Issue 4

Page 1

‫هل يشرب خامنئي‬ ‫"السم" الذي‬ ‫ّ‬ ‫شربه الخميني؟‬

‫حلب‪ :‬أقسى‬ ‫المعارك على‬ ‫الرغيف !‬

‫من يحمي‬ ‫األقليات من‬ ‫الطغاة الجدد؟‬

‫�شهرية ● �إقت�صادية ● ثقافية ● �إجتماعية ‪ -‬العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاني (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬

‫العالم في‬


‫�شهرية ● �إقت�صادية ● ثقافية ● �إجتماعية‬ ‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاني (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬

‫‪www.asswak-alarab.com‬‬

‫ت�صدر في لندن‬ ‫عن �شركة �أ�سواق العرب للن�شر المحدودة‬ ‫بالتعاون مع المجلة الإقت�صادية "تحت الأ�ضواء"‬ ‫بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫رئي�س مجل�س الإدارة ‪ /‬رئي�س التحرير‬

‫كابي طبراني ‪g.tabarani@gmail.com -‬‬

‫مدير التحرير (لندن)‬

‫هاني مكارم ‪h.m.makarem@gmail.com -‬‬

‫مدير التحرير (بيروت)‬

‫جوزيف قرداحي ‪josephkordahi@yahoo.com -‬‬

‫مدير التحرير (الدار البي�ضاء)‬

‫محمد لديب ‪mohamed.ladib@gmail.com -‬‬

‫الإخراج الفني‬

‫علي كمال الدين ‪alikamallll@gmail.com -‬‬

‫التوزيع ‪� -‬شركة الأوائل‬ ‫بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫العنوان الرئي�سي‪:‬‬

‫‪Asswak Al-Arab Publishing Ltd‬‬ ‫‪788-790 Finchley Road‬‬ ‫‪London NW11 7TJ - United Kingdom‬‬ ‫‪Tel: +44(0)758 3320593‬‬ ‫‪Fax: +44(0)2082019448‬‬ ‫‪email: asswak.a@gmail.com‬‬ ‫‪Editor-In-Chief: Gabriel Tabarani‬‬

‫الإ�شتراكات‪:‬‬ ‫للأفراد‪ 100 :‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬ ‫لل�شركات‪ 150 :‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬

‫للم�ؤ�س�سات الر�سمية والبعثات الديبلوما�سية‪:‬‬

‫‪ 200‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬ ‫‪Price list‬‬

‫ ‪7000‬‬ ‫‪L.L.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪B.D.‬‬ ‫‪2 C.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪E.P.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪J.D.‬‬ ‫ ‪1‬‬ ‫‪K.D.‬‬ ‫ ‪1‬‬ ‫‪O.R.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪Q.R.‬‬ ‫ ‪10‬‬ ‫‪S.R.‬‬ ‫ ‪100‬‬ ‫‪S.L.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪Drhm.‬‬ ‫ ‪3‬‬ ‫‪Pounds.‬‬ ‫‪10 T.D‬‬ ‫‪20 MAD‬‬

‫ ‪Lebanon‬‬ ‫ ‪Bahrain‬‬ ‫ ‪Cyprus‬‬ ‫ ‪Egypt‬‬ ‫ ‪Jordan‬‬ ‫ ‪Kuwait‬‬ ‫ ‪Oman‬‬ ‫ ‪Qatar‬‬ ‫ ‪Saudi Arabia‬‬ ‫ ‪Syria‬‬ ‫ ‪UAE‬‬ ‫ ‪UK‬‬ ‫ ‪Tunis‬‬ ‫ ‪Morocco‬‬

‫المقاالت التي ُتن�شر تع ّبر فقط عن �آراء �أ�صحابها‬

‫اإلفتتاحية‬

‫وعد "الربيع العربي"‬ ‫م ��اذا حقق ��ت الإنتفا�ض ��ات العربي ��ة حت ��ى الآن م ��ع بداي ��ة �سن ��ة ثالث ��ة وجدي ��دة عل ��ى‬ ‫�إنطالقتها؟‬ ‫بع ��د عامي ��ن عل ��ى �إندالع ما �أ�صبح يع ��رف ب�إ�سم "الربيع العربي" ل ��م يزهر الورد بعد‪.‬‬ ‫الديموقراطي ��ات النا�شئ ��ة ف ��ي �شم ��ال �أفريقيا تكافح م ��ن �أجل الم�ضي قدم ��ا" �أو حتى‬ ‫الحف ��اظ عل ��ى ال�سيط ��رة على الو�ضع ف ��ي البالد؛ في الخلي ��ج العرب ��ي و�أماكن �أخرى‬ ‫ل ��م يج ��ر التط ��رق الى �أي �إ�ص�ل�اح كبير؛ و�سوريا تنزل ��ق �أعمق من �أي وق ��ت م�ضى الى‬ ‫ح ��رب �أهلي ��ة وح�شي ��ة تهدد ب�إ�شع ��ال منطقة ال�ش ��رق الأو�س ��ط؛ والعراق م ��ا زال يعي�ش‬ ‫ديموقراطي ��ة ّ‬ ‫ه�ش ��ة ق ��د ت� ��ؤدي ب ��ه ال ��ى التق�سي ��م‪ .‬ب ��دال" م ��ن الغبط ��ة والإبته ��اج على‬ ‫نط ��اق وا�س ��ع لإ�ستقب ��ال الديموقراطي ��ة المقبل ��ة �أخيرا" �إل ��ى المنطق ��ة‪ ،‬ي�سمع المرء‬ ‫الآن كالم ��ا" متت�شائم ��ا" مدّعي ��ا" �أن هناك العديد من العقبات ف ��ي الطريق‪ ،‬ومعلنا"‬ ‫ع ��ن خ ��وف وقلق ح ��ول ما �سيحدث بع ��د ذلك‪ ،‬وحتى يترح ��م على النظ ��ام الإ�ستبدادي‬ ‫القدي ��م �شاع ��را" بن ��وع من الحني ��ن اليه‪ .‬في حزي ��ران (يونيو) الما�ض ��ي‪ ،‬عندما �ألغى‬ ‫المجل� ��س الع�سك ��ري في م�صر نتائ ��ج الإنتخاب ��ات البرلمانية الم�صرية‪ ،‬وح ��اول �إعادة‬ ‫عق ��ارب ال�ساع ��ة �إلى الوراء لل�سيطرة على الرئا�سة المدني ��ة‪ ،‬كتب رئي�س ق�سم ال�ش�ؤون‬ ‫الخارجي ��ة ف ��ي �صحيف ��ة "وول �ستري ��ت جورن ��ال" الأميركي ��ة ‪" :‬دعونا ن�أم ��ل �أن ينجح‬ ‫المجل� ��س ف ��ي م�سع ��اه" (لكنه ل ��م ينجح)‪ .‬وكانت محاول ��ة �إ�ستي�ل�اء الرئي�س الم�صري‬ ‫محم ��د مر�سي على ال�سلطة في ت�شري ��ن الثاني (نوفمبر) الفائت نقطة �أخرى �أ�شعلت‬ ‫بدورها هذا الحنين �إلى الما�ضي وجعلته �شائعا" من جديد‪ ،‬الأمر الذي �أدى ب�أو�ساط‬ ‫�سيا�سي ��ة ال ��ى التخوف م ��ن �أن يتحول "الربي ��ع العربي" �صراعاً عل ��ى ال�سلطة وي�صبح‬ ‫خريفاً‪.‬‬ ‫بق ��در م ��ا ه ��ي ال�شك ��وك متوقعة بقدر ما ه ��ي م�ض ّلل ��ة‪ .‬كل موجة م ��ن الديموقراطية‬ ‫خ�ل�ال الق ��رن الما�ضي ‪ -‬بع ��د الحرب العالمية الأولى‪ ،‬وبعد الح ��رب العالمية الثانية‪،‬‬ ‫وخ�ل�ال م ��ا ي�سم ��ى الموجة الثالثة في العقود الأخيرة – �أعقبه ��ا تيار �سفلي �أو رجعي‪،‬‬ ‫يرافق ��ه الإ�ستجواب عل ��ى نطاق وا�سع حول ال�صالحية وحتى الرغبة في ديموقراطية‬ ‫الحكم في المناطق المعنية‪ .‬بمجرد تعثر التقدم ال�سيا�سي �أو مماطلته‪ ،‬يكون رد فعل‬ ‫المحافظي ��ن ب�إط�ل�اق مجموع ��ة من الإنتق ��ادات ورثاء الإ�ضطراب ف ��ي العهد الجديد‬ ‫والنظ ��ر �إل ��ى ال ��وراء بح ��زن وحني ��ن وال ��ى �إ�ستق ��رار و�أم ��ن مفتر�ضي ��ن (وهميين) في‬ ‫الحقب ��ة الإ�ستبدادي ��ة ال�سابقة‪ .‬كان الم ��رء ي�أمل �أن النا�س الآن يعرف ��ون الواقع ب�شكل‬ ‫�أف�ض ��ل ‪� -‬أنه ��م �س ��وف يفهم ��ون ويدرك ��ون �أن ه ��ذا ال ��ذي يحدث ه ��و في الواق ��ع تطور‬ ‫�سيا�س ��ي‪ ،‬وكان هك ��ذا يبدو دائم ��ا" في كل الأوقات والأماكن‪ ،‬في الغرب بقدر ما هو في‬ ‫ال�ش ��رق الأو�س ��ط‪ ،‬و�أن الطريق الوحي ��دة للتقدم يكمن في التطلع �إل ��ى الأمام والعمل‬ ‫من �أجل ذلك بدال" من العودة الى الوراء‪...‬‬ ‫م ��ن ال�سه ��ل �أن يك ��ون الم ��رء مت�شائم ��ا" بالن�سب ��ة ال ��ى "الربي ��ع العرب ��ي"‪ ،‬نظ ��را"‬ ‫لإ�ضطراب ��ات م ��ا بع ��د الث ��ورة الت ��ي ي�شهده ��ا ال�ش ��رق الأو�س ��ط الآن‪ .‬لك ��ن المنتقدين‬ ‫ين�س ��ون �أن الأمر يتطل ��ب بع�ض الوقت كي ت�ستطي ��ع الديموقراطيات الجديدة تجاوز‬ ‫ما�ضيه ��ا الإ�ستب ��دادي الطويل‪ .‬وكما يفيدنا تاريخ التطور ال�سيا�سي في �أمكنة �أخرى‬ ‫من العالم‪ ،‬الأ�شياء �سوف تتح�سن‪ .‬قولوا �إن �شاء اهلل‪.‬‬

‫كابي طبراني‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪3‬‬


Khalidiya Street - Abu Dhabi - UAE Tel: +971 2 6654300 Fax: +971 2 6663396


‫‪20‬‬ ‫العدد الرابع ‪ -‬كانون الثاني (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬

‫هل يشرب خامنئي‬ ‫"السم" الذي‬ ‫ّ‬ ‫شربه الخميني؟‬

‫حلب‪ :‬أقسى‬ ‫المعارك على‬ ‫الرغيف !‬

‫م�ؤتمرات ‬

‫‪78‬‬

‫نقد م�سرحي ‬

‫‪90‬‬

‫من يحمي‬ ‫األقليات من‬ ‫الطغاة الجدد؟‬

‫�صهرية ● اإقت�صادية ● ثقافية ● اإجتماعية ‪ -‬العدد الرابع ‪ -‬كانون الثاني (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬

‫العالم في‬ ‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪TO BE ONE OF A KIND‬‬

‫مؤتم��ر"القي��موالنج��احف��ي‬ ‫األعم��ال"ف��يالمرك��زالعالم��ي‬ ‫لحوار الحضارات‪ :‬آمنوا‪ُ ...‬تبدعوا!‬

‫‪Khalidiya Street - Abu Dhabi - UAE‬‬ ‫‪Tel: +971 2 6813741‬‬ ‫‪brioni.com‬‬

‫�إعالم ‬

‫الحوار ‬

‫‪68‬‬

‫تحقيق ال�شهر ‬

‫الفن ال�سابع ‬

‫‪92‬‬

‫نورة الكعبي‪:‬‬ ‫منطقتنا اإلعالمية‬ ‫تساهم في تطوير اإلعالم‬ ‫المحلي والعربي‬

‫‪72‬‬

‫معركة الحصول على الرغيف‬ ‫في حلب صارت أهم وأقسى‬ ‫من إسقاط نظام األسد‬

‫وزير البيئة اللبناني‬ ‫ناظم الخوري‪ :‬حكومتنا الحالية‬ ‫أنجزت في حقل البيئة ما لم‬ ‫تنجزه أية حكومة لبنانية سابقة‬

‫‪82‬‬

‫أنطوان غندور‬ ‫ً‬ ‫للبنانيين‬ ‫يقدم وطن ًا‬ ‫قبل أن يضيع!‬

‫كتاب ‬

‫‪89‬‬

‫إيلي صليبي ُيعيد "النبي"‬ ‫إلى مدينة فقدت وجهها!‬ ‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫لماذا لم يقترب‬ ‫جيمس بوند من قضايا الشرق‬ ‫األوسط والجهاد اإلسالمي ؟‬ ‫‪5‬‬


‫الفهرس‬ ‫العالم العربي ‬ ‫الربيع العربي‬

‫‪30‬‬

‫المغرب العربي ‬ ‫�إ�ستثمارات‬

‫‪42‬‬

‫عام جديد مهم في تحديد مجرى ال�ش�ؤون الدولية‬

‫العالم في‬ ‫حالة عدم اليقين‬ ‫تجتاح الشرق األوسط في ‪2013‬‬

‫العالم العربي ‬ ‫الأقليات‬

‫‪34‬‬

‫العالم ‬ ‫�إيران‬

‫من يحمي األقليات‬ ‫من الطغاة الجدد في العالم‬ ‫العربي؟‬

‫وادي النيل ‬ ‫م�صر‬

‫‪46‬‬

‫"السم"‬ ‫هل يشرب خامنئي‬ ‫ّ‬ ‫الذي شربه الخميني قبله؟‬

‫‪38‬‬

‫العال م‬ ‫�صناعة الأ�سلحة‬

‫رحل حسني مبارك لكن‬ ‫سياساته اإلقتصادية ما زالت‬ ‫تطارد المصريين‬ ‫‪4‬‬

‫اإلستثمارات الفرنسية‬ ‫تجتاح المغرب العربي‬ ‫على متن القطار السريع !‬

‫لماذا ‪ 2012‬كان عام ًا جيداً‬ ‫لتجار السالح؟‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬

‫‪50‬‬

‫�أ�سواق المال ‬ ‫العام الجديد‬

‫‪58‬‬

‫عالم الطاقة ‬ ‫غاز‬ ‫أوباما ضائع‬ ‫بين األخضر والبني!‬

‫مواضيع تسعة من شأنها أن‬ ‫ٌ‬ ‫تحرك األسواق في ‪2013‬‬ ‫ِّ‬

‫‪64‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫الموجز اللبناني‬

‫"باركليز"‪� :‬إ�ستقرار الدين العام عند ‪ %135,5‬من الناتج في ‪2013‬‬ ‫ال ت ��زال تداعيات الأزم ��ة ال�سورية تُرخي بظالله ��ا على الن�شاط الإقت�صادي ف ��ي لبنان‪ ،‬وتزيد من‬ ‫مخاطر الجمود ال�سائد في ال�سيا�سات العامة والإنق�سامات ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وف ��ق "باركليز" تباط�أ الإ�ستهالك المحلي والإ�ستثمار بدليل نمو الت�سليفات المتوا�ضع والتقل�ص في‬ ‫ت�سجل نمو ًا مقارن ًة بالف�ص ��ل ال�سابق‪ ،‬غير �أنها‬ ‫ن�سب ��ة نم ��و الواردات‪ ،‬م�شيرا الى �أن الت�سليف ��ات لم ّ‬ ‫�إنخف�ضت ب�شكل ملحوظ من الف�صل الثالث‪ .‬ولفت �إلى ات�ساع العجز في ميزان المدفوعات وتق ّل�ص‬ ‫الفائ� ��ض الأول ��ي في الموازنة "ما يجعل هام� ��ش �إتخاذ القرارات في ال�سيا�س ��ات العامة محدود ًا"‪،‬‬ ‫م�شي ��ر ًا �إل ��ى �أن ق ��درة �صاف ��ي التدفق ��ات الإ�ستثمارية عل ��ى تمويل العج ��ز في المي ��زان التجاري‬ ‫تت�ضاءل‪ .‬التقرير ال ��ذي �أوردته الن�شرة الأ�سبوعية لمجموعة بنك بيبلو�س ‪،Lebanon this week‬‬ ‫ا�شار الى �أن النمو ال�ضعيف وجمود ال�سيا�سة العامة ي�ستم ّران في ال�ضغط على المالية العامة‪ ،‬الفت ًا‬ ‫ال ��ى ان تباط� ��ؤ النمو في الإيرادات والزيادة في الإنفاق �س ّببا عج ��ز ًا كبير ًا في الموازنة‪ .‬و�أ�شار الى‬ ‫ت�ض ��ا�ؤل الفائ� ��ض الأ ّولي "مما �سيزيد قابلية تع ّر�ض الإقت�ص ��اد للمخاطر‪ ،‬و�سيعك�س منحى الدين"‪.‬‬ ‫وتط ��رق الى التكلفة المرتقب ��ة لم�شروع قانون �سل�سلة الرتب والروات ��ب (‪ 1٫5‬مليار دوالر)‪ ،‬م�شيرا‬ ‫الى انها �ست�ش ّكل نحو ‪ %40‬من عجز الموازنة العامة في ‪ ،2011‬ومحذرا من �أن �إقرار هذا الم�شروع‬ ‫�سي�ضعف قدرة الموازنة على اال�ستدامة حتى لو ُ�سدّدت المبالغ على مدى ‪� 4‬سنوات‪.‬‬ ‫وتو ّق ��ع �أن ي� ��ؤدي هذا النمط �إلى �إتّ�س ��اع في عجز الموازنة العامة ي�صل �إل ��ى ‪ %8‬من الناتج المحلي‬ ‫ف ��ي ‪ 2013‬مقارن� � ًة بـ ‪ %7,5‬ف ��ي ‪ .2012‬كذلك‪ ،‬تو ّقع ا�ستقرار الدين الع ��ام عند ‪ %135,5‬من الناتج‬ ‫في ‪.2013‬‬

‫�صندوق النقد تو ّقع نمو الناتج المح ّلي في لبنان ‪ %2.5‬في ‪2013‬‬ ‫تو ّقع �صندوق النقد الدولي نمو الناتج المح ّلي‬ ‫الإجمال ��ي الحقيقي في لبن ��ان بن�سبة ‪ % 2‬في‬ ‫‪ 2012‬مقارن ��ة بن�سب ��ة نم ��و ‪ % 5,3‬في منطقة‬ ‫ال�ش ��رق الأو�س ��ط و�شم ��ال افريقي ��ا‪ ،‬و ‪% 1,2‬‬ ‫ف ��ي االقت�ص ��ادات الم�ست ��وردة للنف ��ط‪ ،‬و‪% 2‬‬ ‫في الدول العربي ��ة التي تمر بمرحلة انتقالية‪،‬‬ ‫ب�إ�ستثناء ليبيا‪ ،‬وف ��ق تقريره الن�صف ال�سنوي‬ ‫عن منطقة ال�شرق الأو�سط و�آ�سيا الو�سطى‪.‬‬ ‫ي ��رى �صن ��دوق النق ��د �أن نمو النات ��ج المحلي‬ ‫الإجمال ��ي الحقيق ��ي ف ��ي لبنان �سيبل ��غ ‪%2,5‬‬ ‫ف ��ي ‪ ،2013‬مقارن ��ة ب� �ـ ‪ 3,6%‬ف ��ي المنطقة‪،‬‬ ‫و‪ %3,3‬ف ��ي الإقت�صادات الم�ست ��وردة للنفط‪،‬‬ ‫ويعتب ��ر النم ��و المتوقع للبن ��ان الراب ��ع الأبط�أ‬ ‫ف ��ي العالم العرب ��ي ومنطقة ال�ش ��رق الأو�سط‬ ‫و�شم ��ال افريقي ��ا‪ .‬وق� � ّدر النات ��ج المح ّل ��ي‬ ‫الإجمال ��ي الحقيقي الإ�سمي بمبلغ ‪ 41,8‬مليار‬

‫دوالر ف ��ي ‪ 2012‬مقارنة ب� �ـ‪ 39‬مليار دوالر في‬ ‫‪ ،2011‬وهو ما يمث ��ل ‪ %7,9‬من مجموع الناتج‬ ‫المحلي الإجمالي للدول الم�ستوردة للنفط في‬ ‫المنطقة‪.‬‬ ‫وتو ّق ��ع �أن يبلغ معدل الت�ضخّ م في لبنان ‪%6,5‬‬ ‫ف ��ي ‪ 2012‬مقارنة ب� �ـ ‪ %10,9‬ف ��ي اقت�صادات‬ ‫المنطقة‪ ،‬و‪ %9‬لم�ست ��وردي للنفط‪ ،‬و‪ %7,8‬في‬ ‫ال ��دول العربي ��ة التي تم ��ر بمرحل ��ة انتقالية‪،‬‬ ‫ب�إ�ستثناء ليبيا‪ ،‬متوقع ًا �أن تنمو النقود بمعناها‬ ‫الوا�سع ‪ %8‬هذه ال�سنة و‪ %9‬في ال�سنة المقبلة‪،‬‬ ‫اي ب�إرتفاع من ‪ %7,2‬في ‪.2011‬‬ ‫عالوة على ذل ��ك‪ ،‬تو ّقع �صندوق النقد �أن يبلغ‬ ‫العجز في الموازنة في لبنان ‪ %7,9‬من الناتج‬ ‫المحلي الإجمالي في ‪ 2012‬و‪ %8,3‬من الناتج‬ ‫المحل ��ي الإجمال ��ي ف ��ي ‪ ،2013‬مقارنة بعجز‬ ‫‪ %6,1‬من الناتج المحلي الإجمالي في ‪.2011‬‬

‫او�ض���ح حاك���م م�ص���رف لبنان ريا�ض �س�ل�امة‬ ‫�أن الح���وادث الأمنية المتكررة �أثرت على الو�ض���ع‬ ‫االقت�ص���ادي‪ ،‬اذ "كن���ا نتوق���ع نمواً يف���وق الـ‪%2‬‬ ‫�س���نة ‪ 2012‬لي�صل الى ما ن�س���بته ‪ 4‬و‪ ،%5‬ولكن‬ ‫�سجل ‪ %3‬ف�إن ذلك �سيكلف البلد مليار و‪500‬‬ ‫�إذا ُ‬ ‫مليون دوالر"‪ .‬وجدد ت�أكيده في حديث تلفزيوني‪،‬‬ ‫"�أن �سل�س���لة الرتب والروات���ب للقطاع العام كما‬ ‫�أقرت‪" ،‬ت�ؤدي �إلى زيادة الت�ض���خم من ‪� 3‬إلى ‪،%4‬‬ ‫وتراجع في النمو‪ ،‬وزيادة معدل البطالة‪ ،‬ف�إلى عجز‬ ‫وركود اقت�صادي"‪.‬‬ ‫ت�ص���ل فاتورة الإ�س���تيراد في لبنان �إلى ‪20‬‬ ‫مليار دوالر �س���نويا ً‪ .‬الرقم هائل‪ ،‬لكنه تزامن هذه‬ ‫ال�سنة مع عجز في ميزان المدفوعات بقيمة تتجاوز‬ ‫الملياري دوالر‪ ،‬علما ً ب�أن هذا الميزان يمثّل حا�صل‬ ‫تدف���ق الأموال م���ن لبنان و�إليه‪ .‬التف�س���ير الوحيد‬ ‫ورد على ل�س���ان حاكم م�صرف لبنان ريا�ض �سالمة‬ ‫وهو �أن لبنان ي�ستورد لم�صلحة �سوريا‪.‬‬ ‫�أمل وزير ال�س���ياحة فادي عبود في �أن ي�شكل‬ ‫"المر�ص���د اللبنان���ي لل�ش���فافية"‪ ،‬الأداة والحي���ز‬ ‫الجغرافي والمعنوي لكل من �ض���اقت به م�ساحات‬ ‫الحرية وال�ش���فافية‪ ،‬و"�أن يوفر م�س���احة ال�شفافية‬ ‫الالزمة للمواطن والم�س����ؤول ف���ي �آن واحد‪ ،‬لإعادة‬ ‫�إنتاج ثقة اهتزت في كثير من الأحيان‪ ،‬و�أن يكون‬ ‫�ساحة مناق�ش���ة لكل االفكار‪ ،‬واالهم �أن ي�ستقطب‬ ‫تلك االفكار المكبوتة والتي يمكن ان تحقق بع�ض‬ ‫االنجازات في وجه �آفة الف�ساد الم�ست�شرية"‪.‬‬ ‫لف���ت نائب رئي����س جمعية ال�ص���ناعيين زياد‬ ‫بكدا�ش الى انه "ا�ض���افة الى الحوادث الأمنية في‬ ‫�س���وريا التي تعوق الت�ص���دير البري‪ ،‬ثمة �أ�س���باب‬ ‫اخ���رى �أدت الى تراجع���ه‪� ،‬أبرزه���ا انخفا�ض اليورو‬ ‫قيا�س���ا" بال���دوالر خالل اال�ش���هر ال�س���تة الأخيرة‬ ‫مم���ا يمنع �ص���ادراتنا من المناف�س���ة في الأ�س���واق‬ ‫االوروبية‪ ،‬ف�ض�ل�ا" عن �إ�س���تمرار تداعي���ات الأزمة‬ ‫المالي���ة العالمية التي ال تزال مفاعيلها ت�ؤدي الى‬ ‫�إنكما�ش الأ�سواق وتراجع �أرباحها"‪.‬‬ ‫ح�ص���ة ال�س���يارات ال�س���ياحية‬ ‫‪ 32‬في المئة هي ّ‬ ‫الم�ستوردة من �ألمانيا (جديد وم�ستعمل) في ال�سوق‬ ‫اللبنانية‪ .‬وبح�س���ب الإح�ص���اءات الجمركية‪ ،‬ف�إن هذه‬ ‫الح�صة تراجعت في الأ�شهر الع�شرة الأولى من ال�سنة‬ ‫ّ‬ ‫االفائتة بعدما كانت في عام ‪ 2011‬ما ن�سبته ‪.%35‬‬ ‫وقد �إن�س���حب التراجع عل���ى ال�س���يارات اليابانية من‬ ‫‪� %17‬إلى ‪ .%15‬يعزى هذا التراجع �إلى المناف�سة من‬ ‫ح�صته من ‪� %12‬إلى ‪،%14‬‬ ‫ال�صانع الكوري الذي زاد ّ‬ ‫وح�صة ال�سيارات البريطانية من ‪� %8‬إلى ‪.%10‬‬ ‫ّ‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪7‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون لبنانية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف اللبناني‬

‫لبنان‪� :‬سنة العي�ش في خطر‬ ‫ل ��م يتوقف لبنان عن �إث ��ارة الك�آبة‪ ،‬كما لم يتوقف‬ ‫اللبناني ��ون بدوره ��م ع ��ن �إث ��ارة الح ��زن بعزفه ��م‬ ‫عل ��ى �أوت ��ار ه ��ذه الحقيقة‪ .‬وم ��ع ذلك‪ ،‬بع ��د رحيل‬ ‫الع ��ام ‪ ،2012‬م ��ع ال ��رداءة الت ��ي حمله ��ا على جميع‬ ‫م�شجع ��ة نح ��و الأف�ضل‪.‬‬ ‫ال�صع ��د‪ ،‬هن ��اك عالم ��ات ّ‬ ‫وربم ��ا هذا ما �سيقرر كيف نت�ص ��رف في هذا العام‬ ‫الجدي ��د‪ .‬لق ��د كان ��ت العالم ��ة الفارق ��ة والأكث ��ر‬ ‫تف ��ا�ؤال" ف ��ي ‪ 2012‬ه ��ي �أن اللبنانيي ��ن ق ��د تجنبوا‬ ‫الح ��رب‪ ،‬وكان ��وا مغرو�سي ��ن ب�شع ��ور حقيقي جدا"‬ ‫مف ��اده �أن الأح ��داث ف ��ي �سوري ��ا يج ��ب � اّأل تطغ ��ى‬ ‫عل ��ى ال�سلم الأهلي في بل ��د الأرز‪ .‬بدال" من ذلك‪،‬‬ ‫خا� ��ض اللبناني ��ون معاركهم �ض ��د بع�ضهم البع�ض‬ ‫بالوكال ��ة‪ ،‬مع �إر�سال حزب اهلل والجماعات ال�سنية‬ ‫اللبناني ��ة مقاتلين �إلى بالد ال�شام لمنع �أو ت�سريع‬ ‫�سق ��وط ب�ش ��ار الأ�س ��د‪ ،‬عل ��ى �إفترا� ��ض �أن ه ��ذا من‬ ‫�ش�أن ��ه �أن ي�ؤث ��ر بطريقة �أو ب�أخ ��رى على م�صيرهم‬ ‫في بلدهم‪.‬‬ ‫كان ��ت هناك لحظات م ��ن القلق �إ�ستثن ��اءً‪ .‬في ليلة‬ ‫جن ��ازة الل ��واء و�س ��ام الح�س ��ن‪ ،‬ب ��د�أ م�سلح ��ون ف ��ي‬ ‫الطري ��ق الجديدة (ف ��ي منطقة بي ��روت الغربية)‬ ‫�إط�ل�اق الن ��ار عل ��ى الأحي ��اء الت ��ي تترك ��ز فيه ��ا‬ ‫الأحزاب ال�شيعية‪ّ .‬‬ ‫تدخل الجي�ش في اليوم التالي‬ ‫و�أوق ��ف بع� ��ض الم�سلحي ��ن و�سيطر عل ��ى الو�ضع‪.‬‬ ‫وتك ��رر القتال بي ��ن باب التبانة وجب ��ل مح�سن في‬ ‫طرابل� ��س‪ ،‬عل ��ى الرغم م ��ن �إحت ��واء معظمه‪ .‬وفي‬ ‫�صي ��دا‪ ،‬دخل رجال ال�شي ��خ �أحمد الأ�سير في تبادل‬ ‫�إط�ل�اق ن ��ار م ��ع �أفراد من ح ��زب اهلل‪ ،‬الأم ��ر الذي‬ ‫ذكرن ��ا ب�أن المدين ��ة الجنوبية ال ت ��زال ت�شكل خط‬ ‫مواجهة خطيرا" بين ال�سنة وال�شيعة‪.‬‬ ‫طبع ��ا"‪ ،‬ه ��ذا لي� ��س دليال" عل ��ى �أن كل �ش ��يء جيد‪،‬‬ ‫ولك ��ن اللبنانيي ��ن ف ��ي غالبيتهم �إرت� �دّوا وتراجعوا‬ ‫قبل �أي �إحتمال لأعمال عنف جديدة‪ .‬وهذا ينطبق‬ ‫ب�شكل خا�ص على الجهود الفا�شلة من قبل عنا�صر‬ ‫حركة ‪� 14‬آذار لإطاحة رئي�س الوزراء نجيب ميقاتي‬ ‫بالقوة ب�إقتحام ال�سراي الحكومي بعد الإنتهاء من‬ ‫مرا�س ��م دفن اللواء الح�س ��ن‪ .‬حتى �أن منا�صري ‪14‬‬ ‫�آذار �أنف�سه ��م �صدم ��وا م ��ن ه ��ذا ال�سل ��وك ال�سي ��ىء‬ ‫ال ��ذي كانوا ينددون به �ضد حزب اهلل‪ ،‬الذي يعتقد‬ ‫�أن ��ه‪ ،‬م ��ع حلفائ ��ه‪� ،‬سع ��ى ف ��ي ‪ 2008-2006‬لإطاح ��ة‬ ‫حكومة رئي�س الوزراء ف�ؤاد ال�سنيورة‪.‬‬ ‫وهو ما يقودنا �إلى عالمة �أخرى واعدة من ‪،2012‬‬ ‫وتكم ��ن ب�أن العديد م ��ن اللبنانيين بد�أ يرى مزايا‬ ‫الو�سطية في ال�سيا�سة‪ .‬مع قطع حركة ‪� 14‬آذار كل‬ ‫عالقاته ��ا مع ح ��زب اهلل‪ ،‬كان ال ب� � ّد للبنانيين من‬ ‫‪6‬‬

‫التوج ��ه الى قوى �سيا�سية قادرة على التحدث �إلى‬ ‫يمجد الإفراط‬ ‫كال الجانبي ��ن‪ .‬ينبغي للمرء �أن ال ّ‬ ‫ف ��ي الو�سطي ��ة‪ ،‬الت ��ي ال ت ��زال مح ��دودة النف ��وذ‬ ‫ن�سبي ��ا"‪ .‬وم ��ع ذل ��ك‪ ،‬قدرتها على الوق ��وف بمعزل‬ ‫عن الإ�ستقطاب هي �شيء �صفق له اللبنانيون‪.‬‬ ‫بالن�سب ��ة الى رئي� ��س الجمهورية مي�ش ��ال �سليمان‪،‬‬ ‫ال ��ذي يج�س ��د الو�س ��ط �أف�ض ��ل م ��ن معظ ��م �أه ��ل‬ ‫ال�سيا�س ��ة في لبن ��ان‪ ،‬كان �شع ��اره موا�صلة الحوار‪.‬‬ ‫�إنه ي�سعى الى تن�شيط حوار وطني‪ ،‬والذي رف�ضته‬ ‫حالي ��ا" حرك ��ة ‪� 14‬آذار‪ ،‬عل ��ى �أ�سا� ��س �أن ��ه ال يمك ��ن‬ ‫�إج ��راء ح ��وار مع قتل ��ة‪ .‬ولكن كما يق ��ول كثير من‬ ‫اللبنانيي ��ن‪ ،‬عندما يك ��ون رفاه الدول ��ة وم�صيرها‬ ‫ف ��ي اللع ��ب‪ ،‬كل �ش ��يء ممك ��ن‪� .‬إنهم ال يري ��دون �أن‬ ‫يُلق ��ى بلدهم ف ��ي �أتون حرب �أهلي ��ة جديدة ب�سبب‬ ‫�أن التحالف ��ات ال�سيا�سي ��ة لي�س ��ت عل ��ى �إ�ستع ��داد‬ ‫للتح ��دث �إل ��ى بع�ضه ��ا البع� ��ض‪ .‬و�إذا كان الح ��وار‬ ‫ه ��و نفاقا"‪ ،‬عندها ي�صبح حوار نفاق �أف�ضل من ال‬ ‫حوار �إذا كان ينزع فتيل التوترات‪.‬‬ ‫م ��اذا يعني كل ه ��ذا في وقت الإنتخاب ��ات في العام‬ ‫الجدي ��د؟ لي� ��س وا�ضحا" م ��ا �إذا كان الو�سط لديه‬ ‫ال ��وزن الإنتخاب ��ي لتح ��دي ح ��زب اهلل �أو حرك ��ة‬ ‫‪� 14‬آذار‪ .‬لبن ��ان ال ي ��زال بل ��د الإ�ستقط ��اب‪ ،‬وه ��ذا‬ ‫ه ��و ال�سب ��ب ال ��ذي �أوج ��د �أولئ ��ك المتطرفين من‬ ‫الجهتي ��ن الذي ��ن يزعم ��ون �أن دع ��م الو�سطي ��ة‬ ‫ال�سيا�سية هو م�ضيعة للوقت‪ .‬لكن الإ�ستقطاب قد‬ ‫يعني �أن ممثلي الو�سط‪ ،‬الرئي�س �سليمان والزعيم‬ ‫الدرزي وليد جنبالط‪ ،‬قد يخرجان من �إنتخابات‬ ‫الع ��ام الجديد مرة �أخ ��رى يم�سكان بميزان القوى‬ ‫في البرلم ��ان‪ ،‬و�سيكونان �أ�سا�سيين في ت�شكيل �أية‬ ‫حكومة‪.‬‬ ‫حت ��ى المجتم ��ع الدول ��ي‪ ،‬م ��ن خ�ل�ال ال�سف ��راء‬ ‫الأجان ��ب ف ��ي بيروت‪ ،‬تعب من ال�ص ��دع بين حركة‬ ‫‪� 14‬آذار وح ��زب اهلل‪ .‬ال�سف ��راء‪ ،‬للأ�س ��ف‪ ،‬يعتب ��رون‬ ‫الآن �أن حرك ��ة ‪� 14‬آذار ه ��ي ج ��زء م ��ن الم�شكلة في‬ ‫لبن ��ان‪ .‬لك ��ن ف ��ي الوق ��ت عين ��ه هن ��اك ما ه ��و �أكثر‬ ‫راحة م ��ع الجهات ال�سيا�سية الفاعل ��ة في الو�سط‪،‬‬ ‫الت ��ي ه ��ي عل ��ى �إ�ستع ��داد لإ�ستخ ��دام الو�سائ ��ل‬ ‫الد�ستوري ��ة للح ��د م ��ن ق ��درة ح ��زب اهلل عل ��ى �ش ّد‬ ‫النظام في �إتجاهه‪ .‬الحزب لن يختفي مهما كانت‬ ‫نتائ ��ج ال�ص ��راع في �سوري ��ا‪ .‬وي�شع ��ر المتابعون �أنه‬ ‫م ��ن الأف�ضل الحفاظ على قناة مفتوحة مع قيادة‬ ‫ح ��زب اهلل ك ��ي تكون هناك �إمكاني ��ة للتفاو�ض على‬ ‫حل لأ�سلحته‪.‬‬ ‫كم ��ا �أم�ض ��ى اللبناني ��ون ‪ 2012‬م ��ن دون �إنهي ��ار‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬

‫اقت�ص ��ادي ه ��ل ينجح ��ون ف ��ي ‪2013‬؟ المزاي ��ا‬ ‫مح ��دودة بالنظ ��ر �إل ��ى �أن العدي ��د م ��ن اللبنانيين‬ ‫يطال ��ب ب�أن تن ّفذ زيادة ف ��ي الرواتب‪ .‬بالن�سبة الى‬ ‫الم�صرفيي ��ن‪� ،‬إن مث ��ل ه ��ذه الخطوة �س ��وف ت�ؤدي‬ ‫الى �إنهي ��ار العملة الوطنية (اللي ��رة)‪ ،‬و�سوف يهز‬ ‫النظام الم�صرفي جدا" حتى النخاع‪.‬‬ ‫�إن مو�ضوع ما �إذا كان العام الجديد �سيكون �أف�ضل‬ ‫قاب ��ل للنقا� ��ش‪ .‬يعان ��ي لبن ��ان م ��ن الآث ��ار ال�سلبية‬ ‫لل�صراع ال�سوري‪ ،‬الذي خنق تجارة الت�صدير برا"‪،‬‬ ‫ومن ��ع ال�سي ��اح العرب من المج ��يء ب�سياراتهم �إلى‬ ‫لبنان‪ ،‬وقطع الطلب ال�سوري والعربي على ال�سلع‬ ‫والخدم ��ات اللبناني ��ة‪ .‬م ��ن دون �ش ��ك ه ��ذا لي� ��س‬ ‫م�شجع ��ا"‪ ،‬ولك ��ن لي�س ��ت �أخب ��ارا" �سيئ ��ة �أن البالد‬ ‫تمكن ��ت م ��ن الحف ��اظ عل ��ى ر�أ�سها ف ��وق الماء على‬ ‫الرغ ��م م ��ن ‪� 22‬شه ��را" م ��ن الح ��رب المنهكة على‬ ‫عتباتها‪.‬‬ ‫قد يكون ‪ 2013‬عاما" �صعبا" على اللبنانيين من‬ ‫الناحي ��ة الإقت�صادي ��ة‪ .‬لك ��ن الكثي ��ر �س ��وف يعتمد‬ ‫عل ��ى م ��ا يحدث في �سوري ��ا‪� .‬إذا �إنه ��ار نظام الأ�سد‬ ‫ب�سرع ��ة ن�سبي ��ا"‪ ،‬ق ��د يك ��ون لبن ��ان ف ��ي الطليع ��ة‬ ‫لإع ��ادة الإعمار هناك‪ .‬كما قد ي� ��ؤدي رحيل الأ�سد‬ ‫ال ��ى الدخول في فترة من ع ��دم الإ�ستقرار‪ ،‬وحتى‬ ‫التحالف ��ات ق ��د تجب ��ر اللبنانيي ��ن المتناف�سين �أن‬ ‫ي�صط ��دم بع�ضه ��م مع البع� ��ض الآخر‪ .‬م ��ن ناحية‬ ‫�أخ ��رى‪ ،‬ب ��دال" من ذلك ق ��د ي�ساعد خ ��روج الأ�سد‬ ‫م ��ن الحك ��م عل ��ى �إ�ستق ��رار لبن ��ان ال ��ذي �أم�ض ��ى‬ ‫عقودا" يرق�ص ويهز على �إيقاعات فر�ض التقلبات‬ ‫ال�سورية‪.‬‬ ‫مع رحيل الأ�سد‪� ،‬ستتقل�ص قدرة حزب اهلل على �شن‬ ‫ح ��رب �إلى ح ��د كبير‪ .‬يعلم الحزب عل ��ى �أن غالبية‬ ‫اللبنانيين‪ ،‬بمن ف ��ي ذلك ال�شيعة‪ ،‬لي�ست حري�صة‬ ‫على الدخول في حرب مع �إ�سرائيل‪ .‬ال �أحد يرغب‬ ‫ف ��ي مواجه ��ة عواقب مث ��ل هذا ال�ص ��راع‪ ،‬وقبل كل‬ ‫�ش ��يء التدمير الذي يترتب علي ��ه‪ ،‬وخ�صو�صا" �إذا‬ ‫ما نظر �إليه على �أنه قام به ل�صالح ايران‪.‬‬ ‫الع ��ام الما�ض ��ي ل ��م يك ��ن �سه�ل�ا" بالن�سب ��ة ال ��ى‬ ‫اللبنانيي ��ن‪ ،‬والع ��ام الجدي ��د ق ��د يجل ��ب المزي ��د‬ ‫م ��ن ال�صداع‪ .‬ومع ذل ��ك‪� ،‬سنوات العج ��اف تفر�ض‬ ‫التوا�ض ��ع‪ ،‬ولدى اللبنانيين �أوه ��ام قليلة متبقية‪.‬‬ ‫الخ ��وف من العنف‪ ،‬والرغبة في الحوار وال�ضعف‬ ‫الإقت�ص ��ادي لي�س ��ت �أ�شي ��اء تحفز عل ��ى التهور‪ .‬في‬ ‫ه ��ذا اال�ستنت ��اج يكمن الأم ��ل لأ�شخا� ��ص م�صابين‬ ‫�إلى الأبد بال�شكوك حول م�ستقبلهم‪.‬‬ ‫بيروت ‪ -‬رئيف عمرو‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫�سعر الرغيف في لبنان �إلى ارتفاع؟‬ ‫قب ��ل �أيام‪ ،‬تناه ��ى �إلى م�سامع وزي ��ر الإقت�صاد‬ ‫والتج ��ارة اللبناني نق ��وال نحا� ��س‪� ،‬أن �أ�صحاب‬ ‫الأفران والمخابز تح ّركوا ف ��ي اتجاه المطالبة‬ ‫بزي ��ادة كمي ��ات الطحين المدع ��وم‪ ،‬متذ ّرعين‬ ‫ب� ��أن الطلب عل ��ى الخبز ارتفع م ��ع ارتفاع عدد‬ ‫النازحي ��ن ال�سوريين والفل�سطينيين �إلى لبنان‪.‬‬ ‫وفي ر�أي ه� ��ؤالء‪� ،‬أنه يجب زيادة كمية الطحين‬ ‫المدع ��وم في ال�س ��وق من ‪� 18‬ألف ط ��ن �إلى ‪20‬‬ ‫�ألف� � ًا‪ ،‬م ��ن �أج ��ل تلبية الطل ��ب المتزاي ��د الذي‬ ‫باتت ت�ؤمن ��ه الأفران عبر زي ��ادة كمية الإنتاج‪،‬‬ ‫وبالتال ��ي فهي تحت ��اج �إلى زي ��ادة كمية الدعم‪،‬‬ ‫�أو تحري ��ر �أ�سعار الخبز لتتمك ��ن من تلبية هذا‬ ‫الطلب من دون �أن ت�شت ��ري كميات �إ�ضافية من‬ ‫الطحين بالأ�سعار العادية غير المدعومة‪ .‬ففي‬ ‫الحال ��ة الراهن ��ة‪ ،‬ال يمكن الأف ��ران والمخابز‪،‬‬ ‫وف ��ق ت�صريحات الأمين الع ��ام لنقابة �أ�صحاب‬ ‫المخاب ��ز والأفران �أني� ��س ب�ش ��ارة‪ ،‬التمييز في‬ ‫�سعر مبيع ربطة الخبز بي ��ن اللبناني والأجنبي‬ ‫مع �أن ال�سعر الر�سمي المحدّد بنحو ‪ 1500‬ليرة‬ ‫للربط ��ة من وزن ‪ 900‬غ ��رام ينتج من الطحين‬ ‫المدعوم‪ ،‬لكن ب�شارة ل ّم ��ح �إلى �أن ال�سعر يجب‬ ‫�أن يك ��ون ‪ 2000‬ليرة للربط ��ة المنتجة بطحين‬ ‫غير مدعوم‪.‬‬ ‫الالف ��ت ف ��ي الأم ��ر �أن ال ��وزارة �إطلع ��ت عل ��ى‬ ‫معطيات ت�ؤكد �أن هناك كميات كبيرة من الخبز‬ ‫المنتج في لبنان تذه ��ب يومي ًا �إلى �سوريا حيث‬ ‫يع ّد الخب ��ز تجارة رائجة في ه ��ذه الأيام‪ .‬ففي‬ ‫الأ�شه ��ر الأخي ��رة‪ ،‬تب ّين للمعنيي ��ن بهذا الملف‬ ‫ولرج ��ال الأعم ��ال المتابعي ��ن‪� ،‬أن �سع ��ر ربطة‬ ‫الخبز في حلب و�ص ��ل �إلى ‪ 700‬ليرة �سورية (‪7‬‬

‫وزير الإقت�صاد‬ ‫والتجارة‬ ‫اللبناني نقوال‬ ‫نحا�س‬

‫دوالرات) م ��ع �إرتفاع حدّة المع ��ارك الع�سكرية‬ ‫هناك‪ ،‬وهو الأمر الذي دفع �أحد رجال الأعمال‬ ‫الحلبيي ��ن �إل ��ى �ش ��راء ‪� 25‬ألف ربط ��ة خبز من‬ ‫لبن ��ان وتوزيعه ��ا ف ��ي حل ��ب‪ .‬وبح�س ��ب �صاحب‬ ‫فرن "�شم�سين" ريا� ��ض ال�س ّيد‪ ،‬ف�إن �سعر مبيع‬ ‫الربط ��ة له ��ذا الرجل بل ��غ ‪ 1000‬لي ��رة لبنانية‬ ‫"م�ساهم ��ة منا م ��ع ال�شعب ال�س ��وري"‪ .‬غير �أن‬ ‫هن ��اك الكثير من التحفظات عن هذه الخطوة‪،‬‬ ‫ال �سيم ��ا �أن ال�س ّيد نف�سه �أ ّكد تلقيه �شكاوى "عن‬ ‫�أن ربط ��ة الخبز من �إنتاجنا تب ��اع في حلب في‬ ‫ال�سوق ال�سوداء بمبالغ كبي ��رة‪ ،‬لكن الأمر لي�س‬ ‫بيدن ��ا �إيقاف ��ه‪� ،‬إذ ال يمك ��ن �أن نوق ��ف الإنت ��اج‬ ‫ونقطع الخبز عن ال�شعب ال�سوري"‪.‬‬ ‫�أما ف ��ي العا�صم ��ة دم�شق فلم ي ��زد �سعر ربطة‬ ‫الخب ��ز عل ��ى ‪ 100‬لي ��رة (دوالر واح ��د) حي ��ث‬ ‫اله ��دوء الن�سبي متوافر �أكثر في هذه المنطقة‪،‬‬ ‫لكن ف ��ي حم�ص �إرتف ��ع �سعر الربط ��ة �إلى نحو‬ ‫‪ 500‬لي ��رة (‪ 5‬دوالرات) م ��ع الت�صعي ��د الأمني‬ ‫والع�سك ��ري‪ ...‬وه ��ذا الأم ��ر ينطبق عل ��ى كثير‬ ‫م ��ن المناطق ال�سورية بح�س ��ب قربها �أو بعدها‬ ‫عن لبنان �أو عن بلدان مجاورة يمكنها ت�صدير‬ ‫الخبز‪.‬‬ ‫وبح�س ��ب ما ينقل عاملون في هذا المجال‪ ،‬ف�إن‬ ‫الأفران اللبنانية باتت ت�صدّر كميات كبيرة �إلى‬ ‫هن ��اك‪� ،‬إما عب ��ر المعابر ال�شرعي ��ة حيث ي�ضع‬ ‫العاملون على خط لبنان ــ �سوريا‪ ،‬عدد ًا محدود ًا‬ ‫من ربطات الخبز معه ويبيعها هناك في ال�سوق‬ ‫ال�س ��وداء‪ ،‬او بالمئات التي يجري تهريبها يومي ًا‬ ‫عب ��ر المعابر المنت�شرة على الح ��دود البقاعية‬ ‫وال�شمالية للبنان مع �سوريا‪.‬‬

‫�أكد وزي���ر الدولة اللبناني مروان خيرالدين "ان‬ ‫تمويل �سل�سلة الرواتب لن يكون عبر فر�ض �ضرائب‬ ‫جديدة‪" ،‬بل من م�ص���در �أ�س���ا�س يتمحور على زيادة‬ ‫غي���ر الزامي���ة على عامل الإ�س���تثمار عل���ى العقارات‬ ‫المبني���ة بن���اء على طل���ب مالكيها و�ض���من �ش���روط‬ ‫التنظيم المدني"‪ ،‬مو�ض���حا" ان الن�س���بة ال تزال قيد‬ ‫الدر����س "لكنها قد تحدد ب���ـ‪ .%10‬ونحن في انتظار‬ ‫ر�أي وزارة اال�ش���غال للت�أك���د من �آلي���ات التطبيق وال‬ ‫�س���يما في المناط���ق‪ ،‬وكذلك �س���ن�أخذ ف���ي االعتبار‬ ‫مالحظات الوزراء ونرى االن�سب منها العتمادها"‪.‬‬ ‫�أطلق "التجمع الإقت�صادي الإجتماعي من �أجل‬ ‫لبنان" م�ش���روع درا�س���ة تطبيقية للطاق���ة البديلة‬ ‫الت���ي بد�أ خب���را�ؤه العمل به���ا‪ ،‬وترمي ال���ى تعزيز‬ ‫خدم���ة الكهرباء‪ ،‬وتت�ض���من مفاعي���ل تنطبق على‬ ‫البيئة‪ .‬كذلك ترمي الى تح�س���ين الإقت�ص���اد حيال‬ ‫تفعيل القدرة ال�شرائية لدى المواطن وفي الوقت‬ ‫عينه تمكين الم�صانع من خف�ض كلفة الإنتاج‪ ،‬مما‬ ‫يعزز �إمكان القدرة على المناف�سة‪.‬‬ ‫التجمع الى �ض���رورة ان يخفف ال�سيا�سيون‬ ‫وخل�ص‬ ‫ّ‬ ‫من حدة الخطاب ال�سيا�س���ي وخ�صو�ص���ا" في هذه‬ ‫الظ���روف الإقت�ص���ادية ال�ص���عبة الت���ي يواجهه���ا‬ ‫لبنان"‪ ،‬داعيا" الى "التركيز على ال�ش�أن الإقت�صادي‬ ‫والمعي�شي بدل التركيز على المو�سم الإنتخابي"‪.‬‬ ‫�أنجزت مجموعة م�س���تثمرين لبنانيين‪� ،‬صفقة‬ ‫مع الوليد بن طالل �إ�شترت بموجبها كامل ح�ص�صه‬ ‫في فندق موفنبيك في بيروت بقيمة ‪ 134‬مليون‬ ‫دوالر‪ .‬وفيم���ا رف�ض���ت ه���ذه المجموع���ة الك�ش���ف‬ ‫عن نف�س���ها‪ ،‬قال مطلعون على ال�ص���فقة �أن �سعر‬ ‫ال�ش���راء كان بخ�س���ا ً على فندق بحج���م الموفنبيك‬ ‫المق��� ّدرة قيمت���ه بنح���و ‪ 200‬ملي���ون دوالر وف���ق‬ ‫�أ�س���عار الأرا�ض���ي في منطقة الرملة البي�ض���ا‪ ،‬في‬ ‫حين لم تح�سم المعطيات �أن يكون الوليد بن طالل‬ ‫ح�ص���ته في فندق فور �س���يزن‪ ،‬والبالغة‬ ‫قد عر�ض ّ‬ ‫‪ %25‬من الأ�سهم‪ ،‬للبيع‪.‬‬ ‫ملي���ار دوالر مجم���وع م���ا �أُنفق على �ش���بكات‬ ‫ال�ص���رف ال�ص��� ّحي لمعالجتها‪ ،‬غير � ّأن هذا الإنفاق‬ ‫ل���م ي����ؤ ّد �إل���ى تكري���ر �أكث���ر م���ن ‪ %8‬م���ن المياه‬ ‫المبتذل���ة‪ ،‬وفقا ً لما �أعلن���ه وزير الطاق���ة والمياه‪،‬‬ ‫جبران با�س���يل‪ ،‬خالل �إطالق الإ�ستراتيجية الوطنية‬ ‫وتت�ض���من الإ�ستراتيجية‬ ‫لقطاع ال�صرف ال�صحي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫خطوات عديدة لإجراء تح�سينات م�ستدامة في هذا‬ ‫القطاع‪ ،‬منها فر�ض ر�س���م معين على الإ�ستهالك‪.‬‬ ‫وحالي���ا ً تتح ّول المي���اه �إلى المي���اه الجوفية‪ ،‬فيما‬ ‫ال�شبكات تغطّ ي ‪ %65‬من ال�سكان‪ ،‬ولكن من دون‬ ‫تكرير‪ .‬والمحطات الخا�ص���ة بالتكرير موجودة على‬ ‫ال�ساحل‪ ،‬لكنها غير مربوطة بال�شبكات‪.‬‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪9‬‬


‫�ش�ؤون لبنانية‬

‫لبنان‪ :‬البنية التحتية تنتظر "ال�شراكة"‬ ‫والعقود المتبقية ‪ 3‬مليارات دوالر‬ ‫تبقى البنية التحتية في لبنان في �إنتظار‬ ‫�إق ��رار قان ��ون ال�شراكة بي ��ن القطاعين‬ ‫العام والخا�ص من �أجل "نف�ضة" ت�ساهم‬ ‫ف ��ي تح�سين من ��اخ الإ�ستثمار‪ .‬لكن‪ ،‬هذا‬ ‫ال يعني ان الحكومات المتتالية لم تنجز‬ ‫عل ��ى ه ��ذا ال�صعي ��د‪ ،‬اذ �إرتفع ��ت قيمة‬ ‫العقود الموقعة الى ‪ 10,6‬مليارات دوالر‬ ‫في ‪� 19‬سنة ون ّف ��ذ منها عقود بقيمة ‪7,4‬‬ ‫مليارات لتبقى عقود بقيمة ‪ 3,2‬مليارات‬ ‫دوالر قيد التنفيذ‪.‬‬ ‫وفق التقري ��ر ال�سنوي عن تقدم االعمال‬ ‫‪� ،2012‬أورد مجل� ��س الإنماء واالعمار ان‬ ‫قيمة العق ��ود بلغت ‪ 10,6‬مليارات دوالر‪،‬‬ ‫منه ��ا ‪ 3,260‬ملي ��ارات قي ��د الإنج ��از‪،‬‬ ‫و‪ 7,402‬ملي ��ارات منج ��زة‪� ،‬أم ��ا قيم ��ة‬ ‫التمويل الخارجي فبلغت ‪ 4,526‬مليارات‬ ‫دوالر‪ .‬وي�شم ��ل التمويل المحقق لبرنامج‬ ‫�إعادة الإعمار‪� ،‬إتفاق ��ات قرو�ض �صادق‬ ‫عليه ��ا مجل� ��س الن ��واب و�أخ ��رى وافقت‬ ‫عليها الحكومة‪ ،‬و�إتفاقات هبات و�ضعت‬ ‫قيد التنفيذ بموجب مرا�سيم حكومية‪ ،‬اذ‬ ‫بلغت القيمة الإجمالية للتمويل الخارجي‬ ‫من ��ذ ‪ 1992‬وحتى ‪ 2011‬ما ي ��وازي ‪9,4‬‬ ‫ملي ��ارات دوالر بح�سب �أ�سع ��ار ال�صرف‬ ‫في ‪ ،2011‬مك ّونة من هبات وقرو�ض‪.‬‬ ‫وبالتف�صي ��ل‪� ،‬أورد التقري ��ر العق ��ود‬ ‫المنف ��ذة في تل ��ك الفترة وف ��ي مقدمها‬ ‫قط ��اع الكهرباء الذي بلغ ��ت عقوده ‪1,4‬‬ ‫مليار دوالر منه ��ا ‪ 1,2‬مليار دوالر تمويل‬ ‫خارج ��ي‪ ،‬و الهات ��ف الثاب ��ت والبري ��د‬ ‫‪ 789,49‬مليون دوالر منها ‪ 33,26‬مليونا‬ ‫تمويل خارجي‪ ،‬والتعليم ‪ 1,1‬مليار دوالر‬ ‫منه ��ا ‪ 509,91‬ماليين تموي ��ل خارجي‪،‬‬ ‫وال�صح ��ة ‪ 313,11‬ملي ��ون دوالر منه ��ا‬ ‫‪ 215,19‬مليونا تموي ��ل خارجي‪ ،‬وترتيب‬ ‫االرا�ض ��ي والبيئ ��ة ‪ 84,46‬ملي ��ون دوالر‬ ‫منه ��ا ‪ 59,07‬مليون ��ا تموي ��ل خارج ��ي‪،‬‬ ‫وبرامج التنمية االجتماعية واالقت�صادية‬ ‫‪ 63,19‬مليون دوالر منه ��ا ‪ 29,85‬مليونا‬ ‫تموي ��ل خارجي‪ ،‬ومي ��اه ال�شرب ‪832,63‬‬ ‫‪8‬‬

‫مليون دوالر منها ‪ 603,95‬ماليين تمويل‬ ‫خارج ��ي‪ ،‬وال�ص ��رف ال�صح ��ي ‪688,34‬‬ ‫مليون� � ًا منه ��ا ‪ 402,85‬مليوني ��ن تموي ��ل‬ ‫خارج ��ي‪ ،‬والنفايات ال�صلب ��ة ‪ 1,6‬مليار‬ ‫دوالر منها ‪ 33,58‬مليونا تمويل خارجي‪،‬‬ ‫والزراع ��ة وال ��ري ‪ 114,73‬مليون� � ًا منها‬ ‫‪ 87,08‬تموي ��ل خارج ��ي‪ ،‬والخدم ��ات‬ ‫ال�سيادي ��ة ‪ 162,45‬مليون� � ًا منها ‪10,25‬‬ ‫تمويل خارجي‪ ،‬ومتنوع ‪ 605,67‬ماليين‬ ‫منها ‪ 223,90‬مليونا تمويل خارجي‪.‬‬ ‫وفي تف�صي ��ل التمويل الخارجي المحقق‬ ‫الآت ��ي‪ :‬الهب ��ات ‪ 2,817‬ملي ��اري دوالر‬ ‫ت�شكل ‪ %30‬من قيم ��ة العقود‪ ،‬والقرو�ض‬ ‫‪ 6,6‬مليارات دوالر (‪ )%70‬لي�صل بذلك‬ ‫المجموع ال ��ى ‪ 9,4‬مليارات دوالر‪ .‬يذكر‬ ‫ان ‪ 13‬م�ص ��در تموي ��ل خارجي� � ًا رئي�س� � ًا‬ ‫�ساهم ��ت ب�أكث ��ر م ��ن ‪ %90‬م ��ن مجم ��ل‬ ‫التمويل الخارجي‪ ،‬وه ��ي‪ :‬البنك الدولي‬ ‫للإن�شاء والتعمير ‪ ،%10‬ال�صندوق العربي‬ ‫للإنماء الإقت�ص ��ادي والإجتماعي ‪،%14‬‬ ‫البن ��ك الأوروب ��ي للتثمي ��ر ‪ ،%11‬الكويت‬ ‫وال�صندوق الكويتي للتنمية الإقت�صادية‬ ‫العربي ��ة ‪ ،%11‬ال�سعودي ��ة وال�صن ��دوق‬ ‫ال�سعودي للتنمية ‪ ،%10‬البنك الإ�سالمي‬ ‫للتنمي ��ة ‪ ،%10‬الإتح ��اد الأوروب ��ي ‪،%6‬‬ ‫�إيطالي ��ا ‪ ،%6‬فرن�سا والوكال ��ة الفرن�سية‬ ‫للتنمي ��ة ‪ ،%4‬قط ��ر ‪ ،%3‬الم�صارف ‪،%3‬‬ ‫�ألمانيا ‪ %2‬واليابان ‪.%2‬‬ ‫وبح�س ��ب التقرير‪ ،‬بلغ ��ت ح�صة قطاعات‬ ‫البن ��ى التحتي ��ة الأ�سا�سي ��ة م ��ن التموي ��ل‬ ‫الخارج ��ي ‪ ،%37‬وهي تع ��ود الى قطاعات‬ ‫الكهرب ��اء والإت�ص ��االت والنق ��ل الب ��ري‬ ‫والبح ��ري والج ��وي‪ .‬وبلغ ��ت ح�ص ��ة‬ ‫القطاع ��ات الإجتماعي ��ة ‪ %26‬و�شمل ��ت‬ ‫قطاع ��ات التعلي ��م‪ ،‬وال�صح ��ة العام ��ة‬ ‫وتعوي�ضات الإ�س ��كان وال�شباب والريا�ضة‬ ‫وترتي ��ب الأرا�ض ��ي والبيئ ��ة‪ ،‬بينم ��ا بلغت‬ ‫ح�صة قطاعات الخدمات اال�سا�سية ‪،%18‬‬ ‫توزعت بين قطاع ��ات �إمداد مياه ال�شرب‬ ‫وال�صرف ال�صحي والنفايات ال�صلبة‪.‬‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬

‫زراعة‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫ال�صفدي‪� :‬إ�ستحقاقات لبنان في‬ ‫‪ 2013‬الموازنة وحقوق العاملين‬

‫وزير المال اللبناني محمد ال�صفدي‬

‫�أك ��د وزير الم ��ال اللبناني محم ��د ال�صف ��دي �أن "العام‬ ‫المقبل يحم ��ل معه �إ�ستـحقاقات مه ّم ��ة على ال�صعيدين‬ ‫المال ��ي والإقت�صادي من �أبرزها اق ��رار قانون الموازنـة‬ ‫العـام ��ة وت�أمـي ��ن حق ��وق جمي ��ع العاملي ��ن ف ��ي القطاع‬ ‫العام"‪.‬‬ ‫وهن�أ ال�صف ��دي "اللبنانيين بحلول العام الجديد"‪� ،‬آم ًال‬ ‫�أن "يحم ��ل معه بوادر انف ��راج في الأزمات التي يواجهها‬ ‫لبنان"‪.‬‬ ‫وقال‪" :‬لق ��د تمكن اللبناني ��ون حت ��ى الآن بف�ضل وعيهم‬ ‫م ��ن تجـاوز مخـاطر كبيرة على الرغم من اال�ضطرابات‬ ‫الإقليمي ��ة المحيطة بنا والخالف ��ات الداخلية التي تُعيق‬ ‫م�سيرة الدولة"‪.‬‬ ‫ور�أى �أن "الم�س�ؤولية م�شتركة بين جميع القوى ال�سيا�سية‬ ‫في الحكومة كما في المعار�ضة‪ ،‬لتجنيب لبنان الت�أثيرات‬ ‫ال�سلبي ��ة لما يجري ف ��ي �سوريا‪ .‬كذلك‪ ،‬ف� ��إن الم�س�ؤولية‬ ‫م�شترك ��ة في التو�صل �إلى قانون جديد لالنتخابات ي�ؤمن‬ ‫�صح ��ة التمثيل النيابي وتوازن ��ه الوطني وي�ؤ�س�س لمرحلة‬ ‫م�ستق ��رة ف ��ي الحي ��اة ال�سيا�سي ��ة لتنطلق عملي ��ة تطوير‬ ‫النظام بروح وفاقية"‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار �إل ��ى �أن "ال ��وزارة تدرك �ض ��رورة االنف ��اق على‬ ‫الم�شاري ��ع الحيوي ��ة من طاق ��ة ومياه وطرق ��ات واالنفاق‬ ‫االجتماع ��ي على ال�صحة والتعلي ��م‪ ،‬ولكنها حري�صة في‬ ‫الوق ��ت عينه على �ضبط �سقف العجز و�إحترام �إلتزامات‬ ‫لبن ��ان الدولية‪ .‬وقد �سمحت هذه ال�سيا�سة للبنان بتمويل‬ ‫ج ��زء من �إحتياجاته من الأ�سواق المالية على الرغم من‬ ‫الأزمة العالمية التي تعي�شها هذه الأ�سواق"‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫الموجز العربي‬

‫الأردن‪� :‬إيرادات ال�سياحة العالجية مليار دوالر في ‪2012‬‬ ‫�أك ��د رئي� ��س جمعي ��ة الم�ست�شفي ��ات الخا�ص ��ة‬ ‫ف ��ي الأردن ف ��وزي الحم ��وري �أنه يتوق ��ع �إرتفاع‬ ‫�إي ��رادات ال�سياحة العالجية ف ��ي المملكة للعام‬ ‫‪ 2012‬ب�أكمل ��ه لتتج ��اوز ملي ��ار دوالر‪ ،‬مقارن ��ة‬ ‫ب� �ـ ‪ 850‬مليون ًا ف ��ي ‪ 2011‬نتيجة تواف ��د ال�سياح‬ ‫الع ��رب للع�ل�اج ف ��ي الب�ل�اد‪ .‬وق ��ال الحموري‪،‬‬ ‫رئي� ��س الجمعي ��ة الم�س�ؤولة عن �إح�ص ��اء �أعداد‬ ‫المر�ض ��ى القادمين للعالج ف ��ي الأردن‪ ،‬لوكالة‬ ‫«رويت ��رز» خ�ل�ال م�ؤتمر لل�سياح ��ة العالجية في‬ ‫البح ��ر الميت‪� ،‬إن من المتوق ��ع �أن ترتفع �أعداد‬ ‫ال�سياح الآتين �إل ��ى الأردن بهدف العالج بن�سبة‬ ‫ثماني ��ة في المئة في العام ‪ 2012‬لت�صل �إلى ربع‬ ‫مليون �سائح‪.‬‬ ‫وبين الحم ��وري �أن الأردن ا�ستقبل نحو ‪� 65‬ألف‬ ‫جري ��ح ومري� ��ض ليب ��ي من ��ذ �أيل ��ول (�سبتمبر)‬ ‫‪ .2011‬و�أ�ش ��ار �إل ��ى �أن القطاع الطب ��ي الأردني‬ ‫لع ��ب دور ًا كبير ًا ف ��ي �أحداث "الربي ��ع العربي"‬ ‫�إذ �إ�ستقب ��ل العدي ��د من الم�صابي ��ن والمر�ضى‬ ‫�س ��واء من اليمن �أو �سوري ��ا �أو ليبيا‪ .‬و�أ�ضاف �أن‬ ‫"الأحداث ال�سيا�سية في م�صر وتون�س وهي من‬ ‫ال ��دول المناف�سة لنا في ه ��ذا القطاع‪� ،‬ساهمت‬ ‫ف ��ي توجه العدي ��د من المر�ضى �إل ��ى الأردن في‬ ‫العام الفائت"‪.‬‬ ‫وكان المدي ��ر الع ��ام لهيئ ��ة تن�شي ��ط ال�سياح ��ة‬ ‫الأردني ��ة عبد الرزاق عربي ��ات‪� ،‬إفتتح نيابة عن‬ ‫وزي ��ر ال�سياح ��ة نايف حميدي الفاي ��ز‪ ،‬الم�ؤتمر‬ ‫الإقليم ��ي الثان ��ي لم�ستقبل ال�سياح ��ة العالجية‬ ‫الذي �أقيم في ال�شهر الما�ضي في منطقة البحر‬ ‫الميت‪ ،‬والذي هدف �إلى مراجعة �أولويات العمل‬ ‫الرئي�سة لتطوير االتفاق ��ات بين قطاع ال�سياحة‬ ‫العالجي ��ة الأردن ��ي والجه ��ات ذات العالقة في‬ ‫المنطق ��ة‪ .‬و�أك ��د �أهمية ه ��ذا الم�ؤتم ��ر الحيوي‬ ‫الذي ي�سع ��ى �إلى تحقي ��ق �أهداف ��ه المتمثلة في‬ ‫زي ��ادة م�ساهمة القط ��اع الطب ��ي والعالجي في‬ ‫النات ��ج المحل ��ي‪ ،‬م�شي ��ر ًا �إل ��ى �أن ه ��ذا القطاع‬ ‫ي�ش ��كل م�ص ��در دخل يف ��وق �إي ��رادات قطاعات‬ ‫ال�سياحة الأخرى‪ ،‬لط ��ول مدة الإقامة ومتو�سط‬ ‫الإنفاق‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف �أن الأردن يعتب ��ر مرك ��ز ًا لل�سياح ��ة‬ ‫العالجي ��ة‪� ،‬إذ �ص ّن ��ف ف ��ي المرتب ��ة الأول ��ى في‬ ‫منطقة ال�ش ��رق الأو�سط و�شمال �أفريقيا‪ ،‬ف�ض ًال‬ ‫ع ��ن �إعتب ��اره م ��ن �أف�ض ��ل ع�ش ��ر دول ف ��ي هذا‬

‫ك�شفت �صحيفة "ديلي تليغراف" البريطانية‬ ‫�أن النظام ال�س���وري ي�س���تنفد احتياطات���ه المالية‬ ‫ب�س���رعة �س���تجعله يفتقد �إلى المال بحلول ني�سان‬ ‫(�إبريل) المقبل‪ .‬و�أ�شارت �إلى �أن تحكّ م المتمردين‬ ‫بممرات الإمدادادت الحا�سمة‪ ،‬وخ�صو�صا" الطريق‬ ‫ال�س���ريع بي���ن ال�ش���مال والجن���وب ال���ذي يرب���ط‬ ‫دم�ش���ق بحل���ب والطريق بين ال�س���احل ودم�ش���ق‪،‬‬ ‫جعل من ال�ص���عب على نظام الأ�س���د تزويد قواته‬ ‫بال�ضروريات الأ�سا�سية بدءاً من الوقود‪.‬‬ ‫ور�أت ان �إيران قد تكون ال تزال قادرة على اي�صال‬ ‫النف���ط �إل���ى ميناء طرطو����س ال�س���وري‪ ،‬لكن نقل‬ ‫الإمدادات �إلى المناطق �أ�صبح �أكثر �صعوبة‪.‬‬

‫رئي�س جمعية الم�ست�شفيات الخا�صة في الأردن فوزي الحموري‬

‫المج ��ال‪ .‬و�أو�ض ��ح �أن الأردن يتمتع ب�شبكة ط ّبية‬ ‫ف ��ي القطاعي ��ن الع ��ام والخا� ��ص‪ ،‬والكثي ��ر من‬ ‫الم�ست�شفي ��ات المتخ�ص�صة التي تعالج �أمرا�ض‬ ‫ال�سرط ��ان والقل ��ب‪ ،‬م�شي ��ر ًا �إل ��ى �أن "مدين ��ة‬ ‫الح�سي ��ن الط ّبية" و "مركز الح�سين لل�سرطان"‬ ‫من المراكز الط ّبية ذات ال�شهرة عالمي ًا‪.‬‬ ‫وتاب ��ع �أن ال�سياح ��ة العالجي ��ة ف ��ي الظ ��روف‬ ‫الإقليمي ��ة الحالي ��ة تعتب ��ر الأق ��ل ت�أث ��ر ًا مقارنة‬ ‫بالمنتج ��ات ال�سياحي ��ة الأخ ��رى‪ ،‬لكونها حاجة‬ ‫�أ�سا�سي ��ة ولي�س ��ت رفاهية‪ .‬و�أن القط ��اع الط ّبي‪،‬‬ ‫ب�ش ّقيه العام والخا�ص‪ ،‬تكفل بناء �شراكات قوية‬ ‫لتطوير واق ��ع الخدمات الط ّبي ��ة وتلبية حاجات‬ ‫المر�ضى الأردنيين‪� ،‬إ�ضافة �إلى قا�صدي الأردن‬ ‫لتل ّق ��ي العالج والرعاية‪ .‬وهن ��اك في الأردن ‪10‬‬ ‫م�ست�شفيات معتمدة دولي ًا‪ ،‬ويتوقع �أن ترتفع �إلى‬ ‫‪ 12‬م�ست�شفى بحلول منت�صف ‪ .2013‬و�أ�شار �إلى‬ ‫�أن الأردن غ ّن ��ي بالم ��وارد الطبيعي ��ة العالجي ��ة‬ ‫من المي ��اه الم�شبعة بالمع ��ادن و�شالالت المياه‬ ‫ال�ساخنة والطين‪.‬‬ ‫ويهدف الم�ؤتمر �إلى تعزيز ال�شراكة بين القطاع‬ ‫الطب ��ي ف ��ي الأردن‪ ،‬والم�شرفين علي ��ه (وزارة‬ ‫ال�صح ��ة والم�ست�شفيات) وهيئ ��ات ومجموعات‬ ‫ّ‬ ‫ال�صح ��ي ف ��ي المنطق ��ة‪� ،‬إ�ضاف ��ة �إل ��ى‬ ‫الدع ��م‬ ‫ّ‬ ‫تحدي ��د نق ��اط �إ�ستراتيجية وتوجه ��ات لتطوير‬ ‫القط ��اع والتعاون مع ممثلين من قطاع ال�سياحة‬ ‫العالجي ��ة‪� ،‬إلى جانب العمل على جمع ممار�سي‬ ‫الط ��ب وال�شخ�صي ��ات الر�سمي ��ة م ��ن وزارات‬ ‫ال�صح ��ة ف ��ي المنطق ��ة الذي ��ن ي�ستفي ��دون من‬ ‫ّ‬ ‫خدمات قطـاع ال�سياحة العالجية في الأردن‪.‬‬

‫‪ 33‬ملي���ار دوالر هو حجم العج���ز في الموازنة‬ ‫العام���ة الم�ص���رية‪ ،‬وفق تقارير ر�س���مية �ص���درت‬ ‫تبين �أن الأو�ض���اع االقت�صادية هناك‬ ‫�أخيرا"‪ .‬فقد ّ‬ ‫مه��� ّددة بالتفاق���م بعدم���ا ارتف���ع عج���ز الموازن���ة‬ ‫العام���ة للدولة �إلى الم�س���توى المذك���ور‪� ،‬إذ لي�س‬ ‫ب�إم���كان �إي���رادات الدولة تغطية الإنف���اق العام �إال‬ ‫بن�س���بة ‪ .%60‬وما يزيد الأمر خطورة‪ ،‬هو �أن وكالة‬ ‫�س���تاندرد �أند بورز خف�ضت الت�ص���نيف االئتماني‬ ‫لم�ص���ر م���ن «‪� »B‬إل���ى «‪ »-B‬مع �آفاق �س���لبية‪ ،‬ما‬ ‫يعني �أن تمويل العجز �سيكون بفائدة مرتفعة‪.‬‬ ‫�أك���د نائ���ب رئي����س مجل����س الإدارة في هيئة‬ ‫المجتمع���ات العمراني���ة الجدي���دة في م�ص���ر نبيل‬ ‫عبا����س‪ ،‬العمل عل���ى تفعي���ل دور مراك���ز خدمات‬ ‫المواطنين‪ ،‬م�ش���يراً �إلى ت�ش���ييد مراكز تكنولوجية‬ ‫لخدم���ة المواطني���ن ف���ي بع����ض الم���دن‪ ،‬ومنه���ا‬ ‫ال�ش���روق‪ ،‬القاهرة الجديدة وال�شيخ زايد‪ ،‬يتم من‬ ‫خاللها ربط الإدارات في �أجهزة المدن بالمركز عبر‬ ‫�شا�ش���ات تنظم دورات العمل‪ ،‬بالتعاون مع وزارة‬ ‫الدولة للتنمية الإدارية‪.‬‬ ‫ولف���ت خ�ل�ال اجتماعه م���ع ر�ؤ�س���اء �أجه���زة المدن‬ ‫الجديدة‪� ،‬إل���ى االتفاق م���ع وزارة التنمية الإدارية‬ ‫على ن�شر الم�ش���روع في بقية المدن الجديدة‪ ،‬على‬ ‫�أن تجهز قاعة ت�ص���لح مق���راً لخدمة المواطنين في‬ ‫كل جهاز‪ .‬وكلف ر�ؤ�س���اء �أجهزة المدن بالتن�س���يق‬ ‫الدائم بين ال�ش���ركات العاملة في مناطق م�ش���روع‬ ‫"ابن���ي بيت���ك" و "مراف���ق" و "كهرب���اء"‪ ،‬والتابعة‬ ‫ل�ش���ركات الإناب���ة‪ ،‬وااللتزام بالمه���ل لالنتهاء من‬ ‫مرافق الم�شروع‪.‬‬ ‫تدر����س وزارة ال�ص���ناعة والتجارة الم�ص���رية‬ ‫ط���رح ‪ 30‬ملي���ون متر مربع ف���ي �ش���مال محافظة‬ ‫الفي���وم‪ ،‬وفقا ً لنظ���ام المط ّور ال�ص���ناعي‪ ،‬للتطور‬ ‫على مراح���ل‪ .‬وهذا النظ���ام معمول ب���ه في معظم‬ ‫دول العالم وحقق نجاحات كبيرة‪.‬‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪11‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون عربية‬ ‫الموقف العربي‬

‫خيبة �أمل الالجئين في �سوريا‬ ‫هن ��اك الكثي ��ر من الأ�سب ��اب القوي ��ة التي تجعل‬ ‫الوالي ��ات المتح ��دة والمجتمع الدول ��ي ي�أخذان‬ ‫حذرهما ب�ش�أن �إتخاذ دور �أكثر عمقا" في الحرب‬ ‫الداخلي ��ة ال�سوري ��ة‪ :‬المخ ��اوف ح ��ول طبيع ��ة‬ ‫المعار�ض ��ة ال�سوري ��ة والآث ��ار غي ��ر المق�ص ��ودة‬ ‫لت�سليحه ��ا‪ ،‬والخ�شي ��ة م ��ن �أن ي� ��ؤدي الأم ��ر الى‬ ‫منحدر زلق يحوِّل التدخل المحدود الى تدخل‬ ‫ع�سكري مبا�شر‪� ،‬إ�ضافة الى �أ�سئلة عن ال�شرعية‬ ‫الدولي ��ة التي ال ت ��زال ملحة كما كان ��ت دائما"‪.‬‬ ‫لك ��ن كي ��ف يمك ��ن ان يب ��رر الف�ش ��ل ف ��ي التطرق‬ ‫و�إيجاد معالج ��ة وافية لالحتياج ��ات الإن�سانية‬ ‫لالجئين ال�سوريين الذين يزيدون كل يوم؟‬ ‫ال يمك ��ن لأح ��د الت�شكي ��ك بجدي ��ة حج ��م �أزم ��ة‬ ‫الالجئي ��ن ال�سوريي ��ن‪ .‬هن ��اك الآن �أكث ��ر‬ ‫م ��ن ‪ 500,000‬الج ��ئ م�سج ��ل ل ��دى مفو�ضي ��ة‬ ‫الالجئي ��ن التابع ��ة للأمم المتحدة ف ��ي الأردن‬ ‫وتركيا ولبنان و�شمال �أفريقيا‪ .‬بيد �أن التجارب‬ ‫ال�سابق ��ة علمتن ��ا‪� ،‬أن هذا العدد م ��ن المرجح �أن‬ ‫يكون �أقل بكثير من العدد الحقيقي �إذ �أن هناك‬ ‫العديد من الالجئين يخجل من ت�سجيل �إ�سمه‬ ‫ف ��ي الم�ؤ�س�س ��ات الر�سمية‪ .‬هذا ع ��دا الم�شردين‬ ‫داخلي ��ا"‪ ،‬الذي ��ن يبل ��غ عدده ��م المرج ��ح مئ ��ات‬ ‫الآالف‪ .‬معظ ��م الالجئي ��ن يعي� ��ش ف ��ي ظ ��روف‬ ‫قا�سية في داخل �أو خارج المخيمات‪.‬‬ ‫ولك ��ن‪ ،‬كم ��ا كان ��ت الح ��ال م ��ع �أزم ��ة الالجئي ��ن‬ ‫العراقيي ��ن ف ��ي منت�ص ��ف العق ��د الفائ ��ت‪ ،‬ه ��ا‬ ‫ه ��و المجتم ��ع الدول ��ي م ��رة �أخ ��رى يف�ش ��ل ف ��ي‬ ‫الإ�ستجاب ��ة له ��ذه الم�شكلة الإن�ساني ��ة العاجلة‪.‬‬ ‫قدم ��ت الوالي ��ات المتح ��دة م ��ا يق ��رب م ��ن ‪200‬‬ ‫ملي ��ون دوالر لم�ساع ��دة الالجئي ��ن ال�سوريي ��ن‪،‬‬ ‫وبريطاني ��ا نح ��و ‪ 85‬ملي ��ون دوالر‪ .‬ولك ��ن م ��ن‬ ‫الوا�ضح �أن هذي ��ن المبلغين ال يكفيان‪ .‬مع بدء‬ ‫ال�شتاء القار�س‪ ،‬تفيد وكاالت الإغاثة الدولية �أن‬ ‫هناك نق�صا" كبيرا" في تلبية تمويلها وف�شال"‬ ‫في الوف ��اء بالم�ساهمات الموع ��ودة لها‪ .‬تقارير‬ ‫مفو�ضية الالجئين الأممية تقول �أن المانحين‬ ‫ق ��د دفعوا ‪ 35‬ف ��ي المئة فقط م ��ن المبلغ الذي‬ ‫طلبته والبالغ ‪ 500‬مليون دوالر‪ .‬و�إدّعت منظمة‬ ‫�إنقاذ الطفولة �أن هناك عجزا" يبلغ ‪ 200‬مليون‬ ‫دوالر ف ��ي تلبية تمويلها ولي� ��س لديها �سوى ‪50‬‬ ‫ف ��ي المئة م ��ن �إحتياجاته ��ا لإغاث ��ة الالجئين‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫ف ��ي ال�شه ��ر الما�ض ��ي �أعرب ��ت منظم ��ة الأغذي ��ة‬ ‫العالمي ��ة التابع ��ة للأم ��م المتح ��دة ع ��ن قلقها‬ ‫العمي ��ق ب�ش� ��أن تده ��ور الأم ��ن الغذائ ��ي ال�سريع‬ ‫داخل �سوريا‪ ،‬الذي ت�ضاعف مع ال�صعوبات التي‬ ‫يفر�ضه ��ا ت�صاع ��د وتو�سع ال�ص ��راع على عمليات‬ ‫التوزي ��ع‪ .‬وف ��ي الوقت عين ��ه‪ ،‬ت�شك ��و الحكومات‬ ‫الم�ضيفة من العبئين الإقت�صادي والإجتماعي‬ ‫لالجئي ��ن ال�سوريي ��ن‪ ،‬ويخ�ش ��ى كثي ��رون م ��ن‬ ‫ت�أثيرهم وزعزعة الإ�ستقرار‪.‬‬ ‫كان لزام ��ا" عل ��ى المجتم ��ع الدول ��ي �أن ي�أخ ��ذ‬ ‫در�س ��ا" ويتعل ��م م ��ن �أدائ ��ه ال�سي ��ئ ف ��ي التعام ��ل‬ ‫م ��ع الالجئي ��ن العراقيي ��ن عل ��ى م ��دى العق ��د‬ ‫الما�ض ��ي‪ ،‬وم ��ن التكلف ��ة الإن�ساني ��ة العميق ��ة‬ ‫والآث ��ار المزعزع ��ة للإ�ستق ��رار عل ��ى الم ��دى‬ ‫الطوي ��ل لمث ��ل ه ��ذا التدف ��ق م ��ن الالجئي ��ن‪.‬‬ ‫ويب ��دو �أن تخ�صي� ��ص م ��وارد جدي ��ة لم�ساع ��دة‬ ‫الالجئي ��ن ال�سوريي ��ن �ص ��ار ج ��زءا" وا�ضح ��ا"‬ ‫ومهما" في �أي جهد لإحتواء وتخفيف تداعيات‬ ‫الأزم ��ة الإقليمي ��ة ‪� -‬سق ��ط �أو لم ي�سق ��ط الأ�سد‬ ‫�سريع ��ا"‪ ،‬وبغ� ��ض النظر ع ��ن الأ�سئلة المحيطة‬ ‫بالتدخل الع�سكري‪.‬‬ ‫م ��ن ال�صعب فهم �أوجه الق�ص ��ور في الإ�ستجابة‬ ‫الدولي ��ة لأزمة الالجئي ��ن ال�سوريين في جميع‬ ‫�أنح ��اء المنطقة و�سبر غورها نظ ��را" لأهميتها‬ ‫الإن�ساني ��ة والإ�ستراتيجي ��ة الوا�ضح ��ة‪ .‬بل لعله‬ ‫م ��ن ال�صع ��ب تبريره ��ا بالنظ ��ر �إل ��ى �أن تقدي ��م‬ ‫الم�ساع ��دة لالجئي ��ن توف ��ر طريق ��ة وا�ضح ��ة‬ ‫ل"القيام ب�شيء ما" من دون الإلتزام بالخيارات‬ ‫الع�سكري ��ة التي تعتبر غير حكيمة‪ .‬الم�ساعدات‬ ‫الإن�ساني ��ة �إل ��ى الالجئين ال�سوريي ��ن ينبغي �أن‬ ‫تحظ ��ى بالأولوي ��ة العالي ��ة حي ��ث ال ت�ضي ��ع في‬ ‫المناق�ش ��ات الجاري ��ة ح ��ول ت�سلي ��ح المعار�ض ��ة‪،‬‬ ‫وف ��ي �أثن ��اء الح ��رب الداخلي ��ة‪ ،‬والتدخ�ل�ات‬ ‫الع�سكري ��ة المحتمل ��ة‪ .‬الم�شكلة هن ��ا لي�ست في‬ ‫الحقيق ��ة الوالي ��ات المتحدة‪ ،‬الت ��ي قدمت �أكبر‬ ‫ح�صة م ��ن الإغاثة الر�سمية‪ ،‬ولكن دول الخليج‬ ‫الت ��ي ت�أخ ��رت بتنفي ��ذ وعوده ��ا بالدع ��م المالي‪،‬‬ ‫والدول الأخرى التي تتدخل عادة في مثل هذه‬ ‫الحاالت‪ ،‬والمجتم ��ع الدولي المانح على نطاق‬ ‫�أو�سع‪.‬‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬

‫لندن ‪� -‬سامي الخراط‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الإقت�صاد ال�سوري ينكم�ش‬ ‫‪ 20‬في المئة‬ ‫ر�أى معه ��د التموي ��ل الدول ��ي‪� ،‬أن الخريطة‬ ‫ال�سيا�سية الم�ستقبلية في المنطقة "ال تزال‬ ‫غير وا�ضح ��ة‪ ،‬لأن الأيديولوجيات الجامدة‬ ‫ت�ص ��ارع الواقعي ��ة ال�سيا�سي ��ة"‪ .‬ولف ��ت �إلى‬ ‫�أن ه ��ذه التط ��ورات "كبح ��ت الإ�ستثمارات‬ ‫و�ساهمت ف ��ي ت�أجيل التعاف ��ي االقت�صادي‬ ‫ف ��ي ال ��دول التي تمر ف ��ي مرحل ��ة �سيا�سية‬ ‫�إنتقالية"‪.‬‬ ‫و�أعلن المعهد في تقرير عن منطقة ال�شرق‬ ‫الأو�س ��ط و�شم ��ال �أفريقي ��ا‪ ،‬وال ��ذي ُن�ش ��ر‬ ‫بالتعاون مع «بنك بيبلو�س»‪� ،‬أن "الإجراءات‬ ‫الملحة لرفع م�سار النمو وخف�ض م�ستويات‬ ‫ّ‬ ‫البطال ��ة‪ ،‬ت�شم ��ل �إع ��ادة ا�ستتب ��اب الأم ��ن‬ ‫وحك ��م القانون‪ ،‬وتنفي ��ذ �إ�صالحات بنيوية‬ ‫جذرية"‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار �إل ��ى �أن "اقت�ص ��اد �سوري ��ة انكم�ش‬ ‫بن�سبة ‪ 20‬في المئة‪ ،‬ويمكن �إنفاق احتياطات‬ ‫النقد الأجنبي بكاملها نهاية ‪ ."2013‬ولفت‬ ‫�إل ��ى �أن "معدل الت�ضخ ��م �إرتفع �إلى ‪ 40‬في‬ ‫المئ ��ة‪ ،‬وهبط �سعر ال�صرف الر�سمي لليرة‬ ‫ال�سورية �أمام الدوالر ‪ 51‬في المئة"‪.‬‬ ‫و�أك ��د نائب مدي ��ر ق�س ��م ال�ش ��رق الأو�سط‬ ‫و�أفريقي ��ا في معهد التمويل الدولي غربي�س‬ ‫�إيرادي ��ان ف ��ي م�ؤتم ��ر �صحاف ��ي ف ��ي مقر‬ ‫«بن ��ك بيبلو�س» ف ��ي بي ��روت‪� ،‬أن "ال�صراع‬ ‫المتفاقم في �سوريا ال يزال يهدّد الإ�ستقرار‬ ‫ال�سيا�س ��ي والإقت�ص ��ادي في لبن ��ان"‪ .‬ولم‬ ‫ي�ستبع ��د "�إ�ستم ��رار تباط� ��ؤ نم ��و النات ��ج‬ ‫المحلي الحقيقي في لبنان لي�صل �إلى ‪0.6‬‬ ‫في المئ ��ة هذه ال�سنة‪ ،‬بعدم ��ا �إنخف�ض �إلى‬ ‫‪ 1.8‬ف ��ي المئة عام ‪ 2011‬م ��ن ‪ 7‬في المئة‬ ‫عام ‪ ."2010‬و�ش� �دّد على �أن "تر�سيخ حكم‬ ‫القان ��ون وتح�سي ��ن الو�ضع الأمن ��ي المحلي‬ ‫يدعمان الن�شاط الإقت�صادي عام ‪."2013‬‬ ‫و�أعل ��ن �أن القطاع الم�صرف ��ي اللبناني "ال‬ ‫ي ��زال �صام ��د ًا بف�ض ��ل المودعي ��ن الأوفياء‬ ‫وتحوي�ل�ات ثابتة من المغتربين اللبنانيين‪،‬‬ ‫كم ��ا ال ت ��زال اللي ��رة اللبناني ��ة م�ستق ّرة"‪.‬‬ ‫والحظ �أن "الإحتياط الر�سمي من العمالت‬ ‫الأجنبية في لبنان ال يزال يرتفع"‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫�سوريا‪ :‬الأدوية‪� ...‬أحدث الب�ضائع في ال�سوق ال�سوداء‬ ‫و�أزمات الكهرباء والبنزين تزداد �سوء ًا‬ ‫يب ��دو ان ال�س ��وق ال�س ��وداء ف ��ي �سوري ��ا بات ��ت‬ ‫المتن ّف�س الوحيد للمواد الحيوية وال �سيما منها‬ ‫البنزين والم ��ازوت و�صوال" الى الأدوية في ظل‬ ‫عمليات ال�سرقة الت ��ي تطالها‪ ،‬وخ�صو�صا" في‬ ‫دم�شق التي تعان ��ي �أي�ضا" �أطول فترات �إنقطاع‬ ‫للتيار الكهربائي‪.‬‬ ‫فال�سوري ��ون ل ��م ينجح ��وا ف ��ي الت�أقل ��م بعد مع‬ ‫الإنقطاعات الطويلة ف ��ي التيار والتي تراوح ما‬ ‫بين ‪ 7‬ال ��ى ‪� 9‬ساعات‪ ،‬اذ ت�ص ��ل الى ‪� 6‬ساعات‬ ‫�أقل ��ه يوميا" في قلب دم�شق‪ ،‬والى ‪� 12‬ساعة في‬ ‫�أكث ��ر المناطق ت�ضررا م ��ن العمليات الع�سكرية‬ ‫مثل �ضاحية جرمانا الجنوبية ال�شرقية‪ .‬وتجهد‬ ‫ال�سلطات لل�سيطرة على تهريب مادتي البنزين‬ ‫والم ��ازوت وخف�ض الكلفة الكبيرة لدعم الوقود‬ ‫والكهرباء‪ ،‬فيما تواجه نق�صا" حادا" في العملة‬ ‫ال�صعبة ب�سبب العقوبات‪ .‬وزادت الحكومة �سعر‬ ‫ليتر البنزين م ��ن ‪ 50‬ليرة �سورية (‪� 60‬سنتا")‬ ‫الى ‪ 55‬ليرة في ثاني زيادة منذ بدء االنتفا�ضة‬ ‫ف ��ي �آذار (مار� ��س) ‪ .2011‬و�ساهم ��ت ق ��درة‬ ‫الدول ��ة على تقلي� ��ص نق�ص الوق ��ود وال�سيطرة‬ ‫عل ��ى �أ�سع ��ار بع�ض ال�سل ��ع الأولي ��ة‪ ،‬اذ تح�صل‬ ‫العائالت عل ��ى حاجاته ��ا الأ�سا�سي ��ة ب�إ�ستثناء‬ ‫ال ��دواء ال ��ذي ن�شطت عمليات �سرقت ��ه وبات له‬ ‫�سوق �سوداء‪.‬‬ ‫فالى �سرقة البنادق و�أقرا�ص الفيديو المد ّمجة‬

‫�أدوية مهربة‬

‫المقر�صنة والعمالت الأجنبية‪ ،‬ظهر نوع جديد‬ ‫من الب�ضائع في ال�سوق ال�سوداء المنتع�شة‪ ،‬وهو‬ ‫االمدادات الطبي ��ة الم�سروقة‪ .‬وكانت منظومة‬ ‫الرعاي ��ة ال�صحي ��ة الحكومي ��ة ال�ضخم ��ة التي‬ ‫تفتق ��ر ال ��ى التموي ��ل‪ ،‬تعان ��ي بالفع ��ل عند بدء‬ ‫االحتجاج ��ات‪ .‬وت�شير الحكومة الى �أن �أكثر من‬ ‫ن�ص ��ف الم�ست�شفيات ال�سوري ��ة �أ�صابه الدمار‪،‬‬ ‫فيما توقف نحو ‪ %25‬منها عن العمل‪.‬‬ ‫ويق ��ول �أطب ��اء �إن المقاتلي ��ن والميلي�شي ��ات‬ ‫الموالي ��ة للأ�س ��د نهب ��ت االم ��دادات الطبي ��ة‬ ‫م ��ن الم�ست�شفي ��ات ال�ستخدامه ��ا ف ��ي �ساحات‬ ‫المعارك‪ ،‬بينما �سرق مجرمون معدات لبيعها‪.‬‬ ‫وقد ا�ضط ��ر االطب ��اء والممر�ضون ف ��ي احيان‬ ‫كثي ��رة الى الم�ساهمة ب�أموالهم الخا�صة ل�شراء‬ ‫معدات لم�ست�شفيات العا�صمة التي �سرقت‪.‬‬

‫�صندوق النقد الدولي‪ :‬ن�سبة النمو في المنطقة ‪ 5,1‬في المئة‬ ‫تو ّق ��ع �صن ��دوق النق ��د الدول ��ي ف ��ي تقري ��ر‬ ‫بعن ��وان "�آف ��اق الإقت�ص ��اد الإقليم ��ي لل�شرق‬ ‫الأو�س ��ط و�آ�سي ��ا الو�سطى"‪� ،‬أن ت�ص ��ل ن�سبة‬ ‫النمو الإقت�صادي ف ��ي ال�شرق االو�سط و�آ�سيا‬ ‫الو�سط ��ى �إل ��ى ‪ %5,1‬خ�ل�ال ‪ ،2012‬مقارن� � ًة‬ ‫ب� �ـ ‪ %3,3‬ف ��ي ‪� ،2011‬إ ّال �أنّ ه ��ذه النظ ��رة‬ ‫الم�ستقبلي ��ة تتف ��اوت عب ��ر مختل ��ف بل ��دان‬ ‫المنطقة‪.‬‬ ‫وبرز تف� � ّوق وا�ضح للبل ��دان الم�ص ّدرة للنفط‬ ‫�سجلت ن�سبة نم ��و ‪ ،%6,6‬في ظل الأداء‬ ‫الت ��ي ّ‬ ‫الإقت�صادي الج ّيد وغير المتو ّقع التي �سجلته‬

‫ليبي ��ا �أخي ��را"‪ ،‬عك� ��س البل ��دان الم�ست ��وردة‬ ‫للنف ��ط �إذ يتو ّقع �أن تبقى ن�سبة النم ّو في تلك‬ ‫البلدان م�ستق ّرة على ‪ %2٫1‬في ‪ 2012‬قبل �أن‬ ‫ترتفع �إلى ‪ %3,3‬في ‪.2013‬‬ ‫وتو ّق ��ع تقري ��ر ال�صن ��دوق �أن تحاف ��ظ دول‬ ‫مجل�س التع ��اون الخليجي على مع� � ّدل نم ّوها‬ ‫الإقت�ص ��ادي ال�سلي ��م ال ��ذي م ��ن المرتق ��ب‬ ‫�أن يبل ��غ ‪ %5,5‬ف ��ي ‪ 2012‬و‪ %3,7‬ف ��ي ‪2013‬‬ ‫مقارن ًة بـ ‪ %7,5‬في ‪ ،2011‬معتبر ًا �أنّ التباط�ؤ‬ ‫المذكور في نمو �إقت�صاد هذه الدول يعود �إلى‬ ‫اقتراب م�ستوى �إنتاج النفط من ذروته‪.‬‬

‫�ص����ادرت �إ�س����بانيا �أكث����ر م����ن ‪ 28‬ملي����ون‬ ‫ي����ورو م����ن الأ�ص����ول المالي����ة والعقاري����ة التي‬ ‫يملكها الرئي�س الم�ص����ري ال�سابق ح�سني مبارك‬ ‫ومحيط����ون به‪ ،‬ي�ش����تبه ب�أن م�ص����درها "�إختال�س‬ ‫�أم����وال عام����ة" و"ف�س����اد" خالل واليت����ه‪ .‬وجمدت‬ ‫ال�ش����رطة التي تحركت بناء على طلب م�س����اعدة‬ ‫ق�ض����ائية دولية تقدمت بها الحكومة الم�صرية‪،‬‬ ‫‪ 18,4‬ملي����ون ي����ورو م����ن اال�ص����ول المالية في‬ ‫م�ص����ارف �إ�س����بانية‪ ،‬و�ص����ادرت مبنيين في حي‬ ‫موراليخ����ا ف����ي مدري����د (‪ 7‬ماليي����ن ي����ورو) و‪7‬‬ ‫عق����ارات في ماربي����ا جنوب ا�س����بانيا (‪ 3‬ماليين‬ ‫ي����ورو) ال����ى ‪� 5‬آليات فخم����ة‪ .‬و�ص����ودرت اموال‬ ‫لعائل����ة مب����ارك ومقربي����ن منه ف����ي دول اخرى‪،‬‬ ‫بينه����ا ‪ 107‬ماليين يورو ف����ي بريطانيا و‪562‬‬ ‫مليون يورو في �سوي�سرا‪.‬‬ ‫ق���ال وزي���ر الم���ال االردني �س���ليمان الحافظ‬ ‫ان ال���وزارة خ�ص�ص���ت ‪ 422‬مليون دوالر �س���نويا‬ ‫كتعوي����ض ل���ـ‪ 3,3‬ماليين مواطن ع���ن رفع الدعم‬ ‫عن الم�ش���تقات النفطية التي ت�س���بب باحتجاجات‬ ‫عنيفة �أخيرا"‪ .‬و�أ�ش���ار ال���ى ان "�آلية الدعم النقدي‬ ‫�شملت ‪ %70‬من المواطنين‪ ،‬مع �إ�ستكمال �إجراءات‬ ‫قبول طلبات دعم بلغت ‪ 630‬الف طلب ا�س���رة او‬ ‫ما يعادل ‪ 3,3‬ماليين فرد"‪.‬‬ ‫وا�ض���اف ان "الوزارة خ�ص�صت ‪ 300‬مليون دينار‬ ‫(‪ 422‬ملي���ون دوالر) �س���نويا" في �س���ياق خطتها‬ ‫القائم���ة على دعم الفرد بدل ال�س���لعة"‪ ،‬مو�ض���حا‬ ‫ان "قيمة الدفعة االولى م���ن الدعم النقدي بلغت‬ ‫‪ 100‬مليون دينار (‪ 140‬مليون دوالر)"‪.‬‬ ‫عر����ض االردن على الوالي���ات المتحدة كفالة‬ ‫�سندات "اليوروبوند" التي تعتزم المملكة طرحها‬ ‫في الفترة المقبلة‪ ،‬لمواجهة تحديات �إقت�ص���ادية‬ ‫�س���ببها تدفق الالجئين ال�س���وريين وانقطاع الغاز‬ ‫كبد الخزين���ة كلفة �إ�ض���افية‪ .‬وقد‬ ‫الم�ص���ري مم���ا ّ‬ ‫�أثي���رت تلك الم�س���ائل خالل لق���اءات �أجراها نائب‬ ‫م�س���اعد وزير الخزان���ة الأميركي ل�ش����ؤون �إفريقيا‬ ‫وال�ش���رق الأو�س���ط �آندرو ب���او كول مع م�س����ؤولين‬ ‫�أردنيي���ن‪ ،‬ابرزه���م ف���ي وزارة الم���ال والم�ص���رف‬ ‫المركزي الأردني‪.‬‬ ‫�أعلن���ت وزارة الكهرباء العراقي���ة �أنها �أبرمت‬ ‫عق���داً مع �ش���ركة "�ش���نايدر" الفرن�س���ية لبناء ‪20‬‬ ‫محط���ة ثانوية لدع���م �إنتاج الكهرب���اء وذلك بكلفة‬ ‫‪ 74‬ملي���ون دوالر‪ .‬وقال الناطق الر�س���مي با�س���م‬ ‫وزارة الكهرباء م�صعب المدر�س في بيان ان "هذه‬ ‫المحط���ات �س���توزع على �أرب���ع محافظ���ات عراقية‬ ‫جنوبية بواقع ‪ 7‬في الب�ص���رة‪ ،‬و‪ 6‬في ذي قار‪ ،‬و‪4‬‬ ‫في مي�سان‪ ،‬و‪ 3‬في المثنى"‪.‬‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪13‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون عربية‬

‫المغرب‪ :‬خالف على �صندوق دعم ال�سلع الرئي�سة‬

‫ارتفعت نفقات "�صندوق المقا�صة" المغربي‬ ‫لدع ��م الأ�سعار الرئي�سة �إل ��ى ‪ 51‬مليار درهم‬ ‫(نحو �ستة ملي ��ارات دوالر) في الأ�شهر الـ‪11‬‬ ‫الأولى من ال�سنة الفائتة‪ ،‬بزيادة ن�سبتها ‪11.3‬‬ ‫في المئة مقارنة بالفترة المقابلة من ‪،2011‬‬ ‫م ��ا ع ّمق عجز الموازنة ومي ��زان المدفوعات‬ ‫الخارجية في وقت حذر الم�صرف المركزي‬ ‫من �أخطار ارتفاع الأ�سعار الدولية على توازن‬ ‫الح�سابات الكلية‪.‬‬ ‫و�أظه ��رت �إح�ص ��اءات ر�سمي ��ة �أن "�صندوق‬ ‫المقا�ص ��ة" ا�ستنف ��د نح ��و ‪ 46‬ملي ��ار دره ��م‬ ‫من المخ�ص�ص ��ات ال�سنوية لدع ��م الأ�سعار‪،‬‬ ‫بزي ��ادة مقداره ��ا ‪ 10‬ملي ��ارات دره ��م ع ��ن‬ ‫المبال ��غ المر�ص ��ودة ف ��ي الموازن ��ة الحالية‪،‬‬ ‫كم ��ا زاد حجم التحمالت المالية نحو ‪ 29‬في‬ ‫المئة‪ .‬وت�ضرر االقت�صاد المغربي من ارتفاع‬ ‫�أ�سع ��ار الطاق ��ة والمواد الغذائي ��ة في ال�سوق‬ ‫الدولية خالل ال�سن ��ة‪ ،‬حين ُ�سجل �أكبر عجز‬ ‫في التجارة الخارجية‪.‬‬ ‫و�أفادت الإح�صاءات ب�أن متو�سط دعم �أ�سعار‬ ‫المحروق ��ات ُيق ��در بنحو ن�ص ��ف مليار دوالر‬ ‫�شهري� � ًا‪ ،‬ت�سترجع منه الحكومة بع�ض المبالغ‬ ‫عب ��ر الر�س ��وم وال�ضرائب‪ .‬وكان ��ت الحكومة‬ ‫زادت �أ�سع ��ار البنزين درهمين والغاز درهم ًا‬ ‫واحد ًا في الربيع الما�ضي‪ ،‬من دون �أن تتمكن‬ ‫م ��ن كبح ارتف ��اع الأ�سعار الدولي ��ة التي بلغت‬ ‫‪ 117‬دوالر ًا للبرميل‪ ،‬بزيادة ‪ 17‬في المئة عن‬ ‫قيمتها االفترا�ضية في الموازنة ال�سنوية‪ ،‬في‬ ‫حين تلتهم المنتج ��ات النفطية ‪ 84‬في المئة‬ ‫من مخ�ص�صات الدعم‪.‬‬ ‫ويتوق ��ع �أن تح�ص ��ل الخزين ��ة عل ��ى �ضرائب‬ ‫نفطي ��ة قيمته ��ا ت�سع ��ة ملي ��ارات دره ��م في‬ ‫‪ .2013‬ور�صدت الحكومة ‪ 40‬مليار درهم في‬ ‫موازنة عام ‪ 2013‬لدع ��م �أ�سعار المحروقات‬ ‫والقم ��ح وال�سكر‪ ،‬في حي ��ن تتوقع م�صادر �أن‬ ‫تتج ��اوز الكلفة المبال ��غ المخ�ص�ص ��ة ما قد‬ ‫يطرح مج ��دد ًا م�شكل ��ة الأ�سعار الت ��ي ت�شمل‬ ‫�سلع ًا وخدمات �أخرى ترفع الت�ضخم مجدد ًا‪.‬‬ ‫ويختلف �سيا�سيون وخبراء اقت�صاد مغربيون‬ ‫عل ��ى طريق ��ة التعامل م ��ع نفق ��ات "�صندوق‬ ‫المقا�ص ��ة" الت ��ي ت�ستن ��زف نح ��و خم�سة في‬ ‫المئ ��ة م ��ن النات ��ج الإجمال ��ي ويزي ��د عج ��ز‬ ‫‪12‬‬

‫الموازنة والح�سابات الكلية من دون �أن تعالج‬ ‫م�شاكل الفق ��ر والأ�سعار‪ .‬وتقت ��رح الحكومة‪،‬‬ ‫الت ��ي طلبت ا�ست�شارة البن ��ك الدولي‪ ،‬تحويل‬ ‫جزء م ��ن النفقات �إلى الفئ ��ات ال�ضعيفة في‬ ‫المجتم ��ع‪ ،‬عل ��ى �إعتب ��ار �أن الفئ ��ات الثري ��ة‬ ‫والأكث ��ر ا�ستهالك ًا هي نف�سها الأكثر ا�ستفادة‬ ‫من مخ�ص�صات ال�صندوق‪ ،‬التي ارتفعت من‬ ‫‪ 4‬مليارات درهم ع ��ام ‪� 2002‬إلى ‪ 17‬مليارا"‬ ‫عام ‪ 2007‬و‪ 49‬مليارا" في ‪.2011‬‬ ‫وترغ ��ب الحكومة في �إقتط ��اع جزء من دعم‬ ‫الأ�سع ��ار وتحويل ��ه �إل ��ى من ��ح ومعا�ش ��ات قد‬ ‫ي�ستفي ��د منه ��ا نح ��و ثمانية ماليي ��ن �شخ�ص‬ ‫يحملون بطاقة "رامي ��د" للم�ساعدة الطبية‪،‬‬ ‫والعم ��ل تدريج� � ًا عل ��ى تحرير الأ�سع ��ار‪ ،‬بما‬ ‫فيه ��ا المحروق ��ات وال�سك ��ر وتحوي ��ل الدعم‬ ‫�إل ��ى الفقراء لتعزيز الإ�ستق ��رار الإجتماعي‪.‬‬ ‫ولك ��ن جه ��ات معار�ضة تختلف م ��ع الحكومة‬ ‫ح ��ول تحديد من هم الفق ��راء ومن هي الفئة‬ ‫االجتماعي ��ة التي يجب دعمه ��ا مالي ًا‪ ،‬و�أي�ض ًا‬ ‫ح ��ول ت�أثي ��ر تحري ��ر الأ�سعار عل ��ى الطبقات‬ ‫المتو�سطة و�س ��كان المدن وال�شركات العاملة‬ ‫في الت�صدير‪.‬‬ ‫وم ��ع االخت�ل�اف ف ��ي تحدي ��د الم�ستفيدين‪،‬‬ ‫يتخ ��وف بع� ��ض الأح ��زاب‪ ،‬منه ��ا "الأ�صال ��ة‬ ‫والمعا�ص ��رة"‪ ،‬من �أن ت�ستغل الحكومة‪ ،‬وعلى‬ ‫ر�أ�سها حزب "العدال ��ة والتنمية"‪ ،‬جزء ًا من‬ ‫نفقات ال�صندوق لأهداف �إنتخابية‪� ،‬إذ يعتزم‬ ‫المغرب �إج ��راء انتخابات بلدية خالل ‪2013‬‬ ‫لتجدي ��د "مجل�س الم�ست�شاري ��ن"‪� ،‬أي الغرفة‬ ‫الثاني ��ة ف ��ي البرلم ��ان‪ ،‬وال ��ذي ت�سيطر عليه‬ ‫�أح ��زاب المعار�ض ��ة الليبرالي ��ة والإ�شتراكية‬ ‫والنقاب ��ات العمالي ��ة بعدم ��ا �سيط ��ر "حزب‬ ‫الإ�ستق�ل�ال" الم�ش ��ارك ف ��ي الحكوم ��ة على‬ ‫مجل�س النواب الغرفة الأولى‪.‬‬ ‫وت�سع ��ى الحكوم ��ة �إل ��ى �إ�ش ��راك الم�ؤ�س�سات‬ ‫المالية الدولية‪ ،‬مثل �صندوق النقــــد والبنك‬ ‫الدول ��ي‪ ،‬في �صياغة ت�ص ��ور قـــد يحظى بثقة‬ ‫كل الأطراف لتــــحويل «�صنــــدوق المـــقا�صة»‬ ‫م ��ن �أداة لدع ��م الإ�سته�ل�اك �إل ��ى برنام ��ج‬ ‫اجتماع ��ي للق�ض ��اء عل ��ى الفق ��ر والتهمي� ��ش‬ ‫الذي يطاول ربع ال�سكان‪ 10 ،‬في المئة منهم‬ ‫ُيعتبرون فقراء وفق الت�صنيفات الدولية‪.‬‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫تح�سن الو�ضع المالي‬ ‫المغربي رغم ‪� ‬إ�ستمرار‬ ‫عجز الموازنة‬ ‫تح�سن الو�ض ��ع المالي والنق ��دي في المغرب‬ ‫ّ‬ ‫خ�ل�ال الرب ��ع الأخي ��ر م ��ن ال�سن ��ة الفائت ��ة‪،‬‬ ‫م�ستفي ��د ًا م ��ن ارتف ��اع التدفق ��ات المالي ��ة‬ ‫والإ�ستثمارية الخارجي ��ة‪ ،‬على رغم �إ�ستمرار‬ ‫العج ��ز ف ��ي الموازن ��ة والمي ��زان التج ��اري‪.‬‬ ‫و�أظه ��رت بيان ��ات الم�ص ��رف المرك ��زي �أن‬ ‫االحتياط النقدي في المغرب زاد بن�سبة ‪8.2‬‬ ‫ف ��ي المئ ��ة خالل الن�ص ��ف الثاني م ��ن كانون‬ ‫الأول (دي�سمب ��ر)‪ ،‬و�إرتف ��ع �إل ��ى ‪ 143‬ملي ��ار‬ ‫دره ��م (‪ 17‬مليار دوالر) بع ��د تح�صيل قيمة‬ ‫االقترا� ��ض م ��ن �أ�سواق الم ��ال الدولية والذي‬ ‫بلغت قيمته ‪ 1.5‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫و�إعتب ��ر الم�ص ��رف المرك ��زي �أن �إحتي ��اط‬ ‫النق ��د الأجنبي يم ّكن المغ ��رب من م�شتريات‬ ‫خارجي ��ة تغطي نحو �أربع ��ة �أ�شهر من واردات‬ ‫ال�سل ��ع والخدم ��ات‪ ،‬بعدم ��ا تراج ��ع �إلى نحو‬ ‫ثالث ��ة �أ�شه ��ر فق ��ط قب ��ل �إنج ��از االقترا� ��ض‬ ‫الدول ��ي‪ .‬لكن تل ��ك العملية لم تعال ��ج م�شكلة‬ ‫ال�سيولة ل ��دى الم�صارف التجاري ��ة‪ ،‬فوا�صل‬ ‫"المركزي" �ضخ �سيولة بلغت ‪ 63‬مليار درهم‬ ‫�أ�سبوعي ًا‪ ،‬منها ‪ 48‬مليارا" ت�سليفات على مدى‬ ‫�سبعة �أيام بفائدة بلغت ثالثة في المئة‪.‬‬ ‫وتراجع ��ت �أ�سع ��ار الفائ ��دة المدين ��ة بي ��ن‬ ‫الم�ص ��ارف م ��ن ‪� 3.17‬إلى ‪ 3.06‬ف ��ي المئة‬ ‫وه ��ي الأف�ضل منذ �أكثر من �سنة‪ .‬في المقابل‬ ‫تراجع الدرهم المغربي �أمام اليورو ‪ 0.35‬في‬ ‫المئة و�إرتف ��ع مقابل ال ��دوالر ‪ 1.5‬في المئة‪.‬‬ ‫و�إرتفع عجز الميزان التج ��اري �إلى ‪ 22‬مليار‬ ‫دوالر في ‪ 2012‬بعدما ا�ستنفد جزء ًا نهم ًا من‬ ‫الإحتياط النقدي في المغرب الذي كان يفوق‬ ‫‪ 200‬مليار درهم قبل �سنتين‪.‬‬ ‫و�ساهم ارتفاع �أ�سعار الطاقة والمواد الغذائية‬ ‫في تقلي� ��ص االحتياط‪ ،‬وانخف�ض ��ت �إيرادات‬ ‫المغ ��رب م ��ن العم�ل�ات ال�صعب ��ة‪ ،‬ب�سب ��ب‬ ‫الأزمة الإقت�صادي ��ة والمالية في دول االتحاد‬ ‫الأوروب ��ي‪ ،‬الت ��ي تراجع ع ��دد ال�سي ��اح منها‪،‬‬ ‫�إ�ضافة ال ��ى التدفقات المالي ��ة والإ�ستثمارية‬ ‫الأجنبية‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫الموجز الخليجي‬

‫يقدم بيانات‬ ‫«جويك» تطلق برنامج ًا ّ‬ ‫تغطي ‪� 22‬ألف م�صنع في الخليج واليمن‬ ‫�أعلن الأمين العام لـ«منظمة الخليج لال�ستــ�شارات‬ ‫ال�صناعي ��ة» (جوي ��ك) عبـــدالعزي ��ز ب ��ن حم ��د‬ ‫العقيل �أن المنظمة �أطلقت من مقرها في الدوحة‬ ‫"البواب ��ة التفاعلية المطــ� � ّورة لمعلومات الأ�سواق‬ ‫ال�صناعي ��ة" (�آي �أم �آي ‪ )+‬الت ��ي تق� �دّم بيان ��ات‬ ‫و�إح�ص ��اءات حديث ��ة للم�ستثمري ��ن ف ��ي القط ��اع‬ ‫ال�صناعي ورجال الأعمال والباحثين والإعالميين‬ ‫وغيرهم وت�ضم معلومات عن نحو ‪� 22‬ألف م�صنع‬ ‫ف ��ي دول مجل�س التعاون الخليجي واليمن‪ ،‬يتجاوز‬ ‫�إجمالي ا�ستثماراتها ‪ 334‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫وق ��ال العقيل �إن عدد العاملي ��ن في تلك الم�صانع‬ ‫يزي ��د على ‪ 1.3‬مليون عامل‪ ،‬و�إن �إ�ستخدام تقنية‬ ‫جدي ��دة تعتمد على �أحدث تقني ��ات �أنظمة الذكاء‬ ‫اال�صطناعي‪ ،‬بزن�س انتليجن�س‪ ،‬ي�ؤ ّمن لل�صناعيين‬ ‫والم�ستثمرين والباحثين ومتخذي القرار ثروة من‬ ‫البيان ��ات ال�صناعي ��ة والتجــاري ��ة واالجتـــماعـــية‬ ‫واالقت�صادية في دول الخليج واليمن‪.‬‬ ‫و�أو�ض ��ح �أن ف ��ي الإم ��كان الو�ص ��ول �إل ��ى البواب ��ة‬ ‫التفاعلية ب�سهولة عبر الموقع الإلكتروني ‪www.‬‬ ‫‪ ،imiplus.goic.org.qa‬الذي يمثل �إحدى �أكثر‬ ‫القواع ��د ال�شاملة والموثوقة للبيان ��ات‪ ،‬والوحيدة‬

‫عل ��ى م�ست ��وى منطق ��ة الخلي ��ج الت ��ي تجم ��ع بين‬ ‫طياتها الإح�صاءات ال�صناعـــي ��ة واالقــت�صاديـــة‬ ‫واالجتماعيــ ��ة‪ ،‬والتـي جرى تجميعه ��ا وت�صنيفها‬ ‫وتحليله ��ا م ��ن قب ��ل خب ��راء جوي ��ك ف ��ي �إدارة‬ ‫المعلومات ال�صناعية"‪.‬‬ ‫و�ش ��دد عل ��ى �أن "جوي ��ك تعتب ��ر تل ��ك القاع ��دة‬ ‫البياني ��ة �ضروري ��ة لإج ��راء البح ��وث القائم ��ة‬ ‫عل ��ى المعلومات‪،‬وي�ستخدمه ��ا الم�ستــثم ��رون‬ ‫والــ�صناعيون والمحللون لإجراء درا�سة �سوق لأي‬ ‫منت ��ج‪ ،‬و�إ�ستهداف زبائن ج ��دد‪ ،‬و�إجراء درا�سات‬ ‫الج ��دوى الإقت�صادي ��ة‪ ،‬والو�صول �إل ��ى القرارات‬ ‫التجاري ��ة ال�سليم ��ة‪ ،‬والبح ��ث عن فر� ��ص جديدة‬ ‫للإ�ستثمار ال�صناعي"‪.‬‬

‫الأمين العام لـ"منظمة الخليج لال�ستــ�شارات ال�صناعية"‬ ‫عبـــدالعزيز بن حمد العقيل‬

‫م�ؤ�شرات �إيجابية تعزّ ز جاذبية اال�ستثمار في العقارات الخليجية‬ ‫�ساهمت التطورات االقت�صادية والمالية في دول‬ ‫الخليج‪ ،‬والتي تُظهر وفورات مالية و�إنفاق ر�أ�س‬ ‫مال ��ي كبير عل ��ى القطاع ��ات الإقت�صادية‪ ،‬في‬ ‫ّ‬ ‫المف�ضل‬ ‫تر�سي ��خ الواقع الإقت�ص ��ادي والتنموي‬ ‫في المنطقة وفي تعزيز ثقة الأفراد في الإنفاق‬ ‫خ�صو�ص� � ًا عل ��ى العق ��ارات م ��ن خ�ل�ال �إرتفاع‬ ‫القرو�ض والتمويل ال�سكني‪ .‬و�أ�شار تقرير ل�شركة‬ ‫«المزاي ��ا القاب�ضة»‪ ،‬نق ًال ع ��ن �صحف وو�سائل‬ ‫�إعالمية‪� ،‬إلى �أن �إجمال ��ي القرو�ض ال�شخ�صية‬ ‫للخليجيي ��ن و�صل �إل ��ى ‪ 857‬ملي ��ار ريال (‪228‬‬ ‫ملي ��ار دوالر) نهاي ��ة الن�صف الأول م ��ن ال�سنة‬ ‫الما�ضي ��ة‪ ،‬ما ُيظه ��ر ارتفاع الثق ��ة بالإقت�صاد‬ ‫وتح�سن م�ستويات التمويل الم�صرفي مع تح�سن‬ ‫موازنات البنوك وم�ؤ�س�سات الإقرا�ض‪.‬‬ ‫ودع ��ا �إل ��ى "ط ��رح م�شاري ��ع عقاري ��ة و�سكني ��ة‬

‫لمواطني دول الخليج ب�سب ��ب �سهولة ح�صولهم‬ ‫عل ��ى التموي ��ل والقرو� ��ض‪ ،‬وبالتال ��ي توجي ��ه‬ ‫الإقرا�ض نحو ال�سلع المعمرة بد ًال من القرو�ض‬ ‫الإ�ستهالكية"‪.‬‬ ‫و�أك ��دت �شركة "جونز النغ ال�سال" �أن العقارات‬ ‫ما زالت �ضمن فئة الأ�صول ال�شائعة للم�ستثمرين‬ ‫ف ��ي ال�ش ��رق الأو�س ��ط‪� ،‬إذ �أك ��د ا�ستط�ل�اع �آراء‬ ‫الم�ستثمري ��ن في ال�س ��وق العقارية ف ��ي ال�شرق‬ ‫الأو�سط و�شمال �أفريقيا في ‪ 2012‬على �أنه نظر ًا‬ ‫�إلى �أن العقارات توف ��ر ن�سبة �أخطار �إلى عوائد‬ ‫�أكث ��ر جاذبية مقارن ��ة بخي ��ارات الإ�ستثمارات‬ ‫البديلة‪ ،‬فهناك �إتج ��اه نا�شئ يتمثل في تخل�ص‬ ‫الم�ستثمري ��ن الإقليميي ��ن م ��ن �أ�صوله ��م غي ��ر‬ ‫الرئي�س ��ة م ��ع تطلعهم �إلى �أ�صول م ��درة للدخل‬ ‫توفر عوائد م�ستقرة على المدى البعيد‪.‬‬

‫�أفادت "م�ؤ�س�س���ة دبي للن�ش���اطات والترويج‬ ‫التج���اري"‪ ،‬ب�أن "مهرجان دبي للت�س���وق" �ض���خ ‪4‬‬ ‫ملي���ارات دوالر في �إقت�ص���اد الإم���ارة في ‪،2012‬‬ ‫محقق���ا ً رقما ً قيا�س���يا ً في عدد ال���زوار في دورته‬ ‫الـ ‪ ،17‬والذي تج���اوز ‪ 4.36‬ماليين زائر‪ ،‬مقارن ًة‬ ‫بحوالى ‪ 3.98‬ماليين عام ‪.2011‬‬ ‫وا�س���تندت درا�س���ة ل�ش���ركة "يوغ���وف" العالمية‪،‬‬ ‫�إلى نتائج بحوث لل�س���وق‪� ،‬أظه���رت الدور الفاعل‬ ‫للمهرجان في دعم اقت�صاد دبي عموما ً‪� ،‬إذ "فاقت‬ ‫العائ���دات المالي���ة ‪ 14.7‬مليار دره���م في فترة‬ ‫المهرجان‪� ،‬أي مليار دوالر �أ�سبوعيا ً‪.‬‬ ‫�إعتب���ر رئي����س "هيئة دبي للطي���ران المدني"‬ ‫الرئي�س الأعل���ى لـ "طيران الإم���ارات" والمجموعة‬ ‫الرئي����س الأعل���ى لـ"دب���ي العالمية" ال�ش���يخ �أحمد‬ ‫بن �س���عيد �آل مكتوم‪� ،‬أن قطاعي ال�سياحة وتجارة‬ ‫التجزئة "من المقوم���ات التاريخية لتراثنا العريق‬ ‫وم�س���يرتنا الإقت�ص���ادية‪ ،‬ويحتفظ���ان حتى اليوم‬ ‫بدورهما الجوهري في الم�ش���هد الإقت�صادي‪ ،‬كما‬ ‫ي�ش���كالن مع قط���اع الن�ش���اطات النام���ي‪ ،‬الركيزة‬ ‫الأ�سا�س لإ�ستراتيجية النمو الم�ستقبلية"‪.‬‬ ‫�أقر مجل�س الوزراء ال�س���عودي موازنة قيا�سية‬ ‫تبلغ ايراداتها المتوقع���ة ‪ 892‬مليار ريال (‪221‬‬ ‫ملي���ار دوالر) ف���ي ‪ .2013‬وتبن���ي المملكة‪ ،‬وهي‬ ‫اكبر م�صدر للنفط في العالم‪ ،‬موازنتها عادة على‬ ‫ٍ‬ ‫متدن للنفط‪ .‬وقالت وزارة المال في بيان ان‬ ‫�سعر‬ ‫عائدات المملكة التي تعتمد ب�صورة رئي�سية على‬ ‫النفط‪� ،‬ست�ص���ل الى ‪ 1239‬مليار ريال (‪330,4‬‬ ‫ملي���ار دوالر) ف���ي نهاي���ة ‪ ،2012‬والنفقات الى‬ ‫‪ 853‬ملي���ار ريال (‪ 227,5‬ملي���ار دوالر)‪ .‬وكانت‬ ‫المملكة توقعت تحقيق فائ�ض ب�س���يط بقيمة ‪12‬‬ ‫مليار ريال (‪ 3,2‬مليارات دوالر) في ‪ ،2012‬على‬ ‫ا�س���ا�س ان ت�صل عائدات النفط الى ‪ 702‬ملياري‬ ‫ريال‪ ،‬وان تبلغ النفقات ‪ 690‬مليار ريال‪.‬‬ ‫�إن�ض���م قط���اع ت�أجي���ر ال�س���يارات �إل���ى قافلة‬ ‫القطاعات الت���ي مثل لها العام ‪ 2012‬عام التميز‬ ‫ف���ي دولة الإمارات العربية المتحدة‪ ،‬حيث �س���اهم‬ ‫النم���و الإجمال���ي ال���ذي �ش���هده �إقت�ص���اد الدولة‪،‬‬ ‫بالإ�ض���افة �إلى �إرتفاع التدفقات ال�س���ياحية دفعة‬ ‫قوي���ة للقط���اع‪ ،‬حيث بل���غ حجم القط���اع خالل هذا‬ ‫العام ما مجموعه ‪ 2.5‬ملياري درهم‪ ،‬وذلك بن�سبة‬ ‫نمو قدرت بـ‪ %15‬مقارنة ب���ـ‪ ،2011‬كما بلغ عدد‬ ‫ال�س���يارات العامل���ة في ه���ذا القط���اع ‪� 105‬آالف‬ ‫�س���يارة‪ ،‬في حين تراوحت ن�س���بة الإ�ش���غال ما بين‬ ‫‪ %75‬و‪ %85‬على معظم ال�ش���ركات الكبيرة داخل‬ ‫الدولة‪.‬‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪15‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون خليجية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف الخليجي‬

‫يدخر معظم الخليجيين ؟‬ ‫لماذا ال ّ‬ ‫يب ��دو �أن ثقاف ��ة الإدّخار والتوفي ��ر لي�ست �شائعة‬ ‫بعد على نطاق وا�سع في منطقة الخليج العربي‬ ‫ح�س ��ب الم�سح والإ�ستطالع ال ��ذي قام به �أخيرا"‬ ‫م�ؤ�ش ��ر ال�سن ��دات الوطني ��ة للإ ّدخ ��ار ف ��ي جميع‬ ‫�أنحاء دول مجل�س التعاون الخليجي‪.‬‬ ‫وتب ّي ��ن �أن �س ��كان دولة الإمارات ه ��م الأف�ضل في‬ ‫توفي ��ر الم ��ال من كل نظرائهم ف ��ي جميع �أنحاء‬ ‫البل ��دان الخليجي ��ة‪ ،‬حي ��ث عادة التوفي ��ر وو�ضع‬ ‫النقود جانبا" التزال غير منت�شرة‪.‬‬ ‫وق ��د �أظه ��ر الإ�ستط�ل�اع �أن ‪ 35‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن‬ ‫الم�ستطلعي ��ن في الإمارات �أفادوا ب�أنهم يوفرون‬ ‫ب�إنتظ ��ام بالمقارنة مع ‪ 26‬في المئة في المملكة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودي ��ة و ‪ 29‬ف ��ي المئ ��ة ف ��ي الكويت‬ ‫وقطر وعمان والبحرين‪.‬‬ ‫وت�شي ��ر النتائج �إل ��ى �أن ثقافة التوفي ��ر والإدخار‬ ‫تو�سع ��ت ف ��ي دول ��ة الإم ��ارات‪ ،‬وهو �إتج ��اه ت�سارع‬ ‫منذ بدء الم�سح ال�سنوي في العام ‪.2010‬‬ ‫لك ��ن الإ�ستطالع‪ ،‬ال ��ذي �صدر ف ��ي �أواخر ال�شهر‬ ‫الفائت‪ ،‬ك�شف عن عجز مالحظ في الإدخار في‬ ‫جمي ��ع �أنح ��اء المنطقة‪ .‬ف ��ي ال�سعودية هناك ما‬ ‫مجموع ��ه ‪ 92‬في المئة م ��ن ال�سكان يعتقدون �أن‬ ‫مدخراته ��م ال تكفي لم�ستقبلهم‪� .‬سكان من دول‬ ‫مجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي الأخ ��رى �أعلنوا عن‬ ‫ت�ش ��ا�ؤم مماث ��ل‪� .‬س ��كان الكوي ��ت (‪ 91‬ف ��ي المئة)‪،‬‬ ‫والبحري ��ن (‪ 88‬ف ��ي المئة)‪ ،‬والإم ��ارات العربية‬ ‫المتح ��دة (‪ 87‬ف ��ي المئ ��ة)‪ ،‬و�سلطنة عم ��ان (‪85‬‬ ‫ف ��ي المئ ��ة) وقطر (‪ 84‬ف ��ي المئة) كان ��ت قريبة‬ ‫خلفها‪.‬‬ ‫وق ��ال محم ��د قا�س ��م العل ��ي‪ ،‬الرئي� ��س التنفيذي‬ ‫لل�سن ��دات الوطني ��ة الت ��ي �أج ��رت الم�س ��ح‪� ،‬إن‬ ‫"تطوير ثقافة الإدّخار في دول الخليج ما زالت‬ ‫في مهدها"‪.‬‬ ‫"هن ��اك مهم ��ة �ضخم ��ة يتعين القي ��ام بها‪ "،‬قال‪.‬‬ ‫"�إنه ��ا تحت ��اج ال ��ى جه ��د تعاوني بي ��ن الحكومة‬ ‫ونظ ��ام التعلي ��م و�أ�صحاب العمل‪ ،‬كم ��ا �أنها تلعب‬ ‫دورا" ف ��ي تعزيز نمط حي ��اة العاملين‪ ،‬والمنزل‪،‬‬ ‫�إذ �أن ف ��ي دول مجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي هناك‬ ‫الكثي ��ر م ��ن ربات البيوت اللوات ��ي ي�سيطرن على‬ ‫الكثير من الإنفاق بالتعاون مع العائل"‪.‬‬ ‫�أج ��رت ال�سن ��دات الوطني ��ة م�سح ��ا" منتظم ��ا"‬ ‫‪14‬‬

‫زعماء دول‬ ‫مجل�س‬ ‫التعاون‬ ‫الخليجي‪:‬‬ ‫هل ين�شروا‬ ‫ثقافة‬ ‫الإ ّدخار؟‬

‫ل�سكان دول مجل�س التعاون الخليجي من جميع‬ ‫الجن�سيات منذ ‪ 2010‬لقيا�س �أنماط الإدخار‪.‬‬ ‫وي�ستند الم�ؤ�ش ��ر العام على ثالثة عوامل‪ :‬كيف‬ ‫ي�شع ��ر النا� ��س بالن�سب ��ة الى بيئة الإدخ ��ار؛ ما �إذا‬ ‫كان ��وا يخطط ��ون لرفع المبلغ ال ��ذي �سيو ّفرونه‬ ‫ف ��ي الأ�شهر ال�ستة المقبل ��ة؛ وما مدى �شعورهم‬ ‫بالإ�ستق ��رار بالن�سبة الى و�ضعه ��م المالي خالل‬ ‫الأ�شهر ال�ستة المقبلة‪.‬‬ ‫وق ��د �أظه ��ر �س ��كان البحري ��ن �أكب ��ر �إرتف ��اع ف ��ي‬ ‫ال�شع ��ور الع ��ام بالن�سب ��ة ال ��ى التوفير ف ��ي ‪،2012‬‬ ‫تليها عمان والإم ��ارات وال�سعودية‪ .‬في المقابل‪،‬‬ ‫�أظه ��ر �سكان قطر �أكب ��ر تراجع في ال�شعور تجاه‬ ‫التوفير‪.‬‬ ‫"ت�ضاع ��ف عدد �سكان قط ��ر منذ ‪ 2004‬الى ‪1.6‬‬ ‫ملي ��ون ن�سم ��ة ف ��ي ‪ ،2010‬وعندم ��ا يك ��ون لدي ��ك‬ ‫طف ��رة �سكاني ��ة يرتف ��ع الت�ضخ ��م"‪ ،‬ق ��ال العل ��ي‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف‪" :‬هن ��اك �أي�ضا" تغيي ��ر ثقافة في قطر‪،‬‬ ‫مع �إنت�شار �أكثر لمراكز الت�سوق (‪ )Malls‬و�إنفاق‬ ‫الدولة الكبير من المال على ك�أ�س العالم ‪،2022‬‬ ‫يتغي ��ر نمط الحي ��اة وي�صير االتجاه ه ��و لإنفاق‬ ‫المال"‪.‬‬ ‫وقال م�س�ؤولون ان النتائج الأكثر �إيجابية لدولة‬ ‫الإم ��ارات العربي ��ة المتح ��دة قد تك ��ون �إنعكا�سا"‬ ‫لأكب ��ر الخط ��وات الت ��ي تتخذه ��ا الحكوم ��ة‬ ‫لتثقي ��ف النا�س ح ��ول �أهمية و�ضع نق ��ود جانبا"‬ ‫والتوفي ��ر‪ .‬فف ��ي وق ��ت �ساب ��ق م ��ن ‪ ،2012‬ب ��د�أت‬ ‫الحكوم ��ة الإماراتية ور�ش عم ��ل لتثقيف النا�س‬ ‫حول الحاجة الى توفير المال‪ .‬تبع ذلك �إطالق‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬

‫�صن ��دوق ف ��ي ‪ 2011‬بر�أ�سم ��ال ‪ 10‬مليارات درهم‬ ‫(‪ 2.72‬ملي ��اري دوالر) لم�ساع ��دة الإماراتيي ��ن‬ ‫الذين لديهم ديون كبيرة‪.‬‬ ‫ولك ��ن ب�صف ��ة عام ��ة‪� ،‬إن الإتج ��اه لع ��دم وج ��ود‬ ‫توفي ��ر في دول مجل�س التعاون الخليجي ما زال‬ ‫م�ستم ��را"‪ ،‬كما �أظهرت الدرا�س ��ة اال�ستق�صائية‪.‬‬ ‫م ��ا مجموعه ‪ 74‬في المئة من �سكان ال�سعودية و‬ ‫‪ 71‬في المئة في الكويت وعمان والبحرين قالوا‬ ‫انهم ال يوفرون بانتظام‪ .‬في دولة الإمارات‪� ،‬أدلى‬ ‫‪ 65‬في المئة من �أفراد العينة بالقول ذاته‪.‬‬ ‫وق ��ال ‪ 1‬ف ��ي المئ ��ة فق ��ط م ��ن �س ��كان ال�سعودي ��ة‬ ‫والإم ��ارات وقطر والبحري ��ن و�سلطنة عمان و ‪2‬‬ ‫ف ��ي المئة من �سكان عمان ب�أن مدخراتهم "�أكثر‬ ‫من كافية" لم�ستقبلهم‪.‬‬ ‫وكان ��ت الح�ساب ��ات الجاري ��ة �أو ح�ساب ��ات الإدخار‬ ‫الم�صرفية الو�سائل الأكثر �شيوعا" الم�ستخدمة‬ ‫من قبل معظم ال�سكان‪.‬‬ ‫الم�شاركون المجيبون في ال�سعودية �إ�ستخدموا‬ ‫�أقل عددا" من من عربات التوفير بالمقارنة مع‬ ‫مناط ��ق �أخرى‪ .‬المقيمون في قطر كانوا الأكثر‬ ‫�إحتماال" لإ�ستخ ��دام الذهب كعربة لمدخراتهم‬ ‫وكان ��وا �أي�ض ��ا" �أعل ��ى الم�ستخدمي ��ن للممتلكات‬ ‫ك�أداة �إ�ستثمار‪.‬‬ ‫ال�س� ��ؤال الآن هل ي�أخذ حكام الخليج بنتائج هذه‬ ‫الدرا�س ��ة ويعممون وين�ش ��رون ثقافة الإدخار في‬ ‫بلدانه ��م كي يكون القر�ش الأبي�ض لليوم الأ�سود‬ ‫لدى معظم النا�س؟‬ ‫الريا�ض ‪� -‬سمير الح�سيني‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫محرك رئي�س لنمو الإمارات‬ ‫قطاع البناء ّ‬

‫ي�شكل ميناء ال�شيخ خليف ��ة في الإمارات‪ ،‬حجر‬ ‫زاوية مهم ًا في م�شروع مدينة خليفة ال�صناعية‬ ‫"كيزاد" في �أبوظبي‪ ،‬التي �ستعزز تنويع م�صادر‬ ‫الدخل في الإمارة‪ ،‬وهي من �أكبر منتجي النفط‬ ‫في العالم‪.‬‬ ‫و�إعتب ��ر تقرير ل�شركة "المزاي ��ا القاب�ضة"‪� ،‬أن‬ ‫المين ��اء الق ��ادر عل ��ى التعام ��ل م ��ع ‪ 15‬ملي ��ون‬ ‫حاوية م�ستقب ًال‪ ،‬والمنطقة ال�صناعية الحرة في‬ ‫"كيزاد"‪" ،‬نقلة جديدة و�إ�ضافة �إلى الإقت�صاد‬ ‫الإمارات ��ي"‪ .‬و�أ�ش ��ار �إل ��ى �أن "الفر�ص ��ة متاحة‬ ‫�أم ��ام ال�ش ��ركات وال�صناع ��ات والإ�ستثم ��ارات‬ ‫المتنوع ��ة للعمل من خ�ل�ال المنطقة الحرة في‬ ‫�أبوظبي‪ ،‬لأن تجربة �إمارة دبي في هذا المجال‬ ‫تعد �إنجاز ًا الفت� � ًا‪ ،‬في وقت تبلغ م�ساهمة ميناء‬ ‫جب ��ل علي والمنطق ��ة الحرة في ��ه ‪ 30‬في المئة‬ ‫من دخ ��ل �إمارة دبي"‪ .‬لذا ي�ش ��كل ميناء خليفة‬ ‫مع الأرا�ضي ال�شا�سعة المتوافرة (�أكبر منطقة‬ ‫�صناعي ��ة في العال ��م) وقربها من �إم ��ارة دبي‪،‬‬ ‫والإ�ستف ��ادة من خدمات مط ��ار �أبوظبي ومطار‬ ‫"دبي �سنترال" في جبل علي‪" ،‬فر�صة مالئمة‬ ‫للإ�ستثمارات وال�صناعات"‪.‬‬ ‫وكان رئي� ��س الإم ��ارات ال�شيخ خليف ��ة بن زايد‬ ‫�آل نهي ��ان‪ّ ،‬‬ ‫د�ش ��ن م�ش ��روع ميناء خليف ��ة‪ ،‬الذي‬ ‫�سيق ��دم خدمة مناول ��ة لكل �أن ��واع الب�ضائع مع‬ ‫التركي ��ز عل ��ى التعامل م ��ع ال�سف ��ن ال�ضخمة‪،‬‬ ‫حي ��ث يبلغ عمق حو�ض المرف� ��أ والقناة الم�ؤدية‬ ‫�إلي ��ه ‪ 16‬مت ��ر ًا قابل ��ة للزي ��ادة حت ��ى ‪ 18‬متر ًا‪.‬‬ ‫وت�صل القدرة الت�شغيلية حالي ًا �إلى ‪ 2.5‬مليوني‬ ‫حاوي ��ة �سنوي ًا‪ ،‬وهي قابلة لالزدي ��اد لت�صل �إلى‬ ‫‪ 15‬مليون حاوية‪.‬‬ ‫ور�أى تقري ��ر "المزاي ��ا"‪� ،‬أن مين ��اء خليف ��ة هو‬ ‫"ركي ��زة �أ�سا�سي ��ة ف ��ي البنية التحتي ��ة لقطاع‬ ‫النقل البحري في الإمارات‪ ،‬لذا �ستعزز �إ�ضافة‬ ‫ميناء خليفة �إلى موان ��ئ الإمارات ن�شاط النقل‬ ‫البحري"‪ .‬و�أ�شار �إلى �أن ح�صة موانئ الإمارات‬ ‫"تبل ��غ ‪ 61‬في المئة من حجم التجارة البحرية‬ ‫في دول مجل�س التعاون الخليجي"‪.‬‬ ‫و�أعل ��ن تقري ��ر "المزاي ��ا"‪� ،‬أن وف ��ورات �أ�سعار‬ ‫النفط والإحتياطات النقدية المتراكمة "�شجعت‬ ‫الحكومة ف ��ي �أبوظبي على التو�س ��ع في الإنفاق‬ ‫الإ�ستثم ��اري عل ��ى البني ��ة التحتي ��ة والم�شاريع‬ ‫الكبرى‪ ،‬مث ��ل المناط ��ق ال�سكني ��ة وال�صناعية‬

‫والمط ��ارات والموان ��ئ وغيره ��ا"‪ .‬و�أو�ض ��ح �أن‬ ‫المالءة الإئتماني ��ة والتمويلية لحكومة �أبوظبي‬ ‫"تجعل من الإ�ستثمار في الإمارة "�أمر ًا بعيد ًا‬ ‫من المخاطرة �س ��واء بالن�سبة �إلى الم�ستثمرين‬ ‫�أو الجه ��ات الممولة‪ ،‬لذا لي�س غريب ًا �أن ت�صنف‬ ‫وكالة الت�صنيف االئتماني "�ستاندرد �أند بورز"‬ ‫�صندوق �أبوظب ��ي الإئتماني ال�سي ��ادي الق�صير‬ ‫المدى بـ ‪ ،"+AA/A-1‬متوقعة �أن "ينمو بن�سبة‬ ‫‪ 5‬في المئة هذه ال�سنة"‪ .‬وقدرت الناتج المحلي‬ ‫للف ��رد ف ��ي الإم ��ارة "ب� �ـ ‪� 110‬آالف دوالر‪ ،‬م ��ا‬ ‫يجعلها من �أغنى الإقت�صادات في العالم‪ .‬فيما‬ ‫�سج ��ل النم ��و االقت�صادي الحقيق ��ي فيها ن�سبة‬ ‫‪ 6.8‬في المئ ��ة في ‪ ،2011‬مدفوع� � ًا ب�أداء قوي‬ ‫ل�صناعة النفط‪ .‬فيم ��ا نما �إقت�صادها بن�سبة ‪4‬‬ ‫في المئة في ‪."2012‬‬ ‫و�أعلن التقرير‪� ،‬أن من �أكبر القطاعات ا�ستفادة‬ ‫م ��ن الم�شاري ��ع الكبرى في �أبوظبي ه ��و البناء‪،‬‬ ‫ال ��ذي يظل �أح ��د المحركات الرئي�س ��ة للن�شاط‬ ‫االقت�صادي‪� ،‬إذ توقعت غرفة �أبوظبي �أن ي�سجل‬ ‫هذا القطاع نمو ًا ن�سبته ‪ 11‬في المئة في ‪،2012‬‬ ‫قب ��ل �أن يكت�سب مزيد ًا من الزخ ��م في الأعوام‬ ‫المقبل ��ة مدفوع ًا بالم�شاري ��ع الكبرى المعلنة"‪.‬‬ ‫ول ��م يغف ��ل �أهمية دور ه ��ذا القط ��اع في "دعم‬ ‫الحركة االقت�صادي ��ة المحلية‪ ،‬وتحقيق التنمية‬ ‫الم�ستدام ��ة وفق متطلبات الر�ؤي ��ة االقت�صادية‬ ‫لإمارة �أبوظبي ‪."2030‬‬

‫رئي�س دولة الإمارات ال�شيخ خليفة بن زايد �آل نهيان‬

‫�إرتف���ع ع���دد ن���زالء المن�ش����آت الفندقي���ة في‬ ‫�أبوظبي بن�سبة ‪ % 14‬خالل الأ�شهر الـ‪ 11‬الأولى من‬ ‫‪ 2012‬مقارنة بالفترة نف�س���ها م���ن العام ‪.2011‬‬ ‫و�أظهرت �إح�صاءات هيئة �أبوظبي لل�سياحة والثقافة‬ ‫�أن ‪ 137‬فندقا ومنتجعا و�شقة فندقية في مختلف‬ ‫�أنح���اء الإم���ارة ا�ست�ض���افت ‪ 2171680‬نزيالً في‬ ‫الفترة من كانون الثاني (يناير) �إلى ت�شرين الثاني‬ ‫(نوفمبر) ‪ 2012‬وهو ما تجاوز الم�س���تويات الكلية‬ ‫الم�سجلة في العام ‪ 2011‬في حين بلغ عدد الليالي‬ ‫الفندقي���ة ‪ 6312359‬ليل���ة‪ .‬واعتبر مب���ارك حمد‬ ‫المهيري مدير عام هيئة �أبوظبي لل�سياحة والثقافة‬ ‫هذه النتائج �إيجابية وم�ش���جعة بكاف���ة المقايي�س‪..‬‬ ‫م�ش���يرا �إلى �أنها تكت�س���ب �أهمية �إ�ضافية في �ضوء‬ ‫الزي���ادة المطردة في عدد الغرف الفندقية المتاحة‬ ‫في الإمارة والذي و�صل �إلى ‪ 23516‬غرفة‪.‬‬ ‫�أكد محافظ بنك الكويت المركزي دكتور محمد‬ ‫الها�ش���ل �أن عام ‪� 2013‬سيكون �أف�ضل من الأعوام‬ ‫ال�سابقة‪ ،‬م�ش���يراً �إلى جملة م�ؤ�ش���رات‪� ،‬أبرزها عودة‬ ‫النمو �إلى الت�سهيالت الإئتمانية في ‪ ،2012‬ب�أف�ضل‬ ‫من معدالت ال�سنوات ال�س���ابقة‪ .‬وطلب في حوار مع‬ ‫�ص���حافيين �إنتظار نتائج خف�ض �س���عر الفائدة على‬ ‫�سوق التمويل‪ ،‬كما �أنه �شرح �سيا�سة البنك المركزي‬ ‫في تحفيز التمويل‪ ،‬ال �س���يما للقطاع���ات الإنتاجية‬ ‫والم�شاريع ال�صغيرة والمتو�سطة في بالده‪.‬‬ ‫بحثت لجنة الزراع���ة والأمن الغذائي في غرفة‬ ‫تجارة الريا�ض‪ ،‬برئا�سة ع�ضو مجل�س الإدارة رئي�س‬ ‫اللجنة محمد ب���ن فهد الحم���ادي‪ ،‬انخفا�ض �إنتاجية‬ ‫بع����ض المنتج���ات الزراعي���ة‪ ،‬مثل القمح وال�ش���عير‬ ‫وال���ذرة الرفيع���ة وال�ش���امية‪ ،‬بن�س���ب متفاوتة قد‬ ‫ت�ص���ل في بع�ض���ها �إلى ‪ 50‬في المئة‪ ،‬م���ا انعك�س‬ ‫ب�شكل �سلبي على قطاعي الثروة الحيوانية والغذاء‪،‬‬ ‫وحدوث ت�ضخم في �أ�سعار بع�ض المواد الغذائية‪.‬‬ ‫تعتزم وزارة المالية ال�س���عودية �إعادة ت�صنيف‬ ‫موازن���ة الدولة لتكون على �أ�س���ا�س اقت�ص���ادي بدل‬ ‫ت�ص���نيفها في الو�ض���ع الحالي (النوعي والإداري)‪،‬‬ ‫ومن المرجح �أن يعتمد الت�ص���نيف االقت�ص���ادي في‬ ‫موازنة عام ‪ ،2015‬وت�س���تمر الموازنة خالل العامين‬ ‫المقبلين بال�ص���ورة المعمولة به���ا الآن‪ ،‬فيما يتوقع‬ ‫�أن يت���م في الفترة القليلة المقبلة �إقرار نظام جديد‬ ‫لمعايير المحا�س���بة الحكومية‪ ،‬يتم م���ن خالله تجاوز‬ ‫الم�شكالت التي يعاني منها النظام الحالي‪.‬‬ ‫و�أكد المدير العام للإدارة العامة للح�سابات في وزارة‬ ‫المالية فهد الدكان �أن �إعادة ت�صنيف موازنة الدولة‬ ‫لتكون على �أ�س���ا�س اقت�ص���ادي بدل الو�ضع الحالي‬ ‫�س���يتم خالل �س���نتين‪ ،‬مبينا ً �أنه �س���يكون تحوالً �إلى‬ ‫الأف�ضل‪ ،‬والوزارة تعمل على ا�ستكماله و�إنهائه‪.‬‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪17‬‬


‫�ش�ؤون خليجية‬ ‫ولنا مالحظة‬

‫زراعة‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫حول الم�ساواة بين الجن�سين في الإمارات‬

‫�إ�صالحات ت�شريعية ومالية تعزز النمو‬ ‫في دول الخليج‬

‫�شقيقت ��ان و�شقيق ��ان جل�س ��وا عل ��ى ال�شاط ��ئ‪ ،‬لبن ��اء ق�صري ��ن م ��ن‬ ‫الرمال‪ .‬نجح ال�صبيان في النهاية في بناء ق�صر قوي والح�صول‬ ‫عل ��ى �إ�ش ��ادة والدتهم ��ا‪ ،‬ف ��ي حي ��ن �أن جه ��ود الفتاتي ��ن جرفته ��ا‬ ‫الأمواج‪.‬‬ ‫الق�ص ��ة ه ��ي واح ��دة م ��ن الأمثل ��ة ع ��ن كيفي ��ة ت�صوير الإن ��اث في‬ ‫الكت ��ب المدر�سي ��ة ف ��ي دول ��ة الإم ��ارات العربي ��ة المتح ��دة‪ .‬يق ��ر�أ‬ ‫الأطف ��ال ف ��ي ال�ص ��ف الثان ��ي (‪ )Grade 2‬هذه الق�ص ��ة كجزء من‬ ‫درا�سته ��م المدعومة �أي�ض ��ا" ب�صورة للفتاتين وهما ت�ضحكان بعد‬ ‫محاولتهما الفا�شلة لبناء ق�صر من الرمال‪.‬‬ ‫على مدى عقود‪ ،‬ذكرت منظمة اليوني�سكو �أن الر�سوم التو�ضيحية‬ ‫هي مواد قوية في الكتب المدر�سية لأنها تحفز م�صلحة التالميذ‬ ‫ال�صغ ��ار‪ .‬كثيرا" ما ت�ستخدم لت�سليط ال�ض ��وء والتب�سيط والرمز‬ ‫ال ��ى الر�سال ��ة الأ�سا�سية‪ .‬ولكن ه ��ل هذه هي الر�سال ��ة ال�صحيحة‬ ‫التي نريد ان يتلقاها �أبنا�ؤنا؟‬ ‫بع ��د قرار مجل�س ال ��وزراء الإتحادي الإمارات ��ي بجعل تعيين ن�ساء‬ ‫ف ��ي مجال�س الإدارة ف ��ي ال�شركات وال ��وكاالت الحكومية �إلزاميا"‪،‬‬ ‫�أو�ص ��ى خب ��راء ف ��ي ن ��دوة عقدت ف ��ي كلية دب ��ي ل�ل��إدارة الحكومية‬ ‫ب�إدخال الم�ساواة بين الجن�سين في الدرو�س والمناهج الدرا�سية‪.‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك‪ ،‬حذر دعاة حق ��وق الم�ساواة بين الجن�سي ��ن من �أن فكرة‬ ‫�إجب ��ار الرج ��ال على قب ��ول الن�ساء ف ��ي منا�صب عليا غي ��ر واقعي‪.‬‬ ‫و�س ��وف ي�ستم ��ر المجتم ��ع ربم ��ا بالتقلي ��ل م ��ن الم�ساهم ��ات التي‬ ‫قدمته ��ا وتقدمه ��ا الم ��ر�أة‪ ،‬ويف�شل ف ��ي االعت ��راف ب�إمكاناتها‪� ،‬إذا‬ ‫�إعتقد النا�س �أن الم�س�ؤوالت التنفيذيات الإناث �إكت�سبن مواقعهن‬ ‫لمج ��رد توزيع الكوت ��ا (الح�ص�ص)‪ .‬وي�شير الخبراء �أي�ضا" �إلى �أن‬ ‫تغيير التح ّيزات الثقافية يجب �أن يبد�أ في �سن مبكرة‪.‬‬ ‫ف ��ي المجتمع الإماراتي‪ ،‬العديد من الفتي ��ان تربوا على الإعتقاد‬ ‫ب� ��أن الم ��ر�أة ه ��ي بب�ساطة غي ��ر قادرة كم ��ا الرجل ف ��ي العديد من‬ ‫المج ��االت‪ .‬البل ��د يحت ��ل المرتب ��ة ‪ 107‬م ��ن �أ�ص ��ل ‪ 135‬دول ��ة ف ��ي‬ ‫"تقري ��ر الفج ��وة بين الجن�سين العالم ��ي ‪ ،"2012‬حيث �إنخف�ضت‬ ‫�أربع مرتبات منذ العام ‪.2011‬‬ ‫�إن موا�صل ��ة الإعتم ��اد عل ��ى كتب ف ��ي المناه ��ج الدرا�سي ��ة‪ ،‬كالذي‬ ‫�أع�ل�اه‪� ،‬سيت ��رك ب�صمة �ص ��ورة نمطية �سلبية ف ��ي �أذهان التالميذ‬ ‫ال�صغ ��ار في الإمارات‪ .‬الأكثر �أهمية ه ��و �أن هذه الكتب المدر�سية‬ ‫�سوف ت�ؤثر على كيفية ر�ؤية الفتيات لأنف�سهن‪ ،‬مما يق ّو�ض ثقتهن‬ ‫ويدفعهن �إلى الت�سا�ؤل عن مدى قدراتهن وفر�ص الحياة‪.‬‬ ‫�إن ��ه م ��ن الأهمي ��ة بمكان �أن تعم ��د وزارة التربية ف ��ي الإمارات الى‬ ‫�إتخ ��اذ �إج ��راءات لمعالج ��ة مث ��ل ه ��ذه الكت ��ب وكيفي ��ة �إرتباطه ��ا‬ ‫بتحقي ��ق الم�س ��اواة بي ��ن الجن�سي ��ن‪ .‬كت ��ب مدر�سي ��ة �أكث ��ر ع ��دال"‬ ‫لل�صف الثاني ال تغ ّير كل �شيء‪ ،‬لكنها �ستكون بداية‪.‬‬ ‫�أبو ظبي ‪ -‬عمار الحالق‬

‫�سجـّلت دول مجلـ�س الـتعاون‬ ‫الخليجي مع ��دالت نمو قوية‬ ‫خالل ال�سنة الما�ضية ُقدّرت‬ ‫بنحو ‪ 5.6‬في المئة على رغم‬ ‫تزايد الغمو�ض الذي ي�سيطر‬ ‫على الأو�ضـ ��اع االقـت�صـادية‬ ‫الـعالمـية وانخفا�ض �إجمالي‬ ‫الناتج المحلي العالمي‪.‬‬ ‫وعزا خبراء ه ��ذا النمو �إلى‬ ‫�إ�ستم ��رار ت�صاع ��د �أ�سع ��ار‬ ‫النف ��ط والإ�ستثمار الحكومي الكبير في م�شاريع البني ��ة التحتية والإنـفاق على‬ ‫الخدم ��ات العامة‪ ،‬بما في ذلك زيـادات رواتـب العاملين في القطاع العام التي‬ ‫عززت الإنفاق اال�ستهالكي‪� ،‬إ�ضافة �إلى تغيير قوانين وت�شريعات في القطاعين‬ ‫المال ��ي والعق ��اري في بع�ض الدول‪ ،‬م ��ا �ساهم في تحريكهما بع ��د فـترة جمود‬ ‫ا�ستمرت �أكثر من ثالث �سنوات بفعل الأزمة المالية العالمية‪.‬‬ ‫وعلى رغم ال�ضغوط العالمي ��ة على اقت�صادات الـمـنطقة‪� ،‬أظهرت درا�سات‬ ‫وبح ��وث �أن الأخيرة ح�صن ��ت ذاتـه ��ا واقتـ�صاداتها عبر تركي ��ز اهتـمامها‬ ‫التجاري واال�سـتثـم ��اري على دول �آ�سيا و�أمي ��ركا الالتينية والدول العربية‪،‬‬ ‫كم ��ا لم تقطع كل الحبال التي تربطه ��ا باالقت�صادات الغربية التي تـ�سـتورد‬ ‫نحـو ‪ 20‬في المئة من النفط‪.‬‬ ‫و�إذا كان ��ت �أ�سع ��ار النف ��ط تراجعت مع بداي ��ة الأزمة المالي ��ة العالمية بما‬ ‫ن�سبت ��ه ‪ 37‬في المئة و�أ�سعار الغاز الم�س ��ال ‪ 27‬في المئة فيما لم تزد حينها‬ ‫احتياط ��ات دول الخلي ��ج على ‪ 473‬ملي ��ار دوالر‪ ،‬ف�إن خبراء �أك ��دوا على �أن‬ ‫الو�ض ��ع اليوم �إختلف كثير ًا �إذ ت�شير التقدي ��رات �إلى �إ�ستقرار �أ�سعار النفط‬ ‫عن ��د نحو ‪ 110‬دوالرات للبرميل خالل ع ��ام ‪ ،2013‬كما �إرتفعت احتياطات‬ ‫دول الخلي ��ج نهاي ��ة حزيران (يونيو) الما�ضي �إل ��ى ‪ 694‬مليار دوالر بزيادة‬ ‫بلغ ��ت نحو ‪ 47‬في المئة‪ ،‬م ��ا ي�شير �إلى �أن اقت�صادات ه ��ذه الدول تح�سنت‬ ‫مقارنة بعام ‪.2009‬‬ ‫واعتبر خبير االقت�صاد نا�صر ال�سعيدي �أن في حين �ش ّكل الإنفاق الحكومي‬ ‫المح ��رك الأ�سا� ��س لالقت�ص ��ادات عام ‪ ،2011‬ف ��ان المحرك ه ��ذه ال�سنة‬ ‫كان م�ساهم ��ة القطاع الخا�ص ف ��ي م�شاريع البنية التحتي ��ة‪ ،‬م�شير ًا �إلى �أن‬ ‫المحرك الأبرز ه ��و تنفيذ ال�سعودية مجموعة م ��ن الإ�صالحات الت�شريعية‬ ‫ف ��ي القطاعين العقاري والمالي‪ ،‬ما ي�شير �إلى دعم دور القطاع الخا�ص قد‬ ‫ي�شجع باقي دول الخليج على خطوات مماثلة‪.‬‬ ‫و�أظه ��ر تقري ��ر التحاد الغرف التجاري ��ة �أن الدول الخليجي ��ة ا�ستفادت من‬ ‫درو� ��س الأزم ��ة المالي ��ة وكانت من �أق ��ل مناطق العال ��م ت�أث ��ر ًا فيها بف�ضل‬ ‫ال�سيا�س ��ات اال�ستثماري ��ة الر�شيدة التي اتبعته ��ا‪ ،‬مقارنة بما حدث ويحدث‬ ‫ف ��ي الواليات المتح ��دة ودول االتحاد الأوروبي‪ ،‬في حي ��ن بلغ حجم التبادل‬ ‫التجاري بين دول المجل�س العام الما�ضي نحو ‪ 65‬مليار دوالر‪ ،‬وقد يت�ضاعف‬ ‫في المدى المنظور بعد معالجة بع�ض المعوقات الجمركية والحدودية‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫الموجز الدولي‬

‫ميركل‪ :‬االو�ضاع قد تكون اكثر �صعوبة في ‪2013‬‬ ‫قالت الم�ست�ش ��ارة االلمانية �أنجي�ل�ا ميركل ان‬ ‫�إنتهاء ازمة الديون ال�سيادية التي تواجه منطقة‬ ‫اليورو م ��ازال بعي ��دا على رغ ��م ان االجراءات‬ ‫اال�صالحي ��ة الت ��ي تهدف ال ��ى معالج ��ة جذور‬ ‫الم�شكلة بد�أت ت�ؤتي ثمارها‪.‬‬ ‫وفي مقابل ��ة م�سجلة لمنا�سب ��ة ال�سنة الجديدة‬ ‫ح ّث ��ت مي ��ركل الألم ��ان ان يكونوا �أكث ��ر �صبرا"‬ ‫حتى على الرغم من �إ�ستمرار �أزمة الديون منذ‬ ‫ثالث �سن ��وات‪ .‬وربطت ميركل �إزده ��ار �ألمانيا‬ ‫ب�إزدهار الإتحاد الأوروبي‪.‬‬ ‫و�أ�ضافت "م ��ن �أجل رخائنا وت�ضامننا علينا ان‬ ‫نحق ��ق التوازن ال�سليم‪� .‬أزم ��ة الديون ال�سيادية‬ ‫الأوروبي ��ة تثبت لن ��ا مدى �أهمية ه ��ذا التوازن‪.‬‬

‫الم�ست�شارة الألمانية �أنجيال ميركل‬

‫الإ�صالح ��ات الت ��ي نطبقه ��ا بد�أت ف ��ي �إحداث‬ ‫ت�أثي ��ر‪ .‬على رغم ذلك فانن ��ا نحتاج الى نتحلى‬ ‫بمزيد من ال�صبر"‪.‬‬ ‫وناق�ض ��ت مي ��ركل ب�ش ��كل غي ��ر مبا�ش ��ر به ��ذه‬ ‫الت�صريح ��ات وزي ��ر المالية االلمان ��ي وولفغانغ‬ ‫�شيوبل ��ه‪ .‬وق ��ال �شيوبله في �صحيف ��ة "بيلد" ان‬ ‫�أ�سو�أ مراحل الأزمة �إنتهت‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ارت مي ��ركل بتفاخ ��ر ال ��ى تراج ��ع معدل‬ ‫البطالة ف ��ي �إلمانيا الى �أدن ��ى م�ستوى لها منذ‬ ‫توحي ��د �شط ��ري المانيا ف ��ي ‪ 1990‬ف ��ي الوقت‬ ‫ال ��ذي ارتف ��ع �أي�ض ��ا" ع ��دد اال�شخا� ��ص الذين‬ ‫التحقوا بوظائف الى م�ستويات قيا�سية‪ .‬وت�سعى‬ ‫مي ��ركل الى الفوز بفترة ثالثة خالل االنتخابات‬ ‫الت ��ي تج ��ري ف ��ي ايل ��ول (�سبتمب ��ر)‪ .‬وقال ��ت‬ ‫�إن"ه ��ذا يعن ��ي ان مئات االالف م ��ن العائالت‬ ‫ا�صبح لديها م�ستقبل �آمن"‪.‬‬ ‫ولك ��ن ف ��ي مواجه ��ة ب ��طء النم ��و االقت�ص ��ادي‬ ‫حذرت مي ��ركل �أي�ضا" من �أن الأو�ضاع قد تكون‬ ‫�أكث ��ر �صعوبة ف ��ي ‪ 2013‬بالمقارنة بعام ‪.2012‬‬ ‫وقال ��ت "�أعرف ان كثيرين قلقون ب�شكل طبيعي‬ ‫مع بداية العام الجديد‪ .‬والبيئة الإقت�صادية لن‬ ‫تك ��ون �أ�سهل في حقيقة االمر ولكن اكثر �صعوبة‬ ‫الى حد ما العام المقبل‪ .‬ولكن يجب اال يحبطنا‬ ‫ذلك ولكن على العك�س يجب ان يحفزنا"‪.‬‬

‫"بنك �أوف �أميركا ميريل لين�ش"‪:‬‬ ‫�أ�سهم ال�شركات مقبلة على �إنتعا�ش في ‪2013‬‬ ‫توقع تقري ��ر �آفاق الأ�سواق العالمية ‪ 2013‬الذي‬ ‫�أ�صدرت ��ه �شرك ��ة "بن ��ك �أوف �أمي ��ركا ميري ��ل‬ ‫لين�ش للبحوث العالمي ��ة"‪� ،‬أن تخ ِّيم غمامة من‬ ‫ال�شك ��وك على الأ�س ��واق العالمية خ�ل�ال عملية‬ ‫الت�سوي ��ة الم�ؤلم ��ة والطويل ��ة لأزم ��ة "الهاوي ��ة‬ ‫المالية" الأميركية‪.‬‬ ‫�إعتبر التقرير ان �إنتعا�ش الإقت�صاد العالمي في‬ ‫الن�ص ��ف الثاني من ال�سن ��ة المقبلة‪� ،‬سيفاجىء‬ ‫العال ��م بمعدالت نمو قوية الت ��ي �ستدفع بم�ؤ�شر‬ ‫"�ستان ��درد �آند ب ��ورز ‪ 500‬للأ�سهم الأميركية"‬ ‫م�سج ًال بذلك‬ ‫الى االرتف ��اع �إلى ‪ 1600‬نقط ��ة‪ِّ ،‬‬ ‫�أعلى رقم قيا�سي في تاريخه‪.‬‬

‫وفي الم�ؤتم ��ر ال�صحافي ال�سن ��وي لتقرير �آفاق‬ ‫الأ�س ��واق العالمية‪ ،‬الذي �أ�صدرت ��ه ال�شركة عن‬ ‫‪ 2013‬ونظمت ��ه ف ��ي كل م ��ن نيوي ��ورك ولن ��دن‪،‬‬ ‫توق ��ع محلل ��ون �أن تك ��ون ال�سنة الجدي ��دة "رقم‬ ‫الح ��ظ ال�سعي ��د ‪ "13‬للم�ستثمري ��ن الحذري ��ن‬ ‫والح�صيفين‪ ،‬لأن ��ه �سي�شهد المراحل التمهيدية‬ ‫التي عادة ما ت�شهد بداية عملية تخارج كبيرة من‬ ‫فئات معينة م ��ن الأوراق المالية لم�صلحة فئات‬ ‫�أخرى‪ ،‬وتوفر تاليا فر�ص ًا مجزية لال�ستثمار في‬ ‫�أ�سه ��م ال�شركات الت ��ي تخ�ضع لت�أثي ��ر الدورات‬ ‫الإقت�صادي ��ة وفئات الأ�ص ��ول المق َّومة ب�أقل من‬ ‫قيمتها‪ ،‬والمق ِب َلة جميع ًا على �إنتعا�ش‪.‬‬

‫�أظه���ر ا�س���تطالع "رويت���رز" لآراء خب���راء‬ ‫اقت�ص���اديين‪� ،‬أن الآمال في تعافي منطقة اليورو‬ ‫في ‪ 2013‬تال�شت على نحو كبير‪ ،‬وقال الخبراء �إن‬ ‫الركود تعمق في الأ�شهر الثالثة الما�ضية‪.‬‬ ‫وب�س���بب �ش���كوك كبي���رة في ق���وة عدد م���ن �أكبر‬ ‫اقت�صادات المنطقة �أ�صبح من غير المتوقع حدوث‬ ‫�أي �إنتعا�ش���ة كبيرة في ال�سنة الجديدة‪ .‬وقد يت�أخر‬ ‫االنتعا�ش حتى ‪ 2014‬وربما �أبعد من ذلك‪.‬‬ ‫تراجع عدد البريطانيين الذين تقدموا بطلبات‬ ‫للح�ص���ول على �إعانة البطالة عل���ى نحو مفاجئ في‬ ‫ت�شرين الثاني (نوفمبر) فيما �سجل عدد العاملين‬ ‫م�س���توى قيا�س���يا"‪ ،‬مم���ا يع���زز الأمل بدعم �س���وق‬ ‫العمل للتعافي الإقت�ص���ادي‪ .‬وخرجت بريطانيا من‬ ‫الرك���ود في الربع الثالث من العام الما�ض���ي‪ ،‬لكن‬ ‫نتائج �ض���عيفة لم�س���وح ال�ش���ركات �أثارت مخاوف‬ ‫م���ن ح�ص���ول �إنتكا�س���ة‪.‬ووفق مكتب الإح�ص���اءات‬ ‫الوطني���ة‪ ،‬تراج���ع ع���دد المتقدمين بطلب���ات �إعانة‬ ‫البطالة بمقدار ‪� 3‬آالف في ت�شرين الثاني (نوفمبر)‬ ‫وتم تعديل الزيادة الم�سجلة قبل �شهر �إلى ‪� 6‬آالف‬ ‫من ‪� 10‬آالف و‪� 100‬شخ�ص‪ .‬وارتفع عدد العاملين‬ ‫�إلى ‪ 29.601‬مليون‪ ،‬وهو �أعلى م�س���توى منذ بدء‬ ‫ت�سجيل البيانات في ‪.1971‬‬ ‫وا�ص���ل �إنت���اج الم�ص���انع ف���ي منطق���ة اليورو‬ ‫تراجع���ه الحاد في ف�ص���ل الخريف‪ ،‬مما يبرز �ض���عف‬ ‫الطل���ب المحل���ي ال���ذي قد يطي���ل �أم���د الركود في‬ ‫المنطقة‪ .‬واعلن مكتب �إح�ص���اءات الإتحاد الأوروبي‬ ‫"�أورو�س���تات" ان الإنتاج ال�ص���ناعي لل���دول الـ‪17‬‬ ‫الت���ي ت�س���تخدم الي���ورو تراجع ‪ %1٫4‬في ت�ش���رين‬ ‫الأول (�أكتوب���ر) بع���د تراجع���ه ‪ %2.3‬ف���ي �أيل���ول‬ ‫(�س���بتمبر)‪ .‬و�شهدت الم�ص���انع �أداء قويا" مفاجئا"‬ ‫في ال�صيف‪ ،‬اذ �سجلت نموا" متو�سطا" في �شهرين‪،‬‬ ‫لك���ن البيانات الجدي���دة تدعم التوقعات لح�ص���ول‬ ‫ثالث �إنكما�ش ف�ص���لي لإقت�صاد منطقة اليورو بين‬ ‫ت�شرين االول (�أكتوبر) وكانون الأول (دي�سمبر)‪.‬‬ ‫�أبدى الرئي�س فالديمير بوتين ارتياحه للو�ض���ع‬ ‫االقت�ص���ادي في البالد التي حافظت على ن�س���بة نمو‬ ‫ثابت���ة رغم االج���واء الدولية ال�ص���عبة‪ .‬وقال عار�ض���ا ً‬ ‫الو�ضع االقت�ص���ادي في رو�س���يا ان "النتائج جيدة"‪.‬‬ ‫و�أكد ان نمو �إجمالي الناتج الداخلي �إرتفع بين كانون‬ ‫الثان���ي (يناير) وت�ش���رين االول (�أكتوبر) ‪ 2012‬الى‬ ‫‪ %3,7‬رغم الو�ض���ع االقت�ص���ادي ال�صعب في العالم‪.‬‬ ‫وابدى ارتياحه لتراجع البطالة الى ‪ %5,4‬في ت�ش���رين‬ ‫الثاني (نوفمب���ر) مقابل ‪ %6,6‬مطلع ال�س���نة الفائتة‬ ‫"مما �شكل "م�ؤ�شرا جيدا القت�صاد هو بين االف�ضل في‬ ‫العالم المتطور"‪ .‬واعتبر انها نتيجة عمل الحكومة‪.‬‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪19‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون دولية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف الدولي‬

‫هل ي�صبح �إقت�صاد ال�صين الأكبر في العالم بحلول ‪2030‬؟‬ ‫ف ��ي ال�شهر الفائ ��ت �أفرج مجل� ��س الإ�ستخبارات‬ ‫القوم ��ي ف ��ي الوالي ��ات المتح ��دة ع ��ن تقري ��ره‬ ‫الخام� ��س ح ��ول "الإتجاه ��ات العالمي ��ة"‪ .‬بي ��ن‬ ‫�إ�ستنتاجات ��ه‪ ،‬توقع ��ت الدرا�س ��ة �أن الإقت�ص ��اد‬ ‫ال�صيني �سيتج ��اوز الإقت�صاد الأميركي لي�صبح‬ ‫الأكبر في العالم "ب�ضع �سنوات قبل ‪."2030‬‬ ‫التقري ��ر‪ ،‬ال ��ذي ه ��و مزي ��ج م ��ن التحلي ��ل م ��ن‬ ‫مجتم ��ع المخابرات الأميركي ��ة وخبراء من ‪20‬‬ ‫دولة �أخرى‪ ،‬يت�سق ويتفق مع معظم التقويمات‬ ‫له ��ذا المو�ض ��وع‪ .‬البن ��ك الدول ��ي‪ ،‬عل ��ى �سبي ��ل‬ ‫المث ��ال‪� ،‬أدلى بالتنب�ؤ نف�سه ف ��ي وقت �سابق من‬ ‫‪.2012‬‬ ‫فيم ��ا يالح ��ظ تقري ��ر "الإتجاه ��ات العالمية"‪،‬‬ ‫ب� ��إن التنب� ��ؤ بالم�ستقبل هو "�إنج ��از م�ستحيل"‪،‬‬ ‫ف� ��إن �إكت�شاف العي ��وب في هذا التقرير في غاية‬ ‫ال�سهول ��ة‪ .‬ل�ش ��يء واح ��د‪ ،‬تو�صيات ��ه تق ��وم عل ��ى‬ ‫فر�ضي ��ة خاطئ ��ة‪ ،‬ان "معدل النم ��و الإقت�صادي‬ ‫الحال ��ي في ال�صين" هو "‪ 8‬الى ‪ 10‬في المئة"‪.‬‬ ‫ي ّدع ��ي المكتب الوطني للإح�ص ��اء في بكين �أن‬ ‫النم ��و في الربع الثالث م ��ن العام الفائت ‪2012‬‬ ‫كان ‪ 7.4‬ف ��ي المئ ��ة‪ ،‬والعملي ��ة الح�سابي ��ة الت ��ي‬ ‫�إ�ستند �إليها المكتب قابلة جدا" للنقا�ش‪.‬‬ ‫حتى الآن �إن �أف�ضل م�ؤ�شر للن�شاط الإقت�صادي‬ ‫ال�صين ��ي يكم ��ن ف ��ي �إنت ��اج الكهرباء‪ .‬ف ��ي الربع‬ ‫الثال ��ث م ��ن ‪ ،2012‬كان متو�س ��ط ​​ الزي ��ادة‬ ‫ال�شهري ��ة ف ��ي �إنت ��اج الكهرب ��اء ‪ 2.1‬ف ��ي المئ ��ة‬ ‫فق ��ط‪ .‬وكان نمو الكهرب ��اء في �إتجاه نزولي في‬ ‫�سجل‬ ‫نهاي ��ة ذلك الربع‪ .‬في �أيل ��ول (�سبتمبر)‪ّ ،‬‬ ‫نمو الكهرباء ‪ 1.5‬في المئة فقط‪.‬‬ ‫لأن نم ��و الكهرب ��اء تاريخي ��ا" يفوق نم ��و الناتج‬ ‫المحلي الإجمالي‪ ،‬فمن غير المرجح �أن النمو‬ ‫االقت�ص ��ادي ف ��ي ال�صي ��ن كان يمك ��ن �أن يك ��ون‬ ‫�أبع ��د بكثي ��ر م ��ن ال�صف ��ر خ�ل�ال الرب ��ع الثالث‬ ‫م ��ن الع ��ام الفائ ��ت‪ .‬و�إ�ضاف ��ة ال ��ى �س ��وء �أرق ��ام‬ ‫الكهرب ��اء الأخيرة‪ ،‬هناك �أدل ��ة متزايدة‪ ،‬موثقة‬ ‫ف ��ي �صحيف ��ة "نيوي ��ورك تايم ��ز" ف ��ي حزي ��ران‬ ‫(يوني ��و) الت ��ي تفي ��د ب� ��أن البيان ��ات م�ضخم ��ة‬ ‫ومبال ��غ فيه ��ا لجع ��ل الإقت�ص ��اد ال�صين ��ي يبدو‬ ‫�أف�ضل مما هو عليه في الواقع‪.‬‬ ‫الإتج ��اه الهاب ��ط الوا�ض ��ح م ��ن اح�صائي ��ات‬ ‫‪18‬‬

‫الكهرب ��اء يتما�ش ��ى م ��ع �إ�ستطالع ��ات الت�صنيع‪،‬‬ ‫ونتائ ��ج ال�ش ��ركات‪ ،‬وم�ؤ�ش ��رات الأ�سع ��ار‪ .‬هروب‬ ‫ر�أ� ��س الم ��ال ه ��و �آخ ��ر عالم ��ة من ّبه ��ة �إل ��ى �أن‬ ‫الإقت�صاد ال�شيوعي! هو في محنة‪.‬‬ ‫يق ��ول محللون �أنه في الأ�شهر القليلة الما�ضية‬ ‫�إ�ست�أن ��ف الإقت�ص ��اد ال�صيني نمط نم ��وه العالي‬ ‫و�أن الم�ش ��كالت الت ��ي عرفه ��ا الع ��ام الما�ض ��ي‬ ‫�سرعان ما ت�صبح من�سية‪ .‬لكن الركود في ‪2012‬‬ ‫يب ��دو �أن ��ه �أكثر م ��ن مجرد لحظة هب ��وط‪ .‬على‬ ‫العك� ��س من ذلك‪ ،‬يبدو �أن ��ه بداية �إنزالق لعقود‬ ‫طويلة‪.‬‬ ‫ل�ش ��يء واح ��د‪ ،‬الأ�سباب الرئي�س ��ة الثالثة للنمو‬ ‫ف ��ي ال�صين على مدى العق ��ود الثالثة الأخيرة‬ ‫‪� -‬إ�ص�ل�اح م�ستم ��ر‪ ،‬بيئ ��ة دولي ��ة �صديق ��ة‪،‬‬‫وديموغرافي ��ا م�ؤاتي ��ة ‪ -‬ل ��م تعد موج ��ودة‪ .‬وال‬ ‫يمك ��ن للق ��ادة ال�صينيين التلوي ��ح بمجرد ع�صا‬ ‫وتخل ��ق ظروف ��ا" جدي ��دة للنم ��و‪ .‬ف ��ي الواق ��ع‪،‬‬ ‫�إن معار�ض ��ي الإ�صالح الذين ك�شف ��ت �أ�سماءهم‬ ‫�أخي ��را" في اللجنة الدائم ��ة للمكتب ال�سيا�سي‪،‬‬ ‫قم ��ة ال�سلط ��ة ال�سيا�سي ��ة ال�صيني ��ة‪ ،‬يجعل ��ون‬ ‫التغيير الإيجابي يبدو غير محتمل‪.‬‬ ‫�إنت�ص ��ار المت�شددي ��ن يعن ��ي �أن ��ه عندم ��ا تحت ��اج‬ ‫ال�صين االى �إ�صالح �إقت�صادي �أكثر‪ ،‬ف�إن النظام‬ ‫ال�سيا�س ��ي �سيك ��ون �أقل قدرة عل ��ى تحقيق ذلك‪.‬‬ ‫لق ��د تقدم ��ت ال�صي ��ن بق ��در م ��ا ف ��ي و�سعها في‬ ‫�إطاره ��ا ال�سيا�سي القائ ��م‪ .‬اليوم‪ ،‬هناك �إعتراف‬ ‫متزايد ب�أن �إعادة الهيكلة الإقت�صادية الأ�سا�سية‬ ‫ال يمك ��ن �أن يح ��دث م ��ا ل ��م يك ��ن هن ��اك �إ�صالح‬ ‫�سيا�س ��ي بعيد المدى‪ ،‬والإ�ص�ل�اح بالت�أكيد �أكثر‬ ‫طموح ��ا م ��ن "الديموقراطي ��ة داخ ��ل الح ��زب"‬ ‫الت ��ي يرغب القادة الحدي ��ث عنها‪ .‬مع ذلك‪� ،‬إن‬ ‫�إ�صالحا" �سيا�سيا" ذا معنى لي�س على الطاولة‪،‬‬ ‫كم ��ا يبدو وا�ضحا" م ��ن ت�شكيلة مخيبة للآمال‬ ‫للجنة الدائمة الجديدة‪.‬‬ ‫ال�صين حاليا" عالقة في تعزيز حلقات مكوناتها‬ ‫الذاتي ��ة‪ .‬واحدة من ه ��ذه الحلقات تكمن في ان‬ ‫تراج ��ع الإقت�ص ��اد يخل ��ق �أزم ��ة �شرعي ��ة‪ .‬و�أزمة‬ ‫�شرعية‪ ،‬بدورها‪ ،‬تت�سب ��ب بحملة وا�سعة النطاق‬ ‫م ��ن القم ��ع ال�سيا�س ��ي‪ .‬حمل ��ة القم ��ع تجع ��ل‬ ‫الإ�صالح �أمرا" م�ستحيال"‪ .‬وعدم وجود �إ�صالح‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬

‫يمنع على المدى الطويل النمو الإقت�صادي‪.‬‬ ‫ك ��ي تخ ��رج بكي ��ن م ��ن ه ��ذه الحلق ��ة‪ ،‬يج ��ب �أن‬ ‫تتح ��رك ف ��ي �إتجاه ل ��م تكن قادرة عل ��ى الذهاب‬ ‫نحوه ل�سن ��وات‪ .‬الزعيم الجدي ��د �شي جينبينغ‪،‬‬ ‫ق ��ال خ�ل�ال جولة ق ��ام بها �أخيرا" ف ��ي مقاطعة‬ ‫قوانغدونغ‪ ،‬ان على الم�س�ؤولين �أن "ال ي�سمحوا‬ ‫ب� ��أي ت�أخي ��ر" ف ��ي �إع ��ادة الهيكل ��ة الإقت�صادي ��ة‪.‬‬ ‫وه ��ذا م�ؤ�ش ��ر �أمل‪ ،‬لك ��ن الق ��ادة ال�صينيين عادة‬ ‫يتحدثون كبيرا" وكثيرا" في الأيام الأولى بعد‬ ‫توليهم ال�سلطة‪.‬‬ ‫ق ��د ي�أم ��ل الرئي� ��س "�ش ��ي" �إط�ل�اق �إ�صالح ��ات‬ ‫جريئ ��ة للحف ��اظ عل ��ى النم ��و‪ ،‬لكن ��ه ف ��ي ه ��ذه‬ ‫اللحظة من المرجح �أن يكون م�شغوال" بتعزيز‬ ‫�سلطت ��ه للحف ��اظ عل ��ى الإ�ستق ��رار ال�سيا�س ��ي‪.‬‬ ‫وبعب ��ارة �أخ ��رى‪� ،‬إن ��ه لي�س في و�ض ��ع يم ّكنه من‬ ‫رعاي ��ة �أي تغيي ��ر‪� .‬سلف ��ه‪ ،‬هو جين ت ��او‪ ،‬ورئي�س‬ ‫وزرائ ��ه‪ ،‬ون جي ��ا ب ��او‪� ،‬إعتب ��را �إ�صالحيي ��ن‬ ‫�إقت�صاديي ��ن‪ .‬لك ��ن ف ��ي العق ��د ال ��ذي �أم�ضي ��اه‬ ‫ف ��ي الحك ��م ل ��م ينف ��ذا �س ��وى �إ�ص�ل�اح جوه ��ري‬ ‫واح ��د‪ ،‬وهو �إلغاء ال�ضريب ��ة الزراعية‪ .‬وب�صرف‬ ‫النظ ��ر ع ��ن ه ��ذا التغيي ��ر‪ ،‬وه ��و م ��ا ت�سب ��ب في‬ ‫نهاي ��ة المطاف ب�ضرر �أكثر مما نفع‪ ،‬ف�إنهما لم‬ ‫يتطرقا الى �إعادة هيكلة �أ�سا�سية‪.‬‬ ‫ربم ��ا �س ��وف ينتهي الأمر وي�صب ��ح �شي جينبينغ‬ ‫ف ��ي النهاية �شخ�صية �إ�صالحي ��ة وتحويلية‪� .‬إال‬ ‫�أنن ��ا يج ��ب �أن نتذك ��ر ب� ��أن كل زعي ��م لجمهورية‬ ‫ال�صي ��ن ال�شعبي ��ة كان �أ�ضعف م ��ن �سلفه‪ ،‬ولي�س‬ ‫هن ��اك الكثي ��ر للإ�ش ��ارة ال ��ى �أن ه ��ذا النم ��ط‬ ‫�سيتغي ��ر الآن‪ .‬م ��ا ل ��م يمك ��ن في ق ��درة الرئي�س‬ ‫�ش ��ي �إع ��ادة ت�شكي ��ل �سيا�س ��ة الح ��زب ال�شيوع ��ي‬ ‫–‪ -‬وهذا من غير المرجح نظرا" الى ت�شكيل‬ ‫اللجن ��ة الدائم ��ة الجديدة و"الي ��د الميتة" من​​‬ ‫الق ��ادة ال�سابقي ��ن الذين يرف�ض ��ون التخلي عن‬ ‫ال�سلط ��ة ‪� --‬س ��وف تك ��ون ال�صي ��ن م ��ع �إقت�ص ��اد‬ ‫ن�ص ��ف �إ�صالح ��ي تهيم ��ن علي ��ه الم�صال ��ح‬ ‫الرا�سخ ��ة‪ .‬وف ��ي ه ��ذه الظ ��روف‪� ،‬إن الب�ل�اد لن‬ ‫تك ��ون ق ��ادرة عل ��ى الحف ��اظ عل ��ى النم ��و الالزم‬ ‫لدف ��ع �إقت�صاده ��ا لتج ��اوز الإقت�ص ��اد الأميركي‬ ‫في �أقل من ‪ 20‬عاما"‪.‬‬ ‫بكين ‪ -‬عبد ال�سالم فريد‬


‫لندن ‪ -‬مي�شال مظلوم‬ ‫ثالث ��ة موا�ضي ��ع �أ�سا�سية م ��ن المتوقع‬ ‫�أن تحت ��ل عناوي ��ن ال�صحف في ‪2013‬‬ ‫وتقود الأح ��داث في العام الجدي ��د‪� :‬أزمة النظام‬ ‫ال�سيا�س ��ي الغرب ��ي‪ ،‬و�إرتفاع الفتن ��ة الطائفية في‬ ‫ال�ش ��رق الأو�س ��ط‪ ،‬والمخ ��اوف ب�ش� ��أن الإن�سحاب‬ ‫الأميركي من العالم‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن التحدي الأكثر �إلحاحا" يكمن في �أزمة‬ ‫نم ��وذج الديموقراطي ��ة الغربي ��ة‪ ،‬والناجم ��ة عن‬ ‫عدم ق ��درة الوالي ��ات المتح ��دة و�أوروب ��ا التعامل‬ ‫م ��ع ق�ضاياهما ال�ضريبية والمالي ��ة‪ .‬الم�شاكل هي‬ ‫�إقت�صادية‪ ،‬لك ��ن نقاط ال�ضعف هي ف ��ي الأ�سا�س‬ ‫�سيا�سية‪ .‬الف�ش ��ل الم�ستمر ف ��ي الت�صرف والأداء‬ ‫ي� ��ؤدي �إلى �إ�ضع ��اف مكانة الغ ��رب الدولية في كل‬ ‫الأبع ��اد بالن�سبة الى الق ��وة الوطنية ‪ -‬قدرته على‬ ‫الإزده ��ار‪ ،‬و�إ�ستدع ��اء وتوجي ��ه العم ��ل الدول ��ي‪،‬‬ ‫وتعزيز الم�صالح القومية الأ�سا�سية‪.‬‬ ‫الق�ضي ��ة الفوري ��ة بالن�سبة الى الوالي ��ات المتحدة‬ ‫كانت عدم ال�سقوط في "الهاوية المالية" ‪ -‬مزيج‬ ‫من زيادة مقررة لل�ضرائب وخف�ض تلقائي للإنفاق‬ ‫ُم�ص َّم ٌم كي يكون م�ؤلم ��ا" بحيث يجبر الكونغر�س‬ ‫على الإتفاق على حزمة من خف�ض االنفاق وزيادة‬ ‫الإي ��رادات و�إ�صالحات م�ستحقة‪ .‬في �آخر يوم من‬ ‫‪ 2012‬وبداية ‪ ،2013‬نجح تهديد الأزمة المالية من‬ ‫الو�صول الى حل و�سط في مجل�سي الكونغر�س‪.‬‬ ‫ف ��ي �أوروب ��ا‪ ،‬الق�ضايا الإقت�صادية ه ��ي �أ�شد وط�أة‬ ‫ لك ��ن هناك �أي�ض ��ا" كان م ��ن الم�ستحيل توحيد‬‫الإرادة ال�سيا�سي ��ة ال�ضرورية حت ��ى ت�أرجح اليورو‬ ‫و�ص ��ار عل ��ى حاف ��ة الإنهي ��ار‪� .‬إن ��ه منح ��ى خطير‬ ‫للعي� ��ش‪ :‬ف ��ي كل مرحل ��ة‪ ،‬عندما تهب ��ط م�ؤ�شرات‬ ‫الأ�س ��واق المالية بم ��ا يكفي لإط�ل�اق �صوت عال‪،‬‬ ‫ت�ستجيب الحكوم ��ات‪ .‬ولكن في كل مرحلة‪ ،‬يرتفع‬ ‫�سعر الإ�صالح الالزم �أكثر‪ .‬خطوات كان يمكن لها‬ ‫�أن تحل الأزمة في �ضربة واحدة ت�صبح بال جدوى‬ ‫وغير كافية بعد �أ�شهر قليلة‪.‬‬ ‫على مدى عقود‪ ،‬كان ��ت الواليات المتحدة و�أوروبا‬ ‫المركزي ��ن للحكم العالم ��ي‪ .‬لديهما خبرة في حل‬ ‫الم�شكالت الدولية والإرادة على التنفيذ‪ .‬كل هذه‬ ‫الأ�ص ��ول‪ ،‬م ��ع ذلك‪ ،‬توقف ��ت على نج ��اح حكمهما‬ ‫الخا� ��ص‪ .‬عندم ��ا ال يع ��ود نموذجهم ��ا ناجح ��ا"‪،‬‬ ‫�س ��وف يبح ��ث العالم في مكان �آخ ��ر عن الزعامة‬ ‫التي تق ��وده‪ .‬ولكن يبدو على الأقل ف ��ي الم�ستقبل‬ ‫المنظور �أنه لم يجد بعد �أي بدائل‪.‬‬

‫القتل في �سوريا‪:‬‬ ‫�سينتهي في ‪2013‬‬

‫منطق ��ة ال�ش ��رق الأو�س ��ط و�شم ��ال �إفريقي ��ا‪ ،‬في‬ ‫الوق ��ت عين ��ه‪� ،‬ستتوا�ص ��ل حاجته ��ا ال ��ى �إهتمام‬ ‫المجتمع الدولي‪ .‬من المغرب �إلى �إيران‪ ،‬ما زالت‬ ‫المنطق ��ة ت�شه ��د �إ�ضطراب ��ات �سيا�سي ��ة لل�صحوة‬ ‫العربية‪ :‬الإ�سالميون ينتقل ��ون من الدور الم�ألوف‬

‫�إذا �إ�ستطاعت المعار�ضة‬ ‫المحافظة على توحيد �صفوفها‪ ،‬و�إذا‬ ‫بقيت القوى الخارجية (من دون رو�سيا‬ ‫وال�صين) موحدة‪ ،‬يمكن �أن نرى في‬ ‫‪ 2013‬حدا" ونهاية للقتل ‪ -‬وبداية ما‬ ‫�سوف يكون �إنتقاال" �سيا�سيا" �صعبا"‬ ‫وطويال" في �سوريا‬

‫ف ��ي المعار�ضة الى مهمة �أ�صعب بكثير في الحكم‪،‬‬ ‫والح ��ركات الدينية تح ّولت ال ��ى �أحزاب �سيا�سية‪،‬‬ ‫والجماع ��ات العلمانية والليبرالي ��ة تكافح لتنظيم‬ ‫�أح ��زاب ف ّعالة‪ .‬ولكن في الع ��ام الجديد وما بعده‪،‬‬ ‫يب ��دو م ��ن المرج ��ح �أن ت�صب ��ح الفتن ��ة الطائفية‬ ‫المو�ض ��وع الذي يحدد الأحداث في مختلف �أنحاء‬ ‫المنطقة‪.‬‬ ‫خالل عقود من حكم غير ف ّعال على خالف ذلك‪،‬‬ ‫�إ�ستط ��اع الديكتاتوريون في ال�شرق الأو�سط �إدارة‬ ‫االنق�سام ��ات بين ال�سن ��ة وال�شيع ��ة وو�ضعها تحت‬ ‫ال�سيطرة‪ .‬جاء ال�سالم الق�سري الأول في العراق‪،‬‬ ‫حي ��ث �أثار الغزو االميركي حرب ��ا" �أهلية طائفية‪.‬‬ ‫وتب ��دو بالد ما بي ��ن النهري ��ن الي ��وم وك�أنها على‬ ‫و�ش ��ك �أن ت�شهد �إن�شقاقا" كردي ��ا" وربما في وقت‬ ‫الحق �إنق�سام ال�شيعة وال�سنة‪ ،‬ويرجع ذلك جزئيا"‬ ‫الى النف ��وذ الإيراني‪ .‬وتلعب طهران �أي�ضا" دورا"‬ ‫رئي�سا" في �سوريا‪ ،‬حيث يقاتل الحكام من الأقلية‬ ‫العلوية (ال�شيعية) في دم�شق خوفا" على وجودهم‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪21‬‬


‫مو�ضوع الغالف‬

‫العالم‬

‫عام جديد مهم في تحديد مجرى ال�ش�ؤون الدولية‬

‫العالم في‬

‫الصحوة العربية تتابع مسيرتها والقتل في سوريا يتوقف‬ ‫ً‬ ‫ووداعا لحل الدولتين في فلسطين‬ ‫والعراق قد ينزلق نحو التقسيم‬ ‫ماذا يخبىء العام الجديد؟ هل يكون ‪� 2013‬إمتدادا" للعام ‪2012‬‬ ‫�أم �أنه يح�ضر مفاج�آت قد تحول الأو�ضاع ر�أ�سا" على عقب في العالم وفي �أي �إتجاه؟‬ ‫‪20‬‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬


‫بمرحل ��ة تغيي ��ر مثير ف ��ي القي ��ادة ‪ -‬ولكن هناك‬ ‫بع�ضا" من الت�شابه‪ .‬فبع�ض الالعبين الأ�سا�سيين‬ ‫في فريق الرئي�س باراك �أوباما �سوف يتغ ّير‪ ،‬ولكن‬ ‫القوة الدافع ��ة ل�سيا�ساته قد و�ضعت الى حد كبير‬ ‫ويمكن ��ه ان يتح ��رك ف ��ورا" لمعالج ��ة العديد من‬ ‫الق�ضايا التي تم ت�أجيلها خالل مو�سم الإنتخابات‬ ‫في الواليات المتحدة الذي دام لفترة طويلة‪.‬‬ ‫الرئي�س ال�صين ��ي الجديد �شي جنبينغ‪ ،‬من ناحية‬ ‫�أخرى‪ ،‬يواج ��ه مجموعة من التحديات المبا�شرة‪.‬‬ ‫ال ب ��د له من بناء تواف ��ق في الآراء بين جيل جديد‬ ‫م ��ن القادة حول مجموعة جدي ��دة من ال�سيا�سات‬ ‫المالئمة لمكانة ال�صي ��ن المتزايدة على ال�صعيد‬ ‫العالم ��ي‪ .‬قي ��ادة بكي ��ن المنتهي ��ة واليته ��ا كان ��ت‬ ‫ت�ستطي ��ع تحمل النمو البط ��يء وتراكم الم�شكالت‬ ‫ال�سيا�سي ��ة والإقت�صادي ��ة بع ��د �سنوات م ��ن النمو‬ ‫الإقت�ص ��ادي الممت ��از – "�ش ��ي" ال يمكن ��ه ذلك‪.‬‬ ‫فان ��ه �س ��وف ي�ضطر ال ��ى ت�سري ��ع �إع ��ادة التوازن‬ ‫ال ��ى الإقت�صاد ال�صيني وف ��ي الوقت عينه معالجة‬ ‫التذمر المتزايد من ‪ 300‬مليون ن�سمة من الطبقة‬ ‫الو�سط ��ى الجدي ��دة القوي ��ة‪ .‬وه ��ذه التح ��والت‬ ‫ال�سيا�سية المطلوبة تحدث غالبا" ب�سبب التوتر‪.‬‬ ‫وال يمك ��ن للحكوم ��ة ال�صيني ��ة الجدي ��دة تحم ��ل‬ ‫الظهور ب�ص ��ورة �ضعيفة في الخ ��ارج‪� .‬إن ال�سكان‬ ‫الذي ��ن زادوا �إطالع ��ا"‪ ،‬والغا�ضبي ��ن م ��ن تف�شي‬ ‫الف�ساد والإثراء ال�شخ�صي من قبل بع�ض النخبة‪،‬‬ ‫ه ��م عر�ض ��ة �سهل ��ة لن ��داءات الوطني ��ة‪ .‬يعتق ��د‬ ‫ال�شعب‪ ،‬والعدي ��د من الدوائر الحاكمة‪ ،‬بعدد من‬ ‫نظري ��ات الم�ؤامرة حول النواي ��ا الأميركية ‪ -‬على‬ ‫�سبي ��ل المثال‪ ،‬ان الواليات المتحدة تحاول تطويق‬ ‫ال�صين‪ ،‬و�أنها دفعت اليابان الى التحرك في بحر‬ ‫ال�صين ال�شرقي‪ ،‬و�أنها تحاول �إثارة المتاعب حول‬ ‫تاي ��وان‪ .‬الغالبي ��ة العظم ��ى من ال�صينيي ��ن تتوقع‬ ‫�سيا�سة خارجية �أكثر حزما" و�أكثر و�ضوحا"‪.‬‬ ‫ال�سن ��ة الجديدة‪� ،‬إذا"‪ ،‬تدعو �إل ��ى الحذر ال�شديد‬ ‫م ��ن كال الجانبي ��ن‪ .‬عل ��ى وا�شنط ��ن وبكي ��ن �أن‬ ‫تُف ِّرقا وتُم ِّي ��زا بين البيان ��ات وال�شكوك المتبادلة‬ ‫والتغيرات الفعلية في ال�سيا�سة‪ .‬النزاع الدائر في‬ ‫بح ��ر ال�صي ��ن ال�شرقي يجب �أن ي ��دار مع الحزب‬ ‫الديموقراط ��ي الليبرالي اليمين ��ي المحافظ بعد‬ ‫فوزه �أخيرا" بغالبية مريحة في الإنتخابات العامة‬ ‫التي �أجريت ف ��ي ال�شهر الفائت في اليابان‪ ،‬ليعود‬ ‫الى الحكم بعد غياب دام ثالث �سنوات مع فر�صة‬ ‫جديدة لتطبيق برنامجه الأمني المت�شدد وو�صفته‬ ‫الإقت�صادية الراديكالية الخراج البالد من �أزمتها‪.‬‬

‫الرئي�س باراك �أوباما‪:‬‬ ‫على �سيا�ساته يتوقف م�صير الكثير من الم�سائل في العالم‬

‫فالديمير بوتبن‪:‬‬ ‫ديكتاتور رو�سيا‬

‫الرئي�س ال�صيني الجديد �شي جنبينغ‪:‬‬ ‫يواجه مجموعة من التحديات المبا�شرة‬

‫يجب على الواليات المتحدة �أن تراجع ال�ضرر الذي‬ ‫�أحدثته بوا�سطة "محورها" في �آ�سيا‪ ،‬والذي عزز‬ ‫ال�شكوك ال�صيني ��ة ب�أن هدف وا�شنطن هو احتواء‬ ‫بكين‪� .‬سوف ي�ستغرق �إقناع ال�صين وقتا" طويال"‬ ‫ب� ��أن ه ��دف الواليات المتح ��دة الفعلي ه ��و اعادة‬ ‫الت ��وازن الى �إهتماماتها م ��ن ال�شرق الأو�سط الى‬ ‫�شرق �آ�سيا‪ ،‬بالنظ ��ر �إلى �أن �أميركا لديها م�صالح‬ ‫�إقت�صادية و�سيا�سية و�أمنية متنوعة هناك‪.‬‬ ‫قب ��ل كل �ش ��يء‪ ،‬عل ��ى كل م ��ن ال�صي ��ن والواليات‬ ‫المتح ��دة �أن تتخذ الخط ��وات ال�صعبة الأولى نحو‬ ‫تحديد نوع جديد من العالقة بين قوتين عظميين‬ ‫حي ��ث �أن ال�صين ت�صبح عل ��ى �أ�سا�سها �أقل فرعية‬ ‫و�أكثر م�س�ؤولية تتحمل �أعباء زعيمة دولية‪.‬‬

‫ال�صحوة العربية الطويلة‬ ‫يمك ��ن لكلم ��ات �سيئ ��ة مخت ��ارة ان تلح ��ق �ضررا"‬ ‫دائم ��ا"‪ .‬مح ��ور �آ�سي ��ا كان واح ��دا"‪" .‬الربي ��ع‬ ‫العرب ��ي"‪ ،‬ال ��ذي دف ��ع الكثيري ��ن ال ��ى التوق ��ع �أن‬ ‫الإ�ضطراب ��ات ف ��ي ال�شرق الأو�سط م ��ن �ش�أنها �أن‬ ‫ت� ��ؤدي �إلى تغيي ��ر وح ��ل ديموقراطي �سري ��ع‪ ،‬كان‬ ‫خط�أ �آخ ��ر‪ .‬وخالفا" لنهاية الحكم ال�سوفياتي في‬ ‫�أوروبا ال�شرقية‪ ،‬هذه ثورات داخلية حقيقية �سوف‬ ‫ت�ستغ ��رق عقودا" لو�ضع �أوزاره ��ا‪ .‬والتحدي الذي‬ ‫يواجه ال ��دول الخارجي ��ة‪ ،‬وخ�صو�ص ��ا" الواليات‬ ‫المتح ��دة‪ ،‬هو و�ضع �إ�ستراتيجي ��ة �ضرورية لل�صبر‬ ‫للتمييز بين فت ��رات ال�صعود والهبوط التي ال مفر‬ ‫منها والإتجاهات الطويلة الأجل‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫ت�ساعد �أي�ض ��ا" الحكومات الجدي ��دة على التقدم‬ ‫الإقت�صادي الذي تحتاج �إليه من �أجل البقاء‪.‬‬ ‫التط ��ور ال�سيا�س ��ي المع ّقد في م�ص ��ر �سوف يتابع‬ ‫م�سيرت ��ه عل ��ى المن ��وال عين ��ه ف ��ي ‪ .2013‬عل ��ى‬ ‫م�شجع ��ة ف ��ي‬ ‫العم ��وم‪ ،‬الأح ��داث هن ��اك كان ��ت ّ‬ ‫البداي ��ة‪ -‬الإن�ضب ��اط ف ��ي الحكم �أح ��دث ت�أثيرا"‬ ‫ملطفا" بالن�سبة الى جماع ��ة الإخوان الم�سلمين‪،‬‬ ‫والجي� ��ش تخ ّلى عن الرغبة ف ��ي الحكم‪ ،‬وتم�سكت‬ ‫البالد بمعاهدة ال�سالم مع �إ�سرائيل‪ ،‬وكان العنف‬ ‫ال�سيا�سي ه ��و اال�ستثناء ولي�س القاعدة‪ .‬في ليبيا‪،‬‬ ‫�سوف تتابع الحكوم ��ة ن�ضالها لإ�ستعادة �إحتكارها‬ ‫ال�شرعي لإ�ستخدام القوة من الملي�شيات الم�سلحة‬ ‫جيدا"‪� .‬سوف تجد الم�ساعدة من �إرتفاع عائدات‬ ‫النف ��ط التي �س ��وف يعيقه ��ا ب�شكل رهي ��ب �إفتقار‬ ‫البالد الكامل الى الم�ؤ�س�سات العاملة والفاعلة بعد‬ ‫‪ 40‬عاما" من الحكم الفا�سد لمعمر القذافي‪.‬‬ ‫الحكوم ��ات ف ��ي البل ��دان الت ��ي ل ��م ت�صله ��ا‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪23‬‬


‫مو�ضوع الغالف ¶ العالم‬

‫�أحداث طرايل�س‬ ‫في لبنان‪ :‬هل‬ ‫�إنتهت �أم تعاود‬ ‫الإ�شتعال ؟‬

‫ف ��ي بلد تقطنه غالبية من ال�سنة‪ .‬من جهتها تقوم‬ ‫الحكوم ��ات ال�سني ��ة وال�شيعي ��ة ف ��ي جمي ��ع �أنحاء‬ ‫المنطقة ب�إر�سال الأ�سلحة والمال للجماعات التي‬ ‫يدعمونها في الحرب الأهلية في البالد‪.‬‬ ‫ال يقت�ص ��ر العن ��ف الطائفي عل ��ى �سوريا فح�سب‪.‬‬ ‫عل ��ى بعد �أميال فقط م ��ن دم�شق‪ ،‬لبنان – المثير‬ ‫الدائ ��م للم�ش ��اكل الطائفي ��ة ‪ -‬يح ��اول با�ستماتة‬ ‫التم�س ��ك ب�سالم ه�ش غي ��ر م�ستقر‪ .‬في البحرين‪،‬‬ ‫قمعت الحكوم ��ة ال�سنية بوح�شية �إنتفا�ضة يقودها‬ ‫ال�شيعة‪ .‬الواقع �أنه من الأ�سهل ر�ؤية �أو توقع �إنت�شار‬ ‫ه ��ذا االتجاه �إل ��ى �أبعد من ذلك ف ��ي جميع �أنحاء‬ ‫المنطقة �أكثر من الت�صور ب�أن الأحداث من �ش�أنها‬ ‫�أن ت�سير عك�س ذلك‪.‬‬ ‫م ��ن جهة �أخ ��رى‪� ،‬إن المخ ��اوف ب�ش� ��أن االن�سحاب‬ ‫الأميرك ��ي من العالم �سوف يك ��ون لها ت�أثير متزايد‬ ‫�أي�ض ��ا" عل ��ى ال�ش�ؤون العالمية ف ��ي العام ‪ 2013‬وما‬ ‫بع ��ده‪ .‬المخاوف ف ��ي جزء منها �أثاره ��ا االن�سحاب‬ ‫المق ��رر لأكث ��ر الق ��وات الأميركي ��ة م ��ن �أفغان�ستان‬ ‫ف ��ي نهاي ��ة ع ��ام ‪� .2014‬سيا�سات ال ��دول المجاورة‬ ‫لأفغان�ست ��ان – خ�صو�صا" باك�ستان و�إيران والهند‬ ‫و�آ�سيا الو�سط ��ى‪ -‬تغ ّيرت على هذا الأ�سا�س وت�ستعد‬ ‫فعليا" للحفاظ على نفوذها في �أعقاب الإن�سحاب‪.‬‬ ‫‪22‬‬

‫الرئي�س ال�صيني الجديد �شي‬ ‫جنبينغ يواجه مجموعة من التحديات‬ ‫المبا�شرة و�سوف ي�ضطر الى ت�سريع‬ ‫�إعادة التوازن الى الإقت�صاد ال�صيني‬ ‫وفي الوقت عينه معالجة التذمر‬ ‫المتزايد من ‪ 300‬مليون ن�سمة من‬ ‫الطبقة الو�سطى الجديدة القوية‬ ‫يمكن لكلمات �سيئة مختارة ان‬ ‫تلحق �ضررا" دائما"‪ ،‬محور �آ�سيا كان‬ ‫واحدا"‪ ،‬و"الربيع العربي"‪ ،‬الذي دفع‬ ‫الكثيرين الى التوقع �أن الإ�ضطرابات‬ ‫في ال�شرق الأو�سط من �ش�أنها �أن ت�ؤدي‬ ‫�إلى تغيير وحل ديموقراطي �سريع‪،‬‬ ‫كان خط�أ �آخر‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬

‫في الوق ��ت عينه‪ ،‬النمو الهائل في �إنتاج الغاز غير‬ ‫التقليدي والموارد النفطية الأميركية خ ّف�ض �شبح‬ ‫�إعتماد وا�شنط ��ن الحاد على ‪-‬وبالتالي الم�صلحة‬ ‫في ‪ -‬البلدان الم�صدرة للنفط في ال�شرق الأو�سط‪.‬‬ ‫و�أخيرا"‪ ،‬يوحي عجز الموازنة الأميركية والحاجة‬ ‫�إلى خف�ض الإنف ��اق للبع�ض ب�أن الواليات المتحدة‬ ‫�س ��وف تلعب دورا" �أ�صغر في الخارج في ال�سنوات‬ ‫المقبلة‪.‬‬ ‫�إذا كان �إن�سح ��اب �أمي ��ركا بب ��طء م ��ن ال�ش� ��ؤون‬ ‫العالمي ��ة مرحب ��ا" ب ��ه �أو ُيخ�شى من �أث ��اره‪ ،‬و �إذا‬ ‫كان �سيح ��دث فعليا" �أم ال‪ ،‬من المرجح �أنه �سوف‬ ‫ي�ؤدي ال ��ى �إج ��راءات وتعديالت تح�سب ��ا" لذلك‪.‬‬ ‫كي ��ف يمكن �أن ي�ؤثر الأمر عل ��ى الأحداث العالمية‬ ‫�أو الم�صالح الأميركية ؟‬ ‫الواق ��ع �أن ال�صورة ما زالت غي ��ر وا�ضحة في كل‬ ‫الأحوال‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يب ��دي مراقبون وخبراء �آراء‬ ‫مختلفة ويجمع معظمهم عل ��ى تقديرات وتوقعات‬ ‫للأحداث التي �ستح ��دد معالم العام الجديد وفي‬ ‫ما يلي �أهمها‪:‬‬

‫وقت حرج في �آ�سيا‬ ‫لق ��د م ��رت ال�صي ��ن والوالي ��ات المتح ��دة لتوهما‬


‫وميلي�شياته للح�صول على رواتبهم من النهب‪.‬‬ ‫الم�شجع ��ة �إلى حد ما ه ��ي �أن الإجماع‬ ‫الأخب ��ار‬ ‫ّ‬ ‫الدولي بد�أ ين�ش�أ ح ��ول الحاجة الى التو�صل الى‬ ‫ت�سوية �سيا�سي ��ة بين عنا�صر النظام ‪ -‬با�ستثناء‬ ‫الأ�س ��د ‪ -‬والمعار�ض ��ة التي ت�شم ��ل �أولئك الذين‬ ‫هم خارج البالد والمعار�ضين الذين ما زالوا في‬ ‫الداخل يقاتلون م ��ن جميع الطوائف المذهبية‪.‬‬ ‫ف ��ي ت�شرين الثان ��ي (نوفمب ��ر) الفائت‪ ،‬اتخذت‬ ‫المعار�ض ��ة خط ��وة مهم ��ة نحو توحي ��د �صفوفها‬ ‫تح ��ت مظلة �إئت�ل�اف جدي ��د �سم ��ي "الإئتالف‬ ‫الوطن ��ي لق ��وى الث ��ورة والمعار�ض ��ة ال�سورية "‬ ‫ ولك ��ن هل يمكنه البقاء موح ��دا" معا" ؟ وهل‬‫�سيقب ��ل �أقل من نهاي ��ة كاملة للنظ ��ام الحالي؟‬ ‫الأجوب ��ة ع ��ن هذي ��ن ال�س�ؤالين غي ��ر م�ؤكدة في‬ ‫�أح�سن الأحوال‪.‬‬ ‫�إذا �إ�ستطاع ��ت المعار�ضة المحافظة على توحيد‬ ‫�صفوفها‪ ،‬و�إذا بقي ��ت القوى الخارجية (من دون‬ ‫رو�سي ��ا وال�صي ��ن) موح ��دة‪ ،‬يمك ��ن �أن ن ��رى في‬ ‫‪ 2013‬حدا" ونهاية للقتل ‪ -‬وبداية ما �سوف يكون‬ ‫�إنتقاال" �سيا�سيا" �صعبا" وطويال" في �سوريا‪.‬‬

‫المواجهة النووية مع �إيران‬ ‫�شهد ‪� 2012‬إتجاهات مت�ضاربة في �إيران‪ .‬حققت‬ ‫�إدارة �أوبام ��ا نجاح ��ا" دوليا" مهم ��ا" في ت�شديد‬ ‫العقوب ��ات المفرو�ضة على الجمهورية الإ�سالمية‬ ‫لم تعرفها في �أي وق ��ت م�ضى‪ ،‬وهو ما ت�سبب فى‬ ‫تراج ��ع قيم ��ة الري ��ال الإيراني و�إرتف ��اع معدالت‬ ‫الت�ضخم والبطالة‪.‬‬ ‫للم ��رة الأول ��ى ف ��ي المواجه ��ة النووي ��ة الطويلة‪،‬‬ ‫تدف ��ع طهران ثمن �سعيها للح�ص ��ول على �أ�سلحة‬ ‫نووي ��ة‪ .‬لكنه ��ا م ��ع ذل ��ك ل ��م تل� � ِّوح بعل ��م �أبي�ض‬ ‫بع ��د‪ :‬رغم �ضع ��ف مكانته ��ا في المنطق ��ة جراء‬ ‫الإنتفا�ض ��ات العربي ��ة‪ ،‬فقد عم ��دت مع ذلك الى‬ ‫تو�سيع برنامجها لتخ�صيب اليورانيوم الى درجة‬ ‫�أعلى م ��ن الم�ستوى المطل ��وب لت�شغيل مفاعالت‬ ‫مدني ��ة‪ .‬من جهته ��ا وا�صلت �إ�سرائي ��ل الدفع الى‬ ‫ح ��رب يمك ��ن �أن تبد�أها وحدها‪ ،‬لك ��ن ال يمكنها‬ ‫�إنهاءها‪ ،‬رغم ان ال�سيا�سة في مو�سم االنتخابات‬ ‫االميركي ��ة تجع ��ل المفاو�ض ��ات النووي ��ة الجدية‬ ‫�أمرا" م�ستحيال"‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬من دون �أي تو�ضيح �أبدا" لماذا‪،‬‬ ‫�أ�ص ّر كل من المر�شحين للرئا�سة الأميركية ب�شكل‬ ‫قاطع �أن احتواء �إي ��ران نووية �أمر م�ستحيل وغير‬ ‫مقبول‪ .‬لح�سن الحظ‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬فقد تم الحفاظ‬

‫الرئي�س ب�شار الأ�سد‪:‬‬ ‫�سينتهي حكمه هذا العام‬

‫الإنتخابات في الأ�شهر الأولى‬ ‫من ‪ 2013‬قد ت�شير �إلى ما �إذا كان‬ ‫العراق �سوف يكون قادرا" على عدم‬ ‫الإنزالق الى التق�سيم ونتائج ال�صراع‬ ‫في �سوريا �سوف ت�ؤثر ب�شدة �أي�ضا"‬ ‫على قرارات ال�سنة العراقيين بالن�سبة‬ ‫الى كيفية �إعالنهم عن مدى‬ ‫�ضيقهم وعدم ر�ضاهم‬

‫عل ��ى مجال مهم م ��ن الغمو�ض ح ��ول الفرق بين‬ ‫ت�سلُّ ��ح �إي ��ران الفعل ��ي و"الق ��درة النووي ��ة" غير‬ ‫المحددة‪ .‬ويمكن �أن يوجد الحل في هذه المنطقة‬ ‫الرمادي ��ة في نهاية المطاف‪ .‬وف ��ي الوقت عينه‪،‬‬ ‫�أرج�أت ايران مواجهة ال�صيف الفائت من خالل‬ ‫تحويل بع� ��ض مخزونها المتزايد م ��ن اليورانيوم‬ ‫المخ�صب الى �أغرا�ض مدنية‪ ،‬الأمر الذي خفّف‬ ‫من �إ�صرار �إ�سرائيل على �ضرورة هجوم في وقت‬ ‫مبكر‪.‬‬ ‫وال�س�ؤال ه ��و ماذا �سيحدث الآن؟ ف ��ي �إ�سرائيل‪،‬‬ ‫الحال ��ة ف ��ي تغ ّي ��ر م�ستم ��ر‪ .‬رئي� ��س ال ��وزراء‬ ‫الإ�سرائيل ��ي بنيامين نتنياهو �س ��وف ي�ضطر �إلى‬ ‫�إع ��ادة تقويم خياراته ف ��ي �ضوء �إع ��ادة انتخاب‬ ‫�أوباما‪ ،‬والمعار�ض ��ة ال�شعبية والعديد من �ضباط‬ ‫الجي�ش وق ��ادة المخابرات في ت ��ل �أبيب للحرب‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أن المعار�ض ��ة ال�سيا�سي ��ة ل ��ه‬ ‫�ضعيف ��ة‪ ،‬يمكن لنتائ ��ج الإنتخاب ��ات المقررة في‬ ‫كان ��ون الثان ��ي (يناي ��ر) الحال ��ي �أي�ض ��ا" فر�ض‬ ‫تعديالت على ال�سيا�سة الإ�سرائيلية‪.‬‬ ‫�إن موقف طهران‪ ،‬الى حد كبير‪ ،‬يحدده المر�شد‬ ‫الأعل ��ى للث ��ورة �آي ��ة اهلل عل ��ي خامنئ ��ي‪ ،‬ال ��ذي‬ ‫لم يخ � ِ�ف ع ��دم �إيمانه ف ��ي ت�سوية‪ .‬ف� ��إن العامل‬ ‫الوحيد الخارجي المق � ِّ�رر يكمن في ما �إذا كانت‬ ‫الحكوم ��ات الأميركي ��ة والأوروبي ��ة �س ��وف تقب ��ل‬ ‫ح ��ق ايران في تخ�صي ��ب اليورانيوم حتى م�ستوى‬ ‫منخف� ��ض �ض ��روري لأغرا� ��ض مدني ��ة‪� .‬إذا كان‬ ‫الأمر كذلك‪ ،‬ف�إنه قد يكون من الممكن التفاو�ض‬ ‫عل ��ى �ضمانات �صعبة بما في ��ه الكفاية‪ ،‬وعمليات‬ ‫تفتي� ��ش‪ ،‬وقي ��ود مفرو�ضة على حج ��م اليورانيوم‬ ‫المنخف� ��ض‪ -‬التخ�صي ��ب المخ ��زون ل�ضم ��ان �أن‬ ‫طهران ال تغ�ش‪� .‬إذا لم يحدث ذلك‪ ،‬ف�إن الو�صول‬ ‫الى �إتفاق يبدو م�ستحيال"‪.‬‬ ‫حتى ل ��و ف�شل ��ت المفاو�ضات ف ��ي ‪ ،2013‬ف�إنه ال‬ ‫ت ��زال لدى �إي ��ران و�سائل لجعل �إحتم ��ال ال�ضربة‬ ‫الع�سكري ��ة غي ��ر محتملة عن طري ��ق اختيار وقت‬ ‫محدد ف ��ي برنام ��ج �أ�سلحتها ‪ -‬الح ��د من حجم‬ ‫المخ�ص ��ب وتجن ��ب‬ ‫مخزونه ��ا م ��ن اليوراني ��وم‬ ‫ّ‬ ‫خطوات نحو الت�سلح‪.‬‬

‫حياة �أو موت لحل الدولتين‬

‫رئي�س الحكومة العراقية نوري المالكي‪:‬‬ ‫هل ي�ستطيع مواجهة تق�سيم العراق ؟‬

‫ربما الحل القائم على دولتين لل�صراع الإ�سرائيلي‬ ‫الفل�سطيني قد م ��ات بالفعل‪ .‬يعتقد الكثير ذلك‪.‬‬ ‫ولك ��ن حت ��ى ل ��و لم ي ��زل هن ��اك �أمل‪� ،‬س ��وف لن‬ ‫ي�ستم ��ر لفترة �أط ��ول من ذلك بكثي ��ر ‪ -‬بالت�أكيد‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪25‬‬


‫مو�ضوع الغالف ¶ العالم‬ ‫الإ�ضطرابات �ستوا�صل البحث عن حل لم�شاكلها‬ ‫الداخلي ��ة‪ ،‬على �أمل �أن المزيد من ال�شرعية التي‬ ‫تتمت ��ع به ��ا ب�صفتها ملكي ��ات �س ��وف تمكنها من‬ ‫تجنب �إحتجاجات كبرى والبقاء في ال�سلطة ‪� .‬أما‬ ‫�سوريا والع ��راق و�إيران ف�ستكون النقاط الرئي�سة‬ ‫التي �ستعرف تغييرا" كبيرا" في العام الجديد‪.‬‬

‫الم�أزق ال�سوري‬

‫رئي�س وزراء‬ ‫�إ�سرائيل‬ ‫بنيامين نتنياهو‬ ‫والرئي�س‬ ‫الفل�سطيني‬ ‫محمود‬ ‫عبا�س‪:‬‬ ‫وداعا" لحل‬ ‫الدولتين؟‬

‫بعد �أكثر من ‪� 22‬شهرا" من القتال‪ ،‬و�صل ال�صراع‬ ‫في �سوريا �إلى طري ��ق م�سدود ع�سكريا"‪ .‬ال يمكن‬ ‫لأي م ��ن الطرفين تحقي ��ق مكا�سب حا�سمة‪ .‬دعم‬ ‫بع�ض دول الخليج للمعار�ض ��ة بالأ�سلحة ال يع ِّو�ض‬ ‫دباب ��ات النظام وطائراته المقاتل ��ة‪ .‬ب�شار الأ�سد‬ ‫ال ي ��زال رئي�س ��ا" للجمهورية لكنه ل ��م يعد يحكم‬ ‫الب�ل�اد‪ .‬عل ��ى الرغ ��م من �ش ��دة وط� ��أة العقوبات‬ ‫الدولي ��ة‪ ،‬فانه يمكن ��ه البقاء في ال�سلط ��ة �إلى ما‬ ‫ال نهاي ��ة ول ��و بالقليل من الم ��ال وذلك من خالل‬ ‫تعليق خدم ��ات الحكومة العادي ��ة وت�شجيع جي�شه‬

‫ير�شح �أ�سعار النفط للإنخفا�ض في ‪2013‬‬ ‫الركود في منطقة اليورو ِ‬ ‫يرج ��ح خب ��راء النف ��ط والمحلل ��ون ان تك ��ون‬ ‫للمخ ��اوف من الركود الإقت�صادي في �أميركا في‬ ‫الوالي ��ات المتحدة واحتمال عودة منطقة اليورو‬ ‫ال ��ى الرك ��ود‪ ،‬تبعات �أكبر على الطل ��ب على الخام‬ ‫ف ��ي الن�ص ��ف االول م ��ن ‪ .2013‬ويتوقع ه� ��ؤالء ان‬ ‫يكب ��ح تباط�ؤ النمو االقت�ص ��ادي ووفرة االمدادات‬ ‫�أ�سع ��ار النف ��ط ف ��ي �ض ��وء تراج ��ع ا�سع ��ار الخ ��ام‬ ‫تدريجا"‪.‬‬ ‫ف ��ي مقاب ��ل تل ��ك التوقع ��ات‪ ،‬ي�ستبع ��د محلل ��ون‬ ‫"�إنهي ��ار" الأ�سع ��ار‪ ،‬ويتوقع ��ون ان ت�ساه ��م‬ ‫المخ ��اوف الجيو�سيا�سي ��ة ف ��ي دع ��م ال�س ��وق‪.‬‬ ‫وتوق ��ع �إ�ستطالع �شهري �أجرته ف ��ي كانون الأول‬ ‫(دي�سمب ��ر) المن�ص ��رم وكال ��ة "رويت ��رز" لآراء ‪26‬‬ ‫محل�ل�ا"‪� ،‬أن يبل ��غ متو�س ��ط �سع ��ر مزي ��ج برن ��ت‬ ‫‪ 108‬دوالرات للبرمي ��ل ف ��ي ‪ 2013‬ب�إنخفا� ��ض‬ ‫ع ��ن متو�سطه البال ��غ ‪ 111٫71‬دوالر ه ��ذه ال�سنة‪.‬‬ ‫ووفقا" للإ�ستطالع‪ ،‬يتوقع �أن يوا�صل �سعر برنت‬ ‫التراج ��ع ال ��ى متو�س ��ط ق ��دره ‪ 105٫90‬دوالرات‬ ‫للبرميل في ‪.2014‬‬ ‫وق ��ال كري� ��س تيفير م ��ن "جين كابيت ��ال غروب"‬ ‫ان المخ ��اوف من الركود الإقت�ص ��ادي في �أميركا‬ ‫و�إ�ضطراب ��ات منطق ��ة الي ��ورو �إقت�صادي ��ا"‪ ،‬تغل ��ب‬ ‫ف ��ي ت�أثيراتها عل ��ى �أ�سعار النفط عل ��ى المخاوف‬ ‫الجيو�سيا�سي ��ة في ال�ش ��رق الأو�سط التي ما زالت‬ ‫‪24‬‬

‫ف ��ي ال�ص ��دارة‪ .‬وتوقع �أربع ��ة محللي ��ن �أن يتجاوز‬ ‫متو�س ��ط �سع ��ر برن ��ت ‪ 115‬دوالرا" ف ��ي ال�سن ��ة‬ ‫الجديدة مقارنة مع ‪ 3‬فقط في ا�ستطالع ت�شرين‬ ‫الثان ��ي (نوفمبر) الما�ض ��ي‪ .‬وتوقع ‪ 3‬محللين �أن‬ ‫يقل متو�سط �سع ��ر برنت عن ‪ 100‬دوالر للبرميل‬ ‫ف ��ي ‪ 2013‬مقارن ��ة م ��ع ‪ 5‬محللي ��ن ف ��ي �إ�ستط�ل�اع‬ ‫ت�شرين الثاني (نوفمبر)‪.‬‬ ‫وقال تيفير‪ ،‬الذي توقع �أن يبلغ متو�سط �سعر برنت‬ ‫‪ 95‬دوالرا" ف ��ي ‪ ،2013‬ان ��ه في ظل بلوغ �إنتاج النفط‬ ‫الأميرك ��ي �أعل ��ى م�ستوياته في �أكث ��ر من ‪� 10‬سنين‪،‬‬ ‫�إ�ضاف ��ة �إلى التباط� ��ؤ الإقت�ص ��ادي المحتمل‪ ،‬فربما‬ ‫يظ ��ل ذل ��ك عام�ل�ا" �سلبي ��ا" رئي�سي ��ا" بالن�سبة الى‬ ‫يتح�سن الطلب‬ ‫�أ�سعار النفط"‪ .‬ويتوقع محللون �أن ّ‬ ‫عل ��ى النف ��ط على نحو متوا�ضع ف ��ي الن�صف الثاني‬ ‫من ‪ ،2013‬لكنهم يقولون �إن �إرتفاع الإمدادات �سيحد‬ ‫من �أية زيادة في ال�سعر‪ .‬ويع ّلق من يتوقعون �إرتفاع‬ ‫الأ�سعار �آمالهم على تح�سن الو�ضع الإقت�صادي في‬ ‫ال�صين والواليات المتحدة‪.‬‬ ‫وكان ��ت "فير�س ��ت �إنيرج ��ي" �صاحب ��ة �أعل ��ى توقع‬ ‫ل�سع ��ر برنت ف ��ي الإ�ستطالع عن ��د ‪ 130٫50‬دوالراً‬ ‫للبرمي ��ل ف ��ي ‪ ،2013‬ف ��ي حي ��ن كان ��ت م�ؤ�س�س ��ة‬ ‫"رايمون ��د جيم� ��س" �صاحب ��ة �أدنى توق ��ع عند ‪80‬‬ ‫دوالرا" للبرمي ��ل للع ��ام‪ .‬وم ��ن المتوق ��ع �أن يبل ��غ‬ ‫متو�س ��ط �سع ��ر الخ ��ام الأميركي الخفي ��ف ‪93٫90‬‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬

‫دوالرا" ف ��ي ‪� 2013‬إنخفا�ض ��ا" م ��ن ‪ 94٫70‬دوالرا"‬ ‫ف ��ي �إ�ستطالع ت�شرين الثاني (نوفمبر) الما�ضي‪.‬‬ ‫وفيما يظه ��ر الإ�ستطالع تدنيا" ف ��ي الأ�سعار في‬ ‫‪ ،2013‬يق ��ول معظم المحللي ��ن �إن احتمال �إنهيار‬ ‫الأ�سعار �ضئيل للغاية‪.‬‬ ‫وقال المحلل في "ناتيك�سي�س" �إبهي�شك د�شباندي‬ ‫ان "�إحتم ��ال �إنهي ��ار �سعر النفط ما زال �إحتما ًال‬ ‫�ضئي�ل�ا" ف ��ي ظ ��ل ق ��درة ال�سعودي ��ة عل ��ى �إحداث‬ ‫توازن في ال�سوق بخف�ض انتاجها"‪.‬‬ ‫وق ��ال المدي ��ر العالم ��ي ال�ستراتيجي ��ة ال�سل ��ع‬ ‫الأولي ��ة ف ��ي "اي ��ه �إن زد" م ��ارك برف ��ان �إن �أ�سعار‬ ‫برنت �ستظل مدعوم ��ة بالمخاطر الجيو�سيا�سية‬ ‫على االمدادات من ال�شرق الأو�سط‪" .‬و�إذا انهارت‬ ‫الأ�سع ��ار‪ ،‬ف�سيكون �أم ��را م�ؤقت ��ا"‪� ،‬إذ من المرجح‬ ‫�أن ت ��رد "�أوبي ��ك" بتقلي� ��ص الإم ��دادات"‪ .‬ب ��دوره‪،‬‬ ‫رج ��ح مدي ��ر بح ��وث ال�سل ��ع الأولية ف ��ي "كابيتال‬ ‫ّ‬ ‫ايكونوميك� ��س" جولي ��ان جي�سوب ح ��دوث هبوط‬ ‫كبي ��ر في �أ�سع ��ار النفط ف ��ي حال ح ��دوث �صدمة‬ ‫مالية عالمية مث ��ل تفكك منطقة اليورو‪ .‬وتوقع‬ ‫محل ��ل الطاق ��ة ل ��دى م�ص ��رف "�إي ب ��ي �أن �أمرو"‬ ‫هان ��ز ف ��ان كلي ��ف �أن ت�س ��ود التوت ��رات ف ��ي ال�شرق‬ ‫الأو�س ��ط خ�ل�ال الن�صف الأول م ��ن ‪" ،2013‬لكنها‬ ‫�ستنح�س ��ر خ�ل�ال الن�ص ��ف الثان ��ي‪ ،‬و�سي� ��ؤدي هذا‬ ‫�إلى �إنخفا�ض عالوة المخاطر"‪.‬‬


‫زعماء مجل�س التعاون الخليجي‪ :‬متابعة الحل ل�ش�ؤونهم الداخلية في العام الجديد‬

‫وقد �إزداد �س ��وءا"‪ .‬وو�صل عدد ال�ضحايا الأجانب‬ ‫في ‪� 2010‬إل ��ى �أعلى م�ستوياته من ��ذ ت�سع �سنوات‬ ‫م ��ن الح ��رب‪ .‬و�إرتف ��ع الى رق ��م �أعلى ف ��ي ‪2011‬‬ ‫و�أعل ��ى م ��ن ذلك ف ��ي ‪ 2012‬ج ��راء �إط�ل�اق النار‬ ‫عل ��ى القوات الأميركية وحلف �شمال الأطل�سي من‬ ‫قبل �أفراد في ال�شرط ��ة والجي�ش الأفغانيين حيث‬ ‫�أ�صبح ��ت هذه الهجمات �سم ��ة قاتمة للحرب‪ .‬من‬ ‫جه ��ة �أخرى بع ��د بدايات خاطئة ع ��دة‪ ،‬بدا نجاح‬ ‫المفاو�ضات م ��ع طالبان بعيدا" على نحو متزايد‪.‬‬ ‫لذا ه َّي� ��أ جيران �أفغان�ست ��ان �أنف�سهم لما يبدو من‬ ‫المرج ��ح �أن تكون �أكبر فترة من ع ��دم الإ�ستقرار‬ ‫حتى بعد رحيل القوات الدولية‪.‬‬ ‫�إذا كانت وا�شنطن ت�أم ��ل في ترك حكومة �أفغانية‬

‫م�ستق ��رة بع ��د مغادرته ��ا‪ ،‬عليه ��ا م ��ع �شركائه ��ا‬ ‫الدوليي ��ن تو�سي ��ع الجه ��ود الرامي ��ة �إل ��ى بن ��اء‬ ‫الم�صالح ��ة ال�سيا�سي ��ة الت ��ي ت�ض ��م الجماع ��ات‬ ‫الأفغاني ��ة الى ما هو �أبعد م ��ن طالبان‪ .‬ولكن لي�س‬ ‫وا�ضح ��ا" بعد �إذا كان ��ت �ستخت ��ار �أن تفعل ذلك‪.‬‬ ‫والأق ��ل و�ضوح ��ا" �أي�ضا" هو م ��ا �إذا كانت قادرة‪،‬‬ ‫مع تراج ��ع ت�أثيرها فيما قواتها تغادر البالد‪ ،‬على‬ ‫ال�ضغط من �أجل �إنتخاب ��ات رئا�سية نزيهة عندما‬ ‫تنته ��ي فت ��رة الرئي� ��س حام ��د كرزاي ف ��ي ‪.2014‬‬ ‫يمكن لنتائج فا�سدة وا�ضحة للإنتخابات �أن ت�ش ّكل‬ ‫نك�سة مد ّمرة‪.‬‬ ‫م ��ن الم�ستغ ��رب �أن باك�ستان كانت بقع ��ة م�شرقة‬ ‫خالل العام الما�ضي‪ .‬م ��ن المرجح الآن �أن ت�شهد‬ ‫الإنتخابات الباك�ستانية هذا العام نهاية �أول فترة‬ ‫�سلمي ��ة لحك ��م مدن ��ي في تاري ��خ الب�ل�اد – وهذا‬ ‫معلم مه ��م‪ .‬يبدو حدوث عنف �أو �إنقالب ع�سكري‬ ‫م�ستبع ��دا" ب�شكل متزايد‪ .‬في الوقت عينه‪ ،‬تراجع‬ ‫هاج�س باك�ستان مع عدوتها‪ ،‬الهند‪� ،‬إلى حد كبير‪.‬‬ ‫وق ��د زادت التج ��ارة بينهم ��ا عبر الح ��دود ب�شكل‬ ‫ملح ��وظ‪ ،‬كم ��ا خفف ��ت القي ��ود عل ��ى الت�أ�شيرات‪،‬‬ ‫وهن ��اك حديث ع ��ن جهود جدي ��دة لت�سوية م�س�ألة‬ ‫الأرا�ضي الحدودية المتنازع عليها منذ �أمد طويل‬ ‫بي ��ن البلدين النووين‪ .‬لكن هجوم ��ا" مقززا" من‬ ‫قب ��ل م�سلحي طالبان في ت�شري ��ن االول (�أكتوبر)‬ ‫الما�ضي على "م ��االال"‪ ،‬الطالبة الباك�ستانية التي‬ ‫لم يتع َّد عمره ��ا ‪� 14‬سنة والتي قادت حملة لتعليم‬ ‫وحد البلد معا" كما ل ��م يحدث من قبل‪.‬‬ ‫الم ��ر�أة‪َّ ،‬‬ ‫لكن من الم�ستحيل القول ما اذا كانت هذه الوحدة‬ ‫�س ��وف ت�ستمر‪ ،‬بيد �أن الهجوم قد عزز ب�شكل كبير‬ ‫من حقيقة �أن الم�شاكل الداخلية للبالد تعني �أكثر‬ ‫للأمن الباك�ستاني مما يفعل التهديد من الهند‪.‬‬ ‫�إذا �صم ��دت هذه الإتجاهات‪ ،‬يمك ��ن �أن يكون في‬ ‫الأفق تغيير حقيقي ف ��ي �أكثر دول العالم خطورة‪.‬‬ ‫ف ��ي �أف�ضل الأحوال‪ ،‬ف�إنه ��ا يمكن �أن تخفف خوف‬ ‫�إ�سالم �أب ��اد من الوقوع بين حكومتين غير وديتين‬ ‫في نيودله ��ي وكابول بما يكفي لل�سم ��اح لباك�ستان‬ ‫بلع ��ب دور �أكث ��ر �إيجابي ��ة ‪� -‬أو عل ��ى الأق ��ل �أق ��ل‬ ‫تدميرا"‪ -‬في ت�شكيل م�ستقبل �أفغان�ستان‪.‬‬

‫لن يكون هناك مو�ضوع‬ ‫في "ال�سيا�سة الخارجية" في‬ ‫يهم بالن�سبة الى التوقعات‬ ‫‪ّ 2013‬‬ ‫الإقت�صادية وال�سيا�سية والأمنية‬ ‫الدولية �أكثر من ق�ضية نجاح �أو ف�شل �إ�ستراحة فا�صلة غريبة في رو�سيا‬ ‫الواليات المتحدة و�أوروبا في التعامل‬ ‫الإحتجاج ��ات الكبي ��رة الت ��ي �شهدته ��ا �ش ��وارع‬ ‫مع �أزماتهما الإقت�صادية‬ ‫مو�سك ��و في خت ��ام ‪� 2011‬أعلنت ف ��ي الواقع عن‬

‫نقط ��ة تح� � ّول �سيا�سي في رو�سي ��ا‪ .‬لكن الحراك‬ ‫�ضع ��ف بدال" م ��ن �أن يتو�سع‪ ،‬وبع ��د ثالثة �أ�شهر‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪27‬‬


‫مو�ضوع الغالف ¶ العالم‬ ‫لي�ست طويلة بما يكفي لعملية �سالم طال �أمدها‪.‬‬ ‫وع�ل�اوة على ذلك‪ ،‬م ��ع التغييرات الت ��ي حملتها‬ ‫ال�صح ��وة العربي ��ة‪ ،‬ف� ��إن �إتفاقا" بي ��ن ا�سرائيل‬ ‫والفل�سطينيين لم يعد كافيا"‪ :‬هناك حاجة ملحة‬ ‫الى �إتفاق �إقليمي بين العرب و�إ�سرائيل‪.‬‬ ‫مثل هذا االتفاق يتطلب جهدا" هائال" من جانب‬ ‫الواليات المتحدة‪ .‬والم�س�ألة تكمن في ما �إذا كانت‬ ‫�إدارة �أوبام ��ا �سوف تختار تكري�س الكثير من ر�أ�س‬ ‫الم ��ال ال�سيا�سي الثمي ��ن لهذا اله ��دف التاريخي‬ ‫ال ��ذي يب ��دو بعيد المنال‪ .‬ه ��ذا �س� ��ؤال ال ي�ستطيع‬ ‫الإجابة عن ��ه �إ ّال الرئي�س �أوبام ��ا وحده‪ ،‬ولكن بعد‬ ‫قتال ت�شري ��ن الثاني (نوفمب ��ر) الفائت في غزة‪،‬‬ ‫ف�إن العقبات �أمام �إتخاذ مثل هذا الخيار تبدو في‬ ‫الواقع كبيرة جدا"‪.‬‬

‫هل ي�ستطيع العراق �أن يبقى موحد ًا؟‬ ‫بع ��د �أيام على رحي ��ل القوات الأميركي ��ة قبل عام‬ ‫م�ض ��ى‪� ،‬إته ��م رئي� ��س ال ��وزراء العراق ��ي ال�شيعي‬ ‫نوري المالك ��ي‪ ،‬نائب رئي�س الب�ل�اد ال�سني طارق‬ ‫الها�شم ��ي بالخيان ��ة – م�ؤ�ش ��را" مبك ��را" ال ��ى‬ ‫الإن�شقاق الطائفي المتفاقم في البالد‪ .‬منذ ذلك‬ ‫الحين‪� ،‬أ�صبح الن�سيج ال�سيا�سي في العراق ب�شكل‬ ‫مطرد �أكث ��ر ه�شا�شة‪ .‬في ال�شم ��ال‪ ،‬التقارب غير‬ ‫المتوق ��ع ‪ -‬ال ��ذي يطلق عليه البع� ��ض ب�أنه معجزة‬ ‫تقريب ��ا" – بي ��ن �إقلي ��م كرد�ست ��ان وتركي ��ا ح ّول‬ ‫العالق ��ة م ��ن �ص ��راع ن�شي ��ط �إل ��ى دفء �سيا�سي‪.‬‬ ‫وتدفقت �إ�ستثمارات �أكبر �شركات النفط الأجنبية‬ ‫ال ��ى القطاع ف ��ي وقت الح ��ق على ح�س ��اب حقوق‬ ‫بغ ��داد‪ .‬الإنق�سام ��ات الإقت�صادية تتع ّم ��ق‪ :‬اليوم‪،‬‬ ‫يح�ص ��ل قط ��اع كرد�ست ��ان عل ��ى ‪� 22‬ساع ��ة �إنارة‬ ‫يومي ��ا" من �شبكة الكهرباء‪ ،‬في حين تكافح بغداد‬ ‫مع �أربع �ساعات فقط في اليوم‪.‬‬ ‫الأخبار ال�سارة الإقت�صادية من كرد�ستان ال تعك�س‬ ‫ما يجري في بقية �أنحاء البالد التي يع ّمها الركود‪.‬‬ ‫�شيع ��ة الع ��راق يتلق ��ون معظ ��م الخدم ��ات القليلة‬ ‫الت ��ي ت�ستطيع حكومة بغ ��داد المق�سومة والعاجزة‬ ‫توفيرها‪ ،‬وترك �سكان البالد ال�سنة غا�ضبين على‬ ‫نحو متزايد واللجوء �إلى العنف‪.‬‬ ‫�إن االنتخاب ��ات ف ��ي الأ�شهر الأولى م ��ن ‪ 2013‬قد‬ ‫ت�شي ��ر �إلى ما �إذا كان العراق �س ��وف يكون قادرا"‬ ‫على عدم الإنزالق ال ��ى التق�سيم‪ .‬ونتائج ال�صراع‬ ‫ف ��ي �سوريا �سوف ت�ؤثر ب�ش ��دة �أي�ضا" على قرارات‬ ‫ال�سن ��ة العراقيين بالن�سبة الى كيفية �إعالنهم عن‬ ‫م ��دى �ضيقه ��م وعدم ر�ضاه ��م‪ .‬ان فر� ��ص تحول‬ ‫‪26‬‬

‫الحكومات في البلدان التي لم‬ ‫ت�صلها الإ�ضطرابات �ستوا�صل البحث‬ ‫عن حل لم�شاكلها الداخلية‪ ،‬على �أمل‬ ‫�أن المزيد من ال�شرعية التي تتمتع‬ ‫بها ب�صفتها ملكيات �سوف تمكنها من‬ ‫تجنب �إحتجاجات كبرى والبقاء‬ ‫في ال�سلطة‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬

‫وموحد ‪ -‬بع ��د ‪� 10‬سنين‬ ‫الع ��راق الى بل ��د م�ستقر ّ‬ ‫على الغ ��زو االميرك ��ي‪ ،‬و�إنفاق �أكثر م ��ن تريليون‬ ‫دوالر‪ -‬لي�ست م�شجعة‪.‬‬

‫�إنهاء �أطول حرب تخو�ضها �أميركا‬ ‫في ‪� ،2011‬أعلن �أوباما �أن معظم القوات االميركية‬ ‫�ستغ ��ادر �أفغان�ستان في نهاي ��ة ‪ .2014‬بحلول ذلك‬ ‫الوق ��ت‪ ،‬توقع ��ت يومه ��ا �إدارت ��ه‪ ،‬ب�أن تك ��ون قوات‬ ‫الأم ��ن الأفغانية قوية بم ��ا يكفي ل�ضمان الأمن في‬ ‫الب�ل�اد و�إتفاق �سيا�سي ي�ضم حركة طالبان و�شيك‬ ‫الحدوث‪.‬‬ ‫ما هو الفرق الذي تحدثه �سنتان ؟ حتى عندما تم‬ ‫الإعالن عن الخطة كان الو�ضع الأمني​​غير م�شجع‬


‫بي ��ن الديموقراطيي ��ن والجمهوريي ��ن عل ��ى بع�ض‬ ‫التفا�صيل‪.‬‬ ‫بالن�سب ��ة الى �أوروب ��ا‪ ،‬الكيان الإقت�ص ��ادي الأكبر‬ ‫ف ��ي العال ��م والزعي ��م الليبرال ��ي الح ��رج لنظام‬ ‫ال�سلم العالمي‪ ،‬ف� ��إن التحدي يكمن في �إ�ستدعاء‬ ‫�إن�ضباط �إقت�صادي م�ستدام و�إرادة �سيا�سية‪ .‬وقد‬ ‫�أحرز بع� ��ض التقدم‪ :‬الحكوم ��ات �أقنعت �أنف�سها‪،‬‬ ‫�إن ل ��م تك ��ن الأ�س ��واق‪ ،‬ب�أنه ��ا �سوف تفع ��ل كل ما‬ ‫يل ��زم لإنقاذ الي ��ورو‪� .‬إلى حد كبي ��ر بف�ضل جهود‬ ‫�إيطاليي ��ن �إثني ��ن ‪ -‬ماريو مونت ��ي‪ ،‬رئي�س الوزراء‬ ‫التكنوقراط ��ي الذي �أختير لتنظي ��م و�ضع �إيطاليا‬ ‫الداخلي‪ ،‬وماري ��و دراغي‪ ،‬الرئي�س الجديد للبنك‬ ‫المرك ��زي الأوروب ��ي ‪� -‬إتخذت خط ��وات ملمو�سة‬

‫للمرة الأولى في المواجهة النووية‬ ‫الطويلة‪ ،‬تدفع طهران ثمن �سعيها‬ ‫للح�صول على �أ�سلحة نووية لكنها مع‬ ‫ذلك لم تل ِّوح بعلم �أبي�ض بعد‬ ‫تثب ��ت �أن عملي ��ة الإنق ��اذ ممكنة‪ .‬ولك ��ن يجب �أن‬ ‫تحدث �إ�صالحات هيكلية م�ؤلمة قد ت�أخذ �سنوات‬ ‫عديدة ‪ -‬وهو �أمر م�ضن لأية ديموقراطية واحدة‪،‬‬ ‫ناهيك عن تقا�سم العديد لألم بع�ضهم البع�ض‪.‬‬

‫ف ��ي الواق ��ع‪� ،‬إن �أزم ��ة الي ��ورو تح ّولت ف ��ي ‪2012‬‬ ‫م ��ن حالة طوارئ تهدد الحي ��اة �إلى مر�ض مزمن‬ ‫�سيك ��ون معن ��ا ل�سن ��وات مقبل ��ة‪ .‬التح ��دي لع ��ام‬ ‫‪ 2013‬يكمن ف ��ي الحفاظ على المعاملة القا�سية‪،‬‬ ‫وتجنب النك�س ��ات‪ ،‬والإ�ستمرار في �إ�ستعادة النمو‬ ‫تدريجا"‪.‬‬ ‫بين ن�صف دزينة من الأزمات التي ّ‬ ‫ك�شفت عن �أنيابها‬ ‫والمحتمل ��ة في منطق ��ة ال�شرق الأو�س ��ط‪ ،‬والتحدي‬ ‫الإقت�ص ��ادي وال�سيا�س ��ي ال ��ذي تواجه ��ه الوالي ��ات‬ ‫المتح ��دة و�أوروب ��ا‪ ،‬والعالق ��ة اله�شة بي ��ن الواليات‬ ‫المتح ��دة وال�صين الت ��ي تبحر في مي ��اه �ضحلة من‬ ‫الما�ض ��ي‪ ،‬يبدو ‪� 2013‬أنه �سوف يكون عاما" مهما"‬ ‫في تحديد مجرى ال�ش�ؤون الدولية‬

‫تتح�ضر لمواجهة مفاعيل الأزمة الإقت�صادية في ‪2013‬‬ ‫منطقة اليورو‬ ‫ّ‬ ‫�إ�ستطاع ��ت منطق ��ة الي ��ورو ان تنق ��ذ نح ��و �أرب ��ع‬ ‫دول م ��ن ال�سق ��وط في الـ‪ 2012‬وف ��ي �إنقاذ العملة‬ ‫الموح ��دة م ��ن الإنهي ��ار‪ ،‬لكنه ��ا ل ��م تنج ��ح ف ��ي‬ ‫معالج ��ة الأزم ��ة الت ��ي �سترخ ��ي بثقلها عل ��ى �سنة‬ ‫‪ 2013‬مم ��ا يح ّت ��م عليه ��ا التعاي� ��ش م ��ع المفاعيل‬ ‫الإقت�صادية والإجتماعية القاتمة‪.‬‬ ‫�إذا"‪� ،‬ستك ��ون ال� �ـ‪� 2013‬سن ��ة بالغ ��ة ال�صعوبة لأنها‬ ‫�ستتواجه ومخلفات االزمة من عواقب �إقت�صادية‬ ‫و�إجتماعي ��ة كا�سح ��ة‪ .‬اال �أن الي ��ورو كعمل ��ة‬ ‫موح ��دة‪� ،‬أثب ��ت قدرت ��ه عل ��ى ال�صم ��ود بعدما كان‬ ‫ّ‬ ‫مه ��ددا" ط ��وال ال�سن ��ة بال ��زوال‪ .‬ومع ��ه‪ ،‬خرج ��ت‬ ‫اليون ��ان منت�ص ��رة لبقائه ��ا ف ��ي منطق ��ة الي ��ورو‬ ‫وف ��ق �سيناري ��وات ل ��م تب ��ق مج ��رد فر�ضي ��ات‪� .‬إذ‬ ‫تب ��ددت �إحتماالت مغادرة �أي‪ ،‬من الأع�ضاء‪ .‬وقال‬ ‫المف َّو� ��ض الأوروب ��ي لل�ش� ��ؤون الإقت�صادية "�أولي‬ ‫ري ��ن" �أن العديد م ��ن المراقبين كان ��وا يعتبرون‬ ‫ان اليون ��ان خ�س ��رت معرك ��ة البق ��اء ف ��ي منطق ��ة‬ ‫الي ��ورو‪" ،‬نعل ��م الآن �أن �أ�صح ��اب ه ��ذه التكهن ��ات‬ ‫المت�شائمة‪ ،‬كانوا مخطئين"‪.‬‬ ‫لك ��ن ذل ��ك تطل ��ب �إجتماعات كثي ��رة ل ��وزراء مال‬ ‫منطق ��ة الي ��ورو‪� ،‬شه ��د بع�ضه ��ا توت ��را" �شديدا"‪.‬‬ ‫وف ��ي ‪ 13‬كانون االول (دي�سمب ��ر) الفائت‪ ،‬ح�صلت‬ ‫اليون ��ان �أخيرا" عل ��ى جزء م ��ن الم�ساعدة بقيمة‬ ‫‪ 34,3‬ملي ��ار ي ��ورو كانت في حاجة الي ��ه لتجنيبها‬ ‫الإفال� ��س‪ .‬ونتيج ��ة له ��ذا الإتف ��اق‪ ،‬قام ��ت وكال ��ة‬ ‫"�ستان ��درد �أن ��د ب ��ورز" للت�صني ��ف الإئتماني في‬ ‫خط ��وة الفت ��ة ورمزي ��ة برف ��ع ت�صني ��ف م�ل�اءة‬ ‫اليون ��ان ‪ 6‬درج ��ات‪ ،‬مم ��ا ع ��زز الي ��ورو ف ��ورا" ف ��ي‬ ‫مواجهة الدوالر‪.‬‬ ‫والخبر ال�سار الثاني في نهاية ‪ ،2012‬كان الت�سوية‬

‫الت ��ي تو�صل �إليه ��ا وزراء الم ��ال االوروبيون حول‬ ‫فر� ��ض نظ ��ام رقاب ��ة عل ��ى الم�صارف ف ��ي منطقة‬ ‫الي ��ورو‪ .‬وهن ��ا �أي�ض ��ا"‪� ،‬إعتب ��ر التق ��دم تاريخي ��ا"‬ ‫بع ��د �أ�سابي ��ع م ��ن التعث ��ر‪ .‬فالرقاب ��ة الموح ��دة‬ ‫عل ��ى الم�ص ��ارف ه ��ي الخطوة الأول ��ى نحو وحدة‬ ‫م�صرفي ��ة �ست�سمح م�ستقبال" بمنع الأزمات التي‬ ‫ت�شم ��ل الم�ؤ�س�سات المالية من الإنت�شار الى باقي‬ ‫الإقت�صاد‪.‬‬ ‫لك ��ن المنعط ��ف الحقيق ��ي ف ��ي ال� �ـ‪ 2012‬ح�ص ��ل‬ ‫بالت�أكي ��د في ال�صيف‪ ،‬حين وعد رئي�س الم�صرف‬ ‫المرك ��زي االوروب ��ي ماري ��و دراغ ��ي ب�إتخ ��اذ كل‬ ‫التدابي ��ر ال�ضروري ��ة لإنق ��اذ الي ��ورو‪ .‬وفي مطلع‬ ‫ايلول (�سبتمب ��ر) المن�صرم‪ ،‬عر�ض خطة تحركه‬ ‫الت ��ي تق ��وم عل ��ى برنام ��ج لإع ��ادة �ش ��راء �سن ��دات‬ ‫دي ��ون الدول التي تواجه متاعب من دون تحديد‬ ‫�سق ��ف له ��ذه العملي ��ات‪ ،‬ف ��ي مب ��ادرة �أث ��ارت عل ��ى‬ ‫الف ��ور �إرتياح ��ا" في ن�سب الفوائ ��د على القرو�ض‬ ‫الإ�سبانية والإيطالية‪.‬‬ ‫و�أف ��ادت مدري ��د م ��ن ه ��ذا التط ��ور لترج ��ئ ال ��ى‬ ‫�أج ��ل غير م�سم ��ى‪ ،‬طلب م�ساع ��دة مالية لمجمل‬ ‫�إقت�صادها كان يتوقعه جميع �شركائها‪ .‬و�إذا كانت‬ ‫�إ�سبانيا طلبت تدخل منطقة اليورو‪ ،‬لكن الطلب‬ ‫�إقت�ص ��ر على م�صارفها وبم�ست ��وى ‪ 40‬مليار يورو‬ ‫بدل ‪ 100‬مليار متوقعة‪ .‬ورغم ذلك‪ ،‬فان الجميع‬ ‫متف ��ق على ع ��دم الإ�س ��راف ف ��ي التف ��ا�ؤل و�إعالن‬ ‫الن�ص ��ر‪ .‬وي ��رى محلل ��و م�ؤ�س�س ��ة "�س ��ي �أم �سي �إي‬ ‫�س ��ي �سيكيوريتي ��ز" المالي ��ة �أن ج ��دول �أعم ��ال‬ ‫الق ��ادة االوروبيي ��ن لل�سنتي ��ن المقبلتي ��ن يب ��دو‬ ‫�أكث ��ر ه ��دوءا"‪ ،‬و�سيتعل ��ق �أ�سا�س ��ا" بتطبي ��ق �آليات‬ ‫المراقبة والإفال�س الخا�صة بالم�صارف‪.‬‬

‫غي ��ر �أن المناق�ش ��ات ع ��ن تعزي ��ز التكام ��ل ف ��ي‬ ‫منطق ��ة اليورو قد تك ��ون "محتدمة وفو�ضوية"‪،‬‬ ‫وف ��ق مجموع ��ة "باركليز" الت ��ي ال ت�ستبعد خروج‬ ‫خالفات عميقة الى العلن‪" ،‬مما �سيفتح الطريق‬ ‫الى توترات جديدة في اال�سواق المالية"‪.‬‬ ‫ويبق ��ى الغمو� ��ض المحي ��ط بال� �ـ‪� 2013‬سيا�سي ��ا"‬ ‫بالدرج ��ة االول ��ى ب ��ر�أي ياني� ��س ايمانويليدي�س‪،‬‬ ‫الخبي ��ر الإقت�ص ��ادي ف ��ي المرك ��ز الأوروب ��ي‬ ‫للدرا�س ��ات ال�سيا�سي ��ة‪ ،‬ال ��ذي يذك ��ر م ��ن عوام ��ل‬ ‫الغمو� ��ض ه ��ذه‪ ،‬تنظيم �إنتخابات ف ��ي �إيطاليا ثم‬ ‫ف ��ي �ألماني ��ا بالإ�ضافة الى "نظ ��ام �سيا�سي يوناني‬ ‫ال ي ��زال ف ��ي و�ضع ح ��رج"‪ .‬ويتخذ ه ��ذا الغمو�ض‬ ‫ُبع ��دا" �إقت�صادي ��ا" و�إجتماعيا" �أي�ض ��ا"‪ ،‬اذ تتوقع‬ ‫جه ��ات ع ��دة‪ ،‬بينه ��ا �صن ��دوق النق ��د الدول ��ي‪ ،‬ان‬ ‫ت�سب ��ب الإقتطاعات ال�صارمة في النفقات العامة‬ ‫وعواقبه ��ا الخطي ��رة عل ��ى الوظائ ��ف والأج ��ور‬ ‫و�أنظمة التقاعد‪ ،‬تفاقم االزمة‪.‬‬ ‫ودخ ��ل �إقت�ص ��اد منطق ��ة الي ��ورو ف ��ي �إنكما�ش في‬ ‫الف�ص ��ل الثالث م ��ن ‪ 2012‬مع ترجيح المزيد من‬ ‫التراج ��ع في �إجمال ��ي الناتج الداخلي في الف�صل‬ ‫الرابع‪ .‬وال يتوقع �إنتعا�ش الإقت�صاد � اّإل في ‪،2013‬‬ ‫مم ��ا يرج ��ئ الى وقت الحق تراج ��ع البطالة التي‬ ‫طال ��ت ‪ %11,7‬م ��ن الق ��وى العامل ��ة ف ��ي ت�شري ��ن‬ ‫االول (�أكتوب ��ر) الفائت‪ ،‬م�سجل ��ة رقما" قيا�سيا"‬ ‫م ��ع تحقي ��ق �أعلى ن�سبة ف ��ي اليون ��ان و�إ�سبانيا‪� ،‬إذ‬ ‫بلغ ��ت ‪ .%25‬وقالت الم�ست�ش ��ارة الألمانية �أنجيال‬ ‫مي ��ركل موج ��زة الو�ضع خ�ل�ال القم ��ة الأوروبية‬ ‫الأخي ��رة ه ��ذه ال�سن ��ة‪" ،‬لق ��د حققن ��ا �شيئ ��ا" حتى‬ ‫الآن‪ ،‬لك ��ن �أعتق ��د �أننا ما زلن ��ا نواجه حقبة بالغة‬ ‫ال�صعوبة"‪.‬‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪29‬‬


‫مو�ضوع الغالف ¶ العالم‬

‫زعماء الإتحاد الأوروبي‪ :‬م�صير اليورو بين �أيديهم‬

‫فق ��ط �أعي ��د �إنتخاب رئي� ��س ال ��وزراء فالديمير‬ ‫بوتي ��ن لمن�ص ��ب رئي� ��س الجمهوري ��ة بغالبي ��ة‬ ‫�ساحقة‪ -‬ولو ان �شرعيته �أ�صيبت ب�أ�ضرار بالغة‪.‬‬ ‫ومنذ ذلك الحين‪ ،‬جمع قدرا" �أكبر من ال�سلطة‬ ‫بي ��ن يدي ��ه‪ ،‬وا�صف ��ا" �أولئ ��ك الذي ��ن ال ي�ؤيدونه‬ ‫ب�أنه ��م "منح ّل ��ون" وغي ��ر وطنيي ��ن‪ ،‬متهم ��ا"‬ ‫المنظم ��ات الرو�سية غي ��ر الحكومية التي تتلقى‬ ‫دعما" مالي ��ا" من الخارج ب "عمالء �أجانب"‪.‬‬ ‫دولي ��ا"‪� ،‬سار مع مح ��ور �آ�سيا‪ ،‬وتح� � ّول بمواقفه‬ ‫بعيدا" من الغرب‪.‬‬ ‫في جمي ��ع الإحتماالت‪� ،‬إن التغيي ��ر الحا�سم في‬ ‫مو�سكو �س ��وف ي�ستغرق وقتا" طوي�ل�ا" وبطيئا"‬ ‫وه ��و بالتال ��ي ل ��ن يح ��دث ف ��ي ‪� ،2013‬أو ربم ��ا‬ ‫ل�سن ��وات عدة بع ��د ذلك‪ .‬بي ��د �أن رو�سيا لم تعد‬ ‫هي نف�سها كما كانت م ��ن قبل‪ .‬لقد ن�ش�أت نخبة‬ ‫ح�ضري ��ة وطبقة و�سطى وا�سع ��ة الإطالع‪ ،‬والتي‬ ‫ه ��ي �أكثر حري ��ة و�أكث ��ر ازدهارا" م ��ن �أي وقت‬ ‫م�ضى‪ ،‬وهي ت ��درك �أي�ضا" عيوب النظام‪ .‬و�إتبع‬ ‫بوتي ��ن �سيا�سة خارجية �أكث ��ر حزما" كجزء من‬ ‫جوابه ع ��ن م�شاكله الداخلية ‪ -‬حتى عندما كان‬ ‫يعم ��ل �ض ��د م�صال ��ح رو�سي ��ا الخا�ص ��ة‪ ،‬كما هو‬ ‫حا�ص ��ل بالن�سب ��ة الى الدعم العني ��د للنظام في‬ ‫�سوريا‪.‬‬ ‫�إن �أهم قرار على المدى القريب هو ما �إذا كانت‬ ‫الوالي ��ات المتح ��دة ورو�سي ��ا ت�ستطيع ��ان �إيج ��اد‬ ‫و�سيل ��ة للتعاون عل ��ى �أنظمة الدف ��اع ال�صاروخية‬ ‫التي تخطط كل منهما لبنائها‪ .‬التعاون في مجال‬ ‫الدف ��اع ال�صاروخي ه ��و تغيير في قواع ��د اللعبة‬ ‫بالن�سب ��ة ال ��ى العالق ��ة الرو�سي ��ة م ��ع الغرب في‬ ‫‪28‬‬

‫الم�ستقبل والحد من الأ�سلحة النووية ‪ -‬للخير اذا‬ ‫حدث ذلك‪ ،‬ول�سوء حظ العالم �إذا لم يحدث‪.‬‬

‫عا�صفة تذكير بالبيئة والمناخ‬ ‫هل ي�ستطي ��ع �إع�صار "�ساندي"‪ ،‬وهو هجين هائل‬ ‫م ��ن عا�صفة �شتائي ��ة و�إع�صار �إ�ستوائ ��ي‪� ،‬أخيرا"‬ ‫لف ��ت �إنتباه جمي ��ع الأميركيي ��ن الى �إعتب ��ار تغ ّير‬ ‫المن ��اخ خطرا" عاج�ل�ا"؟ بينما ال يع ��رف علماء‬ ‫المن ��اخ م ��ا �إذا كان �سبب هذا الن ��وع غير العادي‬ ‫من العوا�صف من ت�سخين المناخ‪ ،‬ف�إن عدد قتاله‬ ‫العالي‪ ،‬جنبا" �إلى جنب مع الخ�سائر الإقت�صادية‬ ‫الت ��ي قد تتج ��اوز ‪ 50‬مليار دوالر‪ ،‬يمك ��ن �أن يكون‬ ‫كافي ��ا" لإقن ��اع المزيد م ��ن الأميركيي ��ن ولفتهم‬ ‫لإلقاء نظرة وا�ضحة على زيادة عدد من الظواهر‬ ‫الجوية المتطرفة في ال�سنوات الأخيرة‪.‬‬ ‫الو�سيل ��ة الوحي ��دة المعقول ��ة �إقت�صادي ��ا" وف ّعالة‬ ‫لمواجهة ه ��ذا التحدي العالم ��ي الهائل تكمن في‬ ‫و�ض ��ع �سعر على الكربون وم ��ن ثم تحرير الأ�سواق‬

‫في العام الجديد وما بعده يبدو‬ ‫من المرجح �أن ت�صبح الفتنة الطائفية‬ ‫المو�ضوع الذي يحدد الأحداث في‬ ‫مختلف �أنحاء منطقة ال�شرق الأو�سط‬ ‫و�شمال �إفريقيا‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬

‫– بعيدا" من الحكومة ‪ -‬للإبتكار والإختيار من‬ ‫بين �أنواع الوقود والتكنولوجيات‪ .‬لن يكون �إع�صار‬ ‫"�سان ��دي"‪ ،‬ف ��ي حد ذات ��ه‪ ،‬كافيا" لإث ��ارة هذا‬ ‫التغيي ��ر‪ .‬ولك ��ن جنب ��ا" �إل ��ى جن ��ب م ��ع الكوارث‬ ‫المناخي ��ة الت ��ي �ستل ��ي بالت�أكي ��د‪ ،‬ف�إنه ق ��د يقدم‬ ‫دفعا" كبيرا"‪.‬‬ ‫�إعت ��راف الواليات المتحدة ب�أن تغير المناخ ي�شكل‬ ‫تهديدا" حقيقيا" وعاجال" للأمة ورفاهية الكوكب‬ ‫هو مفتاح ل�شكل من �أ�شكال الإتفاق الدولي الف ّعال‪.‬‬ ‫في حين �أن ال �إعتراف وال �إتفاق عالميا" �سيحدث‬ ‫ف ��ي ‪� ،2013‬سوف ي�أتي الإثن ��ان على حد �سواء في‬ ‫نهاي ��ة المطاف عندم ��ا ي�صبح الخط ��ر وا�ضحا"‬ ‫للغاية‪ .‬وكلما طال �إنتظارنا‪ ،‬ل�سوء الحظ‪� ،‬إرتفعت‬ ‫التكلفة �أكثر‪.‬‬ ‫فيم ��ا تُقدم الوالي ��ات المتحدة عل ��ى �إنتاج النفط‬ ‫غير التقليدي والغاز‪ ،‬الحاجة �إلى ت�سعير الكربون‬ ‫�سوف ي�صب ��ح �أكثر �إقناعا"‪ .‬بالإ�ضافة �إلى �إنعا�ش‬ ‫التعافي الإقت�صادي الأميركي‪ ،‬يمكن لهذه الموارد‬ ‫الجدي ��دة تخفي� ��ض �سع ��ر الغ ��از الطبيع ��ي وربما‬ ‫ف ��ي وق ��ت الح ��ق النف ��ط ‪ -‬م�ساعد ًة ف ��ي �إنتعا�ش‬ ‫منطقة اليورو‪ ،‬وم�ؤرقة" �أ�سواق الوقود الأحفوري‪،‬‬ ‫ومدخل� � ًة المزيد من تقلب ��ات الأ�سع ��ار ومع مرور‬ ‫الوقت مغ ِّي ��ر ًة التحالف ��ات الجيو�سيا�سية العالمية‬ ‫ب�شكل كبير بعدم ��ا ت�صبح �أميركا ال�شمالية الغنية‬ ‫حديثا" بالنفط �أقل �إعتمادا" على م�صادر الطاقة‬ ‫ال�شرق �أو�سطية‪.‬‬

‫�إنه االقت�صاد يا غبي !‬ ‫�س ��وف لن يك ��ون هن ��اك مو�ض ��وع ف ��ي "ال�سيا�سة‬ ‫الخارجية" في ‪ 2013‬يه � ّ�م بالن�سبة الى التوقعات‬ ‫الإقت�صادي ��ة وال�سيا�سية والأمنية الدولية �أكثر من‬ ‫ق�ضية نجاح �أو ف�شل الواليات المتحدة و�أوروبا في‬ ‫التعامل مع �أزماتهما الإقت�صادية‪.‬‬ ‫�إذا �إ�ستطاع ��ت الأط ��راف ال�سيا�سية في وا�شنطن‬ ‫تالف ��ي الرك ��ود الإقت�ص ��ادي‪ ،‬و�إزال ��ة حال ��ة عدم‬ ‫اليقي ��ن الإقت�صادية الح ��ادة التي اجتاحت البالد‬ ‫خ�ل�ال الأ�شه ��ر ال ‪ 20‬الما�ضي ��ة �س ��وف تطل ��ق‬ ‫�إ�ستثم ��ارات القط ��اع الخا� ��ص‪ ،‬وتثي ��ر �إنتعا�ش ��ا"‬ ‫�إقت�صادي ��ا"‪ ،‬وتعط ��ي وزن ��ا جدي ��دا" لدورالبالد‬ ‫الدولي‪.‬‬ ‫م ��ن الناحي ��ة االقت�صادي ��ة البحت ��ة‪ ،‬م ��ن الم�ؤكد‬ ‫بعدما تحقق �إتفاق اللحظة الأخيرة حول "الهاوية‬ ‫المالية" من المتوقع �أن تكون الفوائد الإقت�صادية‬ ‫كبي ��رة ج ��دا" �إذا ل ��م يع ��د التناح ��ر ال�سيا�س ��ي‬


‫لق ��د �أف ��رزت التح� � ّوالت الإ�ستثنائ ّي ��ة وال ّت�أ�سي�س ّية‬ ‫خالل �سن ��ة ‪ 2011‬حال ًة نف�س ّي� � ًة و�سيا�س ّي ًة وفكر ّي ًة‬ ‫عرب ّي� � ًة مختلف ًة ع ّما كان �سائدً ا قبل بداية "ال ّربيع‬ ‫العربي‬ ‫ال�سيا�سي‬ ‫العربي"‪ ،‬حدثت ثور ٌة في الواقع ّ‬ ‫ّ‬ ‫وث ��ور ٌة �أه � ّ�م‪ ،‬وه ��ي ال ّث ��ورة الحقيق ّية ف ��ي القلوب‬ ‫والعق ��ول حي ��ث تح ّولت الحال ��ة النف�س ّي ��ة العرب ّية‬ ‫م ��ن الي�أ�س �إل ��ى الأمل ومن الإفراط ف ��ي التّ�شا�ؤم‬ ‫وال�سوداو ّي ��ة �إل ��ى التّفا�ؤل و�إن بح ��ذرٍ‪ ،‬وباتت هذه‬ ‫الحال ��ة ال ّنف�سية ال ّربيعية الت�أ ّملي ��ة حال ٌة ت�أ�سي�س ّي ٌة‬ ‫وت�ش� � ّكل �أه � ّ�م مك�سب لتح� � ّوالت �سن ��ة ‪ 2011‬التي‬ ‫العربي‬ ‫ال�سنوات الج ّي ��دة في التّاري ��خ‬ ‫كان ��ت م ��ن ّ‬ ‫ّ‬ ‫بال�سنوات العجاف‪.‬‬ ‫المعا�صر الحافل ّ‬ ‫ال�سن ��ة ال ّت�أ�سي�س ّية عاد ًة‬ ‫�‬ ‫�ول‬ ‫وم ��ن البديهي الق � إنّ ّ‬ ‫م ��ا تكون �صعب� � ًة وممت� � ّد ًة‪ ،‬و�أ�صعب م ��ا فيها لي�س‬

‫باتت الحالة النّف�سية‬ ‫الربيعية الت�أ ّملية ً‬ ‫حالة ت�أ�سي�س ّي ًة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أهم مك�سب لتح ّوالت �سنة‬ ‫وت�شكل � ّ‬ ‫ال�سنوات‬ ‫‪ 2011‬التي كانت من ّ‬ ‫العربي‬ ‫الج ّيدة في التّاريخ‬ ‫ّ‬ ‫بال�سنوات العجاف‬ ‫المعا�صر الحافل ّ‬

‫نهاي ��ة ال ّنظ ��ام القديم ب ��ل والدة ال ّنظ ��ام الجديد‬ ‫مختلف‬ ‫والب ��دء بفج � ٍ�ر منع� � ٍ�ش وال ّت�أ�سي� ��س لعه ��دٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وال�سلبية‪.‬‬ ‫قاب � ٍ�ل لك ّل االحتم ��االت الإيجاب ّية منه ��ا ّ‬ ‫ودم‪،‬‬ ‫ف�ل�ا تحدث الوالدة عاد ًة من دون � ٍألم وتم ّزقٍ ٍ‬ ‫وبع� ��ض الوالدات تكون ع�ص ّي� � ًة وقي�صر ّي ًة وتتط ّلب‬ ‫ّ‬ ‫�ات جراح ّي� � ًة م�صير ّي ًة ونتائجه ��ا ونهاياتها‬ ‫تدخ�ل ٍ‬ ‫غير معروف ٍة‪.‬‬ ‫وفي نظرة مع َّمقة على �إنعكا�سات "الربيع العربي"‬ ‫على العالم ككل‪ ،‬نتوق ��ف مليا" عند ت�صريح بارز‬ ‫لرئي�سة �صندوق النقد الدولي كري�ستين الغارد في‬ ‫ر�سال ��ة وجهتها في منا�سبة م ��رور عام كامل على‬ ‫�إنطالقت ��ه ‪ " :‬لق ��د دخلت بلدان ال�ش ��رق الأو�سط‬ ‫من ��ذ حوالى الع ��ام عملية تحول تاريخي ��ة‪ ،‬واليوم‬ ‫ال ت ��زال هناك حالة من ع ��دم اليقين‪ ،‬حيث مرت‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪31‬‬


‫العالم العربي‬

‫الربيع العربي‬

‫لم ي�ؤد "الربيع العربي" بعد عامين على �إنطالقته �إلاّ الى خ�سائر!‬

‫حالة عدم اليقين تجتاح الشرق األوسط في ‪2013‬‬ ‫ربما تكون تلك الجملة الأخيرة‬ ‫الت��ي قاله��ا محم��د البوعزي��زي‬ ‫قب��ل �أن ي�ض��رم الن��ار بنف�س��ه قد‬ ‫و�ضعت ال�شرارة الأولى لـ"الربيع‬ ‫العرب��ي"‪ :‬كي��ف تريدونن��ي �أن‬ ‫�أك�س��ب رزق��ي؟ ‪ ،‬كان ذلك في‬ ‫بداي��ة الع��ام ‪ ، 2011‬وه��و العام‬ ‫ال��ذي راح في��ه العال��م العرب��ي‬ ‫ي�شه��د والدة تاري��خ �إقت�ص��ادي‬ ‫جدي��د‪ ،‬الأمر ال��ذي �أدى تباعا"‬ ‫�إلى تغييرات �سريعة في الأنظمة‬ ‫ال�سيا�سي��ة ف��ي كل م��ن تون���س‬ ‫وم�صر وليبي��ا و�سرعان ما �إمتدت‬ ‫ال��ى اليم��ن و�سوري��ا والبحري��ن‬ ‫وال�سودان‪.‬‬ ‫بيروت ‪ -‬مازن مجوز‬ ‫ي�ش ��كل الإقت�صاد العرب ��ي بح�سب �آخر‬ ‫تقري ��ر �إقت�صادي عرب ��ي ‪ 1,4‬تريليون‬ ‫دوالر �أي ما ي ��وازي ‪ 2‬في المئة من الناتج المحلي‬ ‫الإجمال ��ي العالمي‪ .‬كم ��ا �أن دول الخلي ��ج العربية‬ ‫تحظ ��ى ب ‪ 30‬في المئة م ��ن �إحتياطات النفط في‬ ‫العال ��م‪ ،‬وما يع ��ادل ‪ 40‬في المئة م ��ن �إحتياطات‬ ‫الغ ��از العالمي‪ ،‬ل ��ذا ت�ش ��كل دول مجل� ��س التعاون‬ ‫الخليجي كتلة �إقت�صادية كبرى‪.‬‬ ‫فف ��ي الع ��ام ‪� 2012‬إ�ستقبل ��ت الب�ل�اد العربي ��ة‬ ‫�إنتفا�ض ��ات وتح� � ّوالت تاريخي ��ة عل ��ى ال�صعي ��د‬ ‫الإقت�صادي وتحدي ��ات ج�ساما" ج ��راء �إنعكا�سات‬ ‫م ��ا جرى ويجري من �أح ��داث ومن تغييرات عميقة‬ ‫ر�سمت معالم م�ستقبلها لل�سنوات والعقود المقبلة‪.‬‬ ‫‪30‬‬

‫وخ�ل�ال هذه المرحل ��ة المف�صلية م ��ن المتوقع ان‬ ‫تطف ��و �إلى �أعل ��ى القائم ��ة موا�ضيع ل ��م يكن �أحد‬ ‫يت�صور �أنها �ستطرح في هذه المنطقة‪ ،‬ومن �أهمها‬ ‫حقوق الإن�سان والم�ساءلة‪ ،‬وفر�ص العي�ش الكريم‪،‬‬ ‫والبطال ��ة الم�ستفحلة‪ ،‬ودم ��ج الم�ؤ�س�سات وق�ضايا‬ ‫الحوكم ��ة‪ ،‬والحكم ال�سليم والتحكي ��م‪ ،‬ولعل �أبرز‬ ‫الموا�ضي ��ع �سيكون في �إعادة النظ ��ر بالت�شريعات‬ ‫والأعراف والقيم‪.‬‬ ‫وم ��ن المتوقع �أن ي� ��ؤدي تعزيز حك ��م القانون �إلى‬ ‫تح�سي ��ن ظ ��روف المناف�س ��ة‪ ،‬و�إل ��ى �إ�ستقط ��اب‬ ‫الإ�ستثم ��ارات المحلي ��ة والخارجي ��ة‪ ،‬بم ��ا ي�س ّه ��ل‬ ‫مجاالت تحقيق معدالت نمو �سريعة وم�ستدامة‪.‬‬ ‫الواق ��ع ان العالم العربي ينتظ ��ر تغييرات �إيجابية‬ ‫الح ��ت بوادرها ف ��ي كل من تون�س وم�ص ��ر وليبيا‪،‬‬ ‫وال ت ��زال ت�ؤثر على العالم ككل‪ ،‬وهناك الكثير من‬ ‫القوا�س ��م الم�شتركة التي تجمع بي ��ن البلدان التي‬ ‫داهمه ��ا التغيي ��ر‪ ،‬خ�صو�ص ��ا" و�أن الإقت�ص ��اد هو‬ ‫فعليا" الجامع الم�شترك في كل ما حدث ويحدث‪،‬‬ ‫في �إط ��ار �صناعة تاريخ جدي ��د للمنطقة العربية‪.‬‬ ‫ولكن لكل دول ��ة خ�صو�صياته ��ا و�أولوياتها ‪ ،‬ولي�س‬ ‫هناك نم ��وذج واح ��د ي�صلح للجمي ��ع‪ ،‬بما يتطلب‬ ‫التعم ��ق ب�أو�ض ��اع كل منها و�إ�ست�ش ��راف متطلبات‬ ‫العب ��ور و�إحتياج ��ات تقلي� ��ص الخ�سائ ��ر وتق�صير‬ ‫المرحلة الإنتقالية لإ�ستعادة الإ�ستقرار والحد من‬ ‫عدم اليقين‪ .‬فما هي �آفاق التغييرات الحا�صلة في‬ ‫دول "الربي ��ع العربي" ؟ وما ه ��ي متطلبات تجاوز‬ ‫العقب ��ات الهيكلية لمواكب ��ة الأولويات و�إحتياجات‬ ‫�إعادة البناء ؟‬ ‫من الالفت �أن م�سي ��رة ال�صحوة العربية م�ستمرة‬ ‫�إذ �أنه ��ا لم تنج ��ز مهماتها �إنج ��ازا" كامال" حتّى‬ ‫الآن‪ ،‬وت�أتي في المقدّمة ثورة ‪� 15‬آذار( مار�س) في‬ ‫�سوريا‪ ،‬وثورة ‪� 14‬شب ��اط (فبراير) في البحرين‪،‬‬ ‫وال تقت�صر ه ��ذه ال�صحوة على ال ّثورات المنجزة‪،‬‬ ‫وتل ��ك الت ��ي في ط ��ور الإنج ��از‪ ،‬ب ��ل ت�شم ��ل � ً‬ ‫أي�ضا‬ ‫مجموع ًة م ��ن التح ّوالت والمطالب ��ات الإ�صالح ّية‬ ‫الدّيموقراطي ��ة الم� ّؤجل ��ة الت ��ي تنتظر �ش ��رارة لم‬ ‫�روف ثور ّي ٍة‬ ‫تنطل ��ق بعد على ال ّرغ ��م من وجود ظ � ٍ‬ ‫العربي‪.‬‬ ‫و�إ�صالح ّي ٍة في عموم الوطن‬ ‫ّ‬ ‫أهم‬ ‫ال�سنة ال ّثانية من "ال ّربيع العربي" � ّ‬ ‫ور ّبما كانت ّ‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬

‫ال�سنة الأولى خ�صو�صا" من حيث قدرة ال ّثورة‬ ‫من ّ‬ ‫العربي‬ ‫عل ��ى تحقيق �أبرز �أهدافها في جعل الوطن‬ ‫ّ‬ ‫�أكثر ديموقراط ّي ًة م ّم ��ا كان عليه خالل الخم�سين‬ ‫�سن ��ة الما�ضية‪ ،‬لكن �سنة ‪ 2011‬لم تكن �إ�ستثنائ ّي ًة‬ ‫فح�سب بل هي �سن ٌة ت�أ�سي�س ّي ٌة‪ .‬فقد كانت التح ّوالت‬ ‫من العمق والتد ّف ��ق بحيث �أ ّنها �ألغت ك ّل ما قبلها‪،‬‬ ‫�ات وعقل ّي ٍات‬ ‫�ات و�شخ�ص ّي � ٍ‬ ‫�ات وم� ّؤ�س�س � ٍ‬ ‫من م�س ّلم � ٍ‬ ‫و�سلوك ّي ٍات‪ ،‬و� ّأ�س�ست لك ّل ما بعدها فكان الإنقطاع‬ ‫�شامال" وكامال" مع الما�ضي ور ّبما نهائ ًّيا"‪.‬‬ ‫البور�صات العربية‬ ‫في الوقت ال�صعب‬


‫وقرو�ض ��ه حوال ��ي ‪ 1.3‬تريلي ��ون دوالر‪ ،‬ور�أ�سماله‬ ‫حوال ��ي ‪ 285‬ملي ��ار دوالر‪ ،‬وه ��ذا القط ��اع ال يزال‬ ‫بمن�أى ع ��ن التطورات في المنطق ��ة العربية‪ ،‬وفق‬ ‫يو�سف ‪.‬‬ ‫ف ��ي الواق ��ع ينتظ ��ر العال ��م العرب ��ي �إ�ستحقاقات‬ ‫م�صيرية على الم�ستوى الإقت�صادي والإنمائي بعد‬ ‫�سق ��وط �أنظمة دامت ع�ش ��رات ال�سنين وتداعيات‬ ‫مالية عالمي ��ة فر�ضها الواقع المال ��ي المت�أزم من‬ ‫دي ��ون متراكمة ‪ .‬وخ�سائر ف ��ي البور�صات العربية‬ ‫والعالمية ‪ .‬وقد قدر �صندوق النقد الدولي خ�سارة‬ ‫م�صر نح ��و ‪ 10‬مليارات دوالر فيم ��ا يرجح تراجع‬ ‫الناتج الإقت�صادي لليبي ��ا �إلى الن�صف لي�صل الى‬ ‫‪ 35‬مليار دوالر ‪.‬‬ ‫كما ت�أثرت كل �إقت�ص ��ادات الدول العربية الأخرى‬ ‫في �شمال �إفريقي ��ا و�شرق البحر المتو�سط‪ ،‬وربما‬ ‫تك ��ون ه ��ذه الأرق ��ام �أقل م ��ن الخ�س ��ارة الفعلية‪،‬‬ ‫فالعديد من الحكومات التي تحاول جاهدة �إحتواء‬ ‫الإ�ضطراب ��ات الإجتماعي ��ة رفع ��ت الإنف ��اق على‬ ‫الأجور ودع ��م الغذاء والطاقة‪ ،‬وه ��ذا ي�ؤثر �سلبا"‬ ‫ف ��ي المالي ��ات العامة الت ��ي كانت مهت ��زة بالفعل‬ ‫وت�ستنزف �إحتياطات النقد االجنبي‪.‬‬ ‫و�إنطالق ��ا" من هذا الواقع �سارعت الدول العربية‬ ‫ال �سيما بلدان منطق ��ة الخليج �إلى �إتخاذ خطوات‬ ‫�إحترازية لكبح تداعيات هذه الأزمة وتحويلها �إلى‬ ‫ثورات �صناعية عبر م�شاريع و�إ�ستثمارات‪.‬‬ ‫وتفيد �أرقام مالية �ص ��درت في مطلع العام ‪2012‬‬ ‫�أن "الربي ��ع العربي" قد �أطاح ف ��ي ‪ 2011‬نحو ‪50‬‬ ‫ملي ��ار دوالر م ��ن الناتج القوم ��ي المجمع في دول‬ ‫الإ�ضطراب ��ات �أي م�ص ��ر وليبي ��ا و�سوري ��ا وتون�س‬ ‫واليم ��ن‪ ،‬وه ��و ما ي ��وازي ‪ 11‬في المئة م ��ن الناتج‬ ‫الإجمالي المجمع في ‪.2010‬‬ ‫وف ��ي النتيج ��ة الأولية ح�ص ��ل توقف ف ��ي التبادل‬

‫كري�ستين الغارد ‪ :‬القر�ض‬ ‫المزمع تقديمه لم�صر هو بقيمة (‪4.8‬‬ ‫مليارات دوالر)‪ ،‬و�سنقدم الم�ساعدة‬ ‫الفنية لمعالجة م�شكالت الإقت�صاد‬ ‫في مرحلة �إنعدام اليقين‪ ،‬لدفع النمو‬ ‫والتغلب على عجز الموازنة العامة‬ ‫لدول الربيع العربي‬

‫كري�ستين الغارد‬

‫التجاري وتجميد �إ�ستثمارات بمليارات الدوالرات‬ ‫وفقدان ع�ش ��رات �آالف الوظائف‪ ،‬بم ��ا يخ�شى �أن‬ ‫يجر المنطقة �إلى تفاق ��م الم�شكالت الإقت�صادية‬ ‫التي كانت �سببا" لإندالع الثورات‪.‬‬ ‫ولك ��ن ما ه ��ي الخ�سائر الناتجة ع ��ن الإنتفا�ضات‬ ‫العربية ؟‬ ‫حتى نهاية العام ‪ 2011‬خلفت ثورات الربيع العربي‬ ‫في كل م ��ن م�صر وتون� ��س وليبيا واليم ��ن و�سوريا‬ ‫خ�سائ ��ر �إقت�صادية تج ��اوزت ال‪ 100‬مليار دوالر‪،‬‬ ‫جراء �إنخفا�ض ال�صادرات والإنتاج وفق ما ك�شفه‬ ‫الأمين العام لمجل�س الوحدة الإقت�صادية العربية‬ ‫ال�سفي ��ر محمد الربي ��ع‪ ،‬في �إفتتاح ال ��دورة ال ‪93‬‬ ‫للمجل� ��س برئا�س ��ة اليمن‪ .‬وق ��ال ب� ��أن "العالم ما‬ ‫زال ي ��رزح تحت وط�أة الأزمة المالية والإقت�صادية‬ ‫العالمي ��ة‪ ،‬و�أزمة منطقة الي ��ورو‪ ،‬وت�صاعد �أ�سعار‬ ‫الغذاء"‪.‬‬ ‫ولفت المجل� ��س �إلى �أن التقري ��ر ال�سنوي لتوقعات‬ ‫الزراعة ‪ 2019-2010‬ال�صادر عن منظمة التعاون‬ ‫الإقت�ص ��ادي والتنمية ومنظمة الفاو‪ ،‬ي�شير �إلى �أن‬ ‫متو�سط �أ�سعار القمح والحبوب الخ�شنة على مدى‬ ‫ال�سنين الع�شر المقبلة �سيرتفع بحدود تتراوح بين‬ ‫‪ 40 -15‬ف ��ي المئ ��ة ‪ ،‬مو�ضحا" �أن �إرتف ��اع �أ�سعار‬ ‫ال�سل ��ع الغذائي ��ة في العال ��م بدرج ��ة هائلة خالل‬ ‫الثالثة �أعوام الما�ضية وحتى الآن وب�صورة جعلت‬ ‫العديد م ��ن الدول الفقيرة والمتو�سطة الدخل من‬ ‫الدول العربية الأق ��ل نموا" غير قادرة على الوفاء‬ ‫بالإحتياجات الغذائي ��ة ل�سكانها‪ ،‬وفي لغة الأرقام‬ ‫ف�إن البطالة في الوطن العربي تجاوزت ‪ % 18‬وهي‬ ‫�أحد التحديات الإقت�صادية المهمة التي ت�ستدعي‬ ‫التوقف عندها ومعالجتها بجدية لأن معظمها من‬ ‫ال�شباب وخريجي الجامعات وتزيد على ‪ 17‬مليون‬ ‫عاطل عن العمل‬

‫الثورة الم�صرية‬

‫�إرتفاع �أ�سعار الغذاء‬ ‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪33‬‬


‫العالم العربي ¶ الربيع العربي‬ ‫�شعلة الثورات العربية‬ ‫التي �أ�سقطت حكام‬

‫المنطق ��ة ب�إنتكا�سات و�إ�ضطراب ��ات �أ�شد مما كان‬ ‫متوقعا"‪ ،‬وما �أق�صده هنا على وجه الخ�صو�ص هو‬ ‫الخ�سائ ��ر الم�ؤ�سفة في الأرواح في بلدان مثل ليبيا‬ ‫و�سوريا واليمن‪ ،‬ونح ��ن الآن على �أعتاب فترة هي‬ ‫الأ�صعب والأخطر والأكثر ت�أثرا" بعدم اليقين"‪.‬‬ ‫وتتاب ��ع‪�" :‬أنن ��ا الي ��وم نج ��د �أنف�سنا ف ��ي منت�صف‬ ‫مرحلة �إنتقالية دقيقة بي ��ن رف�ض الما�ضي ور�سم‬ ‫مالمح الم�ستقبل‪ ،‬فترة يتعي ��ن فيها الإختيار بين‬ ‫بدائل �صعب ��ة‪ ،‬و�أن تف�سح فيها ن�شوة ما بعد الثورة‬ ‫بع� ��ض المجال ل�شواغ ��ل الواقع المال ��ي‪ ،‬وال �سيما‬ ‫ف ��ي ظ ��ل تزام ��ن المرحل ��ة الإنتقالية م ��ع حدوث‬ ‫�إ�ضطرابات كبيرة ف ��ي الإقت�صاد العالمي‪ ،‬لكنني‬ ‫ال �أزال �أ�شع ��ر بالأمل فالوجه ��ة النهائية وا�ضحة‪:‬‬ ‫"الربي ��ع العرب ��ي" ال يزال متجه ��ا" نحو �إطالق‬ ‫�إمكان ��ات ال�شع ��ب العربي‪ ،‬وم ��ن المه ��م �أن يدار‬ ‫ه ��ذا التح� � ّول ال�صعب بطريقة منظم ��ة‪ ،‬وهنا �أود‬ ‫الإ�ش ��ادة على وجه الخ�صو� ��ص ب�شعب تون�س الذي‬ ‫يجتازعملية تحول �سل�سة ي�شارك فيها الجميع"‪.‬‬ ‫�أم ��ا عل ��ى م�ست ��وى تقدي ��م الدع ��م‪ ،‬فق ��د �أ�شارت‬ ‫الغ ��ارد خ�ل�ال كلمته ��ا الت ��ي �ألقتها عب ��ر الأقمار‬ ‫‪32‬‬

‫عدنان يو�سف ‪ :‬القطاع الم�صرفي‬ ‫العربي ال يزال بمن�أى عن التطورات في‬ ‫المنطقة العربية‪ ،‬لكنه يحتاج �إلى‬ ‫بذل جهود كبيرة لمواجهة الأزمات‬ ‫المالية الدولية ومواجهة تحديات‬ ‫الربيع العربي‬ ‫الربيع العربي �أطاح في �سنة ‪2011‬‬ ‫نحو ‪ 50‬مليار دوالر من الناتج القومي‬ ‫المجمع لدول الإ�ضطرابات �أي م�صر‬ ‫وليبيا و�سوريا وتون�س واليمن‪ ،‬وهو ما‬ ‫يوازي ‪ 11‬في المئة من الناتج‬ ‫المجمع في ‪2010‬‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬

‫الإ�صطناعية في م�ؤتمر �إتحاد الم�صارف العربية‬ ‫ال�سن ��وي‪ ،‬الذي �أقيم في العا�صمة اللبنانية بيروت‬ ‫ف ��ي ‪ 16‬م ��ن ت�شرين الثان ��ي (نوفمبر) م ��ن العام‬ ‫الفائت‪� ،‬إلى �أن بعثة ال�صندوق توا�صل الم�شاورات‬ ‫ب�ش�أن تقديم الدع ��م الفني والمالي لم�صر‪ ،‬وعدد‬ ‫م ��ن دول الربيع العربي‪ ،‬م�ؤك ��دة توا�صل البعثة مع‬ ‫منظم ��ات المجتمع المدني والنقاب ��ات والأحزاب‬ ‫المختلف ��ة ب�ش� ��أن القر�ض (‪ 4.8‬ملي ��ارات دوالر)‬ ‫المزم ��ع منحه ال ��ى الحكومة الم�صري ��ة‪ ،‬وتقديم‬ ‫الم�ساع ��دة الفنية لعالج م�ش ��كالت الإقت�صاد في‬ ‫مرحلة �إنع ��دام اليقين‪ ،‬لدفع النم ��و والتغلب على‬ ‫عجز الموازنة العامة لدول الربيع العربي‪.‬‬ ‫ور�أت �أن المنطقة العربية تواجه تحديات عدة منها‬ ‫�إرتفاع �أ�سعار الم ��واد الغذائية‪ ،‬و�آثار �أزمة منطقة‬ ‫الي ��ورو والأزم ��ة المالي ��ة العالمي ��ة‪ ،‬م�ش ��ددة على‬ ‫�أن التحدي ��ات الحقيقي ��ة ت�شم ��ل تقل�ص تحويالت‬ ‫المغتربين خ ��ارج الدول العربية‪ ،‬وتراجع معدالت‬ ‫النمو الإقت�ص ��ادي‪ ،‬و�إرتفاع معدل الفقر والبطالة‬ ‫خ�صو�صا" بين ال�شب ��اب‪ ،‬و�إنخفا�ض الإحتياطات‬ ‫الأجنبية لدى دول الربيع العربي‪.‬‬ ‫رئي� ��س �إتح ��اد الم�ص ��ارف العربية عدن ��ان �أحمد‬ ‫يو�سف قال �إن الثورات التي �شهدتها بع�ض البلدان‬ ‫العربية‪� ،‬أدت �إلى تراج ��ع الإ�ستثمارات المبا�شرة‬ ‫ف ��ي المنطقة العربي ��ة‪ ،‬م�شددا" عل ��ى ان القطاع‬ ‫الم�صرف ��ي العربي يحت ��اج في مواجه ��ة الأزمات‬ ‫المالية الدولية ومواجهة تحديات "الربيع العربي"‬ ‫وتداعياته الى بذل جه ��ود كبيرة تتمثل في تطوير‬ ‫الإ�ستراتيجي ��ات وال�سيا�س ��ات الم�صرفي ��ة و�إدارة‬ ‫مخاطر العملي ��ات الم�صرفية‪ ،‬و�صوال" �إلى نوعية‬ ‫الخدمات والمنتج ��ات الم�صرفية"‪ ،‬محذرا" من‬ ‫"�إ�ستمرار ه ��ذه الإ�ضطرابات الخطيرة‪ ،‬وكذلك‬ ‫تداعي ��ات الأزم ��ة المالي ��ة العالمي ��ة‪ ،‬و�إنعكا�سات‬ ‫ذلك على الأو�ضاع الإقت�صادية"‪.‬‬ ‫وم ��ن جه ��ة �أخ ��رى �أ�ش ��ار �إل ��ى �أن الإ�ستثم ��ارات‬ ‫الأجنبي ��ة المبا�ش ��رة ف ��ي ال ��دول العربي ��ة‪ ،‬بلغت‬ ‫حوال ��ي ‪ 50‬ملي ��ار دوالر ف ��ي الع ��ام ‪ ،2011‬مقابل‬ ‫‪ 66‬ملي ��ار دوالر‪ ،‬بلغتها في ‪ .2010‬لكن ما يح�صل‬ ‫ت ��رك �أثره على معدل النم ��و الإقت�صادي للمنطقة‬ ‫ال ��ذي من المتوقع �أن يتراج ��ع بنهاية العام ‪2012‬‬ ‫�إل ��ى ‪ ،%3‬مقارن ��ة بنمو بلغ ‪ %3.3‬ف ��ي العام الذي‬ ‫�سبقه‪.‬‬ ‫وفي ما يتعلق بموجودات القطاع الم�صرفي العربي‬ ‫فقد بلغت حوالي ‪ 2.6‬تريليوني دوالر بنهاية العام‬ ‫‪ ،2011‬وودائع ��ه حوال ��ي ‪ 1.45‬تريلي ��ون دوالر‪،‬‬


‫(‪ )٪65‬والأقلي ��ة ال�سني ��ة (‪ 32-30‬ف ��ي المئة)‪،‬‬ ‫والأقلي ��ة الم�سيحي ��ة (‪ 5-3‬ف ��ي المئ ��ة) حي ��ث‬ ‫يت�ش ��ارك الجميع في تكوين بل ��د ديموقراطي من‬ ‫دون طغي ��ان ‪ .‬لكن الحرب الأهلية ّ‬ ‫غذت ال�صراع‬ ‫بين ال�سن ��ة الأكراد والعرب من جهة �ضد ال�شيعة‬ ‫العرب من جهة �أخرى �ضمن �سكان يقدرعددهم‬ ‫ب ‪ 31.1‬ملي ��ون ن�سم ��ة‪ .‬ووج ��د الم�سيحي ��ون‬ ‫الآ�شوري ��ون الكلدان �أنف�سهم و�سط �إراقة الدماء‪.‬‬ ‫بعدم ��ا كان عددهم ‪ 1.4‬ملي ��ون ن�سمة قبل العام‬ ‫‪� ،2003‬ص ��ار عدد الم�سيحيي ��ن حالي ًا في العراق‬ ‫�أق ��ل م ��ن ‪� 500‬ألف ن�سمة‪ .‬حت ��ى الآن خالل فترة‬ ‫الإنتق ��ال ال�سيا�سي في العراق‪ ،‬هناك دولتا الأمر‬ ‫الواقع ‪ -‬واح ��دة لل�سنة من القومية الكردية (‪20‬‬ ‫ف ��ي المئ ��ة) و�أخ ��رى للعراقيين الع ��رب (‪ 80‬في‬ ‫المئة) التي تنق�سم بين ال�سنة وال�شيعة‪.‬‬ ‫م�ص ��ر ه ��ي الأخ ��رى �أي�ض ��ا" تتح ��ول م ��ن حكم‬ ‫�إ�ستب ��دادي �إلى حكم تمثيلي‪� .‬إنه ��ا الدولة الأكثر‬ ‫�سكان ��ا" ف ��ي منطق ��ة ال�ش ��رق الأو�س ��ط و�شمال‬ ‫�إفريقيا م ��ع ‪ 83.7‬مليون ن�سم ��ة ‪ -‬معظمهم من‬ ‫ال�سن ��ة (‪ 90‬ف ��ي المئة)‪ ،‬م ��ع الأقب ��اط وغيرهم‬ ‫م ��ن الم�سيحيي ��ن الذي ��ن ي�شكلون �أقلي ��ة �صغيرة‬ ‫ن�سبي ��ا" (‪ 10‬في المئة)‪ .‬بعدم ��ا ت�سلم "الإخوان‬

‫الم�سلم ��ون" بدع ��م م ��ن ال�سلفيي ��ن ال�سلطة في‬ ‫م�صر �أخذوا يعلنون عن مطالب متع�صبة تطالب‬ ‫وت�ؤدي الى تقلي�ص حقوق الم�سيحيين الأ�سا�سية‪.‬‬ ‫وبالمث ��ل‪� ،‬أغلقت حكومته ��م الجديدة �آخر كني�س‬ ‫يه ��ودي ف ��ي الب�ل�اد‪ .‬الم�صري ��ون الم�سيحي ��ون‬ ‫واليه ��ود لي�سوا في و�ضع ي�سمح له ��م الدخول في‬ ‫ع�صيان‪ ،‬ولكن �إحتجاجاتهم التي تحدث �أحيانا"‬ ‫تواج ��ه بقم ��ع وق�س ��وة من قب ��ل ق ��وات الأمن في‬ ‫الدولة‪.‬‬ ‫وبالمث ��ل‪ ،‬يج ��ري �إ�ستغ�ل�ال الن�ض ��ال �ضد حزب‬ ‫البع ��ث ال�سوري عل ��ى �أ�سا�س طائف ��ي‪ .‬العلويون‪،‬‬ ‫طائف ��ة �أقلي ��ة داخل الإ�س�ل�ام‪ ،‬يعتبره ��م ال�سنة‬ ‫�أنهم مرتبط ��ون بالقمع الوح�شي لنظ ��ام الأ�سد‪.‬‬ ‫وه ��م بدوره ��م يعتب ��رون �أنف�سه ��م م ��ع طوائ ��ف‬ ‫�شيعي ��ة �سورية �أخرى‪ ،‬مث ��ل الإ�سماعيليين‪� ،‬أقلية‬ ‫(‪ )٪13‬في معركة من �أج ��ل البقاء �ضد الغالبية‬ ‫ال�سني ��ة (‪ )٪74‬المك ّون ��ة م ��ن الع ��رب (‪ 90‬ف ��ي‬ ‫المئ ��ة) والأك ��راد (‪ 8‬ف ��ي المئة)‪ .‬م ��رة �أخرى‪،‬‬ ‫يج ��د الم�سيحيون من �أرثوذك�س وكاثوليك و�أرمن‬ ‫و�آ�شوريي ��ن �إ�ضاف ��ة الى الدروز واليه ��ود �أنف�سهم‬ ‫و�سط دوامة الحرب الأهلية ‪ -‬حيث �إتهموا بدعم‬ ‫نظام الأ�سد‪ .‬لذلك فان ه ��ذه الأقليات المتعددة‬

‫منذ الثورة الإيرانية في كانون‬ ‫الثاني (يناير) ‪ 1979‬التي حملت‬ ‫نظاما" دينيا" �شيعيا" �إلى ال�سلطة‪،‬‬ ‫�إتخذت �سباقات التغيير ال�سيا�سي في‬ ‫جميع �أنحاء ال�شرق الأو�سط‬ ‫منحى طائفيا"‬ ‫يمكن ت�صور حدوث �أ�سو�أ �سيناريو‬ ‫في العراق و�سوريا بعد �سقوط نظام‬ ‫اال�سد كما كان الأمر في يوغو�سالفيا‬ ‫بعد الماري�شال تيتو ‪ -‬وربما مع �آثار‬ ‫بعيدة المدى على الجيران‬

‫ثورة الخميني في ‪1979‬‬ ‫حولت الثورات العربية الى ثورات طائفية‬

‫الطوائف ب ��د�أت �أي�ض ��ا" تحمل ال�س�ل�اح لحماية‬ ‫�أرواح �أفراده ��ا ومنازله ��م و�أعماله ��م ‪ ‬و�أماك ��ن‬ ‫عبادتها‪.‬‬ ‫ف ��ي الكويت‪ ،‬تطال ��ب الأقلي ��ة ال�شيعي ��ة (‪ 26‬في‬ ‫المئ ��ة) الغالبي ��ة ال�سنية (‪ 59‬ف ��ي المئة) بتوزيع‬ ‫�أكث ��ر �إن�صافا" لل�سلطة والم ��وارد‪ .‬في البحرين‪،‬‬ ‫�أقلي ��ة �سني ��ة (‪ 35‬في المئ ��ة) تتم�س ��ك بال�سلطة‬ ‫م ��ن خ�ل�ال العائل ��ة المالك ��ة عل ��ى الرغ ��م م ��ن‬ ‫الإحتجاج ��ات الت ��ي تقوم به ��ا الغالبي ��ة ال�شيعية‬ ‫(‪ 65‬ف ��ي المئ ��ة) م ��ن �أج ��ل ن�صي ��ب �أكب ��ر م ��ن‬ ‫ال�سلط ��ة ال�سيا�سية‪ .‬لذلك فان هاتي ��ن الدولتين‬ ‫ال�صغيرتين‪ ،‬الحيويتين بالن�سبة الى �إ�ستراتيجية‬ ‫�أميركا والإتحاد الأوروبي في الخليج العربي‪ ،‬قد‬ ‫تكونا على الالئحة المقبل ��ة للتحول ال�سيا�سي �إال‬ ‫�إذا ت ��دارك الحك ��م فيهم ��ا الأمر بحكم ��ة و�أعلنا‬ ‫بع�ض الإ�صالحات ال�ضرورية‪.‬‬ ‫في بع�ض الحاالت‪ ،‬هن ��اك خطر كبير �أن تفر�ض‬ ‫ال�صراع ��ات الديني ��ة المحلي ��ة ب�سرع ��ة الأبع ��اد‬ ‫الإقليمية‪.‬‬ ‫الخلي ��ط الإداري العراقي في ال�شم ��ال وال�شمال‬ ‫ال�شرق ��ي الكرديين‪ ،‬والو�سط ال�سن ��ي‪ ،‬والجنوب‬ ‫ال�شيع ��ي لم تتمزق �أو تتق�س ��م حدوده الدولية بعد‬ ‫كما فعلت يوغو�سالفيا‪ .‬ولكن يمكن ت�صور حدوث‬ ‫�أ�س ��و�أ �سيناري ��و في الع ��راق و�سوريا بع ��د �سقوط‬ ‫نظ ��ام اال�سد كم ��ا كان الأمر ف ��ي يوغو�سالفيا ما‬ ‫بعد الماري�شال تيتو ‪ -‬وربما مع �آثار بعيدة المدى‬ ‫على الجيران‪.‬‬ ‫الإنف�صالي ��ون البلو� ��ش يخطط ��ون لإقام ��ة دولة‬ ‫�سني ��ة عل ��ى �أج ��زاء م ��ن �ش ��رق �إي ��ران وجن ��وب‬ ‫�أفغان�ستان وجنوب غرب باك�ستان‪ .‬ويمكن لعموم‬ ‫بلو�ش�ست ��ان ان ت�صبح معق�ل�ا" للقاعدة وطالبان‬ ‫لإط�ل�اق عملي ��ات �إرهابي ��ة ال ��ى الخ ��ارج ب�سبب‬ ‫�سلطة "مجل�س �ش ��ورى كويتا" المتنامية‪ .‬وهناك‬ ‫طموح ��ات االنف�صاليي ��ن الأك ��راد لتوحيد �شمال‬ ‫غ ��رب ايران و�شم ��ال �سوريا وتركي ��ا ال�شرقية مع‬ ‫دولة �شبه م�ستقلة في �شمال العراق‪ .‬وبالتالي ف�إن‬ ‫الحكوم ��ة التركية �سوف تتحرك بالت�أكيد لحماية‬ ‫حدوده ��ا الوطني ��ة من خ�ل�ال مواجه ��ة الأكراد‬ ‫الإنف�صاليين ع�سكريا" ‪ -‬ومرة �أخرى �سوف يجد‬ ‫الآ�شوريون الم�سيحي ��ون �أنف�سهم محا�صرين بين‬ ‫الأطراف المتحاربة‪.‬‬ ‫ولك ��ن م ��ا ال ��ذي يمك ��ن �أن يخفف م ��ن "طغيان‬ ‫الغالبي ��ة"‪ ،‬التي ّ‬ ‫حذر منها مراقب ��ون �سيا�سيون‪،‬‬ ‫م ��ن جون �آدام ��ز و�ألك�سي� ��س دو توكفيل الى جون‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪35‬‬


‫العالم العربي‬

‫األقليات‬

‫حذار من طغيان الغوغاء‬

‫من يحمي األقليات‬ ‫من الطغاة الجدد في العالم العربي؟‬ ‫�إنع��دام الأمن المتزايد للأقليات الدينية والعرقية يمثِّل واحدا" من �أكبر‬ ‫الم�ش��اكل الناجمة ع��ن "الربيع العرب��ي" وهذا ما برز �أخي��را" في م�صر‬ ‫ويبرز الآن في �سوريا‪ .‬ولكن ماذا يمكن العمل لحمايتها؟‬ ‫لندن ‪ -‬عبد الحمبد مطاوع‬ ‫المواطنون الذين يثورون على الطغاة‬ ‫ف ��ي منطقة ال�ش ��رق الأو�س ��ط و�شمال‬ ‫�إفريقي ��ا ويعزلونهم غالبا" ما يواجه ��ون ال�س�ؤال‬ ‫التالي‪ :‬ماذا �سي�أتي بعد ذلك؟ الحكم الإ�ستبدادي‬ ‫عادة يترك ويخ ّل ��ف وراءه م�ؤ�س�سات را�سخة فيها‬ ‫الطائفية �أو مبنية على �أ�سا�س عرقي‪ .‬لذلك‪ ،‬تجد‬ ‫البل ��دان الإنتقالية �أن الإنتهاء م ��ن الإ�ستبداد في‬ ‫كثير من الأحيان ال يحقق الحقوق الأ�سا�سية على‬ ‫قدم الم�ساواة لجميع �أفراد ال�شعب‪.‬‬ ‫من ��ذ الثورة الإيراني ��ة في كانون الثان ��ي (يناير)‬ ‫‪ 1979‬الت ��ي حمل ��ت نظام ��ا" دينيا" �شيعي ��ا" �إلى‬ ‫ال�سلطة‪� ،‬إتخ ��ذت �سباقات التغيي ��ر ال�سيا�سي في‬ ‫جمي ��ع �أنح ��اء ال�ش ��رق الأو�سط منح ��ى طائفيا"‪.‬‬ ‫�إن قل ��ب �أنظم ��ة ال�ش ��اه محم ��د ر�ض ��ا بهل ��وي‬ ‫و�ص ��دام ح�سين وزين العابدين ب ��ن علي وح�سني‬ ‫مب ��ارك ومعمر القذاف ��ي وعلي عب ��د اهلل �صالح‪،‬‬ ‫والإنتفا�ض ��ات حالي ��ا" �ض ��د ب�ش ��ار الأ�س ��د وملك‬ ‫البحرين حمد بن عي�سى �آل خليفة كانت �أ�سبابها‬ ‫في كثير من الأحيان دينية �أو عرقية‪.‬‬ ‫�شه ��د العراق و�سوريا حرب ��ا" �أهلية بين الطوائف‬ ‫الديني ��ة‪ .‬ف ��ي �إيران وم�ص ��ر‪� ،‬أدى �إزال ��ة الرجال‬ ‫الأقوياء الى مزيد من قم ��ع الأقليات‪ .‬في خطابه‬ ‫�أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في ‪� 25‬أيلول‬ ‫(�سبتمبر) الفائت‪ ،‬حث الرئي�س الأميركي باراك‬ ‫�أوباما البلدان العربية للخروج من "دائرة العنف‬ ‫الطائف ��ي" حت ��ى يمك ��ن للتح ��والت ال�سيا�سية �أن‬ ‫‪34‬‬

‫تكون ناجحة‪.‬‬ ‫لق ��د عام ��ل النظ ��ام ال�شيعي ف ��ي طه ��ران بق�سوة‬ ‫الإيرانيي ��ن الذي ��ن يتوقون ال ��ى ممار�سة حقوقهم‬ ‫المذهبي ��ة والطائفي ��ة‪ .‬ال�سن ��ة (‪ 8‬ف ��ي المئ ��ة)‪،‬‬ ‫والبهائي ��ون (‪ 1.8‬ف ��ي المئ ��ة)‪ ،‬والم�سيحي ��ون‬ ‫الأرمن والآ�شوريون (‪ 0.2‬في المئة)‪ ،‬وال�صوفيون‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬

‫(‪ 0.1‬ف ��ي المئ ��ة)‪ ،‬والزراد�شتي ��ون (‪ 0.03‬ف ��ي‬ ‫المئ ��ة)‪ ،‬واليهود (‪ 0.01‬في المئ ��ة) هم من بين‬ ‫مواطن ��ي �إي ��ران البال ��غ عددهم ‪ 75‬ملي ��ون ن�سمة‬ ‫الذي ��ن يعامل ��ون كخونة للأم ��ة‪ .‬وت�ش ��كل الطائفة‬ ‫ال�سنية الأقلية الدينية الأكثر عددا" بين الأقليات‬ ‫الأم ��ر الذي يعطيه ��ا الم ��وارد لمواجه ��ة الهيمنة‬ ‫ال�شيعية‪ .‬وهي تت�ألف من الأكراد (‪ 20‬في المئة)‪،‬‬ ‫والع ��رب (‪ 2‬في المئة)‪ ،‬والبلو� ��ش (‪ 2‬في المئة)‪،‬‬ ‫وهي تجيب عن الت�سلط بالتمرد والإنتفا�ض‪.‬‬ ‫بع ��د �سق ��وط نظ ��ام �ص ��دام ح�سي ��ن ف ��ي ني�سان‬ ‫(�إبري ��ل) ‪ 2003‬كان ي�ؤم ��ل �أن ي� ��ؤدي ذل ��ك الى‬ ‫بداي ��ة جدي ��دة للع ��راق بي ��ن الغالبي ��ة ال�شيعي ��ة‬


‫العالم العربي ¶ الأقليات‬ ‫�ستي ��وارت ميل‪ ،‬في البلدان الت ��ي تمر في مرحلة‬ ‫�إنتقالية؟‬ ‫الواقع �أنه يمكن الح�صول على الأجوبة في تاريخ‬ ‫ال�شرق الأو�سط نف�سه‪.‬‬ ‫خالل الق ��رن ال�ساد�س قبل المي�ل�اد‪� ،‬أعلن ملك‬ ‫الفر� ��س �سايرو�س الثاني عن �إج ��راءات حكومية‬ ‫تحت ��رم وتدعم الحريات الديني ��ة والأهلية‪ .‬ومن‬ ‫خالل حواف ��ز وروادع �إ�ستطاع ب ��ذر ون�شر الوفاق‬ ‫والإزدهار و�إي�صالهما ال ��ى الأرا�ضي البعيدة في‬ ‫الإمبراطورية الفار�سية من م�صر وفل�سطين �إلى‬ ‫الع ��راق و�آ�سيا الو�سط ��ى‪ .‬خلفا�ؤه‪ ،‬مث ��ل داريو�س‬ ‫الأول م ّول بناء وتعميرالهيكل الثاني‪ ،‬على الرغم‬ ‫م ��ن �أن اليه ��ود كان ��وا �أقلي ��ة �صغيرة ج ��دا" من‬ ‫�إجمال ��ي عدد ال�سكان‪ .‬وق ��د دفع هذا الإرث حتى‬ ‫الرئي�س �أوباما الى �أن يردد �سيا�سات �سايرو�س‪.‬‬ ‫�إن رب ��ط ال�شرعية الدولي ��ة والم�ساعدة المتعددة‬ ‫الجن�سيات للأنظمة الجديدة لإلتزامها الم�ستمر‬ ‫بمث ��ل هذا الن ��وع من الإدارة نقط ��ة جيدة للبدء‪.‬‬ ‫ل ��ذا يتع َّي ��ن على الحكوم ��ات التي تحت ��رم حقوق‬ ‫جمي ��ع المواطني ��ن الإ�ستف ��ادة لي�س م ��ن الت�أييد‬ ‫المبتذل فح�سب ولكن بتلقي الدعم الملمو�س في‬ ‫�أ�شكال �ضمانات �إقت�صادي ��ة و�إدارية و�أمنية فيما‬ ‫ه ��ي تعمل عل ��ى بن ��اء مجتمعات م�ستق ��رة وقابلة‬ ‫للحياة ومت�سامحة‪.‬‬ ‫تح�ص ��ل م�ص ��ر عل ��ى م ��ا يق ��رب م ��ن ملي ��اري‬ ‫دوالر �سنوي ��ا" ف ��ي �ش ��كل م�ساع ��دات ع�سكري ��ة‬ ‫و�إقت�صادي ��ة م ��ن الوالي ��ات المتح ��دة؛ والع ��راق‬ ‫يح�ص ��ل على م�ساع ��دة مماثلة �إن ل ��م يكن �أكثر‪.‬‬ ‫�سوري ��ا بعد �سقوط اال�سد م ��ن الم�ؤكد �أنها �سوف‬ ‫تطلب م�ساعدات مالي ��ة وتكنولوجية وغيرها من‬ ‫الم�ساع ��دات م ��ن الوالي ��ات المتح ��دة والإتحاد‬ ‫الأوروبي‪ .‬وقد حاول الكونغر�س ربط الم�ساعدات‬ ‫الأميركي ��ة لحكومات �أجنبي ��ة ب�إحترام الحريات‬ ‫المذهبي ��ة والطائفي ��ة لمواطنيه ��ا‪ .‬ولك ��ن حت ��ى‬ ‫الآن ف�شل ��ت الإدارات الأميركي ��ة ف ��ي فر�ض تلك‬ ‫ال�ش ��روط‪� .‬إن غ�ض الط ��رف وال�سماح للحكومات‬ ‫الم�ستفي ��دة من عدم تطبي ��ق هذه ال�شروط يبعث‬ ‫بر�سالة مفادها �أن الغرب يحكي وال يفعل‪.‬‬ ‫م ��ا دام العال ��م لم يفع ��ل �شيئا" وي�سم ��ح بالفتنة‬ ‫الطائفية والأهلية‪ ،‬ف�إن البلدان التي تمر بمرحلة‬ ‫�إنتقالي ��ة بعد الث ��ورة �سوف لن تنع ��م بالإ�ستقرار‬ ‫والرخ ��اء‪ .‬الواقع �أن قليال" ق ��د تحقق منذ عزل‬ ‫الديكتاتوريي ��ن وتدف ��ق مليارات ال ��دوالرات من‬ ‫الم�ساع ��دات الخارجية‪ .‬يج ��ب �إقناع زعماء هذه‬

‫الرئي�س محمد مر�سي‪ :‬هل يكون الطاغية الجديد ؟‬

‫الرئي�س ب�شار الأ�سد‪ :‬بعد �سقوطه �إنتظروا �أ�سو�أ �سيناريو!‬

‫ال ��دول‪ ،‬ع ��ن طريق �إ�ستخ ��دام الج ��زرة والع�صا‬ ‫معه ��م‪ ،‬ب�أن كل حكومة تمثيلي ��ة تعمل على توحيد‬ ‫المواطني ��ن وتعال ��ج كل واح ��د منه ��م عل ��ى قدم‬ ‫الم�س ��اواة وبحكم ��ة بغ� ��ض النظ ��ر ع ��ن العقيدة‬ ‫والثقافة‪� ،‬سيتم دعمها‪.‬‬ ‫كم ��ا ال يج ��ب �أن تعطى المن ��ح او الم�ساعدة التي‬

‫يمكن ان ي�ؤخذ قانون "محا�سبة‬ ‫حقوق الإن�سان في �سوريا" الذي �أقره‬ ‫الكونغر�س الأميركي �سابقا" بمثابة‬ ‫نموذج للتدابير الإ�ضافية الدولية‬ ‫والوطنية ل�ضمان �إحترام الحريات‬ ‫المذهبية والعرقية‬

‫يمك ��ن ان يهدره ��ا ويبدده ��ا الق ��ادة المنتخبون‬ ‫حديث ��ا"‪ .‬بل يجب‪ ،‬على الأقل‪� ،‬أن يوجه جزء من‬ ‫الم ��وارد المتدفقة ال ��ى �إعادة العافي ��ة للمجتمع‬ ‫المدن ��ي وبرام ��ج �إع ��ادة الإعم ��ار‪ .‬يمك ��ن لهذه‬ ‫البرامج �أن توف ��ر الأطر الد�ستوري ��ة والقانونية‪،‬‬ ‫والدراي ��ة الإدارية‪ ،‬وتدري ��ب الموظفين الالزمة‬ ‫لإن�ش ��اء وتنفيذ والحف ��اظ على التناغ ��م الديني‬ ‫والعرقي في الدول التي كانت حتى الآن فيها تلك‬ ‫الم�شكالت مقموعة ومكبوتة بدال" من حلها‪.‬‬ ‫ال�ضغط على تلك البل ��دان وغيرها‪ ،‬مثل المملكة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودية وتركيا‪ ،‬لإزالة تقديم الأقليات‬ ‫ال�سلبي الذي ال يزال �شائعا" في الكتب المدر�سية‬ ‫الخا�صة بها‪ .‬بع ��د كل �شيء‪ ،‬كيف يمكن �أن يبنى‬ ‫الت�سامح عندما يت ��م تعليم الأطفال على كراهية‬ ‫الجميع ال عن عقيدتهم وخلفيتهم؟‬ ‫وعلى العك�س‪ ،‬يجب �أن تقدم الجماعات والأفراد‬ ‫الذي ��ن ينتهكون الحقوق الديني ��ة والطائفية على‬ ‫ال�صعد الوطنية الى العدال ��ة‪� .‬إن حكم المحكمة‬ ‫الجنائية الدولية المت�صل ��ة بالبو�سنة‪ ،‬وقراراتها‬ ‫ب�ش� ��أن ليبري ��ا‪ ،‬و�إجراءاتها بالن�سبة ال ��ى رواندا‬ ‫و�ضعت �سواب ��ق مطبقة في �أمكن ��ة �أخرى‪ .‬مكتب‬ ‫الأمم المتح ��دة لمفو�ض حق ��وق الإن�سان بحاجة‬ ‫ه ��و الآخر �إلى تعزي ��ز �أي�ضا"‪ ،‬وتحوي ��ل دوره من‬ ‫مراقب ��ة و�إب�ل�اغ �إل ��ى دور قادر فيه عل ��ى التدخل‬ ‫لإنفاذ وتنفيذ الإمتثال للقيم في العالم‪.‬‬ ‫يمكن ان ي�ؤخذ قان ��ون "محا�سبة حقوق الإن�سان‬ ‫ف ��ي �سوري ��ا" ال ��ذي �أق ��ره الكونغر� ��س الأميركي‬ ‫�سابقا" بمثابة نموذج للتدابير الإ�ضافية الدولية‬ ‫والوطني ��ة ل�ضمان �إحت ��رام الحري ��ات المذهبية‬ ‫والعرقي ��ة‪ .‬في حالة �إيران‪ ،‬ال ت�ستهدف العقوبات‬ ‫المتخ ��ذة حالي ��ا" �س ��وى الت�شوي�ش عل ��ى برنامج‬ ‫طه ��ران الن ��ووي ودع ��م الإره ��اب‪� .‬إن �إدخ ��ال‬ ‫�إنته ��اكات الحقوق �ضم ��ن نطاق ه ��ذه العقوبات‬ ‫وو�ض ��ع الق ��ادة الإيرانيي ��ن الذين يم ّي ��زون �ضد‬ ‫المذاه ��ب والجماع ��ات الأخ ��رى عل ��ى القائم ��ة‬ ‫ال�سوداء �سي�ضيف الى ال�ضغوط التي تتعر�ض لها‬ ‫طهران لتغيير طرقها المنبوذة‪.‬‬ ‫في نهاية المطاف‪ ،‬يحتاج المواطنون وقادة الدول‬ ‫النا�شئة الجدد الخارجون من نير الإ�ستبداد �إلى‬ ‫الإقتناع بطريقة وا�ضحة بعدم �إ�ستبدال "طغيان‬ ‫ديكتات ��ور بطغيان الغوغاء"‪ .‬وعندئذ فقط �سوف‬ ‫تحطم قب�ضة التع�صب وتنتج التغييرات ال�سيا�سية‬ ‫دوال" يحت�ضنه ��ا جمي ��ع المواطني ��ن ويرحب بها‬ ‫المجتمع الدولي ك�شريكة م�س�ؤولة‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪37‬‬


‫املهند�س رئيف احللو‬

‫درا�سات وتنفيذ يف لبنان والدول العربية‬ HELOU ENGINEERING GROUP Tel: 961 1 256755-257009 Fax: 961 1 256755 E-mail: raif@raifhelou.com


‫وظيف ��ة للم ��رة الأول ��ى‪ .‬وع�ل�اوة على ذل ��ك‪ ،‬ف�إن‬ ‫التحفيز بالكاد تطرق ال ��ى الم�ؤ�س�سات ال�صغيرة‪،‬‬ ‫م ��ا عزّز الإنطباع ال�شعب ��ي �أن اللعبة ز ِّورت ل�صالح‬ ‫المقربين والمح�سوبين على النظام‪.‬‬ ‫فر�ضت الث ��ورة وعدم اليقين خ�سائ ��ر فادحة على‬ ‫الأداء االقت�ص ��ادي خ�ل�ال المرحل ��ة الإنتقالي ��ة‪.‬‬ ‫الإقت�ص ��اد من ��ذ ذلك الحين ب ��د�أ يزح ��ف بوتيرة‬ ‫بطيئة ال ت�ستطيع الو�صول الى ن�سبة ال ‪ ٪7‬المطلوبة‬ ‫لإ�ستيعاب الداخلين الجدد �إلى قوى العمل‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن التح ��دي الإقت�ص ��ادي الأول للحك ��م‬ ‫المنتخب حديث ��ا" يكمن في الحد من عدم اليقين‬ ‫والقل ��ق بالن�سب ��ة ال ��ى ج ��دوى المالية ف ��ي م�صر‪.‬‬ ‫قبل الث ��ورة‪� ،‬إ�ستهدف ��ت وزارة المالي ��ة تخفي�ضا"‬ ‫تدريجي ��ا" في العج ��ز المالي الإجمال ��ي من ‪8.1‬‬ ‫ف ��ي المئة من الناتج المحلي الإجمالي في ‪-2009‬‬ ‫‪ 2010‬ال ��ى ‪ 3.5‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن النات ��ج المحل ��ي‬ ‫الإجمال ��ي بحل ��ول الع ��ام ‪ - 2015‬وبالتالي خف�ض‬ ‫الدين الع ��ام من ‪ 77‬في المئة م ��ن الناتج المحلي‬ ‫الإجمالي �إلى ‪ 60‬في المئة‪.‬‬ ‫الدي ��ن الحكوم ��ي في حد ذاته ال يخل ��ق �أي تهديد‬ ‫ف ��وري لأن القلي ��ل منه ن�سبيا" ي�ستح ��ق بالعمالت‬ ‫الأجنبي ��ة فمعظم ��ه بالجنيه الم�ص ��ري‪ .‬لكن من‬ ‫�شبه الم�ؤك ��د �أن تخفي�ض العج ��ز �سيكون �شرطا"‬ ‫�أ�سا�سيا" للح�صول على الدعم من �صندوق النقد‬ ‫الدولي والم�ؤ�س�س ��ات الدولية‪ .‬وعلى �أية حال‪ ،‬ف�إن‬ ‫ال�سم ��اح ب�إ�ستم ��رار الإرتف ��اع الأخير ف ��ي الإنفاق‬ ‫والإ�ستدان ��ة لفترة �أطول �س ��وف يق ّو�ض �إحتماالت‬ ‫الع ��ودة �إل ��ى النمو ال�سري ��ع‪ .‬ذل ��ك لأن االقترا�ض‬ ‫الحكوم ��ي ي�ستوع ��ب الكثير من م ّدخ ��رات م�صر‬ ‫الداخلي ��ة ال�ضئيل ��ة‪ ،‬مزاحما" بذل ��ك الإ�ستثمار‬ ‫الخا� ��ص‪ .‬وقد �إنح ��رف االئتم ��ان ب�ش ��كل متزايد‬ ‫نح ��و دع ��م الحكومة وبعي ��دا" من تموي ��ل القطاع‬ ‫الخا�ص‪.‬‬ ‫الجان ��ب الآخ ��ر من دفت ��ر الموازن ��ة يه � ّ�م �أي�ضا"‬ ‫بطبيعة الحال‪ .‬مع تعافي الإقت�صاد‪� ،‬سيكون هناك‬ ‫مج ��ال لزيادة الإيرادات من خالل تو�سيع القاعدة‬ ‫ال�ضريبي ��ة‪ ،‬وكذل ��ك من خ�ل�ال مكافح ��ة الف�ساد‬ ‫والته ��رب ال�ضريبي‪� .‬أحد الأه ��داف في الأولويات‬ ‫العالي ��ة ه ��و �إع ��ادة النظر ف ��ي عق ��ود الت�صدير‪،‬‬ ‫خ�صو�ص ��ا" بالن�سبة الى الغ ��از الطبيعي‪ ،‬الذي قد‬ ‫يجلب المليارات من عائدات �إ�ضافية‪.‬‬ ‫ثم هناك م�س�ألة الأ�سعار و�إ�ستقرار �سعر ال�صرف‪.‬‬ ‫م�ص ��ر‪ ،‬مث ��ل غيرها م ��ن الإقت�ص ��ادات المفتوحة‬ ‫ال�صغي ��رة ن�سبيا"‪ ،‬يج ��ب �أن تو ّفق بي ��ن الأهداف‬

‫الرئي�س ال�سابق محمد �أنور ال�سادات‪:‬‬ ‫قل�ص قب�ضة الدولة وبنى جبال" من الديون‬

‫الرئي�س ال�سابق ح�سني مبارك‪:‬‬ ‫الف�ساد تفاقم في �أيامه‬

‫الرئي�س محمد مر�سي‪:‬‬ ‫بين يديه قنبلة موقوتة‬

‫رئي�س الوزراء ه�شام قنديل‪:‬‬ ‫مهمة �صعبة لكنها لي�ست م�ستحيلة !‬

‫المتعار�ض ��ة هن ��ا‪ .‬فه ��ي تحت ��اج �إلى �سع ��ر �صرف‬ ‫يجع ��ل البالد مكانا" جذاب ��ا" للإ�ستثمار الأجنبي‬ ‫المبا�ش ��ر وم�ص ��در مناف�س ��ة لل�سل ��ع والخدم ��ات‬ ‫للتج ��ارة العالمية‪ .‬لكن م�صر ه ��ي �أي�ضا" م�ستورد‬ ‫كبي ��ر للغ ��ذاء والوق ��ود‪ ،‬لذل ��ك ف� ��إن كال" م ��ن‬ ‫الت�ضخ ��م المحل ��ي والإنف ��اق الحكوم ��ي يمكن �أن‬ ‫يكون ح�سا�سا" جدا" بالن�سبة الى �إنخفا�ض �سعر‬ ‫ال�صرف‪.‬‬ ‫ه ��ذا يف�سر لم ��اذا بدّد البنك المرك ��زي الم�صري‬ ‫�إحتياط ��ات العمل ��ة الأجنبية فيم ��ا كان الإ�ستثمار‬ ‫الأجنبي ودخل ال�سياح ��ة الخارجية وعائدات قناة‬ ‫ال�سوي� ��س تنخف� ��ض‪ .‬كما يف�سر �أي�ض ��ا" لماذا كان‬ ‫البن ��ك المركزي بعقلي ��ن �أو بر�أيي ��ن بالن�سبة الى‬ ‫ال�سيا�سة النقدية‪.‬‬ ‫ردا" عل ��ى الإنكما� ��ش الإقت�ص ��ادي‪ ،‬خ ّف� ��ض الحد‬ ‫الأدن ��ى الحتياط ��ات البنوك لتخفي ��ف القيود على‬ ‫ال�سيول ��ة المحلية ف ��ي مواجهة �إرتف ��اع االقترا�ض‬ ‫الحكوم ��ي‪ .‬ومع ذل ��ك‪ ،‬فقد كان البن ��ك المركزي‬ ‫مت ��رددا" في تخفي� ��ض �أ�سعار الفائ ��دة خوفا" من‬ ‫هب ��وط �سع ��ر �صرف الجني ��ه الم�ص ��ري‪ ،‬وت�شجيع‬ ‫ه ��روب ر�أ� ��س المال �أو خل ��ق توقعات ح ��ول �إرتفاع‬ ‫معدالت الت�ضخم‪.‬‬ ‫الحقيق ��ة �أن ��ه لي�س ل ��دى الحكوم ��ة الجدي ��دة �أي‬ ‫خي ��ار �س ��وى موا�صلة ه ��ذا العمل م ��ن "ال�شعوذة"‬ ‫الإقت�صادي ��ة‪ .‬م ��ع احتياط ��ات نق ��د �أجنب ��ي تنفد‬ ‫وتن�ض ��ب ب�ش ��كل �سي ��ئ‪ ،‬يجب عل ��ى م�ص ��ر ت�أمين‬ ‫�إئتم ��ان م ��ن �صن ��دوق النق ��د الدول ��ي ومقر�ضين‬ ‫دوليي ��ن �آخري ��ن الذين ع ��ادة يتبعونه‪ .‬وق ��د �أعلن‬ ‫ع ��ن �إتفاق مبدئ ��ي بي ��ن القاهرة وال�صن ��دوق في‬ ‫‪ 20‬ت�شري ��ن الثان ��ي (نوفمب ��ر) بتوفي ��ر مبلغ ‪4.8‬‬ ‫مليارات دوالر حيث يتوقف تنفيذه على �إ�صالحات‬ ‫في الموازنة‪ ،‬ومن المتوقع ان يعقب ذلك م�ساعدة‬ ‫من مانحين �آخري ��ن تبلغ ‪ 10‬مليارات دوالر‪ .‬وهذا‬ ‫�سيعطي البن ��ك المركزي الموارد الالزمة لتحقيق‬ ‫الإ�ستقرار ف ��ي �أ�سعار ال�ص ��رف‪ ،‬وبالتالي لإحتواء‬ ‫ت�ضخ ��م �أ�سعار الواردات‪ ،‬حت ��ى ت�ستعيد م�صر ثقة‬ ‫الم�ستثمرين‪.‬‬ ‫في حين نجح ��ت �إ�ستراتيجية التحرير التي �إتبعها‬ ‫نظام مبارك من حيث النمو‪ ،‬لكنها �سمحت للف�ساد‬ ‫�أن يتفاقم وي�ست�ش ��ري‪� :‬إحت ّلت م�صر المرتبة ‪112‬‬ ‫البائ�س ��ة بي ��ن ‪ 183‬دول ��ة عل ��ى م�ؤ�ش ��ر ال�شفافي ��ة‬ ‫الدولية لم ��دركات الف�ساد ف ��ي ‪� .2011‬أهم نتيجة‬ ‫لت� ��آكل الف�س ��اد ‪ -‬وب�صورة �أعم‪ ،‬الف�ش ��ل في توفير‬ ‫الحماية المت�ساوي ��ة من الحقوق الإقت�صادية ‪ -‬هو‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪39‬‬


‫وادي النيل‬

‫مصر‬

‫الإقت�صاد الم�صري‪ :‬الجانب ال�سلبي للنمو‬

‫رحل حسني مبارك لكن سياساته اإلقتصادية‬ ‫ما زالت تطارد المصريين‬ ‫ت�شه��د م�صر �سخطا" �شعبيا" و�إرتب��اك ًا في الم�ؤ�س�سات‬ ‫ب�سب��ب القرار الذي �أ�ص��دره الرئي�س محمد مر�سي في‬ ‫�أوائل كان��ون الأول (دي�سمبر) الما�ضي برفع ال�ضرائب‬ ‫على الكثير من ال�سلع والخدم��ات‪� ،‬إذ فوجئ ال�شعب‬ ‫بالق��رارات عبر �شا�شات التلفزة ونُ�ش��رت بتاريخ قديم‬ ‫ف��ي �صحيف��ة "الوقائع الم�صري��ة" في ‪ 6‬كان��ون الأول‬ ‫(دي�سمب��ر)‪ ،‬بهدف ع��دم الطع��ن فيها طبق � ًا للإعالن‬ ‫الد�ست��وري ال�سابق والذي ين�ص على تح�صين قرارات‬ ‫الرئي�س‪ .‬وبعد �ساعات قليلة قرر مر�سي وقف القانون‪،‬‬ ‫مكلف � ًا الحكومة ب�أن تجري نقا�ش ًا علني � ًا يتواله خبراء‬ ‫متخ�ص�ص��ون لمعرف��ة مدى قبول��ه لدى ال��ر�أي العام‪،‬‬ ‫ف��ي حين �أث��ار الق��رار لغط � ًا ف��ي الأو�س��اط ال�سيا�سية‬

‫والإقت�صادي��ة �إذ �أنه ي ��ؤدي �إلى �إرتف��اع الأ�سعار ويزيد‬ ‫كلفة معي�شة المواطنين‪.‬‬ ‫وجاء قرار الإلغاء بعد �ساعات قليلة من �صدور القانون‬ ‫ال��ذي ن�ص على رف��ع �ضريبة المبيع��ات على نحو ‪50‬‬ ‫�سلع��ة‪ ،‬م��ن بينه��ا ال�سجائ��ر والجع��ة والمي��اه الغازية‬ ‫والمعدني��ة والقط��ارات والبا�ص��ات المكيف��ة وحديد‬ ‫الت�سلي��ح وغيرها‪ .‬واتخذ مر�سي قرار �إجراء تعديالت‬ ‫على قان��ون �ضرائب الدخ��ل والمبيع��ات والعقارات‬ ‫وال�ضرائب النوعية‪� ،‬ضمن التزامات حكومية ببرنامج‬ ‫�إ�صالح��ي تم االتف��اق عليه مع �صن��دوق النقد الدولي‬ ‫ف��ي ت�شرين الثان��ي (نوفمبر) الما�ض��ي القترا�ض ‪4.8‬‬ ‫مليارات دوالر‪ ،‬كما �أكدت م�صادر حكومية‪.‬‬

‫القاهرة ‪ -‬هدى �أحمد‬ ‫عانى الم�س ��ار الإقت�ص ��ادي الم�صري‬ ‫من ��ذ قي ��ام الجمهوري ��ة ف ��ي ‪1952‬‬ ‫م ��ن مع�ضالت ع ��دة‪ .‬بداي ��ة تركت تجرب ��ة جمال‬ ‫عب ��د النا�صر‪ ،‬م ��ع الت�أميم والتخطي ��ط المركزي‬ ‫والت�صني ��ع المدع ��وم م ��ن ال�سوفي ��ات‪ ،‬الإقت�صاد‬ ‫متعث ��را" ب�سبب قواني ��ن التنظيم وع ��دم الكفاءة‪.‬‬ ‫وجاء بعده نظام �أن ��ور ال�سادات الذي ق ّل�ص قب�ضة‬ ‫الدولة‪ ،‬لكن ��ه "بنى" جبال" من الديون الخارجية‬ ‫الت ��ي ت�سبب ��ت ف ��ي الرك ��ود خ�ل�ال �أكث ��ر فت ��رات‬ ‫ثمانينات القرن الفائت‪.‬‬ ‫لك ��ن الحظ هب ��ط فج� ��أة لب�ساعد الإقت�ص ��اد بعد‬ ‫ذل ��ك‪� .‬أُعفي ��ت م�ص ��ر م ��ن دف ��ع غالبي ��ة الديون‬ ‫الخارجية كم ��ا �أُعيدت هيكلة بع�ضه ��ا في �أعقاب‬ ‫ح ��رب الخليج‪ .‬وخ�ل�ال العقد ال ��ذي �أعقب ذلك‪،‬‬ ‫�إرتف ��ع ن�صيب الفرد من النات ��ج المحلي الإجمالي‬ ‫المح�سوب م ��ن حيث القوة ال�شرائية بمقدار الثلث‬ ‫‪38‬‬

‫الرئي�س ال�سابق جمال عبد النا�صر‪ :‬م�شكلة الإقت�صاد بد�أت معه‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬

‫بب�ساط ��ة ج ��راء الإحتواء القوي ل ��كل من الت�ضخم‬ ‫والعجز في الموازنة‪.‬‬ ‫بعد ذلك �أطل ��ق الرئي�س ح�سني مبارك �إ�صالحات‬ ‫وا�سع ��ة قائم ��ة على �إقت�ص ��اد ال�س ��وق ‪ --‬خطوات‬ ‫تدعو ال ��ى الخ�صخ�صة وتحري ��ر القوانين – التي‬ ‫ت�سم ��ح للنم ��و بالإرتفاع �إل ��ى م�ستوى ‪ 7‬ف ��ي المئة‪.‬‬ ‫وواج ��ه التكنوق ��راط لديه �أي�ضا" الرك ��ود العالمي‬ ‫م ��ن دون تعثر‪ ،‬ب�إط�ل�اق حافز محل ��ي (الإ�ستثمار‬ ‫ف ��ي الغالب في البنية التحتي ��ة) الذي �إ�ستطاع �إلى‬ ‫ح ��د كبير �إيقاف الإنخفا�ض في الإ�ستثمار الخا�ص‬ ‫وال�ص ��ادرات‪ .‬في العامين قب ��ل "الربيع العربي"‪،‬‬ ‫ب ��دا �أن الإقت�ص ��اد �سيعود م ��رة �أخرى ال ��ى م�سار‬ ‫التنمية ال�سريعة‪.‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬في �سنوات النمو المرتفع‪ ،‬على الرغم من‬ ‫ان البطالة في ال�سوق الر�سمي نادرا" ما �إنخف�ضت‬ ‫الى �أدنى من ‪ 9‬في المئة‪ ،‬ف�إن البطالة بين ال�شباب‬ ‫و�صلت ال ��ى ‪ 25‬في المئة‪ ،‬و�أع ��دادا" متزايدة من‬ ‫خريجي الجامعات لم يتمكن ��وا من الح�صول على‬


‫داخل هذه المنازل الفقيرة تنمو ثورة جديدة‬

‫�إحتواء التكاليف‪ ،‬والفئ ��ة الم�ستهدفة لديها و�سيلة‬ ‫للتو�سع ‪ --‬يف�ضل البع�ض مخرجا" منطقيا" لمنع‬ ‫تح ّي ��ز �سوق ر�أ� ��س المال ال ��ى ال�ش ��ركات الكبرى‪.‬‬ ‫وهذا ق ��د ي�أخذ �ش ��كل قرو�ض تجاري ��ة مبا�شرة �أو‬ ‫�ضمان ��ات للإئتمان م ��ن خالل البن ��وك الخا�صة‪.‬‬ ‫ع�ل�اوة على ذل ��ك‪ ،‬ال يمك ��ن للحكوم ��ة �أن ت�صمد‬ ‫وتتحمل �إعطاء �إهتمام قليل في المناطق الريفية‪،‬‬ ‫حي ��ث الفقر هو �أعظ ��م والخروج �إل ��ى المدن خلق‬ ‫تفككا" �إجتماعيا"‪.‬‬

‫على �صعيد �آخر‪ ،‬يجب الأخذ في الإعتبار ‪� ،‬أي�ضا"‪،‬‬ ‫ف ��ي هذا ال�صدد‪� ،‬أهمية جلب وجذب �أعداد كبيرة‬ ‫م ��ن ال�شركات ال�صغيرة التي تج ��د الو�ضع مكلفا"‬ ‫له ��ا للغاية كي تعمل في العلن وفي ظل القانون‪ .‬ان‬ ‫الحجم المذه ��ل لهذا االقت�صاد ال�سري ‪ --‬ح�سب‬ ‫�أحد التقدي ��رات‪ ،‬ي�شكل ‪ 40‬ف ��ي المئة من مجموع‬ ‫العمال ��ة ‪ --‬يعك� ��س ال�صعوب ��ة العام ��ة لممار�س ��ة‬ ‫الأعم ��ال في ظل مناخ من الف�س ��اد والبيروقراطية‬ ‫الالمبالية‪ .‬ولك ��ن حتى ت�صبح ال�ش ��ركات ال�سرية‬

‫غي ��ر القانونية ج ��زءا" م ��ن الإقت�ص ��اد الر�سمي‪،‬‬ ‫ف�إنها لن ت�ستفيد مبا�شرة من التدابير الرامية �إلى‬ ‫ت�سهيل تحدي المنتجين الموجودين والرا�سخين‪.‬‬ ‫ف ��ي حين �أن البطالة م�شكلة مزمنة في م�صر‪ ،‬ف�إن‬ ‫طبيعتها قد تغ ّيرت �إلى حد كبير في العقود القليلة‬ ‫الما�ضي ��ة‪ .‬لم يعد من الم�ستغرب �أن تكون البطالة‬ ‫مرتفع ��ة ب�ش ��كل �إ�ستثنائي بي ��ن ال�شب ��اب (حوالي‬ ‫‪ – )٪25‬لق ��د �ضمن �إرتفاع معدالت الخ�صوبة في‬ ‫ت�سعين ��ات القرن الما�ضي ع ��دم �إمكانية ال�سيطرة‬ ‫على نمو الق ��وى العاملة الآن‪ .‬وما يثير الده�شة هو‬ ‫�أن خريجي الجامعات ال�شباب لي�سوا �أف�ضل حاال"‬ ‫من �أقرانهم الأقل تعليما"‪.‬‬ ‫ما هي الأ�سباب؟‬ ‫�سبب �أول‪ :‬بم ��ا �أن الدولة ت�سلط ��ت على ال�شركات‬ ‫ف ��ي العق ��د الما�ضي‪ ،‬فهي بالتالي ل ��م تعد �صاحب‬ ‫عمل موثوق والمالذ الأخي ��ر لخريجي الجامعات‪.‬‬ ‫�سب ��ب �آخر‪� :‬إعطاء �أ�صحاب الأعمال عادة الأولوية‬ ‫ف ��ي العمل للأقارب‪ .‬ولكن يمك ��ن القول �إن ال�سبب‬ ‫الأكث ��ر �أهمية هو �أن الجامع ��ات ال توفر المهارات‬ ‫التي يحتاج �إليها القط ��اع الخا�ص الم�صري الذي‬ ‫يتطور ب�سرعة‪.‬‬ ‫الق�ضي ��ة الرئي�س ��ة لي�ست نق� ��ص الإ�ستثمارات في‬ ‫التعليم العال ��ي ‪ -‬ثلث خريج ��ي المدار�س الثانوية‬ ‫يتابع ��ون درو�سهم العليا في الجامع ��ة – بل بف�شل‬ ‫النظ ��ام من الإفادة م ��ن الم ��وارد‪ .‬ويواجه الحكم‬ ‫الجديد بالتالي مهمة �صعبة في �إعادة بناء م�ؤ�س�سة‬ ‫التعليم العالي على �أ�س�س جديدة لحقبة مختلفة‪.‬‬ ‫لق ��د تخل ��ل تاري ��خ م�ص ��ر الإقت�ص ��ادي الحدي ��ث‬ ‫مفارق ��ات ع ��دة‪ .‬عل ��ى وج ��ه الخ�صو� ��ص‪� ،‬أثبت ��ت‬ ‫التنمية �أنه ��ا مزعزعة عميق ��ة للإ�ستقرار‪ ،‬خلعت‬ ‫ماليين المواطنين من قراهم في الريف ودفعتهم‬ ‫�إلى المدن‪ ،‬كم ��ا �سلطت ال�ضوء على طبقة جديدة‬ ‫من محب ��ي الر�أ�سمالية‪ ،‬وخلق ��ت توقعات للحراك‬ ‫كان من الم�ستحيل تحقيقها‪.‬‬ ‫ه ��ذه الم�شكل ��ة لي�س ��ت فري ��دة ف ��ي م�ص ��ر ‪ -‬ف ِّكر‬ ‫بال�صي ��ن والهند‪ .‬ولك ��ن نظام مب ��ارك �إفتقر �إلى‬ ‫ال�شرعية ال�سيا�سي ��ة من �أجل البقاء‪ .‬مهمة الحكم‬ ‫الجدي ��د هي في �إعادة ال�شرعي ��ة بهذا المعنى من‬ ‫دون الت�ضحي ��ة بالنمو الذي‪ ،‬م ��ن نواح كثيرة‪ ،‬غ ّير‬ ‫م�ص ��ر نح ��و الأف�ضل‪ .‬و�س ��وف يكون هن ��اك مفتاح‬ ‫واح ��د لتحقيق النجاح في هذا المجال‪ ،‬وهو يكمن‬ ‫في �إقن ��اع الم�صريين العاديي ��ن �أن لديهم �صوتا"‬ ‫حقيقي ��ا" في ه ��ذه العملية‪� .‬إنها ف ��ي الواقع لي�ست‬ ‫مهمة �سهلة‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪41‬‬


‫وادي النيل ¶ م�صر‬ ‫�أنه يقلل من الحراكي ��ن الإجتماعي والإقت�صادي‪.‬‬ ‫الم�ؤ�س�س ��ات ال�صغي ��رة والمتو�سط ��ة الحج ��م‪،‬‬ ‫المح� � ّرك المرجح للحراك‪ ،‬تواج ��ه عقبات �شاقة‬ ‫عندما تتناف�س مع النخبة الحالية‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن قائمة مع ّوقات التجارة الحرة في م�صر‬ ‫طويلة‪ .‬وفقا" للبن ��ك الدولي‪ ،‬يحتاج �صاحب عمل‬ ‫الى ‪ 218‬يوما" للح�صول على رخ�صة بناء‪ .‬ت�ستغرق‬ ‫عملية ت�سجيل الملكية �سب ��ع �إجراءات و‪ 72‬يوما"‪.‬‬ ‫وللح�ص ��ول على الكهرب ��اء يلزم ‪� 7‬أج ��راءات و‪54‬‬ ‫يوما"‪ ،‬وتبلغ التكالي ��ف �أربع مرات ون�صف الدخل‬ ‫ال�سنوي للم�صري العادي‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬رغم‬ ‫النم ��و الكبير الذي جعل قاع ��دة م�صر ال�صناعية‬ ‫ق ��ادرة على المناف�سة عالميا" في مجاالت رئي�سة‪،‬‬ ‫ورفع الإقت�ص ��اد الى ما ي�سميه البنك الدولي و�ضع‬ ‫"دخ ��ل �أق ��ل من المتو�س� �ط​​" على م ��دى العقدين‬ ‫الما�ضيين‪ ،‬ف�إن التمييز �ض ��د ال�شركات ال�صغيرة‬ ‫قد زاد �أكثر‪.‬‬ ‫�إن �إ�صالح ��ات ال�س ��وق ه ��ي بالتالي عام ��ل رئي�س‬ ‫ف ��ي تحدي ��د م ��ا تعاني ��ه م�ص ��ر‪ ،‬وزي ��ادة مع ��دل‬ ‫النم ��و المحتمل‪ ،‬فيم ��ا تفتح الباب �أم ��ام �أ�صحاب‬ ‫الم�شاري ��ع وخل ��ق فر�ص عم ��ل جدي ��دة لإ�ستيعاب‬ ‫قوة العمل المتنامية‪ .‬ولك ��ن مثل هذا الإ�صالح هو‬ ‫عملي ��ة �صعبة للغاية في مواجهة النخب التي لديها‬ ‫القليل للك�سب والكثير لتخ�سر من التغيير‪.‬‬ ‫م ��ن جهة �أخرى تق ��وم الدعام ��ة الأ�سا�سية لجهود‬ ‫م�ص ��ر للتعامل مع الفقر على مجموعة من �إعانات‬ ‫الغ ��ذاء والوق ��ود‪ .‬لك ��ن هن ��اك م�شكل ��ة واحدة في‬ ‫هذا النهج هو �أنه ي�ش ��وه �أ�سعار الم�ستهلك‪ ،‬ويخلق‬ ‫الحواف ��ز له ��در الطع ��ام والوق ��ود‪� .‬إ ّال �أن الجانب‬ ‫الأكثر �إثارة للقلق ف ��ي الدعم كما ين ّفذ حاليا" هو‬ ‫�أن معظمه يذهب �إلى الأ�سر وال�شركات التي لي�ست‬ ‫محتاج ��ة حقا"‪ .‬وي�أت ��ي ثلثا تكالي ��ف نظام الدعم‬ ‫م ��ن الوق ��ود‪ .‬حت ��ى الآن‪ ،‬وفقا" لم�سوح ��ات الأ�سر‬ ‫المعي�شي ��ة‪� ،‬أق ��ل من ‪ 5‬ف ��ي المئة من دع ��م الوقود‬ ‫ت�ساعد الطبقة الفقيرة‪.‬‬ ‫هناك الكثير من ال�شيء عينه يمكن قوله عن دعم‬ ‫الم ��واد الغذائي ��ة‪ .‬ثلثا مجم ��وع الأ�س ��ر لديها الآن‬ ‫بطاق ��ات تموينية‪ ،‬والجزء الأكب ��ر من هذا الدعم‬ ‫يذه ��ب ال ��ى الطبقة الو�سط ��ى‪� .‬إلغ ��اء الدعم بين‬ ‫ع�شي ��ة و�ضحاه ��ا (والإ�ستعا�ضة عن ��ه بمنح نقدية‬ ‫للفقراء) ل ��ن يكون عمليا" من الناحية ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫معظ ��م الخب ��راء يف�ض ��ل تغيي ��رات تدريجي ��ة‪ ،‬مع‬ ‫وتهم‬ ‫التركي ��ز على دعم الوقود‪ ،‬والت ��ي تك ّلف �أكثر ّ‬ ‫الفق ��راء �أقل‪ .‬وه ��ذا على م ��ا يبدو الإتج ��اه الذي‬ ‫‪40‬‬

‫فر�ضت الثورة وعدم اليقين‬ ‫خ�سائر فادحة على الأداء االقت�صادي‬ ‫خالل المرحلة الإنتقالية والإقت�صاد منذ‬ ‫ذلك الحين بد�أ يزحف بوتيرة بطيئة‬ ‫ال ت�ستطيع الو�صول الى ن�سبة ال ‪٪7‬‬ ‫المطلوبة لإ�ستيعاب الداخلين الجدد‬ ‫�إلى قوى العمل‬ ‫الدين الحكومي في حد ذاته‬ ‫ال يخلق �أي تهديد فوري لأن القليل منه‬ ‫ن�سبيا" ي�ستحق بالعمالت الأجنبية‬ ‫فمعظمه بالجنيه الم�صري لكن من‬ ‫�شبه الم�ؤكد �أن تخفي�ض العجز �سيكون‬ ‫�شرطا" �أ�سا�سيا" للح�صول على الدعم‬ ‫من �صندوق النقد الدولي‬ ‫والم�ؤ�س�سات الدولية‬ ‫الق�ضية الرئي�سة لي�ست‬ ‫نق�ص الإ�ستثمارات في التعليم العالي‬ ‫بل بف�شل النظام من الإفادة من الموارد‬ ‫لذا يواجه الحكم الجديد بالتالي مهمة‬ ‫�صعبة في �إعادة بناء م�ؤ�س�سة التعليم‬ ‫العالي على �أ�س�س جديدة‬ ‫لحقبة مختلفة‬ ‫واف ��ق عليه �صن ��دوق النقد الدولي‪ .‬ولك ��ن �سيكون‬ ‫من ال�ضروري ربط التخل�ص التدريجي من الدعم‬ ‫بالمنح النقدية البديلة و‪�/‬أو الدعم العيني للفئات‬ ‫ال�ضعيفة‪.‬‬ ‫ف ��ي حين �أن هذا التحول يجب �أن يكون جزءا" من‬ ‫�أية خطة لمواجهة الفقر‪ ،‬ال ينبغي �أن ُيعتبر بديال"‬ ‫من الوظائف‪� .‬إ�ستعادة �صناعة ال�سياحة في م�صر‬ ‫التي كان ��ت مزدهرة �سابقا"‪ ،‬والت ��ي تتمتع بكثافة‬ ‫عمالي ��ة �أكث ��ر م ��ن معظ ��م ال�صناع ��ات الحديثة‪،‬‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬

‫يج ��ب بالتالي �أن تكون عل ��ى ر�أ�س الأولويات‪ .‬ولكن‬ ‫المفت ��اح لخلق فر� ��ص العم ��ل في الم ��دى الطويل‬ ‫يكمن في �إزدهار ال�ش ��ركات ال�صغيرة والمتو�سطة‬ ‫الحجم التي يمك ��ن �أن تفتح المج ��ال للإ�ستخدام‬ ‫المنت ��ج للعمال ��ة غي ��ر الماهرة‪ ،‬وكذل ��ك م�ساعدة‬ ‫حراك �أ�صحاب الم�شاريع من الطبقة المتو�سطة‪.‬‬ ‫له ��ذه الغاية‪ ،‬تحتاج هذه ال�ش ��ركات الى ت�سهيالت‬ ‫�أف�ض ��ل للح�ص ��ول عل ��ى الإئتمان‪ .‬ف ��ي حين يمكن‬ ‫�أن يك ��ون دعم الإئتمان منح ��درا" زلقا" –ي�صعب‬


‫الدار البي�ضاء ‪ -‬محمد لديب‬ ‫ال تخف ��ي الحكوم ��ات المتعاقب ��ة في‬ ‫فرن�س ��ا رغبتها و�إهتمامه ��ا بت�شجيع‬ ‫المجموعات ال�صناعية ف ��ي البالد على البحث‬ ‫عن تو�سيع ح�ص�صها ال�سوقية في الخارج‪ ،‬ودول‬ ‫المغرب العربي ال تخرج عن هذه الدائرة‪.‬‬ ‫وتحظ ��ى البل ��دان المغاربي ��ة‪ ،‬وخ�صو�ص ��ا"‬ ‫تون� ��س والجزائ ��ر والمغ ��رب‪ ،‬ب�إهتم ��ام خا� ��ص‬ ‫ج ��دا" من ط ��رف الإدارة الفرن�سي ��ة لمجموعة‬ ‫م ��ن الإعتب ��ارات التاريخي ��ة والإ�ستراتيجي ��ة‪.‬‬ ‫وبالتالي ف�إن الإ�ستثم ��ارات في تلك الدول تم ّثل‬ ‫�أح ��د المرتك ��زات الأ�سا�سي ��ة ل�سيا�س ��ة فرن�سا‬ ‫الإقت�صادية الخارجية‪.‬‬ ‫وي�ستع ��د الرئي� ��س فران�س ��وا هوالن ��د للقي ��ام‬ ‫بزي ��ارة دول ��ة �إل ��ى المملك ��ة المغربي ��ة خ�ل�ال‬ ‫ال�شه ��ر الج ��اري‪ ،‬التي تعتبر الثاني ��ة من نوعها‬ ‫ل�شم ��ال افريقيا في �أقل م ��ن �شهرين بعدما زار‬ ‫الجزائر‪ ،‬حيث �إ�صطحب معه وفدا" ي�ضم ‪100‬‬ ‫من رجال االعم ��ال الذين يقودون بدورهم �أهم‬ ‫المجموعات اال�ستثمارية الفرن�سية‪.‬‬ ‫ورغ ��م تباي ��ن �آراء �س ��كان الجزائر ح ��ول هذه‬ ‫الزي ��ارة ف�إنهم في معظمه ��م ر�أوا �أنها محاولة‬ ‫م ��ن باري� ��س للخ ��روج ب�إقت�صادها م ��ن الركود‬ ‫والأزم ��ة عب ��ر الظف ��ر ب�صفقات كب ��رى من بلد‬ ‫يمتل ��ك �أكثر من ‪ 180‬ملي ��ار دوالر من �إحتياطي‬ ‫العمل ��ة ال�صعب ��ة وعائدات نفط كبي ��رة تجعلها‬ ‫اغنى دولة في �شمال افريقيا‪.‬‬ ‫ورغم كل هذا ال�شد والجذب ف�إن هذا االهتمام‬ ‫الفرن�سي المتزايد بالجزائر جعل ق�صر الإيليزيه‬ ‫يح ��اول �إطفاء نار غ�ضب المملكة المغربية التي‬ ‫�أثارها قرار هوالند زيارة الجزائر قبل زيارتها‪،‬‬ ‫باعثا" وزيره الأول الذي �إنتزع تفهم الرباط في‬ ‫الأخير‪.‬‬ ‫فالرب ��اط تتعامل مع الم�ستثمري ��ن الفرن�سيين‬ ‫بكثير من الحر�ص‪ ،‬وتمنحهم ت�سهيالت عديدة‬ ‫ف ��ي جمي ��ع المج ��االت‪ .‬فت ��ح اهلل ال�سجلما�سي‬ ‫المدي ��ر الع ��ام للوكال ��ة المغربي ��ة لتنمي ��ة‬ ‫الإ�ستثم ��ارات قال ف ��ي ت�صري ��ح مقت�ضب‪�" :‬إن‬ ‫هناك �إهتماما" متزايدا" من طرف المقاولين‬ ‫الفرن�سيي ��ن بالمغ ��رب والفر� ��ص الإ�ستثماري ��ة‬ ‫الت ��ي يمنحها من خ�ل�ال مختل ��ف المخططات‬ ‫القطاعية‪ .‬و�أك ��د �إ�ستعداد المملكة لم�ساعدتهم‬ ‫على تطوي ��ر م�شاريعهم في �أي قط ��اع يمكن �أن‬

‫الملك محمد ال�ساد�س‪ :‬زيارة فرن�سوا هوالند �أو ًال‬ ‫للجزائر �أزعجته ولكن‪...‬‬

‫عمدة مدينة الدار البي�ضاء‬ ‫محمد �ساجد لـ"�أ�سواق العرب"‪:‬‬ ‫"�أنهت مدينة الدار البي�ضاء كافة‬ ‫الدرا�سات الفنية الخا�صة بالخط الثاني‬ ‫للترامواي ويجري البحث حاليا"‬ ‫عن التركيبة المالية التي �سينجز‬ ‫بها الم�شروع"‬ ‫ّ‬ ‫�سيمكن القطار الفائق ال�سرعة‬ ‫الذي يعد الأول في القارة الإفريقية من‬ ‫تقلي�ص الم�سافة بين مدينتي "طنجة"‬ ‫و"الدار البي�ضاء" من �أربع �ساعات‬ ‫و‪ 45‬دقيقة �إلى �ساعتين وع�شر دقائق‬ ‫ويتوقع �أن ت�صل �سرعة القطار �إلى‬ ‫‪ 320‬كيلومترا" في ال�ساعة‬

‫يكون منتجا" للمملكة"‪.‬‬ ‫و�أف ��اد م�س� ��ؤول م ��ن الوكال ��ة المغربي ��ة لتنمية‬ ‫الإ�ستثم ��ارات ب�أن الو�ضع المتق ��دم الذي يتمتع‬ ‫به المغرب ف ��ي عالقاته مع الإتح ��اد الأوروبي‪،‬‬ ‫والقرب الجغراف ��ي‪ ،‬ومختلف �إتفاقيات التبادل‬ ‫الح ��ر (الدول العربي ��ة‪ ،‬والوالي ��ات المتحدة)‪،‬‬ ‫تعتب ��ر كلها عوامل م ��ن �ش�أنها تعزي ��ز جاذبيته‬ ‫وعل ��ى الخ�صو� ��ص بالن�سب ��ة ال ��ى الم�ستثمرين‬ ‫الفرن�سيين‪.‬‬ ‫وتظ ��ل فرن�س ��ا ال�شري ��ك الإقت�ص ��ادي الأول‬ ‫للمغ ��رب‪ ،‬ف�إ�ستثم ��ارات الفرن�سيي ��ن بلغت �سنة‬ ‫‪ 2011‬نح ��و ‪ 850‬مليون يورو‪ ،‬وكلها �إ�ستثمارات‬ ‫مبا�شرة ‪.‬‬ ‫وق ��ال م�صدر م ��ن �سفارة فرن�سا ف ��ي العا�صمة‬ ‫المغربي ��ة ل"�أ�سواق الع ��رب"‪� ،‬إن الإ�ستثمارات‬ ‫الفرن�سي ��ة في المغ ��رب بلغ ��ت ‪ 420‬مليون يورو‬ ‫خالل الن�ص ��ف الأول من �سن ��ة ‪ .2012‬و�أو�ضح‬ ‫الم�صدر نف�سه �أن المغرب يعتبر الوجهة الأولى‬ ‫لإ�ستثم ��ارات القط ��اع الخا�ص ف ��ي فرن�سا على‬ ‫ال�صعيد الإفريقي‪.‬‬ ‫ويتمرك ��ز �أكث ��ر م ��ن ‪ 750‬فرع ��ا" لمق ��اوالت‬ ‫فرن�سي ��ة بالمغرب‪ ،‬منه ��ا ‪� 38‬شركة مدرجة في‬ ‫م�ؤ�ش ��ر بور�صة باري� ��س "كاك ‪ ،"40‬وتوفر ‪120‬‬ ‫�ألف فر�صة عمل للمغاربة‪.‬‬ ‫ووفق �أرق ��ام وزارة الإقت�ص ��اد الفرن�سية‪ ،‬فقد‬ ‫بلغ ��ت قيمة ال�ص ��ادرات المغربية نح ��و فرن�سا‬ ‫‪ 3.2‬ملي ��ارات ي ��ورو �سن ��ة ‪ ،2011‬كم ��ا تتمثل‬ ‫ال ��واردات المغربية من فرن�سا ب�ش ��كل �أ�سا�سي‬ ‫ف ��ي المنتج ��ات ال�صناعي ��ة (�أجه ��زة النق ��ل‪،‬‬ ‫المع ��دات الميكانيكية والإلكتروني ��ة)‪ ،‬والقمح‬ ‫(‪ 15‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن ال�ص ��ادرات الفرن�سية)‪.‬‬ ‫ف ��ي حي ��ن ق ��درت ال�ص ��ادرات الفرن�سي ��ة نحو‬ ‫المغ ��رب بما يقارب ‪ 4.6‬ملي ��ارات يورو‪ ،‬حيث‬ ‫تتمث ��ل ال ��واردات الفرن�سي ��ة م ��ن المغ ��رب في‬ ‫منتج ��ات الن�سيج (‪ 32‬ف ��ي المئة)‪ ،‬والمنتجات‬ ‫الفالحي ��ة (‪ 16‬في المئة)‪ ،‬و�أجهزة النقل (‪16‬‬ ‫ف ��يالمئ ��ة)‪.‬‬ ‫فف ��ي ظ ��ل تنام ��ي العالق ��ات االقت�صادية بين‬ ‫باري� ��س والرباط‪ ،‬جاء ت�صري ��ح نائب الرئي�س‪-‬‬ ‫المدي ��ر الع ��ام لحركة مقاوالت فرن�س ��ا الدولية‬ ‫تي ��ري كورتي ��ن‪ ،‬ال ��ذي �أك ��د �أن المقاولي ��ن‬ ‫الفرن�سيين يطمح ��ون �إلى تنمي ��ة �إ�ستثماراتهم‬ ‫ف ��ي المغرب‪ ،‬داعي ��ا" �إلى "�ض ��رورة فتح ور�ش‬ ‫مختلفة م�ؤ�س�سية و�صناعية وفي مجال الخدمات‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪43‬‬


‫المغرب العربي‬

‫إستثمارات‬

‫الفرن�سيون يعودون بقوة الى �شمال �أفريقيا لإنقاذ �إقت�صادهم‬

‫اإلستثمارات الفرنسية تجتاح المغرب العربي‬ ‫على متن القطار السريع !‬ ‫بعد الأزمة الإقت�صادية التي حلّت‪ ،‬وما زالت‪ ،‬في فرن�سا‪ ،‬تتطلع باري�س الى الدول التي كان لها فيها‬ ‫موطىء قدم‪� ،‬إ�ستعمارا" �أو �إنتدابا" �أو بين الإثنين‪ ،‬بحثا" عن �إ�ستثمارات ل�شركاتها الخا�صة فربما‬ ‫ي�ساه��م ذلك في حل �ضائقتها‪ .‬من هذا المنطلق كان��ت و�ستكون زيارات الرئي�س فران�سوا هوالند‬ ‫الى دول المغرب العربي كما يو�ضح التقرير التالي‪:‬‬ ‫�إفتتاح "ترامواي" الدار البي�ضاء"‪:‬‬ ‫م�شروع �إ�ستثماري جيد‬

‫‪42‬‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬


‫الرئي�س فرن�سوا‬ ‫هوالند والرئي�س‬ ‫الجزائري عبد‬ ‫العزيز بوتفليقة‪:‬‬ ‫زيارة الأول‬ ‫�أعطت ثمارها‬

‫ت�ستعد �ﻹ ن�شاء خطوط مماثلة في مدينة مراك�ش‬ ‫(جنوب المغرب) وفا�س (و�سط المغرب)‪.‬‬ ‫وكان ��ت �شركة �أل�ست ��وم الفرن�سي ��ة �أنطلقت في‬ ‫العام الما�ضي ببن ��اء �أكبر م�شروع لخط �سككي‬ ‫فائ ��ق ال�سرع ��ة ال"ت ��ي جي ف ��ي" ف ��ي المملكة‬ ‫المغربية‪ ،‬وال ��ذي �سيربط مدينة طنجة بمدينة‬ ‫الدار البي�ضاء بتكلفة تبلغ ‪ 1.8‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫وقدم ��ت المملك ��ة العربي ��ة ال�سعودي ��ة عب ��ر‬ ‫ال�صن ��دوق ال�سع ��ودي قر�ض ��ا" لإنج ��از ه ��ذا‬ ‫الم�ش ��روع بل ��غ ‪ 200‬ملي ��ون دوالر‪ ،‬فيم ��ا قدمت‬ ‫فرن�س ��ا ح�ص ��ة الأ�سد بنح ��و ‪ 920‬ملي ��ون يورو‪،‬‬ ‫وال�صندوق الكويتي للإنماء الإقت�صادي العربي‬ ‫‪ 100‬مليون ي ��ورو‪ ،‬و�صن ��دوق �أبوظبي ‪ 90‬مليون‬ ‫ي ��ورو‪ ،‬وال�صندوق العربي للإنم ��اء الإقت�صادي‬ ‫والإجتماعي ‪ 66‬مليون يورو‪� ،‬إلى جانب م�ساهمة‬ ‫الدولة المغربية‪.‬‬ ‫و�سيمك ��ن القط ��ار الفائ ��ق ال�سرعة ال ��ذي يعد‬

‫م�صدر من �سفارة فرن�سا في الرباط‪:‬‬ ‫الإ�ستثمارات الفرن�سية في المغرب بلغت‬ ‫‪ 420‬مليون يورو خالل الن�صف الأول‬ ‫من �سنة ‪ 2012‬ويعتبر المغرب الوجهة‬ ‫الأولى لإ�ستثمارات القطاع الخا�ص في‬ ‫فرن�سا على ال�صعيد الإفريقي‬ ‫ت�صريحه "حاليا" يجري بحث التركيبة المالية‬ ‫التي �سينجز بها الم�شروع‪." ...‬‬ ‫محم ��د �ساج ��د‪ ،‬وهو م ��ن كبار رج ��ال الأعمال‬ ‫المغارب ��ة والذي توقف عن ت�سيير م�شاريعه منذ‬ ‫�إنتخاب ��ه عم ��دة على �أكب ��ر مدينة ف ��ي المملكة‬ ‫المغربي ��ة‪� ،‬أو�ض ��ح ف ��ي ت�صريح ��ه ل"�أ�س ��واق‬ ‫الع ��رب"‪" :‬نحن في مراح ��ل متقدمة جدا" في‬ ‫ه ��ذا الجانب ونحن ف ��ي مدينة ال ��دار البي�ضاء‬ ‫�سنوا�ص ��ل بعزم تنفي ��ذ هذه الم�شاري ��ع الكبرى‬ ‫التي �ستغير وجه مدينة كازابالنكا"‪.‬‬ ‫وت�ستع ��د مجموع ��ة ال�ست ��وم الفرن�سي ��ة �ﻹ نجاز‬ ‫الخط الثان ��ي لترامواي ال ��دار البي�ضاء المعلق‬ ‫الذي �سيكلف مليار دوالر نقريبا"‪ ،‬وفق ت�أكيدات‬ ‫مدير �أل�ستوم‪ ،‬الذي �أف�صح ان ال�شركة الفرن�سية‬

‫الأول في القارة الإفريقية من تقلي�ص الم�سافة‬ ‫بي ��ن مدينتي "طنج ��ة" و"ال ��دار البي�ضاء" من‬ ‫�أرب ��ع �ساعات و‪ 45‬دقيق ��ة �إل ��ى �ساعتين وع�شر‬ ‫دقائق‪ .‬ويتوقع �أن ت�صل �سرعة القطار �إلى ‪320‬‬ ‫كيلومت ��را" ف ��ي ال�ساعة‪ ،‬عل ��ى �أن يت ��م ال�شروع‬ ‫ف ��ي ت�شغي ��ل القط ��ار خالل �شه ��ر كان ��ون الأول‬ ‫(دي�سمبر) ‪.2015‬‬ ‫�إن ت�س ��ارع وثي ��رة الإ�ستثم ��ارات الفرن�سي ��ة في‬ ‫�شم ��ال �أفريقي ��ا‪ ،‬يدخ ��ل ح�س ��ب المراقبين في‬ ‫�إطار النظرة التي تحملها هذه الدولة ال�صناعية‬ ‫الكب ��رى �إلى المنطق ��ة‪ .‬ففرن�سا تنظ ��ر �إلى كل‬ ‫من المغ ��رب والجزائر وتون� ��س كمجال طبيعي‬ ‫لنفوذها ال�سيا�سي والإقت�صادي والثقافي‪.‬‬ ‫وي ��رى المراقب ��ون �أن باري�س م�ستع ��دة لخو�ض‬

‫�أي �ص ��راع م ��ن �أج ��ل �إبق ��اء هذه ال ��دول �ضمن‬ ‫فلكها‪ ،‬وذلك م ��ا يعني مواجهة باردة لمناف�سها‬ ‫الأميرك ��ي الذي تقوى نفوذه ف ��ي �شمال افريقيا‬ ‫خ�صو�صا" بعد الربيع العربي‪.‬‬ ‫ففرن�س ��ا حا�ض ��رة بقوة في ه ��ذه الدول الثالث‬ ‫ف ��ي قطاع ��ات حيوي ��ة كالإت�ص ��االت الهاتفي ��ة‬ ‫وال�صناعات الغذائية و�صناعة ال�سيارات‪.‬‬ ‫لك ��ن هناك الجانب الجزائ ��ري الذي يعتبر �أن‬ ‫التدفق ��ات المالي ��ة الفرن�سية تظ ��ل متوا�ضعة‪،‬‬ ‫خ�صو�ص ��ا" �إذا ما قورنت مع الجارتين المغرب‬ ‫وتون�س‪ ،‬و�إن كان مناخ الأعمال والإ�ستثمار �أف�ضل‬ ‫بكثير في هذين البلدين مقارنة بالجزائر‪.‬‬ ‫لكن ه ��ذا ال يعن ��ي �أن الح�ض ��ور الفرن�سي لي�س‬ ‫وازن ��ا" ف ��ي �أكب ��ر دول ��ة مغاربي ��ة‪ ،‬فال�شركات‬ ‫الفرن�سية ح�صلت عل ��ى ع�شرات العقود المهمة‬ ‫الخا�ص ��ة بالتجهي ��ز والإنج ��از والت�سيير‪ ،‬بداية‬ ‫بت�سيير مط ��ار هواري بومدي ��ن الدولي من قبل‬ ‫''م�ؤ�س�سة مطارات باري�س ''‪ ،‬و�شبكة مياه العا�صمة‬ ‫من طرف ''�سوي� �ز'‪ '،‬وق�سنطينة من قبل ''مار�سيليا‬ ‫للمي ��اه''‪ ،‬وميت ��رو الجزائ ��ر وترام ��واي العا�صمة‬ ‫من قب ��ل ''م�ؤ�س�سة النقل الح�ض ��ري الباري�سي '�أر‬ ‫�أي ت ��ي بي''‪ ،‬و�شبكة الإ�شهار ف ��ي المطار الدولي‬ ‫بالعا�صم ��ة ل�شرك ��ة ''جي‪� .‬س ��ي‪ .‬ديك� �و''‪ ،‬وت�أطير‬ ‫وم�صاحبة عمليات تطوير فرع �إنتاج الحليب من‬ ‫قبل بروت ��ان الدولية‪� ،‬إلى جانب �إنتاج الإ�سمنت‬ ‫من قبل الفارج‪ ،‬و�إنتاج الأدوية من قبل ''�صانوفي‬ ‫�أفانتي�� �س' التي تمتلك �أه ��م ح�صة �سوق للأدوية‬ ‫في الجزائر‪.‬‬ ‫وتتناف� ��س ال�ش ��ركات الفرن�سي ��ة للظف ��ر بعقود‬ ‫مهمة �أخرى للإ�شهار في العديد من المطارات‬ ‫الجزائرية وتجهيز الطريق ال�سيار �شرق غرب‪.‬‬ ‫وين�ش ��ط ف ��ي الجزائ ��ر ما بي ��ن ‪� 450‬إل ��ى ‪480‬‬ ‫م�ؤ�س�س ��ة ومقاوال" فرن�سيي ��ن ي�شغّلون قرابة ‪40‬‬ ‫�ألف عامل‪.‬‬ ‫م�ش ��روع قط ��ار فائ ��ق ال�سرع ��ة‪ ،‬مح ��ط نقا�ش‬ ‫متق ��دم بي ��ن الفرن�سيي ��ن والجزائريين‪ ،‬ح�سب‬ ‫ت�أكيدات م�س�ؤول ��ي �أل�ست ��وم الفرن�سية‪� ،‬سيجعل‬ ‫بل ��د المليون �شهي ��د تلتحق بن ��ادي قطار ال"تي‬ ‫جي في" ف ��ي �شمال �أفريقيا بعد المغرب‪ ،‬الذي‬ ‫�شكل �آخر تقليعة في الإ�ستثمارات الفرن�سية في‬ ‫�شمال افريقيا‪.‬‬ ‫يب ��دو ان القط ��ار ال�سري ��ع حم ��ل الإ�ستثمارات‬ ‫الفرن�سية على متنه الى المغرب والجزائر فهل‬ ‫ي�صل بها الى ليبيا وتون�س ؟‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪45‬‬


‫المغرب العربي ¶ �إ�ستثمارات‬ ‫والتدريب تفر�ض نف�سها حتى ي�ستفيد القطاعين‬ ‫الإقت�صادي والإجتماعي من هذه التبادالت ومن‬ ‫�إرادة العمل الم�شترك"‪.‬‬ ‫و�إعتب ��ر الم�س�ؤول الفرن�س ��ي �أن كال" من فرن�سا‬ ‫والمغ ��رب مطال ��ب ب�ض ��رورة "فت ��ح م�س ��ارات‬ ‫م�ستقبلي ��ة لم�شاريع جديدة للتع ��اون وال�شراكة‪،‬‬ ‫والتفكي ��ر في �آف ��اق م�شتركة‪ ،‬مغربي ��ة فرن�سية‪،‬‬ ‫للتنمية الإقت�صادية والقطاعية في المغرب"‪.‬‬ ‫وق ��ال تيري كورتين‪ ،‬الذي قام بزيارة عمل �إلى‬ ‫المغرب في الأ�سابيع القليلة الما�ضية‪� ،‬إن هناك‬ ‫بع� ��ض المع ّوقات التي تقف �أم ��ام الإ�ستثمار في‬ ‫المغ ��رب‪ ،‬و�أو�ض ��ح �أن العق ��ار والبيروقراطي ��ة‬ ‫واللوج�ستي ��ك والعدال ��ة الإقت�صادي ��ة ت�أت ��ي في‬ ‫مقدم ��ة ه ��ذه المع ِّوقات‪ .‬م�ؤك ��دا" �أن ال�سلطات‬ ‫العمومي ��ة بذل ��ت مجه ��ودات خ�ل�ال ال�سني ��ن‬ ‫الأخيرة من �أجل تح�سين مناخ الأعمال‪.‬‬ ‫وف ��ي ظل هذه االجواء الإيجابي ��ة �أعلنت باري�س‬ ‫بعد لقاء بين رئي�سي حكومتي البلدين عبد الإله‬ ‫بن كيران وجون مارك �إيرولت‪ ،‬في كانون الأول‬ ‫(دي�سمب ��ر) الفائت‪ ،‬عن من ��ح الرباط خطوط‬ ‫قرو� ��ض جدي ��دة للم�ساهمة ف ��ي تنمية عدد من‬ ‫الم�شاريع الإقت�صادية‪ ،‬ب�إعتبارها �شريك ًا مميز ًا‬ ‫في جنوب البحر الأبي�ض المتو�سط و�أحد حلفاء‬ ‫فرن�سا الإ�ستراتيجيين‪ .‬حيث جرى الإتفاق على‬ ‫�إن�ش ��اء �شراكة �صناعية �شامل ��ة لتعزيز تناف�سية‬ ‫�إقت�ص ��ادي البلدي ��ن في هذه المرحل ��ة ال�صعبة‬ ‫التي يجتازها الإقت�ص ��اد العالمي‪ ،‬ومع �سيطرة‬ ‫ال�ش ��ركات الآ�سيوي ��ة والأنغلو�ساك�سوني ��ة عل ��ى‬ ‫معظم الأ�سواق الجديدة‪.‬‬ ‫وي�ؤك ��د المحلل ��ون �أن هن ��اك رغبة ف ��ي باري�س‬ ‫في الإفادة من عالق ��ات ال�شراكة بين المغرب‬ ‫ودول الخلي ��ج وبع� ��ض ال ��دول الإ�سالمي ��ة‬ ‫لت�صري ��ف منتجات تواج ��ه مناف�سة قوية داخل‬ ‫الأ�سواق الأوروبية‪ .‬وتق�ض ��ي الخطة ب�أن ت�صنع‬ ‫�أج ��زاء عدة لمنتوج �صناعي واح ��د بين فرن�سا‬ ‫والمغ ��رب‪ ،‬وتجري الحق� � ًا �إع ��ادة التجميع في‬ ‫�أح ��د البلدين‪ ،‬عل ��ى �أن يكون المنت ��ج الم�صدر‬ ‫فرن�سي ًا‪ ،‬على غ ��رار تجربة طائرات «�إيربا�ص»‬ ‫الأوروبي ��ة‪.‬‬ ‫�آخ ��ر الإ�ستثم ��ارات الفرن�سية الت ��ي ر�أت النور‬ ‫في المغرب ه ��ي م�شروع �أكبر خط ترامواي في‬ ‫�شم ��ال �أفريقي ��ا‪ ،‬الذي انطلق العم ��ل به في ‪13‬‬ ‫كان ��ون الأول (دي�سمب ��ر) الما�ضي والذي د�شنه‬ ‫العاه ��ل المغرب ��ي محم ��د ال�ساد�س ف ��ي ح�ضور‬ ‫‪44‬‬

‫رئي�س الحكومة الفرن�سية جان‪-‬مارك �إيرولت‪،‬‬ ‫الذي زار المغرب على ر�أ�س وفد من كبار رجال‬ ‫الأعمال‪ ،‬ورئي�س مجموع ��ة «�أل�ستوم» الفرن�سية‬ ‫التي نف ��ذت الم�شروع بكلفة �ستة مليارات درهم‬ ‫مغرب ��ي (‪ 700‬ملي ��ون دوالر)‪ ،‬وه ��و الثاني من‬ ‫نوعه في المغرب بعد ترامواي العا�صمة الرباط‬ ‫والذي �أنجزته ال�شركة الفرن�سية ذاتها‪.‬‬ ‫وم�شروع ترامواي الدار البي�ضاء‪ ،‬الذي �أ�شرفت‬ ‫على �إنج ��ازه ‪� 91‬شركة مغربية و�أجنبية �شاركت‬ ‫في بن ��اء ال�شبكة الأولى للترامواي والتي تطلبت‬ ‫�إ�ستخ ��دام �ألفي طن من الفوالذ و‪� 170‬ألف طن‬ ‫من الخر�سانة‪ ،‬يمتد على م�سافة ‪ 31‬كيلومترا"‪،‬‬ ‫تتخلله ��ا ‪ 48‬محطة وق ��وف للم�سافرين‪ .‬وت�سمح‬ ‫ال�شبك ��ة بنق ��ل ‪� 250‬ألف راكب يومي ��ا"‪ ،‬وتربط‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬

‫بين �أهم �ش ��وارع العا�صمة الإقت�صادية للمغرب‬ ‫التي تواج ��ه �إزدحام ��ا" خانقا" ب�سب ��ب تمركز‬ ‫الأن�شط ��ة الإقت�صادية والمالية والتجارية فيها‪،‬‬ ‫�إذ يقطنه ��ا نحو ‪ 8‬ماليين ن�سمة‪ ،‬ويقدر زوارها‬ ‫بمليون ��ي �شخ�ص يومي� � ًا‪ ،‬وهي اكب ��ر مدينة في‬ ‫العالم العربي و�إفريقيا بعد القاهرة‪.‬‬ ‫وتدر� ��س المدين ��ة �إمكاني ��ة �إن�شاء �شبك ��ة ثانية‬ ‫للقط ��ار المع ّل ��ق‪ ،‬عل ��ى غ ��رار تجرب ��ة بع� ��ض‬ ‫دول �أمي ��ركا الالتيني ��ة‪ ،‬للتغل ��ب عل ��ى �صعوب ��ة‬ ‫الموا�صالت والإزدحام في و�سطها‪.‬‬ ‫عم ��دة مدينة الدار البي�ضاء محمد �ساجد قال‬ ‫في ت�صريح خا�ص ل"�أ�سواق العرب"‪� ،‬إن مدينة‬ ‫الدار البي�ض ��اء قد �أنهت كافة الدرا�سات الفنية‬ ‫الخا�ص ��ة بالخط الثاني للترامواي‪ .‬و�أ�ضاف في‬


‫خامنئ ��ي عادة �إلى الواليات المتحدة ب�أنها "عدو"‬ ‫ويندد بالمفاو�ضات‪.‬‬ ‫"يب ّي ��ن التقري ��ر �أن ��ه ال تزال هن ��اك م�ساحة في‬ ‫النظام الإيران ��ي للأ�صوات البراغماتية والوطنية‬ ‫الأكثر واقعية لتعويم الأف ��كار علنا" ل�صالح حلول‬ ‫لل�صراع بين الواليات المتحدة و�إيران"‪ ،‬قال ر�ضا‬ ‫المرع�ش ��ي مدير الأبح ��اث في المجل� ��س الوطني‬ ‫الإيران ��ي الأميركي‪ ،‬وهو م�ؤ�س�س ��ة من النا�شطين‬ ‫ومقره ��ا وا�شنطن‪" .‬من خالل ن�شر تقريرها على‬ ‫الإنترن ��ت‪� ،‬إتخذت وزارة الإ�ستخب ��ارات الإيرانية‬ ‫خط ��وة لإط�ل�اق طلقة خفي ��ة ب�إتج ��اه المت�شددين‬ ‫غير المرنين الذي ��ن قد يزيدون من تكلفة تحقيق‬ ‫ال�سالم"‪.‬‬ ‫ال�سبب الأكثر �إحتماال" للتحول هو و�ضع الإقت�صاد‬ ‫المت ��ردّي ف ��ي �إي ��ران‪ .‬يب ��دو �أن �إرتف ��اع م�ست ��وى‬ ‫العقوب ��ات الدولية �ض ��د البالد ب�سب ��ب برنامجها‬ ‫النووي كان له �أثر مدمر‪ .‬الت�ضخم يرتفع‪ ،‬ما �أثار‬ ‫مخاوف بي ��ن المواطني ��ن العاديي ��ن والم�س�ؤولين‬ ‫الحكوميين على حد �سواء‪ .‬لقد هزّت التظاهرات‬ ‫ب ��ازار طهران ف ��ي ت�شري ��ن االول (�أكتوبر) بعدما‬ ‫�إنهار �سع ��ر العملة الإيرانية‪ ،‬الريال‪ 40 ،‬في المئة‬ ‫مقابل الدوالر الأميركي‪ .‬وتمتلئ ال�صحف المحلية‬ ‫بتقاري ��ر يومية عن �آثار �إرتف ��اع الأ�سعار الحاد في‬ ‫جميع �أنحاء البالد‪.‬‬

‫الم�صارف الإيرانية‪ :‬لم تعد ت�ستطيع تحويل الأموال‬

‫م ��ن جهت ��ه فر� ��ض الإتح ��اد االوروب ��ي والواليات‬ ‫المتح ��دة عقوب ��ات قا�سية ف ��ي الأ�شه ��ر الأخيرة‪.‬‬ ‫وقد �أدت التدابير �إل ��ى �إنخفا�ض حاد في عائدات‬ ‫النف ��ط الإيراني ��ة‪ .‬ال ��دول الأوروبي ��ة الت ��ي كانت‬ ‫ت�شت ��ري ‪ 20‬في المئة من النف ��ط الإيراني �أوقفت‬ ‫وارداتها منذ تموز (يوليو) الفائت‪ .‬وخ ّف�ضت دول‬ ‫�أخ ��رى‪ ،‬مثل ال�صين والهن ��د‪ ،‬ب�شكل حاد وارداتها‬ ‫تح ��ت �ضغط من المجتمع الدول ��ي‪ .‬كما ان فر�ض‬ ‫حظ ��ر عل ��ى القط ��اع المال ��ي الإيران ��ي ق ��د ج ّمد‬ ‫النظ ��ام الم�صرفي من تحويل الأم ��وال‪ .‬وبدورها‬ ‫ترف� ��ض ال�ش ��ركات الأميركية والأوروبي ��ة‪ ،‬خوفا"‬ ‫م ��ن الغرامات الباهظ ��ة‪ ،‬القيام ب�أعم ��ال تجارية‬ ‫م ��ع الجمهوري ��ة الإ�سالمي ��ة‪ .‬وفر�ض ��ت ال�سلطات‬ ‫الأميركي ��ة مئ ��ات الماليي ��ن م ��ن ال ��دوالرات من‬

‫الخبير الإقت�صادي جواد �صالحي‬ ‫�أ�صفهاني‪�" :‬إيران تخ�سر قطاعها الحديث‬ ‫‪� ...‬إنها �إيران الإبداعية والمبتكرة‬ ‫التي بد�أت تنهار لأنه ال يمكن جذب‬ ‫التكنولوجيا والإ�ستثمار"‬

‫الغرام ��ات �ضد بن ��ك "�ستان ��درد ت�شارترد" وبنك‬ ‫"�إت�ش �أ�س بي �سي" لت�سهيل نقل �أموال �إيرانية من‬ ‫خالل النظام المالي الأميركي‪.‬‬ ‫الإفترا�ض في الغرب ه ��و �أن ال�ضغط الإقت�صادي‬ ‫�سوف يقنع القادة الإيرانيي ��ن بالر�ضوخ للمجتمع‬ ‫الدول ��ي وتعلي ��ق برنام ��ج بالدهم الن ��ووي المثير‬ ‫للج ��دل‪ .‬طه ��ران حت ��ى الآن رف�ض ��ت الإمتث ��ال‬ ‫للمطال ��ب الدولي ��ة بتعلي ��ق برنامجه ��ا لتخ�صيب‬ ‫اليورانيوم‪ .‬وفي ت�شرين الثاني (نوفمبر) الما�ضي‬ ‫�أف ��ادت الوكال ��ة الدولي ��ة للطاقة الذري ��ة‪ ،‬التابعة‬ ‫الأم ��م المتحدة التي ت�شرف عل ��ى مراقبة برنامج‬ ‫�إيران‪� ،‬أن طهران ال تزال تتحدى المطالب الدولية‬ ‫بتخ�صيبها اليورانيوم �إلى درجة ‪ -- ٪20‬الم�ستوى‬ ‫الذي يمكن للجمهورية الإ�سالمية ب�سهولة تحويله‬ ‫ال ��ى درجة ت�سم ��ح ب�صن ��ع القنبلة الذري ��ة‪ .‬و�أفاد‬ ‫التقري ��ر �أنه في �إحدى المن�ش� ��آت المخب�أة‪ ،‬قامت‬ ‫�إيران �أي�ض ��ا" بتركيب �أجهزة ط ��رد مركزي �أكثر‬ ‫حداث ��ة لتخ�صيب اليورانيوم ب�ش ��كل �أ�سرع‪ .‬وتتهم‬ ‫�إ�سرائيل والواليات المتحدة وبع�ض الدول الغربية‬ ‫�إي ��ران ب�إمت�ل�اك برنامج �س� � ّري للت�سل ��ح النووي‪.‬‬ ‫وتنف ��ي ايران من جهته ��ا هذه االتهام ��ات ب�شدة‪،‬‬ ‫قائلة ان برنامجها هو لأغرا�ض �سلمية بحتة‪.‬‬ ‫هدّدت �إ�سرائيل ب�شن �ضربة ع�سكرية �ضد من�ش�آت‬ ‫�إيران النووي ��ة قبل �أن ي�صل برنامجها �إلى مرحلة‬ ‫ح�سا�س ��ة‪ .‬وهناك مخاوف م ��ن �أن الدولة العبرية‬ ‫�ستج ��ر وا�شنط ��ن �إلى الح ��رب‪ ،‬عل ��ى الرغم من‬ ‫ان الرئي� ��س �أوبام ��ا ق ��ال �إنه يري ��د �أن ي�ستنفد كل‬ ‫القن ��وات الديبلوما�سي ��ة �أوال"‪ .‬وتعهدت ايران من‬ ‫جهتها بالرد اذا تعر�ضت لهجوم‪.‬‬ ‫يذكر �أن �إيران والواليات المتحدة قطعتا العالقات‬ ‫الديبلوما�سية في العام ‪ 1979‬بعد �إقتحام الطالب‬ ‫الإ�سالميي ��ن ال�سف ��ارة الأميركي ��ة ف ��ي طه ��ران‬ ‫و�إحتجزوا ‪ 52‬رهينة من الديبلوما�سيين لمدة ‪444‬‬ ‫يوما"‪ .‬على الرغم م ��ن معار�ضة مر�شد "الثورة"‬ ‫�آي ��ة اهلل خامنئ ��ي‪ ،‬كثي ��رون يع ِّبرون ع ��ن مخاوف‬ ‫م ��ن �أن المع�ضلة النووية ال يمك ��ن ت�سويتها �إال عن‬ ‫طريق محادثات مبا�ش ��رة بين وا�شنطن وطهران‪.‬‬ ‫ق ��ال الرئي�س الإيران ��ي محمود �أحم ��دي نجاد في‬ ‫ت�شرين الثاني (نوفمبر) الما�ضي �أن النزاع ب�ش�أن‬ ‫البرنامج الن ��ووي �أ�صبح "م�س َّي�س ��ا"" و "يجب �أن‬ ‫يح ��ل عن طريق المحادث ��ات المبا�شرة بين �إيران‬ ‫والواليات المتحدة"‪.‬‬ ‫هن ��اك دالئل �أخرى على �أن ال�ضغ ��وط تتزايد بين‬ ‫جماع ��ات ال�ضغ ��ط القوية المق ّربة م ��ن خامنئي‪.‬‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪47‬‬


‫العالم‬

‫إيران‬

‫العقوبات تق�صم ظهر الإقت�صاد الإيراني وتغ ّير مواقف المت�شددين‬

‫هل يشرب خامنئي ّ‬ ‫"السم"‬ ‫الذي شربه الخميني قبله؟‬ ‫فيما العقوبات الغربية تلدغ وت�ؤثر على حياة النا�س العاديين‪ ،‬ي�شير بع�ض من قادة �إيران �إلى الرغبة‬ ‫في العودة �إلى طاولة المفاو�ضات والحوار مبا�شرة مع �أميركا لإيجاد حل نهائي لأزمة بالدهم‪.‬‬ ‫طهران ‪ -‬ه�شام الجعفري‬ ‫�أقدم ��ت وزارة الإ�ستخبارات الإيرانية‬ ‫على عم ��ل ملحوظ ف ��ي ت�شرين الثاني‬ ‫(نوفمب ��ر) الما�ض ��ي‪ :‬لق ��د �إ�ستخدم ��ت موقعه ��ا‬ ‫عل ��ى �شبكة الإنترن ��ت لن�شر تقري ��ر (و�صلة باللغة‬ ‫الفار�سي ��ة) يدعو ال ��ى �إجراء محادث ��ات مبا�شرة‬ ‫مع ع ��دو البالد‪ ،‬الواليات المتح ��دة‪ .‬في التقرير‪،‬‬ ‫ال ��ذي يحم ��ل عن ��وان "الأ�سب ��اب والعقب ��ات �أمام‬ ‫النظ ��ام ال�صهيون ��ي لمهاجم ��ة �إي ��ران"‪� ،‬أب ��رزت‬ ‫وزارة ال�صق ��ور تقليدي ��ا" فوائ ��د الديبلوما�سي ��ة‬ ‫والمفاو�ضات مع وا�شنط ��ن‪" :‬طريقة واحدة لدرء‬ ‫ح ��رب محتمل ��ة ه ��ي اللج ��وء �إل ��ى الديبلوما�سية‬ ‫و�إ�ستخدام جميع القدرات الدولية"‪.‬‬ ‫�إهتم كتّاب التقري ��ر بر�سم خط بين النهج المتبع‬ ‫حالي ��ا" تج ��اه برنام ��ج �إي ��ران الن ��ووي م ��ن قبل‬ ‫الواليات المتحدة و�إ�سرائيل‪ ،‬العدو اللدود لإيران‪.‬‬ ‫الرئي� ��س �أوباما‪ ،‬كتب وا�ضع ��و التقرير‪" :‬ي�أمل في‬ ‫حل هذه الم�س�ألة �سلميا" وبالطرق الديبلوما�سية"‬ ‫ عل ��ى النقي� ��ض م ��ن �إ�سرائيل‪ ،‬الت ��ي ‪ –-‬ح�سب‬‫التقري ��ر‪ّ --‬‬ ‫تف�ضل توجيه �ضرب ��ة من جانب واحد‬ ‫�ض ��د من�ش� ��آت �إي ��ران النووي ��ة‪ .‬من خ�ل�ال تنفيذ‬ ‫"عقوب ��ات �صارمة"‪� ،‬إعتبر التقرير �أن �أوباما هو‬ ‫في الواق ��ع يحاول ال�سيطرة عل ��ى الو�ضع من دون‬ ‫اللج ��وء �إلى العمل الع�سك ��ري‪ .‬وخل�ص الن�ص الى‬ ‫�أن هناك مخاطر عالية من الحرب و"�أنها خطيئة‬ ‫ال تغتفر بعدم فعل �شيء لمنع حدوث ذلك‪".‬‬ ‫ي�شي ��ر تقري ��ر وزارة الإ�ستخب ��ارات ال ��ى تح� � ّول‬ ‫ف�ضول ��ي ف ��ي الم�شه ��د ال�سيا�سي الإيران ��ي‪ .‬كانت‬ ‫‪46‬‬

‫الرئي�س محمود �أحمدي نجاد‪:‬‬ ‫"النزاع ب�ش�أن البرنامج النووي‬ ‫�أ�صبح م�س َّي�سا" و يجب �أن يحل عن‬ ‫طريق المحادثات المبا�شرة بين‬ ‫�إيران والواليات المتحدة"‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬

‫ال ��وزارة‪ ،‬وهي العب رئي�س في هي ��كل ال�سلطة في‬ ‫الجمهورية الإ�سالمية‪ ،‬ت�ستطيع �إ�ستخدام نفوذها‬ ‫الكبير ف ��ي الت�أثير على النقا� ��ش داخليا"‪ --‬لكن‬ ‫ب ��دال" م ��ن ذل ��ك �إخت ��ارت‪ ،‬ب�ش ��كل غي ��ر م�سبوق‬ ‫تمام ��ا"‪ ،‬الدخ ��ول في نقا� ��ش عام‪ .‬الرج ��ل الذي‬ ‫يدي ��ر وزارة الإ�ستخبارات‪ ،‬حي ��در م�صلحي‪ ،‬لي�س‬ ‫م ��ن خارج النظام‪ ،‬فهو ف ��ي الواقع �أحد المقربين‬ ‫م ��ن المر�شد الأعل ��ى �آية اهلل عل ��ي خامنئي الذي‬ ‫ل ��ه القول الف�ص ��ل في كل �ش� ��ؤون الدول ��ة‪ .‬وي�شير‬

‫تظاهرات عمالية في طهران‪ :‬ت�سريحهم من العمل يت�سارع‬


‫والدي ��ه العثور على ال ��دواء الحيوي ال ��ذي يحتاج‬ ‫�إلي ��ه‪ .‬وهذه �أول حالة وفاة مدنية ترتبط �إرتباطا"‬ ‫مبا�شرا" بالعقوبات‪.‬‬ ‫ان المواد والعنا�صر الإن�سانية مثل الغذاء والدواء‬ ‫لي�س ��ت على الئح ��ة العقوب ��ات‪ .‬لك ��ن النق�ص في‬ ‫الأم ��وال والعملة الأجنبي ��ة يعني �أن �إي ��ران تعاني‬ ‫وت�سعى جاه ��دة ال�ستيرادها مم ��ا ت�سبب في �أزمة‬ ‫رعاية �صحية رئي�سية‪.‬‬ ‫"الو�ضع يتح َّول الى �أ�سو�أ مما يمكنك �أن تتخيل"‪،‬‬ ‫ق ��ال خبي ��ر �إقت�صادي يتخ ��ذ من طه ��ران مقرا"‬ ‫وال ��ذي تحدث ب�ش ��رط ع ��دم الك�شف ع ��ن هويته‬ ‫خوفا" من الإنتقام‪" .‬ت�شعر بالت�ضخم ك�أنه ‪ 50‬في‬ ‫المئ ��ة‪ ،‬وهذا ي�ؤثر بالفعل عل ��ى الرعاية ال�صحية‪،‬‬ ‫والتعلي ��م‪ ،‬وال�ضم ��ان الإجتماع ��ي‪ ،‬بالإ�ضاف ��ة‬ ‫�إل ��ى �إنت ��اج جمي ��ع �أن ��واع ال�سلع‪ .‬وحتى ل ��و تم رفع‬ ‫العقوبات غدا"‪� ،‬س ��وف ي�ستغرق �إ�صالح الأ�ضرار‬ ‫التي �أحدثتها وقتا" طويال""‪.‬‬ ‫الواقع �أن الإيرانيي ��ن ي�شعرون بق�ساوة ال�صعوبات‬ ‫الحالي ��ة بطريق ��ة �أ�ش ��د لأنه ��ا تبع ��ت فت ��رة م ��ن‬ ‫الإزده ��ار الإقت�صادي‪ .‬في ‪ ،2005‬تجاوزت �أ�سعار‬ ‫النفط عتبة الـ‪ 100‬دوالر للبرميل‪ ،‬مما د َّر �إيرادات‬ ‫�إ�ستثنائي ��ة غير م�سبوق ��ة للنظ ��ام الإيراني‪531 .‬‬ ‫ملي ��ار دوالر دخلوا الى خزينة الدولة في ال�سنوات‬ ‫التالي ��ة ‪ -‬ما يقرب من ن�صف كام ��ل المبلغ الذي‬ ‫تجنيه �إي ��ران ي�أتي من �إحتياطاته ��ا النفطية منذ‬ ‫�إكت�ش ��اف النفط ف ��ي �أرا�ضيه ��ا في �أوائ ��ل القرن‬ ‫الع�شرين‪ .‬وقد عم ��ل �أحمدي نجاد ق�صارى جهده‬ ‫لتوزيع الث ��روة من خالل �إ�ستحقاقات حكومية‪ ،‬ما‬ ‫�أدى ال ��ى �إنخفا�ض م�ستوى الفقر من ‪ 40‬في المئة‬ ‫ف ��ي ‪� 2002‬إلى ‪ 18‬في المئة في ‪ ،2007‬الأمر الذي‬ ‫م َّك ��ن ال�سكان م ��ن الإنف ��اق على ال�سل ��ع ال�صينية‬ ‫الم�ست ��وردة م ��ن عائ ��دات النف ��ط‪ .‬ولك ��ن الفقر‬ ‫حاليا" �آخذ في االرتفاع مرة �أخرى‪� .‬أعلن �أحمدي‬ ‫نج ��اد في كلمة �أذاعها التلفزيون في ت�شرين االول‬ ‫(�أكتوب ��ر) الفائ ��ت �أن �إحتياطي النق ��د الأجنبي‪،‬‬ ‫الح�س ��اب ال ��ذي �أن�ش ��ئ من �أج ��ل ح�س ��اب الأيام‬ ‫الممطرة‪ ،‬قد و�صل �إلى �أدنى م�ستوياته"‪.‬‬ ‫بدءا" من ‪ 15‬ت�شرين الأول (�أكتوبر)‪ ،‬منع الإتحاد‬ ‫الأوروبي ت�صدير المعادن مثل الألمنيوم وال�صلب‬ ‫�إل ��ى �إيران‪ .‬نظ ��را" ل ��دور ال�صل ��ب المركزي في‬ ‫الإقت�ص ��اد‪ ،‬ف� ��إن �إنقط ��اع الإم ��دادات ق ��د �سبب‬ ‫م�ش ��كالت وا�سع ��ة النط ��اق‪ .‬و�أف ��ادت ال�صح ��ف‬ ‫المحلي ��ة ب�أن عمال البناء ف ��ي جميع �أنحاء البالد‬ ‫علقوا العمل ج ّراء نق� ��ص في ال�صلب‪ .‬وبالإ�ضافة‬

‫المر�شد الأعلى للثورة �آية الله علي خامنئي‪:‬‬ ‫هل ير�ضخ لل�ضغوط الإقت�صادية والإجتماعية؟‬

‫الرئي�س محمود �أحمدي نجاد‪:‬‬ ‫الحل بالحوار مع �أميركا‬

‫محمد جواد �أرد�شير الريجاني المقرب من مر�شد الثورة‪:‬‬ ‫المهم م�صالح �إيران‬

‫وزارة الإ�ستخبارات الإيرانية‬ ‫تدعو الى الحوار المبا�شر مع‬ ‫وا�شنطن وتعلن‪" :‬طريقة واحدة لدرء‬ ‫حرب محتملة هي اللجوء‬ ‫�إلى الديبلوما�سية و�إ�ستخدام‬ ‫جميع القدرات الدولية"‬

‫�إلى ذل ��ك‪� ،‬صناعة ال�سي ��ارات‪ ،‬الت ��ي كانت تعتبر‬ ‫واحدة من ال�صناعات الأقوى في البالد �إنخف�ضت‬ ‫ب�أكثر من ‪ 60‬في المئة‪.‬‬ ‫"�إي ��ران تخ�س ��ر قطاعه ��ا الحديث"‪ ،‬ق ��ال جواد‬ ‫�صالح ��ي �أ�صفهاني‪� ،‬أ�ست ��اذ الإقت�صاد في جامعة‬ ‫فرجيني ��ا‪�" .‬إنها �إيران الإبداعي ��ة والمبتكرة التي‬ ‫ب ��د�أت تنه ��ار لأن ��ه ال يمك ��ن ج ��ذب التكنولوجي ��ا‬ ‫والإ�ستثمار"‪.‬‬ ‫ال �أحد يتوق ��ع �أن ي�ؤدي فر�ض العقوبات الى �إنهيار‬ ‫كامل للإقت�صاد الإيراني‪ .‬ما زال النظام يتلقى ما‬ ‫يكفي من الأموال م ��ن بيع النفط (القانوني وغير‬ ‫القانون ��ي) للإ�ستم ��رار‪" .‬الإقت�ص ��اد �سوف يعرج‬ ‫طوال الوق ��ت"‪ ،‬قال كامران دادخ ��اه‪ ،‬وهو �أ�ستاذ‬ ‫م�شارك ف ��ي الإقت�صاد في جامعة ن ��ورث �إي�سترن‬ ‫في بو�سطن‪�" .‬سوف ت�صب ��ح الحياة �أكثر �صعوبة‪،‬‬ ‫خ�صو�ص ��ا" بالن�سبة الى �أولئك الذين لديهم دخل‬ ‫ثابت‪ ،‬ولكن ال�سقف لن ي�سقط"‪.‬‬ ‫لك ��ن الإحب ��اط يتوا�ص ��ل �إزدي ��ادا"‪ .‬لق ��د �أجبرت‬ ‫الم�صان ��ع على الإغ�ل�اق لعدم وج ��ود ر�أ�س المال‬ ‫والمواد الخام‪ .‬وب ��د�أ العمال يقومون ب�إحتجاجات‬ ‫منتظم ��ة ب�سبب ت�سريح بع�ضهم �أو جراء عدم دفع‬ ‫الرواتب‪� .‬شكاوى الجمهور عن طريق ال�صناعيين‬ ‫ت�شي ��ر �إلى �أنه لي�س على �إ�ستعداد لإحت�ضان وت�أييد‬ ‫التق�شف‪.‬‬ ‫بع� ��ض المحللي ��ن يقارن جه ��ود �إي ��ران على مدى‬ ‫ع�ش ��ر �سنين لبن ��اء برنامجها النووي م ��ع �سلوكها‬ ‫العني ��د ف ��ي ح ��رب الثمان ��ي �سن ��وات الدموية مع‬ ‫العراق ف ��ي ثمانين ��ات القرن الما�ض ��ي‪ .‬في ذلك‬ ‫الوق ��ت‪� ،‬أراد م�ؤ�س� ��س الث ��ورة اال�سالمي ��ة �آية اهلل‬ ‫روح اهلل الخمين ��ي‪ ،‬تح� �دّي الغ ��رب و�إظه ��ار قوة‬ ‫ب�ل�اده والإ�ستم ��رار ف ��ي الكف ��اح والح ��رب �ض ��د‬ ‫�ص ��دام ح�سين‪ .‬في العام ‪ ،1988‬وتحت �ضغط من‬ ‫الم�ساعدي ��ن المق ّربي ��ن ومجتم ��ع دمرته الحرب‪،‬‬ ‫واف ��ق الخمين ��ي �أخي ��را" على قبول وق ��ف �إطالق‬ ‫النار‪ .‬لقد قارن ذلك ب"�شرب ك�أ�س من ال�سم"‪.‬‬ ‫لي� ��س هناك م ��ا ي�شير حت ��ى الآن ال ��ى �أن �آية اهلل‬ ‫خامنئ ��ي قد يكون على �إ�ستع ��داد ل�شرب ك�أ�س من‬ ‫ال�س ��م مماثلة والقب ��ول بت�سوي ��ة ب�ش� ��أن البرنامج‬ ‫الن ��ووي‪ .‬لق ��د رف�ض م ��رارا" وتك ��رارا" �أي ��ة �آثار‬ ‫للعقوب ��ات‪ .‬ولك ��ن قب ��ل ب�ضع ��ة �أ�سابي ��ع دعاه ��ا‬ ‫"وح�شية"‪ ،‬و�إعترف ب�شكل غير مبا�شر‪ ،‬لأول مرة‪،‬‬ ‫ب�أنه ��ا ت�ضر الب�ل�اد‪ .‬فهل ي�سير عل ��ى خطى �سلفه‬ ‫�آي ��ة اهلل روح اهلل الخمين ��ي ويقبل �ش ��رب "�سم"‬ ‫الت�سوية مع ال�شيطان الأكبر؟‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪49‬‬


‫العالم ¶ �إيران‬

‫من المناورات الع�سكرية الأخيرة‬

‫قال محمد جواد �أرد�شير الريجاني‪� ،‬أمين المجل�س‬ ‫الأعلى الإيراني لحقوق الإن�سان‪ ،‬الذي هو �أي�ضا"‬ ‫م ��ن المقربين من المر�ش ��د الأعل ��ى‪� ،‬أخيرا" في‬ ‫مقابل ��ة تلفزيوني ��ة �أن �إي ��ران والوالي ��ات المتحدة‬ ‫بحاج ��ة الى التعام ��ل مبا�ش ��رة‪" .‬لحماية م�صالح‬ ‫نظامن ��ا‪ ،‬نحن على �إ�ستع ��داد للتفاو�ض مع �أميركا‬ ‫�أو �أي �شخ� ��ص �آخ ��ر حتى ف ��ي هاوي ��ة الجحيم‪".‬‬ ‫ح�سب تعبيره‪.‬‬ ‫وم ��ن المتوق ��ع �أن يعاني االقت�ص ��اد الإيراني �أ�سو�أ‬ ‫�إنكما�ش في تاريخه الحديث‪ .‬وحدة الإ�ستق�صاءات‬ ‫التابعة لمجلة الإيكونومي�ست‪ ،‬وهي م�ؤ�س�سة �أبحاث‬ ‫ودرا�سات ومقرها لندن‪ ،‬تق ��در �أنه �سوف يت ّقل�ص‬ ‫�إل ��ى ‪ 70‬مليار دوالر ف ��ي ‪ 2012‬من ‪ 80‬مليار دوالر‬ ‫ف ��ي ‪ .2011‬الت�ضخم المت�س ��ارع في الإرتفاع و�صل‬ ‫ال ��ى ن�سب ��ة ‪ 25‬في المئ ��ة‪ ،‬وفقا" ل�صن ��دوق النقد‬ ‫الدولي‪ .‬كم ��ا فقد الريال ‪ 300‬في المئة من قيمته‬ ‫خالل العام الما�ضي‪ .‬ومن المتوقع �أن ي�سوء الأمر‬ ‫‪48‬‬

‫�أكثر في ‪.2013‬‬ ‫الواق ��ع �أن ت�أمي ��ن الطع ��ام للمائ ��دة �أ�صب ��ح يمثل‬ ‫تحدي ��ا" لكثير من الإيرانيي ��ن‪ .‬تقول �شيرين (‪34‬‬ ‫عام ��ا")‪ ،‬وه ��ي عالمة كيمي ��اء تعي�ش م ��ع والدتها‬ ‫الأرمل ��ة ف ��ي طه ��ران‪� ،‬إن فق ��دان الري ��ال لقيمته‬

‫�أمين المجل�س الأعلى الإيراني لحقوق‬ ‫الإن�سان المقرب من المر�شد الأعلى‬ ‫محمد جواد �أرد�شير الريجاني‪" :‬لحماية‬ ‫م�صالح نظامنا‪ ،‬نحن على �إ�ستعداد‬ ‫للتفاو�ض مع �أميركا �أو �أي �شخ�ص �آخر‬ ‫حتى في هاوية الجحيم"‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬

‫جذريا" ‪ 40 -‬في المئة منذ �آب (�أغ�سط�س) فقط‬ ‫ يجع ��ل الحي ��اة �أ�صعب بكثير‪�" .‬سائق ��و �سيارات‬‫الأج ��رة يطلبون �سع ��را" �أعلى كل �صب ��اح عندما‬ ‫�أذهب الى العمل‪ ،‬حيث يعيدون ال�سبب �إلى �إرتفاع‬ ‫مع ��دل ال�صرف"‪ ،‬قال ��ت‪" .‬كان علين ��ا خف�ض ما‬ ‫ن�أكله و�إ�ستبداله‪ ،‬عل ��ى �سبيل المثال‪ ،‬ن�أكل خبزا"‬ ‫�أكثر مكان اللحوم‪ ،‬ولكن كم من الوقت يمكننا �أن‬ ‫نوا�صل القيام بذلك؟"‬ ‫ب�سب ��ب مواجهتها لتورم خطير في عجز الموازنة‪،‬‬ ‫فق ��د ف�شلت الحكومة ف ��ي دفع �أج ��ور المتعاقدين‬ ‫من القطاع الخا� ��ص‪ .‬وقد حذر ر�ؤ�ساء العديد من‬ ‫الم�ست�شفيات الخا�صة في كانون الأول (دي�سمبر)‬ ‫المن�ص ��رم م ��ن ان الم�ست�شفي ��ات ه ��ي على حافة‬ ‫الإفال� ��س لأن الحكومة لم تدفع له ��ا م�ستحقاتها‪.‬‬ ‫وذكرت وكالة �أنباء ر�سمية ان �صبيا" (‪ 15‬عاما")‬ ‫م�صاب ��ا" بمر� ��ض الهموفيليا (مر�ض ف ��ي الدم)‬ ‫توف ��ي في جنوب مدين ��ة دزفول بعدم ��ا تعذر على‬


‫الإنف ��اق الع�سك ��ري العالم ��ي في العامي ��ن ‪2011‬‬ ‫و‪ ،2012‬وه ��و ف ��ي الواق ��ع جزء م ��ن التباط� ��ؤ العام‬ ‫ف ��ي الإنفاق الع�سكري الدولي ال ��ذي بد�أ في ‪.2008‬‬ ‫ولكن‪ ،‬من ناحية �أخرى‪ ،‬يفيد المعهد الدولي لبحوث‬ ‫ال�سالم (‪ )SIPRI‬ف ��ي �ستوكهولم ب�أن عمليات بيع‬ ‫ونقل الأ�سلحة في جميع �أنحاء العالم – التي ت�شمل‬ ‫�شحن ��ات من الأ�سلحة التقليدي ��ة الرئي�سة بين دولة‬ ‫ودول ��ة – �إرتفعت بن�سبة ‪ 24‬ف ��ي المئة عند مقارنة‬ ‫فترة خم� ��س �سن ��وات بي ��ن ‪ 2006-2002‬و ‪-2007‬‬ ‫‪ 2011‬الأخي ��رة‪ .‬ف ��ي ‪ 2011‬وح ��ده‪ ،‬وفق ��ا" لخدمة‬ ‫�أبح ��اث الكونغر�س (‪ )CRS‬ف ��ي وا�شنطن‪ ،‬زادت‬ ‫قيم ��ة �إتفاقات بي ��ع الأ�سلحة (على عك� ��س الت�سليم‬ ‫الفعلي) مع البلدان النامية ب�أكثر من �ضعف الرقم‬ ‫عين ��ه لع ��ام ‪ ،2010‬حي ��ث بلغت �أكثر م ��ن ‪ 71‬مليار‬ ‫دوالر‪� .‬إن الت�سلي ��م الفعلي لل ��دول النامية في العام‬ ‫‪ 2011‬و�ص ��ل ال ��ى �أعل ��ى نقطة له من ��ذ العام ‪2004‬‬ ‫ببلوغه ‪ 28‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫فما الذي يحدث؟‬ ‫�إن ف ��ك ت�شابكات الإتجاهات ف ��ي الإنفاق الع�سكري‬ ‫يب ��دو �أكث ��ر و�ضوح ��ا" قلي�ل�ا"‪ :‬غالبية ال ��دول التي‬ ‫تنف ��ق ب�ش ��كل كبي ��ر ع�سكريا" ف ��ي العال ��م ‪ -‬وعلى‬ ‫وج ��ه الخ�صو� ��ص الوالي ��ات المتح ��دة والعديد من‬ ‫حليفاته ��ا ‪ -‬ت�شه ��د �أزم ��ة كبي ��رة ف ��ي موازناته ��ا‬ ‫الع�سكرية (على عك�س البل ��دان الرئي�سة في العالم‬ ‫النام ��ي)‪ ،‬م ��ع تخفي�ض ��ات مقبل ��ة بعدم ��ا �إنته ��ت‬ ‫الحرب في العراق وتق ّل�صت الأخرى في �أفغان�ستان‬ ‫و�إج ��راءات التق�شف الإقت�صادي م ��ن جهتها بد�أت‬ ‫تل ��دغ‪ .‬لق ��د �أظهرت ع�شر دول عل ��ى الئحة �أعلى ‪15‬‬ ‫دول ��ة �إنفاق ��ا" ع�سكريا" في العال ��م �إنخفا�ضا" �أو‬ ‫ثبات ��ا" ف ��ي الموازن ��ات الع�سكرية ف ��ي ‪ .2011‬ففي‬ ‫ه ��ذا العام‪� ،‬شكلت هذه ال ��دول الع�شر ‪ 64‬في المئة‬ ‫من �إجمال ��ي الإنف ��اق الع�سكري في العال ��م‪ ،‬ودولة‬ ‫واحدة منها‪ ،‬الوالي ��ات المتحدة‪ ،‬وحدها مثلت نحو‬ ‫‪ 41‬في المئة من �إجمالي الإنفاق الع�سكري العالمي‬ ‫(�أي النفق ��ات الع�سكري ��ة الأميركي ��ة كان ��ت تعادل‬ ‫تقريب ��ا" �إنفاق ال ‪ 14‬دولة التي ت�أتي بعدها في هذا‬ ‫المجال مجتمعة)‪ .‬عندما تعاني هذه الدول نق�صا"‬ ‫�صغيرا" في الإنفاق‪ ،‬فذلك من دون �شك �سيكون له‬ ‫ت�أثير كبير على كل المجموع في العالم‪.‬‬ ‫تج ��در الإ�ش ��ارة �إل ��ى �أن التخفي�ض ��ات الناجمة عن‬ ‫الأزمة المالية والركود الإقت�صادي ال تروي الق�صة‬ ‫ب�أكمله ��ا‪ .‬ف ��ي �أوروب ��ا‪ ،‬كان ��ت �أكثري ��ة الموازن ��ات‬ ‫الع�سكري ��ة �أكثر �أو �أقل ركودا" من ��ذ �أكثر من عقد‪.‬‬ ‫وكان الإنف ��اق الع�سك ��ري للأع�ض ��اء الأوروبيين في‬

‫طائرة "يوروفايتر" المعروفة بـ"تايفون"‪:‬‬ ‫من �ضمن ال�صفقة البريطانية مع ال�سعودية‬

‫زيادة الإنفاق الع�سكري‬ ‫و�صفقات الأ�سلحة ال تترجم دائما"‬ ‫بدقة �إلى زيادة القوة الع�سكرية‬ ‫وال�سيا�سية �أو الى �ضمان �أمن �أكبر‪،‬‬ ‫حتى لو كانت القيادة في بلد معين‬ ‫تعتقد �أنها تحتاج �إلى تعبئة الموارد‬ ‫المالية نحو هذه الغايات‬ ‫المعهد الدولي لبحوث ال�سالم في‬ ‫�ستوكهولم‪� :‬أن عمليات بيع ونقل‬ ‫الأ�سلحة في جميع �أنحاء العالم – التي‬ ‫ت�شمل �شحنات من الأ�سلحة التقليدية‬ ‫الرئي�سة بين دولة ودولة – �إرتفعت‬ ‫بن�سبة ‪ 24‬في المئة عند مقارنة فترة‬ ‫خم�س �سنوات بين ‪2006-2002‬‬ ‫و ‪ 2011-2007‬الأخيرة‬ ‫حلف الناتو في ‪ 2011‬في الم�ستوى نف�سه ثابتا" كما‬ ‫كان في ‪ .2003‬بين عام ��ي ‪ 2002‬و‪� ،2011‬إنخف�ض‬ ‫الإنف ��اق الع�سكري الألمان ��ي حوالي ‪ 4‬في المئة‪ ،‬في‬ ‫حي ��ن �إنخف� ��ض ف ��ي �إيطالي ��ا بن�سبة ‪ 21‬ف ��ي المئة‪.‬‬

‫وبعدما زادت الأزم ��ة المالية من حدتها في �أوروبا‪،‬‬ ‫يتوق ��ع المراقب ��ون �أن يتوا�ص ��ل �إنخفا� ��ض الإنف ��اق‬ ‫الع�سكري في القارة القديمة �أكثر‪.‬‬ ‫ولك ��ن لم ��اذا الزيادة الكبي ��رة في تج ��ارة الأ�سلحة‬ ‫الدولية على الرغم من �إنكما�ش الإنفاق الع�سكري؟‬ ‫الإجاب ��ات هن ��ا الى ح ��د ما معق ��دة قلي�ل�ا"‪� .‬أحد‬ ‫التف�سي ��رات الأكث ��ر �أهمية ين�ش�أ م ��ن طبيعة تجارة‬ ‫الأ�سلح ��ة العالمية نف�سها‪ ،‬والتي ه ��ي �إلى حد كبير‬ ‫تتدف ��ق وت�أت ��ي م ��ن البل ��دان المتقدمة �إل ��ى العالم‬ ‫النام ��ي‪ .‬وفق ��ا" لخدم ��ة �أبح ��اث الكونغر� ��س ف ��ي‬ ‫و�أ�شنط ��ن (‪� ،)CRS‬ش ّكل ��ت �إتفاق ��ات نق ��ل وبي ��ع‬ ‫الأ�سلحة مع ال ��دول النامية ما يزيد قليال" على ‪72‬‬ ‫ف ��ي المئة من الإتفاقات المعق ��ودة في هذا المجال‬ ‫على ال�صعيد العالمي من ‪ 2008‬حتي ‪ ،2011‬وبلغت‬ ‫‪ 84‬في المئة في ‪ 2011‬وحده‪ .‬بيانات المعهد الدولي‬ ‫لبحوث ال�سالم في �ستوكهولم‪ ،‬التي تتابع ال�شحنات‬ ‫الفعلي ��ة‪ ،‬وج ��دت �أن العال ��م غي ��ر الغرب ��ي والدول‬ ‫النامي ��ة ت�ش ��كل ب�سهول ��ة ح�صة الأ�سد م ��ن واردات‬ ‫الأ�سلح ��ة �أي�ضا"‪ :‬الئحة �أكبر ‪ 15‬م�ستورد �سالح في‬ ‫فت ��رة ‪ 2011-2007‬ت�شم ��ل الهند وكوري ��ا الجنوبية‬ ‫وباك�ستان وال�صين و�سنغافورة والجزائر والإمارات‬ ‫العربية المتحدة والمملكة العربية ال�سعودية وتركيا‬ ‫وماليزيا وفنزويال‪.‬‬ ‫ونتيج ��ة لذل ��ك‪ ،‬وعل ��ى النقي� ��ض م ��ن الوالي ��ات‬ ‫المتح ��دة ومعظ ��م �أق ��رب حليفاته ��ا‪ ،‬ف� ��إن ال ��دول‬ ‫الم�ست ��وردة الرئي�س ��ة في العال ��م النامي ل ��م تت�أثر‬ ‫بالتباط� ��ؤ الإقت�ص ��ادي العالم ��ي‪ .‬البع� ��ض الآخ ��ر‬ ‫تغ ��ذي �إقت�صاداته �صادرات الموارد ‪ -‬مثل الجزائر‬ ‫والإم ��ارات العربي ��ة المتح ��دة والمملك ��ة العربي ��ة‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪51‬‬


‫العالم‬

‫صناعة األسلحة‬

‫فيما كان �إقت�صاد الحياة يركد وينكم�ش كان �إقت�صاد الموت ينتع�ش ويزدهر‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫لماذا ‪ 2012‬كان عاما جيدا لتجار السالح؟‬ ‫تعتبر "تج��ارة ال�سالح" من �أهم �أنواع التجارات المنت�شرة في كل مناطق‬ ‫العال��م لم��ا يجنيه �أ�صحابها م��ن مكا�سب مالية بالإ�ضافة ال��ى ال�سلطة في‬ ‫مجتمعاته��م ودولهم‪ .‬وت�ص��ل قيمة هذه التج��ارة في اال�س��واق العالمية‬ ‫الى ‪ 60‬مليار دوالر �سنوي��ا"‪ .‬وفي العامين الما�ضيين بينما كان الإقت�صاد‬ ‫الدول��ي يترنح وي�صارع م��ن �أجل الحي��اة كانت تج��ارة الأ�سلحة تزدهر‬ ‫وتنتع�ش‪.‬‬

‫وا�شنطن ‪ -‬محمد زين الدين‬ ‫يب ��دو للوهل ��ة الأول ��ى �أن هن ��اك �شيئا"‬ ‫غريب ��ا" يح ��دث ف ��ي عال ��م ال�س�ل�اح‬ ‫والت�سل ��ح‪ :‬في حي ��ن �أن الإنفاق الع�سك ��ري العالمي‬ ‫�آخذ ف ��ي التباط�ؤ تعرف التج ��ارة الدولية للأ�سلحة‬ ‫�إرتفاعا" و�إزدهارا"!‬ ‫الواق ��ع ان البيان ��ات وا�ضح ��ة بالن�سب ��ة ال ��ى هذين‬ ‫الإتجاهي ��ن‪ .‬لأول م ��رة من ��ذ ‪ 14‬عاما"‪ ،‬ل ��م يرتفع‬

‫�صواريخ باتريوت‪ :‬مطلوبة كثيرا" في هذه الأيام‬

‫‪50‬‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬


‫الأ�سلحة يرون �أنف�سهم في "جيرة" خطرة �أو كقادة‬ ‫�إقليميين �شرعيي ��ن‪ ،‬وبالتالي في حاجة �إلى قدرات‬ ‫ع�سكرية �أكبر‪.‬‬ ‫م ��ن جه ��ة ثاني ��ة‪ ،‬يمك ��ن قيا� ��س برنام ��ج ال�صي ��ن‬ ‫للتحدي ��ث الع�سكري منذ فت ��رة طويلة في جزء منه‬ ‫ب�إزده ��ار نفقاته ��ا الع�سكري ��ة وواردات الأ�سلح ��ة‪.‬‬ ‫(زادت ال�صي ��ن �إنفاقه ��ا الع�سك ��ري بن�سب ��ة ‪170‬‬ ‫ف ��ي المئ ��ة بي ��ن عام ��ي ‪ 2002‬و ‪ 2011‬و�صنفت في‬ ‫المرتبة الأول ��ى في واردات الأ�سلح ��ة خالل معظم‬ ‫فترات العقد الما�ضي)‪ .‬و�سيكون من المهم متابعة‬ ‫عودة ال�صين �أخيرا" الى الئحة �أكبر ‪ 10‬م�صدرين‬ ‫للأ�سلحة في العال ��م لمعرفة ما �إذا كان هذا الأمر‬ ‫ه ��و ق�صي ��ر الأجل �أم ظاه ��رة طويلة الأم ��د للنفوذ‬ ‫الع�سكري المتزايد‪.‬‬ ‫دول �أخ ��رى‪ ،‬مثل المملكة العربي ��ة ال�سعودية (التي‬ ‫زادت موازنته ��ا الع�سكرية بن�سب ��ة ‪ 90‬في المئة بين‬ ‫عام ��ي ‪ 2002‬و ‪ )2011‬والهند (‪ 66‬في المئة خالل‬ ‫تل ��ك الفترة) ت�ضع ��ان �إ�ستثم ��ارات كبي ��رة وطويلة‬ ‫الأجل في قدراتهم ��ا الع�سكرية في محاولة لتر�سيخ‬ ‫زعامتهم ��ا الإقليمي ��ة‪ .‬حلت ال�سعودية ف ��ي المرتبة‬ ‫الأول ��ى ب�سهول ��ة في ‪ 2011‬بي ��ن ال ��دول النامية مع‬ ‫نحو ‪ 34‬مليار دوالر ف ��ي �إتفاقات بيع ونقل الأ�سلحة‬ ‫وه ��ي ته ��دف �إلى جعل جي�شه ��ا قوة ع�سكري ��ة �أولى‬ ‫ف ��ي الخلي ��ج‪ .‬وح ّل ��ت الهند‪ ،‬م ��ع ‪ 7‬ملي ��ارات دوالر‬ ‫في ه ��ذه االتفاقات‪ ،‬في المرك ��ز الثاني في ‪،2011‬‬ ‫لكنه ��ا و�ضعت خطط ��ا" لإنفاق ما يق ��در بنحو ‪150‬‬

‫من المثير للإهتمام مالحظة �أنه‪،‬‬ ‫على الرغم من �أن الموازنة الع�سكرية‬ ‫الأميركية بقيت ثابتة في ‪ ،2011‬ف�إن‬ ‫م�صدري الأ�سلحة الأميركيين حققوا‬ ‫‪ 56‬مليار دوالر من �إتفاقات بيع ونقل‬ ‫�أ�سلحة مع الدول النامية‬ ‫مليار دوالر على مدى العقد المقبل لتحديث قواتها‬ ‫الم�سلحة‪ .‬في ه ��ذه الحالة يتوقع �أن ت�سعى الواليات‬ ‫المتح ��دة �إل ��ى لع ��ب دور كبي ��ر – ديبلوما�سي ��ا"‬ ‫وع�سكريا"‪ ،‬وكم ��ورد ‪ -‬في تلك التطلعات ال�سعودية‬ ‫والهندية‪.‬‬ ‫وفي هذا المجال‪ ،‬تفيد معلومات متطابقة �أن بلدان‬ ‫�شبه الجزي ��رة العربية ت�سعى الى بناء درع ع�سكري‬ ‫�أ�ش ��د �صرامة �ض ��د �إيران في حال وق ��وع هجوم من‬ ‫جانب ا�سرائي ��ل �أو الواليات المتح ��دة �ضد من�ش�آت‬ ‫الجمهوري ��ة الإ�سالمية النووية‪ .‬ل ��ذا دفعت مطالب‬ ‫دولها الكثير من الوف ��ود التجارية العالية الم�ستوى‬ ‫للتدف ��ق عليها مع بروز تناف� ��س الدول الغربية للفوز‬ ‫بعق ��ود ت�سليح بمليارات ال ��دوالرات ل�شركاتها‪ ،‬على‬ ‫خلفية تزايد �أجواء التوتر في المنطقة‪.‬‬ ‫طائرة �أف ‪ 18‬الأميركية‪:‬‬ ‫طلبتها الكويت‬

‫وا�شارت هذه المعلومات الى ان الكونغر�س الأميركي‬ ‫ُب ّلغ منذ مطلع ت�شري ��ن الثاني (نوفمبر) القائت بـ‪4‬‬ ‫طلب ��ات منف�صلة ل�شراء �أ�سلحة من قبل دول مجل�س‬ ‫التع ��اون الخليج ��ي قيمتها ‪ 24.2‬ملي ��ار دوالر‪ ،‬من‬ ‫بينها طائرت نقل‪ ،‬ونظام �صواريخ باتريوت‪ ،‬ونظام‬ ‫�صاروخي دفاعي‪.‬‬ ‫و�أو�ضحت ان �شركتي الأ�سلحة الأميركيتين‪ ،‬لوكهيد‬ ‫مارت ��ن وريثي ��ون‪ ،‬هم ��ا الم�ستفيدت ��ان الرئي�سيتان‬ ‫م ��ن العق ��ود المقترحة‪ ،‬والتي ُزفت ال ��ى الكونغر�س‬ ‫الأميرك ��ي عل ��ى �أنه ��ا دع ��م لل ��دول المتحالف ��ة مع‬ ‫الواليات المتحدة في المنطقة‪.‬‬ ‫و�أك ��دت ه ��ذه المعلوم ��ات ان ال�ش ��ركات الأوروبية‬ ‫ت�سع ��ى �أي�ض� � ًا للح�ص ��ول على عق ��ود ت�سلي ��ح كبيرة‬ ‫م ��ن دول الخليج العربية‪ ،‬و�إ�ستخ ��دم رئي�س الوزراء‬ ‫البريطان ��ي ديفيد كاميرون زيارته الى المنطقة في‬ ‫ت�شرين الثاني (نوفمبر) الما�ضي لل�ضغط من �أجل‬ ‫بيع �أكثر من ‪ 100‬طائرة حربية لل�سعودية والإمارات‬ ‫و�سلطنة عمان‪ ،‬فيما �ضغطت فرن�سا بقوة للح�صول‬ ‫على �صفق ��ات وعر�ضت تزويد الإم ��ارات ب�أكثر من‬ ‫‪ 60‬مقاتلة حديثة من طراز رافال‪.‬‬ ‫ويق ��ول جيريمي بيني‪ ،‬محرر �ش�ؤون ال�شرق الأو�سط‬ ‫و�إفريقي ��ا ف ��ي المجلة اال�سبوعي ��ة المتخ�ص�صة في‬ ‫�ش� ��ؤون الدفاع "جين ��ز"‪" :‬ان الهدف م ��ن �صفقات‬ ‫الأ�سلحة ال�ضخمة المقترحة بين الواليات المتحدة‬ ‫ودول الخلي ��ج العربية‪ ،‬بما في ذل ��ك �صفقة قيمتها‬ ‫‪ 4.2‬مليارات دوالر مع الكويت‪ ،‬هو الت�صدي لتهديد‬ ‫ال�صواريخ البال�ستية الإيرانية"‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن زي ��ادة الإنف ��اق الع�سك ��ري و�صفق ��ات‬ ‫الأ�سلح ��ة ال تترجم دائم ��ا" بدقة �إلى زي ��ادة القوة‬ ‫الع�سكري ��ة وال�سيا�سي ��ة �أو ال ��ى �ضمان �أم ��ن �أكبر‪،‬‬ ‫حت ��ى ل ��و كانت القي ��ادة في بل ��د معين تعتق ��د �أنها‬ ‫تحتاج �إلى تعبئة الموارد المالية نحو هذه الغايات‪.‬‬ ‫ولك ��ن كم ��ا �أن ه ��ذه البل ��دان وغيره ��ا عل ��ى طول‬ ‫الحاف ��ة الجنوبية وال�شرقي ��ة من �أورا�سي ��ا توا�صل‬ ‫م ��ع مرور الوقت ال�صرف والإنفاق ب�شكل كبير على‬ ‫جيو�شه ��ا وواردات الأ�سلحة‪ ،‬ف� ��إن ديناميات القوى‬ ‫الإقليمية‪� ،‬سواء الحقيقية والمت�صورة‪� ،‬سوف تدفع‬ ‫المع�ضالت الأمنية و�سباق الدفاع والت�سلح‪ ،‬وزيادة‬ ‫النفق ��ات الع�سكرية واال�ستحواذ ف ��ي الخليج‪ ،‬وفي‬ ‫جن ��وب �آ�سيا‪ ،‬وح ��ول محيط ال�صي ��ن البحري الى‬ ‫الواجهة‪.‬‬ ‫ل ��ذا‪ ،‬ف ��ي حي ��ن �أن موازن ��ات �أمي ��ركا الع�سكري ��ة‬ ‫وحليفاته ��ا �ستوا�ص ��ل تراجعها‪ ،‬ف� ��إن ذلك لن يكون‬ ‫�صحيحا" بالن�سبة الى بقية العالم‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪53‬‬


‫العالم ¶ �صناعة الأ�سلحة‬ ‫ال�سعودي ��ة و�أو�ستراليا وفنزويال‪ ،‬مما ي�سمح للمزيد‬ ‫من الإنفاق على الواردات الع�سكرية‪.‬‬ ‫وهن ��اك تف�سير �آخ ��ر يعيدنا �إلى تقلي� ��ص موازنات‬ ‫الجي� ��ش الم�ش ��ار �إلي ��ه �أع�ل�اه‪ .‬البلدان ف ��ي الجزء‬ ‫العل ��وي على الئحة الإنفاق الع�سك ��ري لديها �أي�ضا"‬ ‫�أكب ��ر �صناع ��ات الأ�سلح ��ة‪ .‬وه ��ذا ي�ش ��كل �صعوب ��ة‬ ‫�أكب ��ر لتوثيق العالقة ال�سببي ��ة المبا�شرة‪ ،‬ولكن من‬ ‫المعقول �أنه م ��ع تراجع موازنات ال�ش ��راء وتقلي�ص‬ ‫المتطلب ��ات الع�سكري ��ة في الداخل‪� ،‬ص ��ار م�صدرو‬ ‫الأ�سلحة �أكثر ن�شاطا" في الأ�سواق الخارجية‪ .‬بع�ض‬ ‫الجيو� ��ش يتطلع �إلى ت�صدير المع ��دات الفائ�ضة –‬ ‫وه ��و بديل �أرخ�ص من الحف ��اظ على المعدات التي‬ ‫ال يحتاج �إليها‪.‬‬ ‫ومن المثي ��ر للإهتم ��ام مالحظة �أن ��ه‪ ،‬على الرغم‬ ‫م ��ن �أن الموازن ��ة الع�سكرية الأميركي ��ة بقيت ثابتة‬ ‫ف ��ي ‪ ،2011‬ف� ��إن م�ص ��دري الأ�سلح ��ة الأميركيي ��ن‬ ‫حققوا ‪ 56‬مليار دوالر من �إتفاقات بيع ونقل �أ�سلحة‬ ‫مع ال ��دول النامية‪ .‬ويمثل هذا الرق ��م ‪ 79‬في المئة‬ ‫م ��ن جميع الإتفاق ��ات المتعلقة بنقل وبي ��ع الأ�سلحة‬ ‫ف ��ي البل ��دان النامية في ‪ ،2011‬قف ��زة ملحوظة في‬ ‫�سجلت ‪ 44‬في المئة‬ ‫ح�صة الواليات المتحدة الت ��ي ّ‬ ‫في ‪.2010‬‬ ‫و�شهدت ق ��وى كبرى �أخ ��رى �أي�ضا" زي ��ادات كبيرة‬ ‫ف ��ي �صادراتها من الأ�سلحة ف ��ي ال�سنوات الأخيرة‪.‬‬ ‫عل ��ى �سبي ��ل المثال‪ ،‬ال�صين‪ ،‬في حي ��ن �أنها ال تزال‬ ‫م�ص ��دِّ را" �صغي ��را" بالمقارنة مع �أمي ��ركا ورو�سيا‪،‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك �شهدت نم ��وا" كبيرا" ف ��ي �صادراتها من‬ ‫الأ�سلح ��ة‪ ،‬حيث زادت �أكثر م ��ن ثالثة �أ�ضعاف بين‬ ‫عامي ‪ 2007‬و ‪ ،2011‬وفقا" لبيانات المعهد الدولي‬ ‫لبح ��وث ال�س�ل�ام ف ��ي �ستوكهول ��م‪ .‬م ��وردو ال�سالح‬ ‫الرو�س ��ي �شهدوا �أي�ضا" زيادة في �صادرات بالدهم‬ ‫بن�سب ��ة ‪ 43‬في المئة م ��ن ‪� 2007‬إلى ‪ .2011‬يبدو �أن‬ ‫هذه الدول تحاول الإ�ستفادة من النمو الإقت�صادي‬ ‫الجي ��د ن�سبي ��ا" وزي ��ادة الموازن ��ات الع�سكري ��ة في‬ ‫�أجزاء من العالم النامي‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ت�شير ه ��ذه الإتجاهات ‪�--‬إذا �أخ ��ذت معا"‪� --‬إلى‬ ‫ع ��دد من التط ��ورات المحتمل ��ة لل�سن ��وات المقبلة‪.‬‬ ‫�إن موق ��ع الوالي ��ات المتح ��دة كمنفق ع�سك ��ري �أول‬ ‫والم�صدر الرئي�س في العالم للأ�سلحة من المرجح‬ ‫�أن ال ينازعه ��ا علي ��ه �أي مناف� ��س ب�ش ��كل كبير على‬ ‫الم ��دى القريب‪ ،‬على الرغم م ��ن ان القيود المالية‬ ‫وال�سيا�سي ��ة �س ��وف ت�ضع حدودا" عل ��ى حرية العمل‬ ‫الع�سك ��ري الأميرك ��ي ف ��ي الخ ��ارج‪ .‬وفيم ��ا تكافح‬ ‫وا�شنط ��ن للحفاظ على نفوذه ��ا الدولي‪ ،‬فقد يدفع‬ ‫‪52‬‬

‫لأول مرة منذ ‪ 14‬عاما"‬ ‫لم يرتفع الإنفاق الع�سكري‬ ‫العالمي في العامين ‪ 2011‬و‪،2012‬‬ ‫وهو في الواقع جزء من التباط�ؤ العام‬ ‫في الإنفاق الع�سكري الدولي الذي‬ ‫بد�أ في ‪2008‬‬ ‫تقلُّ�ص موازنات ال�شراء محليا" الى زيادة �صادرات‬ ‫الأ�سلح ��ة االميركي ��ة وتج ��دد التركيز عل ��ى تطوير‬ ‫عالق ��ات ع�سكري ��ة �أوث ��ق وتعزيز ق ��درة الحكومات‬ ‫ال�صديق ��ة – مث ��ل دول مجل� ��س التع ��اون الخليجي‬ ‫الرئي�س ��ة كالمملك ��ة العربي ��ة ال�سعودي ��ة والإمارات‬ ‫العربية المتح ��دة‪ ،‬و�سلطنة عمان ‪ -‬من خالل هذه‬ ‫المبيعات‪.‬‬ ‫ف ��ي الوقت عينه‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬ف� ��إن الفجوة في الإنفاق‬ ‫الدفاع ��ي‪ ،‬وتطوي ��ر الأ�سلح ��ة‪ ،‬والق ��درة الع�سكرية‬ ‫بي ��ن الواليات المتحدة وحليفاته ��ا التقليدية ‪ -‬مثل‬ ‫الياب ��ان وال ��دول الأوروبي ��ة ‪� -‬س ��وف ت�ستم ��ر ف ��ي‬ ‫النمو‪ .‬وهذه الفج ��وة لي�ست م�س�ألة قدرات ع�سكرية‬ ‫قا�سية فح�سب‪ .‬هن ��اك �إدراك متزايد في العوا�صم‬ ‫الأوروبية‪ ،‬كما يت�ضح من خي ��ارات ال�سيا�سة العامة‬ ‫طائرة رافال الفرن�سية‪:‬‬ ‫عر�ضتها فرن�سا على الإمارات‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬

‫وتخ�صي� ��ص الم ��وارد‪� ،‬أن الحل ��ول الع�سكري ��ة م ��ن‬ ‫المحتم ��ل �أن تك ��ون �أق ��ل و�أقل �أهمية ف ��ي الت�صدي‬ ‫للتحديات الأمنية في الم�ستقبل‪.‬‬ ‫وف ��ي �ضوء ذل ��ك‪ ،‬ينتظ ��ر المراقبون نقا�ش ��ا" �أكثر‬ ‫ف ��ي �أوروب ��ا لتح�سي ��ن الأم ��ن داخ ��ل �أوروب ��ا وقدرة‬ ‫الحكوم ��ات والمجتمع ��ات لل ��رد عل ��ى التهدي ��دات‬ ‫الداخلية والط ��وارئ (وغالبا" ما ت�سمى "المقاومة‬ ‫الإجتماعي ��ة")؛ "تجمي ��ع وتقا�س ��م" المهمات بين‬ ‫جيو�شه ��ا؛ والتركي ��ز على قوات تدخ ��ل �سريع �أخف‬ ‫وزن ��ا" و�أكثر فطنة‪ .‬ورغ ��م �أن هذه التح ��ركات لها‬ ‫معن ��ى ف ��ي ال�سياق الأوروب ��ي‪ ،‬ف�س ��وف يحبط ذلك‬ ‫الكثيرين في الوالي ��ات المتحدة الذين يبحثون عن‬ ‫قدرات ع�سكرية �أكثر ق ��وة و�إلتزامات من حلفائهم‬ ‫الأطل�سيي ��ن‪ .‬على الأرجح‪ ،‬م ��ع ذلك‪� ،‬سيكون هدف‬ ‫�أوروب ��ا ل"زي ��ادة الأعب ��اء" ب ��دال" م ��ن "تقا�س ��م‬ ‫الأعب ��اء" عل ��ى ح ��د �س ��واء ف ��ي الم�ساهم ��ات ف ��ي‬ ‫الموازن ��ة الع�سكرية المحلية والإ�ستعداد ذي ال�صلة‬ ‫بحلف �شمال الأطل�سي والمتعلق على المدى الطويل‬ ‫بقدرات التدخل البرية الثقيلة‪.‬‬ ‫وف ��ي الوق ��ت نف�س ��ه‪ ،‬تنت�ش ��ر الق ��درات الع�سكري ��ة‬ ‫ب�سرع ��ة �أكبر عن ��د العبي ��ن �إقليميي ��ن مزدهرين‪.‬‬ ‫ويمك ��ن تف�سير جزء من هذا بب�ساط ��ة لأنه يمكنهم‬ ‫ بتو�سي ��ع فطي ��رة الموازن ��ة ف ��ي تلك البل ��دان مع‬‫توقعات �إقت�صادية م�شرق ��ة �سوف يعني المزيد من‬ ‫الم ��وارد المتاحة لعمليات ا�ستحواذ ع�سكرية‪ .‬ولكن‬ ‫من ال�صحي ��ح �أي�ضا" �أن العديد من رواد م�ستوردي‬


‫امل�صارف‬

‫�رشكات الت�أمني‬

‫�رشكات الإ�ستثمار‬

‫تح�سن‬ ‫"ميريل لين�ش" عن �إدارة الثروات‪ُّ :‬‬ ‫�آفاق االقت�صاد العالمي في ‪ 2013‬يدعم العودة �إلى الأ�سهم‬ ‫ينبغ ��ي عل ��ى الم�ستثمرين الإ�ستعداد ل� �ـ "الخروج الكبي ��ر" المرجح �أن يبد�أ �سن ��ة ‪ 2013‬من �أدوات‬ ‫الإ�ستثم ��ار ذات العائ ��د الثابت �إل ��ى الأ�سهم‪ .‬هذا ما دعا �إلي ��ه رئي�س �إدارة ال�ش� ��ؤون الإ�ستراتيجية‬ ‫لأوروبا وال�شرق الأو�سط و�إفريقيا في �شركة ميريل لين�ش لإدارة الثروات يوها ِّن�س يو�ست‪ ،‬في تقرير‬ ‫�صدر حديثا"‪.‬‬ ‫ح ��دد يو�ست ف ��ي تقريره الذي افاد فيه من م ��وارد �شركة "بنك �أوف �أمي ��ركا ميريل لين�ش للبحوث‬ ‫العالمية"‪ ،‬التي ت�ستخدم نحو ‪ 700‬محلل في �أكثر من ‪ 20‬دولة‪ ،‬التوقعات الرئي�سة التي يتوجب على‬ ‫الم�ستثمرين التركيز عليها خالل في ‪.2013‬‬ ‫ً‬ ‫ويعتق ��د �أن �آفاق �أداء الإقت�صادات والأ�س ��واق العالمية خالل ال�سنة الجديدة‪ ،‬تبدو �أكثر �إ�شراقا من‬ ‫�أدائها خالل ‪ ،2012‬معتبرا" ان ثمة م�ؤ�شرات متزايدة على �إ�ستمرار محاوالت البنك الفيديرالي‬ ‫الأميرك ��ي لتحفيز الإقت�ص ��اد الأميركي‪ ،‬وانتعا�ش اقت�ص ��ادي تدريجي لإقت�ص ��ادات منطقة اليورو‬ ‫خالل الن�صف الثاني من ال�سنة الجديدة‪.‬‬ ‫ويتوق ��ع التقري ��ر �إ�ضاف ��ة �إلى ذلك‪ ،‬ح�ص ��ول تح�سن طفيف في مع ��دل نمو �إجمال ��ي الناتج المحلي‬ ‫ال�صيني‪ .‬وتتوقع �شركة "بنك �أوف �أميركا ميريل لين�ش للبحوث العالمية" ارتفاع معدل نمو �إجمالي‬ ‫الناتج المحلي ال�صيني من ‪ %7,7‬في ‪� 2012‬إلى ‪ %8,1‬في ‪.2013‬‬

‫عين "قطر الوطني" على ح�صة في �أحد �أكبر الم�صارف التركية‬ ‫ما ان �أنجز �صفقة تم ّلك "بنك �سو�سيتيه جنرال‬ ‫ف ��ي م�صر" في �صفقة بلغت قيمتها نحو ملياري‬ ‫دوالر‪ ،‬حت ��ى بد�أت �أنظار "بن ��ك قطر الوطني"‬ ‫تتجه الى تركيا حيث يتطلع الى اال�ستحواذ على‬ ‫ح�صة غالبية �أحد �أكبر ‪ 10‬م�صارف‪.‬‬ ‫ه ��ذا م ��ا �أورده المدي ��ر المال ��ي لـ"بن ��ك قطر‬ ‫الوطني" رمزي مرعي‪ ،‬مو�ضحا" ان الم�صرف‬ ‫تقدم بعر�ض ل�شراء "دنيز بنك" التركي‪" ،‬لكنه‬ ‫خ�سر ال�صفقة لم�صلح ��ة "�سبيربنك" الرو�سي‬ ‫في وق ��ت �ساب ��ق م ��ن الع ��ام الفائ ��ت‪ّ ،‬‬ ‫ويف�ضل‬ ‫الم�ضي في م�سار اال�ستحواذ في تركيا في �إطار‬ ‫تو�سعه الإقليمي"‪.‬‬ ‫وال يتوق ��ع الم�ص ��رف القط ��ري التق ��دم بطلب‬ ‫للح�صول عل ��ى رخ�صة في تركي ��ا‪" .‬ن�سعى الى‬ ‫�ش ��راء ح�ص ��ة الغالبية ف ��ي واحد م ��ن �أكبر ‪10‬‬ ‫م�صارف هن ��اك كو�سيلة لإ�ضاف ��ة قيمة"‪ ،‬وفق‬ ‫مرعي‪.‬‬ ‫وي�سع ��ى "بن ��ك قط ��ر الوطن ��ي" الممل ��وك بن�سبة‬ ‫‪ %50‬من "�صندوق الثروة ال�سيادية" القطري الى‬ ‫التو�س ��ع في المنطق ��ة‪ ،‬مقتن�ص ��ا" ح�ص�صا" في‬ ‫م�صارف �إقليمية في �إطار �سعيه الى تعزيز وجوده‬

‫في الأ�سواق النا�شئة بدعم من حكومته الغنية‪.‬‬ ‫و�إتف ��ق الم�ص ��رف ف ��ي ال�شه ��ر الما�ض ��ي م ��ع‬ ‫"�سو�سيتي ��ه جن ��رال" الفرن�س ��ي عل ��ى �ش ��راء‬ ‫ح�ص ��ة الغالبية ف ��ي "البنك الأهل ��ي �سو�سيتيه‬ ‫جن ��رال ف ��ي م�ص ��ر" مقاب ��ل ملي ��اري دوالر‪.‬‬ ‫وح ��ددت ال�صفقة قيم ��ة الم�ص ��رف الم�صري‬ ‫بمبل ��غ ‪ 2,6‬ملي ��اري دوالر‪ ،‬ويعت ��زم الم�ص ��رف‬ ‫القطري التقدم بعر�ض �إلزامي ل�شراء ح�ص�ص‬ ‫م�ساهم ��ي الأقلي ��ة‪ .‬وت�ستكم ��ل ال�صفق ��ة وف ��ق‬ ‫مرعي‪ ،‬خطط تو�سع الم�صرف في م�صر "ولن‬ ‫يتقدم الم�صرف ل�شراء �أ�صول م�صرفية �أخرى‬ ‫لم�صارف �أوروبية هناك"‪.‬‬ ‫ويتطل ��ع الم�ص ��رف القط ��ري ال ��ى التو�سع في‬ ‫المغرب وال�سعودي ��ة‪� ،‬إذ يخطط للم�ضي قدما"‬ ‫في فتح فروع‪ .‬وق ��ال مرعي �أن "قطر الوطني"‬ ‫ال ��ذي يمل ��ك بالفع ��ل ح�ص�صا" ف ��ي م�صارف‬ ‫في دول مث ��ل �أندوني�سي ��ا والأردن وتون�س‪ ،‬يريد‬ ‫�أن ت�ساه ��م �أن�شطت ��ه الدولي ��ة بنح ��و ‪ %40‬ف ��ي‬ ‫الأرب ��اح و‪ %45‬م ��ن �إجمالي الأ�ص ��ول في حلول‬ ‫‪ 2017‬ب�إرتفاع من ‪ 17‬و‪ %30‬قبل �صفقة "البنك‬ ‫الأهلي �سو�سيتيه جنرال"‪.‬‬

‫من األسواق‬ ‫�أكّ د رئي�س مجل�س الإدارة المدير العام لبنك‬ ‫بيروت �س����ليم �صفير � ّأن "الم�ص����رف يحقق �أدا ًء‬ ‫متين����ا ً رغم الظروف غي����ر الم�ؤاتية‪ ،‬كذلك يحتل‬ ‫مراك����ز متقدمة في ن�س����ب الأرباح‪ ،‬وال�س����يولة‪،‬‬ ‫�إ�ض����افة �إل����ى ح�ص����ة كبيرة م����ن قطاع �ص����يرفة‬ ‫التجزئة والإ�س����كان"‪ ،‬مو�ضحا ً �أن الم�صرف "رائد‬ ‫ف����ي �إدارة الأ�ص����ول وقد ت�ص���� ّدرت �ص����ناديقه‬ ‫الإ�س����تثمارية المراكز الأولى طوال �أعوام‪ ،‬ف�ضالً‬ ‫عن ريادته في مجال الت�أمين‪ ،‬كذلك تمكن خالل‬ ‫‪� 20‬سنة من م�ضاعفة قيمة موجوداته ‪ 340‬مرة‬ ‫حتى بات����ت اليوم تبلغ ‪ 10٫2‬ملي����ارات دوالر‪،‬‬ ‫�إ�ضافة الى زيادة ح�صته ال�سوقية"‪.‬‬ ‫�أك���د عدد م���ن الخب���راء الم�ص���رفيين �أن القطاع‬ ‫الم�ص���رفي في ال�س���عودية ي�ش���هد ت�س���ربا ً في‬ ‫كوادره الب�شرية‪ ،‬خ�صو�صا ً العاملين في الفروع‪،‬‬ ‫بن�س���بة تتراوح بي���ن ‪ 12‬و‪ 15‬في المئة �س���نويا ً‬ ‫لأ�س���باب م���ن �أهمها الحواف���ز والممي���زات التي‬ ‫تتوافر في قطاعات �أخرى‪ .‬وقال م�س����ؤول موارد‬ ‫الت�سرب لم‬ ‫ب�شرية في �أحد الم�صارف المحلية �إن‬ ‫ّ‬ ‫ي�ش���كل ظاهرة �إل���ى الآن‪ ،‬لكنه عب���ارة عن تغيير‬ ‫وظائف‪ ،‬ب�سبب وجود عدد من الحوافز والمميزات‬ ‫المغرية التي تقدمه���ا بع�ض القطاعات الأخرى‪.‬‬ ‫الت�س���رب‪ ،‬من‬ ‫ولف���ت �إلى �أ�س���باب كثي���رة لهذا‬ ‫ّ‬ ‫�أهمها توافر برامج �إبتعاث لكثيرين من ال�شباب‬ ‫�إلى الخارج‪ ،‬و�إرتفاع مع���دل التوظيف الحكومي‬ ‫ب�س���بب ت�أ�س���ي�س عدد من الهيئ���ات والوزارات‪،‬‬ ‫التي بدورها ق ّدمت مميزات وحوافز �أف�ض���ل مما‬ ‫هو موجود لدى الم�صارف‪� ،‬إ�ضافة �إلى طرح عدد‬ ‫من �ش���ركات الت�أمي���ن وظائف بممي���زات عالية‪،‬‬ ‫والتح�سينات التي �سجلها رواتب الموظفين في‬ ‫�ش���جع الكثي���ر من موظفي‬ ‫القطاع الحكومي‪ ،‬ما‬ ‫ّ‬ ‫الم�صارف على الإلتحاق بها‪.‬‬ ‫�أظه����ر تقرير �ش����ركة "�إرن�س����ت �آن����د يونغ" حول‬ ‫�أن�ش����طة الإكتتابات في ال�شرق الأو�سط و�شمال‬ ‫�أفريقي����ا للرب����ع الأخي����ر م����ن ‪� 2012‬أن عائدات‬ ‫�أ�س����واق الم����ال الإقليمي����ة بلغ����ت نح����و ملياري‬ ‫دوالر ف����ي ‪ ،2012‬ب�إرتف����اع ن�س����بته ‪ 134‬ف����ي‬ ‫المئة‪ .‬و�أ�ش����ار �إلى �أن �شركات المنطقة �إختتمت‬ ‫تداوالتها في العام المن�ص����رم بعائدات �إجمالية‬ ‫بلغ����ت ‪ 339.8‬ملي����ون دوالر م����ن خ��ل�ال ثالثة‬ ‫�إكتتابات ف����ي الربع الأخير من العام الما�ض����ي‪،‬‬ ‫م�س����جلة �إرتفاع����ا ً كبي����را ً مقارنة بالفت����رة ذاتها‬ ‫م����ن ‪ 2011‬حين بلغ����ت ‪ 226.1‬مليون دوالر‪،‬‬ ‫ومقارن����ة بالربع ال�س����ابق حين بلغ����ت ‪252.3‬‬ ‫مليون دوالر‪.‬‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪55‬‬


‫البور�صات العربية والدولية‬

‫�أخبار �أ�سواق المال‬

‫العمالت‬

‫المؤشر‬

‫ال وجود للمال ال�سهل بعد الآن !‬ ‫الغرام ��ة الت ��ي دفعه ��ا م�ص ��رف "�أت� ��ش �أ�س بي‬ ‫�س ��ي" (‪ )HSBC‬تظه ��ر �أن هن ��اك ثمنا" يجب‬ ‫دفعه ج ّراء غ�ض الطرف عن الممار�سات غير‬ ‫القانونية‪.‬‬ ‫ف ��ي ركلة جزاء رائدة‪� ،‬أك ��د "�أت�ش �أ�س بي �سي"‬ ‫ب�أن ��ه �سيدف ��ع ال ��ى ال�سلط ��ات الأميركي ��ة ‪1.9‬‬ ‫ملي ��ار دوالر كغرامة في الت�سوية التي عقدها‬ ‫معها على غ�سل الأموال في ال�شهر الفائت‪.‬‬ ‫�إتف ��اق الت�سوية هو الأكبر في تاريخ الغرامات‬ ‫المفرو�ض ��ة على بنك ف ��ي العالم‪ ،‬وي�ؤكد على‬ ‫م ��دى �إنخراط الم�ص ��رف الدولي البريطاني‬ ‫ف ��ي الم�ساع ��دة عل ��ى غ�س ��ل �أم ��وال ع�صاب ��ات‬ ‫المخ ��درات ف ��ي �أمي ��ركا الالتيني ��ة‪ .‬وت�شم ��ل‬ ‫الت�سوي ��ة �أي�ض ��ا" �أن�شط ��ة "�أت�ش �أ� ��س بي �سي"‬ ‫ف ��ي م�ساع ��دة دول مثل �إي ��ران ‪ -‬الت ��ي ُو�ضعت‬ ‫عليه ��ا عقوب ��ات مالي ��ة و�إقت�صادي ��ة ‪ -‬عل ��ى‬ ‫التحاي ��ل عل ��ى التدابي ��ر التي م ��ن المفتر�ض‬ ‫�أن تك ��ون عقابي ��ة عندم ��ا فر�ضت لع ��دم �إلتزام‬ ‫الجمهوري ��ة الإ�سالمي ��ة المعايي ��ر الطبيعي ��ة‬ ‫للحوار والعمليات الدولية‪.‬‬

‫"نح ��ن نقب ��ل الم�س�ؤولي ��ة ع ��ن �أخطائن ��ا‬ ‫الما�ضية"‪ ،‬قال الرئي�س التنفيذي لمجموعة‬ ‫"�أت� ��ش �أ� ��س ب ��ي �س ��ي" �ستي ��وارت غاليف ��ر ف ��ي‬ ‫تعليق ��ه عل ��ى تفا�صي ��ل ت�سوي ��ة البن ��ك‪" .‬لقد‬ ‫قلن ��ا نحن ن�أ�سف ب�شدة بالن�سب ��ة �إليهم ونحن‬ ‫نفعل ذلك مرة �أخرى"‪.‬‬ ‫دعون ��ا ن�أم ��ل �أن يك ��ون غاليف ��ر �صادق ��ا" ف ��ي‬ ‫كلماته‪.‬‬ ‫وم ��ع ذل ��ك‪ ،‬ينبغي لتل ��ك البنوك الأخ ��رى �أن‬ ‫تننب ��ه وت�أخ ��ذ علم ��ا" ب�أنها لم تع ��د قادرة على‬ ‫الإف�ل�ات من العق ��اب �أو �أن تغ�ض الطرف عن‬ ‫المعام�ل�ات وتح ��ركات الأموال بي ��ن العمالء‬ ‫وح�ساب ��ات �أخ ��رى عندم ��ا تك ��ون هن ��اك مبالغ‬ ‫نقدية كبيرة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫عل ��ى م ��ر التاري ��خ‪ ،‬فق ��د تخف ��ت البن ��وك وراء‬ ‫عب ��اءة الخ�صو�صي ��ة‪� .‬أم ��ا الآن فل ��م يع ��د م ��ن‬ ‫الم�سم ��وح‪ ،‬ولي�س هناك مكان‪ ،‬لأموال يه ِّربها‬ ‫الر�ؤ�ساء‪� ،‬أو ي�سرقها الطغاة‪� ،‬أو تلك الآتية من‬ ‫مدمني المخدرات عن طريق تجار الكوكايين‬ ‫�أو المنقول ��ة بوا�سط ��ة بائعي ال�سجاد من �أجل‬

‫الربح على ح�ساب القانون الدولي‪.‬‬ ‫في ال�سنوات الأرب ��ع الما�ضية‪ ،‬ف�شل المجتمع‬ ‫الم�صرف ��ي الدولي ف ��ي الإ�ستجاب ��ة على نحو‬ ‫كاف لم�ستويات الدي ��ون المرتفعة‪ ،‬والتنظيم‬ ‫ال�ضعي ��ف‪ ،‬وقف ��ز عل ��ى �أقرب فر�ص ��ة من �أجل‬ ‫تحقي ��ق �أرب ��اح �سريع ��ة ف ��ي حي ��ن �أن الأعم ��ال‬ ‫و�أ�صح ��اب المن ��ازل والمقتر�ضي ��ن كان ��وا‬ ‫يكافح ��ون لدف ��ع المبالغ المتوجب ��ة المقبلة‪.‬‬ ‫هن ��اك �إلت ��زام �أخالق ��ي عل ��ى �أولئ ��ك الذي ��ن‬ ‫ي�شرف ��ون ويرع ��ون �أموالن ��ا للت�أك ��د م ��ن �أنهم‬ ‫يعمل ��ون في جميع الأوقات بما ال ي�شوبهم �أية‬ ‫�شائب ��ة‪ ،‬و�أنهم حذرون ف ��ي تعامالتهم عندما‬ ‫تك ��ون هناك حاجة الى ذل ��ك ‪ ،‬و�أن التجاوزات‬ ‫المالي ��ة من المجرمين والطغ ��اة ال ت�ستهلك‬ ‫الخطوط ال�سفلى للبنوك ‪.‬‬ ‫دع ��وا ه ��ذه الت�سوي ��ة تك ��ون تحذي ��را" ب�أن ��ه ال‬ ‫يوج ��د �ش ��يء يدع ��ى الم ��ال ال�سه ��ل و�أن هناك‬ ‫ثمن ��ا" يج ��ب �أن يدف ��ع �إذا ُغ� � ّ�ض الطرف عن‬ ‫التجاوزات المالية‪.‬‬ ‫لندن ‪ -‬عبد الحميد الفراتي‬

‫الفروف ال ي�ستبعد تح ّول اليوان عملة االحتياط الأولى في العالم‬ ‫لم ي�ستبعد وزي ��ر الخارجية الرو�سي �سيرغي‬ ‫الفروف �أن يبد�أ خالل ال�سنين الع�شر المقبلة‬ ‫الحدي ��ث عن تح ّول اليوان ال�صيني �إلى عملة‬ ‫االحتي ��اط الرئي�سة في العالم‪ .‬وقال الفروف‬ ‫في كلمة �ألقاها ف ��ي االجتماع الـ ‪ 20‬لمجل�س‬ ‫ال�سيا�س ��ة الخارجي ��ة والدفاعية ف ��ي مو�سكو‬ ‫الذي عقد ف ��ي ال�شهر الما�ض ��ي‪� ،‬إن العولمة‬ ‫�ص ّب ��ت في �صال ��ح العديد من ال ��دول النامية‬ ‫الت ��ي تم ّكنت من بن ��اء �صناعات حديثة ورفع‬ ‫م�ست ��وى معي�شة ال�س ��كان‪ ،‬بينما عانت الدولة‬ ‫المتق ّدم ��ة تراجع الإنت ��اج ال�صناعي وتق ّل�ص‬ ‫ن�سب ��ةالطبق ��ةالو�سط ��ىف ��يالمجتم ��ع‪.‬‬ ‫ونقل الوزير عن خب ��راء اقت�صاديين توقعهم‬ ‫بتح� � ّول ال�صين �إل ��ى دولة رائ ��دة �إقت�صادي ًا‬ ‫‪54‬‬

‫خ�ل�ال ال�سنوات الخم�س �أو ال�س ��ت المقبل ��ة‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف‪" :‬يب ��دو �أن الحديث عن تح ّول اليوان‬ ‫�إلى عملة الإحتياط الرئي�سة �سيبد�أ بعد ذلك"‪.‬‬ ‫وتو ّقع وزير الخارجية الرو�سي �أن تُك َّون �صورة‬ ‫جديدة مبدئي ًا للعالم خالل ال�سنين الع�شرين‬ ‫المقبلة‪ ،‬وق ��ال �إن هذا الأم ��ر �سيتطلب تغيير‬ ‫منظومة العالق ��ات الدولية‪ ،‬الفت ًا �إلى �أن هذه‬ ‫العملية �ستكون م�ؤلمة‪.‬‬ ‫وكان م�س� ��ؤول �إقت�صادي �صيني تو ّقع �أخيرا"‬ ‫�أن يقت ��رب حج ��م االقت�ص ��اد ال�صين ��ي عام‬ ‫‪ 2020‬م ��ن حج ��م االقت�ص ��اد الأميركي عام‬ ‫‪ ،2012‬و�أن يبل ��غ �إجمال ��ي النات ��ج المحل ��ي‬ ‫لل�صي ��ن �إل ��ى م ��ا بي ��ن ‪� 16‬إل ��ى ‪ 20‬تريليون‬ ‫دوالر‪.‬‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬

‫وزير الخارجية الرو�سي �سيرغي الفروف‬


‫ر�أي خبير‬

‫لبنان‪ :‬القطاع المصرفي مسؤول عن تحويل اإلقتصاد الى‪ ...‬خدماتي‬ ‫بقلم جا�سم عجاقة*‬

‫�إن �سيا�س ��ة الإقترا� ��ض التي �إعتمدتها‬ ‫الحكوم ��ات التي تعاقب ��ت على الحكم‬ ‫بعد �إنتهاء الحرب الإهلية في لبنان بهدف تحفيز‬ ‫و�ضع‪ ،‬على‬ ‫الإقت�صاد عبر م�شاريع بنيوية‪� ،‬أدت الى ٍ‬ ‫الأقل‪ ،‬غير �إعتيادي في الإقت�صادات المتطورة‪ .‬هذا‬ ‫الو�ض ��ع تم َّيز ب�أن الم�صارف اللبنانية �أ�صبحت من‬ ‫�أكث ��ر المقر�ضين للدولة اللبناني ��ة‪ .‬ومن العوامل‬ ‫التي �ساعدت على هذا الو�ضع ت�شدد م�صرف لبنان‬ ‫ب�سيا�سته الرقابية عبر �إ�صدار تعاميم تعك�س غيرة‬ ‫حاك ��م البن ��ك المرك ��زي عل ��ى القط ��اع الم�صرف ��ي‬ ‫ورغبته ف ��ي حمايته من مخاطر الأ�سواق المالية‪.‬‬ ‫ل ��ذا عدل ��ت البن ��وك اللبناني ��ة ع ��ن الإ�ستثم ��ار في‬ ‫تل ��ك الأ�س ��واق �آخذ َة ف ��ي الإعتبار مب ��د�أ رفع ن�سبة‬ ‫الم ��ردود الى المخاطر‪ .‬وكنتيجة لما �سبق �أقدمت‬ ‫ه ��ذه الم�صارف على �ش ��راء �سن ��دات خزينة الدولة‬ ‫اللبناني ��ة الأمر ال ��ذي جعلها ت�شكل الج ��زء الأكبر‬ ‫م ��ن محفظته ��ا المالي ��ة‪ .‬وكان لتعامي ��م م�ص ��رف‬ ‫لبن ��ان �أث ��ر �إيجاب ��ي م ��ن ناحي ��ة الم�ل�اءة بالن�سب ��ة‬ ‫ال ��ى هذه الم�صارف‪ .‬ف�أ�صبحت ال�سيولة تزيد �سنة‬ ‫ع ��ن �سنة ال ��ى حد و�صوله ��ا الى �أرق ��ام تاريخية لم‬ ‫تعرفها البنوك �سابقا"‪.‬‬ ‫وب�سب ��ب الأحداث الأمنية وال�سيا�سية التي ع�صفت‬ ‫بلبنان منذ �إنتهاء الحرب الأهلية‪ ،‬عمدت الم�صارف‬ ‫الى �إعتم ��اد �سيا�سة الإنكما�ش في القرو�ض وغابت‬ ‫ال ��ى حد كبير عن تمويل الإقت�صاد (الإ�ستثمارات)‬ ‫و�إكتف ��ت بتموي ��ل الإ�سته�ل�اك (�ش ��راء عق ��ارات‪،‬‬ ‫�سي ��ارات‪ .)...‬وبهذا تخ ّل ��ت عن دورها الأ�سا�سي من‬ ‫مم ��ول للإقت�صاد الى مموّل لدي ��ن الدولة ولعجز‬ ‫موازنتها‪.‬‬ ‫ونج ��د �أن تحلي ��ل �أرب ��اح الم�ص ��ارف اللبنانية ي�ؤدي‬ ‫الى تق�سيمه على النحو التالي‪:‬‬ ‫> فوائ ��د �سن ��دات الخزينة والتي ُتعتب ��ر عالية جداً‬ ‫اليوم (معدل و�سطي ‪)%8‬؛‬ ‫> العموالت على المعامالت الم�صرفية؛‬ ‫> وفوائد تمويل الإ�ستهالك‪.‬‬ ‫ه ��ذه الأرب ��اح ترافقت مع �إحتفاظ ه ��ذه الم�صارف‬ ‫بن�سبة �سيولة عالية ن�سبياً‪.‬‬ ‫وبالنظ ��ر ع ��ن كث ��ب ال ��ى فترة النم ��و الت ��ي �شهدها‬ ‫لبن ��ان (‪ )2010 – 2007‬والت ��ي بل ��غ خالله ��ا معد ًال‬ ‫و�سطي� �اً ن�سبت ��ه ‪ ،%8‬نالح ��ظ �أن الإ�ستثمارات كانت‬ ‫مموّلة ب�شكل رئي�س ��ي من �أموال المغتربين ولي�س‬ ‫الم�صارف كما يجب �أن يكون الو�ضع‪.‬‬ ‫�آخ ��ذة ف ��ي الإعتب ��ار ن�سب ��ة تعر�ضه ��ا للدي ��ن الع ��ام‬ ‫*‬

‫اللبنان ��ي‪� ،‬أقدمت الم�ص ��ارف اللبنانية على تو�سيع‬ ‫خدماتها جغرافياً‪ .‬ومن الطبيعي �أن تكون الجارة‬ ‫�سوري ��ا �أول البل ��دان الداخل ��ة �ضمن ه ��ذا التو�سع‪.‬‬ ‫فقامت هذه الم�صارف بفتح فروع لها هناك وبد�أت‬ ‫ب�إحت�ل�ال ق�سم من ال�س ��وق المحلية خ�صو�صا" مع‬ ‫ب ��دء تقل� ��ص دور الم�ص ��ارف الحكومي ��ة التابع ��ة‬ ‫للدول ��ة ال�سوري ��ة وبروز الم�ص ��ارف التجارية التي‬ ‫م ��ا لبث ��ت �أن �أ�صبح ��ت �سريع� �اً ركن� �اً �أ�سا�سي� �اً ف ��ي‬ ‫الإقت�صاد ال�سوري‪.‬‬ ‫وم ��ا ل ��م تفعل ��ه الم�صارف ف ��ي لبنان‪ ،‬قام ��ت بفعله‬ ‫ف ��ي �سوريا‪ ،‬حيث ب ��د�أت ب�إقرا�ض الأموال لم�شاريع‬ ‫�إ�ستثمارية لدرجة �أن هذه القرو�ض �أ�صبحت ُت�شكل‬ ‫ن�سب ��ة مهم ��ة م ��ن محفظ ��ة الم�ص ��ارف اللبناني ��ة‬ ‫الموجودة في �سوريا (ما يُقارب الـ ‪.)%10‬‬ ‫وم ��ع ب ��دء الأزمة المالية العالمية ف ��ي العام ‪،2008‬‬ ‫بد�أ الإقت�صاد اللبناني بالتراجع (مع فارق �سنة الى‬ ‫�سنتي ��ن ب�سبب تردد موج ��ات الأزمة في الإقت�صاد)‪.‬‬ ‫هذا التراجع كان �سببه الرئي�سي �إنخفا�ض الأموال‬ ‫المر�سل ��ة م ��ن قب ��ل المغتربي ��ن اللبنانيي ��ن‪ .‬و�أت ��ت‬ ‫الأزم ��ة ال�سوري ��ة لتزي ��د الو�ض ��ع �س ��وءاً‪ُ ،‬‬ ‫ف�ضرب ��ت‬ ‫م�صالح الم�صارف اللبنانية على م�ستويين‪:‬‬ ‫‪ -1‬تراج ��ع ن�سب ��ة �أعم ��ال الم�ص ��ارف اللبناني ��ة مع‬ ‫زي ��ادة ال�ضغوط ��ات الأميركي ��ة عليه ��ا عب ��ر فر� ��ض‬ ‫الإلتزام بالعقوبات على �سوريا و�إيران‪ .‬مما �ألزمها‬ ‫وق ��ف ق�سم كبي ��ر م ��ن المعامالت م ��ع فروعها في‬ ‫�سوريا‪.‬‬ ‫‪ -2‬تكوين م�ؤونات �ضخمة لكل القرو�ض الممنوحة‬ ‫ف ��ي �سوري ��ا بطل ��ب م ��ن حاكم م�ص ��رف لبن ��ان (ما‬ ‫ي ��وازي ‪ 400‬ملي ��ون دوالر �أميرك ��ي) وم ��ع �ضع ��ف‬ ‫الإ�سته�ل�اك‪ ،‬و�إنخفا� ��ض المعام�ل�ات الم�صرفي ��ة‪،‬‬ ‫وت�ش ��دد البن ��ك المرك ��زي ف ��ي تطبي ��ق التعامي ��م‪،‬‬ ‫ل ��م يب ��ق �أم ��ام الم�ص ��ارف الإ الأرب ��اح الناتج ��ة من‬

‫الفوائد عن �سندات الخزينة التي لم تعد ُت�ستخدم‬ ‫م ��ن قب ��ل الدول ��ة في الإقت�ص ��اد بل ف ��ي �سد خدمة‬ ‫الدي ��ن الع ��ام و�س ��د العج ��ز ف ��ي الخزين ��ة‪ .‬ويُمك ��ن‬ ‫هن ��ا تحميل الم�ص ��ارف اللبناني ��ة م�س�ؤولية هيكلة‬ ‫الإقت�ص ��اد اللبناني وتحويل ��ه الى �إقت�صاد خدماتي‬ ‫ل�ضع ��ف القرو� ��ض المعط ��اة للقطاعي ��ن الزراع ��ي‬ ‫وال�صناعي‪.‬‬ ‫وب ��د�أ الهبوط في �أرباح البن ��وك بالظهور في �أرقام‬ ‫الم�ص ��ارف‪ .‬فتقري ��ر بن ��ك ع ��ودة للف�ص ��ل الثان ��ي‬ ‫‪ ،2012‬ي�ؤك ��د ه ��ذا التراج ��ع �إذ �إنخف�ض ��ت الودائ ��ع‬ ‫والقرو� ��ض بن�سب ��ة كبيرة بين تم ��وز (يوليو) ‪2011‬‬ ‫وتم ��وز (يولي ��و) ‪ .2012‬وه ��ذا التراج ��ع لحظت ��ه‬ ‫وكال ��ة موديز للت�صني ��ف الإئتماني التي �أعلنت في‬ ‫بي ��ان لها �أن توقعاتها للنظ ��ام الم�صرفي في لبنان‬ ‫ال تزال �سلبية مبررة ذلك ب�أربعة عوامل‪:‬‬ ‫ توقعات �ضعف النمو الإقت�صادي‬‫ �ضع ��ف ثق ��ة الم�ستثمري ��ن ف ��ي العامي ��ن ‪ 2012‬و‬‫‪.2013‬‬ ‫ الإ�ضطرابات ال�سيا�سية المت�صاعدة ‪.‬‬‫ و�إرتف ��اع ن�سبة الم�ش ��اكل في القرو�ض في ال�سوق‬‫المحلي ��ة وف ��ي البل ��دان الت ��ي تمر بمرحل ��ة �إنتقال‬ ‫�سيا�سي �أو تباط�ؤ �إقت�صادي‪.‬‬ ‫و�أك ��دت الوكال ��ة �أن �إرتف ��اع الم�ؤون ��ات الت ��ي طلبها‬ ‫م�ص ��رف لبنان م ��ن الم�صارف اللبناني ��ة لمواجهة‬ ‫الخ�سائ ��ر المحتمل ��ة ب�سب ��ب الأزم ��ة ال�سورية‪ ،‬هي‬ ‫ال�سب ��ب الرئي�س ��ي لإنخفا� ��ض الربحي ��ة ال�صافي ��ة‬ ‫لهذه الم�صارف‪.‬‬ ‫ويمك ��ن مما تق ��دم �أن نقول �أن الم�شكل ��ة الأ�سا�سية‬ ‫تكمن في "نموذج العمل" �أو الـ ‪Business Model‬‬ ‫للم�ص ��ارف اللبنانية الذي لم ي�ستط ��ع �إفادتها من‬ ‫فت ��رات النمو الت ��ي �شهدها لبن ��ان لتطوير وتنويع‬ ‫�أعمالها‪ .‬ال بل على العك�س �أ�صبح مردود الم�صارف‬ ‫اللبناني ��ة يعتمد ب�شكل �أ�سا�سي على فوائد الأموال‬ ‫التي ُتقر�ضها للدول ��ة اللبنانية‪ ،‬التي بد�أت �أزمتها‬ ‫المالي ��ة ت�أخذ منحاً جديداً م ��ع عجز في الموازنة‬ ‫يبلغ ‪ 10,000‬مليار ليرة لبنانية‪.‬‬ ‫ل ��ذا ال ن ��رى كي ��ف يُمك ��ن للم�ص ��ارف اللبناني ��ة‬ ‫الإ�ستم ��رار ف ��ي هذا النه ��ج وهذا النم ��وذج‪ ،‬وهي ال‬ ‫تمول الم�شاريع الإ�ستثمارية التي وحدها �ست�سمح‬ ‫ف ��ي خل ��ق الث ��روات و�إع ��ادة النم ��و الإقت�ص ��ادي الى‬ ‫لبن ��ان‪ .‬ف ��ي كل الأحوال نتوقع �أن تظهر الأزمة في‬ ‫البن ��وك ال ��ى العلن عند بدء عج ��ز الدولة عن دفع‬ ‫الفوائد للمقر�ضين‬

‫بروفي�سور وخبير �إقت�صادي و�أ�ستاذ محا�ضر في الجامعة اللبنانية‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪57‬‬


JTCE

Le Nom Qu’il Faut Connaitre Au Maroc

JTCE Sarl est une société Marocaine des secteurs du bâtiment et travaux publics. Elle intervient dans la construction des bâtiments, des grands ouvrages et des infrastructures d'énergie (tertiaire, industriel, infrastructures) Pour Plus D’information: 67 angle Boulevard Hassan 1er, Casablanca, Maroc Tel: (212) 0664 501 319, Email: jtcesarl@gmail.com


‫قواع ��د جدي ��دة ح ��ول كيفية دخ ��ول البل ��دان الى‬ ‫منطق ��ة اليورو وتركها والعمل فيها‪ .‬حتى في ذلك‬ ‫الحين‪ ،‬و�ضع �سيا�س ��ة نقدية واحدة لمجموعة من‬ ‫الإقت�ص ��ادات ف ��ي مراح ��ل مختلفة م ��ن الإزدهار‬ ‫والك�س ��اد �سيك ��ون مهم ��ة ال يح�سد عليه ��ا‪ .‬تحتاج‬ ‫�إقت�ص ��ادات منطق ��ة الي ��ورو �إلى ح ّي ��ز �أقرب من‬ ‫التواف ��ق كي ت�ستطيع العم ��ل كما هو مخطط لها ‪-‬‬ ‫وهذا لي�س من المرجح �أن يحدث في ‪. 2013‬‬ ‫‪ -2‬في بريطانيا‪ :‬في الوقت عينه‪ ،‬ف�إن الأ�سواق‬ ‫�ستراقب �أول تح ��ركات مارك كارني محافظ بنك‬ ‫�إنكلترا المرك ��زي الجديد‪ .‬الحاكم ال�سابق للبنك‬ ‫المرك ��زي الكن ��دي و�أح ��د الم�س�ؤولي ��ن ال�سابقين‬ ‫في م�ص ��رف غولدم ��ان �ساك�س يحظ ��ى ب�إحترام‬ ‫الم�ستثمري ��ن‪ ،‬لكن ��ه يواجه و�ضعا" �أكث ��ر �صعوبة‬ ‫في بريطاني ��ا‪ ،‬التي تعيقها حالي ��ا" �سيا�سة مالية‬ ‫مت ��رددة‪ ،‬من كندا التي عرف ��ت طفرة في الموارد‬ ‫عندم ��ا ُع ِّي ��ن محافظ ��ا" لبنكه ��ا المرك ��زي‪ .‬في‬ ‫الواق ��ع‪� ،‬إنه �سوف يعمل في بيئة �أقرب �إلى بيئة بن‬

‫برنانكي‪ ،‬رئي�س مجل�س البنك الإحتياطي الإتحادي‬ ‫الأميركي (البنك المركزي الأميركي)‪ ،‬الذي كان‬ ‫علي ��ه �أن يتعامل معها في الواليات المتحدة‪ ،‬حيث‬ ‫من ��ع الجمهوريون في الكونغر� ��س التحفيز المالي‬ ‫في الوقت الذي تكافح البالد للتعافي‪ .‬وقد �إ�ضطر‬ ‫برنانك ��ي ال ��ى �إتخ ��اذ تدابي ��ر �إ�ستثنائي ��ة لإنجاز‬ ‫يتوجب‬ ‫تفوي� ��ض بنك الإحتياط ��ي الإتحادي؛ ق ��د ّ‬ ‫عل ��ى كارني �أي�ضا" �أن يكون مبدعا" وخالقا" في‬ ‫لندن‪� ،‬إذ ان ��ه بالت�أكيد �سيكون هناك لفترة �صعبة‬ ‫طويلة‪.‬‬ ‫‪ -3‬ف��ي بن��ك االحتياط��ي الإتح��ادي‬ ‫الأميركي‪ :‬ي ��د�أ الم�ستثم ��رون بالفعل يت�ساءلون‬ ‫منذ الآن‪ :‬م ��ن �سيحل محل برنانكي عندما تنتهي‬ ‫فت ��رة واليته ف ��ي كان ��ون الثاني (يناي ��ر) ‪2014‬؟‬ ‫يم ��ر بن ��ك الإحتياطي الإتح ��ادي حالي ��ا" ببع�ض‬ ‫التح ��والت ف ��ي ال�سيا�س ��ة‪ ،‬بعدما ق ��رر �إ�ستهداف‬ ‫م�ست ��وى البطال ��ة المرتف ��ع وكذل ��ك عتب ��ة الح ��د‬ ‫الأق�ص ��ى لمعدل الت�ضخم‪� .‬إن ��ه من غير المحتمل‬

‫من �ش�أن �إ�صالح قانوني‬ ‫وتنظيمي �شامل في ال�صين الذي‬ ‫ي�ضع المزيد من ال�شفافية ويعزز‬ ‫ويح�سن حماية‬ ‫حقوق الملكية‬ ‫ِّ‬ ‫الم�ستثمرين �أن يكون الطريق الى‬ ‫النمو الجديد‬ ‫من الم�ؤكد �أن �شيئا"‬ ‫ما �سيحدث في منطقة ال�شرق‬ ‫الأو�سط و�سوف ي�ؤثر على الإقت�صاد‬ ‫العالمي في ‪ 2013‬فالو�ضع في �سوريا‬ ‫وم�صر ما زال متقلبا" وفي العراق ه�شا"‬ ‫وتبدو �إ�سرائيل ولبنان و�إيران دائما"‬ ‫جاهزة للإنفجار‬

‫�أن يتغي ��ر تع ّهد بنك الإحتياط ��ي الإتحادي ب�إبقاء‬ ‫�أ�سع ��ار الفائ ��دة منخف�ض ��ة حت ��ى ‪ � ،2015‬اّإل �إذا‬ ‫�إنتع� ��ش الإقت�ص ��اد العالمي فج�أة‪ .‬ولك ��ن الرئي�س‬ ‫الجدي ��د (�أو الرئي�س ��ة!) �سوف يح� �دّد ما �إذا كان‬ ‫عل ��ى بنك االحتياطي الإتح ��ادي توطيد �أول تغيير‬ ‫كبي ��ر في ال�سيا�س ��ة النقدية منذ تول ��ى بول فولكر‬ ‫حاكمية البنك في ‪. 1979‬‬ ‫‪ -4‬العج��ز في الموازن��ة الأميركية‪ :‬بعدما‬ ‫تو�ص ��ل مجل�س ��ا الكونغر� ��س ال ��ى ت�سوي ��ة اللحظة‬ ‫الأخيرة بالن�سبة الى "الهاوية المالية"‪� ،‬سوف تجد‬ ‫الوالي ��ات المتحدة و�سيلة للت�أكد م ��ن عدم �إرتفاع‬ ‫ال�ضرائ ��ب على غالبي ��ة �أ�سر الطبق ��ة المتو�سطة‪،‬‬ ‫و�أي�ض ��ا" لتجنب خف�ض الإنفاق التع�سفي في بع�ض‬ ‫الدوائر الحكومي ��ة‪ .‬بعد ذلك‪� ،‬سوف يظل العجز‪.‬‬ ‫وكما قال بع�ض الإقت�صاديي ��ن‪� ،‬إن الق�ضية لي�ست‬ ‫كبي ��رة ج ��دا" وال �صعب ��ة للغاي ��ة لل�سيط ��رة عليها‬ ‫كم ��ا يرغ ��ب بع� ��ض ال�سيا�سيين �أن يعتق ��د ال�شعب‬ ‫الأميركي‪ .‬وبمجرد �أن ينجل ��ي ال�ضباب الخطابي‬ ‫ف� ��إن الأ�سواق م ��ن المرجح �أن ت�شع ��ر براحة �أكبر‬ ‫بالن�سب ��ة الى الو�ضع المالي في البالد واال�ستجابة‬ ‫وفقا" لذلك‪.‬‬ ‫‪ -5‬الياب��ان‪ :‬ه ��ل �أن البنك المرك ��زي الياباني‬ ‫محظ ��وظ لأنه تح ��ت �سيط ��رة ال�سيا�سيين؟ ربما‪،‬‬ ‫لأن رئي� ��س الحكومة �شينزو �آبي يب ��دو �أنه الوحيد‬ ‫ال ��ذي لديه خطة ل�صدمة �إقت�صاد البالد و�إنعا�شه‬ ‫و�إعادت ��ه �إل ��ى الحي ��اة م ��رة �أخرى‪ ،‬عل ��ى طريقة‬ ‫الدكت ��ور فرانك�شتاي ��ن‪ .‬لقد رحب ��ت الأ�سواق بفوز‬ ‫حزب ��ه في االنتخاب ��ات في وقت �ساب ��ق من ال�شهر‬ ‫الفائ ��ت‪ ،‬ولك ��ن جزءا" م ��ن برنامج ��ه الإنتخابي‬ ‫كان موقف ��ا" �أكث ��ر ت�شددا" بالن�سب ��ة الى ال�صين‬ ‫والنزاع ��ات الإقليمي ��ة على الأرا�ض ��ي في محيط‬ ‫الياب ��ان‪ .‬م ��ن حي ��ث �صح ��ة الإقت�ص ��اد العالمي‪،‬‬ ‫يمك ��ن لت�أجي ��ج ال�صراع ف ��ي �شرق �آ�سي ��ا �أن يلغي‬ ‫�أي ��ة مكا�سب يحققها "�آبي" ف ��ي البالد‪ .‬هنا ن�أمل‬ ‫�أن يت ��رك الخطاب القومي ف ��ي الحملة الإنتخابية‬ ‫جانبا"‪ ،‬وير ّكز على رفع م�ستوى معي�شة ناخبيه‪.‬‬ ‫‪ -6‬ال�صي��ن‪ :‬يتمتع قادة ال�صي ��ن الجدد ب�سلطة‬ ‫�أكث ��ر بكثير من "�آبي" في الياب ��ان لإعادة ت�شكيل‬ ‫وهيكل ��ة الإقت�صاد‪ ،‬ولك ��ن‪ ،‬على العك� ��س منه‪ ،‬لم‬ ‫ي�شي ��روا ال ��ى �أي ��ة تغيي ��رات مفاجئة‪ .‬وم ��ع ذلك‪،‬‬ ‫لديهم تحديات كبي ��رة م�ستقبلية‪ :‬الحد من فرط‬ ‫الإ�ستثم ��ار‪ ،‬وت�شجي ��ع وبن ��اء الطل ��ب عل ��ى ال�سلع‬ ‫والخدم ��ات في ال�سوق المحلية‪ ،‬وتحول الرنمينبي‬ ‫�إل ��ى عملة قابلة للتحويل‪ ،‬والحد من الإ�ضطرابات‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪59‬‬


‫�أ�سواق المال‬

‫العام الجديد‬

‫هل ينتع�ش الإقت�صاد العالمي ومعه الأ�سهم وال�سندات هذا العام ؟‬

‫ٌ‬ ‫مواضيع تسعة من شأنها أن ِّ‬ ‫تحرك األسواق في ‪2013‬‬ ‫من عج��ز الموازنة في �أميركا الى‬ ‫الإ�ضطرابات في ال�شرق الأو�سط‪،‬‬ ‫من الق�ضايا الت��ي يمكن �أن يكون‬ ‫له��ا �أكب��ر الأث��ر عل��ى الأ�س��واق‬ ‫المالي��ة وبالتال��ي عل��ى الإقت�صاد‬ ‫العالمي في العام الجديد‪.‬‬

‫لندن ‪ -‬كميل العجوز‬ ‫�إذا كان ‪ 2012‬ع ��ام "الهاوية المالية"‬ ‫في الواليات المتحدة وعمليات الإنقاذ‬ ‫غير المح ��دودة في �أوروبا‪ ،‬كي ��ف �سيكون ‪2013‬؟‬ ‫لي�س م ��ن ال�سهل �أبدا" تنب�ؤ التوقعات الإقت�صادية‬ ‫والمالية ‪ -‬ونحن عادة نتم�سك بالتنوع والتغييرات‬ ‫الطويل ��ة الأجل ‪ -‬ولكن في ما يلي بع�ض الموا�ضيع‬ ‫التي ق ��د ت�ؤثر ف ��ي الأ�سواق العالمي ��ة خالل العام‬ ‫الجديد‪ ،‬للأف�ضل �أو للأ�سو�أ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ف��ي منطق��ة الي��ورو‪ :‬كان ال�شخ�ص الذي‬ ‫�ساع ��د على تهدئة الأ�سواق في ‪ 2012‬على الأرجح‬

‫�أحداث �سوريا‪ :‬لها ت�أثير على الأ�سواق‬

‫‪58‬‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬

‫ماريو دراجي‪ ،‬الذي �أ�صبح رئي�س البنك المركزي‬ ‫الأوروب ��ي قبل عام فق ��ط‪ .‬في بي ��ان واحد ق�صير‬ ‫‪ -‬تخللت ��ه الجملة "�ضمن واليتن ��ا �سيكون البنك‬‫المرك ��زي الأوروب ��ي على �إ�ستع ��داد للقيام بكل ما‬ ‫يلزم للحفاظ عل ��ى اليورو و�صدقوني �سيكون ذلك‬ ‫كافي ��ا" ‪ --‬تب ّن ��ى الحف ��اظ عل ��ى منطق ��ة اليورو‬ ‫موح ��دة معا" على �أ�سا�س طبع ما يلزم من النقود‬ ‫ل�ش ��راء �سندات دوله ��ا‪ .‬وال�س�ؤال هو م ��ا �إذا كانت‬ ‫م�صداقيت ��ه �ست�ستم ��ر �سنة �أخرى‪ .‬حت ��ى لو كانت‬ ‫الموح ��دة في م�أم ��ن في الوق ��ت الراهن‪،‬‬ ‫العمل ��ة ّ‬ ‫ف�إنه ��ا لن تك ��ون �أق ��وى �إذا لم يتمك ��ن دراجي من‬ ‫�إجب ��ار وزراء المالي ��ة بالقب ��ول والموافق ��ة عل ��ى‬


‫�أ�سواق المال‬

‫¶‬

‫العالم الجديد‬

‫رئي�س البنك الأوروبي المركزي ماريو دراجي‪:‬‬ ‫هل يحافظ على �صدقيته في هذا العام ؟‬

‫محاظ البنك المركزي الأميركي بن برنانكي‪:‬‬ ‫من يخلفه؟‬

‫رئي�س حكومة اليبان �شينزو �آبي‪:‬‬ ‫عنده خطة �إنقاذ فهل تنجح؟‬

‫المدني ��ة‪ ،‬و�إدارة الإحتياط ��ات الأجنبية ال�ضخمة‬ ‫مع تب ��ادل عمالت و�أ�سعار فائدة غي ��ر م�ؤكدة الى‬ ‫ح ��د كبير‪ .‬والعديد من ه ��ذه الم�شاكل �سوف يجد‬ ‫طريق ��ه ال ��ى الح ��ل‪� ،‬أو على الأق ��ل �أن يك ��ون �أقل‬ ‫�إلحاح ��ا" و�ضغطا"‪� ،‬إذا �إ�ستطاع القادة الجدد �أن‬ ‫يطلقوا العنان لم�صدر جدي ��د للنمو الإقت�صادي‪.‬‬ ‫ومن �ش�أن �إ�ص�ل�اح قانوني وتنظيم ��ي �شامل الذي‬ ‫ي�ضع المزيد من ال�شفافية‪ ،‬ويعزز حقوق الملكية‪،‬‬ ‫ويح�س ��ن حماية الم�ستثمرين �أن يكون الطريق الى‬ ‫ّ‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫‪ -7‬منطقة ال�شرق الأو�سط و�شمال �إفريقيا‪:‬‬ ‫م ��اذا �سيحدث في منطقة ال�شرق الأو�سط و�شمال‬ ‫�إفريقيا‪ ،‬وكي ��ف �ست�ؤثر على الإقت�ص ��اد العالمي؟‬ ‫ال �أح ��د يع ��رف‪ ،‬ولك ��ن م ��ن الم�ؤك ��د �أن �شيئا" ما‬ ‫�سيح ��دث في ال�ش ��رق الأو�سط‪ ،‬و�س ��وف ي�ؤثر على‬ ‫الإقت�ص ��اد العالم ��ي ف ��ي ‪ .2013‬ال ي ��زال الو�ض ��ع‬ ‫ف ��ي �سوريا وم�ص ��ر متقلبا"‪ ،‬وفي الع ��راق ه�شا"‪،‬‬ ‫وتب ��دو �إ�سرائي ��ل ولبن ��ان و�إيران دائم ��ا" جاهزة‬ ‫للإنفج ��ار‪ .‬الإهتمام الرئي�س للق ��وى الإقت�صادية‬ ‫الكب ��رى الآن يكمن في الإحت ��واء – كيفية �إيقاف‬ ‫�أي حريق في المنطقة من عرقلة التجارة والنمو‪.‬‬ ‫ولكن هن ��اك الإيجابيات �أي�ضا"‪ .‬بمجرد �إ�ستقرار‬ ‫م�صر يمك ��ن �إعادة �إقت�صادها‪ ،‬يمك ��ن �أن ت�صبح‬ ‫ق ��وة �إقليمية‪ :‬بلد يعد �أكثر م ��ن ‪ 83‬مليون �شخ�ص‬ ‫بمعدل نمو �أكثر م ��ن ‪ 6‬في المئة �سنويا"‪ .‬الأ�سهم‬ ‫الم�صري ��ة‪ ،‬التي ينبغي �أن تك ��ون م�ؤ�شرا" رئي�سا"‬ ‫للنمو الإقت�صادي‪ ،‬ب ��د�أت بالفعل في ال�صعود قبل‬ ‫الت�صويت على الد�ستور �أخيرا‪".‬‬

‫‪� -8‬أ�سع��ار ال�سلع‪ :‬الحقيقة �أن العودة �إلى النمو‬ ‫ب�شكل �أ�سرع يعني حتما" العودة �إلى �إرتفاع �أ�سعار‬ ‫الغذاء والوق ��ود والموارد الطبيعي ��ة والمعادن‪ .‬ال‬ ‫يج ��ب على الإقت�ص ��اد العالم ��ي �أن ينتع�ش كثيرا"‬ ‫ك ��ي ترتف ��ع الأ�سع ��ار‪ ،‬لأن الطل ��ب يزي ��د غالب ��ا"‬ ‫ب�سرع ��ة �أكبر من قدرة العر�ض عل ��ى الإ�ستجابة‪.‬‬ ‫كنا نرى �أ�سعار المحا�صيل عالية بما يكفي لي�سبب‬ ‫ال�شغ ��ب كل ب�ض ��ع �سن ��وات حت ��ى الآن‪ ،‬و�سي�سعى‬ ‫الم�ستثم ��رون �إلى ال�ش ��ركات التي من المرجح �أن‬ ‫تع ��زز الأرباح ‪� -‬س ��واء في المحا�صي ��ل الزراعية‬

‫�أو عملي ��ات الإ�ستخ ��راج ‪� -‬أو الإتي ��ان ببدائل من‬ ‫الم ��وارد غي ��ر الكافية والناق�صة ف ��ي المعرو�ض‪،‬‬ ‫مثل النحا�س والأتريات النادرة‪ .‬تلك هي عمليات‬ ‫عل ��ى الم ��دى الطوي ��ل‪ ،‬عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أننا ال‬ ‫ن�ستطي ��ع الإعتم ��اد على الإبتكار ف ��ي حل النق�ص‬ ‫على المدى القريب‪.‬‬ ‫‪ -9‬التكامل المالي‪ :‬كل يوم‪ ،‬تزيد الإقت�صادات‬ ‫النا�شئ ��ة �إرتباط ��ا" وثيقا" �أكث ��ر بالنظام المالي‬ ‫العالمي‪ .‬ه ��ذه الإقت�صادات هي م ��ن بع�ض �أ�سرع‬ ‫المناطق نموا" ف ��ي العالم‪ ،‬ولكن لي�س من ال�سهل‬ ‫دائم ��ا جذب الأجانب �إليها‪ .‬رغ ��م ذلك �إن �إرتفاع‬ ‫�إ�ص ��دارات الأ�سه ��م وال�سن ��دات ب ��د�أت تفتح هذه‬ ‫الأ�سواق تدريجا"‪ ،‬وتجذب المال من جميع �أنحاء‬ ‫العال ��م ب�إتاحته ��ا لفر� ��ص مربح ��ة‪ .‬وق ��د �إرتفعت‬ ‫�إ�ص ��دارات �سن ��دات الدي ��ن ف ��ي البل ��دان النامية‬ ‫ب�إطراد في ال�سنوات القليلة الما�ضية حتى مع كفاح‬ ‫الإقت�صاد العالمي للنمو‪ ،‬و�سندات ال�صناديق التي‬ ‫تغطي الأ�سواق النا�شئة كان �أدا�ؤها جيدا" للغاية‪.‬‬ ‫هذا االتجاه لدي ��ه الكثير من القابلية ليعمل �أكثر‪،‬‬ ‫وهذا لي�س من قبيل الم�صادفة‪� :‬إعطاء المليارات‬ ‫م ��ن العمال ف ��ي البلدان النامية فر� ��ص الح�صول‬ ‫على ر�أ�سم ��ال جديد ‪ -‬في هذه الحالة‪ ،‬عن طريق‬ ‫جلب الأم ��وال الأجنبية للم�ساعدة في ذلك ‪ -‬كان‬ ‫واحدا" من �أف�ض ��ل الطرق لجعلهم �أكثر �إنتاجية‪،‬‬ ‫وم�ساعدتهم على ك�سب �أجور �أعلى وزيادة الإنفاق‬ ‫الخا�ص ��ة بهم‪� .‬إذا حدث ذل ��ك في ‪� ،2013‬سيكون‬ ‫الو�ض ��ع �أف�ض ��ل ف ��ي ‪ ،2014‬و‪ ،2015‬وكل عام بعد‬ ‫ذلك‬

‫تحتاج �إقت�صادات منطقة‬ ‫اليورو �إلى ح ّيز �أقرب من التوافق‬ ‫كي ت�ستطيع العمل كما هو مخطط‬ ‫لها ‪ -‬وهذا لي�س من المرجح‬ ‫�أن يحدث في ‪2013‬‬ ‫على محافظ بنك �إنكلترا‬ ‫المركزي الجديد مارك كارني‬ ‫�أن يكون مبدعا" وخالقا" في لندن‬ ‫�إذ انه بالت�أكيد �سيكون هناك لفترة‬ ‫�صعبة طويلة‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪61‬‬


NO RELUCTANCE IN SEEKING HOT ISSUES

No Hesitation In Telling Hard Truth Ad-Diplomasi News Report monthly distributes critical analysis of events in the Arab world and the Middle East, to its subscribers among the top Arab decision makers, government officials, diplomats, journalists and business leaders. Ad-Diplomasi News Report analysis goes beyond the event, to provide the information and assessments needed to understand intelligently what is going on, in the ever changing Middle East political, military and economic scene. Ad-Diplomasi News Report’s writers have an impeccable reputation as experts in Arab affairs and, their work is widely quoted by the international media. Ad-Diplomasi News Report is published from LONDON in Arabic as well as in English by Focus Press (UK) Limited. P.O.Box: 138, Chelsea, London, SW3 6BH ENGLAND Tel: +44 (0) 20 72861372 Fax: +44 (0) 20 72661479 E-mail: ad-diplomasi@btconnect.com Website: http: //www.ad-diplomasi.com

Founded in 1996. Editor Raymond Atallah.


‫بإيجاز‬

‫قطر قد تخ ِّف�ض مبيعات الغاز في ال�سوق الفورية‬ ‫�أف ��اد تقري ��ر �أ�صدره "بن ��ك قطر الوطني" ب�أن قطر ق ��د تخف�ض ن�سبة مبيعاتها م ��ن الغاز الطبيعي‬ ‫الم�س ��ال ف ��ي ال�سوق الفورية م ��ن �إجمالي مبيعاته ��ا خالل الأع ��وام المقبلة‪ ،‬غي ��ر �أن المتاح لديها‬ ‫للأ�س ��واق الفوري ��ة �سيظ ��ل �أكثر مم ��ا كان عليه قب ��ل �سنة‪ .‬و�أو�ض ��ح "بنك قطر الوطن ��ي" �أن حجم‬ ‫المبيع ��ات ل�صاح ��ب �أكبر عر�ض �إرتفع �إلى نح ��و ‪ 28‬في المئة من الإنتاج القط ��ري العام الما�ضي‪،‬‬ ‫ف ��ي مقاب ��ل ت�سعة في المئة ع ��ام ‪ 2010‬و�أقل من ذلك في الأعوام ال�سابق ��ة‪ ،‬في وقت رفعت خطوط‬ ‫الإنتاج الجديدة �إجمالي الطاقة الإنتاجية �إلى ‪ 77‬مليون طن في �أوائل عام ‪ .2011‬غير �أن مخاوف‬ ‫قطر من عدم �إيجاد عدد كاف من الم�شترين بعقود طويلة الأجل تبددت �إلى حد كبير بعدما دفعت‬ ‫كارث ��ة فوكو�شيم ��ا النووية في اليابان �أوائل عام ‪ 2011‬بع�ض ال ��دول �إلى الإبتعاد عن الطاقة النووية‬ ‫والإتج ��اه �إلى الغاز‪ ،‬ووقعت �إتفاقات عدة منذ ذلك الحين ف�ض ًال عن �إتفاقات �أخرى محل تفاو�ض‪،‬‬ ‫ما �سيق ّل�ص ح�صة الأ�سواق الفورية من �إجمالي ال�صادرات‪.‬‬ ‫وج ��اء في في مذك ��رة بحثية �أ�صدرها الم�صرف "في الفترة من عام ‪� 2014‬إلى عام ‪ ،2021‬ثمة ‪16‬‬ ‫في المئة من الإنتاج ال تغطيها اتفاقات المبيعات والإنتاج القائمة ويحتمل �أن تكون متاحة للبيع في‬ ‫الأ�س ��واق الفوري ��ة"‪ .‬و�أ�ضاف "في حال �أثمرت المحادثات مع الم�شتري ��ن الجدد المحتملين ومنهم‬ ‫الهن ��د وباك�ستان وتركيا �إبرام ًا لعقود طويلة الأجل‪ ،‬ف�إن ذلك �سي�ستلزم الإبقاء على ن�سبة المبيعات‬ ‫المخ�ص�صة للأ�سواق الفورية من الغاز القطري دون ‪ 16‬في المئة"‪.‬‬

‫ال�سعودية والإمارات تت�صدران قطاع الطاقة المتجددة في المنطقة‬ ‫توقع تقري ��ر �أن تقود ال�سعودية والإمارات قطاع‬ ‫تولي ��د الطاق ��ة المتجددة على م�ست ��وى منطقة‬ ‫ال�شرق الأو�سط و�شمال �أفريقيا‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار تقري ��ر �أ�صدرت ��ه �شرك ��ة "�إرن�س ��ت �أند‬ ‫يون ��غ" �أن ال�سعودي ��ة والإمارات‪ ،‬الت ��ي �أ�ضيفت‬ ‫حديث� � ًا �إلى م�ؤ�شره ��ا الدول ��ي لجاذبية الطاقة‬ ‫المتجددة‪ ،‬تج�سدّان القدرات المتنامية لقطاع‬ ‫الطاق ��ة النظيفة في المنطقة‪ ،‬ف ��ي ظل �إعالن‬ ‫�صانعي القرار ف ��ي البلدين بالفعل عن �أهداف‬ ‫طموحة في هذا القطاع المتنامي‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار التقرير �إلى �أن منطق ��ة ال�شرق الأو�سط‬ ‫�شهدت نمو ًا كبي ��ر ًا في �إ�ستهالك الطاقة خالل‬ ‫ال�سن ��وات الخم�س الما�ضي ��ة‪ ،‬ليرتفع بن�سبة ‪22‬‬ ‫في المئة بي ��ن عام ��ي ‪ 2007‬و‪ .2011‬ومن غير‬ ‫المتوق ��ع �أن يتباط� ��أ �إ�سته�ل�اك الطاق ��ة خالل‬ ‫الأع ��وام الخم�س ��ة المقبلة في ظ ��ل توقعات نمو‬ ‫يزي ��د معدل ��ه عل ��ى ‪ 10‬ف ��ي المئ ��ة ف ��ي ال�شرق‬ ‫الأو�سط‪.‬‬ ‫وق ��ال رئي�س ق�س ��م خدمات التقني ��ات النظيفة‬ ‫في "�إرن�ست �أند يونغ" لمنطقة ال�شرق الأو�سط‬ ‫و�شم ��ال �أفريقي ��ا نمر �أب ��و علي‪" :‬ع ��زز الطلب‬ ‫المتنام ��ي عل ��ى الطاق ��ة ف ��ي ال ��دول النا�شئ ��ة‬

‫مدينة "م�صدر" للطاقة المتجددة في الإمارات‬

‫الإ�ستثم ��ار الحكوم ��ي ف ��ي الطاق ��ة النظيف ��ة‪،‬‬ ‫وتحظ ��ى المملكة العربي ��ة ال�سعودية والإمارات‬ ‫وب�سجل‬ ‫بدعم من المبادرات الحكومية القوية‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫حاف ��ل في مج ��ال البني ��ة التحتية للطاق ��ة‪� ،‬إلى‬ ‫جانب تمتعها ب�أ�سواق مالية قوية"‪.‬‬ ‫�درات‬ ‫و�أ ّك ��د التقري ��ر �أن ال�سعودي ��ة تتمت ��ع بق � ٍ‬ ‫ج ّي ��دة لتوليد الطاق ��ة بوا�سطة الري ��اح في ظل‬ ‫تواف ��ر رياح كاملة الق ��وة لنحو ‪� 4.9‬ساعات في‬ ‫اليوم‪ ،‬ويعتبر هذا المع ��دل من �أعلى المعدالت‬ ‫عل ��ى م�ستوى منطق ��ة ال�شرق الأو�س ��ط و�شمال‬ ‫�أفريقيا‪.‬‬

‫�أكد وزير النفط العراقي‪ ،‬عبد الكريم لعيبي‪،‬‬ ‫�أن العراق الذي تت�سارع �صادراته من الخام ب�أعلى‬ ‫وتي���رة في العال���م‪ ،‬يتوق���ع مزيداً من المكا�س���ب‬ ‫ال�س���ريعة ف���ي العام الجدي���د مع قيام ال�ش���ركات‬ ‫الأجنبي���ة بزيادة الإنتاج �ص���وب �أعلى م�س���توياته‬ ‫على الإطالق‪ .‬وبلغت التدفقات ‪ 3.4‬ملون برميل‬ ‫يومي���ا ً‪ ،‬مرتفعة نحو مليون برميل يوميا ً عما كانت‬ ‫عليه���ا عندم���ا بد�أت ال�ش���ركات العم���ل قبل ثالث‬ ‫�س���نوات‪ ،‬ما �س���مح للعراق بتخطي �إيران لي�ص���بح‬ ‫ثان���ي �أكبر منتج ف���ي منظمة "�أوب���ك"‪ .‬وقال وزير‬ ‫النف���ط العراق���ي‪" :‬ن�س���تهدف الو�ص���ول بالإنتاج‬ ‫ع���ام ‪� 2013‬إل���ى ‪ 3.7‬ماليين برمي���ل يوميا ً في‬ ‫المتو�س���ط"‪� ،‬أي �أق���ل بقلي���ل م���ن �أعلى م�س���توى‬ ‫على الإطالق الذي بل���غ ‪ 3.8‬ماليين برميل يوميا ً‬ ‫و�س���جل عام ‪ ."1979‬ويتوقع �أن تبلغ ال�ص���ادرات‬ ‫‪ 2.9‬مليوني���ن برمي���ل يومي���ا ً ت�ش���مل ‪� 250‬ألف‬ ‫برميل يوميا ً من حكومة �إقليم كرد�ستان‪.‬‬ ‫توق���ع م�س����ؤولون ف���ي قط���اع النف���ط‪ ،‬ان ترتفع‬ ‫واردات ال�ص���ين من النفط الخام ال�س���عودي بنحو‬ ‫‪ %11‬في ‪� 2013‬أي بمعدل نمو �أ�سرع من ‪،2012‬‬ ‫و�سط توقعات ب�إنتعا�ش �إقت�صادي وزيادة الطلب‬ ‫على الوقود‪ .‬ومن المتوقع‪� ،‬أن ت�س���تورد ال�ص���ين‬ ‫ثاني �أكبر م�س���تهلك للنفط الخ���ام في العالم نحو‬ ‫‪ 1.77‬ملي���ون برمي���ل يوميا" من ال�س���عودية في‬ ‫ال�سنة الجديدة بزيادة ‪ 120‬الف برميل يوميا" عن‬ ‫الكميات المن�صو�ص عليها في العقود في ال�سنة‬ ‫الراحلة‪ .‬وت�س���تند البيانات �إلى تقديرات م�ص���ادر‬ ‫من القطاع على �صلة مبا�شرة ب�أو�ضاع الإمدادات‪.‬‬ ‫في خطوة تواكب خطط دول مجل�س التعاون الخليجي‬ ‫ال�س���ت في �ش����أن خف�ض الإنبعاثات ال�ضارة‪ ،‬علمت‬ ‫"�أ�س���واق العرب" �أن "منظمة الخليج لال�ست�ش���ارات‬ ‫ال�صناعية" (جويك) �إ�ستطاعت عبر "برنامج المعونة‬ ‫الفنية ال�صناعية" خالل ال�سنوات الخم�س الما�ضية‪،‬‬ ‫�أن ت�ساهم في خف�ض �إنبعاث ثاني �أوك�سيد الكربون‬ ‫ف���ي قطاع المع���ادن بمعدل ‪ 744‬طن���ا ً‪ ،‬وفي قطاع‬ ‫التعبئة والتغليف بنحو ‪� 709‬أطنان‪.‬‬ ‫و�أعل���ن الأمي���ن الع���ام ل���ـ «جوي���ك» عب���د العزيز‬ ‫العقيل في ت�صريح �صحافي‪� ،‬أن المنظمة و�ضعت‬ ‫اللم�س���ات الأخيرة عل���ى �إ�ص���دارها الجديد "دليل‬ ‫الطاق���ة لل�ص���ناعات ف���ي دول مجل����س التع���اون‬ ‫الخليج���ي"‪ ،‬وال���ذي �سي�ش���كل مرجعية لأ�ص���حاب‬ ‫الم�ص���انع والإداريي���ن والعاملي���ن ت�س���اعدهم‬ ‫على تر�ش���يد �إ�س���تهالك الطاقة وتح�س���ين كفاءة‬ ‫�إ�ستخدامها‪� ،‬إلى جانب ت�ضمنه معلومات مهمة عن‬ ‫و�ضع الطاقة في دول الخليج‪.‬‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪63‬‬


‫النفط‬

‫�أخبار الطاقة‬

‫الطاقة‬

‫الطاقة البديلة‬

‫من اآلبار‬

‫الفحم م�صدر الطاقة الأعلى في العالم بحلول عام ‪2017‬‬ ‫التقري ��ر المتو�س ��ط الم ��دى ال�سن ��وي ل�سوق الفح ��م الحجري الذي‬ ‫�أ�صدرت ��ه �أخي ��را" وكال ��ة الطاقة الدولي ��ة ي�شير ال ��ى �أن الطلب على‬ ‫الفحم قد �إرتفع في كل منطقة تقريبا" في العالم ب�إ�ستثناء الواليات‬ ‫المتحدة‪ ،‬حيث يتم �إ�ستبدال الفحم بالغاز الطبيعي الم�ستخرج من‬ ‫الحجر الزيتي‪.‬‬ ‫وت�ستم ��ر ح�ص ��ة الفح ��م ف ��ي مزي ��ج الطاق ��ة العالم ��ي ف ��ي الإرتف ��اع‪،‬‬ ‫وبحل ��ول الع ��ام ‪� 2017‬س ��وف تقترب م ��ن تجاوز ح�ص ��ة النفط ك�أعلى‬ ‫م�صدر للطاقة في العالم‪ ،‬ح�سب التقرير‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغ ��م من �أن مع ��دل نمو الفح ��م تباط�أ من م�ست ��واه المرتفع‬ ‫ف ��ي العقد الما�ضي‪ ،‬ف�إن الإ�سته�ل�اك العالمي منه بحلول عام ‪2017‬‬ ‫�س ��وف يبل ��غ ما يوازي ‪ 4.32‬مليارات طن م ��ن النفط ‪ ،‬مقابل حوالي‬ ‫‪ 4.40‬مليارات طن للنفط‪� ،‬إ�ستنادا" �إلى توقعات التقرير‪.‬‬ ‫"بف�ض ��ل وف ��رة الإم ��دادات والطلب النهم على الطاق ��ة من الأ�سواق‬ ‫النا�شئة‪ ،‬ل ّبى الفحم ما يقرب من ن�صف الزيادة في الطلب العالمي‬ ‫عل ��ى الطاق ��ة خ�ل�ال العق ��د الأول م ��ن الق ��رن ‪ ،"21‬قال ��ت المدي ��رة‬ ‫التنفيذي ��ة لوكال ��ة الطاق ��ة الدولي ��ة ماري ��ا ف ��ان دير هوف ��ن‪" .‬يرى‬ ‫التقري ��ر �إ�ستمرارية هذا االتجاه‪ .‬في الواقع‪� ،‬إن العالم �سوف يحرق‬ ‫نح ��و ‪ 1.2‬ملي ��ار ط ��ن م ��ن الفح ��م �أكثر ف ��ي ال�سنة بحلول ع ��ام ‪2017‬‬ ‫مقارن ��ة مع الي ��وم ‪� -‬أي ما يع ��ادل �إ�ستهالك الفح ��م الحالي لرو�سيا‬ ‫والوالي ��ات المتح ��دة مجتمعتي ��ن‪ .‬ح�ص ��ة الفح ��م في مزي ��ج الطاقة‬ ‫العالمي �سوف ترتفع ب�شكل م�ستمر كل عام‪ ،‬و�إذا لم تحدث تغييرات‬ ‫عل ��ى ال�سيا�س ��ات الحالي ��ة‪� ،‬سيتج ��اوز الفحم النفط خ�ل�ال عقد من‬ ‫الزمن‪" .‬‬ ‫تق ��ود ال�صي ��ن والهن ��د نم ��و �إ�سته�ل�اك الفح ��م عل ��ى م ��دى ال�سنوات‬ ‫الخم� ��س المقبل ��ة‪ .‬ويق ��ول التقري ��ر ان ال�صي ��ن �سوف تتج ��اوز بقية‬ ‫العال ��م ف ��ي الطلب عل ��ى الفحم خ�ل�ال الفت ��رة المتوقع ��ة‪ ،‬في حين‬ ‫�أن الهن ��د �س ��وف ت�صب ��ح �أكب ��ر م�ستورد بح ��ري وثاني �أكب ��ر م�ستهلك‬ ‫للفحم‪ ،‬متفوقة على الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫وي�شي ��ر التقري ��ر �إل ��ى �أن ��ه ف ��ي حال ��ة ع ��دم وجود �سع ��ر كرب ��ون عالٍ ‪،‬‬ ‫فالمناف�س ��ة ال�شر�س ��ة ب�أ�سعار منخف�ضة للنفط فق ��ط يمكن �أن تقلل‬ ‫ب�شكل ف ّعال الطلب على الفحم‪�" .‬إن تجربة الواليات المتحدة ت�شير‬ ‫�إل ��ى �أن �س ��وق النفط الأكثر كفاءة والت ��ي تتميز بت�سعير مرن تغذيها‬ ‫م ��وارد غي ��ر تقليدي ��ة �أ�صلية يتم �إنتاجه ��ا على نحو م�ست ��دام‪ ،‬يمكن‬ ‫�أن تقل ��ل م ��ن �إ�ستخ ��دام الفح ��م‪ ،‬و�إنبعاث ��ات ثان ��ي �أوك�سي ��د الكربون‬ ‫(‪ )CO2‬وفواتي ��ر الكهرب ��اء للم�ستهلكي ��ن‪ ،‬وم ��ن دون الإ�ض ��رار‬ ‫بم�صال ��ح �أمن الطاقة"‪� ،‬أ�ضافت فان دير هوفن‪" .‬يتع ّين على �أوروبا‬ ‫وال�صين ومناطق �أخرى الإحاطة علما" بذلك" قالت‪.‬‬

‫‪62‬‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬

‫و�أك ��دت على �أن توقع ��ات التقرير ت�ستند على �إفترا�ض مقلق‪ ،‬وهو �أن‬ ‫�إحتج ��از وتخزي ��ن الكربون لن يكون متاحا" خ�ل�ال فترة التوقعات‪.‬‬ ‫وقال ��ت �إن "تكنولوجي ��ات �إحتجاز وتخزين الكربون لن تقلع قريبا"‬ ‫كم ��ا كان متوقع ��ا"‪ ،‬م ��ا يعن ��ي �أن �إنبعاث ��ات ثان ��ي �أوك�سي ��د الكرب ��ون‬ ‫(‪� )CO2‬سوف ت�ستمر في النمو �إلى حد كبير‪ .‬ومن دون �إحراز تقدم‬ ‫ف ��ي مج ��ال �إحتجاز وتخزين الكرب ��ون‪ ،‬و�إذا كانت البلدان الأخرى ال‬ ‫يمكنها تكرار تجربة الواليات المتحدة وخف�ض الطلب على الفحم‪،‬‬ ‫ف�سيواج ��ه ه ��ذا الأخي ��ر �إحتم ��االت ح ��دوث ردود �أفع ��ال محتملة من‬ ‫�سيا�سة المناخ"‪.‬‬ ‫مع تراجع الطلب االميركي على الفحم‪ ،‬ف�إن معظم �إنتاجه المحلي‬ ‫ي�ص� �دّر الى �أوروب ��ا‪ ،‬حيث �أ�سعار ثان ��ي �أوك�سيد الكرب ��ون المنخف�ضة‬ ‫و�إرتف ��اع �أ�سع ��ار النفط يزيدان من قدرة الفح ��م التناف�سية في نظام‬ ‫تولي ��د الطاقة‪ .‬هذا الإتج ��اه‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬على مقربة من بلوغ الذروة‪،‬‬ ‫وم ��ن المتوق ��ع بحل ��ول ‪� 2017‬أن ينخف� ��ض الطل ��ب عل ��ى الفح ��م في‬ ‫�أوروب ��ا �إل ��ى م�ستويات �أعلى قليال" من م�ست ��وى ‪ ،2011‬ويرجع ذلك‬ ‫�إل ��ى زي ��ادة توليد الطاقة المتج ��ددة ووقف ت�شغي ��ل محطات الفحم‬ ‫القديمة‪.‬‬ ‫و�س ��ط قل ��ق ب�ش� ��أن ت�أثي ��ر حال ��ة عدم اليقي ��ن ف ��ي الأ�س ��واق ال�صينية‬ ‫بالن�سب ��ة الى الفحم‪ ،‬يقدم التقرير حالة تباط�ؤ �صينية‪ّ .‬‬ ‫يو�ضح هذا‬ ‫ال�سيناري ��و �أن ��ه حتى لو كان نم ��و الناتج المحل ��ي الإجمالي ال�صيني‬ ‫�سيتباط� ��أ �إل ��ى متو�س ��ط​​‪ ٪4.6‬خ�ل�ال هذه الفت ��رة‪ ،‬ف� ��إن الطلب على‬ ‫الفح ��م �س ��وف يزي ��د �س ��واء عل ��ى ال�صعي ��د العالم ��ي �أو ف ��ي ال�صين‪-‬‬ ‫م�شي ��را" �إل ��ى �أن الطلب على الفحم من غير المرجح �أن يتوقف عن‬ ‫النمو حتى مع وجهات نظر �إقت�صادية �أكثر هبوطا" و�سلبية‪.‬‬ ‫�إن تقري ��ر وكال ��ة الطاق ��ة الدولي ��ة ال�سن ��وي المتو�س ��ط الأج ��ل عن‬ ‫�س ��وق الفح ��م ‪ 2012‬ه ��و ج ��زء م ��ن �سل�سلة تقاري ��ر ت�صدره ��ا الوكالة‬ ‫ع ��ن ال�س ��وق على الم ��دى المتو�سط ‪ ​،‬والذي يت�ضم ��ن �أي�ضا" طبعات‬ ‫ع ��ن الطاقة المتج ��ددة‪ ،‬والنفط‪ ،‬والغاز الطبيعي‪ .‬مع هذه التقارير‬ ‫الأربع ��ة‪ ،‬تق ��دم الوكالة الدولية للطاقة نظرة �سليمة ومتما�سكة عن‬ ‫الدواف ��ع الرئي�سي ��ة لأ�سواق الطاقة‪ .‬تقرير الم ��دى المتو�سط يقدم‬ ‫�ص ��ورة كامل ��ة لالتجاه ��ات الحديثة والتوقعات حت ��ى عام ‪ 2017‬على‬ ‫توري ��د والطلب وتجارة الفحم فيم ��ا يك ّمل ف�صل الفحم في توقعات‬ ‫وكالة الطاقة الدولية ال�سنوي عن الطاقة العالمية الذي يركز على‬ ‫المدى الطويل‪.‬‬ ‫يبقى ال�س�ؤال الى �أي مدى �سي�ؤثر ذلك على �سوق الطاقة في ال�شرق‬ ‫الأو�سط ؟‬ ‫باري�س – جميل غانم‬


‫خالل �إم�ل�اءات القوانين الإتحادي ��ة‪ .‬من ناحية‬ ‫�أخ ��رى‪ ،‬يمكن ��ه �أن يختار ك�سب الف�ض ��ل بالن�سبة‬ ‫يح�سن‬ ‫ال ��ى التو�س ��ع الإقت�صادي الذي يمك ��ن �أن ِّ‬ ‫حي ��اة الماليي ��ن م ��ن الأميركيي ��ن م ��ن الطبق ��ة‬ ‫المتو�سط ��ة العامل ��ة‪� ،‬إ�ضافة ال ��ى ت�أكيد و�ضمان‬ ‫الهيمن ��ة ال�سيا�سية للح ��زب الديموقراطي لعقد‬ ‫مقبل �أو �أكثر‪.‬‬ ‫الواق ��ع ان نم ��وا" �أقوى للإقت�ص ��اد يبقى ال�سبيل‬ ‫الوحي ��د لأمي ��ركا ك ��ي تواج ��ه وتح ��ل م�شاكله ��ا‬ ‫المالية الأ�سا�سية بدال" من الزيادات ال�ضريبية‬ ‫ال�ضخمة �أو التق�شف الم�ش� � ّل‪ .‬وكما �أ�شار الخبير‬ ‫الإقت�صادي بري ��ت �سوان�سون‪" :‬ان �أف�ضل طريقة‬ ‫لزيادة الإي ��رادات وخف�ض النفقات‪ ،‬وخ�صو�صا"‬ ‫لأ�شي ��اء مثل الرعاية الإجتماعية والبطالة‪ ،‬يكمن‬ ‫في زيادة النم ��و الإجمالي الحالي المثير لل�شفقة‬ ‫م ��ن معدل ‪ 2‬في المئة �إلى �شيء �أقرب �إلى ‪� 3‬أو ‪4‬‬ ‫في المئة"‪.‬‬ ‫وي�شير �سوان�سون م ��ن خالل ر�سوم بيانية ب�سيطة‬ ‫ال ��ى �أن مع ��دل نم ��و ‪ 4‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن �ش�أن ��ه �أن‬ ‫يدف ��ع الإنتاج �إلى م�ستويات م ��ن �ش�أنها �أن تغطي‬ ‫م�ستوي ��ات الإنف ��اق الحالي ��ة المتوقع ��ة‪ .‬حتى في‬ ‫معدل نمو ‪ 3‬في المئة‪ ،‬ف� ��إن الإيرادات الإ�ضافية‬ ‫�س ��وف تك ��ون كافي ��ة‪ ،‬على �سبي ��ل المث ��ال‪ ،‬لملء‬ ‫�إحتياجات الإنف ��اق الطبية البالغ ��ة ‪ 24.6‬مليار‬ ‫دوالر والمتوقع ��ة ف ��ي ‪� .2050‬إن حدوث نمو �أعلى‬ ‫م ��ن المرجح ان يك ��ون ب�سبب الطف ��رة المتوقعة‬ ‫�أكثر منه م ��ن زيادة ال�ضرائب على "الأثرياء" �أو‬ ‫تنفيذ �إجراءات تق�شف ق�صوى‪.‬‬ ‫�إن ث ��ورة الطاق ��ة تق ��دم لأوباما م�س ��ارا" �أو�ضح‬ ‫لتحويل ه ��ذه الدفع ��ة الحا�سمة الى زي ��ادة �أكبر‬ ‫ف ��ي النم ��و الإقت�ص ��ادي‪ .‬ويتوق ��ع الخب ��راء م ��ن‬ ‫التكنولوجي ��ات الجدي ��دة ف ��ي مج ��ال �إكت�ش ��اف‬ ‫و�إ�ستغالل الموارد ‪-‬مث ��ل تقنية التك�سير وغيرها‬ ‫من التقنيات الحديث ��ة للإفادة من حقول النفط‬ ‫القديم ��ة‪� -‬أن تح ّول �أميركا وتجعله ��ا �أكبر منتج‬ ‫للنف ��ط والغ ��از في العال ��م بحل ��ول ‪ ،2020‬وفقا"‬ ‫لوكالة الطاقة الدولية‪.‬‬ ‫بالق ��در عينه من الأهمية‪ ،‬ف� ��إن �أميركا المكتفية‬ ‫ذاتيا" من الطاقة عل ��ى نحو متزايد �سوف تتمتع‬ ‫ب�إ�ستقاللي ��ة �أكب ��ر بكثي ��ر بعيدا" م ��ن ال�ضغوط‬ ‫الآتي ��ة من �أنظمة ال تحبذها مثل فنزويال ورو�سيا‬ ‫وكازاخ�ستان وغيرها‪ .‬والموافقة على خط �أنابيب‬ ‫"كي�ست ��ون" المثير للجدل من كندا �إلى تك�سا�س‬ ‫�س ��وف يع ��زز ما يمك ��ن �أن يك ��ون عم�ل�ا" فعاال"‬

‫الرئي�س باراك �أوباما‪ :‬واقع بين �شاقوفين!‬

‫ل�ضم ��ان �إ�ستقاللية مجتم ��ع الطاقة ف ��ي �أميركا‬ ‫ال�شمالية تماما"من هذه المناطق الم�ضطربة‪.‬‬ ‫يذك ��ر �أن كل الوالي ��ات الأميركي ��ة الت ��ي دعم ��ت‬ ‫و�إحت�ضن ��ت الث ��ورة الهيدروكربوني ��ة الجدي ��دة‬ ‫خلق ��ت فعلي ��ا" موج ��ة م ��ن الفر�ص ف ��ي وظائف‬ ‫الطاق ��ة‪ ،‬الت ��ي تدفع �أج ��ورا" بمتو�س ��ط​​(حوالي‬ ‫‪ 100,000‬دوالر �سنوي ��ا") �أكث ��ر م ��ن ذلك الذي‬ ‫يدفعه قطاع المعلوم ��ات‪ ،‬والخدمات المهنية‪� ،‬أو‬ ‫الت�صنيع‪� .‬إن �أ�سرع ‪ 6‬وظائف نموا" لعام ‪-2010‬‬ ‫‪ ،2011‬وفقا" لخبراء "النموذجات" الإقت�صادية‬ ‫الدولي ��ة‪� ،‬إرتبطت ب�إ�ستخ ��راج النفط والغاز‪ .‬في‬

‫ان نموا" �أقوى للإقت�صاد يبقى‬ ‫ال�سبيل الوحيد لأميركا كي تواجه‬ ‫وتحل م�شاكلها المالية الأ�سا�سية‬ ‫بدال" من الزيادات ال�ضريبية ال�ضخمة‬ ‫ّ‬ ‫الم�شل‬ ‫�أو التق�شف‬ ‫لدى الرئي�س الأميركي �أ�سباب‬ ‫�سيا�سية جيدة كي ال يق ِّو�ض �إزدهار‬ ‫الطاقة الذي يمكن �أن يوفر له فر�صة‬ ‫لتحقيق وعده بخلق وظائف ذات �أجور‬ ‫مرتفعة و�إنتعا�ش للطبقة المتو�سطة‬ ‫والطبقات العاملة المحا�صرة‬

‫المجم ��وع‪ ،‬ت�سع من ‪ 11‬وظيف ��ة الأ�سرع نموا" في‬ ‫الواليات المتحدة على م ��دى العامين الما�ضيين‬ ‫كان ��ت في �شكل او في �آخ ��ر لها عالقة ب�إ�ستخراج‬ ‫النفط والغاز‪.‬‬ ‫عل ��ى مدى عقد م ��ن الزمن‪ ،‬خلق قط ��اع الطاقة‬ ‫م ��ا يق ��رب م ��ن ‪ 200,000‬فر�صة عم ��ل في والية‬ ‫تك�سا� ��س‪ ،‬وكذلك ‪ 40,000‬ف ��ي �أوكالهوما و�أكثر‬ ‫من ‪ 20,000‬في والية كولورادو‪ .‬النمو على �أ�سا�س‬ ‫الن�سب ��ة كان الأعلى ف ��ي والية داكوت ��ا ال�شمالية‪،‬‬ ‫التي �شه ��دت زيادة بن�سبة ‪ 400‬في المئة في هذه‬ ‫الوظائ ��ف‪ ،‬وكذلك والي ��ة بن�سلفانيا‪ ،‬حيث فر�ص‬ ‫العمل زادت ‪� 20‬ألفا"‪.‬‬ ‫في المقابل‪ ،‬والية كاليفورنيا‪ ،‬التي يقدر الخبراء‬ ‫ما تحويه فيها بنية "مونتيري" ال�صخرية الزيتية‬ ‫وحده ��ا ب�أربع مرات �أكبر م ��ن احتياطي "باكن"‬ ‫ف ��ي داكوت ��ا ال�شمالي ��ة‪ ،‬ق ��د �إختارت ف ��ي �سعيها‬ ‫للمحافظ ��ة عل ��ى الإخ�ض ��رار الدائ ��م ال ��ى الحد‬ ‫ب�شكل كبير من �صناعة الوقود الأحفوري‪ .‬ونتيجة‬ ‫لذلك‪ ،‬حققت فق ��ط ما ال يتجاوز ع�شر الوظائف‬ ‫في قط ��اع الطاقة التي ولدتها والي ��ة تك�سا�س في‬ ‫هذا المجال‪ .‬لي�س من الم�ستغرب‪� ،‬أن كاليفورنيا‬ ‫وغيره ��ا م ��ن الوالي ��ات ذات التوج ��ه الأخ�ض ��ر‬ ‫تخلف ��ت بالن�سبة ال ��ى ناتجها المحل ��ي الإجمالي‬ ‫ونم ��و الدخل‪ ،‬في حين �أن الوالي ��ات التي ت�ستثمر‬ ‫في الطاقة تمتعت بمكا�سب �أكبر‪.‬‬ ‫بالإ�ضاف ��ة �إلى ذلك‪ ،‬يحفز نم ��و الطاقة المحلية‬ ‫ب�ش ��كل مبا�شر عل ��ى بناء و�إع ��ادة ت�أهيل المرافق‬ ‫ال�صناعية‪ .‬هذا يح ��دث بالفعل عبر رقعة وا�سعة‬ ‫في �أمي ��ركا‪ ،‬من �إحياء �صناعة ال�صلب المنتع�شة‬ ‫مج ��ددا" ف ��ي �أوهاي ��و وبن�سلفاني ��ا ال ��ى م�صانع‬ ‫البتروكيماوي ��ات ال�ضخمة الجدي ��دة التي يجري‬ ‫التخطيط له ��ا على طول �ساحل خليج المك�سيك‪.‬‬ ‫�إن موا�صل ��ة تطوير موارد الطاقة‪ ،‬وفقا" لدرا�سة‬ ‫�أجرته ��ا م�ؤ�س�س ��ة "براي�س ووترهاو� ��س كوبرز"‪،‬‬ ‫ت�ستطيع خلق ما يزيد على مليون وظيفة �صناعية‬ ‫على مدى ال�سنوات القليلة المقبلة‪.‬‬ ‫بالن�سب ��ة ال ��ى �أوباما‪ ،‬يوفر دع ��م ازدهار الطاقة‬ ‫فر�ص ��ا" هائلة كم ��ا �أنه يخل ��ق مع�ضل ��ة �سيا�سية‬ ‫خطي ��رة ف ��ي الوق ��ت عينه‪ .‬م ��ن حي ��ث تخفي�ض‬ ‫�إنبعاث ��ات الكرب ��ون‪ ،‬كان الإ�ستخ ��دام المتزاي ��د‬ ‫للغ ��از الطبيعي نعم ��ة كبيرة‪� ،‬سامح ��ا" للواليات‬ ‫المتح ��دة الإق ��دام عل ��ى مزيد م ��ن التخفي�ضات‬ ‫�أكثر من �أي بلد رئي�س ��ي �آخر على مدى ال�سنوات‬ ‫الأرب ��ع الما�ضية‪ .‬لكن اللوبي الأخ�ضر‪ ،‬الذي كان‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪65‬‬


‫عالم الطاقة‬

‫غاز‬

‫�ساكن البيت الأبي�ض يواجه مع�ضلة في مجال الطاقة‬

‫أوباما ضائع بين األخضر والبني!‬ ‫يواج��ه الرئي�س الأميرك��ي باراك‬ ‫�أوبام��ا في فترته الثاني��ة خيارين‪:‬‬ ‫دعم ودفع تنمية الوقود الأحفوري‬ ‫الت��ي م��ن �ش�أنه��ا �أن تدف��ع معظم‬ ‫النمو الإقت�ص��ادي نحو الإنتعا�ش‬ ‫وبالتال��ي �ضم��ان هيمن��ة الحزب‬ ‫الديموقراط��ي عل��ى ال�سلط��ة‬ ‫ف��ي الوالي��ات المتح��دة لأجيال‬ ‫مقبلة‪� ،‬أو �إر�ضاء دائرته الأ�سا�سية‬ ‫الخ�ض��راء وخن��ق طف��رة الطاق��ة‬ ‫الأولي��ة م��ن خ�لال �س��ن قوانين‬ ‫�إتحادية جديدة‪.‬‬ ‫وا�شنطن ‪ -‬محمد زين الدين‬ ‫قد تك ��ون "الهاوي ��ة المالي ��ة" ق�ضية‬ ‫مهمة ج ��دا" بالن�سبة ال ��ى الإقت�صاد‬ ‫الأميرك ��ي‪ ،‬لك ��ن الأه ��م منه ��ا �سيك ��ون كي ��ف‬ ‫�ستتعام ��ل �إدارة �أوبام ��ا م ��ع النمو ال ��ذي تحفزه‬ ‫الطف ��رة المتوقعة للطاقة‪ .‬مع �إقتراب �أميركا من‬ ‫الإن�ضم ��ام �إل ��ى �صفوف الم�صدري ��ن الرئي�سيين‬ ‫للغاز الطبيعي‪ ،‬ومع �إرتفاع �إنتاج النفط في البالد‬ ‫ال ��ذي �أدى الى خف�ض الواردات الهيدروكربونية‪،‬‬ ‫تب ��دو طفرة الطاق ��ة ب�أنها ت�ستعد ال ��ى دفع قدرة‬ ‫الوالي ��ات المتح ��دة التناف�سية العالمي ��ة و�إنعا�ش‬ ‫النمو االقت�صادي الى �أعلى بكثير من الم�ستويات‬ ‫الحالية التافهة‪.‬‬ ‫على الرغ ��م من �أن الخبر �سار ج ��دا" لوا�شنطن‬ ‫فه ��و في الوق ��ت عينه ي�ض ��ع الرئي� ��س �أوباما في‬ ‫م� ��أزق‪ .‬لإر�ض ��اء دائرت ��ه الأ�سا�سي ��ة الخ�ضراء‪،‬‬ ‫يمكن ��ه خنق بداية طفرة الطاق ��ة في مهدها من‬ ‫‪64‬‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬

‫معامل ال�صلب في‬ ‫�أوهايو‪ :‬عادت �إليها‬ ‫الحياة ب�سبب طفرة‬ ‫الطاقة‬


‫�سمعن ��ا �أق ��ل ع ��ن الأخ�ضر كن ��ا ن�سم ��ع �أكثر عن‬ ‫البني‪ ،‬عن التنقيب عن النفط والغاز"‪.‬‬ ‫كما ه ��ي الحال في العديد م ��ن المجاالت‪ ،‬كانت‬ ‫قرارات �أوباما ال�سيا�سية �صحيحة‪ .‬تحوله ب�إتجاه‬ ‫"البني" (بدل الأخ�ضر) حرم الحزب الجمهوري‬ ‫ق�ضي ��ة رئي�سية في الواليات المت�أرجحة الحا�سمة‬ ‫مث ��ل كول ��ورادو‪ ،‬و�أوهاي ��و‪ ،‬وبن�سلفاني ��ا‪ .‬يبدو �أن‬ ‫الإعت ��دال ف ��ي مجال الطاق ��ة �ساع ��د اي�ضا" في‬ ‫الحف ��اظ على المقاعد الديموقراطية في مجل�س‬ ‫ال�شي ��وخ في والي ��ات منتجة رئي�سي ��ة للطاقة مثل‬ ‫وي�س ��ت فرجيني ��ا ون ��ورث داكوت ��ا ومونتان ��ا‪� .‬إن‬ ‫�إنعطاف ��ا" حادا" مرة �أخرى والعودة �إلى موقف‬ ‫الخ�ضر الثابت‪ ،‬ال �سيما فر�ض حظر على تك�سير‬

‫العديد من �أقوى م�ؤيدي �أوباما من‬ ‫رجال الأعمال‪ ،‬وخ�صو�صا" في "وادي‬ ‫ال�سليكون" (‪� ،)Silicon Valley‬صاروا‬ ‫مت�شابكين ماليا" مع برامج "الطاقة‬ ‫المتجددة" حيث �أن �شركات كثيرة‬ ‫له�ؤالء ال يمكنها البقاء على قيد الحياة‬ ‫�إال مع الإعانات الحكومية ال�ضخمة‬

‫ال�صخ ��ور الهيدروكربوني ��ة‪� ،‬س ��وف يت ��رك هذه‬ ‫الوالي ��ات وغيره ��ا م ��ن الوالي ��ات الديموقراطية‬ ‫المنتجة للطاقة معزولة و�ضعيفة ومعر�ضة‪.‬‬ ‫حاليا" تب ��دو �سيا�سة الإدارة الأميركية بالن�سبة‬ ‫الى الطاق ��ة م�شو�شة قلي�ل�ا"‪� ،‬إذ �أن فريق �أوباما‬ ‫خرج لتوه من �ضب ��اب معارك الحملة الإنتخابية‪.‬‬ ‫من ناحية‪ ،‬هناك دالئل ت�شير �إلى �أن مكتب �إدارة‬ ‫الأرا�ض ��ي قد يلغ ��ي ما يزي ��د عل ��ى ‪1,500,000‬‬ ‫ف ��دان في الوالي ��ات الغربية من الئح ��ة الأرا�ضي‬ ‫المطروح ��ة لإنت ��اج الطاق ��ة‪ .‬لك ��ن ف ��ي الوق ��ت‬ ‫عينه‪� ،‬أعل ��ن المكتب عن خطط لفت ��ح ‪ 20‬مليون‬ ‫فدان قبالة �ساح ��ل خليج المك�سيك للإ�ستك�شاف‬ ‫والتنقيب‪.‬‬ ‫يمك ��ن للمرء �أن يفهم تناق�ض �أوباما بالن�سبة الى‬ ‫ه ��ذه الق�ضية‪� .‬إحت�ضان طف ��رة الطاقة‪ ،‬والتو�سع‬ ‫الإقت�صادي الذي �أعقب ذلك‪ ،‬يمكنهما �أن يحدثا‬ ‫طف ��رة �إقت�صادي ��ة م ��ع الإ�ستمرار ف ��ي الحد من‬ ‫�إنبعاثات الكربون‪ .‬هذا يمكن �أن يكون من خالل‬ ‫دع ��م زيادة تعزيز الجهود م ��ن قبل منتجي الغاز‬ ‫الطبيع ��ي لتو�سيع �إ�ستخدامه �أكثر في الحافالت‪،‬‬ ‫والمعدات الثقيلة‪ ،‬و�س ��وق ال�شاحنات‪ .‬من ناحية‬ ‫�أخرى‪ ،‬ف�إن هذا الأمر �سوف يثير غ�ضب �شركات‬ ‫الطاقة المتج ��ددة الم�ستفيدة من دعم الحكومة‬ ‫المالي والخ�ضر‪ ،‬وكذلك و�سائل الإعالم الخا�صة‬ ‫الداعمة والم�صفقين الم�ست�أجرين في هوليوود‪.‬‬ ‫بدال" من تق�سيم البالد �إلى مع�سكرين‪� :‬أحدهما‬ ‫�أخ�ض ��ر والآخ ��ر بني‪ ،‬يقترح تي ��د نوردهاو�س من‬ ‫"معهد االختراق" (‪)Breakthrough Institute‬‬ ‫ومايكل �شيلنبيرغر ب� ��أن ت�سعى الإدارة الأميركية‬ ‫ال ��ى "تقارب" بين �صناعة الغاز الطبيعي وحركة‬ ‫البيئة‪� .‬أق ��ذر م�صادر الطاق ��ة‪ ،‬الفحم على وجه‬ ‫الخ�صو�ص‪ ،‬يمكن التخل ��ي عنها في الوقت الذي‬ ‫المتو�سط‬ ‫​​‬ ‫تتح ��ول البالد‪ ،‬على الأقل عل ��ى المدى‬ ‫والق�صي ��ر‪ ،‬نحو زيادة الإعتم ��اد على طاقة الغاز‬ ‫النظيفة‪.‬‬ ‫في نهاية المطاف �إن ق ��رارا" بتبني �إ�ستراتيجية‬ ‫طاق ��ة يقودها النمو قد يحدد ما �إذا كان الرئي�س‬ ‫يح�س ��ن �آف ��اق الطبقة‬ ‫�أوبام ��ا �أي�ض ��ا" يمك ��ن �أن ِّ‬ ‫المتو�سط ��ة‪ .‬ف ��ي الأ�شه ��ر المقبل ��ة‪� ،‬إن ��ه بحاجة‬ ‫ال ��ى الإختيار بي ��ن �إر�ض ��اء الأ�صوليي ��ن الخ�ضر‬ ‫المحيطين ب ��ه �أو توليد طف ��رة �إقت�صادية طويلة‬ ‫من �ش�أنها �أن ترفعه �إلى م�ستويات جبل "ر�شمور"‬ ‫(‪ )Mount Rushmore‬و�ضمان �سيادة و�سيطرة‬ ‫حزبه ال�سيا�سي لجيل كامل و�أكثر‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪67‬‬


‫عالم الطاقة ¶ غاز‬ ‫متعاطف ��ا" في ال�ساب ��ق مع هذا الوق ��ود النظيف‬ ‫ن�سبي ��ا"‪ ،‬تح ��ول ب�ش ��كل حا�س ��م �ض ��د �أي تطور‬ ‫جديد للغاز‪.‬‬ ‫ب�إعتباره ��م عن�صر رئي�س ف ��ي الإئتالف الوا�سع‬ ‫النط ��اق م ��ن �أ�صح ��اب المظالم الذي ��ن دعموا‬ ‫�أوباما‪ ،‬يتوقع �أ�صدقاء البيئة �أن يمار�سوا ت�أثيرا"‬ ‫�أكب ��ر عل ��ى فترة �أوبام ��ا الثانية‪ .‬هولي ��وود‪ ،‬التي‬ ‫تمث ��ل فعلي ��ا" �إمت ��دادا" للتحال ��ف "التقدمي"‪،‬‬ ‫�س ��وف تب ��د�أ حمل ��ة ال�ضغ ��ط ب�إط�ل�اق فيل ��م‬ ‫"�أر� ��ض الميع ��اد" (‪ ،)Promised Land‬وهو‬ ‫فيل ��م �ض ��د عملي ��ة التك�سي ��ر لإ�ستخ ��راج المواد‬ ‫الهيدروكربوني ��ة‪ ،‬وق ��د ق ��ام ب ��دور البطولة فيه‬ ‫الممثل مات ديمون‪ .‬الإرتقاء �إلى تقاليد هوليوود‬ ‫ي�شبه ما �سماه لينين " ُب َلهاء مفيدين"‪ ،‬فقد ُم ّول‬ ‫الفيل ��م ف ��ي جزء كبير م ��ن قب ��ل م�ستثمرين من‬ ‫دولة الإمارات العربية المتحدة‪ ،‬التي تدعم بقوة‬ ‫الطاقة المتجددة‪.‬‬ ‫�إن الرهان ��ات الإيديولوجي ��ة للحرك ��ة الخ�ضراء‬ ‫هائل ��ة‪ .‬تو�سع كبي ��ر �أحف ��وري لإنت ��اج الوقود في‬ ‫�أميركا ينتهك تعويذة "ذروة النفط" التي �إ�ستند‬ ‫اليها التفكي ��ر البيئي على مدى عقود كما يق ِّو�ض‬ ‫بع� ��ض الأ�سا�س الجوهري لدع ��م م�صادر الطاقة‬ ‫المتجددة المكلفة مث ��ل الطاقة ال�شم�سية وطاقة‬ ‫الرياح‪.‬‬ ‫الجغرافيا هن ��ا قد تلعب �أي�ض ��ا" دورا" رئي�سا"‪.‬‬ ‫خ ��ارج كول ��ورادو‪ ،‬الغ ��رب الأو�س ��ط ال�صناعي‪،‬‬ ‫وغ ��رب والي ��ة بن�سلفاني ��ا‪ ،‬حي ��ث ينظ ��ر عل ��ى‬ ‫نط ��اق وا�س ��ع ب� ��أن طف ��رة ال�صخر الزيت ��ي تعزز‬ ‫الإقت�صادات المحلي ��ة‪ ،‬ف�إن الغالبية العظمى من‬ ‫�س ��كان الواليات المنتجة للطاق ��ة تميل ب�شدة �إلى‬ ‫الحزب الجمهوري‪ .‬في المقابل‪ ،‬ي�أتي �أقوى دعم‬ ‫لأوبام ��ا من �س ��كان المناطق ال�ساحلي ��ة الخ�ضر‬ ‫المنح ��ى الذي ��ن يب ��د�أ �إلمامه ��م ب�إنت ��اج الطاقة‬ ‫وينتهي مع فتح �أو �إقفال ال"�آي باد" (‪.)iPad‬‬ ‫قاع ��دة �أوباما المالية ‪ --‬عل ��ى النقي�ض من تلك‬ ‫الت ��ي يتمتع به ��ا الجمهوري ��ون‪ --‬تعتم ��د قليال"‬ ‫عل ��ى �صناع ��ة الطاق ��ة‪ .‬ال�ش ��ركات الت ��ي تدع ��م‬ ‫الرئي� ��س تنتم ��ي �إل ��ى ح ��د كبي ��ر ال ��ى قطاعات‬ ‫الترفيه والإعالم‪ ،‬و�صناعة البرمجيات‪ .‬والعديد‬ ‫م ��ن �أق ��وى م�ؤي ��دي �أوباما م ��ن رج ��ال الأعمال‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص ��ا" ف ��ي "وادي ال�سليك ��ون" (‪Silicon‬‬ ‫‪� ،)Valley‬ص ��اروا مت�شابكي ��ن مالي ��ا" مع برامج‬ ‫"الطاق ��ة المتجددة"‪ ،‬حي ��ث �أن �شركات كثيرة‬ ‫له� ��ؤالء ال يمكنه ��ا البقاء على قي ��د الحياة �إال مع‬ ‫‪66‬‬

‫�إن الواليات الأميركية التي دعمت‬ ‫و�إحت�ضنت الثورة الهيدروكربونية‬ ‫الجديدة خلقت فعليا" موجة من‬ ‫الفر�ص في وظائف الطاقة التي تدفع‬ ‫�أجورا" بمتو�سط �أكثر من ذلك الذي‬ ‫يدفعه قطاع المعلومات والخدمات‬ ‫المهنية �أو الت�صنيع‬

‫�إ�ستخراج المواد‬ ‫الهيدروكربونية‬ ‫من ال�صخور الزيتية‬ ‫قد ينقذ �أميركا من‬ ‫ورطتها الإقت�صادية‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬

‫الإعان ��ات الحكومي ��ة ال�ضخمة الت ��ي ت�أتي ب�شكل‬ ‫�إعف ��اءات �ضريبي ��ة‪ ،‬وقرو�ض‪ ،‬ور�س ��وم مفرو�ضة‬ ‫على م�ستهلكي الطاقة‪.‬‬ ‫مع ذلك لدى الرئي� ��س �أ�سباب �سيا�سية جيدة كي‬ ‫ال يق ِّو�ض �إزدهار الطاق ��ة الذي يمكن �أن يوفر له‬ ‫فر�ص ��ة لتحقيق وع ��ده بخلق وظائ ��ف ذات �أجور‬ ‫مرتفع ��ة و�إنتعا�ش للطبق ��ة المتو�سطة والطبقات‬ ‫العامل ��ة المحا�صرة‪ .‬خ�ل�ال حملت ��ه الإنتخابية‪،‬‬ ‫ت�سامى الرئي� ��س بحكمة و�صراحة ع ��ن العنا�صر‬ ‫الخ�ضرالمحيطي ��ن ب ��ه‪ ،‬حتى �إن ��ه �أعتبر �صاحب‬ ‫الف�ض ��ل بالتو�سع ف ��ي �إنت ��اج الوق ��ود الأحفوري‪.‬‬ ‫عندم ��ا و�صل ��ت حملت ��ه الإنتخابية �إل ��ى نهايتها‪،‬‬ ‫الحظ الإقت�صادي "والتر را�سيل ميد" �أنه‪" ،‬كلما‬


‫�أجرى الحوار جوزف قرداحي‬ ‫ي �ق��ال �أن وزارة ال�ب�ي�ئ��ة لي�ست‬ ‫وزارة �سيادية‪ ،‬ولكنها من �أكثر‬ ‫ال��وزارات �صعوبة وتعباً وهموماً وم�شاكل‪.‬‬ ‫ف��أن��ت تحمل ف��وق كتفيك معالي ال��وزي��ر‪،‬‬ ‫كل م�شاكل اللبنانيين من تلوّث ونفايات‬ ‫و�سموم بيئية في البر وفي البحر والجو‪.‬‬ ‫م��ن ه ��ذا ال�م�ن�ط�ل��ق‪ ،‬ن��ري��د �أن ت�خ�ب��رن��ا ما‬ ‫هي �أه��م م�شكلة بيئية م��وج��ودة في لبنان‪،‬‬ ‫وتعملون على بمعالجتها؟‬ ‫�أو ًال تعليق ًا على م�س�ألة الوزارات ال�سيادية‪� ،‬أنا ال ا�ؤمن‬ ‫بال ��وزارات ال�سيادية‪ .‬فمبد�أ ال�سيادية كان قائم ًا في‬ ‫�أي ��ام الإ�ستعم ��ار والإمبراطوري ��ات عل ��ى وزارات‬ ‫الحرب‪ ،‬كوزارات الدفاع والمالية والخارجية‪ .‬لأنها‬ ‫كانت ت�شكل �أ�س�س وهيبة الدولة‪ .‬لهذا ال�سبب �أطلقوا‬ ‫عليها وزارات �سيادية‪.‬‬ ‫ولكن الي ��وم‪� ،‬إذا اردن ��ا �أن نتكلم ف ��ي ال�سيادة‪ ،‬فما‬ ‫م ��ن وزارة �سيادي ��ة اكثر م ��ن البيئة‪ ،‬بيئ ��ة الإن�سان‬ ‫التي يعي�ش فيها‪ .‬فوزارة البيئة في المفهوم ال�سيادي‬ ‫ُتعتبر "�سوبر وزارة"‪ ،‬لأنها ُتعنى بنوعية الحياة التي‬ ‫يعي�شها المواطن‪.‬‬ ‫اما بالن�سبة �إلى الأولوي ��ات التي نح�صر �إهتماماتنا‬ ‫فيها‪ ،‬ف�أقول ب� ��أن الق�ضايا البيئية �أ�صبحت متراكمة‬ ‫ف ��ي لبنان منذ ع�شرات ال�سني ��ن‪ ،‬ونحن ندرك حتى‬ ‫على الم�ستوى الدول ��ي والعالمي‪ ،‬ب�أن البيئة لم ُت َ‬ ‫عط‬ ‫الأهمية الالزمة‪� ،‬إال في ال�سنوات الع�شرين الأخيرة‪،‬‬ ‫حيث بد�أت الدول النامية تولي بع�ض الأهمية لق�ضايا‬ ‫البيئة‪ ،‬بعدما ت�سبب تطوره ��ا ونموها ب�أ�ضرار بيئية‬ ‫ج�سيمة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كذل ��ك ف�إن عددا من الدول التي هي في طور النمو‪،‬‬ ‫ال تزال ترف�ض توقي ��ع الإتفاقات التي تمنع الأ�ضرار‬ ‫بالبيئ ��ة على ح�س ��اب نموها‪ .‬م ��ن هنا يج ��د العالم‬ ‫نف�س ��ه في مواجهة التحدي ��ات والمخاطر التي ت�ؤدي‬ ‫ال ��ى مزيد من الأ�ضرار البيئي ��ة‪ ،‬ب�سبب �إ�صرار تلك‬ ‫ال ��دول على اللح ��اق بال ��دول النامية الكب ��رى‪ ،‬مما‬ ‫ي�ؤدي �إلى مزيد من ال�ضرر‪.‬‬ ‫�أم ��ا في العودة �إل ��ى وزارة البيئة في لبنان‪ ،‬فكما هو‬ ‫معروف ت�أ�س�ست في العام ‪ ،1993‬وهي وزارة حديثة‬ ‫العه ��د وقد تعاق ��ب عليها ع ��دد من ال ��وزراء الذين‬ ‫بالت�أكي ��د حاول ��وا ما ف ��ي و�سعهم‪ ،‬لتح�سي ��ن الو�ضع‬ ‫البيئي في لبنان‪ .‬ولكن وزارة البيئة وعلى مر العهود‬ ‫لم ُت َ‬ ‫عط المكانة والقدرة �ضمن المنظومة الحكومية‪.‬‬ ‫وق ��د كان هدفي الأول حين ت�سلمت مهماتي الوزارية‬ ‫هو تمكي ��ن وزارة البيئة م ��ن الناحيتي ��ن الت�شريعية‬ ‫والقانوني ��ة‪ ،‬لأن الت�شريع ��ات والقواني ��ن ه ��ي الت ��ي‬

‫" ب�إمكانك ان تعي�ش من دون نفط �أو غاز‪ ،‬ولكن ال يمكنك �أن تعي�ش من دون مياه"‬

‫تعط ��ي الوزارة دور ًا على ال�صعي ��د التنفيذي العملي‬ ‫وعل ��ى �صعيد المنظومة الحكومي ��ة و�أي�ض ًا الكادرات‬ ‫الب�شري ��ة‪ .‬م ��ن هن ��ا �أ�ستطي ��ع الق ��ول �أن الحكوم ��ة‬ ‫الحالي ��ة �أعطت المو�ضوع البيئ ��ي الأولوية‪ ،‬و�أنجزت‬ ‫على ال�صعيد البيئي ما لم تنجزه �أية حكومة‪.‬‬ ‫ح�سناً معالي الوزير‪ ،‬ولكن هل لك �أن‬ ‫تعدد لنا �أهم �إنجازات وزارتكم الحالية على‬ ‫الم�ستوى البيئي؟‬ ‫�أو ًال‪ ،‬بد�أنا في الوزارة بتنفيذ م�شروع "النيابة العامة‬ ‫البيئية" وهو م�شروع في غاية الأهمية‪ .‬ونحن ن�سعى‬ ‫حالي� � ًا في المجل� ��س النيابي لإقراره ف ��ي �أ�سرع وقت‬ ‫ممكن‪ .‬على �أن ي�ضم م�شروع "النيابة العامة البيئية"‬ ‫�ضابط ��ة بيئية �شبيه ��ة بال�شرطة البيئي ��ة‪ ،‬ولكنها ال‬

‫"وزارة البيئة وعلى مر العهود‬ ‫لم ت َ‬ ‫ُعط المكانة والقدرة �ضمن‬ ‫المنظومة الحكومية لذا كان هدفي‬ ‫الأول حين ت�سلمت مهماتي الوزارية‬ ‫هو تمكينها من الناحيتين‬ ‫الت�شريعية والقانونية"‬

‫تتعاط ��ى مه ّم ��ات ال�شرط ��ة بق ��در ما تك ��ون مهمتها‬ ‫م�ساعدة النا�س وتنمية الوعي البيئي لديهم‪.‬‬ ‫و�أي�ض ًا‪ ،‬هنالك م�شاريع قانون "المحميات الطبيعية"‬ ‫وقان ��ون "نوعي ��ة اله ��واء" وقان ��ون "�إدارة النفايات‬ ‫ال�صلبة"‪ .‬وهي �أربعة م�شاريع توليها الوزارة العناية‬ ‫الق�صوى لت�صبح قيد التنفيذ‪.‬‬ ‫وتاب ��ع الوزير الخوري قائ ًال‪ :‬هذا من ناحية‪� ،‬أما من‬ ‫ناحي ��ة المرا�سي ��م في لبن ��ان‪ ،‬فنحن �أنجزن ��ا �أربعة‬ ‫مرا�سي ��م �أقرته ��ا الحكومة‪ ،‬وق ��د بد�أن ��ا بتطبيقها!‬ ‫وه ��ي‪ :‬المر�س ��وم الأول‪" :‬تقيي ��م الأث ��ر البيئ ��ي‬ ‫‪"Environmental impact assessment‬‬ ‫و�أهمية هذا المر�سوم �أن ��ه يطال �أي م�شروع �إن�شائي‬ ‫جدي ��د‪ ،‬حيث يق ��وم بدرا�سة تقييم الأث ��ر البيئي له‪،‬‬ ‫من قبل �ش ��ركات متخ�ص�صة بالبيئة‪� .‬أي�ض ًا‪ ،‬هنالك‬ ‫مر�سوم "التقييم البيئ ��ي الإ�ستراتيجي ‪Strategic‬‬ ‫‪ "environmental assessment‬وه ��و يط ��ال‬ ‫ال�سيا�سات الجديدة والخطط التي ت�ضعها الحكومة‪،‬‬ ‫مثل قانون المياه الجديد الذي يخ�ضع لهذا القانون‬ ‫ف ��ي حال تقرر �إجراء درا�سة تنظيم مدني جديد‪ ،‬او‬ ‫�إج ��راء درا�سة للأرا�ضي الت ��ي �سي�ستخدمها م�شروع‬ ‫المياه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫و�أ�ض ��اف‪ :‬و�أي�ض� �ا‪ ،‬مر�س ��وم "الإلت ��زام البيئ ��ي‬ ‫للمن�شئ ��ات"‪ ،‬وهو �أي�ض� � ًا م�شروع في غاي ��ة الأهمية‬ ‫بالن�سب ��ة �إل ��ى ال�صناع ��ات المل ِّوث ��ة للبيئ ��ة‪ .‬ولك ��ن‬ ‫�إذا طلبن ��ا م ��ن �أ�صحاب تل ��ك ال�صناع ��ات الإلتزام‬ ‫بال�ش ��روط البيئي ��ة‪ ،‬من واجبنا ك ��وزارة م�ساعدتهم‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪69‬‬


‫الحوار‬ ‫على الرغ��م م��ن �أن وزارة البيئة في‬ ‫لبنان ر�أت الحياة في �أوائل ت�سعينات‬ ‫الق��رن الما�ض��ي (‪ )1993‬فدورها لم‬ ‫يكن فاع�لا" �إال عندما ت�سلمها ناظم‬ ‫الخ��وري ال��ذي عم��ل من��ذ ت�سلمه‬ ‫من�صبه ف��ي حزيران (يونيو) ‪،2011‬‬ ‫عل��ى تثبي��ت دوره��ا وحمايت��ه عن‬ ‫طري��ق �س��ن الت�شريع��ات والقوانين‬ ‫الخا�صة به��ا‪ ،‬الأمر الذي جعلها من‬ ‫الوزارات المهمة والرائدة في لبنان‪.‬‬ ‫ولم��ا كان مو�ض��وع البيئ��ة وتغي��ر‬ ‫المناخ هو مو�ضوع ال�ساعة في لبنان‬ ‫والعالم العرب��ي خ�صو�صا" مع بداية‬ ‫عام جديد ق�صدت "�أ�سواق العرب"‬ ‫الوزير ناظم الخوري وحاورته حول‬ ‫�أم��ور البيئة و�شجونه��ا وكان الحوار‬ ‫الآتي‪:‬‬

‫وزير البيئة اللبناني ناظم الخوري‪:‬‬ ‫ركز دور وزارة البيئة‬

‫حوار خا�ص مع‬ ‫وزير البيئة اللبناني‬

‫ناظم الخوري‪ :‬حكومتنا الحالية أنجزت في حقل‬ ‫البيئة ما لم تنجزه أية حكومة لبنانية سابقة‬

‫‪68‬‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬


‫لي�ست من �إخت�صا�ص وزارة البيئة‪ ،‬وهي لي�ست الجهة‬ ‫المعني ��ة بمحا�سب ��ة �أو م�ساءل ��ة ا�صح ��اب الم�سابح‬ ‫والمجمعات البحرية لأنه ��م يمنعون المواطنين من‬ ‫العب ��ور �إلى ال�شاط ��ئ‪� .‬أعتق ��د �أن وزارة الداخلية �أو‬ ‫وزارة الأ�شغ ��ال هي الجهة ال�صالح ��ة لمعالجة تلك‬ ‫التجاوزات والمخالف ��ات‪ .‬و�إجبار �أ�صحاب الم�سابح‬ ‫عل ��ى ال�سم ��اح للمواطني ��ن ب�إرتي ��اد ال�شواط ��ئ عبر‬ ‫مجمعاتهم‪.‬‬ ‫ويتابع‪� :‬أما في ما يتعلق بم�س�ألة الم�ساحات الخ�ضراء‬ ‫والحدائق العامة‪ ،‬حق ًا �إنه �أمر م�ؤ�سف‪ .‬و�أنا �أ�ستغرب‬ ‫كي ��ف ُتعط ��ى التراخي�ص الع�شوائية لبن ��اء هذا الكم‬ ‫الهائ ��ل م ��ن ور� ��ش الإ�سمن ��ت‪ ،‬م ��ن دون �أن يفر�ضوا‬ ‫عل ��ى من يلت ��زم ور�ش البناء ه ��ذه‪ ،‬تخ�صي�ص بع�ض‬ ‫الم�ساحات الخ�ضراء للنا�س كي يتنف�سوا‪ .‬و�أعتقد �أن‬ ‫هناك نية لإع ��ادة ت�أهيل حديقة ال�صنائع في بيروت‬ ‫و�أي�ض ��ا" حديق ��ة ال�سيوفي في اال�شرفي ��ة‪ .‬و�أتمنى �أن‬ ‫ُتنجز قوانين تفر�ض على كل الم�ستثمرين والمقاولين‬ ‫في بيروت تخ�صي�ص الم�ساحات الخ�ضراء �إلى جانب‬ ‫�أبنية الباطون الم�سلح‪.‬‬ ‫ان �ت �ق��ا ًال �إل� ��ى ال �ع��ال��م ال �ع��رب��ي م�ع��ال��ي‬ ‫ال��وزي��ر‪� ،‬أي ��ن ان�ت��م م��ن م�شاكل البيئة في‬ ‫ال��دول النفطية الم�سببة للتلوث‪ ،‬وم��ا هو‬ ‫دوركم مع باقي وزارات البيئة العربية؟‬ ‫لبنان ج ��زء من المنطقة العربي ��ة‪ ،‬وهو ع�ضو فاعل‬ ‫ف ��ي م�ؤتمر وزراء البيئة العرب دائم� � ًا‪ ،‬وع�ضو �أي�ض ًا‬ ‫ف ��ي لجن ��ة الإتح ��اد العرب ��ي للبيئ ��ة المنبثق ��ة م ��ن‬ ‫جامعة الدول العربية‪ .‬ولبن ��ان م�شارك دائم في كل‬ ‫الم�ؤتم ��رات البيئية‪ ،‬وق ��د دعونا �إل ��ى م�ؤتمر لوزراء‬ ‫البيئ ��ة الع ��رب ف ��ي ني�سان (ابري ��ل) المقب ��ل‪ ،‬على‬ ‫هام�ش الم�ؤتمر الإقت�صادي العربي الذي �سيعقد في‬ ‫بيروت‪ ،‬و�سنطرح ق�ضاي ��ا المياه والبيئة ب�شكل عام‪،‬‬ ‫وكيفية �سبل �إيجاد الحلول لها‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف‪ :‬طبع� � ًا المنطق ��ة العربي ��ة م�ص ��در كبي ��ر‬ ‫للتل� � ّوث‪ ،‬وال �سيم ��ا ال ��دول المنتجة للنف ��ط والغاز‪.‬‬

‫وقد كنت م�ش ��ارك ًا في م�ؤتمر ح ��ول التغ ّير المناخي‬ ‫ف ��ي قط ��ر‪ ،‬الأمر ال ��ذي يدرك ��ه جيد ًا وزي ��ر الطاقة‬ ‫القطري ال�شيخ عب ��داهلل العطية‪ ،‬حيث كان حا�ضر ًا‬ ‫في الم�ؤتم ��ر �أكثر من مئة وثالثين وزير ًا‪ .‬وقد كانت‬ ‫التمني ��ات �أن يخرج الم�ؤتمر بنتائج �أف�ضل ومقررات‬ ‫تلزم ال ��دول ال�صناعية على الحد م ��ن �إنتاج المواد‬ ‫المل ّوث ��ة للبيئة‪ .‬ولكن كما كنت �أ�ش ��رح لك في بداية‬ ‫ه ��ذا اللقاء‪ ،‬هناك �صعوبة لإقناع الدول التي هي في‬ ‫طور النمو على الإلتزام بمقررات من �ش�أنها �أن تعيق‬ ‫نموه ��ا الإقت�ص ��ادي‪� ،‬إعتقاد ًا منها بانه ��ا في �سباق‬ ‫�صناعي مع الدول النامية‪.‬‬ ‫بر�أيك �أزم��ة المياه في العالم العربي‬

‫"�أ�ستغرب كيف تُعطى التراخي�ص‬ ‫الع�شوائية لبناء هذا الكم الهائل من‬ ‫ور�ش الإ�سمنت في بيروت من دون‬ ‫�أن ُيفر�ض على من يلتزم ور�ش البناء‬ ‫هذه تخ�صي�ص بع�ض الم�ساحات‬ ‫الخ�ضراء للنا�س كي يتنف�سوا"‬

‫وال �سيما في اليمن وم�صر وال�سودان‪ ،‬هي‬ ‫نتيجة التغ ّير ال�م�ن��اخ��ي‪� ،‬أم ب�سبب النمو‬ ‫ال�سكاني ال�سريع والهائل في تلك المنطقة‪،‬‬ ‫وعدم وجود خطة لتر�شيد ا�ستعمال المياه‬ ‫بطريقة تحميها من الهدر؟‬ ‫الت�صح� � ّر اليوم �أ�صبح م�شكل ��ة العالم في كل مكان‪.‬‬ ‫حت ��ى ف ��ي لبنان بتن ��ا نعاني م ��ن م�شكل ��ة الت�صحر‪.‬‬ ‫ولي�س ��ت كلها ب�سبب ال�سموم والتلوث البيئي‪ .‬فعوامل‬ ‫طبيعي ��ة عدة باتت تهدد العال ��م حاليا" ب�أزمة مياه‪.‬‬ ‫وال �سيم ��ا �أن جب ��ا ًال كامل ��ة ف ��ي �أال�س ��كا والمنطق ��ة‬ ‫الجليدي ��ة بد�أت بالذوبان‪ ،‬وه ��ي ظاهرة غريبة وقد‬ ‫تكون نتيجة التغير المناخي الذي ي�ؤثر على الأوزون‪،‬‬ ‫ون�سب ��ة �إخت ��راق ال�شم� ��س لتلك الطبق ��ة التي تحمي‬ ‫الأر�ض‪.‬‬ ‫ه� ��ل ت �ت ��وق ��ع �أن ت �ن �� �ض��ب ال �م �ن �ط �ق��ة‬ ‫العربية م��ن ال�م�ي��اه‪ ،‬وف��ي اي �سنة يمكنك‬ ‫�أن تدق ناقو�س الخطر‪ ،‬الذي يهدد العرب‬ ‫بالعط�ش؟‬ ‫ال �أ�ستطيع �أن �أتوقع ال�سنة التي يمكن �أن يحدث فيها‬ ‫هذا الأمر‪ ،‬ولكن �شئنا �أم �أبينا فان الموارد الطبيعية‬ ‫�ستن�ضب في ي ��وم الأيام‪ .‬الدول العربية تدرك �أي�ض ًا‬ ‫�أن النفط والغاز فيه ��ا �سين�ضبان ولكن �أنا �شخ�صي ًا‬ ‫ال �أرى �أن فق ��دان النف ��ط �أكث ��ر خط ��ورة من فقدان‬ ‫المي ��اه‪ .‬ب�إمكان ��ك ان تعي� ��ش من دون نف ��ط �أو غاز‪،‬‬ ‫ولكن ال يمكنك �أن تعي�ش من دون مياه‪.‬‬

‫"الت�صحر اليوم �أ�صبح م�شكلة‬ ‫ّ‬ ‫العالم في كل مكان‪ ،‬حتى في لبنان‬ ‫على �سيرة ال�غ��از‪ ،‬ه��ل تعتقد �أن الغاز‬ ‫ً‬ ‫المتوقع �إ�ستخراجه في لبنان قريبا‪� ،‬سيكون‬ ‫بتنا نعاني من م�شكلة الت�صحر‪،‬‬ ‫نعمة �أم نقمة على الللبنانيين‪ ،‬وبالتالي هل‬ ‫ولي�ست كلها ب�سبب ال�سموم والتلوث‬ ‫�سيكون �سبباً لمزيد من انق�ساماتهم؟‬ ‫البيئي فعوامل طبيعية عدة باتت تهدد ه ��ي لعن ��ة محببة لك ��ن وجوده ��ا �أف�ضل م ��ن عدمه‬ ‫(ي�ضح ��ك)‪� ...‬أم ��ا النقمة‪ ،‬فنح ��ن خالفاتنا قائمة‬ ‫العالم حاليا" ب�أزمة مياه"‬ ‫ببترول وبال بت ��رول‪ ...‬فلنختلف على البترول �أف�ضل‬ ‫من �أن نختلف على ال�سيا�سة‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪71‬‬


‫الحوار‬ ‫المي�س ��رة‪ .‬وق ��د با�شرنا بهذا‬ ‫مادي� � ًا عب ��ر القرو�ض ّ‬ ‫الم�ش ��روع حالي� � ًا‪ ،‬ونح ��ن في �ص ��دد �إيج ��اد م�صدر‬ ‫تموي ��ل له‪ ،‬حي ��ث �إجتمعتُ مع كل م ��ن وزير المالية‪،‬‬ ‫وحاكم م�ص ��رف لبن ��ان‪ ،‬و�أي�ض ًا ق ��ام بزيارتنا منذ‬ ‫فت ��رة وفد م ��ن البنك الدول ��ي المتخ�ص� ��ص بهكذا‬ ‫ق�ضاي ��ا تمويلي ��ة‪ .‬وال �سيما �أن الم�ش ��روع هذا يحتاج‬ ‫�إلى تمويل بقيمة حوالي الـ‪ 35‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫�أما رابع مر�سوم (تابع الوزير) فهو "المجل�س الوطني‬ ‫للبيئة" ومهمته و�ضع ال�سيا�سات البيئية لوزارة البيئة‪،‬‬ ‫ويت�أل ��ف م ��ن ‪� 14‬شخ�ص� � ًا‪� ،‬سبعة منهم ينتم ��ون �إلى‬ ‫ال ��وزارات المعنية‪ ،‬و�سبعة �آخرون ينتمون �إلى القطاع‬ ‫الخا�ص‪ ،‬مثل نقابات الأطباء والمحامين والمهند�سين‬ ‫وجمعية الم�صارف وجمعية �شركات ال�ضمان‪ ،‬والقطاع‬ ‫الأكاديمي وقطاع المجتمع الأهلي‪.‬‬ ‫ال �م��واط��ن ال� �ع ��ادي ال �ي ��وم ي ��ا م�ع��ال��ي‬ ‫الوزير‪ ،‬ال تهمه كثيراً كل تلك التفا�صيل‪،‬‬ ‫م �ث��ل الإ� �س �ت��رات �ي �ج �ي��ا ال�ب�ي�ئ�ي��ة وال���س�ي��ا��س��ة‬ ‫البيئية وغ�ي��ره�م��ا‪ .‬ال�م��واط��ن ال�ي��وم تهمه‬ ‫الإن �ج ��ازات ال�م�ب��ا��ش��رة ع�ل��ى �صعيد البيئة‬ ‫وح�م��اي�ت�ه��ا‪ .‬ف�ح�ي��ن ي���ش��اه��د ه��ذا اللبناني‬ ‫جب ً‬ ‫ال ت�شوهه الك�سارات وتجرفه من دون‬ ‫ح�سيب �أو رق�ي��ب‪ ،‬وح�ي��ن يُمنع م��ن �إرت�ي��اد‬ ‫�شاطىء عام لأن مافيات الأمالك البحرية‬ ‫�صادرته و�س َّيجته‪ ،‬ي�س�أل م��اذا فعلت وزارة‬ ‫البيئة وغيرها من ال��وزارات لحماية حقه‬ ‫ف��ي اال��س�ت�م�ت��اع بطبيعة ب�ل��اده‪ ...‬ه��ل من‬ ‫خطة مث ً‬ ‫ال لحماية ال�شاطئ اللبناني من‬ ‫التلوّث بالمجارير والنفايات؟‬ ‫نحن اليوم نحاول قدر الم�ستطاع‪ ،‬لأن الو�ضع البيئي‬ ‫مكب �صيدا‬ ‫ف ��ي البحر �س ّي ��ىء للغاية‪ .‬مثل مو�ض ��وع ّ‬ ‫الذي �أ�صبح جب ًال من النفايات‪ ،‬وقد با�شرنا ب�إعداد‬ ‫الخطة لإعادة ت�أهيله‪ ،‬وفي خالل �أ�شهر قليلة �سيجد‬ ‫المكب طريقه �إلى الحل الج ��ذري‪ ،‬بعدما لقي‬ ‫ه ��ذا ّ‬ ‫الإهم ��ال على مدى ع�شرات ال�سني ��ن‪� ،‬إلى درجة �أن‬ ‫قبر� ��ص وحدها رفع ��ت �أكثر من ‪ 16‬دع ��وى ق�ضائية‬ ‫مكب �صيدا الذي يع ّر�ض �شواطئها‬ ‫�ضد لبنان‪ ،‬ب�سبب ّ‬ ‫وبحرها للتل ّوث‪.‬‬ ‫وي�ضي ��ف‪ :‬حتى تركيا �إعتر�ضت عل ��ى النفايات التي‬ ‫المكب �س ّبب �ضررا"‬ ‫مكب �صيدا‪ .‬فه ��ذا ّ‬ ‫ت�صلها من ّ‬ ‫بيئي� � ًا هائ ًال على الحو� ��ض ال�شرقي للبح ��ر الأبي�ض‬ ‫المتو�سط‪ ،‬ولي�س على �صعيد لبنان فقط‪.‬‬ ‫ه ��ذا من ناحي ��ة التل ��وث البح ��ري‪� ،‬أما ف ��ي م�س�ألة‬ ‫المقال ��ع والك�سارات‪ ،‬نح ��ن في "المجل� ��س الوطني‬ ‫للمقال ��ع والك�سارات" وال ��ذي يتر�أ�سه وزي ��ر البيئة‪،‬‬ ‫�أي�ض� � ًا اتخذن ��ا كل الق ��رارات التنظيمي ��ة المتعلق ��ة‬ ‫‪70‬‬

‫" �شئنا �أم �أبينا فان‬ ‫الموارد الطبيعية‬ ‫�ستن�ضب في يوم‬ ‫الأيام"‬

‫بالكف ��االت وبكمي ��ات ال�صخ ��ور الت ��ي ُت�ستخرج من‬ ‫الجب ��ال‪ ،‬و�أي�ض ًا الم�ساحات الم�سم ��وح �إ�ستخدامها‪،‬‬ ‫وق ��د �ضاعفن ��ا قيمة الكف ��االت ع�شر م ��رات‪ ،‬وذلك‬ ‫لإجب ��ار �صاحب الرخ�صة على �إع ��ادة ت�أهيل الأر�ض‬ ‫او الجبل الذي �إ�ستخدمه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وي�ست ��درك‪ :‬م ��ن جهت ��ي �شخ�صي� �ا‪ ،‬ومن ��ذ ت�سلم ��ي‬ ‫مه ��ام وزارة البيئة ولغاية الي ��وم لم �أو ّقع �أو �أمنح �أي‬ ‫ك�سارة‪ .‬وقد طلبت من‬ ‫ترخي�ص جديد لأي مقل ��ع او ّ‬ ‫مجل�س ال ��وزراء ت�شكيل لجنة وزاري ��ة لإعادة النظر‬ ‫بالمخطط التوجيهي العام للمقالع‪ .‬ت�شكلت اللجنة‪،‬‬ ‫وك ّلف ��ت وزارة البيئ ��ة‪ ،‬لو�ضع الخط ��وات العملية من‬ ‫�أجل طرح م�شروع جديد لق�ضية المقالع والك�سارات‬ ‫في لبنان‪.‬‬

‫"بد�أنا في الوزارة بتنفيذ م�شروع‬ ‫"النيابة العامة البيئية" الذي ي�ضم‬ ‫�ضابطة بيئية �شبيهة بال�شرطة‬ ‫البيئية ولكنها ال تتعاطى مه ّمات‬ ‫ال�شرطة بقدر ما تكون مهمتها م�ساعدة‬ ‫النا�س وتنمية الوعي البيئي لديهم"‬ ‫"من �إنجازات وزارة البيئة‬ ‫ما يتعلق بال�صيد البري والطيور من‬ ‫خالل "المجل�س الوطني لل�صيد"‬ ‫حيث و�ضعنا �أرقى الت�شريعات‬ ‫والقوانين لتنظيم ممار�سة هواية‬ ‫ال�صيد في لبنان"‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬

‫وتابع قائال"‪ :‬م ��ن �إنجازات وزارة البيئ ��ة �أي�ض ًا‪ ،‬ما‬ ‫يتعلق بال�صيد البري والطي ��ور من خالل "المجل�س‬ ‫الوطن ��ي لل�صيد"‪ ،‬حي ��ث و�ضعنا �أرق ��ى الت�شريعات‬ ‫والقواني ��ن لتنظي ��م ممار�س ��ة هواي ��ة ال�صي ��د ف ��ي‬ ‫لبنان‪.‬‬ ‫ول�ك��ن ي��وج��د ق��ان��ون يمنع ال�صيد في‬ ‫ل�ب�ن��ان‪ ،‬منذ عهد الرئي�س ال��راح��ل اليا�س‬ ‫الهراوي‪ ...‬لماذا ال تعملون على تطبيقه؟‬ ‫�صحيح‪ ،‬قانوني ًا ممن ��وع ال�صيد في لبنان منذ العام‬ ‫‪ 1996‬عل ��ى ما �أعتق ��د‪ .‬ولكن فعلي ًا نح ��ن على يقين‬ ‫ب� ��أن القانون م�ستب ��اح‪ ،‬وكل هواة ال�صي ��د يمار�سون‬ ‫هواياته ��م بعي ��د ًا م ��ن القان ��ون‪ ،‬وق ��د و�ص ��ل ع ��دد‬ ‫ال�صيادين في لبنان �إلى المئة �ألف ن�سمة!‬ ‫مئة �ألف �صياد في لبنان ي�شكلون قوة‬ ‫�إنتخابية‪� ...‬ألي�س كذلك؟!‬ ‫�صحي ��ح‪ ،‬ولكن هواي ��ة ال�صيد ُتمار� ��س على ح�ساب‬ ‫القان ��ون �شئنا �أم �أبينا‪ ،‬ونحن ال ن�ستطيع منع النا�س‬ ‫م ��ن ممار�سة هوايته ��م‪ ،‬ولكن يجب �ضب ��ط الأمور‪،‬‬ ‫وتنظيم ال�صيد ب�شكل قانوني و�سليم‪.‬‬ ‫هذا المو�ضوع يجرنا يا معالي الوزير‬ ‫�إل� ��ى ال �� �س ��ؤال ع��ن ال �م �� �س��اح��ات ال�خ���ض��راء‬ ‫المتروكة للنا�س‪ ...‬ف�أنت تعرف �أن بيروت‬ ‫ت�صحرت‪ ،‬والحدائق العامة فيها معظمها‬ ‫ّ‬ ‫�أق �ف �ل��ت‪ ،‬م�ث��ل ح��ر���ش ب �ي��روت ال� ��ذي �أُق �ف��ل‬ ‫لأ�سباب مجهولة‪ ،‬وحديقة ال�صنائع مهددة‬ ‫ب��ال �ج��رف والإق � �ف� ��ال‪ ،‬وح��دي �ق��ة ال���س�ي��وف��ي‬ ‫م �ق �ف �ل��ة‪ .‬ف � ��أي� ��ن ي ��ذه ��ب ه � ��ذا ال �م ��واط ��ن‬ ‫المتو�سط الدخل ب�أطفاله؟! ماذا تركتم له‬ ‫من الم�ساحات الخ�ضراء كي يتنف�س؟‬ ‫�صحي ��ح معك حق‪ ،‬ولك ��ن هناك نقطة كن ��ت �أثرتها‬ ‫قب ��ل قليل‪ ،‬ولم �أجب ��ك عنها‪ ،‬وه ��ي م�س�ألة الأمالك‬ ‫البحرية‪ .‬ف�أن ��ت تعرف �أن م�س�ألة الأمالك البحرية‪،‬‬


‫حلب ‪ -‬محمد الحلبي‬ ‫ن� ��أت جميلة حيجالي بعيدا" في البداية‬ ‫عندما كنت �أقت ��رب منها في واحد من‬ ‫العديد من الطوابير خ ��ارج م�صانع ومتاجر الخبز‬ ‫في حلب‪ .‬ولك ��ن بعد لحظات �أوم� ��أت و"ه�سه�ست"‬ ‫ل ��ي للتنفي�س عن الإحباط الت ��ي تعي�شه‪" .‬لقد تعبنا‬ ‫م ��ن الثورة ‪ ...‬ل ��م يح�صل �سابقا" �أب ��دا" �أن وقفت‬ ‫الن�ساء ف ��ي الطوابي ��ر للح�صول عل ��ى الخبز مثلما‬ ‫ترى هنا"‪� ،‬إ�شتكت الأرمل ��ة البالغة ‪ 39‬عاما" والأم‬ ‫ل�ستة �أطفال‪" .‬لكن الآن هذا هو �شغلي الأ�سا�سي في‬ ‫الحياة‪ .‬طوابير الخبز‪ .‬نوم‪ .‬طوابير الخبز‪ .‬نوم‪".‬‬ ‫ب ��د�أت �أثار الثورة ال�سورية التي تجاوز عمرها ال‪22‬‬ ‫�شه ��را" تلدغ �سكان المدن الكب ��رى في البالد‪ .‬لقد‬ ‫ب ��د�أ النق�ص يعم كل الأ�شي ��اء الحياتية‪ .‬من الأدوية‬ ‫�إل ��ى الحط ��ب ال ��ى الوقود كله ��ا �ص ��ارت �إمداداتها‬ ‫�شحيح ��ة م ��ع و�ص ��ول درجات الح ��رارة ف ��ي ف�صل‬

‫ال�شت ��اء الى تح ��ت ال�صف ��ر‪ .‬النا�س هن ��ا يكافحون‬ ‫للتعام ��ل مع حرب ي�أملون في و�ضع �أوزارها قريبا"‪.‬‬ ‫ولكن مع و�صول القتال على جبهات المدن الى طريق‬ ‫م�سدود‪ ،‬يعترفون ب�أن رغباتهم من غير المرجح �أن‬ ‫تتحق ��ق ف ��ي �أي وقت قري ��ب‪ .‬بدال" م ��ن ذلك‪ ،‬وقع‬

‫ت�ضاعفت �أ�سعار كل �شيء من غاز‬ ‫الطهي �إلى اللحوم ‪ -‬وفي بع�ض‬ ‫الحاالت �أربعة �أ�ضعاف ‪ -‬لأن قوات‬ ‫النظام �إن�سحبت من حلب عندما اندلع‬ ‫القتال في تموز ( يوليو) الفائت‪� ،‬آخذة"‬ ‫معها برنامج دعم الدولة القوي‬

‫المدني ��ون المحا�صرون في حلب ف ��ي م�أزق العنف‪،‬‬ ‫لق ��د ُتركوا لتحم ��ل معان ��اة الم�شاق وح ��رب تتطور‬ ‫وتتو�سع مع مرور كل يوم‪ .‬على الرغم من �أن الأمين‬ ‫العام للحلف الأطل�سي �أندر�س فوغ را�سمو�سن تفاخر‬ ‫�أخيرا" قائال"‪�" :‬إنها فقط م�س�ألة وقت" قبل �إنهيار‬ ‫نظام ب�شار الأ�سد‪ ،‬ف�إن االنا�س في حلب يخ�شون من‬ ‫ان يكون ��وا العبين على م�سرح ح ��رب ال يبدو �أن لها‬ ‫نهاية في الأفق‪.‬‬ ‫ف ��ي م�صنع الخب ��ز الع�سك ��ري‪ ،‬الذي كان ��ت تملكه‬ ‫وتدي ��ره الدول ��ة‪ ،‬ينهمك مح ��ي الدي ��ن ال�سقا (‪37‬‬ ‫عام ��ا") في الإ�شراف على خ ��ط الناقل فيما دزينة‬ ‫من �أرغف ��ة الخبز تتوافد على الح ��زام وت�سقط في‬ ‫وعاء كبي ��ر‪ .‬منذ �إن ��دالع القتال في حل ��ب في تموز‬ ‫(يوليو) الفائت‪ ،‬ينفق مدي ��ر العمليات معظم وقته‬ ‫تقريبا" في الم�صنع لحل الم�شاكل‪.‬‬ ‫�أهم ه ��ذه الم�شكالت هو التباط�ؤ ف ��ي �إنتاج الخبز‪.‬‬ ‫توجد ف ��ي الم�صنع �آلتان يمكنهما �أن تنتجا نحو ‪20‬‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪73‬‬


‫تحقيق ال�شهر‬

‫"�أ�سواق العرب" على جبهة القتال في ثاني �أكبر مدن �سوريا‬

‫معركة الحصول على الرغيف في حلب‬ ‫صارت أهم وأقسى من إسقاط نظام األسد‬ ‫لم يكن يتوقع �سكان حلب‪ ،‬المدينة الإقت�صادية الأولى في �سوريا‪� ،‬أن تكون الطريق الى‬ ‫�إ�سقاط نظ��ام الأ�سد طويلة وقا�سية‪� .‬إعتقدوا �أن الأمر �سي�أخذ �أ�سابيع عدة‪ .‬لكن توقعاتهم‬ ‫ل��م تكن في محلها فباتوا حاليا" يترحمون على الأوقات الما�ضية فيما هم يق�ضون �أق�سى‬ ‫الأوق��ات‪ .‬في المرحلة الأخي��رة من الحرب الأهلية في �سوري��ا وخ�صو�صا" في حلب‪،‬‬ ‫فقد �صار المدنيون هم الأهداف‪.‬‬

‫طوابير ب�إنتظار الرغيف‬

‫‪72‬‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬


‫�إرتفاع تكلفة الخبز الكبي ��ر فح�سب‪ .‬لقد ت�ضاعفت‬ ‫�أ�سع ��ار كل �ش ��يء من غ ��از الطهي �إل ��ى اللحوم ‪--‬‬ ‫وف ��ي بع� ��ض الحاالت �أربع ��ة �أ�ضع ��اف ‪ --‬لأن قوات‬ ‫النظام �إن�سحبت من حل ��ب عندما اندلع القتال في‬ ‫تم ��وز ( يوليو) الفائت‪� ،‬آخ ��ذة" معها برنامج دعم‬ ‫الدول ��ة الق ��وي‪ .‬عل ��ى الرغم م ��ن �أن ق ��وات الأ�سد‬ ‫تنازل ��ت ب�سرعة ع ��ن الجزء ال�شرقي م ��ن المدينة‪،‬‬ ‫فه ��ي تح�صنت في القطاع ��ات الغربية وت�شبثت في‬ ‫البق ��اء في مق ��ر المخاب ��رات والقواع ��د الع�سكرية‬ ‫ف ��ي المناط ��ق ال�شمالية‪ .‬اليوم‪ ،‬تغ ّي ��ر ميزان القوى‬ ‫قلي�ل�ا"‪ .‬مع �أن بع�ض الأحياء قد د ُِّمر‪ ،‬مثل حي كرم‬ ‫الجبل‪ ،‬ف�إن معظم الأحياء تحمل ندوب الحرب من‬ ‫القتال العنيف �أو الق�صف الع�شوائي‪.‬‬ ‫على الرغم من �أن ال�سكان ال�صبورين يح�صلون في‬ ‫نهاي ��ة المطاف على كي�سهم من الخبز‪ ،‬ف�إن العديد‬ ‫منه ��م ال يحالفه الحظ كما هي الحال عندما يتعلق‬ ‫الأم ��ر بال�ضروريات الأخرى‪ ،‬بما ف ��ي ذلك االدوية‬ ‫الت ��ي يحتاجون �إليها لع�ل�اج الأمرا�ض ال�شائعة‪ .‬في‬ ‫عي ��ادة م�ؤقتة في حي ب�ستان الق�ص ��ر‪ ،‬كان الدكتور‬ ‫في�ص ��ل حاب ��ون عندما �إلتقين ��اه يفح� ��ص ر�ضيعا"‬ ‫م�صابا" بال�سع ��ال الديكي‪ .‬هذا المر�ض عادة قابل‬ ‫لل�شف ��اء بم�ض ��ادات حيوية ب�سيطة‪ ،‬غي ��ر �أن القتال‬ ‫ق ��د عط ��ل الت�سلي ��م الروتين ��ي للإم ��دادات الطبية‬

‫في م�صنع الخبز الع�سكري ت�سير‬ ‫العملية ب�سال�سة �إلى حد ما‪ ،‬ولكن في‬ ‫مئات من المخابز المنت�شرة في جميع‬ ‫�أنحاء المدينة‪ ،‬حيث ما زالت �صناعة‬ ‫الخبز تجري باليد‪ ،‬الطوابير ال تعرف‬ ‫الهدوء ويحدث فيها معارك‬ ‫�أحد يهتم‪" .‬نحن �شعب ول�سنا بقطيع من الما�شية"‪،‬‬ ‫يالح ��ظ فرا� ��س بيب�س ��ي (‪ 48‬عام ��ا") بينم ��ا كان‬ ‫ي�شاه ��د الت�صارع من متجره الم�ؤق ��ت لبيع الفواكه‬ ‫ف ��ي ح ��ي "الفردو�س"‪ .‬و�أ�ضاف "لك ��ن هذه الحرب‬ ‫تقت ��ل �إن�سانيتنا ببطء م ��ن دون �إطالق �أية ر�صا�صة‬ ‫علينا"‪.‬‬ ‫م ��ع ذلك‪ ،‬يت ��م �إط�ل�اق النار عل ��ى العم�ل�اء ب�شكل‬ ‫متزاي ��د‪ .‬لق ��د ق�صفت ق ��وات النظام ف ��ي كثير من‬

‫الأحي ��ان طوابي ��ر الخب ��ز المزدحمة حي ��ث ي�شرف‬ ‫المتم ��ردون لأنه ��ا �أهداف �سهل ��ة ‪ -‬حت ��ى بالن�سبة‬ ‫ال ��ى الطيارين المقاتلين الذي ��ن تنق�صهم الخبرة‪.‬‬ ‫يوم الأحد ف ��ي ‪� 23‬أيلول (دي�سمبر) المن�صرم ُقتل‬ ‫الع�ش ��رات من المدنيين عندما قامت طائرة مقاتلة‬ ‫بغ ��ارات عدة على طوابير الخبز ف ��ي مدينة حلفايا‬ ‫الواقعة و�سط محافظة حماه‪..‬‬ ‫وجلب ��ت الحرب مخاوف �أكثر لل�س ��كان �أي�ضا"ولي�س‬

‫الأ�سا�سي ��ة وهذا ما جعل مهمة الطبيب �صعبة‪� .‬أكثر‬ ‫م ��ن ذلك‪ ،‬لأن قوات النظ ��ام ق�صفت م�ست�شفى دار‬ ‫ال�شف ��اء ف ��ي ت�شري ��ن الثان ��ي (نوفمب ��ر) الما�ضي‪،‬‬ ‫يمر الأطب ��اء في وقت ع�صي ��ب وخ�صو�صا" لتوفير‬ ‫الرعاي ��ة لمر�ضاه ��م‪" .‬انن ��ا ال نمل ��ك الإت�ص ��االت‬ ‫والقدرات التي كانت لدينا من قبل"‪ ،‬يقول الدكتور‬ ‫حاب ��ون‪ .‬جماع ��ات الإغاث ��ة ال�سورية تح ��اول توفير‬ ‫الإمدادات الالزمة‪ ،‬ولكن �أيا" من منظمات الإغاثة‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪75‬‬


‫تحقيق ال�شهر‬ ‫حلب‪� :‬سقى الله �أيام زمان‬

‫�أل ��ف طن من الخبز يوميا"‪ .‬ولكن النق�ص الحا�صل‬ ‫ف ��ي الديزل الم�ص ّفى �أجب ��ر الم�صنع على الإعتماد‬ ‫على ديزل �أقل جودة لتغذية الآالت‪ ،‬والذي ينتج عنه‬ ‫تعطي ��ل �إحدى الآلتي ��ن و�إيقافها ع ��ن العمل يوميا"‬ ‫ب�سب ��ب �سد الروا�سب للأنابيب‪�" .‬إنها متاعب ال حد‬ ‫لها للبدء والتوقف في كل وقت"‪ ،‬يقول ال�سقا‪.‬‬ ‫قب ��ل الث ��ورة‪ ،‬كان الم�صن ��ع يبي ��ع كيلوغرام ��ا" من‬ ‫الخب ��ز بت�سع ليرات �سورية‪ ،‬ما يقرب من ‪� 20‬سنتا"‬ ‫�أميركي ��ا"‪ .‬اليوم يك ّلف كيلوغ ��رام الخبز عينه ‪15‬‬ ‫لي ��رة �سوري ��ة‪ .‬لكن في حي ��ن �أن كلف ��ة الخبز زادت‬ ‫بن�سبة ‪ 67‬في المئة‪ ،‬فهو ما زال �أقل كلفة من الوقود‬ ‫‪ -‬التي �إرتفعت من �سبع ليرات �سورية لليتر الواحد‬‫�إلى ‪ 180‬ليرة‪ .‬وللحفاظ على الخبز ب�أ�سعار معقولة‪،‬‬ ‫فق ��د ّ‬ ‫غطى "الجي�ش ال�سوري الحر" النق�ص‪ ،‬حال"‬ ‫بذل ��ك محل الدول ��ة ب�إعتباره ��ا الداع ��م الأ�سا�سي‬ ‫للنظام الغذائي ال�سوري‪.‬‬ ‫خ ��ارج الم�صن ��ع‪ ،‬المدني ��ون �أق ��ل �إهتمام ��ا"‬ ‫ب�إقت�صادي ��ات �إنت ��اج الخب ��ز و�أكث ��ر تركي ��زا" على‬ ‫ال�سب ��ب ال ��ذي يجعلهم ينتظ ��رون لمدة ت�ص ��ل �إلى‬ ‫�سب ��ع �ساعات للح�صول على كي�س يحتوي على ثالثة‬ ‫كيلوغرامات من الخبز‪" .‬لماذا يجب علينا �أن نقف‬ ‫هن ��ا نح ��و ن�صف ي ��وم؟" ي�س� ��أل فرا�س �سي ��دو (‪33‬‬ ‫عاما") فيما نافورات هطول الأمطار تقذف �سترته‬

‫جميلة حيجالي‪" :‬لقد تعبنا من‬ ‫الثورة ‪ ...‬لم يح�صل �سابقا" �أبدا" �أن‬ ‫وقفت الن�ساء في الطوابير للح�صول‬ ‫على الخبز‪ .‬الآن هذا هو �شغلي‬ ‫الأ�سا�سي في الحياة‪ :‬طوابير الخبز‪.‬‬ ‫نوم‪ .‬طوابير الخبز‪ .‬نوم"‬ ‫البيج‪�" .‬أل ��م يتعلموا كيفية �صنع الخبز بعد كل هذه‬ ‫ال�سنوات؟"‬ ‫عل ��ى الرغم من �أن �أفراد "الجي� ��ش ال�سوري الحر"‬ ‫حاول ��وا تحقيق الأف�ضل من نظ ��ام التوزيع فهم غير‬ ‫مج ّهزي ��ن للتعامل م ��ع و�ضع كهذا‪ ،‬م ��ع ذلك ي�ضع‬ ‫ال�س ��كان الل ��وم عليهم لإخفاقهم‪�" .‬أن ��ا هنا لحماية‬ ‫ه� ��ؤالء النا�س"‪ ،‬يقول محم ��د ن�صر‪ ،‬وهو مقاتل من‬ ‫م ��ارا‪ ،‬وه ��ي بل ��دة �صغيرة تبع ��د حوال ��ي ‪ 20‬ميال"‬ ‫‪74‬‬

‫�إلى ال�شرق من مدينة حل ��ب‪" .‬ولكن عندما ّ‬ ‫تعطلت‬ ‫الآالت‪ ،‬فقد �إتهمونا ب�سرقة الخبز‪".‬‬ ‫ال�ساعة ‪ 10:45‬م�سا ًء‪ ،‬يبد�أ مقاتلو"الجي�ش ال�سوري‬ ‫الح ��ر" بتوزي ��ع �أرقام عل ��ى �أكثر م ��ن ‪� 700‬شخ�ص‬ ‫ينتظ ��رون دوره ��م ف ��ي طوابير‪ .‬بع ��د �ساع ��ة‪ُ ،‬تفتَح‬ ‫نافذة �صغيرة وتبد�أعملية توزيع الخبز البطيئة‪ .‬مع‬ ‫�إقتراب الفجر‪ ،‬يقل �أعداد النا�س في الطوابير لأنهم‬ ‫�إختفوا في منازلهم مع كي�س من الخبز الثمين‪.‬‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬

‫في م�صنع الخبز الع�سكري‪ ،‬ت�سير العملية ب�سال�سة‬ ‫�إلى حد ما‪ .‬ولكن ف ��ي مئات من المخابز المنت�شرة‬ ‫في جمي ��ع �أنحاء المدين ��ة‪ ،‬حيث ما زال ��ت �صناعة‬ ‫الخب ��ز تج ��ري بالي ��د‪ ،‬الطوابير ال تع ��رف الهدوء‪.‬‬ ‫النا� ��س يتدافعون وين ��اورون للح�صول عل ��ى �أف�ضل‬ ‫موق ��ع فيما يتج ��ادل �أفراد م ��ن "الجي� ��ش ال�سوري‬ ‫الح ��ر" مع بع� ��ض العم�ل�اء‪ .‬يطلق مقات ��ل النار في‬ ‫اله ��واء �أحيانا" لإ�ستدع ��اء الح�شد للنظام‪ ،‬ولكن ال‬


‫على خطوط التما�س‬

‫يبل ��غ عمره ‪ 27‬عاما"‪ ،‬عمل م ��رة واحدة في م�صنع‬ ‫للإ�سمنت‪ ،‬و�إن�ضم �إل ��ى القتال في الربيع الما�ضي‪،‬‬ ‫عندما ب ��د�أ ح�شد الرجال وتجنيدهم في قريته‪ .‬كل‬ ‫‪ 20‬دقيق ��ة �أو نح ��و ذلك‪ ،‬يخ ��رج الكال�شينكوف من‬ ‫الناف ��ذة ويطلق زخات م ��ن الر�صا�ص‪" .‬يجب �أن ال‬ ‫ندعهم ينام ��ون"‪ ،‬يقول ب�إبت�سامة مبتهجا" كا�شفا"‬ ‫عن فجوة وا�سعة بين �أ�سنانه‪ .‬و�أ�ضاف "�إنهم لي�سوا‬ ‫هن ��ا لق�ضاء عطل ��ة بعيدا" من دم�ش ��ق"‪ .‬المقاتلون‬ ‫الجال�س ��ون عل ��ى الأر� ��ض ال يب ��دو �أنه ��م �سمعوا ما‬ ‫قاله �شلوني والتعليق ال ��ذي قدمه لتبرير ذلك‪ .‬لقد‬ ‫�ش َّل المل ��ل المطلق �أو البارد ه� ��ؤالء الرجال‪ ،‬الذين‬ ‫يتجمع ��ون ح ��ول هاتف خلي ��وي ينظرون �إل ��ى �صور‬ ‫م�شاهير المطربات العرب‪.‬‬ ‫ب�ست ��ان البا�شا‪ ،‬هو واحد م ��ن ع�شرات الجبهات في‬ ‫حل ��ب حيث يق�ض ��ي المقاتلون معظ ��م اليوم يعملون‬ ‫كل �ش ��يء �إ ّال القيام بالقتال‪ .‬فه ��م ي�شربون ال�شاي‪،‬‬ ‫و يق�ص ��دون المن ��ازل بحثا" عن الخ�ش ��ب للتدفئة‪،‬‬ ‫ويدخنون ب�إ�ستمرار‪ .‬و�صل ��ت معركتهم في المدينة‬ ‫�إل ��ى ح ��د كبير ال ��ى طري ��ق م�س ��دود‪ .‬ب ��رد ال�شتاء‬ ‫والمطر الذي جاء معه جعالهم يبحثون عن مكاتب‬ ‫لتك�سيره ��ا وت�سخين المالجئ التي بات ��وا ي�سمونها‬ ‫منزلهم‪ .‬في هذه المباني البعيدة على جبهة هادئة‪،‬‬ ‫كل ما لدى المقاتلين هو الوقت‪.‬‬ ‫م ��ا زال ��وا على ثق ��ة ب�أنهم �س ��وف ينت�ص ��رون‪ .‬لكن‬

‫المقاتل حامد �شلوني‬ ‫بعدما �أطلق زخات من كال�شينكوفه‬ ‫ب�إتجاه قوات النظام‪" :‬يجب �أن ال ندعهم‬ ‫ينامون ‪� ...‬إنهم لي�سوا هنا لق�ضاء‬ ‫عطلة بعيدا" من دم�شق"‬ ‫المخازن في حلب �إما �أقفلت و�إما هدمتها الحرب‬

‫ي�شتع ��ل يوميا" على �أقل من مي ��ل واحد‪ ،‬ف�إن عائلته‬ ‫فقي ��رة ال ي�سعها الف ��رار بحثا" عن م�ل�اذات �آمنة‪.‬‬ ‫تدي ��ر العائل ��ة متج ��را" �صغي ��را" يبي ��ع المنتج ��ات‬ ‫الإ�ستهالكية التي تت ��راوح بين ال�صابون والإ�سفنج‪.‬‬ ‫و�إغ�ل�اق �أبوابه يعن ��ي �إقفال م�صدر الخ ��ل الوحيد‬ ‫للأ�سرة‪.‬‬ ‫غالبي ��ة المتاج ��ر ف ��ي ح ��ي ب�ست ��ان البا�ش ��ا �أغلقت‬ ‫�أبوابها‪ .‬ال�سيارات الوحيدة التي تجوب �شوارعه هي‬

‫التي تحمل المقاتلي ��ن �إلى المباني الفارغة التي تم‬ ‫تحويله ��ا �إل ��ى مخابئ ومتاري�س مواجه ��ة‪ .‬وبالقرب‬ ‫ ف ��ي كثي ��ر من الأحي ��ان ق ��اب قو�سي ��ن �أو �أدنى �أو‬‫حت ��ى في نوافذ تطل على الأنقا� ��ض – موقع لجنود‬ ‫النظ ��ام‪ .‬ال توجد حركة في ه ��ذه ال�شوارع الخالية‪.‬‬ ‫ويخو� ��ض الجانب ��ان لعبة �شطرنج حي ��ث ال يريد �أي‬ ‫من الالعبين �أن يقوم بالخطوة التالية‪.‬‬ ‫يقبع حامد �شلوني على هذا الخط الأمامي الجامد‪.‬‬

‫التف ��ا�ؤل ال ��ذي دفعهم ال ��ى حمل ال�س�ل�اح لإطاحة‬ ‫نظام قمعي تم �إ�ستبدال ��ه ب�أمل وهمي يقوم على �أن‬ ‫مثابرته ��م �س ��وف تهلك في نهاي ��ة المطاف النظام‬ ‫وت� ��ؤدي به �إلى الإنهيار‪" .‬الح ��رب لي�ست �سهلة كما‬ ‫كن ��ا نعتقد في البداية"‪ ،‬يعت ��رف هالل برادي‪ ،‬وهو‬ ‫عام ��ل مياوم يبلغ من العم ��ر ‪ 24‬عاما"‪" .‬بدا الأمر‬ ‫في غاية الب�ساطة عندما بد�أنا القتال‪ .‬ولكن لم �أكن‬ ‫�أتوقع �أن ي�ستغرق ذلك طويال""‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪77‬‬


‫تحقيق ال�شهر‬ ‫�أكثر المباني ت�ضرر في المدينة الإ ٌقت�صادية ال�سورية‬

‫الدولي ��ة الرئي�سة العاملة في الب�ل�اد قد دخلت الى‬ ‫مناطق ي�سيطر عليه ��ا المتمردون‪ .‬والنتيجة هي �أن‬ ‫المتطوعي ��ن الذين يفتقرون �إل ��ى الخبرة يتدافعون‬ ‫بي�أ� ��س لح ��ل �أزم ��ة لي�سوا ب� ��أي ح ��ال َّ‬ ‫مح�ضرين لها‬ ‫وم�ستعدين للتعامل معها‪.‬‬ ‫من جهته يتمنى "محمد جادو" لو �أن عقارب ال�ساعة‬ ‫يمك ��ن �أن تعود �إلى ال ��وراء‪ .‬ال يفهم هذا الكهربائي‬ ‫لماذا يقاتل المتمردون وال يهمه �أن يعرف الجواب‪.‬‬ ‫لأنه يعلم ان الحرب وجهت �ضربة مميتة الى عمله؛‬ ‫�إنقطعت الكهرب ��اء عن المدينة من ��ذ �أ�سابيع عدة‪.‬‬ ‫الي ��وم‪ ،‬يق�ضي جادو وقته في متج ��ر �أحد �أ�صدقائه‬ ‫لبي ��ع وت�صلي ��ح الدوالي ��ب‪ ،‬ي�ش ��رب ال�ش ��اي ّ‬ ‫ويدخن‬ ‫�سل�سل ��ة ال نهاي ��ة لها م ��ن ال�سجائر‪" .‬ه ��ذه الحرب‬ ‫جعل ��ت كل �ش ��يء �أ�سو�أ ولي� ��س �أف�ض ��ل" يرثي جادو‬ ‫الو�ض ��ع‪" .‬لم ��اذا نح ��ن في حاج ��ة �إليه ��ا؟ لدينا ما‬ ‫يكفي من الم�شاكل في �سوريا"‪.‬‬ ‫في حي ال�سكري الفقير‪ ،‬حيث المباني تتكد�س على‬ ‫بع�ضه ��ا البع� ��ض‪ ،‬كان بكاري كججي ي� ��ؤدي �صالته‬ ‫لي�ل�ا"‪ .‬وم�ضات من م�صباح زيت توفر ما يكفي من‬ ‫ال�ض ��وء لينير الب�ساط الأحمر ل ��ه لل�صالة فح�سب‪.‬‬ ‫بالق ��رب م ��ن ال�سري ��ر عل ��ى ط ��ول الجان ��ب الآخر‬ ‫م ��ن الج ��دران‪ ،‬بني محم ��ر جمر في موق ��د ال�شواء‬ ‫ال�صغير لتوفير تيار ثابت من الحرارة التي تحافظ‬ ‫عل ��ى كججي وزوجت ��ه وتحميهما م ��ن الإرتعا�ش من‬

‫الكهربائي محمد جادو ‪:‬‬ ‫"هذه الحرب جعلت كل �شيء‬ ‫�أ�سو�أ ولي�س �أف�ضل‪ ...‬ولماذا نحن‬ ‫في حاجة �إليها؟ لدينا ما يكفي‬ ‫من الم�شاكل في �سوريا"‬ ‫�صيدلية في حلب‪ :‬لم يعد فيها �أدوية‬

‫البرد‪ .‬مع ع ��دم وجود الكهرب ��اء والحرارة‪ ،‬يق�ضي‬ ‫�إب ��ن ال ‪ 58‬عاما" معظم يومه ف ��ي الظالم‪ ،‬يغمغم‬ ‫لزوجته حول موا�ضيع تتراوح بين الدرج الرطب �إلى‬ ‫رغبته في �شراء جهاز راديو ترانز�ستور جديد‪ .‬على‬ ‫الرغ ��م من �أنه ل ��م يعمل في الم�صبغ ��ة (المغ�سلة)‬ ‫من ��ذ �شهري ��ن – لقد قتل �أح ��د ر�ؤ�سائ ��ه بالق�صف‬ ‫المدفع ��ي والآخ ��ر هرب �إل ��ى م�ص ��ر – ومدخراته‬ ‫قارب ��ت على النفاد‪ ،‬فكججي ال ي�شكو‪" .‬من الأف�ضل‬ ‫‪76‬‬

‫�أن نج ��وع �ألف يوم مع عدم وجود الكهرباء وحرارة‬ ‫م ��ن يوم واح ��د �أكثر لتحمل نظ ��ام الأ�سد‪ .‬لدينا كل‬ ‫ما نحتاجه"‪.‬‬ ‫م ��ن الن ��ادر �أن تج ��د �سكان ��ا" ي�شارك ��ون كجج ��ي‬ ‫�إيمان ��ه‪ .‬في حي ��ن �أن الكثيرين يدعم ��ون المقاتلين‬ ‫المتمردين‪ ،‬فهم مع ذلك �سريعون لرواية حكاياتهم‬ ‫م ��ع الم�صاعب‪ .‬لقد �شوهتهم ال�صدمة التي خلفتها‬ ‫الحرب و�أقلقتهم‪.‬‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬

‫في مقبرة في �شمال �شرق حي الحالوق‪ ،‬دفن �أحمد‬ ‫جاني (‪ 31‬عاما") �شقيق ��ه الأ�صغر‪ ،‬حمدي‪ ،‬الذي‬ ‫توفي �إثر �سقوط قذيفة في ال�شارع الذي كان ينطلق‬ ‫عبره‪� .‬سواء كانت قذيفة مخطئة ت�ستهدف مقاتلين‬ ‫في ح ��ي ب�ستان البا�ش ��ا القريب عل ��ى طول خطوط‬ ‫الجبه ��ة‪� ،‬أم مجرد تفجيرات �أخرى للنظام ال يفرق‬ ‫فيه ��ا بين الأحياء المدنية‪ ،‬الأمر ال ي�شكل م�صدرا"‬ ‫للقلق ل"جاني"‪ .‬على الرغم من �أن القتال ال�ضاري‬


‫لحام ‪:‬‬ ‫البطريرك غريغوريو�س الثالث ّ‬ ‫القيمة الكبرى في م�شرقنا العربي هي �أن‬ ‫نكون �صانعي �سالم‪ ،‬وهذا م�ستقبل منطقة‬ ‫ال�شرق الأو�سط وم�ستقبل �شعوبنا العربية‬ ‫ليلى كرامي‪ :‬عندما نتو�صل �إلى‬ ‫جعل المر�أة معيلة لعائلتها ولمجتمعها‬ ‫ولي�ست عالة عليهما نكون قد خطونا‬ ‫الخطوة الأولى على طريق الإبداع‬ ‫حفل الإفتتاح بم�شاركة البطريرك لحام و�سفير �سلطنة عمان في بيروت �أحمد بن بركات بن عبدالله �آل �إبراهيم‬

‫بيروت ‪ -‬مازن مجوز‬ ‫يق ��ول رال ��ف نيل�س ��ون (�صاح ��ب نظرية‬ ‫موجات �إلي ��وت)‪" :‬ال تم�شوا حيث هناك‬ ‫طريق‪� ،‬إم�شوا حيث ال توجد طريق و�إتركوا ب�صماتكم‬ ‫وفي هذا يكون �إبداعكم"‪.‬‬ ‫مما ال �شك فيه �أن كال" م ّنا يختزن طاقات في داخله‬ ‫تحت ��اج ال ��ى �إطالق عنانها ك ��ي تح ّلق وتطي ��ر به الى‬ ‫الإب ��داع‪ .‬فالأ�شي ��اء الجميلة تبد�أ م ��ن الداخل كقلب‬ ‫ال�صوف ��ي‪ ،‬و�أحيان ��ا" تمنحنا الأحا�سي� ��س والم�شاعر‬ ‫والق ��درة التي تحفزنا على الخل ��ق والإبداع‪ ،‬وتعطينا‬ ‫الأم ��ل ف ��ي الحي ��اة والنج ��اح‪ ،‬وتحررنا م ��ن القيود‬ ‫الج�سدية والنف�سية‪.‬‬ ‫وال�س� ��ؤال ال ��ذي يط ��رح هنا‪ ":‬م ��ا ال ��ذي يمنعني من‬ ‫النج ��اح �إذا كان ��ت ل ��دي �أفكار �أداف ��ع عنه ��ا‪� ،‬أو �إذا‬ ‫كنت طموح ��ا" �أو �إذا كانت عن ��دي �إرادة قوية ورغبة‬ ‫كبيرة؟"‪.‬‬ ‫علي �أن �أعطي لنف�سي الحظوظ والو�سائل‬ ‫ذلك‪،‬‬ ‫عن ��د‬ ‫ّ‬ ‫حت ��ى �أجد خارط ��ة الطريق‪ ،‬لأن رج ��ل الأعمال يجد‬ ‫الحل ��ول ف ��ي الأمور نف�سه ��ا التي يجد فيه ��ا الآخرون‬ ‫م�شاكل‪.‬‬ ‫هذه الر�ؤية قدمتها ليلى ميارة‪ ،‬رئي�سة جمعية �سيدات‬ ‫الأعمال المغربية في �أعم ��ال م�ؤتمر "القيم والنجاح‬ ‫في الأعم ��ال" الذي �إ�ست�ضافه المركز العالمي لحوار‬ ‫الح�ض ��ارات ـ " لق ��اء" ف ��ي الرب ��وة ف ��ي ‪ 28-27‬م ��ن‬ ‫ت�شرين الثاني (نوفمبر) الما�ضي‪.‬‬ ‫�شخ�صي ��ات م ��ن لبن ��ان وخارج ��ه �شاركت ف ��ي حفل‬ ‫الإفتت ��اح تقدمها بطريرك �أنطاكي ��ة و�سائر الم�شرق‬

‫للروم الملكيي ��ن الكاثوليك غريغوريو�س الثالث ّلحام‬ ‫‪ ،‬وال�سفي ��ر العماني �أحمد بن ب ��ركات بن عبداهلل �آل‬ ‫�إبراهي ��م‪ ،‬ف�ضال" عن تجمع �سيدات الأعمال من كل‬ ‫من الجزائر والمغرب وم�صر والأردن و�سوريا ولبنان‬ ‫وبم�شاركة الجامعة اللبنانية ‪.‬‬ ‫و�إنطالق ��ا" م ��ن ال�شع ��ار ال ��ذي يحمل ��ه المركز وهو‬ ‫بن ��اء ج�سور في عالم منق�سم‪� ،‬أك ��د البطريرك ّلحام‬ ‫�أن "ق ّمة القم ��م وق ّمة النجاح وق ّم ��ة الترقي والإبداع‬ ‫ه ��ي المح ّب ��ة‪ ،‬لأن اهلل مح ّب ��ة‪ ،‬وهو المب ��دع الأوحد‪.‬‬ ‫والقيم ��ة الكب ��رى في م�شرقن ��ا العربي ه ��ي �أن نكون‬ ‫�صانعي �سالم‪ ،‬وهذا م�ستقبل منطقة ال�شرق الأو�سط‬ ‫وم�ستقبل �شعوبنا العربية"‪.‬‬ ‫و�ش� �دّد عل ��ى �أن "قي ��م النج ��اح والإب ��داع والق ��درات‬ ‫والح ِّري ��ة والرب ��ح‪ ،‬كلُّه ��ا ال ت�ستحق �إيمانن ��ا وجهدنا‬ ‫و�سعين ��ا وتعبنا‪� ،‬إال �إذا كانت في عالق ٍة �إيمان َّية‪ ،‬باهلل‬ ‫نمجده ونعبده ون�شكره‪ ،‬نح ُّبه‪ ،‬وبالإن�سان �أخينا نح ُّبه‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫نخدم ��ه‪ ،‬نك ��ون مع ��ه ولأجل ��ه‪ِّ ،‬‬ ‫ون�سخر لأجل ��ه ربحنا‬ ‫وقدراتنا ونجاحنا و�إبداعن ��ا وتف ُّوقنا‪ ،‬فالقدا�سة هي‬ ‫ق َّمة الإبداع وعالمة النجاح والتف ُّوق الحقيقي"‪.‬‬ ‫ور�أى البطريرك �أن "قيمنا الإيمان َّية تدعونا‪ ،‬كل في‬ ‫دين ��ه ومعتقده وحتى في �إلحاده‪ ،‬لأن ق َيم الإيمان هي‬ ‫بامتيا ٍز ق َيم �إن�سانية و�إجتماعية و�إقت�صادية و�سيا�سية‬ ‫وثقافية وتطويرية وعلمية"‪.‬‬ ‫والالفت �أن المركز الذي دُ�شن في �أ ّيار (مايو) ‪2011‬‬ ‫بح�ضور كب ��ار الم�س�ؤولين في لبن ��ان و�سلطنة عُ مان‪،‬‬ ‫خ�ضم ال�صراعات المحل ّية والعالم ّية بمثابة‬ ‫ي�أتي في ِّ‬ ‫تح � ٍ ّ�د كبير لمقول ��ة �صراع الح�ض ��ارات و�إ�ش ��ارة �أمل‬ ‫ورجاء لدح�ض هذه المقولة‪...‬‬

‫وتن�سج ��م الفك ��رة م ��ع ر�سالة لبن ��ان ب�أن يك ��ونَ مر�آ ًة‬ ‫تعك� ��س حقيقة لق ��اء الم�سيح ّية والإ�س�ل�ام على مدى‬ ‫‪� 1430‬سن ��ة‪ ،‬لبنان ح�ضارة المح ّب ��ة والإن�سان‪ ،‬حيث‬ ‫ي�سعى المركز من خالل ن�شاطاته �إلى �أن يكونَ منب ًرا‬ ‫لمد الج�سور بين ال�شرق والغرب‪.‬‬ ‫عالم ًّيا مد ّو ًيا ِّ‬ ‫يب�ص ��ر النور ل ��وال دعم‬ ‫ول ��م يكن له ��ذا ال�ص ��رح �أن ِ‬ ‫ً‬ ‫�سلط ��ان عُ م ��ان قابو�س ب ��ن �سعيد‪� ،‬إيمان ��ا من ُه بهذه‬ ‫القي ��م وتج�سيدًا لحلم لبطري ��رك ّلحام �ضمن الخط‬ ‫العريق لكني�سة الروم الملك ّيين الكاثوليك‪.‬‬ ‫واليوم يالحظ الكثير من المتابعين �أن المركز �أ�ص َب َح‬ ‫جاه ًزا لتحقي � ِ�ق �أهدافه ومنها توفير ظروف التالقي‬ ‫بمختلف ميول ِه ��م وانتماءاتهم‪ ،‬وال �س ّيما‬ ‫بين النا� ��س‬ ‫ِ‬ ‫الحوار بين الم�سيح ّية والإ�سالم‪ ،‬وتطوير دور ال�شباب‬ ‫العرب � ّ�ي عب ��ر لق ��اءات م�شترك ��ة‪� ،‬إ�ضافة �إل ��ى تبادل‬ ‫ولقاءات‬ ‫محا�ضرات‬ ‫البحوث العلم ّية والأكاديم ّية عبر‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫بالتع ��اون م ��ع الأكاديم ّيي ��ن والباحثي ��ن م ��ن مراكز‬ ‫البح ��وث والجامع ��ات العالم ّي ��ة‪ ،‬ف�ضال" ع ��ن ‪� ‬إقامة‬ ‫الم�ؤتمرات الدول َّية م ��ع المراكز الم�شابهة في العالم‬ ‫وتبادل الخبرات معها‪.‬‬ ‫ويمتد بناء المركز على م�ساحة ‪ 8000‬م‪ 2‬مخ�ص�صة‬ ‫الثالثي‬ ‫بكامله ��ا لن�شاطات ��ه‪ ،‬وق ��د و�ض ��ع الت�صمي ��م‬ ‫ّ‬ ‫الأبع ��اد �ضمن مالم ��ح وتفا�صي ��ل معمار ّي ��ة تقليد ّية‬ ‫م�ستوحاة من قيم تراث َّية ت�شب� � ُه ب�أقوا�صها ونمنماتها‬ ‫العمارة العرب َّية الأ�صل ّية‪ ،‬فيما ُن ِّف َذت الواجهات بمواد‬ ‫ع�صر َّي ��ة �أنيقة ت�ستعم ��ل العنا�ص ��ر المعمار َّية الثابتة‬ ‫للوظيفة الت ��ي يخدم‪�...‬إ ّنه حوا ٌر معماريّ بين التقليد‬ ‫والحداثة يحاكي عنوان حوار الح�ضارات‪.‬‬ ‫وتعزيزا" لهذا التعريف ر�أى الم�شرف على الم�ؤتمرات‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪79‬‬


‫م�ؤتمرات‬

‫م�ؤتمر "القيم والنجاح في الأعمال" في المركز العالمي لحوار الح�ضارات‬

‫آمنوا‪ُ ...‬تبدعوا !‬

‫ه��ل يكتمل النج��اح في الأعمال من دون قي��م ؟ في القامو�س الغرب��ي وخ�صو�صا" في �أميركا‬ ‫ر�أين��ا نجاحات كبيرة ف��ي الأعمال لكن بع�ضها كان مبنيا" عل��ى �أ�سا�س ه�ش من القيم ف�سقط‪،‬‬ ‫وكان��ت �أزم��ة ‪ 2008‬المالية �أكبر دليل على ذل��ك‪ .‬لذا رغم �أن النجاح ف��ي الأعمال هو نجاح‬ ‫ف��ي الحياة‪ ،‬تبقى القيم دائما" العنوان الكبير لتحقي��ق �إ�ستدامة هذا النجاح وكماله لأنها تطال‬ ‫جوهر الإن�سان في روحانيته ال �سيما لدى جيل ال�شباب في كل مكان‪.‬‬ ‫فما هي الن�صائح والحلول التي يجب تقديمها لهذا الجيل ؟ م�ؤتمر "القيم والنجاح في الأعمال"‬ ‫ال��ذي عقد في المركز العالمي لحوار الح�ضارات في لبنان في ت�شرين الثاني (نوفمبر) الفائت‬ ‫و�شاركت فيه ‪ 6‬دول عربية وح�ضرته "�أ�سواق العرب" حاول الإجابة عن هذا ال�س�ؤال‪.‬‬ ‫�سيدات الأعمال الم�شاركات‬ ‫من داخل وخارج لبنان يتو�سطهن‬ ‫البطريرك غريغوريو�س الثالث لحام‬

‫‪78‬‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬


‫ليلى كرامي تدير الندوة الثانية‬

‫" هذا الإبداع ال ي�أتي من نف�سه بل ي�صنعه الإن�سان‪،‬‬ ‫فعندم ��ا نتو�ص ��ل �إل ��ى جع ��ل الم ��ر�أة معيل ��ة لعائلتها‬ ‫ولمجتمعه ��ا ولي�ست عال ��ة عليهما‪ ،‬نك ��ون قد خطونا‬ ‫الخط ��وة الأول ��ى على طري ��ق الإبداع ‪ ،‬عل ��ى �أن يكون‬ ‫م�صحوب ��ا بال�ص ��دق والأمان ��ة والإعت ��راف بقدرات‬ ‫الآخري ��ن ولي�س فق ��ط بقدراتنا‪ ،‬علم ��ا" �أن الإحباط‬ ‫موجود لك ��ن المثابرة والمتابعة تق�ض ��ي عليه"‪ ،‬تفيد‬ ‫كرامي ‪.‬‬ ‫دافيد عي�سى‪ ،‬رج ��ل �أعمال و�إقت�ص ��ادي لبناني‪� ،‬أكد‬ ‫ف ��ي ت�صريح ل"�أ�س ��واق الع ��رب" �أن "الخط� ��أ الأهم‬ ‫الذي يقع فيه بع�ض رجال االعمال هو عندما ينف�صل‬ ‫عن واقع ��ه ومجتمع ��ه وينكفئ �إل ��ى م�صالحه فيغرق‬ ‫ف ��ي �أنانيت ��ه وي�صبح �سلبي ��ا" في تفكي ��ره ومحدودا"‬ ‫ف ��ي �آفاق ��ه وتطلعات ��ه‪ ،‬ويفق ��د كل ح� ��س بالم�س�ؤولية‬ ‫المجتمعية والوطنية"‪.‬‬ ‫"الإيم ��ان ه ��و ال ��ذي يجعل ��ك ت�سم ��و ف ��ي تفكي ��رك‬ ‫و�أعمال ��ك علو ًا وعمق ًا ‪ ،‬وهو الذي ي ��زرع ال�سعادة في‬ ‫طريقك ويل ّون حياتك العملية والمهنية ب�ألوان المحبة‬ ‫والف ��رح والإب ��داع ‪ ...‬الإيم ��ان هو ال ��ذي يعطي قدرة‬ ‫تخطي كل الإختالف ��ات الطبقية والتمايزات العرقية‬ ‫والتع�صب الطائفي"‪ ،‬على حد قول عي�سى‪.‬‬ ‫و�أعط ��ى عي�سى‪ ،‬في الندوة الأولى التي تر�أ�سها تحت‬ ‫عن ��وان "مح ��ور �أهمي ��ة الإيم ��ان بالقيم ف ��ي النجاح‬ ‫والأعم ��ال"‪ ،‬المر�أة العربية حيزا" من كلمته‪ " :‬نحن‬ ‫واثق ��ون ب�أن ف ��ي مجتمعاتن ��ا العربية مت�سع� � ًا وح ّيز ًا‬ ‫للمر�أة‪ ،‬ونحن �سعداء ب�أن تتقدم �سيدات الأعمال �إلى‬ ‫موقع ال�ص ��دارة لتبوء �أهم المراكز واال�ضطالع ب�أدق‬ ‫الأعمال وان ُتثبتنَ نجاح ًا وتفوق ًا‪ ،‬وهذا يعود ربما �إلى‬ ‫�أن المر�أة العربي ��ة هي اكثر �إلتزام ًا من الرجل واكثر‬ ‫�إ�ستعداد ًا للت�ضحية والعطاء ‪. "...‬‬ ‫م ��ن جهته �ش� �دّد دكتور ف� ��ؤاد زمكح ��ل‪ ،‬رئي�س تجمع‬ ‫رج ��ال الأعمال اللبنانيين خالل �إدارته الندوة الثالثة‬ ‫الت ��ي حملت عنوان "مح ��ور �أهمية الإيم ��ان بالحرية‬ ‫وم�شروعي ��ة الربح " عل ��ى وجوب "�أن يك ��ون الإيمان‬ ‫�أ�سا� ��س �أي عمل نقوم به‪ ،‬لأنه ال�ضوء الذي ي�سمح لنا‬

‫�أبرز رجال و�سيدات الأعمال من خارج لبنان‬

‫�أن ن ��رى بعيني القلب‪ ،‬فهو يعطين ��ا ال�شجاعة للتطور‬ ‫والإ�ستثمار ب�شكل م�ستم ��ر على الرغم من حالة عدم‬ ‫الإ�ستقرار التي تعم �إقت�صادنا وبلدنا‪ .‬و�أ�ضاف‪� " :‬أما‬ ‫الحري ��ة فال يمكن �إال �أن نتذكرها عندما نتحدث عن‬ ‫الثورات العربية الأخيرة الت ��ي ه ّزت المنطقة وبلغت‬ ‫قوة ت�سونامي كبير‪ ،‬و�أدرك العالم �أن الحرية والتغيير‬ ‫لي�س ��ا ب�أمر �سه ��ل او �سريع‪ ،‬بل ه ��و درب طويل مليء‬ ‫بال�صعوب ��ات وبحاج ��ة ال ��ى �إ�صالحات و�إع ��ادة بناء‬ ‫هيكلية داخلية طويلة الأمد" ‪.‬‬ ‫وردا عل ��ى �س� ��ؤال ل " �أ�سواق العرب " �أكد زمكحل �أن‬ ‫الحرية لي�ست في التغييرات ال�سطحية �أو في القيادة‬ ‫�أو ف ��ي تغيير الزعم ��اء فح�سب‪ ،‬بل ه ��ي �صراع طويل‬ ‫الأم ��د يجب �أن يتناول جمي ��ع القطاعات مثل الثقافة‬ ‫والعقول والتعليم والفكر‪.‬‬ ‫وف ��ي ما يتعل ��ق بمبد�أ الربح يق ��ول‪ " :‬لي�س �سرا" على‬ ‫�أح ��د �أننا نعم ��ل بجد لتحقيق �أرب ��اح التي ن�ستخدمها‬ ‫�أوال" لت�سدي ��د ديونن ��ا‪ ،‬ومن ث ��م للإ�ستثم ��ار والنمو‪،‬‬ ‫وكذل ��ك للت�صدي ��ر عل ��ى النط ��اق الدول ��ي ولتوظيف‬ ‫فريق عمل �أكب ��ر‪ ،‬لكي ت�صبح �شركاتنا �أكثر �إنتاجية‪،‬‬ ‫وبالطبع ل�ضمان نوعية جيدة من الحياة لمجتمعنا"‪.‬‬ ‫وف ��ي ملخ�ص لكلم ��ات الم�شاركي ��ن والم�شاركات من‬ ‫خ ��ارج لبن ��ان قدم ��ت غابريي ��ل �ش ��كال الناجحة في‬ ‫الأعم ��ال في م�صر تجربتها من خ�ل�ال �شركتها التي‬ ‫تح ��اول �أن تكون الرائ ��دة في الخدم ��ات الإجتماعية‬ ‫والقيمة الإن�سانية للعاملين فيها ب�شكل عملي‪ ،‬م�ؤكدة‬

‫ف�ؤاد زمكحل ‪ :‬يجب �أن يكون الإيمان‬ ‫�أ�سا�س �أي عمل نقوم به لأنه ال�ضوء‬ ‫الذي ي�سمح لنا �أن نرى بعيني‬ ‫القلب فهو يعطينا ال�شجاعة للتطور‬ ‫والإ�ستثمار ب�شكل م�ستمر‬

‫�أن الإيم ��ان الذي تعي�شه هو الذي يعطيها القوة لتتابع‬ ‫م�سيرة ما تقوم به‪.‬‬ ‫�سميرة ح ��اج جيالني‪ ،‬رئي�سة جمعية الن�ساء رئي�سات‬ ‫الم�ؤ�س�س ��ات الجزائري ��ة‪ ،‬الت ��ي عمل ��ت ف ��ي مجاالت‬ ‫متعددة من الإت�ص ��االت �إلى عالم الجمعيات‪ ،‬قدمت‬ ‫�شه ��ادة حياة �أك ��دت فيها عم ��ق الإيمان ف ��ي حياتها‬ ‫ودور اهلل ف ��ي تغيير م�ساراتها‪ ،‬و�إعتبرت �أن "الثوابت‬ ‫في حياتها ه ��ي �سبب نجاحها في عالم الأعمال وهي‬ ‫�إحترام الإن�سان وم�شاركة الآخر دون �أحكام م�سبقة"‪،‬‬ ‫و�أملت �أن يكون الغد م�شرق ًا لل�شباب الواعد بم�ستقبل‬ ‫زاهر‪.‬‬ ‫من جهتها �أكدت الإعالمية الم�صرية عزة ا�سماعيل‪،‬‬ ‫على �أهمية الحرية في حياة الإن�سان والجماعات و�أن‬ ‫الحري ��ة الفردية ال قيم ��ة لها �إن لم تك ��ن متماثلة مع‬ ‫الجماعة وقالت‪" :‬خير ما تتمثل الجماعة هو في �إطار‬ ‫العمل ال ��ذي قد�سته الأديان ورغ ��م �أن الدول الكبرى‬ ‫ت�ستن�س ��ب الحرية في قوانينه ��ا الإقت�صادية وتعاملها‬ ‫م ��ع ال�شعوب‪� ،‬إال �أن حرية العمل تبقى المطلب في كل‬ ‫مكان"‪.‬‬ ‫رابح ��ة �صفدي‪� ،‬أمينة �سر الملتق ��ى الأردني ل�سيدات‬ ‫الأعم ��ال والمه ��ن‪ ،‬ر�أت �أن "الحري ��ة ه ��ي ه ��دف‬ ‫الإن�ساني ��ة منذ فجر التاريخ‪ ،‬م�شي ��رة �إلى �أهمية هذه‬ ‫الحرية ف ��ي دخول المر�أة العربي ��ة عالم الأعمال‪ ،‬ما‬ ‫�أعطاها فر�صة تقديم �إبداعاتها لمجتمعها وبالدها‪،‬‬ ‫الفت ��ة �إلى �أن الحرية ت�أخ ��ذ معناها الأو�سع من خالل‬ ‫الإيمان باهلل والقيم"‪.‬‬ ‫ب ��دوره من ��ذر نعمة‪ ،‬رج ��ل �أعمال �س ��وري مغترب في‬ ‫فرن�سا‪ ،‬قال في كلمته �أن "حرية العمل كانت �أ�سا�سية‬ ‫ف ��ي م�ساعدت ��ه عل ��ى الإب ��داع والت�أقلم ف ��ي مجاالت‬ ‫عديدة ف ��ي عالم الأعمال‪ ،‬و�أن الأنظم ��ة العربية و�إن‬ ‫كان ��ت مت�ش ��ددة ف ��ي القواني ��ن الإجتماعي ��ة �إال �أنها‬ ‫تعط ��ي المجال للنجاح في مجاالت متع ��ددة‪� ،‬إن كان‬ ‫على الم�ست ��وى الفردي �أو ال�شركات‪ ،‬و�إن هذا النجاح‬ ‫ال تح ��دده الإنتماءات الدينية بقدر م ��ا تجمعه القيم‬ ‫الم�شرقية التي ينتمي �إليها العالم العربي‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪81‬‬


‫م�ؤتمرات‬

‫�سميرة حاج جيالني‬

‫الدولي ��ة الأب الدكت ��ور مي�ش ��ال �سب ��ع ف ��ي الجل�س ��ة‬ ‫الإفتتاحي ��ة �أن ح ��وار الح�ض ��ارات ه ��و حوارالإبداع‪،‬‬ ‫والنجاح في الأعمال هو نجاح في الحياة‪ ،‬لذلك كانت‬ ‫القيم هي العنوان الكبي ��ر لأنها تطال جوهر الإن�سان‬ ‫في روحانيت ��ه دون الدخ ��ول في المعتق ��دات الدينية‬ ‫والأديان‪.‬‬ ‫" كن ��ا حري�صي ��ن عل ��ى �أن يك ��ون الم�ؤتمر لق ��اء بين‬ ‫مجموعة من الناجحات والناجحين في عالم الأعمال‬ ‫والم�ؤمن ��ات والم�ؤمني ��ن بقي ��م روحاني ��ة و�إن�ساني ��ة‬ ‫يطرحون مفاهيمهم ودروب �سير نجاحاتهم كي تكون‬ ‫لنا ق ��دوة"‪ ،‬قال �سب ��ع ‪.‬الفتا" �إل ��ى "�أن "الم�ؤ�س�سات‬ ‫التي تعطي الإن�سانية معناها الم�ؤمن هي التي ترف�ض‬ ‫م�شروعي ��ة الح ��رب‪ ،‬و�إذا كان ��ت بع� ��ض الم�ؤ�س�س ��ات‬ ‫التجاري ��ة وال�صناعي ��ة الكب ��رى ف ��ي عال ��م الإحتكار‬ ‫والر�أ�سمالي ��ة الج�شع ��ة والإ�ستعمار المقن ��ع هي التي‬ ‫تدي ��ر مطحنة ال ��دم لل�شعوب في العال ��م الثالث‪ ،‬ف�إن‬ ‫م�ؤ�س�س ��ات �أخرى تعمل من �أج ��ل رفاهية الإن�سان في‬ ‫كل م ��كان‪ ،‬وهذه الم�ؤ�س�سات التي نفخ ��ر ب�أننا ن�ضم‬ ‫م�س�ؤوليه ��ا ف ��ي م�ؤتمرنا ه ��ذا ال تع ��رف الإنغالق وال‬ ‫التطييف وال الت�ضييق في المفاهيم"‪.‬‬ ‫من جهته يع ِّل ��ق الأمين العام لمركز ال�سلطان قابو�س‬ ‫العالم ��ي للثقافة والعل ��وم حبيب بن محم ��د الريامي‬ ‫�أهمي ��ة على مثل هذه اللق ��اءات خ�صو�صا" �إذا كانت‬ ‫محاوره ��ا ترك ��ز عل ��ى القي ��م الإن�ساني ��ة الروحي ��ة‬ ‫وتنامي الحاجة �إليها ل ��دى المجتمعات‪ ،‬في ظل هذه‬ ‫المرحل ��ة التي تلف فيها �سحابة قاتمة من الم�صاعب‬ ‫والإ�ضطرابات عددا" من بقاع الأر�ض‪.‬‬ ‫وفي ه ��ذا ال�صدد ق ��ال رئي�س المجل� ��س الإقت�صادي‬ ‫الإجتماع ��ي روجي ��ه ن�سنا�س في حديث ال ��ى "�أ�سواق‬ ‫الع ��رب"‪ " :‬تدرب ��ت على يد والدي ف ��ي الأعمال‪ ،‬وال‬ ‫�أزال �أعتبر �أن العمل هو �أكثر من �سبيل للح�صول على‬ ‫المال‪ .‬كنت �أ�شعر ان النجاح في العمل يتجاوز حدود‬ ‫�إنجاز المعاملة التي اقوم بها ويتخطى مجال المهمة‬ ‫التي �أكلف بها‪ ،‬كنت مقتنعا" ب�أن المو�س�سة التي �أعمل‬ ‫فيها ولها هي بيتي �أي�ضا"‪.‬‬ ‫‪80‬‬

‫دافيد عي�سى يدير الندوة الأولى‬

‫" �إنطبع ��ت عالقات ��ي مع الآخري ��ن بثالث خ�صال ‪:‬‬ ‫المحب ��ة الحقيقية والإيمان‪ ،‬وال محب ��ة �إذا لم تر�شح‬ ‫بالحقيق ��ة‪ ،‬والحقيق ��ة ترق ��ى حين تنب� ��ض بالمحبة‬ ‫�أولي�س ��ت الحقيقة بال محبة تجرح ؟" ي�س�أل ن�سنا�س‬ ‫‪ .‬م�ضيفا"‪" :‬بعدها �إزداد يقيني ب�أن الحقوق المدنية‬ ‫والإنتم ��اء الوطن ��ي يتر�سخ ��ان بالمحب ��ة وال�ص ��دق‬ ‫والإبتكار‪ ،‬ما يعني �أن الأعمال هي طريق الى التعارف‬ ‫والت�آخي والتكامل‪ ،‬وهذا ينعك�س حين تحر�ص م�ؤ�س�سة‬ ‫الأعم ��ال على �إحترام زبائنها وحي ��ن يتملك الزبائن‬ ‫الثقة بهذه الم�ؤ�س�سة"‪.‬‬ ‫ي�ص ��ف ن�سنا� ��س الم�ؤ�س�س ��ة والزبائ ��ن ب"الن ��واة‬ ‫الواح ��دة"‪" ،‬ن ��واة م�ص ّغ ��رة ع ��ن المجتم ��ع الواح ��د‬ ‫النام ��ي‪ .‬وهكذا يك ��ون مجتمع الأعم ��ال ج�سر �إنتقال‬ ‫من ثقافة ال�سوق �إلى ثقافة التنمية‪ ،‬فحين نقول ثقافة‬ ‫التنمي ��ة نعني ثقاف ��ة الترقي‪� :‬أي البح ��ث عن العي�ش‬ ‫الأف�ضل‪ ،‬وبهذا يعي الجميع (�صاحب العمل والعامل‬ ‫والزب ��ون) �أن الحياة نعمة ‪ .....‬هذه المقومات كبرت‬ ‫معي وكبر تعلقي بها"‪.‬‬ ‫وي�شكل مركز العمل ثالث ركن لتج�سيد القيم ال�سامية‬ ‫�إلى جانب العائلة والمدر�سة‪ ،‬لذلك بمقدار ما يقترب‬ ‫الإن�س ��ان من �أخيه الإن�سان يقت ��رب الى اهلل على حد‬ ‫قول ن�سنا�س " �أكدنا �أن تعزيز الديموقراطية يتطلب‬ ‫تعزيز التنمية لأنه بالإنماء يتر�سخ الإنتماء"‪.‬‬ ‫" عندم ��ا �أ�س�س ��ت وفريق م ��ن �أ�صح ��اب الم�ؤ�س�سات‬ ‫الو�سطى وال�صغرى تجمع رجال الأعمال عام ‪،1987‬‬

‫روجيه ن�سنا�س‪ :‬تعزيز‬ ‫الديموقراطية يتطلب تعزيز التنمية‬ ‫لأنه بالإنماء يتر�سخ الإنتماء وثقافة‬ ‫التنمية هي ثقافة الترقي والبحث‬ ‫عن العي�ش الأف�ضل‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬

‫�أر�سين ��ا �شرع ��ة التزمناها جميعا" بعن ��وان "قواعد‬ ‫الآداب المهنية في قطاع الأعمال "‪ ،‬ي�ضيف ن�سنا�س‪.‬‬ ‫" ومن ��ذ ذل ��ك الحي ��ن ي�ش ��دد التجمع عل ��ى النزاهة‬ ‫والإق ��رار بالأخط ��اء وت�صحيحه ��ا وتقدي ��م التقدير‬ ‫المنا�سب لم�ساهمات الآخرين‪ ،‬وعلى التطور المهني‬ ‫وعلى الإ�ستقامة وعدم بث معلومات خاطئة �أو م�ضللة‪،‬‬ ‫وعل ��ى التعه ��د بتزوي ��د الزب ��ون بالخب ��رة المالئم ��ة‬ ‫وبالمعرفة المهني ��ة المتداولة‪ ...‬هك ��ذا بدا تجمعنا‬ ‫قدوة في الربط بي ��ن العمل والقيم والخدمة" يو�ضح‬ ‫الرئي�س ال�سابق لتجمع رجال الأعمال اللبنانيين ‪.‬‬ ‫و�إ�ستكماال له ��ذا النهج ي�ستعد لإطالق مكتب التوجيه‬ ‫والإر�شاد لم�ساعدة ال�شباب على �إيجاد فر�ص العمل‪،‬‬ ‫لأن ��ه ي�ؤمن ب� ��أن "�إعطاء ال�شبكة �أنت ��ج و�أنبل من منح‬ ‫ال�سمكة"‪.‬‬ ‫وفي الإتجاه عينه قالت ليلى كرامي‪ ،‬م�ؤ�س�سة ورئي�سة‬ ‫تجمع �سيدات الأعمال اللبناني ��ات‪�" :‬إن ال�شباب هم‬ ‫م�ستقبل الأوط ��ان العربية وهم من �سيقومون ببنائها‬ ‫مج ��ددا"‪ ،‬فالإيمان هو مفت ��اح النجاح في الحياة لأن‬ ‫كل �إن�سان يتعلم ثم يعمل كي ينجح"‪.‬‬ ‫"فالإيم ��ان اوال" ب ��اهلل – تق ��ول كرام ��ي ‪ -‬وثانيا"‬ ‫�إيمان الإن�سان بنف�سه وثالثا" ب�أخيه الإن�سان لأنه عليه‬ ‫�أن يتعامل معه من �أجل �إنجاح م�شروع �أو م�ؤ�س�سة �أو‬ ‫مبادرة �أو م�سيرة"‪.‬‬ ‫وف ��ي الندوة الثانية من الم�ؤتم ��ر التي �أدارتها كرامي‬ ‫تحت عنوان " محور �أهمية الإيمان بقدرات الإن�سان‬ ‫و�إبداعات ��ه " �أب ��دت رئي�س ��ة تجمع �سي ��دات الأعمال‬ ‫اللبناني ��ات �أ�سفه ��ا عل ��ى "ال�ضي ��اع وال�ص ��راع الذي‬ ‫يتخب ��ط به �شباب اليوم لأنه ��م ال يعرفون �أين حقيقة‬ ‫الحلم الذي يحلمون ب ��ه‪ ،‬داعية الجميع �إلى التم�سك‬ ‫بالإيمان كي يكون خ�شب ��ة خال�صنا وبالقيم كي تكون‬ ‫مفتاح نجاحاتنا" ‪.‬‬ ‫وت�ست�شهد كرامي بالمثل العربي‪�" :‬آمن بالحجر تبر�أ"‪،‬‬ ‫الفتة �إلى "�أن الإيمان هو �إ�ستكانة النف�س‪ ،‬وهو القدرة‬ ‫غير المرئية التي ي�شعر فيها الإن�سان‪ ،‬وت�ساعده على‬ ‫المثابرة والمتابعة للو�صول الى هدفه"‪.‬‬


‫"توف��ور‪)TwoFour54( "54‬‬ ‫ه��ي بيئة ممي��زة ت�أ�س�س��ت في ‪2007‬‬ ‫لإبت��كار محت��وى �إعالم��ي وترفيه��ي‬ ‫عرب��ي ذات م�ست��وى عالم��ي �إنطالق ًا من‬ ‫�أبوظبي عا�صمة الإم��ارات العربية المتحدة‪،‬‬ ‫و�صمم��ت لتله��م مط �وّري المحت��وي وتح ّف��ز‬ ‫الإبداع العربي في �صناعات التلفزيون‪ ،‬والراديو‪،‬‬ ‫وال�سينم��ا‪ ،‬والن�ش��ر‪ ،‬والإع�لام الرقم��ي‪ ،‬والهات��ف‬ ‫المتح��رك‪ ،‬والمو�سيق��ى‪ ،‬والألع��اب الإلكتروني��ة‬ ‫والر�س��وم المتحركة‪ ،‬لت�صبح بذلك مركز ًا �إقليمي ًا وعالمي ًا‬ ‫في هذا المج��ال‪ .‬ويرمز ا�سم "توف��ور‪� "54‬إلي الإحداثيات‬ ‫الجغرافية لمدينة �أبوظبي‪ ،‬الواقعة على خط العر�ض ‪� 24‬شما ًال‬ ‫وخط الطول ‪� 54‬شرقاً‪ .‬تت��وزع عمليات "توفور‪ "54‬على موقعين‬ ‫ف��ي �أبوظب��ي‪� ،‬أولهما المرك��ز الرئي�سي ف��ي حديقة خليف��ة والذي‬ ‫ي�شمل مكاتب وعملي��ات ال�شركاء ودعائم "توفور‪ ،"54‬وثانيهما الذي‬ ‫ي�شمل �إ�ستديوهات ومن�ش�آت وخدم��ات عمليات الإنتاج وما بعد الإنتاج‬ ‫ال��ى جانب الم�سرح الوطني‪ .‬يذكر �أن "توفور‪ "54‬هي م�ؤ�س�سة مدعومة من‬ ‫حكوم��ة �أبوظبي‪ ،‬وعملت علي توفير بنية تحتي��ة وعملية متكاملة لتوفير بيئة‬ ‫مميزة لإبتكار وتطوير محتوى �إعالمي وترفيهي عربي م�ستدام‪ ،‬وهي تقوم بذلك‬ ‫م��ن خالل ث�لاث دعائم رئي�سي��ة وهي‪" :‬توف��ور‪ "54‬تدريب ‪� -‬أكاديمي��ة التدريب‬ ‫الإعالم��ي الرائدة ف��ي المنطقة‪ ،‬و"توف��ور‪� "54‬إبتكار‪ -‬ذراع توف��ر التمويل والدعم‬ ‫للأف��راد والم�ؤ�س�س��ات العاملة ف��ي القطاع‪ ،‬و"توف��ور‪� "54‬إنتاج‪ -‬ت�سهي�لات وخدمات‬ ‫عالمية للإنتاج وما بعد الإنتاج والبث والأر�شفة الرقمية‪ .‬وتحظى جميع هذه الدعائم �إ�ضافة‬ ‫�إل��ى ال�شركاء بت�سهيالت ممي��زة‪ .‬ولمعرفة المزيد عن هذا الم�شروع الطم��وح كان لنا لقاء مع‬ ‫الرئي�س��ة التنفيذية لـ"توفور‪ "54‬نورة الكعبي التي �شاركت في ت�أ�سي�س هذه البيئة في ‪ 2007‬قبل‬ ‫�أن ت�صبح رئي�ستها في ‪ .2012‬وفي ما يلي �أهم ما جاء فيه‪:‬‬ ‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪83‬‬


‫�إعالم‬

‫حوار خا�ص مع الرئي�سة التنفيذية‬ ‫لـ"‪ "TwoFour54‬في �أبو ظبي‬

‫نورة الكعبي‪:‬‬ ‫منطقتنا اإلعالمية‬ ‫تساهم في‬ ‫تطوير اإلعالم‬ ‫المحلي والعربي‬

‫‪82‬‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬

‫نورة الكعبي‪:‬‬ ‫المحرك الف ّعال الطموح لإعالم �أبو ظبي‬


‫قيام ‪� 3‬سيدات �إماراتيات بتلقي التدريب على القفز‬ ‫بالمظ�ل�ات‪ ،‬بالإ�ضاف ��ة �إل ��ى نجاح الم ��ر�أة في كافة‬ ‫المجاالت وم�ساهماتهن العملي ��ة في الثقافة العامة‬ ‫للمجتم ��ع‪ ،‬فاليوم كذلك ن ��رى دور المر�أة الإماراتية‬ ‫في ه ��ذا التق ��دم حي ��ث �أ�ضح ��ت الم ��ر�أة ف ّعالة في‬ ‫مختل ��ف المواقع القيادي ��ة في الدول ��ة ب�شغلها ‪%66‬‬ ‫من الوظائف الحكومية من بينها ‪ %30‬من الوظائف‬ ‫القيادية العليا‪.‬‬

‫ت�صوير �أحد �إنتاجات "توفور‪"54‬‬

‫م�ستقبل الإع�لام في دول مجل�س التعاون‬ ‫عموما" ودولة الإمارات خ�صو�صا"؟‪ ‬‬ ‫�أن ��ا ال �أرى وال �أتوق ��ع �أن �أرى �إنته ��اء �س ��وا ًء لع�ص ��ر‬ ‫ال�صحاف ��ة المكتوبة �أو للن�شر‪ ،‬ولكن على الرغم من‬ ‫ذلك‪ ،‬ف�إن ‪ twofour54‬تحظى بـ ‪� 14‬شريك ًا يعملون‬ ‫في مجال الن�شر المطب ��وع والإلكتروني‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫ي�ساهم في ت�سهيل توفير محتوى من العرب وللعرب‪،‬‬ ‫و�أي�ض� � ًا في ت�صدي ��ر المحتوى المبتكر ف ��ي �أبوظبي‬ ‫لبقية الدول في المنطقة والعالم‪ .‬‬ ‫كما يقوم المختب ��ر الإبداعي التابع لـ ‪twofour54‬‬ ‫ببع� ��ض م�شاري ��ع الن�شر ومنها‪ :‬كت ��اب تفاعلي رقمي‬ ‫للأطف ��ال‪ ،‬وكت ��اب ق�ص�ص ��ي للأطف ��ال‪ ،‬ورواي ��ة‬ ‫�إلكتروني ��ة للكب ��ار‪ .‬كم ��ا يمل ��ك المختب ��ر الإبداعي‬ ‫ع ��ددا" م ��ن الم�شاري ��ع الجدي ��دة والمهم ��ة ككتاب‬ ‫للر�سوم ومجلة منوع ��ات وتجميع ق�ص�ص ق�صيرة‪،‬‬ ‫وكله ��ا تظه ��ر ال ��دور ال ��ذي يلعب ��ه �أ�صح ��اب موهبة‬ ‫"الر�سوم التو�ضيحية" والروائيين كجزء من المزيج‬ ‫الإبداعي المتوفر في ‪ .twofour54‬‬ ‫كان ي�ؤمل �أن ي��ؤدي "الربيع العربي"‬ ‫الى و�ضع �أف�ضل للمر�أة ودورها في البلدان‬ ‫العربية التي و�صلها (تون�س‪ ،‬م�صر‪ )..‬ولكن‬ ‫خاب �أمل الجميع عندما ر�أوا �أن هذا الدور‬ ‫ق��د ت��راج��ع على ال��رغ��م م��ن �أن ال �م��ر�أة هي‬ ‫التي كانت ف��ي مقدمة الإنتفا�ضات‪ .‬كيف‬ ‫ترين ت�أثير "هذا الربيع" على دور المر�أة‬ ‫عربيا" �أوال" وثانيا" خليجيا"؟‬ ‫تتمت ��ع الم ��ر�أة العربية بمكانة عظيم ��ة وهي تمار�س‬ ‫العديد من الأدوار بعيد ًا من الأ�ضواء وذلك في �شتى‬ ‫الميادين‪� ،‬س ��وا ًء ف ��ي الثقافة‪ ،‬والتعلي ��م‪ ،‬والأعمال‬ ‫ال�سيا�س ��ة وغيرها الكثير‪ .‬من هنا ف�إنني �أرى �أن دور‬

‫"دور المر�أة الإماراتية تقدم جدا"‬ ‫فعالة في مختلف‬ ‫حيث �أ�ضحت المر�أة ّ‬ ‫المواقع القيادية في الدولة ب�شغلها ‪%66‬‬ ‫من الوظائف الحكومية من بينها ‪%30‬‬ ‫من الوظائف القيادية العليا"‬ ‫الم ��ر�أة في تط ��ور مت�سارع و�ست�شه ��د الفترة المقبلة‬ ‫مزيد ًا من تميزها ونجاحها‪.‬‬ ‫تحاول دولة الإمارات منذ مدة �إعطاء‬ ‫ال �م��ر�أة دورا" �أك�ب��ر ف��ي ال�ح�ي��اة ال�سيا�سية‬ ‫والإقت�صادية والإجتماعية‪ ،‬ولكن يبدو �أن‬ ‫هناك بع�ض العثرات للو�صول الى الهدف‬ ‫المطلوب‪ ،‬هل ت�ستطيعين �إلقاء ال�ضوء على‬ ‫الحقوق التي �إ�ستطاعت ال�م��ر�أة تحقيقها‬ ‫في الآونة الأخيرة وما هو متوقع تحقيقه‬ ‫في هذا المجال في الم�ستقبل؟‬ ‫دول ��ة الإم ��ارات وتح ��ت ظ ��ل قيادته ��ا الر�شي ��دة ال‬ ‫تح ��اول بل قدمت للم ��ر�أة الإماراتية وما زالت‪ ،‬كافة‬ ‫�أنواع الدع ��م والم�ساواة بينها وبين الرجال‪ ،‬ف ُتحقق‬ ‫نجاح� � ًا على مختلف ال�صع ��د والنطاقات‪ ،‬فما تتمتع‬ ‫به الم ��ر�أة اليوم لي�س �سوى البداية‪ .‬وللمر�أة العربية‬ ‫ف ��ي ر�أي ��ي مكانة عظيم ��ة ف ��ي مجتمعنا‪ ،‬حت ��ى و�إن‬ ‫مار�س ��ت دورها بعي ��د ًا من الأ�ضواء‪ ،‬فه ��ا هي اليوم‬ ‫و�صل ��ت �إلى الق ��وات الم�سلح ��ة و�إل ��ى التدريب على‬ ‫المهام ال�صعبة‪ ،‬كالمثال ال ��ذي طرحته �سابق ًا على‬

‫ل �ق��د � �ش �غ �ل��تِ م �ن��ا� �ص��ب ق �ي��ادي��ة ع��دة‬ ‫كع�ضويتك في المجل�س الوطني الإتحادي‬ ‫وم�ست�شفى زايد الع�سكري ودولفين للطاقة‬ ‫و�أن��ت ع�ضو في المجل�س الأع�ل��ى للإعالم‬ ‫وال��رئ �ي ����س ال �ت �ن �ف �ي��ذي ل �ه �ي �ئ��ة ال�م�ن�ط�ق��ة‬ ‫الإعالمية ‪� twofour54‬أبوظبي‪ .‬ك�إمر�أة ما‬ ‫هي ال�صعوبات التي واجهتك للو�صول الى‬ ‫المنا�صب العليا وبالتالي ما هي التحديات‬ ‫التي تواجهينها لتحقيق �أهدافك؟‬ ‫كن ��ت من �أوائ ��ل موظف ��ي ‪ ،twofour54‬الأمر الذي‬ ‫جعلن ��ي حا�ض ��رة وب�ش ��كل مبا�شر في كاف ��ة مراحل‬ ‫تط ��ور الهيئ ��ة‪ ،‬حيث �إنتقل ��ت �إلى منا�ص ��ب عدة من‬ ‫�ضمنها رئي�س ‪ twofour54‬توا�صل والتنمية الب�شرية‬ ‫قب ��ل تولي من�صبي الأخير وكن ��ت �أعمل عن كثب مع‬ ‫فريق عملية �إبتكار المحت ��وى الإعالمي والترفيهي‪.‬‬ ‫ل ��م يكن هناك في اعتقادي �صعوبة �أو معوقات تذكر‬ ‫عدا ع ��ن عملية �إقن ��اع ال�شب ��اب الإمارات ��ي ب�أهمية‬ ‫الإع�ل�ام‪ ،‬فالعديد منهم ال ي ��رون المتعة الإعالمية‬ ‫�أو م ��ا وراء العد�س ��ة‪ ،‬وعلى الرغم م ��ن ذلك‪ ،‬فنحن‬ ‫في ‪ twofour54‬نعتمد برنامجا" �أكاديميا" لت�شجيع‬ ‫ال�شب ��اب و�إر�شاده ��م لو�ض ��ع ب�صم ��ة ف ��ي المج ��ال‬ ‫الإعالم ��ي‪ .‬ما زلنا في بداية الطريق وهناك العديد‬ ‫من الإنجازات التي نتطلع �إليها‪.‬‬ ‫م��ن المالحظ �أن��ك م��ن جيل ال�شباب‬ ‫وعملت في مراكز مهمة �أ�سا�سية في الدولة‪.‬‬ ‫هل هناك من طموحات �أكبر؟‬ ‫الطم ��وح ه ��و عام ��ل مه ��م ج ��د ًا للتق ��دم والتط ��ور‬ ‫وطموحات ��ي كثيرة ومعظمها ي�ص ��ب في خانة تعزيز‬ ‫موق ��ع الدول ��ة وريادتها ف ��ي �شتى المج ��االت ومنها‬ ‫القطاع الإعالمي الذي �أر ّكز عليه حالي ًا‪ ،‬خ�صو�صا"‬ ‫م ��ع الدع ��م والرعاي ��ة المعنوي ��ة الت ��ي �ألقاه ��ا من‬ ‫قيادتنا الر�شي ��دة والإلهام الذي نجده عند متابعتنا‬ ‫لأعمالهم وخططهم الهادف ��ة للإرتقاء بالدولة نحو‬ ‫الأف�ضل‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪85‬‬


‫�إعالم‬ ‫�أبو ظبي ‪ -‬با�سم الجندي‬ ‫ف��ي ‪�� 2007‬ش��ارك��ت ف��ي ت�أ�سي�س‬ ‫“‪ ”TwoFour54‬وف��ي ‪2012‬‬ ‫ع ّينت الرئي�س التنفيذي لهذه الم�ؤ�س�سة ‪.‬‬ ‫لماذا قامت هذه الم�ؤ�س�سة في المقام الأول‬ ‫وبالتالي ما هي �أهدافها؟‬ ‫ي�أت ��ي ت�أ�سي�س هيئ ��ة المنطقة الإعالمي ��ة المعروفة‬ ‫ب�إ�سمه ��ا التج ��اري ‪ ،twofour54‬انطالق ًا من ر�ؤية‬ ‫حكوم ��ة �أبوظب ��ي ب�ض ��رورة تعزي ��ز مكان ��ة الإم ��ارة‬ ‫كمجتم ��ع لإبتكار المحت ��وى الإعالمي العربي بهدف‬ ‫�إ�س�ضاف ��ة ال�ش ��ركات والم�ؤ�س�س ��ات في قل ��ب العالم‬ ‫العربي‪ ،‬وتزويدها بالأدوات والدعم والبنية التحتية‬ ‫لإبتكار �أجود المحتوى‪ ،‬وفق �أرقى المعايير الممكنة‪،‬‬ ‫حي ��ث تع ��د اليوم منطق ��ة تج ��ارة حرة ترتك ��ز على‬ ‫الإعالم وتقدم فوائد مالي ��ة جذابة لل�شركات وتتيح‬ ‫ملكي ��ة �أجنبية بن�سبة ‪ %100‬ف ��ي �إطار عمل تنظيمي‬ ‫ف ّع ��ال ووا�ض ��ح وب�إمكان ��ي الق ��ول �أن ‪twofour54‬‬ ‫تحق ��ق تلك الأهداف بم�ؤ�شرات ت�ؤكد نجاح �إ�سهامنا‬ ‫ف ��ي تطوير المج ��ال الإعالم ��ي لي�س عل ��ى ال�صعيد‬ ‫المحلي فح�سب بل في المنطقة العربية‪.‬‬ ‫قلتِ في �إحدى مقابالتك الأخيرة ب�أن‬ ‫الم�ؤ�س�سة تهدف ال��ى �إع��داد جيل �إعالمي‬ ‫جديد ال يظهر فقط �أم��ام ال�شا�شة‪ ،‬و�إنما‬ ‫خلفها �أي���ض�اً‪ ،‬ولكن ه��ل ترين �أن الإع�لام‬ ‫يبنى على التقنيات فح�سب �أم �أن الحرية‬ ‫المعطاة ل��ه وال�م�ع�ل��وم��ات وال�صدقية هي‬ ‫الأ��س��ا���س ف��ي ظ��ل ق��ان��ون �إع�ل�ام يحدد هذه‬ ‫ال �م �ع��اي �ي��ر؟ وب��ال �ت��ال��ي ه��ل ه �ن��اك �أي دور‬ ‫تلعبونه بالن�سبة الى ال�صحافة المكتوبة؟‬ ‫م ��ن ال�ضروري جد ًا الأخ ��ذ بعين الإعتب ��ار ب�أهمية‬ ‫المحتوى بغ�ض النظر عن التطور التقني �أو الو�سائل‬ ‫الإلكتروني ��ة المختلف ��ة‪ ،‬ف�ل�ا نن�س ��ى �أن ف ��ي نهاية‬ ‫المط ��اف قد ال يق ��وم الإعالم ب�أ�س�س ��ه ال�صحيحة‬ ‫والفعلي ��ة م ��ن دون �إدارة متميزة للمحت ��وى‪ .‬وعلى‬ ‫�سبيل المثال‪ ،‬خ�ص�ص ��ت ‪" twofour54‬تدريب"‬ ‫دورات �صحافية و�إعالمي ��ة متنوعة وحلو ًال تدريبية‬ ‫ت�ضاه ��ي �أعل ��ى المعايي ��ر الدولي ��ة وت�شم ��ل جمي ��ع‬ ‫ميادي ��ن الإع�ل�ام‪� ،‬إنطالق� � ًا م ��ن �أكاديميته ��ا في‬ ‫�أبوظب ��ي‪ ،‬الم ��ز ّودة ب�أرقى التجهي ��زات والتقنيات‪،‬‬ ‫ومثال �آخ ��ر تعاوننا م ��ع مجموعة �أبوظب ��ي للثقافة‬ ‫والفن ��ون من خ�ل�ال برنام ��ج القي ��ادات الإعالمية‬ ‫ال�شاب ��ة وال ��ذي �ساه ��م ب�ش ��كل كبي ��ر ف ��ي �إع ��داد‬ ‫‪84‬‬

‫�إطالق م�شروع "توفور‪"54‬‬

‫"ال �أرى وال �أتوقع �أن �أرى‬ ‫�إنتهاء �سوا ًء لع�صر ال�صحافة المكتوبة‬ ‫�أو للن�شر و ‪ twofour54‬تحظى‬ ‫بـ ‪� 14‬شريكاً يعملون في مجال‬ ‫الن�شر المطبوع والإلكتروني"‬ ‫الم�شاركي ��ن �إعالمي ًا وقدم لهم �أهم �أ�س�س الإعالم‬ ‫و�إحتياجاته الأكاديمية التي ت�ؤهلهم للعمل والإبداع‬ ‫في قطاع الإعالم‪.‬‬ ‫توجد مدينة �إعالمية في دبي‪ ،‬فما هو‬ ‫الإختالف بين الم�شروعين؟ وهل ن�ستطيع‬ ‫القول ب�أن هناك مناف�سة �إعالمية بينهما �أم‬ ‫�أن كال" منهما مكمل للآخر؟‬ ‫‪ twofour54‬ومدين ��ة دب ��ي الإعالمي ��ة يعم�ل�ان‬ ‫بخط ��ط �إ�ستراتيجية مختلفة ن�سبي� � ًا من دون وجود‬ ‫�أي ��ة مناف�سة‪ ،‬فهيئ ��ة المنطقة الإعالمي ��ة تلعب دور‬ ‫المط ّور �إعالمي ًا وثقافي ًا لمدينة �أبوظبي‪ ،‬وبدعائمها‬ ‫التي تغطي �أربعة مجاالت �إعالمية مختلفة كالتدريب‬ ‫والإبتكار والإنتاج والتوا�صل‪ ،‬يجعلها اليوم م�ستقطبة‬ ‫لأف�ضل و�ألم ��ع المواهب الإبداعي ��ة الإقليمية‪ ،‬حيث‬ ‫ترك ��ز الهيئة على تقديم كافة و�سائل الدعم لتطوير‬ ‫المواه ��ب ودع ��م الأفكار‪ ،‬كم ��ا تقوم بت�أمي ��ن البنية‬ ‫الأ�سا�سية وتمويل تلك الأفكار وت�سهيل عملية الإنتاج‬ ‫�إلى �أن ت�صل الفكرة �إل ��ى عمل مبدع‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى‬ ‫تقدي ��م خدمات التدري ��ب الإعالم ��ي التخ�ص�صية‪.‬‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬

‫ولك ��ن ف ��ي النهاية �أظ ��ن �أن كال المنطقتي ��ن تلعبان‬ ‫دور ًا فعا ًال ف ��ي الإرتقاء بالإعالم �إماراتي� � ًا و�إقليمي ًا‬ ‫وعالمي ًا نوع ًا ما‪.‬‬ ‫من المعروف �أن م�ستقبل الإعالم هو‬ ‫�شبكة العنكبوت (الإن �ت��رن��ت)‪ .‬ه��ل و�ضعت‬ ‫�إ�ستراتيجية ف��ي ه��ذا ال�ش�أن بالن�سبة الى‬ ‫الن�شر الرقمي والى تلفزيون الويب اللذين‬ ‫ي�ست�شريان ب�سرعة حاليا" عربيا" ودوليا"؟‬ ‫ل ��م نعمل فقط على و�ضع �إ�ستراتيجي ��ة لهذا ال�ش�أن‪،‬‬ ‫ب ��ل �ساهمن ��ا كذل ��ك ف ��ي زي ��ادة المحت ��وى العربي‬ ‫الإلكترون ��ي �ضمن مب ��ادرة "تغري ��دات" والذي كان‬ ‫ال يتع ��دى ‪ 2%‬من المحتوى العالم ��ي‪ ،‬ويتم ذلك من‬ ‫خ�ل�ال دع ��م تعري ��ب و�سائ ��ل التوا�ص ��ل الإجتماعي‬ ‫مث ��ل تويت ��ر وويكيبيديا‪ ،‬و�ص ��و ًال �إلى عملي ��ة تطوير‬ ‫محت ��وى �إلكتروني متوافق م ��ع م�ستخدمي المنطقة‪.‬‬ ‫و�ساه ��م تع ��اون "تغري ��دات" م ��ع ‪ twofour54‬في‬ ‫ت�سلي ��ط ال�ضوء على ن�شاطات الأول ��ى والتعريف بما‬ ‫تق ��وم به‪ ،‬لينت ��ج عن ذل ��ك الإعالن ع ��ن ‪ 5‬م�شاريع‬ ‫عربي ��ة جدي ��دة متخ�ص�صة بالمحت ��وى الإلكتروني‪.‬‬ ‫ول ��ن نن�سى بالطبع م ��ا ت�شهده المنطقة م ��ن �إرتفاع‬ ‫في ع ��دد م�ستخدمي الإنترن ��ت والهواتف المتحركة‬ ‫الذكي ��ة من قبل ال�شب ��اب العربي‪ ،‬الأم ��ر الذي دفع‬ ‫�إلى زي ��ادة الطلب عل ��ى المحت ��وى المتخ�ص�ص في‬ ‫المنطقة‪� ،‬س ��وا ًء على الإنترنت �أو عب ��ر كل الو�سائل‬ ‫الرقمية الأخرى ومنها تطبيقات الهاتف المتحرك‪،‬‬ ‫مم ��ا تطلب دع ��م ‪ twofour54‬بتطوير ‪ 6‬تطبيقات‬ ‫عربية متميزة‪.‬‬ ‫قيل الكثير عن �إنتهاء ع�صر ال�صحافة‬ ‫المكتوبة‪ ،‬هل �أنت مع هذا الر�أي وكيف ترين‬


‫ر�أي علمي‬

‫هل تقضي اإلنترنت على الكتاب المطبوع ؟‬ ‫بقلم د‪� .‬آلين مراد*‬

‫تكثر في ه ��ذه الأيام الأحاديث حول‬ ‫م�ستقب ��ل الكت ��اب المطب ��وع عل ��ى‬ ‫ال ��ورق �أم ��ام �صع ��ود ق ��درة الإنترنت وزي ��ادة عدد‬ ‫الم�ستخدمي ��ن لو�سيل ��ة الإت�ص ��ال ه ��ذه والت ��ي‬ ‫ب ��د�أت تدخل ف ��ي حياتنا اليومية عب ��ر الحا�سوب‬ ‫(الكمبيوت ��ر) والهوات ��ف المحمول ��ة‪ .‬فه ��ل‬ ‫ت�ستطيع الإنترنت الق�ضاء على الكتاب المطبوع‬ ‫�أم �أن �أمام هذا الأخير �أياماً طويلة؟‬ ‫من ��ذ ب ��دء ث ��ورة الإنترن ��ت ف ��ي �أوائ ��ل الت�سعينات‬ ‫والعال ��م ي�شه ��د تط ��وراً كبي ��راً له ��ذه الو�سيل ��ة‬ ‫والبرامج التي تتبعها ومعها ت�سهيل حياة الإن�سان‬ ‫اليومي ��ة ب ��دءاً م ��ن ق ��راءة البري ��د الإلكترون ��ي‬ ‫و�ص ��و ًال ال ��ى و�سائ ��ل الإت�ص ��ال المتط ��ورة مروراً‬ ‫بت�صف ��ح المواق ��ع الإلكتروني ��ة والإخباري ��ة‪...‬‬ ‫و ُتعتبر ن�سب ��ة �إختراق الإنترنت لل�سوق م�ضاهية‬ ‫لن�سب ��ة �إخت ��راق التلفزي ��ون م ��ن ناحي ��ة �سرع ��ة‬ ‫�إعتماده وزيادة عدد ال ُم�ستخدمين‪.‬‬ ‫ومم ��ا �ساع ��د عل ��ى زي ��ادة ن�سب ��ة الإخت ��راق ه ��ذه‬ ‫عوامل عدة‪ ،‬من �أهمها‪ :‬كلفة الإنترنت المتدنية‬ ‫ن�سبي� �اً‪ ،‬وعدد البرام ��ج المو�ضوعة تحت ت�صرف‬ ‫الم�ستخ ��دم وتنوعه ��ا‪ ،‬و�سهول ��ة البح ��ث ع ��ن‬ ‫المعلوم ��ات والت ��ي تعفي الم�ستخ ��دم من �ساعات‬ ‫طويل ��ة من البح ��ث في ال ��ورق‪ ،‬والبرغماتية في‬ ‫الإ�ستخدام‪ ،‬حيث يُمكن ل�شخ�ص يملك حا�سوبا"‬ ‫محم ��وال" �أو هاتف ��ا" نق ��اال" �أن يت�صف ��ح �آالف‬ ‫المراجع عبر �شا�شة واحدة‪.‬‬ ‫وم ��ع �سهول ��ة الح�ص ��ول عل ��ى المعلوم ��ات عل ��ى‬ ‫الإنترن ��ت‪ ،‬ب ��د�أت غالبي ��ة رج ��ال الإعم ��ال تعتمد‬ ‫الأنترنت كو�سيلة �أولى للح�صول على المعلومات‬ ‫كذلك الأمر بالن�سبة الى الأطباء‪ ،‬والمهند�سين‪،‬‬ ‫والباحثي ��ن وكثيراً من الذين يمتلكون حا�سوبا"‬ ‫كو�سيلة عمل يومية‪.‬‬ ‫وق ��د �أخ ��ذت ال�ش ��ركات عل ��ى عاتقه ��ا و�ض ��ع‬ ‫المعلوم ��ات لموظفيه ��ا ب�ش ��كل �إلكترون ��ي‬ ‫يمك ��ن تحديث ��ه بكب�س ��ة عل ��ى الحا�س ��وب وقام ��ت‬ ‫بالإ�شت ��راك بمكتب ��ات �إلكترونية و�ضعتها �شركات‬ ‫�أخ ��رى لت ��رد عل ��ى حاج ��ة ال�س ��وق‪ .‬وعل ��ى �سبي ��ل‬ ‫المث ��ال‪ ،‬نج ��د �أن مُعظ ��م ال�صح ��ف والمج ��االت‬ ‫تمتل ��ك مواقع �إلكترونية ت�ضع عليها من�شوراتها‬ ‫به ��دف الو�صول ب�سهولة �أكث ��ر الى القارئ‪ .‬حتى‬ ‫�أنن ��ا خلقنا ما يُ�سمى بالتج ��ارة الإلكترونية التي‬ ‫ت�سم ��ح ب�شراء ال�سلع عب ��ر الإنترنت وعبر و�سائل‬

‫دفع تمنحها الم�صارف لزبائنها‪.‬‬ ‫م ��ن جه ��ة �أخ ��رى‪ ،‬ب ��د�أت م�ؤ�س�س ��ات تعليمي ��ة‬ ‫ع ��دة في العال ��م بو�ضع برام ��ج تدري�سي ��ة تعتمد‬ ‫الحا�س ��وب ب�ش ��كل كام ��ل للتعلي ��م‪� ،‬ضارب ��ة بذلك‬ ‫النظ ��ام التقليدي للتعلي ��م بعر�ض الحائط‪ .‬وقد‬ ‫طال ��ت ه ��ذه البرام ��ج التربوية بع� ��ض المدار�س‬ ‫الخا�ص ��ة ال ��ذي ب ��د�أ ب�إعتم ��اد ه ��ذه البرام ��ج ولو‬ ‫جزئي� �اً‪ .‬وي ّدع ��ي وا�ضعو ه ��ذا النظ ��ام التدري�سي‬ ‫الجدي ��د‪� ،‬أن �سرع ��ة التعل ��م ل ��دى الطال ��ب �أعلى‬ ‫بكثير وت�سمح بتخ�صي�ص التعليم لكل طالب‪ ،‬كل‬ ‫على �سرعته الخا�صة‪.‬‬ ‫ولك ��ن م ��ع ق ��درة الحا�سوب عل ��ى �إ�ستيع ��اب �آالف‬ ‫الكت ��ب‪ ،‬ه ��ل هناك من فائ ��دة من �إ�ستم ��رار طبع‬ ‫الكت ��ب وتحمي ��ل �أوالدن ��ا ع ��بء حم ��ل الحقائ ��ب‬ ‫(ال�شنط) المدر�سية؟ مما ال �شك فيه �أن �إ�ستعمال‬ ‫الحا�سوب المو�ص ��ول على �شبكة الإنترنت يُ�سهّل‬ ‫العم ��ل ويُ�س ِّرع ��ه‪ .‬والطالب ف ��ي المدر�سة يُمكنه‬ ‫�إ�ستخ ��دام الحا�س ��وب ومتابع ��ة المعلم ف ��ي قراءة‬ ‫المعلوم ��ات ب�سرع ��ة وفعالي ��ة �أكث ��ر‪ ،‬خ�صو�ص� �اً‬ ‫م ��ع جي ��ل تع َّود عل ��ى الألع ��اب الإلكتروني ��ة‪ .‬لكن‬ ‫درا�س ��ات �إح�صائي ��ة عدة ف ��ي العال ��م‪ ،‬بخا�صة في‬ ‫�أمي ��ركا وفرن�سا‪� ،‬أثبتت �أن الحا�س ��وب والإنترنت‬ ‫ي�ضع ��ان م�ستقب ��ل الق ��راءة في المجه ��ول!‪ .‬ففي‬ ‫فرن�س ��ا‪� ،‬أظهرت �أبح ��اث وزارة الثقافة الفرن�سية‬ ‫ف ��ي ال� �ـ‪� ،2009‬أن عدد قراء الكت ��ب المطبوعة في‬ ‫تناق� ��ص م�ستمر لح�س ��اب القراءة عل ��ى ال�شا�شة‪.‬‬ ‫كم ��ا �أ�ش ��ارت ه ��ذه الأبح ��اث ال ��ى �أن ه ��ذه الن�سبة‬ ‫مرتفعة جداً لدى ال�شباب الذين بد�أوا يفتقدون‬ ‫الى الإندماج الإجتماعي‪.‬‬ ‫ون ��رى �أن �شباب اليوم ي�صرف وقتا" طويال" على‬ ‫الر�سائ ��ل الق�صيرة على الهات ��ف (‪SMS, What’s‬‬

‫‪ )…up‬وعل ��ى و�سائ ��ل التوا�ص ��ل الإجتماع ��ي‬ ‫كفي�سبوك وتويتر وغيرهما‪ .‬وقد الحظ عدد من‬ ‫علماء النف�س �أن ق�ضاء �أوقات طويلة �أمام ال�شا�شة‬ ‫على الألع ��اب الإلكترونية وعل ��ى مواقع التوا�صل‬ ‫الإجتماع ��ي ل ��ه �أث ��ار �سلبي ��ة كثي ��رة عل ��ى �شب ��اب‬ ‫الي ��وم نذك ��ر منها ‪ :‬فق ��دان الإندم ��اج الإجتماعي‬ ‫عب ��ر البقاء �ساع ��ات طويلة �أم ��ام ال�شا�شة من دون‬ ‫التح ��دث م ��ع ال ُمحي ��ط‪ ،‬وفق ��دان ال�صب ��ر �إذ �أن‬ ‫ال ُم�ستخ ��دم ي�ستطي ��ع الح�صول على كل ما يريده‬ ‫بكب�س ��ة زر‪ .‬وهن ��ا يج ��در الذك ��ر �أن ق ��راءة الكت ��ب‬ ‫المطبوع ��ة ُتعل ��م الإن�س ��ان ال�صب ��ر عب ��ر �ساع ��ات‬ ‫القراءة الطويلة التي يُم�ضيها �أمام كتابه‪.‬‬ ‫�أم ��ا م�ساوىء الأنترنت فمنها‪ :‬زيادة العنف لدى‬ ‫ال ُم�ستخ ��دم الذي يتحول ت�صرفه الى عدائي مع‬ ‫�إزدي ��اد عدد �ساعات اللعب �أم ��ام ال�شا�شة‪ ،‬وفقدان‬ ‫ق ��درة التركي ��ز كنتيج ��ة لفق ��دان ال�صب ��ر مم ��ا‬ ‫ينعك� ��س �سلب� �اً عل ��ى النتائ ��ج المدر�سي ��ة‪ ،‬وفقدان‬ ‫ق ��درة التعبي ��ر الكالمي ��ة والت ��ي ت ��زداد �أي�ضاً مع‬ ‫�إزدياد عدد �ساعات الجلو�س �أمام ال�شا�شة‪.‬‬ ‫فما هو موقف دور الن�شر من هذا الو�ضع؟‬ ‫كثي ��ر من دور الن�شر عرف ��ت �سريعاً �أنه ال يُمكنها‬ ‫البق ��اء بعي ��دة م ��ن ه ��ذه ال�س ��وق الهائل ��ة م ��ن‬ ‫الق ��راء‪ ،‬فعمدت ال ��ى و�ضع ن�سخ من الكتب ب�شكل‬ ‫الكترون ��ي يدف ��ع ال ُم�ستخ ��دم ثم ��ن قراءت ��ه دون‬ ‫�أن يُمكن ��ه الح�ص ��ول عل ��ى ن�سخ ��ة عل ��ى حا�سوب ��ه‬ ‫ب ��ل يُمكن ��ه قراءته على ال�شا�ش ��ة فح�سب‪ .‬وبع�ض‬ ‫دور الن�ش ��ر ي�ض ��ع �أحيان� �اً كتباً مجان� �اً ولكن هذه‬ ‫الكت ��ب تكون ف ��ي المب ��د�أ قديمة‪ .‬ولك ��ن قر�صنة‬ ‫بع�ض الم�ستخدمين‪ ،‬التي ُت�شكل �إنتهاكاً وا�ضحاً‬ ‫لقواني ��ن الملكي ��ة الفكري ��ة‪� ،‬سمح ��ت بالح�صول‬ ‫على �آالف الكتب الحديثة مجاناً على الأنترنت‪.‬‬ ‫خال�ص ��ة القول �أن الأنترن ��ت هو تطور �إجتماعي‬ ‫وتكنولوج ��ي مه ��م للإن�س ��ان‪ .‬وككل تطور يكمن‬ ‫�سر نجاحه في طريق ��ة الإ�ستخدام‪ ،‬فالإ�ستعمال‬ ‫المنف ��رد ل�ساع ��ات طويل ��ة ومن دون �أي ��ة مراقبة‬ ‫له ��ا �أث ��ار �سلبي ��ة عل ��ى �سل ��وك الم�ستخ ��دم‬ ‫الإجتماع ��ي كم ��ا وعل ��ى نوعي ��ة المعلوم ��ات التي‬ ‫ي�ستح�ص ��ل عليه ��ا ال ُم�ستخ ��دم‪ .‬ويبق ��ى الكت ��اب‬ ‫المطب ��وع و�سيل ��ة ف ّعال ��ة لتعلي ��م الق ��ارئ ال�صبر‬ ‫ال ��ذي هو ميزة مهمة في حي ��اة الإن�سان ُت�ساعده‬ ‫على مواجه ��ة ال�صعوبات وعلى �صقل �شخ�صيته‪،‬‬ ‫وهذه الو�سيلة يجب ال ُمحافظة عليها‬

‫* طبيبة �أمرا�ض ع�صبية‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪87‬‬


Lody Saliby Haute Couture Wedding dresses, Evening clothes, Selling or Renting, Pret-a- Porter, Accessories

Christ Le Rois Center, 8th Floor, Adonis Road, Zouk Mossbeh, Lebanon Tel: 00961 – (0) 9221643 , Email: lodysaliby@hotmail.com, Web: www.lodysaliby.com


‫كتاب‬

‫"ها �أنا �أحاول جعل البحر ي�صب في النهر"‬ ‫إيلي صليبي ُيعيد "النبي"‬ ‫إلى مدينة فقدت وجهها!‬ ‫�سم��ع ال�صحاف��ي والإعالمي والكاتب �إيلي �صليب��ي في �أحد لقاءاته م��ع الأديب اللبناني‬ ‫ميخائي��ل نعيمة ب�أن �إحدى �أمني��ات جبران خليل جبران كان��ت ت�أليف كتاب عن "موت‬ ‫النب��ي" لكن الموت فاج�أه قبل �أن ي�ستطيع تحقيق ذلك‪ .‬لذا يحاول �إيلي �صليبي في كتابه‬ ‫الجديد "عودة النبي" تحقيق �أمنية جبران ولكن على طريقته المثيرة والخا�صة‪.‬‬ ‫بيروت ‪ -‬جوزف قرداحي‬ ‫ماذا ل ��و عاد "نبي" جب ��ران �إلى مدينته‬ ‫الت ��ي غادره ��ا عل ��ى رجاء المحب ��ة التي‬ ‫زرعه ��ا في قل ��وب �أتباعه م ��ن �أبن ��اء �أورفلي�س؟! هل‬ ‫�سيلقى ح ��رارة الترحاب كما كان ف ��ي الوداع الأخير‬ ‫قبل �ألف عام؟!‬ ‫�أغل ��ب الظن �أن "نب ��ي" �أورفلي�س �سيع ��ود �إلى مدينة‬ ‫�أفل�س ��ت م ��ن ما�ضيه ��ا وتاريخها ومجده ��ا العظيم‪،‬‬ ‫ووقع ��ت في فخ �س ��ادوم وعمورة مرة جدي ��دة‪ ،‬ليخلو‬ ‫معجنها من خمي ��رة المحبة‪ ،‬ولتخبو نارها المقد�سة‬ ‫في مخبز بات يق ّرب قربان ًا‪ ،‬من خبز مجبول ب�أنفا�س‬ ‫الكراهية والطمع‪ ،‬بد ًال من عرق الحب والإيمان‪.‬‬ ‫نعم‪ ...‬لقد عاد نبي جبران بعد �ألف عام‪" ،‬مت�سرب ًال‬ ‫الزم ��ان كل ��ه‪ ،‬وعائ ��د ًا من �أل ��ف �ألف رح ��م امر�أة"‬ ‫(� ��ص‪ ،)10 .‬ليلتقي على �شاطىء �أورفلي�س المهجور‬ ‫حبيبته المطرة‪ ،‬الكاهنة الت ��ي توالدها الزمن �ألف‬ ‫�أل ��ف رحم امر�أة‪ ،‬في �إنتظار عجيب‪ ،‬هو رم�شة عين‬ ‫في مقيا�س اهلل‪.‬‬ ‫ولك ��ن ه ��ذا الم�صطف ��ى المخت ��ار‪ ،‬لم ��اذا ع ��اد وما‬ ‫الفائدة من عودته‪ ،‬وكيف لإيلي �صليبي موهبة �إقامة‬ ‫الأنبياء من التاريخ‪ ،‬والأنبياء منذ جبران �إنعزلوا في‬ ‫الزمن‪ ،‬و�إعتزلوا الب�شر؟!‬ ‫يعي ��د �إيل ��ي �صليبي نب ��ي جب ��ران‪ ،‬عن �ساب ��ق ت�صور‬ ‫وتخطي ��ط وت�صمي ��م‪ ،‬ليرتك ��ب "جريمت ��ه"‪ .‬جريمة‬ ‫الع�صي ��ان والتم ��رد وه ��دم الهيكل عل ��ى كل التعاليم‬ ‫القديمة‪:‬‬ ‫ "�سمعت ��م �أنني قلت‪� :‬أبنا�ؤكم لي�س ��وا لكم‪� ،‬أبنا�ؤكم‬‫�أوالد الحي ��اة‪ .‬الح ��ق الحق �أق ��ول‪ ،‬الآن‪ ،‬لكم‪� :‬آبا�ؤكم‬ ‫لي�سوا لكم‪� ،‬آبا�ؤكم �أع ��داء الحياة‪ .‬فانظروا ما فعلوا‬ ‫وم ��ا �أف�س ��دوا‪ ،‬ف�إ�ستحق ��وا عقاب الطبيع ��ة لهم‪ ،‬وما‬

‫�إ�ستحقوكم‪.‬‬ ‫ف�إنتف� ��ض �إ�سكاف ��ي وث ��ارت ثائرته‪ ،‬ونظر �ش ��ذر ًا �إلى‬ ‫النبي‪ ،‬قائ ًال‪:‬‬ ‫ ع ّلمتن ��ا في مجيئك الأول م ��ا ح ّر�ضنا على �أوالدنا‪،‬‬‫وحر�ضه ��م علين ��ا‪ ،‬وه ��ا �أن ��ت تتناق� ��ض م ��ع نف�سك‬ ‫وتح ّملن ��ا وزرة تلو وزرة‪� ،‬أال �إ�ستق َّر على ر�أي لنفهم ما‬ ‫وراء كالمك من نوايا وخبايا"‪�( .‬ص‪.)15 .‬‬ ‫كي ��ف له ��ذا ال�صليب ��ي �إيل ��ي‪� ،‬أن يج ��ر�ؤ عل ��ى ه ��دم‬ ‫هيكل بن ��اه المعلمون الأولون‪ ،‬وين�س ��ف كل تعاليمهم‬ ‫و�أفكاره ��م ويح ّر� ��ض الإبن عل ��ى �أبيه‪ ،‬وال ��زوج على‬ ‫زوجته‪ ،‬والكاهن على رعيته‪:‬‬ ‫ "واعلم �أيها الأخ (الكاهن) �أنه بمال الم�ؤمنين بنيت‬‫�أحج ��ار الكني�س ��ة والمدر�سة والم�ؤ�س�س ��ات الخيرية‪،‬‬ ‫و�أن الم� ��أكل والم�شرب وال�ضروريات والكماليات التي‬ ‫يراه ��ا اهلل والم�ؤمنون في �أديرتك ��م ويالحظونها في‬ ‫�سيرتك ��م هي م ��ن مالهم وتبرعاته ��م‪ .‬فال يزعجنك‬ ‫تململ النا� ��س وتب ّرمهم من �إدارات القيمين على ريع‬ ‫الفقراء وفل�س الأرملة‪ ،‬وكيف َ‬ ‫لك وللكهنة �أن يطردوا‬ ‫تلميذ ًا ل�ضيق ذات يد والديه‪ ،‬وكيف ُيحرم مري�ض من‬ ‫�سري ��ر �أبي�ض في م�شفى لأنه ال يملك قر�ش ًا �أ�سود‪ .‬ثم‬ ‫�أنظ ��ر �إلى محاكمكم الروحي ��ة وتظلمات المتقا�ضين‬ ‫�أمامه ��ا وما يقال فيها وعنها في ال�سر والعلن ولي�ست‬ ‫بالم�سيحية في �شيء"‪.‬‬ ‫ولم ��ا بل ��غ الغ�ضب ب�صاح ��ب �سيادة جل� ��س في مقدم‬ ‫وهم بت ��رك المكان‪ .‬فناداه‬ ‫الح�ض ��ور‪ ،‬وقف وانتف�ض ّ‬ ‫الم�صطفى بالإ�سم ونه ��ره بالقول‪ :‬ب ّع ما حول عنقك‬ ‫م ��ن الذه ��ب الخال� ��ص و�أع ��د ثمن ��ه �إل ��ى العائالت‬ ‫الم�ستورة"‪�( .‬ص ‪.)61‬‬ ‫ثائ� � ٌر "نب ��ي" �إيل ��ي �صليب ��ي ومتم ��رد عل ��ى ال�شرائع‬ ‫والنوامي� ��س المخادعة‪ ،‬كما كل الأنبي ��اء‪ ...‬وقد عاد‬ ‫ليحطم �أ�صنام� � ًا دينية و�إجتماعي ��ة و�سيا�سية‪ ،‬بناها‬

‫غالف الكتاب‬ ‫"عودة النبي"‬

‫الجهل والري ��اء والف�ساد‪ ،‬با�سم �إل ��ه �صامت ومتفرج‬ ‫و�أحيان� � ًا متواط ��ىء مع الق ��وي والمنت�ص ��ر والظالم‪.‬‬ ‫وحده ��م الأنبي ��اء والمفك ��رون والأدب ��اء‪ ،‬يطلق ��ون‬ ‫�صرخ ��ات ال�ضعف ��اء والمنبوذي ��ن والمظلومي ��ن ف ��ي‬ ‫الأر�ض‪� .‬أ َو َلم يرف ��ع الثائر الأول ي�سوع الم�سيح �صوته‬ ‫بوج ��ه الكهنة والفري�سيين و�أ�صحاب ال�سلطة والنفوذ‬ ‫الذي ��ن‪ُ " :‬ي�ص ّف ��ون البعو�ضة م ��ن الك�أ� ��س‪ ،‬ويبتلعون‬ ‫الجم ��ل"‪� .‬أ َو َلم يرف ��ع هذا المتم ��رد الأول �سوطه في‬ ‫وج ��ه تجار الهي ��كل‪� ،‬صارخ ًا‪" :‬بيت �أب ��ي بيت �صالة‪،‬‬ ‫فح ّولتموه �إلى مغار ٍة لل�صو�ص" (الأناجيل)‪.‬‬ ‫ولك ��ن كيف لهذا الثائر الأخير �إيل ��ي �صليبي‪ ،‬الجر�أة‬ ‫عل ��ى �إع ��ادة نب ��ي جب ��ران‪ ،‬والدنو م ��ن قام ��ة �أدبية‬ ‫�أ�صبح ��ت في م�ص ��اف العباقرة الخالدي ��ن؟! هل هو‬ ‫جن ��ون ام �إنتح ��ار؟! يق ��ول �صليبي ف ��ي مقدمة كتابه‬ ‫"عودة النبي"‪:‬‬ ‫ "مجنون �أن ��ا‪ ،‬ومنتح ٌر �سلف ًا‪ ،‬ما دمت ت�سلقت الأثير‬‫ب�ل�ا مظلة (‪ )...‬ما جنون ��ي �إال �إبن جنونه (جبران)‪،‬‬ ‫وما �إنتح ��اري �إال �إرتماء �أعمى في حف ��رة قادني �إليها‬ ‫علي رفيق ًا له كان‪ ،‬ونقل �إلي ذات لقاء‬ ‫�أعمى‪ .‬والجاني ّ‬ ‫(نا�سك ال�شخروب نعيمه) "ح�سرة جبران من �أن يودع‬ ‫الدنيا ولم يكتب موت النبي"‪ .‬وينهي �صليبي مقدمته‪:‬‬ ‫"ها �أنا �أحاول جعل البحر ي�صب في النهر"‪.‬‬ ‫�إيل ��ي �صليبي‪ ،‬لي�س بمجن ��ون وال بمنتحر‪� ،‬إنه �صرخة‬ ‫جبراني ��ة كان �إلتق ��ط ذبذباته ��ا من ��ذ يفاعت ��ه‪ ،‬وها‬ ‫ه ��و يترج ��م دوائره ��ا المتماوج ��ة في ف�ض ��اء الكون‬ ‫الالمتناه ��ي‪ .‬فـ"ع ��ودة النب ��ي" �صرخ ��ة ال ب ��د منها‬ ‫ف ��ي مدينة ب ��د�أت تفق ��د معن ��ى وجوده ��ا الح�ضاري‬ ‫والأخالقي والإن�ساني‬ ‫< "ع���ودة النبي"‪ ،‬كتاب �صادر عن "دار �سائ���ر الم�شرق للتوزيع‬ ‫والن�شر"‪ ،‬من الحجم الو�سط‪� 142 ،‬صفحة‪.‬‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪89‬‬


‫الموقف الثقافي‬

‫إيناس الدغيدي ونادين لبكي‬ ‫ولغة اإلثارة السينمائية بينهما!‬ ‫بقلم جوزف قرداحي‬ ‫ال يختل ��ف �إثن ��ان عل ��ى‬ ‫ان �إينا� ��س الدغي ��دي‬ ‫ونادي ��ن لبك ��ي‪( ،‬ول ��و كانت ��ا م ��ن‬ ‫مدر�ستي ��ن مختلفتي ��ن ف ��ي‬ ‫االخ ��راج‪ ،‬وتجربتي ��ن متفاوتتي ��ن‬ ‫ف ��ي الخب ��رة) قدمت ��ا للم�شاه ��د‬ ‫العرب ��ي نظ ��رة مختلف ��ة وجدي ��دة‬ ‫ف ��ي م�شه ��د الإث ��ارة والإغ ��راء م ��ا‬ ‫تع َّود عليها في حقبات متنوعة من‬ ‫تاريخ ال�سينما العربية التي عرفت‬ ‫فت ��رات مزدهرة وذهبية م ��ع �شم�س الب ��ارودي وهند ر�ستم‬ ‫و�سعاد ح�سني‪ ،‬وفي فترات خجولة مع ناديا الجندي التي‬ ‫�أخفق ��ت في �إ�ستعادة بريق "حمام المالطيلي" وغيره من‬ ‫االفالم ال�ساخنة‪.‬‬ ‫والج ��دل الذي �أخذت تثي ��ره المخرج ��ة �إينا�س الدغيدي‬ ‫في افالمها الجريئة التي تقدم مو�ضوع الجن�س في �إطار‬ ‫�إ�ستف ��زازي وتحري�ض ��ي‪ ،‬قد تبارك ��ه العين �س ��راً‪ ،‬وترف�ضه‬ ‫ف ��ي العل ��ن‪ ،‬جع ��ل منه ��ا نجم ��ة تتف ��وق ف ��ي توهجه ��ا على‬ ‫بط�ل�ات افالمه ��ا‪ ،‬وت�ضمن من خالل �إ�سمه ��ا الإ�ستقطاب‬ ‫الجماهيري على �شباك التذاكر‪.‬‬ ‫ف ��ي المقابل‪ ،‬وعلى م�ستوى الأغني ��ات الم�ص َّورة وال�سينما‬ ‫اللبنانية الحديثة‪ ،‬نادراً ما يحدث ان توازي �شهرة مخرج‬ ‫ه ��ذا النوع من الأعمال‪� ،‬شهرة نجم العمل‪ ،‬كما هي الحال‬ ‫م ��ع نادي ��ن لبك ��ي‪ ،‬الت ��ي قدمت بطالته ��ا في �ص ��ور مثيرة‬ ‫وجريئة �أحدثت جد ًال كبيراً في ال�شارع العربي‪ ،‬الى درجة‬ ‫�أن بع�ض �صحف القاهرة هاجمها وو�ضع �أعمالها في خانة‬ ‫"الأفالم الحمراء" التي ال ت�صلح لغير الرا�شدين‪.‬‬ ‫ه ��ذه النظ ��رة المختلف ��ة والجدي ��دة ف ��ي م�شه ��د الإث ��ارة‬ ‫والإغ ��راء‪ ،‬والتي قدمت نادين لبك ��ي كواحدة من الأ�سماء‬ ‫الت ��ي ت�ضم ��ن نج ��اح �أي عم ��ل غنائ ��ي م�ص� � َّور‪ ،‬كان ��ت وراء‬ ‫تهافت العديد من نجمات الغناء عليها‪ ،‬دون قيد او �شرط‪،‬‬ ‫حيث منحن ل"ديكتاتورية" كاميرتها كل الحرية لإخراج‬ ‫"كميات" الإغراء الدفينة في دواخلهن الى العلن‪.‬‬ ‫والمفارق ��ة الت ��ي تدع ��و ال ��ى ر�س ��م الكثي ��ر م ��ن عالم ��ات‬ ‫التعجب والإعجاب معاً‪ ،‬هي ان �إمر�أتين على ما تحمالنه‬

‫‪88‬‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬

‫م ��ن �أنوث ��ة �أكي ��دة‪ ،‬و�إث ��ارة منحوتة في‬ ‫ق�سماتهما الظاهرة والباطنة‪ ،‬تطرحان‬ ‫�ص ��ورة الم ��ر�أة بج ��ر�أة يعج ��ز �أن يدن ��و‬ ‫منه ��ا الرج ��ل‪ ،‬مهم ��ا بالغ ف ��ي ذكورته‪.‬‬ ‫وتنجح ��ان ف ��ي �إح�ض ��ار كل �شياطي ��ن‬ ‫الإغ ��راء ال ��ى بطالتهم ��ا‪ ،‬فتح ��ركان‬ ‫الغرائ ��ز ال ��ى ال ��ذروة‪ ،‬وت�شع�ل�ان نيران‬ ‫الجحي ��م ب�س ��اق ب�ض ��ة مك�شوف ��ة‪ ،‬او فم‬ ‫�شهوان ��ي يلق ��ي حمم ��ه عل ��ى العي ��ون‬ ‫النهمة‪.‬‬ ‫هات ��ان المر�أت ��ان الأ�شه ��ى م ��ن تفاحة ع ��دن‪� ،‬صرحتا في‬ ‫منا�سبتي ��ن مختلفتي ��ن‪� ،‬أنهم ��ا ال تقدمان ال ��ى الجمهور‬ ‫�إغ ��راء مبت ��ذ ًال ورخي�صاً‪ ،‬كما عرفناه ف ��ي معظم الأفالم‬ ‫العربي ��ة التجاري ��ة‪ .‬ف�إينا� ��س الدغي ��دي طرح ��ت ف ��ي‬ ‫�أفالمه ��ا ق�ضايا الم ��ر�أة الحيوية ف ��ي المجتمع العربي‪،‬‬ ‫وم ��ن �أهمه ��ا رب ��ط دوره ��ا ف ��ي الجن� ��س والإغ ��راء‪ ،‬ف ��ي‬ ‫مقاب ��ل الأموم ��ة والإنج ��اب‪ .‬ف�ص� � َّورت للم�شاهد العربي‬ ‫المر�أة "الم�شته ��اة" في عقله الباطني‪ ،‬وهي تلك المر�أة‬ ‫المتح ��ررة م ��ن القي ��ود‪ ،‬المتم ��ردة عل ��ى التقالي ��د‪ .‬وهي‬ ‫ال�ص ��ورة النافرة في المر�أة الت ��ي ي�شتهيها ويخ�شاها في‬ ‫الوقت عينه‪ .‬فرف�ضت �إينا�س في �أكثر من موقف �إتهامها‬ ‫بالترويج للإباحية والإثارة في �أفالمها‪ ،‬م�ؤكدة جر�أتها‬ ‫ولكن البعيدة عن الإبتذال‪.‬‬ ‫�أم ��ا نادي ��ن لبك ��ي‪ ،‬فل ��م تكت � ِ�ف بنف ��ي تهم ��ة الإباحي ��ة ع ��ن‬ ‫�أ�شرطته ��ا الغنائي ��ة الم�ص� � َّورة‪ ،‬ب ��ل �إ�ستفا�ض ��ت ف ��ي �ش ��رح‬ ‫مفهومها للإغراء‪ ،‬الذي ت�ؤيده وتبحث عنه في "ن�سائها"‬ ‫وه ��و �ش ��رط من �ش ��روط االنوثة‪ ،‬م�ؤك ��دة �أن خيط� �اً رفيعاً‬ ‫جداً يف�صل ما بين الإغراء والإبتذال‪.‬‬ ‫ه ��ذا الخي ��ط الرفي ��ع ج ��داً‪ ،‬ال ��ذي تح ��اول نادي ��ن ومعه ��ا‬ ‫�إينا� ��س المحافظ ��ة عليه ف ��ي �أعمالهما‪� ،‬أ�صب ��ح رفيعاً �أكثر‬ ‫م ��ن اللزوم‪ ،‬نخ�شى معه ان ينقط ��ع يوماً ونحتاج الى اكثر‬ ‫من تل�سكوب لإلتقاط طرفه على االقل‪...‬‬ ‫فنح ��ن من �أكث ��ر الداعي ��ن والم�ؤيدين للإغ ��راء المترفع‬ ‫ف ��ي المر�أة‪ ،‬ولكن الإغ ��راء "غير الباحث عن الحرية" في‬ ‫العلب الحمراء!‬


‫�أنطوان كرباج بدور البطريرك اليا�س حويك وجيلبير جلخ بدور الطبيب حالوم‬

‫م�شحون ��ة بالخالف ��ات والد�سائ� ��س والم�ش ��اكل‬ ‫الإجتماعي ��ة‪ ،‬و�سط مطحن ��ة قديم ��ة يعي�ش فيها‬ ‫مجموعة من الم�سني ��ن‪ ،‬بعدما ح ّولها البطريرك‬ ‫�إلى دار للم�سنين‪ ،‬وم� ��أوى لأيتام الحرب‪ .‬فيلتقي‬ ‫الطبيب العا�شق بحبيبت ��ه معلمة المو�سيقى �سر ًا‪،‬‬ ‫ك َّلما �سمحت لهما ظروف اللقاء‪ ،‬وبعيد ًا من �أعين‬ ‫ع�سكر ال�سلط ��ان‪ ،‬الباحثين عن �شب ��ان المنطقة‬ ‫لت�سخيره ��م ف ��ي الح ��رب‪ ،‬دفاع� � ًا ع ��ن ال�سلطنة‬ ‫العثماني ��ة‪ ،‬الت ��ي ب ��د�أت تندح ��ر �أم ��ام الجي� ��ش‬ ‫الفرن�س ��ي وال�شريف في�صل قائ ��د الثورة العربية‪،‬‬ ‫الأم ��ر ال ��ذي جع ��ل جم ��ال با�ش ��ا ال�سف ��اح يفقد‬ ‫�أع�صابه‪ ،‬ويعلق على �أعواد الم�شانق مجموعة من‬ ‫ال�صحافيين وال�شعراء‪� ،‬إتُهموا بتقديم المعلومات‬ ‫ال�سرية حول الع�سكر العثماني �إلى الفرن�سيين‪.‬‬ ‫�ساهمت في نجاح الم�سرحية �شخ�صيات عرفناها‬ ‫و�أحببناها في �أعمال فنية كثيرة‪ ،‬مثل بيار �شمعون‬

‫في دار الم�سنين مع الطبيب حالوم‬

‫بدور "عنطز"‪ ،‬انطوان بالبان بدور "جمال با�شا"‪،‬‬ ‫علي الزين ب ��دور "المكاري"‪ ،‬نجال الها�شم بدور‬ ‫"�شع�شوعة"‪ ،‬خالد ال�سيد بدور "�شل�ضم"‪ ،‬جورج‬ ‫دي ��اب بدور "بونا جناديو�س" وغيرهم‪ ،‬ف�أعطوها‬ ‫الزخ ��م وحما�سة الجمهور الذي ل ��م يفقد حرارة‬ ‫المتابعة‪ ،‬على الرغم من طول عر�ض الم�سرحية‪،‬‬ ‫وت�شابك �أحداثها‪.‬‬ ‫باب ��و لح ��ود كعادته ��ا‪ ،‬دخلت ف ��ي �صمي ��م مرحلة‬ ‫المت�صرفيةوالحكمالعثماني‪،‬ف�أخرجتت�صاميمها‬ ‫ب�أل ��وان بعيدة من المبالغ ��ة الإ�ستعرا�ضية‪ ،‬و�أزياء‬ ‫مزج ��ت ما بي ��ن �أناق ��ة وفخامة الحقب ��ة التركية‪،‬‬ ‫وب�ساط ��ة الطبق ��ة ال�شعبية‪ ...‬فكان ��ت واحدة من‬ ‫نجوم الم�سرحية‪ ،‬الذين وقفوا خلف الكوالي�س‪.‬‬ ‫المو�سيقى لجوزف العن ��داري‪ ،‬على �أهمية جملها‬ ‫الجدي ��دة‪ ،‬و�إعتماده ��ا عل ��ى الميلودي ��ا العاطفية‬ ‫ف ��ي �أماكن كثيرة خدم ��ة للتوظيف التجاري خارج‬

‫العر� ��ض الم�سرح ��ي‪ ،‬غي ��ر �أن هند�س ��ة ال�ص ��وت‬ ‫ال�سيئ ��ة حالت دون �إي�صالها �إل ��ى الم�شاهد ب�شكل‬ ‫دقيق و�سل�س‪ ،‬وخ�صو�ص ًا �أن �صوت عبير نعمه البالغ‬ ‫ال�صفاء والعذوبة‪ ،‬كانت تعكره تجهيزات ال�صوت‬ ‫الرديئة‪ ،‬التي خلطت كل الآالت المو�سيقية‪ ،‬وك�أنها‬ ‫�آلة واحدة يخرج عزفها من مذياع قديم العهد‪.‬‬ ‫�أما بعد‪ ،‬ف�إن كاتب ًا عريق ًا من وزن وحجم �أنطوان‬ ‫غن ��دور‪ ،‬ف ��ي وط ��ن تقا� ��س في ��ه كمي ��ة التطبي ��ل‬ ‫والتزمير‪ ،‬والمدح والتطنيب بالأعمال الناجحة او‬ ‫تلك التي هي دون الم�ستوى‪ ،‬تبع ًا لحجم العالقات‬ ‫العام ��ة‪ ،‬و"ال�شطارة" ف ��ي �إ�ستقطاب الم�صفقين‬ ‫وحمل ��ة المباخ ��ر‪� ،‬أال ي�ستح ��ق م ��ن الدول ��ة لفتة‬ ‫تقدي ��ر ول ��و متوا�ضعة‪ ،‬ال ��ى �أعمال كبي ��رة �أغنى‬ ‫به ��ا الأر�شيف الدرام ��ي التلفزيون ��ي والم�سرحي‬ ‫وال�سينمائي‪ ،‬ه ��ي ذخيرة �ستظل �صالحة ولو بعد‬ ‫ع�شرات ال�سنين؟!‬

‫َل ِع َب دور البطريرك حويك‬ ‫�صانع لبنان الكبير الممثل‬ ‫الم�سرحي �أنطوان كرباج ف�أتقن‬ ‫كعادته تقم�ص ال�شخ�صية‬ ‫و�أعطاها من ح�ضوره الخا�ص‬ ‫مع الحر�ص الوا�ضح على‬ ‫�إخال�صه لن�ص �أنطوان غندور‬ ‫وتنفيذ الإخراج الذي وقّ عه‬ ‫المخرج ريمون جبارة‬ ‫م�شهد من الم�سرحية‬ ‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪91‬‬


‫نقد م�سرحي‬

‫م�سرحية جمعت عمالقة الم�سرح اللبناني‬

‫أنطوان غندور يقدم وطن ًا للبنانيين قبل أن يضيع!‬ ‫يعود الكاتب اللبنان��ي �أنطوان غندور �إلى ال�ضوء في‬ ‫م�سرحيته الجديدة "نقدم لكم وطن"‪ ،‬بعد �إحتجاب‬ ‫دام �أكث��ر من ع�ش��ر �سنين لأ�سباب �صحي��ة ومعنوية‬ ‫"قهرت" قلم هذا الكاتب الكبير وخذلته ومنعته من‬ ‫المزيد م��ن العطاء‪ ،‬وخ�صو�ص ًا �أم��ام الحالة المخزية‬ ‫التي و�صلت �إليها �صناعة الدراما في لبنان‪ ،‬وتهمي�ش‬ ‫المبدعين فيها لم�صلح��ة الإنتفاعيين الذين �أف�سحوا‬ ‫المج��االت الرحبة �أمام الدرام��ا ال�سورية لكي تتقدم‬ ‫عليها ب�أ�شواط‪.‬‬

‫البطريرك اليا�س حويك وجمال با�شا ال�سفاح‬

‫بيروت ‪ -‬جوزف قرداحي‬ ‫يع ��ود �أنطوان غندور �إلى �أ�ض ��واء الم�سرح‪ ،‬لينهل‬ ‫م ��ن الت ��راث كعادت ��ه‪ ،‬ناب�ش� � ًا �شخ�صي ��ات لمعت‬ ‫ف ��ي تاري ��خ لبنان‪ ،‬ناف�ض� � ًا عنها غب ��ار الزمن في‬ ‫قالب م�سرح ��ي حكواتي يعتمد عل ��ى الإ�سقاطات‬ ‫ال�سيا�سي ��ة الحا�ض ��رة‪ ،‬م ��ن خ�ل�ال ح ��وار �سل�س‬ ‫ب�سي ��ط‪ ،‬يغل ��ب علي ��ه الطاب ��ع ال�شعب ��ي القروي‪،‬‬ ‫ومفردات يعيدها من ذاكرة الما�ضي‪.‬‬ ‫�إخت ��ار �أنط ��وان غن ��دور �شخ�صيت ��ه التراثية هذه‬ ‫المرة‪ ،‬م ��ن الإكليرو�س وتحدي ��د ًا �شخ�صية رجل‬ ‫دين‪� ،‬إ�ستقطب �إعجاب الغ ��رب‪ ،‬وحظي ب�إحترام‬ ‫الدول ��ة العثماني ��ة �أي ��ام الإحت�ل�ال الترك ��ي‪ ،‬ه ��و‬ ‫البطري ��رك الراحل اليا�س الحويك‪ ،‬م�ؤ�س�س دولة‬ ‫لبن ��ان الكبير ووا�ضع خريطت ��ه الحالية بدعم من‬ ‫الفرن�سيي ��ن‪ ،‬قبل �أن يتمك ��ن القوميون العرب من‬ ‫�إلحاقه ب�سوريا ب�شكل ر�سمي‪.‬‬ ‫َل ِع َب دور هذه ال�شخ�صية الفذة الممثل الم�سرحي‬ ‫�أنطوان كرباج‪ ،‬ف�أتقن كعادته تقم�ص ال�شخ�صية‪،‬‬ ‫و�أعطاه ��ا م ��ن ح�ض ��وره الخا� ��ص‪ ،‬م ��ع الحر�ص‬ ‫الوا�ض ��ح عل ��ى �إخال�ص ��ه لن� ��ص غن ��دور‪ ،‬ور�ؤي ��ة‬ ‫الإخراج الذي و ّقعه المخرج ريمون جبارة‪ ،‬بعيد ًا‬ ‫م ��ن الفذل ��كات الإخراجي ��ة وبه ��ورات التقني ��ات‬ ‫الحديث ��ة والم�ؤثرات الإلكتروني ��ة‪ ،‬التي قد تُخرج‬ ‫‪90‬‬

‫ال�سياق الدرامي من جوهره‪.‬‬ ‫�أهمي ��ة "نق� � ّدم لك ��م وط ��ن"‪� ،‬أنه ��ا ا�ستطاع ��ت‬ ‫ا�ستقطاب ثالثة �أ�سم ��اء كبيرة في عمل م�شترك‪:‬‬ ‫غن ��دور‪ ،‬كرب ��اج وجب ��ارة �إل ��ى جان ��ب موهبتي ��ن‬ ‫�شابتين ف ��ي الغناء والتمثيل عبي ��ر نعمه وجيلبير‬ ‫جلخ‪ ،‬اللذان �ش ّكال ثنائي ًا غنائي ًا ي�ستحق المتابعة‬ ‫والتطور في �أعمال �إ�ستعرا�ضية مم�سرحة‪ ،‬تقترب‬ ‫من الم�سرح الرحبان ��ي الباحث عن هوية جديدة‬

‫عبير نعمة بدور معلمة المو�سيقى مجدولين‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬

‫لأ�ص ��وات �شابة‪ ،‬تملأ فراغ �أ�صوات �سبقت وت�ألقت‬ ‫وع َب� � َر ْت‪ ،‬مث ��ل‪ :‬ج ��وزف ع ��ازار‪� ،‬إيل ��ي �شوي ��ري‪،‬‬ ‫جوزف نا�صي ��ف‪ ،‬ملحم بركات‪ ،‬جورجيت �صايغ‪،‬‬ ‫هدى حداد‪� ،‬سهام �شما�س‪ ،‬مروان محفوظ‪ ،‬وليم‬ ‫ح�سواني وغيرهم‪.‬‬ ‫لكن‪ ،‬وعلى الرغم من �أن �أحداث م�سرحية "نقدم‬ ‫لك ��م وطن" تدور في الع ��ام ‪� 1914‬أيام المجاعة‪،‬‬ ‫و�س ��ط ت�سلُّ ��ط العثمانيي ��ن و�ص ��راع ال ��دول عل ��ى‬ ‫منطقة ال�شرق الأو�س ��ط‪ ،‬فيبدو �أن �شيئ ًا لم يتغ ّير‬ ‫في لبن ��ان منذ تل ��ك الحقب ��ة‪ ،‬وك�أن التاريخ ُيعيد‬ ‫نف�س ��ه‪ ،‬والالعبين ف ��ي م�صائر النا� ��س يتوالدون‬ ‫ويتنا�سخ ��ون ويتك ��ررون‪ .‬فالظ ��روف ال�سيا�سي ��ة‬ ‫والم�شكالت الإجتماعية والأزم ��ات الإقت�صادية‪،‬‬ ‫و�إن تغ ّي ��رت �أ�سم ��اء ووج ��وه و�ألق ��اب �صانعيها �أو‬ ‫مفتعليها‪ ،‬فهي واحدة مت�شابهة �إلى حد الده�شة‪.‬‬ ‫م ��ع الف ��ارق �أن البطري ��رك الحوي ��ك كان جامع ًا‬ ‫حوله جمي ��ع الأقطاب والطوائ ��ف وال�شخ�صيات‪،‬‬ ‫وكان الالع ��ب ال�سيا�س ��ي الأبرز �إل ��ى جانب دوره‬ ‫الديني‪.‬‬ ‫م ��ن ه ��ذه الروحي ��ة‪ ،‬روحي ��ة البطري ��رك اليا�س‬ ‫الحوي ��ك‪ ،‬ينطل ��ق �أنط ��وان غن ��دور ف ��ي بنائ ��ه‬ ‫الم�سرحي الدرام ��ي‪ ،‬ليخلق ق�صة ح ��ب �أ�سا�سية‬ ‫بي ��ن معلمة المو�سيق ��ى مجدولي ��ن (عبير نعمة)‬ ‫والطبي ��ب حال ��وم (جيلبي ��ر جل ��خ)‪ ،‬ف ��ي �أج ��واء‬


‫مهرجان دبي موعد مهم للسينما العرب ّية‬

‫و�أُعلن عن جوائز “المهر”‬ ‫�إختت ��م "مهرج ��ان دب ��ي‬ ‫بفئاته ��ا كاف ��ة بع ��د عر�ض‬ ‫ال�سينمائ ��ي الدول ��ي"‬ ‫ً‬ ‫‪ 158‬فيلم� �ا م ��ن ‪ 61‬دول ��ة‬ ‫دورت ��ه التا�سع ��ة الت ��ي‬ ‫تتح ��دث ‪ 43‬لغ ��ة‪ .‬وتناف�س‬ ‫حملت ف ��ي جعبته ��ا بين‬ ‫على ه ��ذه الجوائ ��ز‪ ،‬التي‬ ‫‪ 9‬و‪ 16‬كان ��ون الأول‬ ‫ُ‬ ‫�أطلق ��ت ف ��ي ‪ 2006‬بهدف‬ ‫(دي�سمب ��ر) الفائ ��ت‬ ‫تكري ��م �صانع ��ي ال�سينما‬ ‫الكثي ��ر من الأف�ل�ام التي‬ ‫ف ��ي العال ��م العرب ��ي ف ��ي‬ ‫عززت اله ��دف الرئي�سي‬ ‫فئاتها التي ت�شمل “المهر‬ ‫للمهرج ��ان ال ��ذي يتم ّث ��ل‬ ‫الإمارات ��ي” و”المه ��ر‬ ‫في جعل الإمارة ال�صغيرة‬ ‫العرب ��ي” و”المه ��ر‬ ‫من�ص ًة للمخرجين العرب‬ ‫الآ�سيوي الأفريقي”‪83 ،‬‬ ‫بق ��وة الم ��ال‪ ،‬ال ��ى جانب‬ ‫من فعاليات المهرجان‬ ‫ً‬ ‫فيلم� �ا تفوق قيمته ��ا ‪� 600‬أل ��ف دوالر‪ .‬وكانت‬ ‫تقديم الأفالم العالمية‪.‬‬ ‫ولعل الإفتتاح مع "حياة باي" الثالثي الأبعاد للتايواني الأميركي �آنج جائ ��زة المه ��ر الإمارات ��ي م ��ن ن�صيب عب ��داهلل الجنيب ��ي وحميد‬ ‫ل ��ي عن ق�صة الروائي الكندي يان مارتيل‪ ،‬عزز �أهداف المهرجان العو�ض ��ي ع ��ن الطري ��ق ك�أف�ض ��ل مخرج‪ ،‬ومن ��ى العلي ع ��ن دوربي‬ ‫ف ��ي بناء ج�س ��ر للتوا�صل بين الثقافات المختلف ��ة‪ .‬يعر�ض ال�شريط الت ��ي ف ��ازت بجائزة لجنة التحكي ��م الخا�صة‪ ،‬وجمع ��ة ال�سهلي عن‬ ‫طقو� ��س العبادات المختلفة وتق ّبل الآخ ��ر في �إطار من المغامرات‪ .‬ر�أ� ��س الغنم الذي ف ��از بجائزة �أف�ضل فيلم‪ .‬وفي م ��ا يتعلق بجائزة‬ ‫وق ��د اختي ��رت كل من الهن ��د وتايوان وكن ��دا لت�صوي ��ر العمل الذي المه ��ر الآ�سيوي الإفريقي الق�صير‪ ،‬فق ��د كانت من ن�صيب نرجيزا‬ ‫ج�سد تفا�صيل الرواية‪ .‬وهذه ال�سنة‪ ،‬ح ّلت الهند �ضيفة �شرف حيث ممتكولفا عن �صمت م ��ن قيرغيز�ستان ك�أف�ضل مخرج‪ ،‬بينما نالت‬ ‫ق ّدم ��ت �أي�ض ًا جائزة "�إنجاز العمر" المرموقة للعام ‪� ،2012‬إلى ك ّل تعالي كولمنديف عن �صمت من قيرغيز�ستان جائزة لجنة التحكيم‬ ‫من المخ ��رج البريطاني ماي ��كل �أبتيد‪ ،‬والممث ��ل الم�صري محمود الخا�ص ��ة‪ ،‬ف ��ي الوقت الذي ُمنح ��ت فيه جائزة �أف�ض ��ل فيلم لرزان‬ ‫عبد العزيز‪.‬‬ ‫ي�شيلبا�ش عن �صامت من تركيا‬

‫جيرار دوبارديو "يعيد" جواز سفره الفرنسي معتبرا" انه تعرض لالهانة‬ ‫�إعتب ��ر الممث ��ل الفرن�س ��ي جي ��رار دوبارديو‬ ‫ان ��ه تعر� ��ض "لالهان ��ة" وال�شتيم ��ة ب�سب ��ب‬ ‫الإنتق ��ادات التي طالته بع ��د �إختياره بلجيكا‬ ‫كمنف ��اه ال�ضريبي وهو ق ��رر "�إعادة جواز"‬ ‫�سف ��ره الفرن�س ��ي ف ��ي ر�سالة مفتوح ��ة الى‬ ‫رئي� ��س الوزراء جان م ��ارك �إيرولت ن�شرتها‬ ‫�صحيفة "لو جورنال دو ديمان�ش"‪.‬‬ ‫وكت ��ب الممثل ال ��ى رئي� ��س الحكومة الذي‬ ‫�إعتب ��ر رحي ��ل الممث ��ل ق ��رارا" "دنيئ ��ا"‬ ‫ومدع ��اة رث ��اء" قبل ا�سابيع‪ ،‬يق ��ول "�أنا ال‬ ‫�أطلب �أن ت�ؤيدوا ق ��راري لكني �أتوقع بع�ض‬ ‫الإحت ��رام عل ��ى الأقل ! كل الذي ��ن غادروا‬

‫جيرار دوبارديو‪ :‬ثائر على حكومته‬

‫فرن�س ��ا لم يتعر�ضوا لالهانة وال�شتيمة كما‬ ‫ح�صل معي"‪.‬‬ ‫ويب ��دو ان تعبي ��ر "دنيء" هو ال ��ذي �أزعج‬ ‫كثي ��را" الممث ��ل ال ��ذي ب ��د�أ "الر�سال ��ة‬ ‫المفتوح ��ة ال ��ى ال�سيد جان م ��ارك �إيرولت‬ ‫رئي� ��س ال ��وزراء‪ :‬دن ��يء‪� ،‬إ�ستخدم ��ت كلمة‬ ‫"دنيء"؟ هذا �أمر دنيء فعال"!"‬ ‫و�أ�ش ��ار دوباردي ��و ف ��ي ر�سالت ��ه الى �أن ��ه بد�أ‬ ‫يعم ��ل "في �س ��ن الرابعة ع�ش ��رة عامال" في‬ ‫مطبع ��ة وفي تفريغ الب�ضائع ومن ثم كممثل"‬ ‫م�شددا" عل ��ى انه لطالما دف ��ع "كل الر�سوم‬ ‫وال�ضرائب"‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪93‬‬


‫عالم النجوم‬

‫لطيفة التونسية لم ت َر زهرة واحدة للربيع العربي‬ ‫رمت الفنانة لطيفة التون�سية كل اليافطات التي يم�شي خلفها مجموعة من الفنانين‪ ،‬و�إعتبرت‬ ‫�أن الف ��نّ يعي� ��ش اليوم �صراع الوج ��ود �أو اال�ضمحالل‪ .‬الربيع يم ّثل لها زم ��ن الأزهار‪ ،‬بينما لم‬ ‫تح� � ّ�س بوج ��ود زهرة واحدة لغاية اليوم‪ .‬تعي�ش �صاحبة �أغني ��ة "تلومني الدنيا" �صدمة حقيقية‬ ‫جراء الواقع الذي نعي�شه‪ .‬هو ي�س ّبب لها غ�ضب ًا عا�صف ًا �أكثر من مفاج�آت ال�شتاء التي تح ّل على‬ ‫غفل ��ة‪ .‬ال ت�ستق ��ر الفنانة اليوم في بلد واحد‪ ،‬بل تح ��زم حقائبها بين م�صر ودبي وتون�س‪ ،‬فلها‬ ‫ف ��ي كل بلد مح ّبون‪� .‬إعت ��ادت لطيفة على الترحال‪ ،‬وقد ّ‬ ‫حطت �أخي ��ر ًا في بيروت حيث ُك ِّرمت‬ ‫�ضمن مهرجان ‪.biaf‬‬ ‫�شعرت لطيفة بال�سعادة جراء تكريمها‪ ،‬لكن ما ر�سم االبت�سامة على وجهها هو لقا�ؤها بالممثلة‬ ‫الم�صرية لبنى عبد العزيز التي ال تزال �أعمالها را�سخة في ذاكرتها‪ .‬في جعبة الفنانة الكثير‬ ‫م ��ن الأ�س ��رار‪ ،‬لكنها تخ ��اف �أن تف�شيها‪ .‬فالو�ض ��ع الم�ضطرب قد يغ ّي ��ر معادالتها بين ثانية‬ ‫و�أخ ��رى‪ .‬باقة من الم�شاريع �أعطت موافقتها عليها‪ ،‬وم ��ا ين ّفذ منها هو رهن الأيام المقبلة‪.‬‬ ‫ل‬ ‫طيفة‬ ‫التون‬ ‫و�س ��ط الغيم ��ة ال�سوداء‪ ،‬تتغير مالمحها عند الحديث عن تعاونه ��ا مع الفنان زياد الرحباني‬ ‫�سية‪� :‬إمكانية التعامل‬ ‫مع زياد الرحباني مرة ثانية‬ ‫ف ��ي �ألبومها "في الكام يوم اللي فاتوا" (‪" .)2008‬تتنا�س ��ى" الحا�ضر وم�آ�سيه الالمتناهية‪،‬‬ ‫وتع ��ود بالذاك ��رة �إلى زمن الرومان�سية‪ .‬ت�ضع �صاحبة "بحب في غرامك" ذلك الألبوم في خانة �أهم تجارب حياتها‪ .‬وعما �إذا كان‬ ‫ينق�ص الـ ‪ cd‬لم�سة ما‪ ،‬تجيب "الكمال هلل"‪ .‬رغم مرور �سنوات على الألبوم‪� ،‬إال �أنها �ست�ص ّور في الفترة المقبلة فيلم ًا ق�صير ًا عن �أغنيتي‬ ‫"معلومات م�ش �أكيده" و"معلومات �أكيده"‪ .‬بل �إ ّنها ّ‬ ‫تح�ضر لـ "�إمكانية" عمل ثانٍ يجمعها مع زياد‬

‫ديانا حداد‪ :‬قلبها الوفي يتنقل بين بيروت ولندن‬ ‫الـ"ليب�سينغ" وهي تقوم بحركات تحمل الإغراء‬ ‫في قال ��ب الأغنية ال�شعبي ��ة اللبنانية‪� ،‬أطلقت‬ ‫الناع ��م‪� ،‬إ�ضافة �إل ��ى الجر�أة ف ��ي �إختيار �شعر‬ ‫ديانا ح ��داد كليب "قلبي وف ��ي" حام ًال توقيع‬ ‫م�ستع ��ار �أ�شق ��ر و�إرت ��داء ف�ست ��ان �أ�س ��ود م ��ن‬ ‫ج ��اد �شويري‪ .‬ر�س ��م المخ ��رج اللبناني �صورة‬ ‫ت�صميم مي�ساك هجافيديجيان‪.‬‬ ‫تليق بالفنانة اللبناني ��ة و�أغنيتها الرومان�سية‪.‬‬ ‫في ال�سيناري ��و‪ ،‬لم تبتعد ح ��داد عن الإطاللة‬ ‫تدخل الدبك ��ة الع�صرية �إلى الم�شهد الأخير‪.‬‬ ‫الكال�سيكي ��ة الت ��ي �إ�شتهرت بها ف ��ي كليباتها‬ ‫م ��ع الخط ��وات الراق�ص ��ة للفرق ��ة‪ ،‬ال يتخلى‬ ‫ً‬ ‫ال�سابق ��ة‪ .‬ظه ��ر جلي ًا �إلتزام المخ ��رج �شروطا‬ ‫�شويري عن تقطيع ال�ص ��ورة لنقل م�شهدين‪،‬‬ ‫معينة فر�ضتها رغبة حداد‪.‬‬ ‫واح ��د للحبيب في لندن و�آخ ��ر لديانا التي ال‬ ‫ا�ستغرق ت�صوير الأغنية يومين في �إ�ستوديوات‬ ‫يفارق حبيبها خيالها رغم �إن�شغالها بال�شهرة‬ ‫ً‬ ‫‪ Talkies‬ف ��ي �سن الفيل (المت ��ن)‪ ،‬ومواقع في‬ ‫والأ�ض ��واء في �إطار عملها فنانة �إ�ستعرا�ضية‬ ‫(بح�س ��ب ال�سيناريو)‪" .‬لوك" �أو مظهر �آخر‬ ‫العا�صمتين اللبنانية والبريطانية‪.‬‬ ‫ديانا حداد‪ :‬كليب مقبول ولكن‪...‬‬ ‫في كوالي� ��س الإ�ستعداد لعر�ضه ��ا حيث نرى‬ ‫يب ��د�أ دوران الكاميرا في الم�شاه ��د الأولى بين‬ ‫ً‬ ‫بيروت ولندن‪ ،‬لنرى ديانا ت�ستعد لنهار جديد كما حبيبها المغترب‪ ،‬ديانا في �إط�ل�االت مختلفة‪ ،‬لتعتمد �أخيرا عل ��ى مظهر كال�سيكي‬ ‫كل منهما م�شغ ��ول بيومياته‪ ...‬كل هذا �ضمن لقطات �سريعة �إختار للم�شهد الختامي‪ ،‬بينما تطير الكاميرا �إلى لندن مجدد ًا لنكت�شف‬ ‫لها �شويري مواقع ت�صوير �شبيهة بالمعالم ال�سياحية‪ ،‬ما ي�شغل عين �أنّ الحبي ��ب عازم على ال�سف ��ر للقاء حبيبته‪� .‬أغني ��ة "قلبي وفي"‬ ‫الم�شاه ��د بتفا�صيل كثيرة‪ ،‬لكن �ضم ��ن تقطيع متناغم‪� .‬سرعان ما من كلم ��ات فار�س �إ�سكندر و�ألحان �سلي ��م �سالمة‪ ،‬ق ّدمها �شويري‬ ‫نلمح ب�صمة �صاحب "المفتاح" الذي يميل �إلى �إختيار �أك�س�سواراته ف ��ي كليب مقبول‪ ،‬لكنه ع ��ادي لم ي�ضف جديد ًا �إل ��ى ر�صيد ديانا‬ ‫م ��ن عرو�ض �أ�سابيع المو�ضة العالمي ��ة‪ ،‬فتخرج حداد لأداء لقطات حداد‬

‫‪92‬‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬


‫�أرن�ست �ستافرو بلوفيلد لعب‬ ‫دور رئي�س منظمة "�سباكتر"‬

‫فليمين ��غ‪ ،‬ولكنه ��ا لي�س ��ت المدين ��ة‬ ‫الوحي ��دة الأجنبي ��ة الت ��ي �إحتل ��ت‬ ‫مكانة بارزة في ثالثة �أفالم مختلفة‬ ‫لبوند‪ -‬مدينت ��ا البندقية وهونغ كونغ‬ ‫كان لهم ��ا ح�ص ��ة �أي�ض ��ا"‪ .‬ف ��ي تلك‬ ‫ال�سن ��وات الخم�سي ��ن م ��ع ‪ 23‬فيلما"‬ ‫كعمي ��ل �س ��ري ف ��ي خدم ��ة �صاحب ��ة‬ ‫الجاللة‪� ،‬شاه ��د جيم�س بوند الكثير‬ ‫من العالم‪ .‬الرجل لي�س لديه رخ�صة‬ ‫للقت ��ل فح�س ��ب‪ ،‬ولكن �أي�ض ��ا" يتمتع‬ ‫بب ��دل �سفر يقت ��ل لأجله‪ .‬وه ��ذا �أمر‬ ‫مفهوم‪ :‬ال يمكن �إكت�شاف المجرمين‬ ‫والمت�آمرين والأ�ش ��رار الذين يودون‬

‫تدمير كوكب الأر�ض ومالحقتهم من‬ ‫خالل �سماعة الهاتف‪.‬‬ ‫ب�أخذه ��ا مع ��ا"‪ ،‬تك�ش ��ف م�س ��ارات‬ ‫جيم� ��س بون ��د ف ��ي ‪ 23‬فيلم ��ا"‬ ‫�شيئ ��ا" م ��ن حتمي ��ة �سينمائي ��ة وراء‬ ‫الإمتياز(ال�سل�سلة) ‪ --‬الأماكن التي‬ ‫تجري فيه ��ا �أحداث �أفالمه يجب �أن‬ ‫تك ��ون غريب ��ة‪ ،‬مذهل ��ة و‪�​​/‬أو ب ّراق ��ة‬ ‫وفاتن ��ة‪ .‬ولكن هناك �أي�ض ��ا" الدافع‬ ‫العال ��ق الجيو�سيا�سي‪ .‬بعد كل �شيء‪،‬‬ ‫مهم ��ة بوند تكمن في �ص ��ون وحماية‬ ‫وتعزيز النف ��وذ البريطاني وم�صالح‬ ‫المملكة المتحدة في العالم‪.‬‬

‫كري�ستوفر لي في دور القاتل فران�سي�سكو‬ ‫�ساكارامانغا في "الرجل ذو الم�سد�س الذهبي"‬

‫هناك �أي�ضا" دافع‬ ‫جيو�سيا�سي وراء �سل�سلة‬ ‫جيم�س بوند‪ ،‬بعد كل �شيء‪،‬‬ ‫مهمة العميل ‪ 007‬تكمن في‬ ‫�صون وحماية وتعزيز النفوذ‬ ‫البريطاني وم�صالح المملكة‬ ‫المتحدة في العالم‬

‫دانيال كريغ في فيلم "�سكايفول"‪ :‬جيم�س بوند �صاحب الع�ضالت والم�شاغب‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫ف ��ي المجم ��وع‪ ،‬فق ��د زار بوند فقط‬ ‫حوال ��ي ‪ 50‬دولة‪ ،‬وكثي ��ر منها مرات‬ ‫عدة‪ .‬حوال ��ي ‪ 20‬زيارة ق ��ام بها في‬ ‫�أوروبا‪ ،‬و نح ��و ع�شر في كل من �آ�سيا‬ ‫والأميركتين‪ .‬ومع زيارات �أربع فقط‪،‬‬ ‫�سجل ��ت �أفريقيا �إنخفا�ض ��ا" كبيرا"‬ ‫ّ‬ ‫على قائم ��ة الأولويات للعميل ال�سري‬ ‫البريطان ��ي‪ .‬كانت اثنت ��ان فقط من‬ ‫هذه الرحالت الى جنوب ال�صحراء‬ ‫الكب ��رى الأفريقي ��ة ‪ -‬مدغ�شق ��ر‬ ‫و�أوغن ��دا وكالهما ف ��ي كازينو رويال‬ ‫(‪ - )2006‬ال ��ذي م�ل��أ فراغا" على‬ ‫خريط ��ة بون ��د العالمي ��ة‪ .‬والرحلتان‬ ‫الأخري ��ان كانت ��ا ال ��ى المغ ��رب‪ ،‬في‬ ‫"‪"The Living Daylights‬‬ ‫(‪ ،)1987‬وم�صر‪ ،‬زارها مرتين‪ :‬في‬ ‫"‪"Diamonds Are Forever‬‬ ‫(‪ )1971‬و"الجا�سو�س الذي �أحبني"‬ ‫"“‪The Spy Who Loved Me‬‬ ‫(‪.)1977‬‬ ‫�إن ذك ��ر تل ��ك ال ��دول العربي ��ة يم�س‬ ‫الخل ��ل الموجود ف ��ي حق ��وق �سل�سلة‬ ‫جيم� ��س بوند‪� :‬إن العمي ��ل ال�شجاع ال‬ ‫يذه ��ب حق ��ا" حيث توج ��د �أحداث‬ ‫ في واق ��ع الأمر‪ ،‬يبدو �أن ��ه �إيجابي‬‫يتجن ��ب ب� ��ؤر التوتر ف ��ي العالم‪ .‬لقد‬ ‫�أف ��رج ع ��ن �أربع ��ة �أفالم لبون ��د بعد‬ ‫�أحداث ‪� 11‬أيل ��ول (�سبتمبر) ‪2001‬‬ ‫ف ��ي الوالي ��ات المتحدة‪ ،‬ولك ��ن �أيا"‬ ‫منها لم يتعامل �أو يتطرق حتى ب�شكل‬ ‫‪95‬‬


‫الفن ال�سابع‬

‫العالم كله لم يكفه ولكن‪...‬‬

‫لماذا لم يقترب جيمس بوند من قضايا‬ ‫الشرق األوسط والجهاد اإلسالمي ؟‬ ‫على الرغم من ‪ 50‬عاما" على �إنطالق �أول �أفالمه لم يحدث �أن �إقترب العميل البريطاني‬ ‫ال�س��ري ‪ 007‬جيم�س بوند الذي يحمل �إجازة للقتل من �أية �أماكن م�ضطربة وو�ضعها‬ ‫ال�سيا�سي متوترا"‪ .‬لماذا؟ هل هو موقف �سيا�سي �أم ديبلوما�سي �أم م�صادفة؟‬ ‫لندن ‪ -‬كريم العري�س‬ ‫ف ��ي الم�شاه ��د الإفتتاحية‬ ‫لـ"�سكايفول" "‪،"Skyfall‬‬ ‫�آخ ��ر الأف�ل�ام ف ��ي �سل�سل ��ة جيم� ��س‬ ‫بوند‪ ،‬عمي ��ل المخاب ��رات البريطانية‬ ‫َّ‬ ‫المف�ض ��ل في العالم‪ ،‬يطارد‬ ‫"‪"MI6‬‬ ‫الرج ��ل ال�شري ��ر باتري�س عب ��ر �شوارع‬ ‫�إ�سطنب ��ول عل ��ى دراج ��ات ناري ��ة‪ ،‬في‬ ‫بازاره ��ا الكبير‪ ،‬وعلى �سطح المئذنة‪.‬‬ ‫يقف ��ز بون ��د وي�ش ��ق طريق ��ه بحيوي ��ة‬ ‫وب�سهولة كم ��ا لو �أنه يعل ��م طريقه في‬ ‫جميع �أنحاء المدينة‪ .‬هل كان هنا من‬ ‫قبل؟ ح�سنا"‪ ،‬ال‪ .‬ولكن‪ :‬نعم‪.‬‬ ‫ب ��د�أ عر� ��ض "�سكايف ��ول" ف ��ي دور‬ ‫ال�سينم ��ا بال�ضبط بع ��د ن�صف قرن‬ ‫على �إنت ��اج فيلم جيم� ��س بوند الأول‬ ‫"دكت ��ور ن ��و" (‪� .)1962‬إن ��ه الفيلم‬ ‫‪ 23‬ف ��ي �سل�سل ��ة �أف�ل�ام جيم�س بوند‬ ‫الر�سمي ��ة‪ ،‬والثالث من بطولة دانيال‬ ‫كريغ‪ ،‬الرج ��ل ال�ساد�س ال ��ذي يقوم‬ ‫ب ��دور ‪ 007‬عل ��ى ال�شا�ش ��ة الف�ضية‪.‬‬ ‫يلع ��ب كري ��غ �شخ�صي ��ة بون ��د القوي‬ ‫�صاح ��ب الع�ض�ل�ات‪ ،‬الأق ��ل لطافة‪،‬‬ ‫والأكث ��ر قت ��اال" وعنفا" ف ��ي ال�شارع‬ ‫م ��ن التج�سي ��د ال�ساب ��ق للعمي ��ل‬ ‫البريطان ��ي ال�س ��ري‪ --‬محاول ��ة‬ ‫للتوفي ��ق بي ��ن الوداعة المعت ��ادة في‬ ‫ال�سل�سل ��ة والتج�س� ��س الأكثر حزما"‬ ‫مث ��ل "ثالثي ��ة ب ��ورن" (‪Bourne‬‬ ‫‪94‬‬

‫تك�شف م�سارات جيم�س‬ ‫بوند في ‪ 23‬فيلما" �شيئا"‬ ‫من حتمية �سينمائية وراء‬ ‫الإمتياز(ال�سل�سلة) ‪ --‬الأماكن‬ ‫التي تجري فيها �أحداث �أفالمه‬ ‫يجب �أن تكون غريبة‪ ،‬مذهلة‬ ‫و‪�​​/‬أو ب ّراقة وفاتنة‬

‫‪ .)Trilogy‬بون ��د �شخ�صية متل ّونة‪،‬‬ ‫�س ��واء من جانب �سري ��ة تجارته ومن‬ ‫خالل قيام ممثلي ��ن عديدين بالدور‬ ‫عينه‪ .‬وهكذا‪ ،‬في حين ان بوند كريغ‬ ‫ل ��م ي ��زر �إ�سطنب ��ول من قب ��ل‪� ،‬إثنان‬ ‫م ��ن �أ�سالفه قام ��ا بزي ��ارة المدينة‬ ‫عل ��ى م�ضي ��ق البو�سف ��ور‪ .‬ف ��ي فيلم‬ ‫"م ��ن رو�سي ��ا مع الح ��ب" "‪From‬‬ ‫‪،)1963( "Russia With Love‬‬ ‫غط� ��س �شون كونري في ق�صر ي�سمى‬ ‫"�سانك ��ن باال� ��س" (‪Sunken‬‬ ‫‪ )Palace‬ف ��ي �إ�سطنب ��ول‪ :‬خزانات‬ ‫مي ��اه قديمة بيزنطية‪ ،‬من المفتر�ض‬

‫�شون كونري مع �أور�سوال �أندر�س في �أول فيلم ل�سل�سلة جيم�س بوند "دكتور نو"‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬

‫�أنها تقع تحت القن�صلية ال�سوفياتية‪.‬‬ ‫يعد ربع قرن ف ��ي وقت الحق‪� ،‬أحبط‬ ‫بير� ��س برو�سن ��ان محاول ��ة لتفجي ��ر‬ ‫غوا�صة نووية في ميناء �إ�سطنبول في‬ ‫فيلم "العالم ال يكفي" (‪.)1999‬‬ ‫ربم ��ا كان بون ��د كري ��غ‪ ،‬م ��ن خ�ل�ال‬ ‫�شكل من �أ�شكال التجلي ال�سينمائي‪،‬‬ ‫ق ��ادرا" م ��ن اال�ستف ��ادة م ��ن تل ��ك‬ ‫الزيارات ال�سابقة ‪ --‬ممثل مختلف‪،‬‬ ‫ذاك ��رة الع�ض�ل�ات عينه ��ا‪ .‬ت ّدع ��ي‬ ‫منتج ��ة الفيل ��م بارب ��را بروكولي �أن‬ ‫ّ‬ ‫المف�ضلة‬ ‫�إ�سطنب ��ول كانت المدين ��ة‬ ‫لكات ��ب �سل�سل ��ة العمي ��ل ‪� 007‬أي ��ان‬


‫من فيلم‬ ‫"لعيونك فقط"‬

‫م ��ن منتجعاته ��ا كون�سورتي ��وم م ��ن‬ ‫ال�ش ��ركات مول ��ه الزعي ��م الروح ��ي‬ ‫لل�شيع ��ة الإ�سماعيليي ��ن الآغ ��ا خ ��ان‬ ‫– وب ��رز ه ��ذا الج ��زء ف ��ي فيل ��م‬ ‫"الجا�سو� ��س الذي �أحبني" " “‪The‬‬ ‫‪.)1977( Spy Who Loved Me‬‬ ‫وفي �إيطاليا �أي�ض ��ا"‪ ،‬هناك كورتينا‬ ‫دامبيزو‪ ،‬وهو منتجع في جبال الألب‬ ‫الذي يعتبر م ��كان الإقامة في ف�صل‬ ‫ال�شت ��اء لقل ��ة م ��ن الأثري ��اء‪ ،‬والذي‬ ‫ظه ��ر ف ��ي "لعيون ��ك فق ��ط" " ‪For‬‬ ‫‪.)1981( "Your Eyes Only‬‬ ‫وت�سمي ��ة المواق ��ع الت ��ي ظه ��رت في‬ ‫�أف�ل�ام بوند في جميع �أنح ��اء العالم‬ ‫ق ��د تك ��ون قائم ��ة مثالي ��ة لزي ��ارات‬ ‫ع�شاق ��ه وم�شجعيه‪� ،‬إال �إذا كان بع�ض‬ ‫الأماكن �صعب الزيارة ‪ -‬من الق�صر‬ ‫الجليدي االي�سلندي البعيد في "مت‬ ‫ف ��ي ي ��وم �آخ ��ر" " ‪Die Another‬‬ ‫‪� ،)2002( "Day‬إل ��ى القاع ��دة‬ ‫الجوي ��ة ال�سوفياتي ��ة ف ��ي �أفغان�ستان‬ ‫م ��ن " “‪The Living Daylights‬‬ ‫(‪ .)1987‬م ��ع ظه ��ور ال�سياح ��ة‬ ‫الف�ضائية‪ ،‬و�ضع مكان �أحداث الفيلم‬ ‫خ ��ارج هذا العالم في "مون ريكر" "‬ ‫“‪ )1979(Moonraker‬والذي قد‬ ‫يك ��ون في متن ��اول م�شجعي ��ه قريبا"‬ ‫ولكن للأغنياء منهم فقط‪.‬‬ ‫ومع ذل ��ك‪ ،‬ال �أح ��د �سيك ��ون قادرا"‬

‫على زي ��ارة الدول ��ة الكاريبية "�سان‬ ‫مونيك"‪� ،‬أو جمهورية "�إي�سمو�س" في‬ ‫�أميركا الو�سطى �أو الدولة الأفريقية‬ ‫"نامبوت ��و" (بوند لم يزر هذا البلد‬ ‫الإفريق ��ي‪� ،‬إال �أنه تمك ��ن من تفجير‬ ‫ج ��زء من �سفارت ��ه ف ��ي مدغ�شقر)‪.‬‬ ‫جميع البل ��دان الثالثة ه ��ي خيالية‪،‬‬ ‫وظه ��رت في "ع� ��ش ودع ��ه يموت"‪،‬‬ ‫و"رخ�صة للقتل"‪ ،‬و"كازينو رويال"‪،‬‬ ‫على التوالي‪ .‬وقد يكون �سبب الإقدام‬ ‫عل ��ى ذل ��ك التعق ��ل �أو الديبلوما�سية‬ ‫اللب‬ ‫من جانب الكتاب‪ .‬كل منها كان ّ‬ ‫الكاريكات ��وري لأماكن حقيقية‪� :‬سان‬ ‫موني ��ك‪ ،‬يديرها ديكتات ��ور مجنون‪،‬‬ ‫ي�شب ��ه ع ��ددا" من زعم ��اء دول جزر‬ ‫الكاريب ��ي؛ وجمهوري ��ة �إي�سمو� ��س"‪،‬‬ ‫دولة مخدرات على غرار بنما؛ وتبدو‬ ‫نامبوت ��و الب�سيط ��ة ب�سهول ��ة كدول ��ة‬ ‫لي�سوتو‪.‬‬ ‫وال�س� ��ؤال الآن‪� :‬أين تق ��ع المنتجعات‬ ‫والمخاب ��ئ ف ��ي �أفالم جيم� ��س بوند‬ ‫المقبل ��ة؟ بالن�سب ��ة ال ��ى بون ��د ‪24‬‬ ‫وبون ��د ‪ ،25‬رغ ��م �أن ��ه ل ��م يك�ش ��ف‬ ‫ع ��ن عنوانينهم ��ا بعد وربم ��ا ال تزال‬ ‫مواق ��ع الت�صوي ��ر غي ��ر م�ستك�شف ��ة‪،‬‬ ‫ت�س ��ري �شائعات �إلى �أن ��ه من المقرر‬ ‫عر�ضهم ��ا ف ��ي ‪ 2014‬و‪ .2016‬وق ��د‬ ‫ر�أى داني ��ال كري ��غ‪ ،‬واح ��د من عدد‬ ‫قلي ��ل م ��ن النا� ��س الذي ��ن ينغم�سون‬

‫خلق �إمتياز بوند حوالي دزينتين‬ ‫من الأ�شرار‪ ،‬مع �شخ�صيات‬ ‫ال تن�سى مثل �أرن�ست �ستافرو‬ ‫بلوفيلد‪ ،‬رئي�س منظمة‬ ‫"�سباكتر" (‪)SPECTRE‬‬ ‫ المنظمة الإجرامية التي‬‫كان لها دور بارز في �ستة‬ ‫�أفالم لبوند ‪ -‬ورا�ؤول �سيلفا‪،‬‬ ‫العميل ال�سابق في المخابرات‬ ‫البريطانية ‪ MI6‬الذي تح َّول‬ ‫الى مارق في "�سكايفول"‬ ‫ف ��ي التح�ضير للأف�ل�ام المقبلة‪� ،‬أنه‬ ‫يود ت�صوي ��ر بع�ض الم ��واد الجديدة‬ ‫ف ��ي �أو�سترالي ��ا‪ .‬ومن �ش� ��أن ذلك �أن‬ ‫يك ��ون له معنى‪ ،‬بم ��ا �أن ال �أو�ستراليا‬ ‫وال نيوزيلن ��دا �شه ��دت �أي ت�صوي ��ر‬ ‫وتنفي ��ذ ل�سل�سل ��ة بوند‪ ،‬عل ��ى الرغم‬ ‫من كونهما من المواقع الإ�ستيطانية‬ ‫ال�سابق ��ة لالمبراطورية البريطانية‪.‬‬ ‫البق ��ع العمياء الأخ ��رى على خريطة‬ ‫بوند العالمية ال ��دول الإ�سكندنافية‪،‬‬ ‫دول الخليج العربي‪ ،‬ومعظم �أفريقيا‬ ‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫وال�صي ��ن‪ :‬ب�ص ��رف النظ ��ر ع ��ن‬ ‫الم�ستعم ��رات الغربية ال�سابقة هونغ‬ ‫كونغ وم ��اكاو‪ ،‬ف� ��إن �شنغهاي وحدها‬ ‫ظه ��رت ف ��ي فيل ��م جيم� ��س بوند من‬ ‫البر الرئي�س ��ي لل�صين‪ .‬كما �أن كندا‬ ‫ل ��م تظهر ب� ��أي فيلم لعمي ��ل �صاحبة‬ ‫الجالل ��ة ولم ت�ستقب ��ل بعد ‪ 007‬على‬ ‫�شواطئها الباردة‪.‬‬ ‫وحيثما يتم تحديد الأماكن الجديدة‪،‬‬ ‫فعلى �أ�سا�س الخبرة ال�سابقة يمكننا‬ ‫التنب� ��ؤ بثق ��ة �أن بون ��د ‪ 24‬و بوند ‪25‬‬ ‫ل ��ن ي�ص ��ورا ف ��ي ال�صي ��ن‪ .‬التهديد‬ ‫الحالي رق ��م (‪ )1‬للغرب حار جدا"‬ ‫و�أكثر من ق ��درة بوند على معالجته‪،‬‬ ‫ال ��ذي هو بعد كل �ش ��يء عميل لدولة‬ ‫قوتها ف ��ي �إنحدار‪ .‬يمك ��ن للمرء �أن‬ ‫يج ��ادل ب�أن دماثة بون ��د هي نوع من‬ ‫التعوي� ��ض ع ��ن غطر�س ��ة بريطاني ��ا‬ ‫كق ��وة عظمى وحيدة ف ��ي العالم في‬ ‫الما�ض ��ي‪ ،‬ف�أخذ الأم ��ر بيده ووحده‬ ‫ي�ش ��كل رم ��زا" لوط ��ن مج ��رد م ��ن‬ ‫الم�ستعم ��رات وتذل ��ل الحلفاء‪ .‬لكن‬ ‫بريطانيا‪ ،‬حتى ف ��ي ظروف �إنح�سار‬ ‫نفوذها الحالية‪ ،‬ما زالت مهمة على‬ ‫الم�سرح العالمي‪ .‬والواقع �أن �سل�سلة‬ ‫الفيلم نف�سها تحقق بهدوء الأهداف‬ ‫البريطاني ��ة والتي ت�شجع وترمي �إلى‬ ‫موا�صل ��ة �سل�سلة بوند عل ��ى ال�شا�شة‬ ‫الف�ضية‬ ‫‪97‬‬


‫الفن ال�سابع‬ ‫غير مبا�شر مع ال�صدام المزعوم مع‬ ‫(�أو داخ ��ل) الإ�س�ل�ام ال ��ذي �أوحته‬ ‫�أعم ��دة ال�صح ��ف و�ساح ��ات القتال‬ ‫منذ ذل ��ك الحين‪ .‬وب�ص ��رف النظر‬ ‫عن غ ��زوة ق�صيرة‪ ،‬م ��ن دون �صلة‪،‬‬ ‫�إلى باك�ست ��ان في "كازين ��و رويال"‪،‬‬ ‫ال يقت ��رب بوند �أبدا" م ��ن العمالق‪،‬‬ ‫منطق ��ة الن ��زاع الخافق ��ة التي تمتد‬ ‫من �إ�سرائيل و�صوال" �إلى ك�شمير‪.‬‬ ‫ه ��ذا يب ��دو �أن ��ه تمام ��ا" م ��ن �صلب‬ ‫ال�شخ�صية‪ .‬ف ��ي العقود ال�سابقة‪ ،‬لم‬ ‫يكن بوند يوما" المح ��ارب الأ�شر�س‬ ‫الب ��ارد للغ ��رب‪ .‬على الرغ ��م من �أن‬ ‫الخط ��ر الأحمر كان مو�ض ��وع جميع‬ ‫�أف�ل�ام ال�سل�سلة في وق ��ت مبكر‪ ،‬مع‬ ‫غزوات في يوغو�سالفيا (من رو�سيا‬ ‫مع الح ��ب " ‪From Russia with‬‬ ‫‪ )1963 ،" Love‬و�ألماني ��ا ال�شرقية‬ ‫(�أوكتوبو�س ��ي‪ ،)1983 ،‬ت�سل ��ل بوند‬ ‫ال ��ى �إمبراطوري ��ة ال�ش ��ر نف�سها في‬ ‫�سنواتها الأخي ��رة فقط –لإ�سترجاع‬ ‫مجرد رقاق ��ة من �سيبيريا في ‪1985‬‬ ‫في "‪ ."A View to a Kill‬في تلك‬ ‫الأف�ل�ام الثالثة‪ ،‬مع ذل ��ك‪ ،‬لم تكن‬ ‫الإدارة ال�شيوعي ��ة ه ��ي العدو‪ ،‬ولكن‬ ‫عنا�ص ��ر مارقة في داخلها‪� .‬إنه عالم‬ ‫خيالي يتمتع فيه المخرجون ب�إختيار‬ ‫م ��ن ي�ش ��ا�ؤون م ��ن �أع ��داء للمملك ��ة‬ ‫المتح ��دة‪ ،‬الذي ��ن يحمل ��ون �أدن ��ى‬ ‫ت�شاب ��ه للمعار�ضي ��ن لها ف ��ي العالم‬ ‫الحقيق ��ي‪ .‬ين�سى ه� ��ؤالء المخرجون‬ ‫�إرهابي ��ي الأ�صولية الإ�سالمية الذين‬ ‫قام ��وا بتفجي ��ر و�سائل النق ��ل العام‬ ‫ف ��ي �شوارع لن ��دن‪ .‬بدال" م ��ن ذلك‪،‬‬ ‫ي�ستخدمون عباقرة �شر "كرتونيين"‬ ‫يمار�س ��ون الجريم ��ة لح ��د ذاته ��ا‬ ‫�أو لتحقي ��ق مكا�س ��ب مالي ��ة‪ .‬ه ��ذه‬ ‫وتو�س ��ع على �صراع‬ ‫ال�سيا�س ��ة ت�ؤخ ��ذ َّ‬ ‫عالمي‪ ،‬الأمر الذي ي�سمح لبريطانيا‬ ‫ب�إرتداء عباءة الأخالق العالية‪ .‬وقد‬ ‫خلق �إمتياز بوند حوالي دزينتين من‬ ‫الأ�ش ��رار‪ ،‬م ��ع �شخ�صي ��ات ال تن�سى‬ ‫مثل �أرن�ست �ستاف ��رو بلوفيلد‪ ،‬رئي�س‬ ‫منظم ��ة "�سباكتر" (‪)SPECTRE‬‬ ‫‪96‬‬

‫‪ -‬المنظم ��ة الإجرامي ��ة الت ��ي كان‬‫لها دور بارز في �ستة �أفالم لبوند ‪--‬‬ ‫ورا�ؤول �سيلف ��ا‪ ،‬العمي ��ل ال�ساب ��ق في‬ ‫المخاب ��رات البريطانية ‪ MI6‬الذي‬ ‫تح ��ول ال ��ى م ��ارق ف ��ي "�سكايفول"‬ ‫"‪."Skyfall‬‬ ‫ولك ��ن دعونا نع ��ود �إل ��ى الجغرافيا‪.‬‬ ‫ال�ش ��يء ال�ض ��روري للجريم ��ة‬ ‫المنظمة‪/‬الأ�ش ��رار ب�إمتي ��از يكم ��ن‬ ‫ف ��ي مخب� ��أ الع ��دو‪ :‬قاع ��دة منعزل ��ة‬ ‫و�سري ��ة ومتط ��ورة مليئ ��ة بالأ�سلحة‬ ‫الحديثة والمتقدم ��ة وتعج بالعنا�صر‬

‫المجرم ��ة (ومعظمه ��م ال يكت ��ب له‬ ‫البق ��اء في النهاي ��ة الدموي ��ة)‪ .‬من‬ ‫ه ��ذه المخاب ��ىء‪ ،‬ت�ش� � ّكل الجزي ��رة‬ ‫المخب� ��أ الأف�ضل‪ .‬هن ��اك واحدة في‬ ‫�أول فيل ��م لل�سل�سل ��ة‪" :‬ك ��راب كاي"‪،‬‬ ‫قاعدة دكتور ن ��و الجامايكية‪ ،‬ويقدم‬ ‫�آخ ��ر فيل ��م م ��ن ال�سل�سل ��ة ‪Skyfall‬‬ ‫جزي ��رة ال �إ�س ��م له ��ا قبال ��ة �ساح ��ل‬ ‫ماكاو‪ ،‬م�ل�اذا" ل ��را�ؤول �سيلفا‪ .‬بين‬ ‫الفيلمي ��ن‪ ،‬هناك مخب� ��أ بلوفيلد في‬ ‫داخل جزي ��رة قبالة كيو�شو في "�أنت‬ ‫تعي�ش مرتين فق ��ط" (‪You Only‬‬

‫منتجة ال�سل�سلة باربرة بروكولي‪� :‬أيان فليمينغ �أحب �إ�سطنبول‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬

‫‪ ،)1967( )Live Twice‬ومن�ص ��ة‬ ‫النفط التي يملكها باجا قبالة �ساحل‬ ‫كاليفورنيا في " ‪Diamonds Are‬‬ ‫‪ ،)1971( "Forever‬والجزي ��رة‬ ‫التايالندي ��ة التي يق�ض ��ي فيها بوند‬ ‫على القاتل فران�سي�سكو �ساكارامانغا‬ ‫ف ��ي "الرجل ذو الم�سد� ��س الذهبي"‬ ‫"‪The Man With the Golden‬‬ ‫‪.)1974( " Gun‬‬ ‫مو�ضوعيا"‪ ،‬في مواجهة مواقع العنف‬ ‫والإرهاب هذه‪ ،‬التي غالبا" ما تخدم‬ ‫كمكان لتقدي ��م بوند لأعدائه‪ ،‬هناك‬ ‫متع ��ة المنتجع ��ات الت ��ي ترتاده ��ا‬ ‫مجموعة من نجوم المجتمع الدولي‪،‬‬ ‫والت ��ي ي�سه ��ل عل ��ى العمي ��ل ‪007‬‬ ‫الإندماج فيها ومعها‪ .‬الموقع المعيار‬ ‫ف ��ي هذه الحالة ه ��و الكازينو‪ ،‬وذلك‬ ‫بف�ض ��ل ب ��روز "كازين ��و روي ��ال" في‬ ‫عالم بوند‪ .‬وم ��ن الغريب �أن كازينو‬ ‫روي ��ال هذا متنق ��ل بارز‪ :‬ف ��ي كتاب‬ ‫فليمين ��غ‪ ،‬يقوم ويرتكز عل ��ى كازينو‬ ‫دوفي ��ل في �شمال فرن�سا‪ .‬في "ال تقل‬ ‫ال �أبدا" مرة �أخرى" (‪Never Say‬‬ ‫‪ ،)Never Again‬فق ��د توج ��ه �إلى‬ ‫مونت كارلو على الريفييرا الفرن�سية‪،‬‬ ‫وفي فيلم "كازينو رويال" الذي م ّثله‬ ‫داني ��ال كري ��غ (‪� ،)2007‬إننق ��ل �إلى‬ ‫مونتينيغ ��رو‪� .‬أن ي ��زور ‪ 007‬م ��اكاو‬ ‫مرتي ��ن‪ ،‬وفي كلت ��ا المنا�سبتين يزور‬ ‫كازين ��و‪ ،‬ربما كان لعالم الغيب‪ :‬فهي‬ ‫بال �شك عا�صمة القمار الجديدة في‬ ‫العالم‪( .‬بون ��د زار ال�س فيغا�س مرة‬ ‫واحدة فق ��ط‪ ،‬ف ��ي " ‪Diamonds‬‬ ‫‪.)"Are Forever‬‬ ‫مواق ��ع �أخ ��رى للمجتم ��ع الراق ��ي‬ ‫�إنطلقت في جو من االنحطاط الذي‬ ‫يحبه بوند و�شملت منتجع القمار في‬ ‫جزيرة الفردو� ��س (بارادايز �أيلند)‬ ‫في ج ��زر البهاما�س‪ ،‬وظهرت في كل‬ ‫م ��ن "‪)1965( "Thunderball‬‬ ‫و"كازينو رويال"‪ .‬و�شواطىء�سردينيا‬ ‫الزمردي ��ة‪ ،‬الم�ست�ضيف ��ة لع ��دد‬ ‫كبي ��ر من النخب ��ة ف ��ي �أوروبا خالل‬ ‫ف�ص ��ل ال�صي ��ف‪ ،‬والتي بن ��ى جزءا"‬


‫مجتمع‬

‫و‪...‬العيد الوطني القطري في بيروت‬ ‫دعا �سفير دولة قطر لدى لبنان �سعد بن علي المه َّندي وال�سيدة‬ ‫عقيلت ��ه الى حفل �إ�ستقبال في فندق فيني�سيا في بيروت ح�ضره‬ ‫ع ��دد كبير م ��ن رج ��ال ال�سيا�س ��ة والم ��ال والأعم ��ال والإعالم‬

‫ال�سفير القطري �سعد بن علي المهنَّدي مع نائب رئي�س الحكومة اللبنانية �سمير مقبل‬

‫وال�سف ��راء والديبلوما�سيي ��ن المعتمدي ��ن ف ��ي لبن ��ان تقدمهم‬ ‫ممثل الر�ؤ�س ��اء الثالثة (الجمهورية‪ ،‬مجل� ��س النواب‪ ،‬ومجل�س‬ ‫الوزراء) نائب رئي�س الحكومة �سمير مقبل‪.‬‬

‫العقيد عادل م�شمو�شي والعميد ديب الطبيلي والوزير مروان �شربل والعميد �إبراهيم ب�صبو�ص والعميد نبيل عقيقي‬

‫ال�سفير القطري �سعد بن علي المهنَّدي وال�سفير الكويتي في لبنان عبد العال القناعي مع عقيلتيهما‬

‫النقيب محمد البعلبكي وعقيلته �سحر‪ ،‬والوزير وليد الداعوق‪ ،‬والنقيب اليا�س عون‬

‫منى عفي�ش‪ ،‬والوزير ال�سابق فوزي �صلوخ‪ ،‬ورجينا قنطرة‪ ،‬وجوزيف حبي�س‬

‫الوزير ال�سابق اليا�س حنا والنائب ماريو عون‬

‫ال�سفيرة الأميركية مورا كونيلي والنائبة �ستريدا جعجع‬

‫العميد منير عقيقي وفادي غريب ويو�سف �سالمة‬

‫الزميلة �سابين عوي�س وال�سفير ال�سعودي في لبنان علي عوا�ض‬ ‫ع�سيري ونجاة �شرف الدين‬

‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪99‬‬


‫مجتمع‬

‫العيد الوطني القطري في لندن‬ ‫�أق ��ام �سفير دولة قطر لدى المملكة المتح ��دة خالد بن را�شد الحمودي المن�صوري‬ ‫حفل �إ�ستقبال‪ ،‬في فندق كالريدجز �إحتفاء بذكرى اليوم الوطني لبالده‪ .‬وقد ح�ضر‬ ‫الإحتفال الوزير البريطاني ل�ش�ؤون الثقافة والإت�صاالت وال�صناعات الإبداعية "�إيد‬ ‫دولم ��ن" وعدد م ��ن كبار الم�س�ؤولي ��ن البريطانيين من مختلف ال ��وزارات والدوائر‬

‫والم�ؤ�س�سات الحكومية و�أع�ض ��اء من مجل�س العموم ومجل�س اللوردات‪ .‬كما ح�ضره‬ ‫عدد كبير من ال�سفراء والديبلوما�سيين المعتمدين لدى بريطانيا‪� .‬إ�ضافة الى كبار‬ ‫رج ��ال المال والأعم ��ال و�إعالميين ع ��رب و�أجانب و�شخ�صي ��ات بريطانية وعربية‬ ‫(ت�صوير طوني كيال)‬ ‫مرموقة في مختلف المجاالت ‪.‬‬

‫�سفير قطر خالد بن را�شد الحمودي المن�صوري مع �أركان �سفارته‬

‫ال�سفير خالد بن را�شد المن�صوري‪ ،‬والوزير حمد بن عبد العزيز الكواري‪،‬‬ ‫ووزير الثقافة البريطاني �إيد دولمن‪ ،‬وعبد الرحمن بن �صالح الخليفي‬

‫ال�سفير المن�صوري مع وزير الثقافة القطري حمد بن عبد العزيز الكواري‬

‫ال�سفير المن�صوري مع الماري�شال ت�شارلز غراي من الق�صر الملكي البريطاني‬

‫الوزير المفو�ض في ال�سفارة فهد �إبراهيم الم�شيري‬

‫‪98‬‬

‫الزميل حافظ محفوظ يهنىء ال�سفير المن�صوري‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬

‫�سلوى قزويني‬


‫مجتمع‬

‫و‪...‬العيد الوطني اإلماراتي في بيروت‬ ‫�إحتفل ��ت ال�سفارة الإماراتي ��ة في بيروت بالعيد الوطني الح ��ادي واالربعين لدولة‬ ‫الإمارات في "فندق هيلتون بيروت ‪ -‬حبتور غراند"‪ ،‬بح�ضور نائب رئي�س مجل�س‬ ‫الوزراء �سمير مقبل ممثال" الر�ؤ�ساء الثالثة (الجمهورية‪ ،‬مجل�س النواب‪ ،‬مجل�س‬

‫ال ��وزراء) وعدد كبير م ��ن رجال ال�سيا�س ��ة اللبنانين �إ�ضافة ال ��ى �أهل ال�صحافة‬ ‫والمال والأعمال‪ .‬وكانت منا�سبة �أكد خاللها القائم بالأعمال الإماراتي في بيروت‬ ‫حمد محمد الجنيبي على "العالقة المميزة التي تجمع الإمارات ولبنان"‪.‬‬

‫القائم بالأعمال الإماراتي حمد محمد الجنيبي و�أع�ضاء ال�سفارة‬

‫القائم بالأعمال حمد محمد الجنيبي مع نائب رئي�س الحكومة �سمير مقبل والوزير مروان �شربل‬

‫�أ�سعد فغالي ولينا دوغان و�سامي زين الدين‬

‫�سهام �سلّوم وعلي الغول‬

‫مي �شدياق والنائب خ�ضر حبيب‬

‫ال�سفيرة غرازييال �سيف‬

‫نان�سي غيراغو�سيان‬

‫وليد �أبو زيد ومنى خوري‬ ‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪101‬‬


‫مجتمع‬

‫اإلمارات تحتفل بيومها الوطني في لندن‬ ‫في منا�سبة اليوم الوطني الـ‪ 41‬لدولة الإمارات العربية المتحدة �أقام �سفيرها لدى‬ ‫بريطانيا و�إيرلندا عبدالرحمن غانم المطيوعي حفل �إ�ستقبال في فندق غروفنر‬ ‫هاو�س في لن ��دن ح�ضره العديد من ال�شخ�صيات ال�سيا�سي ��ة البريطانية البارزة‬ ‫و�أع�ض ��اء مجل�سي الل ��وردات والعموم وكب ��ار الم�س�ؤولين الع�سكريي ��ن والمدنيين‬ ‫�إ�ضاف ��ة الى رجال المال والأعمال والإعالم و�أ�صدقاء دولة الإمارات في المملكة‬

‫المتح ��دة‪ .‬و�شارك في �إ�ستقب ��ال ال�ضيوف الى جانب ال�سفي ��ر المطيوعي ال�شيخ‬ ‫محم ��د بن مكتوم �آل مكت ��وم ال�سكرتير الأول في ال�سفارة‪ ،‬وال�شيخ زايد بن �سعيد‬ ‫ب ��ن زايد �آل نهيان‪ ،‬وال�شيخ خليفة بن طحنون بن محمد �آل نهيان‪ ،‬وال�شيخ �سعيد‬ ‫بن �سرور �آل نهيان‪ ،‬وال�شيخ ماجد بن �سعود المعال و�أع�ضاء ال�سلك الديبلوما�سي‬ ‫(ت�صوير طوني كيال)‬ ‫في ال�سفارة والملحقيات المختلفة‪ .‬‬

‫ال�سفير المطيوعي مع �أع�ضاء ال�سفارة‬

‫ال�سفير الإماراتي يتو�سط دكتور �سمير حريكي ونجله رامي‬

‫ال�سفير المطيوعي ي�ستقبل نظمي �أوجي‬

‫�سفير الإمارات عبد الرحمن غانم المطيوعي‬ ‫مع الر�سامة خلود محمد علي‬

‫�سفير اليمن عبدالله علي الدحيني مع �سفير الجزائر �أ َّبا عمار‬

‫الملحق الطبي في �سفارات الإمارات جمال العوي�س‬

‫ال�سكرتير الأول في �سفارة الإمارات‬ ‫ال�شيخ محمد بن مكتوم المكتوم‬

‫ال�سفير المطيوعي مع رئي�سة غرفة التجارة‬ ‫وال�صناعة البريطانية العربية �أفنان ال�شعيبي‬

‫‪100‬‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬


‫مجتمع‬

‫سفارة البحرين في لندن تحتفل بالعيد الوطني لبالدها‬ ‫�إحتف ��اال" بالعي ��د الوطني لمملك ��ة البحرين ‪ ،‬وعي ��د الجلو� ��س الثالث ع�شر‪،‬‬ ‫�أقامت �سفيرتها لدى المملكة المتحدة �ألي�س �سمعان‪ ،‬حفل �إ�ستقبال في فندق‬ ‫دور�ش�ست ��ر في لن ��دن ح�ضره لفيف م ��ن المدعوين تقدمهم وزي ��ر الدولة في‬ ‫وزارة الدف ��اع البريطاني ��ة اللورد �أ�ستور ‪ ،‬وم�س�ؤولة ق�س ��م ال�شرق الأو�سط في‬ ‫وزارة الخارجي ��ة البريطانية �سارة براي� ��س ‪ ،‬ووزير الدفاع البريطاني الأ�سبق‬

‫ال�سفيرة �ألي�س �سمعان مع �أع�ضاء ال�سفارة‬

‫ال�سفيرة �سمعان مع ناجي جامو�س‬

‫�شيماء عبد المنعم‬

‫جيف ه ��ون ‪ ،‬واللورد هاول‪ ،‬والل ��ورد نون‪ ،‬والبارونة موري� ��س‪ ،‬وال�سير �إدوارد‬ ‫ل�ست ��ر نائب عم ��دة مدينة لندن‪ ،‬وعدد م ��ن الم�س�ؤولين ف ��ي وزارة الخارجية‬ ‫البريطاني ��ة و�أع�ض ��اء مجل�سي العم ��وم واللوردات‪ ،‬وال�سف ��راء المعتمدين في‬ ‫بريطانيا‪ .‬كما ح�ضر الإحتفال عدد من رجال المال والأعمال و�أهل ال�صحافة‬ ‫(ت�صوير طوني كيال)‬ ‫ولإعالم العرب والأجانب‪ .‬‬

‫العميد الركن الطيار �إ�سماعيل �أمين عبد الرحمن العو�ضي‬

‫ال�سفير ال�سعودي في لندن الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز �آل �سعود‬

‫ال�شيخة زينة الخليفة‬

‫مي�شيل �ألمز‬

‫فدوى وندى طرحيني‬

‫�إريكا بالزفي�سيوتي‬ ‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪103‬‬


‫‪SOL‬‬

‫‪Residence DEL‬‬

‫ريزيدن�س دل �سول‬

‫شقق مفروشة لإليجار‬ ‫من مختلف األحجام‬ ‫شتاء‬ ‫إقامة مريحة صيفًا‬ ‫ً‬ ‫موقع رائع على مشارف بيروت‬ ‫ومطل من األعالي على مناظر خالبة‬

‫عني �سعادة ‪ -‬لبنان‬ ‫‪Tel: +961 4 872202‬‬


‫مجتمع‬

‫كتاب جديد للشاعر هنري زغيب‬ ‫كان معر�ض الكتاب هذا العام في مجمع البيال منا�سبة لل�شاعر هنري زغيب‬ ‫لإط�ل�اق كتابه الجديد "نزار قباني ‪...‬متناث ��را" كري�ش الع�صافير" ال�صادر‬ ‫ع ��ن من�شورات درغام وذلك من على من�صة الن ��ادي الثقافي العربي ‪ .‬ح�ضر‬ ‫حفل التوقيع عدد كبير من المدعوين‪.‬‬

‫�إيلي خليل وفيكتوريا �سلموني و�شفيق ال�شامي‬

‫هنري زغيب وكتابه الجديد‬

‫الأب بيار �صعب وقرينته مديرة الوكالة الوطنية لور �سليمان‬

‫ال�شاعر �أنطوان رعد وجورج مغام�س‬

‫منى غزال و�إلهام غلمية ونجال العيا�ش‬

‫ندى �سردوك مع �سامي ونديم درغام‬

‫دكتورة �سلوى الخليل‬

‫عامر وندى وعارف طيارة‬

‫جاين وكاتيا دند�ش‬ ‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪105‬‬


Advanced BMI Weight Loss Clinic www.a-bmi.com An opportunity for a new life Are you looking to dramatically reduce your weight and remove the excess fat? Our Weight Loss Institute offers several medical and surgical weight loss options

Weight Loss Specialists: Canadian-certified

Medical Weight Loss Options Dietary consultation, Low Calorie Protein Diet Program(lose 8 -12 kg/month under medical supervision),Breathing test (found out if you have a slow, normal or fast metabolism), Body-reshaping, cellulite and fat reduction

Dr Nagi Safa Certified Weight loss Surgeon (Canada-Lebanon)

Weight Loss Surgeries

Expertise in all bariatric procedures: Laparoscopic gastric bypass, Sleeve Gastrectomy, Gastric banding, gastric plication, Laparoscopic repair of previous weight loss surgeries, Surgery for diabetes

Total Body Lifting

Liposuction, Tummy tuck, breast surgeries, Body lifting

Dr Thierry Yazbeck Certified Weight loss Surgeon (Lebanon)

Christelle Bedrossian Registered Dietitian Head Dietitian (Lebanon)


‫غ�سان و�سميرة ربابي‬

‫روجيه ولور �صفير‬

‫جورج و�سيدوال كركنلي‬

‫�سيمون وميرنا �شما�س‬

‫مارون وفيفيان �أبو رجيلي‬

‫وديع و�أرليت �شما�س‬

‫فار�س وبرت عبود‬

‫المحامية فاديا �أبو رجيلي‬

‫اليا�س و�سامية خليل‬ ‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪107‬‬


‫مجتمع‬

‫عشاء خيري كاثوليكي في بيروت‬ ‫تح ��ت رعاية وح�ض ��ور المتروبوليت كيرل�س ب�ستر�س �أقامت رعي ��ة كني�سة القدي�س يوحنا للروم الملكيي ��ن الكاثوليك في الحازمية‪،‬‬ ‫�إحدى �ضواحي بيروت‪ ،‬ع�شاء خيريا" في فندق هيلتون (متروبوليتان) في �سن الفيل ح�ضره عدد كبير من �أهل ال�سيا�سة في لبنان‬ ‫ولفيف من رجال المال والأعمال وم�شجعي العمل الخيري في لبنان‪.‬‬

‫الأب جورج عكي‪ ،‬والمطران كيرل�س �سليم ب�ستر�س والقا�ضي الأب نبيل �صليبا‬

‫مختار الحازمية �إيلي غاوي وقرينته غادة‬

‫العميد جان �سلوم وقرينته ميرنا‬

‫‪106‬‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬

‫الوزير ال�سابق �سليمان طرابل�سي وقرينته �سلوى والنائب مي�شال مو�سى وقرينته جانيت‬

‫وليد و�ساندرا �أبو فرحات‬

‫العميد �سليم كال�س وقرينته �سامية‬


‫لودميال وزياد �صليبي‬

‫كلود �صوما و�أنطوني جعجع‬

‫ري�شار و�صوالنج نخلة‬

‫بات�سي عيد و�أالن �شهدا‬

‫ندى عبد الله‬

‫ندى �إندراو�س‬

‫كلود �صوما‬

‫ن�سرين ها�شم‬ ‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪109‬‬


‫مجتمع‬

‫إيلي صليبي يعيد النبي ويكتسح معه المعرض الدولي للكتاب‬ ‫وق ��ع �إيلي �صليبي كتابه الجدي ��د "عودة النبي" ال�صادر عن دار �سائر الم�شرق‬ ‫خالل معر�ض الكتاب في مجمع البيال في بيروت بح�ضور عدد كبير من محبي‬ ‫الإعالم ��ي والكاتب الكبير‪ .‬وق ��د �أعلنت الوكالة الوطني ��ة للإعالم بان "عودة‬ ‫النب ��ي" ف ��از بالمرتبة الأولى ف ��ي المعر�ض وذلك بح�س ��ب �إح�صائيات منظم‬

‫المعر�ض "النادي الثقافي العربي"‪ .‬وقد ع ّلق �صليبي على ذلك بقوله‪" :‬يت�صبب‬ ‫ك�سري توا�ض َعه ‪ -‬وبع�ض التوا�ضع لي�س في محله‪"...‬‬ ‫قلمي عرقا" من‬ ‫ّ‬ ‫وزاد‪" :‬لن يزيدني هذا الذي يعود الف�ضل فيه للقراء ‪ ،‬والأحبة الأ�صدقاء‪� ،‬إ َّال‬ ‫توا�ضع ًا �أمام الكلمة ‪ ،‬و�إنحناء حتى الح�ضي�ض لها ولر ّبي"‪.‬‬

‫�إيلي �صليبي وكتابه الجديد‬

‫�إيلي �صليبي مع �أفراد العائلة‬

‫مي�شال بو نجم وكلوفي�س �شويفاتي وماري كلود �ضو وميرنا ع�ضيمي و�سليم خوري و�أ�سعد مارون‬

‫�سيرج عوي�س ونا�صر ك�سبار ولودي �صليبي وف�ؤاد الحركة‬

‫‪108‬‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬

‫النائب فريد الخازن وقرينته �سوال‬

‫حبيب ولين يون�س ورندلى جبور وجورج عقل‬


‫قصائد وطنية في"زوايا" الحمرا‬ ‫دعت ال�شاعرة وال�صحافية الزميلة زينة من�صور �إلى �أم�سية �شعرية وطنية‪ ،‬بعنوان‪" :‬قلبي للبنان‪-‬ق�صائد وطن" في مقهى "زوايا" �شارع الحمرا‪� ،‬شارك فيها‬ ‫كل من ال�شعراء ‪ :‬حبيب يون�س‪ ،‬وغازي �صعب‪ ،‬ومهدي من�صور‪ ،‬وجولييت �أنطونيو�س و�شربل �سالمة‪ ،‬وقدمها ال�شاعر عماد بدران‪ .‬تخلل الأم�سية تقا�سيم على‬ ‫العود لـ عبا�س القع�سماني ومقاطع غنائية للفنان بهاء العلي‪ .‬الفقرة الأخيرة كانت مفتوحة للم�شاركات الوجدانية الوطنية وقراءات م�سرحية من زينة من�صور‬ ‫و�إنعام فقيه وكامل �صالح لأجمل ما كتب �سعيد عقل ونزار قباني ومحمود دروي�ش عن لبنان‪ .‬‬

‫غازي �صعب و�سمير من�صور وحبيب يون�س وجولييت �أنطون‬

‫زينة من�صور وكامل �صالح و�إنعام فقيه‬

‫محمد عبد الله وريما منذر وبهاء العلي‬

‫لفيف نخلة وريف حوماني و�إ�سماعيل الفقيه‬

‫هيام فخر الدين وجنا مطر‬

‫را�شيل �شدياق ونهال �شهاب‬

‫فادي ورائدة حمدان‬

‫ي�سرى ورانيا قع�سماني‬

‫نورا كنعان‬

‫ليليان عبد الخالق‬

‫ندى رافع‬ ‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪111‬‬


‫مجتمع‬

‫حريم السلطان‪ :‬من تركيا الى لبنان‬ ‫نظم ��ت مي ��راي حاي ��ك‪� ،‬صاحبة مطاع ��م "‪ "Parielle‬و"يا�سمينا" و"�أم �شريف" ف ��ي لبنان �سهرة مميزة جدا" تحت عنوان "حري ��م ال�سلطان" ن�سبة الى‬ ‫الم�سل�س ��ل الترك ��ي ال ��ذي ح�صد‪ ،‬ومازال‪ ،‬الماليين من الم�شاهدي ��ن‪ .‬والالفت ان كل المدعوين ن�ساء ورجاال" �إما نفذوا ثياب ��ا" للمنا�سبة خا�صة في بيروت �أو‬ ‫�سافروا الى تركيا لإنتقاء المالب�س المالئمة و�أك�س�سواراتها‪.‬‬

‫�أنطوان �أبو �سمرا وندى حطب‪ ،‬ومي�شلين �أبو �سمرا‪ ،‬وبر�سيال فار�س‬

‫ميراي و�سليم حايك‬

‫منى �سليمان وميراي حايك وداني �سكاف‬

‫‪110‬‬

‫�سيرينا مو�صلي ولين �سعيد‬

‫�أمال مظلوم وبول فار�س‬

‫ميما وكري�ستيان بونجا‬

‫وليد ورندة قا�سم‬

‫راي بارودي وزينة قهوجي‬

‫لورين حرفو�ش ورين �شكور‬

‫كارين غ�صن‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬


‫مجتمع‬

‫"ويب برنت" تفوز بالجائزة الذهبية لخدماتها الطباعية‬

‫ومع زوجته وممثل الهيرالد تريبون وزوجته وجائزة ل"كويك مار�ش"‬

‫�إبراهيم �سويداني يت�سلم الجائزة من رئي�س الجمعية البريطانية للتوزيع‬

‫ف ��ازت �شركة ويب برنت يو كي بالجائزة الذهبي ��ة لـ‪ 2012‬لخدمات الطباعة خ�ل�ال العام ‪ 2012‬لعال ��م ال�صحافة وتمكنها من �س ��د الحاجة المتزايدة في‬ ‫والت ��ي تمنحها الجمعي ��ة البريطاني ��ة للتوزيع وذلك عما حققت ��ه خالل العام بريطانيا لل�صحافة المطبوعة خ�صو�صا" في فترة الأولمبياد‪.‬‬ ‫الفائ ��ت من �إنجازات في مجال توفير خدمات الطباعة في المملكة المتحدة‪ .‬يذك ��ر �أن "ويب برن ��ت" هي ال�شركة التي تقوم بطباع ��ة كل ال�صحف العربية‬ ‫وت�سل ��م �إبراهي ��م �سويدان ��ي المدير الع ��ام لل�شركة الجائزة في حف ��ل �أقامته ال�ص ��ادرة في لندن و�أكثر م ��ن ‪� 50‬صحيفة �أجنبية �أخرى من ال�شرق الأق�صى‬ ‫الجمعي ��ة في فندق روي ��ال غاردنز في لندن في ه ��ذه المنا�سبة و�شمل �أي�ضا" و�أوروبا بينها الهيرالد تريبيون التي توزعها �شركة "كويك مار�ش" التي فازت‬ ‫ح�ص ��ول �صحيف ��ة الدايل ��ي ماي ��ل البريطانية عل ��ى جائزة ال�صحيف ��ة الأكثر بالجائزة الذهبية عن تنفيذ �إ�ستراتيجية ممتازة ‪.‬‬ ‫توزيع ��ا" عالميا"‪ .‬و�أ�ش ��اد منظمو الجائ ��زة بما قدمته مطاب ��ع "ويب برنت " يذكر �أن �إبراهيم �سويداني هو �أي�ضا" مدير "�شركة "كويك مار�ش"‪.‬‬

‫سوريالية غاندي بوذياب ّ‬ ‫حطت رحالها في راشيا‬ ‫بح�ض ��ور ع ��دد م ��ن �أه ��ل الفك ��ر والف ��ن والثقافة‬ ‫والإبداع وطالب المرحلة الثانوية وذويهم‪� ،‬أقامت‬ ‫المدر�س ��ة اللبنانية العالمية في را�شيا لقا ًء ثقافي ًا‬ ‫م ��ع رئي�س جمعي ��ة كهف الفنون الفن ��ان غاندي بو‬ ‫ذياب وال�شاعر م�صطفى �سبيتي والمو�سيقي ربيع‬ ‫حداد‪.‬‬

‫ب ��و ذي ��اب �ألق ��ى �أم�سية �شعري ��ة غزلي ��ة وق�صائد‬ ‫�سوريالي ��ة عك� ��س من خالله ��ا ر�ؤيت ��ه الح�سية في‬ ‫�أ ْن َ�س َن ��ة الأ�شي ��اء ودم ��ج الوعي بالالوع ��ي والحلم‬ ‫بالحقيق ��ة‪ ،‬كم ��ا ت�أل ��ق ال�شاعر م�صطف ��ى �سبيتي‬ ‫بق�صيدت ��ه ع ��ن كه ��ف الفن ��ون‪ ،‬و�إختت ��م اللق ��اء‬ ‫بمقطوعات مو�سيقية للفنان ربيع حداد‪.‬‬

‫من لوحات بو دياب خالل اللقاء‬

‫الفنان المو�سيقي ربيع حداد‬

‫الفنان غاندي بو ذياب يلقي �أم�سيته ال�شعرية‬ ‫‪Issue 4 - January - 2013‬‬

‫‪113‬‬


‫‪TEAM‬‬ ‫في خدمتكم لي ًال نهار ًا ‪ 7/7‬و ‪24/24‬‬ ‫ن�ؤمن طلباتكم �إلى جميع المناطق اللبنانية وال�سورية‬ ‫�سيارات مك ّيفة ومج ّهزة ال�سلكي ًا وم�ؤ ّمنة �ضد الحوادث والأ�ضرار الج�سدية‬

‫المن�صورية (المتن)‬ ‫الأ�شرفية (بيروت)‬ ‫هاتف ‪03264534 - 04401458 :‬‬



‫�آخر العنقود‬

‫"آرغو" ومشكلة‬ ‫اإلسالم في هوليوود‬

‫بقلم كابي طبراني‬

‫كنت أعتقد أن "آرغو" الذي تلقى إنتقادات الذعة سيكون فيلما" ذكيا"‪ .‬وألنه من إخراج وتمثيل الفنان "التقدمي" بن أفليك‪ ،‬كانت آمالي كبيرة في أن‬ ‫الفيلم سوف يعالج موضوعا" مع ّقدا" بطريقة مسؤولة ودقيقة‪ .‬ولكن في حين أنه أبدى بادرة حسن نية‪ ،‬فقد فشل "آرغو" في تصوير الحقيقة‪ ،‬واقعا"‬ ‫في فخ هوليوود المشترك بجعل المسلمين خطرا" أخضر متجانسا"‪.‬‬ ‫الفيلم‪ ،‬الذي يروي قصة كيفية إنقاذ األميركيين الس��تة الذين نجوا من الس��فارة األميركية في ‪ ،1979‬بدأ بداية جيدة بتوفير لمحة موجزة عن األحداث‬ ‫التي س��بقت الثورة اإليرانية وحتى بتصوير ضباط من "س��ي آي إي" (‪ )CIA‬وهم يتأملون ويع ّلقون على وحشية نظام الشاه المخلوع‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن‬ ‫النظرة العامة تبدو قصيرة جدا" إذا إعتبرنا كيفية مس��اهمة العديد من األحداث الكبرى في التعجيل باإلنتفاضة‪ ،‬ومدى قلة اإلهتمام التي تلقتها هذه‬ ‫الفترة من قبل وسائل اإلعالم األميركية‪.‬‬ ‫في الواقع‪ ،‬يقلل "آرغو" من تأثير قرن من العداء بين إيران والغرب ‪ --‬من إستغالل النفط إلسقاط نظامها الديموقراطي ودعم زعيم طاغية – ويختصره‬ ‫في بضع دقائق على األكثر‪ .‬علما" أنه ال يشير الى ان نظام الشاه المدعوم من الواليات المتحدة قد قام بتعذيب معارضيه بشكل روتيني‪ ،‬لكنه يستخدم‬ ‫رس��وما" "كرتونية" لتوضيح ذلك مما يضعف التأثير بش��كل كبير‪ .‬المقلق أكثر‪ ،‬أنه من خالل ذكر وتصوير إزدواجية محاوالت الش��اه ب"تغريب" إيران‬ ‫(جعلها غربية المنهج ‪ -‬بطبيعة الحال ناقصة الحرية والحقوق والديموقراطية) مع لقطات من المتظاهرين الغاضبين خارج السفارة األميركية في طهران‪،‬‬ ‫يعطي "آرغو" اإلنطباع بأن المتظاهرين كانوا هناك ألن الشاه أراد إجبارهم على إرتداء الجينز األزرق‪ ،‬وليس بسبب التعذيب والقمع والديكتاتورية‪ ،‬أو‬ ‫عدم المساواة والفقر على نطاق واسع‪ .‬هذا أمر مضلل بشكل كبير‪ ،‬ويغ ّذي شرحا" ثقافيا" للثورة الذي يتجاهل األبعاد السياسية الواضحة‪.‬‬ ‫وعالوة على ذلك‪ ،‬تقريبا" كل إيراني ظهر في الفيلم كان غاضبا" وصارخا" أو غوغائيا"‪ .‬إنه يقلل من أهمية تحالف ثوري متنوع ‪ --‬شمل عناصر ليبرالية‪،‬‬ ‫وعلمانية‪ ،‬وماركس��ية إلى جانب األصوليين اإلس�لاميين ‪ --‬ويجعله مجموعة متجانسة من المتعصبين الذين يعلوهم الغضب في أي وقت تقع أعينهم‬ ‫على أي ش��يء أو أي ش��خص من الغرب – حتى كنديين!‪ .‬في الواقع‪ ،‬في الوقت الذي إقتحمت الس��فارة وإح ُت َّلت‪ ،‬كانت المناورات على الس��لطة بين‬ ‫الفصائل الثورية على أشدها‪ ،‬حيث عمل إسالميو الخميني على تهميش منافسيه بعنف‪ .‬بدال" من ذلك يجعل الفيلم المشاهد العارض يعتقد أن الحشد‬ ‫الذي يبدو متعصبا" وفوضويا" خارج السفارة يمثل إيران عامة‪ ،‬وهو بكل تأكيد لم يكن‪ .‬اإليرانيون الوحيدون في الفيلم الذين ال يبدو أنهم من حركة‬ ‫الخميني هم البيروقراطيون غير المؤهلين العديمي الكفاءة‪.‬‬ ‫قد يبدو من غير العدل أن نتوقع من "آرغو"‪ ،‬الذي إهتم إفتراضيا" بتصوير قصة إنقاذ ض ِّيقة البحث والدراسة‪ ،‬معالجة واقع سياسي أكثر تعقيدا"‪ .‬لكن‬ ‫الش��عور الملح الذي تقوم عليه هذه القصة يعتمد في جزء كبير على فيلم ش��به متجانس (عادي) ص َّور اإليرانيين على أنهم ش��عب غاضب ومتعصب‬ ‫دينيا"‪ .‬في نهاية المطاف‪ ،‬لن يكون لديك ما تتذكره من الس��ياق التمهيدي المحدود الذي ش��رح الغضب اإليراني ضد أميركا‪ .‬س��تجد نفس��ك ببساطة‬ ‫تهتف لألميركيين ضد اإليرانيين الش��ريرين‪.‬‬ ‫تفجرها أميركا حاليا"؟ كم من هذه المجموعات هي أهداف ثابتة لحروب المس��تقبل؟‬ ‫هولي��وود تظل��م أقليات كثيرة‪ ،‬ولكن كم من هؤالء الجماعات ّ‬ ‫الواق��ع أن الس��رد في "أرغو" خطير بش��كل خاص بالنظر ال��ى النقاش الدائر حاليا" حول إي��ران‪ .‬يعتقد معظم الخبراء أن طه��ران ما زالت بعيدة من‬ ‫تطوير أس��لحة نووية‪ ،‬لكن وس��ائل اإلعالم في الواليات المتحدة بش��كل روتيني تحجب هذه الحقيقة‪ .‬وهذا يش��ير إلى أن الهوية ‪ --‬التي تحدد ما إذا‬ ‫كان األميركيون يعتقدون أنه يمكنهم الوثوق أو فهم إيران ‪ --‬س��تلعب بال ش��ك دورا" رئيس��ا" في ما إذا كان الشعب يؤيد شن هجوم على الجمهورية‬ ‫اإلسالمية‪.‬‬ ‫من جهتها قامت الصحافة األميركية الس��ائدة بوظيفة محزنة لش��رح التاريخ بين إيران والواليات المتحدة ‪ --‬وليس من المس��تغرب‪ ،‬نظرا" لنزوعها الى‬ ‫توجه غير متناسب‪ ،‬أن تبث وجهات نظر متطرفة مضادة لإلسالم‪ .‬في وقت تعرف اإلسالموفوبيا إزدهارا"‪ ،‬تصبح الديبلوماسية الثقافية أمرا" بالغ األهمية‬ ‫‪ -‬ليس بالضرورة الدعوة الى مواقف‪ ،‬ولكن ببس��اطة الى توفير الحقائق والس��ياق‪ .‬هناك عواقب خطيرة لهذا المجرى إذا فشل المعنيون القيام بذلك‪،‬‬‫مثل إرتفاع جرائم الكراهية ضد المسلمين‪ ،‬بما في ذلك هجوم وحشي جرى أخيرا" على رجل مسن عمره ‪ 72‬سنة‪.‬‬ ‫أف�لام مثل "آرغو" تش��كل فرص��ة كبيرة لملء بعض هذه الفج��وة‪ ،‬على األقل عن طريق التفري��ق بين اإليرانيين وحكومتهم‪ .‬فإنه��ا يمكنها أن تجعل‬ ‫األميركيين يفكرون بجدية أكبر بالنسبة الى بدء حرب ضد شعب تسيطر عليه حكومات إستبدادية متعاقبة منذ أوائل الخمسينات‪ ،‬وخصوصا" إذا جرى‬ ‫إفهام الش��عب األميركي بأن حكومته قد لعبت دورا" كبيرا" في هذه الحقيقة‪ .‬ولكن من خالل جعل كل اإليرانيين مجموعة متجانس��ة من المتعصبين‬ ‫الدينيين الغاضبين ‪ --‬في الواقع‪ ،‬شريرين بسهولة – فشل "آرغو" فشال" ذريعا"‬

‫‪114‬‬

‫العدد الرابع‪ - ‬كانون الثاين (يناير) ‪٢٠١3 -‬‬


Khalidiya Street - Abu Dhabi - UAE Tel: +971 2 6813741 brioni.com

TO BE ONE OF A KIND


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.