Issue 33

Page 1

‫اإلقتصاد‬ ‫السوري‬ ‫يحتضر‬

‫المملكة الهاشمية‬ ‫تتوسع إلى سوريا‬ ‫والعراق؟‬

‫مقامرة‬ ‫السلطان‬ ‫أردوغان‬

‫�شهرية ● �إقت�صادية ● ثقافية ● �إجتماعية ‪ -‬ال�سنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫"أشبال الخالفة"‪:‬‬ ‫قنابل بشرية موقوتة‬


‫اإلفتتاحية‬ ‫�شهرية ● �إقت�صادية ● ثقافية ● �إجتماعية‬ ‫ال�سنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫‪www.asswak-alarab.com‬‬

‫ت�صدر من لندن عن �شركة "�أ�سواق العرب" للن�شر المحدودة‬ ‫العنوان الرئي�سي‪:‬‬ ‫‪Asswak Al-Arab Publishing Ltd‬‬ ‫‪788-790 Finchley Road‬‬ ‫‪London NW11 7TJ - United Kingdom‬‬ ‫‪Tel: +44(0)758 3320593‬‬ ‫‪Fax: +44(0)2082019448‬‬ ‫‪email: info@asswak-alarab.com‬‬ ‫‪Editor-In-Chief: Gabriel Tabarani‬‬

‫رئي�س مجل�س الإدارة ‪ /‬رئي�س التحرير‬

‫كابي طبراني ‪www.gabrielgtabarani.com -‬‬ ‫‪g.tabarani@gmail.com‬‬

‫مدير التحرير (لندن)‬

‫هاني مكارم ‪h.m.makarem@gmail.com -‬‬

‫مديرة الت�سويق ‪ -‬فيكتوريا روبرت�س‬ ‫ت�صدر في لبنان بالتعاون مع مجلة "تحت الأ�ضواء" الإقت�صادية‬ ‫ مركز ال�شرق الأو�سط للدرا�سات والعالقات العامة‪ ،‬بناية بيرال‪،‬‬‫الطابق الأول �شارع الجزائر‪ ،‬المال ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫مدير التحرير (بيروت)‬ ‫جوزف قرداحي ‪josephkordahi@yahoo.com -‬‬ ‫مديرة الت�سويق والعالقات العامة (بيروت)‬ ‫دارين عالمه ‪darinealameh@gmail.com -‬‬ ‫مكتب المغرب‪:‬‬ ‫برومو بري�س ‪� 16 -‬شارع جياللي العريبي‬ ‫الدار البي�ضاء ‪ -‬المغرب‬ ‫الإخراج الفني‬ ‫علي كمال الدين ‪alikamallll@gmail.com -‬‬ ‫التوزيع ‪� -‬شركة الأوائل ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫الإ�شتراكات‪:‬‬ ‫للأفراد‪ 100 :‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬ ‫لل�شركات‪ 150 :‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬

‫للم�ؤ�س�سات الر�سمية والبعثات الديبلوما�سية‪:‬‬

‫‪ 200‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬ ‫‪Price list‬‬

‫ ‪7000‬‬ ‫‪L.L.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪B.D.‬‬ ‫‪2 C.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪E.P.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪J.D.‬‬ ‫ ‪1‬‬ ‫‪K.D.‬‬ ‫ ‪1‬‬ ‫‪O.R.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪Q.R.‬‬ ‫ ‪10‬‬ ‫‪S.R.‬‬ ‫ ‪100‬‬ ‫‪S.L.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪Drhm.‬‬ ‫ ‪3‬‬ ‫‪Pounds.‬‬ ‫‪10 T.D‬‬ ‫‪20 MAD‬‬

‫ ‪Lebanon‬‬ ‫ ‪Bahrain‬‬ ‫ ‪Cyprus‬‬ ‫ ‪Egypt‬‬ ‫ ‪Jordan‬‬ ‫ ‪Kuwait‬‬ ‫ ‪Oman‬‬ ‫ ‪Qatar‬‬ ‫ ‪Saudi Arabia‬‬ ‫ ‪Syria‬‬ ‫ ‪UAE‬‬ ‫ ‪UK‬‬ ‫ ‪Tunis‬‬ ‫ ‪Morocco‬‬

‫المقاالت التي ُتن�شر تع ّبر فقط عن �آراء �أ�صحابها‬

‫�أزمة المهاجرين تختبر ِق َيم �أوروبا‬ ‫أزمة المهاجرين في أوروبا تختبر تضامنها‪ٌ .‬‬ ‫آالف من البش��ر اليائسين الهائمين على‬ ‫وجوههم يبحثون عن أماك��ن تو ّفر لهم األمن واألمان من الحرب والعنف والحرمان‬ ‫واألنظمة المس��تبدّة‪ ،‬ويبذلون كل ما في وس��عهم للوصول إلى أوروبا بإستخدامهم‬ ‫ش��تى الطرق المتاحة بم��ا فيها القيام برحالت محفوف��ة بالمخاطر في البر والبحر‪،‬‬ ‫ودفع كل ما لديهم‪ ،‬بما في ذلك حياتهم‪.‬‬ ‫ووفقاً لمفوضية الالجئين التابعة لألمم المتحدة‪ ،‬فقد وصل حوالي ‪ 224,000‬مهاجر‬ ‫والجئ إل��ى القارة العجوز منذ بداية هذا العام و ُقتل اكثر من ‪ 2000‬ش��خص حتى‬ ‫اآلن‪.‬‬ ‫في حين أن هذه القضية تؤ ّكد المحنة السياسية التي تعيشها ٌ‬ ‫دول مثل سوريا وليبيا‬ ‫وأريتريا وغيرها في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى من حيث يأتي الجزء األكبر من‬ ‫المهاجرين‪ ،‬فإنها ُتظ ِهر أيضاً عدم قدرة اإلتحاد األوروبي على فصل شؤونه السياسية‬ ‫عن السياسات العامة‪.‬‬ ‫إن الق��رار الذي إتّخذه القادة األوروبيون في نيس��ان (إبريل) الفائت لزيادة تمويل‬ ‫العمليات البحرية ثالثة أضعاف في البحر المتوسط لوقف حوادث غرق المهاجرين‬ ‫في البحر يش�� ّكل جانباً واحداً من هذه المس��ألة؛ هناك ضرورات أخرى يتع َّين على‬ ‫أوروبا أن تعالجها على وجه السرعة‪.‬‬ ‫أوالً‪ ،‬إنها تحتاج إلى إعادة تقييم قرارها بإغالق بعض حدودها‪ .‬إن هذا األمر قد أدّى‬ ‫ال��ى تفاقم محنة المهاجرين الذين ُيج َبرون على س��لوك طرق أكثر خطورة لدخول‬ ‫أوروبا مما يعزّز إيرادات عصابات تهريب البش��ر‪ .‬وف��ي هذا المجال ينبغي العمل‬ ‫على حرمان هذه العصابات من ق ّوتها ومصادرها وتفكيكها وليس زيادة جرأتها‪.‬‬ ‫والموحد آللياته بالنس��بة‬ ‫ثاني��اً‪ ،‬يتع َّين على اإلتحاد األوروبي ضمان التنفيذ الف ّعال‬ ‫َّ‬ ‫إل��ى المهاجرين‪ .‬على س��بيل المثال‪ ،‬نظ��ام اللجوء األوروبي المش��ترك الذي يضع‬ ‫معياراً لمعالجة وتقييم طلب��ات اللجوء‪ ،‬ويمنح صفة الجئ في جميع أنحاء االتحاد‬ ‫األوروبي‪ ،‬يتناول بشكل غير مستقر اإلختالفات في أنظمة الرعاية اإلجتماعية داخل‬ ‫الدول األعضاء في اإلتحاد األوروبي‪ ،‬فض ًال عن التعب أو الكس��ل السياسي في بعض‬ ‫الح��االت‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬فإن العديد من المهاجرين في نهاية األمر يصبحون أس��وأ‬ ‫حاالً من ذي قبل‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ ،‬العمل مع المجتمع الدولي على إيجاد حل لألزمات التي أدّت وتؤدي إلى هذه‬ ‫الهجرة في سوريا وليبيا وغيرهما‪.‬‬ ‫الواق��ع أنه إذا أرادت أوروبا أن تك ّرر ِق َي َمها األساس��ية ‪ -‬إحترام الكرامة اإلنس��انية‪،‬‬ ‫والحرية‪ ،‬وإحترام حقوق اإلنسان ‪ -‬فإنها تحتاج حالياً إلى العمل بج ّد إلقامة مساواة‬ ‫في المسؤولية بين الدول األعضاء فيها لطالبي اللجوء والالجئين اإلقتصاديين‪.‬‬ ‫كابي طبراني‬

‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪3‬‬



‫‪74‬‬

‫‪78‬‬

‫‪88‬‬

‫الغاز‬

‫الطاقة البديلة‬

‫حوار العدد‬

‫أحالم بوتين الهيدروكربونية‬ ‫اإلستراتيجية يبددها‬ ‫واقع األسواق‬

‫إسكتلندا تحلم‬ ‫بتعميم الكهرباء من طاقة‬ ‫المد والجزر في بحرها‬ ‫ّ‬

‫وسام فتوح‪:‬‬ ‫المصارف اللبنانية‬ ‫بألف خير‬

‫‪27‬‬

‫كلمة خبير‬ ‫إنقاذ اإلقتصاد اللبناني‬ ‫يبدأ من الجامعات‬

‫‪39‬‬

‫وجهة نظر‬ ‫التعاون اإلقتصادي‬ ‫بين إيران والخليج‬ ‫في ظل اإلتفاق النووي‬

‫‪49‬‬

‫‪70‬‬

‫بكل هدوء‬ ‫تونس تغرق‪ ...‬تغرق‬

‫النفط‬

‫‪66‬‬

‫توقعات مختلطة لصناعة‬ ‫العمانية في ظل‬ ‫النفط ُ‬ ‫اإلتفاق النووي مع إيران‬

‫‪99‬‬

‫‪101‬‬

‫‪102‬‬

‫كتاب‬

‫عالم النجوم‬

‫الفن السابع‬

‫عرفان نظام الدين‬ ‫يتذكر نزار قباني‬ ‫في كتاب‬

‫مايا دياب‪:‬‬ ‫وشد"‬ ‫"غمرني‬ ‫ّ‬

‫المصريون‬ ‫يتحدون اإلرهاب‬ ‫ّ‬ ‫بالذهاب إلى السينما‬

‫رأي خبير‬ ‫أزمة اليونان‪ :‬هل تؤدي‬ ‫أوروبا إلتزاماتها من‬ ‫الصفقة؟‬

‫‪95‬‬

‫المنبر اإلجتماعي‬ ‫َتديين السياسة‬ ‫َ‬ ‫وتسييس الدين‬

‫‪97‬‬

‫الموقف الثقافي‬ ‫الحمير َّ‬ ‫خططت طرق لبنان!‬

‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪5‬‬


‫اإلقتصاد‬ ‫السوري‬ ‫يحتضر‬

‫�ل�سنة �لثالثة ‪� -‬لعدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫المملكة الهاشمية‬ ‫تتوسع إلى سوريا‬ ‫والعراق؟‬

‫في هذا العدد‬

‫مقامرة‬ ‫السلطان‬ ‫أردوغان‬

‫�سهرية ● �إقت�سادية ● ثقافية ● �إجتماعية ‪� -‬ل�سنة �لثالثة ‪� -‬لعدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫"أشبال الخالفة"‪:‬‬

‫‪82‬‬

‫قنابل بشرية موقوتة‬

‫‪3rd Year - Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪ABU DHABI - KHALIDIYA STREET - TEL: 02 6813141‬‬ ‫‪AL MARYAH ISLAND - SOWWAH SQUARE - TEL: 02 6266730‬‬

‫تحقيق الشهر‬ ‫موضوع الغالف‬

‫"أشبال الخالفة"‪:‬‬ ‫قنابل "إسالمية"‬ ‫بشرية موقوتة‬ ‫لتفجير مستقبلي‬

‫‪20‬‬

‫‪28‬‬

‫‪32‬‬

‫‪40‬‬

‫لبنان‬

‫سوريا‬

‫األردن‬

‫مجلس التعاون – إيران‬

‫يؤيد‬ ‫لماذا ِّ‬ ‫ّ‬ ‫أهل السنة في لبنان‬ ‫تنظيم "داعش"؟‬

‫اإلقتصاد السوري‬ ‫يحتضر‬

‫تمدد المملكة‬ ‫هل فكرة ّ‬ ‫الهاشمية إلى سوريا‬ ‫جدية؟‬ ‫والعراق ّ‬

‫هل يحرم الوضع اإلقليمي‬ ‫دول الخليج من اإلفادة من‬ ‫فرص اإلقتصاد اإليراني؟‬

‫‪44‬‬

‫‪50‬‬

‫‪56‬‬

‫‪62‬‬

‫مصر‬

‫ليبيا‬

‫تركيا‬

‫المصرفية اإلسالمية‬

‫نظام السيسي‬ ‫يشتري اإلستقرار بتدمير‬ ‫"اإلخوان المسلمين"‬

‫محاولة المجتمع الدولي‬ ‫إلحالل السالم في ليبيا يعالج‬ ‫أعراض ًا ويتجاهل األسباب‬

‫مقامرة‬ ‫"السلطان" أردوغان‬

‫المصرفية اإلسالمية‬ ‫والرأسمالية الواعية‬

‫‪4‬‬

‫العدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫ي�سجل �إنكما�ش ًا جديد ًا‬ ‫لبنان‪� :‬إقت�صاد القطاع الخا�ص ّ‬ ‫في �إ�ش ��ارة وا�ضحة الى �إ�س ��تقرار وتيرة التدهور‬ ‫الطفيف في ن�ش ��اط �إقت�صاد القطاع الخا�ص في‬ ‫لبن ��ان نتيجة حال الجمود الت ��ي ت�شهدها البالد‪،‬‬ ‫�شه ��د م�ؤ�ش ��ر" ‪ "PMI‬رك ��ود ًا ف ��ي �شه ��ر تموز‬ ‫م�سج ًال قراءة‬ ‫(يوليو) �إذ ثبت عند ‪ 49.3‬نقطة‪ّ ،‬‬ ‫�أقل بقليل م ��ن الم�ستوى المحاي ��د (‪ 50‬نقطة)‪،‬‬ ‫وهو الم�ستوى الذي يف�صل الإنكما�ش عن النمو‪.‬‬ ‫ووف ��ق رئي� ��س ق�س ��م الأبح ��اث في بن ��ك "بلوم‬ ‫�إنف�س ��ت" م ��روان مخاي ��ل‪ ،‬ال ت ��زال الطلبي ��ات‬ ‫الجدي ��دة تتراج ��ع بمع ��دل �أقل م ��ن ال�شهرين‬ ‫ال�سابقين‪ .‬كما �أن تده ��ور �أ�سعار المنتجات قد‬ ‫يع ��ود ب�شكل كبي ��ر ال ��ى �إنخفا�ض قيم ��ة اليورو‬ ‫وتراجع �أ�سعار النف ��ط‪ .‬في هذا االطار‪ ،‬تحاول‬ ‫�ش ��ركات القط ��اع الخا� ��ص التك ّيف م ��ع الو�ضع‬ ‫ال ��ذي قد يط ��ول ف ��ي الم�ستقب ��ل خ�صو�ص ًا مع‬ ‫التطورات ال�سيا�سية والأمنية في المنطقة‪.‬‬ ‫وج ��اءت النتائ ��ج الرئي�س ّية لإ�ستبي ��ان �شهر تموز‬ ‫(يولي ��و) كالآت ��ي‪ :‬تراج ��ع الإنت ��اج م ��رة �أخ ��رى‬

‫م�سج�ل ً�ا بذلك �إنخفا�ض� � ًا لل�شهر‬ ‫ف ��ي �شهر تموز ّ‬ ‫ً‬ ‫ال�ساد� ��س والع�شرين تواليا‪ ،‬في ظ ��ل تراج ٍع �آخر‬ ‫ف ��ي الأعمال الجديدة ال ��واردة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬وعلى‬ ‫كال الجبهتي ��ن‪ ،‬فق ��د كان ��ت مع ��دالت التراج ��ع‬ ‫متوا�ضعة و�أبط�أ قلي ًال من فترة الدرا�سة ال�سابقة‪.‬‬ ‫�سجل ��ت‬ ‫وذك ��رت ال�ش ��ركات اللبناني ��ة الت ��ي ّ‬ ‫�إنخفا�ض� � ًا ف ��ي الأعم ��ال الجدي ��دة �أن ع ��دم‬ ‫اال�ستق ��رار ال�سيا�س ��ي ه ��و ال�سب ��ب وراء ذلك‪،‬‬ ‫الأم ��ر الذي ي�شي ��ر �إلى �ضعف الطل ��ب المحلي‬ ‫على المبيعات الإجمالية‪ .‬في الوقت عينه كانت‬ ‫الطلب ��ات الجديدة الآتية من الخ ��ارج م�ستقرة‬ ‫خ�ل�ال ال�شهر‪ ،‬بعد المكا�س ��ب التي حققتها في‬ ‫�أي ��ار (مايو) وحزي ��ران (يويني ��و)‪ .‬ووفق �أحد‬ ‫العوام ��ل الت ��ي �أثرت ب�ش ��كل �سلبي عل ��ى �إتجاه‬ ‫م�ؤ�شر م ��دراء" ‪ "PMI‬الرئي�سي هو التوظيف‪،‬‬ ‫الذي �إرتفع قلي ًال في ال�شهرين ال�سابقين ليعود‬ ‫�إل ��ى الإنكما� ��ش في �شه ��ر تموز (يولي ��و)‪ .‬رغم‬ ‫ذلك‪ ،‬كان معدل فقدان الوظائف هام�شي ًا‪.‬‬

‫ن�سبة �إختراق الهاتف الخليوي في لبنان‬ ‫�صـ ّنفـت الأرقـام ال�صادرة عـن االتـحاد الدولـي‬ ‫لالتـ�صـ ��االت ‪(International Telecom-‬‬ ‫)‪ munication Union‬لبن ��ان ف ��ي المرتب ��ة‬ ‫‪ 140‬بي ��ن ‪ 208‬بل ��دان ف ��ي نهاي ��ة ‪ 2014‬حيال‬ ‫ن�سب ��ة �إخت ��راق الهات ��ف الخلي ��وي‪ ،‬وه ��ي تمثل‬ ‫عدد الإ�شت ��راكات بخدمة الهاتف الخليوي لكل‬ ‫‪ 100‬ن�سم ��ة‪ .‬وتقدمت مرتبت ��ه ت�سعة مراكز عن‬ ‫العام ‪ 2013‬عن ��د �إحت�ساب عدد البلدان نف�سها‬ ‫الم�شمولة ف ��ي الم�سح على �أ�سا�س �سنوي‪ .‬وجاء‬ ‫لبن ��ان في المرتبة ‪ 15‬بي ��ن ‪ 20‬دولة عربية و‪45‬‬ ‫بي ��ن ال ��دول ال� �ـ‪ 54‬ذات الدخ ��ل المتو�سط �إلى‬ ‫المرتف ��ع الم�شمول ��ة في الم�س ��ح‪ .‬وبقيت مرتبة‬ ‫لبنان بين الدول العربي ��ة على حالها‪ ،‬وتقدمت‬ ‫ثالثة مراكز بين ال ��دول ذات الدخل المتو�سط‬ ‫�إلى المرتفع مقارنة بالعام ال�سابق‪.‬‬ ‫عالمي� � ًا‪ ،‬تقدم لبنان على �إي ��ران وكندا‪ ،‬وت�أخر‬ ‫ع ��ن الجزائر‪ ،‬وال�صي ��ن والبو�سن ��ة والهر�سك‬ ‫بي ��ن االقت�ص ��ادات ذات النات ��ج المحل ��ي‬ ‫الإجمال ��ي الذي يعادل �أو يف ��وق الـ‪ 10‬مليارات‬

‫دوالر‪ .‬كذل ��ك‪ ،‬تق ��دم عل ��ى �إي ��ران وت�أخر عن‬ ‫البو�سن ��ة والهر�س ��ك بي ��ن ال ��دول ذات الدخل‬ ‫المتو�س ��ط �إل ��ى المرتف ��ع التي يع ��ادل �أو يفوق‬ ‫�إجمال ��ي ناتجها المحلي ال� �ـ‪ 10‬مليارات دوالر‪.‬‬ ‫وبل ��غ ع ��دد الم�شتركين ف ��ي الهات ��ف الخليوي‬ ‫ف ��ي لبن ��ان ‪ 88,4‬ل ��كل ‪ 100‬ن�سمة ف ��ي ‪،2014‬‬ ‫�أي بارتف ��اع ‪ %9,7‬ع ��ن ‪ 80,6‬ل ��كل ‪ 100‬ن�سم ��ة‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪ .2013‬جاءت ه ��ذه الن�سبة اقل من‬ ‫المع ��دل العالمي الذي بل ��غ ‪ 96,1‬م�شترك ًا لكل‬ ‫‪ 100‬ن�سم ��ة‪ ،‬ومعدل الدول النامية البالغ ‪91,1‬‬ ‫م�شترك ًا ل ��كل ‪ 100‬ن�سمة ومعدل الدول العربية‬ ‫ال ��ذي بل ��غ ‪ 109,7‬م�شتركين ل ��كل ‪ 100‬ن�سمة‪.‬‬ ‫و�إرتفع ��ت ن�سبة �إخت ��راق الهات ��ف الخليوي في‬ ‫لبنان بمعدل نمو �سنوي تراكمي مقداره ‪%9,44‬‬ ‫بين الـ‪ ،2009-2014‬مقارنة بمعدل نمو �سنوي‬ ‫تراكم ��ي بل ��غ ‪ %9,36‬في االقت�ص ��ادات النامية‬ ‫و‪ %7,48‬ف ��ي الدول العربية‪ .‬وق ��د وردت نتائج‬ ‫التقرير في الن�ش ��رة الأ�سبوعية لمجموعة بنك‬ ‫بيبلو�س "‪."Lebanon This Week‬‬

‫الموجز اللبناني‬ ‫�أ�ش���ار م�سح �أ�ص���دره البنك الدول���ي عن بلوغ‬ ‫الر�ش���اوى التي دفعته���ا ال�ش���ركات اللبنانية في‬ ‫الم�ؤ�س�س���ات والإدارات العام���ة ف���ي الم�ؤ�س�س���ات‬ ‫والإدارات العامة �أكثر من ‪ ،%19‬وتواجه طلب دفع‬ ‫ر�شوة واحدة على الأقل عند التقدم للح�صول على‬ ‫رخ�ص���ة كهرب���اء‪� ،‬أو ا�شتراك في �شبك���ة المياه‪� ،‬أو‬ ‫رخ�ص���ة تتعلق بالبناء‪� ،‬أو على تراخي�ص لال�ستيراد‬ ‫�أو الت�شغي���ل‪� ،‬أو خالل اجتم���اع ال�شركات بمح�صلي‬ ‫ال�ضرائ���ب‪ .‬وت�ش���كّ ل ن�سبة ال�ش���ركات التي تواجه‬ ‫طل���ب دفع ر�شوة في لبنان المرتب���ة الـ‪ 50‬الأعلى‬ ‫بي���ن ‪ 135‬دولة ف���ي العال���م والمرتب���ة الخام�سة‬ ‫الأعل���ى بين ‪ 11‬دولة في منطق���ة ال�شرق الأو�سط‬ ‫و�شم���ال �أفريقي���ا‪� .‬إ�ضافة �إلى ذل���ك‪� ،‬أ�شار الم�سح‬ ‫�إلى �أن ‪%61,4‬من ال�ش���ركات التي �شملها الم�سح‬ ‫في لبنان حددت الف�ساد كعائق رئي�سي لأعمالها‪،‬‬ ‫عالميا و‪%53,2‬‬ ‫مقارنة ب���ـ‪ %35,2‬من ال�ش���ركات‬ ‫ً‬ ‫من ال�ش���ركات في منطق���ة ال�ش���رق الأو�سط التي‬ ‫لديها الر�أي ذاته‪.‬‬ ‫يمولها‬ ‫بل���غ ع���دد الم�شاري���ع الخا�صة الت���ي ّ‬ ‫�صندوق التنمي���ة االقت�صادي���ة واالجتماعية خالل‬ ‫الف�صل الثاني من ‪ ،2015‬عبر مك ّون "خلق فر�ص‬ ‫العمل"‪ 125 ،‬م�شروعا ً خا�صا ً بقيمة �إجمالية بلغت‬ ‫‪ 3,1‬ملي���ارات لي���رة‪ ،‬مما يوف���ر ‪ 192‬فر�صة عمل‬ ‫جدي���دة‪ .‬وبذلك ُي�صب���ح عدد الم�شاري���ع ال�صغيرة‬ ‫والمتو�سطة المم ّولة من ال�صندوق‪ ،‬منذ بدء العمل‬ ‫في الع���ام ‪ ٢٠٠٣‬ولغاي���ة �آذار الما�ضي‪8,540 ،‬‬ ‫قر�ضا ً بقيم���ة �إجمالية مقداره���ا ‪ 144‬مليار ليرة‪،‬‬ ‫مما يوفر ‪ 6,259‬فر�صة عمل جديدة‪.‬‬ ‫�أظه���رت تقارير "غل���ول بلو" تح�سن���ا ً �سنويا ً‬ ‫بن�سبة ‪ %2‬ف���ي المبيعات الخالية من ال�ضريبة في‬ ‫لبنان خالل الف�صل الثاني من �سنة ‪ .2015‬و�شهد‬ ‫�إنفاق ال�سياح من الجن�سية االردنية �إرتفاعا ً بن�سبة‬ ‫‪ %41‬عل���ى �صعيد �سنوي متزامنا ً مع تح�سن بن�سبة‬ ‫‪ %36‬ف���ي �إنف���اق ال�سياح من الوالي���ات المتحدة ‪،‬‬ ‫و�إرتف���اع ‪ %21‬في الإنفاق من ال���زوار من نيجيريا‬ ‫وزي���ادة ‪ %17‬من ال�سياح القطريين والفرن�سيين‪.‬‬ ‫في المقابل‪ ،‬تراجع �إنفاق ال�سياح ال�سوريين ‪%24‬‬ ‫و�إنفاق الكويتيين ‪ ،%28‬بح�سب الأرقام ال�صادرة‬ ‫عن "غلول بلو"‪� .‬أما بالن�سب���ة الى توزيع المبيعات‬ ‫الخالية من الر�سوم بح�سب بلد االقامة‪ ،‬فقد حظي‬ ‫االنفاق من ال�سي���اح ال�سعوديين على ح�صة اال�سد‬ ‫م���ع ن�سبة ‪ %15‬م���ن �إجمال���ي االنف���اق الخالي من‬ ‫ال�ضريب���ة خ�ل�ال الف�صل الثاني م���ن ‪ ،2015‬يليه‬ ‫االنفاق م���ن ال�سي���اح الإماراتيين م���ع ح�صة ‪%13‬‬ ‫من �إجمالي االنف���اق‪ ،‬والجن�سي���ة الم�صرية مع ‪%8‬‬ ‫والجن�سية االردنية مع ‪.%7‬‬ ‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪7‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون لبنانية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف اللبناني‬

‫مدن الأندل�س القديمة لديها درو�س للبنان اليوم‬ ‫على مدى الأ�سابيع القليلة الما�ضية‪ ،‬ت�صدّرت ق�صة غير عادية عناوين‬ ‫ال�صح ��ف والأخبار في العالم العربي وف ��ي و�سائل الإعالم الدولية‪ .‬في‬ ‫منطق ��ة حي ��ث يوجد العديد من ال�صراعات وح ��االت الي�أ�س التي ال تعد‬ ‫وال تح�صى‪ ،‬كان مذه ً‬ ‫ال �أن نرى �أن عدم قدرة لبنان على �إدارة التخل�ص‬ ‫م ��ن النفاي ��ات تم ّكن ��ت من �سرق ��ة الأ�ض ��واء و�ش� � ّد الكثير م ��ن الإهتمام‪.‬‬ ‫ولكن ما وراء �أكوام القمامة هناك م�شكلة �أعمق‪.‬‬ ‫ف ��ي �أوروب ��ا الق ��رون الو�سطى‪ ،‬كان واح ��داً من الأج ��زاء الأكثر �شهرة في‬ ‫العالم العربي ما هو �شائع و�صفه ب"�إ�سبانيا الم�سلمة"‪ .‬المنطقة تمثل‬ ‫ف ��ي الواق ��ع معظم م ��ا ي�شكل ف ��ي الوق ��ت الحا�ض ��ر البرتغ ��ال و�إ�سبانيا‪.‬‬ ‫بغ�ض النظر‪ ،‬لقد كان ي َ‬ ‫ُنظر �إليها من قبل الم�ؤرخين على �أنها �إ�ستثناء‬ ‫في �أوروبا في ذلك الوقت لأ�سباب عديدة‪ ،‬بما في ذلك النهو�ض الفكري‬ ‫والعالمية‪.‬‬ ‫ولك ��ن ال�ش ��يء الوحيد الذي غالباً ال يحظى بالتقدير الواجب هو‬ ‫الطريقة التي كانت ُتدار بها مدن الأندل�س‪ .‬هناك درو�س‬ ‫م ��ن ذل ��ك‪ :‬لي�س فقط لبي ��روت اليوم‪ ،‬ولك ��ن للعالم‬ ‫العرب ��ي ككل‪ ،‬بم ��ا في ذل ��ك بغ ��داد المعا�صرة مع‬ ‫�إنقطاعات التيار الكهربائي فيها‪.‬‬ ‫ي�ص ��ف الم�ؤرخ ��ون �ش ��وارع م ��دن الأندل� ��س‬ ‫ب�أنه ��ا كانت "م�ضاءة"‪ ،‬ف ��ي الوقت الذي كانت‬ ‫الكهرباء غائبة‪ .‬كان هناك �سبب لذلك‪.‬‬ ‫عل ��ى عك� ��س الي ��وم‪ ،‬حي ��ث يتوق ��ع جمي ��ع �سكان‬ ‫العال ��م عل ��ى م ��ا يبدو م ��ن الدول ��ة توفي ��ر �إنارة‬ ‫ال�ش ��وارع‪ ،‬كان ��ت ف ��ي تلك الم ��دن جماع ��ات مدنية‬ ‫م�س�ؤول ��ة على ح ��د �سواء عن تمويل الأ�ض ��واء والت�أكد‬ ‫من �أنها تعمل ب�شكل �صحيح‪.‬‬ ‫وذلك يتطلب �أمرين‪ :‬مجتمعات �صحية وم�ؤهلة بما يكفي لتوفير هذه‬ ‫الإدارة‪ ،‬وقيادة وحكم عام ي�سهّالن عمل هذه الجماعات‪.‬‬ ‫م ��ن الم�أل ��وف الآن تقريب� �اً الإ�ش ��ارة �إل ��ى �أن الو�ضع في كثي ��ر من بلدان‬ ‫العال ��م العرب ��ي ‪ -‬حيث يجد فيها الكثي ��رون من �أهلها �أنف�سهم في و�ضع‬ ‫�أ�س ��و�أ مم ��ا كانوا عليه قبل الع ��ام ‪ - 2011‬كان �أف�ضل بكثير قبل الثورات‪.‬‬ ‫ولكن هذا لي�س النقطة �أو الهدف‪.‬‬ ‫وقع ��ت الإنتفا�ض ��ات نتيجة ف�ش ��ل منهجي‪ .‬لو �أن النظ ��ام كان يعمل‪ ،‬فلم‬ ‫يكن هناك �أي �سبب لحدوث الإنتفا�ضات‪.‬‬ ‫بع ��د ي ��وم على خلع ح�سني مبارك من ال�سلطة في م�صر في العام ‪،2011‬‬ ‫�أتذ ّك ��ر �أنن ��ي كن ��ت في مي ��دان التحرير (ف ��ي القاه ��رة)‪� ،‬أ�ساع ��د ال�شبان‬ ‫الوطنيي ��ن الذين كان ��وا يقومون بتنظيف ال�ساحة‪� .‬إنه ��م بب�ساطة كانوا‬ ‫يريدون م�ستقب ً‬ ‫ال �أف�ضل لأبنائهم و�أحفادهم‪.‬‬ ‫�إلتقي ��ت ٌ‬ ‫نا�شط� �اً �شاب� �اً الذي ق ��ال لي �أنه قب ��ل �سنوات قليلة ح ��اول �إقامة‬

‫‪6‬‬

‫العدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫مركز لجمع النفايات والتخل�ص منها في الحي الذي يقيم فيه‪.‬‬ ‫قيل له ب�صراحة من قبل الأجهزة الأمنية �أن هذا العمل ممنوع‪� .‬ضمنياً‬ ‫عل ��ى م ��ا يبدو كان الإعتقاد �أنه �إذا كان هذا ال�شاب �إ�ستطاع تنظيم النا�س‬ ‫ف ��ي ه ��ذا ال�ش ��كل من يمكن ��ه التنب�ؤ كي ��ف �س ُي َّ‬ ‫نظ ��م النا�س ف ��ي الم�ستقبل‬ ‫ولآي هدف‪ .‬كانت تجربة مفيدة للغاية‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫بع�ض من هذا له عالقة مع الدولة التي يغلب عليها الت�سلط والتعجرف‬ ‫والخ ��وف م ��ن �إبداع �شعبه ��ا‪ .‬ولكن �أح ��د العوامل الرئي�سي ��ة الذي يميل‬ ‫كثي ��رون �إل ��ى تجاهله ه ��و ال�ضع ��ف المقاب ��ل للمجتمع المدن ��ي في هذا‬ ‫الج ��زء م ��ن العالم ‪ -‬ال�سف ��ر �إلى عقود عدة �إلى ال ��وراء‪ ،‬حتى �إلى قرون‪.‬‬ ‫هناك �أ�سباب كثيرة لذلك‪ ،‬مرور الإ�ستعمار وما بعد الإ�ستعمار‪.‬‬ ‫حين ي َ‬ ‫ُنظر �إلى المدينة العربية القديمة‪ ،‬ف�إن م�ستوى ت�سوية الع�ضوية‬ ‫ه ��و �أمر مذهل‪ .‬لق ��د بُنيت المدن ب�شعور من التماث ��ل‪ .‬ال يقت�صر الأمر‬ ‫عل ��ى �أن المدين ��ة َّ‬ ‫مخطط ��ة �أو م�ص َّمم ��ة ح ��ول بع� ��ض النق ��اط‪،‬‬ ‫مث ��ل �ساح ��ة عامة �أو م�سج ��د كبير‪ ،‬ف�إنها ق ��د بُنيت �أي�ضاً‬ ‫بالمواد والأ�ساليب والت�صاميم الم�أخوذة من البيئة‬ ‫المحلية‪.‬‬ ‫هن ��اك �شيء عميق ج ��داً بالن�سبة �إلى ذلك‪ ،‬وهو‬ ‫العام ��ل الرئي�س ��ي ف ��ي فه ��م كيفي ��ة �إ�ستم ��رار‬ ‫الكثي ��ر م ��ن مبان ��ي تل ��ك الع�ص ��ور ف ��ي البقاء‬ ‫�صام ��دة حت ��ى الي ��وم‪ .‬لم يت ��م الحف ��اظ عليها‬ ‫فقط بل �إنها جزء من البيئة المحيطة بها‪.‬‬ ‫ه ��ل يمك ��ن �أن ُيق ��ال هذا ع ��ن المدين ��ة العربية‬ ‫المعا�صرة؟‬ ‫ه ��ل م ��ن المرج ��ح �أن ��ه بع ��د ‪� 200‬سن ��ة‪ ،‬كثير م ��ن هذه‬ ‫البناي ��ات والهي ��اكل الحديث ��ة �س ��وف تظل قائم ��ة‪ ،‬كما كانت‬ ‫البناي ��ات والهي ��اكل الت ��ي بني ��ت ف ��ي وق ��ت مبك ��ر م ��ن التاري ��خ العرب ��ي‬ ‫و�صمدت حتى اليوم؟ �أم �أنها �ستتهدم‪� ،‬إما ب�سبب كونها خارج المو�ضة �أو‬ ‫لأن المواد التي يتم بها بنا�ؤها ال يُراد لها �أن ت�صمد �أمام �إختبار الزمن؟‬ ‫ه ��ذه لي�س ��ت ه ��ي الق�ضايا الت ��ي تواجه حقاً �شب ��اب هذه المنطق ��ة‪� :‬إنهم‬ ‫بحاجة �إلى فر�ص عمل و�أمن وتنمية �شاملة‪.‬‬ ‫ولك ��ن فيم ��ا يم�ض ��ي الق ��رن ال‪ 21‬قدم� �اً‪ ،‬ف�إن ��ه ق ��د يك ��ون م ��ن المعقول‬ ‫�أن نتوق ��ف ونت�س ��اءل‪ :‬ه ��ل �أن كل �ش ��يء في العال ��م العربي ال ��ذي تبعناه‬ ‫و�إتبعن ��اه وتتبعن ��اه في الق ��رن ال‪ 20‬ي�ستحق المط ��اردة؟ �أو ربما لنذهب‬ ‫�أبع ��د م ��ن ذل ��ك بثقة �أكب ��ر‪ ،‬تراه ك ��م كان حج ��م الخ�سارة ال ��ذي ي�ستحق‬ ‫العالم العربي �أن ي�ستعيده؟ في هذه المرحلة من تاريخه‪ ،‬لديه الموارد‬ ‫لممار�سة نظرة �أعمق في هذه الم�س�ألة ‪ -‬وهذا لي�س بال�ضرورة دائماً ما‬ ‫قد يكون عليه الحال‪ .‬فهل هو فاعل؟‬ ‫بيروت – رئيف عمرو‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫برمة‬ ‫لبنان‬ ‫ّ‬ ‫الم�صدر ال�سابع والم�ستورد الثاني عربي ًا للعقود ال ُم َ‬ ‫�أ�شارت الأرق ��ام ال�صادرة عن الم�ؤ�س�سة العربية‬ ‫ل�ضم ��ان الإ�ستثم ��ار و�إئتمان ال�ص ��ادرات �إلى �أن‬ ‫لبن ��ان ح ّل ف ��ي المرتب ��ة ال�سابعة بي ��ن ‪ 12‬دولة‬ ‫وم�ؤ�س�سة عربي ��ة من حيال �إجمال ��ي قيمة عقود‬ ‫�إئتم ��ان ال�صادرات و�ضم ��ان الإ�ستثمار ال ُمب َرمة‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪ .2014‬وتو ّف ��ر "�ضم ��ان" التغطي ��ة‬ ‫الت�أمين ّي ��ة لال�ستثم ��ارات العربي ��ة والأجنبي ��ة‬ ‫الوافدة �إل ��ى الدول العربية �ض ��د المخاطر غير‬ ‫التجاري ��ة‪ ،‬كذل ��ك تو ّف ��رت التغطي ��ة الت�أميني ��ة‬ ‫لإئتم ��ان ال�ص ��ادرات العربي ��ة المتجه ��ة �إلى كل‬ ‫�أنح ��اء العال ��م �ض ��د المخاط ��ر التجاري ��ة وغير‬ ‫التجاري ��ة‪ .‬وبلغ ��ت قيمة عق ��ود الت�أمين المبرمة‬ ‫في لبنان وال�صادرة عن م�ؤ�س�سة "�ضمان" ‪38,7‬‬ ‫ملي ��ون دوالر في العام ‪ ،2014‬ما يمثل ‪ %3,6‬من‬ ‫القيمة الإجمالية للعقود المبرمة في جميع �أنحاء‬

‫العالم و‪ %3,8‬من المجموع في المنطقة العربية‪.‬‬ ‫وت� ّأخر لبنان عن الكويت التي و ّقعت عقود ت�أمين‬ ‫�صادرات بقيم ��ة ‪ 207,3‬ماليين دوالر‪ ،‬ما ي�ش ّكل‬ ‫‪ 20,5%‬م ��ن القيم ��ة الإجمالي ��ة لعق ��ود ال�ضمان‬ ‫المبرم ��ة �إقليمي� � ًا ف ��ي الع ��ام الما�ض ��ي‪ ،‬وتلتها‬ ‫المملكة العربية ال�سعودية بـ‪ 202,8‬مليوني دوالر‬ ‫(‪ ،)%2‬والم�صارف العربية والم�شتركة بـ‪183,6‬‬ ‫مليون� � ًا (‪ ،)%18,1‬والإم ��ارات ب� �ـ‪ 126,4‬مليون ًا‬ ‫(‪ ،)%12,5‬وبلغت قيمة عقود �إئتمان ال�صادرات‬ ‫ف ��ي لبن ��ان ‪ 33,7‬ملي ��ون دوالر و�ش ّكل ��ت ن�سب ��ة‬ ‫‪ %87,1‬م ��ن �إجمالي عق ��ود �ضم ��ان ال�صادرات‬ ‫المبرمة‪ ،‬في حين و�صلت عقود ت�أمين اال�ستثمار‬ ‫�إل ��ى ‪ 5‬ماليين (‪ .)%12,9‬وقد جاءت نتائج هذه‬ ‫الدرا�س ��ة في الن�ش ��رة الأ�سبوعية لمجموعة بنك‬ ‫بيبلو�س "‪."Lebanon this Week‬‬

‫�سجعان قزي ُيعلن حملة في وزارته لمنع ال�سم�سرات‬ ‫�أطل ��ق وزي ��ر العم ��ل اللبنان ��ي‬ ‫�سجعان قزي حمل ��ة لمكافحة‬ ‫الف�ساد ومنع الر�شى في وزارة‬ ‫العم ��ل‪ ،‬وذل ��ك عب ��ر تحدي ��د‬ ‫ر�س ��م ‪� 50‬أل ��ف لي ��رة لت�سريع‬ ‫المعام�ل�ات‪ ،‬عل ��ى ان تذه ��ب‬ ‫الى �صن ��دوق ال ��وزارة و ُيعطى‬ ‫�صاح ��ب المعاملة �إي�صا ًال بها‪،‬‬ ‫فيم ��ا تق ��وم ال ��وزارة ب�إع ��ادة‬ ‫وزير العمل اللبناني �سجعان قزي‬ ‫توزي ��ع المبل ��غ عل ��ى جمي ��ع‬ ‫الموظفي ��ن‪ ،‬من المدير �إل ��ى الحاجب‪ .‬و�أو�ضح الف�ساد"‪.‬‬ ‫ان "كل مواط ��ن يدف ��ع ما يزيد عن ال� �ـ‪� 50‬ألف وق ��ال‪" :‬كانت ل ��دي الجر�أة الت ��ي دفعت ثمنها‬ ‫ليرة �سيعتبر را�شي� � ًا وعندها �ستط ّبق القوانين‪ ،‬عل ��ى كل الم�ستوي ��ات ف ��ي �إتخ ��اذ ه ��ذا القرار‬ ‫وكل موظف يقب� ��ض �أكثر من هذا الر�سم �ستتم ال ��ذي هو االول ب�شكل علن ��ي ومن دون �إلتبا�س‪،‬‬ ‫ف ��ي الوقت الذي �إتخذت في ��ه م�ؤ�س�سات �أخرى‬ ‫محا�سبته وفق القوانين المرع ّية الإجراء"‪.‬‬ ‫و�إذ �أ�شار الى �أن "اللبناني معتاد على الدفع لأن المذكرة ذاتها وبر�سوم �أعلى ولم يتحدث عنها‬ ‫الإدارة ع ّلم ��ت المواطني ��ن �أن ال �ش ��يء يمر من �أحد"‪ .‬و�س�أل‪" :‬لماذا ما هو م�سموح لغير وزارة‬ ‫دون دف ��ع و�أنا اليوم �أدفع ثم ��ن جر�أتي"‪� ،‬إعتبر العمل‪ ،‬ممن ��وع عن هذه ال ��وزارة‪ ،‬هل "�سقفها‬ ‫�أن ��ه "ال يمك ��ن �إ�ص�ل�اح وزارة العم ��ل م ��ن دون واط ��ي" �أم لأن ��ه ج ��اء وزي ��ر يري ��د و�ضع ح ّد‬ ‫�إ�ص�ل�اح كل الوزارات‪ ،‬ولذلك �أ�صدرنا المذكرة للف�ساد والر�شوة؟‬ ‫وخت ��م‪�" :‬أرف ��ع ر�أ�س ��ي به ��ذا الق ��رار‪ ،‬والوزارة‬ ‫و�أنا اعرف �أنها غير قانونية ‪."%100‬‬ ‫�أ�ض ��اف "لمن �إعتب ��روا هذه المذك ��رة ت�شريع ًا كذلك لأنه قرار �شجاع في مكافحة الف�ساد"‪.‬‬

‫للر�شوة‪� ،‬أ�س�أله ��م هل يريدون‬ ‫�أن تبق ��ى الأم ��ور كم ��ا ه ��ي؟‬ ‫ه ��ل يريدون �أن يبق ��ى الف�ساد‬ ‫ف ��ي ال ��وزارات؟ ه ��ل يريدون‬ ‫�أن تبق ��ى المعام�ل�ات ره ��ن‬ ‫ال�سم�س ��رات‪ .‬الف�س ��اد موجود‬ ‫ف ��ي كل ال ��وزارات وخ�صو�ص ًا‬ ‫وزارة العم ��ل وال ��كل ي�ستفي ��د‬ ‫بطريق ��ة غي ��ر �شرعي ��ة‪ ،‬ل ��ذا‬ ‫احاول اليوم �أن �أ�ضع حد ًا لهذا‬

‫وف���ق المعلومات التي ن�شره���ا البنك الدولي‬ ‫تبين �أن ثمة قرو�ضا ً بين‬ ‫في تموز (يوليو) ‪ّ 2004‬‬ ‫الأع���وام ‪ 2003 – 2000‬تم���ت الم�صادقة عليها‬ ‫ولك���ن الجان���ب اللبناني لم ينف���ذ �إال ج���زءاً ي�سيراً‬ ‫منها‪ ،‬ومن هذه القرو�ض‪:‬‬ ‫ قر����ض لقط���اع التعلي���م بقيم���ة ‪ 56,6‬ملي���ون‬‫دوالر‪� ،‬أقر منه مبلغ ‪ 3‬ماليين و‪ 200‬الف دوالر‪.‬‬ ‫ قر����ض للبلديات مخ�ص�ص للبنى التحتية بقيمة‬‫‪ 80‬مليون دوالر‪� ،‬أقر منه ‪ 36,3‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫ قر����ض للتنمي���ة االجتماعية بقيم���ة ‪ 20‬مليون‬‫دوالر اقر منه مليون و‪ 400‬الف دوالر‪.‬‬ ‫ قر����ض للمي���اه وال�ص���رف ال�صحي ف���ي منطقة‬‫بعلبك بقيمة ‪ 43‬مليون و‪ 500‬الف دوالر � ِأقر منه‬ ‫مليون و‪ 100‬الف دوالر‪.‬‬ ‫ قر�ض لتطوير النقل العام في المدن بقيمة ‪65‬‬‫مليون دوالر �أقر منه مليون و‪ 800‬الف دوالر‪.‬‬ ‫ قر�ض للت���راث الثقافي بقيمة ‪ 31‬مليون دوالر‬‫�أقر منه مليون دوالر‪.‬‬ ‫�إرتفع عدد الركاب ف���ي مطار رفيق الحريري‬ ‫الدولي ف���ي بيروت خالل تم���وز (يوليو) الما�ضي‬ ‫‪ ،%23‬ورح�ل�ات �شركات الطي���ران ‪ %12‬من لبنان‬ ‫و�إليه‪ .‬ووف���ق الإح�صاءات الر�سمية لدائرة االبحاث‬ ‫والدرا�سات ف���ي المديرية العامة للطيران المدني‬ ‫اللبنان���ي‪� ،‬إزداد ع���دد ال���ركاب ‪ %23‬ف���ي تم���وز‬ ‫عم���ا كان عليه ف���ي ال�شهر عينه‬ ‫(يولي���و) الفائت ّ‬ ‫م���ن الع���ام ال�ساب���ق‪ ،‬وبل���غ ‪ 791‬الف���ا ً و‪ 67‬راكبا ً‬ ‫ف���ي مقابل ‪ 641‬الفا ً و‪ 830‬راكب���ا ً‪ ،‬اذ ازداد عدد‬ ‫الوافدين الى لبنان ‪ %20‬و�سجل ‪ 376‬الفا ً و‪325‬‬ ‫راكبا ً‪ .‬وارتفع عدد ركاب الترانزيت من ‪ 728‬راكبا ً‬ ‫ف���ي تموز (يولي���و) ‪ 2014‬ال���ى ‪ 2934‬في تموز‬ ‫(يولي���و) ‪ ،2015‬كذلك ارتفع���ت رحالت �شركات‬ ‫الطيران التجارية ‪ %12‬من لبنان و�إليه‪.‬‬ ‫ك�ش���ف حاكم م�ص���رف لبنان ريا����ض �سالمة �أن‬ ‫الحكومة تنوي �إ�صدار �سندات جديدة مق ّومة بالدوالر‬ ‫"يوروبون���د" ه���ذه ال�سنة وبنح���و ‪ 1٫5‬مليار دوالر‪،‬‬ ‫مرحبا ً بالخطوة الت���ي "من �ش�أنها �أن تج ّنب ا�ستخدام‬ ‫الحكومة لإحتياطات النقد االجنبي لت�سديد ديونها"‪.‬‬ ‫وقال في مقابلة مع وكالة "رويترز"‪� ،‬أن "وزارة المال‬ ‫�أبلغتن���ا �أنه���ا �ست�ص���در �سن���دات مالية قب���ل نهاية‬ ‫ال�سن���ة الجارية‪ ،‬علم���ا ً �أنها تملك ال�سلط���ة القانونية‬ ‫للقي���ام بذلك"‪ .‬واذ �أو�ضح ان���ه يمكن الوزارة ا�صدار‬ ‫ما ي�ص���ل الى ‪ 1٫5‬مليار دوالر "�إذا �أرادت ا�ستخدام‬ ‫كل الح���دود القانوني���ة المتاحة له���ا"‪ ،‬توقع �سالمة‬ ‫�أن ي�صدر لبن���ان حزمة جديدة من �إج���راءات التحفيز‬ ‫االقت�صادي في �سنة ‪ 2016‬بقيمة نحو مليار دوالر‪،‬‬ ‫"لأن البالد تجد �صعوبة‪ ‬ف���ي تحقيق النمو نظراً �إلى‬ ‫الو�ضع ال�سيا�سي والأمني في‪ ‬المنطقة"‪.‬‬

‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪9‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون لبنانية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫المفكرة اللبنانية‬

‫البنك الدولي‪� :‬إنهيار قطاع الكهرباء في لبنان �سببه طائفي‬ ‫ح� �دّد التقري ��ر الأخي ��ر للبن ��ك الدول ��ي بعن ��وان "الح ��د م ��ن الفق ��ر‬ ‫والم�س ��اواة ف ��ي الرفاه ّية"‪ ،‬المع ّوقات والقي ��ود الأ�سا�سية التي تحول‬ ‫دون تحقي ��ق زي ��ادة ف ��ي مع ��دالت النم ��و ف ��ي لبن ��ان‪ ،‬وكان الب ��ارز فيه‬ ‫الفقرات المتعلقة بقطاع الكهرباء‪ ،‬التي و�ضعت الإ�صبع على الجرح‬ ‫الن ��ازف قب ��ل �أع ��وام ع ��دة‪� .‬إذ فاح ��ت م ��ن التقري ��ر رائح ��ة الطائفي ��ة‬ ‫ك�أح ��د ا�سب ��اب �إنهي ��ار قط ��اع الكهرب ��اء‪ ،‬وه ��ي رائح ��ة كريه ��ة تزك ��م‬ ‫الأن ��وف تف ��وق رائحة النفاي ��ات التي تملأ �شوارعنا ه ��ذه االيام‪ .‬فقد‬ ‫ع ��زا التقري ��ر رداءة نوعية الخدمة المقدمة ف ��ي قطاع الكهرباء �إلى‬ ‫الف�س ��اد و�س ��وء الإدارة‪ ،‬والنظ ��ام الطائفي حيث تعمل ك ��وادر الهياكل‬ ‫الأ�سا�سي ��ة الداعمة تح ��ت حماية زعماء طوائفها‪ ،‬معتب ��راً �أن ال�سبب‬ ‫الأه ��م لإنهي ��ار الكهرباء ه ��و االنق�سامات ال�سيا�سي ��ة والطائفية التي‬ ‫تحول دون تحقيق الإ�صالحات التي ما زالت مو�ضوعة على الطاولة‬ ‫لأكث ��ر م ��ن ‪� 30‬سنة‪ .‬وقد �أدى ذلك �إلى �إ�ستم ��رار الم�ؤ�س�سة في �أدائها‬ ‫ال�ضعيف‪.‬‬ ‫و�إعتبر التقرير �أن �إنقطاع الكهرباء هو المثال ال�صارخ لقطاع �ضعيف‬ ‫الأداء‪ ،‬ي�ؤث ��ر �سلب� �اً عل ��ى و�ض ��ع الإقت�ص ��اد الكل ��ي والنم ��و الإقت�صادي‪،‬‬ ‫بدلي ��ل �أن التحوي�ل�ات المالي ��ة �إل ��ى م�ؤ�س�س ��ة الكهرب ��اء‪ ،‬ت�س ّبب بنحو‬ ‫‪ 40‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن الدي ��ن الع ��ام للب�ل�اد‪ .‬وفيم ��ا �إعتب ��ر �أن الكهرب ��اء‬ ‫ه ��ي المع� � ّوق المق ّي ��د الرئي�س ��ي �أمام قدرة لبن ��ان التناف�سي ��ة و�سهولة‬ ‫ممار�سة الأعمال التجارية فيه‪ .‬و�إ�ستند الى م�ؤ�شر القدرة التناف�سية‬ ‫العالم ��ي في المنت ��دى الإقت�صادي العالمي للع ��ام ‪ ،2015/2014‬الذي‬ ‫�أ�شار الى �أن لبنان يحتل مرتبة ثاني �أ�سو�أ بلد في العالم حيال نوعية‬ ‫�إمداد الكهرباء‪ .‬وعلى نحو مماثل‪ ،‬ت�شير ‪ 55,1‬في المئة من ال�شركات‬ ‫اللبناني ��ة �إل ��ى الكهرب ��اء ب�إعتباره ��ا عائق� �اً رئي�سي� �اً �أم ��ام عملياته ��ا‬ ‫التجاري ��ة وقدرته ��ا التناف�سي ��ة‪ ،‬وذل ��ك وفق� �اً للدرا�س ��ة الإ�ستق�صائية‬ ‫للم�شاريع التي �أجراها البنك الدولي في ‪.2014/2013‬‬ ‫تبلغ ن�سبة الدين العام �إلى الناتج المحلي الإجمالي في لبنان ‪143,1‬‬ ‫ف ��ي المئ ��ة‪ ،‬ويمك ��ن �أن ُيع ��زى نحو ‪ 40‬ف ��ي المئة من �إجمال ��ي الدين‬ ‫العام �إلى م�ؤ�س�سة الكهرباء‪ ،‬علماً انه قد تكون ن�سبة الدين العام �إلى‬ ‫الناتج المحلي الإجمالي ‪ 87,8‬في المئة بدل ‪ 143,1‬في المئة‪ ،‬لو لم‬ ‫تحقق الم�ؤ�س�سة خ�سائر ج ّمة‪.‬‬ ‫ووف ��ق التقري ��ر‪ ،‬بلغ متو�س ��ط التحويالت �إلى م�ؤ�س�س ��ة الكهرباء ‪2,3‬‬ ‫ف ��ي المئ ��ة من النات ��ج المحلي الإجمالي م ��ن ‪ 1992‬حتى ‪ .2013‬ومع‬ ‫ذلك‪� ،‬إرتفعت هذه التكاليف ب�إطراد مع مرور الوقت‪ .‬ونتيجة لذلك‪،‬‬ ‫و�صل متو�سط التحويالت �إلى الم�ؤ�س�سة الى ما يوازي ‪ 4,4‬في المئة‬ ‫م ��ن الناتج المحلي الإجمالي ف ��ي ال�سنة‪ ،‬خالل الفترة الممتدة بين‬ ‫‪ 2006‬و‪ ،2013‬بما يمثل ‪ 55‬في المئة من العجز المالي في البالد‪.‬‬ ‫وف ��ي �إ�شارت ��ه ال ��ى المع ّوقات الت ��ي واجه ��ت مقدّمي الخدم ��ات‪ ،‬لفت‬

‫‪8‬‬

‫العدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫التقري ��ر ال ��ى �أن ��ه عندم ��ا حاول ��ت م�ؤ�س�س ��ة الكهرباء في الع ��ام ‪2012‬‬ ‫الإ�ستعان ��ة بم�صادر خارجية من �أج ��ل خدمات التوزيع بالتجزئة �إلى‬ ‫مقدم ��ي الخدم ��ات الخا�ص ��ة‪� ،‬إ�صطدمت بمقاومة قوي ��ة‪ ،‬بل عنيفة‪،‬‬ ‫ف ��ي بع� ��ض الأحي ��ان م ��ن الق ��وى العامل ��ة المنق�سم ��ة فئوي� �اً‪ .‬وتالياً‪،‬‬ ‫�ش ّكل ��ت االنق�سامات داخل هذه القوى نتيج ًة مبا�شر ًة للنهج الطائفي‬ ‫اللبنان ��ي المتّبع في الحكم والوظائف العام ��ة‪ ،‬و�س ّلطت ال�ضوء على‬ ‫القيود في عملية �صنع القرار لإدارة ر�شيدة �ضمن نظام طائفي‪.‬‬ ‫وتط ��رق ال ��ى الكلف ��ة الت ��ي يتكبدها اللبناني ��ون من ج ��راء اال�ستعانة‬ ‫بالمو ّل ��دات الكهربائي ��ة‪� ،‬إذ ق ��در "انفاقه ��م عل ��ى خدم ��ات المول ��دات‬ ‫الخا�صة نحو مليار و�سبعمئة مليون دوالر (�أو ‪ 4‬في المئة من الناتج‬ ‫المحلي الإجمالي)‪.‬‬ ‫لق ��د ع ّم ��ق ف�ش ��ل قط ��اع الكهرباء ع ��دم الم�س ��اواة في الب�ل�اد (البنك‬ ‫الدول ��ي‪� .)2009 ،‬إذ ين�ش� ��أ الحرم ��ان والتف ��اوت من �أ�سب ��اب مختلفة‪:‬‬ ‫يج ��ري دع ��م الم�ستهلكي ��ن الذين ال يدفع ��ون فواتي ��ر الكهرباء‪ ،‬على‬ ‫نح ��و مت�س ��او م ��ع المك ّلفي ��ن بال�ضرائ ��ب وزبائ ��ن الم�ؤ�س�س ��ة الذي ��ن‬ ‫يدفع ��ون فواتيرهم‪ ،‬ويتك ّبد الم�ستهلك ��ون الذين يعانون من �إنقطاع‬ ‫الكهرب ��اء كلف ��ة عالي ��ة للبدائل (على �سبي ��ل المثال‪ ،‬مو ّل ��د كهربائي‬ ‫خا� ��ص للأغني ��اء‪ ،‬وال�شم ��وع للم�ستهلكي ��ن الأق ��ل ي�س ��راً)‪ ،‬كذلك فان‬ ‫تقنين الكهرباء مجحف للغاية ويعمل لم�صلحة الأغنياء‪ .‬فالمناطق‬ ‫الفقي ��رة تنقطع فيها الكهرباء م ��ن ‪� 12‬إلى ‪� 13‬ساعة في اليوم‪ ،‬بينما‬ ‫تخ�ض ��ع المناط ��ق الغنية مثل بيروت �إل ��ى ‪� 3‬ساعات فقط من �إنقطاع‬ ‫الكهرب ��اء ف ��ي الي ��وم‪ .‬وعل ��ى رغم ه ��ذا المع� � ّوق الرئي�سي ف ��ي الحياة‬ ‫اليومي ��ة والمعي�شي ��ة‪ّ ،‬‬ ‫تف�ضل الحكومة بذل جهوده ��ا لتحقيق تعادل‬ ‫الفوائ ��د الت ��ي تتلقاه ��ا كل طائف ��ة‪ ،‬ب ��دل تقدي ��م خدم ��ات تق ��وم على‬ ‫الحاج ��ات �أو ت�ص � ّ�ب ف ��ي م�صلح ��ة الفق ��راء‪ .‬لقد تم تحدي ��د ‪ 7‬مواقع‬ ‫�إنت ��اج للطاقة الحرارية ف ��ي مطلع الت�سعينات لقطاع الكهرباء‪ ،‬لي�س‬ ‫ب�سب ��ب مقت�ضي ��ات الطلب‪ ،‬ولكن لأن كل طائفة �أو مجتمع ي�ص ّر على‬ ‫وجود محطة للطاقة خا�صة به"‪.‬‬ ‫وب ��ر�أي وا�ضعي التقري ��ر‪ ،‬ان الخ�سائر المالية التي تواجهها م�ؤ�س�سة‬ ‫الكهرب ��اء وم�صادره ��ا وكيفي ��ة الت�ص ��دي له ��ا معروف ��ة من ��ذ فت ��رة‬ ‫طويل ��ة‪ ،‬وقد �أ�ش ��ار اليها البنك الدولي في العام ‪ ،1983‬ولكنّ �صانعي‬ ‫م�ضي ثالث ��ة عقود‪ .‬وقد‬ ‫الق ��رار ل ��م يتناولوه ��ا حتى الآن على رغ ��م‬ ‫ّ‬ ‫ب ��د�أت الخ�سائ ��ر المالي ��ة لم�ؤ�س�سة الكهرباء بالتزاي ��د في العام ‪1981‬‬ ‫ب�سب ��ب "�سرق ��ة الكهرباء م ��ن الم�ؤ�س�سة من خ�ل�ال التو�صيالت غير‬ ‫الم�شروعة وعدم فوترة بع�ض الم�ستهلكين‪ ،‬بما يعني �أنه مع خ�سائر‬ ‫خ ��ط الكهرب ��اء الع ��ادي بنح ��و ‪ 12‬ف ��ي المئ ��ة‪ ،‬كان نحو ‪ 54‬ف ��ي المئة‬ ‫م ��ن الطاق ��ة التي تو ّلده ��ا وت�شتريه ��ا م�ؤ�س�س ��ة الكهرب ��اء ُتفوتر �إلى‬ ‫الم�ستهلكين"‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫الأردن‪ :‬خطوات لبدء العمل بالحكومة الإلكترون ّية‬

‫�إلتق ��ت وزي ��رة الإت�ص ��االت وتكنولوجي ��ا‬ ‫المعلوم ��ات الأردني ��ة مج ��د �شويك ��ة‪ ،‬وزي ��ر‬ ‫العدل الأردني ب�س ��ام التلهوني‪� ،‬ضمن �سل�سلة‬ ‫�إجتماعاتها م ��ع الجهات الحكومي ��ة‪ ،‬لتقديم‬ ‫الت�ص� � ّور الع ��ام عن التوجه الجدي ��د لبرنامج‬ ‫الحكوم ��ة الإلكترونية نح ��و الحكومة الذكية‪،‬‬ ‫ولتعزي ��ز الخدم ��ات الإلكتروني ��ة المق ّدم ��ة‬ ‫للمواطني ��ن‪ .‬وبح ��ث الجانب ��ان ف ��ي خط ��ة‬ ‫الحكومة الإلكترونية لإدارة التح ّول الإلكتروني‬ ‫و�إرتباطه ��ا بوزارة العدل‪ ،‬ودورها في تح�سين‬ ‫الأداء التقلي ��دي وتو�صي ��ل الخدم ��ات لمتل ّقي‬ ‫الخدمة عبر الو�سائل التكنولوجية الحديثة‪.‬‬ ‫وتط� � ّرق الطرف ��ان �إل ��ى خط ��ة الحكوم ��ة‬ ‫الإلكتروني ��ة الذكية للأع ��وام ‪،2017 - 2015‬‬ ‫و�آلي ��ة تطوي ��ر وتقدي ��م خدم ��ات �إلكتروني ��ة‬ ‫�ضم ��ن تطبيقات الهوات ��ف الذكية‪� ،‬إلى جانب‬ ‫التعاون بي ��ن الوزارتين للو�ص ��ول �إلى التحول‬ ‫الإلكترون ��ي عبر �أتمت ��ة الإج ��راءات‪ ،‬لتقديم‬ ‫خدمات �إجرائي ��ة بطريقة �آمنة وفعالة و�سهلة‬ ‫و�سريع ��ة‪ .‬و ُيتوق ��ع �أن توف ��ر ه ��ذه الإجراءات‬ ‫المب�سط ��ة النفقات الت�شغيلية والوقت والجهد‬ ‫على المواطنين‪.‬‬ ‫وقالت �شويك ��ة �أن "رحلة التح� � ّول الإلكتروني‬ ‫تحت ��اج �إلى اال�ستمراري ��ة وم�شاركة الجميع"‪،‬‬ ‫م�ؤك ��دة ال�سع ��ي �إل ��ى تطوي ��ر الحاكمي ��ة‬ ‫الم�ؤ�س�سية‪ ،‬حيث ت�أت ��ي �أهمية ت�شكيل اللجان‬ ‫التوجيهية والت�شغيلية لو�ضع �أولويات التنفيذ‪.‬‬ ‫و�أك ��دت الحاجة �إلى العمل �ضمن �آلية محددة‬ ‫لتطوي ��ر الخدمات الإلكتروني ��ة ليلم�س �أثرها‬ ‫المواط ��ن‪ ،‬مرحبة بالجهود التي تبذلها وزارة‬ ‫العدل في مجال التح ّول الإلكتروني‪ ،‬والرغبة‬ ‫في الإ�سراع في هذا التوجه‪.‬‬ ‫وق ��ال التلهون ��ي �أن "وزارة الع ��دل قطع ��ت‬ ‫�شوط� � ًا ف ��ي ه ��ذا المج ��ال‪ ،‬خ�صو�ص� � ًا في ما‬ ‫يتعل ��ق بنظ ��ام �إدارة الدع ��اوى الق�ضائية‪ ،‬ما‬ ‫ق ّل� ��ص م ��دة التقا�ضي"‪ ،‬مبدي� � ًا رغبة الوزارة‬ ‫ف ��ي �إكمال �أعمال الأتمت ��ة‪� ،‬إذ �إن هناك لجنة‬ ‫لإختيار الخدمات لتحويلها �إلكتروني ًا‪ .‬وعر�ض‬ ‫الجانبان م�شاريع برنامج الحكومة الإلكترونية‬ ‫م ��ن تو�سعة للبنية التحتية للحو�سبة ال�سحابية‬ ‫الحكومي ��ة لخدمة الإحتياج ��ات الم�ستقبلية‪،‬‬

‫وزيرة الإت�صاالت وتكنولوجيا المعلومات الأردنية‬ ‫مجد �شويكة‬

‫و�إطالق المفتاح العام للبنية التحتية "التوقيع‬ ‫الرقم ��ي"‪ ،‬وتطوي ��ر الرب ��ط البين ��ي ال�شامل‬ ‫الذي يت�ضمن الربط مع جهات حكومية وغير‬ ‫حكومية‪.‬‬ ‫�إل ��ى ذلك‪ ،‬التقت �شويكة المدير العام لدائرة‬ ‫الإح�صاءات العام ��ة قا�سم الزعبي‪ ،‬وناق�شت‬ ‫مع ��ه ُ�سب ��ل تعزي ��ز التع ��اون بي ��ن الطرفي ��ن‪،‬‬ ‫وتحدي ��د ًا ما يتعلق بالم�سوح ��ات التي تنفذها‬ ‫دائرة الإح�صاءات العامة للمن�ش�آت والمنازل‪.‬‬ ‫و�أطل ��ع الزعب ��ي �شويك ��ة على �سي ��ر العمل في‬ ‫الم�شاري ��ع الت ��ي تنفذه ��ا الدائ ��رة ل�صال ��ح‬ ‫ال ��وزارة‪ ،‬و�أعربت الوزيرة عن اعتزازها بهذا‬ ‫تر�سخت‬ ‫التع ��اون والتجرب ��ة الناجح ��ة الت ��ي ّ‬ ‫بتوقي ��ع الطرفين مذكرة تفاه ��م عام ‪،2006‬‬ ‫لإجراء م�سوح ��ات �سنوية لقط ��اع االت�صاالت‬ ‫وتكنولوجيا المعلومات‪.‬‬ ‫و�أ�شارت �إل ��ى �إ�ستعداد الوزارة لإنجاح الم�سح‬ ‫عب ��ر الدع ��م الفن ��ي والت�سهي�ل�ات الالزم ��ة‪،‬‬ ‫م�ؤكدة �ضرورة تعاون جميع الأطراف المعنية‬ ‫لت�سهي ��ل مه ��ام الباحثي ��ن والعاملي ��ن عل ��ى‬ ‫ه ��ذا الم�س ��ح‪ ،‬وعلى زي ��ادة الوع ��ي ب�أهميته‪،‬‬ ‫�إذ �إنه ��ا الم ��رة الأول ��ى الت ��ي ين ّف ��ذ فيها هذا‬ ‫التعداد �إلكتروني� � ًا‪ ،‬علم ًا �أن وزارة االت�صاالت‬ ‫وتكنولوجي ��ا المعلوم ��ات وافق ��ت عل ��ى �إن�شاء‬ ‫مرك ��ز ات�ص ��االت خا� ��ص ب�أغرا� ��ض التعداد‬ ‫ال�سكان ��ي ف ��ي دائ ��رة الإح�ص ��اءات العام ��ة‬ ‫لمتابعة �إجراءات الم�سح‪.‬‬

‫الموجز العربي‬ ‫تفي���د منظم���ة اليون�سي���ف الدولي���ة �أن ن�سبة‬ ‫‪ ٪26.3‬م���ن الم�صريين يعي�شون تحت خط الفقر‬ ‫الأدنى‪ .‬ويمثّل متو�سط قيمة خط الفقر الأدنى في‬ ‫م�ص���ر ‪ 3920‬جنيها ً م�صريا ً للف���رد �سنويا ً‪� ،‬أي ما‬ ‫يعادل ‪ 10.7‬جنيهات يوميا ً‪.‬‬ ‫�أطلق���ت الجزائ���ر عف���واً �ضريبي���ا ً لتح�سي���ن‬ ‫ماليته���ا العامة التي ت�ضررت مع هب���وط �إيرادات‬ ‫النفط ‪ 50‬ف���ي المئة‪ .‬ويق ّدر محلل���ون �أن الجزائر‬ ‫تخ�سر �أربع���ة مليارات دوالر �سنوي���ا جراء التهرب‬ ‫ال�ضريبي‪.‬‬ ‫وقال���ت المديرية العام���ة لل�ضرائب ف���ي بيان �أن‬ ‫العفو ال�ضريبي ي�سته���دف الجزائريين العاديين‬ ‫الذين يدفع���ون �ضريبة على الدخ���ل بواقع �سبعة‬ ‫ف���ي المئة �سينته���ي في كان���ون الأول (دي�سمبر)‬ ‫‪.2016‬‬ ‫وقال م�س�ؤولون �إن "من المتوقع �أن تهبط �إيرادات‬ ‫الجزائر من النف���ط والغاز هذا العام �إلى ‪ 34‬مليار‬ ‫دوالر م���ن ‪ 68‬ملي���اراً في الع���ام ‪ 2014‬مع تراجع‬ ‫�أ�سعار النفط العالمية"‪.‬‬ ‫وم���ن المتوق���ع �أن تبل���غ فات���ورة واردات الب�ل�اد‬ ‫‪ 57.3‬ملي���ار دوالر ف���ي الع���ام ‪ 2015‬متج���اوزة‬ ‫بكثير ال�ص���ادرات للمرة الأول���ى‪ .‬وجمدت الجزائر‬ ‫بالفع���ل �سل�سلة م���ن برامج التنمي���ة وال �سيما في‬ ‫قطاع الأ�شغال العامة‪.‬‬ ‫�أو�ضح���ت وزي���رة ال�صناع���ة والتج���ارة في‬ ‫الأردن مها علي بعد �إجتم���اع مع �أع�ضاء المجل�س‬ ‫الإ�ست�ش���اري لوزارته���ا عل���ي �أن ه���ذا االجتم���اع‬ ‫"يمه���د لإع���داد م�سودة تعدي�ل�ات مقترحة على‬ ‫ّ‬ ‫بع����ض بنود قان���ون ال�شركات‪ ،‬تن���درج في �إطار‬ ‫حر����ص الوزارة على تفعي���ل ال�شراكة مع القطاع‬ ‫الخا����ص‪ ،‬و�إطالع���ه عل���ى برامج ال���وزارة وخطط‬ ‫عمله���ا‪ ،‬والإ�ستئنا����س بر�أي���ه قب���ل �إق���رار �أي‬ ‫ت�شريعات وتعديالتها‪ ،‬ف���ي �شكل يعزز الفائدة‬ ‫ويحقّ���ق الم�صلح���ة العام���ة ويخ���دم كل الجهات‬ ‫وتحديدا ً بيئة الأعمال"‪.‬‬ ‫التوج���ه لإعادة النظ���ر في بع�ض‬ ‫ولفت���ت �إل���ى �أن‬ ‫ّ‬ ‫م���واد قانون ال�ش���ركات "ي�أتي في �سي���اق مراجعة‬ ‫القواني���ن والأنظم���ة‪ ،‬وتطويره���ا بم���ا يتوافق مع‬ ‫متطلب���ات المرحلة‪ ،‬وي�ساهم ف���ي تعزيز تناف�سية‬ ‫البيئ���ة الإ�ستثماري���ة والإقت�صاد الوطن���ي عموما ً‪،‬‬ ‫ومعالج���ة الثغرات ف���ي بع�ض الت�شريع���ات"‪ .‬كما‬ ‫ين���درج في �إط���ار "ان�سج���ام قانون ال�ش���ركات مع‬ ‫القواني���ن الأخرى الناظم���ة للن�ش���اط االقت�صادي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ق���رت �أخ���رى‪ ،‬بهدف‬ ‫الت���ي �أعي���د النظ���ر فيه���ا و�أ ّ‬ ‫تب�سيط الإج���راءات وتعزيز بيئة الأعم���ال‪ ،‬تحديداً‬ ‫قانون المعامالت الإلكترونية"‪.‬‬ ‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪11‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون عربية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف العربي‬

‫الأ�سد الإبن يفقد ر�ؤية والده الكبرى‬ ‫فيما تتفتت �سوريا �إلى دويالت �أمر واقع �صغيرة‪ ،‬ف�إنه من ال�صعب التذكر‬ ‫في هذا الواقع الأليم �أن قادتها كانوا ي�ص ّورونها دائماً على كونها الدولة‬ ‫القومية العربية الرئي�سية‪ .‬بعبارة �أخرى‪ ،‬كان م�صير �سوريا النهائي ب�أن‬ ‫تكون الطليعة في ت�شكيل الأمة العربية الأو�سع‪.‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك‪ ،‬في خطاب �ألق ��اه في ال�شهر الفائ ��ت‪ ،‬قال الرئي� ��س ب�شار الأ�سد‬ ‫�شيئ� �اً مختلف� �اً تمام� �اً‪� .‬إعت ��رف ب� ��أن جي�ش ��ه يعاني م ��ن نق�ص ف ��ي العديد‬ ‫ونتيجة لذلك ف�إنه قد ي�ضطر الى تعزيز قب�ضته على مناطق مع َّينة على‬ ‫ح�ساب �أخرى‪.‬‬ ‫ف ��ي قوله هذا ال ��كالم‪ ،‬فقد �شارك الأ�سد في خيان ��ة مزدوجة‪ .‬من ناحية‪،‬‬ ‫فق ��د تخ ّل ��ى ع ��ن طموحات ��ه القومي ��ة العربي ��ة من خ�ل�ال الإعت ��راف ب�أن‬ ‫النظ ��ام ال�س ��وري‪ ،‬بعيداً من العمل من �أجل الأم ��ة العربية الكبرى‪ ،‬يقبل‬ ‫بتجزئ ��ة الب�ل�اد‪ .‬و�شارك الرئي�س ف ��ي خيانة ثانية ‪ -‬واح ��دة �أقل و�ضوحا‬ ‫و�أكثر تناق�ضاً ‪ -‬لإيديولوجية كان �آل الأ�سد دائماً يلتزمونها �ضمناً‪ ،‬ولكن‬ ‫لم يعترفوا بها �أبداً‪.‬‬ ‫ه ��ذه الإيديولوجي ��ة ه ��ي القومي ��ة ال�سوري ��ة‪ ،‬الت ��ي كان �أب ��رز المدافعين‬ ‫عنه ��ا �أنطون �سعادة ال ��ذي �أ�س�س الحزب ال�س ��وري القومي الإجتماعي في‬ ‫ثالثين ��ات القرن الفائت‪ .‬لقد �سعى هذا الحزب �إلى �إقامة �سوريا الكبرى‬ ‫ف ��ي اله�ل�ال الخ�صي ��ب‪ ،‬وه ��ي الأرا�ضي الت ��ي ت�ضم ف ��ي الع�ص ��ر الحديث‬ ‫�سوريا والعراق ولبنان والأردن وفل�سطين‪.‬‬ ‫كان ��ت هن ��اك فت ��رة عندم ��ا كان البعثي ��ون والح ��زب ال�س ��وري القوم ��ي‬ ‫االجتماع ��ي م ��ن �أل� � ّد الخ�صوم‪ .‬لقد �إعتب ��ر القوميون العرب ب� ��أن الرغبة‬ ‫ف ��ي �إن�ش ��اء �سوري ��ا الكب ��رى تتعار�ض م ��ع حراكه ��م الخا�ص لجع ��ل �سوريا‬ ‫ج ��زءاً م ��ن الأم ��ة العربي ��ة الكبي ��رة‪ .‬ف ��ي الواق ��ع‪ ،‬ف ��ي خم�سين ��ات الق ��رن‬ ‫الفائ ��ت‪� ،‬إ ُّتهِم الحزب ال�سوري القوم ��ي االجتماعي بالوقوف وراء �إغتيال‬ ‫عدن ��ان المالك ��ي‪ ،‬وه ��و �ضابط ع�سكري رفي ��ع الم�ستوى مق� � َّرب من حزب‬ ‫البع ��ث‪ ،‬الأمر ال ��ذي �أدّى �إلى حملة �شديدة �ضد الح ��زب ال�سوري القومي‬ ‫االجتماع ��ي‪� ،‬إل ��ى �أن �أ�صب ��ح حاف ��ظ الأ�س ��د رئي�س� �اً بع ��د �إنقالب ف ��ي العام‬ ‫‪ ،1970‬حي ��ث �أخذ النظام يت�سامح مع الحزب على نحو متزايد‪ ،‬وفي العام‬ ‫‪ ،2005‬ف ��ي عه ��د ب�ش ��ار الأ�س ��د‪ ،‬ت ��م ت�شريعه وقوننت ��ه‪ .‬ولكن ف ��ي كثير من‬ ‫النواحي ت�ص ّرف حافظ ونجله ب�شار على �أنهما قوميان �سوريان �أكثر من‬ ‫�أنهما قوميان عربيان‪.‬‬ ‫في حين �أنهما لم يكن في مقدورهما خلق �سوريا الكبرى‪ ،‬ف�إن �سيا�ساتهما‬ ‫ف ��ي الدول المحيط ��ة ر ّكزت كثيراً على فر�ض �أولويات �سورية عليها‪ .‬وقد‬ ‫�ساع ��د هذا عل ��ى تعزيز �صدقية �آل الأ�سد بالن�سب ��ة �إلى القومية ال�سورية‪،‬‬ ‫على الرغم من حقيقة �أن الأقلية العلوية كانت تدير البالد‪.‬‬ ‫ن�ش ��رت �سوري ��ا قواته ��ا الم�سلح ��ة ف ��ي لبنان لم ��دة ‪ 29‬عاماً‪ ،‬حي ��ث حكمته‬ ‫ب�ش ��كل ف ّعال عل ��ى مدى �أربعة عقود‪ .‬في حين لم يكن هناك تكامل ر�سمي‬ ‫بي ��ن لبنان و�سوريا‪ ،‬ف�إن ه ��دف حافظ الأ�سد كان دائماً وا�ضحاً في و�صفه‬ ‫للبنانيين وال�سوريين ب�أنهم "�شعب واحد في بلدين"‪ .‬وبعبارة �أخرى ف�إن‬ ‫العالقات التي تربط بين البلدين هي �أعمق من توحيد ر�سمي‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫العدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫�إن نظام الأ�سد‪ ،‬بل ونظام �صالح جديد الذي �سبقه الذي كان فيه حافظ‬ ‫الأ�س ��د وزي ��راً للدفاع‪ ،‬قد �سعى �أي�ضاً �إل ��ى ال�سيطرة على منظمة التحرير‬ ‫الفل�سطينية بدءاً من منت�صف �ستينات القرن الفائت‪ .‬بعد �إغتيال يو�سف‬ ‫عراب ��ي ف ��ي العام ‪ ،1966‬وهو �ضابط فل�سطيني في الجي�ش ال�سوري حاول‬ ‫الأ�سد فر�ضه على القيادة الفل�سطينية‪�ُ ،‬سجِ ن يا�سر عرفات مع م�س�ؤولين‬ ‫فل�سطينيين �آخرين لفترة وجيزة‪.‬‬ ‫وق ��د �إ�ستم� � ّرت جهود �سوري ��ا لل�سيطرة عل ��ى الق�ضي ��ة الفل�سطينية طوال‬ ‫�سبعين ��ات وثمانين ��ات القرن الفائت‪ .‬وعندما ج ��اء ب�شار الأ�سد �إلى الحكم‬ ‫في العام ‪� ،2000‬إ ّتبع هذه الإ�ستراتيجية من خالل دعمه حركة "حما�س"‬ ‫�ض ��د حرك ��ة فت ��ح وال�سلط ��ة الفل�سطيني ��ة‪ .‬م ��ع �إن ��دالع الإنتفا�ض ��ة ف ��ي‬ ‫�سوريا‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬تدهورت عالقاته مع "حما�س"‪.‬‬ ‫ف ��ي الع ��راق �أي�ضاً‪ ،‬هدف الأ�س ��د دائماً �إلى الإحتفاظ بنف ��وذ‪ ،‬ويرجع ذلك‬ ‫جزئياً �إلى �أن حزب البعث العراقي كان مناف�ساً لحزب البعث ال�سوري‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغ ��م من �أن البلدين قد قاما بعمليات �إرهابية بين الحين والآخر‬ ‫�ض ��د بع�ضهم ��ا البع� ��ض في عهد حاف ��ظ الأ�سد‪ ،‬ف�إن التدخ ��ل ال�سوري في‬ ‫العراق �إرتفع �إلى م�ستويات جديدة في عهد ب�شار بعد العام ‪.2003‬‬ ‫بعد �إزالة �صدام ح�سين‪ ،‬خ�شي الأ�سد من �أن ي�ستخدم الأميركيون العراق‬ ‫كمن�ص ��ة �إنط�ل�اق لإ�سق ��اط نظام ��ه‪ .‬ل ��ذا �أم ��ر وكاالت مخابرات ��ه ب�إقام ��ة‬ ‫عالق ��ات م ��ع �أعدائ ��ه ال�سابقي ��ن في ح ��زب البع ��ث العراق ��ي لدعمهم �ضد‬ ‫الأميركيي ��ن‪ ،‬فيم ��ا كان ي�سهّل �أي�ض� �اً تحويل وت�سري ��ب الجهاديين ال�س ّنة‬ ‫�إلى العراق‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ح ��اول ال�سوري ��ون م ��رارا وتك ��رارا ت�شكي ��ل ال�سيا�س ��ة ف ��ي الع ��راق في وقت‬ ‫م�شجع ��ة �ض ��د حكوم ��ة رئي� ��س الوزراء‬ ‫الح ��ق‪ ،‬وال ��ذي كان يعن ��ي هجم ��ات ّ‬ ‫ن ��وري المالك ��ي‪ .‬عنده ��ا ت�صرفت �سوري ��ا ب�ش ��كل م�ستقل عن �إي ��ران‪ ،‬التي‬ ‫كانت تدعم المالكي‪.‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك‪ ،‬منذ العام ‪� ،2011‬إرتفع النف ��وذ الإيراني في �سوريا ب�شكل كبير‪،‬‬ ‫الأم ��ر ال ��ذي ق� � ّرب الم�صال ��ح ال�سورية والعراقي ��ة مع بع�ضه ��ا‪ .‬بغداد من‬ ‫جهته ��ا‪ ،‬خوف� �اً م ��ن �إنت�ص ��ار الجهاديي ��ن ال�س ّن ��ة �ض ��د الأ�س ��د‪� ،‬أ ّيدت ��ه �ضد‬ ‫خ�صومه‪.‬‬ ‫الإبتكار العظيم لحافظ الأ�سد‪ ،‬للحفاظ على نظامه والدفاع عن م�صالح‬ ‫�سوري ��ا عل ��ى حد �س ��واء‪ ،‬كان يقوم دائم� �اً على ت�صدير ع ��دم الإ�ستقرار �إلى‬ ‫ال ��دول المج ��اورة لب�ل�اده‪ ،‬مم ��ا يجع ��ل دم�ش ��ق مرجع� �اً ال غن ��ى عنه لحل‬ ‫الأزم ��ات الت ��ي تلي ذلك‪ .‬ولهذا ال�سبب كان يرى الأ�سد �أنه من ال�ضروري‬ ‫الحفاظ على �إ�صبع لنظامه في كعكة الدول العربية المحيطة‪.‬‬ ‫ق ��د يب ��دو هذا الأمر بعيداً من حلم الح ��زب ال�سوري القومي الإجتماعي‪،‬‬ ‫لكن ��ه م�ست َم� � ّد من وجود داف ��ع مماثل‪ :‬تحويل �سوريا �إل ��ى نقطة مركزية‬ ‫للمنطقة‪ ،‬بطريقة يمكن لدم�شق من خاللها فر�ض �أجندتها ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫الآن‪ ،‬يمك ��ن لب�ش ��ار الأ�سد �أن يرثي فقط م ��ا َف َقد‪ .‬وكما �إعترف �أخيراً‪� ،‬إنه‬ ‫يكافح الآن وي�سعى جاهداً للحفاظ على �سوريا ال�صغرى‪.‬‬ ‫دم�شق ‪ -‬محمد الحلبي‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫تنظيم الدولة يك�سب نحو ‪ 200‬مليون دوالر �سنوي ًا من ت�صدير القمح‬ ‫ف ��ي الهجوم ال ��ذي �إكت�سح فيه تنظي ��م "الدولة‬ ‫الإ�سالمية" �شمال العراق في حزيران (يونيو)‬ ‫‪� ،2014‬سيط ��ر مقاتلوه عل ��ى مخزون القمح في‬ ‫محافظتي نينوى و�صالح الدين‪ ،‬اللتين تنتجان‬ ‫�أكثر م ��ن ثلث �إنت ��اج القمح و‪ 40‬ف ��ي المئة من‬ ‫�إنتاج ال�شعير في العراق‪.‬‬ ‫وبح�س ��ب "�سيبا�ستيان �أبي� ��س" الباحث في معهد‬ ‫العالق ��ات الدولي ��ة والإ�ستراتيجي ��ة الفرن�س ��ي‪،‬‬ ‫وكاتب "الجغرافية ال�سيا�سية للقمح" ف�إن منطقة‬ ‫�سيط ��رة التنظي ��م ت�شم ��ل مخ ��ازن الحب ��وب ف ��ي‬ ‫المنطقة‪� ،‬أي �شمال العراق و�شمال �شرق �سورية‪.‬‬ ‫وا�ستولى "تنظيم الدول ��ة" على �أكثر من مليون‬ ‫طن من القمح‪� ،‬أي "خم�س الإ�ستهالك ال�سنوي‬ ‫ف ��ي الع ��راق" بح�س ��ب "ج ��ان �ش ��ارل بريزار"‬ ‫الخبير في تمويل الإرهاب‪.‬‬ ‫وكم ��ا الحال في �أنحاء ال�ش ��رق الأو�سط و�شمال‬

‫�أفريقيا‪ ،‬ي�ش ّكل الخبز �أ�سا�س التغذية في العراق‬ ‫و�سوريا اللذي ��ن ي�ستوردان القمح بالإ�ضافة �إلى‬ ‫�إنتاجهما المحلي‪.‬‬ ‫ولم يف� � ِّوت التنظي ��م التكفي ��ري الفر�صة‪ ،‬فمن‬ ‫جه ��ة "نق ��ل الكثير من قمح الع ��راق �إلى �سوريا‬ ‫ل�صن ��ع الطحي ��ن وبيع ��ه"‪ ،‬ومن جه ��ة �أخرى‪،‬‬ ‫�أق ��دم على بيع ��ه �إلى خ ��ارج منطق ��ة �سيطرته‬ ‫كما فعل بالنف ��ط‪ ،‬وعلى الأخ�ص "عبر الحدود‬ ‫التركية" بح�سب "بريزار"‪.‬‬ ‫وتاب ��ع الخبير‪� ،‬أن ذل ��ك �أمن ل ��ه �أرباح ًا توازي‬ ‫نح ��و ‪ 200‬مليون دوالر �سنوي ًا‪ ،‬ول ��و �أن الكميات‬ ‫تبق ��ى �ضئيلة مقارنة بالتب ��ادالت العالمية لهذا‬ ‫النوع من الحبوب الأكثر زراعة حول العالم‪.‬‬ ‫كم ��ا يتيح القمح ك�سب ر�ضا ال�سكان‪ ،‬حيث بادر‬ ‫التنظي ��م �إل ��ى توزيع الخب ��ز مجان� � ًا �أو ب�أ�سعار‬ ‫متدنية جد ًا في المناطق التي �سيطر عليها‪.‬‬

‫م�صر تتهي�أ لت�أ�سي�س العا�صمة الإدارية‬ ‫دع ��ا ع�ض ��و مجل� ��س �إدارة "االتح ��اد الم�صري‬ ‫لمقاولي الت�شيي ��د والبناء" محمد عبد الر�ؤوف‬ ‫الحكوم ��ة الم�صري ��ة �إل ��ى التعامل ب ��روح قناة‬ ‫ال�سوي� ��س الجدي ��دة ف ��ي م�ش ��روع العا�صم ��ة‬ ‫الإدارية الجديد وال�صح ��ة والتعليم والم�شاريع‬ ‫العمالق ��ة‪ ،‬بما ي�صل بم�صر �إلى م�صاف الدول‬ ‫االقت�صادية الكبرى‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف عبد الر�ؤوف ف ��ي ت�صريحات �صحافية‬ ‫�أن "الم�صريين ق ��ادرون على تحقيق �أهدافهم‪،‬‬ ‫والدلي ��ل �إنج ��از قن ��اة ال�سوي� ��س الجديدة خالل‬ ‫�سن ��ة بتموي ��ل وتنفي ��ذ م�ص ��ري‪ ،‬ول ��و انتظرن ��ا‬ ‫التمويل الأجنب ��ي �أو �سواعد غيرنا ما كان تحقق‬ ‫حلم �إن�ش ��اء القناة"‪ .‬و�شدد على "�ضرورة �إعادة‬ ‫تنظيم الت�شريعات المنظمة للقطاع العقاري‪� ،‬إذ‬ ‫نعان ��ي حالي ًا من قوانين تعط ��ل العمل والتنمية‪،‬‬ ‫كما يج ��ب التخل�ص من حزام الع�شوائيات الذي‬ ‫يحي ��ط بمحافظ ��ة القاهرة والتفكي ��ر في بدائل‬ ‫لتفتيتها من خالل خبراء التخطيط بالتزامن مع‬ ‫�إن�شاء العا�صمة الإدارية"‪ .‬و�أو�ضح �أن "الحكومة‬ ‫�إ�ستحدث ��ت وزارة للتعلي ��م الفن ��ي ف ��ي ت�شكيلها‬ ‫الأخي ��ر‪ ،‬وحتى الآن ل ��م ن َر م�شروع ال ��وزارة في‬

‫تطوير التعليم الفني ليتواكب مع متطلبات �سوق‬ ‫العم ��ل وي�ؤه ��ل الي ��د العامل ��ة الم�صري ��ة لتنفيذ‬ ‫العا�صم ��ة الإداري ��ة الجدي ��دة �ضم ��ن القواع ��د‬ ‫العالمي ��ة المعم ��ول بها"‪ .‬و�أكد عب ��د الر�ؤوف �أن‬ ‫"ت�صمي ��م م�ش ��روع العا�صم ��ة الإداري ��ة عالمي‬ ‫ويج ��ب �أن يك ��ون فر�ص ��ة ل�ش ��ركات المق ��اوالت‬ ‫الم�صرية لتطبي ��ق كل القواعد والنظم العالمية‬ ‫المعمول بها حتى ت�ستطيع المناف�سة عالمي ًا"‪.‬‬ ‫وطالب بجم ��ع الكفاءات والخب ��رات الم�صرية‬ ‫م ��ن الخ ��ارج للم�شارك ��ة ف ��ي �إن�ش ��اء الم�شاريع‬ ‫العمالقة‪ ،‬خ�صو�ص ًا م�شروع العا�صمة الإدارية‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف‪" :‬لدينا نحو ن�صف مليون فر�صة عمل‬ ‫في �إن�شاء العا�صمة الإدارية الجديدة‪ ،‬ويجب �أن‬ ‫نعتمد على �شركات المقاوالت الم�صرية وبع�ض‬ ‫ال�شركات الأجنبية لال�ستفادة من خبرتها‪ ،‬لأن‬ ‫تنفيذ �ش ��ركات المق ��اوالت الم�صرية للعا�صمة‬ ‫الإداري ��ة بعد تطبي ��ق القواعد العالمي ��ة عليها‬ ‫�سيمكنه ��ا من ت�صدير المقاوالت الم�صرية �إلى‬ ‫الخارج"‪ .‬وطالب عبدالر�ؤوف ب�إعطاء الأولوية‬ ‫لنق ��ل كل ال ��وزارات وال�سفارات �إل ��ى العا�صمة‬ ‫الإدارية ليخف ال�ضغط على و�سط القاهرة‪.‬‬

‫�أعلنت �شركة "�صفاق����س" التون�سية الخا�صة‬ ‫للطي���ران‪ ،‬وقف���ا ً موقت���ا ً لأن�شطته���ا و�إلغ���اء كل‬ ‫رحالتها من تون�س و�إليها �إعتباراً من الأ�سبوع الأول‬ ‫م���ن ال�شهر الج���اري‪ ،‬فيما ع���زت محامي���ة ال�شركة‬ ‫القرار �إلى "م�شاكل مالية"‪.‬‬ ‫و�أك���دت ال�شرك���ة في بي���ان �أنه���ا "م�ضط���رة �إلى‬ ‫وق���ف �أن�شطته���ا و�إلغ���اء كل رحالته���ا م���ن تون�س‬ ‫و�إليها اعتب���اراً من منت�صف ليل ‪ 30‬تموز (يوليو)‬ ‫الما�ضي"‪ .‬ورداً على �س�ؤال لوكالة "فران�س بر�س"‬ ‫�أو�ضح���ت محامي���ة ال�شرك���ة �سامي���ة مقط���وف �أن‬ ‫"الظ���روف الدولي���ة والوطنية ت�سبب���ت ب�أزمة �أدت‬ ‫�إل���ى ه���ذا التعــليق المـوق���ت لأن�شط���ة �صفاق�س‬ ‫�آرالينز"‪.‬‬ ‫�أفاد "الجهاز المركزي للإح�صاء" في ال�سودان‬ ‫�إن معدل الت�ضخم ف���ي البالد �إنخف�ض �إلى ‪14.1‬‬ ‫ف���ي المئة في تموز (يولي���و) الما�ضي من ‪18.3‬‬ ‫في المئة في حزيران (يونيو)‪.‬‬ ‫و�إرتفع���ت الأ�سع���ار ب�ش���كل كبي���ر ف���ي ال�سودان‬ ‫بعد انف�ص���ال جنوب ال�سودان ف���ي العام ‪،2011‬‬ ‫م�ستحوذاً على ثالثة �أرب���اع �إنتاج البالد من النفط‪،‬‬ ‫الم�صدر الرئي�سي للنق���د الأجنبي والذي ي�ستخدم‬ ‫ف���ي دعم الجني���ه ال�سوداني ودفع فات���ورة الغذاء‬ ‫والواردات الأخرى‪ .‬ودف���ع خف�ض الدعم في العام‬ ‫‪ 2013‬الت�ضخ���م �إلى ال�صع���ود �أي�ضا ً‪ ،‬لكن ت�أثيره‬ ‫بد�أ في االنح�سار منذ ذلك الحين‪.‬‬ ‫وقال الجهاز في بيان له �إن "تراجع معدل الت�ضخم‬ ‫مقارن���ة مع �إرتف���اع قيا�سي له في تم���وز (يوليو)‬ ‫‪ ."2014‬وي�ستفيد ال�سودان كبلد م�ستورد للنفط‬ ‫م���ن هبوط �أ�سعار الخام العالمية نحو ‪ 50‬في المئة‬ ‫منذ حزيران (يونيو) العام الما�ضي‪.‬‬ ‫بل���غ معدل ت�ضخم �أ�سع���ار التجزئة في المدن‬ ‫الم�صري���ة ‪ 8.4‬في المئة عل���ى �أ�سا�س �سنوي في‬ ‫تم���وز (يوليو) الما�ض���ي‪ ،‬منخف�ضا ً من ‪ 11.4‬في‬ ‫المئة في حزيران (يونيو) الما�ضي‪ ،‬وفقا ً لبيانات‬ ‫الجهاز المرك���زي للتعبئة العامة والإح�صاء‪ .‬وبذلك‬ ‫�سجل �أدنى م�ستوى من���ذ ت�شرين الثاني (نوفمبر)‬ ‫الما�ض���ي‪ ،‬ما يدع���م جهود الحكوم���ة للموازنة بين‬ ‫النمو االقت�صادي و�إ�ستقرار الأ�سعار‪.‬‬ ‫وكان الت�ضخ���م في م�صر �سلك م�س���اراً ت�صاعديا ً‪،‬‬ ‫بعدم���ا قلّ�ص���ت الحكومة دع���م الطاقة ف���ي تموز‬ ‫(يولي���و) ‪ ،2014‬وتوقع���ت "تراج���ع مع���دالت‬ ‫الت�ضخ���م �إل���ى م���ا بي���ن ‪ 10‬و‪ 11‬ف���ي المئ���ة في‬ ‫‪ ،2016 - 2015‬و�إل���ى م���ا بي���ن ‪ 7‬و‪ 8‬في المئة‬ ‫بحلول ‪."2019 – 2018‬‬ ‫وتكافح م�صر �إرتفاع الت�ضخم منذ تقلي�ص الدعم‪،‬‬ ‫ورفعت �أ�سعار البنزي���ن وال�سوالر والغاز الطبيعي‬ ‫بن�سب و�صلت �إلى ‪ 78‬في المئة‪.‬‬

‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪13‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون عربية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫المفكرة العربية‬

‫المغرب ي�ستعد لربط الأحزمة في موازنة ‪2016‬‬ ‫عل ��ى الرغم من الإنتعا�ش الذي عرف ��ه الإقت�صاد المغربي في بع�ض جوانبه الكريم‪� .‬أما الأولوية الثالثة فتتعلق بتفعيل الجهوية وت�سريع وتيرة الإ�صالحات‬ ‫�أخير ًا‪ ،‬ف�إن الإ�شارات الحديثة لرئي�س الحكومة عبد الإله بنكيران تدل على الهيكلية الكبرى‪ .‬ورابع ًا تفعيل �إ�ص�ل�اح القانون التنظيمي للمالية وموا�صلة‬ ‫�أن المملك ��ة المغربي ��ة �ست�شد �أحزمته ��ا المالية في العام المقب ��ل لت�ستعيد مجهود الإ�ستعادة التدريجية للتوازنات الماكرو ‪� -‬إقت�صادية‪.‬‬ ‫وطالبت توجيهات رئي�س الحكومة ب�ضرورة �إ�صالح النظام الجبائي‪ ،‬وخ�صو�صاً‬ ‫عافيتها الإقت�صادية‪.‬‬ ‫لق ��د خ َّيمت لغة ّ‬ ‫التق�شف على م�ضامي ��ن الر�سالة الت�أطيرية التي �أعلن عنها تو�سي ��ع الوعاء ال�ضريب ��ي و�إ�صالح منظوم ��ة ال�ضريبة على القيم ��ة الم�ضافة‪،‬‬ ‫بنكيران �أخي ��ر ًا‪ ،‬والتي �ستتحكم في �إعداد م�شروع قانون الموازنة في العام مطالب ًا بموا�صلة �إرجاع دين هذه ال�ضريبة لفائدة المقاوالت الم�ستحقة موازاة‬ ‫‪ ،2016‬حي ��ث �ش� �دّد على �ض ��رورة التقلي�ص م ��ا �أمكن من نفق ��ات الت�سيير مع دمج القطاع غير المهيكل والتقلي�ص من الإعفاءات ال�ضريبية غير المجدية‬ ‫و�ضب ��ط كتلة الأجور و�إتخاذ ما يلزم من تدابير‪ ،‬بالتعاون مع م�صالح وزارة �إقت�صادي ًا و�إجتماعي ًا ومحاربة الغ�ش والتمل�ص ال�ضريبيين‪.‬‬ ‫المالية‪ ،‬ل�ضبط توقعات نفقات الموظفين التي تهيمن على ن�صف الموازنة‪ .‬ودعا بنكيران �إلى جعل �أحد �أهداف موازنة ال�سنة الأخيرة من واليته تقلي�ص‬ ‫و�أكد رئي�س الحكومة على �أهمية ح�صر مقترحات الوزارات ب�ش�أن المنا�صب ن�سب ��ة العجز �إلى ‪ 3.5‬ف ��ي المئة‪ ،‬وذلك من خالل تح�سين تح�صيل الموارد‬ ‫المالي ��ة ف ��ي الح ��د الأدنى ال�ض ��روري لتح�سين ج ��ودة الخدم ��ات المق َّدمة الجبائي ��ة‪ ،‬مب ��رز ًا �أهمية تعبئة الم ��وارد المت�أتية م ��ن الم�ؤ�س�سات العمومية‬ ‫للمواطني ��ن‪ ،‬وحثّ كل القطاعات الوزارية على العمل لتفعيل �إعادة الإنت�شار بالم ��وازاة مع موا�صلة �ضبط نفقات ال�سير الع ��ادي للإدارة‪ ،‬والم�ضي قدم ًا‬ ‫�ضمن مواردها الب�شرية لتعبئة الفر�ص المتاحة بهدف تغطية العجز الفعلي في �إ�ص�ل�اح �صندوق المقا�صة (�صندوق دعم الم ��واد الأ�سا�سية) بما يمكن‬ ‫من توفي ��ر الهوام�ش ال�ضرورية لدعم الإ�ستثمار و�إ�ستهداف الفئات المعوزة‬ ‫على الم�ستوى المجالي �أو القطاعي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫واله�شة‪.‬‬ ‫و�أو�ص ��ى رئي�س الحكومة المغربية بـ"�ضرورة موا�صلة التح ّكم في نمط عي�ش‬ ‫الإدارة‪ ،‬وخ�صو�صا �إ�ستهالك الماء والكهرباء والإت�صاالت‪ ،‬وكراء (�إيجار) من ناحية �أخرى‪ ،‬ن ّوهت ر�سال ��ة بنكيران باالنتعا�شة التي يعي�شها االقت�صاد‬ ‫المغرب ��ي ج ��راء الإ�صالح ��ات الت ��ي قام ��ت به ��ا حكومته‪،‬‬ ‫وتهيئ ��ة المق ��رات الإدارية وت�أثيثه ��ا"‪ ،‬و�إ�شترط ��ت ر�سالة‬ ‫و�أعل ��ن �أن ن�سب ��ة النمو �ست�صل مع نهاي ��ة الموازنة الحالية‬ ‫بنكي ��ران �ضرورة الح�صول على ترخي�ص م�سبق من رئي�س‬ ‫�إل ��ى ‪ 5‬في المئة بدل التوقع ��ات الحكومية بـ‪ 4.4‬في المئة‪.‬‬ ‫الحكومة لإقتن ��اء وكراء الم�س�ؤولين الحكوميين لل�سيارات‪،‬‬ ‫وك�شف ��ت الر�سالة �أن عجز الميزان التجاري وا�صل تح�سنه‬ ‫بن ��اء على ر�أي لجنة مك ّونة من ممثلين عن رئا�سة الحكومة‬ ‫حي ��ث تقل�ص بما يفوق �أربعة ملي ��ارات دوالر نتيجة تقل�ص‬ ‫ووزارت ��ي الإقت�ص ��اد والمالية والقطاع ال ��وزاري المعني �أو‬ ‫ً‬ ‫فاتورة الطاقة‪ ،‬و�إرتف ��اع ال�صادرات وخ�صو�صا الفو�سفات‬ ‫الم�ؤ�س�سة المعنية‪.‬‬ ‫وم�شتقات ��ه بـ‪ 23‬ف ��ي المئة وقط ��اع ال�سيارات ب� �ـ‪ 13.6‬في‬ ‫وو�ض ��ع بنكيران �أربع �أولويات لموازنة ال�سنة المقبلة‪� ،‬أولها‬ ‫المئ ��ة‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى زيادة تحوي�ل�ات المغاربة المقيمين‬ ‫توطي ��د �أ�س�س نمو �إقت�صادي مت ��وازن‪ ،‬يوا�صل دعم الطلب‬ ‫ف ��ي الخارج بـ‪ 5‬في المئة‪ ،‬ناهيك ع ��ن �إرتفاع الإ�ستثمارات‬ ‫وي�شج ��ع العر�ض عب ��ر تحفيز الت�صني ��ع و�إنعا�ش اال�ستثمار‬ ‫ّ‬ ‫ودعم المقاول ��ة‪ .‬ثاني ً‬ ‫الأجنبي ��ة المبا�شرة بن�سبة ‪ 19.9‬في المئ ��ة لت�صل �إلى ما‬ ‫مدمج‬ ‫اقت�صادي‬ ‫�و‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫أ�س�س‬ ‫�‬ ‫توطيد‬ ‫ا‬ ‫رئي�س الحكومة المغربية‬ ‫يفوق ملياري دوالر‪.‬‬ ‫يقل� ��ص الفوارق الإجتماعية والمجالية ويو ّفر فر�ص ال�شغل‬ ‫عبد الإله بنكيران‬

‫"الفاو"‪� 800 :‬ألف طن العجز في مح�صول القمح في �سوريا‬

‫قدرت منظمة الأغذي ��ة العالمية (فاو) وبرنامج‬ ‫الأغذي ��ة العالمي �إنت ��اج القمح ف ��ي �سوريا بنحو‬ ‫‪ 2.445‬ملي ��ون طن ف ��ي ‪ 2015‬مما �سي� ��ؤدي �إلى‬ ‫عجز قدره ‪� 800‬ألف طن‪.‬‬ ‫وق ��ال تقري ��ر م�شت ��رك �أ�صدرته وكالت ��ا الأمم‬ ‫المتحدة �أخير ًا �إنه رغم الأمطار الغزيرة التي‬ ‫عززت الإنتاج هذا العام مقارنة مع المح�صول‬ ‫ال�ضعيف لع ��ام ‪ 2014‬ف�إن الحج ��م مازال �أقل‬

‫‪12‬‬

‫العدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫م ��ن م�ستويات ما قب ��ل الحرب بن�سب ��ة ‪ 40‬في‬ ‫المئة‪.‬‬ ‫وكانت حكومة النظ ��ام �أفادت في العام الما�ضي‬ ‫�إن �إنت ��اج القم ��ح بل ��غ ‪ 1.865‬ملي ��ون ط ��ن وه ��و‬ ‫بح�سب الفاو �أدنى م�ستوى في ‪ 25‬عام ًا‪.‬‬ ‫وتقديرات الفاو وبرنام ��ج الأغذية �أقل نحو ‪600‬‬ ‫�ألف طن من توقعات حكومة الأ�سد‪.‬‬ ‫وف ��ي �أي ��ار (مايو) �ص ��رح م�س�ؤولون ف ��ي حكومة‬

‫دم�شق �أنهم يتوقعون �أن يبلغ �إنتاج القمح ال�سوري‬ ‫نح ��و ثالث ��ة ماليين طن ف ��ي ‪ 2015‬بع ��د هطول‬ ‫�أمطار هي الأف�ضل في ع�شر �سنين‪.‬‬ ‫وعل ��ق دومينيك بيرجون مدي ��ر ق�سم الطوارئ‬ ‫و�إعادة الت�أهيل لدى "الفاو" في التقرير قائ ًال‪:‬‬ ‫"رغ ��م �أن مح�صول �سوريا الحالي �أف�ضل من‬ ‫المتوق ��ع بف�ضل الأمط ��ار الجيدة ف� ��إن القطاع‬ ‫الزراعي المحلي مازال منهك ًا بفعل ال�صراع"‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫الإمارات تعزّ ز العمل الجمركي وتناف�س ّية بيئة الأعمال‬

‫�إ�ستحدثت �أبو ظبي من�صب "مفو�ض الجمارك"‬ ‫في الإم ��ارات بدرجة وزير‪ ،‬به ��دف و�ضع نظام‬ ‫موحد على م�ستوى الدولة‪ ،‬ي�ضمن �أمن‬ ‫جمركي ّ‬ ‫المجتم ��ع وحمايته وتعزي ��ز التن�سيق مع الدوائر‬ ‫الجمركي ��ة المح ّلية‪ ،‬وتي�سي ��ر الأعمال والتجارة‬ ‫بتناف�سي ��ة عالية‪ .‬كم ��ا يتو ّلى ر�س ��م ال�سيا�سات‬ ‫و�إ�صدار القرارات و�إقتراح الت�شريعات الالزمة‪،‬‬ ‫لتحقي ��ق �أه ��داف هيئة الجم ��ارك‪ ،‬ويمار�س كل‬ ‫ال�صالحيات وال�سلطات الالزمة لذلك‪ ،‬على �أن‬ ‫يمنح موظفو الهيئة �صالحيات م�أموري ال�ضبط‬ ‫الق�ضائي وواجباتهم‪.‬‬ ‫و�أ�صدر رئي�س الدول ��ة ال�شيخ خليفة بن زايد �آل‬ ‫نهي ��ان‪ ،‬القانون الإتحادي الرقم ‪ 8‬لعام ‪،2015‬‬ ‫في �ش� ��أن الهيئة االتحادية للجم ��ارك‪ ،‬يت�ض ّمن‬ ‫تعديالت تعزّز التن�سيق على ال�صعيد االتحادي‬ ‫والمح ّل ��ي وتنظيم ال�ش� ��ؤون الجمركي ��ة‪ ،‬ف�ض ًال‬ ‫عن �إرتقاء الأداء وزي ��ادة جاذبية بيئة الأعمال‬ ‫وتناف�س ّيتها وتعزيز حماية المجتمع و�أمنه‪.‬‬ ‫ون� ّ��ص القانون عل ��ى �إ�ستح ��داث م�سمى جديد‬ ‫لرئا�سة الهيئة‪ ،‬يحمل ا�سم "مفو�ض الجمارك"‬ ‫بدرج ��ة وزي ��ر‪ ،‬ويع ّي ��ن بمر�سوم �إتح ��ادي لمدة‬ ‫ثالث �سنوات قابلة للتجديد‪ ،‬وهو ال�سلطة العليا‬ ‫الم�شرف ��ة على �ش� ��ؤون الهيئة ويتو ّل ��ى ت�صريف‬

‫�أموره ��ا ور�س ��م ال�سيا�س ��ات‪ .‬ويه ��دف القانون‬ ‫�إل ��ى تعزي ��ز مكان ��ة الدول ��ة وتناف�سي ��ة القطاع‬ ‫الجمركي‪ ،‬من خالل رفع كفاءة الأداء والأنظمة‬ ‫وتطوير الإج ��راءات الجمركي ��ة وتوحيدها‪ ،‬ما‬ ‫ي�س ّه ��ل التدابير المتّبعة ف ��ي المنافذ الجمركية‬ ‫المختلفة‪ ،‬ويرفع كفاءة الأعمال والبنية التحتية‬ ‫اللوج�ستية على م�ستوى الدولة‪.‬‬ ‫ون�ص القان ��ون على �أن تكون للهيئ ��ة االتحادية‬ ‫ّ‬ ‫للجمارك �شخ�صي ��ة �إعتبارية‪ ،‬تكفل لها تحقيق‬ ‫�أهدافه ��ا‪ ،‬وتلح ��ق بمجل� ��س ال ��وزراء وت�ضطلع‬ ‫بر�سم ال�سيا�سات الجمركية‪ ،‬و�إعداد ت�شريعات‬ ‫موح ��دة لتنظي ��م العم ��ل الجمرك ��ي ومكافح ��ة‬ ‫عملي ��ات التهريب والغ�ش‪ ،‬و�ضمان تنفيذها من‬ ‫جانب الجهات المخت�صة‪.‬‬

‫رئي�س الإمارات ال�شيخ خليفة بن زايد �آل نهيان‬

‫�سرعة الإنترنت في قطر �إلى ‪ 375‬ميغابايت في الثانية‬ ‫�أعلن ��ت "فوداف ��ون قط ��ر" �أنه ��ا �أول م�ش ّغ ��ل‬ ‫�إت�ص ��االت في قط ��ر و�أح ��د الأوائل ف ��ي العالم‬ ‫يو ّفر �سرعة ت�صل �إلى ‪ 375‬ميغابايت في الثانية‬ ‫بف�ضل �إط�ل�اق تقنية "تجمي ��ع حوامل البيانات‬ ‫ثالثي ��ة النط ��اق ‪(3 band LTE Carrier‬‬ ‫)‪ ،Aggregation‬الأم ��ر ال ��ذي يبرهن مجددًا‬ ‫عل ��ى ري ��ادة "فوداف ��ون" ف ��ي مج ��ال الإبت ��كار‬ ‫والتكنولوجي ��ا‪ .‬و�أج ��رت ال�شرك ��ة الإختب ��ارات‬ ‫و�أعم ��ال التركي ��ب الالزم ��ة لت�شغي ��ل التقني ��ة‬ ‫الجديدة �ضمن مواقعها في "كورني�ش الدوحة"‬ ‫و"واح ��ة العلوم والتكنولوجيا ف ��ي قطر" على‬ ‫�أن يت � ّ�م تركيبها في مواقع �إ�ضافية في العا�صمة‬ ‫القطري ��ة بحل ��ول ت�شري ��ن الثان ��ي (نوفمب ��ر)‬ ‫‪.2015‬‬ ‫وق ��ال رام ��ي بقط ��ر‪ ،‬الرئي� ��س التنفي ��ذي‬

‫للتكنولوجي ��ا في "فودافون قط ��ر"‪" :‬تمثل هذه‬ ‫الخط ��وة �إنج ��ا ًزا جدي ��دً ا ي�ض ��اف �إل ��ى �سجلنا‬ ‫الحاف ��ل بتوفي ��ر تج ��ارب �أف�ض ��ل لعمالئنا عبر‬ ‫والمح�سن ��ة‪ ،‬حي ��ث نجح ��ت‬ ‫�شبكتن ��ا المط� � ّورة‬ ‫ّ‬ ‫ال�شركة في �ضمان �سرعة فائقة ت�صل �إلى ‪375‬‬ ‫ميغابايت في الثانية عبر الجمع بين ‪ 3‬نطاقات‬ ‫ترددي ��ة لت�شكي ��ل طي ��ف ت ��رددي بمع ��دل ‪50‬‬ ‫ميغاهيرت ��ز‪ .‬فعلى �سبيل المثال‪ ،‬عندما �أطلقنا‬ ‫�شبكة (‪� ،)4G+‬إ�ستطاعت �شبكتنا توفير �سرعة‬ ‫قيا�سا بال�سرعات التي كانت‬ ‫تزيد على ال�ضعف ً‬ ‫توفرها �شبكة الـ(‪ ) 4G.‬وبف�ضل "تقنية تجميع‬ ‫حوام ��ل البيان ��ات ثالثية النطاق ��ات‪� ،‬أ�صبحت‬ ‫�شبكتن ��ا تتيح اليوم �سرعة �أكب ��ر بواقع ‪ 4‬مرات‬ ‫مقارن ��ة بال�سرع ��ات الت ��ي توفره ��ا �شب ��كات‬ ‫الـ(‪.)4G.‬‬

‫الموجز الخليجي‬ ‫ذك���رت البيان���ات الإح�صائي���ة ال�ص���ادرة ع���ن‬ ‫المركز الوطني للإح�ص���اء والمعلومات في م�سقط‪،‬‬ ‫�أن �إجمالي الناتج المحلي بالأ�سعار الحالية في العام‬ ‫‪ 2014‬بل���غ نح���و ‪ 31.2‬مليار ري���ال ُعماني مقابل‬ ‫نح���و ‪ 30.1‬مليار ري���ال ُعماني ف���ي العام ‪2013‬‬ ‫م�سج�ل� ًا نم ًوا بن�سبة ‪ 3.8‬ف���ي المئة‪ ،‬وهي �أعلى من‬ ‫ن�سب���ة النم���و المحققة ف���ي الع���ام ‪ 2013‬والبالغة‬ ‫‪ 2.4‬في المئة‪ .‬وذكرت وكال���ة الأنباء العمانية �أنه‬ ‫على مدى �سن���وات الخطة الخم�سية الثامنة "‪2011‬‬ ‫– ‪� "2015‬سجل���ت ال�سلطنة نم ًوا جي��� ًدا في الناتج‬ ‫المحل���ي الإجمال���ي بالأ�سع���ار الحالي���ة لي�صعد في‬ ‫العام ‪� 2011‬إل���ى ‪ 26.9‬مليار ريال ُعماني مقابل‬ ‫‪ 22.6‬مليار ري���ال عماني في العام ‪ 2010‬م�سجالً‬ ‫نم ًوا بن�سبة ‪ 18.9‬في المئة‪ ،‬م�ستفي ًدا في ذلك من‬ ‫�إرتفاع �أ�سعار النفط في الأ�سواق العالمية‪.‬‬ ‫�أعلن "مطار �أبو ظبي" تخطي عدد الم�سافرين‬ ‫ف���ي تم���وز (يولي���و) الما�ض���ي عتب���ة المليونين‪،‬‬ ‫ليكون بذلك خط���ا نحو مرحلة جدي���دة في م�سيرة‬ ‫وكرم���ت �شرك���ة "مط���ارات �أبو ظب���ي" في‬ ‫نم���وه‪ّ .‬‬ ‫حفل���ة‪ ،‬الم�ساف���ر رق���م مليونين وه���و �سعيد علي‬ ‫�سعي���د ال�صري���دي والذي و�صل عل���ى متن �شركة‬ ‫"االتح���اد للطي���ران" �آتيا ً من القاه���رة‪ .‬و�إ�ستقبله‬ ‫و�سلّم‬ ‫الرئي�س التنفيذي للعمليات �أحمد الهدابي‪ُ ،‬‬ ‫الم�سافر هدية تذكارية من ال�شركة‪ ،‬وق�سائم �شراء‬ ‫لال�ستمت���اع بتجربة الت�سوق المتمي���زة في ال�سوق‬ ‫الح���رة ف���ي �أبو ظب���ي‪ .‬ويخ�ض���ع "مطار �أب���و ظبي"‬ ‫الدولي حالي���ا ً لأهم عملية �إع���ادة تطوير وتو�سيع‬ ‫بكلفة ‪ 7‬مليارات دوالر‪ ،‬تهدف �إلى "زيادة الطاقة‬ ‫اال�ستيعابي���ة للمط���ار �إل���ى �أكث���ر م���ن ‪ 45‬مليون‬ ‫م�سافر �سنويا ً في نهاية العام ‪."2017‬‬ ‫نجحت �شركات الت�أمين ال�سعودية في تحقيق‬ ‫�شهرا‪ ،‬حيث‬ ‫معدالت ربحي���ة متزايدة خالل �آخر ‪12‬‬ ‫ً‬ ‫قف���زت �أرباحه���ا �إلى نح���و مليار ري���ال (‪266.6‬‬ ‫ملي���ون دوالر)‪ ،‬ي�أتي ذلك كنتيجة طبيعية الرتفاع‬ ‫مع���دالت الطلب ف���ي ال�س���وق المحلية م���ن جهة‪،‬‬ ‫وارتف���اع �أ�سع���ار بولي�ص���ة الت�أمي���ن ف���ي ال�سوق‬ ‫ال�سعودي���ة من جه���ة �أخ���رى‪ .‬وف���ي ذات ال�سياق‪،‬‬ ‫ك�شف م�س�ؤول رفي���ع الم�ستوى في �إحدى �شركات‬ ‫الت�أمي���ن ال�سعودي���ة �أن معظ���م �ش���ركات الت�أمين‬ ‫ال�سعودي���ة كان���ت تخ�س���ر ب�سبب �إحت���كار ال�سوق‪،‬‬ ‫و�إنخفا����ض �أ�سعار التغطي���ة الت�أمينية لم�ستويات‬ ‫كبدت ال�شركات ال�صغيرة خ�سائر فادحة‪ ،‬م�ضيفا‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫تمام���ا‪ ،‬ف�أ�سع���ار التغطية‬ ‫"الواق���ع الي���وم مختلف ً‬ ‫الت�أميني���ة على ال�سي���ارات ارتفع���ت بن�سبة ‪100‬‬ ‫�شه���را‪ ،‬فيما ارتفعت بولي�صة‬ ‫في المئة خالل ‪12‬‬ ‫ً‬ ‫الت�أمين ال�صحي بن�سبة ت�صل �إلى ‪ 30‬في المئة"‪.‬‬ ‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪15‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون خليجية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف الخليجي‬

‫بعد ‪ 25‬عام ًا على غزو الكويت‬ ‫ربع قرن م ّر منذ �أمر �صدام ح�سين القوات العراقية لإجتياح الكويت‬ ‫ف ��ي ‪� 2‬آب (�أغ�سط� ��س) ‪ 1990‬ال ��ذي و�ض ��ع الأر�ضية ل�سبع ��ة �أ�شهر من‬ ‫وح�شي ��ة الإحتالل والتي �إنتهت بتحري ��ر الإمارة الخليجية بوا�سطة‬ ‫تحال ��ف متع ��دد الأطراف من ‪ 34‬دول ��ة قادته الوالي ��ات المتحدة‪ .‬ال‬ ‫يزال المئات‪� ،‬إن لم يكن الآالف‪ ،‬من الأ�شخا�ص في عداد المفقودين‪،‬‬ ‫وحت ��ى الع ��ام ‪ ،2014‬وا�صل الع ��راق دفع تعوي�ض ��ات مرتبطة بالحرب‬ ‫عل ��ى الكويت � اّإل �أوقف المدفوعات م�ؤقت� �اً بعد الإنخفا�ض الحاد في‬ ‫�أ�سعار النفط والإيرادات الحكومية في العراق‪.‬‬ ‫ال �شك �أن مرور الوقت قد خفف من ت�أثير هذه الحرب في الكويت‪.‬‬ ‫جي ��ل كام ��ل حالياً لي�ست لدي ��ه ذاكرة مبا�شرة لأح ��داث العام ‪.1990‬‬ ‫وع�ل�اوة عل ��ى ذل ��ك‪ ،‬فق ��د م�ل��أت طف ��رة البن ��اء الجارية ف ��ي مدينة‬ ‫الكوي ��ت العدي ��د م ��ن المناطق الأكث ��ر ت�ض ��رراً‪ ،‬في حي ��ن �أن البيئة‬ ‫ق ��د تعافت تدريج� �اً من حرائق النفط التي �أ�ضرمت نيرانها القوات‬ ‫العراقي ��ة ال ُمن�سحِ ب ��ة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬في بع� ��ض الأحيان‪ ،‬وا�صلت ذكرى‬ ‫الإحت�ل�ال ف ��ي ت�شوي� ��ش العالق ��ات بي ��ن الكوي ��ت والع ��راق حتى مع‬ ‫م ��وت و�إزال ��ة �صدام ووجود حكوم ��ة مختلفة جداً مكان ��ه في بغداد‪.‬‬ ‫�إن الإرتف ��اع الح ��اد في التوت ��رات على الحدود في الع ��ام ‪ 2010‬حول‬ ‫م�شاري ��ع �ضخم ��ة لميناءي ��ن متناف�سي ��ن ّ‬ ‫يو�ض ��ح �ضع ��ف العالق ��ات‬ ‫الكويتية العراقية �أمام هجمات القوى ال�سيا�سية ال�شعبوية‪.‬‬ ‫بط ��رق �أخ ��رى �أي�ض� �اً‪ ،‬كانت للغ ��زو العراق ��ي عواقب بالغ ��ة الأهمية‬ ‫�س ��واء بالن�سبة �إلى العراق �أم بالن�سبة �إلى �سيا�سة الواليات المتحدة‬ ‫في ال�شرق الأو�سط التي ال نزال ن�شعر بها حتى اليوم‪ .‬على م�ستوى‬ ‫واح ��د‪ ،‬كان ��ت لتمرك ��ز �أكث ��ر م ��ن ‪ 700،000‬جن ��دي �أميركي ف ��ي �شبه‬ ‫الجزي ��رة العربي ��ة ف ��ي الع ��ام ‪ ،1990‬والإبق ��اء عل ��ى ‪ 5000‬منهم بعد‬ ‫ذل ��ك‪ ،‬تداعي ��ات نت ��ج منها �صع ��ود الجماع ��ات الجهادي ��ة المتطرفة‬ ‫مث ��ل تنظي ��م "القاعدة"‪ .‬وعلى الرغم من �أن قيادة هذا التنظيم قد‬ ‫هُ ّزم ��ت ف ��ي �أفغان�ستان ب�ش ��كل ُمنتظم بع ��د العام ‪ ،2001‬ف� ��إن �أع�ضاء‬ ‫م ��ن بقاياه �أع ��ادوا في ال�سنوات الأخيرة ت�أ�سي� ��س قاعدة �إقليمية في‬ ‫مناطق اليمن‪.‬‬ ‫ف ��ي الوقت عين ��ه‪ ،‬برزت �أميركا بع ��د حرب الخلي ��ج ب�إعتبارها القوة‬ ‫الع�سكرية العظمى في ال�شرق الأو�سط‪ ،‬كما كانت في العالم الأو�سع‪.‬‬ ‫خ�ل�ال ت�سعين ��ات القرن الفائت‪ ،‬ع ّزز ٌّ‬ ‫كل من ج ��ورج بو�ش الأب وبيل‬ ‫كلينت ��ون العالق ��ات م ��ع دول مجل�س التع ��اون الخليج ��ي من خالل‬ ‫�إتفاق ��ات تع ��اون ف ��ي مجال الدف ��اع والتخزي ��ن ال ُم�س َب ��ق لمخزونات‬ ‫كبي ��رة م ��ن الدع ��م اللوج�ست ��ي والع�سك ��ري ف ��ي الخلي ��ج‪ .‬كانت دول‬ ‫مجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي �أي�ض� �اً متكامل ��ة تمام� �اً تح ��ت المظل ��ة‬

‫‪14‬‬

‫العدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫الأمني ��ة الأميركي ��ة من خالل �إ�ست�ضافة مح ��اور القيادة والمراقبة‬ ‫الرئي�سي ��ة �س ��واء بالن�سب ��ة �إل ��ى الأ�سط ��ول الخام� ��س الأميرك ��ي في‬ ‫البحري ��ن والمقر المتقدّم للقيادة المركزي ��ة الع�سكرية الأميركية‬ ‫في قطر‪.‬‬ ‫ولك ��ن‪ ،‬م ��ا زال ��ت المنطق ��ة الأو�سع م�ص ��دراً للتقلب حت ��ى في غياب‬ ‫الح ��رب بي ��ن ال ��دول من ��ذ الع ��ام ‪� .2003‬إن �س ��وء �إدارة الغ ��زو ال ��ذي‬ ‫قادت ��ه الوالي ��ات المتح ��دة والإحت�ل�ال ال ��ذي تبع ��ه للع ��راق خلق ��ا‬ ‫الظ ��روف لإنهي ��ار الب�ل�اد �إل ��ى ح ��رب �أهلي ��ة وبالتالي نم ��و جماعات‬ ‫متم ��ردة �أكث ��ر عنف� �اً التي بلغت ذروته ��ا في ت�شكيل تنظي ��م "داع�ش"‬ ‫وتو�سعه المذهل‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬لقد ت�سبب الخالف العالق على‬ ‫ّ‬ ‫ق ��رار غزو الع ��راق بال ��ر�أي ال�سيا�سي والع ��ام في الوالي ��ات المتحدة‬ ‫والمملك ��ة المتح ��دة �إلى �أن يكون حذراً جداً م ��ن �أي تدخل ع�سكري‬ ‫�آخر في ال�شرق الأو�سط‪.‬‬ ‫وق ��د �أع ��اق ه ��ذا الأمر ال ��ردود عل ��ى الوح�شي ��ة الجارية ف ��ي كل من‬ ‫الع ��راق و‪ ،‬من ��ذ الع ��ام ‪ ،2011‬في �سوري ��ا‪ ،‬و�ساهم في �إنهي ��ار ال�سلطة‬ ‫الحاكم ��ة في �أجزاء كبيرة من كل دولة‪ .‬على هذه الخلفية من عدم‬ ‫اليقي ��ن وجمود ال�سيا�سة الجزئي‪ ،‬فقد و�ضعت دول الخليج العربية‬ ‫�سيا�س ��ات �إقليمي ��ة �أكثر حزم� �اً من تلقاء نف�سه ��ا لمعالجة ومواجهة‬ ‫تحدي ��ات الأم ��ن الإقليم ��ي بطريق ��ة �أف�ضل‪ .‬عل ��ى ال�صعي ��د الثنائي‬ ‫بي ��ن بل ��د و�آخ ��ر �أو جماع ��ي من خ�ل�ال مجل� ��س التع ��اون الخليجي‪،‬‬ ‫�شهد العامان الما�ضيان تعميق وتنويع الدفاع والأمن بالتعاون مع‬ ‫مجموعة وا�سعة من ال�شركاء الخارجيين‪.‬‬ ‫مع �شاغل جديد في البيت الأبي�ض ا�سي�أتي في كانون الثاني (يناير)‬ ‫‪ ،2017‬م ��ن المرج ��ح �أن ي�ستمر قادة دول مجل� ��س التعاون الخليجي‬ ‫ف ��ي �إتباع نهج �أكث ��ر �إ�ستباقية لإ�ستقرار المنطق ��ة فيما هم يق ِّيمون‬ ‫الإحتم ��االت الرئا�سي ��ة بع ��د �أوبام ��ا‪ .‬وم ��ن الأمثل ��ة عل ��ى ذل ��ك كان‬ ‫الإنتظ ��ار والترقب الح ��ذر لرد فعل دول مجل� ��س التعاون الخليجي‬ ‫عل ��ى الإع�ل�ان ع ��ن الإتفاق الن ��ووي بي ��ن مجموعة ال ��دول الخم�س‬ ‫�إل ��ى �ألماني ��ا م ��ع �إيران‪ .‬ف ��ي حي ��ن �أن �إدارة �أوباما قد تح ��اول تحلية‬ ‫التق ��ارب مع �إيران بتعزي ��ز مبيعات الأ�سلحة لل�ش ��ركاء الخليجيين‪،‬‬ ‫فمن المرجح �أن دول الخليج �سوف تتوا�صل فردياً بهدوء مع �إيران‬ ‫و�إع ��ادة ت�أ�سي� ��س عالقات تجاري ��ة‪ .‬فيما ت�ستعد �أمي ��ركا للدخول في‬ ‫�سن ��ة الإنتخاب ��ات حي ��ث م ��ن المرج ��ح �أن تزاح ��م الق�ضاي ��ا المحلية‬ ‫ال�سيا�س ��ة الخارجي ��ة‪ ،‬ف�إن الع�ض�ل�ات الأكبر ل�سيا�س ��ات دول مجل�س‬ ‫التعاون الخليجي �أ�صبحت �سمة منتظمة في الم�شهد الإقليمي‪.‬‬ ‫الكويت ‪ -‬خالد الديب‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫ال�سعودية‪ :‬خطة �إ�ستراتيجية لتحويل المطارات الداخلية �إلى دولية‬ ‫ك�شفت هيئة الطيران المدني ال�سعودية عزمها‬ ‫على تحوي ��ل المطارات الداخلي ��ة �إلى مطارات‬ ‫دولي ��ة بع ��د �إ�ستكم ��ال خطته ��ا الإ�ستراتيجي ��ة‬ ‫لت�شغيل الرح�ل�ات الدولية في تل ��ك المطارات‬ ‫بهدف تعظي ��م القيمة االقت�صادي ��ة لها وتوفير‬ ‫وجهات �سفر دولية من مختلف مناطق البالد‪.‬‬ ‫وبح�س ��ب �إح�صائي ��ة حديث ��ة للهيئ ��ة‪ ،‬ف� ��إن‬ ‫المط ��ارات الداخلي ��ة �سجلت نم ��و ًا في معدالت‬ ‫رح�ل�ات الطيران و�أعداد الركاب‪� ،‬إذ بلغ العدد‬ ‫الإجمالي للركاب ‪ 6.6‬ماليين حتى نهاية �شهر‬ ‫حزي ��ران (يوني ��و) من الع ��ام الحال ��ي‪ ،‬بزيادة‬ ‫‪ 11.8‬في المئة مقارنة ب� �ـ‪ 5.9‬ماليين م�سافر‬ ‫خالل الفترة عينها من العام ‪.2014‬‬ ‫وق ��ال �سليم ��ان الحم ��دان رئي� ��س الهيئ ��ة العامة‬ ‫للطيران المدني �إن الهيئة م�ستمرة في الترخي�ص‬ ‫لل�ش ��ركات الراغب ��ة في العمل في �س ��وق الطيران‬ ‫ال�سعودية‪ ،‬و�ستقدم لها الت�سهيالت المطلوبة كافة‬ ‫و�ستعمل معها جنب ًا �إلى جنب لتذليل �أي م�صاعب‬ ‫ق ��د تواجهه ��ا‪ ،‬م�شي ًرا �إل ��ى �أن الهيئ ��ة ت�سعى �إلى‬ ‫تحقيق نقلة نوعية في م�ستوى الخدمات المقدمة‬

‫في المط ��ارات الداخلية والدولي ��ة كافة على حد‬ ‫�سواء وتحويلها �إلى مطارات ذات قيمة �إقت�صادية‬ ‫عالية وتقدم �أف�ضل الخدمات‪.‬‬ ‫وب ّي ��ن �أن حركة الركاب عل ��ى الرحالت الدولية‬ ‫ف ��ي المط ��ارات الداخلي ��ة بل ��غ ع ��دد ركاب‬ ‫الرح�ل�ات الدولي ��ة ‪ 1.3‬ملي ��ون راك ��ب بزيادة‬ ‫‪ 28.8‬ف ��ي المئ ��ة مقارنة بع ��دد ال ��ركاب لعام‬ ‫‪ 2014‬للفت ��رة عينه ��ا‪ ،‬حي ��ث بلغ ع ��دد الركاب‬ ‫مليون راكب‪ ،‬فيما بلغ عدد الركاب الم�سافرين‬ ‫عل ��ى الرحالت الداخلية ‪ 5‬ماليين بزيادة ‪7.8‬‬ ‫ف ��ي المئة في حي ��ن �أن عدد ال ��ركاب في العام‬ ‫‪ 2014‬للفترة نف�سها ‪ 4.7‬ماليين راكب‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف الحم ��دان �أن عدد الركاب الم�سافرين‬ ‫على رح�ل�ات الطي ��ران الخا�ص بل ��غ ‪� 237‬ألف‬ ‫راكب بزي ��ادة ‪ 31.8‬في المئ ��ة مقارنة بالفترة‬ ‫نف�سه ��ا م ��ن الع ��ام ‪ 2014‬الت ��ي بلغ فيه ��ا عدد‬ ‫ال ��ركاب ‪� 180‬أل ��ف راك ��ب‪ ،‬وبلغ ع ��دد �إجمالي‬ ‫الرح�ل�ات في الع ��ام الحال ��ي ‪� 60.4‬ألف رحلة‬ ‫بزي ��ادة ‪ 9.1‬في المئة‪ ،‬مقارن ��ة بالفترة عينها‬ ‫من العام الما�ضي‪.‬‬

‫دبي ا�ستقطبت ‪� 8830‬شركة في الن�صف الأول من ‪2015‬‬ ‫�أعلن ��ت "غرف ��ة تج ��ارة و�صناعة دب ��ي �أخير ًا‬ ‫�إن�ضم ��ام ‪� 8830‬شرك ��ة جدي ��دة �إل ��ى مجتم ��ع‬ ‫الأعم ��ال ف ��ي دب ��ي خ�ل�ال الن�ص ��ف الأول من‬ ‫العام الحال ��ي‪ ،‬في �إ�ستمرار النمط الت�صاعدي‬ ‫للإقب ��ال العالمي من الم�ستثمرين على الدخول‬ ‫�إلى الإمارة‪ ،‬ما دعم قط ��اع ال�صادرات و�إعادة‬ ‫ال�ص ��ادرات عل ��ى رغ ��م تقلب ��ات الإقت�ص ��اد‬ ‫العالمي‪.‬‬ ‫ونم ��ا عدد �أع�ضاء الغرفة �إثنين في المئة خالل‬ ‫الن�ص ��ف الأول م ��ن الع ��ام الحالي �إل ��ى ‪8830‬‬ ‫ع�ض ��و ًا جديد ًا مقارن ��ة بـ‪ 8684‬ع�ض ��و ًا جديد ًا‬ ‫خ�ل�ال الن�ص ��ف الأول م ��ن الع ��ام الما�ضي‪ ،‬ما‬ ‫يرفع ع ��دد �أع�ض ��اء الغرفة �إلى �أكث ��ر من ‪177‬‬ ‫�أل ��ف ع�ضو‪ ،‬لتعزز مكانته ��ا ك�إحدى �أكبر غرف‬ ‫التج ��ارة ف ��ي منطقة ال�ش ��رق الأو�س ��ط و�شمال‬ ‫�أفريقي ��ا‪ .‬و�أظه ��رت بيان ��ات الغرف ��ة �أن قيم ��ة‬ ‫�ص ��ادرات و�إع ��ادة �ص ��ادرات �أع�ضائه ��ا خالل‬ ‫الن�ص ��ف الأول م ��ن الع ��ام الحال ��ي بلغت ‪151‬‬

‫ملي ��ار درهم (‪ 41‬ملي ��ار دوالر)‪ ،‬مقارنة بـ‪149‬‬ ‫مليار درهم في العام الما�ضي‪.‬‬ ‫وعزا المدير العام للغرف ��ة حمد بوعميم تدفق‬ ‫ال�ش ��ركات الإقليمي ��ة والعالمي ��ة �إل ��ى الإمارة‪،‬‬ ‫�إل ��ى "الم�ؤ�شرات االقت�صادي ��ة لدبي التي ت�سير‬ ‫بنم � ٍ�ط ت�صاع ��دي‪� ،‬إذ تب ��رز جاذبي ��ة الإم ��ارة‬ ‫للم�ستثمري ��ن والت ��ي تجلت بان�ضم ��ام �أكثر من‬ ‫‪� 8800‬شركة جديدة �إلى بيئة الأعمال في دبي‪،‬‬ ‫وذلك في ترجمة وا�ضحة للأرقام القيا�سية من‬ ‫ال ��زوار والوف ��ود الزائرة التي ق�ص ��دت الغرفة‬ ‫للتعرف على بيئة الأعمال واال�ستثمار في دبي"‪.‬‬ ‫ولفت �إلى �إ�ستدامة النمو في قطاع التجارة على‬ ‫رغم التحديات العالمية‪ ،‬م�شير ًا �إلى �أن تحقيق‬ ‫�صادرات و�إع ��ادة �صادرات �أع�ضاء الغرفة نمو ًا‬ ‫طفيف ًا يعك�س عدم ت�أثر دبي بالتقلبات العالمية‬ ‫كثي ��ر ًا‪ ،‬وق ��درة التج ��ار ومرونته ��م عل ��ى تنويع‬ ‫وجهات �صادراتهم‪ ،‬والحف ��اظ على نمط ثابت‬ ‫في تجارتهم الخارجية‪.‬‬

‫�أعل���ن رئي����س مجل����س �إدارة "موان���ئ دب���ي‬ ‫العالمية" �سلطان �أحمد بن �سليم‪� ،‬أن ال�شركة �شبه‬ ‫الحكومية بد�أت �أعمال بن���اء محطة حاويات جديدة‬ ‫في ميناء جبل عل���ي‪ ،‬با�ستثمارات ت�صل �إلى ‪1.6‬‬ ‫مليار دوالر‪.‬‬ ‫ويجري العمل على المرحلة الأولى من م�شروع محطة‬ ‫الحاوي���ات رقم ‪ 4‬التي �ستعزز الطاقة اال�ستيعابية‬ ‫بمق���دار ‪ 3.1‬ماليي���ن حاوي���ة نمطي���ة (بطول ‪20‬‬ ‫قدما ً) بحلول الع���ام ‪� ،2018‬إ�ستعداداً لإ�ست�ضافة‬ ‫الإم���ارة معر����ض "�إك�سب���و" الدول���ي بحل���ول العام‬ ‫‪ .2020‬وبذلك يرتفع �إجمالي الطاقة الإ�ستيعابية‬ ‫لميناء جبل علي �إلى ‪ 22.1‬مليون حاوية في حينه‪،‬‬ ‫مع بلوغ عدد الرافعات العاملة على �أر�صفة الميناء‬ ‫�إلى ما ال يقلّ عن ‪ 110‬رافعات‪.‬‬ ‫�سجل���ت �إ�ستثم���ارات ال�سعوديين في �أ�سواق‬ ‫تنامي���ا بواق���ع ‪ 10‬ف���ي المئ���ة‬ ‫النق���د العالمي���ة‬ ‫ً‬ ‫محقق���ة ‪ 66.3‬مليار ري���ال (‪ 17.6‬مليار دوالر)‬ ‫ت���م �إ�ستثمارها في �أدوات الدي���ن و�أذونات خزينة‬ ‫و�شه���ادات �إيداع م���ن خالل �صنادي���ق �إ�ستثمارية‬ ‫مرخ�ص���ة في العام الما�ض���ي‪ ،‬مقابل ‪ 60.9‬مليار‬ ‫ريال (‪ 16.2‬مليار دوالر) خالل العام ‪.2013‬‬ ‫ووفقًا لبيانات ر�سمية‪ ،‬زادت ال�سيولة اال�ستثمارية‬ ‫المخ�ص�ص���ة لال�ستثم���ار في �أ�س���واق النقد محققة‬ ‫إرتفاع���ا بن�سبة ‪ 10‬في المئة ع���ن العام الما�ضي‪،‬‬ ‫�‬ ‫ً‬ ‫ف���ي �إ�شارة �إلى رغب���ة ال�سيولة بفر����ص ذات عائد‬ ‫�آمن مقاب���ل الأ�سه���م والأوراق المالي���ة‪ ،‬في وقت‬ ‫�إعتبر مخت�صون مالي���ون �أن الزيادة تعني القناعة‬ ‫ب�أ�سواق النقد ومنتجاتها المختلفة مقابل تقلبات‬ ‫�أ�سواق الأ�سهم الحالية‪.‬‬ ‫�ص���در في دب���ي �أخيراً قان���ون �إن�ش���اء متحف‬ ‫الم�ستقب���ل‪ ،‬والهادف �إلى دع���م توجهات الإمارات‬ ‫ف���ي تطوي���ر بيئ���ة �إبت���كار متكامل���ة تت�ل�اءم م���ع‬ ‫متطلبات الجيل الجدي���د لمدن الم�ستقبل الذكية‪،‬‬ ‫حيث تتطلع الإمارة الخليجية من خالل المتحف �إلى‬ ‫�إ�ستخدام مخرجاته لم�ستقبل قطاعات مختلفة‪.‬‬ ‫ويعتب���ر م�ش���روع "متح���ف الم�ستقب���ل" ال���ذي �أطلقه‬ ‫ال�شيخ محمد بن را�شد �آل مكتوم نائب رئي�س الإمارات‬ ‫رئي�س مجل�س ال���وزراء‪� ،‬أحد �أهم الطموحات المعرفية‬ ‫والعلمية للبالد وللمنطق���ة‪ ،‬وذلك من خالل مخرجاته‬ ‫التي ت�ؤ�س�س لم�ستقبل القطاعات المختلفة‪ ،‬حيث تم‬ ‫بموج���ب القانون ال�صادر �إن�ش���اء م�ؤ�س�سة وقف بحثي‬ ‫للتركيز على البحوث العلمي���ة المرتبطة بالقطاعات‬ ‫الم�ستقبلية تُعن���ى بالإ�شراف عل���ى المتحف وتُ�سمى‬ ‫"م�ؤ�س�س���ة دب���ي لمتح���ف الم�ستقبل"‪ .‬وت���م ت�شكيل‬ ‫مجل�س �أمناء لم�ؤ�س�سة دبي لمتحف الم�ستقبل برئا�سة‬ ‫ال�شيخ حمدان بن محمد بن را�شد �آل مكتوم ولي عهد‬ ‫دبي رئي�س المجل�س التنفيذي‪.‬‬

‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪17‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون خليجية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫المفكرة الخليجية‬

‫ُعمان‪ٌ :‬‬ ‫يعزز ال�شفافية و�إدارة الأخطار‬ ‫ميثاق لحوكمة ال�شركات ّ‬ ‫فيم ��ا ت�سعى �سلطنة عُمان �إل ��ى تنويع �إقت�صادها وتحفي ��ز الإ�ستثمارات‬ ‫ف ��ي القط ��اع الخا�ص‪ ،‬فقد �أقدمت عل ��ى �إ�صدار �إ�صالح ��ات عدة �آخرها‬ ‫كان ميثاقاً لحوكمة ال�شركات‪.‬‬ ‫وق ��د �إعتب ��ر الرئي� ��س التنفي ��ذي للهيئة العام ��ة ل�سوق الم ��ال‪ ،‬عبداهلل‬ ‫ب ��ن �سال ��م ال�سالم ��ي‪ ،‬الميث ��اق الجدي ��د لحوكم ��ة ال�شركات بم ��ا ي�ض ّمه‬ ‫م ��ن قواع ��د �إ�ضافي ��ة‪ ،‬م�ساع ��داً ف ��ي تح�سين بيئ ��ة العمل ف ��ي ال�شركات‬ ‫و�ضمان ��ات �إ�ضافي ��ة للتنظي ��م وتح� � ّري الدق ��ة والو�ص ��ول �إل ��ى �أف�ض ��ل‬ ‫م�ستوي ��ات ال�شفافي ��ة والإف�ص ��اح‪ ،‬الت ��ي ُتعتب ��ر عنا�ص ��ر كفيل ��ة ب� ��إدارة‬ ‫الأخط ��ار ومواجه ��ة الأزم ��ات‪ ،‬ف�ض�ل ً�ا ع ��ن دوره ف ��ي تحقي ��ق العدال ��ة‬ ‫للجمي ��ع والحماي ��ة الفاعل ��ة للم�ساهمين وتعزيز ثق ��ة المتعاملين في‬ ‫�سوق م�سقط للأوراق المالية‪ ،‬ويعتمد على مدى القناعة ب�أهمية هذه‬ ‫المتط ّلب ��ات حتى تتم ّت ��ع الم�ؤ�س�سة �أو ال�شركة ب�أف�ضل ممار�سات الإدارة‬ ‫الر�شيدة‪.‬‬ ‫وقال ال�سالمي في ت�صريح �صحافي بعد �إعتماد الهيئة الميثاق الجديد‪،‬‬ ‫وجه ��ت تعميم� �اً �إل ��ى كل ال�ش ��ركات و�صنادي ��ق الإ�ستثم ��ار‬ ‫�أن الأخي ��رة ّ‬ ‫ال ُمدرج ��ة في �سوق م�سقط للأوراق المالية الم�ساهمة العامة‪ ،‬ت�ض ّمن‬ ‫توجيهه ��ا بالعم ��ل على توفي ��ق �أو�ضاعها وفقاً لما يحتوي ��ه الميثاق في‬ ‫مو�ضح� �اً �أن تطبي ��ق المب ��ادئ �سيك ��ون �إ�ستر�شادي� �اً‬ ‫ن�سخت ��ه الجدي ��دة‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫لم ��دة �سنة كامل ��ة‪ ،‬ب�إ�ستثناء الإ�شتراط ��ات المتعلقة بالع�ض ��و الم�ستقل‬ ‫وتعريف ��ه‪ ،‬و�سيب ��د�أ العمل بها بعد �إنتهاء الفت ��رة الحالية لمجل�س �إدارة‬ ‫ال�شركة‪.‬‬ ‫وجاءت الن�سخة الجديدة من ميثاق حوكمة �شركات الم�ساهمة العامة‬ ‫ثمرة جهود �سنتين‪ ،‬حيث عملت لجنة تطوير للميثاق ال�صادر في العام‬ ‫‪ ،2002‬لإع ��داد م�ش ��روع جديد يتنا�سب مع متطلب ��ات المرحلة الحالية‬ ‫والم�ستقبلي ��ة‪ ،‬وبم ��ا يتواكب مع المعايير والمب ��ادئ المعمول بها على‬ ‫الم�ست ��وى الإقليم ��ي والعالمي‪ .‬وتزام ��ن �إعتماده مع �ص ��دور المر�سوم‬ ‫ال�سلطان ��ي القا�ض ��ي بت�أ�سي� ��س مرك ��ز عم ��ان للحوكم ��ة والإ�ستدام ��ة‪،‬‬ ‫م ��ا �إعتب ��ره ال�سالم ��ي "تتويجاً للجه ��ود الكبيرة التي بذل ��ت على مدى‬ ‫ال�سن ��وات الما�ضي ��ة‪ ،‬معرب� �اً عن ثقته ف ��ي الأهداف العلي ��ا التي �سيقوم‬ ‫به ��ا المرك ��ز‪ ،‬منه ��ا التروي ��ج لمب ��ادئ الحوكم ��ة والإ�ستدام ��ة و�إعط ��اء‬ ‫اال�ست�ش ��ارات والدع ��م الفني للم�ؤ�س�س ��ات في �شكل عام‪� ،‬س ��واء م�ساهمة‬ ‫عام ��ة �أو عائلي ��ة �أو خا�ص ��ة �أو حكومي ��ة في �أي من جوان ��ب الحوكمة �أو‬ ‫اال�ستدامة"‪.‬‬ ‫و�أو�ض ��ح ال�سالم ��ي �أن لمو�ض ��وع حوكم ��ة ال�ش ��ركات �أهمي ��ة متزايدة في‬ ‫مواجه ��ة التحدي ��ات والتطورات وتعزي ��ز قدرة ال�ش ��ركات على ال�صمود‬ ‫والمناف�س ��ة الناجح ��ة‪ ،‬و�إدراك نق ��اط القوة وال�ضع ��ف و�إغتنام الفر�ص‬ ‫ومواجه ��ة التحدي ��ات‪ ،‬م�شي ��راً �إل ��ى �أن ال�شركات لم�س ��ت �أهمية االلتزام‬ ‫بمب ��ادئ الحوكم ��ة ومعاييرها �إث ��ر الأزمة المالية في الع ��ام ‪ ،2008‬وما‬

‫‪16‬‬

‫العدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫الرئي�س التنفيذي للهيئة العامة ل�سوق المال في ُعمان عبدالله بن �سالم ال�سالمي‬

‫تبعه ��ا من �سيا�سات وقرارات تناق�ش الفر�ص والتحديات التي تواجهها‬ ‫ال�ش ��ركات‪ ،‬و�أ�صب ��ح مفهوم حوكم ��ة ال�شركات �ضمن �أه ��م الأولويات في‬ ‫ال�سيا�س ��ات الم ّتخ ��ذة لمعالجة تلك التحديات‪ .‬و�أ�ض ��اف‪" :‬هذا الع�صر‬ ‫ي ّت�س ��م ب�سرع ��ة التط� � ّور والتغيي ��ر‪ ،‬ويفر� ��ض علين ��ا �ض ��رورة المراجع ��ة‬ ‫الم�ستم ��رة لت�شريعاتنا ونظمنا ومنها ميث ��اق حوكمة ال�شركات‪ ،‬بهدف‬ ‫تح�سي ��ن الممار�س ��ات المح ّلي ��ة وفق� �اً لأف�ض ��ل الممار�س ��ات الدولية‪ ،‬ما‬ ‫يح ّد من �أية مخالفات وينعك�س �إيجاباً على جودة عمليات �إدارة �شركات‬ ‫الم�ساهم ��ة العام ��ة"‪ ،‬مو�ضح� �اً �أن لجنة العمل لتطوي ��ر ميثاق حوكمة‬ ‫ال�ش ��ركات �إ�ستر�ش ��دت ببع� ��ض المواثي ��ق العالمي ��ة وتو�صي ��ات منظم ��ة‬ ‫التع ��اون االقت�ص ��ادي والتنمية (‪ ،)OECD‬وم�ؤ�س�س ��ة التمويل الدولية‬ ‫(‪.)IFC‬‬ ‫و�أو�ض ��ح ال�سالم ��ي �أن الميث ��اق الجدي ��د يخت� � ّ�ص ب�ش ��ركات الم�ساهم ��ة‬ ‫توجه ب�أن يو�ضع ميثاق لحوكم ��ة ال�شركات الحكومية‬ ‫العام ��ة‪ ،‬وهن ��اك ّ‬ ‫والعائلي ��ة‪ ،‬وف ��ي �إنتظ ��ار ذلك يمك ��ن لهذه ال�ش ��ركات �أن تتب ّن ��ى تطبيق‬ ‫بع� ��ض م ��ا ي�أتي في الميث ��اق الموجود من عنا�ص ��ر �أو ك ّلها‪ ،‬ولكنه يبقى‬ ‫تبني� �اً �إختياري� �اً له ��ا‪ .‬وذك ��ر �أن ميث ��اق الحوكم ��ة ه ��و عب ��ارة ع ��ن �أ�س� ��س‬ ‫وقواع ��د ت�ضم ��ن �أدا ًء �أف�ض ��ل للعم ��ل‪ ،‬م�شي ��راً �إل ��ى �أن تطبي ��ق مب ��ادئ‬ ‫الحوكم ��ة ف ��ي ال�سلطنة ي�ساهم في بن ��اء م�ؤ�س�سات تجاري ��ة تعمل وفقاً‬ ‫لمتطلبات مهنية‪.‬‬ ‫و�أك ��د عبداهلل ب ��ن �سالم ال�سالمي �أن الهيئة العام ��ة ل�سوق المال ت�سعى‬ ‫دائماً �إلى بناء الثقة في ال�سوق للمتعاملين حيث تعمل ب�صفة م�ستمرة‬ ‫بمراجع ��ة القواني ��ن والإج ��راءات المنظم ��ة لقط ��اع �س ��وق ر�أ� ��س المال‬ ‫حر�ص� �اً منه ��ا عل ��ى توفي ��ر الحماي ��ة للم�ستثمري ��ن والمتعاملي ��ن ف ��ي‬ ‫ال�س ��وق م ��ن خالل الو�ص ��ول �إل ��ى �أعلى م�ستوي ��ات العدال ��ة ومزيد من‬ ‫الكفاءة وال�شفافية‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫�ألمانيا حققت مكا�سب بقيمة ‪ 100‬مليار يورو من الأزمة اليونانية‬ ‫�أظه ��رت درا�سة ن�شرت �أخي ��ر ًا �أن �ألمانيا‪ ،‬التي‬ ‫تبن ��ت خط� � ًا مت�ش ��دد ًا ب�ش� ��أن اليون ��ان‪ ،‬حققت‬ ‫مكا�س ��ب من الأزمة المالية اليونانية بلغت ‪100‬‬ ‫مليار يورو (‪ 109‬مليارات دوالر)‪.‬‬ ‫وقال ��ت الدرا�سة �إن ه ��ذا المبلغ يمث ��ل الأموال‬ ‫التي و ّفرتها �ألمانيا م ��ن �إنخفا�ض الفوائد على‬ ‫الأم ��وال التي اقتر�ضته ��ا الحكومة و�سط "فرار‬ ‫الم�ستثمرين �إلى مناطق �آمنة"‪.‬‬ ‫و�أو�ضح ��ت الدرا�سة التي ن�شره ��ا معهد ليبنيز‬ ‫للأبح ��اث االقت�صادي ��ة �أن "ه ��ذه التوفي ��رات‬ ‫تج ��اوزت تكلفة الأزمة‪ ،‬حتى ل ��و �أعلنت اليونان‬ ‫عجزها عن �سداد دينها ب�أكمله"‪ .‬وقال المعهد‬ ‫غي ��ر الربح ��ي �إن "�ألماني ��ا �إ�ستف ��ادت ب�ش ��كل‬ ‫وا�ضح من الأزمة اليونانية"‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف ��ت الدرا�س ��ة �أن ��ه عندم ��ا يواج ��ه‬ ‫الم�ستثم ��رون �أي ��ة ا�ضطراب ��ات مالي ��ة‪ ،‬ف�إنهم‬ ‫ي�سعون ف ��ي العادة �إل ��ى العثور عل ��ى ملج�أ �آمن‬ ‫لأمواله ��م‪ ،‬وق ��د ا�ستف ��ادت �ألماني ��ا‪ ،‬عم�ل�اق‬ ‫الت�صدير‪" ،‬ب�ش ��كل كبير" من ذلك خالل �أزمة‬

‫الدين اليوناني‪.‬‬ ‫وتابع ��ت‪" :‬ف ��ي كل م ��رة واجهت فيه ��ا الأ�سواق‬ ‫المالي ��ة �أخب ��ار ًا �سلبي ��ة ب�ش� ��أن اليون ��ان خالل‬ ‫الأع ��وام الما�ضي ��ة كان ��ت �أ�سع ��ار الفائدة على‬ ‫ال�سن ��دات الحكومي ��ة تنخف� ��ض‪ ،‬وف ��ي كل مرة‬ ‫كان ��ت تظه ��ر فيها �أنب ��اء جي ��دة كان ��ت �أ�سعار‬ ‫الفائدة هذه ترتفع"‪.‬‬ ‫و�أو�ضح المعهد �أن مبل ��غ المئة مليار يورو الذي‬ ‫وفرته �ألمانيا من ��ذ ‪ 2010‬ي�شكل �أكثر من ثالثة‬ ‫في المئة من �إجمالي ناتجها المحلي‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف �أن ال�سن ��دات الحكومية ل ��دول �أخرى‬ ‫ومن بينه ��ا الواليات المتحدة وفرن�سا وهولندا‪،‬‬ ‫ا�ستفادت كذلك "ولكن بقدر �أقل بكثير"‪.‬‬ ‫وتبلغ ح�صة �ألمانيا من اتفاقيات الإنقاذ الدولية‬ ‫مع اليونان بما فيها قر�ض جديد يجري التفاو�ض‬ ‫علي ��ه حاليا‪ ،‬نحو ‪ 90‬مليار يورو‪ ،‬بح�سب المعهد‪.‬‬ ‫وقال في الدرا�سة �إنه "حتى لو لم ت�سدد اليونان‬ ‫�سنت� � ًا واح ��د ًا من ذل ��ك القر� ��ض ف� ��إن الخزينة‬ ‫الألمانية �إ�ستفادت مالي ًا من الأزمة"‪.‬‬

‫رو�سيا‪� :‬إ�ستفحال الإنكما�ش في الربع الثاني‬ ‫تفاق ��م الإنكما�ش ف ��ي رو�سيا في الرب ��ع الثاني‬ ‫م ��ن هذا الع ��ام ب�سبب انخفا� ��ض �أ�سعار النفط‬ ‫والعقوب ��ات الغربي ��ة المفرو�ضة عل ��ى مو�سكو‪،‬‬ ‫م ��ع تراج ��ع بن�سبة ‪ 4.6‬ف ��ي المئة ف ��ي الوتيرة‬ ‫ال�سنوية لإجمالي النات ��ج الداخلي‪ ،‬بح�سب �أول‬ ‫تقدير ر�سمي ن�شر �أخير ًا‪.‬‬ ‫وي�شي ��ر ه ��ذا التقدي ��ر لجه ��از الإح�ص ��اءات‬ ‫(رو�ست ��ات) �إل ��ى تده ��ور قيا�س� � ًا �إل ��ى تراج ��ع‬ ‫الف�ص ��ل الأول (‪ 2.2 -‬ف ��ي المئ ��ة) وي�ش ��كل‬ ‫مفاج� ��أة غير �سارة بالن�سب ��ة �إلى الحكومة التي‬ ‫توقعت �إنكما�ش ًا بن�سبة ‪ 4.4‬في المئة‪.‬‬ ‫وين�شر هذا التقدير في وقت يبدو �أفق االنتعا�ش‬ ‫االقت�ص ��ادي الذي ت�أمل ب ��ه ال�سلطات الرو�سية‬ ‫قاتم ًا ب�سبب التدهور الحالي في �أ�سعار النفط‪.‬‬ ‫وتتوق ��ع الحكوم ��ة الرو�سي ��ة وبع� ��ض خب ��راء‬ ‫االقت�ص ��اد �أن ي�سجل الن�ص ��ف الثاني من العام‬ ‫الفت ��رة الأكث ��ر �صعوب ��ة بالن�سبة �إل ��ى �إقت�صاد‬ ‫الب�ل�اد الذي يعاني من ��ذ بداية العام من تبعات‬ ‫الأزمة النقدية لأواخر ‪ .2014‬فقد انهار الروبل‬

‫�آن ��ذاك �إث ��ر تدهور �أ�سع ��ار النفط ال ��ذي يعتبر‬ ‫الم ��ورد الرئي�س ��ي لعائ ��دات رو�سيا م ��ع الغاز‪،‬‬ ‫وفر�ض العقوب ��ات االقت�صادية غي ��ر الم�سبوقة‬ ‫على مو�سكو ب�سبب الأزمة الأوكرانية‪.‬‬ ‫وت�سبب ذلك بارتفاع كبير في �أ�سعار ال�سلع مما‬ ‫�أثر �سلب� � ًا في الق ��درة ال�شرائي ��ة والإ�ستهالك‪،‬‬ ‫لي�ض ��اف �إليهما في الربع الثاني �إنخفا�ض كبير‬ ‫في الإنتاج ال�صناعي جراء �ضعف الطلب‪.‬‬ ‫وبالن�سب ��ة �إلى مجمل الع ��ام ‪ 2015‬يتوقع معظم‬ ‫خب ��راء االقت�ص ��اد هبوط� � ًا لإجمال ��ي النات ��ج‬ ‫الداخل ��ي بن�سب ��ة تزي ��د عل ��ى ‪ 3‬في المئ ��ة بعد‬ ‫نم ��و بمع ��دل ‪ 0.6‬في المئ ��ة ف ��ي ‪ .2014‬وت�أمل‬ ‫ال�سلطات الرو�سية التي ال تكف عن التكرار ب�أن‬ ‫الأ�سو�أ قد ولى‪ ،‬ببداية �إنتعا�ش اعتبار ًا من الربع‬ ‫الثالث وبنمو يتجاوز ‪ 2‬في المائة العام المقبل‪.‬‬ ‫لكن هذا التفا�ؤل يعتبر غير واقعي في ر�أي معظم‬ ‫الخب ��راء نظر ًا �إلى التده ��ور الحالي الجديد في‬ ‫�أ�سع ��ار النف ��ط الذي قل� ��ص �إلى الح ��د الأق�صى‬ ‫�إمكان معاودة ارتفاع الروبل في الربيع‪.‬‬

‫الموجز الدولي‬ ‫�أعل���ن حاكم الم�صرف المرك���زي االيراني ولي‬ ‫اهلل �سي���ف �أن الموج���ودات االيراني���ة المجمدة في‬ ‫الخ���ارج تبل���غ ‪ 29‬ملي���ار دوالر ولي�س مئ���ة مليار‬ ‫كما ق���درت الوالي���ات المتحدة‪ .‬و�أو�ض���ح �أن "‪23‬‬ ‫ملي���ار دوالر ه���ي م���وارد م���ن عائ���دات الم�صرف‬ ‫المرك���زي‪ ،‬و�ستة ملي���ارات تقريبا ً ه���ي للحكومة‪،‬‬ ‫�أي م���ا مجمله ‪ 29‬ملي���ار دوالر"‪ .‬وه���ذا الرقم �أقل‬ ‫بكثي���ر من التقديرات التي �ص���درت عن الواليات‬ ‫المتحدة ومفادها ان الموجودات االيرانية المجمدة‬ ‫ب�سبب العقوب���ات الدولية عل���ى برنامجها النووي‬ ‫تراوح بي���ن ‪ 100‬و‪ 150‬ملي���ار دوالر‪ .‬و�أ�شار �إلى‬ ‫�أن "رق���م مئة ملي���ار كان ي�شم���ل ‪ 35‬مليار دوالر‬ ‫تع���ود الى م�شاري���ع نفطي���ة و‪ 22‬ملي���ارا �أودعت‬ ‫بمثاب���ة �ضمان���ات ف���ي ال�صي���ن"‪ .‬ومن���ذ التو�صل‬ ‫ال���ى اتفاق تمهيدي في ت�شري���ن الثاني (نوفمبر)‬ ‫‪ ،2013‬ح�صل���ت اي���ران عل���ى ع�ش���رة ملي���ارات‬ ‫دوالر م���ن �أ�صوله���ا المجمدة في م�ص���ارف �أجنبية‬ ‫او م���ن �إحتياطها م���ن الذهب المجمد ف���ي الخارج‪،‬‬ ‫�إ�ستن���اداً ال���ى و�سائل االع�ل�ام االيراني���ة‪ .‬ويحتاج‬ ‫االقت�صاد االيراني الى ا�ستثم���ارات كبيرة لإعادة‬ ‫�إطالق قطاع���ات ا�سا�سية فيه مث���ل النفط والغاز‬ ‫والمنتج���ات البتروكيميائي���ة وال�سي���ارات‪ .‬وق���در‬ ‫�سي���ف �أنه "يمكنن���ا ا�ستيعاب ما بي���ن ‪ 200‬مليار‬ ‫و‪ 300‬مليار دوالر من اال�ستثمارات الأجنبية"‪.‬‬ ‫�صدر اخيراً قانون �أميركي جديد ي�سمح باعادة‬ ‫العم���ل "بالبرنام���ج االميركي لنظ���ام االف�ضليات‬ ‫المعمم ‪U. S. GENERALIZED SYSTEM‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ ،OF PREFERENCES‬الطوي���ل الأمد‪ ،‬الذي‬ ‫و�ض���ع في العام ‪� 1974‬ضمن بنود قانون التجارة‬ ‫الأميرك���ي وين�ص عل���ى م�ساعدة ال���دول في طور‬ ‫النم���و لتحفيز نموه���ا عبر اعفاء بع����ض المنتجات‬ ‫المتحدة‬ ‫ُ‬ ‫الم�ص��� ّدرة من ه���ذه الدول الى الوالي���ات ُ‬ ‫الأميركية من ال�ضرائب والر�سوم‪.‬‬ ‫يوفر برنامج ‪� GSP‬إعفاءات خا�صة على عدد كبير‬ ‫م���ن المنتجات المطابق���ة للموا�صف���ات في ‪121‬‬ ‫دولة نامية ما ي�ساهم في توفير فر�ص كبيرة لهذه‬ ‫ال���دول لزي���ادة �صادراتها الى ال�س���وق االميركية‬ ‫الت���ي ت�ض���م �أكث���ر م���ن ‪ 320‬ملي���ون م�ستهل���ك‪،‬‬ ‫و�إقت�ص���اد يتخطى حجم���ه ‪ 16‬تريليون دوالر‪ ،‬عبر‬ ‫اعطاء ه���ذه ال�صادرات �أف�ضلي���ة تناف�سية مقارنة‬ ‫ب�صادرات الدول الأخرى‪.‬‬ ‫جم���دت تركي���ا ر�سمي���ا ً �أم���وال الرئي����س‬ ‫اليمني ال�ساب���ق علي عبداهلل �صال���ح المتحالف مع‬ ‫المتمردي���ن الحوثيي���ن وعدد من قادته���م �إلتزاما ً‬ ‫للعقوب���ات التي �أقرته���ا الأمم المتح���دة‪ .‬وت�شمل‬ ‫العقوبات كذلك �أحمد‪ ،‬نجل علي �صالح‪.‬‬ ‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪19‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون دولية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫المفكرة الدولية‬

‫الإقت�صاد ال�سوي�سري يتل ّقى �ضربتين موجعتين‬ ‫تع ّر� ��ض الإقت�ص ��اد ال�سوي�س ��ري �إلى �ضربتي ��ن "موجعتين" خ�ل�ال الأ�شهر‬ ‫القليل ��ة الما�ضي ��ة‪ ،‬وترتبت عليهما خ�سارة كبي ��رة للغاية‪ ،‬وحدث هذا عقب‬ ‫�إع�ل�ان بروك�س ��ل �إنته ��اء زم ��ن الح�ساب ��ات الم�صرفي ��ة ال�سري ��ة لمواطن ��ي‬ ‫االتح ��اد الأوروب ��ي‪ ،‬و�سب ��ق ذل ��ك ق ��رار ال�سلط ��ات ال�سوي�سرية مطل ��ع العام‬ ‫الحالي �إنهاء الربط بين الفرنك ال�سوي�سري واليورو‪.‬‬ ‫وتوقع ��ت م�ص ��ادر �أوروبية ف ��ي بروك�س ��ل‪� ،‬أن يواج ��ه االقت�ص ��اد ال�سوي�سري‬ ‫�صعوب ��ات خ�ل�ال الفت ��رة المقبلة‪ ،‬و�أف ��اد الإع�ل�ام البلجيكي ب� ��أن االقت�صاد‬ ‫ال�سوي�س ��ري تحمل خ�سارة قيمتها ‪ 50‬مليار فرنك �سوي�سري خالل الأ�شهر‬ ‫ال�ستة الأولى من العام الحالي‪ ،‬نتيجة قرار ال�سلطات الف�صل بين الفرنك‬ ‫ال�سوي�س ��ري والي ��ورو‪ ،‬وق ��ال الخبي ��ر الإقت�ص ��ادي البلجيك ��ي دوميني ��ك‬ ‫�سواني ��ه‪� ،‬إن االقت�ص ��اد ال�سوي�س ��ري يهت ّز‪ ،‬ب�سبب تداعيات ق ��رار فك الربط‬ ‫بي ��ن الفرنك ال�سوي�س ��ري واليورو‪ ،‬الذي ت�سبب في ه ��ذه الخ�سارة الكبيرة‬ ‫في فترة �ستة �أ�شهر‪.‬‬ ‫وو�ص ��ف ه ��ذا الأمر ب�أنه ال�ضرب ��ة الأولى الموجعة لالقت�ص ��اد ال�سوي�سري‪،‬‬ ‫وكان ��ت ال�ضرب ��ة الثاني ��ة في �إع�ل�ان المفو�ضية الأوروبية ف ��ي بروك�سل في‬ ‫�أيار (مايو) الما�ضي‪� ،‬أن زمن الح�سابات الم�صرفية ال�سرية قد و ّلى‪.‬‬ ‫وم ��ا �أن �أ�ص ��درت لوك�سمب ��ورغ والنم�س ��ا قرارهم ��ا ب�إعتم ��اد نظ ��ام التب ��ادل‬ ‫التلقائ ��ي للمعلوم ��ات م ��ع دول االتح ��اد الأوروب ��ي‪ ،‬حت ��ى وج ��دت �سوي�س ��را‬ ‫نف�سه ��ا تق ��ف وحدها ف ��ي مواجهة ح ��رب عالمية على ال�سري ��ة الم�صرفية‪.‬‬ ‫فوقع االتحاد الأوروبي و�سوي�سرا في �أواخر �أيار (مايو) �إتفاقاً رئي�س ًيا من‬ ‫�ش�أنه �أن يُنهي �سرية الح�سابات الم�صرفية لمواطني الإتحاد‪.‬‬ ‫و�أعلن ��ت المفو�ضي ��ة الأوروبي ��ة عب ��ر بي ��ان ر�سم ��ي‪� ،‬أن االتف ��اق المو َّقع بين‬ ‫�سوي�سرا واالتحاد الأوروبي �سوف يمنع مواطني االتحاد من �إخفاء الدخل‬ ‫غي ��ر المعل ��ن في البن ��وك ال�سوي�سرية‪ .‬وق ��ال المفو�ض الأوروب ��ي لل�ش�ؤون‬ ‫المالية واالقت�صادية بيار مو�سكوفيت�شي �إن االتفاق يعتبر "نك�سة جديدة"‬ ‫للمتهربين من ال�ضرائب‪ ،‬ويمثل خطوة نحو ال�ضرائب العادلة في �أوروبا‪.‬‬ ‫وتعم ��ل �أوروبا على من ��ع التهرب ال�ضريبي لمواطنيه ��ا‪ ،‬عن طريق ت�شديد‬ ‫الإج ��راءات عل ��ى م ��ا ي�سم ��ى الم�ل�اذات الآمن ��ة لل�ضرائ ��ب‪ ،‬وبح ��ث معاقبة‬ ‫ال�ش ��ركات والأ�شخا�ص الذين يقومون بتحويل �أموالهم لح�سابات خارجية‬ ‫للتهرب من ت�سديد ال�ضريبة‪.‬‬ ‫وانتق ��دت البن ��وك ال�سوي�سرية خالل ال�سن ��وات الما�ضي ��ة واتهمت بت�سهيل‬ ‫الته ��رب ال�ضريب ��ي ب�سبب القان ��ون ال�سوي�س ��ري ال�صارم ال ��ذي يلزمها ب�أن‬ ‫تبقي �أمور العمالء �سراً ما عدا في الق�ضايا الجنائية‪.‬‬ ‫وف ��ي منت�صف العام قبل الما�ض ��ي �أوقف مجل�س النواب ال�سوي�سري حملته‬ ‫لحماية م�صارفه من عقوبات �أميركية‪ ،‬وقد �ص ّوت �ضد �إ�صدار قرار يهدف‬ ‫�إل ��ى �إيقاف التحقيق مع �أثرياء �أميركيين ي�ستخدمون م�صارف �سوي�سرية‬ ‫للته ��رب من دف ��ع ال�ضرائ ��ب‪ .‬القرار يق�ض ��ي بال�سماح للم�ص ��ارف بالك�شف‬ ‫ع ��ن معلومات مالية للق�ضاء الأميركي لمالحقة عمليات التهرب من دفع‬ ‫ال�ضرائ ��ب‪ ،‬م ��ا يتوقع �أن يكلف الم�صارف ال�سوي�سري ��ة نحو ع�شرة مليارات‬ ‫يورو‪.‬‬ ‫تج ��در الإ�ش ��ارة �إل ��ى �أن ال�سري ��ة الم�صرفي ��ة جعل ��ت �سوي�س ��را �أكب ��ر م ��كان‬

‫‪18‬‬

‫العدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫للته ��رب م ��ن دف ��ع �ضرائب‪ ،‬ما �أث ��ار غ�ض ��ب دول كثيرة وخ�صو�ص� �اً في ظل‬ ‫الأزمة االقت�صادية العالمية‪.‬‬ ‫وف ��ي ما يتعل ��ق بال�ضربة الثاني ��ة لالقت�ص ��اد ال�سوي�سري‪ ،‬فقب ��ل �أيام �أعلن‬ ‫البن ��ك المرك ��زي ف ��ي �سوي�سرا �أن ارتف ��اع �سعر �صرف الفرن ��ك ال�سوي�سري‬ ‫مقاب ��ل الي ��ورو على مدار الأ�شه ��ر ال�ستة الما�ضية ت�سبب ف ��ي خ�سائر ُتقدر‬ ‫بخم�سين مليار فرنك �سوي�سري‪ .‬و�أ�ضاف البنك‪ ،‬في تقرير �أ�صدره حديثاً‪،‬‬ ‫�أن تلك الخ�سائر قد ت�ؤثر في قدرته على �صرف المخ�ص�صات هذا العام‪.‬‬ ‫وكان ��ت �سوي�س ��را ت�سبب ��ت ف ��ي �صدم ��ة لأ�س ��واق الم ��ال العالمية ف ��ي كانون‬ ‫الثاني (يناير) الفائت بعد �إلغاء ربط الفرنك باليورو‪ .‬وكان ذلك التحرك‬ ‫�سبباً في �إرتفاع حاد للفرنك مقابل العملة الأوروبية الموحدة بعد �أن هرع‬ ‫الم�ستثم ��رون �إل ��ى العمل ��ة ال�سوي�سري ��ة عق ��ب ظه ��ور مخاوف تفاق ��م �أزمة‬ ‫الدي ��ن الأوروب ��ي على ال�سطح رغم ب ��دء البنك المرك ��زي الأوروبي �سل�سلة‬ ‫�إجراءات التي�سير الكمي لدعم اليورو‪.‬‬ ‫وخلف ��ت ق ��وة الفرن ��ك ال�سوي�س ��ري �أ�ض ��رارا بالغ ��ة عل ��ى ال�ص ��ادرات الت ��ي‬ ‫تراجع ��ت حت ��ى نهاي ��ة ن�صف ال�سنة الحال ��ي المنتهي في حزي ��ران (يونيو)‬ ‫الما�ضي بواقع ‪ 2.6‬في المئة‪ .‬كما ت�ضرر قطاع ال�سياحة في البالد �إلى حد‬ ‫بعيد عالوة على الأ�ضرار التي لحقت بقطاع التجزئة جراء �إرتفاع العملة‪.‬‬ ‫وف ��ي �أواخر حزيران (يونيو) الما�ضي عرف الفرنك ال�سوي�سري �إنخفا�ضاً‬ ‫ف ��ي قيمت ��ه �أم ��ام ال ��دوالر والي ��ورو‪ .‬رئي�س الم�ص ��رف الوطن ��ي ال�سوي�سري‬ ‫توما� ��س غ ��وردن �أك ��د �أن الفرن ��ك �أعطي قيم ��ة مبالغاً فيها و�س ��وف ي�ستمر‬ ‫الم�ص ��رف في الحد م ��ن �إرتفاعه في �أ�سواق ال�ص ��رف بالحفاظ على �أ�سعار‬ ‫الفائدة ال�سلبية‪ .‬ونتيجة لهذه الت�صريحات هبط �سعر الفرنك ال�سوي�سري‬ ‫�إلى ‪ 1.04‬مقابل اليورو و‪ 0.93‬مقابل الدوالر‪.‬‬ ‫وراق ��ب البن ��ك ال�سوي�سري المحادثات بي ��ن الدائنين الدوليي ��ن واليونان‪،‬‬ ‫حيث �إنه في حال عدم التو�صل �إلى اتفاق فتكون �سوي�سرا ملج�أ �آمنا للكثير‬ ‫م ��ن الر�سامي ��ل‪ ،‬وه ��ذا ما يزيد ال�ضغ ��وط على الفرن ��ك ال�سوي�سري ح�سب‬ ‫رئي�س الم�صرف‪.‬‬ ‫وف ��ي ني�س ��ان (�إبري ��ل) الما�ضي‪ ،‬وح�س ��ب تقارير اقت�صادي ��ة و�إعالمية‪ ،‬ف�إن‬ ‫�أ�س ��واق العم�ل�ات خالل الرب ��ع الأول تكللت بقدر من الأخب ��ار المهمة‪ ،‬كان‬ ‫تركيزه ��ا ف ��ي منطق ��ة اليورو‪ ،‬حيث ق ��ام البن ��ك المرك ��زي ال�سوي�سري في‬ ‫منت�ص ��ف �شهر كانون الثاني (يناي ��ر) بف�صل ارتباط قاعدة ‪ 1.2‬فرنك لكل‬ ‫يورو ك�أدنى �سعر �صرف له‪.‬‬ ‫وبح�س ��ب التقاري ��ر ف� ��إن حركة الف�صل ه ��ذه كانت مفاج�أة وله ��ا ت�أثير قوي‬ ‫عل ��ى ت ��داوالت جل�سة ذلك اليوم الت ��ي لم ي�سبق لها مثيل ف ��ي تاريخ حركة‬ ‫العم�ل�ات ال�س ��ت الأكث ��ر ت ��داو ًال ف ��ي العال ��م‪ ،‬حي ��ث قف ��ز فيها �سع ��ر �صرف‬ ‫الفرن ��ك بمقدار ‪ 30‬في المئة مقابل الي ��ورو‪ ،‬و‪ 23‬في المئة مقابل الدوالر‬ ‫الأميركي‪.‬‬ ‫ق ��رار ف�صل ارتباط العملة ل ��م يكن وحيدًا من المركزي ال�سوي�سري‪ ،‬حيث‬ ‫�صاحبته حزمة قرارات من �أهمها تخفي�ض قيمة الفائدة على الودائع �إلى‬ ‫م ��ا دون ال�صفر لإجبار ر�ؤو�س الأموال على �ضخ ال�سيولة في ال�سوق و�إنقاذ‬ ‫االقت�صاد الأوروبي‪.‬‬


‫حي التبانة في طرابل�س‪ :‬معقل المت�شددين ال�سنة‬

‫يتمتع بدعم �إقليمي قوي‪.‬‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪� 1992‬أحيا ظه ��ور رفي ��ق الحريري على‬ ‫ال�ساح ��ة ال�سيا�سي ��ة اللبنانية الآم ��ال ال�سنية‪ ،‬ولكن‬ ‫�إغتيال ��ه في �شباط (فبراير) ‪� 2005‬أثبط عزائمهم‬ ‫وتوقعاته ��م من جدي ��د‪ .‬وف ��ي �أيار (ماي ��و) ‪،2008‬‬ ‫�إقتح ��م "حزب اهلل" معظم معاق ��ل ال�س ّنة في غرب‬ ‫بي ��روت‪ ،‬وف ��ي غ�ض ��ون �ساع ��ات �إ�ستط ��اع ت�صفي ��ة‬ ‫الميلي�شيات التابعة ل"تيار الم�ستقبل" الذي ير�أ�سه‬ ‫�سع ��د نجل رئي� ��س الوزراء الراحل رفي ��ق الحريري‪.‬‬ ‫ل ��ذا بع ��د فت ��رة طويلة م ��ن �صع ��ود ال�شيع ��ة‪� ،‬إبتهج‬ ‫ال�شارع ال�سني عندما �إ�ستولى "داع�ش" ب�سرعة على‬ ‫مدينة المو�صل ورقعة وا�سعة من الأرا�ضي العراقية‬ ‫في حزيران (يوني ��و) ‪ .2014‬وكما و�صف زعيم حي‬ ‫في طرابل�س الأمر‪" :‬لقد �شهد العراق �إنت�صار ال�س ّنة‬ ‫عل ��ى قمع ال�شيعة‪� .‬إن �إجبار ال�سنة في طرابل�س على‬

‫التندي ��د ب"داع� ��ش" يرق ��ى �إل ��ى �إرغامه ��م عل ��ى‬ ‫ممار�س ��ة قمع �سيا�سي ذات ��ي" ("النهار" اللبنانية‪،‬‬ ‫‪ 27‬حزي ��ران (يوني ��و) ‪ .)2014‬وحقيق ��ة الأمر هي‬ ‫�أن"الكراهية لإيران و"حزب اهلل" جعل كل ال�س ّنة‬ ‫اللبنانيي ��ن ي�ؤي ��دون "داع� ��ش" بحرارة‪ ،‬حت ��ى لو �أن‬ ‫�أ�ساليب ��ه الوح�شية �سوف ت�ؤثر �سلب� � ًا فيهم في نهاية‬ ‫المط ��اف" ("‪ 14 ،"Liban Space‬ت�شري ��ن الأول‬ ‫(�أكتوبر) ‪. )2014‬‬

‫قطيعة مع الدولة اللبنانية‬ ‫عندما هاجم "حزب اهلل" القيادة ال�سنية الرئي�سية‬ ‫و�أ�ضعفها‪ ،‬وقف الجي�ش اللبناني متف ّرج ًا وق ّرر عدم‬ ‫التدخ ��ل‪ .‬لذا ف� ��إن القيادة ال�سني ��ة ال�ضعيفة‪� ،‬سواء‬ ‫الديني ��ة �أو ال�سيا�سية‪ ،‬قد خلق ��ت فراغ ًا الأمر الذي‬ ‫ت�سبب ف ��ي �إنج ��راف الطائفة بعي ��د ًا والتح� � ّول �إلى‬

‫القادة الإ�سالميي ��ن الراديكاليين‪ .‬وكان �أحد ه�ؤالء‬ ‫الق ��ادة ال�شيخ ال�سلف ��ي �أحمد الأ�سي ��ر‪ ،‬الذي كانت‬ ‫حركته تتمتع بدعم ووالء مئات العائالت في �صيدا‪.‬‬ ‫وقد �إقتلع الجي�ش اللبناني هذه الحركة من المدينة‬ ‫في حزيران (يونيو) ‪ .2013‬من جهته توجه الأ�سير‬ ‫بعد الهزيمة �إلى العمل ال�سري‪ ،‬بعدما نقل والءه من‬ ‫�أب ��و محمد جوالني في "جبهة الن�صرة" �إلى �أبو بكر‬ ‫البغ ��دادي في "داع�ش"‪ .‬و�أ ّكد ه ��ذا الإن�شقاق �أي�ض ًا‬ ‫عل ��ى ك�سوف نف ��وذ الم�ؤ�س�سة الديني ��ة ال�سنية "دار‬ ‫الفت ��وى"‪ ،‬والتي كانت في ال�سنوات الأخيرة مو�ضوع‬ ‫ف�ضائ ��ح مالي ��ة و�ضع ��ف �سيا�سي‪ .‬الواق ��ع �أن �ضعف‬ ‫مكتب رئي�س مجل�س الوزراء ال�سني‪ ،‬الذي تتبعه دار‬ ‫الفت ��وى‪� ،‬أدى �إلى �ضي ��اع الدفة‪ ،‬الأم ��ر الذي �أفقده‬ ‫دوره التقلي ��دي في الحفاظ عل ��ى تما�سك المجتمع‬ ‫ال�س ّني‪.‬‬ ‫بالإ�ضاف ��ة �إل ��ى ذل ��ك‪ ،‬يعت ��رف بع� ��ض الم�س�ؤولي ��ن‬ ‫الحكوميي ��ن �سر ًا ب�أن "داع�ش" ق ��د �إنت�شر في بع�ض‬ ‫المناط ��ق ال�سني ��ة اللبناني ��ة‪ ،‬بما في ذل ��ك بيروت‪،‬‬ ‫وهن ��اك �أمثلة لدعم هذا الإعتق ��اد‪ .‬رجال دين �سنة‬ ‫يتقا�ض ��ون روابتبه ��م م ��ن الحكوم ��ة اللبناني ��ة ف ��ي‬ ‫�صيدا‪ ،‬م�سق ��ط ر�أ�س رئي�س الحكوم ��ة ال�سابق �سعد‬ ‫الحري ��ري‪� ،‬إ�ضط ��روا �إلى الرد بغ�ض ��ب على �سل�سلة‬ ‫من كتاب ��ات م�ؤيدي "داع�ش" على الجدران في تلك‬ ‫المدين ��ة‪ ،‬وحذروا من �أنه م ��ا لم يتوقف هذا التوجه‬ ‫ويت ��م القب� ��ض على ه� ��ؤالء‪ ،‬ف� ��إن "�صي ��دا �ست�صبح‬ ‫�أر�ض ًا خ�صبة لإحت�ضان الإرهاب" (الوكالة الوطنية‬ ‫للأنب ��اء ‪ .)2014/10/7‬وكثي ��ر ًا م ��ا ين ّف ��ذ الجي�ش‬ ‫اللبنان ��ي تدابي ��ر �أمني ��ة وا�سعة النطاق ف ��ي �صيدا‪،‬‬ ‫على الرغم من �إ�صراره على �أنه "لي�ست هناك بيئة‬ ‫حا�ضنة وداعمة ل"داع�ش" في المدينة"‪.‬‬ ‫ف ��ي طرابل� ��س‪ ،‬ثاني �أكب ��ر مدينة في لبن ��ان ومركز‬ ‫ال�س ّن ��ة الأكثر �أهمية‪ ،‬ي�ستمر نواب "تيار الم�ستقبل"‬ ‫في البرلمان في رف�ض الإعتراف علن ًا​​ب�أن "داع�ش"‬ ‫موج ��ود ف ��ي المدين ��ة‪ ،‬ولك ��ن �إنكاره ��م ف�ش ��ل ف ��ي‬ ‫�إخف ��اء "وجود بيئة �إ�سالمي ��ة متطرفة في المدينة"‬ ‫(الن�ش ��رة‪ .)2014/6/28 ،‬لق ��د نجح ��ت هجم ��ات‬ ‫عدة على دوريات من الجي�ش اللبناني وعلى ن�شطاء‬ ‫م�ؤيدي ��ن للحري ��ري ف ��ي طرابل� ��س في من ��ع ت�شكيل‬ ‫مجال�س �صحوة م ��ن النوع العراق ��ي‪ .‬ولكن المدينة‬ ‫هي ب�شكل كام ��ل تحت �سيطرة الجي�ش‪ ،‬وقوى الأمن‬ ‫الداخلي‪ ،‬والإ�ستخب ��ارات الع�سكرية‪ .‬ويقيم �أن�صار‬ ‫"داع� ��ش" ب�شكل رئي�سي ف ��ي حي باب التبانة وهم‬ ‫معروفون لل�سلطات‪ ،‬التي �إختارت �أن تتجاهلهم‪ .‬كما‬ ‫�أن م�سي ��رات م�ؤيدي "داع�ش" خارج الم�ساجد‬ ‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪21‬‬


‫الم�شرق العربي‬ ‫لبنان‬

‫"الدولة الإ�سالمية" يعرف كيف ي� ّسوق ر�سالته في الب�ؤر اللبنانية المكتئبة‬

‫ّ‬ ‫لماذا ِّ‬ ‫يؤيد أهل السنة في لبنان‬ ‫تنظيم "داعش"؟‬ ‫�أظهر �إ�س��تطالع "منتدى فكرة"‪ ،‬الذي �أجراه لح�س��اب معهد وا�شنطن ل�سيا�س��ة ال�شرق الأدنى في �أيلول‬ ‫(�س��بتمبر) ‪� ،2014‬أن ن�س��بة الداعمين لتنظيم "داع�ش" في لبنان ال تتخطى ‪ %1‬بين ال�س��كان ال�س��نة في‬ ‫البالد الذين ينظرون �إلى التنظيم التكفيري ب�ش��كل �إيجابي‪ .‬كما تو�صل �إ�ستطالع �أجراه المركز العربي‬ ‫للبحوث والدرا�س��ات ال�سيا�س��ية (مركزه الدوحة) �إلى �إ�س��تنتاجات مماثلة في ت�ش��رين الثاني (نوفمبر)‬ ‫‪ .2014‬علم ًا ب�أن �آخر الإ�س��تطالعات طالعتنا ب�أن هناك مليون فل�س��طيني ي�ؤيدون "داعـ�ش" وهو ما ن�سبته‬ ‫‪ %20‬م��ن �س��كان غزة وال�ضفة البالغ عددهم مع � ًا ‪ 4,547,000‬فل�سطيني وهو ما يعن��ي ان تنظيم "الدولة‬ ‫الإ�سالمية" لديه ‪ 1,091,280‬م�ؤيد فل�سطيني (عدا المخيمات في لبنان)‪.‬‬ ‫وبح�س��ب كت��اب حقائق العالم‪ ،‬ف�إن ‪ %54‬فقط من �سكان لبنان هم م��ن الم�سلمين‪ ،‬حيث تبلغ ن�سبة �أهل‬ ‫ال�سنّة بينهم ‪ .%27‬وبالتالي ف�إن النتيجة ت�شير �إلى وجود ‪ 8,578‬من ال�سنة في لبنان ينظرون �إلى "داع�ش"‬ ‫ب�شكل �إيجابي‪ .‬ولكن �إلى �أي مدى ت�صح هذه الأرقام؟‬ ‫خ�شان*‬ ‫بقلم الدكتور هالل ّ‬

‫�إن �إدعاء �إ�س ��تطالع للر�أي العام‪ ،‬الذي‬ ‫�أُجراه "منت ��دى فكرة" لح�س ��اب معهد‬ ‫وا�ش ��نطن ل�سيا�س ��ة ال�ش ��رق الأدنى �أخي ��ر ًا (�أيلول‪/‬‬ ‫�س ��بتمبر ‪ ،)2014‬ب� ��أن ‪ ٪1‬فق ��ط م ��ن �أهل ال�س� � ّنة‬ ‫اللبنانيي ��ن البالغي ��ن ي�ؤي ��دون �أو ينظ ��رون ب�ش ��كل‬ ‫�إيجابي �إلى تنظيم "الدولة الإ�س�ل�امية" (داع�ش)‪،‬‬ ‫يجب �أن ُي�ؤخذ بحذر لأن "هناك هوة وا�س ��عة بين ما‬ ‫يقول النا�س ب�أنهم يت�ص ��رفون وكيف يت�ص ّرفون في‬ ‫الواق ��ع"‪ ،‬على ح ��د تعبير الخبيرين �س ��تيفن ليفيت‬ ‫و�س ��تيفن دابنر‪ .‬في الواقع �أن ال�س ّنة اللبنانيين على‬ ‫�إ�س ��تعداد لت�أييد كل من ي�س ��تطيع هزيم ��ة �أعدائهم‬ ‫و�إ�س ��تعادة عزته ��م وكرامته ��م‪ ،‬ل ��ذا ف� ��إن كثيري ��ن‬ ‫منهم يجدون "داع�ش" جذاب ًا لأ�س ��باب عدة �أهمها‪:‬‬

‫‪20‬‬

‫العدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫والبع�ض الآخر لديه نزعة للإرهاب المن ّفر‪.‬‬

‫زعيم حي في طرابل�س‪" :‬لقد �شهد‬ ‫العراق �إنت�صار ال�سنّة على قمع ال�شيعة‪.‬‬ ‫�إن �إجبار ال�سنة في طرابل�س على‬ ‫التنديد بـ"داع�ش" يرقى �إلى �إرغامهم‬ ‫على ممار�سة قمع �سيا�سي ذاتي"‬ ‫�إنهم بكل ب�س ��اطة ال يحبون ال�ش ��يعة وينفرون منهم‬ ‫وي�ش ��عرون بالبع ��د م ��ن الدول ��ة اللبنانية ف ��ي حين‬ ‫يتم ّلكه ��م الحنين �إل ��ى الخالف ��ة‪� .‬إن كثيرين منهم‬ ‫�أي�ض� � ًا معجبون بال�س ��لطة ب�أي �ش ��كل من الأ�ش ��كال‪،‬‬

‫النفور من ال�شيعة‬ ‫بد�أ �ص ��عود ال�ش ��يعة اللبنانيين بعدما طردت حركة‬ ‫"�أم ��ل" الجي� ��ش اللبناني من ال�ض ��احية الجنوبية‬ ‫لبي ��روت ف ��ي �ش ��باط (فبراي ��ر) ‪ .1984‬وبعد ذلك‬ ‫بعام‪ ،‬قام "حزب اهلل" لأول مرة بت�ش ��كيل ميلي�ش ��يا‬ ‫لمحارب ��ة الجي� ��ش الإ�س ��رائيلي و"جي� ��ش لبن ��ان‬ ‫الجنوبي" التابع له‪.‬‬ ‫وبذلك فقد خ�سر �أهل ال�س ّنة ال�صالحيات ال�سيا�سية‬ ‫الت ��ي منحهم �إياه ��ا الميثاق الوطني ف ��ي ‪ 1943‬مع‬ ‫الموارن ��ة‪ .‬وم ��ع خ�س ��ارتهم دع ��م منظم ��ة التحرير‬ ‫الفل�سطينية ب�س ��بب الإجتياح الإ�سرائيلي للبنان في‬ ‫يف�س ��حون‬ ‫ال�س ��نة �أنف�س ��هم فج�أة َ‬ ‫العام ‪ ،1982‬وجد ّ‬ ‫المجال ُمك َرهين لمناف�س ��هم ال�شيعي الجديد الذي‬


‫�أحمد الأ�سير‪ :‬لج�أ �إليه بع�ض �أهل ال�سنة لكن الجي�ش �سحقه‬

‫�إن الت�أييد لـ"داع�ش" ينمو فيما‬ ‫يرى �أهل ال�سنّة اللبنانيون حالة‬ ‫�إخوانهم ال ُمحزنة في العراق و�سوريا‪،‬‬ ‫ومقارنتها ب�أو�ضاعهم حيث توا�صل‬ ‫�إيران دعم "حزب اهلل" لممار�سة‬ ‫الهيمنة على الحياة ال�سيا�سية‬ ‫اللبنانية‪� .‬إن �إرتفاع غ�ضب ال�سنّة‬ ‫ونجاحات "داع�ش" ال ّ‬ ‫تب�شر بالخير‬ ‫للإ�ستقرار ال�سيا�سي اللبناني‬ ‫"حزب الله"‪ :‬ال يحبه �أهل ال�سنة‬

‫ال�سني ��ة اللبنانية �ساروا في ال�شوارع مطلقين العنان‬ ‫لأبواقه ��م ‪ --‬تقالي ��د لبنانية للتعبير ع ��ن ال�سعادة‬ ‫‪ -‬بع ��د �إعالن البغ ��دادي باعثين بر�سال ��ة موافقة‬‫�صامتة علي ��ه‪� .‬أكثر من ذلك‪ ،‬لقد كان �إ�صدار جواز‬ ‫�سفر "الخالف ��ة اال�سالمية" �سبب ًا �آخر للفخر‪ .‬فمن‬ ‫يتن�صلوا م ��ن النق�ش على‬ ‫ال�صع ��ب عل ��ى ال�سن ��ة ان ّ‬ ‫ج ��واز ال�سفر الذي يق ��ول‪" :‬حامل هذا الجواز ن�س ّير‬ ‫م�سه �ضرر"‪.‬‬ ‫له الجيو�ش لو ّ‬

‫�إعجاب بقوة "داع�ش"‬ ‫اال�س�ل�ام يعن ��ي حرفي� � ًا الت�سليم والخ�ض ��وع ل�سلطة‬ ‫ديني ��ة �شرعي ��ة‪َ " :‬يا �أَ ُّي َه ��ا ا َّل ِذينَ � َآم ُن ��وا �أَ ِطي ُعوا اللهَّ َ‬ ‫َو�أَ ِطي ُعوا ال َّر ُ�س َ‬ ‫الَ ْم ِر ِم ْن ُك ْم" (�سورة الن�ساء‪:‬‬ ‫ول َو ُ�أو ِلي ْ أ‬ ‫‪ .)59‬وه ��ذه الحتمي ��ة ق ��د تقن ��ع جي ��د ًا الم�ؤمني ��ن‬ ‫بتبجيل وتقدي�س القوة و�إظه ��ار عدم الت�سامح تجاه‬

‫الأ�صوات المعار�ض ��ة‪ .‬في كتابه "الح�صان القوي"‪،‬‬ ‫يق ��ول الكاتب الأميركي لي �سميث ب� ��أن "�أهل ال�س ّنة‬ ‫كانوا كتل ��ة من القوة التي لم تعرف التك ّيف �أو الحل‬ ‫الو�سط‪ ،‬ولكنها �أجب ��رت الجميع بد ًال من ذلك على‬ ‫الت�سليم بنظرتها"‪ .‬ونظر ًا �إلى مركزية دور الخليفة‬ ‫ف ��ي تطبيق ال�شريعة الإ�سالمي ��ة ون�شر الدين في كل‬ ‫رك ��ن م ��ن �أركان العالم‪ ،‬ف� ��إن "ال�شخ�صي ��ة ال�سنية‬ ‫كانت في كثير من الأحيان تعني رجل الدولة القادر‪،‬‬ ‫وبطل الفتوحات‪ ،‬و�صانع الن�صر"‪ ،‬كما يقول الباحث‬ ‫في الحركات الإ�سالمية المعا�صرة ح�سام تمام‪ .‬وفي‬ ‫درا�سة حول رد فعل طالب الجامعات اللبنانية لغزو‬ ‫العراق للكوي ��ت في �آب (�أغ�سط�س) ‪� ،1990‬إختارت‬ ‫ن�سبة ‪ 82‬في المئة من الم�ستطلعين ال�س ّنيين �صدام‬ ‫ح�سين ك�أف�ضل قائد �سيا�سي بالن�سبة �إليهم‪ .‬وعندما‬ ‫بادر الرئي�س الأميركي جورج دبليو بو�ش بالتح�ضير‬

‫لعملي ��ة درع ال�صحراء لتحرير الكويت‪� ،‬أمر الرئي�س‬ ‫العراق ��ي ال�ساب ��ق ح�سين ب�إلق ��اء القب�ض على مئات‬ ‫عدة من الرعايا الغربيين لردع العمليات الع�سكرية‬ ‫الت ��ي تقوده ��ا الواليات المتح ��دة‪ .‬ورد ًا عل ��ى �س�ؤال‬ ‫حول ه ��ذا المو�ضوع‪ ،‬ف� ��إن ‪ 98‬في المئة م ��ن ال�س ّنة‬ ‫اللبنانيي ��ن قال ��وا ب� ��أن العراقيين مح ّق ��ون في �أخذ‬ ‫الرهائ ��ن الغربيين‪ .‬وحت ��ى �أن الرئي� ��س الفنزويلي‬ ‫الراحل هوغو �شافيز "�إفتتنت به الجماهير العربية‬ ‫ب�سب ��ب ت�صريحاته المعادية لإ�سرائي ��ل وذلك لأنها‬ ‫جائع ��ة لقائد �صاح ��ب كاريزما م�شاب ��ه لجمال عبد‬ ‫النا�صر"‪ ،‬كما الحظ الكاتب علي يون�س‪.‬‬ ‫لي� ��س "داع� ��ش" �إ�ستثن ��اء للنه ��ج التقلي ��دي لق ��وة‬ ‫الم�سلمين المتوقعة من خ�ل�ال قيادة قوية‪� .‬إذا كان‬ ‫وح َمله‬ ‫�أي �ش ��يء‪ ،‬فق ��د بالغ ف ��ي �إ�ستخدام الإك ��راه َ‬ ‫�إل ��ى �آف ��اق جديدة‪ .‬لق ��د �إعتمد التنظي ��م التكفيري‬ ‫عل ��ى الن�شرة ال�شنيعة الت ��ي �أ�صدرها �أبي بكر ناجي‬ ‫بعن ��وان "تنظيم الوح�شي ��ة" كو�سيل ��ة لتطبيق مقال‬ ‫"معالم الطريق" ل�س ِّيد قطب‪ .‬وبالتالي ف�إن الأ�سا�س‬ ‫المنطق ��ي هنا يفي ��د ب�أن الإره ��اب المتط ّرف وحده‬ ‫يمكن ��ه �أن ي�ساعد على بناء الدول ��ة الإ�سالمية على‬ ‫ّ‬ ‫المنحطة‪� .‬إن �إ�ستخدام القوة‬ ‫رماد الأنظمة المرت َّدة‬ ‫الهائلة‪ ،‬والج�سيمة والم�ص ّورة قدر الإمكان‪ ،‬هو �أمر‬ ‫الزم لإخ�ض ��اع الأعداء‪ .‬وكما ق ��ال ال�شيخ الجهادي‬ ‫ح�سي ��ن ب ��ن محمود ذات م ��رة‪" :‬دعه ��م [�أعداءنا]‬ ‫يجدون الق�سوة فيكم"‪.‬‬ ‫ف ��ي حربه ف ��ي �سوري ��ا والع ��راق‪� ،‬إعتم ��د "داع�ش"‬ ‫تكتي ��كات قا�سية من دون النظ ��ر �إلى مدى الخ�سائر‬ ‫الب�شرية‪ .‬فمث ًال لك�سب معركة قاعدة الطبقة الجوية‬ ‫ف ��ي �شمال �ش ��رق �سوريا ‪� --‬سيطر عليه ��ا في نهاية‬ ‫المط ��اف ف ��ي �آب (�أغ�سط� ��س) ‪ -- 2014‬لم ُيمانع‬ ‫�أو يت ��ردّد التنظي ��م المت�ش ��دِّ د في فق ��دان �ضعف ما‬ ‫خ�سرت ��ه الق ��وات الحكومي ��ة م ��ن الرج ��ال‪ .‬الواقع‬ ‫�إن م ��ا يه � ّ�م "داع� ��ش " �أكثر م ��ن �أي �ش ��يء �آخر هو‬ ‫تجري ��د الجنود العراقيين وال�سوريين �إلى مالب�سهم‬ ‫الداخلية وال�سير بهم �إلى موت ُمهين من �أجل �إبراز‬ ‫قوة ال تُقهر‪ .‬كما �أن المدينة الكردية "عين العرب"‬ ‫�أو "كوبان ��ي" ه ��ي مث ��ال �آخر على جه ��ود "داع�ش"‬ ‫لتحقيق �إنت�صارات ُمذهلة بغ�ض النظر عن التكلفة‪.‬‬ ‫لقد خ�سر تنظيم "الدولة الإ�سالمية" �أكثر من �ألف‬ ‫مقات ��ل قبل ان يعترف �أنه ق ��د تم طرده من المدينة‬ ‫ب�سب ��ب �ضرب ��ات التحالف الجوية‪ ،‬حت ��ى في الوقت‬ ‫ال ��ذي وعد ب�أنه �سيعود للهجوم‪ .‬و�إنتقم لهزيمته من‬ ‫طري ��ق ح ��رق طيار �أردن ��ي‪� ،‬أُلقي القب� ��ض عليه بعد‬ ‫�سق ��وط طائرته‪ ،‬حتى الم ��وت‪ ،‬وعر�ض �سجناء‬ ‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪23‬‬


‫الم�شرق العربي ¶ لبنان‬ ‫�شائع ��ة ف ��ي طرابل� ��س عق ��ب �ص�ل�اة الجمع ��ة‪� .‬إن‬ ‫االنفجارين في كانون الثاني (يناير) ‪ 2015‬اللذين‬ ‫هزّا قطاع العلويين في جبل مح�سن في طرابل�س قد‬ ‫قام ��ت بهما عنا�ص ��ر من "داع�ش" بن ��اء على �أوامر‬ ‫م�س�ؤوليه ��م في �سج ��ن "روميه" في الت�ل�ال المطلة‬ ‫على بيروت‪ .‬وعندها فق ��ط �أ�صيبت وزارة الداخلية‬ ‫بالح ��رج وقررت تفكيك غرفة عمليات "داع�ش" في‬ ‫بلوك –ب في ال�سجن‪ .‬وفي نظرة خاطفة على الو�ضع‬ ‫ي�ؤدي �إلى �إ�ستنتاج مفاده �أن "داع�ش ال يحتاج �إلى �أن‬ ‫ي�أت ��ي �إلى طرابل�س‪� .‬إنه موجود �أ�ص ًال وفعلي ًا هناك"‬ ‫(النهار‪ .)2014/6/27 ،‬التعامل مع التهديد الذي‬ ‫ي�ش ّكله "داع�ش" كان على الأرجح ال�سبب في �إعطاء‬ ‫حقيبت ��ي الداخلية والع ��دل في حكوم ��ة تمام �سالم‬ ‫ل�شخ�صيتي ��ن من "تيار الم�ستقبل" (نهاد الم�شنوق‪،‬‬ ‫و�أ�شرف ريفي على التوالي)‪.‬‬ ‫ولك ��ن عل ��ى الرغ ��م م ��ن �إتهام ��ه والإدعاء ب� ��أن له‬ ‫توجهات �ضد ال�س ّنة‪ ،‬ف�إن الجي�ش اللبناني قد حر�ص‬ ‫على عدم التورط في ال�سيا�سة الطائفية‪ .‬ولم ًا كانت‬ ‫الم�ؤ�س�س ��ة الع�سكري ��ة �إنق�سمت �سابق� � ًا مرتين (في‬ ‫العام ‪ 1976‬والع ��ام ‪ )1984‬عندما تح ّيزت قيادتها‬ ‫�إلى �أح ��د الجانبين في الحرب الأهلي ��ة‪ ،‬ف�إن قيادة‬ ‫الجي�ش ت�ص ّر بو�ضوح ب�أنها لي�ست مهتمة في �إنقالب‬ ‫ثالث‪ ،‬ويب ��دو �أنها على عل ��م تمام� � ًا �أن ت�أييد ال�س ّنة‬ ‫ل"داع�ش" هو نتيجة �إنعدام الثقة العامة في �أجهزة‬ ‫الدولة‪ ،‬بم ��ا في ذلك الجي�ش‪ .‬وعل ��ى الرغم من �أن‬ ‫بع� ��ض الجن ��ود ال�س ّنة ق ��د �إن�شق و�إلتح ��ق ب"جبهة‬ ‫الن�ص ��رة" و"داع�ش"‪ ،‬ف� ��إن قي ��ادة الجي�ش رف�ضت‬ ‫هذا الإدعاء و�إعتبرت الأمر حاالت فردية ومعزولة‪.‬‬ ‫ي�شي ��ر بع�ض المراقبين المح ّليي ��ن �أن "بذرة �إرهاب‬ ‫"داع� ��ش" موجودة ف ��ي كل منطقة �س ّنية مكتئبة في‬ ‫لبن ��ان"‪� .‬إن الت�أييد ل"داع�ش" ينمو فيما يرى �أهل‬ ‫ال�س ّنة اللبنانيون حالة �إخوانهم ال ُمحزنة في العراق‬ ‫و�سوري ��ا‪ ،‬الت ��ي يقارنونها ب�أو�ضاعه ��م حيث توا�صل‬ ‫�إي ��ران دع ��م "ح ��زب اهلل" لممار�س ��ة الهيمنة على‬ ‫الحي ��اة ال�سيا�سية اللبنانية‪� .‬إن �إرتفاع غ�ضب ال�س ّنة‬ ‫ونجاح ��ات "داع� ��ش" ال ّ‬ ‫تب�ش ��ر بالخي ��ر للإ�ستقرار‬ ‫ال�سيا�سي اللبناني‪.‬‬

‫التلهف للخالفة‬ ‫عل ��ى عك� ��س ال�شيعة‪ ،‬الذي ��ن يعتق ��دون �أن الخالفة‬ ‫�إغت�صب ��ت حق ��وق �أهل بي ��ت النبي محم ��د (حديث‬ ‫الغدير‪ ‬ال ��ذي جاء فيه‪ :‬من ُكنتُ م ��واله فعلي مواله‪،‬‬ ‫وال من وااله وع ��ا ِد من عاداه)‪ ،‬ف� ��إن ال�سنة‬ ‫الله ��م ِ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ق ��د �إعتب ��روا الخليف ��ة زعيما وقائ ��دا �شرعي� �ا لهم‬

‫‪22‬‬

‫العدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫الرئي�س �سعد الحريري‪ :‬عودته �إ�شارة لبداية الحوار مع "حزب الله"‬

‫القيادة ال�سنية ال�ضعيفة‪� ،‬سواء الدينية‬ ‫�أو ال�سيا�سية‪ ،‬قد خلقت فراغ ًا الأمر‬ ‫الذي ت�سبب في �إنجراف الطائفة‬ ‫بعيد ًا والتح ّول �إلى القادة الإ�سالميين‬ ‫الراديكاليين‪ .‬وكان �أحد ه�ؤالء القادة‬ ‫ال�شيخ ال�سلفي �أحمد الأ�سير‪ ،‬الذي كانت‬ ‫حركته تتمتع بدعم ووالء مئات العائالت‬ ‫في �صيدا قبل �أن ي�سحقها الجي�ش‬ ‫وين�ضم بعدها الأ�سير �إلى "داع�ش"‬ ‫عل ��ى مدى ثالث ��ة ع�شر قرن� � ًا‪ .‬تواق ��ة للقيامة‪ ،‬فقد‬ ‫�إ�ستم ��رت الخالفة بعد �إلغائها ف ��ي ‪ 1924‬في تركيا‬ ‫م ��ن قبل كم ��ال �أتات ��ورك‪� ،‬إذ �أن ال�سن ��ة "�إعتبروها‬ ‫دولة لمج ��د وعدالة الم�سلمين"( الأنب ��اء الكويتية‪،‬‬ ‫‪� .)2014/10/2‬إن �إع ��ادة �إحيائه ��ا‪ ،‬عل ��ى �سبي ��ل‬ ‫المث ��ال‪ ،‬كان ��ت ال�سب ��ب لإن�ش ��اء جماع ��ة "الإخوان‬ ‫الم�سلمي ��ن" الت ��ي � ّأ�س�سه ��ا ح�س ��ن البن ��ا ف ��ي العام‬ ‫‪ .1928‬كم ��ا وج ��د اللبناني ��ون ال�سنة �أي�ض� � ًا على �أن‬ ‫ال�سيا�س ��ات العثماني ��ة الجدي ��دة ل"ح ��زب العدالة‬ ‫والتنمي ��ة" الحاكم ف ��ي �أنقرة جذاب ��ة‪ ،‬وهم بالتالي‬ ‫معجبون ب�شكل خا� ��ص بالرئي�س التركي رجب طيب‬ ‫�أردوغان‪.‬‬ ‫�إن هاج� ��س الخالفة ل ��م يج ّنب �أه ��ل ال�س ّنة التفكير‬ ‫الم�ض ّل ��ل‪� .‬إن الول ��ع العرب ��ي بهتل ��ر مو ّث ��ق‪� ،‬إلى حد‬ ‫الت�أكي ��د في بع� ��ض الأحيان �أن الطاغي ��ة كان ينظر‬

‫�إلى الإ�سالم وثقافت ��ه ب�إيجابية (الموقع الإلكتروني‬ ‫لمخيم ��ي نه ��ر الب ��ارد والب ��داوي)‪ .‬وي�شي ��ر الكاتب‬ ‫الأميرك ��ي اليميني دانيال بايب� ��س �إلى �أن "النازيين‬ ‫�ص� � ّوروا الإ�سالم كحلي ��ف‪ ،‬وبالتالي فق ��د دعوا �إلى‬ ‫�إحيائ ��ه و�إنعا�ش ��ه ف ��ي حي ��ن ح ّث ��وا الم�سلمين على‬ ‫الت�صرف ب�شكل ديني والإقتداء بـ(النبي) محمد"‪.‬‬ ‫كم ��ا �أن ��ه لي�س م ��ن الن ��ادر �أن تج ��د بع� ��ض العرب‬ ‫يجادل ب� ��أن نابليون قد �إعتنق الإ�س�ل�ام‪ ،‬و�سعى �إلى‬ ‫�إن�ش ��اء الإمبراطورية الإ�سالمية العظمى (الأهرام‪،‬‬ ‫‪ .)2006/5/29‬وفي حزيران (يونيو) ‪� ،2014‬أعلن‬ ‫�أبو بك ��ر البغدادي زعي ��م تنظيم "داع� ��ش" ت�شكيل‬ ‫"الدول ��ة الإ�سالمي ��ة" وع َّين نف�س ��ه خليفة‪ .‬ونظر ًا‬ ‫�إل ��ى دمويت ��ه وعنفه المتم ��ادي‪ ،‬حتى �ض ��د زمالئه‬ ‫الجهاديي ��ن‪ ،‬ف�إن �إعالنه ل ��م يو ّلد موافق ��ة وا�سعة‪.‬‬ ‫وم ��ع ذلك‪ ،‬ف�إن �سائقي �سي ��ارات في بع�ض المناطق‬


‫الم�شرق العربي ¶ لبنان‬ ‫حرب من الب�شمركة الكردية في �أقفا�ص معدنية‪.‬‬ ‫مث ��ل معظ ��م ال ُم�سلمين‪ ،‬يعتب ��ر معظم �أه ��ل ال�سنة‬ ‫اللبنانيي ��ن �أنف�سه ��م �ضحاي ��ا ق ��رون م ��ن التخل ��ف‬ ‫والتهمي� ��ش والهزيم ��ة‪ .‬ف�إنه ��م يميلون �إل ��ى تف�ضيل‬ ‫�أي عالم ��ات‪ ،‬مهما كانت بعيدة المن ��ال‪ ،‬ت�شير �إلى‬ ‫عك� ��س �ضع ��ف ال�سنة وتقوي ��ة و�ضعهم‪ .‬لق ��د �أو�ضح‬ ‫بائ ��ع �أَع�ل�ام في طرابل� ��س �شعبية "داع� ��ش" بقوله‪:‬‬ ‫"النا� ��س‪ ...‬يحبون كل من هو ق ��وي" (دايلي �ستار‪،‬‬ ‫‪ .)2014/7/18‬م ��ن جهتهم يري ��د ال�شبان الفقراء‬ ‫والغا�ضب ��ون والمه ّم�شون في طرابل� ��س "�إنت�صارات‬ ‫كبي ��رة" (وول �ستريت جورن ��ال‪.)2014/10/21 ،‬‬ ‫وعل ��ى الرغم م ��ن �أن الدعم العلن ��ي لـ"داع�ش" في‬ ‫لبن ��ان يعاق ��ب علي ��ه القان ��ون ف� ��إن "�أي �ش ��اب في‬ ‫طرابل� ��س‪� ،‬إذا �سئ ��ل‪� ،‬سوف يعترف ك ��م هو معجب‬ ‫بق ��وة "داع�ش" (العربي ��ة‪ .)2014/11/9 ،‬وعندما‬ ‫يواجهون بوح�شي ��ة و�شرا�سة "داع�ش"‪ ،‬ف�إن �أن�صاره‬ ‫َ‬ ‫ف ��ي كثير من الأحيان ي�ستندون �إل ��ى �آية من القر�آن‬ ‫لتبري ��ر موقفه ��م والت ��ي تق ��ول‪" :‬محمد‪ ‬ر�س ��ول‬ ‫اهلل‪ ‬والذين معه‪� ‬أ�شدّاء عل ��ى الك ّفار رحماء‪ ‬بينهم"‬ ‫(�سورة الفتح)‪.‬‬

‫وجهة للنافرين‬ ‫هن ��اك �أ�سباب �أخ ��رى غير التق ��وى تدف ��ع اللبناني‬ ‫ال�س ّن ��ي لت�أييد ودع ��م "داع�ش" والح ��ركات الدينية‬ ‫المتطرف ��ة الأخرى‪ .‬لقد وجد مقاتل ��و "حزب اهلل"‬ ‫وه ��م يبحث ��ون ع ��ن جث ��ث الم�س ّلحي ��ن ال�س ّن ��ة ف ��ي‬ ‫�سوري ��ا في كثير م ��ن الأحيان‪ ،‬كما �أف ��ادوا‪ ،‬مالعق‬ ‫ومذك ��رات �شخ�صي ��ة ع ��ن وجب ��ات غ ��ذاء ّمق� � َّررة‬ ‫له ��م في ال�سماء م ��ع النبي‪ ،‬وكذل ��ك �أول موعد لهم‬ ‫م ��ع ‪ 72‬م ��ن الحوريات الع ��ذارى (موق ��ع الجنوبية‪،‬‬ ‫‪ .)2014/1/26‬ولكن المهاجرين الذين لم يتك َّيفوا‬ ‫م ��ع النظام في الغ ��رب قد تح َّول ��وا بدوره ��م �أي�ض ًا‬ ‫�إلى الت�ش� �دّد‪ .‬حت ��ى �أن ع�شرات الن�س ��اء الم�سلمات‬ ‫ف ��ي الغرب �إخت ��رن الإن�ضمام �إل ��ى "داع�ش" بعدما‬ ‫�أعل ��ن البغدادي ت�شكيل "الدول ��ة الإ�سالمية"‪� .‬إنهن‬ ‫"مع ��زوالت �إجتماعي ًا ومكتئبات‪ ...‬والغالبية منهن‬ ‫عان ��ت من ع ��دم وجود ه ��دف في الحي ��اة اليومية"‬ ‫(فورين بولي�سي جورنال‪.)2015 /1/16 ،‬‬ ‫ولأن العزل ��ة يمكن �أن ت�ؤثر ف ��ي الأفراد من مختلف‬ ‫مناح ��ي الحياة‪ ،‬ف� ��إن الإن�ضمام �إل ��ى "داع�ش" كان‬ ‫جذاب� � ًا لمجندين من طي ��ف �إجتماع ��ي و�إقت�صادي‬ ‫وا�س ��ع النط ��اق‪ .‬وهك ��ذا‪ ،‬تج ّن ��د محمد �إيم ��وازي‪،‬‬ ‫ج� �زّار "داع�ش" الذي تلق ��ى تعليمه ف ��ي بريطانيا‪،‬‬ ‫م ��ن عائلة مي�س ��ورة في لن ��دن‪ ،‬كما فع ��ل حكم كرة‬

‫الرئي�س الراحل رفيق الحريري‪� :‬أعاد الآمال لأهل ال�سنة ولكن‪...‬‬

‫الق ��دم الم�ص ��ري محمود غن ��دور‪ ،‬ال ��ذي �إختار �أن‬ ‫يتخ ّلى ع ��ن مهنته الواعدة للإن�ضم ��ام �إلى "الدولة‬ ‫الإ�سالمي ��ة"‪ .‬والج�ّلداّ د اللبنان ��ي ال ��ذي يدع ��ى �أبو‬ ‫م�صعب الأو�سترالي تخ ّلى عن مهنته في الم�صارعة‬ ‫الحرة والحياة الهانئة ف ��ي �أو�ستراليا لتلبية الدعوة‬ ‫�إلى الجهاد بعدما قام بتعليم طفله البالغ من العمر‬ ‫‪� 7‬سن ��وات "فن" قطع الر�ؤو� ��س‪� .‬إن المجموعة التي‬ ‫ت�ضم ال�شباب المغترب الغا�ضب والمتطرف ال ت�ضم‬ ‫فق ��ط المهاجرين الم�سلمين غي ��ر المتك ِّيفين وغير‬ ‫المن�سجمي ��ن م ��ع الغرب �أو النج ��وم ال�صاعدة التي‬ ‫ت�شعر بالفراغ داخلي ًا وتبحث عن معنى للحياة‪ ،‬ولكن‬ ‫�أي�ض� � ًا ت�شم ��ل �أولئ ��ك الم�ساكين ال ُمثقلي ��ن بم�شاكل‬ ‫الفق ��ر والجريم ��ة‪ .‬كم ��ا نجح "داع�ش" ف ��ي تجنيد‬ ‫�إثني ��ن عل ��ى الأقل م ��ن الم�سيحيي ��ن اللبنانيين من‬ ‫طرابل�س �إلى �صفوف ��ه‪� .‬إن الت�سويق الذي ي�ستخدمه‬ ‫"داع�ش" للإ�ستفادة من المدينة اللبنانية ال�شمالية‬ ‫يكم ��ن ف ��ي "الأو�ض ��اع المالي ��ة ال�سيئة الت ��ي ت�س ّهل‬ ‫تجنيدهم" (نهار نت‪.)2015/2/26 ،‬‬

‫مزيد من المتاعب الم�ستقبلية‬ ‫�إن م ��ا يحدث في �سوري ��ا والعراق هي ح ��رب دينية‬ ‫م ��ع طاب ��ع عرق ��ي‪ .‬وكنم ��وذج م�ص ّغ ��ر لل�صراعات‬ ‫الديني ��ة والعرقي ��ة ف ��ي المنطق ��ة‪ ،‬م ��ن ال�صعب �أن‬ ‫نت�ص ��ور كي ��ف يمك ��ن للبن ��ان �أن يك ��ون بمن� ��أى عن‬ ‫تداعياته ��ا‪� .‬إن ع ��ودة الرئي� ��س �سع ��د الحريري �إلى‬ ‫لبن ��ان لبدء حوار مع "ح ��زب اهلل"‪ ،‬بعد �سنوات من‬ ‫المنفى الإختي ��اري‪ ،‬يرتبط ب�إرتفاع التطرف ال�سني‬ ‫والعزم ال�سعودي على عك�س ذلك‪� .‬إن تقلي�ص وجود‬ ‫"داع� ��ش" ف ��ي �سوريا والعراق ف ��ي نهاية المطاف‬ ‫�سي�ستغ ��رق وقت� � ًا طوي ًال‪ ،‬ومن غي ��ر المرجح �أن يتم‬ ‫الق�ضاء على هذه المجموع ��ة المتطرفة ب�شكل تام‪.‬‬

‫لكن لبنان يم ّث ��ل فعلي ًا حالي ًا لبع�ض �أع�ضائها مالذ ًا‬ ‫مريح ًا لأن "هناك حقيق ��ة ثابتة �أن عر�سال ومخيم‬ ‫الالجئي ��ن الفل�سطينيي ��ن ف ��ي عي ��ن الحل ��وة ق ��رب‬ ‫�صيدا هم ��ا مالذان �آمن ��ان ل"داع� ��ش" والحركات‬ ‫الإ�سالمي ��ة الراديكالية الأخ ��رى" (البناء‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫‪.)2015/1/17‬‬ ‫ع�ل�اوة على ذلك‪ ،‬في حين �أنه ال توجد �أرقام دقيقة‬ ‫عن ع ��دد الالجئين ال�سوريين في لبن ��ان‪ُ ،‬يعتقد �أن‬ ‫ه ��ذه المجموع ��ة تتج ��اوز المليون ون�ص ��ف المليون‬ ‫�شخ�ص‪ .‬بينهم‪ ،‬الآالف من المت�شددين الإ�سالميين‬ ‫المتن ّكري ��ن كالجئي ��ن‪ .‬وقد وجد �إ�ستط�ل�اع �أجرته‬ ‫م�ؤ�س�س ��ة زغب ��ي للإ�ستطالعات في ت�شري ��ن الثاني‬ ‫(نوفمب ��ر) ‪ ،2014‬حي ��ث �أجرى مقاب�ل�ات مع ‪900‬‬ ‫الج ��ئ �س ��وري ف ��ي لبن ��ان والأردن وتركيا‪ ،‬ب� ��أن ‪٪4‬‬ ‫ينظرون �إلى "داع�ش" ب�شكل �إيجابي و‪ ٪9‬ينظرون‬ ‫�إلي ��ه ب�ش ��كل �إيجابي �إلى ح ��د ما‪ .‬وهو ما م ��ن �ش�أنه‬ ‫�أن يثي ��ر مخاوف خطيرة بالن�سب ��ة �إلى البلدان التي‬ ‫تقب ��ل الجئين من الحرب الأهلية‪ .‬الواقع �أن الو�ضع‬ ‫الأمن ��ي​​اله� � ّ�ش في لبن ��ان يعتمد �إلى ح ��د كبير على‬ ‫�أهواء الدول الإقليمي ��ة الراعية لطوائفه المتعادية‪.‬‬ ‫ونظ ��ر ًا �إل ��ى �إنت�شار ال�صراع الطائف ��ي في المنطقة‬ ‫‪ -‬وف ��ي حال ��ة �أ�صب ��ح بل ��د الأرز منفث� � ًا �أو مت َن ّف�س ًا‬‫لبيئت ��ه الخارجي ��ة ‪ --‬ف� ��إن ه� ��ؤالء الالجئي ��ن ق ��د‬ ‫ي�صبحون كذلك ح�صان طروادة في لبنان‪.‬‬ ‫لق ��د خ�سر العرب فر�صة من �أج ��ل الإ�صالح الديني‬ ‫في الق ��رن التا�سع ع�ش ��ر‪ ،‬ولكن تط ��ورات ال�سنوات‬ ‫القليل ��ة الما�ضية ت�شير �إل ��ى �أنهم يواجهون الم�شكلة‬ ‫القديمة عينها‪ .‬لبن ��ان لي�س ُمعفى في هذا المجال‪.‬‬ ‫عندما ُ�ض ِغط عليه لإ�صدار بيان �ضد "داع�ش"‪ ،‬قال‬ ‫ال�شيخ محم ��د الجوزو‪ ،‬وهو رجل دي ��ن �سني لبناني‬ ‫ب ��ارز‪� ،‬إن "ح ��زب اهلل ه ��و م�شكلة �أكث ��ر �صعوبة من‬ ‫"داع�ش"" (النهار‪.)2014/6/18 ،‬‬ ‫وبالنظر �إلى اللهج ��ة الطائفية المتزايدة للتدخل‬ ‫الع�سكري ل"حزب اهلل"‪ ،‬لي�س فقط في �سوريا بل‬ ‫�أي�ض� � ًا في الع ��راق واليمن‪ ،‬يمكن للم ��رء �أن يتوقع‬ ‫من اللبنانيين ال�س ّنة ت�أييد عد ّوه اللدود "داع�ش"‪،‬‬ ‫و�إن كان ب�ش ��كل م�ؤق ��ت‪ .‬وعلى الرغ ��م من �أنه من‬ ‫ال�صعب معرف ��ة مدى هذا الدع ��م والت�أييد‪ ،‬فمن‬ ‫المعق ��ول �أن ن�ص� � ّدق �أن ن�سبته تتج ��اوز م�ستويات‬ ‫الخانة الواحدة‬ ‫* الدكتور هالل خ�شّ���ان هو �أ�ستاذ العل���وم ال�سيا�سية في الجامعة‬ ‫الأميركية في بيروت‪.‬‬ ‫وعربه ق�سم الدرا�سات والأبحاث‬ ‫* ُكتِب المو�ضوع بالإنكليزي���ة َّ‬ ‫في "�أ�سواق العرب"‪.‬‬

‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪25‬‬



‫بقلم الدكتور عبداهلل نا�صر الدين*‬

‫كلمة خبير‬

‫إنقاذ اإلقتصاد اللبناني‬ ‫يبدأ من الجامعات‬ ‫و�صل ��ت ن�سب ��ة البطال ��ة في لبن ��ان ح�سب منظم ��ة العمل‬ ‫الدولي ��ة ف ��ي الع ��ام المن�صرم �إل ��ى ‪ ٪٢٤‬و ن�سب ��ة البطالة‬ ‫بي ��ن فئة ال�شب ��اب �أكثر م ��ن ‪� .٪٣٥‬إنها �أرقام مخيف ��ة ومرعبة تقول‬ ‫الكثي ��ر ع ��ن الهج ��رة والفلت ��ان الأمن ��ي في الب�ل�اد‪ .‬وله ��ذه الن�سب‬ ‫المرتفع ��ة �أ�سب ��اب عدي ��دة منه ��ا مرتب ��ط بالداخ ��ل �أي بتركيب ��ة‬ ‫الإقت�ص ��اد اللبنان ��ي والف�ش ��ل المحبط للطبقة الحاكم ��ة في القيام‬ ‫ب�إ�صالحات �إقت�صادية‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى م�س�ؤولية تتح ّملها الجامعات‪.‬‬ ‫�أم ��ا ف ��ي الخ ��ارج‪ ،‬ال يمك ��ن �أن نتعام ��ى عم ��ا يج ��ري ف ��ي المنطق ��ة‬ ‫والعال ��م كت�أثي ��ر نزوح ‪ ١٫٥‬مليون �س ��وري �إلى لبن ��ان‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى‬ ‫تراجع فر�ص العمل في بلدان الخليج و�أوروبا و�أفريقيا حيث كانت‬ ‫ت�ش ��كل هذه ال ��دول متنف�ساً لل�شب ��اب اللبناني ال ��ذي �ضاقت به �سبل‬ ‫العي�ش في وطنه‪ .‬‬ ‫تل ��ك العوامل‪� ،‬س ��واء منها الداخلية �أو الخارجي ��ة‪ ،‬ال ُتظهر �أي نوع‬ ‫م ��ن مالم ��ح الإنف ��راج‪ .‬كثير ه ��ي الجه ��ات الإعالمي ��ة الإقت�صادية‬ ‫التي دقت ناقو�س الخطر لتعبر عن �إختناق الإقت�صاد وما لهذا من‬ ‫تبع ��ات عل ��ى فر�ص العمل لل�شباب‪ .‬والأرج ��ح �أن الو�ضع الإقت�صادي‬ ‫(وال ��ذي كن ��ت �أحد المتفائلي ��ن ب�ش�أنه في الن�ص ��ف الثاني من العام‬ ‫الج ��اري) �سيكون �أكثر �سو ًءا ولبنان الي ��وم في �إنكما�ش �إقت�صادي ال‬ ‫لب�س فيه‪� .‬أما الطبقة الحاكمة ف�إما عاجزة �أو غير �آبهة بما يجري‪،‬‬ ‫ف�إ�ستن ��زاف المالية العامة لخدم ��ة �ألدين وعجز الكهرباء ت�شير �أن‬ ‫ال �أم ��ل ف ��ي الإنتق ��ال من الإقت�ص ��اد الزبائن ��ي الحالي �إل ��ى �إقت�صاد‬ ‫التناف�سية وال�شفافية والمراقبة‪� .‬أما العوامل الخارجية فهي �أي�ضاً‬ ‫ال ُتنذر بالخير على ال�شباب‪ .‬‬ ‫م ��ن هذا ال ُمنطل ��ق والواقع الم�أزوم والذي‪ ،‬كما �أ�شرنا‪ ،‬له �أثار �سلبية‬ ‫عل ��ى �س ��وق العم ��ل في لبن ��ان‪ ،‬يتطلب الو�ض ��ع حلو ًال جدي ��ة وخلاّ قة‬ ‫للتخفي ��ف م ��ن وط� ��أة الأزم ��ة ذات �شقي ��ن‪ .‬ف ��ي ال�ش ��ق الأول يج ��ب‬ ‫الإعتم ��اد عل ��ى الداخل من �أجل خلق فر�ص عم ��ل‪ .‬هذا يعني التوجه‬ ‫�أكثر �إلى الإخت�صا�صات التقنية و المهنية المتقدِّمة والتي �ست�ساعد‬ ‫في تغيير تركيبة المهارات في البالد والتي تخلق اليوم هوة �شا�سعة‬ ‫بي ��ن حاج ��ة الإقت�ص ��اد الحقيقي ��ة والإخت�صا�صات المتواف ��رة و التي‬ ‫بمعظمه ��ا تتوج ��ه نح ��و الهند�س ��ة والط ��ب والحق ��وق‪ .‬ه ��ذا يتطلب‬ ‫�إ�صالح� �اً جدي� �اً لقط ��اع التعلي ��م المهن ��ي ف ��ي لبن ��ان ليك ��ون رائ ��داً و‬ ‫متق ّدم� �اً و جذاب� �اً‪� .‬أما الجامعات في لبنان و الت ��ي باتت كالفطريات‬

‫ال ُمعدي ��ة تنمو‪ ،‬عليها م�س�ؤولية حقيقية‪ .‬ما فائدة �شهادة جامعية ال‬ ‫ُت�ساهم ب�شكلٍ ملمو�س في �إيجاد فر�صة عمل‪ .‬من هنا �أهمية مراقبة‬ ‫خريج ��ي الجامع ��ات بع ��د ‪� ٣‬سن ��وات على‪ ‬تخ ّرجهم‪ ‬من‪� ‬أجل‪� ‬إيجاد‪ ‬ت‬ ‫�صنيف‪ ‬ر�سمي‪ ‬ي�ص ّنف‪ ‬الجامعات‪ ‬ح�سب‪� ‬سهولة‪� ‬إيجاد‪ ‬فر�ص ��ة عم ��ل‬ ‫لخريجيها و�أين تنمو الكثير من الجامعات على �شعارات كاذبة تزيد‬ ‫م ��ن البطال ��ة في لبنان بدل الم�ساهمة ف ��ي ح ِّلها‪ .‬هذا الت�صنيف من‬ ‫�ش�أن ��ه خل ��ق روح تناف�سي ��ة �صحية في قطاع التعلي ��م العالي فتتناف�س‬ ‫الجامع ��ات ف ��ي �إيج ��اد �إخت�صا�ص ��ات جدي ��دة �أكث ��ر مالءم� � ًة لحاجات‬ ‫ال�سوق و ِّ‬ ‫تح�ضر خريجيها ل�سوق العمل المحلية الإقليمية‪.‬‬ ‫م ��ن هنا‪ ،‬و‪ ‬في �إطار م�شكلة البطالة‪ ،‬يجب على الجامعات تح�ضير‬ ‫الط�ل�اب لل�شه ��ادات الدولي ��ة ف ��ي المحا�سب ��ة‪ ،‬والإدارة‪ ،‬و�إدارة‬ ‫الم�شاريع‪ ،‬و�إدارة الموارد الب�شرية‪ ،‬والإت�صاالت وغيرها‪ ،‬وربط هذه‬ ‫ال�شهادات بمتطلبات التخ ّرج‪ .‬من دون �أدنى �شك �سي�ساعد ذلك على‬ ‫رف ��ع تناف�سية الخريج اللبناني عل ��ى �ساحة العمل الدولية و ُي�ساهم‬ ‫ف ��ي خف�ض ن�سب ��ة البطالة وكما �سي�ساهم في زيادة الطلب والتوجه‬ ‫نحو الإخت�صا�صات التقنية و المهنية‪ .‬هذه الحلول تتطلب �إ�صدار‬ ‫ت�شري ��ع ي�سمح بدور ل ��وزارة التربية وجهة رقابية م�ستقلة من جه ٍة‬ ‫�أخ ��رى‪ .‬فقيمة الإخت�صا�ص الجامعي وال�شهادة الجامعية مرتبطة‬ ‫بما تقدمه هذه ال�شهادة لحاملها‪ .‬‬ ‫م ��ن دون �إ�ص�ل�اح �إقت�صادي �سيك ��ون من ال�صعب تغيي ��ر واقع �شباب‬ ‫لبن ��ان العال ��ق بي ��ن فو�ض ��ى الجامع ��ات (وم ��ا �أكثره ��ا)‪ ،‬و�إ�ستر�ضاء‬ ‫الطبق ��ة الحاكمة للح�ص ��ول على وظيفة في القط ��اع العام‪ ،‬وقطاع‬ ‫خا� ��ص مت ��ردد وقلق‪ّ � .‬أم ��ا �سوق العمل ف ��ي لبنان فتحت ��اج �إلى م�سح‬ ‫وقاع ��دة بيانات �إح�صائي ��ة دورية �شفافة ت�ساعد عل ��ى قراءة مكامن‬ ‫الخل ��ل ب�شكلٍ دقيق‪ .‬ورغم جهود الإح�صاء المركزي في لبنان ل�سد‬ ‫الثغرات �إال �أنه من المعيب �أن يكون البلد بهذه الدرجه من التخلف‬ ‫الإح�صائ ��ي في هذا الع�صر �ألقائم على الأبحاث والمعلومات والتي‬ ‫تزي ��د م ��ن فعالي ��ة المجتم ��ع المدن ��ي ومنه ��م ال�شب ��اب ف ��ي اللعب ��ة‬ ‫الديموقراطية عبر محا�سبة الم�س�ؤولين‪ .‬كما يحتاج قطاع التعليم‬ ‫ف ��ي لبن ��ان �إل ��ى م�ؤ�ش ��رات ت�صدره ��ا جه ��ات م�ستقلة تزي ��د ال�ضغط‬ ‫عل ��ى الجامع ��ات‪ .‬من �ش�أن ه ��ذا الم�سح وهذه الم�ؤ�ش ��رات �أن ت�ساعد‬ ‫الط�ل�اب عل ��ى �إختيار الجامع ��ات والإخت�صا�صات وم ��ن �ش�أنها �إعادة‬ ‫بع�ض التوازن �إلى �سوق العمل في بلد الأرز‬

‫* خبير �إقت�صادي‪ ،‬و�أ�ستاذ الإقت�صاد في كلية �إدارة الأعمال في جامعة بيروت العربية‬

‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪27‬‬



‫دم�شق ‪ -‬محمد الحلبي‬ ‫�أم�ض ��ت �سوري ��ا‪ ،‬وما زال ��ت‪ ،‬ال�سنوات‬ ‫الأرب ��ع الفائت ��ة ف ��ي غرف ��ة الإنعا� ��ش‪،‬‬ ‫متعر�ض ًة لكاف ��ة العمليات الجراحي ��ة الإقت�صادية‬ ‫الحرج ��ة‪ ،‬بعدما طال �سرطان الح ��رب اللعين كل‬ ‫ج�سده ��ا الإقت�ص ��ادي؛ فالأزم ��ة ل ��م تخ ّل ��ف فقط‬ ‫�أكثر م ��ن ‪� 190‬ألف قتيل‪( ،‬بح�سب تقديرات الأمم‬ ‫المتحدة)‪ ،‬بل تردّى خالله ��ا الو�ضع االقت�صادي‪،‬‬ ‫بحيث ال تمكن مقارن ��ة �إقت�صاد البالد خالل هذه‬ ‫الفت ��رة م ��ن الحرب ب�أرب ��ع �سنوات م� � ّرت عليه في‬ ‫الزمن الطبيعي‪.‬‬ ‫ُيذك ��ر �أن الإقت�ص ��اد ال�سوري قد �شه ��د مرحلة من‬ ‫النم ��و الحقيقي الم�ستقر في الفت ��رة بين العامين‬ ‫‪ 2006‬و‪ ،2010‬وذل ��ك بمع ��دل و�سطي ق ��دره ‪ 5‬في‬ ‫المئ ��ة‪ ،‬وكانت هذه الن�سبة �إحدى �أعلى ن�سب النمو‬ ‫�سجل ��ة في منطقة ال�شرق الأو�سط وفق ًا لبيانات‬ ‫ال ُم َّ‬ ‫حقول النفط في �سوريا‪ :‬لم يعد منها الكثير في �أيدي النظام‬

‫البنك الدولي‪.‬‬ ‫لق ��د تعر�ض ��ت �سوريا خ�ل�ال هذه الح ��رب الأهلية‬ ‫لعقوب ��ات وح�صار �إقت�صادي كبي ��ر‪ ،‬و�شهد الدوالر‬ ‫�أثناءه ��ا �إرتفاعات م�ستم ��رة‪ ،‬قابلها هبوط وا�ضح‬ ‫في قيمة الليرة ال�سورية‪ ،‬و�إرتفاع جنوني في �أ�سعار‬ ‫و�شحها في‬ ‫بع�ض ال�سلع والمواد‪ ،‬مع فقدان بع�ضها‪ّ ،‬‬ ‫�أحيان �أخرى‪ ،‬و�أهمها المحروقات‪ ،‬وما خ ّلفته من‬ ‫معان ��اة طويلة للأفراد‪ ،‬ف�ض ًال عن �إرتفاع البطالة‪،‬‬ ‫وع ��دم قابلية الم�ؤ�س�س ��ات الإ�ستثماري ��ة ال�صغيرة‬ ‫والكبي ��رة على العمل‪ ...‬كل ذل ��ك �أدّى �إلى تدهور‬ ‫الو�ضع الإقت�صادي والمعي�شي للمواطن ال�سوري‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن الإقت�ص ��اد ال�س ��وري ق ��د �شه ��د تح� � ّوالً‬ ‫�إ�ستثنائي� � ًا ف ��ي م�ؤ�شراته الكلية ج� � ّراء هذه الأزمة‬ ‫الت ��ي تع�صف بالب�ل�اد‪ ،‬والتي �ألق ��ت بظاللها على‬ ‫الموازنة العامة‪ ،‬والإقت�صاد الكلي عامة‪ ،‬و�ضاعفت‬ ‫م ��ن حجم ال�ضغوط على �شبكة الأمان الإجتماعي‪،‬‬ ‫وو�سعت نطاقه‪ ،‬على نحو‬ ‫وزادت من �أعباء الدعم‪ّ ،‬‬

‫وفق ًا لتقرير للأمم المتحدة‪،‬‬ ‫فقد خ�سر الإقت�صاد ال�سوري جراء‬ ‫�إ�ستمرار الأزمة الدائرة منذ ما يزيد عن‬ ‫�أربع ال�سنوات ‪ 200‬مليار دوالر حتى‬ ‫نهاية العام الما�ضي‪ ،‬كما �أدت هذه‬ ‫الأزمة �إلى �إرتفاع ن�سبة الفقراء �أكثر‬ ‫من ‪ %80‬من مجموع ال�سكان‬ ‫عاد ب ��ه قريب ًا �إلى نموذج ال�سبعين ��ات والثمانينات‬ ‫من القرن الفائت‪ ،‬رغم تغ ّير �إتجاهاته الأ�سا�سية‪.‬‬ ‫‪ ‬ووفق� � ًا لتقري ��ر للأم ��م المتح ��دة‪ ،‬فق ��د خ�س ��ر‬ ‫الإقت�صاد ال�سوري ج ��راء �إ�ستمرار الأزمة الدائرة‬ ‫منذ ما يزي ��د عن �أربع ال�سن ��وات ‪ 200‬مليار دوالر‬ ‫حت ��ى نهاية الع ��ام الما�ضي‪ ،‬كم ��ا �أدت هذه الأزمة‬ ‫�إلى �إرتفاع ن�سبة الفقراء �أكثر من ‪ %80‬من مجموع‬ ‫ال�سكان‪.‬‬ ‫ف ��ي كل المقايي� ��س‪ ،‬يب ��دو الإقت�ص ��اد ال�سوري في‬ ‫حال ��ة يرث ��ى له ��ا �إن ل ��م يكن ف ��ي الن ��زع الأخير‪.‬‬ ‫حتى �أن قدرته على �إطع ��ام نف�سه هي تحت �ضغط‬ ‫هائل‪ .‬فمث�ل ً�ا‪� ،‬إن �إنتاج القمح ه ��ذا العام �سي�صل‬

‫�إل ��ى ‪ 2.445‬ملي ��ون ط ��ن‪ ،‬وفق ًا لمنظم ��ة الأغذية‬ ‫والزراع ��ة الدولية‪ ،‬الأمر الذي يت ��رك عجز ًا قدره‬ ‫‪ 800،000‬طن‪.‬‬ ‫منذ �أن لع ��ب الجفاف الكبير ال ��ذي �ضرب البالد‬ ‫ف ��ي �أواخر العق ��د الفائت دور ًا رئي�سي� � ًا في ت�شكيل‬ ‫الحرك ��ة المناه�ض ��ة للأ�س ��د ‪ -‬مع ّمم� � ًا الفقر في‬ ‫العدي ��د من المناطق الريفية ف ��ي �سوريا – والقلق‬ ‫ّ‬ ‫يق�ض م�ضاجع قيادة النظ ��ام في دم�شق‪ .‬لقد �أدّى‬ ‫و�شح الأمطار‬ ‫‪،2008‬‬ ‫�ام‬ ‫�‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫في‬ ‫ال�شديد‬ ‫�اف‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫الج‬ ‫ّ‬ ‫في العامي ��ن التاليين‪� ،‬إلى تح� � ّرك وتململ �سكاني‬ ‫في المدن الرئي�سية‪ ،‬حيث دفع الأمر الكثيرين من‬ ‫�سكانها �إلى الم�شاركة في طليعة الإحتجاجات التي‬ ‫قوبلت بر ّد �صارم من قبل النظام في العام ‪.2011‬‬ ‫وح�س ��ب تقري ��ر حدي ��ث �ص ��در �أخي ��ر ًا ع ��ن مركز‬ ‫"ت�شات ��ام هاو�س" للأبحاث في المملكة المتحدة‪،‬‬ ‫"الإقت�صاد ال�سوري‪� :‬إلتقاط قطعه"‪ ،‬ف�إن المظالم‬ ‫الإقت�صادي ��ة‪ ،‬بم ��ا ف ��ي ذل ��ك الإ�ستي ��اء ال�شعب ��ي‬ ‫بالن�سبة �إلى الإ�صالحات الموجهة نحو ال�سوق‪ ،‬قد‬ ‫لعبت دور ًا في �إنتفا�ضة ‪� 2011‬ضد النظام‪ .‬كما �أن‬ ‫زيادة الفقر وعدم الم�ساواة �إلى جانب �صعود نخبة‬ ‫جدي ��دة من رج ��ال الأعمال الأثري ��اء �صنع مزيج ًا‬ ‫قاب ًال للإ�شتعال‪ ،‬كما يقول التقرير‪.‬‬ ‫�إن تق ّل� ��ص الإقت�ص ��اد ال�س ��وري ب�أكثر م ��ن ‪ 50‬في‬ ‫المئ ��ة منذ العام ‪ ،2011‬يعني �أن الزراعة قد لعبت‬ ‫دور ًا �أكب ��ر في الناتج القومي من الناحية الن�سبية‪،‬‬ ‫و�إنخف� ��ض الإنت ��اج الغذائ ��ي ب�ش ��كل ح ��اد نتيج ��ة‬ ‫لل�صراع‪.‬‬ ‫ولك ��ن الحقيق ��ة ه ��ي‪� ،‬أن تدمير الزراع ��ة الناجم‬ ‫ع ��ن ال�صراع لي� ��س في الج ��زء العلوي م ��ن قائمة‬ ‫�إهتمامات نظام الأ�سد‪ .‬وتراجعت ال�صادرات �إلى‬ ‫جزء ب�سيط متدن من متو�سط نحو ‪ 12‬مليار دوالر‬ ‫�سنوي ًا في الفترة بين ‪ 2006‬و‪.2010‬‬ ‫لق ��د �ساه ��م الن ��زاع ف ��ي تفاق ��م الو�ض ��ع ب�ش ��كل‬ ‫دراماتيك ��ي‪� :‬إرتف ��ع مع ��دل الت�ضخم �إل ��ى ‪ 120‬في‬ ‫المئ ��ة في منت�صف الع ��ام ‪ .2013‬وعلى الرغم من‬ ‫�أن ��ه خفت حدت ��ه على م ��دى ال‪� 12‬شه ��ر ًا التالية‪،‬‬ ‫فقد بد�أ ف ��ي الإرتفاع مرة �أخرى ف ��ي �أواخر العام‬ ‫‪ .2014‬كما �إنخف�ضت قيم ��ة الليرة ال�سورية ب�شكل‬ ‫حاد جد ًا فيما �شعرت �سوريا بت�أثير ٍّ‬ ‫كل من ال�صراع‬ ‫والعقوب ��ات الدولية‪ .‬في حزي ��ران (يونيو) ‪،2015‬‬ ‫�إنخف�ض �سع ��ر ال�صرف الر�سمي بن�سبة حوالي ‪78‬‬ ‫في المئة منذ الع ��ام ‪ ،2011‬و�سعر ال�سوق ال�سوداء‬ ‫بنح ��و ‪ 83‬ف ��ي المئ ��ة‪ .‬وكان عل ��ى حكوم ��ة دم�شق‬ ‫خف�ض دعم الوقود والغذاء‪ ،‬مع وجود عجز في‬ ‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪29‬‬


‫الم�شرق العربي‬ ‫سوريا‬

‫للتو�سع والنمو بن�سبة عالية‬ ‫بعدما كان واعد ًا ومه ّي�أً ّ‬

‫اإلقتصاد السوري يحتضر‬ ‫د ّم��ر ال�صراع الجاري ف��ي بالد ال�شام الإقت�صاد ال�س��وري �إلى حدّ يَتحدّ ى التحلي��ل العددي ال�شامل‪ .‬مع‬ ‫ذل��ك‪ ،‬ف ��إن �أي تقييم حقيق��ي للأزمة ال�سورية يتطل��ب فهم ال�سي��اق الإقت�صادي‪ .‬بعد �أرب��ع �سنوات من‬ ‫ال�ص��راع‪� ،‬إنخف�ض الناتج الإقت�صادي ال�س��وري ‪ -‬ح�سب قيا�س الناتج المحلي الإجمالي بالأ�سعار الثابتة‬ ‫ �إل��ى اكث��ر من الن�صف من حيث القيمة الحقيقية‪ .‬وي�أتي ذلك ف��ي �سياق تقل�ص عدد �سكان البالد من‬‫‪ 21‬مليون �إلى ما يقرب من ‪ 17.5‬مليون ن�سمة نتيجة للهجرة �إلى الخارج (�أ�سا�سا تدفق الالجئين) و�أكثر‬ ‫من ‪� 190‬ألف حالة وفاة‪ .‬تم تهجير �أكثر من ثلث ما تبقى من ال�سكان داخلياً‪.‬‬

‫‪28‬‬

‫العدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬


‫الرئي�س ب�شار الأ�سد‪ :‬الو�ضعان الإقت�صادي والع�سكري �ضده‬

‫الدكتور عبد الله الدردري‪:‬‬ ‫مطلوب ‪ 100‬مليار دوالر لإعادة الإقت�صاد �إلى ما كان عليه‬

‫التفتي� ��ش‪ .‬هذه هي المو ّل ��دات الأ�سا�سية لإيرادات‬ ‫الميلي�شيات‪ ،‬و�أمث ��ال تنظيم "داع�ش" الذي يقوم‬ ‫ب�ضم ��ان �أن �أي طري ��ق للتج ��ارة المنقول ��ة ينته ��ي‬ ‫في تغذي ��ة العائ ��دات لإقت�صاد دول ��ة "الخالفة"‪.‬‬ ‫وفق ًا لكاتب التقرير‪ ،‬ديفيد باتر‪ ،‬متحدث ًا في حفل‬ ‫�أقامه مركز "ت�شاتام هاو� ��س" في �أواخر حزيران‬ ‫(يونيو) الفائ ��ت‪� ،‬إن "تنظيم "الدولة الإ�سالمية"‬ ‫ه ��و الميلي�شي ��ا الوحي ��دة الت ��ي تعط ��ي �سائق ��ي‬ ‫ال�شاحنات �إي�صاالت ل"الغرام ��ة" المدفوعة على‬ ‫نقاط التفتي�ش‪.‬‬ ‫وكما قال �أحد �أب ��رز المحللين ال�سوريين لـ"�أ�سواق‬ ‫العرب"‪� ،‬إن فقدان "داع�ش" للبلدة الحدودية "تل‬ ‫�أبي�ض"‪ ،‬التابعة لمحافظة الرقة‪ ،‬كان �ضربة كبيرة‬ ‫لو�ضعه المال ��ي‪� .‬إن �إبعاد ودحر التنظيم التكفيري‬ ‫م ��ن قب ��ل المياي�شي ��ات الكردي ��ة التابع ��ة لح ��زب‬ ‫“الإتح ��اد الديموقراطي" م ��ن بلدة يهيمن عليها‬ ‫العرب ُيعتب ��ر �إحباط ًا لتوريد ال�سلع والخدمات من‬ ‫طريق تركي ��ا‪ّ ،‬‬ ‫ويو�ضح هذا لم ��اذا حاول "داع�ش"‬

‫و�أ�ص� � ّر ب�ش ��دة على مهاجم ��ة المواق ��ع الكردية في‬ ‫ال�شم ��ال في الأ�سابي ��ع الأخي ��رة ‪ -‬كو�سيلة لتحويل‬ ‫�إهتمام حزب "الإتح ��اد الديموقراطي" بعيد ًا من‬ ‫الدفاع عن "تل �أبي�ض"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫م ��ن ناحي ��ة �أخ ��رى‪ ،‬عرف ��ت �سوري ��ا �إرتفاع� �ا في‬ ‫�إقت�ص ��اد المح�سوبي ��ة مع رج ��ال يم ّثل ��ون �شركات‬ ‫التوزيع التابعة للدولة الذين ي�ستفيدون ب�شكل كبير‬ ‫من الفر�ص الريعية التي يوفرها ال�صراع‪ .‬وطالما‬ ‫تم ّك ��ن نظام الأ�س ��د من توزيع الرعاي ��ة من طريق‬ ‫هذه الفئ ��ة الجديدة من م�ش ّغلي ال�س ��وق ال�سوداء‪،‬‬ ‫ف�إنه �سي�ضمن الفر�صة ل�سير �إقت�صاده ولو ب�صعوبة‬ ‫و�ضمان بقائه‪.‬‬ ‫وعل ��ى الرغ ��م م ��ن الدم ��ار والخ ��راب عل ��ى مدى‬ ‫ال�سن ��وات الأرب ��ع الما�ضي ��ة‪ ،‬وا�ص ��ل الإقت�ص ��اد‬ ‫ال�سوري وم�ؤ�س�ساته الإدارية العمل‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إن‬ ‫ه ��ذا الو�ضع هو على نحو متزاي ��د في خطر‪ :‬بينما‬ ‫ي�ستم ��ر النظام ف ��ي الحفاظ على ن ��وع من الوجود‬ ‫الم�ؤ�س�س ��ي ف ��ي معظ ��م �أنح ��اء البالد‪ ،‬ف� ��إن هذه‬

‫ال�سلط ��ة هي �أكث ��ر من �أي وقت م�ضى تت� ��آكل لأنها‬ ‫تفقد الأر� ��ض لح�ساب المعار�ضي ��ن الذين و�ضعوا‬ ‫جميع الهي ��اكل الإدارية في المناطق التي �سيطروا‬ ‫وي�سيطرون عليها‪.‬‬ ‫م ��ع عدم �إظهار ال�ص ��راع �أي عالمة على التراجع‪،‬‬ ‫فمن الوا�ضح �أن حالة الإقت�صاد والم�ؤ�س�سات التي‬ ‫تتبعه من ناحية‪ ،‬والو�ضعي ��ن ال�سيا�سي والع�سكري‬ ‫لنظ ��ام الأ�سد م ��ن ناحية �أخرى‪� ،‬ستك ��ون عن�صر ًا‬ ‫حا�سم� � ًا في تط ��ور الن ��زاع‪ .‬خالل الن�ص ��ف الأول‬ ‫م ��ن ‪� 2015‬أظه ��ر النظام ب�ش ��كل متزايد عالمات‬ ‫م ��ن الإره ��اق والتراجع على الجبهتي ��ن الع�سكرية‬ ‫والإقت�صادية‪ .‬وهذا يثير م�س�ألة ما �إذا كان حدوث‬ ‫تده ��ور دراماتيك ��ي ف ��ي الو�ض ��ع االقت�ص ��ادي قد‬ ‫يك ��ون حافز ًا لإنهي ��ار ع�سكري للنظ ��ام �أو للتو�صل‬ ‫�إل ��ى ت�سوي ��ة �سيا�سي ��ة مفرو�ضة من الخ ��ارج �ضد‬ ‫رغب ��ات الأ�سد‪� ،‬أو ما �إذا كان المزيد من النك�سات‬ ‫الع�سكري ��ة ق ��د يك ��ون حاف ��ز ًا لإنهي ��ار �إقت�صادي‬ ‫للنظام‬ ‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪31‬‬


‫الم�شرق العربي ¶ �سوريا‬ ‫الموازن ��ة بلغ نحو ‪ 20‬في المئ ��ة من الناتج المحلي‬ ‫الإجمال ��ي‪ ،‬والذي ال يمكن تعوي�ض ��ه �إال من طريق‬ ‫التمويل عبر الإقترا�ض من البنك المركزي‪.‬‬ ‫من جهت ��ه َف َق ��دَ الرئي�س ب�ش ��ار الأ�سد ه ��ذا العام‬ ‫الكثي ��ر من قدرته على توليد الدخ ��ل‪ ،‬بعدما �شهد‬ ‫خ�سائ ��ر كبيرة من الأرا�ضي ف ��ي وادي الفرات �إلى‬ ‫الجماع ��ات المتم ��ردة‪ ،‬مم ��ا �أدى �إل ��ى �إنخفا� ��ض‬ ‫مط ��رد ف ��ي �إنت ��اج النف ��ط ال ��ى ‪ 164،000‬برميل‬ ‫يومي ًا ف ��ي العام ‪ ،2012‬و�إلى ‪ 30,000‬برميل يومي ًا‬ ‫في ‪ 2013‬وفقط حوال ��ي ‪ 10،000‬برميل يومي ًا في‬ ‫الع ��ام ‪ ،2014‬وفق� � ًا للأرقام ال�ص ��ادرة عن وزارة‬ ‫النفط والتي نقلها مركز "ت�شاتام هاو�س"‪.‬‬ ‫ال�ص ��ادرات في الأ�شه ��ر الت�سعة الأول ��ى ‪� -‬أ�سا�سا‬ ‫الفو�سف ��ات والأغن ��ام والفواك ��ه والخ�ض ��روات‬ ‫ومنتجات الألب ��ان والمنتجات ن�ص ��ف الم�صنعة‪-‬‬ ‫بلغت قيمتها ‪ 2.1‬ملياري دوالر‪.‬‬ ‫في هذا ال�صدد‪ ،‬كان الت�صديق في ‪ 8‬تموز (يوليو)‬ ‫‪ 2015‬عل ��ى خ ��ط �إئتم ��ان جدي ��د بلغ ملي ��ار دوالر‬ ‫ل�سوريا من حليفتها الإقليمية �إيران جيد ًا وجاء في‬ ‫الوقت المنا�سب‪ .‬والإتفاق الذي تم بين م�صرفين‬ ‫م ��ن البن ��وك المملوك ��ة للدول ��ة‪ ،‬البن ��ك التجاري‬ ‫ال�س ��وري وبنك تنمي ��ة ال�ص ��ادرات الإيراني‪ ،‬جاء‬ ‫في �أعقاب خ ��ط �إئتمان �سابق بين دم�شق وطهران‬ ‫في تم ��وز (يوليو) ‪ ،2013‬والذي ّتم �إ�ستخدامه في‬ ‫الغالب لواردات النفط‪.‬‬ ‫ولك ��ن تغطية العجز ف ��ي الموازن ��ة ال تب�شر بوجود‬ ‫خطة طويلة الأجل ت�ساعد على �صمود نظام الأ�سد‬ ‫حا�ص ��ر �إقت�صادي� � ًا وبقائ ��ه‪ .‬كما �أنه ��ا ال تفعل‬ ‫ال ُم َ‬ ‫الملح ��ة وال�شديدة‬ ‫�ات‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫التحد‬ ‫لمعالجة‬ ‫�يء‬ ‫�أي �ش �‬ ‫ّ‬ ‫ف ��ي الم ��دى الطويل الت ��ي تواجه �إقت�ص ��اد ًا د ّمرته‬ ‫ي�سج ��ل حت ��ى �أواخ ��ر العقد‬ ‫الح ��رب‪ ،‬وال ��ذي كان ّ‬ ‫ً‬ ‫الفائ ��ت مع ��دالت نم ��و مرتفع ��ة ن�سبيا ف ��ي الناتج‬ ‫المحل ��ي الإجمالي ال�سنوي و�صل ��ت �إلى خم�سة في‬ ‫المئة‪.‬‬ ‫وق ��ال نائب رئي�س ال ��وزراء ال�س ��وري ال�سابق‪ ،‬عبد‬ ‫اهلل الدردري‪ ،‬ف ��ي م�ؤتمر حول الو�ضع ال�سوري في‬ ‫جامع ��ة "�سانت �أندروز" ف ��ي �إ�سكتلندا ف ��ي �أوائل‬ ‫تموز (يولي ��و) الفائت‪" :‬من �أج ��ل العودة بب�ساطة‬ ‫�إلى النات ��ج المحلي الإجمالي للب�ل�اد كما كان في‬ ‫العام ‪� 2010‬سيتطل ��ب الأمر �إ�ستثمارات على مدى‬ ‫‪� 5‬سن ��وات قدره ��ا ‪ 100‬مليار دوالر‪ ،‬م ��ع ‪ 40‬مليار‬ ‫دوالر منها من القطاع الخا�ص"‪.‬‬ ‫الآن نائب الأمين التنفيذي في اللجنة الإقت�صادية‬ ‫والإجتماعي ��ة لغرب ��ي �آ�سي ��ا (الإ�سك ��وا)‪ ،‬بعت ��رف‬

‫‪30‬‬

‫العدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫هل �أن تدهور ًا دراماتيكي ًا في الو�ضع‬ ‫االقت�صادي يمكنه �أن ّ‬ ‫ي�شكل حافز ًا‬ ‫لإنهيار ع�سكري للنظام �أو للتو�صل �إلى‬ ‫ت�سوية �سيا�سية مفرو�ضة من الخارج‬ ‫�ضد رغبات الأ�سد‪� ،‬أم �أن المزيد من‬ ‫النك�سات الع�سكرية قد يكون حافز ًا‬ ‫لإنهيار �إقت�صادي للنظام؟‬ ‫مركز "ت�شاتام هاو�س" للأبحاث‬ ‫في المملكة المتحدة‪�" :‬إن المظالم‬ ‫الإقت�صادية‪ ،‬بما في ذلك الإ�ستياء‬ ‫ال�شعبي بالن�سبة �إلى الإ�صالحات‬ ‫الموجهة نحو ال�سوق‪ ،‬قد لعبت دور ًا‬ ‫في �إنتفا�ضة ‪� 2011‬ضد النظام‪ .‬كما �أن‬ ‫زيادة الفقر وعدم الم�ساواة �إلى جانب‬ ‫�صعود نخبة جديدة من رجال الأعمال‬ ‫الأثرياء �صنع مزيج ًا قاب ًال للإ�شتعال"‬ ‫الليرة ال�سورية‪ :‬فقدت ‪ %80‬من قيمتها منذ ‪2011‬‬

‫ال ��دردري ‪ -‬ال ��ذي ن� ��أى بنف�سه عن نظ ��ام الأ�سد‪،‬‬ ‫ال ��ذي خدمه في قدرات ��ه التقني ��ة ‪� -‬أن هذا الأمر‬ ‫يفتر�ض �أن يع ��ود �إنتاج و�صادرات النفط و ُت�ست�أ َنف‬ ‫على م�ستويات ما قبل الحرب‪.‬‬ ‫"ال�س� ��ؤال ه ��و ه ��ل لدين ��ا ر�ؤي ��ة وا�ضح ��ة لعق ��د‬ ‫�إقت�ص ��ادي و�إجتماعي ق ��ادر عل ��ى �إدارة وتحريك‬ ‫‪ 60‬مليار دوالر؟ هل لدينا م�ؤ�س�سات ف ّعالة و�شفافة‬ ‫للقيام بذل ��ك‪ ،‬و�أن تكون قادرة على الح�صول على‬ ‫قرو�ض ومنح لتك ّمل م ��ا يقدَّر بنحو ‪ 15‬مليار دوالر‬ ‫من الموارد الوطنية؟"‪ ،‬ت�ساءل الدردري‪.‬‬ ‫في ه ��ذه الأثناء‪ ،‬يج ��ري �إعادة ت�شكي ��ل الإقت�صاد‬ ‫ال�س ��وري ف ��ي ه ��ذا الن ��زاع م ��ن طري ��ق مجموعة‬ ‫جدي ��دة م ��ن الفعالي ��ات الت ��ي تكاث ��رت ف ��ي �إطار‬ ‫ٍّ‬ ‫كل م ��ن العقوبات والح ��رب‪ .‬وي�شي ��ر �سامر عبود‪،‬‬ ‫�أكاديمي متخ�ص�ص بال�ش�ؤ�ؤن ال�سورية في الواليات‬ ‫المتحدة‪" :‬لقد �أدى ه ��ذا الو�ضع �إلى �إعادة تكوين‬ ‫مجتم ��ع الأعم ��ال وال ��ذي عم ��ل على ظه ��ور نخبة‬ ‫ال�صراع التي �صارت ثروته ��ا مرتبطة ب�إ�ستمرارية‬

‫النزاع"‪.‬‬ ‫ف ��ي البقع ��ة النفطي ��ة الواقع ��ة ف ��ي �شم ��ال �ش ��رق‬ ‫�سوريا‪ ،‬بد�أ ه ��ذا االقت�صاد في التبل ��ور في الفترة‬ ‫‪ .2013-2012‬ووفق ًا لم�ؤ�س�س ��ة "ت�شاتام هاو�س"‪،‬‬ ‫لق ��د �سيط ��رت القبائ ��ل والع�شائ ��ر في دي ��ر الزور‬ ‫والمناطق الجنوبية لمدين ��ة الح�سكة على عمليات‬ ‫ع�ش ��رات الآب ��ار النفطية هناك‪ .‬ه� ��ؤالء الم�ش ّغلون‬ ‫تفاو�ض ��وا عل ��ى �إتفاقات مع الجماع ��ات الع�سكرية‬ ‫المهيمن ��ة في المنطقة لبي ��ع النفط الخام للتجار‪،‬‬ ‫الذي ��ن ينقل ��ون بدورهم البترول للت ��داول وتكريره‬ ‫ف ��ي مح ��اور على مقربة م ��ن الح ��دود التركية‪� .‬إن‬ ‫مجموع ��ات المتمردين و�أمراء الح ��رب المحليين‬ ‫�أن�ش� ��أوا مجموع ��ة م ��ن الم�صاف ��ي الأ�سا�سي ��ة في‬ ‫هذه المناط ��ق‪ ،‬كما يقول التقرير‪ ،‬وو�ضعوا طلبات‬ ‫ل�ش ��راء �إحتياجاتهم مع محط ��ات لت�صنيع �أنابيب‬ ‫ال�صلب والإ�سطوانات والخزانات المطلوبة‪.‬‬ ‫وب ��رز ب�ش ��كل م�ض ��ر وم�س ��يء ال�سع ��ي �إل ��ى الري ��ع‬ ‫الإقت�ص ��ادي في �سوريا في �ش ��كل العديد من نقاط‬


‫درعا‪ :‬مر�شحة للمنطقة الآمنة‬

‫و�ش ��ك الإنهي ��ار‪ ،‬و�شظاياه �سوف ت�صلن ��ا‪ ،‬والدولة‬ ‫العراقي ��ة الحالي ��ة على و�شك الإنهي ��ار الكلي‪ ،‬وما‬ ‫تبق ��ى من ال�ضفة الغربية والقد� ��س ينازع من �أجل‬ ‫الإ�ستم ��رار‪ ،‬و�صياغات ال ��دول و�إعادة ال�صياغة ال‬ ‫تخ�ض ��ع لمزاجات الأف ��راد وال ل�شعاراتهم الالهبة‬ ‫التي ال وزن لها ف ��ي نهاية المطاف عند التخطيط‬ ‫للم�ستقبل"‪.‬‬ ‫و�إ ّدع ��ى �أبو طير عل ��ى �أن الح ��دود الإقليمية تتغير‬ ‫جذري� � ًا‪ .‬وللتعامل مع هذا الواق ��ع الجديد‪ ،‬يحتاج‬ ‫الأردن �إلى �ضبط حدوده وفق ًا لذلك ل�ضمان بقائه‪.‬‬ ‫وكان قبل نحو ثالثة �أ�شه ��ر‪ ،‬تحدّث رئي�س الوزراء‬ ‫ال�ساب ��ق طاه ��ر الم�ص ��ري (ب�إخت�ص ��ار) في ندوة‬ ‫ُمغلق ��ة في مركز الر�أي للدرا�س ��ات في ع ّمان‪ ،‬عن‬ ‫�سيناري ��وات دولية لتغيير الخريط ��ة ال�سيا�سية في‬ ‫المنطق ��ة و�أن المملكة الها�شمي ��ة تعي ذلك جيد ًا‪،‬‬ ‫لي�أتي بعده رئي�س الديوان الملكي وم�ست�شار الملك‬ ‫ليف�ص ��ل الأمر �أكثر بالقول‬ ‫�سابق� � ًا عدنان �أبوعودة ّ‬ ‫�إن المملك ��ة ُتدرك �أن عليها القيام ب�أمرين‪� ،‬أولهما‬ ‫الحف ��اظ على كيانه ��ا ال�سيا�سي‪ ،‬والآخ ��ر التمدّد‪،‬‬ ‫هم بالتم ��دد �شرق ًا نحو الأنبار في العراق‬ ‫وهو ما ُف َ‬ ‫و�شما ًال نحو محافظتي درعا وال�سويداء في �سوريا‪.‬‬ ‫وف ��ي منت�ص ��ف حزي ��ران (يوني ��و) �أعل ��ن العاهل‬ ‫الأردني عبداهلل الثاني‪ ،‬خالل زيارة لقبائل البادية‬ ‫ال�شرقية وال�شمالي ��ة‪� ،‬أن "من واجب المملكة دعم‬ ‫الع�شائر (ال�سني ��ة) غرب العراق وجنوب �سوريا"‪،‬‬ ‫ف ��ي �إ�شارة �إلى المناطق الت ��ي تمدّد فيها "داع�ش"‬ ‫�أو �سيتم ��دد م�ستقب�ل ً�ا‪ ،‬من غي ��ر ان ِّ‬ ‫يو�ضح طبيعة‬

‫قد تبدو فكرة �إقامة المنطقة‬ ‫الآمنة جيدة و�أنها و�سيلة ذكية‬ ‫لبناء �شبكة �أمان وتفريغ الآالف من‬ ‫الالجئين‪ ،‬لكنها �سوف تق ّو�ض الواقع‬ ‫الأمني​​في المملكة من جهة‪ ،‬ومما ال‬ ‫�شك فيه ب�أنها �سوف تثير غ�ضب نظام‬ ‫الأ�سد‪ ،‬وربما بما يكفي لإ�ستفزازه‬ ‫ل�شن هجوم �ضد الأردن‬ ‫الدعم‪.‬‬ ‫تلت ذلك زيارة رئي�س الحزب التقدمي الإ�شتراكي‬ ‫اللبناني وليد جنب�ل�اط للأردن حيث طالب الملك‬ ‫بتوفي ��ر الحماية للدروز في محافظة ال�سويداء من‬ ‫�سط ��وة "داع�ش" التي �ص ��ارت على تخوم مناطق‬ ‫الدروز ال�سوريين‪ ،‬و�ص ّرح ال�سيا�سي اللبناني بعدها‬ ‫ب�أنه �سمع كالم ًا طيب ًا من الملك‪.‬‬ ‫في المقابل‪� ،‬أ�صدر زعم ��اء ع�شائر �سورية جنوبية‬ ‫"م ��ن دم�ش ��ق" بيان� � ًا �إ�ستهجنوا في ��ه ت�صريحات‬ ‫المل ��ك‪ .‬وكان ه ��ذا ر�سالة رد وا�ضح ��ة من النظام‬ ‫ال�س ��وري‪ ،‬الذي ما �إنف ��ك ُير�سل تحذي ��رات ُمع َلنة‬ ‫و ُم َّ‬ ‫بطن ��ة لع ّمان م ��ن التدخ ��ل و�إ�ستم ��رار التدخل‬

‫في ال�ش� ��أن الداخلي‪ ،‬في �إ�ش ��ارة �إتهامية �إلى دعم‬ ‫الأردن "الجي� ��ش ال�سوري الح ��ر"‪ ،‬وجعل �أرا�ضيه‬ ‫قاعدة للتدخل الإ�ستخب ��اري الغربي (والخليجي)‬ ‫وتقدي ��م الدع ��م والتدريب والتخطي ��ط للمعار�ضة‬ ‫ال�سورية‪.‬‬ ‫غي ��ر �أن كثيري ��ن م ��ن ال�سيا�سيي ��ن والمحللي ��ن‬ ‫الإ�ستراتيجيي ��ن والكت ��اب ال�صحافيين حذروا من‬ ‫مغبة التو ّرط في هذا التوجه‪ ،‬و�شدّدوا على �ضرورة‬ ‫االكتف ��اء بحماية حدود الب�ل�اد والن�أي عن "اللعب‬ ‫بالنار"‪.‬‬ ‫ف ��ي مقابل ذل ��ك‪� ،‬إنبرى رئي� ��س الحكومة عبداهلل‬ ‫الن�س ��ور والناط ��ق ب�إ�سمه ��ا وزي ��ر االع�ل�ام محمد‬ ‫المومن ��ي �أكث ��ر من م ��رة للت�أكي ��د عل ��ى �أن "ال نية‬ ‫للأردن ال الي ��وم وال غد ًا للتمدّد �شم ��ا ًال �أو غرب ًا"‪،‬‬ ‫وتجديد ت�أكيد الموقف الر�سمي الداعي منذ بداية‬ ‫الأزمة ال�سورية �إلى "الحل ال�سلمي"‪.‬‬ ‫لكن‪ ،‬في ُعرف الأردنيين‪" ،‬متى كان للحكومة ر�أي‬ ‫�أو ق ��رار في مثل هذه الملف ��ات" التي يعلمون جيد ًا‬ ‫�أن الق�صر والأجهزة الأمنية وحدها تديرها‪.‬‬ ‫بطبيع ��ة الح ��ال‪ ،‬م ��ن غي ��ر المحتم ��ل �أن يتم� �دّد‬ ‫ويو�س ��ع ح ��دوده‪ ،‬ولكن �سيا�ست ��ه الخارجية‬ ‫الأردن ّ‬ ‫نم ��ت بالت�أكي ��د و�ص ��ارت �أكث ��ر ج ��ر�أة‪� .‬أو ًال‪� ،‬أعلن‬ ‫عن عزمه �إن�شاء منطق ��ة �آمنة لتدريب المتم ّردين‬ ‫ال�سوريي ��ن من جهة ولإ�ستيعاب الالجئين من جهة‬ ‫�أخ ��رى‪ .‬الحقيق ��ة �أن الأردن يريد له ��ذه المنطقة‪،‬‬ ‫الت ��ي �ست�شم ��ل محافظت ��ي درع ��ا وال�سوي ��داء‪� ،‬أن‬ ‫تخ ��دم وت�ساع ��د الث ��وار ال�سوريي ��ن عل ��ى �شن‬ ‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪33‬‬


‫الم�شرق العربي‬ ‫األردن‬

‫الأردن‪� :‬إقامة مالذ �آمن ي�ضعه في عين العا�صفة‬

‫هل فكرة ّ‬ ‫تمدد المملكة الهاشمية‬ ‫إلى سوريا والعراق ّ‬ ‫جدية؟‬ ‫فيم��ا تهز منطق��ة ال�شرق الأو�سط و�شمال �أفريقي��ا �أحداث وحروب لم تعرفها ف��ي تاريخها الحديث وقد‬ ‫تغير خرائطها‪ ،‬يحاول الأردن بكل قواه الداخلية والخارجية �إيجاد دور لإقناع العالم ب�أهمية بقائه وحتى‬ ‫تمدده‪ .‬ولكن �إلى �أي حد نجح؟‬ ‫عمان ‪ -‬هدى ال�شامي‬ ‫حت ��ى الآن‪ ،‬وقف ��ت المملك ��ة الأردني ��ة‬ ‫الها�شمية ال�صغيرة على هام�ش الأزمة‬ ‫ال�سوري ��ة‪ ،‬رغم معاناته ��ا من ال�ص ��راع الذي كان‬ ‫غالب� � ًا من خالل مئات الآالف من الالجئين الذين‬ ‫تدفقوا عب ��ر حدودها ال�شمالي ��ة‪ .‬والم�شكل الأ�شد‬ ‫�إيالم� � ًا في ه ��ذا الو�ض ��ع المع ّقد �أن َع َّم ��ان تبحث‬ ‫من ��ذ فترة ع ��ن موطئ قدم له ��ا ف ��ي المنطقة مع‬ ‫ت�سارع التغ ّي ��رات في قواعد اللعب ��ة لكي تجد دور ًا‬ ‫�سيا�سي ًا �إقليمي ًا ودولي ًا لها وبالتالي ُتقنع الالعبين‬ ‫الأ�سا�سيين ب�ضرورة بقاء مملكتها‪ .‬فمنذ �إنك�شاف‬ ‫ظهرها م ��ع �سقوط نظام �صدام ح�سين في العراق‬ ‫وهيمن ��ة �إي ��ران علي ��ه‪ ،‬و�إنغما�س �سوري ��ا في حم�أة‬ ‫حرب �أهلية و�إقليمي ��ة �أدّت �إلى تق�سيمها وتفتيتها‪،‬‬ ‫م ��ع ب ��روز الع ��ب جدي ��د خطر تمث ��ل ف ��ي "الدولة‬ ‫اال�سالمية" (داع� ��ش)‪ ،‬والمملك ��ة الأردنية تجهد‬ ‫لحجز مقع ��د لها في التحالفات الإقليمية والدولية‬ ‫الدائمة التغ ّير‪ ،‬بال جدوى‪.‬‬ ‫لك ��ن ه ��ذا الأمر ق ��د يتغي ��ر قريب� � ًا‪ .‬خ�ل�ال �شهر‬ ‫حزي ��ران (يوني ��و) الما�ض ��ي‪ ،‬م ��ع تح� � ّرك تنظيم‬ ‫"الدولة الإ�سالمية" ب�شكل خطير على مقربة من‬ ‫حدودها‪ ،‬فق ��د �أ�شارت َع َّمان �إلى �إ�ستعدادها للعب‬ ‫دور �إقليمي �أكثر ن�شاط ًا‪ ،‬بما في ذلك �إقامة منطقة‬ ‫�آمن ��ة ع�سكري ��ة و�إن�سانية في جن ��وب �سوريا‪ ،‬حيث‬ ‫�ستكون منطقة يتد ّرب فيه ��ا المتمردّون ال�سوريون‬ ‫المعتدلون وت�ستوعب ال�سكان الالجئين‪.‬‬

‫‪32‬‬

‫العدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫الملك عبد الله الثاني بن الح�سين‪ :‬هل حق ًا يريد تمدد مملكته؟‬

‫الواق ��ع �أن هذه الخطة يمكن �أن ت� ��ؤدي �إلى كارثة‪.‬‬ ‫�إن �إن�ش ��اء منطقة �آمنة في �سوري ��ا‪ ،‬والذي �سيكون‬ ‫بمثاب ��ة تع ��دٍّ غي ��ر ُم َر َّح ��ب ب ��ه على ممتل ��كات في‬ ‫الأرا�ض ��ي ال�سورية‪ ،‬قد يح ّر�ض نظ ��ام الأ�سد للرد‬ ‫على الأردن‪ .‬كما ق ��د يفتح ذلك طريق ًا للجماعات‬ ‫المتطرفة �إلى المملكة‪.‬‬ ‫�إن �إحتفاالت هذا العام التي �أقيمت في العا�شر من‬ ‫حزي ��ران (يونيو) الفائت بمنا�سبة يوم الجي�ش في‬ ‫الأردن‪ ،‬ال ��ذي يخ ّلد ذكرى الث ��ورة العربية الكبرى‬ ‫�ض ��د العثمانيين خ�ل�ال الحرب العالمي ��ة الأولى‪،‬‬ ‫كانت رمزي ��ة للغاية ول َّمحت �إل ��ى الخطة الجديدة‬ ‫للمملك ��ة‪ .‬خالل المرا�س ��م‪ ،‬قدّم المل ��ك عبد اهلل‬

‫الثان ��ي ب ��ن الح�سين �إل ��ى الجي�ش العرب ��ي‪�( ،‬إ�سم‬ ‫الق ��وات الم�سلح ��ة الأردني ��ة)‪ ،‬ال َع َل ��م الها�شم ��ي‪،‬‬ ‫ال ��ذي ُر ِف ��ع خالل التم ��رد الذي قام ب ��ه �أفراد من‬ ‫الها�شميي ��ن‪ ،‬الأحفاد المبا�شرين للنبي محمد‪� .‬إن‬ ‫النق�ش على ال َع َلم‪ ،‬الذي يت�ض ّمن ال�شهادتين (ال �إله‬ ‫�إال اهلل و�أن محم ��د ًا ر�س ��ول اهلل) وكذلك ب�سم اهلل‬ ‫(الآي ��ة الأولى في القر�آن)‪ ،‬ي�ؤك ��د الدور التاريخي‬ ‫الرئي�سي للها�شميين الذي �أدّوه في خدمة الق�ضايا‬ ‫القومية العربية والإ�سالمية‪.‬‬ ‫ق ��د يب ��دو هذا الأمر غي ��ر �ضار �إلى ح ��د ما‪ ،‬ولكن‬ ‫بع ��د فت ��رة وجيزة م ��ن مرا�سم ي ��وم الجي�ش‪ ،‬كتب‬ ‫ال�صحاف ��ي الأردن ��ي الب ��ارز ماهر �أبو طي ��ر مقا ًال‬ ‫ف ��ي �صحيفة "الد�ست ��ور" ال ُمق ّربة من الدولة تحت‬ ‫عنوان "مملك ��ة عربية جدي ��دة عا�صمتها ع َّمان"‪،‬‬ ‫حي ��ث ن ��ادى بتو�سي ��ع جغرافي ��ة الكي ��ان الأردن ��ي‬ ‫لي�صي ��ر الأردن الكبي ��ر‪ ،‬بزي ��ادة جغرافي ��ة تعادل‬ ‫م�ساحت ��ه الحالي ��ة‪ ،‬وم ��ا بي ��ن ‪ 15‬ملي ��ون ال ��ى ‪20‬‬ ‫ملي ��ون مواط ��ن جديد‪ ،‬وق ��ال فيه �أن عل ��ى الأردن‬ ‫تو�سي ��ع مملكت ��ه �إل ��ى المناط ��ق ال�سني ��ة في غرب‬ ‫العراق وجن ��وب �سوريا وكذلك في ال�ضفة الغربية‪:‬‬ ‫"م ��ا الذي يمنع �أن يك ��ون االردن نواة لدولة عربية‬ ‫ها�شمي ��ة جدي ��دة ممت ��دة‪ ،‬خ�صو�ص� � ًا �أن الحنين‬ ‫العراقي وال�س ��وري والفل�سطين ��ي للها�شميين على‬ ‫�أ�شدّه بعدما �شاهدوه وعا�شوه في دولهم تحت حكم‬ ‫انظم ��ة الت�ص� �دّي والرف�ض والغ�ض ��ب‪ ،‬وللها�شمية‬ ‫ال�سيا�سية جذر في كل دول الجوار؟!‪ .‬على كثيرين‬ ‫ان يف ّك ��روا ببراغماتي ��ة‪ ،‬فالنظ ��ام ال�س ��وري على‬


‫خالل �شهر حزيران (يونيو) الما�ضي‪،‬‬ ‫تحرك تنظيم "الدولة الإ�سالمية"‬ ‫مع ّ‬ ‫ب�شكل خطير على مقربة من حدودها‪،‬‬ ‫فقد �أ�شارت َع َّمان �إلى �إ�ستعدادها للعب‬ ‫دور �إقليمي �أكثر ن�شاط ًا‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫�إقامة منطقة �آمنة ع�سكرية و�إن�سانية‬ ‫في جنوب �سوريا‪ ،‬حيث �ستكون منطقة‬ ‫يتد ّرب فيها المتمر ّدون ال�سوريون‬ ‫المعتدلون وت�ستوعب ال�سكان الالجئين‬ ‫ال�صحافي الأردني ماهر �أبو طير‬ ‫في �صحيفة "الد�ستور"‪" :‬ما الذي‬ ‫يمنع �أن يكون االردن نواة لدولة عربية‬ ‫ها�شمية جديدة ممتدة‪ ،‬خ�صو�ص ًا �أن‬ ‫الحنين العراقي وال�سوري والفل�سطيني‬ ‫أ�شده بعدما �شاهدوه‬ ‫للها�شميين على � ّ‬ ‫وعا�شوه في دولهم تحت حكم‬ ‫الت�صدي والرف�ض والغ�ضب‪،‬‬ ‫�أنظمة‬ ‫ّ‬ ‫وللها�شمية ال�سيا�سية جذر‬ ‫في كل دول الجوار؟!"‬ ‫بدعم الجماع ��ات الإرهابية‪ .‬الأه ��م من ذلك‪� ،‬إن‬ ‫الأردن يتع ّر� ��ض ل�ضغ ��وط م ��ن الوالي ��ات المتحدة‬ ‫لمن ��ع المتطرفي ��ن من العم ��ل في المنطق ��ة‪ .‬ومع‬ ‫ذلك‪� ،‬إذا ح ��اول الأردن منع هذه المجموعات من‬ ‫�إ�ستخ ��دام منطق ��ة التدري ��ب التي يقيمه ��ا كنقطة‬ ‫�إنطالق‪� ،‬س ��واء من خالل مهاجمتها ب�شكل مبا�شر‬ ‫�أو غير ذلك‪ ،‬ف�إنها قد تق ّرر الإنتقام من المملكة‪.‬‬ ‫�أخي ��ر ًا‪ ،‬يمك ��ن لمنطقة �آمن ��ة �أن ت� ��ؤدي �إلى خطر‬ ‫�إن ��زالق الأردن مبا�ش ��رة �إل ��ى ال�ص ��راع ال�س ��وري‪.‬‬ ‫للت�أكيد‪ ،‬لقد �أدّى الق�صف �أحيان ًا عبر الحدود �إلى‬ ‫�سقوط �ضحايا م ��ن المدنيين‪ ،‬ولكن ظلت الحدود‬ ‫الأردني ��ة �آمن ��ة ن�سبي ًا خ�ل�ال الح ��رب الأهلية‪ .‬مع‬ ‫ذل ��ك‪ ،‬قد تك ��ون المنطقة الآمنة جذاب ��ة جد ًا لكي‬ ‫تك ��ون هدف� � ًا للجماع ��ات المتطرفة مث ��ل "الدولة‬

‫الإ�سالمية" و"جي�ش الفت ��ح"‪ ،‬مما �سيجبر الأردن‬ ‫عل ��ى �إر�سال قوات برية خا�ص ��ة �إلى جنوب �سوريا‪.‬‬ ‫�إذا ح ��دث ه ��ذا الأم ��ر‪ ،‬ف� ��إن م�شارك ��ة الأردن في‬ ‫الح ��رب الأهلي ��ة �س ��وف تق ّو� ��ض ب�ش ��دة �إ�ستقرار‬ ‫المملكة‪.‬‬ ‫حت ��ى الآن‪ ،‬حافظ ��ت القيادة الأردني ��ة ب�شكل رائع‬ ‫على �أمن و�إ�ستقرار البالد على الرغم من الأو�ضاع‬ ‫الأمني ��ة المتردي ��ة في الع ��راق و�سوري ��ا‪ .‬ولكن مع‬ ‫الهج ��وم الم�ستمر في درعا‪ ،‬ف� ��إن الأردن �سيواجه‬ ‫مخاطر متزايدة‪ ،‬وال ��ذي لهذا ال�سبب ال ينبغي �أن‬ ‫قدم على تغيير مغامر في �سيا�ساته‪.‬‬ ‫ُي ِ‬ ‫م ��ن ناحي ��ة �أخ ��رى‪ ،‬هن ��اك طريقت ��ان ت�ستطي ��ع‬ ‫الواليات المتحدة من خاللهم ��ا �أن ت�ساعد الأردن‬ ‫لك ��ي يتج َّنب التورط ف ��ي بالد ال�ش ��ام‪ .‬يمكنها �أن‬

‫تعمل مع رو�سيا و�إيران لإجبار الأ�سد على الموافقة‬ ‫عل ��ى وق ��ف لإطالق الن ��ار في الجن ��وب‪ .‬وهذا من‬ ‫�ش�أن ��ه �أن يق ّل ��ل م ��ن ح ��دة ال�ص ��راع بالق ��رب من‬ ‫الحدود الأردني ��ة و�سيق ّلل من حاج ��ة المملكة �إلى‬ ‫الت ��ورط في الأزم ��ة‪ .‬كما ت�ستطي ��ع وا�شنطن �أي�ض ًا‬ ‫دعم االمملكة الها�شمي ��ة من خالل الم�ساهمة في‬ ‫منحه ��ا المزيد م ��ن الأموال لم�ساع ��دة الالجئين‬ ‫ال�سوريي ��ن وت�شجيع المجتمع الدولي على �أن يحذو‬ ‫حذوها‪ .‬وهذا من �ش�أن ��ه �أن يق ّلل من ال�ضغط على‬ ‫المملكة للبحث عن بدائل لإ�ستيعاب الالجئين‪� .‬إن‬ ‫هذين الخيارين قد ي�سمحان للأردن ت�أمين حدوده‬ ‫م ��ن دون الحاجة �إل ��ى �إعداد �أو �إقام ��ة �أي نوع من‬ ‫المناط ��ق الآمن ��ة على حدوده‪ ،‬التي م ��ن �ش�أنها �أن‬ ‫تو ّفر الأمان بالإ�سم فقط‬ ‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪35‬‬


‫الم�شرق العربي ¶ الأردن‬ ‫الع�سكر على الحدود‪ :‬ب�إنتظار �أوامر التمدد؟‬

‫رئي�س الحكومة عبدالله الن�سور‪ :‬ال نية للأردن للتمدد‬

‫هجم ��ات �ض ��د نظ ��ام الأ�س ��د ف ��ي �أج ��زاء �أخ ��رى‬ ‫م ��ن البالد‪ ،‬وكذل ��ك لحماي ��ة الح ��دود ال�سورية‪-‬‬ ‫الأردني ��ة �ض ��د المتطرفي ��ن‪ .‬و�س ��وف ترع ��ى هذه‬ ‫المنطقة قوات "الجبه ��ة الجنوبية"‪ ،‬وهي تحالف‬ ‫م ��ن المعار�ضي ��ن ال�سوريي ��ن المعتدلي ��ن الذين ال‬ ‫ينتم ��ون �إل ��ى الجماعات الأكث ��ر راديكالي ��ة (مثل‬ ‫"الدول ��ة الإ�سالمي ��ة"‪ ،‬و"جبه ��ة الن�ص ��رة"‪� ،‬أو‬ ‫"�أح ��رار ال�ش ��ام")‪ ،‬وذل ��ك بدع ��م م ��ن المملكة‪.‬‬ ‫وف ��ي حزيران (يونيو) الما�ض ��ي‪� ،‬أطلقت "الجبهة‬ ‫الجنوبي ��ة" عملي ��ة �أُطل ��ق عليه ��ا �إ�س ��م "عا�صف ��ة‬ ‫الجنوب" لإحتالل مدين ��ة درعا‪ ،‬لكنها تعثرت‪� ،‬إن‬ ‫لم تك ��ن ف�شلت في تحقي ��ق �أهدافه ��ا‪ ،‬و�سط �أنباء‬ ‫عن خالفات بي ��ن ف�صائل المعار�ضة‪ ،‬وبينها وبين‬ ‫غرف ��ة العمليات ف ��ي االردن المعروفة بالـ"موك"‪.‬‬ ‫ويق ��ول المتابع ��ون �أنه على الرغم م ��ن توقف هذه‬ ‫العملي ��ة وتع ّثره ��ا منذ ذلك الحي ��ن‪ ،‬ف�إنها ال تزال‬ ‫على جدول �أعمال "الجبهة الجنوبية"‪.‬‬ ‫قد تب ��دو فكرة �إقامة المنطقة الآمن ��ة جيدة و�أنها‬ ‫و�سيلة ذكي ��ة لبناء �شبكة �أم ��ان وتفريغ الآالف من‬ ‫الالجئي ��ن‪ ،‬لكنها �سوف تق ّو� ��ض الواقع الأمني​​في‬ ‫المملكة من جهة‪ ،‬ومما ال �شك فيه ب�أنها �سوف تثير‬ ‫غ�ض ��ب نظام الأ�س ��د‪ ،‬وربما بما يكف ��ي لإ�ستفزازه‬ ‫ل�ش ��ن هج ��وم �ض ��د الأردن م ��ن ناحية �أخ ��رى‪� .‬إن‬ ‫النظ ��ام ال�س ��وري ق ��د ك ّث ��ف �أخي ��ر ًا ق�صف ��ه على‬ ‫الجماعات المتم ّردة في درعا وهو يعتبر ال�سيطرة‬ ‫عل ��ى المدين ��ة �أم ��ر ًا حيوي� � ًا لبقائ ��ه‪� .‬إذا �إنخرط‬ ‫الأردن هن ��اك‪ ،‬لأنه يدعم وين�صح الجماعات التي‬ ‫تقاتل ف ��ي درعا (ربما حت ��ى �إر�س ��ال �أردنيين �إلى‬ ‫هن ��اك)‪ ،‬ف�إن النظ ��ام ال�سوري قد يق ��رر الهجوم‪.‬‬

‫‪34‬‬

‫العدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫وعل ��ى الرغم من �أن الرئي� ��س ال�سوري ب�شار الأ�سد‬ ‫ربما ال يرغب ف ��ي �إ�ضافة المزيد من الأعداء على‬ ‫قائمته‪ ،‬ف�إن منطقة �آمنة قريبة جد ًا من دم�شق قد‬ ‫يكون �أمر ًا من الم�ستحيل بالن�سبة �إليه تجاهله‪.‬‬ ‫ثاني ًا‪� ،‬إن جماعات المعار�ضة الراديكالية هي قوية‬ ‫ف ��ي جن ��وب �سوريا‪ ،‬وم ��ن الممكن �أن ي ��زج الأردن‬ ‫نف�س ��ه وينخ ��رط عن غي ��ر ق�ص ��د ف ��ي �سيا�ساتها‬ ‫المع ّق ��دة‪ .‬واح ��دة م ��ن الجماع ��ات المتم ��ردة‬ ‫الرئي�سي ��ة العامل ��ة في محافظة درع ��ا هي "جي�ش‬ ‫الفت ��ح"‪ ،‬وه ��و تنظي ��م "مظل ��ة" ي�ض ��م جماع ��ات‬ ‫مت�ش� �دّدة مث ��ل "جبهة الن�ص ��رة"‪ ،‬التاب ��ع لتنظيم‬ ‫"القاع ��دة"‪ ،‬و"�أح ��رار ال�ش ��ام"‪ ،‬وه ��ي مجموعة‬ ‫تت�ش� � ّكل م ��ن متمردي ��ن �سلفيين محافظي ��ن جد ًا‪.‬‬ ‫ولكن في الجنوب ف�إن الجماعات المتطرفة لي�ست‬

‫قوية كم ��ا في �أماك ��ن �أخرى في ب�ل�اد ال�شام‪ ،‬كما‬ ‫�أن غرف ��ة العملي ��ات ف ��ي َع َّم ��ان‪ ،‬والمعروفة با�سم‬ ‫"قي ��ادة العمليات الع�سكري ��ة" (�أو الموك)‪ ،‬التي‬ ‫ت�ؤ ّم ��ن وتر�س ��ل الأ�سلح ��ة والأم ��وال �إل ��ى "الجبهة‬ ‫الجنوبية"‪ ،‬حاولت من ��ع التعاون بين هذه الأخيرة‬ ‫و"جي�ش الفتح" والجماعات المتطرفة الأخرى‪.‬‬ ‫ولكن كمجموعة "مظلة"‪ ،‬ف�إن "الجبهة الجنوبية"‬ ‫تعاني بدورها من �إنق�سامات داخلية التي قد تدفع‬ ‫بع� ��ض ف�صائله ��ا للدخول ف ��ي �شراكة م ��ع "جي�ش‬ ‫الفت ��ح"‪ .‬و�إذا �إ�ستطاع ��ت "الجبه ��ة الجنوبي ��ة"‬ ‫الإنت�صار وال�سيطرة على درعا في نهاية المطاف‪،‬‬ ‫ف�إن "جي�ش الفتح" �س ��وف ينتهي �إلى �إن�شاء مخيم‬ ‫ف ��ي المنطق ��ة الآمنة؛ و�س ��وف يثير وج ��ود "جي�ش‬ ‫الفت ��ح" في درعا غ�ض ��ب دم�شق الت ��ي تتهم ع ّمان‬


The Best Brazilian Technology

Motrice Equipamentos e Processos Ltda is a Brazilian company specializing in process of food industry, especially in the heat treatment through equipment like Drum Dryer, Spray Dryer, Paddle Dryer, Fluidized Bed Systems, Lyophilisation and also type Tunnel forced air dryers. Motrice has a pilot plant in Curitiba, Brazil, with the possibility to provide the following services:

• Product development • Prototyping Product • Exploratory testing. • Support projects and supports the technical area of new lines And through its Innovation Centre, already serve and provide support in the development of processes for manufacturing flakes fruits, starches and modified gelatin, milk, flour, instant cereal flakes, dried yeast and others…

Equipment

Drum dryer is a suitable drying equipment for temperature sensitive products that present in liquid or paste form and that the drying occurs in a few seconds by forming a thin layer on the cylinder surface without causing oxidation in the product since this process does not no product contact with air.

For More information write to MOTRICE, R São Simão 36, P.O. Box: 82900-290, Curitiba, Paraná, Brazil, Phone: +5541-3366-7226 Or visit: www.motrice.com.br, or www.ippel.com.br Middle East & North Africa Agent: TERRASTONE FINANCE, Istanbul, Turkey For more Information visit: www.terrastonefinance.com


In Food Thermal Processing Motrice projects and manufactures heavy load equipment of high precision for the agribusiness and chemical industry. It works to innovate the conception of equipment focusing the commercial and production needs of the industry. As complemental services of processes engineering, Motrice makes available a research team with engineers dedicated to new concepts of products, besides a pilot plant for the development of processes and preparation of samples for market tests. Maintenance and technical support are also the focus of Motrice, which renders services of evaluation, recovery, reconditioning and modernization of complex machines, including from other suppliers.


‫ر�أي خبير‬

‫بقلم الدكتور جا�سم عجاقة*‬

‫التعاون اإلقتصادي بين إيران والخليج‬ ‫في ظل اإلتفاق النووي‬ ‫م ��ا زال ��ت دول المنطقة العربية حذرة تج ��اه الإتفاق على البرنامج‬ ‫النووي الإيراني وذلك ب�سبب التداعيات المتناق�ضة لهذا الإتفاق‪.‬‬ ‫فم ��ن جه ��ة هن ��اك تداعي ��ات �إيجابي ��ة تط ��ال الإقت�ص ��ادات الخليجي ��ة والعربي ��ة‬ ‫عموماً‪ ،‬ومن جهة �أخرى ف�إن تعويم �إيران بالمال �سيق ّوي نفوذها في المنطقة‪.‬‬ ‫�إن العالقة بين �إيران والدول العربية هي عالقة �صعبة تاريخياً‪ ،‬ف ُبعيد التمدّد‬ ‫الكبي ��ر للأمبراطوري ��ة الفار�سي ��ة وال ��ذي �إنته ��ى بخ�س ��ارة الفر� ��س �أم ��ام هرقل‬ ‫�أمبراط ��ور ال ��روم ف ��ي العام ‪ ،627‬ق ��ام العرب بح ��رب "فتح" �ض ��د الإمبراطورية‬ ‫الفار�سي ��ة و�إ�ستطاع ��وا ال�سيط ��رة على مناطق كثيرة قب ��ل �أن تتم هزيمتهم على‬ ‫ي ��د حفي ��د جنكيزخ ��ان‪ .‬و�إذا �إ�ستط ��اع الأت ��راك ال�س ّن ��ة البق ��اء في �إي ��ران وتقوية‬ ‫و�ضعه ��م الإقت�ص ��ادي‪� ،‬إال �أن الع ��رب �إ�ضمح ��ل نفوذهم ‪ .‬ه ��ذا التناف�س التاريخي‬ ‫عل ��ى الم ��وارد وال�سلط ��ة‪ ،‬تع ��ود �أ�صول ��ه �إل ��ى الإنق�س ��ام الديني بي ��ن �سني‪-‬عربي‬ ‫و�شيعي‪ -‬فار�سي والذي تترجم عبر التاريخ بمواجهات ع�سكرية‪.‬‬ ‫تنخرط �سيا�سة �إيران تجاه الدول العربية في �إطار �سيا�ستها العامة تجاه الدول‬ ‫الإ�سالمية التي ين�ص عليها الد�ستور الإيراني (ما بعد الثورة)‪ .‬وبطبيعة نظام‬ ‫الحك ��م الث ��وري فيه ��ا‪ ،‬ف�إن �أنظاره ��ا تتجه �إلى ال ��دول الإ�سالمي ��ة المحيطة بها‬ ‫وعل ��ى ر�أ�سها دول الخلي ��ج والعراق كنظرة رف�ض للحكومات العربية التي تعي�ش‬ ‫نوع� �اً م ��ن "الإ�س�ل�ام الأميرك ��ي" بح�س ��ب نظ ��رة الإم ��ام الخميني وال ��ذي كانت‬ ‫ترجمته على الأر�ض الحرب العراقية – الإيرانية‪ .‬وما � ّأجج المواجهة �أكثر مع‬ ‫ال ��دول الخليجية الت�صادم الإيديولوجي بين نظام ثوري من جهة ونظام ملكي‬ ‫محافظ من جهة �أخرى‪ ،‬مع وجود ن�سبة كبيرة من ال�شيعة في المملكة العربية‬ ‫ال�سعودية والكويت والبحرين واليمن‪ .‬وما م ّيز ال�سيا�سة الإيرانية تجاه العالم‬ ‫العرب ��ي ه ��و الخطاب العدائ ��ي لإ�سرائيل و�أميركا بحيث كان ل ��ه وقع �صدى في‬ ‫ال�شارع العربي ال�س ّني‪.‬‬ ‫لك ��ن م ��ع وفاة الإمام الخميني‪ ،‬عدّلت �إيران ف ��ي �إ�ستراتيجيتها عبر التخ ّلي عن‬ ‫المواجه ��ة الع�سكري ��ة المبا�شرة وظهور خطوط عدة تجاه الدول العربية‪ .‬فمن‬ ‫ناحي ��ة كان ��ت هن ��اك �سيا�سة تج ��اه دول الخلي ��ج‪ ،‬و�سيا�سة تجاه الم�ش ��رق العربي‬ ‫(الع ��راق‪� ،‬سوريا ولبنان)‪ ،‬و�سيا�سة ثالثة تج ��اه المغرب العربي‪ .‬ولكن نظراً �إلى‬ ‫الم�صال ��ح الإقت�صادي ��ة والدوافع الدينية‪ ،‬ن ��رى �أن بلدان الخلي ��ج العربي تبقى‬ ‫�أولوي ��ة مطلق ��ة بالن�سبة �إلى طه ��ران‪ .‬فالقرب الجغرافي ل ��دول الخليج ووجود‬ ‫م�صال ��ح �إقت�صادي ��ة مُ�شترك ��ة على مثال �آب ��ار البترول في البح ��ر الم�شتركة بين‬ ‫�إي ��ران ودول الخلي ��ج‪ ،‬كم ��ا والطري ��ق البحري ال ُم�شت ��رك بي ��ن الجانبين‪ ،‬دفعت‬ ‫بالجمهوري ��ة الإ�سالمي ��ة �إل ��ى �إتب ��اع �سيا�سة ح ��ذرة تجاه هذه ال ��دول وذلك عبر‬ ‫المحافظ ��ة عل ��ى الح ��د الآدن ��ى م ��ن العالق ��ات معه ��ا وفي الوق ��ت عين ��ه ال�سعي‬ ‫�إل ��ى �إ�ضع ��اف الأنظم ��ة الحاكم ��ة فيه ��ا‪ .‬و�إذا م ��ا كان ��ت المواجه ��ة الع�سكرية قد‬ ‫غاب ��ت ب�ش ��كل مبا�شر منذ �إنتهاء الح ��رب الإيرانية ‪ -‬العراقي ��ة‪� ،‬إال �أن المواجهة‬ ‫ال�سيا�سي ��ة والإقت�صادي ��ة �إ�ستم� � ّرت خ�صو�ص� �اً داخ ��ل منظمة "�أوب ��ك"‪ ،‬و�أ�صبحت‬ ‫العالقات مع �إيران متع ّلقة ب�شكل كبير بالتوتر ال�سيا�سي والمناف�سة بين الثورة‬ ‫الإ�سالمية في طهران والنظام الملكي في دول الخليج‪.‬‬ ‫ح� �دّت العقوب ��ات التي ُفر�ضت على الجمهورية الإ�سالمية من قدرة النظام فيها‬ ‫عل ��ى مواجهة الأنظمة العربية �إقت�صادياً‪ .‬م ��ن هنا �أتت الإ�ستراتيجية الإيرانية‬ ‫لتف ��ادي ه ��ذا العجز عب ��ر �شقي ��ن‪ :‬الأول تطوير برنامج ن ��ووي ب�سبب عدم قدرة‬

‫�إي ��ران على الح�صول على الأ�سلحة التقليدية كنتيجة للعقوبات‪ ،‬والثاني العمل‬ ‫عل ��ى تحري ��ك الأنظمة م ��ن الداخل عبر الت�أثي ��ر في الأقلي ��ات الدينية في هذه‬ ‫البل ��دان‪ .‬و�إذا ف�شل ��ت �إي ��ران في ال�شق الأول‪� ،‬إال �أنها �أعط ��ت للمحور الثاني بعداً‬ ‫�إ�ستراتيجياً مع تنامي حليفها في لبنان ال ُمتم ّثل ب"حزب اهلل"‪ .‬وبهذا �أ�صبحت‬ ‫المواجه ��ة الإيراني ��ة الخليجية هي مواجهة ع�سكري ��ة غير مبا�شرة ترجمت في‬ ‫بلدان عدة كالعراق‪ ،‬و�سوريا‪ ،‬ولبنان‪ ،‬والبحرين‪ ،‬واليمن‪.‬‬ ‫وق ��د �أدت العقوب ��ات الدولية عل ��ى �إيران بدورها �إل ��ى �إ�ضعافه ��ا �إقت�صادياً وكانت‬ ‫�سبب� �اً رئي�سي� �اً لتخ ّليه ��ا ع ��ن برنامجه ��ا الن ��ووي م ��ن �أج ��ل رفعه ��ا‪ .‬ف ��ي الجه ��ة‬ ‫المقابل ��ة‪ ،‬تط ��ورت �إقت�ص ��ادات دول الخلي ��ج ب�ش ��كل هائل ومتباي ��ن‪ ،‬فغالبية دول‬ ‫الخلي ��ج �إ�ستف ��ادت م ��ن �إرتفاع �أ�سع ��ار البترول العالمي ��ة ودفع ��ت �إقت�صاداتها �إلى‬ ‫�أحج ��ام هائلة‪ .‬و�إعتمد بع�ضها كقطر �إ�ستراتيجيات للإ�ستفادة من الفائ�ض من‬ ‫ال�سيول ��ة و�إ�ستثماره في ظل �صندوق �سيادي كفيل وحده بت�أمين موازنة الدولة‬ ‫م ��ن دون المردود النفطي‪� .‬أما بع�ض البل ��دان الأخرى كالإمارات‪ ،‬فقد �إعتمدت‬ ‫�أ�سلوب تنويع الإنتاج في �إقت�صادها وخ�صو�صاً الخدمات‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى بع�ض الدول الخليجية كالإمارات تتمتع بعالقات تجارية كبيرة‬ ‫مع �إيران على الرغم من الحظر الدولي ‪ .‬فبح�سب الأرقام ال ُمتداولة‪ ،‬ما يوازي‬ ‫‪ %20‬م ��ن الإ�ستي ��راد الإيراني (من دون الم�شتقات النفطية) ي ّمر عبر الإمارات‪،‬‬ ‫كم ��ا �أن ر�أ� ��س الم ��ال الإيران ��ي يذه ��ب بالدرج ��ة الأول ��ى �إليه ��ا‪ .‬ويع ��ود ال�سب ��ب‬ ‫الرئي�س ��ي �إل ��ى وج ��ود جالي ��ة �إيرانية كبي ��رة (‪� 400‬ألف �إيران ��ي مقيمين) و‪6000‬‬ ‫�شركة �إيرانية موجودة في الإمارات‪.‬‬ ‫ويبق ��ى ال�س� ��ؤال المط ��روح ‪ :‬هل �ستعم ��د دول الخليج �إلى التع ��اون �إقت�صادياً مع‬ ‫طهران بعد االتفاق النووي؟ وما هي الإفادة من ذلك؟‬ ‫كل الأرق ��ام ُت�شي ��ر �إل ��ى �أنه من الواجب عل ��ى دول الخليج التع ��اون �إقت�صادياً مع‬ ‫"العدو – الجار" وال�سبب الرئي�سي يعود �إلى الإ�ستفادة المادية والإقت�صادية‬ ‫الت ��ي ق ��د تجنيها الإقت�ص ��ادات الخليجية من ذلك‪ .‬ول� � َم ال �إذا كان بع�ض الدول‬ ‫الت ��ي ُتعار� ��ض ال�سيا�س ��ة الإيراني ��ة كتركي ��ا‪ ،‬تحتل المرات ��ب الأولى ف ��ي التبادل‬ ‫التج ��اري م ��ع �إي ��ران على الرغ ��م من العقوب ��ات الدولية عليها؟ �أ�ض ��ف �إلى ذلك‬ ‫ب� ��أن الإقت�ص ��اد الإيران ��ي المتل ّه ��ف للإ�ستثم ��ارات الأجنبي ��ة �سي�سم ��ح لر�ؤو� ��س‬ ‫الأم ��وال الخليجي ��ة بتحقيق عائدات على الإ�ستثمارات �أكبر بكثير من تلك التي‬ ‫ُتحققه ��ا ف ��ي دول �أخرى‪ .‬وفي جميع الأحوال‪� ،‬إذا لم تقم الدول الخليجية بهذه‬ ‫الإ�ستثم ��ارت‪ ،‬ف�إن الدول الغربية وعلى ر�أ�سه ��ا الواليات ال ُمتحدة �ستقوم بذلك‪.‬‬ ‫�إ�ضاف ��ة �إل ��ى �أن ال ��دول الخليجي ��ة ت�ستطي ��ع الإ�ستثم ��ار في قطاع ��ات تحتاج �إلى‬ ‫منتوجاتها نظراً �إلى طبيعة الأر�ض الإيرانية والمناخ الذي ي�سمح ب�إنتاج زراعي‬ ‫مث�ل� ً‬ ‫ا‪� .‬أم ��ا قطاع النفط الذي ُتناف�س فيه �إي ��ران دول الخليج‪ ،‬ف�إن هذه الأخيرة‬ ‫قد ُت�شارك الجمهورية الإ�سالمية في ربحها لت�صبح هذه الثروة �إ�ستفادة للعرب‬ ‫بد ًال من �أن ت�ستفيد منها الدول الغربية‪.‬‬ ‫لك ��ن نظ ��راً �إلى ال�شق ال�سيا�سي‪ ،‬يبقى الأم ��ر مرفو�ضاً بالن�سبة �إلى بع�ض الدول‬ ‫الخليجي ��ة وخ�صو�صاً المملكة العربية ال�سعودية التي تعتبر �أن الإتفاق النووي‬ ‫الأخي ��ر �سي�سم ��ح لإيران بالح�صول عل ��ى ال�سيولة التي �ستتمك ��ن بوا�سطتها من‬ ‫الإ�ستم ��رار في دع ��م "التنظيمات ال ُم�سلحة" المناه�ض ��ة لل�سيا�سة ال�سعودية في‬ ‫العالم العربي‬

‫* خبير �إقت�صادي و�إ�ستراتيجي‬

‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪39‬‬


Khalidiya Street - Abu Dhabi - UAE Tel: +971 2 6654300 Fax: +971 2 6663396


‫�سوق الأ�سهم في طهران‪ :‬حجمها �ضخم و�ستكون م�صدراً للم�ستثمرين‬

‫الواق ��ع �أن �إن جه ��ود �إدارة �أوبام ��ا الرامية �إلى تقييد‬ ‫قدرة �إيران على بناء تر�سانة نووية‪ ،‬ومحاولة تقلي�ص‬ ‫المزي ��د من ع�سكرة منطقة ال�شرق الأو�سط قد تكون‬ ‫له ��ا تداعيات �أبعد‪ ،‬ربما تكون غير مق�صودة‪ ،‬لإعادة‬ ‫ت�شكيل ديناميات الإقت�صادات الإقليمية‪.‬‬ ‫�إن ايران هي ثاني �أكبر دولة في المنطقة من الناحية‬ ‫الجغرافية‪ ،‬وكذلك من حيث عدد ال�سكان‪ .‬وقد و�صل‬ ‫ناتجها المحلي الإجمالي في العام الما�ضي �إلى ‪404‬‬ ‫ملي ��ارات دوالر‪�( ،‬أكب ��ر م ��ن دولة الإم ��ارات العربية‬ ‫المتحدة)‪.‬‬ ‫كما �أن �سوق الأ�سهم لديها التي يبلغ حجمها ‪ 95‬مليار‬ ‫دوالر هي �أكبر من �أ�سواق الدول الخم�س النا�شئة في‬ ‫مجل� ��س التعاون الخليجي‪ ،‬وجميع الأ�سواق الحدودية‬ ‫للأ�سواق الخليجية‪ ،‬م ��ع حجم تداول يومي يبلغ ‪100‬‬ ‫مليون دوالر‪ ،‬ح�سب تقرير "روني�سان�س"‪.‬‬ ‫لق ��د �إختب ��رت �سنوات م ��ن العقوب ��ات �سع ��ة الحيلة‬ ‫والدهاء ل ��دى الإيرانيين‪ ،‬الذين �إ�ضطروا �إلى �إيجاد‬ ‫ال�سب ��ل والو�سائ ��ل لتطوي ��ر القطاع ��ات الإقت�صادية‬ ‫الأخرى غير النفط والغاز‪.‬‬ ‫"�إن العقارات والت�صنيع والنقل والتجارة والمطاعم‬ ‫والفن ��ادق والبناء هي من بين �أكب ��ر القطاعات غير‬ ‫النفطية‪� .‬إنها تمثل مجتمعة ‪ 70‬في المائة من الناتج‬ ‫المحل ��ي الإجمال ��ي الحقيقي‪ ،‬وكانت م�ص ��در ًا مهم ًا‬ ‫للنم ��و غير النفطي حتى الآن"‪ ،‬قال تقرير �صادر عن‬ ‫بنك "�أوف �أميركا ميريل لين�ش" حول �إيران‪.‬‬ ‫المفاو�ض ��ات النووية التي دامت فت ��رة طويلة وغالب ًا‬ ‫م ��ا كانت �ساخنة – حيث �أن وزير الخارجية االيراني‬ ‫محم ��د جواد ظريف في �إحدى المراحل قال لمن�سقة‬ ‫ال�سيا�س ��ة الخارجية في الإتح ��اد االوروبي فيديريكا‬ ‫موغيرين ��ي "ال تحاول ��ي �أبد ًا تهدي ��د االيرانيين" ‪--‬‬ ‫ملحة حقيقية‪.‬‬ ‫كانت في �صميمها حاجة �إقت�صادية ّ‬

‫ف ��ي حين �أن عدم قدرتها على التعامل الم�صرفي مع‬ ‫بقية العالم و�إرتفاع الت�ضخم وزيادة معدالت البطالة‬ ‫ الت ��ي يقدرها البنك الدول ��ي بن�سبة ‪ 20‬في المئة ‪-‬‬‫كانت من بين الأ�سب ��اب التي �ضغطت عليها من �أجل‬ ‫ال�سع ��ي والعم ��ل على تخفي ��ف العقوب ��ات‪ ،‬فقد كانت‬ ‫�إيران قلقة وحذرة ب�شكل متزاي ��د �أي�ض ًا بالن�سبة �إلى‬ ‫موارده ��ا كونه ��ا تُ�ستنزَ ف بوا�سطة ال ��دول المجاورة‬ ‫المنتجة للطاقة مثل العراق وقطر‪.‬‬ ‫"ال النف ��ط وال الغ ��از الطبيع ��ي يحت ��رم الح ��دود‬ ‫ال�سيا�سي ��ة‪ ،‬وبع�ض حقول النفط والغاز االيرانية يقع‬ ‫تح ��ت حدود م�شتركة‪ .‬الحقيق ��ة �أن �إيران تحتاج �إلى‬

‫تقرير �صادر عن �شركة "روني�سان�س‬ ‫كابيتال" ‪�" :‬إن فتح �أبواب �إيران‬ ‫�سيكون واحد ًا من �أكثر التطورات‬ ‫المثيرة للإهتمام والإيجابية بالن�سبة‬ ‫�إلى �أ�صول الأ�سواق النا�شئة والحدودية‬ ‫منذ �سنوات عديدة‪� .‬إن هذا الإقت�صاد‬ ‫هو �أكثر تنوع ًا من �أي �شيء �آخر‬ ‫ق ّيمناه" م�شير ًا �إلى �أن �إيران هي الدولة‬ ‫الوحيدة في ‪ 2013 -2012‬التي‬ ‫قامت بت�صدير كل فئة من ال�صادرات‬ ‫المحدد من قبل �صندوق‬ ‫على النحو‬ ‫ّ‬ ‫النقد الدولي ‪ -‬بما في ذلك الكحول‬

‫م�ستثمرين �أجانب لتطوير ال�صناعة الهيدروكربونية‬ ‫البحري ��ة و�إع ��ادة تجهيز القطاع النفط ��ي‪ ،‬لذلك لم‬ ‫يتم ت�شغيل هذه الموارد "الم�شتركة" في مالعب كرة‬ ‫القدم القطرية "‪ ،‬يتابع تقرير "روني�سان�س كابيتال"‪.‬‬ ‫وق ��د ًع َك�س برنامج زيارات ظريف م ��ا بعد العقوبات‬ ‫�أي�ض� � ًا ه ��ذا الإلح ��اح م ��ن الجمهوري ��ة الإ�سالمي ��ة‬ ‫للإ�ستف ��ادة من ال‪ 157‬مليار برمي ��ل من النفط و‪34‬‬ ‫تريلي ��ون متر مكعب من �إحتياط ��ات الغاز‪ ،‬التي تمثل‬ ‫ت�سع ��ة و ‪ 18‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن الإجمال ��ي العالمي على‬ ‫التوالي‪.‬‬ ‫وكانت المحطة الأولى الكويت‪ ،‬التي كانت تبحث عن‬ ‫توقيع �إتفاق مع �إيران لإمدادات الغاز الطبيعي بعدما‬ ‫قام �أميرها بزيارة �إلى طهران في العام الما�ضي‪.‬‬ ‫بعده ��ا كانت محطة ظري ��ف التالية ف ��ي قطر‪ ،‬التي‬ ‫ت�شترك مع �إيران في �أكبر حقل غاز في العالم‪ ،‬حقل‬ ‫ال�شم ��ال ‪�/‬أو فار�س الجنوبي ‪ -‬الذي تقدر �إحتياطاته‬ ‫الإجمالي ��ة بحوالي ع�ش ��رة تريليونات مت ��ر مكعب ‪-‬‬ ‫الذي �ست�سعى �إيران الآن �إلى تطويره‪.‬‬ ‫في المرحلة االخيرة من الجولة‪ ،‬كانت زيارة ظريف‬ ‫الى العراق وبالتحديد �إلى النجف وبغداد‪.‬‬ ‫ف ��ي حي ��ن �أن �سلطن ��ة ُع َم ��ان‪ ،‬الت ��ي تو�سط ��ت ف ��ي‬ ‫المناق�ش ��ات الأولية بين وا�شنط ��ن وطهران‪ ،‬لم تكن‬ ‫عل ��ى خط �سير الرحلة‪ ،‬فقد كانت ال�صحف ال ُعمانية‬ ‫�إيجابي ��ة �إلى حد كبي ��ر بالن�سبة �إل ��ى الإتفاق النووي‬ ‫الإيراني‪.‬‬ ‫وتح ��دث ال�سفير االيراني ل ��دى ال�سلطن ��ة علي �أكبر‬ ‫�سيبوي ��ه ع ��ن "�إظه ��ار ال ��والء" و"�إعط ��اء الأولوي ��ة‬ ‫للأ�صدقاء الذين وقفوا معنا في �أثناء �أوقات ِّ‬ ‫ال�شدّة"‪.‬‬ ‫وق ��د دخلت م�سقط في �إتفاق عل ��ى مد خط للغاز مع‬ ‫�إيران تبل ��غ تكاليفه مليار دوالر‪ ،‬وال ��ذي من المتوقع‬ ‫�أن يز ِّود الغاز الطبيعي لل�سلطنة بقيمة ‪ 60‬مليار‬ ‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪41‬‬


‫النفط الإيراني‪ :‬يلزمه �إ�ستثمارات ومهارات خارجية‬

‫الخليج العربي‬ ‫مجلس التعاون – إيران‬

‫بنى تحتية وم�شاريع كبرى تنتظر �إ�ستثمارات كبرى بمليارات الدوالرات‬

‫هل يحرم الوضع الجيوسياسي اإلقليمي دول‬ ‫الخليج من اإلفادة من فرص اإلقتصاد اإليراني؟‬ ‫�إذا ت��مّ تطبي��ق "خط��ة العمل ال�شامل��ة الم�شتركة" الت��ي �أعلنها الإتف��اق النووي الدولي م��ع الجمهورية‬ ‫الإ�سالمية وتم رفع العقوبات الدولية‪ ،‬ف�إن �إيران �سوف تك�سب منفذ ًا �إلى ع�شرات مليارات الدوالرات‪،‬‬ ‫م��ن ح�سابات مجمّ دة في البداية‪ ،‬ومن زياد ٍة في مبيعات النفط في وقت الحق‪ .‬ومن المفتر�ض �أن تنفق‬ ‫طه��ران الق�سم الأكبر من ه��ذه الأموال على تلبي��ة �إحتياجات محلية ملحّ ة‪ ،‬ومع ذل��ك �ستكون بحاجة‬ ‫�إل��ى �شركات �أجنبية للقيام بمهم��ة ترميم قطاعات �إقت�صادية وتعزيز الأ�سواق‪ .‬لذا فالفر�ص التي �ستكون‬ ‫متاحة في الإقت�ص��اد الإيراني للم�ستثمرين الخليجيين �ستكون �ضخمة‪ .‬ولكن ال�س�ؤال هنا‪ :‬هل �سي�سود‬ ‫ال�شعور التجاري الجيّد ويفوز على الجغرافيا ال�سيا�سية الإقليمية؟‬ ‫تقرير �شارك فيه عمار الحالق من �أبو‬ ‫ظبي وه�شام الجعفري من طهران‬ ‫تل ّق ��ى نب� ��أ ع ��ودة �إي ��ران ال ُمد َرج ��ة �إلى‬ ‫الأ�سواق المالي ��ة والنفطية العالمية ّ‬ ‫ر�ش ًا‬ ‫م ��ن الإنتق ��ادات وال�سج ��االت ال ��ذي يفي ��د عن عدم‬ ‫�إرتياح الجيران الم�ش ّككين‪.‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك‪ ،‬ج ��اءت �أعل ��ى الهتاف ��ات الم�ؤي ��دة م ��ن‬

‫‪40‬‬

‫العدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫الإقت�صاديي ��ن والم�ستثمري ��ن المتح ّم�سي ��ن لإمكانية‬ ‫�إفتتاح �إقت�صاد الجمهوري ��ة اال�سالمية المنعزل منذ‬ ‫فترة طويلة‪ ،‬والفر�ص التي �ستنتج من ذلك‪.‬‬ ‫"�إن فت ��ح �أب ��واب �إي ��ران �سيك ��ون واحد ًا م ��ن �أكثر‬ ‫التط ��ورات المثي ��رة للإهتم ��ام والإيجابي ��ة بالن�سبة‬ ‫�إلى �أ�صول الأ�س ��واق النا�شئة والحدودية منذ �سنوات‬ ‫عدي ��دة"‪ ،‬ذكر تقرير �صادر ع ��ن �شركة "روني�سان�س‬ ‫كابيت ��ال" (‪ )Renaissance Capital‬الت ��ي تر ّك ��ز‬

‫�إهتمامه ��ا على الأ�سواق النا�شئ ��ة‪ ،‬والتي كانت تتطلع‬ ‫�إلى رفع العقوبات عن �إيران لأكثر من �سنة حتى الآن‪.‬‬ ‫"ه ��ذا الإقت�ص ��اد ه ��و �أكث ��ر تنوع� � ًا م ��ن �أي �شيء‬ ‫�آخ ��ر ق ّيمناه" وا�ص ��ل التقرير‪ ،‬م�شير ًا �إل ��ى �أن �إيران‬ ‫ه ��ي الدولة الوحي ��دة ف ��ي ‪ 2013 -2012‬التي قامت‬ ‫بت�صدير كل فئة م ��ن ال�صادرات على النحو المحدّد‬ ‫م ��ن قب ��ل �صن ��دوق النق ��د الدول ��ي ‪ -‬بم ��ا ف ��ي ذلك‬ ‫الكحول‪.‬‬


‫وروى رجل �أعم ��ال �إيراني كيف �أنه في ظل العقوبات‬ ‫و�ض ��ع بع� ��ض الم�ستثمري ��ن الأجانب جانب� � ًا العقبات‬ ‫القانونية لممار�س ��ة الأعمال التجارية مع الجمهورية‬ ‫اال�سالمية من خ�ل�ال اال�ستثمار في �شركة داخل بلد‬ ‫مثل تركي ��ا‪ ،‬التي لديها بنوك تقبل بممار�سة الأعمال‬ ‫التجاري ��ة في �إيران‪" .‬كان ��ت العملية معقدة للغاية"‪،‬‬ ‫قال‪.‬‬ ‫وهناك قطاع "�ساخن" �آخر للإ�ستثمار في �إيران هو‬ ‫الإنترنت والتجارة الإلكترونية‪.‬‬ ‫يح ��وم �إنت�شار و�إختراق الإنترن ��ت في البالد حول ‪35‬‬ ‫ف ��ي المئة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إن ه ��ذا القطاع هو واحد من‬ ‫الأ�س ��رع نمو ًا في العالم‪ ،‬وفق� � ًا لتحليل الخبير ديفيد‬ ‫فيرغ�سون من "روني�سان�س كابيتال"‪.‬‬ ‫�إن تج ��ار التجزئ ��ة المحليي ��ن عل ��ى الإنترن ��ت مث ��ل‬ ‫"ديجي ��كاال" (‪ ،)Digikala‬الت ��ي لديه ��ا ح�صة في‬ ‫ال�س ��وق تقرب من ‪ 85‬في المئة‪ ،‬قد تم ّكنت �أخير ًا من‬ ‫الح�صول على تمويل دولي‪.‬‬ ‫ويق ��ول ه ��ادي فرن ��ود‪ ،‬ال�شري ��ك الم�ؤ�س� ��س لموق ��ع‬ ‫"كامف ��ا" (‪ )Camva‬في طهران �أن ��ه "على الرغم‬ ‫م ��ن �إ�ستبعاد الب�ل�اد من نظام المدفوع ��ات الدولي‪،‬‬ ‫ف� ��إن ُن ُظم البني ��ة التحتية والدفع الرقم ��ي في �إيران‬ ‫متقدّمة ب�شكل جيد"‪.‬‬ ‫" ُيط َل ��ق عل ��ى نظ ��ام المدفوع ��ات �إ�س ��م "�شيتاب"‬ ‫(‪ ،)Shetab‬وه ��و متق ��دم جد ًا و�آم ��ن‪ ،‬وكثيرون من‬ ‫النا� ��س لديه ��م ح ��ق الو�ص ��ول �إلي ��ه‪ .‬و ُتد َف ��ع غالبية‬ ‫عملي ��ات ال�ش ��راء عب ��ر الإنترن ��ت‪ ،‬ولك ��ن كو�سيل ��ة‬ ‫لت�شجيع الثقة‪ٌ ،‬‬ ‫بع�ض م ��ن مواقع التجارة الإلكترونية‬ ‫ً‬ ‫لدي ��ه خي ��ار الدفع نقدا عن ��د الت�سلي ��م كذلك"‪ ،‬قال‬ ‫ل"�أ�سواق العرب"‪ .‬م�ضيف ًا ب�أن العائد على الإ�ستثمار‬ ‫في القطاع هو �أي�ض ًا �سريع و�سليم‪.‬‬ ‫ويتاب ��ع‪�" :‬شهدت التج ��ارة الإلكترونية طفرة �ضخمة‬ ‫ف ��ي الآون ��ة الأخي ��رة ف ��ي �إي ��ران‪ .‬ولما كان ��ت تكلفة‬ ‫المعي�شة هنا منخف�ضة حق ًا‪ ،‬ف�إنها يمكنها �أن تناف�س‬ ‫على ال�سعر ب�سهولة‪ .‬على هذه الجبهة يمكن �إيران �أن‬ ‫تناف�س في مج ��ال الخدمات في �أوروب ��ا و�أميركا من‬ ‫خالل تقديم خدمات �أرخ�ص من هناك "‪.‬‬ ‫على الرغم من �أن م�ستثمرين من الواليات المتحدة‪،‬‬ ‫الت ��ي كانت على عالقة �سيئة وم�شاك�سة مع �إيران‪ ،‬قد‬ ‫ا�ستثم ��روا في القطاع‪ ،‬يقول فره ��ود �أنه عليه بعد �أن‬ ‫يرى ر�أ�س المال الخليج ��ي‪�" :‬إعتقدتُ �أن الخليجيين‬ ‫�سيتحرك ��ون لإلتقاط هذه الفر�ص ��ة‪ ،‬ولكن في الواقع‬ ‫غالبي ��ة الم�ستثمري ��ن ت�أتي من �أوروب ��ا‪ .‬و�أعتقد �أنهم‬ ‫في ع ��داد الذين �سيفق ��دون فر�صة كبي ��رة‪ ،‬لأنه من‬ ‫الأ�سهل كثي ��ر ًا بالن�سبة �إليهم التح ��رك داخل البالد‬ ‫والإ�ستثمار"‪.‬‬ ‫"�أعتقد �أن هناك الكثير من الطرق القانونية للقيام‬

‫الرئي�س ح�سن روحاني‪:‬‬ ‫"تقدمنا هو �إفادة للمنطقة"‬

‫بذل ��ك في المقام الأول‪ ،‬وثقافي� � ًا نحن قريبون جد ًا‪،‬‬ ‫لذل ��ك �إن الكثير من الخدمات والكثير من ال�شركات‬ ‫النا�شئة يمكنه ��ا �أن تتو�سع ب�سهولة �إلى تلك البلدان"‬ ‫�أ�ضاف‪.‬‬ ‫ف ��ي دبي‪ ،‬في الوقت عينه‪� ،‬إن �شركات الت�أمين تتطلع‬ ‫�أي�ض� � ًا �إلى ال�سوق‪ ،‬لخدمة من المتوقع �أن تعرف طلب ًا‬ ‫متزايد ًا على منتجات الت�أمين البحري‪.‬‬ ‫"�إي ��ران‪ ،‬المالكة لرابع �أكب ��ر �إحتياطات نفطية في‬ ‫العال ��م‪ ،‬وكونه ��ا ع�ضو ًا مهم� � ًا في منظم ��ة "�أوبك"‪،‬‬ ‫�سوف تب ��د�أ فور ًا بيع �إحتياطاتها المخزّنة من النفط‬

‫�أفتاب ح�سن‪�" :‬إيران‪ ،‬المالكة لرابع‬ ‫�أكبر �إحتياطات نفطية في العالم‪،‬‬ ‫وكونها ع�ضو ًا مهم ًا في منظمة "�أوبك"‪،‬‬ ‫�سوف تبد�أ فور ًا بيع �إحتياطاتها المخزّ نة‬ ‫من النفط عندما تتم �إزالة العقوبات‪،‬‬ ‫و�سوف تحتاج �إلى تغطية ت�أمين فورية‬ ‫لها‪ .‬ومجموعة لويدز في لندن‪ ،‬التي‬ ‫�إفتتحت �أخير ًا مكتب ًا في مركز دبي‬ ‫المالي العالمي �ستكون �سعيدة للح�صول‬ ‫على جزء كبير من ق�سط الداخل من‬ ‫�إيران‪ ،‬والذي �سيكون دفعة قوية لهذا‬ ‫الكيان ال ُمقام حديث ًا ليكون قادر ًا على‬ ‫�إكتتاب �أخطار �إيران في �سجالته"‬

‫عندما تتم �إزالة العقوبات‪ ،‬و�سوف تحتاج �إلى تغطية‬ ‫ت�أمي ��ن فوري ��ة لها"‪ ،‬يق ��ول �أفت ��اب ح�س ��ن‪ ،‬الرئي�س‬ ‫التنفي ��ذي ل�شركة الو�ساطة للت�أمي ��ن "�آريا" ومقرها‬ ‫دبي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫م�ضيف� �ا �أن "مجموعة لوي ��دز في لندن‪ ،‬التي �إفتتحت‬ ‫�أخي ��ر ًا مكتب� � ًا في مرك ��ز دب ��ي المال ��ي العالمي هي‬ ‫�أي�ض ًا تتطلع �إل ��ى الح�صول على جزء كبير من ق�سط‬ ‫الداخ ��ل من �إيران‪ ،‬وال ��ذي �سيكون دفع ��ة قوية لهذا‬ ‫الكيان ال ُمق ��ام حديث ًا ليكون قادر ًا على �إكتتاب خطر‬ ‫�إيران في �سجلاّ ته"‪.‬‬ ‫مهم ��ا كان ��ت م�شاع ��ر الم�ستثمري ��ن متفائل ��ة عل ��ى‬ ‫ال�صعي ��د العالم ��ي تج ��اه �إي ��ران‪ ،‬ف� ��إن الم�شاع ��ر‬ ‫التجاري ��ة الإقليمية م ��ا زالت حذرة ب�ش� ��أن النك�سات‬ ‫الجيو�سيا�سية المفاجئة‪.‬‬ ‫بع ��د وقت ق�صي ��ر على الإعالن ع ��ن الإتفاق‪ ،‬توا�صل‬ ‫الرئي� ��س الإيراني ح�سن روحاني م ��ن خالل "تويتر"‬ ‫م ��ع نظرائه الإقليميين‪ ،‬قائ�ل ً�ا‪" :‬الأمن في المنطقة‬ ‫هو �أمننا‪� .‬إ�ستقرار المنطقة هو �إ�ستقرارنا‪ .‬وبالمثل‪،‬‬ ‫ف�إن تقدمنا​​هو للمنطقة التي �ست�ستفيد منه"‪.‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك‪ ،‬ف� ��إن دول الخلي ��ج‪ ،‬القلق ��ة م ��ن �أن ًتقوى‬ ‫�إيران �إقت�صادي ًا وتمار�س دور ًا مهيمن ًا‪ ،‬قد �إ�ستجابت‬ ‫بح ��ذر‪ ،‬خ�صو�ص ًا خالل ت�صريح ��ات المر�شد الأعلى‬ ‫الإيران ��ي �آي ��ة اهلل علي خامنئ ��ي التي �أعل ��ن فيها �أن‬ ‫�إيران �ستوا�صل دعم الحركات �ضد الدولة في اليمن‪،‬‬ ‫وفل�سطين‪ ،‬و�سوريا‪ ،‬والعراق والبحرين‪.‬‬ ‫عل ��ى �أثر ذل ��ك �أ�صدرت غرف ��ة التج ��ارة وال�صناعة‬ ‫ف ��ي البحري ��ن بيان� � ًا ح� � ّذرت في ��ه م ��ن "التداعيات‬ ‫ال�سلبي ��ة للتدخل الإيراني على العالقات الإقت�صادية‬ ‫والتجارية بين �إيران والبحرين ودول مجل�س التعاون‬ ‫الخليجي والدول العربية"‪.‬‬ ‫ويعت ��رف الباح ��ث الأميركي – الإيران ��ي في جامعة‬ ‫هارف ��ارد ماج ��د رافي ��زاده ب� ��أن ع ��ودة �إي ��ران �إل ��ى‬ ‫الحظي ��رة الإقت�صادي ��ة العالمية �س ��وف تزعج بع�ض‬ ‫ال ��دول‪" :‬التوت ��رات الجيو�سيا�سي ��ة �ستمن ��ع بالت�أكيد‬ ‫نم ��و ًا ملحوظ ًا ف ��ي العالقات الإقت�صادي ��ة والتجارية‬ ‫بين �إي ��ران ومعظ ��م دول مجل�س التع ��اون الخليجي‪،‬‬ ‫ف ��ي المق ��ام الأول المملكة العربي ��ة ال�سعودية وقطر‬ ‫والكويت والبحرين"‪.‬‬ ‫بينم ��ا تمار� ��س الحكوم ��ات الخليجي ��ة ديبلوما�سي ��ة‬ ‫�إقت�صادية حذرة‪ ،‬ف�إن رجال الأعمال هم �أكثر تفا�ؤ ًال‬ ‫ب�ش�أن الفر�ص المتاحة على جانبي الخليج‪.‬‬ ‫يق ��ول فرنود‪�" :‬أعتقد �أنه خطر ي�ستحق المغامرة لأن‬ ‫هناك فر�ص ًا هائلة للجميع"‪.‬‬ ‫م�ضيف� � ًا‪�" :‬إنه ��م ي�ستطيع ��ون الإ�ستثم ��ار ف ��ي �شركة‬ ‫جديدة التي يمكنها �أن ت�صبح "�أمازون" �إيران‪ .‬هذا‬ ‫�شيء كبير‪ .‬هناك تغيير كبير ُمقبل"‬ ‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪43‬‬


‫الخليج العربي ¶ مجل�س التعاون ‪� -‬إيران‬ ‫دوالر على مدى ‪ 25‬عام ًا‪.‬‬ ‫وم ��ن المتوقع �أي�ض ًا تطوير مين ��اء الدقم و�إن�شاء خط‬ ‫مالح ��ي بين ميناء بندر عبا� ��س االيراني و�صحار في‬ ‫�سلطنة ُعمان لتعزيز التجارة بين البلدين‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من �أن ظريف ل ��م ي�شمل دولة الإمارات‬ ‫العربي ��ة المتح ��دة في جولته‪ ،‬الت ��ي �إزدهرت كمركز‬ ‫لإع ��ادة الت�صدير الرئي�سي لإي ��ران خالل العقوبات‪،‬‬ ‫فم ��ن المتوقع عموم� � ًا �أن ي�ؤدي �إفتتاح �أ�س ��واق �إيران‬ ‫�إلى �أخبار خ ِّيرة لإقت�صادها‪.‬‬ ‫وكان ال�شيخ محمد ب ��ن را�شد �آل مكتوم‪ ،‬نائب رئي�س‬ ‫الدولة وحاكم دبي‪ ،‬دعا �إلى رفع العقوبات �ضد �إيران‬ ‫في مطل ��ع العام الما�ضي في مقابلة مع هيئة الإذاعة‬ ‫البريطانية "بي بي �سي" حيث قال‪�" :‬إيران جارة لنا‬ ‫ونحن ال نريد �أي م�شكلة"‪.‬‬ ‫كم ��ا �أن مجتم ��ع الأعم ��ال الإيران ��ي ف ��ي الخليج من‬ ‫جهت ��ه يتوقع تغيير ًا �إيجابي ًا‪ .‬فقد قال �أ�سرار حقيقي‪،‬‬ ‫نائ ��ب الرئي�س التنفي ��ذي لمجل�س الأعم ��ال الإيراني‬ ‫ف ��ي دب ��ي‪� ،‬أن الإتف ��اق ُينهي م ��ا ُ�سمي '�إي ��ران فوبيا"‬ ‫�أو الرع ��ب من �إي ��ران‪" :‬قبل هذا االتف ��اق‪� ،‬أعتقد �أن‬ ‫الجمي ��ع كانوا يمار�سون �إلتزام ًا محدد ًا من حيث نوع‬ ‫جدول �أعمالهم للتعامل مع ال�شعب الإيراني وال�شعب‬ ‫الإيراني المولد‪ ،‬وع ��ادة ما كان هناك نوع من الفزع‬ ‫والهل ��ع من �إيران‪� .‬أعتق ��د �أنه مع الإتف ��اق‪ ،‬ف�إن هذا‬ ‫الخوف �سيذهب بعيد ًا على الفور"‪.‬‬ ‫"�إن دول ��ة الإم ��ارات العربية المتح ��دة‪ ،‬وخ�صو�صاً‬ ‫دبي كونها قريبة جد ًا من �إيران‪ ،‬هي الأكثر �إ�ستفادة‬ ‫م ��ن ه ��ذا الإتف ��اق‪ ،‬وخ�صو�ص� � ًا �أن العالق ��ة كان ��ت‬ ‫موج ��ودة هناك لفت ��رة طويلة الت ��ي �أدت �إل ��ى �إن�شاء‬ ‫منظمات و�أجهزة لرعايتها"‪ ،‬م�ضيف ًا‪.‬‬ ‫وق ��د بلغت قيم ��ة ال�ص ��ادرات غي ��ر النفطي ��ة لدولة‬ ‫الإم ��ارات �إل ��ى �إي ��ران ‪ 11.5‬ملي ��ار دوالر ف ��ي العام‬ ‫‪ ،2014‬وفق ًا للمركز الوطني للإح�صاء في �أبو ظبي‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬ف ��ي ظل العقوبات‪ ،‬ف�إن هذه قد �إنخف�ضت‬ ‫من ‪ 16‬في المئة من مجم ��وع تجارة ال�صادرات غير‬ ‫النفطي ��ة في العام ‪� 2011‬إل ��ى ‪ 11‬في المئة في العام‬ ‫‪ ،2014‬ح�سبما ذكرت �صحيفة "غولف نيوز"‪.‬‬ ‫عل ��ى الجان ��ب الآخر من الخلي ��ج‪� ،‬سي�س ّهل الإتفاق ‪-‬‬ ‫و�إزال ��ة ال�ستار الحدي ��دي الإقليمي ‪ -‬زي ��ادة الإنفاق‬ ‫على البنية التحتية‪ ،‬التي �ستتطلب من �إيران ال�صلب‬ ‫واال�سمنت‪ .‬ويمكن �أن يتم توجيه هذا �أي�ض ًا عبر دول‬ ‫الخليج‪.‬‬ ‫"اذا نظ ��رت ال ��ى التج ��ارة التاريخي ��ة بي ��ن �إيران‬ ‫والإم ��ارات العربي ��ة المتح ��دة والكوي ��ت‪ ،‬فقد كانت‬ ‫موج ��ودة منذ فت ��رة طويلة‪ ،‬وخ�صو�ص� � ًا بالن�سبة �إلى‬ ‫الج ��زء الجنوبي من �إيران‪ ،‬والتي هي قريبة جد ًا من‬ ‫دول مجل�س التعاون الخليجي‪ ،‬و�سوف تتطور التجارة‬

‫‪42‬‬

‫العدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫المر�شد الأعلى �آية الله علي خامنئي‪:‬‬ ‫ال تغيير في ال�سيا�سة الخارجية‬

‫هنا ب�ش ��كل طبيعي‪� .‬إن التكلفة هي �أق ��ل بالن�سبة �إلى‬ ‫ال�شح ��ن ال ��ذي يو ّفر بع�ض ًا من كلف ��ة ر�أ�س المال لأنه‬ ‫ي�أخذ فترة زمنية �أق�صر"‪ ،‬ي�ضيف حقيقي‪.‬‬ ‫غير النفط‪ ،‬الذي تتمتع �إيران في حقله بخبرة �إنتاج‬ ‫تف ��وق المئة �سنة‪ ،‬وتغازل منتج ��ي الطاقة الأوروبيين‬ ‫للعودة مع عقود ترميم للقطاع البترولي‪ ،‬ف�إن قطاع ًا‬ ‫جذاب ًا محتم ًال �آخر وغير م�ستغل ن�سبي ًا هو التعدين‪.‬‬ ‫"�إن التعدي ��ن‪ ،‬وال �سيم ��ا ف ��ي الزن ��ك والنحا� ��س‪،‬‬ ‫�ضخ ��م‪ ،‬وعرف �إ�ستثمار ًا وتدخ�ل ً�ا �أجنبي ًا قلي ًال جد ًا‬ ‫على مدى العقد الما�ض ��ي‪ "،‬يقول مهدي كاظم زاده‬

‫هادي فرنود‪ ،‬ال�شريك الم�ؤ�س�س‬ ‫لموقع "كامفا" في طهران‪" :‬على‬ ‫الرغم من �إ�ستبعاد البالد من نظام‬ ‫المدفوعات الدولي‪ ،‬ف�إن ن ُ​ُظم البنية‬ ‫التحتية والدفع الرقمي في �إيران‬ ‫متقدمة ب�شكل جيد‪ .‬و ُيط َلق على نظام‬ ‫ّ‬ ‫المدفوعات �إ�سم "�شيتاب"‪ ،‬وهو متقدم‬ ‫جد ًا و�آمن‪ ،‬وكثيرون من النا�س لديهم‬ ‫حق الو�صول �إليه‪ .‬وت َ‬ ‫ُدفع غالبية‬ ‫عمليات ال�شراء عبر الإنترنت‪ ،‬ولكن‬ ‫كو�سيلة لت�شجيع الثقة‪ٌ ،‬‬ ‫بع�ض من‬ ‫مواقع التجارة الإلكترونية لديه خيار‬ ‫الدفع نقد ًا عند الت�سليم كذلك"‬

‫م�ؤ�س�س �شرك ��ة "�أفراز �أدفايزرز" في لندن‪ .‬م�ضيف ًا‪:‬‬ ‫"ت�سعون في المئة من القطاع هي في يد الدولة التي‬ ‫تعمل جاهدة على تحدي ��د الأولويات‪ ،‬لجذب المزيد‬ ‫م ��ن ال�ش ��ركات وت�شجيعه ��ا عل ��ى المج ��يء‪ .‬ال يزال‬ ‫هن ��اك عمل ينبغي القيام به في هذا المجال‪ ،‬لجذب‬ ‫ر�أ�س المال الأجنب ��ي‪ .‬كان لدينا حوالي ن�صف مليار‬ ‫دوالر م ��ن الإ�ستثمارات الأجنبية المبا�شرة في �إيران‬ ‫في الع ��ام الما�ضي‪ .‬مقارنة م ��ع دول مجل�س التعاون‬ ‫الخليجي‪ ،‬ف�إنها لي�ست كثير ًا"‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن �أم ��وال الخلي ��ج النقدي ��ة ال�ضخم ��ة الت ��ي‬ ‫تتطل ��ع �إل ��ى الإ�ستثمار في �أ�ص ��ول الأ�س ��واق النا�شئة‬ ‫ربم ��ا يمكنها �أن تحت�ضن الفر�ص ��ة الكبيرة الآتية في‬ ‫المنطقة‪� ،‬إذا �سمحت ال�سيا�سة‪.‬‬ ‫"حالم ��ا يتم رفع العقوب ��ات‪� ،‬ستكون �إيران مفتوحة‬ ‫لرجال الأعمال لجميع البلدان ولن تكون دول مجل�س‬ ‫التع ��اون الخليجي �إ�ستثن ��اء"‪ ،‬كما يقول الدكتور �أمير‬ ‫كوردفاني‪ ،‬محام في �شركة المحاماة كاليد و�شركاه‪.‬‬ ‫م�ضيف ًا‪" :‬في الوقت الحا�ضر‪ ،‬ال توجد قواعد محددة‬ ‫تطب ��ق عل ��ى ال�ش ��ركات القائم ��ة عل ��ى دول مجل� ��س‬ ‫التعاون الخليجي �سلب ًا �أو �إيجاب ًا‪� .‬إن القواعد القائمة‬ ‫للإ�ستثم ��ار الأجنب ��ي المبا�ش ��ر �أو �إن�ش ��اء ال�شركات‬ ‫تنطبق على جميع الم�ؤ�س�سات بغ�ض النظر عن مكان‬ ‫وج ��ود مقارها الرئي�سية � اّإل �إذا كانت هناك معاهدة‪،‬‬ ‫عل ��ى �سبيل المث ��ال‪ ،‬معاه ��دة �إ�ستثم ��ار ثنائية‪ ،‬التي‬ ‫تن�ص على نوع من المعاملة التف�ضيلية"‪.‬‬ ‫ويتوق ��ع كوردفان ��ي ورود �إ�ستثم ��ارات م ��ن ال�شركات‬ ‫الت ��ي تترك ��ز ف ��ي دول مجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي‬ ‫�إل ��ى "قطاع ��ات �آمن ��ة" مث ��ل ال�ضياف ��ة‪ ،‬والملكي ��ة‪،‬‬ ‫والعق ��ارات‪ ،‬والبناء‪ ،‬وال�سل ��ع الإ�ستهالكية ال�سريعة‪،‬‬ ‫والبيع بالتجزئة‪.‬‬ ‫بعد رفع العقوبات‪" ،‬بع�ض ال�شركات من دول مجل�س‬ ‫التع ��اون الخليج ��ي �سوف تك ��ون مهتمة ف ��ي الفر�ص‬ ‫المتاح ��ة للإ�ستثم ��ار ف ��ي م�شاري ��ع البتروكيماويات‬ ‫�أي�ضا"‪ ،‬ي�ضيف‪.‬‬ ‫ً‬ ‫و�أو�ض ��ح كوردفاني �أنه نظرا �إل ��ى �أن المملكة العربية‬ ‫ال�سعودية �إفتتحت �أخير ًا �س ��وق الأ�سهم للم�ستثمرين‬ ‫الأجان ��ب‪ ،‬ومع تطل ��ع كل من دولة الإم ��ارات العربية‬ ‫المتح ��دة والكوي ��ت والبحري ��ن �إل ��ى تنظي ��م وجذب‬ ‫اال�ستثمارات ف ��ي تبادلها ب�شكل �أف�ض ��ل‪ ،‬ف�إن �أ�سواق‬ ‫ر�أ�س الم ��ال الإيرانية �ستواجه مناف�س ��ة قوية لجذب‬ ‫الم�ستثمرين الأجانب‪.‬‬ ‫وي ��رى المحللون �أن �أ�سواق ر�أ� ��س المال الإيرانية هي‬ ‫الفر�ص ��ة الكبي ��رة الأخيرة للم�ستثمري ��ن العالميين‪،‬‬ ‫لأنه ��ا ت�ش ��كل و�سيل ��ة متط ��ورة كثي ��ر ًا بالن�سب ��ة �إل ��ى‬ ‫الم�ستثمري ��ن للقيام ب�أعمال تجارية ف ��ي ايران �أكثر‬ ‫من ال�سابق‪.‬‬


‫الم�صال ��ح التي دعم ��ت �إطاحة مر�س ��ي في العام‬ ‫‪ ،2013‬ودعم ��ت تر�شي ��ح ال�سي�س ��ي للإنتخاب ��ات‬ ‫الرئا�سي ��ة في الع ��ام ‪ ،2014‬وبالتال ��ي فهي ت�ش ّكل‬ ‫الآن نظامه‪ .‬وي�شمل ه ��ذا التحالف هيئات الدولة‬ ‫مثل الجي� ��ش والمخاب ��رات وال�شرط ��ة والق�ضاء‪،‬‬ ‫وكذلك الكيانات غير الحكومية التي ت�شكل زوائد‬ ‫الدول ��ة في الري ��ف‪ ،‬مثل الع�شائ ��ر القوية في دلتا‬ ‫النيل والقبائل في �صعيد م�صر‪ .‬كما تلقى النظام‬ ‫دعم� � ًا حا�سم� � ًا م ��ن مجتم ��ع الأعم ��ال‪ ،‬وو�سائ ��ل‬ ‫الإع�ل�ام الخا�صة التي كان ��ت م�ؤثرة ب�شكل خا�ص‬ ‫ف ��ي ح�ش ��د الجماهير �ض ��د مر�سي قب ��ل عامين‪.‬‬ ‫وعل ��ى الرغم م ��ن حالة ع ��دم اليقي ��ن ال�سيا�سي‬ ‫والعنف ال�شديد اللذين �أعقب ��ا الإطاحة بمر�سي‪،‬‬ ‫موحدة مع ًا لأكثر‬ ‫فقد بقيت مراكز ال�سلط ��ة هذه َّ‬ ‫من عامي ��ن حتى الآن ل�سبب رئي�س ��ي واحد‪� :‬إنهم‬ ‫ي�شترك ��ون ف ��ي م�صلحة تكمن ف ��ي تدمير جماعة‬ ‫"الإخ ��وان الم�سلمين"‪ ،‬التي ه ��ددت ب�شكل كبير‬ ‫م�صالحهم ف ��ي �أثناء حكم مر�سي الذي دام ‪369‬‬ ‫يوم ًا‪.‬‬

‫كيف تربح الأعداء وتنفّر النا�س‬

‫محاكمات قيادات "الإخوان الم�سلمين"‪ :‬خطوة نحو تدمير الجماعة‬

‫الو�ضع الراهن �سوف ي�ستم ��ر ويبقى كما هو‪ ،‬لأن‬ ‫تغيي ��ر النظام م ��ن الم�ستبعد ج ��د ًا �أن يحدث في‬ ‫المدى القريب‪.‬‬ ‫للت�أكي ��د‪� ،‬إن دوام نظ ��ام ال�سي�س ��ي بال ��كاد يعن ��ي‬ ‫�أن الرئي� ��س ال�سي�س ��ي نف�سه هو دائ ��م و�سي�ستمر‪.‬‬ ‫�إذا كان �أي �ش ��يء‪ ،‬فه ��و يواجه خط ��ر ًا كبير ًا من‬ ‫عملي ��ات �إغتيال‪ .‬يتح ��دث الم�صري ��ون عن ذلك‬ ‫علن� � ًا وب�صراح ��ة ويفيدون ب� ��أن ال�سي�س ��ي تطرق‬ ‫�إل ��ى ه ��ذه الم�س�أل ��ة خ�ل�ال مقابلة �أجري ��ت معه‬ ‫قب ��ل �إنتخاب ��ه في الع ��ام الما�ضي‪ ،‬حي ��ث �إعترف‬ ‫بمحاولتين لإغتياله في الأ�شهر التي تلت الإطاحة‬ ‫بمر�س ��ي‪ .‬ه ��ذا التهديد ل ��م يتب� � ّدد‪� :‬إن "الإخوان‬ ‫الم�سلمي ��ن" يدع ��ون علن� � ًا �إل ��ى قت ��ل ال�سي�س ��ي‪،‬‬

‫والمجموع ��ة الجهادي ��ة "�أجن ��اد م�ص ��ر" زرعت‬ ‫قنابل خارج ق�ص ��ر الرئا�سة في حزيران (يونيو)‬ ‫الما�ض ��ي‪ ،‬بع ��د �أ�سابيع فقط عل ��ى ت�سلم ال�سي�سي‬ ‫�س ��دة الرئا�س ��ة‪ .‬وبالتالي ف� ��إن الرئي�س الم�صري‬ ‫ين ��ام ف ��ي م ��كان �س ��ري ال ُيك�ش ��ف عن ��ه – وهذا‬ ‫نق�ض حاد للبروتوكول الذي �إتبعه الر�ؤ�ساء الذين‬ ‫�سبقوه حيث كانت �أماك ��ن �إقامتهم محمية ب�شكل‬ ‫جيد ولم تكن من �أ�سرار الدولة‪.‬‬ ‫م ��ع ذلك‪ ،‬ف� ��إن بقاء النظ ��ام ال يعتم ��د على طول‬ ‫عمر ال�سي�سي‪ .‬فعلى الرغ ��م من �أن النظام غالب ًا‬ ‫م ��ا يق ّدمه رئي�س ًا "قوي ًا" كعبد النا�صر‪ ،‬ف�إن الأمر‬ ‫يكون �أكثر دقة �إذا ف ّكرنا به ب�أنه الرئي�س التنفيذي‬ ‫لإئت�ل�اف ف�ضفا� ��ض م ��ن الم�ؤ�س�س ��ات وجماعات‬

‫الواق ��ع �أن المدافعين عن ا"لإخ ��وان الم�سلمين"‬ ‫غالب� � ًا ما ي�ص� � ّورون الجماعة ب�أنه ��ا "تدريجية"‪،‬‬ ‫بمعن ��ى �أنها ت�سع ��ى �إلى تطبيق وتنفي ��ذ "�أجندة"‬ ‫�إ�سالمي ��ة م ��ن خ�ل�ال ال�سيا�س ��ة الر�سمي ��ة‪ ،‬على‬ ‫عك�س الجماعات الإرهابية مثل "داع�ش" وتنظيم‬ ‫"القاع ��دة"‪ .‬ولكن لم يكن هناك �شيء تدريجي‬ ‫ح ��ول محاولة الإخ ��وان �إتب ��اع �أ�سل ��وب المواجهة‬ ‫ب ��د ًال من الم�شاركة �أو التع ��اون مع مراكز ال�سلطة‬ ‫التي ف ��ازت بعد مر�سي ف ��ي الإنتخابات الرئا�سية‬ ‫ف ��ي العام ‪ .2012‬لق ��د �سعى مر�س ��ي �إلى تقوي�ض‬ ‫ال�سلط ��ة الق�ضائي ��ة من خ�ل�ال مر�س ��وم �أ�صدره‬ ‫ف ��ي ت�شري ��ن الثان ��ي (نوفمب ��ر) ‪ 2012‬وال ��ذي‬ ‫جع ��ل َ‬ ‫وو�ض ��ع مرا�سيم ��ه الخا�ص ��ة ف ��وق التدقيق‬ ‫الق�ضائ ��ي‪ ،‬وح ��اول مجل�س ال�ش ��ورى الذي يهيمن‬ ‫عليه الإخ ��وان تحويل �أكثر م ��ن ‪ 3،000‬قا�ض �إلى‬ ‫التقاع ��د من خالل ت�شريع جدي ��د‪ .‬بالإ�ضافة �إلى‬ ‫ذل ��ك‪� ،‬إ�ستخ ��دم التنظي ��م الإ�سالم ��ي ت�أثيره في‬ ‫عملي ��ة �صياغة الد�ست ��ور في �أواخ ��ر العام ‪2012‬‬ ‫لحظر جميع البرلمانيين الذين ينتمون الى حزب‬ ‫الرئي�س ال�ساب ��ق ح�سني مبارك من الم�شاركة في‬ ‫االنتخاب ��ات لم ��دة ع�ش ��ر �سنين‪ ،‬وال ��ذي ي�ستبعد‬ ‫فعلي ًا الع�شائر والقبائل الريفية التي ت�ش ّكل مراكز‬ ‫ق ��وة كبرى ف ��ي الريف‪ ،‬والتي غالب� � ًا ما خدم‬ ‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪45‬‬


‫وادي النيل‬ ‫مصر‬

‫�إما �أن يق�ضي عليهم ويزيلهم و�إ ّما �سيزول هو‬

‫نظام السيسي يشتري اإلستقرار‬ ‫بتدمير "اإلخوان المسلمين"‬ ‫عل��ى الرغم من الأزمات المتالحقة التي تهب على م�صر‪ ،‬الأمنية منه��ا والإقت�صادية والإجتماعية‪ ،‬ف�إن‬ ‫�سيا�س��ة الرئي�س عبد الفتاح ال�سي�س��ي المركّ زة على مكافحة جماعة "الإخوان الم�سلمين" قد �إ�شترت له‬ ‫بع�ض الوقت والإ�ستقرار لكي يبحث عن حلول لم�شاكل البالد‪ .‬ولكن هل �ستنفع هذه الإ�ستراتيجية في‬ ‫المدى الطويل وبالتالي ما هي تداعياتها؟‬ ‫القاهرة ‪ -‬هدى �أحمد‬ ‫ُيجم ��ع �أهل الخب ��رة والمتابع ��ون ب�أن‬ ‫العامي ��ن الفائتي ��ن كانا م ��ن الأعوام‬ ‫الأكث ��ر عنف� � ًا وقمع ًا ف ��ي تاريخ م�ص ��ر المعا�صر‪.‬‬ ‫منذ �أن �إ�ستجاب الجي�ش الم�صري للإحتجاجات‬ ‫الحا�شدة قب ��ل الإطاحة بالرئي� ��س المنتخب لأول‬ ‫مرة في الب�ل�اد‪ ،‬محمد مر�سي‪ ،‬في تموز (يوليو)‬ ‫‪ُ ،2013‬قت ��ل عل ��ى الأق ��ل ‪ 1800‬مدن ��ي و‪ 700‬من‬ ‫و�سجن ع�شرات الآالف من النا�س‪،‬‬ ‫رجال الأم ��ن‪ُ ،‬‬ ‫وتم الت�شديد وو�ضع القي ��ود على و�سائل الإعالم‪،‬‬ ‫والمجتمع المدن ��ي‪ ،‬والن�شاط الإحتجاجي‪ .‬ويبدو‬ ‫�أن ه ��ذه الق�صة الم�ؤ�سفة ق ��د تدهورت �أكثر‪ .‬بعد‬ ‫�إغتي ��ال النائ ��ب الع ��ام الم�صري ه�ش ��ام بركات‬ ‫ف ��ي ‪ 29‬حزي ��ران (يونيو) ال ��ذي �أُغتي ��ل في حي‬ ‫م�صر‪ ‬الجديدة (�شمال �ش ��رق القاهرة) بتفجير‬ ‫عبوة نا�سف ��ة عن ُبعد‪ ،‬ح ّمل الرئي� ��س عبد الفتاح‬ ‫ال�سي�س ��ي م�س�ؤولي ��ة الح ��ادث لجماع ��ة "لإخوان‬ ‫الم�سلمين" وتع ّهد ب�شن حملة عليها �أق�سى من �أي‬ ‫وقت م�ضى‪ ،‬بما في ذلك �سن قوانين �أكثر �صرامة‬ ‫ل�ضم ��ان �أن �أف ��راد "الإخوان الم�سلمي ��ن" الذين‬ ‫ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام يتم تنفيذه عاج ًال‪.‬‬ ‫رد ًا عل ��ى ذلك‪� ،‬أ ّيد الإخوان من جهتهم الت�صاعد‬ ‫المفاج ��ئ في الهجمات على البني ��ة التحتية‪ ،‬بما‬ ‫ف ��ي ذل ��ك �أب ��راج الكهرب ��اء‪ .‬كم ��ا �أن الجهاديين‬ ‫الذي ��ن بايع ��وا تنظي ��م "الدول ��ة الإ�سالمي ��ة"‬

‫‪44‬‬

‫العدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫الرئي�س عبد الفتاح ال�سي�سي‪ :‬نظامه م�ستمر‬

‫كثير من الم�صريين‬ ‫(وربما �أكثرهم) ي�ستمرون في �إعتبار‬ ‫"الإخوان الم�سلمين" قوة مزعزعة‬ ‫للإ�ستقرار‪ ،‬نظر ًا �إلى حالة عدم اليقين‬ ‫ال�سيا�سي الكبيرة التي عرفتها البالد‬ ‫في ال�سنة ال�صاخبة من حكم مر�سي‬ ‫وت�أييد "الإخوان الم�سلمين" للهجمات‬ ‫على البنية التحتية‬

‫(المعروف �أي�ضا ب"داع�ش") بد�أوا جولة جديدة‬ ‫من الهجم ��ات‪ ،‬بما في ذلك تفجي ��رات الأول من‬ ‫تم ��وز (يولي ��و) في �شم ��ال �سين ��اء الت ��ي قتل من‬ ‫جرائها الع�ش ��رات من الجن ��ود‪ ،‬والهجوم الأخير‬ ‫على القن�صلية الإيطالية في القاهرة‪.‬‬ ‫لكن على الرغم من هذه النظرة الأمنية القاتمة‪،‬‬ ‫ف� ��إن م�صر حالي ًا هي �أكث ��ر �إ�ستقرار ًا من الناحية‬ ‫ال�سيا�سي ��ة مما كانت عليه في ال�سنوات الما�ضية‪.‬‬ ‫عل ��ى عك�س الأنظم ��ة ال ُمنق�سمة الت ��ي �إنهارت في‬ ‫مواجه ��ة الإحتجاجات الوا�سعة ف ��ي كانون الثاني‬ ‫(يناي ��ر) ‪ 2011‬وحزي ��ران (يوني ��و) ‪ ،2013‬ف�إن‬ ‫موح ��د داخلي� � ًا‪ .‬وم ��ن المتوق ��ع‬ ‫نظ ��ام ال�سي�س ��ي ّ‬ ‫والمرج ��ح ب�أن تبقى م�ؤ�س�سات الدولة والجماعات‬ ‫مترا�صة‬ ‫المدني ��ة المختلفة الت ��ي ت�ش ّكل النظ ��ام‬ ‫ّ‬ ‫ب�إح ��كام ل�سب ��ب �أ�سا�س ��ي واح ��د‪� :‬إنها تعتب ��ر ب�أن‬ ‫جماعة "الإخوان الم�سلمين" ت�ش ّكل تهديد ًا كبير ًا‬ ‫على م�صالحها‪ ،‬وبالتالي ترى �أن حملة النظام على‬ ‫التنظيم الإ�سالمي �أمر �ضروري لبقائها‪ .‬وعالوة‬ ‫عل ��ى ذلك‪ ،‬وكما يرى العديد‪ ،‬وربما الغالبية‪ ،‬من‬ ‫الم�صريين �أن الوح ��دة الداخلية لنظام ال�سي�سي‬ ‫هي ال�شيء الوحي ��د الذي منع البالد من الإنزالق‬ ‫�إل ��ى حالة �إنعدام النظام والفو�ضى التي �إجتاحت‬ ‫بل ��دان "الربي ��ع العربي" الأخ ��رى‪ ،‬و�إنهم بالتالي‬ ‫ّ‬ ‫يف�ضلون ب�شدة ما يعتبرونه نظام ًا قمعي ًا وغير كف�ؤ‬ ‫�إلى حد م ��ا على البديل الأ�سو�أ بكثير‪ .‬لذا حتى لو‬ ‫�أ�صب ��ح الأمن الداخلي في م�صر �أكث ��ر توتر ًا ف�إن‬


‫الرئي�س المخلوع محمد مر�سي‪� :‬إختار المواجهة ف�سقط‬

‫الجي�ش الم�صري‪� :‬أ�سا�س ديمومة النظام‬

‫ر�ؤ�ساء �أربع وكاالت تنظيمية م�ستقلة في م�صر هو‬ ‫نقط ��ة في هذا المجال‪ .‬وم ��ع �أن محاوالت مر�سي‬ ‫تو�سيع �سلطت ��ه والح�صول على �سلط ��ات �إ�ضافية‬ ‫قد �أ�شعلت �إحتجاجات �أدت �إلى �إنهاء نظامه‪ ،‬ف�إن‬ ‫من ��اورة ال�سي�سي ق ��د مرت ب�سالم م ��ن دون حتى‬ ‫زقزقة ع�صفور‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن هناك �سبب ًا كافي� � ًا لل�شك في �أن نظام ًا‬ ‫هدف ��ه الأ�سا�سي هو تدمير الإخوان يمكنه النجاح‬ ‫ف ��ي الحكم‪ .‬بعد كل �ش ��يء‪� ،‬إن نظام ًا �أنفق الكثير‬ ‫من ر�أ�سماله ال�سيا�سي للق�ضاء على منظمة واحدة‬ ‫ال يمكن ��ه �أب ��د ًا �أن يك ��ون �شام ًال �سيا�سي� � ًا‪ .‬عالوة‬ ‫على ذل ��ك‪� ،‬إن �إ�صرار النظام عل ��ى �أن "الإخوان‬ ‫الم�سلمي ��ن" هم وراء كل ح ��ادث �إرهابي‪ ،‬بما في‬ ‫ذل ��ك الهجمات ال�شدي ��دة التي �أعلن ��ت مجموعة‬ ‫تابعة ل"داع�ش" م�س�ؤوليتها عنها‪ ،‬يعني �أنه ال يرى‬ ‫بعد التهديدات الحقيقية التي تواجهه في الواقع‪.‬‬ ‫�إن قم ��ع النظ ��ام الوا�س ��ع تح ��ت عن ��وان مكافحة‬ ‫الإرهاب‪ ،‬الذي و�صل �إلى الن�شطاء وال�صحافيين‬

‫الذين دعموا بقوة الإطاحة بمر�سي‪ ،‬يخلق �أعداء‬ ‫ج ��دد ًا‪ ،‬وربما يزرع بذور ًا �أكثر لإ�ضطرابات ثورية‬ ‫عنيفة على الطريق‪.‬‬ ‫م ��ع ذلك‪ ،‬بالن�سب ��ة �إلى الجزء الأكب ��ر‪ ،‬ف�إن عزم‬ ‫النظام عل ��ى مواجهة ومكافحة الإخ ��وان ال يزال‬ ‫ي�ؤت ��ي ثماره �سيا�سي ًا‪ ،‬ومن المرجح �أن يظل كذلك‬ ‫لبع� ��ض الوق ��ت‪ .‬محلي� � ًا‪ ،‬كثي ��ر م ��ن الم�صريي ��ن‬ ‫(وربم ��ا �أكثره ��م) ي�ستمرون في �إعتب ��ار الإخوان‬ ‫ق ��وة مزعزع ��ة للإ�ستقرار‪ ،‬نظر ًا �إل ��ى حالة عدم‬ ‫اليقي ��ن ال�سيا�سي الكبيرة التي عرفتها البالد في‬ ‫ال�سنة ال�صاخبة من حكم مر�سي وت�أييد "الإخوان‬ ‫الم�سلمين" للهجم ��ات على البنية التحتية‪ .‬ه�ؤالء‬ ‫الم�صريون لي�س ��وا بال�ضرورة متح ّم�سين لل�سي�سي‬ ‫�أو م ��ن �أن�صاره‪ ،‬لكنهم يعتب ��رون �أن وحدة نظامه‬ ‫الداخلي ��ة ه ��ي ال�ش ��يء الوحيد الذي من ��ع البالد‬ ‫م ��ن االنزالق الى �إنهيار الدول ��ة و�إنت�شار الفو�ضى‬ ‫كم ��ا ح ��دث ف ��ي الع ��راق وليبي ��ا و�سوري ��ا‪ .‬ي�شعر‬ ‫المنا�ضلون الثوريون ب�أن هذا الجو من الإ�ستقرار‬

‫الأولي مطلوب ومفهوم جد ًا ويقولون ب�أنهم تو ّقفوا‬ ‫عن الإحتجاج لأنه ��م يخ�شون من ردة فعل �شعبية‬ ‫تقريب ًا بقدر ما يخ�ش ��ون من �إعتقالهم‪�" .‬إذا �سار‬ ‫خم�سة �أ�شخا�ص وهتفوا حول ق�ضية �سيا�سية‪ ،‬ف�إن‬ ‫النا� ��س �سوف يطلقون النار عليه ��م"‪ ،‬قال نا�شط‬ ‫ف ��ي بور�سعيد لأحد ال�صحافيي ��ن الأجانب‪ .‬لذلك‬ ‫�إن موق ��ف نظ ��ام ال�سي�سي بالن�سب ��ة �إلى مكافحة‬ ‫وتدمي ��ر الإخ ��وان قد ق� � ّرب م�صر �أكث ��ر �إلى دول‬ ‫الخليج الغنية‪ ،‬التي �ساعدت البالد على ال�صمود‬ ‫والوقوف على قدميها من طريق تبرعها ب�أكثر من‬ ‫‪ 20‬مليار دوالر منذ �إطاحة مر�سي‪.‬‬ ‫ولك ��ن‪ ،‬من الجدير ذك ��ره �أن �سيا�سة النخبة التي‬ ‫يعتم ��د �إ�ستق ��رار النظ ��ام ويتعلق م�صي ��ره عليها‬ ‫غالب� � ًا م ��ا تك ��ون ُمب َهم ��ة‪ .‬ق ّل ��ة‪� ،‬إن وج ��دت‪ ،‬من‬ ‫المراقبي ��ن الخارجيين قد عرف ��ت بالإنق�سامات‬ ‫داخ ��ل الجي� ��ش الم�ص ��ري التي بلغ ��ت ذروتها في‬ ‫تعيين ال�سي�س ��ي وزير ًا للدفاع في �آب (�أغ�سط�س)‬ ‫‪ ،2012‬وال �أح ��د ي�ستطي ��ع �أن يع ��رف ويكون �أكيد ًا‬ ‫م ��ا �إذا كان هن ��اك تغيي ��ر ف ��ي قواع ��د اللعبة من‬ ‫�إنق�سامات م�شابهة تح ��ت ال�سطح الآن‪ .‬مع ذلك‪،‬‬ ‫ال �أحد يفهم هذه المخاطر �أف�ضل من الم�ؤ�س�سات‬ ‫والم�صال ��ح المك ِّون ��ة للنظ ��ام‪ .‬ولما كان ��وا جميع ًا‬ ‫يعلم ��ون ويخ�ش ��ون م ��ن جول ��ة �أخ ��رى م ��ن تغيير‬ ‫النظ ��ام الذي قد يعني موته ��م‪ ،‬ف�إنه من المرجح‬ ‫�أن ي�ستم ��ر التركيز على حمل ��ة مواجهة ومكافحة‬ ‫الإخ ��وان عام�ل ً�ا مهم� � ًا ف ��ي توحيدهم‪ ،‬ب ��د ًال من‬ ‫ال�سماح بت�صاعد الخالفات الداخلية بعيد ًا جد ًا‪.‬‬ ‫�إن الو�ض ��ع الراهن في م�صر‪ ،‬بعب ��ارة �أخرى‪ ،‬هو‬ ‫دائم وم�ستم ��ر‪ .‬ولكن �إذا �إنهار الو�ضع فج�أة‪ ،‬هنا‬ ‫ينبغي الإنتباه‪� :‬ستتحول بالد الفراعنة �إلى حمام‬ ‫من الدم‬ ‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪47‬‬


‫وادي النيل ¶ م�صر‬ ‫قادته ��ا في البرلمان في عه ��د مبارك‪ .‬كما حاول‬ ‫الإخوان بالمثل تهمي�ش مجتمع الأعمال من خالل‬ ‫�إن�ش ��اء منظم ��ة �أعم ��ال خا�ص ��ة بهم‪ ،‬الت ��ي رافق‬ ‫قادتها مر�سي في رحالته الرئا�سية الخارجية‪.‬‬ ‫في الوقت عين ��ه‪ ،‬فيما تزايدت �إنتق ��ادات و�سائل‬ ‫االعالم من الحكم الإ�ستبدادي وغير الكف�ؤ الذي‬ ‫يمار�سه مر�سي في �أوائل العام ‪ ،2013‬قام م�ؤيدو‬ ‫جماع ��ة "الإخ ��وان الم�سلمين" بحم ��ل مل�صقات‬ ‫لبع� ��ض مذيعي ومقدمي البرام ��ج التلفزيونية مع‬ ‫م�شانق حول �أعناقهم خالل تجمعاتهم‪ ،‬متعهدين‬ ‫ب"تطهير" و�سائل الإعالم‪ .‬وعلى المنوال عينه‪،‬‬ ‫�أدت دعوة قادة الإخوان �إلى "�إعادة هيكلة و�إ�صالح‬ ‫"وزارة الداخلية �إلى �إ�ستياء داخل �أجهزة ال�شرطة‬ ‫الم�صرية‪ ،‬وم�شاركة �ضب ��اط كثيرين من القيادة‬ ‫بزيه ��م الر�سمي في الإنتفا�ضة �ضد مر�سي‪ .‬وعلى‬ ‫الرغم من �أن هذا الأخير حاول �أن ير�ضي الجي�ش‬ ‫من خالل �إحترام �إ�ستقالليته بالن�سبة �إلى الأمور‬ ‫الأمنية الوطنية و�ش�ؤونه الداخلية‪ ،‬فقد ق ّو�ض هذا‬ ‫الترتيب من خالل ت�صريحاته العدوانية بالن�سبة‬ ‫�إلى ال�سيا�سة الخارجية خ�ل�ال ال�شهر الأخير في‬ ‫من�صب ��ه‪ .‬في الواقع‪ ،‬من وجه ��ة نظر الجنراالت‪،‬‬ ‫لقد �إغت�صب مر�سي الم�س�ؤوليات الأمنية الوطنية‬ ‫الخا�صة بالجي� ��ش عندما �أعلن �أن "كل الخيارات‬ ‫مفتوح ��ة" �ضد بن ��اء �أثيوبيا ل�س ّد عل ��ى نهر النيل‬ ‫ث ��م �أ ّيد الجه ��اد ال�س ��وري في �إجتم ��اع حا�شد في‬ ‫ملع ��ب القاه ��رة جنب ًا �إلى جنب م ��ع مجموعة من‬ ‫رجال الدين ال�سلفيين الراديكاليين في منت�صف‬ ‫حزيران (يونيو) ‪.2013‬‬ ‫بطبيعة الحال‪ ،‬ف�إن المواءمة بين هذه الم�ؤ�س�سات‬ ‫والم�صال ��ح لي�س ��ت جديدة‪� :‬إنه ��ا تعود �إل ��ى �أيام‬ ‫الرئي� ��س مب ��ارك‪ .‬ولكنه ��ا ل ��م تك ��ن �أب ��د ًا قريبة‬ ‫�إل ��ى هذا الحد كم ��ا الآن‪ .‬في عه ��د مبارك‪ ،‬على‬ ‫�سبيل المثال‪ ،‬كان الجي� ��ش يعتبر وزارة الداخلية‬ ‫مناف�س� � ًا‪ ،‬ولهذا ال�سب ��ب وقف كب ��ار ال�ضباط قي‬ ‫قيادت ��ه ب�ش ��كل ف ّع ��ال على الحي ��اد فيم ��ا �إنهارت‬ ‫ال�شرط ��ة خالل الأي ��ام الأول ��ى لإنتفا�ضة ‪.2011‬‬ ‫وبالمث ��ل‪ ،‬ف� ��إن بع� ��ض و�سائ ��ل الإع�ل�ام الخا�ص‬ ‫الأكث ��ر �شعبية ن�ش ��ر �إنتهاكات ال�شرط ��ة في عهد‬ ‫مبارك وكان من �أ�شد منتقدي المجل�س الع�سكري‬ ‫ال ��ذي حكم م�صر لم ��دة ‪� 16‬شهر ًا بع ��د الإطاحة‬ ‫بمب ��ارك‪ .‬وكانت هن ��اك �أي�ض� � ًا �إنق�سامات داخل‬ ‫مراكز ال�سلطة هذه‪ ،‬مث ��ل الخالف بين ال�ضباط‬ ‫المتق ّدمي ��ن ف ��ي ال�س ��ن ف ��ي القي ��ادة الع�سكري ��ة‬ ‫وال�ضباط الأ�صغر �سن ًا الذي عالجه مر�سي في �آب‬

‫‪46‬‬

‫العدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫الرئي�س المخلوع ح�سني مبارك‪� :‬إنق�سم النظام في عهده ف�إنهار‬

‫�إن قمع النظام الوا�سع تحت عنوان‬ ‫مكافحة الإرهاب‪ ،‬الذي و�صل �إلى‬ ‫الن�شطاء وال�صحافيين الذين دعموا بقوة‬ ‫الإطاحة بمر�سي‪ ،‬يخلق �أعداء جدد ًا‪،‬‬ ‫وربما يزرع بذور ًا �أكثر لإ�ضطرابات‬ ‫ثورية عنيفة على الطريق‬

‫(�أغ�سط� ��س) ‪ ،2012‬عندما �أقال كبار الجنراالت‬ ‫وع َّين ال�سي�سي وزير ًا للدفاع‪.‬‬ ‫بطبيع ��ة الحال لم تتب ّدد التوت ��رات داخل النظام‬ ‫تمام� � ًا‪ .‬وكما �أ�ش ��ار مايكل حنا م ��ن "�سانت�شوري‬ ‫فاونداي�ش ��ن" ف ��ي تقري ��ر حدي ��ث‪� ،‬إن الأحاديث‬ ‫الهاتفية ال ُم�س َّربة لكب ��ار الم�س�ؤولين الع�سكريين‪،‬‬ ‫و�إنتق ��ادات و�سائ ��ل االعالم المت�صاع ��دة لوزارة‬ ‫الداخلي ��ة‪ ،‬والكراهي ��ة المفتوح ��ة ف ��ي الم�ؤ�س�سة‬ ‫الأمنية تجاه جنرال �سالح الجو ال�سابق والمر�شح‬ ‫الرئا�س ��ي �أحم ��د �شفيق كلها كان ��ت عالمات على‬ ‫�إنق�س ��ام النخبة‪ .‬ولكن ف ��ي كل حالة من الحاالت‬ ‫حت ��ى الآن‪ ،‬ف� ��إن التوت ��ر ق ��د تب ��دد ب�سرع ��ة‪ ،‬لأن‬ ‫توحد ًا في‬ ‫المك ّون ��ات المختلفة للنظام هي �أكث ��ر ّ‬ ‫نهاي ��ة المطاف بالن�سب ��ة �إلى رغبته ��ا في تدمير‬ ‫جماع ��ة "الإخوان الم�سلمين" الت ��ي هي �أهم من‬ ‫�أي تق�سيم في �أي �شيء �آخر‪.‬‬ ‫ويق ��ول بع� ��ض المتابعي ��ن ب�أن ��ه �إذا ل ��م يقوم ��وا‬ ‫بتدميره ��ا‪ ،‬ف�إنه ��م يخ�ش ��ون �أن تع ��ود جماع ��ة‬

‫الإخوان �إلى الظهور مجدد ًا حيث �ست�سعى بالتالي‬ ‫ال ��ى الث�أر لمئ ��ات عدة من "الإخ ��وان الم�سلمين"‬ ‫الذي ��ن قتلوا خالل العامين الما�ضيين‪ ،‬والذي هو‬ ‫على وجه التحديد م ��ا تعهدت به الجماعة القيام‬ ‫به‪ .‬في الواقع‪ ،‬كما �أعلن العديد من قادة الإخوان‬ ‫منذ الإنقالب‪ ،‬ت�سعى الجماعة �إلى عملية تحقيق‪،‬‬ ‫ومحاول ��ة‪ ،‬وربم ��ا قتل �أولئ ��ك الذي ��ن �شاركوا في‬ ‫حمل ��ة مكافحة الإخوان من النظ ��ام الحالي‪ .‬لذا‬ ‫بالن�سب ��ة �إلى مراكز الق ��وى المك ِّونة للنظام‪ ،‬ف�إن‬ ‫نج ��اح حملة مكافحة ومواجهة الإخوان هو م�س�ألة‬ ‫حياة �أو موت‪.‬‬

‫يوحدهم الخوف والبغ�ض‬ ‫ّ‬ ‫ونتيج ��ة لتركي ��ز تفكي ��ر النظ ��ام الأح ��ادي عل ��ى‬ ‫"الإخوان الم�سلمين"‪ ،‬ف�إن لدى ال�سي�سي الكثير‬ ‫من المرونة لإ�صدار المرا�سيم وتعزيز �صالحياته‬ ‫القانوني ��ة �أكثر من التي كان يتمتع بها مر�سي‪� .‬إن‬ ‫�إ�صدار ال�سي�سي الأخير لقانون يخ ّوله �إقالة وعزل‬


‫بقلم عبد اللطيف الفراتي*‬

‫بكل هدوء‬

‫تونس‬ ‫تغرق‪ ...‬تغرق‬ ‫�إذا كان ��ت تون� ��س ح ّققت وتح ّقق كل ي ��وم خطوات مهمة‬ ‫على �صعي ��د دمقرطة الحياة ال�سيا�سي ��ة والإجتماعية‪،‬‬ ‫وباتت ت�سير وفق المعايير الأكثر تقدماً في مجاالت حرية الر�أي‬ ‫والتعبير‪ ،‬و�إعتماد القرار ال�شعبي من طريق �إنتخابات م�شهود لها‬ ‫بالنزاه ��ة وال�شفافي ��ة لي� ��س مقارنة بال ��دول التي عا�ش ��ت ما ُ�س ِّمي‬ ‫ب"الربي ��ع العربي" فقط‪ ،‬بل قيا�ساً حتى ب�أعرق الديموقراطيات‬ ‫ف ��ي العالم‪ ،‬ف�إنه ��ا تغرق حالياً في بحر م ��ن الم�شاكل في المجال‬ ‫الإقت�ص ��ادي وبالتالي الإجتماعي‪ ،‬وتت�س ��ارع خطواتها نحو هاوية‬ ‫�سحيقة‪ ،‬حيث لم تعد في م�أمن من �إنتفا�ضات قد ته ّز كيانها‪ .‬و�إذا‬ ‫كانت "�أم الثورات العربية "‪ ،‬كما دُعيت من �أطراف عدة‪ ،‬قد قامت‬ ‫من �أجل الحرية والكرامة‪ ،‬ف�إن الحرية تح ّققت‪� ،‬أما الكرامة فلم‬ ‫تتحقق بعد‪ ،‬وال يبدو في الأفق ما يوحي ب�أنها ب�صدد الإنجاز‪.‬‬ ‫ولع ��ل �أول ��ى المقوم ��ات الت ��ي تق ��وم عليه ��ا الكرام ��ة ه ��ي ال�شغ ��ل‬ ‫والعم ��ل‪ ،‬ال ��ذي يحف ��ظ كرام ��ة الم ��رء‪ ،‬ويجعل ��ه ف ��ي م�أم ��ن م ��ن‬ ‫الإحتياج والذل‪.‬‬ ‫وكل الدالئ ��ل ت�شي ��ر �إل ��ى �أن الو�ض ��ع الإقت�ص ��ادي ق ��د تده ��ور‬ ‫بالقيا� ��س �إل ��ى �سنة ‪� ،2010‬أي ال�سن ��ة ال�سابقة لإندالع الثورة‪ .‬فقد‬ ‫�إنه ��ار الدين ��ار التون�سي‪ ،‬وتفاقم العجز التج ��اري‪ ،‬و�إرتفعت ن�سبة‬ ‫المديوني ��ة بحوال ��ي ‪ 50‬ف ��ي المئة‪ .‬ومم ��ا زاد الطين ب ّل ��ة ت�ضخم‬ ‫ظاه ��رة الإره ��اب ال ��ذي ل ��م يع ��د مقت�ص ��راً عل ��ى الجب ��ال والقرى‬ ‫النائي ��ة‪ ،‬ب ��ل ت�س ّرب �إلى الم ��دن وبالذات �إلى المناط ��ق ال�سياحية‪،‬‬ ‫مث ��ل متحف "باردو" ف ��ي �ضواحي العا�صمة‪ ،‬و�أح ��د فنادق مدينة‬ ‫�سو�س ��ة ال�سياحي ��ة بامتي ��از (‪ 140‬كيلومتراً �إلى الجن ��وب ال�شرقي‬ ‫م ��ن العا�صمة)‪ ،‬مما �أ�ص ��اب ال�سياحة التون�سية في مقتل‪ ،‬ف�أُلغيت‬ ‫الحج ��وزات ول ��م يتق ّل� ��ص ع ��دد الوافدي ��ن فق ��ط‪ ،‬ب ��ل غ ��ادر حت ��ى‬ ‫المقيم ��ون‪ ،‬فيم ��ا ُتم ّثل ال�سياح ��ة �أحد �أعمدة الإقت�ص ��اد التون�سي‬ ‫بحوال ��ي ‪ 7‬ف ��ي المئة من الناتج المحل ��ي الإجمالي وما بين ‪ 5‬و‪7‬‬ ‫ملي ��ارات دوالر من العمالت الأجنبية كم ��وارد للبالد‪ .‬وبالمقابل‬ ‫تراج ��ع �إنتاج الحبوب بعد المحا�صي ��ل القيا�سية ل�سنة ‪ ،2014‬ولم‬ ‫ُينق ��ذ المو�س ��م �إال زي ��ت الزيت ��ون بمحا�صي ��ل قيا�سي ��ة م ّكن ��ت من‬ ‫التخفيف من العجز الجاري للميزان التجاري‪.‬‬

‫وت�شي ��ر كل الدالئ ��ل �إلى �أن ن�سب ��ة النمو للعام الحال ��ي �ستكون ما‬ ‫بي ��ن ‪ 0.5‬و‪ 1‬ف ��ي المئة في �أح�سن الأحوال‪ ،‬بينما كانت التقديرات‬ ‫ترج ��ح تجاوز ‪ 2‬في المئة‪ ،‬وه ��ي في كل الأحوال وفي حد‬ ‫الأولي ��ة ّ‬ ‫ذاتها ن�سبة �ضعيفة جداً‪ ،‬قيا�ساً �إلى الن�سبة المتو�سطة التي كانت‬ ‫�سائدة قبل الثورة‪� ،‬أي ‪ 5‬في المئة‪.‬‬ ‫ويب ��دو الإ�ستثم ��ار معط ً‬ ‫ال‪ ،‬ولي�س هناك ب ��وادر جديدة في الغالب‬ ‫�إال ف ��ي م�شاري ��ع الدول ��ة‪ .‬والواق ��ع �أن ��ه م ��ا دام الو�ض ��ع عل ��ى هذه‬ ‫ال�ضبابي ��ة‪ ،‬والإره ��اب م�ستم ��راً ف ��ي الإنت�شار‪ ،‬فمن غي ��ر المتوقع‬ ‫�أن ُيق ��دِ م القط ��اع الخا� ��ص الوطن ��ي �أو الأجنب ��ي خ�صو�ص� �اً‪ ،‬عل ��ى‬ ‫�أيّ �إ�ستثم ��ار‪ ،‬ف ��ي و�ض ��ع و�إن �إ�ستق� � ّر �سيا�سي� �اً ف� ��إن �أخط ��اراً كثي ��رة‬ ‫محدق ��ة ب ��ه �سواء �إجتماعي� �اً من طريق مطالب ��ات نقابية منفلتة‪،‬‬ ‫�أو �إ�ستم ��رار ظاه ��رة ال�ضرب ��ات الإرهابي ��ة المتوا�صل ��ة‪ .‬لقد كانت‬ ‫تون� ��س ت�أم ��ل بعد مفاو�ضات ع�سيرة مع �شركة بيجو لل�سيارات‪� ،‬أن‬ ‫ت ��رى قيام وح ��دة �صناعية �ضخم ��ة لل�شركة الفرن�سي ��ة‪ ،‬حيث كان‬ ‫م ��ن المتوق ��ع لها �إ�ستخ ��دام ‪� 50‬ألفاً م ��ن المهند�سي ��ن والإداريين‬ ‫مق�سمي ��ن عل ��ى ‪� 5‬سن ��وات‪ ،‬غي ��ر �أن الو�ض ��ع الم�ضط ��رب‬ ‫والعم ��ال ّ‬ ‫�أثن ��ى الم�ستثمري ��ن الفرن�سيين عن �إقامة ه ��ذا الم�صنع ّ‬ ‫وف�ضلوا‬ ‫تركيزه في المغرب‪.‬‬ ‫و ُيعت َب ��ر العاطل ��ون م ��ن العم ��ل‪ ،‬وعدده ��م يتراوح بي ��ن ‪ 600‬و‪700‬‬ ‫�أل ��ف من بينه ��م ‪� 200‬إلى ‪� 250‬أل ��ف من خريج ��ي التعليم العالي‪،‬‬ ‫بمثاب ��ة القنبل ��ة الموقوت ��ة التي قد تنفجر ف ��ي �أي وقت‪ ،‬و�إذ د ّلت‬ ‫التجربة على �أن ن�سبة نمو واحد في المئة كفيلة بتوفير ‪� 10‬آالف‬ ‫فر�ص ��ة عمل‪ ،‬ف ��ي بلد ُتم ّثل فيه اليد العاملة الإ�ضافية �سنوياً ‪80‬‬ ‫�ألف ��ا م ��ن الوافدين الجدد على �سوق العمال ّة‪ ،‬ف�إن هذا يبرز حدّة‬ ‫الأزم ��ة الإجتماعي ��ة القائم ��ة وم ��دى تعاظمه ��ا‪ ،‬وبالتال ��ي توقع‬ ‫ت�أثيراته ��ا الكبي ��رة المقبل ��ة‪ .‬و�إذ كثرت الوع ��ود الإنتخابية �سواء‬ ‫ف ��ي منا�سب ��ة الإنتخاب ��ات الت�شريعي ��ة �أو الرئا�سي ��ة ف ��ي الخريف‬ ‫الما�ض ��ي‪ ،‬ف� ��إن الأح ��زاب الأربع ��ة �أو الخم�س ��ة الم�ؤتلف ��ة لت�شكيل‬ ‫الحكوم ��ة الحالي ��ة‪ ،‬بدت �أعجز م ��ن �أن تنجز وعودها المع�سولة‪،‬‬ ‫والت ��ي �إ�س ُتعمل ��ت ك�صن ��ارة لنيل العدد الأكبر م ��ن الأ�صوات ‪ ...‬ال‬ ‫�أكثر وال �أقل‪...‬‬

‫* كاتب و�صحافي من تون�س‪ ،‬ورئي�س التحرير ال�سابق ل�صحيفة "ال�صباح" التون�سية (‪)fouratiab@gmail.com‬‬

‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪49‬‬


JTCE

Le Nom Qu’il Faut Connaitre Au Maroc

JTCE Sarl est une société Marocaine des secteurs du bâtiment et travaux publics. Elle intervient dans la construction des bâtiments, des grands ouvrages et des infrastructures d'énergie (tertiaire, industriel, infrastructures) Pour Plus D’information: 67 angle Boulevard Hassan 1er, Casablanca, Maroc Tel: (212) 0664 501 319, Email: jtcesarl@gmail.com


‫الم�ؤتمر الوطني العام في طرابل�س‪ :‬لم يوقع على الإتفاق‬

‫الب�ل�اد‪� ،‬ساعد التح ��رك نحو التو�صل ال ��ى �إتفاق‬ ‫و�سل�سلة من الإتفاقات المحلية لوقف �إطالق النار‬ ‫عل ��ى دف ��ع مجموعة �إل ��ى الإن�شقاق ع ��ن التحالف‬ ‫الع�سكري فج ��ر ليبيا ال�سابق المرتب ��ط بالم�ؤتمر‬ ‫الوطني العام‪ .‬هذه المجموعة الجديدة ‪" -‬جبهة‬ ‫ال�صم ��ود" ‪ -‬هي عب ��ارة عن �إئت�ل�اف م�سلح كان‬ ‫قادت ��ه يتمتع ��ون بت�أثي ��ر كبير ف ��ي طرابل� ��س منذ‬ ‫الث ��ورة‪ .‬و�إنتق ��د قي ��ادة ه ��ذه الجبه ��ة و�أن�صارها‬ ‫الإتف ��اق وت ��ردد �أنه ��ا ت�ستعد للدفاع ع ��ن موقفها‪.‬‬ ‫وكم ��ا قال قيادي بارز من الجبه ��ة في وقت �سابق‬ ‫م ��ن ه ��ذا الع ��ام‪" :‬فق ��ط بع ��د �أن ينت�ص ��ر جانب‬ ‫ويخ�سر جانب �أخر يمكنك ت�شكيل حكومة"‪.‬‬ ‫ف ��ي ال�شرق يبدو قادة مجموع ��ة تطلق على نف�سها‬ ‫�إ�سم الجي� ��ش الوطني الليبي حذري ��ن من الم�سار‬ ‫ال�سيا�س ��ي كذل ��ك‪ .‬عق ��ب مرا�س ��م التوقي ��ع ف ��ي‬ ‫المغرب‪� ،‬أعلن رئي�س هذا الجي�ش الجنرال خليفة‬

‫لي�ست هناك �أية �أوهام حول عيوب‬ ‫�إتفاق ال�سالم في ليبيا‪ .‬فمث ًال‪� ،‬إن‬ ‫الم�ؤتمر الوطني العام الذي ُيعتبر �أحد‬ ‫الأطراف الرئي�سيين في ال�صراع‪ ،‬لم‬ ‫يو ّقع عليه‪ .‬ويحاول المفاو�ضون �إ�صالح‬ ‫ذلك‪ ،‬وقد ينجحون في م�سعاهم‪.‬‬ ‫ولكن هذا لي�س هو الم�شكلة الوحيدة‪.‬‬ ‫ال�سيا�سيون الذين و ّقعوا على الإتفاق‬ ‫ال يملكون ال�سيطرة �أو ال�سلطة على‬ ‫القوات الم�سلحة التي يرتبطون بها‬

‫حفت ��ر‪� ،‬أن قواته الم�سلحة ال عالق ��ة لها بالحوار‪.‬‬ ‫وقد �إ�ستخدم م�ؤتم ��ر ًا �صحفي ًا للت�أكيد على �أهمية‬ ‫�إعط ��اء الأولوية لمكافحة الإره ��اب على العمليات‬ ‫ال�سيا�سي ��ة‪ .‬في منا�سب ��ات �أخ ��رى‪ ،‬كان الجنرال‬ ‫�أق ��ل تحفظ ًا في �إنتق ��اده للمحادثات التي تو�سطت‬ ‫فيها االمم المتحدة ولتدخل ال�سيا�سيين في �ش�ؤون‬ ‫الجي�ش الوطني الليبي‪.‬‬ ‫ف ��ي لغة مفاو�ضي الأمم المتحدة �إن جماعات مثل‬ ‫هذه تعتبر " ُمف�سدة"‪ ،‬كم ��ا قال كبير المفاو�ضين‬ ‫برناردين ��و ليون �أخير ًا لمجل� ��س الأمن‪" ،‬يجب �أن‬ ‫تحا�س ��ب هذه الجماعات ‪ ،‬لأنه ��ا تتحمل م�س�ؤولية‬ ‫عرقل ��ة الإتف ��اق ال�سيا�س ��ي"‪ .‬ولك ��ن دع ��وة ه�ؤالء‬ ‫بالمف�سدي ��ن �أو المت�شددي ��ن ال يعن ��ي بال�ض ��رورة‬ ‫�أنه ��م على هام� ��ش الم�شهد ال�سيا�س ��ي الليبي‪ .‬في‬ ‫الواق ��ع‪� ،‬إن �أولئك الذين ي�ؤيدون الإتفاق "�أختيروا‬ ‫ب�شكل تع�سفي من قبل الو�سطاء‪ ،‬وفي كثير من‬ ‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪51‬‬


‫المغرب العربي‬ ‫ليبيا‬

‫�إتفاق ال�سالم ال�سيىء في الجماهيرية ال�سابقة هو �أ�سو�أ من ال �إتفاق‬

‫محاولة المجتمع الدولي إلحالل السالم في ليبيا‬ ‫ً‬ ‫تعالج أعراضا وتتجاهل األسباب الجذرية للصراع‬ ‫تو�صل �أخير ًا ممثل الأمم المتحدة في ليبيا �إلى �إتفاق �سالم بين �سيا�سيين ليبيين بعد �أ�شهر من المباحثات‬ ‫في المغرب‪ ،‬ولكن يبدو �أن هذا الإتفاق لم يوافق عليه الع�سكريون الذين لديهم ال�سلطات‪ .‬فما م�آل هذا‬ ‫الإتفاق �إذن؟‬ ‫طرابل�س (الغرب) ‪ -‬هادي الورفلي‬ ‫بع ��د �أكث ��ر م ��ن ن�ص ��ف ع ��ام م ��ن‬ ‫المفاو�ض ��ات بو�ساطة الأمم المتحدة‪،‬‬ ‫و ّق ��ع ع ��دد م ��ن ال�سيا�س ��يين الليبيين في ال�ش ��هر‬ ‫الفائت عل ��ى �إتفاق �سيا�س ��ي يه ��دف ظاهري ًا �إلى‬ ‫"�إنهاء ال�ص ��راع"‪ .‬في الواقع‪ ،‬هناك العديد من‬ ‫ال�صراعات الم�سلحة الجارية في ليبيا‪ ،‬ولكن هذا‬ ‫الإتفاق ير ّكز على واحد كبير منها بد�أ في ال�صيف‬ ‫الما�ض ��ي‪ ،‬وال ��ذي �أف�ض ��ى �إل ��ى �إقام ��ة حكومتين‬ ‫متناف�س ��تين – مجل�س النواب المعت ��رف به دولي ًا‬ ‫في طب ��رق والم�ؤتمر الوطني العام في العا�ص ��مة‪،‬‬ ‫طرابل� ��س – تتخا�ص ��مان على كل الأم ��ور‪ .‬وقد تم‬ ‫و�ض ��ع الإتف ��اق ال�ش ��هر الفائت من خ�ل�ال الحوار‬ ‫الديبلوما�س ��ي بي ��ن الهيئتين والق ��ادة المحليين‪،‬‬ ‫والذي هدف �إلى وقف ال�ص ��راع من خالل ت�شكيل‬ ‫حكومة موحدة جديدة‪.‬‬ ‫لي�س ��ت هن ��اك �أي ��ة �أوه ��ام ح ��ول عي ��وب الإتفاق‪.‬‬ ‫فمث�ل ً�ا‪� ،‬إن الم�ؤتمر الوطني العام الذي ُيعتبر �أحد‬ ‫الأطراف الرئي�س ��يين في ال�صراع‪ ،‬لم يو ّقع عليه‪.‬‬ ‫ويحاول المفاو�ض ��ون �إ�ص�ل�اح ذلك‪ ،‬وقد ينجحون‬ ‫ف ��ي م�س ��عاهم‪ .‬ولك ��ن ه ��ذا لي� ��س ه ��و الم�ش ��كلة‬ ‫الوحيدة‪ .‬ال�سيا�س ��يون الذين و ّقعوا على الإتفاق ال‬ ‫يملكون ال�سيطرة �أو ال�سلطة على القوات الم�سلحة‬ ‫الت ��ي يرتبطون بها‪ .‬ويق ��ول العديد من المراقبين‬ ‫�أن الم�ؤتمر الوطني العام كان و ّقع لو لم تكن هناك‬ ‫�ضغوط معار�ضة لذلك من الميلي�شيات المتحالفة‬ ‫معه‪ .‬في الواقع‪ ،‬ف ��ي كل من طرابل�س وطبرق ف�إن‬ ‫الجماعات الم�س ��لحة – التي تملك ال�س ��لطة فعلي ًا‬

‫‪50‬‬

‫العدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫معمر القذافي‪ :‬فل�سفته الظالمية‬ ‫ما زالت تع�ش�ش بين الم�س�ؤولين الحاليين‬

‫رئي�س الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون‪:‬‬ ‫در�س كيفية التدخل في ليبيا‬

‫ �إما �إنتقدت �أو ع ّبرت عن �شكوكها في الإتفاق‪.‬‬‫عل ��ى الرغم من ه ��ذه الق�ض ��ايا ال�ص ��ارخة‪ ،‬ف�إن‬ ‫مج ��رد وجود �إتفاق بعد �س ��نوات عدة من التدهور‬ ‫الم�س ��تمر في الأو�ض ��اع الأمنية والنظام ال�سيا�سي‬ ‫يبدو �أنه يقدم �أم ًال‪ .‬لقد �إ�س ��تقبل كثيرون الإتفاق‬ ‫بتف ��ا�ؤل ح ��ذر‪ .‬وكان الديبلوما�س ��يون يتبادل ��ون‬ ‫الأف ��كار ح ��ول كيفي ��ة تو�س ��يع وتقدي ��م الدعم له‪.‬‬ ‫من ال�س ��هل تف ّهم الم�ش ��اعر‪ .‬لكن واحد ًا من �ألمع‬ ‫المحللين ف ��ي ال�سيا�س ��ة الليبية‪ ،‬ولفرام الت�ش ��ر‪،‬‬ ‫كان ل ��ه تقييم قاتم‪" :‬لي�س ��ت هناك خطة بديلة"‪.‬‬ ‫لكن بناء �إ�س ��تراتيجية ح ��ول �إتفاق معيب مع دعم‬ ‫�ض ��عيف ف�إنه قد يثير المزيد من العنف‪� .‬إن �إتفاق‬ ‫�سالم �سيئ يمكن �أن يكون �سيئ ًا لل�سالم‪.‬‬ ‫لأن �إتفاق ًا �س ��يئ ًا يحتاج �إلى �إنفاذ‪ .‬ولأنه لم يجلب‬ ‫على متن ��ه الالعبين الرئي�س ��يين الذي ��ن يحملون‬ ‫ال�س�ل�اح‪ ،‬ف� ��إن الطريق ��ة الوحيدة لجعل ��ه مقبو ًال‬

‫�س ��تكون من طريق �إ�س ��تخدام الق ��وة‪ .‬الحكومات‬ ‫الغربية تعرف ذلك‪ ،‬وهذا هو ال�س ��بب ب�أنها تفكر‬ ‫ف ��ي خط ��ط للتدخل‪ .‬وق ��د ح ��اول رئي�س ال ��وزراء‬ ‫البريطاني ديفيد كاميرون ت�أطير التدخل في ليبيا‬ ‫لحماية المواطنين البريطانيين في الداخل‪ .‬وقال‬ ‫وزير الخارجي ��ة الأميركي جون كيري �أن الواليات‬ ‫المتح ��دة �س ��وف "ت�س ��تعر�ض عدد ًا م ��ن الفر�ص‬ ‫والخيارات" للح�ص ��ول على "دع ��م �أكبر لمبادرة‬ ‫الأم ��م المتح ��دة"‪ .‬بع� ��ض التقاري ��ر ل ّم ��ح �إلى �أن‬ ‫م�س�ؤولين �أميركيين وفرن�سيين قاموا بزيارة ليبيا‬ ‫لتن�س ��يق عمليات ع�سكرية غير محددة‪ ،‬مما ي�شير‬ ‫�إل ��ى �أن بع� ��ض �ص ��انعي ال�سيا�س ��ة الغربيين يفكر‬ ‫ف ��ي الدعم الع�س ��كري لما ي�س ��مى حكومة الوحدة‬ ‫الوطنية‪.‬‬ ‫�إن الفك ��رة ب� ��أن الإتفاق قد يثير ف ��ي الواقع نزاعاً‬ ‫م�س ��لح ًا ب ��د ًال م ��ن منع ��ه ه ��ي نظرية‪ .‬ف ��ي غرب‬


‫المغرب العربي ¶ ليبيا‬ ‫الحاالت هم يفتقرون �إلى قاعدة �سلطة �سيا�سية"‪،‬‬ ‫وفق ًا لالت�شر‪.‬‬ ‫حت ��ى �أن دح ��ر ال ُمف�سدين في �ساح ��ة المعركة لن‬ ‫ّ‬ ‫يب�ش ��ر بال�س�ل�ام‪ .‬بقدر م ��ا تغي ��رت ال�سيا�سة منذ‬ ‫الإطاح ��ة بالديكتات ��ور الراح ��ل معم ��ر القذافي‪،‬‬ ‫ال ي ��زال هن ��اك بع�ض �أوج ��ه َ‬ ‫ال�ش َب ��ه المظلم‪ .‬كان‬ ‫القذافي دعا �إلى مجتمع "عديم الدولة"‪ .‬وبالنظر‬ ‫�إلى الدور البارز للهوي ��ات القبلية والمحلية وعدم‬ ‫وجود �أجهزة دولة م�ستقلة وفعالة‪� ،‬إنه من ال ُمغري‬ ‫الإ�ستنت ��اج ب�أن ��ه نج ��ح في ذل ��ك‪ .‬لك ��ن م�ؤ�س�سات‬ ‫الدول ��ة – �إ�ضافة �إلى خليط معق ��د من المجال�س‬ ‫واللج ��ان الثورية ‪ -‬وجدت فع ًال‪ .‬لق ��د �إ�ستخدمها‬ ‫القذاف ��ي لإخف ��اء م ��كان الق ��وة الحقيق ��ي‪ :‬بي ��ن‬ ‫يدي ��ه وبين يدي �أ�سرته وعدد قلي ��ل من المقربين‬ ‫الموثوق بهم‪.‬‬ ‫من ��ذ �سق ��وط القذاف ��ي‪ ،‬ت�ستخ ��دم الميلي�شي ��ات‬ ‫م�ؤ�س�س ��ات الدول ��ة بالطريق ��ة عينه ��ا تمام� � ًا‪ .‬قد‬ ‫يزعمون �أنهم تحت مظلة �سيطرة الدولة الر�سمية‬ ‫ يقول ��ون تحت �سلط ��ة الم�ؤتمر الوطن ��ي العام �أو‬‫مجل� ��س النواب في طبرق ‪ -‬لك ��ن الحقيقة هي �أن‬ ‫الميلي�شيات �أنف�سها ه ��ي التي بين يديها ال�سلطة‪.‬‬ ‫و�أي مجموعة م�سلحة ‪ -‬حتى واحدة ظاهري ًا تحت‬ ‫�سيطرة حكومة الوح ��دة الوطنية الجديدة ‪ -‬التي‬ ‫تهزم "جبه ��ة ال�صمود" �أو الجن ��رال حفتر �سوف‬ ‫تنتهي بب�ساطة بالحلول مكانهما وتم�سك بتالبيب‬ ‫ال�سلطة الحقيقية‪.‬‬ ‫ه ��ذا ه ��و بال�ضب ��ط ال�سبب ف ��ي �أن الإتف ��اق الذي‬ ‫يرك ��ز في المقام الأول عل ��ى ت�شكيل حكومة وحدة‬ ‫وطني ��ة يمكن �أن تكون له �آث ��ار �سلبية‪� :‬إنه يتجاهل‬ ‫�أ�سباب النزاع وبد ًال من ذلك يعالج الأعرا�ض‪� .‬إن‬ ‫الو�صفة الطبي ��ة لحكومة موحدة تك ��ون لها معنى‬ ‫فقط �إذا كان ال�سبب الجذري لمر�ض ليبيا حكومة‬ ‫منق�سمة‪ .‬ولكن هذا لي�س هو الحال‪.‬‬ ‫"لي� ��س لدين ��ا �صراع لأن لدين ��ا حكومتين‪ .‬لدينا‬ ‫حكومت ��ان لأن لدينا �صراع ًا "‪ ،‬يقول عبد الرحمن‬ ‫العجيلي‪ ،‬الم�ست�شار ال�سابق لمكتب رئي�س الوزراء‬ ‫بع ��د الثورة في ليبي ��ا‪ .‬متابع ًا‪" :‬ما �أخ�ش ��اه هو �أنه‬ ‫بعد المفاو�ضات‪� ،‬سوف يندلع ال�صراع مرة �أخرى‬ ‫لأنها لم تعالج المظالم"‪.‬‬ ‫ه ��ذه المظال ��م ه ��ي متنوع ��ة كتن ��وع التجمع ��ات‬ ‫الم�سلحة المحلية والقبلية والإيديولوجية المتعددة‬ ‫الت ��ي ت�أخ ��ذ الق ��رارات منذ قي ��ام الث ��ورة‪ .‬هناك‬ ‫�شكاوى حول توزيع ال�سلطة والموارد والممتلكات؛‬ ‫حول العدال ��ة؛ حول الإيديولوجي ��ة والدين؛ وحول‬

‫الجنرال خليفة حفتر‪:‬‬ ‫المف�سدين للإتفاق‬ ‫من ُ‬

‫في ال�شرق يبدو قادة مجموعة‬ ‫تطلق على نف�سها �إ�سم الجي�ش الوطني‬ ‫الليبي حذرين من الم�سار ال�سيا�سي‬ ‫كذلك‪ .‬عقب مرا�سم التوقيع في‬ ‫المغرب‪� ،‬أعلن رئي�س هذا الجي�ش‬ ‫الجنرال خليفة حفتر‪� ،‬أن قواته‬ ‫الم�سلحة ال عالقة لها بالحوار‪ .‬وقد‬ ‫�إ�ستخدم م�ؤتمر ًا �صحفي ًا للت�أكيد على‬ ‫�أهمية �إعطاء الأولوية لمكافحة الإرهاب‬ ‫على العمليات ال�سيا�سية‬ ‫م ��كان ليبيا ف ��ي ال�سيا�سة العالمي ��ة‪ .‬معالجة هذه‬ ‫النزاع ��ات الح�سا�سة لن تتحقق من خالل الحلول‬ ‫الع�سكري ��ة‪ ،‬ولن تتحقق كذلك من خالل �سيا�سات‬ ‫علي ��ا مد َّبرة م ��ن قبل المجتمع الدول ��ي الذي فقد‬ ‫�صبره مع الإختالل الوظيفي الليبي‪.‬‬ ‫غير جاه ��ز ع�سكري ًا لط ��رد المف�سدي ��ن بوا�سطة‬ ‫ال�س�ل�اح‪� ،‬أو لديه مجرد �أمل ب�أنهم قد يعودون �إلى‬ ‫ر�شدهم وين�ضم ��ون الى الإتفاق‪ ،‬م ��ا هي الأدوات‬ ‫الت ��ي ل ��دى المجتمع الدول ��ي لإ�ضعافه ��م؟ هناك‬ ‫عدد قليل من الخيارات التي لم يتم تجربتها حتى‬ ‫الآن‪ .‬تقريبا كلها تتب ��ع المبادئ الأ�سا�سية لحقوق‬ ‫الإن�س ��ان‪ .‬الفر�ضي ��ة هن ��ا ه ��و �أن ق�ضاي ��ا العدالة‬ ‫ال يمك ��ن �أن تنتظ ��ر حت ��ى يح�صل ال�س�ل�ام ‪ -‬لأن‬ ‫العدالة هي في حد ذاتها �شرط م�سبق لل�سالم‪.‬‬

‫"�إن ع ��دم �إدراج الم�ساءلة ح ��ول حقوق الإن�سان‬ ‫كانت زلة كبرى في المفاو�ضات التي تقودها الأمم‬ ‫المتح ��دة"‪ ،‬يق ��ول توما� ��س �إب�س‪ ،‬القائ ��م ب�أعمال‬ ‫�إدارة "محام ��ون م ��ن �أجل العدالة ف ��ي ليبيا"‪� .‬إن‬ ‫�إتفاق ًا �سيئ ًا يتجاهل حقوق الإن�سان يمكن �أن تكون‬ ‫ل ��ه عواقب وخيم ��ة‪�" .‬إن الأ�شخا�ص الذين �إرتكبوا‬ ‫جرائم ّ‬ ‫وعطلوا ب�شدة حي ��اة النا�س �سيتم و�ضعهم‬ ‫ف ��ي ال�سلطة مع دعم من المجتمع الدولي من دون‬ ‫�أي عواقب �أخرى"‪ ،‬يو�ضح �إب�س‪.‬‬ ‫ل ��و �إ�ستخدم ��ت ع�ص ��ا العقوب ��ات �ض ��د الأطراف‬ ‫المتحارب ��ة قب ��ل ذلك بكثي ��ر كان يمك ��ن �أن تكون‬ ‫و�سيل ��ة لمحا�سبتهم‪ ،‬و�إجبارهم على التحرك نحو‬ ‫�إتفاق �سيا�سي‪ .‬لقد �أ�ش ��ارت وثيقة م�سربة � ّإطلعت‬ ‫عليه ��ا "رويت ��رز" �أن االتح ��اد الأوروب ��ي يخط ��ط‬ ‫لفر�ض عقوبات وفر�ض حظر على �سفر خم�سة من‬ ‫�أب ��رز المف�سدين‪ .‬بع�ض من يزع ��م �أنه على قائمة‬ ‫الم�ستهدفي ��ن م ��ن االتح ��اد الأوروبي �سخ ��ر علن ًا‬ ‫من التهدي ��د‪ ،‬وهو يتهكم �أ�سا�س� � ًا على الأوروبيين‬ ‫لف�شله ��م في فر�ض �أي حل على المتحاربين‪ .‬ولكن‬ ‫عل ��ى الرغم م ��ن تبجح ه�ؤالء‪ ،‬يح ��ذر الت�شر �أنهم‬ ‫"ال يخ�شون فقط التهمي�ش ال�سيا�سي ولكن �أي�ض ًا‬ ‫محاكم ��ة محتمل ��ة �إذا ت ��م ت�شكيل حكوم ��ة وحدة‬ ‫وطنية ودعمت �سلطتها"‪.‬‬ ‫هن ��اك خيار �آخر يكمن ف ��ي تجويع ال ُمف�سدين من‬ ‫الإم ��دادات‪ .‬ف ��ي حي ��ن �أن المجتم ��ع الدولي قاوم‬ ‫بده ��اء الجهود الت ��ي تبذلها حكوم ��ة طبرق لرفع‬ ‫الحظ ��ر المفرو�ض عل ��ى الأ�سلحة‪ ،‬ف� ��إن الأ�سلحة‬ ‫م ��ا زالت ت�ص ��ل‪ .‬وت�شي ��ر تقاري ��ر عدي ��دة �إلى �أن‬ ‫الجن ��رال حفت ��ر يتلقى ال�س�ل�اح والدع ��م المالي‬ ‫من م�صر والمملكة العربي ��ة ال�سعودية والإمارات‬ ‫العربية المتحدة‪ .‬في الواقع‪ ،‬ذهبت القاهرة و�أبو‬ ‫ظب ��ي �إلى حد �إطالق غ ��ارات جوية على طرابل�س‬ ‫�ض ��د معار�ض ��ي حفتر في الع ��ام الما�ضي‪ .‬وتزعم‬ ‫الحكوم ��ة في طب ��رق �أن تركي ��ا وقط ��ر ت�ساعدان‬ ‫الحكوم ��ة الأخ ��رى ف ��ي طرابل�س‪ .‬حتى ل ��و فر�ض‬ ‫االتحاد الأوروب ��ي عقوبات على ال ُمف�سدين فردي ًا‪،‬‬ ‫فينبغ ��ي �أن تكون قوية بما فيه الكفاية لقطع �أمراء‬ ‫الح ��رب عن م�ؤيديه ��م الإقليميين‪ .‬حت ��ى الآن لم‬ ‫تك ��ن هن ��اك �أي م�ؤ�شرات عل ��ى �أن �صن ��اع القرار‬ ‫�سوف يتبعون هذه اال�ستراتيجية‪.‬‬ ‫م ��ن ناحية �أخ ��رى‪� ،‬إن خي ��ارات المجتم ��ع الدولي‬ ‫محدودة للغاية لأن واحد ًا من عدد قليل من الأ�شياء‬ ‫التي يوافق عليه تقريب ًا كل �أطراف ال�صراع المرير‬ ‫في ليبيا هو مقاومة خرق ال�سيادة الوطنية من‬ ‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪53‬‬


ROYAL FIT

Mineral water fluoridated Member of The Brazilian Chamber Of Commerce & Industry (CCIBRA)

Water is much more than our business

Directly from the famous Furnas Aquifer in Brazil to your table where you are Most of the natural resources of Brazil are internationally known, but its water is one of the best when compared to other places in the world.

For more information write to: Mr RONALDO DIJKSTRA, ROYAL FIT, RUA CLYCEMA KOSSATZ CARVALHO, 205 BAIRRO SAN MARTIN PONTA GROSSA PARANÁ BRASIL Or Contact Telelepone No: +55 42 32263839


‫المغرب العربي ¶ ليبيا‬

‫مجل�س‬ ‫النواب في‬ ‫طبرق‪ :‬لي�س‬ ‫لديه �سلطات‬ ‫ع�سكرية‬

‫قب ��ل القوى الغربية‪ .‬عندما ط ��رح الأوروبيون فكرة‬ ‫�إ�ستخدام القوة الع�سكرية في المياه الليبية لإغراق‬ ‫ال�سف ��ن الم�ستخدم ��ة من قبل مهربي ��ن‪� ،‬أدانت ك ٌل‬ ‫م ��ن الحكومتي ��ن المتناف�ستين بق ��وة الخطة‪ ،‬حيث‬ ‫وجدتا �أنف�سهما في �إتفاق نادر الحدوث‪ .‬بعثة االمم‬ ‫المتح ��دة‪ ،‬الت ��ي ُينظر �إليه ��ا من قب ��ل العديد من‬ ‫الليبيي ��ن باعتبارها متدخلة غي ��ر مرغوب فيها في‬ ‫�ش�ؤونه ��م الداخلية‪� ،‬أ�صبحت هدف� � ًا للحقد ال�شديد‬ ‫من جوانب و�أطراف عدة‪.‬‬ ‫ق ��د تكون محادث ��ات االمم المتحدة من ��ذ البداية‬ ‫ق ��د �شابه ��ا الخل ��ل‪� .‬إن حقيق ��ة �أن واح ��دة فق ��ط‬ ‫م ��ن الحكومتي ��ن في ليبي ��ا تتمتع ب�إعت ��راف دولي‬ ‫هي عالمة عل ��ى �أن �أ�صحاب الم�صلح ��ة العالمية‬ ‫ه ��م "منح ��ازون ب�ش ��كل وا�ض ��ح تج ��اه واح ��د من‬ ‫الجانبي ��ن"‪ ،‬وفق� � ًا لمحل ��ل ليبي ��ا جاي�س ��ون باك‪.‬‬ ‫وج ��اءت �ضرب ��ة �أخ ��رى ل�سمع ��ة الأم ��م المتحدة‬ ‫عندم ��ا ق ��ال ال�سيا�سي الم�ص ��ري الب ��ارز محمد‬ ‫البرادع ��ي �أن مفاو�ضها الرئي�سي برناردينو ليون‪،‬‬ ‫قد �شارك في المفاو�ضات التي �أدت �إلى االنقالب‬ ‫�ضد الرئي�س الم�ص ��ري محمد مر�سي عندما كان‬ ‫�سابق� � ًا مبعوث ًا خا�ص� � ًا لالتح ��اد الأوروبي لجنوب‬ ‫البحر الأبي� ��ض المتو�سط‪ .‬و�أو�ضح ليون �أن مهمته‬ ‫ف ��ي ذلك الوق ��ت ت�ضمن ��ت التو�سط بي ��ن الرئي�س‬ ‫مر�سي و�أح ��زاب المعار�ضة لت�شكيل حكومة وحدة‬ ‫وطني ��ة‪ .‬وعلى الرغ ��م من التو�ضيح‪ ،‬ف� ��إن حقيقة‬ ‫�أن الرئي�س الم�صري الحالي عبد الفتاح ال�سي�سي‬

‫ الم�ستفي ��د من �سقوط مر�س ��ي ‪ُ -‬ينظر �إليه الآن‬‫عل ��ى �أنه يدعم حفتر في ليبي ��ا‪ ،‬فقد تم �إ�ستخدام‬ ‫الأمر من قب ��ل النقاد لموا�صلة ت�شويه �سمعة حياد‬ ‫المفاو�ض الدولي‪.‬‬ ‫بالن�سب ��ة �إلى المجتمع الدول ��ي‪ ،‬قد ال تكون هناك‬ ‫خطة بديلة ولك ��ن هناك‪ ،‬في الواقع‪ ،‬عملية �سالم‬ ‫ل ��م يالحظها �أحد قي ��د التنفيذ‪ .‬في غ ��رب ليبيا‪،‬‬ ‫�إكت�سب ��ت �سل�سلة من المفاو�ض ��ات المحلية ووقف‬ ‫�إط�ل�اق النار ببطء �أر�ضية �صلبة‪ .‬في الوقت الذي‬ ‫حاولت بعث ��ة الأمم المتحدة تقدي ��م بع�ض الدعم‬ ‫لهذه المب ��ادرات‪ ،‬فقد كانت عموم� � ًا �أكثر تركيز ًا‬ ‫على ال�سيا�سة الرفيعة الم�ستوى‪.‬‬ ‫وفق� � ًا للعجيل ��ي ف� ��إن المفاو�ضي ��ن "يتعامل ��ون مع‬ ‫�سيا�سيي ��ن لديه ��م ن ��وع م ��ن ال�سيط ��رة الهرمي ��ة‬ ‫على ق ��ادة الميلي�شيات‪ ،‬والتي لي�س ��ت لديهم على‬ ‫الإط�ل�اق"‪ .‬وي�ضيف ب�أن العملي ��ة كانت حتى الآن‬ ‫�ضروري ��ة للغاية ولكن "غير فعال ��ة"‪ ،‬وقدم بع�ض‬ ‫الن�صائ ��ح‪" :‬التركي ��ز عل ��ى وق ��ف �إط�ل�اق الن ��ار‬ ‫المحلي والخطط الأمني ��ة المحلية التي ال تنطوي‬ ‫عل ��ى تدخ ��ل ال�سيا�سيي ��ن ‪� -‬إنه ��م يمثل ��ون البنى‬ ‫االجتماعية التي ظهرت لحماية م�صالح ال�شعب"‪.‬‬ ‫�إنه يراهن �أي�ض ًا عل ��ى �أن الإنهيار الإقت�صادي �إما‬ ‫�أن ُيجب ��ر الأحزاب المتحارب ��ة �أن تختار في نهاية‬ ‫المطاف الحوار �أو يدفعها نحو حرب �شاملة‪.‬‬ ‫م ��ن ال�سه ��ل ر�ؤي ��ة لم ��اذا �أوروب ��ا‪ ،‬عل ��ى وج ��ه‬ ‫الخ�صو�ص‪ ،‬تبحث عن التو�صل �إلى حلول جذرية‪.‬‬

‫�إن الفو�ضى في ليبيا يعني �أن "الدولة الإ�سالمية"‬ ‫والمتطرفي ��ن الآخرين يكت�سب ��ون موطئ قدم على‬ ‫البح ��ر المتو�سط‪ .‬وذل ��ك يعني عدم وج ��ود هيئة‬ ‫حكومي ��ة و�شرط ��ة تمار� ��س ب�ش ��كل فع ��ال مراقبة‬ ‫المهاجري ��ن المتوجهي ��ن �إلى �أوروب ��ا‪ .‬وهذا يعني‬ ‫�أي�ض ��ا �أن رجال الأعمال ال يمك ��ن �أن يعملوا ب�أمان‬ ‫ف ��ي بل ��د غن ��ي بالم ��وارد ب�سخاف ��ة‪ .‬الإغ ��راء هو‬ ‫البناء على �إتفاق �سي ��ئ‪ ،‬ومحاولة زيادة �شرعيته‪،‬‬ ‫وت�شكي ��ل حكوم ��ة "موح ��دة" ت�ضم كل م ��ن يو ّقع‪،‬‬ ‫ومن ثم دع ��م الحكومة الجدي ��دة ع�سكري ًا‪ .‬وهذا‬ ‫من �ش�أنه �أن يكون ح�ل ً�ا �سريع ًا قد يزيد في تغذية‬ ‫ت�أجيج ال�صراع‪.‬‬ ‫الخيار الأف�ض ��ل بالن�سبة �إل ��ى الحكومات الغربية‬ ‫لتجن ��ب تفاقم العنف قد يك ��ون بالإ�ستثمار بهدوء‬ ‫ف ��ي الم�س ��ار المحل ��ي‪ ،‬و�إتخاذ �إج ��راءات �صارمة‬ ‫�ضد الجهات الفاعل ��ة الإقليمية التي تقوم بتزويد‬ ‫الأ�سلحة والتمويل للف�صائ ��ل المتحاربة في ليبيا‪،‬‬ ‫ومعاقب ��ة مجرمي الح ��رب المزعومي ��ن‪ .‬هذا هو‬ ‫نهج بط ��يء ومحبط‪ .‬مثل ه ��ذه ال�سيا�س ��ة المملة‬ ‫وع ��دم التدخل �سوف تبدو وك�أنها �إعالن ذاتي عن‬ ‫العجز العام‪ .‬ولكن بدائل �أكثر ع�ضالت‪ ،‬مثل التي‬ ‫دعاه ��ا ماتيا توالدو‪،‬الزميل في المجل�س الأوروبي‬ ‫للعالقات الخارجية‪" ،‬نهج �أمني �أول محدد ب�شكل‬ ‫�ضيق"‪ُ ،‬ج ِّرب من قبل و�أدى �إلى نتائج بائ�سة‪ .‬في‬ ‫بل ��د يعاني م ��ن �إنف�صام ال�شخ�صي ��ة ومتقلب مثل‬ ‫ليبيا‪ ،‬ال�صبر ي�صبح ف�ضيلة‬ ‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪55‬‬



‫الرئي�س رجب طيب �أردوغان‪:‬‬ ‫المقامرة الكبرى‬

‫رئي�س الوزراء التركي �أحمد داود �أوغلو‪:‬‬ ‫هل ي�ستطيع ت�أليف حكومة �إئتالفية؟‬

‫�صالح الدين دميرطا�ش‪:‬‬ ‫في عين العا�صفة مع حزبه‬

‫كان �أي�ض� � ًا على الخطوط الأمامي ��ة في القتال �ضد‬ ‫تنظيم "الدولة الإ�سالمية"‪.‬‬ ‫فيم ��ا �إحتفل ��ت وا�شنطن ب�إلت ��زام تركي ��ا الجديد‪،‬‬ ‫ف� ��إن �ضرب ��ات �أنق ��رة الجوي ��ة الأولي ��ة �إ�ستهدف ��ت‬ ‫مواق ��ع "الدول ��ة الإ�سالمي ��ة" وح ��زب العم ��ال‬ ‫الكرد�ستان ��ي مع ًا؛ وكما �أ�ش ��ار البع�ض‪ ،‬فقد م ّكنت‬ ‫الوالي ��ات المتح ��دة �أ�سا�س� � ًا تركيا ل�ض ��رب هدفها‬ ‫الأ�سا�س ��ي ‪ -‬حزب العم ��ال الكرد�ستاني وابن عمه‬ ‫ال�س ��وري‪ ،‬وح ��دات حماي ��ة ال�شعب ‪ -‬ف ��ي المعركة‬ ‫العام ��ة ال ُمعلنة �ضد "داع� ��ش"‪ .‬و�سوف تكون تركيا‬ ‫�أي�ض� � ًا قادرة عل ��ى �ضمان �أن ال�ضرب ��ات الأميركية‬ ‫�ض ��د مواق ��ع التنظيم التكفي ��ري المت�ش ��دد ال ُتفيد‬ ‫المقاتلي ��ن الأك ��راد ف ��ي العملية من خ�ل�ال تن�سيق‬ ‫البعث ��ات الم�شترك ��ة وتحري ��ك الق ��وات التركي ��ة‬ ‫�إل ��ى المناط ��ق ال ُم�ستهدف ��ة مبا�شرة بع ��د كل طلعة‬ ‫للطائ ��رات الأميركية‪ .‬من خ�ل�ال الإذعان لطلبات‬ ‫وا�شنط ��ن لبذل المزيد من الجه ��د �ضد "داع�ش"‪،‬‬ ‫ف� ��إن الرئي� ��س التركي رج ��ب ط ّيب �أردوغ ��ان ي�أمل‬ ‫في الواق ��ع تحقيق �أهدافه الحقيقي ��ة‪ ،‬والتي تتمثل‬ ‫بمن ��ع تحويل كانت ��ون كرد�ستان ال�س ��وري الم�ستقل‬ ‫ذاتي� � ًا‪ ،‬ال ��ذي ي�سيط ��ر علي ��ه حالي ًا ح ��زب الإتحاد‬ ‫الديموقراط ��ي الك ��ردي ال�سوري‪� ،‬إل ��ى دولة كردية‬ ‫م�ستقلة حق� � ًا و�إ�ستخدام الق�ضي ��ة الكردية لتعزيز‬ ‫موقفه ال�سيا�سي في الداخل‪.‬‬ ‫من ناحية �أخرى‪� ،‬إ�ستهدفت الحكومة التركية �أي�ض ًا‬ ‫�سكانها الأكراد من خالل عمليات قمع بواي�سية بعد‬ ‫التفجي ��ر الإرهابي الذي وقع ف ��ي البلدة الحدودية‬ ‫�س ��روج في ‪ 20‬تم ��وز (يوليو) الفائ ��ت‪ .‬على الرغم‬ ‫من عدم �إع�ل�ان "داع�ش" ع ��ن م�س�ؤوليت ��ه و�إفادة‬

‫ال�سلطات التركية ب�أن هذا التنظيم التكفيري ورا�ؤه‪،‬‬ ‫فق ��د كان الهجوم موجه ًا �ضد النا�شطين الم�ؤيدين‬ ‫للأكراد حيث �أدّى �إلى مقتل ‪� 23‬شخ�ص ًا‪ .‬منذ ذلك‬ ‫الحين‪ ،‬ب ��د�أت تركيا �إجراء عملي ��ة م�سح لمكافحة‬ ‫الإرهاب حيث �أ�سفرتً حت ��ى ‪ 29‬تموز (يوليو) عن‬ ‫�إلقاء القب�ض على ‪� 137‬شخ�ص ًا م�شتبه ًا بتعاطفهم‬ ‫م ��ع "داع� ��ش" و ‪� 847‬آخرين ي�شتب ��ه ب�أنهم �أع�ضاء‬ ‫في ح ��زب العم ��ال الكرد�ستاني‪ .‬وفي مق ��ال ن�شره‬ ‫في ال�صحيفة الموالية للحكوم ��ة‪" ،‬دايلي �صباح"‪،‬‬ ‫كتب م�ست�شار الرئا�س ��ة لل�سيا�سة الخارجية الم�ؤثر‬

‫�إبراهي ��م كالي ��ن ب� ��أن "داع� ��ش" مرتب ��ط �إرتباط ًا‬ ‫�صريح ًا مع حزب العم ��ال الكرد�ستاني‪ .‬وقد جادل‬ ‫�أ�سا�س� � ًا ب�أنهما وجهان لعملة واح ��دة لأن الفريقين‬ ‫ي�ستخدمان الإرهاب لتحقيق �أهدافهما ال�سيا�سية‪،‬‬ ‫وب� ��أن هجمات ح ��زب العم ��ال الكرد�ستان ��ي ت�شكل‬ ‫تهديد ًا كبير ًا لتركيا كذلك الذي ي�ش ّكله "داع�ش"‪.‬‬ ‫ويجم ��ع الخب ��راء ب� ��أن محارب ��ة ح ��زب العم ��ال‬ ‫الكرد�ستاني كم ��ا �إحباط الطموح ��ات الكردية في‬ ‫�سوري ��ا‪ ،‬لي�ست ��ا الدينامي ��ات الوحي ��دة الت ��ي تقود‬ ‫العملي ��ات التركي ��ة‪ .‬بالإ�ضاف ��ة �إل ��ى كل ه ��ذا‪� ،‬إن‬ ‫حزب العدالة والتنمية الحاكم‪ ،‬الذي يدير حكومة‬ ‫ت�صري ��ف الأعمال الحالية الت ��ي تحكم البالد حتى‬ ‫يت ��م ت�شكيل حكومة �إئتالف جدي ��دة (�أو‪� ،‬إذا ف�شل‬ ‫ف ��ي ت�شكي ��ل حكوم ��ة �إئتالفي ��ة‪� ،‬إل ��ى حي ��ن �إجراء‬ ‫�إنتخاب ��ات جدي ��دة في الخري ��ف)‪ ،‬يح ��اول عك�س‬ ‫النتائ ��ج ال�سيا�سي ��ة ل�سيا�ست ��ه ال ��ذي كان يعتمدها‬ ‫�سابق ًا بالإنفت ��اح على الكرد‪ ،‬الت ��ي منحت الأكراد‬ ‫الأتراك حقوق� � ًا �أكبر في �إ�ستخ ��دام اللغة الكردية‬ ‫والتعبي ��ر عن ثقافتهم الكردي ��ة‪ .‬لقد جلبت �سالم ًا‬ ‫وجي ��ز ًا‪ ،‬ولك ��ن يب ��دو �أنه ��ا الآن �أدت �إل ��ى �إ�ضعاف‬ ‫قب�ضة حزب العدالة والتنمية على ال�سلطة‪.‬‬ ‫بمبادرة م ��ن رئي�س ال ��وزراء الترك ��ي �آنذاك رجب‬ ‫طي ��ب �أردوغ ��ان ف ��ي الع ��ام ‪� ،2009‬أدّت �سيا�س ��ة‬ ‫الإنفت ��اح على الكرد في نهاي ��ة المطاف �إلى عملية‬ ‫ال�سالم الكردي ��ة التركية في العام ‪ 2012‬مع زعيم‬ ‫ح ��زب العم ��ال الكرد�ستان ��ي الم�سج ��ون عب ��د اهلل‬ ‫�أوج�ل�ان‪ .‬و�أ�سف ��رت تل ��ك المفاو�ضات �إل ��ى �إتفاق‬ ‫عل ��ى وقف �إطالق النار مع ه ��ذا الحزب في ني�سان‬ ‫(�إبريل) ‪ ،2013‬وهو الإتفاق الذي �إلتغى تلقائي ًا‬

‫في مقال ن�شره في ال�صحيفة الموالية‬ ‫للحكومة‪" ،‬دايلي �صباح"‪ ،‬كتب‬ ‫م�ست�شار الرئا�سة لل�سيا�سة الخارجية‬ ‫الم�ؤ ّثر �إبراهيم كالين ب�أن "داع�ش"‬ ‫مرتبط �إرتباط ًا �صريح ًا مع حزب العمال‬ ‫الكرد�ستاني‪ .‬وقد جادل �أ�سا�س ًا ب�أنهما‬ ‫وجهان لعملة واحدة لأن الفريقين‬ ‫ي�ستخدمان الإرهاب لتحقيق �أهدافهما‬ ‫ال�سيا�سية‪ ،‬وب�أن هجمات حزب العمال‬ ‫الكرد�ستاني ت�شكل تهديد ًا كبير ًا‬ ‫لتركيا كذلك الذي ّ‬ ‫ي�شكله "داع�ش"‬

‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪57‬‬


‫العالم‬ ‫تركيا‬

‫يغامر بتركيا من �أجل طموحاته ال�سيا�سية‬

‫مقامرة "السلطان" أردوغان‬ ‫المواجه��ة التي جرت ال�شهر الفائت بي��ن تنظيم "الدولة الإ�سالمية" (�أو "داع���ش") وتركيا‪ ،‬و�أدّت �إلى‬ ‫مقتل جندي تركي و�أحد المت�شددين‪� ،‬سُ جّ لت في الغرب كعالمة لأول مواجهة ع�سكرية تركية مبا�شرة‬ ‫مع المنظمة الإرهابية منذ بدء الإنتفا�ضة �ضد الرئي�س ال�سوري ب�شار الأ�سد في العام ‪.2011‬‬ ‫بع��د فترة ق�صيرة على الهجوم‪� ،‬أعلن رئي�س الوزراء الترك��ي �أحمد داود �أوغلو ب�أن الجي�ش �سي�شن حملة‬ ‫ع�سكري��ة الحق��ة‪ ،‬تحمل �إ�سم الجندي الذي قت��ل "عملية يالجين"‪ ،‬و�ستك��ون "�ضد جميع المنظمات‬ ‫الإرهابي��ة"‪ .‬وكان �ضمن � ًا يعني �أنها ل��ن تقت�صر على "داع�ش" ولك��ن يمكنها �أي�ض � ًا �إ�ستهداف عدو �آخر‬ ‫لتركي��ا‪ ،‬ح��زب العم��ال الكرد�ستاني‪ ،‬المنظم��ة الكردي��ة المت�ش��ددة الإنف�صالية‪ .‬وعلى الرغ��م من �أن‬ ‫المراقبي��ن كانوا يتوقعون مثل ه��ذا الت�صعيد لبع�ض الوقت‪ ،‬فقد لعب عدد من العوامل في قرار �أردوغان‬ ‫للم�شاركة �ضد الإرهابيين الآن‪ .‬لكن يجب �أن ننتظر لكي نرى ما �إذا كانت مخاطرته المح�سوبة �ست�ؤتي‬ ‫ثماره��ا في �شكل قدر �أكبر من الأمن‪ ،‬والمزيد من النف��وذ الإقليمي‪ ،‬والمزيد من ال�سلطة في البالد‪� ،‬أو‬ ‫�سوف ت�أتي بنتائج عك�سية؟‬ ‫�أنقرة ‪ -‬ب�سام رحال‬ ‫في ‪ 23‬تم ��وز (يولي ��و)‪� ،‬إن�ضمت تركيا‬ ‫�أخي ��ر ًا �إل ��ى محارب ��ة تنظي ��م "الدولة‬ ‫الإ�سالمي ��ة" (المع ��روف �أي�ض� � ًا ب"داع� ��ش")‬ ‫و�أقدم ��ت على ذلك م ��ع كثير من ال�صخ ��ب‪ .‬بد�أت‬ ‫ب�سل�سل ��ة من الغارات الجوي ��ة وال�ضربات المدفعية‬ ‫ل�صد ق ��وات "داع�ش" في �سوري ��ا و�أقفلت حدودها‬ ‫الجنوبي ��ة التي ي�سهل �إختراقه ��ا‪ .‬ومنحت الحكومة‬ ‫التركي ��ة �أي�ض� � ًا الوالي ��ات المتحدة ح ��ق �إ�ستخدام‬ ‫قاعدت ��ي "�أنجرلي ��ك" و"دي ��ار بك ��ر" الجويتي ��ن‪،‬‬ ‫فاتح ��ة بذل ��ك �أبوابهما لدع ��م المهم ��ات القتالية‪،‬‬ ‫ولي�س لعمليات المراقبة فقط‪.‬‬ ‫الواقع �أن هذا الأمر كان ن�صر ًا رئي�سي ًا بالن�سبة �إلى‬ ‫�إدارة �أوباما‪ ،‬التي‪ ،‬من ��ذ �أ�شهر‪ ،‬تتفاو�ض مع تركيا‬ ‫المت ��رددة لحمله ��ا عل ��ى �إدراك خط ��ر "داع�ش"‪.‬‬ ‫وي�أم ��ل الم�س�ؤول ��ون الأميركي ��ون الآن �أن ي�ص ��اب‬ ‫تنظيم "الدول ��ة الإ�سالمي ��ة" ب�إنتكا�سة في �أعقاب‬

‫‪56‬‬

‫العدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫على الرغم من �أن وا�شنطن‬ ‫ه ّللت للإتفاق و�إعتبرته "تغيير ًا في‬ ‫اللعبة" محتم ًال في مكافحة "داع�ش"‪،‬‬ ‫ف�إن �سلوك �أنقرة �أخير ًا يوحي �أن‬ ‫مهمتها الأ�سا�سية هي �إ�ستخدام‬ ‫الفر�صة في الوقت عينه لقتال حزب‬ ‫العمال الكرد�ستاني الإنف�صالي الذي‬ ‫كان يقاتل الحكومة على مدى عقود‪،‬‬ ‫علم ًا �أن هذا الحزب كان �أي�ض ًا على‬ ‫الخطوط الأمامية في القتال �ضد‬ ‫تنظيم "الدولة الإ�سالمية"‬

‫ذلك‪ ،‬لأن �أنقرة �س ��وف تكون قادرة على �شن حملة‬ ‫ق�ص ��ف �أكثر ق ��وة نظر ًا �إل ��ى قربها م ��ن ال�صراع‪.‬‬ ‫�إن الإتف ��اق الأميرك ��ي ‪-‬الترك ��ي ح ��ول قاعدت ��ي‬ ‫"�أنجرليك" و"ديار بكر" الجويتين يبدو �أي�ض ًا �أنه‬ ‫ي�شمل �إن�ش ��اء منطقة �آمنة في �شم ��ال غرب �سوريا‬ ‫الى ال�شم ��ال مبا�شرة من حلب‪ ،‬وه ��و �شيء طالبت‬ ‫الحكوم ��ة التركية فيه منذ فترة طويلة‪ ،‬على الرغم‬ ‫م ��ن �أن وا�شنطن رف�ض ��ت الإلتزام ب ��ه‪ .‬وقال وزير‬ ‫الخارجية التركي مول ��ود جاوو�ش �أوغلو �أن منطقة‬ ‫�آمن ��ة �ستظهر ب�شكل طبيعي بعد الق�ضاء على قوات‬ ‫"داع�ش" في ذلك الجزء من �سوريا‪.‬‬ ‫لك ��ن لي�س كل �ش ��يء هو كما يبدو‪ .‬عل ��ى الرغم من‬ ‫�أن وا�شنط ��ن ه ّلل ��ت للإتف ��اق و�إعتبرت ��ه "تغيي ��ر ًا‬ ‫في اللعب ��ة" محتم ًال ف ��ي مكافحة "داع� ��ش"‪ ،‬ف�إن‬ ‫�سل ��وك �أنق ��رة �أخير ًا يوح ��ي �أن مهمته ��ا الأ�سا�سية‬ ‫هي �إ�ستخدام الفر�صة في الوقت عينه لقتال حزب‬ ‫العم ��ال الكرد�ستان ��ي الإنف�صالي ال ��ذي كان يقاتل‬ ‫الحكوم ��ة على مدى عق ��ود‪ ،‬علم ًا �أن ه ��ذا الحزب‬


‫حزب العمال الكرد�ستاني‪ :‬هل ي�ستطيع وقف حلم �أردوغان؟‬

‫ال�شعوب الديموقراط ��ي فيجن يوك�سيكداغ المتهمة‬ ‫بـ"تروي ��ج مجموع ��ة �إرهابي ��ة"‪ ،‬وذلك غ ��داة فتح‬ ‫تحقيق في حق دميرطا�ش بتهمة "الإخالل بالنظام‬ ‫العام" و"التحري�ض عل ��ى العنف"‪ .‬وما ي�ؤخذ عليه‬ ‫يع ��ود ال ��ى ت�شري ��ن الأول (�أكتوب ��ر) ‪ ،2014‬قامت‬ ‫تظاه ��رات يدعمه ��ا حزب ال�شع ��وب الديموقراطي‬ ‫دعم ًا لأكراد �سوريا الذين يهددهم تنظيم "الدولة‬ ‫اال�سالمية"‪ .‬كما قدم حزب العدالة والتنمية �شكوى‬ ‫جنائية �ضد حزب ال�شعوب الديموقراطي الذي �أدى‬ ‫�إلى تحقي ��ق ق�ضائي حول عالق ��ات الحزب بحزب‬ ‫العمال الكرد�ستاني‪ .‬ويمكن هذا الأمر �أن ي�ؤدي �إلى‬ ‫�إغالق الحزب ومنعه‪ .‬الحقيقة �أن كل هذا الهجوم‬

‫من كل حدب و�صوب على الحزب ال�سيا�سي الكردي‬ ‫ه ��و تح�سب ًا لإنتخابات جديدة ف ��ي ف�صل الخريف‪،‬‬ ‫والتي �س ��وف يدعو �أردوغ ��ان �إليه ��ا اذا لم ي�ستطع‬ ‫رئي� ��س الحكومة الم�ؤقتة الحالي ��ة �أحمد داود �أوغلو‬ ‫ت�شكيل حكومة �إئتالفية هذا ال�شهر‪ ،‬وهو ال�سيناريو‬ ‫ال ��ذي يب ��دو �أكثر �إحتم ��ا ًال مع كل يوم يم ��ر‪� .‬إذا تم‬ ‫�إ�ضعاف حزب ال�شع ��وب الديموقراطي ب�شكل كبير‬ ‫�أو �إزالت ��ه من الم�شه ��د تمام ًا بحل ��ول ذلك الوقت‪،‬‬ ‫ف� ��إن �أردوغان يعتقد ب�أن م�سار حزب ��ه �إلى الغالبية‬ ‫المطلق ��ة �سيكون �أكثر �سال�سة بكثي ��ر‪ .‬في حين �أن‬ ‫حزب العدالة والتنمية كان ي�ستخدم نهج ًا ليبرالي ًا‬ ‫تج ��اه �أكراد تركيا كمفت ��اح للهيمنة ال�سيا�سية‪ ،‬ف�إن‬

‫الدفع ��ة الم�شجعة التي تلقاه ��ا الأكراد في ال�سلطة‬ ‫من الح ��رب الأهلي ��ة ال�سورية ونج ��اح الميلي�شيات‬ ‫الكردي ��ة ال�سوري ��ة دفعه �إلى �إتخ ��اذ موقف مت�شدد‬ ‫من �أجل تح�سين موقفه ال�سيا�سي‪.‬‬ ‫ق ّل� � ٌة �س ��وف تعتر� ��ض عل ��ى جه ��ود ح ��زب العدال ��ة‬ ‫والتنمي ��ة ف ��ي هدف ��ه لتوجي ��ه �ضربة قاتل ��ة لحزب‬ ‫العمال الكرد�ستاني‪ ،‬خ�صو�ص ًا في �أعقاب �إ�ستئناف‬ ‫الهجم ��ات الكردية على ال�شرطة و�أهداف ع�سكرية‬ ‫تركي ��ة‪ .‬م ��ن وجه ��ة نظ ��ر �سيا�سي ��ة‪ ،‬ف� ��إن الحملة‬ ‫الع�سكري ��ة �ستك ��ون �شعبية م ��ع القوميي ��ن الأتراك‬ ‫و�س ��وف تطمئن الأتراك العاديين �إلى �أن الت�صويت‬ ‫ل�صالح حزب العدال ��ة والتنمية هو ت�صويت للأمن‬ ‫و�إ�ستئن ��اف القانون والنظام‪� .‬إن تحركات �أردوغان‬ ‫�ض ��د حزب ال�شع ��وب الديموقراطي‪ ،‬م ��ع ذلك‪ ،‬تم‬ ‫و�ضعه ��ا مع هذه الحمل ��ة الع�سكرية على الرغم من‬ ‫كونه ��ا مناورة �سيا�سي ��ة بحتة‪ .‬ورغ ��م �أن الحكومة‬ ‫التركي ��ة تعل ��ن ب�ص ��وت عال ع ��ن عزمه ��ا محاربة‬ ‫الجماع ��ات الإرهابية �إل ��ى �أي جهة �إنتم ��ت‪ ،‬ف�إنها‬ ‫ت�ستخ ��دم ه ��ذه المعرك ��ة كغط ��اء لتنفي ��ذ معرك ��ة‬ ‫�سيا�سي ��ة موازية من �ش�أنها �إعادة �صياغة ال�سيا�سة‬ ‫التركية و�إعادة ت�أ�سي�س الهيمنة ال�سيا�سية الخا�صة‬ ‫بحزب العدالة والتنمية‪.‬‬ ‫ف ��ي كل الأح ��وال‪ ،‬ما زال ح ��زب العدال ��ة والتنمية‬ ‫يحت ��اج ال ��ى �إثبات جدارت ��ه للجمه ��ور التركي قبل‬ ‫�إنتخاب ��ات مبك ��رة محتمل ��ة‪� .‬إن �إن�ضم ��ام تركي ��ا‬ ‫المبا�شر �أخير ًا �إلى القتال �ضد "الدولة الإ�سالمية"‬ ‫ق ��د �أثار ت�س ��ا�ؤل بع�ض نق ��اد �أردوغان ح ��ول ما �إذا‬ ‫كان الرئي� ��س الترك ��ي‪ ،‬من طريق �أخ ��ذ البالد �إلى‬ ‫الح ��رب‪ ،‬ي�سع ��ى �إل ��ى ح�ش ��د الت�أيي ��د ال�شعبي قبل‬ ‫االنتخابات‪ .‬لقد �أثب ��ت التاريخ �أن الحروب يمكنها‬ ‫توحي ��د المواطنين‪ .‬ولك ��ن �إذا كانت غير مدرو�سة‪،‬‬ ‫وكارثي ��ة‪� ،‬أو ُمكلف ��ة للغاي ��ة‪ ،‬ف�إن تيار ال ��ر�أي العام‬ ‫يمكن ان يتغ ّير ب�سرعة‪.‬‬ ‫�إن �ضع ��ف �أردوغان في �إدراك تهدي ��د المت�شددين‬ ‫ك�سبه‬ ‫الإ�سالميي ��ن والعم ��ل للق�ض ��اء عليه ��م ل ��م ُي ِ‬ ‫�أ�صدق ��اء �إ�ضافيي ��ن بالن�سب ��ة �إل ��ى ح ��ق المواطن‬ ‫بالأمن‪� .‬إن �أ�سلوب ��ه الإ�سالمي الم�ستب ّد �أفقده دعم‬ ‫الي�س ��ار‪ .‬و�أم ��ا بالن�سبة �إل ��ى �أ�صوات الأك ��راد ف�أنه‬ ‫يمكن ��ه �أن ين�ساه ��ا تمام ًا‪ .‬لقد �أثب ��ت التاريخ �أي�ض ًا‬ ‫ب� ��أن قادة بدوا �أنه ��م ال ُيق َهرون رحل ��وا بلطف ‪� -‬أو‬ ‫بعن ��ف ‪ -‬في تل ��ك الليلة ال�سعيدة‪ .‬وبع ��د كل �شيء‪،‬‬ ‫ل ��م يدُم العثمانيون الأقوياء �إلى الأبد‪ .‬ولي�س هناك‬ ‫�سب ��ب يمنع ف ��ي � اّأل يرحل العثماني ��ون الجدد باكر ًا‬ ‫و� اّأل يدوم بقا�ؤهم طوي ًال على حد �سواء‬ ‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪59‬‬


‫العالم ¶ تركيا‬ ‫في �أعقاب هجمات حزب العمال الكرد�ستاني على‬ ‫الجن ��ود الأت ��راك وال�ضرب ��ات الع�سكري ��ة التركية‬ ‫الأخيرة �ضد معاقل ح ��زب العمال الكرد�ستاني في‬ ‫�شمال العراق‪.‬‬ ‫وب�ص ��رف النظ ��ر عن جلب ��ه لله ��دوء ال ��ذي ت�شتد‬ ‫الحاج ��ة �إليه بع ��د عقود من الإره ��اب والإغتياالت‬ ‫من قب ��ل ح ��زب العم ��ال الكرد�ستان ��ي‪ ،‬ف�ض ًال عن‬ ‫العملي ��ات الع�سكري ��ة الم�ستم ��رة لمحاربت ��ه‪ ،‬ف�إن‬ ‫ح ��زب العدال ��ة والتنمي ��ة �إ�ستخدم عملي ��ة ال�سالم‬ ‫لتعزيز موقف ��ه ال�سيا�سي‪ .‬نظر ًا �إل ��ى موقفه الأكثر‬ ‫ليبرالي ��ة بالن�سبة �إلى الق�ضايا الكردية‪ ،‬ف�إن حزب‬ ‫�أردوغان كان الح ��زب ال�سيا�سي البرلماني الوحيد‬ ‫ال ��ذي ناف�س في جن ��وب �شرق تركيا‪ .‬لق ��د �إفتر�ض‬ ‫ح ��زب العدالة والتنمية �أنه بتقربه من الأكراد ف�إنه‬ ‫�سيجن ��ي �أكبر المكاف� ��آت الإنتخابية في الم�ستقبل‪،‬‬ ‫وفي هذه العملية‪� ،‬سير�س ��خ نف�سه ب�إعتباره الحزب‬ ‫الحاكم في تركيا لفترة طويلة جد ًا‪.‬‬ ‫قلبت الإنتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في‬ ‫‪ 7‬حزي ��ران (يونيو) ذلك المنطق ر�أ�س ًا على عقب‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن حزب العدالة والتنمية كان يفقد �شعبيته‬ ‫�أ�ص ًال بين الأكراد‪ ،‬الذين �إنتقدوا �أنقرة لتعري�ضها‬ ‫م�صي ��ر المقاتلي ��ن الأكراد في �سوري ��ا الذين كانوا‬ ‫يقاتل ��ون "داع� ��ش" م ��ن خ�ل�ال منعه ��ا التعزيزات‬ ‫والإم ��دادات من الو�صول �إليه ��م عبر الحدود‪ .‬هذا‬ ‫الغ�ضب و�ص ��ل �إلى نقطة الغليان ف ��ي �أثناء ح�صار‬ ‫"عين العرب" (المعروف ��ة بالكردية ب"كوباني")‬ ‫ف ��ي ‪ ،2014‬وهي بلدة على الح ��دود ال�سورية‪ ،‬حيث‬ ‫وقف ��ت القوات الم�سلحة التركية على الحياد تتف ّرج‬ ‫على "داع�ش" وهو يجت ��اح الأرا�ضي هناك‪ .‬وكانت‬ ‫ال�ضرب ��ات الجوية في الوالي ��ات المتحدة فقط هي‬ ‫الت ��ي م ّكنت وح ��دات حماي ��ة ال�شع ��ب الكردية من‬ ‫دحر "داع�ش" بنجاح‪ .‬ف ��ي الواقع‪ ،‬يعتقد كثير من‬ ‫الأك ��راد الأتراك �أن تركيا قد �ساعدت وب�شكل فعال‬ ‫‪ -‬وحت ��ى �إن�ش ��اء‪" -‬داع�ش" في محاول ��ة للق�ضاء‬‫على القومية الكردية‪.‬‬ ‫عندم ��ا تم ��ت �إع ��ادة تنظي ��م الأح ��زاب ال�سيا�سية‬ ‫وتوحدت في حزب ال�شعوب الديموقراطي‬ ‫الكردية ّ‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪ ،2014‬و�أعلن ��ت �أن هذا الح ��زب �سوف‬ ‫يناف� ��س ف ��ي الإنتخاب ��ات البرلماني ��ة‪ ،‬فق ��د �إعتبر‬ ‫حزب العدالة والتنمية ه ��ذه الخطوة بمثابة تهديد‬ ‫جدي ��د لهيمنت ��ه البرلمانية‪ .‬ل ��ذا �أنف ��ق الكثير في‬ ‫مو�س ��م الحمل ��ة الإنتخابي ��ة �ض ��د ح ��زب ال�شعوب‬ ‫الديموقراط ��ي و�إتهم ��ه بالتعاون مع ح ��زب العمال‬ ‫الكرد�ستان ��ي‪ ،‬وت�شويه �ص ��ورة زعيم الحزب �صالح‬

‫‪58‬‬

‫العدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫عبد الله �أوجالن‪ :‬لم يعلن موقفاً بعد؟‬

‫�إن �إن�ضمام تركيا المبا�شر �أخير ًا �إلى‬ ‫القتال �ضد "الدولة الإ�سالمية" �أثار‬ ‫ت�سا�ؤل بع�ض نقاد �أردوغان حول ما �إذا‬ ‫كان الرئي�س التركي‪ ،‬من طريق �أخذ‬ ‫البالد �إلى الحرب‪ ،‬ي�سعى �إلى ح�شد‬ ‫الت�أييد ال�شعبي قبل الإنتخابات‪.‬‬ ‫لقد �أثبت التاريخ �أن الحروب يمكنها‬ ‫توحيد المواطنين‪ .‬ولكن �إذا كانت غير‬ ‫مدرو�سة‪ ،‬وكارثية‪� ،‬أو ُمكلفة للغاية‪ ،‬ف�إن‬ ‫تيار الر�أي العام يمكن ان يتغ ّير ب�سرعة‬ ‫الدي ��ن دميرطا�ش‪ .‬و�إت�ضح في م ��ا بعد �أن مخاوف‬ ‫ح ��زب العدالة والتنمي ��ة لم تكن م ��ن دون �أ�سا�س‪،‬‬ ‫بعدما تف ّوق الحزب الكردي على التوقعات وح�صل‬ ‫عل ��ى ‪ 13‬ف ��ي المئة م ��ن الأ�صوات ف ��ي �إنتخابات ‪7‬‬ ‫حزي ��ران (يوني ��و)‪ ،‬الأم ��ر ال ��ذي خ ّف� ��ض الغالبية‬ ‫لحزب �أردوغ ��ان في الجمعية الوطنية الكبرى لأول‬ ‫مرة منذ ‪ 13‬عام ًا من حكم الحزب الواحد‪.‬‬ ‫لذا‪ ،‬يجب �أن ُي َ‬ ‫نظر �إل ��ى الحملة الع�سكرية الحالية‬ ‫للحكومة �ضد ح ��زب العمال الكرد�ستاني في �سياق‬ ‫�إنتخابات حزيران (يونيو)‪ ،‬وتوقيتها لي�س من قبيل‬ ‫الم�صادف ��ة‪� .‬إن الغ ��ارات الجوي ��ة ر ّك ��زت ظاهري ًا‬ ‫عل ��ى مكافح ��ة "داع� ��ش"‪ ،‬ولك ��ن يج ��ري توجيهها‬

‫ف ��ي المقام الأول عل ��ى حزب العم ��ال الكرد�ستاني‬ ‫وت�أت ��ي جنب� � ًا �إل ��ى جن ��ب مع جه ��د �سيا�س ��ي لدحر‬ ‫ح ��زب ال�شعوب الديموقراط ��ي‪� .‬إن �أردوغان‪ ،‬الذي‬ ‫ب ��د�أ عملية ال�س�ل�ام الكردية‪� ،‬إتهم ح ��زب ال�شعوب‬ ‫الديموقراطي ب�أنه �أكثر قلي ًال من الذراع ال�سيا�سي‬ ‫الم�ستتر لحزب العمال الكرد�ستاني‪ ،‬و�إنتقده ب�شدة‬ ‫لإب ��داء الأ�سف بد ًال من �إدانة هجمات حزب العمال‬ ‫الكرد�ستاني الأخيرة‪ .‬كل ذلك هو جزء من جهوده‬ ‫لرب ��ط ح ��زب ال�شع ��وب الديموقراط ��ي م ��ع حزب‬ ‫العمال الكرد�ستاني في �أذهان الناخبين الأتراك‪.‬‬ ‫عل ��ى الجبه ��ة ال�سيا�سية‪ ،‬بد�أت ال�سلط ��ات التركية‬ ‫تحقيق� � ًا ق�ضائي ًا ي�ستهدف الرئي�س ��ة الثانية لحزب‬


‫امل�صارف‬

‫�رشكات الت�أمني‬

‫�رشكات الإ�ستثمار‬

‫ريا�ض �سالمة‪ :‬المال والمعرفة ركيزتان لنمو الإقت�صاد اللبناني‬ ‫�شدّد حاكم م�ص ��رف لبنان ريا�ض �سالمة على‬ ‫التقدم ال ��ذي �أحرزته هيئة الأ�سواق المالية في‬ ‫لبنان‪ ،‬الفت ًا �إلى "تفاعل الأ�سواق مع جدية عمل‬ ‫الهيئة نف�سه ��ا‪ ،‬ما و ّلد �إرتياح� � ًا لدى الجميع"‪.‬‬ ‫وتوق ��ع �أن تك ��ون �سن ��ة ‪" 2015‬كم ��ا ه ��و وا�ضح‬ ‫م ��ن خالل الن�ص ��ف االول منها‪� ،‬أكث ��ر �إنتاجية‬ ‫وفعالي ��ة مع ما يملي ��ه ذلك من تط� � ّور في عمل‬ ‫اال�سواق المالية في لبنان"‪ .‬ولفت �إلى �أن الهيئة‬ ‫ت�سع ��ى �إلى "توفير المناخ الم�ؤاتي لتطوير �سوق‬ ‫ر�أ�سمال ّي ��ة متم ّي ��زة تطمئ ��ن الم�ستثم ��ر وتكون‬ ‫منطلق� � ًا �أ�سا�سي� � ًا تحقق م ��ن خالل ��ه �أهدافها‬ ‫اال�ستراتيجي ��ة‪ ،‬كما ن�سع ��ى بالتزامن مع عملنا‬ ‫م ��ع الحكومة ال ��ى تخ�صي� ��ص بور�ص ��ة بيروت‬ ‫وتفعيل عمله ��ا‪ ،‬وت�شجيع الم�ؤ�س�س ��ات وال �سيما‬ ‫ال�صغي ��رة والمتو�سط ��ة الحج ��م وكذلك �صغار‬ ‫الم�ستثمري ��ن‪ ،‬وذل ��ك بايج ��اد من�ص ��ة ت ��داول‬ ‫�إلكترونية ت�شارك فيها الم�صارف والم�ؤ�س�سات‬ ‫المالي ��ة وم�ؤ�س�سات الو�ساط ��ة المالية‪ ،‬وت�سمح‬ ‫لل�شركات وخ�صو�ص ًا ال�ش ��ركات النا�شئة (التي‬ ‫يت ��م تمويله ��ا من الم�ص ��ارف بمب ��ادرة وكفالة‬ ‫م�ص ��رف لبن ��ان)‪� ،‬أن تج ��د م�ص ��ادر تموي ��ل‬ ‫�إ�ضافي ��ة متو�سط ��ة وطويل ��ة الأج ��ل م ��ن خالل‬ ‫�إ ّدخ ��ار القط ��اع الخا� ��ص‪ ،‬ت�سم ��ح له ��ا بزيادة‬

‫ن�شاطها‪ .‬وي�شكل القطاع المالي وقطاع المعرفة‬ ‫ركنين �أ�سا�سيي ��ن يرتكز عليهما االقت�صاد‪ ،‬بما‬ ‫�سيف ّع ��ل النمو الإقت�ص ��ادي ويو ّف ��ر فر�ص عمل‬ ‫جديدة لل�شباب اللبناني‪.‬‬ ‫كالم �سالم ��ة جاء ف ��ي التقرير ال ��ذي �أ�صدرته‬ ‫هيئ ��ة الأ�س ��واق المالي ��ة لع ��ام ‪ ،2014‬وعر�ض‬ ‫�أه ��داف هيئ ��ة الأ�س ��واق المالية ا ّلت ��ي تت�ض ّمن‬ ‫تطوير �أ�س ��واق ر�أ�س المال وحماي ��ة الم�ستثمر‪،‬‬ ‫�إ�ضاف ��ة �إلى ر�ؤيتها ومهماتها التي ت�شمل تنظيم‬ ‫الأ�س ��واق المالي ��ة ومراقبته ��ا بم ��ا يتنا�سب مع‬ ‫التغ ّي ��رات والمعايير المحلي ��ة والدولية و�إعادة‬ ‫�إحياء لبنان كمركز �إقليمي للخدمات المالية‪.‬‬

‫حاكم م�صرف لبنان ريا�ض �سالمة‬

‫احتياطي الذهب في لبنان‬ ‫اظه ��رت الأرقام ال�صادرة ع ��ن مجل�س الذهب‬ ‫العالم ��ي )‪� ،(World Gold Council‬أن‬ ‫لبن ��ان �إحتل المركز ‪ 19‬بي ��ن ‪ 96‬دولة وم�ؤ�س�سة‬ ‫حيال ر�صيده من الذهب‪ .‬كذلك‪� ،‬إحتل المركز‬ ‫ال�ساب ��ع بي ��ن ‪ 67‬دولة غير منتمي ��ة �إلى منظمة‬ ‫التعاون االقت�صادي والتنمية )‪،(non-OECD‬‬ ‫والثاني بين ‪ 14‬دولة عربية �شملها البحث‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ارت الأرقام �إل ��ى �أن �إحتياط ��ي لبنان من‬ ‫الذه ��ب و�ص ��ل �إل ��ى ‪ 286,8‬طن ًا في نهاي ��ة �أيار‬ ‫(ماي ��و) ‪ .2015‬عالمي� � ًا‪ ،‬تق ��دم لبن ��ان عل ��ى‬ ‫�إ�سباني ��ا التي و�ص ��ل ر�صيدها �إل ��ى ‪ 281,6‬طن ًا‬ ‫وعل ��ى النم�سا (‪ 280‬طن� � ًا) وبلجي ��كا (‪227,4‬‬ ‫طن� � ًا)‪ ،‬فيما ت�أخ ��ر عن فنزوي�ل�ا (‪ 361‬طن ًا)‪،‬‬ ‫وال�سعودي ��ة (‪ 322,9‬طن� � ًا) والمملكة المتحدة‬

‫(‪ 310,3‬اطنان)‪ .‬كذلك تقدم على كازاخ�ستان‬ ‫(‪ 203,4‬اطنان) فيم ��ا ت�أخر عن ال�سعودية في‬ ‫ت�صني ��ف ال ��دول غي ��ر المنتمي ��ة �إل ��ى منظم ��ة‬ ‫التع ��اون االقت�ص ��ادي والتنمي ��ة‪ .‬وو�صلت قيمة‬ ‫�إحتياط ��ي لبنان من الذهب �إلى ‪ 11‬مليار دوالر‬ ‫في نهاية �أيار المن�صرم‪ ،‬وفق ًا لح�سابات مجل�س‬ ‫الذهب العالم ��ي الم�ستندة الى �سعر ‪1,191.4‬‬ ‫دوالر للأون�صة كما ن�شرته م�ؤ�س�سة ‪(London‬‬ ‫)‪ Bullion Market Association‬كذل ��ك‪،‬‬ ‫�شكل �إحتياطي لبن ��ان من الذهب ن�سبة ‪%22,9‬‬ ‫من مجموع �إحتياطي الدول العربية من الذهب‪،‬‬ ‫و‪ %4,3‬من ر�صيد ذهب الدول غير المنتمية �إلى‬ ‫منظم ��ة ‪ OECD‬و‪ %0,9‬م ��ن �إحتي ��اط الذهب‬ ‫العالمي‪.‬‬

‫من األسواق‬ ‫�ص���رح وزي���ر ال�صناع���ة الإيران���ي محمد ر�ضا‬ ‫ّ‬ ‫نعم���ت زاده‪ ،‬ب�أن اي���ران تتوقع االن�ضم���ام مجدداً‬ ‫�إلى نظ���ام جمعية االت�صاالت المالية العالمية بين‬ ‫الم�صارف "�سويفت" للدفع الإلكتروني بعد ثالثة‬ ‫�أ�شهر من رفع العقوبات المفرو�ضة عليها‪.‬‬ ‫وقال ف���ي م�ؤتم���ر �صحافي ف���ي فيين���ا �إن �إيران‬ ‫�ستن�ض���م �إل���ى "�سويفت" مج���دداً "ف���ي غ�ضون‬ ‫ثالثة �أ�شهر"‪ ،‬بعدما عزلتها عنه العقوبات الغربية‬ ‫المفرو�ضة عليها ب�سبب برنامجها النووي‪.‬‬ ‫وبعد طل���ب االي�ضاح‪� ،‬أبل���غ الوزير "رويت���رز" �أنه‬ ‫يعني ثالثة �أ�شهر "من تاريخ (رفع) العقوبات"‪.‬‬ ‫�أدرج���ت ‪ 9‬م�ص���ارف لبنانية في الئح���ة �أكبر‬ ‫‪ 1000‬م�ص���رف ف���ي العال���م الت���ي ن�شرتها مجلة‬ ‫"ذي بانكر" ال�صادرة في تموز (يوليو) الما�ضي‪.‬‬ ‫ووف���ق الأمانة العام���ة التحاد الم�ص���ارف العربية‪،‬‬ ‫تظه���ر البيان���ات الت���ي ن�شرته���ا مجل���ة "‪The‬‬ ‫‪ "Banker‬والمت�ضمن���ة �أكب���ر ‪ 1000‬م�ص���رف‬ ‫في العالم بح�س���ب ال�شريحة الأول���ى لر�أ�س المال‬ ‫(‪ ،)Capital Tier1‬دخ���ول ‪ 83‬م�صرف���ا ً عربي���ا ً‬ ‫�ضم���ن �أكب���ر �أل���ف م�ص���رف ف���ي العال���م‪ ،‬منها ‪9‬‬ ‫م�ص���ارف لبناني���ة وف���ق الترتيب‪" :‬بن���ك عوده"‪،‬‬ ‫"لبنان والمهج���ر"‪" ،‬بيبلو�س"‪" ،‬فرن�سبنك"‪" ،‬بنك‬ ‫بي���روت"‪" ،‬البحر المتو�س���ط"‪�" ،‬سو�سيته جنرال"‪،‬‬ ‫"اللبناني الفرن�سي" و"االعتماد اللبناني"‪.‬‬ ‫و�إحتل���ت دول���ة االم���ارات العربي���ة المرك���ز االول‬ ‫بالن�سبة الى عدد الم�ص���ارف المدرجة في الالئحة‬ ‫(‪ 19‬م�صرف���ا ً)‪ ،‬تلتها ال�سعودي���ة (‪ 12‬م�صرفا ً)‪،‬‬ ‫وثالثا ً لبنان وقطر والبحرين (‪ 9‬م�صارف)‪.‬‬ ‫حاف���ظ بن���ك بيبلو����س اللبنان���ي عل���ى �أدائه‬ ‫المال���ي المتي���ن في الن�ص���ف الأول م���ن ‪،2015‬‬ ‫المجمعة بن�سبة‬ ‫ف�س َّج���ل نمواً في �صاف���ي الأرب���اح‬ ‫ّ‬ ‫‪ %1,1‬مقارن��� ًة بالفترة عينها م���ن العام الما�ضي‪،‬‬ ‫لت�صل �إلى ‪ 70,1‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫وحاف���ظ الم�ص���رف عل���ى مع��� ّدل منخف����ض م���ن‬ ‫�صافي الدي���ون الم�شكوك بتح�صيلها �إلى �صافي‬ ‫القرو�ض دون م�ستوى الـ‪� ،%1‬إ�ضاف ًة �إلى تحقيقه‬ ‫ن�سبة تغطية لهذه الديون �أكثر من كاملة و�صلت‬ ‫�إلى ‪.%113‬‬ ‫توازيا ً‪ ،‬بلغ���ت �سيولة الم�ص���رف ال ّأولية المودعة‬ ‫ل���دى الم�ص���ارف والم�ص���ارف المركزي���ة ‪9,5‬‬ ‫ملي���ارات دوالر‪� ،‬أي م���ا يعادل ‪ %50‬م���ن �إجمالي‬ ‫المجمع���ة لأ�صول‬ ‫الأ�ص���ول‪ ،‬فيم���ا بلغ���ت القي���م‬ ‫ّ‬ ‫الم�ص���رف وودائ���ع الزبائن و�صاف���ي الت�سليفات‬ ‫للزبائ���ن ‪ 19.2‬ملي���ار دوالر‪ 15,9 ،‬ملياراً و‪4,7‬‬ ‫مليارات تواليا ً‪.‬‬

‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪61‬‬


‫البور�صات العربية والدولية‬

‫�أخبار �أ�سواق المال‬

‫العمالت‬

‫المؤشر‬

‫هل تفتح بور�صة طهران �أبوابها للإ�ستثمار الأجنبي؟‬ ‫م ��ع رف ��ع العقوب ��ات المحتم ��ل بع ��د التوقي ��ع �أخي ��راً على خط ��ة العمل‬ ‫الم�شت ��رك ال�شامل ��ة بين �إيران ومجموعة ال ��دول الخم�س �إلى �ألمانيا‪،‬‬ ‫وق ��رار مجل�س الأمن الدولي الالح ��ق الذي �صادق عليها‪ ،‬ف�إن مجتمع‬ ‫الأعم ��ال الدول ��ي ي�ستعد لإعادة فتح الأعمال التجارية في الجمهورية‬ ‫الإ�سالمية‪.‬‬ ‫�إن الإدراج ف ��ي �أ�س ��واق ر�أ�س المال الإيراني ��ة يمكن �أن يو ّفر طريقاً �آمناً‬ ‫للم�ستثمري ��ن الأجان ��ب للإ�ستثم ��ار في �إي ��ران‪ .‬ومع ذل ��ك‪ ،‬في المدى‬ ‫الق�صي ��ر‪ ،‬نحن نعتق ��د �أن �أ�سواق ر�أ�س المال الإيرانية من المحتمل �أن‬ ‫تكون تكافح لكي ت�ستطيع �أن تعمل كقناة للإ�ستثمار الأجنبي الوارد‪.‬‬ ‫�س ��وق الأوراق المالي ��ة ف ��ي طه ��ران ه ��ي �أكب ��ر بور�صة في ب�ل�اد فار�س‪،‬‬ ‫والت ��ي ب ��د�أت عملياتها ر�سمياً في الع ��ام ‪ .1967‬ومنذ �أيار (مايو) ‪،2015‬‬ ‫هن ��اك ‪� 316‬شرك ��ة مدرجة ف ��ي هذه البور�ص ��ة بقيمة �سوقي ��ة مجتمعة‬ ‫قدره ��ا ‪ 110‬ملي ��ارات دوالر‪ .‬وبور�ص ��ة طه ��ران ه ��ي ع�ض ��و م�ؤ�س� ��س في‬ ‫�إتح ��اد البور�صات الأوروبية ‪ -‬الآ�سيوية‪ ،‬وكانت البور�صة الأف�ضل �أداء‬ ‫في العالم في العامين ‪ 2002‬و‪.2013‬‬ ‫تب ِّي ��ن �إتجاه ��ات الإ�ستثمارات الر�أ�سمالية عل ��ى الم�ستوى القطاعي في‬ ‫ال�سن ��وات الأخي ��رة �أن النف ��ط والغ ��از والم ��واد الكيميائية ه ��ي �إلى حد‬ ‫بعي ��د �أكب ��ر قطاع (‪ 30‬في المئة)‪ ،‬تليها المعادن والمواد المعدنية (‪16‬‬ ‫في المئة) والخدمات الم�صرفية (‪ 13‬في المئة)‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ينظ ��م المجل� ��س الأعل ��ى ل�ل��أوراق المالي ��ة والبور�ص ��ات �أ�س ��واق ر�أ� ��س‬ ‫الم ��ال ف ��ي �إي ��ران وي�ش ��رف عليها م ��ن خ�ل�ال منظم ��ة الأوراق المالية‬ ‫والبور�ص ��ات‪ .‬وه ��ي ت�ش ��رف عل ��ى �أ�سواق مث ��ل �س ��وق الأ�سه ��م الإيرانية‬ ‫الرئي�سي ��ة �أي البور�ص ��ة‪ ،‬وكذل ��ك "فارابور� ��ص"‪ ،‬وه ��ي �سوق ل�ل��أوراق‬ ‫المالي ��ة والأدوات المالي ��ة الأخ ��رى خارج العدّاد‪ .‬وتوف ��ر هذه الأخيرة‬ ‫عملي ��ة �إدراج �أ�سه ��ل بالمقارن ��ة م ��ع بور�ص ��ة طه ��ران‪ .‬وهن ��اك �أ�س ��واق‬ ‫�أخ ��رى ت�شرف عليها منظمة الأوراق المالية والبور�صات هي البور�صة‬ ‫التجاري ��ة‪ ،‬الت ��ي هي �س ��وق مخ�ص�ص ��ة لتب ��ادل ال�سلع الرئي�سي ��ة و�سوق‬ ‫الأوراق المالي ��ة والأدوات المالي ��ة الأخ ��رى خ ��ارج الع� �دّاد‪ ،‬حي ��ث يت ��م‬ ‫تداول ال�سندات و�أ�سهم ال�شركات ال�صغيرة والمتو�سطة‪.‬‬ ‫هن ��اك مزاي ��ا مالية من الإدراج ف ��ي �إيران‪ ،‬ذلك �أن ال�ش ��ركات المدرجة‬ ‫تخ�ض ��ع لإعف ��اء �ضريب ��ي بن�سبة ‪ 10‬ف ��ي المئة (�ضريبة ال�ش ��ركات تبلغ‬ ‫ن�سب ��ة ‪ 25‬ف ��ي المئة)‪ .‬ويمك ��ن لل�شركات التي تتمت ��ع بح�صة تداول حر‬ ‫بن�سب ��ة ‪ 20‬ف ��ي المئة �أن تح�صل على مزيد من الإعفاءات بن�سبة ‪ 10‬في‬ ‫المئة‪.‬‬ ‫قب ��ل التق ��دم بطل ��ب الإدراج في بور�صة طه ��ران‪ ،‬ينبغ ��ي التقدم بطلب‬ ‫للت�سجي ��ل �إلى منظمة الأوراق المالية والبور�صات‪ .‬عادة‪ ،‬يتم معالجة‬ ‫ودرا�سة هذا الطلب في غ�ضون ‪ 30‬يوماً‪.‬‬ ‫م ��ن ناحية �أخ ��رى‪� ،‬إن التداول ب ��الأوراق المالية ال ُمدرج ��ة في بور�صة‬ ‫الم�سجلة فيها‪.‬‬ ‫طه ��ران لي�ست مُمكنة � اّإل من خالل �ش ��ركات ال�سم�سرة‬ ‫َّ‬

‫‪60‬‬

‫العدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫عن ��د فت ��ح ح�ساب مع و�سيط‪� ،‬سوف ي�ص ��در الكيان مع رمز تداول يمكن‬ ‫�إ�ستخدامه للتوا�صل مع من�صة التداول في تلك البور�صة‪.‬‬ ‫ف ��ي الوق ��ت الحا�ض ��ر‪ ،‬هن ��اك درج ��ة م ��ن التنظي ��م المحاف ��ظ تج ��اه‬ ‫الإ�ستثمار الأجنبي من خالل الإدراج في بور�صة طهران‪.‬‬ ‫النظ ��ام الداخلي لعام ‪ 2010‬ب�ش�أن �إ�ستثمارات الحافظة الأجنبية ي�سمح‬ ‫للم�ستثمرين الأجانب للمرة الأولى‪ ،‬بالم�شاركة في بور�صة العا�صمة‪.‬‬ ‫وم ��ع ذلك‪ ،‬هناك بع�ض القيود‪ .‬على �سبيل المثال‪ ،‬يمكن للم�ستثمرين‬ ‫الأجان ��ب �أن يمتلك ��وا فقط ‪ 20‬ف ��ي المئة كحد �أق�صى م ��ن �أ�سهم �شركة‬ ‫مُد َرجة‪.‬‬ ‫ع ��دم وجود حماي ��ة للم�ستثمر والت�أخي ��رات البيروقراطي ��ة‪ ،‬والمعايير‬ ‫المحا�سبي ��ة‪ ،‬والعوائ ��ق اللغوي ��ة ونظ ��ام قانون ��ي غي ��ر م�أل ��وف هي من‬ ‫بي ��ن العوامل الأخ ��رى التي يمكن �أن ت�ؤثر ف ��ي معنويات الم�ستثمرين‬ ‫الأجان ��ب بالن�سب ��ة �إل ��ى الإدراج ف ��ي بور�صة طهران‪ .‬من ��ذ التوقيع على‬ ‫الإتف ��اق الن ��ووي‪ ،‬مع ذل ��ك‪ ،‬هناك دالئل ت�شير �إلى �أنن ��ا من المرجح �أن‬ ‫نرى زيادة في الحد الأدنى للم�ساهمة الأجنبية في ال�شركات ال ُمد َرجة‬ ‫ف ��ي بور�صة طهران‪ .‬بالإ�ضافة �إلى ذلك‪ ،‬ف�إن الحكومة الإيرانية تتخذ‬ ‫خط ��وات لتطوي ��ر عمليات �أكث ��ر �شفافية ومب�سطة لبور�ص ��ة العا�صمة‪،‬‬ ‫ف�ض ً‬ ‫ال عن �ضمان تح�سين حماية الم�ستثمر‪ ،‬على �أمل جذب المزيد من‬ ‫الإ�ستثم ��ارات الأجنبية م ��ن الم�ستثمرين العالميي ��ن‪ .‬في �سوق تتطلع‬ ‫�إل ��ى �إتخ ��اذ تدابير فورية لتفعيل �إقت�صادها‪ ،‬ف� ��إن هذه الإ�صالحات لن‬ ‫تحق ��ق �أي فوائ ��د في المدى الق�صير ولكن م ��ن المرجح �أن تلعب دوراً‬ ‫مهماً في تنمية طويلة المدى لل�سوق‪.‬‬ ‫م ��ن منظ ��ور العقوب ��ات‪ ،‬م ��ن غير المحتم ��ل �أن نرى �أي نم ��و �سريع في‬ ‫عدد الم�ستثمرين الأجانب للإ�ستفادة من �أ�سواق ر�أ�س المال الإيرانية‬ ‫حت ��ى يتم رفع العقوبات المالية الحالي ��ة و ُي�سمح لل�شركات بالم�شاركة‬ ‫الكامل ��ة ف ��ي المعام�ل�ات المالي ��ة والم�صرفي ��ة مع �إي ��ران‪ .‬تحت خطة‬ ‫العم ��ل الم�شتركة ال�شاملة‪� ،‬سيكون هناك رف ��ع وا�سع النطاق للعقوبات‬ ‫ولك ��ن فق ��ط بعد تحقق الوكالة الدولية للطاق ��ة الذرية من �أداء �إيران‬ ‫و�إلتزاماته ��ا‪ .‬وبالنظ ��ر �إلى �أن هذه العملية ق ��د ت�ستغرق بع�ض الوقت‪،‬‬ ‫ف�إنه من غير المحتمل �أن يحدث رفع العقوبات قبل نهاية العام ‪.2015‬‬ ‫م ��ن حي ��ث التع ��اون الإقليمي‪ ،‬ف ��ي الع ��ام ‪ ،2003‬وقع ��ت بور�صتا طهران‬ ‫والبحري ��ن مذك ��رة تفاه ��م للتع ��اون وتب ��ادل المعرف ��ة والخب ��رات ذات‬ ‫ال�صل ��ة ب�ش ��ركات الأوراق المالي ��ة‪ .‬كم ��ا تم التوقيع عل ��ى مذكرة تفاهم‬ ‫مماثل ��ة بي ��ن جمعية و�سط ��اء بور�صة طه ��ران و�سوق م�سق ��ط للأوراق‬ ‫المالي ��ة ف ��ي الع ��ام ‪ .2014‬وتبعاً للحقائ ��ق ال�سيا�سية‪ ،‬فم ��ن المرجح �أن‬ ‫ن ��رى �إهتمام� �اً �أكبر من دول مجل� ��س التعاون الخليج ��ي للم�شاركة في‬ ‫بور�ص ��ة طه ��ران مدفوع ��ة بال�سيول ��ة التي لديه ��ا والإمكان ��ات الواعدة‬ ‫للإقت�صاد الإيراني‪.‬‬ ‫طهران ‪ -‬ه�شام الجعفري‬


‫العام ‪� ،632‬إتخذ قرار ًا ربما كان يعتبره الفر�صة‬ ‫الأخيرة له لكي يثي ��ر ق�ضايا ذات �أهمية ق�صوى‬ ‫لمن ��ع �أ ّمته من الوقوع في المحظور والخط�أ‪ .‬لقد‬ ‫غط ��ت خطبت ��ه الأخيرة (خطبة ال ��وداع) حقوق‬ ‫الم ��ر�أة‪ ،‬والحاجة �إل ��ى �أداء ال�صل ��وات اليومية‪،‬‬ ‫وال�صي ��ام خالل �شهر رم�ض ��ان‪ ،‬ومنح ال�صدقة‪.‬‬ ‫وذ ّك ��ر �أتباعه �أي�ض ًا ب� ��أن الحياة والممتلكات هما‬ ‫�أمان ��ة مق ّد�سة؛ وب�أنه ال ينبغ ��ي �أن ي�صيبوا �أحد ًا‬ ‫ب� ��أذى م ��ن خ�ل�ال ت�صرفاته ��م المالي ��ة‪ ،‬قائ ًال‪:‬‬ ‫"�إن اهلل ح� � ّرم عليكم �أن ت�أكل ��وا الربا‪ ،‬ولذلك‬ ‫ف� ��إن كل �إلت ��زام بالرب ��ا يج ��ب التن ��ازل عنه من‬ ‫الآن ف�صاع ��د ًا‪ .‬ولكن‪ ،‬لك �أن تُبق ��ي ر�أ�س المال‬ ‫الخا� ��ص بك‪ ،‬لن يلحق ��ك ظلم واليج ��وز لك �أن‬ ‫تظلم �أحد ًا"‪.‬‬ ‫في غ�ضون ب�ضع دقائق‪ ،‬ذ ّكر النبي �أتباعه للمرة‬ ‫الأخيرة ب� ��أن حقوق الإن�سان وحقوق الملكية هما‬ ‫من الأمور المهمة جد ًا ‪ -‬وب�أن العدالة والإن�صاف‬ ‫ينبغ ��ي �أن يكونا قوة دافعة ف ��ي حياتهم اليومية‪.‬‬ ‫وب�أن لديهم الآن �إطار ًا متكام ًال يمكن من خالله‬ ‫بن ��اء عالم جدي ��د‪ ،‬بغ�ض النظر ع ��ن �أي ف�ضول‬ ‫وبراع ��ة للعق ��ل الب�ش ��ري ف ��ي مج ��ال الإكت�شاف‬ ‫والخل ��ق‪� .‬إن �صحاب ��ة النب ��ي محم ��د‪ ،‬والرج ��ال‬ ‫الذي ��ن �أتوا بع ��د جيل م ��ن بعدهم‪ ،‬تح ّول ��وا �إلى‬ ‫ترميز ال�شريع ��ة‪ ،‬وال �سيما في مجال المعامالت‬ ‫التجارية‪ ،‬وق ��د �أثبت تحليلهم القانوني في حينه‬ ‫عل ��ى �أن ��ه كان م ��ادة مهم ��ة للنهو� ��ض بالمعرفة‬ ‫الإن�سانية‪ ،‬بد ًال من �أن يكون عقبة ك�أداء للعقيدة‬ ‫والتع�صب اللذين ينظر �إليهما العديد من النا�س‬ ‫اليوم ب�إعتبارهما �سمات الدين‪.‬‬ ‫لق ��د �أقدم التج ��ار الع ��رب والفر�س عل ��ى �إقامة‬ ‫رواب ��ط تجاري ��ة م ��ع الهن ��د وال�ش ��رق الأق�صى‪،‬‬ ‫الت ��ي �أ�صبح ��ت �أم ��ر ًا ال غن ��ى عن ��ه ف ��ي �سل�سلة‬ ‫التج ��ارة بين ال�شرق والغرب‪ .‬كان التجار العرب‬ ‫م ��ن بغ ��داد ي�سافرون �إل ��ى قرطبة ف ��ي �إ�سبانيا‪،‬‬ ‫�آخذي ��ن معه ��م "�سفتج ��ة" �أي �إعتم ��اد �إئتمان‪،‬‬ ‫حي ��ث ُي�ص� � َرف ل ��دى و�صولهم من وكي ��ل‪ ،‬الذي‬ ‫كان ج ��زء ًا م ��ن �شبك ��ة لتحوي ��ل الأم ��وال تُعرف‬ ‫ب�إ�س ��م "الحوالة"‪ .‬وكان للحوال ��ة ت�أثير في تطور‬ ‫مفهوم الوكالة ف ��ي القوانين العامة والمدنية في‬ ‫جميع �أنحاء �أوروبا‪ .‬وم ��ن جهته تح ّول ال�صك ‪-‬‬ ‫ال�س ّباق على ال�شيِك ف ��ي الع�صر الحديث – �إلى‬ ‫�شيء مه ��م بالن�سبة �إلى الم�صرفيين الأوائل‪� ،‬إذ‬ ‫�أن ��ه �صار عن�صر ًا ال غنى عنه لكل تاجر ك�ضامن‬ ‫للنق ��ود الورقية في �أ�س ��واق المدن في جميع‬

‫البنك الإ�سالمي للتنمية‪� :‬إنطلق في ‪1975‬‬

‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪63‬‬


‫�أ�سواق المال‬ ‫المصرفية اإلسالمية‬

‫الوعي الإجتماعي ينبغي �أن يكون دعامة للتمويل‬

‫المصرفية اإلسالمية والرأسمالية الواعية‬ ‫ال�صيرف��ة الإ�سالمية‪� ‬أو‪ ‬الم�صرفي��ة الإ�سالمية‪ ‬يق�صد بها النظ��ام �أو الن�شاط الم�صرف��ي المتوافق مع ال�شريعة‬ ‫الإ�سالمي��ة‪ .‬حيث �أن الفائدة الت��ي تدفعها‪ ‬البنوك‪ ‬عن الودائع �أو التي ت�أخذها عن القرو�ض تدخل في حكم‬ ‫الرُب��ا ال��ذي يعد من الكبائر‪ .‬وقد تم �إن�شاء �أول بنك �إ�سالمي في‪ ‬دبي ف��ي ‪� ‬أوائل �سبعينات القرن الما�ضي‪،‬‬ ‫ثم �أن�شئ العديد من الم�صارف الإ�سالمية بعد ذلك التي بلغت حوالي ‪ 100‬م�صرف في جميع �أنحاء العالم‬ ‫ومن �أ�شهرها‪ ‬بنك في�صل الإ�سالمي‪ ‬وبنك دبي الإ�سالمي‪.‬‬ ‫دبي ‪ -‬عمار الحالق‬ ‫ف ��ي الإجتم ��اع ال�سن ��وي للمنت ��دى‬ ‫الإقت�ص ��ادي العالمي ال ��ذي ُعقد في‬ ‫دافو� ��س في كان ��ون الثاني (يناي ��ر) ‪ ،2010‬دُعي‬ ‫الباحث الوافر الخبرة ف ��ي ال�شريعة الإ�سالمية‪،‬‬ ‫القا�ض ��ي ال�شي ��خ الدكت ��ور محمد تق ��ي عثماني‪،‬‬ ‫لإلق ��اء كلم ��ة ع ��ن مو�ضوع ج ��ذري �إلى ح ��د ما‪:‬‬ ‫�إ�ص�ل�اح الم�شهد المالي بع ��د الأزمة العالمية من‬ ‫خ�ل�ال عد�سة الدي ��ن‪ .‬وعلى الرغم م ��ن �أهميتها‬ ‫فق ��د و ّلدت هذه الكلمة القلي ��ل من الإهتمام لدى‬ ‫و�سائ ��ل الإع�ل�ام العالمية‪ ،‬الت ��ي ّ‬ ‫ف�ضلت بد ًال من‬ ‫ذل ��ك التركيز على �إفتق ��ار ال ُمنت ��دى �إلى خطط‬ ‫الإ�ص�ل�اح والموق ��ف الدفاع ��ي المتو َّق ��ع ال ��ذي‬ ‫�إتخذته البنوك‪ .‬مع ذلك‪ ،‬لو ت�س ّنى لهذه الو�سائل‬ ‫الإعالمية قراءة البحث المد ّون على ‪� 37‬صفحة‪،‬‬ ‫لكان �أمكنه ��ا الو�صول �إلى خال�صة مهمة مفادها‬ ‫ب�أن "الر�أ�سمالية الراعية �أو الحامية" يمكنها �أن‬ ‫تكون �أكثر من مجرد فكرة رومان�سية‪.‬‬ ‫لق ��د �أثبت ��ت كلمة عثمان ��ي البحثية ب�أنه ��ا درا�سة‬ ‫ُملهم ��ة للم�صرفيي ��ن المهت ّمي ��ن بالم�صرفي ��ة‬ ‫الإ�سالمية الباحثين ع ��ن �إتجاه‪� .‬إنها ت�ش ّكك في‬ ‫طبيع ��ة المال‪ ،‬وتدع ��و �إلى هزّة جذري ��ة فل�سفية‬ ‫ف ��ي عالمه‪ .‬ربما كان ��ت هناك قلة م ��ن الح�ضور‬ ‫(�إن ُوج ��دِ ت) �أقدمت في ذلك الي ��وم على تغيير‬ ‫ممار�ساته ��ا الم�صرفية‪ ،‬لكنه ��ا مع ذلك خرجت‬ ‫مع ن�صيحة ب�أن الوعي الإجتماعي ينبغي �أن يكون‬ ‫دعامة للتمويل‪.‬‬ ‫عندم ��ا تُع ِل ��ن ال�صح ��ف وو�سائ ��ل الإع�ل�ام عن‬ ‫�إط�ل�اق منتج ��ات �أو م�ؤ�س�س ��ات مالي ��ة جدي ��دة‬

‫‪62‬‬

‫العدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫عندما تُعلِن ال�صحف وو�سائل الإعالم‬ ‫عن �إطالق منتجات �أو م�ؤ�س�سات‬ ‫مالية جديدة متوافقة مع ال�شريعة‬ ‫الإ�سالمية ف�إنها غالب ًا ما تفتر�ض فقط‬ ‫ب�أن المنتجات تتوافق مع حظر ومنع‬ ‫الإ�سالم للفائدة‪ ،‬كما لو �أن هذا الأمر‬ ‫هو المعيار المنا�سب الوحيد والعمل‬ ‫الوحيد للبنك لتقديم قرو�ض‬

‫القا�ضي ال�شيخ الدكتور محمد تقي عثماني‪:‬‬ ‫بحث مفيد في الم�صرفية الإ�سالمية‬

‫متوافقة م ��ع ال�شريعة الإ�سالمي ��ة ف�إنها غالب ًا ما‬ ‫تفتر� ��ض فق ��ط ب� ��أن المنتجات تتواف ��ق مع حظر‬ ‫ومن ��ع الإ�سالم للفائدة‪ ،‬كما ل ��و �أن هذا الأمر هو‬ ‫المعي ��ار المنا�سب الوحي ��د والعمل الوحيد للبنك‬ ‫لتقدي ��م قرو�ض‪ .‬ربم ��ا كنتيجة مبا�ش ��رة‪ ،‬هناك‬ ‫كثير من الم�سلمين يج ��دون ممار�سة الم�صارف‬ ‫الإ�سالمي ��ة الحديثة كريه ��ة وال تختلف كثير ًا عن‬ ‫ممار�سة البنوك التقليدية‪ .‬وتفيد حجتهم هو �أنه‬ ‫�إذا كان الإ�س�ل�ام يح ّرم �إ�ست�ل�ام �أو دفع الفوائد‪،‬‬ ‫ف� ��إن العمل الوحيد الذي ينبغ ��ي �أن تفعله البنوك‬ ‫الإ�سالمي ��ة هو االنخراط ف ��ي الإقرا�ض من دون‬ ‫فوائ ��د‪ ،‬متجاهلي ��ن بب�ساطة ب� ��أن قر�ض ًا من دون‬ ‫فوائ ��د يعني �أنه عمل م ��ن الأعم ��ال الخيرية في‬ ‫القوانين الإ�سالمية‪ ،‬ولي�س ��ت هناك �شركة تعمل‬ ‫بداف ��ع الرب ��ح يمكنه ��ا �أن تعتم ��د وتعي� ��ش عل ��ى‬ ‫الأعمال الخيرية‪.‬‬ ‫ف ��ي الواقع‪� ،‬إن �أرباح البن ��ك هي مو�ضوع �إنفعالي‬ ‫ل ��دى الم�سلمي ��ن‪ ،‬وخ�صو�ص� � ًا عندم ��ا يو�ضع في‬ ‫�سي ��اق الإقت�ص ��اد العالمي ال ��ذي يئ ��ن مت�شائم ًا‬ ‫تحت وط�أة الر�أ�سمالية‪� .‬إلى �أي مدى ُيق َبل ال�سعي‬ ‫وراء الرب ��ح ف ��ي الإ�س�ل�ام‪� ،‬إذا كان ُيقب ��ل في �أي‬ ‫حال؟ وكي ��ف ُي�س َم ��ح لأحد تحقيق رب ��ح بطريقة‬ ‫ح�ل�ال؟ وبالتالي كيف ُ�سمِ ��ح للم�ؤ�س�سات المالية‬ ‫الإ�سالمي ��ة ب�إ�ستخ ��دام و�إ�ستثم ��ار ر�أ� ��س الم ��ال‬ ‫ليكون مربح ًا بطريقة غي ��ر متوافقة مع ال�شريعة‬ ‫الإ�سالمية؟ للإجابة ع ��ن هذه الأ�سئلة‪ ،‬ال بد من‬ ‫معالجة طبيعة المال في حد ذاته‪.‬‬

‫ال�شريعة ودور المال‬ ‫فيم ��ا �إقتربت حياة النب ��ي محمد �إلى نهايتها في‬


‫�أ�سواق المال ¶ الم�صرفية الإ�سالمية‬ ‫�أنحاء العالم الإ�سالمي‪ .‬وكان التجار الم�سلمون‬ ‫يتقا�سم ��ون �أرب ��اح م�شاريعهم م ��ع كفالئهم من‬ ‫خ�ل�ال ال�ش ��راكات الإ�ستثمارية الت ��ي ي�شار �إليها‬ ‫الآن بال�شراك ��ة والم�ضاربة‪ .‬وهكذا �أ�صبح يومها‬ ‫�إقت�ص ��اد التب ��ادل �إط ��ار ًا للر�أ�سمالي ��ة التجارية‬ ‫الإ�سالمية‪.‬‬ ‫بينم ��ا كان الأوروبي ��ون يغامرون �أبع ��د قلي ًال من‬ ‫جن ��وب و�شرق جزر اليون ��ان‪ ،‬كان التجار العرب‬ ‫والفر�س يتمددون عبر الق ��ارات‪ .‬وبحلول القرن‬ ‫العا�شر والحادي ع�شر‪ ،‬بد�أت �أ�سر التجار الغنية‬ ‫جد ًا تهيمن على الأن�شطة التجارية بين الثقافتين‪.‬‬ ‫في الم ��دن الرئي�سية على طول الطريق التجاري‬ ‫�شرق‪/‬غ ��رب‪� ،‬أن�ش ��ئ الفن ��دق (مرك ��ز تب ��ادل‬ ‫تجاري) والذي كانت تدي ��ره العائالت التجارية‬ ‫الرائدة في منطقتها‪ .‬وق ��د تطورت الفنادق �إلى‬ ‫مراك ��ز لتب ��ادل ال�سلع وم�ستودع ��ات‪ ،‬وقد م ّكنت‬ ‫الث ��روة الكبيرة التي تراكمت لدى العائالت التي‬ ‫ت�سيطر عليها ه ��ذه التبادالت من تمويل م�شاريع‬ ‫الدولة والعمل ب�شكل مبك ��ر كم�ؤ�س�سة م�صرفية‪،‬‬ ‫مع �أخ ��ذ الودائ ��ع ومن ��ح الإئتمان للعم�ل�اء‪ .‬في‬ ‫غ�ض ��ون ب�ضع ��ة قرون‪ ،‬تع ��رف ال�صليبي ��ون على‬ ‫التج ��ار الع ��رب و�أخ ��ذوا عنهم �أفكاره ��م الفتية‬ ‫الجديدة ‪ -‬مثل قانون الثقة المغلف في "الوقف"‬ ‫ومفه ��وم الوكال ��ة الم�س ّم ��ى "الحوال ��ة" – حيث‬ ‫حملوها م ��رة �أخرى �إلى منطق ��ة البحر الأبي�ض‬ ‫المتو�س ��ط‪ .‬ول ��م تت�سرب فقط �أ�سالي ��ب التجارة‬ ‫والتموي ��ل �إلى �أوروبا في الع�صور الو�سطى‪ ،‬ولكن‬ ‫�أي�ض� � ًا روح المبادرة للم�ؤ�س�س ��ة التي كانت‪ ،‬حتى‬ ‫الآن‪� ،‬أقل �إنت�شار ًا في القارة القديمة‪.‬‬ ‫من المفارقات �أنه نظر ًا �إلى الداللة ال�سلبية التي‬ ‫تتمت ��ع به ��ا الر�أ�سمالية اليوم – م ��ع جميع الآثار‬ ‫المترتب ��ة عل ��ى الج�ش ��ع والأنانية – ف� ��إن العالم‬ ‫الإ�سالمي هو الذي �أ�ضفى الطابع الم�ؤ�س�سي على‬ ‫الر�أ�سمالية وحمله ��ا �إلى الغرب في ال�شكل الذي‬ ‫نعرفه الآن‪ .‬في م ��كان ما على طول الطريق‪ ،‬مع‬ ‫ذل ��ك‪ ،‬ف� ��إن الر�أ�سمالي ��ة الإ�سالمية الت ��ي توفر‬ ‫الحماية لل�ضعف ��اء والمحتاجين �صارت �ضعيفة‪.‬‬ ‫بحل ��ول الوق ��ت ال ��ذي �أ�صب ��ح العثماني ��ون القوة‬ ‫الإ�سالمي ��ة الب ��ارزة ف ��ي نهاية الق ��رن الخام�س‬ ‫ع�ش ��ر‪ ،‬كان نهجه ��م بالن�سب ��ة �إل ��ى الم�ؤ�س�س ��ات‬ ‫المالية والنقدية الإ�ستغناء عن العادات والتقاليد‬ ‫والإر�شاد الديني‪ .‬وكان ��ت نظم م�صرفية �سابقة‬ ‫مثل طريق ��ة "الحوالة" لتحوي ��ل الأموال ال تزال‬ ‫ُ�ستخدم على نط ��اق وا�سع‪ ،‬ووا�صل ال‪100،000‬‬ ‫ت َ‬

‫بنك دبي الإ�سالمي‪ :‬فتح الطريق الجديد‬

‫من المفارقات �أنه نظر ًا �إلى الداللة‬ ‫ال�سلبية التي تتمتع بها الر�أ�سمالية‬ ‫اليوم – مع جميع الآثار المترتبة‬ ‫على الج�شع والأنانية – ف�إن العالم‬ ‫الإ�سالمي هو الذي �أ�ضفى الطابع‬ ‫الم�ؤ�س�سي على الر�أ�سمالية وحملها �إلى‬ ‫الغرب في ال�شكل الذي نعرفه الآن‬

‫�شخ� ��ص من الحجاج الم�سافرين �سنوي ًا �إلى مكة‬ ‫الإ�ستف ��ادة من م�شروع قانون ال�صرف المعروف‬ ‫ب"�سفتجة" من �أجل ت�سهي ��ل �إ�ستخدام الأموال‬ ‫ُ‬ ‫في رحلتهم‪ .‬مع ذل ��ك‪ُ ،‬تظهِ ر �سجلاّ ت المحكمة‬ ‫ف ��ي م ��دن الأنا�ض ��ول �أن الإقرا�ض الرب ��وي كان‬ ‫ممار�سة �شائعة على ما يبدو وم�سموح ًا به‪.‬‬ ‫وفيما �صع ��د المرابون الأوروبيون �إلى ال�صدارة‪،‬‬ ‫تراجعت الممار�سات العثمانية في نهاية المطاف‬ ‫و�إتبعت الخ ��ط عينه‪ .‬لذا �س ��وف ينتظر التمويل‬ ‫الإ�سالمي حت ��ى منت�صف الق ��رن الع�شرين لكي‬

‫يعود وي�ستطيع �أن ي�ستعيد ت�أكيد هويته‪.‬‬ ‫وكان ��ت التجربة ف ��ي وقتنا المعا�ص ��ر للم�صارف‬ ‫الإ�سالمي ��ة ب ��د�أت ف ��ي ماليزيا في الع ��ام ‪1940‬‬ ‫وباك�ست ��ان في الع ��ام ‪ 1950‬حيث ت ��م �إن�شاء �أول‬ ‫�صنادي ��ق �إ ّدخ ��ار ال تعم ��ل بالفائ ��دة‪ .‬وفي م�صر‬ ‫تبلورت �أول تجارب واقعية في العمل بالم�صارف‬ ‫الإ�سالمية في العام ‪ 1963‬تمثلت في �إن�شاء بنوك‬ ‫الإدخ ��ار المحلي ��ة وكان ذل ��ك عل ��ى ي ��د الدكتور‬ ‫�أحم ��د النجار في مدينة مي ��ت غمر في محافظة‬ ‫الدقهلية‪� ،‬إذ كانت ال تتعامل بالفائدة‪ ،‬ولم يكتب‬ ‫له ��ذه التجربة اال�ستمرار حي ��ث �أغلقت في العام‬ ‫‪ .1967‬ثم تقرر تدري�س مادة الإقت�صاد الإ�سالمي‬ ‫ف ��ي جامعة �أم درمان في الخرطوم بال�سودان في‬ ‫الع ��ام ‪ 1963‬وتخ ��رج منه ��ا م�صرفي ��ون طالبوا‬ ‫بفت ��ح بن ��وك �إ�سالمية ب�ل�ا فوائد‪ ،‬ث ��م ظهر بنك‬ ‫نا�ص ��ر االجتماع ��ي ف ��ي م�صر في الع ��ام ‪،1971‬‬ ‫وهكذا تبل ��ورت الفكرة في الم�ؤتمر الثاني لوزراء‬ ‫مالية ال ��دول الإ�سالمية في جدة في العام ‪1973‬‬ ‫حي ��ث تقرر �إن�شاء بنك �إ�سالمي للتنمية كم�ؤ�س�سة‬ ‫�إ�سالمية من بين دول �أع�ضاء الم�ؤتمر الإ�سالمي‪،‬‬ ‫و�إفتت ��ح البن ��ك الإ�سالم ��ي ر�سمي� � ًا ف ��ي ت�شرين‬ ‫الأول (�أكتوب ��ر) ‪ ،1975‬وكان هذف ��ه الرئي�س ��ي‬ ‫دع ��م التنمية االقت�صادية‪ ،‬ثم ب ��د�أت الم�صارف‬ ‫الإ�سالمية باالنت�شار في مختلف الدول‬ ‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪65‬‬


WE KNOW FINANCE Our Services Private equity Asset Management Portfolio Structuring Infrastructure Investment

Our Address: 2233 Ponce De Leon Boulevard, Coral Gables, Miami, Fl 33134, U.S.A. Tel: +1 (305) 767 1357, Email: info@falconamericas.com www.falconamericas.com


‫معدالت البطالة في �ألمانيا ومنطقة اليورو (‪)%‬‬

‫منطقة اليورو من دون �ألمانيا‬

‫�ألمانيا‬

‫بروكنز‬

‫�ألماني ��ا الت ��ي لديه ��ا قدر م ��ن "الح ّي ��ز المالي"‪،‬‬ ‫وبالتال ��ي ال حاجة فورية لرب ��ط الأحزمة؛ و(‪)3‬‬ ‫الت�أخ ��ر ف ��ي �إتخ ��اذ الخط ��وات الالزم ��ة‪ ،‬مماثلة‬ ‫ل"�إختب ��ارات الإجه ��اد" الم�صرفي ��ة في الواليات‬ ‫المتح ��دة ف ��ي ربيع الع ��ام ‪ ،2009‬لإ�ستع ��ادة الثقة‬ ‫ف ��ي النظ ��ام الم�صرفي‪ .‬وفي المنا�سب ��ة �أنا ال �أو ّد‬ ‫و�ضع "جمود هيكلي" عالٍ جداً في هذه القائمة‪.‬‬ ‫�إن الإ�صالح ��ات الهيكلي ��ة مهم ��ة لنم ��و الم ��دى‬ ‫الطوي ��ل‪ ،‬ولك ��ن التدابي ��ر لتوفي ��ر التكاليف هي‬ ‫�أق ��ل �أهمي ��ة عندم ��ا يك ��ون العدي ��د م ��ن العم ��ال‬ ‫عاطلي ��ن ف ��ي الأ�ص ��ل فعلي� �اً؛ ع�ل�اوة عل ��ى ذلك‪،‬‬ ‫هن ��اك م�ش ��اكل هيكلية موج ��ودة ف ��ي �أوروبا منذ‬ ‫فت ��رة طويل ��ة لذا ال يمك ��ن تف�سي ��ر الإنخفا�ضات‬ ‫الأخيرة في الأداء‪.‬‬ ‫م ��اذا عن ق ��وة الإقت�صاد الألمان ��ي (وقلة �أخرى)‬ ‫بالن�سب ��ة �إل ��ى بقي ��ة منطق ��ة الي ��ورو‪ ،‬كم ��ا يت�ضح‬ ‫م ��ن ال�ش ��كل رقم ‪2‬؟ كم ��ا ناق�شت في وق ��ت �سابق‪،‬‬ ‫الموحدة‪،‬‬ ‫لقد �إ�ستفادت �ألمانيا من وجود العملة‬ ‫ّ‬ ‫الي ��ورو‪ ،‬م ��ع قيم ��ة دولية ه ��ي �أ�ضع ��ف بكثير من‬ ‫العمل ��ة الألماني ��ة الإفترا�ضي ��ة الت ��ي �ستك ��ون‬ ‫(الم ��ارك)‪ .‬وهك ��ذا منح ��ت ع�ضوي ��ة �ألماني ��ا في‬

‫م�صادر‪ :‬ح�سابات مبنية على بيانات يورو�ستار‬

‫منطق ��ة اليورو دفعة كبيرة لل�صادرات الألمانية‪،‬‬ ‫بالن�سب ��ة �إلى ما يمك ��ن �أن تكون مع عملة محلية‬ ‫م�ستقلة‪.‬‬ ‫لي� ��س هن ��اك م ��ن يقت ��رح ويق ��ول �أن الكف ��اءة‬ ‫والنوعي ��ة المعروفتي ��ن للإنت ��اج الألماني لي�ستا‬ ‫�شيئ� �اً م ��ن الأ�شي ��اء الجي ��دة‪� ،‬أو ال ينبغ ��ي عل ��ى‬ ‫ال�ش ��ركات الألماني ��ة �أن ت�سعى �إل ��ى المناف�سة في‬ ‫�أ�س ��واق الت�صدي ��ر‪ .‬م ��ا ي�ش ��كل م�شكل ��ة‪ ،‬م ��ع ذلك‪،‬‬ ‫ه ��و �أن �ألماني ��ا قد �إخت ��ارت ب�شكل ف ّع ��ال الإعتماد‬ ‫على الطلب الخارجي بد ًال من الداخلي ل�ضمان‬ ‫الت�شغي ��ل الكام ��ل للعمالة محلياً‪ ،‬كم ��ا هو مبين‬ ‫ف ��ي فائ�ضه ��ا التج ��اري الكبير ب�ش ��كل غير عادي‬ ‫والم�ستم ��ر‪ ،‬وال ��ذي حالي� �اً يقت ��رب م ��ن ‪ 7.5‬ف ��ي‬ ‫المئ ��ة من الناتج المحل ��ي الإجمالي للبالد‪ .‬في‬ ‫�إط ��ار نظ ��ام �سع ��ر ال�ص ��رف الثاب ��ت مث ��ل منطقة‬ ‫الي ��ورو‪ ،‬ف� ��إن مث ��ل ه ��ذه الإخت�ل�االت الم�ستم ��رة‬ ‫�صحية‪ ،‬وتح� � ّد من الطلب والنمو لدى‬ ‫ه ��ي غير ّ‬ ‫ال�ش ��ركاء التجاريين وتو ّلد تدفقات مالية يمكن‬ ‫�أن تزع ��زع الإ�ستق ��رار (ت)‪ .‬والأه ��م م ��ن ذلك �أن‬ ‫الفائ� ��ض التجاري ال�ضخم ف ��ي �ألمانيا ي�ضع كل‬ ‫ع ��بء التعديل على البلدان ذات العجز التجاري‪،‬‬

‫التي يجب �أن تخ�ضع لإنكما�ش م�ؤلم في الأجور‬ ‫والتكالي ��ف الأخ ��رى لت�صب ��ح �أكث ��ر ق ��درة عل ��ى‬ ‫المناف�س ��ة‪ .‬كان يمك ��ن لألماني ��ا �أن ت�ساع ��د عل ��ى‬ ‫�إع ��ادة الت ��وازن ف ��ي منطق ��ة الي ��ورو ورف ��ع وتيرة‬ ‫�شامل ��ة للنم ��و في منطق ��ة العمل ��ة الموحدة من‬ ‫طري ��ق زي ��ادة الإنف ��اق محلياً‪ ،‬من خ�ل�ال تدابير‬ ‫مث ��ل زي ��ادة الإ�ستثم ��ارات ف ��ي البني ��ة التحتي ��ة‪،‬‬ ‫وال�ضغط من �أجل زيادة الأجور للعاملين الألمان‬ ‫(لزي ��ادة الإ�سته�ل�اك المحل ��ي)‪ ،‬والإنخراط في‬ ‫�إ�صالح ��ات هيكلي ��ة لت�شجيع المزي ��د من الطلب‬ ‫المحل ��ي‪ .‬ي�ستتب ��ع ه ��ذه التدابير ت�ضحي ��ة قليلة‬ ‫�أو معدوم ��ة ف ��ي الم ��دى الق�صي ��ر بالن�سب ��ة �إل ��ى‬ ‫الألم ��ان‪ ،‬و�سيقوم ��ون بالتال ��ي بخدم ��ة م�صال ��ح‬ ‫الب�ل�اد في المدى الطويل م ��ن طريق الح ّد من‬ ‫مخاطر تفكك اليورو في نهاية المطاف‪.‬‬ ‫كالم�س ��وف �أنه ��ي م ��ع مقترحي ��ن �إثني ��ن م ��ن‬ ‫المقترح ��ات الملمو�س ��ة‪� .‬أو ًال‪ ،‬كان ينبغ ��ي �أن‬ ‫ت�ستن ��د المفاو�ضات حول عبء الديون‪ ،‬التي من‬ ‫الوا�ض ��ح �أن اليون ��ان ال يمك ��ن �أن يتحمله ��ا‪ ،‬على‬ ‫�إفترا�ض ��ات وا�ضح ��ة ح ��ول النم ��و الأوروب ��ي‪� .‬إذا‬ ‫تح� �وَّل النم ��و الأوروبي �إلى �أن يك ��ون �أ�ضعف مما‬ ‫كان متو َّقع� �اً‪ ،‬وه ��ذا ب ��دوره �سيجعل م ��ن ال�صعب‬ ‫عل ��ى الإقت�ص ��اد اليوناني �أن ينم ��و‪ ،‬عندها ينبغي‬ ‫�أن ُتمن ��ح �أثين ��ا ف�سح ��ة �أكب ��ر بع ��د عجزه ��ا ف ��ي‬ ‫تحقيق �أهدافها المالية‪.‬‬ ‫ثاني� �اً‪ ،‬لق ��د ح ��ان الوق ��ت لق ��ادة منطق ��ة الي ��ورو‬ ‫لمعالجة م�شكلة الإختالالت الكبيرة والم�ستمرة‬ ‫في التجارة (�إما فائ�ض �أو عجز)‪ ،‬والتي‪ ،‬في نظام‬ ‫�سعر ال�صرف الثابت مثل منطقة اليورو‪ ،‬تفر�ض‬ ‫تكالي ��ف ومخاط ��ر كبيرة‪ .‬على �سبي ��ل المثال‪� ،‬إن‬ ‫ميثاق الإ�ستقرار والنم ��و‪ ،‬الذي يفر�ض القواعد‬ ‫والعقوب ��ات به ��دف الح ��د م ��ن العج ��ز المال ��ي‪،‬‬ ‫يمك ��ن �أن يمت ��د لكي يك ��ون مرجع� �اً للإختالالت‬ ‫التجاري ��ة كذل ��ك‪� .‬إن مج ��رد الإعت ��راف ر�سمي� �اً‬ ‫ب� ��أن ال ��دول الدائن ��ة كم ��ا ال ُمدين ��ة يتعي ��ن عليها‬ ‫الإلت ��زام بالتكي ��ف والإن�ضباط مع م ��رور الوقت‬ ‫(م ��ن خ�ل�ال التدابي ��ر المالي ��ة والهيكلي ��ة‪ ،‬على‬ ‫�سبي ��ل المثال) �سيكون خط ��وة مهمة في الإتجاه‬ ‫ال�صحيح‬

‫* بن برنانكي هو زميل متميز مقيم يعمل مع برنامج الدرا�سات الإقت�صادية في معهد بروكينغز‪ .‬وكان من �شباط (فبراير) ‪ 2006‬حتى كانون الثاني (يناير) ‪ ،2014‬رئي�س ًا لمجل�س محافظي نظام‬ ‫الإحتياطي الفيديرالي (البنك المركزي الأميركي)‪.‬‬ ‫وعربه ق�سم الدرا�سات والأبحاث في "�أ�سواق العرب"‪.‬‬ ‫** ُكتب هذا المقال بالإنكليزية ّ‬

‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪67‬‬


‫بقلم بن برنانكي*‬

‫ر�أي خبير‬

‫أزمة اليونان‪ :‬هل تؤدي أوروبا‬ ‫إلتزاماتها من الصفقة؟‬ ‫واف ��ق البرلمان اليوناني ف ��ي ال�شهر‬ ‫الفائ ��ت عل ��ى المطال ��ب الأوروبي ��ة‬ ‫لإتخ ��اذ تدابي ��ر ّ‬ ‫تق�شف �صارمة جدي ��دة والإقدام‬ ‫ً‬ ‫عل ��ى �إ�صالحات هيكلية‪ ،‬نازعا بذلك (في الوقت‬ ‫الحالي‪ ،‬على الأقل) فتيل �أزمة الديون ال�سيادية‬ ‫في البالد‪ .‬الآن هو الوقت المنا�سب لل�س�ؤال‪ :‬هل‬ ‫�أن �أوروب ��ا ت� ��ؤدي �إلتزاماته ��ا م ��ن ال�صفق ��ة؟ على‬ ‫وج ��ه التحديد‪ ،‬هل �أن القيادة في منطقة اليورو‬ ‫تق� �دّم الإنتعا�ش الإقت�صادي المطلوب على نطاق‬ ‫وا�س ��ع لمن ��ح البل ��دان ال ُمر َهق ��ة مث ��ل اليون ��ان‬ ‫فر�ص ��ة معقول ��ة لتلبي ��ة نموه ��ا‪ ،‬ومواجه ��ة �أزمة‬ ‫البطال ��ة‪ ،‬وتحقيق الأهداف المالية؟ في المدى‬ ‫الطويل‪ ،‬من الوا�ضح �أن هذه الأ�سئلة �ستكون لها‬ ‫تداعيات �أكب ��ر بالن�سبة �إلى �أوروبا‪ ،‬والعالم‪� ،‬أكثر‬

‫م ��ن الأ�سئل ��ة حول ما �إذا كان ��ت اليونان ال�صغيرة‬ ‫يمكنها الوفاء ب�إلتزاماتها المالية العامة‪.‬‬ ‫للأ�س ��ف‪� ،‬إن الأجوبة عن ه ��ذه الأ�سئلة هي �أي�ضاً‬ ‫وا�ضح ��ة‪ .‬من ��ذ �إندالع الأزم ��ة المالي ��ة العالمية‪،‬‬ ‫كان ��ت النتائ ��ج الإقت�صادي ��ة ف ��ي منطق ��ة الي ��ورو‬ ‫مخ ّيب ��ة للآم ��ال ب�شكل كبي ��ر‪� .‬إن ف�ش ��ل ال�سيا�سة‬ ‫الإقت�صادي ��ة الأوروبية يعود �إل ��ى جانبين وثي َقي‬ ‫ال�صل ��ة‪� )1( :‬ضع ��ف �أداء منطق ��ة الي ��ورو ككل؛‬ ‫و(‪ )2‬النتائ ��ج غي ��ر المتماثلة �إلى ح ��د كبير بين‬ ‫البل ��دان داخ ��ل منطق ��ة الي ��ورو‪ .‬وي ّت�ض ��ح الأداء‬ ‫الع ��ام المتد ّن ��ي ف ��ي ال�ش ��كل ‪� 1‬أدن ��اه‪ ،‬ال ��ذي ي ��دل‬ ‫على معدل البطالة في منطقة اليورو منذ العام‬ ‫‪ ،2007‬حي ��ث يظه ��ر معدل البطالة ف ��ي الواليات‬ ‫المتحدة للمقارنة‪�( .‬أ)‬

‫معدالت البطالة (‪)%‬‬

‫منطقة اليورو‬

‫الواليات المتحدة‬

‫بروكنز‬

‫ف ��ي �أواخ ��ر ‪ 2009‬و�أوائ ��ل ‪ 2010‬كان ��ت مع ��دالت‬ ‫البطال ��ة في �أوروبا والواليات المتحدة مت�ساوية‬ ‫تقريب� �اً‪ ،‬حوالي ‪ 10‬في المئة من القوى العاملة‪.‬‬

‫‪66‬‬

‫العدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫الم�صادر‪" :‬بي �أل �أ�س" ويورو�ستات‬

‫الي ��وم يبلغ معدل البطالة في الواليات المتحدة‬ ‫‪ 5.3‬ف ��ي المئ ��ة‪ ،‬ف ��ي حي ��ن �أن مع ��دل البطالة في‬ ‫منطق ��ة اليورو هو �أكثر من ‪ 11‬في المئة‪ .‬ولي�س‬

‫بالم�صادف ��ة‪� ،‬أن الق�سم الكبير ج ��داً من البطالة‬ ‫ف ��ي منطق ��ة الي ��ورو يت�ألف م ��ن العم ��ال ال�شباب‬ ‫الأ�صغ ��ر �سن� �اً؛ ف� ��إن عج ��ز ه� ��ؤالء العم ��ال ع ��ن‬ ‫�إكت�س ��اب مهارات وخبرة في العمل ي�ؤثر �سلباً في‬ ‫�إمكانات النمو في المدى الطويل في �أوروبا‪.‬‬ ‫وي ّت�ض ��ح التف ��اوت ف ��ي النتائ ��ج الإقت�صادي ��ة بين‬ ‫البل ��دان داخ ��ل منطق ��ة الي ��ورو ف ��ي ال�ش ��كل ‪،2‬‬ ‫وال ��ذي يقارن مع ��دل البطالة ف ��ي �ألمانيا (التي‬ ‫تم ّث ��ل نح ��و ‪ 30‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن �إقت�ص ��اد منطق ��ة‬ ‫اليورو) مع ما تبقى من منطقة اليورو (ب)‪.‬‬ ‫حالياً‪ ،‬يتجاوز معدل البطالة في منطقة اليورو‪،‬‬ ‫م ��ن دون �ألماني ��ا‪ 13 ،‬ف ��ي المئة‪ ،‬مقارن ��ة مع �أقل‬ ‫من ‪ ٪5‬في �ألماني ��ا‪ .‬وت�شير البيانات الإقت�صادية‬ ‫الأخ ��رى �إل ��ى تناق�ض ��ات مماثل ��ة داخ ��ل منطق ��ة‬ ‫الي ��ورو بي ��ن "ال�شم ��ال" (بم ��ا ف ��ي ذل ��ك �ألمانيا)‬ ‫و"الجنوب"‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫المو�ضح ��ة ف ��ي ال�شكلي ��ن ‪ 1‬و ‪2‬‬ ‫�إن الأنم ��اط‬ ‫ت�ش� � ّكل تحدي ��ات خطي ��رة ف ��ي الم ��دى المتو�سط‬ ‫الموحدة (اليورو)‬ ‫لمنطقة اليورو‪ .‬كانت العملة‬ ‫ّ‬ ‫وع ��د بزي ��ادة الرخ ��اء وتعزي ��ز التق ��ارب والتكامل‬ ‫الأوروب ��ي عل ��ى ح ��د �س ��واء‪ .‬ولك ��ن الظ ��روف‬ ‫الإقت�صادي ��ة الحالي ��ة ل ��م ت�ستط ��ع بن ��اء الثق ��ة‬ ‫العامة في �ص ّناع ال�سيا�سة الإقت�صادية الأوروبية‬ ‫�أو توفي ��ر بيئة مواتية لتحقيق الإ�ستقرار المالي‬ ‫والإ�ص�ل�اح الإقت�ص ��ادي؛ والت�ضام ��ن الأوروب ��ي‬ ‫�س ��وف ل ��ن يُزه ��ر ف ��ي ظ ��ل نظ ��ام ينتج مث ��ل هذه‬ ‫النتائج المتباينة بين الدول‪.‬‬ ‫المخاط ��ر التي تعتر�ض الم�شروع الأوروبي التي‬ ‫ت�ش ّكلها هذه التطورات الإقت�صادية هي حقيقية‪،‬‬ ‫مهم ��ا ق ��د تك ��ون �أ�سبابه ��ا‪ .‬ف ��ي الواق ��ع‪ ،‬الأ�سباب‬ ‫لي�س ��ت �صعبة ج ��داً للتحدي ��د‪ .‬التعاف ��ي البطيء‬ ‫م ��ن �أزم ��ة منطق ��ة الي ��ورو ككل ه ��و نتيج ��ة‪ ،‬من‬ ‫بين عوام ��ل �أخرى‪ ،‬من (‪ )1‬المقاومة ال�سيا�سية‬ ‫الت ��ي � ّأخ ��رت �سن ��وات عدي ��دة تنفي ��ذ �سيا�س ��ات‬ ‫نقدي ��ة عدوانية بما فيه الكفاي ��ة من قبل البنك‬ ‫المرك ��زي الأوروب ��ي؛ و(‪� )2‬سيا�س ��ات مالي ��ة‬ ‫�صارم ��ة ب�شكل مف ��رط‪ ،‬وخ�صو�صاً ف ��ي دول مثل‬


‫الطاقة البديلة‬

‫محطة للكهرباء في �سوريا بتمويل رو�سي‬ ‫�صرح‪ ‬ال�سفي ��ر الرو�سي في �س ��وري �ألك�سندر كين�شاك‪� ،‬أن حكومة النظ ��ام ب�صدد بناء محطة طاقة‬ ‫حراري ��ة تحت �إ�س ��م "ت�شرين – ‪ ،"3‬قرب دم�شق بتموي ��ل رو�سي‪ .‬وب ّين الم�س� ��ؤول الرو�سي �أن قيمة‬ ‫الم�شروع‪ ‬تبل ��غ حوال ��ي ملي ��ار دوالر‪ ،‬وذلك بح�س ��ب ما نقلته عن ��ه وكالة "نوفو�ست ��ي" و"�سبوتينك"‬ ‫الرو�سيت ��ان �أخي ��ر ًا‪ .‬و�أو�ضح‪ ‬كين�شاك‪� ،‬أنه م ��ن المتوقع �أن يجري بناء المحط ��ة في المنطقة عينها‬ ‫التي تم فيها ت�شييد محطة "ت�شرين – ‪ "1‬في ثمانينات وت�سعينات القرن الفائت بم�ساعدة رو�سيا‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف‪" :‬ال�سوري ��ون ي�أملون ف ��ي �أننا �سنكون قادرين عل ��ى توفير جزء كبير م ��ن الأموال الالزمة‬ ‫للم�شروع"‪.‬‬ ‫وي�ش ��ار �إلى �أن‪ ‬اللجنة ال�سورية الرو�سية الم�شتركة وقعت خالل �إجتماعها‪ ‬في �أيار (مايو) الما�ضي‪،‬‬ ‫عل ��ى مذكرة تفاهم حول مجاالت التعاون في الإطار الجمركي الإقت�صادي‪ ،‬وخ�صو�ص ًا في مجاالت‬ ‫الطاقة والجمارك‪ ،‬وتمت درا�سة‪� ‬إمكانية قيام الجانب الرو�سي ب�إن�شاء م�شاريع تنموية وحيوية عدة‬ ‫في �سوريا‪ ،‬منها‪ ‬بناء محطة كهربائية في حلب بقدرة ‪ 600‬كيلوواط‪.‬‬ ‫وف ��ي �سي ��اق مت�صل ت�سلمت وزارة الكهرباء في حكومة النظام ‪ 5‬محوالت كهربائية و�صلت �إلى مرف�أ‬ ‫طرطو�س من �أ�صل ‪ 12‬مح ّولة توتر عالي متعاقد عليها مع جمهورية ال�صين ال�شعبية‪.‬‬ ‫ب ��دوره ب ّي ��ن مدير كهرب ��اء طرطو�س مالك معيطة �أن ��ه �سيتم تركيب واحدة من ه ��ذه المح ّوالت في‬ ‫محطة طرطو�س الرئي�سية لمعالجة زيادة الأحمال والطلب على الكهرباء �ضمن المحافظة‪.‬‬ ‫ويعان ��ي قط ��اع الكهرباء في �سوريا من �أ�ضرار كبيرة‪ ،‬حيث يقوم النظام بقطع الكهرباء عن مناطق‬ ‫المعار�ضة ب�شكل �شبه كلي‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى �ساعات التقنين الطويلة في �أماكن �سيطرته‪.‬‬

‫الكويت‪ :‬الخالف النفطي مع ال�سعودية "فني"‬ ‫�ص� � ّرح وزي ��ر الدول ��ة الكويت ��ي ل�ش� ��ؤون مجل� ��س‬ ‫الوزراء ال�شيخ محمد عبد اهلل المبارك ال�صباح‬ ‫ب�أن خالف بالده مع ال�سعودية على حقول النفط‬ ‫الم�شتركة بي ��ن البلدين هو خالف "فني" ولي�س‬ ‫هناك ما يعكر �صفو العالقات بين البلدين‪.‬‬ ‫ونقل ��ت عنه وكال ��ة الأنباء الكويتي ��ة "كونا" �إنه‬ ‫لي�س ��ت هناك "�أي ق�ضايا �أو موا�ضيع من �ش�أنها‬ ‫تعكير �صفو العالقات بين البلدين"‪.‬‬ ‫وب ��دا �أن الأزم ��ة بي ��ن ال�سعودي ��ة والكوي ��ت في‬ ‫�ش�أن الحقول النفطي ��ة الم�شتركة تزداد تعقيد ًا‬ ‫بعدم ��ا ت�سرب ��ت �أخي ��ر ًا مرا�س�ل�ات �أجراه ��ا‬ ‫وزي ��ر النف ��ط الكويتي عل ��ي العمير م ��ع نظيره‬ ‫ال�سع ��ودي عل ��ي النعيمي حم ��ل فيه ��ا الريا�ض‬ ‫م�س�ؤولي ��ة الخ�سائ ��ر التي قد تتكبده ��ا الكويت‬ ‫ب�سبب هذه الأزم ��ة‪ .‬و�إعترفت ال�شركة الكويتية‬ ‫لنف ��ط الخليج الت ��ي تمثل الجان ��ب الكويتي في‬ ‫�إدارة الحق ��ول الم�شترك ��ة ب�صح ��ة الت�سريبات‬ ‫عل ��ى نحو غير مبا�ش ��ر اذ �أب ��دت �إ�ستياءها من‬ ‫ت ��داول "مرا�س�ل�ات تمت بي ��ن وزي ��ري النفط‬ ‫الكويت ��ي وال�سع ��ودي والتي تح ��اط ب�سرية تامة‬

‫وزير الدولة الكويتي ل�ش�ؤون مجل�س الوزراء‬ ‫ال�شيخ محمد عبد الله المبارك ال�صباح‬

‫م ��ن كل الأط ��راف المعنيي ��ن ذوي العالق ��ة"‪.‬‬ ‫و�أعلن ��ت ال�شركة ت�شكيل لجن ��ة تحقيق للوقوف‬ ‫عل ��ى �أ�سباب ت�سريب المرا�سالت المتبادلة بين‬ ‫الوزيرين‪ .‬ون�سب ��ت �صحيفة الر�أي الكويتية الى‬ ‫العمي ��ر قول ��ه للنعيم ��ي �إن الحكوم ��ة ال�سعودية‬ ‫"�ستتحم ��ل الخ�سائ ��ر الج�سيمة الت ��ي �ستلحق‬ ‫بالكويت ج ّراء �إ�ستمرار وقف الإنتاج وت�صديره‬ ‫لمخالفته ��ا المادة ال�ساد�سة من �إتفاق التق�سيم‬ ‫وكذلك �إتفاق الت�شغيل للعام ‪."2010‬‬

‫بإيجاز‬ ‫قال نائب وزير النف���ط الإيراني "ح�سين �أمير‬ ‫زمان���ي" �إن بالده ترغب في‪ ‬توري���د كميات كبيرة‬ ‫أوروبا‪ ،‬م�شيرا‪� ‬إلى �أن الغرب‬ ‫من الغ���از الطبيع���ي ل‬ ‫ً‬ ‫يمك���ن �أن يك���ون �سوقً ���ا عل���ى الم���دى المتو�سط‬ ‫والطويل لهم‪.‬‬ ‫جاء ذلك في الت�صريحات التي �أدلى بها الم�س�ؤول‬ ‫الإيراني‪ ،‬خ�ل�ال مناق�ش���ات الم�ؤتم���ر الأوروب���ي‬ ‫الإيراني االقت�صادي الدولي الذي جرت �أعماله في‬ ‫العا�صمة النم�ساوية فيينا �أخيراً‪.‬‬ ‫و�أو�ضح "زماني"‪� ‬أن بالده‪" ‬لديها �أكبر �إحتياطي من‬ ‫الغاز الطبيعي في العالم‪ ،‬وتهدف �إلى زيادة الإنتاج‬ ‫حاليا‪� ،‬إلى ‪1.1‬‬ ‫اليومي من ‪ 700‬مليون متر مكعب ً‬ ‫مليار متر مكعب بحلول العام ‪."2017‬‬ ‫‪ ‬و�أو�ض���ح الم�س����ؤول الإيران���ي �أن �أج���زا ًء كبي���رة‬ ‫م���ن �أوروب���ا تعتم���د على الغ���از الرو�س���ي‪ ،‬م�شدداً‬ ‫جزئيا‪ ،‬على حد‬ ‫على‪� ‬ض���رورة تقليل هذا االعتم���اد‬ ‫ً‬ ‫تعبيره‪.‬‬ ‫وتابع "زمان���ي" قائالً‪�" :‬صناعة الغاز والنفط توفر‬ ‫فر�صا ً‪ ‬ممت���ازة لل�ش���راكات والم�شاري���ع الم�شتركة‬ ‫لإيران"‪ ،‬الف ًتا‪� ‬إل���ى �أن ب�ل�اده ح���ددت نح���و ‪50‬‬ ‫م�شروعا‪ ‬بقيمة ‪ 185‬مليار دوالر‪ ،‬يمكن �أن تتحقق‬ ‫ً‬ ‫بحلول العام ‪.2020‬‬ ‫و�أع���رب الم�س����ؤول الإيراني عن �أمله ف���ي �أن ترفع‬ ‫طه���ران من �إنتاجه���ا من النفط خالل ع���ام بمقدار‬ ‫مليون برميل يوميا ً‪.‬‬ ‫بد�أت الإمارات مطل���ع �آب (�أغ�سط�س) الجاري‬ ‫تحرير �أ�سعار المنتجات النفطية في خطوة تواكب‬ ‫التط���ورات الإقت�صادية العالمي���ة والإنفتاح على‬ ‫الأ�سواق العالمية‪ ،‬ب�إلغاء دعم الم�شتقات النفطية‬ ‫وتحريره���ا‪ .‬و�أعلنت ر�سميا ً �أن �سع���ر البنزين عيار‬ ‫‪� 95‬أوكتان �سيكون ‪ 2.14‬درهم (‪ 0.58‬دوالر)‬ ‫لليتر وعي���ار ‪� 91‬أوكت���ان ‪ 2.07‬درهم‪ ،‬و‪2.05‬‬ ‫درهم لليتر الديزل‪.‬‬ ‫و�أف�ضت ه���ذه المتغيرات في �أ�سع���ار الم�شتقات‬ ‫النفطي���ة �إلى �إنخفا�ض �سع���ر بيع ليتر الديزل في‬ ‫المحطات �إلى ‪ 2.05‬درهم بدالً من ‪ 2.90‬درهم‬ ‫ب�إنخفا����ض ‪ 85‬فل�سا ً �أي ما يع���ادل ‪ 29‬في المئة‪،‬‬ ‫فيم���ا �إرتفع �سعر بيع ليتر البنزي���ن (‪� 95‬أوكتانا ً)‬ ‫�إل���ى ‪ 2.14‬درهم بدالً م���ن ‪ 1.72‬درهم ب�إرتفاع‬ ‫‪ 42‬فل�سا ً �أي بزيادة ‪ 24‬في المئة‪.‬‬ ‫و�أكد وزير الطاقة الإمارات���ي �سهيل المزروعي �أن‬ ‫هذه الخطوة �ستك���ون لها �إنعكا�سات �إيجابية على‬ ‫الإقت�صاد‪ ،‬الفتا ً �إلى �أن الوزارة �أجرت �إت�صاالت مع‬ ‫وزارة الإقت�ص���اد واللجنة العليا لحماية الم�ستهلك‬ ‫ل�ضم���ان عدم �إ�ستغالل هذا القرار والمتغيرات في‬ ‫الأ�سعار‪.‬‬

‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪69‬‬


‫النفط‬

‫�أخبار الطاقة‬

‫الطاقة‬

‫من اآلبار‬

‫ماذا تعني عودة �إيران �إلى �أ�سواق النفط؟‬ ‫تو�صل ��ت �إ�إيه �إيران مع الغ ��رب �سوف ي�ضيف �سيكون هناك ت�أثير في المدى الق�صير لعودة طهران �إلى لعبة النفط‪،‬‬ ‫�إن الإتف ��اق الن ��ووي الذي ّ‬ ‫تدريج� �اً العب� �اً رئي�سي� �اً جديداً ل�س ��وق الطاقة العالمية‪ .‬لك ��ن ال تتو ّقع عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أنه ل ��ن يكون تقريب� �اً كبيراً مث ��ل الت�أثير ف ��ي المدى‬ ‫خلط� �اً جذري� �اً للو�ض ��ع الهيدروكربون ��ي الحال ��ي‪ ،‬على الأق ��ل لي�س في الطوي ��ل‪ .‬و ُيعت َق ��د �أن �إي ��ران لديها �إحتياطات نفطي ��ة تقدر بحوالي ‪40‬‬ ‫الم ��دى الق�صي ��ر‪ ،‬رغم �أن طهران يمكن �أن تم ّثل م�شكلة كبيرة لالعبي ملي ��ون برمي ��ل تجل� ��س على ناق�ل�ات بحرية ف ��ي �إنتظار �أن يت ��م بيعها‪.‬‬ ‫الطاقة الكبار في نهاية المطاف‪.‬‬ ‫"ه ��ذه الكمي ��ة م ��ن النف ��ط ال ُمخ َّزن ��ة يمكن بيعه ��ا حتى قب ��ل �أي رفع‬ ‫تراجع ��ت البني ��ة التحتية للنفط الإيراني عق ��وداً وراء القوى النفطية للعقوبات ذات ال�صلة لت�صدير النفط‪ .‬ال�صين والهند وكوريا الجنوبية‬ ‫الأخ ��رى مثل رو�سيا والمملكة العربية ال�سعودية‪ ،‬والواليات المتحدة‪ .‬واليابان [كلها] لديها �إعفاءات من العقوبات "‪ ،‬كتبت فخ�شوري‪.‬‬ ‫لكن قاعدة الموارد المحتملة هناك ‪ُ -‬يعت َقد �أن �إيران لديها �إحتياطات "يمكن لإيران �أي�ضاً زيادة �إنتاجها من النفط والمكثفات لت�صل �إلى‬ ‫هيدروكربونية �أكبر من ٍّ‬ ‫كل من تلك الدول العمالقة الثالث المذكورة ‪ 800،000‬برميل يومياً في غ�ضون �ستة �إلى ‪� 12‬شهراً"‪ ،‬تفيد فخ�شوري‬ ‫�آنفاً ‪ -‬لديها �شركات م�ستعدة لتغيير ذلك‪.‬‬ ‫في مقابلة الحقة‪.‬‬ ‫قال ��ت �س ��ارة فخ�ش ��وري‪ ،‬الم�ست�ش ��ارة ال�سابق ��ة ل�شركة النف ��ط الوطنية الواق ��ع �أن ه ��ذا ل ��ن يجل ��ب لإيران الكثير م ��ن المال كم ��ا كان يمكن �أن‬ ‫الإيراني ��ة الدولي ��ة‪� ،‬إن �إي ��ران �س ��وف تك ��ون بحاج ��ة كبي ��رة للم�ساع ��دة يك ��ون الو�ض ��ع قب ��ل ب�ض ��ع �سن ��وات‪� .‬إن �إغ ��راق �س ��وق النف ��ط العالمي ��ة‬ ‫الخارجي ��ة لك ��ي ت�صل �إل ��ى هدفها المتم ّثل في �إنت ��اج ‪ 5‬ماليين برميل ال ُم�شبع ��ة �أ�ص�ل ً�ا بالمزي ��د م ��ن الإم ��دادات �س ��وف ل ��ن يخ ��دم �س ��وى �أن‬ ‫يومياً بحلول العام ‪.2020‬‬ ‫ير�س ��ل �أ�سع ��ار النف ��ط الخ ��ام �إل ��ى الأ�سف ��ل‪ .‬فمث�ل ً�ا الثالث ��اء (‪/7 /14‬‬ ‫"ولتحقي ��ق ه ��ذا اله ��دف تحتاج ايران الى ‪ 70‬ملي ��ار دوالر للإ�ستثمار ‪ )2015‬ظه ��راً‪ ،‬بتوقي ��ت �ش ��رق الوالي ��ات المتح ��دة‪ ،‬بل ��غ �سع ��ر البرمي ��ل‬ ‫ف ��ي حق ��ول النف ��ط والغ ��از"‪ ،‬كتب ��ت فخ�ش ��وري‪ ،‬الت ��ي ه ��ي الآن رئي�سة ‪ 52،20‬دوالراً‪ ،‬ب�إنخفا� ��ض ‪ 1‬ف ��ي المئ ��ة ع ��ن اليوم ال�ساب ��ق (الإثنين) –‬ ‫"�أ�س في بي‪ .‬للطاقة الدولية"‪ ،‬في مذكرة ُو ّزعت في منت�صف ال�شهر وه ��ذا �ش ��يء من �ش�أن ��ه �أن ُيبقي �أ�سعار الغ ��از الأميركية منخف�ضة‪ .‬على‬ ‫الفائت‪.‬‬ ‫النقي� ��ض م ��ن ذل ��ك‪ ،‬ف�إن �سعر برمي ��ل النفط في هذا الوق ��ت من العام‬ ‫ً‬ ‫�إذا كان هذا الأمر �صحيحا‪ ،‬ف�إن المبلغ الذي تحتاج �إليه �إيران للإنفاق الفائت بلغ ‪ 107‬دوالرات‪.‬‬ ‫عل ��ى البني ��ة التحتي ��ة‪� ،‬إلى جانب الوق ��ت الذي �ست�ستغرق ��ه عملية بناء م ��ع ذل ��ك‪ ،‬وفقاً لأ�شفورد‪ ،‬لأن �إي ��ران كانت تقريباً مُغلق ��ة تماماً وخارج‬ ‫المراف ��ق ال�ضروري ��ة‪ ،‬يمكن �أن تق ّو� ��ض الإنتق ��ادات المركزية للإتفاق �س ��وق النف ��ط‪ ،‬ف� ��إن �أي ربح‪ ،‬مهم ��ا كان �صغيراً‪ ،‬هو �أف�ض ��ل من ال �شيء‪.‬‬ ‫م ��ن المعار�ضين مث ��ل �إ�سرائيل والمملكة العربي ��ة ال�سعودية‪ :‬ب�أن رفع من ��ذ الع ��ام ‪� ،2012‬ص� �دّرت �إيران نح ��و ‪ 1.1‬مليون برمي ��ل يومياً بعدما‬ ‫العقوب ��ات �سوف يمنح �إيران ب�سرعة مليارات ال ��دوالرات لتحويلها �إلى كان ��ت ت�ص ��در قب ��ل العقوب ��ات‪ ،‬حوال ��ي ‪ 2.5‬مليون ��ي برميل يومي� �اً‪ .‬وال‬ ‫حلفائها مثل الرئي�س ال�سوري ب�شار الأ�سد ووكالئها مثل "حزب اهلل"‪� .‬شك‪ ،‬ت�ضيف‪� ،‬أن "الإيرانيين �سيعملون على زيادة ح�صتهم في ال�سوق‪.‬‬ ‫م ��ع ذلك‪ ،‬تق ��ول �إيما �أ�شف ��ورد‪ ،‬خبيرة الطاقة في معه ��د "كاتو"‪ ،‬يجب وبالتالي �ستكون الأ�سعار منخف�ضة للجميع"‪.‬‬ ‫عل ��ى �إي ��ران �أن تمتثل ل�شروط الإتفاق في المدى الطويل حتى يت�س ّنى وه ��ذا الو�ض ��ع �ستكون ل ��ه �آثار جيو�سيا�سي ��ة مهمة‪ .‬رو�سي ��ا‪ ،‬التي يعاني‬ ‫لها فتح الباب لو�صول هذا الإ�ستثمار‪ .‬و�إذا فعلت ذلك‪ ،‬كما قالت‪ ،‬فمن �إقت�صاده ��ا تح ��ت وط�أة العقوب ��ات الغربي ��ة ويعتمد �إعتم ��اداً كبيراً على‬ ‫المرجح �أن ت�صطف ال�شركات الغربية من �أجل الإ�ستثمار‪.‬‬ ‫الطاقة‪ ،‬لديها الآن مناف�س �إقليمي جديد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫"تجل�س �إيران على ‪ 10‬في المئة من �إحتياطات النفط العالمية" قالت "هذا الأمر لي�س جيدا بالن�سبة �إلى مو�سكو" قالت �أ�شفورد‪" .‬الروبل‬ ‫�أ�شفورد‪ .‬م�ضيف ًة‪" :‬والبالد تحتاج الى تحديث كبير و�إ�ستثمارات‪ .‬وقد ينخف�ض لأن النا�س يتوقعون �أن ي�ؤدي الإتفاق مع �إيران �إلى الإقتطاع‬ ‫تكون ال�شركات الدولية على �إ�ستعداد للقيام بذلك"‪.‬‬ ‫من الأرباح الرو�سية"‪.‬‬ ‫و�أف ��ادت ب� ��أن �شرك ��ة "�أك�سون موبي ��ل" الأميركي ��ة‪ ،‬التي خرج ��ت �أخيراً وعلق ��ت فخ�ش ��وري عل ��ى �أن ه ��ذا الموق ��ف ي�ض ��ع الرئي� ��س الرو�س ��ي‬ ‫م ��ن �سوق الطاقة الرو�سي ��ة‪ ،‬هي م َّ‬ ‫ُر�شحة رئي�سية‪� .‬ش ��ركات �أخرى‪ ،‬بما فالديمير بوتين �أمام خيار �صعب‪ :‬التعاون �أو المعاناة‪.‬‬ ‫ف ��ي ذل ��ك �ش ��ركات �أوروبي ��ة مث ��ل "توت ��ال" و"بي‪.‬ب ��ي" و"روي ��ال دات�ش " �إذا كان ��ت التوت ��رات الجيو�سيا�سية ف ��ي ال�شرق الأو�سط ال ت�سبب �أي‬ ‫�ش ��ل" و"�إين ��ي"‪ ،‬تجه ��د كله ��ا للح�ص ��ول عل ��ى النف ��ط الخ ��ام الإيراني‪� .‬إنقطاع للتيار الكهربائي‪ ،‬ف�إن ال�سوق‪ ،‬والدول المنتجة للنفط ‪� -‬أ�سا�ساً‬ ‫وق ��ال رئي�س �شرك ��ة "�شل" بن فان بوردِن في حزي ��ران (يونيو) الفائت "�أوبك" ورو�سيا ‪ -‬يجب �أن تتفق �سواء للحد من �إنتاجها �أو ‪ ...‬البدء‬ ‫�أن �إي ��ران ه ��ي "بل ��د رائ ��ع م ��ع قاعدة م ��وارد رائع ��ة"‪ .‬و�أ�ض ��اف الرئي�س في حرب �أ�سعار"‪ ،‬م�ضيفة‪.‬‬ ‫التنفيذي ل"توتال" باتريك بويان‪�" :‬إننا نحب �إيران"‪.‬‬ ‫لندن ‪ -‬هاني مكارم‬

‫‪68‬‬

‫العدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬


‫منطقة الدقم‪� :‬إيران مهتمة بالإ�ستثمار فيها‬

‫‪ ‬وو�صلت ال ��واردات ال�سلعية ل ُعمان من �إيران‪ ‬في‬ ‫ريال‪ ‬عماني‬ ‫الفت ��رة عينها �إلى قراب ��ة ‪� 216‬ألف‬ ‫ُ‬ ‫(نح ��و ‪� 562‬ألف دوالر) بزيادة ‪ %4.9‬عن العام‬ ‫الذي �سبقه‪ ،‬وذلك وفق ًا للكتاب الإح�صائي‪.‬‬

‫م�ساهم ��ة قطاع النفط والغاز ف ��ي الإقت�صاد من‬ ‫‪ ٪52.3‬من الناتج المحلي الإجمالي الإ�سمي في‬ ‫الع ��ام ‪� 2012‬إلى ‪ ٪50.6‬في ‪ 2013‬و�إلى ‪٪47،2‬‬ ‫في العام الفائت‪.‬‬

‫ديناميات ال�سوق‬

‫تقييم الو�ضع‬

‫ي�سجل الإقت�ص ��اد ال ُعماني نمو ًا‬ ‫م ��ن المتوق ��ع �أن ّ‬ ‫قوي� � ًا ه ��ذا الع ��ام‪ ،‬ح�سبم ��ا ذكر �صن ��دوق النقد‬ ‫الدول ��ي في �أي ��ار (ماي ��و) الفائت‪ ،‬عل ��ى الرغم‬ ‫م ��ن �أن �إنخفا� ��ض عائ ��دات الطاق ��ة يمكنها �أن‬ ‫تخف ��ف م ��ن التو�سع المخطط له‪" .‬م ��ن المتوقع‬ ‫�أن ي� ��ؤدي الإنخفا�ض في �أ�سع ��ار النفط �إلى دفع‬ ‫الميزان الجاري للح�ساب ��ات المالية والخارجية‬ ‫في �سلطن ��ة عمان �إلى العجز ف ��ي ال�سنة المالية‬ ‫‪ 2015 – 2014‬و�ستبق ��ى ف ��ي خان ��ة الع�ش ��رات‬ ‫كن�سب ��ة مئوية م ��ن الناتج المحل ��ي الإجمالي في‬ ‫المدى المتو�سط"‪ ،‬ح�سبما ذكر التقرير‪.‬‬ ‫وفيم ��ا زاد �إنت ��اج النفط ف ��ي الأ�شه ��ر الأخيرة‪،‬‬ ‫مع �إنت ��اج و�صل �إل ��ى ‪ 992,724‬برمي ًال يومي ًا في‬ ‫حزي ��ران (يوني ��و) بزي ��ادة ‪ ٪1.8‬عل ��ى �أ�سا�س‬ ‫�شه ��ري‪ ،‬و�إرتف ��اع ال�ص ��ادرات النفطي ��ة بن�سبة‬ ‫‪� ٪11.3‬إلى ‪ 27.36‬ملي ��ون برميل‪ ،‬وفق ًا لوزارة‬ ‫النف ��ط والغ ��از‪ ،‬فل ��م يكن ه ��ذا كافي� � ًا لمواجهة‬ ‫الإنكما�ش في الأ�سعار العالمية‪.‬‬ ‫وفق� � ًا لتقرير �صادر عن البنك المركزي ال ُعماني‬ ‫ف ��ي نهاي ��ة حزي ��ران (يوني ��و)‪ ،‬لق ��د �إنخف�ضت‬

‫عل ��ى الرغم م ��ن �أن �إرتف ��اع التكالي ��ف والعوائد‬ ‫المتوا�ضع ��ة م ��ن حقول نفطي ��ة مع ّينة ق ��د دفعا‬ ‫ببع� ��ض ال�ش ��ركات الدولية �إلى تجمي ��د عملياته‪،‬‬

‫ف� ��إن الالع ��ب المحل ��ي �شرك ��ة النف ��ط ال ُعمانية‬ ‫للإ�ستك�ش ��اف والإنت ��اج م�ض ��ت قدم� � ًا وتتاب ��ع‬ ‫جهودها في التنقيب‪.‬‬ ‫ف ��ي حزي ��ران (يوني ��و)‪� ،‬أعلنت �شرك ��ة التنقيب‬ ‫�ركل �أويل"‬ ‫ع ��ن النف ��ط والغ ��از الإيرلندية "�سي � ِ‬ ‫)‪� (Circle Oil‬أنها �ستن�سحب من ُعمان والتخ ّلي‬ ‫ع ��ن عقدي الإيج ��ار اللذين ف ��ي حوزتها و�شطب‬ ‫�إ�ستثماراتها ف ��ي محاولة لتر�شي ��د التكاليف في‬ ‫"�سيركل‬ ‫مواجهة تراجع �أ�سعار النفط‪ .‬وكان لدى‬ ‫ِ‬ ‫�أويل" حقوق الإ�ستك�شاف في "بلوك ‪ "49‬البري‪،‬‬ ‫و"بلوك ‪ "52‬البحري في جنوب البالد‪.‬‬ ‫وف ��ي الوقت عين ��ه‪ ،‬في منت�صف تم ��وز (يوليو)‪،‬‬ ‫�أعلن ��ت �شرك ��ة النف ��ط ال ٌعماني ��ة ال�ش ��روع ف ��ي‬ ‫التنقي ��ب والبحث في "بل ��وك ‪ "60‬الذي يقع في‬ ‫و�س ��ط ال�سلطن ��ة‪ .‬وعل ��ى الرغم م ��ن �أن م�ساحة‬ ‫"البل ��وك" ن�سبي� � ًا �صغي ��رة‪ ،‬حي ��ث تبل ��غ ‪1580‬‬ ‫كيلومت ��ر ًا مربع� � ًا‪ ،‬ف� ��إن ال�شركة قد �أف ��ادت ب�أن‬ ‫الإختبارات الأولي ��ة �أظهرت نتائج واعدة كبيرة‪.‬‬ ‫علم ًا ب� ��أن لدى ال�شرك ��ة ال ُعمانية حق�ل� ًا رئي�سي ًا‬ ‫يعمل في "بل ��وك ‪ ،"60‬وهو م�شروع الغاز ال�ض ِّيق‬ ‫المدع ��و "�أب ��و بوتاب ��ول"‪ ،‬والذي ج ��اء على خط‬ ‫الإنت ��اج في كان ��ون االول (دي�سمبر) بعدما كلف‬ ‫الإ�ستثمار فيه ‪ 1.2‬مليار دوالر‪.‬‬

‫توقع �إقت�صاديون ُعمانيون‪ ،‬بينهم رئي�س‬ ‫مجل�س �إدارة غرفة تجارة و�صناعة‬ ‫ُعمان �سعيد بن �صالح الكيومي‪� ،‬أن‬ ‫ت�شهد الفترة ال ُمقبلة �إزدهار ًا �أكبر‬ ‫في العالقات الإقت�صادية بين م�سقط‬ ‫وطهران‪ ،‬في ظل الحراك الديبلوما�سي‬ ‫وال�سيا�سي النا�شط بين البلدين‪.‬‬ ‫و�أعربوا عن �أملهم في �أن يحظى التبادل‬ ‫التجاري بين الجارتين بزيادة مطردة‬ ‫تتوافق و�إن�سيابية العالقات‪ ‬ال�سيا�سية عودة جارة كبرى �إلى ال�سوق‬

‫م ��ن المرج ��ح �أن تت�أث ��ر �صناع ��ة النف ��ط‬ ‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪71‬‬


‫عالم الطاقة‬ ‫النفط‬

‫فيما �ست�ستفيد ال�سلطنة على ال�صعيد الإقت�صادي الأو�سع من رفع العقوبات عن جارتها‬

‫توقعات مختلطة لصناعة النفط ال ُعمانية‬ ‫في ظل اإلتفاق النووي مع إيران‬ ‫ف��ي حي��ن قد ي�ؤدي �إنخفا�ض �أ�سعار النفط �إلى الحد من الإ�ستثم��ارات الجديدة في قطاع الطاقة في عُ مان‪،‬‬ ‫ف ��إن عودة �إي��ران �إلى الأ�سواق الدولية من المرج��ح �أن يكون له ت�أثير مختلط في �إقت�ص��اد ال�سلطنة‪ .‬ويتوقع‬ ‫الخب��راء نم��و العالقات ال�سيا�سية والإقت�صادي��ة‪ ،‬وزيادة ال�صادرات وال��واردات‪ ،‬خ�صو�ص ًا مع الإعالن عن‬ ‫تد�شين خط مالحي بين ميناءي بندر عبا�س الإيراني و�صحار العُماني تديره ال�شركات الخا�صة في البلدين‬ ‫في �أيار (مايو) الفائت‬ ‫ميناء �صحار‪� :‬سيكون له دور تجاري مهم‬

‫م�سقط ‪� -‬سمير الح�سيني‬ ‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن ال�ضغ ��ط الهبوطي‬ ‫الكبي ��ر عل ��ى �أ�سع ��ار النف ��ط المتو َّقع‬ ‫ف ��ي الم ��دى المتو�س ��ط ب�سب ��ب �إرتف ��اع العر� ��ض‪،‬‬ ‫ف� ��إن الإقت�ص ��اد غير النفط ��ي في �سلطن ��ة ُعمان‬ ‫والعالق ��ات التجاري ��ة الثنائية مع �إي ��ران يمكنهما‬ ‫�أن يعرفان دفعة ج ّراء رف ��ع العقوبات الدولية عن‬ ‫الجمهورية الإ�سالمية‪.‬‬ ‫وق ��د توق ��ع �إقت�صادي ��ون ُعمانيون‪ ،‬بينه ��م رئي�س‬ ‫مجل� ��س �إدارة غرفة تجارة و�صناع ��ة ُعمان �سعيد‬ ‫ب ��ن �صال ��ح الكيوم ��ي‪� ،‬أن ت�شه ��د الفت ��رة ال ُمقبلة‬ ‫�إزده ��ار ًا �أكب ��ر ف ��ي العالق ��ات الإقت�صادي ��ة بين‬ ‫م�سقط وطه ��ران‪ ،‬في ظل الح ��راك الديبلوما�سي‬ ‫وال�سيا�س ��ي النا�ش ��ط بي ��ن البلدي ��ن‪ .‬و�أعربوا عن‬ ‫�أمله ��م ف ��ي �أن يحظ ��ى التب ��ادل التج ��اري بي ��ن‬ ‫الجارتي ��ن بزي ��ادة مط ��ردة تتواف ��ق و�إن�سيابي ��ة‬ ‫العالقات‪ ‬ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫‪ ‬وبينما يقدر م�س� ��ؤول تجاري ُعماني قيمة التبادل‬ ‫التج ��اري بين البلدي ��ن بنحو ملي ��ار دوالر‪� ‬سنوي ًا‪،‬‬ ‫ت�شي ��ر �أرق ��ام الكت ��اب الإح�صائ ��ي ال ُعمان ��ي لعام‬ ‫‪� 2014‬إلى �أن‪� ‬أن�شطة �إعادة الت�صدير وال�صادرات‬ ‫غي ��ر النفطي ��ة ال ُعماني ��ة لإيران بلغ ��ت حتى نهاية‬ ‫الع ��ام‪ 2013 ‬نح ��و ‪� 124‬أل ��ف ريال ُعمان ��ي (نحو‬ ‫‪� 322.5‬أل ��ف دوالر)‪ ‬بزي ��ادة ‪ %5.1‬ع ��ن الع ��ام‬ ‫‪.2012‬‬

‫‪70‬‬

‫العدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬


‫عالم الطاقة ¶ النفط‬

‫رئي�س مجل�س �إدارة غرفة تجارة و�صناعة ُعمان �سعيد بن �صالح الكيومي‪ :‬الم�ستقبل واعد مع �إيران‬

‫ال ُعماني ��ة ب� ��أي عودة لإي ��ران �إلى �أ�س ��واق النفط‬ ‫العالمي ��ة‪ .‬ف ��ي منت�صف تموز (يولي ��و) الفائت‪،‬‬ ‫�أعلن وزير الطاقة الإيراني بيجان نامدار زنكنه‬ ‫عن خطط الجمهوري ��ة الإ�سالمية لتو�سيع نطاق‬ ‫�إنت ��اج ما ي�ص ��ل �إلى ‪ 4‬ماليين برمي ��ل يومي ًا في‬ ‫غ�ضون �سبعة �أ�شه ��ر و‪ 4.7‬ماليين برميل يومي ًا‬ ‫بع ��د ذل ��ك ف ��ي محاول ��ة لإ�ستع ��ادة ح�صتها في‬ ‫ال�س ��وق التي فقدتها في ظل نظام العقوبات‪ .‬في‬ ‫العام ‪� 2014‬إنخف�ضت ال�صادرات الإيرانية �إلى‬ ‫متو�س ��ط ‪ 1.4‬مليون برميل يومي ًا‪ ،‬وفق ًا لبيانات‬ ‫�إدارة معلومات الطاق ��ة الأميركية‪ ،‬وهذا ي�شكل‬ ‫�أكث ��ر بقلي ��ل من ن�ص ��ف المبيع ��ات اليومية قبل‬ ‫ت�شديد القيود التجارية في العام ‪.2011‬‬ ‫نظر ًا �إلى الإرتف ��اع الن�سبي في �سعر التعادل في‬ ‫�سلطن ��ة ُعمان‪ ،‬الذي بل ��غ ‪ 108‬دوالرات للبرميل‬ ‫في العام الما�ضي‪ ،‬ف�إن زيادة المعرو�ض يمكنها‬ ‫�أن تخل ��ق المزي ��د م ��ن ال�ضغ ��ط النزول ��ي على‬ ‫الأ�سعار الأمر الذي �سيكون مثبط ًا لال�ستثمارات‬ ‫ف ��ي ممار�سات �صناعة تتطل ��ب حجم ًا كبير ًا من‬ ‫ر�أ�س المال مثل الإ�ستخراج المعزز للنفط‪.‬‬

‫نقطة م�ضيئة‬ ‫مع ذلك‪ ،‬م ��ن حيث الظروف غير النفطية‪ ،‬ف�إن‬ ‫ع ��ودة �إيران �إلى ال�ساحة الدولية تقدم مجموعة‬ ‫متنوع ��ة م ��ن الفر�ص ل ُعم ��ان‪ ،‬وذل ��ك تم�شي ًا مع‬ ‫جه ��ود التنوي ��ع الأو�س ��ع الجارية ف ��ي ال�سلطنة‪.‬‬ ‫ووفق� � ًا لأرق ��ام �صن ��دوق النقد الدولي ف� ��إن نمو‬ ‫النات ��ج المحلي الإجمالي غير النفطي في ُعمان‬ ‫قد ف ��اق الإقت�ص ��اد الأو�سع بنقطتي ��ن في العام‬ ‫‪ ،2014‬بزيادة ‪ ٪6.5‬على �أ�سا�س �سنوي‪.‬‬

‫ال�سفير الإيراني في م�سقط علي �أكبر �سيبويه‪ :‬تجاوزت قيمة التبادالت المليار الدوالر‬

‫وقال �ستيفن دايك‪� ،‬أحد كبار المحللين في وكالة‬ ‫موديز‪ ،‬لل�صحافة المحلي ��ة‪" :‬النمو في التجارة‬ ‫الثنائي ��ة بين ُعمان و�إي ��ران ربما �سيزيد ب�سرعة‬

‫نظر ًا �إلى الإرتفاع الن�سبي في �سعر‬ ‫التعادل في �سلطنة ُعمان‪ ،‬الذي بلغ‬ ‫‪ 108‬دوالرات للبرميل في العام‬ ‫الما�ضي‪ ،‬ف�إن زيادة المعرو�ض يمكنها‬ ‫�أن تخلق المزيد من ال�ضغط النزولي‬ ‫على الأ�سعار الأمر الذي �سيكون مثبط ًا‬ ‫لال�ستثمارات في ممار�سات �صناعة‬ ‫تتطلب حجم ًا كبير ًا من ر�أ�س المال‬ ‫مثل الإ�ستخراج المعزّ ز للنفط‬ ‫�أكد ال�سفير الإيراني علي �أكبر‬ ‫�سيبويه المعتمد لدى ال�سلطنة في‬ ‫حديث لوكالة �أنباء الطلبة الإيرانية‬ ‫(�إي�سنا)‪ ،‬ب�أن م�ستوى العالقات ال�سيا�سية‬ ‫التي تجمع بين البلدين ممتاز جد ًا‪،‬‬ ‫م�شير ًا �إلى �أن قيمة التبادالت التجارية‬ ‫بين �إيران وال�سلطنة �إرتفعت من ‪200‬‬ ‫مليون دوالر �إلى �أكثر من مليار دوالر‬

‫ن�سبي� � ًا حالم ��ا يتم رف ��ع العقوب ��ات‪ ،‬نظ ��ر ًا �إلى‬ ‫القرب الجغرافي والروابط التاريخية"‪ ،‬م�س ّلط ًا‬ ‫ال�ض ��وء على �ص ��ادرات الخدمات‪ ،‬مث ��ل ال�سفر‪،‬‬ ‫والخدم ��ات اللوج�ستية‪ ،‬والمالي ��ة والإت�صاالت‪،‬‬ ‫ك�سبل رئي�سية للنمو‪.‬‬ ‫م ��ن جهت ��ه‪� ،‬أك ��د ال�سفي ��ر الإيراني عل ��ي �أكبر‬ ‫�سيبوي ��ه المعتم ��د ل ��دى ال�سلطن ��ة ف ��ي حديث‬ ‫�ساب ��ق لوكالة �أنباء الطلب ��ة الإيرانية (�إي�سنا)‪،‬‬ ‫ب� ��أن م�ست ��وى العالق ��ات ال�سيا�سي ��ة التي تجمع‬ ‫بي ��ن البلدين ممتاز جد ًا‪ ،‬م�شي ��ر ًا �إلى �أن قيمة‬ ‫التب ��ادالت التجاري ��ة بي ��ن �إي ��ران وال�سلطن ��ة‬ ‫�إرتفعت من ‪ 200‬مليون دوالر �إلى �أكثر من مليار‬ ‫دوالر‪ .‬م�ضيف ًا ب�أن التب ��ادالت الإقت�صادية بين‬ ‫طه ��ران وم�سق ��ط �شهدت نم ��و ًا ملحوظ ًا‪ ،‬ور�أى‬ ‫�سيبويه ب�أنه يج ��ب �أن يرتقي م�ستوى العالقات‬ ‫االقت�صادية مثل العالقات ال�سيا�سية �إلى �أعلى‬ ‫الم�ستوي ��ات‪ .‬و�أ�ش ��ار �إلى �إمكانية رف ��ع م�ستوى‬ ‫الزي ��ارات المتقابلة ف ��ي المج ��االت ال�سيا�سية‬ ‫واالقت�صادي ��ة والعلمي ��ة �إل ��ى جان ��ب تنظي ��م‬ ‫معار� ��ض تجارية وثقافي ��ة م�شتركة في البلدين‬ ‫واال�ستثم ��ار ف ��ي البن ��ى الأ�سا�سي ��ة لديهم ��ا‪.‬‬ ‫علم� � ًا �أن الإ�ستثم ��ارات الإيرانية ف ��ي المناطق‬ ‫ال�صناعية في �صح ��ار والدقم بلغت ‪ 4‬مليارات‬ ‫دوالر‪.‬‬ ‫وي�س ّل ��ط المحلل ��ون ال�ضوء في وج ��ه خا�ص على‬ ‫فر�ص الموانئ ال ُعمانية كمراكز لإعادة ت�صدير‬ ‫الب�ضائ ��ع الإيرانية في المنطق ��ة وخارجها‪ ،‬مع‬ ‫توقيع �إتفاق ممر مالحي مبا�شر بين البلدين في‬ ‫ني�سان (�إبري ��ل) وو�صول �أول �سفينة �إيرانية الى‬ ‫ميناء �صحار في �أواخر �أيار (مايو) الفائت‬ ‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪73‬‬


SECDEB INC. We Handle Forex, Money Transfer & Remittance Services Worldwide

10F Philamlife Tower, 8767 Paseo De Roxas, Makati City, Manila, Philippines Tel: +632 901-4172, Email: fideliterinvest@aol.com

Or visit our website: www.stgeorgessociety.com


‫وع ��د بوتين رئي� ��س وزرائ ��ه �أليك�سي� ��س ت�سيبرا�س‬ ‫بتموي ��ل مهم ��از خ ��ط �أنابي ��ب �آخر بمبل ��غ ملياري‬ ‫دوالر لربط ��ه بالم�شروع الترك ��ي ولتوثيق عالقاته‬ ‫مع الحكومة الي�سارية في اليونان‪.‬‬ ‫ولك ��ن من �أنقرة �إلى جبال الت ��اي‪ ،‬يبدو �أن �أحالم‬ ‫بوتي ��ن في مج ��ال الأنابي ��ب تواج ��ه �صعوبات وقد‬ ‫تتب ��دد‪ .‬ال�صي ��ن‪ ،‬التي �أدركت ب�أنه ��ا ال تحتاج �إلى‬ ‫الكثير من الطاقة كما كانت تعتقد‪ ،‬ج ّمدت �صفقة‬ ‫الغ ��از الثاني ��ة مع مو�سك ��و‪ .‬من ناحي ��ة �أخرى‪ ،‬لم‬ ‫تتو�صل تركيا ورو�سيا بعد �إلى �إتفاق على ما ُي�س ّمى‬ ‫م�شروع "التي ��ار التركي" وتم ت�أجي ��ل المحادثات‬ ‫حتى الخري ��ف‪ .‬كم ��ا �أن م�شاريع طموح ��ة رو�سية‬ ‫�أخ ��رى‪ ،‬من محط ��ات الغاز الطبيع ��ي ال ُم�سال في‬ ‫ال�ش ��رق الأق�ص ��ى �إلى خ ��ط الغاز لتوحي ��د كوريا‪،‬‬ ‫متو ِّقف ��ة ال ت�سي ��ر �إل ��ى �أي مكان‪ ،‬حت ��ى فيما تتابع‬ ‫رو�سيا �إقتراح المزيد والمزيد من م�شاريع الطاقة‬ ‫الكبي ��رة‪ .‬ولتو�ضي ��ح ال�صورة �أكثر‪ ،‬ق ��ررت رو�سيا‬ ‫الآن فج� ��أة �أنه ال يمكنها بب�ساط ��ة تجاوز �أوكرانيا‬ ‫ويج ��ب الحف ��اظ على �ض ��خ الغاز �إل ��ى �أوروبا عبر‬ ‫�أرا�ضي جارتها المزعجة لعقود مقبلة‪.‬‬ ‫"�إ�ستراتيجي ��ة بوتي ��ن للطاقة هي ف ��ي حالة من‬ ‫الفو�ضى‪ .‬ال �شيء يب ��دو �أنه يعمل‪ :‬ال "تيارات"‪ ،‬ال‬ ‫طرق جانبية‪ ،‬ال ال�صين"‪ ،‬ق ��ال ايليان فا�سيليف‪،‬‬ ‫ال�سفير البلغاري ال�سابق في رو�سيا والآن م�ست�شار‬ ‫للطاقة‪.‬‬ ‫ولك ��ن حتى ل ��و �إبتع ��دت الم�شاريع الرو�سي ��ة �أبعد‬ ‫و�أبعد م ��ن تحقيق �أي �إنجاز وا�ض ��ح‪ ،‬ف�إن م�شاريع‬ ‫جدي ��دة �أكث ��ر و�أكث ��ر تُع َل ��ن‪� .‬آخره ��ا ه ��و التو�سع‬ ‫المخطط له لما ُي�س ّمى خط �أنابيب "نورد �ستريم"‬ ‫ال ��ذي ُيغ ّذي �أوروبا عبر بح ��ر البلطيق‪ .‬ولكن هذا‬ ‫الخط لن يك ��ون �ضروري� � ًا �إذا �إ�ستم ��رت �أوكرانيا‬ ‫ف ��ي �شحن الغاز‪� ،‬أو �إذا حدث ��ت "معجزة" وتحقق‬ ‫الم�شروع التركي‪.‬‬ ‫"يمكنك ال�شعور ب�أن الرو�س قد خ�سروا الم�ؤامرة‬ ‫�إلى حد م� � ًا‪ ،‬بالإعالن عن فتح كل هذه الم�شاريع‪،‬‬ ‫وبع�ضه ��ا ذات قيم ��ة �إقت�صادي ��ة م�شك ��وك فيها"‪،‬‬ ‫ق ��ال �إد ت�شو‪ ،‬خبي ��ر الطاقة في مرك ��ز الدرا�سات‬ ‫الإ�ستراتيجي ��ة والدولي ��ة ال ��ذي كت ��ب �أخي ��ر ًا عن‬ ‫خطوط الأنابيب المتكاثرة في رو�سيا‪" :‬هل لأنهم‬ ‫يري ��دون �أن يعط ��وا مظهر ًا ب�أنه ��م ي�سيطرون على‬ ‫الو�ضع عندما تكون الأم ��ور تدور في الواقع خارج‬ ‫نطاق ال�سيطرة؟"‬ ‫هن ��اك العدي ��د من الأ�سب ��اب وراء ما يب ��دو تعثراً‬ ‫لخطط الطاقة الرو�سية‪ ،‬ولك ��ن في الأ�سا�س يعود‬

‫الرئي�س فالديمير بوتين‪� :‬أحالم الطاقة تتبدد‬

‫�سبب ذل ��ك �إلى الر�ؤى ال�ضخم ��ة المبالغ فيها في‬ ‫البالد التي ت�صطدم مع الواقع‪� .‬إن �أ�سواق الطاقة‬ ‫العالمي ��ة قد تح ّولت ف ��ي العام الما�ض ��ي‪ :‬الطلب‬ ‫عل ��ى النف ��ط والغاز الطبيع ��ي �ضعي ��ف‪ ،‬والأ�سعار‬ ‫قد �إنهارت‪� .‬إن �سوق� � ًا م�شترية �ضخمة تُعت َبر �أنباء‬ ‫�سيئة بالن�سبة �إلى بلد يعتمد على �صادرات الطاقة‬

‫من �أنقرة �إلى جبال التاي‪ ،‬يبدو �أن‬ ‫�أحالم بوتين في مجال الأنابيب تواجه‬ ‫�صعوبات وقد تتبدد‪ .‬ال�صين‪ ،‬التي‬ ‫�أدركت ب�أنها ال تحتاج �إلى الكثير‬ ‫من الطاقة كما كانت تعتقد‪ ،‬ج ّمدت‬ ‫�صفقة غاز ثانية مع مو�سكو‬ ‫�إذا كانت ال�صين �إ�ستطاعت �أن تقود‬ ‫بالفعل �صفقة �صعبة على ال�سعر مع‬ ‫رو�سيا قبل التباط�ؤ الإقت�صادي‪ ،‬فهي‬ ‫الآن في و�ضع يمكنها من ال�سير بب�ساطة‬ ‫بعيد ًا من الم�شاريع التي ال داعي لها‪ .‬في‬ ‫�أواخر ال�شهر الفائت‪ ،‬ع ّلقت �شركات‬ ‫الطاقة ال�صينية بهدوء م�شروع غاز‬ ‫�سيبيريا الثاني‪ ،‬المعروف ب�إ�سم خط‬ ‫�أنابيب التاي �أو طاقة �سيبيريا‪2-‬‬

‫في ن�ص ��ف موازنته‪ .‬و�أفاد �صن ��دوق النقد الدولي‬ ‫ف ��ي �أوائل ال�شه ��ر الج ��اري �أن النف ��ط الرخي�ص‬ ‫والعقوب ��ات �سي�ؤدي ��ان �إل ��ى �إنكما� ��ش الإقت�ص ��اد‬ ‫الرو�سي بن�سبة ‪ 3.4‬في المئة هذا العام‪.‬‬ ‫�إن القي ��ود الإقت�صادي ��ة الناجم ��ة ع ��ن العقوبات‬ ‫الغربي ��ة عل ��ى العدي ��د م ��ن ال�ش ��ركات الرو�سي ��ة‬ ‫الكب ��رى‪ ،‬وخ�صو�ص� � ًا ف ��ي قط ��اع الطاق ��ة‪ ،‬تخنق‬ ‫التمويل وتجعل تحقي ��ق الم�شاريع الطموحة ب�شكل‬ ‫كبي ��ر �أكث ��ر �صعوب ��ة‪ ،‬خ�صو�ص� � ًا في �إط ��ار الوقت‬ ‫الق�صي ��ر غي ��ر الواقع ��ي ال ��ذي تقترح ��ه رو�سي ��ا‪.‬‬ ‫وعلى مو�سكو التعامل م ��ع كل هذه التحديات فيما‬ ‫ال تواج ��ه �إقت�ص ��اد ًا منكم�ش ًا فقط‪ ،‬مث ��ل �أي دولة‬ ‫منتج ��ة للطاق ��ة‪ ،‬ولك ��ن �أي�ض� � ًا ينبغ ��ي �أن تتعامل‬ ‫مع التغ ّي ��ر الدائم في ح�س ��اب التفا�ضل والتكامل‬ ‫الإ�ستراتيجي لدى بوتين‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وهن ��اك طي ��ور القطر� ��س �أي�ض� �ا الت ��ي تتمث ��ل‬ ‫ب�ش ��ركات الطاق ��ة الرو�سي ��ة ‪:‬مقاول ��ون مق ّرب ��ون‬ ‫م ��ن الكرملي ��ن يمكنه ��م �أن ي�ش ّكل ��وا مع ��دات قتل‬ ‫متوف ��رة للم�شاريع‪ ،‬حتى لو �أنها ل ��م ت�ؤت ثمارها‪،‬‬ ‫قال ميخائيل كورت�شمكي ��ن‪ ،‬المدير العام ل�شركة‬ ‫الإ�ست�ش ��ارات "تحاليل الغ ��از الأوروبي ال�شرقي"‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار �إلى تقارير ال�صحاف ��ة الرو�سية التي تقدر‬ ‫ب� ��أن "غازبروم" �أنفقت نح ��و ‪ 40‬مليار دوالر على‬ ‫م�شاريع غير �ضرورية‪.‬‬ ‫لقد �ضربت �أ�سواق الطاقة المتغ ّيرة رو�سيا ب�شدة‪.‬‬ ‫�إن الم�صادر الجديدة لإم ��دادات الغاز الطبيعي‪،‬‬ ‫من الوالي ��ات المتحدة و�أماكن �أخ ��رى‪ ،‬قد �أزالت‬ ‫هيمن ��ة مو�سكو عل ��ى ال�سوق‪ .‬لق ��د �أ�ضعفت طفرة‬ ‫الغ ��از الطبيعي الأميركية نف ��وذ رو�سيا في ال�سوق‬ ‫الأوروبي ��ة‪ ،‬عل ��ى الرغم من �أن �أمي ��ركا لم ُت�صدِّ ر‬ ‫حت ��ى الآن �إلى هناك‪ ،‬بب�ساطة م ��ن طريق �إ�ضافة‬ ‫المزي ��د م ��ن الغاز �إل ��ى �سوق مدعوم ��ة ب�إمدادات‬ ‫كافية‪.‬‬ ‫و�سع ��ى م�س�ؤول ��ون �أميركي ��ون‪ ،‬بينه ��م الرئي� ��س‬ ‫ب ��اراك �أوبام ��ا‪ ،‬ووزير الخارجي ��ة الأميركية جون‬ ‫كيري‪ ،‬والعديد م ��ن الم�ش ّرعين الجمهوريين‪� ،‬إلى‬ ‫�إ�ستخدام �صادرات الغاز ال ُمحتملة في �أميركا �إلى‬ ‫�أوروب ��ا كو�سيلة لإ�ضع ��اف قب�ضة رو�سي ��ا‪ .‬وت�سعى‬ ‫الوالي ��ات المتح ��دة �أي�ض ًا �إلى تعزيز ق ��درة �أوروبا‬ ‫الخا�صة للح�صول على الطاق ��ة من �أماكن �أخرى‬ ‫بديل ��ة م ��ن رو�سي ��ا‪ .‬ورف� ��ض م�س�ؤولون ف ��ي وزارة‬ ‫الخارجية الأميركية التعليق على هذه المعلومات‪.‬‬ ‫موردو الطاقة الجديدة الآخرون‪ ،‬مثل �أو�ستراليا‪،‬‬ ‫و�ضع ��وا �أي�ض ًا �أنظارهم على ال�سوق الآ�سيوية‪،‬‬ ‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪75‬‬


‫عالم الطاقة‬ ‫الغاز‬

‫الوعود كثيرة والتحقيق قليل جد ًا‬

‫أحالم بوتين الهيدروكربونية‬ ‫اإلستراتيجية يبددها واقع األسواق‬ ‫الأنابي��ب الت��ي كان يحلم بها الرئي�س الرو�س��ي فالديمير بوتين لتعزيز �سل�سلة من �صفق��ات الطاقة مع �آ�سيا‬ ‫و�أوروبا تواجه حالة من الفو�ضى‪ ،‬وتبدو �أنها �صعبة التحقيق في الو�ضع الراهن‪ ،‬الأمر الذي دفعه �أخير ًا �إلى‬ ‫�إعطاء �أوامره �إلى �شركة "غازبروم" ب�إعادة فتح الخطوط مع �أوكرانيا و�إجراء محادثات جديدة لتمديد العقد‬ ‫حول خط الأنابيب معها‪.‬‬ ‫الغاز الرو�سي‪ :‬لن يكون �سلعة �سيا�سية بعد الآن‬

‫مو�سكو ‪ -‬مي�شال مظلوم‬ ‫كان الرئي� ��س الرو�سي فالديمير بوتين‬ ‫يح ��اول �إقام ��ة مح ��وره الخا� ��ص �إل ��ى‬ ‫�آ�سي ��ا‪ ،‬على �أم ��ل �أن تم ّكنه الكمي ��ات الهائلة للغاز‬ ‫الطبيع ��ي الت ��ي تنام في �أرا�ضي ب�ل�اده من توطيد‬ ‫وتوثيق عالقة جديدة مع ال�صين وفي الوقت عينه‬ ‫تجاوز جيران ��ه الم�شاك�سين في �أوروبا‪ .‬ل�سوء حظ‬ ‫الرجل القوي في مو�سكو‪ ،‬ف�إن الأمور ال ت�سير على‬ ‫ما يرام‪.‬‬ ‫خالل العام الفائت وح ��ده‪ ،‬و ّقع بوتين �صفقة غاز‬ ‫طبيع ��ي �ضخم ��ة بلغ ��ت ‪ 400‬ملي ��ار دوالر و�شراكة‬ ‫�إ�ستراتيجي ��ة م ��ع بكين‪ .‬كم ��ا �أعرب ��ت رو�سيا عن‬ ‫�أمله ��ا في بن ��اء خط انابي ��ب �سيبيري ��ا الثاني الى‬ ‫مكن ��ه �أن ُيعطي مو�سك ��و القدرة‬ ‫ال�صي ��ن ال ��ذي ُي ِ‬ ‫عل ��ى اللعب خارج عم�ل�اء الطاق ��ة الأوروبيين مع‬ ‫�أولئ ��ك الموجودي ��ن في �آ�سيا‪ .‬كم ��ا �ضاعف بوتين‬ ‫الخن ��اق على �أوروبا‪ :‬عندما من ��ع م�س�ؤولو الإتحاد‬ ‫الأوروب ��ي �إقام ��ة خط �أنابيب للغ ��از تبلغ كلفته ‪40‬‬ ‫ملي ��ار دوالر عبر البحر الأ�سود‪ ،‬فقد حلم الرئي�س‬ ‫الرو�سي بب�ساط ��ة ب�إن�شاء واح ��د جديد من خالل‬ ‫تركيا‪ .‬وهذا الخط يمكنه �أن يكون مفتاحه لتجاوز‬ ‫�أوكراني ��ا المزعج ��ة كدولة عبور لغ ��ازه الطبيعي‪،‬‬ ‫وبالتالي ت�شديد الرقابة على �صادرات الطاقة �إلى‬ ‫�أوروبا‪ ،‬و"ر� ��ش" الهبات والمن ��ح الهيدروكربونية‬ ‫على الحلف ��اء والأ�صدقاء‪ .‬مثا ٌل على ذلك‪ :‬عندما‬ ‫ج ��اء اليونان �صاغ ��ر ًا �إلى مو�سكو ه ��ذا ال�صيف‪،‬‬

‫‪74‬‬

‫العدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬


‫عالم الطاقة ¶ الغاز‬ ‫التي كانت رو�سيا بطيئة للت�صدي لها بجدية‪ ،‬مما‬ ‫يتيح للعمالء المحتملين لرو�سيا الكثير من القدرة‬ ‫على الم�ساومة‪.‬‬ ‫ب�سب ��ب تل ��ك التغ ّي ��رات ف ��ي ال�س ��وق‪ ،‬وخ�صو�ص� �اً‬ ‫تداعي ��ات �إزده ��ار الغاز ف ��ي الوالي ��ات المتحدة‪،‬‬ ‫ق ��ال ال�سفي ��ر ال�ساب ��ق فا�سيلي ��ف‪ ،‬ب�أن ��ه يتوقع �أن‬ ‫ت�صبح �ص ��ادرات الغاز الرو�س ��ي �أ�شبه ب�صادرات‬ ‫النفط ال�سهل ��ة القديمة‪ ،‬التي لم ُت�ستخدَ م ك�سالح‬ ‫جيو�سيا�س ��ي لأن النف ��ط هو �سوق كبي ��رة و�سائل‪:‬‬ ‫"�س ��وف يتم ت ��داول الغ ��از الرو�سي مث ��ل النفط‬ ‫و�سيح َرم من و�ضعه الإ�ستراتيجي المم َّيز‬ ‫الرو�سي ُ‬ ‫في ال�سيا�سة الخارجية"‪.‬‬ ‫كان التح ��ول ف ��ي �آم ��ال رو�سي ��ا و�آفاقه ��ا ف ��ي‬ ‫ال�صي ��ن خ�ل�ال الع ��ام الما�ض ��ي وح ��ده كافي� � ًا‬ ‫لإح ��داث �صدم ��ة‪ .‬عندم ��ا‪ ،‬بع ��د ع�ش ��ر �سني ��ن‬ ‫م ��ن الم�ساومات‪ ،‬و ّقع ��ت مو�سكو وبكي ��ن �أخير ًا‬ ‫�إتفاقهما ال�ضخم ل�ش ��راء الغاز الرو�سي في �أيار‬ ‫(ماي ��و) ‪ ،2014‬كانت توقع ��ات الطلب ال�صيني‬ ‫على الطاقة ما زال ��ت قوية‪ .‬كان االقت�صاد ينمو‬ ‫ب�سرع ��ة‪ ،‬وكانت بكين تعمل عل ��ى �ضرورة �إيجاد‬ ‫م�صادر �أنظف للوقود‪.‬‬ ‫ولك ��ن بعد عام واح ��د‪ ،‬عرف الإقت�ص ��اد ال�صيني‬ ‫بع� ��ض الم�ش ��اكل‪ .‬تراجع النم ��و‪ ،‬والأهم من ذلك‬ ‫ب� ��أن �إعادة التوازن للإقت�ص ��اد ال�صيني بعيد ًا من‬ ‫ال�صناع ��ات الثقيل ��ة‪ ،‬الت ��ي ت�ستهل ��ك الكثي ��ر من‬ ‫الطاقة �إل ��ى قطاعات الخدم ��ات الأ�صغر حجم ًا‪،‬‬ ‫ق ��د �ساهمت ف ��ي �ض ��رب وتع ّث ��ر توقع ��ات الطلب‬ ‫هناك‪� .‬إن �إ�ستهالك الطاق ��ة ينمو ب�أقل م�ستوياته‬ ‫خ�ل�ال هذا الق ��رن حت ��ى الآن‪ .‬و�إذا كانت ال�صين‬ ‫�إ�ستطاع ��ت �أن تق ��ود بالفع ��ل �صفق ��ة �صعب ��ة على‬ ‫ال�سعر م ��ع رو�سيا قبل التباط� ��ؤ الإقت�صادي‪ ،‬فهي‬ ‫الآن ف ��ي و�ضع يمكنها م ��ن ال�سي ��ر بب�ساطة بعيد ًا‬ ‫من الم�شاريع الت ��ي ال داعي لها‪ .‬في �أواخر ال�شهر‬ ‫الفائ ��ت‪ ،‬ع ّلقت �ش ��ركات الطاق ��ة ال�صينية بهدوء‬ ‫م�شروع غاز �سيبيريا الثاني‪ ،‬المعروف با�سم خط‬ ‫�أنابيب التاي �أو طاقة �سيبيريا‪.2-‬‬ ‫م ��ن ناحي ��ة �أخ ��رى‪ ،‬تُع ّك ��ر بيئ ��ة ال�س ��وق ال�صعبة‬ ‫�أي�ض� � ًا �آف ��اق و�آم ��ال "التي ��ار الترك ��ي"‪ .‬عندم ��ا‬ ‫�أعل ��ن بوتين عن م�شروع خ ��ط الأنابيب في كانون‬ ‫الأول (دي�سمب ��ر) الما�ض ��ي‪� ،‬أ�ش ��اد ب"ال�شراك ��ة‬ ‫الإ�ستراتيجي ��ة" م ��ع تركيا‪ .‬ومع ذلك ل ��م ي�ستطع‬ ‫الجانب ��ان بع ��د الو�ص ��ول �إل ��ى �إتف ��اق عل ��ى �شيء‬ ‫�أ�سا�س ��ي مثل الثمن ال ��ذي �ستدفع ��ه تركيا مقابل‬ ‫الغ ��از الرو�س ��ي‪ .‬وقد ق�ض ��ى الم�س�ؤول ��ون الأتراك‬

‫رئي�س "غازبروم" �أليك�سي ميلر‪ :‬عودة للحوار مع �أوكرانيا‬

‫والرو� ��س ف�صل ال�صيف في مبارزة من الإعالنات‬ ‫حول الو�ضع الفعلي للم�شروع‪.‬‬ ‫�أكثر من ذلك‪ ،‬في حين �أن الجانبين قد يبنيان في‬ ‫نهاية المطاف خط �أنابيب محدود ًا لتزويد ال�سوق‬ ‫المحلي ��ة التركية‪ ،‬ف�إن المفهوم حول طريق رو�سي‬ ‫�ضخ ��م لتغذية �أوروبا عبر تركي ��ا م�شكوك فيه‪� .‬إن‬ ‫الم�شاكل القانوني ��ة والتنظيمية عينها التي ع ّثرت‬ ‫م�صير خط االنابيب الأ�صل ��ي لرو�سيا (المعروف‬ ‫با�س ��م "�س ��اوث �ستريم") ما زال ��ت ت�صدق اليوم‬ ‫ف ��ي الم�شروع التركي‪ .‬ما لم‪ ،‬وحتى‪ ،‬تلتزم وتط ّبق‬ ‫ال�ش ��ركات الرو�سية قانون المناف�س ��ة ال�ساري في‬ ‫الإتحاد الأوروبي‪ ،‬ف�إن خط ��وط الأنابيب الرو�سية‬

‫عندما �أعلن بوتين عن م�شروع خط‬ ‫�أنابيب "التيار التركي" في كانون‬ ‫الأول (دي�سمبر) الما�ضي‪� ،‬أ�شاد‬ ‫ب"ال�شراكة الإ�ستراتيجية" مع‬ ‫تركيا‪ .‬ومع ذلك لم ي�ستطع الجانبان‬ ‫بعد الو�صول �إلى �إتفاق على �شيء‬ ‫�أ�سا�سي مثل الثمن الذي �ستدفعه‬ ‫تركيا مقابل الغاز الرو�سي‪ .‬وقد ق�ضى‬ ‫الم�س�ؤولون الأتراك والرو�س ف�صل‬ ‫ال�صيف في مبارزة من الإعالنات حول‬ ‫الو�ضع الفعلي للم�شروع‬

‫الجدي ��دة ال ُيمكنه ��ا الو�ص ��ول �إل ��ى الأرا�ض ��ي‬ ‫الأوروبي ��ة‪ .‬وه ��ذا يخف ��ت ويمن ��ع �أي فك ��رة لخط‬ ‫�أنابي ��ب مم ّول رو�سي� � ًا داخل اليون ��ان لربط �أوروبا‬ ‫�إلى تركيا‪.‬‬ ‫وع�ل�اوة عل ��ى ذل ��ك‪ ،‬ال يب ��دو �أن عمالق ��ة الغ ��از‬ ‫الطبيع ��ي الرو�سية "غازبروم" ق ��ادرة �أو �أن لديها‬ ‫الق ��وة المالية لبن ��اء كل هذه الم�شاري ��ع ال�ضخمة‬ ‫م ��ن تلقاء نف�سها‪ .‬بف�ضل �ضعف الطلب في �أوروبا‪،‬‬ ‫ال�سوق الرئي�سية لل�شركة‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى الأزمة في‬ ‫�أوكراني ��ا‪ ،‬تراجع ��ت �أرباح �شرك ��ة "غازبروم" في‬ ‫الع ��ام الما�ضي بن�سبة ‪ 90‬ف ��ي المئة تقريب ًا‪� .‬سواء‬ ‫كان "التي ��ار الترك ��ي"‪� ،‬أو "الخ ��ط اليوناني"‪� ،‬أو‬ ‫"طريق التاي" من غرب �سيبيريا �إلى المحافظات‬ ‫البعيدة م ��ن ال�صين‪ ،‬ف�إن تل ��ك الم�شاريع للطاقة‬ ‫تتطل ��ب الكثير من الإنفاق مق َّدم� � ًا مع عدم وجود‬ ‫�أي عائ ��د فوري عل ��ى الإ�ستثمار‪ .‬ه ��ذا هو المكان‬ ‫حيث ت�صطدم ر�ؤى بوتي ��ن الإ�ستراتيجية مع واقع‬ ‫ال�سوق‪.‬‬ ‫"�أن ��ت تق ��وم بنق ��ل الغ ��از نف�سه ف ��ي الكثير من‬ ‫الحاالت‪ ،‬ولكن عب ��ر �أنابيب جديدة التي يجب �أن‬ ‫تُبنى على م�ساف ��ات �أطول للو�ص ��ول �إلى ال�سوق"‪،‬‬ ‫قال ت�شاو‪ .‬م�ضيف ًا‪" :‬على الرغم من �أن هذا الأمر‬ ‫قد يكون من الم�ستح�سن �إ�ستراتيجي ًا‪ ،‬ف�إنه ال يد ّر‬ ‫عليك المال‪ ،‬بل يك ِّلفك المال"‪.‬‬ ‫ه ��ذا ه ��و �أح ��د الأ�سباب ال ��ذي دفع رو�سي ��ا فج�أة‬ ‫�إل ��ى تعديل موقفه ��ا والإبتعاد من اله ��دف ال ُمع َلن‬ ‫ال ُمتم ّث ��ل ف ��ي �إنه ��اء عب ��ور الغ ��از الطبيع ��ي عبر‬ ‫�أوكراني ��ا بحل ��ول الع ��ام ‪ .2019‬على م ��دى �أ�شهر‬ ‫عدة‪� ،‬آخرها في �أوائ ��ل حزيران (يونيو) الفائت‪،‬‬ ‫ح ّذر القادة وم�س�ؤول ��و الطاقة الرو�س �أوروبا ب�أنها‬ ‫�سيتع ّي ��ن عليها �أن تج ��د طريقة �أخ ��رى للح�صول‬ ‫عل ��ى الغاز الرو�سي‪ ،‬لأن مو�سكو ال تريد �أن ت�شحن‬ ‫من طريق كييف بعد الآن‪.‬‬ ‫ث ��م تغ َّير لحن رو�سيا فج�أة‪ ،‬بعد �إدراك بوتين على‬ ‫م ��ا يبدو �أنه ال توجد هن ��اك �أي و�سيلة يمكن لبلده‬ ‫من خالله ��ا �أن ّ‬ ‫يخطط‪ ،‬ويم ّول‪ ،‬ويقوم ببناء �آالف‬ ‫الأمي ��ال من خطوط الأنابي ��ب الالزمة لتحل محل‬ ‫ال�شبكة الموجودة ف ��ي �أوكرانيا‪ .‬وفي هذا المجال‬ ‫ق ��ال رئي�س "غازب ��روم" �أليك�سي ميل ��ر في �أواخر‬ ‫حزي ��ران (يونيو) �أن ��ه �سيعيد فت ��ح محادثات مع‬ ‫�أوكرانيا حول نقل الغ ��از في الم�ستقبل بعد �إنتهاء‬ ‫العق ��د الحال ��ي‪ ،‬وذل ��ك "�أ�ستطيع �أن �أق ��ول‪ ،‬بناء‬ ‫عل ��ى �أوامر مبا�شرة م ��ن رئي�س الإتح ��اد الرو�سي‬ ‫فالديمير بوتين"‪ ،‬وفق ًا ل"رويترز"‬ ‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪77‬‬


P.O.Box: 138, Chelsea, London, SW3 6BH ENGLAND Tel: +44 (0) 20 72861372 Fax: +44 (0) 20 72661479 E-mail: ad-diplomasi@btconnect.com Website: http: //www.ad-diplomasi.com

!

NO RELUCTANCE IN SEEKING HOT ISSUES

No Hesitation In Telling Hard Truth Ad-Diplomasi News Report monthly distributes critical analysis of events in the Arab world and the Middle East, to its subscribers among the top Arab decision makers, government officials, diplomats, journalists and business leaders. Ad-Diplomasi News Report analysis goes beyond the event, to provide the information and assessments needed to understand intelligently what is going on, in the ever changing Middle East political, military and economic scene. Ad-Diplomasi News Report’s writers have an impeccable reputation as experts in Arab affairs and, their work is widely quoted by the international media. Ad-Diplomasi News Report is published from LONDON in Arabic as well as in English by Focus Press (UK) Limited. Founded in 1996. Editor Raymond Atallah.


‫�س ��وف تتحرك بقوة و�سرعة م ��ع �إيقاع �أمواج الم ّد‬ ‫والجزر‪ .‬و�إذا �س ��ارت االمور ب�شكل جيد‪ ،‬ف�إن هذه‬ ‫المجموعة يمك ��ن �أن تتو�سع �إلى ما ي�صل �إلى ‪269‬‬ ‫توربين� � ًا‪ ،‬مما يجعلها �أكبر م�ش ��روع لطاقة تيارات‬ ‫الم ��د والجزر في العالم‪ .‬و�إل ��ى درجة كبيرة‪ ،‬ف�إن‬ ‫م�ستقب ��ل طاقة تيارات الم� � ّد والجزر ‪ -‬واحدة من‬ ‫م�ص ��ادر الطاقة الأكثر وعد ًا‪ ،‬ولك ��ن �أي�ض ًا واحدة‬ ‫م ��ن م�صادر الطاقة الأكثر دونكي�شوتية وخيالية ‪-‬‬ ‫يتعلق بنجاح هذه الخطط الطموحة‪ .‬بحلول العام‬ ‫‪ ،2016‬تتوق ��ع "ماي جن" (‪ )MeyGen‬البدء في‬ ‫�إر�س ��ال الطاق ��ة الكهربائي ��ة من التوربين ��ات �إلى‬ ‫ال�شبك ��ة البرية‪� .‬إن تولي ��د الكهرباء يمكن �أن ينمو‬ ‫ف ��ي نهاية المط ��اف �إلى ق ��درة تبل ��غ حوالي ‪400‬‬ ‫ميغ ��اواط ‪ -‬ما يكفي لتزوي ��د ‪ 175،000‬منزل في‬ ‫�إ�سكتلندا‪ ،‬وفق ًا لل�شركة‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن الإن�س ��ان ب ��د�أ الإف ��ادة من طاق ��ة الم ّد‬ ‫والج ��زر منذ منت�ص ��ف القرن التا�س ��ع ع�شر على‬ ‫الأق ��ل‪ .‬فق ��د عم ��ل عل ��ى محا�ص ��رة المي ��اه خلف‬ ‫ال�س ��دود والإفراج عنها عبر عج�ل�ات المياه التي‬ ‫ت�ستخدم الطاق ��ة لتحويل ال ُرحى لطحن الحبوب‪.‬‬ ‫ولكن عل ��ى الرغم من تاريخها الطويل‪ ،‬ف�إن طاقة‬ ‫الم ��د والجزر ل ��م ت�صبح �أب ��د ًا ج ��زء ًا رئي�سي ًا من‬

‫مزيج الطاقة في العالم‪ .‬اليوم‪ ،‬ف�إنها تم ّثل �أقل من‬ ‫‪ 0.001‬ف ��ي المئة من �إم ��دادات الطاقة العالمية‪.‬‬ ‫وال ت ��زال ت�ش ��كل �أحد �أ�صع ��ب التحدي ��ات للطاقة‬ ‫المتج ��ددة‪ ،‬لي� ��س فقط ب�سب ��ب �صعوب ��ة الت�شغيل‬

‫المد‬ ‫بد�أ الإن�سان الإفادة من طاقة ّ‬ ‫والجزر منذ منت�صف القرن التا�سع‬ ‫ع�شر على الأقل‪ .‬فقد عمل على‬ ‫محا�صرة المياه خلف ال�سدود‬ ‫والإفراج عنها عبر عجالت المياه التي‬ ‫الرحى‬ ‫ت�ستخدم الطاقة لتحويل ُ‬ ‫لطحن الحبوب‪ .‬ولكن على الرغم من‬ ‫تاريخها الطويل‪ ،‬ف�إن طاقة المد والجزر‬ ‫لم ت�صبح �أبد ًا جزء ًا رئي�سي ًا من مزيج‬ ‫الطاقة في العالم‬

‫م�ضيق "بنتالند فيرث" (‪ :)Pentland Firth‬نجاح م�شروع الطاقة فيه �سيقرر م�ستقبل طاقة المد والجزر‬

‫و�صيان ��ة معداته ��ا في ظ ��روف ال ترح ��م ‪ -‬العمل‬ ‫تح ��ت الم ��اء �صعب ومكل ��ف ‪ -‬ولكن �أي�ض� � ًا ب�سبب‬ ‫المخ ��اوف من الت�أثيرات ف ��ي الحياة وال�صناعات‬ ‫البحرية مثل �صيد الأ�سماك و ال�شحن‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫فق ��د تزاي ��د الإهتم ��ام والإ�ستثم ��ار ف ��ي ال�سنوات‬ ‫الأخيرة في طاقة المد والجزر‪ ،‬في جزء كبير منه‬ ‫ب�سبب مخاوف ب�ش�أن تغ ّير المناخ‪.‬‬ ‫من ال�سهل �أن ن ��درك جاذبية طاقة الم ّد والجزر‪.‬‬ ‫ف� ��إن لديها ب�صمة كربون مماثل ��ة لتلك التي تتمتع‬ ‫بها طاق ��ة الرياح‪ ،‬ولك ��ن مع مزيتي ��ن رئي�سيتين‪:‬‬ ‫التوربين ��ات ه ��ي مخفية تح ��ت الأم ��واج‪ ،‬حيث ال‬ ‫يمكنه ��ا �أن تف�س ��د �أي منظر‪ ،‬وم ��ن الأ�سهل التنب�ؤ‬ ‫بالم ��د والج ��زر �أكثر م ��ن الرياح‪ .‬وفيم ��ا يتحرك‬ ‫الماء‪ ،‬ف�إنه يدي ��ر التوربينات التي تنتج الكهرباء؛‬ ‫وبقدر م ��ا ن�ستطيع تمرير المزيد م ��ن المياه عبر‬ ‫التوربين ��ات في فترة معينة م ��ن الوقت‪ ،‬فبقدر ما‬ ‫يمكن توليد المزيد من الطاقة‪.‬‬ ‫ولك ��ن مث ��ل �صناع ��ة طاقة الري ��اح من ��ذ ب�ضعة‬ ‫عقود‪ ،‬ف� ��إن تطوير تيار الم ّد والجزر يم ّر ببع�ض‬ ‫الآالم المتنامي ��ة‪ .‬مثلما �إنفج ��رت قدرة الطاقة‬ ‫ال�شم�سي ��ة �أخي ��ر ًا ‪ -‬تزاي ��دت �أكث ��ر م ��ن ع�شرة‬ ‫�أ�ضع ��اف من ��ذ الع ��ام ‪ - 2000‬بعد �سن ��وات من‬ ‫التطور البطيء مع تح�س ��ن التكنولوجيا وخف�ض‬ ‫التكاليف‪ ،‬ف�إن طاقة المد والجزر قد تتمكن من‬ ‫تتبع م�سار مماث ��ل لكي ت�صبح م�ص ��در ًا رئي�سي ًا‬ ‫للطاقة الخ�ضراء‪.‬‬ ‫لقد تم بناء �أول محطة تجارية لطاقة المد والجزر‬ ‫عل ��ى نهر ران�س في فرن�سا منذ �أكثر من ‪ 50‬عام ًا‪،‬‬ ‫والآن هن ��اك �أكثر من ن�صف دزين ��ة من محطات‬ ‫طاقة الم ��د والجزر التجارية قي ��د العمل‪ ،‬بما في‬ ‫ذلك محطة في كوري ��ا الجنوبية تبلغ قدرتها ‪254‬‬ ‫ميغ ��اواط التي بد�أت العمل ف ��ي العام ‪ .2011‬كما‬ ‫�أن محط ��ة "�إنت�شيون" لتولي ��د ‪ 1320‬ميغاواط من‬ ‫طاق ��ة الم ��د والجزر‪ ،‬والت ��ي هي قي ��د الإن�شاء في‬ ‫كوريا الجنوبي ��ة حالي ًا‪� ،‬ستك ��ون الأكبر من نوعها‬ ‫في العالم عند �إكتمالها في العام ‪.2017‬‬ ‫م ��ع ذلك‪ ،‬ف�إن ه ��ذه المحطات الت ��ي تعتمد طاقة‬ ‫المد والج ��زر ت�ستخدم تكنولوجي ��ا مختلفة و�أكثر‬ ‫ن�ضج ًا م ��ن الم�شاري ��ع المخطط له ��ا على �ساحل‬ ‫�إ�سكتلن ��دا‪ .‬ف ��ي حي ��ن �أن م�شروع"م ��اي ج ��ن"‬ ‫(‪� )MeyGen‬س ��وف ير ّك ��ز ويث ّب ��ت التوربين ��ات‬ ‫ف ��ي قاع المحي ��ط في طريق �سري ��ع للمد والجزر‪،‬‬ ‫ف� ��إن الم�شاريع الفرن�سية والكوري ��ة الجنوبية بد ًال‬ ‫م ��ن ذلك ت�ستخ ��دم �س ��د ًا تبنيه عب ��ر النهر‪،‬‬ ‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪79‬‬


‫عالم الطاقة‬ ‫الطاقة البديلة‬

‫ثروة بريطانية تنام بين �أمواج بحر ال�شمال تنتظر التقنية المنا�سبة‬

‫إسكتلندا تحلم بتعميم الكهرباء‬ ‫من طاقة ّ‬ ‫المد والجزر في بحرها‬ ‫تعمل �إ�سكتلندا‪ ،‬بم�ساعدة من الحكومة اليريطانية المركزية‪ ،‬على الإ�ستفادة من �سطح بحر ال�شمال بعدما‬ ‫�إ�ستفادت من قعره‪ .‬لذا تحوّلت المياه الباردة في �شمالها مكان ًا لإختبار الجيل المقبل من الطاقة النظيفة �أو‬ ‫الخ�ض��راء‪ .‬و�إذا نج��ح المهند�سون في مهمتهم التقنية للإ�ستفادة من تلك المياه‪ ،‬فهناك ثورة جديدة واعدة‬ ‫�ستولد في عالم الطاقة البديلة‪.‬‬ ‫�أدنبره ‪ -‬محمد �سليم‬ ‫م ��ن المعروف �أن �أم ��واج الم ّد والجزر‬ ‫الت ��ي تعب ��ر وت�ش ��ق م�ضي ��ق "بنتالن ��د‬ ‫في ��رث" (‪ )Pentland Firth‬هي من بين الأ�سرع‬ ‫ف ��ي العال ��م‪� .‬إن التي ��ارات‪ ،‬الت ��ي تم ��ر عب ��ر هذا‬ ‫الم�ضي ��ق الذي يمتد على نط ��اق ‪� 6‬أميال بين البر‬ ‫الرئي�س ��ي الإ�سكتلندي وج ��زر �أوركني ويربط بحر‬ ‫ال�شمال �إلى المحيط الأطل�سي‪ ،‬تندفع كلي ًا ب�سرعة‬ ‫تف ��وق ‪ 11‬مي�ل ً�ا في ال�ساع ��ة‪ .‬ويب ��دو �أن �إ�سكتلندا‬ ‫ت�أم ��ل هن ��ا‪ ،‬ف ��ي ه ��ذه المي ��اه الرمادي ��ة الزرقاء‬ ‫الب ��اردة‪� ،‬أن تعثر على طاقتها الم�ستقبلية ‪ -‬ولي�س‬ ‫في النفط الموج ��ود تحت قاع المحيط‪ ،‬ولكن من‬ ‫طريق ت�سخير قوة المياه نف�سها‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن ه ��ذا الأمر �سيجعل تل ��ك البقعة واحدة‬ ‫م ��ن �أف�ضل المواقع في العال ��م لتطوير طاقة المد‬ ‫والج ��زر‪ ،‬وذل ��ك بف�ض ��ل �سرعة التي ��ارات‪ ،‬وعدم‬ ‫عم ��ق البح ��ر‪ ،‬والم�ساف ��ة غي ��ر البعيدة ج ��د ًا من‬ ‫�شبك ��ة الكهرب ��اء ف ��ي البالد‪ .‬ف ��ي الع ��ام ‪،2006‬‬ ‫�أطل ��ق النائ ��ب �أليك� ��س �سالموند‪ ،‬ال ��ذي �صار في‬ ‫وق ��ت الح ��ق الوزي ��رالأول الراب ��ع ف ��ي �إ�سكتلندا‪،‬‬ ‫على تل ��ك المنطقة م ��ن المحيط "مملك ��ة عربية‬ ‫�سعودية جديدة لطاقة الم ّد والجزر"‪ .‬من الناحية‬ ‫النظرية‪ُ ،‬يمك ��ن ل"بنتالند فيرث" وحده �أن يو ّلد‬ ‫ما يقرب من ن�صف الطاقة الكهربائية الم�ستهلكة‬ ‫حالي ًا في �إ�سكتلندا‪ ،‬وفق ًا لدرا�سة �أجراها باحثون‬ ‫في جامعة �أوك�سفورد‪.‬‬

‫‪78‬‬

‫العدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫ف ��ي �ض ��وء ه ��ذه المعطيات‪ ،‬ل ��م يبقَ �س ��وى نجاح‬ ‫المهند�سين في �إيجاد الطريقة التقنية للإ�ستفادة‬ ‫من ذلك‪.‬‬ ‫على م ��دى العامين المقبلي ��ن‪ ،‬عملت "ماي جن"‬ ‫(‪ ،)MeyGen‬ال�شرك ��ة الت ��ي تق ��ف وراء م�شروع‬

‫رائ ��د لت�سخي ��ر �إمكان ��ات المي ��اه الهائج ��ة ف ��ي‬ ‫"بنتالند في ��رث"‪ ،‬على التخطيط لتركيب �أربعة‬ ‫"توربين ��ات" ف ��ي ق ��اع البحر‪ .‬مث ��ل "توربينات"‬ ‫الري ��اح الحديثة‪ ،‬ولك ��ن مدفوعة بالم ��اء بد ًال من‬ ‫اله ��واء‪ ،‬ف� ��إن ه ��ذه المجموع ��ة م ��ن التوربين ��ات‬

‫م�شروع "فيردانت باور" (‪ )Verdant Power‬في النهر ال�شرقي في نيويورك‪ :‬طموح ولكن‪..‬‬


‫عالم الطاقة ¶ الطاقة البديلة‬ ‫�أو الم�ص ��ب‪� ،‬أوالخلي ��ج‪� ،‬أو بحي ��رة �إ�صطناعي ��ة‪.‬‬ ‫وتمتل ��ىء هذه الم�سطحات المائية مع �إرتفاع المد‬ ‫والجزر ثم تطلق المياه من خالل توربينات الطاقة‬ ‫الكهرومائية عندما ينخف�ض​​المد والجزر‪ ،‬لتوليد‬ ‫الكهرباء‪.‬‬ ‫تُعتب ��ر بريطاني ��ا الرائدة عالمي ًا ف ��ي التكنولوجيا‬ ‫المتطورة لتيار الم ��د والجزر‪ .‬وترى المملكة لي�س‬ ‫فقط فر�صة لإ�ستغ�ل�ال مواردها الوفيرة من المد‬ ‫والجزر‪ ،‬ولكن �أي�ض ًا فر�صة للإ�ستحواذ على ح�صة‬ ‫كبيرة م ��ن ال�سوق العالمية المحتمل ��ة لتكنولوجيا‬ ‫الطاق ��ة البحرية‪ .‬وتع ّلق الآمال الآن على "م�شروع‬ ‫ال�ص ��وت الداخل ��ي" ال ��ذي تبني ��ه "م ��اي جي ��ن"‬ ‫(‪ )MeyGen‬والذي يع ّد الأكبر بين ت�سعة م�شاريع‬ ‫لطاقة المد والجزر المخططة ل"بنتالند فيرث"‬ ‫و"حديق ��ة �أوركني البحرية للطاق ��ة"‪ ،‬واحدة من‬ ‫حديقتين خا�صتين �أن�شئتا خالل ال�سنوات الثالث‬ ‫الما�ضية في المملك ��ة المتحدة‪� .‬إن هذا الم�شروع‬ ‫"ال يزال في مرحلة تطوير مبكرة"‪ ،‬وفق ًا لل�شركة‪،‬‬ ‫و�س ��وف ُيع� � َرف قريب� � ًا �إذا كان ��ت كل خط ��وة ف ��ي‬ ‫مراحل نهجه ناجحة‪.‬‬ ‫ومع ذل ��ك‪ُ ،‬يمك ��ن لم�شاري ��ع طاقة الم ��د والجزر‬ ‫�أن ت�ساع ��د المملك ��ة المتحدة على تلبي ��ة تفوي�ض‬ ‫الإتح ��اد االوروب ��ي لتولي ��د ‪ 15‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن‬ ‫�إحتياجاته ��ا م ��ن الكهرب ��اء من م�ص ��ادر الطاقة‬ ‫المتجددة بحلول العام ‪ .2020‬وتقدّر الحكومة �أن‬ ‫طاقة الأمواج وتيار المد والجزر مجتمعة يمكن �أن‬ ‫توف ��ر في نهاية المطاف ما ي�صل الى ‪ 20‬في المئة‬ ‫م ��ن �إحتياج ��ات المملكة المتحدة م ��ن الكهرباء‪.‬‬ ‫وبحل ��ول نهاي ��ة الع ��ام ‪ ،2013‬م ��ع ذل ��ك‪� ،‬سجلت‬ ‫الق ��درة المثبتة الإجمالية ف ��ي بريطانيا من طاقة‬ ‫الأمواج والمد والجزر مجرد ‪ 7.2‬ميغاواط فقط‪.‬‬ ‫�إن تطوي ��ر الطاق ��ة ف ��ي "بنتالند في ��رث" ال يزال‬ ‫ف ��ي مه ��ده‪ ،‬وم�شاريع طاق ��ة الم ّد والج ��زر هناك‬ ‫ وغيره ��ا ‪ -‬تواج ��ه بع� ��ض العقب ��ات الرئي�سي ��ة‬‫الت ��ي ي�صعب التغل ��ب عليها ب�سهول ��ة‪ .‬على الرغم‬ ‫م ��ن �أن نماذج م ��ن توربين ��ات تيار الم ��د والجزر‬ ‫ق ��د ت ��م ن�شره ��ا‪ ،‬ف� ��إن عملي ��ة التنمي ��ة والتطوير‬ ‫عرف ��ت ت�أرجح� � ًا �صع ��ود ًا وهبوط ًا‪ ،‬ول ��م يزل على‬ ‫التكنولوجي ��ا �أن تبرهن نف�سه ��ا على نطاق تجاري‬ ‫كام ��ل‪ .‬ف ��ي الواليات المتح ��دة في الع ��ام ‪،2012‬‬ ‫تلقت �شركة "فيردانت باور" �أول ترخي�ص تجاري‬ ‫في مج ��ال طاقة المد والجزر في البالد من لجنة‬ ‫تنظيم الطاق ��ة الفيديرالية لبناء م�شروع تجريبي‬ ‫ف ��ي النهر ال�شرقي بمدينة نيوي ��ورك‪ ،‬الذي يربط‬

‫النائب �أليك�س �سالموند‪:‬‬ ‫"مملكة عربية �سعودية �أخرى من الطاقة في بحر ال�شمال"‬

‫"ونغ �آيالند �ساوند" مع المحيط الأطل�سي‪ .‬ولدى‬ ‫"فيردانت ب ��اور" الإذن بتثبيت وتركيز ما ي�صل‬ ‫�إل ��ى ‪ 30‬من الجيل الخام� ��س لتوربينات تيار المد‬ ‫والجزر‪ ،‬مع قدرة على توليد ما مجموعه حوالي ‪1‬‬ ‫ميغاواط‪� ،‬إبتداء من هذا العام‪.‬‬ ‫كما ه ��و الحال مع معظم التكنولوجيات الجديدة‪،‬‬ ‫كان ��ت التحدي ��ات التقني ��ة �أكبر مم ��ا كان متوقع ًا‬ ‫ف ��ي البداية‪ .‬الع�ش ��رات من ت�صامي ��م التوربينات‬ ‫تتناف�س لجذب الإهتمام‪ ،‬ولكن ال منت�صر وا�ضح ًا‬ ‫– واحد �أثبت �أنه موثوق ودائم وفاعل‪ ،‬وف ّعال من‬ ‫حيث التكلفة ‪ -‬برز حتى الآن‪.‬‬ ‫هن ��اك �إرتف ��اع التكالي ��ف الر�أ�سمالي ��ة لمثل هذا‬ ‫الم�شروع‪ ،‬وهناك العديد من ال�شكوك حول ما �إذا‬ ‫كان ��ت التوربينات يمكنه ��ا �أن ت�صمد في الظروف‬ ‫القا�سية من دون �أن تنك�س ��ر‪� ،‬أو تتعطل‪� ،‬أو تت�آكل‪.‬‬

‫تم ّثل طاقة المد والجزر �أقل من‬ ‫‪ 0.001‬في المئة من �إمدادات الطاقة‬ ‫العالمية‪ .‬وال تزال ت�شكل �أحد �أ�صعب‬ ‫التحديات للطاقة المتجددة‪ ،‬لي�س‬ ‫فقط ب�سبب �صعوبة الت�شغيل و�صيانة‬ ‫معداتها في ظروف ال ترحم ‪ -‬العمل‬ ‫تحت الماء �صعب ومكلف ‪ -‬ولكن �أي�ض ًا‬ ‫ب�سبب المخاوف من الت�أثيرات في‬ ‫الحياة وال�صناعات البحرية‬

‫عندما قام ��ت "فيردانت باور" بتثبي ��ت توربينين‬ ‫م ��ن الجي ��ل الأول في النهر ال�شرق ��ي في نيويورك‬ ‫ف ��ي العام ‪ 2006‬كم�شروع تجرب ��ة‪ ،‬كانت التيارات‬ ‫�أقوى م ��ن المتوقع وتعطلت ال�شف ��رات في غ�ضون‬ ‫يوم واحد‪.‬‬ ‫�إن �إن�ش ��اء البني ��ة التحتي ��ة البري ��ة والبحري ��ة‬ ‫الالزم ��ة لرب ��ط التوربينات �إلى ال�شبك ��ة هو �أي�ض ًا‬ ‫يمث ��ل تحدي� � ًا‪ .‬الواق ��ع �إن و�ضع الكاب�ل�ات وت�أمين‬ ‫التوربين ��ات ف ��ي المي ��اه الفات ��رة ف ��ي �إ�سكتلندا‪،‬‬ ‫وحركة المياه ال�سريعة لن تكون �سهلة‪.‬‬ ‫كم�ص ��در واعد ف�إن طاق ��ة تيار الم ��د والجزر ال‬ ‫ت ��زال ُمكلف ��ة ويتطلب دعم� � ًا حكومي� � ًا‪ ،‬حتى في‬ ‫المواق ��ع الت ��ي تتمت ��ع ب�أف�ضل م ��وارد طاقة المد‬ ‫والجزر في العالم‪ .‬بع�ض الدعم الحالي ي�أتي من‬ ‫الحكومة البريطانية في �شكل تمويل مبا�شر‪ ،‬كما‬ ‫هو الحال مع م�شروع "ماي جن" (‪.)MeyGen‬‬ ‫بع�ض من ذلك ي�أتي ب�شكل دعم للبحث والتطوير‬ ‫لمطوري طاقة الم ��د والجزر‪ .‬وبعد ذلك‪ ،‬هناك‬ ‫"جائزة �سالتاي ��ر" (‪ ،)Saltire Prize‬التي تبلغ‬ ‫قيمتها ‪ 10‬ماليين جنيه �إ�سترليني من الحكومة‬ ‫اال�سكتلندي ��ة التي تذهب �إلى "المنظمة �أو الفرد‬ ‫�أو الفريق ‪ ...‬الت ��ي تحقق �أكبر حجم من االنتاج‬ ‫الكهربائ ��ي مع حد �أدن ��ى يبل ��غ ‪ 100‬جيغاواط‪/‬‬ ‫�ساع ��ة عل ��ى م ��دى فت ��رة �سنتي ��ن متوا�صلتي ��ن‪،‬‬ ‫وذلك ب�إ�ستخ ��دام قوة البحر فقط"‪ ،‬وفق ًا لموقع‬ ‫الجائ ��زة‪� .‬إن �شركة "ماين ج ��ن" (‪)MeyGen‬‬ ‫ه ��ي واحدة م ��ن �أربع �ش ��ركات مت�سابقة تتناف�س‬ ‫عل ��ى الجائزة الت ��ي �ستُمن ��ح في تم ��وز (يوليو)‬ ‫‪" .2017‬ان ��ه تحد �صعب‪ ،‬ولك ��ن نحن فيها للفوز‬ ‫به ��ا"‪ ،‬يق ��ول الرئي� ��س التنفي ��ذي لل�شرك ��ة دان‬ ‫بير�سون‪.‬‬ ‫�إذا ل ��م تتمكن طاقة تيار المد والجزر من النجاح‬ ‫ف ��ي �إ�سكتلن ��دا‪ ،‬التي ال تتمتع فق ��ط بتيار قوي من‬ ‫�أمواج الم ��دً والجزر ولكن �أي�ض ًا بالدعم الحكومي‬ ‫الق ��وي للطاق ��ة النظيفة‪ ،‬فم ��ن غي ��ر المرجح �أن‬ ‫تنج ��ح في �أي م ��كان �آخر‪ .‬ولك ��ن �إذا نجح م�شروع‬ ‫"م ��اي ج ��ن" (‪ )MeyGen‬ب�إر�سال الكهرباء الى‬ ‫ال�شبك ��ة البري ��ة من دون �أي م�ش ��اكل كبيرة‪ ،‬فهذا‬ ‫من �ش�أن ��ه �أن ير�سل �إ�شارة قوية �إلى الم�ستثمرين‪،‬‬ ‫والمراف ��ق‪ ،‬وال�سيا�سيي ��ن مفاده ��ا �أن طاقة الم ّد‬ ‫والجزر يمكن �أن تن�ضم �إلى مجموعة متنامية من‬ ‫م�صادر الطاقة المتج ��ددة القابلة للحياة‪ .‬ويقول‬ ‫بير�س ��ون‪" :‬نحن ن ��درك تمام ًا �إل ��ى �أي مدى يع ّول‬ ‫القطاع على نجاحنا"‬ ‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪81‬‬


‫الفندق الكبير‬ ‫فيال دي فرانس‬

‫حيث التاريخ‬

‫‪GRAND HOTEL‬‬ ‫‪VILLA DE FRANCE‬‬ ‫يلتقي باحلداثة‬

‫طنجة‬ ‫المغرب‬

‫بريد إلكتروني‬ ‫‪reservation@ghvdf.com‬‬

‫‪Tangier‬‬ ‫‪Morocco‬‬

‫من سلسلة فنادق ومنتجعات لورويال ‪www.leroyal.com‬‬ ‫للحجز‪ :‬هاتف‪ ،+ 212539333111 :‬فاكس‪+212539333222 :‬‬

‫موقع‪:‬‬ ‫‪www.ghvdf.com‬‬


‫�ش ��بل الخالفة‪ ...‬واهلل لن تنفعك ��م طائراتكم وال‬ ‫وكال�ؤكم وال جوا�سي�س ��كم‪ ،‬وموعدنا "دابق" ب�إذن‬ ‫اهلل"‪.‬‬ ‫والالف ��ت �أن ��ه في ه ��ذا الفيدي ��و لم يطل ��ق الطفل‬ ‫الر�ص ��ا�ص عل ��ى ر�أ� ��س ال ��زاوي م ��ن الخل ��ف‪ ،‬بل‬ ‫�إ�س ��تدار �إلي ��ه و�أطلق ر�صا�ص ��ات ع ��دة على عنقه‬ ‫ور�أ�س ��ه ليغ ��رق الرج ��ل ف ��ي دم ��ه‪ ،‬وي ��ردد بعدها‬ ‫الطفل‪" ‬اهلل �أكبر والعزة هلل"‪.‬‬

‫�شارك في هذا التحقيق محمد الحلبي‬ ‫من دم�شق و�أحمد العمري من بغداد‬ ‫ف ��ي �أوائ ��ل �أي ��ار (ماي ��و) الفائ ��ت‪،‬‬ ‫�أ�ص ��در تنظي ��م "الدولة الإ�س�ل�امية"‬ ‫("داع�ش") فيديو ُيظهر طف ًال وهو يج ّهز نف�س ��ه‬ ‫لأداء المهمة الموكلة �إليه‪.‬‬ ‫كان ��ت بداي ��ة ه ��ذا الفيدي ��و تقليدي ��ة �إذ يعر� ��ض‬ ‫�إ�س ��تجواب ًا‪ ‬للمتهم بالعمال ��ة‪ ،‬وه ��و العراقي ظافر‬ ‫ال ��زاوي من مدين ��ة القائ ��م غرب الع ��راق‪ ،‬الذي‬ ‫"يعت ��رف بالعمال ��ة ل�ص ��الح الجي� ��ش العراق ��ي‪،‬‬ ‫وتقدي ��م معلومات له عن المواقع الع�س ��كرية التي‬ ‫يتواجد فيها مقاتلو تنظيم "داع�ش""‪.‬‬ ‫و ُيق� �دّم التنظي ��م التكفي ��ري هن ��ا �ش ��ك ًال جدي ��د ًا‬ ‫م ��ن الإعترافات م�س ��تخدم ًا فيها تقنيات �ش ��بيهة‬ ‫بتقنيات‪ ‬فيلم "ماتريك�س" (الم�صفوفة الرمزية)‬ ‫الأميرك ��ي‪ ،‬حي ��ث لم يظهر �ص ��وت ال�س ��ائل‪ ،‬وتم‬ ‫االكتفاء فقط ب�س�ؤال مكتوب على ال�شا�شة‪ ،‬وجواب‬ ‫الزاوي‪.‬‬ ‫وف ��ي م�ش ��هد مك� � ّرر ف ��ي فيدي ��وات التنظي ��م‪،‬‬ ‫ُيعلن‪ ‬الجا�س ��و�س ال ُمفتر�ض‪ ‬ندمه‪ ‬ويطل ��ب م ��ن‬ ‫المتعاونين التخلي عن الحكومة الفا�ش ��لة والعودة‬ ‫�إلى دينهم والإن�ض ��مام �إلى "الدولة الإ�س�ل�امية"‪،‬‬ ‫ل ُيح َكم‪ ‬بعدها على الرجل "بالقتل ردّة"‪.‬‬ ‫وبطريق ��ة مماثلة لأف�ل�ام "الحركة والجوا�س ��ي�س‬ ‫الأميركي ��ة"‪ ،‬ينتق ��ل الفيدي ��و بطريق ��ة بانورامية‬ ‫�إلى �إظهار م�س ��د�س ومخزن ر�ص ��ا�ص‪ ،‬ويقوم �أحد‬ ‫الأطفال ‪-‬يرتدي بزة �س ��وداء عليها �ش ��عار "دولة‬ ‫الخالفة"‪ -‬بتعبئة مخزن ر�ص ��ا�ص ثم ي�ض ��عه في‬ ‫الم�سد�س‪.‬‬ ‫الجديد في هذا �أن في الإ�ص ��دارات ال�س ��ابقة كان‬ ‫الطف ��ل يظهر‪ ‬واقف ًا خلف "ال�ض ��حية" وال ُي�ص� � َّور‬ ‫وه ��و ُيج ِّه ��ز نف�س ��ه ِّ‬ ‫ويح�ض ��ر "�س�ل�اح الإع ��دام"‬ ‫الخا�ص به‪.‬‬

‫"موعدنا دابق"‬ ‫يتابع الفيديو‪ ‬عر�ض ��ه بظهور �س ��يارتين في �شارع‬ ‫مظل ��م بينم ��ا يمت�ش ��ق الطف ��ل الم�س ��د�س ويل ّقمه‬ ‫تح�ض ��ير ًا للمرحل ��ة الأخي ��رة من العملي ��ة‪ ،‬بعدها‬ ‫يخ ��رج عنا�ص ��ر التنظي ��م م ��ن �س ��يارة بطريق ��ة‬ ‫"�سينمائية" وهم يرتدون بزات "القوات الخا�صة"‬ ‫وي�صطحبون الزاوي ‪-‬الذي �إرتدى لبا�س الإعدام‬ ‫البرتقالي‪ -‬لم�صيره المحتوم‪.‬‬ ‫و�إ�س ��تخدم التنظيم لأول مرة �س ��يارتين من النوع‬

‫دور ال�صغار في �إ�ستراتيجية "داع�ش"‬ ‫�أبو بكر البغدادي‪ :‬الخليفة �صار له �أ�شبال‬

‫الفاخ ��ر تق ��ل عنا�ص ��ره و"الجا�س ��و�س"‪ ‬حيث لم‬ ‫ي�س ��بق �أن ظهر عنا�صر التنظيم بهذه ال�صورة في‬ ‫�إ�صداراته ال�سابقة‪.‬‬ ‫ولكي ي�ض ��يف ُمع ّد الفيديو عامل الت�شويق والإثارة‬ ‫حيث يم ّر "الطفل المن ِّفذ" �أمام عنا�ص ��ر مل َّثمين‬ ‫م�ص ��ط ّفين ب�ش ��كل َّ‬ ‫منظ ��م (وك�أن ��ه ي�س ��تعر�ض‬ ‫ً‬ ‫الحر�س)‪ ،‬ثم‪ ‬يدفع بـ"الجا�س ��و�س" �أر�ض� �ا ويزيح‬ ‫الغط ��اء ع ��ن عينيه فيم ��ا يحر� ��ص مع� � ّد الفيديو‬ ‫عل ��ى �إظه ��ار حالة "الرع ��ب والخ ��وف" على وجه‬ ‫"الجا�سو�س"‪.‬‬ ‫وكع ��ادة تنظي ��م "داع�ش" في �إ�ص ��دارات �س ��ابقة‬ ‫وقب ��ل تنفي ��ذ الإع ��دام‪ ،‬يرف ��ع الطفل "�س ��بابته"‬ ‫بو�ض ��ع التحدّي‪ ،‬ويبعث ر�سالة �إلى الغرب مفادها‬ ‫"ي ��ا �أيه ��ا الأميركي ��ون‪ ،‬يا �أيه ��ا الأوروبي ��ون‪ ،‬يا‬ ‫�أيه ��ا الرو�س‪ ،‬ي ��ا �أيها المرتدّون‪ ،‬هذه ر�س ��الة من‬

‫في حزيران (يونيو) ‪ ،2015‬ذكرت‬ ‫الأمم المتحدة �أن ‪ 271‬ولد ًا و�سبع فتيات‬ ‫تم تجنيدهم من قبل الجماعات التابعة‬ ‫لـ"الجي�ش ال�سوري الحر"‪ ،‬و"وحدات‬ ‫حماية ال�شعب الكردية"‪ ،‬و"داع�ش"‪،‬‬ ‫و"جبهة الن�صرة"‪ .‬وفي ‪ 77‬في المئة‬ ‫من هذه الحاالت‪ ،‬كان الأوالد م�سلحين‬ ‫�أو ُي�ستخدَ مون في القتال‪ .‬تقريب ًا كان‬ ‫م�سهم تحت �سن الـ‪ 15‬عام ًا‬ ‫ُخ ُ‬

‫الواق ��ع �أن ��ه منذ �ص ��عوده‪� ،‬أب ��رز تنظي ��م "الدولة‬ ‫الإ�س�ل�امية" ب�ش ��كل وا�ض ��ح �أهمي ��ة ال�ص ��غار في‬ ‫دعايته‪ .‬في الأ�س ��ابيع القليلة الما�ض ��ية‪� ،‬أ�صدرت‬ ‫المجموع ��ة التكفيرية ثالثة �أفالم فيديو ق�ص ��يرة‬ ‫�أخ ��رى لأطف ��ال و�أوالد‪ ،‬تت ��راوح �أعمارهم بين ‪10‬‬ ‫و‪� 15‬س ��نة‪ ،‬يقوم ��ون بعمليات تدري ��ب وفيديو �آخر‬ ‫ي�ض ��م �أوالد ًا يقوم ��ون بفظائ ��ع ومج ��ازر دموي ��ة‪.‬‬ ‫وي�ص ّور واحد من هذه "الفيديوات" فتيان ًا �صغار ًا‬ ‫ي�ش ��اركون في تمرين بالذخيرة الحية داخل "بيت‬ ‫القت ��ل" ل ��دى "داع� ��ش"؛ وهو حقل رماي ��ة داخلي‬ ‫يُ�ستخدَ م لتدريب المج ّندين بالذخيرة الحية حول‬ ‫كيفية الت�س ��لل الى مبنى �س ��كني وال�سيطرة عليه‪.‬‬ ‫يتعل ��م الفتيان خ�ل�ال هذه التدريب ��ات على كيفية‬ ‫التعامل والدخول �إلى العقار قبل التنقل من غرفة‬ ‫ال ��ى غرفة‘ �إ�ض ��افة �إل ��ى كيفية �إخ�ض ��اع والقب�ض‬ ‫عل ��ى ال�س ��كان لإ�س ��تخدامهم كرهائ ��ن محتمل ��ة‪.‬‬ ‫ويت ��م تدري ��ب ه�ؤالء ال�ص ��غار لكي يكونوا قنا�ص ��ة‬ ‫كما يتع ّلمون كيفية ن�ص ��ب كمين ل�سيارة متح ِّركة‪.‬‬ ‫و ُيظه ��ر �ش ��ريط فيدي ��و ُبثَّ ف ��ي ‪ 4‬تم ��وز (يوليو)‬ ‫�أطف ��ا ًال يقتل ��ون ‪ 25‬جندي� � ًا �س ��وري ًا‪ ،‬وفي �ش ��ريط‬ ‫فيدي ��و �آخر مدته ‪ 22‬دقيقة �أُف ��رج عنه �أخير ًا عن‬ ‫مذبح ��ة قاعدة �س ��بايكر ف ��ي تكري ��ت‪ ،‬كان هناك‬ ‫�أوالد و�أطفال بين الجلاّ دين المن ّفذين‪.‬‬ ‫بالن�س ��بة �إلى "داع�ش"‪ ،‬ال ي�ش� � ّكل ال�ص ��غار دعاية‬ ‫ق ِّيمة ومهمة فقط؛ ف�إنهم مت�ش� �دّدون ب�ش ��كل كامل‬ ‫ويمكنه ��م القتال والقتل‪ .‬لذا فقد �ش� � َّكلهم تنظيم‬ ‫"الدول ��ة الإ�س�ل�امية" �ض ��من مجموعة م�س ��تقلة‬ ‫�أطلق عليها �إ�سم "�أ�ش ��بال الخالفة"‪ .‬وبعد تحليل‬ ‫دقي ��ق لعملي ��ة الدعاي ��ة والت�س ��ويق الت ��ي يتّبعه ��ا‬ ‫التنظيم وو�س ��ائل �إعالمه الإجتماعية‪ ،‬ومقابالت‬ ‫م ��ع الهاربين الأطفال �أجراها �ص ��حافيون وعمال‬ ‫�إغاث ��ة‪� ،‬ص ��ار لدينا �ص ��ورة وا�ض ��حة ع ��ن نموذج‬ ‫التجنيد والتدريب ال ��ذي يتبعه التنظيم الجهادي‬ ‫المت�شدد‪.‬‬ ‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪83‬‬


‫تحقيق ال�شهر ‪ /‬مو�ضوع الغالف‬

‫الأطفال عن�صر مهم في �إ�ستراتيجية "داع�ش" لل�صمود والبقاء‬

‫"أشبال الخالفة"‪ :‬قنابل "إسالمية"‬ ‫بشرية موقوتة لتفجير مستقبلي‬ ‫فيم��ا يح��اول تنظيم "الدول��ة الإ�سالمية" (المع��روف �أي�ض ًا ب"داع���ش") تو�سيع رقعة �سيطرت��ه في �سوريا‬ ‫والع��راق‪ ،‬يعم��ل من جه��ة �أخرى عل��ى تعميق وج��وده وديمومته م��ن طري��ق �إ�ستمالة الأطف��ال والفتيان‬ ‫وتجنيده��م في �صفوفه‪ ،‬الأمر الذي يخل��ق قلق ًا لدى الكثيرين في العالم من تحوّل ه�ؤالء ال�صغار �إلى قنابل‬ ‫م�ستقبلية موقوتة‪.‬‬

‫‪82‬‬

‫العدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬


‫"ا�شبال" ي�صلّون مع مدربهم‬

‫الإ�سالمية"‪.‬‬ ‫في ظ ��ل "داع� ��ش"‪ ،‬يتم ت�شجي ��ع الأطف ��ال ب�شكل‬ ‫روتين ��ي لي�شه ��دوا عملي ��ات الإع ��دام العلنية‪ .‬في‬ ‫البداي ��ة‪ُ ،‬يع َر� ��ض على ال�صغار فيدي ��و م�صور عن‬ ‫عملي ��ات الإعدام‪ ،‬وفي نهاي ��ة المطاف يح�ضرون‬ ‫�إعدام ��ات ح ّي ��ة‪ .‬في �أ�شرط ��ة الفيدي ��و الدعائية‪،‬‬ ‫يمك ��ن ر�ؤية الأطفال يتدافع ��ون من خالل �صفوف‬ ‫م ��ن الرجال البالغي ��ن للو�صول �إل ��ى موقع رئي�سي‬ ‫في الأمام لم�شاهدة الإعدام ��ات‪ .‬ويتع ّلم ال�صغار‬ ‫ب�سرع ��ة لم ��اذا كان العق ��اب البدن ��ي‪ ،‬وبف�ض ��ل‬ ‫الم�شه ��د الروتين ��ي المتكرر لمثل ه ��ذه الأحداث‪،‬‬ ‫يتم �إ�ستيعاب هذا العنف ويعتبرونه �أمر ًا طبيعي ًا‪.‬‬ ‫من ناحية �أخرى‪ ،‬يتعلم �أطفال المقاتلين الأجانب‬ ‫على وجه الخ�صو�ص �أنه حتى الم�شاركة الهام�شية‬ ‫تُكا َف� ��أ‪ .‬ف ��ي �أ�شرطة فيدي ��و "داع� ��ش" الدعائية‪،‬‬ ‫ُو ِ�ضع ��وا بعناي ��ة �أم ��ام الكامي ��را حي ��ث تعلموا من‬ ‫خ�ل�ال عملي ��ة الت�صوي ��ر كيفي ��ة الت�ص ��رف‪ .‬ف ��ي‬ ‫بع� ��ض الحاالت‪ ،‬تلقى الأطفال ثن ��اء لأنهم �شهروا‬ ‫�سالحه ��م �أو لأنه ��م رفع ��وا الر�ؤو� ��س المقطوع ��ة‬ ‫ل�ضحايا "الدولة الإ�سالمية"‪.‬‬ ‫وفي هذا ال�صدد‪ ،‬يب ��دو "داع�ش" مثل العديد من‬ ‫الجماعات المت�شدّدة والمتطرفة الأخرى‪ .‬العديد‬ ‫م ��ن الميلي�شيات يجب ��ر الأطفال عل ��ى االنخراط‬ ‫ف ��ي الأعم ��ال الب�شعة م ��ن الي ��وم الأول م ��ن �أجل‬ ‫منعه ��م من الإن�شق ��اق والفرار‪ .‬من خ�ل�ال �إجبار‬ ‫ال�صغ ��ار عل ��ى الم�شاركة ف ��ي الأعم ��ال المر ّوعة‪،‬‬ ‫ف� ��إن الميلي�شي ��ات ت�ضم ��ن �أن �أف ��راد �أُ َ�س ِره ��م لن‬

‫يقبل ��وا عودتهم‪ .‬وهي واحدة من الطرق التي تُغلق‬ ‫الميلي�شي ��ات بوا�سطتها كافة الأب ��واب والخيارات‬ ‫لله ��روب‪ .‬م ��ع ذل ��ك‪ ،‬ف� ��إن الأم ��ر مختل ��ف �ضمن‬ ‫"داع� ��ش"‪ ،‬لأن الأطفال ينخرط ��ون في الأعمال‬ ‫الوح�شي ��ة مع ت�شجيع وموافقة �أهله ��م‪� .‬إن �إنتهاك‬ ‫الأعراف الإجتماعية ال ي�س ّبب �إ�ستبعاد الطفل من‬ ‫العودة �إلى المنزل‪ ،‬و�إنما هو و�سيلة من الم�شاركة‬ ‫كطرف من الداخل‪.‬‬

‫التعليم‪ ،‬واالختيار‪ ،‬والتدجين‬ ‫بع ��د اللقاءات وح�ض ��ور المنا�سب ��ات الإجتماعية‪،‬‬ ‫ف� ��إن الخط ��وة التالية التي تكم ��ن بالتلقين تحدث‬

‫روايات و�سرديات الأ�شبال ال�سابقين‬ ‫التي ح�صلت عليها المنظمات غير‬ ‫الحكومية المحلية تر�سم �صورة قاتمة‬ ‫للحياة اليومية في المع�سكرات‪ .‬يتم دفع‬ ‫الأطفال �إلى �أق�صى حدودهم الذهنية‬ ‫والبدنية‪ ،‬و ُيج َبرون على النوم على‬ ‫فرا�ش تنت�شر فيها البراغيث‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫ف�إن تجاربهم تعزز ال�شعور بالإلفة‬

‫م ��ن خ�ل�ال التجني ��د ف ��ي �إط ��ار برام ��ج التعلي ��م‬ ‫المجان ��ي للنظ ��ام‪ .‬بعدما �آل ��ت �سوري ��ا �إلى حالة‬ ‫م ��ن الفو�ضى‪ ،‬تح� � َّول "داع�ش" �إل ��ى �سلطة الأمر‬ ‫الواق ��ع حي ��ث فر� ��ض �سيطرت ��ه عل ��ى العديد من‬ ‫المدار� ��س والم�ساجد‪ .‬وعلى الرغم من �أن العديد‬ ‫من معلمي المدار�س ال�سوري ��ة الأ�صليين ظلوا في‬ ‫مواقعهم‪ ،‬فيج ��ب عليهم الآن تدري�س منهج موجه‬ ‫من "داع�ش" الذي يف�صل بين الإناث والذكور من‬ ‫التالمي ��ذ – منه ٌج يت�ضمن التدريب على الأ�سلحة‬ ‫والتكيي ��ف الإيديولوج ��ي المت�ش ��دد‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫م ��ن �أن الح�ضور �إلى المدار� ��س لي�س �إلزامي ًا‪ ،‬ف�إن‬ ‫الكثي ��ر م ��ن الأه ��ل ير�سل ��ون �أطفاله ��م عن طيب‬ ‫خاط ��ر‪ .‬وفي عدد قلي ��ل من الح ��االت التي رف�ض‬ ‫خاللها الأهل الإمتثال فقد ّتم تهديدهم‪.‬‬ ‫في هذه المدار�س‪ ،‬يتع ّل ��م الأطفال ب�شكل منهجي‬ ‫�إيديولوجي ��ة "داع� ��ش"‪ ،‬الأم ��ر ال ��ذي يجعله ��م‬ ‫�أق ��رب �إل ��ى بع�ضهم البع� ��ض وكذلك �إل ��ى �أع�ضاء‬ ‫"داع� ��ش" الذي يبحثون عن �أطفال ذوي مواهب‬ ‫لك�سب �صفة" �شبل "ف ��ي �أحد مع�سكرات التدريب‬ ‫المخ�ص�ص ��ة للمجموع ��ة‪� .‬إن البرام ��ج التعليمية‬ ‫"الداع�شية" تقف على النقي�ض من معاملة الجنود‬ ‫الأطفال في �أفريقيا‪ ،‬الذين عادة ال يتل ّقون �أي نوع‬ ‫من التعليم‪ .‬خالل حمالته ��ا التنظيمية الخا�صة‪،‬‬ ‫لم تفتح الميلي�شي ��ات في ليبريا و�أوغندا �أو �أدارت‬ ‫مدار�س لت�أهيل الجي ��ل المقبل من المقاتلين‪� .‬إذا‬ ‫كان �أي �ش ��يء‪ ،‬كان ُي َ‬ ‫نظر �إلى الأطفال ب�إعتبارهم‬ ‫مجرد ح�شوة مدافع‪ ،‬الأمر الذي جعل التعليم غير‬ ‫ذي �صلة‪ .‬لم تكن تلك الميلي�شيات مهتمة في خلق‬ ‫�إتف ��اق �إيديولوجي – ب ��ل كانت تحت ��اج �إلى �أفراد‬ ‫للقتال‪.‬‬ ‫هنا‪ ،‬يت�شارك "داع�ش" بقوا�سم مع جماعة "نمور‬ ‫التامي ��ل" ال�سريالنكي ��ة‪ ،‬التي ت�ستخ ��دم الدعاية‬ ‫ف ��ي المدار� ��س لج ��ذب المج ّندين ال�صغ ��ار‪ .‬وقد‬ ‫�إتّبع الماوي ��ون في نيبال �سيا�س ��ات مماثلة عندما‬ ‫حارب ��وا الحك ��م الملكي في البالد خ�ل�ال الحرب‬ ‫الأهلي ��ة الت ��ي �إ�ستم ��رت ع�شر �سني ��ن والتي بد�أت‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪ .1996‬ووفق� � ًا ل"راجن ��دا �شاكيا" من‬ ‫منظم ��ة "�أ� ��س‪� .‬أن‪ .‬ف ��ي‪ .‬للتنمي ��ة" ف ��ي هولندا‪،‬‬ ‫ف�إن الماويين �إ�ستخدم ��وا التعليم لبناء الإح�سا�س‬ ‫بالهوي ��ة لدى الأطف ��ال ال�صغار من خ�ل�ال منهج‬ ‫موحد‪ .‬كما فر�ضوا �إلزامي ��ة التعليم على‬ ‫درا�س ��ي ّ‬ ‫الفتيات‪ ،‬وق�ضوا على التمييز على �أ�سا�س طائفي‪،‬‬ ‫ودفع ��وا بالمدر�سي ��ن �إل ��ى الإمتث ��ال لقواعده ��م‬ ‫ونظمه ��م الخا�ص ��ة‪ّ ،‬‬ ‫وحظ ��روا درا�س ��ة اللغ ��ة‬ ‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪85‬‬


‫تحقيق ال�شهر ‪ /‬مو�ضوع الغالف‬ ‫ي�شمل فتيان "داع� ��ش" خم�س فئات‪� :‬أولئك الذين‬ ‫ُو ِلدوا لمقاتلين �أجانب �أو مهاجرين؛ �أولئك الذين‬ ‫ُو ِلدوا لمقاتلين مح ّليي ��ن؛ �أولئك الذين تم التخ ّلي‬ ‫عنه ��م و َو َج ��دوا طريقهم �إل ��ى دار �أيت ��ام ي�سيطر‬ ‫عليه ��ا التنظي ��م؛ �أولئك الذي ��ن �أُ ِخ ��ذوا ق�سر ًا من‬ ‫�أهلهم؛ و�أولئك الذين �إن�ضموا طواعية �إلى تنظيم‬ ‫"الدولة الإ�سالمية"‪ .‬ويميل ال�صغار في مع�سكرات‬ ‫التدري ��ب �إل ��ى �أن يكونوا من �أولئك الذي ��ن �أُ ِخذوا‬ ‫عن ��وة من الأُ َ�سر �أو الذين ُو ِج ��دوا في دور الأيتام‪.‬‬ ‫من ناحية �أخرى‪ ،‬يمي ��ل الأوالد في المدار�س التي‬ ‫ي�سيط ��ر عليها "داع�ش" �إل ��ى �أن يكونوا من �أولئك‬ ‫الذين تط ّوعت بهم �أُ َ�س َرهم‪ .‬كما �أن ن�سبة متزايدة‬ ‫م ��ن الأطفال تن�ض ��م �إلى "داع� ��ش" نتيجة لعملية‬ ‫الإ�ستمال ��ة التي يتّبعها التنظي ��م التكفيري لغر�س‬ ‫وزرع روح الإلت ��زام وال�صداق ��ة الحميم ��ة فيه ��م‬ ‫م ��ن خاللها‪ .‬في حي ��ن �أن العدد الفعل ��ي لل�صغار‬ ‫المقاتلي ��ن في �سوريا غير مع ��روف‪ ،‬ف�إن مجموعة‬ ‫مراقبة �سورية‪ ،‬تدعى "مركز توثيق الإنتهاكات"‪،‬‬ ‫و ّثقت ‪ 194‬حال ��ة وفاة لأوالد ذكور "غير مدنيين"‬ ‫بي ��ن �أيلول (�سبتمب ��ر) ‪ 2011‬وحزي ��ران (يونيو)‬ ‫‪ .2014‬وفي حزيران (يونيو) ‪ ،2015‬ذكرت الأمم‬ ‫المتح ��دة �أن ‪ 271‬ولد ًا و�سب ��ع فتيات تم تجنيدهم‬ ‫من قب ��ل الجماع ��ات التابعة ل"الجي� ��ش ال�سوري‬ ‫الح ��ر"‪ ،‬و"وح ��دات حماي ��ة ال�شع ��ب الكردي ��ة"‪،‬‬ ‫و"داع� ��ش"‪ ،‬و"جبه ��ة الن�ص ��رة"‪ .‬وف ��ي ‪ 77‬ف ��ي‬ ‫المئة م ��ن هذه الح ��االت‪ ،‬كان الأوالد م�سلحين �أو‬ ‫م�سهم تحت‬ ‫يُ�ستخدَ م ��ون في القتال‪ .‬تقريب ًا كان ُخ ُ‬ ‫�سن الـ‪ 15‬عام ًا‪.‬‬ ‫�إن ه ��ذا النم ��ط يختلف ع ��ن تجني ��د الأطفال في‬ ‫العدي ��د م ��ن الأماكن الأخرى‪ ،‬ال �سيم ��ا في الدول‬ ‫الأفريقي ��ة‪ ،‬حي ��ث �أن غالبي ��ة الأوالد المقاتلي ��ن‬ ‫ه ��ي م ��ن الأيت ��ام‪ .‬عموم� � ًا‪ ،‬لم يك ��ن لديه ��م �آباء‬ ‫على قي ��د الحياة وكانوا �إما �إخت ُِطف ��وا �أو َف ّروا من‬ ‫"ع�سكروهم" �أكثر‬ ‫الق ِّيمي ��ن عل ��ى رعايتهم‪ .‬وق ��د ّ‬ ‫من تن�شئته ��م �إجتماعي� � ًا لت�شكيل عالق ��ات وثيقة‬ ‫معه ��م‪ ،‬وبالتال ��ي الحلول م ��كان �أُ َ�س ِرهم‪ .‬في هذا‬ ‫ال�ص ��دد‪� ،‬إن �أنم ��اط تجني ��د "داع� ��ش" مماثل ��ة‬ ‫لجبه ��ة م ��ورو الإ�سالمي ��ة للتحرير ف ��ي الفليبين‪.‬‬ ‫هن ��اك‪ ،‬يلعب الأهالي دوره ��م �أي�ض ًا حيث يقومون‬ ‫بت�شجيع �أبنائهم عل ��ى الإنخراط في النزاع‪ .‬ومن‬ ‫الأمثل ��ة الحديث ��ة لمقاتلي "داع� ��ش" الذين جلبوا‬ ‫�أطفاله ��م �إلى منطق ��ة القتال يمك ��ن العثور عليها‬ ‫ف ��ي المملكة المتحدة‪ ،‬حي ��ث �أن الأخوات داود –‬ ‫ثالث �شقيقات في الثالثينات من �أعمارهن ولدن‬

‫‪84‬‬

‫العدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫"�شبل" خلف المحكوم بالإعدام‬

‫ف ��ي بريطانيا – ترك ��ن �أزواجه ��ن للإن�ضمام �إلى‬ ‫التنظيم التكفي ��ري‪ ،‬حيث �أخذن �أطفالهن الت�سعة‬ ‫معه ��ن �إلى �سوريا في ه ��ذه العملية‪ .‬قبل ذلك‪ ،‬في‬ ‫�شباط (فبراير) الما�ضي‪� ،‬إختفت �أربع فتيات من‬ ‫"بيثن ��ال غرين �أكاديمي" ف ��ي لندن‪ .‬ومنذ ذلك‬ ‫الحي ��ن �أكد والدا الفتي ��ات المفقودات ب�أن بناتهم‬ ‫قد تزوجن من مقاتلين �أجانب في "داع�ش"‪.‬‬ ‫هناك مئات من الأطف ��ال والأوالد الأجانب الذين‬ ‫و�صل ��وا عل ��ى نحو مماث ��ل �إل ��ى �سوريا م ��ن �أوروبا‬ ‫وال�ش ��رق الأو�س ��ط و�شمال �أفريقيا وجن ��وب �آ�سيا‪.‬‬ ‫�سجلون في‬ ‫عندما ي�صلون ال ��ى بالد ال�شام‪ ،‬فقد ُي ّ‬ ‫واح ��دة من العديد من المدار� ��س الدينية‪� ،‬إثنتان‬

‫ي�شمل فتيان "داع�ش" خم�س فئات‪� :‬أولئك‬ ‫الذين ُولِدوا لمقاتلين �أجانب �أو مهاجرين؛‬ ‫�أولئك الذين ُولِدوا لمقاتلين مح ّليين؛‬ ‫�أولئك الذين تم التخ ّلي عنهم َوو َجدوا‬ ‫طريقهم �إلى دار �أيتام ي�سيطر عليها‬ ‫التنظيم؛ �أولئك الذين �أُخِ ذوا ق�سر ًا من‬ ‫�أهلهم؛ و�أولئك الذين �إن�ضموا طواعية �إلى‬ ‫تنظيم "الدولة الإ�سالمية"‬

‫مخ�ص�صتان لتلبي ��ة �إحتياج ��ات الناطقين‬ ‫منه ��ا ّ‬ ‫باللغ ��ة الإنكليزي ��ة‪ .‬وتم ّثل ه ��ذه المدار� ��س جانباً‬ ‫واح ��د ًا من �إ�ستراتيجية "داع�ش" لتحويل الأطفال‬ ‫والأوالد م ��ن عابري �سبي ��ل �إلى مقاتلي ��ن كفوئين‬ ‫ملتزمين ب�شكل كامل‪ .‬الواقع �إن هذه الإ�ستراتيجية‬ ‫هي �شكل منهج ��ي وم�ؤ�س�سي لإ�س ��اءة التعاطي مع‬ ‫الأطفال التي ت�شمل �ست مراحل مختلفة‪ :‬التن�شئة‬ ‫الإجتماعي ��ة‪ ،‬والتعلي ��م‪ ،‬والإختي ��ار‪ ،‬والإذع ��ان‬ ‫والتخ�ص�ص‪ ،‬والتمركز‪.‬‬ ‫والتدجين‪،‬‬ ‫ّ‬

‫التن�شئة الإجتماعية‬ ‫�سحر "داع� ��ش" الأطفال والفتيان‬ ‫ف ��ي البداية ال ُي ِ‬ ‫�أو يجذبه ��م م ��ن طريق التلقي ��ن‪ ،‬ولكن من خالل‬ ‫التن�شئ ��ة الإجتماعية التدريجي ��ة‪ .‬وهو يفعل ذلك‬ ‫في طرق ع ��دة‪ ،‬ولكن الطريق الأكثر و�ضوح ًا يبرز‬ ‫من خ�ل�ال المنا�سبات العامة التي تهدف �إلى رفع‬ ‫م�ستوى الوعي حول الفر�ص التي يمكن �أن يقدّمها‬ ‫ويمنحه ��ا التنظي ��م المت�ش� �دّد‪ .‬بع� � ٌ�ض م ��ن ه ��ذه‬ ‫الإجتماعات‪ ،‬التي تكون في كثير من الأحيان على‬ ‫نط ��اق �صغير‪ ،‬تج ��ذب الأطفال من خ�ل�ال تقديم‬ ‫لع ��ب مجانية وحل ��وى لمجرد ح�ضوره ��م‪ .‬ويمكن‬ ‫للأطفال المحليين في هذه المنا�سبات �أن يقدّموا‬ ‫الم�ساع ��دة م ��ن خ�ل�ال التلوي ��ح براي ��ة "داع�ش"‬ ‫ال�س ��وداء‪� .‬إن ه ��ذه الإغ ��راءات تخ ��دم بمثابة نوع‬ ‫م ��ن �شاحنة "بوظة" �أو "�آي�س كريم" �شريرة حيث‬ ‫تج ��ذب الأطف ��ال المح ّليين للخروج لك ��ي يتع ّلموا‬ ‫المزي ��د حول ما هي الحياة م ��ع ما ي�سمى "الدولة‬


‫يقود "داع�ش" برنامج ًا خا�ص ًا به‬ ‫لل�صغار للإ�ستمرارية والبقاء من‬ ‫خالل الجمع بين التدريب البدني‬ ‫والع�سكري المك ّثف مع م�ستويات‬ ‫عميقة من التلقين النف�سي نادر ًا ما‬ ‫وجدت حتى في تجنيد الإرهابيين‬ ‫الكبار‪ .‬في الواقع‪ ،‬لقد �صمم التنظيم‬ ‫التكفيري عملية منهجية لي�س‬ ‫لتخريج مجموعة من الحمقى‪ ،‬ولكن‬ ‫لتخريج ن�شطاء فتيان �أكفاء يتبنون‬ ‫حق ًا كل جوانب تعاليمه‬

‫"�أ�شبال الخالفة"‪� :‬أطفال في مع�سكرات "داع�ش"‬

‫ال�شخ�صية‪ ،‬والت ��ي قد ت�شمل �أي�ض� � ًا �إرتداء حزام‬ ‫نا�سف‪ ،‬حتى لو �أنهم لن يكونوا بمثابة �إنتحاريين‪.‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬بد�أ التنظي ��م التكفيري �أخير ًا �إ�ستخدام‬ ‫�إنتحاريي ��ن يبلغ ��ون م ��ن العم ��ر ‪ 14‬عام� � ًا ه ��ذا‬ ‫ال�صي ��ف‪ .‬م ��ن ناحية �أخ ��رى‪� ،‬إن الأطف ��ال الذين‬ ‫يب ��دون �إ�ستع ��داد ًا للتوا�صل والح�ص ��ول على فهم‬ ‫�أعمق للإيديولوجية يتم ن�شرهم ك ُم ّج ِّندين‪ ،‬حيث‬ ‫يقومون ب ��دور المتح� �دّث العام ال ��ذي ي�سمح لهم‬ ‫بتجني ��د الأطف ��ال الآخري ��ن‪� .‬إن تجني ��د ال�صغار‬ ‫ال يحف ��ز فق ��ط البالغين للعمل‪ ،‬لكن ��ه �أي�ض ًا يغري‬ ‫وي�ستمي ��ل المزي ��د م ��ن الأطف ��ال للإن�ضم ��ام �إلى‬ ‫�صفوفه ��م مع الوع ��د بمكان ��ة �إجتماعي ��ة �أف�ضل‪،‬‬

‫وهدف مهم‪ ،‬و�إعج ��اب الم�سلحين والجمهور على‬ ‫حد �سواء‪.‬‬ ‫يط ��وف الأ�شب ��ال الذي ��ن يتخ ّرج ��وا حديث� � ًا علن� � ً​​ا‬ ‫ف ��ي الزي الكامل م ��ع كثير من الأ�سلح ��ة للإ�شارة‬ ‫�إل ��ى قوته ��م و�إن�ضباطه ��م‪ .‬ف ��ي �أ�شرط ��ة الفيديو‬ ‫الدعائي ��ة‪ُ ،‬ط ِل ��ب منه ��م �أن يقفوا بثب ��ات من دون‬ ‫ح ��راك فيما هم يتع َّر�ضون لل�ض ��رب الم�ستمر من‬ ‫قادته ��م الكبار‪ .‬ف ��ي الخلفية‪ ،‬يق ��ف ع�شرات من‬ ‫الأطف ��ال الأ�صغر �سن ًا ينظرون ب�إ�ستهجان وده�شة‬ ‫و�إعجاب ف ��ي الوقت عينه‪ .‬هذه ال ��دورة تتكرر مع‬ ‫كل موج ��ة من الخريجين الذي ��ن يجذبون المزيد‬ ‫من المج ّندين الأطفال الجدد‪.‬‬ ‫�إن الأولوية الأولى للمنظمات الإرهابية هو البقاء‪،‬‬ ‫وبالتال ��ي ف�إن �ضمان الإ�ستمراري ��ة وال�صمود هما‬ ‫�أمر رئي�سي للمجموع ��ة‪ .‬الحقيقة �أن "داع�ش" هو‬ ‫�أكثر تعقيد ًا من المنظمات الإرهابية في الما�ضي‪،‬‬ ‫وكذل ��ك جهوده لت�أهي ��ل الجيل المقب ��ل‪ .‬قد يكون‬ ‫التنظيم المت�ش� �دّد على ب ّينة من مب ��ادئ التجنيد‬ ‫الت ��ي و�ضعها العديد م ��ن الجماعات الم�سلحة في‬ ‫جمي ��ع �أنحاء العال ��م‪ ،‬لكنه بالن�سبة �إل ��ى ال�صغار‬ ‫فه ��و يقود برنامج ًا خا�ص ًا به للإ�ستمرارية والبقاء‬ ‫من خالل الجمع بي ��ن التدريب البدني والع�سكري‬ ‫المك ّثف مع م�ستوي ��ات عميقة من التلقين النف�سي‬ ‫ن ��ادر ًا م ��ا وج ��دت حت ��ى ف ��ي تجني ��د الإرهابيين‬ ‫الكب ��ار‪ .‬ف ��ي الواقع‪ ،‬لق ��د �صمم "داع� ��ش" عملية‬

‫منهجي ��ة لي� ��س لتخري ��ج مجموعة م ��ن الحمقى‪،‬‬ ‫ولك ��ن لتخريج ن�شطاء فتيان �أكفاء يتبنون حق ًا كل‬ ‫جوانب تعاليمه‪.‬‬ ‫ف ��ي �أدبيات الجن ��ود الأطفال ف ��ي �أفريقيا‪ ،‬ال يتم‬ ‫تجنيد الأطفال للم�ستقب ��ل ولكن للوقت الحا�ضر؛‬ ‫وق ��د ُق ِتل كثيرون منه ��م في المع ��ارك وق ّلة منهم‬ ‫تق ّدم ��ت وتر ّقت في ال�صف ��وف والتراتبية لت�صبح‬ ‫م ��ن كب ��ار ق ��ادة المجموع ��ة‪ .‬م ��ن جهت ��ه ي�أخ ��ذ‬ ‫"د�أع�ش" وجهة نظر �أطول‪ .‬لذلك‪� ،‬إن الذي على‬ ‫م ��ا يبدو قد نج ��ح بالن�سبة �إل ��ى العديد من برامج‬ ‫نزع ال�سالح والت�سريح و�إعادة الإدماج في �أفريقيا‬ ‫(�أدوار تحويلي ��ة بم�ساع ��دة من الأه ��ل والمجتمع‬ ‫وال�سلط ��ات التعليمي ��ة والديني ��ة) ق ��د ال يعمل في‬ ‫�سوري ��ا‪� ،‬إذ �أن تنظي ��م "الدول ��ة الإ�سالمي ��ة" ق ��د‬ ‫�سيطر على هذه الم�ؤ�س�سات و�إ�ستمالها و�أمعن في‬ ‫ت�شويهها‪.‬‬ ‫�إذا �أردن ��ا �أن يكون لدين ��ا �أي �أمل في �إعادة �إدماج‬ ‫ه� ��ؤالء الأطف ��ال الذين يتركون "داع� ��ش" ويبقون‬ ‫عل ��ى قي ��د الحياة‪� ،‬ش ��يء واح ��د م�ؤك ��د‪� :‬إن الأمر‬ ‫�سوف يتطلب م�ستوى من التن�سيق والإبداع والخلق‬ ‫ل ��م ن�شهده في �أي برنام ��ج لإجتثاث التطرف حتى‬ ‫الآن‪.‬‬ ‫ً‬ ‫�إن الت�سري ��ح يتطل ��ب نهجا متع ��دد الجوانب الذي‬ ‫يعال ��ج ال�صدمة النف�سية التي يعاني منها الأطفال‬ ‫(الناتجة من م�شاهدة عمليات الإعدام)‪ ،‬وكذلك‬ ‫الآثار المترتبة ع ��ن م�شاركتهم في �أعمال العنف‪.‬‬ ‫�س ��وف يحت ��اج ه� ��ؤالء الأطف ��ال �إلى �إع ��ادة تعليم‬ ‫وت�أهي ��ل حت ��ى يتم ّكن ��وا م ��ن الن�سي ��ان والتخل�ص‬ ‫من عملي ��ة ّ‬ ‫الت�شويه التي تع ّر�ض ��وا لها و ُزرِعت في‬ ‫عقوله ��م بالن�سبة �إلى العقي ��دة الإ�سالمية‪ ،‬ف�ض ًال‬ ‫عن التدريب المهني‪ .‬وه�ؤالء الأطفال على الأرجح‬ ‫لديهم م�شاكل ف ��ي التن�شئة الإجتماعية‪ ،‬كما �أنهم‬ ‫قد يفتق ��رون �إل ��ى التعاطف ويعانون م ��ن م�شاكل‬ ‫التوا�صل‪ .‬ف ��ي حين �أن برامج لع�ل�اج ال�صغار في‬ ‫المنظمات الم�سلحة موجودة (على �سبيل المثال‪،‬‬ ‫�سابا�ؤون في وادي �سوات في باك�ستان)‪ ،‬ف�إن �أ�سرة‬ ‫الطف ��ل تلعب دور ًا �إيجابيا ف ��ي �إعادة الإدماج‪ .‬مع‬ ‫"داع�ش"‪ ،‬كانت الأ�سرة هي التي �شجعت وع ّر�ضت‬ ‫الأطف ��ال للعنف في المقام الأول‪ ،‬لذا �سيكون على‬ ‫ال�صغار �أن ينف�صلوا عن �أع�ضاء �أُ َ�سرهم – الأمر‬ ‫ال ��ذي يجعل التطبيع �أكثر تحدي ًا‪ .‬في حين �أن هذه‬ ‫العملية �س ��وف تكون مع ّقدة بالت�أكي ��د‪ ،‬ولكن لي�س‬ ‫لدين ��ا �أي خيار �سوى �أن نبد�أ التخطيط لذلك منذ‬ ‫الآن‬ ‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪87‬‬


‫تحقيق ال�شهر ‪ /‬مو�ضوع الغالف‬ ‫ال�سن�سكريتي ��ة‪ .‬كان ر�أي الماويين الأ�سا�سي هو �أن‬ ‫التعليم �أم ٌر �أ�سا�سي لخلق جيل جديد من الثوريين‬ ‫الم�ستنيرين‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مث ��ل �س ��ري الن ��كا والجماع ��ات النيبالي ��ة‪ ،‬يول ��د‬ ‫"داع�ش" ويخلق �شعور ًا بالفخر والهيبة والمناف�سة‬ ‫بين الطالب في "نادي الأ�شبال"‪ .‬كما �أنه لي�س كل‬ ‫طفل يكون �أوتوماتيكي� � ًا م�ؤه ًال للتدريب الع�سكري‬ ‫�أي�ض ًا‪ .‬يتم �إعداد الطالب الأ�صغر �سن ًا في البداية‬ ‫كجوا�سي� ��س ويت ��م ت�شجيعه ��م على مراقب ��ة �أفراد‬ ‫الأ�س ��رة �أو الجيران والإبالغ ع ��ن الذين ينتقدون‬ ‫"داع�ش" �أو ينتهك ��ون التنفيذ ال�شديد لل�شريعة‪.‬‬ ‫ه�ؤالء المج ّن ��دون ال�صغار يعرفون �أنهم �إذا قاموا‬ ‫بعم ��ل جي ��د‪ ،‬ف�إن ��ه يمكنه ��م بالتال ��ي �أن يلتحقوا‬ ‫بتدريب "الأ�شبال"‪.‬‬ ‫�إذا فعل ��وا ذلك‪ ،‬ف�إنهم يخ�ضع ��ون لعملية منهجية‬ ‫مماثل ��ة تنط ��وي عل ��ى التلقين والتدري ��ب البدني‪.‬‬ ‫ويحاك ��ي الأطف ��ال في ه ��ذا المج ��ال قدوتهم من‬ ‫الكب ��ار‪ :‬يرت ��دون ز ّي� � ًا م�شابه� � ًا ويتع ّلم ��ون اللغ ��ة‬ ‫المتداول ��ة‪ .‬ويت ��م تدري�س الأطفال ح ��ول "العدو"‬ ‫(غير الم�ؤمنين والكفار والمرتدّون والجوا�سي�س)‬ ‫ولماذا يجب �إ�ستئ�صاله‪.‬‬ ‫عندم ��ا يتعلق الأم ��ر بالتدريب الع�سك ��ري‪ ،‬هناك‬ ‫بع� ��ض التناق�ض ��ات الكبيرة بين �أ�شب ��ال "داع�ش"‬ ‫والتكتي ��كات التي كانت تُد َّر�س للجنود الأطفال في‬ ‫�أثن ��اء النزاعات في ليبيري ��ا و�سيراليون و�أوغندا‪.‬‬ ‫الميلي�شيات الأفريقية تعتبر ال�صغار �أع�ضاء ذوي‬ ‫مه ��ارات منخف�ضة عن مه ��ارات �أفرادها الكبار‪،‬‬ ‫وت�ستخدمه ��م فق ��ط ب�سب ��ب ن�شاطه ��م وتهوره ��م‬ ‫و�سهول ��ة توافره ��م‪ .‬ويق ��ول �ستي ��وارت ما�سل ��ن‪،‬‬ ‫من�س ��ق االئتالف من �أجل وق ��ف �إ�ستخدام الجنود‬ ‫الأطف ��ال‪ ،‬ب� ��أن الجنود ال�صغار ف ��ي �أفريقيا تلقوا‬ ‫قلي�ل ً�ا من التدريب‪ ،‬وكثير ًا م ��ا ُذبحوا؛ و�أن الذين‬ ‫يرف�ض ��ون م ��ن ه�ؤالء الأطف ��ال �إطاع ��ة الأوامر �أو‬ ‫محاول ��ة اله ��رب ُيقتل ��ون بب�ساطة‪ .‬عل ��ى النقي�ض‬ ‫من ذل ��ك‪ ،‬فقد �أعطى "نم ��ور التاميل" مج ّنديهم‬ ‫الج ��دد بندقي ��ة خ�شبي ��ة لإعداده ��م لإ�ستخ ��دام‬ ‫ال�سالح‪ .‬وي�شير ما�سلن‪ ،‬وكذلك �شارو التا هوغ من‬ ‫مركز "ت�شاتام هاو�س"‪� ،‬إلى �أن الأطفال يخدمون‬ ‫�أو ًال كر�س ��ل وجوا�سي� ��س‪ ،‬ولكنه ��م يُ�ستخدَ م ��ون‬ ‫كمقاتلين ف ��ي �سن العا�شرة عندم ��ا يكونوا �أقوياء‬ ‫بما فيه الكفاي ��ة الطالق النار من بندقية‪ .‬كما �أن‬ ‫الفتي ��ان قد يتلقون �أي�ض� � ًا التدريب على القتال في‬ ‫وقت �أبكر من الفتيات‪ .‬بين المجموعات الم�سلحة‬ ‫الفل�سطيني ��ة‪ ،‬تج ّن ��د "الجبه ��ة ال�شعبي ��ة لتحرير‬

‫‪86‬‬

‫العدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫بعدما �آلت �سوريا �إلى حالة من‬ ‫الفو�ضى‪ ،‬تح َّول "داع�ش" �إلى �سلطة‬ ‫الأمر الواقع حيث فر�ض �سيطرته على‬ ‫العديد من المدار�س والم�ساجد‪ .‬وعلى‬ ‫الرغم من �أن العديد من مع ّلمي المدار�س‬ ‫ال�سورية الأ�صليين ظلوا في مواقعهم‪،‬‬ ‫فيجب عليهم الآن تدري�س منهج موجه‬ ‫من "داع�ش" الذي يف�صل بين الإناث‬ ‫منهج يت�ضمن‬ ‫والذكور من التالميذ – ٌ‬ ‫التدريب على الأ�سلحة والتكييف‬ ‫الإيديولوجي ال�شديد‬

‫فل�سطين" الأطفال للأن�شطة الثقافية والتعليمية‪،‬‬ ‫حيث يت ��م تقيي ��م �أدائه ��م للع�ضوية ف ��ي الجبهة‪.‬‬ ‫علم� � ًا �أنه ال ُي�سمح للع�ضوي ��ة التطوعية في الجبهة‬ ‫ال�شعبية � اّإل في �سن ‪ 18‬عام ًا‪.‬‬ ‫مث ��ل غيره ��م م ��ن الأطف ��ال ف ��ي المناط ��ق التي‬ ‫ي�سيطر عليها التنظيم التكفي ��ري‪ ،‬ي�شهد "�أ�شبال‬ ‫الخالف ��ة" المجندي ��ن ب�ش ��كل روتين ��ي عملي ��ات‬ ‫�صلب‪ ،‬ورجم‪ ،‬وقط ��ع ر�ؤو�س‪ .‬ولكن ه�ؤالء الأ�شبال‬ ‫يتقدم ��ون ويتط ��ورون وينتقلون من ر�ؤي ��ة الإعدام‬ ‫�إل ��ى مرافق ��ة ال�سجناء �إل ��ى موته ��م الحتمي‪ .‬في‬ ‫حالة واحدة و ّزع الأ�شبال ال�سكاكين على البالغين‬ ‫قب ��ل قط ��ع مجموعة م ��ن الر�ؤو�س‪ ،‬و�أخي ��ر ًا‪ ،‬على‬ ‫مدى الأ�شهر ال‪ 14‬الما�ضية‪ ،‬قاموا في العديد من‬ ‫الح ��االت بتنفيذ عمليات الإع ��دام ب�أنف�سهم‪ .‬هذا‬ ‫هو االختب ��ار النهائي والأكثر تطرف� � ًا للوالء داخل‬ ‫المنظمة‪.‬‬ ‫روايات و�سرديات الأ�شبال ال�سابقين التي ح�صلت‬ ‫عليها المنظم ��ات غير الحكومي ��ة المحلية تر�سم‬ ‫�ص ��ورة قاتمة للحي ��اة اليومي ��ة ف ��ي المع�سكرات‪.‬‬ ‫يت ��م دفع الأطف ��ال �إلى �أق�ص ��ى حدودهم الذهنية‬ ‫والبدنية‪ ،‬و ُيج َبرون عل ��ى النوم على فرا�ش تنت�شر‬ ‫فيه ��ا البراغيث‪ .‬ومع ذل ��ك‪ ،‬ف� ��إن تجاربهم تعزز‬ ‫ال�شع ��ور بالإلفة‪ .‬الواقع �أن ه ��ذه العالقات الوثيقة‬ ‫تتح ��ول في نهاي ��ة المط ��اف �إلى فخ ��ر �شديد لما‬ ‫يقوم ��ون ب ��ه‪� .‬إن الجنود الأطفال ف ��ي ال�صراعات‬

‫الأفريقي ��ة‪ ،‬م ��ن ناحي ��ة �أخرى‪ ،‬ل ��م يح�صلوا على‬ ‫التطبي ��ق التدريج ��ي �إل ��ى الحي ��اة الع�سكرية‪ .‬تم‬ ‫ف�صلهم وعزلهم عن �أ�سرهم منذ البداية – ُنقلوا‬ ‫بعيد ًا م ��ن قراه ��م التقليدية �أو �أجب ��روا على قتل‬ ‫�أفراد الأ�سرة م ��ن �أجل تدمير خيارهم في العودة‬ ‫�إلى ديارهم‪.‬‬

‫التخ�ص�ص والتمر ّكز‬ ‫ّ‬ ‫على الرغم من �أن �أ�شبال "داع�ش" يقومون ب�أدوار‬ ‫متع ��ددة �أو حت ��ى متداخل ��ة‪ ،‬ف� ��إن كثيري ��ن منهم‬ ‫يتمتع ��ون بمه ��ام متخ�ص�صة‪ .‬يت ��م تعيين بع�ضهم‬ ‫عل ��ى نقط ��ة تفتي� ��ش �أو ف ��ي �أداء مه ��ام الحرا�سة‬


‫�أجرى الحوار في بيروت مازن مج ّوز‬ ‫الأزم� ��ة ف��ي ��س��وري��ا ال �م �ج��اورة‪ ،‬وع��دم‬ ‫اليقين ال�سيا�سي ال��داخ�ل��ي‪ ،‬والو�ضع‬ ‫ال�م��ال��ي ال�م�ت��ده��ور‪ ،‬كلها رم��ت بثقلها على‬ ‫الإق�ت���ص��اد ال�ل�ب�ن��ان��ي خ�ل�ال ال �ع��ام ال�ف��ائ��ت‪.‬‬ ‫ك��ان ال�صراع ال�سوري ف��ي ح��د ذات��ه م��د ّم��راً‬ ‫بالن�سبة �إلى لبنان‪ ،‬حيث قدّر البنك الدولي‬ ‫�أن �أث��ره المالي ال�سلبي ف��ي بلد الأرز بين‬ ‫ع��ام��ي ‪ 2012‬و ‪ 2014‬و� �ص��ل �إل ��ى تراكمية‬ ‫بلغت ‪ 2.6‬ملياري دوالر‪� ،‬أي حوالي ‪ ٪6‬من‬ ‫الناتج المحلي الإج�م��ال��ي ف��ي ‪ .2013‬كيف‬ ‫ترى تداعيات الأزم��ة ال�سورية على الو�ضع‬ ‫الم�صرفي في لبنان؟‬ ‫ال توج ��د داعيات مبا�شرة على الم�ص ��ارف اللبنانية‬ ‫من الأزمة ال�سوري ��ة‪ ،‬فالتداعيات كانت في المرحلة‬ ‫االول ��ى منه ��ا‪� ،‬أي ف ��ي عام ��ي ‪ 2011‬و‪ ،2012‬حي ��ث‬ ‫كان هناك بع�ض الم�ص ��ارف اللبنانية الذي �إ�ستثمر‬ ‫ف ��ي الداخل ال�س ��وري‪ .‬وفي نهاية الع ��ام ‪ 2011‬كانت‬ ‫هن ��اك مخ�ص�ص ��ات بحوالي ‪ 480‬ملي ��ون دوالر على‬ ‫القرو� ��ض العائ ��دة لهذه البنوك في ال�س ��وق‪ ،‬فنالتها‬ ‫و�إنتهت الأزمة عند ه ��ذه الحدود‪ .‬هذا المبلع �ضئيل‬ ‫جد ًا بالن�سبة �إلى حجم القطاع الذي بلغت موجوداته‬ ‫‪ 180‬ملي ��ار دوالر وودائع ��ه حوال ��ي ‪ 150‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫وبع ��د تلك الفترة لم يعد للم�صارف اللبنانية االربعة‬ ‫في �سوري ��ا �أي ن�شاط حيث �أن ن�شاطه ��ا �ضئيل جد ًا‪،‬‬ ‫وبات ت�أثيرها �ضعي ��ف في القطاع الم�صرفي لأنه لم‬ ‫تعد هناك حركة تجارية قوية‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من غياب الأرقام الدقيقة ف�إن الأزمات‬ ‫الحالي ��ة ف ��ي المنطقة ت�ؤثر ف ��ي الإقت�ص ��اد اللبناني‬ ‫ب�سبب حركة التجارة‪ ،‬لأن التجارة عندنا وخ�صو�ص ًا‬ ‫قط ��اع الت�صدي ��ر كان يمر عب ��ر �سوري ��ا‪ ،‬واليوم بتنا‬ ‫�أم ��ام �إحتمالين‪ :‬الت�صدير عبر البحر �أو الجو وطبع ًا‬ ‫الإثن ��ان ذات تكلفة عالية‪ .‬وبالتالي ما يجري �إنعك�س‬ ‫�سلب� � ًا على عملية ت�صدير المنتوج ��ات الزراعية و�أي‬ ‫ت�صدير �آخر من لبنان وحتى المنتوجات ال�صناعية‪،‬‬ ‫ف ��ي الوقت الذي كان ��ت عملية الت�صدي ��ر �سهلة جد ًا‬ ‫عبر البر‪ ،‬من خالل ال�شاحنات التي تمر نحو االردن‬ ‫والع ��راق وحت ��ى ال�سعودية ودول الخلي ��ج عامة‪ ،‬وفي‬ ‫الخال�ص ��ة يمك ��ن القول �أن ��ه كانت للأزم ��ة ال�سورية‬ ‫�آثارها اللوج�ستية‪.‬‬ ‫• لوحظ �أن الم�صارف الكبرى اللبنانية‬ ‫ح�ق�ق��ت �أرب ��اح� �اً ك�ب�ي��رة ف��ي الأ� �ش �ه��ر ال�ستة‬

‫الزميل مازن مجوز يحاور و�سام فتوح‬

‫ال توجد داعيات مبا�شرة على‬ ‫الم�صارف اللبنانية من الأزمة ال�سورية‪،‬‬ ‫فالتداعيات كانت في المرحلة االولى‬ ‫منها‪� ،‬أي في عامي ‪ 2011‬و‪،2012‬‬ ‫حيث كان هناك بع�ض الم�صارف‬ ‫اللبنانية الذي �إ�ستثمر في الداخل‬ ‫ال�سوري‪ .‬وفي نهاية العام ‪2011‬‬ ‫كانت هناك مخ�ص�صات بحوالي ‪480‬‬ ‫مليون دوالر على القرو�ض العائدة لهذه‬ ‫البنوك في ال�سوق‪ ،‬فنالتها و�إنتهت‬ ‫الأزمة عند هذه الحدود‬

‫الأول��ى من ه��ذا ال�ع��ام‪ ،‬كيف تف�سر ه��ذا مع‬ ‫كل الم�شاكل الإقت�صادية والإجتماعية في‬ ‫البالد؟‬ ‫طبعا هذا يعود بالدرجة الأولى �إلى ال�سيا�سة المالية‬ ‫والم�صرفية لم�صرف لبنان الذي يقوم ب�إ�ستثمارات‬

‫ب�سن ��دات �سيادي ��ة مربح ��ة‪ ،‬لك ��ن وللأ�س ��ف معظم‬ ‫الإ�ستثمارات في لبنان ال تتعلق بالتنمية الإقت�صادية‬ ‫والإجتماعي ��ة‪ .‬والمالح ��ظ �أن �أكث ��ر الإ�ستثمارات ال‬ ‫ت ��زال من خ�ل�ال ال�سن ��دات الت ��ي يت ��م �شرا�ؤها من‬ ‫م�ص ��رف لبنان وه ��ي تقريب� � ًا �سندات �آمن ��ة وتحقق‬ ‫الأرب ��اح‪ .‬و�أي�ض ��ا كان هناك بع� ��ض الإ�ستثمارات في‬ ‫قط ��اع البناء والعقارات‪ .‬ومن المع ��روف تاريخي ًا �أن‬ ‫ه ��ذا القط ��اع ال يتراجع �أبد ًا ب ��ل ي�شهد حاالت جمود‬ ‫ومن ثم حاالت �إرتفاع‪ .‬وحالي ًا ن�شهد حالة جمود من‬ ‫ناحي ��ة العر�ض والطل ��ب‪ ،‬ون�شع ��ر �أن الأول �أكثر من‬ ‫الثان ��ي‪ ،‬لكن هناك بع�ض الم�صارف ال يزال ي�ستثمر‬ ‫في هذا القطاع الذي �أراه جيد جد ًا‪.‬‬ ‫وم ��ن �أه ��م العوام ��ل ف ��ي التنمي ��ة الإقت�صادي ��ة‬ ‫والإجتماعي ��ة ه ��ي تموي ��ل الم�شروع ��ات ال�صغ ��رى‬ ‫والمتو�سطة‪ ،‬التي تخلق فر�ص عمل �أي�ض ًا والإ�ستثمار‬ ‫ف ��ي قطاع الإعم ��ار‪ ،‬و�أكب ��ر دليل هنا ه ��و دبي حيث‬ ‫معظم المحفظة الإ�ستثمارية للم�صارف فيها يذهب‬ ‫�إل ��ى قطاع الإعمار وهذا ي�شمل �أي�ض� � ًا البنى التحتية‬ ‫ب�أكمله ��ا والطرق ��ات وهذا يعد تنمي ��ة مهمة‪ ،‬وبر�أيي‬ ‫يجب على الم�صارف عندنا �أن تفعل ذلك‪.‬‬ ‫وم ��ن هن ��ا �أتمنى عل ��ى القط ��اع الم�صرف ��ي �أن يولي‬ ‫�إهتمام� � ًا �أكبر للتنمية الإقت�صادي ��ة والإجتماعية بغية‬ ‫خل ��ق فر�ص عمل لل�شب ��اب وحتى الي ��وم ال نرى فر�ص ًا‬ ‫في مجاالت �صناعية �أو م�شاريع �إ�ستثمارية �أو بنى‬ ‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪89‬‬


‫حوار العدد‬

‫الأمين العام لإتحاد الم�صارف العربية في حوار خا�ص مع "�أ�سواق العرب"‬

‫وسام فتوح‪ :‬المصارف اللبنانية بألف خير‬ ‫وال تداعيات مباشرة لألزمة السورية عليها‬ ‫�أكّ ��د الأمين العام لإتحاد الم�ص��ارف العربية و�سام‬ ‫فت��وح في حوار خا�ص م��ع "�أ�سواق العرب" ب�أن ال‬ ‫خوف على الم�صارف اللبنانية رغم الأزمة ال�سورية‬ ‫العا�صفة وتداعياتها و�أعاد �سبب ذلك �إلى ال�سيا�سة‬ ‫الذكية التي ينتهجها م�ص��رف لبنان‪ .‬كما ر�أى ب�أن‬ ‫بن��وك الإ�ستثمار هي بنوك الم�ستقبل لأهميتها في‬ ‫حق��ل النمو الإقت�ص��ادي‪ ،‬ولم ي َر �أخط��ار ًا كبيرة‬

‫‪88‬‬

‫العدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫ج��راء �شراء الم�ص��ارف اللبنانية معظ��م ال�سندات‬ ‫ال�سيادي��ة المحلي��ة‪ .‬وعل��ق �أهمي��ة خا�ص��ة عل��ى‬ ‫�أهمي��ة تنبه البن��وك اللبناني��ة والعربية �إل��ى م�س�ألة‬ ‫تبيي���ض الأموال‪ ،‬لأن معظمها ق��د ي�صل �إلى �أيدي‬ ‫الإرهابيي��ن والع�صاب��ات وي�ؤدي‬ ‫بالبنك الفاعل �إلى العقاب‪.‬‬ ‫وفي ما يلي ن�ص الحوار‪:‬‬

‫و�سام فتوح‪ :‬ال خوف على الم�صارف اللبنانية‬


‫"ال توجد تداعيات من الأزمة ال�سورية على م�صارف لبنان"‬

‫الما�ضي والمت�ضمنة �أك�ب��ر ‪ 1000‬م�صرف‬ ‫في العالم بح�سب ال�شريحة الأول��ى لر�أ�س‬ ‫المال (‪ ،)Tier1Capital‬دخول ‪ 83‬م�صرفاً‬ ‫عربياً �ضمن اكبر �أل��ف م�صرف في العالم‪،‬‬ ‫م�ن�ه��ا ‪ 9‬م �� �ص��ارف ل �ب �ن��ان �ي��ة‪ ،‬ه ��ي وب�ح���س��ب‬ ‫الترتيب‪" :‬بنك عودة"‪" ،‬لبنان والمهجر"‪،‬‬ ‫"بيبلو�س"‪" ،‬فرن�سبنك"‪" ،‬بنك بيروت"‪،‬‬ ‫"البحر المتو�سط"‪�" ،‬سو�سيتيه جنرال"‪،‬‬ ‫"اللبناني الفرن�سي"‪ ،‬و"االعتماد اللبناني"‪.‬‬ ‫و�إحتلت دولة االمارات العربية المركز االول‬ ‫بالن�سبة ل�ع��دد ال�م���ص��ارف ال �م��درج��ة على‬ ‫الالئحة (‪ 19‬م�صرفاً)‪ ،‬تلتها ال�سعودية (‪12‬‬ ‫م�صرفاً)‪ ،‬وثالثا لبنان وقطر والبحرين (‪9‬‬ ‫م�صارف)‪ .‬فما تف�سير ذلك؟‬ ‫تعتب ��ر المراك ��ز التي �إحتلته ��ا الم�ص ��ارف اللبنانية‬ ‫عالية‪ ،‬وهذا دليل على �أن القطاع الم�صرفي اللبناني‬ ‫ق ��وي‪ ،‬ولبنان حل ف ��ي المرتبة الثالث ��ة عربي ًا‪ .‬فبنك‬ ‫ع ��وده �أتى من بين �أول ‪ 500‬بن ��ك عربي‪ .‬واليوم ثمة‬ ‫تقرير ي�شير �إلى وجود زيادة بحدود ال‪ % 6‬عن العام‬ ‫الما�ضي في الموج ��ودات في نهاية حزيران (يونيو)‬ ‫وتحدي ��د ًا ‪ % 6,2‬ون�أمل �أن ي�صب ��ح �أكبر‪ .‬كما وهناك‬ ‫�إح�صائي ��ات البنك الدولي التي يتوقع فيها زيادة في‬ ‫النمو الإقت�ص ��ادي اللبناني بن�سبة ‪ %2‬وهذا جيد في‬ ‫الأحوال العادية ويح�سن الإقت�صاد‪.‬‬ ‫وق ��د ت�ص ��در البن ��ك االهل ��ي التج ��اري ال�سع ��ودي‬ ‫الم�ص ��ارف العربية من حيث ال�شريحة االولى لر�أ�س‬ ‫الم ��ال و�إحت ��ل المرتب ��ة ‪ 106‬عالمي� � ًا ( متقدم� � ًا من‬ ‫المرتب ��ة ‪ 115‬في العام ‪ ) 2013‬م ��ع الإ�شارة �إلى انه‬ ‫لي�س الم�صرف العربي الأكبر من حيث الموجودات‪،‬‬ ‫وت�ل�اه بنك قط ��ر الوطن ��ي (وهو الم�ص ��رف العربي‬ ‫الأكب ��ر من حي ��ث الموجودات) ال ��ذي �إحتل المرتبة‬ ‫‪ 107‬عالمي� � ًا مقاب ��ل المرتبة ‪ 141‬ف ��ي العام ‪،2013‬‬ ‫محقق ًا بالتالي تقدم ًا كبير ًا‪.‬‬ ‫• �إن �ت �ق��ا ًال �إل ��ى ال �م �� �ص��ارف الإ��س�ت�ث�م��اري��ة‪،‬‬ ‫كيف تجد م�ستقبلها ف��ي المنطقة؟ وهل‬ ‫ف �ع� ً‬ ‫لا ت���س�ت�ف�ي��د م�ن�ه��ا ال�م�ن�ط�ق��ة و�إل � ��ى �أي‬ ‫مدى؟ وهنا ُتظهر المقارنة باالعتماد على‬ ‫بيانات العام ‪� ،2014‬أن الموازنة المجمعة‬ ‫للبنوك اال�ستثمارية ف��ي ل�ب�ن��ان‪ ،‬والبالغة‬ ‫‪ 4.1‬مليارات دوالر بالكاد ُت�ع��ادل ‪ %2.5‬من‬ ‫الأ� �ص��ول الإج�م��ال�ي��ة للم�صارف التجارية‪.‬‬ ‫هل ه��ذا الم�ؤ�شر حا�سم للمقارنة‪ ،‬في ظل‬ ‫ال �ف��وارق ال�ه��ائ�ل��ة ال�ق��ائ�م��ة ب�ي��ن هاتين‬ ‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪91‬‬


‫حوار العدد‬ ‫تحتية‪ ،‬ال نلم�س ب�أن �أحدا قرر �إقامة م�صنع �أو معمل �أو‬ ‫�ش ��ق طرقات و�أوتو�سترادات �أو �إفتتاح منتجع �سياحي‪.‬‬ ‫وال�سب ��ب بالت�أكي ��د يعود �إل ��ى عدم الإ�ستق ��رار الأمني‬ ‫وال�سيا�سي لأن الم�صرف في لبنان بطبيعته متحفظ‪.‬‬ ‫وف ��ي المقابل نج ��د �أن الم�ستثم ��ر الأجنبي وفي حال‬ ‫لم ي�شع ��ر بالإ�ستق ��رار الأمن ��ي وال�سيا�سي ل ��ن ي�أتي‬ ‫لإقامة الإ�ستثمارات وخ�صو�ص ًا في غياب الت�شريعات‬ ‫والقواني ��ن التي ال تحميه‪ .‬وبع�ض الم�ستثمرين يقول‪:‬‬ ‫" �أنا م�ستثمر‪ ،‬لي�س هناك ما يحميني ال قوانين وال‬ ‫ت�شريع ��ات‪ .‬فلم ��اذا �أ�ستثمر هن ��ا‪� ،‬س�أق�صد م�صر �أو‬ ‫دبي �أو �أي دولة �آمنة"‪.‬‬

‫اليوم ال يبدو �أن هناك مالمح حلول تلوح‬ ‫ف��ي الأف ��ق‪ ،‬ال ب��ل على العك�س ت��ذه��ب نحو‬ ‫الأ�سو�أ‪ .‬فما ر�أيكم؟‬ ‫هن ��ا �أود �أن �أك�شف وعبر مجلتكم ع ��ن �سر لأول مرة‬ ‫وه ��و �أنني علمت خالل �أحد �إجتماعاتي في وا�شنطن‬ ‫�أن هناك منحة لقطاع الكهرباء في لبنان من البنك‬ ‫الدولي بقيمة ‪ 2‬ملياري دوالر وهي تنتظر الت�شريعات‪،‬‬ ‫فالأم ��وال موج ��ودة ف ��ي درج البنك وتنتظ ��ر الإرادة‬ ‫ال�سيا�سي ��ة كي يقبل لبنان هذه المنحة والجميع يعلم‬ ‫ذل ��ك‪ .‬و�أي�ض ًا هناك منحة مخ�ص�ص ��ة لقطاع المياه‬

‫• لعبت ال�م���ص��ارف اللبنانية دوراً مهماً‬ ‫ف��ي دع��م ال�سندات ال�سيادية‪ .‬وق��د �ساعدت‬ ‫كميات كبيرة م��ن التحويالت المالية من‬ ‫المغتربين اللبنانيين القطاع الم�صرفي‬ ‫على تمويل الدين العام على مر ال�سنين‪،‬‬ ‫الأم��ر ال��ذي منح البنوك فر�صة التعر�ض‬ ‫ال �ك �ب �ي��ر ل �� �س �ن��دات ال� ��دول� ��ة ال�م�ن�خ�ف���ض��ة‬ ‫الت�صنيف‪ .‬وتفيد تقديرات وكالة "فيت�ش"‬ ‫�أن م��ا يقرب م��ن ‪ ٪60‬م��ن مجموع الديون‬ ‫الحكومية هي من البنوك المحلية‪ .‬وكانت‬ ‫ه ��ذه ال��دي �ن��ام �ي��ة ف ��ي ك �ث �ي��ر م ��ن الأح� �ي ��ان‬ ‫م���ص��دراً لإن�ت�ق��ادات القطاع الم�صرفي في‬ ‫ال �ب�لاد‪ ،‬وال ��ذي ُت �و ََّج��ه ل��ه ع��ادة الإن�ت�ق��ادات‬ ‫ب�سبب تعر�ضه لتلك ال�سندات المالية التي‬ ‫ُتعتبر ذات مخاطر ع��ال�ي��ة‪ .‬م��ع ذل��ك‪ ،‬ف��إن‬ ‫هذا المنظور على �أر�ض الواقع متنازع عليه‬ ‫وال يحظى ب��إج�م��اع ال�خ�ب��راء‪ .‬فكيف ترى‬ ‫ه��ذا الو�ضع وم��ا ه��و م��دى المخاطر التي‬ ‫تتعر�ض لها البالد جراء ال�سندات؟‬ ‫هذا الأم ��ر �صحيح وقائم لكن لي� ��س بمخاطر عالية‪،‬‬ ‫فالم�صارف اللبنانية تم ِّول الدولة لكن م�صرف لبنان‬ ‫يلعب دور ًا كبير ًا جد ًا ف ��ي عملية التوازن‪ ،‬ونرى كيف‬ ‫�أنه يحق ��ق نجاحات و�أرباح ًا وي�ستثم ��ر دوليا والحمد‬ ‫هلل الأمور جيدة‪ ،‬وال �أرى مخاطر عالية‪ .‬نرى تجارب‬ ‫مماثل ��ة في بع�ض الدول العربية كي ��ف �أ�صبح القطاع‬ ‫الخا� ��ص يمول القطاع العام �أي يلع ��ب دور ًا كبير ًا في‬ ‫تمويل الإقت�صاد وبن�سبة تفوق ‪ % 60‬في بع�ض البلدان‪،‬‬ ‫فيم ��ا لبن ��ان يع ��د حال ��ة خا�صة ف ��ي ه ��ذه القاعدة‪،‬‬ ‫وبالت�أكيد م�صرف لبنان يدير اللعبة بطريقة جيدة‪.‬‬

‫بقيم ��ة ‪ 500‬ملي ��ون دوالر من البنك ذات ��ه‪ .‬وكما هو‬ ‫معلوم ف�إن هذه المن ��ح وغيرها تخ�ضع لقرار مجل�س‬ ‫الن ��واب ومجل�س الوزارء لقبولها‪ ،‬و�سبق �أن �أتتنا منح‬ ‫من بع�ض الدول لكننا رف�ضناها كالمنحة الإيرانية‪.‬‬ ‫كي ��ف ت�صف ت�أثر الم�ص ��ارف المن�ضوي ��ة تحت لواء‬ ‫�إتح ��اد الم�صارف العربية بال�صراعات الحا�صلة في‬ ‫البلدان التي ت�شه ��د معارك ومواجهات عنيفة وتهدد‬ ‫الأم ��ن والإ�ستقرار في هذه البل ��دان ك�سوريا والعراق‬ ‫واليم ��ن وليبي ��ا؟ وما �أب ��رز الإج ��راءات المتخذة في‬ ‫�سبيل التخفيف من الخ�سائر لديها؟‬

‫• م��ن ال�م�ع��روف �أن لبنان وم�ن��ذ �سنوات‬ ‫طويلة يعاني من �أزمة كهرباء وماء‪ ،‬وحتى‬

‫• لي�س هناك من م�شاكل ب�إ�ستثناء �سوريا‬ ‫ال�ت��ي ت�شكل ح��ال��ة خ��ا��ص��ة‪ .‬فحتى ل��و كانت‬

‫‪90‬‬

‫العدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫ت�صدر البنك االهلي التجاري‬ ‫ال�سعودي الم�صارف العربية من‬ ‫حيث ال�شريحة االولى لر�أ�س المال‬ ‫و�إحتل المرتبة ‪ 106‬عالمي ًا ( متقدم ًا‬ ‫من المرتبة ‪ 115‬في العام ‪) 2013‬‬ ‫مع الإ�شارة �إلى انه لي�س الم�صرف‬ ‫العربي الأكبر من حيث الموجودات‪،‬‬ ‫وتاله بنك قطر الوطني (وهو الم�صرف‬ ‫العربي الأكبر من حيث الموجودات)‬ ‫الذي �إحتل المرتبة ‪ 107‬عالمي ًا مقابل‬ ‫المرتبة ‪ 141‬في العام ‪ ، 2013‬محقق ًا‬ ‫بالتالي تقدم ًا كبير ًا‬

‫ه �ن��اك ف ��روع ل�م���ص��ارف ع��رب�ي��ة ف��ي �أم��اك��ن‬ ‫ت�شهد ن��زاع��ات فلي�ست هناك مخاطر على‬ ‫ال�م���ص��ارف‪ .‬فالم�صرف ب��إم�ك��ان��ه �أن ينقل‬ ‫عمله �إل��ى ف��رع �آم��ن ف��ي البلد ذات��ه‪ .‬وه��ذه‬ ‫ال�خ�ط��وة م��ن �أ��س�ه��ل م��ا يمكن بخا�صة في‬ ‫وج��ود التكنولوجيا والتقنيات العالية في‬ ‫القطاع والعمل ي�سير ب�شكل �إعتيادي وبعدد‬ ‫قليل من الفروع وال مخاطر عالية عليه‪.‬‬ ‫لكن ال�س�ؤال مث ً‬ ‫ال في العراق‪ :‬كيف لي �أن‬ ‫�أمول منطقة ت�شهد م�شاكل؟‬ ‫ونتوق ��ف هنا لن�شير �أن لدى الم�ؤ�س�سات الدولية قلقاً‬ ‫وحي ��د ًا في ه ��ذا المو�ضوع‪ ،‬وه ��و �أن يح�ص ��ل عملية‬ ‫تبيي� ��ض �أموال لدى الف ��روع المتواجدة ف ��ي البلدان‬ ‫المتوت ��رة �أو تمويل الإرهاب من خالله ��ا وخ�صو�ص ًا‬ ‫في ظ ��ل �سيطرة "داع� ��ش" على �أج ��زاء �شا�سعة من‬ ‫�سوري ��ا والعراق‪ ،‬وتحدي ��د ًا من �إ�ستغالله ��ا ع�سكري ًا‬ ‫بهدف تبيي�ض الأموال وعلى �إدخال �أموال �ضمن هذه‬ ‫الف ��روع‪ .‬وفي هذه الحالة ال ب ��د �أن تكون هذه الفروع‬ ‫ملتزمة بالقواني ��ن والت�شريعات الدولية و�أن تبلغ عن‬ ‫�أي عملي ��ة ق ��د ت�شك بها تح ��ت راية ومب ��د�أ "�إعرف‬ ‫عميلك"‪.‬‬ ‫وحت ��ى اليوم ن�ؤك ��د ك�إتحاد الم�ص ��ارف العربية‪ ،‬كما‬ ‫�أعلنت في ت�صريح في وا�شنطن في هذا ال�سياق‪ ،‬ب�أن‬ ‫الم�صارف العربية تلتزم �أعلى درجات مبد�أ "�إعرف‬ ‫عميلك" و�أعلى درجات تطبيق القوانين والت�شريعات‬ ‫المرعية في هذا المجال‪.‬‬ ‫ال توجد �إح�صاءات دقيقة ف ��ي هذا المو�ضوع والثقل‬ ‫الأكب ��ر في القط ��اع موجود في ال�سعودي ��ة والإمارات‬ ‫وقط ��ر‪ .‬وه ��ذه بل ��دان لديه ��ا �إ�ستثم ��ارات خارجي ��ة‬ ‫لك ��ن لي�س لديه ��ا �أبد ًا ه ��روب �أموال‪ ،‬فيم ��ا لبنان ال‬ ‫ي ��زال ي�ستقطب ودائع م ��ن المغتربين ف ��ي البرازيل‬ ‫و�أو�سترالي ��ا و�إفريقي ��ا عل ��ى الرغ ��م م ��ن الأح ��داث‬ ‫الدامية في المنطقة‪.‬‬ ‫وقبل �أي ��ام وتحديد ًا في ‪� 10‬آب (�أغ�سط�س) الحالي‪،‬‬ ‫�أطلق ��ت ال�سعودي ��ة ولأول م ��رة �سن ��دات �سيادي ��ة‬ ‫بمليارات الرياالت‪ ،‬فيما الم�صارف الإماراتية بحالة‬ ‫ممت ��ازة‪ ،‬حيث تبل ��غ ن�سبة موج ��ودات الم�صارف في‬ ‫هذي ��ن البلدين ‪ %37‬من �إجمال ��ي موجودات القطاع‬ ‫الم�صرف ��ي العرب ��ي وبالت�أكي ��د هن ��اك �إ�ستثم ��ارات‬ ‫خارجية لم�صارفها‪.‬‬ ‫• �أعلنت الأمانة العامة التحاد الم�صارف‬ ‫ال�ع��رب�ي��ة �أن ال�ب�ي��ان��ات ال�ت��ي ن�شرتها مجلة‬ ‫"‪ "The Banker‬ال�صادرة في �شهر تموز‬


‫حوار العدد‬ ‫المجموعتين‪ ،‬وك�ي��ف ن�ستند �إل�ي��ه للولوج‬ ‫في �أداء هذه الم�صارف ودورها في التركيبة‬ ‫اللبنانية؟‬ ‫بر�أي ��ي ه ��ذه الم�ص ��ارف ه ��ي الم�ستقب ��ل‪ ،‬و�أن ��ه ال‬ ‫ب ��د للم�ص ��ارف العربي ��ة من الدخ ��ول ف ��ي عمليات‬ ‫�إ�ستثماري ��ة تنموي ��ة‪ .‬على �سبيل المث ��ال في حال قام‬ ‫�أحد البنوك ب�إعطاء قر�ض لأحدهم بقيمة ‪ 400‬الف‬ ‫دوالر ل�شراء �سيارة فاخرة “المبورغيني” وذلك بعد‬ ‫�ضمان قدرته على ت�سدي ��د ال�سندات‪ .‬وال�س�ؤال هنا ‪:‬‬ ‫هل هذه ال�سيارة تزيد من نمو الإقت�صاد؟ هذا قر�ض‬ ‫�ستح�س ��ن في الإقت�صاد؟‬ ‫�إ�ستهالك ��ي فال�سيارة ماذا‬ ‫ّ‬ ‫علينا البدء ب�إعطاء القرو�ض الإ�ستثمارية والإنتاجية‬ ‫ولي�س فقط الإ�ستهالكية‪ .‬فلو وظفنا مبلغ ال ‪� 400‬ألف‬ ‫دوالر في معمل �صغير‪ ،‬وت ��م توظيف ‪ 20‬موظف ًا فيه‪،‬‬ ‫وبعده ��ا �أنجب البع� ��ض منهم �أطفا ًال‪ .‬وه ��ذه م�س�ألة‬ ‫دقيق ��ة �إذ �أن ه ��ذا �سي�سمح للآب ��اء ب�إر�سال �أوالدهم‬ ‫�إلى المدر�سة وبعدها �إلى الجامعة لأن الآباء يعملون‪.‬‬ ‫وهكذا نك ��ون ننمي المجتم ��ع والبن ��ك الدولي هكذا‬ ‫نح�س ��ن الو�ضع االجتماع ��ي للنا�س‬ ‫يفكر‪ .‬هن ��ا نحن ّ‬ ‫وو�ضعه ��م التعليم ��ي‪ ،‬لنخلق الحق� � ًا مجتمع� � ًا مثقفاً‬ ‫وهكذا تفكر الم�ؤ�س�سات‪ .‬فيما ال�سيارة بعد ‪� 3‬سنوات‬ ‫�إم ��ا �أن يفك ��ر �صاحبه ��ا ببيعها ويخ�سر م ��ن �سعرها‬ ‫الأ�سا�س ��ي و�إما �أن يبقى محتفظ ًا بها و�أي�ض ًا ينخف�ض‬ ‫�سعره ��ا‪ .‬ف�صلب عمل الم�صارف الإ�ستثمارية هو �أن‬ ‫نمول موا�ضيع و�شاريع �إ�ستثمارية‪.‬‬

‫م�صرف وعميله بل وبالدرجة الأولى بين الم�صارف‬ ‫المماثلة‪ ،‬بين م�صارف �أميركية وعربية‪ ،‬كما ح�صل‬ ‫بي ��ن بن ��ك "�ستان ��درد ت�شارت ��رد" وبن ��ك الراجحي‬ ‫ال�سع ��ودي‪ .‬وقب ��ل مخاط ��ر ال�سمع ��ة‪� ،‬أود �أن �أ�ؤكد �أن‬ ‫على البنك فع�ل ً�ا �أن يطبق القوانين لأنه ال يمكنه �أن‬ ‫يقيم �سمعة �سيئة ومن ثم يود بعجها �أن يعمل ب�سمعة‬ ‫جي ��دة‪ .‬وعلى �سبي ��ل المث ��ال‪ ،‬ح�صلت حادث ��ة لأحد‬ ‫رجال الأعمال اللبنانيين الذين ُو�ضعوا على الالئحة‬ ‫ال�سوداء‪ ،‬وهو كان رئي� ��س م�صرف فكان �أن ح�صلت‬ ‫م�شكلة مع الم�صرف‪ ،‬فيما الحقيقة �أن الم�شكلة هي‬ ‫م ��ع ال�شخ� ��ص فلحقت عنده ��ا الإ�س ��اءة بالم�صرف‬ ‫وب ��د�أ العم�ل�اء يقطع ��ون عالقته ��م ب ��ه‪� .‬إن مو�ضوع‬

‫�أتمنى على القطاع الم�صرفي �أن يولي‬ ‫�إهتمام ًا �أكبر للتنمية الإقت�صادية‬ ‫والإجتماعية بغية خلق فر�ص عمل‬ ‫لل�شباب وحتى اليوم ال نرى فر�ص ًا في‬ ‫مجاالت �صناعية �أو م�شاريع �إ�ستثمارية‬ ‫�أو بنى تحتية‪ ،‬ال نلم�س ب�أن �أحدا قرر‬ ‫�إقامة م�صنع �أو معمل �أو �شق طرقات‬ ‫و�أوتو�سترادات �أو �إفتتاح منتجع‬ ‫• �سبق و�أن �أكدتم �أن االثار ال�سلبية لغ�سل �سياحي‪ .‬وال�سبب بالت�أكيد يعود �إلى‬ ‫االم��وال ت�شكل خطراً مبا�شراً على البنوك عدم الإ�ستقرار الأمني وال�سيا�سي لأن‬ ‫وع�ل��ى وج��وده��ا‪ ،‬و�أن ع��دم وج��ود �أ�سا�سيات الم�صرف في لبنان بطبيعته متحفظ‬

‫مكافحة غ�سل االم� ��وال وت�م��وي��ل االره ��اب‬ ‫ي�ع��ر���ض ال�ب�ن��وك ل�م�خ��اط��ر ك�ب�ي��رة بخا�صة‬ ‫ع�ل��ى �صعيد م�خ��اط��ر ال�سمعة والعمليات‬ ‫والإم �ت �ث��ال‪ .‬و�إع �ت �ب��رت��م �أن الإع �ل��ام يلعب‬ ‫الدور الكبير في ما يتعلق بمخاطر ال�سمعة‬ ‫الم�صرفية وال �ت��ي ل�ه��ا االث ��ر ال�ك�ب�ي��ر على‬ ‫�إ� �س �ت �م��راري��ة ال�م���ص��رف ال ��ذي ي�ت�ك�ب��د ه��ذه‬ ‫المخاطر‪ .‬فكيف يكون ذلك؟‬ ‫�س�ؤال جيد‪ .‬ثمة ظاهرة اليوم في العالم �إ�سمها عدم‬ ‫المخاط ��ر‪ ،‬وبع�ض الم�ص ��ارف تعتمده ��ا‪ ،‬وهذه من‬ ‫�أخطر ما يمكن على العمليات الم�صرفية والتجارية‪،‬‬ ‫بمعنى �أنا كم�صرف ي�أتين ��ي عميل جديد لدي معدل‬ ‫�ش ��ك به ‪ %1‬وب ��دل �أن �أدر�سه جي ��د ًا و�أفهم مخاطره‬ ‫و� ّ‬ ‫أح�ضر له ملف ًا �أقول‪" :‬ال �أريد القيام بهذا‪ ،‬فليذهب‬ ‫عني ه ��و و�أمواله"‪ ،‬وه ��ذا المو�ضوع لي� ��س فقط بين‬

‫ال�سمعة مهم جد ًا‪ ،‬وبالت�أكيد على الم�صرف �أن يعمل‬ ‫من الداخل عل ��ى تح�صينها بالقواني ��ن والإجراءات‬ ‫والت�شريع ��ات المطلوب ��ة‪ .‬وثاني� � ًا علي ��ه �أن يعمل على‬ ‫�سمعته لأن النا�س وبمجرد �أن ت�سمع �أنها �سيئة تقطع‬ ‫عالقتها به‪.‬‬ ‫• ت�شهد الفترة الراهنة �إهتماما وا�سعاً في‬ ‫تطوير �سبل و�أ�ساليب مكافحة غ�سل االموال‬ ‫وكيفية تجفيف منابع تمويل االره��اب من‬ ‫قبل القطاعين العام والخا�ص‪ ،‬وم��ن قبل‬ ‫الم�ؤ�س�سات الدولية العاملة في المجاالت‬ ‫ال��رق��اب�ي��ة وال�م��ال�ي��ة ح��ول ال�ع��ال��م‪� .‬إن ه��ذه‬

‫االم� ��وال غ�ي��ر النظيفة ال�ت��ي ي�ت��م انتاجها‬ ‫م��ن خ�ل�ال ان���ش�ط��ة غ �ي��ر م �� �ش��روع��ة‪ ،‬ي�ع��اد‬ ‫ا�ستخدامها لتمويل االن�شطة والتنظيمات‬ ‫االرهابية‪ .‬ما هي �أبرز االنماط واالتجاهات‬ ‫ال �م �ع �ت �م��دة ل �ت �م��وي��ل ال �ت �ن �ظ �ي �م��ات ودر�� ��س‬ ‫الو�سائل البديلة لغ�سل االم��وال وخ�صو�صاً‬ ‫من طريق التبادالت التجارية والنقدية؟‬ ‫الم�شكل ��ة �أن المنظم ��ات الإرهابي ��ة ف ��ي المنطق ��ة‪،‬‬ ‫وبخا�ص ��ة "داع� ��ش" �أ�صب ��ح لديه تموي ��ل ذاتي كبير‬ ‫ج ��د ًا‪ ،‬ورغ ��م �أن الأرق ��ام مختلف ��ة لك ��ن �أ�ستطيع �أن‬ ‫�أ�ؤكد �أن عائداته ال تقل عن مليون دوالر في الأ�سبوع‪.‬‬ ‫وربم ��ا �إعتمد هذا التنظيم ف ��ي المرحلة الأولى على‬ ‫التحوي�ل�ات من �أ�شخا�ص �أو جهات عينية �أو جمعيات‬ ‫�آمنوا به‪ ،‬لكن اليوم �أ�صبح لديه تمويل ذاتي‪ .‬فتمويل‬ ‫الإره ��اب ال ي�أت ��ي دائما م ��ن �أموال غي ��ر نظيفة‪ ،‬هو‬ ‫عقي ��دة ولي� ��س �ش ��رط �أن كل العملي ��ات الع�سكري ��ة‬ ‫الإرهابي ��ة يك ��ون م�صدره ��ا م ��ن عملي ��ات تبيي� ��ض‬ ‫�أم ��وال‪ .‬من المحتمل �أن �أحد ًا م ��ا لديه �أموال نظيفة‬ ‫ولديه عقي ��دة خاطئة‪ .‬من هنا يجب علينا �أن نراقب‬ ‫عملي ��ات تمويل الإرهاب ب�ش ��كل جيد في الم�صارف‪،‬‬ ‫فه ��ي ربم ��ا ت�أتي من م�ص ��ادر نظيفة وم ��ن ح�سابات‬ ‫نظيفة‪ .‬علينا �أن نلتزم بمبد�أ "�أعرف عميلك و�أعرف‬ ‫عمله"‪ ،‬فمث�ل ً�ا �إذا �أتى عميل يعمل كبائع خ�ضار وهو‬ ‫يحم ��ل معه مبل ��غ ‪� 20‬ألف دوالر يري ��د �أن ي�ضعها في‬ ‫�أح ��د البن ��وك عل ��ى القيمي ��ن والم�س�ؤولي ��ن في ��ه �أن‬ ‫يت�ساءل ��وا ويتوقفوا عند �س� ��ؤال كيف لمواطن ال يزيد‬ ‫دخل ��ه عن ‪ 200‬دوالر في الي ��وم �أن يجمع هذا المبلغ‬ ‫في �شهر واحد‪ .‬ومن حقه ��م هنا �أن ي�س�ألوه ويت�أكدوا‬ ‫م ��ن كل التفا�صيل المتعلقة به ��ذا المو�ضوع‪ .‬ف�أخطر‬ ‫تنظيم �إرهاب ��ي اليوم هو "داع�ش"‪ ،‬ولديه ‪ 5‬م�صادر‬ ‫تمويل �أربعة منها ع�سكرية‪� :‬أولها بيع البترول‪ ،‬وثاني ًا‬ ‫الخط ��ف وقب� ��ض الفدي ��ة‪ ،‬وثالث� � ًا دية‪ ،‬ورابع� � ًا �سبي‬ ‫الن�ساء وبيعها‪ .‬وه ��ذه الم�صادر لو لم يكن "داع�ش"‬ ‫م�سيط ��ر ًا ع�سكري ًا لما كان قادر ًا على القيام بها كما‬ ‫و�أن هذه الم�صادر ال دخ ��ل للم�صارف بها‪ .‬وخام�س ًا‬ ‫�أن هن ��اك بع� ��ض الأ�شخا� ��ص والجمعي ��ات ي�ؤمن ��ون‬ ‫ب"داع� ��ش" ويحولون المال ل ��ه وعلى الم�صرف هنا‬ ‫�أن يراق ��ب هذا التمويل‪ .‬ف� ��أي عملية تحويل بالدوالر‬ ‫ق ��د تمر عب ��ر م�صارفنا ل�سبب �أو لآخ ��ر لكنها ال تمر‬ ‫عبر الم�صارف الأميركي ��ة على الرغم من �أن جميع‬ ‫الإج ��راءات التي يتبعه ��ا الم�ص ��رف الأميركي نحن‬ ‫نتبعها �إنم ��ا ربما لديه �آليات ومعلوم ��ات �أكثر‪ ،‬وهذا‬ ‫�أم ��ر واق ��ع ومثال عل ��ى ذلك م ��ا �شهدناه ف ��ي ق�ضية‬ ‫البنك اللبناني الكندي‬ ‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪93‬‬


‫املهند�س رئيف احللو‬ ‫درا�سات وتنفيذ يف لبنان والدول العربية‬

HELOU ENGINEERING GROUP

Tel: 961 1 256755-257009 Fax: 961 1 256755 E-mail: raif@raifhelou.com


‫بقلم ميرنا زخر ّيا*‬

‫المنبر الإجتماعي‬

‫َتديني السياسة‬ ‫و َتسييس الدين‬ ‫العن ��وان لوح ��ده يعك� ��س م ��دى التخ ّب ��ط؛ فهل ي ��ا ترى‪،‬‬ ‫الف�ش ��ل ال�سيا�س ��ي ال ��ذي ن�شه ��ده ف ��ي معظ ��م البل ��دان‬ ‫العربي ��ة‪ ،‬يع ��ود ف ��ي عُمقه �إلى �أث ��ر خلط الدي ��ن بال�سيا�سة؟ وهل يا‬ ‫ت ��رى‪ ،‬الإنف ��راج العرب ��ي �سوف يك ��ون على �أي ��دي الذي ��ن �سيقومون‬ ‫بتديين الدين وت�سيي�س ال�سيا�سة؟‬ ‫ال توجد فكرة من دون حاجة ومن غير �سبب‪ ،‬فالإحتياجات والغايات‬ ‫ه ��ي ل � ّ�ب المو�ض ��وع؛ لذا‪ ،‬لل�سيا�سيي ��ن ب�شكلٍ عام‪" ،‬حاج ��ة وهي َوفرة‬ ‫ال�سلطة"‪ .‬وبم ��ا �أن الإن�سان‬ ‫التابعي ��ن" كم ��ا وله ��م "غاية وهي َوه ��رة ُ‬ ‫ه ��و مخل � ٌ‬ ‫�وق يتم ّتع بمعدلٍ من ال ��ذكاء‪ ،‬فقد �إ�ستخ ��دم الدين لفر�ض‬ ‫هيمنت ��ه؛ ذل ��ك �أن َوه ��رة و َوف ��رة الهيمن ��ة م ��ن خ�ل�ال الدي ��ن تجذب‬ ‫مجموع ��ة �أكب ��ر م ��ن الب�ش ��ر‪ ،‬مجموعة تك ��ون �أ�ص�ل ً�ا مُترابطة في ما‬ ‫ُوحدها‪.‬‬ ‫بينها من خالل الإنتماء الديني الذي يُدمِّجها ويُن ِّمطها وي ِّ‬ ‫علم� �اً �أن عب ��ارة تديين ال�سيا�سة بمعناه ��ا الحقيقي تخلو من الد ّقة‬ ‫الح ّق ��ة‪� ،‬إذ ال يج ��وز �أن ُين�سب الدين �إلى ال�سيا�سة‪ ،‬ذلك �أنه من غير‬ ‫كتابع للعن�ص ��ر الأ�صغر‪ ،‬فكيف‬ ‫الم�أل ��وف �أن ُين�سب العن�ص ��ر الأكبر ٍ‬ ‫�إذا كان ه ��ذا العن�ص ��ر هو بحجم ديانة؛ و�إال فلما ال ُت�ستعمل عبارات‬ ‫مث ��ل تديي ��ن الإقت�ص ��اد وتديي ��ن الأمن وغيرهُ م ��ا‪ ،‬ر ّبم ��ا لأنها كلها‬ ‫غي ��ر مقبول ��ة على �أذن الم�ستمع‪ ،‬لكن‪ ،‬يب ��دو �أن لل�سيا�سة مجاالتها‬ ‫والخا�صة‪.‬‬ ‫الف�ضفا�ضة‬ ‫ّ‬ ‫ن�ص يخدم‬ ‫م ��ن هنا‪ ،‬وفي مُعظ ��م الأحيان‪ُ ،‬يبدع ال�سيا�س � ّ�ي في خلق ٍ‬ ‫م�صلحت ��ه‪ ،‬لدرج ��ة �أن بع�ضه ��م ال يتوانى ع ��ن �إ�ستغ�ل�ال الن�صو�ص‬ ‫الديني ��ة م ��ن �أجلِ ني ��ل م�آربه ��م ومكا�سبه ��م؛ والتاري ��خ القديم كما‬ ‫الحدي ��ث �شاه ��د عل ��ى حاالتٍ وح ��االت من نم ��اذج التطوي ��ع‪ ،‬بهدف‬ ‫محاول ��ة التروي ��ج لم�ش ��رو ٍع ما‪ ،‬ومن ث ��م قطف ثماره بفخ� � ٍر وق ّوةٍ‪.‬‬ ‫ذل ��ك �أن الق� � ّوة لي�ست دوماً الق� � ّوة الع�ضلية‪ْ ،‬‬ ‫بل لع ��ل الق ّوة الفكرية‬ ‫أ�شواط لما لها من �أثر بعيد الأمد‪ ،‬ذلك �أن هكذا �أفكار‪:‬‬ ‫تتخطاها ب� ٍ‬ ‫ف ��ي البداية‪ ،‬ت�ستحوذ على �إهتمام الجماهير؛ ورويداً رويداً تتغلغل‬ ‫في �أذهانهم؛ وفي النهاية‪ ،‬ت�ستهدف والءَهم‪.‬‬ ‫م ��ن ال ُمتع ��ارف علي ��ه‪� ،‬أن ُي�صادفن ��ا ال ُمعار�ض ��ون وال ُموال ��ون تج ��اه‬ ‫غالبي ��ة الإنج ��ازات ال�سيا�سي ��ة؛ لك ��نْ ما لي� ��س من ال ُمتع ��ارف عليه‪،‬‬ ‫ه ��و �أن ُي�صادفنا الإنق�سام عينه تجاه مُحتوى الكتب ال�سموية‪ .‬وقد‬ ‫�إ�ستف ��اد البع� ��ض من ه ��ذا التباين‪ ،‬بعدما لحظ ��وا �أن �أ�سهل و�أ�ضمن‬ ‫و�سيل ��ة للدف ��اع عن �آرائِهم‪ ،‬هي �أن يرب ��ط الواحد منهم ر�أيه ب�أقوال‬

‫ديان ٍة ما �أو طائف ٍة ما‪ ،‬و�أن يحتمي �ساعتئذ ورا َء ت�ص ّرفه هذا‪ .‬فترا ُه‬ ‫ُي�صب ��ح بي ��ن ليل� � ٍة ُ‬ ‫و�ضحاه ��ا‪� ،‬إمبراط ��ور زمان ��ه عن ��د �شريح ��ة باتت‬ ‫تعتب ��ر ُه ال ُمداف ��ع عن ُقدوتها وقناعتها وقيمه ��ا‪ .‬وفي نهاية الجدل‬ ‫تختل ��ط المعايي ��ر‪ :‬ف َم ��ن ذا ال ��ذي �سيخو� � ُ�ض هجوم� �اً �ض� � ّد �أعم ��ال‬ ‫الم�ؤمني ��ن‪ ،‬ومَن ذا الذي �سيق ��و ُد �إ�صطفافاً مع �آراء الكافرين؛ م ّما‬ ‫كي‬ ‫يح ّد من �إمكانية �أن ت�أخذ القنوات ال�سيا�سية مجراها الطبيعي‪ْ ،‬‬ ‫حا�س َب تار ًة لأنها على ّ‬ ‫حق وطوراً لأنها على خط�أ‪.‬‬ ‫ُت َ‬ ‫وعلي ��ه‪ ،‬ف� ��إن التباي ��ن قائم بي ��ن حالتي تديي ��ن ال�سيا�س ��ة وت�سيي�س‬ ‫الدي ��ن‪ :‬ففي الدي ��ن‪ ،‬مجال تعاظم وتكاثر التن ��ازالت والم�ساومات‬ ‫مُغل ��ق عل ��ى مِ �صراعي ��ه‪ ،‬وحي ��ن يق ��وم م�س� ��ؤول م ��ا بتديي ��ن موق ��ف‬ ‫�سيا�س ��ي‪ ،‬فه ��ذا معن ��اه �أن قرار ُه ه ��ذا ال يقبل التن ��ا ُزل �أو ال ُم�ساومة‪،‬‬ ‫ال ب ��ل ه ��ذا م�ؤ�ش ��ر �إل ��ى �أنه ين ��ويَ الت�ش ّبث ب ��ه مهما ح�ص ��ل‪� .‬أما في‬ ‫ال�سيا�س ��ة‪ ،‬ف َمجال المفاو�ضات مفتوح عل ��ى مِ �صراعيه‪ ،‬وحين يقوم‬ ‫م�س� ��ؤول م ��ا بت�سيي� ��س الدي ��ن‪ ،‬فه ��ذا معن ��اه عل ��ى عك� ��س ذل ��ك‪� ،‬إننا‬ ‫�سن�شه ��د تغيي ��راً ما على �إح ��دى الثوابت التقليدية‪ ،‬وه ��ذه الأخيرة‬ ‫غالباً ما ُت�سمى بالإجتهادات الدينية‪.‬‬ ‫غري � ٌ�ب �أم ��ر الب�ش ��ر‪ .‬ال يتعلم ��ون م ��ن �أخط ��اء غيره ��م‪ ،‬ب ��ل تراه ��م‬ ‫�راف �أخطائه ��م ب�أنف�سه ��م‪ .‬ومِ ن بعد‪،‬‬ ‫ُيجه ��دون و ُي�ص� � ّرون عل ��ى �إقت � ِ‬ ‫تراه ��م ُيعيدون و ُيك ّررون الخطوات والهفوات نف�سها م ّر ًة بعد م ّرة‪،‬‬ ‫قبل �أن ي�ستفيقوا وي�ستنيروا منها‪ .‬فك ْم من الوقت �سنهدر وكم من‬ ‫الأرواح �سنقت ��ل‪ ،‬وك ��م من خط�أ �سيحدث وك ْم م ��ن خطيئة �س ُترتكب‬ ‫قبل �أن يف�صل الب�شر الدين عن ال�سيا�سة؟‬ ‫�أما لماذا الإ�صرار على فِعلَي التديين والت�سيي�س‪ ،‬وما التعليل ورا َء‬ ‫�إقح ��ام الخالفات ال�سيا�سية في الثوابت الدينية؟ فالإجابة ب�سيطة‬ ‫�سيا�سي‪،‬‬ ‫خالف‬ ‫وب�سيط ��ة جداً‪ .‬ذلك �أنه �ساعة يقوم فرد ما بتديين‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ُي�صب ��ح �ساعتئ ��ذ ه ��ذا الخالف مُ�سبق� �اً غير قابل للح ��ل‪ ،‬ذلك �أنه ال‬ ‫يوج ��د حل ��ول ُو�سطى في الن�صو�ص الدينية فهي تقوم على قاعدة‪:‬‬ ‫الرجل‬ ‫ه ��ذا �ص� � ّح وه ��ذا خط� ��أ‪ .‬وبالتالي‪ ،‬ف� ��إن الط ��رح الذي يخت ��ار ُ‬ ‫ال�سيا�س ��ي عر�ض ُه من منظو ٍر ديني م�س ّي�س‪ ،‬فهذا يكون بمثابة دليلٍ‬ ‫عل ��ى �أنه ال ي ��و ّد مناق�شته‪ .‬وعليه‪ّ ،‬‬ ‫تح�ضروا بعدئذ لمعركة طاحنة؛‬ ‫فل� � ْو كان للو�سطي ��ة م ��ن م ��كان ول� � ْو كان للح ��ل م ��ن زمان ول� � ْو كان‬ ‫للتفاو� ��ض من �أم ��ان‪ ،‬لما �أدخلت الأديان على ي ��د الإن�سان �إلى قاعة‬ ‫البرلمان‬

‫* متخ�ص�صة في علم النف�س وعلم التنمية الب�شر ّية وحائزة على ماجي�ستير في العلمين‬

‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪95‬‬


‫الكاتب والصحايف‬

‫عرفان نظام الدين‬ ‫جمدد ًا يف بحور الشاعر الكبري‬ ‫ُيبحِ ر‬ ‫َّ‬

‫نزار قباين‬

‫ويسافر يف عوامله‬

‫�أطلب الكتاب من نا�شرته "دار ال�ساقي" مبا�شرة �أو بوا�سطة موقعها‬ ‫‪www.daralsaqi.com‬‬ ‫�أو من المكتبات‬


‫بقلم جوزف قرداحي‬

‫الموقف الثقافي‬

‫خططت‬ ‫احلمري َّ‬ ‫طرق لبنان!‬ ‫ي ��روي المرب ��ي الكبي ��ر �أني� ��س فريح ��ة ف ��ي حكاياته‬ ‫يق�صه ��ا عل ��ى �إبن ��ه البك ��ر ر�ض ��ا‪:‬‬ ‫ال�ش ِّيق ��ة الت ��ي كان ّ‬ ‫"ان الحمي ��ر ه ��ي م ��ن �ش ّق ��ت ط ��رق لبن ��ان القديم ��ة‪ ،‬وقام ��ت‬ ‫بهند�سته ��ا‪ ،‬الأم ��ر ال ��ذي جعل من تل ��ك الطرق‪ ،‬دروب� �اً ومعابر‬ ‫�سهل ��ة مم َّه ��دة!"‪ .‬وي�ؤكد على ل�سان �أحد ابناء القرى‪ ،‬في كتابه‬ ‫ال�شهي ��ر "�إ�سم ��ع ي ��ا ر�ض ��ا"‪" :‬الحم ��ار ي ��ا �شيخ بو عل ��ي مهند�س‬ ‫بالفطرة"!‬ ‫ربم ��ا العب ��رة ف ��ي الحكاي ��ة العاب ��رة الت ��ي اراد الم� ��ؤرخ والمر ّبي‬ ‫الراحل �أن ي�ستخل�صها امام ولده ر�ضا‪ ،‬ما هو �أبعد من ُ‬ ‫الطرفة‪،‬‬ ‫و�أعم ��ق م ��ن مج ��رد ال�س ��رد الم�ش� � ّوق عل ��ى براءت ��ه وب�ساطت ��ه‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫فالط� � ُرق عل ��ى م ��ا يبدو ف ��ي لبنان‪ ،‬لعن ��ة من لعن ��ات الع�صر‪ ،‬ال‬ ‫يجاريه ��ا ويزاحمها قتام ��ة و�إ�سوداداً �س ��وى الكهرباء في لبنان‪،‬‬ ‫والتي لنا عودة الى م�آثرها في محطات الحقة! فمنذ ان �شقت‬ ‫الحمي ��ر "ك ّرو�سات" القرى ومعابره ��ا‪ ،‬والطرق في لبنان على‬ ‫حاله ��ا‪ ،‬مع تط ��ور ملحوظ هو �إدخ ��ال "عبقري ��ة" التكنولوجيا‬ ‫ال ��ى �ش ��ق وتو�سيع وتزفيت تلك "الك ّرو�س ��ات" التي �أ�صبحت‪ ،‬ما‬ ‫�ش ��اءاهلل‪� ،‬أوتو�ست ��رادات �سريعة‪ ،‬وج ��ادات عري�ض ��ة‪ ،‬وكورني�شات‬ ‫مر�صوف ��ة‪ ،‬وج�سوراً مع َّلقة تربط الم ��دن ب�أطرافها المترامية‪،‬‬ ‫و�صو ًال الى �أبعد القرى النائية‪.‬‬ ‫لك ��ن‪ ،‬وم ��ع كل تل ��ك العبقري ��ة التكنولوجي ��ة العمالق ��ة‪ ،‬غابت‬ ‫عبقرية التنظيم والتخطيط ولأا�سف ال�شديد!‪ ،‬ذلك �أن الجيل‬ ‫الثان ��ي م ��ن مهند�س ��ي طرق لبن ��ان‪ ،‬وملتزم ��ي �ش ّقه ��ا وتزفيتها‬ ‫وتخطيطه ��ا‪ ،‬كان همه ��م االول والأوح ��د هو المبال ��غ الخيالية‬ ‫الت ��ي �س ��وف ي�سرقونها م ��ن �أم ��وال النا�س المودعة ف ��ي خزينة‬ ‫وحماتِهم ف ��ي الل�صو�صية‪،‬‬ ‫الدول ��ة‪ ،‬ويوزعونه ��ا عل ��ى �شركائهم ُ‬ ‫غافلي ��ن ع ��ن �أدن ��ى موا�صف ��ات و�ش ��روط �سالمة الط ��رق و�آمان‬ ‫م�ستخدميه ��ا م ��ن المواطني ��ن م�ش ��اة و�سائقي ��ن! عل ��ى عك� ��س‬ ‫الجيل االول من مهند�سي الطرق "�إخواننا الحمير" التي كان‬ ‫همه ��ا الأول والأوح ��د ينح�صر في جعل الط ��رق "دروباً ومعابر‬ ‫�سهلة ممهدة!" فال يقع عابر تلك الدروب في حفرة من�صوبة‪،‬‬ ‫او يتزحل ��ق جراء منحدر خط ��ر‪ ،‬او "يطير" الى الأبدية نتيجة‬ ‫المرور في تقاطع �أ�شبه بمربعات الكلمات المتقاطعة!‬ ‫م ��ن جمل ��ة الحكاي ��ات التي ُيعدّده ��ا �أني�س فريحة عل ��ى م�سامع‬ ‫�إبن ��ه ر�ض ��ا‪ ،‬هي تلك التي يقارن فيها ما بي ��ن جيله وجيل ر�ضا‪،‬‬ ‫و�ألعابه و�ألعاب ر�ضا‪ ،‬و�أعياده و�أعياد ر�ضا‪ ،‬التي ي�ؤكد �أنها �أف�ضل‬

‫م ��ن جي ��ل و�ألع ��اب و�أعي ��اد �إبن ��ه ال�صغير‪ ،‬غاف�ل ً�ا ع ��ن المقارنة‬ ‫خططته ��ا الحمير‪ ،‬وتلك الت ��ي ّ‬ ‫م ��ا بين الط ��رق التي ّ‬ ‫خططتها‬ ‫عبقري ��ة المهند�سين بالتواط� ��ؤ والت�آمر مع المتعهّدين‪ ،‬ل�سبب‬ ‫وجي ��ه ربم ��ا‪ ،‬وهو ان المرب ��ي الراحل كان قد ف ��ارق الحياة قبل‬ ‫ان يحالف ��ه الح ��ظ ف ��ي الم ��رور عل ��ى الط ��رق والأوتو�ست ��رادات‬ ‫الجدي ��دة و�إختب ��ار الف ��ارق بي ��ن هند�سته ��ا وتخطيطه ��ا‪ ،‬وبي ��ن‬ ‫"ك ّرو�سات" ودروب ال�ضيعة التي هند�ستها الحمير!‬ ‫ل ��و عا� ��ش �أني�س فريح ��ة في ع�ص ��ر اله ��در والت�شبي ��ح والموازنات‬ ‫الخيالي ��ة عل ��ى م�شاري ��ع البن ��ى التحتي ��ة‪ ،‬ومنه ��ا طبع� �اً الط ��رق‬ ‫والأوتو�ست ��رادات الحديث ��ة‪ ،‬لأ�ض ��اف ال ��ى كتاب ��ه ال�ش ِّي ��ق الحكاية‬ ‫التالية‪ ،‬م�سته ً‬ ‫ال تفا�صيلها على م�سامع �إبنه ر�ضا‪ ،‬بقوله ال�شهير‪:‬‬ ‫"�إ�سم ��ع ي ��ا ر�ض ��ا‪ :‬ه ��ل تع ��رف ان "ك ّرو�س ��ات" ودروب ومعاب ��ر‬ ‫�ضيعتن ��ا‪� ،‬أف�ض ��ل بكثي ��ر م ��ن �أوتو�ست ��رادات مدينتك ��م الوا�سعة‪،‬‬ ‫وج�سورها التي تناطح الأبراج‪ ،‬و�أنفاقها وك�أنها بوابات الدخول‬ ‫�إلى المجهول!‬ ‫�أق ��ول ل ��ك ه ��ذا ال ��كالم ي ��ا ر�ض ��ا‪ ،‬عل ��ى يقين ��ي ان دروب �ضيعتنا‬ ‫"ر�أ� ��س المت ��ن" التي هند�ستها الحمير بفطرتها‪� ،‬أح�سن بكثير‬ ‫م ��ن ط ��رق مدينتكم الت ��ي هند�سها حمل ��ة ال�شه ��ادات الجامعية‬ ‫من مهند�سي هذه االيام! هل تعرف "لي�ش"؟! يه ّز ر�ضا بر�أ�سه‬ ‫ال�صغي ��ر‪� ،‬سائ�ل ً�ا‪" :‬لي�ش"؟! لأن "ك ّرو�س ��ات" ودروب �ضيعتنا يا‬ ‫ر�ض ��ا �أكثر �آمان� �اً وجودة و�صالبة من ط ��رق مدينتكم‪ ،‬وبالتالي‬ ‫�أذك ��ى تخطيط� �اً وهند�سة من تخطي ��ط وهند�س ��ة مهند�سيكم!‬ ‫ف ��دروب �ضيعتن ��ا ف ��ي ال�شت ��اء تبق ��ى ممه ��دة �سهلة العب ��ور على‬ ‫خلوه ��ا من الزفت‪ ،‬فيما طرقك ��م و�أوتو�ستراداتكم فتغرق ب�شبر‬ ‫م ��ن المي ��اه ف ��ي اول "�شت ��وة" م ��ن "�شت ��وات" ت�شري ��ن‪ ،‬وتمتلئ‬ ‫بالحفر مع �أول في�ضان من في�ضانات كانون‪ ،‬وتتح ّول الى �أنهر‬ ‫قب ��ل ان يط ��ل �شب ��اط بر�أ�س ��ه الل َّب ��اط‪ ،‬على الرغم م ��ن تزفيتها‬ ‫المو�سمي في الإنتخابات!‬ ‫�أ ّم ��ا لماذا دروب �ضيعتن ��ا ومعابرها �أكثر �آمان� �اً‪ ،‬وهند�ستها اكثر‬ ‫ذكا ًء؟ فع� �دّد معي القتلى من جراء حوادث ال�سير على طرقكم‪،‬‬ ‫ف ��ي فت ��رة �شهر واح ��د على الأق ��ل‪ ،‬و�إبح ��ث ع ��ن م�س ّبباتها التي‬ ‫غالب� �اً م ��ا يك ��ون الإهم ��ال‪ ،‬و�سوء التخطي ��ط‪ ،‬وغي ��اب ال�ضمير‪،‬‬ ‫لتع ��رف الج ��واب وتت�أك ��د مع ��ي �أن الحم ��ار مهند� ��س بالفط ��رة‪،‬‬ ‫وفوق ذلك �ضميره حي‪ ،‬النه ال ي�أكل فوق �شبعه!‬ ‫هل ت�سمعني يا ر�ضا؟!"‬

‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪97‬‬


Your weight loss succe ss sto ry starts here Dietitian Christelle Bedrossian Bariatric Surgery Nutritionist - Trained at the University of Montreal

Lose 6-8 kg with our Medical Protocol Customized Diet Plans Weight Loss Surgery Nutrition Programs Clinics in Adlieh-Beirut & Jounieh Online Consultation

Dietitian Christelle Bedrossian Dietitian Christelle Bedrossian

+961 76 066 104 +961 3 417 589 www.christellebedrossian.com


‫كتاب‬

‫"�آخر كلمات نزار" في طبعة ثانية‬

‫عرفان نظام الدين‬ ‫يتذكر نزار قباين يف كتاب‬ ‫�ص��در عن دار ال�ساقي �أخير ًا الطبع��ة الثانية من كتاب "�آخر كلمات‬ ‫نزار" الذي كتب��ه الكاتب وال�صحافي المعروف عرفان نظام الدين‪،‬‬ ‫بعدما كانت طبعته الأولى �صدرت في العام ‪.1999‬‬ ‫لندن ‪ -‬هيكل �شريف‬ ‫الذي ��ن يعرف ��ون الكات ��ب وال�صحاف ��ي‬ ‫يفاج� ��أوا بما‬ ‫عرف ��ان نظ ��ام الدي ��ن ل ��م َ‬ ‫ك�شف ��ه عن حياة ال�شاعر الكبي ��ر نزار قباني في طبعة‬ ‫كتاب ��ه الثانية "�آخر ذكريات نزار"‪ ،‬ال�صادر عن "دار‬ ‫ال�ساقي"‪ ،‬ذلك �أنه عرفه عن كثب وعاي�شه في مراحل‬ ‫حياته المختلفة وخ�صو�ص ًا في لندن‪ ،‬حيث كان يعي�ش‬ ‫"�شاعر المر�أة"‪ ،‬وال �سيما في الفترة التي �صارت فيها‬ ‫تجربته الحياتية وال�شعرية في قمة عطائها‪.‬‬ ‫�إيمان� � ًا من ��ه ب�أن بي ��ن حي ��اة ال�شاع ��ر و�شع ��ره �أخبار‬ ‫و�أ�سرار‪ ،‬وال يتكامل ح�ض ��وره في نفو�س محبيه �إال �إذا‬ ‫�أل ّم ��وا بالكثي ��ر مما ف ��ي مرايا هذه الحي ��اة من �صور‪،‬‬ ‫يعيدن ��ا نظام الدين في طبعة كتاب ��ه الثانية �إلى عالم‬ ‫ن ��زار قباني ليرينا حقيقته‪ ،‬وير�س ��م �صورة بانورامية‬ ‫لل�شاعر ال�سوري العربي‪.‬‬ ‫كت ��ب الكاتب مقدم ��ة خا�صة بالطبع ��ة الثانية يتناول‬ ‫فيه ��ا التغي ��رات الكب ��رى الت ��ي ط ��ر�أت عل ��ى عالمنا‬ ‫العرب ��ي منذ رحيل قباني ف ��ي ني�سان (ابريل) ‪1998‬‬ ‫حت ��ى اللحظة‪ ،‬فيخاطب ��ه م�ستوحي ًا الكالم من مطلع‬ ‫ق�صي ��دة له‪" :‬م ��اذا �أقول له لو ج ��اء ي�س�ألني؟"‪ .‬راح‬ ‫تهم‬ ‫الكاتب ُيجي ��ب عن �أ�سئلة عن �أ�شخا� ��ص و�أ�شياء ّ‬ ‫ال�شاع ��ر‪ ،‬لكنه ��ا كانت في مجمله ��ا قا�سية وجارحة‪.‬‬ ‫�أخب ��ره عن تقات ��ل العرب وجرح ال�ش ��ام ورحيل �إبنته‬ ‫الكبرى هدب ��اء وتو�أم روحه و�شقيقه �صباح و�أ�صدقاء‬ ‫ل ��ه مثل غ ��ازي الق�صيبي ومحم ��ود دروي�ش وعبداهلل‬ ‫الجف ��ري ال ��ذي �سب ��ق �أن �أهدى ن ��زار كتاب� � ًا بعنوان‬ ‫"�آخ ��ر �سيوف الأمويي ��ن الذهبي ��ة"‪ .‬ومما جاء في‬ ‫المقدم ��ة‪" :‬نع ��م يا �صديقي ن ��زار‪ :‬م ��اذا �أقول لك؟‬ ‫أف�سر لك حقيقة م ��ا جرى‪ ،‬منذ رحيلك‪ ،‬لأمة‬ ‫وكيف � ّ‬ ‫الحب والوفاء؟ وكيف‬ ‫�ك‬ ‫�‬ ‫ت‬ ‫وبادل‬ ‫أحببتها‬ ‫�‬ ‫التي‬ ‫العرب‬ ‫ّ‬

‫�س�أ�صف ل ��ك �شالالت الدم التي تن ��زف من ج�سدها‬ ‫الحب والجمال التي تغنيت بها في‬ ‫بد ًال من �ش�ل�االت ّ‬ ‫ق�صائدك‪� ،‬أنت الذي �شك ��وت م ّرات وم ّرات من �أنك‬ ‫متع ��ب بعروبتك وت�ساءل ��ت‪� :‬أ�شكو العروب ��ة �أم �أ�شكو‬ ‫ل � ِ�ك العرب ��ا؟"‪� ...‬أم �أخب ��رك عن �شام ��ك حبيبتك‪،‬‬ ‫ب ��ل حبيبتنا جميع� � ًا‪ ،‬التي تبك ��ي اليوم دم� � ًا وت�شرب‬ ‫من �سعير العنف والق�ص ��ف والقتل والتدمير‪ ،‬بعدما‬ ‫كن ��ا نفتخر به ��ا مدينة لل�س�ل�ام والمحب ��ة والتعاي�ش‬ ‫وال�سكينة المقد�سة‪."...‬‬ ‫ولك ��ن من بي ��ن التفا�صيل المفرحة تهيئ ��ة �صديقتهما‬ ‫الم�شتركة الكاتبة غادة ال�سمان لكتاب جديد يت�ضمن‬ ‫ر�سائل نزار‪ ،‬هي التي عرفته و�صادقته وكانت لها �صلة‬ ‫قرابة م ��ع ال�شاعر الراح ��ل‪ .‬وقدّمت ال�سم ��ان �شهادة‬ ‫ع ��ن الكت ��اب بعنوان "عرف ��ان ك�شف ع ��ن وجه حميم‬ ‫لل�شاع ��ر"‪ ،‬ومما جاء فيها‪" :‬في ه ��ذا الكتاب ال نلتقي‬ ‫فقط نزار قباني الذي رحل قبل �أكثر من عقد ون�صف‬ ‫العق ��د‪ ،‬ب ��ل و�أي�ض ��ا الإعالم ��ي عرفان نظ ��ام الدين‪.‬‬ ‫و ُنبح ��ر هذه الم ��رة مع عطائه في ف ��نّ "رواية ال�سيرة‬ ‫الذاتية" في قالب التكريم"‪...‬‬ ‫كم ��ا يروي الكاتب ق�صة كتابه التي تع ّرف بجهده خير‬ ‫تعري ��ف‪ ،‬ومما قال فيها‪“ :‬كنا مجموعة من الأ�صدقاء‬ ‫نتحدث عن ال�شاعر الراحل الكبير الأ�ستاذ نزار قباني‬ ‫وح ��ب الجماهير العربية ل ��ه والأثر الخالد الذي تركه‬ ‫للأجي ��ال ف ��ي ال�شع ��ر والأدب والجمالي ��ات والأ�سلوب‬ ‫والتم�س ��ك بالقي ��م‬ ‫والتعام ��ل الإن�سان ��ي والأخ�ل�اق‬ ‫ّ‬ ‫وال�صراح ��ة والمو�ضوعية وفن الح ��وار‪ ،‬ال�س�ؤال الذي‬ ‫ح ّيرنا جميع� � ًا هو‪ :‬كيف يمكن ان نك� � ّرم هذا الإن�سان‬ ‫الرائع ونحيي ذكراه ونحافظ على تراثه‪ ،‬وال �سيما �أن‬ ‫الذكرى ال�سنوية الأولى لوفاته ‪� 30‬أبريل ‪� 1998‬صارت‬ ‫قاب قو�سين و�أدنى من ��ا‪ ،‬وكان الحوار في مطلع العام‬ ‫الجدي ��د ‪ .1999‬والتفت �إل � ّ�ي الأ�صدقاء وك�أنهم قرروا‬

‫غالف‬ ‫كتاب "�آخر‬ ‫كلمات نزار‬

‫ا�صطي ��ادي‪ ،‬وقالوا لي بعد ان اتفقوا من قبل على ر�أي‬ ‫واح ��د‪ :‬لم ��اذا ال تكتب �أنت ع ��ن نزار‪ ،‬الوج ��ه الآخر‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص� � ًا �أنك كنت قريب ًا من ��ه‪ ،‬وال �سيما في الآونة‬ ‫الأخيرة وخالل فترة مر�ضه‪.‬‬ ‫قل ��ت‪� ،‬إن الكتاب ��ة ع ��ن �أخي الكبي ��ر و�شاع ��ر الع�صر‬ ‫ت�شرفن ��ي‪ ،‬بل �أنا كتبت ع�ش ��رات المقاالت عن جوانب‬ ‫مختلف ��ة م ��ن �إبداعاته ونب ��ع عطائه ال ��ذي لم ينقطع‬ ‫�إال بع ��د ان تمك ��ن منه المر�ض بع ��د ان �صمد �شاعرنا‬ ‫الراح ��ل �سن ��وات طويل ��ة ف ��ي �ص ��راع مرير مع ��ه �إلى‬ ‫�أن �صرع ��ه ف ��ي ذل ��ك الي ��وم الحزين ال ��ذي بكت فيه‬ ‫الع�صافير والأ�شجار والجماهير العربية من المحيط‬ ‫�إلى الخليج وفي ديار المهاجر واالغتراب‪.‬‬ ‫و�أ�ضفت‪� :‬إن عندي �أف ��كار ًا تت�صارع في ر�أ�سي وفكري‬ ‫ت�صب كلها في م�ش ��روع كتاب واحد ير�سم‬ ‫وذكريات ��ي ّ‬ ‫�ص ��ورة بانورامية لن ��زار قباني من خ�ل�ال معرفتي به‬ ‫وم ��ا �سمعته وما ر�أيته‪ ،‬وفي �ض ��وء تجربتي المتوا�ضعة‬ ‫مظللة بمحلتي واحترامي له واعجابي ب�شعره و�أ�سلوبه‬ ‫و�أخالقياته‪ ،‬فقد كان لي بمثابة الأب الروحي العطوف‬ ‫والأخ الحن ��ون وال�صدي ��ق الوف � ّ�ي والحكي ��م النا�ص ��ح‬ ‫والموج ��ه ب� ��أدب ودماث ��ة خل ��ق ومو�ضوعي ��ة و�صدق‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وفك ��رت في �أن يك ��ون عنوان الكت ��اب �آخر �أي ��ام نزار‬ ‫�أو ذكري ��ات مع ن ��زار قباني �أو �شاع ��ر الع�صر‪ ،‬الوجه‬ ‫الآخ ��ر… �أو… �آخر كلمات ن ��زار قباني – ذكريات‬ ‫مع �شاعر الع�صر… وقبل �أن �أكمل‪ ،‬هتف الأ�صدقاء‪:‬‬ ‫هذا هو العنوان‪� :‬آخر كلمات نزار قباني… “فاعقلها‬ ‫وت ��وكل”‪ ،‬واعت ��زل النا�س لتف ��رغ ما ف ��ي جعبتك من‬ ‫وت�سج ��ل ما �شهدت وما �سمعت منه… وعنه‬ ‫ذكريات ّ‬ ‫ب�أمانة و�صدق وتف�صيل”‬ ‫يحتوي الكتاب على �صور جمعت بين الكاتب وال�شاعر الراحل في‬ ‫منزله اللندني في "�سلون �ستريت"‪ ،‬ور�سائل متبادلة بينهما تك�شف‬ ‫والحب والحرية نزار قباني‪.‬‬ ‫عن الوجه الآخر ل�شاعر المر�أة‬ ‫ّ‬ ‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪99‬‬


Lody Saliby

Haute Couture

Wedding dresses, Evening clothes, Selling or Renting, Pret-a- Porter, Accessories

Christ Le Rois Center, 8th Floor, Adonis Road, Zouk Mossbeh, Lebanon Tel: 00961 – (0) 9221643 , Email: lodysaliby@hotmail.com, Web: www.lodysaliby.com


‫مايا دياب‪:‬‬ ‫وشد"‬ ‫"غمرني‬ ‫ّ‬ ‫�أطلق ��ت الفنانة اللبنانية مايا دي ��اب كليب ًا جديد ًا �ص ّورت‬ ‫فيه �أغني ��ة "غمرني و�شدّ" م ��ن �إخراج‪� ‬أنجي ج ّمال التي‬ ‫جمع ��ت بكلماته ��ا ولحنه ��ا وتوزيعه ��ا بين‪ ‬زي ��اد برج ��ي‪،‬‬ ‫و�أحمد ما�ضي‪ ،‬و�سليم ع�ساف وهادي �شرارة‪.‬‬ ‫وتم ّي ��ز الكلي ��ب بالم�شاه ��د الجريئ ��ة رغ ��م ب�ساط ��ة‬ ‫�روح‬ ‫ق�صته‪ .‬حيث‪ ‬تلتح ��م ماي ��ا والبط ��ل كج�سدي ��ن ب � ٍ‬ ‫واح ��دة‪ ،‬خ�صو�ص ًا بعد الحادث الم ��ر ّوع الذي تتع ّر�ض له‬ ‫ويت�س ّبب ب�شل ��ل �سا َق ْيها‪ .‬ورغم ذلك‪ ،‬يغل ��ب ُح ّبه لروحها‬ ‫و�ضحكتها‪ ‬ال�ض ��رر الذي طال‪ ‬ج�سده ��ا الم�ش َّوه‪ .‬علم ًا �أن‬ ‫هذا الكليب قد �أبرز قدرات "دياب"‪ ‬التمثيل ّية‬

‫مايا دياب‪ :‬لها قدرات تمثيلية‬

‫الهندية بريانكا شوبرا تنطلق أميركي ًا‬ ‫تق ��وم الممثلة البوليوودية الهندي ��ة بريانكا �شوبرا بت�صوير م�شاهد ال ��ذي تلق ��اه ف ��ي الواليات المتح ��دة الأميركي ��ة لكونه ��ا �أول ممثلة‬ ‫جدي ��دة من م�سل�سل "كوانتيك ��و" "‪ "quantico‬الذي �إنطلقت من هند ّية تلعب دور البطولة في م�سل�سل تلفزيوني �أميركي‪ ،‬تبقى وفي ًة‬ ‫خالل ��ه �إلى ال�شا�ش ��ة الأميركي ��ة والمجتمع الغرب ��ي ب�أكمله‪ ،‬والذي لأ�صوله ��ا وفخور ًة بجذورها‪ ،‬م ��ع الإ�شارة �إلى �أنها ل ��م تحاول �أبد ًا‬ ‫م ��ن المتوقع �أن ُيع َر�ض على �شا�ش ��ة "�إي بي �سي" (‪ )abc‬في �أيلول فر� ��ض نف�سها �أم ��ام ال�صحافة بل ت�صرفت عل ��ى طبيعتها‪ .‬فعندما‬ ‫المتوجب عليه ��ا القيام بها لتلعب‬ ‫(�سبتمب ��ر) المقب ��ل‪ ،‬علم ًا �أن م�شاركتها في ه ��ذا العمل قد جعلتها ُ�س ِئ َلت ع ��ن التدريبات الج�سد ّية‬ ‫ّ‬ ‫محط �أنظار �أهل ال�صحافة والإعالم‪،‬‬ ‫دورها كعميلة في مكتب التحقيقات‬ ‫خ�صو�ص� � ًا �أنّ الإدارة المنتج ��ة تق ��وم‬ ‫الفيديرالي في الم�سل�سل المنتظر‪،‬‬ ‫بحمل� � ٍة ترويجية وا�سعة لهذا الم�سل�سل‬ ‫�أجابت ب�أن الف�ضل يعود �أو ًال و�أخير ًا‬ ‫من خ�ل�ال ن�شر �صوره ��ا والمل�صقات‬ ‫�إل ��ى عمله ��ا ف ��ي �أف�ل�ام الحرك ��ة‬ ‫الإعالنية ف ��ي ال�شوارع وعلى حافالت‬ ‫والإثارة الهندي ��ة‪ .‬و�أ�ضافت‪" :‬الأمر‬ ‫النق ��ل في نيوي ��ورك ولو� ��س �أنجلي�س‪،‬‬ ‫الوحي ��د ال ��ذي طلب ُت ��ه م ��ن "‪"abc‬‬ ‫ه ��و الم�شاركة ف ��ي م�سل�س ��ل محترم‬ ‫كم ��ا �أن رئي�س قن ��اة الـ"‪ "abc‬بول لي‬ ‫ي�ساه ��م �شخ�صي ًا في حمل ��ة الترويج‬ ‫�أ�ضيفه �إلى م�سيرتي كممثلة‪ ،‬بد ًال من‬ ‫عبر ت�صريحاته حيث قال‪" :‬بريانكا‬ ‫�إختياري لأم ّثل دور ًا �إ�ستناد ًا �إلى لون‬ ‫�شوب ��را تلع ��ب دور ًا المع� � ًا وقريب� � ًا‬ ‫ب�شرت ��ي �أو مالمحي"‪ .‬ه ��ذا و�ستتابع‬ ‫�سيتح ��دث العالم ك ّل ��ه عنها"‪ .‬وفيما‬ ‫"�شوبرا" عمله ��ا في الهند بالتزامن‬ ‫و�صفته ��ا ال�صحاف ��ة ب�أنه ��ا تتم َّي ��ز‬ ‫م ��ع الم�سل�سل الأميرك ��ي‪ ،‬وهي �ست ُِطل‬ ‫وح�سه ��ا‬ ‫ب�شخ�صيته ��ا "القو ّي ��ة"‬ ‫قريب ًا ف ��ي فيلم "‪"bajirao mastani‬‬ ‫ّ‬ ‫للمخ ��رج �سانجاي لي�ل�ا بهن�سالي وفي‬ ‫المم ّي ��ز بالأزي ��اء والمو�ض ��ة وثقتها‬ ‫"‪ "gangaajal 2‬للمخ ��رج براكا� ��ش‬ ‫الكبيرة بنف�سها‪ ،‬ي�سود عنها �إنطباع‬ ‫الم‬ ‫مثلة‬ ‫اله‬ ‫ندية‬ ‫بري‬ ‫انكا‬ ‫�ش‬ ‫وبرا‪:‬‬ ‫ً‬ ‫قريب‬ ‫ا‬ ‫جها‬ ‫خا� ��ص ب�أنه ��ا رغ ��م كل الإهتم ��ام‬ ‫في‬ ‫كل بيت �أميركي‬

‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪101‬‬


‫عالم النجوم‬

‫هل قتل "اإلخوان المسلمون" أسمهان؟‬ ‫بع ��د ‪ 71‬عام� � ًا على م�صرعها‪ ،‬ل ��م يعد ال�س�ؤال‪ :‬هل قتل ��ت المخابرات البريطاني ��ة �أ�سمهان �أم‬ ‫�أنّ موته ��ا كان مج ��رد حادث؟ لقد بات ال�س� ��ؤال‪ :‬هل فع ًال قتلها "الإخ ��وان الم�سلمون"؟ ماتت‬ ‫المطرب ��ة ال�سورية �أ�سمهان في العام ‪ 1944‬بعد �سقوط �سيارة كانت تقلها في "ترعة" متفرعة‬ ‫م ��ن ني ��ل م�صر وهي ف ��ي طريقها للإ�ستجم ��ام في مدينة ر�أ� ��س البر وفي �صحبته ��ا �صديقتها‬ ‫المق ّربة وقتها ماري قالدة‪ .‬منذ ذلك الحين وحتى �إنتاج م�سل�سل يروي ق�صة حياتها في العام‬ ‫‪ ،2008‬ما زالت الوفاة لغز ًا مح ِّير ًا لكثيرين‪.‬‬ ‫ف ��ي �إحدى الفترات‪� ،‬إتهم بع�ضهم المطربة الراحلة �أم كلثوم بقتلها‪ ،‬لكنّ الإتهام كان �سخيفاً‬ ‫ول ��م ي�صمد طوي ًال‪� .‬أما ال�سبب الأكثر انت�شار ًا‪ ،‬فكان قي ��ام المخابرات البريطانية ب�إغتيالها‬ ‫به ��ذه الطريقة بعد م ��ا �أ�شيع عن عملها كجا�سو�س ��ة ل�صالح المخاب ��رات الألمانية وهي التي‬ ‫كانت موالية لبريطانيا في البداية‪� ،‬أي �أن �آمال الأطر�ش التي رحلت عن ‪ 32‬عام ًا كانت عميلة‬ ‫�أ�سم‬ ‫هان‪:‬‬ ‫�سر‬ ‫م‬ ‫وتها‬ ‫محير‬ ‫ِّ‬ ‫مزودج ��ة وف ��ق الروايات ال�شائعة‪ ،‬وكان ال بد م ��ن التخل�ص منها بعد �إف�شائه ��ا ب�أ�سرار كانت‬ ‫تعرفها حيث �إ�ستخدمتها من �أجل تحييد طائفة الدروز التي تنتمي �إليها خالل الحرب العالمية الثانية التي �شهدت مواجهات في المنطقة‬ ‫ذاتها بين دول الحلفاء والمحور‪ .‬وظ ّل ال�سر مخفي ًا حتى عندما ت�صدت �سالف فواخرجي لل�شخ�صية‪ ،‬و�إنتهى الم�سل�سل بهرب ال�سائق قبل‬ ‫�سقوط ال�سيارة في الماء‪ .‬و�إتفقت غالبية الروايات على �أنّ ال�سائق الذي هرب و�إختفى �أثره‪ ،‬كان �شريك ًا في الجريمة‪ ،‬لكن َمن الذي خطط‬ ‫و�أوكل المهم ��ة �إل ��ى ال�سائق؟ هل كان رجال المخابرات البريطانية – لو �صدقت هذه الرواية‪� -‬أم �آخرون؟ ال�س�ؤال المعلق ن�شر الإجابة عنه‬ ‫�أخير ًا الكاتب ثروت الخرباوي المن�شق عن جماعة "الإخوان الم�سلمين" من خالل م�سل�سل "التنظيم ال�سري" الذي بثته الإذاعة الم�صرية‬ ‫في رم�ضان بهدف توثيق جرائم الجماعة التي باتت م�ص َّنفة بالإرهابية‪� .‬صدى الم�سل�سل وما جاء في حلقاته لم ي�صل �إلى النا�س لأ�سباب‬ ‫عدة‪� .‬إال �أنّ حوار ًا �أجراه الخرباوي قبل �أ�سابيع مع مجلة "الكواكب" حول الق�ضية نف�سها حقق �صدى كبير ًا‪ ،‬رغم �إقتناع الكثيرين ب�صعوبة‬ ‫التحق ��ق مم ��ا ذكره‪ .‬حيث �أ ّكد �أنّ ح�سن البنا م�ؤ�س� ��س الجماعة والمتهم دائم ًا بالعمالة للمخابرات البريطاني ��ة‪ ،‬تلقى �أمر ًا بالتخل�ص من‬ ‫�أ�سمهان وو�ضع الخطة مع عبد الرحمن ال�سندي قائد التنظيم الخا�ص (الجناح الع�سكري للإخوان) في ذلك الوقت‪ ،‬لتكتمل الدائرة بقول‬ ‫الخرباوي �أنّ ال�سائق كان ع�ضو ًا في الجماعة ونفذ المهمة بعد تخطيط وتدبير‬

‫كلوديا مرشليان بين "السيدة الثانية" و"سمرا"‬ ‫م ��ن بين مجموعة كبيرة م ��ن الأعمال الفنية‬ ‫خ�ص�ص‬ ‫التي يجرى التح�ضير لها حالي ًا‪ ،‬لم ُي ّ‬ ‫منه ��ا �سوى ج ��زء �صغي ��ر للدرام ��ا وال�سينما‬ ‫اللبنانيتي ��ن‪ .‬ل ��م يع ��د ذل ��ك مح � ّ�ط �إهتمام‬ ‫الك ّت ��اب‪ ،‬بل نال ��ت الدرام ��ا الم�شتركة الح ّيز‬ ‫الأكب ��ر م ��ن �إهتمام ��ات الم�ؤ ّلفي ��ن‪ ،‬و�أ�صب ��ح‬ ‫الإعتماد على الممثلي ��ن اللبنانيين للم�شاركة‬ ‫في �أعمال تدمج بين الجن�سيات‪.‬‬ ‫�أربعة م�شاريع و�ضعتها على النار ال�سيناري�ست‬ ‫كلودي ��ا مر�شليان‪� ،‬أ ّولها فيلم "ال�سيدة الثانية"‬ ‫(�إخ ��راج فيليب �أ�سم ��ر و�إنتاج "�إيغ ��ل فيلم")‬ ‫ال ��ذي يلعب بطولته جوزيف بو ن�صار وماغي بو‬ ‫غ�صن وباميال الكك وف�ؤاد يمين‪ .‬ومن المتوقع‬

‫‪100‬‬

‫العدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫كلوديا مر�شليان‪ :‬في عز عطائها‬

‫بدء ت�صوير العمل في الثامن ع�شر من �أيلول‬ ‫(�سبتمب ��ر) المقب ��ل‪ ،‬عل ��ى �أن ُيعر� ��ض ف ��ي‬ ‫ال�صاالت في عيد الميالد‪.‬‬ ‫لكن م ��اذا بالن�سب ��ة �إل ��ى الم�سل�سالت التي‬ ‫تنكب عليها ال�سيناري�ست؟ تك�شف مر�شليان‬ ‫ّ‬ ‫ف ��ي حدي ��ث �صحاف ��ي �أنّ �أول الم�سل�سالت‬ ‫التي �ست�ص ّور قريب ًا ه ��ي "�سمرا" (�إخراج‬ ‫ر�شا �شربتجي) الذي ت� ��ؤدّي بطولته نادين‬ ‫ون�سي ��ب نجي ��م والتون�سي ظاف ��ر العابدين‬ ‫وتنتجه �شركة "ال�ص ّب ��اح" ويت�ألف من ‪60‬‬ ‫حلق ��ة‪ ،‬تُعر�ض تباع� � ًا عل ��ى مجموعة من‬ ‫القنوات العربي ��ة واللبنانية ف ��ور االنتهاء‬ ‫منها‬


‫�إلى العمل في كانون الثاني (يناير) ‪ 2014‬للوقوف‬ ‫وال�صمود في وجه العملي ��ات االرهابية ‪ -‬تحديد ًا‬ ‫بعد تفجير �سينما رادوبي�س‪.‬‬ ‫و�أُطل ��ق �س ��راح العديد م ��ن الأف�ل�ام الجديدة في‬ ‫�شب ��اط (فبراي ��ر) ‪ ،2014‬ولكن العائ ��دات كانت‬ ‫مخيب ��ة للآم ��ال‪ ،‬ول ��م تتج ��اوز ال‪ 5‬ماليين جنيه‬ ‫م�صري (‪ 640،000‬دوالر)‪.‬‬ ‫وم ��ع ذلك‪ ،‬على الرغم من الظروف المماثلة هذا‬ ‫الع ��ام‪ ،‬وحتى زيادة العملي ��ات الإرهابية‪ ،‬تحديد ًا‬ ‫خالل �شهر رم�ض ��ان‪� ،‬إرتفعت �إيرادات �أفالم عيد‬ ‫الفط ��ر رغ ��م كل ال�صعاب‪ .‬وقال �شري ��ف مندور‪،‬‬ ‫نائب رئي�س غرف ��ة �صناعة ال�سينما‪� ،‬أن الإيرادات‬ ‫تج ��اوزت ‪ 25‬مليون جنيه م�ص ��ري (‪ 3.2‬ماليين‬ ‫دوالر) خالل العيد (فترة �أربعة �أيام) وال تزال في‬ ‫�إرتفاع‪ ،‬وفق� � ًا لم�سح �أجرته غرفة �صناعة ال�سينما‬ ‫الم�صرية‪.‬‬ ‫وق ��ال من ��دور‪" :‬غالبية �أف ��راد الجمه ��ور هي من‬ ‫المراهقي ��ن وال�شب ��اب‪ ،‬الذي ��ن عادة م ��ا يتح ّلون‬ ‫بال�شجاع ��ة ويتمي ��زون بح ��ب الخ ��روج وم�شاهدة‬ ‫الأف�ل�ام الجدي ��دة عل ��ى الرغ ��م م ��ن العملي ��ات‬ ‫الإرهابية"‪.‬‬ ‫ح ��ول و�ض ��ع دور ال�سينم ��ا بعد عي ��د الفطر‪ ،‬قال‬ ‫مندور �أنه على الرغم م ��ن �أن العطلة قد �إنتهت‪،‬‬ ‫فقد بقي ��ت الأفالم في دور العر� ��ض لفترة �أطول‬ ‫بف�ض ��ل الإقبال الكبير ب�شكل غي ��ر متوقع‪ .‬و�أطلق‬ ‫�س ��راح فيل ��م "الخلبو� ��ص" بطولة �أحم ��د رجب‪،‬‬ ‫وبد�أ عر�ضه �إبتداء من ‪ 29‬تموز (يوليو) الفائت‪.‬‬ ‫و�أك ��د مندور �أن الإي ��رادات لم تهب ��ط بعد عطلة‬ ‫االعي ��اد والجمهور مازال م�ستم ��ر ًا بالتدفق على‬

‫دور ال�سينم ًا‪.‬‬ ‫وقال ط ��ارق العريان‪ ،‬منتج ومخ ��رج "والد رزق"‪،‬‬ ‫وال ��ذي ُيعر�ض حالي� � ًا في دور العر� ��ض الم�صرية‬ ‫�أن �إي ��رادات الفيل ��م في عي ��د الفطر كان ��ت �أعلى‬ ‫من مو�سم العام الما�ضي على الرغم من ت�صاعد‬ ‫العملي ��ات الإرهابي ��ة‪ .‬وق ��ال‪�" :‬أ�صب ��ح ال�شع ��ب‬ ‫الم�ص ��ري معت ��اد ًا عل ��ى الإرهاب ويري ��د موا�صلة‬ ‫حياته والإحتفال بالأعياد"‪ ،‬و�أ�ضاف ب�أن "النوعية‬ ‫الجي ��دة" للأف�ل�ام التي تظه ��ر الآن ق ��د �شجعت‬ ‫الجمهور على الح�ضور‪.‬‬ ‫عل ��ى مقرب ��ة م ��ن و�س ��ط القاه ��رة‪ ،‬بالق ��رب من‬ ‫القن�صلي ��ة االيطالي ��ة التي تعر�ض ��ت للتفجير في‬ ‫تم ��وز (يولي ��و)‪� ،‬إنتظ ��ر محم ��د عب ��د الق ��ادر مع‬ ‫عائلت ��ه �أمام �سينم ��ا ميامي لم�شاه ��دة فيلم‪ .‬ولم‬ ‫يب� � ُد �أنه قلق ب�ش� ��أن الأح ��داث التي ه ��زت البالد‬

‫ر�أى �أ�ستاذ ورئي�س ق�سم �أ�صول التربية وعلم‬ ‫االجتماع في جامعة ال�سوي�س الدّكتور نبيل عبد‬ ‫الخالق �أ ّن "طبيعة المواطن الم�صري عا�شقة‬ ‫للتحدّي‪ ،‬فال ي�ستطيع �أن يمنع نف�سه من‬ ‫إجتماعي‪ ،‬ومهما زادت حدّة عمليّات‬ ‫االختالط لأ ّنه � ّ‬ ‫الإرهاب ال يخاف‪ ،‬فمثالً عندما عثر �أهالي منطقة‬ ‫العبا�سيّة على قنبلة بدائيّة ال�صنع لم يهربوا‪،‬‬ ‫لك ّنهم‪ ‬تج ّمعوا حولها �أثناء تفكيكها"‬

‫فيلم "والد رزق"‪ :‬عرف �إقبا ًال كبير ًا‬

‫خالل �شهر رم�ضان �أو بالتفجيرات التي وقعت في‬ ‫و�سط القاهرة‪ ،‬مثل تفجير مبنى محكمة في �آذار‬ ‫(مار� ��س) والذي �أ�سفر عن مقت ��ل �شخ�ص وجرح‬ ‫ثالثة �آخرين‪.‬‬ ‫ق ��ال عب ��د الق ��ادر �أن ��ه ق ��رر "م�شاه ��دة الأفالم‬ ‫الجدي ��دة بع ��د توق ��ف دام عامين ب�سب ��ب العنف‬ ‫والتفجي ��رات"‪ ،‬و�أ�ش ��ار �إل ��ى �أن ��ه ق ��د �إنتظر عيد‬ ‫الفطر لو�ضع حد لتجنب خطر التجمعات الكبيرة‪.‬‬ ‫و�أك ��د عماد ج�ل�ال‪ ،‬رئي�س �سينما ميام ��ي‪� ،‬أنه لم‬ ‫يك ��ن يتوقع "ه ��ذا االقبال الكبير ف ��ي عيد الفطر‬ ‫ب�سب ��ب تكرار �أعم ��ال العنف في �شه ��ر رم�ضان"‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف �أن ال�شعب الم�ص ��ري "ي�صر على تحدي‬ ‫الإرهاب والعنف"‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار جالل �إلى �أن الم�س ��ارح في و�سط القاهرة‬ ‫�إتخ ��ذت تدابير �أمني ��ة م�شددة ُمن ��ع الم�شاهدون‬ ‫بموجبه ��ا م ��ن الخ ��روج م ��ن دور ال�سينم ��ا خالل‬ ‫�أوق ��ات العر� ��ض‪ .‬كم ��ا �أن ��ه �ص ��ار واج ��ب عل ��ى‬ ‫الم�شاهدي ��ن �إظهار بطاق ��ات الهوية الخا�صة بهم‬ ‫ف ��ي ك�شك التذاك ��ر‪ .‬وقال‪�" :‬شملت ه ��ذه التدابير‬ ‫�أي�ض� � ًا بواب ��ات �إلكتروني ��ة على مداخ ��ل الم�سارح‬ ‫وتفتي�ش المواطنين قبل الدخول"‪.‬‬ ‫و�صف جالل �أفالم العطلة ب�أنها كانت "جيدة جد ًا‬ ‫مقارن ��ة مع الموا�سم الما�ضي ��ة"‪ ،‬وقال �أن "هناك‬ ‫عرو�ض� � ًا تبد�أ الأن ف ��ي ال‪ 12:00‬ظهر ًا وتنتهي في‬ ‫‪ 03:00‬بع ��د الظه ��ر ب�سب ��ب االقب ��ال الكبير الذي‬ ‫�إ�ستمر حتى بعد انتهاء عيد الفطر"‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��اد م�ساع ��د وزي ��ر الداخل ّي ��ة ال ّل ��واء مح ّم ��د‬ ‫نور الدي ��ن بـ"الإج ��راءات الأمن ّية ا ّلت ��ي اتّخذتها‬ ‫ال�شرطة من �أجل دور العر�ض الكبرى‪ ،‬ا ّلتي ت�شهد‬ ‫تج ّمع ��ات كبي ��رة به ��دف حمايته ��ا م ��ن � ّأي خطر‬ ‫الم�صري �أ�صبح‬ ‫متو ّقع"‪ ،‬الفت ًا �إل ��ى �أنّ "المواطن‬ ‫ّ‬ ‫واعي� � ًا �أكث ��ر على كيف ّي ��ة ك�شف الأج�س ��ام الغريبة‬ ‫والتّعامل مع العبوات النا�سفة"‪.‬‬ ‫ور�أى �أ�ست ��اذ ورئي� ��س ق�س ��م �أ�ص ��ول التربية وعلم‬ ‫االجتم ��اع في جامع ��ة ال�سوي�س الدّكت ��ور نبيل عبد‬ ‫الخال ��ق �أنّ "طبيع ��ة المواطن الم�ص ��ري عا�شقة‬ ‫للتحدّي‪ ،‬فال ي�ستطيع �أن يمنع نف�سه من االختالط‬ ‫إجتماعي �إلى درجة كبيرة‪ ،‬ومهما زادت حدّة‬ ‫لأ ّنه �‬ ‫ّ‬ ‫عمل ّي ��ات الإره ��اب ال يخ ��اف‪ ،‬فمث�ل ً�ا عندما عثر‬ ‫�أهال ��ي منطق ��ة العبا�س ّية في القاه ��رة على قنبلة‬ ‫بدائ ّية ال�صن ��ع لم يهرب ��وا‪ ،‬لك ّنهم‪ ‬تج ّمعوا حولها‬ ‫�أثناء تفكيكها‪ ،‬وهذا الموقف يتك ّرر كثير ًا‪ .‬ولذلك‪،‬‬ ‫تجدهم يقبلون على دور العر�ض‪ ،‬رغم تفجير دار‬ ‫عر�ض في �أ ّول �أ ّيام العيد"‬ ‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪103‬‬


‫الفن ال�سابع‬

‫لأنهم �إعتادوا عليه ويحبون الحياة‬

‫يتحدون اإلرهاب بالذهاب إىل السينما‬ ‫املصريون‬ ‫ّ‬ ‫عل��ى الرغم من العمليات الإرهابية التي �شهدتها م�صر في �شهر رم�ضان الفائت‪ ،‬ومنها تفجير دار‬ ‫�سينما "رادوبي�س"‪ ،‬لم يت�أثر الإقبال هذا ال�صيف على دور العر�ض ال�سينمائية في القاهرة كما توقع‬ ‫بع�ض منتجي االفن ال�سابع‪ ،‬بل على العك�س فقد �شهدت هذه الدور �إقبا ًال جماهيري ًا كبيراً‪.‬‬ ‫القاهرة ‪ -‬هدى �أحمد‬ ‫�شه ��دت دور العر� ��ض ال�سينمائي ��ة في‬ ‫م�ص ��ر �أخير ًا �إقب ��ا ًال جماهيري ًا وا�سع ًا‬ ‫حي ��ث �إحت�شد النا�س لم�شاه ��دة �أفالم مو�سم عيد‬ ‫الفط ��ر‪ ،‬الذي ب ��د�أ في ‪ 17‬تموز (يولي ��و) الفائت‪.‬‬ ‫تتناف�س خم�سة �أف�ل�ام جديدة حالي ًا على الو�صول‬ ‫�إلى المركز الأول من حيث الإيرادات‪" :‬والد رزق"‬ ‫بطولة �أحمد ع ��ز؛ "حياتي مبهدلة" بطولة محمد‬ ‫�سع ��د؛ "�س ّك ��ر مر"‪" ،‬ن ��وم الت�ل�ات" بطولة هاني‬ ‫رمزي؛ و"�ش ّد �أجزاء" بطولة محمد رم�ضان‪.‬‬ ‫كان ��ت تكالي ��ف �إنتاج كل ه ��ذه الأف�ل�ام الخم�سة‬ ‫عالي ��ة ن�سبي� � ًا (ح�س ��ب متو�س ��ط تكلف ��ة الفيل ��م‬ ‫الم�صري) حيث و�صلت �إلى ما يقرب الـ‪ 84‬مليون‬ ‫جنيه م�صري (حوال ��ي ‪ 10.8‬ماليين دوالر) في‬ ‫المجموع‪ .‬ولم ت�ساهم الدولة الم�صرية في تمويل‬ ‫�أي منها‪ ،‬عل ��ى الرغم من مخاوف المنتجين قبل‬ ‫عيد الفطر م ��ن �إمكانية �إنخفا� ��ض ن�سبة الإقبال‬ ‫نظر ًا �إلى حدوث عدد كبير من العمليات الإرهابية‬ ‫الت ��ي �إبتلي ��ت به ��ا البالد خ�ل�ال �شه ��ر رم�ضان‪.‬‬ ‫ومن �أه ��م تلك العملي ��ات كان تفجي ��ر القن�صلية‬ ‫الإيطالية في و�سط القاهرة في ‪ 11‬تموز (يوليو)‬ ‫‪ ،2011‬ف�ض�ل ً�ا ع ��ن �إغتي ��ال النائب الع ��ام ه�شام‬ ‫ب ��ركات في ‪ 29‬حزي ��ران (يوني ��و) الفائت‪ .‬وكان‬ ‫هن ��اك �أي�ض� � ًا هج ��وم غ ��رة تم ��وز (يولي ��و) على‬ ‫القوات الم�سلحة الم�صرية في �شمال �سيناء التي‬ ‫نفّذها تنظيم "والية �سيناء" الإرهابي‪ ،‬بالإ�ضافة‬ ‫�إلى �إ�سته ��داف الم�سارح و�ص ��االت العر�ض بينها‬ ‫كان ��ت �سينم ��ا رادوبي� ��س في �ش ��ارع الأه ��رام في‬ ‫محافظ ��ة الجيزة التي تع ّر�ض ��ت للتفجير مرتين‪.‬‬ ‫وق ��ع الهج ��وم الأول ف ��ي كان ��ون الثان ��ي (يناير)‬

‫‪102‬‬

‫العدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫‪ 2014‬وقتل �شخ�ص واحد‪ ،‬وتم القب�ض على �شاب‬ ‫�إعترف بتفجير ال�سينما وب�إرتباطه بتنظيم "بيت‬

‫�إتخذت الم�سارح في و�سط القاهرة تدابير‬ ‫�أمنية م�شددة ُمنع الم�شاهدون بموجبها‬ ‫من الخروج من دور ال�سينما خالل �أوقات‬ ‫العر�ض‪ .‬كما �أنه �صار واجب على الم�شاهدين‬ ‫�إظهار بطاقات الهوية الخا�صة بهم في ك�شك‬ ‫التذاكر‪ .‬كما �شملت هذه التدابير �أي�ضاً بوابات‬ ‫�إلكترونية على مداخل الم�سارح وتفتي�ش‬ ‫المواطنين قبل الدخول‬

‫فجرت مرتين‬ ‫�سينما رادوبي�س‪ِّ :‬‬

‫المقد� ��س"‪ ،‬وق ��ال �أن �إ�سته ��داف الم�س ��ارح ودور‬ ‫العر� ��ض ال�سينمائي ��ة هدف ��ه قتل رج ��ال ال�شرطة‬ ‫الذي ��ن يحر�سونه ��ا‪ .‬ووقع التفجي ��ر الثاني في ‪17‬‬ ‫تموز (يوليو) ‪.2015‬‬ ‫عل ��ى الرغم من الخط ��ر المحدق‪ ،‬ق ��رر �أ�صحاب‬ ‫دور العر� ��ض فتح �أبوابه ��ا للإ�ستف ��ادة من مو�سم‬ ‫عطل ��ة عيد الفطر‪ ،‬وهو عادة مو�س ��م مربح‪ .‬وفق ًا‬ ‫لهان ��ي عبد الفت ��اح‪ ،‬رئي�س قط ��اع الإ�ستوديوهات‬ ‫ودور العر� ��ض‪ ،‬فقد وا�ص ��ل الجمه ��ور �إقباله على‬ ‫دور ال�سينم ��ا لم�شاه ��دة الأفالم عل ��ى الرغم من‬ ‫محاوالت التفجير‪.‬‬ ‫من جهتهم عانى منتجو الأفالم في م�صر وت�أثروا‬ ‫ب�ش ��دة م ��ن ج ��راء الهجم ��ات الإرهابي ��ة و�آثارها‬ ‫ال�سلبي ��ة في �صناعة ال�سينم ��ا‪ ،‬والتي قد ت�ؤدي �إلى‬ ‫�إحجام الجمهور عن الذهاب �إلى الم�سارح خوف ًا‪.‬‬ ‫وم ��ع ذلك‪� ،‬أ�ص� � ّر مديرو دور العر� ��ض على العودة‬


‫ف�ؤاد زمكحل والأب �شربل بتور‬

‫ال�سفير الفرن�سي باتري�س با�ؤلي‪ ،‬محمد بري‪ ،‬الوزير �سمير مقبل‬

‫ماري خوري وموريال �سلوم‬

‫ال�سفيرة غرازييال �سيف‬

‫تانيا ق�سي�س‬

‫نادين نجيم وعيد محفوظ‬

‫هاكوب و�آني ق�صارجيان‬

‫�ساره عون‬

‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪105‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫اللبنانيون يشاركون فرنسا يف عيدها الوطني‬ ‫�أق ��ام ال�سفير الفرن�سي باتري�س باولي وعقيلت ��ه‪ ،‬حفل ا�ستقبال في منا�سبة العيد‬ ‫الوطن ��ي الفرن�س ��ي‪ ،‬في ق�ص ��ر ال�صنوبر في ح�ض ��ور محمود ب ��ري ممث ًال رئي�س‬ ‫مجل� ��س النواب نبيه بري‪ ،‬ونائب رئي�س مجل� ��س الوزراء وزير الدفاع �سمير مقبل‬ ‫ممث�ل ً�ا رئي�س الحكوم ��ة تمام �سالم‪ ،‬الرئي� ��س ح�سين الح�سين ��ي‪ ،‬الوزراء رمزي‬ ‫جريج‪� ،‬ألي�س �شبطيني‪ ،‬روني عريجي‪ ،‬اليا�س �أبي �صعب والنواب‪ :‬زياد القادري‪،‬‬ ‫هنري حلو‪ ،‬غ�سان مخيب ��ر‪ ،‬عبد اللطيف الزين‪ ،‬ممثل قاذد الجي�ش العماد جان‬ ‫قهوجي الل ��واء مارون حتي‪ ،‬المدي ��ر العام لقوى الأمن الداخل ��ي اللواء ابراهيم‬ ‫ب�صبو� ��س‪ ،‬ممثل المدير العام للأمن العام الل ��واء عبا�س ابراهيم العميد اليا�س‬ ‫بي�سري‪ ،‬ال�سفير البابوي غابريللي كات�شيا‪ ،‬و�سفراء‪ :‬تركيا �أنان اوزيليديز‪ ،‬ايران‬ ‫محم ��د فتح عل ��ي‪ ،‬اندوني�سيا احم ��د خازن حمي ��دي‪ ،‬رومانيا فيكت ��ور مير�سيا ‪،‬‬ ‫بلجيكا الك�س لينارت‪ ،‬ا‪�,‬ستراليا غلين مايلز‪ ،‬اليمن علي احمد الدليمي‪ ،‬اليابان‬

‫النائب غ�سان مخيبر‪ ،‬الرئي�س ح�سين الح�سيني‪ ،‬ماريو عون‪ ،‬الوزير روني عريجي‬

‫اليا�س حنا‪ ،‬الوزير روني عريجي‪ ،‬مي�شال دو�شدارفيان‪ ،‬زياد من�صور‬

‫هاني ونيكول مكتف‪ ،‬ثائر كرم‬

‫رفيق �شالال‪� ،‬أكرم م�شرفية‪ ،‬ع�صام �أبو جمرة‬

‫�إلفيرا وجو معلوف‬

‫‪104‬‬

‫�سيت�ش ��ي اتو�سكا‪ ،‬المغرب علي اومليل‪ ،‬وال ��وزراء ال�سابقون‪ :‬منى عفي�ش‪ ،‬مروان‬ ‫�شرب ��ل‪ ،‬زياد ب ��ارود‪ ،‬محمد يو�سف بي�ضون‪ ،‬ماريو ع ��ون‪ ،‬اليا�س حنا‪ ،‬ع�صام ابو‬ ‫جمره‪ ،‬وليد الداعوق‪ ،‬عادل قرطا�س‪ ،‬خالد قباني والمطارنة‪ :‬بول�س مطر‪ ،‬ممثل‬ ‫بطريرك ال�سري ��ان الأورثوذك�س �أفرام الثاني المط ��ران نيخائيل �شمعون‪ ،‬ممثل‬ ‫الكاثوليكو� ��س ارام الأول المط ��ران �شاهي بانو�سيان‪ ،‬متروبولي ��ت بيروت للروم‬ ‫الأرثوذك� ��س اليا� ��س عوده‪ ،‬المطران ج ��ورج ق�صارجي‪ ،‬المط ��ران اليا�س رحال‪،‬‬ ‫رئي� ��س الرهبنة الأنطونية الأباتي داوود رعيدي‪ ،‬رئي�س جمعية ال�صناعيين فادي‬ ‫الجميل‪ ،‬المدير العام لوزارة الإعالم ح�سان فلحة‪ ،‬رئي�س مجل�س الق�ضاء الأعلى‬ ‫ج ��ان فهد‪ ،‬م�ست�شار �سفارة مالطا فران�سوا اب ��ي �صعب‪ ،‬الم�ست�شار الإعالمي في‬ ‫الق�ص ��ر الجمهوري رفيق �شالال‪ .‬كما �شاركت كتيبة م ��ن القوة الفرن�سية العاملة‬ ‫في الجنوب‪ ،‬وطاقم الفرقاطة الفرن�سية �أكونيت التي تزور بيروت‪.‬‬

‫العدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫ماري تريز معلوف وباميال نبهان‬

‫كمال بدارو ونتالي عريف‬


‫�إبراهيم حالوي‪ ،‬فرن�سوا �أبي �صعب‪ ،‬الرئي�س ح�سين الح�سيني‪ ،‬القا�ضي جان فهد‪ ،‬ف�ؤاد الخازن‬

‫�سفير قطر علي بن حمد المري مع �سفير م�صر محمد بدر الدين زايد وعقيلته‬

‫الوزيران رمزي جريج و�سجعان قزي‪ ،‬ال�سفير الم�صري محمد بدر الدين زايد والنائب علي بزي‬

‫لور �سليمان‪ ،‬ال�سفير البابوي المون�سنيور غابريال كات�شا‪� ،‬سفير المغرب علي �أومليل‪ ،‬محمد‬ ‫البعلبكي‪ ،‬منى عفي�ش‬

‫المطران بول�س مطر وال�سفير البابوي غابرييل كات�شا‬

‫القن�صل �شريف البحراوي وال�شيخ خلدون �شمط‬

‫عفت كريديه والوزير ر�شيد دربا�س‬

‫القن�صل جوزيف حبي�س والقا�ضي جان فهد‬

‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪107‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫اليوم الوطني املصري يف لبنان‬ ‫دعا ال�سفير الم�صري في بيروت الدكتور محمد بدر الدين زايد �إلى حفل �إ�ستقبال في دارته في دوحة الح�ص في منا�سبة العيد الوطني لبالده ح�ضره عدد كبير‬ ‫م ��ن الم�س�ؤولي ��ن اللبنانيين من وزراء وبرلمانيين تقدمهم النائب علي بزي ممث ًال رئي� ��س مجل�س النواب نبيه بري‪ ،‬والوزير �سجعان قزي ممث ًال رئي�س الحكومة‬ ‫تم ��ام �س�ل�ام بالإ�ضافة �إلى �أع�ضاء من ال�سلك الديبلوما�سي العربي والأجنبي ونخبة من �سيدات ورجال المال والأعمال اللبنانيين �إ�ضافة �إلى مجموعة مختارة‬ ‫من �أهل الفن وال�صحافة والإعالم‪.‬‬

‫العميد عامر خالد‪ ،‬النائب عمار حوري‪ ،‬لور �سليمان‪ ،‬المحامي ناجي الب�ستاني‬

‫النائب محمد الحجار‪� ،‬إيلي الفرزلي‪ ،‬النائب عمار حوري‬

‫‪106‬‬

‫العدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫�أ�سامة �سعد‪ ،‬الوزير ح�سين حاج علي‪ ،‬ال�سفير الم�صري محمد بدر الدين زايد‬


‫دكتور جورج ومي�شال طبراني‬

‫�سمر عواد‬

‫بوال وباتريك رومانو�س‪ ،‬و�سنتيا �شلهوب‬

‫جوني وريتا حداد‬

‫لوت�شيانا ولتي�سيا طبراني ومونيكا �سلوم‬

‫رمزي ولينا �سمارة‬

‫ماري وكارال نجيم‬

‫�أنطوان وجويل برباري‬

‫دكتور ب�شلرة وكارينا زغيب‬

‫دانيال وروني �شرفان‬

‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪109‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫ألف مربوك سامر وكارين‬ ‫كان ��ت فرحة مي�ش ��ال طبراني وقرينته زاهية �أكثر م ��ن �أن تو�صف عندما ر�أيا‬ ‫كريمتهم ��ا كارين بح ّلته ��ا البي�ضاء و�سمعاها تقول نع ��م لعري�سها �سامر‪ ،‬نجل‬ ‫رج ��ل الأعمال اليا�س ع� � ّواد‪� ،‬أمام خادم رعية كني�سة ما م ��ارون في الجميزة‬ ‫ببيروت و�أمام مدعوين كثر ملأوا قاعة الكاتدرائية المارونية‪.‬‬ ‫وقد بانت فرح ��ة العري�سين و�أهلهما جلية في حفل الإ�ستقبال والع�شاء الكبير‬ ‫الالح ��ق الذي �أُقيم في فندق "لو رويال" في �ضبي ��ه بعد حفل الزفاف‪ ،‬حيث‬ ‫�إزده ��ر الغناء و�إنتع�ش الرق� ��ص على وقع �أنغام مو�سيقي ��ة �شاركت فيها فرقة‬

‫راق�ص ��ة �ألهب ��ت الح�ضور ب�أقدامه ��ا ورق�صاتها حيث �أ�سبغت ج ��و ًا من الفرح‬ ‫وال�سعادة على المدعوين الذين �سهروا حتى �ساعة مت�أخرة‪.‬‬ ‫وقد �سافر العرو�سان في اليوم التالي �إلى باري�س لق�ضاء �شهر الع�سل‪ ،‬قبل �أن‬ ‫يعودا �إلى �أبو ظبي للإلتحاق بعملهما كطبيبين للأ�سنان‪.‬‬ ‫وفي المنا�سبة تتقدم مجلة "�أ�سواق العرب" من الدكتورين العرو�سين ب�أطيب‬ ‫التهان ��ي و�أحل ��ى الأمان ��ي راجية من ��ه تعال ��ى �أن يع�ش�ش ال�سع ��ادة والهناء في‬ ‫حياتهما الجديدة‪.‬‬

‫العرو�سان �سامر ع ّواد وكارين طبراني‬

‫والدا العرو�س‪ :‬مي�شال وزاهية طبراني‬

‫الأ�شابين‪ :‬ب�شير وباتريك ع ّواد مع �إيفا وباتري�سيا طبراني‬

‫والدا العري�س‪ :‬اليا�س و�أمال ع ّواد‬

‫عبدو وناديا �سلوم‬

‫‪108‬‬

‫العدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫باوال و�إميل طبراني ونجلهما مارك‬

‫اليا�س وباتري�سيا طبراني‬


‫جنان و�شربل با�سيل‬

‫باميال وتوفيق رموز‬

‫يو�سف وميليا �شما�س‬

‫تمام وجالل بعينو‬

‫�إدمون خوري و�ألين غانم‬

‫بول وروزي �إده‬

‫عماد �إدري�س‪ ،‬زينة كريديه‪ ،‬بوال كترا‬

‫مي�شال وريما �سالمة‬

‫ماغي وجوزيف �شامي‬

‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪111‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫حفل خريي ملركز سرطان األطفال يف لبنان‬ ‫تح ��ت رعاي ��ة وزير ال�صحة وائل �أبو فاعور‪� ،‬أقام مركز �سرطان الأطفال في لبن ��ان حفل ع�شاء خيرياً في مطعم برج الحمام في برمانا عاد ريعه لدعم المركز‬ ‫في عملياته العالجية‪.‬‬ ‫ح�ضر الحفل لفيف من �أهل ال�سيا�سة اللبنانية ونخبة من �سيدات ورجال المال والأعمال �إ�ضافة �إلى عدد من �أهل المجتمع اللبناني الذين يدعمون عادة المركز‬ ‫في ر�سالته‪.‬‬

‫كلودين جميل‪ ،‬لين ها�شم‪� ،‬صوالنج بول�س‬

‫�سميرة خوري‪ ،‬مي كتزا‪� ،‬شارل حلو‬

‫هدى وريمون �سركي�س‬

‫مارون و�صوالنج راجح‬

‫‪110‬‬

‫العدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫بوال خوري‪ ،‬جانيت وهبه‪� ،‬إيفا �صياح‬

‫جورج وكلود فار�س‬

‫ال�سفير جان دانيال وقرينته‬


‫ن�ضال بكا�سيني ورانيا مزبوح‬

‫جاك وغرازييال بري�س‬

‫ح�سين ودالل الحلبي‬

‫غ�سان معلوف ومنى رحمه‬

‫ريتا لمع و�شربل زوي‬

‫�شادي و�شيرين فيا�ض‬

‫�صوالنج وجورج نعمه‬

‫نيكول عرنوك ومار�سيل نا�صيف‬

‫كري�ستينا �صوايا‬

‫محمد وباميال عبد الحي‬

‫‪Issue 33 - August - 2015‬‬

‫‪113‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫‪ 10‬سنني على شركة املصمم طوين بريس‬ ‫ف ��ي منا�سب ��ة مرور ع�شر �سنين على ت�أ�سي�س �شركته �أقام م�صمم الحفالت والأعرا�س اللبناني طوني بري�س حفل ع�شاء في "�شاتو روي�س" في �شننعير (لبنان)‪،‬‬ ‫ح�ضرها عدد كبير من �أ�ضدقاء الم�صمم والمهتمين بعالم المو�ضة والديكور و�شخ�صيات �إجتماعية وفنية بالإ�ضافة �إلى نخبة من �أهل ال�صحافة والإعالم‪.‬‬

‫هادي و�سنتيا حبي�ش‪ ،‬زاهي وفادي حلو‬

‫زهير مراد‪ ،‬ريتا لمع‪ ،‬علي جفال‬

‫نادين طربيه‪ ،‬عهد �أطرق‪� ،‬ألين وطفة‬

‫طوني بري�س‬

‫‪112‬‬

‫العدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫هال الأزهري وداليا البا�شا‬

‫علي بزي وعقيلته‬

‫نور �أزهري‬


Offering you the leading brands in Ceramic tiles, Sanitary ware, Kitchen cabinets, Sarieddine has it covered. Offering you the leading brands in Ceramic Adding a touchware, of class that cabinets, turns residential or tiles, Sanitary Kitchen Sarieddine commercial property into a palatial setting. has it covered. Log on to or visit our Adding a www.sarieddine-trading.com touch of class that turns residential or new show room and see for yourself, there’s more to commercial property into a palatial setting. just living with Sarieddine. Log on to www.sarieddine-trading.com or visit our new show room and see for yourself, there’s more to just living with Sarieddine.

Design for today’s living Abu Dhabi: t. 00971 2 6776121, 6774937 Design for today’s living Al Ain: t. 00971 3 7212211, 7218883 sartest@emirates.net.ae Abu Dhabi: t. 00971 2 6776121, 6774937


‫العنقود‬

‫�آخر‬

‫وراء أكمة النفايات يف لبنان‬ ‫**‬ ‫أفواه ال تشبع‬ ‫ٌ‬ ‫أكاد‪ ،‬لوهلة‪ ،‬أومن بنظر َّية المؤامرة‪.‬‬ ‫وأكاد‪ ،‬لتراك��م الف��راغ والنُفاي��ات‪ ،‬أصدِّق َّأن م��لء الفراغ‬ ‫بالنفايات من شغل عقول "جهنم َّية"‪.‬‬ ‫وأكاد‪ ،‬لتزاحم األلغاز‪ ،‬أس�� ِّلم بإس��تحالة ترميم الجمهورية‬ ‫المتهاوية‪ ،‬المتداعية‪ ،‬الساقطة حكماً‪.‬‬ ‫وأكاد‪ ،‬ا ّته��م‪ ،‬بعش��وائ َّية مضطرب��ة‪ ،‬أهل الحك��م بتركيب‬ ‫خديع��ة الروائح الكريهة‪ ،‬واألمراض المتنقلة‪ ،‬للتغطية على‬ ‫بحب الم��ال‪ ،‬وجراثيم تد ُّود‬ ‫روائح تع ُّف��ن جثثهم الهائمة ِّ‬ ‫نفوسهم العاشقة الفساد‪.‬‬ ‫َ‬ ‫العيش غير الكريم‪ ،‬وقد‬ ‫وأكاد‪ ،‬أتق َّيأ الوطن‪ ،‬بعفو َّية الكاره‬ ‫ُأبليت بإنتمائي إلى أرض تدفن موتاها فوق ترابها‪ ،‬وشعب‬ ‫يشتم الزعماء ويستشهد عند أبوابهم‪.‬‬ ‫وأكاد‪ ،‬لف��رط إدماني على الكتابة‪ ،‬أغ��رس رأس قلمي في‬ ‫قمامة محبرتي‪ ،‬وأدلق "نورها األسود" على النشيد الوطني‪،‬‬ ‫وأس��تقيل من وظيفة الفكر‪ ،‬وأعتزل ثقافة الحياة‪ ،‬وأتس َّلق‬ ‫جبال الزِّبالة ألصيح كمثل ديكة الخطاب السياسي المل َّوث‬ ‫بسباب مكتوم‪ ،‬وبدبدبة مشبوهة نحو إعالن اإلستقالل عن‬ ‫الدولة‪ ،‬والتف ُّلت من ش��رائع اآلخرة باإلنغماس في محاكمة‬ ‫الدنيا‪ ،‬وكأ ِّني بهم يلقون ال َّلوم‪ ،‬بعضهم على بعض‪ ،‬ألسباب‬ ‫تختص بفوارق العبادات‪ ،‬وهم ال يعبدون إلاَّ صنم َّية واحدة‬ ‫ُّ‬ ‫وهي ال َّذات‪.‬‬ ‫هم يكدّس��ون األوراق النقد َّية‪ ،‬ونح��ن نكدِّس النفايات‪ ،‬ال‬ ‫لشيء إلاَّ أل َّننا ال نستطيع أن نأكلها‪.‬‬ ‫هم يه ِّربون الحل��ول الجاهزة وراء أكم��ات الزِّبالة‪ ،‬ونحن‬ ‫نهرب من الثورة التي تبدأ بالنقمة وتنتهي بحرب األنبياء‪.‬‬ ‫ه��م الغالب��ون الوهم ُّيون ف��ي معاركهم الخاس��رة‪ ،‬ونحن‬ ‫المؤجلة جيلاً بعد جيل‪.‬‬ ‫المغلوبون على أمرهم في معاركنا َّ‬

‫سامحوني يا أوالدي‪ ...‬أل َّنني صدَّقت الوطن ــــ الكذبة‪.‬‬ ‫أل َّنني صدَّقت الشعارات الوطن َّية‪ ،‬والقوم َّية‪ ،‬وأدَّيت التح َّية‬ ‫للعلم‪.‬‬ ‫أل َّنني توهَّ مت الوطن أغنية‪.‬‬ ‫أل َّنني حسبت الوطن خيمة‪.‬‬ ‫أل َّنني تخ َّيلت الوطن صوت "فيروز"‪.‬‬ ‫ألنني لم ِأع َّأن الوطن حيث يكون المواطن‪.‬‬ ‫وحيث يكون للمواطن صوت‪ ،‬وكرامة‪.‬‬ ‫وحيث ال تنبح القافلة والكالب تمشي‪.‬‬ ‫أنض��م بكم إلى "الجامعة‬ ‫س��امحوني يا أوالدي‪ ...‬أل َّنني لم‬ ‫َّ‬ ‫اللبنان َّية الثقاف َّية في العالم"‪ ،‬وبقيت متش ِّب ًثا بعناد بمسقط‬ ‫رأس��ي حتى ج��اء اليوم ال��ذي طمرت فيه رأس��ي نفايات‬ ‫"س��وكلين" ومطام��ر آل العوائل التي تعي��ش وتقتات من‬ ‫زبالة الش��عب‪ ،‬وتجمع أهراءات الثروة والنفوذ من بقايانا‪،‬‬ ‫وفضالت أس��يادها في الخارج منذ اإلستقالل إلى اإلستقالل‬ ‫بالدولة عنَّا وعن الدولة‪.‬‬ ‫وآخجلتي منكم يا أوالدي‪ ...‬أل َّنكم ولدتم في أرض مق َّدس��ة‬ ‫تدوس��ها نعال شياطين السياسة‪ ،‬وإستبقيتكم في بلد ينحر‬ ‫في��ه األخ عنق أخيه لينصر الغريب‪ ،‬ويس��تباح في جروده‬ ‫الدَّم باس��م الله الرحم��ن الرحيم‪ ،‬وتحاصر في��ه النفايات‬ ‫المدن والدساكر‪ ،‬في إنتظار "الصفقة"‪ ،‬وتعلو فيه األصوات‬ ‫تطال��ب بحصص من قالب ُجبن قرضت��ه الفئران‪ ،‬وبحقوق‬ ‫الطوائف التي إنقرضت "من زمان"‪.‬‬ ‫أمامكم يا أوالدي‪ ،‬بعد‪ ،‬فرصة‪.‬‬ ‫لل��م النفايات من الش��وارع‪ ،‬ووضعه��ا أمام عتبات‬ ‫فرصة َّ‬ ‫الزعم��اء‪ ،‬وإن أط َّلوا لجبهكم س��دُّ وا به��ا أفواههم التي ال‬ ‫يسكتها إلاَّ أكل أرغفة الفقراء‬

‫* كاتب و�أديب و�صحافي لبناني‪ ،‬والمدير العام ال�سابق للأخبار في الم�ؤ�س�سة اللبنانية للإر�سال (�أل بي �سي)‬ ‫** ُكتِب هذا المقال في ‪ 31‬تموز (يوليو) في عز �أزمة النفايات في لبنان‬

‫‪114‬‬

‫العدد ‪� - 33‬آب (�أغ�سط�س) ‪٢٠١5 -‬‬

‫بقلم �إيلي �صليبي‬


ABU DHABI - KHALIDIYA STREET - TEL: 02 6813141 AL MARYAH ISLAND - SOWWAH SQUARE - TEL: 02 6266730

BRIONI.cOM


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.