Issue 30

Page 1

‫سوريا‪:‬‬ ‫لماذا يخسر‬ ‫األسد؟‬

‫لماذا‬ ‫تعتبر قطر عدد‬ ‫سكانها سراً؟‬

‫تونس‪ :‬اإلصالحات‬ ‫اإلقتصادية فقط‬ ‫تنقذها‬

‫�شهرية ● �إقت�صادية ● ثقافية ● �إجتماعية ‪ -‬ال�سنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬

‫نضوج ميزان القوى‬ ‫في الشرق األوسط‬


‫اإلفتتاحية‬ ‫�شهرية ● �إقت�صادية ● ثقافية ● �إجتماعية‬ ‫ال�سنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬

‫‪www.asswak-alarab.com‬‬

‫ت�صدر من لندن عن �شركة "�أ�سواق العرب" للن�شر المحدودة‬ ‫العنوان الرئي�سي‪:‬‬ ‫‪Asswak Al-Arab Publishing Ltd‬‬ ‫‪788-790 Finchley Road‬‬ ‫‪London NW11 7TJ - United Kingdom‬‬ ‫‪Tel: +44(0)758 3320593‬‬ ‫‪Fax: +44(0)2082019448‬‬ ‫‪email: info@asswak-alarab.com‬‬ ‫‪Editor-In-Chief: Gabriel Tabarani‬‬

‫رئي�س مجل�س الإدارة ‪ /‬رئي�س التحرير‬

‫كابي طبراني ‪www.gabrielgtabarani.com -‬‬ ‫‪g.tabarani@gmail.com‬‬

‫مدير التحرير (لندن)‬

‫هاني مكارم ‪h.m.makarem@gmail.com -‬‬

‫مديرة الت�سويق ‪ -‬فيكتوريا روبرت�س‬ ‫ت�صدر في لبنان بالتعاون مع مجلة "تحت الأ�ضواء" الإقت�صادية‬ ‫ مركز ال�شرق الأو�سط للدرا�سات والعالقات العامة‪ ،‬بناية بيرال‪،‬‬‫الطابق الأول �شارع الجزائر‪ ،‬المال ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫مدير التحرير (بيروت)‬ ‫جوزف قرداحي ‪josephkordahi@yahoo.com -‬‬ ‫مديرة الت�سويق والعالقات العامة (بيروت)‬ ‫دارين عالمه ‪darinealameh@gmail.com -‬‬ ‫مكتب المغرب‪:‬‬ ‫برومو بري�س ‪� 16 -‬شارع جياللي العريبي‬ ‫الدار البي�ضاء ‪ -‬المغرب‬ ‫الإخراج الفني‬ ‫علي كمال الدين ‪alikamallll@gmail.com -‬‬ ‫التوزيع ‪� -‬شركة الأوائل ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫الإ�شتراكات‪:‬‬ ‫للأفراد‪ 100 :‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬ ‫لل�شركات‪ 150 :‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬

‫للم�ؤ�س�سات الر�سمية والبعثات الديبلوما�سية‪:‬‬

‫‪ 200‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬ ‫‪Price list‬‬

‫ ‪7000‬‬ ‫‪L.L.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪B.D.‬‬ ‫‪2 C.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪E.P.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪J.D.‬‬ ‫ ‪1‬‬ ‫‪K.D.‬‬ ‫ ‪1‬‬ ‫‪O.R.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪Q.R.‬‬ ‫ ‪10‬‬ ‫‪S.R.‬‬ ‫ ‪100‬‬ ‫‪S.L.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪Drhm.‬‬ ‫ ‪3‬‬ ‫‪Pounds.‬‬ ‫‪10 T.D‬‬ ‫‪20 MAD‬‬

‫ ‪Lebanon‬‬ ‫ ‪Bahrain‬‬ ‫ ‪Cyprus‬‬ ‫ ‪Egypt‬‬ ‫ ‪Jordan‬‬ ‫ ‪Kuwait‬‬ ‫ ‪Oman‬‬ ‫ ‪Qatar‬‬ ‫ ‪Saudi Arabia‬‬ ‫ ‪Syria‬‬ ‫ ‪UAE‬‬ ‫ ‪UK‬‬ ‫ ‪Tunis‬‬ ‫ ‪Morocco‬‬

‫المقاالت التي ُتن�شر تع ّبر فقط عن �آراء �أ�صحابها‬

‫در�س في الديموقراطية‬ ‫ٌ‬ ‫اإلنتخاب��ات العامة التي جرت أخي��راً (‪ 7‬أيار (مايو) الج��اري) في المملكة‬ ‫المتح��دة ‪ -‬في وقتها وبش��فافية ‪ -‬كانت عرضاً حقيقي��اً للديموقراطية في‬ ‫أفض��ل حاالتها‪ ،‬ونتاجاً للنظام الذي يحترم مواطنيه ويس��مح لهم أن يق ّرروا‬ ‫ويختاروا‪ ،‬بحرية ومن دون أيّ ضغوط‪ ،‬الذين سيم ّثلون مصالحهم على مدى‬ ‫خمس سنوات مقبلة‪.‬‬ ‫بعدم��ا إفتخر وإدّعى لفترة طويلة بأنه البلد الديموقراطي الحقيقي الوحيد‬ ‫في الشرق األوسط‪ ،‬فقد يفعل لبنان حسناً إذا أمعن التفكير جيداً في ما إذا‬ ‫كان حقاً يمكن تعريفه بأنه واحدٌ ‪.‬‬ ‫ول��و ُو ِضعت اإلختالفات الواضح��ة ‪ -‬التاريخ السياس��ي والمناخ اإلقليمي ‪-‬‬ ‫جانباً‪ ،‬فإن هناك خطوات "بس��يطة" التي يحتاج لبنان إلى إتخاذها ليستحق‬ ‫لق��ب الديموقراطي‪ .‬في اإلنتخابات البريطانية‪ ،‬كان الفائزون والخاس��رون‪،‬‬ ‫بشكل عام‪ ،‬كرام األخالق ولطفاء تجاه بعضهم البعض في النصر أو الهزيمة‪،‬‬ ‫ولم تكن هناك إتهامات بالفس��اد‪ ،‬وال إش��تباكات مس�� ّلحة‪ ،‬أو حتى "ضربة‬ ‫كف" ‪ -‬سواء بين ّ‬ ‫المرشحين أو المؤ ّيدين‪.‬‬ ‫لكن هنا‪ ،‬في لبنان‪ ،‬حيث مضى على الفراغ الرئاسي حوالي العام‪ ،‬فإن حتى‬ ‫الحدي��ث عن تحديد موعد إلنتخابات عامة يثير جدالً كبيراً‪ ،‬إضافة إلى أنها‬ ‫ال ُتعتبر حقاً من حقوق الشعب‪ ،‬ولكن هدية ُتس َبغ عليه‪ .‬وبالمثل‪ ،‬في حين‬ ‫أن السياسيين ُيدركون في أماكن أخرى من العالم الديموقراطي بأنهم خد ٌّام‬ ‫للش��عب‪ ،‬فإنهم يتص ّرفون هنا بش��كل كبير كما ل��و أن اللبنانيين العاديين‬ ‫ه��م عمالؤهم‪ ،‬وهم (المواطنون) هنا لخدمة مصالحهم ومس��اعدتهم على‬ ‫الحفاظ على مراكزهم ومناصبهم في السلطة‪ ،‬ال أن يقوموا كما يجدر الواقع‬ ‫بتمثيل مصالح ناخبيهم في البرلمان أو أي ش��يء م��ن هذا القبيل‪ .‬كما أنه‬ ‫عندما تجري اإلنتخابات‪ ،‬فإن الذي ّ‬ ‫يترشح لها أو يفوز بها يكون غالباً بالوراثة‪،‬‬ ‫كونه إبن أو إبنة أو زوجة أو أخ ألي شخص آخر كان أو هو في السلطة‪.‬‬ ‫يج��ب على الطالب والمعلمين والمتع ِّلمين والمث ّقفين والكتاب والممرضات‬ ‫ورجال االطفاء وكل من يهتم بمستقبل هذا البلد أن يحاولوا التوصل إلى كلمة‬ ‫جديدة التي يمكن أن تصف نظام لبنان السياسي‪ ،‬غير كلمة أنه ديموقراطي‪.‬‬ ‫عندها يمكن أن تصبح الديموقراطية هدفاً للعمل من أجل تحقيقه‪ ،‬وبالتالي‬ ‫ليست كلمة تُطلق في الهواء لإلدّعاء من دون معرفة ماذا تعني حقاً‪.‬‬ ‫كابي طبراني‬

‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪3‬‬



‫‪70‬‬

‫‪74‬‬

‫‪82‬‬

‫بتروكيماويات‬

‫نفط وغاز‬

‫تحقيق الشهر‬

‫البتروكيماويات السعودية‬ ‫َتشعر بـ"البرد" من إنخفاض‬ ‫حرارة أسعار النفط‬

‫اإلستثمارات األجنبية في‬ ‫قطاع الطاقة ُتخ ِرج مصر‬ ‫من الظالم والعتمة‬

‫الشركات العائلية‬ ‫العربية تواجه تحدي‬ ‫عدم اإلستمرار‬

‫‪55‬‬

‫رأي خبير‬ ‫المارد اإليراني‬ ‫قد يصحو إقتصادي ًا‬

‫‪64‬‬

‫‪63‬‬

‫كلمة خبير‬ ‫الضرائب في لبنان‪:‬‬ ‫ما لها وما عليها‬

‫‪95‬‬

‫سوق مالية‬

‫المنبر اإلجتماعي‬ ‫خفايا‬ ‫الجمهوري‬ ‫النظام ُ‬

‫هـل تستطيع أبو ظبي‬ ‫أن تصبح‬ ‫مركزاً مالي ًا إقليمي ًا؟‬

‫‪88‬‬

‫‪100‬‬

‫‪104‬‬

‫قضايا‬

‫الفن السابع‬

‫تلفزيون‬

‫دول الخليج العربية‬ ‫مهددة بالعطش‬ ‫ّ‬ ‫في ‪2050‬‬

‫سلمى حايك‬ ‫تسجن "النبي"‬ ‫في مدينة أميركية!‬

‫تلفزيونات لبنان‬ ‫في أزمة‬

‫‪96‬‬

‫الموقف الثقافي‬ ‫حرب الرقابة الدينية‬ ‫وثقافة الرذيلة!‬

‫‪114‬‬

‫آخر العنقود‬ ‫البحث عن َّ‬ ‫قشة‬ ‫في كومة ِإ َبر‬


‫لماذا‬ ‫تعتبر قطر عدد‬ ‫سكانها سراً؟‬

‫سوريا‪:‬‬ ‫لماذا يخسر‬ ‫األسد؟‬

‫في هذا العدد‬

‫تونس‪ :‬اإلصالحات‬ ‫اإلقتصادية فقط‬ ‫تنقذها‬

‫�سهرية ● �إقت�سادية ● ثقافية ● �إجتماعية ‪� -‬ل�سنة �لثالثة ‪� -‬لعدد ‪� - 3٠‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬

‫نضوج ميزان القوى‬ ‫في الشرق األوسط‬

‫العالم العربي‬ ‫موضوع الغالف‬

‫ميزان القوى في‬ ‫الشرق األوسط‬ ‫يبلغ مرحلة النضج‬

‫‪24‬‬

‫‪20‬‬

‫‪34‬‬

‫‪46‬‬

‫‪50‬‬

‫سوريا‬

‫قطر‬

‫تونس‬

‫الجزائر‬

‫لماذا‬ ‫يخسر األسد؟‬

‫لماذا تعتبر قطر‬ ‫عدد سكانها‬ ‫من األسرار الوطنية؟‬

‫تونس‪ :‬اإلصالح‬ ‫الجدي‬ ‫اإلقتصادي‬ ‫ّ‬ ‫هو مفتاح الخالص‬

‫الجزائر‪ :‬لماذا ال تستخدم‬ ‫جيشها إليقاف الخطر‬ ‫اآلتي من ليبيا ومالي؟‬

‫‪30‬‬

‫‪42‬‬

‫‪56‬‬

‫‪78‬‬

‫ُعمان‬

‫اليمن‬

‫إسرائيل ‪ -‬تركيا‬

‫الغاز الصخري‬

‫مسار ُعمان الوسطي‬ ‫يؤدي‬ ‫هل ّ‬ ‫إلى إغضاب جيرانها؟‬

‫اليـمـن‬ ‫إلـى أيــن؟‬

‫إستبدال السياسة‬ ‫بالتجارة هل يعيد العالقات‬ ‫بين إسرائيل وتركيا؟‬

‫لماذا ستفشل الجزائر‬ ‫في إستخراج‬ ‫الغاز الصخري‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫ي�سجل تح�سن ًا طفيف ًا‬ ‫ن�شاط القطاع الخا�ص اللبناني ّ‬ ‫�س � ّ�جل م�ؤ�ش ��ر الأعم ��ال "بل ��وم ب ��ي �أم �أي" في‬ ‫لبن ��ان‪ ،‬تراجع� � ًا لم�س ��توى �إنكما� ��ش الن�ش ��اط‬ ‫الإقت�ص ��ادي ل�ش ��ركات القط ��اع الخا� ��ص‪ ،‬لكن‬ ‫ظ� � ّل تحت الم�ست ��وى المحاي ��د ‪ 50‬نقطة‪ ،‬الذي‬ ‫يف�صل النمو عن الإنكما�ش في ني�سان (�إبريل)‬ ‫الفائ ��ت‪ .‬و�أظه ��ر "�إ�ستقرار الطل ��ب الخارجي‬ ‫عل ��ى منتج ��ات القط ��اع الخا� ��ص وخدمات ��ه‪،‬‬ ‫بعدم ��ا كان تراجع �سابق� � ًا‪ ،‬علم� � ًا �أن م�ؤ�شرات‬ ‫الإنت ��اج والطلب ��ات الجديدة ظ ّلت ف ��ي منطقة‬ ‫الإنكما� ��ش"‪ .‬وتما�شي ًا مع تراجع ال�ضغط على‬ ‫الإنتاج‪ ،‬خ ّف�ضت ال�ش ��ركات العاملة في القطاع‬ ‫الخا�ص م�شترياتها خالل ذلك ال�شهر‪.‬‬ ‫و�إ�ستق ّر م�ؤ�شر "بلوم بي �أم �أي" الرئي�سي‪ ،‬حول‬ ‫الن�شاط الإقت�صادي ل�ش ��ركات القطاع الخا�ص‬ ‫ف ��ي لبنان‪ ،‬الذي تعدّه �شركة "ماركيت" برعاية‬ ‫"بل ��وم" عل ��ى ‪ 49‬نقط ��ة في ني�س ��ان (�إبريل)‬ ‫الما�ض ��ي‪ ،‬م�شي ��ر ًا الى "مزيد م ��ن التدهور في‬ ‫الظ ��روف الت�شغيلي ��ة لدى القط ��اع االقت�صادي‬ ‫الخا�ص"‪ .‬لكن على رغم ذلك‪�" ،‬إرتفعت قراءة‬

‫الم�ؤ�ش ��ر ع ��ن �آذار (مار� ��س) الما�ض ��ي وكانت‬ ‫‪ 48.9‬نقط ��ة‪ ،‬محقق ًا �أعلى م�ست ��وى على مدار‬ ‫ثالث ��ة �أ�شه ��ر"‪ .‬و�أظه ��ر الم�ؤ�ش ��ر "تراجع ًا في‬ ‫و�سج ��ل م�ستوى الإنتاج في‬ ‫معدل االنخفا�ض"‪ّ .‬‬ ‫�شركات القطاع الخا�ص‪" ،‬مزيد ًا من االنكما�ش‬ ‫ف ��ي ني�س ��ان (�إبري ��ل)‪ ،‬لي�ستمر بذل ��ك االتجاه‬ ‫الملح ��وظ منذ حزيران (يوني ��و) عام ‪."2013‬‬ ‫وعل ��ى رغم ذل ��ك‪" ،‬تراج ��ع مع ��دل االنكما�ش‬ ‫وو�ص ��ل �إلى وتيرة �ضعيفة هي الأبط�أ منذ كانون‬ ‫الثاني (يناير) الما�ضي"‪.‬‬ ‫وتراجع ��ت الأعم ��ال الجدي ��دة و"و�صل ��ت �إل ��ى‬ ‫�أبط� ��أ مع ��دل على م ��دار ثالثة �أ�شه ��ر"‪ ،‬و ُيعزى‬ ‫ج ��زء كبير م ��ن ذلك �إل ��ى "الإ�ستق ��رار الكبير‬ ‫في طلب ��ات الت�صدي ��ر الجديدة بع ��د تراجعها‬ ‫الأخي ��ر"‪ .‬وربط ��ت ال�ش ��ركات الم�ستَطلعة هذا‬ ‫التراجع بـ"�ضعف الطلب مع �إ�ستمرار الم�شاكل‬ ‫و�سج ��ل �أي�ض ًا "انخفا�ض‬ ‫الأمني ��ة وال�سيا�سية"‪ُ .‬‬ ‫جدي ��د في الأعم ��ال غير المنج ��زة في �شركات‬ ‫القطاع الخا�ص اللبناني"‪.‬‬

‫الرابطة المارونية اللبنانية تدعو �إلى �إ�صالحات اقت�صادية‬ ‫�أ�ص ��درت الرابط ��ة المارونية في لبن ��ان البيان‬ ‫الآتي‪" :‬ان تفاقم الو�ضعين االقت�صادي والمالي‬ ‫في ال�سنوات الأخيرة‪ ،‬بات ينذر ب�أزمات جد ّية‪،‬‬ ‫م ��ا لم يتخذ المعنيون �إجراءات فاعلة لمواجهة‬ ‫هذا الخطر الداهم‪.‬‬ ‫�إن المجل� ��س التنفي ��ذي للرابط ��ة المارون ّي ��ة‪،‬‬ ‫بن ��اء عل ��ى الدرا�س ��ات ال�ص ��ادرة ع ��ن اللجنة‬ ‫الإقت�صاد ّي ��ة‪ ،‬يدع ��و الم�س�ؤولين ال ��ى الإ�سراع‬ ‫في تنفيذ الإ�صالحات و الخطوات الإقت�صاد ّية‬ ‫الملحة الآتية‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫‪� -1‬إ�ص ��دار الموازن ��ة العام ��ة �ضم ��ن المه ��ل‬ ‫القانون ّية؛‬ ‫‪� -2‬إ�ست�ص ��دار مر�سوم ��ي النف ��ط‪� :‬إن الت�أخير‬ ‫في التنقيب ع ��ن النفط والغاز ال يك ّبد الخزينة‬ ‫اللبناني ��ة خ�سائ ��ر مال ّي ��ة فح�سب‪ ،‬ب ��ل ي�ضعف‬ ‫الموقف اللبناني لجهة ت�سويق منتجاته النفط ّية‬ ‫اذ على لبنان الم�سارعة في التفاو�ض مع الدول‬ ‫الم�ست ��وردة‪ ،‬لناحي ��ة م� � ّد �أنابي ��ب الغ ��از قب ��ل‬

‫ف ��وات الأوان‪ .‬وهذا يوج ��ب الإ�سراع في �إ�صدار‬ ‫مر�سوم ��ي النف ��ط المتع ّلقي ��ن بتق�سي ��م منطقة‬ ‫المي ��اه اللبناني ��ة ال ��ى بل ��وكات و�إ�ص ��دار دفتر‬ ‫ال�ش ��روط الخا�ص بدورات التراخي�ص و نموذج‬ ‫اتفاقية اال�ستك�شاف و االنتاج؛‬ ‫‪ -3‬تطبيق القوانين المال ّية وال�ضريب ّية على كل‬ ‫المناطق اللبنانية؛‬ ‫‪� -4‬إ�ستكم ��ال درا�س ��ة �إقت ��راح قان ��ون ال�ضمان‬ ‫الإجتماعي الجديد؛‬ ‫‪ -5‬و�ضع ّ‬ ‫خط ��ة �إقت�صاد ّية ع�صر ّي ��ة للإنت�شار‬ ‫اللبناني؛‬ ‫‪ -6‬دعم ال�سياحة الريف ّية؛‬ ‫‪ -7‬تراج ��ع م�ست ��وى الخدمات ف ��ي مطار رفيق‬ ‫الحري ��ري الدول ��ي‪� :‬إن مط ��ار رفي ��ق الحريري‬ ‫الدول ��ي هو واجه ��ة لبن ��ان الأهم تج ��اه العالم‬ ‫الخارج ��ي‪ ،‬ل ��ذا ال ب� � ّد م ��ن تح�سي ��ن ج ��ودة‬ ‫الخدم ��ات في ��ه لتكون عل ��ى م�ست ��وى رفيع من‬ ‫المهن ّية والحرف ّية"‪.‬‬

‫الموجز اللبناني‬ ‫�أبق���ى الممث���ل التج���اري للوالي���ات المتحدة‬ ‫(‪ )USTR‬لبن���ان عل���ى الئحة المراقب���ة "‪Watch‬‬ ‫‪ "List‬مع ‪ 23‬بلداً‪ ،‬ب�س���بب الحماية غير المنا�س���بة‬ ‫وغير الفعالة لحقوق الملكية الفكرية وللم�ش���اكل‬ ‫الكبي���رة المتعلقة بحقوق الت�أليف والن�ش���ر‪ .‬وكان‬ ‫الممث���ل التج���اري للوالي���ات المتح���دة ق���د و�ضع‬ ‫لبن���ان على الئح���ة المراقب���ة " ‪ "Watch List‬في‬ ‫العام ‪ 1999‬ثم خف�ض درجته وو�ضعه على الئحة‬ ‫�أولوي���ة المراقب���ة "‪ "Watch List Priority‬في‬ ‫‪ 2001‬فبق���ي فيها حتى ‪ ،2007‬ث���م رفع درجته‬ ‫الى الئحة المراقبة " ‪ "Watch List‬في ‪.2008‬‬ ‫خالل حفل �أقيم في مقر المجل�س االقت�صادي‬ ‫واالجتماع���ي ف���ي بي���روت‪ ،‬وقّ ���ع وزي���ر االقت�صاد‬ ‫والتج���ارة اللبناني �آالن حكيم مع مفو�ض العالقات‬ ‫الرو�سي���ة ‪ -‬اللبنانية رئي����س الوكالة الفيديرالية‬ ‫ل�ش����ؤون التنظيم التقن���ي والمترولوجي���ا �ألك�سي‬ ‫�أبرام���وف بروتوك���ول التعاون لتفعي���ل العالقات‬ ‫االقت�صادية واالجتماعية‪ ،‬بح�ضور رئي�س المجل�س‬ ‫االقت�صادي واالجتماعي روجي���ه ن�سنا�س‪ ،‬ورئي�س‬ ‫�إتح���اد غ���رف التج���ارة وال�صناعة والزراع���ة محمد‬ ‫�شقير‪ ،‬ورئي�س غرفة التج���ارة وال�صناعة والزراعة‬ ‫في طرابل����س وال�شمال توفي���ق دبو�سي‪ ،‬ورئي�س‬ ‫مجل����س االعمال اللبنان���ي ‪ -‬الرو�سي جاك �صراف‪،‬‬ ‫وال�سفي���ر الرو�سي الك�سن���در زا�سبيكين وممثلين‬ ‫ع���ن وزارات‪� .‬إ�ستهل الحفل بكلم���ة لن�سنا�س قال‬ ‫فيه���ا‪" :‬ي�شكل اللقاء خطوة ف���ي توطيد العالقات‬ ‫بي���ن بلدينا‪ ،‬وه���ذا يعك�س عمق االهتم���ام الدولي‬ ‫بلبن���ان‪ ،‬كما يج�س���د حر����ص لبنان عل���ى االنفتاح‬ ‫والتعاون مع الأ�شقاء ومع الأ�سرة الدولية"‪.‬‬ ‫بدوره‪ ،‬قال �أبرام���وف‪" :‬التعاون بين بلدينا يجب ان‬ ‫يت���م في مختلف المجاالت عب���ر تنظيم الملفات لكل‬ ‫القطاعات‪ ،‬علما ً �أن ثمة قطاعات محددة يمكن العمل‬ ‫عليها لأن لها ت�أثيراتها المتبادلة بين البلدين‪ ،‬وهي‬ ‫تتعل���ق بتنويع الب�ضائع الم�صدرة ال���ى لبنان �أو الى‬ ‫رو�سي���ا‪ ،‬وبالتالي زيادة التبادل التجاري بين هذين‬ ‫البلدين ومنها المنتجات الزراعية والحبوب"‪.‬‬ ‫ك�ش���ف وزير الم���ال اللبناني علي ح�سن خليل‬ ‫�أن���ه "ف���ي اللق���اء الأخي���ر مع نائ���ب رئي����س البنك‬ ‫الدول���ي كان وا�ضح���ا ً ب����أن لبن���ان مه��� ّدد بخ�سارة‬ ‫فر�ص���ة �أكثر م���ن ‪ 600‬ملي���ون دوالر �أقرها البنك‬ ‫كم�شاري���ع جاه���زة بحاج���ة �إل���ى �إتفاق���ات تقّر في‬ ‫مجل����س الن���واب"‪ ،‬الفتا ً الى �أن لبن���ان ويا للأ�سف‪،‬‬ ‫�إذا لم تطل���ق عملية الت�شريع فه���و مهدد بخ�سارة‬ ‫فر�صه في الخطة المقبلة لل�سنوات الثالث المقبلة‬ ‫والت���ي ربما ت�صل �إلى حدود �أكثر من مليار ومئتي‬ ‫مليون دوالر"‪.‬‬ ‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪7‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون لبنانية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف اللبناني‬

‫هل حان الوقت لـ"حزب اهلل" لت�سليم �سالحه �إلى الجي�ش؟‬

‫تل ّق ��ى الجي� ��ش اللبنان ��ي �شحنة ط ��ال �إنتظارها م ��ن الأ�سلحة م ��ن فرن�سا‪،‬‬ ‫ُتدف ��ع م ��ن طري ��ق الهدي ��ة الت ��ي منحته ��ا المملك ��ة العربي ��ة ال�سعودي ��ة‬ ‫والبالغ ��ة ‪ 3‬ملي ��ارات دوالر‪ .‬وه ��ذا الأمر �أب ��رز الدور المتغ ّي ��ر للجي�ش في‬ ‫بلد حيث القوة ال�سيا�سية يهيمن عليها "حزب اهلل" من خالل ميلي�شياته‬ ‫المنف�صلة عن الدولة‪.‬‬ ‫�إن الم�ساع ��دات ال�سعودي ��ة‪ ،‬ف ��ي حي ��ن �أنه ��ا ُتفي ��د الجي�ش‪ ،‬فق ��د كانت في‬ ‫الواق ��ع مكاف� ��أة لفرن�سا عل ��ى موقفها ال�صلب في المحادث ��ات النووية مع‬ ‫�إي ��ران‪ .‬ولكنه ��ا كان ��ت �أي�ض� �اً محاولة لبن ��اء قوة موازنة ل"ح ��زب اهلل" في‬ ‫وق ��ت �إنخ ��رط الحزب الموالي لإي ��ران في حرب طاحنة ف ��ي �سوريا نيابة‬ ‫عن الجمهورية الإ�سالمية ونظام الرئي�س ب�شار الأ�سد‪.‬‬ ‫الغري ��ب‪� ،‬أن الجي� ��ش ق ��د �إ�ستف ��اد م ��ن حملة "ح ��زب اهلل" ال�سوري ��ة‪ .‬وهو‬ ‫ينت�ش ��ر الآن ف ��ي مناطق لم يكن يت�صورها �أح ��د تقريباً قبل ب�ضع �سنوات‪.‬‬ ‫ولآن ��ه يُعتب ��ر عل ��ى نط ��اق وا�س ��ع ب�أن ��ه الم�ؤ�س�س ��ة الوحي ��دة الق ��ادرة عل ��ى‬ ‫الحف ��اظ عل ��ى اال�ستقرار الوطني‪ ،‬فقد ك�سب الجي� ��ش كثيراً ب�ضمه �أفراد‬ ‫م ��ن جمي ��ع الطوائف الدينية‪ ،‬الذين ي َّتحِ دون في العمل من �أجل تحقيق‬ ‫هدف م�شترك‪.‬‬ ‫تلقت م�صداقية الجي�ش �ضربة خالل �سنوات الوجود الع�سكري ال�سوري‪،‬‬ ‫وبع ��د ذل ��ك‪ ،‬عندما رف�ض "ح ��زب اهلل" ت�سليم �سالحه ال ��ذي �إنعك�س �سلباً‬ ‫على الدولة وهيبتها‪.‬‬ ‫بع ��د �إنتهاء ال�صراع اللبناني في العام ‪� ،1990‬أعاد ال�سوريون بناء الجي�ش‪،‬‬ ‫ولكنه ��م �أي�ض� �اً ت�أ ّكدوا م ��ن �أنه �سيك ��ون م�ؤيداً ل�سوري ��ا‪ .‬وب�سيطرتهم على‬ ‫ملف ��ات �أفراد الجي� ��ش‪ ،‬فقد ر ّقى ال�سوريون �ضباطاً م�ؤيدين لهم وه ّم�شوا‬ ‫المعار�ضي ��ن‪ .‬كم ��ا قام ��وا بتدري ��ب �ضباط ف ��ي �سوريا‪ .‬وف ��ي الوقت عينه‪،‬‬ ‫�إ�ستمر "حزب اهلل" كقوة م�سلحة م�ستقلة لمحاربة �إ�سرائيل‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫خلق �إزدواجية بين الجي�ش و"المقاومة" التي يعاني منها لبنان‪.‬‬ ‫ومنذ ذلك الحين عار�ض "حزب اهلل" الدعوات �إلى الإندماج في الجي�ش‪،‬‬ ‫و�ص� � ّور نف�س ��ه على �أن ��ه المدافع الأكثر فعالي ��ة للبنان �ض ��د �إ�سرائيل‪ .‬في‬ ‫يخف �أمينه العام‪ ،‬ال�سيد ح�سن ن�صراهلل‪،‬‬ ‫خطاب �ألقاه في العام ‪ ،2012‬لم ِ‬ ‫�إحتق ��اره لفك ��رة الدمج م ��ع الجي�ش‪ .‬وقال �إن الجي� ��ش‪ ،‬كم�ؤ�س�سة منظمة‪،‬‬ ‫كان غي ��ر ق ��ادر عل ��ى �إخف ��اء �أ�سلحته ف ��ي حالة ن�ش ��وب حرب‪ ،‬ف ��ي حين �أن‬ ‫"حزب اهلل" �إ�ستطاع ذلك‪�" .‬أولئك الذين يطالبون بت�سليم �سالح "حزب‬ ‫يدمروا "المقاوم ��ة" والجي�ش"‪ ،‬قال ن�صر‬ ‫اهلل" �إل ��ى الجي� ��ش يريدون �أن ّ‬ ‫اهلل‪.‬‬ ‫وبالمث ��ل‪ ،‬عندما حا�صر الجي� ��ش مخيم الالجئين الفل�سطينيين في نهر‬ ‫الب ��ارد ف ��ي الع ��ام ‪ ،2007‬في �أعقاب مقت ��ل ‪ 27‬جندياً من قب ��ل الجهاديين‪،‬‬ ‫ح� � ّذر ن�ص ��ر اهلل �ضد دخول المخيم‪ .‬وقد واجه هذا الحذير �إنتقادات على‬ ‫نطاق وا�سع‪ ،‬وتجاهلته القيادة الع�سكرية‪.‬‬ ‫لفت ��رة طويل ��ة‪ ،‬كان ي ّ‬ ‫ُنظ ��ر �إلى الجي� ��ش ب�إعتباره تحت نف ��وذ "حزب اهلل"‪،‬‬ ‫ال ��ذي كان ق ��د ك�س ��ب �سلط ��ة �سيا�سية ف ��ي ال�سن ��وات التي تل ��ت الإن�سحاب‬

‫‪6‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬

‫ال�س ��وري‪ .‬ويحتف ��ظ الح ��زب وحلف ��ا�ؤه بت�أثي ��ر ف ��ي �أجه ��زة اال�ستخب ��ارات‬ ‫الع�سكرية والمكتب الم�س�ؤول عن ترقية ونقل ال�ضباط‪.‬‬ ‫هذا الو�ضع لم يتغ ّير كثيراً‪ ،‬ولكن ما تغ ّير هو ال�سياق‪ .‬فيما تورط "حزب‬ ‫اهلل" ف ��ي الم�ستنق ��ع ال�س ��وري‪ ،‬لم يعد من الممكن �أن ي ّدع ��ي �أنه المدافع‬ ‫عن البالد‪ .‬وبالنظر �إلى الإ�ستقطاب الطائفي في لبنان‪ ،‬ف�إن "حزب اهلل"‬ ‫ق ��د ن ّف ��ر و�أغ�ضب �أهل ال�سنة في الوطن‪ .‬وع�ل�اوة على ذلك‪ ،‬فيما الحرب‬ ‫في �سوريا تتطلب �إر�سال كثير من مقاتلي "حزب اهلل"‪ ،‬ف�إن الحزب يعرف‬ ‫�أنه يحتاج �إلى الجي�ش للحفاظ على ال�سلم المحلي ومواجهة التهديدات‬ ‫الأمنية في الداخل‪.‬‬ ‫ه ��ذا ه ��و ال�سب ��ب ال ��ذي جع ��ل الح ��زب يق� �دّم تن ��ازالت للجي� ��ش‪ .‬عندم ��ا‬ ‫�إ�ستهدفت هجمات ب�سيارات ملغومة ال�ضاحية الجنوبية في بيروت معقل‬ ‫"ح ��زب اهلل" ف ��ي الع ��ام ‪ ،2013‬و�ض ��ع الح ��زب حواجز عن ��د كل مدخل في‬ ‫المنطق ��ة‪ .‬وق ��د �أثار هذا �إ�ستياء �أ�صحاب الأعم ��ال‪ ،‬والذي �إمت�صه الحزب‬ ‫بت�سليم الحواجز �إلى الجي�ش‪.‬‬ ‫ل�سن ��وات‪ ،‬طال ��ب خ�صوم "ح ��زب اهلل" ب�إنت�شار الجي�ش عل ��ى طول الحدود‬ ‫م ��ع �سوري ��ا‪ ،‬الأمر ال ��ذي رف�ضه الح ��زب ب�إ�ستمرار‪ .‬ولكن فيم ��ا ت�صاعدت‬ ‫التوت ��رات في منطق ��ة القلمون ال�سوري ��ة‪ ،‬على الح ��دود ال�شرقية للبنان‪،‬‬ ‫�إنتقل ��ت ق ��وات "ح ��زب اهلل" �إل ��ى هن ��اك‪ ،‬و�أ�صب ��ح وج ��ود الجي� ��ش �ضرورياً‬ ‫لإعترا� ��ض جه ��ود التموي ��ن للمتمردين ال�سوريين من لبن ��ان والم�ساعدة‬ ‫على حماية القرى‪.‬‬ ‫الي ��وم‪ ،‬ع ��زز الجي� ��ش مواقع ��ه عل ��ى ط ��ول الح ��دود‪ ،‬ف ��ي حي ��ن �ساع ��دت‬ ‫المملك ��ة المتح ��دة ف ��ي بناء �سل�سل ��ة من �أب ��راج دفاعية‪ .‬ف ��ي الوقت عينه‪،‬‬ ‫وفق ��ا لل�صحاف ��ي نيكوال�س بالنفورد‪ ،‬ف�إن الجي�ش �سم ��ح للقوات الخا�صة‬ ‫الأميركي ��ة بت�شغي ��ل طائ ��رات م ��ن دون طي ��ار ف ��وق المنطق ��ة لإعطائ ��ه‬ ‫المعلوم ��ات ح ��ول الجماع ��ات الجهادية‪ .‬ولم ��ا كان وادي البق ��اع ال�شمالي‬ ‫يرح ��ب به ��ذه‬ ‫ي�ش ��كل معق�ل ً�ا ل"ح ��زب اهلل"‪ ،‬ف� ��إن الح ��زب ال يمك ��ن �أن ّ‬ ‫الإختراقات‪.‬‬ ‫ل ��ن يتغي ��ر الكثي ��ر ف ��ي الم ��دى الق�صي ��ر بي ��ن "ح ��زب اهلل" والجي� ��ش‪.‬‬ ‫المواجه ��ة لي�س ��ت واردة‪ .‬ولكن مع لبن ��ان المنق�سم حتى ب�ش�أن الحرب في‬ ‫�سوري ��ا‪ ،‬ف� ��إن غالبي ��ة اللبنانيين تعتق ��د �أن الجي�ش وحده ه ��و القادر على‬ ‫�إحت ��واء اال�ضطراب ��ات الداخلية‪ .‬ي�أتي ذل ��ك فيما والء "حزب اهلل" لإيران‬ ‫يالق ��ي �إعترا�ض ��ات �شدي ��دة‪ ،‬وه ��ذا ما يعن ��ي �أن الحزب لم يعد ق ��ادراً على‬ ‫الدفاع عن �أ�سلحته ب�إعتبارها حاجة وطنية‪.‬‬ ‫ه ��ل ُيق ��دم "ح ��زب اهلل" عل ��ى ح ��ل ميلي�شيات ��ه تلقائي� �اً ع ��ن طي ��ب خاطر؟‬ ‫بالت�أكي ��د ال‪ ،‬ولك ��ن مع وج ��ود الجي� ��ش اللبناني الذي تتزاي ��د م�صداقيته‬ ‫بدع ��م م ��ن �إجم ��اع �شعب ��ي‪ ،‬ف� ��إن الح ��زب �س ��وف يج ��د �أن الأمر �ص ��ار �أكثر‬ ‫�صعوب ��ة لتبري ��ر وج ��ود ميلي�شي ��ات م�ستقلة ترف� ��ض الإعت ��راف بال�سلطة‬ ‫العليا للدولة‪.‬‬ ‫بيروت ‪ -‬رئيف عمرو‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫ال�سياحة في لبنان تنبىء بمو�سم �صيف مميز‬ ‫"تح�سن‬ ‫�إعتبر وزير ال�سياحة اللبناني مي�شال فرعون �أن لتنوي ��ع ال�سياحة في لبنان"‪ .‬و�أك ��د �أن ّ‬ ‫م�ؤ�شرات الحرك ��ة ال�سياحية في �آذار (مار�س) الم�ؤ�ش ��رات ال�سياحي ��ة يعطين ��ا الأم ��ل ب�إمكان‬ ‫الما�ض ��ي‪" ،‬تنبىء بمو�س ��م �صيف مميز في ظل عودة هذا القطاع �إلى لعب دوره المميز"‪.‬‬ ‫�إ�ستمرار تطبيق الخطة الأمنية – ال�سيا�سية"‪ ،‬و�أفادت م�صلح ��ة البحوث والدرا�سات والتوثيق‬ ‫مطالب� � ًا "بتح�صينه ��ا ك ��ي ت�ستم ��ر الحركة في ف ��ي وزارة ال�سياحة‪ ،‬ب�أن مجم ��وع الوافدين �إلى‬ ‫النمو لتح�سين الأو�ضاع االقت�صادية"‪.‬‬ ‫لبنان في �آذار (مار�س) الما�ضي بلغ ‪106,397‬‬ ‫ً‬ ‫ور�أى �أن "الع ��ودة الخليجي ��ة مهم ��ة خ�صو�صا م�سجلي ��ن‪ ،‬ب�إرتف ��اع ن�سبت ��ه ‪ 27.6‬ف ��ي المئ ��ة‬ ‫عندم ��ا تبل ��غ ن�سب ��ة �إرتف ��اع ع ��دد ال�سي ��اح مقارن ��ة بـ‪� 83,361‬سائح ًا ف ��ي الفترة ذاتها من‬ ‫ال�سعوديي ��ن ‪ 104.7‬في المئ ��ة مقارنة بالفترة الع ��ام ‪ ."2014‬و�أ�شارت �إلى �أن "عدد الوافدين‬ ‫�سج ��ل ‪ 36,229‬ف ��ي مقاب ��ل ‪28,168‬‬ ‫ذاته ��ا من الع ��ام الما�ض ��ي"‪ ،‬م�شي ��ر ًا �إلى �أن الع ��رب ّ‬ ‫"�إنفاق ال�سائح الخليجي يمثل �أكثر من ‪ 11‬في بزيادة ن�سبتها ‪ 28.6‬في المئة‪ ،‬وبلغ عدد الزوار‬ ‫المئة م ��ن الإجمالي‪ ،‬كم ��ا ازداد‬ ‫الأوروبيي ��ن ‪ 33,847‬ف ��ي مقاب ��ل‬ ‫�إنفاق ال�سياح ‪ 11‬في المئة"‪.‬‬ ‫‪ 27,450‬بارتفاع ن�سبته ‪ 22.9‬في‬ ‫ولفت فرعون �إلى �أن "هذا الرقم‬ ‫المئة‪ ،‬ومن قارة �أميركا ‪15,451‬‬ ‫لم ن�شهد مثله منذ �أربع �سنوات"‪،‬‬ ‫ف ��ي مقاب ��ل ‪ 11,728‬بزي ��ادة‬ ‫�آم�ل ً�ا بـ"�إ�ستم ��رار اله ��دوء‬ ‫‪ 31.7‬ف ��ي المئ ��ة‪ ،‬وم ��ن ق ��ارة‬ ‫والتخفيف م ��ن التوترات الم�ؤثرة‬ ‫�آ�سي ��ا با�ستثناء الع ��رب ‪10,645‬‬ ‫كي نرحب بمو�س ��م �صيف مميز‪،‬‬ ‫مقارن ��ة ب� �ـ‪ ."9,907‬و�إ�ستُثن ��ي‬ ‫خ�صو�ص� � ًا �أن وزارة ال�سياح ��ة‬ ‫م ��ن الإح�ص ��اءات اللبناني ��ون‬ ‫وزير ال�سياحة اللبناني‬ ‫ال تت ��رك �أي ظ ��رف �أو تدبي ��ر‬ ‫وال�سوريون والفل�سطينيون"‪.‬‬ ‫مي�شال فرعون‬

‫تحويالت اللبنانيين بلغت ‪ 8,9‬مليارات دوالر في العام ‪2014‬‬ ‫�سج ��ل لبنان ثان ��ي �أعلى ن�سبة نم ��و للتحويالت‬ ‫ّ‬ ‫بي ��ن الإقت�ص ��ادات النامي ��ة الـ‪ 15‬الأكث ��ر تل ّقياً‬ ‫لتحوي�ل�ات المغتربي ��ن في الع ��ام الفائت حيث‬ ‫بلغ ��ت ‪ 8,9‬مليارات دوالر‪ .‬وع ��زا البنك الدولي‬ ‫الإرتف ��اع ف ��ي تحوي�ل�ات المغتربين �إل ��ى لبنان‬ ‫في الع ��ام ‪� 2014‬إلى التحوي�ل�ات المر�سلة �إلى‬ ‫الالجئي ��ن ال�سوريين في لبنان م ��ن ذويهم في‬ ‫تح�سن الن�شاط الإقت�صادي‬ ‫الخارج‪ ،‬ف�ض ًال عن ّ‬ ‫ف ��ي بع� ��ض البل ��دان الرئي�سية الت ��ي ت�ست�ضيف‬ ‫المغتربين اللبنانيين‪ ،‬مثل الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫ووفق نتائج هذا التقري ��ر الذي ورد في الن�شرة‬ ‫الأ�سبوعية لمجموعة بنك بيبلو�س "‪Lebanon‬‬ ‫‪ ،"This Week‬ح� � ّل لبن ��ان ف ��ي المرتب ��ة ‪14‬‬ ‫عالمي� � ًا والعا�ش ��رة بي ��ن الإقت�ص ��ادات النامية‬ ‫الـ‪ 125‬حي ��ال تحويالت المغتربي ��ن في ‪.2014‬‬ ‫كذل ��ك‪� ،‬ص ّن ��ف كثان ��ي �أكب ��ر متل ��قّ لتحويالت‬ ‫المغتربي ��ن بين ‪ 16‬دول ��ة عربية وكثال ��ث �أكبر‬

‫متل ��قّ لها بي ��ن ‪ 50‬دولة ذات الدخ ��ل المتو�سط‬ ‫�إلى المرتفع‪.‬‬ ‫و�ش ّكلت تحويالت المغتربين ‪ %1,5‬من �إجمالي‬ ‫تحوي�ل�ات المغتربين عالمي ًا ف ��ي العام ‪،2014‬‬ ‫�سجلته ��ا في العام‬ ‫�أي ب�إرتف ��اع م ��ن ‪ %1,4‬التي ّ‬ ‫‪ ،2013‬ومقارن ��ة ب� �ـ‪ %1,3‬ف ��ي ‪ 2011‬و‪.2012‬‬ ‫كم ��ا ا�ستحوذت على ‪ %2‬م ��ن �إجمالي تحويالت‬ ‫المغتربي ��ن �إلى الإقت�ص ��ادات النامية في العام‬ ‫�سجلتها‬ ‫الما�ض ��ي‪� ،‬أي ب�إرتف ��اع من ‪ %1,9‬الت ��ي ّ‬ ‫في ‪2013‬؛ كذلك‪� ،‬إ�ستح ��وذت هذه التحويالت‬ ‫عل ��ى ‪ %17‬من �إجمالي تحويالت المغتربين �إلى‬ ‫الدول العربية في ‪ ،2014‬مقارنة بن�سبة ‪%16,1‬‬ ‫في ‪ .2013‬و�إ�ستح ��وذت على ‪ %5,6‬من �إجمالي‬ ‫تحوي�ل�ات المغتربي ��ن �إلى ال ��دول ذات الدخل‬ ‫المتو�س ��ط �إلى المرتفع ف ��ي ‪� ،2014‬أي بارتفاع‬ ‫�سجلتها في‬ ‫من ‪ %5,2‬وهي الن�سب ��ة عينها التي ّ‬ ‫‪.2013‬‬

‫�ضم���ن خطة العم���ل الم�شتركة‪ ،‬و�ض���ع لبنان‬ ‫مع االتح���اد الأوروبي "�سل�سل���ة �أولويات �إ�صالحية‬ ‫وتنموية و�إجرائي���ة يتوجب عليه تطبيقها لالرتقاء‬ ‫باالقت�ص���اد اللبنان���ي نح���و م�ستوي���ات �أعل���ى من‬ ‫التق���دم والنمو واالزده���ار‪ ،‬وفق وزي���ر االقت�صاد‬ ‫الإقت�صاد والتجارة �أالن حكيم ‪ ،‬الذي �س�أل‪" :‬كيف‬ ‫لنا تحقيق ذلك ونحن من دون رئي�س للجمهورية؟‬ ‫وكي���ف لن���ا الوف���اء ب�إلتزاماتن���ا تج���اه �شركائن���ا‬ ‫وخ�صو�ص���ا الأوروبيي���ن‪ ،‬وما زلنا م���ن دون رئي�س‬ ‫للجمهوري���ة؟"‪ .‬و�أو�ضح �أن "رمزي���ة انتخاب رئي�س‬ ‫للجمهوري���ة ودوره المه���م ف���ي العم���ل الحكومي‬ ‫والت�شريع���ي‪ ،‬ي�شكل �شرطا ً �أ�سا�سي���ا ً لأي عمليات‬ ‫�أو �إج���راءات �إ�صالحية وتنموية‪ ،‬ذل���ك �أن مثل هذه‬ ‫االجراءات تتطلب ثبات���ا ً �سيا�سيا ً و�أمنيا ً‪ ،‬وهذا من‬ ‫�صلب �صالحيات رئي�س الجمهورية"‪.‬‬ ‫ك�شف التقرير ال�سنوي لهيئة التحقيق الخا�صة‬ ‫"‪"Special Investigation Commission‬‬ ‫وال���ذي �أورده "التقري���ر الأ�سبوع���ي لبن���ك الإعتم���اد‬ ‫اللبناني"‪� ،‬أن ع���دد حاالت تبيي�ض الأم���وال الم�شتبه‬ ‫به���ا ف���ي لبنان‪ ،‬و�ص���ل ال���ى ‪ 277‬حالة خ�ل�ال العام‬ ‫‪ ،2014‬منه���ا ‪� %72,56‬ص���ادرة من جه���ات محلية‪،‬‬ ‫و‪ %27,44‬من جهات �أجنبية‪.‬‬ ‫في هذا ال�سياق‪ ،‬حقق���ت الهيئة في ‪ 204‬حاالت‪،‬‬ ‫فيم���ا �أبق���ت ‪ 73‬حالة �أخ���رى قيد الدر����س‪� .‬أمرت‬ ‫ال�سلط���ات الق�ضائي���ة ف���ي لبن���ان برف���ع ال�سرية‬ ‫الم�صرفي���ة عن ‪ 13‬حال���ة‪ 11 ،‬منه���ا ذات م�صدر‬ ‫ويذكر �أن‬ ‫محلي وحالتان فق���ط ذات م�صدر اجنبي ُ‬ ‫لبنان �شط���ب من الئحة الدول غي���ر المتعاونة في‬ ‫محاربة تبيي�ض االموال منذ العام ‪.2002‬‬ ‫نجح���ت الجمعي���ة اللبناني���ة لتراخي����ص‬ ‫االمتي���از (‪ )LFA‬ف���ي جم���ع ع���دد م���ن ال�سيا�سيين‬ ‫واالقت�صاديي���ن والمهتمين بال�ش����ؤون الإقت�صادية‬ ‫والأعم���ال والإ�ستثمار‪ ،‬في منت���دى" ‪"2015 Bifex‬‬ ‫الذي �أرادت من خالل عنوانه "الأعمال ما وراء الحدود"‬ ‫�أن ينطلق من لبنان الى دول العالم علما ً �أن "اللبناني‬ ‫ق���ادر عل���ى �إختراق مواق���ع الفعل بالثقاف���ة والحوار‬ ‫والإعتدال الذي يتمت���ع به"‪ ،‬وفق ما قال وزير المال‬ ‫علي ح�س���ن خليل‪ .‬ولي�س م�ستغربا ً �أن يح�شد المنتدى‬ ‫الكم‬ ‫الذي عقد في فندق "فيني�سيا" في بيروت هذا ّ‬ ‫م���ن الم�شاركي���ن‪� ،‬إذ �أن الجمعي���ة وفق م���ا قال وزير‬ ‫ال�سياح���ة مي�شال فرعون‪" ،‬تعك�س حج���م هذا القطاع‬ ‫والعاملي���ن فيه اي ما يقارب المئ���ة الف فر�صة عمل‬ ‫و‪ %4‬م���ن النات���ج المحلي‪ ،‬كذلك ت�سل���ط ال�ضوء على‬ ‫المختبر اللبناني والإبداع في �صنع الأفكار وتطبيقها‬ ‫وت�صديره���ا الى �أكثر من ‪ 40‬بل���داً في وقت يكتفي‬ ‫في���ه الكثير م���ن البل���دان ف���ي المنطق���ة ب�إ�ستقبال‬ ‫تراخي�ص الإمتياز من الخارج وت�سويقها"‪.‬‬

‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪9‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون لبنانية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫المفكرة اللبنانية‬

‫لبنان‪� :‬إنخفا�ض ب�سيط في �أ�سعار ال�شقق بلغ ‪%0٫7‬‬ ‫الم�شاري ��ع الت ��ي بقي ��ت �أ�سعاره ��ا عل ��ى حاله ��ا‬ ‫ف ��ي ظ ��ل الأو�ض ��اع ال�سيا�سي ��ة واالقت�صادي ��ة‬ ‫فتق ��در تقريب� �اً ن�سبته ��ا بنح ��و ‪ ،%48٫5‬فيم ��ا‬ ‫ال�سائ ��دة ف ��ي الب�ل�اد‪ ،‬ورغ ��م التوقع ��ات ب� ��أن‬ ‫ن�سب ��ة تل ��ك الت ��ي �إنخف�ض ��ت �أ�سعاره ��ا فتبل ��غ‬ ‫القط ��اع العق ��اري ف ��ي لبن ��ان �سيك ��ون عر�ض ��ة‬ ‫نح ��و ‪( %27٫5‬بلغ ��ت الخفو�ض ��ات ف ��ي ‪%70‬‬ ‫لالنهي ��ار‪ ،‬بره ��ن االخير عن �صالب ��ة ومتانة‬ ‫منه ��ا م ��ا بي ��ن ‪ 1‬و ‪ ،)%10‬علم� �اً �أن ‪ %24‬م ��ن‬ ‫في وجه ال�ضغوط التي واجهته فحافظ على‬ ‫ه ��ذه الم�شاريع �إرتفعت �أ�سعاره ��ا‪ ،‬و�أ ّنها تتوزع‬ ‫�إ�ستق ��راره و�إن كانت ثم ��ة خفو�ضات في �أ�سعار‬ ‫عل ��ى نحو ‪ 69‬منطقة في بي ��روت‪ .‬مع اال�شارة‬ ‫ال�شق ��ق ل ��م تتج ��اوز ‪ %0٫7‬ف ��ي بع� ��ض مناط ��ق‬ ‫ال ��ى "�أن �أ�سع ��ار الأرا�ض ��ي وكلفة البن ��اء كانت‬ ‫بيروت الإدارية‪.‬‬ ‫م�ستقرة في ‪."2014‬‬ ‫من ��ذ ‪ 2007‬ت�شهد ال�سوق العقارية هدوءاً‪ ،‬مما‬ ‫ح ��دا بالبع� ��ض الى توق ��ع االنهي ��ار كما ح�صل‬ ‫ولك ��ن ه ��ذا الخف�ض‪" ،‬بال ��كاد يعتبر خف�ضاً"‪،‬‬ ‫في دبي في العام ‪ .2009‬ولكن هذا الإنهيار لم‬ ‫وف ��ق م ��ا يق ��ول م ��كارم‪�" .‬إذ �أن ه ��ذا التناق�ص‬ ‫يح ��دث‪ ،‬وهذا �أمر يجزم ��ه الرئي�س التنفيذي‬ ‫ال�ضئي ��ل يعك� ��س ت�أقل ��م الأ�سع ��ار م ��ع �س ��وق‬ ‫ل�شرك ��ة "رامكو" العقارية رجا مكارم‪ ،‬وذلك‬ ‫عقاري ��ة ب ��د�أت تتباط� ��أ خ�ل�ال العامي ��ن‬ ‫�إنطالق ��ا م ��ن �إقتناع ��ه ب� ��أن ثم ��ة طلب� �اً دائم� �اً‬ ‫الما�ضيي ��ن"‪ ،‬م�ؤك ��داً عل ��ى �أن ��ه "ال يوج ��د �أي‬ ‫رجا مكارم‬ ‫عل ��ى العق ��ار ف ��ي لبن ��ان يتزام ��ن م ��ع الق ��درة‬ ‫ذع ��ر ف ��ي ال�س ��وق العقاري ��ة‪ ،‬وعل ��ى العك� ��س‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عل ��ى التطوي ��ر‪ .‬عدا ع ��ن �أن الإنهيار‪ ،‬في حال الإن�ش ��اء ف ��ي ‪ 67‬ح ّيا ف ��ي بيروت‪ ،‬ب ��دا جليا �أن ف� ��إن المط ّوري ��ن ال يزال ��ون �صامدي ��ن عل ��ى‬ ‫ح�صول ��ه‪ ،‬ت�سبقه م�ؤ�ش ��رات �سلبية وهي لي�ست االو�ض ��اع ال�سيا�سي ��ة واالمنية غي ��ر الم�ستقرة �أ�سعاره ��م‪ ،‬فيم ��ا الخفو�ض ��ات والإرتفاع ��ات‬ ‫متواف ��رة حالي ��ا ف ��ي لبن ��ان‪ .‬فم ��ا ه ��ي ه ��ذه ف ��ي لبنان والمنطق ��ة �أثرت في �أ�سع ��ار ال�شقق ب�أ�سع ��ار ال�شق ��ق هام�شي ��ة"‪ ،‬الفت� �اً ال ��ى "�أن‬ ‫الم�ؤ�شرات؟‬ ‫والعق ��ارات ف ��ي بي ��روت والمناط ��ق‪ ،‬بدلي ��ل �أن االتجاه الإجمالي هو نحو خف�ض طفيف في‬ ‫يلف ��ت م ��كارم ال ��ى �أن الحرب الأهلي ��ة هي من �أ�سع ��ار ال�شق ��ق ف ��ي الأبني ��ة قي ��د الإن�ش ��اء ف ��ي الأ�سعار"‪.‬‬ ‫يح ��اول بع� ��ض المط ّورين تحفي ��ز الم�شترين‬ ‫�أب ��رز هذه الم�ؤ�شرات‪ ،‬ولك ��ن الإنهيار في هذه بيروت �إنخف�ضت ‪ ،%0٫7‬في ‪.2014‬‬ ‫الحال ��ة ل ��ن يقت�ص ��ر عل ��ى القط ��اع العق ��اري �أم ��ا �أب ��رز المناط ��ق الت ��ي �إنخف�ض ��ت �أ�سع ��ار عب ��ر الخفو�ض ��ات ف ��ي الأ�سعار ت ��راوح بين ‪15‬‬ ‫ب ��ل عل ��ى كل القطاع ��ات االقت�صادي ��ة‪" ،‬ما دام ال�شق ��ق فيه ��ا‪ ،‬فه ��ي منطق ��ة ال�سيوف ��ي ‪ ،%4٫5‬و ‪ ،%20‬وه ��ذا م�ؤ�شر جي ��د بر�أي مكارم‪" ،‬كونه‬ ‫الطل ��ب قائم� �اً على لبن ��ان والق ��درة ال�شرائية ف ��ردان ‪ .%2٫7‬ويع ��زو م ��كارم ال�سب ��ب ال ��ى قلة يح ّف ��ز الم�شت ��ري لإغتنام الفر�ص ��ة قبل عودة‬ ‫للبنان ��ي المقيم والمغت ��رب جيدة‪ ،‬لن يح�صل الطل ��ب على ال�شقق الكبي ��رة‪ .‬فيما المالحظ اال�ستقرار و�إرتفاع الأ�سعار"‪.‬‬ ‫االنهيار"‪.‬‬ ‫�أن �أ�سعار ال�شقق بال�صيفي �إرتفعت نحو ‪ ،%4٫7‬م ��اذا ع ��ن الطلب خارج بي ��روت؟ الحظ مكارم‬ ‫و�أكث ��ر‪ ،‬ف�إن مكارم يعتبر �أن "الحركة البطيئة م�شي ��راً ال ��ى �أن ��ه ثم ��ة ‪ 3‬ماليي ��ن مت ��ر مرب ��ع �أن الطل ��ب خارج بيروت مح�صور في المناطق‬ ‫التي ن�شهدها حالياً‪ ،‬هي م�ؤ�شر �إيجابي مقارنة غي ��ر مباعة تم تطويرها ف ��ي الأعوام الثالثة التي تتمت ��ع بالأمن �أكثر م ��ن غيرها‪ ،‬متوقعاً‬ ‫كم ��ا غالبي ��ة المط ّوري ��ن االقب ��ال عل ��ى بع�ض‬ ‫بالظ ��روف القائم ��ة ف ��ي لبن ��ان ومحيط ��ه"‪ ،‬الأخيرة‪.‬‬ ‫م�ؤك ��داً عل ��ى �أن �أ�سع ��ار الأرا�ض ��ي ال ��ى �إرتف ��اع‪ .‬والحظ ��ت "رامكو" �أن الأ�سع ��ار المطلوبة عام المناط ��ق وخ�صو�ص� �اً ذات الغالبية الم�سيحية‬ ‫وه ��ذا م�ؤ�شر �إيجابي �آخ ��ر بر�أيه‪ ،‬مالحظاً في ‪ 2014‬لل�شق ��ق قي ��د الإن�ش ��اء ف ��ي ‪ 249‬م�شروعاً م ��ن النازحي ��ن االثرياء م ��ن ال ��دول العربية‪،‬‬ ‫الوق ��ت عين ��ه �أن عملي ��ات �ش ��راء الأرا�ض ��ي ال �شملته ��ا الدرا�س ��ة‪ ،‬تط ��ورت �سلبي� �اً‪� ،‬إ ّال �أنه ��ا وخ�صو�صا الم�سيحيين منهم‪.‬‬ ‫ت ��زال قليل ��ة لأن �أ�سعارها ت�سبق �أ�سع ��ار ال�شقق ل ��م تبل ��غ ‪� %1‬إنخفا�ض� �اً بل ‪ %0٫7‬تحدي ��داً‪� .‬أما و�إعتب ��ر م ��كارم �أن المعلوم ��ات الت ��ي وردت في‬ ‫�إرتفاع� �اً‪ .‬ف�إما �أن الذي ��ن يقدمون على ال�شراء الخفو�ض ��ات الت ��ي زادت ع ��ن ‪ %10‬فكانت نادرة التقري ��ر "ه ��ي فع�ل ً�ا �سابقة �أولى ف ��ي القطاع‬ ‫لأ�سب ��اب �إ�ستثماري ��ة‪� ،‬أكث ��ر مما ه ��ي للتطوير‪ ،‬ج ��داً‪ ،‬ولم تتج ��اوز الم�شاري ��ع ال�ستة من �أ�صل العق ��اري اللبنان ��ي ل ��م تق ��م به ��ا �أي ��ة م�ؤ�س�سة‬ ‫خا�ص ��ة �أو عام ��ة‪ ،‬ويمك ��ن �أن ت�ساع ��د �شرك ��ة‬ ‫فيما الم�شاريع القابلة للتطوير جامدة حالياً ‪ 249‬م�شروعاً‪.‬‬ ‫وفي التفا�صيل "�أن ثمة ‪ 250‬م�شروعاً �إرتفعت "رامك ��و" على متابعة هذه الم�شاريع �سنوياً‪،‬‬ ‫لأن الأ�سعار ال تنا�سب م�شاريع كهذه‪.‬‬ ‫وفي درا�سة حديث ��ة قام بها فريق الإح�صاءات �أ�سعاره ��ا قلي�ل�ا فيم ��ا بقي ��ت �أ�سع ��ار ‪ 121‬عل ��ى و�إ�ص ��دار م�ؤ�ش ��ر عق ��اري لأ�سع ��ار ال�شق ��ق ف ��ي‬ ‫في �شركة" رامكو" و�شملت ‪ 249‬م�شروعاً قيد حاله ��ا‪ ،‬وخف�ض ��ت �أ�سع ��ار ‪ 69‬م�شروع� �اً‪� .‬أم ��ا بيروت الإدارية"‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫�سوريا تر ّوج لل�صناعة المت�ضررة بالحرب‬

‫ي�سع ��ى ال�صناعي ��ون ال�سوري ��ون ف ��ي مواجه ��ة‬ ‫النق� ��ص المتزايد ف ��ي العمل ��ة الأجنبية‪ ،‬الذي‬ ‫تواجه ��ه بالدهم بعد �أربع �سن ��وات من النزاع‪،‬‬ ‫�إل ��ى ت�شجي ��ع المواطني ��ن عل ��ى الإقب ��ال عل ��ى‬ ‫ال�صناع ��ة المحلي ��ة عب ��ر تنظي ��م مهرجان ��ات‬ ‫�شهرية للت�سوق‪.‬‬ ‫ويقول مدير المبيع ��ات في م�صنع �سوري لأدوات‬ ‫الطب ��خ‪ ،‬ف� ��ؤاد �آدم‪" :‬هدفن ��ا تذكير النا� ��س �أننا‬ ‫دائم� � ًا هن ��ا"‪ ،‬عل ��ى رغم دم ��ار الم�صن ��ع جراء‬ ‫اال�شتب ��اكات الت ��ي �شهدتها مدين ��ة دوما القريبة‬ ‫من دم�شق والخا�ضعة ل�سيطرة قوات المعار�ضة‪.‬‬ ‫وي�ضيف‪ُ " :‬دم ��ر الم�صنع بالكام ��ل لكننا �سنبني‬ ‫م�صنع ًا جديد ًا �أ�صغر م�ساحة في دم�شق مع عدد‬ ‫محدود من الآالت‪ ،‬لأن القديمة دُمرت بالكامل"‪.‬‬ ‫و�ش ��ارك الم�صن ��ع ال ��ذي يعم ��ل في ��ه �آدم ف ��ي‬ ‫مهرجان الت�س ��وق الأول الذي �أقي ��م قبل �أخير ًا‬ ‫داخل مج ّمع ريا�ض ��ي في منطقة المزة‪ ،‬جنوب‬

‫رئي�س اتحاد غرف ال�صناعة في �سورية فار�س �شهابي‬

‫غ ��رب دم�شق‪ ،‬على م�سافة كيلومترات قليلة من‬ ‫جبهات ريف دم�شق‪.‬‬ ‫وعر�ض ��ت �أكث ��ر م ��ن ‪� 60‬شرك ��ة منتجاتها التي‬ ‫تنوع ��ت بين مالب� ��س جاه ��زة و�أدوات للمطابخ‬ ‫وحفا�ضات الأطفال وحليب وقهوة‪.‬‬ ‫ويق ��ول م�س� ��ؤول العالق ��ات العام ��ة ف ��ي غرفة‬ ‫ال�صناع ��ة ف ��ي دم�ش ��ق‪ ،‬المنظم ��ة للمهرجان‪،‬‬ ‫محم ��د عم ��ر‪" :‬نري ��د التروي ��ج ل�صناعتن ��ا‬ ‫المحلي ��ة من خ�ل�ال ت�شجيع النا� ��س على �شراء‬ ‫منتج ��ات تباع ب�أقل من ن�ص ��ف �سعر المنتجات‬ ‫الم�ستوردة"‪.‬‬ ‫وانطالق� � ًا من النجاح ال ��ذي حققه المهرجان‪،‬‬ ‫ق ��ررت غرف ��ة ال�صناع ��ة‪ ،‬وف ��ق عم ��ر‪� ،‬إع ��ادة‬ ‫تنظيمه دوري ًا في الفت ��رة الممتدة بين ‪ 11‬و‪17‬‬ ‫م ��ن كل �شهر‪ ،‬عل ��ى �أن يتو�سع �إل ��ى محافظات‬ ‫�أخ ��رى‪ .‬و�إ�ست�ضاف ��ت محافظ ��ة طرطو� ��س‬ ‫مهرجان ًا مماث ًال من الأول حتى ال�سابع من �أيار‬ ‫(مايو) الجاري‪.‬‬ ‫وانخف�ضت الق ��درة ال�شرائي ��ة لل�سوريين ب�شدة‬ ‫م ��ع فق ��دان العمل ��ة ال�سوري ��ة �أكث ��ر م ��ن ثالثة‬ ‫�أرب ��اع قيمتها‪ .‬وباتت �أولوي ��ة المواطنين ت�أمين‬ ‫حاجاته ��م الأ�سا�س المتعلق ��ة بالغذاء وال�سكن‪.‬‬ ‫و�إرتف ��ع �سعر �ص ��رف الدوالر م ��ن ‪ 50‬ليرة قبل‬ ‫ب ��دء النزاع في �آذار (مار� ��س) ‪� 2011‬إلى ‪300‬‬ ‫ليرة حالي� � ًا‪ .‬ويعي� ��ش �أربعة �سوريي ��ن من �أ�صل‬ ‫خم�سة وفق الأمم المتحدة تحت خط الفقر‪.‬‬

‫العراق‪� 140 :‬ألف �أجنبي يخالفون قانون العمل‬ ‫دعت وزارة العم ��ل العراقية �أ�صحاب ال�شركات‬ ‫وم�شاريع القطاع الخا�ص‪ ،‬الى �ضرورة االلتزام‬ ‫بقواني ��ن �إ�ستخ ��دام اليد العامل ��ة الأجنبية من‬ ‫خ�ل�ال ت�شغي ��ل ع ��دد م ��ن ال�شب ��اب العراقيين‬ ‫العاطلين من العمل الى جانب العمال الأجانب‪،‬‬ ‫ف ��ي م�شاريعه ��م او �شركاته ��م‪ ،‬م�شي ��رة الى �أن‬ ‫هذه القواني ��ن تق�ضي بت�شغي ��ل الأجانب بن�سبة‬ ‫‪ 50‬ف ��ي المئ ��ة لإف�ساح المج ��ال �أم ��ام ال�شباب‬ ‫العراقيي ��ن للح�صول على فر� ��ص عمل مماثلة‪،‬‬ ‫�أ�سوة ب�أقرانهم من العمال الأجانب ‪.‬‬ ‫ونق ��ل عن الناطق با�سم الوزارة عمار منعم‪ ،‬ان‬

‫القانون رق ��م ‪ 8‬لعام ‪ 2013‬و�ض ��ع �شروط ًا على‬ ‫ال�شركات الأجنبي ��ة العاملة في العراق‪ ،‬تق�ضي‬ ‫بان تكون ‪ 50‬في المئة من الأيدي العاملة لديها‬ ‫من العراقيين‪ .‬و�أ�ش ��ار الى ان القانون المذكور‬ ‫�سينعك�س �إيجاب� � ًا على الم�ستوى المعي�شي العام‬ ‫في العراق لكونه ي�ساهم بقوة في تخفيف ن�سبة‬ ‫البطال ��ة والحد م ��ن الفقر وت�أمي ��ن مورد عي�ش‬ ‫لل�شب ��اب العراق ��ي‪ ،‬ال �سيم ��ا ان الب�ل�اد ت�شهد‬ ‫زي ��ادة مت�صاعدة في ن�سبة العاطلين من العمل‬ ‫ومنهم حملة ال�شهادات الجامعية والعليا ف�ض ًال‬ ‫عن عدد من �أ�صحاب الحرف والمهن‪.‬‬

‫الموجز العربي‬ ‫عق���دت مجموع���ة "البنك الإ�سالم���ي للتنمية"‬ ‫ور�ش���ة العمل الإقليمية الخام�سة لـ"منظمة التجارة‬ ‫عم���ان‪ ،‬تحت‬ ‫العالمي���ة" للمعون���ة التجاري���ة ف���ي ّ‬ ‫�شعار "الح���د ال�شامل من تكالي���ف التجارة والنمو‬ ‫الم�ست���دام"‪ ،‬برعاي���ة وزي���رة ال�صناع���ة والتج���ارة‬ ‫والتموين الأردنية‪ ،‬مها علي‪.‬‬ ‫وت�أت���ي الور�ش���ة �إ�ستع���داداً للم�ؤتم���ر الدول���ي‬ ‫الخام����س لبرنام���ج الم�ساع���دة في قط���اع التجارة‬ ‫ال���ذي �ستعق���ده المنظمة ف���ي جنيف م���ا بين ‪30‬‬ ‫حزيران (يونيو) و‪ 2‬تموز (يوليو) المقبلين والذي‬ ‫�سي�ضم الدول الأع�ضاء في المنظمة‪.‬‬ ‫وج���اء عق���د الور�ش���ة به���دف رف���ع الوع���ي ب���دور‬ ‫"الم�ؤ�س�س���ة الدولي���ة الإ�سالمية لتموي���ل التجارة"‬ ‫ومجموعة "البن���ك الإ�سالمي للتنمي���ة" في مبادرة‬ ‫�سلّ���ط ال�ضوء‬ ‫المعون���ة التجاري���ة‪ .‬وخ�ل�ال الور�شة ُ‬ ‫عل���ى تجارب الدول العربية والأع�ضاء في المنظمة‬ ‫وحاجاته���ا م���ن خ�ل�ال �إ�ستعرا����ض �سب���ل الحد من‬ ‫تكاليف التجارة والنمو الم�ستدام‪.‬‬ ‫�أعلن���ت وزارة المال الم�صري���ة‪� ،‬أن العجز في‬ ‫موازن���ة الدول���ة ف���ي الأ�شه���ر الت�سع���ة الأولى من‬ ‫العام المالي الحالي �إرتفع �إلى ‪ 9.4‬في المئة من‬ ‫الناتج المحلي الإجمال���ي مقارنة بـ ‪ 7.3‬في المئة‬ ‫في الفترة ذاتها من العام ال�سابق‪.‬‬ ‫و�أ�ضافت الوزارة في تقرير ن�شر في موقعها على‬ ‫الإنترنت �أن العجز بين بداية العام المالي في تموز‬ ‫(يوليو) ونهاية �آذار (مار�س) و�صل �إلى ‪218.3‬‬ ‫مليار جنيه م�صري (‪ 28.61‬مليار دوالر) �إرتفاعا ً‬ ‫من ‪ 145‬ملي���ار جنيه في الفترة نف�سها من ال�سنة‬ ‫المالية ال�سابقة‪.‬‬ ‫�أطل���ق وزي���ر التخطي���ط والتع���اون الدول���ي‬ ‫الأردن���ي عم���اد فاخ���وري‪ ،‬الموق���ع الإلكترون���ي‬ ‫الحكوم���ي "خب���ر"‪ ،‬اله���ادف �إل���ى �إن�ش���اء بواب���ة‬ ‫مركزي���ة مفتوح���ة ومتاح���ة لجمي���ع المواطني���ن‬ ‫والم�س�ؤولي���ن الحكوميي���ن و�ص ّن���اع ال�سيا�سات‪،‬‬ ‫وال�صحافيي���ن والط�ل�اب والم�ستثمرين والجهات‬ ‫المانح���ة ورج���ال الأعم���ال‪ ،‬بحي���ث ت�ساع���د عل���ى‬ ‫�إث���راء النقا����ش الع���ام ورف���ع م�ست���وى �صن���ع‬ ‫القرار‪.‬‬ ‫و�أو�ض���ح فاخ���وري �أن فك���رة الم�ش���روع "انبثق���ت‬ ‫خ�ل�ال �إع���داد وثيق���ة "الأردن ‪ ،"2025‬وال�صعوبة‬ ‫الت���ي واجهناها في الح�صول عل���ى بع�ض الوثائق‬ ‫واال�ستراتيجي���ات الوطني���ة‪� ،‬أثن���اء قي���ام الوزارة‬ ‫بتجمي���ع �أكث���ر م���ن ‪ 80‬وثيق���ة م���ن التقاري���ر‬ ‫واال�ستراتيجي���ات الوطني���ة‪ ،‬الت���ي �أُعطي���ت لـ‪17‬‬ ‫فري���ق عم���ل م���ن القطاعي���ن الع���ام والخا����ص‬ ‫وم�ؤ�س�سات المجتمع المدني"‪.‬‬ ‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪11‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون عربية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف العربي‬

‫وا�شنطن قد تندم على �إدارة ظهرها للمنطقة‬ ‫كان هن ��اك الكثي ��ر من النقا�ش حول محور الوالي ��ات المتحدة الأميركية‬ ‫بعي ��داً من منطقة ال�شرق الأو�س ��ط وتجاه �شرق �آ�سيا‪ .‬وو�صف المدافعون‬ ‫ع ��ن الرئي� ��س باراك �أوباما ه ��ذا التح ّول الإ�ستراتيجي عل ��ى �أنه �ضروري‪.‬‬ ‫وقال منتقدون �أن �أولوية وا�شنطن الجديدة ال مبرر لها في الوقت الذي‬ ‫يغرق العالم العربي في هذه الإ�ضطرابات‪.‬‬ ‫لي� ��س �أيٌّ م ��ن الر�أيين متكام�ل ً�ا‪� .‬إن تركيز �أوباما عل ��ى �آ�سيا يمكن الدفاع‬ ‫عن ��ه بالت�أكي ��د ف ��ي بيئ ��ة عالمي ��ة يحدّده ��ا �صع ��ود ال�صي ��ن وتح� � ّول القوة‬ ‫الإقت�صادي ��ة �شرق� �اً‪� .‬أم ��ا بالن�سبة �إل ��ى الإ�ضطرابات في ال�ش ��رق الأو�سط‪،‬‬ ‫فه ��ذا ه ��و ال�سب ��ب بال�ضب ��ط لم ��اذا تح ّرك ��ت �إدارة �أوبام ��ا بعي ��داً‪� .‬إن �إدارة‬ ‫الأحداث هنا قد �إ�ستنزفت الطاقات والأموال الأميركية‪ ،‬من دون تحقيق‬ ‫مكا�سب كبيرة‪.‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك‪ ،‬يمك ��ن توجيه النقد المب� � ّرر �إل ��ى �أ�ساليب �أوبام ��ا‪ .‬عندما تولىّ‬ ‫من�صب ��ه‪� ،‬أعل ��ن الرئي� ��س الأميرك ��ي ع ��ن تغيي ��ر ف ��ي الإتج ��اه بعي ��داً م ��ن‬ ‫المنطق ��ة الت ��ي‪ ،‬عل ��ى م ��دى عق ��ود‪� ،‬أ�صبح ��ت تعتمد �إعتم ��اداً كبي ��راً على‬ ‫وا�شنط ��ن‪ .‬ل ��م ُي ��درك‪� ،‬أو �إهت ��م لإدراك‪� ،‬أن ه ��ذا من �ش�أن ��ه �أن يخلق فراغاً‬ ‫وعدم �إ�ستقرار الأمر الذي‪ ،‬في الواقع‪ ،‬يع ّوق تحديد �أولوياته في �آ�سيا‪.‬‬ ‫ف ��ي كثي ��ر م ��ن الأحي ��ان تكم ��ن �أ�صع ��ب مراح ��ل الديبلوما�سي ��ة ف ��ي �إدارة‬ ‫التح� � ّوالت الكب ��رى‪� .‬أوبام ��ا يكت�شف ه ��ذا الآن‪ ،‬فيما يوا�ص ��ل المفاو�ضات‬ ‫النووي ��ة م ��ع �إيران‪� .‬إن تقلب ��ات ال�سيا�س ��ة الخارجية المتطرف ��ة ت�ؤثر في‬ ‫الم�صال ��ح الخا�ص ��ة‪ ،‬وتفر� ��ض �سل ��وكاً جديداً عل ��ى البيروقراطي ��ة‪ ،‬ت�ؤدي‬ ‫�إل ��ى تغيي ��ر الوق ��ت الذي يكر�س ��ه الر�ؤ�س ��اء لمناطق معينة وه ��ذا يعني �أن‬ ‫الموازنات ال بد من �إعادة توجيهها‪.‬‬ ‫ه ��ذا ه ��و ال�سب ��ب ف ��ي �أن التح� � ّوالت يج ��ب �أن ُتج ��رى بعناي ��ة‪ ،‬لي� ��س فقط‬ ‫ل�ضم ��ان �أن تك ��ون ناجحة‪ ،‬ولكن لتج ّنب ترك الحلفاء في و�ضع حرج‪ .‬في‬ ‫ه ��ذا المعنى ف� ��إن محور �أوباما �إل ��ى �آ�سيا هو حالة نموذجي ��ة لكيفية عدم‬ ‫�إحداث تح ّول �إ�ستراتيجي‪.‬‬ ‫لم ��دة ‪ 70‬عاماً‪ ،‬كان ال�ش ��رق الأو�سط مركز الإن�شغ ��االت الأميركية‪� .‬أربعة‬ ‫مذاهب رئا�سية مبا�شرة �أو غير مبا�شرة هدفت �إلى تعزيز الأمن الإقليمي‪.‬‬ ‫وقد تم بناء عالقات �إ�ستراتيجية �أميركية مع المملكة العربية ال�سعودية‬ ‫بع ��د الحرب العالمي ��ة الثانية‪ ،‬وهي �أول عالق ��ة �إ�ستراتيجية لأميركا مع‬ ‫دول ��ة عربي ��ة‪ ،‬التي بنيت على �أ�سا�س حماي ��ة �أميركية في مقابل محافظة‬ ‫المملكة على الإ�ستقرار في �أ�سواق النفط‪ .‬للإ�شارة فج�أة �إلى �أن المنطقة‬ ‫قد فقدت �أهميتها ال بد �أن ي�ؤدي ذلك �إلى الخراب‪.‬‬ ‫م�شكل ��ة �أوبام ��ا الرئي�سية هي �أنه ق ��ام ب�شيئين في وقت واحد‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫و ّل ��د حال ��ة من الذعر‪ .‬فقد �إن�سحب من المنطقة‪ ،‬وفي الوقت عينه �سعى‬ ‫�إل ��ى تطبي ��ع العالق ��ات م ��ع �إيران م ��ن خالل الإتف ��اق النووي‪ .‬وه ��ذا ع ّزز‬ ‫و�سائ ��ل اي ��ران على موا�صلة طموحاتها الإقليمية ف ��ي الوقت الذي ي�شعر‬ ‫حلفاء وا�شنطن ب�أنهم ُتركوا لم�صيرهم وحيدين‪.‬‬ ‫كان خط� ��أ �أوبام ��ا �أن ��ه ل ��م يظهر �أي �صب ��ر للديبلوما�سية الت ��ي كان ينبغي‬ ‫�أن تحي ��ط بمح ��ور �ش ��رق �آ�سيا‪ .‬لم يك ��ن لديه تقدير كي ��ف يمكن لمنطقة‬

‫‪10‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬

‫ال�ش ��رق الأو�س ��ط الت ��ي تعتم ��د عل ��ى الوالي ��ات المتح ��دة �أن ت�ستجيب �إلى‬ ‫تح� � ّول ف ��ي ال�سيا�سة التي لم تزع ��ج وا�شنطن �أبداً نف�سه ��ا لتن�سيق تنفيذه‬ ‫م ��ع حلفائه ��ا‪ .‬و�إذا كان ه ��ذا االعتماد عل ��ى �أميركا غير �صح ��ي‪ ،‬ف�إن اللوم‬ ‫يقع على الأميركيين �إلى حد كبير‪.‬‬ ‫ب ��د ًال م ��ن العم ��ل عل ��ى ت�أثي ��ر �إنتق ��ال �سل�س‪ ،‬حي ��ث يب ��دي �أوباما نواي ��اه‪ ،‬ثم‬ ‫يعم ��ل مع الحلف ��اء الإقليميين على �إن�شاء هياكل لملء الفراغ‪ ،‬ف�إن الرئي�س‬ ‫الأميرك ��ي ل ��م يفع ��ل �أي �شيء‪ .‬وق ��د زار المنطقة م ��رات عدة ن�سبي� �اً وك ّر�س‬ ‫�إهتماماً �ضئي ً‬ ‫ال لم�شاكلها‪ .‬فقد حمل معه بيروقراطية ال�سيا�سة الخارجية‪.‬‬ ‫يوجه الإنتباه بعيداً من منطقة‪ ،‬ف�إن الإدارة في‬ ‫المفارق ��ة هي �أنه عندما َّ‬ ‫كثي ��ر م ��ن الأحيان ينبغ ��ي �أن تم�ضي المزيد من الوق ��ت عليها في الفترة‬ ‫الإنتقالي ��ة‪ .‬كان ��ت �أوروب ��ا نقط ��ة محوري ��ة ف ��ي الجه ��ود الأميركية خالل‬ ‫الح ��رب الب ��اردة‪ .‬ولك ��ن عندما �إنته ��ى التناف�س م ��ع الإتح ��اد ال�سوفياتي‪،‬‬ ‫ظل ��ت الوالي ��ات المتح ��دة ت�شع ��ر بالقل ��ق بالن�سب ��ة �إل ��ى �أوروب ��ا‪ ،‬مم ��ا �أدى‬ ‫�إل ��ى م�شاركته ��ا ف ��ي البلق ��ان‪� .‬إن �سيا�سة الإخف ��اق الب ��اردة‪ ،‬بال�صيغة التي‬ ‫�إعتمدها �أوباما‪ ،‬هي �سيا�سة غير م�س�ؤولة‪.‬‬ ‫ق ��د يكون �أوباما ي�سعى �إلى خلق ت ��وازن جديد للقوى في ال�شرق الأو�سط‬ ‫لتخفي ��ف الع ��بء ع ��ن الوالي ��ات المتح ��دة‪ .‬وم ��ع ذل ��ك‪ ،‬ي�شع ��ر ال�ش ��ركاء‬ ‫الإقليمي ��ون ب� ��أن ه ��ذا ين ��م عن التخل ��ي‪� .‬إن حلف ��اء وا�شنطن ف ��ي الخليج‪،‬‬ ‫ناهيك عن �إ�سرائيل‪� ،‬إعتبروا التطبيع الأميركي مع �إيران على �أنه خيانة‪.‬‬ ‫الإنفتاح على �إيران قد يكون له العديد من الفوائد‪ .‬لكن �أوباما لم ّ‬ ‫يو�ضح‬ ‫�أبداً تماماً ماذا يريد‪ .‬ورداً على هذا الغمو�ض‪� ،‬إعتمد حلفاء �أميركا العرب‬ ‫�سيا�س ��ات لمكافحة النفوذ الإيران ��ي في �سوريا واليمن والعراق‪ .‬وقد �أدى‬ ‫ذلك �إلى عدد من الأزمات التي تجعل من المفارقات �أنه من ال�صعب على‬ ‫وا�شنطن �إعادة توجيه نف�سها بعيداً من المنطقة‪.‬‬ ‫الواقع �أن الإنتفا�ضة ال�سورية‪ ،‬التي �أ�صبحت حرباً �إقليمية بالوكالة التي‬ ‫�أهملها �أوباما‪� ،‬أوجدت مناخاً ي�سمح ب�صعود "داع�ش" و�أعادت �أميركا مرة‬ ‫�أخ ��رى �إل ��ى المنطقة ع�سكرياً‪ .‬وبالمثل‪ ،‬ف� ��إن الحرب في اليمن‪ ،‬في حين‬ ‫�أنه ��ا ق ��د ّ‬ ‫تو�ض ��ح مبادرة جدي ��دة من جان ��ب العديد م ��ن ال ��دول العربية‪،‬‬ ‫و�ضع �سمح لتنظي ��م "القاعدة" بتو�سيع المنطقة الخا�ضعة‬ ‫فق ��د �أدّت �إلى ٍ‬ ‫ل�سيطرته‪.‬‬ ‫ف ��ي حدي ��ث م ��ع م�ؤيدي نه ��ج �أوباما‪ ،‬غالب� �اً ما يفاج� ��أ المرء ب�سم ��اع دفاع‬ ‫�ضي ��ق ع ��ن موق ��ف الرئي� ��س‪ .‬حجته ��م �أن �أميركا لم تع ��د لديه ��ا الو�سائل‬ ‫المالية ولم تعد تعتمد على النفط في المنطقة وهذا مبرر كاف لإبتعاد‬ ‫وا�شنطن عن المنطقة‪.‬‬ ‫ولك ��ن ه ��ذا ال يكف ��ي‪� .‬إن التقاع� ��س ل ��ه عواق ��ب‪� .‬أوباما‪ ،‬من خ�ل�ال تجنب‬ ‫�إدارة التح� � ّول ف ��ي الإ�ستراتيجية ب�شكل منطقي مع حلفائه في المنطقة‪،‬‬ ‫ف�ش ��ل ف ��ي الإعداد لم ��لء الفراغ الذي يتل ��و ذلك‪ ،‬الأمر ال ��ذي زاد التقلب‬ ‫الإقليم ��ي و�أرب ��ك �سيا�س ��ة �أميركا‪ .‬وهذا �س ��وف يطارد الوالي ��ات المتحدة‬ ‫ل�سنوات مقبلة‪.‬‬ ‫لندن ‪ -‬هيكل ال�شريف‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫�إطالق وثيقة "الأردن ‪ "2025‬للتنمية وتن�شيط االقت�صاد‬

‫�أعلن وزير التخطي ��ط والتعاون الدولي الأردني‬ ‫عم ��اد نجي ��ب فاخ ��وري‪� ،‬أن الحكوم ��ة �ستطلق‬ ‫"وثيقة الأردن ‪ 2025‬ر�ؤية و�إ�ستراتيجية وطنية"‬ ‫تحت �شعار "نحو �أردن مزدهر ومنيع"‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار خ�ل�ال لق ��اء �صحاف ��ي �إل ��ى �أن الوثيقة‬ ‫ركزت عل ��ى �أربعة محاور �أ�سا� ��س هي المواطن‬ ‫والمجتم ��ع وقطاع الأعم ��ال والحكومة‪ ،‬م�شدد ًا‬ ‫على �أن الوثيقة تت�س ��م بالمرونة وقابلية التطور‬ ‫والتعديل وفق ًا للتط ��ورات الإقليمية والداخلية‪،‬‬ ‫م�شير ًا الى �أنها تحتوي مجموعة من الإجراءات‬ ‫به ��دف ت�سري ��ع وتي ��رة النم ��و الإقت�ص ��ادي من‬ ‫خالل تح�سين بيئة الأعمال والإ�ستثمار‪.‬‬ ‫ولف ��ت �إل ��ى �أن الوثيقة تركز عل ��ى ‪ 9‬محاور نمو‬ ‫رئي�سي ��ة من �ش�أنها توليد فر�ص عمل للأردنيين‬ ‫و�إيجاد م�صادر دخل جدي ��دة‪ ،‬وهي الإن�شاءات‬ ‫والخدم ��ات الهند�سي ��ة والإ�ست�شاري ��ة‪ ،‬والنق ��ل‬ ‫واللوج�ستي ��ات‪ ،‬وال�سياح ��ة‪ ،‬والطاق ��ة والطاقة‬ ‫المتج ��ددة‪ ،‬والرعاي ��ة ال�صحي ��ة وال�سياح ��ة‬ ‫العالجي ��ة‪ ،‬وتكنولوجي ��ا المعلوم ��ات والإبداع‪،‬‬ ‫والخدم ��ات التعليمي ��ة‪ ،‬والخدم ��ات المالي ��ة‬

‫وتمويل الم�شاريع‪ ،‬والزراعة وخدماتها‪.‬‬ ‫ولف ��ت �إل ��ى �أن البرنام ��ج التنفي ��ذي التنم ��وي‬ ‫�سينف ��ذ عل ��ى ثالث مراح ��ل الأول ��ى بين عامي‬ ‫‪ 2016‬و‪ ،2018‬والمرحل ��ة الثاني ��ة م ��ن ‪2019‬‬ ‫�إل ��ى ‪ 2021‬والثالثة بين ‪ 2022‬و‪ ،2025‬و�سيكون‬ ‫�أداة لتنفي ��ذ وثيقة "الأردن ‪ ،"2025‬مو�ضح ًا �أن‬ ‫الوزارة �أطلقت �آلية �إعداد المرحلة الأولى التي‬ ‫تعك� ��س �أولويات المجتمع ��ات المحلية وحاجات‬ ‫المواطني ��ن‪ ،‬وتت�ضم ��ن التوجه ��ات الم�ستقبلية‬ ‫وال�سيا�س ��ات الرامي ��ة �إل ��ى تحقيقه ��ا و�آلي ��ات‬ ‫تنفيذها‪.‬‬

‫وزير التخطيط والتعاون الدولي الأردني‬ ‫عماد نجيب فاخوري‬

‫م�صر‪� :‬إجراءات الت�سجيل وارتفاع الكلفة تعرقل تطوير التمويل العقاري‬ ‫�أعلن رئي�س الهيئة العامة للرقابة المالية �شريف‬ ‫�سامي‪� ،‬أن محفظة �شركات التمويل العقاري في‬ ‫ال�سوق الم�صرية "ت�صل �إلى ‪ 2.5‬ملياري جنيه"‬ ‫(‪ 338‬ملي ��ون دوالر)‪ .‬وعزا ف ��ي كلمة �ألقاها في‬ ‫م�ؤتم ��ر مب ��ادرة "�شراك ��ة التنمية" بي ��ن الدولة‬ ‫والقطاع الخا�ص‪ ،‬بعنوان "�شركاء تنمية التمويل‬ ‫العق ��اري في م�ص ��ر"‪� ،‬ضعف منظوم ��ة التمويل‬ ‫العق ��اري ف ��ي م�ص ��ر‪� ،‬إل ��ى "�صعوبة �إج ��راءات‬ ‫الت�سجيل و�إرتف ��اع المتطلبات المالية"‪ ،‬مو�ضح ًا‬ ‫�أن �إدارة الهيئة "طالبت خالل �إجتماعها برئي�س‬ ‫الحكوم ��ة �أخير ًا‪ ،‬ب�ض ��رورة ت�شكي ��ل لجنة ت�ضم‬ ‫وزارة العدل و�ش ��ركات التمويل العقاري وخبراء‬ ‫القطاع للبحث في تلك الإجراءات وتي�سيرها في‬ ‫الفترة المقبلة"‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار ال ��ى �إقت ��راب �إدارت ��ه م ��ن "�إنه ��اء‬ ‫االنتخاب ��ات الخا�ص ��ة بت�شكي ��ل االتح ��اد الأول‬ ‫لمنظوم ��ة التمويل العقاري قب ��ل �شهر رم�ضان‪،‬‬

‫لو�ضع مزيد من الأطر وتي�سير الإجراءات التي‬ ‫بدورها �ست�ساهم �أي�ض ًا في تن�شيط ذلك القطاع‬ ‫الحيوي"‪ .‬كما لفت �إلى "�إقتراب ن�شر المعايير‬ ‫الم�صرية الأولى للتمويل العقاري"‪.‬‬ ‫ولف ��ت �إلى ع ��دد من الأ�س ��واق المج ��اورة التي‬ ‫"ترتف ��ع فيه ��ا ن�س ��ب م�ساهم ��ة ه ��ذا القطاع‬ ‫الحي ��وي ف ��ي النات ��ج القوم ��ي‪ ،‬مث ��ل قبر�ص"‪،‬‬ ‫م�ؤك ��د ًا عل ��ى �أهمي ��ة "تن�شي ��ط كل الإجراءات‬ ‫الخا�صة بالقطاع لتنمية م�ساهمته في الناتج"‪.‬‬ ‫و�إرتف ��ع التموي ��ل الممنوح من �ش ��ركات التمويل‬ ‫العق ��اري في الرب ��ع الأول من ال�سن ��ة �إلى "نحو‬ ‫‪ 270.4‬ملي ��ون جنيه في مقاب ��ل ‪ 126.5‬مليون‬ ‫في الفت ��رة ذاتها م ��ن الع ��ام ‪ .2014‬وزاد منذ‬ ‫ب ��دء ن�شاط التموي ��ل العقاري حت ��ى نهاية �آذار‬ ‫(مار� ��س) الما�ضي‪� ،‬إلى نح ��و ‪ 5‬مليارات جنيه‬ ‫في مقابل ‪ 4.4‬مليارات حتى نهاية ال�شهر ذاته‬ ‫من العام الما�ضي‪ ،‬بن�سبة ‪ 16.4‬في المئة‪.‬‬

‫�أك���د المدير العام ل�شرك���ة "الخطوط الملكية‬ ‫المغربي���ة" �إدري�س بنهيمة‪� ،‬أن "تخ�صي�ص ال�شركة‬ ‫والتعاون مع �شركات �إقليمي���ة في الخليج"‪ ،‬وفي‬ ‫مق ّدمها "االتحاد للطيران" و"الإمارات" و"الخطوط‬ ‫الجوي���ة القطري���ة"‪�" ،‬سيكون���ان مفيدي���ن ج���داً‬ ‫لنموه���ا"‪ .‬و�أو�ض���ح �أن ال�شرك���ة المغربية هي "من‬ ‫ال�ش���ركات المتو�سط���ة‪ ،‬وال تمل���ك �إمكانات كبيرة‬ ‫للنم���و �إالّ من خالل التحالف والتعاون مع ال�شركات‬ ‫الكبرى في عالم الطيران العاملة في المنطقة"‪.‬‬ ‫و�أعلن بنهيم���ة في م�ؤتمر �صحاف���ي عقده في �أبو‬ ‫ظبي �أخيراً‪� ،‬أن "�إدارة الخطوط المغربية تعمل على‬ ‫تطوير الأ�سط���ول"‪ ،‬م�شيراً �إلى "التعاقد مع �شركة‬ ‫"بوين���غ" لتزويدها خم�س طائرات من طراز "بوينغ‬ ‫– ‪ ،"787‬ت�سلّم���ت اثنتي���ن منه���ا مطل���ع ال�سن���ة‪،‬‬ ‫عل���ى �أن ُت�سلّم الطائ���رات الث�ل�اث المتبقية العام‬ ‫المقب���ل"‪ .‬ولف���ت عن فت���ح الباب �أم���ام ال�شركات‬ ‫العربي���ة ل�شراء ح�ص�ص في "الخط���وط المغربية"‪،‬‬ ‫�إل���ى تطلّع���ه �شخ�صيا ً �إل���ى "فتح الب���اب �أمام هذه‬ ‫ال�شركات في عالم الطي���ران ل�شراء ح�ص�ص‪ ،‬نظراً‬ ‫�إلى م�ساهمة ذلك في تطوير ال�شركة المملوكة من‬ ‫الدول���ة بن�سبة تزي���د عن ‪ 98‬في المئ���ة‪ ،‬ونم ّوها"‪.‬‬ ‫لكن���ه �أو�ض���ح �أن "�أي قرار يتعل���ق بتخ�صي�ص جزء‬ ‫منها‪ ،‬يعود الى المالك وهو الحكومة المغربية"‪.‬‬ ‫بلغ���ت قيم���ة كمي���ة المنتج���ات الإلكترونية‬ ‫والهند�سي���ة الم�صرية التي �ص���درت �إلى الأ�سواق‬ ‫العالمي���ة المختلفة ‪ 2.1‬ملي���اري دوالر في العام‬ ‫‪ ، 2014‬بمعدل نمو ‪ ٪32‬عن العام ‪ ،2013‬ح�سب‬ ‫وزارة ال�صناعة والتجارة الخارجية الم�صرية‪.‬‬ ‫ق���ال وزي���ر ال�صناع���ة والتج���ارة واال�ستثمار‬ ‫حفيظ العلمي‪�" ،‬إن�شاء �شركات �صغيرة ومقاوالت‬ ‫�شخ�صي���ة‪ ،‬هي من بي���ن الحلول الممكن���ة لمعالجة‬ ‫م�شكلة البطالة ف���ي المغرب"‪ .‬ولفت �إلى �أن "عدد‬ ‫طالب���ي العم���ل الج���دد �سيبل���غ نح���و ‪ 1.3‬مليون‬ ‫في ال�سني���ن الع�شر المقبلة‪ ،‬ما يعن���ي زيادة عدد‬ ‫العاطلين من العمل بنح���و ‪� 350‬ألفا ً بحلول العام‬ ‫‪."2020‬‬ ‫و�إعتب���ر �أن "المبادرة والمغام���رة هما الطريق نحو‬ ‫التخل����ص م���ن البطال���ة و�إقتح���ام مج���ال الأعمال‬ ‫والإ�ستثم���ار‪ ،‬طالم���ا �أن القطاع���ات الأخ���رى مثل‬ ‫ال�صناع���ة والزراع���ة ل���م تعد ق���ادرة عل���ى توفير‬ ‫حج���م كاف م���ن الوظائ���ف وفر�ص العم���ل‪ ،‬ب�سبب‬ ‫التكنولوجيا والتح���والت االقت�صادية والإنتاجية"‪.‬‬ ‫ويراه���ن المغ���رب عل���ى ال�صناع���ات المختلف���ة‬ ‫لإح���داث ن�ص���ف مليون فر�ص���ة عم���ل جديدة في‬ ‫قطاعات ال�سيارات والطائرات والمالب�س والن�سيج‬ ‫والأحذي���ة‪ ،‬وال�صناع���ات الغذائي���ة واليدوي���ة‬ ‫والطاقات النظيفة وغيرها‪.‬‬

‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪13‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون عربية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫المفكرة العربية‬

‫المغرب ي�سجل فائ�ض ًا في ميزان تجارة المواد الغذائية‬ ‫�سج ��ل الإقت�صاد المغربي فائ�ضاً في الإنتاج الغذائي للمرة‬ ‫ُينتظ ��ر �أن ُي ّ‬ ‫ً‬ ‫الأول ��ى من ��ذ الع ��ام ‪ 2008‬مدفوع� �ا بمح�صول زراعي جي ��د من الحبوب‬ ‫ق ��د يتج ��اوز ‪ 11‬مليون ط ��ن‪ ،‬و�إرتفاع في �ص ��ادرات الأ�سم ��اك والخ�ضار‬ ‫والفواك ��ه والزيوت النباتية والأع�شاب الطبية والتجميلية‪ .‬و ُيتوقع �أن‬ ‫يزي ��د فائ� ��ض القيمة في القطاع الزراعي نحو ‪ 13‬في المئة من الإنتاج‬ ‫الإجمال ��ي‪ .‬و�أظه ��رت درا�س ��ة �أنجزه ��ا مكت ��ب ال�ص ��رف الم�ش ��رف عل ��ى‬ ‫التج ��ارة الخارجية‪� ،‬أن واردات المغرب من القمح تراجعت نحو ‪ 62‬في‬ ‫المئة في الربع الأول من ال�سنة‪ ،‬في مقابل �إرتفاع ال�صادرات الزراعية‬ ‫�سجل الميزان التجاري الغذائي فائ�ضاً بلغ مليار درهم‬ ‫الأخرى‪ ،‬حيث ّ‬ ‫خ�ل�ال ال�شهري ��ن الأولين م ��ن ال�سنة‪ .‬و ُيرج ��ح �أن يرتف ��ع الفائ�ض �إلى‬ ‫خم�سة مليارات درهم (�أكثر من ن�صف مليار دوالر) في الن�صف الأول‪.‬‬ ‫وكان ��ت واردات الرباط من الحبوب بلغ ��ت العام الما�ضي نحو ‪ 18‬مليار‬ ‫دره ��م (ملي ��اري دوالر) منه ��ا ‪ 12.5‬ملي ��ار دره ��م م�شتري ��ات القمح من‬ ‫�أوروب ��ا ورو�سي ��ا والأرجنتين و�أوكرانيا‪ .‬وظل المي ��زان التجاري ي�سجل‬ ‫عج ��زاً يق ��در ف ��ي المتو�س ��ط بي ��ن ‪ 3‬و‪ 4‬ملي ��ارات دره ��م طيل ��ة ال�سنوات‬ ‫الأربع الأخيرة‪.‬‬ ‫و�أظه ��رت الدرا�س ��ة �أن المغ ��رب هو ثان ��ي منتج لل�صناع ��ة الغذائية بعد‬ ‫تركي ��ا ف ��ي منطقة جنوب البحر المتو�سط و�شرق ��ه‪ ،‬بمجموع �إنتاج بلغ‬ ‫‪ 142‬ملي ��ار دره ��م في العام ‪ ،2013‬وتمثل ال�ص ��ادرات الغذائية المغربية‬ ‫�إل ��ى الأ�سواق الأوروبية نحو ‪ 20‬في المئة من مجموع �صادرات منطقة‬ ‫ال�ش ��رق الأو�س ��ط و�شمال �أفريقيا‪ .‬و�أ�شارت ال ��ى ان المغرب يعتبر ثالث‬ ‫م�صدّر للغذاء في منطقة ال�شرق الأو�سط و�شمال �أفريقيا �إلى الأ�سواق‬ ‫الأوروبي ��ة بـ ‪ 2,002‬ملي ��اري يورو في العام ‪ ،2013‬بعد تركيا ب�إجمالي ‪9‬‬ ‫ملي ��ارات ي ��ورو‪ ،‬والإمارات ‪ 3‬ملي ��ارات يورو‪ .‬وقدرت �ص ��ادرات المنطقة‬ ‫�إل ��ى دول الإتح ��اد الأوروب ��ي بنحو ‪ 27‬مليار ي ��ورو �أي ‪ 3.2‬في المئة من‬ ‫مجم ��وع �ص ��ادرات ال�صناع ��ات الغذائي ��ة العالمية المقدرة ب� �ـ‪ 830‬مليار‬ ‫يورو‪.‬‬ ‫ً‬ ‫في المقابل‪ ،‬حل المغرب �ساد�سا يبن م�ستوردي الغذاء في �أفريقيا بعد‬ ‫م�صر والجزائر وجنوب �أفريقيا ثم نيجيريا و�أنغوال‪ .‬وي�صدّر المغرب‬ ‫�أق ��ل م ��ن ‪ 1‬في المئة من مجموع واردات �أفريقيا من الغذاء التي بلغت‬ ‫نح ��و ‪ 50‬مليار دوالر في ‪ 2013‬وح ��ازت فيها البرازيل على ح�صة الأ�سد‬ ‫بنحو ‪ 9.5‬في المئة من المجموع‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ارت الدرا�س ��ة �إل ��ى �أن المغرب يواجه مناف�سة قوي ��ة في ال�صناعات‬ ‫الغذائي ��ة خ�صو�صاً من تركيا ودول �أوروبا ال�شرقية والإتحاد الأوروبي‬ ‫وال�صي ��ن والبرازيل‪ .‬وت�ؤث ��ر ن�سبة ت�ساقط الأمطار �إيجاب� �اً �أو �سلباً في‬ ‫التجارة الغذائية للمغرب‪ ،‬فكلما توافر المطر �إرتفعت ال�صادرات‪ ،‬وفي‬ ‫حال الجفاف تزيد الواردات‪.‬‬ ‫و ُتظه ��ر الدرا�س ��ة �أن التج ��ارة الغذائي ��ة كان ��ت تبلغ ‪ 144‬ف ��ي المئة بين‬ ‫عام ��ي ‪ 2000‬و‪ ،2005‬ث ��م تراجع ��ت �إل ��ى ‪ 99.5‬ف ��ي المئ ��ة ع ��ام ‪،2010‬‬

‫‪12‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬

‫وانخف�ض ��ت �إل ��ى ما دون ‪ 65‬ف ��ي المئة عام ‪ 2011‬و�إ�ستق ��رت عند ‪ 90‬في‬ ‫المئ ��ة الع ��ام الما�ض ��ي‪� .‬أي �أن المغ ��رب‪ ،‬على رغم و�ضع ��ه الزراعي‪ ،‬بقي‬ ‫ي�ستورد �أكثر مما ي�صدر من الغذاء‪.‬‬ ‫ف ��ي المقابل‪ ،‬ت�ضاعفت قيمة �صادرات المغرب من ال�صناعات الغذائية‬ ‫في ال�سنين الع�شر الأخيرة‪ ،‬وتح�سن الإ�ستهالك الداخلي وتنوع الإنتاج‬ ‫والجودة‪ ،‬حيث تقل ن�سبة النق�ص الغذائي عن ‪ 5‬في المئة من مجموع‬ ‫ال�س ��كان نتيج ��ة ح�صيلة "المخطط الأخ�ضر" الذي �أنفق عليه نحو ‪10‬‬ ‫مليارات دوالر لزيادة الإنتاج وتح�سين المردود وتطوير الأ�سواق‪.‬‬ ‫و�ش ��رع المغ ��رب ف ��ي ال�سن ��وات الأخيرة ف ��ي ت�صدي ��ر �أن ��واع جديدة من‬ ‫ال�صناع ��ات الغذائي ��ة مث ��ل ال�شوك ��وال والحلويات واللح ��وم المطبوخة‬ ‫والأطب ��اق �شب ��ه الجاه ��زة للطه ��ي‪ .‬وتمث ��ل �ص ��ادرات الأ�سم ��اك ن�ص ��ف‬ ‫ال�صادرات الغذائية تتبعها الخ�ضار والفواكه والبقول والزيوت‪.‬‬ ‫وال ي�ص ��در المغ ��رب �س ��وى ‪ 14‬ف ��ي المئة من مجم ��وع �إنتاج ��ه الغذائي‬ ‫للحفاظ على �إعتدال الأ�سعار الداخلية‪ ،‬وتح�سين معي�شة ال�سكان‪ ،‬حيث‬ ‫تعتبر كلفة الغذاء من بين الأدنى في مجموع المنطقة المتو�سطية‪.‬‬ ‫وكان البن ��ك الدول ��ي ن ّب ��ه ف ��ي تقري ��ر �أ�صدره ال�شه ��ر الما�ض ��ي‪ ،‬الى �أن‬ ‫التحدي ��ات الزراعية والغذائي ��ة �ستكون �أكبر الم�ش ��كالت التي �ستواجه‬ ‫الإن�سانية في العقود المقبلة‪ ،‬حيث ُيتوقع �أن يرتفع عدد �سكان الأر�ض‬ ‫�إل ��ى ت�سع ��ة مليارات في العام ‪ 2050‬و�سيحتاج العالم �إلى �إنتاج كمية من‬ ‫الغ ��ذاء تزي ��د بن�سب ��ة ‪ 50‬ف ��ي المئة عن الكمي ��ة المنتجة حالي� �اً لإطعام‬ ‫مجموع ال�سكان‪ ،‬وهو �أمر �صعب التحقيق وفقاً لمنظمات حماية البيئة‬ ‫التي تح ّمل م�شكالت الطعام والماء للتغير المناخي الذي كلف العالم‬ ‫‪ 4‬تريليونات دوالر من الخ�سائر خالل ال�سنوات الـ‪ 40‬الأخيرة‪ ،‬ويعاني‬ ‫‪ 1.1‬ملي ��ار �شخ� ��ص من نق�ص في التغذية وم�ص ��ادر المياه العذبة التي‬ ‫قد تكون �سبباً لمزيد من الحروب وال�صراعات في العقود المقبلة‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫حركة التوظيف في الخليج متجهة �إلى االرتفاع‬ ‫تتج ��ه حركة التوظيف ف ��ي دول مجل�س التعاون‬ ‫الخليج ��ي �إل ��ى االرتفاع ه ��ذه ال�سن ��ة‪� ،‬إ�ستناد ًا‬ ‫�إل ��ى درا�س ��ة �أعدّته ��ا �شرك ��ة "غل ��ف تالنت"‪،‬‬ ‫البوابة الإلكترونية للتوظيف في منطقة ال�شرق‬ ‫الأو�سط‪.‬‬ ‫ولفت ��ت الدرا�س ��ة بعن ��وان "التوظي ��ف وحرك ��ة‬ ‫الروات ��ب في الخلي ��ج"‪� ،‬إلى �أن قط ��اع الرعاية‬ ‫ال�صحي ��ة "ه ��و الأ�سرع نم ��و ًا ف ��ي المنطقة‪� ،‬إذ‬ ‫زادت ‪ 82‬في المئة م ��ن الم�ؤ�س�سات في القطاع‬ ‫ع ��دد موظفيها الع ��ام الما�ضي‪ ،‬وتن ��وي ‪ 79‬في‬ ‫المئة منها رفع عدده ��م خالل العام الحالي"‪.‬‬ ‫وع ��زت الأ�سب ��اب الرئي�سي ��ة له ��ذا النم ��و �إل ��ى‬ ‫"اال�ستثم ��ارات الحكومي ��ة ال�ضخم ��ة والنم ��و‬ ‫ال�سكاني ال�سريع ف ��ي المنطقة‪ ،‬والتغييرات في‬ ‫الأطر التنظيمية في معظم دول مجل�س التعاون‬ ‫الخليج ��ي‪ ،‬الت ��ي تتطلب م ��ن ال�ش ��ركات توفير‬

‫ت�أمين �صحي لموظفيها"‪.‬‬ ‫ور�ص ��دت الدرا�س ��ة "�أعل ��ى مع ��دل ال�ستحداث‬ ‫الوظائ ��ف في قطر خ�ل�ال هذه ال�سن ��ة"‪ .‬و�أكد‬ ‫‪ 66‬في المئة م ��ن �أ�صحاب الأعمال "التخطيط‬ ‫لزيادة ع ��دد الموظفين"‪ .‬والحظ ��ت �أن غالبية‬ ‫�أ�صحاب الأعم ��ال "بعيدون م ��ن ت�أثير الأ�سعار‬ ‫على �أعمالهم"‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ارت �إل ��ى �أن حكوم ��ات المملك ��ة العربي ��ة‬ ‫ال�سعودي ��ة وقط ��ر والإم ��ارات "اعتم ��دت عل ��ى‬ ‫�إحتياطاتها النقدية الكبيرة لتعوي�ض �إنخفا�ض‬ ‫عائدات النفط‪ ،‬به ��دف تلبية متطلبات الإنفاق‬ ‫واال�ستثم ��ارات المخط ��ط له ��ا"‪ .‬فيم ��ا �شهدت‬ ‫البحرين و�سلطنة ُعمان "الت�أثير الأكبر لتراجع‬ ‫�أ�سع ��ار النف ��ط‪ ،‬نتيج ��ة تق ّل� ��ص احتياطاتهم ��ا‬ ‫واعتمادهم ��ا ف ��ي �ش ��كل كبي ��ر عل ��ى عائ ��دات‬ ‫النفط"‪.‬‬

‫دبي‪ :‬وفرة المعرو�ض ت�ضغط على �إيجارات الم�ساكن‬ ‫توق ��ع تقرير عق ��اري حديث �أن تواج ��ه �أ�سعار‬ ‫�إيجارات العقارات ال�سكنية في دبي �ضغوط ًا‪،‬‬ ‫بعد اال�ستقرار الذي �شهدته على مدى الأ�شهر‬ ‫الثالث ��ة الأولى م ��ن ال�سنة‪ ،‬نظ ��ر ًا �إلى العدد‬ ‫الكبي ��ر من العقارات ال�سكني ��ة الجديدة التي‬ ‫ُينتظر �أن تدخل ال�سوق في ال�شهور المقبلة‪.‬‬ ‫ووفق ًا للتقرير الذي �أ�صدره "م�صرف �أبوظبي‬ ‫الإ�سالمي"‪� ،‬إ�ستقبلت ال�سوق �ألفي �شقة وفيال‬ ‫�سكني ��ة جدي ��دة‪ ،‬و ُيتوق ��ع �أن تدخله ��ا �أي�ض� � ًا‬ ‫‪ 19400‬وح ��دة �سكنية خ�ل�ال الفترة المتبقية‬ ‫من ال�سنة‪ ،‬ما �سي�ؤثر في �أ�سعار �إيجارات وبيع‬ ‫الم�ساكن‪ ،‬وي�شج ��ع المطورين على �إ�ستهداف‬ ‫عقارات بكلفة معقولة بالن�سبة �إلى الزبائن‪.‬‬ ‫وكان متو�سط �أ�سعار �إيجارات ال�شقق في دبي‬ ‫�إرتفع واحد ًا في المئة على �أ�سا�س ربع �سنوي‪،‬‬ ‫وبن�سب ��ة خم�سة في المئة عل ��ى �أ�سا�س �سنوي‪،‬‬ ‫بينما هبط ��ت �أ�سعار �إيجارات الفلل في بع�ض‬ ‫الم�شاري ��ع‪ ،‬بن�سب ��ة خم�س ��ة ف ��ي المئة خالل‬ ‫الربع الأول من العام الحالي‪.‬‬ ‫وعل ��ى رغ ��م �إنخفا� ��ض �أ�سعار بي ��ع العقارات‬ ‫ال�سكني ��ة عموم� � ًا على �أ�سا�س رب ��ع �سنوي‪� ،‬إال‬ ‫�أنه ��ا ظلت �ضم ��ن الم�ست ��وى الإيجابي عموم ًا‬

‫على �أ�سا�س �سن ��وي‪ .‬وفي ظل وفرة المعرو�ض‬ ‫الجدي ��د‪ ،‬م ��ن �ش�أن ر�س ��وم التموي ��ل العقاري‬ ‫المي�سرة‪� ،‬أن ت�ساهم‬ ‫الجذابة وخطط الت�سديد ّ‬ ‫في ظهور ما ُيعرف بـ"�سوق الم�شترين"‪.‬‬ ‫وتعليق� � ًا على ذلك‪ ،‬ق ��ال الرئي� ��س التنفيذي‬ ‫ل�شرك ��ة "�أم ب ��ي �أم» العقاري ��ة‪ ،‬ذراع �إدارة‬ ‫العق ��ارات التابع ��ة لـ"م�ص ��رف �أبوظب ��ي‬ ‫الإ�سالمي"‪ ،‬ب ��ول ماي�سفيل ��د‪" :‬يفر�ض الكم‬ ‫الكبي ��ر م ��ن الم�شاري ��ع الجدي ��دة ف ��ي �سوق‬ ‫دب ��ي تحدي� � ًا منطقي� � ًا يتمثل في �ض ��رورة �أن‬ ‫تتحل ��ى العق ��ارات المعرو�ض ��ة بموا�صف ��ات‬ ‫ق ��ادرة عل ��ى �إ�ستمال ��ة الم�شتري ��ن و�إقناعهم‬ ‫بالقيم ��ة اال�ستثماري ��ة الت ��ي تنط ��وي عليها‪،‬‬ ‫وه ��ذا يقت�ض ��ي ال ّتح ��ول �إل ��ى العق ��ارات‬ ‫المي�س ��ورة الكلف ��ة بالن�سبة �إل ��ى الم�شترين‪،‬‬ ‫وبخا�ص ��ة تل ��ك التي تتواجد ف ��ي مكان قريب‬ ‫من الموقع ال ��ذي �سي�ست�ضيف معر�ض �إك�سبو‬ ‫‪ ،2020‬والتركيز عل ��ى الحوافز والموا�صفات‬ ‫الفري ��دة وخ�صو�ص� � ًا بالن�سب ��ة �إل ��ى �شريحة‬ ‫المن ��ازل الفاخ ��رة‪ ،‬ونتوق ��ع �أن ي�ستفي ��د‬ ‫الم�شت ��رون من ه ��ذه التوجه ��ات و�أن تحظى‬ ‫با�ستح�سانهم"‪.‬‬

‫الموجز الخليجي‬ ‫�أكد وزير العمل وال�ش�ؤون االجتماعية القطري‬ ‫عب���داهلل الخليف���ي �أن قطر "ب�صدد �إتخ���اذ �إجراءات‬ ‫لتح�سين �أو�ضاع العمال ال�ضيوف وت�أمين حاجاتهم‬ ‫المختلفة من مجمعات �سكني���ة حديثة وت�شريعات‬ ‫متقدم���ة ومتوازنة تحمي حقوقه���م وتحفظ حقوق‬ ‫�أ�صح���اب العم���ل"‪ .‬يذك���ر �أن دوائ���ر ع���دة تتوقع‬ ‫�صدور قان���ون يلغي نظام الكفال���ة المثير للجدل‬ ‫واالنتقادات في �أو�ساط عدة‪.‬‬ ‫وج���اءت ت�أكي���دات وزير العمل ف���ي "م�ؤتمر حقوق‬ ‫العم���ال" ال���ذي رع���اه �أخي���راً رئي�س ال���وزراء وزير‬ ‫الداخلية ال�شي���خ عبداهلل بن نا�صر �آل ثاني ونظمته‬ ‫"دار ال�ش���رق" ف���ي ح�ض���ور نائ���ب رئي����س مجل�س‬ ‫�إدارتها الع�ض���و المنتدب ال�شيخ خالد بن ثاني بن‬ ‫عبداهلل �آل ثاني‪.‬‬ ‫وافقت حكومة البحرين على نفقات مقدارها‬ ‫‪ 3.571‬ملي���ار دينار بحرين���ي (‪ 9.47‬مليارات‬ ‫دوالر) ف���ي مـوازنته���ا لع���ام ‪ 2015‬وعلى موازنة‬ ‫�أخرى تبلغ ‪ 3.721‬مليارات دينار لعام ‪.2016‬‬ ‫وتفتر�ض الموازنة �سع���راً للنفط قدره ‪ 60‬دوالراً‬ ‫للبرميل وتتوقع عجزاً يبلغ نحو ‪ 1.47‬مليار دينار‬ ‫لعام ‪ 2015‬ونحو ‪ 1.563‬مليار في ‪.2016‬‬ ‫وكان وزي����ر الطاق����ة البحرين����ي عبدالح�سي����ن‬ ‫بن عل����ي ميرزا ق����ال �أخي����را ً �إن م����ن المتوقع �أن‬ ‫تتكل����ف تو�سعة م�صف����اة �سترة لتكري����ر النفط‬ ‫في المملك����ة نحو خم�سة ملي����ارات دوالر‪ ،‬مرجحا ً‬ ‫�أن تدخ����ل الم�صفاة حي����ز الت�شغيل في ‪.2019‬‬ ‫ويمثل الم�شروع �أبرز م�شاريع الحكومة البحرينية‬ ‫راهنا ً‪.‬‬ ‫وذكر الوزي���ر �أن الأعم���ال الهند�سي���ة والت�صميم‬ ‫ج���رى تلزيمها �إلى �شركات وم���ن المقرر �أن تكون‬ ‫جاهزة بحلول نهاية الربع الأول من ‪.2016‬‬ ‫�أو�ص���ى ممثلو الجهات الحكومية بالعمل على‬ ‫ن�سخة تطويرية ال�ستراتيجية التوظيف ال�سعودية‪،‬‬ ‫لتتواكب م���ع م�ستج���دات �سوق العم���ل‪ ،‬من خالل‬ ‫اال�ستف���ادة م���ن اقتراحاته���م ومالحظاته���م ف���ي‬ ‫�إ�ضاف���ة �ســيا�س���ات و�آليات جدي���دة‪� ،‬إذ �إن بع�ض‬ ‫ال�سيا�سات عامة وال تحقق الهدف‪.‬‬ ‫و�أ�ش���اروا �إل���ى وج���ود �آلي���ات ف���ي اال�ستراتيجية‬ ‫ي�صع���ب تطبيقه���ا وغي���ر عملي���ة‪ ،‬خ�صو�ص���ا ً �أن‬ ‫اال�ستراتيجي���ة �أُق���رت قب���ل نحو �ست���ة �أعوام جرت‬ ‫خالله���ا تغييرات عدة في �سوق العمل‪ ،‬ما يجب �أن‬ ‫تتناغم معه تلك اال�ستراتيجية‪.‬‬ ‫ج���اءت تو�صي���ات ممثلي الجه���ات الحكومية خالل‬ ‫�سل�سلة ور�ش عمل تقوي���م �سيا�سات ا�ستراتيجية‬ ‫التوظي���ف ال�سعودية في الم���دى المتو�سط‪ ،‬التي‬ ‫نظمتها وزارة العمل ال�سعودية �أخيراً‪.‬‬ ‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪15‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون خليجية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف الخليجي‬

‫تجار ال�سوق‬ ‫ه ��ل تن�ش ��ىء دول الخلي ��ج العربية �سوق� �اً م�شتركة حقيقي ��ة بعدما حققت‬ ‫�أخيراً �إتحاداً جمركياً �إقليمياً؟‬ ‫ف ��ي غ ��رة كان ��ون الثان ��ي (يناي ��ر) ‪� 2015‬شهد مجل� ��س التع ��اون الخليجي‪،‬‬ ‫بع ��د �أكثر من عقد من الم�ش ��اورات والإجتماعات والقرارات التح�ضيرية‪،‬‬ ‫التنفيذ الكامل للإتحاد الجمركي‪.‬‬ ‫م ��ع �إلغ ��اء الر�سوم الجمركي ��ة والقيود الكمي ��ة‪ ،‬و�إدخال تعريف ��ة خارجية‬ ‫م�شترك ��ة و�إ�ضف ��اء الطاب ��ع الم�ؤ�س�س ��ي على �سيا�س ��ة تجاري ��ة م�شتركة مع‬ ‫�أع�ض ��اء خ ��ارج دول المجل�س‪ ،‬ف� ��إن البحرين‪ ،‬و ُعم ��ان‪ ،‬والكويت‪ ،‬والمملكة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودي ��ة‪ ،‬وقطر‪ ،‬ودول ��ة الإمارات العربية المتح ��دة قد �أن�ش�أت‬ ‫كيان� �اً �إقت�صادي� �اً واحداً ي�سمح للب�ضائع بالعب ��ور والتحرك من دون ر�سوم‬ ‫جمركية �أو عوائق تجارية �أخرى‪.‬‬ ‫م ��ن خ�ل�ال تطبيق مفه ��وم المعاملة الوطني ��ة‪ ،‬ف�إن دول مجل� ��س التعاون‬ ‫الخليج ��ي ت�ضم ��ن �أن المنتج ��ات الم�ص ّنعة في �أي دول ��ة مع ّينة في الكتلة‬ ‫�سوف تعامل معاملة ال تقل �أف�ضلية عن منتجاتها المحلية الخا�صة‪.‬‬ ‫وهك ��ذا‪ ،‬ف� ��إن الإتحاد الجمرك ��ي يقدّم فوائ ��د للتجارة عل ��ى �أ�سا�س قواعد‬ ‫موحد و�إج ��راءات ذات قاعدة �إقت�صادي ��ة تخلق القدرة على‬ ‫كي ��ان جمركي ّ‬ ‫التنب�ؤ والثقة والفر�ص للتجار‪.‬‬ ‫م ��ع قي ��ام دول مجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي بتنفي ��ذ التعرف ��ة الجمركي ��ة‬ ‫الموح ��دة‪ ،‬ف� ��إن ال�سل ��ع الأجنبي ��ة الم�ست ��وردة �إل ��ى دوله ��ا يمكنه ��ا �أن تمر‬ ‫ّ‬ ‫عل ��ى نقط ��ة دخول واحدة للجم ��ارك حيث يمكنها �أن ت�ص ��ل بعدها �إلى �أي‬ ‫م ��كان م ��ن دول الخليج م ��ن دون العبور على �أي مدخ ��ل �آخر‪� ،‬أو من حيث‬ ‫التج ��ارة العملي ��ة من خارج دول مجل� ��س التعاون الخليج ��ي‪� :‬سيارات من‬ ‫�ألماني ��ا متجهة للبيع في البحرين لي�س بال�ضرورة و�صولها مبا�شرة �إلى‬ ‫البحري ��ن‪ ،‬ف� ��إن ال�شحن ��ة يمك ��ن �أن تم ��ر على جم ��ارك دب ��ي واالنتقال من‬ ‫هن ��اك م ��ن دون ر�س ��وم �أو قيود �أخ ��رى �إلى المنام ��ة‪� ،‬أو �أي جهة �أخرى في‬ ‫دول مجل�س التعاون‪.‬‬ ‫موحدة تهدف �إل ��ى الدفاع عن‬ ‫م ��ع تنفي ��ذ دول المجل� ��س �سيا�سة تجاري ��ة ّ‬ ‫الم�صالح التجارية لأع�ضائها ال�ست بو�صفها ت�شكل كياناً �إقت�صادياً كبيراً‬ ‫ووا�سع� �اً ب�ص ��وت واح ��د‪ ،‬من المتوق ��ع �أن ي�ؤدي ذلك �إل ��ى م�شاركة خليجية‬ ‫ب�ش ��كل جماع ��ي ف ��ي مفاو�ض ��ات لإتفاق ��ات تجاري ��ة م ��ع �أط ��راف ثالث ��ة ‪-‬‬ ‫وعل ��ى هذا النحو‪ ،‬ت�صب ��ح دول المجل�س �أكثر تكام ً‬ ‫ال ف ��ي عالم المبادالت‬ ‫التجارية‪.‬‬ ‫تقا�سم خ�صائ�ص مماثلة في ال�سلع القابلة للت�صدير‪ ،‬يتفاوت في الحجم‬ ‫الجغراف ��ي‪ ،‬وع ��دم الم�ساواة ف ��ي الإحتياط الهيدروكربون ��ي‪ ،‬والإختالف‬ ‫ف ��ي الق ��وة الإقت�صادي ��ة‪ ،‬ولك ��ن عل ��ى نح ��و متزاي ��د متعولم ��ة وحازم ��ة‬ ‫ومتكامل ��ة ككتل ��ة تجاري ��ة �إقليمي ��ة‪ .‬وق ��د �شرع ��ت دول مجل� ��س التع ��اون‬ ‫الخليج ��ي �إ�ستراتيجياً في تحرير ال�سوق المحلية‪ ،‬والتنويع االقت�صادي‪،‬‬ ‫والتناف�سية العالمية والتكامل الإقليمي‪.‬‬ ‫بعدم ��ا ح�صل ��ت على موافق ��ة دول المجل�س في �أواخر الع ��ام ‪ ،2007‬وكانت‬ ‫متوقع ��ة منذ �أوائ ��ل العام ‪ ،2008‬فال�س�ؤال الذي يطرح نف�سه الآن حول ما‬

‫‪14‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬

‫�إذا كان ��ت دول مجل� ��س التعاون الخليجي �ستم�ضي قدماً في �سوق �إقليمية‬ ‫م�شتركة‪.‬‬ ‫م ��ع تنفيذ الإتح ��اد الجمركي تنفيذاً كام ً‬ ‫ال‪ ،‬ف�إن �سوق� �اً م�شتركة حقيقية‬ ‫م ��ع حري ��ة تنق ��ل كامل ��ة غي ��ر مق ّي ��دة للأ�شخا� ��ص‪ ،‬وخدم ��ات ور�أ�سمال ‪-‬‬ ‫بالإ�ضاف ��ة �إل ��ى االتح ��اد الجمرك ��ي لتحرير حرك ��ة ال�سلع ‪ -‬ه ��ي الآن من‬ ‫المرج ��ح �أن تك ��ون الخطوة التالية في تحقيق تعزيز التكامل الإقت�صادي‬ ‫في منطقة الخليج‪.‬‬ ‫لكن ال�سوق الخليجية الم�شتركة تعني الم�ساواة في الحقوق والم�ستحقات‬ ‫لجميع مواطني دول مجل�س التعاون من حيث التنقل والإقامة والتملك‬ ‫واال�ستثم ��ار والعمل والتعليم وال�صحة والخدمات الإجتماعية والتقرير‪،‬‬ ‫عل ��ى هذا النح ��و‪� ،‬ستكون لها �آثار ف ��ي �سل�سلة من ال�سيا�س ��ات الإقت�صادية‬ ‫الوطنية‪.‬‬ ‫�إن ممار�س ��ات مث ��ل تقييد الملكي ��ة الأجنبية‪ ،‬وتنظيم و�ص ��ول الأجانب �إلى‬ ‫�أ�س ��واق الأ�سه ��م وفر�ض نظام الح�ص� ��ص على م�شارك ��ة الأجانب في القوى‬ ‫العاملة المحلية‪ ،‬في �شكلها الحالي‪ ،‬هي �ضد مبد�أ الم�ساواة في المعاملة‪.‬‬ ‫وق ��د الحظ معلقون �أن التنفيذ الفع ��ال للتدابير الالزمة ل�سوق خليجية‬ ‫م�شترك ��ة كان ��ت ت�سق ��ط دون التوقع ��ات الأولي ��ة‪ .‬ينبغ ��ي الت�أكي ��د �أنه على‬ ‫الرغ ��م م ��ن �أن االندم ��اج الناج ��ح يعتم ��د �إل ��ى حد كبي ��ر على نح ��و �سل�س‬ ‫لإدارات وطني ��ة فاعل ��ة‪ ،‬الت ��ي‪ ،‬بدوره ��ا‪ ،‬تعتم ��د ب�ش ��كل كبير عل ��ى الموارد‬ ‫الب�شري ��ة المدرب ��ة جيدًا مع وج ��ود درجة من اال�ستقاللي ��ة والقدرة على‬ ‫التعاون مع نظيراتها في واليات �أخرى‪.‬‬ ‫م ��ع �إفتقار الأمان ��ة العامة لدول مجل�س التع ��اون الخليجي على ما يبدو‬ ‫�إل ��ى ق ��درات �إدارية قوية‪ ،‬و�إلى قوى وطنية كافية للإنفاذ الالزم لتحقيق‬ ‫المواءم ��ة بي ��ن المعايير التقنية الوطنية و�إج ��راءات االختبار ‪ /‬ال�شهادة‪،‬‬ ‫وتقري ��ب وتن�سي ��ق الت�شريعات التجاري ��ة والمالية وال�صناعي ��ة الم�شتركة‬ ‫الوطني ��ة ذات ال�صل ��ة بال�س ��وق‪ ،‬وم ��ا �إذا كان يمك ��ن التو�ص ��ل �إل ��ى �سيا�س ��ة‬ ‫م�شتركة هو �س�ؤال مفتوح‪.‬‬ ‫من الم�شجع �أنه على الرغم من وجود وجهات نظر مختلفة حول �سل�سلة‬ ‫م ��ن الق�ضاي ��ا غير الإقت�صادية في ما بينهم‪ ،‬ف�إن حكام دول الخليج ال�ست‬ ‫ق ��د نجح ��وا ف ��ي التو�صل �إل ��ى �إتفاق عل ��ى الخط ��وات الأخي ��رة المطلوبة‬ ‫لإنجاز االتحاد الجمركي‪.‬‬ ‫م ��ع �إن�شاء ه ��ذا الإتحاد الجمركي ل ��دول المجل�س حيث �ص ��ارت ال�شركات‬ ‫ق ��ادرة عل ��ى جن ��ي فوائ ��د متعددة‪ ،‬فم ��ن المرج ��ح �أن ق ��ادة الخلي ��ج �سوف‬ ‫ي�شرع ��ون ب�إتخ ��اذ التدابي ��ر الالزمة لخدمة وجهة نظ ��ر جيدة وم�ستقبل‬ ‫م�شترك لدول مجل�س التعاون الخليجي‪.‬‬ ‫�إن تولي ��د الزخ ��م لت�أ�سي� ��س �س ��وق م�شترك ��ة حقيقي ��ة داخ ��ل دول مجل� ��س‬ ‫التع ��اون الخليج ��ي �سوف ت�ضي ��ف العديد من الطرق الت ��ي تعزز التجارة‪،‬‬ ‫ول ��ذا فم ��ن المرج ��ح �أن تح ��دث ف ��ي الم�ستقب ��ل‪ ،‬حت ��ى ل ��و كان بالتحديد‬ ‫عندما ي�صعب التنب�ؤ بها‪.‬‬ ‫الريا�ض ‪� -‬سمير الح�سيني‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫�أبوظبي‪ :‬مزيد من �إرتفاع الثقة بمناخ الأعمال‬ ‫�إرتفع م�ؤ�شر الثقة في مناخ الأعمال في �أبوظبي‬ ‫وفروع ��ه م�سج�ل ً�ا ‪ 62‬نقط ��ة ف ��ي المتو�سط في‬ ‫الع ��ام ‪ ،2014‬على �سل ��م الم�ؤ�ش ��ر البالغ ‪،100‬‬ ‫بزيادة خم� ��س نقاط قيا�س ًا �إل ��ى نحو ‪ 57‬نقطة‬ ‫في العام ‪.2013‬‬ ‫و ُيعزى هذا التطور �إل ��ى "�أداء �إقت�صاد الإمارة‬ ‫الجي ��د" خالل العام الما�ض ��ي‪ ،‬وفق ًا لم�ؤ�شرات‬ ‫�أداء القطاع ��ات االقت�صادي ��ة وتحدي ��د ًا‬ ‫الم�ص ��ارف والعق ��ارات‪ ،‬ف�ض ًال ع ��ن التوقعات‬ ‫ب�إ�ستم ��رار نم ��و �إقت�صادها الع ��ام المقبل‪ ،‬في‬ ‫ظ ��ل توافر فوائ� ��ض مالي ��ة ت�ساهم ف ��ي تحييد‬ ‫انعكا�س ��ات تراج ��ع �أ�سع ��ار النف ��ط عل ��ى بيئ ��ة‬ ‫الأعمال ومناخ اال�ستثمار وفر�ص النمو‪.‬‬ ‫و�أظه ��رت الإتجاهات وف ��ق نتائ ��ج م�ؤ�شر الثقة‬ ‫ف ��ي مناخ الأعم ��ال ال�صادر عن دائ ��رة التنمية‬ ‫االقت�صادي ��ة ف ��ي �أبوظب ��ي‪" ،‬ازدي ��اد م�ست ��وى‬ ‫التف ��ا�ؤل في من�ش� ��آت الأعمال وثقته ��ا في �أداء‬ ‫اقت�صاد �أبوظبي الع ��ام الما�ضي مقارنة بالعام‬

‫ال�ساب ��ق"‪ .‬وتتوافق ه ��ذه النتائج م ��ع تلك التي‬ ‫�سجله ��ا م�ؤ�شر ثقة الم�ستهل ��ك عاك�س ًا "تح�سن ًا‬ ‫ف ��ي م�ستوي ��ات تف ��ا�ؤل الم�ستهلكي ��ن والأفراد‪،‬‬ ‫�إزاء الأو�ض ��اع الحالي ��ة والم�ستقبلي ��ة القت�صاد‬ ‫�أبوظب ��ي‪ ،‬م ��ا ي�ؤك ��د ات�س ��اق نتائ ��ج الم�ؤ�شرات‬ ‫التنموية للإمارة"‪.‬‬ ‫وج ��اء الم�ؤ�شر العام كمح�صل ��ة لتقويم المن�ش�آت‬ ‫"الإيجاب ��ي للأو�ض ��اع االقت�صادي ��ة الحالي ��ة في‬ ‫�أبوظي خالل العام الما�ضي"‪ ،‬م�شير ًا �إلى "تفا�ؤل‬ ‫المن�ش� ��آت بالأو�ضاع االقت�صادي ��ة الم�ستقبلية"‪.‬‬ ‫ويب ��رز ذل ��ك ف ��ي الم�ستوي ��ات الت ��ي �سجلته ��ا‬ ‫الم�ؤ�ش ��رات الفرعي ��ة‪� ،‬إذ "ارتفع ذل ��ك المت�صل‬ ‫بالو�ض ��ع الحالي بنحو �أربع نقاط العام الما�ضي‪،‬‬ ‫مقارن ��ة بـ ‪ 56‬في المتو�س ��ط العام ال�سابق»‪ .‬وزاد‬ ‫م�ؤ�شر الأو�ضاع االقت�صادية الم�ستقبلية في الربع‬ ‫الأخي ��ر من الع ��ام ‪� ،2014‬إلى "�أعل ��ى م�ستوياته‬ ‫خالل ال�سنة بالغ ًا نحو ‪ 66‬نقطة مقارنة بنحو ‪61‬‬ ‫نقطة في الربع المماثل من العام ‪."2013‬‬

‫البحرين‪� :‬إطالق البوابة الإلكترونية‬ ‫�أطلق ��ت م�ؤ�س�س ��ة التموي ��ل‬ ‫والتموي ��ل والم ��وارد الب�شري ��ة‬ ‫الدولي ��ة التابع ��ة لمجموع ��ة‬ ‫والت�سويق وال�ش�ؤون القانونية‪.‬‬ ‫البن ��ك الدول ��ي‪ ،‬بالتع ��اون مع‬ ‫و�أ�ض ��اف‪" :‬تع ��د الم�ؤ�س�س ��ات‬ ‫وزارة ال�صناع ��ة والتج ��ارة‬ ‫ال�صغي ��رة والمتو�سط ��ة عام ًال‬ ‫ً‬ ‫البحريني ��ة‪ ،‬بواب ��ة �أدوات‬ ‫رئي�سي� �ا لتعزي ��ز النم ��و ف ��ي‬ ‫�إلكتروني ��ة على �شبكة الإنترنت‬ ‫االقت�ص ��ادات النا�شئ ��ة‪� ،‬إذ‬ ‫الم�ؤ�س�س ��ات‬ ‫لم�ساع ��دة‬ ‫ت�سه ��م ب�ش ��كل كبي ��ر ف ��ي خلق‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫�ة‬ ‫�‬ ‫ط‬ ‫والمتو�س‬ ‫ال�صغي ��رة‬ ‫فر�ص العمل‪ ،‬وت�سهم بن�سبة ‪30‬‬ ‫وليد بن عبدالرحمن المر�شد‬ ‫البحري ��ن على تعزي ��ز ن�شاطها‬ ‫في المئة ف ��ي الناتج الإجمالي‬ ‫وتح�سين �أدائها‪.‬‬ ‫المحل ��ي ف ��ي بع� ��ض البل ��دان‪.‬‬ ‫وق ��ال رئي� ��س م�ؤ�س�س ��ة التموي ��ل الدولي ��ة ف ��ي وتمثل الم�ؤ�س�سات ال�صغيرة والمتو�سطة حوالى‬ ‫المملك ��ة الم�س� ��ؤول الأول ف ��ي منطق ��ة ال�ش ��رق ‪ 90‬ف ��ي المئة م ��ن القطاع الخا� ��ص في منطقة‬ ‫الأو�سط و�شمال �أفريقي ��ا وليد بن عبدالرحمن ال�ش ��رق الأو�سط و�شم ��ال �أفريقي ��ا وت�ساعد في‬ ‫المر�شد‪� ،‬إن دلي ��ل �أدوات الم�ؤ�س�سات ال�صغيرة توفير ‪ 40‬في المئة من �إجمالي فر�ص العمل في‬ ‫والمتو�سط ��ة ال ��ذي طورت ��ه م�ؤ�س�س ��ة التموي ��ل المنطقة‪ ،‬و�أن الم�ؤ�س�سات ال�صغيرة والمتو�سطة‬ ‫الدولي ��ة بال�شراك ��ة مع �شرك ��ة "‪ ،"IBM‬يقدم تع ��د المحفز الرئي�سي للنمو االقت�صادي في �أي‬ ‫مجموع ��ة م ��ن المعلومات ح ��ول �إن�ش ��اء و�إدارة بلد‪ .‬و�إن توفي ��ر المعلومات الأ�سا�سية لأ�صحاب‬ ‫وتنمي ��ة الم�ؤ�س�س ��ات ال�صغي ��رة والمتو�سط ��ة هذه الم�ؤ�س�سات �سي�ساعد في �إطالق الإمكانات‬ ‫به ��دف م�ساعدة �أ�صح ��اب الم�شاريع في تطوير االقت�صادية للبحرين وم�ساع ��دة ال�شركات في‬ ‫م�شاريعه ��م‪� ،‬إذ تركز على مج ��االت المحا�سبة تح�سين �أدائها وجذب اال�ستثمارات"‪.‬‬

‫�أعلن���ت �شرك���ة "طي���ران الإم���ارات"‪ ،‬ارتفاع‬ ‫�أرباحها ال�سنوية ‪ 40‬ف���ي المئة‪ ،‬لت�صل �إلى ‪1.2‬‬ ‫ملي���ار دوالر‪ ،‬بف�ضل ارتفاع العائ���دات وانخفا�ض‬ ‫�أ�سع���ار المحروق���ات‪ ،‬م�س ّجل ًة �أرباح���ا ً لل�سنة الـ‪27‬‬ ‫على التوالي‪.‬‬ ‫و�أ�ص���درت ال�شرك���ة بيان���ا ً �أ�ش���ارت في���ه‪� ،‬إلى �أن‬ ‫عائداته���ا ارتفع���ت �سبعة ف���ي المئة ف���ي ال�سنة‬ ‫المالي���ة ‪ 2015 - 2014‬المنتهي���ة �آخ���ر �آذار‬ ‫(مار����س)‪ ،‬لت�ص���ل �إل���ى ‪ 24,2‬ملي���ار دوالر‪ ،‬فيما‬ ‫ارتف���ع عدد الركاب الذي���ن نقلتهم ‪ 11‬في المئة‪،‬‬ ‫لي�صل �إلى ‪ 49,3‬مليون‪.‬‬ ‫تبدو حركة ال�سفر الم�ستقبلية "�أكثر �إيجابية"‬ ‫ف���ي منطق���ة ال�ش���رق الأو�س���ط و�شم���ال �أفريقيا‪،‬‬ ‫لتوجه���ات ال�سفر‬ ‫ا�ستن���اداً �إلى الميزان ال���دوري‬ ‫ّ‬ ‫الذي تع ّده �شركة "فيزا" العالمية لتقنيات الدفع‪،‬‬ ‫�إذ "يخط���ط ‪ 81‬ف���ي المئ���ة م���ن الم�شاركين في‬ ‫ا�ستفتاء �أجرت���ه ال�شركة لل�سفر في رحلة ترفيهية‬ ‫العام المقبل"‪.‬‬ ‫وك�ش���ف تقرير "في���زا" عن نوايا ال�سف���ر العالمية‬ ‫للع���ام الحال���ي‪� ،‬أن ال�سي���اح م���ن منطق���ة ال�ش���رق‬ ‫الأو�سط و�شمال �أفريقي���ا "ي�سافرون لفترة �أطول‬ ‫وينفق���ون �أكثر خالل عطلتهم مقارنة ب�آخرين حول‬ ‫العالم"‪.‬‬ ‫و�شم����ل التقري����ر ال����ذي �أطلقت����ه "في����زا" خ��ل�ال‬ ‫ن�شاط����ات "�س����وق ال�سف����ر العرب����ي" ف����ي دب����ي‪،‬‬ ‫‪ 13603‬م�سافري����ن عب����ر ‪ 25‬بل����داً ف����ي العالم‪،‬‬ ‫وج����رى الإ�ستط��ل�اع خالل كان����ون الثان����ي (يناير)‬ ‫و�شباط (فبراير) الما�ضيين‪ .‬و�أفادت نتائجه ب�أن‬ ‫"‪ 95‬ف����ي المئة م����ن الم�شاركين ف����ي اال�ستفتاء‬ ‫في الإم����ارات و‪ 97‬في المئة في المملكة العربية‬ ‫ال�سعودي����ة‪� ،‬سي�سافرون في رحلة ترفيهية العام‬ ‫المقبل"‪.‬‬ ‫دع���ا خب���راء ف���ي �صناع���ة الطي���ران �إل���ى‬ ‫ت�أ�سي����س هيئة طي���ران عربية خليجي���ة على ن�سق‬ ‫"يوروكونت���رول"‪ ،‬به���دف �إدارة الحرك���ة الجوي���ة‬ ‫في �ض���وء التو�س���ع الم�ستم���ر ل�ش���ركات الطيران‬ ‫والمط���ارات ف���ي المنطق���ة‪ .‬ور�أوا �أن الإتهام���ات‬ ‫الموجه���ة �إلى �ش���ركات الطي���ران الخليجية بتلقي‬ ‫م�ساعدات حكومية غير مبررة‪.‬‬ ‫و�أكد الرئي�س التنفيذي ل�شركة "بيانات" لهند�سة‬ ‫المط���ارات وتجهيزاته���ا ج���ورج حنو����ش‪ ،‬عل���ى‬ ‫هام����ش معر�ض المط���ارات الذي ُيعق���د في دبي‪،‬‬ ‫�ض���رورة "وج���ود درج���ة �أف�ضل م���ن التن�سيق بين‬ ‫هيئ���ات الطي���ران المدن���ي والجه���ات التنظيمية‪،‬‬ ‫وت�شكيل هيئ���ة خليجية ت�س���اوي "يوروكونترول"‬ ‫وتن�ضوي فيها جهود �أ�صحاب الم�صلحة والجهات‬ ‫التنظيمية"‪.‬‬

‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪17‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون خليجية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫المفكرة الخليجية‬

‫قفزة لأرباح ال�شركات العقارية ال�سعودية‬ ‫قفزت الأرباح ال�صافية ل�شركات قطاع التطوير‬ ‫العق ��اري المدرج ��ة �أ�سهمها ف ��ي ال�سوق المالية‬ ‫ال�سعودية خالل الرب ��ع الأول من العام الحالي‬ ‫بن�سب ��ة ‪ 52‬ف ��ي المئ ��ة مقارن ��ة بالرب ��ع المماثل‬ ‫م ��ن الع ��ام الما�ضي وبلغ ��ت ‪ 779.4‬ملي ��ون ريال‬ ‫(‪ 207.83‬ماليي ��ن دوالر)‪ ،‬ف ��ي مقاب ��ل ‪513.17‬‬ ‫ملي ��ون ري ��ال‪ ،‬بزيادة قدره ��ا ‪ 266‬ملي ��ون ريال‪،‬‬ ‫غي ��ر �أنها �سجلت تراجع� �اً بن�سبة ‪ 29.6‬في المئة‬ ‫مقارن ��ة بالرب ��ع الراب ��ع م ��ن الع ��ام الما�ض ��ي �إذ‬ ‫كانت بلغت ‪ 1.1‬مليار ريال‪.‬‬ ‫وهبط ��ت مبيع ��ات �ش ��ركات قط ��اع التطوي ��ر‬ ‫العق ��اري في الرب ��ع الأول �إلى ‪ 1.59‬مليار ريال‪،‬‬ ‫في مقاب ��ل ‪ 1.995‬مليار ريال للربع الأخير من‬ ‫‪ 2014‬بتراج ��ع ق ��دره ‪ 406‬ماليين ريال ون�سبته‬ ‫‪ 20.4‬في المئة‪.‬‬ ‫ويبل ��غ ع ��دد ال�ش ��ركات المدرج ��ة �أ�سهمه ��ا ف ��ي‬ ‫ال�س ��وق المالي ��ة من قطاع التطوي ��ر العقاري ‪8‬‬ ‫�شركات م�ساهمة‪� ،‬إرتفعت قيمتها ال�سوقية وفق‬ ‫�أخيراً �إلى ‪ 139‬مليار ريال‪ُ ،‬ت�شكل ‪ 6.5‬في المئة‬ ‫م ��ن ال�س ��وق‪ ،‬فيم ��ا تبل ��غ ر�ؤو� ��س �أم ��وال �شركات‬ ‫التطوي ��ر العق ��اري ‪ 37.7‬ملي ��ار ري ��ال‪ ،‬منه ��ا‬ ‫‪ 10.8‬ملي ��ارات ريال ر�أ�سم ��ال �شركة دار الأركان‪،‬‬ ‫و‪ 9.294‬ملي ��ارات ري ��ال ر�أ�سم ��ال جب ��ل عم ��ر‬ ‫للتطوير‪ ،‬فيما ُتعد ال�شركة العقارية ال�سعودية‬ ‫�أقل ال�شركات بر�أ�سمال قدره ‪ 1.2‬مليار ريال‪.‬‬ ‫وطغ ��ى الإرتف ��اع ف ��ي الأرب ��اح عل ��ى �أداء �شركات‬ ‫التطوي ��ر العقاري خ�ل�ال الربع الأول من العام‬ ‫الحال ��ي‪� ،‬إذ حقق ��ت ‪� 7‬ش ��ركات �أرباح� �اً �صافي ��ة‪،‬‬ ‫بينم ��ا �سجل ��ت مدين ��ة المعرف ��ة االقت�صادي ��ة‬ ‫خ�سارة �صافية بلغت ‪ 4.8‬مليون ريال‪ ،‬في مقابل‬ ‫خ�س ��ارة ‪ 2.487‬مليوني ريال للربع المماثل من‬ ‫الع ��ام الما�ض ��ي بن�سب ��ة زي ��ادة ف ��ي الخ�س ��ارة ‪93‬‬ ‫ف ��ي المئة‪ ،‬وف ��ي مقابل خ�س ��ارة ‪ 58‬مليون ريال‬ ‫للرب ��ع الأخير من الع ��ام الما�ضي بن�سبة تراجع‬ ‫ف ��ي الخ�سارة ‪ 92‬في المئة‪� ،‬أعادتها ال�شركة �إلى‬ ‫�إنخفا� ��ض المبيعات وكلفة المبيعات و�إنخفا�ض‬ ‫الم�صاريف العمومية والإدارية وارتفاع الدخل‬ ‫م ��ن �إي ��رادات ودائع مرابح ��ة �آجل ��ة‪� ،‬إ�ضافة �إلى‬ ‫ت�سوي ��ة تكالي ��ف البني ��ة التحتي ��ة الت ��ي �سجل ��ت‬ ‫ك�أ�ص ��ول تح ��ت التنفي ��ذ خ�ل�ال فت ��رة التطوي ��ر‬

‫‪16‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬

‫خالل الربع ال�سابق‪.‬‬ ‫وج ��اءت �شرك ��ة طيب ��ة القاب�ض ��ة ف ��ي �ص ��دارة‬ ‫ال�شركات الرابحة‪ ،‬بعد تحقيقها �أرباحاً �صافية‬ ‫بلغ ��ت ‪ 202.3‬ملي ��ون ري ��ال‪ ،‬ف ��ي مقاب ��ل ‪59.5‬‬ ‫ملي ��ون ري ��ال للفترة نف�سها من الع ��ام الما�ضي‪،‬‬ ‫بن�سب ��ة زي ��ادة ‪ 60‬ف ��ي المئة‪ ،‬وف ��ي مقابل ‪278.4‬‬ ‫ملي ��ون ري ��ال للربع الراب ��ع من الع ��ام الما�ضي‪،‬‬ ‫بن�سب ��ة تراج ��ع ‪ 27‬ف ��ي المئ ��ة‪ ،‬وع ��زت ال�شرك ��ة‬ ‫�سب ��ب الإنخفا�ض �إلى ت�ضم ��ن الربع الرابع من‬ ‫العام الما�ضي �أرباحاً ر�أ�سمالية تحققت من نزع‬ ‫بع� ��ض العق ��ارات الم�شمول ��ة بتو�سع ��ة الم�سجد‬ ‫النب ��وي ال�شري ��ف والمملوك ��ة ل�شرك ��ة العقي ��ق‬ ‫(�شرك ��ة تابع ��ة)‪ .‬وح ّلت �شركة جب ��ل عمر ثانية‬ ‫ب�أرب ��اح �صافي ��ة ‪ 149.3‬ملي ��ون ريال‪ ،‬ف ��ي مقابل‬ ‫خ�س ��ارة قدره ��ا ‪ 2.5‬مليون ريال للفت ��رة نف�سها‬ ‫م ��ن العام الما�ضي‪ ،‬وفي مقابل ربح ‪ 431‬مليون‬ ‫ريال للربع ال�سابق‪ ،‬بن�سبة تراجع ‪ 65‬في المئة‪،‬‬ ‫�أعادتها ال�شرك ��ة �إلى انخفا�ض المبيعات بن�سبة‬ ‫‪ 63‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن ‪ 654‬ملي ��ون ري ��ال �إل ��ى ‪239‬‬ ‫مليون ريال‪.‬‬ ‫وج ��اءت �شرك ��ة دار الأركان للتطوي ��ر العق ��اري‬ ‫ثالث ��ة ب�أرب ��اح �صافي ��ة قدره ��ا ‪ 147.29‬ملي ��ون‬ ‫ري ��ال‪ ،‬ف ��ي مقاب ��ل ‪ 247.86‬مليون ري ��ال للفترة‬ ‫نف�سه ��ا م ��ن العام الما�ضي‪ ،‬بن�سب ��ة تراجع ‪40.6‬‬ ‫في المئة‪ ،‬ف ��ي مقابل ‪ 115.6‬مليون ريال للربع‬ ‫الراب ��ع‪ ،‬بن�سبة �إرتفاع ‪ 27.4‬ف ��ي المئة‪� ،‬أرجعتها‬ ‫ال�شرك ��ة �إلى �إرتفاع هام�ش الربح الإجمالي من‬ ‫مبيع ��ات العق ��ارات و�إنخفا�ض تكالي ��ف التمويل‬ ‫الت ��ي تقابلها زي ��ادة في الم�صاري ��ف الت�شغيلية‪،‬‬

‫و�إنخفا�ض في الإيرادات الأخرى‪.‬‬ ‫وبلغ ��ت الأرب ��اح ال�صافي ��ة ل�شركة مك ��ة للإن�شاء‬ ‫والتعمي ��ر ‪ 86‬مليون ريال ف ��ي مقابل ‪ 72‬مليون‬ ‫ري ��ال للفت ��رة نف�سه ��ا من الع ��ام ال�ساب ��ق‪ ،‬بن�سبة‬ ‫ارتف ��اع ‪ 19.4‬ف ��ي المئ ��ة‪ ،‬وفي مقاب ��ل ‪ 85‬مليون‬ ‫ري ��ال للربع ال�سابق‪ ،‬بن�سبة زيادة ‪ 1.2‬في المئة‪،‬‬ ‫عزته ��ا ال�شركة �إلى �إرتفاع �إيرادات فندق و�أبراج‬ ‫مك ��ة هيلت ��ون المترتب عل ��ى رد مخ�ص�ص ديون‬ ‫م�شك ��وك في تح�صيله ��ا لإيرادات فن ��دق و�أبراج‬ ‫مكة هيلتون ولإيرادات المحال التجارية‪.‬‬ ‫و�سجل ��ت الأرب ��اح ال�صافي ��ة ل�شرك ��ة الريا� ��ض‬ ‫للتعمي ��ر ع ��ن الرب ��ع الأول ‪ 71.2‬ملي ��ون ري ��ال‪،‬‬ ‫في مقاب ��ل ‪ 51.4‬مليون ريال للفترة نف�سها من‬ ‫الع ��ام الما�ض ��ي‪ ،‬بن�سب ��ة �إرتفاع ‪ 38.5‬ف ��ي المئة‪،‬‬ ‫وف ��ي مقاب ��ل ‪ 53.4‬مليون ري ��ال للرب ��ع ال�سابق‪،‬‬ ‫بن�سب ��ة زي ��ادة ‪ 33.3‬ف ��ي المئة‪ ،‬فيم ��ا بلغت �أرباح‬ ‫ال�شركة العقارية ال�سعودية ‪ 43.11‬مليون ريال‪،‬‬ ‫ف ��ي مقاب ��ل ‪ 37.46‬ملي ��ون ري ��ال للرب ��ع الأول‬ ‫‪ ،2014‬بن�سبة �إرتفاع ‪ 15.1‬في المئة‪ ،‬وفي مقابل‬ ‫‪ 132.2‬ملي ��ون ريال للربع ال�سابق بن�سبة هبوط‬ ‫‪ 67.4‬في المئة‪.‬‬ ‫�أم ��ا �شركة �إعم ��ار المدينة االقت�صادي ��ة‪ ،‬فزادت‬ ‫�أرباحه ��ا خ�ل�ال الرب ��ع الأول �إل ��ى ‪ 85.1‬ملي ��ون‬ ‫ري ��ال‪ ،‬ف ��ي مقاب ��ل ‪ 49.8‬ملي ��ون ري ��ال للفت ��رة‬ ‫نف�سه ��ا م ��ن الع ��ام الما�ض ��ي‪ ،‬بن�سب ��ة ارتف ��اع ‪71‬‬ ‫ف ��ي المئة‪ ،‬وفي مقاب ��ل ‪ 69.1‬مليون ريال للربع‬ ‫ال�ساب ��ق‪ ،‬بن�سب ��ة زيادة ‪ 23.2‬ف ��ي المئة‪� ،‬أرجعتها‬ ‫ال�شرك ��ة �إل ��ى االنخفا� ��ض ف ��ي م�صاري ��ف البيع‬ ‫والت�سويق نتيجة انخفا�ض عدد معار�ض البيع‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫للحد من هجرة ال�شباب‬ ‫�إ�سبانيا‪ :‬النمو لم ِ‬ ‫يكف ّ‬ ‫تتوق ��ع �إ�سباني ��ا الخارجة م ��ن الأزم ��ة‪ ،‬ت�سجيل‬ ‫نم� � ّو اقت�ص ��ادي ه ��ذه ال�سنة‪ ،‬لكن فر� ��ص العمل‬ ‫الم�ستحدثة ال تكفي العمال المهاجرين وال�شباب‬ ‫الذين يهجرونها بحث ًا عن فر�ص �أف�ضل‪ .‬ونتيجة‬ ‫�سجل معدل البطال ��ة‪ ،‬الذي كان‬ ‫هذه الهج ��رة‪ّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫يتراجع عموم ًا في الفت ��رة الأخيرة‪ ،‬ارتفاعا في‬ ‫الربع الأول من ال�سنة‪ ،‬ب�سبب تق ّل�ص اليد العاملة‬ ‫النا�شطة‪ ،‬ا�ستناد ًا �إلى �إح�صاءات ر�سمية‪.‬‬ ‫وكان ��ت �إ�سبانيا ا�ستقطبت خ�ل�ال الطفرة التي‬ ‫�شهدته ��ا بداي ��ة الألفية الثاني ��ة‪ ،‬نحو‪ 3‬ماليين‬ ‫عام ��ل �أجنب ��ي‪ ،‬لك ��ن �أزم ��ة ع ��ام ‪ 2008‬تجبر‬ ‫كث ��ر ًا منهم على العدول ع ��ن قرارهم هذا منذ‬ ‫ثالث �سنوات‪ .‬وغادرها نحو ‪� 304,600‬شخ�ص‬ ‫ع ��ام ‪� 2014‬أت ��وا �إليه ��ا لال�ستقرار فيه ��ا‪ ،‬وفق ًا‬ ‫لأرق ��ام المعهد الوطن ��ي للإح�ص ��اءات‪ .‬وحذا‬ ‫حذوه ��م �أبن ��اء �إ�سباني ��ا‪ ،‬وازداد عدده ��م في‬ ‫الخ ��ارج بن�سبة ‪ 6.1‬في المئة لي�صل �إلى ‪2.18‬‬ ‫ملي ��ون العام الما�ضي‪ .‬وف ��ي ثلثي الحاالت‪ ،‬هم‬ ‫�أ�شخا� ��ص ح�صل ��وا عل ��ى الجن�سي ��ة الإ�سباني ��ة‬ ‫وقرروا العودة �إلى م�سقط ر�أ�سهم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وال ُيع� � ّد م�ستوى الهج ��رة مرتفع ًا ج ��دا مقارنة‬ ‫الم�سجل ف ��ي البرتغال المج ��اورة‪ ،‬التي‬ ‫ب ��ذاك‬ ‫ّ‬ ‫هاج ��ر منه ��ا �أكثر م ��ن خم� ��س �سكانه ��ا‪ ،‬وفق ًا‬ ‫لتقرير ر�سمي �صدر في تموز (يوليو) الما�ضي‪.‬‬ ‫لكن عدد �سكان �إ�سبانيا انخف�ض العام الما�ضي‬ ‫للمرة الثاني ��ة منذ الع ��ام ‪ .1998‬وباتت هجرة‬ ‫ال�شب ��اب ب�سب ��ب الأزم ��ة االقت�صادي ��ة‪ ،‬محور ًا‬

‫رئي�سي� � ًا ف ��ي الحم�ل�ات االنتخابية م ��ع اقتراب‬ ‫موع ��د االنتخابات الإقليمية في ‪ 24‬الجاري‪ ،‬ثم‬ ‫الت�شريعية المق ّررة نهاية ال�سنة‪.‬‬ ‫و�أف ��اد مر�صد ال�شب ��اب "�إنخوف ��ي"‪ ،‬وهو هيئة‬ ‫حكومية‪ ،‬ب� ��أن "‪� 218‬ألف �إ�سباني دون الثالثين‬ ‫هاج ��روا بي ��ن عام ��ي ‪ 2007‬و‪� ،2013‬أي ‪ 9‬ف ��ي‬ ‫المئة من اليد العاملة النا�شطة في هذه ال�سن"‪.‬‬ ‫و�أكدت وزيرة العمل الإ�سبانية فاتيما بانييز‪� ،‬أن‬ ‫التدابير التي اتخذتها الحكومة المحافظة التي‬ ‫تتول ��ى الحكم منذ ع ��ام ‪" ،2011‬عادت بالنفع‬ ‫عل ��ى ‪� 390‬ألف �ش ��اب دون الثالثين"‪ .‬لكن هذه‬ ‫الأرقام غير كافية في ر�أي المعار�ضة‪� .‬إذ ت�ستثمر‬ ‫ال�سلطات في التعليم لتخ�سر ا�ستثماراتها‪ ،‬وفق ًا‬ ‫لزعي ��م ح ��زب "�سيودادانو�س" �ألب ��رت ريفيرا‬ ‫الذي ي ��زداد �شعبية ف ��ي اال�ستطالعات‪ .‬و�أ�شار‬ ‫�إل ��ى �أن �إ�سباني ��ا تخ� � ّرج "عم ��ا ًال ي�ساهمون في‬ ‫زيادة الناتج المحلي في �ألمانيا‪ ،‬وتلبية حاجات‬ ‫ال�شركات الفرن�سية والبريطانية"‪.‬‬

‫وزيرة العمل الإ�سبانية فاتيما بانييز‬

‫توقعات بنمو قطاع ال�سياحة في العالم‬ ‫قال المجل�س العالمي لل�سف ��ر وال�سياحة "دبليو‬ ‫تي تي �س ��ي" �أنه يتوقع �أن ي�شهد قطاع ال�سياحة‬ ‫نم ��و ًا �أ�سرع من نمو االقت�صاد العالمي في العام‬ ‫الحال ��ي‪ ،‬ليحق ��ق زيادة بن�سب ��ة ‪ 3.7‬في المئة‪،‬‬ ‫على رغم اال�ضطرابات التي ت�ؤثر في القطاع‪.‬‬ ‫و�أكد رئي�س‪" ‬دبليو تي تي �سي" ديفيد �سكو�سيل‬ ‫�أنه "حتى نهاي ��ة ‪ 2015‬ينتظر �أن ي�ساهم قطاع‬ ‫ال�سف ��ر وال�سياحة بنح ��و ‪ 7800‬مليار دوالر‪� ،‬أي‬ ‫‪ 10‬ف ��ي المئة م ��ن النات ��ج الإجمال ��ي العالمي‪،‬‬ ‫و�سيمث ��ل ‪ 284‬مليون فر�صة عم ��ل‪� ،‬أي ‪ 9.5‬في‬ ‫المئة من �إجمالي فر�ص العمل"‪.‬‬

‫وعق ��د المجل� ��س ال ��ذي يمث ��ل مئة �شرك ��ة‪ ،‬من‬ ‫�ضمنه ��ا �أب ��رز �ش ��ركات ال�سف ��ر وال�سياح ��ة في‬ ‫العالم‪ ،‬م�ؤتمره ال�سنوي �أخير ًا في مدريد والذي‬ ‫�إ�ستمر ع�شرة �أيام‪.‬‬ ‫وف ��ي �آخ ��ر تقري ��ر ل ��ه ل�شه ��ر �آذار (مار� ��س)‬ ‫الما�ضي‪ ،‬توقع المجل� ��س �أن يحقق القطاع نمو ًا‬ ‫بن�سب ��ة ‪ 3.7‬في المئة ف ��ي ‪ ،2015‬بعد ‪ 3.5‬في‬ ‫المئة العام الما�ضي‪.‬‬ ‫ووفق �آخر تقديرات "�صن ��دوق النقد الدولي"‪،‬‬ ‫يتوق ��ع �أن ي�شهد االقت�ص ��اد العالمي نمو ًا بن�سبة‬ ‫‪ 3.5‬في المئة العام الحالي‪.‬‬

‫الموجز الدولي‬ ‫�إنتع�ش���ت منطقة اليورو مطل���ع العام الحالي‪،‬‬ ‫بف�ض���ل دع���م االقت�ص���اد الفرن�س���ي ال���ذي حقق‬ ‫في �ش���كل ا�ستثنائ���ي �أداء �أف�ضل م���ن االقت�صاد‬ ‫الألمان���ي‪ ،‬الذي �سج���ل تباط�ؤاً في النم���و‪ .‬و�إرتفع‬ ‫النات���ج الداخل���ي للدول الـ‪ 19‬ف���ي منطقة اليورو‬ ‫بن�سب���ة ‪ 0.4‬ف���ي الرب���ع الأول م���ن ال�سن���ة‪ ،‬وفقا ً‬ ‫للمكت���ب الأوروبي للإح�صاءات (يورو�ستات)‪ ،‬بعد‬ ‫ارتف���اع ن�سبته ‪ 0.3‬في المئة في الربع الأخير من‬ ‫العام ‪.2014‬‬ ‫و�إعتبر ماركو فالي من م�صرف "يونيكريديت"‪� ،‬أن‬ ‫وتيرة هذا النمو هي "الأعلى التي �سجلتها منطقة‬ ‫اليورو منذ مطلع العام ‪ ،2011‬مع تح�سن عام في‬ ‫االقت�صادات الكبرى في المنطقة با�ستثناء �ألمانيا‬ ‫التي تباط�أ نموها بن�سبة ‪ 0.3‬في المئة بعد ن�سبة‬ ‫‪ 0.7‬في المئة"‪.‬‬ ‫نف���ى الرئي����س الرو�س���ي فالديمي���ر بوتي���ن‬ ‫معان���اة ب�ل�اده �أي �أزمة اقت�صادية‪ ،‬قائ�ل� ًا �إن هناك‬ ‫"م�صاع���ب اقت�صادية"‪� ،‬إال �أن���ه ال ي�ستطيع و�صف‬ ‫هذه الم�صاعب ب�أنها �أزمة‪.‬‬ ‫ونقلت عن���ه وكال���ة "�سبوتنيك" الرو�سي���ة لالنباء‬ ‫في م�ؤتم���ر �صحافي عقده في مدين���ة بطر�سبيرغ‬ ‫�أن "االقت�ص���اد الرو�س���ي ينعم باال�ستق���رار بعدما‬ ‫تم توطيد �أ�سا�ساته"‪ ،‬م�شيراً �إلى �أن تقوي�ض هذا‬ ‫"اال�ستقرار" يعد �أمراً غير ممكن‪.‬‬ ‫�أعل���ن وزي���ر الم���ال القبر�ص���ي هاري����س‬ ‫يوريادي����س �أن جمهورية قبر����ص تتوقّ ع الح�صول‬ ‫قريب���ا ً‪ ،‬عل���ى مزيد من الأم���وال المق���ررة في �إطار‬ ‫خط���ة الإنقاذ الأوروبية‪ ،‬بع���د �أن �أقرت �سل�سلة من‬ ‫الإ�صالحات �أبرزها حول م�صادرة الأمالك‪.‬‬ ‫وق���ال ف���ي ت�صريح �صحاف���ي‪� ،‬إن���ه واثق م���ن �أن‬ ‫الدائني���ن �سيعط���ون تقويما ً �إيجابي���ا ً للإ�صالحات‬ ‫الت���ي �أق���رت‪ ،‬و�سيوافق���ون عل���ى دف���ع م�ساعدة‬ ‫�أوروبي���ة جديدة للم���رة الأولى منذ خم�س���ة �أ�شهر‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف‪" :‬نحن في موقع يتيح لنا القول �إن تقدما ً‬ ‫كبي���راً قد تحقق‪ ،‬ونحن على و�ش���ك �إنهاء التقويم‬ ‫الذي �سيتيح لقبر�ص تلقّي �أموال ا�ضافية"‪.‬‬ ‫�أظهر م�س���ح �أن �أ�سعار الم�ساكن في بريطانيا‬ ‫�إرتفع���ت ال�شهر الما�ض���ي ب�أ�سرع وتي���رة منذ �آب‬ ‫(�أغ�سط����س) بعدما �أنهت الأ�سع���ار في لندن فترة‬ ‫م���ن الرك���ود‪ .‬و�أعلن المعه���د الملك���ي للم�ساحين‬ ‫القانونيين �أن م�ؤ�ش���ره ال�شهري لأ�سعار الم�ساكن‬ ‫قف���ز �إل���ى ‪ 33+‬ف���ي ني�س���ان (�أبري���ل) متج���اوزاً‬ ‫توقعات جميع الخبراء االقت�صاديين في �إ�ستطالع‬ ‫لوكال���ة "رويت���رز" و�إرتفاع���ا ً م���ن ‪ 22+‬ف���ي �آذار‬ ‫(مار�س)‪.‬‬ ‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪19‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون دولية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫المفكرة الدولية‬

‫تعزيز الأمن الغذائي في �شرق المتو�سط وغربه‬ ‫ُيع� � ّد تعزي ��ز التج ��ارة والإنت ��اج الزراع ��ي الم�ستدام‪� ،‬إح ��دى الأولوي ��ات الرئي�سية‬ ‫للبل ��دان المط ّل ��ة على جن ��وب البحر المتو�س ��ط و�شرقه‪ ،‬حيث ينت ��ج معظم هذه‬ ‫البلدان كميات غير كافية من المواد الغذائية الأ�سا�سية‪ .‬ولهذا ال�سبب‪� ،‬شاركت‬ ‫منظم ��ة الأم ��م المتح ��دة للأغذي ��ة والزراع ��ة (ف ��او)‪ ،‬والبن ��ك الأوروب ��ي لإعادة‬ ‫الإعم ��ار والتنمي ��ة‪ ،‬واالتح ��اد من �أج ��ل المتو�سط‪ ،‬ف ��ي تنظيم "منت ��دى القطاع‬ ‫الخا� ��ص ح ��ول الأم ��ن الغذائي ف ��ي منطقة جن ��وب البح ��ر المتو�س ��ط و�شرقه"​‪،‬‬ ‫ال ��ذي ا�ستم� � ّر ليومين‪ ،‬به ��دف تعميق العالقات بين القطاعي ��ن العام والخا�ص‪،‬‬ ‫ب ��دءاً بالمزارعي ��ن وجمعياته ��م وحت ��ى م�شاري ��ع الأعم ��ال التجاري ��ة الزراعي ��ة‬ ‫ال�صغيرة والمتو�سطة والكبيرة‪ ،‬وتطوير المبادرات الرامية �إلى زيادة اال�ستثمار‬ ‫في النظم الزراعية والغذائية‪.‬‬ ‫افتت ��ح المنت ��دى الأمي ��ن الع ��ام ل ��وزارة الزراع ��ة والأغذي ��ة والبيئة ف ��ي �إ�سبانيا‪،‬‬ ‫كارلو� ��س كابانا� ��س غودين ��و‪ ،‬بح�ض ��ور �سيا�سيي ��ن مميزي ��ن‪ ،‬وم�ؤ�س�س ��ات مالي ��ة‬ ‫وممثلي ��ن م ��ن القط ��اع الخا� ��ص ومراك ��ز بح ��وث وم�ؤ�س�س ��ات �أكاديمي ��ة‪ .‬وناق�ش‬ ‫المنت ��دى �سب ��ل التع ��اون بي ��ن القطاعي ��ن العام والخا� ��ص لدعم الأم ��ن الغذائي‬ ‫ف ��ي المنطق ��ة‪ ،‬من خالل تمتين اال�ستثمار الخا� ��ص الم�ستدام في منطقة ت ّت�سم‬ ‫بالنم ��و ال�سكان ��ي‪ ،‬ووجود قي ��ود على الم ��وارد الطبيعية‪ ،‬وعجز هيكل ��ي في �إنتاج‬ ‫المواد الغذائية الأ�سا�سية‪.‬‬ ‫ت�ست ��ورد دول منطق ��ة جن ��وب البح ��ر المتو�س ��ط و�شرق ��ه‪ ،‬ن�ص ��ف محا�صيله ��ا‬ ‫الأ�سا�سي ��ة‪ .‬فق ��د �إرتفع ��ت واردات المنتج ��ات الزراعي ��ة والغذائي ��ة �إل ��ى المنطقة‬ ‫لت�ص ��ل �إل ��ى ‪ 69‬مليار دوالر‪� ،‬أو ‪ 63‬في المئة بين عامي ‪ 2002‬و‪ .2013‬وفي الوقت‬ ‫ذات ��ه‪� ،‬إرتفعت ال�ص ��ادرات بمقدار خم�سة �أ�ضعاف منذ الع ��ام ‪ ،2000‬لت�صل �إلى ‪31‬‬ ‫ملي ��ار دوالر‪ ،‬منه ��ا الزي ��ادات الكبيرة في �شحن ��ات الفواكه والخ�ض ��ار �إلى �أ�سواق‬ ‫ال�شرق الأو�سط و�شمال �أفريقيا‪.‬‬ ‫ع ��ام ‪ ،2013‬ا�ست ��وردت المنطق ��ة ‪ 29‬مليون طن من القمح‪ .‬فه ��ي تعتمد في �شكل‬ ‫متزاي ��د‪ ،‬عل ��ى ال ��واردات من الم ��واد الغذائي ��ة الأ�سا�سي ��ة‪ ،‬مثل الحب ��وب وال�سكر‬ ‫والزي ��وت النباتي ��ة‪ ،‬علماً �أن نقل الحبوب م ��ن الميناء �إلى الطاحون قد يك ّلف ما‬ ‫ي�صل �إلى �أربع مرات �أكثر من المعيار العالمي‪ ،‬ب�سبب بطء تواتر دوران ال�سفن‪،‬‬ ‫وتكاليف التخزين‪ ،‬وفقدان كميات كبيرة من المنتج‪.‬‬ ‫ويع ��ود هذا الإرتفاع ف ��ي الطلب �أ�سا�ساً‪� ،‬إلى النمو ال�سكاني ال�سريع في المنطقة‬ ‫ذات الم ��وارد الطبيعي ��ة المحدودة ّ‬ ‫واله�شة‪ ،‬ال �سيما م ��ن حيث الأرا�ضي والمياه‪،‬‬ ‫و�ش ��دة الت�أث ��ر بتغي ��ر المن ��اخ‪ .‬كم ��ا تعان ��ي المنطق ��ة م ��ن �ضع ��ف اال�ستثم ��ار ف ��ي‬ ‫الزراعة‪ ،‬وعدم كفاية م�شاركة القطاع الخا�ص‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وتن ��اول الم�شارك ��ون �سبل مواجهة تلك التحدي ��ات‪ ،‬خ�صو�صا كيفي ��ة زيادة �إنتاج‬ ‫الفواك ��ه والخ�ضار للت�صدير‪ ،‬وزيادة تنويع موردي اال�ستيراد و�أ�سواق الت�صدير‪،‬‬ ‫وتعزي ��ز �سيا�س ��ات الم�شتري ��ات و�إ�ستكماله ��ا بو�ض ��ع �سيا�س ��ات جي ��دة الت�صمي ��م‬ ‫لالحتي ��اط الإ�ستراتيج ��ي‪ ،‬وتح�سي ��ن هيكل ��ة �سال�س ��ل القيم ��ة الغذائي ��ة‪ ،‬وزيادة‬ ‫اال�ستثمار في البحوث والتطوير‪ ،‬وتقلي�ص تكلفة اال�ستيراد‪ .‬كما ي�ؤدي التكامل‬ ‫الإقليمي في الأ�سواق الزراعية الأكثر قوة‪� ،‬إلى م�ساعدة البلدان في التك ّيف مع‬ ‫�صدمات العر�ض‪ ،‬ويخ ّفف من التغيرات في �أ�سعار المواد الغذائية‪.‬‬ ‫‪ ‬وق ��ال نائ ��ب رئي� ��س البنك الأوروب ��ي لإعادة الإعم ��ار والتنمية‪ ،‬فيلي ��ب لوويرو‪:‬‬ ‫"�أ�صب ��ح الأم ��ن الغذائ ��ي ف ��ي ال�سن ��وات الأخي ��رة‪ ،‬م ��ن �أولوي ��ات البن ��ك‪ .‬فقطاع‬ ‫الأعم ��ال التجارية الزراعية �صناع ��ة ديناميكية وتناف�سية و�شاملة‪ ،‬ويمكن له �أن‬

‫‪18‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬

‫ي�صب ��ح‪ ،‬بم�شارك ��ة القط ��اع الخا�ص‪ ،‬قوة فاعل ��ة لتعزيز الأم ��ن الغذائي‪ .‬ويهدف‬ ‫البنك‪ ،‬في ال�سنوات الثالث المقبلة‪� ،‬إلى �إ�ستثمار �أكثر من ‪ 300‬مليون يورو في‬ ‫الأعمال التجارية الزراعية في المنطقة (‪ ،)...‬لت�شجيع دور القطاع الخا�ص في‬ ‫تعزيز الأمن الغذائي"‪.‬‬ ‫يمك ��ن للبلدان المعنية‪ ،‬التحوّل من نموذج ال�سعي الى تلبية حاجاتها الغذائية‪،‬‬ ‫�إل ��ى نموذج االعتماد عل ��ى الذات في المجال الزراعي‪ ،‬ا�ستناداً �إلى اال�ستفادة من‬ ‫المزاي ��ا الن�سبية لديها‪ .‬وبموج ��ب هذا النموذج‪ ،‬يتم ا�ستخدام عائدات الت�صدير‬ ‫الناتج ��ة من المنتجات الغذائية المنا�سبة للمنطقة‪ ،‬ل�شراء الواردات من ال�سلع‬ ‫الغذائية غير المنا�سب �إنتاجها محلياً‪.‬‬ ‫وعل ��ى رغ ��م ما هو معروف عن منطقة المتو�سط بكونها قلب الأرا�ضي الزراعية‬ ‫القديم ��ة‪� ،‬إال �أنه ��ا تواجه تحديات متزايدة في الموارد الطبيعية‪ .‬فمن المتوقع‬ ‫نم ��و ع ��دد �سكانها في �شكل كبي ��ر‪ ،‬لي�صل �إلى ‪ 360‬مليوناً ع ��ام ‪ .2030‬وفي الوقت‬ ‫ذات ��ه‪ ،‬ت�شي ��ر توقع ��ات تغ ّير المن ��اخ �إلى انخفا� ��ض م�ستويات هط ��ول الأمطار في‬ ‫المنطقة​​بن�سبة تتراوح بين ‪ 10‬و‪ 40‬في المئة بحلول العام ‪.2050‬‬ ‫وق ��ال المدير العام الم�ساع ��د لمنظمة الأغذية والزراعة للتع ��اون الفني‪ ،‬لوران‬ ‫توما� ��س‪" :‬ك ��ي نحقق �أعلى م�ستوى م ��ن الفاعلية‪ ،‬يجب �أن تحق ��ق اال�ستثمارات‬ ‫ف ��ي القط ��اع الزراع ��ي اال�ستف ��ادة المثلى م ��ن الم ��وارد الطبيعي ��ة ال�شحيحة في‬ ‫المنطق ��ة‪ .‬فعلى �سبيل المثال‪ ،‬يجب ا�ستخدام كل قطرة من الماء بحذر �شديد‪،‬‬ ‫وتوليد �أعلى قيمة ممكنة"‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف‪" :‬ت�ضطل ��ع "ف ��او" بدور ن�ش ��ط في تقدي ��م الم�شورة الفني ��ة وال�سيا�سية‬ ‫للبلدان الأع�ضاء التي تواجه ندرة في المياه‪ ،‬ك�أولوية عامة للمنطقة"‪.‬‬ ‫ويُتوق ��ع �أن يُظه ��ر تحلي ��ل "فاو" المقبل‪� ،‬أن القيود على الموارد الطبيعية تدعم‬ ‫المي ��زة الن�سبي ��ة للمنطقة في زراع ��ة المحا�صيل العالية القيم ��ة‪ ،‬مثل الزيتون‬ ‫والفواك ��ه والخ�ض ��ار‪ .‬كم ��ا ي�ساع ��د ارتف ��اع م�ستويات ت�صدي ��ر المنتج ��ات‪ ،‬والتي‬ ‫ّ‬ ‫الت�ضخم المحتمل لأ�سعار‬ ‫تتمت ��ع فيها المنطقة بميزة ن�سبية‪ ،‬ف ��ي تخفيف �آثار‬ ‫المواد الغذائية عالمياً‪ ،‬مثل الزيادات التي ه ّزت الكثير من المناطق عام ‪.2008‬‬ ‫وعل ��ى رغ ��م �أن الزراع ��ة ف ��ي المنطق ��ة ذات طابع دينام ��ي متزاي ��د‪� ،‬إال �أنها ت ّت�سم‬ ‫�أي�ض� �اً ب�ض ّمه ��ا عدداً كبيراً من �صغ ��ار المالك والم�شاريع الريفي ��ة ال�صغيرة‪ ،‬ما‬ ‫ي�شكل تحدياً خا�صاً ل�صناع ال�سيا�سات‪.‬‬ ‫ور�أى الأمي ��ن الع ��ام لالتح ��اد م ��ن �أج ��ل المتو�س ��ط‪ ،‬فت ��ح اهلل �سيجلما�س ��ي‪�" ،‬أن‬ ‫ملحة في المنطق ��ة‪ .‬وننظر �إلى الزراعة عل ��ى �أنها جزء‬ ‫عمال ��ة ال�شب ��اب م�س�أل ��ة ّ‬ ‫م ��ن الحل"‪ .‬و�أ�ضاف‪" :‬يجب �إدخ ��ال المنتجين والم�شاريع ال�صغيرة على النحو‬ ‫المالئم في ال�سال�سل الغذائية الزراعية"‪.‬‬ ‫تو�ض ��ح التجرب ��ة �أن النم ��و االقت�صادي الزراع ��ي هو الأكثر فاعلي ��ة عندما يكون‬ ‫�شام ً‬ ‫ال‪ ،‬بما يتيح ل�صغار المالك الو�صول �إلى االئتمان وفر�ص ال�سوق‪.‬‬ ‫وبح ��ث الم�شارك ��ون ال ��دور ال ��ذي يمك ��ن �أن تلعب ��ه التعاوني ��ات ف ��ي م�شتري ��ات‬ ‫المدخ�ل�ات الرئي�سي ��ة‪ ،‬واتفق ��وا على �أن م ��ن الممكن �أن يجل ��ب القطاع الخا�ص‬ ‫المحلي مجموعة من الحلول المبتكرة لمعادلة الأمن الغذائي في المنطقة‪.‬‬ ‫وللم�ساع ��دة ف ��ي تحقي ��ق ذل ��ك‪� ،‬أك ��دت "فاو" والبن ��ك الأوروب ��ي لإع ��ادة الإعمار‬ ‫والتنمي ��ة واالتح ��اد م ��ن �أج ��ل المتو�س ��ط‪ ،‬ا�ستعداده ��ا لإي�ص ��ال �أ�ص ��وات القطاع‬ ‫الخا� ��ص وجمعي ��ات المزارعي ��ن ال ��ى المحاف ��ل ال�سيا�سي ��ة عل ��ى الم�ستويي ��ن‬ ‫الإقليمي والوطني‪.‬‬


‫�إدل ��ب تخطيط ًا �إ�ستراتيجي ًا �أكب ��ر بكثير مما كان‬ ‫وا�ضح� � ًا من قبل‪ .‬الواق ��ع �إن نجاحات المتم ِّردين‬ ‫الأخي ��رة في �إدلب كانت نتيجة �إ�ستراتيجية كبرى‬ ‫على مدى ثماني ��ة �أ�شهر لل�سيطرة على المحافظة‬ ‫ب�أكمله ��ا‪ ،‬وتحويلها �إلى المج ��ال الأ�سا�سي لنطاق‬ ‫�سيطرة المعار�ضة‪.‬‬ ‫الهج ��وم عل ��ى مدينة �إدل ��ب‪ ،‬على �سبي ��ل المثال‪،‬‬ ‫�أُطل ��ق ف ��ي ‪� 24‬آذار (مار�س) – لكن ��ه في الواقع‬ ‫تم التخطي ��ط له منذ �شت ��اء ‪ ،2014‬وكان في حد‬ ‫ذات ��ه مرتبط� � ًا �إرتباط ًا وثيق� � ًا بالهج ��وم الناجح‬ ‫والمخط ��ط له من ��ذ فترة طويل ��ة ال ��ذي �أدى �إلى‬ ‫الإ�ستيالء على مع�سكري وادي ال�ضيف والحامدية‬ ‫خ ��ارج مدينة مع� � ّرة النعمان ف ��ي منت�صف كانون‬ ‫االول (دي�سمب ��ر) ‪ .2014‬وفي �أعق ��اب الإ�ستيالء‬ ‫على مدين ��ة �إدلب‪� ،‬شنّ المتمردون هجوم ًا �سريع ًا‬ ‫على بل ��دة ج�سر ال�شغور‪ ،‬قادته ف ��ي المقام الأول‬ ‫قوى المعار�ضة من محافظة الالذقية المجاورة‪،‬‬ ‫ف ��ي حين �أن قوات ًا من عملية مدينة �إدلب �إنت�شرت‬ ‫�إلى الخ ��ارج حيث �سيطرت عل ��ى مواقع ع�سكرية‬ ‫�أ�سا�سي ��ة للنظ ��ام ف ��ي الم�سطوم ��ا‪ ،‬والقرمي ��د‪،‬‬ ‫و�أريحا‪.‬‬ ‫بالنظ ��ر �إل ��ى التعقي ��دات والإختالف ��ات الهائل ��ة‬ ‫لف�صائ ��ل التمرد في �شم ��ال �سوريا‪ ،‬ف� ��إن تحقيق‬ ‫المعار�ض ��ة مكا�سب في �إدلب بالتالي ُيم ِّثل �إنجاز ًا‬ ‫رائع ًا‪ .‬لكن التخطيط وحده لم ي�ضمن الإنت�صارات‪:‬‬ ‫لق ��د �أظهرت العملي ��ات م�ستوى �أف�ض ��ل كثير ًا في‬

‫دور ثان ��وي في التق ��دم �إلى �إدل ��ب نف�سها‪ ،‬ولكنها‬ ‫لعب ��ت دور ًا حا�سم ًا في من ��ع تعزيزات النظام من‬ ‫الذه ��اب للدفاع عن المدين ��ة‪ .‬وعالوة على ذلك‪،‬‬ ‫كان دورها ف ��ي الإ�ستيالء على ج�سر ال�شغور �أكثر‬ ‫�أهمية‪ ،‬وهي تن�ش ��ط بالمثل في �أمكنة �أخرى حتى‬ ‫يومنا هذا‪.‬‬ ‫�إن �إ�شت ��راك �ألوي ��ة "الجي�ش ال�س ��وري الحر"‪ ،‬في‬ ‫الواقع‪ ،‬يك�شف كيف تغ ّير ر�أي داعمي وم�ؤيدي هذا‬ ‫الجي�ش في م ��ا يتعلق بالتن�سيق م ��ع الإ�سالميين‪.‬‬ ‫لق ��د �أك ��د ع ��دد م ��ن قادت ��ه المعنيين ف ��ي قيادة‬ ‫عمليات �إدل ��ب الأخيرة ل"�أ�سواق العرب" على �أن‬ ‫غرفة العمليات التي تقودها الواليات المتحدة في‬ ‫تن�سق تقديم دع ��م الأ�سلحة‬ ‫جن ��وب تركيا‪ ،‬الت ��ي ّ‬ ‫الفتّاك ��ة وغي ��ر الفتّاك ��ة لجماع ��ات المعار�ض ��ة‬ ‫المتحالفة م ��ع وا�شنطن التي "تم فح�صها"‪ ،‬كان‬ ‫لها دور �أ�سا�سي في ت�سهيل م�شاركتهم في العملية‬ ‫م ��ن �أوائ ��ل ني�س ��ان (�إبري ��ل) ف�صاع ��د ًا‪ .‬وغرفة‬ ‫العملي ��ات تل ��ك‪ -‬جنب� � ًا �إل ��ى جنب م ��ع �أخرى في‬ ‫مجال التن�سيق بي ��ن الف�صائل المتناحرة‪ ،‬والذي الأردن‪ ،‬والت ��ي تغطي جن ��وب �سوريا – يبدو �أي�ض ًا‬ ‫�إمت ّد من �ألوية "الجي�ش ال�سوري الحر" المدعومة �أنه ��ا زادت ب�شكل كبير م�ستوى الم�ساعدة وتقديم‬ ‫من الواليات المتحدة‪ ،‬الى الإ�سالميين ال�سوريين المعلوم ��ات الإ�ستخباراتي ��ة للجماع ��ات التي "تم‬ ‫المعتدلي ��ن والمحافظين‪� ،‬إلى جبه ��ة "الن�صرة" فح�صها" في الأ�سابيع الأخيرة‪.‬‬ ‫المرتبطة بتنظيم "القاعدة" وعدد من الف�صائل ف ��ي حي ��ن �أن ه ��ذه الغ ��رف للعملي ��ات المتع ��ددة‬ ‫الجهادية الم�ستقلة‪ .‬على الرغم من �أن هذا الأمر الجن�سي ��ات طالبت �سابق ًا ب�أن عل ��ى الم�ستفيدين‬ ‫ل ��م تعترف ب ��ه المجموع ��ات المتو ّرط ��ة – بينما من الم�ساعدات الع�سكرية التوقف وعدم التن�سيق‬ ‫�ص ّورت غالبية التغطي ��ة الإعالمية الهجمات على المبا�شر مع جماعات مثل "جبهة الن�صرة"‪ ،‬ف�إن‬ ‫�إدل ��ب ب�أنها "جهادي ��ة" �أو قاده ��ا تنظيم "جبهة الدينامي ��ات الأخيرة في �إدلب يبدو �أنها قد �أثبتت‬ ‫الن�ص ��رة" – كان الواقع على الأر�ض ب�أن الهجوم �شيئ� � ًا مختلف� � ًا‪ .‬لي�س فق ��ط �أن �شحن ��ات الأ�سلحة‬ ‫الأخي ��ر �ض ��م ّالعديد م ��ن الجماعات الت ��ي لديها ق ��د زاد �إل ��ى م ��ا ي�سم ��ى ب "الجماع ��ات التي ّتم‬ ‫�إيديولوجيات مختلفة جد ًا‪.‬‬ ‫�شجعت على وجه‬ ‫فح�صه ��ا"‪ ،‬لكن غرفة العمليات ّ‬ ‫ل ��م تلع ��ب �ألوي ��ة "الجي� ��ش ال�سوري الح ��ر" �سوى التحدي ��د توثي ��ق التع ��اون مع الإ�سالميي ��ن الذين‬ ‫يقودون العمليات في الخطوط الأمامية‪.‬‬ ‫�إن التف�سي ��ر الأكث ��ر ترجيح� � ًا له ��ذا التح� � ّرك هو‬ ‫ال�ضغ ��ط م ��ن التحال ��ف الإقليمي الحدي ��ث الذي‬ ‫مع �إتفاق �ضمني مع المملكة العربية ي�ض ��م​​تركيا والمملك ��ة العربي ��ة ال�سعودية وقطر؛‬ ‫ال�سعودية وقيادتها الجديدة‪ ،‬ف�إن اليد فيم ��ا تبحث الواليات المتح ��دة �أي�ض ًا بدورها عن‬ ‫ط ��رق لإثب ��ات �إ�ستم ��رار �إنحيازها �إل ��ى حلفائها‬ ‫القوية لتركيا في ت�شجيع وحدة‬ ‫"الإ�سالميين" في �شمال �سوريا‪ ،‬لم تعنِ التقليديين ف ��ي الخليج ال�سني‪ ،‬و�سط �سياق �أو�سع‬ ‫من التقارب مع �إيران‪.‬‬ ‫فقط �إنتاج جبهة �أكثر فعالية �ضد‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫كم ��ا تع� �زّز التن�سي ��ق ال ُمكت�ش ��ف حديث� �ا بي ��ن‬ ‫نظام الأ�سد‪ ،‬ولكن �أي�ض ًا جمع قاعدة‬ ‫المتم ّردي ��ن ب�إعتم ��اد الحمل ��ة عل ��ى ق ��ادة �إدلب‪.‬‬ ‫�أحمد العل ��وان‪ ،‬يو�سف قطب‪ ،‬وح�سام �أبو بكر هم‬ ‫�إ�سالمية �سورية معتدلة وا�سعة‬ ‫قادة المتمردين المحليين الذين لعبوا دورا بارز ًا‬ ‫ف ��ي الإ�ستيالء على مدين ��ة �إدلب‪ .‬وفي الوقت‬ ‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪21‬‬


‫الجي�ش ال�سوري‪ :‬فقد الكثير من قدرته‬

‫الم�شرق العربي‬ ‫سوريا‬

‫دفة المعايير ال�سيكولوجية‬ ‫تميل �إلى �صالح المعار�ضة مرة �أخرى‬

‫لماذا يخسر األسد؟‬ ‫يحقق المتمرّدون ال�س��وريون مكا�سب كبيرة‪ ،‬فيما القوى الأجنبية‬ ‫تزي��د من ت�أييدها ودعمها له��م وتعمل مع المقاتلين الإ�س�لاميين‪.‬‬ ‫لك��ن‪ ،‬مع ذل��ك‪ ،‬ال يبدو �أن النظام على و�ش��ك ال�س��قوط من دون‬ ‫قتال‪.‬‬ ‫دم�شق ‪ -‬محمد الحلبي‬ ‫بع ��د م ��ا يق ��رب م ��ن العامي ��ن عل ��ى‬ ‫�إتخاذه ��م موقف� � ًا دفاعي� � ًا‪ ،‬ب ��د�أ‬ ‫المتم� � ِّردون ف ��ي �سوري ��ا �إح ��راز تق ��دم كبي ��ر في‬ ‫�شم ��ال البالد‪ .‬في غ�ضون �ست ��ة �أ�سابيع‪� ،‬سيطرت‬ ‫تحالفات منه ��م على مدينة �إدلب‪ ،‬وفازت ب�سل�سلة‬ ‫م ��ن الإنت�ص ��ارات الإ�ستراتيجي ��ة الرئي�سي ��ة ف ��ي‬ ‫�أماكن �أخرى م ��ن المحافظة‪ .‬وف ��ي مواجهة هذه‬ ‫المعار�ض ��ة "المنتع�ش ��ة" يب ��دو الجي� ��ش ال�سوري‬ ‫والميلي�شي ��ات الداعمة له في �أ�ضعف م�ستوى لهما‬ ‫منذ �أوائل العام ‪.2013‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك‪ ،‬ف ��ي حي ��ن �أن الكثي ��ر م ��ن التعليق ��ات‬ ‫الالحقة �أ�شار �إل ��ى �أن هذا التح ّول الع�سكري على‬ ‫الأر� ��ض يعل ��ن عن بداي ��ة النهاية لنظ ��ام الرئي�س‬ ‫ب�ش ��ار الأ�سد‪ ،‬ف�إننا نعتقد ب� ��أن الأمر ما زال بعيد ًا‬ ‫جد ًا من ذلك‪ .‬في الواقع‪ ،‬كان رد فعل النظام على‬ ‫الخ�سائر الهائلة في ال�شمال بالقيام وتنفيذ مئات‬ ‫المتفجرة‪،‬‬ ‫الغارات الجوية‪ ،‬والق�ص ��ف بالبراميل‬ ‫ّ‬ ‫وهجم ��ات الكلور في ريف �إدلب وحماة وحلب‪ ،‬كما‬ ‫�أطلق هجم ��ات برية في �شرق دم�شق‪ ،‬وفي مناطق‬ ‫من حم�ص‪ ،‬وفي الجبال المحيطة بالزبداني قرب‬ ‫الحدود اللبناني ��ة‪ .‬وفي الوقت عينه‪ ،‬يبدو الآن �أن‬ ‫هجوم� � ًا م�شترك ًا كبير ًا للنظ ��ام و"حزب اهلل" في‬ ‫جبال القلمون بات و�شيك ًا �أي�ض ًا‪.‬‬ ‫ما الذي يحدث الآن في �سوريا؟‬

‫‪20‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬

‫�أمال ��ت الأحداث الأخي ��رة بو�ضوح د ّف ��ة المعايير‬ ‫ال�سيكولوجية م ��رة �أخرى �إلى �صال ��ح المعار�ضة‪:‬‬ ‫لق ��د و�ضع ��ت الخ�سائ ��ر ف ��ي �إدل ��ب والمحافظ ��ة‬ ‫الجنوبي ��ة درعا �ضغوط ًا كبيرة عل ��ى الأ�سد‪ ،‬الذي‬ ‫�أ�صبح يعاني من نق�ص �شديد في القوات الع�سكرية‬ ‫العاملة ال ��ذي يبدو �أكثر و�ضوح ًا يوم ًا بعد يوم‪� .‬إن‬ ‫الإحباط وال�سخط وحتى ح ��االت الإحتجاج �آخذة‬ ‫في الإرتفاع في جميع �أنحاء المناطق التي يقطنها‬ ‫�أ�شد المتح ّم�سين الداعمي ��ن للأ�سد على ال�ساحل‬ ‫ال�س ��وري – بع�ضه ��ا الآن يواجه هجوم� � ًا مبا�شر ًا‪.‬‬ ‫ويتم ��دد "ح ��زب اهلل" رقيق� � ًا‪ ،‬وحت ��ى الق ��وات‬ ‫االيراني ��ة ب ��د�أت تن�سح ��ب �إلى المناط ��ق ال�سورية‬ ‫التي تعتبرها الأكثر �أهمية لبقاء النظام‪.‬‬

‫يبدو النظام �أي�ض ًا �أ�ضعف‬ ‫ديبلوما�سي ًا‪ ،‬حيث �أن رو�سيا لم تعد‬ ‫مت�ش ِّبثة ببقائه في المدى الطويل‪،‬‬ ‫و�صارت الآن �أكثر �إنفتاح ًا على فكرة‬ ‫�إدارة التغيير والإنتقال التي من �ش�أنها‬ ‫�ضمان �أف�ضل الفر�ص للإ�ستقرار‬ ‫في مرحلة ما بعد �سقوط النظام‬

‫الواق ��ع �أن نظ ��ام الأ�س ��د لم يع ��د ع�سكري� � ًا قادر ًا‬ ‫على �ش ��ن عمليات ناجح ��ة نهائية خ ��ارج �أرا�ضيه‬ ‫الأكث ��ر �أهمي ��ة بالن�سب ��ة �إليه‪ ،‬في حي ��ن �أن قدرته‬ ‫عل ��ى الدفاع �ض ��د هج ��وم ُم َن ّ�سق م ��ن المعار�ضة‬ ‫تب ��دو الآن �أمر ًا م�شكوك ًا فيه ف ��ي �أح�سن الأحوال‪.‬‬ ‫ويبدو النظام �أي�ض� � ًا �أ�ضعف ديبلوما�سي ًا‪ ،‬حيث �أن‬ ‫رو�سي ��ا لم تعد مت�شبث ��ة ببقائه في المدى الطويل‪،‬‬ ‫و�صارت الآن �أكثر �إنفتاح ًا على فكرة �إدارة التغيير‬ ‫والإنتقال الت ��ي من �ش�أنها �ضم ��ان �أف�ضل الفر�ص‬ ‫للإ�ستقرار في مرحلة ما بعد �سقوط النظام‪ .‬وفي‬ ‫الوقت عينه‪� ،‬إن تقارب �إيران الوا�ضح مع الواليات‬ ‫المتحدة وم�شاركتها المتو ّقعة في محادثات جنيف‬ ‫بدعوة من مبعوث الأمم المتحدة الخا�ص �ستيفان‬ ‫دي مي�ست ��ورا ق ��د فت ��ح الب ��اب‪ ،‬على �أق ��ل تقدير‪،‬‬ ‫لمناق�شات التو�صل �إلى حل تفاو�ضي في �سوريا‪.‬‬ ‫وم ��ع ذل ��ك‪ ،‬ف� ��إن الديبلوما�سية وحده ��ا من غير‬ ‫المرجح �أن تو ّفر م�س ��ار ًا للخروج من ال�صراع في‬ ‫بالد ال�شام‪ .‬حتى مع وجود �إجتماعات ومحادثات‬ ‫دولية وا�سعة النطاق خلف الأبواب المغلقة لإطالق‬ ‫مبادرة ديبلوما�سية كبرى جديدة للحل في �سوريا‪،‬‬ ‫ف�س ��وف يكون ال�ضغط الع�سك ��ري داخل البالد في‬ ‫نهاي ��ة المطاف هو الذي �سيحدّد ما �إذا كانت مثل‬ ‫هذه المبادرة لديها �أي فر�صة للنجاح‪.‬‬

‫�إ�ستراتيجية كبرى‬ ‫لقد ك�شف ��ت �إنت�ص ��ارات المعار�ض ��ة الأخيرة في‬


‫"جبهة الن�صرة"‪ :‬خطر يهدد �إنت�صارات المعار�ضة‬

‫�أعلنت عن عدم �صحة هذه التقارير‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫من �أن �إندماج "جي�ش الإ�سالم" و"�أحرار ال�شام"‬ ‫ما زال يب ��دو بعيد المنال‪ ،‬ف� ��إن قواتهما مجتمعة‬ ‫تمث ��ل ‪ 40,000‬عل ��ى االقل م ��ن المقاتلي ��ن – مع‬ ‫بع�ض التقديرات الأخيرة التي توحي ب�أن قواتهما‬ ‫يمكن �أن ت�صل �إلى ‪.70،000‬‬

‫العقبات المتوقعة‬ ‫كم ��ا تبدو الأم ��ور اليوم‪ ،‬ف� ��إن تنام ��ي الدعم من‬ ‫الوالي ��ات المتح ��دة وال�سعودي ��ة �إل ��ى ف�صائ ��ل‬ ‫"الجي� ��ش ال�س ��وري الح ��ر" المعتدل ��ة وم�ساعدة‬ ‫مكملين �أحدهما‬ ‫تركيا وقطر للإ�سالميين يبدوان ِّ‬ ‫للآخ ��ر‪ ،‬بد ًال من القيام به ف ��ي �شكل تناف�سي كما‬ ‫كان الحال ف ��ي الما�ضي‪ .‬ومع ذل ��ك‪ ،‬ف�إن العديد‬ ‫م ��ن العقب ��ات ق ��د تعتر� ��ض ه ��ذه الإ�ستراتيجي ��ة‬ ‫عل ��ى الطري ��ق – لي� ��س �أقله ��ا ت�صرف ��ات "جبهة‬ ‫الن�ص ��رة"‪ ،‬التي �أثبت ��ت حت ��ى الآن موهبة مثيرة‬ ‫لمعالجة دينامية المعار�ضة ال�سورية ل�صالحها‪.‬‬

‫م ��ن ناحي ��ة �أخ ��رى‪ ،‬يه� � ّدد تنظي ��م "الدول ��ة‬ ‫الإ�سالمي ��ة" �أي�ض� � ًا ب�إف�ش ��ال �سل�سل ��ة نجاح ��ات‬ ‫المعار�ض ��ة الت ��ي تحقق ��ت ف ��ي الآون ��ة الأخي ��رة‪.‬‬ ‫من ��ذ �أواخ ��ر ‪� ،2014‬إ�ستطاع التنظي ��م الجهادي‬ ‫المتطرف الت�سلل بهدوء �إلى مناطق جديدة و�ضم‬ ‫حلف ��اء محليي ��ن لتو�سي ��ع �إنت�شاره تدريج� � ًا‪ .‬حتى‬ ‫الآن‪ ،‬ف�إن هذه الإ�ستراتيجي ��ة – التي �إ�ستخدمها‬ ‫�إلى �أعل ��ى درجة وت�أثير بعد و�صوله الى �سوريا في‬ ‫�أوائ ��ل الع ��ام ‪ – 2013‬قد �أدت �إل ��ى �إندالع �أعمال‬ ‫قتال في منا�سبات متعددة في جميع �أنحاء البالد‪،‬‬ ‫من درع ��ا والقنيطرة في الجن ��وب‪� ،‬إلى العا�صمة‬ ‫دم�ش ��ق‪ ،‬و ريف حماه الغربي‪ .‬مث ��ل هذه ال�سيا�سة‬ ‫التو�سعي ��ة ته ��دد بخطر �إع ��ادة فت ��ح الإنق�سامات‬ ‫الإيديولوجي ��ة داخ ��ل المعار�ض ��ة ال�سورية الأو�سع‬ ‫التي جرى تنحيتها وتجاوزها في الوقت الحالي‪.‬‬ ‫�إن الدينامي ��ات الجدي ��دة في �سوري ��ا تم ّثل لحظة‬ ‫حرجة بالن�سبة �إلى المجتم ��ع الدولي‪� .‬إن ال�شعور‬ ‫بالوحدة ال ُم َ‬ ‫كت�شف حديث ًا بين المتمردين هو تطور‬

‫�إيجابي في الكفاح �ضد النظام – ولكن في غياب‬ ‫�أي بديل �أف�ضل من التعاون مع تنظيم "القاعدة"‪،‬‬ ‫ف� ��إن ذل ��ك �سي�س ّه ��ل تف� � ّوق التنظي ��م الجه ��ادي‬ ‫المتط ��رف وتو�سيع نف ��وذه‪� .‬إذا �أراد الغرب �إيجاد‬ ‫حل �أف�ض ��ل‪ ،‬يجب عليه تو�سي ��ع وتكثيف م�شاركته‬ ‫مع الجماعات المتمردة في �سوريا وتو�سيع تقديم‬ ‫م�ساعدته ب�شكل �أكبر لمجموع ��ات �أو�سع مقبولة‪.‬‬ ‫وينبغي �أي�ض ًا �أن يبذل كل الجهود الالزمة ل�ضمان‬ ‫�أن الأرا�ضي المح� � َّررة حديث ًا في �سوريا ال�شمالية‬ ‫�ست�ستفيد من �إقامة وت�أ�سي�س حكم تمثيلي ومدني‪.‬‬ ‫�إن من ��ع �إ�ستخدام النظام للقوة الجوية الع�شوائية‬ ‫�أمر بالغ الأهمية في هذا ال�صدد‪.‬‬ ‫نظ ��ر ًا �إل ��ى الحج ��م الهائ ��ل لتعقي ��دات الحراك‬ ‫ال�س ��وري‪ ،‬ف� ��إن التعامل معه على نح ��و فعال لي�س‬ ‫�سه�ل� ًا وال يخلو م ��ن المخاط ��ر‪ .‬ومع ذل ��ك‪ ،‬ف�إن‬ ‫التعام ��ل مع ��ه ب�ش ��كل ِّ‬ ‫متقطع و�إح ��دى يديك وراء‬ ‫ظهرك ه ��و و�سيلة �أكي ��دة لإعطاء فر� ��ص لعد ّوك‬ ‫لكي ينمو ب�شكل �أكبر و�أكثر خطورة‬ ‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪23‬‬


‫الم�شرق العربي ¶ �سوريا‬ ‫عين ��ه‪ ،‬كان القائ ��د الرئي�س ��ي ف ��ي ج�س ��ر ال�شغور‬ ‫�أي ��اد ال�ش ّعار – وهو قائد كتائ ��ب "�أحرار ال�شام"‬ ‫ال ��ذي يتمت ��ع ب�إحت ��رام كبي ��ر داخ ��ل المعار�ض ��ة‬ ‫ككل‪ .‬وينح ��در ال�ش ّع ��ار م ��ن ج�سر ال�شغ ��ور‪ ،‬لكنه‬ ‫ت ��رك �سوري ��ا م ��ع والدي ��ه قب ��ل ‪ 37‬عام� � ًا خ�ل�ال‬ ‫بدايات الإنتفا�ضة الت ��ي قادتها جماعة "الإخوان‬ ‫الم�سلمي ��ن" في �سوري ��ا‪ .‬على الرغم م ��ن مكانته‬ ‫ب�إعتباره مقات ًال مخ�ضرم ًا �أفغاني ًا و�أحد الأع�ضاء‬ ‫الم�ؤ�س�سي ��ن لكتائب "�أحرار ال�ش ��ام"‪ ،‬ف�إن عودته‬ ‫�إل ��ى م�سق ��ط ر�أ�سه للم ��رة الأولى من ��ذ رحيله قد‬ ‫�إحتفلت بها مختلف �أطياف المعار�ضة‪.‬‬ ‫وق ��د �أثبتت الإرتباطات المحلية ب�أنها عامل موحد‬ ‫ق ِّيم في �سوريا حتى الآن – وخ�صو�ص ًا في الأماكن‬ ‫التي تكون فيها الهوية المناطقية قوية‪ ،‬مثل حم�ص‬ ‫و�إدل ��ب وحل ��ب‪ .‬عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أن العديد من‬ ‫الق ��ادة البارزين في عمليات �إدل ��ب الأخيرة كانوا‬ ‫من الإ�سالميين بطريقة �أو ب�أخرى‪ ،‬فجذورهم في‬ ‫ت�شجع المناف�سات‬ ‫مجتمع المحافظة يبدو �أنها لم ّ‬ ‫والإختالفات الإيديولوجية التي ظهرت في �أماكن‬ ‫�أخ ��رى من الب�ل�اد‪ .‬ومع عدم �إغف ��ال الإختالفات‬ ‫الحقيقي ��ة الموجودة‪ ،‬مث ًال‪ ،‬بين "جبهة الن�صرة"‬ ‫والفرق ��ة ‪ 13‬التابع ��ة ل"الجي�ش ال�س ��وري الحر"‪،‬‬ ‫ف�إن حقيق ��ة �أنها ل ��م ت�ؤثر �سلبي ًا عل ��ى التقدم في‬ ‫الأرا�ض ��ي الت ��ي كان ي�سيط ��ر عليه ��ا النظ ��ام هي‬ ‫�إ�ش ��ارة �إل ��ى �أن الإرتباطات المحلي ��ة كانت عام ًال‬ ‫موحد ًا قوي ًا‪.‬‬ ‫ّ‬

‫ن�ضج المعار�ضة الع�سكري‬ ‫يب ��دو �أن الخالف ��ات الدولي ��ة والإيديولوجي ��ة قد‬ ‫ُن ِّحي ��ت جانب ًا‪ ،‬عل ��ى الأقل م�ؤقت� � ًا‪ ،‬ل�صالح �ضمان‬ ‫نج ��اح المعار�ضة ال�سورية في �ساحة المعركة على‬ ‫نح ��و �أف�ض ��ل‪ .‬وعالوة عل ��ى ذلك‪ ،‬ك�ش ��ف الهجوم‬ ‫الأخي ��ر م�ست ��وى م ��ن الن�ض ��ج الع�سك ��ري ن ��ادر ًا‬ ‫م ��ا �أظهرت ��ه المعار�ض ��ة‪ .‬وحقيقة �أن ه ��ذا الأمر‬ ‫�أنت ��ج ه ��ذه النتائ ��ج الإيجابي ��ة وه ّز ثق ��ة النظام‬ ‫ب�ش ��كل وا�ضح ف�إن ��ه كان م�صدر ًا كبي ��ر ًا لرفع ثقة‬ ‫المعار�ضة بنف�سها‪.‬‬ ‫ولكن هل يمكن هذا �أن ي�ستمر؟‬ ‫تح�سن التعاون في ميدان المعركة‪،‬‬ ‫على الرغم من ّ‬ ‫ّ‬ ‫ف� ��إن ال�سوريي ��ن م ��ا زال ��وا ي�شك ��ون ب�ش ��كل عميق‬ ‫ب�أه ��داف "جبه ��ة الن�ص ��رة" في �سوري ��ا‪ ،‬كما �أن‬ ‫الف�صائل الت ��ي تدعمها الواليات المتحدة ال تزال‬ ‫ت�ش ��ارك بحذر م ��ع الإ�سالميي ��ن‪ .‬بطبيعة الحال‪،‬‬ ‫�إن الخط ��اب العام لي�س دائم ًا م�ؤ�ش ��ر ًا دقيق ًا �إلى‬

‫‪22‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬

‫الرئي�س ب�شار الأ�سد‪ :‬لن يتنازل من دون قتال‬

‫و�ضعت الخ�سائر في �إدلب‬ ‫والمحافظة الجنوبية درعا �ضغوط ًا‬ ‫كبيرة على الأ�سد‪ ،‬الذي �أ�صبح يعاني‬ ‫من نق�ص �شديد في القوات الع�سكرية‬ ‫العاملة الذي يبدو �أكثر و�ضوح ًا‬ ‫يوم ًا بعد يوم‬ ‫"الجي�ش ال�سوري الحر"‪ :‬بد�أ ي�ستعيد دوره‬

‫العم ��ل في �ساحة المعركة‪ :‬في جنوب �سوريا‪ ،‬على‬ ‫�سبي ��ل المث ��ال‪� ،‬إن الف�صائل الت ��ي تع ّهدت بالن�أي‬ ‫بنف�سها عن المتطرفين مثل "جبهة الن�صرة" في‬ ‫منت�صف ني�سان (�إبريل) �شوهدت بعد �أيام الحقة‬ ‫تتعاون مع المجموعة المتطرفة في درعا‪.‬‬ ‫وحد جميع الأطراف‬ ‫الواقع �أن �أحد العوامل الذي َّ‬ ‫حت ��ى الآن كان الت�صميم والعزم على �إقامة حكم‬ ‫مدن ��ي ف ّع ��ال وم�ستدام ف ��ي الأرا�ض ��ي المح َّررة‪.‬‬ ‫مع ذل ��ك‪� ،‬إن ق�صف النظام الكثي ��ف والع�شوائي‬ ‫و�إ�ستخدام ��ه الم ��واد الكيميائي ��ة ف ��ي هجم ��ات‬ ‫متعددة قد جع ��ل تحقيق هذا اله ��دف م�ستحي ًال‬ ‫تقريب� � ًا‪� .‬إذا ظل ��ت ديناميكي ��ة القم ��ع الوح�ش ��ي‬ ‫عل ��ى وتيرتها ف�إن الآث ��ار المتوقع ��ة الوحيدة هي‬ ‫�أن المتطرفي ��ن �سوف ي�ستغلون الف ��راغ‪ .‬وبعبارة‬ ‫�أخ ��رى‪� ،‬إن تنظيم "القاع ��دة" �سيفوز من طريق‬ ‫"جبهة الن�صرة"‪.‬‬ ‫وله ��ذا ال�سبب تحدي ��د ًا �س ّهل ��ت تركيا علن� � ًا​​جمع‬ ‫�إثنتي ��ن مع� � ًا م ��ن �أكب ��ر الجماعات المتم ��ردة في‬

‫�سوريا‪ ،‬كتائب "�أحرار ال�شام" و"جي�ش الإ�سالم"‪.‬‬ ‫م ��ع �إتفاق �ضمني م ��ع المملكة العربي ��ة ال�سعودية‬ ‫وقيادته ��ا الجدي ��دة‪ ،‬ف� ��إن اليد القوي ��ة لتركيا في‬ ‫ت�شجي ��ع وح ��دة "الإ�سالميين" في �شم ��ال �سوريا‪،‬‬ ‫تعن فق ��ط �إنتاج جبهة �أكث ��ر فعالية �ضد نظام‬ ‫لم ِ‬ ‫ً‬ ‫الأ�س ��د‪ ،‬ولكن �أي�ضا جمع قاع ��دة �إ�سالمية �سورية‬ ‫وا�سع ��ة لتحقي ��ق الت ��وازن �ض ��د �إ�ستم ��رار �صعود‬ ‫تنظي ��م "القاعدة" المتمث ��ل ب"جبهة الن�صرة"‪.‬‬ ‫وه ��ذا بالتالي �سيو ّفر حاجز ًا حتى �أكثر �صالبة في‬ ‫الدفاع �ضد تنظيم "الدول ��ة الإ�سالمية"‪� ،‬إذا نفذ‬ ‫تهديده وعاد يوم ًا �إلى �شمال غرب �سوريا‪.‬‬ ‫�إن�ض ّم ��ت �إل ��ى ٍّ‬ ‫كل من "�أح ��رار ال�ش ��ام" و"جي�ش‬ ‫الإ�س�ل�ام" ف�صائ ��ل متم� � ّردة �أخ ��رى �إ�ضافية في‬ ‫الأ�سابي ��ع الأخي ��رة‪ ،‬غالبيته ��ا وح ��دات �إ�سالمية‬ ‫غير محافظة كثير ًا‪ .‬وفي الآونة الأخيرة‪� ،‬إنت�شرت‬ ‫�شائع ��ات ب� ��أن "فيلق ال�شام" التاب ��ع لنهج جماعة‬ ‫"الإخ ��وان الم�سلمي ��ن" �سوف يندم ��ج قريب ًا مع‬ ‫"�أح ��رار ال�ش ��ام"‪ ،‬لكن قيادة "فيل ��ق ال�شام" قد‬


‫لندن ‪ -‬مي�شال مظلوم‬ ‫ف ��ي �أواخ ��ر �آذار (مار� ��س) الفائ ��ت‪،‬‬ ‫�شنّ تحال ��ف من ال ��دول العربية ذات‬ ‫الغالبية ال�سنية‪ ،‬غالبيتها من دول الخليج العربية‬ ‫وقا َدت ��ه المملكة العربية ال�سعودي ��ة‪ ،‬غارات جوية‬ ‫عل ��ى اليمن توا�صلت على م ��دى الأ�سابيع الفائتة‪.‬‬ ‫�إ�ستهدفت هذه الغ ��ارات الحوثيين‪ ،‬الذين ينتمون‬ ‫�إلى المذه ��ب اليزيدي ال�شيع ��ي وتدعمهم �إيران‪،‬‬ ‫و�شركاءهم ال�س ّن ��ة‪ ،‬الذين ي�شملون معظم القوات‬ ‫الع�سكرية الموالي ��ة للرئي�س ال�سابق علي عبد اهلل‬ ‫�صال ��ح‪ .‬وما جعل ه ��ذه الغارات مثي ��رة للإهتمام‬ ‫بوج ��ه خا� ��ص ه ��و م ��ا كان مطلوب� � ًا وينق�صه ��ا‪:‬‬ ‫طائ ��رات �أميركية‪ .‬عل ��ى الرغم م ��ن �أن الواليات‬ ‫المتح ��دة قدّمت معلومات �إ�ستخبارية وغيرها من‬ ‫�أ�شكال الدعم‪ ،‬ف� ��إن تحالف ًا من الدول العربية هو‬ ‫المو�سعة �ضد الحوثيين‬ ‫الذي �ش ��نّ الحملة الجوية ّ‬ ‫وحلفائهم‪.‬‬ ‫هناك ثالثة �أ�شياء تجع ��ل هذا الحدث مهم‪� .‬أو ًال‪،‬‬ ‫�إنه ّ‬ ‫يدل على �إ�ستراتيجية �إقليمية جديدة للواليات‬ ‫المتحدة قيد التنفي ��ذ‪� .‬إن وا�شنطن تتحرك بعيداً‬ ‫من الإ�ستراتيجي ��ة التي �إتبعتها من ��ذ �أوائل العقد‬ ‫الفائ ��ت ‪ -‬كونه ��ا الق ��وة الع�سكري ��ة الرئي�سية في‬

‫ال�صراع ��ات الإقليمية ‪ -‬وح ّول ��ت العبء الأ�سا�سي‬ ‫للقت ��ال �إلى الق ��وى الإقليمية في حي ��ن �أنها لعبت‬ ‫دور ًا ثانوي� � ًا‪ .‬ثاني ًا‪ ،‬بعد �سنوات م ��ن �شراء �أ�سلحة‬ ‫متط� � ّورة �أثب ��ت ال�سعوديون ودول مجل� ��س التعاون‬ ‫ل ��دول الخلي ��ج �أنه ��م ق ��ادرون عل ��ى تنفي ��ذ حملة‬ ‫ع�سكري ��ة متط� � ّورة �إل ��ى ح ��د م ��ا‪ ،‬عل ��ى الأقل في‬ ‫اليمن‪ .‬وقد ب ��د�أت الحملة من خالل قمع و�إ�سكات‬ ‫دفاع ��ات العدو الجوية ‪ -‬غن ��م الحوثيون �صواريخ‬ ‫�أر�ض‪-‬ج ��و م ��ن الجي� ��ش اليمن ��ي ‪ -‬و�إنتقل ��ت �إلى‬ ‫مهاجم ��ة �أنظمة القيادة وال�سيطرة لدى الحوثيين‬ ‫وحلفائهم‪ .‬هذا يعني �أنه على الرغم من �أن القوى‬ ‫الإقليمية لفت ��رة طويلة كانت �سعيدة بتحويل عبء‬

‫بعد �سنوات من �شراء �أ�سلحة‬ ‫متط ّورة �أثبت ال�سعوديون ودول مجل�س‬ ‫التعاون لدول الخليج �أنهم قادرون على‬ ‫تنفيذ حملة ع�سكرية متط ّورة‬ ‫�إلى حد ما‪ ،‬على الأقل في اليمن‬

‫القتال �إل ��ى الوالي ��ات المتحدة‪ ،‬فهي ق ��ادرة الآن‬ ‫على تحمل الأعب ��اء اذا رف�ضت الواليات المتحدة‬ ‫الم�شاركة والإنخراط‪.‬‬ ‫الأه ��م من ذلك ه ��و �أن الهجمات عل ��ى الحوثيين‬ ‫ت�س ّل ��ط ال�ضوء على الو�ضع المتنامي في المنطقة‪:‬‬ ‫الح ��رب بين ال�سنة وال�شيعة‪ .‬ف ��ي العراق و�سوريا‪،‬‬ ‫تدور ح ��رب وا�سعة النطاق‪ .‬هن ��اك معركة ت�ستعر‬ ‫في الأنبار وجوارها مع تنظيم "الدولة الإ�سالمية"‬ ‫ال�سن ��ي وحلفائ ��ه من جه ��ة‪ ،‬وتركيب ��ة مع ّقدة من‬ ‫الجي� ��ش العراق ��ي ال ��ذي يهيم ��ن علي ��ه ال�شيع ��ة‪،‬‬ ‫والميلي�شيات ال�شيعية‪ ،‬والجماعات القبلية العربية‬ ‫ال�سنية‪ ،‬والقوات الكردية ال�سنية من جهة �أخرى‪.‬‬ ‫ف ��ي �سوري ��ا‪ ،‬ت ��دور المعركة بي ��ن نظ ��ام الرئي�س‬ ‫ب�ش ��ار الأ�سد "العلماني"‪ -‬وم ��ع ذلك ي�سيطر عليه‬ ‫العلوي ��ون ‪ -‬وجماع ��ات �سنية متطرف ��ة ومعتدلة‪.‬‬ ‫وقد وقف بع� ��ض ال�سنة وال ��دروز والم�سيحيين مع‬ ‫النظ ��ام‪ .‬من ناحي ��ة �أخرى لي�س م ��ن المعقول �أن‬ ‫ن�شي ��ر �إلى المعار�ضة ال�سورية ك�إئتالف لأن هناك‬ ‫ع ��داء داخلي ًا كبي ��ر ًا بي ��ن مك ّوناتها‪ .‬ف ��ي الواقع‪،‬‬ ‫هن ��اك توتر لي�س فقط بي ��ن ال�شيعة وال�سنة‪ ،‬ولكن‬ ‫�أي�ض� � ًا داخ ��ل الجماع ��ات ال�شيعي ��ة وال�سنية‪ .‬وفي‬ ‫اليم ��ن‪ ،‬تح ّول ال�صراع عل ��ى ال�سلطة المحلية بين‬ ‫الف�صائل المتحاربة وتط ّور الى �صراع طائفي‬ ‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪25‬‬


‫العالم العربي‬ ‫موضوع الغالف‬

‫"عا�صفة الحزم" �أعلنت عن و�ضع جديد في المنطقة‬

‫ميزان القوى في الشرق األوسط‬ ‫يبلغ مرحلة النضج‬ ‫ريح تفا�ؤلية تهب حالي ًا على دول الخليج التي زارها فرن�سوا هوالند �أخير ًا ودعا باراك �أوباما زعماءها‬ ‫�إلى قمة في "كامب دايفيد‪ ،‬حيث لم يعد ي�ؤثر فيها �إحتمال تو�صل المفاو�ضات في المو�ضوع النووي‬ ‫الإيراني بعد ب�ضعة �أ�سابيع الى تحقيق تقارب تاريخي بين عدوها الفار�سي والواليات المتحدة‪ .‬ومن‬ ‫الكوي��ت الى الريا�ض ثمة �شعور ل��دى �شعوب هذه الدول وزعاماتها ب�أنه بعد �سنوات من العجز حان‬ ‫وقت اليقظة العربية‪ ،‬وانه بات يتعيّن عليهم مع بدء هذه المرحلة الجديدة �أن ي�ضطلعوا بدور �أ�سا�سي‪.‬‬ ‫ويمكن القول ان التدخل في اليمن هو من الم�ؤ�شرات لهذه اليقظة وكذلك التعاون في �سوريا‪.‬‬ ‫الواقع �أنه مع قرار المملكة العربية ال�سعودية �إطالق "عا�صفة الحزم" مع عدد من الدول العربية ال�سنية‬ ‫ف��ي اليمن‪ ،‬ف�إن و�ضع ًا جديد ًا ن�ش�أ يفيد ب�أن ميزان ًا للقوى جديد ًا في ال�شرق الأو�سط بد�أ ين�ضج‪ ،‬الأمر‬ ‫الذي يعيد ح�سابات كثيرة في المنطقة‪.‬‬

‫‪24‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬


‫الملك �سلمان بن عبد العزيز‪:‬‬ ‫"عا�صفة الحزم" �أن�ضجت توازن القوى‬

‫تحال ��ف ت�ستخ ��دم الق ��وة الجوي ��ة لدع ��م القوات‬ ‫المحلي ��ة عل ��ى الأر�ض‪ .‬وم ��ا لم يكن هن ��اك غزو‬ ‫�أر�ضي كام ��ل لليمن‪ ،‬ف� ��إن ال�سعوديي ��ن يكونوا قد‬ ‫تبع ��وا الإ�ستراتيجية الأميركية ف ��ي العقد الفائت‬ ‫على نطاق �أ�صغر‪.‬‬

‫موقف الواليات المتحدة‬ ‫�أن يفعل ��وا �شيئ ًا‪ .‬وبالنظر �إلى ما يحدث على طول‬ ‫الح ��دود ال�شمالية ل�شب ��ه الجزي ��رة العربية‪ ،‬ف�إن‬ ‫على ال�سعوديين �أن يتح�سبوا �إلى �إمكانية �أن ي�ؤدي‬ ‫�إنت�ص ��ار الحوثيي ��ن �إلى �إقامة دول ��ة يهيمن عليها‬ ‫ال�شيعة موالية لإيران �إل ��ى جنوبها كذلك‪ .‬و�سوف‬ ‫يواج ��ه ال�سعوديون ودول الخليج �إمكانية تطويقهم‬ ‫بطوق �شيعي �أو �إيران ��ي‪ .‬وهما لي�سا ال�شيء نف�سه‪،‬‬ ‫لكنهم ��ا مرتبط ��ان بط ��رق مع ّق ��دة‪ .‬وال ��ذي يعمل‬ ‫ل�صال ��ح ال�سعوديين هو حقيقة �أن الحوثيين لي�سوا‬ ‫وكالء لل�شيع ��ة مثل "حزب اهلل"‪ ،‬والمال ال�سعودي‬ ‫جنب ًا �إلى جنب مع العمليات الع�سكرية التي تهدف‬ ‫�إلى قطع خطوط الإم ��داد الإيرانية عن الحوثيين‬ ‫يمكنهم ��ا �أن يخففان من الخطر عموم ًا‪ .‬وفي كلتا‬ ‫الحالتين‪ ،‬كان على ال�سعوديين الت�صرف‪.‬‬ ‫خ�ل�ال "الربي ��ع العربي"‪ ،‬واحدة م ��ن المحاوالت‬ ‫الناجح ��ة ف ��ي الخلي ��ج تقريب ًا لالطاح ��ة بحكومة‬ ‫وقعت في البحرين‪ .‬وق ��د ف�شلت الإنتفا�ضة هناك‬ ‫ف ��ي المق ��ام الأول لأن المملكة العربي ��ة ال�سعودية‬ ‫تدخل ��ت وفر�ض ��ت �إرادته ��ا عل ��ى الب�ل�اد‪� .‬أظه ��ر‬ ‫ال�سعوديون �أنف�سهم �أنهم ح�سا�سون للغاية ل�صعود‬ ‫�أنظم ��ة �شيعية مع عالق ��ات وثيقة م ��ع الإيرانيين‬ ‫في �شبه الجزي ��رة العربية‪ .‬وكانت النتيجة تدخ ًال‬ ‫من جان ��ب واحد والقم ��ع‪ .‬ومهما كان ��ت الق�ضايا‬

‫الأخالقي ��ة‪ ،‬فمن الوا�ض ��ح �أن ال�سعوديين خائفون‬ ‫م ��ن ت�صاع ��د الق ��وة الإيراني ��ة وال�شيعي ��ة وعل ��ى‬ ‫�إ�ستع ��داد لإ�ستخ ��دام قوته ��م‪ .‬وهذا م ��ا فعلوه في‬ ‫اليمن‪.‬‬ ‫ف ��ي طريقة م ��ا‪� ،‬إن الم�س�ألة ب�سيط ��ة بالن�سبة �إلى‬ ‫ال�سعوديي ��ن‪� .‬إنهم يم ّثلون مرك ��ز الثقل في العالم‬ ‫الديني ال�سني‪ .‬على هذا النحو‪ ،‬ف�إنهم وحلفا�ؤهم‬ ‫ق ��د �شرع ��وا ف ��ي �إ�ستراتيجي ��ة ه ��ي �إ�ستراتيجي� � ًا‬ ‫دفاعي ��ة وتكتيكي� � ًا هجومي ��ة‪� .‬إن هدفه ��م هو منع‬ ‫تو�س ��ع النف ��وذ الإيراني وال�شيع ��ي‪ ،‬والو�سائل التي‬ ‫ّ‬ ‫ينف ��ذون بوا�سطتها ه ��ذه الإ�ستراتيجية هي حرب‬

‫الم�س�ألة ب�سيطة بالن�سبة �إلى‬ ‫ال�سعوديين‪� .‬إنهم يم ّثلون مركز الثقل‬ ‫في العالم الديني ال�سني‪ .‬وعلى هذا‬ ‫النحو‪ ،‬ف�إنهم وحلفا�ؤهم قد �شرعوا في‬ ‫�إ�ستراتيجية هي �إ�ستراتيجي ًا دفاعية‬ ‫وتكتيكي ًا هجومية‬

‫الإ�ستراتيجي ��ة الأميركي ��ة هي �أكثر تعقي ��د ًا‪ .‬لقد‬ ‫تب ّن ��ت الوالي ��ات المتح ��دة �إ�ستراتيجي ��ة تر ّك ��ز‬ ‫عل ��ى الحفاظ عل ��ى توازن الق ��وى ف ��ي المنطقة‪.‬‬ ‫والمع ��روف �أن ه ��ذا الن ��وع م ��ن النهج ه ��و دائم ًا‬ ‫فو�ضوي لأن الهدف هو ع ��دم دعم �أي قوة مع ّينة‪،‬‬ ‫ولك ��ن للحفاظ عل ��ى الت ��وازن بين ق ��وى متعددة‪.‬‬ ‫لذل ��ك‪ ،‬ف� ��إن �أمي ��ركا تق ��وم بتقدي ��م المعلوم ��ات‬ ‫اال�ستخباراتية وتخطيط البعثات الجوية للتحالف‬ ‫العرب ��ي �ض ��د الحوثيي ��ن المدعومي ��ن م ��ن �إيران‬ ‫وحلفائه ��م‪ .‬ف ��ي الع ��راق‪ ،‬تقدم وا�شنط ��ن الدعم‬ ‫لل�شيعة ‪ -‬و�إ�ستطراد ًا لحلفائهم ‪ -‬بق�صف من�ش�آت‬ ‫تنظي ��م "الدول ��ة الإ�سالمية"‪ .‬وف ��ي �سوريا‪ ،‬تبدو‬ ‫الإ�ستراتيجي ��ة الأميركي ��ة مع ّق ��دة لدرج ��ة �أنه ��ا‬ ‫تتح� �دّى تف�سي ��ر ًا وا�ضح ًا‪ .‬هذه ه ��ي طبيعة رف�ض‬ ‫التدخل على نط ��اق وا�سع‪ ،‬ولك ��ن الإلتزام بتوازن‬ ‫القوى‪ .‬يمك ��ن للواليات المتحدة �أن تعار�ض �إيران‬ ‫ف ��ي م�س ��رح وتقديم الدعم له ��ا في بل ��د �آخر‪� .‬إن‬ ‫المب�سط ��ة للح ��رب الب ��اردة لي�ست ذات‬ ‫النم ��اذج ّ‬ ‫�صلة هنا‪.‬‬ ‫كل هذا يحدث ف ��ي الوقت الذي تبدو المفاو�ضات‬ ‫النووية ب�أنها �ستف�ضي �إلى حل‪ .‬الواقع �أن الواليات‬ ‫المتح ��دة لي�ست قلقة حق ًا ب�ش� ��أن الأ�سلحة النووية‬ ‫االيراني ��ة‪ .‬لقد �أكد بع�ض خبرائها مرات عدة‬ ‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪27‬‬


‫العالم العربي ¶ مو�ضوع الغالف‬

‫الرئي�س باراك �أوباما‪:‬‬ ‫�إ�ستراتيجية التوازن الإقليمي‬

‫ل�صالح الالعبين الإقليميين‪ ،‬وهو �أكثر تعقيد ًا من‬ ‫مجرد حرب بين ال�شيعة وال�سنة‪ ،‬وفي الوقت عينه‪،‬‬ ‫ال يمكن فهمه من دون المك ّون ال�سني ‪-‬ال�شيعي‪.‬‬

‫الإ�ستراتيجية الإيرانية‬ ‫والإ�ستجابة ال�سعودية‬ ‫�سبب واحد يجعل هذا الأمر مهم ًا جد ًا على المنحى‬ ‫الآخ ��ر وهو �أنه يم ّثل خط ��وة من جانب �إيران لك�سب‬ ‫مج ��ال رئي�سي م�ؤ ّثر في العالم العربي‪ .‬وهذه لي�ست‬ ‫�إ�ستراتيجي ��ة جديدة‪ .‬لقد �سعت �إي ��ران �إلى تحقيق‬ ‫نف ��وذ �أكب ��ر في �شب ��ه الجزي ��رة العربي ��ة منذ حكم‬ ‫ال�ش ��اه‪ .‬وفي الآونة الأخيرة‪ ،‬كافح ��ت من �أجل خلق‬ ‫منطق ��ة نف ��وذ تمتد من �إي ��ران �إلى البح ��ر الأبي�ض‬ ‫المتو�س ��ط‪� .‬إن بقاء نظام الأ�سد ف ��ي �سوريا ونجاح‬ ‫حكومة موالية لإيران في العراق �سوف يخلق منطقة‬ ‫نف ��وذ �إيرانية‪ ،‬نظر ًا �إلى قوة "حزب اهلل" في لبنان‬ ‫وقدرة الأ�سد في �سوريا على �إ�ستعرا�ض قوته‪.‬‬ ‫لفت ��رة من الوق ��ت‪ ،‬بدا �أن ه ��ذه اال�ستراتيجية قد‬ ‫تو ّقف ��ت �أو ُجمِ دت جراء الإنهيار الو�شيك‪ ،‬كما بدا‬ ‫ف ��ي حينه‪ ،‬لنظ ��ام الأ�سد في الع ��ام ‪ 2012‬و�إن�شاء‬ ‫حكوم ��ة عراقية التي �أبدت نجاح� � ًا ن�سبي ًا‪ ،‬وكانت‬ ‫بعي ��دة من كونها دمي ��ة �إيرانية‪ .‬ه ��ذه التطورات‪،‬‬ ‫�إل ��ى جانب العقوب ��ات الغربية‪ ،‬و�ضع ��ت �إيران في‬ ‫موقف دفاع ��ي‪ ،‬وفكرة منطقة نف ��وذ �إيراني بدت‬ ‫�أنها �أ�صبحت مجرد حلم‪.‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك‪ ،‬وللمفارق ��ة‪ ،‬فق ��د �أدّى �صع ��ود تنظيم‬ ‫"الدول ��ة الإ�سالمي ��ة" �إلى �إع ��ادة تن�شيط القوة‬ ‫الإيراني ��ة بطريقتي ��ن‪� .‬أو ًال‪ ،‬ف ��ي حي ��ن �أن دعاي ��ة‬ ‫تنظيم "الدولة الإ�سالمي ��ة" المر ّوعة والم�ص َّممة‬ ‫لي�س فقط لجعل التنظيم يبدو مرعب ًا‪ ،‬ولكن �أي�ض ًا‬

‫‪26‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬

‫تنظيم "الدولة الإ�سالمية"‪ :‬دعايته ح�شدت ووحدت ال�شيعة في العراق‬

‫لكي يظهر قوي ًا جد ًا‪ .‬والحقيقة هي �أنه‪ ،‬على الرغم‬ ‫من �أنه لي� ��س �ضعيف ًا‪ ،‬ف�إن تنظي ��م "داع�ش" يمثل‬ ‫مجرد جزء �صغير م ��ن الطائفة ال�سنية العراقية‪،‬‬ ‫و�أه ��ل ال�سن ��ة ه ��م �أقلية ف ��ي العراق‪ .‬ف ��ي الوقت‬ ‫عينه‪� ،‬إ�ستطاع ��ت الدعاية ح�شد الطائفة ال�شيعية‬ ‫و�سمِ ح للم�ست�شارين‬ ‫لمقاومة "الدولة الإ�سالمية"‪ُ ،‬‬ ‫الإيرانيي ��ن �إدارة الميلي�شي ��ات ال�شيعي ��ة بطريقة‬ ‫ف ّعال ��ة في العراق و(�إلى حد ما) الجي�ش العراقي‪،‬‬ ‫و�إ�ضطرت الواليات المتح ��دة �إلى �إ�ستخدام القوة‬ ‫الجوي ��ة في ت ��رادف مع القوات البري ��ة المدعومة‬ ‫من �إيران‪ .‬ونظر ًا �إلى �أن الإ�ستراتيجية الأميركية‬

‫وا�شنطن تتحرك بعيد ًا من الإ�ستراتيجية‬ ‫التي �إتبعتها منذ �أوائل العقد الفائت ‪-‬‬ ‫كونها القوة الع�سكرية الرئي�سية في‬ ‫ال�صراعات الإقليمية ‪ -‬وح ّولت العبء‬ ‫الأ�سا�سي للقتال �إلى القوى الإقليمية في‬ ‫حين قامت بلعب دور ثانوي‬

‫تق ��وم على �إ�ضع ��اف والق�ضاء عل ��ى "داع�ش" من‬ ‫خ�ل�ال الغارات الجوي ��ة والق ��وات الخا�صة‪ -‬حتى‬ ‫ل ��و كان ذلك يتطلب التع ��اون مع �إيران – من دون‬ ‫�إ�ستخدام قوات كبيرة على الأر�ض؛ فهذا يعني �أنه‬ ‫فيما ي�صب ��ح تنظيم "الدول ��ة الإ�سالمية" �ضعيف ًا‬ ‫ب�شكل متزايد‪ ،‬ف� ��إن الفائز الإفترا�ضي في العراق‬ ‫من ذلك �سيكون �إيران ‪.‬‬ ‫وتوجد حال ��ة م�شابهة الى حد ما في �سوريا‪ ،‬ولكن‬ ‫م ��ع ديموغرافية مختلف ��ة‪ .‬دعمت �إي ��ران ورو�سيا‬ ‫تاريخي ًا نظام الأ�س ��د‪ .‬وكان الإيرانيون الداعمين‬ ‫الأكث ��ر �أهمي ��ة‪ ،‬وخ�صو�ص ًا لأنهم و ّرط ��وا حليفهم‬ ‫"ح ��زب اهلل في المعركة‪ .‬وم ��ا كان يبدو �سابق ًا‬ ‫�أنه ق�ضية خا�سرة ه ��و الآن على العك�س من ذلك‪.‬‬ ‫كان ��ت الواليات المتح ��دة معادية للغاي ��ة للأ�سد‪،‬‬ ‫ولكن نظ ��ر ًا �إلى البدائل الحالي ��ة في �سوريا‪ ،‬فقد‬ ‫�أ�صبحت وا�شنطن عل ��ى الأقل محايدة �إلى حد ما‬ ‫تجاه النظام ال�سوري‪ .‬ومما ال �شك فيه ب�أن الأ�سد‬ ‫يرغ ��ب �أن يح ّول حياد �أميركا �إلى حوار مبا�شر مع‬ ‫وا�شنط ��ن‪ .‬بغ� ��ض النظر عن النتيجة‪ ،‬ف� ��إن �إيران‬ ‫لديها و�سيلة للحفاظ على نفوذها في �سوريا‪.‬‬ ‫عند �إلقاء نظرة عل ��ى خريطة اليمن والتفكير في‬ ‫الو�ضع هناك‪ ،‬ت�ستطيع ال�شع ��ور والإ�ستنتاج لماذا‬ ‫كان على ال�سعوديين ودول مجل�س التعاون الخليجي‬


‫العالم العربي ¶ مو�ضوع الغالف‬

‫الرئي�س ح�سن روحاني‪:‬‬ ‫هل يخو�ض حرباً من �أجل اليمن؟‬

‫الرئي�س رجب طيب �أردوغان‪:‬‬ ‫وجود تركيا �ضروري لإعادة توازن القوى في المنطقة‬

‫الرئي�س ب�شار الأ�سد‪:‬‬ ‫نظامه �أ�سا�سي لتمدد النفوذ الإيراني‬

‫ب� ��أن العالم �سمع منذ منت�ص ��ف العقد الفائت ب�أن‬ ‫�إي ��ران على بعد عام �أو عامين م ��ن �صنع الأ�سلحة‬ ‫النووية‪ .‬وفي كل عام‪ ،‬يت� ّأجل هذا التاريخ الم�ش�ؤوم‬ ‫�إلى موعد مت�أخر �آخر‪� .‬إن بناء �أ�سلحة نووية قابلة‬ ‫للإي�ص ��ال والإ�ستخدام �صعب ج ��د ًا‪ ،‬والإيرانيون‬ ‫ل ��م يقوم ��وا حت ��ى بتنفي ��ذ تجرب ��ة نووي ��ة‪ ،‬وه ��ي‬ ‫خط ��وة �ضرورية قب ��ل �صنع �سالح يمك ��ن �إي�صاله‬ ‫و�إ�ستعمال ��ه‪ .‬وم ��ا كان ق�ضي ��ة كبي ��رة من ��ذ ب�ض ��ع‬ ‫�سنين �صار الآن جزء ًا م ��ن مجموعة من الق�ضايا‬ ‫الت ��ي تتفاعل فيها العالقات الأميركية ‪ -‬الإيرانية‬ ‫وتتعا�ضد وتتعار� ��ض‪ .‬و�سواء �أُبرمت �إتفاقية �أم ال‪،‬‬ ‫ف� ��إن الواليات المتحدة �ستق�ص ��ف تنظيم "الدولة‬ ‫الإ�سالمي ��ة"‪ ،‬وهو م ��ا �سي�ساعد �إي ��ران‪ ،‬و�ستدعم‬ ‫ال�سعوديين في اليمن‪ ،‬وهذا لن ي�ساعد �إيران‪.‬‬ ‫الق�ضي ��ة الحقيقي ��ة الآن ه ��ي ما كان ��ت عليه قبل‬ ‫ب�ضع �سن ��وات‪ :‬يب ��دو �أن �إيران تريد بن ��اء منطقة‬ ‫نف ��وذ حتى البح ��ر الأبي�ض المتو�س ��ط‪ ،‬ولكن هذه‬ ‫الم ��رة‪ ،‬يحتمل �أن ي�شم ��ل نفوذها اليم ��ن‪ .‬وهذا‪،‬‬ ‫ب ��دوره‪� ،‬سيخلق تهديد ًا ل�شبه الجزيرة العربية من‬ ‫�إتجاهين‪ .‬يح ��اول الإيرانيون و�ضع ك ّما�شة حولها‪.‬‬ ‫لذا يجب على ال�سعوديين ال ��رد‪ ،‬ولكن ال�س�ؤال هو‬ ‫م ��ا �إذا كان ��ت ال�ضربات الجوية ق ��ادرة على وقف‬ ‫الحوثيين وحلفائه ��م‪ .‬ورغم �أنها و�سيلة منخف�ضة‬ ‫التكلفة ن�سبي� � ًا ل�شن حرب‪ ،‬لكنه ��ا تف�شل في كثير‬ ‫م ��ن الأحي ��ان‪ .‬ال�س� ��ؤال الأول ه ��و م ��اذا �سيفع ��ل‬ ‫ال�سعودي ��ون في ذل ��ك الحين؟ ال�س� ��ؤال الثاني هو‬ ‫ماذا �سيفعل الأميركيون؟ العقيدة الحالية تتطلب‬ ‫توازن ًا بين �إي ��ران والمملكة العربية ال�سعودية‪ ،‬مع‬ ‫تذب ��ذب الواليات المتحدة �إلى هذه تارة و�إلى تلك‬ ‫تارة �أخرى‪ .‬وفي ظ ��ل هذه العقيدة ‪ -‬وهذا الواقع‬

‫الع�سك ��ري – ف�إن �أمي ��ركا لن ت�ستطي ��ع �أو تتحمل‬ ‫الم�شاركة على نطاق وا�سع �أر�ضي ًا في العراق‪.‬‬

‫قلي ًال عن �إيران ف ��ي وقت مت�أخر‪ ،‬ولكن في �أواخر‬ ‫�آذار (مار�س) الفائت �إنتقدت �أنقرة فج�أة طهران‬ ‫و�إتهمته ��ا بال�سعي ال ��ى الهيمنة على المنطقة‪� .‬إن‬ ‫تركيا في كثير من الأحيان تقول �أ�شياء من دون �أن‬ ‫تفعل �أي �شيء‪ ،‬ولكن التطور جدير بالذكر‪.‬‬ ‫يج ��ب �أن نتذك ��ر �أن الرئي� ��س الترك ��ي رجب طيب‬ ‫اردوغ ��ان كان ي�أم ��ل ف ��ي �أن يرى ب�ل�اده كزعيمة‬ ‫�إقليمية وزعيم ��ة العالم ال�سني‪ .‬مع الدور النا�شط‬ ‫الذي يقوم به ال�سعوديون والأتراك ال يفعلون �شيئ ًا‬ ‫ُيذكر في �سوريا �أو العراق‪ ،‬ف�إن اللحظة التاريخية‬ ‫تم ��ر من دون �إ�ستفادة تركي ��ا‪ .‬مثل هذه اللحظات‬ ‫ت�أتي وتذه ��ب‪ ،‬لكن التاريخ ال يتغ ّي ��ر‪ .‬ولكن تركيا‬ ‫ال ت ��زال ق ��وة �سنية كبيرة والعم ��ود الثالث للتوازن‬ ‫الإقليم ��ي ال ��ذي ينط ��وي عل ��ى المملك ��ة العربي ��ة‬ ‫ال�سعودية و�إيران‪.‬‬ ‫�إن تح ّول تركيا �سيكون الخطوة الحا�سمة في ن�شوء‬ ‫توازن القوى في المنطقة‪ ،‬حيث �أن القوى المحلية‪،‬‬ ‫ولي� ��س المملكة المتحدة �أو الواليات المتحدة‪ ،‬هي‬ ‫التي تح� �دّد النتيج ��ة‪� .‬إن ال ��دور الأميرك ��ي‪ ،‬مثل‬ ‫ال ��دور البريطان ��ي قب ��ل ذل ��ك‪ ،‬لن يك ��ون في �شن‬ ‫ح ��رب مبا�ش ��رة ف ��ي المنطق ��ة ولكن ف ��ي تقديم‬ ‫الم�ساع ��دات التي ته ��دف الى تحقي ��ق الإ�ستقرار‬ ‫ف ��ي توازن القوى‪ .‬وهذا يمكن م�شاهدته في اليمن‬ ‫�أو الع ��راق‪ .‬وهو معقد للغاية وغير منا�سب لتحليل‬ ‫مب�س ��ط �أو �إيديولوجي‪ .‬ولكن هن ��ا‪� ،‬سوف يتك�شف‬ ‫الجي ��ل المقب ��ل م ��ن ديناميكية ال�ش ��رق الأو�سط‪.‬‬ ‫و�إذا م ��ا و�ضع الإيرانيون جانب� � ًا �أ�سلحتهم النووية‬ ‫النظري ��ة وركزوا على تو�سيع بي ��كار نفوذهم‪ ،‬ف�إن‬ ‫الأمر �سيج ��ذب الأتراك وي�ؤدي �إل ��ى توازن القوى‬ ‫في المنطقة‬

‫دور تركيا‬ ‫�صامت ��ة ن�سبي� � ًا ولكنه ��ا �ضروري ��ة للغاي ��ة له ��ذه‬ ‫الق�ص ��ة هي تركيا‪ .‬فهي تتمت ��ع ب�أكبر اقت�صاد في‬ ‫المنطق ��ة ولديها �أكبر جي�ش‪ ،‬عل ��ى الرغم من �أن‬ ‫هن ��اك �أ�سئلة حول م ��دى كفاءت ��ه‪ ،‬وتراقب بحذر‬ ‫الفو�ض ��ى على طول حدوده ��ا الجنوبية‪ ،‬وت�صاعد‬ ‫التوتر في القوق ��از‪ ،‬وال�صراع عبر البحر الأ�سود‪.‬‬ ‫وبين كل ه ��ذه الموا�ضيع الملحة يب ��دو الو�ضع في‬ ‫كل من �سوري ��ا والعراق وال�صع ��ود المحتمل للقوة‬ ‫الإيراني ��ة هم ��ا الأكثر �إث ��ارة لقلقه ��ا‪ .‬قالت تركيا‬

‫�إن تح ّول تركيا �سيكون الخطوة‬ ‫الحا�سمة في ن�شوء توازن القوى في‬ ‫المنطقة‪ ،‬حيث �أن القوى المحلية‪،‬‬ ‫ولي�س المملكة المتحدة �أو الواليات‬ ‫تحدد النتيجة‪.‬‬ ‫المتحدة‪ ،‬هي التي ّ‬ ‫�إن الدور الأميركي‪ ،‬مثل الدور‬ ‫البريطاني قبل ذلك‪ ،‬لن يكون في �شن‬ ‫حرب مبا�شرة في المنطقة ولكن في‬ ‫تقديم الم�ساعدات التي تهدف الى‬ ‫تحقيق الإ�ستقرار في توازن القوى‬

‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪29‬‬



‫م�سقط‪ :‬لها دورها الم�ستقل‬

‫من الإ�ستياء العام – العا�صمة اليمنية �صنعاء في‬ ‫�أيلول (�سبتمبر) الفائت‪.‬‬ ‫فيم ��ا �أدان ��ت دول مجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي‬ ‫المذع ��ورة ه ��ذا الإ�ستي�ل�اء وناق�ش ��ت تحركاته ��ا‬ ‫المقبل ��ة‪ ،‬فقد دعت ُعم ��ان �إلى مب ��ادرة ثانية في‬ ‫ت�شرين الثاني (نوفمبر) من العام الما�ضي‪.‬‬ ‫وق ��ال بن عل ��وي في مقابل ��ة مع �صحيف ��ة "ال�شرق‬ ‫الأو�س ��ط" ال�سعودي ��ة ال�ص ��ادرة م ��ن لن ��دن‪ ،‬ب�أن‬ ‫اليمن يحتاج �إلى "مبادرة يرعاها مجل�س التعاون‬ ‫الخليجي �أو الدول الع�شرة الم�ؤ ِّيدة"‪.‬‬ ‫"يج ��ب �أن يك ��ون هن ��اك ب ��اب مفت ��وح لإعط ��اء‬ ‫اليمنيي ��ن ال�شع ��ور بالثق ��ة ف ��ي م�ستقبله ��م‪ ،‬بد ًال‬ ‫من اللج ��وء �إلى ال�سالح �أو فر� ��ض عقوبات للأمم‬ ‫المتح ��دة عليهم"‪،‬ق ��ال ف ��ي ت�صريح ��ات نقلته ��ا‬ ‫�أي�ضا" �صحيفة "يمن �أوبزرفر"‪.‬‬ ‫م ��ع ذلك‪ ،‬ل ��م تكن هن ��اك �أي مب ��ادرة ثانية لدول‬

‫مجل�س التع ��اون الخليج ��ي وال�سعوديين‪ ،‬بل كانت‬ ‫هن ��اك �إ�ستجاب ��ة لطل ��ب الرئي�س ه ��ادي للتدخل‪،‬‬ ‫للرد بهجمات جوية‪.‬‬ ‫ن� ��أت ُعمان بنف�سها بعيد ًا‪ ،‬مع بن علوي م�شير ًا �إلى‬ ‫�أن ب�ل�اده "ال يمكن �أن تعمل عل ��ى جهود ال�سالم‪،‬‬ ‫وفي الوقت عينه تكون جزء ًا من حملة ع�سكرية"‪.‬‬ ‫وكان تح ّف ��ظ ُعم ��ان ع ��ن الم�شارك ��ة مفهوم ًا من‬ ‫قب ��ل البع�ض لكي تكون جزء ًا م ��ن ت�ضافر الجهود‬ ‫للحفاظ على م�سافة واح ��دة من خطط ال�سعودية‬ ‫لإ�ستعرا�ض ع�ضالتها �ضد �إي ��ران ال�صاعدة التي‬ ‫هي على و�شك �أن تُق َبل في النظام المالي العالمي‬ ‫في �أعقاب الإتفاق النووي‪.‬‬ ‫"لقد كانت ُعمان في الما�ضي في حروب ونزاعات‬ ‫م ��ع جن ��وب اليم ��ن‪ ،‬الت ��ي وج ��دت ح�ّل�اّ ً له ��ا في‬ ‫�سبعين ��ات القرن الفائت"‪ ،‬يقول الدكتور عبد اهلل‬ ‫باعب ��ود مدير مرك ��ز درا�سات الخلي ��ج في جامعة‬

‫قط ��ر‪ .‬م�ضيف ��ا"‪" :‬له ��ذا فهي لم تك ��ن تبحث عن‬ ‫�صراع �آخر مع اليمن‪ ،‬ل ��ذا �إن�سحبت من التحالف‬ ‫�ض ��ده‪ .‬ولك ��ن م ��ن ناحي ��ة �أخ ��رى تتفه ��م م�سقط‬ ‫�أ�سب ��اب �إقدام دول مجل� ��س التعاون الخليجي على‬ ‫فعل م ��ا تفعله الآن‪ .‬بعد كل �شيء‪ ،‬هناك �إدّعاءات‬ ‫م ��ن بع� ��ض الم�س�ؤولين ف ��ي �إيران �أنه ��م الآن على‬ ‫و�شك ال�سيط ��رة على �أربع عوا�صم عربية ‪ -‬بغداد‬ ‫ودم�ش ��ق وبي ��روت و�صنع ��اء‪ .‬لذل ��ك ُو ِ�ضع ��ت دول‬ ‫مجل�س التعاون الخليجي ف ��ي موقف حرج يفر�ض‬ ‫عليها الردّ‪ .‬كان يمكنها �أن تجد ح ًال �سلمي ًا‪ ،‬وكان‬ ‫هناك �إقتراح ُعماني في هذا المجال"‪.‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬فقد لج�أت دول مجل�س التعاون الخليجي‬ ‫القلق ��ة من �إحاطة النف ��وذ الإيراني لها �إلى �أقرب‬ ‫حلفائه ��ا وطلب ��ت م�ساندتهم لكنه ��ا قوبلت بالرد‬ ‫ب�أنهم ال يريدون التورط‪.‬‬ ‫عندم ��ا �ص� � ّوت البرلم ��ان الباك�ستان ��ي �ض ��د‬ ‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪31‬‬


‫الخليج العربي‬ ‫ُعمان‬

‫ال�سلطنة ال تريد �أن يكتب التاريخ �أنها �إ�شتركت في حرب اليمن‬

‫مسار ُعمان الوسطي‬ ‫هل يؤ ّدي إلى إغضاب جيرانها؟‬ ‫فيم��ا يزداد تدخل دول مجل�س التعاون الخليجي في الق�ضايا الإقليمية‪ ،‬ت�سعى عُ مان بنهجها القائم على‬ ‫لجم المواجهات �إلى �إر�ضاء جميع الأطراف الفاعلة‪ .‬ولكن هل �ست�ستطيع عمل ذلك دائم ًا �أم �أنها �ستثير‬ ‫غ�ضب البع�ض؟‬ ‫رحال‬ ‫م�سقط ‪ -‬با�سم ّ‬ ‫هناك الكثير من اللغ ��ط والغ�ضب في‬ ‫مجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي ف ��ي هذه‬ ‫الأي ��ام‪ .‬الدول الأع�ضاء‪ ،‬التي ف ّو�ضت لفترة طويلة‬ ‫�أم ��ور التدخ ��ل الع�سك ��ري في محيطه ��ا لالعبين‬ ‫دوليين �أكبر‪ ،‬قررت ن�شر نفوذها بنف�سها‪ ،‬متحدّية‬ ‫دول المنطقة والديناميات ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫في خ�ضم ه ��ذا الجو المتوتّر‪ ،‬كثير ًا ما ُي�س َمع على‬ ‫هم�س عاقل‬ ‫م�س ��رح اللعب ��ة ال�سيا�سية في الخلي ��ج ٌ‬ ‫ب ��دل ال�ص ��وت المرتفع الذي يدعو �إل ��ى المعركة‪،‬‬ ‫ال ��ذي يحثّ الجهات الفاعلة الإقليمية على �إختيار‬ ‫�أقواله ��ا و�أفعاله ��ا بطريق ��ة �أكث ��ر عقالني ��ة‪ .‬وفي‬ ‫هذا المنح ��ى مار�ست �سلطنة ُعم ��ان دائم ًا �ش�ؤون‬ ‫�سيا�ستها الخارجية منف�صلة عن باقي دول مجل�س‬ ‫التعاون الخليجي‪.‬‬ ‫فيم ��ا �أطلق ��ت المملك ��ة العربي ��ة ال�سعودي ��ة ودول‬ ‫الخلي ��ج الأخرى غاراتها الجوية �ض ��د المتم ّردين‬ ‫الحوثيي ��ن في اليم ��ن في �آذار (مار� ��س) الفائت‪،‬‬ ‫ف� ��إن م�سق ��ط ق ��د �إمتنع ��ت و�إعت ��ذرت ع ��ن عدم‬ ‫الم�شاركة‪.‬‬ ‫من جهته‪� ،‬أعاد يو�سف بن علوي‪ ،‬الوزير الم�س�ؤول‬ ‫ع ��ن ال�ش� ��ؤون الخارجية في �سلطن ��ة ُعمان‪� ،‬سبب‬ ‫ع ��دم ت ��ورط ب�ل�اده �إل ��ى "الم�شاع ��ر العاطفي ��ة‬ ‫الم�شتركة" بين اليمنيين والعُمانيين‪.‬‬ ‫بالن�سب ��ة �إلى الوزير بن علوي ف� ��إن "الخالفات ال‬

‫‪30‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬

‫تح ��ل �إال بال�سلم وال داع ��ي لإ�ستخدام �أ�سلوب �آخر‬ ‫في معالجته ��ا"‪ّ ،‬‬ ‫مو�ضح ًا �أن ال�سلطن ��ة ال تريد �أن‬ ‫يكتب التاريخ �أنها �إ�شتركت في هذه الحرب‪.‬‬ ‫بو�صفه ��ا و�سي ��ط ‪ -‬دور مار�ست ��ه م�سق ��ط جي ��د ًا‬ ‫وب�إتق ��ان – بالن�سب ��ة �إل ��ى الجانبين‪ ،‬فق ��د �أكدت‬

‫الخبير كري�ستيان كوت�س ‪-‬‬ ‫�أولريخ�سن‪" :‬تخاطر ُعمان في �أن‬ ‫ت�صبح هام�شية وخارجية �ضمن دول‬ ‫مجل�س التعاون الخليجي التي تبدو‬ ‫�أكثر حزم ًا وبع�ضالت حيث قد تكون‬ ‫�أقل ت�سامح ًا بالن�سبة �إلى الإختالف‬ ‫ال�سيا�سي عندما تواجه مثل هذه‬ ‫التهديدات الخارجية الحادة"‬ ‫ال�سلطنة على �أنه ينبغ ��ي �إنهاء ال�صراع في �أقرب‬ ‫وق ��ت‪ ،‬و�أن جهود ال�سالم يج ��ب حتى �أن ت�ؤخذ �إلى‬ ‫مجل�س االمن الدولي‪.‬‬ ‫ويفي ��د �أه ��ل الخبرة ب� ��أن وراء تو�صي ��ة ال ُعمانيين‬ ‫ب�إج ��راء المفاو�ض ��ات عل ��ى طاول ��ة م�ستديرة في‬

‫الأم ��م المتحدة خيبة �أمل م�سق ��ط من ال�سيا�سات‬ ‫الرجعية لجيرانها الأكبر‪.‬‬ ‫�إن مب ��ادرة دول مجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي ف ��ي‬ ‫اليم ��ن‪ ،‬الت ��ي ت�سع ��ى �إلى تحقي ��ق الإ�ستق ��رار في‬ ‫البالد بعد الإنتفا�ضة الثورية في ‪ 2011‬من خالل‬ ‫�إ�ش ��راك مختل ��ف الأطراف في ال�ص ��راع ‪ -‬ودعت‬ ‫�إل ��ى �إ�ستقالة ثم الرئي�س علي عبداهلل �صالح ‪ -‬لم‬ ‫ُتح � ِ�دث الكثير م ��ن التغيير‪ ،‬على الرغ ��م من �أنها‬ ‫�إعتبرت في حينها مبادرة ناجحة‪.‬‬ ‫فق ��د تحدثت الأمم المتحدة ع ��ن المبادرة بكالم‬ ‫متوهّ ��ج‪ ،‬وا�صف ًة اليمن ب�أنه "البلد ال�شرق �أو�سطي‬ ‫الوحي ��د الذي يت ��م فيه �إنتق ��ال ال�سلطة من طريق‬ ‫التفاو� ��ض وخريط ��ة طري ��ق وا�ضح ��ة م ��ن �أج ��ل‬ ‫التغيير"‪.‬‬ ‫"لق ��د كان �إنتق ��ال ال�سلط ��ة ف ��ي اليم ��ن ق�ص ��ة‬ ‫غي ��ر عادية‪ ،‬والف�ضل ف ��ي ذلك ينبغ ��ي �أن يذهب‬ ‫�إل ��ى اليمنيين‪ "،‬ق ��ال جمال بن عم ��ر‪ ،‬الم�ست�شار‬ ‫الخا� ��ص للأمين العام لالمم المتحدة ال�سابق في‬ ‫اليمن‪ ،‬الذي �إ�ستقال ال�شهر الما�ضي من من�صبه‪،‬‬ ‫في ذلك الوقت‪ .‬م�ضيف ًا‪" :‬كان اليمن يتجه وي�سير‬ ‫بالت�أكي ��د نح ��و �سيناريو م ��ن نوع �سوري ��ا‪� .‬أما الآن‬ ‫ف�إنه يمر بمرحلة �إنتقال �سلمي"‪.‬‬ ‫ه ��ذا الأم ��ر المتوق ��ع‪ ،‬مع ذل ��ك‪ ،‬لم يتحق ��ق منه‬ ‫�ش ��يء‪ ،‬وفيم ��ا ف�شل ��ت جه ��ود بن ��اء ال�س�ل�ام ونما‬ ‫الغ�ض ��ب العام تج ��اه خليفة �صال ��ح‪ ،‬الرئي�س عبد‬ ‫ربه من�صور ه ��ادي‪� ،‬إحت ّل الحوثيون ‪ -‬م�ستفيدين‬


‫الدكتور عبد الله باعبود‪:‬‬ ‫ُعمان لها �سيا�سة خارجية م�ستقلة‬

‫كري�ستيان كوت�س – �أولريخ�سن‪:‬‬ ‫ُعمان تخاطر بديبلوما�سيتها‬

‫ويجعله ��ا فري ��دة من نوعه ��ا في بانورام ��ا ال�شرق‬ ‫الأو�سط"‪ ،‬م�ضيف ًا‪.‬‬ ‫حت ��ى الآن‪ ،‬واجه م�س ��ار ُعمان الو�سط ��ي بالن�سبة‬ ‫�إلى ال�صراع الإقليمي والإنخراط مع �إيران غ�ضب ًا‬ ‫خليجي� � ًا �أقل بكثي ��ر من الذي واجهت ��ه قطر حول‬ ‫ق�ضي ��ة "الإخوان الم�سلمين"‪ .‬ف ��ي �أي حال‪ ،‬يقول‬ ‫باعبود‪� ،‬إن تهمي�ش ُعمان ال يخدم �أي غر�ض لدول‬ ‫مجل�س التعاون الخليجي في هذا الوقت‪.‬‬ ‫"ال يمكن لأحد �أن يتنب�أ بما �ستقوم به دول مجل�س‬ ‫التع ��اون الخليجي‪ ،‬و�إذا كانت ه ��ذه الت�صريحات‬ ‫الت ��ي �أطلقه ��ا وزير الدول ��ة في الإم ��ارات العربية‬ ‫المتحدة [�ضد باك�ستان] �أو ما �إذا كانت �إعالنات‬ ‫�أخ ��رى في دول مجل�س التعاون الخليجي �ستنفذ"‪،‬‬ ‫يقول‪.‬‬ ‫"هناك الكثير من ال�ضجيج حول بناء قوة الدفاع‬ ‫العربي ��ة‪ ،‬وهن ��اك الكثير م ��ن الحدي ��ث حول من‬ ‫�سيك ��ون معنا والذي هو �ضدن ��ا‪� .‬أعتقد �أنه �سيكون‬ ‫�أكثر حكمة ل ��دول مجل�س التع ��اون الخليجي عدم‬ ‫ت�صنيف الدول على هذا الأ�سا�س"‪ ،‬ي�ؤكد باعبود‪،‬‬ ‫وهو مواطن ُعماني‪.‬‬ ‫من ��ذ �أن �إ�ستقال ��ت الوالي ��ات المتح ��دة من دورها‬ ‫الريادي ف ��ي حل النزاعات الإقليمي ��ة‪ ،‬بد�أت دول‬ ‫مجل�س التعاون الخليج ��ي تعزيز الدعم الع�سكري‬ ‫ف ��ي المنطق ��ة‪ ،‬ف�ض�ل ً�ا ع ��ن زي ��ادة الإنف ��اق على‬ ‫الدف ��اع‪ .‬لقد �أ�صبحت المملك ��ة العربية ال�سعودية‬ ‫الم�ستورد الع�سكري الأكبر هذا العام‪.‬‬ ‫فيم ��ا كان ��ت ال تح ��ب المجازف ��ة بالم�شارك ��ة في‬ ‫ال�صراع ��ات‪ ،‬ف� ��إن دول مجل�س التع ��اون الخليجي‬

‫تتخ ��ذ الآن نهج� � ًا �أكثر ّ‬ ‫تدخ�ل ً�ا ف ��ي �سوريا‪ ،‬حيث‬ ‫�شارك ��ت دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودي ��ة والبحرين وقطر ف ��ي الغارات‬ ‫الجوية �ضد تنظيم "الدولة الإ�سالمي ًة‪ ،‬وفي ليبيا‪،‬‬ ‫حيث قام ��ت دولة الإم ��ارات بهجم ��ات جوية �ضد‬ ‫الميلي�شيات الليبية‪.‬‬ ‫م ��ن �أجل تعزي ��ز الأم ��ن الإقليمي‪ ،‬كان ��ت �سلطنة‬ ‫عم ��ان �أول من و�ضعت �إقتراح� � ًا‪ ،‬بعد �إنتهاء حرب‬ ‫الخليج‪" ،‬لخل ��ق قوة ع�سكرية خليجي ��ة لكي تكون‬ ‫رادع ًا لأي نوع من التحدّي"‪" ،‬يقول باعبود‪.‬‬

‫الدكتور عبد اهلل باعبود مدير مركز‬ ‫درا�سات الخليج في جامعة قطر‪" :‬تتبع‬ ‫ُعمان دائم ًا �سيا�سة خارجية م�ستقلة‪،‬‬ ‫ولي�س عليها بال�ضرورة �إتباع �سيا�سة‬ ‫موحدة لأن لي�ست هناك واحدة‪.‬‬ ‫خليجية ّ‬ ‫فمث ًال لم ّ‬ ‫تتدخل ال�سلطنة‪ ،‬على الرغم‬ ‫من �أن الجي�ش ال ُعماني كان جزء ًا من "درع‬ ‫الجزيرة" لتحرير الكويت‪ ،‬كدولة‬ ‫ع�ضو في مجل�س التعاون الخليجي‪ ،‬لكنها‬ ‫كانت �ضد �أي تدخل للإطاحة بنظام‬ ‫�صدام ح�سين في ذلك الوقت"‬

‫مع هذا �إختارت دول مجل�س التعاون الخليجي بد ًال‬ ‫من ذلك دعوة قوات ع�سكرية من م�صرية و�سوريا‬ ‫للمرابط ��ة ف ��ي الخليج‪ ،‬ف ��ي �إطار م ��ا كان ي�سمى‬ ‫�إتفاق دم�شق‪ ،‬الذي و ِّقع في العام ‪.1991‬‬ ‫" بعده ��ا تب َّي ��ن له ��ا �أن ذلك كان فك ��رة خاطئة‬ ‫فدفعت المال للم�صريي ��ن وال�سوريين لعدم �إثارة‬ ‫غ�ضبهم"‪ ،‬ي�ضيف باعبود‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ويو�ض ��ح‪" :‬هذا هو الأمر ال ��ذي تختلف فيه ُعمان‬ ‫حق� � ًا عن دول الخليج الأخرى‪ .‬و�ضمن دول مجل�س‬ ‫التع ��اون الخليج ��ي هن ��اك بع�ض الق ��رارات الذي‬ ‫�إ ُّتخ ��ذ لم يكن مدرو�س ًا جي ��د ًا‪ ،‬بما في ذلك �إتفاق‬ ‫دم�ش ��ق‪ ،‬وتو�سيع مجل� ��س التع ��اون الخليجي ل�ضم‬ ‫الأردن والمغرب بعد "الربيع العربي"‪ .‬وقد دفعت‬ ‫دول المجل� ��س ثم ��ن ذلك م ��ن المال م ��رة �أخرى‪،‬‬ ‫و�أحرجت نف�سها"‪.‬‬ ‫�إذا نج ��ح التدخ ��ل ف ��ي اليم ��ن‪ ،‬ف� ��إن دول مجل�س‬ ‫التع ��اون الخليجي �ستكون �أكث ��ر ثقة بنف�سها‪ ،‬ومن‬ ‫المرج ��ح �أن تتع ��اون م ��ع دول عربية �أخ ��رى لحل‬ ‫النزاعات الإقليمية‪ ،‬ي�شير باعبود‪.‬‬ ‫مع ذل ��ك‪ ،‬ف�إن ال�ص ��راع‪� ،‬أ�ض ��اف‪ ،‬كان "مقامرة‬ ‫خطيرة جد ًا" للمملك ��ة العربية ال�سعودية‪ ،‬ويمكن‬ ‫تلم� ��س �آثار ًا �أكثر حدة في �سلطنة عمان‪ ،‬والتي قد‬ ‫تعان ��ي من التداعيات غي ��ر المبا�شرة من ت�صاعد‬ ‫التمرد في اليمن المجاور‪.‬‬ ‫"عم ��ان قلق ��ة للغاي ��ة م ��ن الح ��رب ف ��ي اليم ��ن‬ ‫وعواقبها‪ ،‬وواحدة منه ��ا هي الخوف من �أن تكون‬ ‫المنظم ��ات الإرهابي ��ة‪ ،‬مث ��ل تنظي ��م "القاعدة"‬ ‫وغي ��ره‪ ،‬قد وج ��دت م�ساح ��ة �أكبر للعم ��ل"‪ ،‬يقول‬ ‫باعبود‪.‬‬ ‫"هذا هو الأمر الذي يمكن لدول مجل�س التعاون‬ ‫الخليج ��ي �أن ت�ساعد فيه ُعم ��ان لحماية حدودها‪،‬‬ ‫�إذ �أن م ��وارد ال�سلطنة مح ��دودة وتواجه تحديات‪،‬‬ ‫وهن ��اك قيود وح ��دود بالن�سبة �إل ��ى المقدار الذي‬ ‫يمكنها القيام به"‪ ،‬ح�سب قوله‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عار� ��ض بن عل ��وي ب�صراح ��ة �إتح ��ادا خليجيا في‬ ‫ح ��وار المنامة ال ��ذي عقد في البحري ��ن في العام‬ ‫‪ .2013‬ويق ��ول باعب ��ود �أن الفكرة ال ت ��زال مبكرة‬ ‫للتنفيذ‪ ،‬مع �إعتبار ال�سلطنة لها ب�أنها مجرد "بيان‬ ‫�سيا�سي"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ويخت ��م قائال‪�" :‬أعتق ��د �أن ُعمان م�ست ��اءة جدا �أو‬ ‫م�صابة بخيب ��ة �أمل من الم�سار ال ��ذي ت�سير عليه‬ ‫عملي ��ة التكام ��ل الخليج ��ي‪� .‬إنها ال تف ��ي حق ًا بما‬ ‫كانت ت�أمل وتحلم ب ��ه م�سقط‪ ،‬والذي هو �أبعد من‬ ‫ذلك‪ ،‬تعميق التكامل في جميع المجاالت"‬ ‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪33‬‬


‫الخليج العربي ¶ عمان‬ ‫الإن�ضمام �إلى "عملية عا�صفة الح�سم"‪ ،‬كما �أطلق‬ ‫على التدخل الخليجي بقيادة ال�سعودية‪ ،‬قال وزير‬ ‫الدولة لل�ش�ؤون الخارجية في الإمارات �أنور محمد‬ ‫قرقا� ��ش �أن �إ�س�ل�ام �آب ��اد �سيكون عليه ��ا �أن تدفع‬ ‫"ثمن� � ًا باهظ ًا"‪ ،‬وذكر ب�أن "الأمن العربي ‪ -‬من‬ ‫ليبي ��ا �إلى اليم ��ن ‪ -‬يقع على عاتق ال ��دول العربية‬ ‫وحده ��ا‪ ،‬والأزم ��ة ه ��ي �إختب ��ا ٌر حقيق ��ي للبلدان‬ ‫المجاورة"‪.‬‬ ‫وكان ��ت دول مجل� ��س التعاون الخليج ��ي‪ ،‬ب�إ�ستثناء‬ ‫ُعم ��ان‪ ،‬قاطعت قط ��ر لدعمها جماع ��ة "الإخوان‬ ‫الم�سلمي ��ن" – التي ُو ِ�صف ��ت بالمنظمة الإرهابية‬ ‫في دولة الإمارات وال�سعودية ‪ -‬في العام الما�ضي‪،‬‬ ‫و�سحبت �سفراءها من الدوحة (ما عدا الكويت)‪.‬‬ ‫م ��ن جهة �أخرى‪ ،‬كانت ُعمان‪ ،‬التي تتمتع بعالقات‬ ‫�إ�ستراتيجية و�إقت�صادية وثيقة مع �إيران‪ ،‬المحطة الوزير يو�سف بن علوي‪:‬‬ ‫م�شاعر م�شتركة مع اليمنيين‬ ‫الأول ��ى لوزي ��ر الخارجي ��ة الإيراني محم ��د جواد‬ ‫ظري ��ف لمناق�ش ��ة الأزمة اليمنية‪ ،‬قب ��ل �سفره �إلى "تتب ��ع ُعمان دائم� � ًا �سيا�سة خارجي ��ة م�ستقلة"‪،‬‬ ‫�إ�س�ل�ام �آباد لحث باك�ستان عل ��ى �إعادة النظر في يقول باعبود‪" .‬لي�س عليها بال�ضرورة �إتباع �سيا�سة‬ ‫خليجي ��ة موحدة لأن لي�س ��ت هناك واحدة"‪ ،‬على‬ ‫دعمها ال�سابق للجهود ال�سعودية‪.‬‬ ‫وق ��د ت ��م الت�سا�ؤل ح ��ول موقف ال�سلطن ��ة في كتلة حد قوله‪.‬‬ ‫دول مجل�س التع ��اون الخليجي من قبل‪ .‬والآن‪ ،‬مع "لم ّ‬ ‫تتدخل ال�سلطنة‪ ،‬على الرغم من �أن الجي�ش‬ ‫ً‬ ‫�إتخ ��اذ هذه الدول نهج المواجهة‪ ،‬ف�إن دورها مرة ال ُعمان ��ي كان ج ��زءا من "درع الجزي ��رة" لتحرير‬ ‫الكويت‪ ،‬كدولة ع�ضو في مجل�س التعاون الخليجي‪،‬‬ ‫�أخرى تحت دائرة ال�ضوء‪.‬‬ ‫"تخاط ��ر ُعمان في �أن ت�صبح هام�شية وخارجية لكنها كانت �ضد �أي تدخل للإطاحة بنظام �صدام‬ ‫�ضم ��ن دول مجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي التي تبدو ح�سين في ذلك الوقت"‪ ،‬م�ضيف ًا‪.‬‬ ‫�أكث ��ر حزم ًا وبع�ضالت حيث قد تكون �أقل ت�سامح ًا "خ�ل�ال الحرب بين �إيران والعراق‪ ،‬لعبت عمان‬ ‫بالن�سب ��ة �إل ��ى الإختالف ال�سيا�س ��ي عندما تواجه‬ ‫مثل ه ��ذه التهدي ��دات الخارجية الح ��ادة"‪ ،‬يقول‬ ‫الدكت ��ور كري�ستي ��ان كوت�س‪�-‬أولريخ�س ��ن‪ ،‬زمي ��ل‬ ‫في خ�ضم هذا الجو المتوتّر‪،‬‬ ‫باح ��ث في معهد بايكر لل�سيا�سة العامة في جامعة‬ ‫راي�س في هيو�ستن‪.‬‬ ‫�سمع على م�سرح اللعبة‬ ‫كثير ًا ما ُي َ‬ ‫"�إن التح ��دي ال ��ذي يواجه �صن ��اع القرار هو �أن‬ ‫هم�س عاقل‬ ‫ال�سيا�سية في الخليج ٌ‬ ‫عمان تختلف ع ��ن معظم جيرانها في دول مجل�س‬ ‫ُالتع ��اون الخليج ��ي بالن�سب ��ة �إلى معظ ��م الق�ضايا بدل ال�صوت المرتفع الذي يدعو �إلى‬ ‫الأمني ��ة الكبي ��رة ف ��ي المنطق ��ة‪ ،‬ولديه ��ا ت�ص ��ور المعركة‪ ،‬الذي ّ‬ ‫يحث الجهات الفاعلة‬ ‫للتهدي ��دات مختل ��ف ج ��د ًا م ��ن تل ��ك الق�ضايا"‪ ،‬الإقليمية على �إختيار �أقوالها و�أفعالها‬ ‫م�ضيف ًا‪.‬‬ ‫بطريقة �أكثر عقالنية‪ .‬وفي هذا‬ ‫ُعم ��ان بالت�أكيد ال ترى في �إي ��ران تهديد ًا‪� ،‬إذ �أنها‬ ‫هي التي �س ّهلت المحادثات بين وا�شنطن وطهران المنحى مار�ست �سلطنة ُعمان دائم ًا‬ ‫ب�ش� ��أن الإتفاق الن ��ووي المحتم ��ل‪ .‬وكانت م�سقط �ش�ؤون �سيا�ستها الخارجية منف�صلة‬ ‫�أي�ض ًا داعمة لعملي ��ة ال�سالم بين �إ�سرائيل وم�صر‬ ‫عن باقي دول مجل�س التعاون‬ ‫ف ��ي �أواخر �سبعينات القرن الفائ ��ت‪ ،‬والذي واجه‬ ‫الخليجي‬ ‫معار�ضة م ��ن الدول العربية التي قطعت عالقاتها‬ ‫مع القاهرة في ذلك الوقت‪.‬‬

‫‪32‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬

‫دور ًا مهم� � ًا للغاي ��ة ف ��ي محاول ��ة التوفي ��ق وو�ض ��ع‬ ‫نهاي ��ة �سلمية للحرب وال�ص ��راع‪ .‬وخالل �إنتفا�ضة‬ ‫البحري ��ن‪ ،‬ل ��م تر�س ��ل ال�سلطن ��ة �أي جن ��دي �إل ��ى‬ ‫البحري ��ن لأن الق�ضي ��ة بالن�سبة �إل ��ى ُعمان كانت‬ ‫م�س�ألة داخلي ��ة وكانت تواج ��ه تحدياتها الداخلية‬ ‫الخا�صة على �أي حال"‪ ،‬على حد تعبير باعبود‪.‬‬ ‫"عم ��ان هي بلد �صغي ��ر بموارد مح ��دودة‪ ،‬وهي‬ ‫ُ‬ ‫لي�ست من ه ��واة ال�سيا�سة الخارجي ��ة المغامرة"‪،‬‬ ‫�أ�ضاف‪.‬‬ ‫جزء من التف�سير لنه ��ج ال�سلطنة المختلف‪ ،‬يقول‬ ‫عوزي رابي‪ ،‬مدير مركز مو�شي دايان في تل �أبيب‬ ‫لدرا�س ��ات ال�ش ��رق الأو�س ��ط و�أفريقي ��ا‪ ،‬يكمن في‬ ‫"الثقاف ��ة والتراث المتع� � ّددَي الأعراق‪ ،‬والأديان‬ ‫واللغ ��ة"‪ ،‬اللذين ي�ش� � ّكالن وجهة النظ ��ر ال ُعمانية‬ ‫العالمية و�إدراك التهديدات‪.‬‬ ‫"�أعتق ��د �أن واحد ًا من الم�ؤ�شرات �إلى هذا النوع‬ ‫من ال�سيا�سة الخارجية الفريدة جد ًا ُيمكن العثور‬ ‫عليه في فكرة طيبة للغاية تُدعى ال�شرق الأو�سطي‬ ‫ف�صلها يو�سف بن علوي"‪،‬‬ ‫�أو �شرق الأو�سطية‪ ،‬التي ّ‬ ‫كما ّ‬ ‫يو�ضح‪.‬‬ ‫"لذل ��ك ال تتحدث معي ع ��ن هويتك البدائية‪ ،‬ال‬ ‫تتح ��دث معي حول �أين يكم ��ن وال�ؤك‪ ،‬ت�أكد من �أن‬ ‫كل واح ��د منا في ال�شرق الأو�سط يمكنه �أن ين�ضم‬ ‫مع� � ًا‪ ،‬ويمكنن ��ا �أن ن�ش ��كل نوع ًا من �صيغ ��ة يمكننا‬ ‫بوا�سطته ��ا ان تكون لدينا القوة لبن ��اء تعاوننا في‬ ‫الم�ستقبل‪ ،‬والذي �سوف ُيفيد كل واحد منا"‪ ،‬على‬ ‫تعبير رابي‪.‬‬ ‫"ه ��ذا هو ال�شيء الذي �أعتقد �أنه ما يم ّيز ُعمان‬


‫الن�ساء في قطر‪� :‬أ�سا�س ال�سيا�سة ال�سكانية في البالد‬

‫الدوحة ‪� -‬إبراهيم �شعبان‬ ‫�أف ��اد �أول تقدير عن ع ��دد �سكان قطر‪،‬‬ ‫ال ��ذي و�ضعه جون غ ��وردون لوريمر من‬ ‫وزارة الخارجي ��ة البريطانية في الع ��ام ‪ ،1904‬ب�أن‬ ‫مجم ��وع ال�سكان ف ��ي الإم ��ارة الخليجي ��ة ال�صغيرة‬ ‫بلغ حوال ��ي ‪ 27،000‬ن�سم ��ة‪ .‬قبل �إكت�ش ��اف النفط‪،‬‬ ‫كان �صي ��د الل�ؤل�ؤ هو الدعام ��ة الإقت�صادية للإمارة؛‬ ‫وم ��ع ذلك‪ ،‬فق ��د �أدّى تط ّور �صناعة الل�ؤل� ��ؤ اليابانية‬ ‫ّ‬ ‫المتح�ض ��رة ف ��ي بداي ��ة ثالثين ��ات الق ��رن الفائت‪،‬‬ ‫جنب ًا �إلى جنب مع الك�س ��اد العظيم‪ ،‬وبداية الحرب‬ ‫�صاح َبه‬ ‫العالمي ��ة الثانية‪� ،‬إلى ركود �إقت�ص ��ادي حاد َ‬ ‫�إنخفا� ��ض حاد في عدد ال�سكان في قطر �إلى حوالي‬ ‫‪ 16،000‬ن�سم ��ة بحل ��ول منت�ص ��ف �أربعين ��ات القرن‬ ‫الفائ ��ت‪ .‬ومع بداية ت�صدي ��ر النفط في العام ‪1949‬‬ ‫�إنعك� ��س ه ��ذا الإتج ��اه الإقت�ص ��ادي‪ .‬ونتيجة لذلك‪،‬‬ ‫دخ ��ل المزي ��د والمزي ��د م ��ن النا� ��س �إل ��ى الإمارة‪،‬‬ ‫وبحلول العام ‪ُ ،1950‬ق� �دّر عدد �سكان قطر بحوالي‬ ‫‪ 30،000-25،000‬ن�سمة‪.‬‬ ‫ج ��رى �أول تع ��داد �سكان ��ي للقطريي ��ن ف ��ي الع ��ام‬ ‫‪1970‬حي ��ث و�ض ��ع عدد ال�س ��كان الأ�صليي ��ن بحدود‬ ‫‪ 45,039‬ن�سم ��ة‪ .‬م ��ع ذل ��ك‪ ،‬ب�سب ��ب ع ��دم الأخ ��ذ‬ ‫بالإعتبار الإناث والأطفال في حينه من قبل من ّفذي‬ ‫التع ��داد‪ ،‬والذين كان ��وا ي�شكلون ‪ 6‬ف ��ي المئة‪ ،‬يبدو‬ ‫�أن عدد المواطني ��ن القطريين في ذلك الوقت كان‬ ‫�أقرب �إلى ‪.47،700‬‬ ‫وفق� � ًا لتقدي ��رات خبي ��ري الديموغرافي ��ا "جي �سي‬ ‫بيرك� ��س" و"كاليف �سنكلير"‪ ،‬بحلول العام ‪،1975‬‬ ‫بلغ ع ��دد ال�س ��كان الوطنيين لدولة قط ��ر ‪،60,300‬‬ ‫�إرتفاع� � ًا بن�سب ��ة ‪ 34‬ف ��ي المئ ��ة عن نتيج ��ة التعداد‬

‫الر�سم ��ي للعام ‪ .1970‬ه ��ذا النمو ال�سكاني ال�سريع‬ ‫ال يمك ��ن �أن يكون نتيجة زيادة طبيعية (�أي الوالدات‬ ‫ناق� ��ص الوفي ��ات) وحدها لأن ��ه �سيتطل ��ب متو�سط‬ ‫معدل زيادة طبيعية �سنوية قدره ‪ 4.8‬في المئة وهو‬ ‫�أم ��ر غير مرجح‪ .‬وبما �أن مع ��دل الوفيات الخام في‬ ‫قط ��ر في �أوائل �سبعينات الق ��رن الفائت كان حوالي‬ ‫‪ 20-18‬لكل ‪� 1،000‬شخ�ص‪ ،‬فهذا يعني �أنه من �أجل‬ ‫تحقي ��ق معدل زيادة طبيعية من ‪ 4.8‬في المئة‪ ،‬ف�إن‬

‫تم تنفيذ �آخر تعداد لل�سكان‬ ‫في قطر في ني�سان (�إبريل) ‪.2010‬‬ ‫وقد ن�شرت ال�سلطات فقط بيانات عن‬ ‫ال�سكان الذين تتراوح �أعمارهم بين‬ ‫‪� 10‬سنين وما فوق‪ .‬ووفق ًا لهذا التعداد‪،‬‬ ‫ف�إن عدد المواطنين ب�أعمار تتراوح بين‬ ‫ع�شر �سنين و�أكبر بلغ ‪.174,279‬‬ ‫و�إذا �أ�ضفنا ‪-- 65,763‬الوالدات‬ ‫ناق�ص الوفيات الر�ضع ‪ -‬خالل العقد‬ ‫ال�سابق للتعداد – ف�إن النتيجة هي �أن‬ ‫عدد ال�سكان الأ�صليين القطريين بلغ‬ ‫‪ 240,042‬في �أواخر ني�سان‬ ‫(�إبريل) ‪2010‬‬

‫مع ��دل المواليد الخ ��ام يجب �أن يك ��ون �أكثر من ‪65‬‬ ‫ل ��كل ‪ 1،000‬ن�سمة‪ ،‬وه ��و �أمر غير معق ��ول‪ .‬وهكذا‪،‬‬ ‫مع الأخذ بعين الإعتبار معدل الزيادة الطبيعية نحو‬ ‫‪ 3.2‬في المئة في المتو�سط ال�سنوي خالل الن�صف‬ ‫الأول من �سبعينات الق ��رن الفائت‪ ،‬ف�إن عدد �سكان‬ ‫قط ��ر الأ�صليين في الع ��ام ‪ 1975‬كان ينبغي �أن يبلغ‬ ‫حوال ��ي ‪ 56،000‬ن�سمة‪� ،‬أي نحو ‪� 4،300‬شخ�ص �أقل‬ ‫من تقديرات بيرك�س و�سنكلير‪.‬‬ ‫بم ��ا �أن �سيا�سة التجني�س القطري ��ة في ذلك الوقت‬ ‫كان ��ت �صارمة للغاي ��ة‪ ،‬فمن غير المعق ��ول �أن تكون‬ ‫ال�سلط ��ات ق ��د ج َّن�س ��ت �أكث ��ر م ��ن ‪ 4،000‬مهاجر‪،‬‬ ‫وبالتحدي ��د ‪ 8-7‬في المئة من �إجمال ��ي المواطنين‬ ‫القطريي ��ن‪ ،‬خالل فترة خم�س �سنوات فقط‪ .‬البديل‬ ‫الوحيد من تقييم تقدي ��رات بيرك�س و�سنكلير للعام‬ ‫‪ 1975‬وتل ��ك ال�ص ��ادرة ع ��ن لجنة الأم ��م المتحدة‬ ‫الإقت�صادي ��ة لغربي �آ�سيا ف ��ي (الإكوا)‪ ،‬التي قدّرت‬ ‫ع ��دد المواطني ��ن ف ��ي قط ��ر ب‪ 65,357‬ف ��ي العام‬ ‫‪ ،1980‬ه ��و العثور على ع ��دد المواطنين القطريين‬ ‫ف ��ي تع ��داد �آذار (مار� ��س) ‪ 1986‬وتنفي ��ذ �أ�سل ��وب‬ ‫"توقعات �سابقة خلفية"‪.‬‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪ ،1985‬قدّرت "�أت�ش �آر ب ��ي ليمتد"‪ ،‬وهي‬ ‫�شرك ��ة تابعة لبن ��ك لويدز‪ ،‬عدد ال�س ��كان الأ�صليين‬ ‫لدول ��ة قطر ب‪ 84,240‬ن�سم ��ة‪ ،‬وهو رقم �أعلى ب‪29‬‬ ‫ف ��ي المئة م ��ن تقدير "الإكوا" ف ��ي ‪ .1980‬والزيادة‬ ‫الطبيعي ��ة الإ�سمي ��ة‪� ،‬أي الفائ� ��ض م ��ن والدة حي ��ة‬ ‫عل ��ى الوفي ��ات خ�ل�ال الفت ��رة ‪ 1985-1980‬كان ��ت‬ ‫‪ ،15،689‬وهو ما يمثل زيادة ن�سبة ‪ 24‬في المئة على‬ ‫تقدي ��ر "الإكوا"‪ .‬وهذا يع ّبر عن ف ��رق قدره ‪3،200‬‬ ‫�شخ� ��ص بين تقدير "الإيكوا" للعام ‪ 1980‬بالإ�ضافة‬ ‫�إل ��ى الزي ��ادة الطبيعي ��ة لفت ��رة ‪1985-1981‬‬ ‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪35‬‬


‫الخليج العربي‬ ‫قطر‬

‫درا�سة مع ّمقة لديموغرافية �إمارة �آل ثاني‬

‫لماذا تعتبر قطر عدد سكانها‬ ‫من األسرار الوطنية؟‬ ‫غالبي��ة ال��دول ال تف�شي بجميع المعلوم��ات والأطر الديموغرافي��ة عن �سكانها‪ .‬في بع���ض الأحيان‪ ،‬ال‬ ‫تتوافر هذه البيانات ب�سبب �ضعف النظام كما هو الحال في العديد من البلدان الأفريقية جنوب ال�صحراء‬ ‫الكبرى‪ ،‬وفي الآونة الأخيرة‪ ،‬في اليمن و�سوريا والعراق ب�سبب الحروب الأهلية الطويلة على �أرا�ضيها‪.‬‬ ‫في بلدان �أخرى‪ ،‬مثل الواليات المتحدة وبلجيكا وفرن�سا‪ ،‬هناك نق�ص في البيانات بالن�سبة �إلى الت�شكيل‬ ‫الديني لل�سكان ب�سبب الف�صل الر�سمي بين الكني�سة والدولة‪.‬‬ ‫ف��ي حي��ن �أن دول مجل�س التعاون الخليج��ي لم تقم �أبد ًا بن�شر التكوين الدين��ي ل�سكانها الأ�صليين‪ ،‬فقد‬ ‫حتى ال تعل��ن عن الحج��م الإجمالي‬ ‫تخلّفت قط��ر عن الرك��ب �أكثر‪ :‬فهي‬ ‫"�س��ر ًا وطنياً"‪ .‬كم��ا قيل لمحرر‬ ‫ل�سكانها الأ�صليي��ن‪ ،‬الذي يُعتبَر‬ ‫كيو) التي ت�صدر في الدوحة‪،‬‬ ‫في المطبوعة الإلكترونية (بي‬ ‫�س�أل جهاز الإح�صاء القطري‬ ‫يدعى "جور �سن��وج" عندما‬ ‫‪ 18‬كان��ون الأول (دي�سمبر)‬ ‫عن بيان��ات ديموغرافية في‬ ‫�أن البيان��ات المطلوب��ة غي��ر‬ ‫‪" :.2013‬ي�ؤ�سفنا �أن نبلغكم‬ ‫متوفرة"‪.‬‬ ‫الق��رن الفائت‪ ،‬ل��م يكن لدى‬ ‫حت��ى �أوائ��ل ثمانين��ات‬ ‫بيان��ات ديموغرافي��ة كامل��ة عن‬ ‫ال�سلط��ات القطري��ة ف��ي الواق��ع‬ ‫وبالت�أكيد بعد تنفيذ تعداد العام ‪،1986‬‬ ‫�سكانها الأ�صليين‪ .‬ومنذ ذلك الحين‪،‬‬ ‫كانت هذه البيانات �شاملة ودقيقة ومخفية عمداً‪ .‬لماذا ال تن�شر ال�سلطات القطرية البيانات الأ�سا�سية عن‬ ‫عدد مواطنيها كما تفعل جميع البلدان الأخرى؟ ال�سبب في ذلك‪ ،‬على ما يبدو‪ ،‬هو ب�سيط جداً‪� :‬إن عدد‬ ‫ال�سكان الوطنيين الأ�صليين �صغير جد ًا وال يتنا�سب مع الإحتياجات والتطلعات ال�سيا�سية للبالد‪ .‬ولأن‬ ‫قطر تف�ضل عدم تجني�س �أعداد كبيرة من الأجانب‪ ،‬بمن فيهم العرب ال�سنة‪ ،‬كان الخيار الوحيد هو في‬ ‫�إخف��اء الحجم ال�صغير لل�سكان الأ�صليي��ن من خالل التظاهر والمراوغة والإدع��اء بعدم وجود بيانات‪.‬‬ ‫والهدف الرئي�سي من هذا التقرير هو �إ�ستك�شاف هذا "ال�سرّ"‪.‬‬

‫‪34‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬


‫�إن قيا�س الزيادة الطبيعية بين تعدادي عامي ‪1997‬‬ ‫و‪ 2004‬ي�شي ��ر �إل ��ى الرق ��م ‪ .36,748‬ويالتالي‪ ،‬ف�إن‬ ‫نتائج تعداد ‪ 1997‬بالإ�ضاف ��ة �إلى الزيادة الطبيعية‬ ‫بي ��ن التعدادين ت�شي ��ر �إل ��ى ‪� ،188,519‬أي �أكثر من‬ ‫‪ 500‬من نتائج تعداد ‪ -- 2004‬رقم تافه ربما يرجع‬ ‫�سبب ��ه �إلى بع� ��ض الوفيات م ��ن المواطنين في الفئة‬ ‫العمري ��ة ‪ -10-1‬وبع� ��ض التقارير غي ��ر ال�صحيحة‬ ‫�أو �أخطاء في التع ��دادات‪� .‬إن العدد المح�سوب وفق ًا‬ ‫لبيانات الزيادة الطبيعية القطرية ي�شير �إلى الرقم‬ ‫‪ 194,092‬ف ��ي منت�ص ��ف الع ��ام ‪ ،2004‬وه ��و �أعلى‬ ‫حوالي ‪ 3‬في المئة م ��ن ح�ساب كاتب نتائج التعداد‪.‬‬ ‫ويمك ��ن �أن ُيعزى هذا النق� ��ص �إلى حقيقة �أن هناك‬ ‫ثالث ��ة �أ�شهر ون�صف بي ��ن تطبيقات التع ��داد‪ ،‬وهي‬ ‫الفترة بين منت�صف �آذار (مار�س) ومنت�صف العام‬ ‫(نهاي ��ة حزيران ‪ /‬يونيو)‪ .‬وهناك �سبب �آخر هو �أن‬ ‫معدل الزيادة الطبيعية الذي يوفره جهاز الإح�صاء‬ ‫لي� ��س دقيق� � ًا تمام� � ًا لأنه يت�ضم ��ن واح ��د ًا فقط من‬ ‫الأرقام بعد الفا�صلة الع�شرية‪.‬‬ ‫ت ��م تنفي ��ذ �آخر تع ��داد لل�سكان في قطر ف ��ي ني�سان‬ ‫(�إبري ��ل) ‪ .2010‬وكم ��ا ف ��ي تع ��داد الع ��ام ‪،1997‬‬ ‫ن�شرت ال�سلط ��ات فقط بيانات ع ��ن ال�سكان الذين‬ ‫تت ��راوح �أعماره ��م من ‪� 10‬سني ��ن وما ف ��وق‪ .‬ووفق ًا‬ ‫له ��ذا التعداد‪ ،‬ف�إن عدد المواطني ��ن ب�أعمار تتراوح‬ ‫بي ��ن ع�شر �سنين و�أكبر بل ��غ ‪ .174,279‬و�إذا �أ�ضفنا‬ ‫‪-- 65,763‬ال ��والدات ناق� ��ص الوفي ��ات الر�ض ��ع ‪-‬‬ ‫خالل العقد ال�ساب ��ق للتعداد – ف�إن النتيجة هي �أن‬ ‫عدد ال�سكان الأ�صليين القطريين بلغ ‪ 240,042‬في‬ ‫�أواخر ني�سان (�إبريل) ‪.2010‬‬ ‫وم ��ع ذلك‪ ،‬تظه ��ر �شذوذ غريبة ومهم ��ة‪ .‬وذلك لأن‬ ‫�إ�ضافة الزيادة الطبيعية بين التعدادين (‪)38,641‬‬ ‫�إل ��ى بيان ��ات �إح�صاء الع ��ام ‪ 2004‬ينت ��ج ‪226,658‬‬ ‫ن�سم ��ة‪� ،‬أي �أقل ‪ 13،384‬من النتائ ��ج الفعلية لتعداد‬ ‫العام ‪ .2010‬وال يمك ��ن تف�سير هذه الفجوة الكبيرة‬ ‫ب�سب ��ب التعداد غير ال�صحي ��ح للمواليد‪ .‬وهذا لي�س‬ ‫فق ��ط ب�سب ��ب حقيقة �أنه من ��ذ الع ��ام ‪ ،2000‬قد تم‬ ‫"حو�سب ��ة" نظ ��ام الت�سجيل المدن ��ي القطري تمام ًا‬ ‫(�أي و�ضعه عل ��ى الكومبيوتر)‪ ،‬ولكن �أي�ض ًا لأن لدى‬ ‫الآب ��اء القطريي ��ن كل الأ�سب ��اب لت�سجي ��ل الوالدات‬ ‫الجدي ��دة ب�سبب الإفادة من مختل ��ف الإعانات التي‬ ‫تقدمه ��ا الحكوم ��ة لكل ولي ��د قطري‪ .‬وع�ل�اوة على‬ ‫ذل ��ك‪ ،‬ب�سبب الوقت الق�صير بي ��ن التعدادين‪ ،‬فمن‬ ‫ال�سه ��ل ج ��دا مقارن ��ة الفئ ��ات العمرية ف ��ي هذين‬ ‫التعدادين‪.‬‬ ‫تح ��ت �ش ��رط "ع ��دم التجني� ��س وت ��وازن الهجرة"‪،‬‬ ‫�أي الزي ��ادة الطبيعي ��ة فقط‪ ،‬ف�إن ع ��دد المواطنين‬ ‫القطريين في الفئة العمرية ‪ 58-4‬في �إح�صاء العام‬

‫�أمير قطر ال�سابق ال�شيخ حمد‪:‬‬ ‫لي�س لدينا �سيا�سة للتجني�س‬

‫‪ 2004‬كان ينبغ ��ي �أن يكون عل ��ى مقربة من مطابقة‬ ‫الفئ ��ة العمري ��ة ‪ 64-10‬في تعداد الع ��ام ‪ .2010‬في‬ ‫الواق ��ع‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬في حي ��ن �أن الفئة العمرية ‪58-4‬‬ ‫ف ��ي �إح�صاء العام ‪ 2004‬بلغ عددها ‪ ،155,024‬ف�إن‬ ‫الفئ ��ة العمرية ‪ 64-10‬ف ��ي تعداد الع ��ام ‪ 2010‬بلغ‬ ‫عددها ‪ ،166,932‬حوالي ‪� 12,000‬شخ�ص �إ�ضافي‪.‬‬ ‫ال يمكن تبرير الفجوة غي ��ر المبررة بين التعدادين‬ ‫بم�س�أل ��ة قبيل ��ة �آل م� � ّرة‪ ،‬عندم ��ا �ألغ ��ت ال�سلط ��ات‬ ‫القطري ��ة ف ��ي �آذار (مار� ��س) ‪ 2005‬جن�سية حوالي‬ ‫‪ 6،000‬من �أفراد القبيل ��ة للإ�شتباه في عدم والئهم‬ ‫للأمي ��ر‪ .‬وذل ��ك لأن جن�سيته ��م �أُعي ��دت �إليه ��م في‬

‫�شب ��اط (فبراي ��ر) ‪ .2006‬وبالتال ��ي‪ ،‬ف� ��إن ك ًال من‬ ‫�إلغ ��اء �أو �إع ��ادة جن�سيتهم تم خ�ل�ال الفترة ما بين‬ ‫التعدادين‪.‬‬ ‫وهك ��ذا‪ ،‬ف ��ي حي ��ن �أن الفرق ف ��ي ع ��دد المواطنين‬ ‫القطريين بين تعدادي ‪ 1970‬و‪ 1986‬يمكن تف�سيره‬ ‫جزئي� � ًا على الأق ��ل ب�سبب �إنخفا�ض تع ��داد المواليد‬ ‫ف ��ي فت ��رة عندم ��ا كان نظ ��ام الت�سجي ��ل المدن ��ي‬ ‫القط ��ري في بدايات ��ه‪ ،‬ف�إن الق�ضية ل ��م تكن كذلك‬ ‫في الفترة ما بين تعدادي ‪ 2004‬و‪ .2010‬الإ�ستنتاج‬ ‫الوحي ��د المعقول ه ��و �أنه‪ ،‬خالل الفت ��رة بين هذين‬ ‫التعدادي ��ن‪ ،‬كان هناك تجني�س �أعداد كبيرة حوالي‬ ‫‪ 13،400‬ن�سم ��ة‪ ،‬يمثل ��ون حوالي ‪ 5.6‬ف ��ي المئة من‬ ‫مواطني البلد في تعداد العام ‪.2010‬‬ ‫ت�شي ��ر بيانات زي ��ادة القطريي ��ن طبيعي� � ًا �أي�ض ًا �إلى‬ ‫التجن� ��س الهائل خ�ل�ال الفترة ما بي ��ن التعدادين‪،‬‬ ‫وال �سيم ��ا ف ��ي عام ��ي ‪ 2007‬و‪ .2008‬فيم ��ا‪ ،‬وفق� � ًا‬ ‫لح�ساب ��ات عل ��ى �أ�سا�س بيان ��ات الزي ��ادة الطبيعية‬ ‫القطري ��ة‪� ،‬إرتف ��ع ع ��دد المواطني ��ن القطريين من‬ ‫‪ 215,199‬في منت�صف الع ��ام ‪� 2007‬إلى ‪232,267‬‬ ‫ف ��ي منت�صف العام ‪ ،2008‬كان ��ت الزيادة الطبيعية‬ ‫الفعلية في تلك الأ�شهر الإثني ع�شر �أقل من ‪،7،000‬‬ ‫�أي حوالي ‪� 10،500‬أقل من النمو الفعلي‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫لأن ��ه لي� ��س م ��ن الوا�ضح مت ��ى جرى ه ��ذا التجني�س‬ ‫الوا�سع النطاق‪ ،‬فم ��ن المعقول �أن يتم تق�سيم النمو‬ ‫"الإ�ضافي" ما وراء الزيادة الطبيعية ب�شكل مت�ساو‬ ‫عبر فترة ‪� 6‬سنوات بين التعدادين‪.‬‬

‫�سيا�سة التجنّ�س في قطر‬

‫في العام ‪ 2004‬توقعت �شعبة ال�سكان في‬ ‫الأمم المتحدة �أن يبلغ عدد �سكان قطر‬ ‫‪ 874،000‬ن�سمة في العام ‪ .2050‬وفي‬ ‫العام ‪ ،2009‬نقل المحللون كلود بي ِّربي‪،‬‬ ‫وفران�سي�سكو مارتوريل‪ ،‬وجيفري تانر‬ ‫توقعات عن مكتب الإح�صاء الأميركي تفيد‬ ‫ب�أنه "في العام ‪� 2020‬سوف يتجاوز عدد‬ ‫ال�سكان [القطريين وغير القطريين] ‪1.1‬‬ ‫مليون �شخ�ص"‪ .‬وبحلول الوقت الذي ن�شر‬ ‫فيه المقال‪ ،‬كان عدد �سكان قطر بالفعل‬ ‫�أعلى من ذلك بكثير‪ ،‬والذي بلغ ‪1.64‬‬ ‫مليون ن�سمة في منت�صف العام ‪2009‬‬

‫مع بداية ع�صر النفط في دول الخليج العربي‪ ،‬ولكن‬ ‫خ�صو�ص� � ًا بعد الطف ��رة النفطية ف ��ي ت�شرين الأول‬ ‫(�أكتوب ��ر) ‪ ،1973‬واجهت هذه ال ��دول خيارين ل�سد‬ ‫الفج ��وة بين �إحتياجات العمل م ��ن العمال والعر�ض‬ ‫ال ُمت ��اح‪� :‬إعتماد �سيا�سات هج ��رة العمالة من بلدان‬ ‫العالم المتق ��دم وتجني�س �أعداد كبي ��رة من العمال‬ ‫الأجانب‪� ،‬أو �إ�ستيراد عمال ��ة م�ؤقتة من المهاجرين‬ ‫م ��ن �أج ��ل م ��لء النق�ص ف ��ي الم ��دى الق�صي ��ر‪ .‬تم‬ ‫تنفيذ هذا الخيار الثاني في نهاية المطاف في دول‬ ‫الخليج النفطية بما في ذلك قطر‪ .‬وكان من الم�ؤمل‬ ‫�أنه ف ��ي الم�ستقب ��ل غير البعي ��د‪� ،‬سوف يت ��م تزويد‬ ‫غالبية القوى العامل ��ة المطلوبة من المواطنين من‬ ‫خالل �إ�ستثمارات كبيرة في مجال التعليم والتدريب‬ ‫المهن ��ي م ��ن جه ��ة والتدابي ��ر ال�سخي ��ة للمواطنين‬ ‫الأ�صليين التي م ��ن �ش�أنها �أن ت�شجع �إرتفاع معدالت‬ ‫الخ�صوب ��ة م ��ن جه ��ة �أخ ��رى‪ .‬وق ��د �إعتم ��دت هذه‬ ‫ال�سيا�س ��ة رد ًا عل ��ى الخوف م ��ن �أن ي� ��ؤدي تجني�س‬ ‫الأجان ��ب عل ��ى نطاق وا�س ��ع‪ ،‬حتى م ��ن العرب‬ ‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪37‬‬


‫الخليج العربي ¶ قطر‬ ‫وتقدي ��رات "�أت� ��ش �آر ب ��ي ليمتد" في الع ��ام ‪.1985‬‬ ‫وه ��ذه الفج ��وة يمك ��ن تف�سيره ��ا بتجني� ��س الن�ساء‬ ‫الأجنبي ��ات المتزوجات من المواطني ��ن القطريين‬ ‫�شجع ��ت عليه ��ا الحكومة‬ ‫‪ -‬ظاه ��رة �شائع ��ة ج ��د ًا ّ‬‫القطرية ‪ --‬كذلك من طريق �إ�ضافة بع�ض الوالدات‬ ‫الم�سجلة‪ ،‬مما يعك�س حقيقة �أن نظام الت�سجيل‬ ‫غير‬ ‫َّ‬ ‫المدني في قطر كان في حينه ما زال في مهده‪.‬‬ ‫الم�شكل ��ة‪ ،‬م ��ع ذل ��ك‪ ،‬ه ��ي م ��ع نتائ ��ج تع ��داد �آذار‬ ‫(مار� ��س) ‪ .1986‬وفق ًا لبيان ��ات قطرية ر�سمية‪ ،‬بلغ‬ ‫عدد المواطني ��ن القطريين الذين تتراوح �أعمارهم‬ ‫بي ��ن خم�س ��ة ع�شر عام� � ًا وم ��ا ف ��وق ‪ 54,502‬ن�سمة‬ ‫(‪ 26,878‬منه ��م من الذكور و‪ 27,624‬من الإناث)‪.‬‬ ‫ووفق� � ًا للأرقام ال�صادرة عن لجن ��ة الأمم المتحدة‬ ‫الإقت�صادي ��ة والإجتماعي ��ة لغربي �آ�سي ��ا (الإ�سكوا‪،‬‬ ‫الإك ��وا �سابق� � ًا)‪ ،‬ف�إن ع ��دد المواطني ��ن القطريين‬ ‫ف ��ي تعداد ‪ 1986‬بل ��غ ‪ 101,859‬ن�سم ��ة‪ .‬ويعني هذا‬ ‫الرق ��م �أن القطريي ��ن الذي ��ن تق ��ل �أعماره ��م ع ��ن‬ ‫خم�س ��ة ع�ش ��ر عام� � ًا ي�ش ّكل ��ون ‪ 46.5‬ف ��ي المئة من‬ ‫�إجمالي المواطنين القطريين ‪ --‬وهو معدل معقول‬ ‫عل ��ى �أ�سا� ��س �أن اله ��رم العمري لل�س ��كان الأ�صليين‬ ‫القطريي ��ن وا�س ��ع ج ��د ًا نظ ��ر ًا �إلى �إرتف ��اع معدالت‬ ‫الزيادة الطبيعية خالل ال�سبعينات و الن�صف الأول‬ ‫من ثمانينات القرن الفائت‪.‬‬ ‫وم ��ع ذلك‪ ،‬فمن غي ��ر المرجح �أنه ف ��ي �سنة واحدة‬ ‫‪ -‬بين منت�صف العام ‪ 1985‬و�آذار (مار�س) ‪1986‬‬‫– قد يكون زاد عدد المواطنين القطريين بن�سبة‬ ‫‪� 17,619‬شخ�ص‪ .‬وعالوة على ذلك‪� ،‬إذا كان هناك‬ ‫تجني� ��س �أعداد كبيرة م ��ن الن�س ��اء اللواتي تزوجن‬ ‫مواطنين قطريين بي ��ن تعدادي ‪ 1970‬و‪ ،1986‬ف�إن‬ ‫ع ��دد الن�ساء القطريات اللوات ��ي بلغن الع�شرين من‬ ‫العم ��ر و�أكبر ف ��ي بيان ��ات تع ��داد ‪ 1986‬كان ينبغي‬ ‫�أن يك ��ون �أعل ��ى بكثي ��ر من ع ��دد الذكور‪ .‬ه ��ذا‪ ،‬مع‬ ‫ذل ��ك‪ ،‬لم يكن الح ��ال‪ .‬فوفق ًا لنتائ ��ج التعداد‪ ،‬كان‬ ‫ع ��دد الإناث التي تت ��راوح �أعمارهن بي ��ن الع�شرين‬ ‫و�أكبر �أق ��ل من ‪ 1،000‬فوق ع ��دد الذكور (‪21,670‬‬ ‫من الإناث و‪ 20,734‬م ��ن الذكور)‪ .‬البيانات ح�سب‬ ‫الإح�صاءات القطري ��ة الر�سمية عن المعدل والعدد‬ ‫الإ�سم ��ي للزي ��ادة الطبيعي ��ة ت�ض ��ع �إجمال ��ي ع ��دد‬ ‫المواطني ��ن القطريين عند ‪ 91,979‬ن�سمة في العام‬ ‫‪ ،1984‬مرتفع� � ًا �إل ��ى ‪ 99,642‬في الع ��ام ‪� ،1986‬أي‬ ‫‪� 2،217‬شخ�ص ًا �أقل من تقديرات "الإ�سكوا"‪.‬‬ ‫في �ضوء عدد المواطنين القطريين ح�سب البيانات‬ ‫القطري ��ة الر�سمي ��ة ع ��ن نتائ ��ج الزي ��ادة الطبيعية‬ ‫والفعلي ��ة لتع ��داد ‪ ،1986‬ف� ��إن الإ�ستنت ��اج الوحي ��د‬ ‫المعق ��ول هو �أنه خالل الفترة ما بين تعدادي ‪1970‬‬ ‫و‪ ،1986‬وبالتحديد خالل "عقد طفرة النفط" كان‬

‫‪36‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬

‫�أمير قطر ال�شيخ تميم‪:‬‬ ‫كيف �سيدير البالد مع الإرتفاع في عدد ال�سكان الأ�صليين‬

‫هناك تجني�س �أع ��داد كبيرة من الذكور والإناث في‬ ‫قطر‪.‬‬ ‫وهن ��اك م�ؤ�ش ��ر وا�ضح �إلى ه ��ذا التجني� ��س الوا�سع‬ ‫النط ��اق للن�ساء في �س ��ن الإنجاب ويتم ّث ��ل بالزيادة‬ ‫الحادة في عدد الموالي ��د‪ ،‬الذي نما من ‪ 2،853‬في‬ ‫الع ��ام ‪� 1980‬إلى ‪ 4034‬في العام ‪ .1986‬وهذا يعني‬ ‫�أنه في �ست �سنوات فقط‪ ،‬زاد عدد المواليد الأحياء‬ ‫بن�سب ��ة ‪ 41.4‬في المئة‪ .‬مع الأخذ ف ��ي االعتبار �أنه‬ ‫خالل تلك الفترة لم يزد معدل الخ�صوبة الإجمالي‬ ‫(متو�س ��ط​​ع ��دد الأطف ��ال الذي ��ن يول ��دون لإم ��ر�أة‬ ‫خالل حياتها) كم ��ا �إنخف�ض ب�شكل كبير‪ ،‬والتف�سير‬

‫ين�ص القانون رقم ‪ 38‬ال�صادر‬ ‫في ‪ 2005‬لأول مرة على �آلية‬ ‫قانونية حيث يمكن للأجنبي‬ ‫التقدم بطلب للح�صول على الجن�سية‬ ‫القطرية‪ .‬وفق ًا للقانون الجديد‪ ،‬يمكن‬ ‫الح�صول على الجن�سية القطرية‬ ‫لمن توافرت فيه ال�شروط التالية‪�( :‬أ)‬ ‫الإقامة في قطر لمدة ال تقل عن خم�سة‬ ‫وع�شرين عام ًا متتالي ًا‪( .‬ب) القدرة على‬ ‫التحدث باللغة العربية‪( .‬ج) �سجل‬ ‫جنائي نظيف‪ ،‬و (د) و�سيلة‬ ‫م�شروعة للدخل‬

‫المنطق ��ي الوحيد للنم ��و ال�سريع في ع ��دد المواليد‬ ‫الأحياء كان ج� � ّراء الزيادة الكبيرة في عدد الن�ساء‬ ‫في �س ��ن الإنجاب‪ .‬ولك ��ن نظر ًا �إلى ع ��دم وجود �أي‬ ‫بيان ��ات ب�ش� ��أن التجني�س في قطر‪ ،‬فم ��ن الم�ستحيل‬ ‫تقيي ��م ع ��دد المواطني ��ن القطريي ��ن خ�ل�ال فت ��رة‬ ‫تعدادي ‪ 1970‬و‪.1986‬‬ ‫الم�ضي قدم ًا يفيد ب�أنه‪ ،‬وفق ًا لنتائج التعداد ال�سكاني‬ ‫للعام ‪ ،1997‬بلغ ع ��دد المواطنين القطريين الذين‬ ‫تت ��راوح �أعماره ��م بي ��ن ‪� 15‬سنة وما ف ��وق ‪84,902‬‬ ‫ن�سمة‪ ،‬ف ��ي حين �أن �أولئك الذين تت ��راوح �أعمارهم‬ ‫بي ��ن ع�شرة وما فوق بلغ عددهم ‪� 103,273‬شخ�ص ًا‪.‬‬ ‫كم ��ا �أن ع ��دد المواليد الأحياء ناق� ��ص الوفيات من‬ ‫الر�ضع (الأطف ��ال دون عمر �سنة) خالل العقد قبل‬ ‫تنفيذ التع ��داد بلغ ‪ .48,498‬ل ��و �إفتر�ضنا �أن هناك‬ ‫�صفر هج ��رة من الفئة العمرية ‪ 10-0‬و�صفر وفيات‬ ‫للأطف ��ال م ��ن الفئ ��ة العمري ��ة ‪ ،10-1‬فه ��ذا يجعل‬ ‫مجم ��وع المواطني ��ن القطريي ��ن ‪� 151,771‬شخ�ص ًا‬ ‫م ��ع تمثيل الفئة العمرية تح ��ت �سن ‪ 10‬ن�سبة ‪ 32‬في‬ ‫المئ ��ة من مجم ��وع ال�سكان ‪ --‬ن�سب ��ة مئوية معقولة‬ ‫نظ ��ر ًا �إلى زي ��ادة الأنماط الطبيعي ��ة لدولة قطر في‬ ‫ذلك الوقت‪.‬‬ ‫وبمقارن ��ة نتائ ��ج التعداد ال�سكاني للع ��ام ‪� 1986‬إلى‬ ‫ذل ��ك للع ��ام ‪ 1997‬ي�شير �إل ��ى زي ��ادة �إ�سمية قدرها‬ ‫‪ .49,912‬وه ��ذه الفجوة الإ�سمي ��ة بين بيانات عامي‬ ‫‪ 1986‬و‪ 1997‬ه ��ي متطابق ��ة تقريب� � ًا م ��ع الزي ��ادة‬ ‫الطبيعي ��ة بي ��ن التعدادي ��ن‪ ،‬الت ��ي بلغ ��ت ‪.48,266‬‬ ‫والفجوة ال�صغيرة م ��ن ‪� 1،650‬شخ�ص بين الزيادة‬ ‫الطبيعي ��ة والنم ��و الفعلي ه ��ي على االرج ��ح ب�سبب‬ ‫تجني� ��س الن�س ��اء الأجنبيات‪ ،‬وه ��و ما يف�س ��ر �أي�ضا‬ ‫الفائ� ��ض ال�صغير للإناث على الذك ��ور المحدّد في‬ ‫بيانات التعداد للعام ‪ 1997‬فى الفئة العمرية من ‪15‬‬ ‫عام ًا وما فوق‪ .‬وب�سبب عدم وجود � ّأي بيانات قطرية‬ ‫ر�سمي ��ة متاحة في �أي حجم �أو توقيت للتجن�س‪ ،‬فمن‬ ‫المعقول �أن يو ّزع الفائ�ض ‪ 1،650‬على قدم الم�ساواة‬ ‫ف ��ي الفترة بي ��ن التعدادين‪ .‬وبالتال ��ي‪� ،‬إ�ضافة ‪150‬‬ ‫�إل ��ى الزي ��ادة الطبيعية في كل عام خ�ل�ال ال�سنوات‬ ‫الإحدى ع�شرة بين التعدادي ��ن التي �أنتجت الزيادة‬ ‫عينها طوال الفترة ما بين التعدادين‪.‬‬ ‫وبحل ��ول وقت التع ��داد ال�سكاني ف ��ي �آذار (مار�س)‬ ‫‪ ،2004‬كان ��ت ال�سلط ��ات القطري ��ة تن�ش ��ر بيان ��ات‬ ‫متعلق ��ة بالمواطني ��ن من عم ��ر ‪� 3‬سن ��وات وما فوق‬ ‫(‪ .)168,958‬وب�إ�ضاف ��ة الموالي ��د الأحي ��اء ناق�ص‬ ‫الوفيات من الر�ضع خالل ال�سنوات الثالث ال�سابقة‬ ‫لتنفيذ هذا التع ��داد (‪ ،)19,059‬ي�ص ��ل المرء �إلى‬ ‫رقم �إجمالي لل�سكان الأ�صليين القطريين ‪188,017‬‬ ‫ن�سمة‪.‬‬


‫تقليدي للدولة الريعية‪ ،‬حيث تح�صل على جزء كبير‬

‫الوالدات الأولى‪ ،‬ف�إن عددها التراكمي بقي نف�سه‪.‬‬

‫�إل ��ى عمالء خارجيي ��ن‪ .‬الدوح ��ة ال تفر�ض �ضرائب‬ ‫عل ��ى الدخل‪ ،‬وي�ستفيد مواطنوها من �إعانات �سخية‬ ‫وبرام ��ج وا�سعة النطاق م ��ن الرعاي ��ة الإجتماعية‪.‬‬ ‫ونتيجة لذلك‪ ،‬تعتبر قطر بطبيعتها داعمة للمواطنة‬ ‫الأ�صلية‪ ،‬مثل الدول الريعية الأخرى‪.‬‬ ‫وبالإ�ضاف ��ة �إل ��ى التدابي ��ر غير المبا�ش ��رة الداعمة‬ ‫لهذه المواطنة الأ�صلية‪ ،‬هناك �أي�ض ًا تدابير مختلفة‬ ‫م�ؤي ��دة له ��ا مبا�ش ��رة‪ ،‬وعل ��ى ر�أ�سه ��ا التعوي�ض ��ات‬ ‫العائلي ��ة ال�سخي ��ة لكل طفل م ��ن �أرب ��اب الأ�سر من‬ ‫الذك ��ور الذين يعمل ��ون في القط ��اع الحكومي‪ .‬ولما‬ ‫كان �أكث ��ر من ‪ 80‬ف ��ي المئة من الذك ��ور القطريين‬ ‫يعملون في القطاع العام‪ ،‬ف� ��إن التعوي�ضات العائلية‬ ‫ما زال ��ت �ساري ��ة المفع ��ول وتُمنح ل ��كل المواطنين‬ ‫تقريب� � ًا‪ .‬وعالوة على ذل ��ك‪� ،‬إن عر�ض رواتب عالية‬ ‫وظ ��روف عمل فاخرة (م ��ن دون �أي عالق ��ة �سببية‬ ‫بي ��ن العمل والمكاف�أة) يمك ��ن تف�سيره بدعم �سلوك‬ ‫المواطنة الأ�صلية �إ�ضافة �إلى مختلف الدعم الكامل‬ ‫من الخدمات العامة‪ ،‬بما في ذلك الرعاية ال�صحية‬ ‫والتعلي ��م‪ ،‬ف�ض ًال عن الدعم العال ��ي لل�سكن والمواد‬ ‫الغذائية ومنتجات الطاقة‪.‬‬ ‫يمك ��ن ر�ؤي ��ة ت�أثي ��ر ه ��ذه التدابي ��ر ف ��ي البيان ��ات‬ ‫الديموغرافي ��ة‪ .‬في تباين كام ��ل مع ما يمكن توقعه‬ ‫بما يتما�ش ��ى مع "نظري ��ة التح� � ّول الديموغرافي"‬ ‫(�أي بع ��د �إنخفا� ��ض ح ��اد ف ��ي مع ��دالت الوفيات‪،‬‬ ‫و�إنخفا�ض مع ��دالت الخ�صوبة ب�شكل كبير)‪ ،‬خالل‬ ‫ثمانين ��ات الق ��رن الفائ ��ت‪ ،‬وبخا�صة ف ��ي الن�صف‬ ‫الثاني من العقد‪ ،‬على الرغم من الإنخفا�ض الحاد‬ ‫ف ��ي مع ��دالت وفي ��ات الر�ض ��ع والأطف ��ال والزيادة‬ ‫ال�سريع ��ة ف ��ي متو�سط​​العم ��ر المتوقع‪ ،‬ف� ��إن معدل‬ ‫خ�صوب ��ة الم ��ر�أة القطرية الأ�صلي ��ة �إنخف�ض قلي ًال‬ ‫فق ��ط‪ .‬بحلول الع ��ام ‪ ،1986‬كان مع ��دل الخ�صوبة‬ ‫الكل ��ي للإن ��اث القطري ��ات الأ�صلي ��ات ‪ ،5.8‬وه ��و‬ ‫معدل �أقل بكثير مما كان عليه قبل عقد من الزمان‬ ‫ولك ��ن ال يزال مرتفع ًا جد ًا بالمقارنة مع دول عربية‬ ‫�أخرى‪.‬‬ ‫و�إ�ستمر هذا النمط خالل ت�سعينات القرن الع�شرين‬ ‫عندم ��ا‪ ،‬عل ��ى الرغم م ��ن التح�سين ��ات الكبيرة في‬ ‫كل م ��ن الرعاي ��ة ال�صحي ��ة والخدم ��ات التعليمي ��ة‬ ‫(التي �أدت‪ ،‬ف ��ي الواقع‪� ،‬إلى م�ؤ�شرات رعاية �صحية‬ ‫م�شابه ��ة لتل ��ك التي ف ��ي العال ��م المتق ��دم)‪ ،‬ظلت‬ ‫مع ��دالت الخ�صوب ��ة في قط ��ر عالية ج ��د ًا‪ .‬وبحلول‬ ‫الع ��ام ‪ ،1997‬كان مع ��دل الخ�صوب ��ة الكل ��ي ‪،5.8‬‬ ‫مماث ��ل للع ��ام ‪ .1986‬وعل ��ى الرغم م ��ن �أن تح�سن ًا‬ ‫كبير ًا في هذه الخدمات قد �أدّى �إلى ت�أخير كبير في‬

‫الفائت مع مع ��دل خ�صوبة الم ��ر�أة القطرية تراجع‬ ‫تدريج� � ًا �إلى ‪ 3.4‬ف ��ي العام ‪ .2012‬وم ��ن المحتمل‬ ‫�أن هذا االنخفا� ��ض‪ ،‬المتم ِّيز خ�صو�ص� � ًا ب�إنخفا�ض‬ ‫مع ��دل ال ��والدة لدى الن�س ��اء اللواتي ه ��نَّ تحت �سن‬ ‫الأربع ��ة وع�شرين عام ًا‪ ،‬كان �سبب ��ه الزيادة الكبيرة‬ ‫في عدد الإناث الأ�صلي ��ات اللواتي تلقين التعليم ما‬ ‫بعد الثانوي وت� ّأخر زواجهن‪.‬‬ ‫على الأق ��ل بحلول الع ��ام ‪� ،2004‬إعترفت ال�سلطات‬ ‫القطري ��ة بالم�شكلة و�أن�ش�أت اللجنة الدائمة لل�سكان‬ ‫لتعزي ��ز خ�صوبة �أعل ��ى‪ .‬وكان اله ��دف الرئي�سي هو‬ ‫"رف ��ع المعدل الحالي للزي ��ادة ال�سكانية الطبيعية‬ ‫للمواطني ��ن‪� ،‬أو عل ��ى الأقل الحف ��اظ عليها لتحقيق‬ ‫ت ��وازن منا�س ��ب بي ��ن �إجمال ��ي ع ��دد ال�س ��كان ف ��ي‬ ‫قط ��ر"‪ .‬وفي تقريرها ال�سنوي للع ��ام ‪� ،2011‬أعلنت‬ ‫اللجن ��ة تحدي ��د ًا ب� ��أن اله ��دف الرئي�س ��ي لل�سيا�سة‬

‫م ��ن �إيراداتها الوطني ��ة من بيع موارده ��ا الطبيعية ه ��ذا االتجاه �إنتهى‪ ،‬م ��ع ذلك‪ ،‬بحل ��ول �أوائل العقد التوقعات الم�ستقبلية‬

‫جرى �أول تعداد �سكاني للقطريين في‬ ‫العام ‪1970‬حيث و�ضع عدد ال�سكان‬ ‫الأ�صليين بحدود ‪ 45,039‬ن�سمة‪ .‬مع‬ ‫ذلك‪ ،‬ب�سبب عدم الأخذ بالإعتبار الإناث‬ ‫والأطفال في حينه من قبل من ّفذي‬ ‫التعداد‪ ،‬والذين كانوا ي�شكلون ‪ 6‬في‬ ‫المئة‪ ،‬يبدو �أن عدد المواطنين القطريين‬ ‫في ذلك الوقت كان �أقرب �إلى ‪47،700‬‬

‫ال�سكاني ��ة لدول ��ة قطر هو "زيادة ن�سب ��ة المواطنين‬ ‫بين مجم ��وع ال�سكان"‪ .‬وهذا اله ��دف �سوف يتحقق‬ ‫�أ�سا�س� � ًا م ��ن خ�ل�ال ت�شجي ��ع وت�سهي ��ل ال ��زواج بين‬ ‫المواطني ��ن القطريي ��ن؛ و�إعتم ��اد �سيا�س ��ات م ��ن‬ ‫�ش�أنه ��ا الحد م ��ن ت�أخي ��ر ال ��زواج‪ ،‬وخ�صو�ص ًا لدى‬ ‫الفتي ��ات؛ وت�سهيل الزواج م ��ن المطلقات والأرامل؛‬ ‫وتوفي ��ر قرو�ض للإ�س ��كان؛ وخف�ض تكلف ��ة المهور؛‬ ‫و�إعطاء التعوي�ضات العائلية التي من �ش�أنها �أن تزيد‬ ‫وفق� � ًا لع ��دد الأطفال ل ��كل زوجي ��ن‪ .‬وبالإ�ضافة �إلى‬ ‫ه ��ذه الحوافز المالي ��ة‪ ،‬جندت ال�سلط ��ات القطرية‬ ‫ال�شخ�صي ��ات الدينية البارزة التي ت�ؤك ��د ب�إ�ستمرار‬ ‫على الواجب الديني للزواج والإنجاب ‪.‬‬

‫حت ��ى الآن‪ ،‬لي� ��س فق ��ط �أن كل التوقع ��ات ال�سكانية‬ ‫لدول ��ة قطر ق ��د ف�شلت تمام ًا‪ ،‬لكن ل ��م يتحقق منها‬ ‫حتى لع�شر �سنين‪ .‬عل ��ى �سبيل المثال‪ ،‬في منت�صف‬ ‫ت�سعين ��ات الق ��رن الفائ ��ت‪ ،‬تو ّق ��ع البن ��ك الدول ��ي‬ ‫�أن �إجمال ��ي ع ��دد �س ��كان قط ��ر‪� ،‬س ��واء المواطنين‬ ‫والأجان ��ب‪� ،‬سي�صل �إل ��ى ‪ 693،000‬ن�سمة في العام‬ ‫‪ 2010‬و�سيرتف ��ع �إل ��ى ‪ 769،000‬ن�سم ��ة ف ��ي الع ��ام‬ ‫‪ .2020‬وحت ��ى �أكث ��ر التوقع ��ات الأخي ��رة كانت غير‬ ‫دقيق ��ة �إلى حد كبي ��ر‪ .‬في الع ��ام ‪ ،2004‬على �سبيل‬ ‫المث ��ال‪ ،‬توقعت �شعب ��ة ال�سكان في الأم ��م المتحدة‬ ‫�أن يبل ��غ عدد �سكان قط ��ر ‪ 874،000‬ن�سمة في العام‬ ‫‪ .2050‬وفي العام ‪ ،2009‬نقل المحللون كلود بي ِّربي‪،‬‬ ‫وفران�سي�سك ��و مارتوريل‪ ،‬وجيف ��ري تانر توقعات عن‬ ‫مكت ��ب الإح�ص ��اء الأميركي تفي ��د ب�أنه "ف ��ي العام‬ ‫‪� 2020‬س ��وف يتجاوز عدد ال�سكان [القطريين وغير‬ ‫القطريي ��ن] ‪ 1.1‬مليون �شخ� ��ص"‪ .‬وبحلول الوقت‬ ‫ال ��ذي ن�شر فيه المقال‪ ،‬كان عدد �سكان قطر بالفعل‬ ‫�أعل ��ى من ذلك بكثير‪ ،‬والذي بلغ ‪ 1.64‬مليون ن�سمة‬ ‫في منت�صف العام ‪.2009‬‬ ‫وكان ��ت �إخفاقات هذه التوقعات �إلى حد كبير ب�سبب‬ ‫عاملي ��ن‪ :‬الأول ه ��و ا�ستحال ��ة التنب�ؤ بم ��دى الطلب‬ ‫القط ��ري المرتف ��ع على العمال ��ة الأجنبية‪ ،‬حتى في‬ ‫الم ��دى الق�صي ��ر‪ .‬كان ��ت التنمي ��ة االقت�صادي ��ة في‬ ‫البالد خ�ل�ال العقد الما�ضي فري ��دة من نوعها ‪--‬‬ ‫حت ��ى بين بل ��دان مجل� ��س التع ��اون الخليجي – من‬ ‫معدل نمو في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بلغ‬ ‫‪ 17.7‬ف ��ي المئة في الع ��ام ‪� ،2008‬إنخف�ض​​�إلى ‪12‬‬ ‫ف ��ي المئة في الع ��ام ‪ ،2009‬ومن ثم عاد ف�إرتفع �إلى‬ ‫م�ستوى ال ي�ص ��دق ‪ 16.6‬في المئة في العام ‪.2010‬‬ ‫وف ��ي الع ��ام ‪ ،2012‬كان النات ��ج المحل ��ي الإجمالي‬ ‫للفرد في قطر الأعلى في جميع �أنحاء العالم‪ ،‬حيث‬ ‫و�صل �إلى �أكث ��ر م ��ن ‪ 102،000‬دوالر (بالن�سبة �إلى‬ ‫تع ��ادل الق ��وة ال�شرائية)‪ .‬وق ��د �أنجز ه ��ذا التو�سع‬ ‫الإقت�ص ��ادي ال�سري ��ع م ��ن خ�ل�ال �إ�ستي ��راد �أعداد‬ ‫كبي ��رة من العمال الأجانب الذين كانوا الم�ساهمين‬ ‫الرئي�سيي ��ن ف ��ي الزي ��ادة ال�سكاني ��ة ف ��ي دولة قطر‬ ‫خ�ل�ال العقدي ��ن الما�ضيي ��ن‪� .‬أم ��ا العام ��ل الثان ��ي‬ ‫لف�ش ��ل التوقع ��ات الديموغرافي ��ة ه ��و ع ��دم معرفة‬ ‫ع ��دد المواطني ��ن القطريين‪ ،‬الأمر ال ��ذي جعل من‬ ‫الم�ستحي ��ل التنب�ؤ بنموهم الإ�سم ��ي حتى في المدى‬ ‫الق�صير‪.‬‬ ‫وعموم� � ًا‪ ،‬ف�إن المك ِّونات الثالث ��ة التالية �سوف تُملي‬ ‫وتفر� ��ض التط ��ورات الديموغرافي ��ة الم�ستقبلي ��ة‬ ‫لل�سكان الأ�صليين القطريين‪:‬‬ ‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪39‬‬


‫الخليج العربي ¶ قطر‬ ‫ال�س ّن ��ة‪� ،‬إلى الإخ�ل�ال ب"الطبيع ��ة الحميمة" لهذه‬ ‫المجتمع ��ات‪ .‬وكان هناك �أي�ض� � ًا الخوف من �إدخال‬ ‫"الإيديولوجي ��ات الثوري ��ة الجمهوري ��ة" م ��ن قب ��ل‬ ‫المهاجرين الم�صريي ��ن وال�سوريين والفل�سطينيين‬ ‫�أو اللبنانيي ��ن‪ ،‬والتي من المحتمل �أن ت�سقط عرو�ش‬ ‫العائالت المالكة التي �صارت �شرعيتها وو�ضعها في‬ ‫ال�سلطة غير وا�ضح ��ي المعالم على نحو متزايد في‬ ‫العالم الحديث‪.‬‬ ‫وبالتال ��ي‪ ،‬ف ��ي كل دول الخلي ��ج النفطي ��ة‪� ،‬س ّن ��ت‬ ‫ال�سلط ��ات قوانين لمن ��ع تجني�س العم ��ال الأجانب‪،‬‬ ‫وحت ��ى الع ��رب ال�سن ��ة‪ ،‬حتى ل ��و كان ��وا يعي�شون في‬ ‫الب�ل�اد من ��ذ عقود‪ .‬كم ��ا �أن الوالدة ف ��ي �إحدى دول‬ ‫الخلي ��ج ال تخ� � ّول الأطفال الح�صول عل ��ى الجن�سية‬ ‫�أو حت ��ى الإقام ��ة الدائمة‪ .‬وقواني ��ن التجن�س في كل‬ ‫م ��ن هذه الدول �صارمة بحيث حتى الزواج من رجل‬ ‫�أجنب ��ي �إلى �أنثى خليجية ال يمن ��ح الجن�سية للزوج ‪.‬‬ ‫م ��ن ناحية �أخرى‪ ،‬ف�إن الم ��ر�أة الأجنبية التي تتزوج‬ ‫من الذك ��ور الخليجيين ال ت�صب ��ح مواطنة في البلد‬ ‫الم�ضي ��ف‪ .‬ه ��ذا الإختالف يرج ��ع �إلى حقيق ��ة �أنه‬ ‫وفق� � ًا لأح ��كام ال�شريع ��ة الإ�سالمية‪ ،‬يتب ��ع الأطفال‬ ‫دي ��ن والده ��م‪ .‬ولذلك‪ ،‬ف� ��إن الغالبي ��ة العظمى من‬ ‫غي ��ر المواطني ��ن الذين ح�صلوا عل ��ى المواطنة في‬ ‫هذه البل ��دان هم من الإناث المتزوجات من الذكور‬ ‫م ��ن دول مجل�س التعاون الخليجي‪ .‬فقط في ظروف‬ ‫�إ�ستثنائي ��ة منحت ال�سلطات المواطن ��ة لأجنبي من‬ ‫الذكور؛ عددهم‪ ،‬في �أي حال‪ ،‬كان �ضئي ًال‪.‬‬ ‫في حالة قطر‪ ،‬قبل قانون الجن�سية رقم (‪ )38‬ل�سنة‬ ‫‪ ،2005‬تم منح الأجانب الجن�سية فقط وفق ًا لتقدير‬ ‫الأمي ��ر‪ .‬وين�ص القانون الجدي ��د لأول مرة على �آلية‬ ‫قانونية حيث يمكن للأجنبي التقدم بطلب للح�صول‬ ‫على الجن�سية القطرية‪ .‬وفق ًا للقانون الجديد‪ ،‬يمكن‬ ‫الح�ص ��ول على الجن�سية القطري ��ة لمن توافرت فيه‬ ‫ال�ش ��روط التالي ��ة‪�( :‬أ) الإقامة في قطر لمدة ال تقل‬ ‫عن خم�سة وع�شرين عام ًا متتالي ًا‪( .‬ب) القدرة على‬ ‫التحدث باللغة العربي ��ة‪( .‬ج) �سجل جنائي نظيف‪،‬‬ ‫و (د) و�سيلة م�شروع ��ة للدخل‪ .‬وبالإ�ضافة �إلى هذه‬ ‫ال�شروط‪� ،‬أولئك الذي ��ن ولدوا لأب قطري بالتجن�س‬ ‫يعتبرون م ��ن الجن�سية القطري ��ة‪ .‬القانون الجديد‪،‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬يحد م ��ن عدد �أولئك الذين �سيتم منحهم‬ ‫الجن�سية القطرية �إلى خم�سين فقط �سنوي ًا‪.‬‬ ‫وتج ��در الإ�شارة ف ��ي هذا ال�صدد �إل ��ى �أن ال�سلطات‬ ‫القطري ��ة �أ�ص ��رت بانتظام ب�أن ع ��دد الذين ح�صلوا‬ ‫عل ��ى الجن�سية ف ��ي هذا ال�ش ��كل كان �صغي ��ر ًا جد ًا‪.‬‬ ‫وبالتال ��ي‪ ،‬عل ��ى �سبيل المث ��ال في مقابل ��ة في العام‬ ‫‪ ،2010‬ذك ��ر �أمير قطر يومه ��ا ال�شيخ حمد‪" :‬لي�ست‬ ‫لدين ��ا �سيا�س ��ة لزيادة ع ��دد ال�س ��كان‪ .‬ولكن نعطي‬

‫‪38‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬

‫�سكان قطر الأ�صليين بين ‪2010 – 1970‬‬

‫[الجن�سي ��ة] للنا� ��س الذين �أو ًال يطبق ��ون وي�ستوفون‬ ‫ال�شروط ويحترمون النظم ال�سارية في البالد‪ .‬حتى‬ ‫الآن لي�س هناك الكثير من الذين يطلبون"‪.‬‬ ‫ف ��ي حي ��ن �أن قطر تتب ��ع ر�سمي� � ًا �سيا�س ��ة التجني�س‬ ‫الم�شتركة ل ��دول مجل�س التع ��اون الخليجي الأخرى‬ ‫م ��ع الغالبي ��ة العظم ��ى م ��ن �أولئ ��ك الذي ��ن يتلقون‬ ‫المواطنة هم من الن�ساء الأجنبيات المتزوجات من‬ ‫مواطني ��ن قطريين‪ ،‬ت�شير الأدلة �إلى �أن عدد ًا كبير ًا‬ ‫من الذك ��ور الأجانب نجح �أي�ض ًا ف ��ي الح�صول على‬ ‫الجن�سية القطرية‪.‬‬ ‫�أخي ��ر ًا‪ ،‬ب ��د�أت قطر عل ��ى ما يب ��دو عملي ��ة جديدة‬ ‫لتجني� ��س البحرينيين ال�سن ��ة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد بد�أت‬ ‫ه ��ذا الأمر ف ��ي �أعقاب تنفي ��ذ تعداد الع ��ام ‪،2010‬‬ ‫ل ��ذا ف�إن هذه العملية هي خ ��ارج نطاق هذا المقال‪.‬‬ ‫وع�ل�اوة على ذلك‪ ،‬منذ ن�شر �آخر �إح�صاءات حيوية‬ ‫للن�شرات ال�سنوية لمركز الإح�صاء القطري �إعتبار ًا‬ ‫من الع ��ام ‪ ،2011‬ف�إنه م ��ن الم�ستحيل تقييم حجم‬ ‫ال�سكان الوطنيين القطريين بعد تعداد العام ‪.2010‬‬

‫زيادة طبيعية ُمهندَ �سة‬ ‫ولكن مهما بلغ عدد المواطنين المج ّن�سين في قطر‪،‬‬ ‫ف� ��إن الم�ساه ��م الرئي�سي في النم ��و ال�سريع لل�سكان‬ ‫الأ�صليي ��ن القطريين منذ �سبعين ��ات القرن الفائت‬ ‫كان الزيادة الطبيعية‪.‬‬ ‫ب�سب ��ب عدم وج ��ود �إح�ص ��اءات ديموغرافية حيوية‬ ‫ر�سمي ��ة قبل الع ��ام ‪ ،1980‬ف�إن الإمكاني ��ة الوحيدة‬ ‫لتقدي ��ر مع ��دل الزي ��ادة الطبيعي ��ة ف ��ي قطر خالل‬ ‫�سبعين ��ات الق ��رن الفائت ه ��ي من خ�ل�ال المقارنة‬

‫م ��ع دول �أخرى تتمتع بظروف �إجتماعية و�إقت�صادية‬ ‫مماثل ��ة‪ .‬ووفق� � ًا لتقدي ��رات "الإك ��وا"‪ ،‬بل ��غ مع ��دل‬ ‫الموالي ��د الخام م ��ن ال�سكان الأ�صليي ��ن القطريين‬ ‫في العام ‪ 1975‬م ��ا يقرب من ‪ 50‬لكل ‪ 1،000‬ن�سمة‬ ‫ف ��ي حين بل ��غ معدل الوفيات الخ ��ام ‪ 20‬لكل ‪1،000‬‬ ‫�شخ� ��ص‪ .‬وقدّر مع ��دل الخ�صوب ��ة الكلي ف ��ي العام‬ ‫‪ 1975‬بن�سب ��ة ‪ .7.2‬ه ��ذه الن�سب ه ��ي مماثلة تمام ًا‬ ‫لتل ��ك التي �سادت ف ��ي دول الخليج الأخرى في ذلك‬ ‫الوقت‪ .‬على �سبي ��ل المثال‪ ،‬بلغت ن�سبة الوالدات في‬ ‫الكوي ��ت ‪ 51.1‬ف ��ي العام ‪ 1975‬في حي ��ن تم قيا�س‬ ‫مع ��دل الخ�صوب ��ة الإجمال ��ي بن�سب ��ة ‪ .7.2‬وهكذا‪،‬‬ ‫ف�إن متو�سط​​معدل زيادة طبيعية حول ‪ 3،3-3،1‬في‬ ‫المئ ��ة (‪ 33-31‬لكل ‪ )1،000‬خ�ل�ال الن�صف الأول‬ ‫م ��ن �سبعينات القرن الفائت هو تقدير معقول لقطر‬ ‫�أي�ض ًا‪.‬‬ ‫مثل دول نفطية خليجية �أخرى‪� ،‬إرتفع معدل الزيادة‬ ‫الطبيعي ��ة ف ��ي قط ��ر ب�سرع ��ة بع ��د بداي ��ة الطفرة‬ ‫النفطية‪ ،‬ب�سبب الإنخفا�ض الحاد في معدل الوفيات‬ ‫الخام فيما تترجم قدر �أكبر من عائدات النفط‪ ،‬في‬ ‫جزء منها‪� ،‬إل ��ى خدمات �صحية �أف�ضل و�إرتفاع حاد‬ ‫ف ��ي م�ستويات المعي�شة‪ .‬ووفق ��ا لتقديرات "الإكوا"‪،‬‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪� ،1980‬إرتفع مع ��دل الزي ��ادة الطبيعية‬ ‫ف ��ي قطر �إلى ‪ 4.1‬في المئة (م ��ع معدل والدات ‪51‬‬ ‫ومع ��دل وفي ��ات ‪)10‬؛ بمتو�سط​​زي ��ادة �سنوية ‪3.7‬‬ ‫في المئة خالل الن�صف الثاني من �سبعينات القرن‬ ‫الفائت يمكن‪ ،‬بالتالي‪� ،‬أن يكون �إفترا�ض ًا معقو ًال‪.‬‬ ‫من ناحية �أخرى‪ ،‬ج� � ّراء الإعتماد الح�صري تقريباً‬ ‫على عائدات النفط والغاز‪ ،‬ف�إن قطر تتتميز بنموذج‬


‫الخليج العربي ¶ قطر‬ ‫معدل الزي ��ادة الطبيعية‪ .‬على الرغ ��م من التدابير‬ ‫الكبي ��رة الم�ؤي ��دة للمواطن ��ة الأ�صلي ��ة‪ ،‬ف� ��إن معدل‬ ‫خ�صوبة المر�أة القطري ��ة الأ�صلية �إنخف�ض تدريج ًا‬ ‫من ��ذ �أوائ ��ل العق ��د الفائت‪ .‬ف ��ي الع ��ام ‪ ،2012‬بلغ‬ ‫معدل الخ�صوبة الكلي للإناث القطريات الأ�صليات‬ ‫مماثل ��ة تمام ًا لتلك التي لدى الأردنيات و�أعلى قلي ًال‬ ‫فق ��ط من الم�صري ��ات‪ ،‬وكالهما قد ن ّف ��ذ �سيا�سات‬ ‫منفتح ��ة‪ ،‬مكافح ��ة للمواطن ��ة الأ�صلي ��ة‪ ،‬على الأقل‬ ‫حت ��ى بداية الإ�ضطراب ��ات العربية‪ .‬وم ��ع ذلك‪ ،‬بلغ‬ ‫معدل الخ�صوبة الإجمالي في م�صر والأردن حوالي‬ ‫‪ 3،3-3،1‬ب�سب ��ب وجود �إختالف كبير بين �إنخفا�ض‬ ‫معدالت الخ�صوبة في المراكز الح�ضرية والطرفية‬ ‫ومعدالت خ�صوبة �أعلى من ذلك بكثير في المناطق‬ ‫الريفي ��ة‪ ،‬مم ��ا �أ�سفر ع ��ن متو�سط​​مع ��دل خ�صوبة‬ ‫�إجمال ��ي م ��ن ‪ .3،3-3،1‬عل ��ى النقي�ض م ��ن ذلك‪،‬‬ ‫ف� ��إن معدل الخ�صوب ��ة الحالي في قط ��ر يعود �سببه‬ ‫�إل ��ى فوائد مالي ��ة كبيرة تُعطى لجمي ��ع المواطنين‪،‬‬ ‫والتي في الواقع تلقي بظاللها على مختلف الحوافز‬ ‫المح ��ددة الم�ؤي ��دة للمواطنة الأ�صلي ��ة‪ .‬ماذا يمكن‬ ‫للحكومة القطرية �أن تعطي مواطنيها من �أجل زيادة‬ ‫معدل خ�صوبتهم؟ بعبارة �أخ ��رى‪ ،‬قطر‪ ،‬ب�إعتبارها‬ ‫الدولة الأكثر ريعية في جميع �أنحاء العالم‪ ،‬ال يوجد‬ ‫لديها "جزرات" �أكثر لت�شجيع مواطنيها على زيادة‬ ‫م�ست ��وى الخ�صوب ��ة‪ .‬وبالتالي‪� ،‬إن مع ��دل الخ�صوبة‬ ‫الإجمال ��ي الحالي في قط ��ر هو عل ��ى االرجح �أعلى‬ ‫م�ستوى ممكن في ظل النظام الريعي الحالي‪ ،‬بينما‬ ‫في م�صر والأردن‪ ،‬على �سبي ��ل المثال‪ ،‬ف�إن م�ستوى‬ ‫الخ�صوبة هو �أكثر مرونة ويمكن �أن ي�صعد �أو يهبط‪،‬‬ ‫وذلك تم�شي ��ا مع �سيا�سة المواطنة الأ�صلية‪ .‬ونتيجة‬ ‫لذل ��ك‪ ،‬من المتوقع �أن ي�ستقر مع ��دل الخ�صوبة في‬ ‫الم�ستقبل المنظور في قطر عند ‪.3.2 – 3.0‬‬ ‫هرم الأعم ��ار‪ .‬مع ذلك‪ ،‬حتى �إذا م ��ا �إ�ستمر معدل‬ ‫الخ�صوبة في الإنخفا� ��ض �إلى �أقل من ثالثة �أطفال‬ ‫ب�سبب قاعدة ه ��رم الأعمار الوا�سع ��ة الحالية‪ ،‬ف�إن‬ ‫ال�س ��كان الأ�صليي ��ن لدول ��ة قط ��ر �س ��وف ي�ستمرون‬ ‫بتحقي ��ق زي ��ادة �سريع ��ة على الأق ��ل ف ��ي الم�ستقبل‬ ‫المنظ ��ور‪ --‬نتيج ��ة لظاه ��رة "الزخ ��م ال�سكاني"‪،‬‬ ‫�أي مي ��ل ال�سكان نحو الإ�ستمرار ف ��ي النمو لأن عدد‬ ‫الن�ساء في �سن الإنجاب �سي�ستمر في الزيادة لعقود‬ ‫عدة قبل �أن ي�ستقر في نهاية المطاف‪ .‬ولذلك‪ ،‬فمن‬ ‫المعق ��ول التنب� ��ؤ ب�أن يك ��ون متو�سط مع ��دل الزيادة‬ ‫الطبيعي ��ة من ‪ 2،7-2،6‬في المئة في العقد المقبل‪،‬‬ ‫وحوالي ‪ 2،5-2،3‬في المئة على مدى العقد التالي‪.‬‬ ‫وم ��ن المتوق ��ع �أن يهب ��ط مع ��دل الزي ��ادة الطبيعية‬ ‫لل�س ��كان الأ�صليي ��ن القطريي ��ن لي� ��س فق ��ط ب�سبب‬ ‫�إنخفا� ��ض مع ��دالت الخ�صوب ��ة ولكن ب�سب ��ب زيادة‬

‫العمالة الأجنبية‪� :‬ساهمت في نمو البالد‬

‫مع ��دل الوفيات الخ ��ام كن�سب ��ة مئوية م ��ن ال�سكان‬ ‫الم�سنين التي تزيد ب�شكل طبيعي ب�سبب الإنخفا�ض‬ ‫الح ��اد ف ��ي مع ��دالت الخ�صوبة من ��ذ �أوائ ��ل العقد‬ ‫الفائت‪.‬‬ ‫نطاق وحج ��م التج ّن�س‪ .‬من بي ��ن المك ّونات الثالثة‪،‬‬ ‫ه ��ذا هو المك� � ّون ال ��ذي ال يمكن معرفت ��ه ك�سابقيه‪.‬‬ ‫هذا هو الحال لي�س فقط ب�سبب عدم ن�شر ال�سلطات‬ ‫القطري ��ة �أي بيانات عن التجني� ��س ولكن �أي�ض ًا لأنه‪،‬‬ ‫كم ��ا نوق� ��ش �سابق ًا‪ ،‬ح ��دث التجني�س ف ��ي قطر على‬ ‫دفعتي ��ن كبيرتين وغير متوقعتين اللتين لم يتم حتى‬ ‫ذلك الحين ك�شفهما‪ .‬وهكذا‪� ،‬إذا كان هناك تجني�س‬ ‫مقب ��ل على نطاق وا�سع‪ ،‬ف�إنه م ��ن المحتمل �أن يكون‬ ‫�أي�ض ًا غير متوقع‪ ،‬وبالتالي ال يمكن التنب�ؤ به‪.‬‬ ‫على الرغ ��م من �أن �أحدث �إ�ص ��دار للن�شرة ال�سنوية‬ ‫للإح�صاءات الحيوية لجهاز الإح�صاء هو من العام‬ ‫‪ 2011‬و�أن حج ��م التجني�س منذ تع ��داد العام ‪2010‬‬ ‫غير معروف‪ ،‬ف�إنه �سيك ��ون من المعقول �أن نفتر�ض‬ ‫�أن ع ��دد المواطنين في قطر زاد بنح ��و ‪ 4‬في المئة‬ ‫�سنوي� � ًا منذ تنفيذ تعداد العام ‪ .2010‬وهكذا‪ ،‬يمكن‬ ‫للم ��رء �أن ي�ستنتج ف ��ي �أوائل الع ��ام ‪� ،2015‬أن عدد‬ ‫المواطنين في قط ��ر �سيبلغ ما يقرب من ‪290،000‬‬ ‫ن�سمة و�سيرتفع �إلى حوالي ‪ 470،000-440،000‬في‬ ‫العام ‪.2030‬‬

‫ولكن ما هي الخال�صة؟‬ ‫�إن تحقي ��ق �إرتف ��اع في معدل النم ��و ال�سكاني من‬

‫خالل ت�شجيع �إرتفاع معدل الزيادة الطبيعية كان‬ ‫وال يزال ال�سيا�س ��ة ال�سكانية الأ�سا�سية لل�سلطات‬ ‫القطري ��ة‪ .‬وف ��ي ه ��ذا ال�صدد‪ ،‬ف� ��إن الإم ��ارة ال‬ ‫تختل ��ف ع ��ن دول مجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي‬ ‫الأخ ��رى‪ ،‬مث ��ل الإم ��ارات العربي ��ة المتح ��دة‬ ‫والكوي ��ت‪ .‬وم ��ع ذل ��ك‪ ،‬كل التع ��دادات ال�سكانية‬ ‫وبيان ��ات الزي ��ادة الطبيعية الر�سمي ��ة ت�شير �إلى‬ ‫�أن ع ��دد ال�سكان القطريين نما ب�شكل كبير �أي�ضا‬ ‫نظر ًا �إلى موجتين من التجن�س‪.‬‬ ‫من ه ��م ه� ��ؤالء "القطري ��ون الج ��دد"؟ هل كان‬ ‫ه ��ذا التجني�س ال�شامل نتيج ��ة لنق�ص �ضخم في‬ ‫العمالة؟ للأ�س ��ف‪� ،‬إن ال�سلطات القطرية بالكاد‬ ‫ذكرت وتذك ��ر ق�ضية التجني�س ول ��م تعترف �أبد ًا‬ ‫ب�أي �شكل من �أ�شكال التجني�س ال�شامل‪.‬‬ ‫ق ��د ت�ستم ��ر قط ��ر بالت�ص ��رف وفق� � ًا ل�سيا�ساتها‬ ‫الحالية الريعية الفائقة نظر ًا �إلى دخلها ال�ضخم‬ ‫بالن�سب ��ة �إل ��ى الف ��رد الواحد‪ .‬وقد تمتع ��ت �أي�ض ًا‬ ‫بنم ��و �إقت�ص ��ادي غي ��ر ع ��ادي بالن�سب ��ة �إلى دول‬ ‫مجل�س التعاون الخليجي نتيجة الزيادة ال�سريعة‬ ‫ف ��ي �ص ��ادرات الغاز الطبيع ��ي الم�س ��ال والتطور‬ ‫الهائ ��ل في البني ��ة التحتية‪ .‬ويبق ��ى �أن نرى كيف‬ ‫�سيعمل االمير الجدي ��د‪ ،‬ال�شيخ تميم‪ ،‬على �إدارة‬ ‫البل ��د م ��ع �س ��كان �أ�صليي ��ن �أكثر ع ��دد ًا ومع قوى‬ ‫عاملة وطنية �أكبر بكثير من �أي وقت م�ضى والتي‬ ‫ال يمك ��ن �إ�ستخدامها ب�شكل ح�ص ��ري تقريب ًا في‬ ‫القطاع العام‪ ،‬كما هو الحال الآن‬ ‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪41‬‬


JTCE

Le Nom Qu’il Faut Connaitre Au Maroc

JTCE Sarl est une société Marocaine des secteurs du bâtiment et travaux publics. Elle intervient dans la construction des bâtiments, des grands ouvrages et des infrastructures d'énergie (tertiaire, industriel, infrastructures) Pour Plus D’information: 67 angle Boulevard Hassan 1er, Casablanca, Maroc Tel: (212) 0664 501 319, Email: jtcesarl@gmail.com


‫مطار �صنعاء بعد "عا�صفة الحزم"‪� :‬صار غير �صالح للإ�ستخدام‬

‫ج ّم ��ة �إذا �أح�س ��ن �إ�ستثماره ��ا‪ .‬وقد بلغ مع ��دل النمو‬ ‫الحقيق ��ي �أكثر م ��ن ‪ 10‬في المئة ف ��ي ‪ 2011‬و‪،2012‬‬ ‫وق ��د حكمه على م ��دى �أكثر من ثالث ��ة عقود الرئي�س‬ ‫ال�ساب ��ق (الم�شير) علي عبد اهلل �صالح الذي �إ�ست�أثر‬ ‫بال�سلطة بعد مقتل العقيد عبداهلل الغ�شمي في �أواخر‬ ‫�سبعين ��ات القرن الفائت في ظ ��روف م�شبوهة‪ .‬وكان‬ ‫متفجرة‬ ‫قبله �إغتيل العقيد ابراهيم الحمدي بحقيبة ّ‬ ‫�أر�سلها له رئي�س اليمن الجنوبي‪.‬‬ ‫بع ��د �إقالة �أو �إ�ستقال ��ة علي عبداهلل �صال ��ح على �أثر‬ ‫الح ��راك ال�شعب ��ي‪ُ ،‬ع ِّي ��ن نائب ��ه عب ��د رب ��ه من�صور‬ ‫ه ��ادي رئي�س� � ًا م�ؤقت� � ًا بموج ��ب م ��ا �سم ��ي "المبادرة‬ ‫الخليجية" التي �أجمع عليه ��ا حزب‪ ‬الم�ؤتمر ال�شعبي‬ ‫العام‪ ‬و�أحزاب‪ ‬تكت ��ل اللقاء الم�شت ��رك ثم ما لبث �أن‬ ‫�إنتخب رئي�س ًا للجمهورية قي ‪.2012‬‬ ‫ولم ُيح�س ��ن الرئي�س الجديد‪ ،‬الجنوبي الأ�صل‪� ،‬إدارة‬ ‫الحكم او المحافظة على وحدة اليمن‪ .‬فبد�أ الحراك‬ ‫وتو�سع ��ت القاعدة في‬ ‫الجنوب ��ي مطالب� � ًا بالإنف�صال ّ‬ ‫جنوب و�شم ��ال اليمن مع �إن�ضمام قوات علي عبداهلل‬ ‫�صال ��ح الم�ؤي ��دة ل ��ه في الجي� ��ش �إلى ه ��ذا الحراك‪.‬‬ ‫و�إنت�ش ��رت قوات حرك ��ة "�أن�ص ��ار اهلل" المنبثقة عن‬ ‫"الحوثيي ��ن و�أن�صاره ��ا ف ��ي "�صعدة" الت ��ي �أم�ست‬ ‫تح ��ت �سيطرتهم منذ ‪� ،2009‬إل ��ى باقي المحافظات‬ ‫و�أهمه ��ا العا�صم ��ة �صنعاء ف ��ي الع ��ام ‪� ،2014‬إلى �أن‬ ‫و�ص ��ل الأمر الى و�ض ��ع الرئي�س ف ��ي الإقامة الجبرية‬ ‫من قب ��ل الحوثيين وحلفائهم‪ ،‬حيث ق� �دّم �إ�ستقالته‪،‬‬ ‫لك ��ن البرلمان لم يجتمع لقبوله ��ا‪ ،‬لذا فقد عمد بعد‬ ‫هروبه الى الجنوب �إل ��ى �سحب �إ�ستقالته‪ ،‬وذلك قبل‬ ‫�أن يهرب �إلى الريا�ض‪.‬‬ ‫بع ��د هذه المقدمة ال�ضروري ��ة ال بد من طرح ال�س�ؤال‬ ‫ع ��ن الخريط ��ة الع�سكري ��ة قب ��ل الحمل ��ة الع�سكري ��ة‬

‫الجوية وحتى ال�ساعة‪.‬‬ ‫ع�شي ��ة �إنطالق "عا�صف ��ة الح ��زم" كان على االر�ض‬ ‫اليمنية جي�ش يقدّر بـ ‪ 60‬الف عن�صر‪ %95 ،‬منهم في‬ ‫الق ��وات البرية مع �ألف دباب ��ة و�أكثر من ‪ 1200‬عربة‬ ‫مد ّرعة ي�ض ��اف اليهم �أكثر من ‪ 200‬الف �شخ�ص في‬ ‫الإحتي ��اط‪ .‬ويقدر الخب ��راء ب�أن �أكثر م ��ن ‪ 6‬ماليين‬ ‫قطعة �سالح تنت�شر في اليمن‪.‬‬ ‫�أكثر من ن�صف الجي�ش اليمني �إنحاز الى الحوثيين‪.‬‬ ‫خم�س ��ة �ألوي ��ة من ا�ص ��ل �سبعة‪ ،‬بالإ�ضاف ��ة الى قوات‬ ‫الحر� ��س الجمهوري‪ ،‬وما تبقى م ��ن الفرقة المدرعة‬ ‫االول ��ى‪ ،‬الت ��ي كانت تح ��ت قيادة الل ��واء علي مح�سن‬ ‫الأحم ��ر‪ .‬منها م ��ن �إتخذ ق ��راره لأ�سب ��اب عقائدية‪،‬‬ ‫وجغرافية‪ ،‬وديموغرافي ��ة‪ ،‬ومنها من بقي على والئه‬ ‫للرئي� ��س ال�سابق علي عبداهلل �صال ��ح‪ .‬وما تبقى من‬ ‫القوات الم�سلحة �إن�سحب الى قبيلته وقريته ومدينته‪،‬‬ ‫و�إن�ضم بع�ض قطاعات الجنوب (ال تتجاوز ‪ )%10‬الى‬ ‫الحراك الجنوبي والملي�شي ��ات الم�ؤيدة للرئي�س عبد‬ ‫ربه من�صور هادي‪� .‬أم ��ا �سالح الجو‪ ،‬والدفاع الجوي‬

‫تعتبر المملكة العربية‬ ‫ال�سعودية‪ ،‬اليمن حديقتها الخلفية‪،‬‬ ‫كما البحرين حديقتها الأمامية‪ ،‬او‬ ‫العك�س‪ .‬و�إن ما يح�صل في �أيٍّ منهما‬ ‫البد من �أن ينعك�س �سلب ًا‬ ‫او كالهما‪ّ ،‬‬ ‫�أو �إيجاب ًا على المملكة‬

‫ال�ضعي ��ف �أ�ص ًال (ال يتجاوز عدي ��ده ‪ 3500‬عن�صر)‪،‬‬ ‫فق ��د تف ��كك �أو ت ��م تحيي ��ده‪ ،‬او �إخف ��ا�ؤه‪ ،‬وتمويه ��ه‪.‬‬ ‫ودم ��رت الغ ��ارات الجوية ق�سم ًا كبي ��ر ًا منه‪ ،‬وهذا ما‬ ‫يف�سر عدم �إ�سقاط �أية طائرة من طائرات "التحالف‬ ‫ّ‬ ‫العربي"‪.‬‬ ‫وبع ��د �أكث ��ر من ثالث ��ة ا�سابيع م ��ن الغ ��ارات الجوية‬ ‫اليومي ��ة‪ ،‬والحديث ع ��ن "الإ�ستع ��داد" �أو البحث في‬ ‫�إط�ل�اق حملة ب ّري ��ة‪ ،‬يطرح ال�س� ��ؤال التال ��ي‪ ،‬ما هي‬ ‫الأه ��داف والأغرا� ��ض وبالتال ��ي الإ�ستراتيجية لهذه‬ ‫الحرب ‪.‬‬ ‫حت ��ى ه ��ذه ال�ساع ��ة �شم ��ل الق�ص ��ف الج ��وي مجمل‬ ‫مناط ��ق اليمن و�سقط حوال ��ي ‪� 4000‬ضحية اكثرهم‬ ‫من المدنين‪ .‬فبالإ�ضافة الى الأهداف الع�سكرية من‬ ‫قواع ��د‪ ،‬ومطارات‪ ،‬ومخ ��ازن‪ ،‬وقوافل‪ ،‬حي ��ث �إدّعى‬ ‫الناط ��ق الع�سكري ال�سعودي �أنه ��ا ُم�ستهدّفة ح�صر ًا‪،‬‬ ‫ي�ؤكد المراقب ��ون ان الق�صف �إ�سته ��دف �أي�ض ًا البنى‬ ‫التحتية للدولة م ��ن خزانات الوقود والمياه والحبوب‬ ‫والمخيمات ومناطق �سكنية ‪...‬الخ‪.‬‬ ‫ويت�س ��اءل المراقب ��ون ع ��ن الأه ��داف الإ�ستراتيجية‬ ‫وال�سيا�سي ��ة له ��ذه الحرب غي ��ر الم�سبوق ��ة‪ ،‬من بلد‬ ‫عرب ��ي على بلد عرب ��ي �آخر‪ .‬فنجي ��ب بمو�ضوعية �أنه‬ ‫من الوا�ض ��ح �أنها تهدف الى تغيير التوازن الع�سكري‬ ‫ل�صال ��ح الرئي� ��س عبد رب ��ه من�صور ه ��ادي وحلفائه‬ ‫م ��ن القبائ ��ل والميلي�شي ��ات الجنوبية وم ��ا تبقى من‬ ‫الجي� ��ش‪ ،‬و�ص ��و ُال ال ��ى �إجب ��ار الحوثيي ��ن وحلفائهم‬ ‫و�أن�صارهم على �إلقاء ال�سالح‪ ،‬والإعتراف بالهزيمة‬ ‫وب"�شرعي ��ة" عب ��د ربه ه ��ادي‪ .‬فه ��ل يتحقق ذلك؟‬ ‫الجواب‪ :‬قطع ًا ال‪.‬‬ ‫من المعروف في العلم الع�سكري �أن ال�ضربات الجوية‬ ‫هي عن�صر م�ساند‪ ،‬ولي�س عن�صر ًا حا�سم ًا‪ ،‬وهي‬ ‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪43‬‬


‫�صنعاء‪ :‬تلقت �ضربات جوية كثيرة‬

‫الخليج العربي‬ ‫اليمن‬

‫�شيء من الجغرافيا‪ ،‬وقليل من التاريخ‬

‫اليـمـن إلـى أيــن؟‬ ‫بع��د الإع�لان الذي لم ينفذ عن توقف حملة "عا�صفة الح��زم" الجوّية التي يقوم بها "التحالف العربي"‪،‬‬ ‫بقيادة المملكة العربية ال�سعودية على الحوثيين والقوات الع�سكرية المتحالفة مع الرئي�س اليمني ال�سابق‬ ‫عل��ي عب��داهلل �صالح في اليمن و�إطالق عملية "�إعادة الأمل" على الرغم من عدم توقف الغارات الجوية‪،‬‬ ‫يط��رح ال�س�ؤال الآتي‪� :‬إلى �أي��ن يتجه اليمن؟ على الرغم من �أن الجواب ربم��ا ن�ستطيع مقاربته في نهاية‬ ‫هذا المقال‪ ،‬ولي�س الإجابة عنه قطعاً‪ ،‬ف�إن هناك وقائع ال بد من اال�شارة اليها‪ ،‬و�أ�سئلة ال بد من طرحها‪.‬‬ ‫بقلم الدكتور ه�شام جابر*‬

‫بداي� � ًة ال ب ّد من الإ�ض ��اءة على الخريطة‬ ‫الجغرافي ��ة والديموغرافي ��ة لليم ��ن‬ ‫"ال�سعي ��د"‪ ،‬بالإ�ضاف ��ة �إل ��ى الأو�ض ��اع الع�سكري ��ة‬ ‫والميداني ��ة‪ ،‬التي تزيد ه ��ذه الخريط ��ة و�ضوح ًا من‬ ‫جهة‪ ،‬وتعقيد ًا من جهة �أخرى‪.‬‬ ‫ُتقارب م�ساحة اليم ��ن ال‪ 528,000‬كيلومتر مربع �أي‬ ‫اكث ��ر ‪ 750‬مرة من م�ساحة مملك ��ة البحرين؛ وتتنوع‬ ‫طبيع ��ة �أر�ض ��ه بي ��ن �صحراوي ��ة وجبلي ��ة‪ ،‬وغاب ��ات‪،‬‬ ‫و�أح ��راج‪ .‬ويحاذي اليمن المملك ��ة العربية ال�سعودية‬

‫‪42‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬

‫عل ��ى ح ��دود يبلغ طولها �أل ��ف كليومت ��ر‪ ،‬ويتمدد على‬ ‫�أكث ��ر م ��ن ‪ 1900‬كلم من ال�شواط ��ئ البحرية‪ ،‬ويفوق‬ ‫ع ��دد �سكانه ‪ 27‬مليون ن�سم ��ة‪ .‬وهناك حوالي مليوني‬ ‫يمن ��ي يعي�شون في ال�سعودي ��ة‪ ،‬بالإ�ضافة الى ماليين‬ ‫من �أ�صل يمن ��ي ي�سكنون ح�ضرموت وجيزان ونجران‬ ‫وع�سير‪.‬‬ ‫ويتمت ��ع اليمن بتاريخ عريق يعود ال ��ى �آالف ال�سنين‪،‬‬ ‫ويتم َّيز �شعبه بطبيعة تتنا�سب مع تاريخه وجغرافيته؛‬ ‫وهو مقات ��ل كف�ؤ‪� ،‬صب ��ور‪ ،‬و�شجاع‪ .‬ويمت ��از اليمنيون‬ ‫بالإباء وعزّة النف�س رغم الفقر‪.‬‬ ‫ومواطن ��و اليم ��ن م�سلم ��ون حي ��ث ي�ش� � ّكل الزي ��ود‬

‫"الزيديون" �أقلية بن�سبة ‪( %30‬كانوا ‪ %60‬في العام‬ ‫‪ ،)1962‬والآخ ��رون ينتمون �إلى المذه ��ب ال�شافعي‪.‬‬ ‫الحظ �أي ف ��رق �أو تفرقة حت ��ى �أمد قريب بين‬ ‫ول ��م ُي َ‬ ‫ه� ��ؤالء و�أولئك‪ .‬فه ��م متزوجون في م ��ا بينهم بن�سبة‬ ‫كبي ��رة‪ ،‬وي�ص ّلون في جامع واح ��د‪ ،‬ووراء �إمام واحد‪.‬‬ ‫كذل ��ك يمار�س ��ون طقو�سه ��م وتقاليده ��م مع� � ًا كم ��ا‬ ‫يحتفلون ب�أعياده ��م �سوي ًا‪ .‬علم ًا �أن الزيود �أقرب الى‬ ‫المذهب "الحنفي" بالن�سب ��ة �إلى الفقه و�إلى ال�شيعة‬ ‫بالعقي ��دة (التعل ��ق ب�آل بي ��ت الر�س ��ول‪� ،‬ش�أنهم �ش�أن‬ ‫الم�صريين)‪.‬‬ ‫واليمن بل ٌد فقي ��ر �إال �أنه لي�س معدوم ًا‪ ،‬فلديه خيرات‬


‫الجي�ش (الم�ؤيد للرئي�س عبد اهلل �صالح) والحوثيين‬ ‫تقدمهم في المكلاّ رغم الق�صف الجوي‪.‬‬ ‫ت�سجل ولم تعلن �أيّ �ضربات جوية ت�ستهدف مراكز‬ ‫لم ّ‬ ‫تنظي ��م "القاعدة"‪...‬حتى طائرات التج�س�س من دون‬ ‫طيار الأميركية التي كانت تق�صف هذه المراكز توقف‬ ‫ن�شاطه ��ا فج� ��أة قب ��ل انط�ل�اق "العا�صف ��ة" ب�أكثر من‬ ‫ا�سبوعين‪ .‬وعادت بغارات تعد على عدد ا�صابع اليد‪.‬‬ ‫وعلى الم�س ��رح ال�سيا�سي �إنتقل ��ت باك�ستان من موقع‬ ‫الفريق المطلوب تدخل ��ه ع�سكري ًا الى موقع الو�سيط‬ ‫بعدما �صوت البرلمان الباك�ستاني ب�أكثرية في العا�شر‬ ‫من ني�س ��ان (�أبريل) على ع ��دم التدخل‪ ،‬بل الدخول‬ ‫كو�سي ��ط في ت�سوي ��ة �سيا�سية‪ .‬كذل ��ك كان الحال مع‬ ‫تركي ��ا بعد زي ��ارة رجب طي ��ب �أردوغان ال ��ى �إيران‪.‬‬ ‫و�أعلنت م�ص ��ر �أنها لن تتورط بالدخ ��ول الى االر�ض‬ ‫اليمنية‪ ،‬ورغم ان الرئي�س عبد الفتاح ال�سي�سي مدين‬ ‫للمملكة العربية ال�سعودية بدعمه مادي ًا و�سيا�سي ًا وهو‬ ‫وف � ٌّ�ي بطبعه‪ ،‬كما ت�شير التقاري ��ر‪ ،‬اّال �أنه‪ ،‬وهو تلميذ‬ ‫جمال عب ��د النا�صر‪ ،‬يعلم جي ��د ًا التداعيات ال�سلبية‬ ‫للتورط الم�صري في حرب اليمن في �ستينات القرن‬ ‫الفائ ��ت‪ ،‬و�سقوط حوالي ‪� 70‬أل ��ف قتيل من ال�ضباط‬ ‫والجنود‪ ،‬والذي كان م ��ن الأ�سباب الرئي�سية لهزيمة‬ ‫م�صر في حرب ‪ ،1967‬ثم انه يدرك ب�أن م�صر موقع‬ ‫ممي ��ز‪ ،‬كموق ��ع الأخ االكبر بين االخ ��وة العرب وال بد‬ ‫م ��ن ا�ستعادت ��ه وع ��دم التفريط ب ��ه‪ .‬ويعل ��م الرئي�س‬ ‫ال�سي�س ��ي عل ��م اليقي ��ن‪ ،‬ومن موق ��ع المج� � ّرب ‪ ،‬ب�أن‬ ‫القاع ��دة الت ��ي تقتل ال�ضب ��اط والجن ��ود الم�صريين‬ ‫ف ��ي �سيناء و�سائر م�صر بوا�سط ��ة فروعها واخواتها‪،‬‬ ‫ه ��ي الم�ستفيد االول مما يجري في اليمن‪ .‬والقاطف‬ ‫االول لثماره الدامية‪ .‬و�إذا ر�أى بع�ض العرب ب�أن قتال‬ ‫الحوثيي ��ن وقتلهم ب�إعتبارهم "كفرة" واعوان لإيران‬ ‫ه ��و �أولى من قت ��ال القاع ��دة "االبنة ّ‬ ‫ال�ضال ��ة"‪ .‬ف�إن‬ ‫ال�شعب الم�صري لي�س من هذا الر�أي‪.‬‬ ‫والحقيق ��ة االخ ��رى هن ��ا ولي� ��س االخي ��رة‪ ،‬تتعل ��ق‬ ‫بالجيو�سيا�سي ��ة وبالتوقيت‪ ،‬وان م ��ا جرى وما يجري‬ ‫ف ��ي اليم ��ن ال يمكن ف�صله عما يج ��ري في المنطقة‪.‬‬ ‫وم ��ا يقال عن هيمنة ايران عل ��ى اربع عوا�صم عربية‬ ‫وع ��ن حواج ��ز المملك ��ة ال�سعودية من تو�س ��ع النفوذ‬ ‫االيران ��ي‪ ،‬وعن بدء الحرب علي اليمن ع�شية التوقيع‬ ‫على اتف ��اق لوزان‪ ،‬وعن خ�شي ��ة المملكة من انح�سار‬ ‫نفوذه ��ا ج ��راء الم�صالحة التاريخي ��ة المرتقبة بين‬ ‫اي ��ران وامي ��ركا‪ .‬يتفه ��م الكثي ��رون ه ��ذه المخاوف‬ ‫والهواج� ��س‪� ،‬إال انه ��م ي ��رون بها ت�ضخيم� � ًا ومبالغة‪،‬‬ ‫فلي� ��س هنال ��ك من �شهر ع�س ��ل مرتقب بي ��ن طهران‬ ‫ووا�شنط ��ن‪ .‬فالملفات كثي ��رة‪ ،‬ومعق ��دة‪ ،‬والم�صالح‬ ‫تتقاط ��ع ف ��ي م ��كان‪ ،‬وتت�شابك ف ��ي اكثر م ��ن مكان‪.‬‬ ‫فلل�سعودي ��ة دور ال يمكن تجاهله‪ ،‬او �إنكاره‪� ،‬سواء في‬

‫الرئي�س عبد ربه من�صور هادي‪:‬‬ ‫لم ي�ستطع توحيد البالد‬

‫حجمه ��ا المالي والإقت�صادي �أو في موقعها ال�سيا�سي‬ ‫والجغراف ��ي‪ .‬وه ��ي تحوي كعب ��ة الم�سلمي ��ن لذا هي‬ ‫قبلته ��م‪ .‬وكما تعيد اميركا دائم ًا ح�ساباتها ومواقفها‬ ‫هنالك فر� ��ص تاريخية امام المملكة لتعيد تمو�ضعها‬ ‫كقط ��ب كبير وق ��ادر ف ��ي العال ��م العرب ��ي ي�ستقطب‬ ‫الم�سلمين العرب كافة‪� ،‬سنة و�شيعة‪ ،‬كمذاهب وفرق‪.‬‬ ‫وتبح ��ث عن ا�سب ��اب "ال�سخ ��ط" الذي تح ��دث عنه‬ ‫الرئي� ��س االميركي وتزيله‪ .‬عندئذ �سترى ب�أن نفوذها‬ ‫قد ات�سع‪ ،‬ولم ينح�سر‪ .‬وقد ُث ّبت‪ ،‬ولم ُينزع‪.‬‬ ‫والآن الى اين يذهب اليمن؟‬ ‫ه ��و �أم ��ر واحد‪ ،‬الح ��ل ال�سيا�س ��ي‪ ،‬بعد وق ��ف القتال‬ ‫ب�أ�سرع وقت ب�إ�شراف االم ��م المتحدة والجلو�س على‬ ‫طاولة حوار في مكان محايد تطمئن له كافة االطياف‬ ‫اليمني ��ة‪ ،‬التي ال يمكن لأي منه ��ا الغاء الآخرين‪ .‬حل‬ ‫يمني �صرف‪ ،‬برعاية عربية‪ ،‬و�إ�شراف �أممي‪.‬‬ ‫ام ��ا �إ�ستم ��رار الغارات الجوي ��ة‪ ،‬وربم ��ا تدخل بري‪،‬‬ ‫وح ��رب �إ�ستنزاف ل�سنوات‪ ،‬كما ف ��ي �سوريا والعراق‪،‬‬ ‫م ��ع بعد الت�شبيه والمقارنة‪ .‬و�إ�ستط ��راد ًا الى اال�سو�أ‪،‬‬

‫ع�شية �إنطالق "عا�صفة الحزم" كان على‬ ‫يقدر بـ ‪ 60‬الف‬ ‫االر�ض اليمنية جي�ش ّ‬ ‫عن�صر‪ %95 ،‬منهم في القوات البرية مع‬ ‫�ألف دبابة و�أكثر من ‪ 1200‬عربة مد ّرعة‬ ‫ي�ضاف اليهم �أكثر من ‪ 200‬الف �شخ�ص‬ ‫في الإحتياط‪ .‬ويقدر الخبراء ب�أن �أكثر‬ ‫من ‪ 6‬ماليين قطعة �سالح تنت�شر في اليمن‬

‫كالو�ض ��ع الليب ��ي او الم�ستنقع ال�صومال ��ي‪ ،‬الذي لم‬ ‫ينجح المجتمع الدولي في تجفيف مياهه الآ�سنة بعد‬ ‫ربع قرن‪ .‬لذا �سمعن ��ا ام�س بوقف "عا�صفة الحزم"‪،‬‬ ‫وقف التدمير والهدم‪ .‬وبدء مرحلة "االمل"‪.‬‬ ‫هذا ما نراه وي ��راه كل �صادق‪ ،‬وغير منافق‪ ،‬وهذا ما‬ ‫قلن ��اه قب ��ل وقف العا�صف ��ة‪ .‬واليكم التاري ��خ �شاهد‪،‬‬ ‫واليمن لي�س ال�صوم ��ال و"�صوملة" اليمن كارثة على‬ ‫الجمي ��ع‪ .‬في اليمن ه ��زم العثمانيون قب ��ل هزيمتهم‬ ‫ف ��ي اي م ��كان �آخر‪ .‬وف ��ي اليمن خ�سر عب ��د النا�صر‬ ‫خ�س ��ارة تعادل نكب ��ة‪ ،‬وفي اليمن �سقط ��ت ال�شيوعية‬ ‫قب ��ل �سقوط ال�ستار الحديدي‪ .‬وم ��ا ذلك �إال لأن والء‬ ‫ال�شعب اليمني للوطن ي�أتي قبل اي والء �آخر‪ .‬هذا هو‬ ‫الواقع بكل مو�ضوعية وهكذا نرى الحقيقة بكل �صدق‬ ‫ولو كنا مخطئين‪.‬‬ ‫�أما لماذا توقفت هذه "العا�صفة"؟‬ ‫‪ - 1‬ايق ��ن االخ ��وة ال�سعودي ��ون كم ��ا اقتن ��ع الرئي�س‬ ‫الم�ستقي ��ل عبد ربه من�صور ه ��ادي ولو مت�أخر ًا‪.‬‬ ‫ان ال مجال لعودته تحت وط�أة الق�صف‪.‬‬ ‫‪ - 2‬توالت المب ��ادرات لوقف الحرب‪ .‬م ��ن المبادرة‬ ‫الخليجية الى المب ��ادرة الرو�سية‪ ،‬الى المبادرة‬ ‫العماني ��ة‪ ،‬الى مبادرة "بان كي مون" بعد القرار‬ ‫‪ 2216‬الذي جاء مبتور ًا وغير مقبول‪.‬‬ ‫‪ - 3‬تح ��رك اي ��ران البح ��ري وتبع ��ه تح ��رك حاملة‬ ‫الطائ ��رات روزفل ��ت والمدم ��رة نورمان ��دي‪.‬‬ ‫والخ�شي ��ة من اي احتكاك يمك ��ن ان ي�شعل فتيل‬ ‫الحرب‪ ،‬في وقت ينتظر العالم اتفاق ًا تاريخي ًا‪.‬‬ ‫ال�س� ��ؤال الثاني‪ ،‬هل حققت هذه الحرب اهدافها كما‬ ‫قال الناطق الع�سكري ال�سعودي؟‬ ‫الجواب نعم وال‪.‬‬ ‫نع ��م‪� .‬إذا ا�سرع ��ت بدف ��ع الجمي ��ع الى طاول ��ة الحل‬ ‫ال�سيا�س ��ي وكان يمك ��ن ذل ��ك دون تدمي ��ر اكث ��ر من‬ ‫ن�ص ��ف البن ��ى التحتي ��ة ون�ص ��ف الجي� ��ش و�سق ��وط‬ ‫الآالف‪ .‬وال‪ .‬حي ��ث كانت ب�أهدافها اجب ��ار الحوثيين‬ ‫عل ��ى اال�ست�س�ل�ام‪ ،‬والر�ض ��وخ‪ ،‬واالعت ��راف ب�شرعية‬ ‫حكومة هادي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫و�أخي ��ر ًا ولي�س �آخرا‪ ،‬ان وق ��ف اال�شتباكات في اليمن‬ ‫ووقف نهائي الطالق النار ورفع الح�صار يلزمه وقت‬ ‫وهو امر م ّلح وال ينتظر‪.‬‬ ‫وا�سئل ��ة اخ ��رى ال ت ��زال تنتظ ��ر‪ .‬منها اي ��ن �ستجري‬ ‫المفاو�ض ��ات ال�سلمية‪ ،‬ومتى‪ .‬وعلى اية �أ�س�س هذا ما‬ ‫�ستجيب عليه االيام المقبلة‪ .‬ولي�س لنا ولكل اليمنيين‬ ‫�س ��وى "االمل" ف ��ي "مرحلة االمل" كم ��ا قال االخوة‬ ‫ال�سعوديون عند �إ�ستبدال الإ�سم‬ ‫* جن����رال �سابق في الجي�ش اللبنان����ي‪ ،‬دكتور في العلوم االن�سانية‪،‬‬ ‫ورئي�س مركز ال�شرق االو�سط للدرا�سات والعالقات العامة‪.‬‬ ‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪45‬‬


‫الخليج العربي ¶ اليمن‬ ‫لم�ساعدة ق ��وات �أر�ضية ولي�س الحل ��ول مكانها‪ .‬وهي‬ ‫و�إن �إ�ستم ��رت ول ��و لأ�شه ��ر‪� ،‬ست� ��ؤدي ال ��ى مزيد من‬ ‫التدمير ومزيد م ��ن القتل ومزيد من "الحقد"‪ .‬فهل‬ ‫الهج ��وم البري هو الحل؟ الج ��واب‪ :‬ال وال (مكر ّرة)‪،‬‬ ‫لأن المي ��دان ف ��ي اليم ��ن م�ستنق ��ع خطي ��ر‪ ،‬ورم ��ال‬ ‫متحرك ��ة‪ ،‬ومطبات بارزة‪ .‬ومن لم ي�صدق ذلك ومن‬ ‫ال يقتن ��ع‪ ،‬عليه العودة ال ��ى الجغرافي ��ا والتاريخ وما‬ ‫ذكرن ��اه في مقدمة المق ��ال‪ .‬و�إذا كان ��ت قوات "درع‬ ‫الجزي ��رة" قد عبرت منذ عامي ��ن الج�سر الفا�صل‬ ‫بي ��ن المملكة ال�سعودي ��ة ومملكة البحري ��ن‪ ،‬ف�إن بين‬ ‫ال�سعودية واليمن كما ذكرنا �ألف كلم مليئة بالج�سور‬ ‫الوهمية والأخرى غير المرئي ��ة‪ ،‬والمطبات الخفية‪.‬‬ ‫وعبورها مغامرة‪ ،‬ومقامرة‪ ،‬والعودة غير م�ضمونة‪.‬‬ ‫وال�س�ؤال هنا لماذا و�صلت الأمور الى هذا الدرك؟‬ ‫�أو ًال‪ :‬تعتب ��ر المملك ��ة العربي ��ة ال�سعودي ��ة‪ ،‬اليم ��ن‬ ‫حديقتها الخلفية‪ ،‬كم ��ا البحرين حديقتها الأمامية‪،‬‬ ‫او العك� ��س‪ .‬و�إن ما يح�صل ف ��ي �أيٍّ منهما او كالهما‪،‬‬ ‫الب� � ّد من �أن ينعك� ��س �سلب� � ًا �أو �إيجاب ًا عل ��ى المملكة‪.‬‬ ‫�صحي ��ح �أن الإ�ستق ��رار ف ��ي البلد المج ��اور هو مفيد‬ ‫و�إيجاب ��ي في المطلق‪ � ،‬اّإل �أنه من وجهة نظر الريا�ض‬ ‫يج ��ب ان يبقى تح ��ت المراقب ��ة وال�سيط ��رة‪ .‬كذلك‬ ‫ف� ��إن ار�س ��اء الديموقراطية‪ ،‬التي ه ��ي مطلب حق ال‬ ‫ينك ��ره �أحد من جه ��ة‪ � ،‬اّإل �أنها من جه ��ة �أخرى ت�شبه‬ ‫"الفيرو�س" الذي ينتقل عبر الحدود من دون ت�أ�شيرة‬ ‫�أو �إذن‪ ،‬الأم ��ر الذي يفت ��ح �أبواب ًا ونوافذ ال حاجة �إلى‬ ‫فتحه ��ا لأن الوق ��ت لم يح ��ن بعد لت َل ّق ��ي رياحها التي‬ ‫ي�صعب �إيقافها‪.‬‬ ‫ثاني� � ًا‪� :‬إن تهدي ��د �إي ��ران لم�ضي ��ق "هرم ��ز" ال يمكن‬ ‫�إنكاره‪ .‬وقد اثبتت خالل مناوراتها البحرية المتكررة‬ ‫و�آخرها الر�سول الأعظم رقم ‪ 9‬في �شباط (فبراير)‬ ‫الما�ض ��ي‪� ،‬أنه ��ا ت�ستطيع �إغالق ه ��ذا الم�ضيق �ساعة‬ ‫ت�ش ��اء‪ ،‬ال �سيما اذا ر�أت �أن �أمنها قد يتعر�ض للخطر‪.‬‬ ‫ثم جاءت م�س�ألة "باب المن ��دب" وهو الممر الوحيد‬ ‫والمتبق ��ي لت�صدي ��ر النف ��ط ال�سع ��ودي م ��ن موان ��ئ‬ ‫"ج ��دة" و"ينب ��ع" عب ��ر البحر الأحمر م ��رور ًا بقناة‬ ‫ال�سوي� ��س ال ��ى البح ��ر المتو�س ��ط و�إلى جمي ��ع �أنحاء‬ ‫العالم‪ .‬و�إذا �إ�ستط ��اع الحوثيون وحلفا�ؤهم ال�سيطرة‬ ‫عل ��ى ه ��ذا المم ��ر المه ��م‪ ،‬م ��ن خ�ل�ال �سيطرته ��م‬ ‫الميداني ��ة على مين ��اءي الحدي ��دة وع ��دن‪ ،‬وبينهما‬ ‫مدينة "تع ��ز"‪ ،‬ترى الريا�ض ب� ��أن طهران من خالل‬ ‫ت�أثيره ��ا عل ��ى الحوثيي ��ن �ست�ستكم ��ل ال�سيطرة على‬ ‫مداخل الخليج ب�أ�س ��ره وتتحكم بم�صالح كافة الدول‬ ‫المطلة على البحر االحم ��ر‪ ،‬من م�صر الى جبيبوتي‬ ‫مرور ًا بال�س ��ودان وال�صومال‪ ،‬و�أرتري ��ا وغيرها‪ .‬ولم‬ ‫ينكر الحوثي ��ون عالقتهم ب�إيران‪ .‬ول ��م تنكر طهران‬ ‫�سجل اي وجود �إيراني في‬ ‫ت�أييدها لهم رغم �أن ��ه لم ُي َّ‬

‫‪44‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬

‫الوزير الأميركي جون كيري‪:‬‬ ‫هل �أعطى ال�ضوء الأخ�ضر لـ"عا�صفة الحزم"؟‬

‫اليم ��ن‪ .‬ورغم هذه الحقائ ��ق والمعطيات هل ي�ستحق‬ ‫ذلك‪� ،‬إ�شعال حرب في المنطقة‪ ،‬يعرف الجميع كيف‬ ‫تب ��د�أ وال يعرف �أح� � ٌد كيف تنتهي؟ الج ��واب لدى كل‬ ‫عاقل‪ ،‬وكل �صادق‪ ،‬وغير منافق‪" ،‬ال"‪ .‬ويتفق مع هذا‬ ‫الر�أي اكثر من دولة عربية وغربية وحتى من �أ ّيد هذا‬ ‫القرار‪ ،‬ك�أميركا وبريطاني ��ا والإتحاد االوروبي‪ ،‬التي‬ ‫ورد �صراح ��ة في بيان ��ات ت�أييدها للق ��رار ال�سعودي‪،‬‬ ‫ان العم ��ل الع�سكري لي�س ح ًال وال ب ّد من المفاو�ضات‬ ‫والح ��ل ال�سيا�س ��ي‪ .‬اما بالن�سب ��ة �إلى ال ��دول العربية‬ ‫الم�ؤي ��دة كما ج ��اء �ضمن ًا في �إجتم ��اع القمة‪ ،‬فهل �أن‬ ‫م�صر واالردن وتون�س تعتبر �أن ايران هي العدو الأول‬ ‫للع ��رب؟ وان الت�صدي لنفوذها ف ��ي الخليج ومناطق‬ ‫اخ ��رى ي�ستوج ��ب حرب� � ًا؟ وم ��اذا عن موق ��ف كل من‬ ‫الع ��راق والجزائر وعمان ولبن ��ان و�سوريا‪ .‬فهل لهذه‬ ‫الحرب �إجماع عرب ��ي؟ ‪....‬وماذا عن باك�ستان ومنذ‬ ‫متى �أُعطيت هوية عربية؟‬ ‫�صحي ��ح �أن �إي ��ران معني ��ة ومهتم ��ة بم ��ا يج ��ري في‬ ‫اليم ��ن‪ ،‬وقد حرك ��ت قطع ًا بحرية ف ��ي المياه الدولية‬

‫المطلوب في اليمن حل �سيا�سي‪ ،‬بعد‬ ‫وقف القتال ب�أ�سرع وقت‪ ،‬ب�إ�شراف االمم‬ ‫المتحدة والجلو�س على طاولة حوار في‬ ‫مكان محايد تطمئن له كافة االطياف‬ ‫اليمنية‪ ،‬التي ال يمكن لأي منها الغاء‬ ‫الآخرين‪ .‬حل يمني �صرف‪ ،‬برعاية‬ ‫عربية‪ ،‬و�إ�شراف �أممي‬

‫مقاب ��ل �ساحل عدن‪ ،‬ولم تدخل المي ��اه الإقليمية لأية‬ ‫دول ��ة‪ .‬و�إن �إي ��ران ه ��ي "�أعق ��ل" م ��ن ان تت ��ورط في‬ ‫ح ��رب مبا�شرة مع ال�سعودي ��ة �أو �أي طرف �آخر مهما‬ ‫ج ��رى‪� .‬إال ان للجمهوري ��ة الإ�سالمي ��ة �أدوات �أخرى‪،‬‬ ‫وو�سائل عدة يمكنها اللجوء اليها‪ .‬ولن يكون ذلك في‬ ‫م�صلح ��ة ال�سعودية او الخليج برمت ��ه‪ ،‬او العرب ب�أي‬ ‫ح ��ال‪� .‬أما عن الموقف الأميرك ��ي فهو غير م�ستغرب‬ ‫لم ��ن يع ��رف وا�شنطن ومواقفها‪ ،‬فه ��ي التي ح ّر�ضت‬ ‫"�ص ��دام ح�سين" لإعالن حرب ��ه العبثية على �إيران‬ ‫عل ��ى مدى ت�س ��ع �سن ��وات حيث كلف ��ت ملي ��ون قتيل‪،‬‬ ‫ود ّم ��رت �أقوى دولة عربية واق ��وى دولة �إ�سالمية دون‬ ‫منت�ص ��ر �أو مهزوم‪ .‬وال�سعودي ��ون يعرفون ذلك‪ ،‬وقد‬ ‫م ّول ��وا ق�سم ًا كبير ًا من ه ��ذه الحرب‪ .‬و�أميركا �أعطت‬ ‫ال�ض ��وء الأخ�ض ��ر او عل ��ى الأق ��ل ال�ض ��وء الأ�صف ��ر‪،‬‬ ‫ل�ص ��دام ح�سين لإحتالل الكوي ��ت عندما �أف�صح عن‬ ‫نواي ��اه لل�سفيرة الأميركية في بغداد �إبريل غال�سبي‪،‬‬ ‫و�أجابت ��ه حرفي� � ًا‪" :‬هذا �ش� ��أن داخلي"‪ .‬فه ��ل �أعطى‬ ‫وزير الخارجية الأميركي جون كيري ال�ضوء االخ�ضر‬ ‫للريا� ��ض لإط�ل�اق عملي ��ة "عا�صف ��ة الح ��زم" عل ��ى‬ ‫اليمن؟ ال �أعتقد ذلك‪ ،‬فالظروف قد تغ ّيرت‪.‬‬ ‫لق ��د عمل ��ت �أميركا عن �سب ��ق ت�ص ��ور وت�صميم على‬ ‫تدمي ��ر الجي�ش العراق ��ي‪ ،‬وتفكيك ما تبق ��ى منه في‬ ‫الع ��ام ‪ ،2003‬وحتى اليوم‪ ،‬لم تت ��م �إعادة بنائه‪ .‬كما‬ ‫قام ��ت مع الحل ��ف االطل�سي بتدمي ��ر الجي�ش الليبي‪،‬‬ ‫وق�سمت‬ ‫وليبي ��ا الي ��وم �شاخ�ص ��ة �أمامن ��ا و�أمامه ��ا‪ّ ،‬‬ ‫�أمي ��ركا ال�س ��ودان و�أعط ��ت رئي�س ��ه "عم ��ر الب�شير"‬ ‫ب ��ر�آءة ذم ��ة‪ ،‬و�إخ�ل�اء �سبي ��ل‪ ،‬ووق ��ف التعقبات من‬ ‫المحكمة الدولية مكاف�أة على خدماته‪.‬‬ ‫وحاول ��ت �أميركا تدمي ��ر الجي�ش ال�س ��وري فلم تفلح‪.‬‬ ‫وتح ��اول اليوم تدمير الجي�ش اليمن ��ي ب�سالح عربي‪،‬‬ ‫تقا�ض ��ت عد ًا ونق ��د ًا ثمن ًا ل ��ه بمئات الملي ��ارات من‬ ‫الدوالرات‪ .‬والالئحة تطول‪.‬‬ ‫وبعودة الى �أحداث اليمن وم�صيره‪ ،‬فالو�ضع الميداني‬ ‫يتلخ�ص بما يلي خالل ‪ 27‬يوم ًا من الق�صف‪:‬‬ ‫ق�ص ��ف يوم ��ي على البن ��ى التحتي ��ة للدول ��ة ومراكز‬ ‫الجي�ش وحركة "�أن�صار اهلل" وقوافلهما وكذلك على‬ ‫المخيمات ومراكز الأم ��راء مما ا�سفر حتى الآن عن‬ ‫�سقوط �آالف ال�ضحايا عدا �آالف الجرحى‪.‬‬ ‫مراوحة الو�ض ��ع الع�سكري من دون �إح ��راز �أي تقدم‬ ‫دراماتيك ��ي للق ��وى التي ت�سانده ��ا "عا�صفة الحزم"‬ ‫مع ت�سجي ��ل تقدم للحوثيين وان�صارهم في "عدن" و‬ ‫"ال�ضال ��ع" و "يحج" و "�شبوه" وفي محافظة "�إب"‬ ‫في الو�سط حيث تقدم الجي�ش‪.‬‬ ‫تو�س ��ع تنظيم "القاع ��دة" و�سيطرته عل ��ى "المكل"‬ ‫عا�صمة ح�ضرموت ال�شرقية ثم على قاعدة ع�سكرية‬ ‫قرب "ف ��وخ" عل ��ى الحدود م ��ع ال�سعودي ��ة‪ ،‬ومتابعة‬


‫الدولة في تون�س‪.‬‬ ‫مكن �أن تُترك هذه الإ�صالحات للحكومة‬ ‫وهنا‪ ،‬ال ُي ِ‬ ‫وحدها‪.‬‬ ‫�آخر �ش ��يء تحتاج �إليه تون�س ه ��و مخطط حكومي‬ ‫�آخر لخل ��ق فر�ص العمل التي م ��ن �ش�أنها �أن تُديم‬ ‫فق ��ط وعود الدول ��ة الكاذبة للعمال ��ة لكل مواطن‪.‬‬ ‫في جمي ��ع �أنحاء العالم العربي‪ ،‬ل ��م ي�ؤ ِّد مثل هذا‬ ‫النم ��وذج �سوى �إل ��ى البيروقراطية الت ��ي ال يمكن‬ ‫تح ّملها وغير الف ّعالة و�إرتفاع معدالت البطالة بين‬ ‫ال�شب ��اب‪ .‬بد ًال من ذلك‪ ،‬يحتاج ك ٌّل من القطاعين‬ ‫الع ��ام والخا� ��ص �إل ��ى الإلت ��زام ب�إ�ص�ل�اح ج� �دّي‬ ‫للنظام‪� ،‬إلى جان ��ب التوعية على ال�صعيد الوطني‬ ‫للفوز بثق ��ة ال�س ��كان والت�أكيد على �أنه ��م ما زالوا‬ ‫ملتزمين بالجهد‪.‬‬ ‫قط ��اع العمل ه ��و المنطقة الرئي�سي ��ة التي تتطلب‬ ‫�إ�صالحات �سريعة‪ .‬التون�سي ��ون بحاجة �إلى فر�ص‬ ‫عم ��ل ‪ -‬ولك ��ن العم ��ل الجديد ينبغ ��ي �أن ي�أتي من‬ ‫قط ��اع خا� ��ص حر ومنتع� ��ش‪ ،‬ولي�س م ��ن الحكومة‬ ‫التي تخل ��ق فر�ص عمل زائدة غي ��ر �ضرورية‪ ،‬كما‬ ‫فعلت في الما�ضي‪� .‬إن �أف�ضل �شيء يمكن للحكومة‬ ‫التون�سي ��ة القي ��ام ب ��ه لإقت�صاده ��ا اله� � ّ�ش ولك ��ن‬ ‫المتنامي ه ��و �إزالة العقبات الت ��ي تمنع ال�شركات‬ ‫الخا�صة من التو�سع‪ ،‬وزي ��ادة الإنتاجية‪ ،‬وتوظيف‬ ‫المزيد من العمال‪.‬‬ ‫حتى الآن لم يحدث هذا‪ .‬منذ قيام الثورة‪ّ ،‬‬ ‫وظفت‬ ‫تون� ��س فع�ل ً�ا ‪ 90،000‬عام ��ل جدي ��د ف ��ي القطاع‬ ‫العام ‪ -‬وظائف دائمة في الخدمة المدنية‪ ،‬ولي�س‬ ‫منا�ص ��ب تكوي ��ن عم ��ل م�ؤقت ��ة‪ .‬ان ه ��ذه الخطوة‬ ‫غي ��ر الحكيمة تجعل مجموع موظف ��ي الدولة �أكثر‬ ‫م ��ن ‪� 600،000‬شخ� ��ص‪ .‬وقد ذه ��ب الإنفاق على‬ ‫التعوي�ض ��ات حتى �أ�س ��رع‪ ،‬حيث �إرتف ��ع بن�سبة ‪44‬‬ ‫ف ��ي المئ ��ة �إذ �أن النظ ��ام الجدي ��د قد رف ��ع �أي�ض ًا‬ ‫الأج ��ور والبدَ الت‪� .‬إن ه ��ذا النموذج من العمل قد‬ ‫ف�ش ��ل �أ�ص ًال قبل الث ��ورة‪� :‬أظه ��رت درا�سة �أجريت‬ ‫عل ��ى خريجي الجامع ��ات في الع ��ام ‪� 2008‬أن ‪26‬‬ ‫ف ��ي المئة فقط منهم قد وجدوا وظيفة في غ�ضون‬ ‫‪� 18‬شه ��ر ًا بع ��د التخ� � ّرج‪ ،‬وكان �أكث ��ر م ��ن ن�صف‬ ‫الوظائ ��ف في القط ��اع العام‪ .‬ل ��ذا �إذا بقي النا�س‬ ‫في تون�س يعتبرون �أن الدولة هي الم�صدر الوحيد‬ ‫لت�أمي ��ن وظائ ��ف الطبق ��ة الو�سط ��ى‪ ،‬ف� ��إن البالد‬ ‫بب�ساطة ل ��ن تكون قادرة على الحفاظ على ثورتها‬ ‫الديموقراطية‪.‬‬ ‫من المعروف �أن ال�ش ��ركات ال�صغيرة والمتو�سطة‬ ‫ه ��ي الخب ��ز والزب ��دة لخل ��ق فر� ��ص العم ��ل ف ��ي‬

‫مظاهرات �إنتفا�ضة "‪ :"2011‬هل تتحقق مطالبها الإقت�صادية؟‬

‫�إقت�ص ��اد ال�سوق‪ ،‬ولكنها في تون� ��س تواجه عقبات‬ ‫بيروقراطي ��ة هائلة‪ .‬حت ��ى بالمقارنة م ��ع البلدان‬ ‫المتقدِّ م ��ة َّ‬ ‫المنظمة و"المقونن ��ة" ب�شكل عال مثل‬ ‫فرن�سا‪ ،‬ف�إن �إن�شاء و�إقامة الأعمال في تون�س تتطلب‬ ‫�ضعف عدد الخط ��وات الإجرائية وتك ّلف ما يقرب‬ ‫من ‪� 5‬أ�ضع ��اف (كن�سبة مئوية م ��ن دخل الفرد)‪.‬‬ ‫ك ٌّل م ��ن هذه الخط ��وات ت�ش ّكل فر�ص ��ة للم�س�ؤولين‬ ‫الفا�سدي ��ن للمطالبة بالر�ش ��وة ‪ -‬وتجميد العملية‬ ‫حتى يت ��م الدفع لهم‪ .‬وهذا ي�ساع ��د على التف�سير‬ ‫لم ��اذا هذا العدد الكبير من ال�شركات التون�سية ‪-‬‬ ‫الت ��ي تم ّثل �أكثر من ثل ��ث الناتج المحلي الإجمالي‬ ‫للب�ل�اد ‪ -‬تعمل ب�ش ��كل غير ر�سم ��ي‪ .‬عندما ال يتم‬ ‫ت�سجيله ��ا ر�سمي� � ًا في م�ؤ�س�سات الدول ��ة‪ ،‬ف�إن هذه‬

‫ال�شركات ال تدفع �ضرائب وتواجه �صعوبة للو�صول‬ ‫�إل ��ى ر�أ�س الم ��ال وتوظيف العم ��ال‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬في‬ ‫تون� ��س‪ ،‬يف�ضل العديد من �أ�صحاب الأعمال العمل‬ ‫من دون ت�سجي ��ل ر�سمي وفي الخفية على مواجهة‬ ‫غابة م ��ن القوانين والأنظمة ال ُمب َهمة والمتناق�ضة‬ ‫الم�سجلة ر�سمي ًا‪.‬‬ ‫المك َّد�سة �ضد ال�شركات‬ ‫ّ‬ ‫الواق ��ع �أن ه ��ذه القواني ��ن ل ��م تك ��ن ُم�ص َّمم ��ة‬ ‫ومو�ضوع ��ة لحماي ��ة الجمه ��ور‪ ،‬ولك ��ن لحماي ��ة‬ ‫الم�صال ��ح التجارية للنظام القدي ��م ‪ -‬ما ي�سميه‬ ‫الإقت�صادي ��ون "التر ّبح"‪� .‬إن ال�ش ��ركات المت�صلة‬ ‫بعائل ��ة الرئي�س المخل ��وع زين العابدي ��ن بن علي‬ ‫َّ‬ ‫وظف ��ت فق ��ط ‪ 0.8‬في المئ ��ة من الق ��وى العاملة‬ ‫و�أنتج ��ت ‪ 3‬ف ��ي المئ ��ة فق ��ط م ��ن النات ��ج‬ ‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪47‬‬


‫المغرب العربي‬ ‫تونس‬

‫حان الوقت للتون�سيين لإتخاذ الخطوة الكبيرة التالية‬

‫تونس‪ :‬اإلصالح اإلقتصادي ّ‬ ‫الجدي‬ ‫هو مفتاح الخالص‬ ‫هل يمكن �أن تتحقق ديموقراطية حقيقية من دون �إ�صالحات �إقت�صادية وعدالة �إجتماعية في تون�س؟ هل‬ ‫يكفي �إجراء �إنتخابات نيابية لتكون البالد ديموقراطية؟ �أم �أن الأمر �أبعد من ذلك؟ المقال التالي يجيب‬ ‫عن هذه الأ�سئلة وغيرها ويدعو �إلى الإ�صالح الإقت�صادي الذي يُعتبر الأ�سا�س للتحوّل الديموقراطي في‬ ‫�أي بلد‪.‬‬ ‫تون�س ‪ -‬جميل �أبو الن�صر‬ ‫الهجم ��ات الإرهابية الت ��ي حدثت في‬ ‫‪� 18‬آذار (مار�س) في متحف "باردو"‬ ‫في العا�صم ��ة التون�سية �أعادت م ��رة �أخرى تركيز‬ ‫�إنتب ��اه العالم عل ��ى تون�س مهد "الربي ��ع العربي"‪.‬‬ ‫في حين �أن ال ��دول العربية الأخرى التي �إنتف�ضت‬ ‫فيه ��ا �شعوبه ��ا في الع ��ام ‪ 2011‬تح ّول ��ت بعد ذلك‬ ‫�إلى العنف والقم ��ع �أو ح ّققت �إ�صالحات هام�شية‪،‬‬ ‫ف� ��إن بالد الحبي ��ب بورقيبة‪ ،‬كما يب ��دو حتى الآن‪،‬‬ ‫ق ��د خرجت من ثورته ��ا منت�ص ��رة‪ .‬وبالفعل‪ ،‬فقد‬ ‫�إعتبر معظم الخبراء �أن ه ��ذه الدولة المتو�سطية‬ ‫ال�صغي ��رة �ص ��ارت تم ّثل منارة للأم ��ل في منطقة‬ ‫د ّمره ��ا الإره ��اب والإ�ضط ��راب‪ ،‬وق�ص ��ة نج ��اح‬ ‫حقيقية تحققت من خالل الت�سويات وال�شمولية‪.‬‬ ‫ولك ��ن من المه ��م �أن نتذ ّك ��ر هن ��ا �أن �إحتجاجات‬ ‫"الربي ��ع العربي" ق ��د �إنطلقت ب�سب ��ب المظالم‬ ‫الإقت�صادي ��ة‪ .‬ل ��م ت�شمل �أه ��داف الث ��ورة الحرية‬ ‫ال�سيا�سي ��ة فق ��ط ‪ -‬الت ��ي تحق ��ق بع�ضه ��ا ف ��ي‬ ‫تون� ��س مبدئي� � ًا ‪ -‬ولكن �أي�ض� � ًا و�ضع ح� � ّد للهيمنة‬ ‫الإقت�صادي ��ة التي ت�س ��ود من خ�ل�ال بيروقراطية‬ ‫مت�ص ّلبة ونخب مق َّربة من الم�س�ؤولين‪ .‬حتى الآن‪،‬‬ ‫ه ��ذا الجانب من المعادلة قد �أُهمل �إلى حد كبير‪.‬‬ ‫فقد �إرتفع معدل البطالة‪ ،‬وال يزال مرتفع ًا‪ ،‬ب�شكل‬ ‫مذه ��ل �إلى ‪ 15‬في المئة‪ ،‬وخ�صو�ص ًا بين ال�شباب‪،‬‬ ‫الذين ي�ش ّكلون ‪ 40‬في المئة من ال�سكان العاطلين‬

‫‪46‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬

‫الرئي�س التون�سي الباجي قائد ال�سب�سي‪:‬‬ ‫المطلوب �إ�صالح �إقت�صادي و� اّإل‪...‬‬

‫�إنتظر التون�سيون �أربع �سنوات‬ ‫للتقدم الإقت�صادي‪ .‬و�إذا �أ ّدت‬ ‫ّ‬ ‫الم�شاحنات ال�سيا�سية �إلى ت�أخير‬ ‫�أو �إ�ضعاف جهود الإ�صالح‪ ،‬ف�إن‬ ‫الديموقراطية �ستكون قد ف�شلت في‬ ‫الوفاء بوعودها‪ ،‬وقد يفقد البلد �أي�ض ًا‬ ‫الثقة في العملية الديموقراطية‬

‫م ��ن العمل‪� .‬إن االقت�صاد ينمو ولكن ببطء‪ ،‬وت�أثير‬ ‫الهجم ��ات الأخيرة في قط ��اع ال�سياحة الحا�سم ال‬ ‫ي�ساع ��د‪ .‬ولعل الأهم من ذل ��ك‪� ،‬أن البيروقراطية‬ ‫التي خنق ��ت الأعمال التجاري ��ة ال�صغيرة في ظل‬ ‫النظام القديم ما زالت را�سخة هناك‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن الوق ��ت هو جوهر الم�س�أل ��ة‪ :‬لقد �إنتظر‬ ‫التون�سيون �أربع �سن ��وات للتقدّم الإقت�صادي‪ .‬و�إذا‬ ‫�أدّت الم�شاحنات ال�سيا�سية �إلى ت�أخير �أو �إ�ضعاف‬ ‫جه ��ود الإ�صالح‪ ،‬ف� ��إن الديموقراطي ��ة �ستكون قد‬ ‫ف�شلت في الوفاء بوعوده ��ا‪ ،‬وقد يفقد البلد �أي�ض ًا‬ ‫الثق ��ة ف ��ي العملي ��ة الديموقراطي ��ة‪� .‬إن ال�شب ��اب‬ ‫ال�ساخطين في تون�س ي�شكلون فعلي ًا �أكبر مجموعة‬ ‫م ��ن المج ّندي ��ن الأجان ��ب ف ��ي تنظي ��م "الدول ��ة‬ ‫الإ�سالمي ��ة" (داع� ��ش)‪ ،‬ويمكن �أن ي� ��ؤدي �إرتفاع‬ ‫خيبة الأمل �إلى المزيد من الثغرات التي يمكن �أن‬ ‫يعب ��ر منها المتطرفون مثل ه� ��ؤالء الذين هاجموا‬ ‫متحف "باردو"‪.‬‬ ‫ل ��ذا تحت ��اج تون� ��س �إلى عمل ف ��وري بالن�سب ��ة �إلى‬ ‫الإ�ص�ل�اح الإقت�ص ��ادي‪ .‬يج ��ب �أن يك ��ون اله ��دف‬ ‫ه ��و بناء �إقت�ص ��اد �أكثر �إنفتاح ًا ونزاه ��ة؛ واح ٌد ال‬ ‫تهيمن علي ��ه رعاية حكومي ��ة ونظ ��ام المح�سوبية‬ ‫الر�أ�سمالية‪ ،‬وحيث يت ��م دعم ال�شركات الخا�صة‪،‬‬ ‫ولي�س ال�ضغط عليها لتحقيق �أرباح �أو التالعب بها‬ ‫لتحقيق مكا�سب �سيا�سي ��ة‪ .‬ب�إخت�صار‪ ،‬ف�إن الدولة‬ ‫ومجتمع الأعمال يحتاجان مع ًا �إلى ت�سخير الإرادة‬ ‫ال�شعبي ��ة م ��ن �أجل الإ�ص�ل�اح لإع ��ادة ت�شكيل دور‬


‫يجب �أن يعالج ثقافة الر�شوة الخا�صة به من خالل‬ ‫برامج قوية لحوكمة ال�شركات‪ .‬ونظر ًا �إلى قوانين‬ ‫مكافحة الف�س ��اد الدولية مثل قان ��ون الممار�سات‬ ‫الخارجي ��ة الفا�س ��دة ف ��ي الوالي ��ات المتح ��دة‪ ،‬ال‬ ‫يمك ��ن لل�شركات التون�سي ��ة �أن تنخرط مع �شركات‬ ‫متعددة الجن�سيات من دون �أن تتبع برنامج ًا فعا ًال‬ ‫للإمتثال لمكافح ��ة الف�ساد‪� .‬سوف تجد ال�شركات‬ ‫التون�سية �صعوبة في جذب الإ�ستثمار �أو الم�شاركة‬ ‫ف ��ي الإقت�ص ��اد العالم ��ي �إل ��ى �أن ت�صب ��ح م�شاكل‬ ‫ف�سادها تحت ال�سيطرة‪.‬‬ ‫ك ٌّل م ��ن ه ��ذه الق�ضاي ��ا تغ� � ّذي التال ��ي‪� :‬إ�ص�ل�اح‬ ‫التعلي ��م لن ي�ؤتي ثماره من دون تحرير البيئة لنمو‬ ‫الم�شاريع ال�صغيرة؛ ال يمكن ت�شجيع روح المبادرة‬ ‫م ��ن دون �إ�صالح نظام التعلي ��م وخف�ض الحواجز‬ ‫�أمام الإجراءات الر�سمية؛ والإ�صالح �سيتم خنقه‬ ‫�إذا �إ�ستم ��ر الف�س ��اد ف ��ي الإزدهار‪ .‬وم ��ن الجدير‬

‫بالذكر �أن �أي� � ًا من هذه الإ�صالحات يتطلب تدفق ًا‬ ‫هائ ًال من التمويل الخارجي‪ .‬بد ًال من ذلك‪� ،‬سوف‬ ‫ت�سمح للموارد التون�سية ‪ -‬معظمها ر�أ�سمال ب�شري‬ ‫– من الو�صول �إلى كامل �إمكاناتها‪.‬‬ ‫ينبغ ��ي على الحكوم ��ة الآن �إر�سال �إ�ش ��ارات قوية‪،‬‬ ‫تفجر العن ��ف �أخي ��ر ًا‪ .‬فحتى‬ ‫خ�صو�ص� � ًا ف ��ي ظ ��ل ّ‬ ‫تدابي ��ر رمزية ت�ساعد على ح�ش ��د الدعم وتحقيق‬ ‫مكا�سب فوري ��ة‪ .‬وت�شمل الأمثل ��ة الوقوف في وجه‬ ‫الف�ساد مع حم�ل�ات �ضد جمي ��ع �أ�شكاله‪ ،‬وتحرير‬ ‫متطلب ��ات الإ�ستثم ��ار الأجنبي ��ة‪ ،‬وخل ��ق الحوافز‬ ‫لتنمية الم�شاريع ال�صغيرة والمتو�سطة ‪ -‬كل ذلك‬ ‫ت�شجع جميع التون�سيين‬ ‫ترافقه �إت�صاالت "قلبية" ّ‬ ‫على القي ��ام بدوره ��م‪ ،‬والعمل من �أج ��ل م�ستقبل‬ ‫�أف�ضل‪.‬‬ ‫�إن �إظه ��ار �إ�ستع ��داد الحكومة لإج ��راء �إ�صالحات‬ ‫هيكلي ��ة يمكن �أن يعن ��ي �أ�شياء كثي ��رة‪ -‬خ�صو�ص ًا‬

‫�إذا تق ��دم بها "ن ��داء تون�س"‪ ،‬الح ��زب ال�سيا�سي‬ ‫الحاك ��م ال ��ذي ُيعتبر على نطاق وا�س ��ع ب�أنه حزب‬ ‫الإ�ستمراري ��ة‪ .‬وه ��ذا م ��ن �ش�أن ��ه �أن ي�ساع ��د على‬ ‫خل ��ق ف�ضاء �سيا�سي لإتخاذ ق ��رارات �أكثر �صعوبة‬ ‫بالن�سبة �إلى خ�صخ�صة ال�شركات المملوكة للدولة‬ ‫�أو التخفي� ��ض التدريج ��ي للدع ��م الم�ستهدف‪ .‬في‬ ‫بيئ ��ة متقلبة مع مثل ه ��ذه التوقعات العالية‪ ،‬يجدر‬ ‫الت�س ��ا�ؤل م ��ا �إذا كان الح ��زب الحاك ��م يمكنه في‬ ‫الواقع تحمل فعل �أي �شيء �أقل من ذلك‪.‬‬ ‫يج ��ب عل ��ى �أولئك الذي ��ن لي�سوا ف ��ي الحكومة �أن‬ ‫يقوم ��وا ب ��دور المح ّف ��ز والرقي ��ب‪ ،‬والدع ��وة �إلى‬ ‫�سيا�س ��ات �سليمة وكذل ��ك ال�ضغط عل ��ى ممثليهم‬ ‫لإتباع ال�سلوك الم�س�ؤول والإدارة الجيدة‪.‬‬ ‫�إن الوع ��د القدي ��م بفر� ��ص العم ��ل الت ��ي تو ّفرها‬ ‫الحكوم ��ة ق ��د م ��ات‪ .‬تون� ��س بحاج ��ة �إل ��ى عق ��د‬ ‫�إجتماعي جديد بين الحكومة التي تخلق الظروف‬ ‫للنمو الإقت�ص ��ادي والقطاع الخا� ��ص الذي ي�سعى‬ ‫جاه ��د ًا للو�صول �إلى كامل �إمكاناته‪ ،‬وبالتالي خلق‬ ‫الأعم ��ال والفر�ص التي نزل م ��ن �أجلها التون�سيون‬ ‫في المقام الأول �إلى ال�شوارع‪.‬‬ ‫الإقدام على ذلك لن يدفع البالد فقط �إلى الأمام‬ ‫�إقت�صادي� � ًا ولكن ��ه �أي�ض� � ًا �سي�ساع ��د عل ��ى تر�سيخ‬ ‫المكا�س ��ب الديموقراطي ��ة ّ‬ ‫اله�ش ��ة‪ :‬الم�ؤ�س�س ��ات‬ ‫عينه ��ا الت ��ي تُم ّك ��ن التون�سيي ��ن م ��ن ت�سجي ��ل‬ ‫ممتلكاته ��م �سوف تق ��وم بحمايتهم من الإ�ستغالل‬ ‫من قب ��ل الم�س�ؤولين الحكوميي ��ن؛ والقوانين التي‬ ‫ت�س ّه ��ل الم�شاري ��ع �س ��وف تخلق فر�ص� � ًا �إقت�صادية‬ ‫جدي ��دة للن�س ��اء والعاطلي ��ن من العم ��ل وال�شباب‬ ‫المتعلمي ��ن؛ والإ�صالحات عينها الت ��ي من �ش�أنها‬ ‫تح�سين التعليم العام �ستخلق كادرات من ال�شباب‬ ‫م�ستعدة وقادرة على المطالبة بالحقوق ال�سيا�سية‬ ‫والحريات‪.‬‬ ‫لدى تون�س تاريخ تقدم ��ي و�أ�س�س �إقت�صادية قوية‪:‬‬ ‫�شع � ٌ�ب مث ّقف‪ ،‬وتقلي� � ٌد يقوم على م�شارك ��ة المر�أة‬ ‫ف ��ي الإقت�ص ��اد وال�سيا�سة‪ ،‬ومجتم ��ع مدني ناب�ض‬ ‫بالحي ��اة‪ .‬كما يمكنه ��ا �أن ت�صبح مرك ��ز ًا محوري ًا‬ ‫�إقت�صادي� � ًا تطم ��ح �إلي ��ه كل دول المنطق ��ة‪ .‬ولكن‬ ‫من دون تق ��دم �إقت�صادي وعق ��د �إجتماعي جديد‬ ‫بي ��ن الدولة وال�س ��كان‪ ،‬وال�ش ��ركات الخا�صة التي‬ ‫تدف ��ع النم ��و الإقت�صادي‪ ،‬ف�إن تون� ��س �سوف تفقد‬ ‫قوته ��ا و�أهداف الث ��ورة �ستكون في خط ��ر‪ ...‬على‬ ‫التون�سيي ��ن � اّأل ي�سمحوا للإج ��راءات العنيفة التي‬ ‫ُيق � ِ�دم عليها عدد قليل م ��ن مواطنيهم من �شغلهم‬ ‫عن تحقيق �أهدافهم‬ ‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪49‬‬


‫المغرب العربي ¶ تون�س‬ ‫الإقت�ص ��ادي‪ ،‬ولكنه ��ا ح�صدت ‪ 21‬ف ��ي المئة من مر�شحين م�ؤهّ لين وب�أن ه�ؤالء المر�شحين يمكنهم‬ ‫جمي ��ع �أرب ��اح ال�ش ��ركات‪� .‬إن القواني ��ن والنظ ��م العث ��ور عل ��ى وظائف ت�ستفي ��د م ��ن مهاراتهم‪� .‬إن‬ ‫المفرط ��ة ف ��ي التعقي ��د‪ ،‬والبيروقراطي ��ة غي ��ر �إ�ص�ل�اح التعليم الذي ي�ش� �دّد على التفكير النقدي‬ ‫الف ّعال ��ة الت ��ي تنفذه ��ا وتديره ��ا‪ ،‬لم تع � ِ�ط فقط بدل تلقي ��ن الإ�ستظهار‪ ،‬من المدار� ��س الإبتدائية‬ ‫النخب ��ة الحاكمة و�سيلة لتوزي ��ع فر�ص العمل على حت ��ى الجامع ��ات‪ ،‬ه ��و حاج ��ة ما�س ��ة‪ .‬المناه ��ج‬ ‫ي�شجع ��ون على الإبداع والنزاهة‬ ‫المح�سوبين‪ ،‬بل جعلت �أي�ض ًا من الم�ستحيل فعلي ًا والمعلمون الذين ّ‬ ‫عل ��ى المناف�سين دخ ��ول القطاع ��ات الإقت�صادية ب ��د ًال م ��ن هاج� ��س الو�ض ��ع الإجتماع ��ي �ستم ّك ��ن‬ ‫المربح ��ة مث ��ل الفن ��ادق‪ ،‬والنق ��ل الج ��وي‪ ،‬كوادر ال�شب ��اب التون�سي من الإن�ضم ��ام �إلى �سوق‬ ‫والإت�صاالت‪ ،‬والخدم ��ات الم�صرفية التي تهيمن العم ��ل مدفوعة بالإبتكار‪ ،‬والأخ�ل�اق‪ ،‬وال�شفافية‪،‬‬ ‫عليها عائلة بن علي‪ .‬حتى مطاعم "ماكدونالدز" والمناف�سة‪.‬‬ ‫ال�شهيرة لم تتمك ��ن من �إختراق ال�سوق التون�سية‪،‬‬ ‫عل ��ى الرغ ��م من جه ��ود ُمكلف ��ة على م ��دى �سبع‬ ‫�سنوات‪ ،‬لأنها �إختارت �شريك �إمتياز "خاطئ ًا"‪.‬‬ ‫م ��ن الوا�ضح �أن الإقت�ص ��اد الحديث يتطلب بع�ض القوانين لم تكن ُم�ص َّممة ومو�ضوعة‬ ‫القواعد والأنظمة‪ ،‬ولكن يجب �أن تُنفَّذ هذه ب�شكل‬ ‫لحماية الجمهور‪ ،‬ولكن لحماية‬ ‫عادل ومن خالل طريقة تخدم الم�صلحة العامة‪.‬‬ ‫�إن الهي ��كل التنظيمي في عه ��د بن علي يحتاج �إلى الم�صالح التجارية للنظام القديم ‪ -‬ما‬ ‫�إ�ص�ل�اح كام ��ل ‪ -‬مع �إ�ش ��راك الع ّم ��ال‪ ،‬ومنظمات ي�سميه الإقت�صاديون "التر ّبح"‪� .‬إن‬ ‫المجتم ��ع المدن ��ي‪ ،‬والأه ��م م ��ن ذل ��ك‪ ،‬القط ��اع ال�شركات المت�صلة بعائلة الرئي�س‬ ‫الخا� ��ص‪� .‬إن الإقت�ص ��اد التون�س ��ي ال ول ��ن يمكن ��ه المخلوع زين العابدين بن علي َّ‬ ‫وظفت‬ ‫�أن يزده ��ر م ��ن دون الدع ��وة القوي ��ة والم�شاركة‬ ‫فقط ‪ 0.8‬في المئة من القوى العاملة‬ ‫الديموقراطية من مجتمع الأعمال‪.‬‬ ‫ولتحقي ��ق ذل ��ك‪ ،‬يج ��ب عل ��ى جمعي ��ات الأعم ��ال و�أنتجت ‪ 3‬في المئة فقط من الناتج‬ ‫التمثيلي ��ة توطي ��د ع�ضويته ��ا وو�ض ��ع �آلي ��ات قوية الإقت�صادي‪ ،‬ولكنها ح�صدت ‪ 21‬في‬ ‫لدفع الإ�صالح علن ًا وب�شفافية‪� .‬إن هذه المنظمات‬ ‫المئة من جميع �أرباح ال�شركات‬ ‫وحده ��ا يمكنه ��ا �إح�ض ��ار كاف ��ة المجموع ��ات‬ ‫الرئي�سي ��ة التي تدفع وتنع�ش النم ��و االقت�صادي ‪-‬‬ ‫من ال�شركات ال�صغي ��رة والمتو�سطة �إلى �أ�صحاب‬ ‫الم�شاري ��ع ال�صغي ��رة �إل ��ى الباع ��ة الج ّوالين غير والأه ��م م ��ن ذل ��ك �أن الب�ل�اد بحاجة �إل ��ى حقوق‬ ‫الر�سميي ��ن ‪ -‬لإج ��راء مناق�ش ��ات ح ��ول كيفي ��ة ُملكية �أق ��وى‪ .‬من دون حقوق الملكي ��ة �سيكون من‬ ‫رهقة وذلك لت�سهيل ال�صعب فر�ض وتنفيذ العقود‪ ،‬والو�صول �إلى ر�أ�س‬ ‫�إ�صالح البيئة التنظيمي ��ة ال ُم ِ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫الح�صول على الفر� ��ص‪ ،‬و�إيجاد نظام جديد يحل المال �سيكون مح ��دودا‪ ،‬والثقة في م�ستقبل واحد‬ ‫مح ��ل النظ ��ام القدي ��م الفا�سد مع قواع ��د عادلة �إقت�ص ��ادي �ستتح ّل ��ل والحوافز لتح�سي ��ن وتو�سيع‬ ‫الأعم ��ال التجاري ��ة �ستت�ضاءل‪ .‬بع ��د كل �شيء‪� ،‬إن‬ ‫تُتط َّبق وتُنفَّذ بالطريقة عينها على الجميع‪.‬‬ ‫من ناحي ��ة �أخرى تُعان ��ي تون�س �أي�ض ًا م ��ن �سل�سلة تدمي ��ر عار�ض ��ة ممتل ��كات محم ��د البوعزيزي ‪-‬‬ ‫مك�س ��ورة لتوريد العمل‪ .‬ف ��ي �إ�ستطالع ل"غالوب" م�صدر رزقه – ه ��و الذي كان له وقع و�صدى قوي‬ ‫ف ��ي العام ‪ ،2013‬قال �أكثر م ��ن ن�صف التون�سيين م ��ع المتظاهرين ف ��ي تون�س وجميع �أنح ��اء العالم‬ ‫العاملي ��ن ب�أنهم غي ��ر را�ضين وغي ��ر ُمنتجين في العرب ��ي ف ��ي الع ��ام ‪ .2011‬ويجب عل ��ى الحكومة‬ ‫العم ��ل‪ .‬خريجو المدار�س والجامع ��ات التون�سيون التون�سي ��ة �أن تتخ ��ذ خط ��وات ج ��ادة ل�ضم ��ان �أن‬ ‫ال يتمتع ��ون بمهارات التفكير النق ��دي �أو التدريب القواني ��ن تُط َّبق �إلى ح ��د ما و�أن رج ��ال الأعمال‪،‬‬ ‫المهن ��ي الت ��ي تم ّكنهم من الم�ساهم ��ة الف ّعالة في والعم ��ال ‪ ،‬والم�ستثمري ��ن الأجان ��ب واثق ��ون ب� ��أن‬ ‫الق ��وى العامل ��ة‪ ،‬والعقبات التي تواج ��ه الم�شاريع عقودهم يمك ��ن �إنفاذها في المحكمة‪� .‬إن تب�سيط‬ ‫ال�صغيرة والمتو�سط ��ة الحجم تقمع التوظيف‪� .‬إن وتو�ضي ��ح القواني ��ن والنظم �س ��وف ي�ساعد‪ ،‬ولكن‬ ‫تون�س بحاجة �إلى �إتخاذ خطوات ل�ضمان �أنها تنتج تحت ��اج الحكومة �إلى الت�أكد م ��ن �أن الوزراء وكبار‬

‫‪48‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬

‫الهجوم على متحف بوردو"‪� :‬أثّر في قطاع ال�سياحة‬

‫الموظفين في القطاع العام قد فهموا ب�أن العادات‬ ‫الإ�ستبدادي ��ة القديم ��ة لن يت ��م الت�سامح معها في‬ ‫تون�س الديموقراطية‪.‬‬ ‫و�أخي ��ر ًا‪ ،‬للنج ��اح ف ��ي � ٍّأي من ه ��ذه الإ�صالحات‪،‬‬ ‫يج ��ب على تون� ��س �إتخاذ خطوات ج ��ادة للت�صدي‬ ‫للف�س ��اد‪ ،‬وهو مر� � ٌ�ض ِّ‬ ‫متوطن‪ .‬وه ��ذا ال ي�ؤثر فقط‬ ‫ي�شجع‬ ‫ف ��ي الإقت�صاد عل ��ى الم�ست ��وى الكل ��ي‪ ،‬وال ّ‬ ‫الإ�ستثم ��ار الأجنب ��ي‪ ،‬عل ��ى �سبي ��ل المث ��ال‪ ،‬ولكن‬ ‫الر�شاوى ال�صغيرة التي تُط َلب من �أدنى م�ستويات‬ ‫ف ��ي المجتمع تمنع �أ�صح ��اب الم�شاريع من �إ�ضفاء‬ ‫الطابع الر�سم ��ي على �شركاتهم ودخول الإقت�صاد‬ ‫الحقيقي‪.‬‬ ‫م ��ن جهت ��ه‪ ،‬يمك ��ن للمجتم ��ع المدن ��ي �أن يعم ��ل‬ ‫كرقيب من خالل �إن�شاء برام ��ج مب ِّلغين وتعري�ض‬ ‫الم�س�ؤولي ��ن الفا�سدي ��ن والم�ؤ�س�س ��ات الفا�س ��دة‬ ‫للم�ساءل ��ة‪ .‬كم ��ا �أن القطاع الخا� ��ص‪ ،‬من جانبه‪،‬‬


‫�أحداث الإ�سالميين في ت�سعينات القرن الفائت‪ :‬ما زالت في الأذهان‬

‫الفو�ض ��ى‪ .‬لقد تم ّنوا الخي ��ر لجيرانهم وح ّذروهم‬ ‫م ��ن �أن الطريق �إلى الأمام لن يك ��ون �سه ًال‪ .‬وبعد‬ ‫ذلك ذهبت الجزائر في م�سارها الخا�ص‪.‬‬

‫قوات على االر�ض؟‬ ‫حتى فيما تت ��ذ ّوق الجزائر طعم الإ�ستقرار‪ ،‬ف�إنها‬ ‫ال ت ��زال تت�صارع مع الما�ض ��ي – ويتج ّلى ّ‬ ‫الن�ضال‬ ‫ف ��ي الوق ��ت الحا�ضر في كثير م ��ن الأحيان ب�شكل‬ ‫متناق� ��ض‪� .‬إن ال�سيا�س ��ات الجزائري ��ة هي مبهمة‬ ‫�إلى ح ّد تبدو غام�ضة‪ .‬القيادة ال�سيا�سية لم تنتقل‬ ‫ب�ش ��كل كامل م ��ن جبهة التحري ��ر الوطني ال�سرية‬ ‫في خم�سين ��ات القرن الفائت �إلى منظمة منفتحة‬ ‫تدير دول ��ة قومية حديثة م ��ع مجل�سين ت�شريعيين‬ ‫ونظ ��ام �سيا�س ��ي متع� � ّدد الأح ��زاب‪ .‬الحقيقة �أن‬ ‫عدد ًا قلي�ل ً�ا جد ًا من الجزائريي ��ن يعرفون كيفية‬ ‫ح�ص ��ول القرارات ال�سيا�سية‪ .‬بد ًال من ذلك‪ ،‬تبدو‬ ‫ال�سيا�س ��ات مث ��ل تم ّوجات عل ��ى �سطح مي ��اه بعد‬ ‫ر�شق ��ه بحجر – ما ع ��دا �أن ال الحج ��ر وال قاذفه‬ ‫�شاهدهما �أحد على الإطالق‪.‬‬ ‫من ناحية �أخرى‪ ،‬ب�سبب عدم وجود �أد ّلة حا�سمة‪،‬‬ ‫فق ��د �إعت ��اد المحللون عل ��ى القول ب� ��أن من يدير‬ ‫الجزائ ��ر ه ��ي "الق ��وى الحاكم ��ة" الت ��ي ال تبدو‬ ‫م�ؤك ��دة الع�ضوية و�سلطتها لم يت ��م التحقق منها‪.‬‬

‫من المرجح �أن ت�صبح الأ�شهر المقبلة‬ ‫�أول �إختبار حقيقي للإختيارات‬ ‫الإ�ستراتيجية التي حققتها الجزائر‬ ‫حتى الآن‪ .‬لم يحدث قط �أن واجهت‬ ‫البالد مثل هذه التهديدات الخطيرة‬ ‫مبا�شرة على حدودها‪� .‬إن �إزدياد حدة‬ ‫النزاع في مالي تقزِّ م الثورات ال�سابقة‬ ‫في ال�شمال‪ ،‬ويبدي القتال �إمكانية‬ ‫وا�ضحة باالنزالق الى الجزائر‬ ‫ولكن عندما يتم ال�ضغط لمعرفة من هو في الواقع‬ ‫ف ��ي هذه "القوى الحاكمة" وما هي قدرتها‪ ،‬ينهار‬ ‫المفهوم وي�صبح الو�ضع �سي ًال من التكهنات‪.‬‬ ‫الجزائ ��ر بلد م�ستقل ب�شكل "محتدم" �أي�ض ًا‪ .‬ربما‬ ‫كتعبير لإلتزامها الثاب ��ت للحياد‪ -‬تتولى الجزائر‬ ‫حالي� � ًا رئا�سة حركة ع ��دم االنحياز الدولية ‪ -‬ف�إن‬ ‫الب�ل�اد تتجن ��ب تب ��ادل "الطع ��ن بالظه ��ر" الذي‬

‫ه ��و �شائع جد ًا ف ��ي الديبلوما�سية‪ .‬فه ��ي قلقة من‬ ‫الدخ ��ول ف ��ي �إتفاق ��ات وعالق ��ات م ��ن �ش�أنها �أن‬ ‫تُلزمه ��ا الرد عليها بالمثل وهذا من �ش�أنه �أن يحد‬ ‫م ��ن الخي ��ارات المتاح ��ة �أمامها ف ��ي الم�ستقبل‪.‬‬ ‫وعل ��ى الرغم م ��ن �أن الجزائر لي�س ��ت بمعزل كلي ًا‬ ‫ُقدم على �إت�صاالتها‬ ‫عن الدورة الدولية‪� ،‬إال �أنها ت ِ‬ ‫الخارجي ��ة عل ��ى م�ض�ض وف ��ي كثير م ��ن الأحيان‬ ‫تُهمل الفوائد الفوري ��ة من �أجل تخفيف المخاطر‬ ‫في المدى الطويل‪.‬‬ ‫الجم ��ع بين التعريفين ال�سيا�سيي ��ن المم َّيزين في‬ ‫الجزائر‪ --‬تعل ��ق عميق بالحياة الطبيعية وعملية‬ ‫�صن ��ع �سيا�ساته ��ا المبهم ��ة – ينم ��و متقلب� � ًا فيما‬ ‫مخاط ��ر الأمن تتزايد حول جمي ��ع حدودها‪ .‬هذه‬ ‫التط ��ورات �أدت �إل ��ى �إعالن مواق ��ف ديبلوما�سية‬ ‫ف ��ي كثير الأحي ��ان متناق�ضة‪ .‬عل ��ى الرغم من �أن‬ ‫الجزائر ال تزال ملتزمة بالحفاظ على الإ�ستقرار‬ ‫ال ��ذي تحقق داخل حدودها مهما بلغت التكاليف‪،‬‬ ‫ف� ��إن نهجه ��ا بالن�سب ��ة �إل ��ى مقارب ��ة الأزم ��ات‬ ‫الخارجية يه ّدد بال�سماح �سه ��و ًا لهذه الأزمات �أن‬ ‫تتفاقم وتت�سرب و�أن ت�صبح �أكثر �إ�شكالية بالن�سبة‬ ‫�إلى الجزائر في نهاية الأمر‪.‬‬ ‫ُ�شج ��ع ال ��دول‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫�ر‬ ‫�‬ ‫ئ‬ ‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أن الجزا‬ ‫ِّ‬ ‫الأخ ��رى عل ��ى �إ�ستخ ��دام الق ��وة‪ ،‬وخ�صو�ص ًا‬ ‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪51‬‬


‫المغرب العربي‬ ‫الجزائر‬

‫ت�ستعين به داخلي ًا بنجاح ولكن لي�س في الخارج‬

‫الجزائر‪ :‬لماذا ال تستخدم جيشها‬ ‫إليقاف الخطر اآلتي من ليبيا ومالي؟‬ ‫ف��ي نواح كثيرة‪ ،‬تجد الجزائ��ر نف�سها في موقف تُح�سَ د علي��ه �إقت�صادياً‪ ،‬ال �سيم��ا بالمقارنة مع جيرانها‬ ‫الإقليميين‪ .‬فهي تتمتع برابع �أكبر �إحتياطات نفطية وثاني �أكبر �إحتياطات من الغاز الطبيعي في �أفريقيا‪.‬‬ ‫وق��د �سمحت لها �إيرادات الم��واد الهيدروكربونية الوافرة من توجيه ر�ؤو�س الأم��وال �إلى برامج الإنفاق‬ ‫الع��ام على البنية التحتي��ة والرعاية ال�صحية والتعلي��م وال�سكن االجتماعي والإعان��ات‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إن‬ ‫الأحداث الدموية التي تحوم حول حدودها في مالي وليبيا تهدد الو�ضع الداخلي‪ ،‬فهل هناك �إ�ستراتيجية‬ ‫للحكومة لمواجهة هذا الخطر؟‬ ‫الجزائر ‪ -‬محمد الحلاّ ج‬ ‫يب ��دو �أن عوا�ص ��ف "الربي ��ع العربي"‬ ‫ل ��م تلف ��ح الجزائ ��ر برياحه ��ا الثورية‬ ‫حت ��ى الآن‪� .‬إل ��ى ال�ش ��رق منها‪� ،‬إنه ��ارت ليبيا �إلى‬ ‫ح ��رب �أهلية‪ ،‬وعانت تون�س م ��ن ت�صاعد الإرهاب‬ ‫ال ��ذي ي�شكل خطر ًا عل ��ى �إنتقاله ��ا الديموقراطي‬ ‫والإنتعا�ش الإقت�ص ��ادي‪� .‬إلى الجنوب‪� ،‬إ�ستطاعت‬ ‫مال ��ي �أن تبقى بالكاد �صامدة‪ ،‬وذلك بف�ضل قوات‬ ‫تحقي ��ق الإ�ستق ��رار الت ��ي تقوده ��ا فرن�س ��ا‪ .‬ولكن‬ ‫مح�صنة‬ ‫خ�ل�ال كل هذه الفت ��رة‪ ،‬ظ ّلت الجزائ ��ر ّ‬ ‫‪ -‬اذا لم تكن �أي�ض ًا �شيئ ًا من لغز‪.‬‬‫نواح كثي ��رة‪ ،‬تُعت ّبر الجزائر دولة ديموقراطية‬ ‫في ٍ‬ ‫روتينية‪ .‬وق ��د �أجرت �إنتخابات عدة التي �إعتبرها‬ ‫المراقب ��ون الدوليون ح ��رة ونزيه ��ة‪ ،‬والتي كانت‬ ‫مدعومة بوفرة الأح ��زاب ال�سيا�سية‪ .‬لديها حرية‬ ‫وتعج‬ ‫�صحاف ��ة وحرك ��ة عمالية نا�شط ��ة ود�ؤوب ��ة‪ّ .‬‬ ‫وزاراتها بالتكنوقراط المخت�صين؛ بيروقراطيتها‬ ‫واف ‪ .‬وكما قالت جوان‬ ‫تفر�ض بروتوكو ًال على نح ٍو ٍ‬ ‫بوال�شيك‪� ،‬سفيرة الواليات المتحدة في الجزائر‪،‬‬ ‫�أخي ��ر ًا‪" :‬الحي ��اة هن ��اك طبيعي ��ة حق� � ًا‪ .‬النا� ��س‬ ‫يخرجون ب�شكل طبيعي للنزهة والت�س ّوق ويذهبون‬ ‫�إل ��ى المطاع ��م"‪ .‬وحتى التلفزي ��ون الفرن�سي قد‬

‫‪50‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬

‫عبد العزيز بوتفليقة‪ :‬هل هو الحاكم الفعلي للبالد؟‬

‫ر ّك ��ز على هذا ال�شع ��ور‪� :‬سل�سل ��ة تلفزيونية ُمقبلة‬ ‫�ستر ّك ��ز على عدد من الجزائريين الذين يعي�شون‬ ‫حي ��اة عادي ��ة‪� :‬إم ��ر�أة ّ‬ ‫غطا�س ��ة في البح ��ر‪ ،‬طا ٍه‬ ‫هاج�س ��ه الن�ض ��ارة‪ ،‬ودليل للطبيع ��ة يقود طالبات‬ ‫المدار� ��س �إلى الهتاف‪" :‬من دون طبيعة‪ ،‬ال يوجد‬ ‫م�ستقبل"‪.‬‬ ‫لك ��ن الجزائر هي �أي�ض ًا مختلفة �إلى حد كبير عن‬

‫بل ��دان �أخرى‪� .‬إنها ال تزال "تغ ��ار" وتخاف ب�شكل‬ ‫ملحوظ على الو�ضع الطبيعي الذي تعتبره العديد‬ ‫من الدول الأخرى �أمر ًا مفروغ ًا منه‪ .‬هذا ال�شعور‬ ‫متج � ِّ�ذر ج ّراء ال�صدمات النف�سية الأخيرة‪ :‬خالل‬ ‫ت�سعينات القرن الفائت‪� ،‬إنقلب الو�ضع في الجزائر‬ ‫ب�سبب تم ّرد الإ�سالميين‪ .‬لقد ت�أثر تقريب ًا كل فرد‬ ‫ف ��ي البالد ب�سب ��ب العن ��ف الم ��روع والع�شوائي �أو‬ ‫عرف �شخ�ص ًا �آخر عانى من ذلك‪� .‬إختفت الحياة‬ ‫العامة‪ ،‬كما دور ال�سينما والمقاهي‪ ،‬وحتى توقفت‬ ‫�إ�ش ��ارات ال�سي ��ر ال�ضوئي ��ة‪ ،‬لأن ال�سي ��ارات الت ��ي‬ ‫تتوقف عن ��د التقاطعات �أ�صبح ��ت �أهداف ًا مثالية‬ ‫للم�سلحين‪ .‬فيما ه ��ذه وغيرها من �صفات الحياة‬ ‫الطبيعي ��ة ع ��ادت والتي رح ��ب الجزائري ��ون بها‪،‬‬ ‫ولكن م ��ع بع�ض التردد ‪ -‬لك ��ي ال تن�سى البالد ما‬ ‫حدث لها خالل عقدها المظلم‪.‬‬ ‫بالن�سب ��ة �إل ��ى الجزائريي ��ن‪� ،‬إن �سيا�س ��ة "الن�أي‬ ‫بالنف�س" هي هدية ثمينة يجب حمايتها‪ .‬وهذا ما‬ ‫يف�س ��ر لماذا �أعرب الجزائري ��ون العاديون القليل‬ ‫ّ‬ ‫م ��ن الإهتمام ف ��ي "الربيع العرب ��ي"‪ .‬على الرغم‬ ‫من �أن بع�ض المراقبين ج ��ادل ب�أن جمود ال�شعب‬ ‫كان ب�سب ��ب الي ��د الثقيل ��ة للدول ��ة‪ ،‬الت ��ي ق ّل�صت‬ ‫�إهتمامهم بالث ��ورة‪ ،‬ف�إن الأ�سباب الحقيقية تكمن‬ ‫ف ��ي م ��كان �آخ ��ر‪ :‬الجزائريون كان ��وا خائفين من‬


‫الجزائر العا�صمة‪ :‬كل �شيء طبيعي‬

‫في الواق ��ع‪� ،‬إن طرح هذه الأنواع م ��ن الأ�سئلة في‬ ‫الب�ل�اد‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬ال يزال م ��ن الم�ستحيل تقريب ًا‪.‬‬ ‫ال يوج ��د مج ��ا ٌل كبير للنقا�ش بين �صن ��اع القرار‪.‬‬ ‫الأحزاب ال�سيا�سية ف ��ي ال�سلطة ال تجل�س �أبد ًا مع‬ ‫المعار�ضة لمناق�شة �سبل للم�ستقبل‪ ،‬والمفاو�ضات‬ ‫الت ��ي تح ��دث دائم� � ًا تقريب� � ًا ت�شم ��ل المحاوري ��ن‬ ‫عينهم‪ :‬مكتب رئي�س الوزراء‪ ،‬المنظمات العمالية‪،‬‬ ‫وجمعي ��ات �أ�صحاب الأعمال‪ .‬حت ��ى ذلك الحين‪،‬‬ ‫يت ��م �إتخاذ القرارات النهائي ��ة في نهاية المطاف‬ ‫من قبل مجموعة �ضيقة وغالب ًا غير معروفة‪ .‬ومن‬ ‫الم�ؤكد �أن هن ��اك �أع�ضاء في المعار�ضة ين�شطون‬ ‫ويعبرون ب�ش ��كل متكرر ع ��ن �إنتقاداتهم للحكومة‬ ‫‪ -‬ولكن لم ت�ؤ ِّد جهودهم �إلى �أي تغيير حقيقي‪.‬‬‫ومن المرجح �أن ت�صبح الأ�شهر المقبلة �أول �إختبار‬

‫بالن�سبة �إلى الجزائريين‪� ،‬إن �سيا�سة‬ ‫"الن�أي بالنف�س" هي هدية ثمينة‬ ‫يف�سر لماذا‬ ‫يجب حمايتها‪ .‬وهذا ما ّ‬ ‫�أعرب الجزائريون العاديون القليل من‬ ‫الإهتمام في "الربيع العربي"‬ ‫حقيق ��ي للإختيارات الإ�ستراتيجي ��ة التي حققتها‬ ‫الجزائ ��ر حت ��ى الآن‪ .‬ل ��م يحدث ق ��ط �أن واجهت‬ ‫الب�ل�اد مث ��ل هذه التهدي ��دات الخطي ��رة مبا�شرة‬

‫عل ��ى حدودها‪� .‬إن �إزدي ��اد حدة الن ��زاع في مالي‬ ‫تقزِّ م الثورات ال�سابقة في ال�شمال‪ ،‬ويبدي القتال‬ ‫�إمكانية وا�ضحة باالنزالق الى الجزائر‪ .‬وبالمثل‪،‬‬ ‫في م�ستنقع ليبيا الخطير‪� ،‬إن المقاومة اال�سالمية‬ ‫تنم ��و �أكثر جر�أة يوم ًا بعد يوم‪ .‬في الوقت الحالي‪،‬‬ ‫مع ذل ��ك‪ ،‬يبدو �أن الجزائر عازم ��ة على التم�سك‬ ‫بنهجه ��ا التقلي ��دي‪ ،‬الدفع لإيجاد حل ��ول �سيا�سية‬ ‫للأزمات الخارجية في حين تح�شد وت�ضمن �أمنها‬ ‫الداخلي لحماية نف�سها اذا ف�شلت هذه الحلول من‬ ‫�أن تتحقق‪ .‬لك ��ن الم�شكلة مع ه ��ذه الإ�ستراتيجية‬ ‫هي �أنها تتطلب الكثير من الجزائريين العاديين‪،‬‬ ‫الذي ��ن يمكن لهم �أن ي�أمل ��ون فقط ب�أن هذا النهج‬ ‫ه ��و �أف�ضل طريقة للحفاظ عل ��ى الحياة الطبيعية‬ ‫التي يعتبرونها عزيزة‬ ‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪53‬‬


‫المغرب العربي ¶ الجزائر‬ ‫عبر الحدود‪ ،‬فق ��د �إ�ستخدمت قواته ��ا الع�سكرية‬ ‫ب�سهول ��ة ف ��ي داخ ��ل الب�ل�اد‪ .‬ف ��ي الع ��ام ‪،2013‬‬ ‫�أنه ��ى الجي� ��ش الجزائ ��ري ب�سرع ��ة المواجهة مع‬ ‫الإرهابيي ��ن على من�ش� ��أة للغاز في عي ��ن �أمنا�س‪،‬‬ ‫وتحري ��ر �أكث ��ر م ��ن ‪ 700‬رهينة‪ ،‬من بينه ��م �أكثر‬ ‫م ��ن ‪� 100‬أجنب ��ي‪ .‬ن�شرت الحكوم ��ة �أي�ض ًا القوات‬ ‫البري ��ة حيث ق�ض ��ت تقريب ًا تمام ًا عل ��ى الجماعة‬ ‫المتطرفة "جند الخالفة"‪ ،‬المجموعة الإ�سالمية‬ ‫المتحالفة م ��ع تنظيم "الدول ��ة الإ�سالمية"‪ .‬لقد‬ ‫�أعلن ��ت تل ��ك المنظم ��ة الإرهابي ��ة �إنطالقتها في‬ ‫�أيل ��ول (�سبتمب ��ر) ‪2014‬؛ وبحل ��ول كان ��ون االول‬ ‫(دي�سمب ��ر) كان الجي� ��ش ق ��د ق�ضى عليه ��ا وقتل‬ ‫قادتها الرئي�سيين‪.‬‬ ‫ولك ��ن بد ًال م ��ن �إتب ��اع نهج مماث ��ل بالن�سب ��ة �إلى‬ ‫تهدي ��دات المتطرفي ��ن ف ��ي �أماك ��ن �أخ ��رى‪ ،‬ف�إن‬ ‫الجزائ ��ر دافع ��ت عما في كثير م ��ن الأحيان تبدو‬ ‫�أنها ديبلوما�سية "فطي ��رة في الف�ضاء" مع فر�ص‬ ‫غير م�ؤكدة �إلى ح ��د كبير للنجاح‪ .‬لقد كانت هذه‬ ‫ه ��ي �إ�ستراتيجيته ��ا تج ��اه الأزم ��ات الجاري ��ة في‬ ‫مالي وليبيا‪ .‬في كلتا الحالتين‪ ،‬ت�صدرت الجزائر‬ ‫المفاو�ض ��ات الت ��ي ته ��دف �إل ��ى �شم ��ل �أكبر عدد‬ ‫ممك ��ن م ��ن �أ�صح ��اب الم�صالح ووجه ��ات النظر‬ ‫المختلفة على قدر الإم ��كان‪ ،‬وبالتالي المخاطرة‬ ‫بمناق�ش ��ات ال نهاية له ��ا التي لن تغ ِّي ��ر �شيئ ًا على‬ ‫�أر� ��ض الواقع – معالجة غير فاعلة وعدم التطرق‬ ‫فجرت الأزمة في المقام الأول‪.‬‬ ‫للأ�سباب التي ّ‬ ‫ف ��ي مالي‪ ،‬عل ��ى �سبي ��ل المث ��ال‪ ،‬ب ��د�أت الجزائر‬ ‫محادثات لت�سوية النزاع بين الحكومة والجماعات‬ ‫الإنف�صالية‪ ،‬والميلي�شيات المتحالفة مع الحكومة‬ ‫في كانون الثاني (يناير) ‪ .2014‬و�أدى الحوار �إلى‬ ‫جم ��ع ما ال يقل عن ثماني ح ��ركات فاعلة مختلفة‬ ‫(بم ��ا في ذل ��ك �إثنتان م ��ن الح ��ركات المتمردة‪،‬‬ ‫الحركة الوطني ��ة لتحرير �أزواد وحركات التن�سيق‬ ‫لق ��وى المقاوم ��ة الوطني ��ة)‪ ،‬و�أرب ��ع حكوم ��ات‬ ‫(بوركين ��ا فا�س ��و وت�ش ��اد وموريتاني ��ا والنيج ��ر)‪،‬‬ ‫وخم�س منظم ��ات متعددة الأطراف‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫م ��ن �أن المحادثات حقق ��ت تقدم� � ًا متفاوت ًا فقط‬ ‫عل ��ى مدى �أكثر م ��ن ‪� 14‬شهر ًا‪ ،‬ال ت ��زال الجزائر‬ ‫ملتزمة بالحفاظ على �إ�ستمراريتها‪.‬‬ ‫وبالمث ��ل‪ ،‬في ليبيا‪ ،‬دعمت الجزائ ��ر المفاو�ضات‬ ‫المتعددة الجوانب التي ت�شمل م�س�ؤولين في نظام‬ ‫القذافي القديم و"الجماع ��ة الإ�سالمية المقاتلة‬ ‫الليبي ��ة" (منظمة �إرهابية تم ا�ستيعابها في نهاية‬ ‫المط ��اف من قب ��ل تنظيم "القاع ��دة")‪ ،‬وكذلك‬

‫‪52‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬

‫الجي�ش الجزائري‪ :‬ي�ستخدم في الداخل فقط‬

‫�سفيرة �أميركا في الجزائر جوان بوال�شيك‪:‬‬ ‫"كل �شيء طبيعي هنا"‬

‫القيادة ال�سيا�سية لم تنتقل ب�شكل‬ ‫كامل من جبهة التحرير الوطني‬ ‫ال�سرية في خم�سينات القرن الفائت‬ ‫�إلى منظمة منفتحة تدير دولة قومية‬ ‫حديثة مع مجل�سين ت�شريعيين ونظام‬ ‫متعدد الأحزاب‪ .‬الحقيقة �أن‬ ‫�سيا�سي ّ‬ ‫عدد ًا قلي ًال جد ًا من الجزائريين يعرفون‬ ‫كيفية ح�صول القرارات ال�سيا�سية‬

‫ت�س ��ع دول �أخ ��رى‪ .‬وو�ضعت الجزائر خط� � ًا �أحمر‬ ‫فق ��ط بالن�سبة �إلى الجماعات التي �أدرجتها الأمم‬ ‫المتحدة عل ��ى الئحتها الإرهابي ��ة‪ .‬وكانت الجولة‬ ‫الأخيرة م ��ن المفاو�ضات في الجزائ ��ر العا�صمة‬ ‫في ال�شه ��ر الفائت تحت مراقب ��ة البعثة الداعمة‬ ‫للأم ��م المتحدة في ليبيا‪ .‬مم ��ا يعك�س ربما بطء َا‬ ‫�أليم ًا في المحادث ��ات‪� ،‬أن لهجتها �أ�صبحت يائ�سة‬ ‫عل ��ى نح ��و متزاي ��د‪ ،‬م ��ع ممث ��ل االم ��م المتحدة‬ ‫الخا� ��ص يتو�سل �أنه "ال يج ��ب �أن ُيقتل المزيد من‬ ‫الليبيي ��ن"‪ .‬مع ذلك‪ ،‬ف�إن الجزائر ال تزال را�سخة‬ ‫في دعمها الثابت للعملية‪.‬‬ ‫تب ��رر الحكوم ��ة الجزائري ��ة نهجه ��ا بالق ��ول �أنه‬ ‫لي� ��س هناك �سوى هذا النوع م ��ن العملية ال�شاملة‬ ‫التي يمكنها بناء �سالم م�ستق ��ر‪ .‬وت�ست�شهد �أي�ض ًا‬ ‫ب�أ�سباب �إيديولوجية لرف�ضها �إ�ستخدام جي�شها في‬ ‫الخارج‪ ،‬والحف ��اظ على �إلتزامها بحقوق ال�سيادة‬ ‫الم�صون ��ة للدول الأخ ��رى‪ .‬المت�شكك ��ون ينتقدون‬ ‫مث ��ل ه ��ذه التف�سي ��رات كقن ��اع للجب ��ن ومحاولة‬ ‫لإظه ��ار �أخالق عالية‪ .‬مع ذلك ي�صر الجزائريون‬ ‫عل ��ى ه ��ذا الخطاب ب ��كل فخر و�إعت ��زاز‪ ،‬حيث ال‬ ‫ي ��رون �أي تناق�ضات ف ��ي وجهات نظ ��ر حكومتهم‬ ‫بالن�سب ��ة �إل ��ى �إ�ستخ ��دام الق ��وة الع�سكري ��ة‪ .‬من‬ ‫الناحي ��ة العملي ��ة‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬ف� ��إن موقفهم ي�صبح‬ ‫�أ�صع ��ب من �أن يجادل م ��ع مرور الأي ��ام‪� :‬إذا كان‬ ‫�إ�ستخدام القوة ف ّع ��ا ًال جد ًا محلي ًا‪ ،‬لماذا يجب � اّأل‬ ‫ُيعتب ��ر كذلك في الخ ��ارج‪ ،‬خ�صو�ص ًا عندما تكون‬ ‫�أكب ��ر التهديدات التي تواجهه ��ا الجزائر تنبع من‬ ‫خارج حدودها؟‬


‫بقلم الدكتور جا�سم عجاقة*‬

‫ر�أي خبير‬

‫المارد اإليراني‬ ‫ً‬ ‫إقتصاديا‬ ‫قد يصحو‬ ‫�أي ��ن �إي ��ران الي ��وم م ��ن الإمبراطوري ��ة الفار�سي ��ة الت ��ي �إمت ��دت‬ ‫م ��ن �أفغان�ست ��ان وباك�ست ��ان �شرقاً �إل ��ى لبنان وم�صر غرب� �اً مروراً‬ ‫بالع ��راق و�سوري ��ا وقط ��ر والكويت والإم ��ارات وتركيا؟ نعم ل ��م ت�ستطع �إيران‬ ‫الي ��وم �إحي ��اء �أمج ��اد الإمبراطوري ��ة الفار�سي ��ة وال�سب ��ب يع ��ود �إل ��ى فقدانه ��ا‬ ‫لقوتها الإقت�صادية‪ .‬فهل ي�صحو المارد الإيراني �إقت�صادياً؟‬ ‫يخت�ص ��ر الم�ؤرخون تاري ��خ الإمبراطورية الفار�سية ب�أمج ��اد بد�أت في القرن‬ ‫ال�ساب ��ع حي ��ث �إ�ستط ��اع الفر� ��س �إخ�ضاع الأت ��راك والعرب في الع ��راق و�سوريا‬ ‫وو�صل ��وا �إل ��ى فل�سطي ��ن وم�صر‪ .‬لك ��ن هذه الأمج ��اد ب ��د�أت بالإ�ضمحالل مع‬ ‫خ�س ��ارة الفر� ��س معاركه ��م �ض ��د هرق ��ل �أمبراط ��ور الروم ف ��ي �آ�سي ��ا ال�صغرى‬ ‫(‪ .)627-622‬ه ��ذه الخ�س ��ارة دفع ��ت �إلى تقهق ��ر الحكم الك�س ��ري حيث تعاقب‬ ‫عل ��ى حك ��م الإمبراطورية ‪ 15‬حاكماً في ظ ��رف ‪� 9‬سنوات‪ .‬وهذا ما دفع العرب‬ ‫�إل ��ى هزيم ��ة الإمبراطوري ��ة ف ��ي حرك ��ة الفتح الت ��ي قام ��وا بها‪ .‬لك ��ن �إجتياح‬ ‫جنكيزخ ��ان لإي ��ران �أدّى �إل ��ى تدمي ��ر البني ��ة الإقت�صادي ��ة وعل ��ى ر�أ�سها نظام‬ ‫قن ��وات ال ��ري ال�شهير كما والمدن التي كان ��ت تعي�ش في ظل حركة �إقت�صادية‬ ‫مزده ��رة‪ .‬و�إزدادت ق ��وة الأت ��راك ال�س ّنة ف ��ي �إيران خالل الفت ��رة الممتدة من‬ ‫الق ��رن الثال ��ث ع�ش ��ر �إل ��ى الق ��رن ال�ساد�س ع�ش ��ر‪ ،‬ما دف ��ع الفر�س تح ��ت راية‬ ‫�إ�سماعي ��ل الأول �إل ��ى الث ��ورة وفر�ض الت�ش ّي ��ع بالقوة على الأت ��راك‪ .‬لكن هذه‬ ‫الإرادة الفار�سي ��ة لإ�ستع ��ادة البالد باءت بالف�شل مع �إجتياح القبائل الأفغانية‬ ‫الت ��ي ما لبث ��ت �أن تقهقرت على يد قبيلة �أف�شار‪ .‬وعا�ش ��ت �إيران بعدها حروباً‬ ‫ع ��دة بي ��ن القبائ ��ل لل�سيط ��رة على الحك ��م‪ ،‬و�إ�ستم ��ر الو�ضع على ه ��ذا الحال‬ ‫�إل ��ى حين و�ص ��ول القوى الإ�ستعماري ��ة الرو�سية والبريطاني ��ة‪ .‬هذه الأخيرة‬ ‫�إ�ستغلت الإنق�سام بين القبائل لت�ؤجج الخالف وت�ستفيد من موارد البالد‪.‬‬ ‫خ�ل�ال كل ه ��ذه الفت ��رة‪ ،‬كان الإقت�ص ��اد الإيران ��ي يقوم بالدرج ��ة الأولى على‬ ‫الزراع ��ة الغني ��ة الت ��ي تتميز به ��ا �إيران‪ .‬لك ��ن �إكت�شاف البترول ف ��ي محافظة‬ ‫خوز�ستان في العام ‪ ،1908‬زاد من مطامع البريطانيين الذين �أتوا ب�شاه �إيران‬ ‫�إل ��ى ال�سلط ��ة‪ .‬والجدي ��ر بالذك ��ر �أن هذا الأخير �سع ��ى �إلى تطوي ��ر الإقت�صاد‬ ‫الإيراني عبر تطوير القطاع ال�صناعي وذلك بف�ضل مداخيل النفط‪.‬‬ ‫�أدّت الث ��ورة الت ��ي ق ��ام به ��ا الإم ��ام الخمين ��ي ف ��ي ‪� 1979‬إل ��ى لج ��م التطور في‬ ‫قطاعي ال�صناعة والنفط‪ .‬وال�سبب يعود بالدرجة الأولى �إلى العقوبات التي‬ ‫ب ��د�أت بفر�ضه ��ا ال ��دول الغربية عل ��ى الجمهوري ��ة الإ�سالمية وال ��ذي ي�ستمر‬ ‫حتى يومنا هذا‪.‬‬ ‫يتميز الإقت�صاد الإيراني ب�سيطرة الدولة على مجمل القطاعات وعلى ر�أ�سها‬ ‫ال�صناع ��ة والنفط اللذي ��ن يُعتبران مع الزراعة الأ�س� ��س للإقت�صاد الإيراني‪.‬‬ ‫�إال �أن العقوب ��ات منع ��ت م ��ن تط ��ور ه ��ذه القطاع ��ات وجعل ��ت الإقت�ص ��اد غي ��ر‬ ‫الر�سمي ‪� -‬أي ال يدخل �ضمن �آلية ال�ضبط الحكومي – ينت�شر بن�سبة كبيرة‪.‬‬ ‫و ُيق� �دّر الإقت�ص ��اد الإيران ��ي ب� �ـ ‪ 500‬ملي ��ار دوالر �أميركي م ��ع ت�ضخم برقمين‬ ‫وبطالة تفوق الـ ‪ %13‬ودين عام يُقارب الـ ‪ %20‬من الناتج المح ّلي الإجمالي‪.‬‬ ‫وت�سع ��ى �إي ��ران �إل ��ى تطوي ��ر �إقت�صاده ��ا عب ��ر دع ��م الإ�ستثم ��ارات ف ��ي القط ��اع‬ ‫ال�صناع ��ي والتكنولوج ��ي ك�صناع ��ة ال�سي ��ارات‪ ،‬الإلكتروني ��ات‪ ،‬ال�صناع ��ة‬

‫الكيميائي ��ة‪ ،‬والتكنولوجي ��ا النووي ��ة والف�ضائي ��ة‪� .‬إال �أن العقوب ��ات تح� � ّد من‬ ‫طموح ��ات الجمهوري ��ة الإ�سالمي ��ة عب ��ر حرمانها م ��ن الر�سامي ��ل الأجنبية‪.‬‬ ‫وم ��ن �أكث ��ر القطاع ��ات ال ُمت�ض ��ررة‪ ،‬قط ��اع النف ��ط الذي يحت ��اج �إل ��ى ع�شرات‬ ‫الملي ��ارات م ��ن ال ��دوالرات لتطوي ��ره م ��ع الأخ ��ذ بعي ��ن الإعتب ��ار �أن مداخيل‬ ‫�إيران الأ�سا�سية ت�أتي من هذا القطاع خ�صو�صاً �أنها تمتلك ‪ %10‬من �إحتياط‬ ‫العالم من النفط وثاني �أكبر �إحتياط غاز بعد رو�سيا‪.‬‬ ‫ل ��ذا ومن ه ��ذا المنطلق وفي ظل �سريان العقوبات الدولية على �إيران‪ ،‬قامت‬ ‫الحكوم ��ة الإيراني ��ة بالبحث عن و�سيلة لت�صدي ��ر نفطها وغازها حيث و ّقعت‬ ‫م ��ع باك�ستان على معاهدة لم ّد هذه الأخيرة بالغاز الإيراني‪ .‬وهذه المعاهدة‬ ‫ت�أت ��ي ف ��ي وقت تحت ��اج فيه �إ�سالم �آباد �إل ��ى الغاز وهي التي ُتعان ��ي �أزمة نق�ص‬ ‫حادة في المحروقات تت�سبب في قطع الكهرباء عن �أكبر المدن الباك�ستانية‪.‬‬ ‫وتن� ��ص المعاه ��دة على �إن�ش ��اء �أنبوب غاز �إ�سمه "�أنب ��وب ال�سالم" بطول ‪1750‬‬ ‫كل ��م لنق ��ل الغ ��از م ��ن ع�سلوي ‪‎‬ه في �إي ��ران �إل ��ى نواب�شاهه ف ��ي باك�ست ��ان‪ .‬ودفع‬ ‫التو�ص ��ل المبدئ ��ي �إل ��ى �إط ��ار الإتف ��اق الن ��ووي الإيران ��ي �إل ��ى ت�سري ��ع العمل‬ ‫عل ��ى هذا الم�ش ��روع حيث طلبت باك�ست ��ان من ال�صين ال�ش ��روع ب�إن�شاء الجزء‬ ‫الباك�ستان ��ي م ��ن الأنب ��وب والبالغ طوله ‪ 750‬كلم بكلفة تت ��راوح بين ‪ 1,5‬و‪1,8‬‬ ‫مليار دوالر‪.‬‬ ‫وتكم ��ن �أهمية هذا الأنبوب ف ��ي فتح �أ�سواق �شرق‪-‬جنوب �آ�سيا للغاز الإيراني‪.‬‬ ‫وه ��ذه الأ�س ��واق مع ��روف عنها �إ�ستهالكه ��ا ال ُمفرط للطاقة الت ��ي تواكب نمو‬ ‫�إقت�صاداته ��ا وخ�صو�ص� �اً الهن ��د‪ .‬و�إي ��ران الت ��ي تتمت ��ع بث ��روة غازي ��ة تبل ��غ ‪34‬‬ ‫تريلي ��ون مت ��ر مكع ��ب‪ ،‬وث ��روة نفطية ُمق� �دّرة ب� �ـ ‪ 154‬مليار برمي ��ل‪ ،‬ت�ستطيع‬ ‫�س ��د حاجات هذه الأ�س ��واق ب�شرط ح�صولها على �إ�ستثم ��ارات مالية كبيرة لن‬ ‫تح�ص ��ل عليه ��ا �إال �إذا ما �أظهر النظام الإيراني الليونة الالزمة في ما يخ�ص‬ ‫برنامجه النووي‪.‬‬ ‫وف ��ي ظ ��ل �سيناري ��و قب ��ول طه ��ران بطلب ��ات المجتم ��ع الدولي في م ��ا يخ�ص‬ ‫برنامجه ��ا‪ ،‬م ��ن ال ُمتوق ��ع �أن يف ��وق نم ��و االقت�ص ��اد الإيران ��ي‪ ،‬نم ��و االقت�صاد‬ ‫ال�صين ��ي ف ��ي العقدين الما�ضيين‪ .‬وه ��ذا �سيكون له تداعي ��ات �إيجابية كبيرة‬ ‫على المجتمع الإيراني وخ�صو�صاً من ناحية الرخاء والتطور التكنولوجي‪.‬‬ ‫لك ��ن الأم ��ر ال يقت�ص ��ر عل ��ى ه ��ذه الفوائ ��د فق ��ط‪ ،‬ف�إي ��ران وبف�ض ��ل حج ��م‬ ‫�إقت�صاده ��ا (ثال ��ث �إقليمي� �اً وراء تركي ��ا وال�سعودي ��ة) ق ��د ُت�صب ��ح �أول �إقت�ص ��اد‬ ‫�إقليم ��ي خ�صو�ص� �اً م ��ع ن�س ��ب نم ��و برقمين‪ .‬كم ��ا �أن هن ��اك فر�ص� �اً �إقت�صادية‬ ‫�أخ ��رى ق ��د تخلق من ج ��راء فت ��ح االقت�صاد الإيران ��ي على العال ��م ومن بينها‬ ‫النق ��ل الب ��ري عب ��ر �إيران والقط ��اع الزراعي الذي قد يجعل م ��ن �إيران خزاناً‬ ‫غذائياً للعديد من دول العالم‪.‬‬ ‫ويبق ��ى ال�س� ��ؤال عن خي ��ار الح ��كام الإيرانيين في م ��ا يخ�ص �سيناري ��و البقاء‬ ‫ف ��ي الو�ض ��ع الحال ��ي �أو �سيناري ��و الم ��ارد االقت�ص ��ادي ال ��ذي ق ��د ي�صح ��و من‬ ‫�سبات ��ه‪ .‬وم ��ا الليون ��ة الت ��ي يبرزه ��ا اليوم ح ��كام �إي ��ران �إال دليل عل ��ى فهمهم‬ ‫للبع ��د االقت�ص ��ادي الإ�ستراتيجي الذي قد تلعب ��ه بالدهم في حال تخ ّلت عن‬ ‫طموحها النووي‪ ‬‬

‫* خبير �إقت�صادي و�إ�ستراتيجي‬

‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪55‬‬


Khalidiya Street - Abu Dhabi - UAE Tel: +971 2 6654300 Fax: +971 2 6663396


‫الهجوم على �سفينة الم�ساعدات "مافي مرمرة"‪� :‬أ�شعل م�شاعر الأتراك مع الفل�سطينيين‬

‫�إ�سرائيل‪ .‬و�س ��اءت العالقات بي ��ن البلدين �أكثر‬ ‫في �آب (�أغ�سط�س) ‪ 2013‬عندما �إتهم اردوغان‬ ‫�إ�سرائيل بال�ضلوع ف ��ي الإنقالب الع�سكري الذي‬ ‫�أطاح الرئي�س الم�ص ��ري ال�سابق محمد مر�سي‪.‬‬ ‫كم ��ا ق ��ال �أردوغ ��ان في كان ��ون الثان ��ي (يناير)‬ ‫‪� 2015‬أن رئي� ��س ال ��وزراء الإ�سرائيل ��ي بنيامي ��ن‬ ‫نتنياه ��و لي� ��س لدي ��ه الح ��ق ف ��ي الم�شارك ��ة في‬ ‫م�سيرة مكافحة الإرهاب في باري�س بعد هجمات‬ ‫"ت�شارلي �إيبدو" نظر ًا �إلى الأن�شطة الإ�سرائيلية‬ ‫ف ��ي غزة‪ .‬وق ��د �أعاق دعم �أردوغ ��ان ل"حما�س"‬ ‫�أي�ض� � ًا العالقات بين البلدين‪ ،‬والذي لم يقم ب�أي‬ ‫جهد ُيذ َكر من �أجل تح�سينها‪.‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك‪ ،‬ل ��م يك ��ن �أردوغ ��ان دائم� � ًا مواجه� � ًا‬ ‫وعدائي ًا‪ .‬كرئي�س للوزراء‪ ،‬فقد �أ ّيد ودعم الجهود‬ ‫الديبلوما�سي ��ة التركية لكي تكون "بمثابة و�سيط‬ ‫لل�س�ل�ام ف ��ي ال�ش ��رق الأو�سط"‪ .‬وخ�ل�ال زيارته‬ ‫للقد� ��س ف ��ي ‪ 2005‬و�إجتماع ��ه برئي� ��س الوزراء‬ ‫اال�سرائيلي ال�سابق �أرييل �شارون‪� ،‬أعلن �أردوغان‬ ‫�أن ��ه ج ��اء للم�ساهم ��ة ف ��ي عملي ��ة ال�س�ل�ام بين‬ ‫�إ�سرائي ��ل والفل�سطينيين‪ .‬و�إ�ست�ض ��اف �أردوغان‬ ‫�أي�ض ًا رئي�س ال ��وزراء الإ�سرائيل ��ي ال�سابق �إيهود‬

‫�أولمرت في مقر �إقامته في العام ‪ ،2008‬على �أمل‬ ‫التو�سط لإحالل ال�سالم بي ��ن �إ�سرائيل و�سوريا‪.‬‬ ‫� اّإل �أن اردوغ ��ان ر�أى ق ��رار �أولم ��رت ب�شن عملية‬ ‫"الر�صا� ��ص الم�صبوب" فقط بع ��د ب�ضعة �أيام‬ ‫عل ��ى اللقاء خيان ��ة‪ ،‬ال �سيما بع ��د �أن �إفتر�ض �أن‬ ‫�أولم ��رت قد �أعطاه ال�ضوء الأخ�ضر عن �إ�ستعداد‬

‫�إن تح�سين العالقات مع �إ�سرائيل‬ ‫له جاذبية خا�صة بالن�سبة �إلى‬ ‫تركيا الآن لأنها قد �أحرقت ج�سورها‬ ‫مع العالم العربي‪ .‬وقد �أدى ف�شل‬ ‫�سيا�سة �أنقرة "�صفر م�شاكل مع‬ ‫الجيران" في �أن تركيا تجد نف�سها‬ ‫حالي ًا من دون �سفراء في القاهرة‬ ‫�أو دم�شق �أو طرابل�س‬

‫�إ�سرائيل لبدء محادثات مبا�شرة مع �سوريا‪ .‬على‬ ‫الرغ ��م من ذلك‪ ،‬ح ��اول �أردوغ ��ان ر�أب ال�صدع‬ ‫بعد ن�صف عام من خ�ل�ال دعمه للم�شروع الذي‬ ‫بموجب ��ه �ستق ��ود �إ�سرائيل م�ش ��روع �إزالة الألغام‬ ‫عل ��ى ط ��ول الح ��دود ال�سورية–التركي ��ة‪ ،‬عل ��ى‬ ‫الرغم من معار�ضة البرلمان‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغم من �أن ��ه لم تعد هن ��اك �إرادة كبيرة‬ ‫�إيجابي ��ة للتق ��ارب ف ��ي � ّأي م ��ن البلدي ��ن‪ ،‬فق ��د‬ ‫دفعهم ��ا "الربي ��ع العرب ��ي" �إل ��ى �إع ��ادة تقيي ��م‬ ‫العالق ��ة بينهم ��ا‪ .‬ف ��ي الع ��ام ‪� ،2013‬إ�ستج ��اب‬ ‫نتنياهو لإلحاح الرئي� ��س الأميركي باراك �أوباما‬ ‫لر�أب ال�صدع‪ ،‬و�أ�صدر �إعتذار ًا لتركيا‪ .‬بعد ذلك‪،‬‬ ‫وافقت �إ�سرائيل عل ��ى دفع تعوي�ضات لأ�سر ت�سعة‬ ‫ن�شطاء �أتراك قتلوا خالل العملية الع�سكرية على‬ ‫مت ��ن �سفينة الم�ساع ��دات التركية‪ .‬من ��ذ الغارة‬ ‫على "مافي مرمرة"‪ ،‬وافقت �إ�سرائيل �أي�ض ًا على‬ ‫رفع جزئي للح�صار على غزة‪ ،‬الأمر الذي يجعل‬ ‫الدولتين �أقرب �إل ��ى الم�صالحة في منطقة غير‬ ‫م�ستقرة على نحو متزايد‪ ،‬ح�سب بع�ض الخبراء‪.‬‬ ‫للت�أكيد‪ ،‬ال يزال هن ��اك عدم ثقة ب�شكل كبير في‬ ‫�إ�سرائيل تجاه الحكوم ��ة التركية‪ ،‬و�أردوغان‬ ‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪57‬‬


‫ال�شرق الأو�سط‬ ‫إسرائيل ‪ -‬تركيا‬

‫عدم الثقة ينخر عظام العالقات بين �أنقرة وتل �أبيب‬

‫إستبدال السياسة بالتجارة هل يعيد العالقات‬ ‫بين إسرائيل وتركيا إلى سابق عهدها؟‬ ‫ب��د�أت العالق��ات بين �إ�سرائي��ل وتركيا في �آذار (مار���س) ‪ 1949‬عندما �أ�صبحت تركي��ا ثاني �أكبر بلد‬ ‫ذات غالبية م�سلمة (بعد �إيران في العام ‪ ،)1948‬تعترف بدولة �إ�سرائيل‪ .‬ومنذ ذلك الوقت‪� ،‬أ�صبحت‬ ‫الدول��ة العبري��ة المورّد الرئي�س��ي لل�سالح لبالد �أتات��ورك‪ .‬وحققت حكومة البلدي��ن تعاونًا مهمً ا في‬ ‫المجاالت الع�سكرية‪ ،‬والديبلوما�سية‪ ،‬والإ�ستراتيجية‪ .‬كما يتفق البلدان حول الكثير من االهتمامات‬ ‫الم�شترك��ة والق�ضايا التي تخ�ص منطقة ال�شرق الأو�سط‪ .‬ومع ذل��ك‪ ،‬يعاني الحوار الديبلوما�سي بين‬ ‫البلدين الكثير من التوترات‪ ،‬والإنقطاع منذ �أواخر العقد الفائت‪ ،‬فهل هناك من �أمل لإعادة العالقات‬ ‫�إلى ما كانت عليه؟‬ ‫�أنقرة ‪ -‬محمد علي كمال‬ ‫يكاد ال يم ّر �أ�سبوع من دون �أن تتبادل‬ ‫تركي ��ا و�إ�سرائي ��ل بع� ��ض التعليق ��ات‬ ‫الالذع ��ة �أو الإهانات‪ .‬من حهت ��ه ُيبدي الرئي�س‬ ‫التركي رجب طيب اردوغ ��ان �إزدرا ًء علني ًا يومي ًا‬ ‫تقريب� � ًا م ��ن ت ��ل �أبيب لح�ش ��د الدع ��م ال�سيا�سي‬ ‫المحل ��ي‪ ،‬عل ��ى �سبي ��ل المث ��ال‪ ،‬ت�أكي ��ده على �أن‬ ‫معاملة الدول ��ة العبرية لقطاع غزة تفوق وح�شية‬ ‫النظ ��ام الن ��ازي‪� .‬إن الأم ��ور لم تك ��ن دائم ًا على‬ ‫هذا النح ��و‪ .‬لقد �شهدت ت�سعينات القرن الفائت‬ ‫ومعظ ��م �سن ��وات العق ��د المن�ص ��رم عالق ��ات‬ ‫ديبلوما�سي ��ة و�سيا�سي ��ة حميم ��ة بي ��ن �إ�سرائي ��ل‬ ‫وتركيا‪ .‬ولكن في هذه الأيام يبدو �أن هناك حالة‬ ‫من الجمود الديبلوما�سي‪.‬‬ ‫حت ��ى مع ذلك‪ ،‬على الرغم م ��ن اللهجة القا�سية‬ ‫ووق ��ف التوا�ص ��ل الديبلوما�س ��ي عل ��ى الم�ستوى‬ ‫العالي‪ ،‬فق ��د نمت التجارة التركية ‪-‬الإ�سرائيلية‬ ‫بن�سب ��ة ‪ 19‬في المئة منذ الع ��ام ‪ ،2009‬في حين‬ ‫نم ��ت التج ��ارة الخارجي ��ة الإجمالي ��ة التركي ��ة‬ ‫ف ��ي الفت ��رة عينه ��ا بن�سبة ‪ 11‬ف ��ي المئ ��ة‪ .‬ولما‬

‫‪56‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬

‫كان م ��ن المرج ��ح والم�أل ��وف ب� ��أن ال ��دول التي‬ ‫تتمت ��ع بعالقات تجاري ��ة قوي ��ة ال تت�صاعد بينها‬ ‫ال�صراع ��ات �إل ��ى نقطة الدخول ف ��ي حرب‪ ،‬ف�إن‬ ‫العالق ��ات التركي ��ة – الإ�سرائيلي ��ة الإقت�صادية‬ ‫ق ��د تكون �إ�شارة �إلى �إحتماالت تح�سين العالقات‬ ‫الثنائية‪ .‬م ��ع التوقعات الإقت�صادي ��ة وال�سيا�سية‬

‫على الرغم من اللهجة القا�سية‬ ‫ووقف التوا�صل الديبلوما�سي على‬ ‫الم�ستوى العالي بين �أنقرة وتل‬ ‫�أبيب‪ ،‬فقد نمت التجارة التركية ‪-‬‬ ‫الإ�سرائيلية بن�سبة ‪ 19‬في المئة منذ‬ ‫العام ‪ ،2009‬في حين نمت التجارة‬ ‫الخارجية الإجمالية التركية في‬ ‫الفترة عينها بن�سبة ‪ 11‬في المئة‬

‫تبدو قاتمة في جميع �أنحاء ال�شرق الأو�سط‪ ،‬ف�إن‬ ‫الخبراء والمراقبون يفي ��دون ب�أن الدولتين لهما‬ ‫�أ�سب ��اب �أكثر من �أي وق ��ت م�ضى لحل الخالفات‬ ‫ال�سيا�سية ‪� --‬أو على الأقل ف�صلها عن العالقات‬ ‫الإقت�صادية‪.‬‬

‫الإبتعاد عن �إ�سرائيل‬ ‫ب ��د�أت العالق ��ات الديبلوما�سي ��ة بي ��ن تركي ��ا‬ ‫و�إ�سرائي ��ل تتده ��ور ف ��ي المنت ��دى الإقت�ص ��ادي‬ ‫العالم ��ي في كان ��ون الثاني (يناي ��ر) ‪ .2009‬في‬ ‫�أثن ��اء نقا�ش محتدم مع الرئي� ��س الإ�سرائيلي في‬ ‫حينه �شيمون بيريز حول الهجوم الإ�سرائيلي على‬ ‫غ ��زة‪� ،‬إتّهم رئي�س الوزراء رج ��ب طيب �أردوغان‬ ‫�إ�سرائيل بالهمجية‪ ،‬قائ ًال لبيريز‪" :‬عندما يتعلق‬ ‫الأمر بالقتل‪� ،‬أنت ��م تعرفون جيد ًا كيف تقتلون"‪.‬‬ ‫وف ��ي �أي ��ار (ماي ��و) ‪ ،2010‬هاجم ��ت الق ��وات‬ ‫الخا�ص ��ة الإ�سرائيلي ��ة "مافي مرم ��رة"‪� ،‬سفينة‬ ‫الم�ساع ��دات الإن�ساني ��ة التركي ��ة الت ��ي حاول ��ت‬ ‫ك�سر الح�ص ��ار الإ�سرائيلي على قطاع غزة‪ ،‬مما‬ ‫�أ�سف ��ر عن مقت ��ل ت�سعة ن�شطاء �أت ��راك على متن‬ ‫ال�سفين ��ة ودفع �أنق ��رة �إلى �سح ��ب �سفيرها لدى‬


‫واردات و�صادرات تركيا مع �إ�سرائيل‬

‫الواردات (بالدوالر الأميركي)‬

‫ال�صادرات (بالدوالر الأميركي)‬

‫الواردات (بالدوالر الأميركي)‬

‫• من �سنة حتى الآن‬

‫م ��ن الب�ضائع ال ��ى رو�سي ��ا‪ ،‬في حي ��ن �إ�ستوردت‬ ‫‪ 25‬ملي ��ار دوالر م ��ن ال�سلع من ب�ل�اد بوتين‪ ،‬مما‬ ‫�أدى �إل ��ى عج ��ز تج ��اري �ضخ ��م‪ .‬كم ��ا �أن تركيا‬ ‫م ��رة �أخ ��رى �أ�صبح ��ت وجه ��ة ال�سف ��ر المف�ضلة‬ ‫للم�سافرين الإ�سرائيليي ��ن‪ .‬وفق ًا لرابطة وكاالت‬ ‫ال�سف ��ر التركي ��ة‪ ،‬فق ��د زاد ع ��دد الإ�سرائيليي ��ن‬ ‫الم�سافرين �إلى تركيا بن�سبة ‪ 125‬في المئة‪ ،‬من‬ ‫‪� 83,740‬إلى ‪ 188,608‬بين عامي ‪ 2012‬و‪.2014‬‬ ‫وب�إعتراف الجميع‪ ،‬هذا ال يزال بعيد ًا من ن�صف‬ ‫مليون �سائ ��ح �إ�سرائيل ��ي توافدوا �إل ��ى تركيا في‬ ‫الع ��ام ‪ ،2008‬ولكن هذه عالم ��ة واعدة لإنتعا�ش‬ ‫�إقت�صاد ال�سياحة بين البلدين‪.‬‬ ‫ً‬ ‫م ��ع ذل ��ك‪ ،‬ينبغ ��ي للم ��رء �أن يك ��ون ح ��ذرا م ��ن‬ ‫الإف ��راط ف ��ي التف ��ا�ؤل‪ .‬ق ��د تك ��ون العالق ��ات‬ ‫الإقت�صادي ��ة التركية ‪ -‬الإ�سرائيلي ��ة منيعة على‬

‫ال�صادرات (بالدوالر الأميركي)‬

‫المعلومات من‪http:www.turkstat.gov.tr :‬‬

‫تتمتع تركيا حتى بمعدالت‬ ‫تجارية مع �إ�سرائيل‪ ،‬حيث‬ ‫تلقت ‪ 3‬مليارات دوالر من ال�سلع‬ ‫الم�ستوردة في حين قامت بت�صدير‬ ‫ما يوازي الحجم المالي عينه من‬ ‫ال�سلع التركية �إلى �إ�سرائيل في العام‬ ‫‪ -- 2014‬عالمة على التكاف�ؤ المالي‬ ‫نادر ًا ما ت�شهده �أنقرة مع �شركاء‬ ‫تجاريين �آخرين‬

‫ما يبدو �ضد ال�سيا�سة‪ ،‬لكن الم�أزق الديبلوما�سي‬ ‫الذي يواج ��ه الدولتين يمكن ��ه �أن يمنع النمو في‬ ‫الم�ستقب ��ل‪ ،‬خ�صو�ص� � ًاة �إذا �إ�ستم� � ّر ع ��دم الثقة‬ ‫والخط ��اب القا�سي بين البلدي ��ن‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬مع‬ ‫�إ�ستم ��رار الزي ��ادة في حج ��م التج ��ارة الثنائية‪،‬‬ ‫ف� ��إن م�صال ��ح الم�شاري ��ع �ستع ��زل �إل ��ى ح ��د ما‬ ‫العالقات الإقت�صادية ع ��ن الم�شاكل ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫وكان اردوغ ��ان �سريع ًا بالإعالن �أن تركيا �ستع ّلق‬ ‫"العالقات الع�سكري ��ة والتجارية" مع �إ�سرائيل‬ ‫بعد ح ��ادث "ماف ��ي مرم ��رة"‪ .‬ومع ذل ��ك‪ ،‬جاء‬ ‫ف ��ي بيان له في الي ��وم نف�سه يعلن في ��ه �أن تركيا‬ ‫ل ��ن تفر�ض عقوب ��ات تجارية عل ��ى كل حال‪ .‬من‬ ‫المرج ��ح �أن يكون �أردوغان غ ّي ��ر موقفه وتراجع‬ ‫ع ��ن خطت ��ه اال�صلي ��ة بعد �ضغ ��وط م ��ن مجتمع‬ ‫الأعمال‪ ،‬ولكن لي�س هناك وعد ب�أنه �سوف يق ّدم‬ ‫تنازالت مماثلة في الم�ستقبل‪.‬‬ ‫ف ��ي الوق ��ت الراه ��ن‪ ،‬ال تُظه ��ر العالق ��ات‬ ‫الديبلوما�سية بين �إ�سرائي ��ل وتركيا �أي عالمات‬ ‫عل ��ى التح�س ��ن‪ ،‬ب�إ�ستثناء الم�صلح ��ة الم�شتركة‬ ‫للحف ��اظ على عدم تدخ ��ل ال�سيا�سة في الأعمال‬ ‫التجاري ��ة‪ .‬و�إعادة بناء العالق ��ات الديبلوما�سية‬ ‫التركي ��ة ‪ -‬الإ�سرائيلي ��ة �إل ��ى م�ستوي ��ات التعاون‬ ‫التي كانت �سائدة ف ��ي منت�صف ت�سعينات القرن‬ ‫الفائ ��ت ل ��ن تك ��ون مجدي ��ة �إال �إذا ت ��م تحقي ��ق‬ ‫الم�صالحة على الجبهة الفل�سطينية‪� .‬إن هجمات‬ ‫غ ��زة في ‪ 2009‬و‪ ،2014‬جنب ًا �إلى جنب مع مقتل‬ ‫ت�سعة ن�شطاء �أتراك على "مافي مرمرة"‪ ،‬عززت‬ ‫التعاطف الترك ��ي تجاه الفل�سطينيين‪ .‬وي�ضاعف‬ ‫من رغبة �أردوغ ��ان للجوء �إلى الخطاب المعادي‬ ‫لإ�سرائي ��ل تحقي ��ق مكا�س ��ب �سيا�سي ��ة محلي ��ة‪،‬‬ ‫والقلي ��ل ت ��م تحقيقه من ��ذ الع ��ام ‪ 2009‬لتعزيز‬ ‫الحوار الديبلوما�سي بين �أنقرة وتل �أبيب‪.‬‬ ‫مع ذل ��ك‪ ،‬ال تزال التوقعات االقت�صادية بالن�سبة‬ ‫�إل ��ى منطقة ال�شرق الأو�س ��ط قاتمة‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫يجعل ال�س�ل�ام التجاري على الأقل م�ستدام ًا بين‬ ‫�إ�سرائي ��ل وتركي ��ا وفر�صت ��ه معقولة‪ .‬ف ��ي نهاية‬ ‫المط ��اف‪ ،‬ويعتق ��د الخب ��راء والمتابع ��ون ب� ��أن‬ ‫الثقة المتبادل ��ة الناجمة من العالقات التجارية‬ ‫ق ��د ت�ساعد كال البلدين عل ��ى �إيجاد موطئ قدم‬ ‫�إقت�ص ��ادي و�سيا�س ��ي في المنطق ��ة الم�ضطربة‪،‬‬ ‫وفتح الباب �أمام "�سما�سرة" ال�سالم الم�ستقبلي‬ ‫ف ��ي الأزم ��ة الإ�سرائيلية‪-‬الفل�سطيني ��ة‪ ،‬و�إعطاء‬ ‫�أنق ��رة فر�ص ��ة لمواجه ��ة التحدي ��ات الأمني ��ة‬ ‫الإقليمية‬ ‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪59‬‬


‫ال�شرق الأو�سط ¶ �إ�سرائيل ‪ -‬تركيا‬ ‫عل ��ى وج ��ه الخ�صو� ��ص‪ .‬ويب ��دي وزراء حكوم ��ة‬ ‫نتنياهو �إ�ستياءه ��م و�إنزعاجهم من ت�صريحات‬ ‫�أردوغان الملتهبة؛ �إن ت�صريحات الرئي�س التركي‬ ‫المعادي ��ة لإ�سرائيل بعد الهجمات على "ت�شارلي‬ ‫�إيب ��دو" ف ��ي باري�س‪ ،‬عل ��ى �سبيل المث ��ال‪ ،‬دفعت‬ ‫وزي ��ر الخارجي ��ة اال�سرائيلي في حين ��ه �أفيغدور‬ ‫ليبرمان �إلى دع ��وة �أردوغان بال"الجار الرهيب‬ ‫المع ��ادي لل�سامية"‪ .‬من حهته يبدو نتنياهو قلق ًا‬ ‫م ��ن �أنه �إذا تم التو�صل ال ��ى �إتفاق حول الق�ضية‬ ‫الفل�سطيني ��ة �س ��وف ي�ستخ ��دم �أردوغ ��ان الأم ��ر‬ ‫لتحقي ��ق مكا�سب محلية‪ .‬الواق ��ع �أنه بعد �إعتذار‬ ‫نتنياه ��و عن الغ ��ارة على ال�سفين ��ة التركية التي‬ ‫حدث ��ت ف ��ي �أيار (ماي ��و) ‪ ،2010‬ن�ش ��ر عدد من‬ ‫ال�صح ��ف المطبوع ��ة عناوين رئي�سي ��ة تقول �أن‬ ‫�أردوغان "جعل �إ�سرائيل تعتذر"‪ .‬وحقيقة الأمر‪،‬‬ ‫بطبيع ��ة الحال‪ ،‬هو �أنه‪ ،‬من خالل و�ساطة �أوباما‬ ‫�أر�سلت �إ�سرائيل الإعتذار‪ ،‬الذي قبلته تركيا‪ .‬في‬ ‫المقابل‪� ،‬أثار هذا الأمر �أ�سئلة في �إ�سرائيل حول‬ ‫مدى �إهتمام تركيا حق ًا لإ�صالح العالقة‪.‬‬

‫رجب طيب �أردوغان مع �أرييل �شارون‪:‬‬ ‫جاء ليكون و�سيط ًا للحل الفل�سطيني‬

‫من بقي؟‬ ‫�إن تح�سي ��ن العالق ��ات م ��ع �إ�سرائيل ل ��ه جاذبية‬ ‫خا�صة بالن�سبة �إل ��ى تركيا الآن لأنها قد �أحرقت‬ ‫ج�سوره ��ا م ��ع العال ��م العرب ��ي‪ .‬وق ��د �أدى ف�شل‬ ‫�سيا�س ��ة �أنقرة "�صفر م�شاكل م ��ع الجيران" في‬ ‫�أن تركي ��ا تجد نف�سها حالي� � ًا من دون �سفراء في‬ ‫القاهرة �أو دم�ش ��ق �أو طرابل�س‪ .‬وقد ع ّينت فقط‬ ‫�سفي ��ر ًا ف ��ي بغداد بع ��د �أن ت ��م �إ�ستب ��دال رئي�س‬ ‫ال ��وزراء العراقي ال�سابق نوري المالكي بالدكتور‬ ‫حي ��در العبادي في �أيل ��ول (�سبتمبر) ‪ .2014‬من‬ ‫جهته ��ا ع ّلقت �سوري ��ا �إتفاق التج ��ارة الحرة مع‬ ‫تركي ��ا في كانون الأول (دي�سمبر) ‪ ،2011‬عندما‬ ‫�أ�صب ��ح ب�شار الأ�سد العدو الرئي�سي لأنقرة‪ .‬ومنذ‬ ‫ذل ��ك الحي ��ن‪� ،‬إنخف�ض التب ��ادل التج ��اري بين‬ ‫�سوريا وتركي ��ا �إلى ن�صف ملي ��ار دوالر في العام‬ ‫‪ ،2014‬من نحو ملياري دوالر في العام ‪.2011‬‬ ‫ف ��ي م�ص ��ر‪� ،‬أ ّدى رف�ض تركي ��ا الإعت ��راف بعبد‬ ‫الفت ��اح ال�سي�س ��ي كرئي�س للجمهوري ��ة الم�صرية‬ ‫�إل ��ى �أذى و�ضرر لم�صال ��ح �أنق ��رة الإقت�صادية‪.‬‬ ‫عل ��ى �سبيل المث ��ال‪ ،‬فق ��د تق ّل�ص ��ت ال�صادرات‬ ‫التركي ��ة �إل ��ى م�ص ��ر بن�سب ��ة ‪ 10‬في المئ ��ة بين‬ ‫عام ��ي ‪ 2012‬و‪ .2014‬وع�ل�اوة على ذل ��ك‪ ،‬ف�إن‬ ‫م�ص ��ر لم تج ّدد �إتف ��اق الطريق التج ��اري الذي‬ ‫ي�سم ��ح بعب ��ور و�سائل النق ��ل التركي ��ة �أرا�ضيها‪،‬‬

‫‪58‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬

‫بنيامين نتنياهو‪:‬‬ ‫ال يفعل الكثير لتح�سين عالقاته مع تركيا‬

‫كرئي�س للوزراء‪ ،‬فقد �أ ّيد �أردوغان‬ ‫ودعم الجهود الديبلوما�سية التركية‬ ‫لكي تكون "بمثابة و�سيط لل�سالم‬ ‫في ال�شرق الأو�سط"‪ .‬وخالل زيارته‬ ‫�إلى القد�س في ‪ 2005‬و�إجتماعه‬ ‫برئي�س الوزراء الإ�سرائيلي ال�سابق‬ ‫�أرييل �شارون‪� ،‬أعلن �أردوغان �أنه جاء‬ ‫للم�ساهمة في عملية ال�سالم بين‬ ‫�إ�سرائيل والفل�سطينيين‬

‫بعدم ��ا �إنتهى في ني�سان (�إبريل)‪ ،‬مما يع ّوق نقل‬ ‫الب�ضائ ��ع بي ��ن الموان ��ئ التركي ��ة والإ�سكندرية‪.‬‬ ‫ه ��ذا التح ��رك �أدى �إلى من ��ع الب�ضائ ��ع التركية‬ ‫م ��ن الو�صول �إلى الأ�س ��واق المربحة في المملكة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودي ��ة ودول الخليج‪ .‬علم� � ًا �أن هذا‬ ‫االتفاق ي�سم ��ح �أي�ض ًا لل�شركات التركية الإلتفاف‬ ‫على الأرا�ضي ال�سورية التي ي�سيطر عليها تنظيم‬ ‫"الدولة الإ�سالمية"‪ ،‬في حين تتجاوز �أي�ض ًا قناة‬ ‫ال�سوي�س‪ ،‬وبالتالي تقليل تكاليف النقل‪.‬‬ ‫العالق ��ات التركي ��ة م ��ع ليبي ��ا‪� ،‬أي�ض� � ًا‪ ،‬ه ��ي في‬ ‫حال ��ة ُيرثى لها‪ .‬لقد �إتهم رئي� ��س الوزراء الليبي‬ ‫عب ��د اهلل الثن ��ي تركي ��ا بت�سليح تنظي ��م "الدولة‬ ‫الإ�سالمية" وم�ؤيديه ف ��ي ليبيا‪ ،‬الأمر الذي �أدى‬ ‫بال�شركات والعمالة الوافدة التركية �إلى الخروج‬ ‫من البالد‪ .‬والأهم م ��ن ذلك ب�أن �أنقرة �إعترفت‬ ‫ب"الم�ؤتم ��ر الوطني العام" ال ��ذي ي�سيطر عليه‬ ‫الإ�سالميون ولم تعترف بحكومة الثني المنتخبة‬ ‫ديموقراطي� � ًا والمعت ��رف به ��ا دولي� � ًا الأمر الذي‬ ‫�ألقى بظالله على الم�صالح التجارية التركية في‬ ‫�أجزاء كبيرة من البالد‪.‬‬ ‫من ناحي ��ة �أخرى‪ ،‬نتجت عن ع ��دوان رو�سيا في‬ ‫�أوكراني ��ا تداعيات �إقت�صادية عل ��ى تركيا �أي�ض ًا‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغم من موقف �أنقرة ال�صامت على �ضم‬ ‫رو�سي ��ا ل�شبه جزي ��رة القرم‪ ،‬والحج ��ة �أن هناك‬ ‫مح ��ور ًا �إقت�صادي� � ًا رو�سي ًا‪-‬تركي� � ًا نا�شئ� � ًا‪ ،‬فقد‬ ‫تراجع ��ت ال�صادرات التركية �إل ��ى رو�سيا بن�سبة‬ ‫‪ 15‬في المئ ��ة بين عامي ‪ 2013‬و‪ .2014‬وقد �أدى‬ ‫�إنخفا� ��ض قيمة الروب ��ل �أمام ال ��دوالر �أي�ض ًا �إلى‬ ‫م�شاكل لرو�سيا من جهة دفع ال�صادرات التركية‬ ‫والت ��ي �أ�صبحت بعد ذلك �أكثر تكلفة‪ .‬و�إنخف�ضت‬ ‫ال�ص ��ادرات التركية الى �أوكراني ��ا بن�سبة ‪ 21‬في‬ ‫المئة خالل الفترة نف�سها‪ ،‬في حين �أن ال�سياحة‬ ‫الرو�سي ��ة والأوكراني ��ة‪ ،‬الت ��ي ت�ش� � ّكل م�ص ��ادر‬ ‫رئي�سي ��ة للدخل بالن�سبة �إل ��ى تركيا‪ ،‬ما زالت في‬ ‫�إنخفا�ض‪.‬‬ ‫قد ال تكون ت ��ل �أبيب �أكبر �شريك تجاري لأنقرة‪،‬‬ ‫لكنه ��ا واح ��دة م ��ن الأكثر توازن� � ًا‪ .‬تتمت ��ع تركيا‬ ‫حتى بمعدالت تجارية م ��ع �إ�سرائيل‪ ،‬حيث تلقت‬ ‫‪ 3‬ملي ��ارات دوالر م ��ن ال�سل ��ع الم�ست ��وردة ف ��ي‬ ‫حي ��ن قامت بت�صدي ��ر ما يوازي الحج ��م المالي‬ ‫عينه م ��ن ال�سلع التركية �إل ��ى �إ�سرائيل في العام‬ ‫‪ -- 2014‬عالم ��ة عل ��ى التكاف�ؤ المال ��ي نادر ًا ما‬ ‫ت�شاه ��ده �أنقرة مع �ش ��ركاء تجاريين �آخرين‪ .‬في‬ ‫الع ��ام نف�سه‪� ،‬ص� � ّدرت تركي ��ا ‪ 6‬ملي ��ارات دوالر‬


‫امل�صارف‬

‫�رشكات الت�أمني‬

‫�رشكات الإ�ستثمار‬

‫"المركزي" العراقي يتجه الى طبع �أوراق نقدية كبيرة‬ ‫�إعتب ��ر م�ست�ش ��ار رئي� ��س وزراء الع ��راق لل�ش�ؤون‬ ‫الإقت�صادية‪ ،‬مظهر محم ��د �صالح في ت�صريح‬ ‫�صحافي‪� ،‬أن م�ش ��روع طبع الم�صرف المركزي‬ ‫العراقي فئات نقدية كبي ��رة‪ ،‬خطوة مهمة على‬ ‫طريق الإ�ص�ل�اح النقدي الذي يدع ��م �إقت�صاد‬ ‫الب�ل�اد‪ ،‬م�شير ًا ال ��ى حاجة ال�س ��وق �إلى الفئات‬ ‫النقدي ��ة الكبي ��رة‪ ،‬و�إل ��ى �أن التعام ��ل بالكت ��ل‬ ‫النقدي ��ة كبير ج ��د ًا في الع ��راق خ�صو�ص� � ًا �أن‬ ‫المدفوع ��ات النقدية تف ��وق التعامل بال�صكوك‬ ‫والبطاقات والدفع الإلكتروني‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار �إل ��ى �أن م�ش ��روع طب ��ع فئ ��ات نقدي ��ة‬ ‫كبيــ ��رة ال يتعلــق بال�سيا�سة النقدي ��ة بل ب�إدارة‬ ‫نظ ��ام المدفـــوعات‪ ،‬الفت ًا �إل ��ى �أن هذه الخطة‬ ‫�ستخت�ص ��ر كميات النق ��ود خ�صو�ص ًا ان الفئات‬

‫الكبيرة ت�شكل ‪ 90‬ف ��ي المئة من الكتلة النقدية‬ ‫المتداولة‪.‬‬ ‫و�أو�ض ��ح �أن ط ��رح ه ��ذه الفئات الكبي ��رة يتمثل‬ ‫ف ��ي ط ��رح المق ��دار ال�شه ��ري ذاته م ��ن الكتلة‬ ‫النقدي ��ة في ال�سوق �إنما بفئ ��ات مختلفة‪ ،‬ولي�س‬ ‫زيادة المبلغ الأ�صلي‪ .‬و�إ�ستبعد �إحتمال ح�صول‬ ‫ت�ضخ ��م ج ��راء تنفيذ الم�ش ��روع‪ ،‬الفت� � ًا �إلى ان‬ ‫"المركزي" ال ُيقر�ض الحكومة وقال‪" :‬في حال‬ ‫�إقرا� ��ض الحكومة و�إ�صدار فئ ��ات نقدية كبيرة‬ ‫ُيمك ��ن �أن يح�ص ��ل ت�ضخ ��م في الأ�سع ��ار (‪)...‬‬ ‫البلد يعاني �إنكما�ش ًا في ال�سيولة �سواء بالدينار‬ ‫�أو بالدوالر فيم ��ا يبيلغ حجم الكتلة النقدية في‬ ‫الع ��راق اقل م ��ن ‪ 40‬تريليون دين ��ار" (نحو ‪31‬‬ ‫مليار دوالر)‪.‬‬

‫�صندوق النقد العربي ي�ساعد دول المنطقة‬ ‫على االن�ضمام �إلى منظمة التجارة‬

‫ي�ساه ��م "�صندوق النقد العرب ��ي" في م�ساعدة‬ ‫الدول العربية باالن�ضم ��ام �إلى منظمة التجارة‬ ‫العالمية‪ ،‬عب ��ر تقديمه العون الفني والم�ؤ�س�سي‬ ‫لها‪ ،‬م�ؤك ��د ًا �إهتمام ��ه بـ"بناء ق ��درات الكوادر‬ ‫العربية في مو�ضوع التجارة"‪� ،‬إذ د�أب منذ فترة‬ ‫طويلة "على عقد عدد من الدورات بالتعاون مع‬ ‫المنظمة"‪.‬‬ ‫و�أعل ��ن المدير الع ��ام لل�صن ��دوق عبدالرحمن‬ ‫الحميدي ف ��ي �إفتت ��اح دورة نظمه ��ا ال�صندوق‬ ‫بالتع ��اون مع المنظمة في �أبو ظبي‪� ،‬أن "تحرير‬ ‫التج ��ارة ي�ساعد عل ��ى زيادة التب ��ادل التجاري‬ ‫و�إ�ستقط ��اب الإ�ستثم ��ارات‪ ،‬وتطوي ��ر القوانين‬ ‫والت�شريعات المنظمة لعمل الأ�سواق"‪ّ ،‬‬ ‫مو�ضح ًا‬ ‫�أن ذل ��ك "ينطب ��ق �أي�ض� � ًا عل ��ى تحري ��ر تجارة‬ ‫الخدم ��ات"‪ .‬و�أ�ش ��ار �إل ��ى �أن "البل ��دان الت ��ي‬ ‫�أ�صبحت �أكث ��ر �إنفتاح ًا �أمام التج ��ارة الدولية‪،‬‬ ‫تكون في العادة �أكثر قدرة على التناف�س وتحقيق‬ ‫معدالت نمو �أ�سرع من تلك التي لم تحقق ذلك‪،‬‬ ‫�إذ ال ت ��زال بل ��دان نامية كثي ��رة تواجه تحديات‬ ‫�أمام تحقيق المكا�سب المتاحة من زيادة حجم‬ ‫التجارة‪ ،‬ب�سب ��ب طاقتها المح ��دودة في جانب‬ ‫العر�ض و�ضعف مناخ اال�ستثمار"‪.‬‬

‫المدير العام لل�صندوق عبدالرحمن الحميدي‬

‫و�إعتب ��ر الحمي ��دي �أن الإتف ��اق الع ��ام المتعلق‬ ‫بتجارة الخدمات وال�صادر عن منظمة التجارة‬ ‫العالمي ��ة "يتطل ��ب �ض ��رورة قيام ال ��دول بفتح‬ ‫قطاع الخدمات �أم ��ام الم�ستثمر الأجنبي‪ ،‬مثل‬ ‫قطاع ال�صحة والتعليم والمياه"‪ .‬ور�أى �أن ذلك‬ ‫"ال يعن ��ي تخلي الدول الم�ضيفة عن مهمتها في‬ ‫و�ضع المعايي ��ر الالزمة للحف ��اظ على النوعية‬ ‫وال�سعر وعن�صر الأمان في تقديم الخدمة‪ ،‬من‬ ‫الم�ستثمر المحلي �أو الأجنبي"‪.‬‬

‫من األسواق‬ ‫�أعل���ن بن���ك لبنان والمهج���ر اللبنان���ي نتائجه‬ ‫المالي���ة غي���ر المدققة للف�ص���ل الأول من ‪،2015‬‬ ‫والتي ا�شارت �إلى �أداء متين للم�صرف رغم التباط�ؤ‬ ‫الإقت�ص���ادي الذي ي�شه���ده لبن���ان والإ�ضطرابات‬ ‫ال�سيا�سي���ة في المنطقة‪ .‬فقد �إرتفعت الأرباح �إلى‬ ‫‪ 91,17‬ملي���ون دوالر بزيادة ‪ %4,17‬عن الف�صل‬ ‫الأول م���ن ‪ ،2014‬مدعوم���ة بالزيادة ف���ي الأرباح‬ ‫ف���ي وحدات الم�ص���رف الخارجي���ة‪ .‬ونتجت من هذا‬ ‫الأداء �أي�ض���ا ً مع���دالت جيدة في الربحي���ة الن�سبية‬ ‫اذ بلغ المردود على متو�س���ط ر�أ�س المال ‪%14,4‬‬ ‫والمردود على متو�سط الموجودات ‪ .%1,3‬ويعود‬ ‫ال�سب���ب الرئي�س���ي للأداء الالفت ف���ي الربحية �إلى‬ ‫الكفاية الإداري���ة والت�شغيلية للم�صرف‪ ،‬اذ بلغت‬ ‫ن�سبة الكلفة �إل���ى الإيرادات ‪ ،%39,1‬وهي الأدنى‬ ‫بين الم�صارف المدرجة‪.‬‬ ‫رغم الظروف الإ�ستثنائية التي تمر في لبنان‬ ‫والمنطق���ة والت���ي �أرخت وما زال���ت ُترخي بظاللها‬ ‫على مختل���ف القطاعات االقت�صادي���ة‪ ،‬تمكّ ن بنك‬ ‫البح���ر المتو�سط م���ن زيادة �أرباح���ه ال�سنوية خالل‬ ‫الع���ام ‪ 2014‬بن�سب���ة ‪ %4‬والت���ي �سجل���ت حوالى‬ ‫‪ 133‬ملي���ون دوالر مقارن���ة بحوال���ى ‪ 128‬مليونا ً‬ ‫في نهاية ‪ .2013‬و ُت�سجل هذه الزيادة في االرباح‬ ‫نتيج���ة زيادة �صافي �إيرادات الفوائد بن�سبة ‪%20‬‬ ‫الى قرب ‪ 264‬مليون دوالر‪ ،‬بالإ�ضافة الى ارتفاع‬ ‫الإي���رادات الت�شغيلي���ة التي ت�شم���ل كل ن�شاطات‬ ‫ت���داول العم�ل�ات بحوال���ى ‪ % 16‬وت�سجيله���ا ‪57‬‬ ‫ملي���ون دوالر‪� ،‬إ�ضافة الى تراجع الأعباء الت�شغيلية‬ ‫بحوال���ى ‪ % 3‬ال���ى ‪ 286‬ملي���ون دوالر‪ .‬و�أي�ضا ً من‬ ‫العوامل التي �ساهمت في نمو �أرباح الم�صرف‪ ،‬نمو‬ ‫�إيرادات العموالت من مختلف الخدمات الم�صرفية‬ ‫بن�سبة ‪� %14‬إلى ‪ 62‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫ن���ال "بنك عوده" جائ���زة "�أف�ضل م�صرف في‬ ‫التمي���ز بين م�ص���ارف المنطقة‪،‬‬ ‫لبنان" م���ن حيث‬ ‫ّ‬ ‫ت�سلّمه���ا رئي�س مجل����س �إدارته ريم���ون عوده‪ ،‬من‬ ‫للم�صرفيين‬ ‫رئي����س مجل�س �إدارة اال ّتح���اد الدولي‬ ‫ّ‬ ‫الع���رب جوزي���ف طربي���ه‪ ،‬ف���ي حفل���ة ُنظّ م���ت في‬ ‫فندق "كونراد" في القاه���رة على هام�ش الم�ؤتمر‬ ‫الم�صرف���ي العربي لعام ‪ ،2015‬الذي نظّ مه �إتحاد‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫الم�صارف‬ ‫ّ‬ ‫إلكترونية وخدمات‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫الدف���ع‬ ‫حلول‬ ‫مديرة‬ ‫وح�صلت‬ ‫ّ‬ ‫البطاق���ات في "بنك عوده" رن���دة بدير‪ ،‬على جائزة‬ ‫عربي���ة �ساهم���ت ف���ي تطوير‬ ‫م�صرفي���ة‬ ‫"�أف�ض���ل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫البطاقات ف���ي العالم العرب���ي"‪ ،‬لإنجازاتها البارزة‬ ‫في مج���ال الدفع الإلكتروني‪ .‬رع���ى الحفلة وتوزيع‬ ‫الجوائز حاكم البنك المركزي الم�صري ه�شام رامز‪.‬‬

‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪61‬‬


‫البور�صات العربية والدولية‬

‫�أخبار �أ�سواق المال‬

‫العمالت‬

‫المؤشر‬

‫هل يمكن لإتفاقات التجارة وقف التالعب في العملة؟‬ ‫م ��ن الم�ستحي ��ل الإن ��كار ب� ��أن التج ��ارة ومعدّالت �ص ��رف العم�ل�ات ال ترتبط‬ ‫�إرتباط� �اً وثيق� �اً‪ .‬ولكن هل يعني ذلك ب� ��أن �إتفاقات التجارة الدولية ينبغي �أن‬ ‫تت�ضمن الأحكام التي ّ‬ ‫تنظم ال�سيا�سات الوطنية التي ت�ؤثر في قيم العمالت؟‬ ‫بع� ��ض الإقت�صاديي ��ن بالت�أكي ��د يعتق ��د ذل ��ك‪� .‬سيم ��ون جون�سون‪ ،‬عل ��ى �سبيل‬ ‫المث ��ال‪ ،‬ق ��ال �أخي ��راً �أن االتفاق ��ات ال�ضخم ��ة الإقليمي ��ة مث ��ل ال�شراك ��ة عبر‬ ‫المحي ��ط اله ��ادئ ينبغ ��ي �أن ُت�ستخ� �دّم لثن ��ي ال ��دول ع ��ن التدخ ��ل ف ��ي �سوق‬ ‫العم�ل�ات لمنع �إرتف ��اع �أ�سعار ال�ص ��رف؛ والخبير فري ��د بيرغ�ستين �إ�ستعمل‬ ‫حج ��ة مماثل ��ة‪ .‬لك ��ن وزارة الخزان ��ة الأميركي ��ة ومكت ��ب الممث ��ل التج ��اري‬ ‫للوالي ��ات المتح ��دة ي�ستم ��ران بالقول ب� ��أن ق�ضايا االقت�صاد الكل ��ي يجب �أن‬ ‫تبقى منف�صلة عن المفاو�ضات التجارية‪.‬‬ ‫كما الو�ضع عليه حالياً‪� ،‬إن الم�ؤ�س�سات الدولية ذات ال�صلة ‪ -‬منظمة التجارة‬ ‫العالمية و�صندوق النقد الدولي ‪ -‬غير َّ‬ ‫منظمة للإ�ستجابة من تلقاء نف�سها‬ ‫بفعالي ��ة على �إحتم ��ال التالعب بالعملة‪ .‬من ناحية �أخ ��رى‪� ،‬إن دمج �سيا�سات‬ ‫الإقت�صاد الكلي التي ت�ؤثر في �أ�سعار ال�صرف في مفاو�ضات التجارة �سيتطلب‬ ‫�إم ��ا �أن تكت�س ��ب منظم ��ة التج ��ارة العالمي ��ة ق ��درة فني ��ة (ووالي ��ة) لتحلي ��ل‬ ‫ال�سيا�س ��ات الوطني ��ة ذات ال�صل ��ة والف�صل فيه ��ا �أو �أن �صن ��دوق النقد الدولي‬ ‫ين�ضم �إلى �آليات ت�سوية المنازعات التي ت�صاحب المعاهدات التجارية‪.‬‬ ‫للت�أكي ��د‪ ،‬منذ الع ��ام ‪ّ ،2007‬‬ ‫حظر �صندوق النقد الدولي "التدخل على نطاق‬ ‫وا�س ��ع ف ��ي �إتج ��اه واحد في �س ��وق ال�صرف"‪ ،‬وفي �إتخاذ ق ��رار ب�ش�أن "الرقابة‬ ‫الثنائي ��ة" الت ��ي حدّدت �أي�ضاً �إختالالت في الح�ساب الجاري "كبيرة وطويلة‬ ‫الأم ��د" ك�سب ��ب للمراجع ��ة‪ .‬ولكن ال هذا الق ��رار وال ورق ��ات �سيا�سة �صندوق‬ ‫النقد الدولي في وقت الحق عن مراقبة متعددة الأطراف تو ّفر الم�ؤ�شرات‬ ‫الكمية المحدّدة والمقارنة التي من �ش�أنها �أن تلغي الحاجة �إلى الحكم على‬ ‫كل حالة على حدة‪.‬‬ ‫ويزي ��د م ��ن تعقي ��د الو�ض ��ع العديد م ��ن الآليات الت ��ي يمكن ل ��وزارات المال‬ ‫والبن ��وك المركزية من خاللها �أن تخ ّف�ض �أ�سعار �صرف عمالتها للح�صول‬ ‫على ميزة تجارية تناف�سية‪ .‬الأ�سلوب الأكثر مبا�شرة هو �شراء �أ�صول �أجنبية‪.‬‬ ‫ولك ��ن‪ ،‬في عال ��م يتمتع بتدفق ��ات ر�أ�سمالية كبيرة في الم ��دى الق�صير‪ ،‬ف�إن‬ ‫�سيا�سة �أ�سعار فائدة البنوك المركزية ‪� -‬أو حتى مجرد �إعالنات عن معدالت‬ ‫محتمل ��ة ف ��ي الم�ستقب ��ل – يك ��ون لها �أي�ض ��ا ت�أثير كبير‪ .‬وع�ل�اوة على ذلك‪،‬‬ ‫ي�ؤث ��ر التي�سير الكمي ف ��ي �أ�سعار ال�صرف والتجارة‪ ،‬حت ��ى �إذا �إ�شترت البنوك‬ ‫المركزي ��ة �أ�ص ��و ًال محلية فقط‪ ،‬كما يتبين من التحركات الأخيرة في �أ�سعار‬ ‫�صرف الدوالر واليورو والين‪.‬‬ ‫يمك ��ن للمرء �أن يذهب �إل ��ى �أبعد من ذلك‪ .‬من �ش�أن زيادة �ضريبة الدخل �أن‬ ‫ت� ��ؤدي �إل ��ى خف�ض الطلب الخا�ص‪ ،‬بما ف ��ي ذلك الطلب على �صادرات الدول‬ ‫الأخ ��رى‪� .‬إن �سيا�س ��ات الإقت�ص ��اد الكل ��ي الأخ ��رى بجمي ��ع �أنواعه ��ا ت�ؤثر في‬ ‫ميزان الح�ساب الجاري‪.‬‬ ‫ب�إخت�ص ��ار‪ ،‬لك ��ي ت�صب ��ح "ال�سيا�سات التي ت�ؤثر في �سع ��ر ال�صرف"‪ ،‬جزءاً من‬ ‫الإتفاق ��ات التجاري ��ة والنقدية وال�سيا�سات المالية يجب �أن ت�صبح جزءا من‬ ‫الإتفاق ��ات التجاري ��ة‪ .‬ف ��ي هذه الحالة‪ ،‬لن تك ��ون هن ��اك �أي �إتفاقات تجارية‬ ‫على الإطالق‪.‬‬ ‫�أنظر �إلى الم�شكلة التي �ستن�ش�أ من منطقة اليورو ‪� -‬إقت�صاد يواجه تحديات‬ ‫كبي ��رة ف ��ي التوفي ��ق بي ��ن الإحتياج ��ات النقدي ��ة والمالي ��ة و�أ�سع ��ار ال�صرف‬

‫‪60‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬

‫المتباينة بين �أع�ضائها‪ .‬وقد بلغ فائ�ض الح�ساب الجاري في �ألمانيا حوالي‬ ‫‪ ٪7‬م ��ن النات ��ج المحل ��ي الإجمالي ‪� -‬أكب ��ر من ال�صين ‪ -‬لم ��دة �سنتين‪ ،‬ومن‬ ‫المرج ��ح �أن ينم ��و حت ��ى �أكب ��ر‪ ،‬نظراً �إل ��ى �إنخفا� ��ض قيمة اليورو ف ��ي الآونة‬ ‫الأخي ��رة‪ .‬وف ��ي الوقت عينه‪ ،‬في الآونة الأخي ��رة �أجبرت غالبية دول منطقة‬ ‫الي ��ورو الأخ ��رى على ت�شديد ال�سيا�سة المالي ��ة‪ ،‬وبالتالي التقليل �أو الق�ضاء‬ ‫على العجز في الح�ساب الجاري لديها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ونتيج ��ة لذلك‪ ،‬بل ��غ �إجمالي الفائ�ض التجاري لمنطقة اليورو حجما هائ ً‬ ‫ال‬ ‫الآن‪ .‬لأن دول منطق ��ة الي ��ورو لي�س ��ت لديه ��ا �أدوات �سيا�س ��ة نقدي ��ة متاح ��ة‬ ‫م�ستقل ��ة ل ��كل دولة‪ ،‬ف�إن الطريق ��ة الوحيدة التي يمكن �أن تقل ��ل �ألمانيا من‬ ‫فائ�ضه ��ا ف ��ي حي ��ن تبق ��ى في منطقة الي ��ورو هي ف ��ي �إجراء �سيا�س ��ات مالية‬ ‫تو�سعي ��ة‪ .‬الخبي ��ر االقت�صادي �ستيف ��ان كواليك قد �أ�شار �صراح ��ة �إلى مزيج‬ ‫ال�سيا�سات الحالية في منطقة اليورو ب�أنه "تالعب بالعملة"‪.‬‬ ‫المفاو�ض ��ات التجاري ��ة هي �صعبة بما يكف ��ي للو�صول �إلى �إتف ��اق في �ش�أنها‪.‬‬ ‫الحاج ��ة �إل ��ى الت�صارع مع ق�ضايا �سيا�سات الإقت�ص ��اد الكلي يمكن �أن يت�سبب‬ ‫ب�سهول ��ة بتعث ��ر المحادث ��ات ‪ -‬و�إعطاء جماعات ال�ضغ ��ط الحمائية الذخيرة‬ ‫ال�سيا�سي ��ة الت ��ي تحت ��اج �إليه ��ا‪ .‬وه ��ذا ه ��و ال�سب ��ب ف ��ي �أن الممث ��ل التج ��اري‬ ‫الأميركي يحاول بحكمة عدم �إ�ضافة �سيا�سات االقت�صاد الكلي �إلى الم�ساومة‪،‬‬ ‫على الرغم من المطالب ال�صادرة عن �أ�صوات قوية في الكونغر�س ‪.‬‬ ‫ال �ش ��يء م ��ن ه ��ذا يعن ��ي �أن �سيا�س ��ات االقت�ص ��اد الكلي الت ��ي ت�ؤثر ف ��ي �أ�سعار‬ ‫ال�ص ��رف لي�س ��ت م�شكل ��ة‪� .‬إنه ��ا كذل ��ك‪ .‬لك ��ن المفاو�ض ��ات التجاري ��ة لي�س ��ت‬ ‫ه ��ي المحف ��ل المنا�س ��ب لمناق�شة �أ�سب ��اب وعواقب الإختالالت ف ��ي الح�ساب‬ ‫الج ��اري والتو�صل �إلى �إتفاقات ب�ش�أن تن�سي ��ق �سيا�سات الإقت�صاد الكلي؛ هذا‬ ‫م ��ن عمل �صندوق النق ��د الدولي ومجموعة الع�شرين "‪ ."G-20‬في الواقع‪،‬‬ ‫�إن م�س�أل ��ة التناق�ض ��ات الفعلي ��ة �أو المحتمل ��ة الكبي ��رة بي ��ن الإدخ ��ار الكل ��ي‬ ‫والإ�ستثم ��ار ف ��ي البلدان �أو المناطق النقدية‪ ،‬الت ��ي تنعك�س في عدم التوازن‬ ‫ف ��ي الح�س ��اب الج ��اري‪ ،‬ه ��ي ف ��ي �صمي ��م دور المراقب ��ة المتع ��ددة الأط ��راف‬ ‫النا�شئة في �صندوق النقد الدولي‪ .‬وقد كان التركيز على هذا المو�ضوع في‬ ‫قمة مجموعة الع�شرين‪.‬‬ ‫"عملي ��ة التقيي ��م المتب ��ادل" لمجموعة الع�شرين ‪� --‬أن�شئ ��ت لتحليل �آثار‬ ‫ال�سيا�س ��ات الإقت�صادي ��ة الوطنية في البلدان الأخ ��رى وعلى النمو العالمي‪،‬‬ ‫وذل ��ك بهدف �صياغة �إلتزامات تعديل فردية ‪� --‬س ّلطت ال�ضوء على �صعوبة‬ ‫التو�ص ��ل �إل ��ى �إتف ��اق ب�ش�أن �سيا�س ��ات الإقت�صاد الكلي مع �آث ��ار جانبية مهمة‪.‬‬ ‫ف ��ي الواق ��ع‪ ،‬ب ��ل لعله �أكث ��ر �صعوبة من التو�ص ��ل �إلى �إتفاقات التج ��ارة‪ ،‬التي‬ ‫يج ��ب �أن تتن ��اول ق�ضاي ��ا مث ��ل التعريف ��ات الجمركي ��ة والح�ص� ��ص ومعايير‬ ‫الج ��ودة والأنظمة التنظيمي ��ة لقطاعات معينة‪ ،‬وق�ضاي ��ا االقت�صاد الجزئي‬ ‫ذات ال�صلة‪� .‬إن دمج كل هذه المو�ضوعات ال�صعبة في عملية تفاو�ض واحدة‬ ‫هي و�صفة لطريق م�سدود‪.‬‬ ‫�أف�ضل نهج ينبغي �أن ي�شمل تعزيز دور المراقبة المتعددة الأطراف ل�صندوق‬ ‫النق ��د الدولي‪ .‬ومن �ش� ��أن ذلك تو�سيع نطاق المناق�ش ��ات ل�سيا�سة االقت�صاد‬ ‫الكل ��ي لت�شم ��ل ق�ضاي ��ا العمال ��ة ‪ -‬وعل ��ى وج ��ه التحدي ��د‪ ،‬الأث ��ر المحتم ��ل‬ ‫لفوائ� ��ض التج ��ارة الخارجي ��ة الكبي ��رة على الوظائ ��ف المحلي ��ة‪ .‬وذلك من‬ ‫�ش�أنه �أن يعطي المفاو�ضات التجارية فر�صة للنجاح‪.‬‬

‫وا�شنطن ‪ -‬محمد زين الدين‬


‫بقلم الدكتور عبداهلل نا�صر الدين*‬

‫كلمة خبير‬

‫الضرائب في لبنان‪:‬‬ ‫ما لها وما عليها‬ ‫ف ��ي ظ ��ل التراج ��ع الحا�ص ��ل ف ��ي �أداء الإقت�ص ��اد اللبناني‪ ‬ف ��ي‬ ‫ال�سن ��وات الأخي ��رة‪ ،‬و محاول ��ة م�ص ��رف لبنان التخفي ��ف من هذا‬ ‫التراجع عبر الحزمات المتتالية ال�سنوية التي �ض ّخ بها في القطاع الم�صرفي‬ ‫و الإقت�ص ��اد‪ُ ،‬يط� � َرح ت�س ��ا�ؤل كبير حول ال�سيا�س ��ة المالي ��ة وال�ضريبية للدولة‬ ‫وجدواها‪ .‬فالدين العام في ت�صاعد م�ستمر‪ ،‬و ال يوجد ما ي�شير �إلى �أن النظام‬ ‫ال�ضريب ��ي القائ ��م‪ ،‬رغم وط�أته الكبيرة ال�سلبية عل ��ى كاهل المواطن‪� ،‬إ�ستطاع‬ ‫الح ّد من تفاقم الدين العام �أو الم�ساهمة في لجم التفاوت الطبقي‪� ،‬أو جذب‬ ‫الإ�ستثمارات و تحفيز النمو الإقت�صادي‪.‬‬ ‫يه ��دف �أي نظ ��ام �ضريب ��ي ف ��ي العالم �إل ��ى تحقيق �أه ��داف �أربع ��ة �أ�سا�سية عبر‬ ‫الت�أثي ��ر ف ��ي منظومة الحواف ��ز الإنتاجية والإ�ستهالكية ف ��ي الإقت�صاد و�إعادة‬ ‫توزي ��ع الث ��روات و المداخي ��ل‪ .‬ويكم ��ن اله ��دف الأول‪ ‬في‪ ‬ح�س ��ن �إع ��ادة توزي ��ع‬ ‫الدخ ��ل الوطن ��ي‪ .‬واله ��دف الثان ��ي ي�سعى‪� ‬إلى تحقي ��ق النمو الإقت�ص ��ادي‪ ،‬لأن‬ ‫هن ��اك عالق ��ة وطيدة بي ��ن م�ست ��وى ال�ضرائب والنم ��و الإقت�ص ��ادي‪ .‬والهدف‬ ‫الثال ��ث يكم ��ن في تر�شي ��د الإ�ستهالك و‪ ‬الإنت ��اج‪ ،‬بينما ي�سع ��ى الهدف‪ ‬الأخير‬ ‫�إلى �إ�ستعمال ال�ضريبة‪ ‬كو�سيلة لجمع المال من �أجل واردات الموازنة العامة‪.‬‬ ‫و�إذا م ��ا نظرن ��ا �إلى النظ ��ام ال�ضريبي في لبن ��ان‪ ،‬ف�أنه ينق�س ��م �إلى نوعين‪ ‬من‬ ‫ال�ضرائب‪ ،‬ال�ضرائب على الدخل (�ضرائب على �أرباح ال�شركات‪ ،‬وعلى الأجور‬ ‫والمعا�ش ��ات‪ ،‬وعلى دخل ر�أ�س المال المنقول) ومن �ضرائب �أخرى (�إ�شتراكات‬ ‫ال�ضمان الإجتماعي‪ ،‬ر�سم الطابع المالي‪ ،‬ر�سوم الجمارك‪� ،‬ضريبة الممتلكات‬ ‫ور�سم‪� ‬ضريب ��ة القيم ��ة الم�ضاف ��ة ‪ .)TVA‬بع�ض هذه ال�ضرائ ��ب مبا�شر و �آخر‬ ‫غير مبا�شر‪ ،‬منها �أنظمة �ضريبية ت�صاعدية وبع�ضها الأخر ّ‬ ‫م�سطح‪.‬‬ ‫‪ ‬و�إذا �أمع ّن ��ا �أكث ��ر في تفا�صيل هذه ال�ضرائب‪ ،‬نالح ��ظ �أن معظمها في لبنان‬ ‫ت�صاعدي‪ .‬فال�ضريبة عل ��ى �أرباح ال�شركات‪ ‬تحت�سب على �أ�سا�س‪ ‬م�سطح بقيمة‬ ‫‪ ،٪١٥‬بينم ��ا تتراوح بين ‪ ٪٤‬ل�شريحة الأرباح التي تقل عن‪ ‬ت�سعة ماليين‪ ‬ليرة‬ ‫وت�صل �إلى ‪ ٪٢١‬للأرباح التي تفوق ال‪ 104‬ماليين ليرة على‪ ‬مداخيل ال�شركاء‬ ‫ف ��ي ه ��ذه ال�شركات‪ .‬يوج ��د بع� ��ض الإعف ��اءت التي‪ ‬ت�ستفي ��د منه ��ا الم�ؤ�س�س ��ات‬ ‫التربوي ��ة وال�صحي ��ة والتعاوني ��ات وغيره ��ا‪ ،‬لكنه ��ا قديم ��ة غي ��ر متج� �دّدة وال‬ ‫ترقى �إلى الدور المطلوب للنظام ال�ضريبي‪� .‬أما ال�ضريبة على‪ ‬الرواتب فهي‬ ‫ت�صاعدي ��ة �أي�ضاً تت ��راوح بين‪ ٪٢ ‬ل�شريحة الراتب التي تق ��ل عن �ستة ماليين‬ ‫لي ��رة لت�صل �إلى ‪ ٪٢٠‬لل�شريحة التي تف ��وق‪ ‬ال‪ 120‬مليون ليرة‪ .‬الإعفاءات في‬ ‫ه ��ذا الإطار ت�شمل‪ ‬المم ّر�ضي ��ن وعمال التنظيف ف ��ي الم�ست�شفيات‪ ،‬بالإ�ضافة‬ ‫�إلى‪ ‬عم ��ال القط ��اع الزراع ��ي‪ .‬في المقاب ��ل ف�إن‪ ‬ال�ضرائ ��ب على �أرب ��اح الأموال‬ ‫المنقول ��ة‪ ،‬و بالتحدي ��د الربح الموزع عل ��ى الم�ساهمين‪ ‬فهي ‪ُ ،٪١٠‬تعفى منها‬ ‫الأم ��وال الم�ستثم ��رة م ��ع الدول ��ة اللبناني ��ة والمودع ��ة ل ��دى م�ص ��رف لبنان‪.‬‬ ‫بالن�سب ��ة �إل ��ى م�ساهمات ال�صن ��دوق الوطن ��ي لل�ضمان الإجتماع ��ي فت�صل �إلى‬ ‫‪ ٪٢١٫٥‬م ��ن الدخ ��ل عل ��ى عات ��ق رب العمل‪ ،‬ويفر� ��ض ‪ ٪٢‬على الأجي ��ر‪ .‬و �إذا ما‬ ‫نظرن ��ا �إل ��ى �ضرائ ��ب العق ��ارات فتت ��راوح بي ��ن �صف ��ر ‪ ٪‬للقيم ��ة م ��ا دون ال�ستة‬ ‫ماليي ��ن لي ��رة و�ص ��و ًال �إل ��ى ‪ ٪١٤‬لل�شريح ��ة الت ��ي تف ��وق المئ ��ة ملي ��ون‪� .‬أم ��ا‬ ‫ال�ضريب ��ة عل ��ى القيم ��ة الم�ضافة فه ��ي ‪ ٪١٠‬بينما تختلف الر�س ��وم الجمركية‬ ‫لتتراوح بين �صفر ‪ ٪‬و‪.٪٧٠‬‬ ‫رغ ��م ه ��ذه ال�صف ��ة الت�صاعدي ��ة و الت ��ي تهدف‪� ‬إل ��ى �إر�س ��اء عدال ��ة �إجتماعي ��ة‬

‫�أف�ضل‪ ،‬ف� ��إن �إرتف ��اع م�ستوي ��ات الفق ��ر ف ��ي لبن ��ان والتف ��اوت الطبق ��ي ي�شيران‬ ‫�إل ��ى ف�شله ��ا ف ��ي تحقي ��ق ه ��ذا اله ��دف‪ .‬و من �أج ��ل تحقي ��ق اله ��دف الثاني �أي‬ ‫تحفيز‪ ‬الإقت�صاد‪ ،‬وج ��ب على‪ ‬ال�ضريب ��ة �أن تك ��ون �أداة مرن ��ة �أي �أن ت�ستعم ��ل‬ ‫ب�ش ��كل دوري‪ ،‬بينم ��ا تت�ص ��ف ال�ضريبة في لبنان بال�صالبة وع ��دم تما�شيها مع‬ ‫زمن‬ ‫التقلبات في الدورة الإقت�صادية‪ ،‬فتلك الأرقام �أعاله لم يتم تعديلها منذ ٍ‬ ‫بعي ��د وتبدو ف ��ي الوقت عينه عمياء تفتقر �إلى التميي ��ز الدقيق بين الأن�شطة‬ ‫الإقت�صادي ��ة الت ��ي ت�ص ��در عنه ��ا تل ��ك المداخيل �س ��وا ًء كان ��ت �أرباح �ش ��ركات �أو‬ ‫روات ��ب وغيره ��ا‪ .‬في الوقت عينه تفتق ��ر ال�ضريبة على القيم ��ة الم�ضافة �إلى‬ ‫الق ��درة عل ��ى تر�شي ��د الإ�سته�ل�اك �س ��واء ف ��ي لج ��م التل ��وث‪� ،‬أو التخفي ��ف من‬ ‫الأمرا� ��ض الم�ستع�صية و الخطيرة‪� ،‬أو توجيه �سلوك ال�شباب في تخ�ص�صاتهم‬ ‫الجامعية وغيرها‪.‬‬ ‫بن ��ا ًء عليه يب ��دو �أن مفه ��وم الدولة لل�ضريب ��ة مح�صو ٌر بدرج ٍة كبي ��رة بالهدف‬ ‫الراب ��ع �أي‪ ‬تموي ��ل عج ��ز الموازن ��ة‪ ،‬وه ��ي �سمة من �سم ��ات التخل ��ف ال�ضريبي‪.‬‬ ‫فلي� ��س �إذا كان لدين ��ا عجز في الموازنة يعني �أن ��ه يتوجب علينا رفع ال�ضريبة‪.‬‬ ‫ه ��ذه مقارب ��ة خاطئة وحتى اليوم لم ُت�ستعمل ال�ضرائ ��ب في لبنان � اّإل من �أجل‬ ‫غايته ��ا الرابع ��ة الأقل �أهمية بين المهمات كلها‪� .‬إن و�ضع النظام ال�ضريبي في‬ ‫لبنان خدم ًة‪ ‬للدين العام المتفاقم يعتبر هدراً لنتاج المواطن و�أرباح ال�شركات‬ ‫والت ��ي م ��ن الأجدر �أن ت�ستهل ��ك �أو يع ��اد �إ�ستثمارها‪� .‬إذا �أردن ��ا �أن نطبق المهمة‬ ‫االول ��ى لل�ضريب ��ة �أي �إر�س ��اء عدالة �إجتماعية‪ ،‬فينبغ ��ي �أن تر ّكز ال�ضرائب على‬ ‫الدخ ��ل الف ��ردي‪ ،‬وم ��ن الأف�ض ��ل القيام ب" تجمي ��ع" لكل المداخي ��ل الفردية‬ ‫�ش ��رط �أن تفر� ��ض عل ��ى المجم ��وع ن�س ��ب �ضريبي ��ة معتدل ��ة ولي� ��س ن�س ��ب‬ ‫مرتفع ��ة‪ .‬فالدول ��ة لم تنجح في �أي �شيء ف ��ي المجال ال�ضريبي‪ ،‬وال في مجال‬ ‫الموازنات المالية‪ .‬فهي لم تحقق �أي هدف من خالل النظام ال�ضريبي‪ ،‬ال‪ ‬في‬ ‫مجال‪ ‬الدي ��ن الع ��ام �أو حج ��م الإقت�صاد‪ ،‬وال ف ��ي المجال الإ�ستثم ��اري‪ ،‬وال في‬ ‫م�سائل الت�صدير والإ�ستيراد والإنتاجية وفر�ص العمل والبطالة والت�ضخم‪.‬‬ ‫ي�شجع عليها موظفون‬ ‫كل ما ذكر �أعاله لم يتطرق �إلى التهرب ال�ضريبي الذي ّ‬ ‫ف ��ي القط ��اع الع ��ام �أكثر من ال�ش ��ركات والأف ��راد �أنف�سه ��م فيتحول ه� ��ؤالء من‬ ‫موظفين في القطاع العام �إلى �سما�سرة و �شركاء في هذا المال‪ ‬يقتطعون منه‬ ‫ما‪ ‬ق ��دروا عليه‪ ،‬فيناف�سون الدولة بتقديم عرو�ض ��ات �ضريبية �أوفر للمواطن‬ ‫في�ص ��ل �إل ��ى خزينة الدولة ج ��زءاً ب�سيطاً م ��ن الم�ستحق ��ات ال�ضريبية‪ .‬لذلك‬ ‫ف�إن‪ ‬م ��ن الحلول‪ ‬التي نطرحها تخفي�ض ن�سبة ال�ضريبة‪ ‬لتدفع‪ ‬المواطن �إلى‬ ‫الت�صري ��ح ال�صريح‪ ‬لتزول‪ ‬الحاج ��ة �إل ��ى محاولة التهرب من خ�ل�ال �سما�سرة‬ ‫القطاع العام‪.‬‬ ‫يت�صف‪ ‬بالكثير من الهدر‬ ‫الر�سمي‪ ‬الذي‬ ‫إنفاق‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫فيتعر�ض‬ ‫جبايته‪،‬‬ ‫�أما ما تم‬ ‫ّ‬ ‫المال ��ي‪ ،‬م ��ن محا�ص�صة و�سم�س ��رات و�صفقات م�شبوهة‪ ،‬و�إث ��راء غير م�شروع؛‬ ‫كل ذل ��ك عل ��ى ح�ساب النا�س وعلى ح�ساب حياتهم ونوعية م�ستوى عي�شهم‪� .‬إن‬ ‫تخ ّلف النظام ال�ضريبي في لبنان‪� ،‬إ�ضاف ًة �إلى الف�ساد الفا�ضح الذي يت�صف به‬ ‫الإنف ��اق الع ��ام‪ ،‬تجعل منه �أ�سيراً لأ�صحاب �ألدي ��ن و الفا�سدين في الم�ؤ�س�سات‬ ‫العامة‪ ،‬م ��ا ي�ؤدي �إل ��ى �إنعدام الثقة بين‪ ‬المواطن و الدولة و يدفعه �إلى ركوب‬ ‫موجة الف�ساد‪ ،‬الأمر الذي يدفع لبنان‪� ‬إلى المزيد من الف�شل‪ ‬الإقت�صادي في‬ ‫تعطل �أهم الأدوات لإدارة الإقت�صاد‪ ‬‬

‫* خبير �إقت�صادي‪ ،‬و�أ�ستاذ الإقت�صاد في كلية �إدارة الأعمال في جامعة بيروت العربية‬

‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪63‬‬



‫في حين ال ي ��زال هناك الكثير مما هو غير وا�ضح‬ ‫عن الطريقة التي �س ��وف تختلف فيها هذه ال�سوق‬ ‫جوهري� � ًا عن ٍّ‬ ‫كل من مناف�سها في دبي‪ ،‬مركز دبي‬ ‫المال ��ي العالمي‪ ،‬ناهيك عن �سلفه ��ا الم�ش�ؤوم في‬ ‫�أبو ظب ��ي‪ ،‬جزي ��رة ال�سعديات ‪ -‬هن ��اك الآن �أد ّلة‬ ‫دامغة على �أن �سوق �أبو ظبي العالمية �سوف تتوجه‬ ‫�شرق� � ًا بقوة‪� ،‬إلى �آفاق �ش ��رق ال�سوي�س‪� .‬إن المركز‬ ‫الجديد ي�ش ّكل نف�سه ب�صراحة على نماذج المحاور‬ ‫الآ�سيوية الرئي�سية في هونغ كونغ و�سنغافورة‪.‬‬ ‫ال ينبغي �أن يكون ذلك مفاج�أة‪� .‬إن تعيين ريت�شارد‬ ‫تان ��غ رئي�س ًا للق�س ��م التنظيمي في �س ��وق �أبو ظبي‬ ‫"مكت ��ب الخدم ��ات التنظيمية المالي ��ة"‪ ،‬والذي‬ ‫كان ي�شغل دور ًا مماث ًال في �سنغافورة‪ ،‬كان تلميح ًا‬ ‫و�إ�ش ��ارة �إلى الم�سار الذي تريد ال�سوق ال�سير عليه‬ ‫�أو نحوه‪.‬‬ ‫م ��ع تو ّق ��ع �إفتتاح �س ��وق �أبو ظبي العالمي ��ة ‪� --‬أول‬ ‫منطقة ح ��رة في الإم ��ارة لديها الإط ��ار القانوني‬ ‫والتنظيم ��ي الخا�ص بها ‪� --‬أبوابها في وقت الحق‬ ‫م ��ن هذا الع ��ام في جزي ��رة الماريه‪ ،‬هن ��اك الآن‬ ‫مجموع ��ة �أو�ض ��ح من الم�ؤ�ش ��رات �إلى م ��ا تحاول‬ ‫�أبوظب ��ي تحقيقه‪� .‬إن التركي ��ز الأولي �سيكون على‬ ‫الخدم ��ات الم�صرفية الخا�ص ��ة‪ ،‬و�إدارة الثروات‪،‬‬

‫و�إدارة الأ�ص ��ول‪ ،‬حي ��ث ت�سعى القي ��ادة �إلى البناء‬ ‫عل ��ى واردات ثروتها النفطية الهائلة لإن�شاء مركز‬ ‫مح ��وري للخدم ��ات المالي ��ة الدولي ��ة عل ��ى نطاق‬ ‫وا�سع‪.‬‬

‫بجد‬ ‫عملت ال�سلطات في �أبوظبي ّ‬ ‫ل�ضمان �أن يكون لديها الم�شهد‬ ‫القانوني ال�صحيح منذ البداية من‬ ‫�أجل �ضمان ثقة الم�ستثمرين الأجانب‬ ‫في �سوقها العالمية‪ .‬وهذا يعني �أن‬ ‫هذه ال�سوق �ستكون مز َّودة بالخدمات‬ ‫المالية ّ‬ ‫وم�سجل‬ ‫المنظمة الخا�صة بها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ال�شركات والمحكمة الإبتدائية‬ ‫ومحكمة الإ�ستئناف لحل المنازعات‬ ‫التي تن�ش�أ في المنطقة الحرة‬

‫جزيرة الماريه‪ :‬هنا �ستقوم �سوق �أبو ظبي العالمية‬

‫�ستق ��وم ال�سوق الحق ًا �أي�ض ًا ب�إن�ش ��اء مركز لتجارة‬ ‫ال�سل ��ع الت ��ي �ستب ��د�أ مع النف ��ط والغ ��از‪ ،‬ومن ثم‬ ‫التو�سع في التجارة في ال�سلع الأخرى‪ .‬وهذا ي�شمل‬ ‫التعام ��ل م ��ع ال�سل ��ع المادي ��ة وجمي ��ع المعامالت‬ ‫المالية ذات ال�صلة‪.‬‬ ‫ال�ش ��ركات الت ��ي تعم ��ل �إنطالق� � ًا م ��ن �س ��وق �أب ��و‬ ‫ظب ��ي العالمية �ستك ��ون في نهاي ��ة المطاف قادرة‬ ‫عل ��ى التج ��ارة ف ��ي ال�سل ��ع والعم�ل�ات وال�سندات‬ ‫والم�شتقات‪ ،‬وتقديم خدم ��ات الو�ساطة والت�سوية‬ ‫والمقا�ص ��ة والإي ��داع‪ ،‬وتوفير التموي ��ل الإ�سالمي‬ ‫والمنتج ��ات الم�صرفي ��ة الأخ ��رى والخدم ��ات‬ ‫المالية‪ .‬وفق ًا لمذك ��رة �صدرت في وقت �سابق من‬ ‫هذا العام من قبل �شركة المحاماة "لينك اليترز"‪،‬‬ ‫فق ��د يجوز ل�ش ��ركات ال�سوق �إج ��راء مجموعة من‬ ‫الأن�شطة المرتبطة بال�سلع‪ ،‬بما في ذلك التخزين‬ ‫والتجهيز والت�سليم والتجارة والتداول‪ ،‬مما يجعل‬ ‫ال�سوق التي تو ّفر بيع و�شراء العرو�ض لجميع �أنواع‬ ‫ال�سل ��ع‪ ،‬بيع و�شراء ال�سلع (بما في ذلك الم�شتقات‬ ‫والعق ��ود الآجل ��ة والخي ��ارات) والنق ��ل وال�شحن‪،‬‬ ‫والعمل في مجال ال�ص ��رف وال�سوق المالية لل�سلع‬ ‫(وعقود الم�شتقات المالية)‪.‬‬ ‫وم ��ع ذلك‪ ،‬يق ��ول مكت ��ب المحاماة‪� ،‬إن �س ��وق �أبو‬ ‫ّ‬ ‫المرخ�صة‬ ‫ظبي العالمية �سوف تح ّد من الأن�شطة‬ ‫للخدم ��ات الم�صرفي ��ة الخا�ص ��ة و�إدارة الثروات‬ ‫و�إدارة الأ�صول في المرحلة الأولى من تطورها‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن ال�سلط ��ات ف ��ي �أبوظب ��ي عمل ��ت بج ��د‬ ‫ل�ضمان �أن يكون لديها الم�شهد القانوني ال�صحيح‬ ‫من ��ذ البداية‪ ،‬من �أج ��ل �ضمان ثق ��ة الم�ستثمرين‬ ‫العالميي ��ن في �سوقه ��ا العالمية‪ .‬وه ��ذا يعني �أنها‬ ‫ّ‬ ‫المنظم ��ة‬ ‫�ستك ��ون م ��ز َّودة بالخدم ��ات المالي ��ة‬ ‫وم�سج ��ل ال�ش ��ركات والمحكم ��ة‬ ‫الخا�ص ��ة به ��ا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الإبتدائي ��ة ومحكمة الإ�ستئناف لح ��ل المنازعات‬ ‫الت ��ي تن�ش� ��أ ف ��ي المنطق ��ة الح ��رة‪� .‬س ��وف يكون‬ ‫لل�س ��وق نظام قانون ��ي مدني وتج ��اري خا�ص بها‪،‬‬ ‫عل ��ى �أ�سا�س القانون الإنكليزي ودمج جوانب منه‪،‬‬ ‫وال ��ذي �سيت ��م تطبيق ��ه �ضم ��ن منطق ��ة جغرافية‬ ‫مح َّددة من المنطقة الحرة‪.‬‬ ‫بالن�سب ��ة �إل ��ى تل ��ك المجموع ��ات م ��ن الخدمات‬ ‫المالية التي تتطلع �إلى الدخول �إلى �أبوظبي‪ ،‬فمن‬ ‫�شب ��ه الم�ؤك ��د ب�أنها �س ��وف تُد َفع ب�إتج ��اه �سوق �أبو‬ ‫ظب ��ي العالمية ‪ -‬و�سوف ُيطلب منه ��ا �إن�شاء وجود‬ ‫فعلي هناك‪.‬‬ ‫من ناحية �أخرى‪ ،‬هناك بع�ض التناق�ضات الظاهرة‬ ‫الت ��ي ال ت ��زال بحاجة �إل ��ى ت�سويته ��ا‪ .‬في حين‬ ‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪65‬‬


‫�أ�سواق المال‬ ‫سوق مالية‬

‫قريب ًا تعلن الإمارة عن �سوقها العالمية‬

‫هـل تستطيع أبو ظبي‬ ‫ماليا إقليميا؟ً‬ ‫أن تصبح مركزاً ً‬ ‫ت�سع��ى دول الخلي��ج‪ ،‬كل واح��دة على حدة‪� ،‬إل��ى �أن تكون مرك��ز ًا محوري ًا مالي ًا ف��ي المنطقة‪ .‬بعد دبي‪،‬‬ ‫والبحري��ن وقط��ر وقريب ًا ال�سعودية‪ ،‬ها هي �أبوظب��ي تطمح في �أن ت�صبح مركز ًا محوري ًا مالي � ًا �إقليمي ًا مناف�س ًا‬ ‫لدبي وغيرها والذي بد�أ يت�شكّ ل من خالل �سوق �أبوظبي العالمية‪.‬‬ ‫�أبو ظبي ‪ -‬عمار الحالق‬ ‫ف ��ي �أواخ ��ر �آذار (مار� ��س) الفائ ��ت‪،‬‬ ‫قام كبار الم�س�ؤولين في �سوق �أبوظبي‬ ‫العالمي ��ة بزيارة �إلى لندن لم ��لء بع�ض الفراغات‬ ‫ف ��ي �أح ��دث محاول ��ة ف ��ي الإم ��ارة لإقام ��ة مركز‬

‫‪64‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬

‫محوري مالي متف ّوق‪.‬‬ ‫ُطرح ��ت الفكرة لأول مرة في �أوائ ��ل العام ‪،2013‬‬ ‫ولك ��ن حت ��ى الآن كان هناك عدد قلي ��ل ن�سبي ًا من‬ ‫التفا�صيل التي ظهرت �أو ُعرفت حول كيف �ستعتزم‬ ‫بال�ضب ��ط قي ��ادة �أبوظب ��ي �إطالق مرك ��ز محوري‬ ‫مال ��ي مناف�س في المنطقة‪ .‬ف ��ي �شباط (فبراير)‬

‫الفائ ��ت‪ ،‬ن�شرت �سوق �أبو ظب ��ي العالمية الم�سودّة‬ ‫الأولى لجوهر �إطاره ��ا القانوني والتنظيمي‪ .‬ومع‬ ‫تقديم رئي�س ال�سوق �أحمد ال�صايغ لمحات مح ّيرة‬ ‫للفكرة ف ��ي م�ؤتمر لندن المالي في �آذار (مار�س)‬ ‫الفائت‪ ،‬هناك الآن كمية �أكثر قلي ًال من المعلومات‬ ‫التي يمكن �أن ّ‬ ‫تو�ضح فكرة الم�شروع‪.‬‬


‫مركز دبي المالي العالمي‪ :‬هل �سيت�أثر ب�سوق �أبو ظبي العالمية؟‬

‫م�ستقل ��ة خا�ص ��ة به‪ ،‬تق ��دم التقارير �إل ��ى الحاكم‬ ‫‪ /‬المجل� ��س التنفي ��ذي للإم ��ارة ذات ال�صلة‪ ،‬كما‬ ‫يالح ��ظ مكت ��ب المحام ��اة "لينك اليت ��رز"‪ .‬وكل‬ ‫مرك ��ز منهما لدي ��ه ثالثة �أجه ��زة رئي�سية‪ّ :‬‬ ‫منظم‬ ‫وم�سجل‪ ،‬ومحاكم‪.‬‬ ‫خدمات مالية م�ستقل‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫م ��ع ذلك‪ ،‬هناك منطقة واحدة حيث قد تتمتع بها‬ ‫�س ��وق �أبو ظب ��ي وتميزها عن جارته ��ا دبي هي في‬ ‫عدم وجود قيود للملكي ��ة الأجنبية داخل المنطقة‬ ‫الحرة‪ ،‬والت ��ي ينبغي �أن تح ّف ��ز م�شغلي الخدمات‬ ‫المالية الأجنبية والإقليمية على �إيجاد موطئ قدم‬ ‫هن ��اك‪ .‬ولكن حتى هنا‪ ،‬تن�ص ��ح مكاتب المحاماة‬ ‫بالبح ��ث ع ��ن كثب ف ��ي التفا�صي ��ل الدقيق ��ة‪ ،‬بما‬ ‫فيه ��ا مكتب "كاليد �آند كو" ال ��ذي يفيد‪ :‬التفاعل‬ ‫بي ��ن نظام قانون �شركات �سوق �أب ��و ظبي العالمية‬ ‫ونظ ��ام دولة الإم ��ارات العربية المتح ��دة المحلي‬ ‫القانون ��ي ال ب ��د م ��ن تحليل ��ه بعناية‪ .‬عل ��ى �سبيل‬ ‫المثال‪ ،‬ال تمل ��ك �سوق �أبو ظب ��ي العالمية ال�سلطة‬

‫لو�ض ��ع قواني ��ن جنائية ومخالف ��ة القواني ��ن التي‬ ‫�ست� ��ؤدي بد ًال من ذلك �إلى غرام ��ات ‪ -‬ولكن ماذا‬ ‫�سيك ��ون ت�أثير ق ��رار تنظيمي �أو غرام ��ة ل�سوق �أبو‬ ‫ظب ��ي العالمي ��ة بالن�سبة �إل ��ى القواني ��ن الجنائية‬ ‫الإتحادي ��ة ف ��ي الإم ��ارات والت ��ي ق ��د تنطبق على‬ ‫ال�سل ��وك ذاته؟ وبالمثل‪ ،‬ت�شمل القوانين بنود ًا عن‬ ‫ال�سلطة المزعوم ��ة للمديرين عل ��ى �أ�سا�س قانون‬ ‫المملكة المتحدة ‪ -‬وهو مفهوم ال وجود له بموجب‬ ‫قان ��ون دولة الإمارات العربية المتحدة‪ .‬ومثل هذه‬ ‫الق�ضاي ��ا يج ��ب �أن ت�ؤخ ��ذ ف ��ي الإعتب ��ار وت�شملها‬ ‫القوانين بو�ضوح‪.‬‬ ‫�إن قرار التراجع والإبتعاد عن ال�سرية الم�صرفية‬ ‫التقليدي ��ة عل ��ى الط ��راز ال�سوي�س ��ري ‪ -‬مفه ��وم‬ ‫في �ض ��وء الحم�ل�ات الإعالمي ��ة ال�سلبي ��ة العلنية‬ ‫المحيطة بالإدع ��اءات الأخيرة حول �أن�شطة بع�ض‬ ‫البنوك الدولية‪ -‬ال يعني �أن �سوق �أبو ظبي العالمية‬ ‫ل ��ن تبح ��ث عن جذب ث ��روات عم�ل�اء البنوك من‬

‫القط ��اع الخا� ��ص‪ .‬و�إنما ه ��ي ن َّية وه ��دف لإعادة‬ ‫توجي ��ه ال�سحب الجغراف ��ي �إلى منطق ��ة الخليج‪،‬‬ ‫ب ��د ًال من جني ��ف �أو لندن‪ .‬ومع �صنادي ��ق الثروات‬ ‫ال�سيادية ال�ضخمة والأذرع الإ�ستثمارية الموجودة‬ ‫في �أبوظب ��ي ‪ -‬من "مبادلة" �إل ��ى "هيئة �أبو ظبي‬ ‫للإ�ستثم ��ار" – التي عادة وب�صورة منتظمة تتلقى‬ ‫وتلتق ��ي مديري الأ�صول الدولي ��ة‪ ،‬ف�إن هذه الر�ؤية‬ ‫ه ��ي للت�أكد م ��ن �أن ه� ��ؤالء الالعبين ي�سع ��ون �إلى‬ ‫خدمة الثروة في �أبو ظبي‪.‬‬ ‫�إذا �أظه ��رت الم�ؤ�س�س ��ات الأجنبي ��ة الإ�ستع ��داد‬ ‫لإقام ��ة وج ��ود مادي ف ��ي �س ��وق �أبوظب ��ي‪ ،‬يذهب‬ ‫التفكير‪� ،‬سوف يكون ذل ��ك �أ�سهل بكثير لم�ساعدة‬ ‫اله ��دف في المدى الطوي ��ل لتنويع خلق الثروة من‬ ‫غير النفط والغاز في الإمارة‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن نج ��اح ال�سوق يعتمد عل ��ى مجموعة من‬ ‫العوام ��ل‪ ،‬وكثي ��ر منها خ ��ارج �سيطرته ��ا؛ مثل ما‬ ‫�إذا كان ر�أ� ��س الم ��ال الدول ��ي ي ��رى ب� ��أن �أبوظبي‬ ‫هي الم ��كان المنا�سب والج ��ذاب للقيام بالأعمال‬ ‫التجاري ��ة‪ ،‬بالمقارنة مع مواق ��ع بديلة في منطقة‬ ‫ال�ش ��رق الأو�س ��ط و�شم ��ال �أفريقي ��ا‪ .‬كم ��ا �أن‬ ‫الم�ؤ�س�سات ال تملك كله ��ا القدرة �أو لديها الرغبة‬ ‫في الإنت�شار في جمي ��ع المراكز المالية الخليجية‬ ‫المفتر�ضة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫�سيك ��ون على �أبوظبي �أي�ض� �ا �أن تواجه مناف�سة من‬ ‫�أمث ��ال دب ��ي‪� .‬إن توقيع محاكم مرك ��ز دبي المالي‬ ‫العالم ��ي في ‪� 23‬آذار (مار�س) �إتفاق مع المحكمة‬ ‫الجزائي ��ة الإتحادي ��ة للمنطق ��ة الجنوبي ��ة م ��ن‬ ‫نيويورك �سيو ّفر الترتيب ��ات الالزمة لإنفاذ �أ�سهل‬ ‫للأحكام التجاري ��ة الأميركية في المنطقة الحرة‬ ‫ف ��ي دبي‪ .‬وهذا الإتفاق هو الأحدث في �سل�سلة من‬ ‫�صفق ��ات الإنف ��اذ التي وقعتها محاك ��م مركز دبي‬ ‫المال ��ي العالمي م ��ع ال�سلط ��ات الق�ضائية الدولية‬ ‫الرائدة‪.‬‬ ‫ف ��ي وق ��ت الحق م ��ن ه ��ذا الع ��ام �سيت ��م الإفتتاح‬ ‫الر�سم ��ي لل�س ��وق العالمية الجديدة ف ��ي �أبوظبي‪.‬‬ ‫وه ��ذه الخط ��وة �ستُعط ��ي دفع ��ة �إيجابي ��ة لقط ��اع‬ ‫الخدم ��ات المالية في الإمارة‪ ،‬لكنها �سوف تعرف‬ ‫جي ��د ًا �أن �إق ��دام المملكة العربي ��ة ال�سعودية على‬ ‫تفكي ��ك معوق ��ات الإ�ستثم ��ار الأجنب ��ي وت�سهيل ��ه‬ ‫هو الخط ��وة التي ح�ش ��دت حق ًا الإهتم ��ام الدولي‬ ‫ف ��ي �سوق ر�أ�س الم ��ال الخليجي ��ة‪� .‬إن التناف�س مع‬ ‫ال�سعوديي ��ن قد يثبت �أي�ض ًا �أنه مهمة �أ�صعب ل�سوق‬ ‫�أبوظبي العالمي ��ة من �سرقة الإهتمام والبريق من‬ ‫مركز دبي المالي العالمي‬ ‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪67‬‬


‫�أ�سواق المال ¶ �سوق مالية‬ ‫ُتط َّبق مبادئ القانون الإنكليزي‪ ،‬على �سبيل المثال‪،‬‬ ‫عل ��ى العق ��ود‪ ،‬والودائ ��ع‪ ،‬والإئتم ��ان‪ ،‬وال�سن ��دات‪،‬‬ ‫والإفال� ��س‪ ،‬وقانون ال�شركات‪ ،‬الت ��ي �ست�ساعد على‬ ‫جع ��ل �سوق �أبو ظب ��ي العالمية موقع� � ًا �أكثر جاذبية‬ ‫حيث يت ��م من خاللها �إج ��راء المعام�ل�ات المالية‬ ‫المع ّقدة‪ ،‬ف�إن التم ّلك الح ��ر للأرا�ضي �سوف يبقى‬ ‫خا�ضع ًا لقوانين �إمارة �أبو ظبي‪.‬‬ ‫ولك ��ن كم ��ا �أن طموح ��ات �س ��وق �أب ��و ظب ��ي مثيرة‬ ‫للإهتم ��ام‪ ،‬ف� ��إن هن ��اك حت ��ى الآن بع� ��ض الأمور‬ ‫المح ّي ��رة التي لن تقدم عليها‪ .‬قبل كل �شيء‪ ،‬قال‬ ‫ال�صايغ ب�ش ��كل وا�ضح �أن �سوق �أب ��و ظبي العالمية‬ ‫ل ��ن تكون �سوي�سرا جديدة في الخليج‪ .‬كما قال في‬ ‫م�ؤتم ��ر لندن في �أواخر �آذار (مار�س)‪� ،‬أن ال�سرية‬ ‫الم�صرفية من الطراز القديم قد و ّلت و�إنتهت‪ .‬في‬ ‫الأ�سا�س‪� ،‬إن �صفق ��ات ال�سرية الم�صرفية للعمالء‬ ‫الأغنياء جد ًا لي�س ��ت ال�شيء الذي �ستتخ�ص�ص به‬ ‫�أو تهدف �إليه ال�سوق الجديدة‪.‬‬ ‫وبالمث ��ل‪� ،‬سوف تحتاج �سوق �أبو ظب ��ي العالمية �إلى‬ ‫�إن�ش ��اء هوي ��ة تختلف ع ��ن جارها الأكث ��ر ر�سوخ ًا ‪-‬‬ ‫والمناف� ��س ‪ -‬مركز دبي المال ��ي العالمي‪ .‬ظاهري ًا‪،‬‬ ‫لم يتم ت�صميم �سوق �أبو ظبي العالمية للتناف�س على‬ ‫الأ�شياء عينها مع مركز ت�أ�س�س منذ فترة �أطول‪.‬‬ ‫ولك ��ن م ��ن الوا�ض ��ح‪� ،‬أن �أبوظب ��ي تري ��د �أن ت�أخذ‬ ‫ب�ض ��ع �أوراق م ��ن كت ��اب دب ��ي‪ .‬الدالل ��ة تمثلت في‬ ‫�أح ��د التعيين ��ات الأ�سا�سي ��ة �أخي ��ر ًا ال ��ذي �أعطى‬ ‫مهمة �أ�سا�سي ��ة لجان بالدي ��ن‪ ،‬الرئي�س التنفيذي‬ ‫للعملي ��ات ال�سابق لهيئة تنظي ��م مركز دبي المالي‬ ‫العالمي‪ ،‬حيث ُع ِّين م�ست�شار ًا ورئي�س برنامج �سوق‬ ‫�أبو ظبي العالمية في �شباط (فبراير) الفائت‪.‬‬ ‫م ��ن جهته‪ ،‬نما مركز دبي المالي العالمي بقوة في‬ ‫ال�سنوات الأخيرة‪ ،‬مع زيادات كبيرة في �إ�صدارات‬ ‫الأ�سه ��م والدخل الثاب ��ت‪ .‬فقد �أ�ص ��در "نا�سداك‬ ‫دب ��ي"‪ ،‬مق ��ر تبادل مرك ��ز دبي المال ��ي العالمي‪،‬‬ ‫‪ 13‬ملي ��ار دوالر م ��ن ال�صك ��وك (�سن ��دات الدين‬ ‫الإ�سالمي ��ة) ف ��ي الع ��ام ‪ .2014‬وزاد ف ��ي منطقة‬ ‫الم�سجلة خم�س ًا‬ ‫دبي الحرة المالية عدد ال�شركات‬ ‫َّ‬ ‫تقريب� � ًا ف ��ي الع ��ام الما�ض ��ي وح ��ده‪ ،‬ليرتفع عدد‬ ‫ال�شركات الموج ��ودة هناك �إلى �أكث ��ر من ‪.1225‬‬ ‫وم ��ع �إ�ستثم ��ار �صنادي ��ق الإ�ستثم ��ار الكب ��رى مثل‬ ‫التو�سع داخل مركز‬ ‫م�ؤ�س�سة دب ��ي للإ�ستثمار ف ��ي ّ‬ ‫دب ��ي المالي العالمي‪ ،‬ف�إن المركز المالي يبدو في‬ ‫مزاج واثق الآن‪.‬‬ ‫لك ��ن‪ ،‬يجب � اّأل ي�ؤدي هذا الأداء القوي لمركز دبي‬ ‫المالي العالمي �إل ��ى الت�شوي�ش على �إدارة �سوق �أبو‬

‫‪66‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬

‫رئي�س ال�سوق �أحمد ال�صايغ‪:‬‬ ‫"�سوقنا لن تكون �سوي�سرا جديدة في الخليج"‬

‫التركيز الأ ّولي ل�سوق �أبو ظبي‬ ‫العالمية �سيكون على الخدمات‬ ‫الم�صرفية الخا�صة‪ ،‬و�إدارة الثروات‪،‬‬ ‫و�إدارة الأ�صول‪ ،‬حيث ت�سعى القيادة‬ ‫�إلى البناء على واردات ثروتها النفطية‬ ‫الهائلة لإن�شاء مركز محوري للخدمات‬ ‫المالية الدولية على نطاق وا�سع‬ ‫ظبي العالمية �أكثر من الالزم‪ .‬كان �شعار ال�صايغ‬ ‫من ��ذ البداي ��ة �أن هن ��اك مجا ًال لمركزي ��ن ماليين‬ ‫قريبي ��ن‪ ،‬والتركيز على �إدارة الثروات ميزة تتمتع‬ ‫به ��ا �سوق �أبو ظبي بم ��ا فيه الكفاية عن مركز دبي‬ ‫حي ��ث ال ت�س ّب ��ب الكثير م ��ن الدو�س عل ��ى "�أ�صابع‬ ‫الق ��دم"‪ .‬الطريق المثالي الذي يراه "تانغ" ل�سوق‬ ‫�أب ��و ظب ��ي العالمي ��ة‪ ،‬ه ��و �أن هن ��اك ت�شابه� � ًا بين‬ ‫الثنائ ��ي في دولة الإمارات وهونغ كونغ و�سنغافورة‬ ‫ وكالهم ��ا م ��ن المراك ��ز المالي ��ة الآ�سيوية التي‬‫تكم ��ل بع�ضه ��ا البع� ��ض ب ��د ًال م ��ن التناف� ��س على‬ ‫العمالء �أنف�سهم‪.‬‬ ‫وم ��ع ذلك‪ ،‬ف�إن ه ��ذا الأمر م ��ا زال يت ��رك �س�ؤ ً‬ ‫اال‬ ‫�أو�س ��ع حول م ��ا �إذا كان ال�ش ��رق الأو�س ��ط يحتاج‬ ‫بع ��د �إل ��ى مركز خدم ��ات مالية �آخ ��ر‪ .‬لقد تمتعت‬ ‫البحري ��ن بو�ضع جيد وبم�ؤه�ل�ات مالئمة كمركز‬ ‫للأعمال الم�صرفية الخارجية (الأوف�شور) لفترة‬ ‫طويلة‪ ،‬لكن كان عليه ��ا القتال بقوة �أكبر من �أجل‬

‫الحفاظ عل ��ى و�ضعها في ال�سن ��وات الأخيرة �ضد‬ ‫دب ��ي‪ .‬ثم هناك مركز مالي جديد في قطر‪ ،‬وتلوح‬ ‫في الأف ��ق‪ ،‬محاول ��ة المملك ��ة العربي ��ة ال�سعودية‬ ‫للح�صول على و�ضع محوري مالي في مركز الملك‬ ‫عبد اهلل المالي‪ ،‬على �شريحة كبيرة من الأرا�ضي‬ ‫العقارية الرئي�سية في العا�صمة الريا�ض‪.‬‬ ‫ل ��م يكن �سج ��ل مركز قطر المالي ِّ‬ ‫مب�ش ��ر ًا للغاية‪.‬‬ ‫ي�سجل نجاح ًا كبير ًا في جذب �أعداد كبيرة‬ ‫فهو لم ّ‬ ‫من �شركات الت�أمين و�إعادة الت�أمين لإن�شاء مركز‬ ‫لهذا النوع من الإ�ستثمار‪ .‬قد تثبت المملكة العربية‬ ‫ال�سعودية �أنها مناف�س �أكثر �إقناع ًا لإمارة �أبوظبي‪،‬‬ ‫وذلك تم�شي ًا مع تحرك الريا�ض �أخير ًا لفتح �سوق‬ ‫الأ�سهم ال�سعودي ��ة للم�ستثمرين الماليين الأجانب‬ ‫الم�ؤهلين‪.‬‬ ‫من ناحية �أخرى‪ ،‬هناك �أوجه �شبه كبيرة بين �سوق‬ ‫�أبو ظبي العالمي ومركز دبي المالي العالمي‪� .‬إلى‬ ‫جانب القانون العام الإنكلي ��زي‪ ،‬كالهما له �إدارة‬


‫الطاقة البديلة‬

‫المغرب ي�ستعد‬ ‫لإ�ستيراد غاز رو�سي‬ ‫الغ ��از مبا�ش ��رة �إل ��ى الإتح ��اد الأوروب ��ي؛ ب ��د ًال م ��ن‬ ‫ذل ��ك‪� ،‬سيخ ��زن الغاز ف ��ي الفناء الخلف ��ي لبروك�سل‬ ‫عل ��ى �أمل انها �ستنف ��ق مليارات ال ��دوالرات للذهاب‬ ‫وجلب الغاز من الحدود بين تركيا واليونان‪.‬‬ ‫بالن�سب ��ة �إل ��ى مو�سك ��و‪ ،‬ف� ��إن اله ��دف م ��ن "التي ��ار‬ ‫الترك ��ي" وا�ضح‪� :‬إذا تم بن ��ا�ؤه‪ ،‬ف�إن بوتين قد يكون‬ ‫نج ��ح �أخي ��راً ف ��ي ع ��زل �أوكراني ��ا‪ ،‬في حي ��ن ال يزال‬ ‫يحتف ��ظ ب�أجزاء كبيرة م ��ن �أوروبا التي تعتمد على‬ ‫الوق ��ود الرو�سي‪ .‬وبالن�سب ��ة �إلى �أنق ��رة‪� ،‬إن “التيار‬ ‫الترك ��ي" يمك ��ن �أن يكون و�سيل ��ة لتحقيق حلم داود‬ ‫�أوغلو �أخيراً ب�إعادة "�إختراع" تركيا‪ .‬ولكن بالن�سبة‬ ‫�إلى كل ما قدّمه من �أ�شواق وحنين لإحياء الأمجاد‬ ‫الإمبراطوري ��ة العثماني ��ة ال�سابق ��ة‪ ،‬ف�إن ��ه يبدو �أنه‬ ‫تجاهل �أو �أهمل تاريخ بالده المع ّقد مع رو�سيا‪.‬‬ ‫لم ��دة ‪� 400‬سن ��ة‪ ،‬م ��ن منت�ص ��ف الق ��رن ال�ساد� ��س‬ ‫ع�ش ��ر حت ��ى ذروة الح ��رب الب ��اردة‪� ،‬إ�شتب ��ك الأتراك‬ ‫والرو� ��س ب�إ�ستم ��رار م ��ن �أج ��ل التف� � ّوق ف ��ي البح ��ر‬ ‫الأ�س ��ود وم�ضي ��ق البو�سف ��ور و�شب ��ه جزي ��رة القرم‪.‬‬ ‫وتل ��ك الق�ضاي ��ا ل ��م تك ��ن تجم ��ع الغب ��ار ف ��ي كت ��ب‬ ‫التاري ��خ‪ .‬بع ��د ب�ضعة عق ��ود من ال�سالم‪ ،‬ف� ��إن مئات‬ ‫الآالف م ��ن الأتراك التتار الذين يعي�شون في �شبه‬ ‫جزي ��رة الق ��رم يتخ ّوفون م ��رة �أخرى م ��ن الإنتقام‬ ‫الرو�س ��ي ال ��ذي يذ ّكرن ��ا ب�سن ��وات �ستالي ��ن؛ وتكثف‬ ‫رو�سي ��ا �أن�شطته ��ا البحري ��ة ف ��ي البح ��ر الأ�س ��ود‪.‬‬ ‫ويتطلع بوتين �إلى وجود ع�سكري �أكبر قرب تركيا‪،‬‬ ‫بم ��ا في ذل ��ك �إتفاق ��ات جديدة لقواعد ف ��ي قبر�ص‬ ‫و�سوري ��ا‪ .‬وي�ض ��اف كل هذا �إل ��ى كل الخالفات التي‬ ‫طال �أمدها ب�سب ��ب ال�صراع في �سوريا‪ :‬تركيا تريد‬ ‫الإطاح ��ة بالرئي� ��س ب�ش ��ار الأ�سد وت ��رك الجماعات‬ ‫الإ�سالمي ��ة ّ‬ ‫تتف�شى‪ ،‬في حي ��ن �أن رو�سيا تدعم بقوة‬ ‫النظام في �سوريا‪.‬‬ ‫وبالتال ��ي‪� ،‬إن جزء تركيا ف ��ي م�شروع خط الأنابيب‬ ‫الأحدث وتر�سيخ العالقة الإ�ستراتيجية مع رو�سيا‬ ‫ي�ش� � ّكل رهان� �اً هائ�ل� ً‬ ‫ا عل ��ى �أن قرون� �اً م ��ن التناف� ��س‬ ‫التاريخ ��ي والع ��داء يمكن �أن ُتمح ��ى �آثارها مع غاز‬ ‫رخي� ��ص وم�صافحة ودية‪ .‬وه ��ذا يدعو �إلى الأذهان‬ ‫المث ��ل القديم الترك ��ي‪�“ :‬إن الأغن ��ام التي تنف�صل‬ ‫ع ��ن القطي ��ع قريب� �اُ �سي�أكلها الذئ ��ب”‪� ،‬أو‪ ،‬في هذه‬ ‫الحالة‪ ،‬الدب‪.‬‬

‫�أنقرة ‪ -‬هاني مكارم‬

‫يج ��ري المغ ��رب مفاو�ض ��ات م ��ع رو�سيا‬ ‫للت ��زود بالغ ��از الطبيع ��ي‪ ،‬لت�أمي ��ن جزء‬ ‫من حاج ��ات مرف�أ جديد خا� ��ص بالغاز‪،‬‬ ‫�سيبن ��ى ف ��ي منطق ��ة الج ��رف الأ�صف ��ر‬ ‫جنوب ال ��دار البي�ضاء بكلفة تقدر بـ ‪4.6‬‬ ‫مليارات دوالر على �أن تنتهي الأعمال في‬ ‫العام ‪.2020‬‬ ‫واجتمع وزير الطاقة والمعادن عبدالقادر‬ ‫عم ��ارة �أخير ًا بنظي ��ره الرو�سي الك�سندر‬ ‫فالينتينوفي�ش نوفاك ف ��ي مو�سكو للبحث‬ ‫في �إمكاني ��ة �إن�ضمام مجموعة "غازبروم‬ ‫الرو�سي ��ة" �إلى "م�ش ��روع الغاز المغربي"‬ ‫ال ��ذي ت�شارك فيه مجموع ��ات دولية مثل‬ ‫"�ش ��ل" البريطاني ��ة ‪ -‬الهولندية و"غاز‬ ‫دوفران� ��س – �سوي ��ز" الفرن�سي ��ة و�أخرى‬ ‫عربي ��ة مثل "طاق ��ة" الإماراتي ��ة و"قطر‬ ‫للغاز"‪.‬‬ ‫و�أف ��ادت م�صادر ب�أن مو�سكو �أعلنت نيتها‬ ‫تطوير التعاون م ��ع الرباط في المجاالت‬ ‫كله ��ا‪ ،‬ومنه ��ا تزوي ��د المملك ��ة المغربية‬ ‫بم ��ا تحتاجه من غ ��از وم�شتقات الطاقة‪،‬‬ ‫والم�ساعدة في �إنج ��از الم�شروع والإفادة‬ ‫من الخب ��رة الرو�سي ��ة في بن ��اء الموانئ‬ ‫المعدة لتخزين الغاز‪.‬‬ ‫ويحت ��اج المغرب ف ��ي ال�سن ��وات المقبلة‬ ‫�إلى �إ�ستي ��راد ‪ 3.5‬ملي ��ارات متر مكعب‬ ‫من الغ ��از ال�سائل �سنوي� � ًا لإ�ستعماله في‬ ‫�أغرا� ��ض �إنت ��اج الكهرب ��اء وال�صناع ��ة‬ ‫والزراع ��ة وال�سياح ��ة والخدم ��ات‬ ‫واال�ستعم ��ال المنزل ��ي‪ ،‬وال يتج ��اوز‬ ‫الإ�ستهالك حالي� � ًا نحو مليار متر مكعب‬ ‫�سنوي� � ًا‪ ،‬لك ��ن الرب ��اط تخط ��ط لبن ��اء‬ ‫�شبك ��ة �أنابي ��ب لم ��د الغاز م ��ن المحيط‬ ‫الأطل�س ��ي �إلى البح ��ر المتو�س ��ط بطول‬ ‫‪ 500‬كيلومت ��ر‪ ،‬وبن ��اء محط ��ات �إع ��ادة‬ ‫�ض ��خ وتوزيع على ط ��ول الأنب ��وب‪ ،‬الذي‬ ‫�س ُي�ستعم ��ل �أ�سا�س� � ًا في �إنت ��اج الكهرباء‬ ‫وتزويد الم ��دن ال�ساحلية بما تحتاج �إليه‬ ‫من الطاقات المختلفة‪.‬‬

‫بإيجاز‬ ‫�أ�ص���در �صندوق النق���د الدولي تقري���راً تناول‬ ‫الآف���اق االقت�صادي���ة في منطق���ة ال�ش���رق الأو�سط‬ ‫و�شمال �أفريقي���ا و�أفغان�ست���ان وباك�ستان‪ ،‬في ظل‬ ‫ال�صراعات والتح���والت القائمة و�إ�ضط���راب �أ�سعار‬ ‫النفط في هذه الدول ‪.‬‬ ‫ور�ص���د التقرير تزاي���د المخاطر بفع���ل ال�صراعات‬ ‫والتوترات‪ ،‬معتب���راً �أن االنخفا�ض الكبير في �أ�سعار‬ ‫النفط �أدى �إلى خ�سائر كبيرة في �إيرادات الت�صدير‪،‬‬ ‫�إذ �إن الإي���رادات النفظي���ة لل���دول غي���ر الخليجي���ة‬ ‫�ستنخف����ض بـ ‪ 90‬مليار دوالر‪� ،‬أي ما يعادل ‪ 11‬في‬ ‫المئة من �إجمالي ناتجها المحلي‪.‬‬ ‫ويناه���ز ن�صي���ب ليبي���ا م���ن ه���ذه الخ�س���ارة ع�شرة‬ ‫ملي���ارات دوالر وه���و ما يزيد عن ‪ 20‬ف���ي المئة من‬ ‫النات���ج المحلي‪ .‬وبح�س���ب التقرير‪ ،‬تحت���اج البلدان‬ ‫النفطي���ة في المتو�س���ط �إلى �أ�سعار نف���ط �أعلى من‬ ‫‪ 60‬دوالراً‪ ،‬فيما تحت���اج ليبيا الى �سعر يفوق ‪100‬‬ ‫دوالراً لتغطية الإنفاق الحكومي‪.‬‬ ‫�أف���اد الرئي�س التنفي���ذي بالإنابة في “ال�شركة‬ ‫ال�سعودية لل�صناع���ات الأ�سا�سية” (�سابك) يو�سف‬ ‫عبد اهلل البنيان‪� ،‬أن ال�شركة وقّ عت �إتفاقا ً لإ�ستخدام‬ ‫�إم���دادات الغاز ال�صخري من الوالي���ات المتحدة في‬ ‫م�صنع “تي�سايد للبتروكيماويات” في بريطانيا‪.‬‬ ‫ورف�ض البنيان الك�شف عن ا�سم المورد‪ ،‬مو�ضحا ً �أنه‬ ‫المورد‬ ‫“في الحقيقة وقعنا العقد‪ .‬لم نتفق بعد مع‬ ‫ّ‬ ‫على �إعالن الأمر‪ ،‬لكن �أكدنا عقداً لتوريد الغاز”‪.‬‬ ‫و�أ�ض���اف ان التوقي���ت و�سائ���ر تفا�صي���ل الم�شروع‬ ‫ال���ذي و�صفه ب�أن���ه الأول ال�ستخدام الغ���از ال�صخري‬ ‫الم�ست���ورد م���ن المكام���ن الأميركي���ة ف���ي خلي���ج‬ ‫المك�سي���ك‪� ،‬ستت���اح في حل���ول ربع ال�سن���ة المقبل‪،‬‬ ‫وتابع �شرحه عن الم�شروع‪ ،‬قائ�ل� ًا �إنه “�سيلبي كافة‬ ‫احتياجاتنا للأعوام الع�شرة المقبلة‪ ،‬ويمكن تجديده‬ ‫بعد تلك الفترة"‪.‬‬ ‫�أعلن���ت �شرك���ة الزي���ت العربي���ة ال�سعودي���ة “‬ ‫�أرامك���و ال�سعودي���ة “ تعيي���ن المهند����س خال���د بن‬ ‫عبدالعزيز الفالح رئي�س���ا ً لمجل�س �إدارتها‪ ،‬وتكليف‬ ‫المهند����س �أمين بن ح�س���ن النا�صر بالقي���ام بمهام‬ ‫رئي����س ال�شركة وكبي���ر �إدارييه���ا التنفيذيين حتى‬ ‫�إ�شعار �آخر‪.‬‬ ‫ويعتب���ر المهند����س �أمي���ن ح�سن النا�ص���ر ع�ضو في‬ ‫مجل����س �إدارة �أرامك���و ال�سعودي���ة‪ ،‬و�شغ���ل من�صب‬ ‫النائ���ب الأعلى للرئي�س لال�ستك�ش���اف والإنتاج منذ‬ ‫الع���ام ‪ .2008‬وان�ض���م �إل���ى ال�شرك���ة بع���د تخرجه‬ ‫وح�صول���ه عل���ى درج���ة البكالوريو�س ف���ي هند�سة‬ ‫البترول م���ن جامعة الملك فهد للبت���رول والمعادن‬ ‫في الظهران في عام ‪.1982‬‬

‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪69‬‬


‫النفط‬

‫�أخبار الطاقة‬

‫الطاقة‬

‫من اآلبار‬

‫لعبة الغاز المته ِّورة التركية‬ ‫ف ��ي �أثناء ركوبهما طائرة هليكوبتر على مدى �أربع‬ ‫�ساع ��ات فوق البح ��ر الأ�سود وبحر مرمرة في �أوائل‬ ‫�شب ��اط (فبراير)‪ ،‬و�ضع وزير الطاق ��ة التركي تانر‬ ‫يلدز ورئي� ��س �شركة "غازب ��روم" الرو�سية‪� ،‬أليك�سي‬ ‫ميل ��ر‪ ،‬خطط� �اً يُحتم ��ل �أن تعي ��د بن ��اء وتح�سي ��ن‬ ‫العالق ��ة العدائي ��ة الطويل ��ة بي ��ن بلديهم ��ا‪ .‬لق ��د‬ ‫�إ�ستك�ش ��ف الرج�ل�ان الم�س ��ار المحتم ��ل لل"تي ��ار‬ ‫الترك ��ي" وهو �أحدث �إقتراح م ��ن مو�سكو لمد خط‬ ‫�أنابيب ينقل الغاز الطبيعي من المدينة ال�ساحلية‬ ‫الرو�سي ��ة �أنابا على طول الطريق �إلى �إيب�ساال‪ ،‬على‬ ‫حدود تركيا مع اليونان‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لك ��ن يل ��دز وميل ��ر ناق�ش ��ا �أي�ضا م ��ا يمك ��ن �أن يكون‬ ‫�أح ��دث خ ��ط �ص ��دع ف ��ي الم�شه ��د الجيو�سيا�س ��ي‬ ‫ف ��ي �أوروب ��ا‪� .‬إن تل ��ك الرحل ��ة عل ��ى مت ��ن طائ ��رة‬ ‫الهليكوبت ��ر‪ ،‬والإتف ��اق الر�سم ��ي الحق� �اً ال ��ذي و ّقع‬ ‫ف ��ي �أوائ ��ل �شه ��ر �أي ��ار (ماي ��و) الحال ��ي‪ ،‬ي�شي ��ران‬ ‫�إل ��ى �أن �صب ��ر تركي ��ا م ��ع بروك�سل قد ب ��د�أ ينفد‪�-‬إن‬ ‫الإتح ��اد الأوروب ��ي‪ ،‬بع ��د كل �ش ��يء‪ ،‬كان بطيئ� �اً ف ��ي‬ ‫قبول ع�ضوية البالد منذ ع�شرات ال�سنين ‪ -‬ورغبة‬ ‫�أنقرة في دعم �أولويات ال�سيا�سة الخارجية لأوروبا‪،‬‬ ‫بالن�سبة �إلى تنويع م�صادر الطاقة لعزل رو�سيا‪ ،‬قد‬ ‫تناق�ص ��ت‪ .‬حالياً‪� ،‬إن خط الأنابيب المقترح‪ ،‬والذي‬ ‫يمكن ��ه نق ��ل الغ ��از ف ��ي �أوائل الع ��ام المقب ��ل‪ ،‬يمكن‬ ‫�أن تك ��ون ل ��ه القدرة على ت�شجي ��ع الرئي�س الرو�سي‬ ‫فالديمي ��ر بوتين على متابع ��ة �سيا�ساته‪ ،‬وتعري�ض‬ ‫التحال ��ف الحا�س ��م ال ��ذي ق�ض ��ى الغرب عق ��وداً في‬ ‫بنائ ��ه للخط ��ر‪ ،‬وبالتال ��ي �إنق�ل�اب م�شه ��د الطاق ��ة‬ ‫والأمن الكامل في �أورا�سيا‪.‬‬ ‫وبعب ��ارة �أخرى‪� ،‬إن تركيا �ست�صبح و�سيطاً لم�شتري‬ ‫الطاق ��ة في �أوروبا‪ ،‬وهي �ستك ��ون بال�ضبط المحور‬ ‫ال ��ذي تحت ��اج �إليه مو�سك ��و للحفاظ عل ��ى هيمنتها‬ ‫على القارة العجوز من طريق مجال الطاقة‪.‬‬ ‫للت�أك ��د‪ ،‬كان ��ت تركيا منذ فترة طويل ��ة في مركزية‬ ‫مناق�ش ��ة �سيا�سات خط ��وط الأنابيب العالمية‪ .‬منذ‬ ‫ت�سعين ��ات القرن الفائت‪ ،‬توهّ مت �أوروبا �أن خطوط‬ ‫�أنابي ��ب الغاز الطبيعي �ستدف ��ع الوقود في يوم من‬ ‫الأي ��ام م ��ن القوق ��از و�آ�سي ��ا الو�سط ��ى �إل ��ى �أوروب ��ا‪.‬‬ ‫والموق ��ع الجغراف ��ي المتم ّي ��ز لتركي ��ا �سي�سم ��ح‬ ‫بالفعل بهذا الأمر‪ ،‬مع وفرة كميات الغاز الموجودة‬ ‫ف ��ي �أماكن مث ��ل �أذربيجان‪ .‬لقد ب ��دت �أحالم �أوروبا‬

‫‪68‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬

‫ف ��ي النهاي ��ة �أنها �ستتحقق ف ��ي �آذار (مار�س) ‪،2015‬‬ ‫عندم ��ا‪ ،‬بعد �سنوات م ��ن التنمية والتطوير‪ ،‬ك�سرت‬ ‫تركيا و�أذربيجان الأر�ض لبناء خط الأنابيب العابر‬ ‫للأنا�ضول‪ ،‬والم�صمم لنقل الغاز من بحر قزوين‪،‬‬ ‫عبر القوقاز وتركيا‪ ،‬و�إلى �أوروبا‪.‬‬ ‫ولك ��ن هنا تكم ��ن ال�صعوب ��ة‪ :‬ال ت�ستهل ��ك �أوروبا ما‬ ‫يكفي من الغاز لتبرير بناء خطي �أنابيب �ضخمين‬ ‫جديدي ��ن‪ .‬بب�ساط ��ة‪ ،‬الطري ��ق يم ��ر عب ��ر تركي ��ا‪،‬‬ ‫وتركي ��ا �س ��وف تق ��رر من ف ��ي �أوروب ��ا �ستتعامل معه‬ ‫في مجال الطاقة‪.‬‬ ‫�إن لعب ��ة تركي ��ا م ��ع �أوروب ��ا‪ ،‬ف ��ي حي ��ن �أنه ��ا لي�ست‬ ‫تغيي ��راً كام�ل� ً‬ ‫ا‪ ،‬فه ��ي م ��ع ذل ��ك متناف ��رة‪ .‬كان ��ت‬ ‫�أنق ��رة تمي ��ل �إل ��ى الغ ��رب وعلماني ��ة من ��ذ نهاي ��ة‬ ‫الإمبراطوري ��ة العثماني ��ة ف ��ي �أعق ��اب الح ��رب‬ ‫العالمي ��ة الأول ��ى – وه ��و وال ٌء ت ّم تثبيت ��ه في العام‬ ‫‪ ،1952‬عندم ��ا �إن�ضم ��ت الب�ل�اد �إل ��ى حل ��ف �شم ��ال‬ ‫االطل�س ��ي‪ .‬ولك ��ن بد�أ كل ه ��ذا يتغ ّير في مطلع هذا‬ ‫الق ��رن‪ ،‬عندما ب ��د�أ �أحمد داود �أوغل ��و‪ ،‬حالياً رئي�س‬ ‫ال ��وزراء والم�ست�ش ��ار لفت ��رة طويل ��ة للرئي�س رجب‬ ‫طي ��ب �أردوغ ��ان‪ ،‬محاول ��ة اقامة عالق ��ات �أوثق مع‬ ‫ال ��دول الإ�سالمي ��ة المج ��اورة و�صياغ ��ة موق ��ف‬ ‫م�ستق ��ل ب�شكل متزايد ع ��ن وا�شنطن و حلف �شمال‬ ‫االطل�س ��ي‪( .‬ف ��ي الع ��ام ‪ ،2003‬عل ��ى �سبي ��ل المث ��ال‪،‬‬ ‫رف�ض ��ت �أنقرة �إعط ��اء الإذن بال�سماح لل ��واء الم�شاة‬ ‫الراب ��ع ف ��ي الجي� ��ش الأميرك ��ي لعب ��ور تركي ��ا لغزو‬ ‫العراق‪ .‬وفي الآونة الأخيرة‪� ،‬أثبتت تركيا على �أنها‬ ‫�شري ��ك متردّد ف ��ي التحالف الذي تق ��وده الواليات‬ ‫المتح ��دة ف ��ي قتال تنظي ��م “الدول ��ة الإ�سالمية"‪،‬‬ ‫و�إتخ ��ذت نهج� �اً معادي� �اً لإ�سرائيل بع ��د �سنوات من‬ ‫العالقات الجيدة)‪.‬‬ ‫ل ��ذا يمك ��ن �أن يُعتب ��ر م�ش ��روع “التي ��ار الترك ��ي"‬ ‫تتويج� �اً لر�ؤي ��ة داود �أوغل ��و‪ :‬البل ��د يتج ��ه �إل ��ى �أن‬ ‫ي�صب ��ح قوة عثمانية جديدة ومركزاً لهيكل الطاقة‬ ‫في �أورا�سيا‪.‬‬ ‫ه ��ذه الإنطالق ��ة العثماني ��ة الجدي ��دة ت�أت ��ي ف ��ي‬ ‫الوق ��ت المنا�س ��ب تماماً بالن�سبة �إل ��ى رو�سيا‪ ،‬التي‪،‬‬ ‫من ��ذ م ��ا يق ��رب م ��ن ‪� 10‬سني ��ن‪ ،‬كان ��ت تبح ��ث ع ��ن‬ ‫و�سيلة للحفاظ على �أوروبا المتردّدة المدمنة على‬ ‫طاقته ��ا ف ��ي حي ��ن تته� � َّرب م ��ن �إ�شكالي ��ة �أوكرانيا‪.‬‬ ‫ي�شج ��ع عل ��ى‬ ‫�إبت ��داء م ��ن الع ��ام ‪ ،2007‬ب ��د�أ بوتي ��ن ّ‬

‫بن ��اء “�ساوث �ستريم”‪ ،‬وهو خط الأنابيب الرو�سي‬ ‫ال ��ذي م ��ن المفتر� ��ض �أن ينقل الغ ��از الرو�سي عبر‬ ‫البح ��ر الأ�س ��ود‪ ،‬عبر المي ��اه التركية‪� ،‬إل ��ى بلغاريا‪،‬‬ ‫وم ��ن ثم �إل ��ى بقية �أوروب ��ا‪ .‬ولكن لم تعل ��م مو�سكو‬ ‫� اّإل ف ��ي العام ‪� 2014‬أن الخط ��ة ال تتوافق مع قانون‬ ‫الإتح ��اد الأوروب ��ي‪ :‬بروك�س ��ل لي�س ��ت حري�صة جداً‬ ‫على الإحتكارات وال تت�ساهل معها‪ ،‬وخ�صو�صاً تلك‬ ‫الت ��ي تتحك ��م في كل م ��ن الطاق ��ة والأنابي ��ب التي‬ ‫تحمله‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وم ��ع ذل ��ك‪ ،‬كان ��ت رو�سي ��ا فعلي� �ا ف ��ي طريقه ��ا �إل ��ى‬ ‫تدبي ��ر وتخطي ��ط طري ��ق جدي ��د لم�شروعه ��ا‪ .‬ف ��ي‬ ‫كان ��ون الأول (دي�سمبر)‪ ،‬بينم ��ا كان في �أنقرة ليوم‬ ‫واح ��د عل ��ى ر�أ� ��س بعث ��ة للتج ��ارة والإقت�ص ��اد‪� ،‬أعلن‬ ‫بوتين فج�أة عن وفاة "�ساوث �ستريم" في منت�صف‬ ‫م�ؤتمر �صحافي وبداي ��ة "التيار التركي" الجديد‪.‬‬ ‫وقال بوتين �أن عالقات الطاقة بين رو�سيا وتركيا‪،‬‬ ‫“و�صل ��ت �إل ��ى م�ست ��وى �إ�ستراتيج ��ي حق� �اً”‪ .‬عل ��ى‬ ‫الرغ ��م من �أن الإعالن الأولي ج ��اء بمثابة مفاج�أة‬ ‫للجمي ��ع تقريباً‪ ،‬بمن في ذلك م�س�ؤولون في قطاع‬ ‫الطاق ��ة الرو�س ��ي وال�سلط ��ات التركي ��ة‪ ،‬ف� ��إن يل ��دز‬ ‫وميلر بعد �أربعة �أ�شهر فقط كانا يجوالن على متن‬ ‫تلك الهليكوبتر في بعثتهما الإ�ستك�شافية‪.‬‬ ‫�إن م ��ا ه ��و مه ��م ج ��داً – و�إ�شكال ��ي ‪ -‬ح ��ول قف ��زة‬ ‫تركي ��ا عل ��ى م ��ا يب ��دو �إل ��ى �أح�ض ��ان رو�سي ��ا‪ ،‬ه ��و �أن‬ ‫�أنق ��رة كان ��ت على حد �س ��واء ح�صناً للبني ��ة الأمنية‬ ‫الغربي ��ة منذ �أكثر من ‪ 50‬عاماً‪ ،‬ومفتاحاً للحد من‬ ‫م�ؤامرة مو�سك ��و على �أوروبا للإعتماد على الطاقة‬ ‫الرو�سي ��ة‪ ،‬وه ��ذا الأم ��ر �ص ��ار �أولوي ��ة �أكث ��ر �إلحاحاً‬ ‫من ��ذ ب ��دء �أزم ��ة �أوكرانيا‪ .‬ف ��ي �ضربة واح ��دة‪ ،‬يبدو‬ ‫�أن �أردوغ ��ان تخ ّلى عن حلمه ال ��ذي ذبل للإن�ضمام‬ ‫�إلى �أوروبا‪ ،‬ويبدو �أنه تحالف مع البلد الأكثر عزماً‬ ‫عل ��ى تقوي� ��ض النظ ��ام العالمي ب�شكل ع ��ام‪ ،‬والأمن‬ ‫الأوروبي على وجه الخ�صو�ص‪.‬‬ ‫م ��ن وجه ��ة نظ ��ر بروك�س ��ل‪ ،‬م ��ن المرج ��ح �أن تكون‬ ‫تركي ��ا بل ��د عبور �أكث ��ر موثوقية لإم ��دادات الطاقة‬ ‫م ��ن �أوكراني ��ا‪ ،‬ولكن ال تزال تفتق ��ر �إلى الكثير من‬ ‫البنى التحتية المادية الالزمة لخدمة هذا الدور‪،‬‬ ‫مث ��ل خزان ��ات الغاز الطبيعي‪ .‬ما هو �أكثر من ذلك‪،‬‬ ‫عل ��ى عك�س خطوط الأنابي ��ب الموجودة حالياً بين‬ ‫رو�سي ��ا و�أوروب ��ا‪ ،‬ف� ��إن “التي ��ار التركي" ل ��ن يو�صل‬


‫�إلى �أن ال�شركة قد تكون �أدارت عملياتها بمعدالت‬ ‫�أق ��ل في ظل �سيناريو الطلب ال�ضعيف‪� .‬إن �إرتفاع ًا‬ ‫حاد ًا في نفقات الت�شغيل �أ�سقط الأرباح الت�شغيلية‬ ‫�إل ��ى ‪ 7.56‬ملي ��ارات ريال (هب ��وط بن�سبة ‪26.3‬‬ ‫ف ��ي المئة ف ��ي العام عل ��ى �أ�سا�س �سن ��وي‪ ،‬مقارنة‬ ‫بتقديرات البنك البالغة ‪ 8.99‬مليارات ريال)‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغم م ��ن �أن مجموعة منتج ��ات "�سابك"‬ ‫تمت ��د عب ��ر �سل�سلة القيم ��ة للبتروكيماوي ��ات‪ ،‬ف�إن‬ ‫ال�شرك ��ة ت�ستمد ج ��زء ًا كبي ��ر ًا م ��ن عائداتها من‬ ‫المنتج ��ات البتروكيماوي ��ة الأ�سا�سي ��ة والو�سيطة‪.‬‬ ‫كما تالح ��ظ "الراجح ��ي كابيت ��ال"‪ ،‬ب� ��أن �أ�سعار‬ ‫ه ��ذه المنتجات تل ّق ��ت �ضربة �شديدة ف ��ي �أعقاب‬ ‫�إنخفا�ض ح ��اد في �أ�سعار النف ��ط الخام وهذا هو‬ ‫الذي �أدى �إلى �ضعف الأداء‪.‬‬ ‫مع هذه النتائ ��ج التي ت�ضرب الخط ال�سفلي لأكبر‬ ‫مجموع ��ة بتروكيماوي ��ات ف ��ي ال�ش ��رق الأو�س ��ط‪،‬‬ ‫ف�إنه لم يك ��ن من الم�ستغ ��رب �أن وكالة الت�صنيف‬ ‫"�ستان ��درد ان ��د ب ��ورز" ق ��د �أقدمت ف ��ي �شباط‬ ‫(فبراير) الفائت عل ��ى مراجعة ت�صنيف ال�شركة‬

‫حيث خ ّف�ض ��ت توقعاتها بالن�سبة �إلى "�سابك" من‬ ‫م�ستقرة �إلى �سلبية‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن متاع ��ب "�سابك" تدل عل ��ى تح ّد �أو�سع‬ ‫للإقت�ص ��اد ال�سعودي �إذ �أن البتروكيماويات ت�شكل‬ ‫�سبعة في المئة على الأقل من �إجمالي ال�صادرات‪.‬‬

‫على الرغم من �أن الـ‪� 14‬شركة‬ ‫بتروكيمائية المدرجة في المملكة‬ ‫العربية ال�سعودية �شهدت زيادة طفيفة‬ ‫في القيمة ال�سوقية الكلية في العام‬ ‫الما�ضي‪ ،‬ف�إن النتائج المالية تك�شف‬ ‫عن الت�أثير الكامل لتراجع �أ�سعار النفط‬ ‫الخام في الربع الرابع للعام ‪2014‬‬

‫�إن �إنخفا� ��ض الإيرادات لي�س فقط �ضرب المملكة‬ ‫عل ��ى جان ��ب عائ ��دات �ص ��ادرات النف ��ط الخام‪،‬‬ ‫لكن ��ه �ضربها �أي�ض ًا م ��ن خالل و�صول ��ه �إلى �أرباح‬ ‫البتروكيماويات‪.‬‬ ‫وت�أت ��ي ه ��ذه ال�ضرب ��ة المزدوج ��ة تمام� � ًا فيم ��ا‬ ‫تخط ��ط المملكة العربية ال�سعودي ��ة لتقديم بداية‬ ‫ت�شغي ��ل الإنت ��اج الجدي ��د‪� .‬س ��وف تب ��د�أ "�أرامكو"‬ ‫ال�سعودي ��ة و"داو كيميكال" ه ��ذا العام االنتاج في‬ ‫�أول م�شاريعهم ��ا ف ��ي مجال "الأثيلي ��ن" و"البولي‬ ‫�أثيلين" في م�صنع "�ص ��دارة" الكيميائي ال�ضخم‬ ‫الذي بلغت تكاليف �إن�شائه ‪ 20‬مليار دوالر‪ ،‬والذي‬ ‫�سينتج ثالثة ماليين طن �سنوي ًا‪.‬‬ ‫وق ��د بد�أ ه ��ذا الم�شروع ال�ضخم ف ��ي العام ‪2011‬‬ ‫عندما كان ��ت �أ�سعار النفط �أعل ��ى بكثير من ‪100‬‬ ‫دوالر للبرميل‪ .‬ولكن "�صدارة"‪ ،‬ويا​​لل�سخرية‪ ،‬هو‬ ‫�أي�ض ًا �أحد الم�شاريع الذي من المرجح �أن ي�ستفيد‬ ‫م ��ن النفط الرخي� ��ص مقارنة مع منتج ��ي المواد‬ ‫الم�ستمدة �أ�سا�س ًا من "الإيثان" في المملكة‪.‬‬ ‫�إن "�صدارة" هو �أول مخطط بتروكيماوي في‬ ‫جانب من الم�صانع البتروكيماوية في الجبيل ال�سعودية‬

‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪71‬‬


‫عالم الطاقة‬ ‫بتروكيماويات‬

‫منتجوها يحاولون الت�صدي للتحديات الجديدة ولكن هل يفلحون؟‬

‫َ‬ ‫البتروكيماويات السعودية تشعر بـ"البرد"‬ ‫من إنخفاض حرارة أسعار النفط‬ ‫لم ي�ؤ ِّد هبوط �أ�سعار المواد الهيدروكربونية �إلى خلق تحديات جديدة لقطاعات مختلفة من �إقت�صاد المملكة‬ ‫العربية ال�سعودية فقط بل و�صل �إلى قطاع مرتبط بالنفط والغاز والمتمثل ب�صناعة البتروكيماويات‪.‬‬ ‫الريا�ض ‪ -‬راغب ال�شيباني‬ ‫بع ��د �سنوات م ��ن الف ��ورة والتوهّ ج في‬ ‫�إرتف ��اع �أ�سع ��ار النف ��ط‪ ،‬فق ��د ق�ض ��ى‬ ‫منتج ��و المواد البتروكيماوية ف ��ي المملكة العربية‬ ‫ال�سعودي ��ة الأ�شه ��ر ال�ست ��ة الفائت ��ة ف ��ي مراجعة‬ ‫ح�ساباتهم معلنين �أ�سفهم وعدم ر�ضاهم عن قرار‬ ‫منظم ��ة "�أوبك" بال�سم ��اح لأ�سع ��ار النفط الخام‬ ‫بالإنخفا� ��ض ‪ -‬الفعل الذي �أدّى �إل ��ى ت�آكل الميزة‬ ‫التناف�سي ��ة التي يتمتّعون به ��ا تقليدي ًا كم�ستخدمي‬ ‫للقيم الغاز الطبيعي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫�إن �إنخفا� ��ض �أ�سع ��ار النفط‪ ،‬جنبا �إل ��ى جنب مع‬ ‫تباط� ��ؤ النمو ف ��ي القطاع ال�صناعي ف ��ي ال�صين‪،‬‬ ‫كان لهما ت�أثي ��ر �سلبي في �صناعة البتروكيماويات‬ ‫العالمي ��ة‪ .‬ف ��ي كان ��ون الثان ��ي (يناي ��ر) ‪،2015‬‬ ‫�إنخف�ض ��ت �أ�سع ��ار البتروكيماوي ��ات كمتو�س ��ط‬ ‫�شه ��ري ‪ 133‬دوالر ًا للط ��ن خ�ل�ال كان ��ون الأول‬ ‫(دي�سمب ��ر)‪� ،‬إلى ‪ 850‬دوالر ًا للط ��ن‪ ،‬وفق ًا لم�ؤ�شر‬ ‫البتروكيماوي ��ات العالم ��ي بالت� ��س‪ ،‬مقدِّ م ًا بذلك‬ ‫�أدنى م�ستوى له منذ �أكثر من خم�س �سنوات‪.‬‬ ‫ويبدو �أن �شركات البتروكيماويات الخليجية تحمل‬ ‫ندوب الإنخفا�ض‪ .‬وفق ًا ل"�أبحاث �سيكو" ومقرها‬ ‫البحري ��ن‪ ،‬كان م ��ن المتوقع �أن ت�صم ��د الهوام�ش‬ ‫عل ��ى الأقل في الربع الرابع من العام ‪ 2014‬نتيجة‬ ‫لت�أثير مت�أخر حيث �إنخف�ضت �أ�سعار المواد الخام‬ ‫�أكث ��ر م ��ن �أ�سعار المنتج ��ات‪ .‬لكن معظ ��م العجز‬ ‫ُيع ��زى �إلى حد كبير �إلى �أ�سعار �أ�ضعف التي نخرت‬ ‫الخط الأ�سفل لل�صناعة‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أن ال‪� 14‬شرك ��ة بتروكيمائي ��ة‬ ‫المدرج ��ة ف ��ي المملكة العربي ��ة ال�سعودية �شهدت‬ ‫زيادة طفيفة في القيم ��ة ال�سوقية الكلية في العام‬

‫‪70‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬

‫الما�ض ��ي‪ ،‬ف�إن النتائج المالي ��ة تك�شف عن الت�أثير‬ ‫الكام ��ل لتراج ��ع �أ�سعار النف ��ط الخام ف ��ي الربع‬ ‫الرابع للعام ‪ .2014‬وفق� � ًا ل"الراجحي كابيتال"‪،‬‬ ‫�إن النتائ ��ج المالية لل�شرك ��ة ال�سعودية لل�صناعات‬ ‫الأ�سا�سية‪�" ‬سابك"المخ ِّيب ��ة للآم ��ال ف ��ي الربع‬ ‫الراب ��ع ‪� -‬إنخف�ض ��ت الأرباح ال�صافي ��ة �إلى ‪4.36‬‬

‫ملي ��ارات ري ��ال (‪ 1.16‬ملي ��ار دوالر) ب�إنخفا�ض‬ ‫‪ 29‬ف ��ي المئ ��ة ف ��ي الع ��ام عل ��ى �أ�سا� ��س �سنوي ‪-‬‬ ‫كان ��ت �أقل بكثير م ��ن التقديرات المعلن ��ة �سابق ًا‪.‬‬ ‫وعل ��ى الرغم م ��ن �أن المحللين كان ��وا يتوقعون �أن‬ ‫تنخف�ض الأرباح ب�سب ��ب تراجع �أ�سعار المنتجات‪،‬‬ ‫ف� ��إن �إنخفا�ض ًا ح ��اد ًا �أكثر مم ��ا كان متوقع ًا ي�شير‬


‫عالم الطاقة ¶ بتروكيماويات‬ ‫الخلي ��ج ي�ستخ ��دم النافتا‪ ،‬التي ت�شت ��ق من النفط‬ ‫ب ��د ًال م ��ن الغاز‪ ،‬كم ��ادة و�سيط ��ة‪� .‬إذن ال يجب �أن‬ ‫تك ��ون هناك مفاج� ��أة م ��ن �أن م�ؤي ��دي "�صدارة"‬ ‫ملتزم ��ون تمام� � ًا بهذا الم�ش ��روع‪ ،‬خالف� � ًا لبع�ض‬ ‫جماعات البتروكيماوي ��ات الخليجية الأخرى التي‬ ‫�أقدم ��ت عل ��ى �إلغاء بع� ��ض الم�شاريع ف ��ي الأ�شهر‬ ‫الأخيرة‪ .‬فقد �أوقفت قط ��ر العمل على م�شروعين‬ ‫للبتروكيماوي ��ات يعتم ��دان عل ��ى الغ ��از‪ ،‬بم ��ا في‬ ‫ذل ��ك م�ش ��روع الكرعان ��ة البالغ ��ة تكاليف ��ه ‪6.4‬‬ ‫ميلي ��ارات دوالر الذي تم �إلغاءه ف ��ي كانون الثاني‬ ‫(يناي ��ر) الفائت وذلك بعد و�ض ��ع مجمع ال�سجيل‬ ‫للبتروكيماوي ��ات في البالد عل ��ى الرف بهدوء في‬ ‫العام ال�سابق‪.‬‬ ‫الواق ��ع الغا�ش ��م‪ ،‬تالح ��ظ �شرك ��ة الإ�ست�شارات‬ ‫"�إ�ستراتيج ��ي �أن ��د"‪ ،‬ه ��و �أن المنتجي ��ن ف ��ي‬ ‫ال�ش ��رق الأو�س ��ط الذي ��ن كان ��وا يهيمن ��ون عل ��ى‬ ‫�س ��وق البتروكيماوي ��ات �سابق� � ًا ب�إعتمادهم على‬ ‫الغ ��از الطبيع ��ي الرخي� ��ص الوفير يتلق ��ون الآن‬ ‫مخ�ص�ص ��ات �أق ��ل م ��ن الم ��واد الأولي ��ة‪ ،‬فيم ��ا‬ ‫العدي ��د من الدول في المنطقة ي�سعى �إلى تطوير‬ ‫ال�صناع ��ات التحويلي ��ة‪ .‬وق ��د �أجبر ه ��ذا الأمر‬ ‫على التح ّول �إلى الم ��واد الأولية الأثقل وال�سوائل‬ ‫مث ��ل النافتا كمادة و�سيطة‪ .‬ل ��ذا من المرجح �أن‬ ‫ي�ستفيد م�شروع "�صدارة" من �إنخفا�ض الأ�سعار‬ ‫ وعل ��ى الرغم من �أن �إنتاج ��ه الرئي�سي لن يبد�أ‬‫ت�شغيله قب ��ل ب�ضع �سنوات مقبل ��ة‪ ،‬فهناك مت�سع‬ ‫م ��ن الوق ��ت لأ�سع ��ار النف ��ط الخام لك ��ي ترتفع‬ ‫�أكث ��ر وت�أكل الميزة ال�سعري ��ة الم�ؤقتة من تك�سير‬ ‫النافتا‪.‬‬ ‫�سوف تحت ��اج ال�ش ��ركات المنتج ��ة ال�سعودية �إلى‬ ‫تطوي ��ر القدرات للت�أك ��د من �أنه يمكنه ��ا �أن تبقى‬ ‫ق ��ادرة على المناف�س ��ة مع مواد خام عل ��ى �أ�سا�س‬ ‫�سائ ��ل و�أثق ��ل‪ ،‬مثل الق ��درة على ت�شغي ��ل محطات‬ ‫متكامل ��ة‪ ،‬جنب ًا �إلى جنب مع دراية قوية في مجال‬ ‫الت�سويق التجاري‪.‬‬ ‫لح�سن الحظ ف�إن الأكبر بينها‪ ،‬مثل "�سابك"‪ ،‬هي‬ ‫�شرك ��ة قوية مالي ًا و ُمربحة ب�ش ��كل عال‪ .‬لقد ب َّينت‬ ‫"�ساب ��ك"‪� ،‬أكبر �شركة خليجي ��ة مدرجة‪� ،‬أرباح ًا‬ ‫و�صلت �إلى ‪ 6.25‬مليارات دوالر في العام الفائت‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من �أنه كانت هناك �سبع نقاط مئوية‬ ‫�أقل من الع ��ام ‪ ،2013‬فهي ال تزال من�صة مريحة‬ ‫لتحقيق النمو في الم�ستقبل‪.‬‬ ‫م ��ن ناحي ��ة �أخ ��رى‪� ،‬إن تحريك قائم ��ة المنتجات‬ ‫�أكث ��ر �إلى المواد الأولي ��ة ال�سائلة‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬يحمل‬

‫رئي�س مجل�س �إدارة �أرامكو الوزير خالد الفالح‪:‬‬ ‫"�سي�ستفيد منتجو البتروكيماويات في المدى الطويل"‬

‫تحديات ��ه الخا�ص ��ة‪" .‬يتناف� ��س ال�سعودي ��ون م ��ع‬ ‫مك�س ��ري المنتج ��ات القائم ��ة على النافت ��ا الذين‬ ‫ّ‬ ‫يحاول ��ون �أي�ض ًا تزوي ��د البولي �إثيلين �إل ��ى �أ�سواق‬ ‫مثل ال�صي ��ن و�أميركا الالتينية‪ .‬ثم هناك حواجز‬ ‫تجاري ��ة ينبغ ��ي �أن ت�ؤخذ في الإعتب ��ار"‪ ،‬قال �أحد‬ ‫خبراء البتروكيماويات‪.‬‬ ‫ف ��ي ه ��ذه الأثناء‪� ،‬س ��وف ت ��رى المملك ��ة �إنطالق‬ ‫مجموعة م ��ن م�شاريع الإم ��دادات الجديدة حين‬ ‫يب ��د�أ االنت ��اج ف ��ي العامي ��ن المقبلي ��ن‪� .‬أكبرهما‬ ‫ه ��و المرحل ��ة الثاني ��ة من م�صف ��اة "بت ��رو رابغ"‬ ‫المتكامل ��ة وم�صنع البتروكيماوي ��ات في المنطقة‬ ‫الغربي ��ة‪ .‬و�سوف تنت ��ج المرحلة الثاني ��ة من رابغ‬ ‫خم�س ��ة ماليين طن �سنوي� � ًا م ��ن البتروكيماويات‬ ‫عندم ��ا يب ��د�أ الت�شغي ��ل ف ��ي الع ��ام ‪ .2016‬وعل ��ى‬

‫يبدو �أن ال�سلطات ال�سعودية لي�ست‬ ‫لديها نية لكبح جماح خطط تو�سع‬ ‫هذه ال�شركات البتروكيماوية‪.‬‬ ‫في �شباط (فبراير) الفائت‪� ،‬أكدت‬ ‫�أرامكو على �أنها تتطلع �إلى تحويل‬ ‫مدينة جيزان الإقت�صادية في الزاوية‬ ‫الجنوبية الغربية البعيدة �إلى مركز‬ ‫بتروكيماويات‪� ،‬ضامنة م�صادر المواد‬ ‫الأولية من م�صفاة جيزان المقترحة‬

‫�سيو�س ��ع القائمة الحالية‬ ‫الرغم م ��ن �أن الم�شروع ِّ‬ ‫البالغ ��ة ‪ 1.3‬مليون طن �سنوي ًا من تك�سير الإيثان‪،‬‬ ‫ف�ض�ل ً�ا عن بناء مجمع عطريات جديد ب�إ�ستخدام‬ ‫‪ 30‬ملي ��ون ق ��دم مكعبة قيا�سي ��ة �إ�ضافية في اليوم‬ ‫م ��ن الإيثان‪ ،‬ف�إنه عل ��ى غرار عدد م ��ن الم�شاريع‬ ‫الجدي ��دة هو مزيج م ��ن المواد الأولي ��ة المك�سرة‬ ‫حي ��ث �سوف يك�سر �أي�ض ًا حوال ��ي ‪ 2.7‬مليوني طن‬ ‫�سنوي� � ًا من النافتا لإنت ��اج ‪ 1.34‬مليون طن �سنوي ًا‬ ‫م ��ن الباراك�سيلي ��ن و ‪� 424‬أل ��ف ط ��ن �سنوي� � ًا من‬ ‫البنزين‪.‬‬ ‫�إنته ��ىت "بت ��رو راب ��غ" م ��ن ت�أمين تموي ��ل تو�سيع‬ ‫المرحل ��ة الثانية ف ��ي ‪� 18‬آذار (مار� ��س) من هذا‬ ‫العام‪ ،‬م�ؤ ّمنة ت�سهيالت �إئتمانية بقيمة تجاوزت ‪5‬‬ ‫ملي ��ارات دوالر‪ ،‬التي قدمتها مجموعة من البنوك‬ ‫اليابانية‪.‬‬ ‫بالمقارن ��ة مع قطر‪ ،‬يب ��دو �أن ال�سلطات ال�سعودية‬ ‫لي�س ��ت لديه ��ا نية لكب ��ح جماح خط ��ط تو�سع هذه‬ ‫ال�ش ��ركات البتروكيماوي ��ة‪ .‬في �شب ��اط (فبراير)‬ ‫الفائت‪� ،‬أك ��دت �أرامكو على �أنها تتطلع �إلى تحويل‬ ‫مدينة جي ��زان الإقت�صادية ف ��ي الزاوية الجنوبية‬ ‫الغربي ��ة البعي ��دة �إل ��ى مرك ��ز بتروكيماوي ��ات‪،‬‬ ‫�ضامن ��ة م�ص ��ادر الم ��واد الأولي ��ة م ��ن م�صف ��اة‬ ‫جي ��زان المقترح ��ة‪ .‬وفق� � ًا لرئي� ��س مجل� ��س �إدارة‬ ‫�أرامك ��و الوزير خالد الفالح‪� ،‬سوف ي�ستفيد منتجو‬ ‫البتروكيماويات وال�صناعات التحويلية في المدى‬ ‫الطويل من هذه البرامج‪.‬‬ ‫م ��ع ذلك ف� ��إن �إنخفا� ��ض الأ�سع ��ار �سيخنق بع�ض‬ ‫طموح ��ات الم�صب ال�سعودي ��ة‪� .‬إن الآمال المع ّلقة‬ ‫عل ��ى المرحلة الثانية في م�صف ��اة �شركة "�أرامكو‬ ‫ال�سعودي ��ة– توت ��ال" للتكري ��ر والبتروكيماوي ��ات‬ ‫(�سات ��ورب) يب ��دو �أنه ��ا قد تب ��ددت‪ ،‬ف ��ي الوقت‬ ‫الراهن على الأقل‪.‬‬ ‫�إن التح ��دي بالن�سبة �إلى منتج ��ي البتروكيماويات‬ ‫ال�سعودي ��ة يكم ��ن ف ��ي الت�أكد من �أنه ��م م�ستعدون‬ ‫لتحم ��ل جمي ��ع ظ ��روف ال�سع ��ر‪� .‬سيك ��ون هن ��اك‬ ‫المزيد م ��ن ال�ضغوط لخلق المزي ��د من الكفاءة‪،‬‬ ‫وال �سيم ��ا م ��ع متطلب ��ات الإنف ��اق الر�أ�سمالي في‬ ‫ال�شرق الأو�سط التي تُعت َبر على الأقل ‪ 20‬في المئة‬ ‫�أعلى من م�صان ��ع البتروكيماويات الآ�سيوية‪ .‬ومن‬ ‫المرجح �أن يزيد ال�ضغط لعمليات الدمج والتوحيد‬ ‫ �ش ��يء في الوقت المنا�سب من المرجح �أن يلعب‬‫ل�صالح "�ساب ��ك"‪ ،‬ويمنح قط ��اع البتروكيماويات‬ ‫ال�سع ��ودي المزيد من الثقل وال ��وزن في ال�سنوات‬ ‫المقبلة‬ ‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪73‬‬


SECDEB INC. We Handle Forex, Money Transfer & Remittance Services Worldwide

10F Philamlife Tower, 8767 Paseo De Roxas, Makati City, Manila, Philippines Tel: +632 901-4172, Email: fideliterinvest@aol.com

Or visit our website: www.stgeorgessociety.com


‫دعم الوقود في م�صر‬

‫الإنفاق على دعم الوقود‬

‫‪$15‬‬

‫‪%6.3‬‬

‫‪%4.9‬‬

‫المتوقعة‬

‫‪%3.1‬‬

‫‪$10‬‬ ‫‪$5‬‬

‫‪%1.2‬‬

‫‪$0‬‬

‫‪$4‬‬ ‫‪2015/16‬‬

‫‪%6.1‬‬

‫‪$18.5‬‬

‫‪$18‬‬

‫‪$12‬‬

‫‪$16‬‬

‫‪$9‬‬

‫‪2014/15‬‬

‫مليارات الدوالرات‬

‫‪2013/14‬‬

‫‪13/2012‬‬

‫‪12/2011‬‬

‫‪11/2010‬‬

‫الن�سبة المئوية �إلى الناتج المحلي الإجمالي‬

‫‪$20‬‬

‫‪%6.8‬‬

‫‪%8‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪%6‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪%0‬‬

‫دعم الوقود بالن�سبة �إلى الناتج المحلي الإجمالي‬

‫< الم�صدر‪� :‬صندوق النقد الدولي‪ ،‬بيانات مُك َّيفة < �إ�شارة‪ :‬ال�سنة المالية تنتهي في ‪ 30‬حزيران (يونيو) < �إ�شارة‪ :‬الناتج المحلي الإجمالي هو �إ�سمي‬

‫تكون �إ�شارة �إل ��ى �أن الأ�سو�أ قد انتهى بالن�سبة �إلى‬ ‫�أزمة الطاقة في م�صر‪.‬‬

‫تخفي�ض الدعم وزيادة الإ�ستثمار‬ ‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن �إ�ستيراده ��ا معظ ��م موارده ��ا‬ ‫الهيدروكربونية‪ ،‬ف�إن م�صر حتى وقت قريب كانت‬ ‫تو ّفر لمواطنيه ��ا بع�ض ًا من �أدنى �أ�سعار الوقود في‬ ‫العال ��م‪ ،‬عل ��ى ح�ساب �سيا�س ��ة �إقت�صادي ��ة �سليمة‬ ‫و�إحتياط ��ات الب�ل�اد النقدي ��ة‪ .‬لك ��ن �إطالق خطة‬ ‫خف� ��ض دع ��م الوقود على مدى خم� ��س �سنوات في‬ ‫تموز (يوليو) ‪� 2014‬سوف تلغي تدريج ًا الدعم كله‬ ‫تقريب ًا بحل ��ول العام ‪� 2019‬إذا م ��ا ُن ِّفذت بنجاح‪.‬‬ ‫وبموجب ه ��ذه الخطة‪ ،‬من المتوقع �أن يرتفع �سعر‬ ‫الوق ��ود بن�سب ��ة حوالي ‪ 20‬ف ��ي المئ ��ة �سنوي ًا حتى‬ ‫الع ��ام المال ��ي ‪ ،2019/2018‬عل ��ى الرغم من �أن‬ ‫�إنخفا� ��ض �أ�سعار النفط حالي� � ًا يم ّثل فر�صة نادرة‬ ‫لخف� ��ض دعم الوقود حتى ف ��ي وقت �أبكر من ذلك‬ ‫التاريخ‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن �إ�صالح ��ات الدع ��م‪ ،‬الت ��ي تج َّنبته ��ا‬ ‫الحكوم ��ات ال�سابق ��ة لفت ��رة طويل ��ة لأنه ��ا كانت‬ ‫تخ�ش ��ى م ��ن الإ�ضطرابات المدنية ك ��رد فعل على‬ ‫�إرتف ��اع �أ�سعار الوق ��ود‪ ،‬هي من الأم ��ور الأ�سا�سية‬ ‫الت ��ي يحت ��اج �إليها قط ��اع الطاق ��ة والإقت�صاد في‬ ‫م�ص ��ر‪ .‬من العام ‪� 2010‬إلى الع ��ام ‪� ،2014‬أنفقت‬ ‫م�ص ��ر ما يقرب من ‪� 5‬إلى ‪ 7‬ف ��ي المئة من الناتج‬

‫الرئي�س عبد الفتاح ال�سي�سي‪:‬‬ ‫طموحات كبرى في مجال الطاقة‬

‫على الرغم من �إ�ستيرادها‬ ‫معظم مواردها الهيدروكربونية‪،‬‬ ‫ف�إن م�صر حتى وقت قريب كانت‬ ‫تو ّفر لمواطنيها بع�ض ًا من �أدنى �أ�سعار‬ ‫الوقود في العالم‪ ،‬على ح�ساب �سيا�سة‬ ‫�إقت�صادية �سليمة و�إحتياطات‬ ‫البالد النقدية‬

‫المحلي الإجمالي اال�سم ��ي على دعم الوقود؛ وفي‬ ‫الع ��ام ‪� ،2014‬ش� � ّكل دع ��م الطاق ��ة ‪ 20‬ف ��ي المئة‬ ‫م ��ن �إجمالي الإنف ��اق العام‪� .‬إن الم ��ال الذي �أنفق‬ ‫على الدع ��م كان يمكن �إ�ستخدام ��ه بد ًال من ذلك‬ ‫عل ��ى �س ��داد الدي ��ون‪ ،‬والإ�ستثم ��ار ف ��ي الخدمات‬ ‫الإجتماعي ��ة �أو البني ��ة التحتي ��ة الحيوي ��ة‪� ،‬أو كان‬ ‫يمكن ��ه الم�ساع ��دة في الحف ��اظ عل ��ى الإقت�صاد‬ ‫واقف ًا على قدميه خالل الإ�ضطرابات التي �أعقبت‬ ‫�إنهيار نظام مبارك‪.‬‬ ‫وق ��د �أعط ��ت خط ��ة خف� ��ض دع ��م الوق ��ود‪ ،‬الت ��ي‬ ‫�أطلقتها �إدارة الرئي�س عبد الفتاح ال�سي�سي‪ ،‬تفا�ؤ ًال‬ ‫في المجتمع الدول ��ي‪ .‬وقدّر �صندوق النقد الدولي‬ ‫ي�سج ��ل الدع ��م فقط ن�سبة ‪ 1.2‬ف ��ي المئة من‬ ‫�أن ّ‬ ‫الناتج المحل ��ي الإجمالي اال�سمي في نهاية ال�سنة‬ ‫المالي ��ة ‪� ،2016/2015‬أي ب�إنخفا� ��ض حوالي ‪80‬‬ ‫�سجلته ��ا الإعانات في‬ ‫ف ��ي المئة م ��ن �أعلى ن�سب ��ة ّ‬ ‫الناتج المحل ��ي الإجمالي منذ خم� ��س �سنوات في‬ ‫ال�سنة المالية ‪.2013/2012‬‬ ‫عاك�س� � ًة الإ�صالح ��ات الأخي ��رة‪ ،‬بم ��ا ف ��ي ذل ��ك‬ ‫"تخفي�ضات دعم الوقود" وتخفي�ض "المدفوعات‬ ‫المت�أخ ��رة ل�ش ��ركات النف ��ط"‪ ،‬رفع ��ت وكال ��ة‬ ‫الت�صني ��ف الدولي ��ة "فيت�ش" الج ��دارة الإئتمانية‬ ‫لم�ص ��ر من "‪� "-B‬إل ��ى "‪( "B‬ال تزال دون درجة‬ ‫الإ�ستثم ��ار) ف ��ي كان ��ون االول (دي�سمبر) ‪.2014‬‬ ‫�إن خف� ��ض الدعم الحكومي وت�سديد الدائنين‬ ‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪75‬‬


‫عالم الطاقة‬ ‫نفط وغاز‬

‫�إدارة ال�سي�سي ت�سعى �إلى الإ�ستفادة من �إمكانات الموارد الهيدروكربونية الكامنة‬

‫اإلستثمارات األجنبية في قطاع الطاقة‬ ‫ُ‬ ‫خرج مصر من الظالم والعتمة‬ ‫ت‬ ‫ِ‬ ‫ل��م تخ��رج م�صر من الظالم بعد ‪ ،‬ولكن هناك �سبب ًا للتفا�ؤل والأم��ل‪ .‬لقد فازت �إ�صالحات �سوق الطاقة في‬ ‫الب�لاد والت�سديد الثابت للديون ب�إهتمام وموافقة �شركات الطاقة العالمية والم�ستثمرين اللذين تترجما �إلى‬ ‫�إ�ستثمارات كبيرة في قطاع الطاقة الم�صري‪� .‬إن �إرتفاع عقود التنقيب عن النفط والغاز و�إنتاجهما‪ ،‬والزيادة‬ ‫الأخي��رة في م�شاريع الطاقة المتجدّ دة‪ ،‬وع�ش��رات الإتفاقات المبدئية الإ�ضافية في القطاع الهيدروكربوني‬ ‫والمرافق هي دليل على تح�سن مناخ الإ�ستثمار في مجال الطاقة في جمهورية عبد الفتاح ال�سي�سي‪.‬‬ ‫القاهرة ‪ -‬هدى �أحمد‬

‫ال�سد العالي‪ :‬مولد �أ�سا�سي للطاقة الكهرومائية في البالد‬

‫‪74‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬

‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن �إحتياطاته ��ا‬ ‫الهيدروكربونية الوا�سع ��ة‪ ،‬ف�إن م�صر‬ ‫واجه ��ت دائم� � ًا �صعوبة في تلبية الطل ��ب المتزايد‬ ‫عل ��ى الطاقة المحلية‪ ،‬وهي م�شكل ��ة تفاقمت �أكثر‬ ‫ب�سب ��ب �إ�ضطرابات ‪ 2011‬التي تل ��ت �إنهيار نظام‬ ‫الرئي� ��س ح�سني مب ��ارك‪ .‬لق ��د ت�س ّبب ��ت الفو�ضى‬ ‫ب�إنخفا� ��ض �سريع في �إحتياط ��ات النقد الأجنبي‪،‬‬ ‫الأم ��ر ال ��ذي �أدّى �إل ��ى ع ��دم الق ��درة عل ��ى دف ��ع‬ ‫واردات الغ ��از‪ ،‬و�إجبار القاه ��رة على تحويل الغاز‬ ‫المخ�ص� ��ص للت�صدي ��ر الخارج ��ي �إل ��ى ال�س ��وق‬ ‫ّ‬ ‫الوطني ��ة لتلبي ��ة الطل ��ب المحلي‪ .‬ونتيج ��ة لذلك‪،‬‬ ‫توقفت البني ��ة التحتية للمراف ��ق التابعة ل�شركات‬ ‫�أجنبية ع ��ن العمل‪ ،‬وعانت ال�ش ��ركات الم�ستثمرة‬ ‫مليارات ال ��دوالرات م ��ن الخ�سائ ��ر‪ ،‬و�إرتفع عدد‬ ‫الدع ��اوى �أم ��ام المحاك ��م ال ُمقام ��ة �ض ��د الدولة‬ ‫الم�صري ��ة‪ ،‬وبالتال ��ي تال�ش ��ت ثق ��ة الم�ستثمرين‬ ‫بم�صر‪.‬‬ ‫مع ذل ��ك‪� ،‬ساع ��دت هب ��اتٌ منحته ��ا دول الخليج‬ ‫العربي ��ة �إلى القاهرة على دفع مليارات الدوالرات‬ ‫من ديون الطاقة‪ .‬لذا ف� ��إن �إ�ستجابة الم�ستثمرين‬ ‫القوي ��ة عل ��ى �س ��داد ه ��ذه الدي ��ون‪� ،‬إل ��ى جان ��ب‬ ‫الت�صريح ��ات القوي ��ة للحكوم ��ة ب�ش� ��أن التعوي�ض‬ ‫الكام ��ل للدائني ��ن و�إ�صالح ��ات �س ��وق الوقود‪ ،‬قد‬


‫و�سيت ��م �إ�ستكم ��ال ه ��ذه الإ�ستثم ��ارات بت�شريعات‬ ‫م�صري ��ة �ص ��درت ف ��ي الع ��ام ‪ 2014‬الت ��ي ت�سمح‬ ‫وتخلق �إط ��ار ًا قانونيا ل"تعريفات التغذية"‪ ،‬والتي‬ ‫تتيح للعم�ل�اء من الطبق ��ات ال�سكني ��ة والتجارية‬ ‫توليد الكهرباء الخا�صة بهم ب�إ�ستخدام تكنولوجيا‬ ‫الطاقة ال�شم�سي ��ة �أو طاقة الري ��اح وبيع الكهرباء‬ ‫�إلى ال�شبكة‪ ،‬وبالتالي تحويل م�ستخدمي الكهرباء‬ ‫فعلي� � ًا �إلى منتجي طاق ��ة م�ستقلين‪� .‬إن مخططات‬ ‫تعرفة التغذية هي عالم ��ة على �أن الحكومة جادة‬ ‫في الإ�ستفادة من �صناعة الطاقة المتجددة‪.‬‬

‫م�ؤتمر التنمية الإقت�صادية في م�صر‪:‬‬ ‫�أعاد الثقة بم�ستقبل الإ�ستثمار في الطاقة‬

‫وزير البترول �شريف �إ�سماعيل‪:‬‬ ‫"م�صر ّ‬ ‫تخطط لوقف �إ�ستيراد الغاز بحلول ‪"2020‬‬

‫الناتجة من الرياح وال�شم� ��س مجتمعة �ش ّكلت �أقل‬ ‫م ��ن واحد ف ��ي المئة م ��ن الطاق ��ة الم�ستهلكة في‬ ‫الب�ل�اد في العام ‪ ،2013‬وعل ��ى الرغم من �أن هذه‬ ‫ت�سجل‬ ‫الطاق ��ة المتجددة من غي ��ر المحتم ��ل �أن ّ‬ ‫حجم� � ًا كبير ًا من �إ�سته�ل�اك الطاقة في م�صر في‬ ‫الم�ستقب ��ل القريب‪ ،‬ف�إن التطورات في �إ�ستثمارات‬ ‫مع َّين ��ة ت�شير �إلى �إمكانية حقيقية لم�صادر الطاقة‬ ‫المتج ��ددة‪ .‬وتتمت ��ع م�ص ��ر فعلي� � ًا ب�صناعة طاقة‬ ‫متج ��ددة متقدم ��ة ب�شكل معقول‪ ،‬وق ��د �أنتجت ‪10‬‬ ‫ف ��ي المئة م ��ن طاقتها م ��ن م�صادر ه ��ذه الطاقة‬ ‫(الطاق ��ة الكهرومائي ��ة ف ��ي الغال ��ب) ف ��ي العام‬ ‫‪ .2013‬وتخط ��ط لم�ضاعف ��ة ه ��ذا الرق ��م وزيادة‬ ‫الق ��درة ال�شاملة لتوليد الكهرباء �إلى ‪ 60‬جيغاوات‬ ‫بحل ��ول الع ��ام ‪ ،2020‬الأم ��ر ال ��ذي م ��ن �ش�أنه �أن‬ ‫ي�ساع ��د على دف ��ع الإ�ستثمارات ف ��ي قطاع الطاقة‬ ‫المتجددة �إلى �أبعد من ذلك‪.‬‬ ‫في �شباط (فبراير) ‪� ،2015‬إقترحت مجموعة "تيرا‬ ‫�س ��والر " (‪ ،)Terra Solar Group‬الت ��ي تتخذ من‬ ‫البحري ��ن مقر ًا‪� ،‬إط�ل�اق م�شاريع للطاق ��ة ال�شم�سية‬ ‫ف ��ي م�ص ��ر بقيم ��ة ‪ 3.5‬ملي ��ارات دوالر‪ .‬وي�ص ��ر‬ ‫الرئي� ��س التنفي ��ذي لل�شرك ��ة �أن الم�شاري ��ع "�سوف‬

‫ت�ساع ��د عل ��ى خلق �أكثر م ��ن ‪� 1،250‬شرك ��ة �صغيرة‬ ‫ومتو�سط ��ة الحج ��م الت ��ي �ستتول ��ى دور ًا رئي�سي ًا في‬ ‫بناء �صناعة دعم في م�صر تقوم على بناء الظواهر‬ ‫الكهرو�ضوئي ��ة ك�أل ��واح الخاليا ال�ضوئي ��ة الجهدية‬ ‫ومحركات حرارية‪� ‬أو‪ ‬مح ّوالت فولتو�ضوئية"‪ .‬ويتوقع‬ ‫م ��ن �أن ت�ؤدي هذه المبادرة �إلى خلق ‪ 50،000‬فر�صة‬ ‫عم ��ل‪ ،‬على الرغم من �أنه لي� ��س من الوا�ضح كم من‬ ‫ه�ؤالء �سيكون محلي ًا �أو دائم ًا‪ .‬وقد �أعربت الع�شرات‬ ‫م ��ن ال�ش ��ركات الأخرى �أي�ض� � ًا �إهتمامه ��ا في قطاع‬ ‫الطاق ��ة ال�شم�سي ��ة في م�ص ��ر‪ .‬على �سبي ��ل المثال‪،‬‬ ‫فق ��د �أُع ِلن ع ��ن �صفقات مو َّقع ��ة و�إتفاق ��ات مبدئية‬ ‫للإ�ستثم ��ار في طاقة الرياح والطاقة ال�شم�سية تقدر‬ ‫بع�شرات المليارات من الدوالرات في م�ؤتمر التنمية‬ ‫الإقت�صادي ��ة الذي �إنعقد ف ��ي �شرم ال�شيخ في م�صر‬ ‫في منت�صف �آذار (مار�س) الفائت‪.‬‬

‫في حين �أن الطاقة التاتجة من الرياح‬ ‫وال�شم�س مجتمعة ّ‬ ‫�شكلت �أقل من ‪%1‬‬ ‫من الطاقة الم�ستهلكة في العام ‪،2013‬‬ ‫المتجددة‬ ‫وعلى الرغم من �أن هذه الطاقة‬ ‫ّ‬ ‫ت�سجل حجم ًا‬ ‫من غير المحتمل �أن ّ‬ ‫كبير ًا من �إ�ستهالك الطاقة في م�صر‬ ‫في الم�ستقبل القريب‪ ،‬ف�إن التطورات‬ ‫في �إ�ستثمارات مع َّينة ت�شير �إلى �إمكانية‬ ‫حقيقية لم�صادر الطاقة المتجددة‬

‫الم�ستقبل مجهول‬ ‫نظ ��ر ًا �إلى تدف ��ق مبالغ كبي ��رة م ��ن الإ�ستثمارات‬ ‫المخط ��ط لها في قط ��اع الطاقة ف ��ي م�صر‪ ،‬ف�إن‬ ‫الإث ��ارة الحالي ��ة في م ��ا يتعلق ب � ٍّ‬ ‫�كل م ��ن القطاع‬ ‫والم�ستقب ��ل الإقت�ص ��ادي الع ��ام ف ��ي الب�ل�اد �أم ٌر‬ ‫مفه ��وم‪ِّ .‬‬ ‫ويو�ض ��ح �إقب ��ال الم�ستثمري ��ن الدوليين‬ ‫�إمكان ��ات هائل ��ة لم�صر‪ ،‬الت ��ي �إذا عرف ��ت �إدارة‬ ‫ال�سي�س ��ي الإفادة منها كما يج ��ب‪ ،‬ت�ستطيع ب�شكل‬ ‫م�ستدام �أن تلب ��ي �إحتياجات الطاقة �إلى ما يقرب‬ ‫من ‪ 90‬مليون مواطن‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فيما �أدّى تح�سين ال�سيا�سة الإقت�صادية‬ ‫�إل ��ى و�ض ��ع الأ�سا�س للإ�ستثم ��ارات الت ��ي تت�صدّر‬ ‫العناوي ��ن الي ��وم‪ ،‬ف� ��إن الخط ��ط الكب ��رى لتنمية‬ ‫قطاع الطاقة‪ ،‬التي هي الآن قيد المناق�شة‪� ،‬سوف‬ ‫تعتم ��د �إلى حد كبير على نج ��اح تنفيذ الت�شريعات‬ ‫وو�ضع �سيا�سات جيدة محفزة‪ .‬من خالل موا�صلة‬ ‫الإ�صالح ��ات الهيكلي ��ة فقط‪ ،‬بما ف ��ي ذلك العزم‬ ‫عل ��ى متابعة العم ��ل المثير للج ��دل بالن�سب ��ة �إلى‬ ‫خف� ��ض دعم الوق ��ود‪ ،‬ف� ��إن م�صر يمك ��ن �أن تلبي‬ ‫هدفه ��ا المتمثل بتخفي� ��ض العجز ف ��ي موازنتها‪،‬‬ ‫الت ��ي بلغ ��ت ‪ 12.8‬في المئ ��ة من النات ��ج المحلي‬ ‫الإجمال ��ي ف ��ي ال�سن ��ة المالي ��ة ‪� .2014-2013‬إن‬ ‫الحف ��اظ على دفع الديون بثب ��ات ل�شركات النفط‬ ‫والغ ��از العالمية ُيعت َب ��ر �أمر ًا بالغ الأهمي ��ة �أي�ض ًا‪،‬‬ ‫وتح�سي ��ن الو�ضع الأمني​​غي ��ر الم�ستقر في البالد‬ ‫ه ��و بالق ��در عينه م ��ن الأهمي ��ة‪� ،‬س ��واء لتح�سين‬ ‫حي ��اة المواطني ��ن ف ��ي م�ص ��ر �أم لدف ��ع وت�شجيع‬ ‫الإ�ستثم ��ار‪ .‬وقد عززت الإ�صالح ��ات االقت�صادية‬ ‫والإ�ستثم ��ارات الجديدة بع�ضه ��ا البع�ض في حلقة‬ ‫حمي ��دة‪ ،‬ولكن يبق ��ى �أن نرى م ��ا �إذا كان التفا�ؤل‬ ‫والدينامي ��ة �أخي ��ر ًا �سي�ؤديان �إلى ع ��ودة الإنتعا�ش‬ ‫�إلى قطاع الطاقة والإقت�صاد العام و�إ�ستدامته في‬ ‫المدى الطويل‬ ‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪77‬‬


‫عالم الطاقة ¶ نفط وغاز‬ ‫الطاقة المو َّلدة في ‪2013‬‬ ‫‪ 27.5‬جيغاواط‬ ‫غاز ونفط‬ ‫‪ 2.9‬جيغاواط‬ ‫كهرومائية‬ ‫‪ 552‬ميغاواط‬ ‫رياح‬ ‫‪ 20‬ميغاوط‬ ‫ال�شم�سية‬ ‫‪ 31‬جيغاواط‬ ‫المجموع‬ ‫�إ�شارة‪ 1 :‬جيغاوط = ‪ 1000‬ميغاواط‬ ‫الم�صدر‪ :‬م�ؤتمر التنمية الإقت�صادية في م�صر‪" ،‬تيرا �سوالر"‬ ‫مرتبط ��ان ب�ش ��كل مبا�ش ��ر‪ ،‬لأن رفع الدع ��م يح ّرر‬ ‫ر�أ�س المال الذي يمك ��ن للحكومة �إ�ستخدامه بد ًال‬ ‫من ذلك لتعوي�ض الدائنين‪.‬‬ ‫من جهتها خ ّف�ض ��ت م�صر ديونها ل�شركات النفط‬ ‫والغ ��از العالمي ��ة بما يقرب من ‪ 50‬ف ��ي المئة منذ‬ ‫كانون االول (دي�سمبر) ‪ ،2013‬عندما كانت ديون‬ ‫الب�ل�اد تبلغ ‪ 6‬ملي ��ارات دوالر‪ .‬وت�شم ��ل ال�شركات‬ ‫الدائن ��ة "بريت�ش بترولي ��وم"‪ ،‬مجموعة "بي بي"‪،‬‬ ‫و"دانة غ ��از"‪ .‬لكن ال تزال القاه ��رة تواجه ديون ًا‬ ‫ف ��ي مج ��ال الطاقة قدره ��ا ‪ 3.1‬ملي ��ارات دوالر‪،‬‬ ‫عل ��ى الرغم من �أن وزير النف ��ط تع ّهد بدفع جميع‬ ‫ال�شركات الدائنة بالكام ��ل بحلول منت�صف العام‬ ‫‪.2016‬‬ ‫ويب ��دو �أن ��ه لإعادة الثق ��ة �إليها وج ��ذب الإ�ستثمار‬ ‫من جديد فق ��د �إتخذت م�صر تدابي ��ر ل�ضمان �أن‬ ‫ال�شركات �سوف تُكاف� ��أ �إذا لم يتم دفع الديون لها‬ ‫كما هو مخط ��ط‪ .‬وفق ًا لمقابلة م ��ع �صحيفة "وول‬ ‫�ستري ��ت جورن ��ال" مع م�س� ��ؤول تنفي ��ذي كبير في‬ ‫"دانة غاز"‪ ،‬وهي �شركة غاز طبيعي �إماراتية‪ ،‬ف�إن‬ ‫"دان ��ة" يمكنها �إ�سترداد الدي ��ون الم�ستحقة لها‬ ‫والبالغة ‪ 185‬مليون دوالر �إذا ف�شلت م�صر بالوفاء‬ ‫بالجدول الزمني للدف ��ع المخطط‪� .‬إذا لم تع َّو�ض‬ ‫ال�شرك ��ة الإماراتي ��ة بحلول الع ��ام ‪ ،2018‬يمكنها‬ ‫بيع ح�صته ��ا وح�صة الحكومة م ��ن مكثفات الغاز‬ ‫الطبيع ��ي (خليط م ��ن الهيدروكربون ��ات ال�سائلة‬ ‫�أُزيلت من الغاز) �إلى ال�س ��وق الدولية‪ ،‬والح�صول‬ ‫عل ��ى التعوي�ض ع ��ن �أي مت�أخ ��رات متبقية‪ .‬الواقع‬ ‫�أن خيارات بديلة ووثائ ��ق ت�أمين ُمبت َكرة للدائنين‬ ‫لإ�سترداد ديونهم بالكامل �ستجعل من ال�سهل على‬ ‫ه ��ذه ال�ش ��ركات للإ�ستثمار في م�صر ف ��ي �إنتظار‬ ‫التعوي�ض‪ ،‬مما ي�ساعد م�صر على دفع هذه الديون‬

‫‪76‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬

‫والحفاظ على الزخم الإقت�صادي‪.‬‬

‫ت�أمين الإمدادات‬ ‫�أدّت الإ�صالح ��ات ف ��ي م�ص ��ر �إل ��ى بيئ ��ة مالي ��ة‬ ‫م�ستق ��رة ب�شكل متزاي ��د في البالد حي ��ث �أعادت‬ ‫الثقة �إلى �أ�سواق ر�أ�س المال‪ ،‬وخ�صو�ص ًا ال�شركات‬ ‫الم�ستثمرة في الطاقة‪ .‬وتتراوح �إ�ستثمارات الطاقة‬ ‫الجديدة من الطاق ��ة ال�شم�سية وطاقة الرياح �إلى‬ ‫النفط والغاز الطبيع ��ي‪ .‬ويم ِّثل الأخيران �أكثر من‬ ‫‪ 90‬ف ��ي المئة م ��ن �إ�سته�ل�اك الوقود ف ��ي م�صر‪،‬‬ ‫ونق� ��ص الغاز في ال�سن ��وات الأخيرة ق َّي ��د التنمية‬ ‫الإقت�صادية‪� .‬إن �صفق ��ات النفط والغاز وترتيبات‬ ‫�إ�ستي ��راد الغ ��از الطبيع ��ي الم�س ��ال بالتالي تحمل‬ ‫ثق�ل ً�ا و�أهمية كبيري ��ن في وقت ت�سع ��ى م�صر �إلى‬ ‫الملحة الآنية‪.‬‬ ‫ت�أمين �إحتياجاتها من الطاقة ّ‬

‫وقد ح�صلت م�صر عل ��ى ‪ 17‬عقد ًا للتنقيب و�إنتاج‬ ‫النف ��ط والغاز منذ كانون الثان ��ي (يناير) ‪،2015‬‬ ‫كما و ّقع ��ت عل ��ى ‪� 56‬إتفاقية مماثلة من ��ذ ت�شرين‬ ‫الثاني (نوفمبر) ‪ .2013‬و ُتق� � َّدر الإ�ستثمارات بما‬ ‫ال يق ��ل عن ‪ 2.9‬ملي ��اري دوالر‪ ،‬مع مبل ��غ �إ�ضافي‬ ‫ق ��دره ‪ 431‬ملي ��ون دوالر مكاف� ��آت التوقي ��ع للدولة‬ ‫الم�صرية‪.‬‬ ‫نتيج ��ة لذلك‪ ،‬تتزايد ثق ��ة الحكومة ب�شكل وا�ضح‪،‬‬ ‫م ��ع وزي ��ر البت ��رول الم�ص ��ري �شري ��ف �إ�سماعيل‬ ‫م�ؤك ��د ًا �أخير ًا ف ��ي مقابلة مع "رويت ��رز" �أن م�صر‬ ‫ّ‬ ‫تخطط لوقف �إ�ستي ��راد الغاز بحلول العام ‪.2020‬‬ ‫�إذا كان ه ��ذا الأم ��ر هو هدف� � ًا قاب�ل ً�ا للتحقيق �أم‬ ‫ال‪ ،‬ف� ��إن الكالم ع ��ن الأهداف الكبي ��رة وال�صعبة‬ ‫�سي�ساع ��د على ج ��ذب �إنتب ��اه الم�ستثمري ��ن ودفع‬ ‫م�ص ��ر �إل ��ى م�ساف ��ة �أق ��رب م ��ن �س ��وق الطاق ��ة‬ ‫الم�ستدامة والمربحة‪.‬‬

‫ح�صلت م�صر على ‪ 17‬عقد ًا‬ ‫للتنقيب و�إنتاج النفط والغاز منذ‬ ‫كانون الثاني (يناير) ‪ ،2015‬كما‬ ‫و ّقعت على ‪� 56‬إتفاقية مماثلة منذ‬ ‫ُقدر‬ ‫ت�شرين الثاني (نوفمبر) ‪ .2013‬وت َّ‬ ‫الإ�ستثمارات بما ال يقل عن ‪ 2.9‬ملياري‬ ‫دوالر‪ ،‬مع مبلغ �إ�ضافي قدره ‪431‬‬ ‫المتجددة‬ ‫الطاقة‬ ‫ّ‬ ‫مليون دوالر مكاف�آت التوقيع‬ ‫بالإ�ضافة �إل ��ى زيادة �إم ��دادات المحروقات‪ ،‬ف�إن‬ ‫للدولة الم�صرية‬ ‫م�صر بد�أت تجذب الإ�ستثمارات في مجال الطاقة‬ ‫ال�شم�سي ��ة وطاق ��ة الري ��اح‪ .‬ف ��ي حي ��ن �أن الطاقة‬


‫ب�سرعة حيث �أ�شعلته ب�شكل كبير الإعانات ال�سخية‪.‬‬ ‫لقد بلغ ��ت تكلفة دعم المنتج ��ات الهيدروكربونية‬ ‫نح ��و ‪ 22.2‬ملي ��ار دوالر‪� ،‬أو ‪ 10.9‬ف ��ي المئ ��ة من‬ ‫النات ��ج المحل ��ي الإجمالي في الع ��ام ‪ ،2012‬وفق ًا‬ ‫ل�صندوق النقد الدولي‪.‬‬ ‫في بلد يعتمد في المق ��ام الأول على النفط والغاز‬ ‫لتلبية �إحتياجاته الخا�صة في مجال الطاقة‪ ،‬كانت‬ ‫النتيج ��ة المبا�شرة تق ّل� ��ص الق ��درة الت�صديرية‪.‬‬ ‫فق ��د �إنخف�ض ��ت عائ ��دات �ص ��ادرات الم ��واد‬ ‫الهيدروكربوني ��ة من ‪ 70.6‬ملي ��ار دوالر في العام‬ ‫‪� 2012‬إلى ‪ 65.3‬مليار دوالر في العام ‪ ،2013‬على‬ ‫الرغم م ��ن �أن �أ�سع ��ار النفط ح ّلقت ف ��وق ال‪100‬‬ ‫دوالر للبرمي ��ل‪ .‬لأن معظ ��م الغ ��از الجزائري يباع‬ ‫بموجب عقود مفهر�سة للنفط‪ ،‬حيث تبلغ �أ�سعارها‬ ‫�أدنى من �أ�سعار النفط العادية‪.‬‬

‫�إحتجاجات على �إنتاج الغاز ال�صخري‪" :‬ال�شعب‬ ‫�أعلن تعليق عمليات �إنتاج الغاز ال�صخري"‬

‫مناخ �إ�ستثماري �صعب‬ ‫على الرغم من �إمكاناتها الهيدروكربونية الكبيرة‪،‬‬ ‫لم تكن الجزائ ��ر مكان ًا �سه�ل ً�ا للإ�ستثمار الدولي‬ ‫في مجال النفط والغاز التقليديين‪.‬‬ ‫ه ��ذه البيئ ��ة ال�صعبة ق ��د ق َّل�ص ��ت �إلى ح ��د كبير‬ ‫ال�صناعة و�أ�ضعفت توقعات الإنتاج في الم�ستقبل‪.‬‬ ‫�إن �إنخفا� ��ض �أ�سع ��ار النف ��ط والغ ��از زاد �أي�ض� � ًا‬ ‫من التح� �دّي‪ ،‬مم ��ا �أدى �إلى �إنخفا� ��ض الإيرادات‬ ‫والإنفاق من جانب �شركات الطاقة‪.‬‬ ‫م ��ع ذلك‪ ،‬بغ�ض النظر عن ال�سع ��ر‪ ،‬ف�إن التوقعات‬ ‫بالن�سبة �إلى ال�صخري لن تكون مختلفة ما لم ت ُِبد‬ ‫الحكوم ��ة �إهتمام ًا جدي ًا وتفاني� � ًا من �أجل تح�سين‬ ‫مناخ الأعمال في الجزائر‪.‬‬ ‫ف ��ي تقري ��ره "ممار�س ��ة �أن�شط ��ة الأعم ��ال للع ��ام‬ ‫‪� ،"2015‬ص ّن ��ف البن ��ك الدول ��ي الجزائ ��ر ف ��ي‬ ‫المرتب ��ة ‪ 154‬من بي ��ن ‪ 189‬بلد َا‪ ،‬وه ��و �أداء �أ�سو�أ‬ ‫مم ��ا كانت عليه ف ��ي الع ��ام ‪ ،2014‬عندما ُ�صنفت‬ ‫ف ��ي المرتب ��ة ‪ .147‬وفي قطاع النف ��ط والغاز على‬ ‫وج ��ه الخ�صو�ص‪ ،‬ت�ست�شهد �إدارة معلومات الطاقة‬ ‫الأميركي ��ة بالعدي ��د م ��ن العوام ��ل الرئي�سية التي‬ ‫كانت وراء �أداء الإنتاج المخ ِّيب للآمال في البالد‪،‬‬ ‫بم ��ا في ذل ��ك الت�أخير المتك ��رر للم�شاريع الناجم‬ ‫ع ��ن البطء ف ��ي الح�صول على موافق ��ة الحكومة‪،‬‬ ‫و�صعوب ��ات ف ��ي ج ��ذب �ش ��ركاء ف ��ي الإ�ستثم ��ار‪،‬‬ ‫وثغرات البنية التحتية‪ ،‬وم�شاكل تقنية‪ .‬ويمكن �أن‬ ‫تُ�ضاف �إلى القائمة �أي�ض ًا‪ :‬بيئة ت�شريعية وتنظيمية‬ ‫غير م�ستق ��رة‪ ،‬و�سيا�سات حمائية‪ ،‬ونظام �ضريبي‬ ‫�صعب‪ ،‬والف�ساد‪ ،‬والمخاطر الأمنية العالية‪.‬‬ ‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪79‬‬


‫عالم الطاقة‬ ‫الغاز الصخري‬

‫على الرغم من �إحتياطاتها الهيدروكربونية التقليدية وغير التقليدية‬

‫لماذا ستفشل الجزائر‬ ‫في إستخراج الغاز الصخري‬ ‫مع مواجهة تراجع �إنتاج الغاز لديها و�إنخفا�ض �أ�سعار النفط في الأ�سواق العالمية‪ ،‬تتجه الجزائر �إلى ال�صخر‬ ‫الزيتي الواعد للإ�ستفادة من موارده‪ ،‬ولكن النجاح في هذا المجال لي�س م�ضموناً‪.‬‬ ‫الجزائر ‪ -‬محمد الحالج‬ ‫�أخ ��ذت الجزائر زم ��ام المب ��ادرة في‬ ‫التنقي ��ب ع ��ن الغ ��از ال�صخ ��ري ف ��ي‬ ‫العال ��م العرب ��ي‪� ،‬آمل� � ًة م ��ن �أن ي� ��ؤدي الإ�ستغالل‬ ‫الناج ��ح لإمكانات مواردها الكبيرة منه �إلى عك�س‬ ‫التراجع في �إنتاج الغ ��از الطبيعي المحلي وحماية‬ ‫الإقت�صاد الجزائري‪.‬‬ ‫ُيعت َب ��ر النف ��ط والغ ��از العمود الفق ��ري للمالية في‬ ‫الب�ل�اد‪ ،‬وهم ��ا يم ِّث�ل�ان ‪ 62‬في المئة م ��ن الموارد‬ ‫الحكومي ��ة و‪ 97‬في المئة من عائ ��دات الت�صدير‪.‬‬ ‫لكن �إنخفا�ض الإنتاج‪ ،‬والهب ��وط الحاد في �أ�سعار‬ ‫النف ��ط والغاز الذي ب ��د�أ في �أواخ ��ر العام ‪،2014‬‬ ‫�ضرب ��ا الجزائ ��ر ب�شكل قا� ��س‪ .‬وقد �أو�ض ��ح رئي�س‬ ‫ال ��وزراء الجزائ ��ري عب ��د المالك �س�ل�ال الو�ضع‬ ‫جلي في �أوائ ��ل ‪ 2015‬عندما قال‪�" :‬إننا في‬ ‫ب�شكل ّ‬ ‫حالة �أزمة"‪.‬‬ ‫قوب ��ل ق ��رار الحكومة ف ��ي ‪ 2012‬للإ�ستف ��ادة من‬ ‫م ��وارد ال�صخ ��ر الزيتي ف ��ي الب�ل�اد ب�إحتجاجات‬ ‫م ��ن المنتقدي ��ن الذي ��ن يخ�ش ��ون م ��ن �أن ت� ��ؤدي‬ ‫الكمي ��ات الكبيرة من المي ��اه الالزمة للو�صول �إلى‬ ‫الغ ��از ال�صخري �إل ��ى �إنخفا�ض �إم ��دادات المياه‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص� � ًا في المناطق الت ��ي تعتمد �إلى حد كبير‬ ‫على الزراعة‪ .‬وق ��د ُن ِّظمت �إحتجاجات في البداية‬ ‫بطريق ��ة ّ‬ ‫متقطع ��ة في جمي ��ع �أنحاء الب�ل�اد‪ ،‬وفي‬ ‫بع� ��ض الم ��دن الأوروبي ��ة الت ��ي تزامنت ع ��ادة مع‬ ‫زيارات وزير الطاق ��ة والمناجم الجزائري يو�سف‬ ‫يو�سف ��ي‪ .‬لكن المظاه ��رات �أ�صبحت �أكث ��ر تواتر ًا‬ ‫وجذب ��ت مزيد ًا م ��ن الإهتمام منذ الع ��ام ‪،2014‬‬ ‫ال �سيم ��ا في جنوب البالد‪ ،‬حي ��ث تر ّكزت عمليات‬

‫‪78‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬

‫�إ�ستك�ش ��اف ال�صخ ��ر الزيت ��ي‪ .‬وعل ��ى الرغ ��م من‬ ‫الإحتجاجات‪ ،‬فقد تع ّه ��د الم�س�ؤولون الجزائريون‬ ‫بموا�صلة جهودهم في هذا المجال‪.‬‬ ‫يعت ��رف الخب ��راء و�شركات النفط عل ��ى حد �سواء‬ ‫�أن �إنت ��اج الغاز ال�صخري ف ��ي الجزائر هو م�شروع‬ ‫طويل الأجل‪ .‬ال يزال هن ��اك العديد من العقبات‪،‬‬

‫�أم ًال ب�إنقاذ الإقت�صاد من خالل تحفيز‬ ‫الإهتمام بالتطورات الجديدة في حقل‬ ‫الطاقة‪ ،‬وخ�صو�ص ًا في الغاز ال�صخري‪،‬‬ ‫تحركت الحكومة الجزائرية مرة‬ ‫ّ‬ ‫�أخرى في العام ‪ 2013‬لمراجعة قانون‬ ‫المحروقات حيث �أدخلت تغييرات من‬ ‫بينها حوافز �ضريبية �إ�ضافية لت�شجيع‬ ‫الأن�شطة المتّ�صلة بال�صخر الزيتي‬ ‫وغيره من النفط والغاز غير التقليديين‬

‫الت ��ي هي م�ؤ�س�ساتية �إلى حد كبير‪ ،‬وهي المع ِّوقات‬ ‫عينه ��ا الت ��ي �أعاق ��ت الإ�ستثمار في قط ��اع النفط‬ ‫والغاز التقليديين‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ويو�ض ��ح تراج ��ع �إنت ��اج الجزائر الفك ��رة ال�شائعة‬ ‫ُترجم بال�ضرورة‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫أر�ض‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫في‬ ‫�وارد‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫وفرة‬ ‫ب�أن‬ ‫َ‬ ‫�إل ��ى �إنتاج كف�ؤ للنفط والغ ��از‪ .‬يجب على الحكومة‬ ‫الجزائري ��ة معالجة ه ��ذه الم�ش ��اكل الجذرية �أو ًال‬

‫‪ -‬قبل و�ضع �آمال كبيرة على ال�صخر الزيتي ‪--‬‬‫�إذا كانت تريد تح�سين التوقعات القاتمة ل�صناعة‬ ‫النفط والغاز‪.‬‬

‫المفارقة في الطاقة‬ ‫الجزائ ��ر هي بلد غن ��ي بالم ��واد الهيدروكربونية‪،‬‬ ‫�س ��واء التقليدي ��ة وغي ��ر التقليدي ��ة الت ��ي ه ��ي في‬ ‫معظمه ��ا موارد ال�صخر الزيتي‪ .‬ولكن على الرغم‬ ‫م ��ن هذه الثروة الطبيعية‪ ،‬ف�إن �إنتاج النفط والغاز‬ ‫ف ��ي الب�ل�اد �إنطلق و�إرتف ��ع ب�شكل جي ��د في ‪2005‬‬ ‫و‪ 2007‬على التوالي‪.‬‬ ‫ين ��ام في �أرا�ضي الجزائر م ��ا يقدر ب‪ 12.2‬مليار‬ ‫برميل من �إحتياطات النفط التقليدي المث ّبتة التي‬ ‫تم ّثل ثالث �أكب ��ر �إحتياطات في �أفريقيا‪ ،‬بعد ليبيا‬ ‫ونيجيري ��ا‪ .‬ومع ‪ 4.5‬تريليون ��ات متر مكعب (نحو‬ ‫‪ 160‬تريلي ��ون ق ��دم مكعبة) م ��ن �إحتياطات الغاز‬ ‫الطبيع ��ي التقلي ��دي المثبتة‪ ،‬ف� ��إن الجزائر تحتل‬ ‫المرتبة العا�ش ��رة في العالم والثاني ��ة في �أفريقيا‬ ‫بعد نيجيريا‪.‬‬ ‫من ناحي ��ة �أخرى‪� ،‬إن �أرقام ال�صخ ��ر الزيتي غير‬ ‫م�ؤكدة �إلى حد كبير لأن التنقيب في مجاله ال يزال‬ ‫في مرحل ��ة مبكرة‪ .‬لك ��ن �إدارة معلوم ��ات الطاقة‬ ‫الأميركي ��ة تقدّر �أن الجزائ ��ر تمتلك ما يقرب من‬ ‫‪ 20‬تريليون متر مكعب (‪ 707‬تريليون قدم مكعبة)‬ ‫و ‪ 5.7‬مليارات برميل من الغاز ال�صخري والنفط‬ ‫القابل للإ�سترداد من الناحية الفنية على التوالي‪،‬‬ ‫وهو م ��ا يمثل م ��ورد ًا مهم� � ًا جديد ًا ُمحت َم�ل ً�ا لبلد‬ ‫حري�ص على تنويع قطاع الطاقة لديه‪.‬‬ ‫وفي الوقت عينه‪ ،‬فيم ��ا الجزائر تكافح مع تراجع‬ ‫�إنت ��اج النف ��ط والغاز‪ ،‬ف� ��إن الطلب المحل ��ي �إرتفع‬


‫ الهولندي ��ة‪ .‬بالإ�ضافة �إلى ذلك‪ ،‬ذهب �إمتيازان‬‫�إل ��ى فريق �إيطالي "�إينل" و"دراغون �أويل" ‪ -‬التي‬ ‫يوجد مقرها في دولة الإم ��ارات العربية المتحدة‬ ‫وكان ��ت الوافدة الجدي ��دة الوحيدة �إل ��ى الجزائر‬ ‫‪ -‬و�إمتي ��از �آخ ��ر ُمنح �إلى "ريب�س ��ول" الإ�سبانية‬‫و"�شل"‪ .‬على الرغم من �أن نتائج جولة التراخي�ص‬ ‫ُو ِ�صف ��ت ب�أنها مخيب ��ة للآمال ومثي ��رة للقلق‪ ،‬ف�إن‬ ‫م�شارك ��ة �شركات النفط الكبرى مثل �شل و"�شتات‬ ‫�أويل" تُعتبر دفعة م�شجعة �إيجابية يمكن �أن تجلب‬ ‫ر�ؤو�س �أموال ق ّيمة جديدة وخبرات �إ�ضافية‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن هن ��اك �شركات نفط عالمي ��ة عدة‪ ،‬بما‬ ‫ف ��ي ذلك "�إين ��ي"‪ ،‬و"�ش ��ل"‪ ،‬و�شرك ��ة "تالي�سمان‬ ‫�إينيرج ��ي"‪ ،‬لديها فعلي� � ًا تراخي� ��ص للتنقيب عن‬ ‫ال�صخ ��ر الزيت ��ي الجزائري‪ ،‬حيث تح ��اول ك�سب‬ ‫مي ��زة المح ّرك الأول جراء الو�ص ��ول المبكر‪ .‬وقد‬ ‫و�صف ��ت "�شتات �أوي ��ل" �إ�ستحواذه ��ا على رخ�صة‬ ‫ال�صخ ��ري ف ��ي ‪ 2014‬ب�أنه ��ا "فر�ص ��ة لإختب ��ار‬ ‫م�س ��رح كبي ��ر محتمل لم ��وارد ال�صخ ��ر الزيتي"‪،‬‬ ‫م�ضيف� � ًة ب�أن "كمي ��ات ال�صخر الزيت ��ي المحتملة‬ ‫كبي ��رة في الجزائر وق ��د ت�صبح عن�ص ��ر ًا متزايد‬ ‫الأهمي ��ة ل�صادرات البالد من الغاز �إلى �أوروبا في‬ ‫الم�ستقبل"‪.‬‬

‫العقبات المتبقية �أمام �إنتاج ال�صخر الزيتي‬ ‫عل ��ى الرغم م ��ن هذا التف ��ا�ؤل الح ��ذر من جانب‬ ‫بع� ��ض الم�ستثمرين الدوليين‪ ،‬فلي� ��س من المتوقع‬ ‫�أن يبد�أ �إنت ��اج الغاز ال�صخري في الجزائر في �أي‬ ‫وقت قريب‪.‬‬ ‫هن ��اك �أ�سب ��اب جوهري ��ة لم ��اذا �إنت ��اج ال�صخ ��ر‬ ‫الزيت ��ي‪ ،‬حت ��ى الآن‪ ،‬تحق ��ق فق ��ط ف ��ي الوالي ��ات‬ ‫المتح ��دة‪ ،‬على الرغم من �أن البالد ال تجل�س على‬ ‫�أكبر موارد من ال�صخر الزيتي‪� .‬إن الحافز لن�شاط‬ ‫الواليات المتحدة ونجاحها في هذا المجال يكمن‬ ‫ف ��ي مجموعة م ��ن العوامل ف ��وق الأر� ��ض‪ ،‬بما في‬ ‫ذل ��ك �إرتف ��اع �أ�سعار النف ��ط‪ ،‬والتق ��دم في مجال‬ ‫التكنولوجيا‪ ،‬والحقوق ال�شخ�صية للملكية الخا�صة‬ ‫المعدنية‪ ،‬و�صناعة خدم ��ات را�سخة‪ ،‬وبنية تحتية‬ ‫جيدة‪ ،‬ومياه وفي ��رة‪ ،‬وال�ضرائب التناف�سية‪ ،‬وبيئة‬ ‫مالئم ��ة �شاملة للإ�ستثم ��ار‪ .‬ولأن ال ��دول الأخرى‬ ‫ال تمتل ��ك الكتلة الحرجة من ه ��ذه ال�صفات‪ ،‬ف�إن‬ ‫الخب ��راء ي�ش ّكون في �أن تنجح تجربة �أميركا قريب ًا‬ ‫وتتكرر في �أماكن �أخرى‪.‬‬ ‫والواقع �أن غالبية هذه المتطلبات ما زالت مفقودة‬ ‫ف ��ي الجزائر‪ ،‬مم ��ا يجعل النمو ال�سري ��ع في �إنتاج‬

‫وزير الطاقة والمناجم الجزائري يو�سف يو�سفي‪:‬‬ ‫مهمة �صعبة‬

‫مرجح في المدى القريب‪� .‬إن‬ ‫ال�صخر الزيتي غير ّ‬ ‫العقبات الرئي�سية التي تواجه اال�ستثمار ال�صخري‬ ‫في الجزائر‪ ،‬وفق ًا لدرا�سة الحالة الإقت�صادية في‬ ‫ال�شرق الأو�سط‪ ،‬ت�شمل‪ُ :‬بعد م�سافة مواقع ال�صخر‬ ‫الزيتي في البالد‪ ،‬وعدم وجود بنية تحتية‪ ،‬وتوافر‬ ‫المي ��اه المحدود‪ ،‬والحاجة �إلى مزيد من من�صات‬ ‫لآبار ال�صخر الزيتي لأنه ��ا تُ�ستنزَ ف ب�سرعة �أكثر‬ ‫م ��ن نظيراته ��ا التقليدي ��ة‪ .‬والأهم م ��ن ذلك‪ ،‬من‬ ‫المرج ��ح �أن يك ��ون �إنت ��اج ال�صخر الزيت ��ي تباط�أ‬ ‫ب�سب ��ب العوامل عينها التي �أعاقت عاد ًة الإ�ستثمار‬ ‫في مجال النفط والغاز التقليديين في الجزائر‪.‬‬ ‫وعالوة على ذلك‪ ،‬يبدو �أن الحكومة الجزائرية قد‬ ‫�إ�ستخ ّفت برد فعل �شعبها لأن�شطة ال�صخر الزيتي‪.‬‬ ‫كم ��ا �أن بع� ��ض الخب ��راء الدوليي ��ن �أخط� ��أ �أي�ض ًا‪،‬‬ ‫بحج ��ة �أن "�صناع ��ة النف ��ط والغ ��از لديه ��ا تاريخ‬

‫قوبل قرار الحكومة في ‪2012‬‬ ‫للإ�ستفادة من موارد ال�صخر الزيتي‬ ‫في البالد ب�إحتجاجات من المنتقدين‬ ‫الذين يخ�شون من �أن ت�ؤدي الكميات‬ ‫الكبيرة من المياه الالزمة للو�صول �إلى‬ ‫الغاز ال�صخري �إلى �إنخفا�ض �إمدادات‬ ‫المياه‪ ،‬وخ�صو�ص ًا في المناطق التي‬ ‫تعتمد �إلى حد كبير على الزراعة‬

‫طويل في الجزائ ��ر‪ ،‬و�ستواجه معار�ضة ال تذكر"‪.‬‬ ‫لقد كان ��وا مخطئين‪ .‬وكما �أ�شار �شع ��ار �إ�ستخدمه‬ ‫المتظاهرون‪" :‬ال�شعب �أعلن وقف ًا وتعليق ًا لعمليات‬ ‫الغاز ال�صخري"‪.‬‬ ‫ويخ�ش ��ى المحتج ��ون م ��ن �أث ��ر �أن�شط ��ة ال�صخ ��ر‬ ‫الزيتي في �إمدادات المياه والبيئة ب�سبب التك�سير‬ ‫الهيدروليك ��ي‪� ،‬أو التك�سي ��ر‪( ،‬تكنولوجي ��ا الحف ��ر‬ ‫الم�ستخدم ��ة ال�ستخراج الغ ��از ال�صخري)‪ ،‬الذي‬ ‫يتطل ��ب �إ�ستخ ��دام كميات كبيرة م ��ن المياه‪ ،‬التي‬ ‫هي ن ��ادرة في الجزائ ��ر‪ .‬و�أكثر م ��ن ‪ 95‬في المئة‬ ‫م ��ن م�س ��ارح �أو �أماكن ال�صخر الزيت ��ي في البالد‬ ‫تق ��ع في ال�صح ��راء الكبرى‪ ،‬وفق� � ًا لمعهد الموارد‬ ‫العالمي‪.‬‬

‫م�شاكل جذرية يجب معالجتها‬ ‫م ��ن جهته ��ا‪ ،‬ت�سع ��ى الجزائر �إل ��ى تقيي ��م وت�أكيد‬ ‫قدرته ��ا و�إمكانياته ��ا ف ��ي حقل الغ ��از ال�صخري‪،‬‬ ‫عل ��ى �أمل �أنها �ستكون ف ��ي ال�سنوات المقبلة قادرة‬ ‫عل ��ى جني فوائد مختلفة �ست�ضيف م�صدر ًا جديد ًا‬ ‫�إلى �إمدادات النفط والغ ��از المحلية وبالتالي �إلى‬ ‫الإقت�صاد الذي يعتمد ب�ش ��كل كبير على العائدات‬ ‫الهيدروكربونية‪.‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬تتفق غالبي ��ة الدرا�سات الدولية على �أن‬ ‫الإ�ستغ�ل�ال الناجح لم ��وارد ال�صخر الزيتي خارج‬ ‫الواليات المتحدة �سيكون محدود ًا جد ًا‪ .‬والجزائر‬ ‫لي�ست �إ�ستثناء‪.‬‬ ‫�إن العقب ��ات المتبقي ��ة العدي ��دة لي�س ��ت مرتبط ��ة‬ ‫ت�شجع �أي�ض ًا‬ ‫بال�صخ ��ر الزيتي بالتحديد؛ فه ��ي لم ِّ‬ ‫الإ�ستثم ��ار في �إحتياطات النف ��ط والغاز التقليدية‬ ‫الرا�سخ ��ة ف ��ي الب�ل�اد‪ .‬حتى لو ت � ّ�م التغل ��ب على‬ ‫العقبات الفنية و�إ�سكات المعار�ضة‪ ،‬ف�إن الم�شاكل‬ ‫الجذرية في الجزائر تكمن في عدم قدرة الحكومة‬ ‫على تطبيق �إ�صالحات جذرية وقوية من �ش�أنها �أن‬ ‫ت�ساعد على ج ��ذب ر�ؤو�س الأم ��وال الدولية‪ .‬وكما‬ ‫�أعل ��ن �صن ��دوق النق ��د الدول ��ي في الع ��ام ‪:2014‬‬ ‫"هن ��اك حاجة �إلى تدابير لتعزيز مناخ الأعمال‪،‬‬ ‫وج ��ذب الإ�ستثم ��ار الأجنب ��ي‪ ،‬وتح�سي ��ن التكامل‬ ‫الجزائري في االقت�صاد العالمي"‪.‬‬ ‫ال ي ��زال هن ��اك الكثير الذي يتعين عل ��ى الحكومة‬ ‫القي ��ام به لك ��ي ت�ستطي ��ع تغيير الإعتق ��اد الرا�سخ‬ ‫ال ��ذي يفيد ب� ��أن الجزائر هي م ��كان �صعب للقيام‬ ‫ب�أعم ��ال تجاري ��ة‪ .‬ولكن م ��ن دون القي ��ام بذلك‪،‬‬ ‫�س ��وف ت�ستمر معاناة �إنتاج النف ��ط والغاز المحلي‬ ‫مع �أو من دون ال�صخر الزيتي‬ ‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪81‬‬


‫عالم الطاقة ¶ الغاز ال�صخري‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪ ،2005‬عل ��ى �سبي ��ل المث ��ال‪ ،‬و�ضع ��ت‬ ‫الحكوم ��ة قانون ًا جديد ًا لقطاع النفط والغاز للح ّد‬ ‫من �إحت ��كار �شركة النفط الوطنية "�سوناطراك"‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فقد واجه القانون �إنتقادات ب�شكل كبير‬ ‫من قبل الجه ��ات العامة والمعار�ض ��ة الجزائرية‪،‬‬ ‫الأمر ال ��ذي �أدى �إلى تعديله ب�ش ��كل كبير بعد عام‬ ‫واح ��د للحف ��اظ عل ��ى هيمن ��ة ال�شرك ��ة المملوكة‬ ‫للدول ��ة‪ .‬القان ��ون المع� �دّل ف ��ي ‪ 2006‬ل ��م يفر�ض‬ ‫فق ��ط �ضريبة ت�صل �إلى ‪ 50‬في المئة على �شركات‬ ‫النف ��ط عندما هبطت �أ�سعار النفط �إلى ‪ 30‬دوالر ًا‬ ‫للبرميل‪ ،‬ولك ��ن �أي�ض ًا ث ّبت م�شاركة "�سوناطراك"‬ ‫في ما ال يقل عن ‪ 51‬في المئة في مختلف الم�شاريع‬ ‫الهيدروكربونية‪ .‬كما �ص ��درت قوانين �إ�ضافية في‬ ‫عامي ‪ 2009‬و‪ 2010‬التي ق َّيدت الواردات وفر�ضت‬ ‫مزيد ًا من القيود على الإ�ستثمار الأجنبي‪.‬‬ ‫ل ��دى الجزائ ��ر �أي�ض� � ًا واح ��د م ��ن �أ�صع ��ب النظم‬ ‫ال�ضريبي ��ة النفطي ��ة ف ��ي العال ��م‪ .‬وفق� � ًا ل�شرك ��ة‬ ‫الإ�ست�ش ��ارات "وود ماكن ��زي"‪� ،‬إن الأ�سا� ��س‬ ‫المنطق ��ي وراء ال�شروط التعاقدي ��ة ال�صارمة في‬ ‫الجزائ ��ر وموق ��ف "�سوناط ��راك" الم�ستب ��د تجاه‬ ‫�ش ��ركات النف ��ط العالمي ��ة الكب ��رى م ��ن ال�صعب‬ ‫فهم ��ه نظر ًا �إلى �سوء حالة قطاع النفط والغاز في‬ ‫الب�ل�اد‪ .‬في العام ‪ ،2010‬عل ��ى �سبيل المثال‪� ،‬أدت‬ ‫ف�ضيح ��ة الف�ساد �إلى �سج ��ن العديد من المديرين‬ ‫التنفيذيي ��ن في "�سوناطراك" و�إقالة وزير الطاقة‬ ‫�شكيب خليل‪.‬‬ ‫كما �أن الو�ضع الأمن ��ي �ساهم من جهته في تثبيط‬ ‫عزيم ��ة الم�ستثمرين المحت َملين‪� .‬إن لدى الجزائر‬ ‫تاري ��خ طويل من العنف‪ .‬في الع ��ام ‪ ،1992‬غرقت‬ ‫الب�ل�اد ف ��ي ح ��رب �أهلي ��ة وح�شي ��ة بي ��ن الجي� ��ش‬ ‫والجماع ��ات الإ�سالمي ��ة التي �إ�ستم ��رت �أكثر من‬ ‫ع�ش ��ر �سني ��ن‪ .‬وقد وقع ��ت �إ�شتباكات بي ��ن الحين‬ ‫والآخر مع ميلي�شيات �إ�سالمية متعددة منذ �إنتهاء‬ ‫الح ��رب‪� .‬إن هجوم اال�سالميي ��ن المت�شددين على‬ ‫مجم ��ع الغاز في عي ��ن �أمنا� ��س في كان ��ون الثاني‬ ‫(يناي ��ر) ‪ 2013‬وذب ��ح �سائحة فرن�سية ف ��ي �أيلول‬ ‫(�سبتمب ��ر) ‪ 2014‬هم ��ا تذكي ��ر للمجتم ��ع الدولي‬ ‫بالو�ض ��ع ال�سيا�سي اله�ش في دول ��ة المليون �شهيد‬ ‫و�أمنها الواهي‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن الخطر عل ��ى �شركات النف ��ط العالمية‬ ‫ال ��ذي يمك ��ن �أن ينت ��ج م ��ن م�شارك ��ة �أو�س ��ع ف ��ي‬ ‫الجزائ ��ر مرتف ��ع جد ًا مقارن ��ة مع المكاف� ��أة التي‬ ‫يمكنه ��ا تحقيقه ��ا‪ .‬لذلك لي�س م ��ن الم�ستغرب �أن‬ ‫المزادات الما�ضية قد ك�شفت �إقبا ًال دولي ًا محدود ًا‬

‫‪80‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬

‫خالل تقديم العطاءات لحقوق التنقيب عن النفط‬ ‫والغاز‪ .‬لقد �أ�سفرت جولة التراخي�ص في الجزائر‬ ‫ف ��ي ‪ 2011‬عن منح رخ�صتين فق ��ط من الأرا�ضي‬ ‫من �أ�ص ��ل ع�شر تم عر�ضها؛ ف ��ي العام ‪ ،2009‬تم‬ ‫منح ث�ل�اث فقط من �أ�صل ثماني كت ��ل‪ ،‬وفي العام‬ ‫‪ُ ،2008‬منحت ‪ 4‬رخ�ص من �أ�صل ‪ 16‬معرو�ضة‪.‬‬

‫تجدد الجهود لجذب الم�ستثمرين‬ ‫ّ‬ ‫�أم ًال ب�إنق ��اذ الإقت�صاد من خالل تحفيز الإهتمام‬ ‫بالتط ��ورات الجديدة في حقل الطاقة‪ ،‬وخ�صو�ص ًا‬ ‫في الغ ��از ال�صخري‪ ،‬تح ّركت الحكومة الجزائرية‬ ‫م ��رة �أخ ��رى ف ��ي الع ��ام ‪ 2013‬لمراجع ��ة قان ��ون‬ ‫المحروقات‪.‬‬ ‫رئي�س الوزراء الجزائري عبد المالك �سالل‪:‬‬ ‫وم ��ن بين التغيي ��رات الرئي�سية التي ت ��م �إدخالها‪،‬‬ ‫"نحن في �أزمة"‬ ‫قدّمت الحكومة حواف ��ز �ضريبية �إ�ضافية لت�شجيع‬ ‫الأن�شط ��ة المتّ�صل ��ة بال�صخ ��ر الزيت ��ي وغيره من‬ ‫النف ��ط والغاز غير التقليديي ��ن‪ ،‬ف�ض ًال عن �أولئك‬ ‫الذي ��ن يهتمون بالحق ��ول ال�صغي ��رة؛ والودائع في‬ ‫المناط ��ق الت ��ي ل ��م يت ��م �إكت�شافه ��ا بع ��د؛ بما في‬ ‫ذلك الحق ��ول البحرية؛ والحق ��ول التي تعاني من‬ ‫جيولوجي ��ا معقدة و‪� /‬أو تلك التي تفتقر �إلى البنية‬ ‫التحتية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لق ��د و�ضع ��ت التنقيحات �أي�ض� �ا بع� ��ض ال�ضرائب‬ ‫عل ��ى الأرباح‪ ،‬بد ًال م ��ن الإي ��رادات‪ ،‬وبالتالي �أخذ‬ ‫التكالي ��ف‪ ،‬ولي�س الإنتاج فقط‪ ،‬ف ��ي الإعتبار عند‬ ‫ح�س ��اب قاع ��دة ال�ضريب ��ة ‪ --‬مقارب ��ة ذات قيمة‬ ‫عالي ��ة ل ��دى الم�ستثمري ��ن‪ .‬بالإ�ضافة �إل ��ى ذلك‪،‬‬ ‫خفف ��ت الحكوم ��ة �شروط� � ًا مع ّين ��ة بالن�سب ��ة �إل ��ى‬ ‫وزير الطاقة ال�سابق �شكيب خليل‪:‬‬ ‫التنقيب والبحث و�إنت ��اج النفط والغاز التقليديين‬ ‫�أقيل ب�سبب الف�ساد‬ ‫و�أدخلت بنود ًا لدعم البح ��وث و�إنتاج الموارد غير‬ ‫التقليدي ��ة‪� .‬إن التعدي�ل�ات �أي�ض� � ًا �سمح ��ت بفترة‬ ‫�أط ��ول لرخ�ص عمليات التنقي ��ب عن الموارد غير‬ ‫التقليدي ��ة (�أحد ع�شر عام ًا مقاب ��ل �سبعة للموارد‬ ‫تقدر‬ ‫�إدارة معلومات الطاقة الأميركية ّ‬ ‫التقليدية) وفترة �إنتاج �أطول (‪� 40-30‬سنة مقابل‬ ‫�أن الجزائر تمتلك ما يقرب من ‪20‬‬ ‫‪ 30-25‬للنفط والغاز التقليديين)‪.‬‬ ‫تريليون متر مكعب (‪ 707‬تريليون قدم �إعتبار ًا من مطل ��ع العام ‪� ،2015‬أنتجت التغييرات‬ ‫مكعبة) و ‪ 5.7‬مليارات برميل من الغاز الت�شريعي ��ة ت�أثي ��ر ًا �إيجابي� � ًا‪ ،‬و�إن كان ال ي ��زال‬ ‫مح ��دود ًا للغاية‪ ،‬في قطاع النفط والغاز‪ .‬في جولة‬ ‫ال�صخري والنفط القابل للإ�سترداد من العطاءات ف ��ي ‪ ،2014‬كان هن ��اك ‪� 17‬إمتياز ًا من‬ ‫الناحية الفنية على التوالي‪ ،‬وهو ما‬ ‫�أ�ص ��ل ‪� 31‬إمتي ��از ًا معرو�ض� � ًا لآفاق غي ��ر تقليدية‪،‬‬ ‫حتم ًال لبلد وهي المرة الأولى التي �أدرجت في جولة عطاءات‪.‬‬ ‫يمثل مورد ًا مهم ًا جديد ًا ُم َ‬ ‫حري�ص على تنويع قطاع الطاقة لديه ُمنح ��ت �أربعة عقود‪ ،‬بما في ذل ��ك �إمتياز للتنقيب‬ ‫ع ��ن ال�صخ ��ر الزيت ��ي ف ��ازت ب ��ه "�شت ��ات �أويل"‬ ‫النروجي ��ة جنب ًا �إل ��ى جنب مع "�ش ��ل" البريطانية‬


‫بيروت ‪ -‬مازن مجوز‬ ‫ت�ش� � ّكل ال�ش ��ركات العائل ّي ��ة دعائ � َ�م‬ ‫الإقت�صادات العرب ّية في ِّ‬ ‫ظل �سيطرتها‬ ‫على ن�سبة ‪� %70‬إلى ‪ %90‬من ن�شاط القطاع الخا�ص‬ ‫ف ��ي منطقة ال�شرق الأو�سط و�شم ��ال افريقيا‪ .‬وقد‬ ‫�أ�س� ��س ُ‬ ‫لعالمات‬ ‫بع�ض ال�شركات العائلي ��ة العربية‬ ‫ٍ‬ ‫تجار ّي ��ة �إكت�سب ��ت �شه ��رة �إقليم ّية وعالم ّي ��ة في �آن‬ ‫بف�ضل �إعتمادها �أف�ضل الممار�سات الدول ّية‪.‬‬ ‫والي ��وم بات يتع ّين عل ��ى هذه ال�ش ��ركات الإقليم ّية‬ ‫الت ��ي ّ‬ ‫توظف �أكثر م ��ن ثلثي الق� � ّوة العاملة (�أو ما‬ ‫يع ��ادل ن�سب ��ة ‪ )%70‬ف ��ي المنطقة العربي ��ة ت�أمينَ‬ ‫ّ‬ ‫الإ�ستدام ��ة‬ ‫فتتخط ��ى �إ�ستمرار ّيته ��ا بذل ��ك عهدَ‬ ‫الآباء الم� ّؤ�س�سين و�أنجالهم المبا�شرين‪.‬‬ ‫وف ��ي ِّ‬ ‫الفقري‬ ‫ظل تح ّول ه ��ذا القطاع �إل ��ى العمود‬ ‫ّ‬ ‫للإقت�ص ��اد‪� ،‬أ�صبح ��ت �إ�ستدام ��ة ه ��ذه ال�شركات‬ ‫م�س�ألة ف ��ي غاية الأهم ّي ��ة بالن�سبة �إل ��ى العائالت‬ ‫حد �سواء‪.‬‬ ‫ذات ال�صلة و�إلى الدول المعن ّية على ٍ ّ‬ ‫من المع ��رو ف �أن ��ه ُ�س ّجلت حاالتٌ كثي ��رة لإنهيار‬ ‫وب�شكل‬ ‫ال�ش ��ركات الت ��ي ال تتك ّي ��ف ب�سرعة كافي ��ة‬ ‫ٍ‬ ‫ممت ��از م ��ع العوام ��ل المتغ ّي ��رة في خ�ل�ال العقود‬

‫القليل ��ة الما�ضية‪ .‬لذلك‪ ،‬يج ��ب البحث عن رابط‬ ‫الخا�صة‬ ‫بين نم ّو ال�شركة العائلية ونماذج الأعمال‬ ‫ّ‬ ‫بها وال�سعي �إلى تحديده‪.‬‬ ‫و ُيب ��دي الكثي ��ر م ��ن المخت�صي ��ن ف ��ي المج ��ال‬ ‫الإقت�صادي مخاوف مما ت�ش ّكله �إنهيارات ال�شركات‬ ‫العائلية من ت�أثي ��رات �سلبية في الإقت�صاد القومي‬ ‫والوطني‪ ،‬وتن ��ادي تلك المخ ��اوف ب�ضرورة توجه‬ ‫قط ��اع ال�ش ��ركات العائلي ��ة ال�سيما ف ��ي ال�سعودية‬ ‫نح ��و التح ّول �إلى �شركات م�ساهمة بطرح جزء من‬

‫بعد تح ّول هذا القطاع‬ ‫الفقري للإقت�صاد‪،‬‬ ‫�إلى العمود‬ ‫ّ‬ ‫�أ�صبحت �إ�ستدامة ال�شركات العائلية‬ ‫م�س�ألة في غاية الأهم ّية بالن�سبة‬ ‫�إلى العائالت ذات ال�صلة و�إلى الدول‬ ‫المعن ّية على ح ّ ٍد �سواء‬

‫�أ�سهمه ��ا في الإكتتاب ��ات العامة في �س ��وق الأ�سهم‬ ‫ب�ش ��كل ي�ضمن عدم �إنهيارها برحي ��ل الم�ؤ�س�سين‪،‬‬ ‫وتك�ش ��ف التقارير �أن ‪ %70‬من ال�ش ��ركات العائلية‬ ‫تواجه خطر ال ��زوال ب�سبب تعاقب الأجيال‪ ،‬ويدير‬ ‫‪ % 33‬م ��ن ه ��ذه ال�ش ��ركات ح�سب التقري ��ر الجيل‬ ‫الثاني من العائل ��ة‪ ،‬فيما ‪ %15‬فقط يديرها الجيل‬ ‫الثالث من العائلة‪.‬‬ ‫وف ��ي الوق ��ت ال ��ذي يق ��در نائ ��ب رئي� ��س اللجن ��ة‬ ‫المنظم ��ة لمنت ��دى ال�ش ��ركات العائلي ��ة الخليجية‬ ‫مروان محمود �سني‪ ،‬حج ��م �إ�ستثمارات ال�شركات‬ ‫العائلي ��ة ف ��ي دول مجل�س التع ��اون الخليجي بنحو‬ ‫‪ 2.5‬تريليون ��ي دوالر‪ ،‬وحج ��م �أ�صوله ��ا حوال ��ي‬ ‫ع�ش ��رة تريليون ��ات‪ ،‬تت ��و ّزع على نحو ع�ش ��رة �آالف‬ ‫�شرك ��ة وم�ؤ�س�سة تجارية و�صناعية وخدمية ّ‬ ‫توظف‬ ‫‪ 75‬ف ��ي المئة م ��ن العاملين في القط ��اع الخا�ص‪.‬‬ ‫ويك�ش ��ف عبد الرحي ��م نقي‪ ،‬الأمي ��ن العام لإتحاد‬ ‫الغ ��رف الخليجية في حديث �صحاف ��ي في ‪� 18‬آب‬ ‫(�أغ�سط� ��س) ‪ 2014‬ع ��ن ‪� 20‬أل ��ف �شرك ��ة عائلية‬ ‫ف ��ي دول المنطقة ت�ص ��ل �إ�ستثماراتها المحلية �إلى‬ ‫�أكث ��ر من ‪ 750‬مليار دوالر‪ ،‬ويبل ��غ �إجمالي ثرواتها‬ ‫و�إ�ستثماراته ��ا العالمي ��ة �أكث ��ر م ��ن تريليوني‬

‫منتدى ال�شركات العائلية ‪2013‬‬

‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪83‬‬


‫تحقيق ال�شهر‬

‫ّ‬ ‫توظف ‪ %70‬من القوة العاملة في العالم العربي وت�ستثمر حوالي ‪ 3‬تريليونات دوالر‬

‫الشركات العائلية العربية تواجه تحدي عدم اإلستمرار‬ ‫إذا لم تتك ّيف مع متطلبات السوق الدولية‬ ‫يب��دو �أن ال�ش��ركات العائلية في منطقة الخلي��ج العربي‪ ،‬التي ت�ستحوذ ‪ -‬بح�سب �آخ��ر الإح�صاءات‪-‬على‬ ‫ر�ؤو���س �أم��وال تقارب ثالثة تريليونات دوالر‪ ،‬تواجه جملة من التحدي��ات التي تعوقها عن الإ�ستمرار في‬ ‫ال�سنوات المقبلة‪.‬‬ ‫وبح�س��ب تقرير حديث لوكالة "موديز" ف�إن معظم هذه ال�شركات يتمت��ع بمراكز قيادية في �أ�سواقه وبو�ضع‬ ‫مال��ي قوي‪� ،‬إال �أن التحديات ت�صعِّب من عملية تقييمها الإئتماني حيث ت�ؤدي �أحيان ًا �إلى منحها ت�صنيفات‬ ‫قد تقل عن تلك التي ت�ستحقها عند النظر �إلى مركزها المالي‪.‬‬ ‫وم��ن بين هذه العوامل‪ :‬القي��ود على ملكية غير الخليجيي��ن‪ ،‬والتحديات المتعلق��ة بحوكمة ال�شركات‪،‬‬ ‫والإعتماد الكبير على التمويل الم�صرفي وعدم تنويع الن�شاطات‪.‬‬

‫مخاطر غياب الحوكمة والفجوة بين الأجيال‬ ‫والنزاعات تهدد ال�شركات العائلية الخليجية‬

‫‪82‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬


‫مروان محمد �سني‪:‬‬ ‫ال�شركات العائلية مهمة في الخليج‬

‫عبد الرحيم نقي‪:‬‬ ‫"هناك ‪� 20‬ألف �شركة عائلية في المنطقة"‬

‫ال�ش ��ركات العائلي ��ة والح ��ل ف ��ي تكري� ��س مفاهيم‬ ‫الحوكم ��ة الر�شي ��دة الت ��ي تع� � ّد �صم ��ام الأم ��ان‬ ‫لإ�ستمراري ��ة ه ��ذه الكيان ��ات التي م ��ا زالت ت�سهم‬ ‫ب�ش ��كل فاعل في نم ��و الإقت�صاد ال�سع ��ودي‪ ،‬والتي‬ ‫ت�شكل ‪ %25 - 20‬م ��ن الناتج المحلي غير النفطي‬ ‫بمتو�س ��ط ثروة تبلغ نحو ‪ 250‬ملي ��ار ريال‪ .‬كما �أن‬ ‫تطبي ��ق نظام الحوكمة يمن ��ح ال�شركة القدرة على‬ ‫تحلي ��ل الفر� ��ص الإ�ستثمارية ويع ��زز ال�سمعة التي‬ ‫تجعل من ال�شركة �شريك ًا مثالي ًا لل�شركات الباحثة‬ ‫عن الم�ستثمرين ور�ؤو�س الأموال"‪.‬‬ ‫والواق ��ع �أن ال�ش ��ركات العائلي ��ة ال ت ��زال تتمت ��ع‬ ‫بالمرون ��ة وال�صم ��ود عل ��ى الرغ ��م م ��ن �صعوب ��ة‬ ‫الظروف الإقت�صادي ��ة وتزايد ال�ضغوط المرتبطة‬ ‫بنق� ��ص المه ��ارات والحاجة للإبت ��كار والحوكمة‪،‬‬ ‫وف ��ي ذلك ي ��رى فرا�س ح ��داد �شريك ف ��ي �شركة‬ ‫"براي� ��س ووت ��ر هاو� ��س كوب ��رز" ف ��ي الجل�س ��ة‬ ‫الأول ��ى من الملتق ��ى التي حملت عن ��وان "التم ّيز‬ ‫والخ�صو�صية لل�ش ��ركات العائلية"‪�" :‬إن ال�شركات‬ ‫ف ��ي ال�ش ��رق الأو�س ��ط حقق ��ت نجاح� � ًا �أكب ��ر من‬ ‫نظيراتها في مختلف �أنح ��اء العالم‪ ،‬حيث �سجلت‬ ‫‪ % 79‬منه ��ا نمو ًا في المبيع ��ات في ال�سنة الما�ضية‬ ‫مقارنة بن�سبة ‪ %65‬على م�ستوى العالم"‪.‬‬ ‫وب َّي ��ن ح ��داد ب� ��أن ال�ش ��ركات العائلية ف ��ي ال�شرق‬ ‫الأو�سط �أكثر طموح ًا ف ��ي المدى المتو�سط‪ ،‬حيث‬ ‫تتطل ��ع ‪ %40‬منه ��ا لتحقيق نمو قوي ف ��ي ال�سنوات‬ ‫الخم� ��س المقبل ��ة‪ ،‬وه ��ذا ثان ��ي �أعل ��ى مع ��دل في‬ ‫الإ�ستطالع بكامله‪ ،‬و‪ %98‬ممن يتوقعون هذا النمو‬ ‫يرون ب�أنهم عل ��ى ثقة من تحقيقه؛ فيما �أ�شار �إلى‬ ‫المجاالت الت ��ي بحاجة �إلى �إ�ضفاء الطابع المهني‬ ‫عليها وه ��ي العمليات و�أط ��ر الحوكمة والمهارات‪،‬‬

‫مب ِّين� � ًا ب�أن هناك تقدم ًا يت ��م �إحرازه في ما يخ�ص‬ ‫الحوكم ��ة الم�ؤ�س�سية و�إدارة الموظفين‪� ،‬إلى جانب‬ ‫�إ�ضف ��اء الطابع المهني على ال�ش ��ركات لي�س كافي ًا‬ ‫بحد ذات ��ه‪ ،‬و�إنما يجب �أن يك ��ون م�صحوب ًا بمنهج‬ ‫مماثل لإ�ضفاء الطابع المهني على العائلة‪.‬‬ ‫وعل ��ى الم ��دى الطوي ��ل – وبح�سب ح� �دّاد – ف�إن‬ ‫‪ %14‬فق ��ط م ��ن ال�ش ��ركات العائلية ف ��ي المنطقة‬ ‫لديه ��ا خط ��ط و�إج ��راءات تعاقب وا�ضح ��ة‪ ،‬وهذا‬ ‫يقل عن المعدل العالم ��ي البالغ ‪ّ ،%16‬‬ ‫مو�ضح ًا �أن‬ ‫ع ��دد ال�شركات العائلي ��ة العالمية التي تتطلع لنقل‬ ‫الملكي ��ة ولي� ��س الإدارة �إلى الجي ��ل ال�صاعد و�صل‬ ‫�إلى ‪ %32‬في جميع �أنحاء العالم‪.‬‬ ‫وبالع ��ودة �إلى التحديات الت ��ي تع ّقد عملية التقييم‬ ‫الإئتمان ��ي هو �أن العديد من ه ��ذه ال�شركات تبقى‬ ‫عر�ض ��ة لل�صدم ��ات الخارجي ��ة عل ��ى الرغ ��م من‬ ‫ريادته ��ا �ضم ��ن ال�س ��وق المحلي ��ة‪ ،‬وفق� � ًا لوكال ��ة‬ ‫الإئتم ��ان "مودي ��ز"‪ ،‬وذل ��ك ب�سب ��ب تمركزه ��ا‬

‫�أبرز التحديات‪� :‬أمور �إدارية‪ ،‬و�أخرى‬ ‫في التمويل‪� ،‬إلى جانب المناف�سة‬ ‫الداخلية والخارجية‪ ،‬و�صعوبة نقل‬ ‫الملكية بعد وفاة م�ؤ�س�س ال�شركة‬ ‫للأبناء‪ ،‬وذلك لغياب الإ�ستراتيجية‬ ‫الوا�ضحة‪ ،‬الأمر الذي ي�شعل الخالف‬ ‫بين الورثة حول الإدارة وال�صالحيات‬

‫الجغراف ��ي المكث ��ف ووقوعه ��ا في موق ��ف �ضعيف‬ ‫عند ال�سعي �إلى النمو خارج المنطقة‪.‬‬ ‫وي�ض ��اف �إليه ��ا الإفتقار �إل ��ى التنوع ف ��ي ال�سيولة‬ ‫النقدية والم�شاكل المتعلق ��ة بال�شفافية والحوكمة‬ ‫الم�ؤ�س�ساتي ��ة‪ ،‬ه ��ي م�ش ��اكل تلحظه ��ا "مودي ��ز"‬ ‫كمع ّوقات �أ�سا�سية �أي�ض ًا‪.‬‬ ‫وتفي ��د وكالة الإئتمان الدولي ��ة �أنه على الرغم من‬ ‫التح�سن ف ��ي الممار�س ��ات التي تتبعه ��ا ال�شركات‬ ‫المدرج ��ة‪ ،‬مع �إتخ ��اذ كل م ��ن الإم ��ارات العربية‬ ‫المتح ��دة وقطر عدد من الإ�صالح ��ات التنظيمية‬ ‫بعدم ��ا دخلت �ضم ��ن الأ�س ��واق النا�شئ ��ة‪ ،‬غير �أن‬ ‫ال�ش ��ركات الخا�ص ��ة يمكنه ��ا �إختي ��ار �إتب ��اع هذه‬ ‫الممار�سات‪.‬‬ ‫من جانبه ي�شي ��ر م�ست�شار الثروات دانيال فليمينغ‬ ‫�إلى "�أن التحديات الت ��ي تواجه ال�شركات العائلية‬ ‫في منطقة الخليج تكمن في عملية الخالفة‪ ،‬فعلى‬ ‫الرغ ��م من رغبة المزيد م ��ن العائالت للتخطيط‬ ‫للخالف ��ة ف ��ي �أعمالها‪ ،‬ف� ��إن حجم تل ��ك الخطط‬ ‫لي� ��س كافي� � ًا مقارنة بع ��دد ال�ش ��ركات العائلية في‬ ‫وملحة‬ ‫المنطقة"‪ .‬م�ضيف ًا‪" :‬الحاجة ال تزال قائمة ّ‬ ‫�إل ��ى مزيد م ��ن ال�ش ��ركات المتخ�ص�ص ��ة في هذا‬ ‫المج ��ال التي تفه ��م بو�ضوح المنطق ��ة وتقاليدها‬ ‫مرجح� � ًا �أن تب ��د�أ ال�شركات‬ ‫العائلي ��ة وثقافته ��ا"‪ّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫العائلي ��ة القديمة ‪-‬التي تم ّتع ��ت تقليديا منذ زمن‬ ‫طوي ��ل بتدفق حر لالم ��وال �إلى جيوبه ��ا بناء على‬ ‫�إ�سمه ��ا العري ��ق‪ -‬بال�شع ��ور بمزيد م ��ن ال�ضغوط‬ ‫والمزيد من المناف�سة‪.‬‬ ‫ف ��ي ما يتعلق بم�شروعات البني ��ة التحتية ‪ ،‬بح�سب‬ ‫فليمين ��غ‪ ،‬ف� ��إن تح�س ��ن الإقت�ص ��اد نتيج ��ة �إرتفاع‬ ‫�أ�سع ��ار النف ��ط خالل ال�سن ��وات القليل ��ة الما�ضية‬ ‫�أدّى �إل ��ى �إنف ��اق الحكوم ��ات مبال ��غ �ضخم ��ة على‬ ‫م�شروع ��ات البني ��ة التحتي ��ة مم ��ا �أدى ال ��ى م ��لء‬ ‫خزائن معظم ال�ش ��ركات وال�ش ��ركات العائلية في‬ ‫الخلي ��ج‪ ،‬معتب ��ر ًا �أن ��ه "لم تك ��ن م�س�أل ��ة تعر�ضها‬ ‫للمناف�سة قائمة ب�شدة عندها ب�سبب توافر االموال‬ ‫الكافية التي تنفق حولها‪ ،‬ونتيجة لإنخفا�ض �أ�سعار‬ ‫النفط ب ��د�أت �إجراءات �شد الح ��زام وهذا يعطي‬ ‫العدي ��د م ��ن ال�ش ��ركات العائلية الجدي ��دة فر�صة‬ ‫�إثب ��ات ذاتها وتقدي ��م �أف�ضل ما عنده ��ا"؛ متوقع ًا‬ ‫نمو ال�شركات العائلية لت�صبح �أكبر‪.‬‬ ‫وفي ه ��ذا ال�سي ��اق يبرز م ��ا ت�ضمنه تقري ��ر �صادر‬ ‫ع ��ن �شرك ��ة "ب ��ي دبليو �س ��ي" وف ��ق ما نق ��ل موقع‬ ‫�صحيفة الوطن الكويتي ��ة ("بي دبليو �سي"‪ :‬تعاقب‬ ‫الم�س�ؤوليات والم�س�ؤولين في ال�شركات العائلية‬ ‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪85‬‬


‫تحقيق ال�شهر‬ ‫دوالر‪ ،‬مما يعني �أن �إجمالها المحلي والعالمي يبلغ‬ ‫‪ 2.75‬تريليوني دوالر‪.‬‬ ‫وت�شكل ه ��ذه ال�شركات – وفق نقي‪ 70 -‬في المئة‬ ‫م ��ن حج ��م الإقت�ص ��اد الخليج ��ي غي ��ر الحكومي‬ ‫وتوظف ‪ 15‬مليون عامل مواطن و�أجنبي‪.‬‬ ‫وي�ؤكد على �أن �أهم التحديات التي تواجه ال�شركات‬ ‫العائلية‪" :‬العولمة‪ ،‬و�إنفتاح الأ�سواق‪ ،‬و�إزالة القيود‬ ‫�أم ��ام الحرك ��ة التجاري ��ة واال�ستثماري ��ة عبر دول‬ ‫العال ��م‪ ،‬رغ ��م م�ساهمتها في دف ��ع عجلة النمو في‬ ‫المنطقة‪ ،‬وم�ساعيه ��ا لمواجهة كل التحديات على‬ ‫الم�ستوى المحلي والإقليمي والدولي"‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى‪ ،‬ينفي نقي �إهمال الإتحاد �إمكانيات‬ ‫�سي ��دات الأعمال في الخليج‪ ،‬مب ِّين� � ًا �أن قطاعاتهن‬ ‫�سيط ��رت على ما يق ��رب من ‪ 246‬ملي ��ار دوالر من‬ ‫الأ�ص ��ول في الع ��ام ‪ ،2012‬وي ��درنَ �إ�ستثمارات بما‬ ‫يق ��رب من ‪ 140‬ملي ��ار دوالر‪ّ .‬‬ ‫مو�ضح� � ًا �أن �إجمالي‬ ‫م ��ا تملك ��ه �سيدات الأعم ��ال في البن ��وك ال�سعودية‬ ‫بل ��غ ‪ 45‬مليار ريال (‪ 12‬ملي ��ار دوالر)‪ ،‬وبلغت قيمة‬ ‫�سج ��ل ب�إ�سم �سعوديات ‪120‬‬ ‫الإ�ستثمار العقاري ال ُم َّ‬ ‫وت�سجل معدالت نمو‬ ‫مليار ريال (‪ 32‬مليار دوالر)‪ّ ،‬‬ ‫�أعمالهن ن�سبة تتراوح بين ‪ 15‬و‪ 20‬في المئة �سنوي ًا‪.‬‬ ‫ومن �أبرز تلك الم�شكالت‪ ،‬كما يراها �إقت�صاديون‪،‬‬ ‫�أم ��ور �إداري ��ة‪ ،‬و�أخ ��رى ف ��ي التمويل‪� ،‬إل ��ى جانب‬ ‫المناف�س ��ة الداخلي ��ة والخارجي ��ة‪ ،‬خ�صو�ص� � ًا بعد‬ ‫�إنفت ��اح المنطقة عل ��ى الأ�سواق العالمي ��ة‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إل ��ى �صعوب ��ة نق ��ل الملكي ��ة بع ��د وف ��اة م�ؤ�س� ��س‬ ‫ال�شركة للأبن ��اء‪ ،‬وذلك لعدم وجود الإ�ستراتيجية‬ ‫الوا�ضح ��ة‪ ،‬مما �أ�شع ��ل الخالف بي ��ن الورثة حول‬ ‫الإدارة وال�صالحيات‪.‬‬ ‫ومن التحديات �أي�ض ًا‪:‬‬ ‫‪ّ .‬‬ ‫خط ��ة التعاق ��ب الوظيف ��ي‪ :‬تتح� � ّول القي ��ادة من‬ ‫ال�سيط ��رة الأوتوقراطي ��ة �إل ��ى قي ��ادة ذات طاب ��ع‬ ‫وت�شاركي �أكثر ف�أكثر؛‬ ‫�شمولي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ .‬تح� �دّي تقلي� ��ص المنا�ص ��ب‪ :‬ي�شهد ع ��دد �أفراد‬ ‫العائل ��ة المن�ضوين في ال�ش ��ركات العائلية في دول‬ ‫مجل�س التعاون الخليجي �إزدياد ًا م�ستمر ًا؛‬ ‫‪ .‬تحدّي ال�سيطرة والتح ّكم‪ :‬ت�ص ّع ُب طبيعة �أعمال‬ ‫ال�شركات العائل ّية المتن ّوعة مه ّمة البقاء في دائرة‬ ‫المناف�سة؛‬ ‫‪.‬تحدّي المناف�سة‪ :‬كانت �سوق دول مجل�س التعاون‬ ‫الخليج ��ي �سوق� � ًا محمي ًة جزئي ًا م ��ن حوالى خم�س‬ ‫�سن ��وات‪� ،‬إ ّال �أنّ مب ��د�أ تحرير الأ�س ��واق و�إتفاقيات‬ ‫منظم ��ة التج ��ارة العالمي ��ة و�إنكما� ��ش الإقت�ص ��اد‬ ‫العالم ��ي �ساهمت في تعاظم ح� �دّة المناف�سة على‬

‫‪84‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬

‫دانيال فالمينغ‪:‬‬ ‫عملية الخالفة �أهم تحد لل�شركات العائلية‬

‫عبدالله بن محفوظ‪ :‬هذه الثروات‬ ‫ت�شكل قرابة ‪ 15‬في المئة من الناتج المحلي ال�سعودي‬

‫عدد غير م�سبوق من الجبهات؛‬ ‫‪ .‬الأزم ��ة الإقت�صادي ��ة‪ :‬تدف ُع الأزم ��ة االقت�صادية‬ ‫ُ‬ ‫تطاول‬ ‫ب�ش ��كل ملح ��وظ باتج ��اه تغ ّي ��رات جذري ��ة‬ ‫العمليات التجارية لهذه ال�شركات؛‬ ‫‪ .‬حل النزاع ��ات‪ :‬التعامل مع �إتفاقات الم�ساهمين‬ ‫ومجال�س العائالت؛‬ ‫‪ .‬تح� �دّي �إختي ��ار المر�شحين‪ :‬التح ّي ��ز والم�شاعر‬ ‫العائلية الم�ضبوطة‪.‬‬ ‫وبح�س ��ب �إقت�صاديي ��ن ف� ��إن الخ ��روج م ��ن جمل ��ة‬ ‫الم�ش ��كالت الت ��ي تواج ��ه ال�ش ��ركات العائلية غير‬ ‫القادرة عل ��ى مواجهة التحديات يتم ّثل في التح ّول‬ ‫�إل ��ى �ش ��ركات م�ساهم ��ة عام ��ة‪ ،‬للخ ��روج من نفق‬ ‫االنغ�ل�اق في ه ��ذا الجان ��ب‪ ،‬خ�صو�ص� � ًا �أن هناك‬ ‫دعم ًا قوي ًا من الجهات المعنية في ال�سعودية ودول‬ ‫الخلي ��ج للحف ��اظ على ه ��ذه الكيان ��ات‪ ،‬خ�صو�ص ًا‬ ‫�أن ال�ش ��ركات التي تح ّول ��ت للم�ساهمة نجحت في‬ ‫الخ ��روج من الأزمات ورفعت قيمتها ال�سوقية‪ ،‬كما‬

‫�إنته ��ت م�ش ��كالت الملكي ��ة والتموي ��ل الإدارية من‬ ‫خ�ل�ال توفير الخب ��رات الإدارية الت ��ي تتولى و�ضع‬ ‫هيكل �إداري وا�ضح لل�شركة‪.‬‬ ‫ويق ��ول الدكتور عبد اهلل مرعي بن محفوظ‪ ،‬ع�ضو‬ ‫مجل�س الغرف ال�سعودية في ت�صريح له في ‪� 12‬آذار‬ ‫(مار� ��س) ‪ ،2015‬و�أح ��د الفاعلين ف ��ي ال�شركات‬ ‫العائلي ��ة‪�" :‬إن الجهات المعنية في ال�سعودية تعمل‬ ‫للحف ��اظ على �إ�ستثمارات ال�ش ��ركات العائلية التي‬ ‫تقدر بنح ��و ‪ 1.2‬تريليون دوالر‪ ،‬م ��ن خالل نقاط‬ ‫عدة ت�ساع ��د في الحفاظ على ه ��ذه الثروات التي‬ ‫ت�شكل قرابة ‪ 15‬في المئة من الناتج المحلي"‪.‬‬ ‫وتاب ��ع �أن "ه ��ذه النق ��اط تتم ّثل في م ��ا ذهبت �إليه‬ ‫وزارة التجارة وهيئة �سوق المال‪ ،‬من م�ساعدة هذه‬ ‫الكيان ��ات الكبي ��رة للتح� � ّول �إلى �ش ��ركات م�ساهمة‬ ‫عام ��ة وت ��درج ف ��ي ال�س ��وق‪ ،‬فيم ��ا تتمث ��ل المرحلة‬ ‫الثاني ��ة ب�سرعة حوكمة ال�ش ��ركات‪ ،‬من خالل و�ضع‬ ‫نم ��وذج تتمكن في ��ه الغالبية في ال�شرك ��ة من و�ضع‬ ‫�إ�ستراتيجيته ��ا"‪ ،‬الفت ًا �إل ��ى �أن وزارة التجارة تعمل‬ ‫منذ خم� ��س �سنوات على نظام ال�ش ��ركات الجديد‪،‬‬ ‫الذي م ��ن المتوقع �أن ي�صدر قريب� � ًا‪ ،‬وهذا النظام‬ ‫�سي�س ّه ��ل من عملية دخ ��ول ال�ش ��ركاء‪ ،‬ومن خالله‬ ‫ت ��و ّزع المهام ويف�ص ��ل مجل�س الإدارة ع ��ن الإدارة‬ ‫التنفيذية‪.‬‬ ‫و�ضمن جل�س ��ات ملتقى ال�ش ��ركات العائلية الثاني‬ ‫‪ 2015‬ال ��ذي �أقيم ب�شراك ��ة �إ�ستراتيجية مع وزارة‬ ‫التج ��ارة وال�صناعة في ج ��دة ‪ ،‬تحت �شعار "لبناء‬ ‫�شركات عائلية م�ستدامة"‪ ،‬نجد الرئي�س التنفيذي‬ ‫لمجموعة "�سدك ��و" القاب�ضة �أني� ��س �أحمد م�ؤمنة‬ ‫ي�ش� �دّد عل ��ى �أهمية �إتب ��اع نظام حوكم ��ة �سليم في‬ ‫�سبيل نجاح نم ��و ال�شركات "تحديات كثيرة تواجه‬

‫مروان محمود �سني‪" :‬حجم �إ�ستثمارات‬ ‫ال�شركات العائلية الخليجية يقدر بنحو‬ ‫‪ 2.5‬تريليوني دوالر‪ ،‬وحجم �أ�صولها‬ ‫حوالي ع�شرة تريليونات‪ ،‬تتوزع على‬ ‫نحو ع�شرة �آالف �شركة وم�ؤ�س�سة‬ ‫تجارية و�صناعية وخدمية توظف ‪75‬‬ ‫في المئة من العاملين في القطاع الخا�ص"‬


‫تحقيق ال�شهر‬

‫"موديز"‪ :‬ينبغي على‬ ‫ال�شركات العائلية في‬ ‫ال�شرق الأو�سط �أن تتغير‬

‫بات �أكثر خط ��ورة‪� 22 ،‬آذار (مار�س) ‪� ) 2015‬أنه‬ ‫على ال�شركات العائلية ان تتك ّيف ب�سرعة �أكبر‪.‬‬ ‫كم ��ا وعليها ان تب ��ادر للإبت ��كار و�إ�ضف ��اء الطابع‬ ‫المهن ��ي عل ��ى �أعماله ��ا اذا م ��ا كان ��ت ترغ ��ب في‬ ‫�إ�ستم ��رار نجاحها خ�صو�ص ًا بعدما �أ�صبح التعاقب‬ ‫�أكثر خطورة م ��ن �أي وقت م�ضى‪ ،‬حيث توجد لدى‬ ‫‪ %14‬فق ��ط م ��ن ال�ش ��ركات العائلية ف ��ي المنطقة‬ ‫خط ��ط واجر�إءات تعاقب وا�ضح ��ة‪ ،‬وهذا يقل عن‬ ‫المع ��دل العالم ��ي البال ��غ ‪ .16%‬لق ��د كان "ت�سليم‬ ‫الراي ��ة" دائم ًا �أم ��ر ًا محفوف ًا بالمخاط ��ر لل�شركة‬ ‫العائلي ��ة‪ ،‬ويجتم ��ع العدي ��د من العوام ��ل في وقت‬ ‫واح ��د مما يجع ��ل عملي ��ة التعاقب الوظيف ��ي �أكثر‬ ‫خطورة مما كانت عليه في �أي وقت م�ضى‪.‬‬ ‫وع�ل�اوة على ذلك تورد النتائ ��ج العامة لإ�ستطالع‬ ‫ه ��ذا الع ��ام �أن ال�ش ��ركات العائلي ��ة ف ��ي ال�ش ��رق‬ ‫الأو�سط قد حققت نجاح ًا �أكبر ب�شكل ملحوظ من‬ ‫�سجلت‬ ‫نظيراتها في مختلف �أنح ��اء العالم‪ ،‬حيث ّ‬ ‫‪ %79‬منه ��ا نمو ًا في المبيعات ف ��ي ال�سنة الما�ضية‬ ‫مقارنة بن�سبة ‪ %65‬على م�ستوى العالم‪.‬‬ ‫ومع كل التحديات الآنفة الذكر‪ ،‬يظهر الإ�ستطالع‬ ‫ان ال�ش ��ركات العائلي ��ة ف ��ي ال�شرق الأو�س ��ط �أكثر‬ ‫طموح� � ًا في الم ��دى المتو�سط‪ ،‬حي ��ث تتطلع ‪%40‬‬

‫منها لتحقيق نمو قوي في ال�سنوات الخم�س المقبلة‬ ‫ وه ��ذا ثاني �أعلى معدل في اال�ستطالع بكامله –‬‫و‪ %98‬ممن يتوقعون هذا النمو يرون �أنهم على ثقة‬ ‫من تحقيقه‪ .‬وهذا يتوافق مع نتائج ال�شرق الأو�سط‬ ‫ف ��ي �إ�ستط�ل�اع "بي دبلي ��و �سي العالم ��ي" ال�سنوي‬

‫فرا�س حداد‪" :‬ال�شركات‬ ‫العائلية ال�شرق �أو�سطية �أكثر‬ ‫طموح ًا في المدى المتو�سط‪ ،‬حيث‬ ‫تتطلع ‪ %40‬منها لتحقيق نمو قوي في‬ ‫ال�سنوات الخم�س المقبلة‪ ،‬وقد حققت‬ ‫نجاح ًا �أكبر من نظيراتها في مختلف‬ ‫�أنحاء العالم‪ ،‬حيث �سجلت ‪ % 79‬منها‬ ‫نمو ًا في المبيعات في ال�سنة الما�ضية‬ ‫مقارنة بن�سبة ‪ %65‬على‬ ‫م�ستوى العالم"‬

‫ال�سابع ع�شر للر�ؤ�ساء التنفيذيين‪ ،‬حيث �أفاد ‪%66‬‬ ‫م ��ن الر�ؤ�ساء التنفيذيين ف ��ي المنطقة ب�أنهم على‬ ‫ثقة من تحقيق توقعات النمو ل�شركاتهم‪.‬‬ ‫و�إنتقا ًال �إلى البيئ ��ة التنظيمية يالحظ الإ�ستطالع‬ ‫�أن �أحوال ال�سوق تبق ��ى هاج�س ًا فعلي ًا‪ ،‬وت�شعر هذه‬ ‫ال�شركات بقلق �أكبر في ما يتعلق بت�أثير الت�شريعات‬ ‫الحكومي ��ة (‪ %68‬ف ��ي ال�شرق الأو�س ��ط مقارنة ب‬ ‫‪ %33‬عالمي ًا)‪.‬‬ ‫وبح�سب التقرير ف�إنه وبعدما �إتجهت منطقتنا الى‬ ‫التخل ��ف عن الأ�سواق النامية الأخرى في ما يتعلق‬ ‫بتبنيها للتقنية الرقمية‪ ،‬تظهر اليوم دالئل على ان‬ ‫هذا الو�ضع �آخذ في التغير‪ ،‬وبخا�صة في قطاعات‬ ‫مث ��ل التجزئ ��ة‪ ،‬والذي كان واحد ًا م ��ن �أول و�أ�سرع‬ ‫القطاعات ت�أثرا بتقنية الإنترنت‪ ،‬واليزال عن�صر ًا‬ ‫مهما للغاية في االقت�صاد الإقليمي‪.‬‬ ‫وف ��ي الختام يتطرق التقرير �إلى ال�شركات الأ�سرع‬ ‫تك ّيف� � ًا‪ ،‬م�ؤ ّكد ًاعل ��ى �أن ال�ش ��ركات الت ��ي تدار من‬ ‫خ�ل�ال �أجيال �أ�صغ ��ر �سن ًا و�أكثر طموح� � ًا هي تلك‬ ‫الت ��ي على الأرج ��ح ت�شيد ب�إ�ضف ��اء الطابع المهني‬ ‫عل ��ى الأعم ��ال ب�إعتباره هدف� � ًا‪ ،‬وهي �أكث ��ر �إدراك ًا‬ ‫للفر�ص والمخاطر التي تكتنف عملية الإنتقال الى‬ ‫التقنية الرقمية‬ ‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪87‬‬


P.O.Box: 138, Chelsea, London, SW3 6BH ENGLAND Tel: +44 (0) 20 72861372 Fax: +44 (0) 20 72661479 E-mail: ad-diplomasi@btconnect.com Website: http: //www.ad-diplomasi.com

!

NO RELUCTANCE IN SEEKING HOT ISSUES

No Hesitation In Telling Hard Truth Ad-Diplomasi News Report monthly distributes critical analysis of events in the Arab world and the Middle East, to its subscribers among the top Arab decision makers, government officials, diplomats, journalists and business leaders. Ad-Diplomasi News Report analysis goes beyond the event, to provide the information and assessments needed to understand intelligently what is going on, in the ever changing Middle East political, military and economic scene. Ad-Diplomasi News Report’s writers have an impeccable reputation as experts in Arab affairs and, their work is widely quoted by the international media. Ad-Diplomasi News Report is published from LONDON in Arabic as well as in English by Focus Press (UK) Limited. Founded in 1996. Editor Raymond Atallah.


‫تدوي ��ر المي ��اه و�إ�ستخدامه ��ا لأغرا� ��ض �صناعي ��ة‬ ‫وزراعي ��ة‪ .‬لكن يبق ��ى ال�س� ��ؤال‪ :‬ه ��ل �ستكفي تلك‬ ‫الجهود في الأمد الأطول؟‪.‬‬ ‫�إذا نظرنا �إلى بع�ض الوقائع نجد �أنه مع �إ�ستنزاف‬ ‫موارد المي ��اه الجوفية‪ ،‬تزداد الحاج ��ة �إلى زيادة‬ ‫ق ��درات تحلية مياه البحر بوتي ��رة �أ�سرع‪ ،‬ما يعني‬ ‫�إ�ستن ��زاف النف ��ط والغ ��از و�إزدي ��اد ملوح ��ة مياه‬ ‫الخلي ��ج‪ .‬ففي الإم ��ارات العربي ��ة المتحدة‪ ،‬يتوقع‬ ‫ن�ضوب موارد المياه الجوفية غير المتجددة خالل‬ ‫خم�سين �سنة‪ .‬وفي ال�سعودية تد ّنى من�سوب المياه‬ ‫في بع�ض الطبقات الجوفية �إلى م�ستويات خطرة‪.‬‬ ‫حت ��ى الينابي ��ع ف ��ي متن ��زه الإح�س ��اء الوطني في‬ ‫المنطقة ال�شرقية ج ّف ��ت تمام ًا وباتت تُروى بمياه‬ ‫ال�صرف المعا َلجة‪.‬‬ ‫م ��ن جهته ي�ؤكد الدكتور طه بن عثمان الفراء‪ ،‬في‬ ‫مقال بعنوان "�أمن الموارد المائية في دول الخليج‬ ‫العربي ��ة‪ :‬الواق ��ع والم�ستقبل" (‪ 15‬كان ��ون الثاني‬ ‫(يناي ��ر) ‪ ،2015‬مركز الجزي ��رة للدرا�سات) �أن‬ ‫الطل ��ب على المياه �سجل ف ��ي دول الخليج العربية‬ ‫خ�ل�ال ال�سني ��ن الع�شر الأخيرة زي ��ادة و�صلت �إلى‬ ‫ما يناهز ‪ ،%140‬وكانت الكويت �إحدى الدول التي‬ ‫تج ��اوزت ن�سبة الطلب على المي ��اه للإ�ستخدامات‬

‫البلدي ��ة‪ ،‬ولي�س م ��ن المتو َّقع �أن يط ��ر�أ تغيير كبير‬ ‫في هذا التوزيع لمخ�ص�صات المياه في الم�ستقبل‬ ‫ف ��ي معظ ��م بلدان المنطق ��ة؛ وعلى كل ح ��ال ف�إنه‬ ‫م ��ن المتو َّقع �أن تنخف�ض ح�ص ��ة القطاع الزراعي‬

‫‪ %140‬هي ن�سبة زيادة الطلب على المياه‬ ‫في الخليج في ال�سنين الع�شر الما�ضية‪،‬‬ ‫و‪ %60‬من المياه المحلاّ ة في العالم تنتجها‬ ‫دول مجل�س التعاون حيث �إرتفعت طاقة‬ ‫التحلية فيها من ‪ 1‬مليار متر مكعب في‬ ‫العام ‪� 1980‬إلى ‪ 9,5‬مليارات متر مكعب‬ ‫في العام ‪ ،2010‬ومن المتوقع ان ت�صل‬ ‫الى ‪ 19‬مليار متر مكعب في العام ‪2016‬؛‬ ‫فيما ‪ %85‬من �إجمالي المياه في الخليج‬ ‫ي�ستهلكها القطاع الزراعي‬

‫لإجمال ��ي دول الخلي ��ج العربية م ��ن متو�سط قدره‬ ‫‪ %63‬في العام ‪� 1995‬إلى ‪ %48‬في العام ‪.2025‬‬ ‫وخ�ل�ال العق ��ود الأربع ��ة الفائت ��ة ت�ضاع ��ف عدد‬ ‫ال�س ��كان �أكث ��ر من خم� ��س م َّرات؛ وذل ��ك من نحو‬ ‫‪ 8‬ماليي ��ن ن�سمة في الع ��ام ‪� 1970‬إلى نحو ‪43.5‬‬ ‫ملي ��ون ن�سم ��ة في الع ��ام ‪2010‬؛ حي ��ث يبلغ معدل‬ ‫النم ��و ال�سكاني الحال ��ي في دول الخلي ��ج العربية‬ ‫نحو ‪ ،%3‬الذي ُي َع ُّد من �أعلى المعدالت في العالم‪.‬‬ ‫وبد ًءا من الثمانينات من القرن المن�صرم رافقت‬ ‫التنمي ��ة والنم ��و ال�سكان ��ي المت�سارعي ��ن زي ��ادة‬ ‫متواترة في الطلب على المياه؛ حيث �إرتفع الطلب‬ ‫م ��ن نحو ‪ 6‬ملي ��ارات متر مكعب ف ��ي العام ‪،1980‬‬ ‫�إلى �أكثر من ‪ 32‬مليار متر مكعب في العام ‪.2005‬‬ ‫وفي ِّ‬ ‫ظل النمو ال�سكاني وزيادة الطلب على الغذاء‬ ‫�صاغ ��ت غالبي ��ة دول الخلي ��ج العربي ��ة �سيا�س ��ات‬ ‫زراعي ��ة طموح ��ة؛ ته ��دف �إل ��ى تحقي ��ق التنمي ��ة‬ ‫الإجتماعي ��ة والإقت�صادي ��ة والإكتف ��اء الذاتي من‬ ‫الغذاء‪ ،‬و�أ�صبح القطا ُع الزراعي ال ُم ْ�س َت ْه ِل َك الأكبر‬ ‫للمي ��اه‪ ،‬وذلك بن�سبة ت�ص ��ل �إلى �أكثر من ‪ %85‬من‬ ‫�إجمالي المياه الم�ستخدمة في هذه الدول‪.‬‬ ‫ومن العر�ض ال�سابق يت�ضح – بح�سب الفراء‪� -‬أن‬ ‫هناك ثالث ��ة �أ�سباب رئي�سي ��ة متداخلة ومترابطة‬ ‫ت� ��ؤدي �إلى زيادة الطلب على المياه‪ :‬زيادة ال�سكان‬ ‫ف ��ي دول الخلي ��ج العربي ��ة‪ ،‬وزيادة الطل ��ب نتيجة‬ ‫�إحتياج ��ات التنمية‪ ،‬والإفراط الزائ ��د في �أنماط‬ ‫الإ�ستهالك المحلي للماء في هذه الدول‪.‬‬ ‫وم ��ع توق ��ع تع ّم ��ق الأزم ��ة ال ��ذي يعتق ��د الخبراء‬ ‫�أن ال مف ��ر من ��ه‪ ،‬يفي ��د مرك ��ز الخلي ��ج ل�سيا�سات‬ ‫التنمي ��ة ف ��ي "ملف الأم ��ن المائ ��ي ف ��ي الخليج‪،‬‬ ‫الخلي ��ج ‪ :2013‬الثابت والمتح� � ّول"‪� ،‬أنه قد يكون‬ ‫م ��ن �أكبر التحدّيات التي تواج ��ه دول المجل�س هو‬ ‫�ضع ��ف المخ ��زون الإ�ستراتيجي للمي ��اه في بع�ض‬ ‫دول ��ه‪ ،‬وهي الق ��درة الإ�ستيعابي ��ة للدولة من كمية‬ ‫المياه للإ�ستعمال الفوري‪ .‬فف ��ي الإمارات‪ ،‬مث ًال‪،‬‬ ‫والتي تُعتبر الدّولة الأكث ��ر تط ّور ًا في المنطقة في‬ ‫ه ��ذا المجال‪ ،‬ي�صل مخزون المي ��اه الإ�ستراتيجي‬ ‫�إل ��ى حوال ��ي ّ‬ ‫ال�شه ��ر‪ ،‬بينم ��ا ال يتع� �دّى المخزون‬ ‫الإ�ستراتيج ��ي الحالي للبحرين يوم� � ًا واحد ًا‪ ،‬م ّما‬ ‫يعن ��ي الحاج ��ة �إلى �إع ��ادة تعبئة المخ ��زون يوم ّي ًا‬ ‫لتف ��ادي نف ��اذه‪ ،‬م ّم ��ا يثي ��ر �أ�سئل ��ة �أ�سا�س ّية حول‬ ‫جاهز ّي ��ة الدّول ��ة لأي ��ة ك ��وارث �أو ح ��االت طارئة‬ ‫محتملة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وق ��د ذاق البحرينيون ج ��زءا من ه ��ذا ال�سيناريو‬ ‫الأ�س ��ود ف ��ي �آب (�أغ�سط� ��س) ‪ 2004‬ف ��ي ما‬ ‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪89‬‬


‫ق�ضايا‬

‫في ّ‬ ‫ظل طبيعتها ال�صحراو ّية القا�سية وندرة الموارد المتج ّددة والإ�ستهالك المفرط والهدر‬

‫دول اخلليج العربية‬ ‫مهددة بالعطش يف ‪2050‬‬ ‫ّ‬

‫غالب � ًا ما تو�ص��ف بلدان مجل�س التع��اون الخليجي ال�ستة‪ ،‬ب�أنه��ا معجزة حققتها الث��روة النفطية‪ .‬لكن‬ ‫خريط��ة المنطقة وطبيعتها (تت�سم بمناخ �صحراوي جاف)‪ ،‬ال توفّر �إال القليل ن�سبي ًا من المياه العذبة‪،‬‬ ‫وتُ�ص ّن��ف ب�أنه��ا من �أفق��ر دول العالم مائي �اً‪ .‬لذلك تعمل هذه ال��دّ ول‪ ،‬ومنذ وقت طوي��ل‪ ،‬على تقليل‬ ‫الفجوة بين ما هو متاح من موارد مائية محدودة �أ�سا�ساً‪ ،‬وتتناق�ص مع م ّر الزمن‪ ،‬وما هو مطلوب للوفاء‬ ‫بالإحتياجات المتزايدة‪ ،‬نتيجة للزيادة ال�سكانية‪ ،‬وزيادة الطلب على الغذاء‪ ،‬و�إ�ستهالك الفرد للمياه‪.‬‬ ‫وهك��ذا ف�إنّ الم�شكل��ة تتفاقم يوم ًا بعد يوم‪ ،‬الأمر ال��ذي قد ي�ؤدي �إلى الت�أثير ف��ي الأحوال الإقت�صاديّة‬ ‫والإجتماعيّة‪ ،‬ما لم تُتخذ الحلول المنا�سبة وفي وقت قريب للتّ�صدي لهذه الم�شكلة الحياتية المُ لحّ ة‪.‬‬ ‫بيروت ‪ -‬مازن مج َّوز‬ ‫تتم ّثل "المعجزة" التي حققتها الثروة‬ ‫النفطي ��ة ف ��ي بل ��دان مجل� ��س التعاون‬ ‫وعم ��ان والبحري ��ن‬ ‫الخليج ��ي ال�ست ��ة‪ ،‬الإم ��ارات ُ‬ ‫وال�سعودي ��ة وقط ��ر والكوي ��ت‪ ،‬في بع� ��ض جوانبها‬ ‫�سرفين في �أر�ض‬ ‫ب�أبنية فخمة‪ ،‬م ��ع م�ستهلكي ��ن ُم ِ‬ ‫فقي ��رة الترب ��ة و�شحيح ��ة الأمطار‪ .‬وف ��ي الواقع‪،‬‬ ‫ف� ��إن التم� �دّد الح�ض ��ري والم�شاري ��ع الترفيهي ��ة‬ ‫والمج ّمعات ال�صناعية التي ن�ش�أت خالل ال�سنوات‬ ‫الأربعي ��ن الما�ضية بددت وتب� �دّد الثروات الكامنة‬ ‫تحت الأر�ض بوتيرة متزايدة‪.‬‬ ‫لق ��د ع� �زّزت المي ��اه والطاق ��ة الرخي�صت ��ان هذه‬ ‫الطفرة‪ ،‬لكن ذلك �أ�سفر عن بنى تحتية �إقت�صادية‬ ‫وعمراني ��ة تزي ��د الطلب على الم ��وارد ال ُم�ستنزفة‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫�أ�سا�سا‪ .‬ووف ��ق الإتجاهات الراهن ��ة للإ�ستهالك‪،‬‬ ‫ف�إن البل ��دان الخليجي ��ة �ست�صبح معتم ��دة ب�شكل‬ ‫متزايد على الواردات‪.‬‬ ‫ومنطقي� � ًا ومن �أجل تدارك هذه الم�شكلة ‪ ،‬تم ّكنت‬ ‫دول الخلي ��ج ف ��ي المرحلة الحالية م ��ن درء خطر‬ ‫�شح المياه من طريق فر� ��ض �إ�ستراتيجيات �إعادة‬

‫‪88‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬

‫محطات تحلية المياه في ال�سعودية‪ :‬خيار �إ�ستراتيجي وتجربة عالمية الفتة‬


‫محطة مترو الريا�ض في ال�سعودية‪ :‬ثورة معمارية لها تداعيات مائية‬

‫الف ��رد من المي ��اه العذبة المتواف ��رة �إنخف�ض من ‪ 1.3‬مليار متر مكعب في العام ‪ ( 2012‬نحو ‪ 5.3‬القط ��اع الزراع ��ي‪ ،‬علم� � ًا �أن خ ��ط الفق ��ر المائي‬ ‫(ن�صي ��ب الف ��رد ال�سن ��وي من المي ��اه ) هو ‪1000‬‬ ‫نح ��و ‪ 600‬متر مكعب �سنوي ًا �إل ��ى ‪ 160‬متر ًا مكعب ًا في المئة من �إجمالي �إ�ستهالك المياه)‪.‬‬ ‫و�إعتب ��ر التقرير �أن عدم فر� ��ض ر�سوم على المياه متر مكعب‪ .‬فيما �إرتفعت طاقة التحلية في الخليج‬ ‫فقط‪.‬‬ ‫وقد جاء في التقرير‪" :‬تواجه دول مجل�س التعاون الجوفي ��ة‪� ،‬أ�سفر عن هيمنة ط ��رق الري التقليدية م ��ن ‪ 1‬ملي ��ار متر مكعب في الع ��ام ‪� 1980‬إلى ‪9,5‬‬ ‫الخليجي زيادة ندرة المياه وكلفة �إمدادات المياه‪ ،‬وزراع ��ة المحا�صي ��ل الكثيف ��ة المي ��اه‪ .‬مقدِّ م� � ًا مليارات متر مكعب ف ��ي العام ‪ 2010‬ومن المتوقع‬ ‫وكالهما ي�ش ّكالن تهدي ��دات حقيقية �أمام تحقيق البحري ��ن كمث ��ال والتي تعتم ��د �أ�سل ��وب الري في ان ت�صل الى ‪ 19‬مليار متر مكعب في العام ‪.2016‬‬ ‫المزي ��د من التنمي ��ة‪ .‬وم ��ن المتوق ��ع �أن التحدي ما ن�سبت ��ه ‪ 72‬في المئ ��ة من �أرا�ضيه ��ا الزراعية‪ ،‬و�إنتق ��ا ًال �إلى العالقة بين الأم ��ن الغذائي والمائي‬ ‫المتمثل في توفير المياه لتلبية جميع الإحتياجات والكوي ��ت تعتم ��ده بن�سب ��ة ‪ 63‬في المئ ��ة‪ ،‬و‪ 60‬في نتوق ��ف عن ��د مق ��ال بعن ��وان "�إ�ض ��اءة ‪ ..‬الأم ��ن‬ ‫الغذائ ��ي والمائي ف ��ي دول مجل�س التع ��اون كتبته‬ ‫ينمو مع مرور الوقت ب�سبب التحديات التي تواجه المئة في ُعمان‪ ،‬و ‪ 75‬في المئة في قطر‪.‬‬ ‫ومما ال �شك فيه‪ ،‬وبح�س ��ب التقرير‪� ،‬أن �إ�ستخدام ريم الحرمي عل ��ى موقع �صحيفة الراية القطرية‪،‬‬ ‫المنطقة‪ ،‬ومن بينها تغ ّير المناخ"‪.‬‬ ‫وم ��ن الم�ؤك ��د �أن �إ�ستدامة المياه ف ��ي دول مجل�س هذه الأ�ساليب التقليدية‪ ،‬ي�ؤدي �إلى خ�سارة كميات في ‪ 7‬كان ��ون �أول (دي�سمب ��ر) ‪�" :)2014‬إن الأمن‬ ‫التع ��اون الخليجي هي مهمة �صعب ��ة ومع ّقدة‪ ،‬و�أن كبي ��رة م ��ن المي ��اه‪ ،‬وت�شي ��ر التقدي ��رات �إل ��ى �أن المائ ��ي والغذائي مرتبطان ب�سب ��ب �إعتماد الأمن‬ ‫�إعتم ��اد طرق الري التقليدي ف ��ي هذه الدول ي�ؤثر الخ�سائر الناجم ��ة من �شبكات التوزيع و�إ�ستخدام الغذائي على المائي في ما يتعلق بالزراعة والري‪،‬‬ ‫�سلب� � ًا في مخ ��زون المياه الجوفي ��ة‪ .‬وب َّين التقرير طرق الري ت�صل �إلى ما بين ‪� 25‬إلى ‪ 40‬في المئة‪ ،‬فالزراع ��ة ت�ستهل ��ك م ��ا يق ��ارب ‪ %70 - %40‬من‬ ‫ب� ��أن دول مجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي ت�شهد زيادة وف ��ي ُعم ��ان لوحدها ت�ص ��ل الخ�سائ ��ر �إلى ‪ 40‬في مخزون المي ��اه الجوفية في الخلي ��ج‪ ،‬ففي درا�سة‬ ‫الملحة لتغيير طرق �أعدته ��ا �شرك ��ة �إ�ست�شارات عالمي ��ة (�إ�ستراتيجي‬ ‫ف ��ي �إ�ستهالك المي ��اه في القط ��اع ال�صناعي‪ ،‬بما المئة"‪ُ .‬م�شدّد ًا على ال�ضرورة ّ‬ ‫�آن ��د) تو�صلت ال ��ى �أن معدل �إ�سته�ل�اك الفرد في‬ ‫ي ��وازي �سيا�س ��ات تنويع م�صادر الدخ ��ل لمواجهة �إ�ستخدام و�إدارة هذا المورد الحيوي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تقلب ��ات الأ�سعار ف ��ي النفط والغاز‪ ،‬الفت� � ًا �إلى �أن وفي لغ ��ة الأرقام تفيد �أحدث الدرا�سات �أن ‪ %140‬الخليج ه ��و الأعلى عالميا‪ ،‬فف ��ي المملكة العربية‬ ‫�إجمال ��ي �إ�سته�ل�اك المياه في القط ��اع ال�صناعي ه ��ي ن�سبة زي ��ادة الطلب عل ��ى المياه ف ��ي الخليج ال�سعودية على �سبي ��ل المثال يبلغ معدل �إ�ستهالك‬ ‫�إرتف ��ع م ��ن ‪ 321‬مليون مت ��ر مكعب ف ��ي منت�صف في ال�سنين الع�شر الما�ضي ��ة‪ .‬و�أن ‪ %60‬من المياه الف ��رد ‪� %91‬أعلى م ��ن المعدل العالم ��ي‪ ،‬وتت�شابه‬ ‫ت�سعين ��ات الق ��رن الفائ ��ت (‪ 1.3‬ف ��ي المئ ��ة من المح�ّل�اّ ة في العالم تنتجه ��ا دول مجل�س التعاون‪ .‬الن�سب ��ة ف ��ي �سائ ��ر دول الخليج‪ .‬كذل ��ك فالخليج‬ ‫مجم ��وع الإ�ستهالك الكلي للمي ��اه)‪� ،‬إلى �أكثر من فيما ‪ % 85‬من �إجمالي المياه في الخليج ي�ستهلكها يعتم ��د على تحلية مي ��اه البح ��ر بن�سبة ‪،%90‬‬ ‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪91‬‬


‫ق�ضايا‬ ‫ُع ��رف بي ��وم "الإثني ��ن الأ�س ��ود"‪ ،‬حي ��ن �إنقطعت‬ ‫ال�صيف‪،‬‬ ‫الكهرب ��اء ليوم كامل ف ��ي ذروة ح ��رارة ّ‬ ‫ما �أدّى �إلى تو ّقف ّ‬ ‫محط ��ات تحلية المياه‪ ،‬وبنهاية‬ ‫الي ��وم كان المخ ��زون المائي ف ��ي الدّولة قد و�صل‬ ‫�إلى درجة النفاذ‪.‬‬ ‫وبالعودة ال ��ى ن�ضوب المياه ف ��ي الإمارات ونظرة‬ ‫الدول ��ة الم�ستقبلي ��ة �إليها قال ولي عه ��د �أبو ظبي‬ ‫ال�شي ��خ محم ��د بن زاي ��د �آل نهيان ف ��ي ‪� 11‬شباط‬ ‫(فبراي ��ر) ‪ 2015‬ف ��ي �إفتت ��اح فعالي ��ات ال ��دورة‬ ‫الثالث ��ة للقمة الحكومية في دبي‪�" :‬إننا اليوم نفكر‬ ‫ونخطط لخم�سين �سن ��ة مقبلة ولم�صلحة الأجيال‬ ‫عبر بناء �إقت�صاد متنوع ومتين و ُم�ستدام‪ ،‬ال يعتمد‬ ‫عل ��ى الموارد التقليدية ويفت ��ح �آفاق ًا واعدة تُ�سهم‬ ‫في تعزيز مق ّومات وقدرات الدولة"‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف‪�" :‬إنن ��ا نعي� ��ش فت ��رة لدين ��ا فيه ��ا خير‬ ‫ويج ��ب �أن ن�ستثمر كل �إمكاناتنا ف ��ي التعليم‪ ،‬النه‬ ‫بع ��د خم�سي ��ن عام ًا لن يك ��ون هناك نف ��ط �أو غاز‬ ‫و�سنواج ��ه تحدي ن�ض ��وب المياه‪ ،‬و�س ��وف ن�صدر‬ ‫�آخر برميل نفط ‪ ،‬و�أ�ؤكد �أننا حينها �سنحتفل بهذه‬ ‫اللحظة ولن نحزن‪� ،‬إذا قمن ��ا من اليوم ب�إ�ستثمار‬ ‫مواردنا الب�شرية ب�شكل �صحيح‪ ،‬فرهان الم�ستقبل‬ ‫لي�س نفط ًا‪ ،‬بل �شباب يتلقى �أف�ضل تعليم"‪.‬‬ ‫وبالن�سب ��ة �إل ��ى م�ستقب ��ل الأم ��ن المائ ��ي في دول‬ ‫الخلي ��ج العربي ��ة فقد د َّل ��ت درا�س ��ات حديثة على‬ ‫�أن الطل ��ب العالم ��ي عل ��ى المياه في الع ��ام ‪2030‬‬ ‫�سيك ��ون �أعل ��ى بن�سبة ‪ %40‬مم ��ا هو علي ��ه حال ًّيا‪،‬‬ ‫و�س ُي�سهم النم ��و ال�سكاني غال ًبا ف ��ي زيادة الطلب‬ ‫عل ��ى المياه؛ فقد تجاوز عدد �س ��كان العالم �سبعة‬ ‫مليارات ن�سم ��ة‪ ،‬و�إذا ا�ستم َّر معدل النمو ال�سكاني‬ ‫الحال ��ي عل ��ى ما ه ��و عليه فق ��د ُيعان ��ي نحو ‪%60‬‬ ‫م ��ن �سكان العال ��م ندرة ف ��ي المياه بحل ��ول العام‬ ‫‪ ،2025‬و�سي ��زداد هذا الو�ضع �سو ًءا مع تزايد عدد‬ ‫ال�س ��كان‪ ،‬وهبوط من�سوب المي ��اه في �أ�شد البلدان‬ ‫تع ُّر ً�ض ��ا لندرة المي ��اه �إلى �أقل م ��ن ‪100‬م‪ 3‬للفرد‬ ‫ف ��ي ال�سنة‪ ،‬وهذا �أقل جدًّا من م�ستوى ندرة المياه‬ ‫ال�شدي ��دة البالغ ‪ 500‬م‪ 3‬في ال�سن ��ة‪ ،‬الذي ح َّدده‬ ‫معه ��د التعليم ف ��ي مجال المي ��اه التاب ��ع لمنظمة‬ ‫اليوني�سكو‪ ،‬الذي َي ُع ُّد توافر المياه محدِّ دًا �أ�سا�س ًّيا‬ ‫للحي ��اة‪ ،‬مقاب ��ل متو�سط عالمي يزي ��د على ‪6000‬‬ ‫متر مكعب للفرد‪.‬‬ ‫وت�أت ��ي �أربع من دول الخليج العربية ال�ست ‪-‬ومنها‬ ‫قطر‪ -‬بين �أكثر ع�شر دول في العالم تع ُّر ً�ضا لندرة‬ ‫المياه‪ ،‬وت�أتي الكوي ��ت (‪� 10‬أمتار مكعبة للفرد في‬ ‫الع ��ام) عل ��ى ر�أ�س ترتي ��ب الدول الت ��ي تُعاني من‬

‫‪90‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬

‫محمد بن زايد �آل نهيان‪:‬‬ ‫علينا التخطيط للخم�سين �سنة المقبلة‬

‫الخبير وليد زباري‪" :‬يتم ا�ستهالك‬ ‫المياه من قبل القطاعات الرئي�سية‬ ‫الم�ستهلكة ب�أ�سلوب غير ر�شيد وبكفاءة‬ ‫منخف�ضة ي�سودها الهدر‪ ،‬وينخف�ض فيها‬ ‫الوعي على م�ستوى الفرد والمجتمع‬ ‫بق�ضايا المياه ويعتبر فيها حل ق�ضايا‬ ‫المياه من م�س�ؤوليات الجهاز الحكومي‬ ‫ولي�س الم�ستهلك‪ ،‬كما �أن ال�سيا�سات المائية‬ ‫المطبقة في هذه الدول حالياً غير متكاملة"‬ ‫ندرة المياه في العال ��م (ت�ستهلك �أكثر من مرتين‬ ‫مع ��دل �إ�سته�ل�اك الف ��رد للمي ��اه ف ��ي بريطانيا)‪،‬‬ ‫والإم ��ارات العربي ��ة المتح ��دة (‪ 58‬مت� � ًرا مكع ًب ��ا‬ ‫للف ��رد في العام) في المرك ��ز الثالث‪ ،‬وقطر (‪94‬‬ ‫مت ًرا مكع ًبا للفرد في العام) في المركز الخام�س‪،‬‬ ‫وال�سعودي ��ة (‪ 118‬مت� � ًرا مكع ًبا للفرد ف ��ي العام)‬ ‫في المرك ��ز الثامن؛ �أما دولت ��ي الخليج الباقيتين‬ ‫وعم ��ان؛ فت�ستهلكان ن�سب ��ة ‪ 2.8‬و‪1.5‬‬ ‫البحري ��ن ُ‬ ‫على التوالي‪� -‬أكثر مما لديهما من موارد مائية‪.‬‬‫ّ‬ ‫ويو�ض ��ح الخبي ��ر البحريني في قط ��اع المياه وليد‬ ‫زباري (العال ��م يحتفي بـ "يوم المياه"‪ ...‬وتحذير‬ ‫م ��ن �شحه في البحرين م�ستقب ًال‪� ،‬صحيفة الو�سط‬ ‫البحريني ��ة ‪� 22 ،‬آذار (مار� ��س) ‪" :)2015‬هناك‬ ‫ث�ل�اث بيئات رئي�سية ت�ؤثر ف ��ي �إ�ستدامة المياه في‬

‫الدكتور طه بن عثمان الفراء‪:‬‬ ‫‪� 3‬أ�سباب وراء �إرتفاع الطلب على الماء‬

‫بل ��د ما‪ ،‬وهي‪� :‬أو ًال البيئ ��ة الهيدرولوجية الطبيعية‬ ‫(�أي تواف ��ر المي ��اه الطبيعي ��ة وتوزيعه ��ا المكاني‬ ‫والزمان ��ي ال�سائ ��د)‪ ،‬ثاني� � ًا البيئ ��ة الإجتماعي ��ة‬ ‫والإقت�صادي ��ة (�أي هي ��كل الإقت�ص ��اد و�سل ��وك‬ ‫الجهات الفاعلة في ��ه والم�ستهلكة للمياه وخيارات‬ ‫ال�سيا�سات التي تتخذها ف ��ي التعامل مع المياه)‪،‬‬ ‫وثالث� � ًا البيئ ��ة الم�ستقبلي ��ة (تغ ّير المن ��اخ‪ ،‬حجم‬ ‫ال�س ��كان الم�ستقبلي‪ ،‬الطلب عل ��ى الغذاء و�أ�سعاره‬ ‫العالمية‪ ،‬وتط ��ورات الإقت�ص ��اد المحلي والعالمي‬ ‫وغيرها من العوامل)"‪.‬‬ ‫وي�ضي ��ف زب ��اري ب�أن جمي ��ع البيئ ��ات الثالث غير‬ ‫مواتي ��ة للإ�ستدام ��ة المائي ��ة ف ��ي دول المجل� ��س‬ ‫حالي� � ًا‪ ،‬فهي تقع ف ��ي منطقة تت�سم بن ��درة المياه‬ ‫وتذبذبه ��ا المكان ��ي والزمان ��ي‪ ،‬وفيها �أح ��د �أعلى‬ ‫مع ��دالت النمو ف ��ي العالم ب�سب ��ب �سيا�سات النمو‬ ‫الإقت�ص ��ادي‪ ،‬وتم ّث ��ل المي ��اه مدخ�ل ً�ا رئي�سي ًا في‬ ‫العدي ��د م ��ن �أن�شطته ��ا التنموي ��ة (القطاع ��ات‬ ‫الزراعية والبلدية وال�صناعي ��ة)‪ ،‬ويتم �إ�ستهالك‬ ‫المي ��اه من قب ��ل القطاعات الرئي�سي ��ة الم�ستهلكة‬ ‫ب�أ�سل ��وب غير ر�شي ��د وبكفاءة منخف�ض ��ة ي�سودها‬ ‫اله ��در‪ ،‬وينخف�ض فيها الوعي عل ��ى م�ستوى الفرد‬ ‫والمجتمع بق�ضاي ��ا المياه‪ ،‬ويعتبر فيها حل ق�ضايا‬ ‫المي ��اه م ��ن م�س�ؤوليات الجه ��از الحكوم ��ي ولي�س‬ ‫الم�ستهلك‪ ،‬كم ��ا �أن ال�سيا�س ��ات المائية المطبقة‬ ‫في هذه الدول حالي ًا غير متكاملة‪.‬‬ ‫ف ��ي المقابل يذك ��ر تقرير "المياه م ��ن �أجل عالم‬ ‫م�ست ��دام"‪ ،‬والذي �أطلقته الأم ��م المتحدة بتاريخ‬ ‫‪� 20‬آذار (مار� ��س) ‪ ،2015‬بالتزام ��ن م ��ع الي ��وم‬ ‫العالم ��ي للمي ��اه ال ��ذي ي�صادف ف ��ي ‪ 22‬من �شهر‬ ‫�آذار (مار� ��س) م ��ن كل ع ��ام �أن متو�سط ن�صيب‬


‫ق�ضايا‬ ‫وتكالي ��ف تحلية المي ��اه مرتفعة ن�سبي� � ًا‪ ،‬وللتحلية‬ ‫تبعات �سلبية �أبرزها �إرتفاع ن�سبة ملوحة المياه ما‬ ‫�سي�ؤث ��ر �سلب ًا على الخ�صائ�ص الطبيعية لمياه دول‬ ‫الخليج"‪.‬‬ ‫ويبق ��ى ال�س� ��ؤال‪ :‬كي ��ف �ستتعام ��ل دول الخليج في‬ ‫حال ��ة ح ��دوث تل� � ّوث لمياهه ��ا الإقليمي ��ة بالنفط‬ ‫�أو م ��ن خالل �أي م ��واد كيميائية �أخ ��رى؟ يبدو �أن‬ ‫الج ��واب هو في الم�شروع ال ��ذي تب ّنته دول مجل�س‬ ‫التعاون من خالل الربط المائي بينها ل�ضخ المياه‬ ‫م ��ن بح ��ر ُعمان �أو بح ��ر العرب‪ ،‬وال ��ذي يع ّد ح ًال‬ ‫�إ�ستراتيجي ًا ف ّعا ًال‪.‬‬ ‫كل ه ��ذا يقودن ��ا �إل ��ى الق ��ول �أن الوق ��ت ُيداه ��م‬ ‫المنطق ��ة الخليجية‪ ،‬فالتقارير والأبحاث العلمية‬ ‫ت�شي ��ر الى �أن دول الخليج �ستواجه خطر ًا حقيقي ًا‬ ‫يتلخّ �ص في �شح مياه ال�شرب بحلول العام ‪.2050‬‬ ‫ومن هنا ف�إن الإ�ستراتيجي ��ات التي و�ضعتها دول‬ ‫الخلي ��ج الب ��د لها م ��ن تفعي � ٍ�ل عاج ��ل‪ ،‬فم�ستقبل‬ ‫الأم ��ن المائي والغذائي ف ��ي دول مجل�س التعاون‬ ‫يبق ��ى غام�ض ًا ومجهو ًال‪ ،‬عل ��ى الرغم من �أهميته‬ ‫وتبعاته التي من الممكن �أن تنعك�س �سلب ًا في حال‬ ‫ف�شلت الخط ��ط والإ�ستراتيجي ��ات الحالية‪ .‬ففي‬ ‫حال ��ة ن�شوب حرب �أو �أزم ��ة �سيا�سية جدية �سوف‬ ‫يدف ��ع الخلي ��ج ومواطن ��وه �أي�ض� � ًا الثم ��ن باهظ ًا‪،‬‬ ‫ب�سبب �إنعدام وجود ر�ؤي ��ة وا�ضحة على الم�ستوى‬ ‫الخليج ��ي م ��ن جه ��ة‪ ،‬وقل ��ة الوع ��ي للمواطني ��ن‬ ‫والتق�صي ��ر الذي يقع على عاتقهم‪ ،‬فالحل لعالج‬ ‫تل ��ك الأزم ��ة يكمن في ح ��ل تت�شارك في ��ه الدول‬ ‫وم�ؤ�س�ساته ��ا‪ ،‬والأفراد وم�س�ؤوليته ��م المجتمعية‬ ‫من جهة �أخرى‪.‬‬ ‫وفي خ�ضم هذه التح ��والت والوقائع المهمة‪ ،‬ف�إن‬ ‫التّحديات المائ ّية باتت تم ّثل هاج�س ًا حقيق ّي ًا لدول‬ ‫المجل�س‪ ،‬خ�صو�ص� � ًا في ظ ّل طبيعتها ال�صحراو ّية‬ ‫القا�سية‪ ،‬وندرة الم ��وارد المتجدّدة‪ ،‬والإ�ستهالك‬ ‫يحتم ج ْعل م�س�أل ��ة المياه في �أ ّول‬ ‫المف ��رط‪ .‬وهذا ّ‬ ‫�إهتمامات دول المجل�س مجتمعة‪ .‬وقد يكون ركيزة‬ ‫�أ ّي ��ة خطة لمواجهة ه ��ذا التّحدي؛ ه ��و ال ّنظر �إلى‬ ‫الم�س�أل ��ة باعتبارها تح ّد م�شت ��رك ُيهدّد المنطقة‬ ‫كك ّل‪ ،‬والعم ��ل ب�ش ��كل جماع ��ي كوح ��دة مترابطة‪،‬‬ ‫وو�ض ��ع ر�ؤي ��ة وا�ضحة و�شامل ��ة م�ستقبلي ��ة لكيفية‬ ‫معالجة الأمر على م�ستوى المجل�س كك ّل‪ ،‬بد ًال من‬ ‫خطط فئو ّية عل ��ى م�ستوى ك ّل دولة‪ .‬وربما‬ ‫�إعتماد ٍ‬ ‫ت�شكل هذه ّ‬ ‫الخطة الم�شتركة وتطبيقها على �أر�ض‬ ‫الواق ��ع‪ ،‬المنطل ��ق الأ�سا�س ��ي لأية حل ��ول جذر ّية‬ ‫لم�شكلة المياه في منظقة الخليج العربي‬

‫م�شروع ملبري بارك – دبي في الإمارات‬

‫مدينة الخبر في ال�سعودية‪ :‬الماء �أ�سا�س لتنميتها‬

‫تو ّقع ازدياد حدة ندرة المياه في الم�ستقبل‬

‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪93‬‬


Lody Saliby

Haute Couture

Wedding dresses, Evening clothes, Selling or Renting, Pret-a- Porter, Accessories

Christ Le Rois Center, 8th Floor, Adonis Road, Zouk Mossbeh, Lebanon Tel: 00961 – (0) 9221643 , Email: lodysaliby@hotmail.com, Web: www.lodysaliby.com


‫بقلم ميرنا زخر ّيا*‬

‫المنبر الإجتماعي‬

‫اجلمهوري‬ ‫خفايا النظام ُ‬ ‫يُ�ستخ ��دم مُ�صطل ��ح الجُ مهوري ��ة للإ�ش ��ارة �إل ��ى الدولة الت ��ي تعتمد‬ ‫فيه ��ا ال�سلط ��ة ال�سيا�سية على مب ��د�أ مُوافقة الجُ مه ��ور‪� ،‬أي ال�شعب‪،‬‬ ‫ف ��ي �إختيار ر�أ� ��س الدولة ال ُم َ‬ ‫نتخب‪ .‬بحيث يُ�س ّمى رئي� ��س الجُ مهورية من خالل‪:‬‬ ‫�إنتخاب ��ات مُبا�ش ��رة �أي عب ��ر ال�شع ��ب نف�سه‪� ،‬أو م ��ن خالل �إنتخابات غي ��ر مُبا�شرة‬ ‫مجل�س �إختاره ال�شع ��ب مُ�سبقاً‪ .‬وعاد ًة ما يتو ّلى هذا الأخير زمام الحُ كم‬ ‫�أي عب ��ر‬ ‫ٍ‬ ‫لفتر ٍة تدوم �أربع �أو �ست �سنواتٍ ‪ ،‬وبع�ض الد�ساتير ُتحدد عدد المرات التي يُ�سمح‬ ‫بها للفائز ذاته ب�أن يُعاد �إنتخابه لدور ٍة ثاني ٍة ال �أكثر‪.‬‬ ‫يوجد عدد من الدول العربية التي تتبع النظام الجُ مهوري‪ ،‬وهي‪ :‬لبنان‪� ،‬سوريا‪،‬‬ ‫م�ص ��ر‪ ،‬الع ��راق‪ ،‬تون� ��س‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ال�سودان‪ .‬وه ��و نظام الحُ كم الأكث ��ر ُ�شيوعاً في‬ ‫العال ��م �أجم ��ع ف ��ي القرن الواحد والع�شري ��ن‪ ،‬ذلك �أنه يُعتبر الأق ��رب �إلى الحُ كم‬ ‫الدي ُموقراط ��ي؛ وال�سب ��ب يعود لإحترامه مبد�أ الخي ��ار بدل الإكراه حيث تتبلور‬ ‫�سي ��ادة المواطني ��ن ف ��ي عملي ��ة �إختي ��ار حُ كامه ��م‪� .‬إال �أن �أ�ش ��كال الرئا�س ��ة لي�س ��ت‬ ‫واح ��دة‪ ،‬كم ��ا يحل ��و للبع� ��ض �أن يعتقد‪� ،‬إذ‪ ،‬وعل ��ى �سبيل المثال‪ ،‬ت�أت ��ي في مُقدمة‬ ‫الفروقات النماذج التالية‪:‬‬ ‫رئا�سي لأن رئي� ��س الجُ مهورية هو في الوقت‬ ‫< �أمي ��ركا ه ��ي جُ مهوري ��ة ذات نظا ٍم‬ ‫ٍ‬ ‫نف�سه رئي�س الحُ كومة‪ .‬في حين �أن لبنان هو �أي�ضاً جُ مهورية �إنما ذات نظا ٍم �شبه‬ ‫رئا�سي لأن رئي�س الجُ مهورية يتمتع بمهام محدودة ما يجعل دور ُه �شكلياً‪.‬‬ ‫< كم ��ا يوج ��د �إعتب ��ارات �أخ ��رى ق ��د ي�ؤخ ��ذ بها‪ ،‬كم ��ا الحال ف ��ي فرن�س ��ا التي هي‬ ‫جُ مهوري ��ة تعتمد التعاي�ش الحزبي بحيث يكون �إنتماء الرئي�س ال�سيا�سي مُ�ضاداً‬ ‫لإنتماء المجل�س الوزاري‪ .‬في حين �أن �ألمانيا تفر�ض �أن ال يكون الرئي�س حزب ّياً‪.‬‬ ‫< كذل ��ك بع� ��ض ال ��دول عندها ر�ؤيته ��ا الخا�صة بالن�سب ��ة �إلى قي ��ام الجُ مهورية‪،‬‬ ‫ففي �أوروبا وعلى عك�س مُعظم الجُ مهوريات‪ ،‬تتف ّرد دولة �سوي�سرا من حيث كون‬ ‫ر�أ� ��س الدول ��ة لي�س �شخ�صاً واح ��داً �إنما لجنة من �أ�شخا�ص ع ��دة ي�شغلون من�صب‬ ‫الرئا�سة‪.‬‬ ‫نع ��م‪ ،‬يب ��دو �أن ��ه يوج ��د �إيجابيات بالغ ��ة الأهمي ��ة للنظ ��ام الجُ مهوري‪� ،‬ش ��رط �ألاّ‬ ‫يتح� �وّل �إل ��ى نظ ��ا ٍم ت�س ّلط � ٍ�ي خ�ل�ال فت ��رة الوالي ��ة وذل ��ك بموج ��ب ال�صالحي ��ات‬ ‫ال ُمعطاة للرئي�س ال ُمنتخب‪:‬‬ ‫‪ .1‬الرئا�س ��ة لي�ست حكراً عل ��ى �أحد بل ي�سود نوع من ال ُم�ساواة المبدئية �أقله من‬ ‫حيث ّ‬ ‫التر�شح وال ُفر�ص؛‬ ‫‪ .2‬ال�سي ��ادة ه ��ي في �أي ��دي الجُ مهور فه ��و يُ�شارك في تحديد م�صي ��ره وبمقدوره‬ ‫تغيير الرئي�س في نهاية الوالية؛‬ ‫‪ .3‬الو�سائ ��ل ال�سلمي ��ة ب ُمختل ��ف �أ�شكالها مُتاحة في حال �أخط� ��أ الرئي�س ول ْم يعُد‬ ‫مقبو ًال بنظر �أكثرية �شعبه؛‬ ‫‪ .4‬ال ُم�ساءَلة من خالل �صندوق الإنتخاب ُتج ِبر الرئي�س �إلى الإنحياز للم�صلحة‬ ‫العامة بدل الخا�صة؛‬ ‫‪َ .5‬م ��ن ي�أت ��ي بت�أيي ��د �شعب ��ي وا�سع مِ ��ن مُختلف مكون ��ات المجتمع ُيع� � ّزز الوحدة‬ ‫الوطنية لأنه يُ�صبح رمزاً؛‬ ‫‪ .6‬الع ��ادل �س ُيخف ��ف مِ ��ن وط� ��أة الت�شنجات بي ��ن الأحزاب م ��ا �سينعك� ��س �إ�ستقراراً‬ ‫�سيا�سياً و�أمنياً و�إقت�صادياً؛‬

‫ال�سلطات‪ :‬الت�شريعية التي ت�سنّ القوانين والتنفيذية التي‬ ‫‪ .7‬مبد�أ الف�صل بين ُ‬ ‫ت�س ّيرها ومن ثم الق�ضائية‪.‬‬ ‫أخ�ص في ح ��ال ُطبِّق بحذافيره‬ ‫ونع ��م‪ ،‬يب ��دو �أن ل ��ه �أي�ضاً �سلبيات �أق ��ل �أهمية‪ ،‬بال ّ‬ ‫كم ��ا ه ��و �أ�سا�ساً ُمق ��دراً له �أن يُنف ��ذ‪� ،‬أي مِ ن دون تالعب وتذاك ��ي وتمادي لناحية‬ ‫مبد�أ ال�شفافية‪:‬‬ ‫‪ .1‬ال يوجد معايير مدرو�سة ُتحدد درجات الكفاءَة والعلم والخبرة المطلوبة �أن‬ ‫تتوفر في ال ُم ّ‬ ‫ر�شح �إلى الرئا�سة؛‬ ‫‪ .2‬مع �أن ال�شعب يلعب دوراً في �إختيار رئي�سه �إال �أن ال�شعب قد يُخطئ في خياره‬ ‫ب�سبب �آفتي الجهل والتح ّيز؛‬ ‫‪ .3‬وُجود فجوة في الد�ستور تفتح الباب على م�صراعيه �أمام الإجتهادات وبالتالي‬ ‫�أمام مُعاناة الوُقوع في الفراغ؛‬ ‫‪ .4‬مُه ّم ��ة تغيي ��ر الرئي� ��س كل �أربع �سن ��وات (�أو �أكثر) قد ت�ؤدي �إل ��ى الال �إ�ستفرار‬ ‫�أقل ُه بالن�سبة �إلى الملفات والقرارات الكبرى؛‬ ‫‪ .5‬عندما يتب ّو�أ رئي�س ال يحكم بالعدل بين كافة مُكوّنات �شعبه فهذا ي� ّؤ�س�س �إلى‬ ‫تهمي�ش جه ٍة على ح�ساب �أخرى؛‬ ‫‪ .6‬الإهتم ��ام بالم�شاري ��ع ذات النتائ ��ج ال�سريع ��ة على ح�ساب تل ��ك الطويلة الأمد‬ ‫لأنها لنْ تتحقق خالل وُجوده في الحُ كم؛‬ ‫‪ .7‬ف ��ي ح ��ال ل� � ْم يكن �صالح� �اً وبق ��ي مُتربِّعاً على �س� �دّة الرئا�سة فهو �س ��وف يُتابع‬ ‫ت�سويق الأ�ضرار طوال فترة واليته‪.‬‬ ‫يبق ��ى �س� ��ؤال وجي ��ه وحيد‪ :‬مِ ��ن � َ‬ ‫أين نبتت جُ ��ذور التغيي ��ر التي ح ّرك ��ت ال�شعوب‬ ‫من ��ذ الق ��رن ال�سابع ع�ش ��ر في مُختلف الق ��ارات نحو المطالبة بِ "�سي ��ادة الإرادة‬ ‫ال�شعبي ��ة وتو�سي ��ع �إط ��ار الحر ّي ��ة؟" الج ��واب الحا�س ��م وال ُمالئ ��م‪ :‬مِ ��ن ت�سوي ��غ‬ ‫ُ‬ ‫وطغي ��ان الحُ كم ال ُمطلق ال ��ذي كان وما زال �سائداً في بع�ض الدول‪ ،‬والذي يُقال‬ ‫�أنه ي�ستمد �شرعيته من الآلهة مبا�شر ًة ولذا فهو يحكم ب�إ�سمها‪.‬‬ ‫جُ ��ذور �أزهرت الحقاً تف�سيرات وت�أوي�ل�ات ع�صريّة وحُ قوقية حول �أ�س�س العالقة‬ ‫ال�صحيح ��ة بين ال�شعب والدولة‪ ،‬تقو ُم بالإ�ستناد �إلى بنا ٍء تعاقدي بين ال ُمواطن‬ ‫وال�سلطة‪ ،‬بحيث �أ�صبحت هذه الأخيرة ت�ستمد �شرعيتها من ال ُمواطنين �أنف�سهم‬ ‫ُ‬ ‫لك � ْ�ي ّ‬ ‫يحق لها �أن تحكم ب�إ�سمهم وبالتالي �أي�ضاً لم�صلحتهم‪ .‬وبهذا‪ ،‬ر�ست قواعد‬ ‫مُ�ستجدّة لما �أ�صبح يُعرف بالنظام الجُ مهوري‪ ،‬والذي يُعتبر مِ ن �أقرب الأنظمة‬ ‫�إل ��ى مب ��ادئ الدي ُموقراطية‪ ،‬ذل ��ك �أن قرار ال�شعب بات ه ��و المرجع النهائي‪ ،‬كما‬ ‫بات ي�ؤخذ ب�صور ٍة دوريّة‪.‬‬ ‫�إال �أ َّن المالحظ ��ة ال ُمثي ��رة وال ُمث ��ارة ف ��ي عل ��م الإجتم ��اع ال�سيا�س ��ي ه ��ي ك ��ون‬ ‫الإنتخاب ��ات النزيه ��ة نجح ��ت فق ��ط ف ��ي ال ��دول المتق ّدم ��ة لكنه ��ا ف�شل ��ت ف ��ي‬ ‫ال ��دول النامي ��ة؛ ذلك �أن بع� ��ض الجُ مهوريات مُغلفة من الخ ��ارج بجمال الأ�س�س‬ ‫الديموقراطية في حين �أنه من الداخل ت�سود ب�شاعة الأ�س�س الديكتاتورية‪.‬‬ ‫الف ��رق م ��ا بي ��ن الديكتات ��وري والدي ُموقراط ��ي يُ�شب ��ه الف ��رق م ��ا بي ��ن النظ ��ري‬ ‫والتطبيق ��ي‪ .‬وعلي ��ه‪ ،‬ف� ��إن حُ �ص ��ول الإنتخاب ��ات ال تعن ��ي بال�ض ��رورة �سي ��ادة �إرادة‬ ‫رئي�س تر�أ�س من خالل الو�ساطة والر�شوة‬ ‫ال�شعب لفتر ٍة زمني ٍة مُحددة‪ .‬فك ْم من ٍ‬ ‫رئي�س تر�أ�س طوال حياته لك�أنه ملكاً على عر�شه!!‬ ‫وك ْم من ٍ‬

‫* متخ�ص�صة في علم النف�س وعلم التنمية الب�شر ّية وحائزة على ماجي�ستير في العلمين‬

‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪95‬‬


Advanced Advanced BMI BMI is aisleader a leader in the in the ďŹ eld ďŹ eld of diet of diet andand weight weight loss loss surgery. surgery. TheThe medical medical section section is under is under thethe supervision supervision of Dr. of Dr. Christelle Christelle Bedrossian. Bedrossian. TheThe surgery surgery section section is led is led by by Professor Professor Nagi Nagi Jean Jean Safa. Safa.

Lebanon: Lebanon: Beirut Beirut - Zalka - Zalka -Kaslik -Kaslik Phone: Phone: 04 715 04 715 036036 Cellular: Cellular: 76 377 76 377 376376 E-mail: E-mail: info@a-bmi.com info@a-bmi.com Website: Website: www.a-bmi.com www.a-bmi.com


‫كتاب‬

‫ريما نجم‪ ،‬اخت�صرت �ستين عاماً من حياة "نجمة الكتب"‬

‫فريوز وعلى األرض‬ ‫حرب وسالم وحب وخصام!‬

‫ما �أ�سعد القلم و�أعظم فرحته حين يطلق العنان لمداده‪ ،‬م�سطّ ر ًا م�شاعر نابعة من‬ ‫الروح والقلب‪ .‬ما �أ�سعد هذا القلم الذي يكتب عن فيروز ول�صوت فيروز‪ ،‬ف�إنه‬ ‫ي�ضم��ن المجد مرتين؛ مرة حين ي�سيل مداده على ورق "نجمة الكتب"‪ ،‬ومرة‬ ‫ثانية حين يعي�ش اللحظة الفيروزية موثقة ك�إحدى مراجع البحث والتنقيب عن‬ ‫حياة و�أعمال تلك الأيقونة الآتية من زمن الأ�ساطير‪.‬‬ ‫بيروت ‪ -‬جوزف قرداحي‬ ‫ما �أ�سع ��د قل ��م الإعالمي ��ة المخ�ضرمة ريما‬ ‫نج ��م‪ ،‬ال ��ذي دوّن �سي ��رة في ��روز ب�أ�سل ��وب‬ ‫�أكاديم ��ي علم ��ي ينه ��ج �إلى التوثي ��ق في كتاب م ��ن الحجم‬ ‫الكبي ��ر‪ ،‬وبتجليد فني فاخر‪ ،‬ت�ض ّمن ‪� 330‬صفحة من الورق‬ ‫المل ّون الم�صقول‪ ،‬وغالف تم ّيز بر�سم �أيقوني نافر لل�سيدة‬ ‫فيروز �صممه الخطاط المعروف وجيه نحله‪ ،‬حمل عنوان‪:‬‬ ‫"فيروز‪ ،‬وعلى الأر�ض ال�سالم" �صاغته الأديبة ريما نجم‪،‬‬ ‫بلغ ��ة �إرتقت �إلى م�ستوى ال�سه ��ل الممتنع �أعطاه قيمة �أدبية‬ ‫م�ضاف ��ة �إلى ما ُكتب عن فيروز وم ��ا ِن�شر عن �سيرة حياتها‬ ‫ب ��دء ًا من تفتح �أحالمها في بيت الطفولة في منطقة "زقاق‬ ‫البالط" مرور ًا بمراهقتها و�إكت�شافها �أو ًال على يدي محمد‬ ‫فليف ��ل ال ��ذي تعهده ��ا في فرق ��ة الإن�ش ��اد التابع ��ة لإذاعة‬ ‫"ال�شرق الأدنى"‪ ،‬ومن ثم لقائها بحليم الرومي الذي �أطلق‬ ‫عليها �إ�سم فيروز قبل �أن يع ّرفها �إلى عا�صي الرحباني الذي‬ ‫�ش� � ّكل معها في ما بعد الأ�سطورة اللبنانية التي �إنت�شرت في‬ ‫العالم العربي‪ ،‬بعدما �إن�ض ��م �إليهما �شقيق عا�صي من�صور‬ ‫الرحباني‪ .‬لتحدث المعجزة وتتحق ��ق الأغنية اللبنانية في‬ ‫�أبهى �صورها‪.‬‬ ‫جمع ��ت الأديبة ريم ��ا نجم في كتابها ال�شامل ه ��ذا‪� ،‬أر�شيف ًا‬ ‫ن ��ادر ًا من ال�ص ��ور العائلية والفني ��ة‪ ،‬والتي �شمل ��ت �أحداث ًا‬ ‫و�أعما ًال ولقاءات و�صلت �إلى �أكثر من �ألف �صورة تم التقاطها‬ ‫على مدار �أكثر من �ستين عام ًا �إخت�صرت �أهم المحطات في‬ ‫حياة ال�سيدة فيروز‪ :‬مراهقتها‪ ،‬زواجها‪� ،‬أمومتها‪ ،‬عائلتها‪،‬‬ ‫حفالتها‪ ،‬رحالته ��ا‪ ،‬لقاءاتها الن ��ادرة بالفناني ��ن والأدباء‬ ‫وال�شع ��راء الكب ��ار �أمثال‪� :‬أم كلث ��وم‪ ،‬محمد عب ��د الوهاب‪،‬‬ ‫�أحمد �شوقي‪� ،‬سعيد عقل‪ ،‬ميراي ماتيو‪ ،‬وغيرهم‪ .‬بالإ�ضافة‬ ‫�إل ��ى تبوي ��ب الكت ��اب �إلى �أكثر م ��ن ثالثين ف�ص�ل ً�ا‪ ،‬تناولت‬ ‫معظ ��م �أعماله ��ا الم�سرحية وال�سينمائي ��ة والغنائية‪� ،‬ضمن‬ ‫معالجة لم�سرحياتها مع الأخوين عا�صي ومن�صور الرحباني‬ ‫وتحلي ��ل تراوح ما بين البع ��د الفل�سفي وال�سيا�سي والجمالي‬ ‫والإجتماعي والتاريخي والالهوتي الديني‪.‬‬ ‫فف ��ي البع ��د الإجتماعي لم�س ��رح الأخوين رحبان ��ي وفيروز‬ ‫كتبت ريم ��ا نجم‪" :‬ي�صع ��ب الف�صل في كثير م ��ن الأحيان‬

‫بي ��ن الفل�سف ��ة والإجتم ��اع وال�سيا�س ��ة والتاري ��خ‪ .‬ذل ��ك �أن‬ ‫ثم ��ة ترابط ًا وثيق� � ًا بينها جميع� � ًا‪ .‬فالعالق ��ات الإجتماعية‬ ‫ه ��ي وليدة ال�سيا�س ��ة والفل�سفة و�أم لهما ف ��ي �آن‪ .‬و�إ�ستطاع‬ ‫م�سرح الرحابنة �أن يغو�ص في جوهر العالقات الإجتماعية‬ ‫ويعر�ض ل�شرائح عدة م ��ن المجتمعات ال�ضيقة والعري�ضة‪،‬‬ ‫�إنطالق� � ًا من مجتمع القفري ��ة ال�صغير‪ ،‬ال ��ذي �سرعان ما‬ ‫يمت ��د ويت�سع لي�شمل الكرة الأر�ضية وال يخفى على �أحد مثل‬ ‫هذا النف�س الأممي في الطرح‪ .‬وكم �س ّلط هذا الم�سرح من‬ ‫�أ�ضواء على التراتبية ف ��ي العالقات‪ ،‬على الظلم الحا�صل‪،‬‬ ‫عل ��ى الإ�ستغ�ل�ال‪ ،‬عل ��ى البطال ��ة والبطالة المق َّنع ��ة‪ ،‬على‬ ‫خط ��ورة الفق ��ر والحرمان‪ ،‬عل ��ى التحج ��ر والت�سلط‪ ،‬على‬ ‫العدائي ��ة والت�سل ��ق عل ��ى الوف ��اء والخيانة‪ ،‬عل ��ى الكراهية‬ ‫والح ��ب‪ ،‬على العدال ��ة الإجتماعية ودور الم ��ر�أة �أم ًا و�أخت ًا‬ ‫وعاملة وفالحة‪ ،‬وحاكمة"‪.‬‬ ‫وف ��ي البعد ال�سيا�سي للم�سرح الرحبان ��ي‪� ،‬أ ّكدت نجم‪�" :‬إن‬ ‫الم�سرح الرحباني م�سر ٌح �سيا�سي‪ ،‬و�إن لم يكن مبا�شر ًا في‬ ‫تطرقه ال�سيا�سي‪ ،‬فال تكاد تخلو م�سرحية من الوقوف على‬ ‫عالقة الحاكم بالمحكوم‪ ،‬ورجل الأمن بال�شعب‪ ،‬والطرائق‬ ‫المثلى لإدارة البالد‪ ،‬وعلى ت�أكي ��د الحرية والديموقراطية‬ ‫وتكاف� ��ؤ الفر� ��ص‪ ،‬والعدال ��ة الإجتماعي ��ة‪ ،‬ورف ��ع الظل ��م‪،‬‬ ‫وعل ��ى محا�سبة م�ستغل ��ي الحكم لم�صالحه ��م ال�شخ�صية‪،‬‬ ‫والم�ستزلمي ��ن‪ ،‬وعلى �ضرورة التطور ف ��ي �أ�ساليب الحكم‪،‬‬ ‫وف�ص ��ل الق�ض ��اء ع ��ن ال�سيا�سة‪ ،‬وعل ��ى �أهمي ��ة الإ�ستقالل‬ ‫والن�ض ��ال م ��ن �أج ��ل نيله‪ ،‬ب�ل�ا م�ساومة �أو ت�سوي ��ف‪ .‬ويبرز‬ ‫ه ��ذا الم�سرح المفه ��وم ال�شعبي الم ��وروث الرا�سخ والقائل‬ ‫�إن الفرد يبقى "�آدم ��ي وك ّوي�س" حتى ي�صير �إبن حكومة �أو‬ ‫يعتل ��ي الكر�سي‪ ،‬في�صبح واحد ًا �آخر‪ ،‬وك�أننا �أخذنا �شخ�ص ًا‬ ‫و�أتين ��ا ب�آخ ��ر لأن ال�سلط ��ة بالمفهوم المت ��داول هي �سلطة‬ ‫ال�ضرائ ��ب والجباي ��ة والمح�سوبي ��ات وال�سم�س ��رات‪ ،‬ف�ل�ا‬ ‫معاملة ُتنجز وال ختم ي�صل �إال مقابل �إكرامية ور�شوة"‪.‬‬ ‫تغو� ��ص ريم ��ا نجم ف ��ي الكثير من �أ�س ��رار في ��روز والعائلة‬ ‫الرحبانية‪ ،‬وت�ضيء على �أكثره ��ا ح�سا�سية ووجع ًا في حياة‬ ‫ال�سي ��دة فيروز‪ ،‬الت ��ي و�صفت بـ"�سي ��دة ال�صمت والوجع"‪،‬‬ ‫وه ��ي عالقتها الوجدانية بابنها المقعد هلي‪ ،‬نقطة �ضعفها‬ ‫و�ضع ��ف العائلة‪ ،‬فت ��روي كي ��ف �أن فيروز وبداف ��ع الأمومة‬

‫غالف كتاب ريما نجم‬

‫ف ّوت ��ت موعد الطائرة المقلعة الى لو� ��س �أنجلي�س‪ ،‬من �أجل‬ ‫�أن ت�شت ��ري له كر�سي� � ًا كهربائي ًا متح ��رك ًا بعجالت‪" ،‬حين‬ ‫ر�أت �إحداه ��ن تقود كر�سي� � ًا مماث ًال‪ ،‬في �أثن ��اء رحلتها الى‬ ‫�أميركا"‪.‬‬ ‫وف ��ي العالق ��ة الزوجي ��ة بي ��ن في ��روز وعا�ص ��ي وبالتال ��ي‬ ‫الخالف ��ات الت ��ي �أدت �إل ��ى الإنف�ص ��ال الفن ��ي النهائي مع‬ ‫من�ص ��ور بعد رحيل عا�صي‪ّ ،‬‬ ‫تو�ضح ريما نجم �أن ال خالفات‬ ‫زوجة ب�سبب فيروز‪ ،‬و�أن ما جعل تلك العالقة مت�صدعة ناتج‬ ‫م ��ن ت�أثيرات متراكمة منها ما يع ��ود �إلى تعدد الم�س�ؤوليات‬ ‫الفني ��ة‪ ،‬ومنه ��ا �إلى �أ�سب ��اب بقيت مبهم ��ة‪� ،‬أو هكذا �شاءت‬ ‫ريما نج ��م �أن تغل ��ف معالجتها لهذا المو�ض ��وع بال�شاعرية‬ ‫والغمو� ��ض الرومان�سي‪ .‬فقاربت م�س�أل ��ة الإنف�صال العائلي‬ ‫بكتاب ��ة �أقرب ال ��ى الوجداني ��ات والنثر ال�شع ��ري منها الى‬ ‫الواقعي ��ة الأكاديمي ��ة والبح ��ث الج ��اد‪ .‬م�ستعين ��ة ببع� ��ض‬ ‫المواق ��ف العاطفية والأغنيات المتماهية مع مر�ض عا�صي‬ ‫الرحبان ��ي ال ��ذي انفجر دماغ ��ه نتيج ��ة الإجه ��اد والتوتر‬ ‫والمعان ��اة‪ .‬مثل �أغني ��ة‪�" :‬س�ألوني النا�س عن ��ك يا حبيبي"‬ ‫الت ��ي كتبها �شقيقه من�صور ولحنها ابنه ��ا زياد‪ ،‬وهو م�أخذ‬ ‫ُي�سج ��ل عل ��ى ريم ��ا نجم في ه ��ذا الكت ��اب الغن ��ي والد�سم‬ ‫والذي يعتب ��ر مرجع ًا موثوق ًا للباحث عن �سيرة هذه العائلة‬ ‫الرحباني ��ة التي قلبت وج ��ه التاريخ المو�سيق ��ي في ال�شرق‬ ‫العربي‪ .‬وفي هذا ال�سياق تقول ريما بن�ص ملتب�س وغام�ض‪،‬‬ ‫تحاول م ��ن خالله قدر الإمكان �أن توجه �ضرباتها تارة �إلى‬ ‫الحافر وتارة �إل ��ى الم�سمار للتخفيف من وجع الواقع الذي‬ ‫انتهت اليه عالقة فيروز بعا�صي �أوال ومن بعده بمن�صور‪:‬‬ ‫ب�إ�سق ��اط ه ��ذه المعادلة عل ��ى العالق ��ة بين رج ��ل و�إمر�أة‬ ‫ت�شدهم ��ا ب ��وادر ح ��ب جدي ��دة او �أوا�صر ح ��ب قديم‪ ،‬نجد‬ ‫�أن النف ��ور والت�ض ��اد والتناحر وال�صراع م� ��آل تلك العالقة‬ ‫وم�صيره ��ا الحتم ��ي‪ .‬ه ��ل �سيغ ��ادر ال ��زوج بي ��ت الزوجية‬ ‫بابت�سام ��ة ير�سمها لزوجته �أو قبلة محب ��ة يطلقها؟ (‪) ...‬‬ ‫هل �سيعود م�ساء مكل ًال بال�شوق ومدجج ًا بالحنين للقائها؟‬ ‫ال نظ ��ن ذلك البت ��ة‪ .‬ولي�ست �سوى الق�س ��وة من عنوان لمثل‬ ‫تل ��ك العالقة وتبادل ال�شتائم م ��ا لم نقل ال�ضربات المادية‬ ‫والمعنوي ��ة والهجر واالنف�صال والط�ل�اق والت�شرد ب�أ�شكاله‬ ‫كافة‪ ،‬والهروب وال�ضياع والخيانة والإزدواجية!‬ ‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪97‬‬


‫بقلم جوزف قرداحي‬

‫الموقف الثقافي‬

‫حرب الرقابة الدينية‬ ‫وثقافة الرذيلة!‬ ‫المعرك ��ة م ��ا بين العق ��ل ورج ��ال الدين‪ ،‬يب ��دو �أنها طويل ��ة و�شر�سة‬ ‫وب ��د�أت ت�أخ ��ذ منح ��ى ت�صاعدي� �اً‪ ،‬ال �سيم ��ا و�أن ع ��دداً م ��ن الزم�ل�اء‬ ‫الإعالميي ��ن وج ��د في �إث ��ارة الموا�ضيع الديني ��ة المح ّرمة‪ ،‬م ��ادة جاذبة والقطة‬ ‫للم�شاهدي ��ن الذي ��ن م ْل ��وا البرام ��ج ال�سيا�سي ��ة‪ ،‬وكف ��روا بال�سج ��االت العقيم ��ة‬ ‫والممجوجة التي تدور على �أل�سِ نة ال�سيا�سيين المتخا�صمين‪.‬‬ ‫�أكث ��ر م ��ن قناة ف�ضائية طرحت في برامجها الحوارية ق�ضايا �إجتماعية متنوعة‪،‬‬ ‫الجام ��ع الم�شت ��رك بينه ��ا ه ��و الت�س ّلط الديني ال ��ذي يدخل ف ��ي مفا�صل مختلف‬ ‫الحياة الإجتماعية للفرد الذي يعي�ش في منطقة ال�شرق الأو�سط‪.‬‬ ‫موا�ضي ��ع مختلف ��ة ناق�شه ��ا �إعالمي ��ون يعمل ��ون ف ��ي محط ��ات ف�ضائي ��ة متباعدة‬ ‫ف ��ي �سيا�سته ��ا وتوجهاته ��ا الإعالمية‪ ،‬ه ��ي‪" :‬الف�ضائية اللبناني ��ة �أل بي �سي" مع‬ ‫الزمي ��ل �أحم ��د عدنان من خ�ل�ال برنامج "عي�شوا معن ��ا"‪" ،‬الجزيرة" مع الزميل‬ ‫في�ص ��ل القا�س ��م في "الإتج ��اه المعاك�س"‪ ،‬و"الحرة" مع الزمي ��ل جوزف عي�ساوي‬ ‫في برنامجه الثقافي "قريب جداً"‪.‬‬ ‫في�ص ��ل القا�س ��م عل ��ى طريقت ��ه التحري�ضي ��ة‪� ،‬إ�ستقب ��ل ف ��ي �إحدى حلقات ��ه م�ؤلف‬ ‫كت ��اب "الجن�س توا�صل ال تنا�سل" الدكتورخالد منت�صر‪ ،‬الذي طرح فكرة جريئة‬ ‫ج ��داً ف ��ي مجتمع ال يزال يعي�ش �أ�سيراً ل�سلطة رج ��ال الدين‪ ،‬وهي تعميم الثقافة‬ ‫الجن�سي ��ة عل ��ى ط�ل�اب المدار� ��س‪ ،‬من خ�ل�ال مناهج علمي ��ة حديث ��ة تتما�شى مع‬ ‫الع�ص ��ر وتطوره‪ ،‬معتب ��راً �أن ممار�سة الجن�س بين الرجل والمر�أة‪ ،‬عملية لها بعد‬ ‫عاطف ��ي �أ�سم ��ى من مجرد التنا�س ��ل والإنجاب الذي يقت�صر فق ��ط على الحيوان‪.‬‬ ‫وم ّتهم� �اً بالتال ��ي رج ��ال الدي ��ن‪ ،‬ب�أنهم يقفون حاج ��زاً بين العقل والتط ��ور‪ ،‬با�سم‬ ‫الدي ��ن وبحجة �إحتكارهم الف�ضائل الأخالقي ��ة لأنف�سهم‪ ،‬مك ِّفرين كل من يخرج‬ ‫عن طاعة فتاواهم الدينية‪.‬‬ ‫وف ��ي مواجه ��ة هذا الطرح ال ��ذي يلتقي مع العق ��ل في ع�صرنا الحدي ��ث‪� ،‬إ�ستقبل‬ ‫البرنام ��ج الإ�ست ��اذ ف ��ي جامعة الأزهر ال�شي ��خ �إبراهيم الخول ��ي‪ ،‬الذي رف�ض هذه‬ ‫الفك ��رة جمل ��ة وتف�صي ً‬ ‫ال‪ ،‬مقدماً الحجة تل َو الأخ ��رى من �أجل "ن�سف" ما و�صفه‬ ‫بالإنحط ��اط الأخالق ��ي والف�س ��ق الإجتماع ��ي‪ ،‬راف�ض� �اً بالتال ��ي �إ�ستخ ��دام مفردة‬ ‫"جن� ��س" الت ��ي تعن ��ي في قامو�سه م�صطلح� �اً �آخر لمفردة الرذيل ��ة‪ ،‬مغلباً فتاوى‬ ‫ومتم�س ��كاً ب ��دور رج ��ال الدين ف ��ي توجيه‬ ‫م�شاي ��خ الأزه ��ر عل ��ى �أي بح ��ث علم ��ي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الطالب جن�سياً وفقاً لتعاليم القر�آن!‬ ‫وكما �أن الدين ال يزال حتى يومنا هذا يتدخل في فرا�ش الزوجين‪ ،‬ويقرر عنهما‬ ‫م ��ا يمار�سانهم ��ا‪ ،‬وما يمتنعان عنه حتى في �أدق تفا�صي ��ل حياتهما الجن�سية‪ ،‬ف�إن‬ ‫رج ��ال الدي ��ن �أنف�سهم ومن مختلف الطوائف‪ ،‬ال يتو ّرع ��ون من التدخل حتى في‬ ‫م�سائ ��ل رقابي ��ة فنية‪ ،‬قد تكون من �إخت�صا�ص الأمن الع ��ام‪� ،‬أو دوائر الرقابة على‬ ‫الم�صنف ��ات الفني ��ة‪ ،‬وهو ما كان قد طرح ��ه الزميل جوزف عي�ساوي في برنامجه‬ ‫"قري ��ب ج ��داً" على قن ��اة "الحرة" تحت عن ��وان‪�" :‬سينما العال ��م ال�سفلي"‪ ،‬ج ّراء‬ ‫من ��ع عر� ��ض فيلم‪ "Help" :‬للمخرج اللبناني م ��ارك �أبي را�شد‪ ،‬وبتدخل مبا�شر‬ ‫م ��ن المرك ��ز الكاثوليك ��ي للإعالم مع دائرة الأم ��ن العام اللبنان ��ي التي كانت قد‬ ‫�أعط ��ت الموافق ��ة عل ��ى عر�ض الفيلم‪ ،‬ثم ع ��ادت و�سحبت من ��ه الترخي�ص لأ�سباب‬ ‫�أرفقه ��ا مدي ��ر المرك ��ز الكاثوليك ��ي بالئح ��ة �إعترا�ض ��ه‪ ،‬ومنه ��ا‪" :‬خد� ��ش الحياء‬ ‫العام" و"ت�شجيع القا�صرين على الرذيلة وال�شذوذ" �إلخ‪.‬‬ ‫مدي ��ر المرك ��ز الكاثوليك ��ي للإع�ل�ام الأب عب ��ده ك�س ��م ال ��ذي كان �أح ��د �ضي ��وف‬ ‫عي�س ��اوي‪ ،‬داف ��ع ب�ش ��دة عن موقفه م ��ن الفيلم‪ ،‬م�ش� �دّداً عل ��ى �أن الكني�سة ال يمكن‬ ‫�أن تق ��ف عل ��ى الحياد في م�سائ ��ل تتعلق بالأخالق! الأمر ال ��ذي جعل النقا�ش في‬ ‫وتي ��رة عالي ��ة بي ��ن ك�سم والمخرج �أب ��ي را�شد‪ ،‬ال ��ذي دافع بدوره ع ��ن فيلمه الذي‬ ‫ط ��رح نم ��اذج موج ��ودة ف ��ي المجتم ��ع‪ ،‬م�ؤك ��داً �أن من ��ع الفيلم م ��ن العر� ��ض حتماً‬

‫‪96‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬

‫ل ��ن يلغ ��ي ال�شذوذ الجن�س ��ي‪ ،‬وال الجريمة وال الدع ��ارة‪ ،‬ور�سالة الف ��ن وخ�صو�صاً‬ ‫الف ��ن ال�سينمائ ��ي‪ ،‬هي ت�سليط ال�ضوء على العال ��م ال�سفلي كما هو‪ ،‬ولي�س طم�سه‬ ‫والتعتيم عليه‪.‬‬ ‫و�إذا �إ�ستخدمت الكني�سة عبر مركزها االعالمي �سلطتها الدينية مع االمن العام‬ ‫اللبناني لمنع فيلم‪ "Help" :‬من العر�ض والتداول (علماً �أنه ُو ِّزع على �أقرا�ص‬ ‫مقر�صن ��ة ب ��الآالف‪ ،‬و�شاهدت ��ه �أ�ضعاف م�ضاعف ��ة من القا�صري ��ن الذين حر�صت‬ ‫الكني�س ��ة على �أخالقهم)‪ ،‬ف�إن �سلطة "حما�س" في غزة وب�إ�سم الدين �أي�ضاً‪� ،‬أفتت‬ ‫بمن ��ع ال�سباح ��ة بالماي ��وه‪ ،‬و�إلزام ال�سابح ��ات ب�إرتداء الثياب الطويل ��ة المحت�شمة‬ ‫وذل ��ك منع� �اً للرذيل ��ة والفلت ��ان الأخالق ��ي‪ .‬وه ��و قرار �ص ��دم �شريح ��ة وا�سعة من‬ ‫المثقفي ��ن الع ��رب‪ ،‬غي ��ر �أن ��ه لم يج ��ر�ؤ الكثي ��رون منهم عل ��ى المجاه ��رة ب�آرائهم‬ ‫الم�ستهجنة لهكذا قرار �سوى قلة نادرة‪.‬‬ ‫م ��ن ه ��ذه القل ��ة الن ��ادرة كان ال�شاعر �أدوني�س ال ��ذي �إتهم "حما� ��س"‪ ،‬عبر برنامج‬ ‫"عي�شوا معنا" على �شا�شة "�أل بي �سي الف�ضائية اللبنانية"‪ ،‬ب�أنها ت�ساهم في �ش ّل‬ ‫المجتم ��ع الفل�سطين ��ي‪ ،‬و ُت�ضع ��ف مقاومته �ض ��د المحتل‪ ،‬وال �سيما ف ��ي قراراتها‬ ‫الت ��ي تلغ ��ي دور المر�أة م ��ن "الب�ؤرة الت ��ي يُفتر�ض �أن تكون ب� ��ؤرة تحرر ال تخلف‪،‬‬ ‫فالم ��ر�أة في الجاهلية (على ما يقول �أدوني� ��س) كانت حرة و�صنواً للرجل‪ ،‬ت�صلي‬ ‫مع ��ه‪ ،‬وتمار� ��س دوره ��ا عل ��ى �أكمل وج ��ه"‪ ،‬م�ستهجناً قي ��ام بع�ض رج ��ال "حما�س"‬ ‫بقط ��ع ر�ؤو� ��س "المان ��وكان" الدم ��ى المعرو�ض ��ة ف ��ي واجه ��ات مح�ل�ات الألب�س ��ة‬ ‫الن�سائية‪" ،‬الأمر الذي يعيدنا �إلى الوراء"‪.‬‬ ‫و�أطل ��ق �أدوني� ��س العديد من مواقفه الجريئة تج ��اه الكثير من الم�سائل ال �سيما‬ ‫الديني ��ة منه ��ا‪ ،‬متج ��اوزاً كل المحرمات التي ي�ضعها رجال الدي ��ن �أمام عباد اهلل‪،‬‬ ‫م�ؤك ��داً �أن الدي ��ن جاء لخدم ��ة االن�سان ولي�س االن�سان لخدم ��ة الدين‪ ،‬داعياً �إلى‬ ‫قراءة الن�ص القر�آني بو�صفه ن�صاً تاريخياً‪ ،‬يرتبط بزمان ومكان معينين‪ .‬وذلك‬ ‫ف ��ي ح ��وار �أج ��راه مع ��ه الزميل �أحم ��د عدنان ال ��ذي �أخ�ضع ��ه على م ��دى �ساعتين‬ ‫ال�ستجواب هادئ في ال�شكل وم�ستبد في الم�ضمون‪.‬‬ ‫وفي الخال�صة‪ ،‬رجال الدين على �إختالف طوائفهم وم�شاربهم‪ ،‬متى ي�ستقيلون من‬ ‫وظائفه ��م كـ"�شرط ��ة �أخالق" �إنتهت مهامهم مع تط ��ور المجتمع المدني‪ ،‬و�إكت�شاف‬ ‫وجه اهلل الحقيقي من خالل العقل‪ ،‬الطامح �إلى العلم والتحليل والمنطق؟‬ ‫فل ��و �إكتف ��ى �شيخن ��ا الجلي ��ل �إبراهي ��م الخول ��ي برف� ��ض فك ��رة تعمي ��م الثقاف ��ة‬ ‫الجن�سي ��ة عل ��ى الط�ل�اب بمناه ��ج حديث ��ة‪ ،‬م ��ن دون �إتهام م ��ن يقف ��ون وراء هكذا‬ ‫مناه ��ج بخدم ��ة �إبلي� ��س وبالرذيلة والإنحط ��اط الأخالقي‪ ،‬مك ّر�س� �اً وقته وجهده‬ ‫ف ��ي توعي ��ة المجتمع ��ات الفقي ��رة ف ��ي م�صر‪ ،‬الت ��ي تكثر فيه ��ا كل �أن ��واع المظالم‬ ‫والفح�ش ��اء والتعدي ��ات الجن�سي ��ة عل ��ى القا�صري ��ن‪ ،‬حت ��ى من رجال دي ��ن يدعون‬ ‫الورع والأخالق‪� ،‬أما كان يك�سب ثواباً �أعظم عند اهلل؟‬ ‫وبالتالي‪ ،‬لو �إكتفى الأب المحترم عبده ك�سم مدير المركز الكاثوليكي للإعالم‪،‬‬ ‫بلع ��ب دوره ف ��ي توعي ��ة المجتم ��ع والن� ��شء الجدي ��د م ��ن خ�ل�ال �إ�ص ��دار مجالت‬ ‫متخ�ص�صة بهموم هذا الجيل‪ ،‬وال�سعي �إلى تح�سين الم�ستوى المعي�شي للمواطن‬ ‫م ��ن توفي ��ر العل ��م المجاني‪ ،‬والطباب ��ة‪ ،‬و�إيجاد فر� ��ص العمل‪� ،‬أم ��ا كان �ساهم في‬ ‫التخفيف من ارتكاب الجرائم‪ ،‬وحماية القا�صرين من الرذيلة‪ ،‬والحد من تف�شي‬ ‫الدعارة في المجتمعات الفقيرة!‬ ‫ق ��رار من ��ع فيل ��م "‪ "Help‬م ��ن العر� ��ض‪ ،‬ل ��م يمن ��ع القا�ص ��رات والقا�صري ��ن من‬ ‫م�شاهدت ��ه وف ��ي الأماك ��ن ال�سفل ��ى ال�سري ��ة وبكثاف ��ة‪ .‬كذل ��ك ق ��رار رج ��ال الدين‬ ‫م�ص ��ادرة العق ��ل وقمع الحريات‪� ،‬س ��وف يزيد الكبت وي�شجع عل ��ى الرذيلة‪ .‬فمتى‬ ‫يك� �فّ رج ��ال الدين عن ممار�س ��ة وظيفة "�شرطة الأخالق" "لنظ ��ام �إلهي" �أ�صبح‬ ‫من التاريخ؟‬


‫تحول نشيد "موطني" إلى أغنية "موتني"‬ ‫إليسا ِّ‬

‫(‪� ،)mbc‬إذ ح ّول ��ت "موطني" م ��ن ن�شيد وطني عربي‪،‬‬ ‫عرف ��ت �إلي�س ��ا دائم ًا كيف تخت ��ار �أعماله ��ا بد ّقة‬ ‫�إل ��ى �أغنية رومان�سية ت�شبه "ي ��ا مرايتي" (كتبها �أحمد‬ ‫ليبق ��ى �إ�سمها متداو ًال ف ��ي الأو�س ��اط الفنية‪ .‬لم‬ ‫ّ‬ ‫ولحنه ��ا زياد برجي)‪ .‬غن ��ت �إلي�سا "موطني"‬ ‫ي�سبق للمغني ��ة اللبنانية �أن طرح ��ت �أغنية ب�شكل‬ ‫ما�ضي‪ّ ،‬‬ ‫على طريقتها الخا�صة‪ ،‬وب�أ�سلوبها المليء بالأحا�سي�س‪.‬‬ ‫ُمفاج ��ئ م ��ن دون الإع�ل�ان عنه ��ا م�سبق� � ًا‪ ،‬لك ��ن‬ ‫ق�صة «موطن ��ي»؟ في �إحدى حلق ��ات المو�سم‬ ‫�إلي�سا ل ��م تتبع هذه القاعدة عندما طرحت �أخير ًا‬ ‫لكن م ��ا ّ‬ ‫الأخي ��ر م ��ن "�أراب �آي ��دول" (‪� ،)mbc‬سمع ��ت �إلي�سا‬ ‫"موطني" ب�شكل على تطبيق "�أنغامي"‪.‬‬ ‫ف ��ي البداي ��ة‪ ،‬ظ ��نّ البع� ��ض �أنّ "موطن ��ي" �أغنية‬ ‫الن�شيد عندم ��ا �أدّاه �أحد الم�شتركي ��ن‪ ،‬فق ّررت �إعادة‬ ‫رومان�سي ��ة ت�سير على ّ‬ ‫الخط نف�سه الذي تتبعه منذ‬ ‫توزيع ��ه م ��ع �إ�ضاف ��ة نكهته ��ا الخا�صة �إلي ��ه‪ .‬تح ّم�ست‬ ‫�سن ��وات �صاحبة �أغنية "تعبت من ��ك"‪ ،‬لكن ّ‬ ‫ات�ضح‬ ‫�صاحب ��ة �أغني ��ة "�أجم ��ل �إح�سا� ��س" لتل ��ك الفك ��رة‪،‬‬ ‫الحق ًا �أنّ "موطن ��ي" هو ن�شيد عربي معروف منذ‬ ‫وخ�صو�ص� � ًا �أ ّنها ت�أتي في ظ ّل ظ ��روف �سيا�سية �صعبة‬ ‫�ألي�سا‪ :‬ليتها لم تفعل‬ ‫�سن ��وات‪ ،‬وهذا بالطب ��ع تعلمه المغني ��ة جيد ًا‪ .‬وكان‬ ‫يم ّر فيه ��ا الوطن العرب ��ي‪� .‬إال �أنّ الم�ستغرب �أنّ ا�سم‬ ‫ولحنه اللبناني �إلي�س ��ا لم ي�سب ��ق �أن �إرتبط ب� ��أيّ �أغني ��ة وطنية‪ ،‬وه ��ي ال ت�شبه عا�صي‬ ‫الن�شيد الذي كتبه ال�شاعر الفل�سطيني �إبراهيم طوقان ّ‬ ‫فني وطني تناقلته الحناجر الحالن ��ي الذي �أدّى �أغنية "لبناني"‪� ،‬أو راغب عالمة الذي �أعاد توزيع‬ ‫محمد فليفل في العام ‪ ،1934‬بمثابة عمل ّ‬ ‫العربية عب ��ر ال�سنوات‪ .‬بالطبع‪ ،‬رافق الن�شي ��د التح ّركات الفل�سطينية الن�شيد الوطني اللبناني‪ .‬كما �أن المغنية اللبنانية تخو�ض للم ّرة الأولى‬ ‫و�إعتبره الفل�سطينيون ن�شيد ًا ر�سمي ًا لهم‪ ،‬كما برز "موطني" �إلى العلن تجربة الأعمال المغناة بالف�صحى‪ ،‬ويا ليتها ال تك ّررها! وخرجت بع�ض‬ ‫ف ��ي العام ‪ 2003‬م ��ع �سقوط نظ ��ام الرئي� ��س العراقي ال�ساب ��ق �صدام الكلمات مط ّعمة بلغة �إلي�سا الخا�صة‪ ،‬وح ّولت "موطني" �إلى "موتني"‪،‬‬ ‫ح�سي ��ن‪ .‬و�أعي ��دت الحياة �إليه مع اندالع الح ��رب ال�سورية عبر تجارب عدا عن الأخطاء في الت�شكيل‪.‬‬ ‫�شابة عدّة‪.‬‬ ‫ظه ��رت الأغني ��ة على �ش ��كل «كوكتي ��ل» يمزج بي ��ن الم�شاع ��ر الوطنية‬ ‫لك ��ن الح ��ال مختلفة بالن�سبة �إل ��ى نجمة لجنة تحكي ��م "�إك�س فاكتور" والغرامية‪ ،‬ويبقى على �إلي�سا �أن ُتحدّد نوعها‬

‫جورج كلوني‪ :‬أمل غ ّيرت حياتي‬ ‫عل ��ى الرغم م ��ن ان�شغال الممث ��ل الأميركي "ج ��ورج كلوني" بدعم الدولي ��ة ف ��ي ـ"�ستار�سب ��ورغ"‪ ،‬و�أ�شع ��ر �أنها‪ ‬ممي ��زة للغاية عندما‬ ‫تفا�صيل‬ ‫فيلم ��ه الجدي ��د " ‪ "Tomorrowland‬ال ��ذي �س ُيط ��رح ف ��ي دور �أراه ��ا ترتدي رداء المحاماة"‪ .‬وقد ك�ش ��ف "كلوني" عن‬ ‫ٍ‬ ‫ح�صرية ل ��م ي�صرح بها من قب ��ل حيث قال‬ ‫العر� ��ض ف ��ي ‪ 20‬ال�شه ��ر الج ��اري �إال �أنه ال‬ ‫�أنه يتابع دائما ما ترتديه زوجته ويجل�س‬ ‫يف� � ِّوت �أي‪� ‬إطاللة‪� ‬إعالمية من دون التطرق‬ ‫�إلى جانبها عندما تجرب بع�ض المالب�س‬ ‫ف ��ي حديث ��ه �إل ��ى حب ��ه لزوجت ��ه المحامية‬ ‫ويعطيه ��ا ر�أيه في م ��ا ينبغي �أن ترتدي �أو‬ ‫الحقوقية "�أمل علم الدين"‪ .‬‬ ‫ت�شتري‪ .‬ويتابع قائ�ل ٍ�ا‪ " :‬منذ اليوم الذي‬ ‫فقد �ص ّرح خالل الم�ؤتمر ال�صحافي‪ ،‬الذي‬ ‫�إلتقيتها �شعرت �أنها �إن�سانة نادرة وغريبة‬ ‫ُع ِق ��دَ �أخير ًا من �أجل التح ��دث عن الفيلم‪،‬‬ ‫الأط ��وار‪ ،‬وممتعة‪ .‬و�إكت�شف ��ت �أنها‪ ‬تمل ��ك‬ ‫عن زوجت ��ه قائ�ل ً�ا "�إنه ��ا �إن�سانة‪ ‬مده�شة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫�إح�سا�س� �ا وذوق� �ا ف ��ي المو�ض ��ة‪ .‬وال �أدري‬ ‫وتعتني ب ��ي جيد ًا‪ ،‬و�أنا �أرى �أنها واحدة من‬ ‫كيف تنجح في الحف ��اظ على �أناقتها رغم‬ ‫�أذك ��ى النا� ��س الذين قابلتهم ف ��ي حياتي‪،‬‬ ‫مظهر‬ ‫�ضغ ��ط عملها‪ ،‬وقد كانت تب ��دو في‬ ‫ح�س فكاهي والعديد من المميزات‬ ‫ٍ‬ ‫ولديها ٍ‬ ‫مبهر في الوقت الذي كان لديها ‪ 11‬ق�ضية‬ ‫والأ�سباب التي جعلتني �أقع في حبها"‪.‬‬ ‫تعم ��ل بها‪ .‬ف ��ي الحقيق ��ة لديه ��ا ذوقٍ فني‬ ‫وي�ضي ��ف "كلون ��ي"‪� :‬أ�شعر ب�أنن ��ي فخور‬ ‫جورج كلوني و�أمل علم الدين‪:‬‬ ‫ال‬ ‫حب‬ ‫ما‬ ‫زال‬ ‫ي‬ ‫خيم‬ ‫عل‬ ‫يهما‬ ‫به ��ا عندم ��ا �أراها تتحدث ف ��ي المحكمة‬ ‫عظيم"‬

‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪99‬‬


‫عالم النجوم‬

‫أنوشكا في "مملكة يوسف المغربي"‬ ‫ت�ص ��ور الفنانة �أنو�شكا م�شاهدها في م�سل�سل "مملكة يو�س ��ف المغربي" الذي ي�شاركها بطولته‬ ‫من ��ذر رياحنة وم�صطفى فهمي وعال غانم وم ��ن ت�أليف حمدي يو�سف و�إخراج عادل الأع�صر‪،‬‬ ‫وم ��ن المفتر�ض عر�ضه في رم�ض ��ان المقبل‪ ،‬كما يعر�ض لها حالي ًا الج ��زء الثاني من م�سل�سل‬ ‫"�سرايا عابدين" على قناة "�أم بي �سي م�صر"‪.‬‬ ‫علي �سيناريو عملين‬ ‫وعلق ��ت �أنو�ش ��كا على م�شاركتها في رم�ضان هذا العام‪ ،‬قائل ��ة‪ُ :‬‬ ‫"عر�ض ّ‬ ‫دراميي ��ن قبل م�سل�سل "مملكة يو�س ��ف المغربي"‪ ،‬لكنني �إعتذرت عنهم ��ا لأ�سباب مختلفة‪،‬‬ ‫الأول لأن ال�سيناري ��و ل ��م يكتب منه �سوى ع�شر حلقات فقط‪ ،‬لذلك لم �أ�ستطع ح�سم موقفي‪،‬‬ ‫وعندم ��ا طلب ��ت من فريق العمل الإنتظار حتى االنتهاء من كتاب ��ة ال�سيناريو‪ ،‬فوجئت ب�أنهم‬ ‫�سيب ��د�أون الت�صوي ��ر قبل �إ�ستكماله للحاق بالمو�سم الرم�ضان ��ي‪� .‬أما العمل الثاني فلم �أجد‬ ‫في ��ه ما يجذبني لخو�ض التجربة‪ ،‬وكان ق ��راري عدم الم�شاركة في م�سل�سالت رم�ضان هذا‬ ‫�أنو�شكا‪� :‬أعمال بالجملة‬ ‫علي �سيناريو جيد خالل تلك الفترة مع �ضيق الوقت ودخول‬ ‫العام‪ ،‬لأنني لم �أتوقع �أن يعر�ض ّ‬ ‫معظ ��م الم�سل�س�ل�ات للت�صوير‪ ،‬لكنني �إنجذب ��ت كثير ًا ل�سيناريو م�سل�سل "مملك ��ة يو�سف المغربي" الذي يمثل التع ��اون الأول بيني وبين‬ ‫المخ ��رج ع ��ادل الأع�صر والفنان منذر رياحنة‪ .‬و�أ�شعر بالراحة النف�سية بالعمل معهما رغ ��م ال�ضغط الذي �أعانيه خالل فترة الت�صوير‬ ‫نظ ��ر ًا �إل ��ى �ضيق الوقت‪ ،‬و�إهتم ��ام كل فريق العمل ب�إنهاء الت�صوير مبك ��ر ًا للحاق بالعر�ض في رم�ضان‪ ،‬ف�ض ًال ع ��ن كثرة الم�شاهد التي‬ ‫ن�ص ّورها خارج م�صر ومنها �أبو ظبي ولندن‪ .‬لكن هذا ال يمنع المخرج من التركيز على التفا�صيل كافة لخروج الم�سل�سل ب�أف�ضل �صورة‬ ‫لينال �إعجاب الجمهور"‪ .‬وت�ضيف‪�" :‬أع�شق الم�شاركة في الم�سل�سالت التي تعتمد على البطولة الجماعية‪ ،‬وال تتركز �أحداثها حول البطل‬ ‫الأوحد لأن تلك النوعية من الأعمال هي التي �إ�ستطاعت جذب الجمهور خالل ال�سنوات الأخيرة‪ ،‬محققة نجاح ًا �ضخم ًا لم يكن يتوقعه‬ ‫كثيرون من �صناع الدراما‬

‫نانسي عجرم‪ :‬ال خالفات مع أحالم‬ ‫�أكدت الفنانة نان�سي عجرم‪� ،‬أن عالقتها ب�أع�ضاء لجنة تحكيم برنامج �أن ��ه "حتى الآن‪ ،‬ال �ش ��يء ر�سمي ًا"‪ .‬وخطفت النجم ��ة اللبنانية الأنظار‬ ‫"�أراب �آي ��دول" جي ��دة جد ًا‪ ،‬وال خالفات مطلق� � ًا بينها وبينهم‪ .‬وعما بط ّلته ��ا في الحفلة التي ّ‬ ‫نظمتها مجموع ��ة "�إ�سكان غلوبل" في الكويت‬ ‫يت ��ردد عن وجود جف ��اء بينها وبين �أحالم‪ ،‬قال ��ت �صاحبة "�أخا�صمك �أخي ��ر ًا‪ .‬وقدمت مجموعة كبيرة من �أجمل �أغانيها الجديدة والقديمة‪،‬‬ ‫�آه"‪" :‬عل ��ى العك� ��س‪ ،‬عالقتي ب�أح�ل�ام ّ‬ ‫توطدت بع ��د م�شاركتنا مع ًا في و�س ��ط تفاعل الفت من الجمهور‪ .‬وب ��د�أت ب�أغنية "الدنيا حلوة"‪ ،‬لتعبر‬ ‫موجهة تحية الى ال�شركة‬ ‫البرنامج‪ ،‬و�أكنّ الحب للجميع وال م�شكلة مع �أحد"‪.‬‬ ‫بعده ��ا عن �سعادتها بالم�شاركة ف ��ي الحفلة‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫المنظمة والح�ضور من الكويت ودول عربية‪ .‬ثم غنت "يا غالي عليا"‪،‬‬ ‫ونف ��ت نان�س ��ي �أي�ض ًا ما �أُ�شيع ع ��ن خالفات بينها وبي ��ن �أنابيال هالل‪،‬‬ ‫و"ما تيجي هنا"‪.‬‬ ‫قائلة‪�" :‬أمنحكم ال�ضوء الأخ�ضر لتنفوا هذه الإ�شاعات‪،‬‬ ‫وفج� ��أة‪ ،‬توقفت الحفل ��ة و�سط ا�ستغ ��راب نان�سي‬ ‫�أنابي�ل�ا مذيعة جميل ��ة ورائعة وبينن ��ا �إحترام وحب‬ ‫وجمهورها على ح ّد �سواء‪ .‬و�إذ بالمدير التنفيذي‬ ‫متب ��ادالن"‪� .‬أم ��ا وائل كفوري‪ ،‬فه ��و "�إن�سان حيوي‬ ‫لمجموعة "�إ�سكان غلوبل" ح�سين مو�سى‪ ،‬يعتلي‬ ‫ومرح‪ ،‬و�أنا �سعيدة بالعمل معه"‪.‬‬ ‫الخ�شب ��ة ومتعهد الحفالت وليد من�صور‪ ،‬ليقدّما‬ ‫وحول المو�سم المقبل م ��ن "�أراب �آيدول"‪� ،‬أو�ضحت‬ ‫قال ��ب حل ��وى للمغني ��ة لمنا�سب ��ة عي ��د ميالدها‪.‬‬ ‫نان�س ��ي �أنه ��ا لم تجتم ��ع ب�أحد من مجموع ��ة "�أم بي‬ ‫ف�ضج ��ت ال�صالة ب�أ�ص ��وات الجمه ��ور وهو يغني‬ ‫�س ��ي" حتى الآن‪ ،‬للإتف ��اق على المو�س ��م الجديد‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫لنان�س ��ي "�سنة حلوة يا جمي ��ل"‪ ،‬ف�شكرتهم وهي‬ ‫متوقعة �أن تتّ�ضح ال�صورة قريب ًا‪ .‬و�أفادت ب�أن الأخبار‬ ‫مت�أث ��رة بهذه المحبة الت ��ي �أحاطها بها محبوها‬ ‫التي �إنت�ش ��رت عن قبولها الم�شارك ��ه في برنامج "ذا‬ ‫نان�سي عجرم‪� :‬سنة حلوة يا جميل!‬ ‫فوي� ��س كي ��دز"‪ ،‬عاري ��ة تمام ًا ع ��ن ال�صح ��ة‪ ،‬م�ؤكدة‬ ‫في الكويت‬

‫‪98‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬


‫بيروت ‪ -‬جوزف قرداحي‬ ‫ه ��ل يمك ��ن �أن يتح� � ّول كت ��اب "النبي"‬ ‫لجب ��ران خليل جبران �إل ��ى فيلم روائي‬ ‫طويل؟ وبالتالي هل يحق للمنتج �أو لكاتب ال�سيناريو‬ ‫�أو للمخرج �أن يعيد �صوغ �أحداث كتاب و�صلت �أرقام‬ ‫مبيعات ��ه �إلى ما يزيد عن المئة ميلون ن�سخة وب�أكثر‬ ‫من خم�سين لغة مثل كت ��اب "النبي"‪ ،‬وبالتالي يغ ّير‬ ‫وقائع ��ه و�شخ�صياته وين�سف هيكليت ��ه وجوهره من‬ ‫�أ�سا�سها؟!‬ ‫ق ��د يبدو ال�س� ��ؤال للوهلة الأولى رف�ض� � ًا �أو �إعترا�ضاً‬ ‫عل ��ى فيل ��م �سلمى حاي ��ك الكرتوني وال ��ذي حاولت‬ ‫من خالله مع مخ ��رج "الملك الأ�سد" "‪The Lion‬‬ ‫‪ "King‬روجيه �آ ِلل ْرز �أن تعيد �صياغة كتاب "النبي"‬ ‫مب�سط يفهم ��ه الأطفال‪،‬‬ ‫على طريقته ��ا وب�أ�سل ��وب ّ‬ ‫فج ��اء الفيلم مغاي ��ر ًا تمام ًا لر�سال ��ة وهدف "نبي"‬ ‫جب ��ران الم�ستوحى من ليتورجي ��ا متماهية مع فكر‬ ‫نيت�شي ��ه الفل�سفي‪ ،‬والقائمة عل ��ى حكمة و�شخ�صية‬ ‫نبي خارج من ثقافات م�شرقية هي خليط زراد�شتي‬ ‫ٍ‬ ‫فار�س ��ي وبابل ��ي �سوم ��ري‪ ،‬من�سجم ��ة م ��ع الهوتي ��ة‬ ‫الم�سيح الذي كان يخط ��ب في الجماعات الم�ؤمنة‪،‬‬ ‫وفي مدينة م�شرقية قديمة �شبيهة بمدينة القد�س �أو‬ ‫ب�إحدى المدن التي �شهدت والدة المذاهب الفل�سفية‬ ‫مثل �أثينا �أو روما �أو بغداد‪.‬‬ ‫من هنا‪ ،‬تبد�أ �سل�سلة من الت�سا�ؤالت حول فيلم حايك‬ ‫الذي و�صلت كلفة �إنتاجه �إلى ‪ 12‬مليون دوالر‪ ،‬وقام‬ ‫بتنفي ��ذه نماني ��ة مخرجين �إل ��ى جانب �آل ِل ��رز الذي‬ ‫(بح�سب حاي ��ك) قام بالتوليفة الأ�سا�سية ل�سيناريو‬ ‫وق�ص ��ة الفيل ��م‪ ،‬معتمد ًا على خيال ��ه الكرتوني �أكثر‬ ‫م ��ن �إعتم ��اده على ن�ص كت ��اب جب ��ران‪ ،‬فجعل من‬ ‫"نب ��ي" �أورفلي� ��س الم�صطف ��ى المخت ��ار الحبي ��ب‬ ‫(�ص ��وت الممث ��ل لي ��ام ني�س ��ون)‪ ،‬ال ��ذي كان فجر ًا‬ ‫لزمان ��ه‪� ،‬سجين� � ًا محكوم ًا بالإقام ��ة الجبرية و�سط‬ ‫حرا�س ��ة م�شددة م ��ن �شرط ��ة المدينة‪ ،‬وه ��و الذي‬ ‫في واقع كتاب جبران عا� ��ش بين �أهل المدينة �إثني‬ ‫ع�شر عام ًا‪ ،‬متنق ًال بين معابدها‪ّ ،‬‬ ‫مب�شر ًا بالخال�ص‬ ‫وبالملك ��وت ال�سماوي‪ .‬وهو ما جع ��ل النا�س ي�ؤمنون‬ ‫ب ��ه نبي ًا مختار ًا م ��ن اهلل‪ .‬وتخدمه ف ��ي الوقت ذاته‬ ‫كاهنة �صبية كان ��ت �أول من �آمن به هي "المطرة"‪.‬‬ ‫غي ��ر �أن الخي ��ال الكرتوني ل�سلم ��ى حايك وللمخرج‬ ‫�آل ِل ��رز �إ�ستب ��دل المط ��رة بوالدة جب ��ران "كاملة"‪،‬‬ ‫جاع ًال المط ��رة في الوقت عينه طفل ��ة �شقية و�إبنة‬ ‫ل"كاملة" ل ��م تتجاوز الحادية ع�ش ��رة من عمرها‪،‬‬ ‫وه ��ي بح�س ��ب الفيلم ت�سع ��ى دائم� � ًا �إل ��ى الم�شاكل‬

‫ليام ني�سون‪� :‬أعطى �صوته للم�صطفى‬

‫غبريال يارد‪ :‬مو�سيقاه �أعطت بعداً م�شرقياً للفيلم‬

‫حاولت �سلمى حايك �أن تمزج‬ ‫ما بين حياة النبي المنعزل في الت�أمل‬ ‫وال�صالة والت�ص ّوف‪ ،‬وبين حياة جبران الفتى‬ ‫اليافع الخارج من رحم ثقافة م�شرقية‬ ‫ومجتمع متزمت تت�سلط عليه الإقطاعيات‬ ‫الدينية وال�سيا�سية‪� ،‬إلى رحم ثقافة غربية‬ ‫وا�سعة الآفاق ومجتمع متحرر من‬ ‫قيود الدين وال�سيا�سة‬

‫والت�سب ��ب بالكوارث نتيج ��ة عبثه ��ا و�شقاوتها‪� .‬إنها‬ ‫حبك ��ة الكرت ��ون ال�ضرورية لإ�ضفاء بع� ��ض الت�شويق‬ ‫والإث ��ارة والمغام ��رة على الرواية لتج ��ذب الأطفال‬ ‫وهواة الكرتون‪ ،‬وبالتالي لتجع ��ل �أحداثه �أقرب �إلى‬ ‫فيلم �أميركي من ��ه �إلى ق�صة فل�سفية تخاطب العقل‬ ‫�أكثر من الغريزة‪.‬‬ ‫حاول ��ت �سلم ��ى حايك �أن تمزج ما بي ��ن حياة النبي‬ ‫المنع ��زل ف ��ي الت�أمل وال�ص�ل�اة والت�ص� � ّوف‪ ،‬وبين‬ ‫حياة جب ��ران الفتى اليافع الخ ��ارج من رحم ثقافة‬ ‫م�شرقي ��ة ومجتمع متزمت تت�سلط عليه الإقطاعيات‬ ‫الديني ��ة وال�سيا�سية‪� ،‬إلى رح ��م ثقافة غربية وا�سعة‬ ‫الآفاق ومجتمع متحرر من قي ��ود الدين وال�سيا�سة‪.‬‬ ‫وقد �أعطت الهام�ش الأكب ��ر لوالدته "كاملة رحمة"‬ ‫الهارب ��ة م ��ن �إ�ضطه ��اد مجتمع ذك ��وري وظلم زوج‬ ‫�سكي ��ر م�ستهتر‪ ،‬ف�سلط ��ت ال�ضوء عل ��ى بداية رحلة‬ ‫�إم ��ر�أة مكافح ��ة‪ ،‬تح� �دّت الأق ��دار وعمل ��ت خياطة‬ ‫متج ِّولة‪ ،‬ت�صل الليل بالنه ��ار لتر ّبي �أوالدها الأربعة‬ ‫وت�أمين م�ستقبل �أف�ضل له ��م‪ ،‬ولتتكافل في ما بينها‬ ‫وبي ��ن �إبنها الأكبر بطر�س وبنتيه ��ا مريانا و�سلطانا‬ ‫على تقا�سم العمل لت�أمين العلم لجبران الذي بد�أت‬ ‫تتفتح مواهبه �صغير ًا في ب�شري‪.‬‬ ‫تقا�س ��م دور البطول ��ة الرئي�سي ��ة في فيل ��م "النبي"‬ ‫والدة جبران ولكن ب�شخ�صية مدبرة غرفة "النبي"‬ ‫ال�سجي ��ن‪�( ،‬ص ��وت �سلم ��ى حاي ��ك) فكان ��ت تتولى‬ ‫ب�ش ��كل دوري العناي ��ة بغرفته في ال�سج ��ن‪ ،‬ترافقها‬ ‫ت�سل�ل ً�ا‪� ،‬إبنته ��ا ال�شقية "المط ��رة" التي كانت‬ ‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪101‬‬


‫الفن ال�سابع‬

‫في فيلم مقتب�س من رائعة جبران خليل جبران‬

‫سلمى حايك تسجن "النبي”‬ ‫يف مدينة أمريكية!‬ ‫بعدما عر�ضت مقاطع من فيلمها "النبي" الم�صور بطريقة الر�سوم المتحركة في مهرجان "كان"‬ ‫ال�سينمائ��ي في ال�صيف الفائت ون��ال �إ�ستح�سان النقاد هناك‪� ،‬سافرت �سلم��ى حايك �إلى لبنان‬ ‫حيث �أطلقت منه فيلمها الجديد عالمي ًا والذي �شارك في �إخراجه ‪ 9‬مخرجين‪.‬‬ ‫�سلمى حايك في‬ ‫�إفتتاح "النبي" في‬ ‫بيروت‪ :‬لو �إ�ستنجدت‬ ‫بالروحية الرحبانية؟‬

‫‪100‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬


‫النبي بثياب‬ ‫ع�صرية‬

‫لوحة الزواج‬

‫المطرة �أ�صبحت طفلة‬

‫ت�ستوقف ��ك‪ ،‬غير �أ ّنا �سائلوك قب ��ل �أن ترحل عنا �أن‬ ‫تتحدث �إلينا عن الحب"!‬ ‫تلك العالق ��ة المفعمة ب�شغف الح ��ب النبيل ما بين‬ ‫المطرة ونبيها‪ ،‬غابت عن مجريات �أحداث الفيلم‪،‬‬ ‫ليغي ��ب عن ��ه �أروع م�شه ��د وح ��وار كان ف ��ي الإمكان‬ ‫�إ�ستغاللهم ��ا في فيل ��م و�صلت كلفة �إنتاج ��ه �إلى ‪12‬‬ ‫ميل ��ون دوالر‪ ،‬وم ��ن خ�ل�ال معالجة مختلف ��ة و�أكثر‬ ‫عمق ًا و�إبهار ًا وملحمي ��ة تاريخية‪ .‬ذلك �أن كتاب ًا من‬ ‫م�ست ��وى "النبي" �شئن ��ا �أم �أبينا هو كت ��اب للبالغين‬ ‫وف ��وق م�ستوى فه ��م ال�صغار ولو عالجن ��اه بالر�سوم‬ ‫عل ��ى طريقة ق�ص� ��ص "ال�ساحرة" وليل ��ى والذئب"‬ ‫�أو"الأمي ��رة ال�صغيرة‪ .‬وك�أن من �شا�ؤوا تخليد كتاب‬ ‫"النب ��ي" لجبران من خالل فيلم هوليوودي مبهر‪،‬‬ ‫ل ��م يفقهوا �إطالق ًا عم ��ق وكنه الفل�سف ��ة الجبرانية‬ ‫الت ��ي ترتقي �إلى م�ستوى �إلي ��اذة �شعرية‪ ،‬كان ينبغي‬ ‫معالجته ��ا �سينمائي� � ًا على قاعدة �أف�ل�ام من طراز‬

‫روجيه � ِآللرز الذي قام بالتوليفة الأ�سا�سية‬ ‫ل�سيناريو وق�صة الفيلم‪ ،‬معتمداً على خياله‬ ‫الكرتوني �أكثر من �إعتماده على ن�ص كتاب‬ ‫جبران‪ ،‬جعل من "نبي" �أورفلي�س الم�صطفى‬ ‫المختار الحبيب ‪،‬الذي كان فجراً لزمانه‪،‬‬ ‫�سجيناً محكوماً بالإقامة الجبرية و�سط حرا�سة‬ ‫م�شددة من �شرطة المدينة‪ ،‬وهو الذي في‬ ‫واقع كتاب جبران عا�ش بين �أهل المدينة‬ ‫مب�شراً‬ ‫�إثني ع�شر عاماً‪ ،‬متنقالً بين معابدها‪ّ ،‬‬ ‫بالخال�ص وبالملكوت ال�سماوي‬

‫كليوباترا م�شهدي� � ًا و�سينوغرافي ًا من حيث ت�صميم‬ ‫المالب�س والديكورات والمو�سيق ��ى والم�ؤثرات التي‬ ‫تع ��ود �إل ��ى الع�ص ��ر الإغريق ��ي والرومان ��ي بعظمته‬ ‫التراجيدي ��ة الم�سرحي ��ة‪� .‬إذا ال يمك ��ن تفري ��ق نبي‬ ‫جب ��ران ع ��ن الم�سرحي ��ة الدرامي ��ة ولو م ��ن خالل‬ ‫معالج ��ة �سينمائية �صرف ��ة‪ .‬فالرحابن ��ة اخت�صروا‬ ‫كل تل ��ك الم�شهدية حين خرج ��وا برائعة "المحبة"‬ ‫وم�شهديتها الإحتفالي ��ة الم�ؤثرة‪ ،‬حين يهتف �أهالي‬ ‫اورفلي� ��س �صوت ًا واحد ًا‪" :‬ال ال ت� ��أذن لموج البحر �أن‬ ‫يفرقنا"‪ .‬فهذه الإحتفالية المو�سيقية وحدها كانت‬ ‫كافية لت�ؤ�س�س بداية متين ��ة ل�سيناريو فيلم "النبي"‬ ‫الذي كان له �أن يولد �أكثر �إ�شراق ًا ومهابة من خالل‬ ‫الر�ؤية الرحبانية الت ��ي وحدها ك�شفت �سر المختار‬ ‫الحبيب الذي كان فجر ًا لذاته!‬ ‫حب ��ذا لو �أدركت �سلمى حايك تلك الحقيقة‪ ،‬قبل �أن‬ ‫تقدم على مغامرتها الكرتونية!‬ ‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪103‬‬


‫الفن ال�سابع‬

‫تح ��اول التل�ص� ��ص عل ��ى ر�سوم ��ه ف ��ي �أثن ��اء غرقه‬ ‫في بح ��ور الري�ش ��ة والل ��ون والإب ��داع‪ ،‬ولكنها كانت‬ ‫عاج ��زة ع ��ن مخاطبته ب�سبب بكمها ال ��ذي �أ�صيبت‬ ‫به �إثر �صدمة م ��وت والدها‪ .‬ففي هذه المدينة التي‬ ‫ت�شبه �إلى حد كبي ��ر مدينة بو�سطن في اوائل القرن‬ ‫الع�شري ��ن‪ ،‬تج ��ري �أحداث الكتاب‪ ،‬ال ��ذي يدور في‬ ‫ح ��وار بين كاملة رحمة والنب ��ي الم�صطفى بد ًال من‬ ‫المط ��رة‪ .‬فن�شاهد لوحة الزواج عل ��ى وقع مو�سيقى‬ ‫�صاغه ��ا برهاف ��ة و�إب ��داع غبريال ي ��ارد‪ ،‬حيث كان‬ ‫�إختي ��ار ه ��ذا الأخير يارد ف ��ي هذا المج ��ال موفق ًا‬ ‫ف ��ي �إ�ضف ��اء ال ��روح ال�شرقية ال ��ى المو�سيق ��ى التي‬ ‫تحاكي ن�صو� ��ص جبران‪ .‬غي ��ر �أن الالفت بقوة في‬ ‫�أثناء م�شاهدة الفيلم الكرتوني‪ ،‬هو ح�ضور الأخوين‬ ‫الرحباني وفيروز بق ��وة ومعهم زياد الرحباني‪ ،‬و�إن‬ ‫غاب ��وا تمام ًا عن �أي ب�صمة فيه‪ .‬ح�ضور الرحبانيان‬ ‫وفيروز ف ��ي �أغنية "المحبة"‪ ،‬ح�ض ��ور زياد وفيروز‬

‫‪102‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬

‫في "الأر� ��ض لكم"‪ ،‬وهو ح�ضور ذهن ��ي في وجدان‬ ‫م ��ن عا�صروا في ��روز ونبيها جب ��ران و ُملهما �صوتها‬ ‫عا�صي ومن�صور‪ ،‬و�إن كان ح�ضورهم في هذا الفيلم‬ ‫ح�ضور ًا رمزي ًا‪� ،‬إلى درج ��ة �أن �أكثر من �س�ؤال تبادر‬ ‫�إلى �أذهان من �شاهد الفيلم من الرعيل المخ�ضرم‪:‬‬ ‫"م ��اذا لو �إلتقطت �سلمى حايك المبادرة‪ ،‬ومزجت‬ ‫الروحي ��ة الرحباني ��ة و�صوت فيروز في ه ��ذا العمل‬ ‫الكبي ��ر؟! ماذا ل ��و �سمعنا �أغني ��ة "المحبة" بلحنها‬ ‫الرحباني الأ�صلي و�صوت فيروز الأ�صلي من دون �أي‬ ‫تعديل ما خال متطلبات التقنية ال�سينمائية؟!‬ ‫ُت ��رى‪ ،‬ه ��ل لفت �أحده ��م �إنتب ��اه �سلمى حاي ��ك �إلى‬ ‫�ض ��رورة نب� ��ش �أر�شي ��ف الرحابن ��ة وفي ��روز‪ ،‬قب ��ل‬ ‫المبا�شرة ب�أي محاولة �إنتاج؟!‬ ‫جمي ��ل �أن يفه ��م الجي ��ل الجدي ��د كت ��اب "النبي"‬ ‫ب�أ�سل ��وب مب�س ��ط ومن خ�ل�ال الر�س ��وم المتحركة‬ ‫الأقرب �إل ��ى مزاج الأطفال‪ ،‬ولكن الأجمل �أن يفهم‬

‫ه� ��ؤالء "النب ��ي" تمام� � ًا كم ��ا �أراده جب ��ران‪ ،‬ولي�س‬ ‫كم ��ا ارادته �سلم ��ى‪� ،‬سجين� � ًا في مدين ��ة ع�صرية‪،‬‬ ‫وب�أزي ��اء "فانكي" �أق ��رب �إلى ع ��ازف مو�سيقى في‬ ‫فرق ��ة البيتلز منه �إلى نبي وق ��ور في مدينة قديمة‪.‬‬ ‫وعل ��ى وجه �أخ�ص �أهمي ��ة دور "المطرة" في حياة‬ ‫هذا الم�صطف ��ى الذي كان يكن له ��ا م�شاعر تفوق‬ ‫الحوا� ��س الب�شري ��ة‪ ،‬م�شاع ��ر تجي�ش بالحن ��ان‪� ،‬إذ‬ ‫يم�ض‬ ‫كان ��ت �أول من �سعى �إليه و�ص� �دّق به وكان لم ِ‬ ‫عل ��ى و�صوله �إل ��ى المدينة غير ي ��وم واحد‪ .‬فن�ش�أت‬ ‫عالق ��ة ح ��ب روحي ��ة �سامي ��ة بي ��ن نب ��ي وكاهن ��ة‪،‬‬ ‫�إخت�صره ��ا الم�صطف ��ى بفل�سفته ع ��ن الحب حين‬ ‫�إنبرت و�س ��ط الجمع الحزين على فراق ��ه و�س�ألته‪:‬‬ ‫"ي ��ا نب ��ي اهلل‪ ،‬يا من �سع ��ى وراء �أ�سمى الغايات‪،‬‬ ‫ي ��ا م ��ن ظ َّل يتطل ��ع �إلى الآف ��اق بحث ًا ع ��ن �سفينته‪.‬‬ ‫�أال ما �أعظ ��م حنينك �إلى مه ��د ذكرياتك‪ ،‬وموطن‬ ‫رغبات ��ك الج�سام‪ ،‬فح ُّبنا لن يقيدك‪ ،‬وحاجاتنا لن‬


‫تلفزيون لبنان‪:‬‬ ‫�أعدمه رفيق‬ ‫الحريري‬

‫�سي”‪ ،‬للت�أثير في جمهورها الوا�سع ومحاولة �سحب‬ ‫�سج ��ادة المداخيل الإعالنية من تح ��ت �أقدام بيار‬ ‫ال�ضاهر‪ ،‬عبر الإغراءات المالية لإ�ستمالة �أنطوان‬ ‫�شوي ��ري �صاحب “مجموع ��ة �شوي ��ري للإعالن”‪،‬‬ ‫وال ��ذي كان يعتب ��ر �أح ��د �أباط ��رة الإعالن ��ات ف ��ي‬ ‫لبن ��ان والعالم العربي‪ ،‬وخ�صو�ص ًا بعد �أن �ضم �إليه‬ ‫مجموعة “تهامة” ال�سعودية‪.‬‬ ‫كان اله ��واء التلفزيون ��ي وعل ��ى الرغ ��م م ��ن غب ��ار‬ ‫الحروب والأزمات والإغتياالت الذي يع ّكر �صفاءه‪،‬‬ ‫ي ��در على ال”�أل ب ��ي �سي” مداخي ��ل خيالية كافية‬ ‫لتو�سي ��ع �إ�ستوديوهاتها‪ ،‬وتطوير معدّاتها‪ ،‬وتح�سين‬ ‫م�ست ��وى �إنتاجها الذي �إرتقى �إل ��ى م�ستوى البرامج‬ ‫العالمي ��ة‪ .‬وف ��ي المقاب ��ل‪� ،‬أف ��رزت المحا�ص�صات‬ ‫الطائفية �إبتدا ًء من العام ‪ 1996‬محطات تلفزيونية‬ ‫�إل ��ى جان ��ب "الم�ستقب ��ل"‪ ،‬كانت تكتف ��ي ذاتي ًا من‬ ‫التموي ��ل ال�سيا�س ��ي ال ��ذي توف ��ره بع�ض ال ��دول او‬ ‫الجه ��ات ال�سيا�سية المدعومة منه ��ا‪ .‬مثل تلفزيون‬ ‫"�أن ب ��ي �أن" التاب ��ع للرئي� ��س نبيه ب ��ري‪ ،‬وتلفزيون‬ ‫"�أم ت ��ي في" التابع ل�شقي ��ق الرئي�س مي�شال المر‪،‬‬ ‫ثم لين�ش�أ الحق ًا ف ��ي العام ‪ 1998‬تلفزيون "المنار"‬ ‫التاب ��ع لـ"ح ��زب اهلل" وم ��ن بع ��ده تلفزي ��ون "تيلي‬ ‫لوميي ��ر" الذي ت�شرف عليه البطريركية المارونية‪،‬‬ ‫ولين�ش� ��أ ف ��ي الع ��ام ‪ 2000‬تلفزي ��ون "الجديد" بعد‬ ‫�ص ��راع ق�ضائ ��ي للفوز برخ�ص ��ة البث‪ ،‬وه ��و مم َّول‬ ‫ظاهري ًا من رجل الأعمال تح�سين خياط‪ ،‬النا�شط‬ ‫بقوة في قطر والمق ّرب من �أهل الربط والقرار في‬ ‫الدوحة‪ .‬ومع عودة العماد عون من منفاه الفرن�سي‬ ‫في العام ‪ ،2005‬ح�صل "التيار الوطني الحر" على‬ ‫رخ�ص ��ة ب ��ث تلفزيوني عل ��ى قاع ��دة المحا�ص�صة‬

‫ال�سيا�سي ��ة والطائفية‪ ،‬حيث ب ��د�أ بثه التجريبي في‬ ‫الع ��ام ‪ ،2006‬وليتقا�سم في ما بعد مع التلفزيونات‬ ‫الأخ ��رى الجمه ��ور اللبنان ��ي المتن ��وع الأذواق‬ ‫والإتجاه ��ات ال�سيا�سية‪ ،‬والم�صط ��ف طائفي ًا تبع ًا‬ ‫لتحالفات زعمائه ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫كان ��ت الح�ص ��ة من موازن ��ة الإعالن ��ات حتى ذلك‬ ‫التاريخ تكفي محطة ال"�أل بي �سي" قبل �أن تتخبط‬ ‫في ق�ضاياه ��ا الق�ضائية مع الدكت ��ور �سمير جعجع‬ ‫العائد �إل ��ى ن�شاطه ال�سيا�سي بع ��د �أحد ع�شر عام ًا‬

‫الأزمة التلفزيونية بد�أت تتفاعل وت�أخذ‬ ‫منحاها الت�صاعدي‪ ،‬منذ �أن بد�أت المحطات‬ ‫ال�شح في مداخيلها‬ ‫الثماني اللبنانية تعاني ّ‬ ‫الإعالنية‪ ،‬ولعل �أكثرها تعر�ضاً للخ�سائر هي‬ ‫محطة الم�ؤ�س�سة اللبنانية للإر�سال "�أل بي‬ ‫�سي" التي كانت ت�ست�أثر وحدها بمداخيل‬ ‫ال�سوق الإعالنية‪ ،‬في وقت كانت تغ ّرد‬ ‫منفردة على �أنقا�ض "تلفزيون لبنان"‬ ‫الر�سمي‪ ،‬الذي �صدر القرار النهائي ب�إعدامه‬ ‫في العام ‪ 2000‬على يد وزير �إعالم تلك‬ ‫الحقبة غازي العري�ضي‪ ،‬ب�إيعاز من الرئي�س‬ ‫الراحل رفيق الحريري‬

‫من الإعتقال في �سجن وزارة الدفاع ‪ ،‬وبالتالي قبل‬ ‫�أن تدخل هذه المحطة في �صفقات مالية مع الوليد‬ ‫ب ��ن طالل‪� ،‬أ�سفرت عن المزيد من الخيبات بعدما‬ ‫تبي ��ن �أن �أم ��وال الأمي ��ر ال�سعودي لي�س ��ت �أكثر من‬ ‫ودائع في �سوق المراهنات عل ��ى �شا�شات البور�صة‬ ‫العالمي ��ة‪ ،‬ق ��د يلج�أ �إل ��ى بيعها ف ��ي �أي لحظة تلوح‬ ‫�أمامه فر�ص ��ة الأرباح الطائلة‪ ،‬الأم ��ر الذي ت�سبب‬ ‫في خ�سارة مئات الموظفين وظائفهم بلمحة ب�صر‪،‬‬ ‫جراء ت�صفية �شركة "ب ��اك" بطريقة غام�ضة ومن‬ ‫دون �أية تعوي�ضات‪.‬‬ ‫في المقابل‪ ،‬كانت ال�صفقات على م�ستوى التلفزيون‬ ‫الر�سمي قائمة على قدم و�ساق‪ ،‬حين �صدر مر�سوم‬ ‫�إع ��ادة تنظيم �شرك ��ة “تلفزيون لبن ��ان” في العام‬ ‫‪ ،2002‬و�أخذت الزعامات ال�سيا�سية تتقا�سم قالب‬ ‫الجبن ��ة في �أروق ��ة ه ��ذا التلفزي ��ون المنكوب على‬ ‫قاع ��دة الإنتف ��اع والمح�سوبي ��ات‪ .‬فتم تعيي ��ن �أكثر‬ ‫م ��ن ثالثمئ ��ة موظف ينتم ��ون �إلى تل ��ك الزعامات‬ ‫والأح ��زاب‪ ،‬الأمر ال ��ذي �أغرق “تلفزي ��ون لبنان”‬ ‫بمزيد من الإنهيار �إلى درجة �أنه خ�سر كل جمهوره‬ ‫المتبقي من زمن ��ه المجيد‪ ،‬وليزداد عجزه المادي‬ ‫تفاقم ًا �أمام �إحتكار ال�س ��وق الإعالنية للتلفزيونات‬ ‫الباقية‪.‬‬ ‫بق ��ي التناف� ��س عل ��ى �أ�ش ��ده م ��ا بي ��ن تلفزيون ��ي‬ ‫“الم�ستقب ��ل” و”�أل ب ��ي �سي” حت ��ى العام ‪،2005‬‬ ‫وتحديد ًا يوم �إ�ست�شهاد الرئي�س رفيق الحريري في‬ ‫الرابع ع�شر من �شباط (فبراير)‪ ،‬فكان الموظفون‬ ‫ف ��ي قن ��اة “الم�ستقب ��ل” محل ح�س ��د زمالئهم في‬ ‫باق ��ي المحطات المحلية‪ ،‬ب�سب ��ب ما كان ُي�شاع عن‬ ‫روات ��ب مغري ��ة يوفرها لهم الحري ��ري‪ ،‬ف�ض ًال‬ ‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪105‬‬


‫تلفزيون‬

‫ركود �سوق الإعالنات التجارية يهدد ب�إفال�س المحطات الم�ستقلة �سيا�سياً!‬

‫تلفزيونات لبنان يف أزمة‬ ‫م��ن العادة عندما تك��ون هناك �أحداث وح��روب تنتع�ش محطات التلفزيون ف��ي العالم �إخباري ًا‬ ‫و�إعالني �اً‪ ،‬ولك��ن يبدو �أن هذه القاع��دة ال ت�سري على لبنان‪ ،‬بدلي��ل �أن محطاته الثماني تواجه‬ ‫تهديد ًا وجودياً‪ .‬فلماذا كان هذا؟‬

‫بيروت ‪ -‬جوزف قرداحي‬ ‫�شهدت بيروت في الأ�سابيع المن�صرمة‬ ‫�أزم ��ة كبرى بين ر�ؤ�س ��اء مجال�س �إدارة‬ ‫التلفزيون ��ات اللبناني ��ة و�أ�صح ��اب كاب�ل�ات توزيع‬ ‫ال�صح ��ون الالقط ��ة‪ ،‬كادت �أن تح ��رم اللبنانيي ��ن‬ ‫م�شاهدة قنواتهم المحلية‪ ،‬بعدما حرمتهم الأزمات‬ ‫ال�سيا�سية والأمنية والإقت�صادية المتالحقة‪ ،‬الكثير‬ ‫م ��ن المتطلبات الت ��ي تجعلهم يعي�ش ��ون كمواطنين‬ ‫ينتم ��ون �إلى وطن يحكمه رجال دولة‪ ،‬ولي�س مزرعة‬

‫‪104‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬

‫يديرها تجار و�سما�سرة‪.‬‬ ‫الأزم ��ة بد�أت تتفاعل وت�أخ ��ذ منحاها الت�صاعدي‪،‬‬ ‫من ��ذ �أن بد�أت المحط ��ات الثمان ��ي اللبنانية تعاني‬ ‫ال�شح في مداخيلها الإعالنية‪ ،‬ولعل �أكثرها تعر�ض ًا‬ ‫ّ‬ ‫للخ�سائ ��ر هي محطة الم�ؤ�س�س ��ة اللبنانية للإر�سال‬ ‫“�أل بي �سي” التي كانت ت�ست�أثر وحدها بمداخيل‬ ‫ال�سوق الإعالنية‪ ،‬في وقت كانت تغ ّرد منفردة على‬ ‫�أنقا� ��ض “تلفزيون لبن ��ان” الر�سم ��ي‪ ،‬الذي �صدر‬ ‫الق ��رار النهائ ��ي ب�إعدامه في الع ��ام ‪ 2000‬على يد‬ ‫وزير �إع�ل�ام تلك الحقبة غ ��ازي العري�ضي‪ ،‬ب�إيعاز‬

‫م ��ن الرئي� ��س الراح ��ل رفي ��ق الحريري ال ��ذي كان‬ ‫يخو�ض معركته الإنتخابي ��ة ويطمح �إلى �إ�سكات كل‬ ‫الأ�ص ��وات التي ِّ‬ ‫تن�شز عليه ومنها “تلفزيون لبنان”‬ ‫ال ��ذي كان الفري ��ق ال�سيا�سي المن ��اوىء للحريري‬ ‫ي�ستخدم ��ه ل�ش ��ن حمل ��ة ترويجي ��ة �ض ��د محدلت ��ه‬ ‫الإنتخابي ��ة الت ��ي �إجتاح ��ت كل الق ��وى والزعامات‬ ‫التقليدي ��ة ف ��ي بي ��روت و�ضواحيه ��ا‪ ،‬وال �سيم ��ا �أنه‬ ‫كان ي�سع ��ى �إل ��ى الإ�ستئث ��ار بجمه ��ور التلفزي ��ون‬ ‫الر�سمي ل�صالح تلفزي ��ون “الم�ستقبل” الذي كان‬ ‫ه ��و الآخر يواج ��ه مناف�سة �شر�سة �أم ��ام ال”�أل بي‬


‫تح�سين خياط‪ :‬يعمل جاهد ًا على خط قطر‬

‫"�أم تي في"‪ :‬نجحت �إلى حين ولكن‪..‬‬

‫تلفزي ��ون “الم�ستقب ��ل” (وذل ��ك بح�س ��ب �إح ��دى‬ ‫الدرا�س ��ات ال�ص ��ادرة �أخي ��ر ًا) ب ��ات يدف ��ع ثمنها‬ ‫موظف ��و التلفزي ��ون والم�شاه ��د العرب ��ي واللبناني‬ ‫الذي تعلق ب�أيام مجد المحطة الذهب ّية‪ .‬فالم�شكلة‬ ‫الأكث ��ر فداحة‪� ،‬أن ما من �أحد في الإعالم اللبناني‬ ‫يتح ��دث عن هذه الأزمة و�إمتدادتها‪ ،‬وال �أحد داخل‬ ‫التلفزيون �أو خارجه يتحدث عن حلول‪.‬‬ ‫ف ��ي المقابل‪ ،‬تعي� ��ش �أروقة التلفزيون ��ات اللبنانية‬ ‫الأخ ��رى مث ��ل‪“ :‬الجديد” و”�أم تي ف ��ي” و”�أو تي‬ ‫ف ��ي” وب�ص ��ورة �أخ�ص القن ��اة التي كان ��ت �شم�سها‬ ‫ت�ش ��رق وال تغي ��ب و�أعني بها الـ”ال ب ��ي �سي”‪ ،‬حا ًال‬ ‫م ��ن التر ّقب والقلق والتخب ��ط المالي الذي ظهرت‬ ‫م�ؤ�شرات ��ه وا�ضح ��ة حي ��ن اتح ��دت �إدارات تل ��ك‬ ‫المحط ��ات على الرغم م ��ن اختالفاته ��ا العميقة‪،‬‬ ‫و�شكل ��ت تجمع ًا ي�ض ��م ر�ؤ�س ��اء مجال� ��س �إداراتها‪،‬‬ ‫لمواجهة الواق ��ع المالي المتده ��ور‪ ،‬والتفتي�ش عن‬ ‫م�صدر تمويل ثابت قد ينقذ هواءها من التبخر في‬ ‫خ�ضم المناف�سات الكبيرة التي تواجهها من جهات‬ ‫متعددة‪ ،‬و�أهمها الف�ضائيات العربية ب�شكل رئي�سي‬ ‫والتي تتمتع بقدرات �إنتاجي ��ة خيالية‪ ،‬وبالتالي من‬ ‫و�سائ ��ل التوا�صل عبر الأنترنت‪ ،‬الت ��ي جذبت �إليها‬ ‫�أكثر من �سبعين في المئة من ن�سبة الم�شاهدين‪.‬‬ ‫وف ��ي ه ��ذا ال�سياق ي�شي ��ر الباحث �أده ��م �صبري في‬ ‫درا�ست ��ه‪� ،‬إلى �أن المحط ��ة اللبنانية الأول ��ى “�أل بي‬ ‫�سي” تودّع من دون رجعة الفترة الذهبية التي حظيت‬

‫ف ��ي خاللها بمتابعة من الم�شاه ��د الخليجي عموم ًا‪،‬‬ ‫وال�سع ��ودي خ�صو�ص ًا‪ ،‬بعي ��د �إنطالقته ��ا الف�ضائية‬ ‫ف ��ي العام ‪ 1996‬بعدم ��ا �ساهمت برام ��ج جماهيرية‬ ‫وحواري ��ة عدي ��دة وعلى �سبي ��ل المث ��ال ال الح�صر كـ‬ ‫“الليلة ليلتك” و”�ستار اكاديمي” و”حوار العمر”‬ ‫و”الح ��دث” و”ال�شاطر يحك ��ي” “و�ستوديو الفن”‬ ‫وغيره ��ا من البرام ��ج الرائدة‪ .‬وتتاب ��ع الدرا�سة �إلى‬ ‫الت�أكي ��د عل ��ى �أن عوامل متع ��ددة �إجتمعت و�ساهمت‬ ‫في �إنت�شار “ال بي �سي” اللبنانية ال�سريع في ال�سوق‬ ‫ال�سعودية �أبرزها توقيت خروجها المبكر الى الف�ضاء‬ ‫�شبه الخالي من مناف�سة جد ّية ‪ ،‬وتحالف ال�ضاهر مع‬ ‫“قي�ص ��ر” الإعالن الراحل انط ��وان ال�شويري الذي‬ ‫لع ��ب دور ًا �أ�سا�سي ًا في �إعطاء “ال بي �سي” مجموعة‬ ‫عق ��ود اعالنية �ضخمة وتجيير عالقاته ل�صالحها ما‬ ‫خ ّولها �شراء م�سل�سالت وحقوق برامج عالمية عمدت‬ ‫القن ��اة الى تعريبها و�أعطتها دفع ًا كبير ًا على ح�ساب‬ ‫المحط ��ات المناف�سة على ندرته ��ا‪ ،‬وبالطبع الجر�أة‬ ‫الت ��ي ات�سمت بها البرامج اللبناني ��ة المنوعة ي�ضاف‬ ‫اليها عوامل نجاح داخلية‪ ،‬فقد كان يحيط بال�ضاهر‬ ‫فريق ي�ضم نخبة م ��ن االداريين والمتخ�ص�صين من‬ ‫ذوي الخب ��رة (بينهم الإعالمي الكبير �إيلي �صليبي)‬ ‫ومن انتم ��اءات متعددة لبناني ��ة وعربية �إ�ستطاع من‬ ‫خاللهم ت�أمي ��ن التوازن بحده االدن ��ى بحيث �أديرت‬ ‫ع ��دد من االزم ��ات بحنك ��ة وحكمة جنب ��ت المحطة‬ ‫ال�سقطات الكبرى‪.‬‬

‫ولك ��ن ما الذي تغ ّير‪ ،‬لكي يلج�أ ال�شيخ بيار ال�ضاهر‬ ‫�إل ��ى لح� ��س المب ��رد واللج ��وء �إلى تهدي ��د �أ�صحاب‬ ‫ال�صحون الالقطة وموزع ��ي الكابالت الهوائية في‬ ‫لبن ��ان‪ ،‬وفر� ��ض ح�صة مقتطع ��ة ع ��ن كل م�شترك‬ ‫تناه ��ز ال�ست ��ة �آالف لي ��رة لبناني ��ة‪ ،‬و�إال لج� ��أ �إل ��ى‬ ‫خط ��وات ت�صعيدية مع تجمع ر�ؤ�سات مجال�س �أدارة‬ ‫التلفزيونات في لبنان‪ ،‬التي قد تنتهي �إلى قطع بث‬ ‫المحطات المحلية عن اله ��واء الف�ضائي‪ ،‬وبالتالي‬ ‫حرم ��ان اللبنان ��ي المزيد م ��ن حقوقه ��م البديهية‬ ‫في زم ��ن الف�ضائيات‪ ،‬و�أقله ��ا م�شاهدة محطاتهم‬ ‫المحلي ��ة‪ ،‬بعدم ��ا ُحرم ��وا منه ��ا �أر�ضي� � ًا نتيج ��ة‬ ‫�سع ��ي �أ�صحاب المحط ��ات التلفزيوني ��ة �إلى توفير‬ ‫م�صاري ��ف البث الأر�ضي الذي يحتاج �إلى موازنات‬ ‫كبيرة‪ ،‬وفرتها عليهم الكابالت الف�ضائية‪.‬‬ ‫في الخال�صة م ��ن الم�ستفيد في حال و�صلت جميع‬ ‫الحلول بين المحط ��ات المحلية وموزعي الكابالت‬ ‫�إل ��ى حائط م�س ��دود؟! في ق ��راءة مت�أني ��ة لما ورد‬ ‫�أع�ل�اه م ��ن حقائق وواق ��ع خطير و�صل ��ت �إليه حال‬ ‫الإع�ل�ام ف ��ي لبنان‪ ،‬ن ��درك �أن محطاتن ��ا المحلية‬ ‫الت ��ي تزايد عددها عن الحج ��م المطلوب لجمهور‬ ‫لبنان ��ي ال يزي ��د عن الأربعة ماليي ��ن ن�سمة‪ ،‬تعي�ش‬ ‫ه ��ذه الأي ��ام �أزم ��ة م�صي ��ر م ��ن خ�ل�ال عالم ��ات‬ ‫اال�ستفه ��ام المطروح ��ة في ه ��ذا المج ��ال‪ ،‬مقابل‬ ‫�إرتفاع م�شاهدة قنوات �أخرى ف�ضائي ًا‪ ،‬تتمتع بكافة‬ ‫القدرات الإنتاجية ال�ضخمة‪ ،‬من �ش�أنها �أن تت�سبب‬ ‫في المزيد من �إبتعاد الم�شاهد اللبناني عن قنواته‬ ‫العاج ��زة‪ ،‬وبالتال ��ي ق ��د تعي ��د خل ��ط �أوراق الكثير‬ ‫منه ��ا‪ ،‬للتفكير جدي ًا بالدمج في ما بينها‪ ،‬وت�سخير‬ ‫قدراته ��ا المالي ��ة في �سبيل �إع ��ادة الع�صر الذهبي‬ ‫للإع�ل�ام اللبنان ��ي‪ ،‬و�إن ب�أ�سماء مختلف ��ة وكميات‬ ‫�أقل‪ ،‬ولكن بنوعية عالية بالت�أكيد!‬ ‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪107‬‬


‫تلفزيون‬

‫ال�شيخ بيار ال�ضاهر‪ :‬لماذا لج�أ �إلى تهديد �أ�صحاب ال�صحون الالقطة؟‬

‫عن الكثي ��ر من الحوافز والمكاف� ��أات‪ .‬وذلك طبع ًا‬ ‫م ��ن دون �أن نن�سى دور المدي ��ر التنفيذي لتلفزيون‬ ‫“الم�ستقب ��ل” ف ��ي ذل ��ك الحين علي جاب ��ر‪ ،‬وقبل‬ ‫�إنتقال ��ه في وق ��ت الحق �إلى �إدارة قن ��اة “دبي” ثم‬ ‫رئي�س� � ًا لكلي ��ة الإع�ل�ام في دب ��ي‪ ،‬ثم مدي ��ر ًا عام ًا‬ ‫لقن ��وات “�أم بي �س ��ي”‪ .‬ف�ساهم جاب ��ر في تطوير‬ ‫البرام ��ج و�إدخال م�ؤث ��رات الغرافيك� ��س على البث‬ ‫اليومي وبموا�صفات تلتقي مع التلفزيونات العالمية‪،‬‬ ‫الأمر الذي حفز تلفزي ��ون ال”�أل بي �سي” الأعرق‬ ‫تجربة وخب ��رة‪ ،‬لكي ي�ستقدم �إلي ��ه خبرات جديدة‬ ‫في عالم التقنيات الجديدة‪ ،‬وبالتالي تدريب فريقه‬ ‫المتمكن على تفكيك �أكثر البرامج تعقيد ًا في عالم‬ ‫الغرافيك� ��س‪� .‬إنه بيار ال�ضاه ��ر‪ ،‬العقل المدبر لكل‬ ‫نجاح ��ات ال”�أل ب ��ي �سي” من ��ذ ر�ؤيته ��ا النور في‬ ‫الع ��ام ‪ 1985‬على يد ال�شعبة الخام�سة في “القوات‬ ‫اللبناني ��ة” برئا�سة د‪� .‬سمير جعجع و�إ�شراف كريم‬ ‫بقرادوني‪.‬‬ ‫�أدى �إ�ست�شه ��اد الرئي� ��س الحري ��ري ف ��ي الع ��ام‬ ‫‪� ،2005‬إل ��ى �إخت�ل�ال البني ��ة التحتي ��ة لتلفزي ��ون‬ ‫"الم�ستقب ��ل"‪ ،‬نتيجة �إقال ��ة �أو �إ�ستقالة العديد من‬ ‫كادرات ��ه الأكفياء‪ ،‬بعد الخلل المال ��ي في موازنته‪،‬‬ ‫والت ��ي كان يكفلها ويحميه ��ا الرئي�س الراحل‪ .‬فبعد‬ ‫�سل�سل ��ة من الإداريين‪ ،‬تو ّل ��ى �سمير حمود مقاليد‬ ‫�إدارة “الم�ستقب ��ل”‪ ،‬بتكلي ��ف م ��ن الرئي� ��س �سعد‬ ‫الحري ��ري ال ��ذي �سلم ��ه مفاتي ��ح الح ��ل والرب ��ط‪،‬‬ ‫وذل ��ك في محاول ��ة لإيقاف اله ��در المالي في تلك‬ ‫المحط ��ة التي ال م�ص ��در مالي ًا لها �س ��وى ما يوفره‬ ‫له ��ا �سعد الحريري من �أمواله الخا�صة‪ ،‬ومن بع�ض‬ ‫الم�ساع ��دات ال�سعودية التي ب ��د�أت تخف تدريج ًا‪،‬‬ ‫نتيج ��ة التراجع في �أ�سعار النف ��ط‪ ،‬والذي �أثر �سلب ًا‬ ‫في م�ستوى خزينة المملكة التي وجدت نف�سها تلج�أ‬

‫‪106‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬

‫تلفزيون "الم�ستقبل"‪ :‬عرف عز ًا قبل ‪2005‬‬

‫ما الذي تغ ّير‪ ،‬لكي يلج�أ ال�شيخ بيار ال�ضاهر‬ ‫�إلى لح�س المبرد واللجوء �إلى تهديد �أ�صحاب‬ ‫ال�صحون الالقطة وموزعي الكابالت الهوائية‬ ‫في لبنان‪ ،‬وفر�ض ح�صة مقتطعة عن كل‬ ‫م�شترك تناهز ال�ستة �آالف ليرة لبنانية‪ ،‬و�إال‬ ‫لج�أ �إلى خطوات ت�صعيدية مع تجمع ر�ؤ�سات‬ ‫مجال�س �أدارة التلفزيونات في لبنان؟‬

‫�إل ��ى ع�صر النفقات‪ .‬لك ��ن الإ�ستعانة بمهارة �سمير‬ ‫حم ��ود‪� ،‬أعطت نتيجة معاك�سة لم ��ا كان يطمح �إليه‬ ‫الحري ��ري الإب ��ن‪ ،‬وكان م ��ن نتائجه ��ا خالف ��ه مع‬ ‫�أبرز قي ��ادات التلفزيون �أمثال‪ :‬عمر م�شرف ّية مدير‬ ‫العمل ّيات‪ ،‬ليلى وهبي مدي ��رة الت�سويق‪ ،‬عبدالفتاح‬ ‫�أمه ��ز المدير التقني‪ ،‬ديانا ع ��رب مديرة الترويج‪،‬‬ ‫رين ��ا قران ��وح مدي ��رة الغرافيك� ��س‪ ،‬المنتجة منى‬ ‫�صعي ��دون‪ ،‬المنتج ��ة كري�ستي ��ن ج ّم ��ال‪ ،‬والمخرج‬ ‫دافي ��د لطي ��ف‪ .‬الأمر ال ��ذي �أدى �إل ��ى رحيل ه�ؤالء‬ ‫�إل ��ى محطات �أخرى ف ��ي دول الخليج �إ�ستفادت من‬ ‫خبراتهم‪.‬‬

‫وف ��ي درا�س ��ة كان �أع ّده ��ا الباح ��ث �أده ��م �صبري‬ ‫ح ��ول الإع�ل�ام وت�أثيره في ع�ص ��ر الأنترنت‪ ،‬ك�شف‬ ‫�أن �إنح ��دار ن�سب ��ة الم�شاه ��دة وفق ��دان الت�أثير من‬ ‫تلفزي ��ون “الم�ستقبل” ورحيل الكف ��اءات بديه ّيا‪،‬‬ ‫تج�سد �أو ًال في‬ ‫�أدى �إلى تدهور مالي حقيقي وخطير ّ‬ ‫توقف التلفزيون عن دفع م�ستحقات �شركات الإنتاج‬ ‫التي تتعام ��ل معه‪ ،‬مما �أدّى �إل ��ى تخفي�ض �إنتاجها‬ ‫لـ”الم�ستقب ��ل” وم ��ن ث ��م التوقف كلي ًا ع ��ن الإنتاج‬ ‫ومطالبتها بالمال‪� ،‬أو العودة �إلى �أ�سلوب المقاي�ضة‬ ‫بت�أجير ا�ستديوهات “الم�ستقبل” ل�شركات الإنتاج‪،‬‬ ‫بد ًال من دف ��ع م�ستحقاتها‪ ،‬لت�ستغ ��ل البنية التحتية‬ ‫للتلفزي ��ون ل�صالح ف�ضائ ّيات �أخ ��رى مقابل �شطب‬ ‫بع�ض الديون المتراكمة عل ��ى “الم�ستقبل” كبديل‬ ‫�إ�ستثمار معقول يعو�ضها بع�ض الخ�سائر‪.‬‬ ‫ويلف ��ت الباح ��ث �صبري �إل ��ى �أنه منذ ف� � ّرط �سمير‬ ‫َح ّمود في كف ��اءات التلفزيون وهو ف ��ي م�أزق كبير‪:‬‬ ‫“�إنه يدير م�ؤ�س�سة �إعالم ّية كبرى وعريقة وهو ال‬ ‫عالق ��ة ل ��ه بالإعالم من قري ��ب �أو بعي ��د ومن دون‬ ‫�أي خب ��رة �أو تجرب ��ة �سابق ��ة‪ .‬ي�ض ��اف �إل ��ى ذلك‪،‬‬ ‫�أن التلفزي ��ون وبعدم ��ا كان الرئي� ��س ال�شهي ��د ه ��و‬ ‫�صاح ��ب الر�ؤية والقرار الأخي ��ر لم يعد يعرف �أحد‬ ‫مرجع ّية واحدة عليا تتعامل معها في �صف الوراثة‪.‬‬ ‫الأم ��ر الذي �أدّى �إل ��ى البطء في اتخ ��اذ القرارات‬ ‫الحا�سمة‪� ،‬أو عدم اتخاذها على الإطالق!‬ ‫ويقول �أحد المراقبين ب� ��أن الحالة التي و�صل �إليها‬


‫رئي�س الحكومة تمام �سالم يفتتح الم�ؤتمر‬

‫وزير التربية اليا�س بو �صعب يلقي كلمته‬

‫�سفيرة الإتحاد الأوروبي �أنجلينا �إيخهور�ست و�سفير بريطانيا طوم فليت�شر والنائب علي بزي‬

‫�سفير بريطانيا طوم فليت�شر والوزير اليا�س بو �صعب‬

‫نايلة معو�ض‪ ،‬الوزيران �أالن حكيم وح�سين الحج ح�سن‬

‫�إيلي م�سلم‪� ،‬أمال �شعبان‪ ،‬وجيه متى‪ ،‬مارون خليفة‬

‫�إيلي م�سلم والنقيب وجيه متى‬

‫توزيع الجوائز‬

‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪109‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫"كلنا للعلم” يف لبنان‬ ‫دع ��ت وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان �إل ��ى الم�ؤتمر التربوي اللبناني‬ ‫“كلنا للعلم”‪ ،‬برعاية رئي�س مجل�س الوزراء تمام �سالم‪ ،‬في فندق فني�سيا‪،‬‬ ‫حيث �شاركت في ��ه الم�ؤ�س�سات التربوية الر�سمي ��ة والخا�صة وخبراء تربويون‬ ‫ومج ��ددون ف ��ي النظم التربوي ��ة و�أع�ض ��اء لجنة التربي ��ة والتعلي ��م النيابية‪.‬‬ ‫وقد ح�ض ��ر حفل الإفتت ��اح وزراء‪ :‬ال�صناعة ح�سين الحاج ح�س ��ن‪ ،‬الإقت�صاد‬ ‫والتج ��ارة �أالن حكي ��م والبيئة محمد الم�شنوق‪ ،‬ال�سفي ��ر البابوي المون�سينيور‬ ‫غبري ��ال كات�شا‪� ،‬سف ��راء المملك ��ة العربي ��ة ال�سعودية علي عوا� ��ض ع�سيري‪،‬‬ ‫الوالي ��ات المتح ��دة االميركي ��ة داييفد هي ��ل‪ ،‬بريطاني ��ا طوم فليت�ش ��ر‪ ،‬كندا‬ ‫هيالري �شايدل ��ز‪ ،‬كوريا الجنوبية جونغ �إيل ك ��وي‪ ،‬هولندا ها�ستر �سيم�سون‪،‬‬ ‫دول ��ة فل�سطين �أ�شرف دبور والإتحاد الأوروب ��ي �أنجلينا �إيخهور�ست‪ ،‬والممثل‬

‫المقي ��م لبرنام ��ج االمم المتح ��دة الإنمائ ��ي روث ماونتن‪ ،‬ممثل ��ة المفو�ضية‬ ‫ال�سامية للأمم المتحدة ل�ش�ؤون الالجئين في لبنان نينات كيلي‪ ،‬النواب‪ :‬بهية‬ ‫الحريري‪ ،‬علي بزي‪� ،‬إميل رحمة‪ ،‬جيلبرت زوين‪ ،‬فريد الخازن‪ ،‬محمد قباني‪،‬‬ ‫جمال الج ��راح‪ ،‬الوزيران ال�سابق ��ان خالد قباني‪ ،‬نقوال �صحن ��اوي‪ ،‬النائبان‬ ‫ال�سابقان نايلة معو� ��ض وعدنان طرابل�سي‪ ،‬من�سق اتحاد الم�ؤ�س�سات التربوية‬ ‫الخا�ص ��ة الأب بطر�س عازار وعدد من الأمن ��اء العامين للم�ؤ�س�سات التربوية‬ ‫الخا�ص ��ة‪ ،‬ور�ؤ�ساء وممثلو الجامع ��ات والمديرون العامون ف ��ي وزارة التربية‬ ‫والتعلي ��م العالي‪ :‬فادي ي ��رق‪� ،‬أحمد دي ��اب‪ ،‬المفت�ش الع ��ام الإداري الدكتور‬ ‫مطانيو� ��س الحلبي‪ ،‬رئي�سة المركز التربوي للبح ��وث والإنماء‪ ،‬الدكتورة ندى‬ ‫عويجان‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى ممثلين عن منظمتي اليوني�سيف واليوني�سكو‪.‬‬

‫�سفراء الفاتيكان و�أميركا وال�سعودية المون�سنيور غبريال كات�شا‪ ،‬دايفيد هيل‪ ،‬علي عوا�ض ع�سيري‬

‫ال�سفير ال�سعودي علي عوا�ض ع�سيري والنائبة بهية الحريري‬

‫‪108‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬

‫النائبان خالد ال�ضاهر وفريد الخازن‪ ،‬والوزير ال�سابق نقوال �صحناوي‬


‫�إبراهيم ريا�شي وقرينته‬

‫ماري غبريال‪� ،‬شارل هنري‪ ،‬فيكي ومي�شال نحا�س‬

‫توفيق �صليبا وقرينته‬

‫�أنطوان �أبو رجيلي وف�ؤاد �أبو رجيلي‬

‫جان كلود البنا وقرينته‬

‫حبيب �أفرام وقرينته‬

‫مي�شال ومر�سيل المر‬

‫دكتور غبريال هرمو�ش وقرينته‬

‫فيكتور وغالدي�س خوري‬

‫كلير �أبو رجيلي‬

‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪111‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫العشاء السنوي لرابطة الروم الكاثوليك يف لبنان‬ ‫�أقام ��ت رابطة ال ��روم الكاثوليك في لبن ��ان ع�شاءها ال�سن ��وي في مطعم برج‬ ‫الحم ��ام في برمانا في ح�ضور عدد من �أبناء الطائفة و�أع�ضاء الرابطة وعدد‬ ‫من ال�شخ�صي ��ات اللبنانية الدينية وال�سيا�سي ��ة والإقت�صادية والع�سكرية كان‬ ‫بينه ��م المط ��ران كيرل�س ب�ستر� ��س‪ ،‬والمدير العام لأمن الدول ��ة اللواء جورج‬ ‫قرع ��ه‪ ،‬ورئي�س الرابطة م ��ارون ابو رجيلي‪ ،‬والقا�ضي ف ��وزي خمي�س‪ ،‬ورئي�س‬ ‫الرابط ��ة ال�سريانية حبيب �أفرام‪ ،‬ورئي�س الرابطة اللبنانية للروم الأرثوذك�س‬ ‫نق ��وال غالم‪ ،‬وممثل الطائف ��ة االنجيلية فار�س داغر‪ ،‬ورئي� ��س بلدية الدكوانة‬ ‫انط ��وان �شختوره‪ ،‬ورئي�س بلدية تر�شي�ش كابي �سمعان‪ ،‬ورئي�س بلدية �سرجبال‬ ‫انطوان ابو رجيلي وحاكم �أندية الليونز جورج بو �شديد‬

‫وكان ��ت كلم ��ة لب�ستر�س ف ��ي المنا�سبة جاء فيه ��ا‪" :‬نريد من الأح ��زاب ان تغفر‬ ‫لبع�ضه ��ا وتت�ضامن‪ ،‬وان تعي�ش المحبة‪ ،‬ون�ؤكد لكل اللبنانيين ان لبنان هو وحده‬ ‫يجمعن ��ا وعليهم التخلي عن الغ ��رب وال�شرق وترك هذه الب�ل�اد التي تعاني من‬ ‫ال�صعوب ��ات‪ .‬هن ��اك مثل حكيم يق ��ول "ان لم تكن مع نف�س ��ك فمن يكون معك"‬ ‫نحن يجب ان نكون �أو ًال مع نف�سنا‪ ،‬ثم يكمل المثل" ان لم تكن �إال مع نف�سك فمن‬ ‫تك ��ون"‪ ،‬ال نقدر ان نكون فق ��ط مع نف�سنا يجب ان نك ��ون منفتحين على ال�شرق‬ ‫والغرب وال�شمال والجنوب ويختم القول بالمثل "ان لم تبد�أ الآن فمتى تبد�أ"‪.‬‬ ‫ث ��م كان الختام لأبو رجيل ��ي الذي �شكر الح�ضور عل ��ى تلبيتهم دعوة الرابطة‬ ‫وت�شجيعهم لها‪.‬‬

‫اللواء جورج قرعة‪ ،‬المطران كيرل�س ب�ستر�س‪ ،‬مارون �أبو رجيلي‬

‫‪110‬‬

‫القا�ضي فوزي خمي�س وقرينته‬

‫الأب القا�ضي �أندريه فرح وقرينته‬

‫�أنطوان �سعادة وغابي �سمعان‬

‫�إيلي ن�صار وقرينته‬

‫مارون وفيفيان �أبو رجيلي‬

‫العميد رفول قبطي وقرينته‬

‫روبير وليلى بو حيدر‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬


‫ليزا ع�سيلي‪ ،‬نهى باز‪ ،‬جوليا �سرياني‬

‫ميراي �شويري‪� ،‬أنطوان فهد‪ ،‬نعمت عون‬

‫روال نحا�س و�ساندرا من�صور‬

‫العار�ضات‬

‫زينة جانبيه‬

‫نارين خليل وجورج واينلدر‬

‫�سالي جريج‬

‫نادين طربيه‬

‫‪Issue 30 - May - 2015‬‬

‫‪113‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫"ملخص الورود” ملطعم "ماء احلياة” يف فينيسيا‬ ‫ّ‬ ‫�أطلق ��ت �إدارة فندق فيني�سيا في بيروت م ��ع الم�صمم اللبناني طوني ورد‬ ‫"ملخ� ��ص ال ��ورود" الذي يت�ضم ��ن قائمة خا�صة لمطع ��م " ماء الحياة"‬ ‫�أو كم ��ا ه ��و معروف مطع ��م (‪ )Eau De Vie‬القائم ف ��ي الطابق الأخير‬ ‫لفن ��دق فيني�سي ��ا‪ ،‬وذلك �ضمن خطة مميزة ب ��رزت خالل الإحتفال الذي‬

‫�أقي ��م في المنا�سبة والذي �شمل عر�ض� � ًا للأزياء متناغم ًا مع الحوار حول‬ ‫ف ��نالطه ��ي‪.‬‬ ‫ح�ض ��ر الإحتف ��ال مهتمون كثي ��رون بال�ش�أن الفندق ��ي والأكل وع�ش ��اق الأزياء‬ ‫والمو�ضة‪ ،‬وما �أكثرهم في لبنان‪.‬‬

‫جورج واينلدر‪� ،‬أليك توما�س‪ ،‬طوني ورد والعار�ضات‬

‫ميراي �شويري‪� ،‬آنا وطوني ورد‬

‫نتالي ب�ستر�س‪ ،‬اليا�س ال�شدراوي‪� ،‬سينتيا �صالحة‬

‫ري�شار ورنده فرعون‬

‫‪112‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬

‫الطهاة بول �شاوول‪ ،‬ربيع فوغان‪ ،‬توما�س فيكوف�س‬

‫دالل قرعان ورودينا عرب‬

‫ليلى �صابر ولينا خوري‬


Offering you the leading brands in Ceramic tiles, Sanitary ware, Kitchen cabinets, Sarieddine has it covered. Offering you the leading brands in Ceramic Adding a touchware, of class that cabinets, turns residential or tiles, Sanitary Kitchen Sarieddine commercial property into a palatial setting. has it covered. Log on to or visit our Adding a www.sarieddine-trading.com touch of class that turns residential or new show room and see for yourself, there’s more to commercial property into a palatial setting. just living with Sarieddine. Log on to www.sarieddine-trading.com or visit our new show room and see for yourself, there’s more to just living with Sarieddine.

Design for today’s living Abu Dhabi: t. 00971 2 6776121, 6774937 Design for today’s living Al Ain: t. 00971 3 7212211, 7218883 sartest@emirates.net.ae Abu Dhabi: t. 00971 2 6776121, 6774937


‫العنقود‬

‫�آخر‬

‫البحث عن َّ‬ ‫قشة‬ ‫يف كومة ِإ َبر‬ ‫أ َّما ال َق َّشة فهي بمثابة خشبة خالص يبحث عنها العائمون‬ ‫في بحر األوهام بعد غرق سفينة تحمل علم "الجمهور َّية‬ ‫اللبنان َّية" باحثين عن أيِّ س��بيل لإلنقاذ‪ ،‬وسط ُل َّجة تتالطم‬ ‫فيها عاتيات األمواج ويتصارع فوقها عُ تاة طاقمها المشتَّت‬ ‫بال قبطان على قيادة إبتلعتها الحيتان‪.‬‬ ‫وأ َّم��ا ا ِإل َبر فمغروزة من القعر إل��ى النواصي وقد نصبتها‬ ‫"مصان��ع األزمات" لتجعل م��ن المس��تحيل الخالص ولو‬ ‫بالعوم على َّ‬ ‫قشة مفقودة‪.‬‬ ‫م��ن هو َّ‬ ‫الغطاس المغامر الذي يجرؤ على الغوص للبحث‬ ‫عن َق َّشة في كومة إِ َبر في أعماق محيط هائج؟‬ ‫ولنفرض أ َّنه وجدها‪ ...‬فهل يس��تطيع بلوغ ش��اطئ األمان‬ ‫بوطن عائم على َق َّشة؟‬ ‫محال‪.‬‬ ‫وشجعوه على القفز‬ ‫رسموا للمجنون ً‬ ‫زيحا على بالط غرفته َّ‬ ‫من تحتها‪ ،‬ووعدوه ببالط القصر‪ ...‬وصار المجنون بال رأس‬ ‫وهو في األساس رأس فارغ ال جدوى من إستعماله‪.‬‬ ‫ووضعوا في تص�� ُّرف مجنون آخر "معامل بالط" وهو إلى‬ ‫الساعة يحاول تبليط البحر ليعبر عليه إلى قصر بال بالط‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫وحملوهم س�لاال علهم‬ ‫وجمع��وا المجاني��ن ح��ول بئ��ر َّ‬ ‫يمألونها ماء‪ ،‬فرغ البئر وصار العطش ُيو َّزع بالسالل‪.‬‬ ‫ه��ذا ه��و الح��ال في بل��د تناقل الع��دوى م��ع اإلخوان‬ ‫والس��كن على أرضه‬ ‫والجيران‪ ،‬وباتت اإلقامة فيه جبر َّية‪َّ ،‬‬ ‫محفو ًفا بخطر الخرف الس َّياسي‪ ،‬والتن ُّقل فيه ُّ‬ ‫تسك ًعا على‬ ‫السفارات‪.‬‬ ‫أبواب ِّ‬ ‫ماذا ينتظر ُ‬ ‫لبنان من "األذار ِّيين" األربعة عشرة‪ ،‬والثمانية؟‬ ‫إنتخ��اب رئيس يصل إس��مه بالبريد البط��يء ليو ِّقع على‬ ‫َ‬ ‫المراسيم ويحافظ على المراسم الرسم َّية؟‬ ‫جلس�� َة "تش��ريع الضرورة" لمجلس ن َّواب يمدِّد لنفس��ه‬

‫بحجج منها قانون إنتخاب لم ولن يبصر النور إال بعد وفاة‬ ‫أحفاد أحفادهم؟‬ ‫إستخر َاج النفط والغاز ِّ‬ ‫لضخه في جيوب المتنازعين عليه‬ ‫المتوسط؟‬ ‫رحم أ ِّمه َّلجة‬ ‫وهو خام يرقد في ِ‬ ‫ِّ‬ ‫مصباحا‬ ‫أم تراه ينتظر والدة "إديسون" من جديد ليخترع‬ ‫ً‬ ‫تم صرفه‬ ‫يس��تبقي الش��مس في ال َّليل كما في النَّهار‪ ،‬وما َّ‬ ‫من ديون على "مؤسس��ة كهرباء لبن��ان" ينير العالم ك َّله‪،‬‬ ‫شمسا ال تغيب؟‬ ‫ويبني ً‬ ‫لع َّله ينتظر ثورة ش��عب خامل مدم��ن على قراءة صفحة‬ ‫والحظ َّ‬ ‫ِّ‬ ‫والطبخ‪ ،‬ومش��اهدة المسلس�لات الترك َّية‬ ‫الوف َّيات‬ ‫الناطقة بال َّلهجة الس��ور َّية غير المع��روف انتماؤها أإلى‬ ‫النظام أم إلى ال َّثائرين عليه؟‬ ‫ويقع "االنفجار‬ ‫أينتظر نار فتيل الفتنة لتصل إلى َّ‬ ‫الصاعق َ‬ ‫الكبي��ر" ويعيد الله خلق الكون ُكرمى لعيون زعماء لبنان‬ ‫الج َبب الس��وداء والعمائم‬ ‫وإس��تجاب ًة ألدعي��ة أصح��اب ُ‬ ‫البيضاء؟‬ ‫أخال لبنان ينتظر إعادة تش��غيل قطار َّ‬ ‫السريع ال‬ ‫الش��رق َّ‬ ‫ليحجز تذكرة س��فر إلى المجهول‪ ،‬وه��و قابع في إحدى‬ ‫زوايا المجهول‪ ،‬بل إشتهاء لرحلة العودة إلى َّ‬ ‫محطة تدشين‬ ‫ِّ‬ ‫الخط من باريس إلى اس��طنبول في العام ‪ ،1883‬وليتف َّرج‬ ‫ويتحسر‬ ‫على اوروبا وتركيا‪ ،‬وما بلغتاه من تطور وحداثة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫عل��ى ما فاته منذ زمن القناصل وبن��ي عثمان‪ ...‬إلى زمن‬ ‫السفراء والملوك والرؤس��اء العرب‪ ،‬ومن "الشاهنشاه َّية"‬ ‫ُّ‬ ‫إلى "الجمهور َّية اإلسالم َّية"‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫واصل��وا البح��ث عن َّ‬ ‫القش��ة ف��ي كوم��ة اإلِ َب��ر علكم إن‬ ‫وجدتموها عدتم بها من عرض البحر‪ ،‬فخالصكم مع ٌّلق على‬ ‫قش��ة‪ ،‬وشفاء الوطن رهن بمفعول إبرة في العضل َّ‬ ‫َّ‬ ‫كل يوم‬ ‫بيومه‪ ،‬وبقراءة كتاب "رجوع الشيخ إلى صباه"‬

‫* كاتب و�أديب و�صحافي لبناني‪ ،‬والمدير العام ال�سابق للأخبار في الم�ؤ�س�سة اللبنانية للإر�سال (�أل بي �سي)‬

‫‪114‬‬

‫العدد ‪� - 30‬أيار (مايو) ‪٢٠١5 -‬‬

‫بقلم �إيلي �صليبي‬


ABU DHABI - KHALIDIYA STREET - TEL: 02 6813141 AL MARYAH ISLAND - SOWWAH SQUARE - TEL: 02 6266730

BRIONI.cOM


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.