط ��ر هناك التي تزي ��د �أعباء النقل الب ّري‬ ‫وكلفته‪.‬‬ ‫وت�شي ��ر درا�س ��ة �أعدّته ��ا "�إيدال" �إل ��ى �أن ‪%94‬‬ ‫من ال�ص ��ادرات الزراعية كانت تذهب ب ّر ًا عبر‬ ‫الحدود ال�سورية‪ ،‬فيما كان النقل البحري يم ّثل‬ ‫‪ %5‬م ��ن الكمي ��ات الزراعية الم�ص ��درة والنقل‬ ‫الج� � ّوي ال يم ّث ��ل �أكث ��ر من ‪ .%1‬ووف ��ق معطيات‬ ‫ال�ص ��ادرات الزراعي ��ة خ�ل�ال ال�سني ��ن الع�شر‬ ‫الأخيرة‪ ،‬ف�إن ‪ %98.7‬من ال�صادرات الزراعية‬ ‫تذهب �إلى الدول العربية‪ ،‬في مقابل ‪� %1.3‬إلى‬ ‫�أوروب ��ا و�أميركا و�آ�سيا‪� .‬أما تلك التي تذهب �إلى‬ ‫ال ��دول العربي ��ة فهي تت ��و ّزع على النح ��و الآتي‪:‬‬ ‫‪ %34.2‬تذه ��ب �إل ��ى ث�ل�اث دول ه ��ي �سوري ��ا‪،‬‬ ‫الأردن‪ ،‬والع ��راق‪ .‬و‪ %64.5‬تذه ��ب �إلى ‪ 8‬دول‬ ‫هي م�صر‪ ،‬البحرين‪ ،‬الكويت‪ ،‬قطر‪ ،‬ال�سعودية‪،‬‬ ‫وعمان‪.‬‬ ‫الإمارات العربية‪ ،‬اليمن‪ُ ،‬‬

‫�أكد رئي�س الجمهورية اللبنانية العماد مي�شال‬ ‫�س���ليمان �أن "الغ���ذاء حق ل���كل �إن�س���ان وهو حاجة‬ ‫�أ�سا�س���ية للعي����ش كالماء واله���واء"‪ ،‬الفتا" الى �أن‬ ‫"الأزمة الإقت�صادية العالمية ك�شفت �أهمية �إرتكاز‬ ‫�إقت�ص���اد الدول على القطاعات المنتجة وتحديدا"‬ ‫قطاعي الزراعة وال�صناعة"‪.‬‬ ‫�أك���د وزي���ر البيئة اللبناني ناظ���م الخوري‪ ،‬ان‬ ‫الوزارة ت�س���عى الى زيادة م�ساحة الرقعة الخ�ضراء‬ ‫بحي���ث ت�ص���بح ‪ %20‬من م�س���احة لبنان ب���دال" مما‬ ‫ه���ي علي���ه الآن‪ ،‬وذلك م���ن �أجل الحد م���ن التلوث‬ ‫و�إ�ستعادة التوازن البيئي المطلوب"‪.‬‬ ‫كالم الخوري جاء في خالل تمثيله رئي�س الجمهورية‬ ‫مي�شال �س���ليمان في حفل اطالق م�شروع التحريج‬ ‫ف���ي كفردبيان‪ ،‬بح�ض���ور م�س����ؤولين م���ن الوكالة‬ ‫االميركية للتنمية الدولي���ة ورئي�س اتحاد بلديات‬ ‫ك�سروان نهاد نوفل‪ ،‬ورئي�س جمعية "جذور لبنان"‬ ‫راوول نعمة التي تتولى حملة التحريج‪.‬‬ ‫قال حاكم م�صرف لبنان ريا�ض �سالمة‪" :‬علينا‬ ‫ان نكون قادرين داخليا" على التما�س���ك و�إر�س���اء‬ ‫�أ�س����س الإ�ستقرار‪ .‬و�أعتقد ان النمو قابل للإرتفاع‪،‬‬ ‫لأن قدرتن���ا التمويلي���ة الذاتية ما زال���ت متوافرة‪.‬‬ ‫وبم���ا ان الم�ؤ�س�س���ات الدولية �أك���دت رغبتها في‬ ‫مواكبة تمويل الم�ش���اريع اللبنانية‪ ،‬فان هذا يعني‬ ‫ان امكان���ات التمويل متوافرة‪ ،‬لك���ن القرار يعود‬ ‫الى اللبنانين لتلقف هذه الفر�صة وتحديد التوجه‬ ‫الم�ستقبلي للبنان"‪.‬‬ ‫وقع المدي���ر العام لالمن الع���ام اللواء عبا�س‬ ‫ابرهيم والمدير العام لفرن�س���بنك نديم الق�ص���ار‪،‬‬ ‫اتف���اق تع���اون بغي���ة "من���ح القرو����ض ال�س���كنية‬ ‫لع�س���كريي الأمن العام"‪ ،‬وذلك في �سياق الخطط‬ ‫المر�سومة لتعزيز الإمكانات المادية من �أجل �شراء‬ ‫م�ساكن للع�سكريين ب�شروط مخفّفة ومدرو�سة‪.‬‬ ‫و�أكدا تمتين التعاون بين الأمن العام وفرن�س���بنك‬ ‫ف���ي كل المجاالت‪" ،‬م�س���اهمة في تخفي���ف الأعباء‬ ‫المعي�ش���ية والحياتي���ة لفئ���ة كبيرة م���ن المجتمع‪،‬‬ ‫مما ي�س���اعد ف���ي �إنعا�ش الحركة الإقت�ص���ادية في‬ ‫البالد"‪.‬‬ ‫دع���ا وزير ال�ص���ناعة فريج �ص���ابونجيان الى‬ ‫"اعادة تكوين الطبقة المتو�س���طة في لبنان التي‬ ‫كانت الركيزة اال�سا�س لالقت�صاد الوطني المتين‬ ‫وال�صحيح"‪ ،‬م�ؤيدا" �إقرار �سل�سلة الرتب والرواتب‬ ‫بالتزامن مع در�س معمق لم�صادر التمويل‪ .‬كذلك‬ ‫�أيد �ض���بط الإهدار في كل المرافق العامة وتفعيل‬ ‫�سيا�سة الجباية"‪.‬‬

‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪7‬‬


‫�ش�ؤون لبنانية‬ ‫الموقف اللبناني‬

‫وعود بال قيمة‬ ‫خ�ل�ال الأ�سابي ��ع القليلة الما�ضية‪ ،‬قبل حادثة �إغتيال الل ��واء و�سام الح�سن‪ ،‬تركزت‬ ‫المناق�ش ��ة ف ��ي جمي ��ع الب�ل�اد على قان ��ون الإنتخاب ��ات‪ ،‬لدرج ��ة �أنها طغ ��ت على كل‬ ‫الق�ضايا الأخرى الحيوية التي ت�ؤثر على لبنان‪.‬‬ ‫فق ��ط قبل ب�ضعة �أ�شهر‪ ،‬عل ��ى �سبيل المثال‪� ،‬شهدت البالد �إحتجاجات‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫ح ��رق الإطارات وعرقل ��ة الطرق �ضد �إنقط ��اع التيار الكهربائ ��ي الم�ستمر‪ .‬و�شهدت‬ ‫�أي�ض ��ا" �إحتجاج ��ات م ��ن قبل المدر�سي ��ن ونقابيي ��ن �آخرين‪� ،‬إحتجاج ��ا" على غالء‬ ‫المعي�شة والمطالبة بزيادة في الأجور للتعوي�ض‪.‬‬ ‫ويبدو ان هذه الإحتجاجات �أدت الى �شبه نتيجة �إلى حد ما‪ .‬تو�صل مجل�س الوزراء‬ ‫ف ��ي نهاي ��ة المطاف �إلى حل حظي بتغطية �إعالمية لأزمة الكهرباء في �شكل توليد‬ ‫الطاق ��ة الكهربائي ��ة من �سفن في عر� ��ض البحر‪ .‬ولكن تبين �أن ه ��ذه الخطة‪ ،‬مثل‬ ‫�أخري ��ات كثيرة‪ ،‬كانت محاولة وهمية‪ .‬تابع ��ت الحكومة عر�ضها ب�إعالن �أنها تحتاج‬ ‫الآن الى الوقت للعمل على هذه الخطة‪ ،‬تال ذلك �إعتراف ب�أن الأموال غير موجودة‬ ‫ويجب ت�أمينها‪.‬‬ ‫وق ��د واجه ��ت الحكوم ��ة �أي�ض ��ا" م�س�أل ��ة ج ��دول الرواتب‪ ،‬م ��ع وعد لرئي� ��س الوزراء‬ ‫نجي ��ب ميقات ��ي على ما يبدو بزيادة الأجور تبعه قرار حكومي م�ؤجل التنفيذ حتى‬ ‫تت�أم ��ن الأم ��وال الالزم ��ة‪� .‬أولئك الذي ��ن �إعتمدوا على �صدق وع ��د رئي�س الحكومة‬ ‫�أ�صيب ��وا ب�إحب ��اط �شدي ��د عندم ��ا �أدركوا �أن مثل ه ��ذه ال�سيا�سة تتطل ��ب التغلب على‬ ‫العديد من العقبات ال�سيا�سية والمالية قبل �أن ت�صبح حقيقة واقعة‪.‬‬ ‫رئي�س غرفة التجارة وال�صناعة والزراعة محمد �شقير نف�سه �أعلن �أن �إرتفاع الأجور‬ ‫لن يمر‪ ،‬بينما �أو�ضحت ال�شركات والم�ؤ�س�سات الإقت�صادية �أنها لن تطبقه‪.‬‬ ‫يب ��دو �أن ه ��ذا هو تكتيك هذه الحكومة‪ :‬خداع النا�س للخ�ضوع‪ .‬ولكن هذا التكتيك‬ ‫معي ��ب على نحو جوه ��ري‪ ،‬لأنه �سي�أتي اليوم الذي �سوف يت ��م فيه معرفة الحقيقة‬ ‫وك�شف هذه الأكاذيب‪.‬‬ ‫حتى لو كانت الحكومة �صادقة في نواياها‪ ،‬فهي برهنت على �أنها غير كفوءة وغير‬ ‫�شريفة ب�إعالنها عن وعود وخطط من دون �أن تتمكن من دعمها‪.‬‬ ‫ان من واجب �أية حكومة الحفاظ على وعودها وااللتزام بمواعيد تنفيذها‪ .‬ولي�ست‬ ‫ق�ضية الكهرباء و�أجور القطاع العام �سوى جزء �صغير من المعاناة اليومية لل�شعب‬ ‫اللبناني‪.‬‬ ‫اذا كان ��ت الحكوم ��ة ال يمكن �أن تكون فعالة في حل م�ش ��اكل مواطنيها عندما تكون‬ ‫في الحكم ف�إن ال�س�ؤال هو ب�أية طريقة وكيف يعاد انتخاب �أع�ضائها؟‬ ‫مع ذلك ي�ستمر الجدل‪ ،‬على ح�ساب الكثير من الأمور التي تجري في البالد والتي‬ ‫يتم تجاهلها من قبل ال�سيا�سيين الأكثر �إهتماما" ب�إعادة انتخابهم‪.‬‬ ‫يب ��دو ان �آخ ��ر همومه ��م هو الإهتم ��ام ب�شعبهم حتى �إنه ��م ال يعاملونه ب ��ذكاء ولكن‬ ‫ب�إطالق الوعود الكاذبة التي تنهار بعد حين‪ .‬لديهم م�ستويات عالية من الجر�أة �إذ‬ ‫�إنهم ال ي�شعرون حتى بالحاجة الى �شرح �أكاذيبهم عندما ت�صبح وا�ضحة‪.‬‬ ‫مواجه ��ة الم�ش ��اكل بالوع ��ود الوهمي ��ة التي ال يمك ��ن ان تتحقق ال ي� ��ؤدي �سوى �إلى‬ ‫م�شكل ��ة �أكب ��ر على الطريق‪ .‬من خالل تجاهل هذه الحقيقة‪ ،‬هذه الحكومة ت�ساهم‬ ‫يوم ��ا" بع ��د يوم ف ��ي خلق الإنطب ��اع ب�أنها قد تك ��ون �أ�سو�أ حكومة عرفه ��ا لبنان على‬ ‫الإطالق‪.‬‬ ‫بيروت – رئيف عمرو‬ ‫‪6‬‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫زراعة‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫تداعيات الأزمات الإقليمية‬ ‫على لبنان �ست�ؤ ّثر في النمو‬ ‫يب ��دو �أن اخط ��ار انتق ��ال الأزم ��ات الإقليمية �إل ��ى لبنان‬ ‫�سترخ ��ي بظالله ��ا عل ��ى م�ستوي ��ات الثق ��ة والحرك ��ة‬ ‫االقت�صادي ��ة على المدى المنظ ��ور‪ ،‬اذ اعتبر الم�صرف‬ ‫العالم ��ي ‪� JP Morgan Chase‬أن م�ست ��وى عدم اليقين‬ ‫المتو�سط‪.‬‬ ‫وال�ضبابي ��ة �سيبق ��ى مرتفع ��ا" عل ��ى الم ��دى‬ ‫َ‬ ‫والح ��ظ �أن الم� َؤ�ش ��رات ت � ّ‬ ‫�دل عل ��ى �إنكما� ��ش االقت�صاد‬ ‫الوطني في الف�صل الثالث من ال�سنة الجارية‪.‬‬ ‫واعتب ��ر الم�ص ��رف �أن تحذيرات حكوم ��ات دول مجل�س‬ ‫التعاون الخليجي لرعاياها بعدم زيارة لبنان �سي�ؤ ّثر �سلب ًا‬ ‫على القطاع ال�سياحي اللبناني لفترة طويلة‪ ،‬مالحظا �أن‬ ‫الحرب ف ��ي �سوريا �أ ّثرت في عدد ال�سي ��اح العرب الذين‬ ‫ي�ستخدم ��ون الط ��رق البري ��ة للمج ��يء �إلى لبن ��ان‪ ،‬وفق‬ ‫مجموعة بنك بيبلو�س ‪.Lebanon This Week‬‬ ‫واف ��اد التقري ��ر �أن حرك ��ة القادمي ��ن �إل ��ى مط ��ار بيروت‬ ‫�سجل ��ت النتيج ��ة الأف�ضل ف ��ي الن�صف الأ َول م ��ن ال�سنة‬ ‫ّ‬ ‫قيا�س ��ا" باالع ��وام الخم�س ��ة ال�سابقة‪ ،‬لكن ه ��ذا المنحى‬ ‫�إنعك�س خالل ال�صي ��ف ب�سبب تدهور الأو�ضاع الأمنية في‬ ‫ّ‬ ‫الت�ضخم مرتفعة هذه ال�سنة‬ ‫لبنان‪ .‬وتو ّقع �أن "تبقى ن�سبة‬ ‫و�أن تراوح بين ‪ 7‬و‪ ."%9‬و�أ�شار الى �أن �إرتفاع �أ�سعار المواد‬ ‫ّ‬ ‫الت�ضخم �إلى‬ ‫الأ ّولية خالل ال�صيف‪� ،‬سي�ؤدي �إلى رفع ن�سبة‬ ‫‪ %10‬في الرب ��ع الأخير من ال�سنة‪ .‬لك ّنه لم يتو ّقع �أن يتّخذ‬ ‫ّ‬ ‫الت�ضخم‪" ،‬انما �ستبقى‬ ‫م�صرف لبنان �إجراءات للح ّد من‬ ‫الهوام�ش بين الفوائد على الدوالر والليرة على حالها"‪.‬‬ ‫في المقابل‪ ،‬اف ��اد الم�صرف الأميركي العالمي �أن ن�سبة‬ ‫ارتف ��اع الودائ ��ع الم�صرفي ��ة تباط�أت في ت ّم ��وز (يوليو)‬ ‫‪ 2012‬عل ��ى �أ�سا�س �سنوي �إلى �أدنى م�ستوى منذ حزيران‬ ‫(يوني ��و) ‪ ،2007‬بينم ��ا بقي ��ت الت�سليف ��ات ال ��ى القطاع‬ ‫الخا�ص على منحاها التراجعي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫واعتب ��ر �أن الودائع الم�صرفية ارتفع ��ت �سنويا ‪ %6,8‬في‬ ‫ت ّم ��وز (يوليو) ‪ ،2012‬مما يم ّث ��ل م�ستوىً ح�سا�س لإمكان‬ ‫تمويل القطاعين العام والخا�ص في �آن واحد‪ .‬لك ّنه لفت‬ ‫الى �أن ه ��ذا التباط�ؤ يبقى كافي� � ًا لتمويل حاجات الدولة‬ ‫والقطاع العام خالل ال�سنة الجارية‪.‬‬ ‫لك ّن ��ه ح ّذر من �أن ا�ستم ��رار هذا المنح ��ى "�سي�ؤدّي �إلى‬ ‫تراج ��ع الت�سليف ��ات للقط ��اع الخا� ��ص م�ستقب�ل�ا"‪ ،‬م ّما‬ ‫�سينعك�س �سلبا" على الطلب المحلي"‪ .‬والحظ "�أن ن�سبة‬ ‫تغطية االحتياط بالعمالت الأجنبية لدى م�صرف لبنان‬ ‫لم�ستوى الدين الخارجي بقي ��ت م�ستق ّرة على ‪ %160‬في‬ ‫الأ�شه ��ر الـ ‪ 12‬ال�سابقة رغم تده ��ور النظرة الم�ستقبلية‬ ‫لالقت�صاد الوطني"‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫‪ HSBC‬ي�شيد باال�ستقرار المالي للبنان‬ ‫"رغم ت�صاعد وتيرة الحوادث في البلدان المجاورة"‬ ‫رغم ان الحوادث االمنية الخطرة التي تدور رحاها‬ ‫على االرا�ض ��ي ال�سورية‪ ،‬تركت منحى خطرا" في‬ ‫منطقة ال�ش ��رق االو�س ��ط‪ ،‬وتداعي ��ات �إقت�صادية‬ ‫فادح ��ة على البل ��دان المج ��اورة‪ ،‬لف ��ت م�صرف‬ ‫‪ HSBC‬ال ��ى �صالبة لبنان المالية التي بقيت على‬ ‫حالها رغ ��م ت�صاعد وتيرة الح ��وادث في �سوريا‪،‬‬ ‫لكن ��ه لم ي�ستبعد "تعر�ض الإ�ستق ��رار الإقت�صادي‬ ‫ال ��ى �ضغوط محتملة في �سياق مخاوف من �إنتقال‬ ‫عدوى اال�ضطرابات من البلدان المجاورة"‪.‬‬ ‫لف ��ت م�ص ��رف ‪ HSBC‬في تقرير ع ��ن ال�شرق‬ ‫االو�سط‪ ،‬الى انه رغ ��م الحوادث الم�شار اليها‪،‬‬ ‫ف�إن القط ��اع الم�صرفي في لبنان ال يزال يملك‬ ‫الق ��درة عل ��ى �إ�ستيع ��اب الأخط ��ار ال�سيا�سي ��ة‪،‬‬ ‫مدعوما" بتدفق ��ات مالية كبيرة من اللبنانيين‬ ‫المغتربين والتي ال يبدو �أن حجمها قد تقل�ص‪.‬‬ ‫ف ��ي ه ��ذا ال�سي ��اق‪ ،‬يفي ��د ‪ HSBC‬ان لبن ��ان‬ ‫"�إ�ستط ��اع المحافظ ��ة عل ��ى �إ�ستق ��رار عملته‬ ‫المحلية‪ ،‬وزيادة احتياطاته بالعمالت الأجنبية‬ ‫(�إلى ‪ 30‬مليار دوالر �أو ‪� 17‬شهر ًا من الإ�ستيراد‬

‫حت ��ى حزي ��ران (يوني ��و) ‪ ،)2012‬كذل ��ك‬ ‫المحافظ ��ة على نمو �إيجابي في حركة الت�سليف‬ ‫�إلى القطاع الخا� ��ص‪ .‬و�أ�صدرت الدولة �سندات‬ ‫خزين ��ة بالعمل ��ة المحلية م ��ن فئ ��ة ‪� 10‬سنوات‬ ‫في �أيلول (�سبتمب ��ر) ‪ 2012‬تعادل قيمتها ‪785‬‬ ‫مليون دوالر وبفائدة ‪."٪8.24‬‬ ‫ورغ ��م ه ��ذه الحوادث‪ ،‬ف� ��إن مثل ه ��ذا اال�ستقرار‬ ‫المال ��ي ال يترج ��م بنم ��و حقيق ��ي وف ��ق ‪،HSBC‬‬ ‫"اذ �إن م�ؤ�ش ��رات قطاع ��ات ال�سياحة وال�صناعة‬ ‫والتج ��ارة ه ��ي �أ�ضع ��ف ن�سبي� � ًا مقارن ��ة باالعوام‬ ‫ال�سابقة‪ .‬وتاليا"‪ ،‬ف�إن الم�صرف خ ّف�ض تقديراته‬ ‫لنم ��و النات ��ج المحل ��ي الحقيق ��ي ل�سنت ��ي ‪2012‬‬ ‫و‪ 2013‬بالتزام ��ن مع ا�ستبع ��اد �سيناريو النهو�ض‬ ‫االقت�ص ��ادي ف ��ي ظ ��ل �إرتف ��اع ن�سب ��ي ف ��ي وتيرة‬ ‫التجاذب ��ات ال�سيا�سي ��ة‪ .‬ور�أى التقري ��ر "ان بيئ ��ة‬ ‫كه ��ذه‪ ،‬ي�شوبها نمو �ضعي ��ف ت�ضيف �ضغوطا" على‬ ‫المالية العامة‪ ،‬اذ انه بعد تح�سن ن�سبي في �أو�ضاع‬ ‫المالية العامة خالل ‪ ،2011‬يبدو �أن العجز المالي‬ ‫العام يت�سع مرة �أخرى في ‪ 2012‬و‪.2013‬‬

‫فنادق بيروت �سجلت الإ�شغال الأدنى بين ‪� 21‬سوق ًا‬ ‫رغ ��م الحوادث االليمة الت ��ي ت�شهدها االرا�ضي‬ ‫ال�سوري ��ة والتجاذبات الداخلي ��ة والخلل االمني‬ ‫في اكثر من منطقة‪ ،‬بلغت ن�سبة �إ�شغال الفنادق‬ ‫في بيروت ‪ ٪ 63‬ف ��ي الأ�شهر ال�سبعة الأولى من‬ ‫‪ ،2012‬مقارن ��ة بن�سب ��ة ‪ ٪ 56‬ف ��ي الفترة عينها‬ ‫و�سجل ��ت العا�صمة ن�سب ��ة الإ�شغال‬ ‫م ��ن ‪ّ .2011‬‬ ‫التا�سع ��ة الأدن ��ى بي ��ن ‪� 21‬سوق ًا ف ��ي المنطقة‪،‬‬ ‫مقارن ��ة بن�سب ��ة الإ�شغ ��ال الثامن ��ة الأدن ��ى في‬ ‫الأ�شه ��ر ال�سبعة الأولى م ��ن ‪ ،2011‬وفق �شركة‬ ‫الإ�ست�ش ��ارات والتدقي ��ق "�إرن�س ��ت �آن ��د يون ��غ"‬ ‫‪ Ernst & Young‬ع ��ن القط ��اع الفندق ��ي في‬ ‫منطقة ال�شرق الأو�سط‪.‬‬ ‫ولفت التقرير �إلى �أن معدل �سعر الليلة في فنادق‬ ‫بيروت بلغ ‪ 205‬دوالرات في الأ�شهر ال�سبعة الأولى‬ ‫من ‪ ،2012‬مما ي�ضعها في المرتبة التا�سعة حيال‬ ‫الفنادق الأكثر غال ًء في المنطقة‪ .‬وذكر �أن معدّل‬

‫�سع ��ر غرفة الفن ��ادق في بي ��روت انخف�ض ‪٪6,3‬‬ ‫ع ��ن الفترة عينها م ��ن ‪ ،2011‬ليم ّثل بذلك ن�سبة‬ ‫انخفا�ض الـ‪ 14‬الأدنى بي ��ن كل �أ�سواق المنطقة‪.‬‬ ‫وج ��اء مع� �دّل �سعر الغرف ��ة في بي ��روت �أعلى من‬ ‫المع� �دّل الإقليمي الذي بلغ ‪ 180,8‬دوالر ًا‪ ،‬والذي‬ ‫ارتف ��ع ‪ ٪0,7‬عن المع� �دّل الذي بلغه ف ��ي الفترة‬ ‫عينها من ‪ 2011‬وهو ‪ 179,5‬دوالرا"‪.‬‬ ‫وبلغت الإيرادات الناتجة من كل غرفة متوافرة‬ ‫‪130‬دوالرا" ف ��ي بي ��روت ف ��ي الأ�شه ��ر ال�سبع ��ة‬ ‫الأولى م ��ن ‪� ،2012‬أي بارتفاع من ‪ 122‬دوالرا"‬ ‫�سجلته في الفترة عينها من العام ال�سابق‪،‬‬ ‫الذي ّ‬ ‫مما ي�ص ّنف بيروت في المرتبة ‪ 11‬في المنطقة‪.‬‬ ‫و�إرتفع ��ت الإي ��رادات الناجم ��ة ع ��ن الغ ��رف‬ ‫المتواف ��رة في بيروت ‪ ٪6,6‬ف ��ي الأ�شهر ال�سبعة‬ ‫الأولى من ‪ ،2012‬في مقابل ‪ ٪6,8‬في المنطقة‪،‬‬ ‫و�سجلت عا�شر �أكبر �إرتفاع في المنطقة‪.‬‬ ‫ّ‬

‫ر�أى رئي�س مجل�س تنمية ال�صادرات ال�صناعية‬ ‫خالد فر�شوخ‪" ،‬ان الإنخفا�ض الكبير الذي �شهدته‬ ‫ال�صادرات ال�ص���ناعية في تموز (يوليو) الما�ضي‬ ‫والذي بلغ ‪ 102‬مليون���ي دوالر‪ ،‬ينذر بكارثة على‬ ‫ال�ص���ناعة الوطني���ة‪ ،‬ويه���دد باقف���ال الكثير من‬ ‫الم�ص���انع وخطوط الإنتاج‪ ،‬مع ما ي�ستتبع ذلك من‬ ‫�ص���رف للعمال واليد الماهرة الت���ي نحن في �أم�س‬ ‫الحاجة اليها"‪.‬‬ ‫و�أ�ش���ار الى ان "ال�صادرات ال�ص���ناعية هوت على‬ ‫نحو كبير في تموز (يوليو) الما�ضي‪� ،‬إذ انخف�ضت‬ ‫قيمتها الى نحو ‪ 102‬مليوني دوالر مقارنة بتموز‬ ‫(يولي���و) ‪ ،2011‬كذل���ك انخف�ض���ت في اال�ش���هر‬ ‫ال�س���بعة االولى من ال�سنة ‪ ،%9,5‬الى مليار و‪744‬‬ ‫ملي���ون دوالر في مقابل ملي���ار و‪ 927‬مليونا في‬ ‫الفترة عينها من ‪."2011‬‬ ‫‪ 700‬مليون دوالر �أرباح الطيران في ال�ش���رق‬ ‫الأو�سط‪� ،‬إذ وفقا ً لتقديرات االتحاد العالمي للنقل‬ ‫الج���وي (‪� ،)IATA‬س���تبلغ �أرباح �ش���ركات النقل‬ ‫الج���وي في منطقة ال�ش���رق الأو�س���ط ‪ 700‬مليون‬ ‫دوالر ف���ي الع���ام ‪ ،2012‬ب�إرتف���اع ق���دره ‪300‬‬ ‫مليون دوالر مقارنة بعام ‪.2011‬‬ ‫وي���رى الإتحاد في تقرير �أ�ص���دره �أخي���راً‪� ،‬أنه على‬ ‫الرغم من �أن �سوق ال�ش���حن الجوي العالمية بقيت‬ ‫ثابتة من���ذ نهاية العام الما�ض���ي‪� ،‬إال � ّأن �ش���ركات‬ ‫المنطقة ا�ست�أثرت بمجاالت النمو المتاح‪.‬‬ ‫وخالل الأ�ش���هر الثمانية الأولى م���ن العام الجاري‪،‬‬ ‫تو�سعت قدرة ال�ش���حن لدى هذه ال�شركات بن�سبة‬ ‫ّ‬ ‫‪ ،%13.1‬فيم���ا زاد الطلب بن�س���بة ‪ %14.1‬على‬ ‫�أ�سا�س �سنوي‪.‬‬ ‫نب���ه الوزي���ر اللبناني ال�س���ابق للعمل �ش���ربل‬ ‫نحا�س الى "الم�س���اوىء التي �ستنجم عن االو�ضاع‬ ‫الراهنة في �س���وريا على لبنان �إقت�صاديا""‪ ،‬وقال‬ ‫"ان �إقت�صادات الدول محكومة ببع�ض الثوابت‪ ،‬اذ‬ ‫تحكمها لفترات طويلة حاالت الإنفتاح نحو الخارج‬ ‫او توزيع الث���روة داخليا" او التوازنات الأ�سا�س���ية‬ ‫بين الإ�ستهالك والإدخار"‪.‬‬ ‫ور�أى "�أن �أمواال" مرتفعة ت�صرف على تعليم الأبناء‬ ‫وال مردود له���ا"‪ ،‬معلنا "�أن ‪ %47‬من العاملين في‬ ‫لبنان لم يتخطوا التعليم االبتدائي"‪.‬‬ ‫�أك���د رئي�س الهيئات الإقت�ص���ادية في لبنان‬ ‫الوزي���ر ال�س���ابق عدن���ان الق�ص���ار �أن "ال�سيا�س���ة‬ ‫النقدي���ة التي ينتهجه���ا لبنان منذ �أع���وام‪ ،‬والتي‬ ‫كر�س �أ�س�سها حاكم م�ص���رف لبنان ريا�ض �سالمة‪،‬‬ ‫تمثل نموذجا يحتذى‪ ،‬وخ�صو�صا �أن هذه ال�سيا�سة‬ ‫جنبت الإقت�صاد في مراحل عدة وال تزال حتى الآن‬ ‫تداعيات الأزمات المالية المتالحقة منذ ‪."2008‬‬

‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪9‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون لبنانية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫�سوق بيع العقارات اللبنانية يتباط�أ جراء عدم اال�ستقرار الإقليمي وغياب الحوافز‬ ‫تت�أث ��ر ال�س ��وق العقاري ��ة المحلي ��ة بالح ��وادث‬ ‫الأمني ��ة التي تدور رحاها على االرا�ضي ال�سورية‬ ‫المجاورة للبنان‪ ،‬اذ تنعك�س حال عدم اال�ستقرار‬ ‫االقليم ��ي �سلب ��ا" عل ��ى الم�ستثمري ��ن اللبنانيين‬ ‫والأجان ��ب الذي ��ن ي�شك ��ون غي ��اب الحواف ��ز‬ ‫الم�شجع ��ة للإ�ستثمار في القطاع العقاري‪ ،‬الذي‬ ‫ب ��ات المالذ االخي ��ر للإقت�ص ��اد الوطن ��ي‪ ،‬الى‬ ‫جانب القط ��اع الم�صرفي في �سبي ��ل المحافظة‬ ‫على الثروات‪.‬‬ ‫تراج ��ع اداء القط ��اع العق ��اري ف ��ي لبن ��ان ال ��ى‬ ‫‪ %9,50‬ف ��ي اال�شه ��ر الثمانية االولى م ��ن ال�سنة‪،‬‬ ‫اذ انخف� ��ض عدد المعام�ل�ات العقارية ‪46٫011‬‬ ‫معاملة مقارنة بـ ‪ 50,841‬معاملة عقارية �سجلت‬ ‫خالل الفترة عينها من ‪.2011‬‬ ‫م ��ن جه ��ة اخ ��رى‪ ،‬ارتفع ��ت قيم ��ة المعام�ل�ات‬ ‫العقاري ��ة ‪ %9,53‬خ�ل�ال �آب (�أغ�سط� ��س) ‪2012‬‬ ‫الى ‪ 0,70‬مليار دوالر مقارنة بـ ‪ 0,64‬مليار خالل‬ ‫تم ��وز (يوليو)‪ .‬ام ��ا على �صعيد �سن ��وي‪ ،‬فزادت‬ ‫قيم ��ة المعام�ل�ات العقارية ب� �ـ ‪ %4,95‬الى ‪5,49‬‬ ‫مليارات دوالر خ�ل�ال �آب (�أغ�سط�س) ‪ 2012‬في‬ ‫مقاب ��ل ‪ 5,23‬ملي ��ارات خالل الفت ��رة عينها من‬ ‫‪.2011‬‬ ‫وارتفع ��ت قيم ��ة المعاملة العقاري ��ة الواحدة الى‬ ‫‪ 119,299‬دوالرا" في مقابل ‪ 102,870‬في الفترة‬ ‫عينها من العام الفائت‪ .‬علما" ان ح�صة االجانب‬ ‫م ��ن عملي ��ات البي ��ع بلغ ��ت ‪ %1,90‬م ��ن مجموع‬ ‫عملي ��ات البي ��ع العقاري ��ة حت ��ى �آب (�أغ�سط�س)‬ ‫‪ 2012‬مقارن ��ة ب� �ـ ‪ %1,91‬حت ��ى تم ��وز (يولي ��و)‬ ‫و‪ %1,81‬ف ��ي نهاية ‪ ،2011‬وف ��ق المديرية العامة‬ ‫لل�ش�ؤون العقارية ووحدة الأبحاث الإقت�صادية في‬ ‫بنك االعتماد اللبناني‪.‬‬ ‫ام ��ا متو�س ��ط قيمة المعامل ��ة العقاري ��ة الواحدة‬ ‫لمدينة بيروت‪ ،‬فارتفع الى ‪ 522,089‬دوالرا" من‬ ‫‪ 456,136‬دوالرا" في ‪ .2011‬في المقابل تح�سن‬ ‫متو�س ��ط قيم ��ة المعامل ��ة العقاري ��ة الواحدة في‬ ‫منطق ��ة المتن وك�سروان ال ��ى ‪ 191,598‬دوالرا"‬ ‫و‪ 118,263‬دوالرا" توالي ��ا" في مقابل ‪170,953‬‬ ‫و‪ 97,487‬في ‪.2011‬‬ ‫ويلف ��ت الخبير في ال�ش�ؤون العقارية رجا مكارم‬ ‫الى ان ��ه "كلما �إ�ستمرت الأزم ��ة االقليمية فترة‬ ‫اط ��ول‪ ،‬كلم ��ا بل ��غ التراج ��ع �أ�شده ف ��ي القطاع‬ ‫العق ��اري اللبنان ��ي ال ��ذي يحت ��اج ف ��ي الدرجة‬ ‫‪8‬‬

‫هدوء على جبهة‬ ‫بيع و�شراء العقارات‬

‫االول ��ى ال ��ى الإ�ستق ��رار ال�سيا�س ��ي والأمن ��ي‬ ‫داخليا" و�إقليميا"‪ ،‬معتبرا" ان الحياة م�ستمرة‬ ‫رغ ��م كل االزمات‪ ،‬وان عملي ��ات البيع وال�شراء‬ ‫لالرا�ض ��ي وال�شق ��ق ال�سكني ��ة ل ��م تتوق ��ف في‬ ‫العا�صم ��ة والمناط ��ق‪� ،‬إنم ��ا بوتي ��رة �أخ ��ف من‬ ‫ال�ساب ��ق نظ ��را" الى �ضم ��ور العر� ��ض والطلب‬ ‫وه ��ذا طبيع ��ي ب�سب ��ب اال�ضطراب ��ات الحا�صلة‬ ‫والت ��ي تهرب الم�ستثمرين ال ��ى المناطق الأكثر‬ ‫�أمنا" و�إ�ستقرارا""‪.‬‬ ‫ور�أى "�أن �إنخفا� ��ض �أ�سع ��ار الأرا�ض ��ي او ال�شقق‬ ‫يمك ��ن ان يجذب م�شتري ��ن �أو م�ستثمرين‪ ،‬اال ان‬ ‫ذلك لن يح�صل �أقله في الوقت الحا�ضر‪ ،‬وتاليا"‬ ‫فان ثمة م�ستثمرين ال يزالون يقبلون راهنا" على‬ ‫�شراء �أرا�ض بغية �إ�ستثمارها‪ ،‬اذ ان لبنان ال يزال‬ ‫يمثل المالذ الأمي ��ن للإ�ستثمارات‪� ،‬شرط توافر‬ ‫الإ�ستقرار"‪.‬‬ ‫و�شكا "عدم توافر الحوافز الم�شجعة للم�ستثمرين‬ ‫بغية توظيف �أموالهم في القطاع العقاري‪ ،‬نظرا"‬ ‫ال ��ى البيروقراطية الإداري ��ة‪ ،‬ف�ضال" عما يحكى‬ ‫ف ��ي الموازنة الجديدة عن فر� ��ص ر�سوم �إ�ضافية‬ ‫عل ��ى القطاع ب ��دل خف�ضها ف ��ي �سبي ��ل ت�شجيعه‬ ‫عل ��ى الإ�ستم ��رار‪ ،‬ولي� ��س "تثقيل ��ه" بمزي ��د من‬ ‫الر�س ��وم وال�ضرائب التي ت�ضر ب ��ه وبالقطاعات‬ ‫الإقت�صادي ��ة ككل"‪ ،‬داعي ��ا" الى "رف ��د الخزينة‬ ‫بمزي ��د م ��ن المداخيل م ��ن دون اقح ��ام القطاع‬ ‫العقاري في ذلك"‪.‬‬ ‫من جه ��ة �أخرى تراجع عدد المعامالت العقارية‬ ‫ف ��ي لبن ��ان ‪ %44‬خ�ل�ال كان ��ون الثان ��ي (يناير)‬ ‫الما�ضي‪ ،‬اذ ان القط ��اع العقاري "وا�صل تباط�ؤه‬ ‫في ظ ��ل �إرتفاع وتي ��رة التوت ��ر ال�سيا�سي المحلي‬ ‫والإقليم ��ي بالتزامن م ��ع تراجع ملحوظ في عدد‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫معام�ل�ات البي ��ع العقاري ��ة الم�سجل ��ة وقيمته ��ا‬ ‫مقارنة بال�شهر عينه من ‪."2011‬‬ ‫ولفت رئي�س جمعية من�شئي الأبنية وتجارها �إيلي‬ ‫�صوم ��ا الى �أن عدم الإ�ستق ��رار الأمني في الدول‬ ‫المجاورة "�إنعك� ��س �سلبا" على القطاع العقاري‪،‬‬ ‫�إذ �أدى ال ��ى ه ��روب الم�ستثمرين ال ��ى المناطق‬ ‫الأكثر �أمن ��ا" و�إ�ستقرارا" في العال ��م"‪ ،‬م�ؤكدا"‬ ‫�أن �شه ��ر حزي ��ران (يوني ��و) الما�ض ��ي "�شه ��د‬ ‫نم ��وا" بن�سبة ‪ %11‬مقارن ��ة باال�شهر ال�سابقة من‬ ‫ه ��ذه ال�سن ��ة‪ ،‬مما ي�ؤ�ش ��ر الى زي ��ادة الطلب على‬ ‫ال�شق ��ق ال�سكني ��ة المتو�سط ��ة وال�صغيرة الحجم‬ ‫وخ�صو�صا" م ��ن العائالت ال�سوري ��ة التي لج�أت‬ ‫الى لبن ��ان �أخيرا" من ج ��راء اال�ضطرابات التي‬ ‫ت�شهدها االرا�ضي ال�سورية‪.‬‬ ‫ولفت الى �إم ��كان �إرتفاع محدد لأ�سعار الأرا�ضي‬ ‫العقاري ��ة في المناط ��ق نتيجة ندرته ��ا‪ ،‬و�إرتفاع‬ ‫الطل ��ب عليه ��ا‪ ،‬م�شي ��را" ال ��ى ان القط ��اع ب ��د�أ‬ ‫ي�ستعيد ن�شاطه اثر الهدوء الذي �ساد في اال�شهر‬ ‫الما�ضي ��ة (قب ��ل حادث ��ة �إغتي ��ال الل ��واء و�س ��ام‬ ‫الح�سن)‪.‬‬ ‫ثمة من يطرح �أفكارا" في �سبيل "تن�شيط" القطاع‬ ‫العق ��اري في لبنان‪ ،‬بينها �ض ��رورة �إطالق قانون‬ ‫الإيج ��ارات الجديد الذي قد ي�ؤدي الى "�إنفراج"‬ ‫في بيع ال�شق ��ق المتو�سطة والكبيرة‪ ،‬ف�ضال" عن‬ ‫ال�صغيرة وزيادة حركة الم�ستثمرين‪ ،‬لكنها تبقى‬ ‫وجه ��ة نظر‪ ،‬وخ�صو�صا" ان �ش ��د الحبال ال يزال‬ ‫م�ستم ��را"‪ ،‬وف ��ي اوجه بي ��ن طرفي العق ��د‪ ،‬فيما‬ ‫المب ��ادرة اال�سا�سية تبقى في يد الدولة في �سبيل‬ ‫�إقرار قانون يحفظ حقوق الطرفين وال ي�ؤدي الى‬ ‫مزيد من "الت�أزم" في القطاع مما يدفع الى ثورة‬ ‫اجتماعية نحن في غنى عنها‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫اال�ضرابات في م�صر ت�ؤثر �سلبا" على الإقت�صاد‬ ‫ت�س ّب ��ب االنف�ل�ات الأمني والإ�ضراب ��ات في م�صر‬ ‫بخ�سائ ��ر نتيجة تعطل الإنتاجي ��ة‪ ،‬وبعدم ا�ستقرار‬ ‫الم�ؤ�شر االقت�صادي‪ ،‬م ��ن دون �إ�سقاط االعتراف‬ ‫ب�شرعي ��ة المطال ��ب ف ��ي �أحي ��ان كثي ��رة‪ .‬و�أف�ضى‬ ‫ذلك �إلى ارتفاع �أ�سعار الم ��واد الأ�سا�سية وتراجع‬ ‫القدرة ال�شرائية لدى الطبقات المحدودة الدخل‪.‬‬ ‫ف ��ازدادت الف ��وارق االجتماعي ��ة نتيج ��ة ارتف ��اع‬ ‫الأ�سع ��ار وعدم الت ��وازن في توزيع م ��ردود ثمرات‬ ‫النم ��و في ال�سن ��وات الما�ضي ��ة‪ .‬ودفع ��ت كل هذه‬ ‫العوامل �إلى ارتف ��اع �أ�صوات المتظاهرين وازدياد‬ ‫عدده ��م �أم ��ام مق ��ر رئي� ��س الحكوم ��ة الم�صرية‬ ‫ه�ش ��ام قندي ��ل‪ ،‬للمطالب ��ة بحلول لأزم ��ة البطالة‬ ‫والف�س ��اد والفقر‪ .‬وك ّبدت �أعم ��ال العنف وال�شغب‬ ‫والتخريب‪ ،‬االقت�صاد الم�صري خ�سائر كبيرة‪� ،‬إذ‬ ‫ك�شف تقري ��ر اقت�صادي‪" ،‬ارتفاع ح�صيلة خ�سائر‬ ‫قطاعات النقل �إل ��ى ‪ 15‬مليون جنيه (‪ 2.5‬مليون‬ ‫دوالر) يومي ��ا""‪ .‬وكان لهذه الأحداث �أي�ض ًا ت�أثير‬ ‫�سلبي في تعامالت البور�ص ��ة الم�صرية‪ّ ،‬‬ ‫فف�ضلت‬ ‫فئات من الم�ستثمرين التر ّيث قبل اتخاذ �أي قرار‬ ‫�شراء‪� ،‬إلى حي ��ن هدوء الأو�ض ��اع وانتهاء الأزمة‪.‬‬

‫وكان �أي�ض� � ًا قطاعا ال�سياحة والنق ��ل الأكثر ت�أثر ًا‬ ‫وت�ضرر ًا بهذه الأحداث‪.‬‬ ‫ون ّب ��ه وزير اال�ستثمار الم�صري �أ�سامة �صالح‪� ،‬إلى‬ ‫�أن م�ص ��ر "تواج ��ه م�ش ��اكل �إقت�صادية م ��ن بينها‬ ‫�إرتف ��اع عجز الموازن ��ة المتوقع و�صول ��ه �إلى ‪175‬‬ ‫مليار دوالر نهاية هذه ال�سنة‪ ،‬وتباط�ؤ عجلة الإنتاج‬ ‫و�إرتفاع معدالت الت�ضخم والبطالة‪ ،‬في وقت ت�سعى‬ ‫الحكوم ��ة الم�صرية �إلى كبح جماح عجز الموازنة‬ ‫م ��ن طريق االقترا� ��ض و�إعادة حرك ��ة الإنتاج �إلى‬ ‫طبيعتها‪ ،‬لتجاوز الأزمات االقت�صادية‪.‬‬

‫وزير الإ�ستثمار الم�صري �أ�سامة �صالح‬

‫ال تغيير في الت�صنيف اال�ستثماري للمغرب‬ ‫�أبقت وكال ��ة الت�صنيف الدولي ��ة "�ستاندرد �آند‬ ‫ب ��ورز" عل ��ى تقويمها �أخط ��ار ال�سي ��ادة المالية‬ ‫للمغرب عند درجة "بي بي بي‪ "+‬في اال�ستثمار‪،‬‬ ‫والت ��ي كانت الرباط ح�صلت عليها قبل �سنتين‪،‬‬ ‫معتب ��رة �أن "الإقت�صاد المحل ��ي �صمد في وجه‬ ‫الأزم ��ات الإقليمي ��ة والدولية‪ ،‬بخا�ص ��ة الأزمة‬ ‫الأوروبية و�إرتفاع �أ�سعار الطاقة"‪ .‬وتمكن �أي�ض ًا‬ ‫م ��ن تحقي ��ق نم ��و �إقت�ص ��ادي �إعتبرت ��ه الوكالة‬ ‫"الأعل ��ى في مجم ��وع منطقة �شم ��ال �إفريقيا‬ ‫بمتو�سط خم�سة في المئة �سنوي ًا"‪.‬‬ ‫وا�ستن ��دت «�ستان ��درد �آن ��د ب ��ورز» ال ��ى معايير‬ ‫الإ�ستقرار الإجتماع ��ي والإ�صالحات ال�سيا�سية‬ ‫والإقت�صادي ��ة التي قامت بها الرب ��اط‪ ،‬و�إقرار‬ ‫د�ستور جديد العام الما�ضي‪ ،‬وانتخابات جاءت‬ ‫ب�أح ��زاب كانت في المعار�ض ��ة‪ ،‬كما �أ�ضافت ان‬ ‫الرب ��اط ا�ستطاع ��ت تثبي ��ت عج ��ز الح�سابات‬ ‫الإقت�صادي ��ة الك ّلي ��ة‪ ،‬والإبق ��اء عل ��ى مع ��دالت‬

‫ّ‬ ‫ت�ضخ ��م �ضعيف ��ة‪� ،‬إ�ضاف ��ة الى وج ��ود مديونية‬ ‫خارجية معتدلة (‪ 22‬مليار دوالر)‪.‬‬ ‫و�أف ��اد تقري ��ر الوكال ��ة ب� ��أن االقت�ص ��اد المغربي‬ ‫يتمت ��ع بجاذبي ��ة عالية بف�ض ��ل التن ��وع‪ ،‬على رغم‬ ‫تراج ��ع الإ�ستثم ��ارات الأجنبي ��ة نتيج ��ة الأزم ��ة‬ ‫الإقت�صادي ��ة والمالية في منطق ��ة اليورو‪ .‬و ُقدرت‬ ‫اال�ستثم ��ارات الخارجية بنح ��و ‪ 2.5‬في المئة من‬ ‫النات ��ج الإجمالي‪ ،‬وكانت و�صلت �إل ��ى ‪ 4‬في المئة‬ ‫قبل الأزمة العالمية عام ‪ .2008‬ويحتاج الإقت�صاد‬ ‫المحلي الى مزيد من الإ�ستثمارات الأجنبية لدعم‬ ‫تناف�سية ال�ص ��ادرات ومعالجة خلل عجز الميزان‬ ‫التج ��اري واالحتي ��اط النق ��دي‪ .‬ويتمي ��ز المغرب‬ ‫ب�ضغ ��وط اجتماعي ��ة �ضعيف ��ة مقارن ��ة ببقية دول‬ ‫المنطق ��ة في �شم ��ال �إفريقيا‪ ،‬بف�ض ��ل اال�ستجابة‬ ‫المبكرة لمطالب الإ�صالح التي ع ّبر عنها ال�شباب‬ ‫المغرب ��ي‪ ،‬وما تاله من ا�ستفتاء على د�ستور جديد‬ ‫للبالد في تموز (يوليو) العام الما�ضي‪.‬‬

‫الموجز العربي‬ ‫ق��� ّدر المدير العام ل�ص���ندوق النق���د العربي‬ ‫الرئي�س التنفيذي لبرنامج تمويل التجارة العربية‬ ‫جا�سم المناعي‪ ،‬حجم التمويل الذي "� ّأمنه ال�صندوق‬ ‫والبرنام���ج للدول العربية بنح���و ‪ 15‬مليار دوالر"‪.‬‬ ‫و�أك���د المناعي ف���ي حديث �ص���حافي‪ ،‬على هام�ش‬ ‫منح البرنامج خط ائتمان ل���ـ "بنك االتحاد الوطني‬ ‫الإماراتي" بقيمة ‪ 45‬مليون دوالر‪� ،‬أن ال�ص���ندوق‬ ‫والبرنامج "�سيحققان هذه ال�س���نة �أرقاما ً قيا�سية‬ ‫ف���ي حج���م القرو����ض والتموي���ل لل���دول العربية‬ ‫وتحديداً تلك التي تواجه تطورات �سيا�سية"‪.‬‬ ‫وتوق���ع المناع���ي �أن "يتجاوز حج���م تمويل برنامج‬ ‫التج���ارة العربي���ة لوكاالت���ه الوطني���ة ف���ي الدول‬ ‫العربية ‪ 800‬مليون دوالر حتى نهاية هذه ال�سنة‪،‬‬ ‫و�أن يزي���د ع���دد القرو�ض المقدمة من ال�ص���ندوق‬ ‫على �سبعة‪ ،‬في مقابل ثالثة يقدمها �سنويا ً"‪.‬‬ ‫ك�ش���فت �سوي�س���را انه���ا جم���دت نح���و مليار‬ ‫فرنك �سوي�سري (‪ 1٫07‬مليار دوالر) من �أر�صدة‬ ‫ديكتاتوريات �س���ابقة ف���ي قلب ث���ورات “الربيع‬ ‫العربي” هي م�صر وليبيا و�سوريا وتون�س‪ ،‬بح�سب‬ ‫رئي����س ادارة القان���ون الدول���ي الع���ام ف���ي وزارة‬ ‫الخارجية ال�سوي�سرية فالنتان زيلفيغر‪.‬‬ ‫وجمدت الحكومة ال�سوي�س���رية ار�ص���دة تعود الى‬ ‫ّ‬ ‫الرئي�س التون�سي ال�س���ابق زين العابدين بن علي‬ ‫من���ذ مغادرته ب�ل�اده في كان���ون الثان���ي (يناير)‬ ‫‪ ،2011‬وار�صدة الرئي�س الم�صري المخلوع ح�سني‬ ‫مب���ارك بعد تنحي���ه عن ال�س���لطة في الع���ام عينه‪.‬‬ ‫كذل���ك‪ ،‬جمدت نحو ‪ 700‬مليون فرنك �سوي�س���ري‬ ‫(‪ 754‬ملي���ون دوالر) لم�ص���ر‪ ،‬و‪ 60‬مليون���ا ً (‪65‬‬ ‫ملي���ون دوالر) لتون����س‪ ،‬و‪ 100‬ملي���ون (‪108‬‬ ‫ماليين دوالر) لليبيا و‪ 100‬مليون ل�سوريا‪ ،‬وذلك‬ ‫التزاما" بعقوبات فر�ضها مجل�س االمن‪.‬‬ ‫�أعلن وزيـر المال التونـ�س���ي �س���ـليم ب�سـبا�س‪،‬‬ ‫التـخـطي���ط ل���ـ "تحـقيق نمـو اقتــ�ص���ادي ن�س���ــبته‬ ‫‪ 4.5‬فـ���ي المـئـ���ة عـام ‪ 2013‬ف���ي مـقابـل ‪3.5‬‬ ‫في الـمئـة هذه ال�سـنة‪ ،‬وخـف�ض عـجز الموازنـة �إلى‬ ‫‪ 5.9‬في المئة من ‪ 6.6‬متوقعة لهذه ال�سنة"‪.‬‬ ‫وتوقعت الحكومة التون�س���ية الت���ي تقودها حركة‬ ‫النه�ض���ة الإ�س�ل�امية‪� ،‬أن "يبلغ النمو االقت�ص���ادي‬ ‫هذا ‪ 3.5‬في المئة هذه ال�س���نة"‪ .‬ورجح ب�س���با�س‬ ‫في ت�ص���ريح نقلت���ه وكالة الأنب���اء التون�س���ية‪� ،‬أن‬ ‫"يرتفع حجم الموازنة بن�سبة ‪ 3.1‬في المئة العام‬ ‫المقبل"‪ ،‬مقارنة بموازنة هذه ال�س���نة‪ .‬و�أو�ض���ح �أن‬ ‫م�ش���روع الموازنة يظه���ر �أن "حجمها �سي�ص���ل �إلى‬ ‫‪ 26.342‬مليار دين���ار (‪ 16.778‬مليار دوالر)‬ ‫الع���ام المقبل‪ ،‬في مقاب���ل ‪ 25.401‬مليار دينار‬ ‫هذه ال�سنة"‪.‬‬

‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪11‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون عربية‬ ‫الموقف العربي‬

‫�إقت�صاد منهار �سوف يطبع مرحلة ما بعد الأزمة في �سوريا‬ ‫�إن جغرافي ��ة الإنتفا�ض ��ة ال�سورية الحالي ��ة هي �إنعكا�س‬ ‫لأزم ��ة �إقت�صادي ��ة و�إجتماعي ��ة كبيرة واجه ��ت قطاعات‬ ‫كبيرة من ال�شعب ال�سوري منذ �أوائل الثمانينات‪.‬‬ ‫ف ��ي حي ��ن �أن جوه ��ر الث ��ورة ه ��و �سيا�سي �إلى ح ��د كبير‪،‬‬ ‫بمعن ��ى �أن الذي ��ن ي�ؤي ��دون �أهدافه ��ا يطالب ��ون بغالبية‬ ‫�ساحق ��ة ب"الحري ��ة والكرام ��ة"‪ ،‬هن ��اك �أي�ض ��ا" عوامل‬ ‫قوي ��ة �إقت�صادي ��ة �أ�سا�سية تح ��دد دينامياته ��ا والتي من‬ ‫�ش�أنها �أن ت�ؤثر على فترة ما بعد الثورة‪.‬‬ ‫م ��ن المه ��م �أن نالحظ �أن الإحتجاج ��ات ال�سورية كانت‬ ‫�أق ��وى في تل ��ك المناطق التي �شكل ��ت تاريخيا" الدائرة‬ ‫الأ�سا�سي ��ة لحزب البع ��ث‪ .‬هذا �صحيح ب�صفة خا�صة في‬ ‫جن ��وب مدينة درع ��ا‪ ،‬التي تقع في قل ��ب ه�ضبة زراعية‪،‬‬ ‫ومدينتي حم�ص وحماه ومناطقهما الريفية و�ضواحي‬ ‫دم�شق‪.‬‬ ‫الأ�شخا� ��ص �أنف�سه ��م الذي ��ن دعم ��وا النظ ��ام بق ��وة �ض ��د‬ ‫المتظاهري ��ن بقي ��ادة الإخ ��وان الم�سلمي ��ن ف ��ي �أواخ ��ر‬ ‫ال�سبعين ��ات و�أوائ ��ل الثمانين ��ات ه ��م الآن ف ��ي ال�ش ��وارع‬ ‫يدع ��ون �إل ��ى زوال ه ��ذا النظ ��ام عينه‪ .‬في ذل ��ك الوقت‪،‬‬ ‫وقف ��ت ه ��ذه المجموع ��ات مع قي ��ادة الأ�س ��د لأن النظام‬ ‫�آن ��ذاك قد �أم�ضى عقدين م ��ن الزمن ي�ستثمر بقوة في‬ ‫الحكومة والمجتمع‪ .‬لكن خيبة �أمل �أ�صابتها منذ ذلك‬ ‫الوقت بعد ثالثة عقود من جف الإ�ستثمارات الحكومية‪،‬‬ ‫وتحري ��ر التجارة‪ ،‬و�إهمال الزراع ��ة والمناطق الريفية‪،‬‬ ‫وتحديد �أولويات الحكومة في قطاع الخدمات‪.‬‬ ‫وبالتال ��ي‪� ،‬إن تمتع الإقت�صاد ال�سوري بنمو قوي للناتج‬ ‫المحل ��ي الإجمالي ل�سنوات قليلة ف ��ي �أوائل الت�سعينات‬ ‫(مدعوم ��ا" بنمو �إنتاج النفط) وخ�ل�ال العقد الما�ضي‬ ‫(مدعوم ��ا" بالطف ��رة النفطي ��ة ف ��ي منطق ��ة الخلي ��ج‬ ‫والفوائ� ��ض النقدية التي تول ��د من هذا الو�ضع) �أخفى‬ ‫حقيق ��ة �أن ��ه من ��ذ �أوائ ��ل الثمانينات ل ��م ت�ستط ��ع �سوريا‬ ‫تولي ��د نمو اقت�صادي بما في ��ه الكفاية لتوظيف �سكانها‬ ‫المتزايدين‪.‬‬ ‫بينما‪ ،‬وفقا" لمعظم الخبراء‪ ،‬يحتاج الإقت�صاد ال�سوري‬ ‫�إل ��ى نمو بمعدل ‪ 8‬في المئ ��ة �سنويا" لخلق فر�ص عمل‬ ‫كافي ��ة للداخلي ��ن الج ��دد ال ��ى �س ��وق العمال ��ة‪ ،‬ف�إن ��ه لم‬ ‫ي�ص ��ل ال ��ى ه ��ذا الم�ست ��وى ول ��و م ��رة واحدة من ��ذ العام‬ ‫‪ .1980‬وبعب ��ارة �أخ ��رى‪ ،‬فقد زادت البطال ��ة في كل �سنة‬ ‫في �سوريا على مدى العقود الثالثة الما�ضية‪.‬‬ ‫وتفاقمت ه ��ذه ال�صعوبات ب�صنع و�إتب ��اع �سيا�سات �سيئة‬ ‫م ��ن جانب الحكومة‪� .‬إتفاقات التج ��ارة الحرة المو ّقعة‬ ‫مع تركيا والعال ��م العربي في منت�صف العقد الما�ضي‪،‬‬ ‫‪10‬‬

‫على �سبيل المثال‪ ،‬ف�ضال" عن التخفي�ض العام للر�سوم‬ ‫الجمركي ��ة‪� ،‬أدت �إلى "غزو" المنتجات الأجنبية لل�سوق‬ ‫ال�سورية المحلية‪ .‬وهذا الو�ضع �سبب في �إقفال من�ش�آت‬ ‫�صناعية وور�ش كثيرة‪ ،‬وبالتالي طرد الآالف من النا�س‬ ‫من وظائفهم‪.‬‬ ‫وبالمث ��ل‪� ،‬أجبر الإنخفا�ض ف ��ي دعم م�ستلزمات الإنتاج‬ ‫الزراع ��ي‪ ،‬ال ��ذي رافق ��ه جفاف �شدي ��د‪ ،‬ع�ش ��رات الآالف‬ ‫م ��ن المزارعين على هجرة �أرا�ضيهم‪ .‬كما هبطت ن�سبة‬ ‫م�ساهمة الزراعة في الناتج المحلي الإجمالي من نحو‬ ‫‪ 25‬ف ��ي المئة الى ‪ 19‬في المئ ��ة‪ ،‬وكلها في �أقل من عقد‬ ‫من الزمن‪.‬‬ ‫وبالإ�ضاف ��ة �إل ��ى ذلك‪ ،‬من �أج ��ل اال�ستجاب ��ة لإنخفا�ض‬ ‫�إيراداته ��ا‪ ،‬خف�ض ��ت الحكوم ��ة ال�سوري ��ة ب�ش ��كل كبي ��ر‬ ‫�إ�ستثماراته ��ا والإنف ��اق‪ ،‬وعمدت ال ��ى تطبيق ما كان في‬ ‫الممار�س ��ة ن�سخ ��ة م ��ن برام ��ج التك ّي ��ف الهيكل ��ي الت ��ي‬ ‫فر�ضه ��ا �صندوق النق ��د الدولي على البل ��دان النا�شئة‪.‬‬ ‫كان هذا االنكما�ش في دور الحكومة في الإقت�صاد �أكثر‬ ‫و�ضوح ��ا" في المناطق الريفية‪ ،‬حي ��ث يقيم الم�ؤيدون‬ ‫الأ�سا�سيون لحزب البعث‪.‬‬ ‫في خ�ضم كل هذه ال�صعوبات وجف �إ�ستثمارات الدولة‪،‬‬ ‫كان ��ت هن ��اك نتيج ��ة واح ��دة �إيجابي ��ة‪ :‬لق ��د تمكن ��ت‬ ‫الحكوم ��ة من جمع ملي ��ارات الدوالرات ف ��ي احتياطات‬ ‫العم�ل�ات الأجنبي ��ة وحفظها للأجي ��ال المقبلة‪ ،‬وذلك‬ ‫بف�ضل الطف ��رة النفطية الق�صيرة التي ا�ستمرت لأكثر‬ ‫من عقد في الت�سعينات‪.‬‬ ‫ولك ��ن ه ��ذا هو بال�ضبط ما تع ّين عل ��ى �سوريا ان تفقده‬ ‫ج ��راء العقوب ��ات الدولي ��ة المفرو�ض ��ة عل ��ى �صادراته ��ا‬ ‫م ��ن النفط الخ ��ام‪� .‬إن فقدان الملي ��ارات من الدوالرات‬ ‫الت ��ي تكبدته ��ا الحكومة ف ��ي الأ�شهر القليل ��ة الما�ضية‬ ‫ب�سب ��ب العقوبات تجع ��ل �إعادة �إعمار الب�ل�اد ومتطلبات‬ ‫الإ�ستثمار في الم�ستقبل �أكثر �صعوبة للتمويل‪.‬‬ ‫الق�ضايا المبينة �أعاله ت�شير الى الم�شاكل الإقت�صادية‬ ‫الهائل ��ة الت ��ي تواج ��ه المجتم ��ع ال�س ��وري الي ��وم‪ .‬يجب‬ ‫� اّأل تك ��ون هن ��اك‪ ،‬ف ��ي الواق ��ع‪� ،‬أي ��ة �أوه ��ام‪� .‬إن نهاي ��ة‬ ‫�سعي ��دة لحركة الإحتجاج الحالية‪ ،‬والت ��ي ت�شمل �إن�شاء‬ ‫نظ ��ام �سيا�س ��ي ديموقراط ��ي‪ ،‬ل ��ن تعني نهاي ��ة الم�شاكل‬ ‫االقت�صادي ��ة ف ��ي �سوريا‪ .‬يج ��ب عل ��ى ال�سوريين معرفة‬ ‫التحدي ��ات المقبل ��ة و�إعتم ��اد �إ�ستراتيجي ��ة �إقت�صادي ��ة‬ ‫جدي ��دة ت�ض ��ع التنمي ��ة الإقت�صادي ��ة والعمال ��ة ف ��ي‬ ‫و�سطها‪.‬‬ ‫دم�شق ‪ -‬محمد الحلبي‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫�شمال �سوريا‬ ‫محروم‬ ‫من البنزين‪...‬‬ ‫والتهريب ين�شط‬ ‫مع الحظر الذي فر�ضه النظام‬ ‫ال�س ��وري ف ��ي �شم ��ال الب�ل�اد‬ ‫الواقع تحت �سيطرة المقاتلين‬ ‫المعار�ضي ��ن‪ ،‬ب ��ات البنزي ��ن‬ ‫المه ّرب يباع ف ��ي زجاجات او‬ ‫�صفائح با�سعار باهظة‪.‬‬ ‫ارتف ��ع �سعر ليت ��ر البنزين من‬ ‫‪ 45‬ليرة �سورية قبل بدء حركة‬ ‫االحتج ��اج في منت�ص ��ف �آذار‬ ‫(مار� ��س) ‪ 2011‬الى ‪ 60‬ليرة‬ ‫�سوري ��ة (نحو ‪ 0,85‬دوالر) في‬ ‫المناط ��ق التي ال ت ��زال واقعة‬ ‫تح ��ت �سيطرة النظ ��ام‪ ،‬حيث‬ ‫يتوجه المه ّرب ��ون للتز ّود بهذه‬ ‫المادة‪.‬‬ ‫في محافظة حلب حيث اقفلت‬ ‫محط ��ات الوقود الن ��ادرة التي‬ ‫لم تد ّمر او تحرق في المعارك‪،‬‬ ‫بل ��غ �سعر ليت ��ر البنزي ��ن ‪100‬‬ ‫لي ��رة �سورية‪ .‬وق ��د وجد بع�ض‬ ‫العاطلي ��ن ع ��ن العم ��ل فر�صة‬ ‫ف ��ي بيع تل ��ك الم ��ادة الحيوية‬ ‫بع ��د �شرائه ��ا م ��ن مهربي ��ن‬ ‫ي�أت ��ون م ��ن منطق ��ة الرقا في‬ ‫�شم ��ال �شرق �سوري ��ا‪ .‬وي�ستقر‬ ‫بع� ��ض ه� ��ؤالء عل ��ى الطري ��ق‬ ‫بين الح ��دود التركي ��ة وحلب‪،‬‬ ‫المدين ��ة التجارية ف ��ي �شمال‬ ‫�سوري ��ا‪ ،‬ويبيع احده ��م نحو ‪4‬‬ ‫�آالف ليت ��ر م ��ن البنزين لنحو‬ ‫‪ 60‬زبون ��ا" كل ي ��وم‪ .‬وبطريقة‬ ‫اكث ��ر توا�ضعا"‪ ،‬يق ��وم �آخرون‬ ‫ببي ��ع البنزي ��ن بالزجاج ��ات‪.‬‬ ‫وف ��ي بع� ��ض احياء حل ��ب‪ ،‬ثمة‬ ‫اطف ��ال يدي ��رون مواق ��ع لبي ��ع‬ ‫البنزي ��ن يبعد الواح ��د ب�ضعة‬ ‫�أمتار عن الآخر‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫الأزمة ال�سورية تنع�ش ال�سياحة في كرد�ستان العراق‬ ‫وتزيدها ثالثة �أ�ضعاف‬ ‫مدينة �إربيل‬

‫"م�صائ ��ب ق ��وم عند ق ��وم فوائ ��د"‪ ،‬لعل هذه‬ ‫المقول ��ة تنطب ��ق‪ ،‬بنح ��و م ��ا‪ ،‬عل ��ى الفائ ��دة‬ ‫ال�سياحية الت ��ي جناها اقلي ��م كرد�ستان نتيجة‬ ‫الأزم ��ة ال�سوري ��ة‪ ،‬اذ ال يمك ��ن تجاه ��ل ك ��ون‬ ‫الأزمة �أحد عوامل الزيادة واالنتعا�ش ال�سياحي‬ ‫ف ��ي االقليم‪ .‬ذل ��ك لأن الكثير م ��ن العراقيين‪،‬‬ ‫�أف ��راد ًا وعوائل‪ ،‬اعتادوا ف ��ي ال�سنوات االخيرة‬ ‫قبل ان ��دالع االزمة ال�سورية ف ��ي �آذار (مار�س)‬ ‫‪ ،2011‬ال�سف ��ر ال ��ى �سوريا لال�صطي ��اف‪ .‬لكن‬ ‫ذل ��ك �صار م ��ن الما�ضي بعدما ح� � ّول �أكثر من‬ ‫ن�ص ��ف ال�سي ��اح العراقيين وجهته ��م ال�سياحية‬ ‫يف�سر ت�ضاعف‬ ‫م ��ن �سوريا ال ��ى الإقليم‪ ،‬وه ��ذا ّ‬ ‫العدد هذه ال�سنة‪ ،‬ا�ستناد ًا للم�صادر ال�سياحية‬ ‫ً‬ ‫هناك‪.‬‬ ‫من البديه ��ي القول‪ ،‬ان ما خلفت ��ه تداعيات ما‬ ‫بات يع ��رف بـ"الربي ��ع العربي" عل ��ى ال�سياحة‬ ‫ال�سوري ��ة لي� ��س لالقلي ��م دخ ��ل فيه‪ .‬انه ��ا �أمور‬ ‫تحدث دائم� � ًا‪ ،‬كما ح�صل عندما ت�ضرر العراق‬ ‫في اوق ��ات �سابقة‪ ،‬لك ��ن �ضرره انعك� ��س فائدة‬ ‫عل ��ى دول مجاورة‪ ،‬كانت �سوري ��ا من بينها‪ .‬وال‬ ‫�أحد ن�س ��ي بعد الظ ��روف القا�سي ��ة التي خ�ضع‬ ‫لها العراق في ت�سعين ��ات القرن الما�ضي‪ ،‬حين‬ ‫فر�ض عليه المجتمع الدولي ح�صار ًا اقت�صادي ًا‬ ‫�شام ًال‪ ،‬كان من نتائج ��ه �أن �أفادت دول الجوار‬ ‫على ح�ساب العراق‪.‬‬ ‫يتواف ��ر دليل �سياحي حدي ��ث �صادر عن حكومة‬ ‫اقلي ��م كرد�ست ��ان العراق عب ��ر مئ ��ات المواقع‬ ‫ال�سياحي ��ة‪� ،‬أكثره ��ا �شالالت وعي ��ون ماء‪ ،‬الى‬

‫ع�شرات المواق ��ع الأثرية والحدائق ودور عبادة‬ ‫تاريخي ��ة للم�سلمي ��ن والم�سيحيي ��ن وطوائ ��ف‬ ‫�أخرى‪ ،‬وتدعم كل ذلك ف�سحة �أمن وبنى تحتية‬ ‫�شبه متكاملة و�أ�سواق حديثة للت�سوق‪.‬‬ ‫ا�ضاف ��ة الى مدن االقليم الرئي�سة الثالث �أربيل‬ ‫وال�سليماني ��ة وده ��وك‪ ،‬ي�أخذ الدلي ��ل ال�سياحي‬ ‫لالقليم في االعتبار المواقع ال�سياحية واالثرية‬ ‫في محافظ ��ة كركوك‪ ،‬باعتباره ��ا مواقع تابعة‬ ‫ل�سياح ��ة االقليم‪ .‬ومع عدم التقلي ��ل من �أهمية‬ ‫المواقع ال�سياحية في كرك ��وك‪ ،‬اال ان �إدراجها‬ ‫ف ��ي الدليل ال�سياحي ال يمث ��ل ا�ضافة جدية الى‬ ‫�سياح ��ة االقليم‪ ،‬كون �أغل ��ب ال�سياح من العراق‬ ‫العرب ��ي ال يحب ��ذون التوقف ف ��ي كركوك‪ ،‬رغم‬ ‫مروره ��م عبرها الى مدن االقلي ��م ب�سبب �سوء‬ ‫الخدم ��ات و�ضع ��ف الأم ��ن فيه ��ا‪ .‬ف�ض�ل ً�ا عن‬ ‫ان �أو�ض ��اع كرك ��وك ت�ش� � ّكل �أح ��د �أكث ��ر �أو�ضاع‬ ‫المحافظ ��ات تعقيد ًا لخ�ل�اف المركز واالقليم‬ ‫حوله ��ا‪ ،‬وع ��دم ح�سم ذل ��ك الخ�ل�اف ا�ستناد ًا‬ ‫للمادة ‪ 140‬من الد�ستور حتى الآن‪.‬‬ ‫ال�سياح ��ة ف ��ي االقليم ه ��ي المفخ ��رة العراقية‬ ‫الوحي ��دة‪ ،‬رغ ��م اقت�صاره ��ا ف ��ي الغال ��ب على‬ ‫المواطني ��ن العراقيي ��ن الوافدين م ��ن مختلف‬ ‫المحافظ ��ات‪ .‬بي ��د ان ذل ��ك لي� ��س بال�ش ��يء‬ ‫القليل‪ ،‬خا�ص ��ة ان العراقيين عموم ًا محرومون‬ ‫م ��ن ال�سف ��ر الى معظ ��م دول العال ��م‪ ،‬ل�صعوبة‬ ‫ح�صوله ��م عل ��ى "في ��زا" الدخ ��ول‪ ،‬وف ��ي هذا‬ ‫المعنى‪ ،‬ف� ��إن اقليم كرد�ستان يمث ��ل متنف�س ًا ال‬ ‫غنى عنه لمعظم العراقيين‪.‬‬

‫اعتب���ر نائب محافظ البن���ك المركزي العراقي‬ ‫الدكت���ور مظه���ر محمد �ص���الح‪ ،‬ان الع���راق يواجه‬ ‫م�شكلة حقيقية في التنمية وان الد�ستور العراقي‬ ‫لم يحدد �ش���كل النظام الإقت�صادي‪ ،‬م�شددا" على‬ ‫ان الع���راق ال يزال في ح�ص���ار من�س���ي حيال بقائه‬ ‫تحت طائلة البند ال�سابع بعد غزوه للكويت في �آب‬ ‫‪ .1990‬وعن عملية غ�سل الأموال المتهم بها البنك‬ ‫المرك���زي‪ ،‬ق���ال � ّإن ثم���ة خلطا ً بين خ���روج الأموال‬ ‫الطبيعية وبين خروج �أموال جرائم و�إرهاب‪ ،‬مبديا"‬ ‫تفا�ؤال" بم�ستقبل البالد االقت�صادي "لوجود موارد‬ ‫نفط كبيرة"‪.‬‬ ‫�إيرادات ال�سوي�س تتراجع ‪ .%2.5‬فقد بلغت‬ ‫�إي���رادات الحكومة الم�ص���رية من القناة ال�ش���هيرة‬ ‫‪ 435.3‬ملي���ون دوالر ف���ي �أيل���ول (�س���بتمبر)‬ ‫الما�ض���ي بتراج���ع ن�س���بته ‪ %20‬مقارن���ة بال�ش���هر‬ ‫وي�ش���كّ ل ه���ذا المرف���ق م�ص���دراً مهم���ا ً‬ ‫ال�س���ابق‪ُ .‬‬ ‫للعم�ل�ات الأجنبية لم�ص���ر التي تعتمد �أي�ض���ا ً على‬ ‫النفط والغاز وال�س���ياحة لت�أمينه���ا‪ .‬وتطمح �إدارة‬ ‫الرئي�س محمد مر�س���ي �إلى تفعيل الم�ش���اريع التي‬ ‫كانت �أقرت في ت�سعينات القرن الما�ضي لإنعا�ش‬ ‫منطق���ة القناة وتحويله���ا �إلى منطقة اقت�ص���ادية‬ ‫مميزة على طول ‪ 160‬كيلومتراً‪.‬‬ ‫�سنويا ً‪ ،‬تعبر القناة �س���ف ٌن محملة بب�ضاعة قيمتها‬ ‫‪ 1.6‬تريليون دوالر‪� ،‬أو ما يمثّل ‪ %10‬من التجارة‬ ‫العالمية‪ .‬وتهدف الحكومة وفقا ً للتقارير ال�صادرة‬ ‫من ب�ل�اد الأهرام �إلى زي���ادة �إيراداته���ا من القناة‬ ‫ال�ش���هيرة �إل���ى ‪ 100‬مليار دوالر �س���نويا ً بف�ض���ل‬ ‫الم�شاريع الجديدة‪.‬‬ ‫تتوقع ال�س���لطات التون�سية ارتفاع احتياطها‬ ‫من النق���د الأجنبي خالل ت�ش���رين الثاني (نوفمبر)‬ ‫الجاري‪ ،‬بعدما �س���جل تراجعا ً مقلقا ً خالل الأ�ش���هر‬ ‫الت�س���عة الأول���ى م���ن الع���ام الحالي‪ ،‬لي�ص���ل �إلى‬ ‫م�س���توى لم ت�ش���هده البالد من قب���ل‪ .‬وقال الوزير‬ ‫المكلف بالملف���ات الإقت�ص���ادية والإجتماعية في‬ ‫الحكومة التون�س���ية الموقتة‪ ،‬ر�ض���ا ال�سعيدي‪� ،‬إن‬ ‫احتي���اط تون�س من النقد الأجنبي �سيتح�س���ن خالل‬ ‫ت�ش���رين الثاني (نوفمبر)‪ ،‬بعد �إ�ض���افة نحو ‪3.5‬‬ ‫مليار دينار تون�سي (‪ 2.229‬مليار دوالر) مت�أتية‬ ‫من قرو�ض وتمويالت خارجية‪.‬‬ ‫يخ�ش���ى عراقيون من ا�ستثمار المنطقة الحرة‬ ‫بين العراق والأردن لإدخال ال�س���يارات الم�ستعملة‬ ‫غير ال�س���ليمة �إلى البالد‪� ،‬إذ و�ص���ل عدد ال�سيارات‬ ‫الم�ستعملة في العراق �إلى �أكثر من �أربعة �أ�ضعاف‬ ‫م���ا كان عليه عام ‪ ،2003‬في حين ي�س���تورد تجار‬ ‫عراقيون �سيارات م�ستعملة �أعيد ت�أهيلها في عدد‬ ‫من دول الجوار قبل بيعها في ال�سوق المحلية‪.‬‬

‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪13‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون عربية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫خير الكالم‬

‫خ ِّف�ضوا الحواجز �أمام التجارة الإقليمية‬ ‫يمكن للعالم العربي‪ ،‬الذي يعاني نق�صا" مزمنا"‬ ‫ف ��ي فر� ��ص العم ��ل لل�شب ��اب‪� ،‬أن ي�ضي ��ف مليون ��ي‬ ‫وظيف ��ة ب�إع ��ادة ت�شذي ��ب غاب ��ة م ��ن قواع ��د تقييد‬ ‫التجارة داخل المنطقة‪ ،‬كما يفيد بع�ض الخبراء‪.‬‬ ‫وه ��ذه ن�صيح ��ة ن�أم ��ل �أن ت�أخذه ��ا الحكومات على‬ ‫محمل الجد‪.‬‬ ‫ي�ؤك ��د مركز التج ��ارة الدول ��ي (‪ ،)ITC‬وهو وكالة‬ ‫تابعة للأم ��م المتحدة ومنظمة التجارة العالمية‬ ‫(‪ ،)WTO‬ب� ��أن دول منطق ��ة ال�ش ��رق الأو�س ��ط‬ ‫و�شم ��ال �أفريقي ��ا تفتق ��د فر�ص ��ة لتحفي ��ز تنمي ��ة‬ ‫�إقت�صادية �إ�ضافية‪.‬‬ ‫كيف؟‬ ‫غالبي ��ة البل ��دان ف ��ي جمي ��ع �أنح ��اء العال ��م تق ��وم‬ ‫بالتج ��ارة م ��ع جيرانه ��ا‪ .‬ولك ��ن م ��ن مجم ��وع‬ ‫ال�ص ��ادرات غير النفطية في ال ��دول العربية‪ ،‬يباع‬ ‫‪ 11‬ف ��ي المئ ��ة فق ��ط ف ��ي المنطق ��ة‪ ،‬وهو م ��ن بين‬ ‫�أدنى المعدالت ف ��ي العالم للتجارة بين الجيران‪.‬‬ ‫الم�شكلة‪ ،‬يقول مركز التجارة العالمي‪ ،‬لي�ست في‬ ‫التعريف ��ات‪ ،‬ولكن في "الحواجز غير الجمركية"‬ ‫غي ��ر المنظمة وال�صعبة المرا� ��س ‪ -‬جدران عالية‬

‫م ��ن القواني ��ن والأوراق الت ��ي يمك ��ن �أن تقف ��ل‬ ‫الحدود‪.‬‬ ‫دول ��ة الإم ��ارات العربي ��ة المتح ��دة‪ ،‬يق ��ول مرك ��ز‬ ‫التج ��ارة الدول ��ي‪ ،‬تتمت ��ع بنظام تج ��اري "منفتح"‬ ‫م ��ع "تعريف ��ات منخف�ض ��ة وحواج ��ز قليل ��ة م ��ن‬ ‫التعريف ��ات غي ��ر الجمركي ��ة"‪ .‬ولك ��ن لي� ��س كل‬ ‫ال ��دول المجاورة للإم ��ارات تفعل كذلك‪� .‬صحيح‪،‬‬ ‫ان ‪ 17‬دول ��ة ف ��ي "منطقة التجارة الح ��رة العربية‬ ‫الكب ��رى" خ ّف�ض ��ت التعريف ��ات الجمركي ��ة عل ��ى‬ ‫ال ��واردات ب�ش ��كل ح ��اد‪ ،‬كم ��ا حقق ��ت دول مجل� ��س‬ ‫التع ��اون الخليج ��ي‪ ،‬والت ��ي تحاف ��ظ عل ��ى ر�س ��وم‬ ‫جمركي ��ة م�شترك ��ة منخف�ضة عل ��ى واردات كثيرة‪،‬‬ ‫بع� ��ض التقدم في الحواجز غير الجمركية‪ .‬ولكن‬ ‫الكثير من بل ��دان منطقة ال�شرق الأو�سط و�شمال‬ ‫�إفريقيا تفر�ض قواعد ذكية قليلة يمكن �أن تتغير‬ ‫في غ�ض ��ون مهلة ق�صيرة (وكيل الجمارك يطلب‬ ‫وثائ ��ق م�صدقة ل�ضمان �أ�صل كل جزء من كر�سي‪،‬‬ ‫عل ��ى �سبيل المثال)‪ .‬وهذه يمكن �أن ت�ش ّكل عائقا"‬ ‫�أكثر من التعريفات التي تحل مكانها‪.‬‬ ‫�إن ب ��ذل جه ��ود مرك ��زة لإلغ ��اء ه ��ذه الحواجز من‬

‫�ش�أن ��ه ان ي�سم ��ح للمنطقة ب�أ�سره ��ا التمتع بفوائد‬ ‫الميزة التناف�سية‪ ،‬حيث ان كل بلد يعمل على �إنتاج‬ ‫وت�صدي ��ر الأف�ض ��ل لدي ��ه م ��ا يجعل ��ه �أكث ��ر كفاءة‪.‬‬ ‫مم ��ا ال �شك فيه ان مليوني وظيف ��ة بالكاد تح ّرك‬ ‫الأم ��واج ف ��ي بحر كبير وعميق م ��ن العاطلين عن‬ ‫العم ��ل؛ تق ��ول الأم ��م المتحدة �إن ال ��دول العربية‬ ‫تحت ��اج ال ��ى ‪ 51‬ملي ��ون فر�ص ��ة عمل �أكث ��ر بحلول‬ ‫الع ��ام ‪ ،2020‬فق ��ط للحف ��اظ على مع ��دل البطالة‬ ‫الحال ��ي المد ِّم ��ر ف ��ي المنطقة والذي ه ��و ‪ 27‬في‬ ‫المئ ��ة‪ .‬ان مناق�ش ��ات منظم ��ة التج ��ارة العالمي ��ة‬ ‫الحالي ��ة ح ��ول التج ��ارة الحرة الدولي ��ة‪ ،‬الم�سماة‬ ‫ب "جول ��ة الدوح ��ة"‪ ،‬التي ب ��د�أت في الع ��ام ‪،2001‬‬ ‫ه ��ي في واقع الأمر في غيبوبة تامة منذ الإنهيار‬ ‫المالي العالمي في ‪.2008‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك تنت�ش ��ر الإتفاق ��ات التجاري ��ة الح ��رة‬ ‫الثنائي ��ة والإقليمي ��ة وتتو�س ��ع‪ .‬وفي ه ��ذا ال�سياق‪،‬‬ ‫ذ ّكرنا مركز التجارة الدولي ‪ ITC‬بطريقة مفيدة‬ ‫ب� ��أن هناك و�سيلة جيدة ل�ضمان زيادة الفوائد من‬ ‫التجارة للعالم العربي‪.‬‬ ‫لندن ‪ -‬علي الوافدي‬

‫تقربها من المغرب‬ ‫�أزمة ا�سبانيا االقت�صادية ّ‬

‫تتح� � ّول االزمة االقت�صادية التي ته ّز ا�سباني ��ا وتت�سلل تدريج ًا الى الإقت�صاد ال ��ف �شرك ��ة ا�سبانية �صغي ��رة ومتو�سطة ت�ص ��در منتجاته ��ا وخدماتها الى‬ ‫المغربي‪ ،‬لم�صلحة تعزيز العالقات بين المملكتين الجارتين اللتين تبدوان المغ ��رب‪ .‬وبعيدا" من الخالفات القائمة حول المدينتين الأ�سبانيتين �سبتة‬ ‫م�ستعدتين اكثر لتجاوز خالفاتهما الديبلوما�سية‪.‬‬ ‫ومليلة اللتي ��ن يعتبرهما المغرب م�ستعمرتين‪ ،‬تب ��دو الفترة الراهنة مواتية‬ ‫�إلتقى في الثالث من ت�شرين الأول (�أكتوبر) الفائت كل من رئي�سي حكومتي لتحقيق تقارب اكبر بين الرباط ومدريد‪.‬‬ ‫البلدين عبد الإله بنكيران وماريانو راخوي في الرباط للم�شاركة في اللقاء ويعتب ��ر ال�سفي ��ر اال�سباني ل ��دى الرباط البيرت ��و نف ��ارو‪ ،‬ان الوقت منا�سب‬ ‫العا�شر للجن ��ة العليا الم�شتركة بين البلدين‪ ،‬تزامن ��ا مع الذكرى الع�شرين بالن�سبة الى بالده‪" .‬فالأزمة في �أوروبا �أوجدت الفر�ص‪ ،‬والق�ضايا الح�سا�سة‬ ‫لتوقي ��ع معاه ��دة "ح�سن الج ��وار" بي ��ن البلدين‪،‬‬ ‫�أق ��ل ت�أثيرا""‪ .‬وي ��رى ان هذا الواق ��ع يتطلب من‬ ‫وهي منا�سبة لتوقي ��ع العديد من االتفاقات‪ .‬وكان‬ ‫�شركات �إ�سبانيا التطلع خ ��ارج الإتحاد الأوروبي‪،‬‬ ‫االجتماع االخير للجن ��ة العليا الم�شتركة عقد في‬ ‫"وفي ه ��ذه الحال‪ ،‬نبد�أ بجيرانن ��ا"‪ .‬الإ�ستنتاج‬ ‫‪.2008‬‬ ‫عين ��ه خ ��رج ب ��ه م�س� ��ؤول ديبلوما�س ��ي �أوروبي في‬ ‫تجمع البلدين عالقات متقدمة‪ .‬ف�إ�سبانيا تحت�ضن‬ ‫المغ ��رب‪ ،‬اذ �إعتبر ان ا�سباني ��ا تحتاج الى تطوير‬ ‫ثاني �أكبر جالي ��ة مغربية في الخارج (نحو مليون‬ ‫تعاونها من جه ��ة‪ ،‬وهناك هجوم مغربي على �أمل‬ ‫مهاج ��ر) بعد فرن�س ��ا‪ ،‬وانتقلت ف ��ي كانون الثاني‬ ‫ان تتح ��رك مدريد �إيجابيا" ف ��ي ملف ال�صحراء‬ ‫(يناير) م ��ن مرتبة "ثاني �أكب ��ر �شريك" تجاري‬ ‫الغربي ��ة‪ ،‬وه ��ي الم�ستعم ��رة اال�سباني ��ة ال�سابقة‬ ‫ال ��ى "اول �شري ��ك" للمغرب متقدم ��ة على فرن�سا‬ ‫الت ��ي �ضمه ��ا المغرب وم ��ا زالت مح ��ل �صراع مع‬ ‫رئي�س الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران‬ ‫"ال�شري ��ك التقليدي"‪ .‬الى ذلك‪ ،‬هناك نحو ‪20‬‬ ‫االنف�صاليين‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫الموجز الخليجي‬

‫الإمارات تعر�ض فر�ص �إ�ستثمار‬ ‫�أعلن ��ت "منظم ��ة الخلي ��ج لال�ست�ش ��ارات‬ ‫ال�صناعي ��ة" (جويك) ع ��ن فر� ��ص �إ�ستثمارية‬ ‫ف ��ي الإمارات تتج ��اوز ملي ��اري دوالر في قطاع‬ ‫ال�صناع ��ات المعدني ��ة الأ�سا� ��س‪ ،‬خ�صو�ص� � ًا‬ ‫الألومنيوم‪ ،‬وال�صنــاعات الــغذائية والكــيماوية‬ ‫والبـال�ستيك‪.‬‬ ‫و�أكدت المنظم ��ة خالل ور�شة ترويجية عقدتها‬ ‫ف ��ي �أبو ظب ��ي ف ��ي ‪ 16‬ت�شري ��ن الأول (�أكتوبر)‬ ‫الفائ ��ت بالتعاون مع غرفة تج ��ارة و�صناعة �أبو‬ ‫ظب ��ي عر�ض ��ت خاللها نتائج درا�س ��ة الخريطة‬ ‫ال�صناعي ��ة في دول مجل�س التع ��اون الخليجي‪،‬‬ ‫�أن ه ��ذه اال�ستثم ��ارات توفر فر� ��ص عمل لنحو‬ ‫‪� 1248‬شخ�ص ًا في المج ��االت التقنية والإدارية‬ ‫والحرفية وغيرها‪.‬‬ ‫وك�شفت نتائج الخريطة �أن توجيه الإ�ستثمار �إلى‬ ‫الفر�ص الواعدة وال�صناعات الغائبة �سي�ساهم‬ ‫في تنمية الموارد االقت�صادية التي ت�شمل ت�أمين‬ ‫فر�ص عم ��ل للقوى الب�شري ��ة المتزايدة وتعزيز‬ ‫الأن�شط ��ة الإقت�صادي ��ة والإجتماعي ��ة‪ ،‬م�شي ��رة‬

‫�إل ��ى وج ��ود الكثير م ��ن القطاع ��ات ال�صناعية‬ ‫التي يمكن الإ�ستثمار فيها‪ ،‬خ�صو�ص ًا �أن معظم‬ ‫اال�ستثم ��ارات ال�صناعية يتركز في ال�صناعات‬ ‫الكبيرة ممثل ��ة بالبتروكيماويات الأ�سا�س‪ ،‬التي‬ ‫تمثل �أكثر من ‪ 78‬في المئة من الإجمالي‪.‬‬ ‫و�أك ��د المدير الع ��ام لغرفة تج ��ارة و�صناعة �أبو‬ ‫ظبي محمد ه�ل�ال المهيري‪ ،‬عل ��ى �أهمية هذه‬ ‫الور�شة الترويجية التي ت�سلط ال�ضوء على نتائج‬ ‫درا�س ��ة الخريط ��ة ال�صناعي ��ة �ضم ��ن الجهود‬ ‫المبذول ��ة م ��ن قبل مجل� ��س التع ��اون الخليجي‬ ‫لتنمي ��ة اقت�ص ��اد م�ست ��دام يعتمد عل ��ى القطاع‬ ‫ال�صناعي‪� ،‬إذ عمل عل ��ى �إر�ساء اقت�صاد متنوع‬ ‫من خ�ل�ال التركيز على ال�صناع ��ات ال�صغيرة‬ ‫والمتو�سط ��ة التي ت�شكل �أكثر م ��ن ‪ 68‬في المئة‬ ‫م ��ن �إجمال ��ي المن�ش�آت ال�صناعي ��ة‪� ،‬إلى جانب‬ ‫تنمية القطاع ��ات ال�صناعية غير النفطية وفي‬ ‫طليعته ��ا ال�صناع ��ات التحويلية الت ��ي �ساهمت‬ ‫ف ��ي �أكثر م ��ن ‪ 10‬في المئة م ��ن �إجمالي الناتج‬ ‫القومي لدول المجل�س‪.‬‬

‫دول الخليج قادرة على النمو في ظل المعطيات الحالية‬ ‫ت�ساءل ��ت درا�س ��ة حديث ��ة ع ��ن المنح ��ى الذي‬ ‫�ستتخ ��ذه دول مجل�س التع ��اون الخليجي خالل‬ ‫الأ�شه ��ر المقبل ��ة ف ��ي التعام ��ل م ��ع التباط� ��ؤ‬ ‫االقت�ص ��ادي العالم ��ي واله�شا�ش ��ة المتزاي ��دة‪.‬‬ ‫فاالتح ��اد الأوروب ��ي ال يزال بعيد ًا م ��ن انتعا�ش‬ ‫اقت�صاده‪ ،‬وتتوجه الواليات المتحدة �إلى طريق‬ ‫�سيا�سي م�سدود قد يدفعها �إلى تقلي�ص الإنفاق‬ ‫العام‪ ،‬ما �سي�ؤثر في كب ��ح النمو المتباطئ‪� .‬أما‬ ‫في الياب ��ان‪ ،‬فعملي ��ة �إعادة البن ��اء التي دفعت‬ ‫نم ��و االقت�صاد خ�ل�ال العام الحال ��ي‪ ،‬فتقترب‬ ‫من نهايتها‪ .‬ي�ض ��اف �إلى كل ذلك عالمات عن‬ ‫تراخي النم ��و ن�سبي ًا في اقت�ص ��ادات دول �آ�سيا‬ ‫النا�شئة‪.‬‬ ‫ولفت ��ت درا�س ��ة حديث ��ة �أ�صدرته ��ا ف ��ي ال�شه ��ر‬ ‫الما�ض ��ي "ال�شرك ��ة الكويتي ��ة ‪ -‬ال�صيني ��ة‬ ‫الإ�ستثماري ��ة"‪ ،‬و�أع ّده ��ا فران�سي�سك ��و كينتانا‪،‬‬ ‫�إل ��ى �أن م�ست ��وى النمو في ال�صي ��ن �إنخف�ض في‬ ‫الن�ص ��ف الأول م ��ن ال�سن ��ة من ‪ 9.2‬ف ��ي المئة‬ ‫�إل ��ى ‪ ،7.6‬وهو �أدنى معدل نمو ت�شهده في ثالث‬

‫�سن ��وات‪ .‬ور�أت �أن دول الخليج قادرة على النمو‬ ‫ف ��ي ظل ه ��ذه المعطيات خ�ل�ال الأ�شه ��ر ال�ستة‬ ‫المقبلة على الأقل‪" .‬فالنمو على المدى الطويل‬ ‫غي ��ر م�ضم ��ون‪ ،‬وف ��ي الأ�شه ��ر المقبل ��ة �سيكون‬ ‫هن ��اك عام�ل�ان �سيعيقان ��ه جذري� � ًا‪ ،‬على رغم‬ ‫ا�ستبعاد حدوثهما‪ .‬الأول هو �أن تتدهور عائدات‬ ‫ه ��ذه الدول من النفط‪ ،‬عن ��د ارتفاع �أ�سعاره �إذا‬ ‫�أغلقت �إيران م�ضيق هرمز‪ ...‬والثاني‪ ،‬ت�صاعد‬ ‫اال�ضطرابات االجتماعية في ال�شرق الأو�سط"‪.‬‬ ‫وورد ف ��ي الدرا�س ��ة‪" :‬ت�شي ��ر الأ�سا�سي ��ات‬ ‫االقت�صادي ��ة �إلى �أن �أ�سع ��ار النفط قد تنخف�ض‬ ‫لأن مخزونه حالي ًا في ارتفاع‪ ،‬ما يدفع الأ�سعار‬ ‫�إل ��ى االنخفا� ��ض‪ ...‬لكن ال�ضغوط عل ��ى �أ�سعار‬ ‫النفط تعو�ضها عوام ��ل قوية �أخرى"‪ .‬و�أ�ضافت‬ ‫"على م�ستوى تزويد النفط‪ ،‬ت�شهد ال�صادرات‬ ‫العراقي ��ة تقلب ��ات ف ��ي حجمه ��ا ب�سب ��ب �أعمال‬ ‫التخري ��ب التي تعانيه ��ا �أنابيب النف ��ط‪ ...‬كما‬ ‫�أن الحظ ��ر عل ��ى �إي ��ران ي�ؤثر �أي�ض� � ًا في تقل�ص‬ ‫�صادرات العراق النفطية"‪.‬‬

‫‪ 2.5‬تريليون دوالر مجموع الأ�ص���ول الأجنبية‬ ‫التي �س���تكون بل���دان مجل�س التع���اون الخليجي قد‬ ‫راكمتها بنهاية عام ‪ 2013‬نتيجة الفوائ�ض الكبيرة‬ ‫التي �ست�س ّجلها في ح�سابها الجاري بف�ضل �صادرات‬ ‫النفط‪ .‬ووفق���ا ً لتقديرات معه���د التمويل الدولي‪،‬‬ ‫ف���� ّإن مع���دل النم���و االقت�ص���ادي في تل���ك البلدان‬ ‫�س���يبلغ ‪ %5‬هذا الع���ام و‪ %4.2‬في الع���ام المقبل‪،‬‬ ‫ويع���ود االنخفا�ض �إلى تراجع نم���و �إنتاج النفط رغم‬ ‫�أ ّنه �س���يبقى عند مع ّدالت عالية‪ .‬ويتوقع المعهد في‬ ‫تقريره االقت�ص���ادي العالمي � ّأن ت�س���تمر الحكومات‬ ‫الخليجية ب�سيا�س���اتها الإنفاقية نظراً �إلى الإيرادات‬ ‫النفطية الد�سمة ولربط عمالتها بالدوالر‪.‬‬ ‫دعا �أمير الكويت ال�شيخ �صباح الأحمد ال�صباح‬ ‫دول م�ؤتم���ر "حوار التعاون الآ�س���يوي"‪ ،‬الذي عقد‬ ‫في الكويت في منت�صف ال�شهر الما�ضي وح�ضرته‬ ‫‪ 32‬دولة �آ�س���يوية‪� ،‬إلى ح�شد موارد مالية بملياري‬ ‫دوالر ف���ي برنام���ج يه���دف �إل���ى تمويل م�ش���اريع‬ ‫�إنمائي���ة في الدول الآ�س���يوية غي���ر العربية‪ ،‬معلنا ً‬ ‫في كلمة االفتتاح عن تبرع الكويت بـ‪ 300‬مليون‬ ‫دوالر للبرنام���ج‪ ،‬ومعرب���ا ً عن �أمله ف���ي �أن "نتمكن‬ ‫من توفير المبلغ المقترح عبر م�س���اهمات من دول‬ ‫�أع�ضاء في حوار التعاون الآ�سيوي"‪.‬‬ ‫دع���ا محافظ بن���ك الكوي���ت المرك���زي محمد‬ ‫الها�ش���ل‪ ،‬حكوم���ة الكويت ال���ى اتخ���اذ الإجراءات‬ ‫ال�ض���رورية لخف����ض الإنف���اق‪ ،‬م�ؤك���دا" �ض���رورة‬ ‫ان تتما�ش���ى ال�سيا�س���ة النقدي���ة م���ع التط���ورات‬ ‫االقت�ص���ادية‪ .‬ور�أى عق���ب �إجتم���اع لمحافظ���ي‬ ‫الم�ص���ارف المركزية العربية في الكويت‪ ،‬ان على‬ ‫الحكوم���ة �إنف���اق المزيد على الإ�س���تثمار والإنفاق‬ ‫الر�أ�س���مالي والعم���ل عل���ى تدبي���ر �أم���وال كافي���ة‬ ‫للأجي���ال المقبلة‪ .‬و�أك���د �أنه لن يت���ردد في تغيير‬ ‫ال�سيا�سة النقدية �إذا اقت�ض���ت ال�ضرورة‪ ،‬متوقعا‬ ‫نمو االقت�صاد بين ‪ 5‬و‪ %6‬هذه ال�سنة‪.‬‬ ‫توقعت �ش���ركة االتحاد للطي���ران في ابوظبي‬ ‫تحقي���ق عائ���دات بنح���و ‪ 5‬ملي���ارات دوالر للع���ام‬ ‫‪ 2012‬مقاب���ل ‪ 4,1‬ملي���ارات دوالر ف���ي ‪،2011‬‬ ‫بح�سب المدير العام لل�شركة جيم�س هوغان‪ .‬وا�شار‬ ‫في قمة للتنمية اال�س���تراتيجية في ابوظبي الى ان‬ ‫ال�شركة التي تملكها امارة ابوظبي تطمح للمحافظة‬ ‫عل���ى ربحيتها بعد ت�س���جيلها ع���ام ‪� 2011‬أرباحا"‬ ‫�ص���افية مقداره���ا ‪ 14‬مليون دوالر للم���رة االولى‬ ‫في تاريخها‪ .‬وا�ش���ار الى ان �ش���ركة االتحاد حققت‬ ‫‪ 281‬مليون دوالر من العائدات في الن�صف االول‬ ‫من ‪ 2012‬من �شركائها وال�شركات التي تت�شارك‬ ‫معها في ت�سيير رحالت الى وجهات محددة‪.‬‬

‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪15‬‬


‫�ش�ؤون خليجية‬ ‫من الخليج‬

‫ال�سعوديون الأكثر تبرعا" للجامعات البريطانية‬ ‫على مدى العقد الما�ضي‪ ،‬كانت المملكة العربية ال�سعودية �أكبر م�صدر للتبرعات‬ ‫المالية من الدول اال�سالمية والعائالت المالكة للجامعات البريطانية‪ ،‬والكثير‬ ‫منها مكر�س لدرا�سة الإ�سالم و�ش�ؤون ال�شرق الأو�سط والأدب العربي‪.‬‬ ‫ح�صة كبيرة من هذه الأموال ذهبت في اتجاه �إن�شاء مراكز الدرا�سات الإ�سالمية‪.‬‬ ‫في العام ‪ 2008‬تبرع الأمير الوليد بن طالل بن عبد العزيز �آل �سعود ب‪ 8‬ماليين‬ ‫جنيه �إ�سترليني لكل من جامعتي كامبريدج و�أدنبرة لهذا الغر�ض‪.‬‬ ‫وكان ��ت �أك�سف ��ورد من �أكبر الجامع ��ات البريطانية �إ�ستفادة م ��ن الدعم ال�سعودي‪.‬‬ ‫في العام ‪ ،2005‬قدم الأمير �سلطان بن عبد العزيز �آل �سعود‪ ،‬ولي العهد ال�سعودي‬ ‫الراح ��ل‪ ،‬مليون ��ي جني ��ه �إ�سترليني الى متحف �أ�شموليان فيه ��ا‪ .‬وفي العام ‪،2001‬‬ ‫�أعط ��ت م�ؤ�س�سة الملك عبد العزي ��ز‪ ،‬وهي جمعية خيرية‪ ،‬مليون جنيه �إ�سترليني‬ ‫لمركز ال�شرق الأو�سط المعروف في الجامعة‪.‬‬ ‫هن ��اك العدي ��د م ��ن الجه ��ات المانح ��ة الأخ ��رى‪ .‬فمرك ��ز �أك�سف ��ورد للدرا�س ��ات‬ ‫الإ�سالمي ��ة ال ��ذي بلغ ��ت كلفة �إن�شائ ��ه ‪ 75‬مليون جنيه �إ�سترلين ��ي دعمته ‪ 12‬دولة‬ ‫�إ�سالمي ��ة‪ .‬و�أفي ��د ان �سلط ��ان قابو� ��س ب ��ن �سعيد‪ ،‬حاك ��م عمان‪ ،‬ق ��دم ‪ 3.1‬ماليين‬ ‫جني ��ه �إ�سترلين ��ي �إل ��ى جامع ��ة كامبريدج لتموي ��ل مركزين‪ ،‬بما ف ��ي ذلك كر�سي‬ ‫للغة العربية‪.‬‬ ‫وقد دعم ال�شيخ �سلطان بن محمد القا�سمي‪ ،‬حاكم ال�شارقة‪ ،‬مركز جامعة �إك�ستر‬ ‫للدرا�س ��ات الإ�سالمي ��ة ب�أكثر من ‪ 5‬ماليين جنيه �إ�سترليني منذ العام ‪ .2001‬كما‬ ‫تلق ��ى مرك ��ز "ترينيت ��ي �سانت ديفي ��د"‪ ،‬وهو جزء م ��ن جامعة ويل ��ز‪ ،‬تبرعات من‬ ‫ال�شيخ خليفة بن زايد �آل نهيان‪ ،‬رئي�س دولة الإمارات العربية المتحدة‪.‬‬ ‫ف ��ي حي ��ن �أن الدرا�س ��ات الإ�سالمي ��ة ه ��ي اله ��دف الأكث ��ر �شعبي ��ة بالن�سب ��ة ال ��ى‬ ‫المانحي ��ن‪ ،‬بالت�أكي ��د ال تقت�ص ��ر التبرعات عل ��ى دعم هذا المو�ض ��وع وحده‪ .‬كلية‬ ‫�سعي ��د لإدارة الأعم ��ال (‪ )The Saïd Business School‬ف ��ي جامع ��ة �أك�سف ��ورد‪،‬‬ ‫تبرع لإن�شائها رجل الأعمال ال�سوري‪-‬ال�سعودي وفيق ال�سعيد‪ ،‬بمبلغ �أولي قيمته‬ ‫‪ 23‬مليون جنيه �إ�سترليني‪.‬‬ ‫التبرع ��ات لي�س ��ت هي ال�ص�ل�ات المالية الوحي ��دة �إلى الخلي ��ج‪ .‬وفقا" لمر�صد‬ ‫التعلي ��م العال ��ي بال حدود‪ ،‬من �أ�ص ��ل ‪ 200‬فرع فتحتها الجامع ��ات البريطانية‬ ‫ف ��ي مختل ��ف �أنح ��اء العالم‪ ،‬هن ��اك ‪ 37‬منها في دول ��ة الإم ��ارات و ‪� 10‬أخرى في‬ ‫قطر‪.‬‬ ‫"جامع ��ة كولي ��دج لن ��دن" (‪ )UCL‬لديه ��ا ح ��رم جامع ��ي لعل ��م الآثار ف ��ي قطر‪.‬‬ ‫جامع ��ات بولت ��ون‪ ،‬وهيريوت وات‪ ،‬وكلية لن ��دن للأعمال‪ ،‬وكلي ��ة مان�ش�ستر لإدارة‬ ‫الأعم ��ال‪ ،‬وكلي ��ة كا�س لإدارة الأعمال وميدل�سك�س لها قواعد في دبي �أو في �إمارة‬ ‫ر�أ�س الخيمة المجاورة‪.‬‬ ‫الواق ��ع �إن ه ��ذا المنح ��ى من العالق ��ات له �إفادات جم ��ة في حق ��ل التعليم العالي‬ ‫ويج ��ب عل ��ى دول مجل� ��س التع ��اون العم ��ل على الإف ��ادة من ��ه لأجياله ��ا الطالعة‪،‬‬ ‫والحقيق ��ة ان هن ��اك هدفين لهذه الجامعات ‪-‬الفروع‪ :‬بالن�سبة الى البلدان التي‬ ‫تحت ��اج �إل ��ى تو�سيع وتطوي ��ر التعليم العالي لديها على وج ��ه ال�سرعة‪ ،‬فهذا يتيح‬ ‫له ��ا بن ��اء الق ��درات‪ .‬وبالن�سبة الى الجامع ��ات ‪ -‬اذا �إ�ستطاعت النج ��اح في عملها‪-‬‬ ‫ف�سيتيح لها الأمر الإ�ستفادة من �أ�سواق مربحة‪.‬‬ ‫نحا�س‬ ‫لندن – كميل ّ‬ ‫‪14‬‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫زراعة‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الدور التنموي لل�شركات العائلية‬ ‫مو�ضوع م�ؤتمر في �أبو ظبي‬

‫وزير التعليم العالي والبحث العلمي في الإمارات‬ ‫ال�شيخ نهيان بن مبارك �آل نهيان‬

‫�أك ��د وزير التعليم العالي والبح ��ث العلمي الإماراتي ال�شيخ‬ ‫نهي ��ان بن مب ��ارك �آل نهي ��ان "�أن معظم الأعم ��ال العائلية‬ ‫تزدهر بف�ضل تميز بع�ض �أفراد الأ�سرة بروح ريادة الأعمال‪،‬‬ ‫وبهذا �أ�صبحت المنطقة مرك ��ز ًا حيوي ًا للتجارة في ال�شرق‬ ‫الأو�سط و�آ�سيا و�أوروبا الجنوبية‪ ،‬ولعبت ال�شركات العائلية‬ ‫دور ًا �أ�سا�سي� � ًا ف ��ي حياتن ��ا االقت�صادية وتمي ��زت بالتفكير‬ ‫الإبداع ��ي و�سهولة الت�أقلم مع الأو�ض ��اع المحلية والعالمية‬ ‫المتغي ��رة"‪ .‬ج ��اء ذل ��ك ف ��ي افتت ��اح "المنت ��دى العربي ‪-‬‬ ‫الألماني الخام�س لل�شركات العائلية ‪ "2012‬الذي عقد في‬ ‫�أبو ظبي في منت�صف ال�شهر الما�ضي‪.‬‬ ‫وه ��دف المنت ��دى �إل ��ى مناق�ش ��ة تطوي ��ر دور ال�ش ��ركات‬ ‫العائلي ��ة ف ��ي اقت�ص ��ادات المنطق ��ة وال�صعوب ��ات الت ��ي‬ ‫تواجهه ��ا وم�ساهمتها في دعم عملي ��ة التنمية االقت�صادية‬ ‫الم�ستدامة‪� ،‬إ�ضافة �إلى تبادل �أف�ضل الممار�سات والمعرفة‬ ‫وا�ستك�ش ��اف فر� ��ص الأعم ��ال الم�شتركة‪ .‬ونظ ��م المنتدى‬ ‫�شركة "�أونرز فوروم" بدعم من دائرة التنمية االقت�صادية‬ ‫ �أبو ظب ��ي و"بنك �أبو ظبي الوطن ��ي" وبالتعاون مع غرفة‬‫تج ��ارة و�صناعة �أبو ظبي وعدد من ال�ش ��ركات العائلية في‬ ‫الدولة‪ .‬و�شارك في جل�سات عمل المنتدى ر�ؤ�ساء و�أ�صحاب‬ ‫�شركات عائلية وعدد من الم�ستثمرين والخبراء �إلى جانب‬ ‫�أكاديميين من جامعتي هارفرد ويال الأميركيتين‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫قطر‪ :‬ا�ستراتيجيتان لتعزيز البحث العلمي‬ ‫�أعلن ��ت الدوح ��ة ا�ستراتيجيتين ف ��ي �إطار ر�ؤية‬ ‫�شامل ��ة للتنمي ��ة‪ ،‬تعط ��ي �أولوية للبح ��ث العلمي‬ ‫من خ�ل�ال ا�ستثمار القدرات الفكرية و�إمكانات‬ ‫العلماء العرب المغتربين في دول كثيرة‪.‬‬ ‫ود�شن ��ت رئي�س ��ة م�ؤ�س�سة قطر للتربي ��ة والعلوم‬ ‫وتنمي ��ة المجتم ��ع ال�شيخ ��ة موزة بن ��ت نا�صر‪،‬‬ ‫"ا�ستراتيجية قطر الوطنية للبحوث ‪ "2012‬و‬ ‫"ا�ستراتيجية قطر الوطنية لبحوث ال�سرطان"‪،‬‬ ‫في افتتاح "الملتقى الم�شترك لمنتدى م�ؤ�س�سة‬ ‫قط ��ر ال�سنوي للبح ��وث وم�ؤتمر �شبك ��ة العلماء‬ ‫العرب المغتربين ‪ ."2012‬و�أملت في "�إ�ستثمار‬ ‫بع� ��ض من ثروا ِتن ��ا الطبيعية لبناء ث ��روة علم ّية‬ ‫و�إقت�ص ��اد معرفة وقاعدة بحثي ��ة"‪ .‬ولفتت �إلى‬ ‫�أن "�أ ّمتنا م ّرت ف ��ي تجارب الما�ضي المتعثرة‪،‬‬ ‫التي ال تزال تلقي ظاللها المحبطة على م�سيرة‬ ‫التعليم والبحث العلمي في عالمنا العربي"‪.‬‬ ‫لك ��ن لم تغفل ما قطعته قطر ف ��ي هذا ال�سياق‪،‬‬ ‫و�أو�ضح ��ت �أنه ��ا "التزمت تخ�صي� ��ص ‪ 2.8‬في‬ ‫المئ ��ة م ��ن الناتج المحل ��ي للإنف ��اق في مجال‬ ‫البح ��وث والتكنولوجي ��ا والإبت ��كار‪ ،‬و ُك ِّلفـ ��ت‬ ‫م�ؤ�س�سـ ��ة قـطـ ��ر (الت ��ي تـر�أ�سـه ��ا) �إدارة هذه‬ ‫المـ ��وارد"‪ .‬ور�أت �أن "تـموي�ل ً�ا �سـخـ ّي� � ًا بهـ ��ذا‬ ‫الحج ��م كان يحت ��اج �إلى �آلي ��ات ا�ستثمار قادرة‬

‫على برمجة ا�ستخدامه ب�أف�ضل ال�صيغ"‪.‬‬ ‫و�أو�ضح ��ت �أن ا�ستراتيجي ��ة قط ��ر الوطني ��ة‬ ‫للبح ��وث "ت�أت ��ي لت�ستوعب هذه الحاج ��ة‪ ،‬و�إلى‬ ‫�أن تك ��ون الآلي ��ة المرجع ّي ��ة لتو�صي ��ف �أ�ش ��كال‬ ‫الإنف ��اق في مجال البح ��وث‪ ،‬و�أن ال ُبعد المحلي‬ ‫لال�ستراتيجي ��ة يعم ��ل عل ��ى التعامل م ��ع �أ�سئلة‬ ‫وق�ضايا المجتمع والدولة على م�ستويات ال�صحة‬ ‫والتعلي ��م والبيئ ��ة والطاق ��ة والعل ��وم الإن�سانية‬ ‫والفن ��ون وغيره ��ا"‪ .‬و�أك ��دت �أن "طموحنا في‬ ‫ال ُبعد الإقليم ��ي والعالمي‪ ،‬ينتظ ��ر من م�شاريع‬ ‫اال�ستراتيجية ت�أهيل قطر لتكون حا�ضنة لأفكار‬ ‫االبتكار وم�صدّرة لنتاجه"‪.‬‬

‫‪ 15.7‬مليار دوالر هو حجم �صفقات االندماج‬ ‫واال�ستحواذ التي �شهدتها منطقة ال�شرق الأو�سط‬ ‫خالل الأ�شهر الت�سعة الأولى من عام ‪ ،2012‬وفقا ً‬ ‫لبيان���ات «‪ ،»Thomson Reuters‬م���ا ُيمثّ���ل‬ ‫�ض���عف الن�ش���اط الم�س��� ّجل في الفترة نف�سها من‬ ‫ع���ام ‪ .2011‬وحظ���ي قط���اع االت�ص���االت بح�ص���ة‬ ‫الأ�س���د من ال�ص���فقات من حيث القيم���ة‪� ،‬إذ بلغت‬ ‫‪ 6.4‬مليارات دوالر‪ ،‬فيما كانت الإمارات العربية‬ ‫الم ّتح���دة البل���د الأكثر ن�ش���اطا ً على هذا ال�ص���عيد‬ ‫بحرك���ة ‪ 4‬ملي���ارات دوالر‪ .‬وال�ص���فقة الأكبر لعام‬ ‫‪ 2012‬ح ّت���ى الآن ه���ي عر����ض �ش���ركة «‪»Qtel‬‬ ‫القطرية ل�شراء «الوطنية» الكويتية بـ‪ 2.2‬مليار‬ ‫دوالر‪.‬‬

‫ال�شيخة موزة بنت نا�صر‬

‫دول الخليج تعر�ض على مواطنيها فر�ص ا�ستثمار �صناعي‬ ‫�أعلن الأمين العام لـ"منظمة الخليج للإ�ستثمار‬ ‫ال�صناع ��ي" (جوي ��ك)‪ ،‬عبدالعزي ��ز العقي ��ل‪،‬‬ ‫وج ��ود ‪ 400‬فر�ص ��ة �إ�ستثماري ��ة لل�صناعيي ��ن‬ ‫الخليجيي ��ن تتج ��اوز قيمته ��ا ‪ 830‬ملي ��ار ريال‬ ‫(‪ 221‬ملي ��ار دوالر)‪ .‬وق ��ال خ�ل�ال ور�شة عمل‬ ‫ع ��ن الخريط ��ة ال�صناعي ��ة �أقيم ��ت ف ��ي غرفة‬ ‫جدة‪ :‬ك�شفت الدرا�سة التي �أُجريت عن الفر�ص‬ ‫اال�ستثماري ��ة ال�صناعية في دول الخليج العربي‬ ‫وجود �أكثر من ‪ 400‬فر�صة �إ�ستثمارية تتوزع بين‬ ‫‪ 12517‬من�ش�أة �صناعية في دول الخليج ال�ست‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف‪" :‬الفر� ��ص الإ�ستثماري ��ة ف ��ي المجال‬ ‫ال�صناع ��ي �ستوفر لمواطني الخليج ‪ 1.1‬مليون‬ ‫فر�ص ��ة عمل جدي ��دة"‪ ،‬الفت� � ًا �إل ��ى �أن الفر�ص‬ ‫الإ�ستثمارية التي ك�شفته ��ا الدرا�سة تتركز على‬

‫دع���ا رئي�س لجنة التحكيم ف���ي مجل�س الغرف‬ ‫ال�س���عودية خال���د النوي�ص���ر �إل���ى �إن�ش���اء محكم���ة‬ ‫اقت�ص���ادية م�س���تقلة �إل���ى جانب المحاك���م العامة‬ ‫ومن���ح الم���ر�أة الح���ق ف���ي �أن تك���ون‬ ‫والإداري���ة‪َ ،‬‬ ‫محكم���ا ً‪ ،‬ما ل���م يكن هناك مانع �ش���رعي‪ ،‬معتبراً �أن‬ ‫نظ���ام التحكي���م الجدي���د نقلة حقيقي���ة في مجال‬ ‫الت�ش���ريعات والقواني���ن‪ ،‬ج���رى فيه ت���دارك كثير‬ ‫من ثغرات النظام القديم‪ .‬و�أو�ض���ح في ورقة عمل‬ ‫قدمه���ا في "لق���اء التحكي���م" الذي نظم���ه مجل�س‬ ‫الغرف ال�س���عودية لمناق�شة نظام التحكيم الجديد‬ ‫وم���دى ت�أثيره في اال�س���تثمار في ال�س���عودية‪� ،‬أن‬ ‫النظام الجديد يبدد كثيراً من مخاوف الم�ستثمرين‬ ‫المحليي���ن والأجانب‪ ،‬في �ش����أن االحتكام للمحاكم‬ ‫الق�ض���ائية ال�س���عودية‪ ،‬ب�س���بب بطء الف�ص���ل في‬ ‫الق�ض���ايا والت�أخي���ر في تنفيذ الأح���كام الذي كان‬ ‫ي�ؤدي �إلى �ضياع الحقوق‪.‬‬

‫المن�ش�آت ال�صناعية ال�صغيرة والمتو�سطة التي‬ ‫تمث ��ل ‪ 86‬ف ��ي المئة م ��ن المن�ش� ��آت ال�صناعية‬ ‫ف ��ي منطقة الخليج‪ .‬و�أ�ش ��ار �إلى �أن دول الخليج‬ ‫ترك ��ز على ال�صناع ��ات الكبي ��رة خ�صو�ص ًا في‬ ‫قطاع ��ي البتروكيماويات والمع ��ادن الأ�سا�سية‪،‬‬ ‫التي ت�شمل الحدي ��د والألومنيوم‪ .‬وقال‪�" :‬إنتاج‬ ‫المواد البال�ستيكي ��ة الخام والأ�سمدة في قطاع‬ ‫ال�صناع ��ات الكيماوية‪ ،‬ي�ش ��كل العمود الفقري‬ ‫للإنت ��اج ال�صناع ��ي في دول الخلي ��ج العربي"‪،‬‬ ‫الفت� � ًا �إلى �أن الدول الخليجي ��ة تُنتج نحو ع�شرة‬ ‫ماليين ط ��ن �سنوي� � ًا م ��ن البال�ستي ��ك الخام‪،‬‬ ‫وت�ص ��در نح ��و ‪ 90‬ف ��ي المئة م ��ن �إنتاجه ��ا �إلى‬ ‫الأ�سواق العالمية‪ ،‬كم ��ا تنتج ‪ 11‬مليون طن من‬ ‫الأ�سمدة وت�صدر ‪ 90‬في المئة منها �أي�ض ًا‪.‬‬

‫�أق���ر مجل�س ال���وزراء الكويت���ي الموازنة العامة‬ ‫للدولة لل�س���نة المالية ‪ ،2013 - 2012‬و�سي�صدر‬ ‫"مر�سوم �ضرورة" بهذه الموازنة‪ ،‬بموجب المادة ‪71‬‬ ‫من الد�ستور‪ ،‬نظراً �إلى حل مجل�س الأمة‪ .‬وق ِّدرت جملة‬ ‫الإي���رادات في هذه الموازنة ب���ـ ‪ 13.9‬مليار دينار‬ ‫كويتي (‪ 50‬مليار دوالر)‪ ،‬على �أ�سا�س �سعر لبرميل‬ ‫النف���ط الخام الكويتي ي�س���اوي ‪ 65‬دوالراً‪ .‬وق ِّدرت‬ ‫جملة النفق���ات بـ ‪ 21.2‬مليار دين���ار‪ ،‬ما يعني �أن‬ ‫الموازنة تتوقع عج���زاً مقداره ‪ 7.3‬مليارات دينار‪.‬‬ ‫لكن ال بد من الت�أكيد على �أن تقدير الإيرادات يبدو‬ ‫متحفظا ً‪ ،‬وهو �أمر د�أبت الإدارة المالية في الكويت‬ ‫عليه خالل ال�سنوات الما�ضية‪ ،‬لكن النتائج الفعلية‬ ‫�أثبتت تحقيق فائ�ض كبير في الموازنة بمعدل ‪10‬‬ ‫مليارات دينار �سنويا ً‪ ،‬ف�سعر الخام الكويتي يعادل‬ ‫‪ 110‬دوالرات للبرمي���ل حاليا ً‪ .‬لكن لي�س هناك من‬ ‫تف�س���ير مقنع لهذه التقديرات المتحفظة في وقت‬ ‫تبدو فيه �س���وق النفط ن�ش���طة تت�س���م بقوة الطلب‬ ‫على رغم الأزمة االقت�صادية العالمية‪.‬‬

‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪17‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون خليجية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫دبي‪ :‬موجة تفا�ؤل تهب على ال�سوق العقارية‬ ‫ان تح�س ��ن ظ ��روف ال�س ��وق العقاري ��ة وتج ��اوز‬ ‫�ش ��ركات عقاري ��ة ف ��ي �إمارة دب ��ي �أزم ��ة ديونها‬ ‫خ�صو�ص� � ًا والإم ��ارات عموم ًا‪ ،‬و�إتب ��اع ال�شركات‬ ‫العقاري ��ة الكب ��رى ا�ستراتيجيات فاعل ��ة لتجاوز‬ ‫الأزم ��ة وا�ستع ��ادة الثق ��ة با�ستكم ��ال الم�شاري ��ع‬ ‫المعلن ��ة‪� ،‬ساع ��د ال�شركات الكب ��رى على معاودة‬ ‫�إطالق م�شاريع عقارية �ضخمة في الإمارة‪.‬‬ ‫والح ��ظ تقرير ل�شرك ��ة "المزاي ��ا القاب�ضة"‪� ،‬أن‬ ‫تح�س ��ن ال�ص ��ورة لم�صلح ��ة ال�ش ��ركات العقارية‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫والقط ��اع عموم� �ا وكذل ��ك الثق ��ة ف ��ي االقت�صاد‬ ‫الإمارات ��ي‪�" ،‬شج ��ع ال�ش ��ركات عل ��ى ا�ستئن ��اف‬ ‫تمويل م�شاريعها ذاتي� � ًا خ�صو�ص ًا عبر البيع على‬ ‫الخريط ��ة‪ ،‬وه ��و الأ�سل ��وب الذي ظ ��ل متبع ًا قبل‬ ‫الأزم ��ة‪ ،‬و�شكل تحدي ًا لل�سلط ��ات في دبي‪ ،‬بعدما‬ ‫ف�شل ��ت �ش ��ركات �صغي ��رة ومتو�سطة م ��ن الوفاء‬ ‫بالتزاماتها وتنفيذ م�شاريعها‪ ،‬نتيجة الأزمة التي‬ ‫�أثرت في القطاع منذ ‪� 4‬سنوات»‪.‬‬ ‫ور�أى التقري ��ر‪� ،‬أن نجاح "�إعم ��ار" و "نخيل" في‬ ‫البيع عل ��ى الخريطة مج ��دد ًا‪" ،‬ي � ّ‬ ‫�دل على تبدل‬ ‫الظ ��روف وي�شير �إلى ارتف ��اع م�ستويات الثقة في‬ ‫ال�ش ��ركات الكبرى والقواني ��ن التي تنظم القطاع‬ ‫العق ��اري‪ ،‬وتحمي حقوق الم�شتري ��ن والمطورين‬ ‫و�أطراف �آخرين في المعادلة العقارية"‪.‬‬ ‫وف ��ي ه ��ذا ال�سي ��اق‪ ،‬لف ��ت �إل ��ى �أن دب ��ي �شهدت‬ ‫�إط�ل�اق م�شاريع عقارية �ضخمة في ت�شرين الأول‬ ‫(�أكتوبر) في �إطار معر�ض "�سيتي �سكيب" بقيمة‬ ‫‪ 13‬ملي ��ار درهم منها "حدائ ��ق ال�شيخ محمد بن‬ ‫را�ش ��د" بقيم ��ة ‪ 6‬ملي ��ارات درهم‪ .‬فيم ��ا �أعلنت‬ ‫�شرك ��ة "�إعمار" العقارية‪ ،‬ع ��ن م�شروعين خارج‬ ‫الدولة وهما م�شروع "كاي ��رو جيت" بالتعاون مع‬ ‫مجموعة "الفطيم" با�ستثمارات بلغت ‪ 3‬مليارات‬ ‫درهم‪ ،‬ف�ض ًال عن م�شروع "�إعمار �سكوير" بكلفة‬ ‫‪ 817‬مليون درهم‪ .‬كم ��ا ك�شفت �شركة "فالكون"‬ ‫عن م�ش ��روع "التاج �أرابيا" وم�ش ��روع "�إهرامات‬ ‫دبي الكبرى"‪.‬‬ ‫وكان ال�شي ��خ محم ��د بن را�ش ��د �آل مكت ��وم نائب‬ ‫رئي� ��س الدولة رئي�س مجل�س ال ��وزراء حاكم دبي‪،‬‬ ‫�أطلق م�شروع حدائق محمد بن را�شد بكلفة تقدر‬ ‫ب� �ـ ‪ 4‬ملي ��ارات درهم‪ .‬ويتك ّون الم�ش ��روع من قناة‬ ‫مائي ��ة بطول �سبعة كيلومت ��رات و�أحوا�ض �سباحة‬ ‫ومالعب غول ��ف و�أخرى لكرة الم�ضرب‪ ،‬ومرافق‬ ‫ترفيهية للعائالت والأطفال والكبار‪.‬‬ ‫‪16‬‬

‫دبي‪ :‬فورة جديدة؟‬

‫�إل ��ى ذل ��ك‪� ،‬أعلن ��ت �شرك ��ة "مي ��دان" المطورة‬ ‫للم�ش ��روع‪" ،‬ع ��دم اللج ��وء �إل ��ى االقترا� ��ض ب ��ل‬ ‫�ستم� � ّول الم�شروع ذاتي ًا وبالبي ��ع الم�سبق تدريج ًا‬ ‫على الخريطة"‪.‬‬ ‫واعتب ��ر تقري ��ر "المزايا"‪� ،‬أن �إع�ل�ان ال�شركات‬ ‫الكب ��رى بع� ��ض الم�شاري ��ع ف ��ي دبي‪" ،‬ي � ّ‬ ‫�دل على‬ ‫تعاف ��ي الإمارة من الأزمة العقارية بعدما تم ّكنت‬ ‫ال�شركات من تجاوز ديونها واتخاذ �إ�ستراتيجيات‬ ‫مختلفة لتخطي المرحل ��ة المقبلة"‪ .‬لكن ر�أى �أن‬ ‫م�س�ألة التموي ��ل "�ستظل حا�سمة‪ ،‬ل ��ذا بد�أ بع�ض‬ ‫ال�ش ��ركات الإتج ��اه �إل ��ى �إختب ��ار �سيا�س ��ة البي ��ع‬ ‫عل ��ى الخريطة مج ��دد ًا"‪ .‬و�أ�شار �إل ��ى �أن �إطالق‬ ‫ال�ش ��ركات مزيد ًا من الم�شاريع حالي ًا يتزامن مع‬ ‫ا�ستكم ��ال م�شاريع‪ ،‬ما يعط ��ي الم�شترين وجهات‬ ‫التموي ��ل ثق ��ة كافي ��ة للإ�ستثم ��ار ف ��ي الم�شاريع‬ ‫الجدي ��دة‪ ،‬خ�صو�ص� � ًا �أن الإقت�ص ��اد الإمارات ��ي‬ ‫ي�سج ��ل نم ��و ًا مف�ض�ل ً�ا وجاذب� � ًا للم�ستثمري ��ن‪،‬‬ ‫ف ��ي منطق ��ة غير م�ستق ��رة تدفع كثر ًا ف ��ي اتجاه‬ ‫الإمارات على المديين الق�صير والمتو�سط"‪.‬‬ ‫ور�صدت م�ؤ�س�سة "كالتون ��ز" العالمية‪" ،‬تح�سن ًا‬ ‫�سجل ��ه قطاع العقارات في دب ��ي في الربع الثالث‬ ‫م ��ن ال�سن ��ة ن�سبت ��ه ‪ 5‬في المئ ��ة"‪ .‬و�أ�ش ��ارت �إلى‬ ‫"زي ��ادة في �أ�سعار ال�شقق ال�سكنية ن�سبتها ‪4.9‬‬ ‫ف ��ي المئة منذ مطل ��ع ال�سنة"‪ ،‬متوقع ��ة �إ�ستمرار‬ ‫ه ��ذا االتجاه حت ��ى نهايته ��ا‪ .‬وان�سح ��ب االرتفاع‬ ‫�أي�ض� � ًا عل ��ى �إيجارات ال�شق ��ق ال�سكني ��ة في دبي‬ ‫بن�سبة ‪ 6.8‬في المئة في الربع الثالث"‪.‬‬ ‫و�أف ��اد تقري ��ر "المزايا"‪ ،‬ب� ��أن �شرك ��ة "�إعمار"‬ ‫العقاري ��ة �أطلقت مج ��دد ًا عملية بي ��ع م�شاريعها‬ ‫عل ��ى الخريط ��ة ونجح ��ت ف ��ي بي ��ع كل ال�شق ��ق‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫الفندقي ��ة المطروح ��ة‪� ،‬ضمن م�ش ��روع "العنوان‬ ‫بوليف ��ارد" الجدي ��د المق ��رر بنا�ؤه و�س ��ط مدينة‬ ‫دب ��ي‪ ،‬لي�صبح ثاني �أعلى برج ف ��ي و�سط المدينة‬ ‫بعد "برج خليفة"‪.‬‬ ‫و�أعل ��ن تقري ��ر "المزاي ��ا"‪� ،‬أن �شرك ��ة "نخي ��ل"‬ ‫تم ّكن ��ت م ��ن "تج ��اوز الأزمة م ��ن خ�ل�ال �إعادة‬ ‫الهيكل ��ة وطرح ��ت بع� ��ض الم�شاري ��ع الجدي ��دة‬ ‫بقيم ��ة ‪ 4.8‬مليار درهم"‪ .‬وتوزعت الإ�ستثمارات‬ ‫الجديدة "على �ست ��ة م�شاريع عقارية‪ ،‬هي "بالم‬ ‫مول" و "بال ��م ريزيدن�س"‪ ،‬وتو�سيع �سوق التنين‪،‬‬ ‫و"ذا بوين ��ت م ��ول"‪� ،‬إ�ضاف ��ة �إلى م�ش ��روع "بالم‬ ‫في ��وز" و"جمي ��را ب ��ارك – ليغا�س ��ي"‪ ،‬في وقت‬ ‫�سجلت زيادة ف ��ي �أرباحها في الن�صف الأول من‬ ‫ال�سن ��ة ن�سبتها ‪ 36‬في المئة‪ ،‬لت�صل �إلى نحو ‪767‬‬ ‫مليون درهم ف ��ي مقابل ‪ 562‬مليون ًا (‪ 150‬مليون‬ ‫دوالر) ف ��ي الفت ��رة ذاته ��ا م ��ن الع ��ام الما�ضي‪.‬‬ ‫وزادت �إي ��رادات ال�شرك ��ة بن�سب ��ة ‪ 112‬في المئة‬ ‫لتبلغ نحو ‪ 3.1‬بليون درهم"‪.‬‬ ‫و�أعلن ��ت �شركة "فالكن �سيت ��ي �أوف وندرز"‪ ،‬عن‬ ‫م�شاري ��ع جدي ��دة تق ��در قيمتها ب� �ـ ‪ 6.2‬مليارات‬ ‫درهم‪ ،‬مثل "الأهرامات الكبرى" و"تاج ماهال»‪.‬‬ ‫وي�ض ��م الم�ش ��روع الأول ثالث ��ة مبان عل ��ى �شكل‬ ‫"�أهرامات الجيزة"‪ ،‬بكلفة ‪ 2.62‬مليوني درهم‪،‬‬ ‫ف ��ي حين يط� � ّور م�ستثم ��ر هندي م�ش ��روع «التاج‬ ‫�أرابي ��ا» الذي يحاكي «تاج ماه ��ال»‪ ،‬بكلفة ‪3.67‬‬ ‫مليارات درهم‪.‬‬ ‫وال ي�ستبع ��د تقري ��ر "المزايا"‪� ،‬إع�ل�ان مجموعة‬ ‫"دب ��ي للعقارات" المملوكة من "دبي القاب�ضة"‬ ‫�إ�ستناد ًا �إلى بيانه ��ا‪ ،‬عن "درا�سة لإ�ستراتيجيتها‬ ‫ف ��ي الرب ��ع الأول م ��ن الع ��ام المقب ��ل‪ ،‬تتعل ��ق‬ ‫بالم�شاريع المنتهي ��ة �أو التي �ستُنجز‪� ،‬إ�ضافة �إلى‬ ‫�إمكان �إطالق م�شاريع جدي ��دة"‪ .‬وتوقع �أن «تبد�أ‬ ‫"دبي للعقارات" التخفيف التدريجي في �سيا�سة‬ ‫الت�أجير واالتجاه �إلى البيع في الم�شاريع المقبلة‪،‬‬ ‫ف ��ي وقت بلغت ن�سبة الإ�شغ ��ال في محفظة �إيجار‬ ‫الوح ��دات ال�سكنية التابع ��ة لل�شركة ‪ 98‬في المئة‬ ‫ف ��ي الربع الثالث‪ ،‬مقارن ��ة بنحو ‪ 90‬في المئة في‬ ‫الفترة ذاتها من العام الما�ضي"‪ .‬كما "تراوحت‬ ‫�إيرادات الإيج ��ارات بين ‪ 8‬و‪ 15‬في المئة‪ ،‬بعدما‬ ‫ظل ��ت قريب ��ة من ‪ 6‬ف ��ي المئ ��ة خ�ل�ال ال�سنوات‬ ‫ال�سابق ��ة‪ ،‬م ��ا ي�ؤ�شر �إل ��ى تح�سن ظ ��روف ال�سوق‬ ‫وارتفاع الطلب على العقارات في الإمارة"‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫ال�صادرات التركية �إلى الأردن والخليج عبر �إ�سرائيل‬ ‫ك�شف ��ت القناة الثانية في التلفزيون الإ�سرائيلي‬ ‫في ‪� 2012/10/11‬أنه ب�سبب الو�ضع الأمني في‬ ‫�سوريا‪ ،‬ت�صدر تركيا ب�ضائعها �إلى الأردن ودول‬ ‫الخليج من طريق �إ�سرائيل‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف ��ت �أن تركيا ت�شحن ب�ضائعها بحرا" �إلى‬ ‫�إ�سرائيل ومنها تنقل ه ��ذه الب�ضائع �إلى الأردن‬ ‫برا" ومن ثم �إلى دول الخليج‪.‬‬ ‫وكانت تركي ��ا ت�صدر ب�ضائعها �إلى الأردن ودول‬ ‫الخليج عبر الأرا�ضي ال�سورية‪ ،‬ولكن بعد ن�شوء‬

‫الأزمة في بالد ال�شام ووقوف تركيا �ضد النظام‬ ‫هناك‪� ،‬أوقفت ت�صدير ب�ضائعها عبر �سوريا‪.‬‬ ‫و�أ�شارت القناة التلفزيونية �إلى �أن هذا الن�شاط‬ ‫التج ��اري الترك ��ي ي�أت ��ي عل ��ى رغ ��م الأزمة في‬ ‫العالق ��ات الديبلوما�سية بين تركي ��ا و�إ�سرائيل‬ ‫من ��ذ مهاجم ��ة الجي� ��ش الإ�سرائيل ��ي "�أ�سطول‬ ‫الحرية" التركي في ‪ 2010‬مما �أ�سفر عن مقتل‬ ‫ت�سع ��ة نا�شطين �أت ��راك و�إ�صابة نحو ‪� 50‬آخرين‬ ‫بجروح‪.‬‬

‫فرن�سا تطمئن اقت�صادات �آ�سيا �إلى �صمود اليورو‬ ‫قدم رئي�س الوزراء الفرن�سي جان مارك �إيرولت‬ ‫ف ��ي مانيال "نفي ًا ر�سمي� � ًا للتوقعات المت�شائمة"‬ ‫الت ��ي تراهن على نهاية الي ��ورو‪ ،‬وطم�أن �إلى ان‬ ‫العمل ��ة الموحدة "�ست�ستم ��ر"‪ .‬وقال في منتدى‬ ‫اقت�صادي في مانيال ان "اليورو‪ ،‬هذا المك�سب‬ ‫التاريخي الذي قد يتعر�ض للخطر‪ ،‬هل نجازف‬ ‫بالتخلي عنه؟ �أطمئنكم �إلى ان اليورو �سي�ستمر‬ ‫على رغم التوقعات المت�شائمة"‪.‬‬ ‫وكان �إيرولت قال في وقت �سابق ان جميع محاوريه‬ ‫ف ��ي جنوب �شرق ��ي �آ�سيا المت�أثري ��ن "بال�صحافة‬ ‫الأنكلو�سك�سوني ��ة‪ ،‬خ�صو�ص� � ًا البريطاني ��ة"‬ ‫يطرحون ت�سا�ؤالت حول م�ستقبل اليورو ويتخوفون‬ ‫من خ ��روج اليونان م ��ن منطقة الي ��ورو‪ .‬و�أ�ضاف‬

‫ان "االتح ��اد الأوروبي �أكبر �سوق في العالم ت�ضم‬ ‫‪ 460‬ملي ��ون م�ستهلك ما يمثل فر�صة ا�ستثنائية"‪،‬‬ ‫م�شير ًا �إلى ان �أوروبا هي �أي�ض ًا "واحة لالبتكار‪...‬‬ ‫وقارة م�ستقرة‪ ،‬هادئة و�آمنة"‪.‬‬

‫رئي�س الوزراء الفرن�سي جان مارك �إيرولت‬

‫منطقة اليورو تغرق في البطالة ب�سبب ّ‬ ‫التق�شف‬ ‫ت�سجل البطالة – احد مظاهر االزمة الخطيرة‬ ‫الت ��ي تم ّر ف ��ي اوروبا – رقم ًا قيا�سي� � ًا‪� ،‬إذ باتت‬ ‫تط ��ول اكثر م ��ن ‪ 18‬مليون �شخ� ��ص في منطقة‬ ‫الي ��ورو‪ ،‬بينم ��ا تثي ��ر �سيا�س ��ات التق�شف حركة‬ ‫�إحتجاج كبي ��رة‪ .‬وبلغ معدل البطالة ‪ %11,4‬في‬ ‫�آب (�أغ�سط�س) في دول االتحاد النقدي‪ ،‬بح�سب‬ ‫المكت ��ب االوروبي لالح�ص ��اءات "�أورو�ستات"‪.‬‬ ‫اال ان زي ��ادة ‪ 34‬ال ��ف عاطل ع ��ن العمل في �آب‬ ‫(�أغ�سط�س)‪ ،‬ه ��و رقم قيا�سي مر�ش ��ح للتفاقم‬ ‫في اال�شهر المقبلة‪ ،‬وفق المحللين‪.‬‬ ‫وكانت ا�سبانيا اول �ضحايا البطالة‪ ،‬اذ طاولت‬

‫�شخ�صا" واحدا" من �أ�صل ‪ )%25,1( 4‬و�أكثر‬ ‫من �شاب من ا�صل ‪ .)%52,9( 2‬وفي اليونان‪،‬‬ ‫�إرتفع ��ت البطالة ال ��ى ‪ %24,4‬مع تدهور كبير‬ ‫في غ�ضون ‪� 12‬شهرا"‪ .‬و�إنتقلت من ‪ 17,2‬الى‬ ‫‪ %24,4‬بين حزيران (يونيو) ‪ 2011‬وحزيران‬ ‫(يوني ��و) ‪ 2012‬مما يدل عل ��ى ديمومة االزمة‬ ‫في ال ��دول االكث ��ر �ضعف ًا في منطق ��ة اليورو‪.‬‬ ‫وعل ��ى العك� ��س‪� ،‬سجل ادنى مع ��دالت البطالة‬ ‫ف ��ي النم�س ��ا (‪ )%4,5‬ولوك�سمب ��ورغ (‪)%5,2‬‬ ‫وهولن ��دا (‪ )%5,3‬ا�ضاف ��ة ال ��ى الماني ��ا‬ ‫(‪.)%5,5‬‬

‫الموجز الدولي‬ ‫قال وزير المال الإيراني �شم�س الدين ح�سيني‬ ‫�إن احتياط���ات بالده من النقد الأجنبي في "و�ض���ع‬ ‫جيد"‪ ،‬و�أن الحكومة ت�أخذ خطوات لتحقيق ا�ستقرار‬ ‫في قيمة الريال مثل كبح الم�ضاربة‪.‬‬ ‫وتعان���ي اي���ران ته���اوي قيم���ة عملتها وم���ن وط�أة‬ ‫العقوب���ات الت���ي تفر�ض���ها الدول الغربية ب�س���بب‬ ‫برنامج طهران النووي‪ ،‬وخالل الأ�س���بوعين الأولين‬ ‫من ال�ش���هر الما�ضي ظهر �سعر �ص���رف الريال �أمام‬ ‫الدوالر كنقطة �ضعف في االقت�صاد الإيراني‪ ،‬بينما‬ ‫تواجه طهران �ضغوطا غربية وتنفي اتهامات الغرب‬ ‫ب�أن برنامجها النووي يهدف الى انتاج �أ�سلحة‪.‬‬ ‫اك���دت الم�ست�ش���ارة الألمانية �أنجي�ل�ا ميركل‬ ‫انه���ا متفقة ووزي���ر ماليته���ا فولفغانغ �ش���يوبله‬ ‫على ا�س���تبعاد ح�ص���ول �أي "تطورات خ���ارج نطاق‬ ‫ال�س���يطرة" في منطقة اليورو‪ ،‬مثل تخلف اليونان‬ ‫عن ت�سديد الديون �أو خروجها من المنطقة‪ .‬وقالت‬ ‫انها �س���معت ه���ذه المخاوف في ال�ص���ين‪" ،‬لكنني‬ ‫�أتف���ق مع وزير المال على ا�س���تبعاد ح�ص���ول مثل‬ ‫هذه التطورات الخارجة عن ال�سيطرة"‪.‬‬ ‫رف���ع االتح���اد الدول���ي للنقل الج���وي "اياتا"‬ ‫توقعات���ه لأرباح �ش���ركات الطي���ران العالمية في‬ ‫‪ 2012‬و‪ .2013‬ويتوق���ع االتح���اد ‪ -‬يمث���ل نح���و‬ ‫‪ %80‬من �ش���ركات الطي���ران العالمي���ة ‪� -‬أن يبلغ‬ ‫�ص���افي رب���ح ال�ص���ناعة ‪ 4,1‬ملي���ارات دوالر هذه‬ ‫ال�سنة‪ ،‬بارتفاع عن توقعات �سابقة عند ‪ 3‬مليارات‬ ‫دوالر‪ ،‬لك���ن ذل���ك يظ���ل �أق���ل م���ن ن�ص���ف �أرباح‬ ‫‪ 2011‬البالغ���ة ‪ 8,4‬مليارات دوالر‪ .‬وزاد ن�ص���يب‬ ‫�شركات الطيران ال�شرق الأو�سطية من ال�سوق في‬ ‫الأ�ش���هر الثمانية الأولى من ال�سنة‪ ،‬مع ارتفاع عدد‬ ‫الم�سافرين ‪ %17,1‬و�ص���عود الطلب على ال�شحن‬ ‫الجوي ‪ %14‬للفترة عينها من ‪.2011‬‬ ‫�أك���د المدير العام لمنظم���ة العمل الدولية غي‬ ‫راي���در‪ ،‬في خطاب امام �ص���ندوق النقد الدولي ان‬ ‫ع���دد العاطلين عن العم���ل في العال���م اليوم زائد‬ ‫ثالثين مليون���ا" عما كان عليه قبل ب���دء االزمة منذ‬ ‫اربعة اعوام‪ .‬وي�ش���ير رايدر في الخطاب الذي �ألقاه‬ ‫ام���ام المجل�س النقدي والمالي الدولي‪� ،‬أمام الهيئة‬ ‫المكلف���ة تحدي���د التوجه���ات ال�سيا�س���ية الكب���رى‬ ‫ل�ص���ندوق النقد الدولي‪ ،‬ان نح���و "‪ 75‬مليونا" من‬ ‫ا�ص���ل ‪ 200‬ملي���ون عاطل ع���ن العمل الي���وم تقل‬ ‫اعماره���م عن ‪� 25‬س���نة"‪ .‬وا�ض���اف ان بي���ن الذين‬ ‫ح�صلوا على فر�صة عمل ‪ 900‬مليون �شخ�ص‪" ،‬غير‬ ‫قادرين على ك�سب ما يكفيهم ليتخطوا عتبة الفقر‬ ‫المح���ددة بدوالري���ن يومي���ا للفرد"‪ ،‬م�ش���ددا" على‬ ‫�ضرورة التوقف عن تبني �سيا�سات تق�شفية‪.‬‬

‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪19‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون دولية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف الدولي‬

‫�أزمة اليورو‪ :‬كثير من اللغط حول ال �شيء‬ ‫كالعادة‪ ،‬تبين �أن هناك حالة من "اللغط الكثير‬ ‫ح ��ول ال �ش ��يء"‪ .‬عل ��ى الرغم م ��ن كل الخطابة‬ ‫والت�صريح ��ات‪ ،‬ف� ��إن قم ��ة االتح ��اد الأوروب ��ي‬ ‫(‪ )EU‬الأخي ��رة بب�ساط ��ة �أخرت ق ��رارات ب�إن�شاء‬ ‫�إتحاد م�صرفي �أوروبي وو�ضع �آلية �أكثر ت�شددا"‬ ‫للتكام ��ل المالي و�أجلت الأم ��ر الى مطلع العام‬ ‫المقب ��ل ‪ .‬الواق ��ع ان الو�ض ��ع و�صل ال ��ى �أ�صعب‬ ‫الأج ��زاء العملي ��ة لتنفي ��ذ �ش ��روط �إتف ��اق حيث‬ ‫�ألماني ��ا‪ ،‬الممول الأ�سا� ��س لأوروبا‪� ،‬سوف تتعهد‬ ‫بتمويل فعال لخطة انقاذ بلدان منطقة اليورو‬ ‫والبن ��وك التجاري ��ة‪ ،‬في مقاب ��ل �إن�ضباط مالي‬ ‫و�إ�شراف �أكبر‪.‬‬ ‫لك ��ن‪ ،‬وكما كان متوقع ��ا" منذ البداية‪ ،‬لقد تعثر‬

‫تنفي ��ذ ال�صفق ��ة ج ��راء الإنق�سام ��ات ال�سيا�سي ��ة‬ ‫والم�صلحة الوطنية الذاتية‪ .‬بقية منطقة اليورو‬ ‫غير راغبة في التخلي عن مزيد من ال�صالحيات‬ ‫الوطني ��ة �إل ��ى االتح ��اد الأوروب ��ي ال ��ذي �س ��وف‬ ‫تهيم ��ن علي ��ه �إقت�صادي ��ا" �ألماني ��ا‪ ،‬الت ��ي خرجت‬ ‫حت ��ى الآن من �أزمة الديون م ��ن دون �أية م�شكلة‬ ‫ن�سبي ��ا"‪ .‬ان �إ�صرار برلي ��ن على تدابير التق�شف‪،‬‬ ‫م ��ع تطاب ��ق ال�سيا�س ��ات االجتماعي ��ة وال�سيا�سية‬ ‫م ��ع ذل ��ك‪ ،‬ال تحظ ��ى ب�شعبي ��ة �سيا�سية ف ��ي �أكثر‬ ‫البل ��دان المثقل ��ة بالدي ��ون ف ��ي منطق ��ة اليورو‪.‬‬ ‫الم�ست�ش ��ارة االلماني ��ة �أنجيال مي ��ركل ت�ساجلت‬ ‫علنا" م ��ع الرئي�س الفرن�سي فران�سوا هوالند –‬ ‫وهو �أهم زعيم مقابل لها في �أوروبا‪ ،‬الذي يريد‬

‫�أن ي�ستخدم تدابير التحفيز الإقت�صادي لإخراج‬ ‫�أوروب ��ا من الأزمة‪ .‬هناك �أي�ض ��ا �شكوك في بقية‬ ‫منطقة اليورو تقول ب�أن �ألمانيا �سعيدة للحفاظ‬ ‫على العملة الموحدة �ضعيفة من �أجل اال�ستفادة‬ ‫من �صادراتها‪ .‬لن�ضع نظريات الم�ؤامرة جانبا"‪،‬‬ ‫الحقيق ��ة ان الم�ص ��ارف التجاري ��ة والم�ؤ�س�س ��ات‬ ‫المالي ��ة الألماني ��ة ه ��ي عر�ضة لمنطق ��ة اليورو‬ ‫المثقلة بالدين مثل �أي بلد �آخر‪.‬‬ ‫يبق ��ى ان اله ��دوء الظاه ��ر في الأ�س ��واق المالية‬ ‫يج ��ب � اّأل يخ ��دع ال�سيا�سيي ��ن الأوروبيي ��ن �إذ ال‬ ‫يمك ��ن لأحد الفوز حتى يعود الإ�ستقرار المالي‬ ‫الم�ستدام �إلى منطقة اليورو‪.‬‬ ‫بروك�سيل ‪ -‬ليلى الحلو‬

‫البنك الآ�سيوي للتنمية يخ ّف�ض توقعات النمو وتراجع الطلب العالمي نال من ال�صين والهند‬

‫لم يكن مفاجئا" ان يب ��ادر البنك الآ�سيوي للتنمية‬ ‫ال ��ى خف� ��ض توقعات ��ه لمعظ ��م �إقت�ص ��ادات الدول‬ ‫النامي ��ة في �آ�سيا في عام ��ي ‪ 2012‬و‪� ،2013‬إذ نال‬ ‫تراج ��ع الطلب العالم ��ي من ال�صي ��ن والهند‪ ،‬و�أثر‬ ‫في اقت�ص ��ادات �أخ ��رى تعتمد عل ��ى الت�صدير في‬ ‫القارة‪.‬‬ ‫ق ّل� ��ص البنك توقعات ��ه لنمو اقت�ص ��اد ال�صين نحو‬ ‫نقط ��ة مئوية واح ��دة �إل ��ى ‪ %7٫7‬مقارن ��ة بـ‪%8.5‬‬ ‫في توقع ��ات �سابقة‪ ،‬مح ��ذرا" من �إحتم ��ال تنامي‬ ‫المخاط ��ر الت ��ي تواج ��ه ثان ��ي �أكب ��ر �إقت�ص ��اد في‬ ‫العالم في االمد الق�صي ��ر‪ ،‬في ظل الطلب العالمي‬ ‫ال�ضعي ��ف و�ضبابي ��ة التوقع ��ات الم�ستقبلي ��ة لأكير‬ ‫ال�ش ��ركاء التجاريي ��ن‪ .‬لك ��ن البنك �أب ��دى اعتقاده‬ ‫ب�أن ال�صين يمكنها تف ��ادي �إنكما�ش اقت�صادي‪� ،‬إذ‬ ‫�أن هناك مجاال" كبيرا" �أم ��ام وا�ضعي ال�سيا�سات‬ ‫لإطالق مزيد من �إجراءات التحفيز‪.‬‬ ‫وق ��ال كبير اقت�صادي ��ي ال�صندوق ت�شان ��غ يونغ ري‬ ‫ف ��ي بيان �صحافي تزامن مع �إ�صدار البنك (ومقره‬ ‫ماني�ل�ا) تحديثا للتوقع ��ات الإقليمي ��ة‪" ،‬ان تباط�ؤ‬ ‫الطلب العالم ��ي‪ ،‬وال �سيما من �أوروبا‪ ،‬ي�ضغط على‬ ‫نحو خطير على النمو في الأمد القريب"‪ ،‬مو�ضحا"‬ ‫ان الحكوم ��ة تمل ��ك و�سائل لحماي ��ة االقت�صاد من‬ ‫‪18‬‬

‫التقلبات العالمية‪" ،‬وينبغي �أن يتيح و�ضعها المالي‬ ‫الق ��وي وتراجع الت�ضخم و�سيا�س ��ات التو�سع تفادي‬ ‫�إنكما� ��ش اقت�صادي �شدي ��د‪ .‬لكن ينبغ ��ي �أن تعجل‬ ‫بجه ��ود تنويع م�ص ��ادر النمو وتعزي ��ز الإ�صالحات‬ ‫الهيكلية من �أجل نمو �شامل"‪.‬‬ ‫وح ��ذر البنك م ��ن �أن بق ��اء م�شكلة منطق ��ة اليورو‬ ‫بال ح ��ل والم�صاع ��ب المالية التي تل ��وح في الأفق‬ ‫ف ��ي الواليات المتحدة‪ ،‬هم ��ا �أكبر خطرين يهددان‬ ‫النظ ��رة الم�ستقبلية م�ضيفا �أن الإقت�صادات الأكثر‬ ‫�إنفتاحا" في �آ�سيا معر�ضة في �شكل خا�ص لأن تمتد‬ ‫لها تبعات تل ��ك الم�شكالت‪ .‬وطال ��ب المنطقة ب�أن‬ ‫تتهي�أ لإ�ستم ��رار معدالت نمو متو�سطة لفترة طويلة‬ ‫بعد �سنوات من النمو ال�سريع‪.‬‬ ‫وتوق ��ع التقرير �أن ت�سج ��ل االقت�صادات النامية في‬ ‫�آ�سي ��ا‪ ،‬وت�ض ��م ‪ 45‬دولة ف ��ي و�سط و�ش ��رق وجنوب‬ ‫وجن ��وب �ش ��رق الق ��ارة والمحي ��ط اله ��ادي‪ ،‬نموا"‬ ‫بن�سب ��ة ‪ %6.1‬ه ��ذه ال�سن ��ة و‪ %6.7‬في ال� �ـ‪.2013‬‬ ‫واالرقام �أقل م ��ن توقع ��ات ني�سان(�إبريل) البالغة‬ ‫‪ %6.9‬لل�سن ��ة و‪ %7.3‬لل�سنة ‪ 2013‬مقارنة بـ‪%7.2‬‬ ‫في ‪.2011‬‬ ‫وبينم ��ا تواج ��ه ال�صين تباط� ��ؤ اال�ستثم ��ار وتراجع‬ ‫الطلب في الداخل والخارج‪ ،‬خ ّف�ض البنك توقعات‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫النم ��و لل�سنة المقبلة �إلى ‪ %8.1‬مقارنة بـ‪ %8.7‬في‬ ‫التوقعات ال�سابقة‪.‬‬ ‫ويتوقع �أن ي�سجل النم ��و في الهند ‪ %5.6‬في ‪2012‬‬ ‫و‪ %6.7‬في ‪� 2013‬أي دون التوقعات ال�سابقة البالغة‬ ‫‪ 7‬و‪ %7.5‬على التوالي‪ .‬و�سيظل اقت�صاد �شرق �آ�سيا‬ ‫الأ�س ��رع نموا"‪ ،‬لكنه لن ينجو من التباط�ؤ الكلي في‬ ‫المنطقة‪.‬‬ ‫و�أبق ��ى البنك توقع ��ات النم ��و لجنوب �ش ��رق �آ�سيا‬ ‫عن ��د ‪ ،%5.2‬ويرجع الف�ضل جزئيا لجهود تايالندا‬ ‫للتعافي من في�ضانات العام الما�ضي وزيادة الإنفاق‬ ‫الحكومي ف ��ي ماليزي ��ا والفيليبي ��ن‪ .‬وح�ض البنك‬ ‫االقت�ص ��ادات الآ�سيوية على تنوي ��ع محركات النمو‬ ‫وا�ستغ�ل�ال الطفرة ف ��ي قطاع الخدم ��ات‪ ،‬كما هي‬ ‫الحال في الهن ��د والفيليبين‪ ،‬للمحافظة على النمو‬ ‫خالل فترات ال�ضعف الطويلة للطلب الخارجي‪.‬‬ ‫وق ��ال �إن �سيا�سات مثل ا�ص�ل�اح التعليم وتح�سين‬ ‫البنية التحتي ��ة وتي�سير اللوائح بهدف دعم قطاع‬ ‫الخدم ��ات ‪ -‬ت�ساه ��م حاليا بنحو ن�ص ��ف الناتج‬ ‫المحل ��ي االجمال ��ي و�ساع ��دت ف ��ي توظيف ‪%34‬‬ ‫م ��ن العمالة في الدول النامية في �آ�سيا في ‪2009‬‬ ‫ و�ست�ساع ��د عل ��ى رف ��ع االنتاجي ��ة ودع ��م النمو‬‫ال�شامل‪.‬‬


‫�إغتيال اللواء و�سام الح�سن في حي اال�شرفية في بيروت‪ ،‬كان ر�سالة مر�سلة في اتجاهات مختلفة‪ ،‬ولكن‬ ‫قبل كل �شيء كان �ضربة قا�صمة لرئي�س الوزراء اللبناني ال�سابق �سعد الحريري وقوى ‪� 14‬آذار التي تعار�ض‬ ‫�سوريا‪ .‬كرئي�س لفرع المعلومات في مديرية قوى الأمن الداخلي اللبنانية ‪ ،‬كان اللواء الح�سن حامل كل‬ ‫الأ�سرار‪ .‬بين ال�شخ�صيات الموالية لحركة ‪� 14‬آذار ربما كان الرجل الأكثر �إطالعا"‪ ،‬جنبا" �إلى جنب مع‬ ‫رئي�سه اللواء �أ�شرف ريفي‪ ،‬على �أكثر الزوايا قتامة في الحياة ال�سيا�سية اللبنانية‪.‬‬ ‫بيروت ‪ -‬رئيف عمرو‬ ‫�إن �إغتي ��ال رئي� ��س ال ��وزراء اللبنان ��ي‬ ‫ال�سابق رفي ��ق الحريري في ‪� 14‬شباط‬ ‫(فبراي ��ر) ‪� 2005‬س ��وف ُيذك ��ر كح ��دث �أ�سا� ��س‬ ‫غ ّير مج ��رى التاريخ في لبن ��ان‪ .‬فقد طرد القوات‬ ‫ال�سورية م ��ن وطن الأرز بعد �إحت�ل�ال البالد على‬ ‫م ��دى ثالثة عقود وحرر بيروت من �أغالل دم�شق‪.‬‬ ‫بينم ��ا �إغتيال مدير ف ��رع المعلومات ف ��ي مديرية‬ ‫ق ��وى الأمن الداخلي اللبنانية اللواء و�سام الح�سن‬ ‫في ‪ 19‬ت�شري ��ن الأول (�أكتوبر) الما�ضي لي�س من‬ ‫المرج ��ح �أن يو ّلد "ت�سونامي" �سيا�سيا" كما حدث‬ ‫قبل �سبع �سنوات‪ .‬بالت�أكيد ان عملية الإغتيال هذه‬ ‫له ��ا القدرة على �أن ت�سبب بع�ض ال�صدمات القوية‬ ‫للنظام اللبناني اله�ش فعليا"‪ .‬على وجه التحديد‪،‬‬ ‫يمكن �أن ي�ؤدي �إغتي ��ال الح�سن �إلى �إنهيار حكومة‬ ‫رئي� ��س الوزراء نجيب ميقاتي‪� ،‬أو �إنفجار التوترات‬ ‫بين ال�سن ��ة وال�شيعة‪ ،‬وتعبئة عنيف ��ة لل�سلفيين في‬ ‫لبن ��ان‪ ،‬واذا تدحرجت الأمور كك ��رة الثلج‪ ،‬عودة‬ ‫الحرب الأهلية الى البالد‪ .‬ال يمكن لأحد التحدث‬ ‫بثقة ح ��ول الإتجاه الذي �س ��وف ي�سلكه الو�ضع في‬ ‫لبن ��ان بعد هذا الحادث الأمن ��ي المر ّوع‪ ،‬ولكن كل‬ ‫الرهانات تجمع على �أن الأمور في البالد �ستزداد‬ ‫�سوءا" قبل �أن ت�صبح �أف�ضل‪.‬‬ ‫م ��ن ال�صع ��ب �أن يغي ��ب عن الب ��ال �سخري ��ة قدر‬ ‫الل ��واء الح�سن‪ .‬قبل �سبع �سن ��وات‪ ،‬نجا من الموت‬ ‫ب�أعجوبة‪ .‬ك�أقرب الم�ست�شارين الأمنيين للحريري‬ ‫(الأب) ومدي ��ر ف ��رع المعلوم ��ات ف ��ي مديري ��ة‬ ‫ق ��وى الأمن الداخل ��ي منذ الع ��ام ‪ ،1995‬كان من‬ ‫المفتر� ��ض ان يكون مع رئي�س ال ��وزراء ال�سابق في‬ ‫موكب ��ه ف ��ي �أثناء م ��روره بالقرب من فن ��دق �سان‬ ‫فجر ف ��ي نهاية المطاف‪.‬‬ ‫جورج في بي ��روت حيث ّ‬ ‫لكن ��ه لم يك ��ن يراف ��ق رئي� ��س الحكوم ��ة ال�سابق‪،‬‬

‫اللواء و�سام الح�سن‪ :‬كان يعلم بكل الأ�سرار‬

‫مو�ضح ��ا" في وقت الحق �إل ��ى ال�صحافة اللبنانية‬ ‫�أن ��ه كان علي ��ه �إج ��راء �إمتح ��ان ف ��ي ذل ��ك اليوم‬ ‫الم�ش� ��ؤوم (ذريعة يعتقد الكثيرون ف ��ي لبنان �أنها‬ ‫غريب ��ة)‪ .‬ولكن ه ��ذه المرة‪ ،‬لم يك ��ن محظوظا"‬ ‫جدا"‪ .‬تماما" مث ��ل رئي�سه ال�سابق‪ ،‬لقي حتفه في‬ ‫�إنفج ��ار �سيارة مفخخة �ضخم ��ة في حي الأ�شرفية‬ ‫في بيروت مزق ج�سده وحوله �إلى �أ�شالء‪.‬‬ ‫كان الح�س ��ن �أكث ��ر م ��ن رئي�س ف ��رع معلومات في‬ ‫مديرية ق ��وى الأمن الداخلي اللبنان ��ي‪ .‬كان �س ّيد‬ ‫التج�س� ��س ف ��ي لبن ��ان‪ ،‬والرج ��ل الذي يع ��رف كل‬ ‫�أ�س ��رار البالد‪ُ .‬ك ّلف بمهمة م�ستحيلة ‪ -‬حماية بلد‬ ‫مق�س ��م ال ��والءات َّ‬ ‫توغل فيه بعمق �أع ��داء محليون‬ ‫َّ‬ ‫و�أجانب ‪ -‬وقام بها بطريقة رائعة فاقت التوقعات‬ ‫في فت ��رة ق�صيرة ن�سبيا" من الزم ��ن‪ .‬ان �إغتياله‬ ‫هو خ�سارة كبيرة للبن ��ان وغيابه �سيخلق بالت�أكيد‬ ‫"حفرة" كبيرة في معلومات المخابرات اللبنانية‬ ‫الخطيرة بالفع ��ل والأجهزة الأمني ��ة‪" .‬البلد الآن‬ ‫معر� ��ض تمام ��ا" لجمي ��ع �أن ��واع التهدي ��دات‪ ،‬لقد‬

‫كان �س ّي ��د المعلومات"‪ ،‬قال �أح ��د م�ساعديه لأحد‬ ‫ال�صحافيين ب�ص ��وت باك عبر الهاتف بعد يومين‬ ‫من الهجوم‪.‬‬ ‫ل ��م يفع ��ل �أي مهني موظ ��ف في الخدم ��ة المدنية‬ ‫ف ��ي تاريخ لبنان �أكثر من الح�س ��ن لتعزيز رفاهية‬ ‫البالد‪ .‬ورث فرع المعلومات المتداعي في مديرية‬ ‫ق ��وى الأمن الداخل ��ي من الحقب ��ة ال�سورية و�أعاد‬ ‫تكوين ��ه بمف ��رده‪ ،‬معي ��دا" �إل ��ى ه ��ذه الم�ؤ�س�س ��ة‬ ‫الأمني ��ة العاجزة الحياة وال�شع ��ور بالهدف‪ .‬تحت‬ ‫قي ��ادة الح�س ��ن‪� ،‬أ�صب ��ح ف ��رع المعلوم ��ات مو�ضع‬ ‫ح�سد من نظيريه‪ .‬ذك ��ر رئي�سه‪ ،‬مدير قوى الأمن‬ ‫الداخلي اللواء �أ�ش ��رف ريفي‪ ،‬منذ مدة قريبة في‬ ‫�إحدى مقابالته ال�صحافية �أن الح�سن ث ّور (�أ�شعل‬ ‫ثورة) حرفة جمع البيان ��ات والمعلومات وتحليلها‬ ‫بموارد محدودة جدا" وعقبات �سيا�سية كثيرة‪ .‬بل‬ ‫ان �أ�شر�س منتقدي الح�سن في ال�صحافة اللبنانية‬ ‫وال�ساح ��ة ال�سيا�سية �إعترفوا ب�أن ��ه حقق �إنجازات‬ ‫فريدة وكان تفانيه في عمله ال مثيل له‪.‬‬ ‫وكان الح�سن‪ ،‬ح�سب عارفيه‪� ،‬شاذا" وغريبا" عن‬ ‫النظام الطائفي اللبناني‪ ،‬راف�ضا" �أن يلعب ح�سب‬ ‫قواع ��ده وتجاهل ف ��ي كثير م ��ن الأحي ��ان عواقب‬ ‫عمل ��ه ال�سيا�سية والأمنية (وهو الموقف الذي �أدى‬ ‫ف ��ي النهاي ��ة �إلى �إغتيال ��ه)‪ .‬وكما قال ��ت �صحيفة‬ ‫"ديلي �ستار" اللبنانية بحق‪� ،‬أنه "لم يتوقف عند‬ ‫الخط ��وط الحمراء التقليدية"‪ .‬بع ��د فترة وجيزة‬ ‫من مقتل الحريري في الع ��ام ‪ ،2005‬قاد الح�سن‬ ‫التحقيق في اغتياله‪ ،‬وح�صل على معلومات تقنية‬ ‫مهم ��ة دفعته الى ال�شك بق ��وة في تورط حزب اهلل‬ ‫في العملية‪ .‬وكانت النتائج التي تو�صل �إليها مفيدة‬ ‫للغاية للمحكمة الدولية الخا�صة بلبنان (‪،)STL‬‬ ‫الت ��ي �أن�شئت ف ��ي �آذار (مار� ��س) ‪ 2009‬للتحقيق‬ ‫ومحاكم ��ة الم�س�ؤولين عن اغتيال الحريري‪" .‬من‬ ‫دون بيان ��ات ومعلومات الح�سن‪ ،‬ل ��م نكن ن�ستطيع‬

‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪21‬‬


‫مو�ضوع الغالف‬

‫لبنان‬

‫تفجير و�سام الح�سن ر�سالة متعددة الإتجاهات لأعداء الأ�سد‬

‫الصراع اإليراني ‪ -‬السعودي‬ ‫إغتال ِّ‬ ‫"سيد" المخابرات اللبنانية؟‬

‫�إغتيال اللواء الح�سن هل يفجر لبنان؟‬

‫‪20‬‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬


‫تمام �سالم‪ :‬هل يكون رئي�س الحكومة المقبلة؟‬

‫العميد فايز كرم‪ :‬وقع في قب�ضة الح�سن‬

‫�أودت بحياة اللبنانيي ��ن المعار�ضين لنظام البعث‬ ‫ال�س ��وري التي هزت لبن ��ان منذ الع ��ام ‪� .2005‬إن‬ ‫ه ��ذا الإتهام الأخير وغيره قبله قد يثبت �أنها غير‬ ‫ذي �صل ��ة في هذه المرحل ��ة (�أقرب دليل دامغ هو‬ ‫ف ��ي حوزة الح�س ��ن وحده‪ ،‬والذي ق ��د يف�سر لماذا‬ ‫يريده �أعدا�ؤه قتيال")‪ .‬الأ�سئلة الأكثر �أهمية هي‪:‬‬ ‫ما العواقب ال�سيا�سية المترتبة على هذه الجريمة‬ ‫النك ��راء؟ وه ��ل �سيفق ��د لبن ��ان توازن ��ه الح�سا�س‬ ‫تماما"؟‬ ‫يجم ��ع �أهل الخبرة �أن الكثير �سيعتمد على رد فعل‬ ‫القي ��ادة في �إئت�ل�اف ‪� 14‬آذار والأهم من ذلك رد‬ ‫فع ��ل الحلف ��اء الإقليميي ��ن‪ ،‬بما في ذل ��ك المملكة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودي ��ة‪ .‬كانت هن ��اك �إدان ��ات قوية‪،‬‬ ‫و�إحتجاجات في جميع �أنح ��اء البالد‪ ،‬و�إ�شتباكات‬ ‫ف ��ي طرابل�س‪ ،‬وغ�ض ��ب في �شوارع بي ��روت‪ ،‬وحتى‬ ‫محاوالت لإقتحام الق�ص ��ر الحكومي‪ ،‬لكن الأمور‬ ‫كان يمك ��ن �أن تكون �أ�سو�أ من ذل ��ك بكثير‪ ،‬وخلف‬ ‫ه ��ذا الكبح الن�سبي والتحفظ م ��ن جانب الطائفة‬ ‫ال�سني ��ة في لبن ��ان‪ ،‬يمكن القول‪ ،‬تكم ��ن ح�سابات‬ ‫الريا� ��ض العقالنية الخا�صة بلبن ��ان‪ .‬وب�إخت�صار‪،‬‬ ‫المملك ��ة العربية ال�سعودية لي�س ��ت لديها م�صلحة‬ ‫ف ��ي بدء ح ��رب مفتوحة مع �إي ��ران وحزب اهلل في‬ ‫لبنان‪ ،‬والتي �سوف ت� ��ؤدي على الأرجح الى �صراع‬ ‫بين ال�سنة وال�شيعة عل ��ى نطاق وا�سع‪ ،‬وهي نتيجة‬ ‫من �ش�أنه ��ا �أن تعود بالنفع عل ��ى النظام ال�سوري‪.‬‬ ‫لقد ا�صيبت المملكة بجرح عميق من جراء فقدان‬ ‫حليف حا�سم كالح�سن‪ ،‬ولكن من المرجح �أن تع�ض‬ ‫على جرحه ��ا (كما فعلت مع �إغتي ��ال الحريري)‪،‬‬

‫والتركي ��ز عل ��ى العمل م ��ع حلفائها ف ��ي المنطقة‬ ‫لمواجهة النظام ال�سوري من خالل الإ�ستمرار في‬ ‫رعاية عنا�صر في المعار�ضة ال�سورية‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغم م ��ن �أن للريا� ��ض رغب ��ات وم�صالح‪،‬‬ ‫هن ��اك عامل مجه ��ول في لبن ��ان يمك ��ن �أن يقلب‬ ‫الأم ��ور ر�أ�سا" عل ��ى عقب ويغ ّير خط ��ط ال�سيا�سة‬ ‫الخارجي ��ة ال�سعودي ��ة‪ ،‬وه ��و يكم ��ن ف ��ي ال�شع ��ور‬ ‫ال�سن ��ي ال�شعب ��ي ف ��ي الب�ل�اد ال ��ذي يق ��وده اليوم‬ ‫مجتم ��ع �سلف ��ي غا�ض ��ب‪ .‬لق ��د خ ّلف غي ��اب �سعد‬ ‫الحري ��ري ع ��ن لبنان‪ ،‬لأ�سب ��اب تتعل ��ق بال�سالمة‬ ‫ال�شخ�صي ��ة‪ ،‬فراغا" في القيادة ال�سيا�سية ال�سنية‬

‫اللواء �أ�شرف ريفي‪ :‬و�سام الح�سن‬ ‫ث ّور حرفة جمع البيانات والمعلومات‬ ‫وتحليلها بموارد محدودة جدا"‬ ‫وعقبات �سيا�سية كثيرة‬ ‫لم يكن الح�سن يخفي معار�ضته‬ ‫ال�شديدة للنظام ال�سوري ووالءه لعائلة‬ ‫الحريري لكنه لم يترك ال�سيا�سة‬ ‫الطائفية تملي عليه عمله �أو تقف في‬ ‫طريق �أهدافه‬

‫على مدى �سن ��وات حاول فيه ��ا ال�سلفيون ملأه مع‬ ‫نجاح ��ات هن ��ا وف�شل هناك‪ .‬وبينما م ��ا زالوا غير‬ ‫منظمين‪ ،‬و�ضم ��ن مجموعات �صغي ��رة تفتقر �إلى‬ ‫الأ�سلح ��ة الثقيلة‪ ،‬ق ��د يقدم ال�سلفي ��ون‪ ،‬وبخا�صة‬ ‫المجموع ��ات المت�ش ��ددة الأكثر راديكالي ��ة والتي‬ ‫له ��ا �صالت بتنظيم القاعدة‪ ،‬عل ��ى �إثارة ال�صراع‬ ‫و�إ�شع ��ال مواجه ��ات مع ح ��زب اهلل‪ .‬للتعوي�ض عن‬ ‫نقاط ال�ضع ��ف الع�سكرية‪ ،‬ف�إنها يمك ��ن �أن ت�شكل‬ ‫تحالفات م ��ع المتمردين ال�سوريي ��ن العاملين في‬ ‫لبن ��ان‪ .‬واله ��دف م ��ن ذلك ل ��ن يكون ن ��زع �سالح‬ ‫ح ��زب اهلل ولكن لإ�ستفزاز الجماع ��ة ال�شيعية بما‬ ‫فيه الكفاي ��ة للرد ع�سكريا"‪ ،‬الأمر الذي �سيت�سبب‬ ‫ب�إ�شتباك م�سلح قد يدفع الالعبين الإقليميين بما‬ ‫ف ��ي ذل ��ك ال�سعودية ال ��ى التدخل‪ .‬وه ��ذا �سيكون‬ ‫�إنج ��ازا" طموح ��ا"‪ ،‬لكن ��ه يثير غ�ض ��ب ال�سلفيين‬ ‫الذين يرون هذا ال�صراع وجوديا" بالن�سبة �إليهم‪،‬‬ ‫وهم مع ذلك ي�سعون اليه‪.‬‬ ‫لوق ��ف ه ��ذا الت�أثي ��ر ال�سلب ��ي المتعاظ ��م و�أي ��ة‬ ‫مح ��اوالت م ��ن قب ��ل ال�ش ��ارع ال�سن ��ي اللبنان ��ي‬ ‫لإجبارها على التدخل‪ ،‬يتوقع المراقبون ان تحث‬ ‫الريا� ��ض رئي�س ال ��وزراء اللبنان ��ي نجيب ميقاتي‬ ‫عل ��ى الإ�ستقالة (كان ميقاتي �أع ��رب بالفعل عن‬ ‫نيت ��ه ف ��ي القيام بذل ��ك ولكن رئي� ��س الجمهورية‬ ‫مي�ش ��ال �سليم ��ان طل ��ب من ��ه ت�أجيل ق ��راره لمنع‬ ‫�إنهي ��ار �سيا�سي �إجمالي والتعامل مع االحتياجات‬ ‫الأمنية المبا�شرة على �أر�ض الواقع)‪ .‬ومن جهتها‬ ‫الق ��وى الإقليمي ��ة والدولية التي له ��ا م�صلحة في‬ ‫منع مزيد من الفو�ضى في المنطقة و�إبقاء لبنان‬ ‫موح ��دا"‪ ،‬بم ��ا في ذلك قط ��ر وتركي ��ا والواليات‬ ‫المتح ��دة وحت ��ى �إي ��ران‪ ،‬على الأرج ��ح ان ت�سعى‬ ‫الى ترتي ��ب مفاو�ضات ت�ؤدي ال ��ى ت�شكيل حكومة‬ ‫محاي ��دة ن�سبي ��ا" ف ��ي بي ��روت حت ��ى االنتخابات‬ ‫البرلماني ��ة ف ��ي الع ��ام ‪ .2013‬وق ��د ال تعتر� ��ض‬ ‫�إيران على ه ��ذا االقتراح لأن ��ه بب�ساطة ال ي�سبب‬ ‫�ض ��ررا" كبيرا" لح ��زب اهلل‪ .‬في الواق ��ع‪ ،‬طالما‬ ‫�أن الحكوم ��ة المقبل ��ة لي�س ��ت تمام ��ا" مناه�ض ��ة‬ ‫ل�سوري ��ا‪ ،‬ف� ��إن ح ��زب اهلل يمك ��ن �أن يعي� ��ش م ��ع‬ ‫حكومة تكنوقراط خالل الأ�شهر القليلة المقبلة‪.‬‬ ‫وع�ل�اوة على ذلك‪ ،‬ف�إن ل ��دى حزب اهلل م�صلحة‬ ‫ف ��ي �إحت ��واء غ�ضب ال�سن ��ة في ال�ش ��وارع وتجنب‬ ‫ال�ص ��راع م ��ع مجتم ��ع ي ��زداد نف ��وذا" وق ��وة في‬ ‫المنطقة منذ بداية الإنتفا�ضات العربية‪ .‬وهناك‬ ‫طريقة واح ��دة للقيام بذلك تكم ��ن في الموافقة‬ ‫على �إعادة �س ّنة ‪� 14‬آذار �إلى الحكومة‪ .‬وفي حين‬

‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪23‬‬


‫مو�ضوع الغالف ¶ لبنان‬ ‫فعل �أي �شيء‪ "،‬ق ��ال �أحد المحققين الدوليين في‬ ‫المحكم ��ة لأحد ال�صحافيي ��ن اللبنانيين في �شتاء‬ ‫‪.2011‬‬ ‫�شه ��د العام ��ان الما�ضي ��ان �إرتف ��اع �إ�س ��م و�س ��ام‬ ‫الح�سن ب�سرعة ال�ص ��اروخ على ال�ساحة اللبنانية‪.‬‬ ‫في العام ‪� ،2010‬أمر ب�إعتق ��ال العميد ال�سابق في‬ ‫الجي� ��ش اللبناني والع�ضو البارز في التيار الوطني‬ ‫الحر فايز كرم بتهمة التج�س�س ل�صالح �إ�سرائيل‪،‬‬ ‫وو�ضعه وراء الق�ضب ��ان لمدة عامين قبل ان ي�ؤمن‬ ‫ل ��ه حلفا�ؤه �إطالق �سراح ��ه‪ .‬وبعد ذلك بعامين في‬ ‫�صب ��اح ي ��وم ‪� 9‬آب (�أغ�سط�س)‪ ،‬وف ��ي �أجر�أ عملية‬ ‫�سري ��ة مد ّب ��رة ببراع ��ة م ��ن الح�سن خ�ل�ال فترة‬ ‫تر�ؤ�س ��ه لف ��رع المعلومات التي ل ��م تعمر طويال"‪،‬‬ ‫�إعتق ��ل وزي ��ر االع�ل�ام اللبنان ��ي ال�ساب ��ق مي�شال‬ ‫�سماحة‪ ،‬ال ��ذي تربط ��ه عالقات وثيق ��ة بالرئي�س‬ ‫ال�سوري ب�شار الأ�س ��د‪ ،‬بتهمة الت�آمر ل�شن هجمات‬ ‫�إرهابي ��ة في جمي ��ع �أنحاء البالد بن ��اء على �أوامر‬ ‫مبا�ش ��رة م ��ن الرئي�س الأ�س ��د‪ .‬ف ��ي الما�ضي غير‬ ‫البعي ��د‪ ،‬كانت ه ��ذه الإعتق ��االت لأف ��راد م�ؤيدين‬ ‫ل�سوري ��ا في لبن ��ان ال يمكن ت�صوره ��ا‪ ،‬و�أ�شخا�ص‬ ‫مثل �سماحة بب�ساط ��ة كان من المحظر لم�سهم �أو‬ ‫التعاطي معهم ب�سبب �صالتهم بدم�شق‪.‬‬ ‫ل ��م يكن الح�سن يخفي معار�ضته ال�شديدة للنظام‬ ‫ال�س ��وري ووالءه لعائلة الحريري‪ ،‬ولكن على عك�س‬ ‫غي ��ره من مدي ��ري �أجه ��زة المخاب ��رات اللبنانية‬ ‫وقادة الأجهزة االمنية الذي ��ن يتم تعيينهم للعمل‬ ‫ح�ص ��را" لم�صالح قادة طائفته ��م‪ ،‬ف�إنه لم يترك‬ ‫ال�سيا�س ��ة الطائفي ��ة تملي عليه عمل ��ه �أو تقف في‬ ‫طريق �أهدافه‪ .‬و�سجله يثبت على ذلك‪ .‬من ‪2006‬‬ ‫ال ��ى ‪� ،2010‬إ�ستط ��اع تفكي ��ك ‪� 36‬شبك ��ة تج�س�س‬ ‫�إ�سرائيلي ��ة‪� ،‬أحب ��ط ‪ 24‬م�ؤام ��رة تفجي ��ر‪ ،‬وف ��كك‬ ‫العدي ��د م ��ن الخالي ��ا الجهادي ��ة ال�سلفي ��ة‪ .‬وهذه‬ ‫لي�ست �سيرة ذاتي ��ة ل�شخ�ص م�ؤمن بقوة في فريق‬ ‫�سيا�س ��ي واحد �ض ��د الآخر‪ .‬ف ��ي الواق ��ع‪� ،‬إذا �أتى‬ ‫التهديد من �إ�سرائيل و�سوريا وتنظيم القاعدة‪� ،‬أو‬ ‫�أي م�صدر �آخر‪ ،‬لم يكن عنده تمييز‪.‬‬ ‫ولم يتردد الح�سن �أي�ضا" في �إتخاذ مواقف مكلفة‬ ‫�سيا�سي ��ا" وال تحظ ��ى ب�شعبي ��ة‪ .‬في �أي ��ار (مايو)‬ ‫‪ ،2008‬ن�صح رئي�س ال ��وزراء اللبناني �آنذاك ف�ؤاد‬ ‫ال�سني ��ورة بعدم �إ�صدار �أمر ب�إغ�ل�اق �شبكة حزب‬ ‫اهلل للإت�ص ��االت تح ��ت االر�ض وع ��زل رئي�س �أمن‬ ‫المطارالعمي ��د وفي ��ق �شقير‪ ،‬وه ��و حليف للحزب‬ ‫ال�شيعي‪ ،‬لأنه كان يعرف جيدا" تداعيات مثل هذا‬ ‫الق ��رار‪ .‬وكان على حق كما ات�ضح في ما بعد‪ .‬كان‬ ‫‪22‬‬

‫الرئي�س �سعد الحريري‪ :‬غيابه الم�ستمر ولّد فراغا" لل�سلفيين‬

‫اللواء �أ�شرف ريفي‪ :‬خ�سارة كبيرة له‬

‫رد فعل ح ��زب اهلل عنيف ��ا" لتوجيه ��ات ال�سنيورة‬ ‫وق ��ام بال�سيطرة عل ��ى الجزء الغرب ��ي من بيروت‬ ‫(خط ��وة ينظ ��ر �إليها خ�صوم ��ه على �أنه ��ا بمثابة‬ ‫�إنق�ل�اب) الأمر الذي �أدى ال ��ى محادثات الدوحة‬ ‫وت�شكي ��ل حكوم ��ة جدي ��دة �ضم ��ن فيه ��ا الح ��زب‬ ‫وحلفا�ؤه حق الفيتو‪ .‬خالل �سيطرة حزب اهلل على‬ ‫المنطقة الغربي ��ة‪ ،‬كان الح�سن من ه ّد�أ التوترات‬ ‫ون�سق ب�ش ��كل وثيق مع‬ ‫الت ��ي �سادت عل ��ى الأر� ��ض ّ‬ ‫الأمي ��ن العام لحزب اهلل ال�سي ��د ح�سن ن�صر اهلل‬ ‫لوق ��ف �سفك الدم ��اء و�إطف ��اء ني ��ران الفتنة بين‬ ‫ال�سنة وال�شيعة‪.‬‬

‫ولك ��ن بالن�سب ��ة الى خ�صوم ��ه‪ ،‬فال يه ��م تقريبا"‬ ‫�إن كان الل ��واء الح�س ��ن بارع ��ا" مهني ��ا" ووطنيا"‬ ‫حقيقي ��ا"‪ ،‬كما يبدو �أن لي�س هن ��اك فرق لما فعله‬ ‫�أو ل ��م يفعل ��ه‪ .‬ب�سبب طبيع ��ة ال�سيا�س ��ة الطائفية‬ ‫والإنق�سامي ��ة التي ال ترحم في لبن ��ان‪ ،‬كان ينظر‬ ‫دائما" �إليه ويعامل م ��ن قبل خ�صومه ال�سيا�سيين‬ ‫ ف ��ي المقام الأول ح ��زب اهلل ‪ -‬كم�س� ��ؤول �أمني‬‫كبير ف ��ي تحالف ‪� 14‬آذار‪ .‬ف ��ي الواقع‪ ،‬كان ينظر‬ ‫�إلي ��ه ب�أنه حار�سه‪ ،‬وهذا جعل منه هدفا" رئي�سا"‪.‬‬ ‫كان الح�سن مقربا" من عائلة الحريري والمملكة‬ ‫العربية ال�سعودية ومن الوا�ضح �أنه لم ي�ساعد على‬ ‫مح ��و هذا الت�ص ��ور‪ .‬طوال حياته المهني ��ة‪ّ � ،‬أ�س�س‬ ‫عالق ��ات تعاون م ��ع �أجه ��زة المخاب ��رات العربية‬ ‫والغربية‪ ،‬لكنه طور عالقة جيدة خا�صة ووثيقة مع‬ ‫الأمير بندر بن �سلطان‪ ،‬رئي�س مخابرات الريا�ض‬ ‫ومهند�س �إ�ستراتيجيتها للأمن القومي وال�سيا�سة‬ ‫الخارجية تج ��اه �إيران و�سوري ��ا‪ .‬ويفيد المطلعون‬ ‫ان الأمي ��ر بن ��در لم يعتم ��د عل ��ى �أي �شخ�ص �آخر‬ ‫�أو م�ؤ�س�س ��ة ف ��ي لبن ��ان كم ��ا �إعتمد عل ��ى الح�سن‬ ‫للح�صول على معلومات ح�سا�سة وتقارير تحليلية‪.‬‬ ‫"الريا� ��ض فقدت عينيها ف ��ي بيروت‪ "،‬قال �أحد‬ ‫الديبلوما�سيين القطريين بعد �ساعات على ت�أكيد‬ ‫�أنباء �إغتيال الح�سن‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أنه من غير المجدي تقريبا" �أن ن�س�أل من‬ ‫قت ��ل و�سام الح�سن‪ .‬اللبنانيون بغالبيتهم مقتنعون‬ ‫ب�أن النظ ��ام ال�سوري �إغتاله لأن ��ه ي�ؤيد المعار�ضة‬ ‫ال�سوري ��ة‪ ،‬وط ��ارد المقربين من نظ ��ام الأ�سد في‬ ‫لبنان‪ ،‬وعرف الكثير ع ��ن �سل�سلة الإغتياالت التي‬

‫ال يمكن لأحد التحدث بثقة حول‬ ‫الإتجاه الذي �سوف ي�سلكه الو�ضع في‬ ‫لبنان بعد هذا الحادث الأمني المر ّوع‬ ‫ولكن كل الرهانات تجمع على �أن‬ ‫الأمور في البالد �ستزداد �سوءا" قبل �أن‬ ‫ت�صبح �أف�ضل‬ ‫ديبلوما�سي قطري بعد �ساعات على‬ ‫�إغتيال اللواء الح�سن‪ :‬لقد فقدت‬ ‫الريا�ض عينيها في لبنان‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬


‫ر�أي حر‬

‫مستقبل سوريا يتحول الى أنقاض‬ ‫بقلم �سمير الحلو‬

‫ف��ي هذا ال�ص��راع الدامي الذي يجري في ب�لاد ال�شام‪ ،‬يبدو الأم��ر تافها" لإعالن‬ ‫الح��داد على المباني المدم��رة التي معها تموت التقاليد ويذه��ب بع�ض التاريخ‪.‬‬ ‫قليل ��ة ه ��ي ال�صراع ��ات التي ت�ض ��ر ببل ��د مثل حرب‬ ‫�أهلي ��ة طويل ��ة‪ .‬بحل ��ول الع ��ام ‪ ،1939‬عندم ��ا �إنته ��ت‬ ‫ق ��وات الديكتاتور الجن ��رال فران�سي�سكو فرانكو من �سحق �آخر‬ ‫معاق ��ل المقاوم ��ة للجمهوريين ف ��ي �إ�سبانيا‪ ،‬كان ��ت الح�صيلة‬ ‫�أكث ��ر م ��ن ن�ص ��ف ملي ��ون قتي ��ل وتدمي ��ر بع� ��ض مراك ��ز المدن‬ ‫الأكثر جماال" في �أوروبا‪.‬‬ ‫نمط مماثل من ال�صراعات ح�صل في لبنان في �سبعينات القرن‬ ‫ودمر بالكامل‬ ‫الما�ضي‪ ،‬والذي ح�صد �أكثر من ‪� 150,000‬إ�صابة ّ‬ ‫تقريب ��ا" الفيالت الأنيقة المتبقية م ��ن بيروت العثمانية‪ .‬في‬ ‫�أفغان�ست ��ان لم يكن الغزو ال�سوفياتي �أو الإحتالل اللذان قتال‬ ‫معظ ��م النا� ��س �أو دم ��را كاب ��ول‪ ،‬ولك ��ن القت ��ال ال�ضرو�س الذي‬ ‫�أعقبهم ��ا ف ��ي �أوائ ��ل ت�سعينات الق ��رن الفائت فعل ذل ��ك‪ .‬فيما‬ ‫كان ��ت �صواري ��خ الزعي ��م الطاجك ��ي �أحم ��د �ش ��اه م�سع ��ود ت ��دك‬ ‫�أحي ��اء الب�شتون في كابول‪� ،‬أفرغ ��ت قوات قلب الدين حكمتيار‬ ‫ال�ضواحي الطاجيكية ونهبت الق�صور والمتاحف‪.‬‬ ‫الي ��وم‪ ،‬فيما تواج ��ه �سوريا �إحتمال حرب �أهلي ��ة طويلة يائ�سة‪،‬‬ ‫حا�ص ��دة حتى الآن �أكث ��ر من ‪� 20‬ألف قتيل و �أكثر من ‪� 250‬ألف‬ ‫الجىء‪ ،‬قد يبدو الأمر تافها" �إعالن الحداد على ال�سرعة التي‬ ‫يختف ��ي فيها التراث الأثري والمعماري في بالد ال�شام‪ .‬ولكن‬ ‫ف ��ي حي ��ن �أن الألم الإن�ساني ال يقا�س‪ ،‬ف� ��إن تدمير تراث �شعب‬ ‫ه ��و غير قاب ��ل للإ�سترجاع‪ :‬عندما يتم تدمي ��ر ن�صب تذكاري‬ ‫فال يمكن �أبدا" �إ�ستبداله‪ .‬مع �أ�سلحة حديثة ال ي�ستغرق الأمر‬ ‫�سوى ب�ضعة �أ�شهر لتحويل تاريخ �شعب ب�أكمله �إلى �أنقا�ض‪.‬‬ ‫جماع ��ات مث ��ل ال�صن ��دوق العالم ��ي للآث ��ار (‪World‬‬ ‫‪ )Monuments Fund‬يراق ��ب الخ�سائ ��ر‪ .‬كان هن ��اك م�سل�سل‬ ‫م ��ن النه ��ب لمتاحف ومواق ��ع �أثرية‪ ،‬وخ�صو�ص ��ا" من متاحف‬ ‫�إدل ��ب وال�صالحي ��ة وتدمر‪ .‬كم ��ا حدثت �أ�ض ��رار فظيعة لبع�ض‬ ‫المعال ��م الأثري ��ة الأكث ��ر �إث ��ارة ف ��ي �سوري ��ا‪ ،‬مث ��ل الأ�س ��واق‪،‬‬ ‫والقلع ��ة والجام ��ع الأم ��وي ف ��ي حل ��ب‪ ،‬والم ��دن القديم ��ة ف ��ي‬ ‫تدم ��ر و�أفامي ��ا‪ ،‬والعدي ��د م ��ن الق�ل�اع ال�صليبي ��ة ف ��ي الب�ل�اد‪،‬‬ ‫بم ��ا في ذلك الأه ��م بينها قلعة الح�صن‪ .‬وق ��د �ش ّيدت في وقت‬ ‫مبك ��ر �أ�سوارعالي ��ة لحماية البلدة القديمة ف ��ي حم�ص ومعها‬ ‫متحفين رئي�سيين والعديد من الكنائ�س الم�سيحية وعدد من‬

‫الم�ساجد العثمانية‪.‬‬ ‫كما هي الحال في �أفغان�ستان‪ ،‬هناك �أدلة �أكيدة على ان النهب‬ ‫منظم على درجة عالية‪ .‬تاجر �آثار لبناني �صرح �أخيرا" لمجلة‬ ‫"تاي ��م" الأميركية انه ي�صنع ثروة من المقاتلين ال�سوريين‬ ‫م ��ن �أجل الحرية الذين يبيعونه قطعا" �أثرية �سورية ال تقدر‬ ‫بثم ��ن ب�أ�سعار متدنية جدا" و�شراء �أ�سلحة ب�أ�سعار مبالغ فيها‪.‬‬ ‫لكن الخ�سارة التي ال يمكن تعوي�ضها‪� ،‬أكثر من القطع الأثرية‬ ‫(الت ��ي يمك ��ن �إع ��ادة �شرائه ��ا) �أو الآثار (التي يمك ��ن في بع�ض‬ ‫الأحي ��ان �إ�ستعادتها)‪ ،‬تكمن في تم ��زق ن�سيج الخليط الطائفي‬ ‫في �سوريا‪ .‬حتى قبل عامين‪ ،‬كانت �سوريا �آخر دولة في منطقة‬ ‫ال�ش ��رق الأو�س ��ط تحتف ��ظ ب�إرثه ��ا العثماني الغن ��ي المختلط‪.‬‬ ‫الآن‪ ،‬كم ��ا حدث من قبل في اليون ��ان وتركيا وم�صر والبلقان‪،‬‬ ‫ت� ��ؤدي الحرب الأهلية �إلى توحيد الغالبية في المجتمع ونفي‬ ‫الأقليات‪.‬‬ ‫�إح ��دى ال�سم ��ات الممي ��زة ل�سوري ��ا قب ��ل الح ��رب الأهلي ��ة‬ ‫كان ��ت الطريق ��ة الت ��ي �إ�ستقبل ��ت و�إحت�ضن ��ت فيه ��ا الكثي ��ر من‬ ‫المجموع ��ات العرقي ��ة والديني ��ة الت ��ي اختفت في م ��كان �آخر‪.‬‬ ‫وكم ��ا الطائف ��ة العلوي ��ة المهيمن ��ة هن ��اك �أقلي ��ات كبي ��رة م ��ن‬ ‫الأك ��راد والأرم ��ن وال�شرك�س وال ��دروز‪ ،‬ف�ضال" عن مجموعات‬ ‫�أكثر غمو�ضا" مثل اليزيديين وال�صابئة‪ .‬اذا عدنا الى التاريخ‬ ‫وحكمن ��ا م ��ن خ�ل�ال �سوابق في بل ��دان عثمانية �سابق ��ة �أخرى‪،‬‬ ‫ف� ��إن هذه الأقليات هي الأكث ��ر �إحتماال" �أن تختفي في الأ�شهر‬ ‫القليلة المقبلة‪.‬‬ ‫عندما بد�أت الإنتفا�ضة في �سوريا في ذروة التفا�ؤل بالن�سبة الى‬ ‫"الربيع العربي"‪ ،‬كانت هناك �آمال �أنها �ستكون فاتحة لفجر‬ ‫جدي ��د م ��ن الحري ��ة والديموقراطي ��ة‪ .‬اليوم يب ��دو الم�ستقبل‬ ‫�أكث ��ر ك�آبة ب ��كل المقايي�س‪ ،‬كي ��ف �ستكون �سوري ��ا الجديدة بعد‬ ‫وق ��ف �إطالق النار؟ �إحتمال ‪ ...‬قلي ��ل من النا�س يرغبون الآن‬ ‫بالتط ��رق الي ��ه �أو التفكي ��ر ب ��ه‪ .‬ال ي ��زال م ��ن الممك ��ن حماي ��ة‬ ‫وحف ��ظ بع� ��ض المواق ��ع المعماري ��ة التالف ��ة‪ .‬ولك ��ن �أ�ض ��رارا"‬ ‫موجع ��ة تح ��دث كل يوم عل ��ى التقالي ��د المعا�شة ف ��ي �سوريا ال‬ ‫يمك ��ن �إ�صالحها �أبدا"‪ ،‬وكثي ��ر منها يبدو الآن من المرجح �أن‬ ‫يختفي من �أرا�ضيها �إلى الأبد‬

‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪25‬‬


‫مو�ضوع الغالف ¶ لبنان‬ ‫فجرت‬ ‫هنا ّ‬ ‫�سيارة و�سام الح�سن‬

‫الوزير ال�سابق مي�شال �سماحة‪� :‬إلقاء القب�ض‬ ‫عليه كانت �أجر�أ عملية للواء الح�سن‬

‫�أنه لن يكون من ال�سهل العثور على رئي�س حكومة‬ ‫ينتمي الى " ‪� 14‬آذار �أو حزب اهلل" في مثل هذه‬ ‫الأوقات ال�سيا�سية ال�ساخنة واال�ستقطابية (ومن‬ ‫المفارق ��ات كان م ��ن المفتر� ��ض �أن يكون نجيب‬ ‫ميقاتي هذا ال�شخ�ص)‪ ،‬تعلو �أ�سهم مر�شح واحد‬ ‫محتمل له ��ذا المن�صب التوافقي هو تمام �سالم‪،‬‬ ‫ع�ضو ف ��ي البرلمان ووزير الثقاف ��ة �سابقا" الذي‬ ‫ينحدر من عائلة �سيا�سي ��ة لبنانية قديمة �أنتجت‬ ‫وال ��ده‪� ،‬صائ ��ب �سالم‪ ،‬ال ��ذي �أختي ��ر �ست مرات‬ ‫رئي�سا" للوزراء بين عامي ‪ 1952‬و ‪.1973‬‬ ‫يبق ��ى �أنه طالما �أن �سوري ��ا تحترق‪� ،‬سيكون هناك‬ ‫دائم ��ا" خط ��ر م ��ن ع ��ودة الح ��رب الأهلي ��ة ال ��ى‬ ‫لبنان‪ .‬لك ��ن الحرب الأهلية تتطل ��ب فريقين على‬ ‫الأقل يملكان العدي ��د‪ ،‬والإرادة‪ ،‬والمال‪ ،‬وال�سالح‬ ‫للقت ��ال‪ .‬ح ��زب اهلل لدي ��ه كل تلك الأ�شي ��اء‪ ،‬لكن‬ ‫‪24‬‬

‫ال�س َّن ��ة في لبنان يملكون القلي ��ل من كل واحد من‬ ‫ه ��ذه الأ�شياء‪� ،‬إال �إذا �إ�ستطاع ��وا ت�شكيل تحالفات‬ ‫م ��ع مجموعات �أخ ��رى وق ��رروا مواجه ��ة الحزب‬

‫كان اللواء و�سام الح�سن غريبا" عن‬ ‫النظام الطائفي اللبناني‪ ،‬راف�ضا"‬ ‫�أن يلعب ح�سب قواعده وتجاهل‬ ‫في كثير من الأحيان عواقب عمله‬ ‫ال�سيا�سية والأمنية وهو الموقف الذي‬ ‫�أدى في النهاية �إلى �إغتياله‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫ال�شيعي‪ .‬الراعون الإقليميون �أي�ضا" لي�ست لديهم‬ ‫ال�شهي ��ة ف ��ي بدء ح ��رب ال يمك ��ن �إنها�ؤه ��ا وربما‬ ‫تفتح �أب ��واب الجحيم في منطق ��ة ال�شرق الأو�سط‬ ‫ب�أكمله ��ا‪ .‬ب�سبب الفو�ضى ف ��ي �سوريا والأزمة حول‬ ‫برنامج �إيران النووي‪ ،‬الو�ضع في المنطقة متفجر‬ ‫للغاي ��ة‪ .‬من المرج ��ح ان تنت�صر ب ��رودة �أع�صاب‬ ‫الم�س�ؤولي ��ن ف ��ي الريا� ��ض و�إر�ش ��اد حلفائهم في‬ ‫بي ��روت على �إلت ��زام الهدوء‪ .‬فالمملك ��ة ال�سعودية‬ ‫وقط ��ر ترك ��زان حالي ��ا" عل ��ى �سوري ��ا‪ ،‬الجائزة‬ ‫الحقيقي ��ة الت ��ي �ستغي ��ر م�صي ��ر الهي ��كل الأمني​​‬ ‫ب�أكمل ��ه في ال�ش ��رق الأو�سط‪ .‬و�سيطل ��ب من لبنان‬ ‫بالتال ��ي موا�صل ��ة �إمت�صا�ص ال�ضرب ��ات حتى يقع‬ ‫النظ ��ام في �سوريا‪ .‬ولكن ال ��ى �أي حد ي�ستطيع بلد‬ ‫الأرز تحم ��ل ال�صدمات وال�ضربات قبل ان ينك�سر‬ ‫ويقع في المحظور؟‬


‫– مجموع ��ات موالي ��ة للنظ ��ام م ��ن ال�س ��كان‬ ‫المحليي ��ن تعم ��ل على حماي ��ة مناطقه ��ا ‪ -‬ب�أنه‬ ‫�سيطرد من �شقته �إذا لم يبقَ فيها با�ستمرار‪.‬‬ ‫اللجان الموالي ��ة للحكومة ت�سيط ��ر على العديد‬ ‫م ��ن المباني في تل ��ك المناطق‪ ،‬وفق ��ا" لمحمد‬ ‫حم ��دان‪ ،‬وه ��و م ��د ّون �إلكترون ��ي م ��ن دم�ش ��ق‪،‬‬ ‫الذي ي�ضي ��ف‪" :‬يزعمون ب� ��أن �إ�ستخدام ال�شقق‬

‫ه ��و لأغرا� ��ض �إن�ساني ��ة ولك ��ن في الواق ��ع انهم‬ ‫ي�ستخدمونها لك�سب المال من النازحين"‪.‬‬ ‫راكان الحو� ��ش‪ ،‬وهو نا�شط من حي الميدان في‬ ‫دم�شق‪ ،‬قال‪�" :‬إذا خال منزل‪ ،‬يدخله جي�ش الأ�سد‬ ‫�سريع ��ا"‪ ،‬وينهب ��ه‪ ،‬كما ي�أخذ ما يج ��د ثم يطلق‬ ‫عليه ت�سمية منزل خائ ��ن"‪ .‬و�أ�ضاف الحو�ش �أن‬ ‫هناك ح ��وادث تفتعلها ميلي�شيات النظام ببيعها‬ ‫مدينة عدرا‪ :‬جاء اليها النازحون ف�إ�ستغلوا من �أهل النظام‬

‫ممتل ��كات لأكثر م ��ن م�شتر واح ��د‪ ،‬ليجد بعدها‬ ‫الم�شترون ان الممتلكات كانت للهدم‪.‬‬ ‫ويفيد بع� ��ض المعلومات ان ال�سكان العلويين في‬ ‫دم�شق يبيعون ممتلكاتهم في �ضواحي العا�صمة‪،‬‬ ‫بم ��ا ف ��ي ذلك ف ��ي حي ��ي م ��زة‪ 86-‬والت�ضامن‪،‬‬ ‫ويعودون �إلى قراه ��م القديمة‪ .‬وقد انتقل ه�ؤالء‬ ‫ال�س ��كان �أ�ص�ل�ا" م ��ن قراه ��م ف ��ي المنطقتين‬ ‫الو�سط ��ى والغربي ��ة م ��ن الب�ل�اد ال ��ى من ��ازل‬ ‫بني ��ت ب�ش ��كل غير قانون ��ي في دم�ش ��ق بعد تولي‬ ‫الرئي� ��س الراحل حافظ الأ�سد ال�سلطة في بداية‬ ‫ال�سبعينات من الق ��رن الما�ضي‪ .‬الم�شترون‪ ،‬مع‬ ‫ذلك‪ ،‬ال يرغبون في �ش ��راء هذه المنازل خوفا"‬ ‫م ��ن �إ�ستعادتها م�ستقبال" م ��ن �أ�صحابها �إذا لم‬ ‫ي�سقط النظام‪.‬‬ ‫كان هن ��اك مي ��ل ل�شراء العق ��ارات م ��ن النا�س‬ ‫الهاربين م ��ن العن ��ف ب�أ�سعار رخي�ص ��ة للغاية‪،‬‬ ‫وفق ��ا" للحو� ��ش‪" .‬ه� ��ؤالء الرج ��ال الأثري ��اء‬ ‫�سيحافظ ��ون على ه ��ذه المنازل لم ��ا بعد الثورة‬ ‫ث ��م يبيعونه ��ا م ��ن �أجل الرب ��ح مم ��ا �سيخلق لنا‬ ‫مجموعة كبي ��رة من الق�ضاي ��ا للتعامل معها في‬ ‫مرحلة ما بعد الثورة في �سوريا"‪.‬‬ ‫�أكثر من ‪� 800‬شقة �إحتلت من غير �أ�صحابها في‬ ‫دم�ش ��ق‪ ،‬ح�سب �أحد الم�س�ؤولين‪� .‬سيناريو مماثل‬ ‫ت ��دور رح ��اه في حل ��ب‪ ،‬حي ��ث �إحت ��ل النازحون‬ ‫ب�ش ��كل غي ��ر قانون ��ي ‪� 1800‬شقة تملكه ��ا وزارة‬ ‫الإ�س ��كان والتعمير ال�سورية‪ .‬و�إنتقل �أي�ضا" كثير‬ ‫من النا� ��س من ريف حلب ال ��ى المدينة و�إحتلوا‬ ‫المباني المهجورة‪.‬‬ ‫الواق ��ع ان هن ��اك م�ضاعف ��ات �أخ ��رى تكمن في‬ ‫كيفي ��ة التثبت من الملكية عن ��د عودة الالجئين‬ ‫من خارج البالد‪� ،‬إعتبارا" �أن العديد من الذين‬ ‫غادروا على عجل لم يحملوا �أمتعتهم �أو وثائقهم‬ ‫معهم‪ .‬والنا� ��س الذين ي�ستغل ��ون العنف حاليا"‬ ‫ل�شراء العقارات ب�أ�سعار رخي�صة يجري و�صفهم‬ ‫فعليا" ب�أنهم م�ستفيدو حرب‪.‬‬ ‫م�س�أل ��ة الن ��زوح عامة ه ��ي من بي ��ن الموروثات‬ ‫التي �سوف ي�ضطر ال�سوري ��ون �إلى التعامل معها‬ ‫بعي ��دا" ف ��ي الم�ستقبل‪ ،‬من تهجي ��ر الأكراد من‬ ‫قب ��ل النظام في �سبعينات الق ��رن الما�ضي‪� ،‬إلى‬ ‫الممار�س ��ات الجارية التي يج ��ري تجاهلها من‬ ‫قب ��ل ال�سلط ��ة‪ .‬وفيما ي�ستمر العن ��ف في �سوريا‪،‬‬ ‫ف� ��إن الق�ضي ��ة من المرج ��ح �أن تعم ��ق‪ .‬و�ستبقى‬ ‫عواقبه ��ا مجهولة حت ��ى مجيء الح ��ل ال�سيا�سي‬ ‫الى بالد ال�شام‬

‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪27‬‬


‫الم�شرق العربي‬

‫سوريا‬

‫ال�سكن تحول الى معاناة �أخرى في البالد‬

‫سوريا‪ :‬أهل النظام ِّ‬ ‫يزورون الملكية‬ ‫ويبيعون ً‬ ‫مشتر‬ ‫من‬ ‫ألكثر‬ ‫قانونية‬ ‫غير‬ ‫شققا‬ ‫ٍ‬ ‫ال يكف��ي �أه��ل �سوريا م��ا حل بهم من ويالت خ�لال �أكثر من ‪� 19‬شهرا" من الح��رب‪ ،‬ها هم �أهل‬ ‫النظام ي�ستخدمون �سلطتهم لجني المال من �أعز ما يملك الإن�سان‪ :‬منزله‪.‬‬

‫دم�شق ‪ -‬محمد الحلبي‬ ‫‪ 46‬ف ��ي المئة من المباني في �سوريا‬ ‫مبني ��ة ب�ش ��كل غي ��ر قانون ��ي‪ ،‬وفقا"‬ ‫لدرا�سة حكومية �صدرت في العام ‪ -2007‬وهذا‬ ‫ي�شمل المنازل الت ��ي يعي�ش فيها �أكثر من ن�صف‬ ‫ال�س ��كان‪ .‬والم�شكل ��ة ف ��ي معظمه ��ا لوحظت في‬ ‫جميع �أنحاء الم ��دن الكبيرة ولكن‪ ،‬و�سط �إت�ساع‬ ‫غ�ضت ال�سلطات‬ ‫الفجوة بين الأغنياء والفقراء‪ّ ،‬‬ ‫عموما" الطرف عن ذلك‪.‬‬ ‫من ��ذ بداية هذا ال�صيف خ�صو�ص ��ا"‪ ،‬مع ذلك‪،‬‬ ‫كانت جراف ��ات ال�سلطة ته ��دم وتجرف المباني‬ ‫غير القانونية ‪ -‬ولك ��ن في المناطق الم�ضطربة‬ ‫فح�س ��ب‪ .‬ف ��ي مناطق �أخ ��رى‪ ،‬كان ��ت ال�سلطات‬ ‫�إنتقائية في �أوامرها بالهدم‪ .‬وبالتالي �إ�ستخدمت‬ ‫الحملة �ضد البناء غير القانوني لتوجيه ر�سالة‪:‬‬ ‫�إذا تمردت ��م عل ��ى النظ ��ام‪ ،‬ف�سوف ل ��ن تتمتعوا‬ ‫بالفوائد والف�ضائل التي منحها لكم‪.‬‬ ‫وم ��ن الم�ضاعف ��ات الأخ ��رى ه ��ي �أن م�س�ؤولين‬ ‫يقبل ��ون الر�شاوى ال�ضخمة �أي�ضا" من النازحين‬ ‫داخلي ��ا" لتمكينه ��م م ��ن ا�ستخ ��دام المبان ��ي‬ ‫المهج ��ورة �أو المهدمة جزئي ��ا"‪ .‬بالإ�ضافة �إلى‬ ‫ذلك‪ ،‬تق ��وم ميلي�شيات النظام و�ضباط الملفات‬ ‫(المخابرات) بمداهم ��ة المنازل ونهبها وبيعها‬ ‫�أو ت�أجيرها عن طريق الإحتيال‪.‬‬ ‫الى جانب زي ��ادة معاناة النا�س في ظل ال�صراع‬ ‫الحال ��ي‪ ،‬تعيد ه ��ذه الممار�سات تق�سي ��م �أحياء‬ ‫ف ��ي جمي ��ع �أنح ��اء البالد‪ ،‬م ��ن الم ��دن الكبيرة‬ ‫�إل ��ى الق ��رى ال�صغيرة ‪ -‬التي ه ��ي و�صفة �أكيدة‬ ‫لإ�شتب ��اكات م�ستقبلي ��ة بي ��ن �أ�صح ��اب المنازل‬ ‫القدام ��ى والجدد‪� .‬س ��وف ي�شع ��ر الكثيرون من‬ ‫ان ممتلكاته ��م قد �إغت�صبت من قب ��ل �أ�شخا�ص‬ ‫‪26‬‬

‫�آخرين �أو ت ��م �شرا�ؤها بثمن بخ� ��س وعند نقطة‬ ‫معينة قد يحاولون ا�ستعادتها‪.‬‬ ‫منى‪� 37 ،‬سنة‪ ،‬كانت تعي�ش مع �أطفالها الخم�سة‬ ‫ف ��ي �شق ��ة تح ��ت الإن�ش ��اء في ع ��درا‪ ،‬ح ��ول ‪24‬‬ ‫كيلومت ��را" �شرق دم�شق حيث ي�سكن العمال ذوو‬ ‫الدخل المنخف�ض وجن ��ود من الجي�ش‪ .‬في وقت‬ ‫�سابق من ت�شرين الأول (�أكتوبر)‪ ،‬داهم خم�سة‬ ‫م ��ن �ضب ��اط المخاب ��رات �شقته ��ا وطلب ��وا منها‬ ‫النازحون ال�سوريون‪ :‬معاناة الآن وفي الم�ستقبل‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫�إخالءها ومغادرتها على الفور‪.‬‬ ‫كان ��ت "ع ��درا" وجهة للنازحين م ��ن المناطق‬ ‫الم�ضطرب ��ة الأخرى‪ ،‬مثل دوما‪ ،‬حر�ستا‪ ،‬ودمر‪.‬‬ ‫مئات العائالت �إنتقلت الى هناك‪ ،‬وبع�ضها ينام‬ ‫في ال�ش ��وارع والبع�ض الآخر �إحت ��ل مباني تحت‬ ‫الإن�شاء‪.‬‬ ‫ح�سي ��ن العل ��ي‪ ،‬وه ��و رجل يبل ��غ ‪ 68‬عام ��ا" من‬ ‫�سكان ع ��درا‪ ،‬ه ��دده ع�ضو في "لج ��ان محلية"‬


‫ملء فراغ ال�سلطة الذي خلفه �سقوط نظام البعث‪ .‬وال‬ ‫يزال الع ��راق يعاني‪ ،‬وي�صارع للخ ��روج‪ ،‬من تداعيات‬ ‫هذه الحرب الأهلية‪ :‬معظم �أ�صحاب ال�ش�أن من جميع‬ ‫الأط ��راف ي�شاركون في العملي ��ة ال�سيا�سية‪ ،‬لكنهم ما‬ ‫زالوا يحافظون على قدرتهم على القتال‪ .‬كما ان عدم‬ ‫الثق ��ة والخوف منعا تنفيذ �إتفاق ��ات �إقت�سام ال�سلطة‪،‬‬ ‫و�شبح العودة �إل ��ى الحرب الأهلية ال يزال يترب�ص في‬ ‫الخلفية‪.‬‬ ‫وي ��رى المراقبون �أن ه�شا�ش ��ة الدول ��ة العراقية ت�ضر‬ ‫بقدرته ��ا على و�ض ��ع وتنفيذ �سيا�س ��ة خارجية مالئمة‬ ‫ومتما�سكة‪ .‬في المقام الأول‪ ،‬ت�سيطر على ال�سيا�سيين‬ ‫العراقيي ��ن الرغبة في حماية وتو�سيع �سلطتهم وزيادة‬ ‫موارده ��م‪ .‬للقيام بذلك‪ ،‬ف�إنهم يتطلعون في كثير من‬ ‫الأحيان الى قوى �أجنبية ورعاة خارجيين‪ :‬لي�س �سرا"‬ ‫�أن الكثيري ��ن م ��ن ال�سا�سة العراقيي ��ن يح�صلون على‬ ‫تموي ��ل من ال ��دول المجاورة‪ ،‬كما م ��ن خزينة الدولة‪.‬‬ ‫والأم ��ر الذي يثي ��ر الده�شة‪ ،‬ه ��و �أن ��ه ال يوجد هناك‬ ‫�إ�ستع ��داد كاف م ��ن مختل ��ف الإنتم ��اءات ال�سيا�سي ��ة‬ ‫للم�ض ��ي قدم ��ا" بقان ��ون في البرلم ��ان م ��ن �ش�أنه �أن‬ ‫يك�شف عن تفا�صيل تموي ��ل الأحزاب‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬على‬ ‫الرغ ��م م ��ن �أن العراقيي ��ن ق ��د يت�أث ��رون ب"الجهات‬ ‫المانح ��ة" و�سيا�ساتها‪ ،‬فه ��ذا ال يعني ان هذه الجهات‬ ‫تتحكم بهم‪.‬‬ ‫والحقيقة ان "الرعاية" الأجنبية لم تكن وحدها التي‬ ‫�ش ّوهت ال�سيا�س ��ة العراقية – بل كان للت�أثير الطائفي‬ ‫الخبي ��ث‪ ،‬ال ��ذي ت�صاعد ج ��راء حرب الع ��راق‪ ،‬دوره‬ ‫�أي�ض ��ا"‪ .‬وهذه الظاه ��رة جاءت وذهب ��ت في موجات‬

‫الإمام الخميني‪:‬‬ ‫ثورته كانت لها تداعياتها‬

‫رئي�س الحكومة العراقية نوري المالكي‪:‬‬ ‫هل تح ّول الى ديكتاتور؟‬

‫عب ��ر القرون ‪ -‬في الذاكرة الحديث ��ة‪ ،‬ترددت �أ�صداء‬ ‫الث ��ورة الإيراني ��ة ف ��ي الع ��ام ‪ 1979‬في جمي ��ع �أنحاء‬ ‫المنطق ��ة‪ ،‬حي ��ث و ّل ��دت تخوف ��ا" وقلقا" ل ��دى الدول‬ ‫الأخرى من تداعياتها وت�أثيره ��ا على �سكانها ال�شيعة‬ ‫وعلى الحركات الإ�سالمية المحلية‪.‬‬ ‫الي ��وم‪ ،‬ح ّل ��ت الطائفي ��ة م ��كان الق�ضي ��ة الفل�سطينية‬ ‫كو�سيلة �أكث ��ر وثوقا" لدى ال�سيا�سيي ��ن لح�شد الت�أييد‬ ‫ال�شعبي ‪ -‬ولتحويل الأنظار عن ف�شلهم الخا�ص بتحقيق‬ ‫وعوده ��م‪ .‬ف ��ي حي ��ن �أن العديد من النخ ��ب العراقية‬ ‫�إزداد ث ��راء بف�ضل الزي ��ادة في �ص ��ادرات النفط‪ ،‬ما‬ ‫زال العراقي ��ون العاديون يكافح ��ون وي�صارعون لتلقي‬

‫الإن�سحاب الأميركي من العراق‪ :‬عاد بخفي حنين الى بالده‬

‫ت�سيطر على ال�سيا�سيين العراقيين‬ ‫الرغبة في حماية وتو�سيع �سلطتهم‬ ‫وزيادة مواردهم وللقيام بذلك ف�إنهم‬ ‫يتطلعون في كثير من الأحيان الى‬ ‫قوى �أجنبية ورعاة خارجيين‬ ‫يجد العراق نف�سه ي�سير على حبل‬ ‫م�شدود بين الواليات المتحدة و�إيران‬ ‫وكذلك في الحرب القائمة بالوكالة‬ ‫بين قوى ال�سنة وال�شيعة في المنطقة‬

‫الزعيم ال�شيعي مقتدى ال�صدر‪:‬‬ ‫لمن يعمل؟‬

‫الخدمات الأ�سا�سية مثل الكهرباء‪.‬‬ ‫من جه ��ة �أخ ��رى تق ّو�ض هوي ��ة ال�سيا�س ��ات �أي�ضا"‬ ‫مح ��اوالت العراق لو�ض ��ع �سيا�سة خارجي ��ة متّ�سقة‪.‬‬ ‫على �سبيل المث ��ال‪ ،‬يدّعي بع�ض ال�سيا�سيين ال�شيعة‬ ‫وي�س� � ّوق عل ��ى �أن البديل من الرئي� ��س ال�سوري ب�شار‬ ‫الأ�س ��د �سيك ��ون نظاما" �سلفي ��ا" �أ�صولي ��ا"‪ ،‬والذي‬ ‫�س ��وف يدع ��م �إن�ش ��اء "الجي� ��ش العراق ��ي الحر" ‪-‬‬ ‫تم� � ّول كل م ��ن قط ��ر والمملك ��ة العربي ��ة ال�سعودية‬ ‫المتمردي ��ن ال�سنة ‪ -‬لإطاح ��ة الحكومة ال�شيعية في‬ ‫الع ��راق‪ .‬ويلعب بع� ��ض ال�سيا�سيين الأك ��راد �أي�ضا"‬ ‫عل ��ى مخ ��اوف و�إدع ��اءات م ��ن �أن رئي� ��س ال ��وزراء‬ ‫نوري المالك ��ي بد�أ يتحول الى ديكتاتور و�سي�ستخدم‬ ‫طائ ��رات "�أف‪� 16 .‬أ�س"‪ ،‬التي �ستزوده بها الواليات‬ ‫المتح ��دة‪� ،‬ض ��د ال�شعب الكردي‪ .‬ف ��ي الوقت عينه‪،‬‬ ‫يدّعي ويردد بع�ض ال�سا�سة ال�سنة ب�أن العراق �أ�صبح‬ ‫دولة عميلة لإيران ال�شيعية‪.‬‬ ‫وق ��د �أدت ه ��ذه التوترات �إل ��ى ت�سا�ؤالت ح ��ول جدوى‬ ‫الدولة العراقية‪ .‬بع�ض المراقبين �ص ّور العراق كدولة‬ ‫"م�صطنع ��ة" تتكون من ثالثة مجتمع ��ات متجان�سة‬ ‫وعدائية ‪ -‬ال�سنة وال�شيعة والأكراد‪ .‬ويقولون ب�أن الذي‬ ‫ووحدها معا" كان ��ت الديكتاتورية‪ ،‬ومع �إزالة‬ ‫جمعه ��ا ّ‬ ‫�صدام ح�سين م ��ن ال�سلطة عادت "الأحقاد القديمة"‬ ‫ال ��ى الإ�شتعال الأمر الذي �سيق ��ود الجميع �إلى القتال‬ ‫المح ّت ��م‪ .‬ولكن هذه القراءة غير دقيقة للعراق‪ :‬بينما‬ ‫كان للفئ ��ات العراقي ��ة المختلفة‪ ،‬في بع� ��ض الأحيان‪،‬‬ ‫تاريخ م�ضطرب مع ح ��كام البالد‪ ،‬ف�إن العالقات بين‬ ‫المجتمعات نف�سها كان ��ت �سلمية في معظمها على مر‬ ‫القرون ‪� -‬أكث ��ر بكثير من العالقات بين البروت�ستانت‬

‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪29‬‬


‫الم�شرق العربي‬

‫العراق‬

‫كثيرون يت�ساءلون وي�ستف�سرون ويريدون �أن يعرفوا‬

‫هل العراق دولة عميلة إليران؟‬ ‫بعد الإن�سحاب الأميركي من العراق بخفي حنين‪� ،‬إدعى بع�ض المعلّقين‬ ‫العرب والأجانب ب�أن بالد ما بين النهرين �سوف تتحول الى منطقة نفوذ‬ ‫�إيراني��ة وق��د تحل مكان نظ��ام الأ�سد كباب عربي لتو�سي��ع بيكار هيمنة‬ ‫طه��ران ال�شيعية في منطق��ة ال�شرق الأو�سط‪ .‬وقال زعم��اء �سنة �أكثر من‬ ‫ذل��ك‪ ...‬لقد �إدّعوا ب ��أن حكومة نوري المالكي ق��د حوّلت العراق الى‬ ‫دولة عميلة لإيران‪ .‬الى �أي مدى ي�صح هذا الكالم؟‬ ‫وا�شنطن ‪ -‬با�سم رحال‬ ‫ف ��ي الأ�سابي ��ع الأخي ��رة‪� ،‬أب ��رزت و�سائل‬ ‫الإعالم الغربية‪ ،‬وخ�صو�صا" الأميركية‪،‬‬ ‫عالق ��ات الع ��راق بجمهوري ��ة �إي ��ران الإ�سالمي ��ة ‪-‬‬ ‫وبالتحدي ��د‪ ،‬كيف �ساعدت بغداد جارته ��ا �إيران على‬ ‫تخري ��ب وتخط ��ي نظ ��ام العقوب ��ات الدولي ��ة وتمكين‬ ‫الدع ��م الإيران ��ي من الو�ص ��ول الى النظ ��ام ال�سوري‪.‬‬ ‫وهذا ي�ؤدي بالتالي �إلى �أ�سئلة غير مريحة حول ما اذا‬ ‫كان العراق الجديد هو حليفا" للواليات المتحدة‪ ،‬كما‬ ‫ت ّدع ��ي �إدارة الرئي�س باراك �أوبام ��ا‪� ،‬أم هو بلد عميل‬ ‫لإيران‪ ،‬حيث يتخ ّوف العديد من جيرانه من ذلك‪.‬‬ ‫في الواقع‪ ،‬لي�س من ال�سهل ت�صنيف ومعرفة الوالءات‬ ‫ال�سيا�سي ��ة ف ��ي بغ ��داد‪ .‬لك ��ن لفه ��م �سيا�س ��ة العراق‬ ‫الخارجي ��ة‪ ،‬فمن المهم تقدي ��ر و�إدراك كيفي ��ة ت�أثير‬ ‫البيئات المحلية والإقليمية على ت�شكيل �سلوكه‪.‬‬ ‫يجمع معظم �أهل الخبرة على �أنه كانت لحرب العراق‬ ‫ث�ل�اث عواق ��ب غي ��ر مق�صودة ف ��ي ال�ش ��رق الأو�سط‪.‬‬ ‫�أوال"‪ ،‬ح ّول ��ت ب�ش ��كل كبير ميزان الق ��وى في المنطقة‬ ‫ل�صالح �إي ��ران‪ ،‬نظرا" لإ�سقاط نظ ��ام �صدام ح�سين‬ ‫المع ��ادي ب�شدة للنظام ف ��ي طهران وتدمي ��ر الجي�ش‬ ‫العراق ��ي‪ .‬و�أطلقت عودة �إيران‪ ،‬جنب ��ا" �إلى جنب مع‬ ‫تو�سي ��ع نفوذها في الدول العربي ��ة‪ ،‬ال�صراع من �أجل‬ ‫الزعام ��ة الإقليمية بي ��ن طهران من جه ��ة ووا�شنطن‬ ‫والريا� ��ض من جهة �أخرى‪ .‬وتتج ّل ��ى هذه المبارزة‪� ،‬أو‬ ‫هذا التحدي‪ ،‬اليوم في التوت ��رات الفار�سية‪ -‬العربية‬ ‫وبالتال ��ي �ص ��راع ال�سن ��ة وال�شيع ��ة في �أنح ��اء ال�شرق‬ ‫الأو�سط‪�( .‬أنظر كت ��اب "كيف تخطط �إيران لمحاربة‬ ‫‪28‬‬

‫لي�س من ال�سهل ت�صنيف ومعرفة‬ ‫الوالءات ال�سيا�سية في بغداد‪ ،‬لكن‬ ‫لفهم �سيا�سة العراق الخارجية فمن‬ ‫المهم تقدير و�إدراك كيفية ت�أثير‬ ‫البيئات المحلية والإقليمية على‬ ‫ت�شكيل �سلوكه‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫�أمي ��ركا والهيمن ��ة على ال�ش ��رق الأو�سط" ال ��ذي �ألفه‬ ‫الزميل كابي طبران ��ي بالإنكليزية و�صدر في الواليات‬ ‫المتحدة في ‪.)2008‬‬ ‫ثاني ��ا"‪� ،‬ساهم ��ت الحرب ف ��ي العراق في تط ��ور ونمو‬ ‫الجماع ��ات الجهادية – �إ�ستوحى �سلفيون �سنة تعاليم‬ ‫بن الدن المتطرفة و�أعلن ��وا الجهاد والحرب على حد‬ ‫�سواء �ض ��د الق ��وات االميركية في الع ��راق والحكومة‬ ‫الت ��ي يقودها ال�شيعة في بغداد‪ .‬ه ��ذه الجماعات ر�أت‬ ‫�أخي ��را" فر�صا" جديدة في "الربي ��ع العربي" لتو�سيع‬ ‫قوته ��ا ودائرة �سيطرتها في المنطقة‪ .‬على الرغم من‬ ‫�ضعف تنظيم القاعدة في العراق‪ ،‬ف�إنه يعرف حاليا"‬ ‫�إنتعا�ش ��ا" مدعوم ��ا" بالنجاحات‪ ،‬بنظ ��ر الجماعات‬ ‫الجهادي ��ة‪ ،‬الت ��ي يحققه ��ا ف ��ي �سوريا‪ .‬ف ��ي ‪� 28‬أيلول‬ ‫(�سبتمب ��ر)‪ ،‬على �سبيل المثال‪� ،‬ش ��نّ تنظيم القاعدة‬ ‫ف ��ي الع ��راق هجوما" على �سج ��ن في تكري ��ت‪ ،‬وح ّرر‬ ‫الع�ش ��رات م ��ن �أع�ضائه‪ .‬كان هذا ج ��زءا" من هجوم‬ ‫المجموعة الإرهابية ال�شامل الذي �أعلنته تحت عنوان‬ ‫"تدمي ��ر الج ��دران"‪ ،‬وطالت موج ��ة عملياته معظم‬ ‫�أنحاء العراق خالل الأ�شهر القليلة الما�ضية‪.‬‬ ‫ثالث ��ا"‪� ،‬أدّت الح ��رب �إل ��ى �ص ��راع طائف ��ي دموي في‬ ‫الع ��راق‪ ،‬بعدما تناف�س ��ت الميلي�شي ��ات المختلفة على‬


‫نظرة �سريعة الى �أهداف الجمهورية الإ�سالمية‬

‫ماذا تريد �إيران في العراق ؟‬ ‫يجب النظر �إلى الأن�شطة الإيرانية في العراق في �سياق الإعتبارات الإقليمية‬ ‫وخطوط متعددة من الجهد الإ�ستراتيجي الم�ستقبلي‪.‬‬ ‫الخارج‪ ،‬ف�إن الإيرانيين يمار�سونه فعال" في العراق‪.‬‬ ‫بغداد ‪ -‬ل�ؤي �سكر‬ ‫ديبلوما�سيا"‪ ،‬لديهم �سفارة قوية في بغداد وقن�صليات‬ ‫ن�شيط ��ة ج ��دا" ف ��ي �أربي ��ل‪ ،‬والب�صرة‪ ،‬وكرب�ل�اء‪ .‬وهم‬ ‫من الوا�ض ��ح �أن �إيران حددت لنف�سها هدفا" يتلخ�ص‬ ‫يبن ��ون مبن ��ى لإجتماع ��ات مجموع ��ة ‪ ،1+5‬حي ��ث �أفاد‬ ‫ف ��ي انه ��ا ت ��ود ان ت�صب ��ح دول ��ة نامي ��ة وق ��وة �إقليمي ��ة‬ ‫ال�سفي ��ر العراق ��ي ف ��ي �إيران ف ��ي �آب (�أغ�سط� ��س) ب�أن‬ ‫مهيمن ��ة لبع�ض الوقت‪ ،‬ويمث ��ل العراق جزءا" مهما"‬ ‫ب�ل�اده عل ��ى ا�ستع ��داد لإ�ست�ضاف ��ة جول ��ة �أخ ��رى ف ��ي‬ ‫م ��ن لوح ��ة اللعب ��ة‪ ،‬ولك ��ن قطع ��ة واحدة فق ��ط‪ .‬فهي‬ ‫بغ ��داد‪ .‬وزي ��ر الدف ��اع الإيران ��ي �أحمد وحي ��دي اختتم‬ ‫تعار� ��ض دول مجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي و�إ�سرائي ��ل‬ ‫لت ��وه محادث ��ات ناجح ��ة للتع ��اون الأمن ��ي​​ف ��ي بغداد‪.‬‬ ‫بالطبع‪ ،‬والغرب ب�شكل عام‪ .‬وتقف وتدعم نظام الأ�سد‬ ‫�إقت�صادي ��ا"‪ ،‬غالبية فنادق النجف يملكها م�ستثمرون‬ ‫ف ��ي �سوري ��ا‪ ،‬ون�ص ��ر اهلل ‪ /‬ح ��زب اهلل في لبن ��ان‪ ،‬وعلى‬ ‫�إيراني ��ون حي ��ث ي�صرف ��ون م ��اال" فيه ��ا �أكث ��ر عل ��ى‬ ‫ال�صعي ��د العالم ��ي حليفاته ��ا هي ال�صي ��ن‪ ،‬وفنزويال‪،‬‬ ‫ال�سياح ��ة الديني ��ة مم ��ا يفعلون في كرب�ل�اء‪ .‬وت�صدر‬ ‫وكوري ��ا ال�شمالي ��ة‪ .‬الالعب ��ون الذي ��ن يقف ��ون ال م ��ع‬ ‫�إيران الكهرباء‪ ،‬وال�سلع التامة ال�صنع‪ ،‬وتهرب النفط‬ ‫وال �ض ��د‪ ،‬ولك ��ن قلي�ل�ا" م ��ن الإثنين على ح ��د �سواء‪،‬‬ ‫وزير الدفاع الإيراني �أحمد وحيدي‪:‬‬ ‫الى العراق في مقابل العملة ال�صعبة‪.‬‬ ‫ه ��م الأت ��راك الذي ��ن ه ��م م ��ع‪ ،‬عل ��ى �صعي ��دي الطاقة‬ ‫�أنهى �أخيرا" زيارة عمل الى بغداد‬ ‫عل ��ى الجبه ��ة الديني ��ة‪ ،‬هن ��اك حمل ��ة عالق ��ات عام ��ة‬ ‫والأك ��راد‪ ،‬و�ض ��د ف ��ي �سوري ��ا‪ ،‬والباك�ستاني ��ون الذي ��ن‬ ‫يقف ��ون م ��ع‪ ،‬في ما يتعلق بطالب ��ان و�أفغان�ستان و�ض ��د بالن�سبة الى الموقف كامل ��ة محكمة‪ ،‬ت�شم ��ل الإذاعة واللوحات الإعالنية عل ��ى الطرقات‪ ،‬ت�أييدا"‬ ‫م ��ن ال�سن ��ة المتطرفي ��ن‪ ،‬واليمني ��ون ال�شيع ��ة الذي ��ن يعار�ض ��ون ال�سعودية‪ ،‬لآية اهلل محمود الها�شمي ال�شاهرودي ليحل مكان �آية اهلل ال�سي�ستاني‪ ،‬وهو‬ ‫�إ�ضاف ��ة ال ��ى الحكوم ��ة اليمنية‪ ،‬ودول �شم ��ال �أفريقيا النا�شئ ��ة لت�شمل م�صر م ��ن الفقهاء المعروفين ورئي�س ال�سلطة الق�ضائية الإيرانية �سابقا‪ ً،‬وع�ضو‬ ‫ف ��ي مجل� ��س �صيانة الد�ست ��ور المحت ��رم للم ��دة القانونية المق ��ررة‪ ،‬وكذلك‬ ‫وغيرها‪.‬‬ ‫ما نراه لي�ست عمليات محددة بو�ضوح مع �أهداف م�سماة‪ ،‬بل ت�شكيل �سل�سلة ع�ضو في مجمع ت�شخي�ص م�صلحة النظام في الدورة الخم�سية الحالية في‬ ‫مب ��ادرات تهدف �إلى تعزيز حلفاء‪ ،‬وتطوير ط ��رق النقل والآليات‪ ،‬وتقوي�ض الجمهوري ��ة الإ�سالمية‪ .‬من خ�ل�ال مجموعة متنوعة من الوكاالت‪ ،‬ت�ستمر‬ ‫م�صداقية الحكومات المعار�ضة‪ .‬لكن دولة النهاية تبقى دولة فار�سية �شيعية �إيران في تمويل الح�سينيات ومنظمات الخدمة الإجتماعية المتفرعة منها‬ ‫�إ�سالمي ��ة الت ��ي يجب ان تكون �أقوى م ��ن الدول الأخرى في منطقة يعار�ض ف ��ي جمي ��ع �أنحاء الع ��راق‪ .‬وما زال لدى �إي ��ران ت�أثير على بقاي ��ا عنا�صر من‬ ‫�شعوبه ��ا وج ��ود ونفوذ الق ��وى الغربية‪ .‬وهي من �أجل ذل ��ك ت�ضع �سل�سلة من فيلق بدر المنت�شرين في جميع المنظمات الأمنية العراقية ل�ضمان توجيه‬ ‫التعاق ��دات والتعه ��دات الت ��ي ال ترقى �إلى م�ستوى تبري ��ر التدخل الع�سكري �ضرب ��ات الى المنظم ��ات ال�سنية عندما تدعو الحاجة‪� .‬إن عمالء �إيران‪ ،‬مثل‬ ‫الغرب ��ي‪ ،‬ولك ��ن التخل� ��ص من الأنظم ��ة الت ��ي يعار�ضونها‪ ،‬ب ��دءا" بالبحرين ع�صب ��ة �أه ��ل الحق وكتائب حزب اهلل عقدا �إتفاق ��ا" مع بغداد فيما ال يزاالن‬ ‫يحتفظ ��ان بال�س�ل�اح لتهدي ��د المعار�ض ��ة التي تق ��ف في وجهيهم ��ا‪ .‬انهما ما‬ ‫و�إنتهاء ب�إ�سرائيل مع �سقوط لبنان بيد حزب اهلل بينما الجميع نيام‪.‬‬ ‫عل ��ى الم ��دى القري ��ب‪ ،‬ال يمكن ان ت�سمح طهران ب�سق ��وط �سوريا وهي تقدم زاال يتناغم ��ان با�ستم ��رار م ��ع ال�صدريي ��ن ف ��ي �شكل "ل ��واء الي ��وم الموعود"‬ ‫الم�ساع ��دة لها بكل الط ��رق الممكنة‪ .‬ومما يثير القل ��ق ان بع�ض المعلومات وب�إ�ستقاللي ��ة �أكثر‪� ،‬سعيا" �إلى النفوذ ويعار�ضان ال�سيطرة التامة‪ .‬من جهة‬ ‫م ��ن طه ��ران تفيد ب�أن ��ه �إذا بدت عالمات الإنهي ��ار الكامل على نظ ��ام الأ�سد‪� ،‬أخ ��رى‪ ،‬ال�سيا�سيون وكبار موظفي الخدمة المدنية وغيرهم من المدنيين‬ ‫يجب توجيه الإنتباه عن ذلك ب�إفتعال �إ�شتباك �ضد �إ�سرائيل من قبل حلفاء عموما" يف�ضلون عدم التحدث علنا" �ضد �إيران‪.‬‬ ‫�إيران‪ .‬وكما يمكن لل�سيف �أن يخدم �أكثر من غر�ض واحد‪ ،‬فه�ؤالء الخ�صوم ي ��ران ن�شيط ��ة جدا" في بالد ما بين النهرين ولكنها ال تملك القدرة التامة‬ ‫�أنف�سه ��م �س ��وف ي�ضربون ا�سرائيل ردا" على �أي عمل �إ�سرائيلي �أو غربي �ضد ل ��ذا تعم ��ل �ضمن �إمكاناتها‪ .‬فهي تعرف �أن لديها العديد من الأعداء بالقدر‬ ‫المن�ش�آت النووية الإيرانية‪ .‬في حين �أن العالم يراقب اليد اليمنى تعمل في ال ��ذي لديه ��ا �أ�صدق ��اء ‪ -‬وبالتالي فه ��ي �صابرة و�صبورة‪ .‬الواق ��ع ان �إيران ال‬ ‫�سوري ��ا‪ ،‬ف�إن ��ه ال يرى اليد الي�سرى التي تعم ��ل على تنظيم حركة المعار�ضة ت�سعى الى ال�سيطرة على منطقة الخليج �أو ال�شرق الأو�سط اليوم‪ ،‬بل ت�سعى‬ ‫ف ��ي البحري ��ن والكويت وغيرهما م ��ن دول الخليج التي يوجد فيها كثافة ال �إل ��ى تح�سي ��ن و�ضعه ��ا لل�ص ��راع الآت ��ي م�ستقبال"‪ .‬ح�س ��ب كل الرواي ��ات‪� ،‬أنها‬ ‫تعم ��ل عل ��ى بناء �ساع ��د قوي للعب ‪ -‬ربم ��ا ينبغي للقلقين من ق ��وة �إيران ان‬ ‫ب�أ�س بها من ال�سكان ال�شيعة‪ .‬ثم هناك العراق‪.‬‬ ‫يح�سنوا ويقووا �سواعدهم �أي�ضا"‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫بينما يتبنى الأميركيون نهج "حكومة كامال"" للأهداف الإ�ستراتيجية في‬ ‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪31‬‬


‫الم�شرق العربي ¶ العراق‬ ‫يعتق ��د بع�ض ال�سيا�سيي ��ن العراقيين �أن‬ ‫والكاثولي ��ك ف ��ي �أوروبا‪ .‬ويت ��وزع ال�سنة‬ ‫حرب ��ا" �إقليمية طائفي ��ة ال محالة �آتية‪،‬‬ ‫وال�شيع ��ة والأكراد على القبائل العراقية‬ ‫مع الواليات المتح ��دة الى جانب الدول‬ ‫�أي�ضا" حيث يت�صاهرون (يتزوجون من‬ ‫ال�سني ��ة �ض ��د ال�شيع ��ة‪ .‬ويخ�ش ��ى ه�ؤالء‬ ‫بع�ضه ��م البع�ض) وه ��ذه ظاهرة �شائعة‬ ‫ت�ضح ��ي �أميركا ب�شيع ��ة العراق‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫�ن‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫منذ زمن النظام الملكي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫في مواجهتها مع �إي ��ران ‪ -‬خيانة �أخرى‬ ‫في الواقع‪ ،‬ان �إنفجار الكراهية الطائفية‬ ‫كم ��ا فعل ��ت ف ��ي الع ��ام ‪ ،1991‬عندم ��ا‬ ‫بع ��د الغزو االميركي كان �شيئا" �شاذا"‪.‬‬ ‫ق ��ام الرئي� ��س ج ��ورج بو� ��ش (الأب)‬ ‫خ�ل�ال الحرب بي ��ن �إي ��ران والعراق في‬ ‫وطال ��ب العراقيي ��ن بالإنتفا� ��ض �ض ��د‬ ‫�أواخر ال�سبعينات وبداية الثمانينات من‬ ‫�ص ��دام ‪ -‬وعندما فعلوا ذل ��ك‪ ،‬لم يبدر‬ ‫الق ��رن الما�ضي‪ ،‬قات ��ل ال�شيعة ‪-‬الذين‬ ‫ع ��ن وا�شنط ��ن �أي حراك ف ��ي حين كان‬ ‫ي�شكل ��ون نح ��و ‪ 80‬ف ��ي المئة م ��ن جنود‬ ‫ال�شيع ��ة‪ ،‬خ�صو�ص ��ا" ف ��ي الب�ص ��رة‪،‬‬ ‫الم�شاة و ‪ 20‬في المئة من �ضباط الجي�ش‬ ‫يتعر�ضون للتنكيل والذبح‪.‬‬ ‫العراق ��ي‪ -‬ب�إخال� ��ص وتف ��ان لم�صلحة‬ ‫تواج ��ه الوالي ��ات المتح ��دة العديد من‬ ‫الدول ��ة العراقية‪ .‬م ��ع ذلك‪ ،‬لدى معظم‬ ‫الملح ��ة التي من �ش�أنها �أن ت�ؤ ّثر‬ ‫المواطني ��ن – من �سنة و�شيعة وقوميين‬ ‫الرئي�س ال�سابق �صدام ح�سين‪� :‬إ�سقاطه‬ ‫الرئي�س الأميركي الأ�سبق جورج بو�ش (الأب)‪:‬‬ ‫الأ�سئلة ّ‬ ‫غير المعادالت في المنطقة ل�صالح �إيران‬ ‫قال لل�شيعة ثوروا وتركهم للتنكيل‬ ‫ّ‬ ‫بعمق على كيفية نظر ال�شيعة العراقيين‬ ‫عراقيين – تف�سي ��رات مختلفة لمفهوم‬ ‫اليها‪ .‬عل ��ى �سبيل المثال‪ ،‬ه ��ل �ستدعم‬ ‫م ��ا يعن ��ي وكيف ينبغ ��ي ان يك ��ون توجه‬ ‫ال�سيا�س ��ة الخارجية‪ .‬يمي ��ل ال�سنة �إل ��ى الإعتقاد ب�أن وتعتم ��د عالقة بغداد مع وا�شنط ��ن �أي�ضا" على الإجابة وا�شنط ��ن المعار�ض ��ة ال�سوري ��ة ف ��ي �إي�ص ��ال حكومة‬ ‫العراق يجب �أن ين�سجم مع العالم العربي �ضد �إيران‪ ،‬عن هذه الت�سا�ؤالت والمواق ��ف‪ .‬بينما يميل الأكراد �إلى �سلفي ��ة �إل ��ى ال�سلطة في دم�ش ��ق؟ هل �ستظ ��ل �أميركا‬ ‫في حين يعتقد ال�شيعة ب�أن بع�ض البلدان ال�سنية ت�شكل دعم الواليات المتحدة ويح ّبذونه ف�إن العرب في العراق �صامتة ف ��ي مواجهة القم ��ع في ال�سعودي ��ة والبحرين‬ ‫ه ��م �أكثر غمو�ض ��ا" و�إلتبا�س ��ا"‪ .‬ي�شعر ال�سن ��ة بنوع من ل�سكانهم ��ا ال�شيع ��ة؟ ه ��ل �ستق ��وم الوالي ��ات المتحدة‬ ‫تهديدا" لهم‪.‬‬ ‫التهمي�ش في النظ ��ام ال�سيا�سي ما بعد �صدام‪ ،‬وي�شكون و�إ�سرائيل بمهاجمة البرنامج النووي الإيراني؟‬ ‫والأ�سئلة التي ُتطرح هنا‪:‬‬ ‫‪ )1‬م ��ا هو نوع التوازن الذي �سوف يجده العراق؟ هل م ��ن �أن �إقترافات النظام ال�سابق ُح ّولت �إليهم و�أعتبرت م ��ن جه ��ة �أخ ��رى يخ�ش ��ى كثير م ��ن العراقيي ��ن على‬ ‫�سيع ��ود �إلى الحكم الإ�ستب ��دادي مع زعيم ي�سحق �ضدهم كم�س�ؤولية جماعية‪ .‬ومن جهتهم ال يزال العديد م�ستقب ��ل بلده ��م‪ ،‬وذل ��ك ب�سب ��ب م�ش ��اكل م ��ن �صنع‬ ‫المعار�ض ��ة وه ��ذه الم ��رة مع ق ��وات �أم ��ن د ّربتها م ��ن ال�شيعة يرتاب في دوافع الوالي ��ات المتحدة �أي�ضا" �أيديه ��م وتل ��ك المقبل ��ة من خ ��ارج الح ��دود على حد‬ ‫الوالي ��ات المتح ��دة وجهّزتها ب�أ�سلح ��ة �أميركية؟ ‪ -‬حت ��ى لو كانت �أميركا ت�ص ��ور ذاتها على �أنها هي التي �سواء‪ .‬ال يزال العراق يكافح وينا�ضل ويعاني من عجز‬ ‫بع� ��ض النا�س قلق بالت�أكيد م ��ن حدوث ذلك‪ .‬في �أطاح ��ت مع ّذبهم وجلاّ دهم من ال�سلط ��ة‪� .‬أتباع مقتدى ال�سيا�سيين عن تحقيق م�صالح وطنية حقيقية‪ ،‬وعدم‬ ‫ال�ش ��رق الأو�سط القدي ��م‪� ،‬أنتج ��ت الديكتاتورية ال�ص ��در هم مثال ح ��ي على ذلك‪ :‬بع ��د �إ�ستبعادهم من كف ��اءة البيروقراطي ��ة‪ ،‬وال�صراع ��ات الإقليمي ��ة التي‬ ‫التطرف ‪ -‬اليوم‪ ،‬قد ت�ستخ ��دم النخب الجديدة ال�سلطة في العام ‪ ،2003‬ح�شدوا قاعدتهم حول المقاومة ت�سحب وت�أخذ العراقيين ف ��ي �إتجاهات مختلفة‪ .‬و�إذا‬ ‫الط ��رق عينها الت ��ي كانت ت�ستخ ��دم �ضدهم في للإحتالل الأميركي و�ألقوا باللوم على الواليات المتحدة‬ ‫ق�سم ��ت الأزمة �سوريا الى جيوب طائفية‪� ،‬سوف ُت�سمع‬ ‫ّ‬ ‫لدع ��م �صدام‪ .‬كما �أنهم و�ضع ��وا الم�س�ؤولية �أي�ضا" على �أ�ص ��داء ذلك في الع ��راق‪ .‬وعلى ه ��ذا الأ�سا�س يتوقع‬ ‫ال�سابق لإخماد التهديدات �ضد حكمهم‪.‬‬ ‫‪ )2‬ه ��ل تتو�صل النخ ��ب العراقي ��ة �إلى �إتف ��اق ب�ش�أن وا�شنط ��ن لفر�ض العقوب ��ات على الع ��راق‪ ،‬التي ت�سببت كثير من العراقيين نهاية الدول القومية التي �أن�ش�أتها‬ ‫قواع ��د اللعبة التي �ستجري بموجبه ��ا ال�سيا�سة؟ في معاناة كبيرة لل�شعب العراقي ‪ -‬وتركت قب�ضة نظام �إتفاقية �سايك�س بيكو في العام ‪.1916‬‬ ‫�أح ��د الم�ؤ�ش ��رات الإيجابي ��ة بالن�سب ��ة ال ��ى هذا البعث �أكثر �إحكاما" على المجتمع‪.‬‬ ‫يبق ��ى ان العراق يج ��د نف�سه حاليا" ي�سي ��ر على حبل‬ ‫م�شدود بي ��ن الواليات المتحدة و�إي ��ران ‪ -‬وكذلك في‬ ‫المو�ض ��وع كان ��ت الرغب ��ة الأخي ��رة للأح ��زاب‬ ‫الح ��رب القائم ��ة بالوكالة بين ق ��وى ال�سن ��ة وال�شيعة‬ ‫ال�سيا�سية‪ ،‬من تحالفات مختلفة‪ ،‬للعمل معا" في‬ ‫ف ��ي المنطقة‪ .‬وتعتقد الحكوم ��ة العراقية �أن الواليات‬ ‫البرلم ��ان لمنع رئي�س الحكومة نوري المالكي من‬ ‫حّ‬ ‫الق�ضية‬ ‫مكان‬ ‫الطائفية‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫المتح ��دة تحت ��اج �إليها كحلي ��ف للحفاظ عل ��ى تدفق‬ ‫زيادة عدد المفو�ضين في اللجنة العليا الم�ستقلة‬ ‫وثوقا"‬ ‫أكثر‬ ‫�‬ ‫كو�سيلة‬ ‫الفل�سطينية‬ ‫النف ��ط والعمل على �شراء �أ�سلح ��ة �أميركية‪ .‬ولكن مع‬ ‫للإنتخاب ��ات‪ ،‬حي ��ث �أنها تعتق ��د �أن ذلك �سيكون‬ ‫لدى ال�سيا�سيين في العراق لح�شد‬ ‫تراج ��ع نفوذ الوالي ��ات المتح ��دة تملأ تركي ��ا و�إيران‬ ‫ل�صالحه‪.‬‬ ‫‪ )3‬ه ��ل �ستحم ��ل الإنتخاب ��ات المقبلة �إل ��ى ال�سلطة الت�أييد ال�شعبي ولتحويل الأنظار عن م ��رة �أخرى ف ��راغ ال�سلطة ف ��ي المنطق ��ة‪ .‬لقد �شاهد‬ ‫العراقيون هذا الفيلم من قبل‬ ‫نخب ��ا" جديدة ت�سع ��ى الى �أجن ��دة وطنية‪ ،‬وتو ّفر‬ ‫ف�شلهم الخا�ص بتحقيق وعودهم‬ ‫للعراقيين ر�ؤي ��ة �إيجابية للم�ستقب ��ل؟ في العراق‬ ‫الجديد‪ ،‬كل �شيء ممكن‪.‬‬ ‫• �شارك في هذا المو�ضوع ل�ؤي �سكر من بغداد‪.‬‬ ‫‪30‬‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬


‫الأمير �صباح الأحمد‪� :‬أخذ الأمر في عهدته‬

‫عندما ف�شلت الجهود المبذولة الرامية الى �إحياء‬ ‫ح ��ل و�سط لق�ضي ��ة الف�س ��اد التي �أطلقه ��ا برلمان‬ ‫‪ 2009‬ب�سب ��ب رف�ض المعار�ض ��ة‪ ،‬تح ّولت الحكومة‬ ‫التي يقوده ��ا ال�شيخ مبارك الحم ��د ال�صباح مرة‬ ‫�أخرى �إل ��ى المحكمة الد�ستوري ��ة لمراجعة قانون‬ ‫الإنتخاب ��ات في الب�ل�اد‪ .‬ولكن المحكم ��ة �أظهرت‬ ‫�إ�ستق�ل�اال" مفاجئ ��ا" ف ��ي رف�ض تق�سي ��م الدوائر‬ ‫الإنتخابية ب�إعالنه غير د�ستوري‪ .‬وبمواجهة قانون‬ ‫�إنتخاب ��ي من الم�ؤكد ان يعي ��د المعار�ضة بقوة الى‬ ‫مجل� ��س الأمة �أخ ��ذ الأمي ��ر �صباح الأحم ��د الأمر‬ ‫بنف�س ��ه‪ .‬مح ��ذرا" من خط ��ر "الفتن ��ة ‪ -‬الفو�ضى‬

‫زعيم المعار�ضة م�سلم البراك‪ :‬الحكومة تهابه‬

‫زعيم المعار�ضة م�سلم البراك‬ ‫�أمام ح�شد كبير من المتظاهرين �أمام‬ ‫تحدى الأمير مبا�شرة‪:‬‬ ‫البرلمان ّ‬ ‫"لن ن�سمح لكم‪ ،‬يا �صاحب ال�سمو‪،‬‬ ‫ب�أخذ الكويت الى هاوية‬ ‫الإ�ستبداد الفردي"‬

‫الت ��ي يمكن �أن تعر� ��ض للخطر بلدن ��ا (و) تق ّو�ض‬ ‫وحدتن ��ا الوطني ��ة"‪� ،‬أم ��ر مجل�س ال ��وزراء بتغيير‬ ‫قواعد الت�صويت في الإنتخابات البرلمانية المقرر‬ ‫�إجرا�ؤه ��ا في الأول م ��ن كان ��ون الأول (دي�سمبر)‬ ‫المقبل‪.‬‬ ‫الواق ��ع �إن تحذير الأمير م ��ن الفتنة والفو�ضى لم‬ ‫ي� ��أت من فراغ‪ .‬ف ��ي وقت �سابق م ��ن الأ�سبوع (‪16‬‬ ‫ت�شري ��ن الأول (�أكتوب ��ر) وق ��ف زعي ��م المعار�ضة‬ ‫م�سل ��م البراك �أمام ح�شد كبي ��ر من المتظاهرين‬ ‫�أمام البرلمان وتحدّى الأمير مبا�شرة‪" :‬لن ن�سمح‬ ‫لكم‪ ،‬ي ��ا �صاحب ال�سمو‪ ،‬ب�أخ ��ذ الكويت الى هاوية‬

‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪33‬‬


‫الخليج العربي‬

‫الكويت‬

‫�إلى �أين تتجه وما هو الحل؟‬

‫الكويت تفقد توازنها‬ ‫الى �أين تتجه الكويت؟ وما هو الحل لأزمتها ال�سيا�سية الطويلة؟ �س�ؤاالن يدوران في جميع الأروقة‬ ‫الخليجي��ة والعربية وال يجدان �أي جواب حتى الآن‪ .‬لكن بع�ض المراقبين يعتقد ب�أن الجواب هو‬ ‫عند �أمير البالد وحده‪.‬‬ ‫الكويت ‪ -‬خالد الديب‬ ‫ي ��وم االح ��د ف ��ي ‪ 21‬ت�شري ��ن الأول‬ ‫(�أكتوبر) الفائت‪ ،‬ق ��ام الكويتيون بما‬ ‫لب‬ ‫يعتق ��د �أن ��ه �أكب ��ر �إحتجاج ف ��ي تاريخ الب�ل�اد‪َّ .‬‬ ‫ع�ش ��رات الآالف الدع ��وة �إلى "م�سي ��رة الكرامة"‬ ‫لرف�ض مر�سوم الطوارئ ال�صادر عن �أمير البالد‬ ‫ال�شيخ �صباح الأحمد لتنقيح القوانين االنتخابية‪.‬‬ ‫وفيم ��ا ه ��م يهتف ��ون بت�صمي ��م "لن ن�سم ��ح لكم"‬ ‫ا�ستقبلته ��م ق ��وات الأم ��ن بت�صمي ��م �أي�ض ��ا" على‬ ‫تنفي ��ذ �أم ��ر وزارة الداخلية بفر� ��ض الحظر على‬

‫الم�سي ��رات في مدين ��ة الكويت‪ .‬وبع ��د �إزالة الغاز‬ ‫الم�سي ��ل للدموع وتفريق الح�شود‪ ،‬يمكن للكويتيين‬ ‫ان يوافقوا عل ��ى �أن هذه الم�سيرة كانت حدثا" لم‬ ‫ي�سب ��ق له مثي ��ل‪ .‬ولكن الغريب‪ ،‬بع ��د هذا العر�ض‬ ‫الكبي ��ر ل�سيا�سة حافة الهاوي ��ة لي�س هناك المزيد‬ ‫من الو�ضوح حول‪� :‬إل ��ى �أين تتجه الكويت ؟ وكيف‬ ‫�ستعمل على حل �أزمتها ال�سيا�سية الطويلة؟‬ ‫�أثبت ��ت المواجه ��ة �إختب ��ارا" للق ��وة والوحدة بين‬ ‫جانبي ��ن متقلبي ��ن‪ .‬الأ�س ��رة الحاكم ��ة �أ�صيب ��ت‬ ‫ببع� ��ض الإحباط منذ ف�ضيحة ف�س ��اد �إ�ستخدمتها‬ ‫المعار�ض ��ة البرلمانية وحلفا�ؤه ��ا ال�شباب لإجبار‬

‫تظاهرات المعار�ضة الكويتية‪ :‬هل ت�ستطيع الو�صول الى التغيير؟‬

‫‪32‬‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫رئي� ��س الحكومة ال ��ذي ال يحظى ب�شعبي ��ة‪ ،‬ال�شيخ‬ ‫نا�صر محم ��د ال�صباح‪ ،‬على الإ�ستقالة في ت�شرين‬ ‫الثان ��ي (نوفمب ��ر) ‪ ،2011‬الأم ��ر ال ��ذي �أدى بعد‬ ‫ذل ��ك �إلى ح ��ل مجل� ��س الأم ��ة و�إج ��راء �إنتخابات‬ ‫جدي ��دة في ‪� 2‬شباط (فبراي ��ر) المن�صرم فازت‬ ‫فيها المعار�ض ��ة المت�شدّدة‪ .‬ولكن م ��ا لبث الأمير‬ ‫ان وجد ف�سحة للمناورة غير متوقعة عندما ق�ضت‬ ‫المحكم ��ة الد�ستورية ببطالن برلم ��ان ‪ 2012‬بعد‬ ‫�أربعة �أ�شهر فقط على �إنتخابه ب�سبب حكم فني �أو‬ ‫تقني وب�إلغ ��اء الأمر الأميري القا�ضي بحل مجل�س‬ ‫الأمة ال�سابق‪.‬‬


‫المتظاهرون يهربون‬ ‫من قنابل الغاز‬

‫�ص ��دى عند العديد من الكويتيي ��ن الذين �شاهدوا‬ ‫بالده ��م تخلفت عن ال ��دول الخليجية الأخرى مع‬ ‫حكومات �أكث ��ر �إ�ستقرارا"‪ ،‬ولكنه يتحدث بخا�صة‬ ‫�إلى مي�سوري الح ��ال من الكويتيين الح�ضر الذين‬ ‫لديهم م ��ا يخ�سرون ��ه‪ .‬م�شاعره ��م الخا�صة تمثل‬ ‫�إختب ��ارا" على البع� ��ض في المعار�ض ��ة‪ ،‬وال �سيما‬ ‫في الفريق القومي الليبرالي‪ ،‬الذي يخ�شى م�ؤيدوه‬ ‫تمكين وتقوية القبليين ال�شعوبيين‪.‬‬ ‫القرار ب�إتخ ��اذ موقف قوة‪ ،‬حتى مع بع�ض العنف‪،‬‬ ‫قد يكون �أي�ض ��ا" جزءا" م ��ن �إ�ستراتيجية لزيادة‬ ‫التط ��رف لدى جزء م ��ن المعار�ضة‪ .‬وف ��ي كلمته‪،‬‬ ‫تح ��دث الأمي ��ر ببالغ ��ة ع ��ن مخاط ��ر الإنق�سام‬ ‫والطائفي ��ة‪ .‬ف ��ي حين �أن بع�ض ال�شيع ��ة قد ان�ضم‬ ‫�إل ��ى القوميين‪ ،‬ف�إن معظم الجماع ��ات ال�سيا�سية‬ ‫ال�شيعية في المناطق الح�ضرية على وجه الح�صر‬

‫بقي ��ت وثيق ��ة بنظ ��ام �آل ال�صب ��اح‪ ،‬خوف ��ا" م ��ن‬ ‫الم�شاع ��ر المناه�ض ��ة لل�شيع ��ة التي �أع ��رب عنها‬ ‫بع� ��ض الن ��واب ال�سلفيين في مع�سك ��ر المعار�ضة‪.‬‬ ‫ان �إعتماد الأمير على ه ��ذه الدائرة للت�صويت قد‬ ‫�إزداد فيما المعار�ضة في البرلمان نمت‪ .‬وبالتالي‬ ‫التعبئ ��ة �ض ��د �آل ال�صب ��اح عل ��ى �أ�س� ��س طائفي ��ة‬ ‫هي �إغ ��راء لبع� ��ض المعار�ضة‪ .‬ال�سي ��اق الإقليمي‬ ‫لمجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي المناف� ��س لإي ��ران‬ ‫ي�س ّه ��ل �إ�ستخدام هذا الخط ��اب الطائفي‪ .‬النائب‬ ‫ال�سلف ��ي ال�سابق وليد الطباطبائ ��ي �أ�شار �إلى هذا‬ ‫ال�شعور في "�سق�سقة" على تويتر م�صورا" �إ�صالح‬ ‫النظام الإنتخابي باعتباره م�ؤامرة لتثبيت الهيمنة‬ ‫الإيرانية عبر غالبي ��ة برلمانية مزورة‪ .‬ومثل هذا‬ ‫الت�صوي ��ر الخاط ��ىء لنظام �آل ال�صب ��اح �أدى الى‬ ‫اعتق ��ال الطباطبائ ��ي ي ��وم االحد ف ��ي ‪ 21‬ت�شرين‬

‫ت�سعى وزارة الداخلية الى �سيطرة‬ ‫�أكبر على و�سائل الإعالم الإجتماعية‬ ‫الكويتية الن�شيطة وال�صاخبة عن طريق‬ ‫التحقيق مع حوالي ‪ 800‬من م�ستخدمي‬ ‫"تويتر" لإنتقادهم الأمير‬ ‫الأول (�أكتوبر)‪.‬‬ ‫ال يزال هناك بع�ض الأدلة على �أن �إ�ستراتيجية القمع‬ ‫هذه ق ��د ت�أتي بنتائج عك�سي ��ة‪ .‬الكويتيون يقد�سون‬ ‫النظ ��ام الد�ستوري‪ ،‬ويتوقع ��ون قيودا" �صحية على‬ ‫ال�سلطة‪ .‬ف ��ي العامين الما�ضيين تج ��اوزات قوات‬ ‫الأم ��ن ‪ -‬هجوم عل ��ى تجمع الديواني ��ة في ‪،2010‬‬ ‫و�ض ��رب الطالب المتظاهرين ف ��ي ‪ - 2011‬دفعت‬ ‫بكتلة مفتاح متبدلة‪ ،‬القوميين الليبراليين‪ ،‬للعودة‬ ‫�إلى حظيرة المعار�ضة‪ .‬كان هذا التحالف الوا�سع‪،‬‬ ‫المدعوم م ��ن ن�شطاء ال�شارع‪ ،‬ال ��ذي �أجبر الأمير‬ ‫على قبول ا�ستقالة رئي�س الوزراء في الأ�سبوع عينه‬ ‫الذي تعهد بعدم القيام بذلك‪.‬‬ ‫لفر�ض مزيد من التنازالت وتحقيق زيادة الرقابة‬ ‫البرلماني ��ة التي ت�سع ��ى �إليها‪ ،‬تحت ��اج المعار�ضة‬ ‫�إل ��ى �ضبط النف� ��س و�إتباع �إ�ستراتيجي ��ة التوقيت‪:‬‬ ‫لك�سب ثق ��ة الجمهور في قيادته ��ا‪ .‬الربيع العربي‬ ‫في جمي ��ع �أنحاء المنطقة يعط ��ي �أمثلة وافرة من‬ ‫الآث ��ار الم�ؤلمة المترتبة عل ��ى المعار�ضة المجز�أة‬ ‫والمتطرفة‪ .‬الواقع ان الكويتيين ي�سيرون على حبل‬ ‫م�شدود وخطير ولديهم بالفعل الكثير ليخ�سروه‪.‬‬ ‫ان منطقة الخليج ب�أكمله ��ا تتابع الم�شهد الكويتي‬ ‫عن كثب‪ .‬كانت "�سق�سقات" تويتر الخليجية مليئة‬ ‫بالتعليق ��ات عل ��ى الإ�شتب ��اكات‪ :‬ن�شط ��اء ال�شباب‬ ‫ال�سع ��ودي هتف ��وا م ��ع المتظاهرين الذي ��ن كانوا‬ ‫يتدفق ��ون تح ��ت �أب ��راج الكوي ��ت ال�شهي ��رة؛ قائد‬ ‫ع ��ام �شرطة دبي خلفان �ضاح ��ي �أكد على �صدارة‬ ‫�آل ال�صب ��اح‪ .‬الغالبية ال�ساحق ��ة من مواطني دول‬ ‫مجل�س التعاون ال ت�سعى الى الثورة‪ ،‬ولكن لت�سخير‬ ‫طاق ��ة "الربيع العربي" والوع ��د بتمكين المواطن‬ ‫م ��ن �أج ��ل ق�ضية الإ�ص�ل�اح؟ ربما فق ��دت الكويت‬ ‫بريقه ��ا في �سنوات من الجم ��ود‪ ،‬ولكن ليلة الأحد‬ ‫ف ��ي ‪ 21‬ت�شري ��ن الأول (�أكتوب ��ر) ‪� 2012‬أثبتت �أن‬ ‫�سيا�ستها ال تزال لديها القدرة على الأ�سر‬

‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪35‬‬


‫الخليج العربي ¶ الكويت‬ ‫الإ�ستبداد الفردي"‪ .‬و�س� ��أل الأمير‪" :‬هل تريد يا‬ ‫�سمو الأمي ��ر �أن ي�سجل التاري ��خ في عهدك �ضرب‬ ‫المواطني ��ن ونهب البلد و�أموال ��ه؟ ال�شعب الكويتي‬ ‫يرف� ��ض الحكم الفردي رف�ض� � ًا قطعي ًا منك �أو من‬ ‫�أي حاكم ي�أتي بع ��دك"‪ .‬و�أ�ضاف "�أخاطبك اليوم‬ ‫لأن ��ك الوحيد ف ��ي ال�سلطة‪ ،‬فال يوج ��د مجل�س وال‬ ‫حكوم ��ة وال �ص ��وت في البل ��د �إال �صوت ��ك فا�ستمع‬ ‫�إلى �ص ��وت ال�شعب ال ��ذي يخ�شى �أمري ��ن‪ :‬الحياة‬ ‫وال ��رزق‪ ،‬وهما لي�س ��ا بيدك �أو بيد �أح ��د و�إنما بيد‬ ‫اهلل"‪ .‬ه ��ذا العمل الجريء‪ ،‬والمتهور ح�سب بع�ض‬ ‫المراقبي ��ن‪ ،‬ه� �دّد بك�س ��ر القواع ��د الإجتماعي ��ة‬ ‫ والنظ ��ام الد�ست ��وري ‪ -‬برفع �أمي ��ر البالد فوق‬‫الخالف ��ات ال�سيا�سي ��ة وحماي ��ة �سلطت ��ه الت ��ي ال‬ ‫ج ��دال فيها‪ .‬ولما كانت الحكومة تكره �أو بالأحرى‬ ‫تخ�ش ��ى الدخول في مواجهة مع ع�ضو �سابق �شعبي‬ ‫في البرلمان فل ��م تفعل �شيئا" بحقه‪ ،‬لكنها �أمرت‬ ‫ب�إعتقال ثالثة �آخرين كانوا �إنتقدوا بالمثل الأمير‪.‬‬ ‫من جه ��ة �أخرى �أ�شارت تقارير ف ��ي ال�صحف الى‬ ‫�أن وزارة الداخلية ت�سعى �أي�ضا" الى �سيطرة �أكبر‬ ‫على و�سائل الإعالم الإجتماعية الكويتية الن�شيطة‬ ‫وال�صاخبة عن طريق التحقيق مع حوالي ‪ 800‬من‬ ‫م�ستخدمي "تويتر" لإنتقادهم الأمير‪.‬‬ ‫�أطل ��ق تح ��دي الب ��راك ان�ش ��ودة �إحتج ��اج �شعبية‬ ‫جدي ��دة "نحن ل ��ن ن�سمح لك"‪ ،‬لك ��ن ذلك هدّد‬ ‫�أي�ض ��ا" بتق�سي ��م المعار�ض ��ة الت ��ي تت�أل ��ف م ��ن‬ ‫مجموع ��ات متنوع ��ة م ��ن القبليي ��ن ال�شعبويي ��ن‪،‬‬ ‫والإخ ��وان الم�سلمي ��ن وال�سلفيي ��ن الإ�سالميي ��ن‬ ‫والقوميي ��ن الليبراليي ��ن‪ ،‬والي�ساريي ��ن‪ .‬وتف�ص ��ل‬ ‫بينه ��ا فئوية قوية وخالفات �إيديولوجية‪ ،‬كما تفعل‬ ‫المناف�س ��ة الإنتخابية في ما بينها‪ .‬وغ�ضب العديد‬ ‫م ��ن الن ��واب الليبراليي ��ن وال�سلفيي ��ن ال�سابقي ��ن‬ ‫ب�سبب م ��ا يعتق ��دون ان ��ه �إ�ستفزاز غي ��ر �ضروري‬ ‫للأمير‪ .‬وقد تراجع ��وا �أي�ضا" بعدما ذاقوا طعما"‬ ‫�أولي ��ا" لل�ص ��راع‪ :‬مواجه ��ة م ��ع ق ��وات الأم ��ن في‬ ‫�أعقاب خطاب الب ��راك �أ�سفرت عن �إعتقال بع�ض‬ ‫النا�شطي ��ن ال�شب ��اب‪ ،‬بم ��ن فيه ��م نج ��ل الرئي�س‬ ‫ال�سابق لمجل�س الأمة �أحمد ال�سعدون‪.‬‬ ‫�شه ��د الي ��وم التال ��ي لخط ��اب الأمي ��ر �إئت�ل�اف‬ ‫المعار�ضة يتع ّه ��د بمقاطعة الإنتخابات البرلمانية‬ ‫ويعل ��ن ع ��ن م�سي ��رة �إحتج ��اج عل ��ى ذل ��ك‪ .‬وق ��د‬ ‫�ساعدها �ص ��دى مو�ضوع �إ�ص�ل�اح الإنتخابات بين‬ ‫النا�شطي ��ن ال�شب ��اب والح ��ركات ال�سيا�سي ��ة‪ .‬ان‬ ‫قان ��ون الإنتخابات ف ��ي الكويت لع ��ام ‪ 2006‬لديه‬ ‫تاري ��خ مليء بالمحاوالت الفا�شل ��ة‪ .‬في ‪ 2006‬بد�أ‬ ‫‪34‬‬

‫رئي�س الحكومة الكويتية ال�شيخ مبارك الحمد ال�صباح‪:‬‬ ‫مهمة معقدة‬

‫�أ�صدر الأمير �صباح الأحمد‬ ‫مر�سوم طوارىء لتنقيح القوانين‬ ‫الإنتخابية فثارت ثائرة المعار�ضة‬ ‫و�إ�شتعلت التظاهرات‬ ‫�أطلق تحدي البراك ان�شودة �إحتجاج‬ ‫�شعبية جديدة "نحن لن ن�سمح لك"‬ ‫هدد �أي�ضا" بتق�سيم المعار�ضة‬ ‫لكن ذلك ّ‬ ‫التي تت�ألف من مجموعات متنوعة‬ ‫ال�شب ��اب الكويتي حملة للإ�ص�ل�اح ال�سيا�سي حيث‬ ‫�إ�سته ��دف النظ ��ام الإنتخاب ��ي‪ ،‬و�إنتق ��دوا تق�سيم‬ ‫البالد الى ‪ 25‬دائرة �صغيرة لأنها ‪ -‬ح�سب ر�أيهم‪-‬‬ ‫معر�ض ��ة لعملية �شراء الأ�ص ��وات وهيمنة القبائل‪.‬‬ ‫وطالب ��وا بخف�ض عدد الدوائر الى خم�س‪� ،‬إذ �أنهم‬ ‫كانوا يعتقدون �أن هذا التق�سيم يمنع الف�ساد ويرفع‬ ‫�إهتم ��ام المواطني ��ن ال ��ى موا�ضيع �أكث ��ر وطنية‪.‬‬ ‫وحملة "نريد خم�س دوائر" كان معلما" في منطقة‬ ‫الخلي ��ج لإ�ستخدامها و�سائ ��ل الإعالم الإجتماعية‬ ‫في ذلك الوقت – "بلوغز" �أو مد ّونات‪ -‬ونجاحها‬ ‫في و�ضع ج ��دول �أعمال للبرلمانيين والحكومة في‬ ‫نهاي ��ة المطاف‪ .‬كان ��ت لل�سيا�سيين �أ�سب ��اب �أكثر‬ ‫واقعية لمعار�ض ��ة التغييرات‪ .‬عن طريق الحد من‬ ‫ع ��دد الأ�صوات يحتفظ الكويتيون من ‪ 4‬الى �صوت‬ ‫واحد‪ ،‬ف�إن النظ ��ام الجديد يعطل النظام المع ّقد‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫لت ��داول الت�صويت الذي ي�ستخدم ��ه �أهل ال�سيا�سة‬ ‫ف ��ي الكوي ��ت لبن ��اء تحالف ��ات عب ��ر االنق�سامات‬ ‫ال�سيا�سية الت ��ي تهدد قدرتها عل ��ى خلق معار�ضة‬ ‫قابلة للحياة‪.‬‬ ‫المنظمون لم�سيرة "من �أجل الكرامة" داعبوا الروح‬ ‫الوطنية والن�شاط اال�صالحي لدى ال�شباب من حملة‬ ‫العام ‪ .2006‬واختيار اللون البرتقالي للم�سيرة �أكد‬ ‫الإ�ستمراري ��ة لحملة الإ�ص�ل�اح الإنتخابية ال�سابقة‬ ‫وتوزي ��ع الدوائر بطريق ��ة �أكثر ليبرالي ��ة وح�ضرية‬ ‫الت ��ي دافعوا عنها‪ ،‬وربطه ��ا بالإ�سالميين والقبائل‬ ‫النا�شطي ��ن �أكثر الي ��وم‪ .‬مو�ض ��وع "الكرامة" �ألغى‬ ‫االختالف ��ات بين جميع فئ ��ات المعار�ضة وال�شباب‬ ‫النا�شطين‪ ،‬وكان �صدى لمطالب المواطن في �أوائل‬ ‫المحتجون على خبرتهم‬ ‫الربيع العربي‪ .‬لقد برهن‬ ‫ّ‬ ‫ف ��ي الع�صيان المدني والن�ض ��ال ال�سلمي من خالل‬ ‫الخط ��ب و�أ�شرط ��ة الفيديو مرددين �أق ��وال غاندي‬ ‫ومغنين �أغنية �إحتج ��اج الحقوق المدنية الأميركية‬ ‫"ينبغي ان نفوز"‪.‬‬ ‫مخط ��ط "م�سي ��رة الكرام ��ة" دع ��ا المتظاهرين‬ ‫�إل ��ى التجم ��ع في ث�ل�اث مناطق مختلف ��ة‪ ،‬تميزت‬ ‫ف ��ي م ��ا بينه ��ا بدائ ��رة �إنتخابي ��ة وعمل م ��ع قادة‬ ‫االحتجاج م�سعفون ومراقب ��و حقوق الإن�سان‪ .‬كان‬ ‫على المتظاهري ��ن التجمع في ق�صر ال�سيف‪ ،‬مقر‬ ‫الحكوم ��ة ومكاتب قي ��ادة رئي�سها ال�شي ��خ مبارك‬ ‫الحم ��د ال�صباح‪ُ .‬نظر ال ��ى التظاهرة في المدينة‬ ‫و�إتجاهها كونهم ��ا �إ�ستفزازا"‪ ،‬وهذا عنى الإ�شارة‬ ‫الى حكم �شعبي ذاتي وتحد لقيود حكومية‪.‬‬ ‫ق ��رار حكوم ��ة ال�شي ��خ مب ��ارك الحم ��د ال�صب ��اح‬ ‫بمواجهة المتظاهرين مبا�ش ��رة ب�إ�ستخدام بع�ض‬ ‫الق ��وة فاج� ��أ العديد‪ .‬لك ��ن على الرغ ��م من تعهد‬ ‫الأمير بالحفاظ على الوحدة الوطنية في مواجهة‬ ‫الق ��وى القبلية والطائفية‪ ،‬كان في الحقيقة يواجه‬ ‫تحالف ��ا" �أو�س ��ع م ��ن ذل ��ك بكثي ��ر‪ .‬وبالتال ��ي من‬ ‫الممك ��ن �أن يك ��ون قرار مواجه ��ة الإحتجاج هدفه‬ ‫يق�سم االئتالف وربما لتقوية المتطرفين‪.‬‬ ‫ب�أن ّ‬ ‫خط ��اب ‪ 19‬ت�شرين الأول (�أكتوب ��ر) الذي ت�ضمن‬ ‫�إع�ل�ان الق ��رار لإ�صالح النظ ��ام الإنتخابي يعطي‬ ‫بع�ض الم�ؤ�شرات ال ��ى �إ�ستراتيجية الحكومة‪ .‬لقد‬ ‫ذ ّكر فيه الكويتيين عن ح�صيلة مثل هذه "الأزمات‬ ‫غي ��ر الواقعية" الم�ؤثرة على خطط التنمية وموقع‬ ‫الب�ل�اد‪ .‬وق ��د تع ��ززت ر�سالت ��ه باالنخفا� ��ض ف ��ي‬ ‫�س ��وق الكوي ��ت ل�ل��أوراق المالية ف ��ي رد فعل على‬ ‫�إحتج ��اج في وقت �سابق م ��ن اال�سبوع‪ .‬الكالم عن‬ ‫الخ�س ��ارة والت�أثي ��ر ال�سلب ��ي للإحتجاج ��ات تلقى‬


‫مديرة �أ�سواق ر�أ�س المال في البنك التجاري الدولي‬ ‫حيث قالت �إن م�صر تق ��وم بعمل جيد‪ ،‬وهي خارجة‬ ‫لتوها من كارث ��ة الثورة‪ .‬وت�ضي ��ف ان "البنوك قوية‬ ‫ولم نكن نتوقع ذلك‪ .‬ال�سياحة تعاني ولكنها �صامدة‪،‬‬ ‫عائدات قناة ال�سوي�س ما زالت ت�أتي‪ -‬ان الأ�سا�سيات‬ ‫موجودة "‪.‬‬ ‫من جهة �أخ ��رى �إنخف�ضت الإحتياطات الأجنبية في‬ ‫بنك م�صر المركزي‪ ،‬و�أدّت الإنتفا�ضة �إلى الحد من‬ ‫ال�سياح والم�ستثمرين الأجان ��ب‪ .‬لكن �إدارة الرئي�س‬ ‫محمد مر�س ��ي تتوقع تدف ��ق ع�ش ��رات الماليين من‬ ‫ال ��دوالرات ك�إ�ستثم ��ارات �أو قرو� ��ض �أو �إتفاق ��ات‬ ‫تجارية‪.‬‬ ‫"ف ��ي جمي ��ع �أنحاء العالم‪ ،‬هن ��اك كمية هائلة من‬ ‫ح�س ��ن النية م ��ن الدول وال�ش ��ركات تج ��اه م�صر"‪،‬‬ ‫يق ��ول �أنجو� ��س بلي ��ر‪ ،‬رئي� ��س ومحل ��ل ف ��ي "معه ��د‬ ‫�سينيه"‪.‬‬ ‫وق ��د �إجتم ��ع مر�سي م ��ع العدي ��د م ��ن الم�ستثمرين‬ ‫والم�س�ؤولي ��ن م ��ن بل ��دان مختلف ��ة‪ ،‬مث ��ل الوالي ��ات‬ ‫المتحدة وقطر والمملكة العربية ال�سعودية والكويت‬ ‫وتركيا وال�صين و�إيطاليا‪ .‬بع�ض هذه البلدان �أعطى‬ ‫وعودا" ولكن من دون تحديد �أي �إطار زمني‪.‬‬ ‫ب ��د�أت قط ��ر الوف ��اء بوعده ��ا؛ ف ��ي نهاي ��ة ال�صيف‬ ‫�أودع ��ت الدولة الخليجية الغني ��ة بالنفط والغاز �أول‬ ‫‪ 500‬مليون دوالر لحقن تعهد من ‪ 18‬مليار دوالر في‬ ‫م�ص ��ر على م ��دى ال�سنوات الخم� ��س المقبلة‪ .‬وهذه‬ ‫اال�ستثمارات �ستذهب �إل ��ى م�شاريع الكهرباء والغاز‬ ‫الطبيعي ومنتجع ��ات �سياحية مق ��ررة على ال�ساحل‬ ‫ال�شمالي في م�صر‪.‬‬ ‫من جهتها تخطط المملك ��ة العربية ال�سعودية ‪ -‬في‬ ‫الوق ��ت الحال ��ي ثاني �أكب ��ر م�ستثمر ف ��ي م�صر بعد‬ ‫بريطاني ��ا ‪ -‬حزمة م�ساعدات لدعم الموازنة العامة‬ ‫للدولة الم�صرية وتطوير م�شاريع ذات عوائد �سريعة‬ ‫عل ��ى الإ�ستثمار‪ .‬وهي مهتمة ب�ش ��كل خا�ص بم�شاريع‬ ‫البتروكيماويات والزراعة‪.‬‬ ‫وق ��د �إتفق ��ت القاه ��رة والريا� ��ض �أي�ضا" عل ��ى بناء‬ ‫ج�س ��ر بي ��ن البلدي ��ن‪ ،‬كان ف ��ي الأ�سا� ��س مق ��ررا"‬ ‫ف ��ي الثمانين ��ات‪ .‬ويمك ��ن �أن يكون جاه ��زا" بحلول‬ ‫منت�صف ‪ 2013‬حيث من المتوقع ان يبد�أ في تحقيق‬ ‫�أرب ��اح بعد ع�شر �سنين فقط‪ ،‬وذل ��ك بف�ضل زيارات‬ ‫وتوافد الحجاج وال�سياح والعمال‪ .‬ولكن درا�سة بيئية‬ ‫�ص ��درت �أخي ��را" حذرت م ��ن هذا الم�ش ��روع وقالت‬ ‫ب�أن ��ه من �ش�أنه �أن ي�ؤدي على نطاق وا�سع الى ال�ضرر‬ ‫بالنظام البيئي اله�ش في البحر الأحمر‪.‬‬ ‫وتعتب ��ر الحكومة هذه الم�شاريع في القطاعين العام‬ ‫والخا� ��ص حيوي ��ة لتحقي ��ق الإنتعا� ��ش الإقت�ص ��ادي‬ ‫ف ��ي م�ص ��ر ‪ -‬فه ��ي "الدعام ��ة الأ�سا�سي ��ة للنم ��و‪،‬‬

‫الرئي�س محمد مر�سي‪:‬‬ ‫محاوالت كثيرة لإنقاذ الإقت�صاد تنتظر نتائج‬

‫رئي�س الحكومة ه�شام قنديل‪:‬‬ ‫البحث عن حلول في �أجواء عا�صفة �إقت�صاديا"‬

‫وخ�صو�ص ��ا" بالن�سبة ال ��ى البنية التحتي ��ة والطرق‬ ‫والمدار� ��س وال�صح ��ة"‪ ،‬ق ��ال ممتاز ال�سعي ��د‪ ،‬وزير‬ ‫المال الم�صري‪.‬‬ ‫زار م�صر �أخي ��را" وفد مالي من الواليات المتحدة‪،‬‬ ‫وح�سب محمد �أب ��و با�شا‪�" ،‬سمع ما يريد �أن ي�سمع"‪،‬‬ ‫و�أن ��ه عل ��ى الرغم من �أح ��داث ال�سف ��ارة الأميركية‬ ‫في القاه ��رة‪ ،‬كان �أع�ضا�ؤه م�سروري ��ن وهم بالتالي‬ ‫ب�إنتظ ��ار الم�شاري ��ع الت ��ي تعده ��ا الحكوم ��ة‪ .‬لك ��ن‬

‫محاولة �إدارة �أوباما لتحويل ‪ 450‬مليون دوالر نقدا"‬ ‫�إل ��ى م�صر �أوقفتها رئي�سة اللجنة المالية في مجل�س‬ ‫النواب الأميركي‪.‬‬ ‫حتى الآن ل ��م ينفذ معظ ��م التعه ��دات بالم�ساعدة‪.‬‬ ‫ولكن هذا �أمر طبيعي بالن�سبة الى ريت�شارد بانك�س‪،‬‬ ‫مدي ��ر الأ�س ��واق النا�شئة ف ��ي م�ؤ�س�س ��ة "يوروموني"‬ ‫(‪�" .)Euromoney‬إن قر� ��ض �صن ��دوق النق ��د‬ ‫الدول ��ي ي�أت ��ي ف ��ي المق ��ام الأول‪ ،‬والم�ستثم ��رون‬ ‫الآخرون �سوف يحذون حذوه"‪ ،‬يقول‪.‬‬ ‫وكان ��ت م�صر ف ��ي �آب (�أغ�سط� ��س) الما�ضي طلبت‬ ‫من �صن ��دوق النق ��د الدول ��ي الح�صول عل ��ى قر�ض‬ ‫بقيم ��ة ‪ 4.8‬ملي ��ار دوالر‪ ،‬وال ��ذي ب ��دوره ح ��ث على‬ ‫الإ�صالحات الإقت�صادية‪.‬‬ ‫وخ�ل�ال زيارتها الأخيرة الى الريا�ض قالت المديرة‬ ‫العامة لل�صندوق كري�ستي ��ن الغارد‪ ،‬التي ُقدِّ م �إليها‬ ‫طل ��ب القر�ض خالل زيارتها �إل ��ى القاهرة في �شهر‬ ‫�آب (�أغ�سط� ��س) الفائ ��ت‪ ،‬ان ال ُمقر� ��ض "�س ��وف‬ ‫يراف ��ق م�صر" فيم ��ا هي تتولى رحلته ��ا ال�صعبة مع‬ ‫الإ�صالح‪.‬‬ ‫لك ��ن الغارد ل ��م تعلن عن �إلتزام ��ات ثابتة‪ ،‬قائلة ان‬ ‫المبل ��غ وتفا�صي ��ل و�شروط برنام ��ج القر�ض ‪ -‬الذي‬ ‫ت�أم ��ل القاهرة ف ��ي �إبرامه بحلول نهاي ��ة ال�سنة ‪ -‬ال‬ ‫تزال قيد المناق�شة‪.‬‬ ‫لتح�سين �سهولة ممار�سة �أن�شطة الأعمال في م�صر‪،‬‬ ‫ب ��د�أت الحكوم ��ة بتغيي ��ر كثير م ��ن ت�شريع ��ات عهد‬ ‫مبارك بهدف تب�سيط عملية �صنع القرار‪.‬‬ ‫"قب ��ل الح�صول على ت�صاري ��ح من وزارات عديدة‬ ‫كان ��ت العملي ��ة ت�ستغرق وقتا" طوي�ل�ا"‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫كان يجعلك ت�ست�سلم للي�أ� ��س‪ .‬الآن الحالة تبدو �أكثر‬ ‫ديموقراطي ��ة‪ ،‬ف�إلحك ��م ف َّو� ��ض الم�س�ؤولي ��ات‪ ،‬كبار‬ ‫الموظفي ��ن ف ��ي الإدارة ي�ستطيعون �إتخ ��اذ قرارات‪،‬‬

‫تخطط المملكة العربية ال�سعودية‬ ‫حزمة م�ساعدات لدعم الموازنة العامة‬ ‫للدولة الم�صرية وتطوير م�شاريع‬ ‫ذات عوائد �سريعة على الإ�ستثمار‪.‬‬ ‫وهي مهتمة ب�شكل خا�ص بم�شاريع‬ ‫البتروكيماويات والزراعة‬ ‫الخبير الإقت�صادي محمد �أبو با�شا يعتقد‬ ‫�أن "النمو يجب �أن يكون بين ‪ 5‬و‪ 6‬في‬ ‫المئة كي تكون هناك تنمية فعلية"‬ ‫وم�ست�شار الإ�ستثمار �أحمد ال�صياد‬ ‫يقول ان "نمو الناتج المحلي الإجمالي‬ ‫�سيكون ‪ 2.3‬في المئة في هذا العام‬ ‫و‪� 3.5‬إلى ‪ ٪4.5‬في العام المقبل"‬

‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪37‬‬


‫وادي النيل‬

‫مصر‬

‫الحمد هلل على �سيا�سة "الإخوان الم�سلمين" المالية؟‬

‫اإلقتصاد المصري‪ :‬إِ َ‬ ‫سم ْع كالم المسؤولين تتفاءل‬ ‫وأنظر إلى المؤشرات تتعجب!‬ ‫ق��ام �أخي��را" الرئي���س الم�ص��ري‬ ‫محمد مر�س��ي بزي��ارات �إقليمية‬ ‫ودولي��ة بحثا" عن مناب��ع لتمويل‬ ‫�إحتياج��ات الب�لاد المالية‪ ،‬كما‬ ‫�إ�ستقب��ل وف��ودا" زائ��رة كثي��رة‬ ‫لله��دف عين��ه‪ .‬وكان��ت النتيجة‬ ‫وع��ودا" كثي��رة وتنفي��ذا" قليال"‬ ‫�أو لنق��ل بطيئ��ا"‪ .‬فم��ا ه��و و�ضع‬ ‫الإقت�ص��اد الم�صري بع��د �أكثر من‬ ‫مئة يوم على الحكم الجديد؟‬ ‫القاهرة ‪ -‬هدى �أحمد‬ ‫الو�ض ��ع الإقت�ص ��ادي ف ��ي م�ص ��ر �سيئ‬ ‫ج ��دا"‪ ،‬ولك ��ن هن ��اك مج ��اال" للأم ��ل‬ ‫والتح�سين ��ات التي قد ت�أت ��ي ب�سرعة‪ .‬على الأقل هذا‬ ‫ما يعرب عن ��ه بتفا�ؤل ممثلو المالي ��ة وال�صناعة في‬ ‫م�صر والخارج‪.‬‬ ‫بالطبع قد يكون ه� ��ؤالء يحاولون �صيد الإ�ستثمارات‬ ‫ولي� ��س التحدث عن ر�أيه ��م بحرية‪ ،‬ولك ��ن قد يكون‬ ‫هن ��اك �أ�سا� ��س لتفا�ؤلهم وثقتهم في ق ��درات و�إرادة‬ ‫�إدارة الإخوان لمعالجة ق�ضايا الإقت�صاد‪.‬‬ ‫"النم ��و يج ��ب �أن يك ��ون بي ��ن ‪ 5‬و‪ 6‬ف ��ي المئة كي‬ ‫تكون هن ��اك تنمية فعلي ��ة"‪ ،‬يعتقد محم ��د �أبو با�شا‬ ‫الخبي ��ر االقت�ص ��ادي ل ��دى مجموع ��ة "�إي‪�.‬أف‪.‬جي‬ ‫–هيرمي� ��س" (‪ .)EFG-Hermes‬وم ��ع ذل ��ك‪،‬‬ ‫وفق ��ا" لأحمد ال�صياد‪ ،‬م�ست�ش ��ار الرئي�س في الهيئة‬ ‫العام ��ة للإ�ستثمار‪� ،‬سوف يكون نم ��و الناتج المحلي‬ ‫الإجمال ��ي ‪ 2.3‬في المئة في ه ��ذا العام‪ ،‬وينبغي �أن‬ ‫يكون ‪� 3.5‬إلى ‪ ٪4.5‬في العام المقبل‪.‬‬ ‫ولك ��ن يق ��ول �أب ��و با�ش ��ا ان م�ص ��ر "تقت ��رب م ��ن‬ ‫الإ�ستق ��رار"‪ ،‬وتوافق ��ه ال ��ر�أي هب ��ة عب ��د اللطيف‪،‬‬ ‫‪36‬‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫كالم ال�صورة‬


‫وادي النيل ¶ م�صر‬ ‫ب ��دال" م ��ن تقدي ��م الطلبات ال ��ى وزير – ل ��ذا �صار‬ ‫�إتخ ��اذ الق ��رارات �أ�س ��رع بكثي ��ر"‪ ،‬يق ��ول ريت�شارد‬ ‫بانك�س‪.‬‬ ‫لكن الأرق ��ام والم�ؤ�ش ��رت القاتمة تب ��دد ب�سهولة ما‬ ‫يقول ��ه المتفائلون‪� :‬إرتفاع ع ��ال في م�ستوى البطالة‪،‬‬ ‫ال ��ذي ال يزال يرتف ��ع خ�صو�صا" بين �س ��كان المدن‬ ‫والمثقفي ��ن ال�شب ��اب‪ .‬التحدي الكبير ال ��ذي يواجه‬ ‫رئي� ��س الحكوم ��ة ه�ش ��ام قندي ��ل و�إدارت ��ه يكمن في‬ ‫زيادة عدد الوظائف‪.‬‬ ‫يقول �أحمد ال�صياد ان هناك ‪ 29‬في المئة فقط من‬ ‫ال�شب ��اب يعمل ��ون ب�شكل كامل‪ .‬وهذا م ��ن جهة يعني‬ ‫�أن ��ه ال توج ��د وظائف‪ ،‬وم ��ن ناحية �أخرى م ��ع ر�ؤية‬ ‫م�ستقبلي ��ة و�إ�ستراتيج ��ة حديثة ت�صبح ه ��ذه القوى‬ ‫العاملة عن�صرا" فاعال" في زيادة الإنتاجية‪.‬‬ ‫" ال�س ��كان ال�شباب هم ثروة‪ ،‬لكنهم يحتاجون �إلى‬ ‫التعلي ��م والتدري ��ب"‪ ،‬يق ��ول ه�شام وج ��دى‪ ،‬المدير‬ ‫التنفي ��ذي لمركز تحديث ال�صناع ��ة‪" .‬وهم يمثلون‬ ‫�أي�ض ��ا" ق ��وة فاعلة عن ��د الطلب"‪ ،‬ي�ضي ��ف غراهام‬ ‫ه ��ور‪ ،‬نائ ��ب الرئي�س ف ��ي ال�ش ��رق الأو�س ��ط ل�شركة‬ ‫"نيك�سانت" (‪.)Nexant‬‬ ‫الواقع ان "الإنتاجية ون�سبة غير مرتفعة من البطالة‬ ‫هي المعركة"‪ ،‬يقول ريت�شارد بانك�س‪.‬‬ ‫ق ��د يتراجع الم�ستثمرون المحتمل ��ون بعد �إطالعهم‬ ‫عل ��ى الأرقام في الوق ��ت الحا�ضر‪ .‬ولك ��ن هذا لي�س‬ ‫�شيئا" يدع ��و الى القلق‪ ،‬يقول ه�ش ��ام وجدي‪" :‬كان‬ ‫الجمي ��ع محبطي ��ن لفت ��رة طويل ��ة‪ ،‬لكنه ��م حالي ��ا"‬ ‫يريدون كل �شيء ب�سرعة والآن"‪.‬‬ ‫ويق ��ول �أحم ��د ال�صي ��اد �أن ال�ش ��رط الوحي ��د ال ��ذي‬ ‫ي�ؤخ ��ر قر�ض �صندوق النقد الدول ��ي هو القدرة على‬ ‫ال�سداد‪.‬‬ ‫ولكن �إذا كانت الم�شاكل الإقت�صادية كثيرة ومعقدة‬ ‫في بالد الأهرامات فتبقى م�س�ألة العجز في الموازنة‬ ‫العامة من �أخطرها لذا ال يمكن تجاهلها‪.‬‬ ‫"ف ��ي غياب خريطة طريق لإ�صالح حقيقي لموارد‬ ‫الطاق ��ة لدين ��ا وللجه ��ات المنوط ��ة الت ��ي تديرها‪،‬‬ ‫كي ��ف يمك ��ن لن ��ا �أن نك ��ون متحم�سي ��ن للإ�ستثم ��ار‬ ‫الأجنب ��ي؟ كيف �ستدير الحكوم ��ة كل هذه الم�شاريع‬ ‫الرائعة؟ وفقا" للوزي ��ر �أ�سامة كمال‪ ،‬ت�ستورد م�صر‬ ‫‪ 25‬في المئة من احتياجاتها من الطاقة‪ ،‬لذلك نحن‬ ‫ذاهب ��ون الى �إ�ستيراد المزيد و�إهمال عجز الموازنة‬ ‫المتثائ ��ب؟ "يقول �إبراهيم البحراوي‪ ،‬وهو �صحافي‬ ‫في �صحيفة "�أخبار م�صر"‪.‬‬ ‫ثم هن ��اك �أي�ضا" خطر التقي ��د والإمتثال ل�سيا�سات‬ ‫معين ��ة قد تفقد الب�ل�اد جزءا" م ��ن �سيادتها‪ .‬يبدو‬ ‫ان بع� ��ض الجماع ��ات الثورية معني ��ة وقلقة من هذه‬ ‫الق�ضية‪.‬‬

‫وزير المالية الم�صري ممتاز ال�سعيد‪:‬‬ ‫الم�شاريع في القطاعين الخا�ص والعام �أ�سا�س للتنمية‬

‫الح ��ل البدي ��ل ل ��دى �أ�ست ��اذ الإقت�ص ��اد المنتقاعد‬ ‫وم�ؤ�س� ��س الجمعي ��ة الم�صرية‪-‬البريطاني ��ة �أحم ��د‬ ‫المق ��دم يكمن في خل ��ق �إقت�صاد مختل ��ط منظم �أو‬ ‫"‪ ."sociatalism‬وه ��و م ��ن �أجل ذل ��ك يدعو �إلى‬ ‫تدري ��ب عملي على كي ��ان �إ�ستثمار �سي ��ادي‪ ،‬وتقييم‬ ‫الم�شاري ��ع بوا�سط ��ة خب ��راء ولي� ��س بيروقراطيين‪،‬‬ ‫واال�ستفادة من العمالة الوافدة‪.‬‬ ‫"�إذا كانت لديهم حقوق‪ ،‬فلديهم �أي�ضا" واجبات"‪،‬‬

‫وزير المالية ممتاز ال�سعيد‪:‬‬ ‫تعتبر الحكومة الم�شاريع في القطاعين‬ ‫العام والخا�ص حيوية لتحقيق‬ ‫الإنتعا�ش الإقت�صادي في م�صر فهي‬ ‫الدعامة الأ�سا�سية للنمو وخ�صو�صا"‬ ‫بالن�سبة الى البنية التحتية والطرق‬ ‫والمدار�س وال�صحة"‬ ‫كثير من النا�س يخ�شون‬ ‫من تحرير �إقت�صاد م�صر ب"عنف"‬ ‫(�أي ب�سرعة من دون تخطيط) الأمر‬ ‫الذي من �ش�أنه �أن يترك الفقراء الذين‬ ‫يعانون في و�ضع �أ�سو�أ بكثير‪ ،‬ويعود‬ ‫بالنفع على الأثرياء فعليا"‬

‫يقول‪ ،‬ويمكن �أن يوفروا "م�صدر تمويل وطني"‪.‬‬ ‫كثي ��ر من النا�س يخ�شون م ��ن تحرير �إقت�صاد م�صر‬ ‫ب"عن ��ف" (�أي ب�سرع ��ة م ��ن دون تخطي ��ط) الأمر‬ ‫ال ��ذي من �ش�أنه �أن يترك الفق ��راء الذين يعانون في‬ ‫و�ضع �أ�سو�أ بكثير‪ ،‬ويعود بالنفع على الأثرياء فعليا"‪.‬‬ ‫عل ��ى �سبيل المث ��ال‪ ،‬ان تر�شيد القط ��اع العام يعني‬ ‫�إلغاء وظائف‪ .‬والعديد من قادة جماعة الإخوان هم‬ ‫رجال �أعمال معروفون‪ ،‬وهذا الواقع ال يهدئ الخوف‬ ‫من ان يك ��ون �إ�ص�ل�اح القطاع االقت�ص ��ادي ل�صالح‬ ‫تنظيم الإخوان وحده‪.‬‬ ‫"�صن ��دوق النق ��د الدولي من جهت ��ه �سيجبر �إدارة‬ ‫الإخ ��وان عل ��ى خف� ��ض الدعم ب�ش ��كل كبي ��ر ‪ -‬على‬ ‫خ�ل�اف ذلك لن تح�ص ��ل م�صر على الم ��ال"‪ ،‬يقول‬ ‫ريت�شارد بانك�س‪.‬‬ ‫عل ��ى �سبيل المث ��ال‪� ،‬إن �إلغ ��اء جزء كبي ��ر من دعم‬ ‫الطاق ��ة (الكهرب ��اء والنف ��ط) تعن ��ي الكثي ��ر ف ��ي‬ ‫الموازنة العامة‪ .‬هناك حتى خطاب �شعبي يقول ب�أن‬ ‫هذه الإعانات ال تفيد حتى الفقراء‪.‬‬ ‫م ��ن جهته �أعل ��ن وزير البت ��رول‪� ،‬أ�سام ��ة كمال‪ ،‬في‬ ‫منا�سب ��ات عدة ب�أن "‪ 80‬ف ��ي المئة من �أولئك الذين‬ ‫ي�ستحق ��ون تلقي �إعانات الطاقة يتلقون ‪ 20‬في المئة‬ ‫فق ��ط منها"‪ ،‬في �أعقاب الكلم ��ات عينها التي قالها‬ ‫ف ��ي وقت �سابق هذا العام نائب مدير �صندوق النقد‬ ‫الدول ��ي المنتدب نعمت �شفيق‪ .‬لك ��ن وزير الكهرباء‬ ‫والطاق ��ة‪ ،‬محمود بلبع �أكد ان الطبقات ذات الدخل‬ ‫المنخف�ض لن تت�أثر بالتغييرات‪.‬‬ ‫ف ��ي درا�س ��ة �أ�صدره ��ا �صن ��دوق النق ��د الدولي عن‬ ‫منطق ��ة ال�ش ��رق الأو�سط و�شم ��ال �إفريقيا ف ��ي �أيار‬ ‫(ماي ��و) الفائ ��ت �أف ��ادت عل ��ى �أن "�أدوات �شبك ��ة‬ ‫الأم ��ان االجتماعي‪ ،‬التي ت�سته ��دف �أف�ضل الفقراء‪،‬‬ ‫والت�أمين ��ات االجتماعي ��ة تلع ��ب دورا" �أق ��ل ف ��ي‬ ‫المنطقة‪".‬‬ ‫ولك ��ن ه ��ل �ست�سع ��ى حكوم ��ة مر�س ��ي ال ��ى تنفيذها‬ ‫حقا"؟‬ ‫م ��ن جهة �أخ ��رى ان "دعم الطاق ��ة يمثل �ست مرات‬ ‫�أكثر مم ��ا ينفق على ال�صحة والتعليم وهذا يجب ان‬ ‫يتغير"‪ ،‬يقول ريت�شارد بانك�س‪.‬‬ ‫كثي ��ر م ��ن النا�س في القط ��اع الع ��ام يح�صلون على‬ ‫�أج ��ور متدني ��ة بدرج ��ة معيب ��ة‪ ،‬مما يجبره ��م على‬ ‫االعتماد عل ��ى �أ�سرهم حتى وق ��ت مت�أخر جدا" من‬ ‫عمره ��م‪ .‬وهذا ه ��و الح ��ال بالن�سبة ال ��ى المعلمين‬ ‫والأطباء على �سبي ��ل المثال الأمر الذي يعك�س حالة‬ ‫ما�س ��ة و�ضرورية �إلى �إعادة تنظي ��م قطاعي التعليم‬ ‫وال�صح ��ة بما يتالءم مع الق ��رن الواحد والع�شرين‪.‬‬ ‫وال�س� ��ؤال ه ��و‪ :‬ه ��ل تجع ��ل �إدارة مر�س ��ي ه ��ذا من‬ ‫�أولوياتها وتنطلق منها؟‬

‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪39‬‬


‫املهند�س رئيف احللو‬

‫درا�سات وتنفيذ يف لبنان والدول العربية‬ HELOU ENGINEERING GROUP Tel: 961 1 256755-257009 Fax: 961 1 256755 E-mail: raif@raifhelou.com


‫�إنتفا�ضة تون�س‪� :‬أ�سبابها ما زالت موجودة‬

‫�إن وتي ��رة نم ��و الناتج المحل ��ي الإجمالي الإقليمي‬ ‫من ��ذ العام ‪ 2000‬لم يتجاوز ‪ 5‬ف ��ي المئة �سنويا"‪.‬‬ ‫وهذا النوع من المعدالت لي�س كافيا" في حد ذاته‬ ‫لخل ��ق وظائ ��ف حيوي ��ة‪� .‬إن �إقت�ص ��ادات المنطقة‬ ‫ل ��م تتطور �إل ��ى �إقت�ص ��ادات قائمة عل ��ى المعرفة‬ ‫التي م ��ن �ش�أنها �أن تو ّلد القيم ��ة الم�ضافة العالية‬ ‫والخدم ��ات‪ ،‬وبالتال ��ي �إرتفاع نم ��و الناتج المحلي‬ ‫الإجمالي‪.‬‬ ‫ونظم التعليم في المنطقة نف�سها لم تطور الموارد‬ ‫الب�شري ��ة للعمل بمهارات جاهزة‪ .‬وب�صرف النظر‬ ‫ع ��ن محدودية الناتج القوم ��ي الإجمالي ومعدالت‬ ‫نموه بالن�سبة الى الفرد‪� ،‬أعاق المزيد من الأعباء‬ ‫التنظيمية والممار�سات ال�سلبية �إقت�صادات �شمال‬ ‫�أفريقي ��ا‪ .‬كان ��ت معاقة �أي�ضا" لع ��دم وجود تكامل‬ ‫�إقليم ��ي وج ��راء التداعي ��ات الناجمة ع ��ن الأزمة‬ ‫المالية العالمية والتباط�ؤ الإقت�صادي الأوروبي‪.‬‬ ‫م�شكلة البطالة بي ��ن ال�شباب في �شمال �أفريقيا ال‬ ‫تخلو م ��ن �إنعكا�سات �سيا�سي ��ة و�إجتماعية‪ .‬وعدم‬ ‫الوف ��اء بوع ��ود الترق ��ي وتكاف� ��ؤ الفر� ��ص‪ ،‬جنبا"‬ ‫�إل ��ى جنب م ��ع �إ�ستي ��اء ال�شباب م ��ن المح�سوبية‪،‬‬ ‫والإخت�ل�االت الإقليمي ��ة‪ ،‬وع ��دم الإ�ستجاب ��ة‬ ‫ال�سيا�سي ��ة‪ ،‬والقي ��ود المفرو�ضة عل ��ى الحريات‪،‬‬ ‫كانت محف ��زات كبيرة للثورات الت ��ي هزت �أ�س�س‬ ‫بلدان الربيع العربي وغيرها ‪.‬‬ ‫كان ت�شغي ��ل ال�شب ��اب عام�ل�ا" رئي�س ��ا" ف ��ي هذه‬ ‫الم�ش ��اكل االجتماعية مثل الهج ��رة غير ال�شرعية‬ ‫وزيادة معدالت الجريم ��ة والإنحراف‪ .‬عن طريق‬ ‫الحد من اال�ستقالل االقت�ص ��ادي لل�شباب‪� ،‬أجلت‬ ‫البطال ��ة �أي�ض ��ا" �س ��ن ال ��زواج ل ��كال الجن�سي ��ن‬ ‫ممار�سة ال�ضغوط على الن�سيج العائلي‪ .‬ال�شابات‪،‬‬ ‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪41‬‬


‫المغرب العربي‬

‫شمال أفريقيا‬

‫عدم تطابق بين الإ�ستراتيجيات التعليمية المزمنة والإحتياجات الوظيفية لل�سوق‬

‫بطالة الشباب قنبلة إجتماعية موقوتة‬ ‫في شمال إفريقيا تنتظر من يشعل فتيلها‬ ‫على الرغم من كل الجهود التي تبذلها الحكومات المغاربية ف�إن بطالة ال�شباب في �شمال �إفريقيا ما‬ ‫زال��ت ت�شكل ق�ضية كبرى قد تنفجر ف��ي �أي لحظة‪ .‬في جوهر الم�شكلة يكمن عدم �أهلية �أ�سا�سية‬ ‫بين النظم التعليمية واحتياجات ال�سوق؛ المدار�س وبرامج التدريب ال توفر الأيدي العاملة الماهرة‬ ‫التي تتطلبها ال�صناعة و�سوق العمل‪.‬‬ ‫تون�س ‪ -‬محمد بدر الدين‬ ‫خ�ل�ال م�ؤتم ��ر عقد ف ��ي تون� ��س في‬ ‫�أيل ��ول (�سبتمب ��ر) الما�ض ��ي‪ ،‬دقت‬ ‫المنظمات الدولي ��ة ناقو�س الخطر حول م�شكلة‬ ‫تواج ��ه �شم ��ال �أفريقي ��ا �أكث ��ر م ��ن �أي منطق ��ة‬ ‫�أخ ��رى من العالم‪� :‬إرتفاع م�ست ��وى البطالة بين‬ ‫ال�شب ��اب النات ��ج �أ�سا�سا" من ع ��دم تطابق بين‬ ‫الإ�ستراتيجيات التعليمية المزمنة والإحتياجات‬ ‫الوظيفية لل�سوق ‪.‬‬ ‫ف ��ي تقرير �صدر في هذه المنا�سبة عن عدد من‬ ‫المنظمات الم�شاركة ‪ ،‬بما في ذلك بنك التنمية‬ ‫الأفريقي ومنظمة التعاون الإقت�صادي والتنمية‬ ‫(‪ ،)OECD‬ك�شف �أن مع ��دل البطالة الحقيقي‬ ‫بين ال�شباب في منطقة �شمال �أفريقيا لي�س �أقل‬ ‫من ‪ 41‬في المئة في الفئة العمرية ‪.24-15‬‬ ‫التقدي ��رات الجدي ��دة �شمل ��ت عل ��ى ح ��د �سواء‬ ‫ال�شب ��اب الذي ��ن يعان ��ون م ��ن البطال ��ة و�أولئك‬ ‫الذين كانوا "محبطين" من البحث عن عمل‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغم م ��ن �أن المعدل الع ��ام للبطالة في‬ ‫�شم ��ال �أفريقيا (بم ��ا في ذلك م�ص ��ر) هو في‬ ‫ح ��د ذاته واحد من �أعل ��ى المعدالت في العالم‪،‬‬ ‫ف� ��إن ن�سبة البطال ��ة بين ال�شباب ه ��ي �أعلى من‬ ‫المتو�س ��ط‪ .‬وت�شير الأرقام �إل ��ى �أن ال�شباب في‬ ‫المنطق ��ة هم ثالث �إلى �أربع مرات �أكثر عر�ضة‬ ‫لعدم �إيجاد وظيفة من البالغين‪ .‬في تون�س‪ ،‬على‬ ‫�سبيل المث ��ال‪� ،‬سبعة من �أ�ص ��ل ع�شرة عاطلين‬ ‫عن العمل تقل �أعمارهم عن ‪� 30‬سنة‪.‬‬ ‫في �صميم هذه الم�شكلة يكمن عدم �أهلية وعدم‬ ‫تطابق النظم التعليمية مع �إحتياجات ال�سوق‪.‬‬ ‫‪40‬‬

‫المدار� ��س وبرام ��ج التدري ��ب ال توف ��ر الأي ��دي‬ ‫العامل ��ة الماه ��رة الالزم ��ة لمواجه ��ة تحديات‬ ‫عولمة �سوق تناف�سية ب�شكل متزايد‪ .‬على الرغم‬ ‫م ��ن كل الحدي ��ث ال�سيا�سي عن بن ��اء "مجتمع‬ ‫معرفة"‪ ،‬تعان ��ي �إقت�صادات المنطقة لما يقرب‬ ‫م ��ن عقدي ��ن من قدرته ��ا المح ��دودة على خلق‬ ‫قيمة م�ضافة ونمو مد ّر لخلق وظائف‪.‬‬ ‫وكانت النظ ��م التعليمية ت�ض ��خ ع�شرات الآالف‬ ‫ف ��ي �س ��وق العمل من العم ��ال ال�سيئ ��ي التدريب‬ ‫وغي ��ر المه ��رة‪ ،‬بم ��ن فيه ��م ن�سب ��ة عالي ��ة من‬ ‫خريجي المدار�س‪ .‬ان �إعجاب التقرير بمعدالت‬ ‫الإلتح ��اق بالجامع ��ة‪ ،‬ف ��ي �أماك ��ن مث ��ل تون�س‬ ‫وم�صر‪ ،‬ل ��م يقابل ببذل جه ��د نوعي مما يجعل‬

‫تقرير لمنظمات دولية‪:‬‬ ‫معدل البطالة الحقيقي بين‬ ‫ال�شباب في منطقة �شمال �أفريقيا‬ ‫لي�س �أقل من ‪ 41‬في المئة‬ ‫في الفئة العمرية ‪24-15‬‬ ‫المدار�س وبرامج التدريب‬ ‫ال توفر الأيدي العاملة الماهرة‬ ‫الالزمة لمواجهة تحديات عولمة‬ ‫�سوق تناف�سية‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫من الممكن �إكت�ساب مهارات علمية وتكنولوجية‬ ‫�أو لغوي ��ة الزم ��ة للأن�شط ��ة الإقت�صادي ��ة ذات‬ ‫القيمة الم�ضافة والموجهة نحو الت�صدير‪.‬‬ ‫بعد �سنوات عديدة على �إدخال �إ�صالحات التكيف‬ ‫الهيكلي‪ ،‬لم يتمكن القطاع الخا�ص من خلق فر�ص‬ ‫عمل الئق ��ة بما يكفي‪ .‬قدم القط ��اع غير الر�سمي‬ ‫المو�سع �أجورا" متدنية وظروف "عمل فقير"‪ .‬من‬ ‫َّ‬ ‫جه ��ة �أخرى وا�ص ��ل خريجو الجامع ��ات‪ ،‬وبخا�صة‬ ‫في م�صر وتون� ��س‪ ،‬تعليق �آمال كبي ��رة على فر�ص‬ ‫القطاع العام‪ ،‬عندما كانت مثل هذه الفر�ص على‬ ‫حد �سواء نادرة وعبئا" على موازنة الدولة‪.‬‬ ‫ب�سب ��ب واقع �س ��وق العمل‪ ،‬كان مع ��دل العمالة في‬ ‫المنطقة ل�سنوات عك�سيا" مع م�ستوى التعليم الذي‬ ‫حقق ��ه المتقدم ��ون للتوظيف‪ .‬في المغ ��رب‪ ،‬على‬ ‫�سبيل المثال‪ 61 ،‬في المئة من ال�شباب الحائزين‬ ‫عل ��ى التعلي ��م الثان ��وي �أو �أعلى ه ��م عاطلون عن‬ ‫العم ��ل‪ ،‬مقارنة م ��ع ‪ 8‬في المئة م ��ن ال�شباب غير‬ ‫المتعلمين‪ ،‬يالحظ تقرير لبنك التنمية الأفريقي‬ ‫الذي �صدر في الآونة الأخيرة‪.‬‬ ‫وه ��ذا الو�ضع نف�سه يتكرر ف ��ي كل مكان في �شمال‬ ‫�أفريقي ��ا‪ .‬ربما كانت الم�شكلة �أكثر �إثارة في تون�س‬ ‫م ��ن �أي مكان �آخ ��ر ف ��ي المنطقة‪ .‬لق ��د ت�ضاعف‬ ‫بب�ساط ��ة ع ��دد ط�ل�اب الجامع ��ات هن ��اك خالل‬ ‫عق ��د من الزمن بعد الع ��ام ‪ .2000‬من دون تو�سع‬ ‫منا�سب في فر�ص العمل‪� ،‬إرتفع معدل البطالة بين‬ ‫خريجي الدرا�سات العليا‪ ،‬بين ‪ 2005‬و‪ ،2011‬من‬ ‫‪ 14‬ال ��ى ‪ 29‬في المئ ��ة‪ .‬في المغ ��رب‪ ،‬حيث ي�شكل‬ ‫الإلتح ��اق بالجامع ��ة الم�ست ��وى عين ��ه‪� ،‬إنخف�ضت‬ ‫ن�سب ��ة العاطلين عن العمل بين خريجي الجامعات‬ ‫من ‪ 29‬في المئة �إلى ‪ 18‬في المئة‪.‬‬


‫المغرب العربي‬

‫المغرب‬

‫ال�سعودية �أكبر الم�ستثمرين‪ ...‬والقطريون قادمون بقوة‬

‫رياح اإلستثمار الخليجي تهب على المملكة المغربية‬ ‫ت�ستع��د المملكة العربية ال�سعودي��ة لتو�سيع �إ�ستثماراتها في المملك��ة المغربية لت�شمل الإ�ستثمار‬ ‫ف��ي ال�سياح��ة وال�صناعة والزراعة وكذلك الموانىء التي تدعم قط��اع النقل‪� ،‬إلى جانب قطر التي‬ ‫رفع��ت مخ�ص�صاتها الإ�ستثمارية في القطاع ال�سياحي ليتجاوز ‪ 4‬مليارات دوالر �إنطالقا" من ال�سنة‬ ‫الما�ضية‪ ،‬وت�ستعد لتو�سيع ا�ستثماراتها لت�شمل قطاع الإت�صاالت‪.‬‬ ‫الدار البي�ضاء‪ - ‬محمد لديب‬ ‫�أقدم المغرب في ال�سنتين االخيرتين‬ ‫عل ��ى تبن ��ي �إ�ستراتيجي ��ة جدي ��دة‬ ‫تعتم ��د على التركي ��ز ب�شكل كبير عل ��ى �إ�ستقطاب‬ ‫الإ�ستثمارات العربية‪ ،‬بعدما �أظهرت المجموعات‬ ‫الإ�ستثماري ��ة الغربية‪ ،‬وعلى ر�أ�سه ��ا الإ�ستثمارات‬ ‫الأوروبية التي كانت ت�شكل ر�أ�س الحربة في البنية‬ ‫الإقت�صادي ��ة المغربي ��ة ط ��وال العق ��ود الما�ضية‪،‬‬ ‫محدوديته ��ا ف ��ي مواجه ��ة الأزم ��ات الإقت�صادية‬ ‫العالمي ��ة الت ��ي ع�صف ��ت بمجموع ��ات �إ�ستثمارية‬ ‫غربية وحمل ��ت �شركات �صناعي ��ة وخدماتية على‬ ‫�إع ��ادة التفكير ف ��ي تمركز �إ�ستثماراته ��ا بما فيها‬ ‫م�شاريعها في المملكة‪.‬‬ ‫وبدا جليا" تغيي ��ر �إ�ستراتيجية المغرب في مجال‬ ‫�إ�ستقط ��اب الإ�ستثم ��ارات الأجنبية ف ��ي ال�سنتين‬ ‫الأخيرتي ��ن مع توال ��ي زي ��ارات كب ��ار الم�س�ؤولين‬ ‫والم�ستثمري ��ن الع ��رب م ��ن دول مجل� ��س التعاون‬ ‫الخليجي �إلى المملكة‪ ،‬لتت َّوج بزيارة الملك محمد‬

‫ال�ساد� ��س الأخيرة الى المنطقة الت ��ي يعول عليها‬ ‫المغارب ��ة لم�ساعدته ��م على الخروج م ��ن الأزمة‬ ‫الإقت�صادي ��ة التي ب ��د�أ الإقت�ص ��اد المغربي يعاني‬ ‫منها‪.‬‬ ‫وال يخف ��ي الم�س�ؤولون الحكوميون المغاربة حاجة‬ ‫المملكة الى �إ�ستقطاب �إ�ستثمارات خليجية ق�صد‬ ‫الم�ساهم ��ة ف ��ي التعوي� ��ض ع ��ن تراج ��ع م�ست ��وى‬ ‫الإ�ستثم ��ارات الأجنبي ��ة المبا�شرة‪ ،‬وه ��و ما �أكده‬ ‫تقري ��ر الإ�ستثم ��ار العالمي للع ��ام ‪ 2011‬ال�صادر‬ ‫ع ��ن م�ؤتم ��ر الأم ��م المتح ��دة للتج ��ارة والتنمية‬ ‫(الأونكت ��اد)‪ ،‬ف ��ي الإح�صائي ��ات الت ��ي �أ�صدرها‬ ‫والتي �أكدت قيمة الإ�ستثمارات الأجنبية المبا�شرة‬ ‫ال ��واردة الى المغرب في �سن ��ة ‪ 2010‬بلغت مليار‬ ‫و‪ 304‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫�ﻷ‬ ‫ووف ��ق تقرير الإ�ستثمار العالم ��ي ف�إن هذه ا رقام‬ ‫ت�ؤكد توا�صل تراجع م�ستوى الإ�ستثمارات الأجنبية‬ ‫ف ��ي المغ ��رب‪� ،‬إذ بلغت �سن ��ة ‪ 2009‬نح ��و ملياري‬ ‫دوالر (بالتحديد مليار و‪ 952‬مليون دوالر) مقابل‬ ‫‪ 2.48‬مليار دوالر في العام ‪.2008‬‬

‫ويرى محمد نجيب بولي ��ف‪ ،‬الوزير المنتدب لدى‬ ‫رئي�س الحكومة المكلف بال�ش�ؤون العامة والحكامة‬ ‫في الحكومة المغربية ان "المغرب من الدول الأكثر‬ ‫�إ�ستقطابا" لال�ستثمارات العربية البينية‪ ،‬وهناك‬ ‫تحد كبير من �أج ��ل �إدخال المالية الإ�سالمية الى‬ ‫ٍّ‬ ‫المغرب في نهاية هذا العام‪ ،‬لإعطاء نف�س وحافز‬ ‫جديدي ��ن للإ�ستثم ��ارات"‪ .‬م�ضيف ��ا �أن "المالي ��ة‬ ‫اال�سالمية لي�ست دافعا" لإ�ستقطاب الإ�ستثمارات‬ ‫فح�سب‪ ،‬و�إنما هي محرك �أ�سا�سي"‪.‬‬ ‫عل ��ي باجابر‪ ،‬الأمي ��ن العام لن ��ادي الم�ستثمرين‬ ‫العرب في المغرب‪ ،‬بدا متفائال" نوعا" ما بالن�سبة‬ ‫ال ��ى الإهتمام المغرب ��ي المتزاي ��د باال�ستثمارات‬ ‫العربي ��ة والم�ستثمري ��ن الع ��رب والخليجي ��ن على‬ ‫وج ��ه الخ�صو�ص‪ .‬لكن ��ه في المقاب ��ل ال يخفي �أن‬ ‫هن ��اك المزيد مم ��ا يجب على الرب ��اط القيام به‬ ‫ب�ش� ��أن جل ��ب �إهتم ��ام مزيد م ��ن رج ��ال الأعمال‬ ‫العرب والمجموعات الإ�ستثمارية العربية‪.‬‬ ‫الواق ��ع ان مرتب ��ة المملك ��ة ف ��ي ت�صني ��ف الدول‬ ‫العربية الم�ستقطبة للإ�ستثمارات العربية البينية‪،‬‬ ‫مطلوب �إ�ستثمارات في كل مكان في المغرب‬

‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪43‬‬


‫المغرب العربي ¶ �شمال �أفريقيا‬

‫طالب الجامعات في المغرب‪:‬‬ ‫المتخرجون منهم وجدوا فر�ص عمل ولكن‪...‬‬

‫وخ�صو�ص ��ا" خريج ��ات الجامعات عاني ��ن �أي�ضا"‬ ‫عل ��ى نحو غي ��ر متنا�س ��ب م ��ن البطال ��ة‪ .‬الأرقام‬ ‫ف ��ي �شمال �أفريقي ��ا تظهر �أن الفج ��وة بين الإناث‬ ‫ال�شاب ��ات والذك ��ور ال�شب ��اب ف ��ي ن�س ��ب البطال ��ة‬ ‫�إت�سعت ب�سرعة في غير �صالح المر�أة‪.‬‬ ‫الواقع ان هناك تحديات �صعبة تنتظر بلدان �شمال‬ ‫�أفريقيا‪ .‬ويتوقع �أهل الخبرة �أن تنتع�ش �إقت�صادات‬ ‫المنطقة م ��رة �أخرى‪ ،‬ومن المرجح ان يبلغ معدل‬ ‫نم ��و الناتج المحلي الإجمالي ‪ 4‬ف ��ي المئة بحلول‬ ‫العام ‪ .2013‬ولكن هناك المزيد من الحاجات في‬ ‫ال�سنوات المقبل ��ة‪ ،‬خ�صو�صا �أن ‪ -‬كما توقعت من‬ ‫قبل منظم ��ة العمل الدولية (‪ - )ILO‬من المتوقع‬ ‫�إ�ضافة ‪ 10‬ماليين �شاب و�شابة الى �سوق العمل في‬ ‫�شمال �أفريقيا بحلول عام ‪.2020‬‬ ‫لكن �أكثر تحديا" من ح�سابات البطالة الب�سيطة‪،‬‬ ‫ه ��ي المكان ��ة ال�سيا�سي ��ة والإجتماعي ��ة للأجي ��ال‬ ‫الجدي ��دة التي �ستدخ ��ل �إلى �سوق العم ��ل‪� .‬أف�ضل‬ ‫تعليم ��ا" و�أكث ��ر تط ��ورا" �سيا�سي ��ا" م ��ن الأجيال‬ ‫ال�سابقة‪ ،‬لن يكون من ال�سهل اللعب عليها �أو بيعها‬ ‫مرة �أخرى "فطيرة من الف�ضاء"‪.‬‬ ‫الحقيقة �أنه ل ��ن تكون هناك حكومة واحدة قادرة‬ ‫‪42‬‬

‫كبير االقت�صاديين في‬ ‫بنك التنمية الأفريقي متولي نكوبي‪:‬‬ ‫ان تعليم ال�شباب من حيث عدد‬ ‫ال�سنوات في المدار�س والجامعات‬ ‫ي�سير �أ�سرع من نمو ال�سكان في‬ ‫�شمال �أفريقيا‬ ‫يتوقع �أهل الخبرة �أن‬ ‫تنتع�ش �إقت�صادات المنطقة‬ ‫المغاربية مرة �أخرى ومن المرجح‬ ‫ان يبلغ معدل نمو الناتج المحلي‬ ‫الإجمالي ‪ 4‬في المئة بحلول‬ ‫العام ‪2013‬‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫على �إ�صالح �أوجه الق�ص ��ور المتراكمة بين ع�شية‬ ‫و�ضحاها من الما�ضي‪� .‬سوف ي�ستغرق الأمر بع�ض‬ ‫الوق ��ت والجهد وموازنات ج ��ادة لتنفيذ �سيا�سات‬ ‫التنمي ��ة الت ��ي ال تترك �أي منطق ��ة �أو جن�س �أو فئة‬ ‫عمري ��ة‪ .‬وهناك الكثير يجب �أن يح ��دث‪� ،‬أي�ضا"‪،‬‬ ‫ف ��ي عق ��ول الأجي ��ال ال�شابة‪ ،‬الت ��ي لديه ��ا قناعة‬ ‫بمزايا الإبتكار والإعتماد عل ��ى الذات‪ ،‬والمبادرة‬ ‫ال�شخ�صي ��ة‪ ،‬والمح ��ركات الالزم ��ة للإنتاجي ��ة‪،‬‬ ‫والقدرة التناف�سية والنمو‪.‬‬ ‫حت ��ى �ضم ��ن ه ��ذه المعايي ��ر‪ ،‬ي�أم ��ل الخب ��راء‪� ،‬أن‬ ‫"الت�ضخم ال�شبابي"الحالي في �شمال �أفريقيا ي�شكل‬ ‫فر�صة‪ ،‬خ�صو�صا"‪ ،‬كما �أو�ضح متولي نكوبي‪ ،‬كبير‬ ‫االقت�صاديين في بنك التنمية الأفريقي‪ ،‬ان "تعليم‬ ‫ال�شب ��اب م ��ن حيث ع ��دد ال�سن ��وات ف ��ي المدار�س‬ ‫والجامعات ي�سي ��ر �أ�سرع من نمو ال�سكان في �شمال‬ ‫�أفريقي ��ا "‪ .‬ولكن لتج�سيد تلك الفر�صة‪ ،‬يجب على‬ ‫دول المنطق ��ة �أوال" ان تلقي نظرة ثانية �شاملة في‬ ‫نظمها التعليمية وو�ضع �أ�س�س القت�صادات تناف�سية‬ ‫متنوعة‪ ،‬والتي يمكن لها �إنتاج ما يكفي من وظائف‬ ‫عالية الجودة للجي ��ل المقبل الذي �سيبلغ عدده ‪10‬‬ ‫ماليين �شاب و�شابة‬


‫وظائف جديدة للمواطني ��ن‪ ،‬كما �أن الإ�ستثمارات‬ ‫الأجنبية المبا�شرة تعتبر دليال" ناجحا" على مدى‬ ‫قناعة الم�ستثمرين الدوليين ب�أهمية الإ�ستثمار في‬ ‫تل ��ك الدول وذلك بالنظر ال ��ى الأفاق الم�ستقبلية‬ ‫لتل ��ك الإقت�صادات‪ .‬وهناك تقدي ��ر ومناف�سة بين‬ ‫الدول لإ�ستقطاب الإ�ستثم ��ارات الأجنبية بالنظر‬ ‫الى دورها في حل بع�ض المع�ضالت الإقت�صادية‪.‬‬ ‫وهذا ما ينطبق على المملكة المغربية التي قامت‬ ‫بمجهودات كبيرة في الإثني ع�شر عاما" الما�ضية‬ ‫م ��ع مالحظة ت�سريع كبي ��ر لوتيرتها ف ��ي العامين‬ ‫المن�صرمين‪.‬‬ ‫ويالح ��ظ بع� ��ض �أه ��ل الخب ��رة �أن الإ�ستثم ��ارات‬ ‫الخليجية تذهب الى مواط ��ن القوة في الإقت�صاد‬ ‫المغرب ��ي‪ ،‬وتحدي ��دا" تل ��ك المتعلق ��ة بقطاعات‬ ‫ال�سياح ��ة ك�إن�ش ��اء وتطوي ��ر منتجع ��ات �سياحي ��ة‬ ‫وفن ��ادق و�شق ��ق �سكني ��ة‪ .‬وف ��ي المقاب ��ل‪ ،‬يق ��ول‬ ‫مراقب ��ون �إن ��ه ال يمك ��ن الحدي ��ث ع ��ن وج ��ود‬ ‫�إ�ستثمارات خليجية �ضخمة في قطاع الزراعة في‬ ‫المغ ��رب على الرغ ��م من وجود الحاج ��ة الى �سد‬ ‫الفج ��وة الغذائية‪ .‬فح�سب درا�سة لوحدة الأبحاث‬ ‫ف ��ي م�ؤ�س�س ��ة الإيكونوم�س ��ت البريطاني ��ة‪ُ ،‬قدِّ رت‬ ‫فات ��ورة الإ�ستي ��راد الغذائي ل ��دول الخليج ال�ست‬ ‫بنحو ‪ 27‬مليار دوالر في ‪.2011‬‬ ‫وزير المالي ��ة ال�سعودي‪� ،‬إبراهي ��م بن عبدالعزيز‬ ‫الع�ساف‪ ،‬قال م ��ن جهته في ت�صريحات �صحافية‬ ‫على هام�ش الزيارة الر�سمية التي قام بها العاهل‬ ‫المغرب ��ي المل ��ك محم ��د ال�ساد� ��س ال ��ى المملكة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودي ��ة ف ��ي ت�شري ��ن الأول (اكتوبر)‬ ‫المن�صرم‪ ،‬ان هن ��اك قطاعات مهمة في المغرب‬ ‫�أعطي ��ت الأولوي ��ة لخدم ��ة البيئ ��ة الإ�ستثماري ��ة‪،‬‬ ‫وه ��ي من �أف�ضل البيئ ��ات الإ�ستثماري ��ة في الدول‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف الم�س�ؤول ال�سعودي‪" :‬هن ��اك �إقبال من‬ ‫القطاع الخا�ص ال�سعودي على الإ�ستثمار ال�سياحي‬ ‫وال�صناعي والزراعي وكذلك الموانىء التي تدعم‬ ‫قطاع النقل"‪.‬‬ ‫و�أكد الع�ساف على ان "ال�سعودية والمغرب قطعتا‬ ‫�شوط� � ًا كبي ��ر ًا في م ��ا يتعل ��ق بالم�شروع ��ات التي‬ ‫�سيمولها ال�صندوق ال�سعودي للتنمية‪ ،‬وتم االتفاق‬ ‫عل ��ى �أن تكون هناك لجنة فني ��ة في هذا الجانب‪،‬‬ ‫فالم�س�ؤول ��ون ع ��ن ال�صن ��دوق ال�سع ��ودي للتنمية‬ ‫�سيتوجه ��ون �إلى المغرب للبح ��ث النهائي في هذه‬ ‫الم�شروعات والبدء فور ًا في التنفيذ"‪.‬‬ ‫وي ��رى عل ��ي باجابر من جهته عل ��ى �أن ال�صناديق‬

‫وزير المالية ال�سعودي �إبراهيم‬ ‫بن عبدالعزيز الع�ساف‪" :‬هناك قطاعات‬ ‫مهمة في المغرب �أعطيت الأولوية‬ ‫لخدمة البيئة الإ�ستثمارية وهي من‬ ‫�أف�ضل البيئات الإ�ستثمارية في‬ ‫الدول العربية"‬ ‫ال�سيادي ��ة (كما الم�ستثمرين) في ال�سعودية ودول‬ ‫الخلي ��ج العربي تركز ب�شكل كبي ��ر على الإ�ستثمار‬ ‫ف ��ي ال�سياحة �أو الزراعة والت ��ي تندرج في �سيا�سة‬ ‫المراهنة على مواطن القوى لأي اقت�صاد‪.‬‬ ‫وي�ساه ��م قطاع الزراع ��ة بنحو ‪ 17‬ف ��ي المئة من‬ ‫النات ��ج المحل ��ي الإجمال ��ي كما انه يق ��وم بتوفير‬ ‫ما يرب ��و على ‪ 44‬في المئة من الق ��وى العاملة في‬ ‫المغ ��رب‪ .‬ويقول مراقب ��ون �إن االقت�صاد المغربي‬ ‫يتمت ��ع بمزاي ��ا تناف�سي ��ة ف ��ي قط ��اع ال�سياح ��ة‬ ‫وخ�صو�ص ��ا" ف ��ي مج ��ال المجمع ��ات ال�سياحي ��ة‬ ‫والفنادق والمطاع ��م والمجاالت الأخرى المكملة‬ ‫مثل الت�سلية‪.‬‬ ‫يعتبر قطاع ال�سياحة بدوره واحدا" من القطاعات‬ ‫الإقت�صادي ��ة الت ��ي تلق ��ى �إهتمام ��ا" كبي ��را" من‬ ‫ط ��رف الم�ستثمري ��ن الخليجيي ��ن‪ ،‬وعل ��ى ر�أ�سهم‬ ‫الم�ستثمري ��ن القطريي ��ن الذي ��ن ر�ص ��دوا العام‬ ‫الما�ضي �إ�ستثمارات �ضخمة في المجال ال�سياحي‬

‫الأمين العام لنادي الم�ستثمرين العرب علي باجبير‪:‬‬ ‫الإ�ستثمارات الخليجية مقبلة الى المغرب‬

‫المغرب ��ي بلغت نح ��و �أربعة ملي ��ارات دوالر‪ .‬وقال‬ ‫م�س�ؤول ��ون مغارب ��ة �إن ه ��ذا الإ�ستثم ��ار المال ��ي‬ ‫القط ��ري الكبير في مجال ال�سياحة المغربية جاء‬ ‫لي�ساهم ف ��ي م�شروع التنمي ��ة ال�سياحية المغربية‬ ‫ال ��ذي ت�شترك في ��ه الدول ��ة المغربية م ��ع �شركاء‬ ‫�إ�ستراتيجيين‪.‬‬ ‫ويب ��دو ان الإ�ستثم ��ارات القطري ��ة ل ��ن تقف عند‬ ‫هذا الح ��د‪ ،‬فوف ��ق م�ص ��ادر خا�ص ��ة ب "�أ�سواق‬ ‫العرب"‪ ،‬ف�إن مجموعة كيوتل القطرية ت�سعى الى‬ ‫الح�صول عل ��ى ح�صة فيفان ��دي الفرن�سية‪ ،‬التي‬ ‫تعان ��ي من م�شاكل مالي ��ة �صعبة م ��ع الم�ؤ�س�سات‬ ‫البنكي ��ة الفرن�سي ��ة والأوروبية ب�سب ��ب مت�أخرات‬ ‫ل ��م ت�سدده ��ا المجموع ��ة الفرن�سية‪ ،‬ف ��ي �شركة‬ ‫�إت�ص ��االت المغ ��رب الت ��ي تعتب ��ر �أكب ��ر �شرك ��ة‬ ‫لخدم ��ات االت�ص ��االت الهاتفي ��ة والأنترني ��ت في‬ ‫المملك ��ة المغربية كما انها تمتل ��ك مجموعة من‬ ‫الفروع في �إفريقيا‪.‬‬ ‫و�سب ��ب تزايد �إهتم ��ام المجموع ��ات الإقت�صادية‬ ‫اال�ستثماري ��ة الخليجية بال�س ��وق المغربية يربطه‬ ‫عل ��ي باجابر بالتطور الإيجابي ال ��ذي لم�س بع�ض‬ ‫الهي ��اكل الإقت�صادي ��ة ف ��ي المملك ��ة ف ��ي الفت ��رة‬ ‫الأخيرة‪ .‬حيث يقول �أنه �إلى جانب كون الإقت�صاد‬ ‫المغرب ��ي ال يعان ��ي م ��ن مع�ضلة الت�ضخ ��م الأمر‬ ‫الذي ي�ش ��كل حافزا" �إ�ضافيا" للإ�ستثمار في هذا‬ ‫االقت�ص ��اد لأن ذلك ال ينال م ��ن القدرة ال�شرائية‬ ‫للأم ��وال الم�ستثم ��رة‪( ،‬ح�سب درا�س ��ة ل�صندوق‬ ‫النق ��د الدولي‪ ،‬بلغت ن�سبة الت�ضخم في الإقت�صاد‬ ‫المغربي نحو ‪ 1‬في المئة في العام ‪ 2010‬مع ارتفاع‬ ‫�إل ��ى حدود ‪ 1.5‬في المئة في ‪ ،) 2011‬ف�إنه تمكن‬ ‫من تطوي ��ر ن�سيج اقت�صادي محل ��ي وهو ما �شجع‬ ‫على �إ�ستقطاب الم�ستثمرين الأجانب والعرب على‬ ‫حد �سواء‪.‬‬ ‫لك ��ن ف ��ي المقاب ��ل ي�ش ��دد الأمي ��ن الع ��ام لنادي‬ ‫الم�ستثمري ��ن الع ��رب عل ��ى �ض ��رورة �إزال ��ة بع�ض‬ ‫العوائ ��ق الت ��ي تح ��ول دون تو�سع مج ��االت تدخل‬ ‫كبري ��ات المجموع ��ات الإ�ستثماري ��ة العربي ��ة‬ ‫ف ��ي المغ ��رب‪ .‬ويق ��ول "هن ��اك بع� ��ض الملف ��ات‬ ‫الإ�ستثمارية العالقة‪ ،‬والتي �أعتقد ان �إيجاد حلول‬ ‫لها يم ��ر بال�ضرورة عبر �إق ��دام حكومة عبد الإله‬ ‫بنكي ��ران عل ��ى �إن�شاء مجل�س �أعل ��ى ينح�صر دوره‬ ‫في البت في الملفات الإ�ستثمارية العربية العالقة‬ ‫وتبني مزيد من التدابير الجريئة لموا�صلة تطوير‬ ‫الإدارة المغربي ��ة والإج ��راءات الإدارية التي تهم‬ ‫الم�شاريع الإ�ستثمارية"‬

‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪45‬‬


‫المغرب العربي‬

‫¶‬

‫المغرب‬

‫الملك محمد ال�ساد�س مع الملك عبدالله بن عبد العزيز‪:‬‬ ‫زيارة هدفها �سيا�سي و�إقت�صادي‬

‫ال تعك� ��س الإمكان ��ات والفر� ��ص الإ�ستثمارية التي‬ ‫يتمتع به ��ا ويوفرها الإقت�صاد المغربي‪ .‬وقال علي‬ ‫باجاب ��ر ل "�أ�سواق الع ��رب" �إن "تقرير الإ�ستثمار‬ ‫العالم ��ي للع ��ام ‪� 2011‬أك ��د �أن المغ ��رب يحت ��ل‬ ‫المرتبة الثامنة �ضمن قائمة الدول العربية الأكثر‬ ‫�إ�ستقطابا لتدفق ��ات الإ�ستثمارات العربية البينية‬ ‫المبا�شرة خالل ال‪ 17‬عاما" الما�ضية‪� ،‬أي ما بين‬ ‫�سنتي ‪ 1995‬و‪ ،2011‬فيما بلغت القيمة الإجمالية‬ ‫للإ�ستثم ��ار العربي في المغ ��رب ‪ 6.5‬مليار دوالر‬ ‫ن�سب ��ة ‪ 3.7‬في المئة من �إجمالي اال�ستثمارات في‬ ‫كاف �أبدا""‪.‬‬ ‫المغرب‪ ،‬وهذا امر غير ٍ‬ ‫وي�ضيف باجابر‪ ،‬وهو رجل �أعمال �سعودي ي�ستثمر‬ ‫ف ��ي قطاع ��ات خدماتية عدي ��دة‪ ،‬ان ما يجب على‬ ‫المغاربة الإنتباه �إليه ه ��و �أن "حجم الإ�ستثمارات‬ ‫الخليجي ��ة �سيتج ��اوز ال‪ 10‬تريليون ��ات دوالر ف ��ي‬ ‫العق ��د المقبل‪ ،‬والمملك ��ة المغربية يجب �أن تعمل‬ ‫عل ��ى �إ�ستقط ��اب جزء ول ��و ب�سيط من ه ��ذا الكم‬ ‫الهائل من الإ�ستثمارات‪ ،‬لكن هناك مجموعة من‬ ‫الأم ��ور الحيوية يج ��ب القيام بها لج ��ذب �إهتمام‬ ‫الم�ستثمرين الخليجيين وال�صناديق ال�سيادية في‬ ‫دول مجل�س التعاون"‪.‬‬ ‫وفي ظل تزايد �إهتمامات المجموعات الم�صرفية‬ ‫الخليجي ��ة بال�س ��وق المغربي ��ة‪ ،‬قال عل ��ي باجابر‬ ‫"هذا �أمر �إيجابي ويعك�س جاذبية ال�سوق المغربي‬ ‫بالن�سبة الى المجموعات الإ�ستثمارية في الخليج‪،‬‬ ‫�إذ هناك مجموعات م�صرفية من ال�سعودية وقطر‬ ‫ال تنتظ ��ر �سوى �ص ��دور قانون البن ��وك الإ�سالمية‬ ‫‪44‬‬

‫لتعلن دخولها الى ال�سوق الم�صرفية المغربية"‪.‬‬ ‫م ��ن جهت ��ه يق ��ول المحل ��ل الإقت�ص ��ادي المغربي‬ ‫عمر الكتان ��ي‪� ،‬أن "فتح �سوق مالي ��ة �إ�سالمية في‬ ‫المغ ��رب‪� ،‬سي�ساه ��م ب�ش ��كل كبير ف ��ي �إ�ستقطاب‬ ‫الإ�ستثمارات العربية الإ�سالمية المهمة"‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف‪" :‬ال يخف ��ى عل ��ى �أح ��د �أن الإمكان ��ات‬ ‫والأر�ضية متوفرت ��ان‪ ،‬والو�ضع الجغرافي للمغرب‬ ‫عامل م�ساع ��د‪ ،‬لكن المطل ��وب الإرادة ال�سيا�سية‬ ‫فح�سب وهو عامل متوفر في الوقت الراهن"‪.‬‬ ‫وعل ��ي باجاب ��ر ال ��ذي ه ��و م ��ن م�ؤ�س�س ��ي ن ��ادي‬ ‫الم�ستثمري ��ن العرب (ي�ض ��م ممثلين عن كبريات‬

‫الأمين العام لنادي الم�ستثمرين‬ ‫العرب في المغرب علي باجابر‪ :‬على‬ ‫حكومة عبد الإله بنكيران �إن�شاء‬ ‫مجل�س �أعلى ينح�صر دوره في البت‬ ‫في الملفات الإ�ستثمارية العربية‬ ‫العالقة وتبني مزيد من التدابير‬ ‫الجريئة لموا�صلة تطوير الإدارة‬ ‫المغربية والإجراءات الإدارية التي‬ ‫تهم الم�شاريع الإ�ستثمارية‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫وزير المالية ال�سعودي �إبراهيم بن عبد العزيز الع�ساف‪:‬‬ ‫�إهتمام �سعودي وخليجي يالإ�ستثمار في المغرب‬

‫المجموع ��ات الإ�ستثمارية العربي ��ة الخليجية من‬ ‫بينها مجموعة طاقة والقدرة الإماراتية ومجموعة‬ ‫�ساب ��ك ومجموع ��ة دل ��ة البرك ��ة ال�سعوديتي ��ن‬ ‫ومجموع ��ة "�س ��ي �إم كا دي" الكويتي ��ة)‪� ،‬إعتب ��ر‬ ‫�أن هن ��اك بالفعل نوعا" م ��ن التباين على م�ستوى‬ ‫تدفق ��ات الإ�ستثمارات الأجنبية المبا�شرة الواردة‬ ‫الى المغرب‪.‬‬ ‫وي�ضي ��ف باجابر‪" :‬لق ��د بد�أت حدة ه ��ذا التباين‬ ‫تنخف� ��ض ف ��ي الفت ��رة الأخي ��رة‪ ،‬حي ��ث لعب ��ت‬ ‫مجموعة م ��ن العوام ��ل الإ�ستراتيجي ��ة دورها في‬ ‫ه ��ذا االتجاه"‪ .‬وي�ضيف‪" :‬في ال�سابق كان الرهان‬ ‫الأوروب ��ي يعل ��و عل ��ى نظي ��ره العربي‪ ،‬وه ��ذا �أمر‬ ‫طبيعي بالنظر �إلى العالقات التاريخية التي تربط‬ ‫الجاري ��ن المتقاربين �إلى جان ��ب فترة الحمايتين‬ ‫الفرن�سية والإ�سبانية‪ ،‬لكننا نجد �أن هذه الو�ضعية‬ ‫قد تغي ��رت تماما" في الوق ��ت الحالي خ�صو�صا"‬ ‫و�أن دول الخلي ��ج ل ��م تت�أث ��ر بتات ��ا" بتداعي ��ات‬ ‫الأزم ��ة العالمية من جهة‪ ،‬والخب ��رة التي راكمتها‬ ‫ال�صنادي ��ق الإ�ستثماري ��ة ال�سيادي ��ة الخليجي ��ة‬ ‫والقطاع الخا�ص الل ��ذان �أ�صبحا يتمتعان بمعرفة‬ ‫كبي ��رة في عالم المال والأعم ��ال والإ�ستثمار على‬ ‫ال�صعيد الدولي"‪.‬‬ ‫و�إعتبر باجابر في حديثه الى "�أ�سواق العرب" �أن‬ ‫الإ�ستثمارات الأجنبية هي م�س�ألة جوهرية بالنظر‬ ‫الى قدرتها على الم�ساهمة في مواجهة التحديات‬ ‫الإقت�صادي ��ة المحلية‪ ،‬مثل تطوير البنية التحتية‪،‬‬ ‫وتعزي ��ز المناف�س ��ة في ال�س ��وق المحلي ��ة‪ ،‬و�إيجاد‬


‫لندن ‪ -‬مي�شال مظلوم‬ ‫�أعلن ��ت حكوم ��ة �أوزبك�ست ��ان �أخي ��را"‬ ‫‪� 2012‬سن ��ة الأ�س ��رة القوي ��ة‪ .‬وكج ��زء‬ ‫من هذه الحمل ��ة الر�سمية‪ ،‬تقوم ال�سلطات ب�إجبار‬ ‫المواطنين على الم�شاركة في حملة "‪ 1000‬عر�س‬ ‫و‪ 1000‬خت ��ان" ف ��ي مختل ��ف �أنحاء الب�ل�اد‪ .‬ولما‬ ‫كانت الم�ؤ�س�سة التي تديرها غولنارا �إبنة الرئي�س‬ ‫ الديكتات ��ور �إ�سالم كريموف ه ��ي الم�س�ؤولة عن‬‫تنظي ��م ه ��ذا المهرج ��ان‪ ،‬يمك ��ن فه ��م �إمتعا� ��ض‬ ‫الأوزبكيين من هذا الح ��دث الغريب وت�سا�ؤلهم �إن‬ ‫كان الأم ��ر يعني الإحتف ��ال بعائلة واحدة على وجه‬ ‫الخ�صو� ��ص‪ .‬ف ��ي الواقع‪ ،‬ان الأمر لي� ��س جديدا"‪،‬‬ ‫لقد �أجبر المواطنون في البالد على الإحتفال بقوة‬ ‫عائلة كريموف على مدى العقدين الما�ضيين‪.‬‬ ‫�أوزبك�ست ��ان لي�ست الدولة الوحي ��دة التي تمتاز في‬ ‫ه ��ذا المجال في منطقتها‪ .‬في غي ��اب الم�ؤ�س�سات‬ ‫الديموقراطية‪ ،‬ف� ��إن قوة الأ�سر الرئا�سية الحاكمة‬ ‫غالب ��ا" ما ت�ش� � ّكل اللحمة التي تحم ��ي العديد من‬ ‫الديكتاتوري ��ات الأورو‪� -‬آ�سيوي ��ة م ��ن الإنهيار‪ .‬في‬ ‫كثي ��ر من الأحي ��ان يتك ّه ��ن المع ّلقون ح ��ول ما �إذا‬ ‫كان زعماء م ��ا بعد الحقب ��ة ال�سوفياتية ّ‬ ‫يح�ضرون‬ ‫�أوالده ��م لخالفتهم‪ ،‬على نم ��ط عائالت كيم (في‬ ‫كوري ��ا ال�شمالية) والأ�سد (ف ��ي �سوريا) والقذافي‬ ‫(ف ��ي ليبيا) ‪ ...‬ولكن �أبناء �س�ل�االت هذه الأنظمة‬ ‫ال ينتظ ��رون �أقوال ال�صح ��ف ليفعلوا‪ ،‬فهم يلعبون‬ ‫دوره ��م فعليا" من ��ذ الآن‪ .‬بالإ�ضاف ��ة �إلى قيامهم‬ ‫بمه ��ام �سف ��راء بالدهم ف ��ي الخ ��ارج �أو في بع�ض‬ ‫الأحي ��ان �أع�ض ��اء ف ��ي البرلمان ��ات "المع ّين ��ة"‬ ‫�إنتخابيا"‪ ،‬يعمل ه� ��ؤالء غالبا" كالعبين حا�سمين‬ ‫لأنظمة عائالتهم للهيمنة على الإقت�صاد ب"قب�ضة‬ ‫حديدية"‪ ،‬بو�صفهم �إمت ��دادا" لإدارات �آبائهم في‬ ‫قطاع الأعمال وخارجه‪.‬‬ ‫ولكن كيف يحدث ذلك؟‬ ‫للإجاب ��ة عن هذا ال�س� ��ؤال في ما ي�أت ��ي جولة على‬ ‫ق�ص�ص �أغنى الأ�سر الحاكمة في �آ�سيا الو�سطى �أو‬ ‫في "�أورا�سيا"‪.‬‬

‫�أوزبك�ستان‬ ‫وفق ��ا" لكاب�ل�ات "ويكيليك� ��س" الديبلوما�سي ��ة‬ ‫الأميركية‪ ،‬تنظر عامة النا�س الى غولنارا كريموفا‬ ‫عل ��ى �أنها "بارونة ال�سرق ��ة"‪ ،‬لهيمنتها على معظم‬ ‫قطاع ��ات الأعمال ف ��ي �أوزبك�ستان‪ .‬ف ��ي حين انها‬ ‫تنف ��ي ال�شك ��وك الم�ست�شرية على نط ��اق وا�سع عن‬

‫غولنارا كريموفا‪" :‬بارونة ال�سرقة" في �أوزبك�ستان‬

‫مجلة "بيالن" ت�ضع كريمتي رئي�س‬ ‫�أوزبك�ستان غولنار كريموفا وتيليا‬ ‫�إيفا على الئحة �أغنى ‪� 300‬شخ�ص في‬ ‫يقدرون ثروة غولنار‬ ‫�سوي�سرا وخبراء ّ‬ ‫وحدها بـ ‪ 3‬مليارات دوالر‬ ‫م�شاركته ��ا وم�ساهمتها‪ ،‬ف� ��إن تقارير عدة �صدرت‬ ‫�أخيرا" ت�شير الى ان كريموفا هي قوة رئي�سة خلف‬ ‫م�سجلة مترامية الأطراف معروفة‬ ‫�شركة �سوي�سرية ّ‬ ‫با�سم "زيروماك�س" (‪ )Zeromax‬والتي �أغلقتها‬ ‫ال�سلطات في ظ ��روف غام�ضة ف ��ي ‪ .2010‬وكانت‬ ‫"زيروماك� ��س" �أكب ��ر �شركة في القط ��اع الخا�ص‬ ‫ف ��ي �أوزبك�ست ��ان‪ ،‬حي ��ث كان ��ت تعمل ف ��ي الزراعة‬ ‫والمن�سوجات‪ ،‬والبناء‪ ،‬والتعدين‪ ،‬والطاقة‪.‬‬ ‫و ُيعتق ��د ان كريموف ��ا ت�سيط ��ر �أي�ض ��ا" على م�صنع‬ ‫تعبئ ��ة الك ��وكا ك ��وال ف ��ي �أوزبك�ست ��ان‪ ،‬ال ��ذي كان‬ ‫مملوكا" جزئيا" من قب ��ل زوجها المقيم في والية‬ ‫ني ��و جير�س ��ي الأميركي ��ة حت ��ى طالقهم ��ا‪ ،‬حي ��ث‬ ‫�ص ��ادرت المحاك ��م الأوزبكية بعده ��ا ح�صته‪ .‬في‬ ‫تم ��وز (يوليو) الما�ضي‪� ،‬إدّعى م�س�ؤولون في �شركة‬ ‫"�أم ت ��ي �أ�س" (‪ )MTS‬الرو�سي ��ة لت�شغيل الهاتف‬ ‫المحم ��ول‪ ،‬ان كريموف ��ا كان ��ت وراء الإ�ستح ��واذ‬

‫المعادي لف ��رع ال�شركة الأوزبك ��ي "�أوزدونروبيتا"‬ ‫(‪ .)Uzdunrobita‬وكان ��ت كريموف ��ا تملك الفرع‬ ‫ف ��ي ال�سابق حتى الع ��ام ‪ ،2004‬عندم ��ا باعته الى‬ ‫"�أم ت ��ي ٍ �أ� ��س" (‪ .)MTS‬والآن بعدما بلغت قيمته‬ ‫حوال ��ى ملي ��ار دوالر‪ ،‬وي�سيط ��ر عل ��ى نح ��و ‪ 40‬في‬ ‫المئ ��ة من �سوق �أوزبك�ستان للهاتف المحمول‪� ،‬شكا‬ ‫تنفيذي ��و "�أم تي �أ� ��س" (‪� )MTS‬أن نخب النظام‪،‬‬ ‫خ�صو�ص ��ا" كريموف ��ا‪ ،‬حري�صة عل ��ى م�صادرته‪،‬‬ ‫ب�إ�ستخ ��دام تكتي ��كات الدول ��ة النموذجي ��ة (�أي‬ ‫ال�ضرائب ومخالف ��ات التراخي�ص) لتحقيق ذلك‪.‬‬ ‫وق ��د �أزع ��ج ه ��ذا الإ�ستي�ل�اء الأوزبك ��ي ال�سلطات‬ ‫الرو�سي ��ة �إلى درج ��ة �أن ��ه كان المو�ض ��وع الرئي�س‬ ‫لمحادث ��ات هاتفي ��ة مط ّول ��ة بين وزي ��ري خارجية‬ ‫البلدين في �آب (�أغ�سط�س) الفائت‪.‬‬ ‫ونظ ��را" لأن�شطته ��ا التجاري ��ة المثي ��رة للج ��دل‪،‬‬ ‫ي�ستغرب المراقبون قي ��ام كريموفا بدور الم�س�ؤولة‬ ‫ع ��ن العالقات الدولية لنظ ��ام والدها‪ ،‬وهي مهمة‬ ‫�صعب ��ة لأن حكوم ��ة بالده ��ا تتمت ��ع ب�سمع ��ة �سيئة‬ ‫في مجال قت ��ل المتظاهرين و�إ�ستخ ��دام تكتيكات‬ ‫التعذيب التي زعم النا�س انها ت�شمل غلي ال�سجين‬ ‫في الماء وهو على قيد الحي ��اة‪ .‬وكرئي�سة م�ؤ�س�سة‬ ‫منتدى �أوزبك�ستان للثقافة والفنون (المفتر�ض غير‬ ‫حكومي ��ة)‪� ،‬أو �صندوق المنت ��دى‪ ،‬ك ّر�ست كريموفا‬ ‫نف�سه ��ا ل"توحي ��د جه ��ود الهيئ ��ات الديبلوما�سية‬ ‫والعام ��ة لإقام ��ة عالق ��ات �إجتماعي ��ة و�إن�ساني ��ة‬ ‫وعالمية بين الدول والكيانات الوطنية المتنوعة"‪،‬‬ ‫وفقا" لموقع المنظمة الألكتروني‪ .‬وت�شمل م�شاريع‬ ‫المنت ��دى مهرجانات فنية وثقافي ��ة محلية ت�شارك‬ ‫فيها مواه ��ب تختارها كريموفا‪ ،‬ف�ضال" عن حملة‬ ‫‪ 1,000‬حفل زفاف و�أ�سبوع فن (‪ - )Style.uz‬وهو‬ ‫ن�سخ ��ة ط�شقند عن �أ�سبوع المو�ض ��ة في نيويورك‪.‬‬ ‫ودوليا"‪� ،‬أن�ش�أ �صندوق المنتدى �شراكات مع متحف‬ ‫اللوفر في باري� ��س‪ ،‬والمجل�س الثقافي البريطاني‪،‬‬ ‫ووكالة التعاون الدول ��ي اليابانية‪ ،‬وم�ؤ�س�سة �سوزان‬ ‫جي كومن للعالج‪ ،‬واليون�سكو‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى عمل ��ت كريموفا �أي�ضا" على �إجبار‬ ‫مخازن النخب ��ة الراقية على عر�ض ماركة مالب�س‬ ‫"غولي" (‪ )Guli‬التي تملكها وعر�ضها في عرو�ض‬ ‫الأزي ��اء في جميع �أنح ��اء العالم‪ ،‬عل ��ى الرغم من‬ ‫ان ��ه جرى �إحب ��اط بع�ض هذه المح ��اوالت من قبل‬ ‫المدافعين عن حق ��وق الإن�سان الذين حاولوا ربط‬ ‫�إ�س ��م كريموف ��ا بانتهاكات نظ ��ام والده ��ا وب�شكل‬ ‫خا� ��ص لإ�ستخدام الأطفال في العمل الإجباري في‬ ‫حق ��ول القط ��ن الأوزبكية‪ .‬وعندم ��ا ال تكون مهتمة‬

‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪47‬‬


‫العالم‬

‫أوراسيا‬

‫عندما يعتبر �أهل ال�سلطة �أن بالدهم ملك خا�ص لهم ولعائالتهم‬

‫فسادستان!‬

‫قي��ل الكثير ع��ن الف�ساد الم�ست�شري في البلدان العربية‪ ،‬وخ�صو�ص��ا" تلك التي داهمتها عوا�صف‬ ‫"الربيع العربي"‪ ،‬ولكن �إذا �أمعنّا النظر في دول �أ�سيا الو�سطى (�أورا�سيا)‪ ،‬بما فيها‪� :‬أوزبك�ستان‪،‬‬ ‫كازاخ�ستان‪� ،‬أذربيجان‪ ،‬قرغير�ستان‪ ،‬لوجدنا ان الف�ساد العربي ما زال الى حد ما معقوال"‪ ،‬وطبعا"‬ ‫لي���س مقبوال"‪ ...‬لمعرفة التفا�صيل �إليك��م في ما يلي بارونات النفط‪ ،‬ومل��كات الأزياء‪ ،‬والأ�سر‬ ‫الحاكمة في �آ�سيا الو�سطى وعالم الف�ساد "الفاقع"‪.‬‬ ‫‪46‬‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬


‫ذاته لنجل الرئي�س البالغ ‪ 11‬عاما"‪.‬‬ ‫مث ��ل كريموف ��ا‪ ،‬عمل ��ت ليلى عل ��ى تح�سي ��ن �صورة‬ ‫عائلته ��ا‪( ،‬التي �شوهته ��ا الحم�ل�ات العنيفة التي‬ ‫�شنته ��ا �سلطات �آل علييف عل ��ى المعار�ضة و�سجن‬ ‫المد ّونين الناقدين على الإنترنت وال�صحافيين)‪،‬‬ ‫من خالل العمل الخيري‪ .‬فهي نائبة رئي�س م�ؤ�س�سة‬ ‫حيدر علييف‪ ،‬وهي منظمة "غير حكومية" تك ّر�س‬ ‫جهده ��ا لتطوير العل ��وم والتكنولوجي ��ا‪ ،‬وال�صحة‪،‬‬ ‫والتعليم‪ .‬وقد �أن�شئت المنظمة بوا�سطة والدة ليلى‪،‬‬ ‫ال�سيدة الأولى مهريبان علييف‪ .‬وفقا" لموقعها على‬ ‫الإنترن ��ت‪ ،‬ان الم�ؤ�س�س ��ة "تبني مدار� ��س �أكثر من‬ ‫وزارة التربية والتعليم في �أذربيجان‪ ،‬وم�ست�شفيات‬ ‫�أكث ��ر من وزارة ال�صح ��ة‪ ،‬وتقيم وتحي ��ي �أحداثا"‬ ‫ثقافية �أكثر م ��ن وزارة الثقافة"‪ .‬وتطبع الم�ؤ�س�سة‬ ‫ب�شكل ف ّع ��ال ا�سم علييف على الخدمات التي تم�س‬ ‫الحي ��اة اليومية للأذربيجانيي ��ن ‪ -‬الخدمات التي‬ ‫تقدمه ��ا الحكومة عادة ب�إ�ستخدام الأموال العامة‪،‬‬ ‫والإ�ستحقاقات بدال" من الهدايا‪.‬‬ ‫وق ��د �أطلق ��ت ليلى �أخي ��را" مجل ��ة الف ��ن والأزياء‬ ‫"باك ��و" (‪ ،)Baku‬الت ��ي ت�صدر ف ��ي مو�سكو‪ .‬كان‬ ‫زوجه ��ا‪ ،‬نج ��م الب ��وب​​"�أمي ��ن �آغ ��االروف"‪� ،‬أدّى‬ ‫و�صل ��ة غنائية ف ��ي م�سابقة "يوروفيج ��ن" للأغنية‬ ‫(‪ )Eurovision Song Contest‬عام ‪ ،2012‬التي‬ ‫�إ�ست�ضافتها عا�صمة �أذربيجان‪.‬‬ ‫قب ��ل ب�ضع �سن ��وات‪ ،‬تحولت �أرزو عليي ��ف الى وجه‬ ‫ال�سياح ��ة في �أذربيجان عندم ��ا ظهرت في �شريط‬ ‫فيديو ترويج ��ي بثته �شبكات رئي�سة في العالم‪ ،‬بما‬ ‫فيه ��ا "�س ��ي �أن �أن" (‪ ،)CNN‬وذل ��ك في محاولة‬ ‫لج ��ذب ال ��زوار الدوليي ��ن وتلمي ��ع �ص ��ورة البالد‪.‬‬ ‫و ُيظهر الفيلم‪ ،‬الذي ي ��دوم ‪ 46‬ثانية‪� ،‬أرزو �شقراء‬ ‫و�س ��ط محيط ب� � ّراق‪ ،‬و�سي ��ارات فاخ ��رة‪ ،‬وق�صور‬ ‫فخمة‪ ،‬ومنتجعات �ساحلية‪.‬‬

‫كازاخ�ستان‬ ‫ف ��ي كازاخ�ست ��ان‪ ،‬حي ��ث يحك ��م ن ��ور �سلط ��ان‬ ‫نزارباييف البالد من ��ذ �إنهيار الإتحاد ال�سوفياتي‪،‬‬ ‫يتمتع �أبناء الرئي�س الثالثة �أي�ضا" ب�سلطة �سيا�سية‬ ‫ومالية‪ .‬ول�سوء ح ��ظ نزارباييف لم ُيرزق �إال ب�أناث‬ ‫فقط‪ ،‬وهذا م ��ا يجبره وفقا" للثقافة التقليدية في‬ ‫كازاخ�ستان على الإعتماد ب�شكل كبير على �أ�صهرته‬ ‫(�أزواج بنات ��ه) في بناء ث ��روة الأ�سرة ‪ -‬على الأقل‬ ‫حتى يفقد ثقته بهم ويغ�ضب عليهم‪.‬‬ ‫�إبن ��ة الرئي� ��س الكبرى‪" ،‬داريغ ��ا"‪ ،‬معروفة لعملها‬ ‫ف ��ي البرلم ��ان‪ ،‬فه ��ي تر�أ�س ��ت حزب ��ا" �سيا�سي ��ا"‬

‫ماك�سيم باكييف‪ :‬لجوء �سيا�سي الى بريطانيا‬

‫قب ��ل ان تندمج وحزبه ��ا مع حزب والده ��ا "�أوتان‬ ‫ن ��ور" في العام ‪ .2006‬وخرجت م ��ن دائرة ال�ضوء‬ ‫لب�ضع �سنوات بعدما �أجب ��ر زوجها �آنذاك‪ ،‬راخات‬ ‫علييف ‪ -‬رج ��ل �أعمال‪ ،‬وم�س� ��ؤول ر�سمي‪ ،‬و�شريك‬ ‫�سابق لملياردير النفط را�ش ��د �سار�سونوف ‪ -‬على‬ ‫اله ��روب والبق ��اء ف ��ي المنف ��ى ف ��ي ‪ 2007‬و�أدين‬ ‫غيابي ��ا" بتهم ��ة الت�آم ��ر لقلب نظ ��ام الحكم‪ ،‬وهي‬ ‫تهمة نفاها‪ .‬على �أثر ذل ��ك طلبت داريغا الطالق‪،‬‬ ‫و�ألغ ��ي دوره في ال�شركات العائلية‪ .‬مع ذلك‪ ،‬بقيت‬ ‫الزوج ��ة المط ّلق ��ة مليوني ��رة‪ .‬حتى الع ��ام ‪،2010‬‬ ‫كانت داريغا تملك ح�صة الغالبية مع نجلها نورالي‬ ‫ف ��ي "ن ��ور بن ��ك" "‪ ،"Nurbank‬وهو تا�س ��ع �أكبر‬ ‫م�ص ��رف للإقرا� ��ض ف ��ي كازاخ�ستان‪ .‬ف ��ي العام‬ ‫‪ ،2012‬و�ضعته ��ا مجلة "فورب�س" ف ��ي المرتبة ‪13‬‬ ‫عل ��ى قائمة �أغني ��اء كازاخ�ستان مع ث ��روة تقدر ب‬ ‫‪ 585‬ملي ��ون دوالر‪ .‬كان �إبنه ��ا "نورال ��ي" �أ�صغ ��ر‬

‫"وا�شنطن بو�ست"‪ :‬ت�سعة ق�صور‬ ‫فخمة مواجهة للبحر في م�شروع‬ ‫جميرا الراقي في دبي بيعت ب‪44‬‬ ‫مليون دوالر لنجل رئي�س �أذربيجان‬ ‫البالغ من العمر ‪ 11‬عاما"!‬

‫كازاخ�ستان ��ي عل ��ى الالئح ��ة‪ ،‬في المرك ��ز ‪ 25‬مع‬ ‫‪ 190‬ملي ��ون دوالر‪ .‬وكدليل عل ��ى م�سامحة والدها‬ ‫لها‪� ،‬إ�ست�أنفت داريغ ��ا �أن�شطتها ال�سيا�سية كرئي�سة‬ ‫لحزب "�أوتان نور"‪.‬‬ ‫م ��ن جهته ��ا كان ��ت الإبن ��ة الو�سط ��ى للرئي� ��س‪،‬‬ ‫"دينارا"‪ ،‬مرارا" وتكرارا" على الئحة "فورب�س"‬ ‫لأ�صحاب المليارات مع ثروة قدرت في العام ‪2011‬‬ ‫بنحو ‪ 1.3‬مليار دوالر‪ .‬وهذا ما يجعلها ثالث �أغنى‬ ‫�شخ� ��ص ف ��ي كازاخ�ستان ف ��ي التعادل م ��ع زوجها‬ ‫تيمور كوليباييف‪ .‬وتعيد المجلة م�صدر ثروتها الى‬ ‫"ال�ش�ؤون الم�صرفية"‪ ،‬ون�شاطها الوحيد المعروف‬ ‫في عالم الأعمال هو ح�صتها الم�سيطرة مع ح�صة‬ ‫زوجه ��ا على ثاني �أكب ��ر م�صرف ف ��ي كازاخ�ستان‬ ‫"هاليك" (‪ .)Halyk‬ويلعب كوليباييف دورا" �أكثر‬ ‫بروزا" في عالم الأعم ��ال‪ ،‬بعدما �شغل عددا" من‬ ‫المنا�صب القيادية في الإقت�ص ��اد الكازاخ�ستاني‪،‬‬ ‫بم ��ا ف ��ي ذلك رئا�س ��ة �صن ��دوق الث ��روة ال�سيادي‪،‬‬ ‫والهيئ ��ة الوطنية للنفط والغ ��از‪ ،‬وال�شركة الوطنية‬ ‫لل�س ��كك الحديدي ��ة‪ .‬ف ��ي وق ��ت فراغ ��ه‪ ،‬يجل� ��س‬ ‫كوليبايي ��ف كع�ضو الى طاولة مجل�س �إدارة ال�شركة‬ ‫الرو�سي ��ة العمالقة في حقل الطاق ��ة المملوكة من‬ ‫الدولة "غازبروم" (‪.)Gazprom‬‬ ‫وق ��د زعم ��ت ت�سريب ��ات "ويكيليك� ��س" للبرقي ��ات‬ ‫الديبلوما�سي ��ة االميركي ��ة‪� ،‬أن زوج دينارا "يتحكم‬ ‫في نهاية المط ��اف ب‪ 90‬في المئة" من الإقت�صاد‬ ‫ف ��ي كازاخ�ست ��ان‪ .‬وم ��ع ذلك‪ ،‬ف ��ي �أواخ ��ر ‪،2011‬‬ ‫ت ��م دفع ��ه للإ�ستقالة م ��ن رئا�سة �صن ��دوق الثروة‬ ‫ال�سي ��ادي في �أعق ��اب �أعمال �شغب ق ��ام بها عمال‬ ‫النفط الم�ضربون‪ ،‬مما ي�شير �إلى �أن موقعه المم ّيز‬ ‫ف ��ي الإقت�ص ��اد الكازاخ�ستان ��ي قد يك ��ون مهددا"‬ ‫ومحفوف ��ا" بالمخاط ��ر �إ�سوة بما ح ��دث مع عديله‬ ‫ال�سابق زوج داريغا في ‪.2007‬‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪ ،1998‬وكان ��ت ال ت ��زال ف ��ي الثامن ��ة‬ ‫"عليا"‬ ‫ع�ش ��رة‪ ،‬تزوج ��ت الإبنة ال�صغ ��رى للرئي�س َ‬ ‫من "�أي ��در" الإبن البك ��ر لرئي� ��س "قرغيز�ستان"‬ ‫ع�سكر �أكايي ��ف‪ .‬في ذلك الوق ��ت‪� ،‬إحتُفل بالزواج‬ ‫عل ��ى كونه �أول �إتحاد بين الأ�سرات الأولى في �آ�سيا‬ ‫الو�سطى‪ ،‬مم ��ا يعك�س التقالي ��د الإقليمية لتر�سيخ‬ ‫العالقات ال�سيا�سية من خ�ل�ال الروابط الأ�سرية‪.‬‬ ‫وقد �إنف�صل الزوجان بعد ذلك بوقت ق�صير‪ .‬وفي‬ ‫الع ��ام ‪ 2002‬تزوج ��ت "علي ��ا" من رج ��ل الأعمال‬ ‫داني ��ار خا�سين ��وف‪ ،‬ال ��ذي ّ‬ ‫يف�ض ��ل الإبتع ��اد م ��ن‬ ‫الأ�ضواء‪ .‬عندما كانت علي ��ا في بداية الع�شرينات‬ ‫من عمره ��ا‪� ،‬أن�ش�أت ناد �صح ��ي راقٍ في "�ألماتي"‬

‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪49‬‬


‫العالم ¶ �أورا�سيا‬ ‫بت�سويق"غول ��ي" (‪ ،)Guli‬ت� ��ؤدي كريموف ��ا دور‬ ‫"غوغو�شا" "‪ "،Googoosha‬حيث تغني مو�سيقى‬ ‫البوب الخا�ص بها​​‪.‬‬ ‫�أما ال�شقيقة ال�صغرى لكريموفا‪" ،‬تيليا �إيفا"‪ ،‬فهي‬ ‫�سي ��دة �أعمال م�ستقل ��ة �أي�ضا"‪ .‬ت�شم ��ل م�ؤ�س�ساتها‬ ‫التجارية "�أبو �صاحيي نور" (‪،)Abu Sahiy Nur‬‬ ‫وهي �شركة ت�سيطر على واردات ال�سلع ال�صينية في‬ ‫البالد وتفتخر بحج ��م تداول يومي يبلغ على الأقل‬ ‫‪ 250,000‬دوالر‪ .‬بالإ�ضاف ��ة �إل ��ى ال�شركات‪ ،‬تملك‬ ‫الأختان �أي�ضا" عقارات في �سوي�سرا تقدر بماليين‬ ‫عدة من الدوالرات‪ .‬وح ّل ��ت ال�شقيقتان على الئحة‬ ‫مجل ��ة "بيالن" (‪ )Bilan‬لأغن ��ى ‪� 300‬شخ�ص في‬ ‫�سوي�س ��را في العام ‪ .2011‬حت ��ى بعدما خ�سرتا في‬ ‫تلك ال�سنة حوالي ‪ 200‬مليون دوالر‪ ،‬قدّرت المجلة‬ ‫ان الإثنتين ما زالتا تملكان ثروة مجتمعة في حدود‬ ‫الملي ��ار دوالر‪ .‬وفي الآون ��ة الأخيرة‪ ،‬ق� �دّر �آخرون‬ ‫�أن ث ��روة كريموف ��ا وحدها قد ت�ص ��ل قيمتها الى ‪3‬‬ ‫ملي ��ارات دوالر‪ .‬بينما ق ��د يكون من ال�صعب جدا"‬ ‫تحدي ��د قيم ��ة �أ�صول الأختي ��ن بدقة‪ ،‬ف� ��إن ال�سبب‬ ‫الرئي�س لثروتيهما – قوة نظام والدهما الق�سرية‪-‬‬ ‫يب ��دو وا�ضحا"‪ ،‬الأم ��ر الذي دف ��ع بال�صحافي في‬ ‫مجل ��ة "هاربر" �سكوت هورتن لت�سمية �أوزبك�ستان‬ ‫" �أكبر مركز �أعمال لأ�سرة واحدة في العالم"‪.‬‬

‫�أذربيجان‬ ‫حقق ��ت الأ�سرة الرئا�سية في �أذربيجان ثروتها من‬ ‫قطاع النفط الغني في البالد‪ .‬خالل حكم الرئي�س‬ ‫حي ��در علييف ‪-‬وه ��و رئي�س �ساب ��ق ل"كي جي بي"‬ ‫(‪� )KGB‬إ�ستول ��ى عل ��ى ال�سلطة ف ��ي ‪ -1993‬تو ّلى‬ ‫�إبن ��ه �إلهام من�ص ��ب نائب الرئي� ��س ل�شركة النفط‬ ‫الحكومية "�سوكار" (‪ )SOCAR‬التي ت�سيطر على‬ ‫�إحتياطات النفط في البالد المقدّرة ب ‪ 7‬مليارات‬ ‫برمي ��ل‪ .‬عندما توفي حيدر ف ��ي ‪ ،2003‬حل مكانه‬ ‫�إله ��ام في الق�ص ��ر الرئا�سي من خ�ل�ال �إنتخابات‬ ‫غي ��ر نزيه ��ة ومراقب ��ة ب�ش ��دة‪ .‬وبقي ��ت "�س ��وكار"‬ ‫(‪� )SOCAR‬شرك ��ة مملوك ��ة م ��ن الدول ��ة‪ ،‬عل ��ى‬ ‫الرغ ��م من محاوالت بع� ��ض الم�ستثمرين الأجانب‬ ‫ر�ش ��وة حكام �أذربيجان ف ��ي �صفقة لخ�صخ�صتها‪.‬‬ ‫ومن المعل ��وم ان �صن ��دوق الثروة ال�سي ��ادي الذي‬ ‫يتلق ��ى عائدات النفط ف ��ي �أذربيجان ي�سيطر عليه‬ ‫ويديره الرئي�س‪ ،‬كما ان "�سوكار" نف�سها "ف ّرخت"‬ ‫�شركات تابع ��ة ووو ّلدت متعاقدين مع هياكل ملكية‬ ‫خا�صة مبهمة‪.‬‬ ‫يحظ ��ر القان ��ون ف ��ي �أذربيج ��ان الم�س�ؤولي ��ن‬ ‫‪48‬‬

‫�إ�سالم كريموف‪ :‬الرئي�س ‪ -‬الديكتاتور‬

‫الحكوميي ��ن‪ ،‬بم ��ن فيه ��م الرئي� ��س‪ ،‬م ��ن �إمتالك‬ ‫�أعمال تجارية‪ ،‬ولكن ال توجد مثل هذه القيود على‬ ‫�أفراد الأ�سرة‪ .‬وق ��د ك�شفت �سل�سلة من التحقيقات‬ ‫الأخيرة‪ ،‬التي �أجراها "راديو �أوروبا الحرة ‪ /‬راديو‬ ‫ليبرتي"‪ ،‬عن قائمة طويلة من ال�شركات الخارجية‬ ‫الم�سجلة ب�أ�سم ��اء �أبناء �إلهام‬ ‫والعق ��ارات الفخمة‬ ‫ّ‬ ‫عليي ��ف‪ .‬عل ��ى �سبيل المث ��ال‪ ،‬تجل�س �إبنت ��اه‪ ،‬ليلى‬ ‫و�أرزو (‪ 27‬و‪� 23‬سن ��ة عل ��ى التوالي)‪ ،‬حرفيا" على‬ ‫منجم من ذهب‪ .‬في ‪� ،2007‬أعطى النظام ال�شركة‬ ‫الأذربيجاني ��ة الدولي ��ة لت�شغي ��ل الث ��روة المعدنية‬ ‫(‪ )AIMROC‬ح�ص ��ة ‪ 70‬ف ��ي المئ ��ة ف ��ي منجم‬ ‫للذه ��ب بالق ��رب من القري ��ة الغربي ��ة "�شوفدار"‬ ‫"‪� ،"Chovdar‬إ�ضافة ال ��ى خم�سة مواقع �أخرى‪.‬‬ ‫و�إحتفظت الدول ��ة لنف�سها بن�سب ��ة ال‪ 30‬في المئة‬ ‫المتبقي ��ة‪ .‬ويحت ��وي منجم "�شوف ��دار" وحده على‬ ‫‪ 44‬طن ��ا" من الذهب و ‪ 164‬طنا" من الف�ضة تقدر‬

‫الإبنة الو�سطى لرئي�س‬ ‫كازاخ�ستان تملك مع زوجها الغالبية‬ ‫في ثاني �أكبر بنك في البالد وقد‬ ‫و�ضعتها فورب�س على الئحة الأثرياء في‬ ‫العالم وقدرت ثروتها بـ‪ 1.3‬مليار دوالر‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫قيمتها ب ‪ 2.5‬مليار دوالر‪ .‬و�شركة "‪"AIMROC‬‬ ‫ه ��ي م�ؤ�س�سة م�شترك ��ة بين �أربع �ش ��ركات‪ ،‬واحدة‬ ‫منه ��ا – "غلوبك� ��س الدولية" ومقره ��ا بريطانيا‪،‬‬ ‫مع ح�ص ��ة تبلغ ‪ 11‬في المئة تق ��در قيمتها بحوالى‬ ‫‪ 200‬ملي ��ون دوالر ‪ -‬ه ��ي بدوره ��ا مملوكة من قبل‬ ‫م�سجلة في بنما حيث َد َّونت‬ ‫ث�ل�اث �شركات قاب�ضة ّ‬ ‫جميعه ��ا في �سجالته ��ا عل ��ى ان ال�شقيقتين (ليلى‬ ‫و�أرزو) هما من كبار مديريها‪.‬‬ ‫وك�شف ��ت تحقيق ��ات �أخ ��رى هي ��اكل مماثل ��ة ف ��ي‬ ‫�صناع ��ات �أخرى‪ .‬ف�سجالت بنما ت�ض ��ع ليلى و�أرزو‬ ‫علييف على الئحة كبار الم�س�ؤولين التنفيذيين على‬ ‫الأوراق الر�سمية لثالث �شركات قاب�ضة‪" :‬هاف�سون‬ ‫منجمن ��ت" (‪،)Hughson Management‬‬ ‫"غرينل منجمنت" (‪،)Grinnell Management‬‬ ‫(‪Gladwin‬‬ ‫و"غالدوي ��ن منجمن ��ت"‬ ‫‪ .)Management‬وورد ان "هاف�س ��ون" تمل ��ك‬ ‫ح�ص ��ة ‪ 51‬في المئة في "�آت ��ا" (‪ )ATA‬القاب�ضة‪،‬‬ ‫�إحدى �أكبر مجموعات الأعمال في �أذربيجان والتي‬ ‫تعم ��ل �شركاتها ف ��ي الخدمات المالي ��ة‪ ،‬والت�أمين‪،‬‬ ‫وال�صناع ��ات الإن�شائية‪ .‬وع�ل�اوة على ذلك‪ ،‬تملك‬ ‫كل م ��ن "هاف�س ��ون"‪ ،‬و"غرين ��ل"‪ ،‬و"غالدوي ��ن"‬ ‫ح�ص ��ة خا�صة بن�سب ��ة ‪ 24‬في المئة ف ��ي "�أزرفون"‬ ‫(‪ ،)Azerfon‬وه ��ي �شرك ��ة �إت�ص ��االت �سلكي ��ة‬ ‫وال�سلكي ��ة �أذربيجاني ��ة كب ��رى ت�ض � ّ�م حوال ��ي ‪1.7‬‬ ‫مليون م�شت ��رك في الهاتف الج� � ّوال‪ .‬وكانت وزارة‬ ‫الإت�صاالت في �أذربيج ��ان �أعلنت مرارا" وتكرارا"‬ ‫�أن ملكية "�أزرفون" تعود الى �شركة "�سيمنز"‪ ،‬على‬ ‫الرغ ��م من �أن ال�شركة الألماني ��ة نفت ذلك و�أكدت‬ ‫ب�أنه ��ا ال ول ��م تملك �أي ��ة �أ�سه ��م في �أي وق ��ت‪ .‬كما‬ ‫تمل ��ك "�أرزو علييف" ح�صة كبيرة ف ��ي "�أ�س دبليو‬ ‫هولدنغ"‪،‬وه ��ي �شركة تحتك ��ر �صناعة الطيران في‬ ‫البالد وت ��م �إن�شا�ؤها من خ�ل�ال خ�صخ�صة �شركة‬ ‫الطيران التابعة للدولة "�آزال" (‪.)AZAL‬‬ ‫وفقا" لتقرير ن�شرته "وا�شنطن بو�ست" في ‪،2010‬‬ ‫يمل ��ك مواطن ��ون �أذربيجانيون‪ ،‬يحمل ��ون الأ�سماء‬ ‫نف�سها والأعمار ذاتها لأبن ��اء الرئي�س‪ ،‬عددا" من‬ ‫العقارات في دبي ق� �دّرت ب‪ 75‬مليون دوالر‪ .‬وقال‬ ‫م�س�ؤول ��ون ف ��ي العق ��ارات انه تم دف ��ع بع�ض المال‬ ‫مقدم ��ا" من ممثل ع ��ن عائلة الرئي� ��س قبل �إتمام‬ ‫عملي ��ة البيع وال�ش ��راء‪ .‬في �أوائ ��ل ‪ ،2009‬ي�ضيف‬ ‫التقري ��ر‪ ،‬خالل مدة �أ�سبوعين‪ ،‬بيعت ت�سعة ق�صور‬ ‫فخمة مواجه ��ة للبحر في م�ش ��روع جميرا الراقي‬ ‫في دبي ب�سعر‪ 44‬مليون دوالر ل�شخ�ص يدعى حيدر‬ ‫عليي ��ف‪ ،‬وهو يحمل اال�س ��م عينه وتاري ��خ الميالد‬


‫العالم ¶ �أورا�سيا‬

‫�إلهام علييف‪ :‬ثروة �أذربيجان بين يديه‬

‫ليلى علييف‪ :‬على خطى غولنارا‬

‫الرئي�س نور �سلطان نزار باييف‪ :‬ثروة بالده يوزعها على العائلة‬

‫(‪ )Almaty‬دع ��ي "الأق�صر" (‪� )Luxor‬إ�ستوحته‬ ‫بع ��د رحل ��ة لها �إل ��ى م�ص ��ر‪ .‬بلغت تكلف ��ة ع�ضوية‬ ‫الأ�سرة ال�سنوية فيه ‪ 7950‬دوالرا" في العام ‪2005‬‬ ‫ �أي �أكث ��ر م ��ن �ضع ��ف متو�س ��ط​​دخ ��ل الفرد في‬‫كازاخ�ست ��ان في وقت افتتاحه في ذلك العام‪ .‬وفي‬ ‫الآون ��ة الأخي ��رة‪ ،‬تابعت عليا‪ 32( ،‬عام ��ا" الآن)‪،‬‬ ‫م�سيرته ��ا عل ��ى خط ��ى كريموفا من خ�ل�ال تعزيز‬ ‫وت�سويق مجوهراتها الراقي ��ة‪ ،‬والتي تبنتها دوليا"‬ ‫متاجر التجزئة الفاخ ��رة للمجوهرات في �إيطاليا‬ ‫"دامياني"‪ .‬وتتراوح �أ�سعار مجموعة م�ؤلفة من ‪20‬‬ ‫قطعة بين ‪� 25‬ألف دوالر الى ‪� 100‬ألف دوالر‪.‬‬

‫و�إتهمت ال�سلطات القرغير�ستانية الجديدة نجل‬ ‫الرئي�س المخلوع ماك�سيم بال�ضلوع في المخطط‪،‬‬ ‫بين �أن�شطة �إقت�صادية �أخرى‪ .‬وفقا" لـ"مجموعة‬ ‫ال�شاه ��د العالمي ��ة"‪ ،‬فه ��و ال يزال عل ��ى عالقة‬ ‫�شخ�صي ��ة وثيقة مع رئي� ��س بنك �آ�سي ��ا الدولي‪،‬‬ ‫وكان ُيعتق ��د �أن ل ��ه ح�صة خفية ف ��ي الم�ؤ�س�سة‪.‬‬ ‫وعالوة على ذلك‪ ،‬في العام ‪ 2009‬ع ّين الرئي�س‬ ‫باكييف �إبنه ماك�سي ��م رئي�سا" للجهاز المركزي‬ ‫للتنمي ��ة والإ�ستثم ��ار والإختراعات‪ ،‬م ��ا �أتاح له‬ ‫�إمكاني ��ة الو�صول المبا�شر �إل ��ى الأموال العامة‪.‬‬ ‫بع ��د عامي ��ن على انهي ��ار نظ ��ام وال ��ده‪ ،‬يعي�ش‬ ‫ماك�سي ��م في بريطاني ��ا‪ ،‬وقد طلب ح ��ق اللجوء‬ ‫ال�سيا�س ��ي حي ��ث تج ّن ��ب حت ��ى الآن ت�سليمه الى‬ ‫بالده‪.‬‬ ‫�إذا �أُخ ��ذت مع ��ا"‪ ،‬الأن�شط ��ة الإقت�صادي ��ة‬

‫والثقافية والخيرية للأ�س ��ر الرئا�سية في الدول‬ ‫الإ�ستبدادي ��ة م ��ن "�أورا�سي ��ا"‪ ،‬فه ��ي ت�شير �إلى‬ ‫�أن العدي ��د م ��ن �أفراده ��ا �إعتب ��روا‪ ،‬ويعتبرون‪،‬‬ ‫ثروات بلدانه ��م ممتلكات �شخ�صية خا�صة‪ .‬وقد‬ ‫عمل ��ت تلك العائالت على تموي ��ه �أ�صول ثرواتها‬ ‫و�سلطاتها وحاولت ك�سب القبول بين النخب في‬ ‫الدول الديموقراطية‪ ،‬عن طريق خلق م�ؤ�س�سات‬ ‫الأعمال الخيرية والم�صالح الم�شروعة‪.‬‬ ‫يج ��ب �أال ينخ ��دع �أحد من كل ه ��ذا‪ .‬العديد من‬ ‫ه ��ذه ال�ش ��ركات والجمعي ��ات الخيري ��ة �أن�شئ ��ت‬ ‫لخدمة �أنظمة �إ�ستبدادية تع�سفية وغير م�ستقرة‬ ‫بطبيعتها‪ .‬ينفق �أع�ضاء الأ�س ��ر الرئا�سية المال‬ ‫ب�ص ��ورة تع�سفي ��ة وغام�ضة‪ ،‬م ��ن دون �إ�ست�شارة‬ ‫�أو �إدخال م�ش ّرعي ��ن منتخبين بحرية �أو ال�سماح‬ ‫لو�سائ ��ل الإع�ل�ام الم�ستقل ��ة بالتدقي ��ق‪� .‬إنه ��م‬ ‫يحدثون �ضررا" دائما" لإقت�صاداتهم الوطنية‪،‬‬ ‫وتهمي� ��ش المناف�س ��ة العام ��ة والخا�ص ��ة و�إعاقة‬ ‫التنمية الوا�سعة النطاق‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغم م ��ن التكهن ��ات القائلة ب� ��أن بع�ض‬ ‫�أع�ض ��اء ه ��ذه العائ�ل�ات يت ��م �إع ��داده لرئا�سة‬ ‫الجمهورية‪ ،‬ف�إن الخط ��ط الملمو�سة للخالفة ال‬ ‫ت ��زال بعيدة المنال‪ ،‬وبع�ض كب ��ار رجال النظام‬ ‫قد يعار� ��ض توريث ال�سلطة‪ .‬وفي ه ��ذا المعنى‪،‬‬ ‫ق ��د يكون م ��ن المفيد لذري ��ات الرئا�سة في تلك‬ ‫البل ��دان ول�سبب وجيه اال�ستمتاع بما لديهم الآن‬ ‫بينم ��ا هم قادرون عل ��ى ذلك‪ .‬وي�أم ��ل المرء �أن‬ ‫تكون بقية العالم تفكر �أبعد من ذلك‬

‫قرغيز�ستان‬ ‫ف ��ي بع�ض الأحيان‪ ،‬حتى عندم ��ا تتم �إزالة الحكام‬ ‫الم�ستبدي ��ن (الديكتاتوريي ��ن) م ��ن ال�سلطة‪ ،‬ف�إن‬ ‫قوة �أبنائه ��م الإقت�صادية تبقى م�ستمرة‪ .‬في حالة‬ ‫قرغيز�ست ��ان‪ ،‬تم ��ت �إطاحة الرئي� ��س الإ�ستبدادي‬ ‫كرم ��ان ب ��ك باكيي ��ف ف ��ي الع ��ام ‪ ،2010‬لك ��ن‬ ‫الحكوم ��ة الجديدة ما زالت عاجزة ع ��ن �إ�ستعادة‬ ‫الأ�ص ��ول المملوكة للدولة الت ��ي تدّعي ال�سلطة �أنها‬ ‫ت ��م تحويله ��ا ع ��ن طري ��ق �أكب ��ر بنك ف ��ي البالد‪،‬‬ ‫"بنك �آ�سيا الدول ��ي" ()‪AsiaUniversalBank‬‬ ‫‪ ،)(AUB‬الذي تزع ��م الحكومة �أنه كان يعمل في‬ ‫غ�سل مئ ��ات الماليين من ال ��دوالرات في �صفقات‬ ‫م�شبوه ��ة قبل �إطاحة باكيي ��ف‪( .‬نفت �إدارة البنك‬ ‫ال�سابق ��ة الإتهام ��ات‪ ،‬مدّعي ��ة ان وراءه ��ا دواف ��ع‬ ‫�سيا�سية)‪.‬‬

‫بع�ض ما تملكه كريمتا رئي�س‬ ‫�أذربيجان ليلى و�أرزو ‪ 11‬في المئة‬ ‫من �أ�ضخم منجم للذهب والف�ضة في‬ ‫البالد و‪ 51‬في المئة من ثالث �شركات‬ ‫تتعاطى الخدمات المالية والت�أمين‬ ‫وال�صناعات الإن�شائية‬

‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪51‬‬



‫امل�صارف‬

‫�رشكات الت�أمني‬

‫�رشكات الإ�ستثمار‬

‫من األسواق‬

‫لبنان‪ :‬ال نم ّو للودائع الم�صرف ّية في ‪2012‬‬ ‫"ال نم� � ّو للودائع الم�صرفية في عام ‪ 2012‬بل‬ ‫عل ��ى الأرجح هروب الودائ ��ع" يقول م�صدر في‬ ‫جمعية م�صارف لبن ��ان‪ .‬وي�ؤكد هذا الم�صرفي‬ ‫المتاب ��ع‪� ،‬أن ت�صريحات حاك ��م م�صرف لبنان‬ ‫ريا� ��ض �سالمة عن نم ّو الودائع بن�سبة ‪� %7‬أو ‪%8‬‬ ‫خ�ل�ال عام ‪" ،2012‬ال تمتّ �إلى الواقع ب�صلة"‪.‬‬ ‫فم ��ا يح�ص ��ل فعلي� � ًا‪� ،‬أن احت�ساب نم� � ّو الودائع‬ ‫عل ��ى طريقة �سالمة‪ ،‬وبع� ��ض الم�صرفيين غير‬ ‫المهنيي ��ن‪ ،‬ال ي�أخ ��ذ باالعتب ��ار �أن هناك فوائد‬ ‫تزاد عل ��ى الودائع ب�صورة دوري ��ة تجعلها تبدو‬ ‫متو ّرم ��ة (تجعلها تزيد نظري� � ًا)‪ ،‬ف�ض ًال عن �أن‬ ‫زي ��ادة الت�سليفات في ال�سوق المحل ّية تُ�سهم �إلى‬ ‫ح� � ّد كبير في زيادة هذا الت ��و ّرم الذي يع ّبر عن‬ ‫نم ّو وهمي للودائع‪.‬‬ ‫لذل ��ك‪ ،‬يرج ��ح الم�ص ��در �أن تتقل� ّ��ص قاع ��دة‬ ‫الودائ ��ع ف ��ي القط ��اع الم�صرفي لع ��ام ‪،2012‬‬ ‫وه ��و �أم ��ر يع ّبر �إل ��ى ح ّد ما ع ��ن تباط� ��ؤ النمو‬ ‫االقت�صادي الحقيق ��ي‪ .‬وي�ستند هذا الم�صرفي‬ ‫�إلى مجموعة م�ؤ�شرات ّ‬ ‫تدل على االتجاه ال�سلبي‬

‫حاكم م�صرف لبنان ريا�ض �سالمة‬

‫لنم� � ّو الودائ ��ع‪ ،‬م�شي ��ر ًا �إل ��ى �أن عج ��ز مي ��زان‬ ‫المدفوع ��ات بقيم ��ة ‪ 1342‬ملي ��ون دوالر‪ .‬ه ��ذا‬ ‫المي ��زان يع ّد �أبرز م� ّؤ�شر عل ��ى حركة النقد في‬ ‫اتجاه لبن ��ان فيما هو عاجز اليوم‪� ،‬أي �أن حجم‬ ‫المبال ��غ التي خرجت م ��ن لبنان ه ��ي �أكثر من‬ ‫تلك التي دخلت �إليه‪ ،‬وبالتالي كيف تنمو قاعدة‬ ‫الودائع في ظل هذه النتيجة ال�سلبية؟‬

‫الأ�سواق النا�شئة لم تعد "واعدة" لل�صفقات‬ ‫ل ��م تع ��د اال�س ��واق النا�شئة واع ��دة بالن�سب ��ة الى الم�ص ��ارف االميركي ��ة واالوروبية‪ ،‬نتيج ��ة تراجع‬ ‫ال�صفق ��ات مم ��ا ي�ضطرها الى خف�ض نفقاتها‪ ،‬وتاليا اتخاذ �سيا�س ��ات �صرف لموظفيها في ال�شرق‬ ‫االو�سط نظرا" الى حاجتها الى خف�ض النفقات‪ .‬خف�ضت م�ؤ�س�سات بينها "دويت�شه بنك" و"كريدي‬ ‫�سوي� ��س" و"نوم ��ورا هولدنغز" اليابانية �أع ��داد الموظفين في فروعها الم�صرفي ��ة اال�ستثمارية في‬ ‫المنطق ��ة �أخيرا"‪ ،‬و�شملت مديري ��ن بينهم رئي�س العمليات الم�صرفي ��ة الإ�ستثمارية لدى "نومورا"‬ ‫ف ��ي دبي‪ .‬ويتوقع م�صرفيون مزيدا" من االنكما�ش في ال�سنتين المقبلتين‪ .‬وت�أتي الخفو�ض الأخيرة‬ ‫بعد خطوات مماثلة لـ"بنك �أوف �أميركا" و"روت�شيلد"‪ ،‬واي�ضا بعد �سنوات من التو�سع المت�سارع‪ ،‬اذ‬ ‫�شكلت الم�ص ��ارف الأجنبية فرقا" كاملة للأن�شطة الم�صرفية الإ�ستثمارية وخ�صو�صا" في المركز‬ ‫المال ��ي الرئي�س في دبي‪ ،‬في ظل �إغ ��راء الإيرادات النفطية التي تنفقه ��ا �صناديق الثروة ال�سيادية‬ ‫وال�شركات المدعومة من الحكومة في المنطقة على الإ�ستثمارات الخارجية‪.‬‬ ‫قو�ض ��ت �أزمة ‪ 2008‬تلك الآم ��ال العري�ضة‪ ،‬و�أ�ضرت ب�شهية الم�ستثمرين وت�ضررت المنطقة ب�شدة من‬ ‫انخفا�ض �أ�سعار النفط وهبوط �سوق العقارات‪ .‬والحقا"‪ ،‬تعافت �أ�سعار النفط‪ .‬لكن منذ اندالع ثورات‬ ‫"الربيع العربي"‪� ،‬أ�صبحت بع�ض ال�صناديق ال�سيادية ت�ضخ مزيدا من �أموالها في الداخل مع تركيز‬ ‫الحكوم ��ات على تطوير �إقت�صاداته ��ا المحلية لتخفيف ال�سخط االجتماع ��ي‪ .‬و�أدى �إنعدام الإ�ستقرار‬ ‫ال�سيا�سي في �شمال افريقيا‪� ،‬إلى عزوف بع�ض الم�ستثمرين عن �إبرام �صفقات ولو لفترة موقتة‪.‬‬ ‫ولأنه ��ا تواج ��ه تراجعا" في الأعمال ف ��ي منطقة ال�شرق الأو�س ��ط و�أزمة الي ��ورو وت�شديدا" للقواعد‬ ‫التنظيمية في بلدانها‪ ،‬باتت الم�صارف العالمية "�أقل �صبرا" من �سنوات االزدهار‪ ،‬وتح ّول التركيز‬ ‫على تحقيق الإيرادات وخف�ض النفقات‪.‬‬

‫حقق���ت الم�ص���ارف ال�س���عودية نتائ���ج مالية‬ ‫جي���دة خ�ل�ال ال�ش���هور الت�س���عة الأولى من ال�س���نة‬ ‫مقارن���ة بالفت���رة ذاتها م���ن العام الما�ض���ي‪ ،‬على‬ ‫رغم التحديات وال�ضغوط التي واجهها الكثير من‬ ‫الم�ص���ارف في العالم و�أدت �إلى انهيار بع�ض���ها‪.‬‬ ‫و�إرتفعت الأرباح ال�ص���افية للم�ص���ارف الـ‪� 12‬إلى‬ ‫‪ 27‬مليار ري���ال (‪ 7.2‬مليارات دوالر) في مقابل‬ ‫‪ 24‬مليارا" العام الما�ضي‪ ،‬بزيادة ن�سبتها ‪12.4‬‬ ‫في المئة‪ ،‬نتيجة قوة االقت�ص���اد ال�سعودي ومتانة‬ ‫المراكز المالية للم�صارف ال�سعودية وحجم ر�ؤو�س‬ ‫�أمواله���ا‪� ،‬إ�ض���افة �إل���ى �إتباعه���ا �سيا�س���ات مالية‬ ‫محافظ���ة لتجنب الأخط���ار والإدارة الجيدة للموارد‬ ‫المالية‪.‬‬ ‫توقعت وكالة "�ستاندرد �أند بورز" للت�صنيف‬ ‫االئتماني �أن توا�صل �إ�صدارات ال�سندات التقليدية‬ ‫وال�ص���كوك الإ�س�ل�امية �إرتفاعه���ا م���ن قطاع���ي‬ ‫ال�شركات والبنية التحتية في منطقة الخليج بدعم‬ ‫م���ن عوامل داخلية وخارجية‪ .‬و�أ�ش���ارت في تقرير‪،‬‬ ‫�إلى �أن الم�ص���درين من قطاعي ال�ش���ركات والبنية‬ ‫التحتي���ة في منطقة الخليج قد يعتمدون على نحو‬ ‫متزايد على ال�صكوك كم�صدر للتمويل في الفترة‬ ‫المقبلة‪.‬‬ ‫�أعلن "بن���ك برقان" الكويتي �أنه ح�ص���ل على‬ ‫موافقة بنك الكويت المركزي على ا�ستحواذه على‬ ‫‪ %25‬من �أ�سهم "فيم بنك" في مالطا‪.‬‬ ‫و�أ�ش���ار "بن���ك برق���ان"‪ ،‬وهو ال���ذراع الم�ص���رفية‬ ‫لمجموعة "م�ش���اريع الكويت" القاب�ض���ة في بيان‪،‬‬ ‫الى �أن تنفيذ عملية اال�س���تحواذ عل���ى "فيم بنك"‬ ‫م�ش���روط بتوقي���ع االتفاق���ات النهائي���ة‪ ،‬وكذلك‬ ‫با�س���تيفاء الموافقات النهائي���ة للجهات الرقابية‬ ‫في مالطا على عملية اال�ستحواذ‪.‬‬ ‫خففت �س���لطة الخدمات المالية في بريطانيا‬ ‫قواع���د ر�أ����س الم���ال وال�س���يولة للم�ص���ارف‪ ،‬في‬ ‫محاول���ة لتحفيز الإقرا����ض ودعم االقت�ص���اد‪ ،‬مما‬ ‫دف���ع �أ�س���هم الم�ص���ارف ال���ى ال�ص���عود‪ .‬ولفتت‬ ‫الهيئ���ة الرقابية ال���ى "ان تغير ال�سيا�س���ة قررته‬ ‫لجنة ال�سيا�س���ة المالية في بن���ك انكلترا المركزي‬ ‫في �أيلول (�سبتمبر) الفائت‪ ،‬وان الم�صارف كانت‬ ‫على علم بها”‪.‬‬ ‫ول���م تعد الم�ص���ارف ملزم���ة االحتفاظ بن�س���بة ‪%10‬‬ ‫م���ن ر�أ�س المال الأ�سا�س���ي‪ ،‬بل يمكنه���ا عو�ض ذلك‬ ‫االحتفاظ بكمية ثابتة من الأموال‪ ،‬لتمكين الم�صارف‬ ‫م���ن تقوية ر�أ�س���مالها و�أن تتوافر لديه���ا �أموال في‬ ‫�أوقات الأزمات كي ت�ستطيع موا�صلة الإقرا�ض‪.‬‬

‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪53‬‬


‫البور�صات العربية والدولية‬

‫�أخبار �أ�سواق المال‬

‫العمالت‬

‫المؤشر‬

‫متى ينبغي �أن ت�شعر بالقلق �إزاء �سوق الأ�سهم في �أميركا؟‬ ‫تذكرن ��ا الأخب ��ار كل ي ��وم بالمخاط ��ر غي ��ر العادي ��ة المترب�ص ��ة ف ��ي الأف ��ق‬ ‫االقت�ص ��ادي الأميرك ��ي‪" .‬الهاوية المالية" (‪ ،)fiscal cliff‬التي تمثل ح�سب‬ ‫�أه ��ل الإخت�صا� ��ص ‪ 600‬مليار دوالر خ�سارة في النات ��ج المحلي الأميركي في‬ ‫‪ ، 2013‬تل ��وح ف ��ي الأف ��ق‪ .‬الإقت�ص ��ادات الأوروبية تتراجع م ��رة �أخرى‪ ،‬ولي�س‬ ‫هن ��اك ح ��ل دائم حتى الآن وا�ضح لم�شكلة اليورو‪ .‬ونمو ال�صين المذهل �أخذ‬ ‫يتباط� ��أ‪ .‬والإنتخابات الرئا�سي ��ة الأميركية �أ�ضافت �إلى عدم اليقين حول ما‬ ‫ينتظ ��ر العالم في الم�ستقبل‪ .‬ال�س�ؤال هن ��ا‪ :‬هل ينبغي للمرء �أن ي�ستثمر في‬ ‫�أ�سواق الأ�سهم في هذا الجو والمعطيات؟‬ ‫دعون ��ا نبد�أ باالنتخابات‪� .‬آخذا" نظرة طويلة في تاريخ الإقت�صاد الأميركي‪،‬‬ ‫ح�س ��ب جيريم ��ي �سيغل‪ ،‬من جامع ��ة "وارت ��ون" الأميركية‪ ،‬متو�س ��ط العائد‬ ‫ال�سن ��وي عل ��ى الأ�سهم ‪ 9.6‬في المئة بي ��ن ‪ 1888‬و‪ .2006‬وبلغ متو�سط العائد‬ ‫‪ 10.9‬ف ��ي المئ ��ة في ظ ��ل الديموقراطيين و‪ 8.6‬في ظ ��ل الجمهوريين‪ .‬مثل‬ ‫ه ��ذا الف ��ارق �أدى �إلى �إطالق �شعار "�إذا كن ��ت تريد �أن تعي�ش مثل الجمهوري‬ ‫�ص� �وِّت للديموقراط ��ي"‪ .‬لكن الر�سال ��ة الرئي�سة هي �أن الأ�سه ��م كانت جيدة‬ ‫بالن�سب ��ة ال ��ى الإ�ستثم ��ار الطوي ��ل الأج ��ل بغ� ��ض النظ ��ر ع ��ن الح ��زب ال ��ذي‬ ‫احتل البيت الأبي�ض‪.‬‬ ‫عل ��ى المدى الق�صير‪ ،‬غالبا" ما ي�صاحب �إنخفا� ��ض �أ�سواق الأ�سهم �صدمات‬ ‫�إقت�صادية �سيئة‪ .‬ما هو مدى ال�ضرر الذي تحمله التطورات العالمية اليوم‬ ‫ال ��ى الإقت�ص ��اد الأميركي؟ كان التباط�ؤ في نم ��و الإقت�صاد ال�صيني وا�ضحا"‬ ‫لأ�شه ��ر ع ��دة‪ .‬لقد ح ��دث �أ�سا�سا" بع ��د نهاية طفرة البناء و�ضع ��ف ال�صادرات‬ ‫�إلى الإقت�صادات المتقدمة الراكدة‪ .‬و�أدى التباط�ؤ الى �إنخفا�ض في واردات‬ ‫ال�صين من المواد الخام‪ ،‬ولكن خالف ذلك لم يكن له �سوى ت�أثير متوا�ضع‬ ‫على الإقت�صاد الأميركي‪.‬‬ ‫�أوروب ��ا ه ��ي �س ��وق رئي�س ��ة ل�ص ��ادرات الوالي ��ات المتح ��دة‪ ،‬لذل ��ك ان رك ��ودا"‬ ‫عميق ��ا" فيه ��ا �سيك ��ون ل ��ه ت�أثي ��ر �أكبر عل ��ى الإقت�ص ��اد الأميرك ��ي من خالل‬ ‫التج ��ارة‪ .‬وم ��ع ذلك كثيرون ف ��ي �أوروبا‪ ،‬جنبا" �إلى جنب م ��ع �صندوق النقد‬ ‫الدول ��ي‪ ،‬خل�ص ��وا �إل ��ى نتيج ��ة �أن التق�ش ��ف المالي ال ��ذي �أعلن عن ��ه الإتحاد‬ ‫الأوروبي �سابقا" له ت�أثير �سلبي كبير وي�ؤدي الى الركود‪ ،‬وا�ضعين بموقفهم‬ ‫�ضغط ��ا" على الحكومات للتراجع‪ .‬لذلك ينبغي ان ي�ؤدي الأمر الى تخفيف‬ ‫خطر الركود العميق‪ .‬والقطاع المالي في �أميركا هو في الواقع معزول �أكثر‬ ‫ع ��ن �أوروب ��ا مما كان عليه منذ �سنوات قليلة‪ ،‬لذلك ف�إن الآثار غير المبا�شرة‬ ‫م ��ن الم�شاكل الم�صرفية في القارة القديمة يمكن التحكم فيها‪ .‬والإنق�سام‬ ‫الم�ضط ��رب لمنطق ��ة عمل ��ة اليورو من غير المرج ��ح ان يحدث في �أي وقت‬ ‫قري ��ب‪ .‬ب�إخت�ص ��ار‪ ،‬ف ��ي حين �أن الأو�ض ��اع يمكن �أن تتحول ال ��ى الأ�سو�أ‪ ،‬يبدو‬ ‫الآن �أن الم�ش ��اكل ف ��ي �أوروب ��ا وال�صي ��ن ل ��ن تعرق ��ل الإنتعا� ��ش ف ��ي الواليات‬ ‫المتحدة‪.‬‬ ‫�أما بالن�سبة الى ت�أثيرها على �سوق الأ�سهم في �أميركا ف�إن الو�ضع الأوروبي‬ ‫كان يتط ��ور من ��ذ �سن ��وات و�أ�شعل �أ�سواق ��ا" فيما خطر تفاق ��م الأزمة يتزايد‬ ‫ث ��م ينخف� ��ض‪ .‬و�إ�ستط ��اع تجار الم ��دى الق�صير الرد ب�شكل متك ��رر على هذه‬ ‫التوقع ��ات المتغي ��رة‪ ،‬و�أولئك الذين ما زالوا قادرين على الدفع �سيكون لهم‬ ‫المزيد من الفر�ص في الأ�سابيع والأ�شهر المقبلة‪.‬‬

‫‪52‬‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫بالن�سب ��ة ال ��ى الوالي ��ات المتح ��دة‪� ،‬إن �أكب ��ر المخاط ��ر المحتمل ��ة ت�أت ��ي من‬ ‫"الهاوية المالية"‪ ،‬والتي هي التغيير الكبير �إلى �إرتفاع ال�ضرائب وخف�ض‬ ‫الإنف ��اق الذي يحدث ف ��ي العام المقبل �إذا لم يتم تغيي ��ر القوانين الحالية‪.‬‬ ‫لإ�ستعرا�ض كيف حدث هذا‪ ،‬هنا ثالثة عنا�صر رئي�سة‪ :‬تخفي�ضات �ضريبية‬ ‫�أ�صدره ��ا الرئي� ��س ال�سابق جورج بو�ش كان يج ��ب ان تنتهي في ‪ 2010‬لتجنب‬ ‫تج ��اوز ح ��دود موازن ��ة ال�سني ��ن الع�ش ��ر الت ��ي فر�ضه ��ا الكونغر� ��س نف�سه‪ .‬ثم‬ ‫مددت حتى ‪ 2012‬ب�سبب الك�ساد‪ .‬وقد مددت �أي�ضا" ال�ضريبة الدنيا البديلة‬ ‫المعدل ��ة م�ؤقت ��ا لعقود ع ��دة لتجنب ت�أثيره ��ا على دافع ��ي ال�ضرائب‪ .‬وعزل‬ ‫مبلغ ال ‪ 800‬مليار دوالر من الإنفاق الع�سكري وغير الع�سكري �إعتبارا" من‬ ‫كان ��ون الثاني (يناير) المقبل الذي وافق عليه الكونغر�س الحالي لممار�سة‬ ‫ال�ضغط لخف�ض العجز في الموازنة الطويل المدى‪.‬‬ ‫ال يمك ��ن لأحد معرف ��ة كيفية تطور هذا الو�ضع الغري ��ب وكيف �سي�ستخدم‪.‬‬ ‫مبا�ش ��رة بع ��د االنتخاب ��ات من المتوق ��ع ان يُدف ��ع بتاريخ التغيي ��رات المقرر‬ ‫�إجرا�ؤه ��ا ف ��ي �أول ي ��وم من العام الجدي ��د �إلى منت�صف الع ��ام لإعطاء الوقت‬ ‫الكاف ��ي للكونغر� ��س الجديد والرئي�س للعمل معا" والو�صول الى حل‪� .‬أو قد‬ ‫ي�سم ��ح للتغيي ��رات ان ت�أخذ مجراها‪ ،‬الأمر ال ��ذي �سيعتبر كدعوة الى خطر‬ ‫تج ��دد الرك ��ود م ��ن �أج ��ل ال�ضغط عل ��ى الجانبي ��ن لإيج ��اد حل و�س ��ط ب�ش�أن‬ ‫ق�ضاي ��ا الموازن ��ة الطويل ��ة الم ��دى‪ .‬و�أحد الأ�سب ��اب الذي قد يك ��ون مفيدا"‬ ‫ه ��و �أن المناق�ش ��ات التي �ستجري مع الكونغر�س الجدي ��د �ستبد�أ مع عائدات‬ ‫�ضرائ ��ب �أعل ��ى بكثي ��ر م ��ن ال�سابق الأمر ال ��ذي قد ي�ؤدي ال ��ى تخفي�ض جزء‬ ‫منه ��ا ف ��ي �أي حل و�سط‪� .‬أو ‪ -‬وهذا يب ��دو �أقل احتماال" – يرف�ضون التو�صل‬ ‫الى حل و�سط‪ ،‬وال�سماح للأ�سو�أ �أن يحدث‪.‬‬ ‫ال ��ى �أي ح ��د ينبغ ��ي �أن ي�شع ��ر النا� ��س بالقل ��ق ب�ش� ��أن �س ��وق الأ�سه ��م ف ��ي هذه‬ ‫الأج ��واء؟ ال �ش ��يء ف ��ي الأفق حالي ��ا" ي�شير �إل ��ى �أن الأم ��وال الم�ستثمرة في‬ ‫الأ�سه ��م الي ��وم �ستب ��دو �إ�ستثمارا" �سيئا" بع ��د خم�س �سنوات م ��ن الآن‪ .‬ولكن‬ ‫ل ��ن يك ��ون من الم�ستغرب ج ��دا" �إذا �إنخف�ضت �أ�سع ��ار اال�سهم في هذه البيئة‬ ‫والأج ��واء‪ .‬وينبغي لمن ال ي�ستطيع تحم ��ل الإنخفا�ض‪ ،‬لأن لديه حاجة الى‬ ‫ر�أ� ��س الم ��ال على الم ��دى القريب‪ ،‬ينبغي ان يدرك �أنه ق ��د يتكبد خ�سائر في‬ ‫الأ�سهم‪ .‬هذا �شيء يح�صل دائما"‪.‬‬ ‫ولك ��ن يب ��دو الآن وقت جيد مثل �أي وقت �آخ ��ر للم�ستثمرين في ال�سوق على‬ ‫الم ��دى الطويل‪ ،‬مثل �أولئك الذين يقوم ��ون باالدخار لدخول الجامعات �أو‬ ‫للتقاعد‪ .‬وحتى ان الم�ستثمرين على المدى الطويل قد يقررون‪ ،‬في بع�ض‬ ‫الأحي ��ان‪ ،‬الخ ��روج من ال�سوق م�ؤقتا"‪ .‬وهذا �أم ��ر مفهوم ولكن هذا قد يقلل‬ ‫م ��ن قيم ��ة الأداء عل ��ى المدى الطوي ��ل‪ .‬وكما الح ��ظ الملياردي ��ر الأميركي‬ ‫وارن بافي ��ت‪ ،‬ال �أح ��د من المرجح �أن ي�ستثمر ب�شكل جيد على �أ�سا�س ما يقر�أ‬ ‫ف ��ي �صح ��ف كل �صباح‪ .‬والمخاطر االقت�صادي ��ة التي تحدثنا عنها هنا كانت‪،‬‬ ‫و�سوف تكون‪ ،‬في ال�صحف اليومية‪.‬‬ ‫وم ��ا ه ��و �أهم‪ :‬من �أجل الح�صول على توقيت جيد لمرة واحدة في الأ�سواق‪،‬‬ ‫علي ��ك �أن تك ��ون مرتي ��ن �صحيح ��ا"‪� .‬أوال"‪ ،‬معرف ��ة مت ��ى الخ ��روج‪ ،‬وم ��ن ثم‬ ‫معرفة متى تعود مرة �أخرى‪.‬‬

‫وا�شنطن ‪ -‬با�سم رحال‬


‫الدوحة‪ :‬عا�صمة الإ�ستثمار‬ ‫الداخلي والخارجي‬

‫يق ��ول �أه ��ل الخبرة ف ��ي تل ��ك الإمارة ب� ��أن �أف�ضل‬ ‫طريقة للتفكير في الن�ش ��اط الإ�ستثماري في قطر‬ ‫يكم ��ن في ثالث م�ؤ�س�س ��ات مدعومة من الحكومة‬ ‫وم�س�ؤولياته ��ا منف�صل ��ة‪ :‬جهاز قط ��ر للإ�ستثمار‪،‬‬ ‫وقطر للبترول‪ ،‬وم�ؤ�س�سة قطر‪.‬‬ ‫والواق ��ع ان معظ ��م النا� ��س يفك ��ر بجه ��از قط ��ر‬ ‫للإ�ستثم ��ار عندم ��ا تتو�ص ��ل الدوح ��ة ال ��ى �إتفاق‬ ‫�إ�ستثم ��اري‪ .‬ذل ��ك ان هذا الجهاز ق ��د قام بتنفيذ‬ ‫الج ��زء الأكبر من عمليات اال�ستح ��واذ الخارجية‬ ‫القطرية من خالل مختلف ال�شركات التابعة له ‪-‬‬ ‫�أهمها قطر القاب�ضة‪ .‬وهذه الأخيرة قامت ب�شراء‬ ‫الح�ص� ��ص في م�صارف باركلي ��ز وكريدي �سوي�س‬ ‫والزراع ��ي ال�صيني‪ ،‬و�شركتي �صناع ��ة ال�سيارات‬ ‫الألماني ��ة فولك�سفاغ ��ن وبور�ش ��ه‪ ،‬بالإ�ضاف ��ة �إلى‬ ‫الملكية الكاملة لمتاجر التجزئة الفاخرة في لندن‬ ‫"هارودز"‪ .‬وال�شركات التابعة الأخرى لجهاز قطر‬ ‫للإ�ستثم ��ار ت�شم ��ل �شرك ��ة الديار القطري ��ة‪ ،‬التي‬ ‫ت�أخذ على عاتقها م�س�ؤولية الإ�ستثمار في م�شاريع‬

‫�أف�ضل طريقة للتفكير‬ ‫في الن�شاط الإ�ستثماري في قطر‬ ‫يكمن في ثالث م�ؤ�س�سات مدعومة‬ ‫من الحكومة وم�س�ؤولياتها منف�صلة‪:‬‬ ‫جهاز قطر للإ�ستثمار‪ ،‬وقطر للبترول‪،‬‬ ‫وم�ؤ�س�سة قطر‬ ‫التطوير العقاري لجهاز قطر للإ�ستثمار في جميع‬ ‫�أنح ��اء العالم‪ ،‬و�شركة ح�صاد الغذائية التي لديها‬ ‫مهمة ت�أ�سي�س ح�ضور عالمي لإنتاج المواد الغذائية‬ ‫وت�أمي ��ن �إم ��دادات الغذاء‪ .‬وتملك قط ��ر القاب�ضة‬ ‫�أي�ض ��ا" ح�ص�صا" في بنك قط ��ر الوطني و�شركة‬ ‫قطر للإت�صاالت‪ ،‬وهم ��ا في حد ذاتهما مفتوحان‬

‫للإ�ستثمارات الأجنبية �أي�ضا"‪.‬‬ ‫وي�ضم مجل�س �إدارة جه ��از قطر للإ�ستثمار​​رئي�س‬ ‫الوزراء ومحاف ��ظ البنك المركزي ووزير المالية‪.‬‬ ‫وم ��ع ذل ��ك‪ ،‬يعودالف�ض ��ل ف ��ي �ص ��وغ �إ�ستراتيجية‬ ‫الجه ��از الن�شيط ��ة في الخ ��ارج ال ��ى �أحمد محمد‬ ‫ال�س ّيد‪ ،‬الرئي�س التنفي ��ذي ل�شركة قطر القاب�ضة‪.‬‬ ‫كما ان ع�ضو مجل� ��س �إدارة جهاز قطر لال�ستثمار‬ ‫ح�سين العبد اهلل هو الآخر �شخ�صية رئي�سة‪.‬‬ ‫�إن محفظ ��ة جه ��از قط ��ر للإ�ستثم ��ار المترامي ��ة‬ ‫وال�سلطات الوا�سعة لديها لتنويع الإقت�صاد يجعلها‬ ‫هدف ��ا" طبيعيا" لل�شركات التي تحتاج �إلى تمويل‪،‬‬ ‫ولك ��ن الإ�ستثمارات المبا�شرة التي ال تتطلب �إدارة‬ ‫يومية هي من تخ�ص�ص الجهاز‪.‬‬ ‫�أم ��ا بالن�سبة الى قط ��ر للبت ��رول‪ ،‬فوظيفتها تقوم‬ ‫عل ��ى زي ��ادة قيم ��ة الإحتياط ��ات الهيدروكربونية‬ ‫في البالد والقي ��ام ب�إ�ستثم ��ارات �إ�ستراتيجية في‬ ‫م�شاريع الطاقة والبتروكيماويات‪ .‬وطموحات هذه‬ ‫الم�ؤ�س�س ��ة الأجنبية تنفذ ب�ش ��كل رئي�س من خالل‬

‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪55‬‬


‫�أ�سواق المال‬

‫صناديق سيادية‬

‫عربات �إ�ستثمارية مالئة الدنيا و�شاغلة النا�س‬

‫صناديق قطر السياد ّية ِّ‬ ‫تحير العالم!‬ ‫�أثارت م�شاريع الإ�ستثمار القطرية في الخارج ت�سا�ؤالت‬ ‫ع��دة �آخره��ا كان في فرن�س��ا‪ ،‬حيث ن�شط��ت الدوحة‬ ‫�إ�ستثماري��ا" �س��واء ف��ي القط��اع الريا�ض��ي او لإنعا�ش‬ ‫الن�شاط ف��ي ال�ضواحي‪ ،‬ال��ى درجة انه ب��د�أت داخل‬ ‫الطبقة ال�سيا�سي��ة الفرن�سية فكرة ت�شكيل لجنة تحقيق‬ ‫برلمانية ت�شق طريقها‪.‬‬ ‫فبعد الإ�ستثمارات في القطاع الريا�ضي في نادي باري�س‬ ‫�سان جرم��ان (كرة القدم وكرة اليد) وفي �شراء حقوق‬ ‫ب��ث تلفزيوني وفي �سوق الف��ن والدخول في ر�أ�سمال‬ ‫المجموع��ة النفطية توت��ال والمجموع��ة الفاخرة "�أل‬ ‫في �أم �أ���ش"‪ ،‬تهتم الإمارة النفطي��ة والغازية الخليجية‬ ‫ال�صغيرة منذ نهاي��ة ‪ 2011‬بال�ضواح��ي الفرن�سية التي‬ ‫ارادت ان تخ�ص�ص لها �أوال" خم�سين مليون يورو‪.‬‬

‫لك��ن المب��ادرة �أرجئ��ت قب��ل الإنتخابات ف��ي فرن�سا‬ ‫لتجن��ب توظيفها ف��ي ال�سيا�س��ة‪ .‬وقد �إتهم��ت زعيمة‬ ‫اليمين المتطرف مارين لوبن قطر "باال�ستثمار بكثافة"‬ ‫خ�صو�ص��ا" في ال�ضواحي حي��ث يعي�ش عدد كبير من‬ ‫الم�سلمين‪.‬‬ ‫وت�سع��ى الغالبية الجدي��دة حاليا" ال��ى تعديل مالمح‬ ‫ه��ذه المبادرة عب��ر التوجه �أكث��ر الى �إقام��ة "�صندوق‬ ‫فرن�س��ي‪ -‬قط��ري" تموّل��ه الدول��ة والقط��اع الخا���ص‬ ‫ويخ�ص���ص للم�ساعدة على �إيج��اد وظائف في مجمل‬ ‫المناطق الفقيرة‪.‬‬ ‫ولكن كيف تنظ��م قطر كياناتها المالي��ة الإ�ستثمارية؟‬ ‫وهل هن��اك �إرتباك وحيرة دولي��ان بالن�سبة الى التعامل‬ ‫معها؟‬

‫لندن ‪� -‬سامي الخراط‬ ‫تعتبر �إمارة قطر الغنية بالمال والغاز‬ ‫منجم ��ا" م ��ن ذه ��ب للم�ست�شاري ��ن‬ ‫الباحثين عن عمل‪ .‬ولكن لأولئك الذين ي�أملون في‬ ‫العم ��ل والإ�ستثمار في �أي من المعامالت ال�ضخمة‬ ‫والإ�ستفادة من مليارات الدوالرات التي ت�ستثمرها‬ ‫الدولة الخليجية‪ ،‬ف�إنه ل ��م يعد يكفي و�ضع تقديم‬ ‫ملف وطل ��ب للإ�ستدعاء على �أعلى الم�ستويات في‬ ‫�صندوق الثروة ال�سي ��ادي وجهاز قطر للإ�ستثمار‪.‬‬ ‫الي ��وم‪ ،‬تنت�شر �أن�شط ��ة قطر المالي ��ة على كيانات‬ ‫مختلف ��ة عدة ولكنه ��ا ذات �صلة‪ ،‬م ��ع عدم و�ضوح‬ ‫الخطوط الفا�صلة بينها‪.‬‬ ‫الإرتباك الذي ح�صل في �أيلول (�سبتمبر) الما�ضي‬ ‫ح ��ول ماهي ��ة الم�ؤ�س�س ��ة القطري ��ة الت ��ي تدر� ��س‬ ‫الإ�ستثم ��ار ف ��ي �شركة مناج ��م الذه ��ب "�أوك�س"‬ ‫(‪ )AUX‬الت ��ي يملكه ��ا الملياردي ��ر البرازيل ��ي‬ ‫�إي ��ك باتي�ست ��ا يو�ضح الم�شكل ��ة‪ .‬قط ��ر القاب�ضة‪،‬‬ ‫‪54‬‬

‫�أمير قطر ال�شيخ حمد بن خليفة �آل ثاني‪:‬‬ ‫ر�أ�س الهرم في �إتخاذ قرارات الإ�ستثمار الكبرى‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫وهي �شرك ��ة تابعة لجهاز قط ��ر للإ�ستثمار وتملك‬ ‫�أ�سهما" في �شركات ع ��دة لتعدين الذهب‪� ،‬أعلنت‬ ‫ب� ��أن ال عالقة لها بالمو�ضوع و�أنك ��رت بلهجة قوية‬ ‫�أي تورط لها في ال�صفقة البرازيلية‪ .‬لقد كان هذا‬ ‫الإع�ل�ان الثالث من نوعه ال ��ذي ت�صدره ال�شركة‪،‬‬ ‫بعد �إعالنها �سابقا" عن عدم �صحة التكهنات عن‬ ‫محادثات تج ��ري ل�شراء فري ��ق مان�ش�ستر يونايتد‬ ‫لكرة القدم والملعب الدائري ل�سباق �سيلفر�ستون‬ ‫للجائ ��زة الكب ��رى في بريطاني ��ا‪ .‬لكن بع ��د �أيام‪،‬‬ ‫�أكد رئي�س الوزراء ال�شيخ حمد بن جا�سم �آل ثاني‪،‬‬ ‫الرئي� ��س التنفيذي لجه ��از الإ�ستثمار القطري‪� ،‬أن‬ ‫الدوحة تدر�س بالفعل �إمكانية الإ�ستثمار‪.‬‬ ‫قد ال تك ��ون المعلومات مت�ضارب ��ة‪ُ :‬يعتقد (ح�سب‬ ‫م�صادر قطري ��ة نافذة) �أن العرب ��ة التي اختيرت‬ ‫له ��ذه العملية ه ��ي م�ؤ�س�س ��ة قطر للتعدي ��ن‪ ،‬وهي‬ ‫�شركة مبهم ��ة للغاية وغير معروفة وتملكها الدولة‬ ‫وقد �أن�شئت في الع ��ام ‪ 2010‬للإ�ستثمار في مجال‬ ‫التعدين والمعادن‪.‬‬


‫�أ�سواق المال‬

‫¶‬

‫�صناديق �سيادية‬

‫�شركة قطر للبترول الدولية‪.‬‬ ‫وهن ��اك �أي�ضا" �شركة �أخ ��رى تابعة ومتفرعة وهي‬ ‫�شرك ��ة �صناعات قطر الغني ��ة التي من المتوقع ان‬ ‫تلع ��ب دورا" �أكبر‪ .‬وت�ستخدم ه ��ذه ال�شركة كعربة‬ ‫�أو و�سيل ��ة لإع ��ادة توزي ��ع الثروة عل ��ى المواطنين‬ ‫القطريين‪ ،‬مع ح�صة ‪ 20‬في المئة تقريبا" تملكها‬ ‫الهيئة العام ��ة للتقاعد والت�أمينات الإجتماعية في‬ ‫قطر (هناك ‪ 30‬في المئة مع ّومة مجانا")‪.‬‬ ‫بدوره ��ا‪ ،‬تملك �شركة �صناعات قط ��ر العديد من‬ ‫ال�ش ��ركات المتفرعة بما في ذل ��ك "قطر للحديد‬ ‫وال�صلب" التي لديها �أي�ض ��ا" م�شروع م�شترك مع‬ ‫قطر للتعدين‪.‬‬ ‫لي�س من الوا�ضح على وجه التحديد اين هو مو�ضع‬ ‫قط ��ر للتعدين ف ��ي المنظومة‪ .‬لق ��د كانت ال�شركة‬ ‫ن�شيطة جدا"‪ ،‬ووقعت مذكرات تفاهم �أو �إتفاقات‬ ‫للتنقي ��ب ع ��ن المع ��ادن ف ��ي جمهوري ��ة الكونغ ��و‬ ‫الديموقراطي ��ة و�سلوفيني ��ا وال�س ��ودان وبلغاري ��ا‪،‬‬ ‫ومعظمه ��ا خالل الزيارات الخارجية التي قام بها‬ ‫�أمير البالد ال�شيخ حمد بن خليفة �آل ثاني‪ ،‬ورئي�س‬ ‫مجل� ��س الوزراء �أو ولي العهد ال�شيخ تميم بن حمد‬ ‫ب ��ن خليفة �آل ثاني‪ .‬وتمل ��ك ال�شركة �أي�ضا" ح�صة‬ ‫ف ��ي �شركة كندية مقره ��ا �أندوني�سي ��ا ال�ستك�شاف‬ ‫الذهب والنحا�س‪.‬‬ ‫ويلع ��ب دور المح� � ّرك الرئي� ��س في قط ��ر للبترول‬ ‫المدي ��ر المالي في ال�شركة عب ��د الرحمن ال�شيبي‬ ‫ال�ضالع في تو�سع جهود ال�شركة المختلفة‪ ،‬ف�ضال"‬ ‫عن العديد من قرارات قطر الأو�سع للتمويل‪.‬‬ ‫ث ��م هناك رئي� ��س قطر للبت ��رول الجدي ��د‪ ،‬محمد‬ ‫ال�سادة‪ ،‬الذي ي�شغل �أي�ضا" من�صب وزير الطاقة‪.‬‬ ‫وكان ن�س ��ب ال ��ى �سلفه‪ ،‬عب ��د اهلل العطية‪ ،‬تحويل‬ ‫قطر الى دولة حديثة وهو يعمل حاليا" م�ست�شارا"‬ ‫موثوقا" ورئي�سا" لديوان الأمير‪.‬‬ ‫وتبقى م�ؤ�س�سة قطر‪ ،‬وهي كيان غير هادف للربح‬ ‫تديره ال�شيخة موزة‪ ،‬الزوجة الثانية لأمير البالد‪.‬‬ ‫تتمثل مهمة الم�ؤ�س�سة في تطوير ر�أ�سمال الإن�سان‬ ‫القطري و�إقت�صاد قائم على المعرفة‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫ف�إنها تمتل ��ك �إ�ستثم ��ارات تجاري ��ة خا�صة‪ ،‬منها‬ ‫ح�صة الحكومة في �شركة فودافون قطر‪ .‬والجدير‬ ‫ذكره ان م�ؤ�س�سات التكنولوجيا والبحوث ومعاهد‬ ‫التعلي ��م الدولي ��ة يج ��ب ان تتق ��دم بملفاتها �إلى‬ ‫م�ؤ�س�سة قطر عندما ترغب في العمل في البالد‪.‬‬ ‫م ��ن جه ��ة �أخرى تبرز عل ��ى نحو متزاي ��د �شركات‬ ‫تابع ��ة للدول ��ة او للعائل ��ة المالك ��ة‪ ،‬والت ��ي تهدف‬ ‫الى �إج ��راء عملية �شراء و�إ�ستح ��واذ محددة‪ ،‬مثل‬

‫رئي�س الوزراء ال�شيخ حمد بن جا�سم �آل ثاني‪:‬‬ ‫الرئي�س التنفيذي لجهاز الإ�ستثمار القطري‬

‫مف�صلة للفروق بين الكيانات‬ ‫معرفة ّ‬ ‫الإ�ستثمارية في الدوحة مفيدة جدا"‬ ‫لأن التداخل بين �أع�ضاء مجال�س هذه‬ ‫الكيانات المختلفة كبير‬

‫ال�شيخة موزة‪ :‬م�ؤ�س�سة قطر التي تديرها نا�شطة �أي�ضا"‬ ‫في حقل الإ�ستثمار‬

‫دار �أزي ��اء فالنتين ��و‪ .‬وق ��د ق ��ادت ال�شيخ ��ة م ��وزة‬ ‫عملي ��ة �ش ��راء دار الأزي ��اء الإيطالي ��ة العالمي ��ة‬ ‫الراقي ��ة بوا�سط ��ة مجموع ��ة قط ��ر للرفاهة وهي‬ ‫�شرك ��ة متفرعة م ��ن م�ؤ�س�سة قطر ترك ��ز �أعمالها‬ ‫في عال ��م الأزي ��اء وال�ضيافة‪ .‬وفي الوق ��ت نف�سه‪،‬‬ ‫ُيعتقد ان �شركة "قطر للإ�ستثمار الريا�ضي" التي‬ ‫�إ�ستح ��وذت �أخيرا" على الن ��ادي الفرن�سي "باري‬ ‫�س ��ان جيرمان" لك ��رة القدم‪ ،‬مملوك ��ة من وزارة‬ ‫المالية واللجنة الأولمبية القطرية‪.‬‬ ‫مف�صلة للف ��روق بين هذه‬ ‫وم ��ع ذل ��ك‪ ،‬ان معرف ��ة ّ‬ ‫الكيان ��ات مفي ��دة ج ��دا"‪ .‬يبل ��غ ع ��دد ال�س ��كان‬ ‫المحليي ��ن (المواطني ��ن) ف ��ي قط ��ر حوالى ‪250‬‬ ‫�ألف ��ا" والتداخ ��ل بين �أع�ض ��اء المجال�س القطرية‬ ‫للكيانات المختلفة كبير‪.‬‬ ‫لن�أخذ مث�ل�ا" وزير المالية يو�س ��ف ح�سين كمال‪.‬‬ ‫�إن ��ه ع�ضو في مجل�سي �إدارة جهاز قطر للإ�ستثمار‬ ‫وم�ؤ�س�س ��ة قطر‪ .‬وزي ��ر الطاقة محم ��د ال�سادة هو‬ ‫�أي�ض ��ا" ع�ض ��و ف ��ي مجل� ��س �إدارة م�ؤ�س�س ��ة قط ��ر‬ ‫ورئي� ��س قط ��ر للبت ��رول‪ .‬هن ��اك ف�صل �أكث ��ر بين‬ ‫جهاز قطر للإ�ستثم ��ار وخبراء الطاقة المح ّنكين‬ ‫ف ��ي قطر للبت ��رول‪ .‬مع ذل ��ك يلتقي وزي ��ر المالية‬ ‫ومدي ��ر ال�ش�ؤون المالية في قطر للبترول كع�ضوين‬ ‫ف ��ي مجل� ��س �إدارة "مرك ��ز قط ��ر للم ��ال"‪ ،‬وه ��و‬ ‫الكي ��ان الذي يق ��ود طموح ��ات الدول ��ة الخليجية‬ ‫لت�صبح �إحدى المراكز الرائ ��دة عالميا" للتجارة‬ ‫والأعمال‪.‬‬ ‫وقد تقوم الكيانات الفردية بر�سم �إ�ستراتيجياتها‬ ‫الخا�صة به ��ا‪ ،‬ولكن يقول الم�صرفيون ب�أن ال�ضوء‬ ‫الأخ�ض ��ر للإنفاق الكبير و�صنع الق ��رار الحقيقي‬ ‫هما داخل مجموعة �صغي ��رة من الأفراد في �أعلى‬ ‫ال�سلطة‪ .‬وهذا ي�شمل الأمير ورئي�س الوزراء‪ ،‬بغ�ض‬ ‫النظر عن وجودهما �أو عدم ع�ضويتهما في مجل�س‬ ‫الإدارة عينه‪.‬‬ ‫هذا الهيكل – ح�سب الخبراء‪ -‬يوفر بع�ض الحماية‬ ‫�ض ��د �إنت�ش ��ار المناف�سة بي ��ن الكيان ��ات في قطر‪،‬‬ ‫التي لها واليات و�سلط ��ات وا�سعة‪ ،‬على التمويل �أو‬ ‫الإ�ستحواذ‪ .‬ولكن االرتباك الذي حدث حول ح�صة‬ ‫دول ��ة قطر في مناجم "�أوك� ��س" البرازيلية يو�ضح‬ ‫�أنه طالما ان ال�سلطة ال تزال تتركز داخل الإمارة‪،‬‬ ‫ف�سوف تكون قطر مجبرة على العمل الم�ستمر من‬ ‫�أج ��ل �إقناع العالم �أنه ينبغي النظ ��ر �إلى الكيانات‬ ‫ال�سيادية على �أنها مختلفة ومجدية‬ ‫• �شاركت في هذا التقرير �إيفيت ياغي من الدوحة‪.‬‬

‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪57‬‬


Lody Saliby Haute Couture Wedding dresses, Evening clothes, Selling or Renting, Pret-a- Porter, Accessories

Christ Le Rois Center, 8th Floor, Adonis Road, Zouk Mossbeh, Lebanon Tel: 00961 – (0) 9221643 , Email: lodysaliby@hotmail.com, Web: www.lodysaliby.com


‫الحل‪ ،‬كان ��ت الوجب ��ات الرئي�سة له ��ذه الإجتماعات‬ ‫التي عقدت ف ��ي طوكيو �أكث ��ر �إ�ستراتيجية ود ّقة مما‬ ‫كان ��ت عليه في ال�سن ��وات الأخيرة‪ .‬ولك ��ن‪ ،‬في حين‬ ‫�أن الق�ضاي ��ا كانت �أكثر دقة‪ ،‬فه ��ي ال تقل �أهمية من‬ ‫جهة الح�س ��م‪ .‬في الواقع‪� ،‬إن �صن ��دوق النقد الدولي‬ ‫بات �أكثر �أهمية بالن�سب ��ة الى الإقت�صاد العالمي من‬ ‫�أي وق ��ت م�ض ��ى‪ ،‬و�إجتماع ��ات طوكيو مثل ��ت خطوة‬ ‫مهمة ف ��ي هذا الإتجاه‪ .‬الأهم من ذلك‪ ،‬بدا ان نفوذ‬ ‫وا�شنط ��ن في ال�صن ��دوق �أ�صبح مه ��ددا" ب�إنخفا�ض‬ ‫�أكبر مما يعتقد عموما"‪ .‬هنا لماذا‪:‬‬

‫الرئي�س باراك �أوباما‪� :‬إدارته وعدت ب�إ�صالحات‬ ‫توقفت عند باب الكونغر�س‬

‫حكم �صندوق النقد الدولي‬ ‫ان الم�سائل الت ��ي تتعلق بحكم �صندوق النقد الدولي‬ ‫و�سلطات ��ه تب ��دو �شاق ��ة ومع ّق ��دة حت ��ى بالن�سبة الى‬ ‫مراقب ��ي ال�صندوق المح َنكي ��ن‪ .‬وعموما"‪ ،‬ال يتطلب‬ ‫عن ��اء كبيرا" النظر ف ��ي الآثار المترتب ��ة على تحول‬ ‫القوة الت�صويتي ��ة ‪ 0.02‬في المئة في منظمة غالبا"‬ ‫م ��ا ُتتخذ القرارات فيه ��ا على �أ�سا� ��س توافق الآراء‪.‬‬ ‫ولك ��ن ه ��ذا الع ��ام‪ ،‬كان ��ت ق�ضاي ��ا حك ��م ال�صندوق‬ ‫و�سلطت ��ه كبي ��رة ف ��ي الواقع‪ .‬وه ��ذا �أم ��ر كان �سيئا"‬ ‫ج ��دا"‪ ،‬لأن الوالي ��ات المتحدة لم تخ ��رج جيدة من‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫ه ��ذه الق�ضاي ��ا‪ ،‬المعروف ��ة بالعامي ��ة ب"الأ�سه ��م‬ ‫والكرا�سي‪ "،‬تنطوي على تكوي ��ن المجل�س التنفيذي‬ ‫لل�صن ��دوق‪ ،‬ال ��ذي يدير �أعم ��ال الم�ؤ�س�س ��ة يوميا"‪،‬‬ ‫وحقوق ت�صويت �أع�ضائ ��ه البالغ عددهم ‪ .188‬وكان‬ ‫�صن ��دوق النقد الدولي‪ ،‬ال ��ذي �أن�شئ في ظل الحرب‬ ‫العالمي ��ة الثاني ��ة‪ ،‬بطيئا" في الإعت ��راف بالتحوالت‬ ‫العالمي ��ة التي حدثت خالل العق ��ود الما�ضية‪ ،‬الأمر‬ ‫ال ��ذي دفع بكثيرين الى �إعتب ��ار ذلك ت�شبثا" وتعلقا"‬ ‫�أكث ��ر من ال�ل�ازم بالما�ضي‪ .‬على وج ��ه الخ�صو�ص‪،‬‬ ‫حتى قب ��ل هيمنة �أزمة اليورو عل ��ى تركيز ال�صندوق‬ ‫�أخيرا"‪ ،‬تمتع الأوروبيون بنف ��وذ غير متكافئ وت�أثير‬ ‫غي ��ر متنا�سب مع ما بي ��ن ‪ 8‬و ‪� 10‬أع�ضاء في مجل�س‬ ‫الإدارة المك ّون من ‪ 24‬حيث ُيع ّين �أوروبيا"‪ ،‬تقليديا"‪،‬‬ ‫مدي ��را" عاما" للم�ؤ�س�سة‪ .‬من جهته ��ا ُتم ّثل الأ�سواق‬ ‫النا�شئ ��ة‪ ،‬ال �سيم ��ا دول "بريك� ��س" (برازيل ورو�سيا‬ ‫والهند وال�صي ��ن)‪ ،‬تمثيال" ناق�صا" جدا" �سواء في‬ ‫مجل� ��س الإدارة �أو في �أ�سهم الت�صويت ("الكوتا")‪-‬‬ ‫وهي لي�ست را�ضية عن ذلك‪.‬‬ ‫لمعالج ��ة ذلك‪ ،‬واتخ ��اذ الإدعاء ب� ��أن ال�صندوق هو‬ ‫م�ؤ�س�سة لحماية م�صالح الو�ضع الراهن‪ ،‬قادت �إدارة‬ ‫�أوبام ��ا جهدا" في ‪ 2010‬لإ�ص�ل�اح التمثيل في �سلطة‬ ‫مجل� ��س �إدارة �صن ��دوق النقد وكوت ��ا الت�صويت فيه‪،‬‬ ‫وذلك به ��دف محدد هو الحد م ��ن النفوذ الأوروبي‪،‬‬ ‫بما ف ��ي ذلك االلتزام ال�صريح م ��ن الدول الأوروبية‬

‫المديرة العامة ل�صندوق النقد الدولي كري�ستين الغارد‪:‬‬ ‫"م�ؤتمر الوفاء بالوعود"‬

‫المتق ّدم ��ة الخف�ض من تمثيلها ف ��ي المجل�س وزيادة‬ ‫�صوت وت�صويت الأ�سواق النا�شئة‪.‬‬ ‫وه ��ذه الإ�صالح ��ات ال�صعب ��ة ل ��م تك�س ��ب وا�شنطن‬ ‫�أ�صدق ��اء في �أوروب ��ا‪ ،‬التي وعدت م ��رارا" بالخف�ض‬ ‫طوع ��ا" م ��ن نفوذها م ��ع م ��رور الوق ��ت‪ ،‬ولكنها لم‬ ‫تفع ��ل ذلك‪ .‬ولكن كان ينظر �إليه ��ا على �أنها محاولة‬ ‫�صادق ��ة لإف ��ادة الأ�سواق النا�شئة م ��ن دون �أي فائدة‬ ‫مبا�ش ��رة للوالي ��ات المتح ��دة م ��ن حيث ال�ص ��وت �أو‬ ‫الت�صويت‪ .‬كانت الفكرة لك�سب �شهرة �سيا�سية لأخذ‬ ‫زمام المب ��ادرة في معالجة بنية غي ��ر عادلة قو�ضت‬ ‫م�صداقية و�شرعية �صندوق النقد الدولي ‪ -‬م�ؤ�س�سة‬

‫حتى قبل هيمنة �أزمة اليورو على‬ ‫تركيز �صندوق النقد الدولي �أخيرا"‬ ‫تمتّع الأوروبيون بنفوذ غير متكافئ‬ ‫وت�أثير غير متنا�سب مع ما بين ‪ 8‬و ‪10‬‬ ‫�أع�ضاء في مجل�س الإدارة المك ّون من ‪24‬‬ ‫مجموعة الع�شرين فقدت دورها‬ ‫و�صارت من دون جدوى بعدما قوي دور‬ ‫�صندوق النقد وحل مكانها‬

‫ر�أتها الإدارة الأميركية عن حق بو�صفها �إ�ستحقاقا"‬ ‫�إيجابيا" بالن�سبة �إليها وللعالم‪.‬‬ ‫ولك ��ن‪ ،‬على الرغم م ��ن نجاح الوالي ��ات المتحدة في‬ ‫فر� ��ض �إ�صالح في حكم و�سلطة المجل�س ومراعاة نوع‬ ‫م ��ن �سوء النية م ��ن حلفائها الأوروبيي ��ن‪ ،‬ف�إن الجهد‬ ‫يب ��دو من المرج ��ح �أن ي�أتي بنتائ ��ج عك�سية‪ .‬لي�س لأن‬ ‫الأوروبيي ��ن وج ��دوا ب ��ذكاء و�سيل ��ة لإقت ��راح �إج ��راء‬ ‫تخفي�ض المجل�س مقعدين الأمر الذي يزيد في الواقع‬ ‫من نفوذهم ب�شكل عام فح�سب‪ ،‬لكن الواليات المتحدة‬ ‫نف�سه ��ا �أ�صبحت الآن عائقا" �أمام تنفيذ الإ�صالحات‬ ‫الأعم‪� ،‬إذ انه ال يمكن االنتهاء منها من دون موافقتها‬ ‫وعل ��ى الإدارة الأميركي ��ة بدوره ��ا ان تعر�ضه ��ا على‬ ‫الكونغر� ��س ‪ -‬الخطوة المفق ��ودة الحا�سمة للت�صديق‬ ‫على هذه الإ�صالحات ب�شكل عام‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬ف ��ي االجتماع ��ات ال�سنوي ��ة الأخي ��رة‪ ،‬والتي‬ ‫و�ضعته ��ا المديرة العامة لل�صندوق كري�ستين الغارد‬ ‫تح ��ت عن ��وان "الوف ��اء بالوع ��ود"‪ُ ،‬و�ضع الل ��وم على‬ ‫�أميركا لأنها لم تف بوعد وا�ضح – �إن ف�شل وا�شنطن‬ ‫ف ��ي عدم تحويل ال�صراع الطويل من �أجل �إ�صالحات‬ ‫حقيقي ��ة ال ��ى واق ��ع‪ ،‬وبالتال ��ي تح ّم ��ل لي� ��س غ�ضب‬ ‫الأوروبيي ��ن فح�س ��ب‪ ،‬ولك ��ن �أي�ض ��ا" توجي ��ه �أ�صابع‬ ‫االتهام من دول بريك�س وغيرها من البلدان النا�شئة‬ ‫ على وج ��ه التحديد تلك البلدان الت ��ي ظنت �إدارة‬‫�أوبام ��ا �أنها �ستكون م�ستفي ��دة لأغرا�ض �إ�ستراتيجية‬ ‫�أو�سع‪.‬‬

‫موارد �صندوق النقد الدولي المالية‬ ‫�إن ف�ش ��ل الوالي ��ات المتح ��دة ف ��ي تب ّن ��ي �إ�صالحات‬ ‫الحكم التي طالبت بها ودعمتها تم ّثل فر�صة �ضائعة‪.‬‬ ‫ق ��د ال ي�ؤ ّثر هذا الف�شل في حد ذاته بفعل �شيء يذكر‬ ‫للحد من نفوذ �أميركا في جميع �أنحاء العالم �أو حتى‬ ‫في الم�ؤ�س�سة‪ ،‬والتي ه ��ي‪ ،‬بعد كل �شيء‪ ،‬يقع مقرها‬ ‫فق ��ط على ُبعد �أبنية عدة من البي ��ت الأبي�ض ووزارة‬ ‫الخزان ��ة‪ .‬ولك ��ن �إيق ��اف �إ�صالح ��ات الحك ��م الذي‬ ‫يقت ��رن ف ��ي الوقت عين ��ه ب�إعالن الوالي ��ات المتحدة‬ ‫عدم رغبتها في الم�شاركة ف ��ي دعم الموارد المالية‬ ‫لل�صن ��دوق في وقت �ساب ��ق من هذا الع ��ام‪� ،‬أدّى �إلى‬ ‫�إرتفاع كالم غير �صحي مف ��اده بب�ساطة ان الواليات‬ ‫المتحدة ال تلتزم ب�صندوق النقد الدولي نف�سه‪.‬‬ ‫ف ��ي كان ��ون الأول (يناي ��ر) ‪ ،2012‬ح� � ّذرت الغ ��ارد‬ ‫علن ��ا" م ��ن �ضخامة حج ��م المخاطر الت ��ي يتعر�ض‬ ‫لها الإقت�ص ��اد العالمي‪ ،‬و�أقرت ب�أن موارد ال�صندوق‬ ‫الحالية‪�-‬آنذاك غير كافية للت�صدي لها‪ .‬وبد�أت بعد‬ ‫ذلك حملة تبرع ��ات رفيعة الم�ستوى في جميع �أنحاء‬ ‫العالم‪� ،‬ساعية �إلى تعزي ��ز الموارد المالية ل�صندوق‬ ‫النق ��د الدولي ل�ضمان �أنه في ح ��ال تطور الو�ضع الى‬

‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪59‬‬


‫�أ�سواق المال‬

‫صندوق النقد الدولي‬

‫الم�ؤ�س�سة النقدية التي �إ�ستعادت دورها الرائد تثبت جدوى وجودها‬

‫أميركا تفقد نفوذها تدريجاً‬ ‫في صندوق النقد الدولي‬

‫عندما وقعت الأزمة المالية الكبرى في العام ‪ 2008‬الم العالم �صندوق النقد‬ ‫الدول��ي لعدم مالحظ��ة بوادرها وتوقع حدوثها والعم��ل على مواجهتها‪.‬‬ ‫وقد �أعلنت �إدارة �أوباما في ‪� 2010‬أنها �ستعمل على �إ�صالح النظام المالي‬ ‫الدول��ي بدءا" بال�صن��دوق‪ ،‬ولكن ف��ي الم�ؤتمر ال�سنوي ل�صن��دوق النقد‬ ‫الدول��ي ال��ذي عقد ف��ي ‪ 10‬ت�شري��ن الأول (�أكتوبر) ف��ي طوكيو وجدت‬ ‫وا�شنطن نف�سها في موقف دفاعي‪ .‬ماذا حدث؟ وما هي الأخطاء؟ مرا�سل‬ ‫"�أ�سواق العرب" في �شرقي �آ�سيا يحاول الإجابة في التقرير التالي‪:‬‬

‫‪58‬‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫طوكيو ‪ -‬عبد ال�سالم فريد‬ ‫للم ��رة الأولى في الذاك ��رة الحديثة‪ ،‬لم‬ ‫يك ��ن �إنعق ��اد الم�ؤتم ��ر ال�سن ��وي الكبير‬ ‫ل�صندوق النقد الدولي‪ ،‬ف ��ي ت�شرين الأول (�أكتوبر)‬ ‫الما�ضي‪ ،‬يتعلق ب�إنقاذ العالم من �أزمة مالية و�شيكة‪.‬‬ ‫مع المرحل ��ة الأكثر حدة من الأزمة الأوروبية �صارت‬ ‫�إما وراءن ��ا �أو �أمامنا (�إعتمادا" على وجهة نظركم)‬ ‫و"الهاوي ��ة المالي ��ة" (‪ )fiscal cliff‬ف ��ي الوالي ��ات‬ ‫المتحدة التي ال تزال تلوح في الأفق ولكنها على طريق‬


‫م�ؤتمر �صندوق النقد في طوكيو‪ :‬كان مهما"‬

‫ه ��ذه الوالي ��ة �أو ال�سلطة الجدي ��دة‪ ،‬و�ش ��رع الآن في‬ ‫تنفي ��ذ �سل�سلة جدي ��دة من م�شاري ��ع مراقبة متعددة‬ ‫الأط ��راف‪ .‬وكان ��ت المقاوم ��ة الأميركي ��ة �ض ��د هذا‬ ‫الجهد ول ��دت الى حد كبير م ��ن المخاطر المحتملة‬ ‫على البالد باتهامها بالت�سبب في �ضرر بعيد المدى‪،‬‬ ‫نظرا" لحجم ونطاق الإقت�ص ��اد والنظام المالي في‬ ‫�أميركا‪.‬‬ ‫تمام ��ا" مثلم ��ا كانت ال�صين تح ��ارب ب�شدة ل�سنوات‬ ‫تجن ��ب ت�صني ��ف عملته ��ا عل ��ى �أنه ��ا ف ��ي "�إختالل‬ ‫�أ�سا�س ��ي"‪ ،‬قد تج ��د �أميركا نف�سه ��ا الآن ت�سعى لدرء‬ ‫الإتهامات عل ��ى ان القطاع المالي للب�ل�اد‪ ،‬والهاوية‬ ‫المالي ��ة (‪ ،)fiscal cliff‬وال�سيا�س ��ات ال�ضريبي ��ة‬ ‫لي�س ��ت غ ��ذاء للمناق�ش ��ات المحلي ��ة فح�س ��ب‪ ،‬ولكن‬ ‫يحتمل �أن تكون للإدانة الدولية �أي�ضا"‪.‬‬ ‫نهاية ترادف �صندوق النقد الدولي‬ ‫مجموعة الع�شرين (‪)G-20‬؟‬‫في خريف ‪� ،2008‬إرتفعت مجموعة الع�شرين ‪G-20‬‬ ‫من الغمو� ��ض الن�سبي لت�صبح المنت ��دى الإقت�صادي‬ ‫وال�سيا�س ��ي الرئي�س الذي يجمع ق ��ادة العالم ووزراء‬ ‫المالي ��ة للتعامل مع �أ�صعب ق�ضاي ��ا اليوم في منتدى‬ ‫منظم ومهيكل‪ .‬وكان بيان ر�سمي �أعلن في ختام قمة‬ ‫مجموعة الع�شرين في مدينة بيت�سبرغ (الأميركية)‬ ‫في �أيلول (�سبتمبر) ‪� 2009‬أن "المنتدى �سوف يكون‬ ‫الم ��كان الرئي�س لتعاوننا الإقت�صادي الدولي"‪ .‬وهذا‬ ‫ف ��ي الواقع يم ّثل تح ّوال" م ��ن التركيز على "مجموعة‬ ‫ال�سبعة" "‪ ،"G-7‬حي ��ث كانت القوى النا�شئة‪ ،‬بما‬ ‫فيها ال�صي ��ن والهند‪ ،‬غائبة ب�ش ��كل ملحوظ‪ .‬وكانت‬ ‫الوالي ��ات المتح ��دة رائ ��دة مجموع ��ة الع�شري ��ن في‬

‫بدايتها‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬رغم �صعوبة الموقف‪� ،‬أيدت دورها‬ ‫المركزي الجديد‪.‬‬ ‫ولك ��ن ف ��ي حي ��ن ال تفتق ��ر مجموع ��ة الع�شري ��ن الى‬ ‫الطموحات النبيلة‪ ،‬فهي تفتقر الى كل �شيء �آخر‪ .‬لم‬ ‫تك ��ن لديها �أمانة عامة وموظفين ومكاتب‪� ،‬أو موارد‪.‬‬ ‫في الواقع لتنفيذ �أي �شيء‪ ،‬تبحث مجموعة الع�شرين‬ ‫ف ��ي مكان �آخر لمتابعة وتنفي ��ذ والياتها و�إلتزاماتها‪.‬‬ ‫في كثير من الحاالت‪ ،‬تطلعت المجموعة الى �صندوق‬ ‫النق ��د الدول ��ي للع ��ب ه ��ذه الأدوار على نح ��و ف ّعال‪.‬‬ ‫وج ��رى تحويل جزء كبير من كل مبادرات المجموعة‬ ‫التي �إتخذت بعد الأزمة المالية الى ال�صندوق‪.‬‬ ‫عل ��ى م ��دى ال�سن ��وات العدي ��دة الما�ضي ��ة‪ ،‬تزامنت‬ ‫�إجتماع ��ات وزراء مالي ��ة مجموع ��ة الع�شري ��ن‬ ‫م ��ع �إجتماع ��ات �صن ��دوق النق ��د الدول ��ي‪ .‬و�ش ّكل ��ت‬ ‫�إجتماعات هذا الأخير ن�صف ال�سنوية فر�صة مثالية‬ ‫لعق ��د تجمع ��ات في وقت واح ��د تقريبا"‪ ،‬م ��ع �إنتقال‬ ‫ومتابعة ق ��رارات ومناق�شات غالبا" من محفل واحد‬ ‫الى المنتدى الآخر‪ .‬لقد �إ�ستفاد كل من الكيانين من‬

‫وعدت �إدارة �أوباما ب�إ�صالحات‬ ‫وا�سعة للنظام المالي في العالم بدءا"‬ ‫ب�صندوق النقد الدولي لكنها توقفت‬ ‫فج�أة عن ذلك الأمر الذي �أغ�ضب‬ ‫الحلفاء والأعداء‬

‫التداخ ��ل‪� ،‬إذ ان طلب ��ات المجموع ��ة يمك ��ن ان يتفق‬ ‫عليها ويت ��م تو�ضيحها و�صقلها ف ��ي الزمن الحقيقي‬ ‫مع ذراعها التنفيذية ‪� -‬صندوق النقد الدولي‪.‬‬ ‫ولك ��ن �إجتماع ��ات طوكي ��و ل ��م ت�شم ��ل معا�ص ��رة‬ ‫�إجتماعات مجموعة الع�شرين‪ .‬وهذا لي�س‪ ،‬بالت�أكيد‪،‬‬ ‫لأنه ت ��م حل م�ش ��اكل العالم الإقت�صادي ��ة‪ ،‬ولكن لأن‬ ‫ف ��ي العام ‪ ،2012‬ت�سلمت المك�سيك الرئا�سة الدورية‬ ‫للمجموع ��ة‪ ،‬ولأ�سبابها ال�سيا�سية الداخلية الخا�صة‪،‬‬ ‫�س ّرع ��ت ف ��ي �إنعق ��اد قمة ق ��ادة مجموع ��ة الع�شرين‬ ‫ال�سنوي ��ة ف ��ي حزي ��ران (يوني ��و)‪ ،‬بدال" م ��ن الوقت‬ ‫المعت ��اد ت�شري ��ن الثان ��ي (نوفمبر)‪ ،‬تارك ��ة فراغا"‬ ‫فع ��اال" لبقية الع ��ام‪ .‬و مع تولي رو�سي ��ا التي يقودها‬ ‫"الم�شاك� ��س" فالديمير بوتين قيادة المجموعة في‬ ‫بداي ��ة ‪ ،2013‬ي�صبح الره ��ان �آمنا" عل ��ى �أن الأيام‬ ‫الذهبي ��ة لتعاون مجموع ��ة الع�شرين‪� -‬صندوق النقد‬ ‫الدولي �صارت وراءنا‪.‬‬ ‫في لندن وبيت�سبرغ تر�أ�ست كل من الواليات المتحدة‬ ‫وبريطاني ��ا �إجتماع ��ات مجموع ��ة الع�شري ��ن الت ��ي‬ ‫نجح ��ت في الإثبات للعالم �أن هناك‪ ،‬في وقت الأزمة‬ ‫المطلق ��ة‪� ،‬إرادة ومنتدى للعالم للعمل معا" والإتفاق‬ ‫عل ��ى �إ�ستجاب ��ة‪ .‬لعب �صن ��دوق النقد الدول ��ي دورا"‬ ‫مركزي ��ا" ف ��ي �صوغ وتنفي ��ذ تلك الإ�ستجاب ��ة‪ .‬الآن‪،‬‬ ‫بعد �أربع �سن ��وات ق�صيرة‪ ،‬فقدت مجموعة الع�شرين‬ ‫فعالي ��ة دوره ��ا المحوري ف ��ي الق�ضاي ��ا الإقت�صادية‬ ‫الحا�سم ��ة‪ ،‬وربما‪ ،‬في الواق ��ع‪� ،‬أ�صبح وجودها عديم‬ ‫الج ��دوى‪ .‬ب ��دال" منها‪ ،‬ب ��رز �صندوق النق ��د الدولي‬ ‫كم�ؤ�س�س ��ة فعال ��ة ت�سعى �إلى تعزيز دوره ��ا الم�ستقل‪.‬‬ ‫ال يقت�ص ��ر الأم ��ر عل ��ى ان ال�صندوق يمل ��ك الموارد‬ ‫المالي ��ة والب�شري ��ة الالزم ��ة لت�سخيره ��ا‪ ،‬ب ��ل لديه‬ ‫�شرعي ��ة تفتقر اليه ��ا مجموعة الع�شري ��ن التي تمثل‬ ‫حفن ��ة م ��ن الدول في العال ��م‪ ،‬فيما يمث ��ل ال�صندوق‬ ‫‪ 188‬دولة – �أع�ضاء على الأقل‪.‬‬ ‫م ��ع اجتماع ��ات طوكي ��و الأخي ��رة‪� ،‬شه ��د ال�صندوق‬ ‫�إ�ستم ��رار التطور ف ��ي الوتيرة وفي االتج ��اه الذي قد‬ ‫يع ��زز دوره ف ��ي عالم متراب ��ط تهيمن علي ��ه ب�صورة‬ ‫متزاي ��دة ق�ضايا الإقت�صاد الكل ��ي‪ .‬في الوقت نف�سه‪،‬‬ ‫يبدو ان نفوذ الواليات المتحدة في الم�ؤ�س�سة معر�ض‬ ‫لخطر �إنخفا�ض وا�سع النطاق‪.‬‬ ‫لتو�ضي ��ح ال�ص ��ورة �أكث ��ر‪ ،‬ه ��ذا االنخفا� ��ض هو من‬ ‫�صن ��ع وا�شنطن وما زال بالإم ��كان عك�سه حتى الآن‪.‬‬ ‫ان الوع ��ود ب�إ�صالحات الحك ��م وااللتزامات المالية‬ ‫المطلوب ��ة هما ف ��ي م�صلحة �أميركا‪ .‬ق ��د يكون ف�شل‬ ‫االدارة للقي ��ام بمحاول ��ة لتثقي ��ف الكونغر� ��س ع ��ن‬ ‫فوائد ه ��ذه المبادرات م ��ن الناحي ��ة التكتيكية �آمنة‬ ‫�سيا�سيا"‪ ،‬لكنها قد تتحول �أي�ضا" �إلى �أن تكون خط�أ‬ ‫ا�ستراتيجيا"‬

‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪61‬‬


‫�أ�سواق المال‬

‫¶‬

‫�صندوق النقد الدولي‬

‫الأ�سو�أ‪� ،‬سيكون ال�صندوق على �إ�ستعداد كاف للوقوف‬ ‫بين الدول المتر ّنحة و�إنهيار الإقت�صاد العالمي‪.‬‬ ‫ولك ��ن‪ ،‬ربما ت�أجي ��ل تقديم طل ��ب الإ�صالح ��ات �إلى‬ ‫الكونغر� ��س الم�ش ��كك كان ب�سب ��ب الخ ��وف م ��ن ان‬ ‫يق ��دم عل ��ى �سح ��ب الإلتزام ��ات القائمة ب ��دال" من‬ ‫�إ�ضاف ��ة �أخ ��رى جديدة‪ .‬تقول الوالي ��ات المتحدة انه‬ ‫ف ��ي الوقت الذي كان ��ت م�شاكل �أوروب ��ا كبيرة‪ ،‬ف�إنها‬ ‫ل ��م تكن كبي ��رة ج ��دا" يالن�سبة الى الق ��ارة القديمة‬ ‫الغنية للتعامل معها وحدها‪ ،‬لذا �إتخذت �إدارة �أوباما‬ ‫موقف ��ا" وا�ضحا" م ��ن �أنها لن ت�شارك ف ��ي �أي جهد‬ ‫لجم ��ع تبرع ��ات جديدة‪ .‬في حي ��ن �أن ه ��ذا التحليل‬ ‫كان �صحيح ��ا" بال �شك على �سطحه‪ ،‬لكنه �أخط�أ في‬ ‫الحجة الإ�ستراتيجية الأو�سع وهي ان الدور الم�ستمر‬ ‫ل�صن ��دوق النقد الدولي م ��ن �ش�أنه �أن يم ّكن الواليات‬ ‫المتحدة ب�شكل غير مبا�شر في الحفاظ على نفوذ في‬ ‫توجيه ومعرفة نتائج الإ�ستجابة للأزمات في �أوروبا‪.‬‬ ‫نظ ��را" للروابط الإ�ستراتيجية وال�سيا�سية والتجارية‬ ‫والمالي ��ة بين �أوروب ��ا والواليات المتح ��دة‪ ،‬والحماية‬ ‫المالي ��ة القوي ��ة المبنية لمالية ع�ض ��و �صندوق النقد‬ ‫الدولي‪ ،‬كان ذلك ربما فعال" له قيمته الأكيدة‪.‬‬ ‫لذا عندما �أعلنت الغارد في ني�سان (�إبريل) الفائت‬ ‫ان ‪ 30‬دولة قد �إلتزمت ب�أكثر من ‪ 450‬مليار دوالر في‬ ‫موارد جدي ��دة ل�صندوق النقد الدولي‪ ،‬كانت �أميركا‬ ‫غائب ��ة ب�ش ��كل كبير‪ .‬ربما م ��ن الأهمي ��ة ان الواليات‬ ‫المتح ��دة �ضمن ��ت �أن هذه الإلتزام ��ات الجديدة من‬ ‫الم ��ال لم ت�شت ��ر �أية زي ��ادة لتلك البل ��دان في مجال‬ ‫"الأ�سهم والكرا�سي" في ال�صندوق‪.‬‬ ‫بينما قد يجادل البع� ��ض �أن هذه كانت خطوة بارعة‬ ‫من جانب الواليات المتحدة ‪" -‬القيادة من الخلف"‬ ‫اذا �ص � ّ�ح التعبير ‪ -‬فمن غير المرجح �أن يكون الأمر‬ ‫كذل ��ك‪ .‬في حين �أن �أمي ��ركا �ستحتفظ من دون �شك‬ ‫بح ��ق الفيتو على الق ��رارات الر�سمية‪ ،‬فمن المرجح‬ ‫�أن يزي ��د نفوذ الأمر الواقع للبلدان الم�ساهمة ب�شكل‬ ‫طبيع ��ي التي تتوقع �أن يك ��ون �صوتها م�سموعا"‪ ،‬على‬ ‫الرغ ��م م ��ن تعث ��ر �إ�ص�ل�اح الإدارة و�سيط ��رة حملة‬ ‫الأ�سه ��م الذي ��ن لم ي�ساهم ��وا بدوالر واح ��د في �آخر‬ ‫جولة من التمويل‪.‬‬ ‫كما ه ��و الحال في �أية م�ؤ�س�س ��ة كبيرة معقدة‪ ،‬يمكن‬ ‫�أن يمار� ��س النف ��وذ من خالل مجموع ��ة متنوعة من‬ ‫الو�سائ ��ل‪ ،‬ولي�س في قاع ��ة مجل� ��س الإدارة فح�سب‪.‬‬ ‫مع هي ��كل حكم وت�شغي ��ل عفا عليه الزم ��ن‪ ،‬ان ف�شل‬ ‫الوالي ��ات المتح ��دة يعن ��ي �أن نفوذه ��ا ق ��د تقل� ��ص‬ ‫ب�ش ��كل كبي ��ر‪ ،‬وان مزيدا" من النف ��وذ ال�سيا�سي في‬ ‫ال�صندوق و�إتخاذ القرارات فيه �سيكون خارج هيكل‬ ‫الإدارة المعم ��ول به‪ .‬وهذا لي� ��س جيدا" بالن�سبة الى‬ ‫الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫‪60‬‬

‫م�ؤتمر قادة مجموعة الع�شرين في المك�سيك‪ :‬عقد في حزيران (يونيو) لأ�سباب خا�صة‬

‫دور �صندوق النقد الدولي‬ ‫بالن�سبة الى نفوذه على �صعيد العالمي‪ ،‬تح ّول �صندوق‬ ‫النق ��د الدولي خ�ل�ال ال�سنوات القليل ��ة الما�ضية من‬ ‫م�ؤ�س�س ��ة "تبحث عن دور ومبرر للوجود" �إلى "فاعل‬ ‫ال غنى عنه"‪ .‬ولكن دور ال�صندوق الم�ستقبلي ال يزال‬ ‫يتطور‪ ،‬وبينم ��ا من المرجح �أن يظل جزءا" ال يتجز�أ‬ ‫من النظام الإقت�صادي العالمي‪ ،‬ف�إن تفا�صيل كيفية‬ ‫�سي ��ر االم ��ور بالن�سبة ال ��ى هذا الدور ه ��ي في حالة‬ ‫تغير م�ستمر‪ .‬وق ��د ال يحدث �إنخفا�ض نفوذ الواليات‬ ‫المتح ��دة في ال�سيا�س ��ة الفردية ويرنام ��ج القرارات‬ ‫فح�س ��ب‪ ،‬ولك ��ن �أي�ضا" ف ��ي قدرتها عل ��ى الت�أثير في‬ ‫االتج ��اه العام لل�صندوق في الوق ��ت الذي ت�سعى الى‬ ‫تحديد و�صقل دور جديد على ال�ساحة العالمية‪.‬‬ ‫بالإ�ضاف ��ة �إل ��ى دوره التقلي ��دي ف ��ي تزوي ��د البلدان‬ ‫الم�ضطرب ��ة بدعم مالي في مقابل �ش ��روط الإلتزام‬ ‫بقي ��ود ما ي�سم ��ى "�إجماع وا�شنط ��ن" �أو "الترويكا"‬ ‫الأوروبي ��ة " المعادلة‪ ،‬ف ��ي �أعقاب الإنتق ��ادات التي‬

‫رف�ض �أميركا للإ�شتراك‬ ‫في تمويل �صندوق النقد الدولي‬ ‫والتوقف عن عملية �إ�صالح الحكم فيه‬ ‫تكتيك �آمن لكنه قد يكون‬ ‫خط�أ �إ�ستراتيجيا"‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫قال ��ت ب�أن ال�صندوق ف�شل ف ��ي مالحظة ومنع الأزمة‬ ‫المالية للعام ‪� ،2008‬سعى �صندوق النقد الدولي الى‬ ‫تعزيز دوره في المراقبة الوقائية للإقت�صاد الدولي‪.‬‬ ‫خ�ل�ال العام الما�ض ��ي‪� ،‬إتخذ ال�صن ��دوق �سل�سلة من‬ ‫الأدوار الجديدة في تحليل ور�صد الإقت�صاد العالمي‬ ‫وت�سلي ��ط ال�ض ��وء عل ��ى المخاطر المحتمل ��ة للعدوى‬ ‫والآثار غير المبا�شرة من بلد الى �آخر �أو من منطقة‬ ‫الى �أخرى كما بالن�سبة الى النظام المالي ككل‪.‬‬ ‫ه ��ذه "الغ ��زوة" الجدي ��دة مهم ��ة‪� .‬إنها تمث ��ل دورا"‬ ‫جدي ��دا" لل�صن ��دوق م ��ن المحتمل �أن يتط ��ور ويمتد‬ ‫عل ��ى م ��دى الزمن‪ .‬ف ��ي حين يب ��دو �أنه معق ��د‪ ،‬فهو‬ ‫ينط ��وي في الأ�سا�س عل ��ى تو�سيع دور ال�صندوق‪ ،‬من‬ ‫تقيي ��م �سيا�س ��ات البل ��دان الإقت�صادي ��ة الفردية في‬ ‫�إطار مجموعة جامدة �إل ��ى حد ما من المعايير‪ ،‬الى‬ ‫دور يق ِّيم بموجبه ال�صندوق الت�أثير الأو�سع لمجموعة‬ ‫وا�سع ��ة من الخيارات ال�سيا�سي ��ة على جيرانها وعلى‬ ‫بقية العالم‪.‬‬ ‫في الما�ضي‪� ،‬سعت الواليات المتحدة بجد كي ي�شمل‬ ‫تقري ��ر �صن ��دوق النقد الدول ��ي ال�سنوي ف ��ي تقييمه‬ ‫للبل ��دان حزما" وجزما" حول م ��ا �إذا كانت �أية دولة‬ ‫تتالع ��ب ب�سعر �ص ��رف عملته ��ا وذلك عل ��ى ح�ساب‬ ‫الآخري ��ن والإ�ستق ��رار الإقت�ص ��ادي العالمي – وهي‬ ‫و�سيل ��ة للطعن في �سيا�سة ال�صين بالن�سبة الى النقد‬ ‫الأجنب ��ي من دون �أن تفعل ذلك مبا�شرة‪ .‬ولكن ظلت‬ ‫وا�شنطن �أقل ميال" لل�سماح لل�صندوق لتقييم ما �إذا‬ ‫كان ��ت ال�سيا�سات الداخلية لبلد م ��ا على نطاق �أو�سع‬ ‫�إمت ��دادا" له ��ا تداعي ��ات مماثل ��ة عبر الح ��دود‪ .‬في‬ ‫وق ��ت �سابق من هذا العام‪ ،‬بع ��د �سنوات من النقا�ش‬ ‫الم�ستم ��ر‪� ،‬ص ّوت مجل� ��س �إدارة ال�صندوق على قبول‬


‫حقل �شم�شون الإ�سرائيلي يحتوي على ‪ 550‬مليار قدم مكعبة من الغاز‬ ‫�أعلنت �شركة "مودين �إنرجي" �إن حقل �شم�شون البحري قبالة �ساحل �إ�سرائيل على البحر المتو�سط‬ ‫يحتوي على نحو ‪ 550‬مليار قدم مكعبة من الغاز الطبيعي‪.‬‬ ‫وج ��اء في تقوي ��م �أعدته �شركة "نيذرالند �سيوي ��ل �آند ا�سو�شيت�س" الإ�ست�شاري ��ة التي تتخذ تك�سا�س‬ ‫مق ��ر ًا له ��ا‪� ،‬أن ‪ 550‬مليار قدم مكعبة هو �أف�ضل تقدير لم ��ا يحوزه الحقل‪ ،‬بينما كان �أدنى تقدير هو‬ ‫‪ 277‬مليار قدم مكعبة و�أعلى تقدير هو ‪ 912‬مليار قدم مكعبة‪.‬‬ ‫ويق ��ع امتي ��از �شم�شون على م�سافة ‪ 92‬كيلومترا" غرب �ساحل مدين ��ة ع�سقالن في البحر المتو�سط‬ ‫وتم الإعالن عن اكت�شاف الغاز فيه في �آب (�أغ�سط�س)‪.‬‬ ‫وتمتل ��ك �شرك ��ة "�إي بي تي" للنفط والغاز ح�صة عاملة ن�سبتها ‪ 40‬ف ��ي المئة في الحقل‪ ،‬بينما تبلغ‬ ‫ح�صة "مودين �إنرجي" ع�شرة في المئة وح�صة "�إ�سرامكو" ‪ 29‬في المئة‪.‬‬ ‫و�شرك ��ة "�إ�سرامك ��و" �شري ��ك �أي�ضا في حق ��ل تامار الأكبر الذي يق ��ع �إلى ال�شم ��ال وي�ضم نحو ‪9,7‬‬ ‫تريليونات قدم مكعبة من الغاز‪.‬‬

‫ملتقى الطاقة العربي ‪ -‬الألماني ناق�ش التعاون في الم�صادر البديلة‬ ‫�إنعق ��د ملتق ��ى الطاقة العرب ��ي ‪ -‬الألمان ��ي الثالث‬ ‫عل ��ى مدى يومين في برلي ��ن‪ ،‬في ح�ضور عدد كبير‬ ‫من رج ��ال الأعمال الألمان والع ��رب‪ ،‬وممثلين عن‬ ‫�ش ��ركات وم�ؤ�س�س ��ات الطاقة ف ��ي �ألماني ��ا والدول‬ ‫العربي ��ة وع ��ن وزارات االقت�ص ��اد وال�صناع ��ة‬ ‫والطاقة‪ّ .‬‬ ‫ونظمت غرفة التجارة وال�صناعة العربية‬ ‫ الألماني ��ة للع ��ام الثال ��ث عل ��ى التوال ��ي الملتقى‬‫بالتعاون مع الأمانة العام ��ة لجامعة الدول العربية‬ ‫واالتحاد العام لغرف التجارة وال�صناعة والزراعة‬ ‫للبالد العربية والمنظمة الألمانية للتعاون الدولي‪.‬‬ ‫وركزت الجل�سات الت�سع للملتقى على �آخر التطورات‬ ‫العلمية والتقنية الألماني ��ة ووظائف �آالت الطاقات‬ ‫البديل ��ة و�أجهزته ��ا‪ ،‬والمناف ��ع والق ��درات والآفاق‬ ‫الم�ستقبلي ��ة الكامن ��ة ف ��ي ه ��ذا القط ��اع الواع ��د‪.‬‬ ‫وتط ��رق الملتقى �أي�ض ًا �إل ��ى الطاقات التقليدية من‬ ‫نف ��ط وغاز‪ ،‬والتعاون في مج ��ال الوقود الأحفوري‪،‬‬ ‫والجه ��ود المبذولة لتطوير ه ��ذه الطاقات لت�صبح‬ ‫ل�صحة الإن�سان والحيوان‬ ‫�أقل تلويث ًا للمناخ و�ضرر ًا ّ‬ ‫والنب ��ات‪ .‬ور ّكز الملتق ��ى على الأهمي ��ة المتزايدة‬ ‫لالقت�ص ��اد ف ��ي ا�سته�ل�اك الطاق ��ة وا�ستخدامها‬ ‫بفاعلي ��ة‪ ،‬ا�ستناد ًا �إلى خطط وبرام ��ج ذكية تط ّبق‬ ‫بع ��د و�ضع درا�س ��ات ميدانية حول فت ��رات الحاجة‬ ‫الق�صوى لها وفت ��رات التراجع في الطلب‪ ،‬والإنارة‬ ‫العام ��ة في المدن والبلدات‪ .‬وتحدث م�شاركون عن‬ ‫�ض ��رورة ا�ستخ ��دام تكنولوجيات متنوع ��ة للطاقة‪،‬‬ ‫تبع ًا للحاجات المختلفة‪.‬‬

‫وعر� ��ض وكي ��ل وزارة االقت�صاد الألماني ��ة‪ ،‬هان�س‬ ‫يواخيم اوت ��و‪ ،‬الجهود التي تبذلها حكومته لتحقيق‬ ‫التح� � ّول التاريخي من الطاقة النووي ��ة �إلى الطاقة‬ ‫الخ�ضراء بحلول عام ‪ .2021‬وتحدث عن العراقيل‬ ‫التي تواج ��ه الم�ش ��روع الطموح‪ ،‬عل ��ى ر�أ�سها ربط‬ ‫طاقة الري ��اح في �أعال ��ي البحار ب�شب ��كات التوزيع‬ ‫الأر�ضي ��ة التي تحت ��اج �إلى تحدي ��ث وتو�سيع لت�صل‬ ‫�إلى مختلف �أنحاء البالد‪.‬‬ ‫ويق ��ول خبراء �إن ه ��ذا الم�شروع يحت ��اج �إلى مئات‬ ‫مليارات الي ��ورو‪ ،‬التي قد ت�ؤدي في النهاية �إلى رفع‬ ‫�سع ��ر �إ�ستهالك الطاقة �أكثر مم ��ا كان معتقد ًا‪� ،‬أي‬ ‫م ��ن نحو ثالثة �إلى ‪� 5.3‬سن ��ت للكيلووات ‪� -‬ساعة‪.‬‬ ‫و�أظه ��ر ا�ستفت ��اء �أج ��ري قب ��ل ال�صي ��ف الما�ض ��ي‬ ‫�أن �أكثري ��ة الألم ��ان تواف ��ق على التح� � ّول الحا�صل‬ ‫ف ��ي قطاع الطاق ��ة‪ ،‬وعلى دفع ‪ 12‬ي ��ورو زيادة على‬ ‫فواتي ��ر الكهرب ��اء ال�شهرية‪ ،‬للتخ ّل�ص م ��ن �أخطار‬ ‫الطاق ��ة النووية‪ ،‬بعد ت�ضرر مفاع ��ل فوكو�شيما في‬ ‫الياب ��ان العام الما�ضي‪ ،‬وقبل ذل ��ك في ت�شيرنوبيل‬ ‫في رو�سيا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وت�ش ّكل الطاق ��ات المتجددة‪ ،‬خ�صو�ص� �ا في الدول‬ ‫العربية‪ ،‬م�صادر طبيعية م�ستدامة ال تن�ضب بف�ضل‬ ‫توافر حرارة ال�شم�س ب�صورة مثالية‪ ،‬وكذلك توافر‬ ‫الري ��اح‪ ،‬خ�صو�ص ًا ف ��ي دول المغ ��رب العربي التي‬ ‫ب ��د�أت غالبيتها في �إر�ساء تع ��اون متين مع م�شروع‬ ‫«ديزرتيك» الذي تديره �أ�ضخم ال�شركات الألمانية‬ ‫والأوروبية‪ ،‬وبينها �شركة مغربية‪.‬‬

‫بإيجاز‬ ‫�أعلن وزير الطاقة والمياه اللبناني جبران با�سيل‬ ‫�أن لبنان يعمل على ‪ 3‬م�س����ارات متوازية ومتكاملة في‬ ‫�س����بيل البحث عن الموارد النفطي����ة‪ ،‬و"بد�أنا ببناء كل‬ ‫قدراتنا لكي نكون �أ�س����ياد هذه الثروة التي تعود الى‬ ‫ال�شعب اللبناني ب�أجياله الحالية والمقبلة"‪ .‬ولفت الى‬ ‫�أن الم�س����ار الأول يتعلق بالبحث والإ�س����تغالل للموارد‬ ‫البترولي����ة‪� .‬أما الم�س����ار الثاني فيتعلق ب�ش����بكة توزيع‬ ‫الغ����از ومحطة الغاز ال�س����ائل‪ .‬والم�س����ار الثالث يتعلق‬ ‫بت�أهيل خزانات النفط ومن�ش�آت الم�صافي وتطويرها‪.‬‬ ‫جددت ال�س���عودية‪ ،‬اكبر م�ص���در للنف���ط الخام‬ ‫في العالم‪ ،‬ا�س���تعدادها لتلبية حاجات �س���وق النفط‬ ‫بغية ا�س���تقرار اال�س���عار عب���ر زيادة انتاجه���ا �إذا لزم‬ ‫االم���ر‪ ،‬معلن���ة ان قدرتها االنتاجية ت�ص���ل الى ‪12,5‬‬ ‫ملي���ون برمي���ل يومي���ا" �إنطالق���ا" م���ن ‪ 9,7‬و‪10,1‬‬ ‫ماليي���ن حاليا"‪ .‬و�أعل���ن وزير النفط عل���ي بن ابرهيم‬ ‫النعيم���ي على هام����ش االجتماع الـ‪ 31‬ل���وزراء النفط‬ ‫ف���ي دول مجل�س التع���اون الخليجي‪ ،‬ال���ذي عقد في‬ ‫‪ ،2012/10/09‬ان ب�ل�اده �س���تعمل عل���ى �إعتدال‬ ‫الأ�سعار التي ال تزال مرتفعة‪" ،‬ونرغب في ر�ؤية �سعر‬ ‫برميل برنت بحدود الـ ‪ 100‬دوالر"‪.‬‬ ‫‪ 7,800,000‬برميل هي الزيادة التي �س���تطر�أ‬ ‫عل���ى الطل���ب اليوم���ي عل���ى النف���ط الخام ف���ي عام‬ ‫‪ ،2013‬وفقا ً للتقديرات التي ن�شرتها منظمة الدول‬ ‫الم�ص���درة للنفط "�أوب���ك"‪ ،‬ف���ي ‪.2012/10/10‬‬ ‫وهذا التقدير هو �أدنى بواقع ‪� 30‬ألف برميل‪ ،‬مقارنة‬ ‫بتقدير �ص���در في �ش���هر �أيلول (�س���بتمبر) الما�ضي‬ ‫ويع���ود ذلك �إل���ى �ض���عف الإقت�ص���اد العالمي‪ ،‬على‬ ‫الرغم م���ن � ّأن المعرو�ض يبقى كافيا ً لمالقاة الطلب‪.‬‬ ‫و ُي�شار �إلى � ّأن النفط الإ�ضافي الذي � ّأمنته ال�سعودية‬ ‫وبلدان الخليج هذا العام �س���اهم في �إحتواء �ص���دمة‬ ‫ناجمة عن تقلّ�ص المعرو����ض الإيراني على نحو كبير‬ ‫ب�سبب العقوبات الغربية‪.‬‬ ‫�أعلنت �ش���ركة "النقل البحري"‪� ،‬إحدى ال�شركات‬ ‫المطروحة في �س���وق الأ�س���هم ال�س���عودية‪ ،‬تو�صلها‬ ‫�إل���ى �إتفاق مع كل من �ش���ركتي "�أرامكو ال�س���عودية"‬ ‫و"في�ل�ا"‪ ،‬المملوك���ة بالكامل لـ "�أرامكو ال�س���عودية"‪،‬‬ ‫عل���ى ال�ش���روط والأح���كام الخا�ص���ة بدمج �أ�س���طولي‬ ‫وعمليات ال�شركتين‪ .‬ولفتت "النقل البحري" في بيان‬ ‫لها ن�شر على موقع �سوق الأ�سهم ال�سعودية "تداول"‪،‬‬ ‫�إل���ى �أن مجل�س���ي �إدارة كل م���ن "�أرامكو ال�س���عودية"‬ ‫و"فيال" وافقا على عملية الدمج �ش���رط الح�صول على‬ ‫الموافقات النظامية المطلوبة‪ ،‬م�ش���يرة �إلى �أن توقيع‬ ‫االتفاقات التي تحكم اتفاقات عملية الدمج �ستح�صل‬ ‫خالل ت�شرين الثاني (نوفمبر) ‪.2012‬‬

‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪63‬‬


‫النفط‬

‫�أخبار الطاقة‬

‫الطاقة‬

‫الطاقة البديلة‬

‫من اآلبار‬

‫النفط ال يجب �أن يكون رهينة للتوترات ال�سيا�سية‬ ‫�أي ا�ضط ��راب ف ��ي �إم ��دادات النف ��ط ‪ -‬وه ��و م ��ادة �ضروري ��ة لفعالي ��ة �أداء‬ ‫الإقت�ص ��اد العالم ��ي الحدي ��ث ‪ -‬ل ��ه على الف ��ور‪ ،‬في معظم الأحي ��ان ت�أثير‬ ‫�ضار على التجارة الدولية والأ�سواق المالية‪.‬‬ ‫فالأمر ال يقت�صر على �إرتفاع تكلفة النفط الناجم عن ذلك والذي يغ ّذي‬ ‫ف ��ي كثير م ��ن الأحيان زيادة �أ�سع ��ار ال�سلع والخدم ��ات الأخرى‪ ،‬لكن على‬ ‫التقلبات التي يت�سبب بها في الأ�سواق العالمية وزعزعة الإ�ستقرار ب�شكل‬ ‫خطير في �إقت�صاد دولي ّ‬ ‫ه�ش بالفعل‪.‬‬ ‫الأكث ��ر �إحباط ��ا" لتل ��ك ال�ش ��ركات والتج ��ار الذي ��ن يحاولون بن ��اء �أعمال‬ ‫تجاري ��ة‪ ،‬ب ��دال" م ��ن تحقيق ربح �سريع من التكهنات‪ ،‬ه ��و �أن التقلبات في‬ ‫�أ�سعار النفط في كثير من الأوقات ال عالقة لها بالعر�ض والطلب‪ ،‬ولكن‬ ‫ه ��ي نتيج ��ة للتوت ��ر ال�سيا�سي‪ .‬المواجهة بي ��ن �إيران من جه ��ة والواليات‬ ‫المتح ��دة والإتح ��اد الأوروب ��ي و�إ�سرائيل م ��ن جهة ثانية ب�ش� ��أن طموحات‬ ‫طه ��ران النووي ��ة في منطقة ال�ش ��رق االو�سط ما هي �إال مث ��ال واحد على‬ ‫ذل ��ك‪� .‬إن ق ��رع طبول الح ��رب بين �إي ��ران و�أميركا يعتبر تهدي ��دا" لتدفق‬ ‫النفط �إلى الأ�سواق العالمية عبر م�ضيق هرمز‪.‬‬ ‫م ��ن جه ��ة �أخ ��رى‪� ،‬إن �إفتت ��اح خ ��ط �أنابي ��ب النف ��ط ف ��ي ‪ 15‬تم ��وز (يوليو)‬ ‫الفائ ��ت ف ��ي مختلف �أنحاء دولة الإمارات العربي ��ة المتحدة‪ ،‬من �أبوظبي‬

‫�إل ��ى الفجي ��رة‪ ،‬مه ��م لأم ��ن �إم ��دادات النف ��ط العالمي ��ة وللم�ساع ��دة ف ��ي‬ ‫�إ�ستق ��رار الأ�س ��واق الدولية‪ .‬و�سي�سمح خط الأنابيب ه ��ذا لدولة الإمارات‬ ‫موا�صل ��ة ت�صدي ��ر النفط حتى ل ��و �إنتهى الأمر الى �إقف ��ال م�ضيق هرمز‪،‬‬ ‫ال ��ذي م ��ن خالله يمر خم� ��س التدفقات النفطية في العال ��م‪� .‬إنه م�شروع‬ ‫عم�ل�اق ُن ّفذ ف ��ي الوقت المنا�سب‪ ،‬نظرا" للإ�ستثم ��ار الإ�ستراتيجي الذي‬ ‫جاء مع تزايد المخاوف ال�سيا�سية والأمنية في �إيران وغيرها من الدول‬ ‫المنتجة للنفط التي تحيط بالخليج العربي‪.‬‬ ‫�إ�ضاف ��ة �إل ��ى فائدت ��ه للإقت�ص ��اد العالم ��ي‪ ،‬ف�إن خ ��ط الأنابيب ه ��ذا ي�ش ّكل‬ ‫تط ��ورا" رئي�سا" في البنية التحتية لدولة الإمارات‪ ،‬والذي �سيم ّكنها من‬ ‫ت�أمي ��ن عائداته ��ا النفطية وال�سماح لتنميته ��ا الإقت�صادية كي ت�صبح على‬ ‫نحو متزايد م�ستقلة عن الو�ضع ال�سيا�سي الإقليمي‪.‬‬ ‫�إن نجاح خط الأنابيب الجديد يجب �أن ي�شجع بلدانا" �أخرى منتجة للنفط‬ ‫عل ��ى تح�سين البني ��ة التحتية لديها للت�صدير وتن�سي ��ق خططها الإنمائية‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن ��ه ع ��ن طري ��ق بن ��اء �شبك ��ة عالمي ��ة تت�س ��م بالمرونة والق ��درة على‬ ‫اال�ستجابة الحتياجات ال�سوق والتوترات ال�سيا�سية‪� ،‬سيكون بمقدور منتجي‬ ‫النفط الحفاظ على الإ�ستقرار والأ�سعار الم�ستدامة ل�صالح الجميع‪.‬‬ ‫�أبو ظبي ‪� -‬سليم �سلوم‬

‫"�سيتي غروب"‪ :‬لبنان �أنفق �أكثر من ‪ 21‬مليار دوالر في ‪� 5‬أعوام على ا�ستيراد الم�شتقات النفطية‬ ‫توقعت مجموعة "�سيتي غ ��روب" ‪� ،Citi Group‬أن يخطو لبنان خطوات و�أ�شارت الى �أن المنطقة الحدودية البحرية المتنازع عليها مع �إ�سرائيل‪،‬‬ ‫بطيئة ولكن ثابتة في مجال التنقيب عن احتياط الغاز المحتمل وجوده في �ستعق ��د �آفاق ه ��ذا القطاع �أكثر‪ .‬ولك ��ن ا�شارت الى �أنه ف ��ي �إمكان لبنان‬ ‫مياه ��ه الإقليمية‪ .‬و�أ�شارت الى �أن الحكوم ��ة الحالية عانت لتحقيق تقدم الم�ض ��ي قدم� � ًا ف ��ي قطاع النف ��ط والغاز‪ ،‬وذل ��ك في التنقي ��ب من داخل‬ ‫في ه ��ذا المجال ب�سبب ال�ص ��راع ال�سيا�سي وعدم الإ�ستق ��رار الم�ستمر‪ ،‬المنطقة الإقت�صادية الح�صرية �إلى حين ت�سوية النزاع مع �إ�سرائيل حول‬ ‫الح ��دود البحرية عب ��ر التحكيم في‬ ‫وذل ��ك رغ ��م وج ��ود تواف ��ق وطن ��ي‬ ‫الأمم المتحدة‪.‬‬ ‫ن ��ادر في ما يتعلق بحاج ��ة لبنان �إلى‬ ‫تقلي�ص �إعتماده على واردات النفط‬ ‫كذلك‪ ،‬ا�شارت ال ��ى �أن وزارة الطاقة‬ ‫والغاز‪.‬‬ ‫�أعلن ��ت �أن الم�س ��ح الزلزال ��ي‪ ،‬الذي‬ ‫�أ�شارت "�سيتي غروب" الى �أن قانون‬ ‫�شم ��ل ن�ص ��ف المنطق ��ة الحدودي ��ة‬ ‫النفط �سل ��ك القن ��وات الر�سمية في‬ ‫البحري ��ة الت ��ي ال ت�شم ��ل المناط ��ق‬ ‫‪ ،2010‬مم ��ا و�ضع الأط ��ر القانونية‬ ‫المتنازع عليه ��ا مع �إ�سرائي ��ل‪� ،‬أظهر‬ ‫لقط ��اع النف ��ط والغ ��از‪ .‬وتوقعت �أن‬ ‫وجود ما يق ��ارب ال� �ـ‪ 12‬تريليون قدم‬ ‫ُت ّعي ��ن هيئ ��ة �إدارة قط ��اع النفط في‬ ‫مكع ��ب م ��ن الغ ��از‪ .‬و�أعلن ��ت �أن هذه‬ ‫الأ�سابي ��ع المقبل ��ة‪ ،‬مم ��ا �سي�سم ��ح‬ ‫التقديرات �سترتفع ف ��ور الإنتهاء من‬ ‫للبن ��ان القي ��ام بالجول ��ة الأولى من‬ ‫م�س ��ح كل المياه الإقليمي ��ة اللبنانية‪،‬‬ ‫المناق�ص ��ة على تراخي� ��ص التنقيب‬ ‫وفق الن�شرة الأ�سبوعية لمجموعة بنك‬ ‫با�سيل‬ ‫جبران‬ ‫اللبناني‬ ‫النفط‬ ‫وزير‬ ‫عن الغاز‪.‬‬ ‫بيبلو�س ‪.Lebanon this WeeK‬‬ ‫‪62‬‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬


‫م ��ن م�صائد نف ��ط وغاز‪ ،‬في وقت تبق ��ى الأزمة في‬ ‫المتو�سط تختلف عن مثيالتها بين الدول المت�شاطئة‬ ‫عل ��ى بحر قزوين‪ ،‬لأن الأخي ��رة قد �إبتدعت معايير‬ ‫لتق�سيم الث ��روة في ما بينها‪ ،‬لكنه ��ا ما تزال تفتقر‬ ‫�إلى الحوار حول ثروة الغاز في المتو�سط‪ ،‬بل هناك‬ ‫تاري ��خ طويل من الريب ��ة والح�سا�سي ��ات المتراكمة‬ ‫وعدم الإعتراف بحقوق الآخر‪.‬‬ ‫لق ��د بات معروفا" �أن �إ�سرائي ��ل‪ ،‬ولأول مرة‪� ،‬ستتيح‬ ‫الطاق ��ة النظيف ��ة التي �ستع ��زز �إقت�صاداته ��ا‪ ،‬ولذا‬ ‫ف�إن رئي�س ال ��وزراء الإ�سرائيل ��ي بنيامين نتانياهو‪،‬‬ ‫بزيارت ��ه الى قبر� ��ص‪ ،‬وب�إتفاقاته ف ��ي نيقو�سيا‪ ،‬قد‬ ‫�أر�س ��ى �شراكة لبلده الجائع للطاقة والتائق �إلى رفد‬ ‫م�ص ��دره الرئي�س لدخل ��ه الوطني‪ ،‬وه ��و ال�سياحة‪،‬‬ ‫بم�صدر خ�صب وغزير العطاء‪.‬‬ ‫وهك ��ذا فقد بد�أ يلوح في �أفق المنطقة عقد �ستتغير‬ ‫فيه ال�ص ��ورة في �ش ��رق المتو�سط‪ ،‬ومنه ��ا التفكك‬ ‫الق�سري لإ�صطفاف يجمع �إيران و�سوريا وحزب اهلل‪،‬‬ ‫�إثر مترتب ��ات نظام �سوريا الآيل ال ��ى ال�سقوط كما‬ ‫يبدو‪ ،‬وبعد �إنف�ضا�ض المحور التركي‪ -‬الإ�سرائيلي‪،‬‬ ‫وبوادر �ص ��وغ المحور الثالث ��ي الإ�سرائيلي اليوناني‬ ‫القبر�صي‪.‬‬ ‫بدوره ��ا ت�سع ��ى تركيا �إل ��ى ن�سج مح ��ور جديد على‬ ‫ال�شاطئ الآخر للمتو�س ��ط عبرعالقات متنامية مع‬ ‫م�ص ��ر‪ ،‬و ُير�صد ذلك من خ�ل�ال �إتفاقات التدريب‬ ‫البح ��ري الع�سك ��ري بي ��ن البلدي ��ن‪� ،‬إ�ضاف ��ة ال ��ى‬ ‫تن�شيط التع ��اون الإقت�صادي‪ ،‬خ�صو�ص ��ا" و�أن غاز‬ ‫�شرق المتو�س ��ط يغري القاهرة حالي ��ا" بمزيد من‬ ‫التنقيب‪ ،‬وله ��ذا ف�إن �إ�سرائيل تعي� ��ش حاليا" بهجة‬ ‫ثروتين تهبطان عليها بتزام ��ن‪� ،‬أوالهما ثروة الغاز‬ ‫المكت�ش ��ف‪ ،‬وال ��ذي تمتد حقول ��ه قبال ��ة �سواحلها‪،‬‬ ‫وثانيهما االنهيارات ال�سيا�سية لأعداء تاريخيين‪.‬‬ ‫و�إذا ما بد�أنا من فل�سطين المحتلة نجد المعلومات‬ ‫تفي ��د �أن حجم حقل "غزة ماري ��ن" الذي يقع على‬ ‫بعد حوالي ‪ 30‬كم من �شاطئ مدينة غزة يبلغ نحو ‪1‬‬ ‫تريليون قدم مكعب من الإحتياطي الم�ؤكد للغاز‪ ،‬ما‬ ‫يكفي لتوفير الوقود المالئ ��م لمحطة كهرباء غزة‪،‬‬ ‫ويوفر �إ�ستيراد الوقود من �إ�سرائيل‪�( .‬أنظر "�أ�سواق‬ ‫العرب"‪ ،‬العدد الأول)‪.‬‬ ‫�أما �إ�سرائيل فقد تمكنت من �إكت�شاف حقلين مهمين‬ ‫خالل ال�سنوات الما�ضية ف ��ي المياه الإقليمية‪ ،‬هما‬ ‫حقل (تام ��ار للغاز) الذى يقع قبال ��ة �سواحل حيفا‬ ‫وذل ��ك ف ��ي الع ��ام ‪ 2009‬ويق ��در �إحتياط ��ه بحوالي‬ ‫‪ 3،5‬تريليون ق ��دم مكعب من الغ ��از الطبيعي تكفي‬ ‫�إ�سرائي ��ل لم ��دة ال ‪� 25‬سن ��ة المقبل ��ة‪� ،‬إ�ضافة �إلى‬

‫رئي�س مجل�س النواب اللبناني نبيه بري‪:‬‬ ‫الإ�صرار على التنقيب‬

‫�إكت�ش ��اف حق ��ل (لفيت ��ان) قبالة ال�ساح ��ل اللبناني‬ ‫الفل�سطين ��ي الذي يحتوي عل ��ى حوالي ‪ 3‬مليارات‬‫برميل م ��ن النفط الخام وعلى حوال ��ي ‪ 16‬تريليون‬ ‫قدم مكعب من الغاز الطبيعي‪.‬‬ ‫وتقدر القيمة الإجمالية لإحتياطات الغاز المكت�شف‬ ‫بحوالي ‪ 300‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫والمالحظ �أن �صناعة الغاز الإ�سرائيلية قد تطورت‬ ‫خالل العقد الما�ض ��ي‪ ،‬اذ ُعقدت �شراكات عدة ما‬ ‫بي ��ن ال�شركة االميركية "نوب ��ل اينرجي" ومجموعة‬ ‫م ��ن ال�ش ��ركات المحلي ��ة بقيادة مجموع ��ة �شركات‬ ‫ديليك الإ�سرائيلية‪.‬‬ ‫وف ��ي لبن ��ان‪ ،‬ت�أخ ��رت عملي ��ة الإ�ستثم ��ار البترولي‬ ‫لأ�سب ��اب ع� �دّة �أهمه ��ا الإنهم ��اك ف ��ي ال�صراعات‬ ‫ال�سيا�سي ��ة الداخلي ��ة‪ ،‬وع ��دم وج ��ود هيئ ��ة مهني ��ة‬

‫يلوح في الأفق عقد �ستتغير فيه‬ ‫ال�صورة في �شرق المتو�سط ومنها‬ ‫التفكك الق�سري لإ�صطفاف يجمع‬ ‫�إيران و�سوريا وحزب اهلل‪ ،‬جراء‬ ‫تداعيات نظام �سوريا الآيل الى‬ ‫ال�سقوط كما يبدو‪ ،‬وبعد �إنف�ضا�ض‬ ‫المحور التركي‪ -‬الإ�سرائيلي وبوادر‬ ‫�صوغ المحور الثالثي الإ�سرائيلي‬ ‫اليوناني القبر�صي‬

‫متفرغ ��ة (�إدارة البت ��رول �أو �شركة نف ��ط وطنية)‪،‬‬ ‫وخالفات النظام التقليدية حول العقود والتوظيف‪.‬‬ ‫وت�شي ��ر الدرا�سات الى �أن البت ��رول والغاز موجودان‬ ‫حو�ض واح ��د‪ ،‬يمتد من تحت‬ ‫ف ��ي ٍ‬ ‫العمق نف�سه وفي ِ‬ ‫ب ��ر فل�سطين المحتل ��ة وبحرها �إلى ب ��ر وبحر لبنان‬ ‫وقبر�ص و�سوري ��ا و�صوال" �إلى تركي ��ا‪ ،‬وبالتالي ف�إن‬ ‫من يحف ��ر �أوال" يكون ب�إمكان ��ه �أن ي�ستخرج ح�صته‬ ‫وح�ص�ص الدول المجاورة من البترول‪.‬‬ ‫وبم ��ا �أن الح ��دود البحري ��ة ل ��م تر�س ��م بع ��د‪ ،‬فان‬ ‫�أب ��رز الخالفات هي الخالف الح ��دودي بين لبنان‬ ‫و�إ�سرائيل لك ��ون الأخيرة تعمل دائم� � ًا على(دف�ش)‬ ‫الحدود �شما ًال‪ ،‬لإ�ستغالل الجزء االكبر من المواقع‬ ‫الموعودة �شم ��ال فل�سطي ��ن المحتل ��ة‪ ،‬والإعترا�ض‬ ‫الترك ��ي على تر�سيم حدود قبر�ص البحرية مع عدد‬ ‫م ��ن دول الجوار ف ��ي ظل �إنق�سام �شط ��ري الجزيرة‬ ‫(ع ��ام ‪ ،)1974‬م ��ا يه ��دد بح�س ��ب �أنق ��رة م�صالح‬ ‫جمهورية قبر�ص التركية‪.‬‬ ‫ف ��ي الواقع‪،‬الح ��رب ب ��د�أت بالفع ��ل‪ ،‬حي ��ث تتنازع‬ ‫�إ�سرائي ��ل مع �سوريا وتركي ��ا ولبنان وقبر�ص وم�صر‬ ‫وفل�سطي ��ن المحتل ��ة‪ -‬متمثل ��ة بقط ��اع غ ��زة‪ -‬على‬ ‫الأحقي ��ة الم�شترك ��ة ف ��ى حق ��ول الغ ��از المكت�شف ��ة‬ ‫حديثا" ف ��ي �شرق البح ��ر المتو�س ��ط‪ ،‬ويتم�سك كل‬ ‫طرف بموقفه الذى يعززه ب�أن حدوده البحرية خط‬ ‫�أحمر تندرج تحت طائلة ال�سيادة الوطنية ‪.‬‬ ‫�أما بالن�سبة الى �سوريا ف�إن الظروف ال�سيا�سية التى‬ ‫تمر بها دفعت الحكومة الى ت�أجيل الإعالن عن نتائج‬ ‫المزايدة العالمية الت ��ي طرحتها للتنقيب عن الغاز‬ ‫فى مياهه ��ا الإقليمية‪ ،‬في حي ��ن �أن �إ�سرائيل كثفت‬ ‫�أعماله ��ا فى التنقيب عن الغاز الطبيعي والنفط فى‬ ‫�أعم ��اق المتو�سط‪ ،‬وح�سب قول نائ ��ب وزير التعاون‬ ‫الإقليم ��ى الإ�سرائيلى �أيوب قرا‪ ،‬ف�إن الدولة العبرية‬ ‫ت�سعى ال ��ى �أن ت�صبح دولة م�ص ��درة للغاز لكل دول‬ ‫العالم‪ ،‬مو�ضح ًا �أن ذلك ال يعني التخلي عن اتفاقية‬ ‫الغاز مع م�صر‪ ،‬لأن تل �أبيب ترى �أهمية كبيرة للدور‬ ‫الم�صري ف ��ى �إ�ستقرار المنطقة وتحترم الإتفاقات‬ ‫الموقعة معها‪.‬‬ ‫و�إنتق ��اال" �إلى العالق ��ة القبر�صي ��ة ‪ -‬التركية فقد‬ ‫�إتهمت نيقو�سيا �أنقرة ب�إ�ستخدام "�أ�سلوب الترهيب"‬ ‫موجهة بع�ض ًا من �أ�شد �إنتقاداتها حتى الآن لعدوتها‬ ‫القديمة التي تخو�ض معها مواجهة منذ عقود ب�ش�أن‬ ‫تق�سيم الجزيرة و�إكت�شاف حقول للغاز الطبيعي في‬ ‫الآونة االخيرة‪.‬‬ ‫وم ��ن المنتظ ��ر �إرتفاع ن�سب ��ة انتاج الغ ��از في �شرق‬ ‫البحر المتو�سط عق ��ب اكت�شاف احتياطيات بحرية‬

‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪65‬‬


‫عالم الطاقة‬

‫الغاز‬

‫حو�ض الم�شرق ينام على ثروة هيدروكربونية هائلة قد تحرق دوله‬

‫صراع ِّ‬ ‫متفجر يرقد تحت أمواج البحر المتوسط!‬ ‫في م�شهد يعك�س �صورة ال�صراعات المقبلة في المنطقة‪ ،‬بد�أ الغاز الطبيعي‬ ‫ير�س��م تحديات بارزة للم�ستقبل يتعل��ق بع�ضها بغياب الحوار حول تقا�سم‬ ‫ثروت��ه في المتو�سط‪ ،‬في ظل الحديث ع��ن �أرقام هائلة لحجمه و�أ�سعاره‪،‬‬ ‫ما يجعل ال�ش��رق الأو�سط �أمام خريطة خطيرة مليئة بالغاز ال بل نذر تفجر‬ ‫ح��روب بي��ن دول المنطقة لل�سيطرة عل��ى مناطق الغاز ال��ذي �أطلق عليه‬ ‫الكثي��رون لقب "وق��ود الم�ستقبل"‪ ،‬بعدم��ا كان المراقب��ون يتوقعون �أن‬ ‫الحرب المقبلة فى المنطقة �ستكون حول قلة المياه‪.‬‬ ‫ثروات هائلة يكتنزها �شاطىء �شرق البحر المتو�سط �أ�شعلت وقود الحرب‬ ‫بالفع��ل‪ ،‬حي��ث تتنازع �إ�سرائيل م��ع �سوريا وتركيا ولبن��ان وقبر�ص وم�صر‬ ‫وفل�سطين المحتلة على الأحقية الم�شتركة فى حقول الغاز المكت�شفة في‬ ‫تلك المنطقة‪.‬‬ ‫ه��ذه ال�صورة بما تحمل من مخاطر وم�شاكل �أخ��رى والتي بد�أت معالمها‬ ‫تلوح في الأفق يتحدث عنها التقرير التالي‪:‬‬

‫ال�صورة تظهر الآبار المنتجة للغاز الطبيعي التي حفرتها �إ�سرائيل والقريبة جدا" من الحدود البحرية مع غزة (باللون الزرق)‪.‬‬ ‫‪ -‬الآبار المنتجة للنفط والقريبة جدا" في البر من قطاع غزة (باللون الأحمر)‬

‫‪64‬‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫بيروت ــ مازن مج َوز‬ ‫ف ��ي �آذار (مار�س) ‪ 2010‬ق� �دّرت هيئة‬ ‫الم�س ��ح الجيولوج ��ي الأميركي ��ة مقدار‬ ‫الث ��روات الهيدروكربوني ��ة المحتمل ��ة ف ��ي منطق ��ة‬ ‫ال�ش ��رق الأو�س ��ط ع ��ن طري ��ق �إ�ستخ ��دام معلومات‬ ‫جيولوجي ��ة وبيان ��ات تجارية من�ش ��ورة‪ .‬و�أفادت ب�أن‬ ‫م ��ا ُي�سمى �إقلي ��م حو�ض الم�ش ��رق (الممتد من نهر‬ ‫الأردن �إل ��ى تركيا ثم ناحي ��ة البحر باتجاه قبر�ص)‬ ‫يمك ��ن �أن يحتوي عل ��ى ‪ 1.7‬مليار برميل من النفط‬ ‫القاب ��ل للإ�ستع ��ادة و ‪ 3,500‬مليار مت ��ر مكعب من‬ ‫الغاز الطبيعي‪.‬‬ ‫تل ��ك �أرق ��ام مهمة رغ ��م �أنها ال ت ��زال �صغي ��رة �إذا‬ ‫قارناها بموارد ال ��دول الأع�ضاء في منظمة الأوبك‬ ‫مث ��ل ال�سعودية والكويت �أو العبي الغ ��از الكبار مثل‬ ‫رو�سيا و�إيران وقطر‪.‬‬ ‫وعندما ُن ��درج �إكت�شافات قبر� ��ص المجاور للحدود‬ ‫البحري ��ة للجزي ��رة م ��ع �إ�سرائي ��ل نج ��د �أن مقدار‬ ‫الغ ��از المكت�ش ��ف ف ��ي المنطق ��ة حت ��ى الآن ق ��د تم‬ ‫تقديره بحوالي ‪ 30‬في المئة من تقييم هيئة الم�سح‬ ‫الجيولوجي الأميركية للحو�ض ب�أكمله‪.‬‬ ‫وفي كان ��ون الأول (دي�سمبر) ‪ 2010‬تحقق �إكت�شاف‬ ‫�أكبر في حقل ليفياثان غرب تامار‪ ،‬ورغم �أن حجمه‬ ‫الكل ��ي لم يت�أكد بعد من خ�ل�ال المزيد من التنقيب‬ ‫اال�ستك�شاف ��ي �إال �أن الك�شف ق ��د جعل �إ�سرائيل ترى‬ ‫نف�سها جهة ت�صدير مهمة للغاز‪.‬‬ ‫والحقيق ��ة �أن ه ��ذا ي�شكل عام�ل ً�ا �شدي ��د الأهمية‪،‬‬ ‫�سيعي ��د ر�س ��م الإ�صطفاف ��ات ف ��ي ه ��ذه البقع ��ة‬ ‫الجغرافي ��ة المتوت ��رة‪ ،‬والت ��ي تح ��دق به ��ا تطورات‬ ‫�إع�صارية‪ ،‬فبع�ض نظمها الى �أفول‪ ،‬و�آخر ي�ستدعى‬ ‫من التاريخ‪ ،‬كمخا�ض �صراعات كانت م�ؤجلة‪ .‬وكما‬ ‫ف ��ي عال ��م الجريم ��ة يبح ��ث المحقق ��ون دائما عن‬ ‫المر�أة‪ ،‬ففي �صراع ��ات ال�سيا�سة يبحث المراقبون‬ ‫دائما" عن الطاقة‪.‬‬ ‫وفي الواقع فقد تنازل ملك الطاقة "النفط" مرغم ًا‬ ‫عن عر�ش ُتوج عليه لعقود طويلة‪ ،‬ل�صالح �إمبراطور‬ ‫جديد هو الغاز الذي �أ�صبح الآن في ذروة مجده‪.‬‬ ‫ويبدو �أن �شرق المتو�س ��ط يخفي ما يفوق بـ�أ�ضعاف‬ ‫م ��ا ت ��م �إكت�شافه في بح ��ر قزوين ومنطق ��ة القوقاز‬


‫خجل‪ -‬على �إ�سرائي ��ل اال�ستمرار في ا�ستيراد الغاز‬ ‫الم�صري المتدني ال�سع ��ر والبدء في ت�صدير الغاز‬ ‫ف ��ي الأغلب �إلى �أوروب ��ا والأردن لتعزيز �أمن الطاقة‬ ‫والإقت�صاد‪.‬‬ ‫�أم ��ا م�ص ��ر فراح ��ت تعمل تح ��ت �ضغ ��ط الجماهير‬ ‫وخبرائه ��ا عل ��ى تعدي ��ل الأ�سع ��ار بالح ��د الأدن ��ى‬ ‫�إذا‪ ‬ا�ستم ��رت ال�ص ��ادرات �إل ��ى �إ�سرائي ��ل‪ ،‬وم ��ن‬ ‫الم�ستغرب خالل هذا ال�صراع غياب �صوت م�صر في‬ ‫تحدي ��د حقوقها البحرية �شمال �سيناء التي تمتد �إلى‬ ‫مناطق قبر�ص على الأقل‪ ،‬علم ًا �أن لم�صر �إتفاقية مع‬ ‫قبر�ص لتحديد الحدود البحرية منذ ‪. 2004‬‬ ‫وفي هذا ال�صدد ي�ؤكد الخبير النفطي الدكتور علي‬ ‫حيدر على وجود �إكت�شاف ��ات كبيرة في �شرق البحر‬ ‫الأبي� ��ض المتو�سط يقابلها �صراع عالمي على الغاز‪،‬‬ ‫حيث نالحظ �أن الدول الأكثر ت�أثيرا" في العالم هي‬ ‫رو�سي ��ا التي يبل ��غ �إحتياطها من الغ ��از الطبيعي ‪47‬‬ ‫ملي ��ار متر مكعب‪ ،.‬ثم �إي ��ران ‪ 30‬مليار متر مكعب‪.‬‬ ‫وثالث ًا قطر ‪ 25‬مليار متر مكعب‪.‬‬ ‫ويتاب ��ع من هنا تظهر الخريط ��ة الجيو �سيا�سية من‬ ‫خ�ل�ال ال�صراع بي ��ن تحالفين كبيرين هم ��ا رو�سيا‬ ‫و�إي ��ران مقابل قطر وال�سعودي ��ة والواليات المتحدة‬ ‫وحلفاء �آخرين‪.‬‬ ‫وي ��رى حيدر �أننا نعي�ش الي ��وم الع�صر الذهبي للغاز‬ ‫ولو �أنن ��ا ن�شهد �إنخفا�ض ًا في �أ�سع ��اره العالمية لكنه‬ ‫يبقى طفيف ًا وب�شكل متف ��اوت بين الدول‪� ،‬أما عملي ًا‬ ‫ف�إن ال�صراع هو بي ��ن �شركة غاز بروم الرو�سية من‬ ‫جه ��ة وقطر من جه ��ة ثانية ال �سيم ��ا �أن الثانية هي‬ ‫المناف�س الأكبر للأولى في �سوق الغاز الأوروبي‪.‬‬ ‫بدورها ت�ستورد �أميركا ‪ 60‬مليار متر مكعب‪� .‬سنوي ًا‪،‬‬ ‫في ظل م�شاكل تقنية تعانيها تتمثل بتكلفة �إ�ستخراج‬ ‫الغ ��از العالية جدا" م ��ن �أرا�ضيها والت ��ي ت�صل �إلى‬ ‫‪ 150‬دوالرا" لكل متر مكعب فيما التكلفة في رو�سيا‬ ‫هي �أرخ�ص ب ‪ 10‬مرات لكل متر مكعب‪.‬‬ ‫و�إنطالق� � ًا م ��ن �أن التناف� ��س ه ��و ف ��ي الأ�سا�س على‬ ‫ال�س ��وق الأوروبي ��ة‪ ،‬وفي ظ ��ل تخوف بع� ��ض خبراء‬ ‫الطاق ��ة الرو�س من قيام قطر ببيع كميات من الغاز‬ ‫ب�أ�سع ��ار �أقل من �سعر التكلفة به ��دف قطع الطريق‬ ‫نهائي� � ًا على الغاز الرو�سي‪ ،‬يو�ض ��ح حيدر �أن رو�سيا‬ ‫با�ش ��رت بم�شروع "ال�سيل ال�شمال ��ي" �أي مد �أنابيب‬ ‫لتحويل الغاز �شما ًال لل�ضغط على �أوكرانيا الراف�ضة‬ ‫حتى الآن فكرة الإندماج الإقت�صادي مع رو�سيا‪.‬‬ ‫وف ��ي الوقت ال ��ذي وقعت قطر �إتفاقية م ��ع �أوكرانيا‬ ‫به ��دف بيعه ��ا الغاز ك ��ي ت�ستغني الثانية ع ��ن الغاز‬ ‫الرو�سي‪ ،‬ف� ��إن الرو�س �أنجزوا المرحل ��ة الأولى من‬

‫في العام ‪ 2009‬خف�ضت قطر �سعر غازها في ال�سوق الأوروبية‬ ‫ما �أدى �إلى �إنخفا�ض ال�صادرات الرو�سية بن�سبة ‪%4‬‬

‫ال�سي ��ل ال�شمال ��ي وبا�ش ��روا بالثانية‪ ،‬والت ��ي �ستكون‬ ‫مقدمة للمرحلتين الثالثة والرابعة ‪..‬‬ ‫ويتاب ��ع الخبي ��ر النفط ��ي �أنه م ��ع الإنته ��اء من هذا‬ ‫الم�شروع ف� ��إن رو�سي ��ا �ستكون قادرة عل ��ى ت�صدير‬ ‫الغ ��از ب�ش ��كل كبير �إل ��ى الإتح ��اد الأوروب ��ي وبكمية‬ ‫تق ��ارب ال ‪ 110‬ملي ��ارات مت ��ر مكع ��ب‪ ،.‬حي ��ث �أن‬ ‫�أمي ��ركا بحد ذاتها تعتمد على الغ ��از القطري �أكثر‬ ‫مما تعتم ��د على الغاز الموجود عل ��ى �أرا�ضيها فيما‬ ‫تعتبر رو�سي ��ا الم�صدر الأول للغاز ف ��ي �أوروبا تليها‬ ‫النروج ثم الجزائر وبعدها قطر‪.‬‬ ‫وعل ��ى الرغ ��م م ��ن ال�ص ��ورة ال�ضبابية الت ��ي ت�سود‬ ‫بع� ��ض بلدان منطق ��ة ال�شرق الأو�س ��ط‪ ،‬ي�ؤكد حيدر‬ ‫عل ��ى �أهمي ��ة عملي ��ة الإ�ستق ��رار بالن�سب ��ة الى هذه‬ ‫الم ��ادة الحيوية‪ ،‬في ظل تناف�س العديد من البلدان‬ ‫عل ��ى بيع كمي ��ات �أكبر م ��ن الغاز‪ ،‬م�ستبع ��د ًا �إندالع‬ ‫حروب �ضخمة ف ��ي ما بينها لأن من �ش�أنها تخفي�ض‬ ‫ه ��ذه الكميات التي تمر عب ��ر الأنابيب والتي تحتاج‬

‫ت�أخرت عملية الإ�ستثمار‬ ‫عدة �أهمها‬ ‫البترولي في لبنان لأ�سباب ّ‬ ‫الإنهماك في ال�صراعات ال�سيا�سية‬ ‫الداخلية وعدم وجود هيئة مهنية‬ ‫متفرغة (�إدارة البترول �أو �شركة نفط‬ ‫وطنية)‪ ،‬وخالفات النظام التقليدية‬ ‫حول العقود والتوظيف‬

‫جميعه ��ا وبال�ض ��رورة �إل ��ى �ضمانة �أمني ��ة‪ ،‬فمثال"‬ ‫ن ��رى �أن لإيران م�صلحة في �إ�ستقرار �أفغان�ستان كي‬ ‫تتمكن من �إي�صال نفطها �إلى ال�صين‪.‬‬ ‫وف ��ي لغ ��ة الفوارق ف� ��إن قوة قط ��ر تكمن ف ��ي الغاز‬ ‫الم�س ��ال �أي عملية تحويل الغاز �إلى �سائل ونقله عبر‬ ‫البواخ ��ر م ��ا يعني �أن ال م�شكلة لديه ��ا في ما ي�سمى‬ ‫�أمن الأنابي ��ب وهي تكنولوجيا تفتق ��ر �إليها رو�سيا‪،‬‬ ‫حي ��ث تبيع قطرغازه ��ا لكل من �إ�سباني ��ا والبرتغال‬ ‫وجن ��وب �إيطالي ��ا‪ ،‬فيم ��ا تزود غ ��از ب ��روم رومانيا‬ ‫و�إلمانيا و�شمال �إيطاليا ودول �أخرى‪.‬‬ ‫والالف ��ت �أن ��ه في الع ��ام ‪ 2009‬خف�ض ��ت قطر �سعر‬ ‫غازه ��ا في ال�سوق الأوروبية‪ ،‬م ��ا �أدى �إلى �إنخفا�ض‬ ‫ال�ص ��ادرات الرو�سي ��ة بن�سب ��ة ‪ % 4‬بينم ��ا زادت‬ ‫ال�ص ��ادرات القطري ��ة ال ��ى �أوروبا بن�سب ��ة ‪،% 350‬‬ ‫والي ��وم ف� ��إن قطر ت�ستخ ��رج �سنوي ��ا ‪ 100‬مليار متر‬ ‫مكع ��ب من الغاز وه ��ي ت�ستخدم في ذل ��ك طاقتها‬ ‫الق�ص ��وى‪ ،‬وهي قامت من ��ذ فترة ب�ش ��راء ‪ 55‬ناقلة‬ ‫غاز م ��ا جعلها حتى اليوم تك�س ��ب ال�صراع المذهل‬ ‫مع غاز بروم‪.‬‬ ‫و�إنتق ��اال" �إلى �سوريا نج ��د �أن الحقول الأغنى بهذه‬ ‫الم ��ادة الحيوي ��ة وبح�س ��ب بع�ض التقاري ��ر تقع بين‬ ‫حم� ��ص ودم�شق‪ ،‬حيث تدور المع ��ارك وبالتالي ف�إن‬ ‫جزء ًا من ال�صراع قد يكون نفطي ًا‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من ال�صراعات القائمة بين قطر وغاز‬ ‫ب ��روم على الخريطة العالمية ف ��ي �سوق النفط فقد‬ ‫ف�شل ��ت الدوحة ف ��ي الح�صول على مخ ��رج لحو�ض‬ ‫المتو�سط لت�صريف �إنتاجه ��ا‪ ،‬لكن بع�ض المحللين‬ ‫ال�سيا�سيي ��ن يق ��ول �إنه ف ��ي حال تغي ��رت الأمور في‬ ‫�سوري ��ا‪ ،‬فه ��ذا قد ي�سم ��ح لقط ��ر بم ��د �أنابيب نحو‬ ‫�شاطىء البحر المتو�سط‪.‬‬ ‫و ي�شير حيدر �إلى �أن �أن �إ�سرائيل تعتمد �إ�ستراتيجية‬ ‫البدء بالحفر بالقرب من الحدود البحرية اللبنانية‬ ‫و�أي�ض� � ًا بالق ��رب من الحدود مع غ ��زة مما قد ي�ؤدي‬ ‫�إلى �سرقة جزء من ثروتهما من الغاز (من الحقول‬ ‫الم�شترك ��ة) قب ��ل �أن يبد�أ �أي م ��ن الطرفين بعملية‬ ‫الإ�ستخراج ويحاوالن �إ�ستعادة حقهما الم�سروق‪.‬‬ ‫�أم ��ا تركيا فهي ف ��ي كل الأحوال تبق ��ى البلد الأكثر‬ ‫�إ�سته�ل�اكا" للغ ��از عل ��ى خارط ��ة ال�ش ��رق الأو�سط‬ ‫الكبير‪ ،‬وعمليا" ف�إن لبن ��ان �سيقوم بمد �أنابيب �إلى‬ ‫�أقرب دولة م�ستهلك ��ة وهي تركيا بعد �أن يتحول �إلى‬ ‫دولة م�صدرة للغاز وللنفط‪� .‬سيتم مد هذه الأنابيب‬ ‫عب ��ر �سوري ��ا‪ ،‬ولذل ��ك ف� ��إن لبن ��ان لدي ��ه م�صلحة‬ ‫�إقت�صادي ��ة بالحف ��اظ عل ��ى عالق ��ات ا�ستراتيجية‬ ‫جيدة مع �سوريا‬

‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪67‬‬


‫عالم الطاقة‬

‫¶‬

‫الغاز‬

‫هائلة �أعقبتها �إدعاءات بحقوق بحرية من جانب كل‬ ‫من تركيا وقبر�ص ولبنان وا�سرائيل‪.‬‬ ‫و ف ��ي هذا االطار فقد �صرح م�س�ؤول ا�سرائيلي رفيع‬ ‫الم�ستوى �أن بالده عززت تدريج ًا �إجراءاتها الأمنية‬ ‫الوقائي ��ة حول حقول الغاز الطبيعي في �شرق البحر‬ ‫المتو�س ��ط خ�شي ��ة تعر�ضه ��ا لهجم ��ات ال �سيم ��ا مع‬ ‫ت�صاعد المناف�سة مع تركيا في البحر‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف �أن ال ��زوارق ال�صاروخية كثف ��ت دورياتها‬ ‫حول من�صتي تمار وليفياثان على مدى العام الأخير‬ ‫ف�ض ًال ع ��ن التن�سي ��ق مع �ش ��ركات الأم ��ن الخا�صة‬ ‫التي تعاق ��د معها كون�سورتي ��وم التنقيب الأميركي‪-‬‬ ‫الإ�سرائيلي‪.‬‬ ‫بدورها تعه ��دت تركيا ع�ضو حل ��ف �شمال الأطل�سي‬ ‫ف ��ي وق ��ت �ساب ��ق ب�إر�س ��ال مزي ��د م ��ن الفرقاطات‬ ‫وزوارق الطوربيد �إل ��ى المنطقة وتقول �أن �أي موارد‬ ‫طبيعي ��ة تكت�ش ��ف قبالة قبر�ص ينبغ ��ي تقا�سمها مع‬ ‫دولة القبار�ص ��ة الأتراك في �شمال الجزيرة التي ال‬ ‫تعترف بها �سوى �أنقرة‪.‬‬ ‫وم ��ن المق ��رر �أن يبد�أ حقال تم ��ار وليفياثان اللذان‬ ‫تتوق ��ع ت ��ل �أبيب �أن يحققا �إي ��رادات ال تقل عن ‪150‬‬ ‫مليار دوالر الإنتاج ف ��ي ‪ 2013‬و‪ 2017‬على التوالي‪،‬‬ ‫ومن�ص ��ة ي ��ام تيثي�س هي المن�ص ��ة الوحيدة العاملة‬ ‫حاليا" في ا�سرائيل‪.‬‬ ‫وعم�ل�ا ب�إتفاق �أب ��رم عام ‪ 2010‬تقا�سم ��ت �إ�سرائيل‬ ‫وجمهورية قبر�ص الع�ضو في االتحاد االوروبي حقوق‬ ‫�إكت�شاف منطقة بحرية متنازع عليها مع الأتراك‪.‬‬ ‫و ق ��د دعت تركيا الجمهوري ��ة القبر�صية‪ ،‬المعترف‬ ‫به ��ا دولي� � ًا والت ��ي ت�سيط ��ر عل ��ى ال�شط ��ر الجنوبي‬ ‫اليوناني م ��ن الجزي ��رة المق�سمة‪ ،‬ال ��ى العودة عن‬ ‫م�شاريعه ��ا قبل ان ت ��رد ب�إطالق �أبحاثه ��ا الخا�صة‬ ‫الرمزية‪.‬‬ ‫وف ��ي تموز(يولي ��و) ‪� ،2011‬أث ��ارت الحكوم ��ة‬ ‫الإ�سرائيلية غ�ضب ال�سلطات اللبنانية عبر �إر�سالها‬ ‫ال ��ى الأمم المتح ��دة تر�سيم ًا للح ��دود يخالف ذلك‬ ‫الذي �أر�سله لبنان قبل عام والذي لم يكن ي�صب في‬ ‫م�صلحة �إ�سرائي ��ل‪ ،‬ويبدو ان �أي ًا م ��ن البلدين لي�س‬ ‫م�ستع ��د ًا للم�ساومة خ�صو�ص ًا بع ��د �إكت�شاف منطقة‬ ‫متن ��ازع عليها ت�ض ��م م ��وارد للطاقة يمك ��ن ان تدر‬ ‫�أرباح ًا بمليارات الدوالرات‪.‬‬ ‫هذا ال�صراع بات متعدد الأطراف بعدما �أكد رئي�س‬ ‫مجل� ��س النواب نبيه بري عزم لبنان على الإ�ستثمار‬ ‫والتنقيب عن النفط والغاز في مياه لبنان ومنطقته‬ ‫الإقت�صادي ��ة‪ ،‬م�ش ��دد ًا على التم�س ��ك بكامل حقوق‬ ‫لبن ��ان في ه ��ذا المجال م ��ن دون انتقا� ��ص وب�أعلى‬ ‫‪66‬‬

‫رئي�س حكومة �إ�سرائيل بنيامين نتنياهو‪:‬‬ ‫الت�سريع بالحفر والتنقيب ل�سرقة ما ي�ستطيع‬

‫المعايي ��ر العلمية العالمية المعتمدة والتي اعتمدها‬ ‫الجي� ��ش اللبنان ��ي في عمل ��ه لتك ��ون مرجعيته‪ ،‬وهو‬ ‫م ��ا يجعل ال�ص ��راع على النف ��ط والغاز ف ��ي �شرقي‬ ‫البح ��ر المتو�س ��ط بي ��ن تركي ��ا ولبن ��ان‪ ،‬وا�سرائيل‬ ‫وقبر�ص �صراع ًا �إقليمي� � ًا جديد ًا ي�ضاف على الئحة‬ ‫ال�صراعات المتفجرة في المنطقة‪.‬‬ ‫ويتوق ��ع الكثي ��رون دخ ��ول وا�شنط ��ن عل ��ى الخ ��ط‬ ‫لحماي ��ة �شركة نوبل �إنرج ��ي المنقبة عن النفط في‬ ‫�إ�سرائي ��ل على الأقل و�إعطاء �إ�ش ��ارة �إلى تركيا ب�أنه‬ ‫لي� ��س ب�إ�ستطاعته ��ا الإ�ستمرار ف ��ي عالقة متينة مع‬ ‫وا�شنطن في وقت ت�سع ��ى فيه �إلى عرقلة م�صالحها‬ ‫في المنطقة كما يقولون‪.‬‬ ‫ان الموارد كبي ��رة بالن�سبة �إلى الدول المعنية حيث‬ ‫نج ��د �أن لبن ��ان ي�ست ��ورد ‪ %96‬م ��ن �إحتياجاته من‬ ‫الطاق ��ة‪� ‬أي بحدود ‪� 150‬أل ��ف برميل يومي ًا معظمها‬ ‫زيت الوقود والديزل لتوليد الكهرباء‪.‬‬ ‫وتبلغ قيمة واردات ��ه النفطية �ستة مليارات دوالر �أي‬

‫تقديرات هيئة الم�سح‬ ‫الجيولوجي الأميركية‪� :‬إقليم حو�ض‬ ‫الم�شرق (الممتد من نهر الأردن �إلى‬ ‫تركيا ثم ناحية البحر باتجاه قبر�ص)‬ ‫يمكن �أن يحتوي على ‪ 1.7‬مليار برميل‬ ‫من النفط القابل للإ�ستعادة و ‪3,500‬‬ ‫مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫م ��ا يع ��ادل ‪ %14‬من الدخ ��ل القومي‪ .‬ل ��ذا ف�إن ‪500‬‬ ‫ملي ��ون قدم مكعب في الي ��وم �ست�ساعد على تقلي�ص‬ ‫وارداته بن�سب ��ة الثلثين بخا�ص ��ة �إذا ا�ستكمل �شبكة‬ ‫توزي ��ع الغاز التي تق ��ول الحكومة �إنه ��ا م�شروع قيد‬ ‫التخطيط‪.‬‬ ‫�أم ��ا تركيا فت�ست ��ورد ‪ %90‬م ��ن �إحتياجاتها للطاقة‬ ‫لأن مواردها الهيدروكربونية قليلة جدا"‪ ،‬فيما تبلغ‬ ‫وارداتها من الغاز وح ��ده ‪ 3.9‬مليارات قدم مكعب‬ ‫يوميا" ويمكن �أن تزداد م�ستقبال" بالنمو �أو ب�إحالل‬ ‫الغاز محل النفط الم�ستورد �أي�ضا"‪ ،‬ويتركز برنامج‬ ‫تركيا الإ�ستك�شافي في البحر الأ�سود وفي �شواطئها‬ ‫الجنوبية في البحر االبي�ض المتو�سط‪.‬‬ ‫و ال�ص ��ورة تتكرر في قبر�ص الت ��ي تفتقر تمام ًا الى‬ ‫م ��وارد النف ��ط والغ ��از وت�ستورد نفط� � ًا بحدود ‪2.5‬‬ ‫ملي ��ون طن ف ��ي ال�سنة �أي ما يع ��ادل ‪� 50‬ألف برميل‬ ‫يومي ًا ي�ستهلك ن�صفها لتوليد الكهرباء‪ ،‬لذا ف�إن �أي‬ ‫�إكت�شاف ينتج ‪ 150‬مليون قدم مكعب يومي ًا يمكن �أن‬ ‫يخف�ض واردات قبر�ص �إلى الن�صف‪.‬‬ ‫م ��ن جهة �أخرى‪ ،‬تملك �سوريا م ��ن النفط والغاز ما‬ ‫يجعلها متميزة عن الآخرين‪ ،‬ومع ذلك فهي ت�ستورد‬ ‫الغاز من م�صر و�ستحتاج �إلى المزيد وربما ت�ستورد‬ ‫الغاز م�ستقبال" من العراق ومن ال�شبكة التركية‪.‬‬ ‫وهي ال ت ��زال ت�ستخدم �ستة ماليي ��ن طن في ال�سنة‬ ‫م ��ن زي ��ت الوق ��ود لتولي ��د الكهرباء ويمك ��ن �إحالل‬ ‫الغ ��از محلها فور توفره وهو �أرخ�ص و�أنظف وي�سمح‬ ‫بت�صدير زيت الوقود �أو ت�صنيعه �إلى منتجات نفطية‬ ‫�أخف‪ ،‬لذا ف�إن �سوريا بحاجة �إلى ما يقرب من ‪700‬‬ ‫ملي ��ون قدم مكعب يومي� � ًا لإحالله‪ ‬محل زيت الوقود‬ ‫و�إلى كميات �إ�ضافية ب�سبب نمو اال�ستهالك‪.‬‬ ‫�أم ��ا �إ�سرائيل ف� ��إن ا�ستهالك الغاز ينم ��و فيها منذ‬ ‫الع ��ام ‪ 2003‬ولكنه بق ��ي ن�سبة متوا�ضع ��ة مقدارها‬ ‫‪ %11‬م ��ن ا�سته�ل�اك الطاق ��ة ف ��ي ‪ 2008‬حي ��ث بلغ‬ ‫�إنتاجه ما يق ��رب من ‪ 132‬مليون قدم مكعب يومي ًا‪،‬‬ ‫فيم ��ا �أدى الإ�ستي ��راد م ��ن م�ص ��ر �إلى زي ��ادة حادة‬ ‫ف ��ي الإ�ستهالك و�صلت �إل ��ى ‪ 318‬مليون قدم مكعب‬ ‫يومي ًا‪.‬‬ ‫�إن �إ�سرائي ��ل تحت ��اج �إلى ما يقرب م ��ن ‪ 700‬مليون‬ ‫قدم مكعب يومي� � ًا وهو �إنتاج تامار الذي يخطط له‬ ‫بطاقة ‪ 1000‬مليون قدم مكعب يومي ًا في ‪.2013‬‬ ‫لك ��نّ هن ��اك �ش ��ك ًا كبي ��ر ًا ف ��ي �أن ت�ضح ��ي ال�صين‬ ‫ورو�سيا بم�صالحهما في الدول العربية والإ�سالمية‬ ‫لم�ساع ��دة �إ�سرائيل في جع ��ل غازها مناف�سا" للغاز‬ ‫الرو�سي في �أوروبا‪.‬‬ ‫ويقت ��رح تقري ��ر للكونغر� ��س الأميرك ��ي – من دون‬


‫�إ�ستخراج النفط في البرازيل‪ :‬قدرة كبيرة في �أعماق البحار‬

‫ف ��ي جزء منها الى التكنولوجي ��ا وفي جزء �آخر الى‬ ‫ال�سيا�س ��ة‪ .‬لقد عرف علم ��اء الجيولوجيا منذ وقت‬ ‫طويل �أن الق ��ارة الأميركية هي موطن لكمية وافرة‬ ‫م ��ن الهيدروكربون ��ات‪ ،‬محا�ص ��رة ف ��ي ودائ ��ع في‬ ‫�أماكن خارجية ي�صعب الو�صول �إليها‪ ،‬على �أرا�ضي‬ ‫ال�صخ ��ور الزيتي ��ة‪ ،‬والرمال النفطي ��ة‪ ،‬وت�شكيالت‬ ‫النفط الثقيل‪ .‬وتق ��در كميات النفط غير التقليدي‬ ‫في الوالي ��ات المتحدة ب�أكثر م ��ن تريليوني‪ ‬برميل‪،‬‬ ‫وفي كن ��دا ب�أكثر من ‪ 4.2‬تريليون برميل بالإ�ضافة‬ ‫ال ��ى حوال ��ى تريليوني‪ ‬برمي ��ل مق ��درة ف ��ي �أميركا‬ ‫الجنوبية ‪ -‬بالمقارنة مع الموارد النفطية التقليدية‬ ‫ف ��ي ال�ش ��رق الأو�سط و�شم ��ال �أفريقي ��ا المقدرة ب‬ ‫‪ 1.2‬تريليون برميل‪ .‬كان ��ت الم�شكلة دائما" تكمن‬ ‫ف ��ي كيفي ��ة �إ�ستخ ��راج ه ��ذا النفط غي ��ر التقليدي‬ ‫ويكون �إقت�صاديا"‪.‬‬ ‫لك ��ن من ��ذ بداي ��ة الق ��رن الواح ��د والع�شري ��ن‪،‬‬ ‫�إ�ستطاع ��ت �صناع ��ة الطاق ��ة �إلى حد كبي ��ر �إيجاد‬ ‫ح ��ل لتل ��ك الم�شكل ��ة‪ .‬ب�إ�ستخ ��دام الحف ��ر الأفقي‬ ‫وغيره من االبتكارات‪ ،‬ارتفع �إنتاج الغاز ال�صخري‬ ‫(�أو الحج ��ري) في الواليات المتح ��دة من ال �شيء‬ ‫تقريب ��ا" الى ‪ 15‬و ‪ 20‬ف ��ي المئة من �إمدادات الغاز‬ ‫الطبيع ��ي في الب�ل�اد في �أقل من عق ��د من الزمن‪.‬‬ ‫وبحل ��ول العام ‪ ،2040‬م ��ن المتوق ��ع �أن يرتفع هذا‬ ‫الغ ��از غي ��ر التقليدي ال ��ى �أكثر من ‪ 50‬ف ��ي المئة‪.‬‬ ‫ه ��ذا التغيير الهائ ��ل في الحج ��م ح� � ّول المناق�شة‬ ‫وقلبه ��ا ر�أ�س ��ا" عل ��ى عق ��ب بالن�سبة ال ��ى �صناعة‬ ‫الغ ��از الطبيعي ف ��ي الواليات المتح ��دة؛ وفيما كان‬ ‫الأميركي ��ون يبدون مخاوفهم ف ��ي ال�سابق بالن�سبة‬ ‫الى �إيج ��اد الم ��وارد والم�صادر لتلبي ��ة �إحتياجات‬

‫�آبار النفط في �إيران‪ :‬ف�شلت في الو�صول الى م�ستوى الإنتاج في عهد ال�شاه‬

‫الب�ل�اد م ��ن الغاز الطبيع ��ي‪ ،‬ي�شع ��رون الآن بالقلق‬ ‫للعثور على م�شترين محتملين للفائ�ض في البالد‪.‬‬ ‫في ه ��ذه الأثناء‪ ،‬بعدم ��ا توقع خب ��راء الطاقة منذ‬ ‫عقدي ��ن ب� ��أن �إنتاج النف ��ط على �شاط ��ىء الواليات‬ ‫المتح ��دة‪ ،‬محكوم علي ��ه بالتراجع‪ ،‬فه ��و الآن على‬ ‫و�ش ��ك الع ��ودة الن�شيطة غي ��ر المتوقع ��ة‪ .‬ان �إنتاج‬ ‫النفط م ��ن ال�صخر الحج ��ري‪ ،‬ال ��ذي ي�أتي نتيجة‬ ‫عملي ��ة مع ّقدة م ��ن الناحي ��ة الفنية بع�ص ��ر المواد‬ ‫الهيدروكربونية و�إ�ستخراجها من الودائع الر�سوبية‪،‬‬ ‫ال ي ��زال في بدايت ��ه‪ .‬لكن المحللي ��ن يتوقعون �إنتاج‬ ‫نح ��و ‪ 1.5‬مليون برميل يوميا" في ال�سنوات القليلة‬ ‫المقبل ��ة من موارد تحت ال�سه ��ول الكبرى “‪Great‬‬

‫تقدر كميات النفط غير التقليدي‬ ‫في الواليات المتحدة ب�أكثر من‬ ‫تريليوني برميل في كندا ب�أكثر‬ ‫من ‪ 4.2‬تريليون برميل بالإ�ضافة الى‬ ‫حوالى‪ ‬تريليوني برميل مقدرة‬ ‫في �أميركا الجنوبية‬ ‫يعتقد �أهل الخبرة ب�أن البرازيل‬ ‫لديها القدرة على �ضخ مليوني برميل‬ ‫في اليوم من موارد في المياه العميقة‬

‫‪ ”Plains‬ووالية تك�سا�س وحدهما ‪ -‬وهو ما يعادل‬ ‫‪ 8‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن ا�سته�ل�اك النف ��ط الحال ��ي في‬ ‫الوالي ��ات المتح ��دة‪ .‬و يط ��رح هذا التط ��ور �س�ؤاال"‬ ‫مهم ��ا"‪ :‬ماذا ت�ستطي ��ع �صناعة الطاق ��ة الأميركية‬ ‫ان تحق ��ق اذا بقيت الأ�سع ��ار مرتفعة والتكنولوجيا‬ ‫توا�صل تقدمها؟ يمكن ان يتبع ذلك �إرتفاع معدالت‬ ‫اال�ستخراج م ��ن الآبار القديمة‪ ،‬على �سبيل المثال‪،‬‬ ‫وذل ��ك بع ��د �إنخفا�ض كبي ��ر �سابق‪ .‬ف ��وق كل هذا‪،‬‬ ‫يتوق ��ع المحلل ��ون �إ�ضافة مليون ال ��ى مليوني برميل‬ ‫يومي ��ا" من خلي ��ج المك�سيك بع ��د �إ�ستئناف �أعمال‬ ‫الحف ��ر مج ��ددا"‪� .‬إنها طفرة النف ��ط؟ لي�س في �أي‬ ‫وقت قريب‪.‬‬ ‫وتبدو ال�صورة في م ��كان �آخر في القارة الأميركية‬ ‫عل ��ى نحو مماث ��ل واع ��دة‪ .‬يعتقد �أهل الخب ��رة ب�أن‬ ‫البرازي ��ل لديها القدرة على �ضخ مليوني برميل في‬ ‫اليوم م ��ن موارد ف ��ي المياه العميق ��ة‪ ،‬وقد وجدت‬ ‫فعلي ��ا" ودائع من النفط الخ ��ام على عمق �أكثر من‬ ‫مي ��ل تحت �سط ��ح المحيط الأطل�س ��ي‪ ،‬والتي كانت‬ ‫حت ��ى �سنوات قليل ��ة ما�ضي ��ة يتعذر الو�ص ��ول �إليها‬ ‫م ��ن الناحي ��ة التكنولوجية‪ .‬ويمك ��ن الح�صول على‬ ‫مكا�س ��ب مماثلة في الرمال النفطية الكندية‪ ،‬حيث‬ ‫يت ��م ا�ستخراج النفط م ��ن الروا�سب القطرانية في‬ ‫حف ��ر مفتوح ��ة‪ .‬ويمكن �إنت ��اج ربم ��ا ‪ 3‬ماليين الى‬ ‫‪ 7‬ماليي ��ن برميل ف ��ي الي ��وم �أكث ��ر �إذا �إ�ستطاعت‬ ‫الواليات المتحدة �إنت ��اج النفط الثقيل في الموقع‪،‬‬ ‫�أو الكيروجي ��ن‪ ،‬تجاريا"‪ ،‬وه ��ي عملية تنطوي على‬ ‫ت�سخين ال�صخرة لل�سماح للنفط في داخلها من ان‬ ‫ي�ضخّ في �شكل �سائ ��ل‪ .‬لي�س هناك من �شك �أن مثل‬ ‫ه ��ذه التطورات تواجه عقبات بيئية‪ .‬لكن ال�صناعة‬

‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪69‬‬


‫عالم الطاقة‬

‫نفط‬

‫بعدما وجدت �صناعة النفط التقنية لإنتاج الغاز الطبيعي من ال�صخور الزيتية‬

‫القارة األميركية تسرق دور الشرق األوسط‬ ‫كمركز أول للطاقة في العالم‬ ‫بعدما كانت منطقة ال�شرق الأو�سط‬ ‫و�شم��ال �إفريقي��ا المرك��ز الأ�سا�س‬ ‫لإم��دادات النف��ط في العال��م يبدو‬ ‫انه��ا قد تفقد ه��ذا ال��دور بعد عقد‬ ‫م��ن الزم��ن لتح��ل مكانه��ا القارة‬ ‫الأميركي��ة كم�صدرة �أول��ى للمواد‬ ‫الهيدروكربونية‪.‬‬ ‫وا�شنطن ‪ -‬با�سم رحال‬ ‫عل ��ى م ��دى ن�ص ��ف ق ��رن‪ ،‬كان ال�شرق‬ ‫الأو�س ��ط مرك ��ز الجاذبي ��ة الأه ��م‬ ‫لإمدادات الطاق ��ة الدولية‪ .‬وكانت لهذا الواقع �آثار‬ ‫بديهي ��ة هائلة على العالم الذي نعي�ش فيه – ويبدو‬ ‫�أنها على و�شك التغيير‪.‬‬ ‫بحل ��ول الع�شرينات من القرن الجاري‪ ،‬من المتوقع‬ ‫ان يع ��ود مرك ��ز الطاقة الأ�سا�س �إل ��ى ن�صف الكرة‬ ‫الغرب ��ي‪ ،‬حي ��ث كان قب ��ل �صع ��ود منتج ��ي ال�ش ��رق‬ ‫الأو�س ��ط الكب ��ار‪ ،‬مث ��ل ال�سعودي ��ة والكوي ��ت‪ ،‬ف ��ي‬ ‫�ستينات القرن الما�ضي‪ .‬وتعود �أ�سباب هذا التحول‬

‫نفط كندا‪ :‬كميات هائلة من دون حدود‬

‫‪68‬‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬


‫عالم الطاقة‬

‫فضيحة نفطية‬

‫ف�ضيحة �إ�ضافية قد تدفع بغداد الى رفع �شكوى على وا�شنطن‬

‫الواليات المتحدة لم ت�ستطع �إبراز فواتير لمليار دوالر من �أموال نفط العراق‬ ‫�ص��در في ‪ 26‬ت�شري��ن الأول (�أكتوبر) الفائت تقرير عن مكتب المفت���ش العام الأميركي الخا�ص‬ ‫لإعادة �إعمار العراق (‪� )SIGIR‬أكد فيه ب�أن هناك حوالي مليار دوالر لي�ست لها فواتير �صرفت من‬ ‫�صندوق التنمية في العراق على �أيد �أميركية‪.‬‬ ‫وا�شنطن ‪ -‬محمد زين الدين‬ ‫وج ��د تحقي ��ق ل�ل��إدارة الأميركي ��ة ج ��رى �أخي ��را" �أن فيل ��ق الهند�س ��ة ف ��ي الجي�ش‬ ‫الأميرك ��ي ل ��م ي�ستطع �إبراز فواتير وم�ستندات لحوالي مليار دوالر من الإيرادات‬ ‫لإمدادات الوقود وغيرها �إ�شتراها في العراق با�ستخدام �أموال عراقية‪.‬‬ ‫يق ��ول م�س�ؤول ��ون في وا�شنطن �أن المبل ��غ الإجمالي للأم ��وال العراقية المفقودة‬ ‫ق ��د و�ص ��ل الآن الى رق ��م مذهل ‪ 7‬مليارات دوالر ‪ -‬وهم يح ��ذرون من �أن الحكومة‬ ‫العراقية من المرجح �أن تطلب �إعادة بع�ض من ذلك المال‪.‬‬ ‫وكان ��ت الوالي ��ات المتح ��دة تدي ��ر مليارات ال ��دوالرات م ��ن االم ��وال العراقية من‬ ‫خ�ل�ال �صن ��دوق تنمي ��ة الع ��راق (‪ )DFI‬ال ��ذي �أن�ش�أت ��ه الأم ��م المتحدة من ��ذ العام‬ ‫‪ ،2003‬وه ��ي الأم ��وال الت ��ي كان يجنيها الع ��راق من مبيعات النف ��ط والغاز �أو تلك‬ ‫الت ��ي خلفه ��ا برنام ��ج "النفط مقابل الغ ��ذاء" من عهد �صدام ح�سي ��ن‪ .‬وكان فيلق‬ ‫الهند�س ��ة ف ��ي الجي� ��ش الأميركي ينفق هذه الأم ��وال على برام ��ج الطاقة والبنية‬ ‫التحتي ��ة ف ��ي العراق‪ ،‬ولكن �سجالته كانت �سيئة �إلى درجة �أنه لم يتمكن من �إبراز‬ ‫الم�ستندات الالزمة لإثبات تلقيه بالفعل الب�ضائع مقابل حوالي مليار دوالر من‬ ‫الأم ��وال الت ��ي �أنفق ��ت‪ ،‬وفقا" للتقرير الذي �أ�صدره مكت ��ب المفت�ش العام الخا�ص‬ ‫لإعادة �إعمار العراق (‪ )SIGIR‬في ‪ 26‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) الما�ضي‪.‬‬ ‫لق ��د �إ�ستعر� ��ض مكت ��ب المفت� ��ش العام مبل ��غ ‪ 1.1‬ملي ��ار دوالر من �صن ��دوق تنمية‬ ‫الع ��راق له عالق ��ة بمعامالت الفيلق‪ ،‬ووجد ب�أن وثيقة رئي�س ��ة‪� ،‬أي �سجل الت�سليم‬ ‫(�أو التلقي) ‪ -‬الذي ي�سجل ال�سلع والخدمات التي يتم ت�سليمها �إلى الم�ستفيدين‬ ‫المق�صودين – لم ي�سجل ‪ 95‬في المئة من المعامالت‪.‬‬ ‫"تقاري ��ر الت�سلي ��م المفق ��ودة تت�ضم ��ن �سلع ��ا" معر�ضة لل�سرق ��ة والإحتيال‪ ،‬مثل‬ ‫الوق ��ود‪ ،‬و�أجه ��زة التلفزي ��ون‪ ،‬والمركب ��ات‪ .‬ول ��م يخل� ��ص التحقي ��ق �إل ��ى نتيجة �أن‬ ‫الغ� ��ش وال�سرق ��ة قد وقعا‪ ،‬لك ��ن عدم وجود تقاري ��ر الت�سليم يثير ت�س ��ا�ؤالت"‪ ،‬ذكر‬ ‫التقري ��ر‪" .‬بدال" من �إ�ستخ ��دام التقارير المطلوبة لتوثي ��ق تلقي �شحنات الوقود‬ ‫في العراق‪ ،‬قال م�س�ؤولون من فيلق الهند�سة الأميركي لنا �أنهم يحتفظون بدفتر‬ ‫�سجل ت�سليم الوقود‪ .‬مع ذلك‪ ،‬هذا الدفتر مفقود‪ .‬في غياب تقارير الت�سلم ودفتر‬ ‫�سجل ت�سليم الوقود‪ ،‬ال يوجد لدى فيلق الهند�سة �أي دليل ي�ستطيع �أن يو�ضح ما‬ ‫�إذا كانت الوقود التي دفع ثمنها من �صندوق تنمية العراق قد ُ�س ّلمت"‪.‬‬ ‫ول ��م يك ��ن �أي�ض ��ا" ل ��دى فريق الهند�سة م ��ا يكفي م ��ن ال�شاحنات الت ��ي عليها �آالت‬ ‫قيا�س لتحديد ما حجم كمية الوقود التي تم ت�سليمها الى �أكثر من ‪ 100‬موقع في‬ ‫جمي ��ع �أنح ��اء العراق‪ .‬كما ان الفيلق لم ين ِه عملي ��ات التدقيق المالية المحا�سبية‬ ‫الالزم ��ة‪ ،‬لذل ��ك فمن الم�ستحيل تحدي ��د حالة كل عقود �صن ��دوق تنمية العراق‪،‬‬ ‫يقول التقرير‪.‬‬ ‫"وم ��ن دون ه ��ذا التدقي ��ق ف ��ي المحا�سب ��ة‪ ،‬ال يمك ��ن لفيلق الهند�س ��ة الأميركي‬ ‫�إقف ��ال و�إتم ��ام ه ��ذه العق ��ود و�أوام ��ر العم ��ل وتقيي ��م م ��ا �إذا كان المق ��اول مدين ��ا"‬ ‫للم ��ال الأميرك ��ي‪� ،‬أو �إذا كان ��ت الوالي ��ات المتح ��دة مدين ��ة لم ��ال المق ��اول‪ ،‬وف ��ي‬ ‫نهاي ��ة المط ��اف‪ ،‬م ��ا �إذا كان ��ت الوالي ��ات المتحدة بحاج ��ة �إلى �إع ��ادة الأموال غير‬

‫الم�ستخدمة من �صندوق التنمية الى [حكومة العراق]"‪ ،‬ح�سب التقرير‪.‬‬ ‫ف ��ي مقابل ��ة �صحافية‪ ،‬ق ��ال نائب المفت�ش العام "غلين فيرب� ��ش" �أنه "على الرغم‬ ‫م ��ن ع ��دم وج ��ود دلي ��ل عل ��ى الإحتي ��ال وال�سرق ��ة‪ ،‬هن ��اك فر�ص ��ة جي ��دة للحكومة‬ ‫العراقي ��ة �أن تح ��اول ال�سعي الى �إ�ستع ��ادة بع�ض‪� ،‬أو كل‪ ،‬هذه الأموال من الحكومة‬ ‫الأميركية"‪.‬‬ ‫"عدم قدرتنا على �إظهار و�إثبات �أن ال�سلع قد ُ�س ِّلمت �سوف يخ ّلف دائما" ال�س�ؤال في‬ ‫�أذهان العراقيين حول ما �إذا كنا �إ�ستخدمنا �أموالهم ب�شكل منا�سب"‪ ،‬قال فيرب�ش‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف‪" :‬لق ��د لم�سن ��ا لبع�ض الوق ��ت �أن هناك �إحتماال" ان تك ��ون هناك محاولة‬ ‫لرفع دعوى �ضد الواليات المتحدة ب�ش�أن الأموال غير المدققة محا�سبيا"‪ ،‬وهذا‬ ‫من المحتمل �أن يكون جزءا" من هذا االدعاء في نهاية المطاف"‪.‬‬ ‫ه ��ذا التقري ��ر الأخي ��ر ما ه ��و �إال الأحدث ف ��ي �سل�سلة م ��ن التقارير الت ��ي تخو�ض‬ ‫وتنق ��ب بعم ��ق ف ��ي كيفي ��ة ا�ستخ ��دام م ��ال �صن ��دوق التنمي ��ة ف ��ي الع ��راق والمبلغ‬ ‫الإجمال ��ي للأم ��وال التي لم يج ِر عليها تدقيق محا�سب ��ي بلغت حوالي ‪ 7‬مليارات‬ ‫دوالر‪ ،‬يفي ��د فيرني� ��ش‪� .‬سوف ي�ص ��در مكتب المفت�ش العام التقري ��ر النهائي ب�ش�أن‬ ‫�إدارة م ��ع الحكوم ��ة الأميركي ��ة لأم ��وال �صن ��دوق التنمي ��ة في العراق ف ��ي (كانون‬ ‫الثاني) المقبل‪.‬‬ ‫"وه ��ذا يعن ��ي ف ��ي المقام الأول �أن معالجتنا الإدارية لهذا المال لم يكن جيداً"‪،‬‬ ‫يق ��ول‪[" .‬الحكوم ��ة العراقي ��ة] ق ��د ت�ؤكد �أن ف�شلن ��ا في الإحتف ��اظ ب�سجالت يو ّلد‬ ‫دافعا" لمطالبتها بالأموال"‪.‬‬ ‫و�أ�ص ��در مكت ��ب المفت� ��ش الع ��ام �أي�ض ��ا" ف ��ي الي ��وم عين ��ه (‪ )2012/10/26‬تقريره‬ ‫النهائي عن �إدارة وزارة الخارجية الأميركية لأموال �صناديق اال�ستجابة ال�سريعة‬ ‫(‪ ،)QRF‬وهي الأموال لتي تم ت�سليمها في العراق‪ ،‬في كثير من الأحيان بوا�سطة‬ ‫ف ��رق �إع ��ادة �إعم ��ار المحافظ ��ات‪ ،‬للم�شاري ��ع الت ��ي ق ��د تك ��ون تحقق ��ت �أو ل ��م تنفذ‬ ‫�أبدا"‪.‬‬ ‫�أدارت وزارة الخارجي ��ة والوكالة الأميركي ��ة للتنمية حوالي ‪ 258‬مليون دوالر من‬ ‫�أموال �صناديق اال�ستجابة ال�سريعة لكن نتائج الم�شاريع الممولة غير وا�ضحة‪.‬‬ ‫"من ال�سجالت المتاحة‪ ،‬يمكننا �أن نحدد عموما" كم كان مبلغ الأموال المق�صود‬ ‫�إ�ستخدام ��ه‪ ،‬ولك ��ن ل ��م نتمكن من تقييم ما �إذا كان ��ت كل ال�سلع والخدمات فعليا"‬ ‫�إ�شتريت‪ ،‬و�سلمت‪� ،‬أو نقلت �إلى الم�ستفيدين"‪ ،‬ذكر التقرير‪.‬‬ ‫وق ��ال فيرب� ��ش ب� ��أن العديد من ه ��ذه الم�شاريع ت ��م ت�سليم الم ��ال لتنفيذها‪ ،‬ولكن‬ ‫ال �أح ��د تاب ��ع �أب ��دا" عملي ��ة تنفيذ البرام ��ج‪ ،‬وهذا يع ��ود الى حد كبير ال ��ى الو�ضع‬ ‫الأمن ��ي ال ��ذي كان خطي ��را" ج ��دا" للمجازف ��ة باالطمئنان على م�شاري ��ع �صغيرة‬ ‫لإعادة الإعمار في و�سط الحرب‪.‬‬ ‫"لقد رددوا دائما" على �أننا نطلب قليال" �أكثر من الالزم لبرنامج زمن الحرب‪،‬‬ ‫من حيث كوننا كعدادات الفا�صوليا ن�س�أل �إذا كان النا�س ح�صلوا على �شيء مقابل‬ ‫�أمواله ��م"‪ ،‬ق ��ال فيرن� ��ش‪�" .‬س ّمونا عدادات فا�صوليا �إذا كنت ��م تريدون‪ ،‬لكن �إذا لم‬ ‫ت�ستطيع ��وا �أن تظه ��روا لن ��ا على م ��اذا �أنفقتم الم ��ال‪� ،‬أعتقد �أن لديك ��م �ضعفا" في‬ ‫المراقبة وال�سيطرة"‬ ‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪71‬‬


‫عالم الطاقة‬

‫¶‬

‫نفط‬

‫ب ��د�أت ترى �أن ��ه يج ��ب �إيج ��اد ال�سب ��ل لإجتيازها‪،‬‬ ‫واال�ستثم ��ار ف ��ي �سوائل حفر غير �سام ��ة‪ ،‬وتقنيات‬ ‫هيدروليكي ��ة �أقل غازية ال تتك�سر‪ ،‬وعمليات جديدة‬ ‫لإع ��ادة تدوير المياه‪ ،‬بالإ�ضافة الى تقنيات �أخرى‪،‬‬ ‫�أم�ل�ا" في تقلي�ص الأث ��ر البيئي لعملي ��ات الحفر ‪.‬‬ ‫ومثل �صناعة النفط في الواليات المتحدة‪ ،‬اعترفت‬ ‫ال�صي ��ن المتعط�شة ال ��ى النفط �أي�ض ��ا" ب�إمكانات‬ ‫الطاقة في القارة الأميركية‪ ،‬وا�ستثمرت المليارات‬ ‫في كندا‪ ،‬والواليات المتحدة‪ ،‬و�أميركا الالتينية‪.‬‬ ‫من ��ذ كان ��ون الأول (يناي ��ر) ‪ 2010‬والأح ��داث‬ ‫والإنتفا�ض ��ات تجت ��اح ال�ش ��رق الأو�س ��ط و�شم ��ال‬ ‫�أفريقيا‪ ،‬الأم ��ر الذي �سي�ؤدي ال ��ى مواجهة حقيقة‬ ‫مزعجة عن �إرثهم من الوق ��ود الأحفوري الخا�ص‪:‬‬ ‫التغيي ��رات ف ��ي نظ ��ام الحكم ف ��ي المنطق ��ة �أدت‬ ‫تاريخي ��ا" �إل ��ى �إنخفا� ��ض طوي ��ل وح ��اد ف ��ي انتاج‬ ‫النف ��ط‪ .‬في ليبيا لم يتعاف بع ��د �إنتاج النفط ليبلغ‬ ‫‪ 3,5‬ملي ��ون برميل يوميا"‪ ،‬وه ��ي الكمية التي كانت‬ ‫تنتجها البالد عندما �أط ��اح العقيد معمر القذافي‬ ‫المل ��ك �إدري� ��س ال�سنو�س ��ي ف ��ي ‪1969‬؛ ب ��دال" من‬ ‫ذلك توقف الإنتاج عن ��د �أقل من مليوني برميل في‬ ‫الي ��وم لمدة ثالثة عقود‪ ،‬وتنا�ض ��ل طرابل�س الغرب‬ ‫الآن للو�صول الى ه ��ذا الرقم مجددا" بعدما و�صل‬ ‫ال ��ى ال�صف ��ر خالل الأح ��داث الت ��ي �أطاحت نظام‬ ‫الجماهيري ��ة‪ .‬م ��ن جهتها كان ��ت �إيران تنت ��ج �أكثر‬ ‫م ��ن ‪ 6‬ماليين برميل يومي ��ا" في عهد ال�شاه‪ ،‬ولكن‬ ‫�إنتاجها النفطي �أخذ ينخف�ض باندفاع الى �أقل من‬ ‫مليوني برمي ��ل يوميا" في �أعقاب الثورة اال�سالمية‬ ‫ف ��ي ‪ .1979‬وق ��د ف�شلت طهران ف ��ي �شكل ملحوظ‬ ‫في �إ�ست ��رداد عافيتها النفطية خ�ل�ال الثمانينات‪،‬‬ ‫و�إ�ستطاع ��ت م ��رة �أخ ��رى الو�ص ��ول ال ��ى �إنت ��اج ‪4‬‬ ‫ماليين برمي ��ل يوميا" في ال�سن ��وات الأخيرة قبل‬ ‫هبوط ��ه مج ��ددا" ال ��ى ‪ 2.8‬مليون برمي ��ل يوميا"‬ ‫‪70‬‬

‫�إ�ستخراج النفط في خليج المك�سيك‪� :‬إ�ستئناف الإنتاج يزيد من قوة �أميركا‬

‫ج ��راء العقوب ��ات الغربي ��ة الأخيرة‪ .‬وعان ��ى انتاج‬ ‫النف ��ط ف ��ي الع ��راق ب ��دوره �أي�ضا" خ�ل�ال �سنوات‬ ‫عديدة م ��ن اال�ضطرابات‪ ،‬وينت ��ج الآن ‪ 2.7‬مليون‬ ‫برمي ��ل يومي ��ا"‪� ،‬أي �أقل م ��ن ال ‪ 3.5‬مليون برميل‬ ‫التي كانت �آباره ّ‬ ‫ت�ضخها عندما و�صل �صدام ح�سين‬ ‫الى ال�سلطة‪.‬‬ ‫ويع ّق ��د "الربي ��ع العرب ��ي" الأم ��ور �أكثر م ��ن ذلك‪:‬‬ ‫ان ح ��دوث ّ‬ ‫تعطل ف ��ي �صادرات النفط ف ��ي ال�شرق‬ ‫الأو�سط على نم ��ط ‪ 1979‬يكاد يكون غير وارد‪ ،‬وال‬ ‫التوقف ع ��ن العمل �أو الإ�ضرابات التي قد يقوم بها‬ ‫عمال النف ��ط الذين ت�أثروا بروح الع�صر ال�سيا�سية‬ ‫ف ��ي المنطقة‪ .‬ان هناك �أكثر م ��ن ‪ 21‬مليون برميل‬ ‫يوميا" من انتاج النفط العربي على المحك ‪ -‬نحو‬ ‫ربع الطلب العالمي‪ .‬في الوقت عينه ينبغي ان تكون‬

‫تبلغ كميات الموارد‬ ‫النفطية التقليدية في ال�شرق‬ ‫الأو�سط و�شمال �أفريقيا المقدرة‬ ‫بـ‪ 1.2‬تريليون برميل‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫الطفرة ف ��ي القارة الأميركية غذاء لفكر ال�سلطات‬ ‫غي ��ر الديموقراطي ��ة المتبقية في ال�ش ��رق الأو�سط‬ ‫و�شمال �أفريقيا‪ :‬وه ��ذا يعني �أنها قد ال تكون قادرة‬ ‫عل ��ى الإعتماد عل ��ى �أ�سعار النفط ف ��ي نحو مطرد‬ ‫والمحتجين‪.‬‬ ‫لتهدئة ال�سكان الم�ضطربين‬ ‫ّ‬ ‫ان �إع ��ادة ترتيب الجغرافي ��ا ال�سيا�سية لهذه المواد‬ ‫الهيدروكربوني ��ة المتحركة يحدث فعلي ��ا"‪ .‬والقوة‬ ‫النفطية لإي ��ران ورو�سيا وفنزويال قد تع ّثرت ب�سبب‬ ‫وفرة �إم ��دادات الغ ��از الطبيعي الأميرك ��ي‪ :‬فائ�ض‬ ‫الم ��وارد البترولية في القارة الأميركي ��ة بد�أ ير�سل‬ ‫�إ�شارات من القلق الى الموردين الأجانب الآخرين‪،‬‬ ‫الأمر ال ��ذي يجع ��ل مهمتهم لت�سوي ��ق نفطهم �أكثر‬ ‫�صعوب ��ة حي ��ث باتوا ي�صطف ��ون في خط ��وط طويلة‬ ‫ف ��ي �أوروب ��ا و�آ�سي ��ا‪ ،‬م ��ا يجع ��ل م ��ن ال�صع ��ب على‬ ‫ه� ��ؤالء الم�صدرين ت�أكي ��د �أنف�سهم عن طريق "اليد‬ ‫الغليظة" في مجال "ديبلوما�سية" الطاقة‪ .‬من جهة‬ ‫�أخرى يمكن ل�صناعة الطاقة في الواليات المتحدة‬ ‫�أي�ض ��ا" توفي ��ر الم�ساع ��دة الفنية الالزم ��ة لأوروبا‬ ‫وال�صين لال�ستف ��ادة من موارد غير تقليدية خا�صة‬ ‫بها وتلبي ��ة حاجتها بدل التملق �إل ��ى مو�سكو �أو دول‬ ‫الخليج العربي‪ .‬وبالتالي يمكن متابعة ومراقبة هذا‬ ‫التحول الجديد‪� :‬أميركا تعود قريبا" مرة �أخرى الى‬ ‫مقعد القيادة في مجال الطاقة الدولية‬


‫�صنعاء ‪ -‬محمد عبد الكريم‬ ‫خ�ل�ال مو�س ��م الأمط ��ار ف ��ي اليم ��ن‪،‬‬ ‫وال ��ذي يمتد م ��ن �آب (اغ�سط�س) الى‬ ‫ت�شرين الأول (�أكتوب ��ر)‪ ،‬تُح ِّول الفي�ضانات خالل‬ ‫�ساعات قليل ��ة "�سيال"‪ ،‬وهو الطري ��ق المر�صوف‬ ‫بالح�صى الذي يتقاطع مع مدينة �صنعاء القديمة‪،‬‬ ‫ال ��ى نهر ج ��ارف �سريع‪ .‬عل ��ى مر ال�سني ��ن‪ُ ،‬ع ّمق‬ ‫الطري ��ق تدريج ��ا"‪ ،‬و ُبني ��ت مم ��رات مد ّرجة على‬ ‫جانبه‪ ،‬كم ��ا تمدد عر�ض الج�س ��ور بحيث ال تغرق‬ ‫المنطق ��ة المجاورة جراء في�ضان المياه ال�ساقطة‬ ‫من الجبال المحيطة بها‪.‬‬ ‫ف ��ي مثل تلك الأوقات ي�صعب على �سكان العا�صمة‬ ‫�صنع ��اء الإقتن ��اع بفك ��رة �أن مدينته ��م تنفد فيها‬ ‫المي ��اه ب�سرعة وقد ي�ؤدي ذلك به ��م الى العط�ش‪.‬‬ ‫ولكن ه ��ذا قد يحدث عاجال" ولي� ��س �آجال"‪ :‬لقد‬ ‫ّتم فعليا" �إ�ستنفاد المياه الجوفية لمنطقة �صنعاء‬ ‫ب�سبب النمو ال�سكاني ال�سريع‪ ،‬والطلب على �أوراق‬ ‫الق ��ات المخ ��درة‪ ،‬والتهدي ��د المتزاي ��د للتغيرات‬ ‫المناخية‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أن الب�ل�اد ربما تك ��ون معروفة‬ ‫�أف�ض ��ل ف ��ي الخ ��ارج بالإنتفا�ض ��ة الت ��ي اطاح ��ت‬ ‫الرئي� ��س ال�ساب ��ق علي عب ��د اهلل �صالح ف ��ي العام‬ ‫‪ ،2011‬وكم�ل�اذ لتنظيم القاع ��دة‪ ،‬ف�إنها يمكن �أن‬ ‫ت�صبح م�شهورة وتتم ّي ��ز قريبا" بكونها واحدة من‬ ‫�أ�صع ��ب الأماك ��ن ف ��ي العالم للح�ص ��ول على كوب‬ ‫م ��ن الماء‪ .‬في ‪ ،2011‬ب ��دا النظام الإجتماعي في‬ ‫�صنعاء ك�أنه على و�شك الإنهيار‪ .‬ولكن بغ�ض النظر‬ ‫ع ��ن ال�سيا�سة‪ ،‬يمكن �أن ت�صب ��ح العا�صمة قريبا"‬ ‫مدينة �أ�شباح ‪ -‬نقطة جذب �سياحية تتمحور حول‬ ‫المدين ��ة القديمة حيث قام التطوي ��ر العقاري في‬ ‫كل �أنح ��اء حدود المدينة قبل الع ��ام ‪ 2011‬تركت‬ ‫الآن لتتع ّفن‪.‬‬ ‫ف ��ي تقرير �ص ��در في ‪ 2010‬بتكلي ��ف من الحكومة‬ ‫اليمنية‪ ،‬توق ��ع محللون من م�ؤ�س�س ��ة الإ�ست�شارات‬ ‫الأميركي ��ة "ماكين ��زي" �أن ��ه �إذا ل ��م ُي َ‬ ‫�سيطر على‬ ‫�إ�ستخدام المياه في حو�ض �صنعاء‪ ،‬يمكن ان تنفد‬ ‫المي ��اه من المنطق ��ة تماما" بحل ��ول ‪" .2020‬من‬ ‫�شب ��ه الم�ؤكد �أن �صنعاء �ستواج ��ه �أزمة مياه حادة‬ ‫خالل ال�سن ��وات المقبلة"‪ ،‬كت ��ب التقرير‪" ،‬وربما‬ ‫حتى نفاد المياه في ال�سنين الع�شر المقبلة"‪ .‬و�إذا‬ ‫ُ�سمح لهذا �أن يحدث‪ ،‬ي�ضيف المحللون‪ ،‬ف�إن الآثار‬ ‫�ستكون وخيمة‪" :‬ندرة موارد المياه يمكن �أن تكون‬ ‫لها عواقب هائلة على ال�صحة‪ ،‬والأمالك‪ ،‬وهجرة‬

‫الرئي�س اليمني ال�سابق علي عبدالله �صالح‪:‬‬ ‫�أطلق "�إعالن �صنعاء" ولكن‪...‬‬

‫ال�سكان‪ ،‬وفي نهاية المطاف ن�سيج المجتمع"‪.‬‬ ‫�أهل �صنع ��اء يعرفون ما هو ال�شع ��ور الذي يعانونه‬ ‫ج ��راء نف ��اد المي ��اه‪ .‬ف ��ي الع ��ام ‪ ،2011‬خ ��رج‬ ‫المتظاهرون الى ال�شوارع في جميع �أنحاء البالد‪،‬‬ ‫ليواجه ��وا ف ��ي كثير م ��ن الأحيان وح�شي ��ة القوات‬ ‫الموالي ��ة ل�صال ��ح‪ ،‬واندلع قت ��ال في �صنع ��اء بين‬ ‫الحر� ��س الجمه ��وري ال ��ذي يق ��وده نج ��ل الرئي�س‬ ‫�صالح‪� ،‬أحمد علي‪ ،‬والميلي�شيات القبلية المرتبطة‬ ‫بمناف�س ��ه حميد الأحمر‪ .‬وتوقفت عجلة االقت�صاد‬

‫م�ؤ�س�سة الإ�ست�شارات الأميركية‬ ‫"ماكينزي"‪� :‬إذا لم ُي َ‬ ‫�سيطر على‬ ‫�إ�ستخدام المياه في حو�ض �صنعاء‬ ‫قريبا" يمكن ان تنفد المياه من المنطقة‬ ‫تماما" بحلول ‪2020‬‬ ‫�إمدادات الحكومة من المياه ‪ -‬التي‬ ‫هي غير منتظمة في �أح�سن الأحوال‪،‬‬ ‫وتغطي نحو ‪ 60‬في المئة من المنازل‬ ‫في المناطق الح�ضرية و‪ 40‬في المئة‬ ‫من الأ�سر الريفية ‪ -‬ج ّفت تماما"‬

‫فجر رجال‬ ‫تمام ��ا"‪ .‬وبقدر مماث ��ل من الأهمي ��ة‪ّ ،‬‬ ‫قبائ ��ل في محافظ ��ة م�أرب الجنوبي ��ة خط �أنابيب‬ ‫نف ��ط رئي�سي ��ا" يرب ��ط المنطق ��ة مع مين ��اء ر�أ�س‬ ‫عي�سى ف ��ي الجن ��وب‪ ،‬الم�صدر الأه ��م لإمدادات‬ ‫الوقود المحلية‪.‬‬ ‫والمعروف ان �إنتاج معظم المياه ال�صالحة لل�شرب‬ ‫في اليمن يتم با�ستخدام م�ضخات كهربائية تعمل‬ ‫بالطاق ��ة والدي ��زل‪ ،‬حي ��ث ي�ستخرج م ��ن �سل�سلة‬ ‫طبقات م ��ن المياه الجوفية تح ��ت �سطح الأر�ض‪.‬‬ ‫وتق ��وم الحكوم ��ة بت�شغيل بع�ض ه ��ذه الم�ضخات‪،‬‬ ‫ولك ��ن تدير الكثي ��ر منها �أي�ضا" �ش ��ركات خا�صة‪،‬‬ ‫ومعظمها غير مرخ�ص ل ��ه وغير منظم قانونيا"‪.‬‬ ‫وب�سب ��ب ه ��ذا‪ ،‬فم ��ن الم�ستحي ��ل ال�سيط ��رة على‬ ‫حجم المي ��اه المنتج ��ة‪ .‬ح�سب بع� ��ض التقديرات‬ ‫(المحافظ ��ة)‪ ،‬يتم �إنتاج حوال ��ي ‪ 250‬مليون متر‬ ‫مكعب م ��ن المياه من حو�ض �صنع ��اء �سنويا"‪80 ،‬‬ ‫ف ��ي المئة منها غير قابلة للتجديد (للتكرير)‪ .‬في‬ ‫ال�سن ��وات الأخيرة‪ ،‬كان على رجال الأعمال الذين‬ ‫ينتجون المياه حفر �آب ��ار �أكثر عمقا" من �أي وقت‬ ‫م�ضى‪ ،‬و�إ�ستخ ��دام م�ضخات قوي ��ة ب�شكل متزايد‬ ‫للح�ص ��ول عل ��ى احتياط ��ات المنطقة م ��ن المياه‬ ‫المت�ضائلة من الأر�ض‪.‬‬ ‫عندما ُف ِّجر خ ��ط �أنابيب النف ��ط‪� ،‬إرتفعت �أ�سعار‬ ‫الديزل ف ��ي ال�سوق ال�س ��وداء ب�شكل كبي ��ر‪ ،‬ومعها‬ ‫�أ�سعار المي ��اه‪ .‬و�إنقطع التيار الكهربائي في جميع‬ ‫�أنحاء البالد‪ .‬و�إمدادات الحكومة من المياه ‪ -‬التي‬ ‫ه ��ي غير منتظمة في �أح�سن الأحوال‪ ،‬وتغطي نحو‬ ‫‪ 60‬في المئة من المن ��ازل في المناطق الح�ضرية‬ ‫و‪ 40‬ف ��ي المئة من الأ�سر الريفية ‪ -‬ج ّفت تماما"‪.‬‬ ‫وكان يمك ��ن لأ�سعار المياه ف ��ي ال�سوق ال�سوداء ان‬ ‫ت�صل الى ‪ 5,000‬ريال يمني لكل �شاحنة‪� -‬صهريج‪،‬‬ ‫ولكنها بلغت ذروتها وو�صلت الى ‪ 12,000‬ريال في‬ ‫العام ‪.2011‬‬ ‫و�إ�ضطرت ال�ش ��ركات الى �إغالق �أبوابها في جميع‬ ‫�أنح ��اء البالد‪ .‬ول ��م تتمكن الم�صان ��ع بدورها من‬ ‫الح�ص ��ول على الوق ��ود‪ ،‬لذا �أق ��دم �أ�صحابها على‬ ‫ت�سريح مئات العمال‪ .‬ان �إنقطاع التيار الكهربائي‬ ‫الم�ستم ��ر جعل ممار�سة الأعم ��ال التجارية �أمرا"‬ ‫م�ستحي�ل�ا" تقريب ��ا"‪ .‬مع الأع ��داد المتزايدة من‬ ‫العاطلي ��ن ع ��ن العم ��ل‪ ،‬و�إرتف ��اع �أ�سع ��ار الم ��واد‬ ‫الغذائية والمياه ب�سرعة‪� ،‬أ�صبح من ال�صعب جدا"‬ ‫على اليمنيي ��ن المتو�سطي الحال تغطية نفقاتهم‪،‬‬ ‫وخ�صو�صا" ال ‪ 10‬ماليين �شخ�ص الذين يعي�شون‬ ‫على ‪ 2‬دوالر يوميا" �أو �أقل‪.‬‬

‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪73‬‬


‫تحقيق ال�شهر‬

‫م�شاكل المياه في اليمن ت�ؤرق الأمم المتحدة‬

‫أنقلوا صنعاء من مكانها‬ ‫اّ‬ ‫وإل مات أهلها من العطش!‬ ‫�إذا كان��ت القاهرة مهددة بثورة العط�شى (كما ذكرنا‬ ‫في العدد الأول من "�أ�سواق العرب") ف�إن �صنعاء هي‬ ‫الأخرى مه��ددة بالعط�ش ونفاد الم��اء من حنفياتها‬ ‫قريب��ا"‪ ،‬الأمر ال��ذي �سيدف��ع ب�سكانها ال��ى الهجرة‬ ‫ال��ى مكان فيه ماء كما ي��روي مرا�سلنا في اليمن في‬ ‫التحقيق التالي‪:‬‬

‫جف‬ ‫�آبار المياه موجودة بكثرة لكن معظها ّ‬

‫‪72‬‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬


‫حو�ض �صنعاء‪� ،‬إما بنقل المياه من �أحوا�ض �أخرى‬ ‫�أو �ض ��خ المياه المحالة م ��ن �ساحل البحر الأحمر‬ ‫�إل ��ى �صنع ��اء؛ �أو ثاني ��ا" نق ��ل النا�س م ��ن �صنعاء‬ ‫�إل ��ى �أحوا�ض �أخ ��رى مما �سي�ؤدي فعلي ��ا" الى نقل‬ ‫العا�صمة ب�أكملها"‪.‬‬ ‫تحت ��اج الحكوم ��ة ال ��ى ملي ��ارات ال ��دوالرات ك ��ي‬ ‫ت�ستطي ��ع تحقيق الخي ��ار الأول ‪ -‬في العام ‪،2010‬‬ ‫�أك ��د محللو م�ؤ�س�س ��ة "ماكين ��زي" الإ�ست�شارية �أن‬ ‫الحف ��اظ بب�ساطة على �إم ��دادات المياه الأ�سا�سية‬ ‫في �صنع ��اء �سوف يك ّل ��ف بين ‪ 9‬ال ��ى ‪ 10‬مليارات‬ ‫دوالر عل ��ى مدى ‪ 20‬عاما"‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إن الخيار‬ ‫الثاني ‪ -‬الهجرة الجماعية ‪ -‬قد تحدث ب�شكل جيد‬ ‫من تلقاء نف�سها‪ ،‬يقول �شونوالد‪ .‬وا�ضاف "�سيكون‬ ‫ذلك نتيجة طبيعية لعدم القيام ب�أي حل"‪.‬‬ ‫وال يحتك ��ر �أهل �صنع ��اء المعاناة ه ��ذه‪ .‬محافظة‬ ‫الحديدة هي واحدة من �أفقر مناطق اليمن‪ ،‬ووفقا"‬ ‫لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليوني�سيف) ان‬ ‫�سوء التغذية الحاد بي ��ن الأطفال هناك �سيئ كما‬ ‫ه ��و الحال في ال�صومال و�أفغان�ستان‪ .‬بعدما كانت‬ ‫في الما�ضي المنطقة الأكثر �إخ�ضرارا" في �أنحاء‬ ‫البالد‪ ،‬هاجمتها جحافل الجفاف بعد ع�شر �سنين‬ ‫�شح الأمطار و�إرتفاع �أ�سعار المياه‪.‬‬ ‫من ّ‬ ‫في �أواخ ��ر �شباط (فبراير)‪ ،‬و�ص ��ل "يحيان" في‬ ‫وقت مبكر الى مبنى المدر�سة في حي المن�صورية‬ ‫ف ��ي محافظة الحديدة للح�ص ��ول على ‪ 50‬دوالرا"‬ ‫من م�ؤ�س�سة "�أوك�سف ��ام" الخيرية البريطانية‪ .‬لم‬ ‫يكن المبلغ كافيا" لإعال ��ة عائلته الكبيرة الم�ؤلفة‬ ‫من ‪� 72‬شخ�صا"‪ ،‬ولكن كان ذلك عونا"‪ .‬على بعد‬

‫الخبير بيرند �شونوالد‪:‬‬ ‫"ال يوجد �سوى خيارين‪ :‬الح�صول‬ ‫على مياه �إ�ضافية من الخارج لتغذية‬ ‫حو�ض �صنعاء‪� ،‬أو نقل النا�س من �صنعاء �إلى‬ ‫�أحوا�ض �أخرى مما �سي�ؤدي فعليا"‬ ‫�إلى نقل العا�صمة ب�أكملها"‬ ‫�ست ��ة �أميال م ��ن المدر�سة‪ ،‬تحيط بمن ��زل يحيان‬ ‫�أر�ض هزيلة جافة والتي كانت في الما�ضي‪ ،‬ح�سب‬ ‫قوله‪� ،‬أر�ضا" خ�صبة‪ .‬وف ��ي مزرعة مجاورة‪ ،‬التي‬ ‫�إ�ستط ��اع �أ�صحابها ت�أمي ��ن م�ضخة الديزل ل�سحب‬ ‫الم ��اء‪ ،‬تبرز ف ��ي الأف ��ق واحة خ�ض ��راء في و�سط‬ ‫�صح ��راء �شبه قاحل ��ة‪ .‬يحيان‪ ،‬ال ��ذي يبلغ حوالي‬ ‫‪� 90‬سن ��ة‪ ،‬يقول انه عندم ��ا كان �إبراهيم الحمدي‬ ‫رئي�س ��ا" للب�ل�اد كان ي ��زرع البطيخ هن ��ا‪" .‬كانت‬ ‫ال�سماء تمطر؛ كان من �أف�ضل الأوقات في حياتي‪.‬‬ ‫كنت مزارع ��ا" كبيرا""‪� .‬أغتيل الحمدي في العام‬ ‫‪.1977‬‬

‫المو�سد‪� ،‬أو غرفة االجتماعات‪ ،‬في‬ ‫في "المفرج" ّ‬ ‫منزله الوا�س ��ع في حي حده ب�صنعاء‪ ،‬وقف محمد‬ ‫الأريان ��ي للتفكير‪ .‬ان ��ه يحاول تف�سي ��ر كيف و�صل‬ ‫الأم ��ر �إلى ه ��ذه النتيج ��ة‪ .‬كان الأريان ��ي �سفيرا"‬ ‫لبالده في �ألمانيا في ‪ ،2011‬وقد �أقيل من من�صبه‬ ‫بعدما �إنتقد علنا" حملة نظام علي عبداهلل �صالح‬ ‫الوح�شي ��ة �ضد المتظاهري ��ن‪ .‬وهو الآن عاطل عن‬ ‫العم ��ل ويفكر ف ��ي العودة �إلى قط ��اع التنمية‪ .‬ولما‬ ‫كان �إخت�صا�ص ��ه ف ��ي هند�سة م ��وارد المياه‪ ،‬عمل‬ ‫مع الفريق الذي �صاغ قوانين اليمن المائية الأولى‬ ‫في الت�سعينات وع ّين �أول وزير للموارد المائية في‬ ‫البالد في ‪.2002‬‬ ‫ي�ض ��ع الأرياني الل ��وم جزئيا" على كيفي ��ة �إدخال‬ ‫تقنيات الحف ��ر الحديثة وم�ضخات الديزل لتزايد‬ ‫ندرة المياه في اليم ��ن (ي�صفها �شونوالد ب"لعنة‬ ‫الم ��وارد المائية اليمنية") الت ��ي و�صلت بعد وقت‬ ‫ق�صير م ��ن �إكت�شاف النفط في الب�ل�اد‪" .‬ال�سبب‬ ‫الرئي�س يكمن ف ��ي �إ�ستخدام التكنولوجيا بطريقة‬ ‫غي ��ر من�ضبط ��ة وغي ��ر منظم ��ة‪ ،‬وفي حف ��ر �آبار‪،‬‬ ‫وتركي ��ب م�ضخات المياه‪ ،‬وعدم وجود �أية �سيطرة‬ ‫عل ��ى الكمية التي يتم �ضخها �أو �سحبها"‪ ،‬يقول ثم‬ ‫يو�ض ��ح‪" :‬المزارعون اليمنيون‪ ،‬بحك ��م ثقافتهم‪،‬‬ ‫مزارع ��ون بعلي ��ون (يعتمدون عل ��ى المطر)‪ ،‬وفي‬ ‫�أف�ضل الأح ��وال لديهم تيار مياه �أو تيارات‪ ،‬وكانوا‬ ‫يعتزون جدا" بالمياه‪ .‬التكنولوجيا الجديدة جعلت‬ ‫النا� ��س يعتق ��دون ان هناك بحرا" تح ��ت الأر�ض‪.‬‬ ‫�ض ��خ و�إ�سحب على قدر ما ت�ستطي ��ع و�أنه لن يكون‬ ‫هناك حد للمياه"‪.‬‬

‫الأحداث الأمنية تعيق الحلول في كل المجاالت‬

‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪75‬‬


‫تحقيق ال�شهر‬

‫ما زال هناك‬ ‫بع�ض الخ�ضار‬ ‫في �صنعاء‬ ‫ولكن الى �أي‬ ‫متى؟‬

‫عب ��د اهلل‪ ،‬وهو من �سكان مدين ��ة �صنعاء القديمة‬ ‫منذ �أمد بعيد‪ ،‬يجد �صعوبة في العودة الى التفكير‬ ‫بالع ��ام ‪ 2011‬لأن ��ه ي�شع ��ر ب�أل ��م كبير م ��ن ذلك‪.‬‬ ‫كان‪ ،‬كما يق ��ول‪" ،‬كابو�س حياتي"‪ .‬في �أحلك �أيام‬ ‫الأزم ��ة‪ ،‬دفع بالإ�شتراك مع بع� ��ض جيرانه الأكثر‬ ‫ث ��راء مبلغا" م ��ن المال ل�شاحنة م ��ن �أجل تو�صيل‬ ‫وت�أمين المياه �إلى حي العلمي من المدينة القديمة‬ ‫حيث يعي�ش‪ .‬في البداية‪ ،‬جاءت حفنة من النا�س‪.‬‬ ‫ولكن مع انت�شار الخبر‪ ،‬نما طابور الإنتظار بمئات‬ ‫الأ�شخا�ص الذين تدافع ��وا للو�صول الى ال�شاحنة‪.‬‬ ‫و�إندلعت معارك بين الجيران الذين لم ي�سبق لهم‬ ‫ان تبادل ��وا كلم ��ة م�سيئة في حياته ��م‪ .‬بعدها نفد‬ ‫الماء من ال�شاحنة‪.‬‬ ‫"كان �أ�سو�أ يوم في حياتي"‪ ،‬يقول‪ .‬و�أ�ضاف "بعد‬ ‫الأزم ��ة‪ ،‬قال ��ت لي والدتي‪ :‬عب ��د اهلل نحن على ما‬ ‫ي ��رام الآن‪ ،‬ولكن �إذا لم يك ��ن لدينا وقود‪ ،‬و�إذا لم‬ ‫يك ��ن لدينا كهرب ��اء‪ ،‬فلن يكون لدينا مي ��اه‪� .‬أف ّكر‪،‬‬ ‫�أين �سنكون بعد خم�س �أو ‪� 10‬سنين؟"‪.‬‬ ‫كان �سكان العا�صم ��ة اليمنية منذ مدة طويلة على‬ ‫عل ��م ب� ��أن �شيئا" م ��ا لي� ��س �صحيح ��ا" تماما" في‬ ‫حي في المدينة‬ ‫�إمدادات المياه الخا�صة بهم‪ .‬كل ٍّ‬ ‫القديم ��ة له حديقته الخا�ص ��ة الم�س ّورة‪ ،‬المملوكة‬ ‫م ��ن الدول ��ة‪ ،‬والم�ؤجرة لل�س ��كان المحليين مقابل‬ ‫ر�سم رمزي‪ .‬تعتني الأ�سر المحلية بالحدائق نيابة‬ ‫ع ��ن جيرانها‪ ،‬وت ��وزع الفواكه والخ�ض ��روات التي‬ ‫تنتجه ��ا على �أ�سا�س الحاجة‪ .‬ف ��ي الما�ضي‪ ،‬كانت‬ ‫ل ��كل حديقة بئرا" خا�صة به ��ا‪ ،‬وملحقة بالم�سجد‬ ‫المحل ��ي ال ��ذي يق ��وم بخدم ��ة المجتم ��ع المحلي‬ ‫�أي�ض ��ا"‪ ،‬في حي ��ن كانت غالبي ��ة المحا�صيل بعلية‬ ‫(ترويه ��ا الأمطار) �إل ��ى حد كبير‪ .‬حت ��ى تم بناء‬ ‫نظ ��ام جديد لل�ص ��رف ال�صحي ف ��ي الثمانينات‪،‬‬ ‫حيث ت ��م ا�ستخدام المي ��اه المعدومة من المنازل‬ ‫‪74‬‬

‫والم�ساجد لري المحا�صيل‪.‬‬ ‫عندم ��ا كان طف�ل�ا" كان ��ت �أم عب ��د اهلل ت�أخ ��ذه‬ ‫ف ��ي فترة بعد الظه ��ر �إلى حديقة العلم ��ي‪ .‬اليوم‪،‬‬ ‫ي�ستعر� ��ض ف�سح ��ة م ��ن الأر� ��ض قبال ��ة الجدران‬

‫مع الأعداد المتزايدة من العاطلين عن‬ ‫العمل‪ ،‬و�إرتفاع �أ�سعار المواد الغذائية‬ ‫والمياه ب�سرعة‪� ،‬أ�صبح من ال�صعب‬ ‫جدا" على اليمنيين المتو�سطي الحال‬ ‫تغطية نفقاتهم‪ ،‬وخ�صو�صا" الـ‪10‬‬ ‫ماليين �شخ�ص الذين يعي�شون على‬ ‫دوالرين يوميا" �أو �أقل‬

‫الرئي�س عبد ربه من�صور هادي‪ :‬الو�ضع ال ي�سمح له بالتحرك‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫م�شققة من �صخب العال ��م الخارجي‪" .‬كان لدينا‬ ‫الكثي ��ر من الفواكه والخ�ض ��روات‪ ،‬ولكن لي�س بعد‬ ‫الآن"‪ ،‬يق ��ول‪" .‬لقد ن َبت ال�ص َّب ��ار الذي لم يجنوا‬ ‫منه �شيئا"‪ .‬يب ��دو الآن �أن الأ�سرة التي كانت تهتم‬ ‫بالحديقة ب ��د�أت في بناء من ��ازل‪ .‬وكانت كل هذه‬ ‫البقع ��ة خ�ضراء؛ لم يكن يوج ��د �أر�ض مثلها‪ .‬كنت‬ ‫�أح ��ب المجيء �إلى هن ��ا مع والدتي ف ��ي فترة بعد‬ ‫الظهر‪َ ،‬من �سي�أتي الى هنا الآن؟"‪.‬‬ ‫وي�شي ��ر �إلى بئر العلمي‪ ،‬وهي واحدة من �أقدم و�أكبر‬ ‫الآبار في المدينة‪ .‬ج ّفت عندما كان �صغيرا" جدا"‬ ‫حي ��ث كان عاج ��زا" وقته ��ا ع ��ن �إدراك �أهميته ��ا‪.‬‬ ‫المي ��اه‪ ،‬ربما عل ��ى عم ��ق ‪ 100‬قدم تح ��ت الأر�ض‪،‬‬ ‫ق ��د ا�ستخدمت حتى نف ��دت تمام ��ا"‪ .‬الآن‪ ،‬يتم ري‬ ‫الحديقة با�ستخدام م�ضخات الديزل الجديدة التي‬ ‫ت�سح ��ب المياه من الآب ��ار المحفورة مئ ��ات الأمتار‬ ‫تحت الأر� ��ض‪ .‬غالبية المياه حاليا" تغذي مجموعة‬ ‫م ��ن الحنفي ��ات الت ��ي �أُن�شئ ��ت عل ��ى ط ��ول الجانب‬ ‫المال�صق للم�سجد المحلي‪ ،‬والتي يق�صدها ال�سكان‬ ‫المحليون‪ ،‬الذي ��ن ال ي�ستطيعون ت�أمي ��ن االمدادات‬ ‫بال�شاحنات‪ ،‬لجلب الماء كل �صباح‪.‬‬ ‫يقول بيرند �شونوالد‪ ،‬خبير المياه في بنك التنمية‬ ‫الألمان ��ي (‪ ،)KfW‬الذي يعم ��ل مع تكنوقراطيين‬ ‫يمنيي ��ن في ق�ضاي ��ا المياه‪ :‬ان هن ��اك �سيناريوين‬ ‫ل�صنعاء على مدى العقد المقبل‪.‬‬ ‫"�إن الن�ض ��وب وا�ضح"‪ ،‬يق ��ول‪" .‬م�ضخات المياه‬ ‫يجب ان تذهب �أعمق و�أعم ��ق‪ ،‬و�صارت الآبار �أقل‬ ‫�إنتاجي ��ة والحكوم ��ة اليمنية تدرك جي ��دا" ذلك‪.‬‬ ‫لق ��د حاولت درا�س ��ات مختلفة التو�ص ��ل �إلى حلول‬ ‫عل ��ى المديين الق�صير والمتو�س ��ط​​مثل الحد من‬ ‫�ري‪ .‬ومع ذل ��ك‪ ،‬على الم ��دى الطوي ��ل‪� 10 ،‬إلى‬ ‫ال � ّ‬ ‫‪� 15‬سن ��ة من الآن‪ ،‬ال يوجد �س ��وى خيارين‪� :‬أولهما‬ ‫الح�ص ��ول على مي ��اه �إ�ضافية من الخ ��ارج لتغذية‬


‫تحقيق ال�شهر‬

‫مدينة �صنعاء القديمة‪ :‬بع�ضها ترك للتعفن‬

‫في الواقع‪ ،‬يتفاقم الو�ضع ب�سبب عدم وجود قانون‬ ‫وتنظي ��م �إ�ضاف ��ة الى الدع ��م الحكوم ��ي ال�ضخم‬ ‫للوقود‪ ،‬الأمر الذي يجع ��ل �إنتاج المياه عن طريق‬ ‫�إ�ستخ ��دام م�ضخ ��ات رخي�ص ��ا" ن�سبي ��ا"‪ ،‬يق ��ول‬ ‫�شونوالد‪ .‬و�إذا لم يك ��ن هناك �أي دعم‪ ،‬فلن يكون‬ ‫في مقدور النا� ��س تحقيق قدر �أكبر من الربح من‬ ‫المحا�صي ��ل المروية والتي تم ّث ��ل ‪ 90‬في المئة من‬ ‫جميع �إ�ستخدامات المياه ف ��ي اليمن‪ .‬على المدى‬ ‫الطويل‪ ،‬يقول‪ ،‬تحتاج الزراعة الى ان ت�صبح �أكثر‬ ‫كفاءة‪.‬‬ ‫حت ��ى ذل ��ك الحي ��ن ‪� ،‬س ��وف يبق ��ى الق ��ات �أكث ��ر‬ ‫المحا�صي ��ل ربحي ��ة للمزارعي ��ن اليمنيي ��ن والذي‬ ‫ي ��در النق ��ود‪ ،‬وهو عبارة ع ��ن �أوراق مخ ��درة غير‬ ‫حادة تم�ضغ في المنا�سبات الإجتماعية وهي عادة‬ ‫درج عليه ��ا اليمني ��ون من ��ذ عقود‪ .‬ويجل ��ب القات‬ ‫مع ��ه العدي ��د م ��ن الق�ضاي ��ا االجتماعي ��ة الأخرى‬ ‫("تقليديا"‪ ،‬اليمنيون الأكثر ثراء يم�ضغون القات‬ ‫فق ��ط في عطالت نهاية الأ�سبوع‪ ،‬حاليا" ما يقرب‬ ‫م ��ن ن�صف ال�س ��كان يم�ضغ القات يومي ��ا""‪ ،‬يقول‬ ‫�شونوال ��د)‪ ،‬ولكن �أي�ضا" ي�ستهلك ‪ 40‬الى ‪ ٪50‬من‬ ‫المياه الم�ستخدمة في الزراعة ‪ ،‬وهذه كمية �ضخمة‬ ‫ل�شيء لي�ست له فوائد غذائية �أو �إجتماعية‪.‬‬ ‫"�إن ا�ستع ��داد مزارع ��ي القات لدف ��ع �أعلى ثمن‬ ‫للم ��اء بي ��ن المزارعي ��ن ب�سب ��ب العائ ��دات ي�شكل‬ ‫مع ��دال" مرتفع ��ا" للغاي ��ة"‪ ،‬يق ��ول الأريان ��ي‪،‬‬ ‫ناق�ل�ا" ع ��ن �إي ��رادات بحوال ��ي ‪ 8,000‬دوالر لكل‬ ‫هكت ��ار لمزارعي القات‪ ،‬وهي ن�سب ��ة �أعلى من �أي‬ ‫مح�صول �آخر‪ .‬ويذكر ان القات ينمو في المناطق‬

‫الجبلي ��ة فح�سب‪ ،‬لذلك فهو يزرع ب�شكل رئي�س في‬ ‫المرتفعات ال�شمالية للبالد‪ ،‬بما في ذلك محافظة‬ ‫�صنعاء‪.‬‬ ‫وق ��د بذلت جهود للحد من �إنت ��اج القات وتح�سين‬ ‫كف ��اءة الزراعة في اليمن‪ .‬وف ��ي العام ‪ ،2011‬بعد‬ ‫م�ؤتم ��ر حول المياه‪ ،‬و ّقع ��ت حكومة �صالح "�إعالن‬ ‫�صنع ��اء"‪ ،‬متعهدا" با�ستخ ��دام "كل قطرة واحدة‬ ‫من الماء بكفاءة " وتنمية الموارد و�إدارتها‪ .‬ولكن‬ ‫الأ�ضرار كانت ح�صل ��ت فعليا" قبل هذا الإعالن‪.‬‬

‫محمد الأرياني‪ :‬ال�سبب الرئي�س‬ ‫لنفاد المياه يكمن في �إ�ستخدام‬ ‫التكنولوجيا بطريقة غير من�ضبطة‪،‬‬ ‫وفي حفر �آبار‪ ،‬وتركيب م�ضخات‬ ‫المياه‪ ،‬وعدم وجود �أية �سيطرة على‬ ‫الكمية التي يتم �ضخها �أو �سحبها"‬

‫ان "�إ�ستخ ��دام المياه ب�ش ��كل �أكثر كفاءة من �ش�أنه‬ ‫�أن ي�ساعد على المديين الق�صير والمتو�سط​​ولكن‬ ‫النم ��و ال�سكاني المرتفع يعن ��ي �أن الطلب �سيرتفع‬ ‫حتم ��ا"‪ ،‬يقول �شونوالد‪ .‬عاج�ل�ا" �أم �آجال" �سوف‬ ‫تنفد المياه من �صنعاء‪.‬‬ ‫يواف ��ق الأريان ��ي على ه ��ذا ال ��كالم‪ ،‬لكن ��ه ي�شير‬ ‫�إل ��ى �أن المملكة العربية ال�سعودي ��ة المجاورة‪ ،‬مع‬ ‫حج ��م �سكان مماثل تقريبا" وموارد مائية �ضئيلة‪،‬‬ ‫كان ��ت قادرة عل ��ى تلبية احتياج ��ات �شعبها‪ .‬ولكن‬ ‫ال�سعودي ��ة هي �أغنى بكثير في مورد �آخر ‪ -‬النفط‬ ‫– ولديها القدرة المالية على تحلية مياه البحر‪.‬‬ ‫كان ��ت �أي�ضا" قادرة عل ��ى بناء �إقت�ص ��اد ال يعتمد‬ ‫على �أن�شطة ت�ستهلك المي ��اه الكثيفة مثل الزراعة‬ ‫(في الواقع‪ ،‬تنظ ��ر الريا�ض في الإلغاء التدريجي‬ ‫لإنتاج القمح المحل ��ي)‪ .‬الق�ضية الحقيقية‪ ،‬يقول‬ ‫االرياني‪ ،‬تكمن فقط في التنمية‪.‬‬ ‫"�إن الم�شكل ��ة ه ��ي حق ��ا" ف ��ي ف�ش ��ل تنميتن ��ا‬ ‫الإجتماعي ��ة والإقت�صادي ��ة ف ��ي عملي ��ة التنوي ��ع‬ ‫وتحفي ��ز النا�س للإق ��دام على الإ�ستثم ��ار والعمل‬ ‫ف ��ي الأن�شطة الإقت�صادية الجدي ��دة التي ال تعتمد‬ ‫كثيرا" على المياه‪ "،‬يقول‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬من الوا�ضح‬ ‫�أن خليفة �صالح‪ ،‬الرئي�س عبد ربه من�صور هادي‪،‬‬ ‫و�أع�ض ��اء حكومت ��ه الإئتالفي ��ة برئا�س ��ة محم ��د‬ ‫با�سن ��دوه لي�سوا في موقع حالي ��ا" ي�ستطيعون فيه‬ ‫التركي ��ز على ق�ضاي ��ا التنمية لأنه ��م يتعاملون مع‬ ‫و�ض ��ع �أمن ��ي​​متدهور م ��رة �أخرى يه ��دد م�ستقبل‬ ‫البالد‪ .‬ولكن ه ��ذا الو�ضع يحتاج �إلى تغيير عاجل‬ ‫قبل فوات الأوان‬

‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪77‬‬


‫‪SOL‬‬

‫‪Residence DEL‬‬

‫ريزيدن�س دل �سول‬

‫شقق مفروشة لإليجار‬ ‫من مختلف األحجام‬ ‫شتاء‬ ‫إقامة مريحة صيفًا‬ ‫ً‬ ‫موقع رائع على مشارف بيروت‬ ‫ومطل من األعالي على مناظر خالبة‬

‫عني �سعادة ‪ -‬لبنان‬ ‫‪Tel: +961 4 872202‬‬


‫كميل و�إلهام �سري الدين‪ :‬ق�صة نجاح مزدوجة‬

‫�إلهام �سري الدين‪ :‬الزوجة النا�شطة �إجتماعي ًا‬

‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪79‬‬


‫ق�صة رجل �أعمال‬

‫رحلة كفاح ونجاح من �أفريقيا �إلى القارة الأميركية �إلى �أبو ظبي‬

‫كميل سري الدين‪:‬‬ ‫زواجي من إبنة خالي كان أهم إستثماراتي !‬ ‫الذي��ن يعرف��ون رجل‬ ‫الأعم��ال اللبنان��ي‬ ‫كمي��ل �س��ري الدي��ن‬ ‫يعترف��ون ب ��أن الثروة‬ ‫الت��ي جمعه��ا بع��رق‬ ‫جبينه لم تغيره‪.‬‬ ‫فهو بقي �إب��ن ال�ضيعة‬ ‫الجبل��ي المتوا�ض��ع‬ ‫الذي ال يهم��ه الجاه‪.‬‬ ‫بق��ي عل��ى �أ�صالت��ه‬ ‫ورزانت��ه الأم��ر الذي‬ ‫�أك�سب��ه ح��ب كل من‬ ‫عرف��وه‪ .‬وللذي��ن ال‬ ‫يعرفونه ال بد من قراءة‬ ‫ق�صت��ه الت��ي �سجله��ا‬ ‫وكتبه��ا مدي��ر تحرير‬ ‫"�أ�س��واق الع��رب"‬ ‫ف��ي بي��روت جوزف‬ ‫قرداحي‪:‬‬ ‫‪78‬‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫كميل �سري الدين‪:‬‬ ‫كافح ونجح‬


‫كميل �سري الدين مع رئي�س دولة الإمارات العربية المتحدة خليفة بن زايد‬

‫�ض ��د النظام �أح ��دث الفو�ض ��ى و�أعم ��ال ال�شغب‪.‬‬ ‫ف�إ�ضطررن ��ا �إلى بي ��ع ال�سوبرماركت ال ��ذي نملكه‬ ‫وت�صفي ��ة �أعمالن ��ا هن ��اك‪ .‬وك�أن الق ��در �أراد مرة‬ ‫جديدة �أن ير�سم لي م�سار ًا �آخر من رحلة الكفاح‪،‬‬ ‫ف�إخترتُ ال�سفر �إلى البرازي ��ل‪ ،‬فيما والدي �إختار‬ ‫ال�سف ��ر �إلى الغاب ��ون عند �شقيقه ال ��ذي كان رجل‬ ‫�أعمال نافذا" في تلك البالد‪.‬‬ ‫ف ��ي البرازيل‪ ،‬كان ��ت التجارة بالأحج ��ار الكريمة‬ ‫ف ��ي �أوج �إزدهارها‪ ،‬وم ��ن الم�صادفات الغريبة �أن‬ ‫حاكم مقاطعة "تيوفلوتون ��ي" التي ازدهرت بتلك‬ ‫التجارة‪ ،‬ا�سمه لوي�س بو علي‪ ،‬كان �إبن عم والدي‪.‬‬ ‫فكتبتُ �إليه ر�سالة‪� ،‬أعلمه فيها عن رغبتي بال�سفر‬ ‫ف�شجعني‬ ‫�إل ��ى مقاطعت ��ه للعمل في تلك التج ��ارة‪ّ .‬‬ ‫على تلك الخطوة‪ ،‬وطلب مني الح�ضور‪.‬‬ ‫حزمت حقائبي �إ�ستع ��داد ًا للمغامرة‪ ،‬وطلبت �إلى‬ ‫زوجت ��ي الع ��ودة �إل ��ى لبن ��ان بعدما كان ��ت �أنجبت‬ ‫�إبننا البك ��ر‪ ،‬و�إ�ستق ّليت البا�ص في رحلة �إ�ستمرت‬ ‫�أربع ع�ش ��رة �ساعة‪ ،‬راودتني ف ��ي خاللها ع�شرات‬ ‫الأح�ل�ام الجميلة والموعودة بقطف ثمار النجاح‪،‬‬ ‫م ��ن خالل دع ��م وت�شجيع �إب ��ن عم وال ��دي حاكم‬ ‫المقاطع ��ة‪ .‬ولكنن ��ي ُ�صدم ��تُ ب�إ�ستقبال ��ه الفات ��ر‬ ‫لي‪ ،‬وال ��ذي لم اتوقعه م ��ن �إبن بل ��دي وع�شيرتي‪،‬‬ ‫وخ�صو�صا" �أنني �إبن جبل ولنا عادات وتقاليد في‬ ‫�إ�ستقبال ال�ضيف‪ ،‬فكي ��ف �إذا كانت تربطني بهذا‬ ‫ال�ضيف �صلة دم وقربى؟!‬

‫"�أنا من الم�ؤمنين بقوة المغتربين‬ ‫وبدورهم في بناء لبنان فهم ركيزته‬ ‫وعنوان �إ�ستمراره لكن للأ�سف لم يعطوا‬ ‫الدور المطلوب كي ي�ساهموا في العمل‬ ‫الت�شريعي وال�سيا�سي ال �سيما �أنهم‬ ‫يمتازون بخبرات عالمية"‬ ‫حاولتُ بداية الأم ��ر التكيف مع الأو�ضاع الجديدة‬ ‫في البرازيل‪ ،‬ولكن لم يطل بي الوقت حتى �إكت�شفت‬ ‫�أنني ال �أحقق ما كنت �أ�سعى �إليه و�أحلم به في تلك‬ ‫الأ�صق ��اع البعي ��دة‪ .‬فقررتُ التفتي� ��ش عن مغامرة‬ ‫�أخ ��رى‪� ،‬أبتع ��د م ��ن خالله ��ا ع ��ن "تيوفلوتوني"‪،‬‬ ‫و�أبقى قريب ًا من البرازيل في الوقت عينه‪ .‬فقررت‬ ‫ال�سف ��ر �إلى فنزويال‪ ،‬لأبد�أ ت�أ�سي�س عمل جديد في‬ ‫المفرو�ش ��ات‪ ،‬بم�ساعدة كبيرة م ��ن �أحد �أ�صدقاء‬ ‫ج ��دي المقيمين هناك‪ ،‬وال ��ذي كان يملك معم ًال‬ ‫ل�صناع ��ة المفرو�شات‪ .‬ف�ساعدني عل ��ى �إ�ستئجار‬ ‫�صال ��ة عر�ض كبي ��رة‪ ،‬وبد�أ يزودن ��ي بالمفرو�شات‬ ‫الت ��ي ُي�ص ّنعها معمله‪ ،‬و�أنا �أق ��وم بترويجها وبيعها‬ ‫ف ��ي �صال ��ة العر�ض‪ .‬ف�إزده ��رت �أعمال ��ي في تلك‬

‫التج ��ارة الت ��ي كانت واع ��دة في ذل ��ك الزمن من‬ ‫تاري ��خ فنزويال التي كانت تعي�ش نه�ضة �إقت�صادية‬ ‫كبيرة‪ .‬فجمعتُ ثروة ال ب�أ� ��س بها‪ ،‬وقررتُ التو�سع‬ ‫ف ��ي �أعمالي‪ ،‬ولكن حدثَ ما لم يكن في الح�سبان‪،‬‬ ‫حين �أُ�صبت بعار�ض �صح ��ي مفاجىء في معدتي‪،‬‬ ‫ج ��راء فيرو� ��س الكوليرا ال ��ذي �إجت ��اح المنطقة‪،‬‬ ‫�إ�ضطررت على �أثرها العودة �إلى لبنان للمعالجة‪،‬‬ ‫وف ��ي الوق ��ت عين ��ه حام�ل ً�ا ث ��روة �صغي ��رة‪ ،‬تقدر‬ ‫بحوالي المئة �ألف دوالر‪.‬‬ ‫ل ��م يطل بي المقام في لبن ��ان حتى تعافيتُ ب�سحر‬ ‫�ساح ��ر‪ ،‬وم ��ن دون اللج ��وء ال ��ى �أي م�ست�شف ��ى �أو‬ ‫ع�ل�اج‪ .‬وك�أن اله ��واء الوطن ��ي النق ��ي والمنع� ��ش‬ ‫كان ال ��دواء ال�شاف ��ي والكافي لإ�ستع ��ادة عافيتي‪.‬‬ ‫فانته ��زت الفر�ص ��ة لتم�ضي ��ة ف�ص ��ل الخريف في‬ ‫لبنان بين الأهل والأ�صدقاء‪� ،‬إ�ستعداد ًا للعودة �إلى‬ ‫فنزويال‪ ،‬ولكن من ح�سن الم�صادفات �أني �إلتقيت‬ ‫ب�شخ� ��ص مرم ��وق ج ��د ًا ول ��ه �سمعة جي ��دة جيد ًا‪،‬‬ ‫وتربطن ��ي ب ��ه �صل ��ة قربى‪ ،‬ه ��و المرح ��وم عارف‬ ‫الأعور‪ .‬فقال لي‪�" :‬أن ��ا �سمعتُ عنك �أخبار ًا جيدة‬ ‫جد ًا‪ ،‬وعن ع�صاميت ��ك في المهجر‪ ،‬ونجاحك في‬ ‫الأعمال التجارية‪ ،‬فل � َ�م ال ترافقني �إلى ال�سعودية‬ ‫وتعمل معي هناك‪ ،‬حيث الفر�ص كبيرة وكثيرة في‬ ‫المملك ��ة؟"‪ .‬ف�أجبته‪" :‬الواق ��ع �أنا ال �أحب �أن �أكون‬ ‫موظف ًا‪ ،‬ومع تقدي ��ري لل�سعودية‪ ،‬غير �أنني ال �أجد‬ ‫انها المكان المثالي لمهاجر مثلي عا�ش حياته في‬ ‫�أفريقيا والبرازيل وفنزوي�ل�ا‪ ،‬وال �سيما �أن الحياة‬ ‫ف ��ي ال�سعودي ��ة فيه ��ا الكثي ��ر م ��ن القي ��ود‪ ،‬و�أنا ال‬ ‫�أطيق العي�ش مقي ��د ًا"‪ .‬ف�صمت قلي ًال‪ ،‬ثم بادرني‪:‬‬ ‫"ح�سن ًا يا �صديقي‪ ...‬ما ر�أيك ب�أبو ظبي؟! لماذا‬ ‫ال تجرب حظك في �أبو ظبي؟! فهي مدينة واعدة‪،‬‬ ‫وت�ض ��ج بالم�شاري ��ع‪ ،‬وت�ستقطب الكثي ��ر من رجال‬ ‫الأعمال؟!"‪.‬‬ ‫رن �إ�س ��م "�أبو ظبي" رنين� � ًا �سحري ًا في �أذني‪ ،‬على‬ ‫الرغم م ��ن �أنني ل ��م �أكن �أعرف الكثي ��ر عن تلك‬ ‫الإم ��ارة الواع ��دة والحيوي ��ة‪ ،‬والت ��ي كان ��ت ت�ضج‬ ‫بالم�شاريع العمراني ��ة‪ .‬ومن فوره‪� ،‬إلتقط الهاتف‪،‬‬ ‫وات�ص ��ل بقريبه �سلي ��م الأعور‪ ،‬ال ��ذي كان مقاو ًال‬ ‫كبير ًا هناك‪ .‬وقال له‪" :‬عندي �صديق عزيز ا�سمه‬ ‫كميل �سري الدين‪ ،‬وال �أريده �أن يعود �إلى فنزويال‪،‬‬ ‫ويبتع ��د عنا وعن عائلته‪ .‬ف�أتمن ��ى �أن تجد طريقة‬ ‫للتعاون معه في �أبو ظبي"‪.‬‬ ‫�سليم الأعور‪ ،‬كانت تربطني به �صداقة م�سبقة في‬ ‫ليبيريا حيث عا�ش فترة من الزمن‪ ،‬فتحدثتُ معه‬ ‫ف ��ور ًا عبر الهات ��ف‪ ،‬وقال لي‪�" :‬س�أ�ص ��در َ‬ ‫لك فيزا‬

‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪81‬‬


‫ق�صة رجل �أعمال‬

‫كميل مع عقيلته و�أفراد الأ�سرة‬

‫بيروت ‪ -‬جوزف قرداحي‬ ‫�أن ��ا �أنتم ��ي ال ��ى بي ��ت جبل ��ي لبنان ��ي‬ ‫متوا�ض ��ع‪ ،‬وق ��د تربيت عل ��ى العادات‬ ‫ال�صحيح ��ة‪ ،‬التي ال نحيد عنه ��ا وهي من الثوابت‬ ‫ف ��ي حيات ��ي‪ ،‬مث ��ل‪ :‬ال�ش ��رف والكرام ��ة والنخ ��وة‬ ‫والإ�ستقامة‪ ،‬وقد توارثناها �أب ًا عن جد‪ ،‬و�أورثناها‬ ‫لأوالدنا و�أحفادنا‪.‬‬ ‫م ��ن خ�ل�ال تل ��ك الثواب ��ت‪� ،‬إنطلقت ف ��ي الحياة‪،‬‬ ‫حي ��ث وج ��دتُ نف�س ��ي ف ��ي مواجه ��ة م�صيرية في‬ ‫بداي ��ة �شبابي‪ ،‬حين �إكت�شف ��تُ �أن والدي المهاجر‬ ‫�إل ��ى �أفريقي ��ا يعان ��ي ال�ضائقة المالي ��ة والظروف‬ ‫ال�صعب ��ة‪ ،‬ب�سب ��ب التقلب ��ات ال�سيا�سي ��ة ف ��ي تلك‬ ‫الب�ل�اد‪ ،‬والتي كانت تهدد الكثي ��ر من المهاجرين‬ ‫اللبنانيين‪� ،‬إقت�صادي� � ًا و�أمني ًا‪ .‬فعقدتُ العزم على‬ ‫ال�سف ��ر �إلى �إفريقيا للوقوف �إلى جانبه وم�ساعدته‬ ‫في �ضائقت ��ه‪ ،‬كوني �أنا بكر العائل ��ة‪ ،‬وم�س�ؤول عن‬ ‫�إعال ��ة �إخوت ��ي ال�صغ ��ار‪ ،‬بالإ�ضاف ��ة �إل ��ى والدتي‬ ‫وج ��دي وجدتي‪ ،‬علم� � ًا �أنني كنت ق ��د توظفت في‬ ‫طي ��ران "ال�شرق االو�س ��ط"‪ ،‬ولك ��ن الراتب الذي‬ ‫كن ��ت �أتقا�ض ��اه ف ��ي ذل ��ك الحي ��ن‪ ،‬كان ال يغطي‬ ‫م�صاريف العائلة‪.‬‬ ‫وبالفعل‪ ،‬بد�أت رحلتي في مواجهة �صعوبات الحياة‬ ‫في الع ��ام ‪ ،1965‬حين �إنتقلتُ �إل ��ى �أفريقيا لأجد‬ ‫نف�س ��ي وك�أن القدر قد رماني في غابة‪ ،‬وخ�صو�ص ًا‬ ‫‪80‬‬

‫يت على العادات‬ ‫"تر ّب ُ‬ ‫ال�صحيحة التي ال نحيد عنها‬ ‫وهي من الثوابت في حياتي‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫ال�شرف والكرامة والنخوة والإ�ستقامة‬ ‫وقد توارثناها �أباً عن جد و�أورثناها‬ ‫لأوالدنا و�أحفادنا"‬ ‫�أنن ��ي كنت يافع ًا‪ ،‬وال �أمل ��ك �أي تجربة في الحياة‪،‬‬ ‫وال �سيم ��ا �أنني كنت الإب ��ن المدلل لوالدتي وجدي‬ ‫وجدت ��ي‪ ،‬علم� � ًا �أن والدي الذي التقيت ��ه بعد ع�شر‬ ‫�سني ��ن م ��ن الغرب ��ة‪ ،‬كان �أحاطن ��ي ب ��كل رعاي ��ة‬ ‫و�إهتمام‪ ،‬على الرغم من ظروفه المادية ال�صعبة‬ ‫التي كان يواجهها في ذلك الوقت‪.‬‬ ‫حاول ��تُ في بداية الأمر العم ��ل مع والدي في محل‬ ‫الأحذية الذي يملك ��ه في ليبيريا‪ ،‬ولكنني �إكت�شفت‬ ‫�أن مدخول المحل محدود جدا"‪ ،‬وبالكاد �أن يغطي‬ ‫م�صاريف ��ي وم�صاريف الوال ��د وم�صاريف العائلة‬ ‫ف ��ي لبنان‪ .‬فق ��ررت بداي ��ة �أن �أتوظف ف ��ي �إحدى‬ ‫ال�شركات‪ ،‬فجمعتُ ر�صيد ًا من المال �سمح لي فتح‬ ‫محل للأحذية بم�شاركة �أحد الأ�صدقاء‪ .‬ومع الوقت‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫ب ��د�أت �أحوال والدي تزدهر ف ��ي محله‪ ،‬ومن ح�سن‬ ‫الحظ �أنه كان مقرب ًا من رئي�س البالد الذي منحه‬ ‫قطعة �أر�ض في العا�صمة‪� ،‬إ�ستطاع �أن ي�ؤ�س�س عليها‬ ‫"�سوبرماركت" كبيرا"‪ ،‬ف�إن�ضممت �إليه لم�ساعدته‬ ‫في م�شروعه الجديد‪ ،‬الذي ب ��د�أ يدر علينا �أرباح ًا‬ ‫جي ��دة‪ ،‬قلبت ظروفن ��ا المالية ال�صعب ��ة ر�أ�س ًا على‬ ‫عق ��ب‪ .‬الأمر ال ��ذي �سمح لنا ب�إر�س ��ال الأموال �إلى‬ ‫العائلة في لبنان ب�شكل منتظم‪� ،‬ساعد �إخوتي على‬ ‫�إكم ��ال علومهم‪ ،‬و�أمي وج ��دي وجدتي على العي�ش‬ ‫في م�ستوى الئق يحفظ لهم كرامتهم‪.‬‬ ‫�أمام ه ��ذا الواقع المال ��ي المزدهر ف ��ي �أفريقيا‪،‬‬ ‫ق ��ررتُ العودة �إل ��ى لبنان والزواج م ��ن �إبنة خالي‬ ‫�إله ��ام‪ ،‬التي كانت حين تركتها في لبنان قبل �ست‬ ‫�سنوات ال تزال طفلة في الثانية ع�شرة‪ ،‬وقد كبرت‬ ‫ف ��ي �أثناء �سف ��ري‪ ،‬و�أ�صبح ��ت �صبية ف ��ي الثامنة‬ ‫ع�ش ��رة ت�ضج بالحياة‪ .‬ولعل تلك المحطة‪ ،‬هي من‬ ‫�أه ��م محط ��ات حيات ��ي‪ .‬حيث وفقن ��ي اهلل بزوجة‬ ‫و�ضحت في‬ ‫�صالح ��ة‪ ،‬ك ّر�ست حياتها لي ولأوالدنا‪ّ ،‬‬ ‫�سبي ��ل تربية عائلة م�ؤمن ��ة ومت�ضامنة ت�سلك درب‬ ‫الحياة على الثوابت الأخالقي ��ة التي تربينا عليها‬ ‫منذ الأجداد‪.‬‬ ‫ع ��دتُ �إل ��ى �أفريقي ��ا‪ ،‬يحفزن ��ي زواج ��ي ال�سعي ��د‬ ‫عل ��ى ت�أ�سي�س المزي ��د من الم�شاري ��ع‪ .‬وقد حدثت‬ ‫مفارقة في ذلك الوق ��ت جعلتني اترك ليبيريا مع‬ ‫والدي‪� ،‬إثر موت الرئي�س الليبيري‪ ،‬وقيام �إنقالب‬


‫يوقع على �أحد العقود‬

‫تعتبر م ��ن �أكبر �شركات المقاوالت ف ��ي �أبو ظبي‪،‬‬ ‫ولها �سل�سل ��ة من م�شاري ��ع البناء‪ ،‬وتتمت ��ع ب�سمعة‬ ‫جيدة و�صدقية عالية‪.‬‬ ‫في واق ��ع الأمر‪ ،‬ا�ستطيع القول �أن ��ه �أمام كل هذه‬ ‫النجاح ��ات والإنج ��ازات الت ��ي حققته ��ا‪ ،‬واجهت‬ ‫�أي�ض ًا بع�ض الإخفاقات‪ .‬وهو �أمر بديهي في عالم‬ ‫التج ��ارة‪ ،‬حيث علي ��ك �أن تتوقع بع� ��ض المطبات‬ ‫ال�صغي ��رة‪ .‬لكن ولح�سن الح ��ظ‪ ،‬كانت نجاحاتنا‬ ‫�أكثر بكثي ��ر من �إخفاقاتنا‪ .‬وطبع� � ًا ال ا�ستطيع �أن‬ ‫ان�س ��ى ف�ضل ه ��ذه البالد عل ��ى نجاحاتنا‪ ،‬بف�ضل‬ ‫الظ ��روف المتواف ��رة فيه ��ا لأ�صح ��اب الطم ��وح‪،‬‬ ‫والذين ي�سعون �إلى العمل ب�صدق ونزاهة و�أخالق‬ ‫عالي ��ة‪ .‬ف�أبو ظبي كانت مفتوحة �أم ��ام كل النا�س‬ ‫ال�ساعي ��ن �إلى �صعود ال�سلم درجة درجة‪ .‬و�أنا من‬ ‫ه� ��ؤالء النا�س‪ ،‬الذي ��ن �أدين بنجاحات ��ي �إلى هذه‬ ‫المدينة الكريمة التي �أعطتني الكثير‪ .‬وخ�صو�ص ًا‬ ‫انه ��ا ح�ضن ��ت عائلت ��ي واوالدي الذي ��ن ترعرعوا‬ ‫فيه ��ا‪ ،‬وتعلم ��وا ف ��ي مدار�سه ��ا‪ .‬ف�ض�ل ً�ا عل ��ى �أن‬ ‫الرب ��ح المعنوي بالن�سبة �إلي اهم بكثير من الربح‬ ‫المادي‪ ،‬وقد منحتني �أبو ظبي تكريم ًا معنوي ًا حين‬ ‫وافق ��ت الحكومة في الع ��ام ‪ 2006‬على �إن�ضمامي‬ ‫�إل ��ى مجل� ��س �إدارة غرفة التج ��ارة وال�صناعة في‬ ‫ابو ظبي‪ ،‬وهي ع�ضوية تت ��م من خالل الإنتخاب‪،‬‬ ‫حي ��ث كان من ح�سن حظ ��ي �أن ر�شحتني ال�سفارة‬ ‫اللبنانية الى جانب الجالية لهذا المن�صب‪ ،‬وكنت‬

‫"في �أبو ظبي وجدت النجاح الكبير عن‬ ‫طريق بيع الرخام الإيطالي وفتح معمل‬ ‫لل�سراميك و�أدوات الحمام ومن ثم‬ ‫دخول عالم مقاوالت البناء"‬ ‫الواف ��د العربي الأول الذي يح ��وز ع�ضوية مجل�س‬ ‫�إدارة غرف ��ة التج ��ارة وال�صناع ��ة ف ��ي ابو ظبي‪.‬‬ ‫وهو بمثابة تقدي ��ر كبير من الم�شايخ في الإمارة‪،‬‬ ‫وف ��ي الوق ��ت نف�س ��ه و�س ��ام للجالي ��ة اللبنانية في‬ ‫االمارات‪.‬‬ ‫النج ��اح الم ��ادي والمعنوي في الإم ��ارات‪ ،‬حفزنا‬ ‫�أي�ض� � ًا عل ��ى الم�ساهمة ف ��ي نج ��اح الجالية‪ ،‬على‬ ‫م�ست ��وى الن�شاط ��ات الإجتماعي ��ة والثقافية‪ ،‬وقد‬ ‫�إ�ستطعنا ف ��ي خالل الحرب‪ ،‬ت�أليف لجنة الجالية‬ ‫اللبنانية‪ ،‬وذلك بدعم من ال�سفير اللبناني �آنذاك‬ ‫زهي ��ر حم ��دان‪ ،‬فجمعن ��ا الم�ساع ��دات المالي ��ة‬ ‫ووزعناه ��ا عل ��ى كاف ��ة المت�ضرري ��ن ف ��ي الحرب‬ ‫اللبنانية‪ ،‬م ��ن دون تفرقة �أو تميي ��ز‪ .‬وفي مرحلة‬ ‫الحق ��ة جمعنا التبرعات لبناء ال�سف ��ارة اللبنانية‬ ‫ف ��ي �أب ��و ظب ��ي‪ ،‬وذلك ف ��ي عه ��د ال�سفي ��ر جورج‬

‫�سيام‪ ،‬وكان البناء مميز ًا‪ ،‬حافظنا فيه على طابع‬ ‫الت ��راث اللبناني‪ . .‬وفي ه ��ذه المنا�سبة ال بد من‬ ‫القول �أني من الم�ؤمنين بقوة المغتربين اللبنانين‬ ‫وبدوره ��م ف ��ي بناء لبن ��ان‪ ،‬فهم ركيزت ��ه وعنوان‬ ‫�إ�ستمراره‪ ،‬لكن للأ�سف لم يعطوا الدور المطلوب‬ ‫ك ��ي ي�ساهموا ف ��ي العمل الت�شريع ��ي وال�سيا�سي ال‬ ‫�سيما انهم يمتازون بخبرات عالمية‪ .‬الواقع �أنهم‬ ‫�إ�ستعمل ��وا لأغرا� ��ض و�صولية عند �أه ��ل ال�سيا�سة‬ ‫المحليين‪.‬‬ ‫ف ��ي العام ‪ ،1995‬بد�أت الع ��د التنازلي نحو العودة‬ ‫تدريج� � ًا �إل ��ى لبنان‪ ،‬من خ�ل�ال �ش ��راء العقارات‬ ‫والأرا�ض ��ي والإ�ستثمار‪ .‬وقد كان ��ت خطوة ناجحة‬ ‫ج ��د ًا‪ ،‬بف�ض ��ل �أ�سع ��ار الأرا�ض ��ي والعق ��ارات التي‬ ‫كان ��ت �أ�سعاره ��ا مقبول ��ة بع�ض ال�ش ��يء‪ ،‬في وقت‬ ‫كانت بيروت تخ�ضع لور�ش ��ة �إعمار كبيرة‪ .‬وحالي ًا‬ ‫�أن ��ا �أعمل عل ��ى تنفيذ خم�سة م�شاري ��ع عقارية في‬ ‫بيروت‪ ،‬بالتع ��اون مع المهند� ��س نزيه هالل‪ ،‬وهو‬ ‫للمنا�سبة �صدي ��ق الطفولة‪ ،‬ورفي ��ق الدرا�سة منذ‬ ‫ال�صفوف الإبتدائية‪ ،‬وقد جمعتني به الأقدار مرة‬ ‫جديدة للعم ��ل �سوي ًا‪ ،‬وت�أ�سي� ��س �شركتنا العقارية‪،‬‬ ‫الت ��ي �أطلقن ��ا عليها �إ�س ��م "رويال هوم ��ز ‪Royal‬‬ ‫‪( "Homes‬المنازل الملكية)‪.‬‬ ‫�أم ��ا الم�ش ��روع ال ��ذي �س�أت� � ّوج ب ��ه م�سي ��رة حياتي‬ ‫العملية‪ ،‬والذي �سيجعلني �أ�ستقر نهائي ًا في بيروت‬ ‫�إلى جان ��ب عائلتي و�أهلي‪ ،‬هو م�ش ��روع بناء فندق‬ ‫من �أربع نجوم في منطق ��ة ال�سوديكو‪ ،‬وقد و�ضعنا‬ ‫ل ��ه كل الخرائ ��ط الهند�سية التي تنتظ ��ر التنفيذ‪.‬‬ ‫وه ��و الإ�ستثمار الأخير ال ��ذي �ستبقى ملكيته ثابتة‬ ‫ونهائية ل ��ي ولأوالدي من بعدي‪ ،‬بعد �أن قمت ببيع‬ ‫كل العق ��ارات التي �إ�ستثمرته ��ا في خالل م�سيرتي‬ ‫الطويلة‪.‬‬ ‫�أخير ًا‪ ،‬ال �أ�ستطيع �سوى �أن اقول الحمدهلل على كل‬ ‫النعم التي منحتن ��ي اياها الحياة‪ ،‬والتي �أكرمتني‬ ‫ف ��ي الدرجة الأول ��ى‪ ،‬بزوجة �صالح ��ة و�سيدة بيت‬ ‫رائع ��ة‪ ،‬جمع ��ت الأ�صدقاء حول الأ�س ��رة‪ ،‬و�أقامت‬ ‫اف�ضل العالقات الإجتماعية‪ .‬وهي اليوم ع�ضو في‬ ‫لجنة �سيدات "بي ��ت اليتيم الدرزي" التي تر�أ�سها‬ ‫ال�سيدة خولة �أر�سالن‪ ،‬وتقوم بالن�شاطات الفاعلة‬ ‫عل ��ى م�ستوى الم�ساعدات الخيرية‪ ،‬وب�أربعة �أوالد‪،‬‬ ‫ولدان وبنتان‪� ،‬أعتز بهم جميعا"‪ :‬فمي�سر مهند�س‬ ‫معم ��اري‪ ،‬وع�صم ��ت تخ�ص� ��ص ف ��ي �إدارة المال‬ ‫والأعم ��ال‪� ،‬أم ��ا ه�ل�ا فهي دخل ��ت عال ��م التربية‬ ‫والتعليم وفتح ��ت مدر�سة في الإمارات‪ ،‬بينما هبة‬ ‫فهي �إخت�صا�صية تغذية‬

‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪83‬‬


‫ق�صة رجل �أعمال‬ ‫لزيارة �أبو ظبي‪ ،‬و�ستكون �ضيفي لفترة من الوقت‪،‬‬ ‫ف� ��إن �أحبب ��ت البقاء والعم ��ل مع ��ي‪ ،‬فمرحب ًا بك‪،‬‬ ‫و�إن ل ��م تعجبك الإقامة والبل ��د‪ ،‬فعلى الأقل تكون‬ ‫�إكت�سبت معرفة و�إكت�شاف بلد جديد‪ ،‬تغادر بعدها‬ ‫�إل ��ى فنزويال"‪ .‬فوافقت‪ ،‬ولم يك ��د يمر ا�سبوع من‬ ‫الوق ��ت‪ ،‬ك ��دت �أن�سى ف ��ي خالله مو�ض ��وع ال�سفر‪،‬‬ ‫حتى �إت�صلت بي زوجة �سليم الأعور‪ ،‬تعلمني ب�أنها‬ ‫تلق ��ت فيزا تخ�صن ��ي �إلى �أبو ظبي عب ��ر الفاك�س‪،‬‬ ‫وتطلب مني الح�ضور لت�س ُلمها‪.‬‬ ‫كان �إ�ستقب ��ال �سليم الأعور لي ف ��ي بيته‪ ،‬في غاية‬ ‫الك ��رم والترح ��اب ويتم ّي ��ز ب�أ�صالة �أبن ��اء الجبل‪.‬‬ ‫ومنذ الجولة الأولى لي في �شوارع �أبو ظبي‪� ،‬شعرتُ‬ ‫بحب عارم لتل ��ك المدينة‪ ،‬وب�أنني ا�ستطيع العي�ش‬ ‫فيها ب�ل�ا قيود‪ .‬ف�إكت�شف ��ت �أنها مدين ��ة ع�صرية‪،‬‬ ‫حي ��ث المر�أة فيها تقود ال�سيارة بال قيد �أو �شرط‪،‬‬ ‫وترت ��اد البحر وحمامات ال�سباحة من دون ح�سيب‬ ‫�أو رقي ��ب‪ .‬وق ��د ازددتُ �إعجاب ًا ب�أب ��و ظبي‪ ،‬بعد �أن‬ ‫�إ�صطحبن ��ي �سلي ��م الأعور �إلى عدد م ��ن الفنادق‪،‬‬ ‫حي ��ث الرفاهية ب ��كل �أ�شكالها‪ ،‬وك�أن ��ك تعي�ش في‬ ‫بيروت �أو �سوي�سرا �أو اي مدينة اوروبية‪.‬‬ ‫ب ��د�أتُ ف ��ي �أبو ظب ��ي بت�أ�سي� ��س م�ش ��روع م�صبغة‪،‬‬ ‫بالتع ��اون م ��ع �أ�شقائ ��ي‪ ،‬وق ��د تعذبنا ف ��ي البداية‬ ‫كثي ��ر ًا ف ��ي �إدارتها‪ ،‬ب�سبب �إفتقارن ��ا �إلى �أي خبرة‬ ‫في ه ��ذا النوع من الأعمال‪ .‬ولك ��ن في خالل �سنة‬ ‫واح ��دة‪� ،‬إنطلق ��ت الم�صبغ ��ة ب�سرع ��ة ال�صاروخ‪،‬‬ ‫و�أ�صبح ��ت واحدة من �أهم الم�صابغ في المنطقة‪.‬‬ ‫ولك ��ن المفارقة‪ ،‬وبمج ��رد �أن �ضمن ��تُ نجاح هذا‬ ‫الم�ش ��روع‪� ،‬أعلن ��ت لإخوت ��ي ب�أنني ال �أج ��د نف�سي‬ ‫ف ��ي ه ��ذا المجال ال ��ذي يمكنن ��ي الإ�ستم ��رار به‪.‬‬ ‫وللم�صادفة ال�سعيدة‪� ،‬إلتقيت ب�أحد رجال الأعمال‬ ‫الإيطاليين الذي كان يزور �أبو ظبي‪ ،‬بهدف ايجاد‬ ‫�س ��وق لبيع الرخام الذي ينتجه معمله في �إيطاليا‪،‬‬ ‫وعر�ض علي العمل في ه ��ذه التجارة‪ ،‬التي تحتاج‬ ‫�إل ��ى رجل مغام ��ر مثل ��ي‪ ،‬وخ�صو�ص ًا �أن �س ��وق �أبو‬ ‫ظب ��ي كانت مفتوحة عل ��ى كل الفر�ص‪ ،‬وت�ستقطب‬ ‫كل الأعمال التجارية‪.‬‬ ‫لبيتُ دع ��وة تاجر الرخام الإيطال ��ي �إلى �إيطاليا‪،‬‬ ‫وا�ستقبلن ��ي بحفاوة في منزل ��ه‪ ،‬كا�شف ًا �أمامي كل‬ ‫�أ�س ��رار تل ��ك التجارة‪ ،‬ب ��دء ًا من المقل ��ع‪ ،‬وتقطيع‬ ‫الرخ ��ام‪ ،‬و�ص ��و ًال �إلى تلميع ��ه وزخرفت ��ه‪ ،‬وانتها ًء‬ ‫بتو�ضيب ��ه لت�سويقه �إلى �أنحاء العال ��م‪ .‬ف�ض ًال عن‬ ‫�إيجابيات و�سلبيات تلك التجارة‪ ،‬التي قد يتعر�ض‬ ‫له ��ا التاجر في �أثناء عمله‪ .‬وبالفعل‪ ،‬وفور عودتي‪،‬‬ ‫�أر�سل �إل ��ي ال�شحنة الأولى م ��ن الرخام عبر مرف�أ‬ ‫‪82‬‬

‫"�أبو ظبي فتحت لي ذراعيها فنجحت"‬

‫"حاولت التجارة بالأحجار الكريمة‬ ‫في البرازيل فلم يحقق ذلك �أحالمي‬ ‫فذهبت الى فنزويال فوجدت �ضالتي هناك‬ ‫في بيع المفرو�شات"‬ ‫�أب ��و ظبي‪ ،‬ال ��ذي كان مفتوح ًا وح ��ر ًا‪ .‬الأمر الذي‬ ‫جعلني �أعي�ش �شعور ًا يت�أرج ��ح ما بين ن�شوة الفرح‬ ‫والإنت�صار‪ ،‬وبين القل ��ق والخوف من عدم تمكني‬ ‫من ت�صريف تلك الب�ضاعة‪.‬‬ ‫لح�س ��ن الح ��ظ‪� ،‬أن �أبو ظبي مدين ��ة �صغيرة‪ ،‬ومن‬ ‫ال�سه ��ل ترويج الخبر على �أبنائه ��ا‪ ،‬وال �سيما انني‬ ‫وعب ��ر الم�صبغة �أعلن ��ت لزبائني ع ��ن �إ�ستيرادي‬ ‫الرخ ��ام الإيطال ��ي‪ ،‬وه ��و موجود ف ��ي المرف�أ لمن‬ ‫يرغ ��ب ف ��ي معاينت ��ه والإط�ل�اع عل ��ى موا�صفاته‪.‬‬ ‫و�إذا بالمفاج� ��أة ال�سعيدة �أن ر�سو ًال من قبل ال�شيخ‬ ‫دروي�ش بن كرم‪ ،‬يدخ ��ل �إلى الم�صبغة وي�س�أل عن‬ ‫الرخ ��ام معلن ًا ع ��ن رغبة ال�شي ��خ بمعاينة الرخام‬ ‫ل�شرائه‪.‬‬ ‫ذهبت ب�صحبة ال�شيخ دروي�ش بن كرم �إلى المرف�أ‪،‬‬ ‫وبمجرد معاينته الرخام‪� ،‬أعجبه و�أبدى �إ�ستعداده‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫�ش ��راء كام ��ل الكمي ��ة‪ .‬فغمرن ��ي �شع ��ور بال�سعادة‬ ‫والإرتي ��اح والتفا�ؤل‪ .‬حيث حقق ��تُ �أرباحي و�أرباح‬ ‫�شريك ��ي الإيطال ��ي م ��ن ال�شحن ��ة الأول ��ى ب�سرعة‬ ‫الب ��رق‪ .‬ف�أر�سلت �إليه ثمن الب�ضاعة‪ ،‬وواظبنا على‬ ‫�إ�ستي ��راد وبيع الرخ ��ام ب�شكل منتظ ��م ومتوا�صل‪.‬‬ ‫وفي خ�ل�ال �أرب ��ع �سنوت‪ ،‬غدون ��ا من �أكب ��ر تجار‬ ‫الرخام في �أبو ظبي‪.‬‬ ‫هك ��ذا كانت بدايت ��ي الفعلية في �أب ��و ظبي‪ ،‬وذلك‬ ‫حي ��ن �أ�س�س ��تُ "م�ؤ�س�س ��ة �سري الدي ��ن للتجارة"‪،‬‬ ‫وب ��د�أتُ بتو�سي ��ع ن�شاطاتي التجارية �شيئ� � ًا ف�شيئ ًا‪،‬‬ ‫فا�ست ��وردت �إلى جانب الرخام بالط ال�سيراميك‪،‬‬ ‫ومن ث ��م الحمام ��ات‪ ،‬فالمطاب ��خ الجاه ��زة‪� ،‬إلى‬ ‫درجة تطوير تجارتن ��ا لت�شمل خط ًا ُيطلق عليه في‬ ‫لغ ��ة "البزن� ��س" ال� �ـ‪ .Finishing Products‬وقد‬ ‫افتتحن ��ا �صالة عر� ��ض كبيرة‪ ،‬ت�ضم جمي ��ع �أنواع‬ ‫التجهيزات المتعلقة بالمطابخ والحمامات‪.‬‬ ‫وف ��ي �سبيل تطوي ��ر �صناعة البالط ف ��ي �أبو ظبي‪،‬‬ ‫تعرف ��تُ على رجل �أعمال كبي ��ر هو ال�صديق كميل‬ ‫�أبو غان ��م‪ ،‬و�أ�س�سنا �سوي ًا معم ًال ل�صناعة الرخام‪،‬‬ ‫�أطلقن ��ا علي ��ه �إ�س ��م "م�صن ��ع الها�ش ��م للرخام"‪،‬‬ ‫وهو يعتبر من �أكب ��ر م�صانع الرخام في الإمارات‬ ‫العربية المتحدة‪ .‬وفي الوقت نف�سه قررت الدخول‬ ‫في مجال المقاوالت‪ ،‬فتعرفت في الت�سعينات على‬ ‫رج ��ل الأعم ��ال الناج ��ح ال�صديق ناج ��ي دروي�ش‪،‬‬ ‫و�أ�س�س ��تُ مع ��ه �شركة "الدي ��ار للمق ��اوالت" وهي‬


‫الإتج ��اه مثل ال�شيخ عدن ��ان العرعور‪ ،‬وهو رجل دين‬ ‫�سوري مت�شدد‪ ،‬حي ��ث �أ�صدر فتاوى لت�شجيع الرجال‬ ‫عل ��ى الزواج من �ضحايا الإعتداء الجن�سي و"تغطية‬ ‫عارهن" من خالل الزواج‪ .‬ولكن المثير لل�سخرية ان‬ ‫الفتاوى قد �أدت �إلى مزيد من اال�ستغالل الجن�سي‪.‬‬ ‫ف ��ي هذه الإعالنات المبوبة‪ ،‬ين�شر الرجال طلباتهم‬ ‫ب�إيج ��از على مواقع �إلكترونية مختلفة‪ ،‬حيث يد ّونون‬ ‫ف ��ي كثير م ��ن الأحي ��ان �أ�سماءهم الأول ��ى وعناوين‬ ‫بريدهم الإلكتروني‪�" .‬أنا �أبحث عن زوجة �سورية"‪،‬‬ ‫كت ��ب رجل ع� � ّرف عن نف�سه با�س ��م �أ�سعد على موقع‬ ‫عل ��ى االنترنت‪�" .‬أنا رجل ج ��دي وثري و�أخ�شى اهلل‪.‬‬ ‫�أخواتي ال�سوريات الئقات وم�شرفات"‪.‬‬ ‫وهن ��اك تعليق ��ات �أخرى كثي ��رة مهينة �أكث ��ر بكثير‪.‬‬ ‫رج ��ل عرف عن نف�سه فقط با�س ��م "الأردني"‪ ،‬كتب‬ ‫�ساخرا" "ال توج ��د �إمر�أة ت�ستحق التعاطف في هذه‬ ‫الأي ��ام"‪ ،‬في �إ�شارة �إلى عدم الأمانة والخيانة‪ .‬رجل‬ ‫�آخ ��ر �سمى نف�سه عب ��د ال�صمد كت ��ب تعليقا" �أطول‬ ‫مو�ضحا" فيه �أن رغبته في الزواج من امر�أة �سورية‬ ‫�سبقت النزاع‪ ،‬على ما يبدو لتقديم حالة �أف�ضل‪.‬‬ ‫د ّون رج ��ل �آخ ��ر‪" :‬هذه لي�ست م�س�أل ��ة ا�ستغالل �إنها‬ ‫م�س�ألة عر�ض وطل ��ب"‪ .‬و�إقترح تخفي�ض المهور �إلى‬ ‫‪ 100‬دين ��ار [‪ 143‬دوالرا"] ب�سب ��ب الع ��دد المتزايد‬ ‫من الالجئات‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى كتب ماهر �أبو طير‪ ،‬وهو كاتب عمود‬ ‫�أردن ��ي‪" :،‬كل ما ن�سمعه ف ��ي هذه الأيام هو الحديث‬ ‫عن زوجة �سورية الت ��ي يمكن �شرا�ؤها ب ‪ 100‬دينار‬ ‫�أردن ��ي‪ .‬يمكن لأي رجل �أن يق�ص ��د �أيا" من مناطق‬ ‫المفرق‪ ،‬وعمان‪ ،‬والرمث ��ا‪ ،‬و�إربد �أو الكرك لإختيار‬ ‫حوري ��ة �شامي ��ة لنف�س ��ه "‪ .‬و�أ�ض ��اف ان الرجال قد‬ ‫ت�شجعوا وتحم�س ��وا لهذا الزواج ال�سريع‪ ،‬والرخي�ص‬ ‫وغير الم�شروط‪.‬‬

‫ال�شيخ عدنان العرعور‪:‬‬ ‫ت�شجيع على الزواج لتغطية الن�ساء من "عارهن"!‬

‫المع ّلق ال�سعودي محمد الع�صيمي‪:‬‬ ‫ي�شعر الأهل ب�أنهم مجبرون على تزويج‬ ‫بناتهم للغرباء لأنهم يرون �أنه خيار �أف�ضل‬ ‫لهن من البقاء في مخيم لالجئين‬ ‫كتب رجل على الإنترنت‪:‬‬ ‫"هذه لي�ست م�س�ألة ا�ستغالل �إنها‬ ‫م�س�ألة عر�ض وطلب" و�إقترح تخفي�ض‬ ‫المهور �إلى ‪ 100‬دينار [‪ 143‬دوالراً]‬ ‫ب�سبب العدد المتزايد من الالجئات‬ ‫�أم ��ا عب ��د الب ��اري عط ��وان‪ ،‬رئي�س تحري ��ر �صحيفة‬ ‫"القد� ��س العربي" ال�ص ��ادرة في لندن‪ ،‬فكتب ب�أن‬ ‫كبار ال�س ��ن من الرجال من مختل ��ف الدول العربية‬ ‫تزوج ��وا فتيات من مخيم ��ات الالجئين اللواتي هن‬ ‫دون �س ��ن ‪ 15‬عام ��ا"‪" .‬ال ��زواج م ��ن قا�ص ��رات في‬ ‫الحرب ال�سورية لها تداعيات �إجتماعية خطيرة على المر�أة‬

‫مخيم ��ات الالجئين هو ن ��وع من االغت�ص ��اب الذي‬ ‫يجب �أن يتوقف على الفور"‪ ،‬قال في مقاله‪" .‬ويجب‬ ‫تقديم الجناة �إلى العدالة"‪.‬‬ ‫والأ�سئل ��ة الت ��ي تفر� ��ض نف�سه ��ا هنا‪ :‬لم ��اذا ال تثير‬ ‫المعار�ض ��ة ال�سوري ��ة الق�ضي ��ة م ��ع الحكوم ��ات‬ ‫الإقليمي ��ة؟ لم ��اذا ال يوج ��د لديها فري ��ق مخ�ص�ص‬ ‫لرعاية الالجئين؟ وفق ��ا" لديبلوما�سي غربي يعمل‬ ‫ف ��ي الق�ضايا ال�سوري ��ة‪ ،‬ان المعار�ض ��ة تتلقى موارد‬ ‫كافي ��ة للإغاثة‪ ،‬ولكن الأموال ته ��در وتبذر في غير‬ ‫محله ��ا‪ .‬اذا كانت المعار�ضة ال�سورية تريد ان تكون‬ ‫ذات م�صداقي ��ة يج ��ب ان تعال ��ج ه ��ذه الم�س�ألة مع‬ ‫ال�سلطات والمنظمات الدولية في �أقرب فر�صة‪.‬‬ ‫ف ��ي حي ��ن �أنه م ��ن ال�صعب من ��ع الأ�سر م ��ن تزويج‬ ‫بناته ��م‪ ،‬وخ�صو�ص ��ا" في ظ ��ل عدم وج ��ود قوانين‬ ‫تحظر زواج القا�صرات‪ ،‬ف�إن تح�سين حياة الالجئين‬ ‫يمكن �أن ي�ساعد في الق�ضاء على �أي تجاوزات‪.‬‬ ‫الواق ��ع ان الزيج ��ات الإ�ستغاللي ��ة ف ��ي ال�صراعات‬ ‫لي�س ��ت جديدة عل ��ى المنطق ��ة �أو العال ��م‪ .‬كان من‬ ‫ال�شائ ��ع ان يدع ��و رج ��ال الدين الم�صلي ��ن لحماية‬ ‫الم ��ر�أة الم�سلمة عن طريق ال ��زواج بها‪ .‬وقد حدث‬ ‫ذل ��ك في ال�شي�شان والبو�سنة والعراق‪ ،‬والآن �سوريا‪.‬‬ ‫ولكن هذه الدعوات �أدت وت�ؤدي با�ستمرار �إلى مزيد‬ ‫م ��ن اال�ستغ�ل�ال‪ ،‬وبعد ذل ��ك الى مزيد م ��ن الو�صم‬ ‫وت�شويه ال�سمعة‪.‬‬ ‫التعليقات على مختلف المواقع الإلكترونية‪ -‬بالآالف‬ ‫– ت�ؤكد على محنة الن�ساء في العالم العربي ب�شكل‬ ‫عام‪ ،‬والمواق ��ف المعادية للمر�أة ال تزال قائمة على‬ ‫الرغم من الث ��ورات ال�شعبية (المفتر�ض م�ستنيرة)‬ ‫في جميع �أنحاء المنطقة‪ .‬ان المر�أة العربية تحارب‬ ‫الظل ��م عل ��ى العدي ��د من الجبه ��ات‪ ،‬م ��ن التحر�ش‬ ‫الجن�س ��ي وزواج القا�ص ��رات ال ��ى الإبت ��زاز‪ .‬و ُيديم‬ ‫معاناتهن المواقف الم�ؤ�س�سية والدينية والإجتماعية‬ ‫التي ترى �أن المر�أة تابعة للرجل‪.‬‬ ‫ف ��ي المناط ��ق الت ��ي تمزقه ��ا ال�صراع ��ات‪ ،‬ت�أخ ��ذ‬ ‫محنته ��ن ُبع ��دا" �آخ ��ر‪ .‬بغ� ��ض النظر ع ��ن ظروف‬ ‫معاناتهن‪ ،‬يو�ض ��ع اللوم والم�س�ؤ�ؤلي ��ة‪ ،‬على نحو ما‪،‬‬ ‫عل ��ى الن�س ��اء لأنه ��ن �إ�ستغلل ��ن‪ .‬النظ ��رة التقليدية‬ ‫ع ��ن ان الم ��ر�أة �شخ� ��ص يحت ��اج �إلى حماي ��ة تط َّبق‬ ‫فقط عندما ال تحتاج ف ��ي الواقع الى ذلك؛ وعندما‬ ‫تحتاج المر�أة حقا" الى م�ساعدة‪ ،‬ين�سى العديد من‬ ‫الرجال دوره ��م التقليدي بو�صفهم حم ��اة‪ ،‬فيلقون‬ ‫اللوم على المر�أة لف�شلها في حماية نف�سها‪.‬‬ ‫كلما تقدمت هذه الحرب يتحول رجالها الى وحو�ش‪،‬‬ ‫ولي�س فقط لأنهم يقتلون بع�ضهم البع�ض‪ ،‬ولكن لأن‬ ‫الكثيري ��ن يغ�ض ��ون الطرف ع ��ن �إ�ستغ�ل�ال الن�ساء‬ ‫وخ�صو�صا" القا�صرات‬

‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪85‬‬


‫عالمها‬

‫الإتجار بالمر�أة على االنترنت عار على الم�شاركين به‬

‫زوجة سورية بـ‪ 150‬دوالراً !‬ ‫ل��م يكف ال�سوريون هموم الحرب وتداعياتها‪ ،‬ها هم الآن يلوذون بالفرار من‬ ‫منازله��م ومدنهم وقراهم الى دول مجاورة هرب��ا" من �آلة الموت التي تح�صد‬ ‫المئ��ات يوميا" من �أهل النظ��ام والمعار�ضة على حد �س��واء‪ ،‬ويتحولون بين‬ ‫ليلة و�ضحاه��ا الى الجئين في مخيمات تعوزها الكثي��ر من مقومات العي�ش‬ ‫الكريم‪ .‬ولم��ا كانت المر�أة الج�سم الأ�ضعف دائما" ف��ي �أية معادلة عربية ها‬ ‫ه��ي قد تحولت في تلك المخيم��ات ال�سورية �سلعة للبي��ع وال�شراء حتى لو‬ ‫كانت ما زالت قا�صرا"‪.‬‬ ‫عمان ‪� -‬سلوى ال�شامي‬ ‫م ��ا زالت الن�ساء والفتي ��ات الفئة الأكثر‬ ‫ت�ض ��ررا" ج ��راء الن ��زاع ال ��ذي ي ��دور‬ ‫ف ��ي �سوريا‪ ،‬ولك ��ن نادرا" م ��ا ت�ص ��ل معاناتهن الى‬ ‫عناوي ��ن ال�صحف‪ ،‬في حي ��ن ان الرجال الذين لقوا‬ ‫حتفه ��م في ال�ص ��راع‪� ،‬سيت ��م تكري ��م العديد منهم‬ ‫ك�شه ��داء‪ .‬و�أولئك الذين نجوا م ��ن المعاناة على يد‬ ‫النظام البعثي �سوف يع ��ودون �إلى ديارهم ك�أبطال‪.‬‬ ‫ولك ��ن الإناث بمن فيهن �ضحاي ��ا الإعتداء الجن�سي‬ ‫والالجئ ��ات‪� ،‬س ��وف يبقي ��ن مو�صوم ��ات وم�ش ّوهات‬ ‫ال�سمع ��ة ب�صفة دائمة ف ��ي المجتمع ��ات المحافظة‬ ‫التي بب�ساطة ال ترى معاناتهن على قدم الم�ساواة‪.‬‬ ‫ف ��ي تموز (يولي ��و) الفائت‪ ،‬كتب �أح ��د المعلقين في‬ ‫�صحيفة "ذا نا�شيونال" �أن "الحرب في �سوريا‪ ،‬مثل‬ ‫كل �صراع‪� ،‬ستكون لها �آثار عميقة وطويلة الأمد على‬ ‫الن�س ��اء والفتيات‪ ،‬حتى بالن�سبة ال ��ى �أولئك اللواتي‬ ‫نجون من المعركة"‪ .‬م ��ن الوا�ضح جدا" �أن هذا ما‬ ‫يحدث بالفعل‪ .‬في الأ�سابيع الأخيرة‪ ،‬ذكرت و�سائل‬ ‫االعالم العربية ب�أن الن�ساء في مخيمات الالجئين‪،‬‬ ‫معظمه ��م من القا�ص ��رات‪� ،‬إ�ستُغللن جن�سيا" بحجة‬ ‫الزواج‪.‬‬ ‫لق ��د �صار من ال�شائ ��ع �أن نرى ف ��ي منتديات عربية‬ ‫�إلكتروني ��ة على االنترنت طلبات من رجال "يرغبون‬ ‫ال ��زواج م ��ن فتي ��ات �سوري ��ات"‪ .‬وق ��د �أف ��اد بع� ��ض‬ ‫التقاري ��ر �أن ��ه مقاب ��ل مبالغ مالي ��ة تت ��راوح ما بين‬ ‫‪84‬‬

‫بع�ض التقارير‪ :‬مقابل مبالغ‬ ‫مالية تتراوح ما بين ‪ 500‬الى ‪1,000‬‬ ‫دوالر �أُخذت فتيات من مخيمات الالجئين‬ ‫ال�سوريين في الأردن الى ال�سعودية‬ ‫والعراق وتركيا‬

‫مخيمات الالجئين ال�سوريين‪ :‬م�أ�ساة الن�ساء كبيرة فيها‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫‪ 500‬ال ��ى ‪ 1,000‬دوالر‪� ،‬أُخ ��ذت فتيات من مخيمات‬ ‫الالجئي ��ن ف ��ي الأردن‪ .‬وغالبا" ما ت�سم ��ى المملكة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودي ��ة كوجه ��ة‪ ،‬ولك ��ن قال ��ت م�صادر‬ ‫متطابقة ان هناك وجه ��ات مماثلة في بلدان �أخرى‬ ‫بما فيها العراق وتركيا‪.‬‬ ‫المع ّل ��ق ال�سعودي محمد الع�صيم ��ي‪ ،‬الذي كان �أول‬ ‫م ��ن �سلط ال�ضوء على �إعالن ��ات الإنترنت‪ ،‬كتب ب�أن‬ ‫الأهل ي�شع ��رون ب�أنهم مجبرون عل ��ى تزويج بناتهم‬ ‫للغرباء لأنهم ي ��رون �أنه خيار �أف�ضل لهن من البقاء‬ ‫في مخيم لالجئين‪.‬‬ ‫م ��ن جهتهم �شج ��ع رجال الدي ��ن �أي�ض ��ا" على هذا‬


‫ال�سك ��ري في الع ��ام ‪ ،٢٠١٠‬ومن المتوقع �أن يرتفع ع ��دد الأ�شخا�ص‬ ‫الذي ��ن يعانون من مر� ��ض ال�سكري �إلى ‪ ٣٨٠‬ملي ��ون ن�سمة في العام‬ ‫‪ ٢٠٢٥‬و�إلى ‪ ٤٣٨‬مليون بحلول عام ‪.٢٠٣٠‬‬ ‫‪ Ø‬يق ��در االتحاد الدولي لل�سك ��ري (‪� )IDF‬أن الدول الخم�س التي فيها‬ ‫ ‬ ‫�أكبر عدد من الم�صابين بداء ال�سكري عام ‪٢٠١٠‬هي‪:‬‬ ‫ الهند‬‫ ال�صين‬‫ الواليات المتحدة‬‫ رو�سيا‬‫ البرازيل‬‫‪ Ø‬كم ��ا ذكر االتحاد الدول ��ي لل�سكري (‪� )IDF‬أن ال ��دول الخم�س التي‬ ‫ ‬ ‫فيها �أعلى انت�شار لمر�ض ال�سكري عام ‪ ٢٠١٠‬هي‪:‬‬ ‫ نورو‬‫ الإمارات العربية المتحدة‬‫ المملكة العربية ال�سعودية‬‫ البحرين‬‫ الكويت‪.‬‬‫وماذا عن �شرق المتو�سط منطقة ال�شرق الأو�سط ؟‬ ‫الواق ��ع ان هن ��اك �إح�صاءات وتوقع ��ات تك�شف بو�ضوح عن ال�ص ��ورة لإنت�شار‬ ‫مر�ض ال�سكري في �أ�صقاعنا و�أ�صقاع جيراننا‪ ،‬وهي كالتالي‪:‬‬

‫تت�ساءل ��ون عن الأ�سباب؟ �شيخوخ ��ة ال�سكان‪ ،‬جنبا" �إلى جن ��ب مع التغيرات‬ ‫الإجتماعي ��ة والإقت�صادية والتغري ��ب‪� ،‬أدت �إلى زيادة كبيرة في معدل انت�شار‬ ‫مر�ض ال�سكري‪.‬‬ ‫ولكن ما هي التوقعات حتى العام ‪٢٠٢٥‬؟‬ ‫(�أنظر الر�سمين البيانيين ‪ 1‬و ‪)2‬‬ ‫للأ�سف المتوقع �أن �إقليم �ش ��رق المتو�سط​​ومنطقة ال�شرق الأو�سط �سيظالن‬ ‫ي�ش ��كالن �أعلى مع ��دل انت�شار مع ‪ ٪10.4‬م ��ن �سكانهما البالغي ��ن المت�أثرين‬ ‫بمر� ��ض ال�سك ��ري في الع ��ام ‪ .٢٠٢٥‬ومن المتوق ��ع �أن البلدان ال�ست ��ة التالية‬ ‫الإمارات العربي ��ة المتحدة‪ ،‬المملكة العربية ال�سعودي ��ة‪ ،‬البحرين‪ ،‬الكويت‪،‬‬ ‫عم ��ان وم�ص ��ر‪� ،‬ستظل من بين �أعل ��ى ‪ ١٠‬بلدان في العالم م ��ن حيث انت�شار‬ ‫مر�ض ال�سكري فيها في العام ‪.2025‬‬

‫�إح�صاءات عام ‪ ٢٠٠٧‬وتوقعات لعام ‪(٢٠٢٥‬ر�سم بياني رقم ‪)1‬‬

‫يق ��در �أن ‪ ٢٤،٥‬ملي ��ون ن�سمة‪� ،‬أو ‪ ٪7.7‬من ال�س ��كان البالغين كانوا م�صابين‬ ‫بال�سكري في �إقليم �شرق المتو�سط ومنطقة ال�شرق الأو�سط في العام ‪٢٠٠٧‬‬ ‫وم ��ن المتوق ��ع �أن يزيد ه ��ذا العدد بن�سب ��ة ‪� ٪81‬إلى ‪ 44.5‬ملي ��ون‪ ،‬وهو نحو‬ ‫‪ ٪9.0‬من عدد ال�سكان البالغين‪ ،‬في العام ‪.2025‬‬

‫مر�ض ال�سكري ح�سب الفئة العمرية‬ ‫(�أنظر الى الر�سم البياني ‪)3‬‬ ‫�إن الفئ ��ة العمري ��ة ‪� ٥٩-٤٠‬سن ��ة ت�ش ��كل حالي ��ا" �أكب ��ر عدد م ��ن الأ�شخا�ص‬ ‫الم�صابين بداء ال�سكري مع ‪ ١٢٫٦‬مليون �شخ�ص‪ .‬رغم ذلك‪ ،‬لي�س ب�إمكاننا‬ ‫�أن نغ� ��ض النظرعن الرقم المرتفع الذي ت�شكله الفئة العمرية ‪ ٣٩-٢٠‬وهو ‪٦‬‬ ‫ماليي ��ن �شخ� ��ص ‪ .‬ويتوقع �أن يخ�ضع عدد الم�صابين ف ��ي كل فئة عمرية الى‬ ‫زيادة �أو م�ضاعفة في العام ‪.٢٠٢٥‬‬ ‫‪25‬‬

‫ ‬

‫‪20‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪10‬‬

‫ما هي �إح�صاءات عام ‪٢٠٠٧‬؟ (�أنظر الر�سم البياني رقم ‪)1‬‬ ‫في العام ‪ ،٢٠٠٧‬كان �إقليم �شرق المتو�سط​​ومنطقة ال�شرق الأو�سط ي�شكالن‬ ‫�أعلى معدالت لإنت�شار مر�ض ال�سكري في العالم بن�سبة ‪ .٪ 9.2‬وقد �أظهرت‬ ‫الدرا�سات التي �أجريت في البلدان ال�ستة التالية ‪ :‬البحرين‪ ،‬م�صر‪ ،‬الكويت‪،‬‬ ‫عم ��ان‪ ،‬المملك ��ة العربية ال�سعودية والإمارات العربي ��ة المتحدة �أنها من بين‬ ‫�أعلى ‪ ١٠‬بلدان في العالم من حيث انت�شار هذا المر�ض فيها‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪60 - 79‬‬

‫‪40 - 59‬‬

‫‪20 - 39‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2025‬‬

‫مر�ض ال�سكري ح�سب الفئة العمرية (ر�سم بياني ‪)3‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪Issue 2 - November‬‬ ‫مقارنةً‪2012‬‬ ‫بالرجال‪)١١٥،٩٣٣( -‬‬

‫‪87‬‬


‫�صحة‬

‫الداء الذي ي�شغل العالم ويهدد منطقة ال�شرق الأو�سط‬ ‫تتصدر الئحة العشر األولى عالمي ًا‬ ‫‪ 6‬دول عربية‬ ‫ّ‬ ‫إلنتشار مرض السكري‬ ‫الأمرا���ض الت��ي ت�ؤرق �سي��دات ورجال الأعمال عدي��دة‪ .‬ويبدو ان مر�ض ال�سك��ري يحتل �إحدى‬ ‫المرات��ب الأول��ى في هذا المجال‪ .‬وح�سب �أهل الإخت�صا�ص يعتبر ه��ذا المر�ض واحدا" من �أكبر‬ ‫التحدي��ات ال�صحي��ة الت��ي نواجهه��ا اليوم‪ .‬ه��ذا المر�ض الخطير ال��ذي �إذا ترك م��ن دون عالج‪،‬‬ ‫يمك��ن �أن ي ��ؤدي �إلى �أمرا���ض القلب وال�سكت��ة الدماغية والف�ش��ل الكلوي وغيرها م��ن الم�شاكل‬ ‫ال�صحية‪ .‬التقرير التالي يلقي ال�ضوء على مر�ض ال�سكري‪.‬‬ ‫بيروت ‪ -‬كري�ستل بدرو�سيان‬

‫*‬

‫ال�سك ��ري هو م ��ن �أمرا�ض التمثيل الغذائ ��ي المزمنة والتي تتميز‬ ‫بارتفاع معدل الغلوك ��وز �أو ال�سكر (‪ .)hyperglycemia‬وي�صاب‬ ‫ب ��ه المرء نتيجة نق� ��ص �أو �إنخفا�ض �إنت ��اج الأن�سولين‪� ،‬أو �ضع ��ف اال�ستجابة‬ ‫لمفع ��ول الأن�سولين في �أن�سجة الج�سم والذي ي�ش ��ار �إليه بم�صطلح "مقاومة‬ ‫الأن�سولين"‪.‬‬ ‫ما هي �أنواع ال�سكري؟‬ ‫هن ��اك نوعان رئي�سان م ��ن ال�سكري‪" ،‬ال�سكري من الن ��وع الأول" و"ال�سكري‬ ‫م ��ن الن ��وع الثاني" وهم ��ا و�إن �إختلفا ف ��ي العمليات الفيزيولوجي ��ة المر�ضية‬ ‫المرتبط ��ة بكل منهما‪� ،‬إال �أنهما ي�ؤديان �إلى العار�ض الم�شترك نف�سه المتمثل‬ ‫في �إرتفاع معدل ال�سكر في الدم‪.‬‬ ‫ مر�ض ال�سكري ن��وع‪ :١‬حلت ت�سمية "النوع الأول من ال�سكري" (‪Type‬‬‫‪ )1 Diabetes, T1D‬عل ��ى م�ست ��وى العال ��م محل ت�سميات ع ��دة �سابقة مثل‪:‬‬ ‫"�سكري الأطفال"‪ ،‬و"�سكري ال�صغار"‪ ،‬و"ال�سكري الذي يظهر في مرحلة‬ ‫الطفول ��ة" و"ال�سك ��ري المعتم ��د عل ��ى الأن�سولي ��ن"‪ .‬ويمثل الن ��وع الأول من‬ ‫ال�سك ��ري الذي يظهر في كل من مرحلتي الطفول ��ة والمراهقة ولدى ال�شباب‬ ‫اليافعي ��ن‪ ،‬م ��ا بي ��ن ‪ % 10 - 5‬فقط من مجمل المر�ض ��ى الم�صابين بمر�ض‬ ‫ال�سكري‪.‬‬ ‫وعل ��ى الرغم م ��ن �أن العلم لم يتمكن بع ��د من فهم جمي ��ع العوامل الم�سببة‬ ‫لظه ��ور مر�ض ال�سكري من النوع الأول‪ ،‬هناك �أدلة على وجود تفعيل للمناعة‬ ‫الذاتي ��ة لدى غالبي ��ة الم�صابين بهذا الن ��وع‪ .‬ويدفع تفعي ��ل المناعة الذاتية‬ ‫جه ��از المناعة الى مهاجمة وتدمير خالي ��ا بيتا (‪ )β‬المنتجة للأن�سولين في‬ ‫البنكريا� ��س‪ .‬وال يتمكن المري�ض ف ��ي حالة ال�سكري من النوع الأول من �إنتاج‬ ‫و�إف ��راز الأن�سولين‪ ،‬لذل ��ك يرتكز العالج على تعوي� ��ض الأن�سولين‪ .‬ومن �ش�أن‬ ‫ه ��ذا‪ ،‬حتى في ح ��االت المر�ضى من الأطفال ال�صغ ��ار‪� ،‬أن يتيح لهم التكيف‬ ‫م ��ع �أو�ضاعه ��م و�أن يعي�شوا حياة �صحية �سعيدة ومدي ��دة‪ .‬ويعتقد العلماء �أن‬ ‫‪86‬‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫مجموعة من العوام ��ل الوراثية والبيئية والمناعية ت�سهم في ظهور هذا النوع‬ ‫من ال�سكري‪.‬‬ ‫ مر�ض ال�سكري نوع‪ :٢‬حلت ت�سمية "ال�سكري من النوع الثاني" (‪Type‬‬‫‪ )2 Diabetes, T2D‬محل ت�سميات عديدة �سابقة له منها ‪�" :‬سكري الكبار �أو‬ ‫�سكري البالغين"‪ ،‬و"ال�سك ��ري المرتبط بال�سمنة"‪ ،‬و"ال�سكري غير المعتمد‬ ‫على الأن�سولين"‪ .‬وينجم ال�سكري من النوع الثاني عن واحدة �أو مجموعة من‬ ‫عمليات فيزيولوجية مر�ضية‪.‬‬ ‫يتط ��ور هذا النوع عندما يكون ب�إمكان الج�سم �إنتاج بع�ض الأن�سولين‪ ،‬لكن لي�س‬ ‫بم ��ا في ��ه الكفاي ��ة‪� ،‬أو عندما يك ��ون الأن�سولين ال ��ذي يتم انتاج ��ه ال يعمل ب�شكل‬ ‫�صحيح‪ ،‬المعروف با�سم مقاومة االن�سولين "‪"insulin resistance‬؛ في معظم‬ ‫الح ��االت يرتبط ه ��ذا النوع م ��ن المر�ض بزيادة ال ��وزن‪ .‬وعادة م ��ا يظهر هذا‬ ‫الن ��وع من ال�سك ��ري عند الأ�شخا� ��ص فوق �س ��ن الأربعين‪ .‬ومع ذل ��ك‪ ،‬في الآونة‬ ‫الأخي ��رة‪ ،‬يجرى ت�شخي�ص الكثي ��ر من الأطفال الذين يعان ��ون من هذه الحالة‪،‬‬ ‫بع�ضه ��م ال يتجاوز عمره �سبع �سنوات‪ .‬ال�سكري من النوع ‪ ٢‬هو �أكثر �شيوعا" من‬ ‫النوع ‪� ١‬إذ ي�شكل ‪ ٩٠‬في المئة من الأ�شخا�ص الذين يعانون من مر�ض ال�سكري‪.‬‬ ‫ولكن م ��ا هو مدى �إنت�شار مر�ض ال�سكري وبالتال ��ي ماذا تفيدنا الإح�صاءات‬ ‫العالمية ؟‬ ‫الواقع ان مر�ض ال�سكري يم ّثل حالة طبية خطيرة على الفرد والمجتمع‪ .‬وهو‬ ‫يو�س ��ع دائرة �إنت�شاره محلي ��ا" ووطنيا" ودوليا"‪ ،‬وال ي ��زال ي�شكل م�صدر قلق‬ ‫لمقدم ��ي الرعاية ال�صحية و�إدارات ال�صحة العامة والأ�سر والمت�ضررين من‬ ‫هذا المر�ض‪ ،‬فعلى �سبيل المثال‪:‬‬ ‫‪ Ø‬ت�ؤك ��د تقاري ��ر "مراك ��ز ال�سيطرة عل ��ى الأمرا� ��ض والوقاي ��ة منها"‬ ‫(‪� )Centers for Disease Control and Prevention‬أن مر� ��ض‬ ‫ال�سك ��ري ي�ؤثر عل ��ى ما يقدر بنح ��و ‪ ٢١‬مليون �شخ�ص ف ��ي الواليات‬ ‫المتح ��دة‪ ،‬و�أكثر من �ستة ماليين من ه� ��ؤالء النا�س ال يدركون �أنهم‬ ‫م�صابون بهذا المر�ض‪.‬‬ ‫‪� Ø‬أظه ��رت االح�ص ��اءات �أن ‪ ٢٨٥‬ملي ��ون �شخ� ��ص عان ��وا م ��ن مر�ض‬


‫�صحة‬ ‫متو�سط​​العمر المتوقع ومعدالت الوفيات (�أنظر ر�سم بياني ‪)4‬‬ ‫· مر� ��ض ال�سك ��ري هو ال�سب ��ب الخام� ��س الأكث ��ر �شيوع ��ا" للوفاة في‬ ‫العالم‬ ‫· يتم تخفي�ض العمر المتوقع بمعدل‬ ‫ �أكثر من ‪ ٢٠‬عاما" عند مري�ض ال�سكري من النوع ‪١‬‬‫ ما ي�صل �إلى ‪� ١٠‬أعوام عند مري�ض ال�سكري من النوع ‪٢‬‬‫· �شكل ��ت الوفي ��ات الناجمة ع ��ن مر�ض ال�سك ��ري ‪ ٪11،5‬من مجموع‬ ‫الوفيات في هذه المنطقة‪� ،‬أكثرهم من الن�ساء (‪ )١٨١،٥٣١‬مقارن ًة‬ ‫بالرجال (‪)١١٥،٩٣٣‬‬

‫ عل ��ى الأقل واحد من كل ع�شرة �أ�شخا� ��ص يدخلون الم�ست�شفى يعاني‬‫من مر�ض ال�سكري‬ ‫ يقي ��م الأ�شخا�ص الذين يعانون م ��ن مر�ض ال�سكري لفترة �أطول في‬‫الم�ست�شفى‪.‬‬

‫متو�سط النفقات ال�صحية لل�شخ�ص الم�صاب بمر�ض ال�سكري بالدوالر‬ ‫�إقليم �شرق المتو�سط ومنطقة ال�شرق الأو�سط عام ‪٢٠٠٧‬‬

‫ن�سبة الوفيات الناجمة عن مر�ض ال�سكري ‪� -‬إقليم �شرق المتو�سط‬ ‫ومنطقة ال�شرق الأو�سط عام ‪( ٢٠٠٧‬ر�سم بياني ‪)4‬‬ ‫‪United Arab Emirates‬‬

‫‪Qatar‬‬

‫‪Kuwait‬‬

‫‪Bahrain‬‬

‫‪Oman‬‬ ‫‪35‬‬

‫‪30‬‬

‫‪25‬‬

‫‪20‬‬

‫‪15‬‬

‫‪10‬‬

‫‪5‬‬

‫‪0‬‬

‫‪Males‬‬ ‫‪Females‬‬

‫ن�سبة الوفيات الناجمة عن مر�ض ال�سكري من مجموع الوفيات‬

‫تكاليف مالية والت�أثير على االقت�صاد؟‬ ‫يكلف مر�ض ال�سك ��ري الواليات المتحدة ‪ ٩٢‬مليار دوالر �سنويا" من تكاليف‬ ‫طبية مبا�شرة و ‪ ٤٠‬مليار دوالر �سنويا" من تكاليف غير مبا�شرة‪ ،‬مثل العطل‬ ‫عن العمل‪� ،‬إعاقات ج�سدية وخ�سائر في الأرواح‪.‬‬ ‫لدى مر�ض ال�سكري ت�أثير كبير على ال�صحة والخدمات االجتماعية‪:‬‬ ‫ الأ�شخا�ص الذين يعانون من مر�ض ال�سكري هم م ّرتان اكثر عر�ضة‬‫لدخول الم�ست�شفى‬

‫من هو معر�ض لخطر مر�ض ال�سكري من النوع‪٢‬؟‬ ‫يرتبط مر�ض ال�سكري م ��ن النوع ‪ ٢‬بالعديد من العوامل الخطيرة وت�شمل ما‬ ‫يلي‪:‬‬ ‫ · ال�سمنة‬ ‫· النظام الغذائي ال�سيىء وقلة الن�شاط البدني‬ ‫ · العمر‬ ‫ · مقاومة االن�سولين ‪insulin resistance‬‬ ‫ · العامل الوراثي‬ ‫ · الأ�صل العرقي‬ ‫وق ��د �أدت التغيرات في الن�شاط البدني والنظ ��ام الغذائي والتو�سع العمراني‬ ‫�إلى زيادة حادة في عدد الم�صابين بمر�ض ال�سكري‪.‬‬ ‫ال يوجد حالي� � ًا دواء ي�شفي من مر�ض ال�سكري‪ ،‬ولكن يوجد عالج فعال‬ ‫يخف ��ف من وط� ��أة ه ��ذا المر�ض ويحد م ��ن خطر ح ��دوث م�ضاعفات‪.‬‬ ‫ب�إم ��كان المري�ض �أن يعي� ��ش ب�شكل طبيعي �إذا تن ��اول الدواء المنا�سب‪،‬‬ ‫ومار�س الن�شاط البدني‪ ،‬وحاف ��ظ على وزن ج�سم �سليم وتناول الطعام‬ ‫ال�صح ��ي‪� .‬إذا �أردن ��ا الح ��د م ��ن ه ��ذه الأزم ��ة ال�صحي ��ة المت�صاعدة‬ ‫وم�شاه ��دة �إنخفا� ��ض في ع ��دد الأ�شخا� ��ص الذين يموت ��ون من مر�ض‬ ‫ال�سك ��ري وم�ضاعفات ��ه‪ ،‬نحت ��اج �إل ��ى زيادة الوع ��ي بمخاط ��ر و�أ�سباب‬ ‫وم�ضاعفات هذا المر�ض‬ ‫* كري�ستل بدرو�سيان �إخت�صا�صية تغذية لبنانية‪.‬‬ ‫¶ للمزيد من المعلومات‪christellebedrossian@gmail.com :‬‬ ‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪89‬‬


Advanced BMI Weight Loss Clinic www.a-bmi.com An opportunity for a new life Are you looking to dramatically reduce your weight and remove the excess fat? Our Weight Loss Institute offers several medical and surgical weight loss options

Weight Loss Specialists: Canadian-certified

Medical Weight Loss Options Dietary consultation, Low Calorie Protein Diet Program(lose 8 -12 kg/month under medical supervision),Breathing test (found out if you have a slow, normal or fast metabolism), Body-reshaping, cellulite and fat reduction

Dr Nagi Safa Certified Weight loss Surgeon (Canada-Lebanon)

Weight Loss Surgeries

Expertise in all bariatric procedures: Laparoscopic gastric bypass, Sleeve Gastrectomy, Gastric banding, gastric plication, Laparoscopic repair of previous weight loss surgeries, Surgery for diabetes

Total Body Lifting

Liposuction, Tummy tuck, breast surgeries, Body lifting

Dr Thierry Yazbeck Certified Weight loss Surgeon (Lebanon)

Christelle Bedrossian Registered Dietitian Head Dietitian (Lebanon)


‫كتاب‬ ‫الشاعر!‬

‫الكثيرون يعرفونه بهذا االسم على أنه‬ ‫يختص ُره‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وما سوى القليلين‬ ‫يعرفون أن الشعر سنبل ٌة واحد ٌة من‬ ‫بيدره الكثير‪ .‬قد‬ ‫تكون األبرز‪ ،‬لكنها ليست الوحيدة‪.‬‬ ‫خمسين ساعة‬ ‫ُ‬ ‫جلست إليه‪ ،‬وكان الزمانُ قصيراً ‪.‬‬ ‫عره والنثر من‬ ‫ِش ُ‬ ‫مقلع‬ ‫واحد‪:‬‬ ‫ال‬ ‫جماليا‪.‬‬ ‫باإلزميل نفسه‬ ‫ينقُ ش القصيدة والقطعة النثرية‪.‬‬ ‫عشرات األفكار واآلراء‬ ‫والمبادئ والذكريات مدى ما يزيد‬ ‫عن خمسين سنة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫اختصرها في خمسين ساعة‪.‬‬ ‫طوال جلساتي إليه‪ ،‬لم‬ ‫يخنْ ه استذكار‪ .‬متّ قد البصر‬ ‫والبصيرة‪.‬‬ ‫شباب‬ ‫في‬ ‫ٌ‬ ‫الحيوية‬ ‫وا‬ ‫النفعال‪ .‬في الحماسة‬ ‫ُ‬ ‫والتفاؤل بالغد‪ .‬مصادرة‬ ‫ٌ على المستقبل لتحقيق أحالمه‬ ‫والمشاريع‪.‬‬ ‫رحلة في عقل سعيد عقل؟‬ ‫متع ٌة ذهني ٌة يعطاها ُّ‬ ‫كل من ُيقْ ِبل على المعرفة‬ ‫بتواضع‬ ‫ُ‬ ‫العلماء‬ ‫وبكارة االقتبال وبراءة اإلصغاء‪.‬‬ ‫الع ّد ُة اكتملَ ت‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫والني ُة‬ ‫انعقدت‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫فَ لْ تَ ْب َدإِ الرحلة‪.‬‬

‫سيرة غيرية ُث ِّمرت بنص‬ ‫مجبول بالشعر والرؤى الكبيرة‬ ‫�ص��در �أخيرا" كتاب "�سعيد عق��ل �إن حكى" لل�شاعر هنري زغيب والذي‬ ‫ج��اء نتيجة �أكثر م��ن خم�سين �ساع��ة جلو�س للم�ؤلف م��ع ال�شاعر �سعيد‬ ‫عقل‪ .‬الدكتور جورج ط��راد‪ ،‬الكاتب وال�صحافي والأ�ستاذ المحا�ضر في‬ ‫الجامعة اللبنانية قر�أ هذا الكتاب‪ ،‬وكتب المقال الآتي‪:‬‬

‫هرني زغيب‬

‫قراءة في كتاب "�سعيد عقل �إن حكى" لهنري زغيب‪:‬‬

‫(من المقدّ مة)‬

‫هنري زغيب‬

‫شاعر‬ ‫ٌ‬ ‫وكاتب لبناني‬ ‫ٌ‬ ‫الشعر‪:‬‬ ‫ّ ‪ .‬أَ حدَ ثُ مؤلفاته في ِ‬ ‫‪‬ربيع الصيف‬ ‫ُ‬ ‫الهندي‪ ،)2010( ‬على رمال‬ ‫الشاطئ الممنوع‪ ،)2012( ‬وفي‬ ‫النثر‪ :‬نقطة على الحرف‪‬‬ ‫الشعر‬ ‫(‪ ،)2010‬لُ غاتُ اللغة – نُ ظُ ُم ِ‬ ‫والنّ ثر بين ا ُألصول واإلبداع‪‬‬ ‫(‪ ،)2011‬جبران خليل جبران –‬ ‫ش‬ ‫واهدُ الناس واألمكنة‪.)2012( ‬‬

‫بيروت ‪ -‬جورج طراد‬ ‫نتح ّل ��ق اليوم ف ��ي ه ��ذه ال�صفحة حول‬ ‫�إثني ��ن‪� :‬أ�ص ��ل وف�صل ف ��ي الطريق الى‬ ‫�أن ي�صي ��ر �أ�ص�ل�ا" ‪-‬وق ��د �ص ��اره ال ��ى ح� � ّد بعيد‪-‬‬ ‫�سعيدعق ��ل وهنري زغيب‪ ،‬وج�سرهما هذا الكتاب‪،‬‬ ‫�أو فلنق ��ل ان ��ه بع�ض م ��ن ج�سر بينهم ��ا نعبره معا"‬ ‫ونحن نقر�أ ون�ستمتع ونكت�شف ونتع ّلم‪.‬‬ ‫الكت ��اب‪ ،‬غالفا" وطباعة ونوع ّي ��ة ورق و�إخراجا"‪،‬‬ ‫�إتق ��ان يق ��ارب الكم ��ال ودلي ��ل �سخ ��اء وتقدي ��ر‪.‬‬ ‫فالم�ضمون المكتنز ّ‬ ‫والم�شع في �إناء مترف راق‪.‬‬ ‫�سعي ��د عقل مدر�س ��ة؟ ّ‬ ‫ال�شك في ذل ��ك و�إن تح ّفظ‬ ‫ّ‬ ‫بع� ��ض و�إ�ستكث ��ر‪ .‬هن ��ري زغي ��ب‪ ،‬بقلم ��ه المفك ��ر‬ ‫والمح ��ب والف�ضولي‪ ،‬ر�سم مالم ��ح تلك المدر�سة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وتم�س ��ك بالحقّ والخي ��ر والجمال‪،‬‬ ‫خلق‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫ه‬ ‫ف�إذا‬ ‫ّ‬ ‫ووطن ّي ��ة ال تفت ��ر له ��ا ه ّم ��ة وال ته ��ادن‪ ،‬وعناد في‬ ‫القناع ��ات على �إباء وكبر‪ .‬ف� ��إذا ال�شعر الطالع من‬ ‫تلك المدر�سة على �صورتها ر�سوخا" و�شموخا"!‬ ‫و�سعي ��د عقل‪ ،‬كم ��ا هو بري�شة هن ��ري زغيب‪ ،‬عالم‬ ‫وخبي ��ر �أرق ��ام ومكت�ش ��ف �أ�ص ��ول وحقائ ��ق‪ .‬لذلك‬ ‫�شع ��ره بع� ��ض من علم ��ه‪ ،‬ور ّبم ��ا �صدى ل ��ه‪ .‬نفهم‪،‬‬ ‫حينه ��ا‪� ،‬أبياته المر�صو�صة المر�صوفة المتما�سكة‪،‬‬ ‫هو الذي ي�ؤم ��ن بال�صنعة وبالك ّد والنحت‪ ،‬من دون‬ ‫مغادرة طراوة الجماليا العزيزة على قلب ال�صديق‬ ‫هنري‪.‬‬ ‫�شخ�ص ّيا‪ ،‬تع ّلمتُ كثيرا" من قراءة هذا الكتاب‪ ،‬مع‬ ‫�أنني متابع عتيق ل�سعيد عقل في عطاءاته جميعا"‪،‬‬ ‫نثرا" و�شعرا" ومواقف نظر ّية‪ ،‬و�إهتمامات ح�ضار ّية‬ ‫و�إح�صائ ّية متن ّوعة‪ .‬والمعرفة‪ ،‬في معظمها‪ ،‬تذ ّكر‪،‬‬ ‫كم ��ا كان يق ��ول فال�سفة الإغري ��ق‪ ...‬هنري زغيب‬

‫في هذا الكتاب‪ ،‬وهو م ��ن الكتب النادرة التي تقر�أ‬ ‫م ��ن الجلدة الى الجلدة‪ ،‬كما يقال‪ ،‬ح ّرك فينا تلك‬ ‫المعرف ��ة حين ذ ّكرنا بلبنان الع� � ّز والثقافة والكبار‬ ‫الذي ��ن "كر�أ�س �صني ��ن يهوي‪� ،‬إن ه ��وى‪� ،‬صعدا""‬ ‫على قولة �سعيد عقل في ف�ؤاد افرام الب�ستاني‪.‬‬ ‫يقول ال�شاعر هنري زغيب ان مادة الكتاب تج ّمعت‬ ‫في خالل خم�سي ��ن �ساعة لقاء مع �سعيد عقل‪ .‬لي�س‬ ‫قليال" �أن تخت�صر قرنا" كامال" في خم�سين �ساعة‪،‬‬ ‫�أو �أن تعت�صر جبال" عمالق ��ا" في باقة ال�صفحات‬ ‫�إ ّال �إذا كن ��ت ل ّماح ��ا" و�صاح ��ب فك ��ر م�ص ّفى وقلم‬ ‫خبير في التنقيب عن الد ّر الخال�ص‪ .‬وهنري زغيب‬ ‫يجم ��ع‪ ،‬الى ه ��ذه الخ�ص ��ال‪ ،‬بع�ضا" �آخ ��ر يتكوكب‬ ‫حولها كمثل الوفاء وتقدير العلم والأدباء‪.‬‬ ‫وهن ��ري زغي ��ب‪ ،‬ف ��ي كتاب ��ه ه ��ذا‪ ،‬ث ّم ��ر طاقات ��ه‬ ‫ال�صحاف ّي ��ة ف ��ي ن� ّ��ص مجب ��ول بال�شع ��ر وال ��ر�ؤى‬ ‫الكبيرة‪ ،‬ف�أنتج م ��ا يمكن �إعتباره لوحات من �سيرة‬

‫ه‬

‫نري زغيب‪ :‬هل ي�صير الف�صل �أ�صال"؟‬

‫غالف كتاب "�سعيد عقل �إن حكى"‬

‫أدبي راق له �سواب ��ق عندنا‪ ،‬كما‬ ‫غير ّي ��ة‪ ،‬وهو ف ��ن � ّ‬ ‫ف ��ي كتاب ميخائيل نعيمة عن جبران خليل جبران‪،‬‬ ‫وعند الآخرين‪ ،‬كما في كتاب برنار هنري ليفي عن‬ ‫"الأيام الأخيرة ل�شارل بودلير" مثال"‪.‬‬ ‫وكم ��ا في ك ّل �صحافة �إبداع ّي ��ة هناك ت�سليط لل�ضوء‬ ‫عل ��ى جوان ��ب �أكثر م ��ن غيره ��ا‪ ،‬فطلعت م ��ن قلمه‬ ‫مالمح �سعيد عقل كما ي ��راه هنري زغيب �أو يريده‪،‬‬ ‫�أو كما هو في الواقع الى حد بعيد‪ .‬فمن يقر�أ ف�صول‬ ‫"�سعيد عقل �إن حكى" يكت�شف بمتعة �شخ�ص ّية �أدب ّية‬ ‫ف ّذة طبعت الأدبين اللبناني والعربي بطابع مم ّيز هو‬ ‫طابع المدر�سة ال�سعيدعقل ّي ��ة‪ ،‬كما يطيب للكثيرين‬ ‫ت�سميته ��ا‪ .‬ك ّل ه ��ذا بقالب ف ّن ��ي �س ��رديّ راق يختار‬ ‫المو�ضوعات ّية منهجا"‪ ،‬والواقع ّية المج ّنحة طريقا"‪،‬‬ ‫لي�صبح هذا الكتاب وثيقة ثمينة عن واحد من �أبرز‬ ‫ر ّواد الجماليا الأدب ّية في الع�صور الحديثة‪.‬‬ ‫لي� ��س ل ��ي الآن �أن �أ�ستعر� ��ض لك ��م م ��ادّة الكتاب‪.‬‬ ‫ف�أن�صحك ��م بقراءته �إذا لم تقر�ؤوه بعد �أو �أنتم في‬ ‫الطري ��ق الى‪..‬والمحاور التي ي ��دور حولها هي‪ ،‬في‬ ‫معظمها‪ ،‬معقودة اللواء فكر ّيا" و�أدب ّيا" و�أخالق ّيا"‬ ‫ل�شاعرن ��ا الكبي ��ر �سعيد عق ��ل‪ ،‬من ق�ضاي ��ا ال�شعر‬ ‫وم�سائل العلم ومواقف الفكر ومتاعب اللغة ومنابر‬ ‫ال�صحافة ومنابع الح�ضارة وغيرها كثير‪...‬‬ ‫ك ّلك ��م عال ��م وخبير ف ��ي ا�شعاعات تل ��ك المدر�سة‬ ‫العمالقة الت ��ي �إ�سمها �سعيد عقل‪ ...‬لذلك �س�أترك‬ ‫لك ��م المج ��ال للق ��راءة والتمعن والتفكي ��ر ومن ثم‬ ‫التكل ��م‪ ،‬فيتن ��اول ك ّل منكم الناحي ��ة التي يريد في‬ ‫تلك المدر�سة‪ ،‬حتى �إذا ما تكاملت �أفكارنا جميعا "‬ ‫وتالقح ��ت بحر ّية علم ّية �شجاع ��ة نكون فعال" من‬ ‫خ ّريج ��ي مدر�س ��ة �سعيد عق ��ل �أو ف ��ي الطريق الى‬ ‫التخ ّرج !‬

‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪91‬‬


‫الموقف الثقافي‬

‫فيروز األخوين وفيروز اإلبن!‬ ‫بقلم جوزف قرداحي‬ ‫يب ��دو �أراد ان يجم ��ع في ��ه م ��ا بي ��ن النو�ستالجي ��ا‬ ‫كثي ��رون قارن ��وا وم ��ا زال ��وا‬ ‫الرحباني ��ة وبين تجارب ��ه الم�ستم ��رة في البحث‬ ‫يقارن ��ون‪ ،‬م ��ا بين في ��روز الأم�س‬ ‫والتغري ��د خ ��ارج ال�س ��رب الرحبان ��ي الكال�سيكي‪،‬‬ ‫م ��ع الأخوي ��ن رحباني‪ ،‬وفي ��روز الحا�ضر مع‬ ‫�شعراً وجملة مو�سيقية‪.‬‬ ‫الرحبان ��ي المتم ��رد زي ��اد‪ .‬وذل ��ك بعي ��د كل‬ ‫المفارق ��ة �أن زي ��اد ال ��ذي و�ض ��ع في بدايات ��ه �أروع‬ ‫�إ�صدار غنائي جديد‪ .‬ولع َّل الأعمال الأخيرة‬ ‫الم�ؤلف ��ات المو�سيقي ��ة‪ ،‬و�أكثره ��ا �إقتراب� �اً م ��ن‬ ‫من ��ذ "كيف ��ك �إنت" وم ��ا قبلها‪� ،‬إل ��ى "�إيه في‬ ‫الميلودي ��ا العالمي ��ة ("قدي� ��ش كان ف ��ي نا� ��س"‬ ‫�أم ��ل"‪ ،‬تع ّر� ��ض زياد الرحبان ��ي ومعه والدته‬ ‫ً‬ ‫م ��ن ق�صي ��دة حب ف ��ي بعلب ��ك ‪ ،)1973‬ف�ضال عن‬ ‫في ��روز لوابل من النق ��د والمقارنة ‪ .‬ففيروز‬ ‫نوط ��ات غنائي ��ة ال تق ��ل �شفافي ��ة وعذوب ��ة عنه ��ا‪،‬‬ ‫الأم� ��س بالن�سب ��ة �إل ��ى �شريح ��ة كبي ��رة م ��ن‬ ‫مثل‪ّ :‬‬ ‫"نطرونا كتير" ذات ال�شقاوة الخا�صة (من‬ ‫ع�ش ��اق �صوتها‪ ،‬رم ��ز ذو قد�سية خا�صة‪ ،‬لي�س‬ ‫م ��ن ال�سهول ��ة الم�سا� ��س به‪ ،‬و�إخت ��راق هالت ��ه الكبي ��رة‪ ،‬بف�ضل ذلك م�سرحية "لولو") و"�س�ألوني النا�س" (م�سرحية "المحطة") التي‬ ‫ابك ��ت فيروز �أكث ��ر من مرة في �أثن ��اء �إن�شادها عل ��ى الم�سرح‪ ،‬و�أبكت‬ ‫التراث الغني مع الأخوين العبقريين‪.‬‬ ‫غي ��ر �أن زي ��اد الإنقالب ��ي على كل الرم ��وز الكبيرة‪ ،‬ب ��دءا" من فخر معها الجمهور المفجوع بانفجار دماغ عا�صي الرحباني‪ ،‬والذي لم‬ ‫الدين البطل التاريخي ال ��ذي �أنزعه مالب�سه التقليدية (ال�شروال تع ��د تت�سع ل ��ه "المطارح والم�ساف ��ات الأر�ضية"‪ .‬المفارق ��ة �أن زياد‬ ‫والعب ��اءة والعمام ��ة الأميري ��ة المعني ��ة)‪ ،‬و�ألب�س ��ه بنطل ��ون جين ��ز �صاحب هذا التراث العريق والفريد في ت�أليف الجملة المو�سيقية‪،‬‬ ‫م ��ن �إح ��دى �أ�شهر الم ��اركات (م�سرحية "�شي فا�ش ��ل")‪ ،‬لي�س ع�صياً ذات الح�ض ��ور العالمي‪� ،‬أدار ظهره لكل تاريخه وما�ضيه الغني‪ ،‬من‬ ‫علي ��ه �أن ينزع ف�ست ��ان والدته "الماك�سي" الوق ��ور‪ ،‬ويلب�سها التنورة �أج ��ل التفرغ لنمط مو�سيقي �سبقه �إلي ��ه رواد وعمالقة في "الجاز"‬ ‫الق�صي ��رة‪ ،‬م�ستعر�ض� �اً مفات ��ن �صوته ��ا بطريقة ع�صري ��ة وب�أ�سلوبه له ��م ب�صماتهم الوا�ضحة‪ ،‬في وقت نجد �أن �ساحة الأغنية اللبنانية‬ ‫بمفهومها العريق‪ ،‬خالية ومقفرة‪� ،‬إال من محاوالت يتيمة‪.‬‬ ‫الخا�ص!‬ ‫ومن ��ذ "ع ��ا هدي ��ر البو�سط ��ة" ذات الطق� ��س الفولكل ��وري ال�شعب ��ي‪ ،‬لك ��ن ه ��ل ه ��ذا التنوي ��ه بما�ض ��ي زي ��اد‪ ،‬يف�س ��ر ف�ش ��ل حا�ض ��ره م ��ع‬ ‫المف�صل ��ة �أ�ص ً‬ ‫ال على قيا� ��س �صوت الراحل جوزف �صقر (م�سرحية "الج ��از"؟! حا�ش ��ا وكال‪ ...‬فزي ��اد بالن�سب ��ة �إل ��ى ه ��واة ه ��ذا النوع‬ ‫َّ‬ ‫"بالن�سبة لبكرا �شو") مطعماً �إياها �إيقاعاً وتوزيعاً يتكئان على �س ّلم م ��ن المو�سيق ��ى‪� ،‬أكث ��ر من مبدع‪ ،‬وخ�صو�ص� �اً �أنه ا�ستط ��اع �أن يتف ّرد‬ ‫الج ��از‪ ،‬لتن�سج ��م م ��ع �صوت في ��روز‪ ،‬واجه زي ��اد عا�صفة م ��ن النقد‪ ،‬ب�إعط ��اء روح ��ه الرحبانية الم�شبعة‪ ،‬هذا الجو الرحب في مو�سيقى‬ ‫متهم ��ة �إياه بتخريب المو�سيقى الرحبانية العريقة والتطاول على "الج ��از"‪ .‬ويع ّب ��ر بالتالي من خ�ل�ال التقا�سيم وا�سعة الغنى التي‬ ‫يتمي ��ز به ��ا "الج ��از" عن ح ��االت فائق ��ة الإح�سا�س المو�سيق ��ي‪� ،‬إلى‬ ‫�صوت فيروز و�إنزاله �إلى م�ستوى الأغاني الخفيفة‪.‬‬ ‫يواج ��ه عل ��ى �أث ��ره زي ��اد بموجة من ح ��دود "التطري ��ب" و"ال�سلطن ��ة" وه ��و م ��ا الم�سن ��اه ف ��ي اكثر من‬ ‫وم ��ع �إ�ص ��دار كل عم ��ل جدي ��د‪َ ،‬‬ ‫الرف� ��ض‪ ،‬و ُتواجه بالتالي فيروز بالمقارن ��ة بين الأم�س والحا�ضر‪ .‬عم ��ل‪ ،‬حيث ينفلت البيانو بي ��ن �أ�صابعه في تقا�سيم �إحتفالية ت�صل‬ ‫تنج ��ح �أكث ��ر م ��ن �أغنية‪ ،‬وتالق ��ي الأ�ص ��داء الطيب ��ة‪ ،‬والإقبال لدى بالإح�سا�س �إلى م�ستوى الن�شوة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الجي ��ل الجدي ��د‪ ،‬كما لدى الجيل المتح ّف ��ظ‪ ،‬المترعرع على تراث ف ��ي هذه االج ��واء وهذا المناخ‪ ،‬لع ��ب زياد لعبت ��ه‪ ،‬م�ستعينا ب�صوت‬ ‫"جب ��ال ال�ص ��وان" و"ناط ��ورة المفاتي ��ح" و"ال�شخ� ��ص" و"لول ��و" في ��روز‪ ،‬الق ��ادر عل ��ى الو�ص ��ول‪ ،‬والت ّكي ��ف‪ ،‬وخ�صو�ص� �اً �أن تجربت ��ه‬ ‫و"مي� ��س الريم" وغيره ��ا‪ ...‬فيقبل على م�ض� ��ض �أغنيات من طراز ال�سابق ��ة م ��ع �ص ��وت �سلم ��ى ُم ْ�صف ��ي ذي الأداء الخا� ��ص (�شري ��ط‬ ‫"عودك رنان" و"كيفك �إنت" و"م�ش كاين هيك تكون" الذي يغرق "مون ��ودوز")‪ ،‬ل ��م ت�صل بمو�سيقاه �إل ��ى كل الم�ستويات والأذواق‪،‬‬ ‫فيه فيروز في �أحوال ال�صابون والزيتون‪ ،‬و�أي�ضاً �شريط "وال كيف" عل ��ى الرغ ��م من �أهمي ��ة التوزيع والألحان‪� ،‬إلى درج ��ة �أن �أكثر من‬ ‫ذات التوزي ��ع الخ ��ارج من �سلم "ال�سامب ��ا" و"الرومبا"‪ ،‬المتفرعين ر�أي �أجم ��ع عل ��ى �أن ه ��ذا الم�ست ��وى م ��ن "المون ��ودوز" �إفتق ��د �إلى‬ ‫م ��ن �ساللة "الج ��از" الت ��ي التزمها زياد من ��ذ منت�ص ��ف الثمانينات م�ست ��وى من "دوز" �صوت في ��روز‪ ...‬هذا ال�صوت الذي مهما تقدم‬ ‫و�أج ��رى علي ��ه �أبحاثاً ومقارب ��ات وتجارب توثيقي ��ة (�شريط "هدوء ب ��ه الزمن‪ ،‬ازداد ر�سوخاً في ذاك ��رة النا�س‪ ،‬وح�ضوراً ال يتزعزع في‬ ‫ن�سب ��ي" التلفزيون ��ي)‪ ،‬و�أخيراً �شريط "�إيه ف ��ي �أمل"‪ ،‬الذي على ما وجدانهم‬

‫‪90‬‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬


‫تلفزيون‬

‫برنامج تلفزيوني يثير �إهتمام الكثيرين في لبنان وخارجه‬ ‫زياد نجيم يرتدي روب "محامي الشيطان"‬ ‫ليحاكم أمراء الحرب اللبنانية!‬ ‫لماذا فتْح اوراق الحرب االهلية في هذا التوقيت‬ ‫بال��ذات؟ وماذا تعني �إعادة قراءة تاريخ �أحداث‬ ‫الما�ض��ي‪ ،‬وال �سيم��ا حي��ن يك��ون الما�ض��ي‬ ‫لا كل ال�صور الب�شع��ة في حقبة‬ ‫م�أ�سوي �اً‪ ،‬حام� ً‬ ‫معينة من تاريخ �شعب؟!‬ ‫بيروت ‪ -‬زينة بو حمزة‬ ‫في ثقافات ال ��دول المتطورة‪ ،‬وال �سيما‬ ‫ال ��دول االوروبي ��ة التي عان ��ت الويالت‬ ‫ج ��راء الحربي ��ن العالميتي ��ن الأولى والثاني ��ة‪ ،‬ف�إن‬ ‫ق ��راءة التاري ��خ �ضروري ��ة‪ ،‬ومحاكم ��ة الما�ضي بكل‬ ‫ب�شاعات ��ه �صحي ��ة وتغ ��ذي المناع ��ة ل ��دى الأجي ��ال‬ ‫الجدي ��دة‪� ،‬ضد العنف والحروب و�إ�ستخدام ال�سالح‬ ‫و�سيل ��ة للحل ��ول‪ .‬وخ�صو�ص� � ًا حي ��ن ينت ��ج ع ��ن تلك‬ ‫الق ��راءات‪ ،‬محاكم ��ات فعلي ��ة لمجرم ��ي الحروب‪،‬‬ ‫الذين �إنتهكوا الحرمات والكرامات والأعراف‪ ،‬من‬ ‫خ�ل�ال �أعمال القتل الجماعي ��ة‪ ،‬و�إغت�صاب الن�ساء‪،‬‬ ‫وغيرها من االنتهاكات االن�سانية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫�أم ��ا ف ��ي لبن ��ان ودول ال�ش ��رق الأو�سط‪ ،‬فكثي ��را ما‬ ‫ت�أخ ��ذ تلك الق ��راءات طابع ًا منح ��از ًا‪ ،‬كما �شاهدنا‬ ‫عل ��ى محط ��ة "الجزي ��رة" القطري ��ة‪ ،‬الت ��ي ق ��ر�أت‬ ‫الح ��رب االهلية اللبنانية بعي ��ن واحدة‪ ،‬وجعلت من‬ ‫الفل�سطينيي ��ن �ضحايا �إن لم نقل مالئكة وقدي�سين‪،‬‬ ‫ملقي ��ة �أثق ��ال الح ��رب واوزاره ��ا على فري ��ق واحد‬ ‫م ��ن اللبنانيين‪ ،‬متهمة �إياه ��م بالت�آمر على ت�صفية‬ ‫الفل�سطينيي ��ن وطردهم من لبنان‪ ،‬على غرار ايلول‬ ‫اال�س ��ود في الأردن مع المل ��ك الراحل ح�سين‪ ،‬الذي‬ ‫قام بعملي ��ة ع�سكرية وا�سعة �ض ��د منظمة التحرير‪،‬‬ ‫�إدت �إل ��ى ط ��رد الفدائيي ��ن الفل�سطينيي ��ن‪ ،‬وعل ��ى‬ ‫ر�أ�سهم يا�سر عرفات في العام ‪.1970‬‬ ‫ف ��ي الحلق ��ات الأربع الأول ��ى من برنام ��ج "محامي‬ ‫ال�شيط ��ان" الت ��ي عر�ضته ��ا ال�شا�ش ��ة اللبناني ��ة‬ ‫البرتقالي ��ة الـ‪ ،OTV‬ب ��دا وا�ضح� � ًا �أن الإعالمي‬ ‫المخ�ض ��رم زي ��اد نجي ��م‪ ،‬ي�سع ��ى �إل ��ى عم ��ل ج ��اد‬

‫�إحدى‬ ‫حلقات‬ ‫البرنامج‪:‬‬ ‫الم�شاركون‬ ‫خلف‬ ‫المتاري�س‬ ‫في الإ�ستديو‬

‫ومحت ��رف‪ ،‬ويتم ّي ��ز بالحيادي ��ة والمو�ضوعية‪ ،‬على‬ ‫الرغ ��م م ��ن والء ال�شا�ش ��ة الت ��ي تعر�ض ��ه للجنرال‬ ‫مي�شال عون‪ .‬الأمر الذي يزيد من الرهان على مدى‬ ‫�صمود ال�شا�شة البرتقالية على حياديتها‪ ،‬و�إلتزامها‬ ‫�سق ��ف نجيم العال ��ي في �إنفالته من قي ��ود الرقابة‪،‬‬ ‫و�إنحيازه �إلى الحيادية المطلقة‪ ،‬في قراءته النقدية‬ ‫والأكاديمية‪ ،‬لأحداث قد تحرج الكثيرين من �أبطال‬ ‫الحرب ورموزها‪ ،‬الذين انتقلوا من وراء المتاري�س‪،‬‬ ‫�إلى مقاعد المجل�س النيابي‪.‬‬ ‫ديكور البرنامج المبتك ��ر والمميز‪ ،‬الذي نقل متاري�س‬ ‫الحرب و�أ�سلحته ��ا و�شعاراتها �إلى داخل �إ�ستوديوهات‬ ‫ال� �ـ ‪ ،OTV‬و�إ�ستق ��دم العبي ��ن قدام ��ى‪ ،‬وم�ؤرخي ��ن‪،‬‬

‫زياد ن‬

‫جيم‪ :‬هل نجح حيث ف�شل الآخرون؟‬

‫و�إ�ستراتيجيي ��ن‪ ،‬و�إن ب ��دا م�ستف ��ز ًا و�صادم� � ًا بع� ��ض‬ ‫ال�شيء‪ ،‬غير �أنه حمل �أكثر من ر�سالة للم�شاهد العادي‬ ‫والحزب ��ي‪ ،‬وه ��ي ر�سال ��ة تحذي ��ر "�شدي ��دة اللهجة"‬ ‫م ��ن مخاطر �إع ��ادة بن ��اء المتاري� ��س داخ ��ل النفو�س‬ ‫الم�شحون ��ة‪ ،‬والتي قد ت�ؤ�س�س لح ��رب جديدة‪� ،‬ستكون‬ ‫�أ�شد �ضراوة و�أكثر خطر ًا‪ ،‬من الحروب التي �سبقتها‪.‬‬ ‫من المفيد ج ��د ًا‪� ،‬أن يجل�س متحاربون قدامى وجه ًا‬ ‫لوجه‪� ،‬إل ��ى جان ��ب �سيا�سين كانت ترتف ��ع �أ�سهمهم‬ ‫كلم ��ا �إرتفعت �أ�صوات المداف ��ع‪ ،‬و�إ�شتدت المعارك‪.‬‬ ‫لإعادة قراءة الحرب‪ ،‬بنفو�س باردة‪ ،‬وعقول هادئة‪،‬‬ ‫و�إن ا�شت ��دت حدة الحوار ف ��ي مفترقات معينة‪ ،‬غير‬ ‫�أنها من �أن ��در الحوارات البناءة الت ��ي تخدم الر�أي‬ ‫الع ��ام‪ ،‬بعيد ًا م ��ن الإث ��ارة الرخي�ص ��ة‪ ،‬والم�ستفزة‬ ‫للم�شاهد‪.‬‬ ‫�إيقاع الحوارات في "محامي ال�شيطان" على الرغم‬ ‫م ��ن �صخبه ��ا وحيويتها وحدّته ��ا‪� ،‬إال �أنه ��ا مم�سوكة‬ ‫حت ��ى الآن م ��ن مق ��دم البرنام ��ج "ال�شاط ��ر" زياد‬ ‫نجيم‪ ،‬الذي يعرف كيف ي�سيطر على �ضيوفه‪ ،‬ومتى‬ ‫يتدخ ��ل‪ ،‬ومتى يعطي حق ال ��كالم‪ ،‬بحيادية مطلقة‪،‬‬ ‫وبعيد ًا من �أي ا�ستفزاز‪.‬‬ ‫الره ��ان الآن‪ ،‬هو كيف �سيعالج "محامي ال�شيطان"‬ ‫زياد نجي ��م‪ ،‬ويقر�أ �أحداث المراح ��ل المتقدمة من‬ ‫"الح ��رب الأهلية"‪ ،‬وهل �سيتمك ��ن من المحافظة‬ ‫على �إ�ستق ��دام "النخب ��ة" من الأبط ��ال والالعبين‬ ‫الأ�سا�سيي ��ن‪ ،‬كم ��ا �شاهدنا حتى الآن ف ��ي الحلقات‬ ‫الأرب ��ع الأول ��ى؟! �أداء الحلق ��ات المقبل ��ة �سيعطينا‬ ‫الجواب ال�شافي حتم ًا‬ ‫• "محامي ال�شيطان" تعر�ضه �شا�شة الـ‪ OTV‬اللبنانية‪ ،‬م�ساء كل‬ ‫يوم جمعة‪ ،‬الثامنة والن�صف بعد ن�شرة الأخبار‪.‬‬

‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪93‬‬


‫‪TEAM‬‬ ‫في خدمتكم لي ًال نهار ًا ‪ 7/7‬و ‪24/24‬‬ ‫ن�ؤمن طلباتكم �إلى جميع المناطق اللبنانية وال�سورية‬ ‫�سيارات مك ّيفة ومج ّهزة ال�سلكي ًا وم�ؤ ّمنة �ضد الحوادث والأ�ضرار الج�سدية‬

‫المن�صورية (المتن)‬ ‫الأ�شرفية (بيروت)‬ ‫هاتف ‪03264534 - 04401458 :‬‬


‫ليندسي لوهان تب ّيض صفحتها‬ ‫بع ��د �سل�سلة من الإخفاقات‪ ،‬نجحت‬ ‫م�شاغب ��ة هولي ��وود ليند�سي لوهان‬ ‫ف ��ي �شطب ا�سمها ع ��ن قائمة ق�صر‬ ‫مارمونت ال�سوداء‪ ،‬حيث عمدت �إلى‬ ‫دفع ديونها العالقة مع الق�صر والتي‬ ‫تبلغ ‪� 46‬ألف دوالر‪.‬‬ ‫ونق ��ل موقع "ت ��ي �أم زي" الأميركي‬ ‫عن م�ص ��ادر مقربة من لوه ��ان‪� ،‬أن‬ ‫النجمة ات�صلت ب�أندريه باالز‪ ،‬مالك‬ ‫فندق ق�صر مارمونت‪ ،‬بهدف ت�سوية‬ ‫�سوء التفاهم بينهما‪.‬‬ ‫و�أ ّكدت لوهان لب����االز‪ ،‬الذي جمعتها‬ ‫ب����ه �صداقة طويلة‪� ،‬أنه����ا كانت تعتقد‬ ‫�أن �شرك����ة الإنتاج الت����ي كانت تتعامل‬ ‫معه����ا لت�صوي����ر فيل����م "لي����ز ودي����ك"‬ ‫�ستدف����ع فاتورته����ا‪ .‬وعر�ض����ت لوهان‬

‫ليند�سي لوهان‪ :‬بد�أت تعود الى ر�شدها‬

‫على مالك الق�صر �أن تدفع فاتورتها‪،‬‬ ‫�شرط �أن يتحدث مع طاقم العمل في‬ ‫الق�صر‪.‬‬ ‫وم ��ن جهته‪� ،‬أ ّكد ب ��االز للوهان ب�أنه لم‬ ‫يكن يعل ��م ب�أن ا�سمها �أدرج على قائمة‬ ‫الق�صر ال�س ��وداء‪ ،‬واعد ًا �إياها بت�سوية‬ ‫الم�س�أل ��ة ب�أ�سرع وقت ممك ��ن‪ .‬ولفتت‬ ‫الم�ص ��ادر عينه ��ا �إل ��ى �أن ب ��االز وفى‬ ‫بوع ��ده‪ ،‬ما دف ��ع بلوهان �إل ��ى ت�سديد‬ ‫ديونها للفندق‪.‬‬ ‫وكان الفن ��دق في لو� ��س �أنجلو�س منع‬ ‫لوهان من تجديد �إقامتها فيه بعدما‬ ‫رف�ضت ت�سدي ��د فاتورتها البالغة ‪46‬‬ ‫�ألف دوالر �أميركي عن مجمل �إقامتها‬ ‫في ��ه خالل �شه ��ري حزيران(يونيو)‬ ‫وتموز (يوليو)‬

‫دانيال كريغ‪ :‬أنا محظوظ للقيام بدور جيمس بوند‬ ‫خالل العر� ��ض العالمي الأول للفيلم الثال ��ث والع�شرين من �سل�سلة وقال ��ت الممثل ��ة القديرة ج ��ودي دن�ش التي ت� ��ؤدي دور "�أم" رئي�سة‬ ‫�أف�ل�ام جيم� ��س بوند‪ ،‬ال ��ذي �أقيم ف ��ي ‪ 23‬ت�شري ��ن الأول (�أكتوبر) اال�ستخب ��ارات الخارجي ��ة البريطانية‪�" :‬إن �سيناري ��و فيلم "�سكاي‬ ‫ف ��ول" رائع"‪ ،‬م�ضيف ��ة �أن "الم�شاركة في هذا‬ ‫في لندن‪ ،‬ق ��ال الممثل داني ��ال كريغ �إنه‪:‬‬ ‫الفيل ��م هي تجرب ��ة مختلفة جدً ا ع ��ن الأفالم‬ ‫"�ش ��رف لي �أن �أ�ؤدي دور العميل ال�سري‬ ‫الباقي ��ة؛ �إذ �إن الممث ��ل ي�شعر ب�أن ��ه ينتمي �إلى‬ ‫ف ��ي خدمة الملك ��ة"‪ ،‬وذلك ف ��ي منا�سبة‬ ‫عائلة كبيرة"‪.‬‬ ‫الذكرى الخم�سين لأول �إطاللة �سينمائية‬ ‫كما �صرح المخرج �سام مندي�س من جهته‪� ،‬أن‪:‬‬ ‫للعميل ‪ 007‬مع الممثل �شون كونري‪.‬‬ ‫"جيم�س بوند هو ملك الجمهور‪ ،‬لذا ال بد من‬ ‫وقد �سار الممثل على ال�سجادة الحمراء‬ ‫االعتن ��اء به"‪...‬وتاب ��ع‪�" :‬أردت �أن �أخرج فيل ًما‬ ‫برفق ��ة �أبط ��ال الفيل ��م الآخري ��ن‪ ،‬م ��ن‬ ‫�أرغب ف ��ي م�شاهدته ‪ ...‬و�أنا قل ��ق جدً ا‪ ،‬لكنني‬ ‫�أمثال جودي دن� ��ش وخافيير بارديم‪...‬‬ ‫انتهي ��ت م ��ن العمل عل ��ى الفيل ��م‪ ،‬و�أظ ��ن �أنني‬ ‫و�ص ��رح قب ��ل العر� ��ض ال ��ذي ح�ض ��ره‬ ‫بحاجة بكل ب�ساطة �إلى �إجازة"‪.‬‬ ‫ولي العه ��د البريطاني الأمي ��ر ت�شارلز‬ ‫ور�أى النق ��اد ف ��ي �صحيفة "ديل ��ي تليغراف" �أن‬ ‫وزوجته كاميال في قاعة "رويال البرت‬ ‫الفيلم حاف ��ظ على المكونات الرئي�سة في �أفالم‬ ‫ه ��ول" الفاخ ��رة �إنه‪" :‬محظ ��وظ جدً ا‬ ‫جيم� ��س بون ��د؛ كال�سي ��ارات ال�سريع ��ة والن�س ��اء‬ ‫لأن ��ه ت�سن ��ى ل ��ي التمثيل ف ��ي فيلم في‬ ‫الح�سن ��اوات والأجهزة التكنولوجي ��ة المتطورة‪،‬‬ ‫منا�سب ��ة الذك ��رى الخم�سين‪ ،‬لإطاللة‬ ‫لكنه يتميز عن غيره بح�سه الفكاهي‪ ....‬وتوقعوا‬ ‫العمي ��ل ‪ 007‬الأول ��ى عل ��ى ال�شا�شات‬ ‫دانيال كريغ‪:‬‬ ‫جي‬ ‫م�س‬ ‫بوند‬ ‫منقذ‬ ‫الب�‬ ‫شرية‬ ‫ال‬ ‫ال�سينمائية"‪.‬‬ ‫نجاحا �ضخ ًما‬ ‫الفيلم‬ ‫يحقق‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫دائم‬ ‫ً‬

‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪95‬‬


‫عالم النجوم‬

‫تيسير فهمي‪ :‬لست متخوفة من اإلسالميين كاآلخرين‬ ‫�أعرب ��ت الفنانة والنا�شط ��ة ال�سيا�سية الم�صري ��ة الحا�صلة على الجن�سي ��ة الأميركية تي�سير‬ ‫فهم ��ي عن �سعادتها بتكريمها في المهرجان الدولي لـ "فيلم المر�أة" في المغرب‪ ،‬واحتفائه‬ ‫بعالمه ��ا‪ ،‬قائلة "�شعرت بال�سعادة لحظة تكريمي في المغرب‪ ،‬وفكرة المهرجان جيدة‪ ،‬ومن‬ ‫المه ��م توفر مهرجان يحتفي بالم ��ر�أة‪ ،‬لإلقاء ال�ضوء على دورها الفعال في تنمية المجتمع‪.‬‬ ‫و�أن ��ا �سعيدة بوجود ن�ساء مغربيات مطلعات وم�ؤمن ��ات بحرية المر�أة والم�ساواة"‪ .‬و�أ�ضافت‬ ‫�أن ��ه "�سبق لي �أن �شاركت‪ ،‬من ��ذ �سنوات عدة‪ ،‬في مهرجان "الربي ��ع" الم�سرحي في مدينة‬ ‫الدارالبي�ضاء‪ ،‬حيث حظيت �إحدى م�سرحياتي بجائزة الم�سرحية الأف�ضل"‪.‬‬ ‫و�أعرب ��ت تي�سير ع ��ن تفا�ؤلها ب�ش�أن الو�ضعي ��ة ال�سيا�سية في م�صر بعد الث ��ورة‪ ،‬قائلة‪�" :‬أنا‬ ‫متفائل ��ة جدًا‪ ،‬ول�ست متخوفة كالآخرين من الإ�سالميين‪ ،‬لأن ال�شعب الم�صري الذي ك�سر‬ ‫القي ��ود وق ��ال لمب ��ارك "�إرحل"‪ ،‬لم يعد يهاب �شيئ ��ا"‪ ،‬ويمكنه �أن يط ��رد �أيا" من كان من‬ ‫الحكم‪ ،‬من �أجل تحقيق الديموقراطية و�إحترام الحقوق والحريات"‪.‬‬ ‫وتحدثت تي�سير عن لقائها مع الرئي�س الم�صري محمد مر�سي‪ ،‬قائلة‪ " :‬لقائي والفنانين‬ ‫م ��ع الرئي� ��س محمد مر�سي لي�س مطمئ ًن ��ا حتى الآن‪ ،‬لأن الطم�أنينة ‪ -‬ف ��ي ر�أيي ‪ -‬ال ت�أتي‬ ‫باللقاءات و�إنما بالأفعال‪ ،‬وم�صر ال تحتاج �إلى م�س ّكنات بقدر ما تحتاج �إلى حلول ناجحة‬ ‫و�شفافة"‬

‫تي‬

‫�سير فهمي‪ّ :‬‬ ‫كرمها المهرجان الدولي‬ ‫لـ"فيلم‬ ‫المر‬ ‫�‬ ‫أة"‬ ‫في‬ ‫المغرب‬

‫كارول سماحة تغني على كورنيش أبو ظبي‬ ‫�شارك ��ت النجمة اللبنانية كارول �سماحة في فعاليات الدورة الثانية‬ ‫لمهرج ��ان ت ��روب ف�ست �أرابي ��ا‪ ،‬الن�سخة العربية م ��ن تروب ف�ست‪،‬‬

‫احة‪� :‬أجمل الأغاني على كورني�ش �أبو ظبي‬

‫كارول �سم‬

‫‪94‬‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫�أ�ضخ ��م مهرج ��ان عالمي للأفالم الق�صيرة‪ ،‬حي ��ث �أدت بع�ض ًا من‬ ‫�أ�شه ��ر �أغانيها �أم ��ام الجمهور الم�شارك عل ��ى كورني�ش �أبوظبي في‬ ‫�أول �أيام عيد الأ�ضحى‪.‬‬ ‫وتعتب ��ر كارول �سماح ��ة واحدة م ��ن �أبرز نجوم العال ��م العربي منذ‬ ‫�إط�ل�اق �ألبومها الغنائ ��ي الأول في العام ‪ .2003‬وق ��د نالت العديد‬ ‫م ��ن الجوائز خالل م�سيرتها الفنية‪ ،‬منها جوائز المورك�س دور عن‬ ‫�أف�ض ��ل �ألبوم غنائي لعام ‪ ،2009‬و�أف�ضل فيديو م�ص ّور لعام ‪.2011‬‬ ‫وقد �أحيت حفالت في مختلف �أنحاء العالم‪ ،‬وقامت بت�أ�سي�س �شركة‬ ‫"ال كارما" للإنتاج في بيروت‪.‬‬ ‫قالت كارول تعليق ًا على ذلك‪�" :‬إنني �سعيدة بم�شاركتي بحدث ملهم‬ ‫وممي ��ز‪ ،‬فمنطقتنا العربية ت�شهد نمو ًا مت�سارع ًا في قطاعي الأفالم‬ ‫والإعالم"‪ .‬و�أ�ضافت‪" :‬تقوم الجهات ّ‬ ‫المنظمة‪ ،‬مثل مهرجان تروب‬ ‫ف�س ��ت �أرابيا بت�شجيع ودعم �ص ّناع الأف�ل�ام الجدد والنا�شئين وهذا‬ ‫مهم جد ًا"‪.‬‬ ‫وقدم المهرج ��ان للعام الثاني على التوال ��ي ال�سعودي ق�صي خ�ضر‬ ‫‪ ،‬والإعالمي ��ة اللبناني ��ة ريا �أب ��ي را�ش ��د‪ .‬ور ّيا م�شه ��ورة ببرامجها‬ ‫وبخا�صة ال�سينمائية وهي م�ضيفة برنامج "‪"Arab's Got Talent‬‬ ‫ال ��ذي يعر�ض على �شا�ش ��ة ‪ MBC4‬مع ق�صي‪ ،‬وهو م ��ن �أبرز مغني‬ ‫وكتاب مو�سيقى الراب في المنطقة‬


‫لقطة من "ممر �إمبراطورية"‬ ‫(‪:)Boardwalk Empire‬‬ ‫ق�صته غير دقيقة‬

‫العراب‪:‬‬ ‫فيلم ّ‬ ‫ثالثية بي�ضت �صورة المافيا‬

‫عندم ��ا بد�أ تنفي ��ذ قان ��ون الحظر في‬ ‫الع ��ام ‪ .1920‬وقدّمت ق�ص ��ور الرذيلة‬ ‫التابعة لجون�سون مي ��زة خا�صة للبلدة‬ ‫عل ��ى المنتجع ��ات المناف�س ��ة في والية‬ ‫ني ��و جير�س ��ي لج ��ذب ال�سي ��اح‪ ،‬وكبار‬ ‫الم�سرفي ��ن والمنفقي ��ن‪ ،‬والم�ؤتمرات‬ ‫العمالقة‪ ،‬وهذا م ��ا �سمح ل"اتالنتيك‬ ‫�سيتي" ان تظل ق ��ادرة على المناف�سة‬ ‫مع غيرها م ��ن البق ��ع المزدهرة على‬ ‫ال�ساحل ال�شرقي‪ .‬عل ��ى الرغم من �أن‬ ‫الم�سل�س ��ل يعط ��ي �ص ��ورة للم�شاهدين‬ ‫يعتق ��دون م ��ن خالله ��ا �أن �أتالنتي ��ك‬ ‫�سيت ��ي كان ��ت مك ��ة ال�ساح ��ل ال�شرقي‬ ‫للجريم ��ة المنظم ��ة‪ ،‬والإحتي ��االت‪،‬‬ ‫و�ش ��رب الكح ��ول غير القانون ��ي‪ ،‬ف�إن‬ ‫الإمدادات الت ��ي ال تن�ضب من الخمور‬ ‫والبي ��رة كان ��ت تتدف ��ق �أي�ض ��ا" عل ��ى‬ ‫الحانات والنوادي الليلية في نيويورك‪،‬‬ ‫وفيالدلفيا‪ ،‬والمدن المجاورة‪ ،‬كما في‬ ‫مختل ��ف �أنح ��اء الب�ل�اد‪ .‬وكان م�شروع‬ ‫جون�سون عل ��ى �شاطىء جير�سي ي�شكل‬ ‫م�شهدا" جانبي ��ا" لع�صابات التهريب‬ ‫الكبرى التي كانت تتناحر وتتقاتل من‬ ‫�أج ��ل الهيمنة على �أ�س ��واق �أكبر و�أكثر‬ ‫ربحية‪.‬‬ ‫�ثّ‬ ‫�إل ��ى جان ��ب ب � ه ��ذه المعلوم ��ات‬ ‫الخاطئة‪ ،‬يفتقد "مم ��ر �إمبراطورية"‬ ‫ق�ص ��ة �أكبر بكثير‪ .‬عل ��ى الرغم من ان‬ ‫قان ��ون الحظر ال�شهير ف ��ي �أميركا في‬ ‫ع�شرين ��ات الق ��رن الما�ض ��ي هو نقطة‬ ‫�إرتكاز تاريخي للم�سل�سل‪ ،‬فهو يتجاهل‬

‫نتيجة تلك التجربة الإجتماعية والأكثر‬ ‫ديموم ��ة‪ :‬فقد ط ��ور حفن ��ة بدائية من‬ ‫رج ��ال ع�صاب ��ات �إيطالي ��ة ‪� -‬أميركية‬ ‫الى �ش ��ركات جيدة مت�أهل ��ة �إجراميا"‬ ‫على ال�صعيدي ��ن الإقليم ��ي والوطني‪.‬‬ ‫ف ��ي بداي ��ة الحظ ��ر‪ ،‬كان ج ��و بونانو‪،‬‬ ‫و�آل كابون ��ي‪ ،‬ولوت�شيان ��و طامحي ��ن ان‬ ‫يكون ��وا قط ��اع ط ��رق‪ .‬بع ��د عق ��د من‬ ‫الزمن‪� ،‬صاروا زعم ��اء مافيا منظمة‪.‬‬ ‫وكان التهري ��ب ج ��زءا" ال يتج ��ز�أ من‬ ‫ه ��ذا التحول‪� :‬إن ��ه �أعط ��ى الع�صابات‬ ‫الفردي ��ة دورة تدريبي ��ة مكثف ��ة ف ��ي‬ ‫كيفية ت�شغيل �سال�سل التوريد المع ّقدة‬ ‫لإنت ��اج و�إ�ستي ��راد وتوزي ��ع ال�سلع غير‬ ‫الم�شروع ��ة‪ ،‬ف�ضال" ع ��ن التدريب في‬ ‫�إدارة الجيو�ش ال�صغيرة من المه ّربين‬ ‫و�سائقي ال�شاحنات‪ ،‬ورجال الميكانيك‪،‬‬

‫ومن ��اوالت ال�شح ��ن‪ ،‬والم�سلحي ��ن‪.‬‬ ‫وع ّلمت التجربة �أي�ضا" الأثرياء الجدد‬ ‫كيفي ��ة غ�س ��ل كل م ��ا ينهب ��ون ور�ش ��وة‬ ‫رج ��ال ال�شرطة وال�سيا�سيي ��ن الأقوياء‬ ‫مثل جون�سون‪.‬‬ ‫ف ��ي الوقت الذي �صارت العمليات �أكثر‬

‫المافيا ّوفرت م�صدر‬ ‫�إلهام ل�صناعة الترفيه‬ ‫وهوليوود في المقابل �ص ّورت‬ ‫رجال الع�صابات كرومان�سيين‬ ‫ويتمتعون بالإن�سانية‬

‫المخرج فران�سي�س فورد كوبوال‪ :‬الإيجابية لحياة المافيا فر�ضت عليه‬

‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫تعقيدا"‪� ،‬شعر زعماء المافيا الإيطالية‬ ‫ الأميركية‪ ،‬الذين كان عملوا �سابقا"‬‫ب�ش ��كل م�ستق ��ل‪� ،‬أنه ��م بحاج ��ة �إل ��ى‬ ‫فر� ��ض نوع م ��ن النظ ��ام و�ص ��وغ قرار‬ ‫موح ��د وطن ��ي عل ��ى حلفائه ��م‪ .‬لذلك‬ ‫في العام ‪� ،1931‬أن�ش� ��أ لو�سيانو‪ ،‬الذي‬ ‫كان ف ��ي ذلك الوق ��ت رئي� ��س ع�صابة‬ ‫�صمدت تحت �إ�س ��م "العائلة الجنوية"‬ ‫(‪ ،)Genovese Family‬هي ��كال"‬ ‫ر�سمي ��ا" للمافي ��ا الأميركي ��ة الوليدة‪.‬‬ ‫�آخذا" المافيا ال�صقلية كنموذج‪� ،‬ش ّكل‬ ‫نح ��و ‪" 20‬بورغات ��ا" (‪)borgatas‬‬ ‫(ع�صاب ��ة) في مختلف �أنح ��اء البالد‬ ‫الت ��ي تعم ��ل وفق ��ا" لقواع ��د عام ��ة‬ ‫وللمب ��ادئ نف�سها‪ .‬وقد من ��ع الع�ضوية‬ ‫عل ��ى الرج ��ال الذي ��ن م ��ا زال لديهم‬ ‫�إرث �إيطالي و�أكد عل ��ى �أن المنت�سبين‬ ‫يج ��ب ان يلتزم ��وا عق ��د "�أوميرت ��ا"‬ ‫"‪ :"omerta‬اليمي ��ن المقدّ�س ��ة على‬ ‫طاع ��ة ال"بورغات ��ا" وق ��ادة العائل ��ة‬ ‫(المافياوي ��ة) وع ��دم التع ��اون �أب ��دا"‬ ‫م ��ع ال�سلط ��ات تح ��ت طائل ��ة الم ��وت‪.‬‬ ‫كما و�ض ��ع لوت�شيانو �أي�ض ��ا" خطوطا"‬ ‫وا�ضح ��ة للقي ��ادة وال�سيط ��رة‪ ،‬م ��ع‬ ‫التركيز على بقاء و�إزدهار كل ع�صابة‬ ‫بدال" م ��ن الأف ��راد‪ .‬لمن ��ع الفتنة بين‬ ‫العائ�ل�ات‪� ،‬أن�ش� ��أ "المافي ��اوي" لجنة‬ ‫ مجل� ��س �إدارة يتك ��ون من ق ��ادة �أهم‬‫الع�صاب ��ات (‪ )borgatas‬ال ��ذي من‬ ‫مهامه ح ��ل النزاعات �سلمي ��ا" و�صوغ‬ ‫ال�سيا�سات (الإجرامية) على ال�صعيد‬ ‫‪97‬‬


‫الفن ال�سابع‬

‫دور خبيث قامت به �صناعة ال�سينما الأميركية مع الجريمة المنظمة‬

‫هكذا أغرت المافيا هوليوود لتبييض صورتها‬ ‫تق��دم هوليوود في معظم الأحي��ان ق�ص�ص ع�صابات "المافيا" في �ص��ورة قاتمة ولكن‬ ‫م�ألوفة بالن�سبة الى الحلم الأميركي‪� :‬شراء مهاجر �أجنبي للثروة والإحترام عن طريق‬ ‫تبيي�ض وتمويه تاري��خ رهيب‪ .‬ولكن كما يقول ناكي طوم�سون في م�سل�سل "�أت�ش بي‬ ‫�أو" الذي �أنتج �أخيرا" عن المافيا‪" :‬ال تجعل الحقيقة تقف حائال" في طريق الح�صول‬ ‫على ق�صة جيدة"‪.‬‬ ‫هوليوود ‪� -‬سمير �صفير‬ ‫على مدى عقود‪ ،‬ت�شاركت‬ ‫الأميركي ��ة‬ ‫المافي ��ا‬ ‫وهولي ��وود ف ��ي دور خبي ��ث متب ��ادل‪:‬‬ ‫الأول ��ى و ّفرت م�صدر �إله ��ام ل�صناعة‬ ‫الترفي ��ه‪ ،‬ف ��ي حي ��ن �أن الثاني ��ة ف ��ي‬ ‫المقاب ��ل‪� ،‬ص� � ّورت رج ��ال الع�صاب ��ات‬ ‫كرومان�سيي ��ن ويتمتع ��ون بالإن�ساني ��ة‪.‬‬ ‫�أح ��دث دليل على ذل ��ك كان الم�سل�سل‬ ‫التلفزيون ��ي "مم ��ر �إمبراطوري ��ة"‬ ‫(‪ )Boardwalk Empire‬ال ��ذي‬ ‫�أنتجت ��ه هذا العام �شركة "�أت�ش بي �أو"‬ ‫(‪ ،)HBO‬ال ��ذي ي�ستن ��د عل ��ى حياة‬ ‫�إينوك "ناكي" جون�سون (�س ّمي "ناكي‬ ‫طوم�سون" ف ��ي الم�سل�سل)‪ .‬جون�سون‪،‬‬ ‫ال ��ذي كان زعيما" �سيا�سي ��ا" فا�سدا"‬ ‫في الحزب الجمهوري من ‪ 1910‬حتى‬ ‫�سجن ��ه ف ��ي ‪ ،1941‬ح� � ّول "�أتالنتي ��ك‬ ‫�سيت ��ي" خ�ل�ال قان ��ون الحظ ��ر العام‬ ‫الأميرك ��ي الر�سمي (‪)1933 – 1920‬‬ ‫ال ��ى مرك ��ز لل�ش ��رب وال�سك ��ر والقمار‬ ‫والجن� ��س‪ .‬عل ��ى الرغ ��م من �أن ��ه كان‬ ‫يتقا�ضى راتب ��ا" ر�سميا" �سنويا" قدره‬ ‫‪ 6,000‬دوالر‪ ،‬حق ��ق جون�س ��ون حوالي‬ ‫‪ 500,000‬دوالر ف ��ي ال�سن ��ة (حوال ��ي‬ ‫‪ 10‬ماليي ��ن دوالر ف ��ي قيم ��ة ال ��دوالر‬ ‫الي ��وم) من ال�ش ��راكات الت ��ي �أجراها‬ ‫م ��ع مر ّوج ��ي الخم ��ور‪ ،‬و�أوكار القمار‪،‬‬ ‫وبي ��وت الدعارة‪ .‬عم ��ل مربح‪� ،‬إذا كان‬ ‫ب�إمكانك الح�صول عليه‪.‬‬ ‫‪96‬‬

‫�إلتق ��ط م�سل�س ��ل "مم ��ر �إمبراطورية"‬ ‫بع� ��ض التفا�صيل من الع�ص ��ر �أي�ضا"‪.‬‬ ‫�ستي ��ف بو�سيم ��ي ال ��ذي ق ��ام ب ��دور‬ ‫جون�س ��ون تمتع‪ ،‬طبعا" ف ��ي الم�سل�سل‪،‬‬ ‫ب�أ�سل ��وب حياة ب ��اذخ وفخ ��م في حين‬ ‫�إرت ��دى �أجم ��ل المالب� ��س مث ��ل �أيقونة‬

‫�أثبت �صناع ال�سينما الإيطاليون‬ ‫�شجاعة �أكثر من الأميركيين �إذ‬ ‫�أنه في العقد الما�ضي وحده‬ ‫�أنتجوا موجة من الأفالم‬ ‫�شديدة اللهجة �ضد المافيا‬

‫الأناقة الرجالية في القرن التا�سع ع�شر‬ ‫"جورج برايان بو برومال"‪ ،‬مع قرنفلة‬ ‫حمراء على �صدر �سترته‪ .‬جون�سون في‬ ‫الم�سل�س ��ل يح ��ب ال�سي ��ارات الفارهة‪،‬‬ ‫وفتي ��ات الإ�ستعرا� ��ض المثي ��رات‪ ،‬كما‬ ‫ال�سلطة – الت ��ي ا�ستقاها من �صفقات‬ ‫�سيا�سي ��ة مع مناف�سي ��ه ر�ؤ�ساء الحزب‬ ‫الديموقراط ��ي‪ ،‬بما في ذل ��ك ال�شهير‬ ‫فرانك الهاي‪ ،‬رئي� ��س بلدية "جير�سي‬ ‫�سيتي" م ��ن ‪ 1917‬حتي ‪ – 1947‬ومن‬ ‫الع�صابات �أي�ضا"‪.‬‬ ‫ولك ��ن ت�صوير الم�سل�س ��ل للعالقات مع‬ ‫المبتزي ��ن ف ��ي واق ��ع الحياة‪ ،‬مث ��ل �آل‬ ‫كابون ��ي‪ ،‬وت�شارلز"الك ��ي" لوت�شيان ��و‪،‬‬ ‫و�أرنول ��د "الدم ��اغ" روث�شتي ��ن‪ ،‬كان‬ ‫م�ش ّوه ��ا" وم�ض ِّل�ل�ا"‪ .‬عل ��ى ال�شا�ش ��ة‪،‬‬ ‫يظه ��ر الب ��ارع "ناك ��ي" كرائ ��د بي ��ن‬

‫مارلون براندو‪ :‬كان دور دون كارليوني الثاني له كرجل مافيا‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫مجموع ��ة م ��ن الخون ��ة الإيطاليي ��ن‬ ‫والأيرلنديي ��ن وم ��ن ال�ص ��ف الثان ��ي‬ ‫اليه ��ود‪ .‬لق ��د كان جون�س ��ون الحقيقي‬ ‫مجرد تابع ‪ -‬و�إن كان مهما" ‪ -‬لزعماء‬ ‫ع�صاب ��ات محظ ��رة ف ��ي نيوي ��ورك‬ ‫و�شيكاغ ��و‪ ،‬مثل "�أوني م ��ادن"‪ ،‬و"جو‬ ‫"ذا بو� ��س" ما�سيريا"‪ ،‬وفرانكي يال‪.‬‬ ‫مقابل مبلغ كبير من المال‪ ،‬كان ي�ؤمن‬ ‫لهم الحماية من رجال الأمن ووكاالت‬ ‫تنفيذ القانون المحلية‪ ،‬وكذلك مكانا"‬ ‫لتفريغ الخمور والم�شروبات الكحولية‬ ‫الم�ست ��وردة‪ .‬لكنه لم يك ��ن �أبدا" على‬ ‫قدم الم�س ��اواة مع بارونات الع�صابات‬ ‫الذي ��ن كان ��وا يطلبون خدمات ��ه‪ .‬وكان‬ ‫جون�س ��ون الفا�سد ذئب ��ا" وحيدا" من‬ ‫دون تنظي ��م �إجرام ��ي يدعم ��ه‪ .‬وف ��ي‬ ‫الوق ��ت نف�س ��ه‪ ،‬ف ��ي الع�شرين ��ات كان‬ ‫زعم ��اء "المافيا" ي�أم ��رون فرقا" من‬ ‫القتلة وكان ��وا ي�شاركون ف ��ي مجموعة‬ ‫متنوع ��ة من م�ضارب عال ��م الجريمة‪،‬‬ ‫بما في ذل ��ك المراهن ��ات‪ ،‬والقرو�ض‬ ‫بفوائ ��د فاح�شة‪ ،‬وال�سرق ��ة‪ ،‬والإبتزاز‪.‬‬ ‫وجهاء الجريمة المنظم ��ة لم ي�أتمروا‬ ‫ب�أوام ��ر من جون�سون‪ ،‬وبالتالي لم يكن‬ ‫لديه �صوت في عملياتهم‪.‬‬ ‫ولم يكن كبار زعم ��اء المافيا وحدهم‬ ‫ي�ستفيدون من �أن�شطة جون�سون‪ .‬كذلك‬ ‫فعل �أقطاب الأعمال وفنادق "�أتالنتيك‬ ‫�سيتي" الذين �أ ّيدوا بحرارة تح ّولها من‬ ‫بلدة �شاطئية لإ�صطياف العائالت �إلى‬ ‫"�سدوم" و "عمورة" على مدار العام‬


‫وربم ��ا كان ذل ��ك م ��ن الخي ��ال‪ ،‬ولكن‬ ‫بالن�سبة �إلي‪ ،‬عندها‪ ،‬كان ذلك ي�سجل‬ ‫حياتن ��ا‪ ،‬وكان �شيئا" ال ي�صدق‪� .‬أتذكر‬ ‫�أني تحدثت مع عدد وافر من الزمالء‪،‬‬ ‫وق ��د �شع ��روا بال�ضبط ال�شع ��ور عينه‪.‬‬ ‫ولي� ��س فقط نهاية المافيا‪ ،‬ولي�س فقط‬ ‫رج ��ال الع�صاب ��ات والقت ��ل وكل ذل ��ك‬ ‫الهراء‪ ،‬ولكن ذلك الزفاف في البداية‬ ‫ج�س ��د‬ ‫والمو�سيق ��ى والرق� ��ص‪ ،‬وه ��ذا ّ‬ ‫حياتنا‪ ،‬نح ��ن ال�شعب الإيطالي! "‪ .‬في‬ ‫الواقع‪ ،‬الثالثية المو�سيقية �سرعان ما‬ ‫�أ�صبحت نوعا" من ن�شيد وطني خا�ص‬ ‫وخيار �شعبي لحفالت المافيا بما فيها‬ ‫حفالت الزفاف‪.‬‬ ‫كانت �إيجابية "الع� � ّراب" بالن�سبة الى‬ ‫المافيا لي�س من قبيل الم�صادفة‪ .‬قبل‬ ‫الب ��دء بعملي ��ة الإنتاج‪ ،‬ح ��ذر جوزيف‬ ‫كولومب ��و‪ ،‬زعيم ع�صاب ��ة "كولومبو"‪،‬‬ ‫�شرك ��ة "باراماون ��ت" م ��ن ت�صوي ��ر‬ ‫الإيطاليين‪-‬الأميركيي ��ن عل ��ى �أنه ��م‬ ‫مجرم ��ون وفا�س ��دون مته ��ورون‪ .‬ف ��ي‬ ‫‪� ،1970‬إ ّدع ��ى كولومب ��و �أن ��ه في �صدد‬ ‫�إع ��داد حملة �ضد التح ُّي ��ز في �صفوف‬ ‫�سلطات الأم ��ن وتنفيذ القانون‪ ،‬و�ش ّكل‬ ‫عل ��ى الأث ��ر مجموع ��ة حق ��وق مدني ��ة‬ ‫زائف ��ة �س ّماه ��ا المنظم ��ة الإيطالية‪-‬‬ ‫الأميركي ��ة للحقوق المدني ��ة‪ .‬كرئي�س‬ ‫لمنظمة ت�ضم ‪ 45,000‬ع�ضو‪� ،‬إ�ستطاع‬ ‫�إقن ��اع ع�ش ��رة م ��ن كب ��ار الم�س�ؤولي ��ن‬ ‫المنتخبين (ف ��ي الكونغر�س) لل�ضغط‬ ‫عل ��ى اال�ستودي ��و لت�صوير فيل ��م يكون‬ ‫�أكث ��ر �إيجابي ��ة بالن�سب ��ة ال ��ى �ص ��ورة‬ ‫االيطاليي ��ن من رواية ب ��وزو‪ .‬ولما �ساد‬ ‫الخوف بي ��ن منتجي الفيل ��م من قيام‬ ‫�إتح ��اد المافي ��ا بتخري ��ب الم�ش ��روع‬ ‫ومنعه ��م م ��ن الت�صوي ��ر‪ ،‬عم ��دوا الى‬ ‫�إزال ��ة م�صطلحي "المافي ��ا" و "كو�سا‬ ‫نو�سترا" من الحوارات‪ ،‬وا�ستبدلوهما‬ ‫بعبارات ملطفة "الأ�سرة" و "النقابة"‬ ‫�أو "الإتح ��اد"‪ .‬كما عمد اال�ستوديو الى‬ ‫�إ�ستئجار العديد من مر�ؤو�سي كولومبو‬ ‫ك�إ�ضافة لل�ضرورة‪.‬‬ ‫وف ��ي الآون ��ة الأخيرة‪ ،‬ع ��زز الم�سل�سل‬ ‫التلفزيون ��ي "ال�سوبرانو" هذا المنحى‬

‫روبرت دي نيرو في "حلل هذا" (‪ :)Analyze This‬فيلم �آخر لتبيي�ض �صورة المافيا‬

‫في تبيي�ض �ص ��ورة المافيا بطرق �أكثر‬ ‫دهاء‪ .‬بع�ض جوانب الم�سل�سل ال يعك�س‬ ‫بدق ��ة �سل ��وك المافي ��ا المعا�صرة‪ :‬من‬ ‫الألف ��اظ النابي ��ة‪ ،‬العالم ��ة التجارية‬ ‫لوح�شي ��ة القت ��ل العار� ��ض‪ ،‬والزن ��ى‬ ‫القه ��ري لل�شخ�صي ��ة الرئي�س ��ة طوني‬ ‫�سوبران ��و‪ .‬ولك ��ن الرج ��ال الحقيقيين‬ ‫ال يت�صرف ��ون مث ��ل طون ��ي‪ .‬ان ��ه طارد‬ ‫وقت ��ل �ضحاي ��ا �شخ�صي ��ا" – الأعمال‬ ‫الروتيني ��ة ع ��ادة تنبذ من قب ��ل زعيم‬ ‫الع�صاب ��ة وتت ��رك �إل ��ى الأع�ض ��اء‬ ‫العاديي ��ن والطامحي ��ن‪ .‬طون ��ي يترك‬ ‫نف�س ��ه مك�شوف ��ا" بوا�سط ��ة ال�سير الى‬ ‫�أ�سفل الممر المحاذي لمنزله اللتقاط‬ ‫�صحيفته كل �صباح وبقيادة �سيارته في‬ ‫جمي ��ع �أنحاء المدين ��ة من دون حار�س‬ ‫�شخ�ص ��ي ‪ -‬ال ي�ستم ��ر �أي مج ��رم‪-‬‬ ‫مافياوي م ��ن الدرج ��ة االولى طويال"‬ ‫�إذا فعل مثل ه ��ذه الأ�شياء‪ .‬الأ�سو�أ من‬ ‫ذلك‪ ،‬طوني وثق بطبيب نف�سي ‪� -‬أنثى‪،‬‬ ‫ليق�ص عليها �أ�سراره‪ .‬ال يوجد عن�صر‬ ‫مافياوي يحترم نف�سه يدلي بمكنوناته‬ ‫الى �شخ�ص غريب‪ ،‬ناهيك عن �إمر�أة‪.‬‬ ‫لي�س �س ��را" �أن منتجي وكتاب هوليوود‬ ‫في كثير من الأحيان يتبارون في خلط‬ ‫الحقائ ��ق الأ�سا�سي ��ة لزي ��ادة خطوط‬ ‫الق�صة ف ��ي روايات المافيا ‪ -‬حتى في‬ ‫الوق ��ت الذي يقول ��ون �أنه ��م ي�ستندون‬ ‫على ال�سير الذاتية والأحداث الفعلية‪.‬‬ ‫و�إنتاج �أفالم �ضخمة مثل العراب وممر‬ ‫الإمبراطورية موجه �إلى جمهور �شامل‬ ‫وعادي‪ ،‬ولي�س الى خبراء‪ .‬في منا�سبة‬

‫ن ��ادرة �إخت ��ارت هولي ��وود الت�أك ��د من‬ ‫دقة �إنتاجه ��ا‪ ،‬فكانت النتيجة تخبطا"‬ ‫مالي ��ا"‪ .‬قبل فت ��رة طويلة م ��ن القيام‬ ‫بال ��دور "المافي ��وزي" المحب ��ب دون‬ ‫كورليون ��ي‪ ،‬ت�أل ��ق مارل ��ون بران ��دو في‬ ‫فيل ��م "على الواجه ��ة البحرية" (‪On‬‬ ‫‪ )the Waterfront‬في ‪ ،1954‬الذي‬ ‫كان �أحد الأفالم الأميركية القليلة التي‬ ‫واجهت بدقة المافيا‪ .‬لعب براندو دور‬ ‫عام ��ل ميناء �أج�ش ي�شارك في عمليات‬ ‫الإتح ��اد في االبتزاز والعنف والف�ساد‪.‬‬ ‫وح�صل الفيلم على �إنتقادات �إيجابية‪،‬‬ ‫لكنه لم يرب ��ح تجاريا"‪ ،‬ل ��ذا لم تكرر‬ ‫هوليوود التجربة‪.‬‬ ‫وقد �أثب ��ت �صناع ال�سينم ��ا الإيطاليون‬ ‫�شجاع ��ة �أكث ��ر‪ .‬ف ��ي العق ��د الما�ض ��ي‬ ‫وح ��ده‪� ،‬أنتج ��وا موج ��ة م ��ن الأف�ل�ام‬ ‫�شدي ��دة اللهجة �ضد المافي ��ا‪ ،‬بما في‬

‫في الوقت الذي تبخرت ثروات‬ ‫المافيا مع مرور الزمن بد�أت‬ ‫هوليوود تجني الأموال الطائلة‬ ‫من ق�ص�ص الجريمة المنظمة‬ ‫حيث �شجعت الجمهور على‬ ‫قبول وحتى �إحت�ضان المافيا‬ ‫كجزء من الم�شهد الثقافي‬ ‫الملون �أو المزخرف في �أميركا‬ ‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫ذل ��ك "غوم ��ورا" (‪،)Gomorrah‬‬ ‫وه ��ي �صورة حي ��ة لعال ��م الجريمة في‬ ‫نابول ��ي؛ و"الفت ��اة ال�صقلي ��ة" (‪The‬‬ ‫‪ ،)Sicilian Girl‬وه ��ي �ص ��ورة‬ ‫"بروفي ��ل" (تعري ��ف) دقي ��ق المر�أة‬ ‫�شاب ��ة التي‪ ،‬رغ ��م التهدي ��دات بالقتل‬ ‫والت�شوي ��ه ‪� ،‬شه ��دت �ض ��د المافي ��ا‬ ‫ال�صقلية بعدما قت ��ل والدها و�شقيقها‬ ‫ف ��ي ح ��رب المافي ��ا؛ "�إيل ديف ��و" (‪Il‬‬ ‫‪( )Divo‬النج ��م)‪ ،‬ال�سي ��رة الذاتي ��ة‬ ‫لجوليو اندريوتي‪ ،‬رئي�س وزراء �إيطاليا‬ ‫ل�سب ��ع مرات‪ ،‬ال ��ذي كان عل ��ى عالقة‬ ‫مزعوم ��ة بالمافي ��ا ال�صقلي ��ة؛ و "جو‬ ‫بيتروزين ��و"‪ ،‬وهو فيل ��م تلفزيوني عن‬ ‫اللفتنان ��ت جوزي ��ف بيتروزين ��و‪ ،‬وه ��و‬ ‫مهاج ��ر �إيطال ��ي و�ضابط ف ��ي �شرطة‬ ‫مدين ��ة نيوي ��ورك �إغتالت ��ه المافيا في‬ ‫باليرم ��و ف ��ي الع ��ام ‪ 1909‬ف ��ي �أثن ��اء‬ ‫التحقي ��ق ال ��ذي كان يجري ��ه ع ��ن‬ ‫ع�صاب ��ات ومقره ��ا نيوي ��ورك‪ .‬ربم ��ا‬ ‫بع ��د قرون من الوق ��وع �ضحية للمافيا‪،‬‬ ‫ف� ��إن​الإيطال ��ي الع ��ادي‪ -‬عل ��ى عك�س‬ ‫الأميركي الع ��ادي الذي يح ��ب حكاية‬ ‫رج ��ل الع�صابات يمتاز بقلب طيب من‬ ‫ذه ��ب! ‪ -‬ال يوجد لديه التعاطف مع ما‬ ‫ي�سمى رجال �شرف‪.‬‬ ‫ومهما كان ال�سب ��ب‪ ،‬ف�إن جهود و�سائل‬ ‫االع�ل�ام االيطالي ��ة لت�صوي ��ر المافيا‬ ‫ال ت ��زال �أكث ��ر واقعية وثاقب ��ة من تلك‬ ‫المنتج ��ة ف ��ي �أمي ��ركا‪ .‬ف ��ي الحي ��اة‬ ‫الحقيقي ��ة‪� ،‬إنته ��ت مغام ��رات ناك ��ي‬ ‫جون�س ��ون ف ��ي "�أتالنتي ��ك �سيتي" في‬ ‫الأربعينات من القرن الما�ضي‪ ،‬عندما‬ ‫�أدي ��ن بالتهرب من دفع �ضريبة الدخل‬ ‫و�سج ��ن‪ .‬ق ��د يثبت ناك ��ي جون�سون في‬ ‫"مم ��ر �إمبراطورية" �أنه �أكثر حظا"‪.‬‬ ‫ف ��ي المو�س ��م الأول من �سل�سل ��ة "�أت�ش‬ ‫ب ��ي �أو" (‪ ،)HBO‬ل ّم ��ح ب�ش ��كل غي ��ر‬ ‫مق�صود عن الإنت ��اج الأميركي عندما‬ ‫ن�ص ��ح �أح ��د الزم�ل�اء بقول ��ه‪" :‬ال تدع‬ ‫الحقيق ��ة تق ��ف حائ�ل�ا" ف ��ي طري ��ق‬ ‫الح�ص ��ول عل ��ى ق�ص ��ة جي ��دة"‪ .‬م ��ن‬ ‫الم�ؤك ��د‪� ،‬أن هولي ��وود ل ��م تفع ��ل �إال‬ ‫ذلك‪...‬‬ ‫‪99‬‬


‫الفن ال�سابع‬ ‫الوطن ��ي‪ .‬ولإظه ��ار �إ�ستقالله ��ا ع ��ن‬ ‫المافيا ال�صقلية القديمة‪ ،‬دعت �شبكة‬ ‫الجريمة المنظمة الأميركية الجديدة‬ ‫نف�سها "كوزا نو�سترا"‪.‬‬ ‫مع مرور الوقت‪ ،‬ن ّوعت "كوزا نو�سترا"‬ ‫�أعماله ��ا ع ��ن طري ��ق �إن�ش ��اء �شركات‬ ‫�شرعي ��ة‪ :‬ت�شغي ��ل م�ض ��ارب العم ��ل‬ ‫وعملي ��ات االحتي ��ال المال ��ي وتزوي ��ر‬ ‫المناق�ص ��ات بالن�سب ��ة ال ��ى قط ��اع‬ ‫المالب� ��س والبن ��اء و�إزال ��ة النفاي ��ات‪،‬‬ ‫وال�شح ��ن والتفريغ‪ ،‬ونق ��ل ال�صناعات‬ ‫بال�شاحن ��ات‪ .‬وبقيت ه ��ذه الع�صابات‬ ‫بمن� ��أى �إلى حد كبير ع ��ن رجال الأمن‬ ‫والقان ��ون حتى منت�ص ��ف الثمانينات‪،‬‬ ‫عندم ��ا �ص ��ارت عبئ ��ا" ثقي�ل�ا" عل ��ى‬ ‫الأميركيين من خالل �إخفاء ال�ضرائب‬ ‫التي ال تح�ص ��ى على المالب�س والمواد‬ ‫الغذائي ��ة والبن ��اء وغيرها م ��ن المواد‬ ‫الأ�سا�سي ��ة‪ .‬عل ��ى �سبيل المث ��ال‪ ،‬جمع‬ ‫القمامة م ��ن المباني غير ال�سكنية في‬ ‫مدينة نيويورك‪ .‬م ��ن خالل �سيطرتها‬ ‫على جمعيتي ��ن للتب ��ادل التجاري‪ ،‬في‬ ‫الخم�سين ��ات كانت ع�صاب ��ات عائلتي‬ ‫غامبين ��و و"الجنوية" (‪)Genovese‬‬ ‫قادرتي ��ن ب�ش ��كل ف ّع ��ال عل ��ى تحدي ��د‬ ‫الأ�سع ��ار والمناف�س ��ة الخارج ��ة ع ��ن‬ ‫القان ��ون لجمع النفاي ��ات من كل مبنى‬ ‫للمكات ��ب والأعمال في المدينة‪ ،‬بدءا"‬ ‫م ��ن المتاج ��ر ال�ضخم ��ة ال ��ى �أ�صغ ��ر‬ ‫متج ��ر‪ .‬عندما ُك�ش ��ف الأمر في �أواخر‬ ‫الت�سعين ��ات‪ ،‬كان ��ت المافي ��ا تجني ما‬ ‫يقرب م ��ن الملي ��ون دوالر �سنويا" من‬ ‫زي ��ادات ال�سع ��ر‪ ،‬ب ��دال" م ��ن التعامل‬ ‫ب�ش ��كل منهج ��ي م ��ع الوقائ ��ع المع ّقدة‬ ‫ل ��والدة و�صع ��ود المافي ��ا الأميركي ��ة‬ ‫خ�ل�ال قان ��ون الحظ ��ر‪ ،‬يل ّم ��ح "مم ��ر‬ ‫�إمبراطورية" الى �سياق �أو�سع فح�سب‪،‬‬ ‫مع ن�صيحة وعظة "ناكي" لع�شيقته �أن‬ ‫العنف والتحالفات مع رجال الع�صابات‬ ‫هي �أدوات الزمة ل�ضمان الأمن المالي‬ ‫لأ�سرت ��ه المبا�ش ��رة‪ .‬ير ّك ��ز الم�سل�سل‬ ‫على رفع قيمة بطله من خالل ت�صويره‬ ‫ك�شخ�ص يهت ��م بالرعاية الإن�سانية في‬ ‫المجتم ��ع الأكب ��ر "�أتالنتي ��ك �سيتي"‪:‬‬ ‫‪98‬‬

‫من م�سل�سل ال�سوبرانو (‪ :)The Sopranos‬كان بعيدا" عن حياة المافيا الع�صرية‬

‫ان ��ه يقوم بتوزي ��ع ال�صدق ��ات النقدية‬ ‫عل ��ى الأرامل والعمال المحتاجين‪ ،‬انه‬ ‫�أب يرع ��ى بحن ��ان �أوالد ع�شيقته‪ ،‬كما‬ ‫ي�ساع ��د المواطنين ال�سود الذين كانوا‬ ‫م ��ن قبل جماع ��ة "كو كلوك� ��س كالن"‬ ‫العن�صرية المتطرفة‪.‬‬ ‫ه ��ذه ال�شخ�صي ��ة – رج ��ل ع�صاب ��ات‬ ‫�شري ��ف يق ��وم ب�أعم ��ال الخي ��ر وف ��ي‬ ‫الوق ��ت عين ��ه ب�أعم ��ال ال�ش ��ر ‪ -‬ه ��ي‬ ‫م�ألوف ��ة ف ��ي هولي ��وود‪ .‬وف ��ي الوق ��ت‬ ‫الذي تبخرت ث ��روات المافيا مع مرور‬ ‫الزم ��ن‪ ،‬ب ��د�أت هولي ��وود تجن ��ي م ��ن‬ ‫ق�ص� ��ص الجريم ��ة المنظم ��ة �أمواال"‬ ‫خيالية حيث �شجع ��ت ب�إنتاجها الغزير‬ ‫الجمه ��ور بمه ��ارة ولك ��ن عل ��ى الدوام‬ ‫عل ��ى قب ��ول وحت ��ى �إحت�ض ��ان المافيا‬ ‫كجزء من الم�شه ��د الثقافي الملون �أو‬ ‫المزخ ��رف في البالد‪ .‬روايات؛ برامج‬

‫في ‪ 1954‬م ّثل مارلون براندو‬ ‫الدور الرئي�س في فيلم عن‬ ‫المافيا عنوانه "على الواجهة‬ ‫البحرية" نال على �أ�سا�سه ثناء‬ ‫النقاد لأنه كان دقيقا" �ضد‬ ‫الجريمة المنظمة لكنه ف�شل‬ ‫في �شباك التذاكر ولم تكرر بعده‬ ‫هوليوود التجربة‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫تلفزيوني ��ة مث ��ل "ال�سوبران ��و" (‪The‬‬ ‫‪ ،)Sopranos‬و�أف�ل�ام مث ��ل �سل�سل ��ة‬ ‫العراب (‪" ،)Godfather‬غودفيالز"‬ ‫(‪ ،)Goodfellas‬و"�ش ��رف بريزي"‪،‬‬ ‫و"ح ّل ��ل ه ��ذا" (‪،)Analyze This‬‬

‫"الع�صاب ��ة الت ��ي ال يمك ��ن ان تطل ��ق‬ ‫النار ف ��ي خط م�ستقي ��م"‪ ،‬و"باك�سي"‬ ‫(‪ )Bugsy‬كلها جعل ��ت قطاع الرقاب‬ ‫�إل ��ى الباذخي ��ن الفا�سدي ��ن محتالين‬ ‫�ساحري ��ن محببي ��ن‪ .‬زعم ��اء المافي ��ا‬ ‫�ص� � ّوروا كمجرمي ��ن متفاني ��ن يعي�شون‬ ‫عل ��ى ميث ��اق �ش ��رف ي�ؤكد عل ��ى الوالء‬ ‫والطاع ��ة‪ .‬مث ��ل ه ��ذا الت�صوي ��ر يعني‬ ‫�أن عم ��ل رج ��ال الع�صاب ��ات يدخل في‬ ‫عالم �أ�سود قاتم ولكن ��ه م�ألوف للحلم‬ ‫الأميرك ��ي‪ :‬كف ��اح المهاجر م ��ن �أجل‬ ‫الثروة واالحترام‪.‬‬ ‫بطبيع ��ة الح ��ال‪ ،‬يعتب ��ر المخ ��رج‬ ‫فران�سي� ��س ف ��ورد كوب ��وال الحائز على‬ ‫جائ ��زة الأو�س ��كار ع ��ن �سل�سل ��ة �أفالم‬ ‫الع� � ّراب المعي ��ار الذهب ��ي لعملي ��ة‬ ‫التبيي�ض المخجلة لحياة زعماء ورجال‬ ‫المافي ��ا‪ .‬ب�إعتم ��اده على رواي ��ة ماريو‬ ‫ب ��وزو التي �ألفه ��ا ف ��ي ‪ 1969‬ك�أ�سا�س‪،‬‬ ‫�أب ��دع كوب ��وال ف ��ي تثبي ��ت الغ ��زل بين‬ ‫الحي ��اة والموت مرك ��زا" على جريمة‬ ‫عائلة زعي ��م المافيا الخيالي دون فيتو‬ ‫كورليوني‪ ،‬الذي �إ�ضطلع بدوره مارلون‬ ‫بران ��دو‪ .‬على الرغ ��م م ��ن �أن الكتاب‬ ‫والأف�ل�ام الثالثة مليئ ��ة بجرائم القتل‬ ‫والوح�شية والخيان ��ات‪ ،‬فمعظمها كان‬ ‫لحماي ��ة العائل ��ة المافياوي ��ة‪ .‬العن ��ف‬

‫وال�سري ��ة‪ ،‬توح ��ي ال�سل�سل ��ة‪ ،‬م ّكن ��ا‬ ‫المهاجري ��ن الإيطاليين في وقت مبكر‬ ‫و�أبنائهم م ��ن الح�صول عل ��ى العدالة‬ ‫والنج ��اح المالي والكرام ��ة التي كانت‬ ‫عدائي ��ة‪ .‬ماي ��كل كورليون ��ي (يق ��وم‬ ‫ب ��دوره �آل بات�شينو)‪ ،‬وه ��و من قدامى‬ ‫المحاربين في الحرب العالمية الثانية‬ ‫واب ��ن دون فيتو كورليون ��ي‪ ،‬وجد نف�سه‬ ‫مجبرا" جراء الم�صير وعالقات الدم‬ ‫على خالفة والده‪ .‬حماية وتو�سيع هذه‬ ‫المملكة ي�صبح واجبه الموروث ‪ -‬حتى‬ ‫لو كان ذلك يتطلب قتل �أ�صدقاء خونة‬ ‫و�شقيقه‪.‬‬ ‫ي�ضع الفيلم عائلة كورليوني‪ ،‬المفتر�ض‬ ‫�أنها عائلة كثي ��رة الو�ساو�س وال�شكوك‬ ‫و�صاحب ��ة نواي ��ا طيب ��ة‪� ،‬ض ��د الأعمال‬ ‫ال�شنيعة والمتاج ��رة بالمخدرات التي‬ ‫يقوم بها خ�صومها في المافيا‪ ،‬لت�سليط‬ ‫ال�ض ��وء على �سم ��ات عائل ��ة كورليوني‬ ‫الإيجابي ��ة‪ .‬ف ��ي الواق ��ع‪ ،‬م ��ع ذلك‪ ،‬ال‬ ‫يوج ��د �أي دليل في �أي وقت م�ضى على‬ ‫ان المافي ��ا جندت في �صفوفها رجاال"‬ ‫طيب ��ي ال�سمع ��ة وال�سل ��وك‪ .‬ل ��م تتخذ‬ ‫�أي ��ة عائل ��ة "مافياوي ��ة" موقف ��ا" �ضد‬ ‫تجارة المخ ��درات‪ ،‬على �سبيل المثال‪،‬‬ ‫كل زعم ��اء المافي ��ا الأميركي ��ة كان ��وا‬ ‫م�س�ؤولين عن �إغراق الأحياء الداخلية‬ ‫في الم ��دن الأميركي ��ة بفي�ضانات من‬ ‫الهيروين‪.‬‬ ‫ونظ ��را" ال ��ى ه ��ذا التبيي� ��ض وغ�س ��ل‬ ‫الأدمغ ��ة‪ ،‬ف�إن ��ه لي� ��س م ��ن الم�ستغرب‬ ‫�أن كثي ��را" م ��ن �أكب ��ر م�شجع ��ي ه ��ذه‬ ‫الأف�ل�ام كان ��وا �أع�ض ��اء ف ��ي المافي ��ا‬ ‫نف�سه ��ا‪ .‬بع ��د ر�ؤي ��ة العراب ف ��ي العام‬ ‫‪�" ،1972‬سالفاتوري غرافانو" الملقب‬ ‫ب"�سام ��ي الثور"‪ --‬مجن ��د �شاب في‬ ‫ع�صابة الذي �سي�أتي يوم يكت�سب �شهرة‬ ‫قات ��ل ف ��ي المافي ��ا‪ ،‬وفي وق ��ت الحق‪،‬‬ ‫يغتال زعماء كب ��ارا"– كان مبتهجا"‪.‬‬ ‫مفاج�أ"‪ ،‬لقد تذكر‬ ‫"تركت هذا الفيلم َ‬ ‫غرافان ��و كت ��اب "‪،"Underboss‬‬ ‫ال ��ذي �سج ��ل في ��ه ال�صحاف ��ي بيت ��ر‬ ‫ما� ��س �سيرت ��ه‪�" .‬أعني �إن ��ي طرت عن‬ ‫الأر� ��ض للخروج م ��ن �صال ��ة العر�ض‪،‬‬


‫�سالم ندا وريتا فرنجية ووليد مزنر‬

‫هال فا�ضل وال�سفير الم�صري ال�سابق ح�سين �ضرار ونيكول �صراف‬

‫فيوليت �شما�س وفيليب �صحناوي و�سهام تويني‬

‫رندا بدير ومايكل مايبك وبا�سل التل وغادة منيمنة‬

‫ماري �سعد وكارولين ترزيان‬

‫�سالم حنا وغابي ق�سي�س وب�شارة خ�شان‬

‫ب�شارة خ�شان ويعقوب ندا و�أمير �سوبره‬

‫�سالم طويل وندى بدير ونيكول طربيه‬ ‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪101‬‬


‫مجتمع‬

‫بطاقة إئتمان يطلقها بنك عوده ومتاجر "‪ "ABC‬في لبنان‬ ‫�أطلق بنك عوده بالإ�شتراك مع متاجر “‪ ”ABC‬في لبنان و�شركة "ما�ستركارد" بطاقة �إئتمان "�إي بي �سي كريديت كارد" (‪ )ABC Credit Card‬تعتمد‬ ‫تكنولوجيا التو�صيل غير المبا�شر‪ .‬و�أقيم في المنا�سبة حفل ع�شاء في حدائق فيال عوده بالأ�شرفية بح�ضور الرئي�س التنفيذي لمجموعة بنك عوده �سمير حنا‪،‬‬ ‫والرئي� ��س التنفي ��ذي الأعل ��ى لمتاجر "�أي بي �سي" النائب روبير فا�ض ��ل‪ ،‬ورئي�س �شركة ما�ستركارد العالمية في منطقة ال�ش ��رق الأو�سط و�شمال �إفريقيا مايكل‬ ‫مايباك وح�شد من المدعوين‪.‬‬

‫�سمير حنا وروبير وهال فا�ضل وريمون عوده ورندا بدير ومايكل مايبك‬

‫�سمير حنا والنائب روبير فا�ضل ومارك عوده‬

‫نائب رئي�س مجل�س النواب فريد مكاري وعقيلته مهى و�سالم ندا‬

‫روال را�شد‬

‫‪100‬‬

‫منى بوار�ش وكمال طبارة ومارك عوده وعبير بوار�ش‬

‫جاد قاعي ونديم خاطر‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫منير دويري و�سهام تويني‬


‫�ستريدا جعجع وروز �شويري‬

‫مي �شدياق‬

‫بيار وحنان �صادق‬

‫بيار وروز �شويري‬

‫مي�شال وبو�سي المر‬

‫هال متري و�سامي حلو‬

‫جورج �صليبي‬

‫دنيز فيا�ض‬

‫الفنانة ميرنا �شاكر‬ ‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪103‬‬


‫مجتمع‬

‫إطالق جائزة جبران خليل جبران للمبدعين اللبنانيين‬ ‫�أطلق ��ت لجن ��ة جب ��ران الوطني ��ة‬ ‫ف ��ي لبن ��ان برئا�سة دكت ��ور طارق‬ ‫ال�شدي ��اق جائ ��زة جب ��ران خلي ��ل‬ ‫جب ��ران التكريمي ��ة ال�سنوي ��ة‬ ‫للمبدعي ��ن اللبنانيين‪ .‬وللمنا�سبة‬ ‫�أقام ��ت اللجن ��ة حف ��ل ع�ش ��اء‬ ‫�ساهرا" ف ��ي �صال ��ة ال�سفراء في‬ ‫كازين ��و لبنان في ح�ض ��ور النواب‬ ‫�ستري ��دا جعج ��ع‪ ،‬و�إيل ��ي كيروز‪،‬‬ ‫والدكت ��ور ف ��ادي ك ��رم وال ��وزراء‬ ‫ال�سابقي ��ن‪ :‬جو �سركي� ��س وطوني‬ ‫ك ��رم و�إبراهيم نج ��ار‪ ،‬وفعاليات‬ ‫من المجتمع المدني و�شخ�صيات‬ ‫�سيا�سي ��ة‪ ،‬واقت�صادية‪ ،‬و�إعالمية‬ ‫وثقافية‪.‬‬ ‫تخلل الحفل تكريم �سبعة مبدعين‬ ‫لبنانيين ّ‬ ‫كل في مجاله وهم‪ :‬رجل‬ ‫الأعم ��ال المك�سيك ��ي م ��ن �أ�ص ��ل‬

‫لبنان ��ي كارلو�س �سلي ��م‪ ،‬والراحل‬ ‫انط ��وان ال�شوي ��ري‪ ،‬الوزي ��رة‬ ‫ال�سابق ��ة ليل ��ى ال�صل ��ح حم ��ادة‪،‬‬ ‫والكاتب وال�شاع ��ر والديبلوما�سي‬ ‫�صالح �ستيتية‪ ،‬والرئي�س التنفيذي‬ ‫ل�شركة بتروف ��اك العالمية مارون‬ ‫�سمع ��ان‪ ،‬والكات ��ب والمحام ��ي‬ ‫اللبنان ��ي الفرنكوفون ��ي �ألك�سندر‬ ‫نج ��ار‪ ،‬والماي�ست ��رو الأب دكت ��ور‬ ‫خليل رحمة‪.‬‬ ‫�أح ّيت الحف ��ل فرقة �سيدة اللويزة‬ ‫بقي ��ادة الماي�ست ��رو الأب خلي ��ل‬ ‫رحم ��ة‪ ،‬و�إن�ش ��اد منف ��رد للفنان ��ة‬ ‫ميرنا �شاكر وعزف خا�ص للم�ؤلف‬ ‫المو�سيقي الكبير غي مانوكيان‪.‬‬ ‫ا�ستُهل الحف ��ل بالن�شي ��د الوطني‬ ‫اللبناني‪ ،‬وقدمه االعالميان ب�سام‬ ‫براك ودنيز رحمة فخري‪.‬‬ ‫الوزير ال�سابق �إبراهيم نجار وقرينته روز‬

‫الإعالميان ب�سام براك ودنيز رحمة فخري يقدمان برنامج ال�سهرة‬

‫فيليب دوب�ستر�س و�إدي �أبي اللمع‬

‫‪102‬‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫النائب �أنطوان �أبو خاطر وقرينته‬

‫�سهام تويني وبوال يعقوبيان‬


‫جويل وفادي طه‬

‫مريم خويري‬

‫�أكرم ومنال م�شرفية‬

‫جورج دمبكلي وتراي�سي �شمعون والعميد بيار جورجيو وم�سعود الأ�شقر‬

‫�أنطوان �صفير وكارين با�سيل ولحود لحود‬

‫غابي تامر وهيام مالط و�سليم زعني‬

‫هيام وجورجيت مالط‬

‫كارين با�سيل‬

‫لين طحيني‬

‫�إيل�سي ن�صر‬ ‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪105‬‬


‫مجتمع‬

‫اليوم الوطني اإلسباني في بيروت‬ ‫دع ��ت �سفي ��رة �إ�سباني ��ا في لبنان ميالغرو� ��س هيرناندو الى حف ��ل �إ�ستقبال في منا�سب ��ة العيد الوطني لبالدها ف ��ي ق�صر �شهاب في بي ��روت ح�ضره عدد من‬ ‫الم�س�ؤولين اللبنانين و�أع�ضاء ال�سلك الأجنبي المعتمدين في لبنان �إ�ضافة الى باقة من �أهل المجتمع اللبناني‪.‬‬

‫ال�سفير جورج �سيام وقرينته مع القا�ضي برنار �شويري وقرينته‬

‫دكتور بيار دكا�ش يتو�سط ليلى ورينا كرامي‬

‫جاكلين معلوف وجان رزق‬

‫‪104‬‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫�سفيرة �إ�سبانيا ميالغرو�س هيرناندو‬

‫القا�ضي �شكري �صادر وطوني وراكيل عني�سي‬

‫�أنجيال �أ�سمر و�شربل �شلهوب‬

‫جون وريتا مفرج‬


‫تكريم العميد الركن هشام جابر‬ ‫�أعل ��ن �أنط ��وان ف�ض ��ول عن �صدور كتابه الجديد "�أعالم من ب�ل�اد الأرز" في حفل تخلله بع�ض الخطابات دعا اليه الموق ��ع الإلكتروني (‪Focusonlebanon.‬‬ ‫‪ )com‬وذل ��ك ف ��ي المعهد الأنطوني في بعبدا‪ .،‬وتم خ�ل�ال الحفل تكريم العميد الركن المتقاعد الدكتور ه�شام جابر ب�إعتب ��اره واحدا" من الأعالم اللبنانية‬

‫لإنجازاته الفكرية ال �سيما من خالل مركز ال�شرق الأو�سط للأبحاث والدرا�سات الذي يديره في بيروت‪ .‬ح�ضر الحفل عدد كبير من نخبة المجتمع اللبناني‪.‬‬

‫العميد الركن ه�شام جابر وليندا مطر وف�ؤاد �شمالي‬

‫�أنطوان ف�ضول والمير �ألبير �شهاب‬

‫الأب فادي تابت والمون�سنيور بول�س ن�صرالله‬

‫خليل برمانا وعبد الحافظ �شم�ص وجورج �أبو �شديد‬

‫جوزيف وكوثر �أبو غ�صن‬

‫�إيلي خوري ومنال كرم‬

‫روبير قاعي ونادين فابيان وليلى الق�سي�س‬

‫كارول القارح و�صوفي عازار‬ ‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪107‬‬


‫مجتمع‬

‫"واحة الحياة" لراحة ونقاهة المسنين الكاثوليك‬ ‫تح ��ت رعاي ��ة وح�ضور مطران ال ��روم الكاثوليك كيرل� ��س ب�ستر�س‪ ،‬متروبوليت بي ��روت وجبيل وتوابعهما‪ ،‬دع ��ت الجمعية الخيرية لل ��روم الكاثوليك في بيروت‬ ‫و�ضواحيه ��ا ال ��ى �إطالق م�شروع بي ��ت الراحة والنقاهة للم�سنين "واحة الحياة" في موقع الم�شروع في الأ�شرفية ح�ض ��ر الإحتفال عدد من وزراء نواب الطائفة‬ ‫الكاثوليكية الحاليين وال�سابقين و�شخ�صياتها �إ�ضافة الى بع�ض �أبناء الرعية‪.‬‬

‫الوزير �سليم جري�صاتي والوزير نقوال �صحناوي والوزيران ال�سابقان �سليمان طرابل�سي و�أ�سعد رزق‬

‫�سامية �سماحة ووليد مزنر و�سامي خوري‬

‫دكتور ب�سام الفرن وظافر ال�شاوي وروجبه ن�سنا�س ووليد مزنر‬

‫‪106‬‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫المطران كيرل�س ب�ستر�س يبارك الم�شروع‬

‫ظافر ال�شاوي والنائب مي�شال فرعون وروجيه ن�سنا�س‬

‫جوزيف معلوف والأب جورج عكي والوزير ال�سابق �سليم وردة‬


‫"واقع الحال األثري في بيروت" في مركز التراث اللبناني‬ ‫في الجامعة األميركية اللبنانية‬ ‫ف ��ي �سل�سل ��ة المحا�ضرات الم�ضيئة ت ��راث لبنان في جمي ��ع وجوهه دعا مركز‬ ‫الت ��راث اللبنان ��ي في الجامعة الأميركي ��ة اللبنانية الى لقاء ح ��ول واقع الحال‬ ‫الأثري في مدينة بيروت‪� ،‬إفتتحه مدير المركز ال�شاعر هنري زغيب‪ ،‬وحا�ضر‬ ‫في ��ه الباحث الدكتور حارث الب�ستاني �أ�ستاذ علم الآثار في الجامعة اللبنانية‪،‬‬

‫دكتور حارث الب�ستاني‬

‫الذي تحدث عن خ�صائ�ص الح�ضارات والثقافات التي تعاقبت على بيروت منذ‬ ‫ن�شوئه ��ا في القرن ‪ ،24‬منذ الفينيقية الكنعانية مرورا" بالفار�سية والإغريقية‬ ‫وغيرهم ��ا و�صوال" الى العثمانية‪ .‬ومن ثم تكلم عن متى وكيف ن�ش�أت حفريات‬ ‫بيروت بالإ�ضافة الى عناوين �أخرى مرتبطة بمو�ضوع المحا�ضرة القيمة‪.‬‬

‫جوزيف جبرا‬

‫جانب من الح�ضور‬

‫ح�سام و�أني�سة الغو�ش‬

‫ال�شاعر هنري زغيب والدكتور الب�ستاني‬

‫فار�س ومي داغر‬

‫زينة �أيوب ونجاح مجدالني‬

‫ع�صام كرم‬ ‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪109‬‬


‫مجتمع‬

‫"مدنت" صارت "غلوب مد لبنان"‬ ‫م ��ن �أج ��ل مرافقة �إ�ستراتيجيتها وتوافق هويتها م ��ع التو�سع المحقق على الم�ستوى العالم ��ي ومقت�ضيات التطور الحا�صل‪� ،‬أعلنت �شركة "مدن ��ت" اللبنانية عن تغيير‬ ‫�إ�سمها الى "غلوب مد لبنان" في م�ؤتمر �صحافي ح�ضره النائبان مي�شال فرعون وغ�سان مخيبر ونقيب الم�ست�شفيات الخا�صة في لبنان �سليمان هارون ورئي�س مجل�س‬ ‫�إدارة "غلوب مد لبنان" روجيه ن�سنا�س‪� ،‬إ�ضافة الى ح�شد من �أرباب الت�أمين والمهتمين ومندوبي و�سائل الإعالم في بيروت‪ .‬وتبع ذلك حفل �إ�ستقبال للح�ضور‪.‬‬

‫النقيب �سليمان هارون‪ ،‬وروجيه ن�سنا�س‪ ،‬والنائب مي�شال فرعون ونجله بيار‬

‫�سمر �أبو الجود‪ ،‬ودكتور فادي �سعادة‪ ،‬و�سركي�س الزين‬

‫ناجي �سلطانم‪ ،‬ولو�سيان لطيف‪ ،‬و�سامي زكا‪ ،‬وجاك �سعادة‬

‫زياد خرما‪ ،‬و�أوليفيا معلوف‪ ،‬ومازن الخطيب‬

‫جو ن�سنا�س‪ ،‬وحبيب فرح‪ ،‬وفادي خوري‬

‫�إيلي ن�سنا�س و�إدوار طرابل�سي‬

‫‪108‬‬

‫�إيلي داغر‪ ،‬و�أمين دقاق‪ ،‬ورومي حداد‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫ميرنا �أبو مراد‬


‫ملكة جمال لبنان ال�سابقة يارا الخوري مخايل‬

‫جيهان عالمة‬

‫�أنابيال هالل ومايا دياب‬

‫جورجينا رزق‬

‫طوني وكري�ستينا بارود‬

‫يزبك وهبي وعقيلته‬

‫بيار ورندا ال�ضاهر‬

‫نان�سي عجرم‬

‫مك�سيم �شعيا‬ ‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪111‬‬


‫مجتمع‬

‫وللبنان ملكة جمال جديدة‬ ‫�أحيت محط ��ة تلفزيون "�أل بي �سي" مباراة �إنتخاب ملكة جمال لبنان في ‪29‬‬ ‫�أيلول (�سبتمبر) الما�ضي التي �أقامتها على م�سرح "بالتيا" حيث �شابها بع�ض‬ ‫الإنتق ��اد م ��ن بع�ض الم�ش ��اركات الأمر الذي و ّلد جوا" غي ��ر م�ستحب في مثل‬ ‫ه ��ذه المنا�سبات‪ .‬ورغم ذلك فقد كان الح ��دث منا�سبة لإعادة العز الى هذه‬ ‫الم�سابق ��ة التي فقدت بريقها في الأع ��وام المن�صرمة عن طريق رفع م�ستوى‬ ‫لجن ��ة التحكي ��م التي كان ��ت بين عدادها ملك ��ة جمال لبنان والك ��ون ال�سابقة‬ ‫جورجينا رزق و�أنا�شار مي�شال ب�صبو�ص ومك�سيم �شعيا والفنانة نان�سي عجرم‬

‫ومنى فار�س ومي�شال حبي�س وريا داعوق والوزير ال�سابق زياد بارود وم�صممة‬ ‫المجوهرات جيهان عالمة‪.‬‬ ‫وكان ��ت مفاج�أة ال�سهرة �إ�شتراك تو�أمين للم ��رة الأولى في م�سابقة هذا العام‬ ‫حيث ف ��ازت واحدة منهما (رينا �شيباني) بلقب ملكة جمال لبنان فيما فازت‬ ‫الأخرى (رومي �شيبان ��ي) بلقب الو�صيفة الأولى‪ .‬كما نالت �أليان يعقوب لقب‬ ‫"ملك ��ة جمال المواهب" (‪ )Miss Talent‬وجوان �سمعان بلقب "ملكة جمال‬ ‫اللطف" (‪.)Miss Congeniality‬‬

‫ملكة جمال لبنان الجديدة رينا �شيباني‬

‫الملكة القديمة تتوج الجديدة‬

‫الوزير ال�سابق زياد بارود وريا �ضو‬

‫‪110‬‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫الت�صفيات النهائية لم�سابقة �إنتخاب ملكة جمال لبنان ‪2012‬‬

‫وائل كفوري يقدم و�صلته الغنائية‬


‫إفتتاح السنة الثقافية في مدرسة الجمهور اللبنانية‬ ‫رع ��ى رئي� ��س الجمهورية اللبنانية العماد مي�شال �سليمان �إحتفال مدر�سة �سيدة الجمهور واللجنة الإدارية للمركز الريا�ضي والثقافي والإجتماعي ب�إفتتاح ال�سنة‬ ‫الثقافي ��ة ‪ ،2013-2012‬وب�إفتت ��اح مركز التراث المو�سيق ��ي اللبناني‪ ،‬وذلك في قاعة مي�شال �إده للإحتفاالت الكائنة ف ��ي بناية وفيق �صفا في المدر�سة‪ .‬ح�ضر‬ ‫المنا�سبة ح�شد من ال�شخ�صيات الإجتماعية والثقافية والمو�سيقية في لبنان‪.‬‬

‫النائب ف�ؤاد ال�سعد وقرينته جاكلين وجومانا حبيقة‬

‫جومانا حبيقة وناجي خوري والوزير غابي ليون والأب برونو �سيون و�سمير �أبي اللمع وزينة �صالح‬

‫�أني�س بركات والأب �سليم دكا�ش وفيوليت غره‬

‫نقيب المحامين ال�سابق رمزي جريج ومي�شلين �أبو �سمرا‬

‫النائب ال�سابق �إدمون رزق وقرينته رينيه‬

‫كميل من�سى وف�ؤاد الخازن ولورا و�سمير لحود‬

‫غدي رحباني وريتل غ�صن‬

‫معر�ض نا�صر مخول‬

‫لينا عازار ولين ب�شور‬ ‫‪Issue 2 - November - 2012‬‬

‫‪113‬‬


‫مجتمع‬

‫العميد الركن يوسف نادر يولم لوداع الصيف‬ ‫�أقام العميد الركن الطيار اللبناني المتقاعد يو�سف نادر وقرينته �إيفلين حفل غداء في منزلهما ال�صيفي في علما – ق�ضاء زغرتا (�شمال لبنان) لوداع ف�صل‬ ‫ال�صيف دعيا �إليه عدد من الأ�صدقاء و�أفراد العائلة بينهم الدكتور نديم غ�سطين وقرينته مايا والنائب ال�سابق جواد بول�س وقرينته‪ .‬وعلى رغم المائدة ال�شهية‬ ‫والغنية التي �أعدتها �سيدة المنزل فقد كان حديث ال�سيا�سة و�أحداث لبنان وتداعيات الأزمة ال�سورية مالئا" جو الح�ضور و�شاغل دنياهم‪.‬‬

‫�أفلين نادر ومايا غ�سطين‬

‫نائب زغرتا ال�سابق جواد بول�س وتوفيق نادر (في الخلف) و�سيمون ن�صر‬

‫مايا �صفير وبا�سكال نادر‬

‫البروف�سوران �ألفريد وندى نعمان‬

‫‪112‬‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫العميد يو�سف نادر والدكتور نديم غ�سطين‬

‫دكتورة ناتالي محفو�ض ورندة بول�س‬

‫دكتور كارين خوري ودكتور نهاد و�ألي�س جينادري‪ ،‬ودكتور جو خوري‪،‬‬ ‫ودكتور ناتالي محفو�ض و�أفلين نادر‬

‫هدى ومارون �سويدي‬



‫�آخر العنقود‬

‫صيدلية الضحك!‬ ‫ّ‬

‫بقلم جورج طراد‬

‫لم أعد أذكر تماما" تلك األغنية الفرنس��ية القديمة التي تدعو الى معالجة كل المش��اكل‪ ،‬من أصغرها الى األكبر‪ ،‬بالغناء والضحك‪ .‬وجيلنا‬ ‫الذي استمتع بأغنية عبد الحليم حافظ التي مطلعها "ضحك ولعب وجد وحب"‪ ،‬لم يعد قادرا" على الضحك ألن هناك من يلعب بربيعه‬ ‫ويح ّول الجد عنده الى مأساة ويقفل في وجهه كل دروب الحب!‬ ‫المه��م في كل هذا أن نتّفق على أن الضحك صيدل ّية تش��في من الوجع‪ ،‬ليس فق��ط ألن ضحكة صادقة تح ّرك من عضالت الوجه والقلب‬ ‫تتحسن كثيرا" بحيث يصبح قادرا" على‬ ‫ما يوازي س��اعة كاملة من الس��باحة في بركة أولمب ّية موصوفة‪ ،‬بل خصوصا" ألن نفس ّية الضاحك ّ‬ ‫تح ّمل المتاعب الحيات ّية التي تحاصره من كل جانب والتي ال تمت الى عالم الضحك بصلة‪.‬‬ ‫والضحك أساس��ي في كل مرافق الحياة‪ .‬من السياس��ة الى الثقافة مع ما بينهما من تد ّرجات يس��مونها تارة "االقتصاد" وطورا" "الصناعة"‬ ‫توجه‬ ‫وغالبا" "دورة االنتاج" أو غيرها من األس��ماء التي هي مج ّرد تنويع على مس�� ّمى واحد‪ .‬فكل ش��يء في النهاية صار سياس��ة‪ .‬فأنت ّ‬ ‫اقتصادياتك وفق منظور سياسي‪ ،‬وتبرز ثقافة مع ّينة ألنها تناسب سياستك‪ .‬حتى الصناعة أو الزراعة فهي في خدمة السياسة قبل أي شيء‬ ‫آخر‪ .‬وأكبر دليل على هذا أن القوى السياس�� ّية الكبرى في العالم تفرض إجراءات صارمة لحماية مزارعيها وصناع ّييها من المنافس��ة غير‬ ‫المشروعة‪.‬‬ ‫حتى السياسة الجافة فإن فيها أحيانا" ضحكات ر ّنانة !‬ ‫يروى أن المش��ير عبد الله الس� ّ‬ ‫ويرس��خ قواعد‬ ‫لال‪ ،‬أول رئيس يمني في عهد الثورة‪ ،‬كان يقوم بجولة في البالد ليصغي الى هموم الناس ّ‬ ‫الثورة‪ ،‬فم ّر في مناطق س��احل ّية مثل ّ‬ ‫"مخة" و"الحديدة" وغيرهما‪ ،‬وأمر‪ ،‬تلبية لمطالب الناس‪ ،‬باقامة مرافىء في تلك المناطق تس��هيال"‬ ‫للتجارة ولحركة الركاب‪ .‬ووصل المش��ير ومرافقوه الى صنعاء ‪ -‬وهي مدينة جبل ّية تقع على إرتفاع ألفين وخمس��مائة متر تقريبا"‪ -‬وكان‬ ‫أهلها س��معوا بباقة المرافىء التي وعد الس� ّ‬ ‫لال بإقامتها في المدن الساحل ّية‪ ،‬فطلبوا إنشاء مرفأ في صنعاء‪..‬ووسط دهشة الوفد المرافق‪،‬‬ ‫حبكت النكتة مع الس ّالل فأجاب بكل جد ّية‪ :‬مطلبكم محقّ ‪ .‬لكن دعونا نتعاون على تحقيقه‪ .‬أنتم تتولون جلب البحر الى صنعاء‪ .‬والثورة‬ ‫تتك ّفل بإقامة المرفأ‪ .‬وكتم المرافقون ضحكة خرساء عندما وافق أصحاب هذا المطلب على التعاون‪.‬‬ ‫وفي الس��ياق نفس��ه يروى أن الملك الفرنسي لويس السادس عشر كان يحرص على أن يضم مجلسه‪ ،‬إضافة الى السياسيين‪ ،‬رجال" طريفا"‬ ‫يس��مونه "المجنون"‪ .‬وذات يوم إنفجر لويس الس��ادس عشر من الضحك عندما تل ّقى شكوى ض ّد "مجنونه" مفادها أن الرجل كان يتج ّول‬ ‫ّ‬ ‫فأستل من جيبه رغيفا" وراح يق ّلبه فوق الشواء حتى إذا ما تش ّبع بالرائحة الشه ّية‬ ‫في السوق فاذا بمطعم تنبعث منه رائحة شواء شه ّية‪،‬‬ ‫إلتهم��ه بإندف��اع‪ .‬لكن صاحب المطعم هجم عليه يطالبه بثمن الوجبة‪ ،‬فم��ا كان من"المجنون" إ ّال أن أخرج قطعة نقد ّية من جيبه وراح‬ ‫يضرب بها على الطاولة‪ ،‬قائال" له‪ :‬أنا أكلت الرائحة وأنت أقبض‪ ...‬الصوت!‬ ‫ومن النكات التي سمعتها م ّرة‪ ،‬واحدة أسالت الدموع من عيون الحاضرين لشدّة ما ضحكوا‪ .‬يومها كنّا في جلسة رائعة مع خفيف الظل‬ ‫الراحل رياض ش��رارة‪ ،‬وهو س�� ّيد من روى نكتة وإنتزع الضحكات الرنانة من حوله‪ .‬قال رياض‪ :‬في إحدى ساحات بلدة "الحدث"المتاخمة‬ ‫لبيروت كان هناك صالون حالقة يتج ّمع فيه الش�� ّبان المولعون بما يعرف ش��عب ّيا" بـ"لعبة الش��رط"‪ ،‬ومعادلته��ا أنك تحصل على كذا إذا‬ ‫إس��تطعت أن تفعل أمرا"‪ ،‬عادة ما يكون صعبا"‪ .‬وصودف مرور بائع عصير ليموناضة بالمكان فرس��ا الش��رط على شاب يحصل على مبلغ‬ ‫من المال إذا ما تم ّكن من شرب عشرين كوبا" في خمس دقائق‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫وبعد تنفيذ الش��رط أحس الش��اب بأنه على وشك اإلنفجار‪ ،‬فركض الى بيته لتستقبله أمه ملهوفة‪ ،‬وقد هالها شحوب وجهه وضيق تنفسه‬ ‫فطمأنته قائلة‪:‬ال تخف يا "تقبرني"‪...‬دقيقة واحدة وأصنع لك كوب ليموناضة فترتاح!‬ ‫وفعال" إرتاح الشاب‪ ،‬لكن األم المسكينة تعبت كثيرا" من ‪ ...‬التنظيف!‬

‫‪114‬‬

‫العدد الثاين‪ - ‬ت�شرين الثاين (نوفمرب) ‪٢٠١٢ -‬‬


Khalidiya Street - Abu Dhabi - UAE Tel: +971 2 6813741 brioni.com

TO BE ONE OF A KIND


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.