Issue 8

Page 1

‫لماذا تتحالف‬ ‫قطر مع األخوان‬ ‫المسلمين ؟‬

‫فلسطين‬ ‫بين خيارين‬ ‫مر‬ ‫أحالهما ‪ّ ...‬‬

‫الحركة العمالية‬ ‫تهدد النظام‬ ‫ّ‬ ‫اإليراني‬

‫�شهرية ● �إقت�صادية ● ثقافية ● �إجتماعية ‪ -‬العدد الثامن‪� - ‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫ِّ‬ ‫النفط ُيقطع أوصال العراق‬ ‫على إيقاع طائفي‬


‫�شهرية ● �إقت�صادية ● ثقافية ● �إجتماعية‬ ‫العدد الثامن‪� - ‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫‪www.asswak-alarab.com‬‬

‫ت�صدر في لندن‬ ‫عن �شركة �أ�سواق العرب للن�شر المحدودة‬ ‫بالتعاون مع المجلة الإقت�صادية "تحت الأ�ضواء"‬ ‫بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫رئي�س مجل�س الإدارة ‪ /‬رئي�س التحرير‬

‫كابي طبراني ‪g.tabarani@gmail.com -‬‬

‫مدير التحرير (لندن)‬

‫هاني مكارم ‪h.m.makarem@gmail.com -‬‬

‫مدير التحرير (بيروت)‬

‫جوزيف قرداحي ‪josephkordahi@yahoo.com -‬‬

‫مدير التحرير (الدار البي�ضاء)‬

‫محمد لديب ‪mohamed.ladib@gmail.com -‬‬

‫الإخراج الفني‬

‫علي كمال الدين ‪alikamallll@gmail.com -‬‬

‫التوزيع ‪� -‬شركة الأوائل‬ ‫بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫العنوان الرئي�سي‪:‬‬

‫‪Asswak Al-Arab Publishing Ltd‬‬ ‫‪788-790 Finchley Road‬‬ ‫‪London NW11 7TJ - United Kingdom‬‬ ‫‪Tel: +44(0)758 3320593‬‬ ‫‪Fax: +44(0)2082019448‬‬ ‫‪email: info@asswak-alarab.com‬‬ ‫‪Editor-In-Chief: Gabriel Tabarani‬‬

‫الإ�شتراكات‪:‬‬ ‫للأفراد‪ 100 :‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬ ‫لل�شركات‪ 150 :‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬

‫للم�ؤ�س�سات الر�سمية والبعثات الديبلوما�سية‪:‬‬

‫‪ 200‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬ ‫‪Price list‬‬

‫ ‪7000‬‬ ‫‪L.L.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪B.D.‬‬ ‫‪2 C.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪E.P.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪J.D.‬‬ ‫ ‪1‬‬ ‫‪K.D.‬‬ ‫ ‪1‬‬ ‫‪O.R.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪Q.R.‬‬ ‫ ‪10‬‬ ‫‪S.R.‬‬ ‫ ‪100‬‬ ‫‪S.L.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪Drhm.‬‬ ‫ ‪3‬‬ ‫‪Pounds.‬‬ ‫‪10 T.D‬‬ ‫‪20 MAD‬‬

‫ ‪Lebanon‬‬ ‫ ‪Bahrain‬‬ ‫ ‪Cyprus‬‬ ‫ ‪Egypt‬‬ ‫ ‪Jordan‬‬ ‫ ‪Kuwait‬‬ ‫ ‪Oman‬‬ ‫ ‪Qatar‬‬ ‫ ‪Saudi Arabia‬‬ ‫ ‪Syria‬‬ ‫ ‪UAE‬‬ ‫ ‪UK‬‬ ‫ ‪Tunis‬‬ ‫ ‪Morocco‬‬

‫المقاالت التي ُتن�شر تع ّبر فقط عن �آراء �أ�صحابها‬

‫اإلفتتاحية‬

‫هل جاء دور العراق؟‬ ‫ف ��ي ال�سنوات القليلة الفائتة‪ ،‬هيمنت على عناوي ��ن ال�صحف ون�شرات الأخبار الإنتفا�ضات‬ ‫ال�شعبي ��ة �ض ��د زعم ��اء ع ��رب حكم ��وا بالده ��م بيد م ��ن حدي ��د لفترة طويل ��ة‪ ،‬لك ��ن القيادة‬ ‫ال�سيا�سي ��ة ف ��ي الع ��راق الت ��ي تع� � ّد "جدي ��دة" ن�سبي ��ا" ل ��م ت�ستطع تج ّن ��ب الن ��وع عينه من‬ ‫الإ�ضطرابات‪.‬‬ ‫ق ��د يك ��ون زعماء بغداد فخورين ب�أن الآالف من الجنود الأميركيين قد �إن�سحبوا �أخيرا"‪،‬‬ ‫الأمر الذي منحهم مع مواطنيهم فر�صة تحمل م�س�ؤولية �إدارة �ش�ؤون بالدهم‪ .‬لكن �إدارة‬ ‫رئي� ��س ال ��وزراء ن ��وري المالك ��ي لم تنجح ف ��ي تحمل ه ��ذه الم�س�ؤولية كما ل ��م تفعل �شيئا"‬ ‫يذك ��ر ل ��ر�أب ال�ص ��دع ال�سيا�س ��ي ولحم خطوط الت�ص ��دع الطائفي ��ة والعرقية الت ��ي �أعاقت‬ ‫التنمية في البالد خالل العقد الما�ضي‪.‬‬ ‫ل ��م تفع ��ل حكومة المالك ��ي �شيئا" يذكر �أي�ضا" لت�سوية الن ��زاع الطويل الأمد بالن�سبة الى‬ ‫العالق ��ة بي ��ن المناط ��ق الكردية في البالد والحكومة المركزية ف ��ي بغداد‪ ،‬كما �أن عالقة‬ ‫ال�سلط ��ات العراقي ��ة �أي�ض ��ا" �سيئة م ��ع المجتمع ال�سيا�س ��ي ال�سني وقد ط ��ال �أمدها‪ .‬نائب‬ ‫رئي�س الجمهورية طارق الها�شمي‪ ،‬الذي ينتمي الى هذا المجتمع‪� ،‬إ ُّتهم ر�سميا" في �أواخر‬ ‫‪ 2011‬بالتورط في هجمات �إرهابية‪ ،‬و�إ�ضطر �إلى الفرار �إلى كرد�ستان وتركيا‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫ي�سلط ال�ضوء على الحالة المزرية التي و�صلت �إليها ال�ش�ؤون الوطنية العراقية‪.‬‬ ‫لك ��ن �أعم ��ال العن ��ف المر ّوعة التي �إندلعت خ�ل�ال الأيام القليلة الما�ضي ��ة في العديد من‬ ‫الم ��دن العراقي ��ة ينبغ ��ي �أن تك ��ون بمثابة تذكي ��ر ب�أن العال ��م العربي لم يع ��د المكان عينه‬ ‫كم ��ا كان ف ��ي بداي ��ة ‪ .2011‬خط ��وط الت�صدع الطائف ��ي وغيرها كانت هناك م ��ن قبل‪ ،‬لكن‬ ‫عندما تواجه قوات الحكومة العراقية الحالية الإحتجاجات العامة ب�إ�ستخدام الر�صا�ص‬ ‫وطائ ��رات الهليكوبتر‪ ،‬فقد ت�صرف ��ت بالطريقة القا�سية والعنيفة عينها التي �إ�ستخدمتها‬ ‫الأنظمة العربية الإ�ستبدادية ال�سابقة‪.‬‬ ‫هناك الآن مخاوف من �أن القمع في العراق‪ ،‬الذي �إ�ستهدف مجتمعا" واحدا" للأ�سف‪ ،‬قد‬ ‫يتح ��ول ال ��ى حرب �أهلية خطيرة‪ .‬يج ��ب على ال�سا�سة العراقيي ��ن �أن يتذكروا �أن بالدهم ال‬ ‫ت ��زال تتلق ��ى �ضرب ��ات وويالت من مت�شددي "القاعدة"‪ .‬كم ��ا �أن �إحتياطات العراق النفطية‬ ‫الهائلة م ّيزته عن البلدان التي �شهدت ما ي�سمى ب "الربيع العربي"‪ ،‬لذا فالرهانات عليه‬ ‫هي �أعلى بكثير‪ ،‬حيث يجري فعليا" �إختباره بالإ�ضطرابات الدامية المجاورة في �سوريا‪.‬‬ ‫منذ فترة طويلة يُنظر �إلى ال�صراع في �سوريا على �أنه م�صدر محتمل للتوتر والعنف في‬ ‫ال ��دول المج ��اورة مثل لبن ��ان والأردن‪ ،‬ولكن الأح ��داث في العراق‪ ،‬حي ��ث الطائفة ال�سنية‬ ‫الغا�ضب ��ة في ��ه تتعر�ض فعليا" الى �إنحي ��از ظاهر من الحكومة المركزي ��ة‪ ،‬ينبغي �أن تز ّود‬ ‫الجميع بالكثير مما يدعو الى القلق‪.‬‬ ‫القي ��ادة الت ��ي ال ت ��زال حبي�س ��ة الط ��رق القديم ��ة للقيام به ��ذه الأمور – �إط�ل�اق النار على‬ ‫المتظاهري ��ن �أوال" وط ��رح الأ�سئل ��ة ف ��ي وق ��ت الح ��ق ‪� -‬س ��وف تب ��دو ب�أنه ��ا �ضعيف ��ة ّ‬ ‫وه�ش ��ة‬ ‫المتحج ��رة من الحكم التي بقي ��ت عقودا" طويلة و�إنه ��ارت في جميع‬ ‫مث ��ل تل ��ك الأنظم ��ة‬ ‫ّ‬ ‫�أنح ��اء المنطق ��ة على مدى ال�سنوات القليلة الما�ضية ‪ .‬يتع ّي ��ن على ال�سا�سة والم�س�ؤولين‬ ‫العراقيي ��ن �إ�سق ��اط عدائه ��م لفك ��رة �أن "النا�س لديه ��م الحق في التظاهر وف ��ي �إ�ستجواب‬ ‫�أداء الحكومة"‪.‬‬ ‫�إذا كان المالك ��ي لدي ��ه �أي �ش ��ك ف ��ي �أن ��ه ي�سير ف ��ي الطريق الخط� ��أ‪ ،‬كل ما علي ��ه القيام به‬ ‫ه ��و �إحت�ساب عدد ال ��وزراء الذين قدموا �إ�ستقاالتهم �إحتجاج ��ا" على ت�صرفاته‪ .‬لقد �شهد‬ ‫الع ��راق حديث ��ا" الدم ��ار ال ��ذي يمك ��ن �أن تحدث ��ه ح ��رب �أهلية‪ ،‬لذا ل ��ن يكون هن ��اك مكان‬ ‫للأعذار �أو الت�سامح مع جولة ثانية �أخرى‪.‬‬

‫كابي طبراني‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪3‬‬


Khalidiya Street - Abu Dhabi - UAE Tel: +971 2 6654300 Fax: +971 2 6663396


‫‪70‬‬ ‫�لعدد �لثامن ‪� -‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫لماذا تتحالف‬ ‫قطر مع األخوان‬ ‫المسلمين ؟‬

‫فلسطين‬ ‫بين خيارين‬ ‫أحالهما ‪ ...‬مرّ‬

‫تحقيق ال�شهر ‬

‫‪82‬‬

‫الحركة العمالية‬ ‫تهدد النظام‬ ‫ّ‬ ‫اإليراني‬

‫الموقف الثقافي ‬

‫‪96‬‬

‫بين األغنية الملتزمة‬ ‫والفنان الملتزم‬

‫�صهرية ● �إقت�صادية ● ثقافية ● �إجتماعية ‪� -‬لعدد �لثامن ‪� -‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫النفط ُي ِّ‬ ‫قطع أوصال العراق‬ ‫على إيقاع طائفي‬

‫كتاب ‬

‫‪97‬‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪TO BE ONE OF A KIND‬‬

‫متى يعود الخليجيون‬ ‫إلى لبنان؟‬

‫‪Khalidiya Street - Abu Dhabi - UAE‬‬ ‫‪Tel: +971 2 6813741‬‬ ‫‪brioni.com‬‬

‫المنبر الإجتماعي ‬

‫‪88‬‬

‫لقد إغتالوا الطبقة الوسطى!‬

‫رجل �أعمال ‬

‫‪90‬‬

‫"شيكاجو"‪ :‬تراجيديا مصرية‬ ‫بنكهة أميركية!‬

‫عالم الثقافة ‬

‫ميشال ضاهر‪ :‬السياسة‬ ‫في لبنان عبء على الوضع‬ ‫اإلقتصادي نتيجة الفساد‬ ‫المستشري‬

‫�أ�سواق المال ‬ ‫م�صارف‬

‫‪60‬‬

‫المصارف الدولية الكبرى‬ ‫ّ‬ ‫تقلص عملياتها‬ ‫في الشرق األوسط‬

‫�أ�سواق الما ل‬ ‫بنك "بريك�س"‬

‫عالم الطاقة ‬ ‫الذرة‬

‫‪78‬‬

‫لماذا على العالم أن يقلق‬ ‫من الزالزل التي تضرب إيران؟‬

‫عالم الأعمال ‬

‫يلون اإلنتفاضات العربية‬ ‫الفن ّ‬ ‫ويجعل من اليأس والرماد‬ ‫مشروع أمل وحياة!‬

‫‪92‬‬

‫نقد �سينمائي ‬

‫‪104‬‬

‫كريستيان حجار‪ :‬أنا ضد الموضة‬ ‫ألن الشخص يلبس ما يالئمه‬ ‫وليس ما يالئم اآلخرين‬

‫‪64‬‬

‫عشرة أسئلة إلى‬ ‫بنك مجموعة "بريكس"‬ ‫للتنمية الجديد‬

‫ر�أي من ذهب ‬

‫‪98‬‬

‫عادل إمام يعيد الضحكة‬ ‫المنسية إلى السينما العربية‬ ‫في "زهايمر"‬

‫�آخر العنقود ‬

‫‪67‬‬

‫‪114‬‬

‫تماسيح وعفاريت!!!‬

‫الذهب إلى أين؟‬ ‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪5‬‬


‫الفهرس‬ ‫الم�شرق العربي ‬ ‫لبنان‬

‫‪20‬‬

‫"المعضلة األساسية في لبنان‬ ‫أننا نعرف الحلول ولكن‬ ‫نطبقها !"‬ ‫ال ّ‬

‫الم�شرق العربي ‬ ‫فل�سطين‬

‫‪24‬‬

‫فلسطين بين خيارين أحالهما‪...‬‬ ‫مر!‬ ‫ّ‬

‫الم�شرق العربي ‬ ‫الأردن‬

‫‪28‬‬

‫الخليج العربي ‬ ‫الإمارات‬

‫‪32‬‬

‫النفط ُي ِّ‬ ‫قطع أوصال العراق‬ ‫على إيقاع طائفي‬

‫اإلمارات تعود إلى اإلنتعاش‬ ‫من طريق تنويع إقتصادها‬

‫الخليج العربي ‬ ‫قطر‬

‫‪36‬‬

‫لماذا تتحالف قطر‬ ‫مع اإلسالميين العرب؟‬

‫وادي النيل ‬ ‫ال�سودان‬

‫‪40‬‬

‫اإلتفاق بين الخرطوم وجوبا‬ ‫يعيد ضخ النفط لكنه لن‬ ‫يستطيع إنتاج‪ ...‬السالم!‬

‫المغرب العربي ‬ ‫المغرب‬

‫‪44‬‬

‫العالم ‬ ‫�إيران‬ ‫الحركة العمالية التي‬ ‫تهدد نظام‬ ‫أطاحت الشاه‬ ‫ّ‬ ‫الجمهورية اإلسالمية‬

‫العالم ‬ ‫�سوي�سرا‬ ‫المملكة الهاشمية على ّ‬ ‫كف‪...‬‬ ‫األزمة السورية!‬

‫ر�أي خبير ‬

‫‪31‬‬

‫العوائق أمام النهوض العربي‬ ‫مستمرة‬ ‫‪4‬‬

‫‪48‬‬

‫مصارف اإلمارات تجتاز أزمتها‬ ‫وتتهيأ لنمو جديد‬

‫‪50‬‬

‫هل تكون المعجزة السويسرية‬ ‫بوابة الحل لإلتحاد األوروبي؟‬ ‫المغرب يؤكد دوره الرائد‬ ‫في صناعة الفوسفات‬ ‫ببناء أكبر مجمع للصناعات‬ ‫الكيميائية في العالم‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫�أ�سواق المال ‬ ‫م�صارف‬

‫‪56‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫الموجز اللبناني‬

‫‪ :HSBC‬الطلب المحلي في لبنان ال يزال �ضعيفا"‬ ‫خ ّف� ��ض الم�ص ��رف العالمي "�أت�ش �أ�س بي �س ��ي" (‪ )HSBC‬توقعاته لنمو النات ��ج المحلي الإجمالي‬ ‫الحقيق ��ي في لبن ��ان �إلى ‪ ٪1،4‬في ال‪ 2013‬من ن�س ��بة ‪ ٪2‬التي كان تو ّقعها �س ��ابقا"‪ ،‬وذلك مقارنة‬ ‫بن�س ��بة نمو ‪ ٪4،3‬لمنطقة ال�ش ��رق الأو�س ��ط و�ش ��مال �أفريقيا و ‪ ٪2،3‬للدول غير المنتجة للنفط في‬ ‫المنطقة‪ .‬رغم �إرتياح ال�س ��وق المحلية من جراء تكليف النائب تمام �س�ل�ام برئا�سة الحكومة‪� ،‬أ�شار‬ ‫الم�صرف �إلى "�أن ن�سبة النمو المتوقعة للبنان في ‪� 2013‬ستجعله �أبط�أ �إقت�صاد بين ‪ 14‬دولة في‬ ‫منطقة ال�ش ��رق الأو�سط و�ش ��مال �أفريقيا‪� ،‬إلى جانب م�صر التي توقع ت�س ��جيلها ن�سبة نمو ‪ ٪1،4‬في‬ ‫ال�س ��نة المالية التي تنتهي في حزيران (يونيو) ع ��ام ‪ ،2013‬وفق مجموعة بنك بيبلو�س ‪Lebanon‬‬ ‫‪ .This Week‬واف ��اد الم�ص ��رف �أن المعلوم ��ات المتوافرة ت�ش ��ير �إلى "�أن الطل ��ب المحلي ال يزال‬ ‫�ض ��عيفا وم�س ��توى �صادرات الخدمات متوا�ضعا"‪ ،‬مما �س ��يجعل من ‪ 2013‬الثالثة تواليا" التي ي�شهد‬ ‫لبنان خاللها نموا" اقت�صاديا �ضعيفا"‪ .‬وتوقع �أن تبقى �آفاق لبنان االقت�صادية مرتبطة بالتطورات‬ ‫في �س ��وريا‪ ،‬الفتا �إلى �أن اال�ستثمارات الأجنبية في لبنان تراجعت‪ ،‬والعائدات ال�سياحية انخف�ضت‪،‬‬ ‫والعجز في المالية العامة والح�ساب الخارجي ات�سع‪ ،‬والنمو الإقت�صادي تباط�أ في عام ‪.2012‬‬

‫البنك الدولي �أطلق ا�ستراتيجيته لدعم فر�ص العمل في لبنان‬ ‫�أطلق البن ��ك الدولي تقريره عن ا�س ��تراتيجيته‬ ‫لدع ��م فر� ��ص العمل ف ��ي لبنان‪ ،‬م ��ن المجل�س‬ ‫الإقت�صادي والإجتماعي‪ ،‬اذ ر�أى رئي�سه روجيه‬ ‫ن�س ��نا�س "�أن لي�س هناك من و�سيلة للخروج من‬ ‫الأزمة م ��ن دون محاربة البطال ��ة �أوال"‪ ،‬ولي�س‬ ‫من �س ��بيل لإ�ستعادة النمو من دون توفير فر�ص‬ ‫العمل الالئق" ‪.‬‬ ‫ح�ض ��ر وزير العمل �س ��ليم جري�ص ��اتي‪ ،‬المدير‬ ‫الع ��ام ل ��وزارة المال �أالن بيفان ��ي ممثال الوزير‬ ‫محم ��د ال�ص ��فدي‪ ،‬ورئي� ��س المجل� ��س روجي ��ه‬ ‫ن�س ��نا�س‪ ،‬ومدي ��ر �إدارة ال�ش ��رق الأو�س ��ط ف ��ي‬ ‫البن ��ك الدول ��ي فري ��د بلح ��اج‪ ،‬ونائ ��ب حاك ��م‬ ‫م�ص ��رف لبنان رائد �ش ��رف الدين‪ ،‬والوزيران‬ ‫ال�س ��ابقان جورج قرم و�ش ��ربل نحا�س‪ ،‬والنائب‬ ‫نبي ��ل دوفري ��ج ‪ ،‬وم�ست�ش ��ار رئي� ��س الحكوم ��ة‬ ‫الدكتور �س ��مير ال�ض ��اهر‪ ،‬ورئي� ��س تجمع رجال‬ ‫الأعمال ف� ��ؤاد زمكحل‪ ،‬وعميد كلية الإقت�ص ��اد‬ ‫ف ��ي جامع ��ة القدي�س يو�س ��ف ج ��وزف الجميل‪،‬‬ ‫ورئي�س اتحاد نقابات موظفي الم�صارف جورج‬ ‫حاج‪ ،‬ومهتمون‪.‬‬ ‫وقال ن�س ��نا�س‪�" :‬آن الأوان لأن نخرج من دوامة‬ ‫االن�ش ��غال في الأزمات‪ ،‬اذ �إن الت�صدي للبطالة‬ ‫والهجرة والت�ض ��خم ه ��و �أمر �أ�سا�س ��ي"‪ ،‬داعيا‬ ‫الى �إر�س ��اء برنامج عمل �إقت�ص ��ادي واجتماعي‬ ‫متكام ��ل‪ ،‬وتنفيذه يمكن بلدن ��ا من الإرتقاء �إلى‬

‫�إخت���ار مجل�س �إدارة �إتح���اد الم�صارف العربية‬ ‫بالإجم���اع خ�ل�ال �إجتماع���ه ف���ي دورت���ه ال ‪ 13‬في‬ ‫المنامة ‪ -‬البحرين‪ ،‬الوزير ال�سابق عدنان الق�صار‪،‬‬ ‫"ال�شخ�صية الم�ص���رفية العربية ل�سنتي ‪ 2012‬و‬ ‫‪ ،"2013‬وهي تعتبر �أرق���ى جائزة يقدمها الإتحاد‬ ‫ال���ى الم�ص���رفيين الع���رب‪ .‬و�ص���دقت الجمعي���ة‬ ‫العمومية للإتحاد في �إجتماعها ال ‪ 40‬في البحرين‬ ‫على �إختيار الق�صار بالإجماع ال�شخ�صية الم�صرفية‬ ‫العربية في ‪.2013 - 2012‬‬ ‫خف����ض البنك الدول���ي تقديرات���ه لتحويالت‬ ‫المغتربي���ن �إلى لبن���ان �إلى ‪ 7,47‬ملي���ارات دوالر‬ ‫ف���ي ‪ 2012‬م���ن ‪ 7,56‬ملي���ارات قدره���ا ف���ي‬ ‫ت�شري���ن الثاني (نوفمب���ر) الما�ض���ي‪ .‬و�إنخف�ضت‬ ‫تاليا" تحوي�ل�ات المغتربين �إل���ى لبنان ‪ ٪0,8‬في‬ ‫‪ ،2012‬مما ي�شكل ثاني �إنخفا�ض �سنوي في هذه‬ ‫التحويالت‪ ،‬وذلك بعدما �س ّجلت تراجعا" بلغ ‪٪1,6‬‬ ‫في ‪.2011‬‬ ‫�إعتب���ر تقرير بن���ك الإ�ستثم���ار الإقليمي "�إي‬ ‫�أف ج���ي هيرمي����س" �أن �سل�سلة الرت���ب والرواتب‬ ‫لموظف���ي القط���اع العام ف���ي لبنان‪ ،‬الت���ي �أقرت‬ ‫اخيرا" في مجل�س ال���وزراء "ت�شكّ ل خطرا" و�شيكا"‬ ‫على الآف���اق الإقت�صادي���ة المتده���ورة �أ�صال" في‬ ‫لبنان"‪.‬‬ ‫و�أ�ش���ار �إلى �أن عج���ز الموازن���ة العام���ة "�إت�سع �إلى‬ ‫‪ ٪8,9‬م���ن النات���ج المحلي الإجمال���ي في ‪،2012‬‬ ‫وذلك مقارنة بتوقعات���ه ال�سابقة ببلوغ هذا العجز‬ ‫‪ ٪6,7‬م���ن النات���ج المحل���ي وبعجز بل���غ ‪ ٪5,7‬من‬ ‫الناتج المحلي في عام ‪."2011‬‬

‫روجيه ن�سنا�س‬

‫ممار�س ��ة دوره ور�س ��الته في هذه المنطقة وفي‬ ‫العال ��م‪ ،‬وال �س ��يما في ه ��ذه المرحل ��ة الدقيقة‬ ‫التي ت�س ��جل تح ��والت جذري ��ة م ��ن حولنا وفي‬ ‫العالم‪ ،‬وخ�صو�ص ��ا في المجاالت االقت�ص ��ادية‬ ‫والمالي ��ة وال�سيا�س ��ية واالجتماعي ��ة‪" .‬اذ كم ��ا‬ ‫كان اللبناني ��ون روادا ف ��ي ن�ش ��ر الحرف قديما‬ ‫في النه�ض ��ة العربي ��ة في القرنين الما�ض ��يين‪،‬‬ ‫يتطلعون اليوم �إلى الم�س ��اهمة في �إر�ساء ثقافة‬ ‫التنمية وال�سالم"‪.‬‬ ‫ولف ��ت ال ��ى ان المجل� ��س "ب ��ات ي�ش ��كل حاج ��ة‬ ‫و�ض ��رورة للم�س ��اهمة ف ��ي ور�ش ��ة النهو� ��ض مع‬ ‫الدولة والمجتمع المدني بالتعاون مع المجال�س‬ ‫االقت�ص ��ادية واالجتماعي ��ة العربي ��ة والأوروبية‬ ‫والدولي ��ة‪ ،‬والمنظم ��ات والم�ؤ�س�س ��ات الدولي ��ة‬ ‫المعنية في ال�ش�ؤون االقت�صادية واالجتماعية"‪.‬‬

‫�أعل���ن "�صن���دوق التنمي���ة الإقت�صادي���ة‬ ‫والإجتماعي���ة"‪ ،‬ان ع���دد الم�شاري���ع الخا�ص���ة التي‬ ‫م ّوله���ا خالل الف�صل الأول م���ن ‪ ،2013‬عبر مكون‬ ‫"توفير فر�ص العمل"‪ ،‬بلغ ‪ 182‬م�شروعا" خا�صا"‬ ‫بقيمة �إجمالية بلغ���ت ‪ 4.7‬مليارات ليرة‪ ،‬موفرا"‬ ‫‪ 189‬فر�صة عمل جديدة "‪.‬‬ ‫وبذل���ك ي�صب���ح ع���دد الم�شاري���ع ال�صغي���رة‬ ‫والمتو�سطة الممولة من ال�صندوق‪ ،‬منذ بدء العمل‬ ‫في �سنة ‪ 2003‬ولغاي���ة �آذار (مار�س) ‪ ،2013‬ما‬ ‫يوازي ال ‪ 2394‬قر�ضا" بقيم���ة �إجمالية مقدارها‬ ‫‪ 110‬ملي���ارات ليرة‪ ،‬موف���را" ‪ 4840‬فر�صة عمل‬ ‫جديدة"‪.‬‬ ‫يذك���ر �أن ال�صن���دوق �أن�ش���ئ ف���ي �سي���اق ال�شركة‬ ‫الأوروبي���ة ‪ -‬المتو�سطية‪ ،‬من خالل �إتفاق التمويل‬ ‫الموق���ع ف���ي ت�شرين الثان���ي (نوفمبر) م���ن العام‬ ‫‪ 2000‬بين الحكومة ممثلة بمجل�س الإنماء والإعمار‬ ‫والمفو�ضية الأوروبية‪.‬‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪7‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون لبنانية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف اللبناني‬

‫�سرع الحرب الطائفية‬ ‫�إ�ستراتيجية حزب اهلل في �سوريا ُت ّ‬ ‫المخ ��اوف م ��ن �أن ال�صراع ال�سوري قد يتمدد خارج‬ ‫ح ��دود ب�ل�اد ال�ش ��ام ق ��د تح ّق ��ق‪ ،‬ولك ��ن ف ��ي الإتجاه‬ ‫المعاك�س‪ :‬ال�صراع اللبناني �آتٍ �إلى �سوريا‪.‬‬ ‫�أعلن ال�شيخ ال�سني �أحمد الأ�سير �أخيرا" �أن الجهاد‬ ‫ف ��ي �سوريا �ص ��ار �إلزامي ��ا" الآن لجمي ��ع الم�سلمين‬ ‫القادري ��ن‪ .‬وقال ب�أن الق ��رار �إ ّتخذ بعدم ��ا �أ�صبحت‬ ‫م�شاركة حزب اهلل في �سوريا وا�ضحة‪.‬‬ ‫"�شعرنا منذ مدة �أن [حزب اهلل]‪ ،‬متورط ع�سكريا"‬ ‫وكان الجميع ينفون ذلك" قال في بيان عبر �شريط‬ ‫فيدي ��و ب َُّث على موقع يوتي ��وب في ال�شهر الما�ضي‪.‬‬ ‫"لكن الآن �أ�صبح الأمر وا�ضحا""‪ ،‬يتابع‪.‬‬ ‫يب ��دو �أن �إنكار ح ��زب اهلل الأوّلي لتورطه في �سوريا‬ ‫ق ��د تغ ّي ��ر �إلى مب ّرر‪ ،‬في المق ��ام الأول لأنه بات من‬ ‫ال�صعب على الفريق ال�شيعي موا�صلة نفي التقارير‬ ‫ع ��ن تورطه فيما عدد متزايد م ��ن مقاتليه يُعادون‬ ‫قتلى �أو جرحى من �سوريا الى لبنان‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫من �أن زعيم الحزب‪ ،‬ال�س ّيد ح�سن ن�صر اهلل‪� ،‬إعترف‬ ‫في ت�شرين االول (�أكتوبر) �أن �أع�ضاء الحزب كانوا‬ ‫يقاتل ��ون �إلى جانب نظام الأ�سد‪ ،‬فقد قال �أن ه�ؤالء‬ ‫المقاتلي ��ن كان ��وا يت�صرف ��ون ك�أف ��راد ولي� ��س تح ��ت‬ ‫�أوام ��ره‪ .‬ليع ��ود وي�ؤك ��د ق ��ي ‪ 30‬ني�س ��ان (�إبري ��ل)‬ ‫الفائت ب�سق ��وط عنا�صر من الحزب في القتال في‬ ‫�سوري ��ا �سواء في دم�ش ��ق قرب مقام ال�سيدة زينب �أم‬ ‫في ق ��رى ريف الق�صي ��ر‪ ،‬وو�صف ت�ضخي ��م الأعداد‬ ‫بالكذب‪ ،‬وخل�ص الى ان "حزب اهلل لن يترك �أهالي‬ ‫ريف الق�صير عر�ضة لإعتداءات الم�سلحين"‪.‬‬ ‫ال ينبغ ��ي �أن يُلع ��ب ه ��ذا الت�صعي ��د كج ��زء م ��ن‬ ‫الم�شاحنات الطائفية اللبنانية التقليدية‪� .‬إن قرار‬ ‫ح ��زب اهلل بدع ��م النظ ��ام ال�سوري علن ��ا" هو خطوة‬ ‫خطيرة ت�ستحق نظرة فاح�صة‪.‬‬ ‫ال�س�ؤال الذي يُطرح هنا‪ ،‬لماذا الآن؟‬ ‫وفق ��ا" لبع� ��ض المعلومات المتقاطع ��ة‪� ،‬إن مقاتلي‬ ‫الح ��زب ف ��ي �سوري ��ا عدي ��دون ومدرب ��ون تدريب ��ا"‬ ‫جي ��دا"‪ .‬بالإ�ضاف ��ة �إل ��ى ذل ��ك‪ ،‬ت�سمح بني ��ة الحزب‬ ‫وهيكليت ��ه ب�أم ��ر المقاتلي ��ن بالإن�سح ��اب �إذا ل ��زم‬ ‫الأمر‪.‬‬ ‫ولك ��ن لماذا يختار الحزب ّ‬ ‫�شن حرب �ضد �شعب في‬ ‫بلد مجاور هو �أكبر بكثير من لبنان‪ ،‬ويو ّفر منفذا"‬ ‫لحلفائ ��ه في العراق و�إي ��ران‪ ،‬والأهم من ذلك كله‪،‬‬ ‫لديه عدد كبير من الم�ؤيدين داخل لبنان؟‬ ‫�إن ت�صعي ��د ت ��ورّط ح ��زب اهلل ف ��ي حم� ��ص ج ��اء في‬ ‫‪6‬‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫�أعق ��اب �سل�سلة من التقاري ��ر الإعالمية التي ت�شير‬ ‫�إل ��ى �أن الحزب‪ ،‬بالتن�سي ��ق مع طهران‪ ،‬تحرك بقوة‬ ‫و�صراح ��ة لدع ��م نظام ب�ش ��ار الأ�سد‪ .‬وفق ��ا" لموقع‬ ‫مر�ش ��د الث ��ورة الإيراني ��ة‪ ،‬زار ن�ص ��راهلل �إي ��ران ف ��ي‬ ‫ال�شه ��ر الفائ ��ت و�إلتق ��ى م ��ع �آي ��ة اهلل عل ��ي خامنئي‬ ‫وقائد �سرايا القد�س الجنرال قا�سم �سليماني‪.‬‬ ‫ي ��وم الأح ��د ف ��ي ‪ 21‬ني�س ��ان (�إبري ��ل) الفائ ��ت‪� ،‬أعرب‬ ‫الرئي� ��س ب�ش ��ار الأ�س ��د ع ��ن �إ�ستيائ ��ه م ��ن "�سيا�س ��ة‬ ‫التفكك" في لبنان خالل لقائه مع وفد من الأحزاب‬ ‫والق ��وى وال�شخ�صي ��ات الوطنية اللبناني ��ة الموالية‬ ‫لح ��زب اهلل‪ .‬وق ��ال الرئي�س ال�س ��وري‪" :‬ال يمكن لأي‬ ‫�شخ� ��ص �أن يف�صل نف�سه �إذا كان هذا ال�شخ�ص داخل‬ ‫دائرة من نار وهذا الحريق بد�أ يقترب منه"‪.‬‬ ‫ف ��ي الي ��وم التال ��ي‪� ،‬إته ��م ج ��ورج �صب ��را‪ ،‬الرئي� ��س‬ ‫الم�ؤق ��ت لإئت�ل�اف المعار�ض ��ة ال�سوري ��ة الوطني ��ة‪،‬‬ ‫ح ��زب اهلل ب�إع�ل�ان الح ��رب �ض ��د ال�شع ��ب ال�سوري؛‬ ‫وكدلي ��ل‪ ،‬ق ��ال‪ ،‬خا� ��ض �أع�ض ��اء الح ��زب مع ��ارك‬ ‫�ض ��د المتمردي ��ن ف ��ي بل ��دة الق�صير ق ��رب الحدود‬ ‫اللبنانية‪.‬‬ ‫يب ��دو �أن حزب اهلل قد �إتخذ خط ��وات ل�شرح الغر�ض‬ ‫من تورطه في �سوريا‪ ،‬من دون �أن يحاول التقليل من‬ ‫�ش�أن تلك الم�شاركة‪ .‬في مقال ن�شر في "المونيتور"‬ ‫(‪� ،)Al Monitor‬أو�ض ��ح ال�صحاف ��ي اللبنان ��ي عل ��ي‬ ‫ها�شم ب�إقتدار لماذا �سمح حزب اهلل لمقاتليه القتال‬ ‫في �سوريا‪� :‬إنه واجب‪ ،‬ولي�س خيارا"‪.‬‬ ‫الم�ص ��در ال ��ذي تح ��دث ال ��ى ها�ش ��م يب� � ّرر التورط‬ ‫بالق ��ول ان الف�ش ��ل ف ��ي الإنخ ��راط �س ��وف يكون له‬ ‫ف ��ي نهاية المط ��اف ت�أثير مت�صاعد ف ��ي المنطقة‪.‬‬ ‫وي�ش ��رح الم�ص ��در في ح ��زب اهلل ان الح ��زب يحاول‬ ‫من ��ع الفتن ��ة الت ��ي تل ��وح ف ��ي الأف ��ق الإقليم ��ي‪� ،‬أو‬ ‫الحرب الطائفية‪ ،‬من خالل حماية القرى ال�شيعية‬ ‫والمراقد الدينية من المتطرفين ال�سنة‪.‬‬ ‫وعالوة على ذلك‪ ،‬ي�شير الم�صدر �إلى �أن تدمير �أي‬ ‫م ��زار �شيعي في �سوري ��ا �سيثير غ�ض ��ب المجتمعات‬ ‫ال�شيعية في جميع �أنحاء المنطقة‪ ،‬وهو غ�ضب لن‬ ‫يك ��ون الحزب قادرا" على �إحتوائه‪ ،‬الأمر الذي من‬ ‫�ش�أن ��ه �أن ي� ��ؤدي �إلى ح ��رب طائفية �شامل ��ة وطويلة‬ ‫الأجل‪.‬‬ ‫ف ��ي حي ��ن �أن ه ��ذا ال�س ��رد يق� �دّم نظ ��رة ثاقب ��ة ع ��ن‬ ‫تفكي ��ر الح ��زب‪ ،‬ف�إنه ال ي�أخ ��ذ في الإعتب ��ار خطاب‬ ‫المقاتلين �أو الم�شاركة المبكرة للمقاتلين ال�شيعة‬

‫في �سوريا‪ .‬تبيِّن �أ�شرطة فيديو "يوتيوب" وغيرها‬ ‫من و�سائل الإعالم الإجتماعية �أن المقاتلين �إتبعوا‬ ‫ب�إت�س ��اق‪� ،‬س ��ردا" مخت�ل�ا"‪ ،‬رُ�س ��م ف ��ي الغال ��ب عل ��ى‬ ‫رمزي ��ة ال�سي ��دة زين ��ب‪ ،‬كريم ��ة علي بن �أب ��ي طالب‬ ‫�إب ��ن عم النبي‪ ،‬لتبري ��ر م�شاركتهم وت�صويرها على‬ ‫�أنه ��ا هج ��وم طائفي �ضد ال�سوريي ��ن ال�سنة‪ ،‬ولي�ست‬ ‫حربا" دفاعية‪.‬‬ ‫ويق ��ول نا�شط ��ون �سوري ��ون �أي�ض ��ا" ب ��ان المقاتلين‬ ‫ال�شيع ��ة الأجان ��ب تو ّرط ��وا ف ��ي الغال ��ب ف ��ي �أن ��واع‬ ‫م ��ن المج ��ازر الت ��ي ت�شم ��ل �إ�ستخ ��دام ال�سكاكي ��ن‪،‬‬ ‫وخ�صو�صا" في حم�ص وقرب دم�شق (مثل الحولة‬ ‫وداري ��ا وجدي ��دة الف�ضل)‪ .‬وقد ق ��ال لي �أحد ه�ؤالء‬ ‫النا�شطين �أنه قب ��ل �أ�سابيع من مجزرة الحولة في‬ ‫�أيار (مايو) ‪ ،2012‬التي قتل خاللها ‪� 108‬أ�شخا�ص‪،‬‬ ‫"�إنت�ش ��ر من ��اخ من التوتر الطائفي في المنطقة"‬ ‫و�أن "ميلي�شيات �أجنبية تورّطت"‪.‬‬ ‫�إن وج ��ود جهاديي ��ن �س ّن ��ة �أجان ��ب يقاتل ��ون �ض ��د‬ ‫النظ ��ام ال�س ��وري �أثار قلق الحكوم ��ات الغربية منذ‬ ‫م ��دة‪ .‬ولك ��ن ت ��ورط مقاتلي ��ن �شيع ��ة ي�أخ ��ذ الو�ضع‬ ‫ف ��ي �سوري ��ا �إلى م�ستوى �آخ ��ر؛ �إن دع ��وة رجال دين‬ ‫�س ّن ��ة لبنانيي ��ن ال ��ى الجهاد ف ��ي �سوري ��ا لي�س �سوى‬ ‫غي� ��ض م ��ن في� ��ض‪ .‬ف ��ي جمي ��ع �أنح ��اء المنطق ��ة‪،‬‬ ‫تج ��ري مناق�شة مفهوم "الجه ��اد" مرة �أخرى‪ ،‬بعد‬ ‫عق ��ود على وجود �إتجاه مماثل في ثمانينات القرن‬ ‫الفائ ��ت عندما كان يتم �إر�س ��ال �شبان من المنطقة‬ ‫�إل ��ى �أفغان�ستان للقتال‪ .‬ه ��ذه المرة‪ ،‬يجب �أن يكون‬ ‫"تطبيع" الجهاد �أكثر �إثارة للقلق في منطقة �أكثر‬ ‫تنوعا" دينيا"‪.‬‬ ‫من غير الوا�ضح ما �إذا كان حزب اهلل ينوي ت�صعيد‬ ‫�أن�شطة �أع�ضائه في �سوريا �أو الإ�ستمرار في ال�سماح‬ ‫بتدفقه ��م‪ .‬م ��ن الممكن ب�أن يك ��ون النظام ال�سوري‬ ‫ق ��د طلب م ��ن �إيران وح ��زب اهلل م�ساعدة قواته في‬ ‫تلك المنطقة الحدودية‪ ،‬معتبرا" �أن حم�ص ب�شكل‬ ‫ع ��ام �أمر بالغ الأهمي ��ة بالن�سبة ال ��ى نظامه‪ ،‬وربما‬ ‫�أه ��م منطقة بعد دم�شق‪ ،‬لأنه ��ا تم ّثل نقطة �إختناق‬ ‫�ضيقة بين ال�ساحل و مناطق �أخرى‪.‬‬ ‫ف ��ي كل الأحوال �إن ت ��ورط المقاتلين ال�شيعة يجب‬ ‫�أن يك ��ون مقلق ��ا" للجمي ��ع وبمثاب ��ة تذكي ��ر ب� ��أن‬ ‫ال�ص ��راع ال�س ��وري يج ��ب �أن ينتهي عاج�ل�ا" ولي�س‬ ‫�آجال"‪.‬‬ ‫بيروت ‪ -‬رئيف عمرو‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫"المر�صد اللبناني لحقوق العمال" �أطلق تقريره للعام ‪2012‬‬ ‫ف ��ي ‪ :2012‬ع ��ام نهو�ض القطاع‬ ‫لف ��ت التقري ��ر ال ��ذي �أ�ص ��دره‬ ‫الع ��ام وتعرية االتح ��اد العمالي‬ ‫"المر�ص ��د اللبنان ��ي لحق ��وق‬ ‫العام"‪.‬‬ ‫العمال والموظفي ��ن" الى "�أبرز‬ ‫واف ��رد التقري ��ر ال ��ذي قدم ��ه‬ ‫الق�ض ��ايا التي �ش ��غلت ال�س ��احة‬ ‫من�سق المر�صد احمد الديراني‪،‬‬ ‫العمالي ��ة‪ ،‬ور�ص ��د الإحتجاجات‬ ‫م�س ��احة لبع� ��ض النقابيي ��ن‬ ‫الت ��ي �ش ��هدها لبنان ف ��ي العام‬ ‫وم�ؤ�س�س ��ات المجتم ��ع المدن ��ي‬ ‫‪ ،2012‬م�ش ��يرا" ال ��ى" دور‬ ‫الفاعلة في و�سط العمال لتقديم‬ ‫االتح ��اد العمال ��ي الع ��ام ف ��ي‬ ‫م�ساهمات عن ق�ضاياهم‪.‬‬ ‫التواط� ��ؤ م ��ع �أ�ص ��حاب العم ��ل‬ ‫الوزير ال�سابق �شربل نحا�س‬ ‫وا�ش ��ار ال ��ى ان ��ه "ف ��ي مقاب ��ل‬ ‫لإمرار ت�ص ��حيح هزيل للأجور‪،‬‬ ‫في مواجه ��ة طرح وزير العمل ال�س ��ابق �ش ��ربل ه ��ذه ال�ص ��ورة ال�س ��وداء لواقع االتح ��اد العام‪،‬‬ ‫نحا� ��س لت�ص ��حيح الأج ��ور و�ض ��م ب ��دل النق ��ل �شهدنا ن�ضالية هيئة التن�س ��يق النقابية ودورها‬ ‫�إلي ��ه‪ ،‬ومعركة �إقرار �سل�س ��لة الرت ��ب والرواتب الممي ��ز والرائ ��د والت ��ي �ش ��كلت قي ��ادة نقابية‬ ‫التي خا�ضتها هيئة التن�س ��يق النقابية منفردة‪ ،‬وطني ��ة متج ��اوزة تمثيلها القطاع ��ي المحدد"‪،‬‬ ‫وخ ��روج موظفي القط ��اع العام للم ��رة الأولى‪� ،‬إ�ض ��افة ال ��ى "قرار الإتح ��اد الوطن ��ي لنقابات‬ ‫متظاهرين وم�ضربين ومعت�صمين وم�صرحين العمال والم�س ��تخدمين باالن�سحاب من الإتحاد‬ ‫لل�صحف رغم �أنهم ممنوعون من حق الإ�ضراب العمالي"‪ ،‬الفتا" الى ان "هذا القرار ال�ص ��ائب‬ ‫والتنظيم النقابي بموجب المادة ‪ 15‬من قانون يطرح �سل�س ��لة م ��ن التحدي ��ات والمهمات على‬ ‫الإتحاد الوطني وعلى غيره من القوى النقابية‪،‬‬ ‫الموظفين "‪.‬‬ ‫عر�ض المر�ص ��د ف ��ي م�ؤتمر �ص ��حافي‪ ،‬تقريره لحث ��ه عل ��ى �إح ��داث تغيير ج ��ذري ف ��ي النهج‬ ‫ال�س ��نوي الأول "االحتجاجات وق�ض ��ايا العمال والعالقات"‪.‬‬

‫لبنان يرد ‪ 29‬مليون دوالر ‪ ...‬من �أموال تون�س‬ ‫ل ��م تفاج� ��أ االو�س ��اط الم�ص ��رفية ف ��ي بي ��روت‬ ‫بالخب ��ر ال ��ذي اوردته وكالة "رويترز" في �ش� ��أن‬ ‫ا�س ��ترداد تون�س ف ��ي ال�ش ��هر الفائ ��ت‪" ،‬الدفعة‬ ‫االولى م ��ن �أموال النظ ��ام ال�س ��ابق المهربة في‬ ‫الخارج مع ت�سلمها ‪ 28,8‬مليون دوالر من ح�ساب‬ ‫ليل ��ى الطرابل�س ��ي زوج ��ة الرئي�س ال�س ��ابق زين‬ ‫العابدين بن علي في م�ص ��ارف لبنانية "‪ .‬ووفق‬ ‫وكالة االنب ��اء الحكومية "وات"‪ ،‬ف ��ان المحامي‬ ‫الخا�ص لدى االمم المتحدة المكلف ب�إ�س ��ترداد‬ ‫الأم ��وال المنهوب ��ة م ��ن دول "الربي ��ع العرب ��ي"‬ ‫علي بن فطي�س المري‪� ،‬س ��لم الرئي�س المن�صف‬ ‫المرزوقي �صكا بقيمة ‪ 28,8‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫�أف ��ادت م�ص ��ادر م�ص ��رفية ان االم ��وال كان ��ت‬ ‫مجم ��دة من ��ذ منت�ص ��ف �أي ��ار (ماي ��و) ‪2011‬‬ ‫�إنفاذا" لإتفاق ��ات التعاون الدولية و�إ�س ��تنادا"‬ ‫الى طلب تجميد �أر�صدة �أموال العائلة الحاكمة‬

‫لإعتباره ��ا غير م�ش ��روعة‪" .‬وبع ��د التحقق من‬ ‫الح�س ��ابات وت�ص ��نيفها‪� ،‬إتخذ ق ��رار من هيئة‬ ‫التحقيق الخا�صة وفقا" لقرار ق�ضائي‪ ،‬بتحويل‬ ‫المبلغ الى الحكومة التون�س ��ية"‪ .‬وا�ش ��ارت الى‬ ‫ان لبنان يرفع ال�س ��رية الم�ص ��رفية على �أموال‬ ‫لها الطبيع ��ة عينها ومطالب به ��ا عبر القنوات‬ ‫الدولية" وخ�صو�ص ��ا" �أنه بات ل ��دى لبنان �آلية‬ ‫لتجميد االم ��وال وتحويلها عب ��ر هيئة التحقيق‬ ‫الخا�صة"‪.‬‬ ‫وتعقيبا"‪ ،‬قال الرئي�س التون�سي الموقت من�صف‬ ‫المرزوقي "�إن على الذين نهبوا �أموال تون�س �أن‬ ‫يرتع�ش ��وا قبل التفكير في التمتع بها"‪ ،‬م�ؤكدا"‬ ‫�أن عهد عدم المحا�س ��بة قد �إنتهى‪" ،‬وتون�س لن‬ ‫تتخل ��ى عن �أمواله ��ا‪ ،‬والحكومة حري�ص ��ة على‬ ‫موا�ص ��لة العم ��ل لإ�س ��ترجاع الأم ��وال المنهوبة‬ ‫�أينما كانت في �إطار القانون "‪.‬‬

‫دعا وزير العمل �سليم جري�صاتي‪ ،‬اللبنانيين‬ ‫الى "الإطمئنان �إل���ى غدهم المالي والإقت�صادي"‪،‬‬ ‫م�شيرا" �إل���ى �أن العن�صر الأ�سا�س���ي للم�صالحة مع‬ ‫ال���ذات هو االقتن���اع بما نملك مهم���ا بلغت قيمته‪،‬‬ ‫ولكن مع ال�سعي الدائم �إلى الأف�ضل "‪.‬‬ ‫‪ ‬وقال‪" :‬رغ���م ال�صعوب���ات والتحدي���ات والزالزل‬ ‫عل���ى حدودن���ا‪ ،‬ال يزال لبن���ان في م�أم���ن‪ ،‬في ظل‬ ‫معادلتين‪ :‬الأولى داخلي���ة‪ ،‬ان ال �أحد يريد الفتنة؛‬ ‫والثانية �إقليمية ودولية‪ ،‬وتدعو �إلى تحييد لبنان‬ ‫في كل مرة ن�صل فيها �إلى حال تما�س"‪.‬‬ ‫‪� 1.370.863‬شخ�صا" عدد الم�سافرين عبر‬ ‫مطار بيروت الدولي خالل الأ�شهر الثالثة الأولى من‬ ‫عام ‪ ،2013‬م���ا يمثّل نمواً بن�سبة ‪ %10.4‬مقارنة‬ ‫بالفترة عينها من العام الما�ضي‪ .‬وتو�ضح بيانات‬ ‫�إدارة المطار‪ّ � ،‬أن ع���دد المغادرين بلغ ‪735,081‬‬ ‫م�ساف���راً م���ا يمثّ���ل ‪ %53.6‬م���ن الإجمال���ي‪ ،‬ونما‬ ‫بن�سب���ة ‪� .%16.3‬أما ع���دد الوافدي���ن فقد ارتفع‬ ‫بن�سبة ‪� %6.2‬إل���ى ‪ 631,505‬م�سافرين‪ .‬ليبقى‬ ‫‪� 4277‬إ�ستخدم���وا المطار للترانزي���ت‪ ،‬و�إنخف�ض‬ ‫ه���ذا الرق���م بن�سب���ة ‪ .%72.3‬ولكن ف���ي المقابل‬ ‫�س ّجلت حركة الطائرات التجارية تراجعا ً بن�سبة ‪%4‬‬ ‫�إلى ‪ 14,175‬طائرة‪.‬‬ ‫مرف�أ بيروت لكل لبنان‪ ،‬القول لوزير الأ�شغال‬ ‫العامة والنقل ف���ي حكومة ت�صريف الأعمال‪ ،‬غازي‬ ‫العري�ض���ي‪ ،‬خالل حف���ل ت�سلّ���م �إدارة مرف�أ بيروت‬ ‫رافع���ات ج�سرية جديدة ت�ستخ���دم لرفع الحاويات‬ ‫وتفري���غ الحموالت عن البواخ���ر العمالقة‪ .‬وبح�سب‬ ‫العري�ضي‪ ،‬ف����إن هذه الخطوة تختتم �إنجاز المرحلة‬ ‫الأول���ى من م�ش���روع تو�سيع المرف����أ وت�أهيل بنيته‬ ‫التحتية الت���ي تمتد على ‪� 100‬ألف متر مربع‪ ،‬على‬ ‫�أن ي�ستكمل �إنجاز الق�سم المتبقي من العمل نهاية‬ ‫�شهر �أيلول (�سبنمبر) المقبل‪.‬‬ ‫�سل���م لبن���ان ممث�ل�ا ب���وزارة الزراع���ة وغرفة‬ ‫طرابل����س وال�شمال‪ ،‬كال" من العراق وم�صر كتابين‬ ‫يت�ضمن���ان الطل���ب ال���ى الجه���ات المخت�ص���ة في‬ ‫البلدين العمل على �إعف���اء ال�شاحنات اللبنانية من‬ ‫ر�سوم الترانزيت في مرحلتي الذهاب واالياب‪.‬‬ ‫هذا الطلب ج���اء في �أعقاب لقاء عق���د في الغرفة‬ ‫ح�ضره االمين العام التحاد الغرف توفيق دبو�سي‪،‬‬ ‫وممثل وزي���ر الزراعة �صالح الح���اج ح�سن‪ ،‬و�سفير‬ ‫العراق عم���ر البرزنجي والوزي���ر المفو�ض ل�ش�ؤون‬ ‫التج���ارة ف���ي ال�سف���ارة الم�صري���ة �سع���د ال�شيخ‪،‬‬ ‫ورئي�س اتحاد بلديات الفيحاء نادر الغزال ورئي�س‬ ‫بلدي���ة المين���اء محمد عي�س���ى وممثل���ون عن غرف‬ ‫التجارة في الجن���وب والبقاع ومدير مرف�أ طرابل�س‬ ‫احمد تامر‪.‬‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪9‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون لبنانية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫ولنا كلمة‬

‫�إدعموا الجي�ش كي يبقى لبنان‬ ‫حزن ��ت حت ��ى العظ ��م عندم ��ا علم ��ت ب�إ�ست�شه ��اد الرائ ��د بي ��ار ب�شعالن ��ي‬ ‫والمع ��اون �إبراهي ��م زهرم ��ان اللذين قتال غ ��دراً بر�صا�ص م ��ن يفتر�ض‬ ‫�أنه ��م ابن ��اء الوطن‪ .‬ت�أثرت حتى الع�صب عندم ��ا ر�أيت دماء �أبناء الجي�ش‬ ‫اللبناني ُتهدر في ظل مهاثرات �سيا�سية رخي�صة‪.‬‬ ‫ل�س ��ت على معرف ��ة �شخ�صية بال�شهيدين �إنما ل ��ي معرفة وثيقة وتجربة‬ ‫عميقة بما كانا ينتميان اليه‪...‬وهوالجي�ش‪.‬‬ ‫ه ��ذه الم�ؤ�س�س ��ة الوطني ��ة اللبناني ��ة الرائدة الت ��ي تم ّث ��ل درع الوطن في‬ ‫الدفاع عنه �ضد �أي عدو خارجي‪ ،‬و�صمام الأمان في وجه �أية فتنة يعمل‬ ‫لها عدو داخلي تحركه �أجهزة �أجنبية‪.‬‬ ‫ه ��ذه الم�ؤ�س�س ��ة الت ��ي ُحرم ��ت من �أب�س ��ط حاجاتها م ��ن العدي ��د والعتاد‬ ‫وبقي ��ت لها الهيب ��ة والمعنويات‪ ،‬اللتان �صارتا بدورهما هدفاً للرماة من‬ ‫�أعداء لبنان في الخارج والداخل‪.‬‬ ‫وم ��ن المع ��روف �أن هيب ��ة الجي�ش هي �أه ��م من �سالحه‪ ،‬وق ��د تع ّلمنا في‬ ‫المدار� ��س الع�سكري ��ة �أن ��ه عندم ��ا يتم ّت ��ع الجي� ��ش بالهيب ��ة ي�ستغن ��ي عن‬ ‫�إ�ستعم ��ال الق ��وة‪...‬و�إن المعنويات هي الحاف ��ز االول للع�سكري كي يقوم‬ ‫بواجبه‪.‬‬ ‫حادث ��ة عر�س ��ال في البقاع اللبناني هي عمل جن ��اة في منتهى الخطورة‪،‬‬ ‫ربم ��ا لي�س ف ��ي حجمها بل في �أهدافها ومدلولها‪ .‬فلم يح�صل في تاريخ‬ ‫لبنان ان ُن ِّكل بجثامين ع�سكريين �أبطال‪ ،‬ذنبهم �أنهم �آمنو بهذا الوطن‪،‬‬ ‫ووثقوا بقيادته ال�سيا�سية‪ ،‬و�سعوا الى القيام بواجبهم وتنفيذ مهامهم‪.‬‬ ‫ق ��ال ل ��ي المح ��اور على �إح ��دى �شا�شات التلف ��زة �إن ما ح�صل ف ��ي عر�سال‬ ‫�إ�سته ��دف هيب ��ة الدولة‪ .‬ف ��كان تعليقي بكل �صراحة و�ص ��دق وو�ضوح‪� :‬إن‬ ‫الم�سته ��دف ه ��و هيبة الم�ؤ�س�س ��ة الع�سكري ��ة‪ .‬فهيبة الدول ��ة هدرت منذ‬ ‫�أم ��د‪ ،‬لق ��د ه ��درت ف ��ي �صي ��دا‪ ،‬وفق ��دت ف ��ي ع ��كار وطرابل�س وف ��ي �سجن‬ ‫رومي ��ة‪ ،‬وه ��ي ت�ستباح في كل يوم‪ ،‬وعلى كل ال�صع ��د وال حاجة الى مزيد‬ ‫من التف�صيل‪.‬‬ ‫فحكوم ��ة الن� ��أي بالنف� ��س الم�ستقيلة‪....‬ن� ��أت بنف�سها عن كل �ش ��يء‪ ،‬ن�أت‬ ‫بنف�سه ��ا ع ��ن الأغذي ��ة الفا�س ��دة‪ ،‬وع ��ن ال ��دواء الفا�س ��د‪ ،‬وع ��ن ال�سرقات‬ ‫والإختال�س ��ات‪ ....‬ودخل ��ت الطائفي ��ة والمح�سوبية مفا�صله ��ا الأ�سا�سية‬ ‫وال�شرح يطول‪.‬‬ ‫وبقي ��ت م�ؤ�س�س ��ة الجي�ش‪...‬وبق ��ي �إ�ستهدافه ��ا والت�صوي ��ب عليها عمال"‬ ‫مو�سميا" وربما يوميا" من دون كلل او ملل ومن دون ح�ساب او عقاب‪.‬‬ ‫خ�سرن ��ا ف ��ي نه ��ر الب ��ارد �أكث ��ر م ��ن ‪� 186‬شهي ��دا" ومئ ��ات الجرح ��ى‬ ‫والمعوقي ��ن‪ ،‬ث ��م �أ�صبح ��ت الدول ��ة رهين ��ة ل ��دى الجن ��اة‪� .‬أم ��ا لم ��اذا‬ ‫عر�سال‪...‬؟‪�.‬أن ��ا �أراه ��ا مظلوم ��ة قب ��ل ان تك ��ون ظالم ��ة ‪ ...‬فه ��ي بل ��دة‬ ‫لبناني ��ة عزي ��زة �أ�صابها الحرم ��ان ك�أقرانها ومثيالتها من ��ذ �أمد‪ ،‬وقد‬ ‫ق ّدم ��ت �أف�ضل �شبابه ��ا للم�ؤ�س�سة الع�سكرية وقوى االمن � اّإل �أنها اليوم‬ ‫�أ�صبح ��ت رهين ��ة مخطوف ��ة منف�صل ��ة ومنعزل ��ة ع ��ن وطنه ��ا الأم‪ ،‬لأن‬ ‫م ��ن �أراد �إختياره ��ا منطقة عازل ��ة للمجموعات الم�سلح ��ة �ضد �سوريا‪،‬‬

‫‪8‬‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫ه ��و ال ��ذي �شاء ذلك‪ ،‬وهو ال ��ذي زرع الحقد في قل ��وب �أقلية �ضالة من‬ ‫ابنائه ��ا‪ ،‬ور�صد الأم ��وال الطائلة للتجي�ش‪ ،‬والتحري� ��ض‪ ،‬والممار�سة‪،‬‬ ‫لتحقيق �أهدافه‪.‬‬ ‫كلن ��ا نعل ��م وال �أحد ي�ستطي ��ع ان ينكر �أن النزاع ال�س ��وري رمى بثقله على‬ ‫لبنان المنق�سم �أ�ص ً‬ ‫ال تجاهه‪ ،‬و�أن المنطقة العازلة التي خطط البع�ض‬ ‫الن�شائه ��ا ف ��ي �شم ��ال لبنان‪ ،‬وب ��د�أ الف�صل االول في ه ��ذا التخطيط على‬ ‫�أث ��ر مقت ��ل ال�شي ��خ عب ��د الواحد‪ ،‬ثم ف ��ي �أح ��داث طرابل� ��س المذهبية‪...‬‬ ‫وبد�أت با�ستهداف الجي�ش و�سجن �ضباطه‪....‬ثم ف�شلت‪� .‬إختير لها بلدة‬ ‫عر�سال التي بد�أ ال�سعي لإعالنها �إمارة م�ستقلة‪.‬‬ ‫فه ��ل لأه ��ل عر�سال الك ��رام م�صلحة في ذلك؟ �أال يعلم ��ون ب�أن ما يجري‬ ‫ف ��ي �سوري ��ا هو �ص ��راع �أم ��م‪ ،‬و�أنه "عندم ��ا تت�ص ��ارع الفيلة‪ ،‬تدف ��ع الغابة‬ ‫ب�سكانها و�أ�شجارها ثمن ال�صراع" ؟‪....‬‬ ‫المه ��م الآن ماذا بعد؟ و�أي ��ن �أ�صبحت ق�ضية عر�سال؟ وهل �إ�ستقالت من‬ ‫تطبيق القانون مع �إ�ستقالة الحكومة؟‬ ‫انا كمواطن لبناني غير مرتهن لأحد‪� ،‬ش�أنه �ش�أن معظم �أبناء هذا الوطن‬ ‫الذين ي�سددون فواتير الماء والهاتف والكهرباء وكافة �ضرائب الدولة‪.‬‬ ‫ولي� ��س عليه ��م فواتي ��ر قي ��د الت�سدي ��د ال للنظ ��ام ال�س ��وري وال لأعدائ ��ه‪.‬‬ ‫�أرى ان الت ��ورط ف ��ي االزم ��ة ال�سورية هو لعب بالن ��ار‪ ،‬و�إذا �إ�ستم ّرت النار‬ ‫باال�شتع ��ال ف ��ي �سوريا ف�إنها �ست�ص ��ل الى كل بيت لبناني م ��ن دون �إذن �أو‬ ‫دعوة من �أحد ف�أقله ان ال ن�سرع ب�سكب الوقود وت�أجيج الحريق‪.‬‬ ‫و�أن ��ا كع�سكري بالتن�شئة والتربية والخب ��رة والممار�سة‪� ،‬أرى في الجي�ش‬ ‫الإطفائ ��ي الوحي ��د لهذه النيران‪� ،‬إذا �إ�شتعل ��ت‪ .‬و�أرى �أنه من الظلم ومن‬ ‫الكف ��ر �أن تم ��ر حادثة عر�سال الخطيرة مرور "اللئام"‪ ،‬و�أن على الجي�ش‬ ‫ان ي�ستعي ��د هيبت ��ه مهما ك ّل ��ف االمر‪ ،‬و� اّإل فنحن ب�إنتظ ��ار عر�سال �أخرى‬ ‫في مكان �آخر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫�أقول لي�س على الجي�ش اللبناني �أن ي�أخذ �إذنا او تكليفا و�أمرا من �أحد‪...‬‬ ‫ف�صحيح ان الجي�ش هو د�ستورياً وقانونياً يتبع ال�سلطة ال�سيا�سية‪ � ،‬اّإل �أن‬ ‫هن ��اك مر�سوم� �اً يك ّلف الجي�ش بحفظ الأمن في تل ��ك المنطقة وغيرها‬ ‫م ��ن لبن ��ان‪ .‬والمطلوب ه ��و دعم �سيا�سي جدي وفعل ��ي ولي�س ت�صريحات‬ ‫خجولة ال تمثل �سوى كالم في الهواء او حبر على ورق‪.‬‬ ‫وكم ��ا عر�س ��ال كذل ��ك جب ��ل مح�س ��ن وب ��اب التبان ��ة حيث �سق ��ط باالم�س‬ ‫�شهيداً من الجي�ش‪� ،‬ضحية القن�ص الغادر‪.‬‬ ‫و�أخي ��راً‪ ،‬ه ��ل للدولة الم�ستقيلة والتي تح ��اول العودة من خالل حكومة‬ ‫جديدة ان تتقي اهلل في �شعبها ووطنها‪ .‬وتجمع مع كافة مكونات الوطن‬ ‫ال�سيا�سي ��ة‪ ،‬معار�ض ��ة ومواالة عل ��ى �إنقاذ الوطن بد ًال م ��ن الخالف على‬ ‫ت�شكيل هيئة‪ ،‬وتعيين مدير؟‬ ‫الدكتور ه�شام جابر‬ ‫عميد ركن في الجي�ش اللبناني متقاعد‬ ‫والمدير العام لمركز �أبحاث ال�شرق الأو�سط في بيروت‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫الموجز العربي‬

‫مر�سي‪ :‬ال بيع للقطاع العام وال خ�صخ�صة بعد الآن‬ ‫�أعل ��ن الرئي� ��س الم�ص ��ري الإ�س�ل�امي محم ��د‬ ‫مر�سي �أن الحكومة �ستوقف برنامج خ�صخ�صة‬ ‫�ش ��ركات القط ��اع العام مع العم ��ل على تطويره‬ ‫وذلك في كلمة في منا�سبة عيد العمال‪.‬‬ ‫وقال مر�س ��ي في خطابه ال ��ذي �ألقاه في مجمع‬ ‫الحديد وال�ص ��لب في �ض ��احية حل ��وان‪ ،‬جنوب‬ ‫القاه ��رة‪" ،‬ال بي ��ع للقط ��اع العام وال �إ�س ��تغناء‬ ‫ع ��ن عماله بع ��د الآن" و�س ��ط ت�ص ��فيق العمال‬ ‫والمهند�سين‪.‬‬ ‫و�أو�ض ��ح �أن "ت�ش ��جيع القط ��اع الخا� ��ص‬ ‫والإ�س ��تثمارات الخا�ص ��ة ال يعني �أن يكون ذلك‬ ‫بديال" من القطاع العام الذي الب ّد من تطويره‬ ‫ليكون القطاعان العام والخا�ص جناحي التنمية‬ ‫في م�صر"‪.‬‬ ‫ووعد مر�س ��ي بتطوير القطاع العام الم�ص ��ري‬ ‫عب ��ر �ض ��خ �إ�س ��تثمارات وو�ض ��ع ر�ؤي ��ة نه�ض ��ة‬ ‫جديدة من دون الإ�س ��تغناء عم ��ا بها من عمالة‬ ‫و�إمكانات‪.‬‬ ‫و�ش ��هدت م�صر خالل ت�سعينات القرن الما�ضي‬

‫عملية خ�صخ�ص ��ة وا�س ��عة لل�ش ��ركات المملوكة‬ ‫للدولة (القط ��اع العام) لكن �أحكام ًا ق�ض ��ائية‬ ‫الحقة �أعادت بع�ض ��ها الى الدولة بعد �ش ��بهات‬ ‫ف�ساد في عمليات البيع نف�سها‪.‬‬ ‫ونتج عن عمليات الخ�صخ�ص ��ة الإ�س ��تغناء عن‬ ‫عدد كبير من العمال الم�صريين ب�شكل تع�سفي‬ ‫ومن دون تعوي�ضهم ب�شكل جيد‪ ،‬بح�سب ن�شطاء‬ ‫حقوقيين من المدافعين عن حقوق العمال‪.‬‬

‫الرئي�س الم�صري محمد مر�سي‬

‫النمو ال�سكاني في اليمن بين �أعلى المعدالت عالمي ًا‬ ‫�أ�ش ��ار تقرير حكومي يمن ��ي‪� ،‬إلى تراجع معدل نمو‬ ‫ال�س ��كان ف ��ي اليمن م ��ن‪ 3.5‬في المئة كمتو�س ��ط‬ ‫�س ��نوي بين عام ��ي ‪ 1988‬و‪� ،1994‬إلى ‪ 3‬في المئة‬ ‫في الفترة ‪.2004 - 1994‬‬ ‫و�أكد تقرير التنمية الب�ش ��رية الوطني الرابع الذي‬ ‫�أطلقته وزارة التخطيط والتعاون الدولي اليمنية‪،‬‬ ‫بالتع ��اون م ��ع برنامج الأم ��م المتح ��دة الإنمائي‪،‬‬ ‫�أن مع ��دل نمو ال�س ��كان "ال يزال م ��ع هذا التراجع‬ ‫الطفي ��ف من �أعل ��ى المع ��دالت العالمي ��ة‪ ،‬نتيجة‬ ‫الزواج المبكر و�إرتفاع معدالت الخ�صوبة"‪.‬‬ ‫والح ��ظ �إرتف ��اع مع ��دالت البطال ��ة خ�ل�ال عامي‬ ‫‪ 2011‬و ‪ ،2012‬ب�س ��بب توق ��ف معظ ��م الم�ش ��اريع‬ ‫الإ�س ��تثمارية �أو تعليقه ��ا‪ ،‬نتيج ��ة تداعيات الأزمة‬ ‫ال�سيا�س ��ية التي �ش ��هدها اليمن خالل عام ‪.2011‬‬ ‫و�أ�ش ��ار �إلى "ارتفاع معدالت البطالة بين ال�شباب‬ ‫وتحديد ًا الفقراء منه ��م‪ ،‬في مقابل �إرتفاع �أعداد‬ ‫ال�شباب الداخلين حديث ًا �إلى �سوق العمل �سنوي ًا"‪.‬‬ ‫و�إعتب ��ر التقرير �أن ال�ش ��باب في اليم ��ن "ما زالوا‬

‫يميل ��ون �إلى التقليد وتقبل كل ما هو قائم من دون‬ ‫تجديد‪ ،‬ف� ً‬ ‫ضال عن �إن�ص ��راف �أعداد كبيرة منهم‬ ‫عن ممار�س ��ة الريا�ضة‪ ،‬وتف�ض ��يلهم ق�ضاء �أوقات‬ ‫فراغهم في ممار�س ��ة ن�ش ��اطات �أخرى من �أهمها‬ ‫م�ضغ القات والتدخين"‪.‬‬ ‫و�شدد على �ضرورة "�إيجاد تكامل �سليم لل�سيا�سات‬ ‫التعليمي ��ة والتدريبي ��ة لتتواءم مع حـاجات �س ��وق‬ ‫العم ��ل والتروي ��ج لثقاف ��ة العمل الح ��ر والتوظيف‬ ‫الذاتي"‪.‬‬ ‫والحظ �أن واقع الأو�ض ��اع ال�ص ��حية في اليمن "ال‬ ‫ي ��زال متردي ًا‪� ،‬إذ ت�س ��تمر ن�س ��بة وفي ��ات الأمهات‬ ‫والأطفال دون �سن الخام�س ��ة من �أعلى المعدالت‬ ‫العالمية"‪ .‬و�أعلن �أن متو�سط العمر المتوقع للحياة‬ ‫عند الوالدة يبلغ ‪ 63‬عام ًا مقارنة بالمعدل العالمي‬ ‫(‪ ،)69.3‬وازدياد �إحتماالت تعر�ض �سكان الريف‬ ‫للوف ��اة بمق ��دار ‪ 17.7‬ف ��ي المئة مقارنة ب�س ��كان‬ ‫الح�ضر‪ ،‬و�إرتفاع عدد الوفيات الناجم عن �إنت�شار‬ ‫�سوء التغذية‪.‬‬

‫�أفادت ال�سلطات ال�سورية انها د�شنت �أخيرا"‬ ‫محطة كهربائية جديدة في ريف دم�شق بكلفة ‪20‬‬ ‫مليون دوالر وبق���درة ‪ 250‬ميغاواط‪ ،‬فيما ت�شهد‬ ‫البالد �أزمة خانقة في التغذية بالتيار‪.‬‬ ‫و�أك���دت وكال���ة "�سان���ا" الر�سمية عل���ى �أن رئي�س‬ ‫ال���وزراء وائل الحلقي �إفتتح محط���ة تحويل التوتر‬ ‫العال���ي لدع���م المنطق���ة الجنوبي���ة بق���درة ‪250‬‬ ‫ميغ���اواط‪ ،‬وبكلف���ة ‪ 2‬ملي���اري لي���رة �سورية (‪20‬‬ ‫مليون دوالر) وذلك في منطقة قد�سيا �شمال غرب‬ ‫دم�شق‪ .‬و�أ�شارت الى �أنه "ت���م توريد مواد المحطة‬ ‫م���ن �شرك���ة �إ�سباني���ة وتركيبه���ا بخب���رات محلية‪.‬‬ ‫و�أو�ضح���ت ان المحط���ة ترتبط بمحط���ات التحويل‬ ‫لتوفي���ر التغذية ف���ي �أجزاء م���ن العا�صمة وريفها‬ ‫و" ت�ساه���م في خف����ض الفاقد الفن���ي لل�شبكة‪ ،‬اذ‬ ‫تعتبر المحط���ة واحدة من محط���ات التحويل ‪230‬‬ ‫كيلوفول���ت في المنطقة الجنوبي���ة والبالغ عددها‬ ‫‪ 21‬محطة"‪.‬‬ ‫وق���درت الحكوم���ة الأ�ض���رار التي ا�صاب���ت قطاع‬ ‫الكهرباء بنحو ‪ 2،2‬ملياري دوالر منذ بدء النزاع‪.‬‬ ‫قال نقي���ب المقاولي���ن الأردنيين المهند�س‬ ‫�أحمد الطراون���ة �أن طرح الحكوم���ة الأردنية �أخيرا"‬ ‫عطاءات بقيمة ‪ 230‬مليون دينار من �شانه تن�شيط‬ ‫قطاع المقاوالت و�إخراجه من حالة الركود والتراجع‬ ‫التي �س ّجلها في االعوام ال�سابقة‪ .‬و�أو�ضح ب�أن هذه‬ ‫العطاءات خ�ص�صت فق���ط لموازنة وزارة الأ�شغال‬ ‫العامة لتنفيذ م�شاريع خا�صة بها‪.‬‬ ‫�أعل���ن وزير الم���ال الم�صري المر�س���ي ال�سيد‬ ‫حج���ازي‪� ،‬أن العج���ز ف���ي الموازن���ة العام���ة للدولة‬ ‫للع���ام المال���ي ‪ 2014 - 2013‬يبل���غ ‪197.5‬‬ ‫ملي���ار جني���ه (‪ 28.581‬ملي���ار دوالر)‪ .‬وق���ال‬ ‫في بي���ان �ألق���اه �أمام مجل����س ال�ش���ورى‪� ،‬إن "حجم‬ ‫الإعتم���ادات الم�ستهدف���ة لإ�ستخدام���ات الموازنة‬ ‫موزع ما بين النفقات البالغة ‪ 692.4‬مليار جنيه‬ ‫ومتطلبات حيازة الأ�ص���ول المالية البالغة ‪13.2‬‬ ‫مليار جنيه وت�سديد القرو����ض المحلية والخارجية‬ ‫البالغ���ة ‪ 114.5‬ملي���ار جني���ه"‪ .‬وك�ش���ف حجازي‬ ‫�أن "النفق���ات ُتمث���ل ‪ 84.4‬في المئ���ة من الحجم‬ ‫العام للإ�ستخدامات بم�شروع الموازنة‪ ،‬فيما تغطي‬ ‫الإيرادات ن�سبة ‪ 71.8‬في المئة من حجم النفقات‬ ‫لي�ص���ل العجز النقدي في الموازنة العامة الجديدة‬ ‫�إلى ‪ 197.5‬مليار جنيه بن�سبة ‪ 9.5‬في المئة من‬ ‫الناتج المحلي الإجمال���ي"‪ ،‬م�شيراً �إلى �أن "�إجمالي‬ ‫الناتج المحل���ي �إرتفع في الموازنة العامة الجديدة‬ ‫لي�صل �إل���ى ‪ 2.1‬تريليوني جنيه في مقابل ‪1.7‬‬ ‫تريليون في الموازنة الحالية التي تنتهي في ‪30‬‬ ‫حزيران (يونيو) المقبل"‪.‬‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪11‬‬


‫�ش�ؤون عربية‬ ‫الموقف العربي‬

‫عالجوا �أحالم ال�شباب العربي‬ ‫عل ��ى العالم العربي الإ�ستم ��اع الى �صوت �شبابه‪ .‬هذا‬ ‫ه ��و الجي ��ل ال ��ذي �سيح ��دد م�ستقب ��ل المنطق ��ة كم ��ا‬ ‫الكيفية التي �سيتم بها تحقيق ذلك‪ .‬وهو عامل مهم‬ ‫ال يمك ��ن تجاهل ��ه �أو تهمي�شه لأن ��ه يتمتع بقوة هائلة‬ ‫ف ��ي عدده وتطلعاته و�صوت ��ه‪ ،‬وهذا ما �أثبتته �أحداث‬ ‫العامين الفائتبن‪.‬‬ ‫تك�ش ��ف درا�سة �إ�ستق�صائية عن ال�شباب العربي‪ ،‬جرت‬ ‫�أخي ��را"‪ ،‬نتائ ��ج مثي ��رة للإهتم ��ام ح ��ول كي ��ف ينظر‬ ‫ه ��ذا الجيل الإ�ستثنائ ��ي الى بيئته ف�ض�ل�ا" عن ر�أيه‬ ‫ب�ش� ��أن الم�ستقب ��ل‪ .‬وت�أت ��ي �أهمية النتائ ��ج من حقيقة‬ ‫�أن ه ��ذه المجموع ��ة تم ّث ��ل ن�سب ��ة مهمة م ��ن ال�سكان‬ ‫ف ��ي المنطق ��ة العربي ��ة‪ .‬بالإ�ضاف ��ة �إل ��ى ذل ��ك‪ ،‬كان‬ ‫لهذه ال�شريحة دور مهم في �إنتفا�ضات البلدان التي‬ ‫�شه ��دت "الربيع العرب ��ي"‪ .‬ووفق ��ا" للدرا�سة‪ ،‬تعتقد‬ ‫غالبي ��ة ال�شباب العربي �أن الم�ستقبل يبدو م�شرقا"‪،‬‬ ‫وهناك �إحتماالت �إيجابية لم�ستقبل بلدانها‪ .‬تقريبا"‬ ‫‪ 74‬في المئة من الذين �شملهم الإ�ستطالع يعتقدون‬ ‫�أن "�أف�ض ��ل �أيامن ��ا ه ��ي الت ��ي تنتظرن ��ا"‪ .‬ومثل هذه‬ ‫الغالبي ��ة كان ��ت وا�ضح ��ة للعيان وبارزة ف ��ي ‪ 15‬بلدا"‬ ‫من التي �شملها الإ�ستطالع‪.‬‬ ‫ع�ل�اوة على ذل ��ك‪ ،‬ف� ��إن الغالبية �أعربت ع ��ن فخرها‬ ‫بهويته ��ا العربي ��ة‪ .‬وق ��ال ت�سع ��ة م ��ن �أ�ص ��ل ‪� 10‬شباب‬ ‫ب�أنه ��م كان ��وا "�أكث ��ر فخ ��را" �أن يكون ��وا عرب ��ا" بع ��د‬ ‫الإنتفا�ض ��ات"‪ .‬بالإ�ضاف ��ة �إل ��ى ذل ��ك‪ ،‬ق ��ال �إثنان من‬ ‫كل ثالث ��ة �أنهم "�أف�ضل ح ��اال" بعد الربيع العربي"‪.‬‬ ‫وعندم ��ا �سئل ��وا ع ��ن البل ��د العرب ��ي ال ��ذي يف�ضل ��ون‬ ‫العي� ��ش في ��ه ويعتبرون ��ه بل ��دا" نموذجي ��ا"‪� ،‬إخت ��ارت‬ ‫غالبي ��ة مذهلة دولة الإم ��ارات العربية المتحدة‪ .‬ما‬ ‫يقرب من ثل ��ث الذين �شملهم الإ�ستطالع ذكروا ب�أن‬ ‫ه ��ذا البلد الخليجي هو على ر�أ� ��س قائمة خياراتهم‪،‬‬ ‫وقالوا ب�أن نموذجه ينبغي �أن يُحتذى‪.‬‬ ‫مث ��ل ه ��ذا الإختي ��ار لي� ��س م�ستغرب ��ا"‪ .‬كل ال�شب ��ان‬ ‫وال�شاب ��ات الع ��رب يتطلعون الى تلبي ��ة الإحتياجات‬ ‫الأ�سا�سي ��ة التي ت�شم ��ل الإ�ستقرار والثب ��ات‪ ،‬و�إيجاد‬ ‫فر� ��ص عادل ��ة وجي ��دة و�أن يكون ��وا قادري ��ن عل ��ى‬ ‫تحقي ��ق ما يطمحون �إلي ��ه‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فمن الأهمية‬ ‫بم ��كان �أن يت ��م معالجة �أحالم ال�شب ��اب لأنهم يمكن‬ ‫�أن ي�ش ّكل ��وا قوة بن ��اءة �إيجابية �إذا وعندما يتم �سماع‬ ‫�صوتهم‪.‬‬ ‫القاهرة ‪ -‬هدى �أحمد‬ ‫‪10‬‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫زراعة‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫�سوريا تنتظر دعما ماديا" من رو�سيا و�إيران‬

‫حاكم الم�صرف المركزي ال�سوري �أديب ّميالة‬

‫ت�أمل �س ��وريا في دعم رو�س ��ي و�إيراني ي�ساعدها في تعوي�ض ما فاتها من خ�سائر مبا�شرة‬ ‫تقدره ��ا بنح ��و ‪ 25‬ملي ��ار ي ��ورو‪ ،‬وغير مبا�ش ��رة نتيج ��ة النمو ال�س ��لبي الذي ي�س ��تنزف‬ ‫�إحتياطاتها من العمالت الأجنبية‪ ،‬والتي �إنخف�ض ��ت من ‪ 17‬مليار دوالر الى �سقف يكفي‬ ‫�سوريا لجبه ما تواجهه‪.‬‬ ‫تو�ش ��ك �س ��وريا على الح�ص ��ول على دعم مالي من حليفتيها الرئي�س ��يتين رو�سيا و�إيران‬ ‫لتعوي�ض بع�ض الخ�سائر التي مني بها الإقت�صاد ال�سوري من جراء الأزمة والتي تجاوزت‬ ‫ال ‪ 25‬ملي ��ار ي ��ورو‪ .‬ور�أى حاكم بنك �س ��وريا المرك ��زي �أديب ميالة ان الدعم الرو�س ��ي‬ ‫والإيران ��ي عبر م�س ��اعدات مادية او من خ�ل�ال توريد مواد غذائية يخف ��ف الأعباء عن‬ ‫الخزينة‪" ،‬ونحن في �ص ��دد و�ضع اللم�سات الأخيرة على الم�ساعدات" من دون ان يحدّد‬ ‫حجمها "‪ ،‬معتبرا" �أن"الم�س ��اعدات المادية لي�س ��ت مهمة" نظرا" الى وجود �إحتياطات‬ ‫نقدية ما زلنا نت�صرف بها ون�ستطيع �أن ن�صد بها الهجوم على �سوريا"‪.‬‬ ‫ورف� ��ض م ّيالة الحديث عن "�إنهيار" العملة ال�س ��ورية‪ ،‬مو�ض ��حا" �أنها �إنخف�ض ��ت مقابل‬ ‫ال ��دوالر م ��ن نحو ‪ 50‬ليرة �س ��ورية قبل الأزمة ال ��ى نحو ‪ 115‬ليرة حالي ��ا"‪" ،‬و�إذا �أردنا‪،‬‬ ‫ن�س ��تطيع �أن نعيده ��ا �إلى م�س ��تويات �أف�ض ��ل‪ .‬لكن �أداء االقت�ص ��اد يحتم علين ��ا �أن تكون‬ ‫قيم ��ة العمل ��ة عند هذا الم�س ��توى"‪ .‬و�أعطى �أمثلة عن "دول فق ��دت �أكثر بكثير من قيمة‬ ‫عملتها وخالل فترة �أق�صر بكثير والأزمة لم تكن بهذه ال�شدة"‪ ،‬م�شيرا" الى �أزمة الليرة‬ ‫اللبنانية والدينار العراقي والجنيه الم�صري والدينار الكويتي �أثناء غزو العراق"‪ ،‬بينما‬ ‫فقد اليونانيون �أكثر من ثلث قدرتهم ال�شرائية من �أزمة ب�سيطة هي �أزمة عملة"‪.‬‬ ‫و�إعتبر �أن ثمة �ش ��ائعات تثير الخوف لدى المواطنين وتقول ان الليرة ال�س ��ورية تطبع في‬ ‫�س ��وريا وهي مزورة‪" ،‬لكن الحوادث كانت �س ��ريعة لتثبت لهم ب� ��أن غطاء الليرة موجود‪،‬‬ ‫وهي تطبع في الخارج‪ .‬كنا نطبعها في �ألمانيا والنم�سا واليوم في رو�سيا"‪ .‬ونفى ان تكون‬ ‫الإحتياطات ال�س ��ورية بالقطع االجنبي �إنخف�ض ��ت الى ‪ 4‬مليارات دوالر من ‪ 17‬مليارا"‪،‬‬ ‫معتبرا" ان الرقم "غير �ص ��حيح" وم�ؤكدا" �أن الإحتياطات وقيا�س ��ا" بعدد ال�سكان‪ ،‬تعد‬ ‫�أعلى من مثيالتها في دول مثل م�صر‪ .‬وقال �أن موارد �سوريا الخارجية بالقطع الأجنبي‬ ‫"هي موارد ال�سياحة وموارد ال�صادرات وهناك الإ�ستثمارات والتحويالت من الخارج‪.‬‬ ‫لكن معظم تلك الموارد جففتها العقوبات �إ�ضافة الى خروج الإ�ستثمارات �إلى مكان �أكثر‬ ‫�أمان ��ا""‪ .‬ونفى ان تكون الدولة عاجزة عن دف ��ع رواتب الموظفين‪" ،‬فنحن قادرون على‬ ‫ال�ص ��مود �س ��نوات"‪ .‬و�إذ �أقر ب�ضعف الإقت�صاد ال�س ��وري �أكد انه لم ينهار "فالإ�سعار في‬ ‫�سوريا هي �أقل منها في م�صر �أو لبنان"‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫‪ 100‬مليون دوالر من البنك الدولي لفقراء اليمن‬ ‫�أعل ��ن مكتب البنك الدولي في �ص ��نعاء بدء توزيع‬ ‫‪ 100‬مليون دوالر م�س ��اعدات نقدية على الفقراء‪،‬‬ ‫بالتعاون مع �صندوق الرعاية الإجتماعية اليمني‪.‬‬ ‫و�أو�ض ��ح مدي ��ر الم�ش ��روع ف ��ي البن ��ك "ليراي ��ه‬ ‫�إر�س ��ادوا" �أن ‪� 500‬أل ��ف �ش ��خ�ص ي�س ��تفيدون‬ ‫م ��ن الم�ش ��روع خالل ‪� 15‬ش ��هر ًا‪� ،‬ض ��من ترتيبات‬ ‫لتخفيف حدة الفقر في بلد يفتقر نحو ‪ 10‬ماليين‬ ‫من �س ��كانه �إل ��ى الأم ��ن الغذائي‪ ،‬ويعان ��ي ‪ 60‬في‬ ‫المئ ��ة من �أطفاله دون الخام�س ��ة‪� ،‬س ��وء التغذية‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار �إلى �أن اليمن يمر بمرحلة �إنتقالية ومعدل‬ ‫الفق ��ر في ��ه �إرتفع ليط ��اول نحو ‪ 50‬ف ��ي المئة من‬ ‫ال�سكان‪ ،‬ما تط ّلب تدخل البنك الدولي ليكون �أحد‬ ‫الداعمين الرئي�س ��يين له‪ .‬ولفت �إلى توقيع مذكرة‬ ‫م�ساعدات داخلية بين الحكومة اليمنية والمجتمع‬ ‫الدول ��ي نهاي ��ة العام الما�ض ��ي لتنفيذ الم�ش ��روع‪،‬‬ ‫الذي ير ّكز على تحقيق نجاحات �سريعة في مجال‬ ‫تقديم الخدمات‪ ،‬و�ش ��بكات ال�ضمان الإجتماعي‪،‬‬ ‫و�ض ��مان حماي ��ة المواطنين‪ ،‬ف�ض�ل�ا ع ��ن تطوير‬ ‫الإدارة االقت�ص ��ادية وتعزي ��ز ال�سيا�س ��ات المالية‬ ‫و�إدارة المالية العامة وتطوير البيئة الداعمة لنمو‬ ‫القطاع الخا�ص والتناف�سية فيه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫و�أو�ضح �أن الم�شروع يهدف �أي�ضا �إلى دعم الحكم‬ ‫الر�شيد وتقديم الخدمات المحلية ودعم الحكومات‬ ‫في بناء القدرات وتح�س ��ين الم�شاركة المجتمعية‪.‬‬

‫و�أو�ض ��ح نائب المدير التنفيذي ل�صندوق الرعاية‬ ‫الإجتماعي ��ة قا�س ��م �أحم ��د خليل‪� ،‬أن ال�ص ��ندوق‬ ‫نفذ م�س ��ح ًا �شام ًال على م�س ��توى الجمهورية �شمل‬ ‫�أكثر من ‪ 1.5‬مليون حالة‪ ،‬وجرت المفا�ض ��لة بين‬ ‫الح ��االت و ُق�س ��مت �إلى ثالث م�س ��تويات بح�س ��ب‬ ‫الحاجة و�ش ��ملت نحو ‪ 20‬محافظة‪ .‬و�شدد على �أن‬ ‫ال�ص ��ندوق موجود في �أكثر من ‪ 180‬منطقة ولديه‬ ‫�أكثر من ‪ 22‬فرع ًا على م�ستوى المحافظات ويقدم‬ ‫خدماته لأكثر الحاالت فقر ًا‪ .‬وذكر من�سق م�شاريع‬ ‫البنك الدولي في ال�صندوق نبيل محمد القباطي‪،‬‬ ‫�أن الم�ش ��روع مبني على �أ�سا�س �أن تقدم الحكومة‬ ‫اليمنية المبالغ للم�ستفيدين‪ ،‬على �أن يدفع البنك‬ ‫ه ��ذه الأم ��وال للحكوم ��ة بعد الخ�ض ��وع ل�سل�س ��لة‬ ‫�إجراءات �شفافة‪ .‬ولفت �إلى �أن الم�ساعدات ت�صل‬ ‫�إل ��ى �أربعة �آالف ريال �ش ��هريا (نح ��و ‪ 18‬دوالر ًا)‪،‬‬ ‫م�ش ��ير ًا �إلى �أن نجاح الم�شروع �سي�شجع المانحين‬ ‫على م�ضاعفة هذه المبالغ‪.‬‬ ‫ويم ��ول البنك الدول ��ي برنامج الدعم الم�ؤ�س�س ��ي‬ ‫ل�ص ��ندوق الرعاي ��ة االجتماعي ��ة بكلف ��ة تبل ��غ ‪10‬‬ ‫ماليين دوالر منذ ثالث �س ��نوات‪ ،‬ويدر�س تمديده‬ ‫لثالث �سنوات بهدف زيادة عدد الم�ستفيدين من‬ ‫برنامج النق ��د المالي‪ ،‬وتح�س ��ين ا�س ��تراتيجيات‬ ‫اال�س ��تهداف والتخطي ��ط لمناط ��ق وج ��ود‬ ‫الم�ستحقين‪.‬‬

‫�إرتفاع ا�سعار تجارة الجملة في الأردن ‪ %4‬في الربع الأول‬ ‫�إرتفعت �أ�سعار تجارة الجملة في الأردن الى رقم‬ ‫قيا�س ��ي بن�س ��بة ‪ 4‬بالمئة للرب ��ع الأول من ‪2013‬‬ ‫بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام ‪.2012‬‬ ‫وقالت دائرة الإح�صاءات العامة في تقرير حول‬ ‫�أ�س ��عار الجملة لقد نت ��ج �إرتفاع �أ�س ��عار الجملة‬ ‫نتيجة لزيادة �أ�س ��عار مجموع ��ة "بيع المركبات‬ ‫ذات المح ��ركات و�أجزائه ��ا" بن�س ��بة ‪ 3.7‬ف ��ي‬ ‫المئ ��ة ومجموع ��ة "الم ��واد الخ ��ام الزراعي ��ة‬ ‫والأغذية والم�ش ��روبات والتبغ" بن�س ��بة ‪ 5.4‬في‬ ‫المئة و"تجارة ال�سلع ال�شخ�صية والمنزلية غير‬ ‫الغذائي ��ة" بن�س ��بة ‪ 0.9‬في المئ ��ة و"المنتجات‬ ‫الو�س ��يطة غي ��ر الزراعية والنفاي ��ات والخردة"‬ ‫بن�س ��بة ‪ 5.8‬ف ��ي المئ ��ة ومجموع ��ة "تج ��ارة‬ ‫الأجه ��زة والآالت والمع ��دات غي ��ر المنزلي ��ة"‬

‫بن�سبة ‪ 5.6‬فيالمئة‪.‬‬ ‫و�أ�شار تقرير الإح�ص ��اءات �إلى �إنخفا�ض الرقم‬ ‫القيا�سي العام لأ�سعار تجارة الجملة للربع الأول‬ ‫من ع ��ام ‪ 2013‬بن�س ��بة ‪ 0.4‬في المئ ��ة مقارنة‬ ‫بالربع الرابع من ‪.2012‬‬ ‫يذك ��ر �أن �أ�س ��عار تج ��ارة الجمل ��ة يتم ح�س ��ابها‬ ‫ب�أ�س ��ا�س الع ��ام ‪ ،1998‬حي ��ث تق ��وم دائ ��رة‬ ‫الإح�ص ��اءات العامة بجمع بيانات الأ�س ��عار من‬ ‫خالل عينة ت�ش ��مل ‪ 233‬من�ش� ��أة تجارية‪ ،‬يجمع‬ ‫منه ��ا �أ�س ��عار ‪� 155‬س ��لعة يتم تداولها في �س ��وق‬ ‫الجمل ��ة‪� ،‬إ�ض ��افة �إلى الخ�ض ��ار والفواك ��ه التي‬ ‫ترد �أ�س ��عارها �ضمن ن�شرة الأ�س ��واق المركزية‪.‬‬ ‫وتجمع جميع الأ�س ��عار مثقلة ب�أوزانها لإ�ش ��تقاق‬ ‫الرقم القيا�سي ب�إ�ستخدام معادلة ال�سبير‪.‬‬

‫فاز عثم���ان بدير رئي�س مجل����س ادارة �شركة‬ ‫الت�أمين الأردنية برئا�سة الإتحاد الأردني ل�شركات‬ ‫الت�أمين بالتزكية كما فاز بالتزكية بمن�صب نائب‬ ‫رئي����س مجل����س ادارة الإتحاد للم���رة الثانية ح�سن‬ ‫عل���ي �أب���و الراغب المدي���ر العام ل�شرك���ة اليرموك‬ ‫للت�أمي���ن وف���از بالتزكي���ة بع�ضوية مجل����س �إدارة‬ ‫االتحاد كل من الدكتور وليد وائل زعرب مدير عام‬ ‫ال�شركة الأردنية الفرن�سية للت�أمين والدكتور علي‬ ‫الوزني مدي���ر عام ال�شركة الأول���ى للت�أمين وعماد‬ ‫الحجة مدير ع���ام ال�شركة المتحدة للت�أمين ور�شيد‬ ‫الهباب مدير عام �شركة الت�أمين الوطنية ويعقوب‬ ‫�صوالحة مدير عام �شركة الت�أمين العربية‪.‬‬ ‫�أ�ش���ارت االدارة الجهوي���ة لوكال���ة النهو����ض‬ ‫باال�ستثم���ارات الفالحية في بنزرت في تون�س �إلى‬ ‫�أن���ه " تمت الم�صادق���ة خالل الأربع���ة �أ�شهر الأولى‬ ‫م���ن ال�سنة الحالية على ‪ 97‬عملي���ة �أو نية �إ�ستثمار‬ ‫في قطاع���ي الفالحة وال�صيد البح���ري موزعة على‬ ‫مختل���ف مناطق الجه���ة"‪ ،‬بح�سب ما نقل���ت "وكالة‬ ‫تون����س �إفريقي���ا للأنباء"‪ .‬و�أو�ضح���ت الجهة �إلى �أن‬ ‫"الحج���م الإجمالي للإ�ستثم���ارات المر�صودة لإنجاز‬ ‫الم�شاري���ع الم�ص���ادق عليه���ا يقدر ب���ـ ‪ 14‬مليون‬ ‫و‪ 846‬ال���ف دينار (نحو ‪ 11.5‬مليون دوالر) منها‬ ‫‪ 7‬ماليي���ن دين���ار تمويل ذات���ي و‪ 5.259‬ماليين‬ ‫دينار منح وقرو�ض بنكية وت�شجيعات من الدولة"‪.‬‬ ‫قال وزير النفط الليبي عبد الباري العرو�سي‬ ‫�أن ليبيا �ستن�ضم الى جيرانها في �إجراء �إ�صالحات‬ ‫ل�سوق الوق���ود وتعتزم �إنهاء الدع���م بالكامل في‬ ‫غ�ضون ثالث �سنوات‪.‬‬ ‫وت�شي���ر تقدي���رات �صندوق النق���د الدولي الي �أن‬ ‫�أكثر من ‪ 14‬في المئة من الموازنة الليبية �أو �سبعة‬ ‫مليارات دوالر �ستذهب �إل���ى دعم الغذاء والوقود‬ ‫والذي تقول الحكومة انه غير ف ّعال لأنه ي�شجع على‬ ‫التهريب وال ي�ستهدف الفئات الأكثر �إحتياجا"‪.‬‬ ‫قال���ت وزي���رة االت�ص���االت وتكنولوجي���ا‬ ‫المعلوم���ات الفل�سطيني���ة الدكت���ورة �صفاء نا�صر‬ ‫الدين‪� ،‬أن هناك جهودا" كبيرة تبذل على محاور عدة‬ ‫للنهو�ض بقطاع الإت�صاالت ‪ .‬و�أ�ضافت في حديث‬ ‫خا����ص �أن هذه التح���ركات تتمثل بالبني���ة التحتية‬ ‫في فل�سطين ب�شكل عام والخدمات الحكومية التي‬ ‫نقدمها للمواطنين من طريق الإت�صاالت وهذا يتم‬ ‫مع وزارات فل�سطينية عدة ‪ ،‬بالإ�ضافة الى مو�ضوع‬ ‫تطوي���ر التكنولوجي���ا بالتعاون مع �إتح���اد �شركات‬ ‫(الآي تي ) وهناك مبادرة تتعلق بالمحتوى العربي‬ ‫بالتع���اون مع جامع���ة بيرزيت‪� ،‬إذ عقدن���ا م�ؤتمرات‬ ‫ون���دوات عدة حول هذا الم�ش���روع وقريبا" �ستكون‬ ‫هناك مبادرة مع جامعة البوليتكنيك ‪.‬‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪13‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون عربية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫المغرب‪ :‬الزراعة وال�صيد البحري يعززان الأداء االقت�صادي‬ ‫يراهن الإقت�ص ��اد المغربي على تح�س ��ن الإنتاج الزراعي وبع�ض القطاعات‬ ‫ال�ص ��ناعية لزيادة النمو‪ ،‬الذي يتوقع �أن يبل ��غ ‪ 5.8‬في المئة من الناتج في‬ ‫الن�صف الثاني من العام الحالي‪ ،‬في مقابل نمو �ضعيف لم يتجاوز ‪ 2.7‬في‬ ‫المئة العام الما�ض ��ي بعد �إرتفاع عجز الموازنة �إلى �س ��بعة في المئة وتفاقم‬ ‫عجز ميزان المدفوعات الخارجية و�إنخفا�ض الإحتياط النقدي‪.‬‬ ‫و�أفاد تقرير لـ "المندوبية ال�سامية في التخطيط" ب�أن فائ�ض القيمة المتوقع‬ ‫في القطاع الزراعي �س ��يزيد على ‪ 16‬في المئة بف�ضل غزارة الأمطار خالل‬ ‫ال�ش ��تاء والربيع‪ ،‬و�إت�س ��اع الم�ساحات المزروعة وتح�س ��ن معظم المحا�صيل‬ ‫من الحبوب والغالل المختلفة التي �س ��تكون الأف�ضل منذ خم�س �سنوات‪ ،‬ما‬ ‫�سي�س ��اهم في تح�سن �إيرادات المزارعين ويرفع النمو الإقت�صادي‪ ،‬ويقل�ص‬ ‫حجم الواردات الغذائية‪.‬‬ ‫ونما قطاع ال�ص ��يد البح ��ري ‪ 31‬في المئة‪ .‬ومعروف ان ثلث ال�س ��كان �أي ما‬ ‫يعادل ‪ 11‬مليون �ش ��خ�ص‪ ،‬يعي�ش على الزراعة و�ص ��يد الأ�س ��ماك‪ ،‬وي�س ��اهم‬ ‫القطاعان في نحو ‪ 17‬في المئة من الناتج الإجمالي‪.‬‬ ‫و�أظه ��ر التقرير �أن النمو االقت�ص ��ادي في الرب ��ع الأول من العام الحالي بلغ‬ ‫‪ 4.8‬في المئة‪ ،‬وهو تقريب ًا �ض ��عف معدل النمو الم�س � ّ�جل ف ��ي الفترة ذاتها‬ ‫من العام الما�ض ��ي‪ ،‬م�ستفيد ًا من تح�سن الإنتاج الزراعي والتطور الإيجابي‬ ‫في الن�ش ��اطات غير الزراعية خ�صو�ص ًا ال�صناعات التحويلية التي نمت بما‬ ‫بين ‪ 2.6‬و‪ 4.2‬في المئة‪ .‬كما تح�س ��ن الطلب الداخلي على الإ�س ��تهالك ولو‬ ‫بوتيرة �ضعيفة بلغت ‪ 0.4‬في المئة في الربع الأول من ال�سنة‪.‬‬ ‫و�إ�ستفاد الإقت�صاد المغربي �أي�ض ًا من عودة الطلب على التجارة الخارجية‪،‬‬ ‫ما �س ��اهم في تقلي�ص عجز الميزان التجاري بن�س ��بة ‪ 23‬في المئة‪ .‬و�أظهر‬ ‫التقرير �أن تراجع الواردات خ�صو�ص ًا الوقود والمواد الغذائية بن�سبة ‪18.5‬‬ ‫في المئة‪ ،‬ق ّل�ص عجز ح�ساب المبادالت الخارجية‪.‬‬

‫والحظ التقرير‪ ،‬الذي �أثار جد ًال في البرلمان‪� ،‬أن الإقت�ص ��اد ال يزال مت�أثر ًا‬ ‫بالأو�ض ��اع غير الم�س ��اعدة في منطقة اليورو‪ ،‬ال�ش ��ريك التجاري الأ�س ��ا�س‬ ‫الم�سجل في النمو الإقت�صادي العالمي‬ ‫للرباط‪ ،‬على رغم التح�سن الطفيف‬ ‫ّ‬ ‫وف ��ي التجارة الدولية‪ ،‬التي نمت ‪ 1.3‬في المئة‪ .‬و�إعتبر �أن ت�أكيد ا�س ��تمرار‬ ‫تح�س ��ن النم ��و بوتي ��رة �أعلى ف ��ي الن�ص ��ف الثاني‪� ،‬س ��يعزز فر� ��ص التعافي‬ ‫وتح�سن الأداء في القطاعات الأ�سا�س‪ ،‬لكنه‬ ‫التدريجي للإقت�صاد الإنتاجي‪ّ ،‬‬ ‫ال يعالج ال�صعوبات المالية في الح�سابات الكلية‪ ،‬حيث ما زال العجز المالي‬ ‫للخزينة قريب ًا من �سبعة في المئة‪ ،‬بعد انخفا�ض �إيرادات الخزينة ‪ 3.6‬في‬ ‫المئة وزيادة نفقات الحكومة ‪ 19‬في المئة في الربع الأول‪.‬‬ ‫وق� �دّر التقري ��ر عجز الخزينة ف ��ي الربع الأول من الع ��ام الحالي بـ‪ 23‬مليار‬ ‫درهم (‪ 2.7‬ملياري دوالر)‪ ،‬و�أظهر �إرتفاع المديونية بن�س ��بة �ستة في المئة‬ ‫خالل الفترة ذاتها‪ ،‬و�أ�ش ��ار �إل ��ى �أن لجوء المغرب �إلى �س ��وق المال الدولية‬ ‫نهاية العام الما�ضي لإقترا�ض ‪ 1.5‬مليار دوالر لم يكن له �سوى �أثر محدود‬ ‫عل ��ى معالجة م�ش ��كلة ال�س ��يولة النقدية لدى الم�ص ��ارف التجاري ��ة‪ ،‬بعدما‬ ‫�إنخف�ضت الكتلة النقدية ‪ 1.9‬في المئة وزادت �أ�سعار الفائدة المدينة تحت‬ ‫طلب تمويل عجز الخزينة‪ ،‬ما قل�ص القرو�ض الم�ص ��رفية الموجهة للأفراد‬ ‫وال�شركات‪.‬‬ ‫و�إنتق ��دت المعار�ض ��ة ف ��ي البرلمان ق ��رار الحكومة �ش ��طب ‪ 15‬مليار درهم‬ ‫من نفقات الإ�س ��تثمار العام‪ ،‬و�إعتبرته قرار ًا خاطئ ًا �س ��تكون له �إنعكا�س ��ات‬ ‫�إجتماعية و�إقت�ص ��ادية على الع ّمال وعلى ال�ش ��ركات ال�ص ��غيرة والمتو�سطة‬ ‫الت ��ي تح�ص ��ل على عقودها من القط ��اع العام‪ .‬وع ّبر �إتح ��اد رجال الأعمال‬ ‫في الدار البي�ضاء عن �أ�سفه لقرار الحكومة خف�ض النفقات في وقت يحتاج‬ ‫البلد �إلى مزيد من الإ�س ��تثمارات لمواجهة البطالة وتحديات التنمية والنمو‬ ‫الإقت�صادي‪.‬‬

‫"النمو في المنطقة العربية �إلى تراجع"‬ ‫لف ��ت كبير الإقت�ص ��اديين في لجنة الأم ��م المتحدة‬ ‫الإقت�ص ��ادية والإجتماعية لغرب �آ�س ��يا "الإ�س ��كوا"‬ ‫ورئي� ��س �إدارة التنمي ��ة الإقت�ص ��ادية والعولم ��ة ف ��ي‬ ‫اللجن ��ة عب ��داهلل ال ��دردري‪ ،‬ال ��ى �أن �آف ��اق النم ��و‬ ‫المتوا�ض ��عة لبلدان �آ�س ��يا والمحيط الهادئ �س ��ت�ؤثر‬ ‫في الإقت�ص ��ادات العربية عبر الروابط الإقت�صادية‬ ‫والإجتماعي ��ة بي ��ن ه ��ذه الأقالي ��م والتي �أ�ص ��بحت‬ ‫م�صيرية بالن�سبة الى التنمية في المنطقة العربية‪.‬‬ ‫�أ�ض ��اف ان التوقع ��ات ت�ش ��ير �إل ��ى "�أن النمو في‬ ‫المنطق ��ة العربية �س ��يتراجع تدريج ��ا" في العام‬ ‫‪ ،"2013‬متوقع ��ا" "�أن يختفي الطلب القوي على‬ ‫الموارد الطبيعية في الم�ستقبل القريب"‪.‬‬ ‫تح ��دث ال ��دردري لمنا�س ��بة �إط�ل�اق الدرا�س ��ة‬ ‫الرئي�س ��ية ال�ص ��ادرة ع ��ن لجنة الأم ��م المتحدة‬ ‫‪12‬‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫رئي�س �إدارة التنمية الإقت�صادية والعولمة في "الأ�سكوا"‬ ‫عبدالله الدردري‬

‫الإقت�صادية والإجتماعية لآ�سيا والمحيط الهادئ‬ ‫ف ��ي بانك ��وك ‪ -‬تايلند ل�س ��نة ع ��ام ‪ ،2013‬والتي‬ ‫حملت عنوان "تطلعات �سيا�سات الإقت�صاد الكلي‬ ‫من �أجل التنمية ال�شاملة والم�ستدامة"‪.‬‬ ‫ولف ��ت �إل ��ى "�أن �إنتعا� ��ش النم ��و المتوا�ض ��ع ف ��ي‬ ‫ال�ص ��ين والهن ��د يمك ��ن �أن ي�ؤث ��ر �إيجاب ��ا" على‬ ‫المنطقة العربية‪� ،‬إذ �أنها تم ّثل منفذا" لإ�ستمرار‬ ‫وتو�س ��يع الروابط الإجتماعية والإقت�ص ��ادية في‬ ‫هاتين المنطقتين"‪.‬‬ ‫وقال �إن ��ه وفق تقديرات الإ�س ��كوا‪ ،‬ف� ��إن �إجمالي‬ ‫�ص ��ادرات الإقت�ص ��ادات العربية في منطقة �آ�سيا‬ ‫والمحيط اله ��ادئ �إرتفع ‪� ٪12‬أي نحو ‪ 638‬مليار‬ ‫دوالر في ‪ ،2012‬في حين �إرتفعت قيمة الواردات‬ ‫بن�سبة ‪� ٪15‬أي بنحو ‪ 291‬مليارا"‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫الموجز الخليجي‬

‫�شركة م�صرفية في الكويت للتقييم العقاري‬ ‫ت�شق �ش ��ركة التقييم العقاري الكويتية الجديدة‬ ‫طريقه ��ا نح ��و ر�ؤي ��ة الن ��ور‪ ،‬بعدم ��ا واف ��ق بنك‬ ‫الكوي ��ت المركزي مبدئي� � ًا على ت�أ�سي�س ��ها بناء‬ ‫على طلب من �إتحاد م�صارف الكويت‪ .‬وظهرت‬ ‫�إعترا�ضات �أولية هنا وهناك‪ ،‬ال �سيما من بع�ض‬ ‫�أع�ضاء �إتحاد مق ّيمي العقار �أو بع�ض العقاريين‪،‬‬ ‫علم� � ًا ان ال�ش ��ركة العتي ��دة ل ��ن تكون مناف�س ��ة‬ ‫عدوانية لجهات �أخرى كما يظن هذا البع�ض‪.‬‬ ‫وقالت م�ص ��ادر م�ص ��رفية ان البن ��ك المركزي‬ ‫يطلب م ��ن البن ��وك �إعتماد مق ِّيمي ��ن عقاريين‪،‬‬ ‫�أحدهم ��ا بنك الكوي ��ت الدولي �أو بي ��ت التمويل‬ ‫الكويتي‪ .‬وبعد قيام ال�شركة الجديدة يفتر�ض ‪-‬‬ ‫من حيث المبد�أ ‪ -‬طلب �إعتماد جهتي تقييم كما‬ ‫العادة على ان تكون ال�شركة العتيدة الخيار الأول‬ ‫ثان اما بنك الكويت الدولي واما‬ ‫�إلى جانب خيار ٍ‬ ‫بيت التمويل و�إما جهة تقييم �أخرى‪.‬‬ ‫وت�ضيف الم�صادر ان الإعترا�ض الآن ال مبرر له‬ ‫وال خوف من ال�ش ��ركة الجديدة التي �ست�س ��اهم‬ ‫فيها الم�ص ��ارف ب�إعتبارها المعنية الأولى بدقة‬ ‫تقيي ��م الأ�ص ��ول العقاري ��ة محل الره ��ن مقابل‬ ‫قرو�ض �أو مرابحات‪ ،‬ف�ض�ل ً�ا ع ��ن �أهمية تقييم‬ ‫الأ�صول العقارية عموم ًا لزوم عمليات م�صرفية‬ ‫�أخرى‪.‬‬ ‫وت�ش ��ير م�صادر �أخرى الى �أن الإعترا�ض الأولي‬

‫من البع�ض لم يتبلور بعد ليكون محل رد منظم‬ ‫وممنهج من قبل �إتحاد الم�صارف‪.‬‬ ‫�إلى ذل ��ك‪ ،‬ظه ��رت تباينات في �إتح ��اد مق ّيمي‬ ‫العقار نف�س ��ه وح�ص ��لت �إ�س ��تقاالت منها ما هو‬ ‫ُم�س ��بب‪ ،‬وكان ��ت �ص ��حيفة "الوط ��ن" الكويتية‬ ‫ن�ش ��رت ف ��ي ال�ش ��هر الفائت ح ��وارا" م ��ع نائب‬ ‫رئي�س االتحاد عماد الفرج قال فيه‪� :‬إنه �إ�ستقال‬ ‫�إعترا�ض� � ًا على عدم تطبيق المعايي ��ر الدولية‪،‬‬ ‫كما ذك ��ر �أ�س ��بابا" �أخرى مثل عدم ال�ش ��فافية‬ ‫وتفاوت التقييم ب�ش ��كل كبي ��ر بين جهة و�أخرى‪،‬‬ ‫ف�ض�ل ً�ا عن غياب الأ�س ���س والمعايي ��ر التي هي‬ ‫وراء ع ��دم ر�ض ��ا البن ��ك المركزي ع ��ن جهات‬ ‫التقيي ��م عموم� � ًا‪ ،‬كم ��ا ق ��ال عم ��اد الف ��رج في‬ ‫ت�صريحه‪.‬‬ ‫وتقول م�ص ��ادر �أخرى ان ال�ش ��ركة الم�ص ��رفية‬ ‫الت ��ي �س� �تُعنى بالتقييم العقاري باتت �ض ��رورة‪،‬‬ ‫ال �س ��يما �إذا قامت على �أ�س ���س مهني ��ة وحيادية‬ ‫وطبق ��ت �أف�ض ��ل المعايي ��ر الدولي ��ة ف ��ي ه ��ذا‬ ‫المجال‪ .‬وما �إ�س ��تجابة البن ��ك المركزي لطلب‬ ‫�إتحاد الم�ص ��ارف �إال مرون ��ة منه �أو ًال‪ ،‬ثم يقينه‬ ‫ان ال�س ��وق تحتاج ال ��ى مثل هذه ال�ش ��ركة‪ ،‬التي‬ ‫�س ��تكون �إ�ض ��افة نوعية ترتقي به ��ذه المهنة الى‬ ‫م�س ��تويات �أعل ��ى �إذا كانت بجه ��از �إداري وفني‬ ‫وتقني متخ�ص�ص ومحايد وم�ستقل‪.‬‬

‫‪ 1000‬وظيفة في طيران الإمارات �سنوي ًا بحلول ‪2015‬‬ ‫ك�شف نا�صر بن خربا�ش‪ ،‬نائب رئي�س �أول دائرة‬ ‫الموارد الب�ش ��رية لتطوير وخدم ��ات الموظفين‬ ‫ف ��ي مجموع ��ة الإم ��ارات‪� ،‬أن المجموعة تهدف‬ ‫ال ��ى توظي ��ف ‪ 1000‬مواط ��ن ومواطنة �س ��نوي ًا‬ ‫بحل ��ول ‪ ،2015‬الفت� � ًا �إل ��ى �أنها تج ��اوزت خالل‬ ‫ال�س ��نة المالي ��ة الما�ض ��ية الرقم الم�س ��تهدف‪،‬‬ ‫حيث و�ص ��لت موازنة التوطين �إل ��ى ‪ 100‬مليون‬ ‫درهم مقابل ‪ 65‬مليون ًا في العام الذي �سبقه‪.‬‬ ‫كما �إن�ضم �إلى المجموعة �أكثر من ‪ 815‬مواطنا"‪،‬‬ ‫مقاب ��ل الرق ��م الم�س ��تهدف وه ��و ‪ 750‬و�أ�ض ��اف‪:‬‬ ‫"نتطلع هذا العام �إلى ك�سر هذه الأرقام من جديد‪،‬‬ ‫حيث ن�س ��تهدف توظيف ‪� 850‬إماراتي ًا ونتطلع الى‬ ‫تج ��اوز الهدف �إلى ما يناه ��ز ‪ 900‬مواطن بنهاية‬

‫‪ ."2013‬ويحظ ��ى ‪ 2350‬مواطن� � ًا يعمل ��ون ف ��ي‬ ‫المجموعة اليوم بدعم م�س ��تمر من �إدارة توظيف‬ ‫وتطوي ��ر المواطنين‪ ،‬التي ت�ض ��م فريق ًا مكون ًا من‬ ‫نح ��و ‪� 40‬شخ�ص� � ًا‪ ،‬وتوفر برام ��ج تدريبية مكثفة‪.‬‬ ‫وتب ��ذل ه ��ذه الإدارة جه ��ود ًا متوا�ص ��لة على مدار‬ ‫الع ��ام لإ�س ��تقطاب المواطني ��ن للعم ��ل فيها‪ ،‬كما‬ ‫تقوم بتوفير دعم م�س ��تمر لهم لتطوير م�س ��يرتهم‬ ‫المهنية‪ ،‬وتزويدهم بمختلف الو�س ��ائل ال�ضرورية‬ ‫لتحقيق طموحاتهم في هذا المجال‪.‬‬ ‫و�إل ��ى جانب ذلك وفرت الإدارة من�ص ��ة داخلية‬ ‫�إ�س ��تراتيجية ت�س ��مى "رحلتي" تتن ��اول الكيفية‬ ‫التي تق ��وم بها المجموعة ب�إ�س ��تقطاب وتدريب‬ ‫وت�أهيل المواطنين‪.‬‬

‫ناق����ش خلفان �سعي���د الكعب���ي النائب الأول‬ ‫لرئي����س مجل�س �إدارة غرف���ة �أبوظبي م���ع جال لبو‬ ‫نائ���ب رئي����س غرفة تول���وز �سبل تطوي���ر عالقات‬ ‫التع���اون بين ال�ش���ركات والم�ؤ�س�سات العاملة في‬ ‫�أبوظب���ي ومدينة تولوز الفرن�سي���ة‪ .‬و�أطلع الكعبي‬ ‫الوف���د الفرن�س���ي عل���ى الخدم���ات الت���ي توفرها‬ ‫الغرفة لل�شركات والم�ؤ�س�سات العاملة في �أبوظبي‬ ‫وتج���اوز عددها في نهاية العام ‪ 2012‬الـ‪� 85‬ألف‬ ‫�شركة وم�ؤ�س�سة‪.‬‬ ‫حم���ل المدي���ر الع���ام ل���ـ "�صن���دوق الم���وارد‬ ‫ّ‬ ‫الب�شري���ة" ال�سع���ودي (ه���دف) �إبراهي���م المعيقل‬ ‫رجالَ الأعمال م�س�ؤولي��� َة �إ�ستبعاد ال�سعوديين من‬ ‫العم���ل‪ ،‬بحجة �أنهم غير م�ؤهلين‪ ،‬وكذلك م�س�ؤولية‬ ‫التحويالت المالية الخارجة من المملكة عبر العمالة‬ ‫الواف���دة‪ ،‬والتي بلغت ‪ 130‬ملي���ار ريال (‪34.6‬‬ ‫مليار) دوالر‪.‬‬ ‫و�أو�ض���ح �أن التجار ي�ستقدم���ون عماالً وافدين غير‬ ‫م�ؤهلي���ن ويدربونهم ل�سنوات من دون �أن يتذمروا‬ ‫منه���م لأن رواتبهم منخف�ضة‪ .‬وق���ال مخاطبا ً رجال‬ ‫الأعم���ال "ما نطلب���ه منكم هو توفي���ر بيئة منا�سبة‬ ‫و�آمن���ة لأبنائنا للعي�ش الكريم"‪ ،‬م�ؤك���داً �أن الدولة‬ ‫�ست�ستمر ف���ي نهج توطين الوظائف وطلب الدعم‬ ‫م���ن التج���ار الذي يع���ود بالنف���ع عل���ى الإقت�صاد‪.‬‬ ‫وتاب���ع‪" :‬من ال ْأولى بقاء الحواالت المالية في البلد‬ ‫و�إ�ستثمارها جيدا""‪.‬‬ ‫توقع الوزي���ر الم�س�ؤول عن ال�ش����ؤون المالية‬ ‫في �سلطنة ُعم���ان دروي�ش البلو�ش���ي‪� ،‬أن توا�صل‬ ‫�إقت�ص���ادات دول مجل�س التعاون الخليجي "�أداءها‬ ‫الجي���د في العام الحال���ي‪ ،‬مدعومة بزي���ادة �أ�سعار‬ ‫النفط وازدياد الإنتاج والت�صدير‪ ،‬وتو�سع الإنفاق‬ ‫الحكومي وتنامي القطاعات غير النفطية المقدرة‬ ‫بـ‪ 4‬في المئة‪ ،‬ونمو القطاعات غير النفطية بن�سبة‬ ‫‪ 5.5‬في المئة"‪.‬‬ ‫وق���ال ف���ي افتت���اح ن���دوة ع���ن �آف���اق الإ�ستثمار‬ ‫الخليجي ف���ي الدقم‪" :‬تحافظ �أ�سع���ار النفط على‬ ‫معدله���ا البالغ ‪ 100‬دوالر للبرميل في المتو�سط‪،‬‬ ‫فيما �ستظل ن�سب الت�ضخم في حدودها المعتدلة‪،‬‬ ‫�أي نح���و ‪ 3‬ف���ي المئ���ة"‪ .‬و�أو�ض���ح �أن التوقع���ات‬ ‫الأخيرة ل�صندوق النق���د الدولي ت�شير �إلى "تراجع‬ ‫النمو الإقت�صادي العالمي ه���ذه ال�سنة‪� ،‬إلى ‪3.3‬‬ ‫ف���ي المئة‪ ،‬بدالً م���ن ‪ 3.5‬في المئ���ة �إ�ستناداً الى‬ ‫توقعات �سابقة"‪ .‬ورج���ح �أن "ت�سجل دول المجل�س‬ ‫فوائ�ض مالي���ة وفي الح�ساب الج���اري لت�صل �إلى‬ ‫نح���و ‪ 350‬ملي���ار دوالر‪ ،‬بف�ض���ل ارتف���اع �أ�سع���ار‬ ‫النف���ط‪ ،‬كم���ا �ست�ص���ل االحتياط���ات الر�سمية �إلى‬ ‫‪ 750‬مليارا""‪.‬‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪15‬‬


‫�ش�ؤون خليجية‬ ‫الموقف الخليجي‬

‫زراعة‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الإتحاد الع�سكري هو المفتاح لأمن الخليج‬

‫ال�سعودية لدور �أكبر‬ ‫للقطاع الخا�ص في الموانئ‬

‫ال� �ـ‪ 25‬طائرة فالكون ‪ F-16‬المقاتلة التي تق ��وم دولة الإمارات العربية المتحدة‬ ‫ب�ش ��رائها من الواليات المتحدة لي�س ��ت �س ��وى جزء من عملية دفع �أخيرة لدول‬ ‫مجل� ��س التعاون الخليجي لب ��ذل المزيد من الجهد للت�أكد من �أنه يمكنها �ص ��د‬ ‫�أي تهديد تواجهه بنجاح‪ .‬وفي الوقت عينه‪� ،‬إ�ش ��ترت المملكة العربية ال�سعودية‬ ‫بدورها ‪ 84‬طائرة مقاتلة من �أميركا و‪� 72‬أخرى من المملكة المتحدة‪ ،‬و�س ��وف‬ ‫ت�ش ��تري �س ��لطنة عمان ‪ 20‬طائرة تايفون من بريطانيا‪ .‬وكما تج ّلى بو�ضوح في‬ ‫�ش ��باط (فبراير) الفائ ��ت خالل الجولة الأخي ��رة من من ��اورات درع الجزيرة‬ ‫للقوات الع�س ��كرية الخليجية الم�ش ��تركة لدول المجل�س‪ ،‬ف� ��إن الهدف يكمن في‬ ‫�أن تكون هذه القوات قادرة على �ضمان �أمن منطقة الخليج العربي مع م�ساعدة‬ ‫خارجية �أقل قدر الإمكان‪.‬‬ ‫الواقع �أن مجل�س دول التعاون الخليجي قد ولد للخروج من فو�ض ��ى الحرب بين‬ ‫�إيران والعراق حين �أعلن في �أبو ظبي في العام ‪ 1981‬ب�أن دول الخليج �س ��تكون‬ ‫�أق ��وى �إذا �إتح� �دّت معا"‪ .‬حتى الآن في طرق عدة‪ ،‬توق ��ف تطور التعاون الأمني‬ ‫عندما �إنتهت الحرب‪ .‬على الرغم من �أن قابلية العمل الم�ش ��ترك بين الأجهزة‬ ‫والتكنولوجيا الع�سكرية هي مفتاح للدفاع المتبادل فلم يحدث �أي �شيء في هذا‬ ‫المجال بين دول الخليج‪ ،‬لكن في العقود الما�ض ��ية بنى و�أن�ش� ��أ جيرانها كثيرا"‬ ‫من الأجهزة الع�سكرية والبرمجيات والإ�ستراتيجيات من جانب واحد‪.‬‬ ‫قام م�س� ��ؤولون ع�س ��كريون �أميركيون بجولة في المنطقة في الأ�س ��ابيع االخيرة‬ ‫ور ّكزوا على هذه النقاط‪ .‬هناك �س ��بب لذلك‪ :‬بيع مثل هذه الأ�س ��لحة المتطورة‬ ‫�إل ��ى حلفاء مقربين يعزز تعافي الإقت�ص ��اد الأميركي‪ .‬ولكن الأهم محليا"‪� ،‬أنه‬ ‫يعطي الحلفاء الع ��رب القدرة على تقديم ثقل موازن للتهديدات الإقليمية‪� .‬إذا‬ ‫من�س ��قة‪� ،‬س ��يتم التو�ص ��ل ب�س ��هولة �أكبر الى �أهداف الأمن‬ ‫جرى الأمر بطريقة ّ‬ ‫الجماعي‪.‬‬ ‫بب ��طء ومن دون �ض ��جة �إعالمية تتابع الوالي ��ات المتحدة توجهها نحو �آ�س ��يا‪،‬‬ ‫م�ؤكدة �أن �إلتزامها بمنطقة الخليج وال�ش ��رق الأو�سط وحلفائها �صلب‪ ،‬في حين‬ ‫تح� � ّول �إهتمامها الدفاعي �إل ��ى �أجزاء �أخرى من العالم‪ .‬ال�ص ��ين وجنوب بحر‬ ‫ال�صين هما �أعلى �أولويات �أميركا اليوم‪ ،‬ولي�س الخليج العربي‪.‬‬ ‫منظمة حلف �شمال الأطل�سي‪ ،‬الإتحاد الع�سكري الذي ن�ش�أ بعد الحرب العالمية‬ ‫الثاني ��ة‪ ،‬هي مثال واحد كيف يمكن تنظي ��م دول مجل�س التعاون الخليجي‪ .‬هذا‬ ‫التحالف الغربي �ض ��من و�أكد ب� ��أن الأمن المتبادل والجماع ��ي ي�أتي في المقام‬ ‫الأول‪ ،‬مع التحذير من �أنه ال ينبغي �أن تكون هناك هيمنة ع�س ��كرية من قبل �أي‬ ‫ع�ض ��و‪ .‬في الواقع‪ ،‬يمكن لدول مجل�س التعاون الخليجي النظر في �شكل نموذج‬ ‫م�شابه لحلف �شمال االطل�سي �أو �إ�شراك "الناتو" كجزء من �إتفاق �أمني بينهما‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬ف�إن التعاون بين دول مجل�س التعاون في الم�س ��ائل الع�س ��كرية‬ ‫له �آثار �ض ��ربة قا�ضية في مجاالت �أخرى‪ ،‬مثل مكافحة الإتجار بالب�شر وتهريب‬ ‫المخدرات‪ .‬حتى اليوم يعتبر حلف �ش ��مال االطل�س ��ي نف�سه على حد �سواء تكتل‬ ‫دول ع�سكريا" و�سيا�سيا"‪.‬‬ ‫فيما تبني دول مجل�س التعاون الخليجي قدراتها‪� ،‬سوف تبرهن القوة الجماعية‬ ‫ب�أنها �أف�ضل دفاع في المنطقة �ضد �أي عدوان خارجي‪.‬‬ ‫الدوحة ‪ -‬محمد الع ّيان‬

‫�أعلن المدي ��ر العام للموانئ ال�س ��عودية عبدالعزي ��ز التويجري‬ ‫ع ��ن خطة �إ�س ��تراتيجية لتطوير قطاع الموانئ خالل ال�س ��نوات‬ ‫الـ‪ 20‬المقبلة‪ ،‬ومنحها �صالحيات �أكبر و�إ�ستق ً‬ ‫الال مالي ًا و�إداري ًا‬ ‫يم ّكنها من ت�س ��ريع عمليات التطوير و�إدارة الم�ش ��اريع و�إختيار‬ ‫الكف ��اءات القادرة عل ��ى النهو�ض بالقطاع‪ ،‬م�ش ��ير ًا �إلى خطط‬ ‫رئي�سة محددة لكل ميناء‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف خالل م�ؤتمر �صحافي بعد الجل�سة الرابعة من "منتدى‬ ‫ج ��دة التجاري ‪" "2013‬ل ��م تت�أثر الموانئ ال�س ��عودية بقرارات‬ ‫وزارة العم ��ل‪ ،‬والإدارة تعمل على رفع م�ش ��اركة القطاع الخا�ص‬ ‫في ت�ش ��غيل الموانئ و�إدارتها"‪ ،‬م�شير ًا �إلى �أن من بينها م�شروع‬ ‫بوابة البحر الأحمر الذي تولى القطاع الخا�ص ت�شغيله‪ ،‬ومحطة‬ ‫ميناء المل ��ك عبدالعزيز‬ ‫ف ��ي الدم ��ام بكلف ��ة بلغت‬ ‫نح ��و ملياري ري ��ال (‪533‬‬ ‫مليون دوالر)‪.‬‬ ‫ولف ��ت �إلى درا�س ��ة تهدف‬ ‫للإ�س ��تفادة م ��ن م�ش ��روع‬ ‫النق ��ل الع ��ام وربطه ��ا‬ ‫بالموان ��ئ ال�س ��عودية‪ ،‬ما‬ ‫ي�س ��اهم في ت�سهيل حركة‬ ‫الب�ض ��ائع‪ ،‬م�ش ��ير ًا ال ��ى‬ ‫�أن الموان ��ئ ال�س ��عودية‬ ‫ح ّولت �إدارة عملياتها �إلى‬ ‫القطاع الخا�ص منذ العام‬ ‫المدير العام للموانئ ال�سعودية‬ ‫عبدالعزيز التويجري‬ ‫‪.1997‬‬ ‫و�أ�ش ��ار �إل ��ى �أن "�أب ��رز‬ ‫التحديات التي تواجهنا في الم�ؤ�س�س ��ة هي تزايد حجم التجارة‬ ‫بين المملكة والعالم‪� ،‬إ�ضافة �إلى المتغيرات ال�سريعة في مجال‬ ‫حركة التجارة البحرية العالمية وم�ش ��اريع تطوير و�سائل النقل‬ ‫ومنها ربط الموانئ ب�ش ��بكة ال�س ��كك الحديد‪ ،‬وم�شاريع ال�سكك‬ ‫الحديد في دول الخليج‪ ،‬والإ�س ��تثمارات ال�ض ��خمة في الموانئ‬ ‫المجاورة"‪.‬‬ ‫ولف ��ت �إلى مب ��ادرات مطلوبة من القطاع الخا�ص‪ ،‬منها �إن�ش ��اء‬ ‫مراكز لعمليات النقل اللوج�س ��تية وخلق مزيد من فر�ص العمل‪،‬‬ ‫وتدري ��ب المواطني ��ن ال�س ��عوديين وتمكينه ��م م ��ن العم ��ل ف ��ي‬ ‫التخ�ص�صات في قطاع الموانئ‪ ،‬و�أن يكون دور الغرف التجارية‬ ‫قيادي� � ًا في تبني �آلية فاعل ��ة لمزيد من التن�س ��يق بين العاملين‬ ‫في الموانئ والم�س ��تفيدين من خدماتها م ��ن القطاع الخا�ص‪،‬‬ ‫بما ي�س ��اهم في �س ��رعة معالجة الم�ش ��اكل �أو العوائق بعيد ًا من‬ ‫الفردية في الطرح �أو الفئوية في المعالجة‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫�شركة "االتحاد" ت�شتري ‪ 90‬طائرة‬ ‫�أعلنت �ش ��ركة "االتحاد» للطي ��ران �أنها �أبرمت‬ ‫عق ��ود ًا ل�ش ��راء ‪ 90‬طائ ��رة بينه ��ا ‪ 41‬من طراز‬ ‫"بوين ��غ ‪ 9-787‬دريمالين ��ر" و‪ 10‬طائ ��رات‬ ‫�إيربا� ��ص "�أي ��ه ‪ ."380‬و�أ�ش ��ارت ال�ش ��ركة �إلى‬ ‫�أن هذه الطائرات �ستن�ض ��م تباع ًا �إلى �أ�سطولها‬ ‫الذي ي�ضم ‪ 73‬طائرة‪.‬‬ ‫وج ��اء �إع�ل�ان ال�ش ��ركة خ�ل�ال ت�س ��لمها طائرة‬ ‫"بوينغ ‪ " 300ER-777‬بعد و�ص ��ولها �إلى مطار‬ ‫�أبوظب ��ي الدولي �آتية من �س ��ياتل ف ��ي الواليات‬ ‫المتح ��دة‪ ،‬ولفت ��ت �إل ��ى �أنه ��ا �ستت�س ��لم طائرة‬ ‫�أخرى خ�ل�ال �أيار (مايو) الجاري‪ .‬و�أو�ض ��حت‬ ‫"االتح ��اد" للطيران �أن هاتين الطائرتين مول‬ ‫�شراءهما "بنك الخليج الأول" بخطط متوافقة‬ ‫م ��ع ال�ش ��ريعة الإ�س�ل�امية ا�س ��تناد ًا �إل ��ى نظام‬ ‫الإجارة المنتهي بالتم ّلك‪.‬‬ ‫وتُقدر قيمة التمويل الذي ح�صلت عليه ال�شركة‬ ‫بنحو ‪ 359‬مليون دوالر لمدة ‪� 12‬سنة‪ .‬وبموجب‬ ‫الإتف ��اق �سي�ش ��ارك "بن ��ك الخلي ��ج الأول" في‬ ‫ال�ص ��فقة ب�ص ��فته ال ُمن�س ��ق الرئي� ��س المبدئي‬ ‫والم�ؤ ّم ��ن ووكي ��ل الت�س ��هيالت الم�ص ��رفية‬ ‫والم�ؤتمن على التمويل‪.‬‬

‫و�أفادت ال�ش ��ركة ب�أنها �أ�صدرت "طلب عرو�ض"‬ ‫خالل �أيلول (�س ��بتمبر) الما�ضي لتمويل �شراء‬ ‫ت�س ��ع طائرات من المقرر �إ�ستالمها هذا العام‪.‬‬ ‫والقى الطلب �إ�ص ��دا ًء �إيجابية لدى الم�ص ��ارف‬ ‫والم�ؤ�س�سات الم�صرفية والجهات المتخ�ص�صة‬ ‫في عمليات الت�أجير‪.‬‬ ‫و�أعل ��ن رئي� ��س المجموع ��ة رئي�س ��ها التنفي ��ذي‬ ‫جايم�س هوغن‪� ،‬أن ال�ش ��ركة �ستت�سلم هذا العام‬ ‫‪ 14‬طائرة لتطوير �أ�س ��طولها ف ��ي �إطار خططها‬ ‫التو�س� �عــــــية لزي ��ادة وجهاته ��ا �إل ��ى محط ��ات‬ ‫جديدة ت�ش ��كل �إ�ض ��افة �إلى الوجهات التي ت�صل‬ ‫�إليه ��ا وتبلـــ ��غ حالي� � ًا ‪ 86‬وجهة‪ .‬وق ��ال‪" :‬تمكنت‬ ‫االتح ��اد للطي ��ران م ��ن الح�ص ��ول عل ��ى تمويل‬ ‫من الم�ص ��ارف والجه ��ات الم�ص ��رفية والمالية‬ ‫العالمية‪ ،‬منها تلك الموجودة في دول الخليج"‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف "يمثل تمويل هاتين الطائرتين خطوة‬ ‫مهمــــ ��ة ت�ؤك ��د حر�ص بنك الخلي ��ج الأول علـــى‬ ‫دع ��م تعزيز �أ�س ��طول الإتح ��اد للطي ��ران‪ ،‬كما‬ ‫ـــ�سد �إلتزام ال�ش ��ركة التعاون مع الم�صارف‬ ‫تج ّ‬ ‫التــ ��ي ت ��زاول ن�ش ��اطها ف ��ي منطق ��ة ال�ش ��رق‬ ‫الأو�سط‪ ،‬خ�صو�ص ًا في دولة الإمارات"‪.‬‬

‫تراخي�ص االمتياز التجاري ت�ساهم في �إنعا�ش �إقت�صاد البحرين‬ ‫�أظهرت �إح�صائيات حديثة �أن �سوق الفرن�شايز‬ ‫العالمي ينمو بمعدل ‪� %20‬س ��نويا"‪ ،‬بينما يتوقع‬ ‫بل ��وغ قيمة ال�س ��وق نحو ‪ 6‬تريليون ��ات دوالر عام‬ ‫‪ ،2015‬حيث ال تتجاوز ح�ص ��ة دول الخليج منه‬ ‫�أقل م ��ن ‪ %1‬بقيم ��ة ‪ 5‬مليارات دوالر‪ ،‬وح�ص ��ة‬ ‫�س ��وق البحرين منها تتراوح م ��ا بين ‪100 - 50‬‬ ‫مليون دوالر‪.‬‬ ‫وت�ؤك ��د هذه الأرقام الإمكانات الكبيرة للتو�س ��ع‬ ‫ف ��ي هذا القط ��اع ف ��ي البحري ��ن‪ .‬وتزامنا" مع‬ ‫ه ��ذه البيان ��ات‪ ،‬طال ��ب ع�ض ��و مجل� ��س �إدارة‬ ‫غرفة تج ��ارة و�ص ��ناعة البحري ��ن رئي�س لجنة‬ ‫المعار�ض والم�ؤتمرات كاظم ال�س ��عيد ب�ضرورة‬ ‫من ��ح المزيد من الإهتمام ب�ص ��ناعة تراخي�ص‬ ‫الإمتي ��از التج ��اري (الفرن�ش ��ايز) ف ��ي �إط ��ار‬ ‫تنمي ��ة وتطوي ��ر �أعماله ��ا وتنويع م ��ا تقدمه من‬ ‫�س ��لع �أو خدمات‪ .‬وقال �إن هذه ال�صناعة تتطور‬ ‫ب�س ��رعة فائقة بعدما �أ�صبح لها دور �أ�سا�سي في‬

‫تطوير الأعمال التجارية واال�ستثمارية وفي فتح‬ ‫المزيد من الآفاق �أمام الم�ؤ�س�س ��ات المتو�سطة‬ ‫وال�ص ��غيرة وخ�صو�ص ��ا" ف ��ي مج ��ال تخفي�ض‬ ‫الكلفة والمخاطر المرتبطة بالإنتاج والت�س ��ويق‬ ‫والترويج و�إ�ستقطاب التكنولوجيا المتطورة‪.‬‬ ‫وتنب ��ع �أهمية �س ��وق الفرن�ش ��ايز ف ��ي البحرين‬ ‫من �سيطرة الم�ؤ�س�س ��ات ال�صغيرة والمتو�سطة‬ ‫على ال�س ��وق‪ ،‬مما يجعل هذا النوع من الأعمال‬ ‫مالئم ��ا لها‪ ،‬كم ��ا �أن هن ��اك عالم ��ات تجارية‬ ‫بحريني ��ة مرموق ��ة م�ؤهل ��ة وخا�ص ��ة م ��ن حيث‬ ‫الجودة �أو الت�صميم‪.‬‬ ‫وق ��د �س ��بق لغرف ��ة تج ��ارة و�ص ��ناعة البحرين �أن‬ ‫�أعلن ��ت م ��ن خ�ل�ال لجنة الم�ؤ�س�س ��ات ال�ص ��غيرة‬ ‫والمتو�س ��طة ع ��ن عقد ع ��دة اتفاقي ��ات مع جهات‬ ‫كويتية مثل بنك الكويت ال�صناعي والهيئة العامة‬ ‫للتعليم التطبيقي والتدريب للم�س ��اعدة في تطوير‬ ‫هذا القطاع وفتح �أ�سواق الفرن�شايز بين البلدين‪.‬‬

‫وقّ ع���ت �شركة "ال�صق���ر للإ�سمنت" البحرينية‬ ‫�إتف���اق خدمات �إ�ست�شارية وهند�سية مع �شركة "�إل‬ ‫ف���ي تكنولوجي" التايالندية‪ ،‬لإن�شاء وحدة م�ساندة‬ ‫جدي���دة لطح���ن الإ�سمن���ت‪ .‬وق���ال رئي����س مجل�س‬ ‫�إدارتها‪ ،‬ه�شام الري�س �أن "خبرة �إل في تكنولوجي‬ ‫�ستزي���د عمليات ال�صقر للإ�سمن���ت وقدرتها على‬ ‫توريد منتجاتها لل�سوق المحلية بجودة عالية"‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف‪�" :‬سجل نمو ملحوظ في معدل الطلب على‬ ‫الإ�سمن���ت في المملكة خ�ل�ال ال�سن���وات الما�ضية‬ ‫ك�إنعكا�س حقيقي لدعم اقت�صاد الدولة وا�ستعادة‬ ‫قطاعي الإ�سكان والتجارة زخمهما"‪.‬‬ ‫ووع���د الع�ض���و المنت���دب م���ن �شرك���ة "�إل ف���ي‬ ‫تكنولوجي"‪ ،‬هانز نل�سن‪ ،‬بم�ساعدة م�صنع "ال�صقر"‬ ‫عل���ى زي���ادة �إنتاجه م���ع تعزيز الج���ودة‪ .‬ويذكر �أن‬ ‫الطاقة الإنتاجية للم�صنع تبلغ �ألف طن يوميا ً‪.‬‬ ‫�أكد م�س����ؤول م�ص���ري ان "قطر تري���د فائدة‬ ‫خم�س���ة ف���ي المئة عل���ى ال�سن���دات الت���ي عر�ضت‬ ‫�شراءها م���ن م�صر وقيمتها ثالث���ة مليارات دوالر‪،‬‬ ‫كما تري���د �أن يكون �أجل ا�ستحقاقه���ا ‪� 18‬شهرا"‪.‬‬ ‫وال�سعر �أعلى من المتوقع رغم �أن م�صر قد ت�ضطر‬ ‫الى قبوله‪.‬‬ ‫وكان رئي�س الوزراء القطري ال�شيخ حمد بن جا�سم‬ ‫�آل ثان���ي تعهد بـ"تقديم هذه الأم���وال �أثناء زيارة‬ ‫نظي���ره الم�صري ه�شام قنديل للدوحة في العا�شر‬ ‫من ني�س���ان (�إبريل)"‪ .‬وقدمت قط���ر لم�صر خم�سة‬ ‫مليارات دوالر بالفعل منذ تولي الرئي�س الم�صري‬ ‫محمد مر�سي من�صبه في تموز(يوليو) الما�ضي‪.‬‬ ‫وقعت دائرة الجمارك الأردنية والإدارة العامة‬ ‫للجم���ارك القطرية‪� ،‬إتفاقا ً حول الم�ساعدة الإدارية‬ ‫المتبادلة للتطبيق الأمثل لقانون الجمارك‪ ،‬ولمنع‬ ‫المخالفات الجمركية وتق�صيها ومكافحتها‪ .‬ووقع‬ ‫االتفاق المدير العام للجمارك الأردنية اللواء غالب‬ ‫قا�س���م ال�صراي���رة والمدي���ر العام ل�ل��إدارة العامة‬ ‫للجمارك القطرية �أحمد بن علي المهندي‪.‬‬ ‫ويهدف توقيع هذا االتفاق‪� ،‬إلى مكافحة المخالفات‬ ‫الجمركية التي ت�ضر بم�صالح البلدين الإقت�صادية‬ ‫والتجارية والمالية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬وت�أكيد‬ ‫�أهمي���ة التقدي���ر ال�صحي���ح والتح�صي���ل للر�سوم‬ ‫الجمركي���ة وغيرها من ال�ضرائ���ب الم�ستوفاة على‬ ‫الواردات �أو ال�صادرات‪ ،‬و�ضمان التطبيق ال�سليم‬ ‫لإجراءات المنع والتقيد والرقابة‪.‬‬ ‫واعتب���ر ال�صراي���رة �أن االتف���اق "ي�ضم���ن �إبـــ���رام‬ ‫تعاون بين الطرفين في مج���االت حيوية في عمل‬ ‫الجم���ارك‪� ،‬أبرزه���ا تب���ادل المعلوم���ات والتدريب‬ ‫واال�ست�ش���ارات ف���ي ميادي���ن العم���ل الجمرك���ي"‪.‬‬ ‫و�أك���د "حاجة الطرفين �إل���ى اال�ستفادة من خبرات‬ ‫بع�ضهم بع�ضا ً"‪.‬‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪17‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون خليجية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫ولنا مالحظة‬

‫مكا�سب المر�أة في ال�سعودية يجب �أن تكون �أكثر من رمزية‬ ‫قبل �شهر‪ ،‬كان من غير القانوني للمر�أة في المملكة العربية ال�سعودية ركوب‬ ‫الدراج ��ات النارية والدراجات الهوائية‪ .‬اليوم‪ ،‬يمكنها �أن تفعل ذلك "فقط‬ ‫للت�سلية"‪ ،‬كما �صرحت ال�شرطة الدينية الى �صحيفة "اليوم" ال�سعودية‪.‬‬ ‫يو�ض ��ح كم يلزم المر�أة‬ ‫ف ��ي حين ق ��د يبدو هذا الأمر وك�أنه تقدم‪ ،‬فالخبر ّ‬ ‫من الوقت والعمل وال�ص ��بر قبل �أن ت�س ��تطيع الح�ص ��ول عل ��ى حقوقها في‬ ‫ال�س ��عودية‪ .‬يمكن للمر�أة رك ��وب الدراجات الهوائي ��ة �أو الدراجات النارية‬ ‫فقط في مناطق مح ّددة‪� ،‬إذا كان يرافقها �أحد �أقاربها الذكور‪ ،‬و�إذا كانت‬ ‫ترتدي ثيابا" محت�ش ��مة‪ .‬ويجري ن�ص ��حها بعدم القيام بذلك في الأماكن‬ ‫المزدحمة بال�شبان‪ .‬لماذا؟ "لتجنب الم�ضايقة والتحر�ش"‪.‬‬ ‫كان المقط ��ع الأخير موجها" الى الن�س ��اء‪ ،‬اللواتي في مجتمعات محافظة‬ ‫مثل ال�س ��عودية ُينظر �إليهن دائما" على �أنهن م�س� ��ؤوالت عن الم�ض ��ايقات‬ ‫الت ��ي يواجهنه ��ا‪ .‬ولكن م ��اذا عن الرج ��ال الذين يقوم ��ون بالتحر�ش بهن‬ ‫وم�ضايقتهن؟ ينبغي �أي�ضا" �أن ُين�صحوا ب�إحترام المر�أة‪.‬‬ ‫كما تبدو دائما" عليه الق�ض ��ية‪ ،‬القواعد التي تهدف �إلى تحرير المر�أة في‬ ‫ُقدم بطريقة تلقي فيها بالالئمة عليه ��ا للطريقة التي يعاملها‬ ‫ال�س ��عودية ت َّ‬ ‫بها الرجال‪.‬‬ ‫التح ��ول بالن�س ��بة الى رك ��وب الدراجة يذكرنا بالمناق�ش ��ة الم�س ��تمرة في‬ ‫المملكة‪ :‬قيادة المر�أة لل�س ��يارة‪ .‬في ال�س ��نوات الأخيرة‪ ،‬المر�أة ال�سعودية‬ ‫طالبت بموجة متزايدة الحق في قيادة ال�سيارة‪ .‬في �آذار (مار�س) الفائت‬ ‫و ّقع ‪� 3,000‬س ��عودي و�سعودية على عري�ض ��ة تحث مجل�س ال�شورى لل�ضغط‬ ‫من �أجل رفع الحظر عن قيادة الن�ساء لل�سيارة‪.‬‬ ‫ولكن العديد من الأع�ضاء المحافظين عار�ضوا الفكرة‪ .‬وكثير منهم ب ّرروا‬ ‫معار�ض ��تهم بالقول �أنه �إذا قادت الن�س ��اء ال�س ��يارات‪ ،‬ف�إن فر�ص التحر�ش‬ ‫بهن �ستزيد فيما هن تقدن �سياراتهن في ال�شوارع مع الرجال‪.‬‬ ‫�أنا منده�ش من �أنه بعد كل هذه ال�سنوات بع�ض ال�سعوديين المحافظين ال‬ ‫يزال يقر�أ خط�أ الو�ضع‪ .‬لماذا ال يح ّولوا التركيز‪ ،‬من ر�ؤية الن�ساء كمحرك‬ ‫لأفع ��ال الرجال الوقح ��ة والمخجل ��ة‪� ،‬إلى التركي ��ز على تقديم الم�ش ��ورة‬ ‫للأهل لتربية �ص ��بيانهم كي يتعاملوا مع الن�س ��اء ب�إحترام فيما هم يكبرون‬ ‫لي�صبحوا رجاال"؟‬ ‫وعل ��ى الرغم من الف�ص ��ل بين الجن�س ��ين ف ��ي معظم الأماك ��ن العامة في‬ ‫ال�س ��عودية‪ ،‬ف�إن التحر�ش الجن�س ��ي مر�ض ّ‬ ‫متوطن ف ��ي المملكة‪ .‬في العام‬ ‫‪ ،2012‬كان هناك �أكثر من ‪ 3,100‬حالة مب ّلغ عنها من التحر�ش الجن�س ��ي‬ ‫في ال�سعودية‪.‬‬ ‫م ��ع ذلك‪ ،‬ف�إن الع ��دد الفعلي للح ��وادث ربما يكون �أعلى م ��ن ذلك بكثير‪،‬‬ ‫ويقول ن�شطاء �سعوديون في مجال حقوق الإن�سان ب�أن الغالبية العظمى من‬ ‫الحاالت ال يب ّلغ عنها لأن المر�أة بب�ساطة تخ�شى �أن ت�شارك في اللوم‪.‬‬ ‫الف�صل �أو العزل يمكن �أن يجعل الو�ضع �أ�سو�أ‪� ،‬إذ كثير من الرجال يتح ّينون‬ ‫�أية فر�صة للتقرب من الن�ساء وم�ضايقتهن‪ ،‬مثل �س�ؤالهن عن عالقة‪ .‬ن�ساء‬ ‫�س ��عوديات قل ��ن لي في كثير م ��ن الأحيان �أن رجال تبعوه ��ن‪ ،‬وطاردوهن‪،‬‬ ‫وطلب ��وا �أرق ��ام هواتفهن وحت ��ى في بع�ض الأحي ��ان دعيوا م ��ن قبل رجال‬ ‫‪16‬‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫غرباء لل�صعود والإن�ضمام �إليهم في �سياراتهم‪ .‬مثل هذه المبادرات يمكن‬ ‫�أن ت�ؤدي �إلى حاالت �إبتزاز‪ ،‬مهددة الن�س ��اء ب ��الإذالل العلني �إذا لم تقبلن‬ ‫بمطالب الجن�س‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن كل ه ��ذه الأهوال غي ��ر العادل ��ة‪ ،‬ال تزال ل ��دى كثير من‬ ‫الرجال فكرة خاطئة ب�أن المر�أة تخرج الى الأ�س ��واق فقط لأنها تريد �ش ��د‬ ‫الإهتم ��ام �أو الإنتباه‪ .‬عندم ��ا تكون في العلن‪ ،‬المر�أة ه ��ي دائما" تقريبا"‬ ‫تح ��ت رحمة من حولها‪ .‬لذا �إذا تعر�ض ��ت للم�ض ��ايقات‪ ،‬يختار العديد من‬ ‫الرجال ال�س ��عوديين عدم التدخل‪ ،‬معتقدين �أن هذه المر�أة ت�س ��تحق ذلك‬ ‫لأنها خرجت من دون و�صي ذكر‪.‬‬ ‫فما الذي يمكن عمله لتغيير هذه المواقف والعادات؟‬ ‫�سن قوانين �أكثر �صرامة للتحر�ش الجن�سي قد تكون ف ّعالة في خف�ض حاالت‬ ‫التحر� ��ش‪ ،‬بدال" من �ص ��ب اللوم على ال�ض ��حية‪ .‬الم�س� ��ؤولون ال�س ��عوديون‬ ‫يوافقون‪ ،‬ولكن العملية القانونية المتوقفة ت�ؤخر التقدم‪ .‬لقد ناق�ش مجل�س‬ ‫ال�شورى مثل هذه التغييرات ل�سنوات‪ ،‬من دون �إحراز تقدم كبير‪.‬‬ ‫حتى الآن‪ ،‬تتحرك الحكومة ببطء نحو �إعطاء المر�أة المزيد من الحقوق‪.‬‬ ‫وقال الملك عبد اهلل انه ملتزم تح�س ��ين و�ض ��ع المر�أة‪ .‬ف ��ي العام الفائت‬ ‫�س ��مح للمر�أة ال�س ��عودية على �س ��بيل المثال الم�ش ��اركة ف ��ي دورة الألعاب‬ ‫الأولمبي ��ة للمرة الأولى في تاريخ البالد‪� .‬إمر�أتان ريا�ض ��يتان �س ��افرتا �إلى‬ ‫لن ��دن لتمثي ��ل المملكة العربية ال�س ��عودية ف ��ي حدثين مختلفي ��ن‪ :‬الجودو‬ ‫ورك�ض ال‪ 800‬متر‪.‬‬ ‫لك ��ن هاتين الريا�ض ��يتين واجهتا �أي�ض ��ا" م�ض ��ايقات و�إ�س ��اءة لفظية من‬ ‫مختلف فئات المجتمع‪ ،‬بما في ذلك الرجال الذين جل�سوا �أمام التلفزيون‬ ‫و�ش ��اهدوا �أداءهما لمجرد �إنتقادهما‪ .‬الأمر �سي�س ��تغرق وقتا" لتغيير هذه‬ ‫المواقف‪.‬‬ ‫كان ��ت �أكث ��ر �أهمي ��ة من ق ��رار �أولمبي ��اد خطوة المل ��ك بمنح الم ��ر�أة حق‬ ‫الت�ص ��ويت والتر�ش ��ح في الإنتخابات البلدية بدءا" من العام ‪ ،2015‬و�إلى‬ ‫خ�ص ���ص العاهل‬ ‫�ش ��غل مقاع ��د في مجل�س ال�ش ��ورى‪ .‬في العام الما�ض ��ي‪ّ ،‬‬ ‫ال�س ��عودي م�ساحة ل‪ 30‬امر�أة في مجل�س ال�ش ��ورى من �أ�صل ‪ 150‬ع�ضوا"‪.‬‬ ‫ولك ��ن م ��رة �أخرى‪ ،‬على الرغم من الدعم الر�س ��مي‪ ،‬كانت ه�ؤالء الن�س ��وة‬ ‫مو�ض ��ع �إنتقاد من قبل العديد من المحافظين الذين خرجوا �إلى ال�شوارع‬ ‫وهاجموهن و�إنتقدوهن �ض ��من حملة على الإنترنت كما �أعلنوا معار�ضتهم‬ ‫لقرار الملك‪.‬‬ ‫الإن�ض ��مام �إلى المجل�س لي�س �سوى بداية للتغييرات التي �ست�أتي للن�ساء في‬ ‫ال�سعودية‪ .‬كما �أن لدى �أع�ضاء مجل�س ال�شورى الن�ساء الآن م�س�ؤولية كبيرة‬ ‫لل�ض ��غط من �أجل الم�س ��اواة‪ ،‬بدءا" من الدعوة الى قوانين �أقوى لمكافحة‬ ‫التحر�ش‪.‬‬ ‫حت ��ى ي�أتي اليوم الذي ال ُيلقى اللوم فيه على الن�س ��اء ل�س ��وء المعاملة التي‬ ‫تتعر�ض ��ن لها عندم ��ا تخرجن علنا" ‪ -‬على دراجات �أم ال – �س ��يظل عمل‬ ‫القيادات الن�سائية في ال�سعودية رمزيا" فقط‪.‬‬ ‫الريا�ض ‪� -‬سلمى نور‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫الموجز الدولي‬

‫تباط�ؤ االقت�صاد العالمي يثير �إحباط ًا لدى �صناع ال�سيا�سات‬ ‫بع ��د �أكث ��ر م ��ن ‪� 3‬س ��نوات م ��ن انته ��اء الركود‬ ‫العالمي‪ ،‬ال يزال تباط�ؤ الن�شاط الإقت�صادي في‬ ‫الدول الغنية والفقيرة يربك �ص ��ناع ال�سيا�سات‬ ‫الذي ��ن يواجه ��ون قائمة من الم�ش ��كالت‪ ،‬ويثير‬ ‫مخ ��اوف م ��ن ع ��دم وف ��رة الخي ��ارات المتاحة‬ ‫لتن�شيط النمو‪.‬‬ ‫الإقت�ص ��اد الأميرك ��ي ال ي ��زال محا�ص ��را" ب‬ ‫"جبال" ديون القطاع العائلي‪ ،‬ويوا�صل التراجع‬ ‫الحاد بين فترات من النمو المتوا�ضع‪ .‬ومنطقة‬ ‫الي ��ورو غارقة في الركود وتترن ��ح من �أزمة �إلى‬ ‫�أخ ��رى‪ ،‬وتتعام ��ل حاليا" مع �أحدث ب� ��ؤر التوتر‬ ‫وهي قبر�ص‪.‬‬ ‫وحتى الدول ذات الأداء الإقت�ص ��ادي المده�ش‬ ‫كال�صين والبرازيل‪ ،‬تعاني نق�ص القوة الدافعة‬ ‫لموا�ص ��لة النمو‪ .‬فقد �سجلت ال�صين في ‪2012‬‬ ‫�أق ��ل مع ��دل نمو �س ��نوي له ��ا منذ ع ��ام ‪.1999‬‬ ‫وتراجع �إقت�ص ��اد البرازيل �إلى نقطة قريبة من‬ ‫ال�صفر وتواجه تهديد الت�ضخم ب�شكل متزايد‪.‬‬ ‫عل ��ى خلفي ��ة ذلك‪ ،‬بدا وا�ض ��حا" غ�ض ��ب وزراء‬ ‫الم ��ال وم�س� ��ؤولي الم�ص ��ارف المركزي ��ة الذين‬ ‫�ش ��اركوا ف ��ي �إجتماع ��ات مجموع ��ة الع�ش ��رين‬ ‫و�ص ��ندوق النق ��د الدولي في ال�ش ��هر الما�ض ��ي‪.‬‬

‫وك�شفت البيانات الر�سمية والمناق�شات الجانبية‬ ‫�إحباط ه�ؤالء ب�س ��بب عدم القدرة على �ص ��ياغة‬ ‫حزمة �سيا�سات فاعلة لل�سيطرة على �أزمة طويلة‬ ‫الأمد لم تظهر عالمات على قرب نهايتها‪.‬‬ ‫و�أبقت الم�ص ��ارف المركزية لل ��دول المتقدمة‬ ‫�أ�س ��عار الفائ ��دة عن ��د �أدن ��ى م�س ��توياتها من ��ذ‬ ‫‪ ،2008‬و�ض ��خت �أكثر من ‪ 6‬تريليونات دوالر في‬ ‫�أجهزتها الم�ص ��رفية ب�ش ��كل قرو� ��ض وعمليات‬ ‫�ش ��راء �أ�ص ��ول تعرف با�سم "التي�س ��ير الكمي"‪.‬‬ ‫و�س ��اعد المركزي الأوروبي ف ��ي خف�ض تكاليف‬ ‫االقترا�ض لحكومتي �أ�سبانيا و�إيطاليا‪ .‬وتم منح‬ ‫�أموال �إنقاذ اليرلندا والبرتغال واليونان‪ .‬ورغم‬ ‫ذلك‪ ،‬ال ت ��زال الع ��ودة �إلى الأو�ض ��اع الطبيعية‬ ‫حلما بعيد المنال‪.‬‬ ‫وع ��دل �ص ��ندوق النق ��د ف ��ي ال�ش ��هر الما�ض ��ي‬ ‫توقعاته للنمو االقت�صادي العالمي ل�سنة ‪.2013‬‬ ‫وتواجه البلدان الغنية نموا" �أقل من ‪ ٪2‬لل�س ��نة‬ ‫الثالث ��ة تواليا"‪ ،‬مع توقعات بنمو الناتج المحلي‬ ‫الأميركي بن�س ��بة ‪ ٪1.9‬فقط‪ .‬وتوقع ال�صندوق‬ ‫�أداء �ض ��عيفا" للإقت�ص ��اد الياباني ه ��ذا العام‬ ‫بحيث ال يزيد ت�ض ��خم �أ�س ��عار الم�ستهلكين عن‬ ‫‪.٪0.1‬‬

‫ال�صين ترجح انتهاء "النمو الفائق ال�سرعة"‬

‫ر�أى الرئي�س ال�ص ��يني ت�ش ��ي جينبينغ‪� ،‬أن ايام‬ ‫النمو "الفائق ال�س ��رعة" لإقت�صاد بالده الثاني‬ ‫عالمي ��ا"‪� ،‬إنته ��ت عل ��ى الأرجح‪ .‬و�ص ��رح امام‬ ‫نح ��و ‪� 25‬شخ�ص ��ية �أجنبية من عال ��م االعمال‬ ‫ف ��ي جزي ��رة هينان الجنوبي ��ة‪�" ،‬أعق ��د �أننا لن‬ ‫ن�س ��تطيع الإ�س ��تمرار في النمو الفائق ال�سرعة‪،‬‬ ‫ولي� ��س ه ��ذا ما نري ��ده طبعا"‪ .‬لكن م ��ا زال في‬ ‫مقدورنا المحافظة على نمو �س ��ريع ن�س ��بيا""‪،‬‬ ‫م�ؤكدا" ان و�ضع الإقت�صاد ال�صيني جيد‪.‬‬ ‫و�سجلت ال�صين نموا" �سنويا" بن�سبة ‪ ٪9،9‬منذ‬ ‫بد�أت تحرير �إقت�ص ��ادها‪ ،‬بح�سب الرئي�س الذي‬ ‫و�ص ��ف هذا الإنجاز ب�أنه "نادر في تاريخ التطور‬ ‫الإقت�ص ��ادي العالمي"‪ .‬وكان ت�ش ��ي يتحدث في‬ ‫�إجتم ��اع عقد في �س ��ياق منتدى في واو لآ�س ��يا‪،‬‬ ‫وه ��و �إجتم ��اع �س ��نوي لم�س� ��ؤولين �سيا�س ��يين‬ ‫و�إقت�ص ��اديين‪ .‬في ع ��ام ‪ ،2012‬نما الإقت�ص ��اد‬

‫الرئي�س ال�صيني ت�شي جينبينغ‬

‫ال�ص ��يني بوتيرته الأكثر بطئا" منذ ‪ 13‬عاما"‪،‬‬ ‫�إذ �إرتف ��ع �إجمالي النات ��ج الداخلي ‪ ٪7،8‬نتيجة‬ ‫�ض ��عف داخلي وفي �أ�س ��واق رئي�سية في الخارج‪.‬‬ ‫وقال ت�شي ان هذا الرقم �أقل من االعوام الفائتة‬ ‫جزئيا" "ب�س ��بب جهودنا ل�ض ��بط �س ��رعة النمو‬ ‫الإقت�صادي والتعجيل في تحول نموذج النمو"‪.‬‬

‫تج���اوز حجم التب���ادل التجاري الي���ران �سقف‬ ‫‪ 94‬ملي���ار دوالر خ�ل�ال الع���ام الإيران���ي المنتهي‬ ‫ف���ي ‪� 20‬آذار (مار����س) الما�ض���ي‪ .‬ونقل���ت وكالة‬ ‫"مه���ر" الإيرانية ع���ن م�صلحة الجم���ارك الإيرانية‪،‬‬ ‫�أن �صادرات اي���ران غير النفطية بلغت خالل العام‬ ‫الإيراني الما�ضي‪ 41،334 ،‬مليار دوالر‪ ،‬فيما بلغ‬ ‫حجم اال�ستي���راد ‪ 53،348‬مليارا"‪ ،‬معتبرة ان هذا‬ ‫ي�شي���ر الى زي���ادة بن�سبة ‪ ٪6‬في ال�ص���ادرات غير‬ ‫النفطية والتجارة عبر الحقائب‪ ،‬وي�شير كذلك الى‬ ‫�إنخفا�ض ‪ ٪13.7‬في اال�ستيراد مقارنة مع العام‬ ‫االيراني المنتهي في ‪� 19‬آذار (مار�س) ‪.2012‬‬ ‫�أك���دت وكال���ة الت�صني���ف االئتمان���ي "موديز"‬ ‫مج���ددا" ثقتها في مالءة الماني���ا‪ ،‬علما �أنها خف�ضت‬ ‫في تموز (يوليو) الما�ضي الآفاق المتوقعة اللمانيا‪،‬‬ ‫م���ن "م�ستق���رة" ال���ى "�سلبي���ة"‪ .‬و�أ ّدت �شائعات عن‬ ‫�إحتمال خف�ض الت�صنيف ال���ى �إ�ضطراب البور�صات‬ ‫االوروبي���ة‪ .‬لكن وكالة "موديز" تحدثت في بيان عن‬ ‫"االقت�ص���اد المتطور والمتنوع‪ ،‬ال���ذي يتمتع بقدرة‬ ‫تناف�سي���ة كبي���رة ج���دا" للب�ل�اد‪ ،‬الى جان���ب �سيا�سة‬ ‫�إقت�صادية �شامل���ة للحكومة موجهة منذ فترة طويلة‬ ‫نحو الإ�ستقرار"‪ .‬و�أ�ضافت ان الأمر ال يتعلق بت�صنيف‬ ‫جديد بل بن�شر "تقرير عن المالءة" �سنويا"‪.‬‬ ‫‪ 32‬في المئة ن�سبة م���ا خ�سره اليونانيون من‬ ‫دخلهم القابل للإنفاق‪� ،‬أي الثلث تقريبا ً‪ ،‬منذ اندالع‬ ‫�أزمة الدي���ون ال�سيا�سية في هذا البلد الذي ينتمي‬ ‫�إل���ى منطق���ة الي���ورو وتعاظم���ت �أزمته �إل���ى درجة‬ ‫ُته ّدد بخروجه منها‪ .‬وبي���ن عامي ‪ 2009‬و‪،2012‬‬ ‫تراجع���ت المداخيل المتاح���ة بن�سب���ة ‪ %22‬ا�سميا ً‪،‬‬ ‫ولكن لدى احت�ساب معدل الت�ضخم الذي بلغ ‪،%10‬‬ ‫يك���ون التراجع الإجمالي ‪ .%32‬وتتوقع الحكومة �أن‬ ‫ينكم�ش االقت�صاد بن�سبة ‪ %4.5‬هذا العام ليكون‬ ‫ق���د تقلّ�ص بمع��� ّدل الربع منذ ع���ام ‪ .2008‬وت�أمل‬ ‫البالد العودة �إلى النمو عام ‪.2014‬‬ ‫ر�أت الم�ست�ش���ارة الألماني���ة �أنجي�ل�ا ميركل ان‬ ‫عل���ى اع�ض���اء منطق���ة الي���ورو اال�ستع���داد للتخلي‬ ‫ع���ن �سيطرته���م عل���ى �سيا�س���ات معين���ة لم�صلحة‬ ‫م�ؤ�س�س�سات �أوروبية‪�" ،‬إذا �أرادت المنطقة �أن تتغلب‬ ‫على �أزمة الدي���ن فعليا" وج���ذب م�ستثمرين �أجانب‬ ‫م���رة �أخرى"‪ .‬وجاءت ت�صريحات مي���ركل في منا�سبة‬ ‫�إ�ست�ضافها "بن���ك دويت�شه" في برلين الذي ح�ضره‬ ‫�أي�ضا رئي�س الوزراء البولوني دونالد تا�سك‪.‬‬ ‫ودافعت ميركل عن موقفها من االزمة في مواجهة‬ ‫م���ن �إنتق���دوا تركيزه���ا عل���ى �إج���راءات تق�شفية‪،‬‬ ‫معتبرة ان عل���ى اوروبا ايجاد �سبي���ل لتحقيق نمو‬ ‫المالية العامة ودعمها‪.‬‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪19‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون دولية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف الدولي‬

‫�إ�ساءة �إ�ستخدام التاريخ النقدي‬ ‫تخ ّي ��ل م�ص ��رفين م ��ن البن ��وك المركزي ��ة‪ .‬واحد مف ��رط‪ ،‬ي�س ��تجيب بقوة‬ ‫للأحداث‪ ،‬حيث بالت�أكيد ال يمكن �أن ُيتّهم بتجاهل التطورات الراهنة‪ ،‬لكن‬ ‫�إنتقدت �سيا�ساته على نطاق وا�سع لأنه راكم الم�شكالت للم�ستقبل‪.‬‬ ‫البن ��ك المرك ��زي الآخر ه ��و ثاب ��ت ال يتحرك‪ .‬يبق ��ى هادئا" ف ��ي مواجهة‬ ‫الأحداث‪� ،‬س ��اعيا" مهما كانت التكاليف الى تجن ��ب القيام ب�أي عمل يمكن‬ ‫يف�س ��ر على �أنه ت�ش ��جيع على المجازفة المفرط ��ة �أو خلق حتى نفحة من‬ ‫�أن ّ‬ ‫الت�ضخم‪.‬‬ ‫ما و�صفته للتو لي�س مجرد �إفترا�ضية بطبيعة الحال‪ .‬انه‪ ،‬في الواقع‪ ،‬ت�صوير‬ ‫موقفي بنك الإحتياطي الفيديرالي الأميركي والبنك المركزي الأوروبي‪.‬‬ ‫�أحد التف�س ��يرات الرائج ��ة للنهجي ��ن المختلفين للبنكين ه ��و �أنهما ينبعان‬ ‫على التوالي من التجارب التاريخية لمجتمعاتهما‪ .‬ال�شخ�ص ��يات الم�ؤ�س�سية‬ ‫للبن ��وك تعك�س دور الذاكرة الجماعية في ت�ش ��كيل كيف يت�ص ��ور م�س� ��ؤولون‬ ‫الم�شاكل التي يواجهونها‪.‬‬ ‫الك�س ��اد العظيم في ثالثينات القرن الفائت‪ ،‬عندم ��ا وقف بنك الإحتياطي‬ ‫الفيديرال ��ي الأميرك ��ي موقف المتفرج فيم ��ا �إنهار الإقت�ص ��اد‪ ،‬هو الحدث‬ ‫القا�سي المحفور في وجدان كل حاكم بنك مركزي �أميركي‪ .‬ونتيجة لذلك‪،‬‬ ‫ف� ��إن بن ��ك الإحتياط ��ي الفيديرالي ي�س ��تجيب بقوة عندما ي ��درك �أن هناك‬ ‫خطرا"‪ ،‬ولو كان محدودا"‪ ،‬من وقوع ك�ساد �آخر‪.‬‬ ‫على النقي�ض من ذلك‪ ،‬الحدث المع ِّرف ل�صياغة ال�سيا�سة النقدية الأوروبية‬ ‫ه ��و الت�ض ��خم في ع�ش ��رينات القرن الفائت‪ ،‬وت�ص ��فيتها من خ�ل�ال تجربة‬ ‫�سبعينات وثمانينات القرن الما�ضي‪ ،‬عندما تم تعبئة البنوك المركزية مرة‬ ‫�أخرى لتمويل العجز في الموازنات ‪ -‬ومرة �أخرى مع عواقب ت�ض ��خمية‪ .‬في‬ ‫الواقع‪ ،‬تفوي�ض ال�سيا�س ��ات النقدية الوطنية �إلى البنك المركزي على نطاق‬ ‫�أوروبا كان الهدف منه حل هذه الم�شكلة على وجه التحديد‪.‬‬ ‫بطبيعة الحال‪ ،‬ال نجد دور الخبرة التاريخية في ت�شكيل ال�سيا�سات فقط في‬ ‫مجال خدمات الم�صارف المركزية‪ .‬الرئي�س ليندون جون�سون‪ ،‬عندما كان‬ ‫يقرر ت�ص ��عيد التدخل الأميركي في فيتنام‪ ،‬قارن ووجد موقفا" مماثال" مع‬ ‫ميونيخ‪ ،‬عندما كانت للف�شل في الرد على عدوان هتلر عواقب كارثية‪ .‬وبعد‬ ‫رب ��ع قرن م ��ن الزمان‪ ،‬الرئي�س ج ��ورج بو�ش (الأب)‪ ،‬فيم ��ا كان يبحث عن‬ ‫�أف�ض ��ل طريقة لدح ��ر الغزو العراقي للكويت‪ ،‬لفته وجود ت�ش ��ابه مع فيتنام‪،‬‬ ‫حيث �أن عدم وجود �إ�س ��تراتيجية للخروج ت�سببت للقوات االميركية بالوقوع‬ ‫في م�ستنقع‪.‬‬ ‫ولكن الإ�س ��تنتاج الرئي�س من �أبحاث حول ال�سيا�س ��ة الخارجية هو �أن �ص ّناع‬ ‫القرار في كثير من الأحيان يف�ش ��لون في �إختبار المقارنة �إذا كانت مالئمة‪.‬‬ ‫ف�ش ��لوا في الت�س ��ا�ؤل عم ��ا �إذا كان هناك‪ ،‬ف ��ي الواقع‪ ،‬تطابق ��ا" وثيقا" بين‬ ‫الظ ��روف التاريخية والحقائق الراهنة‪ .‬يدّعون ت�ش ��ابها" محددا" ال ي�ش ��به‬ ‫الظ ��روف الراهن ��ة كثي ��را"‪ ،‬ولكن لأنه محف ��ور في وعي الجمه ��ور‪ .‬ونتيجة‬ ‫لذلك‪ ،‬التفكير المقارن ي�ش ��كل وي�شوه ال�سيا�س ��ة‪ .‬وي�ضلل �صناع القرار‪ ،‬كما‬ ‫فعل مع كل من جون�سون وبو�ش‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫تن�ش�أ المخاطر عينها لل�سيا�سة النقدية‪ .‬بالن�سبة الى الإحتياطي الفيديرالي‬ ‫الأميركي‪ ،‬من المهم �أن نت�س ��اءل عما �إذا كانت �سيا�سته المت�شددة ال�سابقة‬ ‫لأوانه ��ا في ثالثين ��ات القرن الفائت الت ��ي عجلت في ح ��دوث ركود مزدوج‬ ‫الإنخفا�ض‪ ،‬تعتبر حقا" �أف�ضل ت�شابه تاريخي عند التفكير في كيفية تحدبد‬ ‫وقت الخروج من موقفه الإ�ستيعابي الحالي‪ .‬بالت�أكيد‪ ،‬الك�ساد العظيم لي�س‬ ‫هو البديل الوحيد في هذا المجال‪.‬‬ ‫بن ��ك االحتياط ��ي الفيديرالي قد ينظر �أي�ض ��ا" في �سيا�س ��ة ‪،1927-1924‬‬ ‫عندما غ ّذت �أ�س ��عار الفائدة المنخف�ض ��ة �س ��وق الأوراق المالية والفقاعات‬ ‫العقارية‪� ،‬أو فترة ‪ ،2005-2003‬عندما ُخ ّف�ضت �أ�سعار الفائدة في مواجهة‬ ‫الإختالالت المالية الخطيرة‪ .‬كحد �أدنى‪ ،‬قد ين�شىء الإحتياطي الفيديرالي‬ ‫"محفظ ��ة" م ��ن الأحداث المت�ش ��ابهة‪ ،‬ويختب ��ر مالءمتها‪ ،‬و�إ�س ��تخال�ص‬ ‫الدرو�س‪ ،‬كما فعل الرئي� ��س جون كينيدي عندما كان يزن خياراته في �أثناء‬ ‫�أزمة ال�صواريخ الكوبية في العام ‪.1962‬‬ ‫وبالمث ��ل‪ ،‬ف�إن البن ��ك المركزي الأوروب ��ي قد ينظر لي�س فقط كيف ي�س ��مح‬ ‫الإ�س ��تيعاب النق ��دي للحكومات �أن تدير عجزا" �ض ��خما" ف ��ي الموازنة في‬ ‫ع�ش ��رينات الق ��رن الفائت‪ ،‬ولكن �أي�ض ��ا" كيف �أن ف�ش ��ل حكام الم�ص ��ارف‬ ‫المركزي ��ة ف ��ي الرد على الأزم ��ة المالية في ثالثينات الق ��رن الفائت غ ّذت‬ ‫التطرف ال�سيا�س ��ي وق ّو�ض ��ت الدعم لحكومة م�س� ��ؤولة‪ .‬مرة �أخرى‪ ،‬يتطلب‬ ‫الأمر تحليال" دقيقا" لإختبار هذه المقارنات التاريخية لإ�ستعادة المالءمة‬ ‫مع الظروف الحالية‪.‬‬ ‫وكل م ��ن يفع ��ل ذلك �س ��وف يجد �ص ��عوبة في الدف ��اع عن البن ��ك المركزي‬ ‫الأوروب ��ي وتقاع�س ��ه العنيد ف ��ي مواجهة الأحداث‪ .‬لي�س ��ت هن ��اك �أية �أدلة‬ ‫بال�ض ��بط في �أوروبا اليوم ت�ش ��ير الى �أن الت�ض ��خم هو على قاب قو�س ��ين �أو‬ ‫�أدنى‪� ،‬إذا لم تلتزم الحكومات الأوروبية الحالية بالتق�ش ��ف و�ض ��بط �أو�ضاع‬ ‫المالية العامة‪.‬‬ ‫عندما �أنظر الى الإقت�ص ��اد الأوروبي‪ ،‬يبدو ف�ش ��ل البنك المركزي الأوروبي‬ ‫في تقديم المزيد من الدعم النقدي للنمو االقت�ص ��ادي �أنه مماثل مبا�ش ��رة‬ ‫لل�سيا�سات النقدية الكارثية في �أوروبا في ثالثينات القرن الفائت‪ .‬العواقب‬ ‫ال�سيا�سية قد تكون مد ّمرة على نحو مماثل‪ .‬يتع َّين على الأوروبيين �أن يت�أملوا‬ ‫لماذا ع�ش ��رينات القرن الما�ض ��ي الت�ض ��خمية‪ ،‬بدال" م ��ن ثالثينات القرن‬ ‫الفائ ��ت الكارثية �سيا�س ��يا"‪� ،‬أ�ص ��بحت القدوة التاريخية لل�سيا�س ��ة النقدية‬ ‫الحالية‪.‬‬ ‫من ناحية �أخرى‪ ،‬عندما نفكر في �إقت�ص ��اد الواليات المتحدة‪ ،‬ن�س ��تنتج �إلى‬ ‫�أن التعافي من الك�س ��اد العظيم‪ ،‬ولي� ��س ‪� 1927-1924‬أو ‪ ،2005-2003‬هو‬ ‫الحلقة التي تمثل ب�ش ��كل وثيق الظ ��روف الراهنة‪ .‬فقط في ثالثينات القرن‬ ‫الفائت كانت �أ�س ��عار الفائدة قريبة من ال�ص ��فر‪ .‬فقط في ثالثينات القرن‬ ‫الفائ ��ت كان االقت�ص ��اد يحف ��ر لنف�س ��ه مح ��اوال" الخ ��روج من �أزم ��ة مالية‬ ‫كبيرة‪.‬‬ ‫وا�شنطن ‪ -‬محمد زين الدين‬


‫الدكتور �سمير ال�ضاهر‪ :‬المهم تنفيذ الحلول ال معرفتها فقط‬

‫الإنتاجية المتدنية �إلى القطاعات ذات الإنتاجية‬ ‫المرتفعة‪.‬‬ ‫والالفت �أن هذه الدرا�س ��ة �إ�س ��تغرقت ‪� 3‬س ��نوات‬ ‫وني ��ف‪ ،‬وقد نظرت �إلى الإقت�ص ��اد اللبناني ونموه‬ ‫من جوانب عدة‪.‬‬ ‫وي�ش ��ير ال�ض ��اهر �إلى �أن من �أهم ما تطرقت �إليه‬ ‫هذه الوثيقة هو "النظرة �إلى تطوير وتح�سين مناخ‬

‫الإ�س ��تثمار المتع ّلق بالإط ��ار القانوني والتنظيمي‬ ‫والم�ؤ�س�س ��اتي لتنظي ��م عمل القط ��اع الخا�ص كي‬ ‫ي�س ��مح للإ�س ��تثمار بخلق فر�ص عمل‪ .‬كما �أنها لم‬ ‫تن� ��س م�س ��ائل مهمة �أخ ��رى منها تحدي ��ث قانون‬ ‫التجارة في لبنان والعائد الى عام ‪ ،1943‬وال �أحد‬ ‫ينكر �أن هناك �صعوبات جمة في ذلك"‪.‬‬ ‫ومم ��ا تح ��دث عن ��ه التقري ��ر تنمية ال�ص ��ناعات‬

‫ال�صغيرة‪ ،‬وهنا يلفت ال�ضاهر �إلى �أن هذه الم�س�ألة‬ ‫مهمة و�أ�سا�سية لأن حوالي ‪ % 70‬من فر�ص العمل‬ ‫تكمن في الم�ؤ�س�سات ال�صغيرة والمتو�سطة كالتي‬ ‫توظف ما يقارب ال ‪ 150‬موظفا"‪.‬‬ ‫وكم ��ا بالن�س ��بة ال ��ى قط ��اع ال�ص ��ناعة‪ ،‬فقد كان‬ ‫لإ�ص�ل�اح المالية العامة ح�صة في التقرير‪ ،‬وهذا‬ ‫ما تح ��دث عنه بن ��د �إ�ص�ل�اح ال�سيا�س ��ة المالية‪،‬‬ ‫حيث �أنه يعتبر �ض ��رورة لجهة و�ض ��ع الديون على‬ ‫منحنى �إنحداري‪.‬‬ ‫وي�شكل حجم الدين العام المتزايد ب�إ�ستمرار منذ‬ ‫عقد ون�صف �إ�س ��تنزافا" م�ستمرا" لموارد الدولة‬ ‫‪�،‬إذ ت�ش ��كل خدمة الدين الع ��ام العبء الأكبر على‬ ‫الموازن ��ة العامة بع ��د رواتب وتعوي�ض ��ات القطاع‬ ‫الع ��ام حيث تبلغ ن�س ��بتها نحو ‪ % 40‬م ��ن �إيرادات‬ ‫ال�ضرائب وثلث �إجمالي العائدات‪.‬‬ ‫وردا" عل ��ى �س� ��ؤال يق ��ول ال�ض ��اهر ‪" :‬م ��ن هن ��ا‬ ‫ف� ��إن خطتن ��ا متجان�س ��ة م ��ع التقرير ف ��ي الكثير‬ ‫م ��ن الطروح ��ات والحل ��ول لأن الم�ش ��اكل واحدة‬ ‫وت�شخي�ص ��ها واحد والحلول هي واحدة �أو �إثنان"‬ ‫‪.‬‬ ‫وتهدف الحكومة �إلى تخفي�ض الدين العام ب�شكل‬ ‫مطرد على مدى ال�س ��نوات ال�سبع المقبلة‪ ،‬من ما‬ ‫يقارب ال ‪ %140‬من الناتج المحلي �إلى ال ما دون‬ ‫ن�س ��بة ‪� % 100‬أي ما يقارب الن�س ��بة المتفق عليها‬ ‫بموجب معايير التقارب في منطقة اليورو‪.‬‬ ‫والحا�صل هو �أن هناك نق�صا" كبيرا" في تمويل‬ ‫البن ��ى التحتية التي ه ��ي الإطار الأ�سا�س ��ي الذي‬ ‫ي�سمح بجذب الإ�ستثمارات وبتفعيل الإ�ستثمارات‬ ‫الخا�صة‪ .‬وهذا ما نجده في درا�سة البنك الدولي‬ ‫التي تلقي النظر على هذه الم�س� ��ألة وتقول �أنه من‬ ‫ال�ض ��روري تفعيل النفقات الإ�ستثمارية في البنى‬ ‫التحتية‪.‬‬ ‫وم ��ا يج ��در التوق ��ف عن ��ده ه ��و تن ��اول التقري ��ر‬ ‫نظ ��ام التعلي ��م ف ��ي لبنان وكي ��ف ل ��ه �أن يتجان�س‬ ‫م ��ع متطلبات �س ��وق العم ��ل‪ ،‬ال �س ��يما ان التقرير‬ ‫�أجرى م�س ��حا" �ش ��امال" للقوى العاملة في لبنان‬ ‫ب�أعدادها وطاقاتها ومهاراتها والن�س ��ب والأعمار‬ ‫وم�س ��توى الدرا�سة‪ ،‬ما يوجب علينا �أن ن�أخذ هذه‬ ‫النتائج على محمل الجد لأن لها ت�أثيرا" �أ�سا�سيا"‬ ‫في تفعيل الإقت�صاد‪.‬‬ ‫�أما ف ��ي الوقت الحا�ض ��ر‪ ،‬ف�إن ‪ %70‬م ��ن الرجال‬ ‫في �س ��ن العمل بالإ�ض ��افة ‪ %24‬فقط من الن�ساء‬ ‫في �س ��ن العمل هم �ض ��من القوى العاملة‪ .‬وتعتبر‬ ‫مع ��دالت البطال ��ة مرتفع� � ًة ب�ص ��ورة مقلقة حيث‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪21‬‬


‫الم�شرق العربي‬

‫لبنان‬

‫مناق�شة تقرير البنك الدولي مع م�ست�شار رئي�س الحكومة اللبنانية الإقت�صادي الدكتور �سمير ال�ضاهر‬

‫"المعضلة األساسية في لبنان‬ ‫أننا نعرف الحلول ولكن ال نط ّبقها !"‬ ‫بع��د �أكث��ر من ثالث �سن��وات ونيف من الدرا�سة والبح��ث �صدر �أخيرا" تقري��ر البنك الدولي عن‬ ‫الإقت�ص��اد اللبناني‪ .‬ماذا في ه��ذا التقرير ؟ "�أ�سواق العرب" ق�صدت �أحد الذين �شاركوا في و�ضعه‬ ‫الدكتور �سمير ال�ضاهر‪ ،‬الم�ست�شار الإقت�صادي لرئي�س مجل�س الوزراء في لبنان‪ ،‬الذي كان م�س�ؤوال"‬ ‫�سابقا" لأكثر من ‪ 30‬عاما" في البنك الدولي‪ ،‬وناق�شت معه �أهم ما جاء في التقرير‪.‬‬ ‫بيروت ‪ -‬مازن مجوز‬ ‫ف ��ي كان ��ون الأول (دي�س ��مبر) ‪2012‬‬ ‫�أ�ص ��درت مجموع ��ة التنمية الب�ش ��رية‬ ‫لمنطقة ال�ش ��رق الأو�س ��ط و�ش ��مال �أفريقيا وثيقة‬ ‫�ص ��ادرة عن البن ��ك الدولي تناولت �إ�س ��تراتيجية‬ ‫تتعل ��ق بتوفي ��ر وظائف منا�س ��بة ودورال�سيا�س ��ات‬ ‫الإقت�ص ��ادية في لبنان التي ت�ش � ّ�جع الإ�ستثمارات‬ ‫في قطاعات ذات قيمة م�ضافة‪ ،‬ومناخ الإ�ستثمار‪،‬‬ ‫وتنظي ��م �س ��وق العم ��ل ومرون ��ة الم ��وارد‪ ،‬ونظام‬ ‫التعليم‪ ،‬و�سيا�سات الحماية الإجتماعية‪.‬‬ ‫"�أ�س ��واق العرب" �إلتقت م�ست�ش ��ار رئي�س مجل�س‬ ‫الوزراء اللبناني لل�ش� ��ؤون الإقت�ص ��ادية والإنمائية‬ ‫الدكتور �سمير ال�ضاهر الذي ر�أى �أن هذا التقرير‬ ‫ي�س ��عى �إلى �إعداد �إ�س ��تراتيجية ترم ��ي �إلى دعم‬ ‫�إ�س ��تحداث الوظائف في لبنان وتح�س ��ين الفر�ص‬ ‫التي يتيحها �سوق العمل للقوى العاملة‪.‬‬ ‫وج ��اء هذا التقرير نتاج� � ًا لبرنامج التعاون الفني‬ ‫ال ��ذي �إمتد على مدى ثالث �س ��نوات مع الحكومة‬ ‫اللبناني ��ة‪ .‬وت ��م �إع ��داده تح ��ت �إ�ش ��راف اللجن ��ة‬ ‫التوجيهية من وزارات عدة والتي تر�أ�س ��ها المدير‬ ‫العام لوزارة المالية‪.‬‬ ‫وق ��د �إرتكز التحليل المق ��دم في هذه الوثيقة على‬ ‫م�س ��ح جديد �أجري للقوى العامل ��ة و�أرباب العمل‬ ‫ونم ��وذج الت ��وازن الع ��ام للإقت�ص ��اد اللبنان ��ي‪،‬‬ ‫واللذي ��ن تم �إعدادهما في �س ��ياق برنامج التعاون‬ ‫الفني‪.‬‬ ‫جاءت التو�صيات المقدمة على م�ستوى ال�سيا�سات‬ ‫نتيجة للم�ش ��اورات التي ت ��م �إجرا�ؤها مع الجهات‬ ‫‪20‬‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫النظيرة ومختلف الأطراف المعنية‪.‬‬ ‫وتمت مناق�شة النتائج النهائية للم�شاورات خالل‬ ‫ور�ش ��ة عم ��ل عقدت بتاري ��خ ‪� 25‬آب (�أغ�س ��ط�س)‬ ‫‪ 2012‬برعاية وزير العمل ال�س ��ابق �شربل نحا�س‪،‬‬ ‫حيث تولى فريق البنك الدولي وفريق وزارة العمل‬ ‫تنظيم عقد الور�شة ب�صورة م�شتركة‪.‬‬ ‫في الواقع‪ ،‬ال ي�ش ��ارك في �س ��وق العمل �سوى‪%47‬‬ ‫من ال�س ��كان في �س ��ن العمل‪ ،‬بينم ��ا يعد ‪ %11‬من‬

‫الدكتور �سمير ال�ضاهر ‪:‬‬ ‫"�أهمية هذه الوثيقة هي النظرة �إلى‬ ‫تطوير مناخ الإ�ستثمار المتعلق بالإطار‬ ‫القانوني والتنظيمي والم�ؤ�س�ساتي‬ ‫لتنظيم عمل القطاع الخا�ص كي‬ ‫ي�سمح للإ�ستثمار بخلق فر�ص عمل"‬ ‫الم�ش ��اركين عاطلين عن العمل‪ .‬ويعتبر متو�س ��ط‬ ‫فت ��رة البق ��اء من دون عم ��ل طويال"‪ ،‬وقد ي�ص ��ل‬ ‫�إلى نحو عام‪ ،‬خ�صو�ص ًا للباحثين عن عمل للمرة‬ ‫الأول ��ى‪ .‬وعل ��ى الرغ ��م م ��ن التقدم المح ��رز في‬ ‫معدالت الإلتحاق بالتعليم خالل العقود الما�ضية‪،‬‬ ‫ف� ��إن ال�س ��واد الأعظم من الق ��وى العاملة ال يملك‬ ‫�س ��وى م�س ��تويات تعليمية متدنية حيث يحمل نحو‬ ‫‪� %40‬شهادة تعليم ابتدائي وما دون) ويعملون في‬

‫قطاعات ذات �إنتاجية متدنية‪ ،‬وب�شكل رئي�سي في‬ ‫قطاع الخدمات)‪.‬‬ ‫ويعمل فقط ‪ %29‬من العاملين في القطاع الر�سمي‬ ‫بحي ��ث تطب ��ق عليه ��م �أنظم ��ة العمل ويخ�ض ��عون‬ ‫لل�ضمان الأجتماعي؛ بينما يعمل ‪ %50‬في القطاع‬ ‫غير الر�سمي‪� ،‬س ��وا ًء ب�أجر �أو لح�سابهم الخا�ص‪،‬‬ ‫وتعد �إمكانية الإنتقال بين الوظائف محدود ًة‪.‬‬ ‫ويتطابق طرح التقرير مع خطة العمل للإ�ص�ل�اح‬ ‫الإقت�ص ��ادي والإجتماع ��ي ‪ 2015 -2012‬الت ��ي‬ ‫طرحته ��ا الحكوم ��ة اللبناني ��ة برئا�س ��ة الرئي� ��س‬ ‫نجيب ميقاتي ‪ ،‬حيث يجد ال�ض ��اهر‪ ،‬الذي �شارك‬ ‫ف ��ي مراحل �إعداد التقرير المذكور‪� ،‬أنه من �أجل‬ ‫التغلب على الم�ش ��كالت المذكورة �أعاله‪ ،‬يتوجب‬ ‫على لبنان القيام بما يلي‪:‬‬ ‫�أ‪ -‬توحيد ال�سيا�سة المالية بغر�ض �إزالة الت�ش ّوهات‬ ‫التي ت�ض ��ر بالقرارات الإ�س ��تثمارية‪ ،‬وزيادة كافة‬ ‫الإ�س ��تثمارات الحكومية وتح�س ��ين بيئ ��ة الأعمال‬ ‫بغر� ��ض زيادة مع ��دالت �إ�س ��تحداث الوظائف في‬ ‫القطاعات ذات الإنتاجية العالية ‪.‬‬ ‫ب‪� -‬إ�ص�ل�اح نظام الت�أمينات الإجتماعية لخف�ض‬ ‫حج ��م العمل في القطاع غير الر�س ��مي وت�ش ��جيع‬ ‫حركة العمالة بين الوظائف‪.‬‬ ‫ج ‪� -‬إع ��ادة التفكير في برام ��ج التدريب وبرامج‬ ‫�س ��وق العم ��ل الفعال ��ة بغر� ��ض تطوي ��ر المهارات‬ ‫ل ��دى القوى العاملة وت�س ��هيل التحوالت في �س ��وق‬ ‫العم ��ل‪ -‬من مرحلة الدرا�س ��ة �إل ��ى مرحلة العمل‬ ‫وم ��ن �ص ��فوف العاطلين ع ��ن العمل �إلى �ص ��فوف‬ ‫القوى العاملة‪ ،‬ومن الوظائف في القطاعات ذات‬


‫الم�شرق العربي‬

‫¶‬

‫لبنان‬

‫تبلغ ‪ %34‬في �ص ��فوف ال�شباب‪ ،‬و‪ %18‬في �صفوف‬ ‫الن�س ��اء‪ ،‬و‪ %14‬ف ��ي �ص ��فوف حمل ��ة ال�ش ��هادات‬ ‫الجامعية‪.‬‬ ‫وي�ش ��كل م ��ن ه ��م دون �س ��ن الخام�س ��ة والثالثين‬ ‫ال�س ��واد الأعظم من العاطلين عن العمل‪ .‬وخالل‬ ‫ال�س ��نوات الع�ش ��ر القادمة‪ ،‬من المتوقع �أن ي�ص ��ل‬ ‫متو�س ��ط ع ��دد الداخلين الجدد �إلى �س ��وق العمل‬ ‫�سنوي ًا �إلى ‪� 23,000‬شخ�ص ًا‪.‬‬ ‫وبغر�ض ا�س ��تيعابهم‪� ،‬س ��يتوجب على االقت�ص ��اد‬ ‫�إ�س ��تحداث المزيد من الوظائف بمقدار خم�س ��ة‬ ‫�أ�ضعاف ما يوفره حالي ًا‪.‬‬ ‫وهذا كله يدل على تقاع� ��س ذاتي‪ ،‬و�أن هناك نوع‬ ‫من الم�شكلة الهيكلية في �سوق العمل‪.‬‬ ‫ويو�ضح �ضاهر �أن العمل الذي ن�سعى �إلى �إن�شائه في‬ ‫برنامج الحكومة والذي يتكلم عنه التقرير �أي�ض ��ا‬ ‫هو فر�ص العمل ذو القيمة الم�ضافة العالية‪.‬‬ ‫وتر ّكزت الوظائف التي �إ�س ��تحدثت في االقت�صاد‬ ‫في القطاعات ذات الإنتاجية المتدنية حيث �شغل‬ ‫هذه الوظائف ب�شكل رئي�سي عاملون من �أ�صحاب‬ ‫المهارات المتدنية‪ ،‬وذلك على الرغم من تقديم‬ ‫النظ ��ام التعليم ��ي ف ��ي لبن ��ان لأف ��واج كبيرة من‬ ‫الخريجين الماهرين‪ -‬وبالتحديد على الم�س ��توى‬ ‫الجامعي‪ -‬للعديد من ال�سنوات‪ .‬فمنذ العام‪1997‬‬ ‫‪ ،‬ح ��دث تحول في ترك ��ز الوظائف من القطاعين‬ ‫الزراعي وال�ص ��ناعي �إلى القطاع الخدماتي‪ ،‬و�إن‬ ‫كان ذل ��ك في الأن�ش ��طة ذات الإنتاجي ��ة المتدنية‬ ‫مثل تجارة الجملة والتجزئة‪ ،‬و�إ�ص�ل�اح محركات‬ ‫ال�س ��يارات‪ ،‬والنق ��ل والتخزين‪ ،‬و�أن�ش ��طة الإقامة‬ ‫والخدمات الغذائية‪ ،‬والأن�شطة العقارية‪.‬‬ ‫وخالل الأعوام ‪ 2009 – 2004‬جاءت الم�س ��اهمة‬ ‫الأب ��رز ف ��ي �ص ��افي ‪ -‬الوظائف الم�س ��تحدثة من‬ ‫خ�ل�ال قط ��اع التج ��ار (‪ ،)% 61‬والقطاع ��ات‬ ‫الخدماتي ��ة ذات الإنتاجي ��ة المتدني ��ة ( ‪،)% 33‬‬ ‫تالها القطاع الإن�شائي (‪. )10%‬‬ ‫م ��ن ناحي ��ة �أخ ��رى‪� ،‬ش ��هدت القطاع ��ات ذات‬ ‫الإنتاجي ��ة العالي ��ة مث ��ل تكنولوجي ��ا المعلوم ��ات‬ ‫والإت�صاالت‪ ،‬والأن�شطة المالية و�أن�شطة الت�أمين‪،‬‬ ‫بالإ�ض ��افة �إلى القطاعات التي تت�ض ��من �أن�ش ��ط ًة‬ ‫مهني� � ًة وعلمي� � ًة وفني ًة تراجع ًا في ع ��دد الوظائف‬ ‫الم�ستحدثة‪.‬‬ ‫حالي ��ا"‪ ،‬يق ��وم قط ��اع الخدم ��ات ذات الإنتاجية‬ ‫المتدنية بت�شغيل ‪ %35‬من العاملين ب�أجر‪ ،‬بالإ�ضافة‬ ‫�إلى ‪ %61‬من العاملين لح�سابهم الخا�ص‪.‬‬ ‫على الجانب الآخر‪ ،‬يعمل ‪ %14‬من العاملين ب�أجر‬

‫بالإ�ض ��افة �إل ��ى ‪ %3‬فقط من العاملين لح�س ��ابهم‬ ‫الخا� ��ص ف ��ي قط ��اع الخدم ��ات ذات الإنتاجي ��ة‬ ‫العالية‪.‬‬ ‫وبالعودة �إلى القيمة الم�ضافة يورد ال�ضاهر مثاال"‬ ‫عنها �أنه �إذا كان رات ��ب المهند�س ‪ 20,000‬دوالر‬ ‫و�أنت ��ج �ش ��يئا قيمت ��ه ‪ 100,000‬دوالر تكون القيمة‬ ‫الم�ضافة للمهند�س ‪ 80,000‬دوالر‪.‬‬ ‫والي ��وم‪ ،‬يغ ��ادر العاملون من �أ�ص ��حاب المهارات‬ ‫العالي ��ة البالد مقابل قدوم عمال ��ة وافدة متدنية‬ ‫المهارات‪ .‬وعلى الرغم من �شح البيانات الر�سمية‬ ‫تراوح عدد المغتربين ما بين ‪200,000‬و‪400,000‬‬ ‫�شخ�ص خالل الفترة ما بين ‪ 1991‬و‪.2009‬‬ ‫ويبدو �أن هذه الهجرة تعد ال�سبب في �شح العمالة‬ ‫الماه ��رة‪ ،‬وتتج ��ه العمال ��ة اللبناني ��ة بعي ��د ًا من‬ ‫قطاع ��ات ت�ص ��نيع المنتج ��ات المتداول ��ة وقطاع‬ ‫الإن�شاءات‪ ،‬ويتم �إ�س ��تبدالها بعمالة وافدة‪ ،‬والتي‬ ‫تك ��ون في الغالب متدنية المهارات‪ .‬وتعد الرواتب‬ ‫العالية المقدمة في دول مجل�س التعاون الخليجي‬

‫"ثمة نق�ص كبير في تمويل‬ ‫البنى التحتية‪ ،‬والإطار الأ�سا�سي الذي‬ ‫ي�سمح بجذب الإ�ستثمارات وبتفعيل‬ ‫الإ�ستثمارات الخا�صة‪ ،‬والتقرير طالب‬ ‫ب�ضرورة تفعيل النفقات الإ�ستثمارية‬ ‫في البنى التحتية"‬

‫و�إرتفاع الأ�سعار في لبنان �أبرز �سببين يقفان وراء‬ ‫هجرة العمالة الماهرة‪.‬‬ ‫والتحدي الأكبر ي�ؤكد ال�ض ��اهر هو في خلق فر�ص‬ ‫عم ��ل ذات قيم ��ة م�ض ��افة عالية‪ ،‬والمق�ص ��ود �أن‬ ‫نتمكن من �إ�س ��تعمال الطاقات الب�ش ��رية التي هي‬ ‫متواف ��رة ج ��دا" ف ��ي لبن ��ان لكننا ل ��م نتمكن من‬ ‫�إعطائها فر�ص للعمل لأ�سباب عدة‪.‬‬ ‫"وبر�أين ��ا ال ��ذي طرحن ��اه ف ��ي الخط ��ة‪ ،‬ي�ض ��يف‬ ‫ال�ض ��اهر‪ ،‬هو تحويل لبنان �إلى �سوق �إقليمية فيها‬ ‫‪ 380‬ملي ��ون عربي و‪ 75‬ملي ��ون �إيراني و‪ 70‬مليون‬ ‫تركي‪� ،‬أي ما يقارب ‪ 500‬مليون م�ستهلك‪� ،‬ساعتئذ‬ ‫ن�س�أل �أين هي الميزات التناف�سية للبنان ووفورات‬

‫الحج ��م؟ كي يكون لديه طاقة تناف�س ��ية في هذه‬ ‫ال�س ��وق المفتوحة �أي ال�س ��وق العربية والإقليمية‪.‬‬ ‫وقب ��ل كل �ش ��يء يج ��ب �أن يك ��ون لدينا �إقت�ص ��اد‬ ‫منفت ��ح‪ ،‬و�أن تكون لدينا النية لتقوية ال�ص ��ادرات‬ ‫وقدرة تناف�س ��ية في ه ��ذه ال�ص ��ادرات‪ .‬ومن هنا‬ ‫يج ��ب �أن يكون لدين ��ا �إنتاج فك ��ري و�إنتاج مادي‪،‬‬ ‫فمث�ل�ا" لبن ��ان يخ ��رج م ��ن الجامع ��ات اللبنانية‬ ‫قرابة ‪ 500‬طبيب �س ��نويا"‪ ،‬فيم ��ا يوجد في لبنان‬ ‫‪ 12‬الف طبيب ل ‪ 4‬ماليين �شخ�ص بمعدل طبيب‬ ‫ل ��كل ‪ 300‬مواط ��ن‪ ،‬وهذا يعني �أن لدينا فائ�ض ��ا"‬ ‫من الأطباء بالن�س ��بة الى حجمنا‪ ،‬فالخيار هو �إما‬ ‫�أن ن�صدر الأطباء و�إما �أن ن�ستورد المر�ضى وهذا‬ ‫ما ي�سمى بال�سياحة الطبية �شرط �أن تكون الكلفة‬ ‫�أقل وبالجودة نف�سها في البلدان المتطورة"‪.‬‬ ‫"ه ��ذا التقري ��ر‪ ،‬يق ��ول ال�ض ��اهر‪ ،‬ه ��و نم ��وذج‬ ‫برنام ��ج ت ��وازن ع ��ام للإقت�ص ��اد اللبنان ��ي وه ��و‬ ‫ريا�ضي وديناميكي حيث يمكننا و�ضع �إفترا�ضات‬ ‫والح�ص ��ول على النتائج الخا�ص ��ة ب ��كل منها في‬ ‫ح ��ال ت ��م تطبيق ه ��ذه التحفي ��زات وال�سيا�س ��ات‬ ‫الإ�صالحية"‪.‬‬ ‫ويتابع ال�ض ��اهر‪" :‬لقد وجدنا �أن ه ��ذه المنهجية‬ ‫ت�ش ��كل درا�سة قيمة‪ ،‬وهي تن�س ��جم مع المنهجية‬ ‫التي طرحته ��ا الحكومة للإ�ص�ل�اح الإقت�ص ��ادي‬ ‫والإجتماع ��ي والت ��ي تط ��رح العدي ��د م ��ن الحلول‬ ‫وتقدم الت�شخي�ص عينه للم�شاكل‪ ،‬وتطرح حلوال"‬ ‫متجان�سة مع ما ورد في التقرير"‪.‬‬ ‫وب�إخت�صار ف�إن خطة عمل الحكومة وفق ال�ضاهر‬ ‫يجب �أن تقوم على تقوية المالية العامة‪ ،‬وتح�سين‬ ‫من ��اخ العم ��ل والإ�س ��تثمار‪ ،‬وتحدي ��ث القواني ��ن‬ ‫والأجن ��دة الإجتماعي ��ة‪ ،‬ف�ض�ل�ا" ع ��ن تحدي ��ث‬ ‫البرامج التعليمية كي تتطابق مع متطلبات �س ��وق‬ ‫العمل‪� ،‬إ�ض ��افة �إلى برامج حماي ��ة �إجتماعية بما‬ ‫يتعل ��ق بنظام التفاع ��د ونظام التغطية ال�ص ��حية‬ ‫الكامل ��ة و�ض ��رورة النظ ��ر �إل ��ى القطاع ��ات التي‬ ‫تتعل ��ق بالميزات التفا�ض ��لية لإن�ش ��اء فر�ص عمل‬ ‫ذات قيم ��ة م�ض ��افة عالية‪ ،‬ومن ه ��ذه القطاعات‬ ‫الخدم ��ات ال�ص ��حية‪ ،‬والدرا�س ��ات الهند�س ��ية‬ ‫والدرا�سات الإ�ست�شارية كالتي يقوم بها مهند�سون‬ ‫وم�ست�شارون لبنانيون والتي من الأ�صح �أن تح�صل‬ ‫هنا في لبنان ومن ثم يتم �إر�سال المهند�سين �إلى‬ ‫الخارج للتنفيذ‪.‬‬ ‫وف ��ي الختام ي�س� ��أل ال�ض ��اهر م ��ا الفائ ��دة �إذا‬ ‫عرفن ��ا الحلول ولم نطبقها؟ هذه هي المع�ض ��لة‬ ‫الأ�سا�سية‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪23‬‬



‫دائما" هما اللتان خانتاه‪ .‬لقد جاءت �إ�ستقالته في‬ ‫جزء �صغير ب�سبب الإجراءات المالية العقابية التي‬ ‫فر�ض ��تها الواليات المتحدة و�إ�سرائيل �أخيرا" �ضد‬ ‫ال�س ��لطة الفل�س ��طينية‪ ،‬والتي �إ�س ��تخدمتها "فتح"‬ ‫بعد ذلك لإثارة الإحتجاجات �ضد �سيا�سات فيا�ض‬ ‫الإقت�ص ��ادية‪ .‬الواليات المتحدة وا�سرائيل عاقبتا‬ ‫�أي�ضا" فيا�ض لقرار عبا�س التقدم بطلب للح�صول‬ ‫على ترفيع و�ض ��ع فل�س ��طين ف ��ي الجمعي ��ة العامة‬ ‫للأم ��م المتح ��دة ف ��ي ت�ش ��رين الثان ��ي (نوفمبر)‬ ‫‪ ،2012‬وف�ش ��له ف ��ي الإظهار لل�ش ��عب الفل�س ��طيني‬ ‫ب�أن برنامج فيا�ض من التعاون الوثيق مع �إ�سرائيل‬ ‫والواليات المتحدة �سوف يدفعه نحو الإ�ستقالل‪.‬‬ ‫�أي ��ا" يكن ال�ش ��خ�ص الذي �س ��يحل م ��كان فيا�ض‪،‬‬ ‫خ�صو�ص ��ا" �إذا كان هو (�أو هي) لي�س على عالقة‬ ‫جيدة مع حركة فتح‪ ،‬عليه �إدارة العالقة المت�ضاربة‬ ‫عينه ��ا بي ��ن الم�ص ��الح المحلية والدع ��م الغربي‪.‬‬ ‫ونجاح ��ه �أو ف�ش ��له �س ��وف يك ��ون في �أي ��دي حركة‬ ‫فت ��ح‪ ،‬الت ��ي تراجعت كثيرا" �أي�ض ��ا" كي ت�س ��تطيع‬ ‫�إنجاز الكثير‪ ،‬ولكنها متما�س ��كة بما يكفي لتقوي�ض‬ ‫�أعدائه ��ا‪ .‬وو�ض ��ع رئي�س ال ��وزراء معق ��د بطبيعته؛‬ ‫وال�ش ��خ�ص الذي يملأ دوره يتحمل الم�س�ؤولية عن‬ ‫جمع تحويالت ال�ضرائب الإ�سرائيلية والم�ساعدات‬ ‫الغربية اللتين تعتمد عليهما ال�سلطة الفل�سطينية‪،‬‬ ‫وكالهم ��ا ُحج ��ب ب�إنتظ ��ام لأ�س ��باب خارج ��ة عن‬ ‫�س ��يطرة رئي�س الوزراء‪ .‬وكان فيا�ض غير م�س� ��ؤول‬ ‫عن الإ�س ��تراتيجية الفل�سطينية ال�شاملة؛ بدال" من‬ ‫ذلك‪ ،‬الق ��رارات حول ما �إذا كان يجب قتال �أم ال‪،‬‬ ‫و�إقامة دعوى ق�ضائية �ضد‪ ،‬والتفاو�ض‪� ،‬أو التعاون‬ ‫م ��ع �إ�س ��رائيل تق ��ع عل ��ى عات ��ق منظم ��ة التحرير‬ ‫الفل�س ��طينية ورئي�س ��ها عبا�س‪ .‬لقد �س ��قط فيا�ض‬ ‫في نهاية المطاف لأنه �أ�ص ��بح كب�ش فداء لم�شاكل‬ ‫�أعم ��ق للحركة الوطنية الفل�س ��طينية – �أ�سا�س ��ا"‪،‬‬ ‫ال�شعور بال�ضيق ال�سيا�سي الناجم عن عدم الح�سم‬ ‫في منظمة التحرير الفل�سطينية‪.‬‬ ‫ت�س ��تطيع منظم ��ة التحري ��ر الفل�س ��طينية �إتب ��اع‬ ‫واح ��دة من �إ�س ��تراتيجيتين رئي�س ��يتين‪ :‬المواجهة‬ ‫�أو التعاون‪ .‬من ناحية‪ ،‬يمكن للقادة الفل�س ��طينيين‬ ‫�أن يخت ��اروا �إ�س ��تراتيجية �ش ��عبية محلي ��ا" �أكث ��ر‬ ‫عدوانية‪ ،‬ولكن يحتمل �أن تكون خطيرة‪ ،‬في تحدي‬ ‫�إ�سرائيل‪ .‬هذا النهج يمكن �أن ينطوي على ت�شجيع‬ ‫الإحتجاج ��ات ال�ش ��عبية (والمخاط ��رة بالعنف)؛‬ ‫وتجاهل الأف�ضليات الأميركية والأوروبية لإ�ستبعاد‬ ‫حما� ��س من الحكوم ��ة الفل�س ��طينية والتحرك نحو‬ ‫الم�صالحة؛ �أو �إتخاذ خطوات نحو تدويل ال�صراع‪،‬‬

‫الرئي�س الراحل يا�سر عرفات‪:‬‬ ‫كانت عالقته بعبا�س م�شابهة لعالقة الأخير بفيا�ض‬

‫على �س ��بيل المثال �أن ت�ص ��بح طرفا" في المحكمة‬ ‫الجنائي ��ة الدولي ��ة ومحاول ��ة رف ��ع دع ��اوى �ض ��د‬ ‫�إ�سرائيل‪ .‬من �ش�أن �أي من هذه التحركات ال�ضغط‬ ‫على �إ�س ��رائيل والمجتم ��ع الدولي العاج ��ز لإعادة‬ ‫تقويم الو�ض ��ع الراهن‪ .‬ولكن هذا النهج �أي�ضا" قد‬ ‫يح ّفز �إنتقاما" �إ�سرائيليا" وتخفي�ضات كبيرة في‬ ‫الم�ساعدات الخارجية‪.‬‬ ‫م ��ن ناحي ��ة �أخ ��رى‪ ،‬يمك ��ن �أن يخت ��ار الق ��ادة‬ ‫الفل�س ��طينيون مزي ��دا" م ��ن التعاون مع ا�س ��رائيل‬ ‫والق ��وى الغربي ��ة‪ .‬وم ��ن الممك ��ن �أن ت�ش ��مل ه ��ذه‬ ‫الإ�س ��تراتيجية العودة �إلى خط ��وات تدريجية لبناء‬ ‫الثقة التي �إ�س ��تندت عليها عملية �أو�سلو‪ .‬وقد تنظر‬ ‫ال�س ��لطة الفل�س ��طينية ف ��ي الدخول ف ��ي محادثات‬ ‫م ��ن دون �إلتزامات �إ�س ��رائيلية بتجمي ��د كل البناء‬

‫خالل ال�سنوات العديدة الما�ضية‪،‬‬ ‫في الوقت الذي رف�ض القادة‬ ‫الفل�سطينيون الدخول في محادثات‬ ‫مبا�شرة ر�سمية مع الدولة العبرية‪،‬‬ ‫كانت �إ�سرائيل تتقدم في بناء‬ ‫الم�ستوطنات في ال�ضفة الغربية‪،‬‬ ‫وتعزز �سيطرتها على القد�س ال�شرقية‪،‬‬ ‫�إلى جانب العمل على زيادة عزلة غزة‬ ‫عن ال�ضفة الغربية‬

‫الإ�ستيطاني �أو الموافقة على حدود ‪ 1967‬ك�أ�سا�س‬ ‫للمفاو�ض ��ات‪ .‬ويمكن �أي�ض ��ا" �أن تطلق المناق�شات‬ ‫ب�ش� ��أن الترتيب ��ات ‪ -‬مث ��ل �إقامة دول ��ة ذات حدود‬ ‫م�ؤقت ��ة ‪ -‬الت ��ي ال ت� ��ؤدي ال ��ى �إتفاق �ش ��امل لإنهاء‬ ‫ال�ص ��راع ولكن من �ش� ��أنها �أن تعطي الفل�سطينيين‬ ‫مزيدا" من االرا�ضي وال�سيادة والإعتراف الدولي‪.‬‬ ‫لكن يخاف عبا�س م ��ن �أن هذه الخطوات قد ترفع‬ ‫ال�ض ��غط عن �إ�سرائيل من �أجل الإتفاق على ت�سوية‬ ‫نهائية‪ ،‬الأمر الذي �س ��يفتح �ض ��ده ب ��اب �إنتقادات‬ ‫داخلي ��ة �ش ��ديدة‪ ،‬ومزيدا" من �إ�ض ��عاف �ش ��رعية‬ ‫منظم ��ة التحري ��ر الفل�س ��طينية وحرك ��ة فت ��ح‪� .‬إن‬ ‫�إ�س ��تقالة فيا� ��ض من دون �ش ��ك هي تذكي ��ر له من‬ ‫مخاطر التعاون ب�شكل وثيق جدا" مع الغرب‪.‬‬ ‫ف ��ي مواجهة خياري ��ن غير َّ‬ ‫جذابين‪ ،‬ح ��اول القادة‬ ‫الفل�س ��طينيون الوق ��وف عل ��ى �أر�ض ��ية و�س ��طية‬ ‫محفوفة بمخاطر �أقل‪ ،‬فقد هدّدوا بالتحرك ببطء‬ ‫نحو المواجهة من خالل خطوات لي�ست كبيرة بما‬ ‫يكف ��ي للمخاط ��رة بتحم ��ل تكاليف باهظ ��ة‪ ،‬ولكن‬ ‫�صغيرة جدا" لك�سب الكثير من المكا�سب المحلية‪.‬‬ ‫و�أعلن ��وا دعما" معتدال" للإحتجاجات ال�ش ��عبية‪،‬‬ ‫متخذي ��ن خط ��وات ن�ص ��فية نح ��و الم�ص ��الحة مع‬ ‫حما� ��س‪ ،‬وم�س ��تخدمين الخدع في الإن�ض ��مام الى‬ ‫الوكاالت الدولية حيث ي�ستطيعون تحدّي �إ�سرائيل‬ ‫في وقت الحق‪ ،‬وراف�ض ��ين التفاو�ض مع ا�س ��رائيل‬ ‫من دون تجميد تام للإ�س ��تيطان والإلتزام بحدود‬ ‫‪ ،1967‬حتى حين كانوا ال يزالون يعقدون "لقاءات‬ ‫�إ�ستك�شافية"‪ ،‬ومحادثات �سرية‪.‬‬ ‫لكن �س ��ورا" متداخال" من هذا النوع له تكاليفه‬ ‫الخا�صة‪ .‬لقد �إختارت ال�سلطة الفل�سطينية �أ�سا�سا"‬ ‫�أن ال تختار‪ ،‬وعليه‪ ،‬وهي تفعل ذلك‪ ،‬وا�صلت عملها‬ ‫ف ��ي �إثارة الإ�س ��تياء البطيء‪ ،‬تاركة الفل�س ��طينيين‬ ‫غير را�ض ��ين ب�ش ��كل متزايد‪ ،‬ومتيحة مجاال" �أكبر‬ ‫لأح ��داث �أخرى وجهات فاعلة لت�ش ��كيل ال�ص ��راع‪.‬‬ ‫ف ��ي الواقع‪� ،‬إن غالبي ��ة الأن�ش ��طة الإحتجاجية في‬ ‫الأ�ش ��هر الأخيرة ‪ -‬من الإ�ض ��راب عن الطعام من‬ ‫قبل ال�سجناء الفل�سطينيين‪� ،‬إلى المظاهرات �ضد‬ ‫الحكومة الفل�سطينية والم�ستوطنين الإ�سرائيليين‬ ‫ كانت محاولة لملء هذا الفراغ القيادي و�إنطالقة‬‫حركة وطنية متوقفة‪ .‬الدعوات �إلى �إتخاذ خطوات‬ ‫�أكثر جر�أة نحو المواجهة �س ��وف تنمو ب�سبب غياب‬ ‫�إ�ستراتيجية فل�سطينية وا�ضحة المعالم‪.‬‬ ‫�إن ت ��ردد منظم ��ة التحري ��ر الفل�س ��طينية وع ��دم‬ ‫�إتخاذها �أي قرار �سيجعل ال�شعب يتجه – تدريجا"‬ ‫وعل ��ى م�ض ���ض ‪ -‬نح ��و المواجهة‪ .‬وه ��ذا يمكن �أن‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪25‬‬


‫الم�شرق العربي‬

‫فلسطين‬

‫ماذا بعد �إ�ستقالة �سالم فيا�ض؟‬

‫فلسطين بين خيارين أحالهما‪ّ ...‬‬ ‫مر!‬ ‫ال بد لمن يحل مكان رئي���س وزراء ال�سلطة الفل�سطينية الم�ستقيل �سالم‬ ‫فيا���ض �أن يتبنى واحدة من �إ�ستراتيجيتين‪ :‬الفوز بالم�صالح المحلية من‬ ‫خ�لال المواجهة مع �إ�سرائيل �أو ك�سب الدع��م الغربي الذي تحتاج �إليه‬ ‫ال�سلط��ة ب�شكل ما�س من خالل التعاون‪ .‬ل�سنوات‪ ،‬حاولت قيادة ال�ضفة‬ ‫الغربية �أن تطبق الإثنتي��ن‪ ،‬وبدورها‪ ،‬تحملت جميع التكاليف لكل من‬ ‫الإ�ستراتيجيتين بينما لم تجنِ �أيا" من المكا�سب‪.‬‬ ‫رام اهلل ‪� -‬سمير حن�ضل‬ ‫عندما ا�س ��تقال رئي�س وزراء ال�س ��لطة‬ ‫الفل�س ��طينية �س�ل�ام فيا�ض في ني�سان‬ ‫(�إبريل) الفائت‪ ،،‬بعدما �ض ��اق ذرعا" بالهجمات‬ ‫ال�سيا�س ��ية من حرك ��ة فتح التي يتزعمه ��ا الرئي�س‬ ‫الفل�س ��طيني محم ��ود عبا� ��س‪� ،‬أب ��دى ع ��دد م ��ن‬ ‫المراقبين قلقهم من �أن يكون ذلك عالمة "بداية‬ ‫النهاي ��ة لل�س ��لطة الفل�س ��طينية"‪ .‬لق ��د �إعتب ��رت‬ ‫الحكوم ��ات الغربي ��ة �أن فيا�ض رج ��ل ال غنى عنه‪،‬‬ ‫فه ��و‪ ،‬ف ��ي نظرها‪ ،‬الم�س� ��ؤول الفل�س ��طيني الوحيد‬ ‫غير الفا�سد ويتما�شى على حد �سواء مع الم�صالح‬ ‫المظاهرات �ضد �سالم فيا�ض‪ :‬كانت للت�شوي�ش على �شيء �آخر‬

‫‪24‬‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫الغربية‪ ،‬وم�س ��تقل بما في ��ه الكفاية عن حركة فتح‬ ‫لمراجع ��ة ومراقب ��ة �س ��لطتها غي ��ر المنتخب ��ة في‬ ‫ال�ضفة الغربية‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغم م ��ن �أن فيا�ض كان ال يحظى ب�ش ��عبية‬ ‫ تلق ��ى حزبه فق ��ط ‪ 2.4‬في المئة من اال�ص ��وات‬‫في الإنتخابات الت�ش ��ريعية ف ��ي ‪ – 2006‬ف�إنه كان‬ ‫"تكنوقراطا"" قديرا"‪� ،‬إ�س ��تطاع �إدارة الإدارات‬ ‫والبلدي ��ات المتفرقة ف ��ي ال�ض ��فة الغربية بنجاح‪.‬‬ ‫وتحدث بل�س ��ان م�ش ��ترك مع المانحين الدوليين‪،‬‬ ‫بعدما خدم �س ��ابقا" منذ ‪ 1987‬في �صندوق النقد‬ ‫الدولي‪ ،‬و�ص ��ار ممثال" له في ‪ 1996‬لدى ال�س ��لطة‬ ‫الفل�س ��طينية حت ��ى ‪2001‬؛ كم ��ا كان مق ��درا" في‬

‫وا�ش ��نطن في المقام الأول ب�س ��بب �سمعته بالن�سبة‬ ‫ال ��ى ال�ش ��فافية وجهوده في �إ�ص�ل�اح ق ��وات الأمن‬ ‫الفل�س ��طينية وتعاون ��ه الوثي ��ق م ��ع �إ�س ��رائيل‪ .‬كان‬ ‫الدعم ال�ص ��ريح من �إ�س ��رائيل والواليات المتحدة‬ ‫ال ��ذي تلق ��اه فيا� ��ض كافيا" لت�ش ��ويه �س ��معته بين‬ ‫الفل�سطينيين ‪ -‬مع�ضلة م�ألوفة لدى عبا�س كذلك‪.‬‬ ‫مث ��ل ف ّيا� ��ض‪ ،‬كان عبا�س م ��رة رئي� ��س وزراء غير‬ ‫منتخ ��ب‪ ،‬ج ��اء ال ��ى رئا�س ��ة الحكوم ��ة بدعم من‬ ‫الوالي ��ات المتح ��دة لكن مع قليل من الم�ص ��داقية‬ ‫ف ��ي ال�ش ��ارع �أو ت�أيي ��د م ��ن ال ��ر�أي الع ��ام‪ .‬وكان‬ ‫ال ُمع َّي ��ن الأول ف ��ي مرك ��ز رئي�س ال ��وزراء الذي تم‬ ‫�إن�ش ��ا�ؤه حديثا"‪ ،‬وهو مركز �أ�ستحدث تحت �ضغط‬ ‫من وا�ش ��نطن عل ��ى �أمل �إ�ض ��عاف رئي�س ال�س ��لطة‬ ‫الفل�سطينية �آنذاك يا�سر عرفات‪ .‬العالقة ال�صعبة‬ ‫بي ��ن عبا�س و�أب ��و ع ّمار م�ش ��ابهة ب�ش ��كل الفت �إلى‬ ‫�ص ��راع فيا�ض الأخير م ��ع عبا�س‪� .‬إ�ش ��تبك عبا�س‬ ‫مع عرف ��ات وحركة فتح التي ح�ش ��دت �إحتجاجات‬ ‫�ض ��ده وو�ص ��فته بدمية في يد تل �أبيب ووا�ش ��نطن‬ ‫– الأم ��ر ال ��ذي �أجب ��ره ف ��ي نهاية المط ��اف الى‬ ‫الإ�س ��تقالة من من�ص ��به‪ .‬في برقيات ديبلوما�س ��ية‬ ‫�أميركي ��ة م�س� � ّربة‪� ،‬أعل ��ن عبا�س بعد وقت ق�ص ��ير‬ ‫على �إ�س ��تقالته ب�أنه ينبغي �أن ُتعت َبر مجاملة عندما‬ ‫ُي�س� � ّمونه حامد كرزاي الفل�سطيني‪ ،‬في ا�شارة الى‬ ‫الرئي�س الأفغاني‪ .‬من جهته �أظهر فيا�ض �ش ��عورا"‬ ‫قويا" مماثال" لما يرغب الم�س� ��ؤولون الأميركيون‬ ‫�سماعه‪ ،‬معلنا" عن "�إلتزامه المفتوح" لطرد �أي‬ ‫�أفراد ال تبغيهم وا�ش ��نطن ف ��ي مجال�س الجمعيات‬ ‫الخيري ��ة الإ�س�ل�امية؛ ومبدي ��ا" ع ��داوة لحما�س‪،‬‬ ‫جعلته ي�ص ��فها ب�أنها "م�شكلة لدينا �أكثر بكثير من‬ ‫�إ�س ��رائيل �أو الوالي ��ات المتحدة "‪� ،‬إ�ض ��افة الى �أن‬ ‫"عالقته كانت �أف�ضل مع بنك �إ�سرائيل المركزي‬ ‫من مع [�سلطة النقد الفل�سطينية]"‪.‬‬ ‫عل ��م كل م ��ن فيا� ��ض وعبا� ��س ب� ��أن الم�س� ��ؤولين‬ ‫الغربيين يعتبرونهما �ص ��ديقين ويحترمونهما‪ .‬في‬ ‫كلمت ��ه االخيرة كرئي� ��س للوزراء‪� ،‬إ�س ��تخف عبا�س‬ ‫ب�إ�س ��رائيل والوالي ��ات المتح ��دة لت�ض ��ليله وتقديم‬ ‫وعود كاذبة‪ .‬وبالمثل‪� ،‬أكثر من �أي عدو �أو �ص ��ديق‬ ‫�آخر‪ ،‬كانت تل �أبيب ووا�شنطن اللتان دعمتا فيا�ض‬


‫الم�شرق العربي ¶ فل�سطين‬ ‫ي�ض ��ع عبا�س في �أ�س ��و�أ المواقف‪ ،‬وتح ُّمل التكاليف‬ ‫المحتملة للمواجهة من دون تلقي �أي مكا�س ��ب‪ ،‬وال‬ ‫�س ��يما في ت�أييد ودعم الر�أي العام‪ ،‬ومن ت�ص ��عيد‬ ‫ال�ص ��راع‪ .‬وبالمث ��ل‪ ،‬برف�ض ��ها تبني �إ�س ��تراتيجية‬ ‫لزيادة التعاون‪ ،‬ف�إنها تخلت عن الفوائد المحتملة‬ ‫لذل ��ك‪ ،‬مث ��ل الإفراج عن ال�س ��جناء من ال�س ��جون‬ ‫الإ�سرائيلية‪ ،‬والح�ص ��ول على الأ�سلحة لقوات �أمن‬ ‫ال�س ��لطة الفل�س ��طينية‪ ،‬والتلقي ب�إنتظام تحويالت‬ ‫ال�ضرائب والم�ساعدات الخارجية‪ ،‬والح�صول على‬ ‫قدر �أكبر م ��ن التعاطف الدول ��ي‪ ،‬ومعاناة �أقل من‬ ‫االجتياحات الإ�س ��رائيلية في المناطق الخا�ض ��عة‬ ‫لل�سيطرة الفل�سطينية‪ ،‬وتو�س ��يع �إخت�صا�ص ووالية‬ ‫ال�س ��لطة الفل�س ��طينية في ال�ض ��فة الغربية‪ .‬النهج‬ ‫الحالي ال يترك �أي واحد �سعيدا"‪.‬‬ ‫وعالوة على ذلك‪ ،‬لي�س هناك ما يدعو قادة ال�ضفة‬ ‫الغربية �أن يكونوا مترددين جدا" حول �إتخاذ واحد‬ ‫م ��ن هذي ��ن التوجهين الإ�س ��تراتيجيين‪ .‬منا�ش ��دة‬ ‫المحكمة الجنائية الدولية‪ ،‬على �س ��بيل المثال‪ ،‬قد‬ ‫تثير بع�ض ردود الفعل‪ ،‬ولكن ال�س ��لطة الفل�سطينية‬ ‫لن تنهار �إال‪ ،‬في حال غير واردة �إطالقا"‪� ،‬إذا قبلت‬ ‫و�أرادت الأمر الوالي ��ات المتحدة والدول الأوروبية‬ ‫و�إ�سرائيل‪ .‬بدال" من ذلك‪ ،‬يعتقد الأطراف الثالثة‬ ‫�أن القيادة المتعنتة ن�س ��بيا" ولكن ال�سلمية لل�سلطة‬ ‫الفل�س ��طينية هي �أكثر جاذبية وفائ ��دة من �أي من‬ ‫البدائ ��ل‪ .‬وقد تم تو�ض ��يح هذا م ��رارا" وتكرارا"؛‬ ‫وقد تفاو�ض الزعماء الإ�سرائيليون والفل�سطينيون‬ ‫مع بع�ض ��هم البع�ض عن طريق توجيه م�سد�س الى‬ ‫ر�أ�س ال�سلطة الفل�سطينية‪ ،‬ولكن كال الجانبين يعلم‬ ‫ب� ��أن الطرف الآخر لن ي�ض ��غط فعال" على الزناد‪.‬‬ ‫وفي الآونة الأخيرة‪ ،‬في ت�ش ��رين الثاني (نوفمبر)‬ ‫‪ ،2012‬دعا بع�ض القادة الإ�س ��رائيليين الى �إنهيار‬ ‫ال�سلطة الفل�سطينية �إذا ما �إتبع عبا�س ترفيع و�ضع‬ ‫فل�س ��طين ف ��ي الجمعية العام ��ة للأم ��م المتحدة‪.‬‬ ‫ولم يفعل عبا�س � اّإل هذا‪ ،‬ولم يكن من الم�س ��تغرب‬ ‫ب� ��أن التهدي ��دات الإ�س ��رائيلية كان ��ت فارغة‪ .‬وفي‬ ‫ال�ش ��هر التالي‪ ،‬هدّد عبا�س بدوره بتفكيك ال�سلطة‬ ‫الفل�سطينية في �أعقاب خطة لتو�سيع الم�ستوطنات‬ ‫الإ�سرائيلية حول القد�س‪ ،‬ولكن تحول هذا الحديث‬ ‫�أي�ضا" �إلى �أن يكون هواء �ساخنا"‪.‬‬ ‫وبالمث ��ل‪ ،‬ف� ��إن �إ�س ��تراتيجية زي ��ادة التع ��اون م ��ع‬ ‫�إ�س ��رائيل والمانحي ��ن الغربيين �س ��وف تثير بع�ض‬ ‫الإنتق ��ادات المحلي ��ة ولكن ال �ش ��يء من �ش� ��أنه �أن‬ ‫ي�سقط الحكومة‪ .‬في كانون الثاني (يناير) ‪،2012‬‬ ‫ل ��م تبل ��غ الإعترا�ض ��ات عل ��ى محادث ��ات منظم ��ة‬

‫الرئي�س محمود عبا�س‪ :‬هل يختار �إ�ستراتيجية ؟‬

‫رئي�س الحكومة الفل�سطينية الم�ستقيل �سالم فيا�ض‪:‬‬ ‫غرد خارج �سربه‬ ‫ّ‬

‫التحرير الفل�سطينية المبا�ش ��رة مع ا�سرائيل �أكثر‬ ‫من ثرثرة خافتة‪ .‬و�إذا وافق القادة الفل�س ��طينيون‬ ‫�أن تك ��ون له ��م دول ��ة عل ��ى ح ��دود م�ؤقت ��ة‪ ،‬فق ��د‬ ‫ت�ستقبلهم معار�ضة محلية �أقل بكثير مما يتوقعون‪.‬‬ ‫في الواقع‪� ،‬إن الفل�س ��طينيين يعي�شون بالفعل داخل‬ ‫دول ��ة‪ ،‬وفق ��ا" لق ��رار م ��ن الجمعية العام ��ة للأمم‬

‫الدعم ال�صريح من �إ�سرائيل‬ ‫والواليات المتحدة الذي تلقاه �سالم‬ ‫فيا�ض كان كافيا" لت�شويه �سمعته‬ ‫بين الفل�سطينيين ‪ -‬مع�ضلة م�ألوفة لدى‬ ‫محمود عبا�س كذلك‬

‫المتحدة‪ ،‬ذات حدود م�ؤقتة‪ ،‬كما حددتها �إتفاقات‬ ‫�أو�س ��لو‪ .‬وقانون �إقامة دولة ذات ح ��دود م�ؤقتة من‬ ‫غير المرجح �أن يزيل ال�ضغط القليل الذي تواجهه‬ ‫�إ�س ��رائيل الآن للتو�صل �إلى �إتفاق نهائي‪ .‬في غياب‬ ‫�إتفاق �سالم‪ ،‬االحتجاجات �ضد م�صادرة الأرا�ضي‬ ‫والج ��دار الفا�ص ��ل‪ ،‬والجه ��ود المبذول ��ة لفر� ��ض‬ ‫عقوبات ومقاطعة �إ�سرائيل‪ ،‬والإعترا�ضات الدولية‬ ‫لبن ��اء الم�س ��توطنات‪ ،‬وه ��دم المن ��ازل‪ ،‬وت�ش ��ريد‬ ‫المواطنين‪ ،‬والقيود المفرو�ضة على الحركة �سوف‬ ‫ت�ستمر‪.‬‬ ‫و�أخي ��را"‪ ،‬ال�س ��خط �ض ��د "المفاو�ض ��ات من �أجل‬ ‫المفاو�ضات" ‪ -‬كما خل�ص كثير من الفل�سطينيين‬ ‫ال ��ى ر�ؤية المحادث ��ات ‪ -‬يخفي تكالي ��ف التقاع�س‬ ‫ع ��ن العمل‪ .‬خ�ل�ال ال�س ��نوات العديدة الما�ض ��ية‪،‬‬ ‫ف ��ي الوقت عينه الذي رف�ض القادة الفل�س ��طينيون‬ ‫الدخ ��ول ف ��ي محادث ��ات مبا�ش ��رة ر�س ��مية م ��ع‬ ‫الدول ��ة العبري ��ة‪ ،‬كانت �إ�س ��رائيل تتق ��دم في بناء‬ ‫الم�ستوطنات في ال�ضفة الغربية‪ ،‬وتعزز �سيطرتها‬ ‫على القد�س ال�شرقية‪� ،‬إلى جانب العمل على زيادة‬ ‫عزلة غزة عن ال�ض ��فة الغربية‪ .‬لم تك�س ��ب منظمة‬ ‫التحرير الفل�س ��طينية �ش ��يئا" في المقابل‪ .‬لو �أتت‬ ‫�إلى طاولة المفاو�ضات‪ ،‬قد ال ت�ستطيع �إبطاء تقدم‬ ‫�إ�س ��رائيل‪ ،‬ولك ��ن من المرج ��ح �أنها كانت ك�س ��بت‬ ‫بع�ض التنازالت‪.‬‬ ‫ب�إعتراف الجميع‪ ،‬لي�س قادة ال�س ��لطة الفل�سطينية‬ ‫ه ��م ح�ص ��ريا" الم�س� ��ؤولين عن الجم ��ود الحالي‪.‬‬ ‫معظ ��م م ��ا فعل ��وه كان مج ��رد �إ�س ��تجابة لمطالب‬ ‫متناق�ض ��ة من مواطنيهم‪ .‬يبدو �أن �س ��كان ال�ضفة‬ ‫الغربية يريدون �سلوك كال الإتجاهين‪� :‬شن مقاومة‬ ‫�أكثر فعالية �ض ��د الإحتالل الإ�س ��رائيلي‪ ،‬ولكن من‬ ‫دون تخفي� ��ض م�س ��تويات المعي�ش ��ة �أو المعاناة من‬ ‫�آثار �إنتفا�ضة �أخرى‪.‬‬ ‫الواقع �أن قيادة ال�ض ��فة الغربية لم تكن وا�ضحة مع‬ ‫�شعبها ‪ -‬وربما حتى مع نف�سها ‪ -‬ب�أن هذين الهدفين‬ ‫هم ��ا على خ�ل�اف وتناق�ض م ��ع بع�ض ��هما البع�ض‪.‬‬ ‫ولكن ال�شعب قرر خياراته المعروفة بالإحتجاجات‬ ‫ال�صاخبة �ضد مدفوعات الرواتب المتوقفة وزيادات‬ ‫تكاليف المعي�شة في حين �أنه يطلق �إنتقادات خافتة‬ ‫بالن�سبة الى �إ�ستئناف المفاو�ضات والتعاون الأمني​​‬ ‫مع �إ�س ��رائيل‪ ،‬و�إزدواجية ال�سلطة الفل�سطينية تجاه‬ ‫الإحتجاجات ال�ش ��عبية‪ .‬في الوقت الراهن‪� ،‬س ��وف‬ ‫يتابع الفل�س ��طينيون الت�ش ��وي�ش‪ ،‬ولكن الآن من دون‬ ‫�س�ل�ام فيا� ��ض للومه على خي ��ارات ال يجر�ؤون على‬ ‫�إتخاذها‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪27‬‬


‫املهند�س رئيف احللو‬

‫درا�سات وتنفيذ يف لبنان والدول العربية‬ HELOU ENGINEERING GROUP Tel: 961 1 256755-257009 Fax: 961 1 256755 E-mail: raif@raifhelou.com


‫ف ��ي عملي ��ة الخ�صخ�ص ��ة الإقت�ص ��ادية‪ .‬ف ��ي نواح‬ ‫كثيرة‪ ،‬ردد البيان الجديد بيانات �صدرت في وقت‬ ‫�سابق‪� ،‬أحدها من زعماء القبائل و�آخر من �ضباط‬ ‫الجي�ش المتقاعدين الذين �شككوا بم�سار و�أولويات‬ ‫النظام‪.‬‬ ‫حت ��ى لو ب ��رزت مح ��اوالت �إقليمي ��ة لإحي ��اء عملية‬ ‫ال�س�ل�ام العربية الإ�س ��رائيلية المحت�ضرة طويال"‪،‬‬ ‫فه ��ذا البي ��ان الجدي ��د يرف� ��ض بح ��دة نتيجتي ��ن‬ ‫مقلقتين‪ :‬الإتحاد بين فل�س ��طين الم�ستقلة والأردن‬ ‫(كجزء من ت�سوية م�ستقبلية للق�ضية الفل�سطينية)‪،‬‬ ‫وحتى �أكثر ت�ش ��ديدا" بالن�س ��بة ال ��ى �أي تلميح الى‬ ‫�أن الأردن �سي�ص ��بح "وطن ��ا" بدي�ل�ا"" لل�ش ��عب‬ ‫الفل�س ��طيني‪ .‬لق ��د كان ��ت ه ��ذه الق�ض ��ية الأخيرة‬ ‫م�ص ��در قلق كبيرا" للعديد من القوميين في �شرق‬ ‫الأردن ل�س ��نوات ‪ -‬بع�ض ��هم محافظ ج ��دا" بحيث‬ ‫�أخذ ي�شار �إليه على �أنه "الليكود" الأردني �أو حركة‬ ‫"حزب ال�ش ��اي" الأردني‪ .‬م ��ع ذلك‪ ،‬في حين �أن‬ ‫البع�ض في �أق�صى اليمين في ال�سيا�سة الإ�سرائيلية‬ ‫ال يتح ��دث في الواقع عن "الخي ��ار الأردني"‪ ،‬لي�س‬ ‫هن ��اك جزء م ��ن المجتمع الأردن ��ي‪ ،‬والحكومة‪� ،‬أو‬ ‫النظام الملكي الذي يرغب في جعل الأردن الوطن‬ ‫البدي ��ل المزعوم‪ ، .‬في مقابلة حديثة مع �ص ��حيفة‬ ‫"الحياة" ال�سعودية ال�صادرة في لندن‪� ،‬أكد رئي�س‬ ‫مجل�س الأعيان الأردني طاهر الم�صري وجهة نظر‬ ‫معظم الم�س� ��ؤولين الحكوميين الأردنييين (�س ��واء‬ ‫من �أ�صل فل�س ��طيني �أو من �شرق الأردن)‪ ،‬قائال"‪:‬‬ ‫"�إن فكرة الوطن البديل ال �أ�سا�س لها من ال�صحة‬ ‫تماما" في الواقع‪ .‬الأردن هو الأردن وفل�سطين هي‬ ‫فل�سطين"‪.‬‬ ‫وم ��ع ذلك‪ ،‬فقد �إ�س ��تم ّر الخوف قائم ��ا" بين �أكثر‬ ‫القوى القومية المحافظة‪ ،‬و�إن�ض ��مت �إليهم ب�شكل‬ ‫متزاي ��د ق ��وى ي�س ��ارية وقومي ��ة عربي ��ة‪ ،‬التي هي‬ ‫الآن ‪ -‬في المقاب ��ل ‪ -‬تربط مخاوفها من "الأردن‬ ‫�سي�ص ��بح فل�س ��طين" �إلى م�س� ��ألة رئي�س ��ة �أخرى‪:‬‬ ‫�س ��وريا‪ .‬كانت الحرب الأهلية ال�س ��ورية في الواقع‬ ‫مق�سما" في ال�سيا�سة الأردنية‪ ،‬ال �سيما‬ ‫مو�ضوعا" ِّ‬ ‫في �أو�ساط المعار�ضة‪� ،‬إذ �أن الي�ساريين العلمانيين‬ ‫دعموا في كثير من الأحيان الأ�سد والحجة القائلة‬ ‫ب�أن الأزمة هي م�ؤامرة يقودها الغرب �ض ��د الدولة‬ ‫الرائدة في "المقاومة" �ض ��د �إ�سرائيل وطموحات‬ ‫الإمبريالية الغربية‪ .‬مع ذلك‪ ،‬فقد دعت الحركات‬ ‫الإ�س�ل�امية الكبيرة في الأردن‪ ،‬بدءا" من الإخوان‬ ‫الم�س ��لمين الرا�س ��خين الى �أ�ص ��غر حركة �س ��لفية‬ ‫لكنه ��ا متنامي ��ة‪ ،‬الى �إطاح ��ة نظام الأ�س ��د‪ .‬ودعا‬ ‫الإ�س�ل�اميون الأردنيون الى دعم حركة التمرد في‬ ‫�سوريا‪ ،‬وفي قدرات خا�ص ��ة‪ ،‬عبر بع�ض المقاتلين‬

‫ال�س ��لفيين م ��ن الأردن الى بالد ال�ش ��ام لمحاربة‬ ‫قوات الأ�سد‪.‬‬ ‫ي ��رى النظام الها�ش ��مي معظم النتائج في �س ��وريا‬ ‫ك�إ�ش ��كالية في درجات متفاوتة‪ .‬الأ�سد معادٍ ي�شكل‬ ‫خط ��را" عل ��ى الأردن‪ ،‬ولك ��ن �أي�ض ��ا" �س ��وريا غير‬ ‫م�ستقرة ما بعد الأ�س ��د‪ ،‬ال �سيما �إذا �أ�صبحت دولة‬ ‫فا�ش ��لة د ّمرها العنف الطائف ��ي �أو دولة �أخرى من‬ ‫"الربيع العربي" يهيمن عليها اال�سالميون‪ .‬النظام‬ ‫الها�ش ��مي عينه الذي كان قلق ��ا" مرة من "الهالل‬ ‫ال�ش ��يعي" (الذي ي�ش ��مل لبن ��ان‪� ،‬س ��وريا‪ ،‬العراق‪،‬‬ ‫و�إيران) يخ�ش ��ى الآن �أن تتح ��ول الأنظمة الجديدة‬ ‫التي يقودها الإ�سالميون �إلى نوع من �إحياء جماعة‬ ‫"الإخوان الم�س ��لمين" في جميع �أنحاء المنطقة‪،‬‬ ‫مع الآثار المترتبة عن ذلك بالن�س ��بة الى ال�سيا�سة‬ ‫الداخلية الخا�صة في الأردن ‪.‬‬ ‫فيم ��ا يح ��اول التعام ��ل م ��ع ال�ض ��غوط الداخلي ��ة‬ ‫والخارجي ��ة التي ولدت في ج ��زء منها من الحرب‬ ‫الأهلية ال�سورية‪ ،‬ي�سعى النظام الأردني‪ ،‬كما جرت‬

‫في مقابلة تلفزيونية �أخيرا"‪،‬‬ ‫�إتهم الرئي�س ب�شار الأ�سد ع ّمان‬ ‫بت�سليح وتدريب المتمردين‬ ‫و�إعادتهم لمحاربة الجي�ش ال�سوري‪،‬‬ ‫وهدد �أي�ضا" ب�أن "نار" الحرب‬ ‫ّ‬ ‫ال�سورية �سي�صل لهيبها �إلى‬ ‫الأردن �أي�ضا"‬

‫ممثل الأردن لدى الأمم المتحدة الأمير زيد بن رعد‪:‬‬ ‫"تقل وزن" االالجئين على الأردن‬

‫العادة‪ ،‬بب�ساطة الى مواجهة العا�صفة‪ .‬لكن النظام‬ ‫يواجه �ض ��غوطا" مكثفة من الأ�س ��د للبقاء بعيدا"‪،‬‬ ‫وم ��ن حلفائ ��ه الخا�ص ��ين (وخ�صو�ص ��ا" المملك ��ة‬ ‫العربية ال�س ��عودية‪ ،‬وقط ��ر‪ ،‬والوالي ��ات المتحدة)‬ ‫�إلى بذل المزيد من الجهد‪ .‬وفي هذا ال�س ��ياق قدم‬ ‫النظام ما ي ��راه تدابير دفاعية حذرة على حدوده‪.‬‬ ‫مع ذل ��ك‪ ،‬داخلي ��ا"‪ ،‬يق ��ول العديد م ��ن القوميين‬ ‫من اليمين والي�س ��ار (بما في ذل ��ك الموقعين على‬ ‫البيان) ب�أنه يتم �إ�س ��تخدام الأردن كجزء من خطة‬ ‫�أكبر لإطالق "العدوان" �ض ��د �س ��وريا‪ .‬عالوة على‬ ‫ذلك‪� ،‬إنهم يخ�ش ��ون من �أن التحالف بين الواليات‬ ‫المتح ��دة و�إ�س ��رائيل و"بع�ض دول الخلي ��ج" يت�آمر‬ ‫من �أجل ح ّل كل الم�ش ��اكل ال�س ��ورية والفل�س ��طينية‬ ‫على ح�ساب الأردن‪ .‬في الوقت عينه‪� ،‬أردنيون �أكثر‬ ‫ليبرالية وم�ؤيدون للديموقراطية‪ ،‬فيما ال ي�شاركون‬ ‫ال ��ر�أي في فكرة المخاوف من م�ؤامرة‪ ،‬فهم قلقون‬ ‫م ��ن �أن المخاوف الأمنية للنظ ��ام قد تعرقل عملية‬ ‫الإ�ص�ل�اح ال�سيا�س ��ي المحدودة وغير المكتملة في‬ ‫الأردن‪.‬‬ ‫�سيكون من ال�صعب المبالغة بالن�سبة الى التحديات‬ ‫الأمنية التي يواجهه ��ا الأردن اليوم‪ .‬ولكن حتى مع‬ ‫قلق النظام ومعار�ضيه ب�ش�أن �سيناريوهات �إفترا�ضية‬ ‫مختلفة‪ ،‬ف� ��إن التحدي الحقيق ��ي والملمو�س جدا"‬ ‫يكمن في �أزمة الالجئين الذين يزيدون �آالفا" عدة‬ ‫من النا�س كل يوم‪ .‬وزير الخارجية الأردني‪ ،‬نا�صر‬ ‫جودة‪� ،‬شرح نطاق الم�شكلة الى الجمهور االميركي‬ ‫بربط الم�س� ��ألة بلجوء كل �سكان كندا �إلى الواليات‬ ‫المتح ��دة‪ .‬حتى ف ��ي الوقت الذي حاول ��ت المملكة‬ ‫البق ��اء بعي ��دا" م ��ن الأزمة ال�س ��ورية‪ ،‬وعار�ض ��ت‬ ‫التدخل الأجنبي المبا�شر‪ ،‬فهي الآن ت�ست�ضيف �أكثر‬ ‫م ��ن ‪ 500,000‬الجئ �س ��وري‪ .‬وحذر ممث ��ل الأردن‬ ‫لدى الأمم المتحدة الأمير زيد بن رعد‪ ،‬في �أواخر‬ ‫ال�شهر الفائت مجل�س االمن الدولي من "ثقل وزن"‬ ‫�أزمة الالجئين على المملكة‪ .‬لقد �صارت ال�ضغوط‬ ‫الواقع ��ة عل ��ى الإقت�ص ��اد الأردن ��ي‪ ،‬والخدم ��ات‬ ‫الإجتماعي ��ة‪ ،‬والم ��وارد المائي ��ة‪ ،‬والإ�س ��تقرار‬ ‫ال�سيا�سي قا�سية ووخيمة العواقب‪ .‬وهذا كله يحدث‬ ‫في �أثناء ركود �إقت�صادي في بلد مثقل بالديون‪ .‬من‬ ‫الوا�ض ��ح �أن هناك حاجة ما�سة الى م�ساعدة دولية‬ ‫�أكثر‪ .‬بالن�س ��بة ال ��ى �أردنيين كثيرين‪ ،‬ال�ص ��بر بد�أ‬ ‫ينفد‪ .‬بع�ض �أع�ض ��اء البرلمان‪ ،‬على �سبيل المثال‪،‬‬ ‫دع ��ا الى �إغ�ل�اق الح ��دود‪ .‬وعندما �س ��ئل عن هذا‬ ‫االقتراح في م�ؤتمر �صحافي في عمان ‪ -‬بينما كان‬ ‫واقفا" الى جان ��ب الرئي�س الأميركي الزائر باراك‬ ‫�أوباما – كان للملك عبد اهلل جواب وا�ض ��ح ق�صير‬ ‫‪" :‬ال‪�...‬إنها لي�ست الطريقة الأردنية"‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪29‬‬


‫الم�شرق العربي‬

‫األردن‬

‫جراء الحرب الأهلية في بالد ال�شام‬ ‫مع�ضالت �أمنية و�إقت�صادية �أردنية ّ‬

‫المملكة الهاشمية على ّ‬ ‫كف‪ ...‬األزمة السورية!‬ ‫ب��د�أت الأزم��ة ال�سوري��ة ترمي بثقلها عل��ى الجي��ران وخ�صو�ص��ا" الأردن الذي لم تكف��ه م�شاكله‬ ‫الخا�صة الداخلية وخ�صو�صا" الإقت�صادية حتى جاءته تداعيات الأحداث في بالد ال�شام لتزيد من‬ ‫التحديات التي يواجهها النظام وخ�صو�صا" الأمنية‪.‬‬ ‫عمان ‪� -‬سلوى ال�شامي‬ ‫ق�ض ��ى الملك عب ��د اهلل الثان ��ي معظم‬ ‫الأ�س ��بوع الأخي ��ر من ني�س ��ان (�إبريل)‬ ‫الفائ ��ت ف ��ي وا�ش ��نطن‪ ،‬حي ��ث ح ��اول ح�ش ��د دعم‬ ‫الوالي ��ات المتحدة ل�ل��أردن من خ�ل�ال لقاءات مع‬ ‫كبار رجال الأعمال (�سعيا" للإ�ستثمار الأجنبي)‪،‬‬ ‫ومنظمات المجتمع المدني (بما في ذلك المنظمات‬ ‫العربية والإ�سالمية واليهودية الأميركية )‪ ،‬وزعماء‬ ‫الكونغر�س‪ ،‬ونائب الرئي�س جو بايدن‪ ،‬و�أخيرا"‪ ،‬مع‬ ‫الرئي�س باراك �أوباما في البيت الأبي�ض‪ .‬مع ذلك‪،‬‬ ‫ل ��دى عودته �إل ��ى الأردن‪ ،‬كان في �إ�س ��تقبال الملك‬ ‫بي ��ان جديد من المعار�ض ��ة الداخلي ��ة‪ ،‬الذي و ّقعه‬ ‫ما يقرب من �ألف �شخ�ص ��ية معار�ضة‪� ،‬إحتجت فيه‬ ‫�ضد العديد من �سيا�سات النظام‪ ،‬على ال�صعيدين‬ ‫الخارجي والداخلي‪ .‬عائدا" لتوه من زيارة ناجحة‬ ‫على ما يبدو �إلى �أميركا‪ ،‬لم يكن هذا هو الترحيب‬ ‫الذي توقعه �أو كان ي�أمله الملك‪.‬‬ ‫كان م�س� ��ؤولون �أردني ��ون ين ّكت ��ون قائلي ��ن باللغ ��ة‬ ‫الإنكليزية ب�أن �أف�ض ��ل تف�س ��ير لل�سيا�سة الخارجية‬ ‫الأردني ��ة ه ��و بالإ�ش ��ارة �إل ��ى �أن الأردن واقع "بين‬ ‫الع ��راق وال�س ��ندان" (‪between Iraq‬‬ ‫‪� .)and a hard place‬إن توري ��ة اللغ ��ة‬ ‫الإنكليزي ��ة القديم ��ة ق ��د ال تك ��ون م�ض ��حكة حقا"‬ ‫ف ��ي الما�ض ��ي‪ ،‬لكنها ف ��ي الوقت الحا�ض ��ر لم تعد‬ ‫حت ��ى قريبة من �ش ��رح م ��دى ال�ض ��غوط الخارجية‬ ‫على المملكة‪ .‬ال يزال الإقت�ص ��اد في و�ض ��ع كارثي‪.‬‬ ‫وعملية الإ�صالح ال تزال ناق�صة ومتنازعا" عليها‪.‬‬ ‫ونار الحرب الأهلية ال�س ��ورية �صارت �أقرب من �أي‬ ‫وقت م�ض ��ى �إل ��ى الأردن‪ ،‬وهي ته ��دد بجر المملكة‬ ‫�إلى �صراع تحاول يائ�سة تج ّنبه‪.‬‬ ‫الخوف من الو�ض ��ع في �س ��وريا هو المو�ضوع الأكثر‬ ‫�إلحاحا" ف ��ي الأردن‪ .‬فيما �إحت ��دم القتال بالقرب‬ ‫وف ��ي درع ��ا (المدينة ال�س ��ورية الجنوبي ��ة القريبة‬ ‫‪28‬‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫من الأردن)‪� ،‬ض ��ربت ال�ص ��واريخ ال�سورية الجانب‬ ‫الأردني من الحدود‪ .‬في مقابلة تلفزيونية �أخيرا"‪،‬‬ ‫�إتهم الرئي�س ب�ش ��ار الأ�س ��د ع ّمان بت�سليح وتدريب‬ ‫المتمردي ��ن و�إعادتهم لمحاربة الجي�ش ال�س ��وري‪،‬‬ ‫وه ّدد �أي�ض ��ا" ب�أن "نار" الحرب ال�س ��ورية �سي�صل‬ ‫لهيبها �إلى الأردن �أي�ض ��ا"‪ .‬نظ ��را" الى مخزونات‬

‫ال يزال الإقت�صاد الأردني‬ ‫في و�ضع كارثي وعملية الإ�صالح‬ ‫ال تزال ناق�صة ومتنازعا" عليها ونار‬ ‫الحرب الأهلية ال�سورية �صارت �أقرب‬ ‫من �أي وقت م�ضى �إلى الأردن‪ ،‬وهي‬ ‫تهدد بجر المملكة �إلى �صراع‬ ‫تحاول يائ�سة تجنبه‬

‫الملك عبد الله الثاني‪:‬‬ ‫بيان المعار�ضة كان في �إ�ستقباله‬

‫�س ��وريا من الأ�سلحة الكيميائية‪ ،‬والتقارير الوا�سعة‬ ‫الإنت�ش ��ار الت ��ي تفي ��د ب�أن النظ ��ام قد �إ�س ��تخدمها‬ ‫بالفع ��ل �ض ��د �ش ��عبه‪ ،‬ت�ؤخذ ه ��ذه المخ ��اوف على‬ ‫محم ��ل الجد في كل من عمان ووا�ش ��نطن – الأمر‬ ‫ال ��ذي دف ��ع ب�أمي ��ركا الى �إر�س ��ال وح ��دة من ‪200‬‬ ‫جندي �أميركي لدع ��م جهود الأردن لت�أمين حدوده‬ ‫وم�س ��اعدة المملكة ف ��ي مواجهة �أخطار الأ�س ��لحة‬ ‫الكيميائية‪.‬‬ ‫�إنت�شرت �ش ��ائعات في و�س ��ائل الإعالم الأردنية �أن‬ ‫الواليات المتحدة �ستن�ش ��ر �أنظمة دفاع �ص ��اروخية‬ ‫من نوع "باتريوت" �أي�ض ��ا"‪ .‬م ��ع ذلك‪ ،‬زادت هذه‬ ‫التحركات الدفاعية مع�ض ��لة الأم ��ن الخارجي في‬ ‫الأردن‪ :‬كيف �س ��تعزز الدفاع ��ات الأردنية من دون‬ ‫�إ�س ��تفزاز غير مق�ص ��ود ل�س ��وريا؟ وبالمث ��ل‪ ،‬فانها‬ ‫�أ ّدت ال ��ى تفاقم مع�ض ��لة الأمن الداخل ��ي للنظام‪:‬‬ ‫كيف يحمي �أمنه من دون �إثارة حفيظة المعار�ض ��ة‬ ‫ال�سيا�سية الداخلية؟‬ ‫ك�شف بيان المعار�ضة عمقا" جديدا" مثيرا" للقلق‬ ‫لإنتقادات م�ألوفة ل�سيا�س ��ة المملكة الخارجية‪ .‬لقد‬ ‫كان تحذير البيان من "الإنقالبات" و"الم�ؤامرات"‬ ‫لتقوي� ��ض �س ��يادة الأردن وهويته كدولة‪� ،‬أو�س ��ع في‬ ‫التركي ��ز ومن حيث عدد الموقعي ��ن‪ ،‬بمن في ذلك‬ ‫القومي ��ون‪ ،‬وزعماء القبائل‪ ،‬و�ض ��باط متقاعدون‪،‬‬ ‫ولك ��ن �ش ��مل �أي�ض ��ا" العدي ��د م ��ن الي�س ��اريين‪،‬‬ ‫والنقابيي ��ن‪ ،‬وممثل ��ي "الح ��راك" م ��ن الح ��ركات‬ ‫ال�ش ��عبية ‪� .‬إتهم ك ّت ��اب البيان النظام بالف�ش ��ل في‬ ‫ال�سيا�س ��ات الداخلي ��ة والخارجي ��ة‪ ،‬م ��ا �أ ّدى �إل ��ى‬ ‫"الي�أ� ��س والإحباط" للمواطنين الأردنيين‪ ،‬و"مما‬ ‫ي�ؤدي �إلى زيادة م�س ��تويات الفقر والبطالة وتدهور‬ ‫الخدمات الأ�سا�س ��ية والتعليم وال�ص ��حة والرعاية‬ ‫الإجتماعي ��ة"‪ .‬ه ��ذا التقيي ��م ال�ل�اذع ل�سيا�س ��ات‬ ‫التنمي ��ة الإقت�ص ��ادية النيوليبيرالي ��ة ف ��ي المملكة‬ ‫يت�ضمن �شجب �أدوار �صندوق النقد الدولي والبنك‬ ‫الدول ��ي‪ ،‬و�إدانة الف�س ��اد ف ��ي الحكم وخ�صو�ص ��ا"‬


‫ر�أي خبير‬

‫العوائق أمام النهوض العربي مستمرة‬ ‫الدكتور لوي�س حبيقة*‬

‫ال ي ��زال العال ��م العرب ��ي يعان ��ي‬ ‫�إقت�صادي ��ا" عل ��ى الرغ ��م م ��ن كل‬ ‫التط ��ورات الدراماتيكي ��ة الت ��ي تح�ص ��ل من ��ذ‬ ‫�أكث ��ر م ��ن �سنتي ��ن‪ .‬حتى ف ��ي الدول الت ��ي عرفت‬ ‫�إنتخاب ��ات برلماني ��ة ورئا�سي ��ة تبق ��ى الأمور فيها‬ ‫دون م�ست ��وى طموح ��ات ال�شع ��وب م ��ن ناحيت ��ي‬ ‫الأداء وخ�صو�صا" النتائج‪.‬‬ ‫التغيير كان �ضروريا" لأن الحكومات ال�سابقة لم‬ ‫تكن وفية لل�شعوب‪� ،‬أين ذهبت مليارات الدوالرات‬ ‫م ��ن الإي ��رادات النفطية خالل �أكثر م ��ن ‪� 40‬سنة‬ ‫م ��ن حك ��م العقي ��د القذاف ��ي و�أي ��ن ه ��ي الي ��وم؟‬ ‫حكم ��ا" الجزء الأكبر منه ��ا لم ينفق على الداخل‬ ‫�أي على ال�شعب الليبي ومعي�شته‪.‬‬ ‫نق ��ول ال�ش ��يء عين ��ه بالن�سبة الى الع ��راق وتون�س‬ ‫واليم ��ن وم�ص ��ر وغيره ��ا حيث تبدل ��ت الظروف‬ ‫م ��ن دون �أن تتح�س ��ن �أو�ض ��اع ال�شع ��ب على الرغم‬ ‫م ��ن �إيجابي ��ات التغيي ��ر الكبي ��رة‪ .‬طبع ��ا" ال ب ��د‬ ‫م ��ن �إعطاء الوقت لك ��ن التطورات حت ��ى اليوم ال‬ ‫ّ‬ ‫تب�ش ��ر بح�صول نتائ ��ج �إيجابي ��ة ملمو�سة قريبا"‪.‬‬ ‫�أم ��ا الو�ض ��ع ال�سوري فم ��ا زال خط ��را" ولم ي�صل‬ ‫بع ��د ال ��ى النهاية الت ��ي نتمنى �أن تك ��ون بم�ستوى‬ ‫طموحات ال�شعب المع ّذب‪.‬‬ ‫هن ��اك �س ��وء توزيع خطي ��ر للدخل بي ��ن الطبقات‬ ‫ال�شعبي ��ة‪ ،‬وه ��ذا م�ؤل ��م خ�صو�ص ��ا" ف ��ي ال ��دول‬ ‫العربية الفقيرة التي ت�ش ّكل الأكثرية‪ .‬تبلغ ن�سبة‬ ‫البطالة عند ال�شباب ‪ %20‬في البحرين‪ %5,5 ،‬في‬ ‫كل م ��ن قطر والكويت‪ %16 ،‬ف ��ي ال�سعودية‪%7,6 ،‬‬ ‫ف ��ي االمارات‪ ،‬مع معدل ‪ %26‬ف ��ي منطقة ال�شرق‬ ‫الأو�سط و�شمال �أفريقيا مقارنة ب ‪ %23‬في �إيران‬ ‫الواقع ��ة تحت العقوب ��ات‪ .‬هنالك م�ش ��اكل كبرى‬ ‫�أخ ��رى وه ��ي و�ض ��ع القط ��اع الع ��ام العرب ��ي الذي‬ ‫يعاني من الف�ساد والهدر و�سوء الأداء وال�ضبابية‬ ‫والتق�صير بدرجات مختلفة‪.‬‬ ‫في م�ؤ�شر الف�ساد العالمي الذي يق ِّيم ‪ 174‬دولة‪،‬‬ ‫يق ��ع ت�صني ��ف ال ��دول العربي ��ة ف ��ي الأ�سف ��ل منها‬ ‫المرتب ��ة ‪ 105‬للجزائ ��ر‪ 118 ،‬لم�ص ��ر‪ 160 ،‬لليبيا‪،‬‬ ‫‪ 144‬ل�سوري ��ا‪ 156 ،‬لليم ��ن‪ 173 ،‬لل�س ��ودان و ‪128‬‬ ‫للبنان‪.‬‬ ‫ال ي ��زال العال ��م العرب ��ي مع ��زوال" �إقت�صادي ��ا"‬ ‫ن�سبي ��ا" ع ��ن الإقت�ص ��اد العالمي عل ��ى الرغم من‬ ‫ال�ص ��ادرات النفطية المهم ��ة‪ � ،‬اّإل �أن هذا ال يكفي‪.‬‬

‫�إذ ال ت ��زال �سيا�س ��ات التنوي ��ع خجول ��ة بنتائجه ��ا‬ ‫رغ ��م الجهود الجدية المبذولة في بع�ض الدول‪.‬‬ ‫ال ب ��د م ��ن التنوي ��ه ب�إقت�ص ��اد "�إم ��ارة دب ��ي" التي‬ ‫تعتم ��د عل ��ى الخدم ��ات ال�سياحي ��ة والم�صرفي ��ة‬ ‫والتعليمي ��ة والإعالمي ��ة والتكنولوجي ��ة النوعية‬ ‫وغيره ��ا‪ .‬عرفت دبي �أزم ��ة عقارية حادة وديونا"‬ ‫مرتفعة‪ ،‬ف�أنقذت نف�سها منها بف�ضل الجهود كما‬ ‫بف�ض ��ل م�ساعدة ام ��ارة �أبو ظبي‪ .‬ه ��ذا الت�ضامن‬ ‫�ضم ��ن الدول ��ة الواح ��دة مه ��م ج ��دا" للم�ستقبل‪.‬‬ ‫نذك ��ر ان ح�ص ��ة النفط في اقت�صاد دبي تدنى من‬ ‫‪ %10‬الى ‪ %3‬خالل العقد الما�ضي‪.‬‬ ‫منطق ��ة ال�ش ��رق الأو�س ��ط و�شم ��ال �أفريقي ��ا ه ��ي‬ ‫الأكث ��ر ت�أخ ��را" ف ��ي العال ��م م ��ن ناحي ��ة ترابطها‬ ‫الإقت�ص ��ادي لي�س فقط ب�سبب الإنتاج و�إنما �أي�ضا‬ ‫ب�سبب عاملي الثقة وال�سيا�سة‪.‬‬ ‫ال ب ��د م ��ن التميي ��ز بي ��ن دول مجل� ��س التع ��اون‬ ‫الخليج ��ي والبقي ��ة‪ ،‬فهي متجان�س ��ة في ما بينها‬ ‫ب�سب ��ب طبيع ��ة الحك ��م كم ��ا هيكلي ��ة الإقت�صادات‬ ‫المرتكزة خ�صو�صا" على المحروقات‪.‬‬ ‫تتمي ��ز المجموع ��ة الخليجي ��ة ب�شب ��كات �إت�صاالت‬ ‫ونق ��ل متط ��ورة‪ ،‬وهنال ��ك �إ�ستثم ��ارات كب ��رى في‬ ‫ما بينها لتعزيز التوا�ص ��ل الإقت�صادي والتجاري‬ ‫والمال ��ي‪ .‬تبل ��غ ن�سب ��ة الإنف ��اق عل ��ى التعليم من‬ ‫الدخل الوطني ‪ %5‬في البحرين‪ %3 ،‬في الكويت‪،‬‬ ‫‪ %4‬ف ��ي عم ��ان‪ %3 ،‬ف ��ي قط ��ر‪ %7 ،‬ف ��ي ال�سعودي ��ة‬ ‫مقارن ��ة ب ‪ %4‬ف ��ي �إي ��ران و ‪ %3‬ف ��ي الع ��راق‪.‬‬ ‫ت�ستثم ��ر دول مجل� ��س التع ��اون ف ��ي م�ستقبله ��ا �إذ‬ ‫�أن الم�ستقب ��ل الإقت�صادي العالم ��ي �سيرتكز على‬ ‫المعرف ��ة �أكث ��ر م ��ن �أي �ش ��يء �آخ ��ر‪ .‬كل الأع�ضاء‬ ‫ال�ست من�ضوية في منظمة التجارة العالمية‪.‬‬ ‫تبل ��غ ن�سب ��ة �س ��كان ال ��دول ال�ست ‪ %10‬م ��ن العالم‬

‫العرب ��ي بينم ��ا يتع ��دى النات ��ج ن�سب ��ة الن�ص ��ف‪.‬‬ ‫الدخ ��ل الف ��ردي ه ��و م ��ن الأف�ض ��ل عالمي ��ا"‬ ‫خ�صو�ص ��ا" في قط ��ر حيث هو الأعل ��ى‪ .‬ت�ضاعف‬ ‫حج ��م الناتج منذ �سن ��ة ‪ 2001‬ب�سبب الإ�ستثمارات‬ ‫مم ��ا �سم ��ح بتحقي ��ق فائ�ض كبي ��ر ف ��ي الموازنات‬ ‫وح�ساب ��ات المي ��زان الج ��اري‪ .‬في �سن ��ة ‪ ،2011‬بلغ‬ ‫نم ��و دول مجل�س التعاون الخليجي ‪ %7,8‬وتحقق‬ ‫فائ� ��ض ف ��ي الح�س ��اب الج ��اري بل ��غ ‪ 304‬ملي ��ارات‬ ‫دوالر‪� .‬سمح ��ت الإي ��رادات الكبي ��رة لل�صنادي ��ق‬ ‫ال�سيادية بالقي ��ام ب�إ�ستثمارات كبرى نوعية لي�س‬ ‫فقط في العالم العربي وانما دوليا" �أي�ضا"‪.‬‬ ‫يتوزع ال�سكان في دول مجل�س التعاون الخليجي‬ ‫بن�سب ‪ %67‬في ال�سعودية‪ %12 ،‬في الإمارات ون�سب‬ ‫متوا�ضع ��ة في الدول الأخرى‪ .‬بالن�سبة الى توزع‬ ‫الناتج‪ ،‬هناك ‪ %46‬لل�سعودية‪ %25 ،‬لالمارات‪%14 ،‬‬ ‫للكوي ��ت‪ .‬ف ��ي الم�ساحات الجغرافي ��ة‪ ،‬هناك ‪%83‬‬ ‫لل�سعودي ��ة‪ %13 ،‬ل�سلطنة ُعم ��ان والبقية موزعة‪.‬‬ ‫ف ��ي القيم ��ة ال�سوقي ��ة لل�ش ��ركات المتداول ��ة ف ��ي‬ ‫البور�صات‪ ،‬تح�صل ال�شركات ال�سعودية على ن�سبة‬ ‫‪ ،%49‬و‪ %17‬لالمارات و‪ %15‬للكويت و‪ %13‬لقطر‪.‬‬ ‫علم ��ا" �أن ��ه ال يمك ��ن تحقي ��ق �إتفاق ��ات �إقت�صادية‬ ‫�إقليمي ��ة م ��ن دون الم�شارك ��ة الفاعل ��ة لل�سعودي ��ة‬ ‫والإمارات من دون �أن نهمل الدور النوعي للدول‬ ‫الأخرى في مجاالت عدة منها التعليم والتدريب‬ ‫لقطر والزراعي لعُمان وغيرهما‪.‬‬ ‫م ��ا الذي تحتاج الي ��ه الدول العربي ��ة كي تح�سن‬ ‫�أو�ضاعه ��ا الإقت�صادي ��ة؟ باال�ضاف ��ة الى تح�سين‬ ‫�أو�ض ��اع القط ��اع الع ��ام والب ��دء بالإ�صالح ��ات‬ ‫االداري ��ة‪ ،‬يج ��ب �أن تفت ��ح الإقت�ص ��ادات �أكثر �أمام‬ ‫الإ�ستثمارات الخارجية‪ .‬هنالك �ضرورة لتطوير‬ ‫ال�ش ��ركات المملوك ��ة م ��ن القط ��اع الع ��ام وث ��م‬ ‫خ�صخ�صتها مما ي�ساهم في تكبير حجم القطاع‬ ‫الخا� ��ص‪ .‬يج ��ب تطوي ��ر كل القطاع ��ات ب ��دءا"‬ ‫بالإت�ص ��االت والنقل الى القطاع ��ات الإجتماعية‬ ‫وف ��ي مقدمه ��ا التعليم وال�صحة‪ .‬هن ��اك م�شاكل‬ ‫�أمني ��ة و�سيا�سي ��ة خطي ��رة خ�صو�ص ��ا" تل ��ك‬ ‫المرتبط ��ة بالأو�ضاع الفل�سطيني ��ة ‪ ،‬فالإ�ستقرار‬ ‫ال�سيا�س ��ي والأمن ��ي ه ��و �ش ��رط �أول ��ي و�أ�سا�س ��ي‬ ‫للنهو� ��ض الإقت�صادي‪� .‬إ�ستق ��رار الإقت�صاد يثبت‬ ‫ويدع ��م الإ�ستق ��رار ال�سيا�س ��ي‪ ،‬اذ يخ ��ف الداف ��ع‬ ‫للفو�ضى التي تنعك�س على الأمن‬

‫* خبير �إقت�صادي لبناني‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪31‬‬



‫الأخي ��رة قد تعود‪ ،‬هناك خط ��ط تجري على قدم‬ ‫و�س ��اق والتي قد ت�ش ��عل المخاوف‪ .‬في نهاية العام‬ ‫الما�ضي ك�شف نائب رئي�س الإمارات وحاكم �إمارة‬ ‫دبي ال�ش ��يخ محمد بن را�شد �آل مكتوم النقاب عن‬ ‫خطط لتطوير جديد وا�س ��ع‪ .‬ي�شمل الم�شروع �أكبر‬ ‫مركز ت�سوق في العالم‪ ،‬و�أكثر من ‪ 100‬فندق‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن المخاوف م ��ن �أن يتّبع نموذج النمو في‬ ‫الإم ��ارة حاليا" النمط عينه كما في الما�ض ��ي لم‬ ‫تمنع الم�س ��تثمرين الدوليي ��ن الباحثين عن الربح‬ ‫من الإقبال‪ .‬لقد �ض َّيقوا فروق العائد على �سندات‬ ‫دب ��ي‪ ،‬الأم ��ر ال ��ذي �س ��مح للحكوم ��ة وال�ش ��ركات‬ ‫المحلية وبع�ض الم�ؤ�س�س ��ات الر�س ��مية في الإمارة‬ ‫المثقل ��ة بالديون الى �إ�ص ��دار �ص ��كوك و�س ��ندات‬ ‫�إئتمان‪.‬‬ ‫لك ��ن على الرغم م ��ن الم�ؤ�ش ��رات الإيجابية‪ ،‬ف�إن‬ ‫هناك �صعوبات قد تبرز قدما"‪ .‬فقد ح ّذرت وكالة‬ ‫الت�ص ��نيف الدولي ��ة "موديز" ف ��ي �آذار (مار�س)‬ ‫م ��ن �أن دبي تواجه "عام ��ا" محوريا"" في ‪2014‬‬ ‫لأن الدي ��ون الحكومية البالغ ��ة ‪ 20‬مليار دوالر من‬ ‫المقرر �أن يحين موعد �س ��دادها خالله‪ .‬في العام‬ ‫‪ ،2009‬عان ��ت مجموع ��ة دبي العالمي ��ة من عملية‬

‫رئي�س دولة الإمارات ال�شيخ خليفة بن زايد‪ :‬قرار بتنويع الإقت�صاد‬

‫�إنق ��اذ محرجة م ��ن �أبوظب ��ي‪ .‬الدي ��ون الحكومية‬ ‫المبا�ش ��رة البالغ ��ة ‪ 20‬ملي ��ار دوالر التي ت�س ��تحق‬ ‫ف ��ي العام المقب ��ل تتعلق ب‪ 10‬ملي ��ارات دوالر من‬ ‫حكوم ��ة �إمارة �أب ��و ظبي‪ ،‬و‪ 10‬ملي ��ارات دوالر من‬ ‫الم�ؤ�س�س ��ات المالية المملوكة جزئيا" من حكومة‬ ‫�أبوظبي والمرتبطة ب�صندوق الدعم المالي لدبي‪،‬‬ ‫وفقا" لت�صنيفات وكالة موديز الإئتمانية‪.‬‬ ‫م ��ن جهتها تعتقد الوكال ��ة �أن حكومة دبي‪ ،‬جنبا"‬

‫�إلى جنب مع مقر�ضيها في �أبو ظبي‪� ،‬سوف يجدون‬ ‫الطريق و"التو�ص ��ل �إلى حل ودي مثل تمديد فترة‬ ‫الديون بحيث �أنها لن تخلق �أي �ض ��غط �سيولة على‬ ‫دبي"‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أن وكال ��ة "موديز" تتوق ��ع ب�أن‬ ‫ت�ستطيع دبي تمديد فترة �إلتزاماتها‪ ،‬ف�إنها تح ّذر‪:‬‬ ‫"�إن الطريقة التي تعالج فيها حكومة دبي عملية‬ ‫�إعادة التموي ��ل هذه‪ ،‬ودرجة ال�ش ��فافية التي تُعلم‬ ‫فيها ال�س ��وق عن التقدم الحا�ص ��ل‪ ،‬م ��ن المحتمل‬ ‫�أن ت�ؤث ��را عل ��ى معنويات الم�س ��تثمرين على نطاق‬ ‫وا�سع"‪.‬‬ ‫ت�ش ��ير "مودي ��ز" �أي�ض ��ا" �إل ��ى "نقاط �ض ��عف في‬ ‫الإطار الم�ؤ�س�س ��ي‪ "،‬ت ّ‬ ‫ُغ�شي ال�ص ��ورة‪ ،‬م�شيرة �إلى‬ ‫�أن "تقدما" �ض ��ئيال"" �أُحرز ب�ش�أن تو�ضيح الإطار‬ ‫القانون ��ي للإفال� ��س والعج ��ز عن الوف ��اء بالدين‬ ‫و�إعادة هيكلة الديون‪ ،‬في حين �أن "ال�شفافية حول‬ ‫قدرة حكومة دبي على دعم الم�ؤ�س�سات المرتبطة‬ ‫بها ال تزال محدودة "‪.‬‬ ‫ومع ذل ��ك‪ ،‬يبدو الإقت�ص ��اديون متفائلين عموما"‬ ‫ح ��ول ق ��درة دب ��ي عل ��ى تلبي ��ة الج ��دول الزمن ��ي‬ ‫لديونها‪ ،‬مع هذا العام الذي ي�سمح للإمارة ببع�ض‬ ‫الراحة‪.‬‬ ‫"ال تزال دبي ال تملك قاعدة �إيرادات �أو �أ�صوال"‬ ‫لإنفاق مبالغ �ض ��خمة لإنقاذ �ش ��ركاتها"‪ ،‬يالحظ‬ ‫فاروق �سو�س ��ة‪ ،‬كبير �إقت�صاديي "�سيتي بنك" في‬ ‫ال�شرق الأو�سط‪�" .‬إن م�س�ألة دعم �أبو ظبي ال تزال‬ ‫مفتوح ��ة‪ ،‬و�أي قرار يتخذ في هذا ال�ش� ��أن �س ��وف‬ ‫يكون على �أ�سا�س كل حالة على حدة"‪ ،‬ي�ضيف‪.‬‬ ‫"الجدول الزمني لعام ‪ 2013‬هو �أقل م�ش ��قة من‬ ‫العام ‪ ،2012‬والأ�س ��واق تبدو م�ستعدة وقادرة على‬ ‫م�س ��اعدة دبي و�إع ��ادة تمويل الديون الم�س ��تحقة‬ ‫للم�ؤ�س�س ��ات التابعة للحكومة"‪ ،‬تقول مارتينز من‬ ‫"ات�ش �أ�س بي �سي"‪�" .‬إن الإنخفا�ض في مقاي�ضة‬ ‫العجز عن �سداد االئتمان في دبي‪ ،‬ونجاح �إ�صدار‬ ‫�س ��ندات ال‪ 30‬عاما" قبل ب�ض ��عة �أ�ش ��هر‪ ،‬كالهما‬ ‫دليل على الرغبة القوي ��ة لتقبل الأخطار في دبي‪،‬‬ ‫والتي �سوف ت�ساعد"‪.‬‬ ‫ويالحظ غوكنت من بنك �أبوظبي الوطني �أي�ض ��ا"‬ ‫�أن "الإقت�صادات تر ّكز عادة على تنمية قا�سم في‬ ‫ن�س ��بة الدين �إلى النات ��ج المحل ��ي الإجمالي لحل‬ ‫ق�ض ��ايا المديونية‪ ،‬وهناك �أدل ��ة قوية على �أن دبي‬ ‫هي على الطريق ال�صحيح في هذا ال�صدد"‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أن النم ��و الإقت�ص ��ادي في دبي‬ ‫كان م�ش � ّ�جعا"‪ ،‬ف�إن دول ��ة الإم ��ارات ككل تخ ّلفت‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪33‬‬


‫الخليج العربي‬

‫اإلمارات‬

‫النفط لم يعد الأ�سا�س في �إ�ستراتيجيتها الطويلة الأمد‬

‫اإلمارات تعود إلى اإلنتعاش‬ ‫من طريق تنويع إقتصادها‬ ‫م��ع �إ�ستمرار قط��اع الخدمات في دبي طريقه الى الإنتعا���ش الإقت�صادي‪ ،‬ي�أمل �صانعو‬ ‫ال�سيا�سة ب�أن تدفع �إ�ستراتيجيات التنويع في �أبوظبي �أي�ضا" الى نتائج جيدة‪.‬‬ ‫�أبو ظبي ‪ -‬عمار الحالق‬ ‫بع ��د ث�ل�اث �س ��نوات عل ��ى �إنهي ��ار‬ ‫�إقت�ص ��ادها ف ��ي �أعقاب �أزم ��ة الديون‬ ‫العالمي ��ة‪ ،‬تع ��ود دب ��ي م ��رة �أخ ��رى ال ��ى �أعمالها‬ ‫التجاري ��ة كالعادة‪ .‬لق ��د تعافى �إقت�ص ��اد الإمارة‪،‬‬ ‫�أ�سرع بكثير مما توقع كثيرون‪.‬‬ ‫"لقد جاء الإنتعا�ش الى دبي ب�ش ��كل �أ�س ��رع مما‬ ‫كان متوقع ��ا""‪ ،‬يق ��ول جيا� ��س غوكن ��ت‪ ،‬كبي ��ر‬ ‫الإقت�صاديين في بنك �أبوظبي الوطني‪.‬‬ ‫ب�إفادته من مكانت ��ه ب�إعتباره مالذا" �آمنا" خالل‬ ‫الإ�ض ��طرابات الت ��ي حدثت في "الربي ��ع العربي"‬ ‫والقدرة التناف�سية لبنيته التحتية‪ ،‬عرف �إقت�صاد‬ ‫الموجه الى التجارة وال�س ��ياحة نموا" كبيرا"‬ ‫دبي ّ‬ ‫ف ��ي التجارة مع الأ�س ��واق النا�ش ��ئة والطلب القوي‬ ‫الآتي من المملكة العربية ال�سعودية و�أماكن �أخرى‬ ‫في مجل�س التعاون الخليجي‪.‬‬ ‫ق ��در �ص ��ندوق النق ��د الدول ��ي �أن النات ��ج المحلي‬ ‫الإجمال ��ي للإم ��ارة ق ��د �إرتف ��ع بن�س ��بة ‪ 4.1‬ف ��ي‬ ‫المئة في الن�ص ��ف الأول من الع ��ام ‪ .2012‬وكانت‬ ‫م�شجعة‪.‬‬ ‫م�ؤ�شرات ال�سياحة والتجارة هي الأخرى ّ‬ ‫�سجل مطار دبي الدولي‬ ‫في نهاية العام الما�ض ��ي‪ّ ،‬‬ ‫نم ��وا" بل ��غ ‪ 13.5‬ف ��ي المئ ��ة م ��ع ‪ 5.32‬ماليين‬ ‫م�سافر‪ ،‬وفقا" لبنك �أبوظبي الوطني‪ .‬و�إرتفع عدد‬ ‫نزالء الفنادق �أي�ضا" بن�سبة ‪ 7.2‬في المئة‪ ،‬الأمر‬ ‫الذي زاد الإيرادات بن�سبة ‪ 12.8‬في المئة‪ .‬وذكر‬ ‫م�ش ّغل موانئ دبي‪ ،‬وموانئ دبي العالمية‪� ،‬أن حجم‬ ‫حرك ��ة الحاوي ��ات بلغ ‪ 3.3‬ماليين م ��ن الوحدات‬ ‫الم�س ��اوية لع�ش ��رين قدما"‪ ،‬في الرب ��ع الرابع من‬ ‫الع ��ام ‪ ،2012‬محققا" �إرتفاعا" من ثالثة ماليين‬ ‫حاوية نمطية في العام ‪.2011‬‬ ‫‪32‬‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫في الواقع‪ ،‬كان قطاع الخدمات في دبي في طليعة‬ ‫القطاعات التي �إنتع�شت في دولة الإمارات العربية‬ ‫المتحدة في العام الما�ضي‪.‬‬ ‫"�ش ��هد ‪� 2012‬إنتعا�شا" قاده قطاع الخدمات في‬ ‫دبي‪ ،‬ولكن ‪ 2013‬يجب �أن يرى هذا الإتجاه يتج ّذر‬ ‫�أكثر‪ ،‬ويمتد �إلى قطاعات و�إمارات �أخرى"‪ ،‬تو�ضح‬ ‫ليز مارتينز‪ ،‬وهي خبيرة �إقت�صادية في بنك "�أت�ش‬ ‫�أ�س بي �سي" (‪ )HSBC‬في دبي‪.‬‬ ‫مدينة م�صدر للطاقة‪ :‬ت�أخر تنفيذها‬ ‫لكنها �إفتتحت �شم�س ‪� 1‬أخيرا"‬

‫ف ��ي حي ��ن يبق ��ى تركي ��ز دب ��ي عل ��ى نق ��اط قوتها‬ ‫الأ�سا�س ��ية المتمثل ��ة ف ��ي ال�س ��ياحة والتج ��ارة‬ ‫والخدمات اللوج�س ��تية والخدمات‪ ،‬تتوقع مارتينز‬ ‫�أن تع ��رف العق ��ارات والبني ��ة التحتي ��ة "بع� ��ض‬ ‫الإنتعا�ش ه ��ذا العام‪ ،‬ولكن لي�س �إلى الدرجة التي‬ ‫�شاهدناها منذ خم�س �أو �ست �سنوات"‪.‬‬ ‫على الرغم من �أن الإفراط في الحما�سة التي �أدت‬ ‫�إلى فقاعات الأ�صول الكارثية في نهاية دورة النمو‬


‫الخليج العربي ¶ الإمارات‬ ‫ع ��ن بع� ��ض جيرانه ��ا‪ .‬زاد ع ��دد م ��ن دول الخليج‬ ‫الإنف ��اق المالي ردا" على الإ�ض ��طرابات المدنية‪.‬‬ ‫مع ذلك كان الإنف ��اق الحكومي في دولة الإمارات‬ ‫�أكثر ح ��ذرا" مم ��ا كان عليه في المملك ��ة العربية‬ ‫ال�سعودية على �س ��بيل المثال‪ ،‬تقول مارتينز‪ .‬وفي‬ ‫الوقت عينه‪� ،‬إن �إنخفا�ض �شهية البنوك للمخاطر‬ ‫من ��ذ الأزمة المالية لعام ‪� 2009‬أبقى نمو االئتمان‬ ‫في البالد �ضعيفا"‪.‬‬ ‫"نح ��ن ال نتوق ��ع عك�س هذا االتج ��اه‪ ،‬لكننا نرى‬ ‫�أن كل ال�ش ��روط المالي ��ة والنقدي ��ة ب ��د�أت تخ ّفف‬ ‫قلي�ل�ا"‪ ،‬الأمر الذي �س ��مح ب�إرتفاع ف ��ي النمو في‬ ‫القطاعات غير النفطية"‪ ،‬تو�ض ��ح مارتينز‪" .‬وقد‬ ‫نرى ت�أثير ذلك �إرتفاعا" قليال" في الت�ضخم هذا‬ ‫الع ��ام‪ ،‬بعد �س ��نوات ع ��دة من قراءات منخف�ض ��ة‬ ‫جدا" �أو �سلبية"‪.‬‬ ‫�أما تو ّقعات الخبير غوكن ��ت فتفيد ب�أن نمو الناتج‬ ‫المحل ��ي الإجمال ��ي الحقيق ��ي في دول ��ة الإمارات‬ ‫كان ‪ 3.2‬ف ��ي المئة في العام ‪ ،2012‬لكنه قال ب�أن‬ ‫ه ��ذا يعك�س االت�س ��طيح المتوقع في انت ��اج النفط‬ ‫والغاز‪ .‬ومن المتوقع �أن يكون القطاع غير النفطي‬ ‫المح ّرك الرئي�س للن�شاط الإقت�صادي‪.‬‬ ‫ويق ��ول غوكن ��ت ب�أن ن�ش ��اط القطاع غي ��ر النفطي‬ ‫عاد ال ��ى الإنتعا� ��ش فيما الب�ل�اد تتمت ��ع بمكانتها‬ ‫ب�إعتبارها مالذا" �آمنا"‪ .‬ومع ذلك‪� ،‬أ�ش ��ار �أي�ضا"‬ ‫�إلى �أن نمو الإقرا�ض في القطاع الم�صرفي ما زال‬ ‫�ضعيفا"‪ ،‬ومن المحتمل �أن النمو في الن�شاط غير‬ ‫النفطي �س ��وف يظل متوا�ض ��عا" مقارنة مع الأيام‬ ‫ال�سابقة من الإزدهار في الإمارات على مدى �ست‬ ‫�سنوات حتى العام ‪.2008‬‬ ‫قطاع النفط‪ ،‬مدفوعا" ب�إم ��ارة �أبو ظبي التي هي‬ ‫موطن ل�س ��بعة في المئة م ��ن �إحتياطي النفط في‬ ‫العال ��م‪ ،‬من المرجح �أن يبقى م�س ��طحا" من دون‬ ‫زي ��ادة تذك ��ر هذا الع ��ام‪ ،‬وهن ��اك �أي�ض ��ا" بع�ض‬ ‫المخاط ��ر ال�س ��لبية عل ��ى �أ�س ��عار النف ��ط‪ ،‬والذي‬ ‫يتعل ��ق بكيفية تط ��ور الأحداث في منطق ��ة اليورو‬ ‫وال�صين‪.‬‬ ‫"�إننا نقدّر �أنه بالن�س ��بة الى العام ‪ ،2012‬كانت‬ ‫عائ ��دات النف ��ط وال�ص ��ادرات ذات ال�ص ��لة ف ��ي‬ ‫دول ��ة الإم ��ارات في ح ��دود ‪ 122.3‬ملي ��ار دوالر‪،‬‬ ‫م ��ع �ص ��ادرات النفط الخ ��ام م ّثل ��ت ‪ 105‬مليارات‬ ‫دوالر"‪ ،‬يق ��ول غوكن ��ت‪" .‬ف ��ي ‪ ،2013‬التوقع ��ات‬ ‫ت�ش ��ير �إلى ‪ 118‬ملي ��ار دوالر و‪ 99‬مليار دوالر على‬ ‫التوالي"‪.‬‬ ‫وي�ش ��ير غوكن ��ت �أي�ض ��ا" �إل ��ى �أن �أ�س ��واق الطاقة‬

‫نائب رئي�س الدولة وحاكم دبي‬ ‫ال�شيخ محمد بن را�شد �آل مكتوم‪ :‬م�شروع �ضخم �آخر في دبي‬

‫العالمي ��ة قد �أغرق ��ت ب�س ��بب �إزدي ��اد الإمدادات‬ ‫الأميركية ال�شمالية‪ ،‬ج ّراء التطورات التكنولوجية‬ ‫ف ��ي مجال حفر خ ��زان النفط الأفقي والتك�س ��ير‪.‬‬ ‫وق ��د �س ��مح توق ��ف �إم ��دادات الخ ��ام الليب ��ي في‬ ‫العام ‪ 2011‬وت�ش ��ديد العقوبات عل ��ى �إيران العام‬ ‫الما�ض ��ي �أي�ض ��ا" لدول مجل�س التع ��اون الخليجي‬ ‫المنتج ��ة للنفط بزيادة الإنتاج خالل تلك الفترة‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪" ،‬ق ��د ال تتكرر ظ ��روف مماثلة و�أنه من‬ ‫المحتم ��ل �أن دول مجل�س التع ��اون الخليجي تركز‬

‫فيما يبقى تركيز دبي على نقاط‬ ‫قوتها الأ�سا�سية المتمثلة في ال�سياحة‬ ‫والتجارة والخدمات اللوج�ستية‬ ‫والخدمات‪ ،‬تتوقع الخبيرة ليز مارتينز‬ ‫�أن تعرف العقارات والبنية التحتية‬ ‫"بع�ض الإنتعا�ش هذا العام‪ ،‬ولكن لي�س‬ ‫�إلى الدرجة التي �شاهدناها منذ‬ ‫خم�س �أو �ست �سنوات"‬ ‫وكالة الت�صنيف الدولية "موديز"‬ ‫في �آذار (مار�س)‪" :‬تواجه دبي "عاما"‬ ‫محوريا"" في ‪ 2014‬لأن الديون‬ ‫الحكومية البالغة ‪ 20‬مليار دوالر من‬ ‫المقرر �أن يحين موعد �سدادها خالله"‬

‫بدال" من ذلك على الحفاظ على �سعر النفط عند‬ ‫الم�س ��توى المريح الحالي فوق ‪ 100‬دوالر للبرميل‬ ‫الواحد بدال" من زيادة الإنتاج"‪ ،‬ي�ضيف‪.‬‬ ‫�إن جه ��ود �أبوظب ��ي لتنوي ��ع قاعدتها الإقت�ص ��ادية‬ ‫بعي ��دا" من النفط �س ��وف يكون عامال" رئي�س ��يا"‬ ‫في قيادة الن�ش ��اط الإقت�ص ��ادي في الإمارة‪ ،‬يقول‬ ‫غوكنت‪ .‬ويتوقع بع� ��ض المحللين ب�أن يعود الإنفاق‬ ‫الحكوم ��ي الى الإرتف ��اع هذا العام‪ ،‬م ��ع التركيز‬ ‫على البنية التحتية وال�صناعة‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن تقلي� ��ص وت�أخي ��ر بع� ��ض �أغلى‬ ‫و�أ�ض ��خم م�ش ��اريعها‪ ،‬مثل خططها لثالثة متاحف‬ ‫كبي ��رة جدي ��دة و �إن�ش ��اء مدين ��ة م�ص ��در للطاقة‬ ‫النظيف ��ة البالغ ��ة تكاليفها ‪ 22‬ملي ��ار دوالر نتيجة‬ ‫للأزم ��ة المالي ��ة (�إنتهت من محطة �ش ��م�س ا في‬ ‫�آذار (مار�س) الفائت)‪ ،‬تدفع �أبوظبي قدما" الى‬ ‫بناء الم�ش ��اريع ال�ض ��خمة لتعزيز بنيتها التحتية‪.‬‬ ‫فق ��د �أطلقت ال�ص ��يف الما�ض ��ي المرحل ��ة الأولى‬ ‫م ��ن ميناء خليف ��ة ومنطق ��ة خليفة ال�ص ��ناعية ‪-‬‬ ‫بتكلف ��ة قدرها ‪ 7.2‬مليارات دوالر للمرحلة الأولى‬ ‫م�شجعة على‬ ‫وحدها‪ .‬و�إعتبر هذا الإطالق عالمة ّ‬ ‫�أن الإمارة تم�ضي قدما" في الم�شاريع الرئي�سية‪.‬‬ ‫�إن جه ��ود التنوي ��ع في الإم ��ارات العربية المتحدة‬ ‫ذه ��ب �إلى �أبعد م ��ن �أي م ��كان �آخر ف ��ي الخليج‪.‬‬ ‫وخالف ��ا" لمعظ ��م دول المنطقة‪ ،‬ف�إن الإقت�ص ��اد‬ ‫غي ��ر النفط ��ي للإتح ��اد هو �أكب ��ر من الإقت�ص ��اد‬ ‫المعتم ��د على النف ��ط‪ .‬لكن الجانب ال�س ��لبي لهذا‬ ‫النج ��اح ه ��و �أن الإم ��ارات ه ��ي الآن �أكث ��ر بكثي ��ر‬ ‫ت�أثرا" بالإتجاه ��ات الإقت�ص ��ادية العالمية‪ ،‬يقول‬ ‫الإقت�صاديون‪.‬‬ ‫"�إن دول ��ة الإم ��ارات العربي ��ة المتح ��دة ه ��ي‬ ‫ف ��ي المظه ��ر الخارج ��ي‪� ،‬إقت�ص ��اد تهيم ��ن علي ��ه‬ ‫ال�ص ��ادرات‪� ،‬س ��واء م ��ن خ�ل�ال �ص ��ادرات النفط‬ ‫ف ��ي �أبوظب ��ي �أو مكانة دبي كمرك ��ز تجاري ومركز‬ ‫خدم ��ات ف ��ي المنطقة"‪ ،‬تق ��ول مارتين ��ز‪" .‬وعلى‬ ‫ه ��ذا النحو‪ ،‬ف�إن التحدي الأكب ��ر هو �أن تكون على‬ ‫�إ�س ��تعداد لتخفيف �أثر �أي �إنخفا�ض خارجي‪ ،‬الذي‬ ‫يمكن �أن ي�ؤثر �سلبا" على الطلب على �صادراتها"‪.‬‬ ‫التح ��دي الآخ ��ر‪ ،‬كما تق ��ول‪ ،‬هو من ��ع دورة النمو‬ ‫الحالي ��ة في دبي من ال�س ��ير على النمط عينه كما‬ ‫في �آخر مرة‪ ،‬والذي "�إنتهى ب�شكل م�ؤلم للغاية"‪.‬‬ ‫ف ��ي الوقت الراه ��ن‪ ،‬يب ��دو المراقب ��ون متفائلين‬ ‫بح ��ذر �أن ه ��ذا الأمر غي ��ر مرج ��ح �أن يتكرر‪ .‬كما‬ ‫تالح ��ظ مارتينز "نح ��ن ال نرى �أي دلي ��ل �أن مثل‬ ‫هذا الإتجاه موجود في هذه اللحظة"‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪35‬‬


Offering you the leading brands in Ceramic tiles, Sanitary ware, Kitchen cabinets, Sarieddine has it covered. Offering you the leading brands in Ceramic Adding a touchware, of class that cabinets, turns residential or tiles, Sanitary Kitchen Sarieddine commercial property into a palatial setting. has it covered. Log on to or visit our Adding a www.sarieddine-trading.com touch of class that turns residential or new show room and see for yourself, there’s more to commercial property into a palatial setting. just living with Sarieddine. Log on to www.sarieddine-trading.com or visit our new show room and see for yourself, there’s more to just living with Sarieddine.

Design for today’s living Abu Dhabi: t. 00971 2 6776121, 6774937 Design for today’s living Al Ain: t. 00971 3 7212211, 7218883 sartest@emirates.net.ae Abu Dhabi: t. 00971 2 6776121, 6774937


‫وزارة الثقافة في الدوحة‪ :‬يهيمن عليها القوميون العرب‬

‫�ش ��خ�ص يعي�ش ��ون الآن هن ��اك – ع ��دد �س ��كان‬ ‫�ص ��غير جدا" الأم ��ر الذي يدف ��ع بالقيمين على‬ ‫الريا�ض ��ة الى دفع المال الى ال�سكان الآ�سيويين‬ ‫لم ��لء المقاع ��د ف ��ي مالعب ك ��رة الق ��دم فيها‬ ‫عندما تجري مباراة مهمة‪.‬‬ ‫ولك ��ن هن ��اك منح ��ى �آخ ��ر لق�ص ��ة قط ��ر يقلق‬ ‫حاليا" جيرانها العرب �أكثر من �أي وقت م�ض ��ى‬ ‫والذي ب ��د�أ قبل ‪ 17‬عام ��ا"‪ :‬الترويج للأحزاب‬ ‫ال�سيا�س ��ية الإ�س�ل�امية العربي ��ة المرتبط ��ة‬ ‫ب"الإخ ��وان الم�س ��لمين" ف ��ي م�ص ��ر‪ .‬لقد كان‬ ‫ل ��دى قن ��اة "الجزي ��رة" التلفزيوني ��ة دائم ��ا"‬ ‫مجموعة قوية من المذيعين وال�صحافيين ذوات‬ ‫الميول الإ�سالمية‪ ،‬و�إ�ست�ضافت منذ البداية في‬ ‫برنامج �أ�س ��بوعي خا�ص رجل الدين الم�ص ��ري‬ ‫المرتبط ب"الإخوان الم�س ��لمين" ال�شيخ يو�سف‬ ‫القر�ضاوي‪ ،‬المقيم منذ فترة طويلة في الدوحة‬ ‫حيث �إ�س ��تطاع �إقامة عالق ��ات وثيقة مع العائلة‬ ‫الحاكمة‪ .‬وعندما �إ�ش ��تعلت الإنتفا�ضات العربية‬ ‫في �آخر‪ ،2011‬كانت قطر في و�ض ��ع ي�س ��مح لها‬ ‫ب�إرت ��داء عب ��اءة الدول ��ة المتم ّكنة م ��ن الثورات‬ ‫البعي ��دة والداعم ��ة للجماع ��ات الإ�س�ل�امية‬ ‫المرتبط ��ة بالإخ ��وان الم�س ��لمين ف ��ي م�ص ��ر‬ ‫وتون�س‪.‬‬ ‫وقد �إرتف ��ع التوتر في العالق ��ات بين دولة قطر‬ ‫ودول الخلي ��ج الأخ ��رى من ��ذ �إن ��دالع العنف في‬ ‫ال�شوارع الم�صرية في ت�شرين الثاني (نوفمبر)‬

‫الفائ ��ت بين الق ��وى الم�ؤي ��دة والمناوئ ��ة لحكم‬ ‫الإخ ��وان في م�ص ��ر‪ ،‬و�إلق ��اء القب�ض ف ��ي دولة‬ ‫الإم ��ارات عل ��ى ‪ 94‬نا�ش ��طا" من الإ�س�ل�اميين‬ ‫بتهمة ت�شكيل مجموعة تهدف �إلى �إ�سقاط نظام‬ ‫الحك ��م ومحاكمته ��م‪ .‬ل ��ذا �ص ��ار الحديث عن‬ ‫المف�ضل في ال�صالونات‬ ‫"م�س�ألة قطر" الكالم‬ ‫ّ‬ ‫وال�صحف والقنوات التلفزيونية‪ .‬مت�أثرون بهذه‬ ‫الأجواء المعادية للإخوان المنت�ش ��رة في دولهم‬ ‫الم�ضيفة‪ ،‬ناق�ش ديبلوما�سيون ومحللون و�صن ّاع‬ ‫�سيا�س ��ات و�ص ��حافيون ف ��ي �أماكن مث ��ل دبي �أو‬ ‫�أبوظب ��ي ب�ش ��كل محم ��وم عمليات �ص ��نع القرار‬ ‫المبهم ��ة ف ��ي الدوحة وت�س ��اءلوا عم ��ا �إذا كانت‬ ‫قط ��ر كدولة‪� ،‬أو ربما الأمير نف�س ��ه‪� ،‬س ��يدفعان‬

‫الإ�سالميون من مختلف �أنحاء‬ ‫المنطقة موجودون في قطر ب�شكل‬ ‫ملحوظ في �أق�سام الجامعة ومراكز‬ ‫البحوث والمنظمات غير الحكومية‬ ‫الأخرى‪ ،‬وهناك تدفق م�ستمر من‬ ‫ال�سيا�سيين اال�سالميين الى الندوات‬ ‫والمنتديات في الدوحة‬

‫نوع ��ا" من ثم ��ن ل"وقاحة" موقفهم ��ا المتنافر‬ ‫والمغاي ��ر ف ��ي منطق ��ة تل ّفه ��ا حم ��ى الخ ��وف‬ ‫والبغ�ض‪ .‬جاء الأمير ب�إنقالب‪ ،‬ومن الممكن �أن‬ ‫يغادر الحكم ب�إنقالب �أي�ضا"‪ ،‬يقول مع ّلقون في‬ ‫مجال�س خا�صة‪.‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك‪� ،‬إذا كان ��ت هناك ف ��ي الأف ��ق �إعادة‬ ‫نظر رئي�سة في ال�سيا�س ��ة‪ ،‬الحق يقال �أن هناك‬ ‫�إ�شارات قليلة منها داخل قطر نف�سها‪ .‬في القمة‬ ‫العربية الت ��ي عقدت في �أواخ ��ر �آذار (مار�س)‬ ‫الفائ ��ت في الدوحة ‪ ،‬تبخت ��ر �أمير البالد ووزير‬ ‫خارجيته كمنت�صرين‪� ،‬إذ �أنهما قد فازا بالمزيد‬ ‫م ��ن الإهتم ��ام ف ��ي الم�ؤتم ��ر ال�س ��نوي للزعماء‬ ‫العرب �أكثر من �أي وقت م�ضى‪ .‬وقف الى جانب‬ ‫ال�شيخ حمد بن خليفة قادة الدول التي �ساعدتها‬ ‫قط ��ر ودعمتها ف ��ي طريقة �أو ف ��ي �أخرى خالل‬ ‫"الربي ��ع العربي‪ :‬م�ص ��ر‪ ،‬تون�س‪ ،‬المعار�ض ��ة‬ ‫ال�س ��ورية‪ ،‬ليبيا‪ ،‬واليمن حي ��ث للدوحة عالقات‬ ‫خف ّية مع الأحزاب الإ�سالمية الم�شاركة الآن في‬ ‫الحكومة ‪.‬‬ ‫قدم ��ت قط ��ر الع�ض�ل�ات ال�سيا�س ��ية والمالي ��ة‬ ‫الحرج ��ة للعملي ��ات التي �أ�س ��قطت حاك ��م ليبيا‬ ‫معمر القذافي ‪� -‬صديق �سابق مق ّرب من الأمير‬ ‫ كما ال تزال ت�أمل في �إ�سقاط الرئي�س ال�سوري‬‫ب�ش ��ار الأ�س ��د ‪� -‬صديق مق ّرب �س ��ابق �آخر‪ .‬قبل‬ ‫�أ�س ��ابيع فقط‪ ،‬فعلتها قطر مرة �أخرى ‪ -‬ه ّم�شت‬ ‫رئي�س الإئتالف الوطني ال�سوري معاذ الخطيب‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪37‬‬


‫الخليج العربي‬

‫قطر‬

‫�س�ؤال يثير جد ًال وقلق ًا بين دول مجل�س التعاون الخليجي‬

‫لماذا تتحالف قطر مع اإلسالميين العرب؟‬ ‫م��ا �س��ر تحال��ف قط��ر م��ع‬ ‫الإ�سالميي��ن العرب؟ ولماذا هذا‬ ‫الموق��ف المغاي��ر لجيرانه��ا في‬ ‫الخلي��ج؟ �س ��ؤال برز ف��ي جميع‬ ‫المحاف��ل ال�سيا�سي��ة من��ذ �أن‬ ‫ب��د�أت الإنتفا�ض��ات العربية في‬ ‫�آخر ‪ 2011‬ويح��اول هذا التقرير‬ ‫الإجابة عنه‪.‬‬ ‫قطر ‪ -‬عبد الغني �شعبان‬ ‫�أبدى نا�ش ��طون علمانيون و�سيا�سيون‬ ‫في م�ص ��ر وم�س�ؤولون خليجيون‪ ،‬مثل‬ ‫ال�س ��عودية والإم ��ارات ‪ -‬كل لأ�س ��بابه الخا�ص ��ة‬ ‫– قلقه ��م ونظروا في حذر منذ بداية "الربيع‬ ‫العرب ��ي" ال ��ى قط ��ر وه ��ي ت�س� � ّوق وتدع ��م‪ ،‬مع‬ ‫ذراعه ��ا الإعالمية المنت�ش ��رة والم�ؤثرة عربيا"‬ ‫قن ��اة "الجزي ��رة"‪" ،‬الإخ ��وان الم�س ��لمين" في‬ ‫م�ص ��ر والجماع ��ات الإ�س�ل�امية المماثل ��ة ف ��ي‬ ‫العالم العربي مثل حزب النه�ضة في تون�س‪.‬‬ ‫الإ�س�ل�اميون‪ ،‬يتهم النقاد‪ ،‬عازمون على فر�ض‬ ‫�س ��يطرتهم وهيمنتهم على ال�س ��احة ال�سيا�س ��ية‬ ‫العربية‪ ،‬وقد ت�ص ��رفوا بطريق ��ة فوقية كغالبية‬ ‫والت ��ي جلب ��ت ل ��كال البلدي ��ن‪ ،‬م�ص ��ر وتون� ��س‪،‬‬ ‫�ص ��راعات م ��ع الق ��وى الي�س ��ارية وغيره ��ا التي‬ ‫تعار�ض حكم الإ�س�ل�اميين‪ .‬و�أثار قتال ال�شوارع‬ ‫الم�س ��تمر في م�صر �إحتمال ح�ص ��ول مزيد من‬ ‫العن ��ف الطائف ��ي والإنهي ��ار الإقت�ص ��ادي‪ ،‬على‬ ‫الرغ ��م من �أن قطر ق ��د �أعطت القاه ��رة مليار‬ ‫دوالر في �ش ��كل منح‪ ،‬و�أودع ��ت ‪ 4‬مليارات دوالر‬ ‫ف ��ي البنك المرك ��زي و�ألمحت �إلى �إ�س ��تثمارات‬ ‫�أكثر من ذلك بكثير في القيمة‪.‬‬ ‫ف ��ي الوقت عينه‪ ،‬تخ�ش ��ى دول الخليج من ت�أثير‬ ‫"الإخ ��وان الم�س ��لمين" ف ��ي مجتمعاتها وخلق‬ ‫جماع ��ات التي‪ ،‬بن ��اء على �أوامر م ��ن القاهرة‪،‬‬ ‫‪36‬‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫ال�شيخ حمد بن خليفة‪ :‬هل يعيد ح�ساباته ال�سيا�سية ؟‬

‫ال�شيخ حمد بن جا�سم‪ :‬لن ن�شتري الأهرامات‬

‫�سوف تزيد ن�شاطها للمطالبة بحكومة برلمانية‬ ‫والطع ��ن في قوة الأنظمة الموجودة والرا�س ��خة‬ ‫ومواجهتها‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن قط ��ر بد�أت ف ��ي �إق�ل�اق نظرائها في‬ ‫الخلي ��ج العرب ��ي من ��ذ الع ��ام ‪ .1995‬كان وال ��د‬ ‫الأمير الحالي ال�ش ��يخ حمد بن خليفة‪( ،‬ال�ش ��يخ‬ ‫خليف ��ة �آل ثاني)‪ ،‬مت ��رددا" في تحوي ��ل �إمارته‬ ‫المنعزل ��ة الهادئ ��ة‪ --‬التي كانت �إل ��ى حد كبير‬ ‫ف ��ي الم ��دار ال�س ��عودي‪� --‬إل ��ى �ش ��يء �أكثر من‬ ‫ذلك‪ ،‬ولكن‪ ،‬مع العين على موارد الغاز الطبيعي‬ ‫الهائلة والتكنولوجيا الم�س ِّيلة النا�شئة‪ ،‬ر�أى نجله‬ ‫ال�ش ��يخ حمد وغيره في الأ�سرة المالكة بمن في‬ ‫ذل ��ك رئي�س الحكوم ��ة ووزير الخارجية ال�ش ��يخ‬

‫حمد بن جا�س ��م �إحتماالت �أخ ��رى‪ .‬بعد �إنقالب‬ ‫في تلك ال�سنة‪� ،‬شرع الفريق الجديد في �سل�سلة‬ ‫من التح ��ركات لجعل قطر �أكثر �إ�س ��تقاللية في‬ ‫و�ضع �سيا�س ��ة م�ستقلة مهمة بالن�س ��بة الى �أكبر‬ ‫عدد ممكن من الالعبين الإقليميين والدوليين‪،‬‬ ‫وتطوي ��ر الروابط مع الجماعات ال�سيا�س ��ية في‬ ‫العالم العربي التي تتقاطع مع خطوط و�سيا�س ��ة‬ ‫النظام‪ .‬وقد دعا هذا الفريق الواليات المتحدة‬ ‫ال ��ى �إقام ��ة قاع ��دة "العدي ��د" الجوي ��ة عل ��ى‬ ‫الأرا�ضي القطرية‪ ،‬و�س ��مح للإ�سرائيليين بفتح‬ ‫مكتب �إت�ص ��ال للتج ��ارة‪ ،‬وعر�ض عل ��ى مختلف‬ ‫ال�شخ�ص ��يات العربية والإ�س�ل�امية المعار�ض ��ة‬ ‫مالذا" �آمنا" الى حد ما في الدوحة‪.‬‬ ‫ب ��د�أت عالقات الدوح ��ة تتوتر م ��ع جيرانها من‬ ‫دول الخليج في العام ‪ ،2006‬عندما وقفت قطر‬ ‫وقناة "الجزيرة" مع حزب اهلل اللبناني ال�شيعي‬ ‫خالل حربه مع �إ�س ��رائيل‪ ،‬في حين كانت الدول‬ ‫الحليفة للغرب مثل المملكة العربية ال�س ��عودية‪،‬‬ ‫وم�ص ��ر في ذلك الوقت‪ ،‬ت�أمل بو�ض ��وح في ر�ؤية‬ ‫نهاية "الميلي�شيا" ال�شيعية اللبنانية المدعومة‬ ‫م ��ن �إي ��ران‪ .‬في ‪� 2011‬إ�س ��تطاعت قط ��ر الفوز‬ ‫بحق �إ�ست�ضافة دورة مباريات ك�أ�س العالم لكرة‬ ‫الق ��دم ف ��ي ‪ ،2022‬على الرغم م ��ن �أن درجات‬ ‫الحرارة في ال�صيف تبلغ فيها ‪ 40‬درجة مئوية‪،‬‬ ‫والرطوبة �أكثر من ‪ ،٪70‬ويبلغ عدد �سكانها �أقل‬ ‫م ��ن ‪ 300,000‬مواطن قطري بي ��ن ‪ 1.9‬مليون‬

‫قدمت قطر الع�ضالت‬ ‫ال�سيا�سية والمالية الحرجة للعمليات‬ ‫التي �أ�سقطت حاكم ليبيا معمر‬ ‫مقرب من‬ ‫القذافي ‪� -‬صديق �سابق ّ‬ ‫الأمير ‪ -‬كما ال تزال ت�أمل في �إ�سقاط‬ ‫الرئي�س ال�سوري ب�شار الأ�سد‬ ‫مقرب �سابق �آخر‬ ‫‪� -‬صديق ّ‬


‫جماع ��ة "الإخ ��وان" ح�س ��ن البن ��ا �أو منظره ��ا‬ ‫الم�ش ��هور �س� � ّيد قط ��ب‪ ،‬ال ��ذي �أعدم ف ��ي عهد‬ ‫عبد النا�ص ��ر‪ ،‬يعتقد �س ��لطان �أنه يمكن عذر كل‬ ‫م ��ن الإ�س�ل�اميين وخ�ص ��ومهم على حد �س ��واء‬ ‫وتبرير عدم الن�ض ��ج ال�سيا�س ��ي بع ��د عقود من‬ ‫الحكم القمعي‪ .‬وقال "لم �أ�ص ��ب بخيبة �أمل من‬ ‫الإ�س�ل�اميين ب�ش ��كل عام‪ ،‬لأنني �أع ��رف �أنه لم‬ ‫تك ��ن لديهم فر�ص ��ة لمراجع ��ة تفكيرهم والذي‬ ‫بقي على حاله منذ ت�أ�س�ست الحركة‪ .‬و�أخ�شى �أن‬ ‫يخ�ص الإ�س�ل�اميين فقط ولكن‬ ‫هذا لي�س �ش ��يئا ّ‬ ‫الي�س ��اريين �أي�ض ��ا"‪� .‬إن هناك حنين ��ا" كبيرا"‬ ‫للحالة الإ�ش ��تراكية ال�س ��ابقة في م�ص ��ر‪ ،‬وتجد‬ ‫لغة متوترة ت�س ��تخدم بالن�س ��بة الى الر�أ�سمالية‬ ‫والنظم الإقت�ص ��ادية في العالم "‪ .‬م�شيرا" الى‬ ‫تعاطف مع الليبرالية الجديدة التي ت�سيطر على‬ ‫تفكير الإخوان اليوم‪.‬‬ ‫بع� ��ض القطريي ��ن ي�ش ��عر بالإنزعاج م ��ن تح ّول‬ ‫بالده ��م الإ�س�ل�امي‪ ،‬ولك ��ن القل ��ق يقت�ص ��ر‬ ‫عل ��ى نط ��اق �ض ��يق م ��ن المثقفي ��ن الليبراليين‬ ‫وال�س ��لفيين المتزمتي ��ن‪ ،‬الذين وج ��دوا دائما"‬ ‫ال�ش ��يخ القر�ض ��اوي وطريقة "الإخوان" معتدلة‬ ‫ج ��دا" ف ��ي مخط ��ط ال�سيا�س ��ة الإ�س�ل�امية‪.‬‬ ‫وال�س� ��ؤال الكبير هنا‪ :‬هل هذه ال�سيا�س ��ة مبنية‬ ‫على قراءة �إ�س ��تراتيجية لكيفية تحقيق �أق�ص ��ى‬ ‫ق ��در م ��ن الأهمي ��ة والفائ ��دة لقط ��ر‪� ،‬أم ربم ��ا‬ ‫�أنها تعك� ��س نزعة �إيديولوجية تنت�ش ��ر بين كبار‬ ‫�أع�ض ��اء �أ�س ��رة �آل ثان ��ي الحاكمة؟ "�إنه �س� ��ؤال‬ ‫�ص ��عب‪ .‬ربما كان الأمر لدعم ال�شعوب العربية‪،‬‬ ‫ودع ��م الم�ض ��طهدين‪ ،‬وتعزي ��ز دور قط ��ر ف ��ي‬ ‫العالم العرب ��ي‪� .‬إن الإجابة معقدة وهي لي�س ��ت‬ ‫وا�ض ��حة‪ .‬ال�ش ��عب القط ��ري ال ي�أخ ��ذ ق ��رارات‬ ‫�سيا�س ��ية‪ .‬ال يوجد برلمان‪ ،‬هذا �إتجاه �أفراد في‬ ‫الدول ��ة وال�ش ��عب بمن�أى عن ذلك"‪ ،‬قال ح�س ��ن‬ ‫ال�س ��يد‪� ،‬أ�س ��تاذ القانون الد�س ��توري في جامعة‬ ‫قطر‪" .‬ربم ��ا كان معظم النا�س ي�ؤيد ذلك‪ ،‬لكن‬ ‫المثقفي ��ن ي�س� ��ألون‪ ،‬الى �أين �س ��ي�ؤدي الأمر؟ ‪-‬‬ ‫عل ��ى الرغم م ��ن �أن ه�ؤالء �أقلي ��ة‪ .‬يظن البع�ض‬ ‫ان هذه ال�سيا�سة قد ت�ؤدي الى كوارث‪� ،‬سيا�سيا"‬ ‫ومالي ��ا"‪ ،‬حت ��ى عل ��ى الم�س ��توى ال�شخ�ص ��ي"‪،‬‬ ‫ي�ضيف‪.‬‬ ‫ف ��ي داخل قطر‪ ،‬حاولت ال�س ��لطات �إقامة توازن‬ ‫بين القوى الإيديولوجية المختلفة في المجتمع‪،‬‬ ‫بما في ذلك ال�سلفية وفكر "الإخوان الم�سلمين"‬ ‫والليبراليي ��ن‪ .‬عندم ��ا �إنتقل الإخ ��وان والكوادر‬

‫العقيد معمر القذافي‪ :‬قطر �ساعدت الإ�سالميين الليبيين لإ�سقاطه‬

‫بع�ض القطريين ي�شعر‬ ‫بالإنزعاج من تح ّول بالدهم‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬ولكن القلق يقت�صر على‬ ‫نطاق �ضيق من المثقفين الليبراليين‬ ‫وال�سلفيين المتزمتين الذين وجدوا‬ ‫دائما" ال�شيخ القر�ضاوي وطريقة‬ ‫"الإخوان" معتدلة جدا" في مخطط‬ ‫ال�سيا�سة الإ�سالمية‬ ‫الم�ص ��رية الأخرى خالل خم�س ��ينات و�ستينات‬ ‫الق ��رن الفائت ال ��ى الدوحة‪ ،‬جل ��ب �أمراء قطر‬ ‫�أي�ض ��ا" رجال دين وهابيين من المملكة العربية‬ ‫ال�س ��عودية‪ .‬وقد تم �إفتتاح م�س ��جد كبير ب�إ�س ��م‬ ‫ال�ش ��يخ محمد بن عبد الوهاب‪ ،‬منظر ال�س ��لفية‬ ‫ال ��ذي �س ��اعد ف ��ي ت�أ�س ��ي�س الدول ��ة ال�س ��عودية‬ ‫الحديث ��ة و�أعط ��ى �إ�س ��مه �إل ��ى الوهابي ��ة‪ ،‬ف ��ي‬ ‫الع ��ام ‪ 2011‬ف ��ي الدوح ��ة‪ ،‬وذلك ف ��ي محاولة‬ ‫وا�ض ��حة لتهدئة ال�س ��لفيين �أمام المكا�سب التي‬ ‫حققه ��ا الليبرالي ��ون و"الإخ ��وان الم�س ��لمون"‪.‬‬ ‫"�إنها �سيا�س ��ة واقعية وعملية توازن �أكثر منها‬ ‫التروي ��ج لمجموع ��ة معين ��ة"‪ ،‬ق ��ال �ش ��نغيطي‪.‬‬ ‫"وزارة الأوقاف هي في �أيدي ال�س ��لفيين وجزء‬ ‫م ��ن المجتمع لديه ه ��ذا الميل‪ .‬وتلق ��ى وجودا"‬ ‫كبي ��را" للإخ ��وان ف ��ي بع� ��ض الم�ؤ�س�س ��ات مثل‬ ‫قن ��اة "الجزيرة"‪ ،‬ولكن لي� ��س الإخوان فقط بل‬ ‫الإ�سالميين ب�شكل عام‪ .‬ومن جهة �أخرى يهيمن‬

‫على وزارة الثقافة القطرية القوميون العرب "‪،‬‬ ‫ي�ضيف‪.‬‬ ‫يقول المدافعون ب�أن الإ�س�ل�اميين لي�س وحدهم‬ ‫الذي ��ن يتمتع ��ون بمكانة ف ��ي قط ��ر‪ ،‬فالقوميون‬ ‫الع ��رب �أي�ض ��ا" – �إنهم ج ��زء من ر�ؤي ��ة تنتهج‬ ‫نه�ض ��ة عربية جديدة‪ ،‬وه ��و المنطق عينه الذي‬ ‫يعطي ��ه النظ ��ام دائم ��ا" �س ��ببا" لإن�ش ��اء قن ��اة‬ ‫"الجزي ��رة"‪� ،‬أو متحف الدوحة المرموق للفن‬ ‫الإ�س�ل�امي‪� ،‬أو متح ��ف الفن العربي المعا�ص ��ر‬ ‫الأكث ��ر حداثة‪" .‬تحاول قطر تعزيز ما ي�س ��مونه‬ ‫"عنا�صر القوة" للأمة العربية‪ ،‬هذه هي ر�ؤيتهم‬ ‫– وهذا يعني الإ�سالميين والقوميين العرب"‪،‬‬ ‫يق ��ول �ش ��نغيطي‪ .‬و�أ�ض ��اف "�إنه ��م يعتقدون ان‬ ‫لديهم م�س� ��ؤولية تاريخية لتعزيز هذه العنا�صر‬ ‫ف ��ي المجتمع ��ات العربي ��ة‪ .‬التكتي ��كات تتغي ��ر‪،‬‬ ‫يمكنه ��م �أن يكونوا عل ��ى عالقة جيدة �أو �س ��يئة‬ ‫م ��ع ه ��ذا �أو ذاك الزعيم‪ ،‬لكن الر�ؤية الوا�س ��عة‬ ‫موج ��ودة‪( .‬الأمير) ينظر �إل ��ى الأمر على كونه‬ ‫م�س� ��ؤولية �أخالقي ��ة‪ ،‬وهذا هو ال�س ��بب في �أنهم‬ ‫يدفعون الكثير‪� .‬إنهم لن يتوقفوا �أو يتخلوا �أبدا"‬ ‫والآن منحهم "الربيع العربي" المزيد من القوة‬ ‫لعدم التخلي"‪.‬‬ ‫ال�س� ��ؤال الآخر هن ��ا‪ ،‬بالنظر �إلى �إنت�ش ��ار جماعة‬ ‫الإخوان �إقليمي ��ا" وعالقاته ��ا التاريخية الطويلة‬ ‫مع قطر‪ ،‬هل �س ��يكون من ال�سهل للعائلة الحاكمة‬ ‫التخل�ص من الإ�س�ل�اميين‪ ،‬حتى لو �أرادت؟ كانت‬ ‫قطر ق ��ادرة على التقرب من ح ��زب اهلل ومن ثم‬ ‫�إبع ��اده‪ .‬عندم ��ا �إ�س ��تطاع ح ��زب اهلل النجاة من‬ ‫الح ��رب ف ��ي الع ��ام ‪ ،2006‬ركب ��ت قط ��ر الموجة‬ ‫ال�شعبية التي كان يتمتع بها في حينه زعيمه ال�سيد‬ ‫ح�سن ن�صر اهلل‪ .‬وبالمثل‪ ،‬في العام ‪ 2008‬عندما‬ ‫حاولت �إ�سرائيل وف�ش ��لت في �سحق "حما�س" في‬ ‫غزة كانت قطر هناك تقدم لها الدعم والت�شجيع‪،‬‬ ‫م�ست�شعرة نب�ض ال�شارع العربي‪.‬‬ ‫لك ��ن الأم ��ور تغ ّي ��رت جذري ��ا" عندم ��ا �إندلعت‬ ‫الإنتفا�ض ��ات‪ .‬كان الرئي�س ال�سوري ب�شار الأ�سد‬ ‫العبا" رئي�س ��ا" في "مح ��ور مقاوم ��ة" الهيمنة‬ ‫الغربية التي �ش ��ملت �إيران و"حما�س"‪ .‬تحولت‬ ‫قطر �ضد الأ�سد‪ ،‬فوقف حزب اهلل معه‪ ،‬ف�أعلنت‬ ‫"الجزي ��رة" موقف ��ا" معاديا" للحزب ال�ش ��يعي‬ ‫اللبناني‪ .‬لكن لن يكون من ال�س ��هل بالن�سبة الى‬ ‫الأمي ��ر ب�أن ي�أم ��ر قناة "الجزيرة" ب� ��أن تهاجم‬ ‫"الإخوان الم�سلمين" �أو "الإ�سالميين العرب"‬ ‫و�إيقاف الت�سويق لهم‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪39‬‬


‫الخليج العربي ¶ قطر‬ ‫قبل �أن ي�س ��تقيل الحقا"‪ ،‬والذي كان في �ص ��الح‬ ‫المفاو�ضات مع نظام الأ�سد‪ ،‬من خالل التن�سيق‬ ‫مع جماعة "الإخوان الم�س ��لمين" ال�س ��ورية كي‬ ‫ي�صبح غ�س ��ان هيتو الأميركي الإقامة والمق ّرب‬ ‫من "الإ�س�ل�اميين" رئي�س ��ا" للحكومة ال�سورية‬ ‫الم�ؤقتة في المنفى‪.‬‬ ‫الرئي�س الإ�سالمي الم�صري محمد مر�سي‪ ،‬وهو‬ ‫�شخ�صية �إخوانية مخ�ض ��رمة‪ ،‬جل�س قبالة �أمير‬ ‫قطر مع �ش ��يء من �إبت�س ��امة متكلفة على وجهه‬ ‫قب ��ل �أن يغط بعد لحظة في غفوة‪ :‬بالن�س ��بة الى‬ ‫منتقدي ��ه‪ ،‬ال �ش ��يء يمك ��ن �أن يرمز �أف�ض ��ل من‬ ‫راع خليجي جديد‪.‬‬ ‫ت�سليمه م�صر �إلى ٍ‬ ‫في م�ؤتمر �صحافي بعد القمة‪ ،‬تلقى ال�شيخ حمد‬ ‫بن جا�سم‪ ،‬وزير خارجية قطر منذ العام ‪،1992‬‬ ‫�س� ��ؤاال"‪ ،‬ربم ��ا كان مزروع ��ا"‪ ،‬م ��ن �ص ��حافي‬ ‫م�صري حول ميل قطر ل"الإخوان الم�سلمين"‪.‬‬ ‫�أجاب بتركيزه على �أ�سخف ال�شائعات في البيئة‬ ‫المحمومة في م�صر‪ ،‬ب�أن قطر �سوف "ت�شتري"‬ ‫الأهرام ��ات �أو "ت�س ��ت�أجر" قناة ال�س ��وي�س‪ ،‬من‬ ‫�أج ��ل تهديمه ��ا ب�س ��هولة‪ ،‬قائال" ب�أن م�س ��اعدة‬ ‫قطر لم�ص ��ر ما بع ��د الإنتفا�ض ��ة ب ��د�أت خالل‬ ‫حك ��م الجي�ش قب ��ل الإنتخاب ��ات التي ف ��از فيها‬ ‫"الإخوان"‪ .‬وقال �أن "هناك �أ�شخا�صا" يرغبون‬ ‫في ن�شر هذه ال�ش ��ائعات‪ ،‬مثل �شراء الأهرامات‬ ‫�أو �إ�س ��تئجار قناة ال�س ��وي�س‪� .‬ش� ��ؤون م�ص ��ر هي‬ ‫لم�ص ��ر ولي�س ��ت لنا عالقة بها‪� .‬إن قطر تتعامل‬ ‫م ��ع الحكومات ولي� ��س الأفراد"‪ ،‬ق ��ال في لهجة‬ ‫واثقة‪ .‬و�أ�ضاف‪" :‬قطر لم تد ُع الى هذه الثورات‬ ‫فهي �إندلعت ب�س ��بب الظروف التي كانت هناك‪،‬‬ ‫الإ�س ��تبداد‪ ،‬ورغب ��ة الق ��ادة �أن يورث ��وا حكمهم‬ ‫(لأبنائه ��م)‪ .‬قدم ��ت قط ��ر الدعم ال ��ى بلدان‬ ‫"الربي ��ع العرب ��ي" م ��ن دون النظ ��ر ال ��ى من‬ ‫�سيحكمها"‪.‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك‪ ،‬تبق ��ى الدوحة ف ��ي الوق ��ت الراهن‬ ‫"�إخوان�ستان" �صغيرة‪ ،‬واحة للإ�سالميين حيث‬ ‫مناق�ش ��ة القم ��ع في �أماك ��ن �أخ ��رى ‪ -‬مثل "هل‬ ‫ي�س ��تطيع �آل �س ��عود البقاء في ظل الإنتفا�ضات؟‬ ‫�أو ه ��ل �أن المحاكم ��ة الجاري ��ة ل ‪ 94‬نا�ش ��طا"‬ ‫�إ�سالميا" في دولة الإمارات �صورية؟"‪ -‬مو�ضوع‬ ‫عادل للمناق�شة العامة‪.‬‬ ‫من جه ��ة �أخرى‪� ،‬إن الإ�س�ل�اميين م ��ن مختلف‬ ‫�أنح ��اء المنطقة موج ��ودون ب�ش ��كل ملحوظ في‬ ‫�أق�س ��ام الجامعة ومراكز البح ��وث والمنظمات‬ ‫غير الحكومية الأخرى‪ ،‬وهناك تدفق م�ستمر من‬ ‫‪38‬‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫الرئي�س الم�صري محمد مر�سي‪ :‬عالقة متميزة مع قطر‬

‫بد�أت عالقات الدوحة تتوتر مع جيرانها‬ ‫من دول الخليج في العام ‪ ،2006‬عندما‬ ‫وقفت قطر وقناة "الجزيرة" مع حزب‬ ‫اهلل اللبناني ال�شيعي خالل حربه مع‬ ‫�إ�سرائيل‪ ،‬في حين كانت الدول العربية‬ ‫الحليفة للغرب ت�أمل بو�ضوح في ر�ؤية‬ ‫نهاية "الميلي�شيا" ال�شيعية اللبنانية‬ ‫المدعومة من �إيران‬ ‫ال�سيا�سيين اال�سالميين الى الندوات والمنتديات‬ ‫في الدوحة‪ .‬محمد المختار ال�ش ��نغيطي‪� ،‬أ�ستاذ‬ ‫الدرا�سات الإ�س�ل�امية الموريتانية الذي غالبا"‬ ‫ما يعلق في قناة "الجزيرة"‪� ،‬إنتقد ب�ش ��كل الذع‬ ‫المملك ��ة العربي ��ة ال�س ��عودية عندم ��ا زرت ��ه في‬ ‫م�ؤ�س�س ��ة قطر‪�" .‬إن الدولة ال�س ��عودية هي كارثة‬ ‫للإ�س�ل�ام ولل�ش ��عب ال�س ��عودي‪ ،‬و�آمل �أن يحدث‬ ‫تغيير �س ��لمي وتدريجي‪ ،‬و�إال ف�إنها �س ��وف تتغير‬ ‫بعنف"‪ ،‬ق ��ال‪" .‬ه�ؤالء هم �ش ��بان متفجرون وال‬ ‫يمكنهم �أن ي�س ��محوا ب�إ�ستمرار الحالة على هذا‬ ‫المن ��وال‪ .‬المملك ��ة العربي ��ة ال�س ��عودية كما هي‬ ‫اليوم ال يمكن �أن ت�ستمر"‪.‬‬ ‫�ص�ل�اح الزين‪ ،‬المحلل ال�س ��وداني ال ��ذي ير�أ�س‬ ‫مركز "الجزيرة" للدرا�س ��ات‪ ،‬يتوقع ب�أن تواجه‬ ‫الإمارات قريبا" �ضغوطا" لتغيير الم�سار وقبول‬ ‫"الإخوان"‪" :‬الى متى يمكن للإمارات �أن ت�ستمر‬ ‫ف ��ي الوقوف بقوة �ض ��د "الإخوان الم�س ��لمين"‪،‬‬

‫وجعل ذلك �أ�سا�س ��ا" ل�سيا�س ��تها؟ ف�س ��وف تبد أ�‬ ‫قريبا" بمواجهة م�شاكل مع م�صر وقطر‪ ،‬وربما‬ ‫تركيا‪ .‬كم وماذا �س ��تحقق من ذلك؟"‪ .‬ال ت�سمع‬ ‫كثيرا" مثل هذه الآراء ال�ص ��ريحة والعالنية في‬ ‫الخليج‪.‬‬ ‫ال يوجد على الأرا�ض ��ي القطرية �أي فرع ر�سمي‬ ‫ل"لإخوان"‪� ،‬أو منظمة �أمامية مثل "الإ�ص�ل�اح"‬ ‫ف ��ي دول ��ة الإم ��ارات‪ ،‬بعد ح ��ل الف ��رع المحلي‬ ‫لجماع ��ة الإخوان نف�س ��ه قبل عقد م ��ن الزمن‪.‬‬ ‫ولكن ترويج الدوحة للجماعة �إقليميا"و�إ�ست�ضافة‬ ‫ه ��ذا العدد الكبير م ��ن المتعاطفين معها يعطي‬ ‫�ص ��ورة على �أنها غير مبالي ��ة ب�أنهم قد يحاولون‬ ‫�إقام ��ة تنظي ��م له ��م بي ��ن القطريي ��ن‪ ،‬الذي ��ن‪،‬‬ ‫لع ّله ��م �أكثر ال�ش ��عوب غير الم�س ّي�س ��ة في العالم‬ ‫العربي كل ��ه‪ .‬مع ذلك هناك قطري ��ون يعتنقون‬ ‫الفكر "الإخواني" ك�أفراد‪ .‬جا�سم �سلطان يدير‬ ‫مركز درا�سات (تم ّية للدرا�سات والإ�ست�شارات)‬ ‫وموقع ��ا" �إلكترونيا" على �ش ��بكة الإنترنت التي‬ ‫تروج ل"النه�ض ��ة" ف ��ي العالم العرب ��ي‪ .‬الكلمة‬ ‫مهمة‪� ،‬إنها تم ّثل �ش ��رطا" �أ�سا�س ��يا" في قامو�س‬ ‫الإ�سالم ال�سيا�سي الحديث‪ ،‬الكلمة نف�سها وردت‬ ‫في �إ�س ��م حزب النه�ض ��ة التون�س ��ي و�إ�ستخدمها‬ ‫الرئي� ��س الإ�س�ل�امي الم�ص ��ري محمد مر�س ��ي‬ ‫وحزبه "الحرية والعدالة" �أي�ضا" في الحمالت‬ ‫الإنتخابي ��ة عل ��ى م ��دى العامي ��ن الما�ض ��يين‪.‬‬ ‫و�ش ��اركت منظمة غير حكومية لجا�س ��م �سلطان‬ ‫في تنظيم م�ؤتمر للإ�س�ل�اميين في الكويت قبل‬ ‫عامين لكن تم الغا�ؤها بعد �ضغط �سعودي‪.‬‬ ‫ح�س ��ب ر�أي �سلطان‪� ،‬إن المخاوف الخليجية من‬ ‫الإخ ��وان و�سيا�س ��ة قط ��ر تجاههم مبال ��غ فيها‪.‬‬ ‫يق ��ول‪" :‬لم يتغير �ش ��يء في تفكير الإ�س�ل�اميين‬ ‫حول الأنظم ��ة القائم ��ة‪ .‬معظ ��م "الإخوانيين"‬ ‫ف ��ي الخلي ��ج م ��ن الأ�س ��ر الحاكم ��ة �أو قريبي ��ن‬ ‫منه ��ا‪ ،‬لذلك بالكاد يمكن و�ص ��فهم بمجموعات‬ ‫تخريبي ��ة"‪ .‬و�أ�ض ��اف‪�" :‬إنه ��م لي�س ��وا ح ��ركات‬ ‫�ش ��عبوية كما في م�ص ��ر �أو غيرها من الأماكن‪،‬‬ ‫ولي� ��س لديه ��م �س ��بب رئي� ��س للقتال م ��ن �أجله‪،‬‬ ‫ملح ي�س ّبب بدفع‬ ‫ولي�س هناك ظرف �إقت�ص ��ادي ّ‬ ‫النا�س الى �ص ��ياغة مطالب محددة‪ ،‬وفي �ض ��وء‬ ‫وفرة ر�أ�س المال في منطقة الخليج‪ ،‬ف�إن �سقف‬ ‫�أح�ل�ام النا�س للم�ش ��اركة ال�سيا�س ��ية منخف�ض‬ ‫ج ��دا"‪ .‬قد يرتفع م ��ع بع�ض النخ ��ب ولكن لي�س‬ ‫لديه ت�أييد وا�سع النطاق"‪.‬‬ ‫مب ّه ��را" خطاب ��ه ب�إ�ش ��ارات التبجيل لم�ؤ�س ���س‬


‫الرئي�س‬ ‫ال�سوداني‬ ‫عمر الب�شير‬ ‫ورئي�س جنوب‬ ‫ال�سودان �سيلفا‬ ‫كير ميارديت‪:‬‬ ‫زيارة الى جوبا‬ ‫�أذابت بع�ض‬ ‫الجليد في‬ ‫العالقات‬

‫�س ��وف يحم ��ل �إغاثة الى و�ض ��ع �إقت�ص ��ادي رديء‬ ‫م�س ��تمر دون كلل ل ��كال البلدين‪ .‬لم يكن هناك �أي‬ ‫دخ ��ل مال ��ي لدولة جن ��وب ال�س ��ودان تقريبا" منذ‬ ‫توقف ت�صدير النفط‪ ،‬والذي يم ّثل ‪ 98‬في المئة من‬ ‫موازنة الحكومة‪ .‬وبقي �إقت�صادها‪ ،‬لما يقرب من‬ ‫عام ون�ص ��ف‪ ،‬واقفا" على قدميه نتيجة مزيج من‬ ‫القرو� ��ض والهبات من ال�ص ��ين‪ ،‬وقطر‪ ،‬والجهات‬ ‫المانحة الثنائية الأخرى‪ ،‬وكذلك م�س ��اعدات من‬ ‫الأم ��م المتحدة والمنظمات غي ��ر الحكومية‪ .‬كما‬ ‫قا�س‪� .‬إن‬ ‫ُ�ض ��رب �إقت�صاد ال�س ��ودان بدوره ب�ش ��كل ٍ‬ ‫�إنف�ص ��ال جنوب ال�س ��ودان‪ ،‬الذي �أعقب �إ�س ��تفتاء‬ ‫بالإجم ��اع تقريبا" ل�ص ��الح الإ�س ��تقالل في كانون‬ ‫الثاني (يناير) ‪ ،2011‬ك ّلف الخرطوم ثالثة �أرباع‬ ‫�إنتاجه ��ا م ��ن النفط ون�ص ��ف عائداته ��ا المالية‪،‬‬ ‫وفقا" لتقرير �صندوق النقد الدولي الذي ن�شر في‬ ‫ت�ش ��رين الثاني (نوفمبر) ‪ .2012‬في كانون الثاني‬ ‫(يناي ��ر) ‪� ،2012‬أوقف ��ت جوب ��ا �ش ��حنات نفطه ��ا‬ ‫بعدما بد�أ ال�سودان م�صادرة نفط جارته كتعوي�ض‬ ‫مدعيا" �أنها كانت ر�س ��وم عبور غير م�سدّدة‪ .‬لقد‬ ‫ر ّد جن ��وب ال�س ��ودان بوقف �ض ��خ النف ��ط تماما"‪،‬‬ ‫وخلق مواجهة ف�ش ��لت �أ�ش ��هر من المفاو�ضات في‬ ‫ح ّلها‪.‬‬ ‫�إزاء ه ��ذه الخلفية‪ ،‬تعتبر �ص ��فقة النفط الجديدة‬ ‫�إختراق ��ا" كبي ��را"‪ ،‬وه ��ي تجل ��ب الأم ��ل لإنتعا�ش‬ ‫�إقت�ص ��ادي للبلدي ��ن‪ .‬وقد �إقترحت الت�ص ��ريحات‬ ‫الأخي ��رة من قبل الحكومتين �أنه عندما ي�س ��ت�أنف‬ ‫تدف ��ق النف ��ط من جنوب ال�س ��ودان‪� ،‬س ��وف يكون‬ ‫الإنتاج الأولي بين ‪� 150,000‬إلى ‪ 200,000‬برميل‬ ‫يومي ��ا"‪ .‬ووفق ��ا" لم�ست�ش ��ار �إقت�ص ��ادي لحكوم ��ة‬ ‫جنوب ال�س ��ودان‪ ،‬هذا يمكن �أن يزي ��د �إلى ما بين‬

‫‪ 250,000‬الى ‪ 300,000‬برميل يوميا" في الأ�شهر‬ ‫المقبل ��ة‪ ،‬مقارن ��ة مع الطاق ��ة الإنتاجي ��ة الكاملة‬ ‫المق ��درة ب‪ 350,000‬برمي ��ل يومي ��ا"‪� .‬سيك�س ��ب‬ ‫جنوب ال�سودان من �إنتاج ‪ 250,000‬برميل يوميا"‬ ‫�أكث ��ر من ‪ 9‬ملي ��ارات دوالر �س ��نويا" على ال�س ��عر‬ ‫الحالي للنفط‪ ،‬في حين �سيك�س ��ب ال�س ��ودان �أكثر‬ ‫م ��ن ملي ��اري دوالر �س ��نويا" من خ�ل�ال مزيج من‬ ‫ر�سوم العبور لإ�س ��تخدام خطوط الأنابيب وحزمة‬ ‫تعوي� ��ض م ��ن ‪ 3.08‬ملي ��ارات دوالر م ��ن جن ��وب‬ ‫ال�سودان‪ ،‬تدفع بمعدل ‪ 15‬دوالرا" للبرميل‪.‬‬ ‫في معظم النواحي‪ ،‬كان الإتفاق الذي و ّقع في �آذار‬ ‫(مار� ��س) ما يزي ��د قليال" على �إنتق ��ام من �إتفاق‬ ‫�س ��ابق تو�ص ��ل �إليه البل ��دان في �أيلول (�س ��بتمبر)‬

‫الإتفاق يعاني من الم�شكلة عينها‬ ‫التي و�صلت �إليها كل �صفقة بين‬ ‫البلدين منذ توقيع �إتفاق ال�سالم‬ ‫ال�شامل في العام ‪ 2005‬لقد ترك‬ ‫�أ�صعب الق�ضايا الى الم�ستقبل‬ ‫ال �شك �أن اتفاق النفط هو خطوة �إلى‬ ‫الأمام‪ ،‬لكن من �أجل �إتخاذ هذه الخطوة‪،‬‬ ‫تم الت�ضحية مرة �أخرى بجميع‬ ‫العنا�صر الأخرى للمفاو�ضات‬

‫‪ ،2012‬في �أدي�س �أبابا �أي�ضا"‪ .‬لكن الإتفاق الأخير‬ ‫يختل ��ف في �أحد الجوانب الحا�س ��مة‪� :‬أنه ت�ض ��من‬ ‫حال" منظما" للم�س� ��ألة الحا�س ��مة لأمن الحدود‪.‬‬ ‫الإتف ��اق ال�س ��ابق �إعتمد على �إعتب ��ارات �أمنية لم‬ ‫يتم تعريفها ب�ش ��كل �ص ��حيح �أبدا"‪ .‬وكان الرئي�س‬ ‫ال�س ��وداني عمر الب�ش ��ير �سريعا" للإ�س ��تفادة من‬ ‫هذه الثغرة‪ ،‬معلنا" �أن ال�س ��ودان لن ي�سمح بتنفيذ‬ ‫الإتف ��اق � اّإل �إذا �س ��حب جن ��وب ال�س ��ودان دعم ��ه‬ ‫للحركة ال�ش ��عبية لتحرير �ش ��مال ال�س ��ودان‪ .‬وكان‬ ‫هذا الدعم المزعوم من ال�صعب �إثباته‪ ،‬كما حتى‬ ‫من ال�صعب دح�ضه‪.‬‬ ‫�إتف ��اق �آذار (مار� ��س)‪ ،‬عل ��ى النقي� ��ض من ذلك‪،‬‬ ‫�ش ��مل �إط ��ار عم ��ل مف�ص�ل�ا" لإن�س ��حاب القوات‬ ‫من منطق ��ة منزوعة ال�س�ل�اح عل ��ى جانبي حدود‬ ‫�أقيمت بحكم الواقع‪ .‬و�س ��يتم ر�ص ��د المنطقة من‬ ‫قبل الق ��وات الأثيوبي ��ة تحت والية بعث ��ة مراقبين‬ ‫من الأم ��م المتحدة موجودة فعلي ��ا" في المنطقة‬ ‫الحدودي ��ة‪ :‬ق ��وة الأم ��ن الدولي ��ة الم�ؤقت ��ة لأبي ��ي‬ ‫(يوني�س ��فا) (‪ .)UNISFA‬و�إتف ��ق الجانبان على‬ ‫االن�س ��حاب من المنطقة المنزوعة ال�سالح بحلول‬ ‫‪ 5‬ني�س ��ان (�إبري ��ل) الفائ ��ت‪ ،‬واللجنة ال�سيا�س ��ية‬ ‫والأمني ��ة الم�ش ��تركة‪ ،‬التي ت�ض ��م ممثلين من كال‬ ‫البلدي ��ن‪ ،‬م ��ن المق ��رر ان تجتمع في ‪ 22‬ني�س ��ان‬ ‫(ابريل) لمناق�ش ��ة النتائج التي تو�صلت �إليها بعثة‬ ‫"يوني�س ��فا" (‪�" .)UNISFA‬إن بعث ��ة المراقب ��ة‬ ‫تعني �أنه لن يكون من الممكن لل�س ��ودان �أن يدّعي‬ ‫�أن جوب ��ا تدعم الحركة ال�ش ��عبية لتحرير �ش ��مال‬ ‫ال�س ��ودان‪ ،‬لذلك لم يعد لدى الخرطوم عذر لعدم‬ ‫تنفي ��ذ اتف ��اق النف ��ط"‪ ،‬قال م�ص ��در مق ��رب من‬ ‫مفاو�ضات �أدي�س �أبابا‪.‬‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪41‬‬


‫وادي النيل‬

‫السودان‬

‫م�شاكل �سودانية كثيرة مع ّلقة لم تلحظها �صفقة �أدي�س �أبابا‬

‫اإلتفاق بين الخرطوم وجوبا يعيد ضخ النفط‬ ‫لكنه لن يستطيع إنتاج‪ ...‬السالم!‬ ‫لي�س��ت المرة الأولى التي توقع فيها الخرطوم �إتفاقا" لل�سالم م��ع جوبا‪ ،‬لكن الإتفاق الأخير الذي‬ ‫و ّق��ع في �أدي�س �أبابا في �آذار (مار�س) قد ينف��ذ في معظمه لأنه �أجّ ل كل النقاط ال�ساخنة العالقة بين‬ ‫البلدي��ن الى وقت �آخر‪ ،‬والأهم من ذلك فهو قد يعيد �ضخ النفط من الجنوب الى ال�شمال ويحرك‬ ‫عجلة الإقت�صاد فيهما‪.‬‬ ‫جوبا ‪ -‬محمد عبد الكريم‬ ‫تو�صلت ال�سودان وجنوب ال�سودان الى‬ ‫ّ‬ ‫�إتفاق في ال�ساعات الأولى من ‪� 12‬آذار‬ ‫(مار�س)‪ ،‬بعد �أ�س ��بوع من المفاو�ض ��ات في �أدي�س‬ ‫�أبابا عا�صمة �إثيوبيا‪ ،‬والذي ينبغي على �أ�سا�سه �أن‬ ‫يبد�أ ت�صدير نفط جنوب ال�سودان من بورت�سودان‬ ‫في ال�ش ��مال‪ ،‬على �س ��احل البح ��ر الأحمر‪ ،‬وذلك‬ ‫للمرة الأولى منذ �أكثر من ‪� 15‬ش ��هرا"‪ .‬وقد بد�أت‬ ‫ال�شركات فعليا" ت�ستعد لإنتاج البترول في الواليات‬ ‫الغني ��ة بالنفط في �أعالي النيل في �ش ��مال جنوب‬ ‫ال�س ��ودان‪ ،‬ومن المقرر �أن يتم ت�صدير �أول �شحنة‬ ‫م ��ن النفط بحلول نهاي ��ة �أيار (ماي ��و)‪ .‬لكن على‬

‫بورت�سودان‪:‬‬ ‫من هنا �ستنطلق‬ ‫مجددا"‬ ‫�صادرات النفط‬ ‫الجنوبي الى‬ ‫العالم‬

‫‪40‬‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫الرغم من �أن �إ�س ��تئناف �ض ��خ النفط �سيجلب �أول‬ ‫دخل ذات مغ ��زى �إلى جنوب ال�س ��ودان منذ �أوائل‬ ‫العام ‪ ،2012‬ف�ض�ل�ا" عن الم�س ��اعدة في تخفيف‬ ‫حدة الأزمة الإقت�صادية ال�شديدة �شمال الحدود‪،‬‬ ‫ال ي ��زال هناك �ش ��عور ب�أن ما �أهملته ال�ص ��فقة هو‬ ‫�أمر كبير ي�ساوي تماما" ما ّتم �إنجازه‪.‬‬ ‫�أدّى الإتفاق ال ��ى ذوبان" كبير في جليد العالقات‬ ‫بي ��ن الدولتي ��ن المتجاورتين‪ ،‬والذي �إ�ش ��تمل على‬ ‫مف�صل لإن�س ��حاب القوات الع�سكرية‬ ‫جدول زمني ّ‬ ‫م ��ن الأرا�ض ��ي الحدودي ��ة المتنازع عليه ��ا‪ ،‬حيث‬ ‫كان القت ��ال المتب ��ادل �س ��ابقا" ي ��ردّي العالقات‬ ‫بي ��ن الدولتي ��ن منذ �إن�ش ��اء دولة جنوب ال�س ��ودان‬ ‫ف ��ي ‪ 9‬تم ��وز (يولي ��و) ‪ .2011‬وق ��د و�ض ��عت هذه‬

‫ال�ص ��فقة ح ��دا" ‪� -‬أو عل ��ى الأق ��ل فت ��رة راح ��ة ‪-‬‬ ‫لمطالب ال�سودان الداعية الى �إيقاف دعم جنوب‬ ‫ال�سودان المزعوم للحركة ال�شعبية لتحرير �شمال‬ ‫ال�س ��ودان‪ ،‬وهي حركة متمردة في واليات الجنوب‬ ‫في ال�سودان‪ .‬وم ّهدت الطريق لإ�ستئناف �صادرات‬ ‫النفط‪ ،‬الذي فقد المراقبون في جنوب ال�س ��ودان‬ ‫الأمل في ح�صوله تقريبا"‪ .‬لكن الإتفاق يعاني من‬ ‫الم�ش ��كلة عينها التي و�ص ��لت �إليها كل �صفقة بين‬ ‫البلدين منذ توقيع �إتفاق ال�سالم ال�شامل في العام‬ ‫‪ 2005‬الذي و�ضع حدا" للحرب الأهلية التي عانى‬ ‫منها البلدان من دون �إنقط ��اع تقريبا" منذ العام‬ ‫‪ :1955‬لقد ترك �أ�صعب الق�ضايا الى الم�ستقبل‪.‬‬ ‫في المدى الق�صير‪ ،‬ف�إن ا�ستئناف �إمدادات النفط‬


‫الإتحاد االفريقي الجانبين �س ��تة �أ�س ��ابيع للتو�صل‬ ‫�إلى توافق في الآراء ب�ش� ��أن هذه الم�س� ��ألة‪ ،‬ثم عاد‬ ‫و� ّأج ��ل الموعد النهائي في كان ��ون الثاني (يناير)‬ ‫عندما �أعلن ال�سودان �أنه "يرف�ض رف�ضا" قاطعا"‬ ‫الإتف ��اق في مجمله"‪ .‬و�إتفقت الدولتان على �إعادة‬ ‫النظر في ق�ض ��ية �أبيي ف ��ي �أيار (ماي ��و) الجاري‬ ‫على �أ�س ��ا�س �إقتراح ‪� 21‬أيلول (�س ��بتمبر)‪ ،‬وفقا"‬ ‫لم�ص ��در في �أدي� ��س �أبابا‪ .‬ولكن قليلي ��ن متفائلون‬ ‫�أنه �س ��يتم التو�ص ��ل الى �إتفاق في �أي وقت قريب‪.‬‬ ‫"ب�صراحة ال �أرى �أي حل لق�ضية �أبيي هذا العام"‪،‬‬ ‫قال دوغال�س جون�س ��ون‪ ،‬وهو خبي ��ر بريطاني في‬ ‫�ش� ��ؤون ال�س ��ودان‪ ،‬وكاتب‪ ،‬وم�ست�ش ��ار م�س ��تقل في‬ ‫عملية التفاو�ض‪.‬‬ ‫الو�ص ��ول الى تعريف الحدود ال يزال ق�ضية �صعبة‬ ‫جدا"‪ ،‬حيث ت�ش ��مل خم�س �أرا� ٍ��ض متنازع عليها ‪-‬‬ ‫وال تت�ض ��من �أبي ��ي �أو هجليج‪ ،‬وه ��ي منطقة �أخرى‬ ‫متن ��ازع عليه ��ا غني ��ة ب�إحتياطات النف ��ط‪� .‬إحدى‬ ‫الأرا�ض ��ي الخم�س هي منطق ��ة ال‪ 14‬ميال"‪ ،‬التي‬ ‫�أثبت ��ت عل ��ى �أنها �إ�ش ��كالية في المفاو�ض ��ات حول‬ ‫نزع ال�س�ل�اح عل ��ى الحدود‪ ،‬وت�س ��تمر ف ��ي عرقلة‬ ‫العالقات بين الدولتين‪ .‬و ُيعتبر وجود قوة مراقبة‬ ‫ح ��دود من الأمم المتحدة �ش ��يئا" جي ��دا" للغاية‪،‬‬ ‫لك ��ن مراقبي ��ن مخ�ض ��رمين لأو�ض ��اع ال�س ��ودان‬

‫يقول ��ون �أن �أي اتفاق ب�ش� ��أن نزع ال�س�ل�اح ال يمكن‬ ‫تنفي ��ذه في حي ��ن �أن مناطق كثي ��رة من الحدود ال‬ ‫ت ��زال في �أي ��دي الجماع ��ات المتم ��ردة‪� .‬إن فكرة‬ ‫�أن "يوني�س ��فا" (‪ )UNISFA‬يمكنه ��ا مراقب ��ة‬ ‫حدود تمتد على ‪� 1,110‬أميال ب�ش ��كل ف ّعال "مثير‬ ‫لل�سخرية" قال �أحد المح ّللين في جوبا‪.‬‬ ‫�إن ح ��ل النزاع ��ات الداخلي ��ة ف ��ي ال�س ��ودان‪ ،‬في‬ ‫الوق ��ت عينه‪ ،‬ال يزال بعيدا" مثل �أي وقت م�ض ��ى‪.‬‬ ‫تم تجاهل الوعود الواردة بهدوء في �إتفاق ال�سالم‬ ‫ال�ش ��امل ل‪ 2005‬لإن�ش ��اء مجال�س �إ�ست�ش ��ارية في‬ ‫الني ��ل الأزرق وجن ��وب كردفان من �أجل ال�س ��ماح‬

‫قليلون متفائلون �أنه �سيتم‬ ‫التو�صل الى �إتفاق ب�ش�أن �أبيي في‬ ‫�أي وقت قريب بمن فيهم الخبير‬ ‫البريطاني في �ش�ؤون ال�سودان الذي‬ ‫قال‪" :‬ب�صراحة ال �أرى �أي حل‬ ‫لق�ضية �أبيي هذا العام"‬

‫لجنوب ال�سودان بالإ�ستقالل‪ .‬وقد كان لهذا الأمر‬ ‫عواق ��ب وخيمة‪ .‬ال�س ��ودان حاليا" يق ��وم بهجمات‬ ‫قاتل ��ة عل ��ى �س ��كانه ف ��ي الواليتين‪ ،‬بم ��ا في ذلك‬ ‫حم�ل�ات ق�ص ��ف ج ��وي‪ ،‬وق ��د "هند� ��س تكتيكيا"‬ ‫�أزمات �إن�س ��انية مرارا" وتكرارا" في جبال النوبة‬ ‫و�أماك ��ن �أخ ��رى"‪ ،‬وفق ��ا لتقرير ن�ش ��رته مجموعة‬ ‫الأزم ��ات الدولي ��ة في ت�ش ��رين الثان ��ي (نوفمبر)‬ ‫‪ .2012‬وقد رف�ضت الحكومة التفاو�ض على �إتفاق‬ ‫�س�ل�ام م ��ع الواليتي ��ن‪ ،‬وتن�ص ��لت م ��ن �إلتزاماتها‬ ‫لل�سماح بو�صول الم�ساعدات الإن�سانية‪.‬‬ ‫ال �ش ��ك �أن اتف ��اق النفط ه ��و خطوة �إل ��ى الأمام‪.‬‬ ‫ولك ��ن من �أجل �إتخاذ هذه الخطوة‪ ،‬تم الت�ض ��حية‬ ‫مرة �أخرى بجميع العنا�ص ��ر الأخرى للمفاو�ضات‪.‬‬ ‫وقد تم تناول ق�ض ��ايا �أبي ��ي وتحديد الحدود فقط‬ ‫بالطريق ��ة الم�ألوفة الآن لت�أجي ��ل الموعد النهائي‬ ‫لأي اتف ��اق‪ .‬والأكث ��ر مدع ��اة للقلق ال ي ��زال النيل‬ ‫الأزرق وجن ��وب كردف ��ان الل ��ذان م ��رة �أخرى تم‬ ‫التخل ��ي عنهما تماما"‪ .‬حركة التمرد �أي "الحركة‬ ‫ال�ش ��عبية لتحري ��ر �ش ��مال ال�س ��ودان" ال يوج ��د‬ ‫لديه ��ا حافز لوق ��ف مقاومتها �ض ��د الخرطوم‪� ،‬أو‬ ‫للم�س ��اعدة في حماية ال�سالم اله�ش بين ال�سودان‬ ‫وجن ��وب ال�س ��ودان ف ��ي المناط ��ق الحدودية‪ .‬على‬ ‫العك� ��س م ��ن ذل ��ك‪ ،‬لديه ��ا كل الأ�س ��باب لتعطيل‬ ‫ال�ص ��فقة الأخيرة‪ ،‬لتذكير الأطراف �أن محنتها ال‬ ‫تزال من دون حل‪.‬‬ ‫ف ��ي حي ��ن �أن الإتف ��اق الذي ت ��م التو�ص ��ل اليه في‬ ‫�أدي�س �أبابا ف ��ي �آذار (مار�س) الفائت هو �إيجابي‬ ‫ف ��ي بع� ��ض النواحي‪ ،‬ف�إن ��ه يبرهن على �إ�س ��تمرار‬ ‫الف�ش ��ل بالإعتراف ب�أن جميع جوانب العالقة بين‬ ‫ال�س ��ودان وجنوب ال�س ��ودان مترابطة‪ .‬الف�شل في‬ ‫الإتفاق على �أمن الحدود ق ّو�ض في نهاية المطاف‬ ‫الإتفاق على �إ�س ��تئناف �ص ��ادرات النفط في �أيلول‬ ‫(�س ��بتمبر) ‪ .2012‬والف�ش ��ل ف ��ي التو�ص ��ل �إل ��ى‬ ‫�إتفاق �س�ل�ام بين الخرطوم وواليت ��ي النيل الأزرق‬ ‫وجنوب كردفان �إ�س ��تمر في تقوي�ض �أمن الحدود‪،‬‬ ‫ونزع ال�س�ل�اح‪ ،‬وتعري ��ف الحدود‪ .‬وبينما ي�س ��تمر‬ ‫ال�ص ��راع على الحدود‪ ،‬ف�إن الأمر لن يتطلب �سوى‬ ‫خطوة �ص ��غيرة للخرط ��وم كي ت�س ��ت�أنف �إتهاماتها‬ ‫لجوب ��ا بدع ��م الحرك ��ة ال�ش ��عبية لتحرير �ش ��مال‬ ‫ال�س ��ودان‪ ،‬وموا�ص ��لة دعمها لح ��ركات التمرد في‬ ‫جنوب ال�س ��ودان‪ .‬من دون التو�ص ��ل �إلى حل �شامل‬ ‫له ��ذه الق�ض ��ايا‪ ،‬ال يمكن �أن تكون هن ��اك ثقة بين‬ ‫الخرط ��وم وجوبا‪ .‬ومن دون ه ��ذه الثقة‪� ،‬أي �إتفاق‬ ‫يتم التو�صل �إليه مهدد بالإنهيار في �أي وقت‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪43‬‬


‫وادي النيل ¶ ال�سودان‬ ‫الحركة ال�شعبية لتحرير �شمال ال�سودان‪ :‬لي�س هناك حافز لإيقاف عملياتها‬

‫كان هن ��اك بع�ض الم�ؤ�ش ��رات الإيجابية المبكرة‪.‬‬ ‫بعد زيارات في �أواخ ��ر �آذار (مار�س) �إلى منطقة‬ ‫متن ��ازع عليها تمت ��د على ‪ 14‬ميال" عل ��ى الحدود‬ ‫بين والية ب ّر الغزال ال�ش ��مالية في جنوب ال�سودان‬ ‫ووالي ��ة جنوب دارفور في ال�س ��ودان‪� ،‬أفاد متحدث‬ ‫با�سم "يوني�س ��فا" (‪� )UNISFA‬أنه لي�ست هناك‬ ‫"�أي ��ة قوات م�س ��لحة م ��ن �أي م ��ن الجانبين في‬ ‫المنطقة "‪ .‬وقد �أيد بيان "يوني�س ��فا" م�ص ��در من‬ ‫�أدي�س �أبابا‪ ،‬الذي قال �إن ان�س ��حاب القوات قد بد�أ‬ ‫"على الف ��ور تقريبا" بعد التوقيع على الإتفاق"‪،‬‬ ‫و�أن "كل الم�ؤ�ش ��رات" تفيد ب�أن الجانبين ي�أخذان‬ ‫التعام ��ل م ��ع الإتف ��اق بجدي ��ة‪ .‬ف ��ي ‪ 12‬ني�س ��ان‬ ‫(�إبريل)‪ ،‬قام الب�ش ��ير برحل ��ة ت�أخرت كثيرا" �إلى‬ ‫جوب ��ا‪ .‬وقال الرئي� ��س ال�س ��وداني ان الزيارة وهي‬ ‫االولى له منذ تم ��وز (يوليو) ‪ ،2011‬ت�ؤكد "تطبيع‬ ‫العالق ��ات" بين البلدين‪ ،‬وتع ّه ��د ب"�أننا لن نعود‬ ‫�إلى الحرب"‪ .‬وق ��ال الأمين العام للأمم المتحدة‬ ‫"ت�شجع" من الحوار الإيجابي بين‬ ‫بان كي مون انه ّ‬ ‫قادة البلدين‪.‬‬ ‫ولكن هناك �أي�ض ��ا" دالئل على �أن لي�س كل �ش ��يء‬ ‫ورديا" كما قد يبدو‪ .‬في نهاية �آذار (مار�س)‪� ،‬شنَّ‬ ‫�أع�ض ��اء من قبيلة الرزيقات‪ ،‬وهي قبيلة من البدو‬ ‫الرحل من ال�س ��ودان‪ ،‬هجوما" على مواطنين من‬ ‫جنوب ال�س ��ودان في كي ��ر �آدم ‪ ،‬وهي تقع في جزء‬ ‫من منطق ��ة ال‪ 14‬ميال" المتن ��ازع عليها‪ .‬لقد ّتم‬ ‫الإبالغ عن �أن العديد من المدنيين ورجال ال�شرطة‬ ‫هناك لقوا م�ص ��رعهم جراء الهجمات التي وقعت‬ ‫في غ�ض ��ون �أيام من �إن�س ��حاب القوات الم�س ��لحة‬ ‫ال�سودانية وجنوب ال�سودان من المنطقة‪ .‬و�أعلنت‬ ‫"يوني�سفا" �أنها �ستر�سل �أكثر من �ألف جندي من‬ ‫قوات حف ��ظ ال�س�ل�ام �إل ��ى المنطق ��ة‪ ،‬مدعومين‬ ‫بطائ ��رات هليكوبت ��ر‪ .‬ولك ��ن �إذا كان يمك ��ن لهذه‬ ‫الفتن ��ة �أن ته ��د�أ �أم ال‪ ،‬فه ��ي دالل ��ة عل ��ى العالقة‬ ‫المعقدة بين ال�سودان وجنوب ال�سودان‪ ،‬والتي مع‬ ‫كل �إيجابيات الإتفاق الأخير‪ ،‬من المرجح �أن تمنع‬ ‫�إقام ��ة عالقات �س ��لمية وم�س ��تدامة يت ��م الحفاظ‬ ‫عليها ل�سنوات مقبلة‪.‬‬ ‫لأنه ��ا مهم ��ة كما ه ��ي‪ ،‬فقد و�ض ��ع �إتفاق ال�س�ل�ام‬ ‫ال�ش ��امل في الع ��ام ‪� 2005‬إم ��دادات النفط و�أمن‬ ‫الحدود على الئحة الق�ض ��ايا الإ�س ��تراتيجية التي‬ ‫ينبغ ��ي معالجته ��ا‪ .‬وم ��ن �أج ��ل تمهي ��د الطري ��ق‬ ‫لإنف�ص ��ال �سلمي لجنوب ال�س ��ودان‪ ،‬و�ضعت ثالثة‬ ‫�أجزاء �أ�سا�س ��ية م ��ن الإتفاق على الرف‪ :‬الو�ض ��ع‬ ‫الم�س ��تقبلي لإقلي ��م الح ��دود ف ��ي �أبي ��ي ف ��ي حال‬ ‫‪42‬‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫انف�ص ��ال الجنوب؛ وتر�سيم الحدود الجديدة بين‬ ‫الدولتين؛ والجدل حول ال�سماح لدرجة من الحكم‬ ‫الذات ��ي للواليتي ��ن ال�س ��ودانيتين جن ��وب كردفان‬ ‫والني ��ل الأزرق‪ .‬وقد ترك الف�ش ��ل ف ��ي حل �أي من‬ ‫هذه الق�ض ��ايا وراءه العديد من الم�ش ��اكل التي لم‬ ‫تظهر بوادر ت�شير الى تراجعها‪.‬‬ ‫لقد تم الإتفاق على خارطة طريق لت�س ��وية و�ض ��ع‬ ‫منطقة "�أبيي" بين ال�س ��ودان وجنوب ال�سودان في‬ ‫العام ‪ 2005‬كجزء من �إتفاق ال�سالم ال�شامل‪ ،‬الذي‬ ‫قرر �أن �إ�س ��تفتاء �س ��يجري على م�ستقبل الأرا�ضي‬ ‫في موازاة ذلك الذي �س ��يجري لجنوب ال�سودان‪.‬‬

‫في معظم النواحي‪ ،‬كان الإتفاق الذي‬ ‫و ّقع في �آذار (مار�س) ما يزيد قليال" على‬ ‫�إنتقام من �إتفاق �سابق تو�صل �إليه البلدان‬ ‫في �أيلول (�سبتمبر) ‪ ،2012‬لكن الإتفاق‬ ‫الأخير يختلف في �أنه ت�ضمن حال"‬ ‫منظما" للم�س�ألة الحا�سمة لأمن الحدود‬

‫الخرطوم‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬علمت �أن مثل هذا الإ�ستفتاء‬ ‫�إذا م�ض ��ى قدما"‪� ،‬سوف تذهب الأرا�ضي بموجبه‬ ‫�إلى جنوب ال�س ��ودان‪ ،‬لذا فعلت كل ما في و�س ��عها‬ ‫لعرقلة تنفيذ االتفاق‪ .‬فهي �إحتجت على �إ�س ��تبعاد‬ ‫قبيلة الم�س ��يرية‪ ،‬وهي قبيلة من البدو الرحل من‬ ‫ال�س ��ودان تهاجر �إلى �أبيي كل عام لرعي ما�شيتها‪،‬‬ ‫م ��ن الحق في الت�ص ��ويت عل ��ى م�س ��تقبل الإقليم‪.‬‬ ‫كما تراجعت عن �إتفاق لل�س ��ماح لجنوب ال�سودان‬ ‫بتعيين رئي�س مفو�ض ��ية �إ�س ��تفتاء �أبيي‪ .‬ورف�ض ��ت‬ ‫في تم ��وز (يوليو) ‪ 2009‬حكما" للمحكمة الدائمة‬ ‫للإدارة في الهاي بالن�س ��بة الى حدود �أبيي‪ ،‬الذي‬ ‫�إعت ��رف ب� ��أن المنطقة الت ��ي ت�س ��كنها غالبية من‬ ‫قبيلة نقوك –الدينكا‪ ،‬جنوبية‪.‬‬ ‫منذ �إنف�صال الجنوب‪ ،‬وا�صلت الخرطوم تقوي�ض‬ ‫�أي اتفاق ب�ش� ��أن الإقليم‪ .‬الإتحاد الأفريقي و�ض ��ع‬ ‫الخط ��وط العري�ض ��ة لخارط ��ة طري ��ق لت�س ��وية‬ ‫الق�ضايا المتبقية ب�ش� ��أن �أبيي في ني�سان (�أبريل)‬ ‫‪� ،2012‬أ ّيده ��ا ف ��ي ال�ش ��هر التالي مجل� ��س االمن‬ ‫الدول ��ي بقرار‪ .‬في ‪� 21‬أيلول (�س ��بتمبر)‪� ،‬أ�ص ��در‬ ‫فريق الإتحاد الإفريقي التنفيذي �إقتراحا" ب�ش� ��أن‬ ‫الو�ضع النهائي لأبيي‪ ،‬الذي ع ّرف وحدد مرة �أخرى‬ ‫�س ��كان �أبيي ب�أولئك الذين لهم "م�سكن دائم" في‬ ‫�أرا�ضيها‪ .‬في ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪� ،2012‬أمهل‬


‫م�صطفى التراب‪ :‬طموحات كبيرة للمغرب‬

‫الموق ��ع الحالي للمجمع ال�ش ��ريف للفو�س ��فات في‬ ‫�آ�سفي وتحويله �إلى مر ّكب كبير لهذا المعدن حيث‬ ‫�سي�ساهم في توفير �أن�شطة وفر�ص �شغل‪ ،‬و�سين�شئ‬ ‫عددا" مهما" من المناوالت وال�ش ��راكات بالن�سبة‬ ‫الى المجموعة"‪.‬‬ ‫و�س ��يفتح هذا الم�ش ��روع ال�ص ��ناعي الإ�س ��تثماري‬ ‫الآفاق �أمام جعل الموقع ال�صناعي الجديد من�صة‬ ‫للإبتكار ال�صناعي ومحركا" للتنمية الإقت�صادية‪،‬‬ ‫مما ي�ؤك ��د على ال ��دور الجيوي للمجمع ال�ش ��ريف‬ ‫للفو�سفات في الن�سيج الإقت�صادي الوطني‪.‬‬ ‫و�سي�ض ��م المركب ال�صناعي الجديد كافة �أن�شطة‬ ‫الموق ��ع الحالي حيث �س ��يتم نقله ��ا تدريجا"‪ .‬كما‬ ‫�سي�ش ��كل كذال ��ك فر�ص ��ة لتزوي ��د ه ��ذا الموق ��ع‬ ‫المندمج ب�آخر التكنولوجي ��ات الحديثة في مجال‬ ‫الفو�س ��فات لتمكينه من ت�ص ��نيع منتجات مبتكرة‬ ‫(الأ�س ��مدة ال�س ��ائلة ومنتج ��ات �أخ ��رى) �إ�ض ��افة‬ ‫�إلى منتجات خا�ص ��ة �أخرى (الفو�س ��فات الغذائي‬ ‫والأحما�ض الخا�صة و�أ�سمدة تيراكتيف)‪.‬‬ ‫وف ��ي �إطار مزاوجة م�س� ��ؤوليته في مج ��ال التنمية‬ ‫الم�س ��تدامة ب�إ�س ��تراتيجيته القائمة على الإبتكار‪،‬‬ ‫ق ��رر المجمع ال�ش ��ريف للفو�س ��فات تحويل الموقع‬ ‫ال�ص ��ناعي الحالي �إلى منطقة �ص ��ناعية ومنطقة‬ ‫للتكوي ��ن والبح ��ث والتطوي ��ر م ��ن �أج ��ل تنمي ��ة و‬ ‫تحدي ��ث محي ��ط المجم ��ع ال�ش ��ريف للفو�س ��فات‬ ‫و�ش ��ركائه ال�ص ��ناعيين عبر �إن�ش ��اء ف�ضاء مفتوح‬ ‫�أمام المقاوالت ال�ص ��غيرة والمتو�سطة ل"�أ�سفي"‬ ‫وال�س ��ماح ب�أداء محاكاة على المن�ش� ��آت الحقيقية‬ ‫و�إج ��راء �إختبارات البح ��ث والتطوير في مجاالت‬ ‫الفو�س ��فات والطاق ��ة والم ��اء و�إختبارات ت�ص ��نيع‬

‫مرف�أ �آ�سفي الجديد‪ :‬من هنا �ست�صدر منتجات الفو�سفات الم�صنعة‬

‫منتجات مبتكرة‪.‬‬ ‫و�سي�س ��اهم هذا الم�ش ��روع في خلق ‪ 1000‬من�صب‬ ‫�ش ��غل مبا�ش ��ر و‪ 6000‬وظيفة في مرحلة الت�شييد‪.‬‬ ‫ويه ��دف ه ��ذا الإ�س ��تثمار �إل ��ى تحدي ��ث وح ��دات‬ ‫المجمع ال�شريف للفو�سفات ال�صناعية والرفع من‬ ‫قدراتها الإنتاجية‪.‬‬ ‫و�سي�ض ��م القطب ال�ص ��ناعي كافة �أن�شطة الموقع‬ ‫الحالي حيث �سيتم النقل التدريجي لكافة �أن�شطته‬ ‫�إلى الوحدة ال�ص ��ناعية التابعة للمجمع ال�ش ��ريف‬

‫خ�صائ�ص المجمع ال�صناعي‬ ‫المندمج الجديد‬ ‫ي�ضم المجمع ال�صناعي‪:‬‬ ‫◄ خم� ��س وح ��دات �إنتاجي ��ة لحام� ��ض‬ ‫الكبري ��ت ب�سعة ‪ 1.4‬ملي ��ون طن في ال�سنة‬ ‫لكل منها‪.‬‬ ‫◄ محط ��ة حرارية لتولي ��د الكهرباء ب�سعة‬ ‫‪ 350‬ميغاواط‬ ‫◄ خم� ��س وح ��دات لإنت ��اج الفو�سفور ب�سعة‬ ‫‪� 450‬ألف طن في ال�سنة لكل منها‬ ‫◄ وح ��دات �إنت ��اج �أ�سم ��دة ‪ DAP‬و‪TSP‬‬ ‫و‪NPK‬‬ ‫◄ وحدة لمعالجة الحام�ض الكيميائي‬ ‫◄ وح ��دة ت�صني ��ع منتجات‬ ‫خا�صة ومبتكرة‪.‬‬

‫للفو�س ��فات‪ ،‬والذي �سي�ش ��كل فر�ص ��ة لتزويد هذا‬ ‫الموق ��ع المندمج ب�أخر التكنولوجيات الحديثة في‬ ‫هذا المجال لت�صنيع منتجات مبتكرة‪.‬‬ ‫و�س ��تتيح هذه الوحدة‪ ،‬في مرحل ��ة �أولى من تثمين‬ ‫وتقييم الخ�ص ��ائ�ص المتميزة لفو�س ��فات حو�ض‬ ‫الكنتور (بن جرير واليو�سفية) وفو�سفات م�صقالة‬ ‫في منطقة ال�صويرة في مرحلة ثانية‪.‬‬ ‫والجدي ��ر بالذك ��ر �أن المر ّك ��ب الكيميائ ��ي مزود‬ ‫بقدرات �إنتاجية �ست�ص ��ل �إلى ‪ 2.5‬مليوني طن في‬ ‫�أفق �سنة ‪ 2025‬ب�إ�ستثمار �إجمالي يقدر بـ ‪ 27‬مليار‬ ‫درهم‪.‬‬ ‫و�س ��يتيح ق ��رب المجم ��ع ال�ص ��ناعي م ��ن الميناء‬ ‫الجديد‪ ،‬يقول الم�س� ��ؤولون في المجمع‪ ،‬من �إعادة‬ ‫�إدخ ��ال الأموني ��اك م ��ن جديد‪ .‬كما تم ��ت برمجة‬ ‫م�ش ��روع بن ��اء م�ص ��نع للأموني ��اك عل ��ى الم ��دى‬ ‫المتو�س ��ط الذي �س ��يتم تزويده بحاجاته من هذه‬ ‫الم ��ادة �إنطالق ��ا" من منطقة م�ص ��قالة في حالة‬ ‫ت�أكد �إمكانات هذه المنطقة من الغاز الطبيعي‪.‬‬ ‫يعتمد المجمع ال�ص ��ناعي المندم ��ج الجديد على‬ ‫المين ��اء الجدي ��د لآ�س ��في لمعالج ��ة الم ��واد التي‬ ‫�س ��تم ت�صديرها �أو �إ�س ��تيرادها والمرتبطة بتطور‬ ‫المجمع‪ .‬وت�ص ��ل الق ��درة الإنتاجية للم�ش ��روع �إلى‬ ‫‪ 14‬مليون طن �س ��نويا"‪ .‬و�ستخ�ص ���ص ‪� 6‬أر�ص ��فة‬ ‫للمجمع ال�ش ��ريف للفو�س ��فات لمعالج ��ة العمليات‬ ‫المرتبط ��ة بالفو�س ��فات ال�س ��ائل والأ�س ��مدة‪ .‬كما‬ ‫�سي�ضم الميناء الجديد من�صة ع�صرية لإحت�ضان‬ ‫ان�ش ��طة الأمونياك بطاقة تخزينية ت�صل �إلى ‪100‬‬ ‫�ألف طن‪.‬‬ ‫ويرتقب �أن يتم الت�سليم �سنة ‪ 2019‬بطاقة تخزينية‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪45‬‬


‫المغرب العربي‬

‫المغرب‬

‫�إ�ستثمر في �إن�شائه ‪ 3.3‬مليارات دوالر‬

‫المغرب يؤكد دوره الرائد في صناعة الفوسفات‬ ‫ببناء أكبر مجمع للصناعات الكيميائية في العالم‬ ‫تطمح المملكة المغربية الى تعزيز‬ ‫دورها ك�أول قوة �صناعية في قطاع‬ ‫تحويل الفو�سفات‪ ،‬بعدما تربعت‬ ‫عل��ى عر�ش �أن�شطة ا�ستخراج هذه‬ ‫المادة الحيوية لعقود ومازالت‪.‬‬ ‫�آ�سفي ‪ -‬محمد لديب‬ ‫يخط ��ط م�ص ��طفى الت ��راب‪ ،‬الرئي�س‬ ‫التنفيذي لمجموعة "المجمع ال�شريف‬ ‫للفو�س ��فات" �ش ��به الحكومية‪ ،‬للرفع من الطاقات‬ ‫الإنتاجية لمجموعته �س ��واء تعلق الأمر با�ستخراج‬ ‫مدينة �آ�سفي‪� :‬إ�ستفادت كثيرا" من "المجمع ال�شريف للفو�سفات"‬

‫‪44‬‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫الفو�سفات �أو تحويله و�صناعته‪.‬‬ ‫م�ص ��طفى الت ��راب‪ ،‬الذي ُيع� � ّد واحدا" م ��ن �أكف�أ‬ ‫الأط ��ر المغربي ��ة الت ��ي �إ�ض ��طلعت بم�س� ��ؤوليات‬ ‫متقدم ��ة ج ��دا" في كبري ��ات الم�ؤ�س�س ��ات المالية‬ ‫الدولي ��ة‪ ،‬يطمح الى تعزي ��ز دور المغرب في عالم‬ ‫الفو�س ��فات من طري ��ق زيادة �إمكانات ��ه ك�أكبر بلد‬ ‫�ص ��ناعي متخ�ص ���ص في �إنتاج وت�س ��ويق منتجات‬ ‫ه ��ذا المع ��دن في العال ��م وال ��ذي تتمت ��ع المملكة‬ ‫بحيازة �أكبر �إحتياطي عالمي له‪.‬‬ ‫الرئي�س التنفي ��ذي للمجموعة المغربية‪ ،‬لم يتردد‬ ‫في تخ�صي�ص �أكثر من ‪ 3.3‬مليارات دوالر لإن�شاء‬ ‫�أكبر مجمع �صناعي للفو�سفات في �إفريقيا والعالم‬ ‫ف ��ي مدين ��ة �آ�س ��في (مدين ��ة �س ��احلية تط ��ل على‬ ‫ال�س ��احل الأطل�س ��ي و�س ��ط المغرب)‪ ،‬وقد �أكد �أن‬ ‫"هذا المجمع هو عبارة عن موقع �صناعي مندمج‬

‫�سي�ش ��كل فر�ص ��ة مهمة وم�شروعا" �إ�س ��تراتيجيا"‬ ‫حقيقيا" بالن�سبة الى المملكة المغربية"‪.‬‬ ‫هذا الموقع ال�صناعي المندمج في "�آ�سفي" ي�ؤكد‬ ‫كبير الم�س�ؤولين في المجمع ال�شريف للفو�سفات‪،‬‬ ‫ب�أن ��ه يندرج في �إطار �إ�س ��تراتيجية مكتبه التي "ال‬ ‫تقت�صر على م�ضاعفة الإنتاج المعدني للمجموعة‬ ‫في �أفق �سنة ‪ 2020‬فح�سب‪ ،‬ولكن �أي�ضا" م�ضاعفة‬ ‫قدراته ��ا ال�ص ��ناعية الكيميائي ��ة بث�ل�اث م ��رات‪،‬‬ ‫خ�صو�ص ��ا" الق ��درة عل ��ى �إنتاج الأ�س ��مدة المعدّة‬ ‫للإ�ستعمال في تخ�صيب الزراعات الفالحية"‪.‬‬ ‫يقول التراب‪" :‬الأمر يتعلق بتطوير �أر�ضية �صناعية‬ ‫جديدة �ست�ساهم في الرفع من القدرات ال�صناعية‬ ‫للمغ ��رب‪ ،‬حي ��ث �س ��يتم تطوي ��ر عملية �إ�س ��تخراج‬ ‫الفو�سفات على م�ساحة ‪ 1300‬هكتار و�إغنائه على‬ ‫م�ستوى الإنتاج في الوقت الذي �ستتم �إعادة ت�أهيل‬


‫المغرب العربي ¶ المغرب‬ ‫�إجمالية تبلغ ‪� 420‬ألف طن‪.‬‬ ‫و�س ��تتم مواكبة هذا القطب التكنولوجي في مركز‬ ‫للكفاءات ال�صناعية الكيميائية بالقرب من موقع‬ ‫الم�ش ��روع‪ ،‬والذي يقوم بت�شييده المجمع ال�شريف‬ ‫للفو�س ��فات‪ .‬وي�أتي هذا المركز ف ��ي �إطار برنامج‬ ‫�إن�ش ��اء ‪ 5‬مراكز للكفاءات ال�صناعية (في القطاع‬ ‫المنجم ��ي والكيميائي) في المناطق المحت�ض ��نة‬ ‫�ﻷ ن�شطة المجمع في المغرب‪.‬‬ ‫و�س ��يوفر مركز �آ�س ��في‪ ،‬المفت ��وح �أم ��ام العاملين‬ ‫ف ��ي المجم ��ع ال�ش ��ريف للفو�س ��فات والمق ��اوالت‬ ‫المرتبط ��ة به‪ ،‬مختل ��ف التخ�ص�ص ��ات في مجال‬ ‫ال�ص ��ناعات الكيميائي ��ة المرتبط ��ة بال�س�ل�امة‬ ‫والإنت ��اج والميكانيك والكهرب ��اء والتجهيز الآلي‪.‬‬ ‫ي�ش ��ار �إلى �أن هذه المراكز مفتوحة امام �ش ��ركاء‬ ‫المجموع ��ة ومحيطها‪ ،‬مما ي�ؤكد رغبة المجمع في‬ ‫تطوير الن�سيج ال�صناعي المغربي‪.‬‬ ‫وت�س ��اهم مجموعة المجمع ال�ش ��ريف للفو�سفات‪،‬‬ ‫ف ��ي �إط ��ار �إلتزامه ��ا الإجتماع ��ي والمواطني‪ ،‬في‬ ‫المجه ��ود الوطني لتعلي ��م �أجيال الم�س ��تقبل عبر‬ ‫ﻣﻌﻬﺪ ﺍﻟﺘﺮﻗﻴﺔ ﺍ�ﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ ،‬ال ��ذي يعم ��ل‬ ‫من خ�ل�ال مبادرات موجه ��ة لأبن ��اء العاملين في‬ ‫المجمع على وجه الخ�صو�ص‪.‬‬ ‫وقد �أن�ش� ��أ المعهد م�ؤ�س�ستين تعليميتين في مدينة‬ ‫�أ�س ��في‪ ،‬ت�ص ��ل طاقتهم ��ا الإ�س ��تيعابية �إلى ‪1600‬‬ ‫تلميذ‪ .‬وتعت ��زم �إدارته بناء �إعدادية التي �س ��تفتح‬ ‫المجال الى ت�سجيل ‪ 540‬تلميذ‪.‬‬ ‫في الإطار عينه‪ ،‬تبذل مجموعة المجمع ال�ش ��ريف‬ ‫للفو�س ��فات مجه ��ودات ع ��دة‪ ،‬لتح�س ��ين �ش ��روط‬ ‫التعلي ��م ف ��ي الو�س ��ط الق ��روي ومحارب ��ة اله ��در‬ ‫المدر�سي في منطقة �آ�سفي‪ ،‬من خالل العديد من‬ ‫المبادرات كبناء المرافق ال�ص ��حية في المدار�س‬ ‫القروي ��ة وتوزيع ‪ 5000‬دراج ��ة هوائية و‪ 25‬حافلة‬ ‫نقل مدر�س ��ي لتي�س ��ير الو�ص ��ول �إلى الم�ؤ�س�س ��ات‬ ‫التعليمية والتربوية في العالم القروي‪.‬‬ ‫ومن خالل تزويد المدينة بقطب �ص ��ناعي وبيئي‪،‬‬ ‫وق�صر للم�ؤتمرات و�إطالق م�شروع التكوين المهني‬ ‫وبرامج التعليم لفائدة �أبناء العاملين في المجمع‬ ‫و�أطف ��ال العالم القروي‪ ،‬تعط ��ي مجموعة المجمع‬ ‫ال�شريف للفو�سفات دفعة جديدة لآ�سفي‪.‬‬ ‫وتعتب ��ر مجموع ��ة المجم ��ع ال�ش ��ريف للفو�س ��فات‬ ‫رائدة في ال�س ��وق العالمية للفو�س ��فات و م�شتقاته‬ ‫حي ��ث تعد فاع�ل�ا" �أ�سا�س ��يا" في ال�س ��وق الدولية‬ ‫وذالك منذ �إن�شائها في �سنة ‪.1920‬‬ ‫يق ��وم المجمع ال�ش ��ريف للفو�س ��فات با�س ��تخراج‬

‫م�صطفى التراب ‪:‬‬ ‫"�إ�ستراتيجية المجمع ال تقت�صر على‬ ‫م�ضاعفة الإنتاج المعدني للمجموعة‬ ‫في �أفق �سنة ‪ 2020‬فح�سب‪ ،‬ولكن‬ ‫�أي�ضا" م�ضاعفة قدراتها ال�صناعية‬ ‫الكيميائية ثالث مرات‪ ،‬خ�صو�صا"‬ ‫المعدة‬ ‫القدرة على �إنتاج الأ�سمدة ّ‬ ‫للإ�ستعمال في تخ�صيب الزراعات‬ ‫الفالحية"‬ ‫يعتمد المجمع ال�صناعي المندمج‬ ‫الجديد على الميناء الجديد لآ�سفي‬ ‫لمعالجة المواد التي �ستم ت�صديرها �أو‬ ‫�إ�ستيرادها والمرتبطة بتطور المجمع‪،‬‬ ‫وت�صل القدرة الإنتاجية للم�شروع‬ ‫�إلى ‪ 14‬مليون طن �سنويا"‬ ‫وتطوير وت�سويق الفو�سفات و م�شتقاته‪ ،‬كالحام�ض‬ ‫الفو�س ��فوري و الأ�س ��مدة‪ .‬و تعتب ��ر المجموعة �أ ّول‬ ‫م�ص ��در عالم ��ي للفو�س ��فات الخ ��ام و الحام� ��ض‬ ‫الفو�سفوري ويعد من �أهم منتجي الأ�سمدة‪.‬‬ ‫وي�ؤكد الم�س� ��ؤولون �أن "تن ّوع منتوجات المجموعة‬ ‫يم ّكنه ��ا من �إر�ض ��اء زبائنه ��ا‪ .‬فموق ��ع المجموعة‬ ‫الري ��ادي يمنحه ��ا الإمكان ��ات لإبتكارمنتوج ��ات‬ ‫متنوع ��ة موجه ��ة لإ�س ��تعماالت متع ��ددة‪ ،‬و ذال ��ك‬ ‫بف�ضل جودة الفو�س ��فات ﺍﻟﻣﻐﺭﺑﻲ الذي يم ّثل �أهم‬

‫جدوى الم�شروع‬ ‫< نظ ��ام تلقي الفرع ��ي ‪ /‬توزيع الفو�سفات‬ ‫ال�سائل‬ ‫< وحدة �إدماج الكبريت‬ ‫< محطة �شفط مياه البحر‬ ‫ ‬ ‫< وح ��دة تحلية مياه‬ ‫البحر‬

‫�إحتياطي في العالم"‪.‬‬ ‫وتق ��وم ا�س ��تراتيجيتها التجاري ��ة عل ��ى ع ��دد من‬ ‫المنتجات المبتك ��رة ذات الج ��ودة العالية‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻲ‬ ‫تتكيف وفقا" لتنوع �أنواع التربة والنبات‪ .‬علما" �أن‬ ‫قدرة المجموعة ال�ص ��ناعية‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى نظام‬ ‫انتاجها المرن‪ ،‬يجعلها في موقع تناف�سي �أف�ضل‪.‬‬ ‫م ��ن جه ��ة �أخ ��رى‪ ،‬ب�إعتباره ��ا مقاول ��ة‪ ،‬ف� ��إن‬ ‫المجموعة تلتزم م�س�ؤولياتها البيئية والإقت�صادية‬ ‫والإجتماعية ب�شكل م�ستدام‪ .‬فهي تعد الحفاظ على‬ ‫البيئة والتنمية الم�س ��تدامة م�ص ��دران �أ�سا�س ��يان‬ ‫لخل ��ق القيمة‪ ،‬وهم ��ا ي�ساهمان ف ��ي ﺗﺤ�ﺴﻴﻦ �ﺃﺩﺍﺀ‬ ‫المجموع ��ة‪� .‬سيا�سته ��ا البيئي ��ة ت�ساعده ��ا عل ��ى‬ ‫تعزيزح�ضوره ��ا الدول ��ي والوطن ��ي‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎﻳﺰﻳﺩ‬ ‫ﻣﻦ �إلتزامها بالحا�ضر والم�ستقبل‪.‬‬ ‫وي�ساهم المجم ��ع في خلق فر�ص للعم ��ل والثروة‪،‬‬ ‫بطريقة مبا�شرة وغير مبا�شرة من خالل الت�شغيل‬ ‫وتعبئ ��ة العديد ﻣﻦ ال�شرك ��اء ومقدمي الخدمات‪.‬‬ ‫وتق ��وم المجموع ��ة بتنفي ��ذ العدي ��د ﻣﻦ الم�شاريع‬ ‫ال�صناعي ��ة والإجتماعية والثقافي ��ة والعقارية في‬ ‫مواقعها المختلفة ﻣﻣﺎ ﻳ�ﺴﻣﺢ ﺑﺨﻠﻖ ﻣﻨﺎ�ﺼﺐ �ﺷﻐﻝ‬ ‫جديدة‪.‬‬ ‫وق ��د �أن�ش�أت المجموعة �صندوق ��ا" �إ�ستثماريا" هو‬ ‫"�صندوق المجمع ال�شريف للفو�سفات للإبتكار في‬ ‫المج ��ال الفالحي" حيث يتوف ��ر على غالف مالي‬ ‫بقيمة ‪ 200‬مليون درهم‪ .‬وهو يهدف �إلى دعم روح‬ ‫الإب ��داع وا�إابتكار والمقاولة ف ��ي القطاع الفالحي‬ ‫وقطاع ال�صناعة الفالحية‪.‬‬ ‫وه ��ذا ال�صندوق ف ��ي الواق ��ع مفتوح ل ��كل حاملي‬ ‫الم�شاري ��ع المبتكرة والتي �ست�سم ��ح بخلق كيانات‬ ‫"مقاوالتي ��ة"‪ ،‬مهيكلة وبتناف�سي ��ة مهمة مع خلق‬ ‫فر�ص �شغل ب�شكل م�ستدام في المغرب‪ .‬كما ي�سعى‬ ‫ال�صندوق �إلى جعل الإبتكار وروح المقاولة محرك ًا‬ ‫للإزده ��ار عل ��ى ال�صعي ��د الوطن ��ي‪ ،‬لذل ��ك ف� ��إن‬ ‫المجموعة �ست�سخر كل الو�سائل الب�شرية والمالية‬ ‫لتحقيق الأهداف المن�شودة‪.‬‬ ‫ويوف ��ر ه ��ذا ال�صندوق لحامل ��ي الم�شاري ��ع دعماً‬ ‫لمواكبة نج ��اح م�شاريعهم على جميع الم�ستويات‪.‬‬ ‫وت�ض ��ع �إدارة ال�صن ��دوق ره ��ن �إ�شارته ��م خبرات‬ ‫و�آليات لهيكلة الم�شاريع الم�صادق عليها‪ ،‬وتنميتها‬ ‫ومواكبتها‪.‬‬ ‫وي�ض ��ع المجمع له ��ذا الغر� ��ض لبن ��ات لإحت�ضان‬ ‫الم�شاريع المبتك ��رة متكونة من خلية من الخبراء‬ ‫ف ��ي الميدان‪ ،‬وهي خطوة مدعوم ��ة مالي ًا من قبل‬ ‫‪ OCP‬التي توفر مواكبة م�ستمرة‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪47‬‬


JTCE

Le Nom Qu’il Faut Connaitre Au Maroc

JTCE Sarl est une société Marocaine des secteurs du bâtiment et travaux publics. Elle intervient dans la construction des bâtiments, des grands ouvrages et des infrastructures d'énergie (tertiaire, industriel, infrastructures) Pour Plus D’information: 67 angle Boulevard Hassan 1er, Casablanca, Maroc Tel: (212) 0664 501 319, Email: jtcesarl@gmail.com


‫يومها عن�صرا" حا�سما" في الإقت�صاد الإيراني‪.‬‬ ‫الجمهوري ��ة الإ�سالمي ��ة‪ ،‬التي حلت مك ��ان ال�شاه‪ ،‬لم‬ ‫تكن �أف�ضل بكثير في معالجتها حقوق العمال‪� .‬إذا كان‬ ‫�أي �ش ��يء‪ ،‬ف�إن النظام الإيران ��ي الحالي جعل ظروف‬ ‫العم ��ل �أ�س ��و�أ مما كانت عليه في زم ��ن ال�شاه‪ .‬ال يزال‬ ‫العم ��ال ال يملكون الحق في ت�شكي ��ل نقابات م�ستقلة‪،‬‬ ‫والإنج ��ازات الإ�ضافي ��ة بالن�سب ��ة ال ��ى ح ��ق التنظيم‬ ‫والإحتف ��اظ بالمكا�س ��ب والفوائد قوبل ��ت ب�إجراءات‬ ‫تع�سفية عنيفة من قبل الحكومة‪.‬‬ ‫منذ قيام الثورة‪� ،‬أبقت الجمهورية اال�سالمية مراقبة‬ ‫م�ستم ��رة على الطبق ��ة العاملة من خ�ل�ال م�ؤ�س�سات‬ ‫�إيديولوجي ��ة ت�س ّم ��ى مجال� ��س العم ��ال الإ�سالمي ��ة‬ ‫وجمعي ��ات ممثلي العمال (لل�شرك ��ات التي لديها �أقل‬ ‫م ��ن ‪ 35‬موظف ��ا")‪ .‬مجال� ��س العمال ه ��ي‪ ،‬بدورها‪،‬‬ ‫ي�ش ��رف عليها "بي ��ت العامل"‪ ،‬وه ��و منظمة عمالية‬ ‫كان ��ت علماني ��ة �إ�ستولت عليه ��ا الجماع ��ات الم�ؤيدة‬ ‫للنظام بعد الث ��ورة‪ .‬جميع المجال�س يجب �أن تح�صل‬ ‫على �إعت ��راف ر�سمي م ��ن "بيت العام ��ل" �أومواجهة‬ ‫المن ��ع والإغالق‪ .‬مجال� ��س العمال وجمعي ��ات ممثلي‬ ‫العم ��ال توالي الزعي ��م الأعلى �آي ��ة اهلل علي خامنئي‬ ‫والمحافظين الحاكمين في �إيران‪.‬‬ ‫لك ��ن الجماع ��ات العمالي ��ة الت ��ي و�ضعته ��ا الدول ��ة‬ ‫الإيراني ��ة واجه ��ت موج ��ة معار�ض ��ة مت�صاع ��دة من‬ ‫العمال الإيرانيين في ال�سن ��وات الأخيرة‪ .‬ال�سيا�سات‬ ‫الإقت�صادي ��ة للرئي� ��س محم ��ود �أحمدي نج ��اد‪ ،‬التي‬ ‫و�ضعت تح ��ت �أق�سى عقوب ��ات في التاري ��خ الإيراني‪،‬‬ ‫م�س�ؤولة �إلى حد كبير عن الإ�ضطرابات العمالية‪.‬‬ ‫الواقع �أن �سيا�سات �أحمدي نجاد‪ ،‬التي �شملت خف�ض‬ ‫الدعم وخ�صخ�صة ال�صناعة المملوكة للقطاع العام‪،‬‬ ‫�أ�ض ّرت كثيرا" بالعام ��ل المتو�سط الإيراني‪ .‬وواجهت‬ ‫خ�صخ�ص ��ة ال�صناعة الإيراني ��ة �إ�شكالية خا�صة‪ .‬من‬ ‫الناحي ��ة المثالية‪ ،‬ف�إن ممار�س ��ة الخ�صخ�صة ي�سمح‬ ‫للحكوم ��ة بتجاهل ال�شركات الفا�شل ��ة بو�صفها عبئا"‬ ‫عل ��ى الإقت�ص ��اد وبيعها لل ��ذي يدفع �أكث ��ر‪ .‬بدال" من‬ ‫ذل ��ك‪ ،‬باع �أحمدي نج ��اد ال�صناع ��ات الحكومية الى‬ ‫�شركات مرتبطة بالحر� ��س الثوري وم�ؤ�س�سات خيرية‬ ‫ظاهريا" ‪ -‬غير خا�ضعة للم�ساءلة �إلى حد كبير حتى‬ ‫الآن ‪( -‬بونياد)‪.‬‬ ‫وقد ترجمت مح�سوبي ��ة �إدارة �أحمدي نجاد �إلى نفوذ‬ ‫�أكبر للحكومة في ال�صناع ��ة‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬ال وجود‬ ‫لمناف�س ��ة ال�سوق الطبيعية بي ��ن ال�شركات التي ينبغي‬ ‫�أن تح ��دث في ظل الخ�صخ�ص ��ة‪ .‬وهذا يجعل العديد‬ ‫م ��ن ال�شرك ��ات الإيرانية غي ��ر قادرة عل ��ى المناف�سة‬ ‫وغير مربحة‪ .‬ولقد كان الت�أثير النهائي لذلك خف�ض‬ ‫الروات ��ب والت�سريح الجماعي للعم ��ال ذوي المهارات‬ ‫المنخف�ض ��ة‪ .‬كما �أن ال ��ذي جعل الأم ��ور �أكثر �سوءا"‬

‫الرئي�س محمود �أحمدي نجاد‪� :‬سيا�سته الإقت�صادية �أ�ضرت بالطبقة العاملة‬

‫ه ��و ف�ش ��ل �أحمدي نج ��اد في تو�سي ��ع �شبك ��ات الأمان‬ ‫الإجتماع ��ي‪ .‬العقوب ��ات‪ ،‬بدوره ��ا‪� ،‬أدت �إل ��ى �إرتف ��اع‬ ‫الت�ضخ ��م كثي ��را"‪ ،‬الأم ��ر ال ��ذي �ضغط عل ��ى �أجور‬ ‫العمالة وخ ّف�ضها‪.‬‬ ‫وق ��د �أدى التراج ��ع الإقت�ص ��ادي ال ��ى �إحتجاج ��ات‬ ‫و�إعت�صامات �صغيرة لكن على نطاق وا�سع‪ .‬مجموعات‬

‫على الرغم من �أن الحركة العمالية‬ ‫الإيرانية قد تتعاطف مع �أهداف معينة‬ ‫للمعار�ضة‪ ،‬مثل "�إنتخابات حرة"‪ ،‬فهي‬ ‫مثبطة من ف�شل الحركة الخ�ضراء في‬ ‫معالجة الق�ضايا المهمة للعمال الإيرانيين‪،‬‬ ‫مثل الأجور العادلة‪ ،‬والرعاية ال�صحية‬

‫ال�شاه محمد ر�ضا بهلوي‪ :‬الحركة العمالية �أطاحته‬

‫العم ��ال الت ��ي تعم ��ل ف ��ي الخف ��اء‪ ،‬ب ��دءا" ب�سائق ��ي‬ ‫الحافالت الى عمال ق�صب ال�سكر‪� ،‬أ�صبحت تتحدث‬ ‫علن ��ا" وبلغ ��ة �أكث ��ر �صراح ��ة‪ ،‬منظم ��ة" �إحتجاجات‬ ‫تذ ّكر ب�أي ��ام الثورة ف ��ي ‪ .1979-1978‬وقد عرف ‪22‬‬ ‫كانون الثان ��ي (يناير) �أحد �أهم الإحتجاجات عندما‬ ‫�إعت�ص ��م عمال م�صن ��ع المحافظات �أم ��ام البرلمان‬ ‫الإيران ��ي‪ .‬كما ّ‬ ‫نظم عمال النفط �أي�ضا" �إحتجاجات‪،‬‬ ‫�أحدها ك ��ان في �شباط (فبراير) ‪ 2011‬في عبادان‪،‬‬ ‫�أكبر م�صفاة للنفط االيراني‪ .‬وقد اندلع الإحتجاجان‬ ‫ب�سبب عدم دفع الأجور‪.‬‬ ‫�شاركت مجموعات العمال في مختلف الم�سيرات التي‬ ‫نظمتها الحركة الخ�ض ��راء بعد االنتخابات الرئا�سية‬ ‫لعام ‪ 2009‬المتنازع عليها‪ .‬ولكن الحركة العمالية لم‬ ‫ت�ؤيد بالكامل المعار�ضة ال�سيا�سية في ايران‪.‬‬ ‫قد يكون ال�سبب عدم وجود حركة معار�ضة متما�سكة‬ ‫ذات �أه ��داف مح ��ددة بو�ضوح وقابل ��ة للتحقيق‪ .‬ف�إن‬ ‫�سج ��ن مي ��ر ح�سي ��ن مو�س ��وي ومه ��دي كروب ��ي �أفقد‬ ‫المعار�ض ��ة دفتها �إلى حد كبي ��ر‪ ،‬وبالتالي جعلها غير‬ ‫ق ��ادرة على ج ��ذب الطوائ ��ف المهم ��ة للمجتمع‪ ،‬مثل‬ ‫الحرك ��ة العمالي ��ة‪ .‬الأح ��زاب الإ�صالحي ��ة‪ ،‬بقي ��ادة‬ ‫�شخ�صي ��ات مث ��ل الرئي� ��س ال�ساب ��ق محم ��د خاتمي‪،‬‬ ‫تجنب ��ت التح ��دي الخطي ��ر للنظام وه ��ي مجردة من‬ ‫القوة والنفوذ في النظام ال�سيا�سي‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغم م ��ن �أن الحرك ��ة العمالي ��ة الإيرانية قد‬ ‫تتعاطف مع �أهداف معينة للمعار�ضة‪ ،‬مثل "�إنتخابات‬ ‫حرة"‪ ،‬فه ��ي مثبطة من ف�شل الحرك ��ة الخ�ضراء في‬ ‫معالج ��ة الق�ضاي ��ا المهم ��ة للعم ��ال الإيرانيين‪ ،‬مثل‬ ‫الأج ��ور العادلة‪ ،‬والرعاي ��ة ال�صحي ��ة‪ ،‬وال�سالمة في‬ ‫�أماك ��ن العم ��ل‪ .‬و�أخي ��را"‪ ،‬ف� ��إن التوت ��ر بي ��ن النخب‬ ‫الإ�صالحي ��ة المتعلم ��ة جي ��دا" والطبق ��ة العامل ��ة –‬ ‫غالب ��ا" م ��ا ت�ص ��ور الأخيرة وتو�ص ��ف على �أنه ��ا �أقل‬ ‫تعليما" من المثقفي ��ن الإ�صالحيين ‪ -‬نتج عنه بع�ض‬ ‫الإ�ستياء بين المجموعتين‪.‬‬ ‫م ��ع ذلك‪ ،‬يمكن �أن ي�ؤدي تراج ��ع الإقت�صاد الإيراني‬ ‫�إل ��ى مزي ��د م ��ن الإ�ضطراب ��ات العمالي ��ة و�إندم ��اج‬ ‫الحرك ��ة العمالي ��ة م ��ع المعار�ضة ال�سيا�سي ��ة‪ .‬وذكر‬ ‫�أخيرا" من�صور �أو�سانلو‪ ،‬زعيم نقابة عمال حافالت‬ ‫طهران و�أحد القياديي ��ن العماليين الأكثر �إحتراما"‬ ‫ف ��ي �إي ��ران‪� ،‬أن "الظ ��روف لتغيير النظ ��ام موجودة‬ ‫الي ��وم في �إي ��ران"‪ .‬ولي�س من الوا�ضح م ��ا �إذا كان‬ ‫�سيك ��ون هن ��اك تكرار للث ��ورة التي �أطاح ��ت ال�شاه �أو‬ ‫م ��ا �إذا كانت الحركة العمالية �ستلعب دورا" نهائيا"‪.‬‬ ‫وم ��ع ذل ��ك‪� ،‬إن قمع الجمهوري ��ة الإ�سالمي ��ة لحقوق‬ ‫العم ��ال والفقراء في تعاملها م ��ع الإقت�صاد لن ي�ؤدّي‬ ‫� اّإل �إلى المزيد من عدم الإ�ستقرار للنظام المحا�صر‬ ‫على نحو متزايد‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪49‬‬


‫العالم‬

‫إيران‬

‫على الرغم من ‪� 34‬سنة من الثورة لم يحظ العمال بحقوقهم‬

‫الحركة العمالية التي أطاحت الشاه‬ ‫ّ‬ ‫تهدد نظام الجمهورية اإلسالمية‬ ‫كانت �إحتجاجات الحركة العمالية في �أواخر ثمانينات القرن الفائت العامل الأ�سا�س ل�سقوط نظام‬ ‫ال�ش��اه في �إي��ران‪ ،‬ويبدو �أنه بعد م��رور ‪ 34‬عاما" على الث��ورة لم تحقق له��م الجمهورية الإ�سالمية‬ ‫مطالبهم التي زادها الو�ضع الإقت�صادي ال�سيىء في البالد �إلحاحا"‪ .‬فهل يثورون لقلب النظام ؟‬ ‫طهران ‪ -‬ه�شام جعفري‬ ‫م ��ع �إ�ستم ��رار الإقت�ص ��اد الإيران ��ي ف ��ي‬ ‫التدهور‪ ،‬يج ��ب مراقبة الحركة العمالية‬ ‫التي ت�ش ��كل العبا" رئي�سا" في الب�ل�اد ب�سبب قدرتها‬ ‫لل�ضغ ��ط عل ��ى الجمهوري ��ة اال�سالمي ��ة م ��ن خ�ل�ال‬ ‫الإحتجاج ��ات والإ�ضراب ��ات‪ .‬وه ��ذه الحرك ��ة‪ ،‬الت ��ي‬ ‫ت�شم ��ل العم ��ال غير المه ��رة م ��ن المناط ��ق الريفية‬ ‫وعمال الطبق ��ة الدنيا في المناطق الح�ضرية‪ ،‬لي�ست‬ ‫مجموع ��ة متجان�سة‪ .‬وحت ��ى الآن‪ ،‬لم ين�ض ��م العمال‬ ‫الإيرانيون ال ��ى الحركة الخ�ض ��راء المعار�ضة ب�شكل‬ ‫جماع ��ي‪ .‬ولك ��ن الآالم الإقت�صادي ��ة الناجم ��ة ع ��ن‬ ‫�س ��وء �إدارة النظ ��ام الإيران ��ي‪ ،‬والف�س ��اد‪ ،‬والعقوبات‬ ‫الدولي ��ة وجهت �ضرب ��ات خطيرة الى �أج ��ور العمال‪،‬‬ ‫�اف للع ّمال‬ ‫والمكا�س ��ب‪ ،‬والأم ��ن الوظيفي ‪� -‬سبب ك � ٍ‬ ‫الإيرانيين للتنظي ��م ومعار�ضة النظام‪ .‬والحقيقة �أنه‬ ‫يمكن �إ�ستخال�ص �أوج ��ه ال�شبه بين عالج الجمهورية‬ ‫الإ�سالمي ��ة للحرك ��ة العمالي ��ة الي ��وم‪ ،‬وع�ل�اج ال�شاه‬ ‫للعم ��ال الإيرانيي ��ن قب ��ل االطاح ��ة ب ��ه‪ ،‬وال �سيما في‬ ‫�إنكار النظ ��ام لح ��ق التنظيم‪ ،‬و�سح ��ق الإحتجاجات‬ ‫والإ�ضرابات‪ ،‬ورف�ضه معالجة حقوق العمال ‪.‬‬ ‫كان ��ت م�شاركة العمال في ثورة ‪ 1979‬نتيجة الإحباط‬ ‫الذي طال �أمده‪ ،‬والإ�ستياء من جهود ال�شاه للت�صنيع‪.‬‬ ‫�إن ث ��ورة ال�شاه البي�ضاء ف ��ي العام ‪ ،1963‬التي حملت‬ ‫�إ�صالح ��ات الأرا�ض ��ي والت�صني ��ع الرئي�س ��ة‪ ،‬و�إرتفاع‬ ‫�أ�سع ��ار النف ��ط الإيراني بي ��ن عام ��ي ‪ 1965‬و‪،1975‬‬ ‫�أجب ��رت الماليي ��ن م ��ن الإيرانيين ال ��ى الإنتقال من‬ ‫الق ��رى الريفية �إل ��ى المدن الكبرى‪ .‬وق ��د �أدّى �إعادة‬ ‫الث ��ورة البي�ض ��اء توزي ��ع الممتلك ��ات ف ��ي المناط ��ق‬ ‫الريفي ��ة‪ ،‬ومن ��ح �أرا�ض ��ي الأثري ��اء ال ��ى المزارعين‪،‬‬ ‫�إل ��ى �إنخفا�ض ح ��اد في الإنتاجي ��ة الزراعية‪ .‬لم تكن‬ ‫المزارع ف ّعالة ومنتجة في �أيدي المزارعين كما كانت‬ ‫‪48‬‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫حالها عندم ��ا كانت تحت �إدارة نخبة رجال الأعمال‪.‬‬ ‫ونتيج ��ة لذل ��ك‪ ،‬ت�ضاءل ��ت فر�ص العمل ف ��ي الزراعة‬ ‫ف ��ي �أواخر ال�ستين ��ات‪ ،‬الأمر الذي �أجب ��ر المزارعين‬ ‫للبح ��ث عن فر�ص في المدن‪ .‬ووجد العديد من ه�ؤالء‬ ‫المهاجري ��ن الريفيين وظائف في البناء‪ ،‬والم�صانع‪،‬‬ ‫وقطاع الطاقة‪.‬‬

‫الجمهورية الإ�سالمية‪ ،‬التي‬ ‫حلت مكان ال�شاه‪ ،‬لم تكن �أف�ضل‬ ‫بكثير في معالجتها حقوق العمال‪،‬‬ ‫و�إذا كان �أي �شيء‪ ،‬ف�إن النظام الإيراني‬ ‫الحالي جعل ظروف العمل �أ�سو�أ مما‬ ‫كانت عليه في زمن ال�شاه‬

‫�آية الله علي خامنئي‪ :‬هل تطيح نظامه الحركة العمالية ؟‬

‫�أدى تحدي ��ث ال�ش ��اه لل�صناع ��ة �أي�ض ��ا" �إل ��ى �إ�ستياء‬ ‫وا�س ��ع النط ��اق بين الق ��وى العاملة‪ .‬كم ��ا �أن ت�شجيعه‬ ‫للإ�ستثمار الأجنبي (ومعظمه من الواليات المتحدة)‬ ‫والم�ؤ�س�سات الخا�صة في �إيران‪ ،‬بالتزامن مع الإرتفاع‬ ‫ال�سري ��ع للثروة النفطية‪ ،‬عم ��ل على جذب العمال من‬ ‫المناطق الريفي ��ة‪ ،‬حيث فر�ص العمل كانت تت�ضاءل‪.‬‬ ‫لك ��ن الإقت�ص ��اد الإيراني المزدهر رافق ��ه الت�ضخم‪.‬‬ ‫ف ��ي حي ��ن �أن ال�سن ��وات الأول ��ى م ��ن عملي ��ة تحديث‬ ‫ال�ش ��اه للقطاع ال�صناعي �أدت �إل ��ى نمو فر�ص العمل‪،‬‬ ‫فقد �إختفت هذه الوظائ ��ف ب�سرعة نتيجة لل�سيا�سات‬ ‫الإنكما�شي ��ة التي هدف ��ت �إلى �إبط ��اء الإنفاق والنمو‪.‬‬ ‫ومع عدم وج ��ود برامج حكومية لإنت�شالهم من براثن‬ ‫الفق ��ر‪� ،‬إ�شتعل غ�ض ��ب ال�شباب‪ ،‬والفق ��راء‪ ،‬والعمال‬ ‫غير المهرة م ��ن الطبقة العاملة الذين كانوا يعي�شون‬ ‫ف ��ي ظل ظ ��روف قا�سية‪ .‬ل ��ذا خلق تراج ��ع الإقت�صاد‬ ‫الإيراني‪� ،‬إلى جانب �صعود القومية الإيرانية‪ ،‬بارودا"‬ ‫لإنفجار الإ�ضطرابات الإجتماعية‪.‬‬ ‫في ‪ 9‬كاون الثاني (يناير) ‪� ،1978‬أطلقت قوات الأمن‬ ‫الحكومية النار على طلبة دين محتجين في مدينة قم‬ ‫وقتل ��ت بع�ضه ��م ‪ ،‬الأمر الذي �أث ��ار مظاهرات وا�سعة‬ ‫النط ��اق بلغت ذروتها ف ��ي �إغالق الب ��ازار الكبير في‬ ‫طه ��ران ف ��ي ‪ 19‬كانون الثان ��ي (يناي ��ر) ‪ .1978‬وقد‬ ‫خ ��رج الماليي ��ن م ��ن الإيرانيي ��ن العاديي ��ن في وقت‬ ‫الحق في �إحتجاجات حا�شدة‪ ،‬و�إن�ضم عمال الن�سيج‪،‬‬ ‫وال�صرف ال�صحي‪ ،‬وخط تجميع ال�سيارات‪ ،‬والورق‪،‬‬ ‫والمطاح ��ن ال ��ى المتظاهري ��ن ف ��ي �صي ��ف ‪.1978‬‬ ‫�إ�ضراب ��ات كبرى �شملت �إن�سح ��اب ‪ 37,000‬عامل من‬ ‫م�صافي النفط الوطني ��ة االيرانية والخطوط الجوية‬ ‫االيراني ��ة‪ ،‬مم ��ا �أدى الى �شل قطاع ��ات النقل الجوي‬ ‫والطاق ��ة في البالد‪ .‬كانت م�شارك ��ة الحركة العمالية‬ ‫في الإحتجاجات نقطة تح ّول رئي�سة في الثورة‪� :‬أولئك‬ ‫الذين رفعوا �صوتهم �ضد النظام الإمبراطوري �شملوا‬


‫الحكومة م�ستقرة ب�شكل ال ي�صدّق‪ .‬التوازن الأ�سا�سي‬ ‫للأحزاب في ال�سلطة التنفيذية بقي كما هو م�ستمرا"‬ ‫على مدى ال�سنوات ال ‪ 50‬الما�ضية‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن نج ��اح �سوي�س ��را يق ��ف عل ��ى النقي�ض من‬ ‫ن�ض ��االت ومعان ��اة العديد من جاراته ��ا التي ال تزال‬ ‫في ركود عميق‪ ،‬وتواجه �إن�شقاقات �إجتماعية عميقة‪،‬‬ ‫ويتعين على الحكومات فيها �أن تقاتل من �أجل البقاء‬ ‫ف ��ي ال�سلطة‪ .‬وهذه الحقيق ��ة وحدها ينبغي �أن تجعل‬ ‫الحال ��ة ال�سوي�سرية مو�ضع درا�سة دولية‪ .‬ولكن‪ ،‬حتى‬ ‫الآن‪ ،‬ف�إن �أحدا" لم يفعل ذلك‪ .‬العالم �أحيانا" فقط‬ ‫يتحدث عن هذه "الجزيرة المباركة" غير ال�ساحلية‬ ‫في و�س ��ط �أوروب ��ا‪ .‬وحتى ف ��ي ذلك الوق ��ت‪ ،‬الكالم‬ ‫في معظم ��ه هو ع ��ن الإ�شكالي ��ة الأخالقي ��ة لل�سرية‬ ‫الم�صرفي ��ة �أو �إ�ستغ�ل�ال القواني ��ن ال�صارم ��ة ف ��ي‬ ‫العالم لل�شرك ��ات الم�سجلة في �سوق الأوراق المالية‪.‬‬ ‫ولك ��ن هناك ما هو �أكثر من ذلك في �سوي�سرا‪ .‬تحت‬ ‫النجاح الن�سبي للبالد يكمن نظام �سيا�سي فريد من‬ ‫نوعه‪ ،‬وبع�ض عنا�صره يجب على �أوروبا تب ّنيه‪.‬‬ ‫في جذورها‪ ،‬نجمت الم�شاكل الإقت�صادية وال�سيا�سية‬ ‫ف ��ي �أوروبا ع ��ن �أزمة �شرعية‪ .‬لقد ت ��م �إن�شاء منطقة‬ ‫�إقت�صادية م�شتركة وعملة موحدة في القارة القديمة‬ ‫من دون وجود حكومة �إتحادية مرافقة لهما‪ .‬والإتحاد‬ ‫نف�سه يتحكم ب�أقل من ‪ 2‬في المئة من الناتج المحلي‬ ‫الإجمال ��ي الوطني مجتمعا" لل ��دول ال ‪ 27‬الأع�ضاء‪،‬‬ ‫وبالتالي فهو في معظمه معطل اليعمل‪ .‬لقد �إحتفظت‬ ‫الحكومات الوطنية ب�شرعيتها ولكنها مق ّيدة وملزمة‬ ‫ب�إتح ��اد بائ� ��س ال يحظ ��ى ب�شعبي ��ة‪ .‬وكم ��ا �أظه ��رت‬ ‫الإنتخاب ��ات الإيطالي ��ة الأخي ��رة‪ ،‬ي�شع ��ر الأوروبيون‬ ‫بحرج م ��ن بيروقراطية مع ّقدة للغاي ��ة وحدوث فراغ‬ ‫في ال�سلط ��ة‪ .‬وهذا‪ ،‬بدوره‪� ،‬أدى �إلى فقدان الثقة في‬ ‫الأحزاب التقليدية والم�ؤ�س�سات ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫ال �ش ��يء من ه ��ذا �صحيح ف ��ي �سوي�سرا‪ ،‬الت ��ي تتمتع‬ ‫بن ��وع م ��ن الديموقراطي ��ة المبا�ش ��رة الت ��ي تحافظ‬ ‫عل ��ى ال�سيا�س ��ة ور�أ�س الم ��ال والجمه ��ور في خطاب‬ ‫ثاب ��ت‪ .‬ب�إخت�صار‪ ،‬ال يت�ألف الف ��رع التنفيذي للدولة‬ ‫ال�سوي�سري ��ة م ��ن رئي� ��س ورئي� ��س وزراء ولك ��ن م ��ن‬ ‫مجل�س �إتحادي‪ ،‬الذي يتم �إنتخابه من قبل البرلمان‬ ‫ال�سوي�س ��ري‪ .‬ويتك ��ون المجل� ��س م ��ن �سبع ��ة �أع�ضاء‬ ‫وجمي ��ع الأح ��زاب الرئي�سي ��ة الخم�س ��ة‪ ،‬والفرن�سية‬ ‫والألمانية هما اللغتان الر�سميتان فيه‪ .‬ويبدو التمييز‬ ‫بين الحزب الحاكم والمعار�ضة بالتالي غير وا�ضح‪،‬‬ ‫لأن الجميع ي�شاركون في الفرع التنفيذي للدولة‪.‬‬ ‫ثم ��ة فرق �آخر ه ��و �أن حوالى ثماني ��ة ماليين مواطن‬ ‫�سوي�سري ُيدعون �سنويا" �إلى �صناديق االقتراع حوالي‬

‫رئي�سة الدولة ال�سوي�سرية مي�شلين كالمي‪-‬راي‪ :‬دورها �إداري‬

‫�أرب ��ع م ��رات للإنتخاب ��ات الوطنية وحده ��ا‪ .‬وتت�صل‬ ‫وتي ��رة الت�صويت بحقيقتين‪ :‬يمكن عر�ض التعديالت‬ ‫الد�ستوري ��ة عل ��ى الحكومة من خالل مب ��ادرة �شعبية‬ ‫(‪ 100,000‬توقيع في ‪� 18‬شهرا")‪ ،‬وجميع التغييرات‬ ‫الد�ستوري ��ة تخ�ض ��ع لإ�ستفت ��اءات عام ��ة �إلزامي ��ة‪.‬‬ ‫بالإ�ضاف ��ة �إلى ذلك‪ ،‬يمك ��ن للمواطنين ال�سوي�سريين‬ ‫�إج ��راء �إ�ستفتاء عل ��ى �أي قانون م ��ن الت�شريعات من‬ ‫طريق جمع تواقي ��ع ‪ 50,000‬مواطن في غ�ضون ‪100‬‬ ‫يوم‪ .‬في ال�سنوات القليلة الما�ضية‪� ،‬إقترع المواطنون‬ ‫ال�سوي�سريون على تعديالت د�ستورية متع ّلقة بالحماية‬

‫بين ‪ 2007‬والربع الأول من ‪،2012‬‬ ‫نما �إقت�صاد �سوي�سرا ب�شكل مطرد بين‬ ‫‪ 2‬الى ‪ 3‬في المئة �سنويا"‪ ،‬مع �إنكما�ش‬ ‫متوا�ضع بلغ ‪ 1.9‬في المئة في ذروة‬ ‫الأزمة المالية في العام ‪2009‬‬ ‫تم �إن�شاء منطقة �إقت�صادية‬ ‫م�شتركة وعملة موحدة في �أوروبا‬ ‫من دون وجود حكومة �إتحادية‬ ‫مرافقة لهما‪ ،‬والإتحاد نف�سه يتحكم‬ ‫ب�أقل من ‪ 2‬في المئة من الناتج المحلي‬ ‫الإجمالي الوطني مجتمعا" للدول‬ ‫الـ‪ 27‬الأع�ضاء‬

‫م ��ن العن ��ف الم�سل ��ح‪ ،‬و�إدخ ��ال الرعاي ��ة الم ��دارة‪،‬‬ ‫والحماي ��ة م ��ن التدخي ��ن ال�سلب ��ي‪ ،‬و�إ�شت ��راط و�ضع‬ ‫المعاه ��دات مع ال ��دول الأخرى لت�صوي ��ت الجمهور‪،‬‬ ‫وقاع ��دة �أن ال �أحد في �شركة يمكنه �أن يك�سب �أقل في‬ ‫ال�سنة مما يك�سب �أرفع مدير في ال�شهر‪.‬‬ ‫وق ��د خلقت المداوالت ال�سيا�سي ��ة الم�ستمرة توازنا"‬ ‫ن ��ادرا" بين المواطنين والحكومة‪ .‬اللجان الحكومية‬ ‫ُد ِفع ��ت للتحرك لتطوي ��ر الت�شريعات الت ��ي عليها �أن‬ ‫تجت ��از تمحي�ص ��ا" فوريا" م ��ن البرلم ��ان وال�شعب‪.‬‬ ‫وتنف ��ق الحكوم ��ة ق ��درا" كبي ��را" من الوق ��ت لإبالغ‬ ‫قرارات �سيا�ستها الى الجمهور‪ .‬لي�س من الم�ستغرب‪،‬‬ ‫�أن يجري تمحي�ص جهود �صناع ال�سيا�سة الإعالمية‬ ‫مرارا"‪ :‬طالبت �شريحة من الجمهور علنا" ب�أن يمتنع‬ ‫ممثل ��و الحكومة ع ��ن الحمالت الإنتخابي ��ة وال�سماح‬ ‫لل�شعب البت في بع�ض الق�ضايا من دون �أي ت�أثير من‬ ‫الحكومة‪ .‬وبالمثل‪ ،‬الإنف ��اق على الحملة الإنتخابية‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص ��ا" م ��ن قبل الإتح ��ادات التجاري ��ة‪ ،‬يو�ضع‬ ‫تح ��ت المجهر‪ ،‬و�أثارت و�سائل الإعالم‪ ،‬التي ترعاها‬ ‫الم�ؤ�س�س ��ات العام ��ة والجمهور الأو�س ��ع‪ ،‬الوعي حول‬ ‫زي ��ادة ع ��دم الم�س ��اواة ف ��ي الإنف ��اق‪ .‬بالإ�ضافة �إلى‬ ‫ذل ��ك‪ ،‬ف� ��إن القواني ��ن ال�سوي�سري ��ة تحظ ��ر الدعاية‬ ‫ال�سيا�سية ف ��ي التلفزيون والإذاع ��ة‪ .‬بالطبع‪ ،‬هذا ال‬ ‫يعن ��ي �أن الإع�ل�ام و�صل ال ��ى الجمه ��ور تماما" على‬ ‫الرغ ��م من الجه ��ود الر�سمية لتحقي ��ق ذلك‪ :‬تقديم‬ ‫ال�صحف المجانية‪ ،‬وال�ضغ ��وط على و�سائل الإعالم‬ ‫المطبوع ��ة‪ ،‬والتوج ��ه نحو الأخبار فيم ��ا الترفيه في‬ ‫التلفزيون قد هدد نوعية المعلومات وتنوعها‪.‬‬ ‫ونتيجة للنظام ال�سيا�س ��ي ال�سوي�سري‪ ،‬ف�إن الد�ستور‬ ‫يخ�ض ��ع للتعدي ��ل الم�ستم ��ر م ��ن قب ��ل المواطني ��ن‪-‬‬ ‫الم�ؤلفي ��ن‪ .‬باعت ��راف الجمي ��ع‪ ،‬التركي ��ز عل ��ى حق‬ ‫ال�شعب ال�سوي�سري ب�إعادة النظر في الد�ستور‪ ،‬وفقا"‬ ‫لمعتقداته في حينه‪ ،‬ي�ؤدي �أحيانا" �إلى عدم الإت�ساق‬ ‫ف ��ي القانون الأ�سم ��ى‪ ،‬و�أحيانا" التوتر م ��ع القوانين‬ ‫الدولي ��ة لحق ��وق الإن�س ��ان‪ .‬المب ��ادرات ال�شعبية من‬ ‫اليمي ��ن‪ ،‬عل ��ى �سبي ��ل المث ��ال‪� ،‬أدّت �إلى حظ ��ر بناء‬ ‫الم� ��آذن ف ��ي �سوي�سرا (وال ��ذي يتعار�ض م ��ع �ضمان‬ ‫الد�ست ��ور ال�سوي�س ��ري لحري ��ة الدين) و�إل ��ى قواعد‬ ‫جدي ��دة لترحي ��ل الأجان ��ب الذي ��ن �أدين ��وا بارتكاب‬ ‫جرائم (التي يعتقد �أنها تتعار�ض مع معاهدات حقوق‬ ‫الإن�س ��ان الدولي ��ة)‪ .‬المحكمة الد�ستوري ��ة‪ ،‬المكلفة‬ ‫بالف�ص ��ل في مثل ه ��ذه التناق�ض ��ات‪� ،‬أظهرت �ضبط‬ ‫نف� ��س كبيرا" في حكمها ال�صادر �ضد الديموقراطية‬ ‫المبا�ش ��رة وحق ��وق الإن�س ��ان‪ .‬ف ��ي ‪ ،1990‬نق�ض ��ت‬ ‫مطال ��ب مواطنين ذكور في �أح ��د الكانتونات (البالغ‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪51‬‬


‫العالم‬

‫سويسرا‬

‫ما �أبعد من ال�شوكوال والجبن وال�ش�ؤون الم�صرفية‬

‫هل تكون المعجزة السويسرية‬ ‫بوابة الحل لإلتحاد األوروبي؟‬ ‫تب��دو �أوروب��ا كله��ا ف��ي �أزم��ة‬ ‫�إقت�صادي��ة و�سيا�سي��ة‪ .‬لكن هناك‬ ‫م�ساح��ة �صغي��رة من اله��دوء في‬ ‫جوه��رة الق��ارة‪� :‬سوي�س��را‪ .‬على‬ ‫الرغ��م م��ن �أن الكثير مم��ا يجعل‬ ‫ذلك البل��د ناجحا" ال يترجم �إلى‬ ‫بقية �أوروبا‪ ،‬ف ��إن �أجزاء من �إطاره‬ ‫ال�سيا�س��ي الذي ي�شج��ع ال�شرعية‬ ‫ال�شعبية قد تكون حال" لم�شاكل‬ ‫الحكومات الأوروبية الأخرى‪.‬‬

‫جنيف ‪ -‬ليلى الحلو‬ ‫م ��ن �إيرلن ��دا �إلى قبر�ص‪ ،‬تب ��دو �أوروبا‬ ‫كله ��ا غارق ��ة ف ��ي �أزم ��ة �إقت�صادي ��ة‬ ‫و�سيا�سي ��ة‪ .‬لكن هناك م�ساح ��ة �صغيرة من الهدوء‬ ‫في جوهرة القارة‪� :‬سوي�سرا‪ .‬و�س ّر هذا البلد هو �أنه‬ ‫جزء من �أوروبا – وهو في الوقت عينه لي�س كذلك‪.‬‬ ‫م ��ن ناحية‪� ،‬سوي�س ��را هي من ال ��دول المو ّقعة على‬ ‫معاه ��دة �شنغن‪ ،‬وبالتالي تنت ��دب الإتحاد الأوروبي‬ ‫لحماي ��ة حدوده ��ا‪ .‬ولديها �إتفاقية تج ��ارة حرة مع‬ ‫دول ��ه منذ الع ��ام ‪ .1972‬وفقا" لذل ��ك‪ ،‬فهي تر�سل‬ ‫‪ 60‬في المئ ��ة من �صادراتها �إل ��ى الإتحاد الأوروبي‬ ‫وتح�ص ��ل بالمقابل على ‪ 80‬في المئ ��ة من وارداتها‬ ‫منه‪ .‬وهي ع�ض ��و في منطقة المدفوع ��ات الواحدة‬ ‫للي ��ورو (‪،)Single Euro Payments Area‬‬

‫التي تدمج ال�صناعة المالية الأوروبية‪ ،‬وقد �إرتبطت‬ ‫عملته ��ا بثبات باليورو منذ العام ‪ .2011‬في الوقت‬ ‫عين ��ه‪ ،‬مع ذلك ف� ��إن �سوي�س ��را لي�ست ج ��زءا" من‬ ‫الق ��ارة‪ :‬فه ��ي ال تنتمي �إل ��ى االتح ��اد الأوروبي وال‬ ‫�إل ��ى منطقة الي ��ورو‪ ،‬لذلك ت�ض ��ع �سيا�ستها المالية‬ ‫الخا�صة‪ ،‬وتبقى م�ستقلة �إقت�صاديا" و�سيا�سيا"‪.‬‬ ‫الم�س ��ار الو�سطي الذي ت�سير علي ��ه �سوي�سرا هو على‬ ‫الأرجح ال�سبب ف ��ي �أن البلد يعمل ب�شكل جيد جدا"‪.‬‬ ‫بي ��ن ‪ 2007‬والربع الأول من ‪ ،2012‬نم ��ا �إقت�صادها‬ ‫ب�ش ��كل مط ��رد بي ��ن ‪ 2‬الى ‪ 3‬ف ��ي المئة �سنوي ��ا"‪ ،‬مع‬ ‫�إنكما� ��ش متوا�ضع بلغ ‪ 1.9‬في المئة في ذروة الأزمة‬ ‫المالية في العام ‪ .2009‬كما �إنخف�ض الناتج المحلي‬ ‫الإجمال ��ي ب�شكل طفيف ف ��ي الربع الثاني من ‪،2012‬‬ ‫ولك ��ن م ��ن المتوقع �أن يرتف ��ع مرة �أخ ��رى ب�أكثر من‬ ‫واح ��د في المئة ف ��ي ‪ .2013‬بالإ�ضافة �إلى ذلك‪ ،‬ف�إن‬

‫بيرن‪ :‬العا�صمة الفيديرالية‬ ‫ال�سوي�سرية‬

‫‪50‬‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬


‫العالم ¶ �سوي�سرا‬

‫زوريخ‪ :‬العا�صمة الإقت�صادية‬

‫عددها ‪ 26‬كانتونا") الذين �صوتوا مرارا" وتكرارا"‬ ‫�ضد حق المر�أة في الإقتراع‪ .‬ومنذ ذلك الحين‪ ،‬ف�إنه‬ ‫ن ��ادرا" ما تدخلت‪ ،‬وتجنبت التدخ ��ل في قرار م�آذن‬ ‫الم�سجد ع ��ام ‪ .2009‬على الجانب الآخر‪ ،‬في بع�ض‬ ‫الأحي ��ان‪� ،‬أدت عقلي ��ة "ال�شعب هو الملك" �إلى �شعور‬ ‫ب�إ�ضعاف �سيادة القانون‪.‬‬ ‫وم ��ع ذل ��ك‪� ،‬إذا و�ض ��ع التوت ��ر بي ��ن الديموقراطي ��ة‬ ‫المبا�ش ��رة والدول ��ة الد�ستورية جانب ��ا"‪ ،‬فقد جلبت‬ ‫عالمة الحكومة ال�سوي�سرية معها �شعورا" قويا" من‬ ‫التماهي مع النظام ال�سيا�سي‪ .‬خالفا" لما حدث في‬ ‫بل ��دان �أخرى‪ ،‬نادرا" ما ت�ستخدم �صناديق الإقتراع‬ ‫�إحتجاجا" على "بيرن"‪.‬‬ ‫ل ��ذا ه ��ل ينبغ ��ي عل ��ى بقي ��ة �أوروب ��ا تبن ��ي النموذج‬ ‫ال�سوي�س ��ري؟ ك ��ي ت�ستطي ��ع الحكوم ��ة العم ��ل‪ ،‬فهي‬ ‫تحت ��اج الى �شرعية‪ .‬ويتحقق هذا من خالل ما �أمكن‬ ‫من الأ�ص ��وات العديدة‪ ،‬والفعالي ��ة ال�سيا�سية‪ ،‬والتي‬ ‫تتحق ��ق عندما يك ��ون ال ��ر�أي العام على عل ��م بواقع‬ ‫الت�شري ��ع‪ .‬تح�ص ��ل �سوي�س ��را على تقدي ��ر جيد على‬ ‫مقيا�س الفعالية‪ .‬كما �أنها ت�أخذ مرتبة جيدة �إلى حد‬ ‫ما على مقيا�س ال�شرعية‪ .‬التحول الأخير في الم�شهد‬ ‫الإعالمي مع تقدي ��م ال�صحف ال�سيا�سي ��ة المجانية‬ ‫للم�سافري ��ن (�شريحة وا�سعة م ��ن ال�سكان) وو�سائل‬ ‫�إع�ل�ام �شعبي ��ة �أخ ��رى بالت�أكيد قد فع ��ل فعله‪ ،‬ولكن‬ ‫البالد تعان ��ي �أقل بكثير من عدم وج ��ود �شرعية من‬ ‫دول �أوروبية �أخرى‪.‬‬ ‫بع�ض العنا�صر من النم ��وذج ال�سوي�سري ال يمكن �أن‬ ‫يترجم �إلى بقية �أوروبا‪� .‬سوي�سرا هي �صغيرة ن�سبيا"‬ ‫وتتكون من �سكان متجان�سين عرقيا" وثقافيا"‪( .‬في‬ ‫الواقع‪ ،‬ف�إنها كبرت و�صارت �أكثر تجان�سا" على مدى‬ ‫ال�سن ��وات ال ‪ 150‬الما�ضي ��ة‪ ،‬فيما مختل ��ف ثقافات‬ ‫الجاليات الفرن�سي ��ة والألمانية والإيطالية‪� ،‬إندمجت‬

‫�إذا كان الإ�ستقرار وال�سالم‬ ‫واالزدهار هو الهدف في �سوي�سرا‪،‬‬ ‫فقد حان الوقت لأوروبا �أن ت�أخذ‬ ‫نموذج هذه البالد �إلى القلب‬ ‫لت�صب ��ح ثقاف ��ة �سوي�سري ��ة واح ��دة)‪ .‬ويرب ��ح البل ��د‬ ‫�أي�ض ��ا" من قطاعات ��ه المميزة للغاية ف ��ي الإقت�صاد‬ ‫العالم ��ي‪ ،‬مثل �صناعة الأدوية والمعادن‪ ،‬وال�ساعات‪،‬‬ ‫والمنتج ��ات الزراعي ��ة‪ .‬وبف�ض ��ل ه ��ذه ال�صناعات‪،‬‬ ‫�إ�ستطاع ��ت �سوي�س ��را تمويل نظ ��ام الرعاي ��ة ونظام‬ ‫التعليم ب�شكل جيد‪ .‬وال يتمتع الإتحاد الأوروبي ب�أي من‬ ‫ه ��ذه الفوائد‪ .‬لكن �سوي�سرا لديها �أربع لغات ر�سمية‪،‬‬ ‫وهناك فج ��وة بين المناطق الح�ضري ��ة والريفية في‬ ‫العدي ��د من الق�ضايا ال�سيا�سية‪ ،‬خ�صو�صا" تلك التي‬ ‫تتعلق بالهجرة والتكامل والتنوع الثقافي‪.‬‬ ‫يق ��دم النظ ��ام ال�سوي�س ��ري �أربع ��ة درو� ��س للم�شروع‬ ‫الأوروبي‪� .‬أوال"‪ ،‬كل �صغير جميل‪ .‬تركيز �سوي�سرا على‬ ‫�إدارة �صغي ��رة للحكم الذاتي على نط ��اق الكانتونات‬ ‫المختلف ��ة يمك ��ن �أن يك ��ون بمثاب ��ة نم ��وذج لمناطق‬ ‫�أوروب ��ا‪ .‬الطريق ��ة التي تعال ��ج فيها �سوي�س ��را لغاتها‬ ‫الأربع والأعراق المختلفة هي مثال للوحدة في التنوع‬ ‫ال ��ذي ت�سع ��ى �إليه �أوروب ��ا‪ .‬ثانيا"‪ ،‬ن ��داءات مبا�شرة‬ ‫ومتكررة للجمهور تجعل الحكومة �أكثر قبوال"‪ .‬ينبغي‬ ‫على �أوروبا ب�شكل كبير تح�سين العالقات بين النا�س‬ ‫والحكومة اذا كان ��ت تريد تجنب مزيد من الخ�سائر‬ ‫في ثق ��ة الجمهور‪ .‬ثالثا"‪ ،‬لي�س فقط القيام بنداءات‬ ‫مبا�ش ��رة يجع ��ل الحكوم ��ة �أكث ��ر قبوال" لكن ��ه يجعل‬

‫�أي�ض ��ا" المواطنين ي�شع ��رون بمزيد م ��ن الم�س�ؤولية‬ ‫ع ��ن �أعمال الحكومة و�أكثر �إحتماال" للم�شاركة فيها‪.‬‬ ‫رابع ��ا"‪ ،‬النج ��اح في عالم متراب ��ط يعتمد على مزج‬ ‫التكامل م ��ع الحكم الذات ��ي‪� .‬سوي�س ��را ناجحة لأنها‬ ‫تتكامل مع �أوروبا‪ ،‬ولكنها حافظت على �إ�ستقالليتها‪.‬‬ ‫عل ��ى نطاق �أوروب ��ا‪ ،‬هذا يعني التخلي ع ��ن الإندماج‬ ‫الكامل و�أن تكون �أكثر ت�ساهال" بالن�سبة الى �أن�صاف‬ ‫الحلول‪ ،‬كما ه ��ي �سوي�سرا ‪� -‬إن لم تكن كحل نهائي‪،‬‬ ‫عندئذ بالت�أكيد تكون م�سارا" قابال" للحياة في‬ ‫فهي ٍ‬ ‫�أوقات الأزمات والمراحل الإنتقالية‪.‬‬ ‫بعب ��ارة �أخ ��رى‪ ،‬يمكن �أن تك ��ون �سوي�س ��را نموذجا"‬ ‫لإمكاني ��ة والدة الوالي ��ات المتح ��دة الأوروبي ��ة‪ ،‬م ��ع‬ ‫العدي ��د من المع ّلقي ��ن‪ ،‬مثل المنظري ��ن ال�سيا�سيين‬ ‫يورغن هابرما�س و�أمبرتو �إيكو وال�سيا�سيين فران�سوا‬ ‫هوالند‪ ،‬وماريو مونتي‪ ،‬و�أنجيال ميركل‪ ،‬يعتقدون �أن‬ ‫ثمة حاج ��ة الى التغلب عل ��ى الأزم ��ة الأوروبية‪ .‬على‬ ‫ال�صعيد الوطن ��ي الفائق‪ ،‬ف�إن النم ��وذج ال�سوي�سري‬ ‫�س ��وف يخل ��ق �إتح ��ادا" �سيا�سي ��ا" م ��ن دون تجان�س‬ ‫الثقاف ��ات والهوي ��ات والقواني ��ن‪ .‬ويمك ��ن �أن ير�أ�س‬ ‫الإتح ��اد الأوروبي مجل�س ��ا" مثل �سوي�س ��را‪ ،‬مع عدم‬ ‫وج ��ود زعي ��م واح ��د‪ .‬بدال" م ��ن الحكم م ��ن فوق –‬ ‫�سن ��وات �ضوئية بعيدا" م ��ن المواطني ��ن الأوروبيين‬ ‫– يمكن للحكومات �أن تعر�ض العديد من الق�ضايا‬ ‫الممكنة على الت�صويت الم�شترك لجميع المواطنين‬ ‫الأوروبيي ��ن من جمي ��ع الدول الأع�ض ��اء ال ‪ .27‬ومن‬ ‫�ش�أن هذا الإقتراع تعزيز م�شاعر المجتمع‪ ،‬والم�صير‬ ‫الم�شت ��رك‪ ،‬والهوية الم�شتركة‪ .‬ومن �ش�أنه �أن ي�ساعد‬ ‫�أي�ض ��ا" على �إن�ش ��اء ذاك ��رة م�شتركة تاريخي ��ة �أكثر‬ ‫واقعي ��ة‪� .‬إذا ك ��ان الإ�ستق ��رار وال�س�ل�ام‪ ،‬والإزدهار‬ ‫هو الهدف في �سوي�س ��را‪ ،‬فقد حان الوقت لأوروبا �أن‬ ‫ت�أخذ نموذج هذه البالد �إلى القلب‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪53‬‬


Ad-Diplomasi News Report monthly distributes critical analysis of events in the Arab world and the Middle East, to its subscribers among the top Arab decision makers, government officials, diplomats, journalists and business leaders. Ad-Diplomasi News Report analysis goes beyond the event, to provide the information and assessments needed to understand intelligently what is going on, in the ever changing Middle East political, military and economic scene. Ad-Diplomasi News Report始s writers have an impeccable reputation as experts in Arab affairs and, their work is widely quoted by the international media. Ad-Diplomasi News Report is published from LONDON in Arabic as well as in English by Focus Press (UK) Limited. Founded in 1996. Editor Raymond Atallah.

P.O.Box: 138, Chelsea, London, SW3 6BH ENGLAND Tel: +44 (0) 20 72861372 Fax: +44 (0) 20 72661479 E-mail: ad-diplomasi@btconnect.com Website: http: //www.ad-diplomasi.com

NO RELUCTANCE IN SEEKING HOT ISSUES

No Hesitation In Telling Hard Truth


‫امل�صارف‬

‫�رشكات الت�أمني‬

‫�رشكات الإ�ستثمار‬

‫من األسواق‬

‫جوزف طربيه‪ :‬الإجراءات الأميركية‬ ‫لم تتعر�ض لقطاعنا الم�صرفي‬ ‫بع ��د يومي ��ن عل ��ى �إته ��ام وزارة الخزان ��ة‬ ‫االميركي ��ة �شركتي �صيرف ��ة لبنانيتين بتبيي�ض‬ ‫�أم ��وال لم�صلح ��ة "ح ��زب اهلل"‪ ،‬ك ��ان لرئي�س‬ ‫جمعي ��ة الم�ص ��ارف اللبنانية الدكت ��ور جوزف‬ ‫طربي ��ه تو�ضيح �أعق ��ب بيانا" �ص ��در عن نقابة‬ ‫ال�ص ّرافي ��ن في لبن ��ان‪ .‬ف�أكد طربي ��ه ل "وكالة‬ ‫الأنب ��اء المركزي ��ة" �أن الإج ��راءات الأميركي ��ة‬ ‫لم تتعر� ��ض للقطاع الم�صرف ��ي اللبناني ال من‬ ‫قريب وال م ��ن بعيد‪" ،‬لأن المو�ضوع م�ستقل عن‬ ‫ح�صنت نف�سها منذ مدة طويلة‬ ‫الم�صارف التي ّ‬ ‫من خ�ل�ال �إعتم ��اد �أف�ض ��ل التدابي ��ر لمكافحة‬ ‫تبيي�ض الأموال‪ ،‬والإبتعاد من كل العمليات غير‬ ‫الوا�ضح ��ة التي من �ش�أنها �إلق ��اء ال�شكوك حول‬ ‫العمل الم�صرفي في لبنان "‪.‬‬ ‫وعن كيفي ��ة التعامل مع الإج ��راءات الأميركية‬ ‫الأخي ��رة في حق �شركت ��ي "رميتي" و "حالوي"‬ ‫لل�صيرفة‪ ،‬ر�أى طربي ��ه انه ال بد من �أن يمار�س‬ ‫�أ�صح ��اب ال�شركتين ح ��ق الدفاع ع ��ن �أنف�سهم‬ ‫عبر �إجراءات قانونية يتيحها الق�ضاء الأميركي‬ ‫الذي يف�س ��ح المجال لكل من له �إدعاء �أو دفاع‪،‬‬ ‫لإظه ��ار الحقيق ��ة‪" .‬فاللج ��وء �إل ��ى الق�ضاء هو‬ ‫الأم ��ر الم�ش ��روع والطريق ال�سلي ��م لدح�ض �أية‬ ‫تهم ��ة"‪ .‬و�أ�ش ��ار ال ��ى �أن التعاطي بي ��ن القطاع‬ ‫الم�صرف ��ي وبي ��وت ال�صيرفة في لبن ��ان �أ�صبح‬ ‫مح ��دودا" جدا" نتيجة �إجراءات فر�ضها لبنان‬

‫�أعلن بنك بيروت في بي���ان‪� ،‬أن مجلة "يوروموني"‬ ‫�إختارته "�أف�ضل م�صرف محل���ي للخدمات الخا�صة‬ ‫ب�أ�صح���اب الث���روات ل�سن���ة ع���ام ‪ ،"2013‬وت�سلم‬ ‫الجائزة في الحفل ال���ذي �أقامته المجلة �أخيرا" في‬ ‫العا�صم���ة البريطاني���ة لندن لتوزي���ع ت�صنيفاتها‬ ‫وجوائزه���ا للخدم���ات الم�صرفية الخا�ص���ة و�إدارة‬ ‫الث���روات‪ .‬وج���اءت ه���ذه الجائ���زة لتع���زز مكان���ة‬ ‫الم�صرف في مج���ال �إدارة الثروات‪ ،‬علما �أن جوائز‬ ‫"يوروموني" هي من الأبرز عالميا" في هذا المجال‪،‬‬ ‫وت�شم���ل نح���و ‪ 60‬دول���ة كل �سن���ة‪ .‬ويت���م �إختيار‬ ‫الفائزين عبر لجنة تحكيم من الخبراء العاملين في‬ ‫قطاع الخدمات الم�صرفية الخا�صة‪.‬‬

‫جوزف طربيه‬

‫و�أخ ��رى قيد الإعداد ف ��ي مجل�س النواب وتتعلق‬ ‫بالعملي ��ات النقدي ��ة الت ��ي م ��ن المفتر� ��ض �أن‬ ‫تخ�ضع لرقابة مت�ش ��ددة‪ .‬وال بد لدور ال�صيرفة‬ ‫من اتباعها بدقة حماية لنف�سها "‪.‬‬ ‫وقال طربيه �إن القطاع الم�صرفي الذي "يعمل‬ ‫�ضم ��ن الظ ��روف الدقيق ��ة‪� ،‬أ�صب ��ح متمكن ��ا"‬ ‫ج ��دا" و�أف�ضل م ��ن �أي قط ��اع م�صرف ��ي �آخر‪،‬‬ ‫حي ��ال كل الإجراءات والإلتزامات التي يفتر�ض‬ ‫بالم�صارف متابعتها ومواكبتها لتبقى في م�أمن‬ ‫ع ��ن �أي �إ�شك ��االت �أو مالحق ��ات"‪ .‬و�أ�ش ��ار الى‬ ‫�أنن ��ا "تابعنا العام الما�ض ��ي �إجراءات مت�شددة‬ ‫�إتخ ��ذت في ح ��ق م�ص ��ارف دولية ف ��ي الغرب‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص ��ا" من ال�سلطات المالي ��ة الأميركية‪،‬‬ ‫مم ��ا يدل عل ��ى وجود ت�شدد كبي ��ر يلحق بالعمل‬ ‫الم�صرفي والمالي"‪.‬‬

‫"�إت�ش‪� .‬إ�س‪ .‬بي‪� .‬سي" يخطط لإلغاء ‪ 1149‬وظيفة في بريطانيا‬ ‫ف ��ي موج ��ة جديدة من ت�سري ��ح العمالة بغية خف�ض النفق ��ات وتقلي�ص حجم �أكبر بن ��ك في �أوروبا‪،‬‬ ‫يخط ��ط بنك "�إت�ش‪� .‬إ�س‪ .‬بي‪� .‬سي" لإلغاء ‪ 1149‬وظيفة في بريطانيا‪ ،‬وذلك في �سياق خطة �إنعا�ش‬ ‫و�ضعه ��ا الرئي�س التنفيذي للبنك �ستيوارت جاليفر لخف�ض النفقات وزيادة العائدات والتركيز على‬ ‫الأن�شطة المربحة‪ .‬و�إذ �أ�شار الم�صرف ان ‪ 3166‬موظفا" في بريطانيا �سيت�أثرون بالخطط الأخيرة‪،‬‬ ‫توقع �إعادة توزيع ما يزيد قليال" على �ألفي موظف‪.‬‬ ‫وك ��ان الم�صرف �إ�ستغنى العام الما�ضي ع ��ن ‪ 2200‬موظف في بريطانيا‪ ،‬علما" �أنه يوظف ما يزيد‬ ‫قلي�ل�ا" عل ��ى ‪� 47‬ألف موظف في بريطاني ��ا �أو نحو ‪� 40‬ألف موظ ��ف ب�إ�ستثناء العاملي ��ن في �أن�شطة‬ ‫الإ�ستثمار الم�صرفية ومقره الرئي�سي‪.‬‬ ‫و�ستج ��ري غالبية عملي ��ة الت�سريح في �إدارة الثروات‪� ،‬إذ �أكد الم�صرف �أنه �سينقل م�ست�شارين منها‬ ‫�إلى �أن�شطة التجزئة الم�صرفية �إعتبارا" من حزيران (يونيو)‪.‬‬

‫ق���ال م�ص���در ف���ي مجل����س �إدارة جمعي���ة م�صارف‬ ‫لبن���ان �إن الم�صارف �ستعمد خ�ل�ال الفترة المقبلة‬ ‫�إل���ى �إع���ادة االكتتاب ب���كل ال�سن���دات الم�ستحقة‬ ‫لكنها ل���ن تزيد اكتتاباتها في �سندات جديدة لأن‬ ‫ا�ستراتيجيتها خالل المرحلة المقبلة �أال تنخرط في‬ ‫زيادة دينها مع الدول���ة اللبنانية‪ .‬وبالتالي‪ ،‬يقول‬ ‫الم�صرفي‪� ،‬إن عل���ى وزارة المال �إخ�ضاع العجز �إلى‬ ‫�سقف مح ّدد �أو البحث عن م�صادر تمويل �أخرى‪.‬‬ ‫يعت���زم بنك قطر الوطني‪� ،‬أكب���ر بنك قطري‪� ،‬إ�صدار‬ ‫�سندات لأجل ‪� 7‬سنوات بقيم���ة ‪ 500‬مليون دوالر‪،‬‬ ‫ف���ي �صفق���ة عاجلة تتم ف���ي يوم واح���د لالفادة من‬ ‫الظروف المواتية في �س���وق ال�سندات‪ .‬وحدد البنك‬ ‫ال�سعر الإ�ستر�شادي النهائ���ي لل�صفقة ب ‪ ٪3‬وهو‬ ‫�أقل م���ن ال�سعر الإ�ستر�شادي الأول���ي ال�سابق‪ ،‬وبلغ‬ ‫‪ ٪3,125‬مما ي�شير �إلى طلب قوي من الم�ستثمرين‪.‬‬ ‫وقد ي�أتي ال�سع���ر النهائي لل�صفقة �أقل �أو �أكثر من‬ ‫‪ ٪3‬بنقطت���ي �أ�سا����س‪ .‬وافادت الم�ص���ارف المرتبة‬ ‫للإ�صدار لإبالغ الم�ستثمري���ن بال�سعر الإ�ستر�شادي‬ ‫النهائ���ي‪� ،‬أن قيم���ة طلب���ات الإكتت���اب تج���اوزت‬ ‫الملي���اري دوالر‪ .‬وي�ص���در قط���ر الوطن���ي �سن���دات‬ ‫بالحجم القيا�سي الذي ال يقل عادة عن ‪ 500‬مليون‬ ‫دوالر للإف���ادة من �أ�سع���ار الفائ���دة المنخف�ضة في‬ ‫الح�ص���ول على تمويل طويل الأمد‪ ،‬وهو ما �سي�ساعد‬ ‫الم�صرف في تطويل �آجال �إ�ستحقاق ديونه‪.‬‬ ‫�أعلن بنك "�ستاندرد ت�شارترد"‪ ،‬تعيين دان القزي‬ ‫رئي�سا" تنفيذيا" لعملياته في لبنان‪ ،‬ليكون بذلك‬ ‫�أول لبنان���ي يدير �أعمال الم�ص���رف و�إ�ستراتيجيته‬ ‫في ال�سوق المحلية‪ .‬وقبل توليه مهماته الجديدة‪،‬‬ ‫�شغل الق���زي من�صب الرئي����س الإقليمي للأ�سواق‬ ‫العالمية والرئي����س الم�شارك للخدمات الم�صرفية‬ ‫لل�ش���ركات ف���ي منطقة ال�ش���رق الأو�س���ط و�شمال‬ ‫�أفريقيا وباك�ستان للم�صرف‪ ،‬ومركزه دبي‪.‬‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪55‬‬


‫البور�صات العربية والدولية‬

‫�أخبار �أ�سواق المال‬

‫العمالت‬

‫المؤشر‬

‫مجرمو الإنترنت و�صناعة الخدمات المالية‬ ‫دول مجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي‪ ،‬الت ��ي تن ��ام عل ��ى ث ��روة م ��ن الم ��وارد‬ ‫الطبيعي ��ة و�إزده ��ار الإ�ستثمار‪ ،‬ت�ستعد لتحقيق �أق�ص ��ى قدر من الفر�ص‬ ‫الكامن ��ة الت ��ي يقدمه ��ا العال ��م الإلكترون ��ي الرقم ��ي‪ .‬م ��ع تمتعه ��ا بنمو‬ ‫�إقت�ص ��ادي ق ��وي وزي ��ادة كبيرة في �إنت�ش ��ار الإنترنت على م ��دى ال�سنوات‬ ‫القليل ��ة الما�ضي ��ة‪� ،‬شه ��دت منطق ��ة ال�ش ��رق الأو�س ��ط نم ��وا" هائال" في‬ ‫حقل الإت�صال بالإنترن ��ت وبالمثل في الأن�شطة الإجرامية الإلكترونية‬ ‫"ال�سيبراني ��ة" (‪ .)cyber criminal activities‬المنهجي ��ة القوي ��ة‬ ‫ل�سيا�س ��ة الأم ��ن "ال�سيبران ��ي" ت�ساع ��د الم�ؤ�س�س ��ات عل ��ى الإ�ستفادة من‬ ‫موارده ��ا والح ��د م ��ن مواط ��ن ال�ضع ��ف‪ .‬كم ��ا �أنه ��ا توفر وح ��دة الهدف‪،‬‬ ‫مانح� � ًة المنظم ��ات والم�ؤ�س�س ��ات �إمكاني ��ة ر�س ��م وتحقيق �أه ��داف الأمن‬ ‫الإلكترون ��ي "ال�سيبران ��ي" عل ��ى الم ��دى الطوي ��ل‪ .‬عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أن‬ ‫البن ��وك ق ��د و�ضعت فعلي ��ا" الكثير م ��ن الجهود ل�صد هجم ��ات قرا�صنة‬ ‫الكمبيوتر‪ ،‬يجب على �صناعة الخدمات المالية بذل المزيد من الجهد‬ ‫والعمل‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن هن ��اك �إتجاه ��ات ع�ش ��رة ه ��ي الأعل ��ى للأم ��ن الإلكترون ��ي‬ ‫"ال�سيبران ��ي" للخدم ��ات المالي ��ة والت ��ي يج ��ب �إعتباره ��ا ف ��ي ال�ش ��رق‬ ‫الأو�سط لعام ‪ 2013‬هي‪:‬‬ ‫‪ .1‬يج ��ب عل ��ى العالم العرب ��ي عامة‪ ،‬والخليج بخا�ص ��ة‪ ،‬و�ضع نهج �شامل‬ ‫لإدارة فعاّل ��ة لقدرات ��ه الإلكتروني ��ة المتط ��ورة‪ .‬يج ��ب عل ��ى �أ�صح ��اب‬ ‫الم�صلح ��ة في قط ��اع الخدمات المالي ��ة �إعتماد نهج تعاون ��ي مع �أهداف‬ ‫مر�سوم ��ة بو�ض ��وح‪ ،‬ومب ��ادرات ومقايي� ��س ت�ؤي ��د جه ��ود جمي ��ع الأطراف‬ ‫لمعالج ��ة خم�س ركائز �إ�ستراتيجية ه ��ي‪ :‬ال�سيا�سة‪ ،‬والنا�س‪ ،‬والعمليات‪،‬‬ ‫والتكنولوجيا‪ ،‬والإدارة‪.‬‬ ‫‪ .2‬هجم ��ات تعطي ��ل البيان ��ات ق ��د ت�صب ��ح هجم ��ات تدمي ��ر البيان ��ات‪.‬‬ ‫الجماع ��ات المتطرف ��ة الت ��ي‪ ،‬عندم ��ا ُتح ��رم م ��ن الح�صول عل ��ى �أ�سلحة‬ ‫دم ��ار �شامل‪� ،‬سوف ت�ستخدم الإنترنت ك"�س�ل�اح تعطيل �شامل"‪ .‬ممثلو‬ ‫التهدي ��د الذي ��ن يودّون تعطيل العمليات التجاري ��ة لم�ؤ�س�سة ما للإدالء‬ ‫ببيان �سوف ي�ستخدمون �أي�ضا" تدمير البيانات والمعلومات للت�أكد من‬ ‫�أنهم يحدثون ت�أثيرا" ‪.‬‬ ‫‪ .3‬ال ��دول القومي ��ة والجه ��ات ال ُمه� �دِّدة �أ�صبحت ��ا �أكث ��ر تعقي ��دا"‪ .‬ينبغي‬ ‫عل ��ى �صناع ��ة الخدمات المالية �أن تفهم تمام ��ا" طبيعة التهديد ب�أكمله‬ ‫وم ��ا يعنيه هذا من حيث توظيف الأ�شخا�ص المنا�سبين‪ ،‬والتكنولوجيا‪،‬‬ ‫والعمليات ل�ضمان �إ�ستمرارية الأعمال و�إدارة منا�سبة للمخاطر‪.‬‬ ‫‪ .4‬البن ��وك تتب ��ادل المعلوم ��ات فعليا"‪ ،‬ولك ��ن معايير جدي ��دة لل�صناعة‬ ‫يمكنه ��ا �أن ت�صب ��ح "معلم ��ا"" �شرطي ��ا" يج ��ب �أن تفي ��ه الم�ؤ�س�س ��ات قبل‬ ‫الموافق ��ة عل ��ى منحه ��ا �إمكاني ��ة الو�ص ��ول �إل ��ى المعلوم ��ات الحكومي ��ة‬ ‫الح�سا�س ��ة‪ .‬يجب �أن تق ّر ال�صناع ��ة والحكومة معا" وتعالجا الم�ؤ�س�سات‬ ‫كج ��زء م ��ن البني ��ة التحتية الحيوي ��ة في البالد لأن ��ه �إذا ت ��م �إختراق �أي‬ ‫بن ��ك �أو م�ؤ�س�سة يمكن �أن تكون لذلك �آثار متتالية �شديدة على �إ�ستقرار‬ ‫الب�ل�اد‪ .‬قادة دول مجل�س التعاون الخليج ��ي الذين يتعاونون بنجاح مع‬ ‫‪54‬‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫�أ�صحاب الم�صلحة الرئي�سيين لخلق ر�ؤية متكاملة للف�ضاء الإلكتروني‬ ‫�سوف ت�ساعد على النمو الإقت�صادي الإقليمي‪.‬‬ ‫‪ .5‬النم ��و االقت�ص ��ادي الإقليم ��ي �آخ ��ذ ف ��ي الت�س ��ارع‪ .‬ونظ ��را" ال ��ى زيادة‬ ‫�إمكاني ��ة الو�ص ��ول �إل ��ى الإت�ص ��االت المتقدم ��ة وال�شبك ��ة الإلكتروني ��ة‬ ‫الدولي ��ة تح ّول ��ت دول مجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي ب�سرع ��ة ال ��ى محاور‬ ‫التموي ��ل العالم ��ي‪ .‬يج ��ب عل ��ى �ش ��ركات الخدم ��ات المالي ��ة �أن ّ‬ ‫توظ ��ف‬ ‫ق ��درة �إ�ستخباراتية للتهديد �أكث ��ر تنب�ؤا" بحيث تتناول مخاطر �أعمالها‬ ‫الفردي ��ة الخا�ص ��ة (وكذل ��ك مخاطر ال�صناع ��ة)‪ ،‬ومكافح ��ة التهديدات‬ ‫المحتملة الحقيقية‪.‬‬ ‫‪ .6‬معظ ��م الم�ؤ�س�س ��ات ت�شت ��ري الكثي ��ر م ��ن تكنولوجي ��ا المعلوم ��ات‬ ‫وخدماته ��ا م ��ن المنتجي ��ن الذي ��ن يمك ��ن �أن يرث ��وا نق ��اط �ضع ��ف‪ .‬لقد‬ ‫�أ�صبح ��ت الم�ؤ�س�س ��ات �أكث ��ر تركي ��زا" عل ��ى الإحتياج ��ات الأمني ��ة له�ؤالء‬ ‫الموردي ��ن وبالتال ��ي �إ�ش ��راك �أط ��راف ثالث ��ة م�ستقلة لتقوي ��م المخاطر‬ ‫حول هذه المنتجات والخدمات‪.‬‬ ‫‪ .7‬التو�س ��ع الديناميك ��ي للعال ��م الإلكترون ��ي الرقم ��ي‪ ،‬والج ��وال‪،‬‬ ‫و"البرودباند"‪ ،‬والإت�صاالت ال�شبكية في دول مجل�س التعاون الخليجي‬ ‫ه ��ي مثي ��رة لكنها �شاق ��ة‪ .‬يجب على مجال� ��س الم�ؤ�س�س ��ات المالية �إن�شاء‬ ‫و�إحت�ض ��ان الثقاف ��ة الت ��ي تعت ��رف بمخاط ��ر التكنولوجي ��ا المتط ��ورة و‬ ‫بم�شارك ��ة المعلوم ��ات ع ��ن الح ��وادث عب ��ر ه ��ذه ال�صناع ��ة ب�ش ��كل �أكث ��ر‬ ‫�صراحة‪ ،‬مع مزودي التكنولوجيا‪ ،‬وم�ؤ�س�سات �إنفاذ القانون والحكومة‪.‬‬ ‫‪� .8‬ص ��ارت التكنولوجي ��ات الإجتماعي ��ة والمحمول ��ة �أكث ��ر فعالي ��ة م ��ن‬ ‫حي ��ث التكلف ��ة لذا على الم�ؤ�س�س ��ات �أن ال تتجاهله ��ا‪� .‬إن �إدارة المخاطر‬ ‫والتخفيف من �آثارها يتطوران �إلى مراقبة �أف�ضل لكيفية "�سفر" بيانات‬ ‫ال�شركات عبر هذه ال�شبكات التي ال حدود لها‪ ،‬و�ضمان تعليم الموظفين‬ ‫عل ��ى م�س�ؤولي ��ات الم�ؤ�س�سات في ت�أمين �أمن مث ��ل هذه البيانات‪ .‬العديد‬ ‫من حكومات دول مجل�س التعاون والكيانات التجارية تقوم الآن بتعزيز‬ ‫الإت�صاالت القائمة بينها وبين الهياكل الأ�سا�سية للبيانات‪.‬‬ ‫‪� .9‬ضم ��ان الهوي ��ة ال�سليم ��ة لل�شخ�ص الم�أذون هو مفت ��اح رئي�سي يجري‬ ‫تناوله عب ��ر ال�صناعات‪ .‬غالبية الجهات ال ُمه� �دِّدة ت�ستخدم �إ�ستراتيجية‬ ‫مث ��ل الت�ص ّي ��د للو�صول �إلى ال�شب ��كات والمعلومات م ��ن خالل الح�صول‬ ‫عل ��ى �أوراق �إعتماد الموظف الم� ��أذون ال�صالح لل�شركة‪ ،‬بحيث يمكنها �أن‬ ‫تعم ��ل م ��ن دون �إكت�شاف �أمره ��ا‪� .‬سوف ت�ستم ��ر ال�شركات ف ��ي الإ�ستثمار‬ ‫بكثاف ��ة ف ��ي �ضم ��ان عم ��ل الم�ستخدمي ��ن المعتمدي ��ن وتتب ��ع ن�ش ��اط‬ ‫الم�ستخ ��دم غي ��ر العادي ��ة للك�ش ��ف ع ��ن وثائ ��ق التفوي� ��ض الم�سروقة �أو‬ ‫التهديد من الداخل‪.‬‬ ‫‪� .10‬إن �صناع ��ة الخدم ��ات المالي ��ة ت�ستثم ��ر بحكم ��ة ف ��ي حماي ��ة �أ�صول‬ ‫المعلوم ��ات‪ ،‬و�س ��وف ت�ستمر في �إ�ستخدام معايي ��ر ال�صناعة لفهم كيفية‬ ‫�إ�ستثم ��ار مناف�سيه ��ا والموردين في الم ��وارد الب�شري ��ة والعمليات و�إدارة‬ ‫المخاطر الإلكترونية "ال�سيبرانية"‪.‬‬ ‫لندن ‪ -‬عبد الحميد الفراتي‬


‫�أبو ظبي ‪� -‬سليم �سلوم‬ ‫ل ��م يب ��د�أ الم�صرفي ��ون الإماراتي ��ون‬ ‫ال�ص ��راخ بعد ف ��وق �سط ��وح المنازل‪،‬‬ ‫ولك ��ن النظ ��رة الم�ستقبلي ��ة لقطاعهم ف ��ي العام‬ ‫‪ 2013‬تبدو م�شرقة و�أف�ضل مما كانت عليه لخم�س‬ ‫�سن ��وات م�ضت‪ .‬لقد �إ�ستوع ��ب العديد من البنوك‬ ‫الإماراتية مخ�ص�ص ��ات خ�سائر القرو�ض الكبيرة‬ ‫في ال�سن ��وات ال�سابق ��ة‪ ،‬وبد�أ الإع�ل�ان عن بع�ض‬ ‫الأرب ��اح العالي ��ة فيم ��ا الأخب ��ار الإقت�صادية التي‬ ‫تن�ساب في ال�سوق تبدو �أكثر �إيجابية‪.‬‬ ‫�سجل بن ��ك �أبوظبي الوطن ��ي‪� ،‬أكبر م�صرف‬ ‫لق ��د ّ‬ ‫ف ��ي البالد م ��ن حيث القيم ��ة ال�سوقي ��ة‪ ،‬ن�سبة ‪55‬‬ ‫ف ��ي المئة في الف�صل الأخير م ��ن العام ‪ 2012‬في‬ ‫�صافي الأرب ��اح محققا" ‪ 1.12‬مليار درهم (‪305‬‬ ‫ماليي ��ن دوالر) عل ��ى خلفي ��ة �إرتف ��اع الدخ ��ل من‬ ‫الإ�ستثم ��ار و�إنخفا�ض ف ��ي الر�س ��وم ال�سيئة‪ .‬وبلغ‬ ‫مجم ��وع الأرب ��اح ال�سنوية ‪ 4.33‬ملي ��ارات درهم‪،‬‬ ‫بزي ��ادة ‪ 16.8‬في المئة من ‪ 3.71‬مليارات درهم‬ ‫في العام ‪ ،2011‬كما �أفاد بنك �أبوظبي الوطني‪.‬‬ ‫وبلغ �صاف ��ي المخ�ص�صات المحت�سبة خالل الربع‬ ‫الأخي ��ر م ��ن الع ��ام الفائ ��ت ‪ 365‬ملي ��ون دره ��م‪،‬‬ ‫ب�إنخفا� ��ض ‪ 24‬ف ��ي المئة ع ��ن الفت ��رة نف�سها من‬ ‫العام الذي �سبقه‪ .‬ولكن ي�شير البنك �إلى �أن النمو‬ ‫كان على قاعدة عري�ضة‪.‬‬ ‫"ج ��اء النمو من جميع مج ��االت �أعمالنا"‪ ،‬يقول‬ ‫ماي ��كل ميل ��ر‪ ،‬مدي ��ر عالق ��ات الم�ستثمري ��ن في‬ ‫بن ��ك �أبوظبي الوطن ��ي‪�" .‬إننا ن�شهد نم ��وا" قويا"‬ ‫م ��ن ال�شركات الدولي ��ة في حين كان ��ت ال�شركات‬ ‫المحلي ��ة لدين ��ا ثابتة غي ��ر متغ ّيرة ن�سبي ��ا"‪ ،‬مما‬ ‫يعك�س الظ ��روف المحلي ��ة الأكثر �صرام ��ة‪ .‬وجاء‬ ‫النم ��و نتيجة مزي ��ج من �إرتف ��اع �صاف ��ي �إيرادات‬ ‫الفوائ ��د و�صاف ��ي الدخل م ��ن الإ�ستثم ��ار و�صافي‬ ‫الر�سوم والعموالت"‪.‬‬ ‫و�أعل ��ن مقر�ضون �إماراتي ��ون رئي�سيون �آخرون عن‬ ‫بع� ��ض الأرباح القوية �أي�ض ��ا"‪ .‬و�أظهر بنك الخليج‬ ‫الأول زيادة ن�سب ��ة ‪ 12‬في المئة في �صافي الأرباح‬ ‫�إل ��ى ‪ 4.15‬ملي ��ارات دره ��م‪ ،‬مدفوع ��ا" ب�أرب ��اح‬ ‫الف�ص ��ل الأخير م ��ن ‪ 2012‬البالغة ملياري درهم‪،‬‬ ‫ي�سجله‬ ‫وه ��و �أقوى �أرقام الإيرادات الف�صلية الذي ّ‬ ‫البنك في تاريخه‪.‬‬ ‫وكان بنك الإمارات دب ��ي الوطني �أعلن عن زيادة‬ ‫�أكث ��ر توا�ضع ��ا"‪ ،‬ثالث ��ة ف ��ي المئ ��ة‪ ،‬ف ��ي �أرباحه‬ ‫ال�صافية لل�سنة المنتهي ��ة �أي ‪ 2.6‬ملياري درهم‪،‬‬

‫محافظ الم�صرف المركزي �سلطان بن نا�صر ال�سويدي‪:‬‬ ‫‪ 5‬قرارات جديدة قبل نهاية العام‬

‫قامت الم�صارف الإماراتية‬ ‫ب�أعمالها بطريقة �صحيحة‪ ،‬لقد و�صلت‬ ‫ن�سب القرو�ض �إلى الودائع في نطاق‬ ‫النظام الى ‪ 95‬في المئة في ت�شرين‬ ‫الأول (�أكتوبر) ‪ ،2012‬مقابل ‪100‬‬ ‫في المئة في بداية العام‬ ‫الواقع �أن �سداد ر�أ�س المال‬ ‫االذي و�ضعته الدولة خالل الأزمة‬ ‫المالية هو التحدي الرئي�س الذي‬ ‫يواجه البنوك هذا العام‪ ،‬لكن هناك‬ ‫�أي�ضا" فر�ص الإقرا�ض الكبيرة التي‬ ‫�سوف ت�أتي في المقدمة‬ ‫على الرغم من �أن الأرب ��اح الت�شغيلية لل�سنة بلغت‬ ‫ن�سبة ‪ 82‬ف ��ي المئة‪ ،‬كما يفي ��د البنك‪ .‬الم�صرف‬ ‫ال ��ذي يق ��ع مقره في دب ��ي يقول ان ��ه ع ّو�ض �ضغط‬ ‫�إنت�ش ��ار القرو�ض بنمو الدخل من ر�سوم �أقوى على‬ ‫مدار ال�سنة‪.‬‬ ‫ب�شكل ع ��ام‪ ،‬قامت الم�ص ��ارف ب�أعمالها بطريقة‬ ‫�صحيحة‪ .‬لقد و�صلت ن�س ��ب القرو�ض �إلى الودائع‬ ‫في نطاق النظ ��ام الم�صرفي الى ‪ 95‬في المئة في‬ ‫ت�شري ��ن الأول (�أكتوب ��ر) ‪ ،2012‬مقاب ��ل ‪ 100‬في‬

‫المئة في بداية العام‪.‬‬ ‫وي ��رى مح ّلل ��ون مالي ��ون �أن التح�سين ��ات م�ستمرة‬ ‫في الع ��ام ‪�" .2013‬إتخذت البنوك �أحكاما" مهمة‬ ‫�ض ��د القرو� ��ض ال�سيئة وم ��ا يحدث الآن ه ��و �أنها‬ ‫ت�أخذ �أحكاما" �أق ��ل‪ ،‬وبالتالي ف�إن النتيجة هي �أن‬ ‫تتح�سن تدريجا"‬ ‫الربحية في النظ ��ام الم�صرفي ّ‬ ‫و�سي�ستم ��ر هذا االتج ��اه"‪ ،‬يقول جيا� ��س غوكنت‪،‬‬ ‫كبير الإقت�صاديين في بنك �أبوظبي الوطني‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من الأخبار الج ّيدة والأف�ضل عموما"‬ ‫عن الأرباح‪ ،‬ف� ��إن بنوك الإم ��ارات لم تخرج حتى‬ ‫الآن م ��ن غاب ��ة الم�شاكل‪ .‬ال ت ��زال هناك تحديات‬ ‫جودة الأ�ص ��ول‪ ،‬وال �سيما بالن�سبة الى الم�ؤ�س�سات‬ ‫الت ��ي مقرها دبي‪ .‬وتتوقع وكالة الت�صنيف الدولية‬ ‫"موديز" �أن تبقى م�ستويات القرو�ض المتع ّثرة في‬ ‫م�ص ��ارف الإم ��ارات مرتفعة‪ ،‬مدفوع ��ة بتعر�ضها‬ ‫لمجموع ��ة كبي ��رة ومرهقة م ��ن �إ�ص ��دارات مالية‬ ‫ذات �صل ��ة بالحكومة و�ضعف �إرث ال�شركات ‪ -‬في‬ ‫المق ��ام الأول المت�صلة بالعق ��ارات ‪ -‬التي ال تزال‬ ‫نا�شئ ��ة تح ��اول العودة ال ��ى الحياة بع ��د محاوالت‬ ‫فا�شلة لإعادة هيكلة في وقت �سابق من الأزمة‪.‬‬ ‫وتتوق ��ع "مودي ��ز" �أي�ضا" �أن ت�ستم ��ر نقاط �ضعف‬ ‫هيكلي ��ة مح ��ددة ف ��ي تقوي�ض نظ ��ام وا�س ��ع لأداء‬ ‫البنوك خالل فترة التوقعات والتي تتراوح بين ‪12‬‬ ‫ال ��ى ‪� 18‬شهرا"‪ .‬وترى الوكالة الدولية �أن موا�ضيع‬ ‫مث ��ل ال�شفافية المحدودة‪ ،‬وتع ّر� ��ض �أطراف ذات‬ ‫عالق ��ة كبي ��رة‪ ،‬والتركيز عل ��ى القرو� ��ض العالية‬ ‫والودائ ��ع �س ��وف ي�ستمر في ترك بن ��وك الإمارات‬ ‫معر�ضة لمخاطر الإئتمان الخا�صة‪� .‬ستبقى جودة‬ ‫الأ�ص ��ول فقيرة م ��ع ن�سبة القرو� ��ض المتعثرة �إلى‬ ‫�إجمال ��ي القرو�ض في نط ��اق ‪� 10‬إلى ‪ 12‬في المئة‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪ ،2012‬و�إنخفا�ض هام�ش ��ي فقط هذا‬ ‫العام‪.‬‬ ‫م ��ن جهتها �إتخ ��ذت ال�سلط ��ات تدابي ��ر �إ�ستباقية‬ ‫لدع ��م القطاع الم�صرف ��ي‪ ،‬من طري ��ق الحد من‬ ‫الم�ضارب ��ة والتعر�ض للمخاطر‪ .‬ف ��ي كانون الأول‬ ‫(دي�سمب ��ر) الما�ضي �أ�صدر البن ��ك المركزي في‬ ‫الإم ��ارات تعميم ��ا" �أعلن فيه �أنه �س ��وف يحد من‬ ‫الإقرا�ض العقاري وجعل ن�سبة القر�ض �إلى القيمة‬ ‫‪ 50‬ف ��ي المئة لم�شت ��ري العق ��ارات الأجانب للمرة‬ ‫الأول ��ى‪ ،‬و�إل ��ى ‪ 40‬في المئ ��ة للعق ��ارات الثانية �أو‬ ‫الالحقة للم�شترين‪.‬‬ ‫مع ذل ��ك‪ ،‬تحدّى �إتحاد م�ص ��ارف االمارات خطة‬ ‫�سقف البنك المرك ��زي‪ ،‬مقترحا" بدال" من ذلك‬ ‫�أن يك ��ون �سقف تمويل العق ��ارات للمواطنين ‪%80‬‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪57‬‬


‫�أ�سواق المال‬

‫مصارف‬

‫بعد خم�س �سنوات عجاف‬

‫مصارف اإلمارات تجتاز أزمتها وتتهيأ لنمو جديد‬ ‫�أكد تقرير "القدرة التناف�سية للقطاع‬ ‫الم�صرفي ف��ي دول مجل�س التعاون‬ ‫الخليجي"‪ ،‬ال��ذي �أ�صدره م�صرف‬ ‫ابوظب��ي اال�سالم��ي ف��ي بداية هذا‬ ‫الع��ام‪� ،‬أن القط��اع الم�صرف��ي ف��ي‬ ‫الإم��ارات يحتل المرتبة الأولى في‬ ‫ترتيب الق��درة التناف�سية للقطاعات‬ ‫الم�صرفية ف��ي دول مجل�س التعاون‬ ‫الخليج��ي‪ .‬ويخ��دم �س��كان دول��ة‬ ‫الإم��ارات العربية المتح��دة‪ ،‬البالغ‬ ‫عدده��م ‪ 8‬ماليين ن�سم��ة تقريبا"‪،‬‬ ‫‪ 51‬م�صرفا" ب�شبكة فروع تت�ألف من‬ ‫‪ 840‬فرع��ا" و‪ 4,000‬جهاز �صراف‬ ‫�آل��ي‪ ،‬تعمل على تقدي��م م�ستويات‬ ‫عالية من الخدمة‪ ،‬ولكن بمعدالت‬ ‫ربحي��ة �أق��ل مقارن��ة بنظيراته��ا في‬ ‫دول مجل���س التع��اون الخليج��ي‪.‬‬ ‫وبح�س��ب التقرير‪ ،‬الح��ظ م�صرف‬ ‫�أبوظبي الإ�سالمي �أن هام�ش الربح‪،‬‬ ‫(الف��رق بين م��ا تمنح��ه الم�صارف‬ ‫على الودائع والربح التي ت�أخذه على‬ ‫التموي�لات)‪ ،‬ف��ي دول��ة الإمارات‬ ‫يع��د الأقل بين دول مجل�س التعاون‬ ‫الخليجي وبمعدل ‪ .% 2.9‬في حين‬ ‫بلغ معدل هام�ش الربح في المملكة‬ ‫العربي��ة ال�سعودي��ة ‪ %3.5‬وفي قطر‬ ‫‪� ،%3.4‬أم��ا في الكوي��ت فقد بلغ ‪3‬‬ ‫في المئة‪.‬‬

‫بنك �أبو ظبي الوطني‪:‬‬ ‫�أرباحه هذا العام عالية‬

‫‪56‬‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬


‫�أ�سواق المال‬

‫¶‬

‫م�صارف‬

‫من قيمة الوحدة ال�سكنية‪ ،‬و‪ %75‬للمقيمين للمنزل‬ ‫الأول‪ ،‬وقيمة �أقل بـ‪ %15‬لكل منهما لتمويل المنزل‬ ‫الثان ��ي‪ ،‬بعدم ��ا طل ��ب “المرك ��زي” ر�أي ��ه بن�سب‬ ‫�إ�ستر�شادي ��ة قبل ذلك‪ ،‬ب�أال يتجاوز الحد الأق�صى‬ ‫للتموي ��ل العقاري ‪ %70‬بالن�سب ��ة الى المنزل الأول‬ ‫للمواطني ��ن و‪ %50‬للمن ��زل الأول بالن�سبة الى غير‬ ‫المواطني ��ن‪ ،‬و‪ %60‬للمن ��زل الثان ��ي للمواطني ��ن‪،‬‬ ‫و‪ %40‬للمنزل الثاني لغير المواطنين‪.‬‬ ‫راجع البنك المرك ��زي مقترحات �إتحاد م�صارف‬ ‫الإم ��ارات‪ ،‬ويتوق ��ع �أن يعلن عن �إ�ص ��دار ‪� 5‬أنظمة‬ ‫م�صرفي ��ة جديدة قبل نهاية العام الحالي‪ ،‬لإعادة‬ ‫ترتي ��ب �أوراق �س ��وق بطاق ��ات االئتم ��ان والرهون‬ ‫العقارية والدفع المبا�ش ��ر‪� ،‬إلى جانب "التركزات‬ ‫الإئتماني ��ة" و"ال�سيولة" لدى البن ��وك‪ ،‬اللتين تم‬ ‫�إرج ��اء تطبيقهم ��ا ف ��ي كان ��ون الأول (دي�سمب ��ر)‬ ‫الما�ض ��ي �إل ��ى �أج ��ل غير مح ��دد‪" ..‬كان ��ت رغبة‬ ‫البن ��وك �أن �أي ��ة قواع ��د جدي ��دة ب�ش� ��أن الإقرا�ض‬ ‫العق ��اري ال ينبغي �أن تك ��ون تقييدية ب�شكل مفرط‬ ‫وخن ��ق االنتعا�ش في �سوق العقارات‪ .‬و�أعتقد �أن ما‬ ‫تم طرحه من قبل �إتحاد الم�صارف يتخذ موقفا"‬ ‫معت ��دال" معق ��وال" م ��ن حي ��ث ن�سب ��ة القر�ض الى‬ ‫القيم ��ة الموجودة عل ��ى ال�صعيد الدول ��ي"‪ ،‬يقول‬ ‫غوكنت‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن بع� ��ض خط ��وات البن ��ك المرك ��زي‬ ‫�إ�ستقب ��ل ب�شكل جيد ف ��ي الأو�س ��اط المالية‪ .‬في‬ ‫�أيلول (�سبتمب ��ر) الما�ضي �أعلن �أنه �سوف يخلق‬ ‫ناف ��ذة ح�س ��م جدي ��دة ي�سمى "مرف ��ق الإقرا�ض‬ ‫الهام�ش ��ي"‪ ،‬وه ��و مرف ��ق تموي ��ل جدي ��د ي�سمح‬ ‫للبنوك الإماراتي ��ة �إقترا�ض الأموال خالل اليوم‬ ‫�أو بين ع�شية و�ضحاه ��ا من البنك المركزي من‬ ‫طري ��ق ح�سم الأ�ص ��ول الم�ؤهلة م ��ن قائمة معدة‬ ‫للطباعة ‪.‬‬ ‫تم ت�صميم هذه الأداة الجديدة لل�سيا�سة النقدية‬ ‫م ��ن �أجل تح�سين ممار�سات �إدارة ال�سيولة للبنوك‬ ‫المحلي ��ة ‪ -‬وت�شجي ��ع المزي ��د من البن ��وك للقيام‬ ‫بمزي ��د م ��ن التمويل الطوي ��ل‪ .‬وفق ��ا" لموديز في‬ ‫نهاي ��ة الع ��ام ‪ 2011‬ك ��ان تمويل ال�سوق ف ��وق �سنة‬ ‫واح ��دة ‪ 3.2‬في المئة فقط من �إجمالي مطلوبات‬ ‫بنوك الإمارات العربية المتحدة‪.‬‬ ‫الأمل الأو�سع في العام ‪ 2013‬هو �أن البنوك‪ ،‬بعدما‬ ‫تجاهلت �أ�سو�أ تجاوزات من الأزمة‪ ،‬يمكن �أن تبد�أ‬ ‫الآن ف ��ي �إتخ ��اذ �إ�ستراتيجية عل ��ى المدى الطويل‬ ‫حول �آفاق النمو‪ .‬مفت ��اح واحد طموح لذلك يكمن‬ ‫ف ��ي �سداد ر�أ�س المال الذي ت ��م و�ضعه مع البنوك‬

‫البنك المركزي الإماراتي‪ :‬خططه القت نجاحا" في الأو�ساط المالية‬

‫الإماراتية في ذروة الأزمة المالية‪ ،‬عندما و�ضعت‬ ‫وزارة المالي ��ة الإماراتية �أكث ��ر من ‪ 19‬مليار دوالر‬ ‫مع البنوك في �أواخر عام ‪ 2008‬لتعزيز موازناتها‬ ‫العمومية‪ .‬وقد تم تحويل هذه الأموال �إلى �سندات‬ ‫مدته ��ا �سبع �سنوات‪ .‬وقد تم ت�سعير هذه ال�سندات‬ ‫بمعدل �أعلى مما لو كانت �ستباع في �أ�سواق الدخل‬ ‫الثابت اليوم‪.‬‬ ‫وق ��د بد�أ بع� ��ض البنوك بالفعل معالج ��ة ال�سندات‬ ‫با�ستخ ��دام م ��وارد نقدية خا�صة‪ .‬وق ��د ح ّول بنك‬ ‫�أبوظب ��ي الوطني في الأ�ص ��ل ‪ 5.6‬مليارات درهم‬ ‫م ��ن الدعم �إل ��ى �سندات ولكن �س ��دد ‪ 2.6‬ملياري‬ ‫درهم في العام ‪.2012‬‬ ‫"نح ��ن في و�ضع يمكننا م ��ن ت�سديد ر�أ�س المال‬ ‫وملتزم ��ون ال�س ��داد‪ .‬ول ��م نح ��دد بع ��د التوقي ��ت‬ ‫لذلك‪".‬يقول ميلر‪.‬‬

‫توا�صل البنوك الإماراتية الإ�ستثمار‬ ‫في برامجها المحلية والدولية للت�أكد‬ ‫من �أنها في و�ضع جيد لال�ستفادة من‬ ‫الفر�ص الإقت�صادية النا�شئة‬

‫الواق ��ع �أن �س ��داد ر�أ� ��س م ��ال الأزمة ه ��و التحدي‬ ‫الرئي� ��س ال ��ذي يواجه البن ��وك هذا الع ��ام‪ .‬ولكن‬ ‫هن ��اك �أي�ضا" فر�ص الإقرا�ض الكبيرة التي �سوف‬ ‫ت�أتي في المقدمة‪.‬‬ ‫وتوا�صل البنوك الإماراتية الإ�ستثمار في برامجها‬ ‫المحلي ��ة والدولي ��ة للت�أكد من �أنها ف ��ي و�ضع جيد‬ ‫لال�ستفادة من الفر�ص الإقت�صادية النا�شئة‪.‬‬ ‫في �أبوظبي‪ ،‬بع� ��ض الم�شاريع المزمع تنفيذها في‬ ‫�إطار خط ��ة ‪ 2030‬الإقت�صادية ف ��ي الإمارة ي�شهد‬ ‫تقدم ��ا" حقيقيا"‪ ،‬الأمر الذي �سي� ��ؤدي �إلى زيادة‬ ‫ف ��ي فر�ص الإقرا�ض للنظام الم�صرفي على نطاق‬ ‫�أو�سع‪ .‬وبالإ�ضافة �إلى ذلك‪ ،‬مع �أبنية �سكنية يجري‬ ‫الإنتهاء منها حالي ��ا"‪� ،‬سوف يتطلع النا�س للبحث‬ ‫ع ��ن التمويل‪ ،‬و�إعط ��اء الدعم لأن�شط ��ة الإقرا�ض‬ ‫العقاري‪.‬‬ ‫من جهة �أخ ��رى يم ّثل �إقرا�ض ال�شركات ال�صغيرة‬ ‫والمتو�سطة الحجم مجاال" �آخر ت�ستهدفه البنوك‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬ف�إن ال�صورة العامة لهذه ال�سنة �ستكون‬ ‫متوا�ضع ��ة ن�سبي ��ا" بالن�سب ��ة الى نم ��و الإقرا�ض‪.‬‬ ‫وه ��ذا ال ينبغي �أن يقلق الم�صرفيي ��ن الإماراتيين‬ ‫كثيرا"‪.‬‬ ‫بع ��د الإ�ضطرابات المالي ��ة التي �شهدته ��ا البالد‬ ‫خ�ل�ال ال�سنوات الخم�س الما�ضي ��ة‪ ،‬يبدو �أن فترة‬ ‫من النمو ال�صلبة قد تكون ب�إنتظار الم�صارف في‬ ‫الإمارات للأعوام المقبلة‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪59‬‬



‫(‪Euromoney Bahrain Conference‬‬ ‫‪ )2013‬ف ��ي �آذار (مار� ��س) الفائ ��ت بع� ��ض‬

‫التغييرات التي تجتاح ال�صناعة الم�صرفية‪.‬‬ ‫"لق ��د ر�أين ��ا �أن العدي ��د م ��ن البن ��وك تق ّل� ��ص‬ ‫�إ�ستثماراته ��ا الم�صرفية على م�ست ��وى العالم"‪،‬‬ ‫قال ��ت ماريا �صوفيا كورت ��ي‪ ،‬رئي�سة ق�سم منطقة‬ ‫ال�ش ��رق الأو�س ��ط في "نوت ��ز �ستاك ��ي" "‪Notz‬‬ ‫‪ ،"Stucki‬ال�شرك ��ة ال�سوي�سري ��ة المتخ�ص�صة‬ ‫في �إدارة الأ�صول ومقرها في جنيف‪.‬‬ ‫وب�سطت‬ ‫النا�س‬ ‫وتتابع‪" :‬لقد �سرحت الم�صارف‬ ‫ّ‬ ‫�أعماله ��ا و�أع ��ادت التركيز عل ��ى �إدارة الثروات‪.‬‬ ‫ر�أين ��ا �أي�ضا" �أن البنوك الإقليمية تريد �أن تدخل‬ ‫ف ��ي �إدارة الث ��روات و�أ�صبحت �أكث ��ر تطورا" في‬ ‫عرو�ضها"‪.‬‬ ‫"الآن‪ ،‬من وجهة نظرنا ك�إدارة �أ�صول م�ستقلة‪،‬‬ ‫ر�أين ��ا �أن ما ق ��د �أثر في البن ��وك العالمية قد �أثر‬ ‫علينا �أي�ضا" كمديري �أ�صول"‪ ،‬ت�ضيف‪.‬‬ ‫�إفتتح ��ت "نوت ��ز �ستاك ��ي" "‪"Notz Stucki‬‬

‫مكتب ��ا" في البحرين في كانون الثاني (يناير)‬ ‫‪ ،2012‬بعد �أقل من عام على ذروة الإحتجاجات‬ ‫المناه�ضة للحكومة والت ��ي �أثارت ت�سا�ؤالت حول‬ ‫م�ستقب ��ل قط ��اع الخدمات المالية ف ��ي المملكة‪.‬‬ ‫خيراء �آخرون ف ��ي �إدارة الأ�صول �أي�ضا" �إفتتحوا‬ ‫مكات ��ب ف ��ي المنام ��ة‪ ،‬بم ��ا ف ��ي ذل ��ك البنكان‬ ‫ال�سوي�سري ��ان "ب ��ي �أ� ��س �آي" (‪ )BSI‬و"�ألتي ��ر"‬ ‫(‪ ،)Altaira‬و�شرك ��ة "باينبري ��دج �إنف�ستمنت"‬ ‫(‪ ،)Investments Pinebridge‬ومقرها في‬ ‫�آ�سيا‪ .‬بنك �سوي�سري �آخر‪" ،‬جوليو�س باير"‪� ،‬أفاد‬ ‫بع�ض التقارير �أنه يتطلع الى التو�سع في الأ�سواق‬ ‫الإقليمية مثل المملكة العربية ال�سعودية‪.‬‬ ‫عل ��ى الجان ��ب الآخ ��ر للعمل ��ة بع� ��ض م ��ن �أكب ��ر‬ ‫الأ�سم ��اء ف ��ي ال�صناعة الم�صرفي ��ة‪ ،‬مثل "�أت�ش‬ ‫�أ� ��س بي �سي" (‪ ،)HSBC‬ال ��ذي ق ّل�ص عملياته‬ ‫الم�صرفي ��ة الخا�ص ��ة في ال�ش ��رق الأو�سط‪ .‬وهو‬ ‫ج ��زء م ��ن عملي ��ة �إع ��ادة هيكل ��ة عالمي ��ة �أو�سع‬ ‫نطاق ��ا" وممار�س ��ة التق�شف التي �شه ��دت "�أت�ش‬ ‫�سيتي غروب‪ :‬قل�ص عملياته في الخليج‬

‫الم�صرفي �أجاي �شارما‪:‬‬ ‫"على الأقل في منطقة الخليج‪،‬‬ ‫ف�إن العديد من البنوك الخا�صة �آخذة‬ ‫تو�سع في المقام‬ ‫في التو�سع‪ ،‬لكنها ّ‬ ‫الأول مكاتبها وواجهاتها الأمامية‪ ،‬الى‬ ‫جانب العالقات العامة‪� ...‬إنها توظف‬ ‫مديري عالقات وثروات"‬

‫�أ�س بي �سي" و"�سيتي غروب" يخف�ضان ‪30,000‬‬ ‫و‪ 11,000‬وظيف ��ة عل ��ى التوال ��ي بنهاي ��ة الع ��ام‬ ‫الما�ض ��ي‪ .‬بنك باركلي ��ز البريطان ��ي‪ ،‬الذي بد�أ‬ ‫بحثا" كبي ��را" عن ال ��ذات داخ ��ل ال�صناعة في‬ ‫�أعق ��اب ف�ضيح ��ة "ليب ��ور"‪� ،‬أعلن �أن ��ه �سي�س ّرح‬ ‫‪ 3,700‬موظف‪ ،‬و�إن�سحب م ��ن �أعمال الم�ضاربة‬ ‫ومخطط ��ات �ضريب ��ة الإبط ��ال ف ��ي "النط ��اق‬ ‫ال�صناعي" وفقا" ل�صحيفة الغارديان‪.‬‬ ‫�أج ��اي �شارم ��ا‪ ،‬وه ��و مدي ��ر تنفي ��ذي ف ��ي بنك‬ ‫"�سارا�سي ��ن �ألب ��ن"‪ ،‬وه ��و م�ص ��رف خا� ��ص في‬ ‫البحري ��ن‪ ،‬قال في ندوة "يورومون ��ي" انه يعتقد‬ ‫ان البن ��وك الدولي ��ة �س ��وف ت�ستمر ف ��ي تقلي�ص‬ ‫عملياته ��ا الإقليمية‪ ،‬مما يجعل الطريق مفتوحا"‬ ‫�أمام باق ��ي البن ��وك الإقليمية لإخت ��راق القطاع‬ ‫الم�صرفي الخا�ص‪.‬‬ ‫"وعلى ال�صعي ��د العالمي‪ ،‬الم�ص ��ارف الدولية‬ ‫الكبي ��رة تق ِّل� ��ص عملياتها"‪ ،‬ق ��ال �شارما‪" .‬لقد‬ ‫�شهدن ��ا العدي ��د من البن ��وك الدولي ��ة تخرج من‬ ‫الخلي ��ج‪ ،‬م ��ا ع ��دا ف ��ي بع� ��ض المناط ��ق‪ .‬ويعود‬ ‫ال�سب ��ب الى �أنها تبحث عن المحافظة على ر�أ�س‬ ‫الم ��ال ب�سبب القواع ��د التنظيمي ��ة الجديدة في‬ ‫�إطار بازل ‪."3‬‬ ‫"بع� ��ض البن ��وك المخت�ص ��ة بالعم ��ل الم�صرفي‬ ‫الخا� ��ص بقيت لأن لي�س لديها القدر من التحدي‬ ‫يو�ضح‪.‬‬ ‫من بازل ‪ّ ."3‬‬ ‫المعيار التنظيمي لإتفاقية بازل ‪ ،3‬عند تنفيذها‪،‬‬ ‫�س ��وف يتطل ��ب م ��ن البن ��وك �أن تحتف ��ظ بر�أ�س‬ ‫م ��ال �إلزامي م ��ن ‪ 2.5‬في المئة‪ .‬لك ��ن المعايير‬ ‫التنظيمي ��ة تتطلب قدرا" �أقل من متطلبات ر�أ�س‬ ‫المال م ��ن الم�صارف الخا�ص ��ة‪ ،‬التي �إ�ستجابت‬ ‫م ��ن خ�ل�ال �إن�ش ��اء مكات ��ب تمثيلية ف ��ي ال�شرق‬ ‫الأو�سط لقيا�س ودر�س �إمكانات ال�سوق‪.‬‬ ‫"على الأقل في منطقة الخليج‪ ،‬ف�إن العديد من‬ ‫تو�سع‬ ‫البن ��وك الخا�صة �آخذة ف ��ي التو�سع‪ ،‬لكنها ّ‬ ‫في المق ��ام الأول مكاتبها وواجهاته ��ا الأمامية‪،‬‬ ‫ال ��ى جان ��ب العالق ��ات العام ��ة"‪ ،‬ق ��ال �شارما‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف "�إنها توظف مديري عالقات وثروات"‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف "�إنه ��ا تق ّل� ��ص في الخلفي ��ة‪( ،‬ولكن)‬ ‫عندم ��ا يتعلق الأمر بالعملي ��ات‪ ،‬ف�إنها تحاول �أن‬ ‫تكون �أكثر كفاءة‪ ،‬محاولة زيادة ن�سبة التكلفة �إلى‬ ‫الدخل التي تميل في الم�صارف الخا�صة �إلى �أن‬ ‫تك ��ون �أعلى م ��ن ذلك بكثي ��ر‪� 80-70 ،‬أفي المئة‬ ‫مقابل ‪ 50‬في المئة للبنوك التجارية"‪ ،‬ي�شير‪.‬‬ ‫فيم ��ا تتطل ��ع النظ ��م الم�صرفي ��ة �إل ��ى الداخ ��ل‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪61‬‬


‫�أ�سواق المال‬

‫مصارف‬

‫عودة �إلى الأ�سا�سيات‬

‫المصارف الدولية الكبرى ّ‬ ‫تقلص عملياتها‬ ‫في الشرق األوسط‬ ‫فيما تن�سحب الم�صارف العالمية‬ ‫الكب��رى م��ن ال�ش��رق الأو�سط‪،‬‬ ‫تتحرك البن��وك الإقليمية لتحل‬ ‫مكانه��ا‪ .‬ولك��ن كي��ف تغي��ر‬ ‫دور مدي��ري الث��روات في هذه‬ ‫الأثناء؟‬ ‫بنك باركليز‪� :‬إعادة هيكلة لعملياته‬

‫‪60‬‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫المنامة ‪ -‬عبد الكريم لبواني‬ ‫م ��ع �أكث ��ر م ��ن تريلي ��ون دوالر م ��ن‬ ‫الأ�ص ��ول‪ ،‬ر�أى حوال ��ي ‪450,000‬‬ ‫مليوني ��ر ف ��ي منطقة ال�ش ��رق الأو�س ��ط ثرواتهم‬ ‫ترتف ��ع في �أعقاب الأزم ��ة االقت�صادية العالمية‪،‬‬ ‫وفقا" لتقرير الث ��روة العالمية ‪ 2012‬الذي �صدر‬ ‫ع ��ن الم�ؤ�س�س ��ة المالية "كابجيمين ��ي" و "رويال‬ ‫بنك �أوف كندا"‪.‬‬ ‫لك ��ن الإنكما� ��ش �أث ��ار �أي�ض ��ا" فترة م ��ن الت�أمل‬

‫والدرا�سة موثقة جيدا" للم�ؤ�س�سات المالية‪ .‬لقد‬ ‫و�صل ��ت البن ��وك الإ�ستثمارية �إل ��ى قناعة ب�إعادة‬ ‫التفكير في نماذج الأعمال الخا�صة بها‪ ،‬و�أدركت‬ ‫الم�ص ��ارف الدولي ��ة �أن الم�ستثمري ��ن لم يعودوا‬ ‫يهتم ��ون �أو يعتبرون �إ�س ��م الم�ؤ�س�سة مفتاحا" له‬ ‫قيمة‪ .‬وفيما �أ�صب ��ح الم�ستثمرون �أكثر �إجتهادا"‬ ‫وده ��اء ومعرفة‪� ،‬ص ��ار لمديري الث ��روات �أهمية‬ ‫�أكبر‪ ،‬و�إ�ضطروا �إلى التكيف وفقا" لذلك‪.‬‬ ‫بحث ��ت حلق ��ة نقا� ��ش بي ��ن مدي ��ري الث ��روات‬ ‫الإقليمي ��ة في م�ؤتم ��ر "يورومني" ف ��ي البحرين‬


‫�أ�سواق المال‬

‫¶‬

‫م�صارف‬

‫والتك ّي ��ف م ��ع �أح ��دث المودي�ل�ات‪ ،‬ماي ��كل‬ ‫ماركلن ��د‪ ،‬نائ ��ب الرئي� ��س الإقليم ��ي للخدم ��ات‬ ‫الم�صرفي ��ة الخا�ص ��ة ف ��ي ال�ش ��رق الأو�سط في‬ ‫البنك ال�سنغافوري "‪ "DBS‬يقول �أن ال�صناعة‬ ‫الم�صرفية تعود حاليا" �إلى الأ�سا�سيات‪.‬‬ ‫"وق ��د �إ�ضطرت الم�صارف العالمية الى �إتخاذ‬ ‫بع�ض الق ��رارات ب�سب ��ب الأو�ضاع ف ��ي �أوطانها‪،‬‬ ‫وه ��ذا لي� ��س بال�ض ��رورة حكم ��ا" عل ��ى الفر�صة‬ ‫الموج ��ودة هن ��ا‪ ،‬ولكنها تظه ��ر حقيق ��ة الو�ضع‬ ‫القائم في �سوق وطنها"‪ ،‬يو�ضح‪.‬‬ ‫"م ��ع ذل ��ك‪ ،‬ي�ضيف ماركلند‪� ،‬إن ��ه و�ضع يتط ّور‬

‫و�صلت البنوك الإ�ستثمارية‬ ‫�إلى قناعة ب�إعادة التفكير في نماذج‬ ‫الأعمال الخا�صة بها‪ ،‬و�أدركت‬ ‫الم�صارف الدولية �أن الم�ستثمرين‬ ‫لم يعودوا يهتمون �أو يعتبرون �إ�سم‬ ‫الم�ؤ�س�سة مفتاحا" له قيمة‬ ‫م�صرف "�أت�ش �أ�س بي �سي"‪:‬‬ ‫قل�ص عملياته في ال�شرق الأو�سط‬

‫ويتغ ّي ��ر والذي يدف ��ع البنوك �إل ��ى �أن تكون �أكثر‬ ‫�إجته ��ادا" في نوع الموارد الت ��ي ت�ضعها لتحملها‬ ‫وتك ��ون �أكثر كفاءة لإحتياج ��ات الموظفين‪ ،‬وفي‬ ‫نواح كثيرة‪ ،‬مجرد عودة �إلى المفاهيم الأ�سا�سية‬ ‫للقيام ب�أمور �أ�سا�سية جيدا" والحفاظ على قيمة‬ ‫عر�ضها وتحقيقه"‪.‬‬ ‫"نوت ��ز �ستاكي" الت ��ي تخدم عمالء ف ��ي ال�شرق‬ ‫الأو�سط من ��ذ العام ‪ ،1993‬تعتقد ب� ��أن �أ�صحاب‬ ‫الث ��روات الفردي ��ة العالي ��ة جدا" ف ��ي المنطقة‬ ‫مرتاح ��ون في التعامل مع الم�ؤ�س�سات التي عملوا‬ ‫معها منذ فترة طويلة‪.‬‬ ‫"الم�ؤ�س�س ��ات العالمية والمحلي ��ة لإدارة الثروات‬ ‫يكمل كل منهم ��ا الآخر‪ ،‬وال�سب ��ب ب�سيط جدا"‪،‬‬ ‫تق ��ول كورت ��ي‪ ،‬ال يحت ��اج الم�ستثم ��رون مدي ��ري‬ ‫�أ�ص ��ول عالمي ��ة لتلبي ��ة �إحتياجاته ��م المحلية �أو‬ ‫الإقليمية"‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف "�س ��وف يكون ��ون �أكث ��ر راح ��ة بتلبي ��ة‬ ‫�إحتياجاته ��م الخا�ص ��ة من قب ��ل النا� ��س الذين‬ ‫يعرفونه ��م ل�سنوات‪ ،‬والم�ؤ�س�س ��ات التي عرفوها‬ ‫منذ مدة طويلة‪ ،‬والتي ولدت ون�ش�أت ونمت �ضمن‬ ‫هذه ال�سوق"‪.‬‬ ‫�إن �أه ��م و�أو�ضح تغيير في �صناعة �إدارة الثروات‬ ‫ك ��ان دورا" حديث ��ا" مح ��ددا" لمدي ��ر الثروات‪،‬‬ ‫�سم ��ع المندوب ��ون ف ��ي م�ؤتم ��ر المنام ��ة‪ .‬لم يعد‬ ‫ُقدم‪ ،‬و�أدرك‬ ‫الم�ستثمرون يقبل ��ون منتجات كما ت َّ‬ ‫البنوك �أي�ضا" �أن مديري العالقات الذين لي�سوا‬ ‫مدربين ب�شكل كاف لي�سوا �صالحين للأعمال‪.‬‬ ‫"قبل خم�س �سنوات‪ ،‬عندما كنت تعطي �سعرا"‬ ‫�إلى عميل‪ ،‬كان بب�ساطة يقبله"‪ ،‬قال �شارما‪.‬‬ ‫"قبل الع ��ام ‪� 2008‬إذا كان هناك مدير عالقات‬ ‫يو�ص ��ي ب�ش ��يء‪ ،‬الم�ستثم ��رون‪� ،‬إل ��ى ح ��د كبير‪،‬‬ ‫ي�ؤي ��دون تل ��ك التو�صيات‪ .‬الي ��وم الم�ستثمر يقول‬ ‫ال‪ ،‬ق ��ل لي ما هي الإيجابي ��ات وال�سلبيات‪ ،‬و�أكثر‬ ‫على ال�سلبيات وبعد ذلك �سوف �أعتبر العر�ض"‪،‬‬ ‫ي�ضيف‪.‬‬ ‫وتاب ��ع‪" :‬اليوم هن ��اك الكثير م ��ن الإ�ستف�سارات‬ ‫ال ��واردة من الم�ستثمري ��ن‪ ،‬وبالتالي ف�إن البنوك‬ ‫تبح ��ث ف ��ي كيفي ��ة تدري ��ب مدي ��ري العالقات‪،‬‬ ‫والح�ص ��ول عل ��ى كب ��ار مدي ��ري ث ��روات لتقديم‬ ‫الم�شورة للعمالء بطريقة �أف�ضل"‪.‬‬ ‫الواق ��ع �إن البن ��ك ي�سعى ال ��ى التق ��رب �أكثر �إلى‬ ‫العمي ��ل‪ ،‬والعمي ��ل بدوره يح ��اول الحف ��اظ على‬ ‫بع� ��ض الم�ساف ��ة‪ ،‬و�إتخاذ الق ��رارات الخا�صة به‬ ‫�إ�ستنادا" �إلى تو�صيات‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪63‬‬


‫‪SOL‬‬

‫‪Residence DEL‬‬

‫ريزيدن�س دل �سول‬

‫شقق مفروشة لإليجار‬ ‫من مختلف األحجام‬ ‫شتاء‬ ‫إقامة مريحة صيفًا‬ ‫ً‬ ‫موقع رائع على مشارف بيروت‬ ‫ومطل من األعالي على مناظر خالبة‬

‫عني �سعادة ‪ -‬لبنان‬ ‫‪Tel: +961 4 872202‬‬


‫ولك ��ن بعد ذلك يب ��دو �أن بين ثناي ��اه هناك بع�ض‬ ‫التحف ��ظ �أي�ض ��ا"‪ .‬رئي�س جن ��وب �أفريقيا جاكوب‬ ‫زوم ��ا كان حذرا" عندما �إكتفى بالقول "‪ ...‬قررنا‬ ‫الدخول ف ��ي مفاو�ضات ر�سمية" بالن�سبة الى بنك‬ ‫"بريك� ��س"‪ ،‬ف ��ي حي ��ن تمتم م�س�ؤول ��ون رو�س �أن‬ ‫ال�شيطان يكمن في التفا�صيل‪ .‬ومن جهتها عك�ست‬ ‫عناوين ال�صحف الغمو�ض‪ ،‬مع �صحيفة فاينن�شال‬ ‫تايم ��ز معلنة "تواف ��ق دول البريك� ��س لإت�شاء بنك‬ ‫تنمية [كذا]"‪ ،‬فيما في اليوم عينه‪ ،‬بدت �إذاعة‬ ‫�صوت �أميركا �أكثر حذرا بقولها ب�أن "قمة بريك�س‬ ‫�إنتهت من دون �صفقة بنك التنمية"‪ .‬من الوا�ضح‪،‬‬ ‫�أنه ال يزال هناك الكثي ��ر من العمل للقيام به كما‬ ‫�أن الكثير يمكن �أن يحدث‪.‬‬ ‫ هل لدى بلدان بريك���س ميزات م�شتركة‬ ‫‪‬‬ ‫للحفاظ على م�ؤ�س�سة م�شتركة؟‬ ‫ربم ��ا‪ .‬وربم ��ا ال‪ .‬بع� ��ض ع ��دم التوافق ف ��ي الآراء‬ ‫ه ��و بال �ش ��ك وراء التحفظ‪� .‬إن ه ��ذه الدول تتمتع‬ ‫بنظ ��م �سيا�سية مختلفة ج ��دا" ‪ -‬من ديموقراطية‬ ‫مزده ��رة في البرازيل �إل ��ى "�أوليغار�شية" را�سخة‬ ‫في رو�سي ��ا ‪� -‬إقت�صاداتها غي ��ر مندمجة كثيرا"‪،‬‬ ‫وتناف�سي ��ة بطبيعته ��ا‪ ،‬وتختل ��ف ف ��ي الحج ��م من‬ ‫حي ��ث ال�ضخام ��ة‪ .‬في الع ��ام ‪ ،2011‬ك ��ان الناتج‬ ‫المحل ��ي الإجمالي لل�صي ��ن �أكثر من ‪ 7.3‬تريليون‬ ‫دوالر‪� ،‬أي نح ��و ‪ 18‬مرة �أكبر م ��ن �إقت�صاد جنوب‬ ‫�أفريقي ��ا‪� ،‬أ�صغ ��ر بلد م ��ن بلدان بريك� ��س‪ ،‬وثالث‬ ‫م ��رات �أكبر م ��ن الإقت�صاد البرازيل ��ي‪ ،‬ثاني �أكبر‬ ‫بلد من بل ��دان بريك�س‪ .‬كما �أنه م ��ن غير الوا�ضح‬ ‫�إلى �أي مدى تت�شارك بلدان بريك�س بالر�ؤية في ما‬ ‫يتعلق بالتنمية الإقت�صادية‪ ،‬غير كونها �أنها لي�ست‬ ‫"الغرب"‪ .‬لكن في حين �أن مثل هذه الإختالفات‬ ‫تخلق تحديات‪ ،‬فالنج ��اح لي�س م�ستحيال"‪ .‬تذكر‪،‬‬ ‫�إن اقت�ص ��اد الوالي ��ات المتح ��دة �ض ��اءل م�صالح‬ ‫حلف ��اء وا�شنطن حين �أن�شئ ��ت م�ؤ�س�سات "بريتون‬ ‫وودز" في �سنوات ما بعد الحرب العالمية الثانية‪.‬‬ ‫ولم يكن هناك نق�ص في الخالفات حول ترتيبات‬ ‫ما بعد الحرب بين القوى الأوروبية و�أميركا‪ ،‬ولكن‬ ‫رغم ذلك نجا نظام بريتون وودز و�إ�ستمر‪ .‬‬ ‫ ع��ل��ى م�����اذا ���س��ي��رك��ز ب��ن��ك ال��ت��ن��م��ي��ة‬ ‫‪‬‬ ‫الجديد؟‬ ‫البني ��ة التحتي ��ة‪ ،‬عل ��ى م ��ا يب ��دو‪� .‬إن دول يريك�س‬ ‫بح ��د ذاتها تحت ��اج الى ما يق ��در ب ‪ 4.5‬تريليون‬ ‫دوالر للبني ��ة التحتية على م ��دى ال�سنوات الخم�س‬

‫قمة ديربان لمجموعة بريك�س في جنوب �أفريقيا‪ :‬قرار ب�إن�شاء بنك للتنمية‬

‫البيان الم�شترك الذي �صدر عن قادة‬ ‫"بريك�س" و�أعلنوا فيه �أنهم "وافقوا‬ ‫على ت�أ�سي�س بنك جديد للتنمية"‬ ‫وا�ضح جدا"‪ ،‬لكن يبدو �أن بين ثناياه‬ ‫هناك بع�ض التحفظ �أي�ضا"‬ ‫المقبل ��ة‪ ،‬وم�صادفة‪ ،‬لديها تقريب ��ا" المبلغ عينه‬ ‫م ��ن �إحتياطات النقد الأجنبي‪ .‬والرهان الآمن هو‬ ‫�أن ال يقوم بنك بريك�س الجديد بالعمل على الحكم‬ ‫والديموقراطية اللذين يحظيان ب�شعبية في البنك‬ ‫الدول ��ي في ه ��ذه الأي ��ام‪ ،‬مثل م�ش ��روع "البيانات‬ ‫المفتوح ��ة" لجعل المعلومات حول التنمية الدولية‬ ‫في متن ��اول �أي �شخ�ص‪ .‬وبالمثل ف�إنه من ال�صعب‬ ‫�أن نت�صور �أن بلدان بريك� ��س‪ ،‬التي لي�ست معروفة‬ ‫ب�شفافيته ��ا‪� ،‬سوف تتقا�س ��م حما�س البنك الدولي‬ ‫في جهود مكافحة الف�ساد‪.‬‬ ‫�سترح��ب البل��دان النامي��ة ببن��ك‬ ‫‪ ‬ه��ل‬ ‫ّ‬ ‫بريك�س للتنمية ؟‬ ‫ربما‪ .‬م ��ن المع ��روف �أن ال�صين تق� �دّم القرو�ض‬ ‫والم ��وارد من دون �شروط ح ��ول موا�ضيع ح�سا�سة‬ ‫مثل الحكم‪ ،‬و�إذا �إتبع بنك بريك�س للتنمية الطريق‬ ‫عين ��ه‪ ،‬ف�إنه من ال�صعب �أن نتخي ��ل �أن العديد من‬ ‫ال ��دول �ستق ��ول ال للم ��ال ال�سه ��ل‪ .‬وم ��ع ذلك‪ ،‬من‬

‫المحتم ��ل �أن يكون هناك بع�ض ال�شكوك‪ ،‬في جزء‬ ‫كبير ب�سبب دور ال�صين ال�ضخم حتما" في البنك‬ ‫الجدي ��د‪ ،‬و�أي�ضا" ب�سبب المالحظ ��ات المختلطة‬ ‫الت ��ي تتلقاها بكين م ��ن �شركائه ��ا التجاريين في‬ ‫جن ��وب الكرة الأر�ضية‪ .‬في جمي ��ع �أنحاء �أفريقيا‪،‬‬ ‫�إنتقد ق ��ادة مختلفون ت�صدي ��ر ال�صين العمل الى‬ ‫القارة‪ ،‬وتذ ّمروا و�شكوا من هجمة ال�سلع ال�صينية‬ ‫الرخي�صة على �أ�سواق بالدهم التي تق ّو�ض الإنتاج‬ ‫المحلي‪ .‬وفي �إنتقاد موجه خا�ص‪ ،‬و�صف محافظ‬ ‫البن ��ك المركزي ف ��ي نيجيريا‪ ،‬المي ��دو �سنو�سي‪،‬‬ ‫ال�صي ��ن ب�أنه ��ا "م�ساهم كبي ��ر في �إبع ��اد �أفريقيا‬ ‫ع ��ن الت�صنيع و�إغراقها ف ��ي التخلف"‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫�إذا ّق ��دم بنك بريك�س م�ساع ��دات �إقت�صادية‪ ،‬من‬ ‫المرجح �أن تكون غالبية البل ��دان مهتمة بقبولها‪.‬‬ ‫الم ��ال هنا يتكل ��م‪ ،‬وحتى يمكنه �إح ��داث تغييرات‬ ‫في القلب‪ .‬لننظر �إل ��ى التح ّول في موقف الرئي�س‬ ‫الزامب ��ي ماي ��كل �سات ��ا‪ ،‬ال ��ذي ذهب م ��ن الإدالء‬ ‫بتعليقات الذعة �ض ��د ال�صين في العام ‪ 2006‬الى‬ ‫ت�شجي ��ع الإ�ستثمارات ال�صينية في بالده في العام‬ ‫‪.2011‬‬ ‫‪ ‬هل �ستهيمن ال�صين على البنك ؟‬ ‫من المرجح ذلك‪ ،‬نظرا" ال ��ى الوزن الإقت�صادي‬ ‫الن�سب ��ي لل�صي ��ن‪ .‬وه ��ذا االحتم ��ال غي ��ر مرجح‬ ‫�أن ُيف ��رح باق ��ي دول مجموعة "بريك� ��س"‪ .‬يتكهن‬ ‫البع� ��ض �أن جنوب �أفريقيا تري ��د �إ�ست�ضافة البنك‬ ‫و�أن مقعدا" �أفريقيا" للبنك يمكن �أن يكون طريقة‬ ‫للح ��د من نفوذ ال�صين‪ .‬ولك ��ن هذا يبقى من باب‬ ‫التمن ��ي‪ .‬حت ��ى �إذا وج ��د البن ��ك فعليا" ف ��ي قارة‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪65‬‬


‫�أ�سواق المال‬

‫بنك "بريكس"‬

‫هل يخلق تحديات للبنك الدولي ؟‬

‫عشرة أسئلة إلى بنك مجموعة "بريكس"‬ ‫للتنمية الجديد‬ ‫الأ�س��واق النا�شئة الكبيرة المدعوة �إخت�صارا" مجموعة "بريك�س" (البرازيل‪ ،‬رو�سيا‪ ،‬الهند‪ ،‬ال�صين‪،‬‬ ‫جنوب �أفريقيا) تريد �أن تطلق م�صرفا" خا�صا" بها‪ .‬ولكن ال يبدو �أنها قد در�ست الفكرة مليا"‪.‬‬ ‫لندن – مي�شال مظلوم‬ ‫قم ��ة مجموعة "بريك� ��س" (البرازيل‪،‬‬ ‫رو�سي ��ا‪ ،‬الهن ��د‪ ،‬ال�صي ��ن‪ ،‬جن ��وب‬ ‫�أفريقي ��ا) الت ��ي عق ��دت �أخي ��را" ف ��ي ديرب ��ان‬ ‫ف ��ي جن ��وب �أفريقي ��ا‪� ،‬إختتم ��ت �أعماله ��ا للم ��رة‬ ‫الأول ��ى بنتيجة ملمو�س ��ة منذ بد�أت ه ��ذه البلدان‬ ‫�إجتماعاتها ر�سميا" قب ��ل خم�س �سنوات‪ :‬الإلتزام‬ ‫ب�إن�شاء بنك "بريك�س" جديد للتنمية‪ .‬ماذا نعرف‬

‫عن هذا الم�شروع الطم ��وح؟ لي�س كثيرا"‪ .‬لذا في‬ ‫ما يلي ع�شرة �أ�سئلة للأخذ في الإعتبار فيما ي�أخذ‬ ‫البنك طريقه و�شكله‪.‬‬

‫من المرجح �أن تهيمن ال�صين على البنك‬ ‫الجديد نظرا" الى وزنها الإقت�صادي‬ ‫‪ ‬ه��ل �أن م�ش��روع �إن�ش��اء بن��ك بريك���س‬ ‫الن�سبي‪ ،‬وهذا االحتمال غير مرجح �أن‬ ‫للتنمية �أمر مح�سوم؟‬ ‫ُيفرح باقي دول مجموعة "بريك�س"‬ ‫لي� ��س بال�ض ��رورة‪ .‬البي ��ان الم�شترك ال ��ذي �صدر‬ ‫عن ق ��ادة "بريك� ��س" و�أعلن ��وا فيه �أنه ��م "وافقوا‬ ‫على ت�أ�سي� ��س بنك جديد للتنمي ��ة" وا�ضح جدا"‪،‬‬ ‫البنك الدولي‪ :‬هل يكون �إن�شاء‬ ‫بنك بريك�س الجديد تحديا" له؟‬

‫‪64‬‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬


‫ر�أي من ذهب‬

‫الذهب إلى أين؟‬ ‫د‪ .‬عبداهلل نا�صر الدين*‬

‫�إنخف�ض �سعر الذهب في منت�صف‬ ‫ال�شه ��ر الفائ ��ت �إل ��ى م�ستوي ��ات‬ ‫قيا�سي ��ة لي�صل �إلى ما دون ‪ 1400‬دوالر‪ .‬ورغم‬ ‫تح�س ��ن ال�سعر خالل الأي ��ام القليلة التي تلت‬ ‫الإنهي ��ار الكبير في ‪ ،2013/4/15‬يبقى ال�سعر‬ ‫عل ��ى م�سافة بعيدة من الم�ستويات التي و�صل‬ ‫�إليها خالل الأزمة المالية العالمية‪.‬‬ ‫فبي ��ن ‪ 2009‬و‪ ،2011‬ت�ضاعف �سعر الذهب من‬ ‫‪ 900‬دوالر �إلى ما يقارب ‪ 1800‬دوالر‪ ،‬لكن منذ‬ ‫تل ��ك الفت ��رة �أخ ��ذ ال�سعر ف ��ي الهب ��وط ب�شكل‬ ‫تدريج ��ي لي�ستقر عل ��ى م�ستوى يق ��ارب ‪1600‬‬ ‫دوالر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يعتب ��ر الذه ��ب م�ل�اذاً �آمن� �ا و�س ��ط عا�صف ��ة‬ ‫الإنهي ��ارات المالي ��ة‪ ،‬يلج� ��أ �إلي ��ه الم�ستثمرون‬ ‫عندم ��ا ت ��زداد المخاوف م ��ن الت�ضخم‪ .‬خالل‬ ‫الأزم ��ة المالي ��ة ف ��ي ‪ 2008‬وما بعده ��ا‪� ،‬إزدادت‬ ‫المخ ��اوف م ��ن الت�ضخ ��م الناتج ع ��ن عمليات‬ ‫الت�سيي ��ر الكم ��ي الت ��ي �إعتمده ��ا الم�ص ��رف‬ ‫الفيديرالي الأميركي‪ .‬تلك المخاوف �ساهمت‬ ‫وب�شكل �أ�سا�سي في �إرتفاع �سعر الذهب‪.‬‬ ‫�إن هب ��وط �سع ��ر المع ��دن الأ�صف ��ر ف ��ي الآونة‬ ‫الأخيرة ل ��م يكن مفاجئاً‪ ،‬لكن ما كان مفاجئاً‬ ‫ه ��و حجم الإنخفا� ��ض الحاد ال ��ذي ح�صل في‬ ‫فت ��رة وجي ��زة‪ .‬قب ��ل الهب ��وط الح ��اد الأخي ��ر‪،‬‬ ‫توق ��ع الكثي ��ر م ��ن المحللي ��ن والم�ستثمري ��ن‬ ‫والم�ص ��ارف الأميركي ��ة �إنخفا� ��ض ال�سعر‪ � .‬اّإل‬ ‫�أن نظ ��رة �شامل ��ة عل ��ى تل ��ك التوقع ��ات الت ��ي‬ ‫�سبق ��ت الهب ��وط‪ ،‬نه ��ار االثني ��ن ‪،2013/4/15‬‬ ‫في العديد من التقارير والمقاالت التحليلية‬ ‫الإقت�صادية نالحظ �أنها لم ت�ؤ�شر �إلى �إحتمال‬ ‫�إنخفا�ض حاد و�سريع لل�سعر �إلى ما دون ‪1400‬‬ ‫دوالر كما ح�صل‪.‬‬ ‫يت�أثر �سع ��ر الذهب بعوامل عدة منها الثوابت‬ ‫الإقت�صادي ��ة والآخ ��ر يمي ��ل �إل ��ى العوام ��ل‬ ‫النف�سي ��ة‪ .‬فالثواب ��ت الإقت�صادي ��ة تتحك ��م‬ ‫بال�سع ��ر عل ��ى الم ��دى البعي ��د‪ ،‬بينم ��ا تك ��ون‬ ‫العوام ��ل النف�سي ��ة �أكث ��ر ت�أثي ��راً عل ��ى الم ��دى‬ ‫الق�صي ��ر‪ .‬عندم ��ا يتغي ��ر ال�سع ��ر‪ ،‬ي�صع ��ب‬ ‫عل ��ى المحللي ��ن ف�ص ��ل الثواب ��ت الإقت�صادي ��ة‬ ‫ع ��ن العوام ��ل النف�سي ��ة ليبن ��وا عل ��ى �أ�سا�سه ��ا‬

‫التوقع ��ات‪ .‬فالثواب ��ت الإقت�صادي ��ة �أكث ��ر‬ ‫�إرتباط� �اً بالنم ��و الإقت�صادي وم ��ا يترافق معه‬ ‫م ��ن تح�س ��ن �أو تراجع ف ��ي مالية الدول ��ة‪� .‬أما‬ ‫العوام ��ل النف�سي ��ة فه ��ي �أكث ��ر �إرتباط� �اً بالجو‬ ‫العام ال�سائد في الأ�سواق المالية‪.‬‬ ‫ع ��ود ًة �إل ��ى �أ�سب ��اب الإنهي ��ار الأخي ��ر ف ��ي �سعر‬ ‫الذه ��ب‪ ،‬يتبين �أن ال�سعر ت�أثر بمزيج من تلك‬ ‫العوام ��ل‪ .‬فعل ��ى �صعي ��د الثواب ��ت الإقت�صادية‬ ‫بان ��ت م�ؤ�شرات الى تح�سن ف ��ي �أداء الإقت�صاد‬ ‫الأميرك ��ي و�إنته ��اء عملي ��ات التي�سي ��ر الكم ��ي‬ ‫م ��ع نهاية العام الحالي‪ ،‬الأم ��ر الذي �أدى �إلى‬ ‫اقتن ��اع الكثي ��ر م ��ن الم�ستثمري ��ن �أن مخاوف‬ ‫الت�ضخ ��م غير حقيقية والعودة �إلى الإ�ستثمار‬ ‫ف ��ي الأ�سواق المالية‪ .‬ف ��ي الوقت عينه‪� ،‬أعلنت‬ ‫قبر�ص عن نيتها بيع كمية من �إحتياطها من‬ ‫الذهب للإيفاء بديونها‪.‬‬ ‫ه ��ذه المعطيات ترافقت م ��ع جو ت�شا�ؤمي �ساد‬ ‫�سوق الذهب بعد بث معلومات عن �إحتمال بيع‬ ‫ايطالي ��ا والبرتغال �أي�ضاً جزء من احتياطهما‬ ‫من الذهب‪ .‬هذا الجو ال�سلبي �أدى �إلى ت�سارع‬ ‫هب ��وط ال�سع ��ر‪ ،‬فالخوف م ��ن الإنهي ��ار ي�ؤدي‬ ‫�إلى الإنهيار‪.‬‬ ‫لكن �إذا نظرنا بدقة �أكثر �إلى العوامل الأخيرة‪،‬‬ ‫يمكن الجزم �أن الثوابت الإقت�صادية التي ت�أثر‬ ‫به ��ا ال�سعر لي�ست دقيق ��ة‪ .‬فالإقت�صاد العالمي‬ ‫ال يزال يت�أرجح والمخاوف من �أزمات جديدة‬ ‫ف ��ي �أوروب ��ا ال يزال ممكناً‪ .‬ه ��ذا بالإ�ضافة �إلى‬ ‫التباط�ؤ االقت�صادي في ال�صين‪.‬‬ ‫تل ��ك الم�ؤ�ش ��رات تعن ��ي �أن بع� ��ض المخاوف ال‬ ‫ي ��زال ي�سيط ��ر عل ��ى نم ��و الإقت�ص ��اد العالمي‪،‬‬

‫وبذل ��ك ف� ��إن الثواب ��ت الإقت�صادي ��ة ال تعك� ��س‬ ‫الإنهي ��ار الح ��اد ال ��ذي �أ�ص ��اب �سع ��ر الذه ��ب‪،‬‬ ‫فالهب ��وط الأخي ��ر ت�أث ��ر �أكث ��ر بالعوام ��ل‬ ‫النف�سي ��ة وربم ��ا كان مفتع�ل ً�ا لي�ستطي ��ع ع ��دد‬ ‫م ��ن الم�ضاربي ��ن م ��ن �شرائ ��ه عل ��ى م�ستويات‬ ‫متدنية ليعودوا �إلى رفع �سعره‪.‬‬ ‫يمك ��ن الق ��ول �أن الأرب ��اح الهائل ��ة الت ��ي جناها‬ ‫ع ��دد كبي ��ر م ��ن البن ��وك والم�ضاربي ��ن قب ��ل‬ ‫الأزم ��ة العالمي ��ة تح ّول ��ت خ�ل�ال الأزم ��ة �إلى‬ ‫�أرب ��اح هائل ��ة في قط ��اع الذهب‪ .‬يمك ��ن الجزم‬ ‫هن ��ا �أن الفقاع ��ة الت ��ي �أ�صاب ��ت العق ��ارات قبل‬ ‫الأزمة �أ�صابت �سعر الذهب خالل الأزمة‪.‬‬ ‫يبق ��ى الحديث عن الذه ��ب مرتبطاً بال�صراع‬ ‫الإقت�ص ��ادي الإيديولوج ��ي بي ��ن المدر�س ��ة‬ ‫الكينزي ��ة والمدر�س ��ة النم�سوي ��ة‪ ،‬فالأول ��ى‬ ‫تعتم ��د عل ��ى العمل ��ة الورقي ��ة غي ��ر المغط ��اة‬ ‫بالذهب م ��ا يعرف بالـ ‪ Fiat Money‬لتحفيز‬ ‫الإقت�ص ��اد‪ .‬وذل ��ك يتناق� ��ض م ��ع الثانية التي‬ ‫ترب ��ط قيم ��ة العمل ��ة الورقي ��ة ب�إحتي ��اط‬ ‫الذه ��ب‪ .‬ح�س ��ب المدر�سة النم�سوي ��ة‪� ،‬إن �ضخ‬ ‫النق ��ود عب ��ر التي�سير الكمي ي�سب ��ب الت�ضخم‬ ‫وي�ؤدي �إل ��ى فقاعة مالي ��ة‪ .‬فالطريق الوحيد‬ ‫للج ��م �إندفاع ��ة الم�ص ��ارف المركزي ��ة عل ��ى‬ ‫طباع ��ة الم ��ال الم�صطن ��ع يكم ��ن ف ��ي رب ��ط‬ ‫قيمت ��ه بالذه ��ب‪ .‬وق ��د �ش ّكلت فت ��رة الإنتعا�ش‬ ‫الإقت�ص ��ادي ما قب ��ل الأزمة دعم ��ا" للمدر�سة‬ ‫الكينزية‪ ،‬بينما �ش ّكلت الأزمة العالمية و�إرتفاع‬ ‫�أ�سع ��ار الذه ��ب �إنت�صاراً للمدر�س ��ة النم�سوية‪.‬‬ ‫فالتغ ّيرات الأخي ��رة و�إنخفا�ض �أ�سعار الذهب‬ ‫ت�ص ��ب في م�صلح ��ة المدر�س ��ة الكينزية‪ .‬لكن‬ ‫يعتق ��د الكثي ��ر م ��ن االقت�صاديي ��ن �أن �إحتمال‬ ‫الت�ضخ ��م ال ي ��زال وارداً و�أن الذه ��ب �سيع ��ود‬ ‫�إل ��ى الإرتف ��اع بي ��ن ذل ��ك وذاك‪� .‬إعتقادن ��ا ه ��و‬ ‫�أن الت�ضخ ��م ق ��د ح�صل فع ً‬ ‫تج�سد في‬ ‫ال وق ��د ّ‬ ‫الفقاع ��ة الت ��ي �أ�صاب ��ت �أ�سع ��ار الذه ��ب خالل‬ ‫الأزم ��ة‪� .‬إن الهب ��وط الح ��اد الأخي ��ر ل�سع ��ر‬ ‫الذه ��ب ق ��د �أدى �إل ��ى خ�سائ ��ر �ضخم ��ة ه ��ي‬ ‫بمثاب ��ة الت�ضخ ��م الت ��ي كان يج ��ب �أن ت�سبب ��ه‬ ‫ال�سيا�س ��ات النقدي ��ة للم�ص ��رف الفيديرال ��ي‬ ‫الأميركي‬

‫* �أ�ستاذ محا�ضر في كلية الإقت�صاد في جامعة بيروت العربية‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪67‬‬


‫�أ�سواق المال‬

‫¶‬

‫بنك "بريك�س"‬

‫�أخ ��رى‪ ،‬ف�إن ال�صين �ستم�سك بم�ل�اءة المحفظة‪،‬‬ ‫والت ��ي ت�أتي مع �إمتي ��از‪ .‬لننظر كي ��ف �أن الواليات‬ ‫المتح ��دة‪ ،‬بعدما يق ��رب من �سبعي ��ن عاما" على‬ ‫�إن�ش ��اء البن ��ك الدول ��ي‪ ،‬ال ت ��زال هي الت ��ي تختار‬ ‫رئي�س الم�ؤ�س�سة‪.‬‬ ‫‪ ‬كيف �ستتم ر�سملة البنك؟‬ ‫لي� ��س وا�ضحا"‪ .‬هناك من يق ��ول ب�أنه على كل بلد‬ ‫و�ضع ‪ 10‬ملي ��ارات دوالر لر�أ�س المال الذي �سيبلغ‬ ‫‪ 50‬ملي ��ار دوالر‪ .‬ولك ��ن مبل ��غ ‪ 10‬ملي ��ارات دوالر‬ ‫�سيك ��ون �إلتزام ��ا" هائ�ل�ا" بالن�سب ��ة ال ��ى جنوب‬ ‫�أفريقي ��ا‪ .‬ويفتر� ��ض �أن تقوم ال ��دول الأخرى ‪ -‬ال‬ ‫�سيم ��ا ال�صي ��ن ‪ -‬ب�إقرا�ض جن ��وب �أفريقيا المال‬ ‫ل�س ��داد ح�صتها‪ .‬وهذا ما �سيجع ��ل الأمر معقدا"‬ ‫و�صعب ��ا" ب�سرع ��ة‪ .‬ال�صين �س ��وف تقر�ض جنوب‬ ‫�أفريقيا المال لإقرا�ض موزامبيق؟ في �أي حال‪ ،‬ال‬ ‫يمكن الذهاب بعيدا" جدا" مع ‪ 50‬مليار دوالر في‬ ‫عالم تنمي ��ة �إقت�صادية عالمية‪ .‬لق ��د تعهد البنك‬ ‫الدولي ‪ 52.6‬ملي ��ار دوالر لإعطاء "قرو�ض ومنح‬ ‫و�إ�ستثم ��ارات حقوق ملكي ��ة‪ ،‬و�ضمانات" في العام‬ ‫‪ 2012‬وحده‪.‬‬

‫ب�ش ��كل كبير‪ ،‬م ��ن ‪ 1.5‬مليار دوالر �إل ��ى ‪ 25‬مليار‬ ‫دوالر‪ .‬البرازيل مانحة نا�شئة �أكثر ن�شاطا"‪ ،‬حيث‬ ‫�أعطت �أكثر من مليار دوالر في �أ�شكال مختلفة من‬ ‫الم�ساعدة �إلى �أكثر من ‪ 65‬بلدا" في العام ‪.2012‬‬ ‫رو�سي ��ا‪� ،‬أي�ض ��ا"‪ ،‬ه ��ي �إح ��دى الجه ��ات المانحة‬ ‫النا�شئ ��ة العائدة‪ .‬خالل الحرب الب ��اردة‪ ،‬تناف�س‬ ‫الإتح ��اد ال�سوفيات ��ي م ��ع الوالي ��ات المتحدة على‬ ‫النف ��وذ من طريق منح كمي ��ات كبيرة من االموال‬ ‫والم�ساع ��دات ‪ -‬ف ��ي الع ��ام ‪ ،1986‬وهبت مو�سكو‬ ‫عالمي ��ا" مبلغ ��ا" �ضخما" بقيم ��ة ‪ 26‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫ولك ��ن بع ��د تفت ��ت الب�ل�اد ف ��ي ت�سعين ��ات الق ��رن‬ ‫الفائت‪� ،‬أ�صبحت رو�سيا متلقّ �صاف للم�ساعدات‪.‬‬ ‫اليوم‪� ،‬صارت مرة �أخرى مانحة‪ ،‬حيث وزعت ‪514‬‬ ‫ملي ��ون دوالر م�ساع ��دة �إنمائية ر�سمي ��ة في العام‬ ‫‪( 2011‬مقارن ��ة مع حوالي ‪ 5.3‬مليارات دوالر من‬ ‫كندا و ‪ 30.7‬مليار دوالر من الواليات المتحدة)‪.‬‬ ‫الهن ��د بد�أت الت�أ�سي�س كي ت�صب ��ح مانحة �أجنبية‪.‬‬

‫ف ��ي الع ��ام ‪ ،2012‬جمعت برام ��ج م�ساعداتها في‬ ‫�إدارة ال�شراك ��ة للتنمي ��ة‪ ،‬والتي جمعت على خم�س‬ ‫�سن ��وات نحو ‪ 15‬مليار دوالر‪ .‬جن ��وب �أفريقيا‪ ،‬في‬ ‫الوق ��ت عين ��ه‪ ،‬م ��ن المفتر� ��ض �أن تن�ش ��ىء وكالة‬ ‫للم�ساع ��دات في الع ��ام ‪ .2013‬كي ��ف يمكن لبنك‬ ‫بريك�س التفاعل مع ه ��ذه الجهود من جانب واحد‬ ‫يبقى غير وا�ضح‪.‬‬ ‫‪ ‬ه��ل ت�ستثمر بل��دان بريك���س حاليا" في‬ ‫ ‬ ‫بع�ضها البع�ض؟‬ ‫لي� ��س كثيرا"‪ .‬ف ��ي الع ��ام ‪ ،2011‬ذه ��ب ‪ 2.5‬في‬ ‫المئة فقط م ��ن الإ�ستثمار الأجنب ��ي المبا�شر من‬ ‫دول بريك� ��س ال ��ى بلدان بريك�س �أخ ��رى‪ ،‬في حين‬ ‫�أن �أكثر من ‪ 40‬ف ��ي المئة من �إ�ستثمارها الأجنبي‬ ‫المبا�شر ذهب �إلى البلدان المتقدمة‪ .‬يفتر�ض‪� ،‬أن‬ ‫تك ��ون �أحد �أه ��داف بنك بريك� ��س للتنمية الجديد‬ ‫تغيير ه ��ذا‪� ،‬إال �أن مثل هذا التغيير يتطلب تح ّوال"‬ ‫كبي ��را" في الأولوي ��ات الحالية‪ .‬في ه ��ذه الأثناء‪،‬‬ ‫لدى البنك الدولي م�شاري ��ع حديثة من هذا النوع‬ ‫�أو م ��ن نوع �آخر في كل دول مجموعة بريك�س‪ ،‬مثل‬ ‫التموي ��ل من �أجل التنمية الريفي ��ة الم�ستدامة في‬ ‫البرازيل‪.‬‬

‫من المحتمل جدا" �أن ي�ستخدم البنك‬ ‫الجديد اليوان لأن ال�صين تود بال �شك‬ ‫‪ ‬م��ا هي العمل��ة الت��ي �سي�ستخدمها البنك‬ ‫ ‬ ‫وهو‬ ‫بعملتها‪،‬‬ ‫مة‬ ‫و‬ ‫مق‬ ‫القرو�ض‬ ‫تجعل‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫ّ‬ ‫‪ ‬هل ي�شكّل بنك بريك�س للتنمية الجديد‬ ‫ ‬ ‫الجديد؟‬ ‫البريك�س‬ ‫دول‬ ‫إلي‬ ‫�‬ ‫إمتد‬ ‫�‬ ‫إقترا�ض‬ ‫�‬ ‫خيار‬ ‫ّ‬ ‫تحديا" للبنك الدولي؟‬ ‫من المحتمل جدا" اليوان‪ .‬ال�صين تود بال �شك �أن‬ ‫تجعل القرو�ض مق ّومة باليوان‪ ،‬وهو خيار �إقترا�ض‬ ‫ربم ��ا‪ .‬بالت�أكيد ه ��دف م�ؤ�س�سوه م ��ن �إن�شائه جعله‬ ‫الأخرى في العام ‪2012‬‬

‫�إمت ّد �إلي دول البريك� ��س الأخرى في العام ‪.2012‬‬ ‫وقد دفعت بكين بالفعل للإقرا�ض بعملتها الخا�صة‬ ‫لحمايته ��ا من مخاطر العملة في الأ�سواق النا�شئة‬ ‫المغري ��ة لكن المتقلبة في �أفريقي ��ا‪ .‬ولكن �إعتماد‬ ‫اليوان عمل ��ة بنك التنمية الجديد ق ��د يعمق �أكثر‬ ‫القلق ب�ش�أن دور ال�صين ال�ضخم والمتعاظم‪.‬‬

‫‪� ‬أل��م تق��م وتق��وم مجموع��ة بريك���س‬ ‫ ‬ ‫"بالتنمية" فعليا"؟‬ ‫نع ��م‪ ،‬الكثي ��ر م ��ن ذل ��ك‪ ،‬بالن�سب ��ة ال ��ى بع� ��ض‬ ‫المقايي�س‪ .‬والذي يثي ��ر الده�شة �إرتفاع م�ستويات‬ ‫الفق ��ر الت ��ي ال ت ��زال م�ستمرة ف ��ي جمي ��ع �أنحاء‬ ‫دول بريك� ��س‪ .‬ال�صي ��ن هي العب كبي ��ر‪ ،‬وقد نمت‬ ‫�أن�شطتها في الخارج ف ��ي ال�سنوات الأخيرة ب�شكل‬ ‫كبي ��ر‪ ،‬ال �سيما في �أفريقيا‪ .‬وم ��ع ذلك‪� ،‬إن تطبيق‬ ‫القيا�س ��ات التقليدية لم�ساع ��دات التنمية �صعب‪،‬‬ ‫�إن ل ��م يكن م�ستحيال"‪ ،‬على م ��ا تقوم به ال�صين‪.‬‬ ‫وتختل ��ف التقدي ��رات بالن�سب ��ة ال ��ى م�ساعداته ��ا‬ ‫‪66‬‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫وزير مالية جنوب �أفريقييا برافين غوردان‪:‬‬ ‫"ال تزال �أجزاء معينة من العالم ممثلة �أكثر من حجمها"‬

‫بدي�ل�ا" م ��ن البن ��ك الدول ��ي‪ ،‬على الرغ ��م من ان‬ ‫الأم ��ر ال يزال بعيدا" كل البعد بالن�سبة الى الأخير‬ ‫من مواجهة ه ��ذا التحدي‪ .‬تعليقات قادة مجموعة‬ ‫بريك� ��س ال تفعل الكثير لإخف ��اء �شعور ال�شماتة من‬ ‫الظروف الإقت�صادية المتردية التي يمر بها الغرب‬ ‫مقاب ��ل �إرتف ��اع ث ��روات بلدانه ��م‪ ،‬وه ��م ال يخفون‬ ‫بالتالي عمق الإحب ��اط لديهم لأن قواعد اللعبة لم‬ ‫تتغي ��ر لتعك�س تلك الحقيقة‪" .‬ال ي ��زال لدينا حالة‬ ‫حيث �أن �أج ��زاء معينة من العال ��م ممثلة �أكثر من‬ ‫حجمها"‪� ،‬أعلن وزير مالية جنوب �أفريقييا برافين‬ ‫غ ��وردان‪ .‬عل ��ى الرغ ��م م ��ن �سن ��وات م ��ن الوعود‬ ‫لإعط ��اء الجنوب العالمي �أكث ��ر قوال" وتمثيال" في‬ ‫كل م ��ن �صندوق النقد الدول ��ي والبنك الدولي‪ ،‬لم‬ ‫تحدث �أية تغييرات هيكلية كبيرة‪ .‬وركود موازنات‬ ‫المعونة بين دول منظمة التعاون الإقت�صادي فقط‬ ‫خلق ��ت المزيد من فر� ��ص لبل ��دان بريك�س‪ .‬لذلك‬ ‫�إذا كان بنك بريك� ��س للتمية ظهر وك�أنه تحد‪ ،‬ف�إن‬ ‫الغرب يجب �أن ال يلوم �سوى نف�سه‬


‫بإيجاز‬

‫م�صفاة في قطر بكلفة ‪ 1,5‬مليار دوالر‬ ‫ب ��د�أت قطر اعم ��ال بناء م�صفاة جديدة لتكرير النفط ت�صل قدرته ��ا الإ�ستيعابية الى ‪ 160‬الف‬ ‫برمي ��ل يوميا" بكلفة تبل ��غ نحو ‪ 1,5‬مليار دوالر‪ ،‬وذل ��ك لتلبية الطلب المتزاي ��د على المنتجات‬ ‫المكررة‪.‬‬ ‫وم�صف ��اة را� ��س لفان ‪ ،2‬ال�شبيهة بمن�ش�أة �أولى تحمل �إ�س ��م م�صفاة را�س لفان ‪ ،1‬مملوكة بن�سبة‬ ‫‪ ٪84‬م ��ن �شرك ��ة "قطر للبترول"‪ ،‬فيم ��ا تملك مجموعة "توت ��ال" الفرن�سية ‪ ٪10‬م ��ن الأ�سهم‪،‬‬ ‫وتت ��وزع الح�ص� ��ص الباقية بين "ايديميت�سو" و "كوزمو" و "ماروبين ��ي" و "ميت�سوي"‪ .‬ويفتر�ض‬ ‫ان تدخ ��ل الم�صفاة حيز الخدمة في الرب ��ع االخير من العام ‪ .2014‬و�ستبلغ القدرة الإ�ستيعابية‬ ‫للم�صفاتين معا" ‪ 300‬الف برميل يوميا"‪.‬‬ ‫وتنت ��ج قط ��ر نحو مليون برمي ��ل من الخام يومي ��ا"‪ ،‬لكنها تملك ثروة �ضخمة م ��ن الغاز‪ ،‬اذ يعد‬ ‫احتياطه ��ا الثال ��ث عالميا"‪ .‬كذلك‪ ،‬تمل ��ك قدرة على �إنت ��اج ‪ 77‬مليون طن من الغ ��از الطبيعي‬ ‫الم�سال �سنويا"‪.‬‬

‫�أول م�شروع لبناء محطة �شم�سية لإنتاج الكهرباء في لبنان‬ ‫�أطل ��ق وزي ��ر الطاق ��ة والمي ��اه ف ��ي الحكوم ��ة‬ ‫الم�ستقيلة ف ��ي لبنان جب ��ران يا�سيل "�إعالن‬ ‫النواي ��ا" لم�شروع بناء محط ��ة �شم�سية لإنتاج‬ ‫الكهرب ��اء بق ��درة ‪ 10‬ميغ ��اواط و�أول م�شروع‬ ‫�إنت ��اج محطة لتوليد الطاقة من الرياح بقدرة‬ ‫واحد ميغ ��اواط في فندق "ميتروبوليتان" في‬ ‫بي ��روت‪ ،‬ف ��ي ح�ض ��ور المدير الع ��ام لم�ؤ�س�سة‬ ‫كهرب ��اء لبنان كمال حاي ��ك‪ ،‬ومدير "المركز‬ ‫اللبناني لحفظ الطاقة "بيار خوري‪ ،‬و�سفراء‬ ‫وفاعليات ومهتمين‪.‬‬ ‫وق ��ال با�سي ��ل "حاولن ��ا م�أ�س�س ��ة" المرك ��ز‬ ‫اللبنان ��ي لحف ��ظ الطاق ��ة "من خ�ل�ال قانون‬ ‫ال ي ��زال متوقف ��ا" منذ اكثر م ��ن �سنة ون�صف‬ ‫ال�سنة‪ ،‬والهدف منه و�ضع الإطار العام لحفظ‬ ‫الطاقة‪ ،‬و�أمنا �إ�ستمراري ��ة المركز �أقله ل�سنة‬ ‫‪ 2015‬لمواكب ��ة الخط ��ط المو�ضوعة‪ ،‬وو�صلنا‬ ‫�إل ��ى المراح ��ل التنفيذي ��ة للم�شاري ��ع الت ��ي‬ ‫و�ضعناها م ��ع المركز من م�ش ��روع ‪ 3‬ماليين‬ ‫لمبة‪� ،‬إلى ال�سخانات ال�شم�سية و�شعار "�سخان‬ ‫�شم�س ��ي ل ��كل من ��زل"‪ ،‬و�إنارة الط ��رق العامة‬ ‫والمواقع الأثرية وغيرها من الم�شاريع‪.‬‬ ‫ا�ض ��اف "ما نح ��ن في �ص ��دد القي ��ام به‪ ،‬هو‬ ‫من�ش� ��آت طاق ��ة متج ��ددة تع ��ود ملكيته ��ا �إلى‬ ‫م�ؤ�س�س ��ة كهرباء لبنان م ��ن دون �أية كلفة على‬ ‫الم�ؤ�س�س ��ة ال بل العك�س‪ ،‬ثمة م�ساهمة قدمتها‬

‫�أعلنت �شركة "بتروفاك" البريطانية للخدمات‬ ‫النفطي���ة ان م�شروعه���ا الم�شت���رك م���ع "مبادل���ة"‬ ‫للخدم���ات البترولي���ة ف���از بح�ص���ة ‪ 2,9‬ملي���اري‬ ‫دوالر ف���ي عقد لبناء من�ش����آت في حقل نفطي ب�أبو‬ ‫ظبي‪ ،‬مم���ا دفع �سهمها الى ال�صع���ود على م�ؤ�شر‬ ‫"فاينن�شال تايمز ‪ "100‬في بور�صة لندن‪.‬‬ ‫وف���ازت "بتروفاك" الت���ي ت�صمم من�ش����آت البنية‬ ‫التحتية للنفط والغاز وتبنيها وت�ستثمر �أي�ضا الى‬ ‫جانب �شركات النفط ف���ي الحقول النفطية‪ ،‬بعقد‬ ‫�آخر في �أبوظبي بقيمة ‪ 500‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫لفت وزير الطاقة والمناجم الجزائري يو�سف‬ ‫يو�سف���ي �إل���ى �أن �س���وق النف���ط العالم���ي ي�شهد‬ ‫"توازنا" بين العر�ض والطلب في الوقت الحالي‪،‬‬ ‫مم���ا �إنعك�س على "�إ�ستق���رار" الأ�سعار‪ .‬و�أو�ضح �أن‬ ‫"تراج���ع الطل���ب على الخام من ال���دول ال�صناعية‬ ‫الكب���رى‪ ،‬ع ّو�ض���ه الإرتفاع ف���ي �إ�سته�ل�اك الدول‬ ‫النا�شئة على غرار ال�صين والهند والبرازيل"‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف ان الطلب على النف���ط من الإقت�صاديات‬ ‫النا�شئ���ة يدفع بالطلب العالمي نحو االرتفاع‪ ،‬و�أن‬ ‫"منظمة" �أوبيك "تنتج ما يكفي ال�سوق ولي�س ثمة‬ ‫عدم توازن ما بين العر����ض والطلب في ال�سوق"‪،‬‬ ‫م�شي���را" الى ان حال التوازن التي ت�شهدها ال�سوق‬ ‫�أدت الى �إ�ستق���رار في ا�سعار برميل النفط حاليا"‬ ‫نتيجة غياب الم�ضاربة‪.‬‬ ‫اقترح النائ���ب اللبناني محمد قبان���ي "�إن�شاء‬ ‫وزارة خا�ص���ة بالنف���ط‪ ،‬النن���ا اذا ا�صبحن���ا بل���دا"‬ ‫نفطيا"‪ ،‬وفق م���ا هو متوقع‪ ،‬فمعنى ذلك �أن لبنان‬ ‫بحاجة ال���ى وزارة خا�صة بالنف���ط‪ ،‬الن هذا القطاع‬ ‫�أمام���ه الكثير من العم���ل والجهد"‪ .‬و�أك���د �ضرورة‬ ‫ت�أ�سي����س ال�شركة الوطنية للنف���ط‪ ،‬لأنها الأ�سا�س‬ ‫لنجاح قط���اع النفط في لبنان على ان يتم �إبعادها‬ ‫من ال�صراع ال�سيا�سي "‪.‬‬

‫وزير الطاقة والمياه اللبناني جبران با�سيل‬

‫ال ��وزارة للمرك ��ز وهو يق ��دم ب ��دوره لكهرباء‬ ‫لبن ��ان ه ��ذه المن�ش� ��آت‪ ،‬وت�شت ��ري الم�ؤ�س�س ��ة‬ ‫الطاقة الكهربائية المنتجة وتدفع الأموال في‬ ‫ح�ساب تراكم ��ي من خالله ين�ش� ��أ الميغاواط‬ ‫الثاني والثالث و�ص ��وال" �إلى الكمية المرتجاة‬ ‫والبالغ ��ة ‪ 10‬ميغاواط‪ ،‬ونكون بذلك في �صدد‬ ‫�إيجاد نموذج جديد من ال�شراكة بين قطاعين‬ ‫عام وخا� ��ص‪ ،‬وبين جمعيات المجتمع المدني‬ ‫والقطاع العام "‪.‬‬

‫خف�ضت الهن���د وارداتها النفطي���ة من �إيران‬ ‫بن�سبة ‪ ٪26,5‬في ال�سنة المالية المنتهية في �آذار‬ ‫(مار����س)‪ ،‬ب�سبب م�شكالت الت�أمي���ن والمدفوعات‬ ‫التي يواجهه���ا الم�شترون من جراء العقوبات التي‬ ‫تهدد بوقف هذه الم�شتريات‪ .‬وتعتمد الهند‪ ،‬رابع‬ ‫�أكب���ر م�ستهلك للنفط في العال���م‪ ،‬على الإ�ستيراد‬ ‫لتلبي���ة ‪ ٪80‬م���ن حاجاتها النفطي���ة‪ ،‬وت�سعى الى‬ ‫التوقف عن �إ�ستي���راد النفط االيراني تحت �ضغط‬ ‫م���ن العقوب���ات الغربي���ة‪ .‬و�إ�ست���وردت الهند نحو‬ ‫‪ 266‬الف برمي���ل يوميا" من النف���ط الإيراني في‬ ‫ال�سن���ة التعاقدية المنتهية ف���ي ‪� 31‬آذار (مار�س)‬ ‫مقارنة ب ‪ 362‬الفا" في ‪.2012‬‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪69‬‬


‫�أخبار الطاقة‬ ‫من اآلبار‬

‫التنقيب عن النفط‪:‬‬ ‫لي�س ثمن ًا ي�ستحق الدفع‬ ‫ه ��ل تعلم ��ت �ش ��ركات النف ��ط ف ��ي العال ��م �شيئ ��ا" م ��ن ت�س ��رب المياه‬ ‫العميق ��ة الأفق ال ��ذي �سكب ‪ 200‬مليون غالون من النفط الخام في‬ ‫خلي ��ج المك�سي ��ك في �أمي ��ركا لمدة ثالثة �أ�شهر ف ��ي ني�سان (�إبريل)‬ ‫‪2010‬؟ ال يب ��دو الأمر كذلك‪� .‬شركة النفط العمالقة "�شل" مُنحت‬ ‫�إذن ��ا" للب ��دء ف ��ي �أعم ��ال حف ��ر �إ�ستك�شافي ��ة قبال ��ة "ننغال ��و ري ��ف "‬ ‫(‪ ،)Ningaloo Reef‬واح ��دة م ��ن �أه ��م المحمي ��ات الطبيعية للحياة‬ ‫البحري ��ة في غرب �أو�سترالي ��ا‪ .‬وهي منطقة بحرية ت�شتهر ب�أ�سماك‬ ‫حوت القر�ش كما تعتبر �أحد �أكثر نظم ال�شعاب المرجانية الحيوية‬ ‫تنوعا" في المحيطات على كوكب الأر�ض‪.‬‬ ‫�شركة النفط‪ ،‬بطبيعة الحال‪� ،‬أعلنت �أنها �ستطبق "جميع الموافقات‬ ‫البيئي ��ة وال�سالم ��ة ال�ضروري ��ة" قب ��ل �أن تب ��د�أ الحف ��ر‪ .‬و�أو�ستراليا‬ ‫تدّعي من جهتها �أن لديها �أف�ضل نظام رقابي بحري والأكثر �أمانا"‬ ‫ف ��ي العال ��م‪ .‬وعل ��ى الرغ ��م من ذل ��ك‪ ،‬ف�إنه ��ا عانت من تدف ��ق �ضخم‬ ‫للنف ��ط تحت الم ��اء لمدة ‪� 10‬أ�سابيع في "مونتارا" (‪ )Montara‬في‬ ‫بح ��ر تيم ��ور في العام ‪ - 2009‬حيث وجد التحقيق في وقت الحق �أن‬ ‫"�أوجه الق�صور الرئي�سة" تقع على عاتق نظم الإدارة وعدم مراعاة‬ ‫"الممار�سات المعتبرة في حقل نفط"‪.‬‬ ‫�إج ��ازة ال�سم ��اح للب ��دء بحف ��ر "ننغال ��و" (‪ )Ningaloo‬منحته ��ا‬ ‫الحكوم ��ة الإتحادي ��ة الأو�سترالية حتى قب ��ل �أن تن�شر ردها النهائي‬ ‫على لجنة تحقيق حادثة "مونتارا" (‪ .)Montara‬ولكن لماذا؟ لأن‬ ‫�أو�سترالي ��ا تعتمد ب�شكل �أ�سا�سي على �صناع ��ات �إ�ستخراج الكثير من‬ ‫ثروتها‪ .‬وتعلم �شركات النفط ب�أن الأموال ال�ضخمة المحتملة التي‬ ‫عليها دفعها في حال وقعت الكارثة‪ ،‬كما فعلت "بريتي�ش بتروليوم"‬ ‫(‪ )BP‬ف ��ي خلي ��ج المك�سيك‪� ،‬ستخ ّف� ��ض فقط من الأرب ��اح ال�ضخمة‬ ‫التي �ستفوز بها نتيجة الحفر تحت الماء‪.‬‬ ‫ولك ��ن النف ��ط ال�سه ��ل لي� ��س هو الح ��ل‪ .‬الك ��وارث البيئي ��ة‪ ،‬والأزمات‬ ‫ال�سيا�سية مثل التي وقعت في ليبيا‪ ،‬هي لتذكيرنا فقط بواقع البيئة‬ ‫ال ��ذي تحت ��اج �إليه الطاق ��ة العالمية في الم�ستقب ��ل والذي يكمن في‬ ‫البحث عن م�صادر طاقة متجددة وم�ستدامة‪ .‬الن�شطاء الخ�ضر في‬ ‫�أو�ستراليا‪ ،‬وحكومة الوالية المحلية هناك‪� ،‬إنخرطوا الآن في حملة‬ ‫مط ّول ��ة لمحاربة خط ��ة "�شل"‪ .‬ولكن كان ذلك ال ينبغي �أن يح�صل‪.‬‬ ‫يج ��ب عل ��ى �ش ��ركات النف ��ط الكب ��رى �أن ّ‬ ‫ت�سخر جهوده ��ا للبحث عن‬ ‫حل ��ول كبي ��رة للطاق ��ة قابلة للحي ��اة قبل �أن يتمكن تغ ّي ��ر المناخ من‬ ‫�إجباره ��ا على ذل ��ك‪� .‬إن ت�سرب النفط في المياه العميقة الأفق لي�س‬ ‫ثمن ��ا" ي�ستح ��ق الدف ��ع‪ .‬فه ��و �إ�ش ��ارة �إل ��ى نه ��ج �أخالقي مفل� ��س على‬ ‫المدى الق�صير لتلبية �إحتياجات الطاقة في العالم‪.‬‬ ‫�سيدني ‪ -‬هاني مكارم‬ ‫‪68‬‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫النفط‬

‫الطاقة‬

‫الطاقة البديلة‬

‫الإمارات تزيد �إنتاجها النفطي‬ ‫�إلى ‪ 3.5‬ماليين برميل‬

‫وزير الطاقة الإماراتي �سهيل بن محمد المزروعي‬

‫�أكد وزير الطاقة الإمارات ��ي �سهيل بن محمد المزروعي �أن بالده‬ ‫ت�سع ��ى �إلى "زي ��ادة قدرته ��ا الإنتاجية" �إل ��ى ‪ 3.5‬ماليين برميل‬ ‫يومي ًا من النفط الخام‪ ،‬للم�ساهمة في �إ�ستقرار الأ�سواق العالمية‬ ‫و�ضمان �إلتزاماتها الطويلة الأجل مع الم�ستهلكين‪.‬‬ ‫وقال المزروعي‪ ،‬في كلمة �ألقاها في الجل�سة االفتتاحية لــ"م�ؤتمر‬ ‫ال�ش ��رق الأو�سط للنفط والغ ��از ‪� ،" 2013‬إن "الأح ��داث الأخيرة‬ ‫�أثبت ��ت �أن ��ه من ال�ض ��روري التركيز عل ��ى �أمن الطاق ��ة‪ ،‬لمواجهة‬ ‫الك ��وارث الطبيعية والأحداث الجيو�سيا�سي ��ة‪ ،‬والظروف الأخرى‬ ‫غير المتوقعة‪ ،‬التي قد تحدث في �أي وقت في العالم"‪ .‬و�أ�شار �إلى‬ ‫�أنه "في هذا ال�صدد عمدت دولة الإمارات �إلى بناء وت�شغيل خط‬ ‫�أنابي ��ب نفط حب�شان ‪ -‬الفجيرة ل�ضم ��ان تدفق النفط الخام �إلى‬ ‫الأ�سواق العالمية""‬ ‫ولف ��ت �إل ��ى �أنه "رغم حال ��ة عدم اليقين التي تواج ��ه الطلب على‬ ‫النف ��ط ب�شكل خا� ��ص وال�صناع ��ة النفطية ب�شكل ع ��ام‪ ،‬فانه من‬ ‫الم�ؤك ��د �أن ع�ص ��ر البت ��رول ال ي ��زال مزده ��ر ًا‪ ،‬و�أن الطل ��ب على‬ ‫المدى الطويل �آخ ��ذ في النمو"‪ ،‬و�أ�ضاف �إن "الدول المنتجة مثل‬ ‫دولة الإمارات العربية المتحدة م�ستمرة في الإ�ستثمار في طاقتها‬ ‫الإنتاجية‪ ،‬لتلبية هذا الطلب المتنامي"‪.‬‬ ‫و�أكد وزير الطاقة الإماراتي "�أهمية اال�ستثمار في قطاع الطاقة"‪،‬‬ ‫وق ��ال �إن ��ه "لي�س ل ��دي �أدنى �ش ��ك �أن هذا ه ��و الوق ��ت المنا�سب‬ ‫للإ�ستثم ��ار‪� ،‬إذ �أن بع� ��ض ال�سيناريوه ��ات ت�شي ��ر �إل ��ى �أن الطلب‬ ‫العالم ��ي على النف ��ط �سينمو بمقدار مليون برمي ��ل يوميا" لي�صل‬ ‫�إل ��ى ‪ 105‬ماليين برميل يومي� � ًا في العام ‪ ،2030‬فيما تتوقع بع�ض‬ ‫ال�سيناريوه ��ات الأكثر تفا�ؤ ًال‪� ،‬أن ي�صل الطل ��ب العالمي �إلى ‪112‬‬ ‫مليون برميل يومي ًا‪.‬‬


‫بغداد ‪ -‬عبد الباري ح�سن‬ ‫ف ��ي الفترة التي �سبقت‪ ،‬كم ��ا في �أعقاب‪،‬‬ ‫الغزو الأميركي للعراق في �آذار (مار�س)‬ ‫‪� ،2003‬س ��ادت نظري ��ة م�شترك ��ة بي ��ن معار�ضي ونقاد‬ ‫الح ��رب مفاده ��ا ب� ��أن ق ��وات التحال ��ف غ ��زت البالد‬ ‫للإ�ستي�ل�اء عل ��ى �إحتياط ��ات النف ��ط فيه ��ا‪ .‬وه ��ذه‬ ‫التكهن ��ات غ ّذاه ��ا ف ��ي الع ��ام ‪ 2011‬تقري ��ر ن�ش ��ر في‬ ‫�صحيفة "الأندبندنت" اللندني ��ة عن مذكرات �صادرة‬ ‫ع ��ن الحكوم ��ة البريطاني ��ة ت ��م الح�ص ��ول عليه ��ا من‬ ‫خالل حري ��ة طلب المعلوم ��ات‪ .‬وفقا" له ��ذا التقرير‪،‬‬ ‫ف ��ي ت�شري ��ن الأول (�أكتوب ��ر) ‪� ،2002‬إجتم ��ع ممثل ��و‬ ‫�شرك ��ات النفط "بي ب ��ي" (‪ ،)BP‬و�شل‪ ،‬وبريتي�ش غاز‬ ‫(‪ )BG‬مع البارونة �سيمونز‪ ،‬التي كانت وزيرة للتجارة‬ ‫البريطاني ��ة في ذلك الوقت‪ ،‬و�إتفق ��وا على العمل معا"‬ ‫من �أجل ال�ضغ ��ط على �إدارة جورج دبليو بو�ش بالنيابة‬ ‫عن �شركة بريتي�ش بتروليوم ‪.‬‬ ‫م�س�ؤولو "بي بي" (‪� )BP‬إلتقوا �أي�ضا" مع م�س�ؤولين في‬ ‫وزارة الخارجية البريطانية في ال�شهر التالي‪ ،‬وناق�شوا‬ ‫الفر� ��ص المتاحة في العراق "ما بع ��د تغيير النظام"‪.‬‬ ‫وقد ّتم تلخي�ص الإجتماع عل ��ى النحو التالي‪" :‬العراق‬ ‫ه ��و بلد نفط ��ي كبير‪" .‬بي ب ��ي" (‪ )BP‬يائ�سة للو�صول‬ ‫ال ��ى هناك‪ ،‬وحري�صة عل ��ى �أن ال تحرمه ��ا ال�صفقات‬ ‫ال�سيا�سي ��ة الفر�ص ��ة "‪ .‬ك ��ان قل ��ق "بي ب ��ي" على وجه‬ ‫الخ�صو� ��ص ب�أن ال تقوم وا�شنط ��ن بف�سخ العقد المو ّقع‬ ‫بي ��ن �شركة توت ��ال الفرن�سية مع نظام �ص ��دام ح�سين‪،‬‬ ‫مم ��ا �سي�سم ��ح لتوت ��ال كي ت�صب ��ح‪ ،‬ح�س ��ب ر�أي �شركة‬ ‫بريتي�ش بتروليوم‪� ،‬أكبر �شركة نفط في العالم‪.‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك‪� ،‬إن م ��ا ك�شفته تل ��ك المذكرات ك ��ان مجرد‬ ‫ت�أكي ��د لحقيق ��ة بديهي ��ة‪ :‬وه ��ي �أن �شرك ��ات النف ��ط‬ ‫الأجنبي ��ة �سوف يكون لها بطبيعة الحال دور في تطوير‬ ‫وتنمية �إحتياطات الع ��راق النفطية‪ .‬وقد نوق�شت فكرة‬ ‫خ�صخ�صة �صناعة النفط بين بع�ض الجهات في �إدارة‬ ‫بو�ش‪ ،‬ولكن هذه ال�سيا�س ��ة المقترحة لم تكن بالت�أكيد‬ ‫مح ��ل توافق في الآراء بين الم�س�ؤولين الحكوميين‪ .‬في‬ ‫الواق ��ع‪ ،‬ف�إنها لم ت�صبح �سيا�س ��ة �أميركية‪ ،‬حتى خالل‬ ‫فترة الحكم تحت �سلط ��ة االئتالف الم�ؤقتة (‪،)CPA‬‬ ‫الت ��ي �إ�ستم ��رت حتى حزي ��ران (يوني ��و) ‪ .2004‬وكان‬ ‫هذا لأن ال�سلطة الم�ؤقت ��ة التي كان يرئ�سها بول بريمر‬ ‫خ�شيت م ��ن �أن ت� ��ؤدي خ�صخ�صة �صناع ��ة النفط الى‬ ‫�إثارة �إ�ستياء �سكان العراق‪.‬‬ ‫وع�ل�اوة عل ��ى ذل ��ك‪ ،‬ف ��ي اجتماع �أوب ��ك ف ��ي ‪� 31‬آذار‬ ‫(مار� ��س) ‪ ،2004‬تقرر �أن تبقى �أ�سعار النفط العالمية‬ ‫مرتفع ��ة بتخفي�ض ‪ 4‬في المئة من �إنتاج البترول‪ .‬وهذا‬ ‫ي�ساوي حوالي مليون برميل يوميا"‪ .‬وكما �أ�شار الخبير‬ ‫دانيال بايب�س‪" :‬لي�س من الم�ستغرب‪ ،‬ب�أن هذه الخطوة‬

‫رئي�س الحكومة نوري المالكي‪ :‬مع المركزية في الحكم‬

‫الت ��ي قادته ��ا ال�سعودي ��ة قوبل ��ت بع ��دم الموافق ��ة في‬ ‫وا�شنط ��ن"‪ ،‬ولكن وزير النف ��ط العراقي ابراهيم بحر‬ ‫العلوم‪ ،‬الذي كان يمثل العراق المحتل في الإجتماع في‬ ‫فيينا‪� ،‬ص ّوت ل�صالح مبادرة "�أوبك"‪.‬‬ ‫بقي الأمر بالن�سبة الى قطاع النفط في العراق معلقا"‬ ‫حتى �آب (�أغ�سط� ��س) ‪ 2008‬حيث تم التوقيع على �أول‬ ‫�إتفاق نفطي بين الحكومة العراقية و�شركة �أجنبية‪ ،‬في‬ ‫هذه الحالة �شركة النفط الوطنية ال�صينية (‪)CNPC‬‬ ‫التابعة للحكومة ال�صينية‪ .‬وكما ي�شير الخبير والمحلل‬ ‫جوي ��ل وينغ‪ ،‬كان هذا الإتف ��اق �إعادة �صياغة لعقد كان‬ ‫و ّقع ��ه �ص ��دام ح�سين ف ��ي ‪ 1997‬م ��ع ال�شرك ��ة‪ ،‬و�أعيد‬ ‫ت�صنيفه على �أنه "�إتفاق خدمات فنية"‪ ،‬والذي ينطوي‬ ‫على دفع ر�سم ثابت لل�شركة‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى ر�سم محدد‬ ‫عن كل برميل ينت ��ج �إ�ضافيا" من النفط‪ .‬بالن�سبة الى‬ ‫هذا الإتف ��اق خ�صو�صا"‪ ،‬المدفوع ��ات الثابتة كانت ‪3‬‬ ‫ملي ��ارات دوالر‪ ،‬و ‪ 3‬دوالرات للبرمي ��ل الإ�ضاف ��ي‪ .‬كان‬ ‫اله ��دف من هذه ال�شروط �أن تعمل لم�صلحة الحكومة‪،‬‬ ‫والنف ��ط الم�ستخ ��رج من حق ��ل الأحدب ف ��ي محافظة‬

‫�أعطت تركيا ال�ضوء الأخ�ضر للخطة‬ ‫التي ت�شمل دخول النفط من حقل "طق‬ ‫طق" �إلى خط الأنابيب "كركوك‬ ‫ جيهان" عند محطة ال�ضخ‬‫"في�شخابور" قرب الحدود التركية‪،‬‬ ‫ليتدفق مبا�شرة �إلى ميناء "جيهان"‬ ‫التركي ل�شحنه الى الأ�سواق العالمية‬

‫الوا�س ��ط‪ ،‬كجزء من ه ��ذه ال�صفقة‪ ،‬لم يك ��ن في و�سع‬ ‫ال�شرك ��ة بيع ��ه‪ ،‬لأنه كان يج ��ب �أن ُي�ستخ ��دم ح�صرا"‬ ‫للأغرا�ض المحلية‪.‬‬ ‫لكن ك ��ان هناك رد فعل غا�ضب في �أيار (مايو) ‪2009‬‬ ‫من المزارعين المحليين في محافظة الوا�سط‪ ،‬الذين‬ ‫خاف ��وا م ��ن �إقدام الحكوم ��ة على م�ص ��ادرة �أرا�ضيهم‬ ‫الزراعي ��ة‪ .‬كذل ��ك‪ ،‬ح�سب �أح ��د المزارعي ��ن الذي لم‬ ‫يعط �إ�سمه ل�صحيفة "الزمان"‪" :‬ال�صينيون دخلوا الى‬ ‫�أر�ضن ��ا م ��ن دون الح�صول عل ��ى �إذن‪ ،‬ومددوا كابالت‬ ‫خا�صة به ��م‪ .‬لقد د ّمر عملهم مزارعن ��ا"‪ .‬لذا‪ ،‬هاجم‬ ‫المزارع ��ون الكابالت وخطوط الأنابي ��ب التي مددتها‬ ‫ال�شرك ��ة ال�صيني ��ة الوطني ��ة ( ‪ )CNPC‬في المزارع‪،‬‬ ‫وبالتال ��ي منعوا ال�صينيين من بداي ��ة العمل‪ .‬في نهاية‬ ‫المطاف‪ ،‬كانت ال�شركة ال�صينية قادرة على �إ�ستئناف‬ ‫الن�شاط والعمل في حقل الأحدب النفطي‪.‬‬ ‫م ��ن جه ��ة �أخ ��رى‪ ،‬ينبغ ��ي �أن تك ��ون �صفق ��ة الحكومة‬ ‫العراقية مع �شركة النفط الوطنية ال�صينية مفهومة في‬ ‫�ضوء �إتجاه �أو�سع نحو التعاون الإقت�صادي بين ال�صين‬ ‫والع ��راق‪ .‬على �سبي ��ل المثال‪ ،‬في زي ��ارة ل�شنغهاي في‬ ‫العام ‪� ،2011‬أكد رئي�س الوزراء العراقي نوري المالكي‬ ‫ان ��ه م�ستعد لدعوة المزيد م ��ن ال�شركات ال�صينية الى‬ ‫الع ��راق للم�ساعدة في �إع ��ادة الإعمار‪ ،‬الفت ��ا" �إلى ما‬ ‫�إعتب ��ره "تجرب ��ة ال�صي ��ن المتقدمة ف ��ي التكنولوجيا‬ ‫وبن ��اء البني ��ة التحتي ��ة"‪ ،‬ال �سيم ��ا في ما يتعل ��ق ببناء‬ ‫الموانئ‪ ،‬والمط ��ارات‪ ،‬وال�س ��كك الحديدية‪ ،‬في جملة‬ ‫�أمور‪ .‬بين ال�سا�سة العراقيين ب�شكل عام‪ ،‬هناك تقدير‬ ‫لواق ��ع �أن ال�صي ��ن �إ�ضافة ال ��ى مغفرته ��ا وم�سامحتها‬ ‫لجمي ��ع الدي ��ون العراقية ف�إنه ��ا �أي�ض ��ا" �ساعدت في‬ ‫�إخراج الع ��راق من �سلطة القرار ‪ 41‬م ��ن ميثاق الأمم‬ ‫المتح ��دة‪ ،‬الذي كان ُو�ضع لفر� ��ض عقوبات �إقت�صادية‬ ‫على بغداد ف ��ي ال�سنوات التي �سبق ��ت الإطاحة بنظام‬ ‫�صدام ح�سين‪.‬‬ ‫عل ��ى �أية ح ��ال‪ ،‬فق ��د �شه ��د الع ��ام ‪ 2009‬جولتين من‬ ‫المناق�ص ��ات لحق ��ول الب�ل�اد النفطية بي ��ن ال�شركات‬ ‫الأجنبي ��ة الكبرى‪ .‬وجاءت هذه ال�شركات من مجموعة‬ ‫وا�سع ��ة من ال ��دول‪ .‬عل ��ى �سبي ��ل المثال‪ ،‬ف ��ي ت�شرين‬ ‫الأول (�أكتوب ��ر) ‪ ،2009‬كجزء م ��ن الجولة الأولى من‬ ‫المناق�ص ��ات‪ ،‬ت ��م الإتف ��اق عل ��ى �أن "كون�سورتيوما""‬ ‫م�ؤلفا"‪ :‬م ��ن �إيني (�إيطالي ��ا)‪ ،‬و�أوك�سيدنتال بتروليوم‬ ‫(الواليات المتحدة) والم�ؤ�س�سة الكورية للنفط (كوريا‬ ‫الجنوبي ��ة)‪ ،‬يج ��ب �أن يعمل في حقل نف ��ط الزبير في‬ ‫منطق ��ة الب�ص ��رة الذي يحت ��وي عل ��ى �إحتياطات نفط‬ ‫تق ��در بنحو ‪ 6.5‬مليارات برميل‪ .‬وكما كانت الحال مع‬ ‫�صفقة �آب (�أغ�سط�س) ‪ 2008‬مع �شركة النفط الوطنية‬ ‫ال�صيني ��ة‪ ،‬فق ��د ت ��م و�ضع وح�س ��اب ال�ش ��روط ل�صالح‬ ‫الحكوم ��ة العراقية‪ ،‬بحيث تم تحدي ��د مكاف�أة دوالرين‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪71‬‬


‫مو�ضوع الغالف‬

‫النفط‬

‫تقييم �صناعة المواد الهيدروكربونية في بالد ما بين النهرين‬

‫النفط ُي ِّ‬ ‫قطع أوصال العراق على إيقاع طائفي‬ ‫في م�ساهمتها بـ‪ 60‬في المئة من الناتج المحلي الإجمالي‪ ،‬و بـ‪ 99‬في المئة من ال�صادرات‪ ،‬وب�أكثر‬ ‫م��ن ‪ 90‬ف��ي المئة من عائ��دات الدولة‪ ،‬تعتبر �صناعة النف��ط �إلى حد بعيد �أكث��ر القطاعات حيوية‬ ‫بالن�سب��ة ال��ى الإقت�صاد العراقي‪ ،‬مع �إحتياط��ي م�ؤكد من النفط يقدّ ر بـ‪ 143‬ملي��ار برميل و�إمكانية‬ ‫�إ�ست��رداد وتكرير ‪ 200‬مليار برميل �إ�ضافية‪ .‬وقد عُ رف بوج��ود �إحتياطات نفطية كبيرة في منطقة‬ ‫ب�لاد ما بين النهرين على الأقل منذ نهاية الق��رن التا�سع ع�شر‪ ،‬ومنذ البداية �إحتكرت �شركة "نفط‬ ‫الع��راق" حق التنقيب ع��ن النفط و�إنتاجه‪ ،‬وهي �شركة كانت تملكها مجموعة من �شركات النفط‬ ‫الأجنبية‪ ،‬وقد تمّ ت�أميمها في العام ‪ 1972‬عند و�صول حزب البعث الى ال�سلطة‪ .‬ومنذ ذلك الوقت‪،‬‬ ‫ظلّت �صناعة النفط م�ؤ�س�سة ر�سمية تديرها الدولة في العراق‪.‬‬

‫‪70‬‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬


‫نفط كرد�ستان‪ :‬هل يحرر �إربيل من �سلطة بغداد؟‬

‫الكهرباء كل يوم‪.‬‬ ‫ف ��ي �أيل ��ول (�سبتمب ��ر) ‪ ،2008‬دخل ��ت وزارة النف ��ط‬ ‫العراقي ��ة في مفاو�ضات �أولية م ��ع "رويال دات�ش �شل"‬ ‫لإ�ستخ ��راج الغ ��از الطبيع ��ي م ��ن حق ��ول النف ��ط ف ��ي‬ ‫محافظ ��ة الب�ص ��رة‪ .‬وم ��ع ذل ��ك‪� ،‬أث ��ارت المفاو�ضات‬ ‫�إنتق ��ادات م ��ن ع�ض ��و ف ��ي لجن ��ة النف ��ط والغ ��از ف ��ي‬ ‫البرلم ��ان العراقي‪ ،‬ال ��ذي ر�أى �أن �أي �إتفاق مع "�شل"‬ ‫ب�ش� ��أن �إنتاج الغاز الطبيعي ه ��و "�إحتكار طويل الأمد"‬ ‫لل�شركة الأجنبية على �صناعة الغاز في البالد‪ .‬وعالوة‬ ‫عل ��ى ذلك‪� ،‬أكد جابر خليف ��ة جابر‪ ،‬وهو ع�ضو �آخر في‬ ‫لجنة النفط والغاز وع�ضو في حزب الف�ضيلة ال�شيعي‪،‬‬ ‫على الحاجة �إلى �إ�ش ��راك الحكومة المحلية في اتخاذ‬ ‫القرارات ب�ش�أن المفاو�ضات‪.‬‬ ‫برز �ص ��راع بالتالي بي ��ن وزارة النف ��ط ‪ --‬التي تعتقد‬ ‫ب� ��أن هناك حاج ��ة فقط �إل ��ى موافقة مجل� ��س الوزراء‬ ‫للتو�ص ��ل ال ��ى �إتفاق م ��ع �شرك ��ة �شل (�شيء ك ��ان منح‬ ‫ف ��ي ذلك الوق ��ت)— والبرلمان ‪ --‬ال ��ذي ر�أى �أن له‬ ‫الحق ف ��ي الم�شارك ��ة ف ��ي المفاو�ضات – م ��ع �إرتياب‬ ‫بع�ض الف�صائل ال�سيا�سي ��ة ب�شدة من التدخل الأجنبي‬ ‫ف ��ي �أي ��ة تنمي ��ة مخطط ��ة ل�صناع ��ة الغ ��از‪ .‬لذلك لم‬ ‫يك ��ن مفاجئ ��ا" �أن المفاو�ض ��ات توقف ��ت‪ .‬و�إلى جانب‬ ‫الخالف ��ات ال�سيا�سية‪ ،‬بقيت �أ�سئل ��ة بخ�صو�ص �شروط‬ ‫مح ��ددة لل�صفقة المقترحة من دون �إجابة‪ .‬على �سبيل‬ ‫المث ��ال‪ ،‬ف�إن العق ��د المقترح مع �شركة �ش ��ل لم يحدد‬ ‫كمي ��ة الغاز التي �ست�ستخدم للإ�ستهالك المحلي بدال"‬ ‫من الت�صدير‪.‬‬ ‫وبالإ�ضافة �إلى ذلك‪ ،‬كما يالحظ المحلل وليد خدّوري‪:‬‬

‫يق�ض ��ي الإتفاق ب� ��أن يبيع الع ��راق الغ ��از الطبيعي الى‬ ‫�شركة �شل ح�س ��ب الأ�سعار العالمية‪ ،‬ث ��م تعود ال�شركة‬ ‫وتبيع الغاز مجددا" �إلى العراق ح�سب الأ�سعار الدولية‬ ‫�أي�ضا"‪ .‬هذا يعني �أن المنتج ��ات البتروكيماوية‪� ،‬سواء‬ ‫ال�صناعي ��ة �أو الزراعي ��ة (�إ�ستخ ��دام الأ�سم ��دة)‪ ،‬في‬ ‫الع ��راق لن تكون ق ��ادرة على المناف�سة م ��ع المنتجات‬ ‫المماثلة ف ��ي الدول المجاورة‪ ،‬حيث تدعم الدولة فيها‬ ‫�أ�سعار الغاز الطبيعي لل�صناعات المحلية‪ .‬علما" �أنه لم‬ ‫يرد �أي ذكر في االتفاق الم�ؤقت حول ما �إذا كان هناك‬ ‫�إعتبار �أو فكرة لدعم الغاز للأغرا�ض المنزلية‪.‬‬ ‫ه ��ذه الثغرات في بنود التفاو� ��ض‪ ،‬ف�ضال" عن �سل�سلة‬ ‫من الإعالنات والإعترا�ضات واالعترا�ضات الم�ضادة‪،‬‬ ‫�أدت �إل ��ى طريق م�س ��دود لأكثر من ث�ل�اث �سنوات‪ ،‬مع‬ ‫�إ�ضافات معين ��ة تعطى ب�ش ��كل دوري للمفاو�ضات التي‬ ‫�أ�شركت �أي�ضا" �شركة ميت�سوبي�شي‪ .‬على �سبيل المثال‪،‬‬ ‫في ني�سان (�أبريل) ‪ ،2010‬تم الك�شف عن �أن الحكومة‬ ‫الوطنية لم تكن لديها الو�سائل المالية لتمويل ح�صتها‬ ‫المقترح ��ة ‪ 51‬ف ��ي المئة م ��ن م�شروع الغ ��از الطبيعي‬ ‫مع �شركة �ش ��ل‪ ،‬و�شركات النفط الأجنبي ��ة التي و ّقعت‬ ‫بالفعل �إتفاقات �إنتاج مع بغداد �أعربت عن ترددها في‬ ‫تقديم �أي ��ة كمية من الغاز الطبيع ��ي المنتج من حقول‬ ‫النفط التي كانت تعمل فيها للم�شروع‪ ،‬م�شيرة �إلى �أنها‬ ‫تحت ��اج �إلى �إع ��ادة حقن هذا الغاز ف ��ي مكامن النفط‬ ‫م ��ن �أجل تلبية �أه ��داف الإنتاج الطم ��وح التي حددتها‬ ‫بغ ��داد‪ .‬ولهذه الأ�سباب ُم� �دّدت المفاو�ضات لمدة �ستة‬ ‫�أ�شهر �أخ ��رى‪ .‬ثم‪ ،‬في �شباط (فبراي ��ر) ‪� ،2011‬أ�شار‬ ‫نائب وزير النفط �أحمد ال�شماع �إلى �أن هناك ت�ضاربا"‬

‫في الم�صالح‪ ،‬في �إطار قانون النفط والغاز الذي �صدر‬ ‫في عه ��د �صدام ح�سين‪ ،‬ف�إن �شرك ��ة "�سومو" الوطنية‬ ‫ه ��ي الوحيدة التي لها الحق في ت�صدير الغاز �أو النفط‬ ‫الخام ‪ ،‬وهو حق �سوف تطالب به �شركة �شل كجزء من‬ ‫ال�صفقة المقترحة‪.‬‬ ‫و�أخيرا"‪ ،‬في ت�شرين الثاني (نوفمبر) ‪ ،2011‬بعد هدر‬ ‫مليارات الأقدام المكعبة من الغاز الطبيعي منذ بداية‬ ‫المفاو�ضات‪ّ ،‬تم الإتفاق على عقد بقيمة ‪ 17‬مليار دوالر‬ ‫بين العراق و�شركة �شل‪ ،‬و�شركة ميت�سوبي�شي لإ�ستخراج‬ ‫الغ ��از الطبيعي من حقول النف ��ط الثالثة في الجنوب‪:‬‬ ‫الرميلة‪ ،‬الزبير‪ ،‬وغرب القرنة‪ .‬كان تق�سيم الح�ص�ص‬ ‫عل ��ى النحو التال ��ي‪ 51 :‬في المئة للع ��راق‪ ،‬و�شركة �شل‬ ‫‪ 44‬ف ��ي المئة‪ ،‬والباق ��ي (‪ 5‬في المئ ��ة) لميت�سوبي�شي‪.‬‬ ‫م ��دة العقد ه ��ي ‪� 25‬سنة‪ ،‬والهدف ه ��و �إ�ستخراج �أكثر‬ ‫م ��ن ملياري قدم مكعبة من الغ ��از الطبيعي يوميا" من‬ ‫حقول النف ��ط الثالثة‪ .‬وتم الإنتهاء م ��ن توقيع الإتفاق‬ ‫في ‪ 24‬ت�شرين الثاني (نوفمبر)‪.2011 ،‬‬ ‫م ��ع ذلك‪� ،‬إعتر�ض م�س�ؤولون ف ��ي الب�صرة على الإتفاق‬ ‫حتى بعد التوقيع عليه‪ .‬في ‪ 25‬ت�شرين الثاني (نوفمبر)‬ ‫‪ ،2011‬ق ��دم م�س�ؤول ��ون من مجل� ��س محافظة الب�صرة‬ ‫دع ��وى ق�ضائية �ضد وزارة النف ��ط العراقية ودعوا �إلى‬ ‫�إلغ ��اء الإتف ��اق‪ .‬و�شرح �صباح البزون ��ي‪ ،‬رئي�س مجل�س‬ ‫المحافظة‪ ،‬في مقابلة مع وكالة " رويترز"‪" :‬من حيث‬ ‫المب ��د�أ‪ ،‬لي�ست لدينا �أية م�شكل ��ة مع تطوير الغاز ولكن‬ ‫عندما تم التوقيع على العقد‪ ،‬كان يجب �أن تكون هناك‬ ‫م ��ادة تب ّين �أن مجل�س المحافظ ��ة وافق عليه ‪ ....‬ل�سوء‬ ‫الحظ‪ ،‬لم نكن نعرف �أي �شيء عن هذا العقد"‪ .‬و�أكثر‬ ‫م ��ن ذلك‪ ،‬ي�ضيف �أن" الب�صرة ه ��ي المحافظة الأكثر‬ ‫مالءمة لت�صبح منطقة ذات حكم ذاتي"‪.‬‬ ‫بالن�سبة ال ��ى مراقبي ال�سيا�سة المحلي ��ة في الب�صرة‪،‬‬ ‫ال ت�ش� � ّكل ت�صريح ��ات البزون ��ي وربطه بي ��ن الم�شاكل‬ ‫الإقت�صادي ��ة للمدين ��ة مع ع ��دم وجود حك ��م ذاتي �أية‬ ‫مفاج� ��أة‪ .‬ل�سن ��وات‪� ،‬إنت�شر تيار �إتح ��ادي (فيديرالي)‬ ‫م�ؤ ِّي ��د في الب�ص ��رة والمنطقة المحيطة به ��ا‪ .‬وقد �أ ّيد‬ ‫مفهوم الحك ��م الذاتي والفيديرالية في الب�صرة حزب‬ ‫الف�ضيل ��ة‪ ،‬والعديد من القبائ ��ل المحلية‪ ،‬وال�سيا�سيون‬ ‫ال�شيعة الم�ستقل ��ون‪ ،‬وبع�ض �أع�ضاء �أقل رتبة في حزب‬ ‫الدعوة الذي ينتمي �إليه نوري المالكي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إن‬ ‫رئي�س الوزراء نف�سه و التيار ال�صدري معاديان للفكرة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ويف�ض�ل�ان بدال" م ��ن ذلك حكومة قوي ��ة ومركزية في‬ ‫بغ ��داد‪ .‬حت ��ى الآن‪ ،‬جمي ��ع المحاوالت للحك ��م الذاتي‬ ‫ف ��ي الب�صرة لم تكلل بالنج ��اح‪ .‬حالة رئي�سية كانت في‬ ‫المحاول ��ة الفا�شلة في الع ��ام ‪ ،2010‬عندما تم �إر�سال‬ ‫طل ��ب ر�سمي للحكم الذاتي م ��ن محافظة الب�صرة �إلى‬ ‫بغداد والذي لم ترد عليه الحكومة المركزية‪.‬‬ ‫في الواق ��ع �إن مظالم الب�صرة �ضد الحكومة المركزية‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪73‬‬


‫مو�ضوع الغالف ¶ النفط‬ ‫فق ��ط عن كل برمي ��ل واح ��د �إ�ضافي منت ��ج‪ .‬علما" �أن‬ ‫الح�ص� ��ص توزعت عل ��ى المجموعة كالتال ��ي‪ :‬ت�سيطر‬ ‫�إين ��ي تقريبا" على ‪ 33‬في المئ ��ة‪ ،‬و�شركة نفط مي�سان‬ ‫العراقي ��ة ما يق ��رب من ‪ 25‬ف ��ي المئ ��ة‪ ،‬و�أوك�سيدنتال‬ ‫بترولي ��وم ‪ 23‬ف ��ي المئ ��ة‪ ،‬والم�ؤ�س�س ��ة الكوري ��ة للنفط‬ ‫نح ��و ‪ 19‬في المئة‪ .‬وعلى المن ��وال عينه‪ ،‬خالل الجولة‬ ‫الثاني ��ة من المناق�ص ��ات في كان ��ون الأول (دي�سمبر)‬ ‫‪ ،2009‬فاز بحقل مجنون العمالق‪ ،‬مع احتياطي ي�صل‬ ‫�إل ��ى نحو ‪ 12.58‬مليار برمي ��ل‪" ،‬كون�سورتيوم" م�ؤلف‬ ‫م ��ن �شركة �ش ��ل (البريطاني ��ة الهولندي ��ة) وبترونا�س‬ ‫(الماليزي ��ة المملوك ��ة للدولة)‪ ،‬مع ر�س ��م ‪ 1.39‬دوالر‬ ‫على البرميل فقط‪.‬‬ ‫ف ��ي العام نف�سه‪ ،‬فازت "ب ��ي بي" (‪ )BP‬بعقد م�شترك‬ ‫مع �شركة النفط الوطنية ال�صينية لتطوير حقل جنوب‬ ‫الرميل ��ة النفطي ف ��ي منطقة الب�صرة‪ ،‬م ��ع �إحتياطات‬ ‫تقدر ب‪ 17.8‬مليار برمي ��ل‪ .‬وتقود الكون�سورتيوم "بي‬ ‫ب ��ي" بح�صة تبل ��غ ‪ 38‬في المئ ��ة‪ ،‬تليها �شرك ��ة النفط‬ ‫الوطني ��ة ال�صينية بح�ص ��ة ‪ 37‬في المئ ��ة‪ ،‬والم�ؤ�س�سة‬ ‫العام ��ة لت�سويق النف ��ط (�سومو) العراقي ��ة التي تمثل‬ ‫الحكوم ��ة بح�ص ��ة ‪ 25‬في المئة‪ .‬والهدف ه ��و �إنتاج ما‬ ‫يق ��رب من ثالثة �أ�ضعاف ما ينت ��ج حقل النفط حاليا"‬ ‫ال ��ى نح ��و ‪ 2.85‬مليوني برمي ��ل يوميا" بحل ��ول العام‬ ‫‪ .2015‬ولتحقي ��ق ه ��ذا الهدف‪ ،‬على "ب ��ي بي" و�شركة‬ ‫النفط الوطنية ال�صيني ��ة �إ�ستثمار نحو ‪ 15‬مليار دوالر‬ ‫على مدى ‪� 20‬سنة ه ��ي مدة العقد‪ .‬ومن الجدير ذكره‬ ‫�أن الأم ��ر �إ�ستغ ��رق �سنوات عدة ك ��ي ت�ستطيع "بي بي"‬ ‫الو�ص ��ول الى ال�س ��وق العراقية‪ ،‬عل ��ى الرغم من جهود‬ ‫ال�ضغط التي �إ�ستخدمتها‪.‬‬ ‫كان ��ت ج ��والت المناق�ص ��ات ف ��ي ‪ 2009‬و�إ�ش ��راك‬ ‫ال�شرك ��ات الأجنبية الكبيرة موا�ضي ��ع للمناق�شة داخل‬ ‫العراق نف�س ��ه‪ .‬وفي حين �أنه من غير الم�ألوف �أن تجد‬ ‫عراقيين ال يعتق ��دون �أن القوة الدافعة وراء الغزو كان‬ ‫وج ��ود رغبة �أميركية لل�سيط ��رة على �إحتياطات النفط‬ ‫ف ��ي البالد و�أن العقود المو ّقع ��ة بين الحكومة العراقية‬ ‫و�شركات النفط االجنبية كانت وفاء لهذا الهدف‪ ،‬ف�إن‬ ‫الحقيق ��ة هي �أنه بحلول منت�صف ‪ ،2009‬كانت �صناعة‬ ‫النف ��ط في الب�ل�اد غير قادرة على التو�س ��ع والنمو �إلى‬ ‫�أبع ��د م ��ن ذلك‪ ،‬حيث كان ��ت تنتج حوال ��ي ‪ 1.9‬مليون‬ ‫برمي ��ل من النفط يوميا" مع �أرباح تبلغ نحو ‪ 4‬مليارات‬ ‫دوالر في ال�شهر‪.‬‬ ‫كان ��ت الق ��درة النفطي ��ة �أ�ص�ل�ا" تعاني م ��ن الإجهاد‪،‬‬ ‫وتتطل ��ب الكثير م ��ن الإ�ستثمارات فق ��ط للحفاظ على‬ ‫م�ستوي ��ات الإنت ��اج ف ��ي ذل ��ك الوق ��ت‪ ،‬الأم ��ر الذي ال‬ ‫يمكن تحقيق ��ه من دون الدراية التي تقدمها ال�شركات‬ ‫النفطية الأجنبية‪ .‬لكن الإ�ستثمار الأجنبي لي�س ال�شيء‬ ‫عين ��ه مثل خ�صخ�ص ��ة �صناعة النفط‪ .‬عل ��ى �أية حال‪،‬‬ ‫‪72‬‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫كان يج ��ب الإنتظار حتى كان ��ون الأول ( يناير) ‪2011‬‬ ‫لر�ؤي ��ة �إح�صاءات ال�ص ��ادرات تبلغ م�ستوي ��ات ما قبل‬ ‫العام ‪ .2003‬وحتى قبل الغزو‪ ،‬كانت الواليات المتحدة‬ ‫ودول غربي ��ة �أخرى ت�شتري النفط من العراق في عهد‬ ‫�صدام ح�سين على الرغم م ��ن العقوبات الإقت�صادية‪.‬‬ ‫وكما الحظ الخبير دانيال بايب�س‪� ،‬إن غزو العراق على‬

‫�شهد العام ‪ 2009‬جولتين‬ ‫من المناق�صات لحقول البالد النفطية‬ ‫بين ال�شركات الأجنبية الكبرى‬ ‫وجاءت هذه ال�شركات من مجموعة‬ ‫وا�سعة من الدول‬

‫�أم ��ل ال�سيط ��رة والإ�ستفادة من �إحتياط ��ات البالد من‬ ‫النفط بلغت م�ستوى �سخافة مالية‪.‬‬ ‫باخت�ص ��ار‪� ،‬إن رافع ��ي �شع ��ار "ال دم مقاب ��ل النفط!"‬ ‫الذي كان وا�سع الإنت�شار بين منتقدي الغزو الأميركي‪،‬‬ ‫�أهملوا ما حدث في الواقع في العراق بعد العام ‪،2003‬‬ ‫مفتر�ضين خط�أ ب�أن الآراء كانت متجان�سة بين م�س�ؤولي‬ ‫�إدارة بو�ش‪ ،‬وحولوا الأنظ ��ار عن الدور الحقيقي الذي‬ ‫لعبه النفط في �إتخاذ القرار في �إطالق الغزو بالإدعاء‪:‬‬ ‫ب�أن �صدام ح�سين‪ ،‬من خالل حيازة �أ�سلحة دمار �شامل‬ ‫مزعومة‪ ،‬ق ��د ي�شكل على الم ��دى الطويل خطرا" على‬ ‫التدفق الحر للنفط عبر الخليج العربي‪.‬‬

‫الغاز الطبيعي والحكم الذاتي‬ ‫�إل ��ى جان ��ب �إحتياطات ��ه الكبي ��رة م ��ن النف ��ط‪ ،‬يعتبر‬ ‫الع ��راق موطنا" لكمي ��ات �ضخمة من الغ ��از الطبيعي‪،‬‬ ‫م ��ع �إحتياط ��ات معروف ��ة تق� �دَّر بحوال ��ي ‪ 110‬تريليون‬ ‫ق ��دم مكعب ��ة �إ�ضافة الى ‪ 150‬تريلي ��ون قدم مكعبة من‬ ‫الإحتياط ��ات المحتمل ��ة‪ .‬وم ��ع ذلك‪ ،‬نظ ��را" الى عدم‬ ‫تط ��ور �صناع ��ة الغاز في الع ��راق‪ ،‬فقد ذه ��ب نحو ‪70‬‬ ‫ف ��ي المئة من الغ ��از الطبيعي‪ ،‬التي ت ��م �إ�سترداده من‬ ‫حق ��ول النفط �أثن ��اء عملية �إ�ستخراج البت ��رول‪ ،‬هبا ًء‪،‬‬ ‫حي ��ث بلغت الخ�سائر �أكثر م ��ن ‪ 874‬مليون قدم مكعبة‬ ‫يومي ��ا"‪ .‬وهذه الكمية المه ��دورة من خالل حرق الغاز‬ ‫الطبيع ��ي المعروف ب "الإ�شتعال" ( ‪ ،)flaring‬يعتقد‬ ‫�أن ��ه ك ّل ��ف الب�ل�اد حوال ��ي ‪ 5‬ماليي ��ن دوالر يوميا" من‬ ‫الوقود المفقودة‪.‬‬ ‫�صحي ��ح �أي�ض ��ا"‪ ،‬كما يقترح الخبي ��ر �سيمون باورز‪� ،‬أن‬

‫يك ��ون "�إلتقاط و�إ�ستخ ��دام" الغاز الطبيع ��ي المهدور‬ ‫"في محط ��ات الطاقة" و�سيل ��ة لمواجهة النق�ص في‬ ‫الطاقة المحلية‪ .‬في الواق ��ع‪ ،‬منذ العام ‪ ،2003‬ف�شلت‬ ‫مول ��دات �إنتاج الكهرباء ف ��ي مواكبة الزيادة المطردة‬ ‫ف ��ي الطلب‪ .‬ه ��ذه الطف ��رة في الطل ��ب يرج ��ع �سببها‬ ‫جزئيا" �إلى واقع �أن �سلطة الإئتالف الم�ؤقتة قد رفعت‬ ‫الر�س ��وم الجمركي ��ة عل ��ى ال ��واردات‪ ،‬وه ��ذا يعني �أن‬ ‫ال�سلع اال�ستهالكي ��ة الرخي�صة الآتية من �إيران وتركيا‬ ‫وال�صين قد �أغرقت البالد‪.‬‬ ‫حت ��ى الآن بالن�سب ��ة ال ��ى تولي ��د الطاقة نف�سه ��ا‪� ،‬أبرز‬ ‫الخبي ��ر الدكتور نمرود رافيللي م ��دى �ضخامة م�شاكل‬ ‫الف�س ��اد في قطاع الكهرب ��اء‪ .‬في الع ��ام ‪ ،2011‬و ّقعت‬ ‫وزارة الكهرب ��اء عق ��دا" بقيم ��ة ‪ 1.2‬ملي ��ار دوالر م ��ع‬ ‫�شرك ��ة كندي ��ة تدعى "كابجان ��ت" ( ‪،)CAPGENT‬‬ ‫وعق ��دا" ب‪ 650‬مليون دوالر مع �شركة �ألمانية تدعى‬ ‫"ما�شينب ��رو هالبرت�شت ��اد" (‪Maschinerbrau‬‬ ‫‪ .)Halberstadt‬وتب َّي ��ن الحقا" �أن ك�ل�ا ال�شركتين ال‬ ‫وج ��ود لهما‪ ،‬وك�شف تزوير هذه العقود قبل وقت �ضئيل‬ ‫من تنفيذها جواد ها�شم‪ ،‬وهو من �سكان فانكوفر وكان‬ ‫وزيرا" للتخطيط في العراق خالل ال�سنوات الأولى من‬ ‫نظ ��ام البعث‪ .‬وحتى مع ذلك‪ ،‬ف�إن الغاز الطبيعي الذي‬ ‫ُيع ّب�أ وينقل بوا�سط ��ة ال�شاحنات الى محطات الكهرباء‬ ‫المحلية ي�سرق في معظ ��م الأحيان من قبل مجموعات‬ ‫تعم ��ل جنبا" �إلى جنب مع بع� ��ض الم�س�ؤولين في وزارة‬ ‫الكهرب ��اء‪ ،‬وفقا" لعالء مح ��ي الدي ��ن‪ ،‬المفت�ش العام‬ ‫ل ��وزارة الكهرب ��اء‪ .‬و ُيعتق ��د �أن �سرقة الغ ��از الطبيعي‬ ‫ت�ؤدي �إلى خ�سائ ��ر تبلغ نحو ‪ 400-300‬ميغاوات لتوليد‬


‫بارزاني)‪ ،‬وكالهما �إ�ستخدم نفوذه في ال�ش�ؤون المالية‬ ‫لمعاقب ��ة �أحزاب المعار�ضة التي ينظ ��ر �إليها على �أنها‬ ‫دعم ��ت �إحتجاجات ‪ 2011‬التي خ�ضعت لحملة حا�سمة‬ ‫في نهاية ني�سان (�إبريل) من ذلك العام‪ ،‬ولكن �أي�ضا"‬ ‫ت�سمح لإقليم كرد�ست ��ان في ت�أكيد الحكم الذاتي الذي‬ ‫يزعج بغداد ‪.‬‬ ‫حتى تاريخ توقيع �أك�س ��ون موبيل على �إتفاق مع حكومة‬ ‫اقلي ��م كرد�ست ��ان ف ��ي ‪ 18‬ت�شري ��ن الأول (�أكتوب ��ر)‬ ‫‪ ،2011‬كان ��ت العقود ‪ --‬كله ��ا تفاو�ضت عليها حكومة‬ ‫�إقلي ��م كرد�ست ��ان م ��ن دون �إذن من بغ ��داد – تو ّقع مع‬ ‫�شرك ��ات نف ��ط �صغي ��رة فقط‪ .‬ف ��ي حي ��ن �أن الحكومة‬ ‫المركزي ��ة تعتب ��ر جمي ��ع ه ��ذه االتفاق ��ات ب�أنه ��ا غير‬ ‫قانوني ��ة‪ --‬مطالب ��ة بتطبي ��ق �أحكام الم ��ادة ‪ 112‬من‬ ‫الد�ست ��ور العراقي لتبرير �إعتقادها ب�أن بغداد يجب �أن‬ ‫ت�شرف على جميع العق ��ود المبرمة مع �شركات النفط‬ ‫الأجنبية— ووفقا" لذلك و�ضعت �أ�سماء كل �شركات‬ ‫النف ��ط التي وقعت �صفقات مع حكومة اقليم كرد�ستان‬ ‫على الالئحة ال�سوداء ومنعتها من العمل في مكان �آخر‬ ‫في الع ��راق‪ .‬هذه الإج ��راءات لم تمنع تل ��ك ال�شركات‬ ‫م ��ن العمل في كرد�ستان العراق‪ .‬بع ��د �شهر واحد على‬ ‫التوقي ��ع على �إتفاقي ��ة مع �شرك ��ة �إك�سون موبي ��ل‪� ،‬أثار‬ ‫الك�شف عنها �ضجة وف�ضيحة‪.‬‬ ‫على وجه الخ�صو� ��ص‪ ،‬غ�ضبت الحكومة المركزية من‬ ‫حقيقة �أن الإتفاق منح �إك�سون موبيل حقوق التنقيب عن‬ ‫النف ��ط والغاز في �ست مناطق‪ ،‬تعتبر �إثنتان على الأقل‬ ‫م ��ن "الأرا�ضي المتنازع عليه ��ا"‪ .‬الق�ضية الأكثر �إثارة‬ ‫لالهتمام هنا هي بع�شيقة (في محافظة نينوى)‪ ،‬التي‬ ‫يت�أل ��ف �سكانها م ��ن مزيج من اليزيديي ��ن والآ�شوريين‬ ‫والعرب ال�سنة‪ .‬على الرغم من �أن اليزيديين يتحدثون‬ ‫الكردية‪ ،‬فهم ال يع َّرف ��ون عرقيا" ك�أكراد‪ ،‬وكان هناك‬ ‫الكثير م ��ن الخالف حول عدم �إعت ��راف د�ستور �إقليم‬ ‫كرد�ستان باليزيديين كمجموعة عرقية منف�صلة‪.‬‬ ‫يعار� ��ض كل من اليزيديين والع ��رب ال�سنة في بع�شيقة‬ ‫عموما" دمجهم تح ��ت �سلطة حكومة �إقليم كرد�ستان‪.‬‬ ‫والم�شاع ��ر الم�ؤيدة الكبي ��رة الوحي ��دة لحكومة �إربيل‬ ‫الموج ��ودة هناك هي داخل مجتمع بع�شيقة الم�سيحي‪،‬‬ ‫ال ��ذي هو في حد ذاته منق�سم ح ��ول ما �إذا كان ين�ضم‬ ‫�إل ��ى �إقليم كرد�ستان‪ ،‬خوفا" من �إحتمال وقوع هجمات‬ ‫عل ��ى �أيدي العرب ال�سن ��ة المت�شددي ��ن �أو ال�ضغط من‬ ‫�أج ��ل تحقيق ه ��دف حرك ��ة الديموقراطي ��ة الآ�شورية‬ ‫ب�إن�ش ��اء �إقليم يتمت ��ع بالحكم الذات ��ي للم�سيحيين في‬ ‫�سه ��ول نينوى‪ ،‬يترك ��ز حول المدن والق ��رى الم�سيحية‬ ‫مثل القو�ش‪ .‬وكما ي�شير الخبير ريدار في�سر‪" :‬لي�س من‬ ‫الم�ستبع ��د �أن تبقى بع�شيقة ونفطها في نهاية المطاف‬ ‫خارج حدود �إقليم كرد�ست ��ان النهائية‪ ،‬وبالتالي خارج‬ ‫ال�سلطة الكردية "‪.‬‬

‫م�سعود البارزاني‪ :‬هل يقنع تركيا بخط �أنابيب الإ�ستقالل؟‬

‫في العام ‪ ،2011‬و ّقعت وزارة‬ ‫الكهرباء عقدا" بقيمة ‪ 1.2‬مليار‬ ‫دوالر مع �شركة كندية تدعى‬ ‫"كابجانت" ( ‪،)CAPGENT‬‬ ‫وعقدا" ب‪ 650‬مليون دوالر مع‬ ‫�شركة �ألمانية تدعى "ما�شينبرو‬ ‫هالبرت�شتاد" (‪Maschinerbrau‬‬ ‫‪ .)Halberstadt‬وتب َّين الحقا" �أن‬ ‫كال ال�شركتين ال وجود لهما‬ ‫بعدما علمت ب�صفقة �إك�س ��ون موبيل مع حكومة �إربيل‪،‬‬ ‫�أعلنت وزارة النفط في بغداد على الفور �أن العقد غير‬ ‫قانون ��ي وغير م�ش ��روع و�أ�صدرت بيان ��ا" معلنة بفعالية‬ ‫�إنذارا" ل�شرك ��ة �إك�سون موبيل‪� :‬إم ��ا �إلغاء ال�صفقة مع‬ ‫حكومة �إقلي ��م كرد�ستان وموا�صل ��ة العمل في المرحلة‬ ‫الأول ��ى ف ��ي حقل غ ��رب القرن ��ة النفطي ف ��ي الجنوب‬ ‫الذي تقدر محتوياته ب‪ 9‬مليارات برميل من �إحتياطي‬ ‫النف ��ط‪ ،‬كانت فازت ب ��ه �إك�سون موبيل ف ��ي مناق�صات‬ ‫الع ��ام ‪ 2009‬كجزء م ��ن كون�سورتيوم مع �شركة �شل‪� ،‬أو‬ ‫الم�ضي قدما" ف ��ي الإتفاق‪ ،‬والمخاطرة بفقدان الحق‬ ‫ف ��ي موا�صلة العمل ف ��ي حقل غرب القرن ��ة‪ ،‬ومواجهة‬ ‫الإ�ستبعاد من الجول ��ة الرابعة من المناق�صات لحقول‬ ‫النف ��ط والغاز ف ��ي العام ‪ .2012‬وقد ت ��م بالفعل تنفيذ‬ ‫التهديد الأخير‪ ،‬و�إ�ستطاع ��ت تهديدات بغداد من ردع‬ ‫غيره ��ا من �شرك ��ات النف ��ط الكبرى م ��ن التعامل مع‬ ‫حكومة �إقليم كرد�ستان‪.‬‬

‫لم تك ��ن الحكومة المركزية وحدها التي �شجبت �إتفاق‬ ‫�إربيل مع �شركة اك�سون موبيل‪ .‬محافظ محافظة نينوى‪،‬‬ ‫�أثي ��ل النجيف ��ي‪� ،‬أع ��رب ع ��ن م�شاعر مماثل ��ة‪ ،‬وذهب‬ ‫مجل� ��س المحافظة �أبعد من ذلك عندما �ص ّوت ل�صالح‬ ‫�إ�ستدعاء القوات الم�سلحة من قبل الحكومة المركزية‬ ‫لمنع �إك�سون موبيل من العمل في المناطق المخ�ص�صة‬ ‫لل�شرك ��ة للإ�ستك�ش ��اف والتطوي ��ر‪� .‬إعترا�ض ��ات نينوى‬ ‫كانت متوقع ��ة ومنتظرة‪ .‬بعد كل �شيء‪� ،‬أ�سرة النجيفي‬ ‫الب ��ارزة ف ��ي المو�صل (بما ف ��ي ذلك رئي� ��س البرلمان‬ ‫�أ�سامة النجيفي‪ ،‬وهو �سيا�سي �سني بارز) تقود حاليا"‬ ‫حمل ��ة للحفاظ عل ��ى بع�شيقة وع ��دم �إلحاقه ��ا ب�سلطة‬ ‫�إقليم كرد�ستان‪.‬‬ ‫وم ��ع ذلك‪ ،‬يبدو �أنه بعد عثرة البداية‪ ،‬ح�صلت �إك�سون‬ ‫موبي ��ل على نتيج ��ة �أف�ضل من بغداد‪ .‬وه ��ذا لأنه كانت‬ ‫هناك تعقي ��دات �إ�ضافية في ما يتعل ��ق بالعالقات بين‬ ‫الطرفين‪ .‬على وجه التحدي ��د‪ ،‬بغداد مديونة بماليين‬ ‫ال ��دوالرات لإك�س ��ون موبيل جراء العمل غي ��ر المدفوع‬ ‫من ��ذ �أن ب ��د�أت ال�شرك ��ة الأميركية تطوي ��ر حقل غرب‬ ‫القرن ��ة‪ ،‬مع دفعات منتظمة ل ��م ت�صدر �أو تح َّول ب�سبب‬ ‫عدم كفاءة النظ ��ام البيروقراطي العراقي‪ .‬وهذا �أدى‬ ‫�إلى مفاو�ضات مطولة تم خاللها �أخيرا" الو�صول الى‬ ‫حل ف ��ي ‪� 12‬آذار (مار�س) ‪ ،2012‬عندما وافق العراق‬ ‫عل ��ى دفع �إك�سون موبيل كميات من النفط الخام بدال"‬ ‫م ��ن المدفوعات النقدي ��ة‪ .‬وكان هذا عل ��ى الرغم من‬ ‫حقيقة �أنه قبل �أ�سبوع على ذلك‪� ،‬أكد الرئي�س التنفيذي‬ ‫ل�شرك ��ة �إك�س ��ون‪ ،‬ريك�س تيلر�س ��ون‪� ،‬أن �شرك ��ة النفط‬ ‫تم�ض ��ي قدما" في خططها للعمل في منطقة كرد�ستان‬ ‫�إ�ضافة الى عملها القائم في حقول النفط التي منحتها‬ ‫له ��ا بغداد م ��ن �أج ��ل تنميته ��ا وتطويرها‪ .‬وف ��ي اليوم‬ ‫التال ��ي‪� ،‬أعلنت �شركة النفط الفرن�سية العمالقة توتال‬ ‫انه ��ا تجري محادثات مع حكومة �إقليم كرد�ستان‪ ،‬على‬ ‫الرغ ��م م ��ن �أنها لم تجر �سابق ��ا" �أي تعامل مع حكومة‬ ‫�أربي ��ل خوف ��ا" م ��ن �إعترا�ض ��ات بغ ��داد‪ .‬كم ��ا �أعلنت‬ ‫مجموعة النف ��ط العمالقة الأميركي ��ة "�شيفرون" عن‬ ‫�إ�ستحواذه ��ا على حقلي نف ��ط �شمالي �إربي ��ل في تموز‬ ‫(يوليو) ‪.2012‬‬ ‫ف ��ي الواقع‪ ،‬ف�إن الو�ض ��ع ابتداء من حزي ��ران (يونيو)‬ ‫‪ 2012‬ي�شي ��ر �إلى �أنه في الممار�سة كانت �إك�سون موبيل‬ ‫قادرة على الح�صول على "الكعكة" و�أكلها‪ ،‬على الرغم‬ ‫م ��ن �أن الحكومة المركزية منع ��ت ال�شركة من الجولة‬ ‫الرابعة من المناق�ص ��ات لحقوق التنقيب عن الطاقة‪،‬‬ ‫لم تل� � ِغ بغداد عقد ال�شركة لموا�صل ��ة عملها المهم في‬ ‫حق ��ل غرب القرنة‪ .‬في ‪ 19‬حزيران (يونيو)‪ ،‬قال �أحد‬ ‫م�ساع ��دي نوري المالك ��ي لوكالة "رويت ��رز" �أن ر�سالة‬ ‫قد �أر�سلت �إل ��ى الرئي�س �أوباما للح�صول على مداخلته‬ ‫لوق ��ف �إك�سون م ��ن العمل ف ��ي �إقليم كرد�ست ��ان‪ ،‬فيما‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪75‬‬


‫مو�ضوع الغالف ¶ النفط‬ ‫عدي ��دة ولي�س م ��ن دون �أ�سا�س‪ .‬والمث ��ال الأبرز يتعلق‬ ‫بقان ��ون �صدر في كان ��ون الثاني (يناي ��ر) ‪ 2010‬ب�ش�أن‬ ‫توزيع عائدات النفط‪ .‬وفقا" لهذا القانون‪" ،‬يحق لكل‬ ‫محافظ ��ة عراقي ��ة �أن تجن ��ي دوالرا" واح ��دا" من كل‬ ‫برمي ��ل نفط ينتج ويك ّرر في �أرا�ضيه ��ا"‪ .‬وفي ظل هذه‬ ‫ال�ش ��روط‪ ،‬يجب �أن تجني محافظة الب�صرة حوالي ‪90‬‬ ‫ملي ��ون دوالر �شهري ��ا"‪ ،‬ولكن محاف ��ظ الب�صرة‪ ،‬خالد‬ ‫عب ��د ال�صمد‪� ،‬شكا في ت�شرين الثاني (نوفمبر) ‪2011‬‬ ‫�أن الحكوم ��ة ل ��م تنفذ ه ��ذا القانون وحرم ��ت متعمدة‬ ‫المحافظة من ن�صيبها العادل من عائدات النفط‪.‬‬ ‫لذلك من ال�سهل تفهم الميول الإ�ستقاللية في الب�صرة‪،‬‬ ‫بالنظ ��ر �إل ��ى �أن الحك ��م الذات ��ي �سي�سم ��ح للحكوم ��ة‬ ‫المحلية ال�سيط ��رة �أكثر على العائ ��دات‪ .‬وكما و�صفها‬ ‫الخبي ��ر جويل وينغ في كان ��ون الأول (دي�سمبر) ‪2011‬‬ ‫عندم ��ا قال‪" :‬كل الإيرادات الت ��ي تنتجها الب�صرة من‬ ‫النفط ‪ ...‬تذهب �إلى بغداد‪ ،‬مع جزء فقط يتم �إر�ساله‬ ‫مرة �أخرى في �شكل موازنة المحافظة‪ .‬الم�س�ؤولون في‬ ‫الب�ص ��رة يخ�ش ��ون �أن يتكرر هذا الأمر م ��ع عقود الغاز‬ ‫الجديدة"‪.‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬لم يك ��ن للإعترا�ضات المحلية لتعامل وزارة‬ ‫النفط م ��ع �شركة �شل و�شركة ميت�سوبي�شي ت�أثير يذكر‪.‬‬ ‫ف ��ي �آذار (مار� ��س) ‪� ،2012‬أعلنت �شرك ��ة "�شل" �أنها‬ ‫منحت عقدا" بقيمة ‪ 63‬مليون دوالر �إلى �شركة الهند�سة‬ ‫ال�سوي�سري ��ة "�أي ب ��ي ب ��ي المحدودة" لبن ��اء محطتين‬ ‫للطاقة كل منهما بقوة ‪ 25‬ميغاوات في خور الزبير في‬ ‫جنوب العراق‪ .‬هات ��ان المحطتان �سوف يغذيهما الغاز‬ ‫الطبيع ��ي المنتج من قبل �شركة �شل كجزء من �إتفاقها‬ ‫م ��ع الحكومة المركزية‪ .‬وهكذا‪ ،‬تمام ��ا" كما تجاهلت‬ ‫بغ ��داد محاوالت الب�ص ��رة للدفع نحو الحك ��م الذاتي‪،‬‬ ‫وبالتال ��ي ف� ��إن الحكومة المركزية تجاهل ��ت ب�سهولة ‪-‬‬ ‫من دون خوف من العواقب – المخاوف المحلية ب�ش�أن‬ ‫�صفق ��ة الغ ��از الطبيع ��ي‪ .‬الم�شكلة ه ��ي �أن الب�صرة لم‬ ‫ت�ضغط بقوة كافية على بغداد لتحقيق مطالبها‪.‬‬ ‫ف ��ي الواق ��ع‪ ،‬الق�ضية الت ��ي ت�ستحق المقارن ��ة هنا هي‬ ‫محافظ ��ة الأنب ��ار‪ ،‬حيث ف ��ي ت�شري ��ن الأول (�أكتوبر)‬ ‫‪ ،2010‬نجح ��ت وزارة النف ��ط ب�إج ��راء مناق�ص ��ة على‬ ‫حق ��ل عكا�س للغ ��از الطبيعي‪ ،‬وف ��از به ��ا كون�سورتيوم‬ ‫يت�ألف من �شركة "كوغا�س" الكورية الجنوبية وال�شركة‬ ‫الكازاخ�ستاني ��ة المعروفة با�س ��م "كازموني غاز"‪ .‬في‬ ‫يوم المناق�صة‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬قام ال�سيا�سيون المحليون في‬ ‫الأنبار ب�إحتجاج‪ ،‬م ��ع مطالب تقول بانه يجب �أن تكون‬ ‫المحافظ ��ة م�سيطرة عل ��ى حقل عكا� ��س و�أن ُي�ستخدم‬ ‫الغ ��از المنتج لت�شغيل محط ��ات الكهرباء القريبة‪ .‬كما‬ ‫هددوا ب�سح ��ب كل الحماية الأمنية للحقل و�إثارة تمرد‬ ‫تلب‬ ‫(�إلى جانب خطط لمقا�ضاة وزارة النفط) اذا لم َّ‬ ‫مطالبهم‪.‬‬ ‫‪74‬‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫الرئي�س باراك �أوباما‪ :‬هل يتدخل ل�صالح بغداد؟‬

‫ع ��ن رغبتهم في الإ�ستقالل الذاتي‪ ،‬م�شيرين الى ف�شل‬ ‫الحكوم ��ة المركزية ف ��ي معالجة ال�شواغ ��ل والم�شاكل‬ ‫الت ��ي �أثيرت في الأ�شه ��ر الثالثة ال�سابق ��ة‪ .‬وعلى وجه‬ ‫الخ�صو� ��ص‪� ،‬إ�شتك ��ى مزه ��ر الملاّ ‪ ،‬م�س� ��ؤول المجل�س‬ ‫المحل ��ي‪ ،‬م ��ن �أن تخ�صي� ��ص �إي ��رادات غي ��ر الئق ��ة‬ ‫لمحافظ ��ة الأنبار يعني �أنه ��ا �ستفتقر حتى الى الأموال‬ ‫لإقام ��ة م�ش ��روع �إ�ستثم ��اري �أو خدمات ��ي ف ��ي قطاعي‬ ‫الكهرباء والطاقة‪.‬‬ ‫في �ضوء كل ه ��ذه الأدلة‪ ،‬ال يمكن للمرء � اّإل �أن يالحظ‬ ‫كي ��ف ان �سيا�سات الحكومة المركزي ��ة هنا تت�شابه مع‬ ‫نظ ��رة الجمهوري ��ة الروماني ��ة نح ��و مقاطعاتها خارج‬ ‫�إيطاليا‪ .‬وبالتحديد لقد �إعتبرت روما الواليات عقارات‬ ‫م�ص َّممة للإ�ستغالل ل�صالح ال�شعب الروماني‪ ،‬وبالتالي‬ ‫تم تجاهل المظالم المحلية من قبل الدولة المركزية‪،‬‬ ‫مهم ��ا كانت وع ��ود الم�س�ؤولين ال�شفهي ��ة التي قطعوها‬ ‫�إ�ستجابة لل�شكاوى والتهديدات بالتمرد‪.‬‬ ‫ف ��ي حين قد ت�ستطيع بغداد تنفي ��ذ ما تبغي حاليا" في‬ ‫الأنب ��ار والب�ص ��رة بالن�سب ��ة الى ق�ضايا النف ��ط والغاز‬ ‫في ال�سن ��وات المقبلة‪ ،‬لكن هناك خط ��را" كامنا" قد‬ ‫يثي ��ر �إ�ضطرابات �إقليمية على نط ��اق وا�سع في المدى‬ ‫الطوي ��ل‪ ،‬ربما �أدى الى �صراع بين "المحيط والمركز"‬ ‫مماث�ل�ا" لبدايات تطور الثورة �ض ��د نظام ب�شار الأ�سد‬ ‫في �سوريا‪ .‬ومع ذل ��ك‪ ،‬ينبغي �أن يو�ضع في الإعتبار �أن‬ ‫الأنبار مرهقة جدا" من �إ�ستفزاز الحكومة المركزية‪،‬‬ ‫وخ�صو�صا" في �ض ��وء النتائج الكارثية للحرب الأهلية‬ ‫الطائفية ‪ 2007-2006‬على العرب ال�سنة‪.‬‬

‫في حين قد ت�ستطيع بغداد‬ ‫تنفيذ ما تبغي حاليا" في الأنبار‬ ‫والب�صرة بالن�سبة الى ق�ضايا النفط‬ ‫والغاز‪ ،‬لكن هناك خطرا" كامنا" قد‬ ‫يثير �إ�ضطرابات �إقليمية على نطاق‬ ‫وا�سع في المدى الطويل‪ ،‬ربما �أدى‬ ‫الى �صراع بين "المحيط والمركز"‬ ‫مماثال" لبدايات تطور الثورة �ضد نظام‬ ‫ب�شار الأ�سد في �سوريا‬ ‫بغداد وكرد�ستان و�إك�سون موبيل‬ ‫خوف ��ا" م ��ن غ�ض ��ب ال�سك ��ان المحليي ��ن‪ ،‬رف�ض ��ت‬ ‫"كوغا� ��س" و"كازموني غاز" و�ض ��ع اللم�سات الأخيرة‬ ‫عل ��ى ال�صفقة حت ��ى تواجه بغداد مطال ��ب ال�سيا�سيين‬ ‫و�سك ��ان الأنب ��ار ومعالجتها‪ .‬وت�أخر �إنج ��از العقد لمدة‬ ‫عام‪ ،‬حيث �إن�سحبت خالله ال�شركة الكازاخ�ستانية من‬ ‫هذا الإتفاق‪ ،‬ولكن في النهاية كانت الحكومة المركزية‬ ‫ق ��ادرة على ت�أكي ��د و�إنجاز �إتفاق م ��ع كوغا�س مع وعود‬ ‫لل�سك ��ان المحليي ��ن ببناء محطة جدي ��دة للكهرباء في‬ ‫حق ��ل عكا� ��س وبناء خ ��ط �أنابي ��ب للغ ��از الطبيعي من‬ ‫الحق ��ل لتزوي ��د محطات تولي ��د الكهرباء ف ��ي الأنبار‪.‬‬ ‫وبالتالي‪� ،‬إذا لم تحاول الب�صرة �أن تحذو حذو الأنبار‪،‬‬ ‫ف�إنها لن تحقق �شيئا" في �إعادة توجيه مظالمها‪.‬‬ ‫وحت ��ى مع ذل ��ك‪ ،‬ف�إن البع� ��ض ي�شك في ني ��ة الحكومة‬ ‫المركزي ��ة في تنفيذ وعودها تج ��اه المحافظة الغربية‬ ‫الت ��ي يهيم ��ن عليه ��ا ال�سن ��ة‪ .‬في نهاي ��ة �شه ��ر �شباط‬ ‫(فبراي ��ر) ‪� ،2012‬أعل ��ن بع�ض الم�س�ؤولي ��ن في الأنبار‬

‫الأمر الأكث ��ر �صعوبة بالن�سبة ال ��ى الحكومة المركزية‬ ‫يتم ّثل في عالقتها مع �إقلي ��م كرد�ستان وق�ضايا النفط‬ ‫والغ ��از في ��ه‪ .‬بحلول الع ��ام ‪ ،2011‬بعد ثمان ��ي �سنوات‬ ‫على الغزو‪ ،‬كان ��ت حكومة �أربيل و ّقعت ‪ 37‬عقد تقا�سم‬ ‫�إنت ��اج‪ ،‬م�ست�ضيفة ‪� 41‬شركة من ‪ 17‬دولة‪ .‬وغالبية هذه‬ ‫ال�صفقات تنطوي على حق ��وق التنقيب‪ ،‬وبينما الكثير‬ ‫م ��ن النفط الم�ستخ ��رج ي�ستهلك محلي ��ا"‪ ،‬يتم تهريب‬ ‫جزء من ��ه �إلى �إيران‪� ،‬سواء في �ش ��كل خام �أو في �شكل‬ ‫منتجات مك ��ررة من خالل التكري ��ر التجزيئي‪ .‬و�أدلى‬ ‫م�س�ؤولون في حكومة �إقليم كرد�ستان بت�صريحات علنية‬ ‫واع ��دة بالق�ضاء على �صادرات النفط غير الم�شروعة‪،‬‬ ‫ولكن كما يالحظ الخبير جوي ��ل وينغ‪ ،‬هذه الت�أكيدات‬ ‫الم�شار �إليه ��ا كانت لوقف تدفق النف ��ط الخام‪ ،‬ولي�س‬ ‫المنتجات المك� � َّررة‪ .‬لذا ف�إن "حكومة �إقليم كرد�ستان‬ ‫ت�ستخ ��دم ه ��ذه الثغ ��رة "‪ .‬وه ��ذا التهري ��ب لي�س فقط‬ ‫يحق ��ق �أرباح ��ا" مجزي ��ة للحزبي ��ن الحاكمي ��ن ف ��ي‬ ‫الإقليم‪ ،‬وهما الإتح ��اد الوطني الكرد�ستاني (‪)PUK‬‬ ‫والحزب الديموقراط ��ي الكرد�ستاني (بزعامة م�سعود‬


‫رئي�س مجل�س محافظة الب�صرة �صباح‬ ‫البزوني‪" :‬من حيث المبد�أ‪ ،‬لي�ست‬ ‫لدينا �أية م�شكلة مع تطوير الغاز ‪...‬‬ ‫و الب�صرة هي المحافظة الأكثر مالءمة‬ ‫لت�صبح منطقة ذات حكم ذاتي"‬ ‫توقعت وكالة الطاقة الدولية (‪)IEA‬‬ ‫في تقريرها لعام ‪� 2011‬أن ي�صبح‬ ‫العراق �أكبر م�ساهم في نمو �إنتاج‬ ‫النفط العالمي على مدى ال�سنوات ال‬ ‫‪ 25‬المقبلة ولي�س من المتوقع �أن ي�صل‬ ‫العراق �إلى ذروة النفط قبل ‪2036‬‬

‫�أي ��دي هجمات المتمردي ��ن والتهريب ف�ضال" عن �سوء‬ ‫ظ ��روف الأحوال الجوية ‪ --‬التي ال يمكن التغلب عليها‬ ‫ب�سرع ��ة‪ ،‬حتى عندما يتم �أخ ��ذ الإ�ستثمار الأجنبي في‬ ‫االعتبار‪.‬‬ ‫وم ��ع ذلك‪ ،‬فمن الوا�ض ��ح �أن العراق �سوف يلعب دورا"‬ ‫�أكب ��ر بكثير في �أوبك فيما �إنتاجه ي ��زداد مع �صادراته‬ ‫النفطي ��ة‪ ،‬وبدوره �سوف يتمتع بنف ��وذ �أكبر وت�أثير �أكثر‬ ‫ف ��ي �س ��وق الطاق ��ة العالمي ��ة‪ .‬وتوقع ��ت وكال ��ة الطاقة‬ ‫الدولي ��ة (‪ )IEA‬في تقريرها لع ��ام ‪� 2011‬أن ي�صبح‬ ‫الع ��راق �أكبر م�ساهم في نمو �إنتاج النفط العالمي على‬ ‫مدى ال�سنوات ال ‪ 25‬المقبلة‪ .‬وعلى �أية حال‪ ،‬لي�س من‬ ‫المتوق ��ع �أن ي�صل العراق �إل ��ى ذروة النفط قبل ‪.2036‬‬ ‫ذروة �إنتاج النفط هي النقطة التي تعطى لحقل نفطي‪،‬‬ ‫�أو بل ��د منتج للنف ��ط‪ ،‬عندما يحقق �أق�ص ��ى �إنتاج ومن‬ ‫ث ��م يدخل ف ��ي تراجع نهائ ��ي‪ .‬كبي ��ر الإقت�صاديين في‬ ‫وكال ��ة الطاق ��ة الدولي ��ة‪ ،‬فتح بي ��رول‪ ،‬توق ��ع كذلك �أن‬ ‫يتمك ��ن العراق م ��ن �إنتاج ‪ 6.5‬ماليي ��ن برميل يوميا"‬ ‫بحل ��ول العام ‪ ،2015‬وحوال ��ي ‪ 8‬ماليين برميل يوميا"‬ ‫في غ�ض ��ون ال�سنوات ال ‪ 20‬المقبل ��ة‪ ،‬محذرا" من �أنه‬ ‫"�إذا ل ��م يحدث �إنت ��اج ال‪ 8‬ماليين برمي ��ل يوميا" ‪--‬‬ ‫التي كما قلت هي �أعلى نمو بين جميع البلدان المنتجة‬ ‫‪� -‬سنك ��ون بالت�أكيد في �صعوب ��ة ‪ ...‬من حيث ال�ضيق‬‫في �أ�سواق النفط العالمية "‪.‬‬ ‫كي ��ف يمكن لهذا النمو في قطاع الطاق ��ة �أن ي�ؤثر على‬ ‫�إقت�ص ��اد الع ��راق ونوعية الحي ��اة العامة؟ ف ��ي الواقع‪،‬‬

‫عُ ّلق ��ت �آمال كبيرة على الزي ��ادة المتوقعة‪ ،‬ويحتمل �أن‬ ‫تك ��ون مثيرة‪ ،‬في عائ ��دات النفط لتح�سي ��ن م�ستويات‬ ‫المعي�شة في جميع �أنح ��اء البالد‪ .‬لكن هذا التفا�ؤل لم‬ ‫يكن في محله‪.‬‬ ‫واح ��د م ��ن العوائ ��ق الرئي�سي ��ة �أم ��ام جه ��ود �إع ��ادة‬ ‫الإعم ��ار ف ��ي الع ��راق ه ��و �إرث النظ ��ام الإقت�ص ��ادي‬ ‫المرك ��زي الموجه الم ��وروث من �أيام �ص ��دام ح�سين‪.‬‬ ‫البيروقراطي ��ة المبنية على غ ��رار النظام ال�سوفياتي‪،‬‬ ‫وق�ضاي ��ا "ال�شريط الأحمر" قد � ّأخرت ��ا ب�إ�ستمرار بناء‬ ‫م�شاريع الإ�صالح‪ .‬وبينما تحدث ال�سيا�سيون العراقيون‬ ‫ل�سنوات عن الحاجة �إل ��ى التو�سع في القطاع الخا�ص‪،‬‬ ‫فق ��د �أثبتت الأيام ب� ��أن مثل هذه الكلم ��ات لي�ست �أكثر‬ ‫من بالغ ��ة فارغة‪ .‬فيم ��ا تعتبر �صناع ��ة النفط لي�ست‬ ‫كثيفة العمال ��ة‪ ،‬فالحكومة تع ّو�ض عن قلة فر�ص العمل‬ ‫المتاح ��ة في ال�صناع ��ة الهيدروكربوني ��ة بب�ساطة عن‬ ‫طري ��ق �إ�ستخ ��دام الإي ��رادات لخلق فر�ص عم ��ل �أكثر‬ ‫بيروقراطية‪.‬‬ ‫مث ��ل هذا االتج ��اه وا�ض ��ح ب�ش ��كل خا�ص ف ��ي العراق‪،‬‬ ‫حي ��ث ت�ضاعف حجم القط ��اع العام ب�ش ��كل ف ّعال منذ‬ ‫الع ��ام ‪ ،2005‬حي ��ث ب ��ات ّ‬ ‫"يوظ ��ف ‪ 43‬ف ��ي المئة من‬ ‫جمي ��ع العمال"‪ ،‬و"يوفر ما يقرب من ‪ 60‬في المئة من‬ ‫الوظائ ��ف ب ��دوام كام ��ل"؛ بالإ�ضافة �إل ��ى ذلك‪ ،‬بع�ض‬ ‫ال"‪ 70‬في المئة من دخ ��ل البالد مرتبط بالحكومة"‪.‬‬ ‫وه ��ذا ال يجع ��ل الأم ��ر فق ��ط �أكث ��ر �صعوبة للب ��دء في‬ ‫الإبتع ��اد ع ��ن الإدارة الثقيل ��ة من �أعلى �إل ��ى �أ�سفل في‬

‫الإقت�ص ��اد‪ ،‬ولك ��ن �أي�ض ��ا" يدي ��م الف�ساد ف ��ي الدولة؛‬ ‫ومع الكثي ��ر من الإي ��رادات الآتية من �إنت ��اج وت�صدير‬ ‫النف ��ط‪ ،‬ت�شعر بغداد �أنه ال حاجة الى تنويع الإقت�صاد‪.‬‬ ‫الف�ساد جدير بالذك ��ر‪ ،‬لأنه يعني �أن �أي فوائد محتملة‬ ‫م ��ن الثروة النفطي ��ة من غير المرج ��ح �أن تن�ساب �إلى‬ ‫ال�سك ��ان ب�صف ��ة عام ��ة‪ .‬الو�ض ��ع بالتالي �أكث ��ر مماثلة‬ ‫لنيجيري ��ا بدال" من المملكة العربي ��ة ال�سعودية‪ ،‬والتي‬ ‫كان ��ت قادرة عل ��ى �إ�ستخ ��دام ثروتها النفطي ��ة لإن�شاء‬ ‫نظام رعاية �إجتماعية موثوق ل�سكانها‪.‬‬ ‫بينم ��ا �أعرب المحللون‪ ،‬مثل جويل وينغ‪ ،‬عن �أملهم من‬ ‫�أن تطوي ��ر �إحتياط ��ات الغاز الطبيعي يمك ��ن �أن يح ّول‬ ‫الب�ل�اد �إل ��ى �إقت�صاد �أكث ��ر تنوعا"‪ ،‬لي� ��س هناك �سبب‬ ‫للإعتق ��اد ب�أن الإي ��رادات من الغ ��از الطبيعي �ستجعل‬ ‫الحكوم ��ة تفكر �أكث ��ر من قطاع الطاق ��ة التي �أ�صبحت‬ ‫تعتم ��د عليه كثيرا" للح�صول عل ��ى الدخل‪ .‬باخت�صار‪،‬‬ ‫�إن التو�س ��ع ف ��ي �صناعة النف ��ط‪ ،‬جنبا" �إل ��ى جنب مع‬ ‫التنمي ��ة الآتي ��ة من م ��وارد الغ ��از الطبيع ��ي ‪ --‬يخلق‬ ‫فق ��ط حلقة خبيث ��ة من حي ��ث الإعتم ��اد المفرط على‬ ‫عائ ��دات قط ��اع الطاق ��ة ومواجهة م�شاكل ف ��ي تحرير‬ ‫وتنوي ��ع الإقت�صاد‪ .‬وينبغ ��ي �أن يتناق�ض هذا مع الو�ضع‬ ‫االقت�ص ��ادي ف ��ي كرد�ستان العراق‪ ،‬حي ��ث‪ ،‬على �سبيل‬ ‫المثال‪ ،‬كثيرا" ما تتناق�ض الطفرة العمرانية في �أربيل‬ ‫مع م�ساحات وا�سعة من المو�صل التي ال تزال في حالة‬ ‫خراب وفي حاجة ما�سة الى �إعادة الإعمار‪.‬‬ ‫ثم ��ة م�شكل ��ة �أخ ��رى‪ ،‬الحظه ��ا جوي ��ل وينغ‪ ،‬وه ��ي �أن‬ ‫العائ ��دات النفطي ��ة ق ��د زادت �سع ��ر �ص ��رف الدين ��ار‬ ‫العراقي‪ ،‬بحيث �صار ت�صدير المنتجات التي ال عالقة‬ ‫لها ب�صناعة البترول مهمة �أكثر �صعوبة لأنها �أ�صبحت‬ ‫�أكث ��ر تكلفة‪ ،‬بينما تكلفة ال�سلع الم�ستوردة �صارت �أقل‪.‬‬ ‫هذا التطور‪ ،‬جنبا" �إلى جنب مع حقيقة �أن التعريفات‬ ‫الجمركي ��ة على الواردات رفعت ف ��ي �أعقاب الغزو‪ ،‬قد‬ ‫�ساه ��م في طوف ��ان ال�سلع الإ�ستهالكي ��ة الرخي�صة من‬ ‫ال�صي ��ن وتركيا و�إي ��ران منذ الع ��ام ‪ --2003‬وهو �أمر‬ ‫بطبيعة الحال كان له �أثر �سلبي على ال�شركات العراقية‬ ‫وخلق فر�ص العمل خارج البيروقراطية‪.‬‬ ‫في الختام‪� ،‬إن نمو �صناعة النفط من المرجح �أن ي�ؤدي‬ ‫�إل ��ى تخفي�ض ��ات كبيرة في مع ��دل الفقر بي ��ن ال�سكان‬ ‫العراقيي ��ن‪ ،‬وي�ساعد على تر�سي ��خ نظام قيادة مركزي‬ ‫�إ�شكال ��ي للإقت�صاد‪ .‬ومن المفارق ��ات‪ ،‬يبدو �أن النهج‬ ‫الذي تتبعه الحكومة العراقية بالن�سبة الى قطاع الطاقة‬ ‫والإقت�ص ��اد الأو�سع هو �سيىء لأنه يتبع ر�أ�سمالية "دعه‬ ‫يعم ��ل" المتهم ��ة بتعزيز الآج ��ال الق�صي ��رة‪ ،‬التي يتم‬ ‫فيها التركي ��ز على تحقيق �أق�صى ق ��در من العائدات‪.‬‬ ‫�إذا كان هناك من تو�صيات عامة فهي �أن هناك حاجة‬ ‫الى التخطيط على الم ��دى الطويل‪ ،‬وب�أن العراق يجب‬ ‫�أن يتجاوز الإعتماد على م�صدر واحد للدخل‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪77‬‬


‫مو�ضوع الغالف ¶ النفط‬ ‫كانت حكومة �إقليم كرد�ستان توقف �صادراتها النفطية‬ ‫في ني�سان (�إبريل) و�سط نزاع على الدفع مع الحكومة‬ ‫المركزية‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬ظل ��ت حكومة �إقليم كرد�ستان على تحدّيها‪،‬‬ ‫مع وزي ��ر مواردها الطبيعية ا�شت ��ي هورامي يو�ضح �أنه‬ ‫"ف ��ي الأ�شهر القليلة المقبلة‪ ،‬نتوق ��ع �أن نرى �شركتين‬ ‫�أو ث�ل�اث �شركات كبرى �أخرى �آتية للعمل في كرد�ستان‬ ‫‪ ...‬ونح ��ن نتوق ��ع المزيد م ��ن الإكت�شافات ه ��ذا العام‬ ‫لن�ص ��ل �إلى هدفنا الجديدة وهو �إنت ��اج مليوني برميل‬ ‫يوميا" بحلول العام ‪ ."2019‬ونظرا" الى واقع �أن نفوذ‬ ‫الواليات المتحدة في طريقه �إلى الإنخفا�ض في العراق‬ ‫لبع�ض الوقت الآن‪ ،‬و�إلى �أن النهج المف�ضل بين وا�ضعي‬ ‫ال�سيا�سات في وا�شنطن وال�سفارة االميركية في بغداد‬ ‫حالي ��ا" ير ّكز على "كف اليد"‪ ،‬يبدو من غير المحتمل‬ ‫�أن ر�سال ��ة المالك ��ي �سوف تترجم �إلى �أي ��ة و�ساطة من‬ ‫جانب الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫الم�شكل ��ة بالن�سب ��ة ال ��ى الحكوم ��ة المركزي ��ة ه ��ي �أن‬ ‫حكوم ��ة �إقليم كرد�ستان تميل �إل ��ى تقديم �شروط �أكثر‬ ‫مالءم ��ة لل�شرك ��ات الأجنبي ��ة‪ ،‬ويمكن �أن تك ��ون �أكثر‬ ‫موثوقية في دفع م�ستحقاتها �إذ �أن �إقت�صاد الإقليم هو‬ ‫�أكثر تحررا" وال تع ّوقه البيروقراطية كثيرا"‪ .‬وبالتالي‪،‬‬ ‫حتى ل ��و كانت وزارة النفط في بغ ��داد تهدد بعقوبات‪،‬‬ ‫فم ��ن المحتمل �أن ت�أتي �شرك ��ات نفط �أكثر للتعبير عن‬ ‫�إهتمامه ��ا في التفاو� ��ض مع حكومة �إقلي ��م كرد�ستان‪.‬‬ ‫وم ��ا �سمح حتى الآن للحكومة المركزية بممار�سة نفوذ‬ ‫اكبر هو حقيقة �أن معظم نفط البالد يقع �أي�ضا" خارج‬ ‫المناط ��ق الكردية (على الرغم م ��ن �أن ذلك قد يتغير‬ ‫�إذا ك�ش ��ف التنقيب عن مزيد من احتياطات كبيرة في‬ ‫كرد�ستان العراق)‪ ،‬بالإ�ضافة الى �أن خطوط الأنابيب‬ ‫وط ��رق ت�صدي ��ر البت ��رول هي �أي�ض ��ا" تح ��ت �سيطرة‬ ‫الحكومة المركزية‪.‬‬ ‫م ��ن جه ��ة �أخ ��رى ‪،‬لإفتقاره ��ا �إل ��ى �إمكاني ��ة الو�صول‬ ‫الف ��وري �إل ��ى البح ��ر‪ ،‬يمك ��ن لأربي ��ل نقل نفطه ��ا �إلى‬ ‫الأ�س ��واق الدولية عبر الب�ص ��رة‪ .‬ولكن بدال" من ذلك‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ف�ض ��ل الم�س�ؤولون الأك ��راد الح�صول عل ��ى م�سار خط‬ ‫�أنابيب عبر ميناء جيه ��ان التركي‪ ،‬بعد مثابرة حكومة‬ ‫�إقلي ��م كرد�ستان عل ��ى ال�سير في نه ��ج م�سعود بارزاني‬ ‫الت�صالحي ��ة تج ��اه �أنق ��رة‪ ،‬رغ ��م �أن العالق ��ات كانت‬ ‫تتعك ��ر دوريا" ب�سبب التفجيرات الت ��ي يقوم بها حزب‬ ‫العم ��ال الكرد�ستاني م ��ن �شمال العراق ف ��ي الأرا�ضي‬ ‫التركي ��ة‪ .‬وفي الآونة الأخيرة‪ ،‬ب ��د�أت كرد�ستان العراق‬ ‫ت�ستعد لدخول نادي ال ��دول النفطية‪ ،‬اذ �ستكون قادرة‬ ‫عل ��ى ت�صدير نفطها الخام ال ��ى الأ�سواق العالمية عبر‬ ‫تركيا ف ��ي خالل �أ�شه ��ر‪ ،‬وذلك بعدم ��ا ت�ستكمل �إقامة‬ ‫خ ��ط �أنابيب جديد‪ .‬وهذا من �ش�أنه تعميق الخالف مع‬ ‫بغداد في �ش�أن تق�سيم �إيرادات النفط‪ ،‬فهل تنجح؟‬ ‫‪76‬‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫وف ��ق �أربعة م�صادر م ��ن قطاع النفط ف ��ي تركيا‪ ،‬فان‬ ‫حكومة �إربيل تم�ضي قدما" في �إ�ستكمال خط الأنابيب‬ ‫ف ��ي الربع الثالث من ال�سن ��ة‪ .‬ويربط الخط حقل "طق‬ ‫طق" النفطي الذي تديره �شركة "جينل �إينرجي" بخط‬ ‫�أنابي ��ب قائم بين العراق وتركيا‪ .‬و�أعطت تركيا ال�ضوء‬ ‫الأخ�ض ��ر للخط ��ة التي ت�شم ��ل دخول النف ��ط من حقل‬ ‫"طق طق" �إلى خط الأنابيب "كركوك ‪ -‬جيهان" عند‬ ‫محط ��ة ال�ض ��خ "في�شخابور" ق ��رب الح ��دود التركية‪،‬‬ ‫ليتدفق مبا�ش ��رة �إلى ميناء "جيه ��ان" التركي ل�شحنه‬ ‫الى الأ�سواق العالمية‪.‬‬ ‫و�ست�ساع ��د هذه الخطوة كرد�ستان في زيادة �صادراتها‬ ‫م ��ن النفط بدرج ��ة كبيرة‪ ،‬لكنها ق ��د تغ�ضب الحكومة‬ ‫المركزية في بغداد التي تعتبر ال�صادرات المبا�شرة من‬ ‫ال�شمال غير قانونية‪ ،‬وتلف ��ت الى �أن تنامي التعامالت‬ ‫التجارية بين كرد�ست ��ان وتركيا يهدد بتق�سيم العراق‪.‬‬ ‫علم ��ا" �أن الخالف يتعلق بال�سيطرة على حقول النفط‬ ‫والأرا�ضي وتق�سيم �إيرادات النفط‪.‬‬ ‫و�أف ��ادت الم�صادر �أن خ ��ط الأنابيب الجديد �صمم في‬ ‫الأ�صل ليكون خط ��ا" للغاز الطبيعي‪ ،‬لكن وزير الطاقة‬ ‫ف ��ي �إقلي ��م كرد�ستان ا�شت ��ي هورامي قال �إن ��ه �سيح ّول‬ ‫خ ��ط الأنابيب لنقل النفط في خط ��وة �ساعدت "جينل‬ ‫�إينرج ��ي" ف ��ي و�ض ��ع خطته ��ا لل�ص ��ادرات عب ��ر خط‬ ‫الأنابي ��ب في الع ��ام ‪ .2014‬و�أو�ضحت ان خط الأنابيب‬ ‫�إكتمل ‪ ،٪80‬و�سيكون قادرا" على نقل ‪� 300‬ألف برميل‬ ‫يوميا" وتبنيه �شركة مقاوالت تركية‪.‬‬ ‫وكان خ ��ام كرد�ستان ينقل �إلى الأ�س ��واق العالمية عبر‬ ‫خ ��ط الأنابيب الذي ت�سيطر عليه بغ ��داد والوا�صل �إلى‬ ‫تركي ��ا‪ .‬لكن ال�صادرات عبر هذا الطريق توقفت العام‬ ‫الما�ضي ب�سبب خالف عل ��ى المدفوعات‪ .‬وكان الخام‬ ‫الذي ي�ض ��خ من حقل "طق طق" ينق ��ل ب�شاحنات عبر‬ ‫الح ��دود ال�شمالي ��ة للع ��راق م ��ن دون �إ�ستخ ��دام خط‬ ‫الأنابيب العراقي‪ .‬وت�ؤكد بغداد �أنها تملك وحدها �سلطة‬ ‫التحكم بال�صادرات وتوقيع العقود‪ ،‬بينما يفيد الأكراد‬ ‫�أن الد�ست ��ور يكف ��ل لهم حق القيام بذل ��ك‪ .‬لكن رئي�س‬ ‫ال ��وزراء العراق ��ي ن ��وري المالكي خفف م ��ن نبرته في‬ ‫ال�شه ��ر الفائت‪ ،‬حين قال ان العراق يرحب ب�أية خطوة‬ ‫ف ��ي اتجاه التق ��ارب مع تركيا عل ��ى �أ�سا� ��س الم�صالح‬ ‫الم�شتركة والإحترام المتبادل وح�سن الجوار‪.‬‬ ‫اال �أن الآم ��ال معلق ��ة وف ��ق الم�صادر‪ ،‬عل ��ى م�صالحة‬ ‫قد تختب ��ر مرة �أخرى عندما يبد�أ عم ��ل خط الأنابيب‬ ‫الجديد وت�صب ��ح م�س�ألة كيفية تق�سي ��م الإيرادات بين‬ ‫كرد�ست ��ان وبغداد �أكث ��ر �إلحاحا"‪ .‬ويرج ��ح ان يتطلب‬ ‫ذل ��ك �إتفاق ��ا" بين تركي ��ا وكرد�ستان وبغ ��داد‪ .‬وت�س�أل‬ ‫الم�ص ��ادر "�أين �ستدفع �أم ��وال النفط الذي �سي�صدر؟‬ ‫وم ��ن ال ��ذي �سيبيع النفط م ��ن" جيهان "؟ ه ��ذه �أمور‬ ‫يتعين �إ�ستكمالها ب�إتفاق"‪.‬‬

‫مرف�أ الب�صرة‪ :‬منه ينطلق النفط العراقي الى العالم‬

‫وت�ؤك ��د تركي ��ا ان ��ه بامكانه ��ا القي ��ام ب ��دور مه ��م في‬ ‫ت�سوي ��ة م�شكالت المدفوعات بي ��ن الحكومة المركزية‬ ‫وكرد�ست ��ان‪ .‬وقال وزي ��ر النفط التركي تان ��ر يلدز‪� ،‬إن‬ ‫�أنقره م�ستعدة لدعم اتفاق تح�صل بغداد بموجبه على‬ ‫‪ ٪83‬من �إيرادات �ص ��ادرات النفط وتح�صل كرد�ستان‬ ‫عل ��ى ‪ ٪17‬المتبقية‪ .‬ولفت م�س� ��ؤول تركي الى �أن بالده‬ ‫تحت ��رم ح�سا�سيات كل من بغداد و�أربيل "و�ستعمل على‬ ‫�أن يح�صل كل طرف عل ��ى ن�صيبه من �إيرادات النفط‬ ‫وفقا" للد�ستور"‪.‬‬

‫النفط‪ ،‬والم�ستقبل والإقت�صاد الأو�سع‬ ‫لي� ��س هن ��اك �ش ��ك ف ��ي �أن �صناع ��ة النف ��ط العراقية‬ ‫�س ��وف ت�ستمر ف ��ي التو�سع مع �صادراته ��ا‪ .‬في ‪� 13‬آذار‬ ‫(مار� ��س) ‪� ،2012‬إفتتح ��ت المحط ��ة الأول ��ى من �أربع‬ ‫محط ��ات للبت ��رول �ستن�ش� ��أ قبال ��ة ال�ساح ��ل الجنوبي‪.‬‬ ‫ه ��ذه المحطة على الفور �ضاعف ��ت القدرة الت�صديرية‬ ‫للعراق ‪ 300,000‬برمي ��ل يوميا"‪ .‬في نهاية المطاف‪،‬‬ ‫ف�إن ��ه م ��ن المتوقع �أن تع ��زز كل محطة م ��ن المحطات‬ ‫الأربع قدرة الت�صدير بن�سبة ‪ 850,000‬برميل يوميا"‪.‬‬ ‫جنب ��ا" �إلى جنب مع الإتفاقات المعقودة مع �شركات‬ ‫النف ��ط الأجنبية‪ ،‬فاله ��دف على الم ��دى الطويل (�أي‬ ‫في غ�ضون ال�سن ��وات ال�سبع المقبلة) هو تحقيق حجم‬ ‫�إنتاج حوالي ‪ 12‬مليون برميل يوميا"‪ .‬وهذا هدف غير‬ ‫واقع ��ي‪� ،‬أ�سا�سا" ب�سبب م�شاكل البنية التحتية ‪ --‬التي‬ ‫ت�ضررت من العقوب ��ات وخ�ضعت لأ�ضرار �إ�ضافية على‬


‫طهران ‪ -‬ه�شام جعفري‬ ‫�ض ��رب زل ��زال قوت ��ه ‪ 6.3‬درج ��ات‬ ‫(عل ��ى مقيا� ��س ريخت ��ر) مدينة كاكي‬ ‫عل ��ى �شواطئ جنوب �إيران ف ��ي ‪ 9‬ني�سان (�إبريل)‬ ‫الفائ ��ت‪ ،‬بع ��د ظهر ي ��وم كانت الب�ل�اد تحتفل فيه‬ ‫بالي ��وم الوطن ��ي للتكنولوجي ��ا النووي ��ة‪ .‬فد ّمر ما‬ ‫يق ��رب م ��ن ‪ 800‬من ��زل‪ ،‬و�أ�سف ��ر ع ��ن مقت ��ل ‪37‬‬ ‫�شخ�صا" و�إ�صابة �أكثر من ‪ .900‬ووفقا" لم�س�ؤولين‬ ‫م ��ن �إي ��ران ورو�سيا‪ ،‬ف� ��إن مفاع ��ل �إي ��ران النووي‬ ‫الوحي ��د الذي يق ��ع في مدين ��ة بن ��در بو�شهر على‬ ‫بع ��د ‪ 89‬كيلومترا" من مركز الزل ��زال‪ ،‬لم يت�أ ّثر‪.‬‬ ‫ولكن لي�ست هناك و�سيلة لمعرفة الحقيقة الكاملة‬ ‫� اّإل حي ��ن تن�ش ��ر الوكال ��ة الدولي ��ة للطاق ��ة الذرية‬ ‫(‪ )IAEA‬تقريره ��ا الذي ي�صدر في �أيار (مايو)‬ ‫الجاري‪ .‬وفي كلتا الحالتين‪ ،‬ف�إن الإيرانيين كانوا‬ ‫محظوظين‪.‬‬ ‫مفاعل بو�شهر‪ ،‬ال ��ذي �إكتمل في العام ‪ ،2011‬يقع‬ ‫عن ��د تقاط ��ع ثالث �صفائ ��ح تكتوني ��ة (�أي منطقة‬ ‫ن�ش ��اط زلزال ��ي)‪ ،‬وقد �ص ّمم لتحم ��ل زالزل ت�صل‬ ‫قوتها الى ‪ 6.7‬درجات على مقيا�س ريختر‪ .‬لذلك‬ ‫ك ��ان الزل ��زال الأخير قريب ��ا" من نقط ��ة الخطر‬ ‫بالن�سب ��ة الى المفاعل الألماني ‪ -‬الرو�سي الهجين‬ ‫– الذي يبدو ظاهريا" كطبق م�ألوف م�صنوع من‬ ‫معدات وتكنولوجي ��ا قديمة مدموجة بد�أت �ألمانيا‬ ‫بناءه قبل الثورة الإ�سالمية عام ‪ 1979‬و�إ�ستكملته‬ ‫�شرك ��ة "رو�سات ��وم" الرو�سية‪ .‬والطبيع ��ة الفريدة‬ ‫للمفاع ��ل تعني �أن �إيران ال يمكنه ��ا الإ�ستفادة من‬ ‫خبرات ال�سالمة من دول �أخرى‪.‬‬ ‫وه ��ذا يعن ��ي �أي�ضا" �أعط ��اال" ميكانيكي ��ة عادية‪.‬‬ ‫خ�ل�ال التجارب التي �أجريت في �شباط (فبراير)‬ ‫‪ ،2011‬كل الم�ضخ ��ات الأرب ��ع التي تق ��وم بتبريد‬ ‫المفاع ��ل ف ��ي ح ��االت الط ��وارئ (المتبقي ��ة م ��ن‬ ‫�سبعين ��ات القرن الفائ ��ت) كانت تالف ��ة ّ‬ ‫ومعطلة‪،‬‬ ‫ونتيج ��ة لذلك ت�س ّربت نج ��ارة معدنية �صغيرة الى‬ ‫مي ��اه التبريد‪ .‬ل ��ذا �إ�ضطر مهند�س ��و المفاعل الى‬ ‫�إج ��راء عملية تنظي ��ف �شاملة �أ�سا�سي ��ة للمفاعل‪،‬‬ ‫الأمر ال ��ذي �أدى ال ��ى ت�أخير �إفتتاح ��ه الذي طال‬ ‫�إنتظاره‪ .‬مرة �أخرى‪ ،‬ف ��ي ت�شرين الأول (�أكتوبر)‬ ‫‪ ،2012‬تم اغالق المفاعل و�أُفرغت ق�ضبان الوقود‬ ‫من حمولتها بعد العثور على م�سامير طائ�شة تحت‬ ‫خاليا الوقود‪.‬‬ ‫مفاع ��ل بو�شهر هو تحت �إ�ش ��راف الوكالة الدولية‬ ‫للطاقة الذرية‪ ،‬وتقنيته ال تُعتبر عر�ضة للإنت�شار‪.‬‬

‫ال�شيخ �صباح الأحمد الجابر ال�صباح‪ :‬دعوة �إيران الى تعزيز تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية‬

‫عل ��ى هذا الأ�سا�س‪ ،‬تم �إعفا�ؤه من عقوبات مجل�س‬ ‫الأم ��ن التاب ��ع للأم ��م المتح ��دة المفرو�ض ��ة على‬ ‫�إيران‪ .‬ولكن ال يزال هناك بع�ض الإلتبا�س الدولي‬ ‫ح ��ول وجهة �أو �أهمية المرف ��ق‪� :‬إيران هي بلد غني‬ ‫بالنف ��ط‪ ،‬والطاق ��ة المو ّل ��دة م ��ن محط ��ة بو�شهر‬ ‫تق� �دّر ب�أقل من ‪ 2‬في المئ ��ة من �إنتاج الكهرباء في‬ ‫الجمهوري ��ة الإ�سالمي ��ة‪ .‬وف ��ي الوق ��ت عينه‪ ،‬على‬ ‫الرغم من �إنف ��اق مبالغ هائلة لإع ��ادة الأمور الى‬ ‫ن�صابه ��ا في المرفق‪ ،‬ي�ضيع م ��ا يقرب من ‪ 15‬في‬ ‫المئة من الكهرب ��اء المنتجة في البالد من خالل‬ ‫خطوط نقل كهربائية قديمة و�سوء �صيانتها‪.‬‬ ‫ولكن المقلق في الأمر ه ��و حالة المفاعل الجديد‬ ‫ القدي ��م – المحفوف ��ة بالمخاط ��ر‪ .‬ف� ��إن �أي ��ة‬‫كارث ��ة نووية في بو�شهر لها �آث ��ار �إقليمية‪ .‬بالنظر‬ ‫�إل ��ى �أن الري ��اح ال�سائدة في بو�شه ��ر تتجه جنوب‬

‫�إن �أية كارثة نووية في بو�شهر‬ ‫لها �آثار �إقليمية‪ .‬بالنظر �إلى �أن الرياح‬ ‫ال�سائدة في بو�شهر تتجه جنوب‬ ‫ت�سرب مواد م�ش ّعة‬ ‫جنوب غربي‪ ،‬ف�إن ّ‬‫قد يهدد المدنيين في دول �أخرى‬ ‫في الخليج العربي‬

‫جن ��وب غربي‪ ،‬ف�إن ت�س ّرب م ��واد م�ش ّعة قد يهدد‬‫المدنيي ��ن في دول �أخرى ف ��ي الخليج العربي‪ .‬في‬ ‫الواق ��ع �إن بو�شه ��ر هو �أقرب �إل ��ى عوا�صم الكويت‬ ‫واالم ��ارات العربي ��ة المتح ��دة وقط ��ر والبحري ��ن‬ ‫والمنطق ��ة ال�شرقي ��ة الغنية بالنفط ف ��ي المملكة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودي ��ة من ��ه ال ��ى طه ��ران‪ .‬ه ��ذا هو‬ ‫ال�سب ��ب الذي دف ��ع �أخي ��را" دول مجل� ��س التعاون‬ ‫الخليج ��ي الى عق ��د �إجتماع طارىء ف ��ي الريا�ض‬ ‫في ‪ 14‬ني�س ��ان (�إبريل) الفائ ��ت لدر�س تداعيات‬ ‫الزل ��زال حيث �أب ��دى الأمين الع ��ام للمجل�س عبد‬ ‫اللطي ��ف الزياني قلقه م�ش� �دّدا" على "�ضرورة ان‬ ‫تبادر الوكال ��ة الدولية للطاقة الذري ��ة الى �إر�سال‬ ‫فريق فني متخ�ص�ص لمعاينة المفاعل النووي في‬ ‫بو�شه ��ر والوقوف على الأ�ضرار المحتملة‪ ،‬والت�أكد‬ ‫من �سالمة ه ��ذه المن�ش�أة"‪ ،‬داعي ��ا" الى "�إلتزام‬ ‫�إيران المعايير الدولية للأم ��ن وال�سالمة"‪ .‬وكان‬ ‫�أمير الكويت ال�شيخ �صباح الأحمد الجابر ال�صباح‬ ‫دعا في وقت �سابق طه ��ران الى تعزيز تعاونها مع‬ ‫الوكالة الدولية للطاقة الذرية‪.‬‬ ‫ويق� �دّر الخب ��راء �إن تكلف ��ة التنظي ��ف والرعاي ��ة‬ ‫الطبي ��ة‪ ،‬وفق ��دان الطاق ��ة‪ ،‬ونق ��ل ال�سك ��ان ف ��ي‬ ‫ح ��ال وقوع كارث ��ة‪ ،‬قد تبل ��غ مئات الملي ��ارات من‬ ‫ال ��دوالرات عل ��ى مدى عق ��ود من الزم ��ن‪ ،‬كما ان‬ ‫ت�س� � ّرب منتج ��ات �إن�شطار م�شعة للغاي ��ة من �ش�أنه‬ ‫�أن ي�ضر جدا" في �صحة الإن�سان والبيئة‪ .‬مع ذلك‬ ‫�أ ّكد ال�سفي ��ر االيراني في االم ��م المتحدة ‪ ‬محمد‬ ‫خزائ ��ي على �أن المن�ش�آت النووية الإيرانية "تتمتع‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪79‬‬


‫عالم الطاقة‬

‫الذرة‬

‫خطوط ت�صدع ال خطوط حمراء في الجمهورية الإ�سالمية‬

‫لماذا على العالم أن يقلق من الزالزل‬ ‫التي تضرب إيران؟‬ ‫ف��ي الوقت ال��ذي �أعلن رئي�س منظم��ة الطاقة الذرية الإيراني��ة �أن الجانب الرو�سي �سي�سل��م محطة بو�شهر‬ ‫النووية الى �إيران "ب�صورة تمهيدية" �أواخر �شهر ني�سان (�إبريل) الفائت‪ ،‬ه َّز زلزال قوي منطقة قريبة من‬ ‫بو�شه��ر التي تقع فيها محطة الطاقة النووي��ة الإيرانية الوحيدة في ‪ 9‬ني�سان (�إبريل)‪ ،‬تبعه زلزال �آخر بلغت‬ ‫قوت��ه حوالي‪ ‬ثماني درجات في بلو�ش�ستان‪ ،‬جنوب �شرق �إيران‪ ،‬قرب الحدود مع باك�ستان في ‪ 16‬ني�سان‬ ‫(�إبريل)ً‪ .‬و�إمتدّ ت�أثير هذين الزلزالين الى دول خليجية عدة‪ .‬وعلى الرغم من �أن الزلزال الثاني كان �أقوى من‬ ‫الأول‪� ،‬إال �أن الأول يثير القلق �أكثر من الثاني‪ .‬لماذا ينبغي على الزلزال الأول �أن يثير القلق في العالم؟‬

‫محطة بو�شهر النووية‪:‬‬ ‫ال تتقيد بال�سالمة‬

‫‪78‬‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬


‫عالم الطاقة ¶ ذرة‬ ‫بمثالي ��ة تقنية" وال ينتج عنه ��ا �أو ت�ش ّكل �أي "خطر‬ ‫بالن�سب ��ة الى �صح ��ة و�سالمة موظفيه ��ا‪� ،‬أو عامة‬ ‫ال�شعب‪� ،‬أو الى الأجيال المقبلة والبيئة"‪.‬‬ ‫على �أي ��ة حال‪ ،‬ف�إنه من غي ��ر الوا�ضح من �سيكون‬ ‫م�س�ؤوال" وم ��ن �سيتحمل التكاليف ف ��ي حالة وقوع‬ ‫ح ��ادث نووي‪ .‬الرو�س �سي�ضعون اللوم على الأرجح‬ ‫عل ��ى التكنولوجي ��ا الإلماني ��ة القديم ��ة؛ ويتوق ��ع‬ ‫م ��ن الألم ��ان �أن يقول ��وا ب�أنهم لم ي�ضع ��وا رجال"‬ ‫ف ��ي المحط ��ة منذ �أكثر م ��ن ثالثة عق ��ود؛ ويمكن‬ ‫للإيرانيي ��ن من جهته ��م التهرب م ��ن الم�س�ؤولية‬ ‫كط ��رف غي ��ر موق ��ع عل ��ى �إتفاقي ��ة فيين ��ا ب�ش�أن‬ ‫الم�س�ؤولية المدنية عن الأ�ضرار النووية‪.‬‬ ‫م ��ن جه ��ة �أخ ��رى‪� ،‬إن �سج ��ل الحكوم ��ة الإيرانية‬ ‫ال�سي ��ىء بالن�سبة ال ��ى الحكم الإ�ستباق ��ي و�إدارة‬ ‫الأزم ��ات ه ��و م�صدر �آخ ��ر للقلق‪ .‬حج ��م الدمار‪،‬‬ ‫ومع ��دالت �إنت�ش ��ار الأمرا� ��ض‪ ،‬وع ��دد الإ�صاب ��ات‬ ‫الناجمة ع ��ن الكوارث الطبيعية في �إيران مرتفعة‬ ‫ب�ش ��كل غير ع ��ادي‪ .‬ف ��ي كان ��ون الأول (دي�سمبر)‬ ‫‪ ،2003‬عندم ��ا �ض ��رب زلزال قوت ��ه ‪ 6.6‬درجات‬ ‫عل ��ى مقيا� ��س ريخت ��ر مدينة ب ��ام‪ ،‬قت ��ل �أكثر من‬ ‫‪� 26,000‬إيران ��ي‪ ،‬و�أ�صيب ما يق ��رب من ‪30,000‬‬ ‫و�شرد حوالي ‪ ،100,000‬ود ّمرت ‪ 85‬في المئة من‬ ‫المبان ��ي والبنى التحتية في المدينة‪ .‬في المقابل‪،‬‬ ‫ف�إن زلزاال" بلغ ��ت قوته ‪ 6.5‬درجات الذي �ضرب‬ ‫�سان �سيميون في كاليفورنيا في الواليات المتحدة‪،‬‬ ‫قبل ب�ضعة �أيام فقط م ��ن وقوع الزلزال الإيراني‪،‬‬ ‫�أ�سفر عن ‪ 3‬حاالت وفاة وت�ضرر ‪ 40‬مبنى فقط‪.‬‬ ‫ويعتق ��د معظ ��م الخبراء ب� ��أن الحكوم ��ة الإيرانية‬ ‫�أهمل ��ت معالج ��ة م�سائ ��ل �أ�سا�سي ��ة بالن�سب ��ة الى‬ ‫�إ�ستعداده ��ا لح ��االت الط ��وارئ النووي ��ة‪ ،‬بما في‬ ‫ذل ��ك عدم وجود تدريبات لإخ�ل�اء �سكان بو�شهر‪.‬‬ ‫ه ��ذه الم�شاكل َّ‬ ‫تجذرت ب�سبب منع �أجهزة الإعالم‬ ‫م ��ن التطرق الى الق�ضية كما ان الوكالة الرئي�سية‬ ‫الحاكم ��ة‪ ،‬منظمة الطاقة الذرية الإيرانية‪ ،‬لي�ست‬ ‫هيئة م�ستقلة‪.‬‬ ‫في غياب اليقظة الإ�ستباقية العامة و�إنت�شار ثقافة‬ ‫ال�سالم ��ة‪ ،‬ف� ��إن قيام هيئ ��ة منظمة نووي ��ة دقيقة‬ ‫وم�ستقل ��ة ‪ -‬كما هو موجود في العديد من البلدان‬ ‫الأخ ��رى مث ��ل الواليات المتح ��دة و�ألماني ��ا ‪� -‬أمر‬ ‫حيوي بالن�سبة الى طهران لتكون الأولوية لل�سالمة‬ ‫�شجعت‬ ‫والأم ��ن عل ��ى كل م�صلح ��ة �أخ ��رى‪ .‬وق ��د ّ‬ ‫الوكال ��ة الدولية للطاقة الذري ��ة بدورها الحكومة‬ ‫الإيراني ��ة عل ��ى من ��ح المنظم ��ة الذري ��ة الوطنية‬ ‫ف ��ي الب�ل�اد كل ال�سلطات والم ��وارد الالزمة لأداء‬

‫ال�سفير االيراني في الأمم المتحدة محمد خزائي‪ :‬المن�ش�آت النووية الإيرانية "تتمتع بمثالية تقنية"‬

‫يعتقد معظم الخبراء‬ ‫ب�أن الحكومة الإيرانية �أهملت‬ ‫معالجة م�سائل �أ�سا�سية بالن�سبة الى‬ ‫�إ�ستعدادها لحاالت الطوارئ النووية‪،‬‬ ‫بما في ذلك عدم وجود تدريبات‬ ‫لإخالء �سكان بو�شهر‬

‫مهامها ب�شكل م�ستقل‪ .‬حتى الآن‪ ،‬ال يوجد �أي دليل‬ ‫على �أن �إيران قد ا�ستجابت لهذه التو�صية‪ ،‬جنبا"‬ ‫�إل ��ى جنب م ��ع �إقتراحات �أخرى مث ��ل زيادة حجم‬ ‫وم�ستوى الخبرة لدى الموظفين التقنيين‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن ��ه نتيج ��ة لت�سيي� ��س البرنام ��ج النووي‬ ‫الإيران ��ي‪� ،‬أ�صبح ��ت المخ ��اوف الت ��ي تتعل ��ق‬ ‫بال�سالم ��ة ق�ضاي ��ا ثانوي ��ة‪� .‬إن مح ��رك القيادة‬ ‫الإيراني ��ة ال�سيا�سي للتدلي ��ل والت�أكيد على عدم‬ ‫فعالي ��ة العقوب ��ات الدولي ��ة والتفاخ ��ر بقدراتها‬ ‫التكنولوجي ��ة ل ��ه تداعي ��ات‪ ،‬مثل الإ�ص ��رار على‬ ‫�سيطرة التقنيي ��ن الإيرانيين المبكرة على �إدارة‬ ‫محطة بو�شهر‪ .‬من المعروف �أن الفنيين الرو�س‬ ‫م ��ن المق ��رر �أن ي�ش ّغل ��وا المفاع ��ل ف ��ي ال�سنتين‬ ‫الأوليي ��ن فقط بع ��د الإفتتاح الر�سم ��ي في �أيلول‬

‫(�سبتمبر) ‪ 2011‬ومن ثم ت�سليمه الى الإيرانيين‬ ‫(وق ��د �أُعل ��ن ف ��ي ال�شه ��ر الفائ ��ت ب� ��أن الرو�س‬ ‫ب ��د�أوا الت�سليم التمهي ��دي للإيرانيين �إبتداء من‬ ‫‪ 30‬ني�س ��ان (�إبري ��ل))‪ .‬بالنظ ��ر �إل ��ى �أن معظم‬ ‫الح ��وادث النووية ف ��ي جميع �أنح ��اء العالم نجم‬ ‫�أو تفاق ��م ب�سبب خط�أ �إن�سان ��ي‪ ،‬هذا النق�ص في‬ ‫التدري ��ب يزيد م ��ن �إحتمال وق ��وع كارثة‪ .‬لجعل‬ ‫الأم ��ور �أ�س ��و�أ‪ ،‬فق ��د حرم ��ت العقوب ��ات الدولية‬ ‫�إيران من الم�ساعدة الدولية النووية وحالت دون‬ ‫العلماء الإيرانيين من الم�شاركة في حلقات عمل‬ ‫دولية لل�سالمة النووية‪.‬‬ ‫�إن رف� ��ض �إي ��ران الإلت ��زام بالإتفاق ��ات الدولي ��ة‬ ‫الت ��ي تح ��دد قواع ��د الأم ��ن وال�سالمة ف ��ي مجال‬ ‫التكنولوجي ��ا النووية ه ��و �أي�ضا" �أم ��ر يثير القلق‪.‬‬ ‫م ��ع �إفتتاح بو�شه ��ر‪� ،‬صارت �إي ��ران الدولة النووية‬ ‫الوحيدة في العالم التي لم تو ّقع على �إتفاقية الأمن‬ ‫الن ��ووي الت ��ي و�ضعت بع ��د كارث ��ة ت�شرنوبيل التي‬ ‫وقعت ف ��ي ‪ 1986‬في الإتح ��اد ال�سوفياتي ال�سابق‪،‬‬ ‫والت ��ي تن�ص على �إقامة نظام رقابة م�شترك الذي‬ ‫ي�ضع المعايير الدولية على تحديد المواقع والبناء‬ ‫والت�صميم‪ ،‬وت�شغيل المفاعالت‪.‬‬ ‫يبقى �أنه ال يج ��ب المبالغة بالن�سبة الى المخاوف‬ ‫التي تتعلق بال�سالمة النووية كما ال ينبغي �إهمالها‪.‬‬ ‫ولكن ب ��دال" من رف� ��ض �إيران له ��ذه التحذيرات‪،‬‬ ‫يج ��ب �أن تك ��ون الأ�ص ��داء التي ه� �زّت الأر�ض في‬ ‫بو�شه ��ر بمثاب ��ة دعوة له ��ا للإ�ستيق ��اظ لتح�سين‬ ‫معاييرها لل�سالمة النووية قبل فوات الأوان‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪81‬‬


‫مجلة لكل العرب‬ www.asswak-alarab.com


‫‪ -2‬تب ّين م ��ن خالل الأح ��داث الأخيرة منذ‬ ‫الع ��ام ‪ 2001‬حتى يومنا ه ��ذا �أن المحور‬ ‫المناف� ��س ل ��دول الخلي ��ج ل ��ه وزن كبي ��ر‬ ‫ف ��ي الخي ��ارات ال�سيا�سي ��ة عل ��ى ال�ساحة‬ ‫اللبنانية‪ ،‬حتى �أنه يتعار�ض ب�شكل كلي مع‬ ‫م�صالح الدول الخليجية‪.‬‬ ‫‪� -3‬إن الإنق�سام المذهبي الحاد في المنطقة‬ ‫لع ��ب دور ًا كارثي� � ًا في العالق ��ات مع دول‬ ‫الخليج‪ ،‬وفي “�إعتقادنا ب�أن دول الخليج‬ ‫تُعاق ��ب لبن ��ان �إقت�صادي� � ًا عل ��ى خياراته‬ ‫ال�سيا�سية (الى حد ُمعين)”‪.‬‬ ‫‪� -4‬إن الأزم ��ة ال�سورية تُعد �ضربة في �صميم‬ ‫العالق ��ات بي ��ن لبن ��ان ودول الخلي ��ج‪.‬‬ ‫والموق ��ف اللبنان ��ي ال ُمنق�س ��م تجاه هذه‬ ‫الأزمة ُيعقد المو�ضوع بن�سبة �أكبر‪.‬‬ ‫وم ��ن هنا يمكن الق ��ول �إن �أبع ��اد الم�شكلة تخطت‬ ‫الح ��دود بي ��ن لبن ��ان وال ��دول العربي ��ة‪ ،‬لت�صب ��ح‬ ‫م�شكلة ب�أبع ��اد �إقليمية ودولي ��ة ال ُيمكن للبنان و‪/‬‬ ‫�أو ال ��دول الخليجي ��ة تخطيها و�إع ��ادة الو�ضع الى‬ ‫�سابق عه ��ده‪ ،‬لكن هذا الواقع الأليم تجابهه رغبة‬ ‫خليجية ولبنانية على ح ��د �سواء بتهدئة الأو�ضاع‪،‬‬ ‫فللبن ��ان م�صالح في ذلك كما ل ��دول الخليج التي‬ ‫ت�سعى الى تهدئة الأو�ضاع‪.‬‬ ‫وفي نظ ��رة �سريعة �إلى ع ��دد المغتربين المذكور‪،‬‬ ‫ف�إن ذلك يعني �أن ‪ %11‬من �سكان لبنان موجودون‬ ‫ف ��ي دول الخليج العرب ��ي وهذه الن�سب ��ة هائلة لما‬ ‫تخلقه من �إرتباطات �إجتماعية و�إقت�صادية ومالية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ويو�ض ��ح عازوري‪“ :‬بالتحدي ��د �إذا ما تحدثنا عن‬ ‫النتائج المالية لهذا الإغتراب اللبناني في الخليج‪،‬‬ ‫ف�إنه �ش ّكل في الأعوام ال�سابقة ما ُيوازي ‪( %15‬من‬ ‫�أ�ص ��ل ‪ %23‬ال ��ذي ي�شكله مجم ��ل المغتربين) من‬ ‫الناتج المحلي الإجمالي” ‪ .‬وي�ضيف �أن اللبنانيين‬ ‫ال ُمغتربيين في هذه الدول قاموا ب�صرف �أموالهم‬ ‫ف ��ي الإقت�صاد اللبناني على ث�ل�اث م�ستويات وهي‬ ‫الإ�ستثمار في القط ��اع العقاري الذي �شهد مرحلة‬

‫البروف�سور نعمة عازوري ‪ :‬الإ�ستثمارات‬ ‫التراكمية الخليجية في لبنان تفوق‬ ‫الـ‪ 14‬مليار دوالر للفترة ما بين ‪1985‬‬ ‫و‪ ،2010‬وهناك تفاوت كبير بين دول‬ ‫الخليج من ناحية حجم هذا الإ�ستثمار‬ ‫البروف�سور جا�سم عجاقة‪ :‬الخليجيون‬ ‫�سيعودون الى لبنان عندما تنجلي‬ ‫وتتو�ضح �صورة الأو�ضاع على الأر�ض‪،‬‬ ‫وهذا رهن بم�سار الأزمة ال�سورية التي‬ ‫تُظهر التوقعات �أنها �ستطول‬ ‫�إزده ��ار كبيرة في المرحلة م ��ا بين ‪ 2005‬و‪2010‬‬ ‫(‪ %75‬م ��ن الطل ��ب عل ��ى العق ��ارات)‪ ،‬وكذل ��ك‬ ‫الإ�ستثم ��ار في خلق �شرك ��ات جديدة �أهمها تجارة‬ ‫ال�سي ��ارات‪ ،‬والمطاع ��م‪ ،‬وغيرهما‪...‬ف�ضال” عن‬ ‫الودائع ف ��ي الم�صارف اللبنانية والتي نمت ب�شكل‬ ‫كبير بف�ضل �أموال ه�ؤالء‪.‬‬ ‫و�إذا ما حاولنا �إلقاء نظرة �سريعة على الدور الذي‬ ‫لعبت ��ه دول الخليج في م�ساع ��دة لبنان على ت�أمين‬ ‫�إ�ستقراره المالي في �أزماته ال�سيا�سية والإقت�صادية‬ ‫منذ الإ�ستقالل وحت ��ى اليوم ت�ستوقفنا الوديعتيين‬ ‫ال�سعودية (بقيمة ملياري دوالر) والكويتية (بقيمة‬ ‫ن�صف مليار دوالر)‪.‬‬ ‫وفي هذا الإطار يرى �أ�ستاذ الإقت�صاد في الجامعة‬ ‫اللبناني ��ة البروف�س ��ور جا�س ��م عجاق ��ة‪� ،‬أن هاتين‬ ‫الوديعتي ��ن تم ّث�ل�ان �إمت ��دادا” تاريخي ��ا” للر�ؤية‬ ‫الت ��ي يمتلكه ��ا الخليجيون ع ��ن لبن ��ان كدولة لها‬ ‫موقعها الإ�ستثماري وال�سياحي‪ ،‬هذا على ال�صعيد‬

‫الحكومي‪ ،‬فيما يقابله على �صعيد القطاع الخا�ص‬ ‫الإ�ستثم ��ارات الخليجي ��ة‪ ،‬والت ��ي تُقدر ب� �ـ خم�سة‬ ‫ملي ��ارات دوالر �أميركي‪ ،‬وهي لعبت دور ًا مهم ًا في‬ ‫�إنعا�ش الإقت�صاد اللبناني على مر العهود‪ .‬وقد بلغ‬ ‫�إجمال ��ي ه ��ذه الإ�ستثمارات على م ��دى ‪ 25‬عام ًا‪،‬‬ ‫�أكث ��ر م ��ن ‪ 15‬ملي ��ار دوالر �شملت ب�ش ��كل �أ�سا�سي‬ ‫القطاعين العقاري وال�سياحي‪.‬‬ ‫وي�ؤكد عجاقة على الدور الكبير الذي لعبه الرئي�س‬ ‫الراح ��ل رفيق الحريري في توثي ��ق هذه العالقات‬ ‫وخ�صو�ص� � ًا م ��ع المملك ��ة العربي ��ة ال�سعودية التي‬ ‫تُ�شكل اليوم �أكبر م�ساعد وم�ستثمر في لبنان‪.‬‬ ‫فتاريخي� � ًا قام ��ت ال�سعودية والع ��راق بالإ�ستثمار‬ ‫ف ��ي لبن ��ان عب ��ر م�صاف ��ي النف ��ط ف ��ي طرابل�س‬ ‫والزهراني‪ .‬وهذا الإ�ستثمار يمكن و�صفه على �أنه‬ ‫�إعتراف �ضمني ل ��دول الخليج ب�أهمية موقع لبنان‬ ‫كبواب ��ة لهذه ال ��دول عل ��ى الغرب‪ .‬وه ��ذه النظرة‬ ‫دفع ��ت كل دول الخلي ��ج ال ��ى الإ�ستثم ��ار في لبنان‬ ‫عل ��ى مر ال�سني ��ن معتبرة �أن ت�أثيره ��ا الكبير على‬ ‫لبن ��ان‪� ،‬سي�سمح له ��ا بتهدئة الأو�ض ��اع وذلك على‬ ‫الرغم م ��ن الح ��روب الداخلي ��ة الت ��ي مزقت بلد‬ ‫الأرز‪ .‬وتجربة الطائف وم ��ن بعدها الدوحة تُثبت‬ ‫�صحة هذا الكالم‪.‬‬ ‫ويرى عجاقة �أن الرعايا الخليجيين �سيعودون الى‬ ‫لبن ��ان عند جالء �صورة وا�ضحة عن الأو�ضاع على‬ ‫الأر�ض‪ ،‬معتبرا �أن هذا رهن م�سار الأزمة ال�سورية‬ ‫التي تُظه ��ر التحاليل �أنها �ستطول ال �سيما في ظل‬ ‫قرار كل م ��ن فرن�سا وبريطاني ��ا تزويد المعار�ضة‬ ‫بال�سالح يقابله الدعم الرو�سي والإيراني للنظام‪.‬‬ ‫ويب ��دي عجاقة �إعتقاده ب� ��أن رو�سيا لن تتخلى عن‬ ‫النظ ��ام ال�سوري ب�سهول ��ة �إال �إذا �إ�ستح�صلت على‬ ‫�ش ��يء في المقاب ��ل كتخلي الوالي ��ات المتحدة عن‬ ‫ن�ش ��ر بطاري ��ات �صواري ��خ دف ��اع جوية ف ��ي �أوروبا‬ ‫ال�شرقية والتي تُهدد الأمن الإ�ستراتيجي الرو�سي‪،‬‬ ‫وكذلك تم�سك �إي ��ران بهذا النظام الحليف لما له‬ ‫�سيتي – �سنتر‪ :‬م�شروع جديد �إماراتي �ضخم‬ ‫لمجموعة “ماجد الفطيم العقارية”‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪83‬‬


‫تحقيق ال�شهر‬

‫غيابهم �أفقد الإقت�صاد اللبناني الكثير من عائداته‬

‫متى يعود الخليجيون إلى لبنان؟‬ ‫ي�سود لبنان �إنطباع تحوَّل �إلى واقع ال يمكن �إنكاره‪ ،‬وهو �أن المناخ الذي‬ ‫ي�س��ود العالقات اللبنانية الخليجية الناتج عن �سلوك �سيا�سي معين‪ ،‬قد‬ ‫�أ�ص��اب مقت�لا" في الإقت�ص��اد اللبناني وعكّ ر �صفو عالق��ات مع منطقة‬ ‫عربية �شكّ لت على م��دى العقود الما�ضية العمق الإقت�صادي لبلد الأرز‬ ‫ولعبت دورا" كبيرا" في نهو�ض �إقت�صاده وتعزيز مداخيل �أبنائه‪ .‬فلطالما‬ ‫كان لبن��ان وحتى ف��ي �أ�صعب الظروف واح��ة للإ�ستثمارات الخليجية‬ ‫ومق�ص��دا" لل�سياحة وموئ�لا" للطبابة والإ�ست�شف��اء والتعليم‪ .‬وال�س�ؤال‬ ‫اليوم هو متى يعود الخليج �إلى لبنان؟ وهل من بوادر لذلك؟‬ ‫بيروت ‪ -‬مازن مجوز‬ ‫تق� �دّر ن�سب ��ة الأم ��وال الت ��ي ير�سله ��ا‬ ‫المهاجرون اللبنانيون في دول الخليج‬ ‫العربي الى وطنه ��م الأم بحوالي ‪ 60‬في المئة من‬ ‫مجمل تحويالت المغتربيين اللبنانيين في العالم‪،‬‬ ‫علم ��ا" �أن ��ه يوجد في العال ��م �أكثر م ��ن ‪ 18‬مليون‬ ‫لبناني �أو ُمتحدر م ��ن �أ�صل لبناني‪ .‬من هنا تظهر‬ ‫�أهمية دول مجل�س التع ��اون الخليجي بالن�سبة �إلى‬ ‫الإقت�صاد اللبناني‪.‬‬ ‫ال توجد �إح�صاءات ر�سمية عن عدد اللبنانيين في‬ ‫منطقة الخليج العربي‪ .‬وهذه الحال تنطبق �أي�ضا"‬ ‫على حال الإقت�صاد اللبناني عامة‪ ،‬فكل رقم ُيعطي‬ ‫في هذا المجال هو رقم تكهني وتبقى م�صداقيته‬ ‫رهن الحجج التي تُ�ستعمل للتكهن‪.‬‬ ‫البروف�س ��ور نعم ��ة ع ��ازوري‪ ،‬عمي ��د كلي ��ة �إدارة‬

‫‪82‬‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫الأعمال والعلوم التجارية في جامعة الروح القد�س‬ ‫ف ��ي الك�سليك‪ ،‬يعيد �سبب ذل ��ك �إلى غياب قاعدة‬ ‫بيان ��ات وطنية لإح�ص ��اء اللبنانيي ��ن ال ُمهاجرين‪،‬‬ ‫و�إلى عدم قيام ال ُمغت ��رب اللبناني بت�سجيل �إ�سمه‬ ‫في �سفارة لبنان في بلد الإغتراب‪.‬‬ ‫و�إ�ستنادا” �إلى الأرقام المتوافرة لديه من م�صادر‬ ‫عدة يقدر ع ��ازوري عدد المغتربين اللبنانيين في‬ ‫دول الخليج ب ‪ 450,000‬مقدما” جدوال” يو�ضح‬ ‫تو ّزعهم في كل دولة‪.‬‬ ‫ووف ��ق بع�ض الأرقام التي تتداوله ��ا غرفة التجارة‬ ‫وال�صناع ��ة والمتواف ��رة ل ��دى ع ��ازوري ف� ��إن‬ ‫الإ�ستثمارات التراكمي ��ة الخليجية في لبنان تفوق‬ ‫ال� �ـ‪ 14‬ملي ��ار دوالر للفترة ما بي ��ن ‪ 1985‬و‪،2010‬‬ ‫م�شي ��را” �إلى وجود تف ��اوت كبير بين دول الخليج‬ ‫من ناحية حجم هذا الإ�ستثمار‪.‬‬ ‫فح�صة الأ�سد تعود الى المملكة العربية ال�سعودية‬

‫والت ��ي تبل ��غ �إ�ستثماراته ��ا ‪ 6‬ملي ��ارات دوالر‪ ،‬ث ��م‬ ‫الإم ��ارات العربية المتح ��دة ‪ 3.2‬مليارات دوالر‪،‬‬ ‫والكوي ��ت في المرتبة الثالثة بـ ‪ 2.9‬ملياري دوالر‪،‬‬ ‫تليه ��ا قط ��ر ف ��ي المرتب ��ة الرابع ��ة خ�صو�ص� � ًا مع‬ ‫الهب ��ات التي تلت الع ��دوان الإ�سرائيل ��ي في تموز‬ ‫(يوليو) ‪ 2006‬على لبنان‪.‬‬ ‫فبعدما و�صلت الإ�ستثم ��ارات الخليجية في لبنان‬ ‫�إل ��ى ‪ 5‬ملي ��ارات دوالر ف ��ي الع ��ام ‪ ، 2010‬ب ��د�أت‬ ‫بع ��د ذل ��ك بالإنخفا� ��ض لتبلغ �صف ��را” اليوم وفق‬ ‫عازوري‪.‬‬ ‫وتت ��وزع ه ��ذه الإ�ستثم ��ارات عل ��ى مج ��االت ع ��دة‬ ‫�أهمه ��ا القطاع العق ��اري (كان بع� ��ض التقديرات‬ ‫توق ��ع �إ�ستثمار ‪ 15‬مليار دوالر في لبنان لوال ن�شوب‬ ‫الأزمة ال�سورية) والقطاع ال�سياحي بما فيه فنادق‬ ‫ومطاع ��م ون ��واد ليلية‪ ،‬والقط ��اع الم�صرفي الذي‬ ‫ب ��د�أ الإهتمام به بع ��د �ش ��راء دول خليجية لبنوك‬ ‫فرن�سي ��ة ف ��ي لبن ��ان‪ ،‬والقط ��اع التج ��اري بما فيه‬ ‫تجارة التجزئة‪ ،‬والقطاع ال�صناعي‪.‬‬ ‫ويحاول ع ��ازوري الإجابة عن ال�س� ��ؤال المركزي‪:‬‬ ‫مت ��ى يعود الخليجيون الى لبنان ؟ قائال” ب�أنه من‬ ‫�شب ��ه الم�ستحي ��ل �إعطاء جواب وا�ض ��ح‪ ،‬مقدما”‬ ‫عوام ��ل ع ��دة ق ��د تُ�ساع ��د عل ��ى ح�ص ��ر الم�شكلة‬ ‫و�أهمها‪:‬‬ ‫‪� -1‬إن الم�شكل ��ة الأ�سا�سي ��ة ه ��ي �سيا�سي ��ة‬ ‫ب�إمتياز‪ ،‬فالخي ��ارات ال�سيا�سية التي قام‬ ‫به ��ا لبن ��ان ف ��ي الع ��ام ‪ 2010‬والمواق ��ف‬ ‫لبع� ��ض ال�سيا�سيين اللبنانيي ��ن في الآونة‬ ‫الأخي ��رة‪ ،‬تُعتب ��ر �ش ��رارة ل ��كل رد فع ��ل‬ ‫خليجي‪.‬‬


‫�إلى لبنان‪.‬‬ ‫ويعل ��ق �شبل ��ي على ه ��ذه الأرقام بالق ��ول‪“ :‬ت�شكل‬ ‫دلي�ل�ا” عل ��ى م ��دى تعل ��ق الإقت�ص ��اد اللبنان ��ي‬ ‫ب�إقت�ص ��ادات دول الخليج‪ ،‬هذا الترابط‪� ،‬أقله غير‬ ‫�إعتي ��ادي‪ ،‬هو نتيجة لتعاون تاريخي على مر عهود‬ ‫وال ُيمكن �إال �أن ي�ستمر”‪.‬‬ ‫وم ��ن وجهة نظر �شبلي الإقت�صادية‪ ،‬ف�إن الخليجي‬ ‫ه ��و م�ستثم ��ر محتم ��ل دائم ًا ف ��ي لبنان لم ��ا لهذا‬ ‫الأخي ��ر م ��ن مي ��زات ‪�“ :‬إقت�ص ��اد ح ��ر‪� ،‬سري ��ة‬ ‫م�صرفي ��ة‪ ،‬قواني ��ن لين ��ة‪ ”...‬كل هذا ي� ��ؤدي الى‬ ‫نتيج ��ة واحدة هي �أن الخليجي لم يرحل من لبنان‬ ‫والدليل على ذل ��ك �أن الودائع الخليجية في لبنان‬ ‫لم تُ�سحب‪ ،‬كما تم التداول به �أخير ًا في ال�صحف‬ ‫وعلى �شا�شات التلفزة‪.‬‬ ‫وي�ؤك ��د �شبلي �أن الحكوم ��ة اللبنانية هي الوحيدة‬ ‫الم�س�ؤولة ع ��ن الأمن في لبن ��ان‪ ،‬كحماية الرعايا‬ ‫الخليجيين وبعث الطم�أنينة في نفو�سهم‪ ،‬ليعودوا‬ ‫كما كانوا في ال�سابق �شركاء في الإقت�صاد اللبناني‬ ‫وف ��ي نم ��وه خ�صو�ص ��ا" �أن التراب ��ط الإجتماع ��ي‬ ‫والتاريخ ��ي والدين ��ي والفكري والثقاف ��ي واللغوي‬ ‫والإقت�صادي بين اللبنانيين والخليجيين‪� ،‬سيكون‬ ‫ال�ضامن الوحيد لإعادة تطبيع العالقات الثانئية‪.‬‬ ‫و�إذ ي�صف الغي ��اب الحا�صل للرعاي ��ا الخليجيين‬ ‫عن لبن ��ان بالم�ؤقت ي�ؤكد على �أن ��ه غياب ج�سدي‬ ‫فح�س ��ب‪ ،‬عازيا" ال�سبب وم ��ن دون �أدنى �شك �إلى‬

‫فندق هيلتون – الحبتور‪� :‬إ�ستثمار �إماراتي‬

‫م ��ا تعر�ض له بع�ض ه� ��ؤالء ال�سياح م ��ن تهديدات‬ ‫وعمليات خطف في الآونة الأخيرة ‪.‬‬ ‫والالفت ال ��ى �إن الخليجيين دخلوا �إلى لبنان منذ‬ ‫عق ��ود‪ ،‬و�أن الإقت�ص ��اد اللبنان ��ي ُبني عل ��ى �أموال‬ ‫الطف ��رة النفطي ��ة الخليجية الت ��ي وردت �إليه من‬ ‫طريقي ��ن‪ :‬الإ�ستثم ��ارات الت ��ي يق ��وم به ��ا �أف ��راد‬ ‫و�شركات وحكومات خليجية‪ ،‬وتحويالت اللبنانيين‬ ‫العاملين في دول الخليج‪.‬‬ ‫ف�إلى �أي مدى ينخرط الخليج العربي في لبنان؟‬ ‫لق ��د تب ّين للخليجيين الذي ��ن ا�شتروا عقارات في‬

‫محمد �شقير ‪ :‬ال�سلطات ال�سعودية‬ ‫لديها هواج�س وتتخوف من مخاطر‬ ‫�أمنية مبنية على معلومات لديها في هذا‬ ‫الخ�صو�ص ومن هنا �صعوبة عودة الرعايا‬ ‫ال�سعوديين الى لبنان حاليا"‬

‫ثمانينات القرن الفائت‪� ،‬أن ملكياتهم الفردية في‬ ‫ُم�س وقد ت�ضاعفت �أ�سعارها م ّرات عدة‪،‬‬ ‫لبنان لم ت ّ‬ ‫م ��ا دفعهم �إل ��ى "خد�ش" عذرية ال�س ��وق اللبنانية‬ ‫بوا�سطة �أموال النفط‪.‬‬ ‫ف ��ي الواق ��ع‪� ،‬إن �آالف الخليجيين م ��ن الجن�سيات‬ ‫ال�سعودي ��ة والكويتي ��ة والقطري ��ة والبحريني ��ة‬ ‫وال ُعماني ��ة كان ��وا يق�صدون لبنان دوري� � ًا لهدفين‪:‬‬ ‫ال�سياحة‪ ،‬و�شراء عقارات للإ�ستعمال ال�شخ�صي‪.‬‬ ‫وعل ��ى هام�ش ه ��ذه ال�سياح ��ة‪� ،‬إعت ��اد الخليجيون‬ ‫القيام ب�صفقات تجارية‪ ،‬لكن الظاهرة لم تنت�شر‬ ‫ب�سرع ��ة في مطل ��ع ت�سعينات الق ��رن الما�ضي‪ ،‬بل‬ ‫بد�أت تتو�سع ف ��ي مختلف المناطق اللبنانية خالل‬ ‫الن�ص ��ف الثان ��ي م ��ن الت�سعين ��ات و�إنفل�شت على‬ ‫م�صراعيها ابتدا ًء من العام ‪.2000‬‬ ‫ه ��ذه الرواي ��ة يتف ��ق عليه ��ا غالبي ��ة الو�سط ��اء‬ ‫العقاريين‪.‬‬ ‫ويعتقد ه� ��ؤالء �أنه بين ع ��ام ‪ 2000‬ومطلع ‪،2005‬‬ ‫ك ��ان الخليجي ��ون ي�شت ��رون الأرا�ض ��ي وال�شق ��ق‬ ‫وي�ش ّيدون منازل وق�ص ��ور ًا في لبنان "بنهم"‪ ،‬ولم‬ ‫يتوقف ��وا بعد اغتي ��ال الرئي� ��س رفي ��ق الحريري‪،‬‬ ‫لكنهم كانوا �أكثر حذر ًا من ال�سنوات ال�سابقة‪.‬‬ ‫وعل ��ى م�ش ��ارف الع ��ام ‪ ،2006‬كان ��ت "�سوليدير"‬ ‫�إتفق ��ت مع مجموعة "ليفانت" الكويتية على بيعها‬ ‫‪� 205‬آالف مت ��ر مرب ��ع بقيم ��ة ‪ 330‬ملي ��ون دوالر‪،‬‬ ‫فيما ا�شترت مجموع ��ة "بيت �أبو ظبي" الإماراتية‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪85‬‬


‫تحقيق ال�شهر‬

‫محمد �شبلي‪ :‬الخليجي لن يترك لبنان‬

‫م ��ن �أهمية في الإمتداد الإ�ستراتيجي الإيراني في‬ ‫عمق العالم العربي‪.‬‬ ‫ويتاب ��ع عجاقة �إن ��ه على الرغم من ه ��ذه ال�صورة‬ ‫ال�سوداوي ��ة‪ ،‬ف�إن هناك م�صلحة كبيرة للخليجيين‬ ‫ف ��ي المحافظ ��ة على وج ��ود لهم في لبن ��ان‪ ،‬وهي‬ ‫تتج�سد ب�إيج ��اد منفذ �آخر للبترول الخليجي على‬ ‫العال ��م مع زي ��ادة ال�ضغ ��ط الإيراني عل ��ى م�ضيق‬ ‫هرم ��ز خ�صو�ص� � ًا م ��ع �ضع ��ف �إحتم ��ال الواليات‬ ‫ال ُمتحدة الأميركي ��ة وحلفائها في المنطقة �ضرب‬ ‫�إيران ع�سكري ًا‪.‬‬ ‫ويعزو عجاقة هذا ال�ضعف الى الو�ضع الإقت�صادي‬ ‫العالم ��ي والأميرك ��ي خ�صو�ص� � ًا‪ ،‬لأن �أي ��ة �ضرب ��ة‬ ‫ع�سكري ��ة �ستدف ��ع ب�إي ��ران الى �إ�سته ��داف م�ضيق‬ ‫هرمز وبالتالي �إرتف ��اع �أ�سعار البترول الأمر الذي‬ ‫�سي�ؤدي الى �إنهيار جديد في الإقت�صاد الأميركي‪.‬‬ ‫في الواقع ف�إنه على الرغ ��م من رحيل الخليجيين‬ ‫من لبنان‪ ،‬ف� ��إن ت�أثيرهم ف ��ي الإقت�صاد اللبناني‬ ‫ال ي ��زال كبي ��را”‪ ،‬ويتمث ��ل وفق عجاق ��ة بوجود ما‬ ‫يقارب الـ ‪ 500‬الف لبناني يعملون في دول الخليج‬ ‫و ُير�سل ��ون �أمواله ��م الى لبنان ول ��و بوتيرة �أقل من‬ ‫ال�ساب ��ق‪ ،‬م�ستبع ��دا” وج ��ود �إرادة خليجية بطرد‬ ‫ه� ��ؤالء‪ ،‬م�شي ��را” �إلى �أنه حتى ل ��و كانت موجودة‪،‬‬ ‫ف�إن �سحب هذا الكم من الأيدي العاملة من ال�سوق‬ ‫الخليجية �سي�ضرب الإقت�صاد الخليجي‪.‬‬ ‫وي�ضي ��ف ب� ��أن ال ��دول الخليجية تعمد عل ��ى تنويع‬ ‫مداخيلها لتغطية مرحلة ما بعد البترول‪ ،‬ومن هنا‬ ‫حاجتها ال ��ى تطوير �إقت�صاداتها عب ��ر �إ�ستقطاب‬ ‫خبرات ومهارات ب�أ�سعار مقبولة وتوازي الخبرات‬ ‫والمه ��ارات الغربي ��ة‪ ،‬الفتا” �إل ��ى ان حاجة بلدان‬ ‫الخلي ��ج �إلى الإ�ستثمار داخلي ًا قلل الإهتمام بلبنان‬ ‫‪84‬‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫جا�سم عجاقة‪ :‬كل �شيء يعود الى طبيعته عندما تنجلي ال�صورة‬

‫الخبير الإقت�صادي محمد �شبلي‪:‬‬ ‫الخليجي هو م�ستثمر محتمل دائم ًا‬ ‫في لبنان لما لهذا الأخير من ميزات ‪:‬‬ ‫“�إقت�صاد حر‪ ،‬و�سرية م�صرفية‪ ،‬وقوانين‬ ‫لينة‪ ”...‬كل هذا ي�ؤدي الى نتيجة‬ ‫واحدة هي �أنه لم يرحل من لبنان‪.‬‬ ‫الخبير العقاري رجا مكارم‪ :‬مع �إرتفاع‬ ‫وتيرة الأزمة العالمية‪ ،‬ازدادت وتيرة‬ ‫االن�سحاب الخليجي من ال�سوق‬ ‫العقارية في لبنان‪ ،‬لكن الأمر كان‬ ‫بفارق واحد وهو �أنه في دبي عندما‬ ‫�إن�سحبت اال�ستثمارات الخارجية‬ ‫�إنهارت ال�سوق‪ ،‬لكن في لبنان ظ ّلت‬ ‫ال�سوق متما�سكة‬ ‫حت ��ى ول ��و �أن الأ�سباب ف ��ي الظاهر ه ��ي �أ�سباب‬ ‫�أمني ��ة‪� ،‬إال �أن هذه ال ��دول لن تترك لبن ��ان لما له‬ ‫فع ًال من قيمة �إ�ستثماري ��ة �ستترجم في ال ُم�ستقبل‬ ‫بالعودة بقوة‪.‬‬ ‫ويرى عجاقة �أن الإ�ستثمار في لبنان �سيكون الأهم‬ ‫في المنطقة عازيا ذلك �إلى مجموعة من الأ�سباب‬ ‫منه ��ا‪“ :‬موق ��ع لبن ��ان الجغرافي‪ ،‬البني ��ة التحتية‬ ‫الموج ��ودة في ��ه‪ ،‬العالقات الأخوي ��ة والإجتماعية‬

‫نعمة عازوري‪ :‬عودة الخليجيين معلقة على �أو�ضاع �سوريا‬

‫والقرب الخليجي من اللبناني‪ ،‬حيث �أن الخليجي‬ ‫ق ��د عا�ش في لبن ��ان و�أ�صبح يع ��رف المجتمع كما‬ ‫معرفته ببلده”‪.‬‬ ‫وفي م ��ا يتعلق بالأ�سب ��اب الإقليمي ��ة يجد عجاقة‬ ‫�أن الإهتم ��ام بالإ�ستثم ��ار ف ��ي �سوري ��ا �سيكون �أقل‬ ‫لعدم وجود بنية تحتي ��ة دُمرت في الأزمة الأخيرة‬ ‫ف ��ي وقت �أن الإ�ستثمار ف ��ي تركيا �سيقوي دولة لها‬ ‫تناف� ��س �ضمني م ��ع ال�سعودية عل ��ى زعامة العالم‬ ‫الإ�سالم ��ي ‪ ،‬فيما الإ�ستثمار ف ��ي الإردن �شبه غير‬ ‫مجدٍ لإنح�صار المرافئ البحرية في هذا البلد‪.‬‬ ‫ويب ��دي عجاقة تفا�ؤله ب� ��أن م�س�ألة ع ��ودة الرعايا‬ ‫الخليجيي ��ن الى لبن ��ان هي م�س�ألة وق ��ت‪� ،‬آمال �أن‬ ‫يك ��ون ق�صيرا” و�ستكون �أول معالمه �إنتهاء الأزمة‬ ‫ال�سورية‪.‬‬ ‫�أم ��ا الخبي ��ر المال ��ي والإقت�صادي محم ��د �شبلي‪،‬‬ ‫مدير ع ��ام �شرك ��ة "بريميوم كابيت ��ال"‪ ،‬في�صف‬ ‫ب ��دوره العالقة بين لبن ��ان ودول الخلي ��ج العربي‬ ‫بالإ�ستراتيجية ب�إمتياز‪ ،‬وذلك من منطلق �إرتباط‬ ‫الإقت�صاد اللبناني بهذه الدول‪ ،‬حيث ي�شكل الخليج‬ ‫م�ص ��در �أ�سا�سي لل�سياحة على الم�ستويين العددي‬ ‫والإنفاقي‪ ،‬ف�ضال ” عن �أن ال�سوق الخليجية ت�شكل‬ ‫�سوقا مهمة للب�ضائع اللبنانية الزراعية (الخ�ضار‬ ‫والفاكهة ) �إلى المنتوجات ال�صناعية‪.‬‬ ‫وبح�سب �صندوق النقد الدولي هناك عالقة �شبه‬ ‫ميكانيكية بي ��ن �إيرادات دول الخليج والإقت�صاد‬ ‫اللبنان ��ي‪ ،‬فالزي ��ادة بن�سب ��ة ‪ %1‬ف ��ي الإيرادات‬ ‫الخليجي ��ة ت� ��ؤدي الى زي ��ادة مماثلة ف ��ي الناتج‬ ‫المحل ��ي اللبناني‪ ،‬والزيادة بن�سبة ‪ %1‬في �أ�سعار‬ ‫النفط ينتج عنها متو�سط زيادة بن�سبة ‪% 0.26‬‬ ‫في ال�ص ��ادرات اللبنانية و�إرتف ��اع بن�سبة ‪0.21‬‬ ‫في المئة ف ��ي عدد ال�سياح الخليجيين القادمين‬


‫تحقيق ال�شهر‬

‫بيار الأ�شقر‪ :‬عودة الخليجيين �ضرورية للقطاع ال�سياحي‬

‫‪� 180‬أل ��ف متر مربع بقيمة ت�ص ��ل �إلى ‪ 300‬مليون‬ ‫دوالر‪.‬‬ ‫ولع ّل هاتين ال�صفقتين تم ّثالن �أكثر من ‪ %100‬من‬ ‫قيم ��ة اال�ستثمارات الخليجي ��ة الأخرى في القطاع‬ ‫العق ��اري‪ ،‬وف ��ق ر�أي رئي� ��س �شرك ��ة "رامكو" رجا‬ ‫مكارم‪.‬‬ ‫ويعني هذا �أن حجم التوظيف الخليجي في ال�سوق‬ ‫العقارية يكاد يتجاوز ‪ 650‬مليون دوالر عام ‪2006‬‬ ‫الم�سجل‪ ،‬لكن هناك‬ ‫(هذا الرقم هو عن التوظيف‬ ‫ّ‬ ‫مئ ��ات �آالف ال�صفقات التي كانت تح�صل من دون‬ ‫ت�سجيل‪ ،‬ب ��ل تنجز من طريق عق ��د بيع مم�سوح ال‬ ‫ي�سجل لدى الدوائر العقارية)‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ويو�ض ��ح مك ��ارم �أن ��ه ومنذ ذل ��ك الوق ��ت �شهدت‬ ‫ال�سوق العقارية في لبنان رغبة خليجية في ت�سييل‬ ‫العقارات والأمالك‪ ،‬وقد ا�شت ّد هذا الأمر في نهاية‬ ‫عام ‪ 2008‬مع �إنفجار الأزمة المالية العالمية التي‬ ‫دفع ��ت الخليجيي ��ن �إل ��ى ت�سيي ��ل عقاراته ��م التي‬ ‫ت�ضاعف �سعرها وحققت �أرباح ًا لمالكيها‪.‬‬ ‫من ال�سهل تف�سير هذا الإتجاه‪ ،‬فالخليجيون كانوا‬ ‫ي�ست�سهل ��ون ت�سييل عقاراتهم ف ��ي لبنان نظر ًا �إلى‬ ‫م�ست ��وى الربحي ��ة المحقق منها‪ ،‬وه ��ذا ما ح�صل‬ ‫الحق ًا مع ال�صفقتي ��ن الكبيرتين في "�سوليدير"‪،‬‬ ‫�إذ حولت "بيت �أبو ظبي" الم�ساحات التي ا�شترتها‬ ‫بالجمل ��ة �إلى قطع �أر� ��ض باعتها بالمفرق وحققت‬ ‫�أرباح� � ًا ال تقل عن ‪� 1.5‬ضعف �سعر ال�شراء‪ ،‬وهذا‬ ‫ما جرى �أي�ض ًا مع "القرية الفينيقية"‪.‬‬ ‫و مع ارتف ��اع وتيرة الأزمة العالمية‪ ،‬ازدادت وتيرة‬ ‫الإن�سح ��اب الخليج ��ي م ��ن ال�س ��وق العقاري ��ة في‬ ‫لبن ��ان‪ ،‬لك ��ن الأمر ك ��ان بفارق واح ��د وفق مكارم‬ ‫وهو �أنه "ف ��ي دبي عندما �إن�سحب ��ت اال�ستثمارات‬ ‫الخارجي ��ة �إنه ��ارت ال�س ��وق‪ ،‬لكن ف ��ي لبنان ظ ّلت‬

‫رجا مكارم‪� :‬إن�سحب الخليجيون من �أ�سواق العقارات ولكن‪...‬‬

‫النقيب بيار الأ�شقر‪ :‬تدهور‬ ‫الو�ضع ال�سياحي يعود �أوال" �إلى قرار‬ ‫حظرالخليجيين من المجيء الى لبنان‬ ‫لأنهم يمثلون نحو ‪ 40‬في المئة من‬ ‫حجم ال�سياحة و‪ 65‬في المئة من‬ ‫مداخيل القطاع‪ ،‬ب�سبب الم�ضاربة‬ ‫التي يخلقونها‬ ‫ال�سوق متما�سكة"‪.‬‬ ‫والي ��وم بع ��د ان�سح ��اب الخليجيي ��ن م ��ن ال�س ��وق‬ ‫العقارية اللبنانية‪ ،‬تبق ��ى �أ�سعار العقارات موازية‬ ‫لم�ستوياته ��ا ع ��ام ‪ ،2010‬وذلك بع ��د �سنوات من‬ ‫الإرتفاع الع�شوائ ��ي والمجنون الذي بد�أ في ‪2000‬‬ ‫وبل ��غ ذروته ف ��ي ‪ 2008‬ثم عاد �إل ��ى االنح�سار في‬ ‫‪ 2009‬و‪ 2010‬لي�صب ��ح الجم ��ود �س ّيد الموقف منذ‬ ‫مطل ��ع ‪� 2011‬إلى اليوم‪ .‬هذه هي نتائج االن�سحاب‬ ‫الخليجي من ال�سوق العقارية في لبنان‪.‬‬ ‫ب ��دوره ي�ؤكد محم ��د �شقي ��ر‪ ،‬رئي�س �إتح ��اد غرف‬ ‫التج ��ارة وال�صناع ��ة والزراع ��ة ف ��ي لبن ��ان �أن‬ ‫ال�سلطات ال�سعودية لم تزل لديها هواج�س تتخوف‬ ‫م ��ن مخاطر �أمنية مبنية عل ��ى معلومات لديها في‬ ‫ه ��ذا الخ�صو�ص وم ��ن هنا �صعوبة ع ��ودة الرعايا‬ ‫ال�سعوديين الى لبنان‪.‬‬ ‫ويك�ش ��ف‪�" :‬أننا عدن ��ا بتطمينات عل ��ى اللبنانيين‬ ‫العاملين هناك‪ ،‬كان خوفنا اال�سا�سي من ترحيلهم‬ ‫�سياحا" في لبنان عاطلين عن العمل"‪،‬‬ ‫لي�صبحوا ً‬

‫محمد �شقير‪ :‬هناك �صعوبة في عودة الخليجيين حالي ًا‬

‫م�شي� � ًرا �إل ��ى "�أنن ��ا نتفه ��م ه ��ذه الهواج� ��س عند‬ ‫الم�س�ؤولين في المملكة العربية ال�سعودية"‪.‬‬ ‫ف ��ي المقاب ��ل ي�شير بيار الأ�شق ��ر ‪ ،‬نقيب �أ�صحاب‬ ‫الفن ��ادق في لبن ��ان‪� ،‬إلى �أنه لم يتفاج� ��أ بالتقارير‬ ‫الت ��ي ت�ص ّن ��ف بي ��روت ك�أ�س ��و�أ �أداء للفن ��ادق ف ��ي‬ ‫منطق ��ة ال�شرق االو�س ��ط‪ ،‬والحديث عن �أن مدينة‬ ‫بيروت �سجلت �أعلى ن�سبة تراجع في المنطقة‪� ،‬إن‬ ‫م ��ن حيث االيرادات اليومية �أو من حيث انخفا�ض‬ ‫معدل التعرفة‪.‬‬ ‫وي�ضيف ب� ��أن هذا واقع االمر ونحن ن�شكو من هذا‬ ‫الو�ض ��ع‪ ،‬لكنن ��ا ال نعرف كي ��ف ان البع�ض يرى �أن‬ ‫ال�سياح ��ة ب�ألف خير و�أن االو�ض ��اع جيدة‪ ،‬عازيا "‬ ‫تده ��ور الو�ضع ال�سياحي في لبنان بالدرجة االولى‬ ‫ال ��ى "ق ��رار حظ ��ر الخليجيي ��ن من المج ��يء الى‬ ‫لبن ��ان" لأن الخليجيين يمثلون نح ��و ‪ 40‬في المئة‬ ‫م ��ن حج ��م ال�سياحة و‪ 65‬ف ��ي المئة م ��ن مداخيل‬ ‫القطاع‪ ،‬ب�سبب الم�ضاربة التي يخلقونها‪ ،‬هذا الى‬ ‫جانب عوامل عدة �أدّت الى تدهور القطاع‪� ،‬أبرزها‬ ‫عامل الخط ��ف مقابل الفدية‪ ،‬وع ��دم الإ�ستقرار‪،‬‬ ‫والإنق�سام العمودي في الب�ل�اد‪� ،‬إقفال الطرقات‪،‬‬ ‫ظاه ��رة ال�شيخ �أحم ��د الأ�سير‪� ،‬أو�ض ��اع طرابل�س‪،‬‬ ‫وال�سالح المتف�شي‪.‬‬ ‫و�شدّد الأ�شقر على �أن "�أهل الخليج" �سياح مميزون‬ ‫يتطلب ��ون م�ؤ�س�سات وخدم ��ات مميزة وهذا ما يزيد‬ ‫المداخيل‪ ،‬في وقت بد�أت الم�ضاربة غير الم�شروعة‬ ‫من �شه ��ر �أيلول (�سبتمبر)‪ ،‬حي ��ث �أن هناك نوعا"‬ ‫م ��ن "جوع" للأ�سواق ما �أدى �إلى �إنخفا�ض للأ�سعار‬ ‫و�صل �إلى ‪ 60‬و‪ 70‬في المئة في بيروت"‪.‬‬ ‫وخت ��م �أن "الو�ضع القائم في لبن ��ان وحوله �أديا �إلى‬ ‫عدم نمو وتراجع حاد في ن�سبة الت�شغيل وعدد ال�سياح‬ ‫وهذا طبيعي بالن�سبة الى الو�ضع القائم‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪87‬‬


Lody Saliby Haute Couture Wedding dresses, Evening clothes, Selling or Renting, Pret-a- Porter, Accessories

Christ Le Rois Center, 8th Floor, Adonis Road, Zouk Mossbeh, Lebanon Tel: 00961 – (0) 9221643 , Email: lodysaliby@hotmail.com, Web: www.lodysaliby.com


‫المنبر الإجتماعي‬

‫لقد إغتالوا الطبقة الوسطى!‬ ‫بقلم ميرنا زخر ّيا*‬

‫ُتعتب ��ر الطبق ��ة الو�سط ��ى ف ��ي كل‬ ‫مجتمع ��ات العال ��م‪ ،‬مح� � ّركا" للنمو‬ ‫الإقت�صادي والإجتماعي في �آنٍ واحدٍ ‪ .‬ووجودها‬ ‫ب�أع ��دا ٍد مقبول� � ٍة ه ��و م�ؤ�ش ��ر خي ��ر وعافي ��ة‪� ،‬إذ‬ ‫يعك� ��س ح�ضوره ��ا‪ :‬الخير الإقت�ص ��ادي والعافية‬ ‫الإجتماعية‪.‬‬ ‫ف ��ي البل ��دان النامي ��ة‪ ،‬ي�ص ��ل حج ��م الطبق ��ة‬ ‫الو�سط ��ى �إلى ثلثي عدد ال�سكان الإجمالي‪ ،‬لهذا‬ ‫ال�سبب فقد ُ�سميت ب�ص ّمام الأمان‪.‬‬ ‫و�أم ��ام ه ��ذه الحقيق ��ة ن�س� ��أل ‪� ":‬أي ��ن نح ��ن م ��ن‬ ‫الأمان الإقت�صادي والإجتماعي‪ ،‬ال بل �أين نحن‬ ‫عددياً بالن�سبة الى الأثر الإيجابي الذي تعك�سه‬ ‫ه ��ذه الطبقة" ؟ �إنها الطبق ��ة التي يتم �إغتيالها‬ ‫يوماً بعد يوم‪ ،‬وفي بلدٍ تلو الآخر‪ .‬فيتدهور بناء‬ ‫اله ��رم الوطن ��ي الحا�ضن لجمي ��ع �أبنائه بجميع‬ ‫طبقاتهم‪ ،‬لي�صبح حا�ضناً للغني دون غيره‪ ،‬ذلك‬ ‫�أن ه ��ذا الأخير ب�إمكان ��ه �أن يجد الحل المنا�سب‬ ‫لكافة هموم ��ه و�إهتماماته من دون الإتكال على‬ ‫الدول ��ة‪� .‬أم ��ا الفقير فال حول وال ق ��وة له �إال �أن‬ ‫يقب ��ل بالقلي ��ل المت ��اح �أمام ��ه‪ ،‬فيم ��ا المتو�س ��ط‬ ‫الح ��ال تكون الهجرة عن ��ده هي الخيار‪ ،‬فيهاجر‬ ‫مع ��ه الإ�ستقرار الإقت�ص ��ادي والإجتماعي وحتى‬ ‫ال�سيا�سي‪ ،‬ذلك �أن ال�ساحة تبقى متاحة ل�سيطرة‬ ‫الطبق ��ة الغني ��ة عل ��ى تل ��ك الفقي ��رة الت ��ي تبي ��ع‬ ‫�صوته ��ا مقابل حفن� � ٍة من اللي ��رات �أو الدينارات‬ ‫�أو حت ��ى الدوالرات‪ .‬في ��زداد الغني ثرو ًة والفقير‬ ‫عوذاً‪ ،‬والمتو�سط يندثر �شيئاً ف�شيئاً عن خارطة‬ ‫تو ّزع ال�سكان داخل البلدان‪.‬‬ ‫يق ��ال �أنه في منت�صف ال�سبعين ��ات‪ ،‬و�صلت ن�سبة‬ ‫المنتمي ��ن �إلى الطبق ��ة الو�سطى ف ��ي لبنان �إلى‬ ‫ما يقارب ال�ستين في المئة‪ ،‬ويقال �أي�ضاً �أن هذه‬ ‫الن�سب ��ة تدن ��ت منذ ذل ��ك الحين �إل ��ى يومنا هذا‬ ‫فباتت ال ت�شكل �أكثر من ثالثين في المئة‪ ،‬ذلك‬ ‫�أن ��ه ال تتوفر لدينا �إح�صائيات دقيقة ب�ش�أن تو ّزع‬ ‫دخ ��ل الم�ستهلكي ��ن اللبنانيي ��ن‪ ،‬خ�صو�ص ��ا" �أن‬ ‫اكث ��ر من ‪ 30‬في المئة منهم يعملون في الخارج‬ ‫ولي� ��س عل ��ى �أر�ض الوطن‪ .‬لكن مم ��ا ال �شك فيه‬ ‫�أن كاف ��ة الم�ؤ�شرات ترجح ب� ��أن الفقر �إلى �إرتفاع‬ ‫والو�س ��ط �إلى �إندثار‪ .‬وبح�س ��ب المركز اللبناني‬ ‫للدرا�س ��ات ال�سيا�سي ��ة ف� ��إن ‪ 53‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن‬

‫الذين تقل �أعمارهم عن الثالثين عاماً يبحثون‬ ‫جدي� �اً ع ��ن عمل في الخ ��ارج‪ ،‬و‪ 48‬ف ��ي المئة من‬ ‫الذي ��ن تخطوا الثالثين �أي�ض� �اً يحاولون ال�سفر‬ ‫مع عائالتهم �إلى الخارج‪.‬‬ ‫وم ��ا كانت ُت�سم ��ى بالطبقة الو�سط ��ى هي الأكثر‬ ‫�سعي� �اً وراء الهج ��رة‪� ،‬أم ��ا �أب ��رز الأ�سب ��اب فه ��ي‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫‪ .1‬ع ��دم معالجة البطالة المتزايدة‪ .‬في ال�سابق‬ ‫كان متو�س ��ط الح ��ال يبي ��ع �أر�ض ��ه ليع ّل ��م �أبن ��اءه‬ ‫طمع� �اً بالبحبوح ��ة الت ��ي �سينتجونه ��ا الحق� �اً‪،‬‬ ‫�أم ��ا الي ��وم فبال ��كاد يج ��د حام ��ل ال�شه ��ادة عم ً‬ ‫ال‬ ‫مقبو ًال‪.‬‬ ‫‪ .2‬ع ��دم �إتب ��اع �سيا�س ��ة خا�ص ��ة للمحافظ ��ة عل ��ى‬ ‫هذه الطبقة الأ�سا�سية‪ ،‬ك�أن يُقر قانون لتخفيف‬ ‫ال�ضرائ ��ب عل ��ى ذوي الدخ ��ل المح ��دود وذل ��ك‬ ‫للحد من �أثر الأزمة المالية على ه�ؤالء‪.‬‬ ‫‪� .3‬إرتف ��اع التكالي ��ف المعي�شي ��ة الأ�سا�سي ��ة‬ ‫ب�إ�ضط ��راد ب�ش ��كل ال يت�س ��اوى ب� ��أي �ش ��كل م ��ن‬ ‫الأ�ش ��كال م ��ع رات ��ب الأف ��راد‪ ،‬فتراه ��م يحاولون‬ ‫جاهدي ��ن الو�ص ��ول �إل ��ى �آخ ��ر ال�شه ��ر موع ��د‬ ‫القب�ض المقبل‪.‬‬ ‫‪ .4‬ع ��دم و�ض ��ع خطة �إث ��ر انتهاء الح ��رب الأهلية‬ ‫ف ��ي لبن ��ان‪ ،‬لدع ��م القط ��اع ال�صناع ��ي والزراعي‬ ‫وغيرهم ��ا‪� ،‬إنما هناك معالج ��ات �آنية كالقرو�ض‬ ‫الجامعي ��ة والإ�سكاني ��ة الت ��ي يوفره ��ا الم�صرف‬ ‫المركزي‪.‬‬ ‫‪ .5‬ال�سيا�سات النيوليبرالية التي اجتاحت العالم‬ ‫�أجم ��ع‪ ،‬ف� ��أدت �إلى كوارث �إجتماعي ��ة لأنها عملت‬ ‫بعك�س تيار التنمية مما فاقم الأو�ضاع المعي�شية‬ ‫التي انعك�ست م�شاكل �إقت�صادية م�صيرية‪.‬‬

‫‪ .6‬و�أخي ��راً ولي� ��س �آخ ��راً‪ ،‬ع ��دم مب ��االة المواطن‬ ‫نف�س ��ه فت ��راه ي�صم ��ت عم ��ا يج ��ري حول ��ه لك�أنه‬ ‫يلع ��ب لعبة المتف ّرج‪ ،‬ويعود ه ��ذا لإقتناعه بعدم‬ ‫قدرته على التغيير في �أنظم ٍة ت�سودها الفو�ضى‬ ‫والو�ساطة‪.‬‬ ‫�أما في الحياة ال�سيا�سية فهذا يُترجم ب�أنه مهما‬ ‫تق ّل ��ب ع ��دد المنتمي ��ن �إل ��ى الطبق ��ة الو�سط ��ى‪،‬‬ ‫فه ��م ف ��ي الأح ��وال �شب ��ه الطبيعي ��ة ي�شكل ��ون‬ ‫�أكث ��ر م ��ن ن�ص ��ف الناخبي ��ن �أي �أنه ��م الر�أ�سم ��ال‬ ‫الب�ش ��ري الأكب ��ر‪ ،‬كم ��ا �أنه ��م بم ��ا يمتلك ��ون م ��ن‬ ‫تعليم ومهارات ي�شكلون �أي�ضاً الر�أ�سمال الأو�سع‬ ‫لناحي ��ة الكف ��اءات‪ ،‬م ��ن هن ��ا ب ��ات الإهتم ��ام بهم‬ ‫حاج ��ة ل ��كل ح ��زب عرب ��ي �أو �أجنب ��ي‪ ،‬ف�ص ��ارت‬ ‫الأح ��زاب تتف ّنن و ُتعدّل في برامجها الإنتخابية‬ ‫�إر�ض ��ا ًء لطلبات ه ��ذه الطبقة كم ��ا وحفاظاً على‬ ‫تقديماته ��ا‪ .‬وه ��ذا تحديداً ما فعل ��ه مث ً‬ ‫ال حزب‬ ‫العم ��ال البريطان ��ي و�أح ��زاب اليمي ��ن والي�س ��ار‬ ‫ف ��ي فرن�س ��ا‪ ،‬حت ��ى الرئي� ��س الأميرك ��ي ب ��اراك‬ ‫�أوبام ��ا فق ��د �أعلن �أن م�ش ��روع الموازن ��ة المالية‬ ‫للع ��ام الجديد يهدف قبل كل �ش ��يء �إلى تن�شيط‬ ‫الطبق ��ة الو�سطى‪ .‬وه ��ذا لي�س بعم ��لٍ مُ�ستغربٍ ‪،‬‬ ‫�إذ تمتل ��ك الطبق ��ة الو�سطى الق ��درة الأكبر على‬ ‫�إث ��راء المجتم ��ع فكري� �اً وعلمياً‪� .‬أم ��ا في عالمنا‬ ‫العرب ��ي عام� � ًة واللبنان ��ي خا�ص ًة‪ ،‬فهن ��اك تعتيم‬ ‫على واقع هذه الطبقة‪.‬‬ ‫وبي ��ن ه ��ذا وذاك ن�ش� ��أت طبق ��ة جدي ��دة ُول ��دت‬ ‫م ��ن رح ��م تبيي� ��ض الأم ��وال و�إكت�شاف الآب ��ار‪� ،‬أو‬ ‫ربم ��ا ب�سب ��ب ت�أ�سي� ��س �ش ��ركاتٍ عربي ��ة رائ ��دة‪� ،‬أو‬ ‫ب�سب ��ب ف ��ورة تحلي ��ق �أ�سع ��ار العق ��ارات فح ّلق ��ت‬ ‫معه ��ا ال ��واردات‪ .‬وبالتال ��ي م ّه ��دت لب ��روز ق ��وى‬ ‫�إقت�صادي ��ة جدي ��دة بات ��ت بحك ��م الواق ��ع �شريكة‬ ‫للق ��وى ال�سيا�سي ��ة التقليدية‪ .‬وتنا�س ��ى الجميع‬ ‫الو�سطية‪� ...‬أكانت من الناحية الطبقية �أو حتى‬ ‫ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫الطبقة الو�سطى ه ��ي الدينامو المح ِّرك لباقي‬ ‫الطبق ��ات‪� ،‬أكان ��ت ت�سبقه ��ا �أو تليهاعل ��ى �سل ��م‬ ‫الت�صنيف ��ات ف ��ي المجتمع ��ات‪� ،‬إنه ��ا طبقة الأمل‬ ‫بغ ��دٍ �أف�ضلٍ ‪ ،‬وكم نحن جميع� �اً‪� ،‬شباباً و�شيباً‪ ،‬في‬ ‫حاجة �إليها‪ ،‬لعملها وعلمها‪ ،‬لآمالها و�أحالمها‪.‬‬ ‫فلنحافظ على من بقي منها‬

‫* متخ�ص�صة في علم النف�س وعلم التنمية الب�شر ّية وحائزة على ماجي�ستير في العلمين‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪89‬‬



‫"على الدولة تدارك الم�شاكل الإقت�صادية‬ ‫التي تكبر ككرة الثلج‪ ،‬من خالل �إجراءات‬ ‫عدة كتفعيل الخط البحري على الرغم من‬ ‫تكاليفه العالية على المنتج اللبناني"‬ ‫‪ 20‬ملي ��ار دوالر‪ ،‬ما ي�شج ��ع الإ�ستثمارات المبا�شرة‬ ‫ويخل ��ق فر�ص عمل وحرك ��ة �إقت�صادي ��ة للدولة من‬ ‫خالل حرك ��ة الترانزيت �أو ن�ش ��اط المرف�أ والمطار‬ ‫�أو ال�ضرائب التي تجنيها وما �شابه‪.‬‬ ‫وف ��ي حال قررت الدولة الإ�ستغناء عن مبلغ ال ‪230‬‬ ‫مليون دوالر الذي تجنيه من ال�ضرائب على الأرباح‪،‬‬ ‫�ستجد �أمامها دخال” يفوق المليار دوالر ي�أتيها من‬ ‫ال�ضريبة عل ��ى القيمة الم�ضافة عب ��ر الجمارك ما‬ ‫يح�سن الدخل في لبنان نتيجة خلق وظائف جديدة‬ ‫وقوة �شرائية‪.‬‬ ‫وه ��ذا بالطبع يتطل ��ب خطة من الدول ��ة كي تتمكن‬ ‫ع�ش ��رات ال�شركات العربي ��ة والأجنبية م ��ن �إفتتاح‬ ‫فروع رئي�سية لها في لبنان كما يو�ضح �ضاهر ‪.‬‬ ‫ويتاب ��ع لكي نبن ��ي �إقت�ص ��ادا” علينا قب ��ل كل �شيء‬ ‫توفي ��ر الأم ��ن والأم ��ان وهما غي ��ر متوفري ��ن حتى‬ ‫الآن في لبن ��ان‪ ،‬فال�سياح العرب والخليجيين وحتى‬ ‫الأجان ��ب غابوا ع ��ن لبن ��ان وكذل ��ك الم�ستثمرين‬ ‫الخليجيي ��ن‪ ،‬وحتى الم�ستثمري ��ن اللبنانيين نراهم‬ ‫مترددين في �إ�ستثماراتهم‪.‬‬ ‫وب ��ر�أي �ضاهر ب� ��أن الم�شكل ��ة الكبيرة ه ��ي �أن �أهل‬ ‫ال�سيا�سة اليوم جعلوا الإقت�صاد في خدمة ال�سيا�سة‬ ‫والتي هي في النهاية “فن خدمة المجتمع”‪ ،‬ولكي‬ ‫تخ ��دم المجتمع عليك بتح�سين و�ضعه الإقت�صادي‬ ‫وت�سهيل �أموره‪ ،‬لكن وللإ�سف تحولت ال�سيا�سة اليوم‬ ‫�إل ��ى عبء على الو�ض ��ع الإقت�صادي نتيج ��ة الف�ساد‬ ‫الم�ست�شري في لبنان‪.‬‬ ‫وبح�س ��ب تقرير البنك الدولي ف�إن هناك ‪ % 10‬من‬ ‫الدخ ��ل القومي في لبنان تذهب على الف�ساد وعلى‬ ‫�سوء الإدارة‪ ،‬معتبرا” �أن الهدر هو المهيمن وكل‬ ‫واحد ال يهمه �سوى م�صلحته الخا�صة‪.‬‬ ‫ويخت ��م �ضاهر ب�إن ��ه ومع الأ�سف ال زلن ��ا متم�سكين‬ ‫ب�شع ��ار خاط ��ىء وه ��و تباهين ��ا بالنجاح ��ات الت ��ي‬ ‫يحققه ��ا المغترب اللبناني ف ��ي الخارج وهذا يجب‬ ‫�أن نخج ��ل منه لأننا لم ن�ستطع الحفاظ على �شبابنا‬ ‫المبدعي ��ن ف ��ي وطنه ��م الأم ول ��م ن�ؤمن له ��م �سبل‬ ‫النجاح‬

‫مي�شال �ضاهر‪ :‬علينا بالتفا�ؤل رغم الأزمة‬ ‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪91‬‬


‫رجل �أعمال‬

‫درد�شة مع رئي�س لجنة المدن ال�صناعية في جمعية ال�صناعيين اللبنانيين‬ ‫ميشال ضاهر‪ :‬السياسة في لبنان عبء على‬ ‫الوضع اإلقتصادي نتيجة الفساد المستشري‬ ‫يعم��ل منذ �أ�شهر عدة على خلق‬ ‫مدن �صناعية نموذجية‪ ،‬تج�سيدا‬ ‫لهدف��ه وهو "تنمية منطقة زحلة‬ ‫والبق��اع والإ�ستثمار فيهما منعا"‬ ‫لهجرة ال�شب��اب" وت�أكيدا" على‬ ‫�أهمي��ة العمل عل��ى خلق فر�ص‬ ‫عمل جديدة لليد ال�شابة‪.‬‬ ‫بيروت ‪ -‬مازن مجوز‬ ‫�إن ��ه رئي� ��س لجن ��ة الم ��دن ال�صناعي ��ة ف ��ي جمعية‬ ‫ال�صناعيين اللبنانيي ��ن مي�شال �ضاهر‪ ،‬الذي �أعلن‬ ‫ف ��ي �شهر حزي ��ران (يوني ��و) من الع ��ام ‪ 2012‬عن‬ ‫�إتفاق مع �إتح ��ادات البلديات في البقاع لإن�شاء �أول‬ ‫مدينة �صناعية نموذجية �شرق مدينة زحلة‪.‬‬ ‫ويدخل في �إطار هذه المدينة �إقامة الميناء الجاف‬ ‫م ��ن خالل �إن�ش ��اء �سك ��ة الحديد ب ��دال” من طريق‬ ‫�ضه ��ر البيدر ال ��ذي يطلق عليه �ضاه ��ر لقب طريق‬ ‫الم ��وت‪ ،‬قائال”‪“ :‬تخيل �أنه ك ��ان لدينا في لبنان‬ ‫في الع ��ام ‪� 1930‬شبكة قطار واليوم نحن في العام‬ ‫‪ 2013‬لي�س لدينا ال قطار وال �سكة “‪.‬‬ ‫وي�ش ��رح �ضاهر وهو رجل �أعم ��ال لبناني في حديث‬ ‫ال ��ى "�أ�سواق الع ��رب" ب�أن "القط ��اع ال�صناعي في‬ ‫لبنان ي�ؤمن ‪ 140‬الف فر�صة عمل‪ ،‬وبن�سبة ‪ %15‬من‬ ‫القوى العاملة‪ ،‬لكن ه�ؤالء معر�ضون اليوم لل�صرف‬ ‫ما �سيخلق م�شكلة �إجتماعية و�إقت�صادية و�أمنية”‪.‬‬ ‫�أما ف ��ي البق ��اع‪ ،‬ي�ضيف �ضاه ��ر‪ ،‬فهن ��اك �إمكانية‬ ‫لت�أمين نحو ‪� 5‬آالف فر�صة عمل �إ�ضافية‪ ،‬الفتا" �إلى‬ ‫�أن ه ��ذا العدد ال ي�ؤمن �إال من خ�ل�ال تقوية القطاع‬ ‫ال�صناعي في المنطقة‪.‬‬ ‫وعل ��ى الرغم م ��ن الو�ض ��ع ال�صع ��ب والمعقّد الذي‬ ‫تمر في ��ه المنطقة ال �سيما في ظ ��ل الأزمة ال�سورية‬ ‫‪90‬‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫و�إنعكا�ساته ��ا ال�سلبي ��ة عل ��ى الو�ض ��ع الإقت�ص ��ادي‬ ‫ف ��ي لبن ��ان‪ ،‬ي�ؤكد �ضاهر �أنه ال يمكنن ��ا �إال �أن نكون‬ ‫متفائلي ��ن‪ ،‬دون �أن نتجاه ��ل �أن �س ��وق الت�صدي ��ر‬ ‫مث�ل�ا بد�أ ي�ضيق �شيئا ف�شيئ ��ا‪ ،‬وعلى الدولة تدارك‬ ‫الم�ش ��اكل الإقت�صادي ��ة التي تكبر كك ��رة الثلج‪ ،‬من‬ ‫خالل �إج ��راءات عدة كتفعيل الخ ��ط البحري على‬ ‫الرغم من تكاليفه العالية على المنتج اللبناني‪.‬‬ ‫وف ��ي الوج ��ه الآخر م ��ن الأزمة يالح ��ظ �ضاهر �أن‬ ‫�إ�ستي ��راد الآالت ال�صناعي ��ة �إنخف� ��ض كثيرا” هذا‬ ‫العام وهو بعدما و�صل في �إحدى ال�سنوات �إلى ‪220‬‬ ‫ملي ��ون دوالر‪ ،‬يتوقع �أن ال يتجاوز ه ��ذا العام �سقف‬ ‫ال ‪ 50‬ملي ��ون دوالر ب�سب ��ب الإنكما� ��ش الذي �أ�صاب‬ ‫القطاع ال�صناعي‪.‬‬ ‫وي�ش� � ّكل �ضاه ��ر ف ��ي �شركته الت ��ي يتوجه به ��ا �إلى‬ ‫معظم الدول العربية والتي ت�ضم م�صنعي بوبنز لل‬ ‫“ك ��ورن فليك�س” وال “ما�ستر �شيب�س”‪ ،‬نموذجا”‬ ‫م�ص ّغ ��را” لل�شركات اللبنانية الت ��ي �أ�صيبت بال�شلل‬ ‫نتيجة الأزمة ال�سورية‪ ،‬حي ��ث ت�أثرت �شركته بن�سبة‬ ‫‪ % 75‬حتى الآن‪ ،‬بعدما تم �إفتتاحها في العام ‪1994‬‬ ‫وتوظ ��ف ‪� 1600‬شخ�ص‪ .‬وكذل ��ك توقف �ضاهر عن‬ ‫�إقام ��ة م�صنع جديد يخل ��ق ‪ 750‬فر�صة عمل نتيجة‬ ‫الو�ضع الإقت�صادي المتردي في لبنان والمنطقة‪.‬‬ ‫وي ��رى �إبن مدين ��ة زحلة �أنه مما ال�ش ��ك فيه �أن ثمة‬ ‫تحلال” في مظاهر الدولة والأمثلة على ذلك كثيرة‬ ‫منها غياب الرعاي ��ا الخليجيين والإ�ستقرار الأمني‬ ‫وه ��ذا بالطبع يعي ��ق �إ�ستم ��رار الإ�ستثم ��ارات حتى‬ ‫العقارية منها‪.‬‬ ‫و�إذ ي�ؤك ��د �أن الأزم ��ة ال�سوري ��ة والعربي ��ة �أكبر منا‬ ‫وبالتالي "علينا الإبتعاد عن هذه االحداث"‪ ،‬يعرب‬ ‫ع ��ن تخوفه من ح�صول تق�سيم في البلد وعن �أ�سفه‬ ‫الفتقار لبنان لرجاالت دولة‪.‬‬ ‫ويحم ��ل �ضاهر جائزة عن فئة "المبادرة الفردية"‬ ‫وه ��ي التي تمنح للمرة االولى لف ��رد ولي�س لم�ؤ�س�سة‬ ‫نا�شطة في مج ��ال الم�س�ؤولي ��ة االجتماعية من قبل‬ ‫�شرك ��ة "فير�س ��ت بروتوك ��ول"‪ ،‬وقد اخت ��ارت لجنة‬ ‫التحكيم الخا�صة بحفل توزيع الجوائز االقت�صادية‬

‫واالجتماعية في عامه الثان ��ي ‪ ،SEA 2012‬تكريم‬ ‫�ضاه ��ر لمبادرته الى تنظي ��م عر�س جماعي في �آب‬ ‫(�أغ�سط�س) الما�ضي‪ ،‬والذي جمع للمرة االولى كل‬ ‫الطوائف الم�سيحية و�إ�ستهدف ‪ 46‬ثنائيا" في حفل‬ ‫زف ��اف جماع ��ي �ضخم �أقي ��م في الحديق ��ة البلدية‬ ‫في زحلة ح�ضره نحو ‪ 3000‬مدعو‪.‬‬ ‫هذه المبادرة �إ�ستهدف ��ت ت�شجيع ال�شبان وال�شابات‬ ‫على ت�أ�سي�س عائ�ل�ات والتجذر ب�أر�ضهم وتحديدا"‬ ‫ف ��ي منطق ��ة البق ��اع‪ .‬ال �أن يهاج ��روا ويبدع ��وا في‬ ‫الخارج بل ليبدعون ف ��ي وطنهم ومن هنا "�ضرورة‬ ‫الإهتمام بهم و�إعطائهم فر�ص العمل"‪.‬‬ ‫وم ��ا يج ��در التوقف عن ��ده‪� ،‬أن �ضاهر ه ��و اللبناني‬ ‫الثان ��ي بع ��د حاكم م�ص ��رف لبنان ريا� ��ض �سالمة‬ ‫ال ��ذي يق ��رع جر� ��س بور�ص ��ة نيوي ��ورك �إيذان ��ا"‬ ‫ب�إفتتاحه ��ا وذل ��ك تقديرا" منه ��ا له‪ ،‬ح ��دثٌ �ش ّكل‬ ‫دخ ��وال" ل�شرك ��ات "مي�ش ��ال �ضاهر" ال ��ى عمليات‬ ‫البور�صة العالمية‪.‬‬ ‫وو�ص ��ف المراقب ��ون الخط ��وة بالالفت ��ة والم�شرفة‬ ‫للبنان‪ ،‬وه ��ي �أتت في �إطار الإحتفاء ب�إطالق عملية‬ ‫الإكتت ��اب العام بتاري ��خ ‪ 2‬كان ��ون الأول (دي�سمبر)‬ ‫‪ 2010‬ل�شرك ��ة ‪ FXCM‬ف ��ي وول �ستري ��ت ‪Wall‬‬ ‫‪، Street‬حيث �شارك �ضاهر و�أع�ضاء مجل�س �إدارة‬ ‫ال�شرك ��ة ‪ ،FXCM‬في حفل ّ‬ ‫دق الجر�س الذي ي�ؤذن‬ ‫ببدء عمليات التداول ف ��ي بور�صة نيويورك‪ ،‬ما يع ّد‬ ‫�إنج ��از ًا مف�صلي ًا ونجاح� � ًا �آخر ُي�ض ��اف على �سجل‬ ‫ال�ضاهر‪.‬‬ ‫ف ��ي ما يتعلق بالنمو ي�شي ��ر �ضاهر الى �أن ن�سبته في‬ ‫لبن ��ان هي �صفر‪ ،‬متمنيا" �أن ال تكون قد و�صلت �إلى‬ ‫ما دون ال�صفر‪.‬‬ ‫وي�شدد �ضاهر على �أهمي ��ة الدخول في عملية �إلغاء‬ ‫الإعف ��اء ال�ضريب ��ي كون ��ه ي�شج ��ع عل ��ى ال�شفافي ��ة‬ ‫وعل ��ى �إع�ل�ان ال�شرك ��ات ع ��ن �أرباحه ��ا م ��ا ي�سمح‬ ‫له ��ا بالم�شارك ��ة ف ��ي البور�صة والب ��دء ب�إ�ستقطاب‬ ‫الأموال‪.‬‬ ‫وردا” عل ��ى �س�ؤال يجيب “ه ��ذا بالطبع يفعل �سوق‬ ‫البور�ص ��ة اللبنانية وي�ؤمن �إ�ستثم ��ارات بين ‪� 15‬إلى‬


‫كري�ستيان حجار‪ :‬الأبي�ض ل�سيدة الأعمال في ال�صيف‬

‫بيروت ‪ -‬مازن مج َّوز‬ ‫تعك� ��س ال�صورة الذاتي ��ة "‪ "Personnel Image‬القدرة وال�شخ�صية‬ ‫الحقيقي ��ة ف ��ي الحي ��اة وخ�صو�ص ��ا" في عال ��م الأعم ��ال‪ ،‬لذلك على‬ ‫الف ��رد الإهتم ��ام بمظهره و�إتباع الأ�ساليب المثلى الت ��ي ت�سمح له ب�إبراز الأ�شياء‬ ‫الجميل ��ة الت ��ي يتحل ��ى به ��ا‪ ،‬م ��ن هن ��ا ي�أت ��ي دور الإتيكي ��ت وخبي ��رة المظه ��ر �أو‬ ‫ال"لوك" (‪ )look‬اللبنانية كري�ستيان حجار‪.‬‬ ‫ولتغيي ��ر ال"ل ��وك" تق ��وم حج ��ار بخط ��وات عدة منه ��ا تحديد طبيع ��ة �شخ�صية‬ ‫الإن�س ��ان من �أج ��ل تحديد الطراز والنم ��ط المنا�سبين له‪ ،‬وه ��ذا التغيير يطال‬ ‫�أي�ض ��ا" الأل ��وان �إذ �أن كل �شخ� ��ص تالئم ��ه �أل ��وان معين ��ة تتنا�س ��ب م ��ع �ألوان ��ه‬ ‫الطبيعي ��ة‪� ،‬إ�ضاف ��ة �إلى الإر�ش ��ادات المتعلق ��ة بت�سريحة ال�شع ��ر والق�صة واللون‬ ‫والماكي ��اج‪ .‬والإهتم ��ام ال يرتك ��ز فق ��ط عل ��ى ال�ص ��ورة الذاتي ��ة ب ��ل �أي�ض ��ا" عل ��ى‬ ‫ال�ص ��ورة المهني ��ة وخ�صو�صا" على م�ستوى ال�شركات والم�ص ��ارف والم�ؤ�س�سات‪،‬‬ ‫وق ��د تعامل ��ت كري�ستي ��ان مع �شركات ع ��دة ومن �أبرز زبائنه ��ا‪BEMO BANK, :‬‬ ‫‪ AUDI BANK, ALICO, P&G‬وق ��د تراوح ��ت الم�ؤ�س�سات بين لبنان‪ ،‬و�سوريا‪،‬‬ ‫والأردن‪ ،‬والإمارات‪...‬‬ ‫الواقع �أن المطلوب لي�س تغيير "اللوك" فح�سب بل �إيجاد �صورة منا�سبة للفرد‬ ‫تزيده ثقة" بنف�سه وتعطيه ميزة خا�صة به‪ ،‬فمه ّمة كري�ستيان �أن ت�سدي الزبون‬ ‫الن�صائ ��ح للإهتم ��ام الأف�ض ��ل بالمظه ��ر و�أن تر�شده �إلى الأ�سالي ��ب المثلى التي‬ ‫ت�سم ��ح ل ��ه في �إب ��راز الأ�شياء الجميلة التي يتحلى بها‪ .‬كم ��ا ت�سعى �إلى ح ّثه على‬ ‫الإعجاب بذاته �أوال" من دون �أن يكون ن�سخة طبق الأ�صل عن �شخ�صية معروفة‬ ‫مثال" �أو غيرها لأن التم ّيز هو �أ�سا�س الجمال‪.‬‬ ‫ونظ ��را" لأهمي ��ة ال�ش ��كل الخارج ��ي اليوم ولم ��دى رواج ظاهرة تغيي ��ر "اللوك"‬ ‫�أ�س�س ��ت حج ��ار وكال ��ة "‪ ،"Imag In‬لخل ��ق �ص ��ورة خا�صة ولدع ��م الثقة بالذات‬ ‫ولت�أكيد الإ�ستقاللية عند الفرد‪.‬‬ ‫ومع حجار كان هذا الحوار‪:‬‬ ‫كيف ل��رج��ل (�أو ل�سيدة) الأع �م��ال �أن‬ ‫يظهر (م��ن حيث ال�شكل) في الإجتماعات‬ ‫الخا�صة والر�سمية؟‬ ‫عل ��ى رجل الأعم ��ال و�سيدة الأعمال عل ��ى ال�سواء �أن‬ ‫يكون ��ا مرتبي المظهر ف ��ي �إطار ه ��ذه الإجتماعات‪،‬‬ ‫وتعتب ��ر الأناق ��ة م ��ن النق ��اط الأ�سا�سي ��ة التي يجب‬ ‫التركيز عليها‪ ،‬حيث من المفتر�ض �أن تتنا�سب الثياب‬ ‫مع المنا�سبة‪ ،‬م ��ا يعك�س �إحترام المكان والأ�شخا�ص‬ ‫المتواجدي ��ن معهم ��ا‪ .‬فبالن�سبة الى �سي ��دة الأعمال‬ ‫لي� ��س م ��ن المفتر� ��ض به ��ا �أن ترت ��دي ثياب ��ا" ملفتة‬ ‫للنظر‪ ،‬ب ��ل �أن تكون هذه الثي ��اب بح�سب نوع العمل‪،‬‬ ‫فمثال منهن من يعملن في بع�ض الوزارات ومنهن في‬ ‫�شرك ��ات الت�أمين و�أخريات في بع� ��ض البنوك‪ ،‬وهذه‬ ‫الأماك ��ن تتطلب م ��ن الم ��ر�أة �أن تعك� ��س الجدية في‬ ‫مظهرها لأن ال�شكل يتكلم عن ال�شخ�ص‪.‬‬ ‫�إذا ما �أردنا الحديث عن الإنطباع الأول‬

‫الذي يتكون لدينا عند ر�ؤية �شخ�ص ما لأول‬ ‫مرة فماذا يمكن القول؟‬ ‫الإنطب ��اع عندما ن�شاه ��د �شخ�صا لأول م ��رة‪ ،‬يتكون‬ ‫ع ��ادة خالل �أقل من ‪ 40‬ثانية‪ ،‬وهناك درا�سات تقول‬ ‫خ�ل�ال ‪ 10‬ثوان‪ ،‬والإنطباع يتكون من ‪� 3‬أ�شياء ‪%55 :‬‬ ‫منه م ��ن المظه ��ر (مثال طريق ��ة الوق ��وف واللبا�س‬ ‫وكيفي ��ة تن�سيق الألوان وال�شع ��ر‪ ،‬والمبالغة بالمظهر‬ ‫ووج ��ود اللحي ��ة �أو ال عن ��د الرج ��ال) و(الترتي ��ب‬ ‫والنظاف ��ة والإهتم ��ام بالأظافرعن ��د ال�سي ��دات)‬

‫"المطلوب لي�س فقط تغيير "اللوك"‬ ‫بل �إيجاد �صورة منا�سبة للفرد تزيده ثقة‬ ‫بنف�سه وتعطيه ميزة خا�صة"‬

‫والالف ��ت �أن الكثير م ��ن ال�سيدات يقلل ��ن من �أهمية‬ ‫النظافة والإهتمام بالأظافر‪.‬‬ ‫ث ��م ت�أتي لغ ��ة الج�س ��د بن�سب ��ة ‪ ،%38‬مث�ل�ا" طريقة‬ ‫الم�ش ��ي وطريق ��ة الت�سليم باليد وتعابي ��ر الوجه التي‬ ‫تعتبر بغاية الأهمية‬ ‫في الجو المهني‪.‬‬ ‫ف�إل ��ى �أي حد يمكنك �أن تث ��ق ب�شخ�ص يتحدث معك‬ ‫وه ��و ال ينظر �إليك‪ ،‬هذه عادة موج ��ودة عند العديد‬ ‫م ��ن الأ�شخا� ��ص قد تك ��ون تعبيرا" عن خج ��ل �أو قلة‬ ‫ثقة بالنف� ��س وقد تعك�س حالة �إرب ��اك عند ال�شخ�ص‬ ‫�أو حالة كذب‪.‬‬ ‫لن�أخ ��ذ مثال موظفة في �أحد البنوك تتحدث مع �أحد‬ ‫الزبائ ��ن وهي في حالة ذهاب و�إي ��اب �أو ت�أكل كعكة‪،‬‬ ‫هذا يعك�س قلة �إحترام وقلة �إهتمام وثقة بالزبون‪.‬‬ ‫وماذا عن ن�سبة الـ‪ %7‬المتبقية؟‬ ‫ف ��ي المرتب ��ة الأخي ��رة ت�أتي طريق ��ة الك�ل�ام ولهذه‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪93‬‬


‫عالم الأعمال‬

‫كيف تلب�س‪ ...‬كيف تتكلم وتم�شي‪ ...‬كيف تر�سل بريدك الإلكتروني‪...‬‬ ‫كلها من قواعد النجاح في عالم الأعمال‬ ‫كريستيان حجار‪ :‬أنا ضد الموضة ألن الشخص‬ ‫يلبس ما يالئمه وليس ما يالئم اآلخرين‬ ‫ال��ى �أي حد يلعب المظهر و�أ�سل��وب التعاطي في عالم الأعمال للرجال وال�سيدات على حد‬ ‫�س��واء ؟ هل لهما ت�أثير على ف�شلهما �أو نجاحهما؟ التقرير التالي يحاول الإجابة عن ذلك من‬ ‫خالل لقاء مع خبيرة "اللوك" اللبنانية كري�ستيان حجار‪.‬‬ ‫"الب�ساطة تبرز‬ ‫�شخ�صية �سيدات‬ ‫ورجال الأعمال"‬

‫‪92‬‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬


‫المو�ضة ت�أتي وتذهب كل مو�سم و�أنا �ضدها في مكان‬ ‫م ��ا‪ ،‬المهم �أن يكون ال�شخ� ��ص مميزا" عن غيره بما‬ ‫ي�شبه ��ه هو ولي�س بما ي�شبه غيره‪ .‬لذلك علينا البحث‬ ‫ع ��ن مميزات كل �شخ�ص والعمل عل ��ى �إبرازها ال ان‬ ‫نك ��ون مت�شابهي ��ن في اللبا� ��س وال�شع ��ر والبع�ض في‬ ‫الأن ��ف وال�شف ��اه وهذا يع ��ود �إلى الثق ��ة بالنف�س لدى‬ ‫كل واح ��د من ��ا وم ��دى �إرتياحه م ��ع نف�سه ك ��ي يكون‬ ‫قوي ال�شخ�صية وواثقا" بنف�س ��ه‪ ،‬ما يخلق ما ن�سميه‬

‫"الذكاء يكمن في �إختيار و�شراء ما هو‬ ‫منا�سب لنا ول�شخ�صيتنا حيث تتحول‬ ‫خزانة ثياب كل واحد منا �إلى مجموعة من‬ ‫الثياب التي تبرزه ب�أجمل �صورة ممكنة"‬

‫والعالم العربي؟‬ ‫�إذا ما �إدّعينا الإنفتاح على الغرب علينا �أن ال نح�صر‬ ‫�إدعاءن ��ا في مج ��ال واح ��د كاللبا�س مث�ل�ا" (ماركة‬ ‫معين ��ة) �أو �إثنين ب ��ل علينا �أن نك ��ون منفتحين على‬ ‫الم�ستويات كافة‪.‬‬ ‫و�صوال" �إل� ��ى ال �م��و� �ض��ة ك �ي��ف ل��رج��ل‬ ‫الأع� �م ��ال �أو ل���س�ي��دة الأع� �م ��ال �أن ي�ج��اري��ا‬ ‫المو�ضة؟‬

‫النظ ��رة الإيجابية ك ��ي نكون مرتاحين م ��ع الآخرين‬ ‫و�إال �سنتحول �إلى �ضحايا المو�ضة‪.‬‬ ‫ماذا تق�صدين ب�ضحايا المو�ضة؟‬ ‫هناك ظاهرة في لبنان �أطلقت عليها ت�سمية "التلوث‬ ‫الب�ص ��ري" (‪ )visual pollution‬وه ��و ي ��دل عل ��ى‬ ‫الأ�شخا� ��ص الذين ال يعرفون ما هي الثياب المنا�سبة‬ ‫لأج�سامه ��م بل يعمدون �إل ��ى �إرتدائه ��ا بغ�ض النظر‬ ‫م ��ا �إذا كانت كذلك �أم ال‪ .‬كم ��ا ال يمكننا �أن نتجاهل‬

‫م ��ا هو منا�س ��ب لل�شخ�صية التي بالطب ��ع تختلف من‬ ‫�شخ� ��ص �إلى �آخر‪ ،‬وهذا ما اقوم به من خالل درا�سة‬ ‫ال�شخ�صي ��ة‪ .‬من هنا يكمن الذكاء في �إختيار و�شراء‬ ‫ما ه ��و منا�سب لنا ول�شخ�صيتن ��ا حيث تتحول خزانة‬ ‫ثي ��اب كل واح ��د منا �إل ��ى مجموعة من الثي ��اب التي‬ ‫تب ��رزه ب�أجم ��ل �صورة ممكن ��ة‪ ،‬فطريق ��ة تعاملك مع‬ ‫الآخري ��ن ربم ��ا تكون خاطئ ��ة وال�سبب يك ��ون الثياب‬ ‫وحتى الداخلية منها‪ ،‬و�أحيانا نكت�شف مت�أخرين �أننا‬ ‫على خط�أ في �إختيار المالب�س‪.‬‬ ‫م � ��ا ه � ��و م� �ف� �ه ��وم ��ك لـ"الأ�سلوب‬ ‫ال�شخ�صي"؟‬ ‫كانت م�صممة الأزياء الفرن�سية كوكو �شانيل تقول �إن‬ ‫المو�ض ��ة هي �شيء يموت م ��ع الوقت كالفرا�شة‪ ،‬فيما‬ ‫"ال�ستاي ��ل" �أي الأ�سل ��وب ال�شخ�صي وهو الذي يدوم‬ ‫�إل ��ى الأبد‪ .‬فمث�ل�ا" الفنانة هيفا وهب ��ي �إمر�أة ذكية‬ ‫ج ��دا" وهي �سي ��دة �أعم ��ال لأنها عرف ��ت كيف تخلق‬ ‫"�ستايل هيفا" بدليل ر�ؤيتنا كيف �أن الكثيرات حتى‬ ‫اليوم ال يزلن يحاولن تقليدها ويف�شلن‪.‬‬ ‫�إذا" ال�شخ� ��ص يخل ��ق "�ستايل" لنف�س ��ه مت�أتيا" من‬ ‫الأ�شي ��اء الت ��ي ت�شبهه ه ��و فقط وه ��ذا ين�سحب على‬ ‫كل ممي ��زات ال�شخ�ص‪ ،‬بمعن ��ى �أن تعرف كيف تبرز‬ ‫�شخ�صيتك و�صفاتك و"�ستايلك" من خالل اللبا�س‪.‬‬ ‫وبمعن ��ى �أو�ض ��ح �أن يعرف الف ��رد كيف يمي ��ز نف�سه‬ ‫ب�أ�شي ��اء يك ��ون واثقا" منه ��ا وال يخجل به ��ا؟ وهكذا‬ ‫�أفر� ��ض نف�سي بما يميزني وهكذا تحبني النا�س‪ .‬لذا‬ ‫�أهم �شيء يج ��ب علينا المحافظة علي ��ه في المظهر‬ ‫هو الأناقة البعيدة عن المبالغة عند الرجل وال�سيدة‬ ‫عل ��ى حد �سواء‪ .‬الأناقة تكمن في الب�ساطة والأقل هو‬ ‫الذي يعطي �أكثر‪.‬‬ ‫م��ا ه��ي �أب � ��رز م �ي��زات � �س �ي��دة الأع �م��ال‬ ‫اللبنانية ورجل الأعمال اللبناني في ع�صرنا‬ ‫هذا؟‬ ‫المميز في رجل الأعمال و �سيدة االعمال في لبنان هو‬ ‫�أنهما يبذالن الجهد في الإهتمام بالنف�س والترتيب‪،‬‬ ‫�أي �أنهما يتمتعان بالوعي بالن�سبة الى �أهمية المظهر‬ ‫وال�ص ��ورة ولكنهما في حاجة �إلى توجيه‪ ،‬لكن هذا ال‬ ‫يمنعن ��ا من الإعتراف ب�أنهما نجحا في ترك الب�صمة‬ ‫اللبناني ��ة المميزة على لبا�سهما ون�سبة هذه الب�صمة‬ ‫ه ��ي �أكبر مما هي عليه في بالد الغرب‪ .‬و�أخيرا" من‬ ‫�أبرز �صفات �سي ��دة الأعمال اللبنانية الأناقة والتميز‬ ‫ف ��ي ال�شكل والنظاف ��ة والترتيب وه ��ذا ين�سحب على‬ ‫رجل الأعمال نوعا ما"‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪95‬‬


‫عالم الأعمال‬ ‫كري�ستيان تعرف ما معنى المظهر واللوك‬

‫الن�سب ��ة �أهمي ��ة تكمن ف ��ي �أ�سل ��وب �إلق ��اء التحية �أو‬ ‫التح ��ادث وه ��ذا ن�شع ��ر ب ��ه من خ�ل�ال النب ��رة ومن‬ ‫خالل العب ��ارات التي ي�ستعملها الط ��رف الآخر معنا‬ ‫فمثال" عبارة مرحبا �أكثر جدية من "هالو" ‪.hello‬‬ ‫و�أي�ض ��ا ال يمكننا �أن نتكلم مع ولد بعمر الـ‪� 10‬سنوات‬ ‫بالأ�سلوب عينه الذي نتكلم فيه مع �إمر�أة في ال�ستين‬ ‫من عمرها‪ .‬فطريقة الكالم تجعلنا نك ِّون فكرة �سلبية‬ ‫عن �صاحبها‪ ،‬ما ينعك�س على متابعة العالقة‪ ،‬لأنه لم‬ ‫يوح لنا بالثقة �أو لأن �شكله لم يترك �إرتياحا" عندنا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫لك ��ن قد ال يك ��ون هذا الإنطباع في مكان ��ه‪ .‬و�أحيانا"‬ ‫نقاب ��ل �شخ�ص ��ا" يت ��رك �إنطباع ��ا" جي ��دا" ونعجب‬ ‫ب�أناقت ��ه لنكت�ش ��ف �أنه ال يجي ��د الحدي ��ث �أو �أنه لي�س‬ ‫بالم�ستوى الفكري �أو المهني الذي كنا ننتظره منه‪.‬‬ ‫م��ا الخال�صة ال�ت��ي يمكن �أن نتو�صل‬ ‫�إليها؟‬ ‫يمك ��ن الق ��ول �أنه في ح ��ال ك ��ان المظه ��ر �سلبيا" من‬ ‫الممك ��ن �أن يخب ��ىء وراءه �شيئ ��ا" �إيجابي ��ا" والعك� ��س‬ ‫�صحي ��ح‪ .‬ودورن ��ا ف ��ي الم�ؤ�س�س ��ة �أن نجع ��ل ال ‪%100‬‬ ‫المتعلق ��ة بالإنطب ��اع الأول �أي الإيتيكي ��ت والنظاف ��ة‬ ‫والمظهر وطريقة الحديث والمعاملة على �أف�ضل حال‪.‬‬ ‫هل في �إ�ستطاعتك تقديم مثال لنا؟‬ ‫ال يكف ��ي �أن يرت ��دي الرج ��ل بدلة وح ��ذاء وقمي�صا"‬ ‫وربطة عنق وح�سب‪ ،‬بل يجب �أن تكون ثيابه من�سجمة‬ ‫م ��ع ج�سمه‪ .‬وهن ��ا نقوم بم ��ا ي�سمى بتن�سي ��ق الألوان‬ ‫ونن�ص ��ح ب�إعتماد الثياب الب�سيطة التي تنا�سب ج�سم‬ ‫الرج ��ل‪ ،‬من دون �أن تبدو طويلة �أو ق�صيرة‪ ،‬مع العلم‬ ‫�أنه لي�س �أمام الرجل الكثير من الخيارات كالمر�أة‪.‬‬ ‫�أن ��ا دائم ��ا ال �أقول لزبائني الرج ��ال �إ�شتروا بدلة بل‬ ‫�إ�ستثم ��روا في بدلة مرتبة‪ ،‬فبدال" من �شراء ‪ 5‬بدالت‬ ‫ب‪� $100‬إ�شت ��روا واحدة �أو �إثنتي ��ن بـ‪ ،$250‬وال�سبب‬ ‫�أنها تبقى معنا لمدة �أطول ف�ضال" عن الترتيب ونوع‬ ‫القما�ش والقمي�ص وربطة العنق‪.‬‬ ‫�إنتقاال" الى ال�سهرات التي ي�شارك فيها‬ ‫رجل الأعمال �أو ت�شارك فيها �سيدة الأعمال‬ ‫من وقت لآخ��ر هل من مظهر معين يمكن‬ ‫الحديث عنه؟‬ ‫عند ال�سيدة كما عند الرجل علينا �أن نعود دائما" �إلى‬ ‫الب�ساط ��ة‪ ،‬وعندما نقول �سيدة �أعم ��ال �أو ‪business‬‬ ‫‪ woman‬عليه ��ا �أن تظهر وتكون كذلك‪ ،‬و"البزن�س"‬ ‫نعني به الب�ساطة ولي�س المبالغة في الثياب في مكان‬ ‫العمل كما تفعل بع�ض الن�ساء من خالل الحذاء ذات‬ ‫‪94‬‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫الكع ��ب العالي مثال"‪ .‬م ��ن هنا على �سي ��دة الأعمال‬ ‫�أن تلفت الأنظار ب�أناقته ��ا وبب�ساطة ثيابها وبذكائها‬ ‫وفطنتها‪ ،‬واليوم يمكن القول �أن �شكل �سيدة الأعمال‬ ‫يجب �أن يوحي بطبيعة عملها �أو وظيفتها‪.‬‬ ‫ه ��ل ي �م �ك��ن �أن ت��و� �ض �ح��ي ل �ن��ا ب�ع����ض‬ ‫ال�ت���ص��رف��ات ال�سلبية ال�ت��ي ي�ج��ب �أن يتنبه‬ ‫�إليها رجل الأعمال �أو �سيدة الأعمال؟‬

‫"�أحيانا نقابل �شخ�صا" يترك �إنطباعا"‬ ‫جيدا" ونعجب ب�أناقته لنكت�شف �أنه ال‬ ‫يجيد الحديث �أو �أنه لي�س بالم�ستوى‬ ‫الفكري �أو المهني الذي كنا ننتظره منه"‬

‫عندم ��ا �أ�ش ��ارك ف ��ي فت ��رات تدريبي ��ة للعدي ��د م ��ن‬ ‫ال�شرك ��ات اللبناني ��ة �أ�ؤك ��د �أم ��ام موظفيه ��ا �أنه في‬ ‫�إمكانن ��ا �سم ��اع الإبت�سام ��ة م ��ن خ�ل�ال الإت�ص ��ال‬ ‫الهاتف ��ي‪ ،‬وه ��ذا مه ��م كونه يت ��رك �إنطباع ��ا" لدينا‬ ‫ويجعلنا نقرر الإ�ستمرار في عملنا مع هذا ال�شخ�ص‬ ‫من عدمه‪ .‬م ��ن هنا نع ّول �أهمية كبي ��رة على طريقة‬ ‫الك�ل�ام والتعام ��ل عل ��ى الهات ��ف �أو حت ��ى من خالل‬ ‫البري ��د الإلكتروني حيث يج ��ب �أن يكون التعامل من‬ ‫كال المر�س ��ل والمر�سل �إليه بطريق ��ة محترمة ووفق‬ ‫تنا�سق الألوان مع ال�شخ�صية �ضروري للجن�سين‬

‫"الإتيكيت" حي ��ث �أ�صبح هناك اليوم ما ي�سمى بال‬ ‫" نيتيكيت" �أي الإتيكيت الخا�ص بالنت (الإنترنت)‪.‬‬ ‫فمثال" عندم ��ا نر�سل ر�سالة عبر الهات ��ف الن ّقال �أو‬ ‫نتلق ��ى واح ��دة عب ��ر البري ��د الإلكترون ��ي (الإيميل)‬ ‫ب�أحرف كبي ��رة فمعنى ذلك �أنن ��ا نتكلم ب�صوت عال‬ ‫�أو �أننا ن�صرخ‪.‬‬ ‫ب� �م ��اذا ت�ت��وج�ه�ي��ن ال� �ي ��وم �إل � ��ى رج��ل‬ ‫الأع �م ��ال �أو ل���س�ي��دة الأع �م ��ال ف��ي لبنان‬


‫كتاب‬

‫رواية عالء الأ�سواني الأكثر جد ًال‬ ‫"شيكاجو"‪ :‬تراجيديا مصرية بنكهة أميركية!‬ ‫منذ روايته التي حققت له �شهرة وا�سعة‪" :‬عمارة يعقوبيان" ال�صادرة في العام‬ ‫‪ ،2002‬وعالء الأ�سواني يحتل الحدث الثقافي الأول في ال�صحافة الم�صرية‪،‬‬ ‫بف�ضل ما يطرحه في رواياته من محرّمات‪ ،‬تتحدى المجتمع الم�صري المتجه‬ ‫يوم � ًا بعد يوم �إلى مزيد من الغ��رق في �أح�ضان الأ�صولي��ة الإ�سالمية والفكر‬ ‫الجهادي التكفيري‪ ،‬خ�صو�صا" بعد و�صول محمد مر�سي الع�ضو من جماعة‬ ‫"الإخوان الم�سلمين" الى الرئا�سة‪.‬‬ ‫بيروت ‪ -‬جوزف قرداحي‬ ‫بعد معالجت ��ه مو�ضوع ال�ش ��ذوذ الجن�سي‬ ‫بجر�أة الفتة في روايته "عمارة يعقوبيان"‬ ‫�إلى جان ��ب ت�سليط ��ه الأ�ض ��واء الكا�شفة عل ��ى ق�ضايا‬ ‫ف�س ��اد الدول ��ة‪ ،‬الت ��ي �ساهم ��ت ب�شكل كبير ف ��ي ن�شوء‬ ‫الأ�صولي ��ة الديني ��ة‪ ،‬ومع�سك ��رات التدري ��ب الخا�ضعة‬ ‫للإخوان الم�سلمين بعيد ًا من �أعين الدولة الغارقة في‬ ‫الر�ش ��اوى والتزوير وحماية ع�صابات التهريب‪ ،‬ها هو‬ ‫عالء الأ�سواني يق ��دم في روايته "�شيكاجو" ال�صادرة‬ ‫ف ��ي طبعته ��ا العا�ش ��رة ع ��ن "دار ال�ش ��روق"‪ ،‬مو�ضوع‬ ‫الجن� ��س والحجاب والمخدرات والكح ��ول ب�شكل نافر‬ ‫ومبا�شر في المجتمع الأميركي‪ ،‬حيث در�س الطب في‬ ‫جامعة �إيلينوي ف ��ي مدينة �شيكاغ ��و‪ ،‬وا�صف ًا �إزواجية‬ ‫الطالب العربي في المجتمع الغربي‪ ،‬و�صراعه ما بين‬ ‫ثقافتي ��ن‪� ،‬إحداهما بالغة المحافظة والت�شدد والثانية‬ ‫متحررة �إلى �أق�صى الحدود‪.‬‬ ‫ت ��دور �أح ��داث الرواي ��ة ب�أ�سل ��وب �سل� ��س ت�شويقي في‬ ‫مدين ��ة �شيكاغ ��و‪ ،‬حيث يدر�س مجموع ��ة من الطالب‬ ‫الم�صريي ��ن في �إح ��دى جامعاتها‪ ،‬م�سته�ل ً�ا مقدمتها‬ ‫بو�ص ��ف تاريخ ��ي لعا�صم ��ة والي ��ة �إيلين ��وي‪� ،‬س ��ارد ًا‬ ‫معلومات عن المدينة وعن ن�ش�أتها و�أ�صلها‪:‬‬ ‫ (ق ��د ال يعرف الكثي ��رون �أن "�شيكاجو" لي�ست كلمة‬‫�إنكليزية‪ ،‬و�إنما تنتمي �إلى لغة الألجنوكي‪ ،‬وهي �إحدى‬ ‫لغ ��ات عديدة كان الهنود الحم ��ر يتحدثون بها‪ .‬معنى‬ ‫�شيكاجو في تلك اللغة "الرائحة القوية"‪ ،‬وال�سبب في‬ ‫ه ��ذه الت�سمية �أن المكان الذي ت�شغل ��ه المدينة اليوم‪،‬‬ ‫ك ��ان في الأ�صل حقو ًال وا�سعة خ�ص�صها الهنود الحمر‬ ‫لزراعة الب�صل‪ ،‬الذي ت�سببت رائحته النفاذة في هذا‬ ‫اال�سم)‪� .‬صفحة ‪7‬‬ ‫ينق ��ل عالء الأ�سواني بذك ��اء وحرفية عالية تناق�ضات‬

‫المجتم ��ع الم�ص ��ري و�صراعات ��ه الديني ��ة وال�سيا�سية‬ ‫والإجتماعي ��ة‪� ،‬إلى مدينة �شيكاغو‪ ،‬حي ��ث �إلتقت تلك‬ ‫ال�شرائ ��ح المتناق�ضة من طالب العل ��م‪ ،‬خارج م�صر‬ ‫وتحدي ��د ًا ف ��ي �أح�ضان المجتم ��ع الأميرك ��ي المنفلت‬ ‫م ��ن كل القي ��ود‪ ،‬لتب ��د�أ المواجه ��ة ما بي ��ن مفهومين‬ ‫لمجتمعي ��ن ال يلتقيان‪ .‬من هن ��ا تدخل �شيماء الطالبة‬ ‫الم�سلمة الملتزمة قوانين الحجاب وال�صوم وال�صالة‪،‬‬ ‫تجرب ��ة العالقة الجن�سية المح ّرمة مع �صديقها طارق‬ ‫الملت ��زم ديني ًا‪ ،‬ولكن الراف�ض فكرة الزواج من �إمر�أة‬ ‫وهبت ��ه ج�سدها ب�إ�سم الحب‪ .‬فيطرح الأ�سواني فل�سفة‬ ‫الح ��ب والزواج بالمفه ��وم الديني التقلي ��دي‪ ،‬الداعي‬ ‫�إلى تروي�ض الم�شاع ��ر الإن�سانية ال بل بترها ورف�ضها‬ ‫والتنكر لها ا�ستجابة لتقاليد ال�شرع‪:‬‬ ‫ (في البداية تع ّر�ضت �شيماء لنوبات عميقة متالحقة‬‫من ت�أني ��ب ال�ضمير‪� ،‬إ�ضطربت �صالته ��ا ثم �إنقطعت‬ ‫نهائي� � ًا‪ ،‬وطاردتها كوابي�س مزعج ��ة‪ :‬تراءى لها �أبوها‬ ‫�أكث ��ر من م ��رة ي�صرخ ف ��ي وجهه ��ا وي�ضربه ��ا �ضرب ُا‬ ‫مبرح ًا‪ ،‬على حين وقفت �أمها في خلفية الم�شهد تبكي‬ ‫بحرقة‪ ،‬ولكنه ��ا ال ت�صنع �شيئ ًا لحمايتها من ال�ضرب‪.‬‬ ‫و�شيئ� � ًا ف�شيئ ًا تو�صل ��ت �إلى منطق مري ��ح‪ :‬ذهبت الى‬ ‫الق�س ��م العربي في مكتبة �شيكاج ��و العامة و�إ�ستوثقت‬ ‫من وجود الأحاديث ال�شريفة التي يتحدث عنها طارق‬ ‫في �صحي ��ح البخ ��اري‪ ،‬العقوبة ال�شرعي ��ة على الزنى‬ ‫فق ��ط‪ ،‬معنى الزنى دخول اللح ��م في اللحم‪ ،‬كالمرود‬ ‫في المكحلة)‪� .‬صفحة ‪344‬‬ ‫تت�شابك الأحداث في "�شيكاجو"‪ ،‬وتتنوع ال�شخ�صيات‬ ‫الت ��ي ي�ستخدمه ��ا الكات ��ب الب ��ارع لبناء رواي ��ة متينة‬ ‫مت�سل�سل ��ة مترابطة‪ ،‬و�إن تباعدت ف ��ي �أحداث ووقائع‬ ‫كل �شخ�صية على حدة‪.‬‬ ‫وال ين�س ��ى الأ�سوان ��ي‪� ،‬أن يط ��رح �إ�شكالي ��ة الم�ص ��ري‬ ‫القبط ��ي ك ��رم دو� ��س‪ ،‬الحاقد عل ��ى نظام ��ه الذي لم‬

‫غالف كتاب‬ ‫"�شيكاجو"‬

‫ين�صف ��ه‪ ،‬فهاج ��ر تخل�ص� � ًا م ��ن التميي ��ز العن�ص ��ري‬ ‫الديني‪ ،‬الذي يعامل الأقب ��اط كمواطنين من الدرجة‬ ‫الثاني ��ة‪ ،‬ليكت�شف في �شيكاغو قيمت ��ه ك�إن�سان يت�ساوى‬ ‫م ��ع الأميركي �أمام القانون‪ ،‬ولي�صب ��ح جراح ًا عالمي ًاـ‬ ‫بعدم ��ا واج ��ه الظل ��م والإجحاف ف ��ي ب�ل�اده على يد‬ ‫�أ�ستاذه الذي كان �سبب ًا في ر�سوبه ب�شهادة الماج�ستير‪،‬‬ ‫لأنه قبطي‪ .‬ف�ض�ل ً�ا عن �شخ�صيات �أخرى �أ�سا�سية في‬ ‫متن الرواي ��ة‪ ،‬ولكن ال مجال للإ�ض ��اءة عليها هنا في‬ ‫هذا ال�سياق‪ .‬غير �أن م ��ا يربط كل تلك ال�شخ�صيات‪،‬‬ ‫ويجعلها في قالب مر�صو�ص على تنافرها‪ ،‬هما �شيماء‬ ‫وطارق‪ ،‬المم�سكان بكل مفا�صل ال�صراعات ال�سيا�سية‬ ‫والديني ��ة والجن�سية والعن�صرية و�ص ��و ًال �إلى �إ�شكالية‬ ‫"الإجها� ��ض"‪ ،‬الت ��ي تواجه �شيم ��اء الملتزمة ديني ًا‪.‬‬ ‫فبعد �أن ت�صل مع طارق �إلى حائط م�سدود في �إقناعة‬ ‫بالزواج منها وفا ًء لوعوده لها‪ ،‬وهي الحامل منه‪ ،‬تجد‬ ‫نف�سها في مواجهة �أكثر عنف ًا‪ ،‬و�أكثر �إقالق ًا ل�ضميرها‪،‬‬ ‫وهي المواجهة مع مناه�ضي الإجها�ض‪ ،‬الذين تجمعوا‬ ‫�أم ��ام مرك ��ز الم�ساع ��دة الإجتماعية‪ ،‬وه ��م يحملون‬ ‫الفتات مكتوب عليها‪�" :‬أوقفوا المذبحة"‪" ،‬العار على‬ ‫قتلة الأطفال"‪:‬‬ ‫ (وقد �إزداد قلق �شيم ��اء و�أ�سرعت الخطى نحو باب‬‫المرك ��ز‪ ،‬لك ��ن ظهورها بالحج ��اب وال ��زي ال�شرعي‪،‬‬ ‫�أله ��ب حما� ��س المتظاهري ��ن‪ ،‬ف� ��إزداد �صخبه ��م‪ ،‬ثم‬ ‫ب ��د�أوا ي�صيحون عليها من الر�صي ��ف المقابل‪�" :‬أيتها‬ ‫أنت م�سلم ��ة؟"‪" ...‬هل ي�سمح ربكم‬ ‫القاتل ��ة"‪" ...‬هل � ِ‬ ‫بقتل الأطفال؟"‪.‬‬ ‫رائ� � ٌع ه ��ذا الأ�سوان ��ي‪ ،‬بت�صويره المواق ��ف الدرامية‪،‬‬ ‫ببن ��اء مت�صاع ��د الوتي ��رة‪ ،‬يقترب م ��ن التراجيديات‬ ‫اليونانية الهادفة‪ ،‬و�إن بقالب م�صري ينتمي �إلى �أوالد‬ ‫الحارة ال�شعبي ��ة‪�" .‬شيكاجو"‪ ،‬رواية ع�صرية متكاملة‬ ‫العنا�صر‪ ،‬ت�ستحق �أكثر من وقفة ومحطة!‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪97‬‬


‫الموقف الثقافي‬

‫بين األغنية الملتزمة والفنان الملتزم‬ ‫بقلم جوزف قرداحي‬ ‫من ��ذ �سيد دروي� ��ش في م�صر‪،‬‬ ‫م ��روراً بعم ��ر الزعن ��ي ف ��ي‬ ‫لبنان‪ ،‬و�إنته ��اء ب�أحمد ف�ؤاد نجم‪ ،‬وال�شيخ‬ ‫�إم ��ام‪ ،‬ومار�سي ��ل خليف ��ة وزي ��اد الرحباني‬ ‫وفروعه ��م ف ��ي القاه ��رة وبي ��روت‪ ،‬عرفت‬ ‫الأغني ��ة الملتزم ��ة مراح ��ل متقلب ��ة‬ ‫ومت�أرجح ��ة بين الإزدهار والإقبال عليها‪،‬‬ ‫وبي ��ن التراج ��ع والك ��ف عنه ��ا لح�س ��اب‬ ‫�أغني ��ات "الهي ��ت والموا�س ��م" وبالتال ��ي‬ ‫لح�س ��اب الأغني ��ة الرومان�سي ��ة‪ ،‬وذل ��ك‬ ‫تبعاً للظروف والتغي ��رات المجتمعية في‬ ‫�شباك "نجوم" تلك الأغنية‪.‬‬ ‫"الأغني ��ة الملتزم ��ة" كم ��ا ُع ِرف ��ت ف ��ي قامو� ��س ال�ش ��ارع العرب ��ي‪،‬‬ ‫�أو كم ��ا يتب ��ادر �إل ��ى �أذه ��ان جمهوره ��ا المتفاع ��ل م ��ع ه ��ذا ال�ش ��ارع‪،‬‬ ‫ه ��ي الأغني ��ة ال�سيا�سي ��ة ذات الق�ضي ��ة �أو الق�ضايا المت�ص ��ارع عليها‬ ‫ف ��ي العال ��م العربي‪ ،‬ومنها بالطب ��ع ق�ضية فل�سطي ��ن‪ ،‬التي �إلتزمها‬ ‫حت ��ى �أكثر الفنانين رومان�سية‪ ،‬مثل‪� :‬أم كلثوم وعبد الحليم حافظ‬ ‫وفيروز ووردة و�سيد مكاوي وغيرهم‪.‬‬ ‫غي ��ر �أن م�صطلح "الأغني ��ة الملتزمة" ال يعن ��ي بال�ضرورة الأغنية‬ ‫ال�سيا�سي ��ة بقدر ما يعن ��ي الأغنية الإجتماعي ��ة ذات البعد الن�ضالي‬ ‫في المطالب الحيوية اليومية للمواطن العربي �أينما ُوجد‪.‬‬ ‫م ��ع ن�ش ��وء الح ��ركات الي�سارية بين ط�ل�اب الجامع ��ات‪ ،‬وجدت تلك‬ ‫الأغني ��ة المن ��اخ الخ�صب‪ ،‬خ�صو�ص ��ا" في لبن ��ان‪ ،‬ف�إنتهجها فنانون‬ ‫ي�ساري ��ون �إلتزم ��وا خطاً �سيا�سياً ثائراً‪ ،‬وقام ��وا بترويج تلك الأفكار‬ ‫عبر �أغنياتهم‪ ،‬التي ازدهرت في زمن الحرب اللبنانية‪.‬‬ ‫المفارق ��ة �أن جمه ��ور تل ��ك االغنية ل ��م يقت�صر فقط عل ��ى ما ُعرِف‬ ‫وقت ��ذاك بالحرك ��ة الي�ساري ��ة‪ ،‬ب ��ل انت�ش ��رت ف ��ي المع�سك ��ر اليميني‬ ‫�صاحب النزعة الر�أ�سمالية الغربية (�إذا �صح التعبير)‪.‬‬ ‫عندم ��ا خاط ��ب زياد الرحباني الآتي م ��ن مارك�سية متطرفة‪� ،‬سكان‬ ‫منطق ��ة الأ�شرفي ��ة ذات الغالبي ��ة الم�سيحي ��ة اليميني ��ة‪ ،‬م ��ن خالل‬ ‫�أغني ��ة‪" :‬ي ��ا زم ��ان الطائفي ��ة" قائ�ل� ً‬ ‫هلل‬ ‫ا‪" :‬يا �ساك ��ن باال�شرفي ��ة وا ِ‬ ‫ع ��م فك ��ر فيك‪ ...‬ال� � َز ْودي الل ��ي طلعت عن ��دي وعن ��دك‪ ،‬ال بتكفيني‬ ‫وال بتكفي ��ك"‪ .‬كان يع ��ي جي ��داً �أن �آذان� �اً �صاغي ��ة في تل ��ك المنطقة‬ ‫�س ��وف تتلقفه‪ ،‬لأن هموماً اجتماعية واحدة تجمعهما و�إن فرقتهما‬ ‫ال�سيا�سة‪.‬‬ ‫م ��ن هنا ن ��درك �أهمي ��ة "الأغنية الملتزم ��ة" ذات اله ��م المجتمعي‪،‬‬ ‫لأنه ��ا االكثر بق ��اء‪ ،‬والأطول نف�ساً مقارنة م ��ع الأغنية ذات الإلتزام‬ ‫ال�سيا�س ��ي مح ��دود التوا�ص ��ل‪ ،‬والمقت�ص ��ر عل ��ى مجموع ��ات �أحادية‬ ‫الر�أي والتوجه‪.‬‬ ‫و�إذا خاطب ��ت الأغني ��ة ال�سيا�سي ��ة ف ��ي بع� ��ض المحط ��ات المف�صلية‬ ‫وجدان ال�شعوب‪ ،‬ف�إن الأغنية الإجتماعية خاطبت �أوجاعهم ب�صدق‬ ‫‪96‬‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫�أكبر‪ ،‬و�أ�صابت �ضمائر بع�ض الحكام ب�شيء من‬ ‫الوخز‪ ،‬و�إن لم تغ ِّير الواقع‪.‬‬ ‫ه ��ذا الواق ��ع الم ��ر‪� ،‬أدى �إلى �سج ��ن �أول ملحن‬ ‫ومغ � ٍ�ن ف ��ي م�صر ه ��و ال�شيخ �إمام ال ��ذي هاجم‬ ‫الم�س�ؤولي ��ن عن نك�س ��ة حرب الـ‪ 67‬ف ��ي �أغانيه‬ ‫الت ��ي كتبه ��ا ل ��ه ال�شاع ��ر �أحم ��د ف� ��ؤاد نج ��م‪،‬‬ ‫فاعتقلتهم ��ا ال�سلط ��ات الم�صري ��ة بتهم ��ة‬ ‫التحري� ��ض عل ��ى النظ ��ام م ��ن خ�ل�ال الغن ��اء‬ ‫وال�شع ��ر‪ .‬الأم ��ر ال ��ذي �أثار موج ��ه �شديدة من‬ ‫الإ�ستي ��اء والإ�ستهج ��ان في الأو�س ��اط الثقافية‬ ‫وال�شعبي ��ة‪ ،‬متهمة ال�سلطة العاجزة عن تحمل‬ ‫�سماع �أغنية‪ ،‬بال�سلطة الخائفة من �شعبها!‬ ‫ثم ��ة �إخت�ل�اف ف ��ي وجه ��ات النظ ��ر بي ��ن المثقفي ��ن الع ��رب‪ ،‬ح ��ول‬ ‫ق ��وة ووق ��ع الأغني ��ة الملتزم ��ة و�إ�ستمراريته ��ا مقارن ��ة بالأغني ��ة‬ ‫الرومان�سية‪ .‬بع�ضهم ي�ؤمن بخلود الأغنية الملتزمة �إذا ما توافرت‬ ‫فيها عنا�صر اللحن والكلمة مثل �أغنية "الأر�ض بتتكلم عربي" التي‬ ‫ولحنها و�أن�شدها‬ ‫كتبه ��ا ال�شاعر اللبنان ��ي الأ�صل ف�ؤاد �سليم ح ��داد‪ّ ،‬‬ ‫الفن ��ان الم�ص ��ري �س ّيد م ��كاوي‪ ،‬ف�أحدثت دوي� �اً ترددت �أ�ص ��دا�ؤه في‬ ‫�أرجاء العالم العربي كافة‪� .‬أما البع�ض الآخر من المثقفين‪ ،‬فيرى‬ ‫�أن الأغنية الرومان�سية �أكثر بقاء لإرتباطها بالأحا�سي�س الإن�سانية‬ ‫المبا�شرة التي ال تتغ ّير مع تغ ّير الحالة ال�سيا�سية �أو الإجتماعية‪.‬‬ ‫ولك ��ن هل حقاً هناك �أغنية ملتزمة وفنان ملتزم بالمعنى ال�صحيح‬ ‫للكلم ��ة؟! وبالتال ��ي هل يحق لفن ��ان ملتزم مثل زي ��اد الرحباني‪� ،‬أن‬ ‫ينقل ��ب من موقف ث ��وري ن�ضالي‪� ،‬إلى موقف �سيا�س ��ي م�ؤيد لنظام‬ ‫كان بالأم�س القريب عدوه الأكبر؟!‬ ‫للتذكي ��ر فق ��ط‪ ...‬زياد الرحبان ��ي‪� ،‬إ�ستهل حياته الفني ��ة بم�سرحية‬ ‫�سيا�سية �إنتقادية (نزل ال�سرور) تدعو �إلى الثورة على البورجوازية‬ ‫الإقطاعي ��ة‪ ،‬و�أطل ��ق م ��ن خالله ��ا ن�شي ��د الث ��ورة الأول "جاي ��ي م ��ع‬ ‫ال�شع ��ب الم�سكي ��ن"‪ ،‬عل ��ى �إيق ��اع ن�شيد الح ��زب ال�شيوع ��ي الرو�سي‪،‬‬ ‫لينقل ��ب ف ��ي �أوج ن�ضج ��ه الفن ��ي وال�سيا�س ��ي �إل ��ى م�ؤي ��د لأنظم ��ة‬ ‫المخابرات القمعية‪ ،‬التي تمعن في �سحق هذا ال�شعب الم�سكين!‬ ‫�أم ��ا بع ��د‪� ،‬إذا و�ضعن ��ا زي ��اد الرحباني ومعه ه� ��ؤالء المذكوري ��ن �آنفاً‬ ‫ف ��ي خان ��ة "الفناني ��ن الملتزمي ��ن" فف ��ي �أي ��ة خان ��ة ن�ض ��ع فناني ��ن‬ ‫مث ��ل‪ :‬في ��روز الت ��ي غنت للح ��ب‪ ،‬وللأر� ��ض‪ ،‬وللفالحي ��ن وال�شم�س‬ ‫وفل�سطي ��ن‪ ،‬وجولي ��ا بطر� ��س المغني ��ة الرومان�سي ��ة الملتزمة حتى‬ ‫التط ��رف‪ ،‬وماج ��دة الرومي التي كان �صوته ��ا وقود ثورات الأرز في‬ ‫�ساح ��ة ال�شه ��داء‪ ،‬وقبله ��ا ف ��ي �ساحة بعب ��دا قبل �سقوطها ف ��ي �أيدي‬ ‫ال�سوريين في ‪ 13‬ت�شرين االول (�أكتوبر) ‪1990‬؟!‬ ‫وف ��ي �أي ��ة خانة بالتالي ن�ض ��ع �سيدة الغن ��اء الع�شق ��ي �أم كلثوم‪ ،‬التي‬ ‫�أطلق ��ت �صرخة مدوية ف ��ي �أغنية‪�" :‬أ�صبح عن ��دي الآن بندقية �إلى‬ ‫فل�سطين خذوني معكم؟!‬


‫م ��ن تون�س‪ ،‬تغ ّير الم�شهد الع ��ام للثورة في العالم‬ ‫العرب ��ي �إل ��ى ح ��د كبي ��ر ف ��ي عي ��ون المبدعي ��ن‬ ‫الع ��رب‪ ،‬الذين راحوا يطلقون العنان لمخيالتهم‬ ‫الإبداعية‪ ،‬عبر الكتابة على الجدران في ال�شوارع‪،‬‬ ‫الأمر الذي �ساهم في تحفيز دور ال�شباب الثوري‬ ‫وتعزي ��ز ن�شاط ��ه ف ��ي المجتم ��ع المدن ��ي لينتقل‬ ‫بمفهوم الثورة �إلى ديموقراطية بناءة ت�ساهم في‬ ‫الوعي الجماعي‪.‬‬ ‫ه ��ذه ال�صح ��وة الثقافية الت ��ي �إجتاح ��ت ال�شرق‬ ‫الأو�س ��ط‪ ،‬وحطمت الرقابة الحديدية على الر�أي‬ ‫منهي ��ة عق ��ود ًا من الخ ��وف‪ ،‬تزامنت م ��ع الثورة‬ ‫ال�سيا�سي ��ة في معظ ��م العوا�صم العربي ��ة‪ ،‬الأمر‬ ‫�شج ��ع الفنانين عل ��ى الم�شاركة في ندوات‬ ‫الذي ّ‬ ‫ح ��ول ال�سيا�س ��ة‪ ،‬والدي ��ن‪ ،‬والثقاف ��ة‪ ،‬والقومية‪،‬‬ ‫والهوية‪ ،‬والدور الجديد الذي يلعبه المثقفون في‬ ‫تغيي ��ر المجتمع‪ ،‬وتحفيزه عل ��ى التعبير عن ر�أيه‬ ‫ثقافي ًا وفني ًا و�إبداعي ًا‪.‬‬

‫مغني الراب التون�سي حمادة بن عمر‪� :‬أغنيته �صارت رمزا" للثورة التون�سية‬

‫ال�سيا�سة الثقافية والمجتمع المدني‬ ‫لحظ ��ة دخول ��ك ال ��ى حديق ��ة "تويلي ��ري" ف ��ي‬ ‫مدين ��ة باري� ��س الفرن�سية‪ ،‬تكت�شف و�أن � َ�ت تتج ّول‬ ‫بي ��ن م�صاطبه ��ا الخ�ضراء الأخ ��اذة‪� ،‬أن الع�شب‬ ‫الم�ش � ّ�ذب بدقة وعناي ��ة‪ ،‬قد ت ��م ت�صميمه عمد ًا‬ ‫ب�شكل ُثمان ��ي الأ�ضالع‪ ،‬وهو ال�ش ��كل الذي يتكرر‬ ‫ف ��ي العم ��ارة الإ�سالمية‪ ،‬الأمر ال ��ذي يعزّز مبد�أ‬ ‫الوح ��دة ف ��ي التعددي ��ة �أو التعددية ف ��ي الوحدة‪،‬‬ ‫وال ��ذي التزم ��ه الإ�سالم في فنونه ��م قبل الغرب‬ ‫بكثير‪.‬‬ ‫�إذا �إبتعدت ب�ضع خطوات �إلى الوراء‪ ،‬لتلقي نظرة‬ ‫على �شكل الم�صاطب الثمانية �أ�ضالع من البعيد‬ ‫�ستالحظ بان الأطفال الذين يلعبون في متاهات‬ ‫الحديق ��ة‪ ،‬ق ��د ا�صبح ��وا ج ��زء ًا م ��ن الت�صميم‪،‬‬ ‫وبالتال ��ي �ست ��رى ب� ��أن الت�صميم ق ��د اتخذ �شكل‬ ‫ال�شعار التال ��ي وبالخط الكوفي القديم‪" :‬ال�شعب‬ ‫يريد �إ�سقاط النظام"‪.‬‬ ‫م ��ن خ�ل�ال تف�سي ��ر النم ��وذج �أع�ل�اه لت�صمي ��م‬ ‫الحديق ��ة الباري�سي ��ة‪ ،‬يح ��اول الفن ��ان الت�شكيلي‬ ‫الم�صري معت ��ز ن�صر‪ ،‬الت�أكيد عل ��ى �أن الأنظمة‬ ‫العربية القمعي ��ة �سقطت‪ ،‬ولكن تحتاج �إلى مزيد‬ ‫من الوقت لبلورة ال�صورة ب�شكل �أو�ضح‪.‬‬

‫التفكير ب�صري ًا‬ ‫ت�شي ��ر النا�شطة والمد ّونة اليمنية �أطياف الوزير‪،‬‬ ‫�إل ��ى �أن العديد من الفنانين ينظ ��رون �إلى اليمن‬

‫الفنان الم�صري معتز ن�صر‪:‬‬ ‫�صنع ت�صميما" ثماني الأ�ضالع في حديقة باري�سية‬

‫كبل ��د مد ّم ��ر للمواه ��ب الفني ��ة‪ ،‬لأن الحكومة لم‬ ‫تدع ��م �أو ت�شجع الفن ��ون التعبيري ��ة‪ .‬لكن‪ ،‬وعلى‬ ‫الرغ ��م من ذلك‪ ،‬ف�إن الفنانين اليمنيين‪ ،‬ي�سعون‬

‫ال�شاعر ال�سوري المعار�ض �إبراهيم‬ ‫قا�شو�ش ُوجدت جثته مقطوعة الر�أ�س‬ ‫وملقاة على �ضفاف نهر العا�صي‪ ،‬ب�سبب‬ ‫كلمات �أغنيته التي ح ّركت حما�سة مئات‬ ‫الآالف من المتظاهرين والتي تقول‪:‬‬ ‫"ب�شار‪ ،‬لقد حان وقت الرحيل"‬

‫من �أج ��ل �إيج ��اد من ��اخ �أف�ض ��ل للف ��ن الت�شكيلي‬ ‫والتعبيري‪ ،‬وبالتالي لإيجاد دعم �أقوى للفنون في‬ ‫اليمن وجميع �أنحاء العالم العربي‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وتتابع �أطياف الوزير قائلة‪" :‬ما �أن �أطيح الرئي�س‬ ‫مب ��ارك‪ ،‬حتى �إنفج ��ر ال�شارع العرب ��ي بم�شاعره‬ ‫القومي ��ة‪ ،‬الت ��ي ترجمه ��ا بالر�س ��وم وال�شع ��ارات‬ ‫الفنية على الجدران"‪.‬‬ ‫�أم ��ا الفن ��ان الم�ص ��ري محمد فهم ��ي‪ ،‬فيرى �أن‬ ‫"ه ��ذا الن ��وع من فن ��ون ال�شارع ق ��د تراجع في‬ ‫م�ست ��واه �إلى �أ�سف ��ل ال�سلم‪ ،‬ويوم ًا بع ��د يوم بد�أنا‬ ‫ن�سقط في المزيد م ��ن الإ�سفاف وال �سيما في ما‬ ‫يتعلق بال�شعارات الإجتماعية وال�سيا�سية المد ّونة‬ ‫عل ��ى جدران ال�ش ��وارع والت ��ي تخلو م ��ن �أي رقي‬ ‫�إجتماعي‪� ،‬أو لم�سة فنية"‪.‬‬ ‫ي ��درج فهمي �أح ��د الأمثل ��ة على تل ��ك التحركات‬ ‫الإجتماعي ��ة لفناني ��ن �أرادوا �أن يدعم ��وا تح ��رر‬ ‫المر�أة في ال�شارع الم�صري‪ ،‬من خالل مجموعة‬ ‫�أطلق ��ت عل ��ى نف�سها �إ�س ��م "نون الن�س ��وة"‪ ،‬وهي‬ ‫ت�ض ��م مجموع ��ة م ��ن ال�شاب ��ات وال�شب ��ان قاموا‬ ‫بحمل ��ة ت�سعى �إلى تغيير المواقف تجاه المر�أة في‬ ‫م�صر‪ ،‬وك�سر المحرم ��ات الإجتماعية من خالل‬ ‫الكتابة على الجدران لتمكين المر�أة من �إ�ستعادة‬ ‫بع� ��ض مواقعه ��ا ف ��ي الأماك ��ن العام ��ة‪ .‬وراح ��وا‬ ‫ي�ستخدم ��ون ب�ش ��كل �س ّيىء �ص ��ور ًا لبع�ض الرموز‬ ‫الن�سائي ��ة العظيم ��ة ب�ش ��كل تهريج ��ي و�سطحي‪،‬‬ ‫مثل ن�شر �صورة لأ�سط ��ورة الفن العربي �أم كلثوم‬ ‫على الجدران م ��ع �إ�ستخدام مطلع �أغنية ال�شاعر‬ ‫�إبراهي ��م ناجي‪�":‬أعطن ��ي حريت ��ي‪� ،‬أطلق يدي"‪،‬‬ ‫ك�شعار �أفقد الفكرة من م�ضمونها‪.‬‬ ‫فنون ال�ش ��ارع الكتابية �إجتاحت �أي�ض� � ًا العا�صمة‬ ‫الليبي ��ة طرابل�س ف ��ي الأيام الأولى م ��ن �إنتفا�ضة‬ ‫ال�شعب الليبي على معمر القذافي‪ ،‬فتح ّولت �أ�سوار‬ ‫المدينة �إلى لوحات عمالقة للفن الغرافيتي‪ ،‬التي‬ ‫تحمل �شعارات مناه�ض ��ة للنظام "الجماهيري"‬ ‫للديكتاتور الراحل‪.‬‬ ‫يتذك ��ر �ص�ل�اح عم ��رو‪ ،‬وه ��و ر�س ��ام كاريكات ��ور‬ ‫�سيا�سي‪ ،‬كيف �أن لوحاته الكتابية على الجدران‪،‬‬ ‫ك ��ادت �أن تودي ب ��ه �إلى حب ��ل الم�شنقة حين كان‬ ‫الزعي ��م القذاف ��ي ال ي ��زال ف ��ي ال�سلط ��ة‪ .‬وقال‬ ‫ان ��ه حالي� � ًا ي�شعر بمتع ��ة ال تو�صف حي ��ن ير�سم‬ ‫الكاريكاتور‪ ،‬وخ�صو�ص ًا حين يعر�ض ر�سوماته في‬ ‫عوا�صم العالم‪.‬‬ ‫ج ��ورج بهجوري‪ ،‬ر�سام م�ص ��ري‪ ،‬عر�ض �أعما ًال‬ ‫جدي ��دة م�ستوحاة من الثورة‪ ،‬وذلك في الذكرى‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪99‬‬


‫عالم الثقافة‬

‫دوره كان فاع ًال في "الربيع العربي" ولكن‪...‬‬ ‫يلون اإلنتفاضات العربية‬ ‫الفن ّ‬ ‫ويجعل من اليأس والرماد مشروع أمل وحياة!‬

‫ر�سومات‬ ‫على الجدران‬ ‫ت�أييدا"‬ ‫للإنتفا�ضات‬ ‫العربية‬

‫معظم الحركات الثورية ف��ي العالمين القديم والحديث كان خلفها �أو �أمامها �أهل الثقافة‬ ‫والف��ن والفكر‪ ،‬والإنتفا�ض��ات العربية الأخيرة (والم�ستمرة) ل��م تكن بعيدة من ذلك‪.‬‬ ‫ولك��ن للأ�سف لم يح�صد عال��م الثقافة والفن والفكر من "الربي��ع العربي" � اّإل تراجعا"‬ ‫و"خريفا"" في المكا�سب‪ ،‬على عك�س ما ح�صل في باقي الثورات الدولية‪.‬‬ ‫بيروت ‪ -‬ربيع �سمارة‬ ‫ف ��ي الأي ��ام الت ��ي تل ��ت �إ�ض ��رام بائع‬ ‫الخ�ضار محم ��د البوعزيزي النار في‬ ‫ثيابه وج�س ��ده في مدينة �سيدي بوزي ��د التون�سية‬ ‫ف ��ي ‪ 17‬كانون الأول (دي�سمبر) ‪� ،2011‬إحتجاج ًا‬ ‫عل ��ى الإهان ��ة الت ��ي وجهتها ل ��ه �شرطي ��ة بعدما‬ ‫�صفعت ��ه‪ ،‬لرف�ض ��ه ق ��رار البلدية م�ص ��ادرة عربة‬ ‫الخ�ض ��ار الت ��ي يملكه ��ا ويعي�ش منها م ��ع عائلته‪،‬‬ ‫ع ّب ��ر التون�سيون عن غ�ضبهم فنزلوا �إلى ال�شوارع‬ ‫العامة و�أ�ضرموا النار في با�صات النقل الم�شترك‬ ‫التابعة للدول ��ة‪ .‬فتك ّد�ست في تلك ال�شوارع �أكوام‬ ‫من ال�سيارات المد ّم ��رة المحترقة ال�سوداء‪ ،‬كان‬ ‫م�شهده ��ا كافي ًا ليح ّرك خي ��ال عدد من الفنانين‬ ‫الت�شكيليي ��ن‪ ،‬ليب ��د�أوا ور�ش ��ة عم ��ل‪ ،‬فح ّولوا من‬ ‫خالله ��ا م�شاهد الدمار‪� ،‬إل ��ى �أعمال فنية وتحف‬ ‫‪98‬‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫ال تق ��ل قيم ��ة و�إبداع ًا عن �أية تحف ��ة فنية �أخرى‪،‬‬ ‫وليجعلوا من الي�أ�س والرماد م�شروع �أمل وحياة!‬ ‫فات ��ن الروي�سي‪ :‬فنانة تون�سي ��ة‪ ،‬نا�شطة‪ ،‬ومقيمة‬ ‫في �شمالي �إح ��دى �ضواحي العا�صم ��ة التون�سية‪.‬‬

‫من خالل تف�سير النموذج الذي �صممه‬ ‫الفنان الت�شكيلي الم�صري معتز ن�صر في‬ ‫حديقة "تويليري" الباري�سية يحاول الفنان‬ ‫الت�أكيد على �أن الأنظمة العربية القمعية‬ ‫�سقطت ولكن تحتاج �إلى مزيد من الوقت‬ ‫لبلورة ال�صورة ب�شكل �أو�ضح‬

‫بادرت �إلى جمع ال�سيارات المحترقة في �ساحات‬ ‫�شاغرة بالقرب من منزلها‪ .‬وطلبت من �أ�صدقائها‬ ‫الفناني ��ن الت�شكيليين‪ ،‬ومن طالبه ��ا‪ ،‬الم�ساعدة‬ ‫في تحويل ال�سي ��ارات المحترقة �إلى "تحف فنية‬ ‫تزخر بالألوان الزاهي ��ة والحياة‪ ،‬تز ّين الجدران‬ ‫العام ��ة ك�شع ��ارات جدي ��دة للث ��ورة"‪ .‬و�أطلق ��ت‬ ‫عل ��ى الم�شروع �إ�سم "�شارع الف ��ن"‪ ،‬وعملت على‬ ‫الترويج له بو�صفه فن ًا �إبداعي ًا جماعي ًا‪.‬‬ ‫لقي ��ت مبادرة الفنانة الت�شكيلي ��ة فاتن الروي�سي‪،‬‬ ‫ت�شجيع� � ًا وا�سع النط ��اق‪ ،‬بدا وا�ضح� � ًا من خالل‬ ‫الم�شارك ��ة الكثيفة من قب ��ل الفنانين والجمهور‪،‬‬ ‫ف�ساهم ��ت �شريحة كبيرة منه ��م بكتابة �شعارات‬ ‫ه ��ي مزيج من �أل ��وان العلم التون�س ��ي تم عر�ضها‬ ‫عل ��ى الحاف�ل�ات الكبي ��رة مث ��ل‪" :‬الحري ��ة"‪،‬‬ ‫"الثورة"‪ ،‬و"تحيا تون�س"‪.‬‬ ‫بف�ضل تل ��ك المبادرة الفنية الرائ ��دة التي بد�أت‬


‫عالم الثقافة‬ ‫ال�سنوية الأول ��ى للإنتفا�ضة في ‪ 25‬كانون الثاني‬ ‫(يناير) ‪ .2012‬وتتم ّيز لوحات بهجوري ب�أ�سلون‬ ‫قري ��ب م ��ن ا�سل ��وب بيكا�سو ف ��ي فو�ض ��اه‪ ،‬التي‬ ‫تظهر �أج ��زاء الأج�سام في �أماكن غير من�سجمة‬ ‫م ��ع الواقع ‪ .‬ومن تلك اللوح ��ات ال�شهيرة‪ ،‬لوحة‬ ‫"معرك ��ة الجمل"‪ ،‬حيث يبدو فيها الجمل �أكبر‬ ‫م ��ن الحياة‪ ،‬والح�ص ��ان يتل ّوى لأن ��ه يدو�س على‬ ‫ح�شد م ��ن المحتجي ��ن ال�سلميين‪ .‬فيم ��ا ي�سقط‬ ‫م ��ن الح�صان بح ��ر م ��ن النا�س ب�إتج ��اه ميدان‬ ‫التحرير‪ ،‬كتجريم له في �سحق المتظاهرين‪.‬‬

‫تهديد الثقافة‬

‫المو�سيقى في خدمة الثورة‬ ‫م ��ع تراجع ن�سب ��ة الخوف من العواق ��ب التي قد‬ ‫ته ��دد الفناني ��ن ف ��ي الأنظم ��ة القمعي ��ة‪ ،‬بد�أت‬ ‫مجموع ��ة م ��ن المو�سيقيي ��ن الع ��رب معالج ��ة‬ ‫الق�ضاي ��ا ال�سيا�سي ��ة والإجتماعي ��ة ب�ش ��كل �أكثر‬ ‫و�ضوح� � ًا وجر�أة‪ .‬وقد كان الفنان الم�صري �أمير‬ ‫عيد ف ��ي طليعة م ��ن ا�ستطاعوا �إخت ��راق حاجز‬ ‫ال�صم ��ت والخ ��وف‪ ،‬بعد �إن�ش ��اده الأغنية الأولى‬ ‫للإنتفا�ض ��ة الم�صري ��ة "�صوت الحري ��ة" ب�شكل‬ ‫جماع ��ي ت ��م ت�سجيله ��ا بوا�سطة الفيدي ��و و�سط‬ ‫مي ��دان التحرير‪ ،‬والتي �أ�صبح ��ت رمزا" للثورة‪،‬‬ ‫بف�ض ��ل كلماته ��ا الت ��ي تدع ��و كل عرب ��ي في كل‬ ‫�ش ��ارع �إلى المطالب ��ة بحريته وحقوق ��ه المدنية‬ ‫الم�شروعة‪.‬‬ ‫قب ��ل �أ�سبوع من االطاحة بالرئي�س زين العابدين‬ ‫بن عل ��ي في الع ��ام ‪� ،2011‬إع ُتق ��ل مغني الراب‬ ‫التون�س ��ي حم ��ادة ب ��ن عم ��ر البال ��غ ‪� 22‬سن ��ة‪،‬‬ ‫والمع ��روف با�سم القائ ��د �أو "الجنرال"‪ ،‬ب�سبب‬ ‫�أغنيت ��ه التي خاطب فيها بن علي ب�شكل مبا�شر‪:‬‬ ‫"�سيادة الرئي� ��س‪� ،‬شعبك يموت‪� ،‬شعبك يعاني‬ ‫البطالة والفقر والجوع والمر�ض"‪ .‬حيث �سرعان‬ ‫ما �أ�صبح ��ت �أغنية بن عمر على كل �شفة ول�سان‬ ‫في ال�شارع التون�سي المهتاج غ�ضب ًا‪.‬‬ ‫�أما في �سوريا‪ ،‬ف� ��إن ال�شاعر المعار�ض �إبراهيم‬ ‫قا�شو� ��ش لم يكن محظوظ ًا مث ��ل زميله التون�سي‬ ‫بن عم ��ر‪ ،‬حيث ُوج ��دت جثته مقطوع ��ة الر�أ�س‬ ‫وملق ��اة على �ضفاف نهر العا�صي‪ ،‬ب�سبب كلمات‬ ‫�أغنيت ��ه التي ح ّرك ��ت حما�سة مئ ��ات الآالف من‬ ‫المتظاهري ��ن والت ��ي تق ��ول‪" :‬ب�ش ��ار‪ ،‬لقد حان‬ ‫وقت الرحيل"‪ .‬فكانت ر�سالة وا�ضحة من حزب‬ ‫"البع ��ث" �إل ��ى كل م ��ن تج� � ّر�أ عل ��ى المطالبة‬ ‫بالتغيي ��ر‪ ،‬وال �سيما �أن قا�شو�ش ك ��ان واحد ًا من‬ ‫بي ��ن مئات الفناني ��ن ال�سوريين الذي ��ن تع ّر�ضوا‬

‫ال�شاعر ال�سوري المعار�ض �إبراهيم قا�شو�ش‪ :‬قطع النظام ر�أ�سه!‬

‫الفنان الم�صري �أمير عيد‪� :‬إخترق حاجز الخوف‬

‫للتهدي ��د والأعم ��ال الوح�شي ��ة‪ ،‬مث ��ل النح ��ات‬ ‫ال�سوري وائل ق�شت ��ون‪ ،‬الذي �أخ�ضعته مخابرات‬ ‫نظام الأ�سد للتعذيب حتى الموت ‪.‬‬

‫الفنانة النا�شطة التون�سية فاتن الروي�سي‬ ‫بادرت �إلى جمع ال�سيارات المحترقة في‬ ‫�ساحات �شاغرة بالقرب من منزلها وحولتها‬ ‫بم�ساعدة �أ�صدقائها �إلى تحف فنية تزخر‬ ‫بالألوان الزاهية والحياة‪ ،‬وتز ّين الجدران‬ ‫العامة ك�شعارات جديدة للثورة‪ ،‬و�أطلقت‬ ‫على الم�شروع �إ�سم "�شارع الفن"‬

‫ف ��ي م�ص ��ر‪� ،‬أع ��رب العدي ��د م ��ن كت ��اب ال ��ر�أي‬ ‫الم�صريي ��ن ف ��ي مقاالته ��م اليومي ��ة والأ�سبوعية‬ ‫عن قلقهم من تنامي وت�صاع ��د القوى الإ�سالمية‬ ‫المتطرفة‪ ،‬التي �أ�صبحت ت�شكل خطر ًا حقيقي ًا على‬ ‫الفنون وعلى الحركة الثقافية عموم ًا‪ .‬وخ�صو�صا"‬ ‫بعد الق�ضية التي رفعتها جهات �أ�صولية �ضد الممثل‬ ‫الم�ص ��ري عادل �إم ��ام‪ ،‬و�إتهمت ��ه بالتجديف على‬ ‫القر�آن على خلفية �أدواره ال�سينمائية والتلفزيونية‬ ‫والت ��ي ينتقد فيها "الإخ ��وان الم�سلمين"‪ ،‬فا�ضح ًا‬ ‫ممار�ساتهم الدينية المز ّيفة البعيدة من الإ�سالم‬ ‫الحقيق ��ي‪ ،‬والت ��ي ال تخ ��دم �س ��وى م�صالحه ��م‬ ‫ال�شخ�صي ��ة‪ .‬وهو الأمر الذي فت ��ح �أبواب النقا�ش‬ ‫على م�صراعيها‪ ،‬ور�سم �أكثر من عالمة �إ�ستفهام‬ ‫ح ��ول الديموقراطي ��ة الت ��ي تحققت بع ��د الثورة‪،‬‬ ‫والإطاحة بالرئي�س مبارك‪.‬‬ ‫كثي ��ر ًا ما يغفل المثقفون العرب في نقا�شاتهم‪ ،‬عن‬ ‫ت�سليط ال�ض ��وء على الدعم المادي والمعنوي الذي‬ ‫تلق ��اه تل ��ك الحرك ��ات الأ�صولي ��ة المت�صاعدة من‬ ‫ال�صناع ��ات الفنية‪ ،‬القائمة ف ��ي م�صر وخارجها‪.‬‬ ‫ف� ً‬ ‫ضال عن الأ�سب ��اب الحقيقية التي �أدت �إلى رف�ض‬ ‫تلك القوى الإ�سالمية الفنون ال�سينمائية‪ ،‬وال �سيما‬ ‫�أن ثم ��ة تي ��ارات �إ�سالمية �أخرى‪ ،‬ت ��رى �أن الفن هو‬ ‫ج ��زء حيوي من التقاليد الإ�سالمية‪ .‬وقد كانت ثمة‬ ‫ظاهرة �إ�سالمية معتدلة تدعو �إلى "الفن الهادف"‪،‬‬ ‫مث ��ل ظاهرة كل م ��ن الداعية عمرو خال ��د وال�شيخ‬ ‫معز م�سعود‪ .‬حيث يرى هذان الرجالن �أن "الغر�ض‬ ‫من الفن الهادف هو تحقيق مجتمع �إ�سالمي �أقرب‬ ‫�إل ��ى اهلل‪ ،‬وبناء �أمة �إ�سالمية راقية‪ ،‬ورفع م�ستواها‬ ‫الثقاف ��ي‪ ،‬ومواجهة خط ��ر الفجور وفق ��دان الهوية‬ ‫المهددة م ��ن العولمة والعلمنة"‪ .‬وفي هذا المعنى‪،‬‬ ‫ف� ��إن الفن بح�سب خال ��د وم�سعود‪ ،‬ه ��و �أداة مفيدة‬ ‫ب�شكل خا�ص لبناء مجتمع مثقف‪.‬‬ ‫في المح�صلة‪ ،‬الفن يخلق ح ��وارا" ما بين الفنان‬ ‫والجمه ��ور وال�سلطة الع�صري ��ة‪ .‬ففي ظل الأنظمة‬ ‫الإ�ستبدادي ��ة القديمة‪ ،‬كان نم ��ط الحوار في كثير‬ ‫من الأحيان �أح ��ادي الأبعاد �سرعان ما �أو�صل �إلى‬ ‫الفتنة بد ًال م ��ن التالقي والم�شاركة في التخطيط‬ ‫لبن ��اء م�ستقبل يرعى تطلعات ال�شعوب‪ ،‬ويلتقي مع‬ ‫التطور والأنظمة الديموقراطية‪.‬‬ ‫الف ��ن‪ ،‬هو وجه ال�شع ��وب الأكثر توق� � ًا �إلى ال�سالم‬ ‫والعدال ��ة والم�س ��اواة‪ ،‬ف ��ي مجتم ��ع �أكث ��ر رفاهية‬ ‫وا�ستقرارا"‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪101‬‬


‫‪TEAM‬‬ ‫في خدمتكم لي ًال نهار ًا ‪ 7/7‬و ‪24/24‬‬ ‫ن�ؤمن طلباتكم �إلى جميع المناطق اللبنانية وال�سورية‬ ‫�سيارات مك ّيفة ومج ّهزة ال�سلكي ًا وم�ؤ ّمنة �ضد الحوادث والأ�ضرار الج�سدية‬

‫المن�صورية (المتن)‬ ‫الأ�شرفية (بيروت)‬ ‫هاتف ‪03264534 - 04401458 :‬‬


‫كاترين زيتا جونز ثنائية القطب‬

‫رين زيتا جونز‪ :‬تعاني من مر�ض نف�سي‬

‫كات‬

‫قال ��ت متحدث ��ة با�س ��م كاثري ��ن زيت ��ا جون ��ز ب� ��أن الممثل ��ة دخلت‬ ‫"�إ�ستباقي ��ا"" الى م�صح ��ة للأمرا� ��ض العقلية لتلق ��ي العالج من‬ ‫حال ��ة ثنائية القطب التي تعان ��ي منها‪ .‬كما �أعلن مدير دعايتها في‬ ‫ر�سالة بالبري ��د االلكتروني في �آخر ال�شه ��ر الفائت ب�أن زيتا جونز‬ ‫"ملتزم ��ة الرعاية الدوري ��ة لإدارة �صحتها بطريقة �أف�ضل"‪ .‬قبل‬ ‫عامي ��ن‪ ،‬دخلت الممثلة‪ ،‬الحائ ��زة على جائزة الأو�سك ��ار والبالغة‬ ‫‪� 43‬سن ��ة‪ ،‬الى من�ش�أة مماثلة لتلقي العالج‪ .‬وكانت زيتا جونز �أكثر‬ ‫النج ��وم �إن�شغاال" ف ��ي عالم الفن حيث ظه ��رت �أخيرا" في �أفالم‬ ‫مثل "�صخ ��رة الع�صور"‪ ،‬و"لع ��ب ليبقى"‪" ،‬المدين ��ة المك�سورة"‬ ‫و"الآثار الجانبية"‪ .‬‬ ‫وكان ��ت كاثري ��ن قامت بزي ��ارة "كومبه ميال" ف ��ي الهند في بداية‬ ‫الع ��ام بحثا" عن "ال�سالم والهدوء"‪ .‬وقال ��ت الممثلة الهوليوودية‬ ‫�أي�ض ��ا" �أرادت من خالل رحلته ��ا �أن تدر�س �إمكانية تمثيل فيلم في‬ ‫"بوليوود"‪ .‬لكنها ت�أمل في المقام الأول تح�سين و�ضعها ال�صحي‪.‬‬ ‫"�شخ�صيا"‪ ،‬كنت �أمر بفترة �صعبة في حياتي"‪ ،‬قالت‪" .‬لقد �أردت‬ ‫حقا" زيارة كومبه ميال للحج و�إيجاد راحة البال"‬

‫غوينيث بالترو‪ :‬لست أجمل إمرأة في العالم‬ ‫تق ��ول الممثل ��ة الأميركية غويني ��ث بالترو‬ ‫�أنه ��ا ت�أث ��رت ب�إختياره ��ا م ��ن قب ��ل مجلة‬ ‫"بيبول" ك"�أجمل �إمر�أة في العالم" لعام‬ ‫‪ ،2013‬لكنها قالت "م ��ن الوا�ضح �أن هذا‬ ‫لي�س �صحيح ��ا""‪ .‬وقد �شككت بالترو بهذا‬ ‫الإختيار الخا�ص وهي ت�سير على ال�سجادة‬ ‫الحم ��راء في العر� ��ض الأول ف ��ي هوليوود‬ ‫لفيل ��م "الرج ��ل الحدي ��دي ‪�" ."3‬إن هذه‬ ‫الأم ��ور م�ضحك ��ة‪ ،‬لأنها م ��ن الوا�ضح �أنها‬ ‫لي�س ��ت �صحيح ��ة‪ .‬ولكن الأم ��ر حلو جدا"‬ ‫لت�سميتك بذل ��ك"‪ ،‬قالت الممثل ��ة البالغة‬ ‫م ��ن العم ��ر ‪� 40‬سن ��ة‪" .‬لأن ��ي �أعن ��ي ب�أنه‬ ‫ال يمكن ��ك �أن تق ��ول ذل ��ك‪� ،‬أن ��ت تع ��رف!‬ ‫ولك ��ن الأمر كان رائعا" ج ��دا"‪ .‬وكما قال‬ ‫�صديق ��ي‪ ،‬ان الأم ��ر لطيف ج ��دا" عندما‬ ‫يكون ال�شخ�ص لديه �أطفال‪ ،‬وهو �أم ولي�س‬ ‫ف ��ي الواحدة والع�شرين م ��ن العمر‪ .‬حقا"‬ ‫�إنه �شرف كبير"‬

‫غوينيث بالترو‬

‫على غالف مجلة "بيبول" (‪)People‬‬

‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪103‬‬


‫عالم النجوم‬

‫نور الشريف غير خائف على حرية الفن في ظل األخوان‬ ‫بعدم ��ا ق ��دم دور كبي ��ر ال�صيادي ��ن ف ��ي “عرف ��ة‬ ‫ل ��ذا وجد �أنّ "خل ��ف اهلل" فر�صة للع ��ودة �إلى‬ ‫البح ��ر"‪ ،‬يع ��ود النج ��م الم�صري �إل ��ى �شخ�صية‬ ‫الجلب ��اب ال�صعي ��دي‪ ،‬بعدم ��ا ق ��دم دور كبير‬ ‫ال�صعي ��دي ف ��ي م�سل�س ��ل "خل ��ف اهلل" م ��ع �صبا‬ ‫ال�صيادين في "عرفة البحر" العام الما�ضي‪،‬‬ ‫مب ��ارك‪ ،‬ويط ��ل في جمل ��ة م�شاري ��ع �أوله ��ا فيلم‬ ‫م�شي ��ر ًا �إلى �أنه يتعمد التنقل بين ال�شخ�صيات‬ ‫"جحيم رومان�سي"‪.‬‬ ‫التي يقدمه ��ا منذ احتراف ��ه التمثيل‪ .‬و�أ�ضاف‬ ‫‪ ‬ال ي�شع ��ر ن ��ور ال�شري ��ف بالقلق على الف ��ن وحرية‬ ‫�أ ّن ��ه و ّق ��ع تعاقد ًا م ��ع �شرك ��ة "بانورام ��ا" بعد‬ ‫الإب ��داع في ظ ��ل حك ��م الإخ ��وان الم�سلمي ��ن‪ .‬هو‬ ‫�إعجاب ��ه ب�سيناري ��و "خل ��ف اهلل" قب ��ل �أ�سابيع‬ ‫يث ��ق ب�أنّ الفن مطلب جماهي ��ري مثل الريا�ضة وال‬ ‫قليل ��ة‪ ،‬حي ��ث ب ��د�أ جل�س ��ات العم ��ل مبا�ش ��رة‪،‬‬ ‫ي�ستطي ��ع �أي نظ ��ام الت�أثير فيه مهم ��ا بلغت درجة‬ ‫وبالتالي �سيعر� ��ض الم�سل�سل ح�صري ًا على باقة‬ ‫قن ��وات "بانورام ��ا"‪ .‬و�أو�ض ��ح �أنه يف�ض ��ل دائماً‬ ‫ديكتاتوريته‪� .‬صاح ��ب "�ضربة �شم�س" الذي دخل‬ ‫البالتوه ��ات قبل �أ�سابيع فق ��ط لت�صوير م�سل�سله‬ ‫االنته ��اء من ت�صوير �أعماله قب ��ل رم�ضان‪ ،‬لك ّنه‬ ‫نور‬ ‫ال‬ ‫�شري‬ ‫ف‪:‬‬ ‫الرم�ضاني الجديد "خلف اهلل"‪ ،‬قال �إنّ ارتداءه‬ ‫يعود الى الجلباب ال�صعيدي ال يع ��رف حت ��ى الآن �إذا كان �سي�ستطي ��ع القيام‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫الجلب ��اب ال�صعيدي مجدد ًا ف ��ي الدراما �أمر كان يتمن ��اه منذ تقديمه‬ ‫بذلك هذه المرة‪ ،‬وخ�صو�صا مع دخوله بالتوهات‬ ‫م�سل�س ��ل "الرحاي ��ا"‪ ،‬لك ّنه لم يعثر عل ��ى ال�سيناري ��و المنا�سب �إال قبل الت�صوي ��ر مت�أخ ��ر ًا‪ .‬وي�شدّد هنا عل ��ى ثقته بالمخ ��رج ح�سني �صالح‬ ‫�أ�سابيع‪ ،‬عندما ج ��اءه �سيناريو الم�سل�سل (ت�أليف زكريا ال�سيلي)‪ .‬يرى وقدرته على العمل تحت ال�ضغط من �أجل االلتزام بمواعيد العر�ض‬ ‫الممث ��ل الم�ص ��ري �أنّ الواق ��ع ال�صعيدي مليء بالق�ص� ��ص والحكايات المتفق عليها‪ .‬ويدخل النج ��م الم�صري في تفا�صيل دوره في العمل‬ ‫يج�سد �شخ�صية خلف اهلل الرجل ال�صعيدي المتدين الذي‬ ‫الت ��ي يمكن تقديمه ��ا على ال�شا�شة عل ��ى نحو مختلف‪ ،‬نظ ��ر ًا �إلى كون الجديد‪ّ :‬‬ ‫ال�شخ�صي ��ة ال�صعيدية م�شهورة بقوتها و�صالبتها وذات جذور تاريخية يحظى باحترام محيطه ويعمل على م�ساعدة �أهل القرية التي يعي�ش‬ ‫يمكن �إ�ستلهام العديد من الحكايات منها‪.‬‬ ‫فيه ��ا‪ .‬ويرى �أنّ تفا�صيل العمل تختل ��ف عن م�سل�سل «الرحايا» بما ال‬ ‫ي�ؤك ��د ال�شريف �أ ّنه ال يف�ضل ح�صره في نوعي ��ة محددة من الأدوار‪ ،‬يدع مجا ًال للمقارنة بينهما‬

‫كارول سماحة‪ :‬من عاش في الحروب ال تخيفه الثورة‬ ‫بالج ��ر�أة عينه ��ا الت ��ي عرف ��ت به ��ا ك ��ارول �سماح ��ة ف ��ي �أغانيها‪ ،‬في الكوالي�س‪ .‬بقيت بطلة م�سل�سل "ال�شحرورة" �ساعة كاملة تجيب‬ ‫كان ��ت �أجوبته ��ا كذلك خالل الم�ؤتم ��ر الذي �أقيم ف ��ي القاهرة في ع ��ن �أ�سئلة ال�صحافيين‪ ،‬وتتحدث ع ��ن م�شاريعها الفنية الجديدة‪.‬‬ ‫�إعتبرت �سماحة �أنّ من عا�ش في الحروب على‬ ‫ال�شه ��ر الفائ ��ت للإحتف ��ال ب�إط�ل�اق �ألبومها‬ ‫ً‬ ‫م ��دار ‪ 35‬عام� �ا لن يخ ��اف الث ��ورة‪ ،‬وذلك في‬ ‫"�إح�سا�س"‪ .‬تح ّفظت المغنية عن ذكر �إ�سم‬ ‫ر ّده ��ا على �س�ؤال ع ��ن مدى خوفه ��ا من زيارة‬ ‫حبيبها‪ ،‬و�إكتفت بالق ��ول ب�أنه في نهاية العام‬ ‫المحرو�سة ب�سبب الثورة الم�صرية وتداعياتها‬ ‫ف�سره‬ ‫�سي�سمع المتابعون حدث ًا �سعيد ًا‪ ،‬وهو ما ّ‬ ‫عل ��ى الم�ست ��وى الأمن ��ي‪� .‬أك ��دت المغني ��ة �أن‬ ‫الح�ضور ب�أن ��ه �إعالن زواجه ��ا‪ .‬لكن التح ّفظ‬ ‫ي�ضم �إ�ص ��دار �ألبوم‬ ‫ال‬ ‫�ا"‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫"روتا‬ ‫مع‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫ه‬ ‫تعاقد‬ ‫ومناف�ستها‬ ‫كان �أي�ض ًا عن عالقاتها بمواطنتها‬ ‫ّ‬ ‫غنائ ��ي‪ ،‬لك ��ن "�إح�سا� ��س" ت ��م �إ�ص ��داره كي‬ ‫�إلي�سا‪.‬‬ ‫ت�ستخ ��دم �أغانيه ف ��ي �إ�ستعرا� ��ض "ال�سيدة"‬ ‫�أ ّك ��دت �أن بع� ��ض معجب ��ي الفناني ��ن يقوم ��ون‬ ‫المق ��رر �إنطالق ��ه ف ��ي ‪� 10‬آب (�أغ�سط� ��س)‬ ‫بت�شكي ��ل �أح ��زاب والدخ ��ول ف ��ي �صراعات مع‬ ‫المقبل في "كازينو لبنان" لينطلق �إلى دول‬ ‫�آخري ��ن‪ ،‬كم ��ا يحدث خ�ل�ال حلق ��ات برنامج‬ ‫إلي�سا‪،‬‬ ‫"�إك� ��س فاكتور " بي ��ن معجبيها ومعجبي �‬ ‫�أخرى من بينها م�صر‬ ‫كارول �سماحة‪� :‬إ�ستعرا�ض ال�صيف‬ ‫يعتمد على الغناء المبا�شر‬ ‫على الرغم من �أن العالقة جيدة بين المغنيتين‬

‫‪102‬‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬


‫�أحد �أبطال المالكمة المعروفين‪ .‬ي�صاب بالحيرة‬ ‫يلتق تل ��ك الممر�ضة‪� ،‬أو‬ ‫والده�شة‪ ،‬فه ��و عمره لم ِ‬ ‫يتذك ��ر انه دخل عي ��ادة �أو م�ست�شفى‪� ،‬أو يعاني من‬ ‫�أي مر� ��ض‪ ،‬كي ي�ستعي ��ن بممر�ضة تتول ��ى رعايته‬ ‫طبي� � ًا‪ .‬وهو�أي�ض� � ًا لم يط� ��أ �أبدا" حلب ��ة مالكمة �أو‬ ‫يتذكر �أنه �إلتقى هذا البطل العمالق الذي جمعته‬ ‫به ال�صورة المعلقة على الحائط!!‬ ‫ول ��داه (�أحمد رزق) و(فتحي عبد الوهاب) وكنته‬ ‫زوج ��ة �أحم ��د (رانيا يو�س ��ف) ي�ؤك ��دون للوالد �أن‬ ‫الممر�ضة موجودة في منزله منذ زمن طويل وهي‬ ‫تتولى رعايته ال�صحية منذ خروجه من الم�ست�شفى‬ ‫جراء وعكته ال�صحية الأخيرة‪ ،‬وبت�أكيد من طبيبه‬ ‫�أي�ض� � ًا‪ ،‬الأمر الذي يزيد م ��ن �صدماته المتالحقة‬ ‫ويجعل ��ه م�ش ّو�ش الفك ��ر‪ ،‬وال �سيم ��ا و�أن كل الذين‬ ‫التقاه ��م �أجمع ��وا عل ��ى �أن ��ه م�ص ��اب بمر� ��ض‬ ‫"الألزهايمر"‪ ،‬وال بد من العالج!‬ ‫هذا ال�سياق ال�سل�س والمتراكم للأحداث المتتابعة‬ ‫حتى منت�ص ��ف الفيلم‪ ،‬يوحي للم�شاهد بما اليقبل‬ ‫ال�شك حقيق ��ة عوار�ض مر�ض الن�سيان التي يعاني‬ ‫منه ��ا الوال ��د ع ��ادل �إم ��ام‪ ،‬وحر� ��ص �أوالده عل ��ى‬ ‫�سالمته و�إ�صرارهم على �ضرورة �إخ�ضاعه للعالج‬ ‫وتن ��اول ال ��دواء المنق ��ذ الوحيد لذاكرت ��ه الآخذه‬ ‫بالتدهور �شيئ ًا ف�شيئ� � ًا‪� ...‬إلى �أن تحدث المفاج�أة‬ ‫التي تقل ��ب �أحداث الفيلم ر�أ�س� � ًا على عقب‪ ،‬حين‬ ‫ي�ستيق ��ظ فج�أة �ضمير الممر�ض ��ة‪ ،‬لتف�شي بال�سر‪،‬‬ ‫كا�شفة لعادل �إمام �سيناريو الم�ؤامرة التي يحيكها‬ ‫اوالده بم�شارك ��ة الطبيب والمحام ��ي‪ ،‬للإ�ستيالء‬

‫عادل �إمام‪ :‬النجم الذي لم يتغير‬

‫عل ��ى ثروت ��ه بعدما و�صل ��ت بهم الأم ��ور �إلى حافة‬ ‫الإفال�س‪ ،‬والتهديد بم�صادرة �أمالكهم المرهونة‬ ‫للم�صارف‪.‬‬ ‫عادل �إم ��ام المجروح م ��ن جح ��ود �أوالده‪ ،‬يحاول‬ ‫الإنتق ��ام عبر خطة بديل ��ة بالإتفاق مع الممر�ضة‪،‬‬ ‫لتح ��دث المفارقات الم�ضحك ��ة‪ ،‬ولتنقلب �أحداث‬ ‫الفيل ��م ر�أ�س� � ًا على عقب‪ ،‬في ت�صاع ��د دراماتيكي‬ ‫م�شح ��ون بالمواقف العاطفية الموجع ��ة‪ .‬ف�إ�صرار‬ ‫الأوالد عل ��ى الإ�ستم ��رار ف ��ي تنفي ��ذ مخططه ��م‬ ‫الج�ش ��ع تج ��اه والده ��م‪ ،‬يدفعهم �إل ��ى التورط في‬ ‫�أ�س ��و�أ الأعم ��ال مثل عملي ��ات تهري ��ب المخدرات‬ ‫الوهمي ��ة عبر مطار بيروت‪ ،‬التي خطط لها الوالد‬ ‫بالتواط� ��ؤ مع �صديقه رجل الأعمال اللبناني الثري‬ ‫(رفي ��ق علي �أحمد)‪ ،‬حيث يقعون في قب�ضة رجال‬

‫�أم ��ن المط ��ارات بعد افت�ض ��اح �أمره ��م‪ ،‬لي�ساقوا‬ ‫مخفورين �إلى ال�سجن تمهيد ًا لمحاكمتهم!‬ ‫هذه الأحداث وغيرها من المفارقات المت�سارعة‪،‬‬ ‫حب�س ��ت �أنفا� ��س الم�شاهدين على م ��دى �أكثر من‬ ‫�ساع ��ة ون�ص ��ف‪ ،‬تتجاذبه ��م في خالله ��ا مواقف‬ ‫�إن�سانية م�ؤث ��رة �إلى حد الوج ��ع والبكاء على رغم‬ ‫الإ�ضح ��اك الكثي ��ف والمدرو�س‪ ،‬ولكن ��ه �إ�ضحاك‬ ‫ُم� � ّر في الوق ��ت نف�سه‪ ،‬يحمل في طيات ��ه تراكمات‬ ‫عمر مه ��زوم ومنك�س ��ر ومحطم الأح�ل�ام‪ ...‬فكل‬ ‫الإنت�صارات ال�شبابية ه ��ي وه ٌم و�أ�ضغاث �أحالم‪،‬‬ ‫وكل الإنج ��ازات والنجاحات والأو�سم ��ة والجوائز‬ ‫والأر�صدة المالية �أكاذي ��ب‪� ،‬إذا ما و�صلت مرحلة‬ ‫العم ��ر �إل ��ى حاف ��ة العج ��ز المهي ��ن‪ ،‬وال�شيخوخة‬ ‫مفقودة الكرام ��ة‪ ،‬والن�سيان الموجع لمن �أ�صبحوا‬ ‫غرب ��اء ف ��ي الذاك ��رة الممحي ��ة‪� .‬إنه ��ا الحقيق ��ة‬ ‫الموجع ��ة التي �أبكت عادل �إم ��ام فعلي ًا في الفيلم‪،‬‬ ‫والت ��ي �أبكت معه الجمه ��ور‪ ،‬حين التق ��ى �صديقه‬ ‫المتقاعد في م�ست�شفى الم�سنين (�سعيد �صالح)‪،‬‬ ‫الفاق ��د ل�ص ��ور ما�ضي ��ه وحا�ض ��ره ما خ�ل�ا بع�ض‬ ‫الذكري ��ات ال�ضبابية‪� ،‬أيام المظاهرات الطالبية‪،‬‬ ‫والث ��ورة النا�صري ��ة‪ ،‬وحرب �أكتوب ��ر‪ ،‬وغيرها من‬ ‫الذكريات التي تراكم عليها غبار التاريخ‪ ،‬والتب ُّول‬ ‫العف ��وي ف ��وق كل الما�ض ��ي‪ ،‬ال ��ذي �أخ ��ذ ي�صيب‬ ‫�صديق ��ه الجال� ��س على مقع ��د حديق ��ة م�ست�شفى‬ ‫الم�سنين دون �أي �شعور �أو �إدراك!!‬ ‫�إنه "�ألزهايمر"‪� ،‬أو ما ب ��ات ُيعرف بمر�ض التب ُّول‬ ‫الق�سري على النف�س!!‬

‫لقطة من "زهايمر"‬ ‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪105‬‬


‫نقد �سينمائي‬

‫بعد خيبته من ف�شل فيلم "بوبو�س"‬

‫عادل إمام يعيد الضحكة المنسية‬ ‫إلى السينما العربية في "زهايمر"‬ ‫عل��ى الرغم م��ن تراج��ع ال�سينما‬ ‫العربية ف��ي ال�سن��وات الما�ضية‪،‬‬ ‫يط��ل علينا الفنان عادل �إمام بفيلم‬ ‫جديد عنوانه "زهايم��ر" ليذكرنا‬ ‫ب�أنه ما زال هن��اك �أعمال �سينمائية‬ ‫مميزة في عالمنا العربي‪.‬‬ ‫بيروت ‪ -‬جوزف قرداحي‬ ‫خيبة الأم ��ل التي �أ�صابت ع ��ادل �إمام‬ ‫جراء ف�شل فيل ��م "بوبو�س" جماهيري ًا‬ ‫من ��ذ �سنوات‪� ،‬أزيحت نهائي ًا عن كاهل نجم �شباك‬ ‫التذاك ��ر العربي الرائد‪ ،‬منذ العر�ض الأول لفيلمه‬ ‫"زهايم ��ر"‪ ،‬الذي حقق �إيرادات لم يكن يتوقعها‬ ‫منتج ��و الفيل ��م في ظل �أزم ��ة ال�سينم ��ا الم�صرية‬ ‫الراهنة‪.‬‬ ‫هذا النج ��اح الالفت ي�ؤكد حقيقتين‪ :‬الأولى‪ ،‬وهي‬ ‫�أن جمه ��ور ال�سينما ال يزال الناقد الأهم للأعمال‬ ‫ال�سينمائي ��ة‪ ،‬كائن ًا م ��ن كان نجومه ��ا‪ .‬والحقيقة‬ ‫الثاني ��ة هي �أن ع ��ادل �إم ��ام ال ي ��زال متربع ًا على‬ ‫عر�ش الكوميديا في م�صر ومن دون منازع‪.‬‬ ‫قد يع ��ود الف�ض ��ل الأول في نج ��اح "زهايمر" �إلى‬ ‫الكات ��ب نادر �ص�ل�اح الدي ��ن‪ ،‬الذي ع ��رف كيفية‬ ‫توظي ��ف الق�ص ��ة المطروح ��ة �أ�ص ًال ف ��ي كثير من‬ ‫الأفالم الأميركي ��ة لتقارب المجتمع الم�صري ولو‬ ‫ببع� ��ض المبالغة‪ ،‬ولتن�سجم بالتال ��ي مع �شخ�صية‬ ‫ع ��ادل �إمام الطيعة و�إن بح ��دود ب�صمته الخا�صة‪،‬‬ ‫الت ��ي �أعطته هذا الح�ض ��ور الممتد عل ��ى م�ساحة‬ ‫الوطن العربي!‬ ‫الرجل الثري (عادل �إمام) الذي ي�ستفيق �صباحاً‬ ‫ف ��ي فرا�ش ��ه‪ ،‬ليج ��د نف�سه �أم ��ام ممر�ض ��ة غريبة‬ ‫تح ��اول م ��ده بال ��دواء (نيلل ��ي كري ��م)‪ ،‬ولي�شاهد‬ ‫�أمام ��ه عل ��ى الجدار �ص ��ور ًا قديمة ل ��ه وهو يالكم‬ ‫‪104‬‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫المل�صق الإعالني لفيلم "زهايمر"‬


‫�سيلين يزبك‪ ،‬وجويا وكابي و�شارل هندي‬

‫اللواء جورج قرعة وقرينته‬

‫رئي�س بلدية كفرحونة �سامي عي�سى وقرينته غادة‬

‫رئي�س بلدية �سرجبال طوني �أبو رجيلي وقرينته‬

‫مي�شال و�أوجيني حجار‬

‫مي�شال و�أليان داوود‬ ‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪107‬‬


‫مجتمع‬

‫عشاء كاثوليكي في بيروت‬ ‫�أحي ��ت رابط ��ة ال ��روم الكاثولي ��ك الملكيين في لبنان حفل ع�ش ��اء في مطع ��م "زون" "‪ "Zone‬في الدكوانة ح�ضرت ��ه نخبة من الوجوه الديني ��ة والإجتماعية‬ ‫والع�سكرية تقدمهم المطران كريللو�س ب�ستر�س‪ .‬وكانت منا�سبة للح�ضور للتطرق الى �آخر ن�شاطات الرابطة والم�شاريع المزمع تنفيذها‪.‬‬

‫رئي�س الرابطة مارون �أبو رجيلي‬

‫مي�شال الخوري وقرينته مهى‬

‫العقيد �ألبير نجيم وقرينته‬

‫‪106‬‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫المطران كريللو�س ب�ستر�س مع رئي�س و�أع�ضاء الرابطة‬

‫العميد �سليمان وكلود بو رزق وندى ن�صار‬

‫دكتور �إيلي غاريو�س وقرينته ريما‬


‫غداء لبناني خيري في لندن‬ ‫دع ��ا �أع�ض ��اء م ��ن الجالية اللبنانية في العا�صمة البريطانية الى حفل غداء خيري في مطعم مرو�ش الواقع في �أك�سفورد �ستريت في لندن �أحيته المطربة حنان‬ ‫(ت�صوير طوني كيال)‬ ‫�أحمد‪ .‬ح�ضر الحفل ح�شد من رجال مال و�أعمال و�إعالم لبنانيين‪ .‬‬

‫غ�سان �أبو عبدالله وقرينته �سوزان‬

‫�سيزار ودينا �أبو عبدالله‬

‫فا�ضل ال�سعد وقرينته‬

‫جينيفر نادر‬

‫ديزي المر‬

‫جوزيف حا�صباني‬

‫معروف و�إيفا عيد‬

‫�سعيد يزبك وقرينته‬

‫مارون غ�صن وقرينته‬ ‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫ناجي جامو�س‬

‫‪109‬‬


‫مجتمع‬

‫ملتقى المرأة العربية واالقتصاد العالمي في لندن‬ ‫رعت ال�شيخة الدكتورة هند بنت عبد العزيز القا�سمي‬ ‫ملتقى "المر�أة العربية والإقت�صاد العالمي" الذي عقد‬ ‫�أخيرا" في العا�صمة البريطانية لندن في �إطار تعزيز‬ ‫الحوار بين رجال و�سيدات االعمال العرب ونظرائهم‬ ‫الغربيي ��ن من خبراء ف ��ي الإقت�ص ��اد العالمي‪ ،‬وفهم‬ ‫دور الم ��ر�أة العربية ف ��ي الحياة العام ��ة والم�ؤ�س�سات‬ ‫الحكومية وغير الحكومية والتجارية والأكاديمية‪.‬‬ ‫و�أقي ��م الملتقى بالتعاون بي ��ن "غرفة التجارة العربية‬ ‫البريطاني ��ة" و "�إتح ��اد غ ��رف دول مجل� ��س التعاون‬ ‫لدول الخليج العربية" و "مجل�س الوحدة االقت�صادية‬ ‫العربي ��ة" و "جمعي ��ة �سي ��دات االعم ��ال البحرينية"‪.‬‬

‫و�ش ��ارك ف ��ي الملتق ��ى ال ��ذي عق ��د ف ��ي مق ��ر غرفة‬ ‫التج ��ارة العربية البريطانية في لن ��دن كوكبة من ‪16‬‬ ‫دولة خليجية وعربي ��ة واوروبية من �سيدات و�أ�صحاب‬ ‫الأعم ��ال لإب ��راز دور الم ��ر�أة الخليجي ��ة والعربية في‬ ‫مجال الأعمال ولتو�سيع دائ ��رة التعاون لتر�سيخ فكرة‬ ‫التوا�ص ��ل ومد ج�سور التعاون بين ن�ساء العالم وايجاد‬ ‫�شراكات ثنائية بين الطرفين‪.‬‬ ‫وق ��د �صاحب الملتق ��ى عر�ض �أزياء �أقي ��م في فندق‬ ‫انتركونتيننت ��ال ب ��ارك لي ��ن ‪ -‬لن ��دن‪ .‬وف ��ي خت ��ام‬ ‫الملتقى تم توزي ��ع �شهادات �شكر وتقدير الى الوفود‬ ‫(ت�صوير طوني كيال)‬ ‫الم�شاركة‪ .‬‬

‫ال�شيخة الدكتورة هند عبدالعزيز القا�سمي‬

‫الم�صممة الإماراتية نازك ال�صباغ تحيي الح�ضور برفقة عار�ضتين لأزيائها‬

‫زي عربي على ج�سم غربي‬

‫م�صممة الأزياء الم�صرية منتهى العجيل تتو�سط عار�ضات �أزيائها‬

‫‪108‬‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫م�صممة الأزياء فريال الب�ستكي تتو�سط عار�ضات �أزيائها‬

‫الم�صممة الإماراتية عائ�شة ال�شام�سي تتو�سط عار�ضات �أزيائها‬


‫وتيا �صابر‬ ‫مكرم ّ‬

‫زينة جانبيه‪ ،‬وطوني بري�س‪ ،‬ومايا دياب‪ ،‬ونيكول جبران‪ ،‬وعلي جفّال‬

‫كري�ستينا �صوايا‬

‫زينة جمباي‬

‫ملكة جمال لبنان ريتا �شيباني و�شقيقتها رومي‬

‫لوقا لمع و�إيل�سي عقيقي‬

‫العميد �شارل عطا وقرينته غادة‬

‫ليلى عجم‬ ‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪111‬‬


‫مجتمع‬

‫مصمم الحفالت يقيم أم الحفالت‬ ‫�أقام م�صمم الحفالت اللبناني طوني بري�س حفل �إ�ستقبال كبيرا " تخلله ع�شاء ومو�سيقى وغناء وذلك في بلدة �شننعير في ك�سروان ‪ -‬لبنان‪ .‬ح�ضر الحفل عدد‬ ‫كبير من وجوه المجتمع المخملي في وطن الأرز بالإ�ضافة الى �أهل الفن والأعمال والإعالم‪.‬‬

‫زاهي وربيعة وهبه‬

‫‪110‬‬

‫جو رعد و�إيمان يا�سين‬

‫ديان و�شنتال اليا�س‬

‫ح�سون‬ ‫علي ونيلي ّ‬

‫دياال مكي وكلود فغال‬

‫وداد مرعبي‬

‫ليلى عجم وعبد محفوظ‬

‫�أنطوان وكلود حبيب‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬


‫تجمع رجال األعمال اللبنانيين يولم لسفيرة اإلتحاد األوروبي في بيروت‬ ‫�أق ��ام تجم ��ع رج ��ال الأعم ��ال اللبنانيي ��ن برئا�س ��ة ف� ��ؤاد زمكحل غ ��داء على‬ ‫�ش ��رف �سفيرة الإتح ��اد الأوروبي لدى لبنان �أنجلينان ��ا �إيخهور�ست في مطعم‬ ‫"لوماي ��ون" (‪ )Le Maillon‬في الأ�شرفية‪ ،‬الذي يديره كميل نجيم‪ .‬ح�ضر‬ ‫الغ ��داء عدد م ��ن وزراء حكومة ت�صريف الأعم ��ال‪ ،‬وبع�ض الن ��واب‪ ،‬و�سفراء‬

‫�إ�سباني ��ا‪ ،‬وقبر� ��ص‪ ،‬و�سوي�سرا‪ ،‬وبلغاري ��ا‪ ،‬ورومانيا‪� ،‬إ�ضافة ال ��ى بع�ض رجال‬ ‫المال والأعمال ولإعالم‪.‬‬ ‫وك ��ان الغ ��داء منا�سبة لإجراء حوار مفتوح مع ال�سفي ��رة ال�ضيفة التي �أفا�ضت‬ ‫بردودها من دون �أي �إحراج‪.‬‬

‫الوزير ناظم خوري‪ ،‬والأب �سليم دكا�ش‪ ،‬والوزير وليد الداعوق‬

‫الوزير نقوال �صحناوي‪� ،‬سفيرة الإتحاد الأوروبي �أنجلينانا �إيخهور�ست‪ ،‬وف�ؤاد زمكحل وجوزيف طربيه‬

‫�سفير رومانيا دانيال تانا�س و�إنطوان �إقليمو�س و�إبراهيم نجار‬

‫عبدالله �ضومط‪ ،‬وناجي فيا�ض‪ ،‬ون�صري دياب‬

‫�سنتيا غبريل وفادي الداعوق‬

‫محيي الدين غنوم و�سامي �سعادة‬

‫�سامي خياط مع �أنطوان و�إيلي عون‬

‫�إبراهيم نجار والأب برونو �سيون‬ ‫‪Issue 8 - May - 2013‬‬

‫‪113‬‬


‫مجتمع‬

‫تكرم مازن صالحة‬ ‫جامعة الحكمة في بيروت ّ‬ ‫بدع ��وة من رئي�سه ��ا المون�سنيور كميل مب ��ارك‪ ،‬وتحت رعاية وزي ��ر ال�سياحة‬ ‫ف ��ادي عبود‪ ،‬ك ّرم ��ت جامعة الحكمة ف ��ي بيروت‪ ،‬رئي�س مجل� ��س �إدارة �شركة‬ ‫الفنادق اللبنانية الكبرى مازن �صالحة‪ ،‬في �إحتفال حا�شد نظمته كلية العلوم‬ ‫الفندقي ��ة المتعاون ��ة م ��ع المعهد الفندقي ف ��ي لوزان‪ ،‬في ح ��رم الجامعة في‬

‫ممثل وزير ال�سياحة رامز بو نادر‪ ،‬ومازن �صالحة‪،‬‬ ‫والمون�سنيور كميل مبارك‬

‫ندى دويري‬

‫مازن �صالحة‪ ،‬وتمارة �صالحة ‪ ،‬وروجيه ن�سنا�س‬

‫مي �شدياق‪ ،‬وجيهان ميرزا‪ ،‬وهدى �صالحة‪ ،‬ومنى زنتوت‬

‫مي�شلين بعقليني وكريم حماده‬

‫‪112‬‬

‫الأ�شرفي ��ة‪ ،‬و�شاركت فيه �إلى عائلة المحتفى ب ��ه‪� ،‬شخ�صيات من عالم المال‬ ‫والأعم ��ال وال�سياحة والإقت�ص ��اد‪ .‬وكان التكريم منا�سب ��ة لعر�ض وثائقي عن‬ ‫فندق فيني�سيا ال�شاهد على ال�سالم والحرب في لبنان‪ ،‬وتحية لنجيب �صالحة‬ ‫العمالق في عالم ال�سياحة اللبنانية‪.‬‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫مي�شال تويني وفار�س بويز‬

‫جومانا �سالمة‪ ،‬وكلود ونهاد دمو�س‬

‫هالة و�سعيد �أبو عز الدين‬

‫ف�ؤاد ولورا تابت‬


At each stage of the process the pallets were loaded and unloaded within minutes. Etihad utilised one of its new A330-200 freighter aircraft, which provides state-ofthe-art temperature control technology, to transport the endangered species. The sturgeons transported at sea were brought from Germany by road to a European sea harbour in specially prepared transport containers, which guarantee stable conditions in terms of water quality and temperature. The containers are shipped by sea from Europe to Jebel Ali in the UAE. In the period starting from March to midyear, a consignment is planned every week until the replacement stock is completed successfully.

phone: +961 1 998010 fax: +961 1 998020 e-mail: office@ufti.co

But before the first „made in Abu Dhabi“ caviar can be produced, about 130,000 sturgeons have to cover a journey of thousands of kilometres with air and sea freight. The bigger sturgeons were shipped by the Abu Dhabi-based airline Etihad. Each of these sturgeons was transported in a specially designed container in a temperature controlled environment which was always between 10 and 15 degrees centigrade.

A modern sustainable fish farm has now come up on the approximately 61,000 square meters of land, which is now completely populated by sturgeons. In order to avoid having to wait for a full growth period of about 4 to 4.5 years, older and therefore larger fish are transported alive. Thus the first premium caviar is expected to be produced by the end of 2011.

„Caviar from the desert“: This aquaculture project sets special standards in many respects. Not just the fact that the world‘s largest recirculatory plant for sturgeon and the production of premium caviar has come up in Abu Dhabi, the project requires exceptional logistical effort. Starting from March 2011, a total of 140 tons of live fish will be transported from Europe to the capital of the United Arab Emirates by sea and air using internally developed, complex processes. This visionary project of immense dimensions has been commissioned by the Arabian Bin Salem group. The investor has appointed United Food Technologies AG (UFT AG, Weinheim / Germany), who specialise in the planning and design of aquaculture projects, for the construction of the world‘s largest recirculatory plant for sturgeon.

German-Arabic technology and expertise for modern aquaculture solutions

UFT AG, as part of United Food Technologies International, a German-Arabic joint venture located in Beirut/Lebanon, has already successfully implemented this technology in several plants worldwide. Many years of experience combined with research and development gives UFTI significant technological advantage in the construction and operation of recirculation systems and a unique feature in the production of sturgeons and caviar. A specific feature of the aquaculture technology is the highly efficient and ecologically friendly system.

The final stage of the plant is designed for a capacity of 32 tons of premium quality caviar per year and an annual production of 490 tons of sturgeon - dimensions which were previously unknown in the production of premium caviar from aquaculture. United Food Technologies AG, which has extensive knowledge in planning and design of modern aquaculture plants, has realized the project based on its patented and proven recirculatory technology. The so-called „Recirculating Aquaculture Systems“ (RAS) is considered by many experts as the most advanced aquaculture technology, both from the economical and environmental perspective.

Caviar from the desert

TECHNOLOGIES International S.A.L.

United Food Technologies International S.A.L. Beirut Souks – South Area – Allenby Street Level 3, Bloc W, Louis Vuitton Building C.R. 1901811 Beirut, Lebanon

www.uftag.com


‫�آخر العنقود‬

‫تماسيح وعفاريت!!!‬ ‫بقلم محمد لديب‬ ‫كنت ش��خصيا" ال أؤمن بالمصادفات وال بالتماسيح والعفاريت البشرية‬ ‫في حياتي المهنية والشخصية‪ ،‬كما في الجانب المتع ِّلق برؤيتي لألشياء‬ ‫والحك��م عل��ى األش��خاص ومواقفهم‪ ...‬لكن م��ع نهاية الش��هر الفائت‪،‬‬ ‫وبالضبط يوم السبت األخير من شهر نيسان (إبريل) كاد رئيس الحكومة‬ ‫المغربية أن يغ ِّير رأيي بالنسبة الى هذا الموضوع‪ .‬كيف؟‬ ‫الحكاية بدأت يوم الجمعة في ‪ 20‬نيسان (إبريل) المنصرم عندما أصيب‬ ‫أحم��د (والد أحد معارفي) بأزمة قلبية إضط�� ّرت أبناءە في اليوم التالي‬ ‫إلى اإلس��راع لنقله إلى مستش��فى حكومي في ال��دار البيضاء ﻹنقاذ ما‬ ‫يمكن إنقاذە‪.‬‬ ‫س��ارع كل أفراد أس��رة أحمد‪ ،‬الذي تجاوز عمرە الواحد والستين ربيعا"‪،‬‬ ‫في ليلة يوم الس��بت إل��ى مرافقة المري��ض إلى جناح أم��راض القلب‬ ‫والش��رايين في المستش��فى الجامعي في الدار البيض��اء‪ .‬وهناك إنتظر‬ ‫أحم��د ومعه أبناؤە بض��ع دقائق (‪ 90‬دقيقة !!!) قب��ل أن يأتي الطبيب‬ ‫المسؤول و"يكشف" عليه ويفحصه‪ .‬على األثر أخبرهم أن حالة والدهم‬ ‫متدهورة وتس��تدعي تدخال" طبيا" عاجال"‪ ،‬مؤكدا" عليهم أنهم مطالبون‬ ‫بإس��تقدام بعض "اآلالت المساعدة" لزراعتها في القلب‪ ،‬وهي عبارة عن‬ ‫نوابض يبلغ سعر الواحد منها ‪ 1900‬يورو بالتمام والكمال‪ ،‬معلنا" لهم أن‬ ‫كلفة العملية ستتجاوز ‪ 12‬ألف يورو فقط !!!‬ ‫بطبيعة الحال س��ألهم الطبيب الجراح عن حس��ن ني��ة إذا كان والدهم‬ ‫يتوف��ر على التغطية الصحي��ة‪ ،‬أو لديه بطاقة اإلس��تفادة من الخدمات‬ ‫الصحية الحكومية المجانية (التي من المفروض أن يحصل عليها الفقراء)‬ ‫لكن الجواب كان ‪ ...‬بالنفي!!!‬ ‫تدخل اإلبن المكلوم في محاول��ة منه ﻹيجاد طريقة يقنع فيها الطبيب‬ ‫بإج��راء العملية في إنتظار الحصول عل��ى هذە البطاقة‪ ،‬مؤكدا" له أنهم‬ ‫ال يس��تطيعون دفع تكاليف هذە العملية التي ستنقذ حياة والدهم من‬ ‫الموت المحقق‪.‬‬ ‫لكن الطبي��ب أكد أنه ال مجال ﻹجراء العملية من دون الدفع المباش��ر‬ ‫لتكاليفه��ا أو التوفر عل��ى بطاقة الخدمات الصحي��ة المجانية!!! لكنهم‬ ‫واجهوا الطبيب بأن أعضاء الحكومة وخصوصا" رئيس��ها اإلسالمي ووزير‬ ‫صحتها اليس��اري أك��دوا أكثر من مرة أن المستش��فيات العمومية تفتح‬ ‫أبوابه��ا أم��ام الفقراء‪ ،‬لكنهم ل��م يفلحوا في مطلبهم ول��م يجدوا آذانا"‬ ‫صاغية‪ .‬وبذلك تأكدوا من أن الش��عارات التي يرفعها أكبر حزب إسالمي‬ ‫في المغرب هي ش��عارات موجهة لإلستهالك اإلعالمي‪ ،‬متبعا" بذلك نهج‬

‫‪114‬‬

‫العدد ‪� - 8‬أيار (مايو) ‪٢٠١3 -‬‬

‫األحزاب اإلس�لامية التي تسلمت مقود تس��يير دواليب الحكم في دول‬ ‫ما يس��مى "الربيع العربي"‪ .‬فما كان من أفراد أس��رة أحمد سوى العودة‬ ‫بوالدهم إلى المنزل في انتظار الفرج!‬ ‫أم��ا اإلبن الحائر فقد توجه الى كل معارف��ه بحثا" عن طريقة أو مخرج‬ ‫للحص��ول على تلك البطاقة الس��حرية ك��ي يتمكن من إج��راء العملية‬ ‫الجراحية لوالدە‪ .‬وإس��تطاع أخيرا" بلوغ مرادە مساء يوم الجمعة في ‪27‬‬ ‫نيس��ان (أبريل)‪ .‬وبدأت على األثر اإلستعدادات يوم السبت لنقل الوالد‬ ‫إلى المستشفى‪.‬‬ ‫ف��ي ه��ذە األثناء كان رئي��س الحكوم��ة المغربية‪ ،‬اإلس�لامي عبد اإلله‬ ‫بنكيران‪ ،‬يص ّرح أمام شبيبة حزبه "العدالة والتنمية" ويعلن “إننا سنتحمل‬ ‫المسؤولية كاملة ولن نتراجع عن محاربة المفسدين”‪.‬‬ ‫وأض��اف بنكيران في هذا اللقاء‪“ :‬في كل مرة يظهر س�لاح من أس��لحة‬ ‫التشويش على هذە الحكومة وعلى نيتها في االصالح تخدم أجندة بعض‬ ‫الجهات التي تش�� ّوش على الحكومة”‪ ،‬م��ن دون أن يذكر هذە الجهات‬ ‫باإلسم‪.‬‬ ‫لكن الس��ؤال هنا الذي يطرح نفس��ه هو الس��بب ال��ذي يدفع بنكيران‬ ‫إلى التحدث عن التماس��يح والعفاريت (التي دخلت القاموس السياسي‬ ‫المغربي مع بداية حكومة بنكيران)‪ ،‬في كل مناس��بة‪ ،‬ويتفادى الخوض‬ ‫ف��ي المش��اكل الكبرى التي تواج��ه المغرب والمغارب��ة‪ ...‬في قطاعات‬ ‫التعليم والقضاء والصحة واالقتصاد‪...‬‬ ‫خالل هذە الفترة‪ ،‬أي في الوقت الذي كان رئيس الحكومة المغربي يبعث‬ ‫برس��ائله التي ال يفهمها إلاّ هو ومن يساندە‪ ،‬توفي أحمد‪ ...‬بسبب عجز‬ ‫حكوم��ة بنكيران عن توفير خدمات صحية حقيقي��ة لجميع المغاربة‪...‬‬ ‫ترجح‬ ‫خدمات صحي��ة تتعامل مع المواطن كإنس��ان‪ ....‬خدمات صحية ّ‬ ‫كفة معالجة الحاالت المستعجلة بمرونة بعيدا" من "المساطر" اإلدارية‬ ‫المع ّقدة‪ ....‬لكن يبدو أن الس��يد رئيس حزب العدالة والتنمية ّ‬ ‫يفضل أن‬ ‫يش��غل نفسه بالعفاريت والتماسيح واألش��باح‪ ...‬لتبرير عجز حزبه أمام‬ ‫تنفي��ذ وعودە بالتغيير التي أطلقها للظفر بغالبية البرلمان المغربي قبل‬ ‫سنة ونيف!!!‬ ‫عج ٌز يحيلنا إلى نتائج ما يسمى بـ"الربيع العربي" التي جاءت باألحزاب‬ ‫اإلس�لامية إلى السلطة‪ ...‬حيث أظهرت عدم قدرتها على ترجمة وعودها‬ ‫بتحوي��ل ال��دول العربية إلى "جنة" ش��رط إس��تحواذها عل��ى "كعكة"‬ ‫السلطة!!!‬


Khalidiya Street - Abu Dhabi - UAE Tel: +971 2 6813741 brioni.com

TO BE ONE OF A KIND


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.