عن المثلية الجنسية

Page 1

‫عن‬ ‫المثليّة الجنسيّة‬

‫‪1‬‬


‫مقدمة‬

‫‪2‬‬

‫فهرس‬

‫‪3‬‬


‫مصطلحات أساس ّية في امليول اجلنس ّية وال ُهو ّية اجلندر ّية‬ ‫اجلنسية (‪)Sexual Identity‬‬ ‫وية‬ ‫ُ‬ ‫اله ّ‬ ‫ّ‬ ‫العاطفي ��ة‪ ،‬إذا كانت‬ ‫و‪/‬أو‬ ‫ة‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫اجلن‬ ‫مبيولها‬ ‫�ق‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ّ‬ ‫يتع‬ ‫ما‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫�ها‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫لنف‬ ‫الذات‬ ‫�ف‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫تعر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫مثلية‪،‬‬ ‫نوعها‪:‬‬ ‫عن‬ ‫مختلف‬ ‫أو‬ ‫بيولوجي مماثلٍ لنوعها‬ ‫اجتماعي أو نوع‬ ‫متي ��ل لنو ٍع‬ ‫ٍّ‬ ‫ٍّ‬ ‫ّ‬ ‫الهويـــــــــة اجلنس � ّ�ية من خمس� �ــة عناصر أساس � ّ�ية‪:‬‬ ‫مغاي ��رة‪ ،‬أم آخــــــــــ ��ر‪ .‬تتكــــ � ّ�ون‬ ‫ّ‬ ‫االجتماعي‪ ،‬امليول اجلنس � ّ�ية‬ ‫اجلن ��س البيولـــــوج � ّ�ي‪ ،‬ال � ّ�دور االجتماع � ّ�ي‪ ،‬الن ��وع‬ ‫ّ‬ ‫اجلنسي‪.‬‬ ‫والسلوك‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫البيولوجي (‪)Biological Sex‬‬ ‫اجلنس‬ ‫ّ‬ ‫الفيزيولوجي ��ة‪-‬‬ ‫عن ��د ال ��والدة يت � ّ�م تعري ��ف اإلنس ��ان بحس ��ب خصائ ��ص اجلس ��د‬ ‫ّ‬ ‫التناسلية) كأنثى أو كذكر‪.‬‬ ‫البيولوجية (الكروموزومات‪ ،‬الهرمونات‪ ،‬األعضاء‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫البيولوجي‬ ‫اجلنس‬ ‫و‬ ‫ثنائي‬ ‫ون‬ ‫ويسم‬ ‫اجلنسني‬ ‫كال‬ ‫من‬ ‫خصائص‬ ‫األفراد‬ ‫بعض‬ ‫ميتلك‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫البيولوجي ال يح � ّ�دد‪ ،‬بالضرورة‪ ،‬امليول اجلنس � ّ�ية أو‬ ‫أو "إنترس ��كس"‪ .‬اجلن ��س‬ ‫ّ‬ ‫االجتماعي)‪.‬‬ ‫اجلندرية (النوع‬ ‫وية‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫اله ّ‬ ‫ّ‬ ‫البيولوجي (‪)Intersex‬‬ ‫ثنائي اجلنس‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وخارجية مختلطة أو مزدوجة تش ��به‬ ‫داخلية‬ ‫الش ��خص الذي ُولد بأعضاء جنس � ّ�ية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أعضاء الذكر و‪/‬أو األنثى‪ ،‬حسب املعايير املعهودة في مجتمعنا‪ .‬قد تكون هناك‬ ‫انوي ��ة‪ ،‬أو غيرها من‬ ‫اختالف ��ات‬ ‫عضوي ��ة أو اختالفات في اخلصائص اجلنس � ّ�ية ال ّث ّ‬ ‫ّ‬ ‫حُـــــــدد بش ��كل قاطــع كذكر‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫والتي‬ ‫ــــا‪،‬‬ ‫ه‬ ‫نعرف‬ ‫ال‬ ‫أو‬ ‫ــــــا‬ ‫ه‬ ‫نعرف‬ ‫التي‬ ‫�ات‬ ‫�‬ ‫االختــــــالف‬ ‫ّ‬

‫‪4‬‬

‫البيولوجي‬ ‫لثنائية اجلن ��س‬ ‫أو كأنث ��ى حس ��ب املعايير املقبول ��ة‬ ‫ًّ‬ ‫اجتماعيا‪ .‬ال عالق ��ة ّ‬ ‫ّ‬ ‫اجلنسية‪.‬‬ ‫بامليول‬ ‫ّ‬ ‫االجتماعي ( ‪)Role Gender‬‬ ‫الدور‬ ‫ّ‬ ‫تعري ��ف املجتم ��ع لل ��ذات‪ .‬يرب ��ط املجتمع ب�ي�ن اجلن ��س البيولوجي (ذك ��ر وأنثى)‬ ‫وال ��دور االجتماع ��ي (أنوثة ورجول ��ة‪ .‬األنوثة والذك ��ورة في املجتم ��ع تعود إلى‬ ‫اجتماعي ما (املالبس واملوضة)‬ ‫�دي أو اهتمام‬ ‫�لوكيات‪ ،‬ش ��كل جس � ّ‬ ‫مجموعة س � ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُترب ��ط‪ ،‬عاد ًة‪ ،‬بالنس ��اء (األنوث ��ة) أو بالرجال (الذكورة‪/‬الرجول ��ة) في املجتمع‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫�ائي‪،‬‬ ‫ي ��رى ا ُملجتم ��ع الذكورة كردي ��ف ملَا هو رجال � ّ�ي‪ ،‬واألنوثة كرديف ملَا هو نس � ّ‬ ‫(املركبات املنس ��وبة للذك ��ورة) ال تقتصر‪ ،‬بالضرورة‪ ،‬على امليدان‬ ‫أن الذكورة‬ ‫ّ‬ ‫إال ّ‬ ‫النسائي فقط‪.‬‬ ‫أن األنوثة ال تقتصر‪ ،‬بالضرورة‪ ،‬على امليدان‬ ‫الرجالي فقط‪ ،‬كما ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ذكوريات في كلّ ما يتعلّق بالس ��لوك‪ ،‬اللباس‪ ،‬أو‬ ‫يكن‬ ‫أن‬ ‫املمكن‬ ‫من‬ ‫�اء‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫هناك ن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أنوثيني من ناحية‬ ‫الهيئ ��ة‬ ‫اخلارجية‪ ،‬وبالقدر نفس ��ه من املمكن للرجال أن يكون ��وا ّ‬ ‫ّ‬ ‫نواح عديدة‪.‬‬ ‫من‬ ‫أو‬ ‫معينة‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫وأغلبية‬ ‫الس ��ائدة‬ ‫ال ��دور االجتماع � ّ�ي ه ��و من صن ��ع أملجتم ��ع وثقافت ��ه‪ ،‬وأف ��كاره ّ‬ ‫ّ‬ ‫والرجولة في املجتمع وتضعف م ��ن مكانة األنثى‬ ‫ا ُملجتمع ��ات تع � ّ�زز مكانة الذك ��ر ّ‬ ‫واملرأة فيها‪.‬‬ ‫اجلندرية أو امليول اجلنس � ّ�ية‬ ‫الهوية‬ ‫البيولوجي‪،‬‬ ‫حتدد ال ّن ��وع‬ ‫الذك ��ورة أو األنوثة ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مثلية اجلن ��س‪ ،‬وليس كلّ رجلٍ‬ ‫أنثويٍ‬ ‫كل امرأة‬ ‫ل ��دى اإلنس ��ان؛ ليس ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ذكورية هي ّ‬ ‫مثلي اجلنس‪.‬‬ ‫هو ّ‬ ‫‪5‬‬


‫اجلندرية) (‪)Gender Identity‬‬ ‫(الهوية‬ ‫االجتماعي‬ ‫ال ّنوع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مطية لألنواع‬ ‫تعريف الذات لنفس ��ها بحس ��ب متاثله ��ا م ��ع األدوار‬ ‫االجتماعي ��ة ال ّن ّ‬ ‫ّ‬ ‫اجتماعيا إلى‬ ‫البيولوجية‪ :‬هل هي رجل أم امرأة؟ هل هي صاحبة صفات تنسب‬ ‫ًّ‬ ‫ّ‬ ‫أن هناك‬ ‫األدوار‬ ‫مع‬ ‫تتماثل‬ ‫هل‬ ‫ساء؟‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫إلى‬ ‫أم‬ ‫الرجال‬ ‫االجتماعية املوجودة؟ جند ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فون‪/‬يعرفن‬ ‫يعر‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫هناك‬ ‫كرجال؛‬ ‫ا‪،‬‬ ‫اجتماعي‬ ‫أنفسهم‪،‬‬ ‫فون‬ ‫عر‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫بيولوجي‬ ‫إناثًا‬ ‫َ‬ ‫ًّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ًّ ُ ّ‬ ‫أن هناك من يعمل على‬ ‫أنفسهم‪/‬ن كنساء أو كرجال حسب النظرة‬ ‫النمطية‪ ،‬كما ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اجلندرية ال حت � ّ�دد ال ّنوع‬ ‫الهوي ��ة‬ ‫النمطي ��ة املوج ��ودة‪.‬‬ ‫االجتماعي ��ة‬ ‫تفكي ��ك األدوار‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اجلنسية‪.‬‬ ‫البيولوجي أو امليول‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اجلنسية (‪)Sexual orientation‬‬ ‫امليول‬ ‫ّ‬ ‫تتضمن امليول‬ ‫واحلس � ّ�ي‪.‬‬ ‫العاطفي‬ ‫�ري‪،‬‬ ‫هو االجنذاب اجلنسّ ��ي األساس � ّ�ي والفط � ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�ورا مختلف ��ة للجنس � ّ�ية املختلطة التي حتم ��ل مجمل ممارس ��ة التجارب‬ ‫اجلنس � ّ�ية ص � ً‬ ‫إن الشخص‬ ‫اآلخر‪.‬‬ ‫اجلنس‬ ‫مع‬ ‫أو‬ ‫اجلنس‬ ‫نفس‬ ‫أفراد‬ ‫مع‬ ‫ة‬ ‫احلسي‬ ‫ة‬ ‫والعاطفي‬ ‫اجلنسية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مثلي اجلنس‪.‬‬ ‫الذي مييل‬ ‫ًّ‬ ‫جنسيا إلى أفراد جنسه فقط ُيدعى ّ‬ ‫مثلية اجلنس (‪)Lesbian‬‬ ‫ّ‬ ‫عاطفيا‪.‬‬ ‫و‪/‬أو‬ ‫ا‬ ‫جنسي‬ ‫امرأة متيل إلى النساء‬ ‫ًّ‬ ‫ًّ‬ ‫مثلي اجلنس (‪)Gay/Homosexual‬‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫عاطفيا‪.‬‬ ‫و‪/‬أو‬ ‫ا‬ ‫جنسي‬ ‫جال‬ ‫الر‬ ‫إلى‬ ‫مييل‬ ‫رجل‬ ‫ًّ‬ ‫ًّ‬ ‫ّ‬

‫‪6‬‬

‫اجلنسية (‪)Bisexual‬‬ ‫ثنائيو امليول‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عرف‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫املزدوجة‬ ‫ة‬ ‫اجلنسي‬ ‫امليول‬ ‫�اء‪.‬‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫ون‬ ‫رجال‬ ‫إلى‬ ‫مييلون‪/‬ميلن‬ ‫رجال‬ ‫أو‬ ‫�اء‬ ‫نس �‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫مثلية‪.‬‬ ‫كميول‬ ‫جنسية ّ‬ ‫ّ‬ ‫كوير (‪)Queer‬‬ ‫الهوية اجلنس � ّ�ية‬ ‫ى‬ ‫تتحد‬ ‫دة‬ ‫متعد‬ ‫ة‬ ‫اجتماعي‬ ‫�ر‬ ‫�‬ ‫ه‬ ‫وظوا‬ ‫ات‬ ‫هوي‬ ‫�ح‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫املصط‬ ‫يص ��ف هذا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الرجال والنس ��اء‪ ،‬ومن‬ ‫املغايرة والقوالب‬ ‫�رية التي ّ‬ ‫االجتماعية القس � ّ‬ ‫ّ‬ ‫حتدد من هم ّ‬ ‫أيضا‪،‬‬ ‫ه ��م الذك ��ور واإلن ��اث‪ .‬ف ��ي بعض األحي ��ان‪ُ ،‬يس ��تخدم ه ��ذا املصطل ��ح‪ً ،‬‬ ‫لوص ��ف املختل ��ف‪ ،‬اآلخر‪ ،‬البعيد عن القاعدة ا ُملش � ّ�رعة وامل ّتفق عليها‪ .‬قد تكون‬ ‫وإنا هو‬ ‫توج ًها‬ ‫الهوي ��ة‬ ‫اجتماعيا ال عالقة له بامليول اجلنس � ّ�ية‪ ،‬مّ‬ ‫الكويرية‪ً ،‬‬ ‫أيض ��ا‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ًّ‬ ‫ٍّ‬ ‫النمطية السائدة‪.‬‬ ‫ة‬ ‫القسري‬ ‫ة‬ ‫واالجتماعي‬ ‫ة‬ ‫اجلنسي‬ ‫لألدوار‬ ‫حتد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫االجتماعي (‪)Transgender‬‬ ‫غيرو‪/‬ات ال ّنوع‬ ‫ُم ّ‬ ‫ّ‬ ‫البيولوجي‪ ،‬أو وفق نظرة املجتم ��ع للذات (رجل أم‬ ‫�س‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫اجل‬ ‫وفق‬ ‫�ة‬ ‫�‬ ‫الهوي‬ ‫د‬ ‫�د‬ ‫�‬ ‫حت‬ ‫ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫جتاه نفسها‪ .‬فمن املمكن للذكر أن‬ ‫امرأة) فحسب‪ ،‬مّ‬ ‫وإنا حسب ما تشعر به الذّ ات َ‬ ‫تعرف نفسها كرجلٍ‬ ‫اجتماعيا‪ ،‬وهذا‬ ‫يعرف نفسه كامرأة‬ ‫ًّ‬ ‫ًّ‬ ‫اجتماعيا‪ ،‬أو للمرأة أن ّ‬ ‫ّ‬ ‫البيولوجي‪.‬‬ ‫نوعهما‬ ‫تغيير‬ ‫في‬ ‫برغبتهما‬ ‫أو‬ ‫ة‬ ‫اجلنسي‬ ‫مبيولهما‬ ‫بالضرورة‪،‬‬ ‫ّق‪،‬‬ ‫ل‬ ‫يتع‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫البيولوجي (‪)Transsexual‬‬ ‫غيرو‪/‬ات اجلنس‬ ‫ُم ّ‬ ‫ّ‬ ‫االجتماعي‪ .‬مثالً‪،‬‬ ‫�أن نوعه البيولوج � ّ�ي ال يتالءم مع نوع ��ه‬ ‫حينم ��ا يش ��عر الفرد ب � ّ‬ ‫ّ‬ ‫بيولوجيا‪،‬‬ ‫بيولوجيا‪ ،‬امرأة‪ ،‬أو حينما تشعر األنثى بأ ّنها‪،‬‬ ‫حني يشعر الذكر بأ ّنه‪،‬‬ ‫ًّ‬ ‫ًّ‬ ‫ٌ‬ ‫عملية‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫أو‬ ‫الهرموني‬ ‫العالج‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫اجلنس‬ ‫لتغيير‬ ‫رجل‪ ،‬ي ّتجه‪/‬ت ّتجه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪7‬‬


‫اجلنسية ال عالقة لها بتغيير اجلنس‪.‬‬ ‫جراحية‪ .‬امليول‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بيولوجيا إلى ذكر‪.‬‬ ‫أنثى‬ ‫من‬ ‫اجلنس‬ ‫رو‬ ‫غي‬ ‫رات‪/‬م‬ ‫غي‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ًّ‬ ‫ّ‬ ‫أ ‪ -‬ذ‪ّ :‬‬ ‫بيولوجيا إلى أنثى‪.‬‬ ‫غيرو اجلنس من ذكر‬ ‫غي‬ ‫ُ‬ ‫ًّ‬ ‫رات‪/‬م ّ‬ ‫ذ – أ‪ُ :‬م ّ‬

‫اجلنسي (‪)Sexual behavior‬‬ ‫السلوك‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الس ��لوك‬ ‫يختلف‬ ‫اآلخر‪.‬‬ ‫�ع‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫�ها‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫ومتار‬ ‫الذات‬ ‫لها‬ ‫تفض‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ة‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫اجلن‬ ‫�ات‬ ‫�‬ ‫ق‬ ‫العال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫اجلنسية‪.‬‬ ‫الهوية‬ ‫يحدد‬ ‫السلوك‬ ‫اجلنسي َ‬ ‫وحده ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫اجلنسي من فرد إلى آخر‪ّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫ُمغاير‪/‬ة اجلنس (‪)Heterosexual‬‬ ‫ٍ‬ ‫امرأة‬ ‫والعاطفية ألبناء أو لبنات اجلنس اآلخر‪ ،‬أي ميول رجلٍ إلى‬ ‫امليول اجلنس � ّ�ية‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫امرأة إلى رجل‪.‬‬ ‫أو ميول‬

‫املثلية (‪)Homophobia‬‬ ‫رهاب ّ‬ ‫اخل ��وف و‪/‬أو االش ��مئزاز و‪/‬أو ا ُملناف ��رة م ��ن مثل � ّ�ي اجلن ��س أو م ��زدوج‪/‬ة املي ��ول‬ ‫املثليات‪/‬ين حني يصبح الغضب‪ ،‬النقمة‬ ‫حدة هذا‬ ‫اجلنس � ّ�ية‪ .‬تزداد ّ‬ ‫التصرف جتاه ّ‬ ‫ّ‬ ‫يؤدي‬ ‫أو الك ��ره‬ ‫املثليات‪/‬ي ��ن‪ .‬في العديد من احل ��االت‪ّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫أساس ��ا في التعام ��ل مع ّ‬ ‫جسدي‪.‬‬ ‫للمثليني إلى عنف‬ ‫املثلية"‬ ‫الكره ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫اخلي الذي يحمله مفهوم "رهاب ّ‬ ‫الد ّ‬

‫جنسي (‪)Asexual‬‬ ‫جنسي‪ /‬ال‬ ‫غير‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أي‬ ‫إلى‬ ‫ا‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫جن‬ ‫�ون‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ميي‬ ‫ال‬ ‫أي‬ ‫ني‪،‬‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫جن‬ ‫كغير‬ ‫�هم‬ ‫�‬ ‫أنفس‬ ‫�ون‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫يعر‬ ‫�خاص‬ ‫�‬ ‫ش‬ ‫أ‬ ‫�اك‬ ‫هن �‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ًّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تقشفني جنس � ًّ�يا‪ ،‬وبعضهم يمُ ارس اجلنس‪،‬‬ ‫ش ��خص‪ .‬هؤالء األشخاص ليس ��وا ُم ّ‬ ‫جنسيني‪.‬‬ ‫العام لديهم هو أ ّنهم غير‬ ‫إال ّ‬ ‫أن ّ‬ ‫الشعور ّ‬ ‫ّ‬ ‫اجلنسية (‪)Sexual Health‬‬ ‫الص ّحة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�دية‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫اجل‬ ‫احية‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫�ن‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫صح‬ ‫�ع‬ ‫�‬ ‫ض‬ ‫و‬ ‫في‬ ‫�ان‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫اإلن‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫ه‬ ‫ة‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫اجلن‬ ‫�ة‬ ‫�‬ ‫ح‬ ‫الص‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫اخللو‬ ‫�ت‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫لي‬ ‫فهي‬ ‫ة؛‬ ‫�اني‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫باجلن‬ ‫النواحي‬ ‫تلك‬ ‫عالقة‬ ‫في‬ ‫ة‪،‬‬ ‫واالجتماعي‬ ‫ة‬ ‫والعاطفي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫توج ًها‬ ‫اخللل‬ ‫أو‬ ‫األمراض‬ ‫من‬ ‫الوظيفي أو العجز‪ ،‬فقط‪ .‬تتطلّب ّ‬ ‫الص ّحة اجلنس �ّ�ية ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫إمكانية‬ ‫إلى‬ ‫ة‬ ‫إضاف‬ ‫ة‪،‬‬ ‫اجلنسي‬ ‫والعالقات‬ ‫ة‬ ‫�اني‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫اجلن‬ ‫جتاه‬ ‫باالحترام‬ ‫ا‬ ‫�م‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫ت‬ ‫وم‬ ‫ا‬ ‫إيجابي‬ ‫ًّ ّ ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إقامة عالقات جنس � ّ�ية ممُ تعة وآمنة‪ ،‬خالي ��ة من اإلكراه وال ّتمييز والعنف‪ .‬للحفاظ‬ ‫الصحة اجلنس � ّ�ية‪ ،‬يج ��ب احت ��رام وحماية وتطبي ��ق احلقوق اجلنس � ّ�ية جلميع‬ ‫عل ��ى‬ ‫ّ‬ ‫اجلنسانية‪)/http://www.jensaneya.org :‬‬ ‫األفراد‪( .‬عن منتدى‬ ‫ّ‬

‫‪8‬‬

‫البحتية (‪)Heteronormative‬‬ ‫ُمغايرة اجلنس‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مثليي‬ ‫توج ��ه اجتماع � ّ�ي يعني جتاهلَ وإن � َ‬ ‫ّ‬ ‫�كار أفراد املجتم ��ع ا ُملغاير لكيان ووج ��ود ّ‬ ‫ال)‪ .‬ينعكس ه ��ذا التجاهل في ع ��دم منح اعتبارٍ‬ ‫اجلن ��س (وأحرار اجلن ��س‪ ،‬إجما ً‬ ‫�م‪/‬ن واملختلفة عن‬ ‫واالجتماعية‬ ‫�خصية‬ ‫الش �‬ ‫اخلاصة به � ّ‬ ‫املثليني‪/‬ات ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الحتياج ��ات ّ‬ ‫متكررة‬ ‫احتياج ��ات ا ُملغايرين\ات جنس � ًّ�يا‪ .‬ه ��ذا‬ ‫التوجه ّ‬ ‫ّ‬ ‫يؤدي إلى إع ��ادة صياغة ّ‬ ‫كمجتمع ٍ‬ ‫وية ا ُملغايرة‬ ‫للمجتمع‬ ‫ٍ‬ ‫خال من ّ‬ ‫دية اجلنس � ّ�ية‪ ،‬وبالتالي إلى تعزيز ُ‬ ‫اله ّ‬ ‫التعد ّ‬ ‫شرعة الوحيدة‪.‬‬ ‫وكأ ّنها‬ ‫الوضعية الطّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫بيعية أو ا ُمل ّ‬ ‫الفخر (‪)Pride‬‬ ‫عدين‪:‬‬ ‫يحمل الفخر ُب َ‬ ‫مثليي اجلنس‪ ،‬وتخطّ ي‬ ‫الش �‬ ‫البعد ّ‬ ‫الس ��يرورة في بلورة ُ‬ ‫اله ّ‬ ‫ُ‬ ‫�خصي‪ّ :‬‬ ‫املثلية لدى ّ‬ ‫وية ّ‬ ‫ّ‬ ‫املثلية‪.‬‬ ‫امليول‬ ‫في‬ ‫ة‬ ‫اإليجابي‬ ‫املعاني‬ ‫وقبول‬ ‫ة‪،‬‬ ‫الذاتي‬ ‫ة‬ ‫الباطني‬ ‫ة‬ ‫املثلي‬ ‫رهاب‬ ‫مرحلة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪9‬‬


‫مثليي اجلنس‬ ‫البع ��د‬ ‫ُ‬ ‫السياس � ّ�ي‪ :‬التنظّ م ّ‬‫االجتماعي ّ‬ ‫السياس � ّ�ي لدى مجموع ��ات ّ‬ ‫ّ‬ ‫اجتماعية متس ��اوية‪ ،‬كما هي‬ ‫حقوق‬ ‫على‬ ‫احلصول‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫ا‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫جن‬ ‫رين‬ ‫املتحر‬ ‫أو‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫احلال لدى ُمغايري اجلنس‪.‬‬ ‫الشرطة‬ ‫في حزيران ‪ ،1969‬اندلعت مظاهرة‬ ‫تهجم ّ‬ ‫جراء ّ‬ ‫ّ‬ ‫عفوية في نيويورك من ّ‬ ‫العني ��ف عل ��ى ٍ‬ ‫املثليني‬ ‫ليلي باس ��م "س ��تون ول" الذي كان ��ت‬ ‫ناد ّ ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫مجموعات م ��ن ّ‬ ‫واملثلي ��ات موجود ًة فيه حينها‪ .‬منذ ذلك احلني‪ ،‬وحتى اليوم‪ ،‬تقام مواكب الفخر‬ ‫ّ‬ ‫إحياء لذكرى هذه احلادثة‪.‬‬ ‫في شهر حزيران من كلّ عام في مدن العالم الكبيرة‬ ‫ً‬ ‫واجتماعي ��ا‪ ،‬وحد ًث ��ا للترفي ��ه ورف ��ع الوع ��ي‬ ‫ُتع � ّ�د مواك ��ب الفخ ��ر منب � ً�را سياس � ًّ�يا‬ ‫ًّ‬ ‫ُ‬ ‫اجلنسية‪.‬‬ ‫املثلية‪ ،‬أحرار اجلنس واملغايرة‬ ‫ّ‬ ‫باملجموعات ّ‬ ‫باملثلية‪ /‬اخلروج من "اخلزانة"‬ ‫اإلشهار‬ ‫ّ‬ ‫الش ��خص اجلنس � ّ�ية حتى‬ ‫وص � ٌ‬ ‫وية ّ‬ ‫للس ��يرورة التي تتبلور من خاللها ُه ّ‬ ‫�ف وضع � ٌ�ي ّ‬ ‫وية اجلنس � ّ�ية أمام‬ ‫ويتها اجلنس � ّ�ية‪ ،‬وإعالن ُ‬ ‫اله ّ‬ ‫الوص ��ول إلى مرحلة قبول الذات ُبه ّ‬ ‫املثلية‪ ،‬في حاالت‬ ‫إشهار‬ ‫يكون‬ ‫‪.‬‬ ‫املجتمع‬ ‫العائلة‪ ،‬األصدقاء‪ ،‬وأحيانًا أمام‬ ‫ككلّ‬ ‫ّ‬ ‫يحدد الفرد فيه دوائر األشخاص الذين يريد أن ُيشهر نفسه أمامهم‪.‬‬ ‫جزئيا‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫عدة‪ًّ ،‬‬ ‫املثلية‬ ‫اليوم العاملي ملناهضة رهاب ّ‬ ‫السابع عشر من ّأيار من كلّ سنة‪ .‬يهدف هذا اليوم إلى املرافعة‬ ‫يحلّ هذا اليوم في ّ‬ ‫واملثليني‬ ‫للمثليات‬ ‫واملثلي ��ة واملطالبة بحقوق كاملة‬ ‫الهوية اجلنس � ّ�ية‬ ‫وال َّتثقيف حول ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫غي ��ري اجلنس واجلندر ف ��ي املجتمع‪ ،‬ومناهضة العن ��ف والهجمات‬ ‫غي ��رات ُ‬ ‫وم ّ‬ ‫و ُمل ّ‬ ‫يتعرضون لها‪.‬‬ ‫التي ّ‬

‫‪10‬‬

‫اجلنس اآلمن‬ ‫ٍ‬ ‫بشكلٍ‬ ‫جنسية كمرض‬ ‫بأمراض‬ ‫اإلصابة‬ ‫ات‬ ‫إمكاني‬ ‫من‬ ‫ّل‬ ‫ل‬ ‫يق‬ ‫ما‬ ‫‪،‬‬ ‫آمن‬ ‫اجلنس‬ ‫ممُ ارسة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فقدان املناعة ا ُملكتسبة ("اإليدز") أو اإلصابة بالفيروسات املنتقلة خالل ا ُملمارسة‬ ‫العدة الواقية إلم ��راض اجلنس‪ ،‬مثل‬ ‫�س‬ ‫ارس باس ��تعمال ّ‬ ‫ُ‬ ‫اآلمن يمُ َ‬ ‫اجلنس � ّ�ية‪ .‬فاجلن � ُ‬ ‫اجلسدية قبل ممارسة العالقة‪.‬‬ ‫الكوندوم أو التزام النظافة‬ ‫ّ‬ ‫املثلي (‪)LGBTIQ‬‬ ‫املجتمع ّ‬ ‫مثلي ��ون‪ ،‬مزدوجو امليول‬ ‫وه ��ي اختص ��ار ملجموعة ُ‬ ‫الهويات اجلنس ��ية‪ :‬مثلي ��ات‪ّ ،‬‬ ‫اجلنس ��ية‪ ،‬مغي ��رو الن ��وع االجتماعي او‪/‬و اجلن ��س البيولوج ��ي‪ ،‬مزدوجو اجلنس‬ ‫متخبطون‪ ،‬وكويريون‪.‬‬ ‫البيولوجي (انترسكس) ‪ ،‬متسائلون‪ /‬أو‬ ‫ّ‬ ‫مقياس كينسي (‪)kensy‬‬ ‫يتكون مقياس كينس ��ي من س ��بع درجات‪ .‬يبدأ املقياس م ��ن الدرجة صفر‪ ،‬وهي‬ ‫ّ‬ ‫مثلي اجلنس املطلق‪.‬‬ ‫تعني‬ ‫وهي‬ ‫‪،6‬‬ ‫بالدرجة‬ ‫وينتهي‬ ‫املطلق‪،‬‬ ‫اجلنس‬ ‫مغاير‬ ‫�ي‬ ‫تعن �‬ ‫ّ‬ ‫اجلنساني لدى اإلنسان‪ .‬بنى هذا املقياس الباحث‬ ‫يصف مقياس كينسي ال ّتواصل‬ ‫ّ‬ ‫االجتماعي ألفرد كينس ��ي في أوائل اخلمس ��ينات‪ ،‬وهو ُيستخدم‪ ،‬حتى اآلن‪ ،‬في‬ ‫ّ‬ ‫أبح � ٍ‬ ‫اجتماعي ��ة أخرى‪ ،‬إلى جانب ط ��رق أخرى تصف االختالفات اجلنس � ّ�ية‬ ‫�اث‬ ‫ّ‬ ‫لدى اإلنسان‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫الهويّة الجنسيّة‬

‫عن المثليّة الجنسيّة‬


‫يكت ��ب لن ��ا مجتمعن ��ا هويتن ��ا اجلنس ��ية قب ��ل أن نولد‪ .‬عندم ��ا يعرف جن ��س اجلنني‬ ‫البيولوجي ينس ��ب إليه نوعه االجتماعي وهويته اجلنس ��ية دون س ��ؤال‪ .‬يربى هذا‬ ‫اجلن�ي�ن ليقوم بال ��دور االجتماع ��ي أللذي كتب له ي ��وم عرف جنس ��ه البيولوجي‪.‬‬ ‫ف ��ي بع ��ض األحيان يرى األهل أن س ��لوك ابنتهم ال يتوافق م ��ع الدور االجتماعي‬ ‫املناس ��ب له ��ا أو املتوق ��ع منه ��ا‪ ،‬رغ ��م ذل ��ك فه ��م يفضلون حتاي ��د ه ��ذه العالمات‬ ‫ويفرض ��ون ال ��دور االجتماعي ولو حتى بالقوة‪ .‬أما بالنس ��بة للهوية اجلنس ��ية فهي‬ ‫أيضا حُتدد لنا حسب جنسنا البيولوجي دون تطرق ألي مركب آخر‪.‬‬ ‫الهوية اجلنس � ّ�ية؟ حس ��ب هوكن ��س وموس ��يس (‪Hawkins & Moses‬‬ ‫م ��ا هي‬ ‫ّ‬ ‫‪ )1982‬فهويتنا اجلنس ��ية تتركب من خمس ��ة عناصر‪ :‬اجلنس البيولوجي‪ ،‬النوع‬ ‫االجتماعي‪ ،‬الدور االجتماعي والسلوك اجلنسي‪.‬‬ ‫املرك ��ب األول للهوية اجلنس ��ية هو اجلنس البيولوج ��ي‪ .‬العوامل التي حتدد اجلنس‬ ‫البيولوج ��ي ه ��ي اجلين ��ات الوراثية والهرم ��ون الت ��ي يفرزها اجلس ��م‪ .‬التالؤم بني‬ ‫اجلينات املوروثة ونِس ��ب الهرمونات في اجلس ��م يكون جن ��س بيولوجي ذكري أو‬ ‫أنث ��وي‪ .‬ف ��ي حال عدم ت�ل�اؤم بني اجلين ��ات والهرمونات تظهر أجن ��اس بيولوجية‬ ‫أخرى مثل ثنائية اجلنس البيولوجي (انترسكس)‪.‬‬ ‫الهوي ��ة اجلندرية‪ .‬النوع‬ ‫املرك ��ب الثان ��ي للهوية اجلنس ��ية هو الن ��وع االجتماع ��ي أو‬ ‫ّ‬ ‫االجتماع ��ي ه ��و النظ ��رة املوضوعية لل ��ذات‪ .‬كيف ترى الذات نفس ��ها؟ كرجل‪،‬‬ ‫كام ��رأة‪ ،‬كصب ��ي‪ ،‬كفت ��اة او كمتح ��ررة اجلن ��س؟ غالبا م ��ا نرى تالؤم ب�ي�ن اجلنس‬ ‫البيولوجي وبني النوع االجتماعي بحسب النمط االجتماعي و لكن ليس في كل‬ ‫‪14‬‬

‫احلاالت ففي حاالت معينة يختلف اجلنس البيولوجي عن النوع االجتماعي‪.‬‬ ‫أم ��ا العنص ��ر الثال ��ث فهو ال ��دور االجتماع ��ي والذي يتعل ��ق بنظرة املجتم ��ع للفرد‬ ‫وتقييمه لتصرفاته‪/‬ها‪ ،‬س ��لوكه‪/‬ها‪ ،‬مظهر‪/‬ها ودوره‪/‬ه ��ا االجتماعي داخله‪.‬‬ ‫بنظر املجتمع‪ ‬إلى الرجل مثالً‪ ،‬يراه كاملعيل واملس ��ئول عن زوجته وأس ��رته لذلك‬ ‫عليه العمل خارج البيت وبذلك يركز له أدواره االجتماعية في احليز العام‪ ،‬بينما‬ ‫ي ��رى دور امل ��رأة من خالل محيط البيت ويوكلها باالعتناء بزوجها وأفراد أس ��رتها‬ ‫ويقصر أدوارها االجتماعية على احليز اخلاص‪ .‬إذا مت كل طرف من هؤالء دوره‬ ‫االجتماع ��ي مين ��ح املجتمع صف ��ة "الرجولّة" للرج ��ل و "األنوثة" للم ��رأة‪ .‬فاذا‬ ‫كان ��ت االمرأة معيلة وتعمل خ ��ارج البيت مينحها املجتمع صفة الرجولة وبالعامية‬ ‫"زالمي ��ة" او "اخ ��ت رج ��ال" ‪ ،‬وان كان الش ��اب يعتني بزوجته‪ ،‬يس ��اعدها في‬ ‫األعمال البيتية ويهتم بأوالده‪ ،‬مينحه املجتمع صفة األنوثة وبالعامية "نسوجني"‪.‬‬ ‫طبيعي ان البعض س ��يقبل هذه األدوار والبعض اآلخر س ��يرفضها‪ .‬هذا الرفض‪،‬‬ ‫لي ��س حتم ًا رفض للن ��وع االجتماعي وليس داللة على تنافر بني النوع االجتماعي‬ ‫واجلن ��س البيولوجي أمنا رفضا للدور االجتماعي املفروض قس ��ر ًا على البش ��ر كل‬ ‫بحد سواء‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مركب امليول اجلنس ��ي‪.‬‬ ‫أم ��ا االجن ��ذاب اجلنس ��ي والعاطفي عن ��د الفرد فيك ��ون في ّ‬ ‫ه ��ذا االجن ��ذاب ناج ��م ع ��ن الغري ��زة اجلنس ��ية الفطري ��ة‪ .‬يتك ��ون املي ��ول اجلنس ��ي‬ ‫من‪ ‬أمناط‪ ‬مختلف ��ة‪ ،‬الفرد الذي مييل جنس ��يا إلى أفراد جنس ��ه‪ ‬فقط‪ ‬يدعى مثلي أو‬ ‫مثلي ��ة اجلن ��س‪ ،‬بينما الرجل الّذي مييل للمرأة واملرأة التي متيل للرجل يدعيا مغاير‬ ‫أو مغايرة اجلنس‪.‬‬ ‫‪15‬‬


‫العنصر اخلـــامس هو الس� �ـــلوك اجلنس� �ـــــــي (مع من متارس العالقــــــــة اجلنس� �ـــــية)‪.‬‬ ‫نوع السلوك اجلنسي فقد يختلف من فرد إلى آخر‪.‬‬

‫ف ��ي احلقيقة‪ ،‬حياتي ليس ��ت ثنائيه ال ّتركيب‪ ،‬بل هي مركب ��ه واكثر تعقيداً‪ ،‬بحيث‬ ‫"الوالدي ��ه"‪ .‬يحدث‬ ‫ال"بناتي ��ه" و‬ ‫أش ��عر انن ��ي امرأه فيم ��ا بني املظه ��ر والهوي ��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫صبيه أو ش ��اباً‪ ،‬فتاة أو فتى‬ ‫أن كثي ��ر ًا مم ��ن يش ��ككون في أمري يتس ��اءلون ان كنت ّ‬ ‫والف ��رق ب�ي�ن املظهرين ال يقتصر عل ��ى الفرق اللغوي الظاهر‪ ،‬ب ��ل على الوظائف‬ ‫هوية‪.‬‬ ‫االجتماعية املرفقة لكلّ ّ‬

‫اشعر بأني امرأة واعرِّ ُف نفسي كامرأة‬

‫إن تعري ��ف الرجول ��ة ال يكتمل دون مفه ��وم األنوثة‪ ،‬بل ينب ��ع املفهومان من نفس‬ ‫ّ‬ ‫املنطلق‪ ،‬لكن احداهما مس ��يطر ااجتماعيا وسياس ��ي ًا ومادي ًا عل ��ى األخر‪ ،‬فأحيان ًا‬ ‫أنثويه‬ ‫أك ��ون امرأه تتق ّن ��ص الرجولة‬ ‫مثليا‪ ،‬واحيان ًا أبدو امرأه ّ‬ ‫ّ‬ ‫االنثويه وأبدو رجال ّ‬ ‫رجوليه‪ ،‬وفي كلّ هذه احلاالت ال تتغير نفسي وأبقى إمراه تصبو للحرية‬ ‫أو امرأه‬ ‫ّ‬ ‫في ال ّتعبير‪.‬‬

‫ه ��ذه العناصر جميع ��ا تنطبق على جميع االف ��راد في املجتمع ومهم ��ا كانت امليول‬ ‫وعناصر الهوية اجلنسية فاعلمي انك لست وحيدة وهنالك العديد مثلك‪.‬‬

‫أشعر أ ّني امرأه‪ ،‬ليس أل ّني أنثى‪ ،‬فهناك من اإلناث الّلواتي يشعرن انهن رجال‪،‬‬ ‫"البناتيات"‬ ‫�ب النس ��اء‬ ‫أو ذك ��ور يش ��عرون انهم نس ��اء‪ .‬أع� � ّ ِر ُف نفس ��ي كامرأه حت � ّ‬ ‫ّ‬ ‫�دي او‬ ‫و"املولدن ��ات"‪.‬‬ ‫"بناتي ��ات" او "مولدن ��ات" لي ��س باملفه ��وم ال ّتقلي � ّ‬ ‫ّ‬ ‫االجتماع � ّ�ي‪ ،‬ولك ��ن ألننا نعيش داخ ��ل مجتمع يفرض تعاريف ��ه علينا‪ ،‬فلمفهوم‬ ‫و"الوالديه" يوجد شيء من ال ّتقليـــد االجتماعي‪.‬‬ ‫"البناتيه"‬ ‫املظهر وال ّتصرفات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�ائي‬ ‫أمل ��رأه‬ ‫ّ‬ ‫البناتي ��ه هي ا ّلت ��ي ال تخضع للرجال او للرجولة وتش ��عر ان املظهر النس � ّ‬ ‫�ائيه‪ ،‬املكي ��اج وغيره ��ا يالئمها‪ ،‬أما امل ��رأة الوالدي ��ة فتفضل لبس‬ ‫كاملالب ��س النس � ّ‬ ‫الرجالي ��ه‪ ،‬دون ش ��عور بالق ��رب او اّل ّتحب ��ب ملفه ��وم الرجول ��ة‪ .‬ال يعني‬ ‫املالب ��س‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫االجتماعيه‪ ،‬أل ّنها‬ ‫�س‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫واملقاي‬ ‫باملعايير‬ ‫ا‬ ‫�ك‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫مت‬ ‫اكثر‬ ‫ه‬ ‫البناتي‬ ‫�رأة‬ ‫�‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫تصرف‬ ‫ان‬ ‫األم ��ر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫معنيه جلذب الرجال اليها‪ ،‬بل جلذب ال ّنس ��اء‪ ،‬وهي ال تقوم‬ ‫ف ��ي احلقيق ��ة هي غير ّ‬ ‫وتربية االطف ��ال واالعتناء بالزوج‪ ،‬واملرأة‬ ‫االجتماعية احملددة كإجناب‬ ‫بوظيفته ��ا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الوالدي ��ة ال تخض ��ع لرغب ��ات الرج ��ل أو ملفه ��وم الرجول ��ة املقاس بالس ��يطرة على‬ ‫ّ‬ ‫الزوجة واالطفال‪.‬‬ ‫‪16‬‬

‫م ��ن الصع ��ب ال ّتخلص م ��ن القي ��ود االجتماعي� � ّة‪ ،‬لك ��ن التعابير الفردي ��ة واخرى‬ ‫للهويه اجلنس � ّ�يه او للنوع االجتماع � ّ�ي‪ ،‬ميكن ان تكون منبعا ومرفأ حلرية‬ ‫اجلماعية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الشعالت األولى في التغيير االجتماعي‪.‬‬ ‫ال ّتعبير ومسيرة ّ‬

‫‪17‬‬


‫اخلية‪ ،‬كتبت هذه القصيدة‪:‬‬ ‫مبا ّ‬ ‫أن الشعر طريقة للتعبير عن الهواجس ّ‬ ‫الد ّ‬ ‫إمرأه تتعطر‬ ‫األنثويه‪،‬‬ ‫بالرجوله‬ ‫ّ‬ ‫واخرى تتعطش‬ ‫لالنوثه املثليه‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫رجال‪...‬‬ ‫من غير قضيب‬ ‫ونساء‪...‬‬ ‫ٌ‬ ‫من غير رحم‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫رجال كالنساء‬ ‫بحبهم للنساء‪،‬‬ ‫ونساء كالرجال‬ ‫بحبهن للنساء‬ ‫يعشقن النساء‪.‬‬ ‫الالتي‬ ‫ُّ‬ ‫حب بال تعريف‬ ‫ٌ‬ ‫وجنس بال تصريف‬ ‫ٌ‬ ‫واسرار تعرفها‬ ‫ٌ‬ ‫امرأتني‪.‬‬ ‫يقولون عني (وعنها)‪:‬‬ ‫"غريبة! تلك الفتاة"‬ ‫"انت غريبة!"‬

‫يبحر في الغسق‬ ‫بني االسوار‪.‬‬

‫"معقدة!"‬ ‫"ال حتب الرجال"‪.‬‬ ‫هويتي‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫شخصي‪،‬‬ ‫جنسيتي وجنسي‪...‬‬ ‫َّ‬ ‫من غير إسم‪.‬‬ ‫بقلم داينا‬ ‫الف عالمات سؤال!‬ ‫‏‪26‬‏ كان ��ون الثان� �ي‏‪،‬‬ ‫مشوار طويل‬ ‫‪2007‬‬ ‫وتسلق جبال‬ ‫للجنسويه‬ ‫حترير‬ ‫ّ‬ ‫ونضال االحرار‪.‬‬ ‫كل هذا كامن‬ ‫في ذاتي‪...‬‬ ‫بني السواد والبياض‬ ‫بني الليل والنهار‬ ‫بني منابع االنهار‬ ‫ومصبات البِحار‬ ‫بني النساء والرجال‪...‬‬ ‫أوجدت لنفسي‬ ‫مركب ًا رمادي ًا‬ ‫‪18‬‬

‫أنا وسدوم وعمورة‬ ‫زرت يوما ارض سدوم وعمورة‬ ‫وجتولت هناك مفكرة‪...‬‬ ‫"كيف من املمكن إلله خلقني وخلق سائر البشر‬ ‫أن يعاقبني ويعاقب بعضا منهم حلبهم إلنسان آخر؟"‬ ‫خلق الله رجال وامرأة‬ ‫كراسة إرشاد واحدة ووحيدة‬ ‫وال اذكر انه خلق ّ‬ ‫لكيف ميكن للبشر أن يحبون‪.‬‬ ‫حبي المرأة مثلي‬ ‫سرت في ربوع سدوم وعمورة مفكرة ان كان جزاء ّ‬ ‫هو املوت املدمر‪.‬‬ ‫َس َرت في جسدي رعشة خلتها رعشة خوف‬ ‫من مصير مميت‪.‬‬ ‫لكنني أيقنت أنها رعشة الطمأنينة‬ ‫فها أنا اسمع صوت خالقي يقول‪:‬‬ ‫"أسمى ما في الوجود هو احلب واإلنسانية"‬ ‫فأحبي امرأة أو رجل‪...‬‬ ‫فقد جبلتك بتراب احلب‬ ‫ونفخت فيك روح من روحي‬ ‫التي حتب كل من يحب!‬

‫‪19‬‬


‫اللّغة والهويّة‬

‫عن المثليّة الجنسيّة‬


‫يق ��ول إبراهيــــــــ ��م محمـــــــــ ��ود ف ��ي كتابه "املتعة احملظورة‪ :‬الش� �ــذوذ اجلنس� �ــي في‬ ‫تاريـــخ العـــرب"‪:‬‬ ‫"اذا كان ��ت اللغ ��ة هي هوية االنس ��ان‪ ،‬عالمته الفارقة‪ ،‬فه ��ي كذلك الدالة‬ ‫علي ��ه‪ ،‬واملؤرخ ��ة له ف ��ي املقابل… ان اللغ ��ة مجتمع قائ ��م بذاته‪ ،‬من حيث‬ ‫للتحول‪ ،‬والتجذر في الذاكرة‪ ،‬واالغتناء‪ ،‬وتفكك املعنى وموت‬ ‫قابليتها‬ ‫ّ‬ ‫معنى وانبعاث آخر‪ .‬وهي في حتوالتها هذه‪ ،‬تش ��كل تاريخا واضحا حول‬ ‫صانعها‪ ،‬عدا كونها تاريخا له وعنه‪".‬‬

‫أدبا وترا ًثا؟‬ ‫فما هو تاريخنــــــا كمثليـــــات عربيـــــات ومن صنع تاريخنا ً‬ ‫إمكانية‪ ‬إيج ��اد معلوم ��ات محاي ��دة او داعم ��ة للمثلي ��ة اجلنس ��ية ه ��ي قليل ��ة جدا‪.‬‬ ‫هناك‪ ‬الكثي ��ر م ��ن الكتاب ��ات الس ��لبية الت ��ي تتعامل م ��ع املثلية اجلنس ��ية كش ��ذوذ او‬ ‫انحراف‪ .‬اما املراجع التي‪ ‬تتناول املثلية اجلنسية كهوية جنسية وتتعامل معها‪ ‬بشكل‬ ‫طبيعي‪ ‬ه ��ي قليلة جدا‪ ‬وكأنها ابرة بني كومة قش‪ .‬كمثلية فلس ��طينية تهمها القراءة‬ ‫عن احد مركبات هويتها (مثليتي اجلنس ��ية)‪ ،‬في كل مرة اكتش ��ف كتابا أو كاتبة أو‬ ‫كاتبا كتبوا عن املثلية اجلنسية العربية‪ ،‬أشعر كأني اكتشفت كنزا ثقافيا!‬ ‫عندما سمعت للمــــــــــــــــــرة األولـى عن د‪ .‬ســـــــــــــــمر حبيــــــــــــــــب وعن كتابهـــــــــــــــــــــا‬ ‫‪ ،Female Homosexuality in the Middle East‬انتابن ��ي ش� �ـــــــــــعور‬ ‫رائــــــــع وكدت أال أصدق عيني‪ .‬وعندما قرأت ألول مرة جـــــــــــــــوزيف مـــســــــــــعد‬ ‫‪:Re-Orienting Desire‬‬ ‫‪The Gay International and the Arab World‬‬ ‫‪22‬‬

‫الغربية كحركة سياس ��ية‪.‬‬ ‫املثلية‬ ‫فهم ��ت الفرق بيني أن ��ا‬ ‫ّ‬ ‫�طينية وبني ّ‬ ‫ومثليتي الفلس � ّ‬ ‫ّ‬ ‫وقب ��ل فت ��رة قصي ��رة تعرف ��ت الى كاتب ��ة جديدة ع ��ن طري ��ق مذكراتها حت ��ت عنوان‬ ‫‪ ،Damascus Diary‬وفيها فيها كتبت الكاتبة السورية عن جتربتها مع سائق‬ ‫التاكسي في الطريق إلى اجلامعة وعن احلارس على باب اجلامعة‪ .‬تشجعت كثيرا‬ ‫وتفاءل ��ت‪ ،‬وكأن طاق ��ة جديدة نفخت ف ��ي داخلي‪ ،‬وقلت في نفس ��ي‪" :‬اذا هي‬ ‫بسوريا عندها القوة انها تناضل من اجل مكانتها وذاتها‪ ،‬ليش انا ما اقدر؟"‪.‬‬ ‫ومدعمة في الوقت نفسه‪ ،‬وتشعرني كمثلية‬ ‫هذه القراءات وهذه النصوص داعمة‬ ‫ّ‬ ‫عربية بالفخر‪ ،‬وبأني جزء من‪ ‬ارث ثقافي وحضاري وس ��لوكي‪ .‬عندما أقرأها‪،‬‬ ‫أتأك ��د بأن ��ي لس ��ت وحدي‪ ،‬وانني ج ��زء من مجتم ��ع مثلي عربي‪ ،‬يكتب وينش ��ر‬ ‫ويلق ��ي الض ��وء علي وعلى ش ��رعية وج ��ودي وش ��رعية وطبيعة وجودن ��ا كمثليني‬ ‫وكمثلي ��ات‪ .‬وق ��ع ه ��ذه الق ��راءات عل � ّ�ي كان قويا ج ��دا‪ ،‬وتعلمت منه ��ا الكثير‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الش ��عور األول ال ��ذي انتابني عن ��د قراءتها‪ ،‬كان أنه‪" :‬ل ��و أن أمي‪ ،‬أبي‪ ،‬أختي‪،‬‬ ‫او أخ ��ي يقرؤونها‪ ،‬لكانوا فهم ��وا ان مثليتي هي طبيعية‪ ،‬وأني جزء من مجموعة‬ ‫كبيرة ومن هذا املجتمع"‪.‬‬ ‫لي ��س للمثلي ��ة اجلنس ��ية‪ ،‬جنس ��ية غربي ��ة أو ش ��رقية أو طائفي ��ة‪ .‬والدلي ��ل أن تل ��ك‬ ‫الصبي ��ة املوجودة في س ��وريا متر بتجارب مثل جتاربي‪ ،‬وكذل ��ك املثليات في لبنان‬ ‫واألردن ومص ��ر والع ��راق واخللي ��ج العرب ��ي‪ .‬ان ه ��ؤالء الكتاب واألش ��خاص‪،‬‬ ‫أبط ��ال القصص والروايات والقصائد‪ ،‬هم كلهم‪/‬ن عرب‪ ،‬وهم‪/‬ن اثبات على‬ ‫املثلية اجلنس ��ية ليس ��ت هوية اس ��توردتها املجتمعات العربية من الغرب‪ .‬عندما‬ ‫ان ّ‬ ‫أدرك ��ت ذلك‪ ،‬بدأت أفكر ف ��ي أهمية الكتابة بلغتي‪ ،‬بالعرب ��ي‪ ،‬ألنها واحدة من‬ ‫‪23‬‬


‫مركبات هويتي األساسية‪ ،‬وان تناسيت أحيان ًا أو نسيت‪.‬‬

‫وهن���ا‪ ،‬أود ان أعود بالزم���ن إلى الوراء‪ ،‬إلى تاريخن���ا وأدبنا وثقافتنا‬ ‫العربية‪ ،‬ألرى ماذا كتب عني؟ عنا؟ اي كلمات إس���تع ِملت؟‪ ‬ما كانت‬ ‫دالالتها وأبعادها ومعانيها؟ أين استعملت؟ وأي غرض خدمت؟‬ ‫هن ��اك اته ��ام دائم للمثلي�ي�ن العرب‪ ،‬بأن مثليتهم مس ��توردة من الغ ��رب‪ .‬لكن من‬ ‫الواضح للجميع (وان كان معظم الناس سيتجاهلون احلقيقة عن قصد ويتسترون‬ ‫في‪ ‬احلضارة‪ ‬العربية واحلضارة االسالمية‪،‬‬ ‫اجلنسية كانت موجودة‬ ‫عليها) ان املثلية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وهن ��اك دالالت تاريخية‪ ‬وأس ��ماء وكتاب ��ات تؤرخ عالقات جنس ��ية وحميمية بني‬ ‫أشخاص من اجلنس نفسه‪.‬‬ ‫وهنا‪ ،‬أورد مجموعة أمثلة هي غيض من فيض األدب املثلي الذي يعج به التاريخ‬ ‫العربي‪ .‬وفيما يلي اقتباسات من نصوص الشاعر العربي الكبير أبو نواس‪:‬‬

‫" اضجرني الناس يقولون‪ُ :‬تب‬ ‫شانيه؟‬ ‫مالي للناس وما‬ ‫ْ‬ ‫حيلتي؟‬ ‫ان كنت للنار فما‬ ‫ْ‬ ‫واشقانيه!‬ ‫عذبني الله‬ ‫ْ‬ ‫او كنت للجنة احيا بها‬ ‫فما عليكم يا بني الزاني ْة؟ "‬

‫وفي مكان آخر‪ ،‬يتحدث أبو نواس عن حبه ألبي عبيدة النحوي فيقول‪:‬‬

‫" صلى االله على لوط وشيعته‬ ‫ابا عبيدة قل بالله‪ :‬آمينا‬ ‫ألنت عندي بال شك زعيمهم‬ ‫منذ احتملت ومنذ جاوزت ستينا "‬ ‫ويقول‪ ‬مصعب الكاتب‪:‬‬ ‫" انا املاجن اللوطي ديني واحد‬ ‫واني في كسب املعاصي لراغب‬ ‫الوط‪ ‬وال ازني‪ ‬فمن كان الئطا‬ ‫فاني له حتى القيامة صاحب "‬ ‫لك ��ن اذا م ��ا أردنا ان نبحث عن الس ��حاق ف ��ي األدب والتاريخ العربي‪ ،‬فهو ش ��به‬ ‫غائ ��ب متام ��ا‪ ،‬وتل ��ك نتيج ��ة طبيعي ��ة لغياب امل ��رأة في األس ��اس عن س ��احة احلياة‬ ‫الثقافية والسياسية والفكرية في ذلك العصر‪.‬‬

‫يغي ��ب ف ��ي تاريخ ��ه م ��ا ه ��و م ��ن‬ ‫يق ��ول ابراهي ��م محم ��ود‪ ":‬تاري ��خ اجلنس ��انية ّ‬ ‫صمي ��م بنيت ��ه (الس ��حاق) الوج ��ه اآلخ ��ر لل ��واط! وعدم ذك ��ر الس ��حاق‪ ،‬مبثابة‬ ‫نف ��ي االعت ��راف ب ��ه‪ .‬فهو كحدث حس ��ي غي ��ر مالحظ‪ ،‬ان ��ه ثاب ��ت‪ ،‬او يكاد‪،‬‬ ‫يعي ��ش ف ��را وتخفيا (يتح ��دث الكاتب هنا ع ��ن البظر) مقاب ��ل القضيب املالحظ‬ ‫جي ��دا‪ .‬ثمة اس ��تقاللية يتباهى بها‪ ‬قضي ��ب الرجل‪ ،‬وهذا ينعك ��س على الثقافة‬ ‫‪24‬‬

‫‪25‬‬


‫عموما‪ ،‬بتذكيرها‪ ‬بقوة!"‪( ‬كتاب "املتعة احملظورة ")‬ ‫ولك ��ن برغم ذل ��ك‪ ،‬جند فقــــــ ��رة كتبت في‪ ‬عهد اخلليف ��ة الـمأمـــــــون عن الس ��حاق‬ ‫ويرد فيها‪:‬‬ ‫الس ��حاق قدمي في النس ��اء‪ ،‬ولهن به لذة يهون عندهن االفتضاح به واالش ��تهار‬ ‫سن‪ ‬الس ��حق ابنة احلس ��ن اليمن ��ي‪ ،‬وكانت وفدت عل ��ى النعمان‬ ‫ب ��ه‪ .‬وأول من ّ‬ ‫بن املنذر فأنزلها عند امرأته هند‪ ،‬فعش ��قتها وش ��غفت بها‪ ،‬وكانت هند‪ ‬أحسن‬ ‫أه ��ل زمانها…‪ .‬وبلغ من ش ��غف كل واحدة باألخرى ما ل ��م يكن بني امرأتني‬ ‫ق ��ط قبلهم ��ا‪ ،‬فلم ��ا مات ��ت ابن ��ة احلس ��ن اعتكف ��ت هند‪ ،‬ام ��رأة النعمان‪ ،‬عل ��ى‬ ‫قبرها‪ ‬واتخذت الدير املعروف بدير هند في طريق الكوفة‪ .‬وفيها يقول الفرزدق‬ ‫مخاطبا جرير بن عطية يهجوه‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫بعهد َ‬ ‫منك كان تكرم ًا‬ ‫" وفيت‬

‫كما البنة احلسن اليماني وفت هند "‬

‫(رشد اللبيب ص‪( )123-4 .‬بقول‪ ‬احلسن اليمني املتو ّفى‪ ‬عام ‪ 850‬ميالدية)‬

‫احداهن على األخرى كما ينفق الرجل على عشيقته‪ ،‬بل أكثر اضعافا مضاعفة‬ ‫حتى يبلغن فيه‪ ،‬على االنفاق‪ ،‬األلوف واملئني…"‬ ‫ويفس ��ر لنا محمود‪ ‬سبب اختيار كلمة ظريفة ويقول‪" ‬الظرف هو الوعاء ويترادف‬ ‫م ��ع م ��ا متلكه امل ��رأة (اي الفرج)‪ ‬وثمة اس ��قاط للمعن ��ى حيث يتم اس ��تظراف املرأة‬ ‫لس ��واها‪ ،‬وميلها اليها‪ ،‬سواء باعتبارها عاش ��قة او معشوقة‪ ،‬وفي احلالتني‪ ،‬فهما‬ ‫تشتركان وعائيا‪ ،‬في صفة جتمعهما معا‪)294( ." ‬‬ ‫بكل‪ ‬األحوال‪ ،‬الس ��حاق واللواط موج ��ودان في تاريخنا وفي أدبن ��ا وجودا بارزا‬ ‫واضح ��ا‪ ،‬وأي ��ة محاولة النكار ذلك هي محاول ��ة خاطئة‪ ،‬قامعة‪ ،‬غبية‪ ،‬متخلفة‬ ‫وجبان ��ة‪ .‬كثيرا ما يعتبر‪ ‬اللواط والس ��حاق ش ��ذوذا‪ ،‬واذا م ��ا فكرنا في األمر‪ ،‬جند‬ ‫أنه فعال ش ��اذ‪ .‬لكن ما معنى ش ��اذ وشذوذ؟ ما هي داللتها احلقيقية خارج الشعور‬ ‫باالشمئزاز؟‪ ‬‬ ‫بحسب تعريف املنجد‪:‬‬ ‫" شذ عن اجلمهور او اجلماعة‪ :‬ندر‪ ‬عنهم‪ ‬وانفرد‪.‬‬ ‫وشذ عن االصول‪ – ‬خالفها‬ ‫والشذاذ من النـــــــاس‪ – ‬الذين يكونون من القوم وليســـــوا من قبائلهم‪ ،‬القالل"‪.‬‬

‫وهن ��ا أود أن أتوق ��ف عن ��د مف ��ردة "س ��حاق"‪ ،‬وهي مش ��تقة من فعل "س ��حق"‬ ‫الش ��يء‪ ،‬أي د ّق ��ه د ّق ��ا ش ��ديدا‪ .‬اذاً‪ ،‬ف ��ي فع ��ل "الس ��حق" داللة فع ��ل عنيف بني‬ ‫جهتني‪ ،‬وكأن احدى العاش ��قتني تس ��حق األخرى! ولعل ذلك هو الس ��بب الذي‬ ‫دفع بنساء تلك الفترة إلى استبدال كلمة "سحاقية" بـ"ظريفة"‪.‬‬ ‫يقول‪ ‬التفاش ��ي‪ " ‬انهن يسمني أنفسهن‪ :‬الظراف‪ .‬فاذا قلن فالنة "ظريفة"علم‬ ‫بينه ��ن انها س ��حاقية‪ .‬وهن يتعاش ��قن كما يتعاش ��ق الرجال‪ ،‬بل اش ��د‪ .‬وتنفق‬

‫في قراءتنا للماضي‪ ،‬ولكل ما يتعلق باللواط والسحاق‪ ،‬جند أن "األخالقيات"‬ ‫املفروض ��ة اجتماعي ��ا كانت قامعة وضاغطة إلى حد أنها ش ��وهت التاريخ واألدب‬ ‫وغيرتهم ��ا‪ .‬فق ��د جنحت احمل ��اوالت الكثيرة في رب ��ط اللواط والس ��حاق بكل ما‬ ‫هو‪ ‬غي ��ر اخالقي‪ ‬وب ��كل ما هو‪ ‬غي ��ر طبيعي‪ .‬وهن ��ا‪ ،‬يبرز دور جمعي ��ات املجتمع‬ ‫املدني وحقوق االنسان واملثليني‪ ،‬في تقدمي قراءة جديدة وصادقة للتاريخ‪ ،‬وفي‬

‫‪26‬‬

‫‪27‬‬


‫اعادة تشكيل اللغة والتوثيق‪ ،‬وتوفير خطاب نقيض لهذا اخلطاب‪.‬‬ ‫بعد التواصل مع املاضي‪ ،‬أود أن أعود إلى احلاضر ألقتبس عن الناش ��طة النس ��وية‬ ‫الفلس ��طينية عري ��ن هواري‪ ،‬ف ��ي حديثها عن املثلية اجلنس ��ية ونقدها مل ��ا هو مقبول‬ ‫اجلنسية في حيفا‪:‬‬ ‫وغير مقبول في امسية جلمعية "القوس" للتعددية‬ ‫ّ‬

‫"الصحي ��ح واض ��ح ومع ��روف‪ ،‬للجنس ��انية ح ��دود واضحة‪ ،‬فاجلن ��س هو اما‬ ‫ذك ��ر او انث ��ى وكل م ��ا ع ��داه اما ش ��اذ او ناقص او غي ��ر طبيعي‪ ،‬وامليل اجلنس ��ي‬ ‫واح ��د وهو‪ ‬مغاير‪ ‬وكل ما عدا ذلك فهو ش ��اذ او كافر ومثير اما للس ��خرية واما‪ ‬‬ ‫للغض ��ب وام ��ا‪ ‬للغثيان‪ .‬واجلس ��د اجلميل هو من ��وذج واض ��ح‪ ،‬او بعض مناذج‬ ‫واضحة‪ ،‬الل ��ون واضح‪ ،‬والوزن‪ ‬واضح‪ .‬والبيت‪ ‬هو ايضا صفقة واحدة‪ ،‬له‬ ‫حدوده‪ ،‬وله قوانينه‪ ،‬وله منظومته البطريركية‪ ،‬وكل من يخالفها فهو‪ ‬ليس من‬ ‫أهل البيت‪".‬‬ ‫الي ��وم‪ ،‬أود أن أع ��رض التغي ��رات الت ��ي حدث ��ت للمثلية اجلنس ��ية في األلف س ��نة‬ ‫األخي ��رة‪ ،‬اذ أن غالبي ��ة االقتباس ��ات الت ��ي ذكرتها من قبل تعود حلوالي س ��نة ‪800‬‬ ‫او ‪ 850‬ميالدي‪.‬‬

‫واعالميا‪.‬‬ ‫أكادمييا‬ ‫وادخالها‪ ‬أكثر الى احليز العام لالستخدام واألدب‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وأود أن أش ��ير إل ��ى أن هن ��اك بالفع ��ل تغي ��ر ملح ��وظ عل ��ى ه ��ذا الصعيد‪ ،‬وأن ��ا‬ ‫شخصيا‪ ،‬في االعالم واالكادمييا واالدب الفلسطيني‪ ،‬أحلظ أن هذه الكلمة باتت‬ ‫جيد نس ��بيا‪ .‬ولكن لألس ��ف‪ ،‬ما زلنا نش ��هد اس ��تخدام‬ ‫حاضرة وموجودة بش ��كل ّ‬ ‫كلم ��ة "ش ��ذوذ جنس ��ي" و"انح ��راف" عن ��د احلدي ��ث ع ��ن املثلي ��ة ف ��ي الصحافة‬ ‫والتلفزيون واالنترنت‪ ،‬وال بد من تغيير هذا الواقع‪ .‬حتى في الكتابات التي تعد‬ ‫الي ��وم راديكالية‪ ‬مثل‪ ‬قصة‪" ‬انا هي انت"‪" ،‬الواد والعم"‪" ،‬عمارة يعقوبيان"‪،‬‬ ‫"مسك الغزال"‪" ،‬اآلخرون"‪ ،‬ما زال هناك حضور‪ ‬قوي جدا‪ ‬لهذه املفردات‪.‬‬ ‫لك ��ن عل ��ى الضف ��ة األخرى‪ ،‬هن ��اك أماك ��ن تعتمد تعبي ��ر "ش ��واذ" و"انحراف"‬ ‫فقط‪ ،‬وأماك ��ن أخرى تعتمد‪ ‬كلمة "ش ��واذ"‪ ‬مع كلمة "مثلية جنس ��ية"‪ ،‬وأماكن‬ ‫اخ ��رى – وان كان ��ت قليل ��ة ج ��دا ‪ -‬تعتم ��د فق ��ط تعبي ��ر "مثلي ��ة جنس ��ية"‪ ،‬وم ��ن‬ ‫الواضح‪ ‬م ��ن خ�ل�ال التعبي ��ر املخت ��ار‪ ،‬موق ��ف اجله ��ة املؤلف ��ة م ��ن موض ��وع املثلية‬ ‫اجلنسية‪.‬‬ ‫مثال‪ ،‬عن كتاب "الواد والعم"‪ ، ‬تقول جريدة الوطن السعودية‪:‬‬ ‫"قص ��ة "الواد والعم" حتكي قصص ًا واقعية من اليأس والغضب التي مير بها أبطال‬ ‫الرواي ��ة عل ��ى مس ��رح الواقع‪ .‬يس ��عى الكاتب ببراع ��ة إلظهار االنح ��راف الفكري‬ ‫الشاذ لدى فئات معينة في املجتمع‪".‬‬

‫ومثلي ��ة‬ ‫اح ��دى التغيي ��رات اجلذري ��ة الت ��ي نراه ��ا الي ��وم‪ ،‬دخ ��ول كلم ��ة "مثل ��ي‬ ‫ّ‬ ‫ومثلي�ي�ن ومغايري ��ن" ال ��ى قام ��وس اللغ ��ة العربية‪ .‬ه ��ذه الكلم ��ة تعتب ��ر‬ ‫مثلي ��ة وجمعي ��ات تعن ��ى‬ ‫كلمه‪ ‬ايجابية‪ ‬ومحايدة‪ .‬ونح ��ن‪ ،‬كأف ��راد وكجمعي ��ات ّ‬ ‫بحقوق انس ��ان وحقوق اقلي ��ات وحقوق مرأة‪ ،‬علينا واج ��ب مرافعة هذه الكلمة‬

‫املثلية‬ ‫وفي‪ ‬رواية‪ ‬عم ��ارة يعقوبي ��ان‪ ‬يصف عالء االس ��واني "حامت"‪ ،‬الش ��خصية ّ‬ ‫في‪ ‬الرواي‪" ،‬انه‪ ‬م ��ن الش ��واذ احملافظني‪ .‬و كان الش ��ذوذ في حياة حامت هامش ��يا‬ ‫مح ��ددا بإحكام‪ .‬ول ��م يكن‪ ‬مجرد‪ ‬مخنث‪ .‬ب ��ل ه ��و ش ��خص موهوب‪ .‬وص ��ل‬

‫‪28‬‬

‫‪29‬‬


‫بكفاءت ��ه وذكائه الی‪ ‬قم ��ة جناحه‪ ‬املهني‪ ..‬ه ��و مثقف من أعلی‪ ‬مس ��تويات‪ ،‬يجيد‬ ‫عدة لغــــــــات بطالقة‪ .‬يريد ان يضيق حياته‪ ‬الش� �ـــــــــاذة‪ ‬و يقتصرهـــــــــــــا علی‪ ‬الليالي‬ ‫ويعي ��ش يوم ��ه الع ��ادي كصحف ��ي و مس ��ئول قيادي‪ ‬وف ��ي الليل‪ ‬ميارس لذت ��ه لبضع‬ ‫ساعات في الفراش"‪.‬‬ ‫وفي وصف كتاب "أنا‪ ‬هي‪ ‬أنت"‪ ،‬كتب‪ ‬موقع‪ ‬النيل‪ ‬والفرات‪ :‬‬ ‫برز‪ ،‬بكثير‪ ‬من‪ ‬اجلرأة‪ ‬والصراحة‪ ‬والعفوية‪ ،‬مسألة‪ ‬تشكل‪ ‬هاجس ��ا‬ ‫"أنا‪ ‬هي‪ ‬أنت"‪ُ ،‬ت‬ ‫ً‬ ‫مرعباً‪ ‬عند‪ ‬كثيرات‪ ‬تضـــطرهن‪ ‬الظروف‪ ‬اإلجتمــــــــاعية‪ ‬والنفسية‪ ‬وحتى‪ ‬البيولوجية‪ ‬إل‬ ‫ى‬ ‫عالقات مثلية‪ ,‬ال ترضي فيهن موضع الش ��بق وحس ��ب‪ ,‬وامنا عطشهن الى املستحيل‬ ‫يجسد‪ ‬شذوذهن‪ ‬وسلوكهن‪ ‬في‪ ‬الطريق‪ ‬املرجتى‪ ‬إلى‪ ‬أجسادهن‪ ‬وشهواتهن"‪.‬‬ ‫بعي ��دا ع ��ن ه ��ذه املصطلح ��ات املتحيزة‪ ،‬جن ��د أماكن قليلة اس ��تعملت فيه ��ا مفردة‬ ‫"مثلية اجلنس" فقط من دون ربطها‪ ‬بشذوذ او انحراف‪ ،‬مثل‪ ‬الفقرة‪ ‬املوجودة‪ ‬ف‬ ‫ّ‬ ‫ي‪ ‬موقــــــع‬ ‫رياض الريس‪ ‬عن كتاب "انا هي انت"‪ .‬فقد‪ ‬ورد ما يلي‪:‬‬ ‫"ل ��م يوج ��د حت ��ى اآلن ام ��رأة عربية بحث ��ت موضوع العالق ��ات املثلية عند النس ��اء‬ ‫بش ��كل مباش ��ر‪ .‬أحيان ًا كان ��ت جتري معاجلة املوض ��وع بني الذكور أما بالنس ��بة إلى‬ ‫اإلن ��اث فبقي األم ��ر محظور ًا على الدوام ‪ ،‬ألن املرأة الش ��رقية تعيش في فضاء من‬ ‫تصدى ملوضوع العالق ��ات املثلية كواحدة من‬ ‫احملرم ��ات واملمنوع ��ات هذه الرواية ّ‬ ‫احلقائق التي لم يعد ينبغي السكوت عنها"‪.‬‬

‫‪30‬‬

‫م ��ن خالل هذا االس ��تعراض الس ��ريع للتاريخ واحلاض ��ر العربيني ف ��ي التعامل مع‬ ‫املثلية اجلنسية ومصطلحاتها‪ ،‬من الواضح أن هناك تغيير جيد‪ ،‬لكن ما زال هناك‬ ‫الكثي ��ر لنعم ��ل م ��ن أجله‪ .‬وكي نس ��تمر في هذا التغيي ��ر‪ ،‬من املهم ج ��دا ان نتذكر‬ ‫ان التوثي ��ق والكتاب ��ة باللغ ��ة العربية هي الطريق ��ة األجنع واألق ��وى للتغيير‪ ،‬والرد‬ ‫على اخلطاب النقيض‪ ،‬وتقدمي حقائق عادلة ومتحررة من القمع والتغييب الذي‬ ‫اجلنسي‪.‬‬ ‫اجلنسية والهويات وامليول‬ ‫باملثلية‬ ‫استعمل في كل ما يتعلق‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وألنن ��ا ج ��زء ال يتج ��زأ م ��ن مجتمعن ��ا وحضارتنا الت ��ي يربطن ��ا فيها راب ��ط لغوي‪،‬‬ ‫اجتماعي‪ ،‬ثقافي‪ ،‬س ��لوكي‪ ،‬تاريخي ومصيري‪ ،‬سنس ��تمر ف ��ي العمل من أجل‬ ‫حقوقنا وحتقيق املس ��اواة‪ .‬ونحن نعلم ونؤمن بأن اللغة العربية قادرة على احتواء‬ ‫واملثلية اجلنس ��ية كما قامت بذلك في املاضي‪ ،‬بالرغم من سياس ��ة‬ ‫الهوية اجلنس ��ية‬ ‫ّ‬ ‫التهميش املتعمدة لتغييبنا‪.‬‬ ‫نح ��ن اليوم نعم ��ل على اس ��ترجاع هذه اللغة واس ��تخدامها من جدي ��د وفي بعض‬ ‫احلاالت‪ ،‬اعادة خلقها وتشكيلها لتحقق أغراضنا وحتتوي قضايانا‪.‬‬

‫رميا عبود‬ ‫مركزة مشروع املعلومات‬

‫‪31‬‬


‫املصادر ‪:‬‬ ‫الريس‪.‬‬ ‫ •أبو النواس‪ .)1994( ،‬النصوص احملرمة‪ ،‬رياض ّ‬ ‫ •ب ��ن محم ��د ب ��ن عل ��ي امين ��ي‪ ،‬أحم ��د (‪ .)2006‬رش ��د اللبي ��ب إلى معاش ��رة‬ ‫احلبيب‪ ،‬اجلماهيرية العظمى‪ :‬تالة‪.‬‬ ‫ •محم ��ود‪ ،‬إبراهيم (‪ .)2000‬املتعة احملظورة – الش ��ذوذ اجلنس ��ي في تاريخ‬ ‫الريس‪.‬‬ ‫العرب‪ ،‬بيروت‪:‬رياض ّ‬

‫‪32‬‬

‫‪33‬‬


‫د‪ .‬سمر حبيب‬

‫المثليّة الجنسيّة‬ ‫عند النساء‬ ‫في الشرق األوسط‬ ‫تاريخها وصويرها‬

‫وقائع محاضرة د‪ .‬سمر حبيب في بيت أصوات‬ ‫حيفا‪3.2.2008 ،‬‬ ‫عن المثليّة الجنسيّة‬


‫د‪ .‬ســـــمر حبيــــــب‬ ‫حصلت د‪ .‬سمر حبيب على شهادة الدكتوراه من جامعة سيدني‪ ،‬أستراليا‪ ،‬في‬ ‫واألدبية‪.‬‬ ‫واجلنسانية‬ ‫االجتماعية‬ ‫موضوع الدراسات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫"في م���ا يل���ي محاضرة د‪ .‬س���مر حبيب‬ ‫الت���ي القتها بالتعاون م���ع أصوات في‬ ‫آذار ‪ 2008‬في حيفا‪ .‬ترتكز احملاضرة‬ ‫بش���كل اساس���ي على كتابها وبحثها‬ ‫وجهدها اخلاص في هذا املجال‪".‬‬

‫اجلنسية عند النساء في الشرق األوس��ط‪:‬‬ ‫"املثلية‬ ‫في عام ‪ 2007‬نشرت كتابها‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تاريخها وتصويرها"‪ .‬إلى جانب املواد األكادميية والترجمات التي نشرت سابقا‬ ‫في "انتر تكست"‪ ،‬نشرت حبيب ع��د ًدا من األعمال اإلبداعية مبا فيها رواية‬ ‫وكتيب "جزر في الفضاء"‬ ‫"شجرة كاملطر" (سيدني‪ :‬نيبيوال للنشر‪ّ ،)2005 ،‬‬ ‫(سيدني‪ :‬نيبيوال للنشر‪.)2008 ،‬‬ ‫حتاضر د‪ .‬حبيب في كلية العلوم اإلنسانية واللغات في مجاالت الدراسات‬ ‫اإلسالمية والنصوص االنكليزية والكتابة‪ .‬تشمل مجاالت تخصصها الثقافة‬ ‫الشعبية في ال��دول العربية واإلسالمية‪ ،‬وأدب الشرق األوس��ط‪ ،‬والتــــاريخ‬ ‫ّ‬ ‫اجلنسية‪ .‬وترأس د‪ .‬حبيـــــــب اليوم حترير املجلة‬ ‫ة‬ ‫املثلي‬ ‫�ات‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫ودرا‬ ‫ــياسة‪،‬‬ ‫والس‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األكادميية الدولية "نيبيـــــوال"‪.‬‬ ‫قامت بترجمة ونشر الرواية اللبنانية "أنا هي ِ‬ ‫لالنكليزية‬ ‫أنت" بقلم إلهام منصور‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫نصوصا‬ ‫وحتضر حاليا لنشر مجلدين يجمعان مقاالت تعرض‬ ‫في عام ‪.2008‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫املثليات بني السنوات ‪.850-1700‬‬ ‫إسالمية عن ّ‬

‫‪36‬‬

‫‪37‬‬


‫لدي أحاسيس‬ ‫مرح ًبا بي في مكان في العالم يثير ّ‬ ‫سرا أنني أجد نفسي ّ‬ ‫ال أخفيكم ًّ‬ ‫أن فلس ��طني ه ��ي جزء من حياتي وخيالي وس ��ياﺳﺗﻲ‪،‬‬ ‫�عر‬ ‫�‬ ‫ش‬ ‫أ‬ ‫رة‪.‬‬ ‫ت‬ ‫ّ‬ ‫مضطربة ومتو ّ‬ ‫ألم ٍ‬ ‫وأب من‬ ‫وأع ��رف‪ً ،‬‬ ‫أيضا‪ّ ،‬‬ ‫أن وجودي في العالم حصل بس ��ببها‪ .‬لقد ُو ُ‬ ‫لدت ّ‬ ‫املهجرين الفلس ��طينيني في لبنان‪ .‬وال أﻋﺗﻘﺪ أ ّنهما كانا س ��يلتقيان من دون حدوث‬ ‫ّ‬ ‫كنت سأولد لوال ذلك‪.‬‬ ‫نكبة ‪ 1948‬وال ُ‬ ‫وأضي ��ف أ ّنني عائدة إلى فلس ��طني‪ ،‬وأنني عائدة إلى م ��كان لم أزره‪ ،‬وهذه جتربة‬ ‫روحاني ��ة‪ ،‬ولي ��س صدف ��ة أن يكون س ��بب عودتي الروحاني ��ة هذه أم � ً�را آخر غير‬ ‫ّ‬ ‫�يحية)‪ ،‬وغير جبل الهي ��كل (الذي يثير فضولي‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫كم‬ ‫تعنيني‬ ‫(التي‬ ‫�ة‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫القيا‬ ‫كنيس ��ة‬ ‫ّ‬ ‫محبتي وإخالصي‬ ‫�ال‬ ‫ل‬ ‫�‬ ‫خ‬ ‫من‬ ‫إليه‬ ‫يجذبني‬ ‫�ذي‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫األقصى‬ ‫�جد‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫امل‬ ‫أو‬ ‫)‪،‬‬ ‫�ي‬ ‫ّ‬ ‫العلم � ّ‬ ‫للثقافة العربية اإلس�ل�امية‪ .‬أما س ��بب عودتي إلى فلس ��طني فه ��و وجود مجموعة‬ ‫ألول مرة في التاريخ‪،‬‬ ‫فلسطينيات ومثليات في‬ ‫مثليات فلس ��طينيات‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وسعهن‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إنشاء مجموعة‪.‬‬

‫العربي الق ��دمي وه ��ذا األدب املعاصر‪ ،‬وهما يتيح ��ان الفرصة لبعض‬ ‫ب�ي�ن األدب‬ ‫ّ‬ ‫كثيرا في مش ��روع النش ��ر هو أن‬ ‫�روري‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫يثير‬ ‫ما‬ ‫إن‬ ‫‪.‬‬ ‫�هن‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫أنف‬ ‫عن‬ ‫ّم‬ ‫ل‬ ‫للتك‬ ‫املثليات‬ ‫ّ ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫وأفكارا تكون س�ل�اح ًا‬ ‫واملثلي ��ات نظريات‬ ‫ه ��ذه الكتابات تضع ب�ي�ن أيدي املثليني‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫يحررنا من مفاهيم املجتمع البطريركي القامع ملعظم ما يتعلّق باجلنس‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫املثلية الذي ينعكس‬ ‫رهاب‬ ‫من‬ ‫أنفسنا‬ ‫ر‬ ‫نحر‬ ‫أن‬ ‫نستطيع‬ ‫املنشورات‬ ‫هذه‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إن تثقيف النفس‬ ‫اإلطالق‪.‬‬ ‫على‬ ‫ترفضنا‬ ‫مجتمعات‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫الالوعي‪،‬‬ ‫في‬ ‫علينا‬ ‫ّ‬ ‫يزي ��د الوعي‪ .‬وأرى أن علين ��ا‪ ،‬إذا ك ّنا نرغب في تغيير املجتمع الذي يرفضنا‪ ،‬أن‬ ‫كمثليات عربيات نحن نعاني‪ ،‬في معظمنا‪ ،‬من فترة‬ ‫السلبية‪.‬‬ ‫نبدأ بتغيير أفكا ِرنا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫هويتنا النفس � ّ�ية ما دمنا في وس ��ط‬ ‫اضطهاد طويلة وقاس ��ية ّﺃدت إلى اﺧتباء وتزوير ّ‬ ‫أهلنا واألقرباء‪.‬‬ ‫يتقبلن احلي ��اة املزدوجة‪:‬‬ ‫املثلي ��ات‬ ‫ّ‬ ‫تعرف ��ت عليه � ّ�ن ّ‬ ‫ّ‬ ‫إن معظ ��م ّ‬ ‫العربي ��ات اللوات ��ي ّ‬ ‫الغربي‪ ،‬ح ��ول األهل واألقرب ��اء‪ ،‬وحياة احلرية‬ ‫حي ��اة اخلزانة‪ ،‬حس ��ب املصطلح‬ ‫ّ‬ ‫أن هناك الكثير من املواقف واحلاالت التي جتري‬ ‫بعيدا عنهم‪ .‬وأنا أعلم ّ‬ ‫اجلنسية‪ً ،‬‬ ‫ّ‬ ‫املثلية إﻟﻰ خطر على حياته‪/‬‬ ‫يؤدي فيها تعريف اإلنسان‬ ‫في العالم والتي ّ‬ ‫بجنسيته ّ‬ ‫ّ‬ ‫يتم االستغناء عن هذا اخلطر‪.‬‬ ‫ها‪ ،‬وفي معظم احلاالت ّ‬

‫ألن في وسعها أن جتمع‬ ‫مثليات هو إجناز عظيم‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫�طينيات ّ‬ ‫إن وجود مجموعة فلس � ّ‬ ‫وألن في وسعها أن تخلق احملاورة‬ ‫املفكّ رات والسياس � ّ�يات من ّ‬ ‫كل أنحاء العالم‪ّ ،‬‬ ‫وتف ��رض عل ��ى مجتمعها تناول أفكار معاكس ��ة للنمط االجتماعي الس ��ائد‪ ،‬ألنها‬ ‫تثقيفية‪ ،‬وتخلق ً‬ ‫أهم ما تقوم‬ ‫تنظّ م نشاطات‬ ‫ترابطا بني أفراد مجتمعها‪ .‬لكن‪ ،‬من ّ‬ ‫ّ‬ ‫عربيني‪ ،‬أو على األقلّ باللغة‬ ‫إلي هو إعداد وجمع أدب وثقافة ّ‬ ‫به أصوات بالنسبة ّ‬ ‫إن هذا النوع من التنظيم هو‪،‬‬ ‫العربية‪ ،‬وإنشاء أرشيف‬ ‫يخص العربيات املثليات‪ّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫إن وجود‬ ‫ف ��ي اعتق ��ادي‪ ،‬األمر األكثر أهمي� � ًة أل ّنه يس ��اعدنا على تثقيف أنفس ��نا‪ّ .‬‬ ‫تاريخي‬ ‫ﻳؤدي إلى خلق تراب ��ط‬ ‫مثلي ��ات فلس ��طينيات مثل "أص ��وات" ّ‬ ‫مجموع ��ة ّ‬ ‫ّ‬

‫حدثن ��ي رج � ٌ�ل في هذا املكان في عام ‪ 2004‬عن األحداث الذي ش ��اهدها بنفس ��ه‬ ‫ّ‬

‫‪38‬‬

‫‪39‬‬

‫وم ��ع ه ��ذا‪ ،‬فإنن ��ي ال أنكر إعجابي باملقاوم ��ة التي تقف حتى بوجه ه ��ذا النوع من‬ ‫اخلط ��ر‪ ،‬كم ��ا حصل مبدين ��ة نيويورك في ع ��ام ‪ ،1969‬بعد اقتحام الش ��رطة موقع‬ ‫ستون ﻭوﻝ‪.1‬‬


‫مثلية جدعة ‪ ،)Butch( 2‬ومن‬ ‫وقال لي ّ‬ ‫إن من بدأت املعركة مع الش ��رطة كانت ّ‬ ‫كن ملكات العروض (‪.)Dragqueens‬‬ ‫ذلك‬ ‫بعد‬ ‫لنجدتها‬ ‫جاء‬ ‫ّ‬ ‫إن اخل ��روج من اخلزان ��ة الذي أتكلّم عنه يأتي بعد فترة قاس ��ية من تثقيف النفس‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫خروج ��ا عن قصد‬ ‫فعال ��ة‪ ،‬ويكون‬ ‫ً‬ ‫ه ��ذا الن ��وع من اخل ��روج يصبح حركة سياس ��ية ّ‬ ‫احلي على كون‬ ‫وبكامل الوعي‪ .‬ونقوم بهذا النوع من اخلروج لكي نكون اإلثبات ّ‬ ‫املثلية اجلنس � ّ�ية ش ��ي ًئا‬ ‫مرضا أو حالة بحاجة إلى تصليح أو إبادة‪.‬‬ ‫طبيعيا‪ ،‬وليس ��ت ً‬ ‫ًّ‬ ‫ّ‬ ‫وأنن ��ا منلك القدرة املتواضعة التي تفرض على اآلخري ��ن كيفية التعامل معنا‪ .‬فإذا‬ ‫فت كفريس ��ة فسوف يفترسونك‪ ،‬وإذا تصر ِ‬ ‫تصر ِ‬ ‫فت مع شـــــعور بالذنب أو بالعار‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بأن هناك شي ًئا يدعو للذنب والعــــــار‪.‬‬ ‫فستعززين الفكرة القائلة ّ‬ ‫ّ‬

‫رافع ��ا حاجبي ��ه ولم ينطق بش ��يء إال "كم ��ا تريدين"‪ ،‬وتابع مش ��اهدة األخبار على‬ ‫ً‬ ‫التلفزي ��ون‪ ،‬ولم حتدث ألبي س ��كتة قلبية كما توقّعنا بس ��بب صراحتي معه‪ .‬أعتقد‬ ‫تقبل املوضوع بش ��كل ش ��به إيجاب ��ي حتى أكثر م ��ن ّأمي‪ ،‬أل ّنه‪ ،‬بخ�ل�اف ّأمي‪،‬‬ ‫أ ّن ��ه ّ‬ ‫أن هن ��اك اتفاقًا بيني وبني‬ ‫تصرفاتي‪ .‬أعتقد ّ‬ ‫ل ��م يطل ��ب م ّني أن أحاول "تصحي ��ح" ّ‬ ‫جاذبية املرأة لإلنس ��ان‪ ،‬س ��واء أكان هذا اإلنس ��ان رج�ل ً�ا أو امرأة أو‬ ‫أبي بخصوص‬ ‫ّ‬ ‫غيرهما‪.‬‬ ‫خالل الس ��نوات الت ��ي أعقبت خروج ��ي أمامهما تع � ّ�ززت بينهما وب�ي�ن صديقاتي‬ ‫أيض ��ا‪ ،‬أن ّأمي وأبي كانا يش ��عران‪ ،‬مع هذا‬ ‫عالق ��ات حميم ��ة ومخلصة‪ .‬أذكر‪ً ،‬‬ ‫كلّه‪ ،‬باإلحراج أمام خاالتي وبعض األقرباء املس ��يحيني في أس ��تراليا‪ .‬وذات مرة‬ ‫طلبا م ّني أن ال أكشف األمر خلاالتي‪ ،‬ﻟﻛن في يوم من األيام‪ ،‬وكنت في اخلامسة‬ ‫والعشرين من العمر‪ ،‬أتت إحدى خاالتي لتزورنا في أستراليا‪ ،‬وفي ذلك الوقت‬ ‫أرض أن أنكر زوجت ��ي ومكانتها عندي‪ ،‬وبهذه‬ ‫كن ��ت في عالقة ش ��به‬ ‫زوجية ولم َ‬ ‫ّ‬ ‫وأن زوجتها صبية‬ ‫أن س ��مر مثلي ��ة ّ‬ ‫الطريق ��ة (التص � ّ�رف الطبيعي) اكتش ��فت خالتي ّ‬ ‫أحدا‬ ‫تخبر‬ ‫لم‬ ‫ولكنها‬ ‫�ان‪،‬‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫لب‬ ‫إلى‬ ‫طيب ��ة ومحبوبة من قبل اجلمي ��ع‪ .‬عادت خالتي‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫التطور في حياتي‪ .‬بعد فترة من الزمن عادت هذه اخلالة لتزورنا في أس ��تراليا‬ ‫عن‬ ‫ّ‬ ‫ومعها خالتي األخرى‪.‬‬ ‫أحبك كيف ما‬ ‫مثليتي ً‬ ‫جانبا وقالت لي‪" :‬س ��مر أنا ّ‬ ‫أخذتن ��ي اخلال ��ة التي تعلم عن ّ‬ ‫تكون ��ي بس م ��ا الزم تخبري خالتك التاني‪ ،‬هي بترف ��ض املوضوع على اإلطالق‬ ‫وهم تقليديني كتير"‪.‬‬

‫مثليتي كانت ملحوظة عن ��دي منذ ّأيام طفولتي‪ ،‬ولم‬ ‫جدا ّ‬ ‫ق ��د أكون محظوظ� � ًة ًّ‬ ‫ألن ّ‬ ‫يكن باستطاعتي أن أجتاهلها‪ ،‬ولهذا السبب أصبح خروجي‪ ،‬وبعد ذلك ظهوري‪،‬‬ ‫ش ��ي ًئا ال يس ��تغنى عنه‪ .‬أخبرت إخوتي وأخواتي ّأو ً‬ ‫وكنت في السادس ��ة عش ��رة‬ ‫ال‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫التقيت بحبيبتي األولى‪ .‬نصحتني أختي بأن ال‬ ‫من عمري‪ .‬في تلك الفترة نفس ��ها‬ ‫ُ‬ ‫وأخبرت ّأمي في الس ��نة ذاتها‪ .‬كذلك‬ ‫أصغ لهذه النصيحة‪،‬‬ ‫أخبر أهلي‪ ،‬لكنني لم ِ‬ ‫ُ‬ ‫ألن مث ��ل هذا اخلبر قد‬ ‫ّأم ��ي نصحتن ��ي هي‪ً ،‬‬ ‫أيضا‪ ،‬بإصرا ٍر أش � ّ�د‪ ،‬ب ��أن ال أخبر أبي ّ‬ ‫قلبية لدي ��ه‪ .‬وكان خوفي على أبي يش ��به خوف ّأم ��ي عليه‪ .‬ولم‬ ‫ي� ّ‬ ‫�ؤدي إل ��ى س ��كتة ّ‬ ‫كنت في التاسعة عشرة من‬ ‫حينها‬ ‫سنوات‪.‬‬ ‫ثالث‬ ‫مرور‬ ‫بعد‬ ‫إال‬ ‫باألمر‬ ‫والدي‬ ‫أعلم‬ ‫ُ‬ ‫عمري‪ .‬في ذلك الوقت كنت في عالقة طويلة الزمن مع ش ��ابة أس ��ترالية‪ .‬ال أزال‬ ‫قررت‪ ،‬بعد سنة ونصف السنة من العيش مع صاحبتي‪ ،‬أن أخبر أبي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أتذكر كيف ّ‬ ‫ٍ‬ ‫بألم ش ��ديد وبارتباك هائل‪،‬‬ ‫جالس ��ا أمام التلفزيون في صالوننا في البيت وأنا‪ٍ ،‬‬ ‫كان ً‬ ‫إلي أبي حينها‬ ‫التفت‬ ‫نعم؟"‪.‬‬ ‫صاحبة‪،‬‬ ‫لي‬ ‫أن‬ ‫تعرف‬ ‫"أنت‬ ‫تقول‪:‬‬ ‫نفسي‬ ‫س ��معت‬ ‫ّ‬ ‫َ ّ‬

‫�اهدت الرعب ف ��ي عينيها وكان هذا نفس الرعب الذي مكث عندي منذ عش ��ر‬ ‫ش�‬ ‫ُ‬ ‫أيضا‪ ،‬الرعب نفسه في عيني ّأمي وأختي‪ ،‬وحتى أبي‪ ،‬أحيانًا‪.‬‬ ‫وكان‪،‬‬ ‫سنوات‪،‬‬ ‫ً‬

‫‪40‬‬

‫‪41‬‬


‫لك ��ن عندما أتت هذه اخلالة بإش ��عارها اخلاص‪ ،‬كنت ق ��د أصبحت خبير ًة في هذا‬ ‫أن‬ ‫أصدق للحظة ّ‬ ‫املج ��ال‪ ،‬ولم أعد أقبل بهذا النوع م ��ن اإلذالل واالختباء‪ ،‬ولم ّ‬ ‫ألول مرة‬ ‫خالت ��ي األخرى س ��وف تتبرأ م ّني‪ .‬ولهذا الس ��بب عندما التق ��ت خالتي ّ‬ ‫قدمته ��ا له ��ا بكونه ��ا "زوجي"‪ ،‬وضحك ��ت خالتي ول ��م تعترض على‬ ‫بزوجت ��ي ّ‬ ‫ﺍإلطالق‪.‬‬

‫املثلية‬ ‫اللواتي يس ��تطعن أن يخرجن م ��ن خزانة املنزل‪ ،‬ولكنه ��ن ال يعاجلن رهاب ّ‬ ‫عندهن‪ ،‬مثل ّأمي وأخت ��ي وأبي وخالتي‪ .‬كلهم كانوا‬ ‫(الهوموفوبي ��ا) التي متكث‬ ‫ّ‬ ‫أن هذا‬ ‫أن االختب ��اء‬ ‫فعال‪ ،‬ولم يالحظ ��وا لبرهة واحدة ّ‬ ‫يعتق ��دون ّ‬ ‫الفرعي هو نوع ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن ه ��ذه اإلهانة هي ثم ��ن غير معقول ملا نحص ��ل عليه من‬ ‫�س الكيان‪ ،‬أو ّ‬ ‫احل � ّ�ل مي � ّ‬ ‫السترة الكاذبة‪ ،‬في املقابل‪.‬‬

‫سياسي وهو فرض‬ ‫واليومي هو عمل‬ ‫الشفهي‬ ‫كمثلية وخروجي‬ ‫أن ظهوري‬ ‫أشعر ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫واج ��ب عل ��ى امرأة مثلي‪ :‬ام ��رأة ال تخاف ّمما ميكن أن تخس ��ره من خالل اخلروج‬ ‫والظهور‪ ،‬وامرأة ال تخاف من مواجهة الرافضني والعنيفني واملتدينني وأفكارهم‬ ‫يتوجب عل � ّ�ي اخلروج والظهور‪ .‬هن ��ا أعلم أنه‬ ‫ا ُملضحك ��ة‪ .‬ولكلّ هذه األس ��باب ّ‬ ‫جيدا‪ .‬سوف‬ ‫سوف يأتي وقت تقوم فيه خالتي هذه بترديد األسطوانة التي نعرفها ً‬ ‫تقول لي‪" :‬س ��مر أنا أحبك كيف ما ِ‬ ‫كنت بس ما تقولي لزوجي‪ ،‬سوف يحتقرك‬ ‫دائما صديقني‪ ،‬وأعتقد أنه‬ ‫حينها‪ ".‬ولك ّنني أعرف زوجها وأعرف أ ّننا س ��نكون ً‬ ‫أعلنت‬ ‫وبينه‪،‬‬ ‫بيني‬ ‫كان‬ ‫�ك بشأن هويتي اجلنسية املثلية بعد حوار‬ ‫على األقلّ سيش � ّ‬ ‫ُ‬ ‫ال أو أن أجنب أطفا ً‬ ‫أتزوج رج ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫له خالله أنه ليس من املمكن لي أن ّ‬

‫أصحابا وأفرا ًدا من عائلتي‪ ،‬لكن حلس ��ن ّ‬ ‫احلظ لم‬ ‫كنت على اس ��تعداد ألن أخس ��ر‬ ‫ً‬ ‫يحصل هذا الش ��يء معي‪ .‬حتى أقربائي املس ��يحيون املتحفظ ��ون‪ ،‬الذين قيل لهم‬ ‫وإن العائلة هي الذرية‬ ‫إن التناس ��ل هو ش ��يء مق � ّ�دس ّ‬ ‫منذ تف ّتح وعيهم على احلياة ّ‬ ‫ربه ��ا ورأس ��ها هو األب‪ ،‬والت ��ي تأتي وحدها م ��ع دعم من الل ��ه تعالى (ربنا‬ ‫الت ��ي ّ‬ ‫تقبل جنس � ّ�يتي‬ ‫وأبون ��ا الكبي ��ر)‪ ..‬حتى ه ��ؤالء يجدون أنفس ��هم مجبوري ��ن على ّ‬ ‫وتصرفاتي "الذكورية"‪.‬‬ ‫وصديقاتي‬ ‫ّ‬ ‫حتس به اإلنس ��انة من تو ّتر‬ ‫أعتق ��د ّ‬ ‫تقبل إزدواجية احلياة وبني ما ّ‬ ‫أن هناك عالقة بني ّ‬ ‫مثليتها اجلنسية‪ .‬لربمّ ا أن اخلطوة الطبيعية القادمة لنا أن تكون من "أصوات"‬ ‫جتاه ّ‬ ‫وبكل بساطة‪" ،‬نعم أنا مثلية‪،‬‬ ‫هناك قوة هائلة بقولنا‪،‬‬ ‫إلى "أصوات ووجوه"‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وم ��ا املش ��كلة؟ ه ��ل أن ��ت أحم ��ق؟"‪ .‬هذا الن ��وع من ف ��رض الذات يخ � ّ�ل مبوقف‬ ‫أن املثلية اجلنس ��ية هي ش ��ي‬ ‫املجتمع ��ات العربي ��ة التي ال تش � ّ‬ ‫�ك للحظ ��ة واحدة في ّ‬ ‫ﻭلكن املشكلة ﻫﻲ تخلف ﺛقافتنا ﺍجلنسية في ﺍﻟﻭﻗﺖ ﺍﺤﻟﺍﻀﺭ‪.‬‬ ‫طبيعي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫إخباركن بهذه التجارب االيجابية يعني أ ّنني أنكر وجود‬ ‫أريدكن أن تعتقدن أن‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املثلية الذي ال نس ��تطيع أن نتفاهم معه‬ ‫مثلي ��ة قاتل أو وجود نوع من رهاب ّ‬ ‫ره ��اب ّ‬ ‫تعلمن أن ه ��ذه التجارب اإليجابية‪ ،‬وهذه‬ ‫أن‬ ‫أريدكن‬ ‫لكنني‬ ‫كانت‪.‬‬ ‫�يلة‬ ‫بأي وس �‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أيضا‪ ،‬في العالم‪.‬‬ ‫األنواع من احلركات السياس ��ية والش ��خصية البس ��يطة حتصل‪ً ،‬‬ ‫إنن ��ي لس ��ت فري ��دة كمثلي ��ة عربية في ه ��ذه التجرب ��ة‪ .‬أعتق ��د أن هناك العدي ��د م ّنا‬

‫‪42‬‬

‫أن هناك فائدة لنا في االختباء‪ .‬االختباء يفيد إنسانة ال تريد أن تخسر حرية‬ ‫أعرف ّ‬ ‫التصرف واحلركة غير املكش ��وفة‪ ،‬كما تريد أن تتج ّن ��ب مواجهة أهلها وأصحابها‬ ‫ّ‬ ‫أيضا‪ ،‬أن بعض‬ ‫ألنها ال تريد أن تس ��تغني عنهم‪ ،‬وال تريد خس ��ارتهم‪ .‬وأعرف‪ً ،‬‬ ‫‪43‬‬


‫غربية ولي ��س علينا أن نتبعها لنكون‬ ‫اﻠﻣثلي ��ات يعتقدﻦ أن اخلروج هو إس ��تراتيجية ّ‬ ‫ّ‬ ‫املثليات‬ ‫�د‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫�ائعة‬ ‫�‬ ‫ش‬ ‫الفكرة‬ ‫�ذه‬ ‫�‬ ‫ه‬ ‫الغرب‪.‬‬ ‫�ن‬ ‫�‬ ‫ع‬ ‫�ف‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫تخت‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫مجتمعات‬ ‫ألن‬ ‫ا‬ ‫�رار‬ ‫أح �‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫خصوصا ألن األفكار التي‬ ‫العربيات ولكنني ال أتفق مع سياس ��ة االزدواج هذه‪،‬‬ ‫ً‬ ‫تداولها الغرب بالنس ��بة للمثلية منذ عش ��رين أو أربعني س ��نة ما كانت تختلف عن‬ ‫أف ��كار الع ��رب احلالية‪ .‬والطريقة التي ّأدت لتحرير مثلي ��ي ومثليات الغرب كانت‬ ‫وحدها طريقة اإلعالن عن النفس‪ ،‬وطريقة اخلروج اإليجابي الذي رفض الوسم‬ ‫محبة وفخر اجلنس ��ية املثلية وغيرها من‬ ‫بالعار واإلحس ��اس بالذن ��ب‬ ‫ّ‬ ‫وضم له بكل ّ‬ ‫احلب واالكتفاء اجلنس � ّ�ي عند‬ ‫االختالف ��ات‪ .‬وه ��ذا اخلروج‬ ‫أهمية ّ‬ ‫اإليجابي ع � ّ�زز ّ‬ ‫ّ‬ ‫اإلنسان‪.‬‬ ‫كثيرا من الكراهية من جهات‬ ‫ّ‬ ‫إن املشروع السياسي عند مثليي ومثليات الغرب تلقى ً‬ ‫دينية ومن الشرطة ﻭمن وكاالت القضاء واحلكّ ام‪ .‬وبدأ مشروعهم الكفاحي هذا‬ ‫املثلي اجلنس ��ي كما لو أ ّنه‬ ‫قب ��ل إزال ��ة قوانني تل ��ك البالد التي كانت تعاق ��ب العمل ّ‬ ‫تغي ��رت ه ��ذه القوان�ي�ن القامع ��ة بس ��بب جرأة البع ��ض وظهورهم‬ ‫جرمي ��ة‪ .‬ال ب ��ل ّ‬ ‫ومثلي ��ات القرن املاضي تظاهروا وحاربوا الش ��رطة وقضوا‬ ‫إن مثليي‬ ‫وكفاحه ��م‪ّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫واضطهدوا‪ ،‬لكنهم أس ��قطوا عن أنفس ��هم الرع ��ب من املعاملة‬ ‫وق ًتا في الس ��جون‬ ‫الس ��يئة ومن الس ��جن‪ ،‬مثلهم في ذلك مثل انتفاضة الفلس ��طينيني في الثمانينات‪،‬‬ ‫اجلسدي والروحاني‪.‬‬ ‫حيث سيأتي وقت ﻧرفض فيه االستعمار‬ ‫ّ‬

‫أج ��زاء من حياتنا التي ﺗﻨﻤﻭ بخزانتنا‪ .‬وال أريد أن أصعب األمر على أحد‪ ،‬ألنني‬ ‫ال أقص ��د كل فلس ��طينية أو عربي ��ة مثلية به ��ذا الكالم‪ ،‬وإمنا أقصد تل ��ك التي تفكّ ر‬ ‫وتغير في املجتمعـــــــات العربيــــــــــة‪،‬‬ ‫بهذا األس ��لوب والتي تس ��تطيع وتريد أن تؤثر ّ‬ ‫تصرفاتها املكشـــــــوفة كل التغيير ﺍﻠﻤرغوب‪.‬‬ ‫لتحقق من خالل طريقـــة ّ‬ ‫وبالنسبة إلينا نحن العربيات املثليات اللواتي نعيش في الغرب‪ ،‬أعتقد أ ّننا نضيف‬ ‫املثلي ��ة‪ ،‬فنحن نعي ��ش في ب�ل�اد حتمينا وحتم ��ي حقوقنا ولكن‬ ‫إل ��ى مش ��كلة رهاب ّ‬ ‫معظمن ��ا ال ن ��زال نعيش حياة اخلزانة املنزلية‪ .‬اس ��ألي نفس ��ك إذا كنت تس ��تطيعني‬ ‫تتحملي اخلس ��ارات التي س ��تصاحب‬ ‫اخل ��روج الكامل‪ ،‬وإذا كان في وس ��عك أن‬ ‫ّ‬ ‫هذا القرار‪ .‬اس ��ألي نفسك إذا كنت قادرة على خسارة رسن االختباء‪ ،‬وإذا كنت‬ ‫تس ��تطيعني فعل ذل ��ك فافعلي‪ .‬ال تقبلي أن تكون مش ��اعرك رهين ��ة لآلخرين‪ .‬ال‬ ‫تقبلي "لو عرفت ّأمك هذا فس ��وف يقتلها"‪ .‬إذا كنت تعتقدين أنها س ��وف متوت‬ ‫أي‬ ‫ميس كيانك وابتعدي عن ّ‬ ‫من هذا الشيء فدعيها متوت‪ .‬ابتعدي عن ّ‬ ‫أي شيء ّ‬ ‫ش ��يء يجعلك تش ��كّ ني في حقك في أن تكوني هكذا‪ ،‬وفي حقك في أن تعاملي‬ ‫كل ش ��يء يجعل ��ك تش ��كّ ني بجمال ��ك كما أن � ِ‬ ‫�ت وجمال‬ ‫كإنس ��انة‪ .‬ابتع ��دي ع ��ن ّ‬ ‫ربك لهذا االختالف‪ .‬ابحثي‬ ‫خروجك عن النمط االجتماعي السائد‪ ،‬واشكري ّ‬ ‫ضمي إليك‬ ‫عن األخريات‪ .‬ث ّقفي نفس ��ك‪ .‬ح ّققي لنفس ��ك االس ��تقالل امل ��ادي‪ّ .‬‬ ‫أن اجلنس هو‬ ‫وحرري نفس ��ك من املفهوم‬ ‫الديني الذي يعلمنا ّ‬ ‫ش ��هواتك اجلنس � ّ�ية ّ‬ ‫ّ‬ ‫املقدس‪.‬‬ ‫شيء إثم ّ‬ ‫وأن هدفه األعلى هو التناسل ّ‬

‫دائما مساملة ونظيفة‪ ،‬فقد تكون هناك نقطة في‬ ‫مطالبتنا بحريتنا وحقوقنا لن تكون ً‬ ‫دفاعا عن حقوقنا‪ ،‬وأن نكون‬ ‫الزمن‬ ‫سنضطر فيها أن نحارب‪ ،‬وأن نقف صامدين ً‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫مستعدين خلسارة‬ ‫نكون‬ ‫وأن‬ ‫ساخنة‪،‬‬ ‫أشياء‬ ‫عن‬ ‫مرتفعة‬ ‫بأصوات‬ ‫ّم‬ ‫ل‬ ‫مشاغبني ونتك‬ ‫ّ‬

‫املثليات العربيات بشكل عام‪ ،‬وتعليقي على‬ ‫هنا ينتهي تعليقي البسيط على حالة ّ‬ ‫أو ً‬ ‫ال‪ .‬وقب ��ل أن نطلب من املجتم ��ع‪ ،‬ال بل نفرض‬ ‫أهمي ��ة اخل ��روج لقبولنا لذاتن ��ا ّ‬

‫‪44‬‬

‫‪45‬‬


‫بد‬ ‫وجودن ��ا عل ��ى املجتمع من خالل احلركة السياس ��ية األخرى وه ��ي الظهور‪ ،‬ال ّ‬ ‫مثلي ��ة أن تكون ظاه ��ر ًة‪ ،‬ولكن عاد ًة ما يظه ��ر من املثلي�ي�ن واملثليات من هم‬ ‫ل ��كلّ ّ‬ ‫"الطبيعي"‬ ‫املتذكرات واملتأ ّنثون‪ ،‬ألن املجتمع ينصفهم باختالف عن قالب احلياة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أنثوية‪ ،‬مفعول بها‪.‬‬ ‫املجسد بذكر‬ ‫رجولي فاعل‪ ،‬وامرأة مقوقعة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫للمثلية‪ .‬ولنب ��دأ بآخر هذه‬ ‫اإلبراهيمية‬ ‫لك ��ن‪ ،‬لننتق ��ل اآلن إل ��ى معاملة الديان ��ات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الديانات‪:‬‬ ‫معا‪ ،‬أو أن اصطلحا‬ ‫العدﻳﺪ من املسلمني يؤمنون ّ‬ ‫بأن اإلسالم واملثلية ال يصاحلان ً‬ ‫مبني ��ا على خطأ كبير وجت � ٍّ�ن على الدين‪ .‬ومن املمك ��ن أن نرى أن أي‬ ‫فيك ��ون ه ��ذا ًّ‬ ‫محاولة إلنتاج إسالميات قابلة للمثلية هي محاولة يائسة وحتى مستحيلة‪.‬‬ ‫مطروحا‬ ‫ولك ��ن ه ��ذا االعتقاد يس � ّ�ببه عدم احملاولة اجلدي ��ة‪ ،‬ويبقى هذا املوض ��وع‬ ‫ً‬ ‫للت ��داول ل ��دى العديد من املس ��لمني واملس ��لمات املثليني واملثلي ��ات املؤمنني الذين‬ ‫شخصية‪.‬‬ ‫خاص وألسباب‬ ‫يهتمون بهذا املوضوع بشكل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املثلية‪.‬‬ ‫أشارككن أفكاري حول‬ ‫أود أن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إسالمية قابلة للعالقة ّ‬ ‫ّ‬ ‫أو ً‬ ‫املقدس ��ة – أي األحاديث الصحيحة‬ ‫احدد الكتابات اإلس�ل�امية ّ‬ ‫ال‪ ،‬يلزمني أن ّ‬ ‫املثلي ��ة‪ ،‬كما يتبينّ لنا من‬ ‫والق ��رآن الك ��رمي ‪ -‬وهما ال يتعامالن بش ��كل واضح مع ّ‬ ‫قب ��ل بالد كالس ��عودية أو إي ��ران أو نيجيريا التي تتبع قوانني الش ��ريعة اإلس�ل�امية‪،‬‬ ‫حيث املثلية تتل ّقى عقوبة اإلعدام‪.‬‬

‫‪46‬‬

‫هذه الش ��ريعة التي حتكم على املثلية كما لو أنها جرمية تعود إلى حديث عن علي بن أبي‬ ‫طالب‪.‬‬ ‫بعد موت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أصبح علي بن أبي طالب في مكانة‬ ‫احلاكم لفترة ﻗﺼﻳﺮﺓ‪ .‬وفي يو ٍم من األيام ألقي القبض على شابني ميارسان اجلنس‬ ‫املثل ��ي‪ ،‬وتب�ي�ن للجمي ��ع حينها أن ال أح ��د من صحابة الرس ��ول (صل ��ى الله عليه‬ ‫وس ��لم) كان يس ��تطيع أن يذكر حدي ًثا ل ��ه عن كيفية معاقبة املثلي ��ة‪ ،‬أو ما إذا يجب‬ ‫أن ُتعاق ��ب أص�ل ً�ا‪ .‬حينها أم ��ر ابن أبي طالب بإعدام الش ��ابني من خ�ل�ال إلقائهما‬ ‫املثلية في الش ��ريعة‬ ‫م ��ن فوق س ��طح ورميهما باحلجارة‪ .‬من هن ��ا نصل إلى معاقبة ّ‬ ‫اإلسالمية املعاصرة‪.‬‬ ‫بعد هذا احلدث‪ ،‬أي العقاب الرسمي األول في اإلسالم‪ ،‬الحظ الفقهاء األوائل‬ ‫املثلية‪ ،‬وبدأ مش ��روع‬ ‫أن الق ��رآن الك ��رمي ال يتكلّم بس ��لبية واضح ��ة أو صارمة عن ّ‬ ‫املثلي ��ة عند بع ��ض الفقه ��اء كالزهري‪ ،‬أب ��ي هريرة‪ ،‬الس ��يوطي‪،‬‬ ‫رف ��ض ومعاقب ��ة ّ‬ ‫املشتولي‪ ،‬اﻤﻟتقي الهندي والذهبي وغيرهم‪.‬‬ ‫عث ��ر هؤالء الفقهاء‪ ،‬بعد بحث مس ��تفيض‪ ،‬على بع ��ض األحاديث املقطوعة التي‬ ‫إن الس ��حاق هو زنا‬ ‫ّادع ��ت بأن رس ��ول الله (ص ّل ��ى الله عليه وس� �لّم) كان قد قال ّ‬ ‫اللواطي بني الرجال‪.‬‬ ‫بينهن‪ ،‬وإنه قال أن يقتل الفاعل واملفعول به بالعمل‬ ‫النساء‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وتقبل‬ ‫عاملي ب�ي�ن الفقه ��اء‪ّ ،‬‬ ‫ف ��ي الق ��رون اإلس�ل�امية األولى ل ��م يكن هن ��اك اتفاق ّ‬ ‫املثلية‪ .‬ومنهم ﺣﺳﻦ البصري‪ ،‬مثالً‪ ،‬أو ابن احلزم‪ ،‬اللذان كانا يتعامالن‬ ‫ﺑﻌﺿﻬﻢ ّ‬ ‫طبيعي‬ ‫�كل‬ ‫�‬ ‫ش‬ ‫ب‬ ‫�ة‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫املثل‬ ‫�ن‬ ‫�‬ ‫ع‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫وكت‬ ‫�ي‪،‬‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫وإيجا‬ ‫�ح‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫صر‬ ‫�كل‬ ‫�‬ ‫ش‬ ‫ب‬ ‫�ن‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫مثل‬ ‫م ��ع رج ��ال‬ ‫ّ‬ ‫‪47‬‬


‫ومس ��الم‪ .‬كذلك فعل قاضي املس ��لمني يحيى بن أكثم في بغداد في عهد اخلليفة‬ ‫بحبه للواط‪ ،‬وه ��و لم يكن يعاق ��ب العالقات‬ ‫املأم ��ون‪ ،‬وب ��ن أكث ��م كان مش � ً‬ ‫�هورا ّ‬ ‫واألفعال املثلية بل عاقب الزنا بشكل صارم‪.‬‬ ‫أيضا ما ش ��اهده ابن حزم في القرن احلادي عش ��ر امليالدي‪ ،‬وهناك ما كتب‬ ‫وهناك ً‬ ‫عن بعض القبائل اإلس�ل�امية التي كانت تس ��مح باملثلية‪ ،‬وبعض القبائل األخرى‬ ‫حتدها وتعاقبها كالزنا‪ .‬وابن حزم نفس ��ه هو الذي يثي ��ر انطباع ًا لقصة‬ ‫الت ��ي كان ��ت ّ‬ ‫أن القصد من ه ��ذه القصة ليس‬ ‫ق ��وم ل ��وط في الق ��رآن الكرمي‪ ،‬وكان يص � ّ�ر عل ��ى ّ‬ ‫عقاب املثلية بل عقاب الكفّار‪.‬‬ ‫حلب الرجال وليس‬ ‫�اءهم‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫هجروا‬ ‫قد‬ ‫ألنهم‬ ‫قومه‬ ‫ف ��ي الواقع‪ ،‬كان لوط يعاﺗب‬ ‫ّ‬ ‫حلبهم للرجال فقط‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أن هناك ً‬ ‫وقصة‬ ‫وقد‬ ‫الحظت أنا‪ً ،‬‬ ‫أيضا‪ّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫قصة قوم لوط ّ‬ ‫ترابطا بني أس ��لوب س ��رد ّ‬ ‫وأن قوم ﺛمود أبادهم الل ��ه لكفرهم وعدم قبولهم‬ ‫الكرمي‪،‬‬ ‫�اب‬ ‫�‬ ‫ت‬ ‫الك‬ ‫في‬ ‫ﺛمود‬ ‫�وم‬ ‫ق�‬ ‫ّ‬ ‫الرسول صالح‪ ،‬كما كان عدم قبول لوط كرسول من قبل قومه‪.‬‬

‫إن رس ��ول الله (صلى الله‬ ‫البخ ��اري‪ ،‬وه ��ي تقول في فصل اللباس عند البخاري ّ‬ ‫املتشبهات بالرجال‪.‬‬ ‫املتشبهني بالنساء والنساء‬ ‫عليه وسلم) لعن الرجال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وهن ��اك حدي ��ث آخر يتكلّم عن مخ ّنث في منزل أم س ��لمة (زوجة الرس ��ول) وفي‬ ‫احلديث مينعه الرس ��ول من الدخول على احلرم‪ ،‬كما كان ُيس ��مح له سابقًا‪ ،‬وكان‬ ‫هذا بس ��بب وصفه اجلنس � ّ�ي إلحدى النس ��اء أمام الرس ��ول ولواحد م ��ن صحابته‪.‬‬ ‫ومنع ��ه الرس ��ول من الدخ ��ول على النس ��اء ليس بس ��بب مثليته بل بس ��بب غيرته‪.‬‬ ‫النبي محمد (صلى الله عليه وس ��لم) لم يك ��ن يعاقب املخ ّنثني‪،‬‬ ‫ونش ��اهد هن ��ا أن ّ‬ ‫أن كلمة املخنث تعني الرجل املثلي املؤنث‪ .‬لكن‪ ،‬في ذلك الوقت كانت‬ ‫وأعتقد ّ‬ ‫املخصي أو حتى الشخص الذي بال جنس‬ ‫الرجل‬ ‫ا‪،‬‬ ‫أيض‬ ‫تعني‪،‬‬ ‫"املخنث"‬ ‫كلمة‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫أن املقصود‬ ‫محدد أي ‪ .Intersex‬لكن بعض املترجمني في عصرنا احلالي يرون ّ‬ ‫ّ‬ ‫باملخ ّن ��ث في هذا احلديث هو الرجل املثلي املؤ ّن ��ث‪ ،‬وأنا ال أعترض على إمكانية‬ ‫أن تكون هذه الكلمة واردة بهذا املعنى‪.‬‬

‫يصرون على استنتاج عدوانية للمثلية من قصة قوم لوط القرآنية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫لكن فقهاء اليوم ّ‬ ‫املثلي‪ ،‬بل عدوانية شاملة‬ ‫اجلنس‬ ‫ميارسون‬ ‫الذين‬ ‫القوم‬ ‫ألفراد‬ ‫عدوانية‬ ‫فقط‬ ‫وليس‬ ‫ّ‬ ‫القصة‬ ‫لكلّ املثليني في ﻛﻝ مكان وزمان‪ ،‬في املاضي واحلاضر واملس ��تقبل‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ولكن ّ‬ ‫وحدها ال حتتمل هذا اإلجراء‪.‬‬

‫ل ��م يعترض الرس ��ول (صل ��ى الله عليه وس ��لم) على وجود هذا املخ ّن ��ث أمامه إال‬ ‫بس ��بب وصفه اﺠﻟﻧﺳﻲ المرأة‪ ،‬وليس بس ��بب خنثه أو جنس ��يته‪ .‬ولهذا الس ��بب‪،‬‬ ‫�مي للمثليني إال‬ ‫نس ��تطيع أن ّ‬ ‫نتفه ��م‪ ،‬بوع ��ي أكثر‪ ،‬س ��بب عدم وج ��ود عقاب رس � ّ‬ ‫بعد موت الرس ��ول‪ .‬فحتى إن كان الرس ��ول قد لعن النس ��اء اللواتي يرتدين لباس‬ ‫الرجال والرجال الذين يفعلون ذلك بثياب نس ��وية‪ ،‬فهذا الكالم ال يعني أنه ضد‬ ‫املثلية اجلنسية‪.‬‬

‫لك ��ن‪ ،‬تبق ��ى هن ��اك أحادي ��ث صحيح ��ة موج ��ودة ف ��ي صحي ��ح مس ��لم وصحي ��ح‬

‫لك ��ن‪ ،‬ف ��ي حال س ��تكون هن ��اك إس�ل�اميات قابلة للمثلي ��ة فس ��وف ﺗواصل ﻓﺭﺽ‬

‫‪48‬‬

‫‪49‬‬


‫أن‬ ‫ألن م ��ن الواض ��ح ّ‬ ‫ال ��زواج واإلع�ل�ان ع ��ن العالق ��ة م ��ن خالل ه ��ذا ال ��زواج‪ّ ،‬‬ ‫بأي عالقة جنس � ّ�ية خارج إطار الزواج‪ ،‬وسوف يبقى الزنا من‬ ‫اإلس�ل�ام ال يسمح ّ‬ ‫أكبر اجلرائم الدينية‪ ،‬حتى لو ترك املجتمع عقاب الفاحش ��ة لله ولم يفرض نفس ��ه‬ ‫ومتحررة‪.‬‬ ‫تصرفات فردية‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫حاكما على كلّ ما يفعله اإلنسان من ّ‬ ‫أدوارا‬ ‫كم ��ا أن اإلس�ل�اميات القابلة للمثلي ��ة ال بد أن تفرض على املؤمن�ي�ن املثليني‬ ‫ً‬ ‫ذكورية وأنثوية باملعنى التقليدي‪ ،‬ألن املجتمعات اإلس�ل�امية ال تزال تتطلب هذه‬ ‫األدوار – م ��ن س ��ت املن ��زل إلى رج ��ل البيت ‪ -‬لتنظي ��م احلياة الزوجي ��ة واملنزلية‪.‬‬ ‫للمثلية من‬ ‫لك ��ن‪ ،‬أعتقد أنه حتى مع هذا التقنني‪ ،‬ال تزال هذه اإلس�ل�امية القابلة‬ ‫ّ‬ ‫مرغوبا في ��ه‪ ،‬ومحطّ ة جديدة لبداي ��ة الطريق الطويلة‬ ‫أمرا‬ ‫ً‬ ‫خالل ّ‬ ‫مؤسس ��ة ال ��زواج ً‬ ‫املثلية اجلنسية املوجودة ضمن الديانات اإلبراهيمية احملافظة‪.‬‬ ‫نحو حترير ّ‬ ‫متدين‪ ،‬وم ��ن موقف يغذّ ي فضولي‬ ‫ّ‬ ‫أود أن أق ��ول هنا إنن ��ي أتكلم من موقف غير ّ‬ ‫العلمي والثقافي‪ ،‬ولهذا السبب فأنا ال أتكلّم كمسلمة‪.‬‬

‫أحدا ال ينظر إلى حترمي أكل احملار أو ارتداء البذلة املخلوطة‪،‬‬ ‫لكن ً‬ ‫من القماش‪ّ .‬‬ ‫املثلية بني‬ ‫�رمي‬ ‫�‬ ‫حت‬ ‫ذكر‬ ‫�ى‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ون‬ ‫يصر‬ ‫�ع‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫اجلم‬ ‫لكن‬ ‫�وم‪،‬‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫�ات‬ ‫�‬ ‫مي‬ ‫التحر‬ ‫ويتب ��ع ه ��ذه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن هذا التحرمي يس ��ري على جميع الرجال والنس ��اء‪ ،‬وهو ليس‬ ‫الرجال‪ ،‬ويرون ّ‬ ‫يخص ُ‬ ‫الكهان فقط‪.‬‬ ‫حتر ًميا‬ ‫ّ‬ ‫باملثلية‬ ‫لك ��ن حقيقة كلمة "س ��دومايت" أو عبارة قوم لوط لم يكن معناه ��ا يتعلّق‬ ‫ّ‬ ‫بأي حتديد أو تعريف طوال قرون عديدة‪ ،‬ولم يتم ذلك س ��وى بعد اجتهاد رجال‬ ‫الدين في مشروع حترمي العالقات اﻟﻣثلية اجلنسية‪.‬‬ ‫أن هناك‬ ‫إن مجتمعاتن ��ا تف ��رض علين ��ا اخليار بني املثلي ��ة‬ ‫والتدين‪ ،‬لكنن ��ي ال أعتقد ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫أسا‬ ‫ًا‬ ‫ف‬ ‫اختال‬ ‫متحررة من قيود‬ ‫�ة‬ ‫�‬ ‫ــــــــ‬ ‫ي‬ ‫املثل‬ ‫هذه‬ ‫كانت‬ ‫إذا‬ ‫إال‬ ‫�ن‪،‬‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫والد‬ ‫املثلية‬ ‫�ن‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ًّ‬ ‫ّ‬ ‫الدين لصالح االســـــتمتاع باجلنس‪.‬‬ ‫أن‬ ‫وهن ��اك اعتقادات خاطئ ��ة أخرى متداولة في مجتمعاتن ��ا العربية‪ ،‬ومن ضمنها ّ‬ ‫لكن احلقيقة هي أن املثلية اجلنسية قائمة في‬ ‫املثلية هي ش ��يء مس ��تورد من الغرب‪ّ .‬‬ ‫كل أنح ��اء العالم وفي معظ ��م املجتمعات عبر التاريخ‪ .‬وكان املفهوم الس ��ائد عند‬ ‫أن بالد الع ��رب الصحراوية نابعة‬ ‫الغربيني‪ ،‬في أواخر القرن التاس ��ع عش ��ر‪ ،‬يرى ّ‬ ‫أن املثلية أصلها‬ ‫حينها‬ ‫يعتقدون‬ ‫من هذه املمارس ��ات والعالقات‪ .‬وكان الغربيون‬ ‫ّ‬ ‫عندنا وأ ّنهم استوردوها م ّنا‪.‬‬

‫بقصة قوم لوط التي تس ��تعمل‬ ‫زود املس ��يحية واإلس�ل�ام ّ‬ ‫ّأم ��ا الدين اليهودي الذي ّ‬ ‫إن التش ��ديد في ه ��ذه القصة في‬ ‫املثلية‪ ،‬فيق ��ول البعض فيه ّ‬ ‫كس�ل�اح يع�ي�ن ره ��اب ّ‬ ‫الت ��وراة كان يق ��ع على نقطة معاقبة قوم لوط بس ��بب محاولته ��م االغتصابية ألحد‬ ‫أيض ��ا مالكً ا ينزل من الله تعالى‪ .‬ويقول جون بوس ��ويل‬ ‫زوار ل ��وط‪ ،‬والذي كان ً‬ ‫ّ‬ ‫القصة أص ً‬ ‫ال هو تهذي ��ب القبائل نحو‬ ‫�ذه‬ ‫�‬ ‫ه‬ ‫�ن‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫�د‬ ‫�‬ ‫ص‬ ‫الق‬ ‫إن‬ ‫‪)3John‬‬ ‫(‪Boswell‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫معاملة إنس ��انية مع األغراب وعابري الطريق‪ّ .‬أما كتاب الالويني (س ��فر الالويني‬ ‫�ص حياة الرهب ��ان اليهود م ��ن القوم بنفس االس ��م‪ ،‬فقد‬ ‫ف ��ي الت ��وراة)‪ ،‬الذي يخ � ّ‬ ‫ح � ّ�دد كثي � ً�را من املمنوع ��ات عليه ��م‪ :‬منعهم م ��ن أكل احملار (نوع م ��ن احليوانات‬ ‫املائي ��ة)‪ ،‬مث�ل ً�ا‪ ،‬كما منعهم من ارت ��داء مالبس فيها أكث ��ر من نوع واحد‬ ‫الصدفي ��ة ّ‬ ‫ّ‬

‫عليكن بعض الكتابات العربية القدمية التي استكشفتها من‬ ‫وأحب اآلن أن أعرض‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أعرفكن على سحاقيات احلضارة‬ ‫أن‬ ‫أود‬ ‫ق‪.‬‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫ش‬ ‫ال‬ ‫املوضوع‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫أبحاثي‬ ‫خالل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫‪50‬‬

‫‪51‬‬


‫قدمها بعض رجال املجوﻥ واألدب الق ��دمي‪ ،‬ولكي نفعل ذلك علينا‬ ‫العربي ��ة كم ��ا ّ‬ ‫أو ً‬ ‫ال إلى عهد اخلليفة املأمون‪ ،‬وتبدأ حكايتنا عند احلسن اليمني املتو ّفى‬ ‫أن ّ‬ ‫نتوجه ّ‬ ‫عام ‪ 850‬ميالدية‪ .‬وفي كتاب رش ��د اللبيب إلى معاش ��رة احلبيب يقول اليمني ما‬ ‫يلي‪:‬‬ ‫"الس ��حاق ق ��دمي ف ��ي النس ��اء‪ ،‬وله ��ن به ل ��ذة يهون‬ ‫عنده ��ن االفتضاح به واالش ��تهار به‪ .‬قال صلى الله‬ ‫عليه وس ��لم ((سحاق النس ��اء بينهن زنا)) وأول من‬ ‫سن السحق ابنة احلسن اليمني‪ ،‬وكانت وفدت على‬ ‫ّ‬ ‫النعمان بن املنذر فأنزلها عند امرأته هند‪ ،‬فعش ��قتها‬ ‫وش ��غفت به ��ا‪ ،‬وكان ��ت هند أحس ��ن أه ��ل زمانها‪،‬‬ ‫وه ��ي التي تس ��مى املتج ��ردة حلس ��ن متجردتها‪ ،‬فلم‬ ‫تزل ابنه احلسن تخدعها وتزين لها السحق وتقول‪:‬‬ ‫ف ��ي اجتماع املرأتني لذة ل ��م تكن بني املرأة والرجل‪،‬‬ ‫وأمن ��ا من الفضيحة‪ ،‬وإدراكا لتمام الش ��هوة من غير‬ ‫اتهام وال محاذرة لعاقبة‪ ،‬حتى اجتمعنا‪ ،‬فوجدت‬ ‫م ��ن االلت ��ذاذ بها فوق ما قالته‪ ،‬وبلغ من ش ��غف كل‬ ‫واحدة باألخرى ما لم يكن بني امرأتني قط قبلهما‪،‬‬ ‫فلم ��ا ماتت ابنة احلس ��ن اعتكفت هند عل ��ى قبرهــــــــا‬ ‫حتى ضرب املثل في ذلك‪ .‬قال الفـرزدق‪:‬‬ ‫وفي ��ت بعه ��د من ��ك كان تكرم ��ا كما البنة احلس ��ن‬ ‫اليماني‬

‫‪52‬‬

‫وفت هند (رشد اللبيب ص‪)123-4 .‬‬ ‫أن هند ش ��غفت ببنت احلس ��ن‪ ،‬وإن كانت عالقتها قوية‬ ‫يعتقد اليمني‪ ،‬كما نرى‪ّ ،‬‬ ‫ومخلصة وملتزمة وعالقة جنس � ّ�ية‪ ،‬جس ��دية بش ��كل واضح‪ .‬زوجة املنذر امللك‬ ‫أن هذه‬ ‫البيزنط ��ي (املس ��يحي) عاش ��ت في القرن اخلام ��س امليالدي‪ ،‬ويعني ذل ��ك ّ‬ ‫القصة حصلت قبل والدة اإلسالم عند العرب‪ .‬ويضيف اليمني إلى ذلك أن‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫"ث � ّ�م م ��ن بعدهما رغ ��وه وجندة‪ ،‬تعاش ��قتا واش ��تهر‬ ‫عي ��ر أخ ��و رغ ��وم بذل ��ك‬ ‫أمرهم ��ا بالس ��حاق حت ��ى ّ‬ ‫م ��ن أخت ��ه‪ ،‬فرصد لهم ��ا حت ��ى وافاهما يوم ��ا وهما‬ ‫مضطجعت ��ان‪ ،‬فقتل جندة وارحت ��ل بأخته‪ ،‬فجعلت‬ ‫رغ ��وم حترض ق ��وم جندة عل ��ى قتل أخيها‪ ،‬وش � ّ�بت‬ ‫احل ��رب بينهما‪ .‬وفي ه ��ذا دليل على عظم ما يجدنه‬ ‫م ��ن اللذة في الس ��حق وترجيحه عنده � ّ�ن على اللذّ ة‬ ‫م ��ن الرج ��ال (رش ��د اللبيب إل ��ى معاش ��رة احلبيب‪،‬‬ ‫ص‪)124 .‬‬ ‫املثلية هذه كانت مرفوض ��ة عند قوم رغوم وأخيها‪،‬‬ ‫القص ��ة ّ‬ ‫وتب�ّي�نّ هذه ّ‬ ‫أن العالقة ّ‬ ‫ألن عشيقتها استنجدت بهم‬ ‫لكن هذه العالقة لم تكن مرفوضة من قبل قوم جندة ّ‬ ‫ّ‬ ‫شبت حرب بني القومني‪.‬‬ ‫حيث‬ ‫ّ‬ ‫حتب السحق‬ ‫ويضيف اليمني إلى ذلك ّ‬ ‫أن السحاقات على ضربني‪ :‬أحالهما من ّ‬ ‫‪53‬‬


‫وال تكره األير ومن املمكن اس ��تخراج هذه من الس ��حق على طريق الرجل "املاهر‬ ‫املوس ��ر من الب ��اه‪ "...‬ولكن يضي ��ف اليمن ��ي أن الضرب الثاني من الس ��حاقات‬ ‫"املتذكرة اخللق ويظهر ذلك فيها من صغرها‪( ".‬رش ��د اللبيب إلى معاشرة‬ ‫هي‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫إعادتهن‪،‬‬ ‫احلبيب‪ ،‬ص‪ )125 .‬وتلك الس ��حاقات‪ ،‬كما يعتقد اليمني‪ ،‬ال ميكن‬ ‫ّ‬ ‫إلى الصراط املستقيم‪.‬‬ ‫املثلي ��ات العربيات‪ ،‬بل أنه ُيرينا‬ ‫كم ��ا‬ ‫تعرفن ّ‬ ‫َ‬ ‫فإن حتلي ��ل اليمني هذا ال ُيرينا حقيقة ّ‬ ‫جهله في املوضوع‪ ،‬وهذا النوع من اجلهل يشاركه فيه العديد من الباحثني الغربيني‬ ‫في أواس ��ط القرن العشرين‪ ،‬حيث كان الباحثون في هذا املجال‪ ،‬باستثناء ألفريد‬ ‫املثلي ��ات ه � ّ�ن ش ��به رج ��ال أو رجال م ��ن دون األعضاء‬ ‫أن كلّ‬ ‫كنس ��ي‪ ،‬يعتق ��دون ّ‬ ‫ّ‬ ‫وأن الرجال املثليني هم كالنساء وال تزال املجتمعات العربية‬ ‫اجلنس � ّ�ية األساس � ّ�ية‪ّ ،‬‬ ‫املثلي ��ات الفائقات باألنثوية‬ ‫عل ��ى ه ��ذا االعتقاد حتى اليوم‪ .‬إضاف� � ًة إلى ذلك ّ‬ ‫فأن ّ‬ ‫لغيريات من خالل ممارس ��ة‬ ‫حتويلهن‬ ‫حقيقي ��ات وإن كان ميك ��ن‬ ‫مثلي ��ات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال ُﻳﻌﺗﺒﺮﻦ ّ‬ ‫جنسية مع الرجل املاهر بالباه!‬ ‫يج ��ب علين ��ا أن نقرأ ه ��ذه الكتاب ��ات القدمية بحرص‪ ،‬وأن ال ننس ��ى أ ّنه ��ا كتابات‬ ‫أن الرجل‬ ‫حتاول أن تضعنا في قوالب اجلنس � ّ�ية الغيرية الس ��ائدة الت ��ي تفرض علينا ّ‬ ‫وأن املرأة ال تس ��تطيع أن تكون امرأة من‬ ‫يحص ��ل على رجولت ��ه من خالل ّ‬ ‫تذكره‪ّ ،‬‬ ‫متكس � ً�را في مش ��يته يف ��رض مجتمعنا‬ ‫غي ��ر األنوث ��ة‪ ،‬وإن كان هناك ش ��اب مخ ّنث‬ ‫ّ‬ ‫علينا أن نراه كامرأة‪ ،‬لكن حلسن ّ‬ ‫حترر اجلنس (‪Queer‬‬ ‫احلظ‪ّ ،‬‬ ‫فإن مفاهيم ّ‬ ‫نظرية ّ‬ ‫‪ )theory‬التي بدأت في أواخر القرن املاضي علّمتنا أنه ما من سبب لربط جنسية‬ ‫اجلسد بالعقل والعكس‪.‬‬ ‫‪54‬‬

‫مثلية وحصريةً‪،‬‬ ‫لق ��د أصبح في وس ��عي أن أكون ام ��رأة فائقة األنوثة‪ ،‬وأن أك ��ون ّ‬ ‫بتصرفات ��ي وردائ ��ي‪ ،‬وال يعن ��ي ه ��ذا أ ّنني‬ ‫أيض ��ا‪ ،‬وم ��ن املمك ��ن أن أك ��ون مثلي ��ة‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫خصوصا عالقة الصورة بالشيء‬ ‫أي عالقة‪،‬‬ ‫ُمسترجلة‪ ،‬أو ّ‬ ‫ً‬ ‫أن بيني وبني الرجولة ّ‬ ‫أيضا‪ ،‬أن أك ��ون رج ً‬ ‫ال بال قضي ��ب‪ ،‬أو أن أك ��ون امرأة‬ ‫األص ��ل‪ .‬وم ��ن املمك ��ن‪ً ،‬‬ ‫بأي تكوي ��ن كان فإنني‬ ‫�دي‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫اجل‬ ‫تكويني‬ ‫كان‬ ‫لو‬ ‫�ى‬ ‫�‬ ‫ت‬ ‫متجس ��دة بجس ��د رجل‪ .‬وح‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بأن هويتي اجلنس � ّ�ية‬ ‫أس ��تطيع أن أرف ��ض أن أك ��ون امرأة أو رج�ل ً�ا‪ ،‬وأن أﺷﻌﺭ ح ّقًا ّ‬ ‫حدد‪ ،‬أو على األقل مختلف عن مفهوم املجتمع للرجل واملرأة‪.‬‬ ‫هي شيء غير ُم ّ‬ ‫أن‬ ‫حترر اجلنس ُتس ��اعدنا على حتليل هذه النصوص البطريرقية التي ترى ّ‬ ‫ّ‬ ‫إن نظرية ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ومبضض‬ ‫كل م ��ا يتعلّق باجلن ��س يبدأ وينتهي عن ��د الرجل‪ .‬لكن يعت ��رف اليمني‪،‬‬ ‫�حاقيات‪ ،‬وال ميكن له � ّ�ن أن يجدن‬ ‫ش ��ديد‪ ،‬ب � ّ‬ ‫�أن هناك لذّ ة جنس ��ية لدى تلك الس � ّ‬ ‫املثلية عند‬ ‫الل ��ذة نفس ��ها مع الرجال‪ ،‬وه ��ذا اعتراف ّ‬ ‫مهم‪ ،‬وه ��و اعتراف بوج ��ود ّ‬ ‫النساء منذ ذلك الوقت وحتى من قبل ذلك‪.‬‬ ‫مثليات عربيات عب ��ر التاريخ‪ ،‬وفي ثقافات‬ ‫كم ��ا يدلّ هذا االعتراف عل ��ى وجود ّ‬ ‫وإن من أظرف ما نقله اليمني من كتابات سحاقية هو أبيات‬ ‫وحضارات مختلفة – ّ‬ ‫الشعر التالية‪:‬‬ ‫"وص ��ورت ُم َتقية صورة غالم ق ��د رفع رجلي امرأة‬ ‫وهو ينيكها‪ :‬وأرسلت به إلى سحاقة‪ ،‬وكتبت عند‬ ‫الصورة تقول‪:‬‬ ‫‪55‬‬


‫هذا وحقك حالي ما للسحاق وما لي‬ ‫ِ‬ ‫النبال‬ ‫يرمي القلوب بلحظ كإصابات‬ ‫ذو طرة كظالم وغرة كهاللي‬ ‫وقامة كقضيب تزهو بحسن اعتدال‬ ‫فذاك أنسى رسولي يفديه روحي ومالي‬ ‫عسى يشقيك هذا فال يغنيني فعالي‬ ‫فصورت الس ��حاقة صورة جارية تساحقها وأرسلتها‬ ‫الى متقية وكتبت عندها‪:‬‬ ‫لكن كسي يجود يزهو بخد وخال‬ ‫كمثل نقطة مسك تلوح فوق هالل‬ ‫ومبسما ماللي‬ ‫نقيا‬ ‫ً‬ ‫ثغرا ًّ‬ ‫تريك ً‬ ‫فيه رضاب شهي عذب املذاق حالي‬ ‫وحسن جيد بهي كمثل جيد الغزال‬ ‫أقول ملا بدا لي من حسنها يا ما بدا لي‬ ‫سبحنت من صاغ اجلمال من صلصال‬ ‫فصار خلقا سوي ًا مكون ًا من جمال‬ ‫أتيت أرشف فيها وصادها عند دال‬ ‫إن كان هذا حرام فذاك غير حالل‬ ‫(رشد اللبيب إلى معاشرة احلبيب‪ ،‬ص‪)131-2 .‬‬

‫‪56‬‬

‫إن ه ��ذه القصي ��دة األخي ��رة مت ّث ��ل لي ح ّقًا أه ��م وأجم ��ل الكتابات القدمي ��ة في هذا‬ ‫ّ‬ ‫املوضوع‪ ،‬أل ّننا نس ��مع صوت س ��حاقية عربية من خالل القرون وال نزال نستطيع‬ ‫معا‪ :‬من وصف عملية جنس ��ية ش ��فهية ووصف‬ ‫أن نفه ��م أحاسيس ��ها ومعاناته ��ا ً‬ ‫الظم ��أ لالكتف ��اء اجلس ��دي عن ��د إنس ��انة م ��ن خالل إنس ��انة أخ ��رى‪ ،‬إلى م ��ا تقوله‬ ‫إن‬ ‫الش ��اعرة بالنس ��بة لتحرمي روي العطش اجلنس ��ي‪ ،‬وقولها السياس ��ي والواضح ّ‬ ‫�وزا دينية كنقطة‬ ‫هذا التحرمي هو نفس ��ه حرام‪ .‬وأالحظ أن الش ��اعرة تس ��تعمل رم � ً‬ ‫املس ��ك الت ��ي تلوح فوق اله�ل�ال‪ ،‬وأع ��رف حينها أنني أقرأ لش ��اعرة عربي ��ة مثقفة‬ ‫وقوي ��ة الش ��خصية ومثلية واس ��تثنائية‪ ،‬رمب ��ا تكون مس ��لمة التربي ��ة والثقافة‪ .‬هذه‬ ‫امل ��رأة املجهول ��ة الت ��ي خاطبت املتقي ��ة الغيرية ترين ��ا أن املثلية ليس ��ت على اختالف‬ ‫أدبيا‬ ‫أن‬ ‫وتاريخيا بني هات�ي�ن الهويتني‪ ،‬ومع ّ‬ ‫م ��ع العروب ��ة‪ ،‬ال بل إن هناك تضام ًن ��ا ًّ‬ ‫ًّ‬ ‫ومحرم باحلديث ﺍﻠﻣﻗطﻭﻉ‪" :‬السحاق زنا‬ ‫اليمني كان يرى أن املثلية هي شيء إثم‬ ‫ّ‬ ‫حتريضا على إبادة‬ ‫وجودهن وال نرى في كالمه‬ ‫يتقبل‬ ‫النساء‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بينهن"‪ ،‬كان ال يزال ّ‬ ‫معاقبتهن‪.‬‬ ‫املثليات أو‬ ‫ّ‬ ‫ّأما أحمد بن يوس ��ف التيفاش ��ي (عالم عربي مس ��لم تونس ��ي) املتو ّف ��ى عام ‪1253‬‬ ‫ميالدية‪ ،‬فقد كان ينظر إلى املوضوع بشكل إيجابي ومدهش‪ ،‬وهو الوحيد الذي‬ ‫طبيعية عند النساء‪.‬‬ ‫إن بعض احلكماء كانوا يرون السحاق كرغبة‬ ‫قال ّ‬ ‫ّ‬ ‫لك ��ن‪ ،‬س ��وف أع ��ود إلى التيفاش ��ي بع ��د أن نلتق ��ي مبثلي ��ة عربية أخرى م ��ن القرن‬ ‫التاس ��ع‪ ،‬وه ��ذه امل ��رأه كان اس ��مها ب ��ذل‪ ،‬وكانت ب ��ذل مطرب ��ة وجاري ��ة في عهد‬ ‫املأم ��ون‪ ،‬وما نعرفه عن ه ��ذه اململوكة املدنية وارد في كت ��اب أبو فرﺝ األصفهاني‬ ‫املش ��هور‪ :‬كت ��اب األغان ��ي‪ .‬ويعلّمنا األصفهان ��ي أن بذل كانت مؤلف ��ة ألكثر من‬ ‫‪ 1200‬أغنية‪ ،‬وكانت تستطيع أن تغ ّني أكثر من ‪ 30,000‬حلن‪.‬‬ ‫‪57‬‬


‫أن بذل كان ��ت محبوبة من قبل العديد من املعجبني‪،‬‬ ‫ويق ��ول األصفهاني‪ً ،‬‬ ‫أيضا‪ّ ،‬‬ ‫تقدم لها أكثر من رجل واحد‪ ،‬ولكنها قضت حياتها بال زواج‪.‬‬ ‫وقد ّ‬ ‫في مجلس املأمون ذكر أحمد بن أبي طاهر أن محمد بن علي بن طاهر بن احلسني‬ ‫قاعدا يشرب وبيده قدح إذ غ ّنت بذل‪:‬‬ ‫يوما ً‬ ‫حدثه أن املأمون كان ً‬ ‫أال ال أرى شي ًئا ألذّ من الوعد‬ ‫فجعلته‪:‬‬ ‫أال ال أرى شي ًئا ألذّ من السحق‬ ‫ ‬ ‫فوض ��ع املأم ��ون القدح م ��ن يده والتف ��ت إليها وقال‪ :‬بل ��ى يا بذل‪ ،‬الني ��ك ألذّ من‬ ‫السحق‪ ،‬فتش ��ورت وخافت غضبه‪ ،‬فأخذ قدحه‪ ،‬ثم قال‪ :‬أمتّي صوتك وزيدي‬ ‫فيه‪:‬‬ ‫خاليا وحدي‬ ‫ومن غفلة الواشي إذا ما أتيتها‬ ‫ومن زورتي أبياتها ً‬ ‫ثم سكتة وكلتاهما عندي ألذّ من اخللد‬ ‫ومن صيحة في امللتقى ّ‬ ‫نسبة هذا الصوت‪:‬‬ ‫أال ال أرى شـــــي ًئا ألذّ من الوعــــــــد‬ ‫ ‬ ‫(نزهة األلباب ص‪)242 .‬‬

‫ومن أملي فيه وإن كان ال يجدي‬

‫وف ��ي ي ��و ٍم من األيام كانت بذل تثير فضولنا في ه ��ذا العمل‪ .‬ما معنى جرأتها هذه‬ ‫الس ��حاق أمام املأمون؟ وما هي عالقتها بالسحاق؟‬ ‫التي تثيرها على فتح موضوع ّ‬ ‫مستمرة مع إنسانة مجهولة‪ .‬وهل كانت هي من السحاقيات‬ ‫هل كان لديها عالقة‬ ‫ّ‬ ‫عليهن بسبب‬ ‫نعثر‬ ‫أن‬ ‫علينا‬ ‫يصعب‬ ‫اللواتي‬ ‫من‬ ‫هي‬ ‫هل‬ ‫أو‬ ‫رات‪،‬‬ ‫املتذك‬ ‫الظاهرات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪58‬‬

‫وجودهن؟‬ ‫أنوثتهن وجتاهل األدباء‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مثلي ��ة‪ ،‬لي ��س أل ّنن ��ي أريده ��ا هك ��ذا‪ ،‬ولي ��س ألنن ��ي‬ ‫أن ��ا أعتق ��د ّ‬ ‫أن ب ��ذل كان ��ت ّ‬ ‫ألن األصفهان ��ي‬ ‫أف ��رض قي ��م ومفاهي ��م عصرن ��ا ه ��ذا عل ��ى الق ��رون الغاب ��رة‪ ،‬ب ��ل ّ‬ ‫يش ��ير إليه ��ا بأنه ��ا "ظريف ��ة"‪ ،‬والظ ��رف كان ��ت كلم ��ة متداول ��ة ف ��ي بع ��ض‬ ‫العربي ��ات وه ��ي تعن ��ي "الس ��حاق"‪.‬‬ ‫امل ��دن العربي ��ة القدمي ��ة ب�ي�ن الس ��حاقيات‬ ‫ّ‬

‫بينهن‬ ‫إن فالنة "ظريفة" ُع ِل َم‬ ‫ويضيف التيفاش ��ي في القرن الثالث عش ��ر‪ :‬إن ﻗﻴﻝ ّ‬ ‫ّ‬ ‫املثلي ��ات العربيات‬ ‫أنه ��ا س ��حاقة‪ .‬كما تق ��ول املثلي ��ات اﻠﻐربيات كلم ��ة "‪ّ ."gay‬‬ ‫املدني ��ات كانت لديهن كلمة "ظريفة" التي ش ��اءت الصدفة أن تتش ��ابه في معناها‬ ‫مع معنى كلمة "‪ "gay‬األصلي‪ ،‬وهو الذي يعني أن اإلنسانة مبسوطة‪.‬‬ ‫وس ��أنتقل اآلن إل ��ى فصل من كتاب التيفاش ��ي "نزهة األلباب ف ��ي ما ال يوجد في‬ ‫كت ��اب"‪ .‬هناك فصل يتعلّق بالس ��حاقيات‪ ،‬وأظ � ّ�ن أن هذا الفصل ُيش ��كّ ل توثيقًا‬ ‫للمثلية عند النس ��اء العربيات بشكل إيجابي‪ .‬وباإلضافة إلى ذكره إلمكانية املثلية‬ ‫كتابا أو أحاديث قامعة أو اس ��تياء‬ ‫أن تك ��ون ش ��هوة طبيعية‪ ،‬فه ��و ال يذكر‪ً ،‬‬ ‫أيضا‪ً ،‬‬ ‫ً‬ ‫نصا منقوال من س ��حاقية اس ��مها وردة‪،‬‬ ‫ويعطينا التيفاش ��ي ًّ‬ ‫أخالقيا من املوضوع‪ُ .‬‬ ‫ًّ‬ ‫وم ��ن هي امل ��رأة العربية املثلية األخرى التي تكلّمت عن نفس ��ها من خالل س ��طور‬ ‫قليلة‪ .‬تقول وردة‪:‬‬ ‫"نحن معاشر السحاقات جتمع الواحد م ّنا مع الناعمة‬ ‫البضة‪ ،‬التي كأنها قضيب‬ ‫الغضة‪ّ ،‬‬ ‫البيضاء‪ ،‬الغنجة‪ّ ،‬‬ ‫‪59‬‬


‫اخلي ��زران‪ ،‬بثغر كاألقح ��وان‪ ،‬وذوائ ��ب كاألرنباني‪،‬‬ ‫وخد كش ��قائق النعمان وتفّاح لبنان‪ ،‬وثدي كالرمان‪،‬‬ ‫وبط ��ن بأربع ��ة أع ��كان‪ ،‬وك ��س كام ��ن في ��ه الني ��ران‪،‬‬ ‫بش ��فرين أغلظ من ش ��فتي بقرة بني إس ��رائيل‪ ،‬وحدية‬ ‫كأنه ��ا س ��نام ناق ��ة ثم ��ود‪ ،‬ووطء كأنه ��ا آلي ��ة كب ��ش‬ ‫إس ��ماعيل‪ ،‬في لون الع ��اج‪ ،‬ولني الديب ��اج‪ ،‬محلوق‬ ‫مضمخ باملس ��ك والزعفران‪ ،‬كأنه كسرى أنو‬ ‫مخلق‪ّ ،‬‬ ‫شروان وس ��ط اإليوان‪ ،‬باألصداغ املزرفنة‪ ،‬والنحور‬ ‫اليمني ��ة واملعاج ��ر‬ ‫�در والياق ��وت والغالئ ��ل‬ ‫ّ‬ ‫املزين ��ة بال � ّ‬ ‫ّ‬ ‫عدنية‪،‬‬ ‫ونغمة‬ ‫ة‬ ‫�جي‬ ‫�‬ ‫ش‬ ‫مبعاتبات‬ ‫بهن‬ ‫فنخلو‬ ‫�ة‪.‬‬ ‫�‬ ‫املصري‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وجفون س ��احرة‪ ،‬سالبة لتامور القلب‪ ،‬ثم إذا تطابقنا‬ ‫وانضم ��ت النح ��ور عل ��ى‬ ‫بالص ��دور عل ��ى الص ��دور‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫النحور‪ ،‬وتراكبت الش ��فران على الش ��فرين‪ ،‬واختلج‬ ‫كلّ منهم ��ا عل ��ى اآلخر‪ ،‬حت ��ى إذا تعال ��ت األنفاس‪،‬‬ ‫وتش ��اغلت احلواس‪ ،‬وارتفعت احل ��رارة عن الراس‪،‬‬ ‫وبط ��ل عن ��د ذل ��ك كلّ قي ��اس‪ ،‬نظ ��رت إل ��ى احلركات‬ ‫الغريزية‪،‬‬ ‫الوهمي ��ة‪ ،‬والصنائ ��ع‬ ‫احلس � ّ�ية‪ ،‬والضمائ ��ر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�قية‪ ،‬ب�ي�ن م ��ص وق ��رص‪ ،‬وره ��ز‬ ‫واألخ�ل�اق العش � ّ‬ ‫ونهز‪ ،‬وش ��هيق وخفيق‪ ،‬وش ��خير وخرير‪ ،‬ونخير لو‬ ‫ملطية لصاح ��وا‪ :‬النقيرا مع رفع ووضع‪،‬‬ ‫س ��معه أهل ّ‬ ‫وطيب عمل‪،‬‬ ‫وغمز وملز‪ ،‬وضم وشم والتزام‪ ،‬وقبل ّ‬ ‫وانقالب حرف مغير قلق‪".‬‬ ‫‪60‬‬

‫كل ذل ��ك ٍ‬ ‫بأدب ملوكي وأن�ي�ن زاكي‪ ،‬حتى إذا حان‬ ‫ّ‬ ‫وخف املصاغ‪ ،‬ش ��ممت كنس ��يم األنوار‪،‬‬ ‫�راغ‪،‬‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫ف ��ي آذار‪ ،‬وروائ ��ح ال ��راح ف ��ي حان ��وت خمـــــــــار‪،‬‬ ‫ونظ ��رت إل ��ى اهتزاز خص ��ن البــــان م ��ن األمطار‪.،‬‬ ‫فلو نظر الفالس ��فة إلى م ��ا نحن فيه حلاروا‪ ،‬وأرباب‬ ‫اللهو والطـــرب لطاروا‪.‬‬ ‫(نزهة األلباب‪ ،‬ص‪)242-3 .‬‬

‫�ت وردة ال تريدن ��ي أن أع ّل ��ق عل ��ى كالمه ��ا‪ ،‬تتك ّل ��م بوضوح وإثارة جنس ��ية‬ ‫الس � ّ‬ ‫ساطعة‪ ،‬ولكنها مث ّقفة‪ ،‬ألنها تقتبس من القصص القرآنية‪ :‬من ناقة ﺛمود إلى آلية‬ ‫أيضا‪ ،‬بذكر كسرى أنو‬ ‫كبش إسماعيل أو بقرة بني إسرائيل‪ .‬وتتكلّم بالعلمانية‪ً ،‬‬ ‫شروان (امللك الفارسي) والقبائل اليمنية وأهل امللطية‪.‬‬ ‫مجرد قصيدة س ��اخنة س ��ببها اإلثارة فقط‪ ،‬بل هي ش ��عر عربي عميق‬ ‫هذه ليس ��ت ّ‬ ‫مبعن ��اه وتقنيت ��ه األدبية‪ .‬مع أنه هائل بصراحته وتصويره اجلنس � ّ�ي بقلم امرأة عربية‬ ‫مثلية (سحاقية) من القرن الثالث عشر في بالد املغرب أو مصر أو سوريا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لقصت�ي�ن أخريني في هذا الباب‪ ،‬في كتاب التيفاش ��ي‪ .‬كما‬ ‫�ن‬ ‫�‬ ‫ك‬ ‫انتباه‬ ‫�ر‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫أث‬ ‫أن‬ ‫أود‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫املثلية عند النساء‪:‬‬ ‫مدح‬ ‫ألجل‬ ‫كتبت‬ ‫قصائد‬ ‫على‬ ‫فكن‬ ‫أعر‬ ‫أن‬ ‫أود‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حلب الغزل وملت إلى السحق‬ ‫"شـربت النبيذ ّ‬ ‫خوف احلبل‬ ‫فضاجعتفيخلوحبتي وفقتالرجالبطيبالعمل‬ ‫مقنع َا غنيت به ورفضت الرجل‬ ‫إذا كان ســـــــحقي ً‬ ‫(نزهة األلباب‪ ،‬ص‪)244 .‬‬ ‫‪61‬‬


‫تق ��ول الش ��اعرة إنه ح�ي�ن فاقت الرجل بطيب العمل اجلنس ��ي م ��ع حبيبتها وجدت‬ ‫قناعة واكتفاء بهذه العالقة‪ ،‬ولهذا الس ��بب فهي ترفض الرجل‪ .‬هناك بس ��اطة في‬ ‫التعبي ��ر ولكن نش ��عر باقت ��راب من جتربة هذه الش ��اعرة التي ب ��دأت عالقة مع امرأة‬ ‫واكتشفت ميولها‪.‬‬ ‫وهناك قصيدة أخرى على هذا النمط‪ ،‬تقول‪:‬‬ ‫ورفضت أير ًا عواقبهبذات القدر تذري‬ ‫قنعتبحبتي‬ ‫ُ‬ ‫إذاماقيلقدحبلتفسحقًا ألوالدالزنايضيقصدري‬ ‫األبوي ��ن‬ ‫إل ��ى‬ ‫ع ��ذري‬ ‫فم ��ا‬ ‫فق ��د قط ��ع الزن ��اء حب ��ال ظه ��ري‬ ‫في ��ه؟‬ ‫(نزهة األلباب‪ ،‬ص‪)244 .‬‬ ‫أو ُ‬ ‫إن من محاس ��ن العالقات املثلية احلصري ��ة هو عدم احلبل‪،‬‬ ‫ال‪ ،‬تق ��ول الش ��اعرة ّ‬ ‫واجتناب جزية الزنا التي كانت ُتعاقب بقس ��وة‪ .‬وهذا الكالم من املمكن أن يعني‬ ‫أن الكاتب ��ة كان ��ت في إحدى املناطق العربية التي ل ��م تكن تعاقب املثلية كبغداد في‬ ‫القرن التاسع حتت تقنني قاضي املسلمني يحيى بن أكثم‪.‬‬ ‫والقصيدة األخرى‪:‬‬ ‫حج ��ة‬ ‫وك ��م ق ��د س ��حقنا‪ ،‬أخ ��ت تس ��عني ّ‬ ‫�دو ظه ��وره‬ ‫وم ��ن حب ��ل يرض ��ى الع � ّ‬ ‫ولي ��س علين ��ا احل � ّ�د ف ��ي الس ��حق كالزن ��ا‬ ‫(نزهة األلباب‪ ،‬ص‪)244 .‬‬

‫‪62‬‬

‫أس ��ر وأخف ��ى م ��ن دخ ��ول الفياش ��ل‬ ‫ّ‬ ‫وأعظ ��م م ��ن ه ��ذا م�ل�ام الع ��واذل‬ ‫وإن كان أش ��هى من ��ه عن ��د القواب ��ل‬

‫أن الشاعرة ترى نفسها مقتنعة ومرتوية‬ ‫تردد ما قيل قبلها وبعدها من ّ‬ ‫هذه القصيدة ّ‬ ‫تفضلها على عالقة مع رجل وما يتبع هذه العالقة من مشاكل‬ ‫التي‬ ‫املثلية‬ ‫ّ‬ ‫بعالقتها ّ‬ ‫اجتماعية وتناسلية‪.‬‬ ‫فكن على ٍ‬ ‫�ري متحفّظ في أوائل‬ ‫قاض مص � ّ‬ ‫وأخي � ً�را‪ ،‬ف ��ي هذا املقط ��ف ّ‬ ‫أعر ّ‬ ‫أود أن ّ‬ ‫يوما في قرافة في الصعيد املصري وخالل‬ ‫ﻨﻔﺴــــــــﻪ‬ ‫القرن الثالث عشر‪ ،‬وقد وجد‬ ‫ً‬ ‫يحدث‪:‬‬ ‫جتوالــه على بغله قــــال ّ‬ ‫"فبينم ��ا أن ��ا أس ��ير ب�ي�ن اﻠﺠﺒﺍنات س ��معت‬ ‫في تربة من ال ُت َرب ش ��خير ًا ونخير ًا وشهيق ًا‬ ‫يسلب العقول ويأخذ مبجامع القلوب‪ ،‬لم‬ ‫أس ��مع بق � ّ�ط مثل ��ه وال ظننت أح � ً�دا يفعله‪.‬‬ ‫بح ��ركات موزون ��ة ونغم ��ات مطبوع ��ة‬ ‫وألفاظ مسجوعة ّينسى لها نغمات األوتار‬ ‫وتستخفي لديها ربات املزمار‪.‬‬ ‫ثم تطاولت‬ ‫فس ��قت دابتي إلى حائط التربة ّ‬ ‫وأش ��رفت وإذا بامرأت�ي�ن‪ ،‬الس ��فلى جاري ��ة‬ ‫تركي ��ة ُتخج ��ل الب ��در كم ��ا ً‬ ‫ال والغص ��ن‬ ‫اعت ��دا ً‬ ‫غضة‪ ،‬ناه ��د‪ .‬وعليها‬ ‫ال‪ ،‬بيض ��اء‪ّ ،‬‬ ‫ام ��رأة نصيف ��ة‪ ،‬بدين ��ة‪ ،‬حس ��نة‪ ،‬نظيف ��ة‬ ‫‪63‬‬


‫وألقي ��ت ط ��رف الطيلس ��ان م ��ن وراء كتفي‬ ‫وأدخل ��ت يدي فش ��لت ذيول ��ي وقربت من‬ ‫اجلاري ��ة وانحنيت عليه ��ا‪ ،‬فعندما أقضيت‬ ‫ب ��رأس ذكري إلى ش ��فري فرجه ��ا وجدت‬ ‫نعومت ��ه وحرارت ��ه ل ��م أش ��عر إال بحواف ��ر‬ ‫غاديا وامل ��رأة تصرخ وتقول‪( :‬أفلت‬ ‫البغل ً‬ ‫البغ ��ل)‪ ،‬فقمت أن ��ا واله العق ��ل وخرجت‬ ‫ف ��إذا البغ ��ل غاد ب�ي�ن اجلبانات ف ��ي اختالط‬ ‫الظ�ل�ام‪ ،‬ال أعل ��م إن غ ��اب ع ��ن بص ��ري‬ ‫ح�ي�ن ذهب‪ ،‬فع ��دوت وراءه وأن ��ا في تلك‬ ‫احلال ��ة‪ ،‬منعظ الذكر‪ ،‬محلول الس ��روال‪،‬‬ ‫ملقى الرايات عاري وجوه أقدامي‪ ،‬مختل‬ ‫مرة وأقـــــــــــع أخرى‪".‬‬ ‫الطيلس� �ـــــان‪ ،‬أقوم ّ‬ ‫(نزهة األلباب‪ ،‬ص‪)240 .‬‬

‫�زي‪ ،‬ش ��كلة إال أنه ��ا لي ��س كالس ��فلى‪،‬‬ ‫ال � ّ‬ ‫وه ��ي تس ��احقها وتطارحه ��ا ذل ��ك ال ��كالم‬ ‫والسفلى جتيبها جواي مقصر كأنها متعلّمة‬ ‫لها‪( :‬مكانك كما أنت)‪ ،‬فبقيت مس ��تلقية‬ ‫على ظهرها ثم كش ��فت عن بطنها وس ��رتها‬ ‫وصدره ��ا ثوب ��ا أزرق كان عليه ��ا‪ ،‬فب ��ان‬ ‫له ��ا ص ��در كاملرمر ونه ��دان كاملات ��ان وبطن‬ ‫كأن ��ه عرمة ثلج فيه س � ّ�رة كمده ��ن بلور إلى‬ ‫ح ��رف راب ‪ ،‬أبي ��ض‪ ،‬مش ��رب بحم ��رة‬ ‫ل ��م أش ��اهد قط عظم ��ة وال نقتة‪ ،‬ث � ّ�م قالت‬ ‫ل ��ي‪( :‬ويح ��ك ي ��ا وحش ي ��ا ثقي ��ل‪ ،‬رأيت‬ ‫ق ��ط مثل ه ��ذا؟) فقل ��ت له ��ا‪( :‬ال والله)‪،‬‬ ‫هيأها‬ ‫قال ��ت ل ��ي‪( :‬فدون ��ك غنيم ��ة ن ��ادرة ّ‬ ‫الل ��ه ل ��ك‪ ،‬وانص ��رف بح ��ال س ��بيلك)‪.‬‬ ‫(ق ��ال)‪ :‬ف ّلم ��ا ش ��اهدت ذل ��ك وس ��معته‬ ‫س ��لب م ّن ��ي العق ��ل والدي ��ن‪ ،‬ول ��م أمل ��ك‬ ‫نفس ��ي‪ ،‬فقل ��ت له ��ا‪( :‬ويح ��ك مع ��ي‬ ‫ه ��ذا البغ ��ل)‪ ،‬قال ��ت‪( :‬فأن ��ا أمس ��كه)‪.‬‬ ‫فنزلت ويشهد الله أني خالفت سجيتي في‬ ‫ذلك‪ ،‬ث ��م دفعت لها عنان البغل والس ��وط‬ ‫ودخل ��ت الترب ��ة فحلل ��ت عق ��د الراي ��ات‬ ‫وألقيته ��ا على س ��اقي ثم حللت الس ��راويل‬

‫القصة هو انتص ��ار البطلتني املجهولت�ي�ن وبهدلة القاضي‬ ‫م ��ا يثير إعجابي ف ��ي هذه ّ‬ ‫أيضا‪ ،‬هو وصف الكالم بني اجلارية التركية واملرأة التي‬ ‫وتأديبه‪ ،‬وما يثير انتباهي‪ً ،‬‬ ‫يردده‪ ،‬ويترك التخايل ملس ��تمعي‬ ‫تضاجعها‪ .‬القاضي يصف هذا الكالم ولك ّنه ال ّ‬ ‫أن نس ��اء ذلك‬ ‫مهما‪ ،‬إذ نالحظ ّ‬ ‫قصته الطريفة‪ .‬ومن هذه ّ‬ ‫القصة نتعلم ش ��ي ًئا آخر ًّ‬ ‫صديقاتهن من‬ ‫كن يجتمعن م ��ع‬ ‫العص ��ر املمنوعات م ��ن‬ ‫ّ‬ ‫التجول واحلري ��ة الفردية ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن‬ ‫حينها‬ ‫�م‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫وأع‬ ‫قيها"‪.‬‬ ‫املبيت‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫عليهن‬ ‫حرج‬ ‫ي‬ ‫"ال‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫ت‬ ‫النس ��اء ف ��ي اجلبانات ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬

‫‪64‬‬

‫‪65‬‬


‫املثليات العربيات القدميات لم ُ‬ ‫كثيرا‪ ،‬من حيث أن االختباء‪ ،‬ال‬ ‫يك ّن يختلفن ع ّنا ً‬ ‫ض على املرأة العربية بشكل عام‪ ،‬وكذلك كبت املرأة العربية‬ ‫بل االختفاء‪ ،‬قد ُف ِر َ‬ ‫املثلي ��ة‪ .‬وأقرباؤنا القدماء هؤالء لم ُ‬ ‫يك َّن دائم� � ًا مختبئني أو مضطهدين أو خائفني‬ ‫ّ‬ ‫أو فقراء أو بؤساء أو جواري ُحسناء‪.‬‬ ‫مبقطع أخير ورد لدى التيفاشي‪:‬‬ ‫وأحب أن أختم هذه الفقرة‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬

‫ح�ي�ن قرأت كت ��اب "أصوات" بعن ��وان "ح ّقي أن أعيش‪ ،‬أن أخت ��ار‪ ،‬أن أكون"‬ ‫�ررت مب ��ا وجدت م ��ن تقني ��ات تعبيرية ومن إنس ��انية امل ��ؤﻠﻔات الت ��ي برزت من‬ ‫س� ُ‬ ‫وجتاربهن والكاتبات‬ ‫خ�ل�ال الصفحات‪ ،‬والترابط بني املتكلمات الكالس ��يكيات‬ ‫ّ‬ ‫املعاصرات‪ .‬وعلى هذا الترابط من املمكن أن نبني سياس ��ة حتريرية متماسكة أكثر‬ ‫وفخرا بأنفسنا‪.‬‬ ‫وسياسة تزيدنا ثقة‬ ‫ً‬

‫"وقد ش ��اهدت امرأة منه � ّ�ن باملغرب‪ ،‬كان‬ ‫لها م ��ال كثير وعقار واس ��ع‪ ،‬فأنفقت على‬ ‫فلم ��ا ف ��رغ وأكثر‬ ‫عش ��يقتها امل ��ال الناض ��ر‪ّ .‬‬ ‫الناس عليها من العتب واملالمة‪ ،‬س � ّ�وغت‬ ‫له ��ا جمي ��ع العق ��ار فحصل ��ت عل ��ى نح ��و‬ ‫خمس ��ة آالف دين ��ار‪( ".‬نزه ��ة االلب ��اب‪،‬‬ ‫ص‪)237 .‬‬ ‫أن املعاتبة ليس ��ت بس ��بب جنس العش ��يق املؤ ّنث‪ ،‬بل بس ��بب إفراطها‬ ‫الحظن هنا ّ‬ ‫أيضا‪ ،‬أن هذه املرأة كانت مش ��اهدة –‬ ‫�ن‪،‬‬ ‫�‬ ‫ظ‬ ‫والح‬ ‫الناضر‪.‬‬ ‫باملال‬ ‫�يقتها‬ ‫عل ��ى عش �‬ ‫ً‬ ‫مادي ناجت ع ��ن العقار الواس ��ع الذي‬ ‫كان ��ت خارج ��ة وظاه ��رة وكان لها اس ��تقرار ّ‬ ‫تبرعت ﺒﻪ لعشيقتها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫عربيا قد ًميا‪.‬‬ ‫تذكرن أنني ُ‬ ‫قلت في البداية إن "أصوات" تنتج ً‬ ‫مثيرا يحيي تراثًا ًّ‬ ‫أدبا ً‬ ‫‪66‬‬

‫‪67‬‬


‫كانت هذه كلمات الدكتورة س���ـــــمر حبيــــــــب كما وردت في محاضرتها‬ ‫التي ألقتها مبناس���بة احتفال أص���وات بإصدار كتابه���ا الثاني "ح ّقي أن‬ ‫أعيـــش‪ ،‬أن اختار‪ ،‬أن أكــــــون‪".‬‬ ‫ه���ذه الكلمــــــات ال تأتي صدف���ة أو دومنا قصد‪ .‬إن م���ن ح ّقنا أن نحمل‬ ‫وفردي بحسب‪،‬‬ ‫شخصي‬ ‫كحق‬ ‫هو ّيتنا اجلنس ّية ونكون فخورين بها‪ ،‬ليس ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫سياسي بحت‪.‬‬ ‫كحق‬ ‫وإمنا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إ ّن مثل ّيتنــــــــا ال تقتصر على ميول جنس ّية فحسب‪ ،‬وإنمّ ا هي الهو ّيــــــــــة‬ ‫التي يجب تسييسها‪.‬‬ ‫كما رأينا وأيقنا من نضاالت س���ابقة على مدار التاريخ ألناس "عاديني"‪ ،‬من‬ ‫نضال حترير العبيد وإلغاء العبود ّية إلى انتفاضة ش���عب ضد االحتالل‪ ،‬فإ ّن‬ ‫أيضا‪ ،‬أن نواجه اإلجحاف واالضطهاد بك ّل ما منلك‪.‬‬ ‫علينا نحن‪ً ،‬‬ ‫إ ّن مس���ؤول ّية حتريرنا‪ ،‬نحن املثليني واملثل ّي���ات وغيرهم من األقل ّيات‪ ،‬تقع‬ ‫أوالً وأخيرًا على عاتقنا نحن‪ ،‬إذ إن تثقيف أنفسنا مينحنا اجلرأة والشرع ّية‬ ‫لنيل حقنا في العي���ش‪ ،‬االختيــــار والكيان املتس���اوي والفخور‪ ،‬فاحلر ّية‬ ‫تؤخذ وال ُتعطى‪.‬‬ ‫نح���ن ال نتجاهل املصاعب والثمن الذي ميكن لإلنس���ان دفعه مقابل عدم‬ ‫أيضا‪ ،‬أ ّن هناك‬ ‫االختفاء والظهور املثلي السياسي‪ ،‬إال أنه يجب أن نتذكّ ر‪ً ،‬‬ ‫‪68‬‬

‫ومثري���ا خلطوة الظهور وعدم القب���ول باحلياة االزدواج ّية‬ ‫م���ردودا إيجاب ًّيا ً‬ ‫ً‬ ‫كحــــ ّل وحيد‪.‬‬ ‫دائما مساملة‬ ‫وكما تقول سمر حبيب‪" :‬مطالبتنا بحريتنا وحقوقنا لن تكون ً‬ ‫ونظيفة‪ ،‬فقد تكون هناك نقطة في الزمن س���نضطرّ فيها أن نحارب‪ ،‬وأن‬ ‫ٍ‬ ‫بأصوات‬ ‫دفاعا عن حقوقنا‪ ،‬وأن نكون مش���اغبني ونتكل ّم‬ ‫نق���ف صامدين ً‬ ‫مرتفعة عن أشياء س���اخنة‪ ،‬وأن نكون مستع ّدين خلسارة أجزاء من حياتنا‬ ‫التي ﺗﻨﻤﻭ بخزانتنا‪".‬‬

‫املصــــــادر ‪:‬‬ ‫رش���د اللبيب إلى معاش���رة احلبيب‪ ،‬تأليف أحمد بن محمد بن علي اليمني نزهة‬ ‫األلباب في ما ال يوجد في كتاب‪ ،‬تأليف أحمد التيفاشي‬ ‫‪"Female Homosexuality in the Middle East",‬‬ ‫‪By Samar Habib‬‬

‫‪69‬‬


‫المثليّة الجنسيّة في‬

‫جيل المراهقة‬

‫عن المثليّة الجنسيّة‬


‫جيـــل املراهقـــة‮ ‪‬:‬‬

‫‪1‬‬

‫هو جيــل عاصــف مليء بالتغييرات‪ ،‬وهو جيل االنتقال من الطفولة إلى الرشد‮‪‬.‬‬ ‫املركزية في حياتهن‮‪‬:‬‬ ‫املهمات‬ ‫ّ‬ ‫في هذا اجليل تواجه املراهقات العديد من ّ‬ ‫ •‮‬االنفصــال عن األهل‮‪‬:‬بناية اس ��تقالل عاطــفي عن األهل وباقي الراشدين‪،‬‬ ‫بناء صداقــــات مع أشخاص من اجليل نفسه‪ ،‬وتركيز العواطف في العالقات‬ ‫االجتماعية والزوجية‮‪‬.‬‬ ‫ •‮‬االس� �ــتعداد للمس ��تقبل‮‪‬:‬تنمي ��ة مه ��ارات وأدوات تس ��اعدهن عل ��ى اختي ��ار‬ ‫مهنة‪ ،‬منط حياة‪ ،‬وعلى التعامل مع احلياة كأشخاص راشدين في املجتمع‪،‬‬ ‫الزوجية‮‪‬.‬‬ ‫والتعامل مع احلياة‬ ‫ّ‬ ‫والتكيف‬ ‫ــاتية‮‪‬:‬التعامل مع س ��لوكهن املختلف‬ ‫ّ‬ ‫ •‬بلورة أخالقيــات ومبادئ حي ّ‬ ‫مع� �ه‮‪‬.‬اتخـــاذ ق ��رارات بناء عل ��ى القيــــم وقواع ��د الس� �ــلوك األخــــالقي التي‬ ‫تطورها املراهقات‮‪2‬.‬‬ ‫عملية بلورة هوية جنس� �ــية س ��ليمة‪ ،3‬ومن ضمنها‬ ‫ •‮ومن ضمن هذه املهمــات‬ ‫ّ‬ ‫‪4‬‬ ‫التعامل مع التغييرات اجلســـمانية وتقبلها‪ ،‬التعامل مع النــوع االجتمـاعي ‪،‬‬ ‫كما تتحدد حســـــب املجتمــــع‪ ،‬وفحص مـــدى تالؤم هذا النـــــوع مع املشــاعر‬ ‫ــخصي ‮ة‬(‪)Malekoff , 1997‬‮ ‪‬.‬‬ ‫الش‬ ‫ّ‬

‫أجريت أبح ��اث عديدة على املراهقـات وجيل املراهقــــــة‮‪‬.‬‮‬وبنيت مناذج عدة حول‬ ‫واقتباس ��ا في األدب‬ ‫الهوية اجلنس � ّ�ية‮‪‬.‬وأكث ��ر النمـــ ��اذج تفصي�ل ً�ا‬ ‫موض ��وع تبل ��ور‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫�ترالية ڤيڤيــان كــاس ال ��ذي اقترحته في‬ ‫البحث � ّ�ي ه ��و منــــ ��وذج العاملة النفس� � ّـــية األس � ّ‬ ‫سنوات السبعينات استنا ًدا إلى حوارات ومقابالت قامت بها‮‪‬.‬‬ ‫الناحية‬ ‫اجلنسية من‬ ‫مير بها اإلنســــان حتى يبلور هويته‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يصف هذا النموذج مراحل ّ‬ ‫الشخصية‮‬(‪)Cass, 1996‬‮ ‪‬.‬‬ ‫النفسية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كل مرحلة تشعر املراهقات بعدم‬ ‫يتركب النموذج من سلسلة من ‪ 6‬مراحــــل‮‪‬.‬في ّ‬ ‫ّ‬ ‫وحل التو ّتر يقود إلى‬ ‫تؤدي بدورهــــا إلى التو ّتر الشخصي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الراحة النفسية والتي ّ‬ ‫املرحلة القادمـــة‮‪‬.‬‬ ‫مثلي ��ة تندمج‪،‬‬ ‫ه ��دف ه ��ذه املراحل‪ ،‬حس ��ب كاس‪ ،‬هو اكتس� �ــاب ّ‬ ‫هوية جنس � ّ�ية ّ‬ ‫الهويــــ ��ة‪ ،‬وفيها تدم ��ج املراهقــــ ��ات بني فهم‬ ‫بش ��كل كام ��ل‪ ،‬مع باق ��ي مركبــــ ��ات‬ ‫ّ‬ ‫والهوية‬ ‫الهوية الش� �ــخصية‬ ‫وتصرفاتهن بش ��كل خاص‪،‬‮‬وبني الدمج بني‬ ‫�هن‬ ‫أنفس � ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املثلية في املجتمع‮)‪‬.‬‬ ‫ة‬ ‫اجلنسي‬ ‫ة‬ ‫الهوي‬ ‫مع‬ ‫التعامل‬ ‫ة‬ ‫‬كيفي‬ ‫(‬ ‫م‬ ‫‮‬ ‫عا‬ ‫بشكل‬ ‫ـاعية‬ ‫االجتم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫مراحل تبلور الهو ّية اجلنس ّية‮‪‬:‬‬ ‫‪ .1‬مرحلة التبلبل بالنسـبة للهويــــة اجلنســـية‮‪‬:‬‬

‫‪‬ .1‬في‮ ‬هذه النشرة‪،‬‮ ‬حني نتحدث عن جيل املراهقة نقصد جيل‮ ‬‪10‬‮ ‬سنوات حتى‮ ‬‪21‬‮ ‬سنة‮‪‬.‬‬ ‫عموما‮‪‬.‬‬ ‫‪‬ .2‬هذه النشرة هي‮ ‬بصيغة املؤنث‪،‬‮ ‬غير أنها تنطبق على املراهقني‬ ‫ً‬ ‫اجلنسية و‪/‬أو العاطفية‪،‬‮ ‬إذا كانت متيل لنوع إجتماعي‮‬ ‫جلنسيتها في‮ ‬ما‮ ‬يتعـلق مبيولها‬ ‫اجلنسية‮‪‬ :‬تعريف الذات‬ ‫‬الهوية‬ ‫‪.3‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‬مثلية‪،‬‮‬مغايرة‪،‬‮‬أم آخر‮‪‬.‬ال‮‬يتعلق تعريف ش ��خص ما للهوية اجلنس ��ية بتعريف هوية‬ ‫‬مماثل لنوعها أو مختلف عن نوعهــا‮‪ّ :‬‬ ‫الش ��خص اآلخ ��ر في‮‬العالقة‮‪‬.‬كما تتكون الهـــوية اجلنس� �ــية من خمس عناصر أساس ��ية ‮‪‬،‬هي‮‪‬:‬اجلن ��س البيولوجي‪،‬‮‬النوع‬ ‫اإلجتماعي‪،‬‮‬الدور اإلجتماعي‪،‬‮‬امليول اجلنسية والسلوك اجلنسي‮‪‬.‬‬ ‫‪‬ .4‬وهو اإلطار الذي‮ ‬نحلل فيه األمور اإلجتماعية حسب املنظور املناصر للمساواة والعدل بني األنواع اجلندرية‮‪‬.‬‬

‫‪.5‬مغاير اجلنس‮‪‬ :‬امليول اجلنسية والعاطفية ألبناء وبنات اجلنس اآلخر‪،‬‮ ‬أي‮ ‬ميول رجل إلى إمرأة أو ميول إمرأة إلى رجـل‮‪‬.‬‬

‫‪72‬‬

‫‪73‬‬

‫بأنهن مغايرات اجلنس‮‪ ‬.‬وتبــدأ سيرورة بلورة‬ ‫غالبية الش ��ابات يكبرن مع الش� �ـــعور‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‮‬ ‫مشاعرهن‬ ‫تصرفاتهن‪،‬‬ ‫تكون‬ ‫أن‬ ‫املمكن‬ ‫من‬ ‫بأن‬ ‫املراهقات‬ ‫تشعر‬ ‫حني‬ ‫اجلنسية‬ ‫امليول‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪5‬‬


‫ـــعورهن‬باإلرادة‬ ‫ّ‮‬ ‫‬مثلي� �ة‮‪‬.‬وم ��ن الـممكن أ ‮ن‬يكون س� �بـــب ذلك ه ��و ش� �‬ ‫‬وأفكاره � ّ ‮‬ ‫�ن ّ‬ ‫حميمي من أشخاص من اجلنس نفســـه‮‪‬.‬‬ ‫ـل‬ ‫ك‬ ‫بش‬ ‫أو‬ ‫ا‬ ‫عاطفي‬ ‫أو‬ ‫ا‬ ‫ـري‬ ‫ك‬ ‫بالتق ّــرب ف ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫‮ ‬تقول ياسمني‮ ‬‪:‬‬ ‫‮"‬انتظــرت حلظة الفرصة في املدرسة أللقاهـا‪ ،‬كي أرقب كل حتركاتها‪-‬كنت أبحث‬ ‫عنها‪ ،‬وإن لم أجدهـا‪ ،‬افتقدهــــا‮‪‬...‬كنت أقضي س ��اعات أفكر فيها‪ ،‬محاولة أن‬ ‫أتخيل وجودي معها‪ ،‬قريبة منها‪ ،‬أالمسها وأقبل شفتيها احلمراوين‮"‪‬.‬‬ ‫م ��ن املهـــ � ّ�م الذكر أ ّنه ال يوجد جيل معينّ يحدث فيه ذلك‪ ،‬وهذه التس� �ـــاؤالت أو‬ ‫أي جيل‮‪‬.‬‬ ‫املشاعر من املمكـــن أن تكون في ّ‬ ‫ف ��ي ه ��ذه املرحل ��ة تبدأ املراهق ��ات بالتس� �ـــاؤل من أين ه ��ذه املش ��اعر ويبحثون عن‬ ‫أجوب ��ة ف ��ي أماكن مختلف ��ة‪ّ ،‬إما عن طريق القراءة عن املوضـ ��وع في الكتب أو في‬ ‫‬غالب ��ا ما يكون هذا‬ ‫اإلنترن ��ت‪ ،‬أو ع ��ن طريق االتصال خلطـ ��وط الدعم املختلفة‮‪ً .‬‬ ‫ً‬ ‫بالسرية واخلوف واألسماء املستعارة‮‪‬.‬‬ ‫محاطا‬ ‫البحــث‬ ‫ّ‬ ‫‮ ‬كتــبت عــــدن‪:‬‬ ‫املثلية اجلنس � ّ�ية ع ّل ��ي أجد بني الس� �ــــطور‬ ‫�ن‬ ‫�‬ ‫ع‬ ‫وقصص‬ ‫�واد‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫عن‬ ‫‮"‬ب ��دأت أبح ��ث‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫متذوقة‬ ‫أول قصة‪ ،‬ق ��رأت كلماتها بتعطّ ـش‪ّ ،‬‬ ‫أجوبة ألس ��ئلة ع � ّ�دة‮‪‬.‬عندما وجدت ّ‬ ‫كل كلمة‪ ،‬خائفة من أن يفوتني ش ��يء‮‪‬.‬وفجــــــأة‪ ،‬ش ��عرت بأني قريبة من أناس ال‬ ‫سر‮‪‬.‬لكن ملاذا بدأت بالبحث عن هذه القصص؟‮‪‬".‬‬ ‫أعرفهــم‪ ،‬يربطني بهم ّ‬

‫‪74‬‬

‫إمكانية أخرى للتعــامل مع هذه التساؤالت هي اإلنكار عن طريق محاولة االمتناع‬ ‫ع ��ن التفكي ��ر بأش ��خاص م ��ن اجلن ��س نفس ��ه أو محاولة إيج ��اد تفس ��يرات مختلفة‬ ‫أحب روحها الطيبة‬ ‫ّ‬ ‫أحبها ألنها امرأة بل أنا ّ‬ ‫تبعدهن عن هذا التفكير مثل‮‪‬" :‬أنا ال ّ‬ ‫دون أي عالقة بكونها أنثى‮"‪‬(.‬שילה‮‪‬ 007‬‮‪‬)2‬‬

‫‪ .2‬مرحلــة املقارنــة‪:‬‬

‫ميزت املرحلة األولى بالوتيرة نفســـها‮‪.‬‬ ‫عندما تس� �ـتمر املشاعر والتس� �ـــاؤالت التي ّ‬ ‫‬وعندما تفش ��ل إس ��تراتيجية اإلنكار‪ ،‬تبدأ املراهقات بالتساؤل‮ "‬أمعقول أن أكون‬ ‫املثلية عن‬ ‫�خصي يأتي بشكل مقابل إلخفـــــاء‬ ‫مثلية؟‮"‪‬.‬هذا االعتراف الش �‬ ‫ّ‬ ‫الهوية ّ‬ ‫ّ‬ ‫اآلخرين‮‪‬.‬‬ ‫‮ ‬كتبــت ريــــــم‮ ‬‪:‬‬ ‫�ت للم � ّ�رة األولى ف ��ي حيـات ��ي‪ ،‬أحبب ��ت فتاة من‬ ‫‮"‬ف ��ي س � ّ�ن الــحادي ��ة عش ��رة أحبب � ُ‬ ‫سرا‬ ‫جيلي‪ ،‬ولسبب أو آلخر‪ ،‬خشيت سخرية اآلخرين واخترت حفظ مشـاعري ً‬ ‫مثلية‬ ‫لنفس� �ـي‮‪ ‬.‬في ّ‬ ‫للمرة األولى كلمة‮ "‬ليســبيت‮"‬] ّ‬ ‫سن الســادسة عشرة س ��معت ّ‬ ‫مرت عل � ّ�ي العديد من‬ ‫بالعربي ��ة[‪ ،‬وفوجئ � ُ‬ ‫تعبر ّ‬ ‫�ت بوجود كلمة ّ‬ ‫ّ‬ ‫عما أش ��عر به فقد ّ‬ ‫أمر به‮‪.‬‬ ‫ا‬ ‫عم‬ ‫ـر‬ ‫ي‬ ‫التعب‬ ‫من‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫متكن‬ ‫كلمة‬ ‫دون‬ ‫املراهقني‬ ‫بحب‬ ‫ـــة‬ ‫ئ‬ ‫امللي‬ ‫�ة‬ ‫�‬ ‫ق‬ ‫املراه‬ ‫�نوات‬ ‫س�‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫‬كلمــــة أضفت على حياتي التفـــاؤل واألمل ومحت س ��نوات من الظلمة واليأس‪،‬‬ ‫في مشــاعر متضاربة‪ ،‬فمن جهة مشاعر اخلالص والتماثل واالنتماء‪،‬‬ ‫كلمة أثارت ّ‬ ‫ومن جهة أخرى مش ��اعر البعد واحلذر والغربة‮‪‬.‬فجـأة مع هذه الكلمـة بدت احلياة‬ ‫بسري لنفسـي‬ ‫أكثر منطقية‪ ،‬لكن شعور الغربة واخلجــل لم يفارقني وبقيت أحتفظ ّ‬ ‫وخشيت اإلفصاح عنـــه ألحــد‮"‪‬.‬‬ ‫‪75‬‬


‫جي ًدا لردود فعل البيئة احمليطة بهم حول‬ ‫في هذا اجليل تكون املراهقــــات واعيات ّ‬ ‫املثلي ��ة اجلنس � ّ�ية‮‪‬.‬كما تك ��ون املراهق ��ات واعيات لكل نكتة تس� �ـــخر م ��ن املثليني‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ول ��كل مالحظة تدور حول ه ��ذا املوضوع‪ ،‬ما يجعلهم يفكّ رون مبا ميكن حمليطهم‬ ‫أن يفكّ ره عنهم‪،‬‮ "‬إذا هيك بفكّ رو عن املثليني‪ ،‬كيف بدهن يفكروا عني؟‮"‬‬ ‫‬إما عن ط ��رق‮ "‬الكـــذب‮"‬أو عن‬ ‫طاق ��ات كبيرة تس ��تثمر في إخف ��اء هذه املي ��ول‮‪ّ .‬‬ ‫طريق تغيير تصرفهم أو مظهرهم اخلارجي بحيث يصبح‮ "‬مغايرا‮"‬أكثر‮‪6‬.‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫هن لن‬ ‫في هذه املرحلة يبدأ اإلحباط بحيث تعي املراهقــات أن‬ ‫ميولهن هذه تعني أ ّن ّ‬ ‫ّ‬ ‫واضحا‬ ‫�تقبلهن‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫يعد‬ ‫‬لم‬ ‫‬عاديــة‮"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫يتزوج ��وا ولن يلدوا ولن تكون لهم أس ��رة‮ " ّ‬ ‫كما اعتقدوا‮‪‬.‬وهم يبدأن بالتس� �ـــاؤل بشأن حياتهن‪ ،‬كيف ستكون وكيف سينظر‬ ‫إليه � ّ�ن املجتم� �ع‮‪‬.‬كما تب ��دأ املراهقات في هذه املرحل� � ‮ة "‬باحلـــ ��داد‮"‬على ميولهن‬ ‫الس� �ــائد‪ ،‬وعلى‬ ‫املغايرة التي فُقدت‪ ،‬وعلى املس ��تقبل املجهول واملؤلّم كاالعتقاد ّ‬ ‫عليهن مواجهتها طيلة حياتهن‮‪‬.‬‬ ‫التحديات التي سيكون‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫"خلدت للنوم على أمل أن أصحو يوم ًا ألجد نفسي كاجلميع ال أختلف عنهم‬ ‫‮‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫تكررت خيبة‬ ‫في ش ��يء‪ ،‬صلّيت‬ ‫وتضرعت ُ‬ ‫وخذ ُ‬ ‫لت ً‬ ‫يوما بعد يوم‪ ،‬فمع كلّ نهار ّ‬ ‫ّ‬ ‫أحتول ألصبح كاآلخرين‪.‬‬ ‫ولم‬ ‫عليه‬ ‫أنا‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫زلت‬ ‫ما‬ ‫ني‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫�دت‬ ‫األم ��ل حيث وج � ُ ّ‬ ‫ّ‬ ‫يت أن يتوقّف عقلي عن التفكير‪،‬‬ ‫وطلبت‬ ‫توسلت‬ ‫هدوءا‪ ،‬مت ّن ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫اإلحباط متكن م ّني‪ّ ،‬‬ ‫جانبا لبعض الوقت فيكُ ف ويسكت‮" (‬رمي‮)‬‬ ‫ُ‬ ‫وددت لو أضعه ً‬

‫وتخوفـــات تش � ّ�دني إلى الوراء‪ ،‬اخلوف‬ ‫تخبطات‬ ‫ّ‬ ‫‮ "‬م ��ع كل خط ��وة إلى األمام ّ‬ ‫م ��ن احلياة‪ ،‬من املجهــول‪ ،‬من الوحدة‪ ،‬اخلـــوف من العالم‪ ،‬من عالم قد ال يكون‬ ‫في ��ه م ��كان ل ��ي‪ ،‬من عالم ق ��د ال يحترم وج ��ودي وال يحت ��رم أختالفي‪ ،‬م ��ن عـالم‬ ‫أخش ��ى فيه على حياتي‪ ،‬وأكثر ما أخش ��اه هو يوم أكتش ��ف فيه أ ّني لم أعش حياتي‬ ‫أحب بقدر اســـتطاعتي أن‬ ‫وأنني تنازلت عنها‪ ،‬أنه أمكنني ولم أقم بذلك‪ ،‬أ ّني لم ّ‬ ‫مي)‬‬ ‫دفنت أحالمي وكياني‮" (‬ر ‮‬ ‫دفنت مشاعري عمي ًقا ومعها ُ‬ ‫ـــب وأني ُ‬ ‫أح ّ‬

‫شخصا ما‮ (‬من املمكن‬ ‫طاتهن‬ ‫وتخب‬ ‫مشاعرهن‬ ‫من املمكن أن تشارك املراهقات في‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن تكون صديقة عزيزة‮)‬‬ ‫رت كثي � ً�را كيف ومت ��ى وملن أبوح بس� � ّــري؟‮!‬ ‫‮ "‬كن ��ت بحاج ��ة إل ��ى ُمع�ي�ن‮‪‬.‬فكّ ُ‬ ‫وبحت‬ ‫ـات‪،‬‬ ‫م‬ ‫احلمي‬ ‫الصديقات‬ ‫إحدى‬ ‫مع‬ ‫‬حتى أتى ذلك اليوم وتكلّمت بصراحة‬ ‫ُ‬ ‫ومدت لي يد العون‮‪‬.‬كانت لي الس ��ند‬ ‫تقبلتني ّ‬ ‫لها بس � ّ�ري‮‪ ‬.‬من حس� �ــن حظّ ي أنها ّ‬ ‫واألذن الصاغية طيلة الوقت‮" (‬رميا‮)‬‬ ‫‪‬.6‬مغاير اجلنس‮‪‬ :‬امليول اجلنسية والعاطفية ألبناء وبنات اجلنس اآلخر‪،‬‮‬أي‮ ‬ميول رجل إلى إمرأة أو ميول إمرأة إلى رجـل‮‪‬.‬‬

‫‪76‬‬

‫‪ .3‬مرحلة التســـامح والصبـــر‮‪‬:‬‬

‫ف ��ي هذه املرحلة من املمكن أن تش� �ــعر املراهقات بحاجة أكبر ملش� �ـــاركة اآلخـــرين‬ ‫مليولهن‬ ‫يكن متقبالت‬ ‫مبيولهن‮‪‬.‬كما من املمكـن أن‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ـــن‪ ،‬وأن ّ‬ ‫هويته ّ‬ ‫ّ‬ ‫يواصلن إخفاء ّ‬ ‫أنفسهن‪‬.‬‬ ‫ّ‮‬ ‫ومتسامحات أكثر مع‬ ‫مثليات أخريات‮‪‬.‬‬ ‫تبدأ املراهقات بالبحث عن ّ‬ ‫‬حب االس ��تطالع والفضـول [‪ ]...‬دفعاني إلى البحث عن نس� �ــاء أخريات‬ ‫‮ " ّ‬ ‫لست الوحيدة‪،‬‬ ‫ني‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫وهي‬ ‫املفاجئة‪،‬‬ ‫غير‬ ‫احلقيقة‬ ‫ــــفت‬ ‫ش‬ ‫اكت‬ ‫الوقت‬ ‫مرور‬ ‫‬مع‬ ‫مثلي‮‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪77‬‬


‫العربي وال في بالدي وال في مدينتي وال في ش� �ـــارعي‬ ‫ال ف ��ي العال ��م وال في العالم‬ ‫ّ‬ ‫ــرت‮"‪‬( .‬ليلى‮)‬‬ ‫كما‬ ‫نوعي‬ ‫من‬ ‫وغريبة‬ ‫زة‬ ‫ممي‬ ‫فكّ‬ ‫ُ‬ ‫وال في حارتي‮‪‬.‬لس ُ‬ ‫ـت ّ‬ ‫البعض يبحث في اإلنترنت‮ ‬‪:‬‬ ‫قناعا وباس ��م‬ ‫‮ "‬دخل ��ت إل ��ى غ ��رف احلوار اإللكترون ��ي‪ ،‬وضعت على وجهي ً‬ ‫تهن‬ ‫هوي‬ ‫من‬ ‫مس ��تعار دخلت هذا العـــالم االفتراضي‮‪‬.‬التقيت هناك بنس ��اء واثقات‬ ‫ّ ّ‬ ‫ثنائيات اجلنس وأخريات كُ ّن هناك ألجل‬ ‫اجلنس� � ّـــية وبأخريات‬ ‫متخبطات‮‪‬.‬نس ��اء ّ‬ ‫ّ‬ ‫جتربتهن األولى مع امرأة‪،‬‬ ‫‬منهن من تكلّمن عن‬ ‫املغامرة فقط‮‪‬.‬أصغيت‬ ‫ّ‬ ‫جلميعهن‮‪ّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫ـهن‬ ‫تقبل الذات‮‪.‬‬ ‫عر َ‬ ‫ّ‬ ‫فن أنفس� � َّ‬ ‫ع ��ن اخل ��وف وعن اللهفة‪ ،‬عن احلي ��رة وعن ّ‬ ‫‬بعضهن ّ‬ ‫أن احلكـــم الذي‬ ‫ــعرت‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ش‬ ‫�أة‬ ‫�‬ ‫ج‬ ‫‬ف‬ ‫‮‪.‬‬ ‫ف‬ ‫ـــجن إل ��ى تعري� �‬ ‫ّ‬ ‫كمثلي ��ات والبع ��ض ل ��م يحت َ‬ ‫ّ‬ ‫أصدرته بصــورة قاطعة‪ ،‬بدأ يســقط‮" (‬عدن‮)‬‬

‫الذاتـــي‪‬:‬‬ ‫ّ‮‬ ‫‪ .4‬مرحلة التق ّبـــل‬

‫املثلي ويزداد التزامهم‬ ‫هن قس � ٌ�م من العــــالم‬ ‫في هذه املرحلة تش� �ــعر املراهقـــات بأ ّن ّ‬ ‫ّ‬ ‫الشخصي بهويتهم املثلية‮‪‬.‬ويبدأن خطواتهم نحو اإلشهار عن مثليتهن‮‪7‬.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ه ��ذه مرحل ��ة مصيرية فيها تواج ��ه املراهقات كلّ مخاوفهن جتاه مش ��اركة اآلخرين‬ ‫مبيولهـن اجلنسي ‮ة‪‬.‬عاد ًة تبدأ هذه السيرورة باألصدقاء ومن ثم األهل‮‪‬.‬‬ ‫‮‬

‫"‬جلس ��ت معه� �م‮‬(أهلهــ ��ا ‮)‬وقصص ��ت عليهم أحاسيس ��ي ومتى بدأت أش ��عر‬

‫وضعي ‬للس� �ـــيرورة التي‮ ‬من خاللها تتبلور هوية الش ��خص اجلنس ��ية حتى الوصول إلى مرحلة قبول الذات‬ ‫ّ‮‬ ‫‪‬ .7‬وصف‬ ‫بهويتها اجلنس ��ية‪،‬‮‬وإش ��هار اجلنس� �ــية أمام العائل ��ة‪،‬‮‬األصدقاء وأحيانًا أمام املجتمع كله‮‪‬.‬يكون اإلش ��هار ع ��ن الذات‪،‬‮‬ف ‮‬ ‫ي‬ ‫‬جزئيا‪،‬‮‬يحدد الفرد فيه دوائر األشخاص الذين‮‬يريد أن‮ ُ‬يشهر نفسه أمامهم‮‪‬.‬‬ ‫‬حاالت عدة‪،‬‮‬ ‫ً‬

‫‪78‬‬

‫حقيقية معهم وكشفت عن كلّ شيء‮‪‬.‬‬ ‫باجنذابي للنساء‮‪‬.‬كنت‬ ‫ّ‬ ‫أن األرض انشــ ّقت وابتلعتهم قبل سماعهم‬ ‫لو‬ ‫وا‬ ‫ن‬ ‫مت‬ ‫لهم؛‬ ‫ــم‬ ‫كانت هذه نهاية العال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫زوجية مع امــــرأة‮‪‬.‬‬ ‫بأ ّني مثلية اجلنس‪ ،‬أهــوى النـــساء وأمارس حياة‬ ‫ّ‬ ‫كانت لهم أيام مليئــــة باأللم والدمــــوع واخلجـــل‮‪‬.‬‬ ‫ظن ��وا أ ّن ��ي فقـ ��دت عقلي‪ ،‬قال ��وا إني مريض ��ة وأحتاج لطبيب نفس ��ي ليش ��فيني من‬ ‫ٍ‬ ‫مرض عضال أل ّــم بـــي‮‪‬.‬‬ ‫ممي ��زة‪ ،‬نبيـه ��ة‪ ،‬وابن ��ة يتم ّناه ��ا كل أم وأب‪ ،‬لكن هذا‬ ‫ذكي ��ة‪ّ ،‬‬ ‫كن ��ت بنظره ��م فتاة ّ‬ ‫انته� �ى‮ ‬‪ .‬فقد صرت بنظرهم فتــــاة مريضــــة ومجنـــونة‮‪‬..‬ولكن ملاذا مجنونة أأل ّنني‬ ‫تعودتـــــم عليه وعرفتموه؟ أأل ّنن ��ي انعطــــفت عن النمــــوذج الذي‬ ‫فت ��اة مختلفة ّ‬ ‫عما ّ‬ ‫خططتموه؟‮!" (‬رميا‮)‬‬ ‫ازديـــــ ��اد مصــــ ��ادر الدع ��م عن ��د املراهقــــ ��ات يس ��هل عليه ��ن مصــــارح ��ة اآلخرين‬ ‫‪8‬‬ ‫تتوجه املراهقات ف ��ي هذه املرحلة إلى خطوط‬ ‫بهويته ��ن اجلنس � ّ�ية‮‪ ‬.‬من املمكن أن ّ‬ ‫ّ‬ ‫مثلية مثل أصوات لتل ّقي هذا الدعــم‮‪‬.‬‬ ‫مجموعات‬ ‫أو‬ ‫دعم‬ ‫ّ‬

‫‪ .5‬مرحلــــة الفخـــر‮‪‬:‬‬

‫زيادة التقرب من املجتــــمع املثلي ومن أش� �ــــخاص مثليني يس ��اعد املراهقات على‬ ‫املثلية‮‪‬.‬تش ��عر املراهقات‬ ‫وتقبل أكثر لنفس ��هن‬ ‫ّ‬ ‫ولهويتهن اجلنس � ّ�ية ّ‬ ‫الش ��عور بكمال ّ‬ ‫بتميي ��ز أكث ��ر‪،‬‮‬ع ��دم تقبل من املجتمــ ��ع املغاير كما أنه ��ا يش� �ـــعرن باالختالف التام‬ ‫‬يتبعن لهذا العالم‮‪‬.‬من املمكن أن تبدأ املراهقات بتقسيم العالم حولهم‬ ‫وبأنهن ال‮‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫‪‬ .8‬نشرة أصوات رقم‮ ‬‪ 1‬‮‪‬ 1‬تتكلم عن اخلروج من اخلزانة وإشهار الهوية اجلنسية‮‪‬.‬‬

‫‪79‬‬


‫للعال ��م املثل� �ي‮ (‬بأنه لطرفه� �م‮)‬والعالم املغاي� �ر‮ (‬بأ ّنه ضدهم‮)‪‬.‬كما أ ّنهم يش ��كّ لون‬ ‫عندة أصدقاء مثليني مثلهم يشعروهم بالراحه مع ميولهم ويقدمون لهم الدعم‮‪‬.‬‬ ‫‬"ل ��م يك ��ن وصول ��ي إلى‮ "‬أصـــ ��وات‮"‬صدفة‮‪‬.‬فقد بحثت ع ��ن مكان يحتوي‬ ‫ي "‬أصــــوات‮"‬ ‫مس ��يرة بحثي‮‪‬.‬وباإلضافة مليولي وملش ��اعري نحو النساء وجدت ف ‮‬ ‫واجلندرية بال قيود أو ش ��روط‬ ‫هويت ��ي اجلنس � ّ�ية‬ ‫‬مكا ًن ��ا آم ًن ��ا ّ‬ ‫ّ‬ ‫حي ًزا لفح ��ص ّ‬ ‫قدم ل ��ي ّ‬ ‫مسبقة‮"‪‬( .‬سناء‮)‬‬ ‫‪ .6‬مرحلــــة التوليــــف‮‪‬( :‬סינתזה‮ )‬‬ ‫�امية لعال� �م‮ "‬املثلي�ي�ن‮"‬وعال� � ‮م‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫االنق‬ ‫�ة‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫الرؤ‬ ‫ف ��ي ه ��ذه املرحل ��ة تنب ��ذ املراهق ��ات‬ ‫ّ‬ ‫عالقاتهن الس ��ابقة مع أصدقاء‪ ،‬مع العائلة ومع أش ��خاص‬ ‫"‬املغايرين‮"‬ويجددن‬ ‫ّ‬ ‫والقوة‮‪‬.‬تنجح املراهقات في توليف أقس� �ـــام‬ ‫آخرين ميكنهم أن يقدموا لهم الدعم‬ ‫ّ‬ ‫مركزية عما‬ ‫الهوية اجلنس � ّ�ية والتي تصبح بدورهـــــا أقل‬ ‫هويتهن املختلفة مبا يش ��مل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كانت من قبل‮‪‬.‬تبدأ املراهقات برؤية احلياة بطريقة متزنة أكثر ويبأن باختيار محيط‬ ‫�خصيتهن وكل عوام ��ل تركيب هويتهن التي ال تش ��كل بالضـرورة‬ ‫مالئ ��م أكثر لش �‬ ‫ّ‬ ‫�خاصا مثليني‮‪‬.‬ويبدأن بالعيش بس�ل�ام مع البيئة التي يش ��كل فيها املثليون‬ ‫فقط أش � ً‬ ‫عددية‮‪‬.‬‬ ‫واملثليات أقلية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‮ "‬اليــوم‪ ،‬أنا واعية جدا الختياري وواثقة بنفسي ومتكاملة مع نفسي ومع من‬ ‫جدا بطريقي وبش� �ــريكة‬ ‫أن ��ا وم ��ع من أريد أن أكـون وأن أعيش حياتي‮‪‬.‬أنا س ��عيدة ً‬ ‫جدا بنا وبعالقتنا وال أخجــل من ش ��يء وال‬ ‫كثيرا‮‪‬.‬أن ��ا فخــورة ً‬ ‫أحبها ً‬ ‫حيات ��ي الت ��ي ّ‬ ‫أهت ��م بتفكير اآلخـــرين عن ��ي وأعلم أن الطريق ما زالـــت طويلة‪ ،‬ولكني ش ��جاعة‬ ‫‪80‬‬

‫وقوية وواثقة بالطريق التي اخترتهــا‮"‪‬( .‬زيتون ‮ة)‬‬ ‫ّ‬ ‫من اجلدير بالذكر أنه بحسب منوذج كــاس‪ ،‬فإن قليلني فقط ينجحون في الوصول‬ ‫إلى هذه املرحـــلة‮‪‬.‬‬ ‫أن هذه فقط مناذج وليــ ��س بالضرورة أن تنطبق عل ��ى كل امرأة حيث‬ ‫ال ش � ّ‬ ‫�ك ف ��ي ّ‬ ‫اجتماعية‪،‬‬ ‫الهوية اجلنس� � ّـــية ومراحل تركيبها هي مس ��ألة متأثرة بعوامل‬ ‫أن مس ��ألة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أيضا بسيرورة كل شخص بشكل فردي‮‪‬.‬‬ ‫بيئية‪،‬‬ ‫وشخصية‪ ،‬كما تتعلق ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‬العادية‮"‬واملقبولة‮‪‬.‬‬ ‫اجلنسية عن املشاعر‮ "‬ ‫هنـالك تســاؤالت حول اختالف املشاعر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كذلك‪ ،‬هناك تفاوت بإدراك معنى هذا االختالف‪.‬‬ ‫مثليات اجلنس‮‬ ‫ــليات‪ ،‬الحظن ��ا أن الكثير م ��ن ّ‬ ‫عربيــ ��ات مث ّ‬ ‫ف ��ي حديثنا مع نس� �ــاء ّ‬ ‫‬ل ��م يدركن وجود هذه املش ��اعر ومعناها حني ك ّـن في جي ��ل املراهقة‮‪‬.‬إال انه كانت‬ ‫اجلنسية منذ حداثة س ّنهن‮‪ّ‬.‬‬ ‫هنالك نساء فهمن ميولهن‬ ‫ّ‬ ‫وخارجية‮‪‬.‬وال‬ ‫داخلية‬ ‫متأثرا بعوامـ ��ل‬ ‫كم ��ا ورد ف � ّ‬ ‫�إن هذا الوع ��ي واإلدراك يكون ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تعرضنا لهذا املوضوع‬ ‫ش ��ك أن هناك خوفًا من امليول اجلنس� �ـية املثلية‮‪‬.‬إذ ان غالبية ّ‬ ‫مبثلي‬ ‫ما‬ ‫�خص‬ ‫�‬ ‫ش‬ ‫بتلقيب‬ ‫ه ��و ع ��ن طريق النكت الس ��لبية والهزء مبثلي ��ي اجلنس أو‬ ‫ّ‬ ‫�ك ف ��ي أن هذا يجعلنا نرفض تقب ��ل اختالفنا‮‪‬.‬بحيث‬ ‫اجلنس كنعت س ��لبي‮‪‬.‬ال ش � ّ‬ ‫حبه‪ ،‬الزواج‬ ‫ّ‬ ‫أن تربيتن ��ا منذ جيلنا الصغير تكون على انتظار األميـــــر‪ ،‬الوقـوع في ّ‬ ‫منه‪ ،‬إجناب أطفاله والعيش بالس ��عادة والنعيم مع� �ه‮‪‬.‬أما أوالئك اللواتي تختلف‬ ‫لهن‮‪‬.‬كلّنا نخاف من‬ ‫قصصهن عن ذلك‪ ،‬فال نس ��مع‬ ‫عنهن وال نعرف ماذا جرى ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪9‬‬

‫‪81‬‬


‫أي إمكانية أخرى‪ ،‬بديلة وس ��ليمة‮‪.‬‬ ‫أن نعي ��ش كنس� �ـاء‮ "‬عوانس‮"‬وال نعرف عن ّ‬ ‫‬كل النمــــــ ��اذج الت ��ي نراهــــا في حياتن ��ا اليومية توجهنا لنمـــــــ ��وذج واحد ووحيد‮‪.‬‬ ‫‬أما بالنس ��بة ملا هو مختلف‪ ،‬فكلنا نعرف أن‮ "‬مثلية اجلنس هي ش ��يء سيء وممنوع‬ ‫ومحتقر‮"‪‬.‬‬ ‫يوميا لنخلق‬ ‫ـــرا لهذا الواقع‪ّ ،‬‬ ‫حتـد ًيا له وإص ً‬ ‫�تمر في عملنا ً‬ ‫نظ ً‬ ‫ـرارا على تغييره‪ ،‬نس � ّ‬ ‫املثلية واكتساب واندماجها مع باقي‬ ‫ً‬ ‫حيزا يتيح تطور واكتس� �ــــاب الهوية اجلنس� � ّـــية ّ‬ ‫هويتنا دون احلاجة لالختباء واخلجل‮‪‬.‬‬ ‫بات‬ ‫مرك‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الهوية اجلنس� � ّـــية‪ ،‬تاريخه ��ا‪ ،‬التعامل معها ميكنك‬ ‫‮‪‬-‬للمزي ��د من املعلومات حول‬ ‫ّ‬ ‫أيضا على إصدارات أصـــــوات األخرى من موقــع أصـــــوات أو االتصال‬ ‫احلصول ً‬ ‫على هاتف رقــم‪04-8662357 :‬‮‬‬ ‫‮‪‬-‬للدعــــم أو اإلســـــتشارة‮‬ميكنك اإلتصال على رقم‪:‬‮‬‪04-8662359‬‮‬‬

‫املصــــــادر‮‪‬:‬‬ ‫‪Malekoff, A. (1997). Group work with adolescents:‬‬ ‫‪Principals and practice. New‬‬ ‫‪York Guilford Press‬‬ ‫‪Cass, V.C. (1996). Sexual orientation identity forma‬‬‫‪tion: A western phenomenon. In R.P. Cabaj & T.S‬‬ ‫‪Stein (Eds.), Textbook of Homosexuality and Mental‬‬ ‫‪health (pp. 227-251). Washington, DC: American Psy‬‬‫‪chiatric Press.; Troiden, R. (1993). The formation of‬‬ ‫‪homosexual identities. In L.D. Garents & D.C. Kim‬‬‫‪mel (Eds.), Psychological Perspectives on lesbian and gay‬‬ ‫‪male experiences (pp.191-217).‬‬ ‫‪New-York: Columbia University Press‬‬ ‫שילה‮‪‬ ,‬ג‮' (‪‬ .)2007‬החיים בוורוד‮‪‬ :‬בני נוער וצעירים הומואים‮‪‬ ,‬לסביות‮‪,‬‬ ‫‬ביסקסואלים וטרנסג'נדרים‮‪‬.‬תל‪-‬אביב‮‪‬:‬הוצאת רסלינג‮‪‬29-36‬‬

‫‪82‬‬

‫‪83‬‬


‫الخروج من الخزانة‬ ‫أمام األهل‬

‫عن المثليّة الجنسيّة‬


‫هل فكرت يوما باإلفصاح عن ميولك اجلنس ّية ألهلك أو لشخص قريب منك؟‬

‫اجلنسية‮‪‬.‬‬ ‫اجلنسية‪،‬‮‬و‮"‬التواجد في اخلزانـة‮‮"‬يعني االستتار أو عدم الفصح عن امليول‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫هل فكرت بكيف ّية طرح املوضوع؟‬

‫اخترنا أن نكرس هذه النشرة لتطرق إلى موضوع‮ "‬اخلزانة‮"‬‪ ،‬من حيث اإلحساس‬ ‫ال ��ذي يرتابنــا و نحن ف ��ي داخلهــا‪ ،‬وكيفية التعامل مع ه ��ذا املوضــوع وإمكانيات‬ ‫معاجلة اخلروج عن الـمألـــوف‮‪‬.‬‬

‫التواج ��د في اخلزانة قد يعمل على تغذية مش� �ـــــاعر غير مرغ ��وب فيها‪ ،‬منها العزلة‬ ‫والغرب ��ة ف ��ي املنــزل‮‮‪‬.‬وهذه املش ��اعر تخل ��ق صعوبـــــــات في حياتنا وق ��د تؤدي إلى‬ ‫تصرفات غير متوقعـــــة كإثارة الغضب واس� �ـــــــتفزاز العصبية وتكاثر املزاج املتقلب‬ ‫وانتشار حاالت االكتئاب واإلحبـاط لدينا‪ ،‬مبا في ذلك حثنا على تضخيم املشاكل‬ ‫أو إظه ��ار ردود فع ��ل مبالغ فيها‮‮‪‬.‬ال ش� �ــــــك أن وضع كهذا ق ��د يدفعنا لالبتعاد عن‬ ‫أهالينا ومجتمعنــــا املقرب ألننا نخفي حقيقتنـــــا خوفا منهم ومن ردود فعلهم‪ .‬كما‬ ‫وأننا قد نفعل ذلك بدافع حبنا لهم وإرادتنـــــا بحمايتهم وعدم التس ��بب لهم‮ "‬بنوبة‬ ‫قلبي� �ة‮‮"‪‬.‬إال أن إخفـــــاء حقيقتنا يؤدي بنا ف ��ي نهاية املطاف لالبتعاد أكثر فأكثر عن‬ ‫ّ‬ ‫أوالئك الذين أردنا حمايتهم‮‪‬.‬‬

‫ـمثليـات اجلنس في ما‬ ‫تهدف هذه النش ��رة إلى تسليط الضوء على جتارب مختلفة ل ّ‬ ‫يتعلق باملش ��اعر املختلط ��ة التي تدور حول‮ "‬التواجـــد باخلزانــــة‮‮"‬والس ��ير في اجتاه‬ ‫اخلروج منها أمام األصدقاء‪ ،‬األهل‪ ،‬و‮‪‬/‬أو املجتمع‮‮‪‬.‬سنشــارك معكم ردود فعل‬ ‫مختلفة واجهتها نساء مثليات أخريات والتي قد تكون عند أهلك عند اكتشــافهم‬ ‫مليولك اجلنس � ّ�ية‮‮‪‬.‬معرفة مس� �ــبقة عن ما قد ينتظرك من ردود فعل قد تســاعدك في‬ ‫لكيفية اإلس� �ـــتجابة إلى ردود الفعل املختلفة ورمب ��ا متكنــك من تخطي هذه‬ ‫التهي ��ؤ‬ ‫ّ‬ ‫اخلطوة بثقة أكبـــر‮‪‬.‬‬

‫هل واجهتك مخاوف من ذلك؟‬

‫‮"‬اخلزان� �ة‮‮"‬ه ��ي كلم ��ة مس� �ـتعارة تعب ��ر عن م ��كان منع ��زل و مظلم في داخل ��ه ُجتبر‬ ‫اإلنس ��انة عل ��ى االختبـاء لس ��بب م ��ا‪ ،‬او اخل ��وف م ��ن ردود فعل املجتم ��ع لهويتها‬ ‫اجلنسية اخلارجة عن‮ "‬الـمألــوف‮‮"‬وعدم تقبله لها‮‪‬.‬‬ ‫ّ‬

‫ان سيرورة إعالن الهويـــة اجلنسـية ليست سهلة ومتر بصعوبات قد تكون نتائجها شتى‪،‬‬ ‫منها إيجابية ومنها سلبية‮‮‪‬.‬إال ان اخلروج ممكن جدا ‪.‬ولصعوبة السـيرورة من املهم جدا‬ ‫أن تسألي نفسك األسئلة التالية وبصراحة قبل اإلفصاح عن ميولك اجلنسية‮‪‬:‬‬

‫هل أنت متأكدة من ميولك اجلنسي؟‬

‫والهوية‬ ‫ف ��ي حني يع ��ود مصطلح‮ "‬اخلـــروج من اخلزانـــــة‮‮"‬إلى اإلش ��هار ع ��ن امليول‬ ‫ّ‬

‫مفضل أن تسألي نفسك هذا السؤال وأن تكوني واثقة من أن إجابتك هي‮ "‬نعم‮‮!"‬ ‫‬ارتبـــــاك معينّ من طرفك قد يزيد من ارتبـــــاك أهلك ويقلل من ثقتهــم بكالمــك‮‪‬.‬‬ ‫كما هو األمر في حياتنا اليوميـّة‪ ،‬إصرارك وحزمك جتاه أي موضوع كان ال يترك‬

‫‪86‬‬

‫‪87‬‬


‫للشخص الذي أمامك أي إمكانية للجدال‪ ،‬بل غالبا ما يدفعه لتقبل الشيء بنفس‬ ‫درجة تقبلك أنت له‮‪‬.‬‬

‫هل أنت مرتاحة مع ميولك اجلنسي؟‬

‫إن كنت في صراع مع نفس� �ـك وتنتابك مشـاعر الذنب واالكتئاب و‮‪‬/‬أو العصبية‪،‬‬ ‫املفضل أن تنتظري قبل ان تخب ��ري أهلك‪ ،‬ألن اخلــروج من اخلزانة يتطلب‬ ‫فمــ ��ن ّ‬ ‫ايجابية‬ ‫طاقــــ ��ة هائلــــــــ ��ة من جانبك‪ ،‬وه ��ي الثقــــــة بالنفس واحلفـــاظ عل ��ى صورة‬ ‫ّ‬ ‫عن نفسك‮‪‬.‬‬

‫هل هنالك من يوفر لك الدعم الكافي إن احتجتيه؟‬

‫ينبغ ��ي وج ��ود ش ��خص أو مجمــوعة دعم تثقي به ��ا مثل أصدقـــ ��اء أو صديقــات‪،‬‬ ‫أخـ ��وه‪ ،‬زم�ل�اء‪ ،‬أقارب أو مجموعة مث ��ل مجموعة‮ "‬أصــ ��وات‮‮"‬والتي بإمكانها‬ ‫بالقوة التي حتتاجينها‮‮‪‬.‬احلفاظ على أمنك‬ ‫أن ّ‬ ‫تقدم لك الدعــــم العـــاطفي وتزودك ّ‬ ‫وثقتك بنفسك هو أمر حاسم‮‪‬.‬‬

‫هل تعرفي ما يكفي عن املثل ّيـــة اجلنســية؟‬

‫ما نوع اجلو املوجود في املنزل؟‬

‫مهم جدا اختيار اجلــــو والوقت املناس ��ب للخ ��روج من اخلزانة‮‮‪‬.‬ومن املؤكد أنه ال‬ ‫يوج ��د جو مالئم متاما للخـ ��روج من اخلزانـــة‮‮‪‬.‬فإن انتظ ��رت اجلو املالئــم ليس من‬ ‫املضمون أنك ستجدينه إال انه وبالرغم من ذلك حاولي ان تتحـايدي الوقت الذي‬ ‫فيه أهلك مث ً‬ ‫اليوميــــة‪ ،‬مثل وفاة‬ ‫ال مشغولون بأمور خارجة عن نطاق حياتهـــم‬ ‫ّ‬ ‫جراحية أو فقدان وظيفة‮‪‬.‬‬ ‫عملية‬ ‫شخص قريب جدا‪ ،‬في انتظار‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫هل بإمكانك التحلي بالصبر الكافي؟‬

‫ق ��د يحت ��اج أهلــــك لوق ��ت طوي ��ل الس� �ـــتيعاب أو التعامل م ��ع املعلومــ ��ات اجلديدة‬ ‫واملعلومـــات التي من الصعب جدا تقبلها من ناحيـة أخرى‪ ،‬خاصة إن كان هذا اخلبر‬ ‫اجلنسية قبل مشاركتك لهم بها‪ .‬استعدي‬ ‫مفاجئ لهم وأنهم لم يشـــكّ وا بتاتا مبيولك‬ ‫ّ‬ ‫نفسيا بأن تعاملهم مع املوضوع سيكون بطيء جدا ويتطلب مدة من الزمن‮‪‬.‬‬

‫هل لديك املوارد واملراجع الكافية؟‬

‫‬املثليـــة اجلنس� � ّـية هو موضوع غير معروف لدى الكثير من األش ��خاص‪،‬‮‬ ‫موضــوع‮ ّ‬ ‫‬لذل ��ك م ��ن املفضـــل ان حتتفظ ��ي برقم هات ��ف خــــــــ ��ط دعـــــــم واســــتش ��ارة‮ (‬كخط‬ ‫أصــــ ��وات‮‬‪9532668-40‬‮ )‬ال ��ذي قد ي ��زودك باملعلومات الالزم ��ة ويتمكن من‬ ‫اإلجابة عن مختلف استفساراتك‮‪‬.‬‬

‫ــــيـــة يزودك بأساس جيد من خالله‬ ‫املثليــــــة اجلنس ّ‬ ‫معرفتك العميقة حول موضـــــوع ّ‬ ‫تس� �ـــــتطيعني أن جتــــــلب ��ي حقيقتـــــ ��ك بطريقة حازمـ ��ة ال تترك مجـــــــال لالس ��تئناف‬ ‫عليه ��ا عند مش ��اركتك ف ��ي نقاش ح ��ول املوضـــوع‮‮‪‬.‬م ��ن األرجــ ��ح أن ردود فعل‬ ‫مبنية عل ��ى معلوماتهم م ��ن املجتمع والذي ه ��و بطبيعته‬ ‫أهلـــ ��ك األولية س ��تكــون ّ‬ ‫اجلنسية‮‪‬.‬‬ ‫املثلية‬ ‫ّ‬ ‫يرهب ّ‬

‫ان كن ��ت تش� �ــكّ ي بأنه من املمكن أن يحرمك أهلك م ��ن الدعم املادي‪ ،‬أو انهم قد‬

‫‪88‬‬

‫‪89‬‬

‫هل أنت مستقل ّة ماديا عن أهلك؟‬


‫مينعون ��ك م ��ن اخلــروج من املن ��زل‪ ،‬أو أن يقولون لك مث�ل ً�ا‪،‬‮ "‬إحنـــا فش عنا ناس‬ ‫هي ��ك بالبيت‪ ،‬يا بتقيمي هالش� �ـــغله من راس� �ــك ي� �ا‮‮‪ ،‬"...‬أو أن يصعبوا عليك‬ ‫العيش معهم‮‮‪‬.‬في مثل هذه التوقعات أو توقعات مش ��ابها لها فرمبا من املفضل أن‬ ‫تنتظري وقت أنس ��ب خلروجك من اخلزانة والذي فيه ال يستطيعون استعمال هذا‬ ‫السالح ضدك‮‪‬.‬‬

‫ما هي عالقتك مع أهلك بشكل عام؟‬

‫دائمـا على عالقة حميمـة م ��ع أهلك وعرفت دائما بأنهم يحبونك وأنهم‬ ‫إن كن ��ت ً‬ ‫مثليتك‬ ‫يعلمون بأنك حتبينهم ولن تستغنني عنهــم‪ ،‬فمن األرجح أن يتعاملوا مع ّ‬ ‫ايجابية‮‮‪‬.‬سيتفاجئوا في البداية ولكنهم سيتقبلونك في النهاية‮‪‬.‬‬ ‫بطريقة‬ ‫ّ‬

‫ما هو التزام أهلك جتاه نظرة املجتمع؟‬

‫‮‬

‫بع���د اجابتــــ���ك على ه���ذه االس���ئله وقبل مصارح���ة أهل���ك مبثليتـــــــك‬ ‫اجلنســـــــ ّية‪ ،‬كوني جاهزة ملا يلــــــي‮‪‬:‬‬

‫مـمكن أن تتبدل األدوار بينك وبني أهلك عند اخلروج من اخلزانة‮‪‬:‬‬

‫اإلفصــاح ألهلك عن حقيقة ميولك اجلنسي قد يعكس األدوار‮‮‪‬.‬سـيحتاج أهلك‬ ‫اخلاصة وبهذا ستلعبني دور األمومة أو األبوية و تسمحي‬ ‫ألن يتعلموا من جتربتـك‬ ‫ّ‬ ‫له ��م بالتعبير عن مش ��اعرهم لكي تتمكني من احلصول على رؤي ��ة متقبلة وحاويه‬ ‫لنفسك‮‪‬.‬‬ ‫ل ��ن يكون هذا األمر س� �ـــــهالً‪ ،‬ألنك تتوقعني منه ��م أن يفهمونك وأن يدركوا هذا‬ ‫اجلزء من حياتك في احلال ودون انتظار‮‪‬.‬‬

‫س‪‬/‬خطيئة‮ ‬"‪،‬‮‬ ‫‬جي ‮د‪‬/‬سيئ‮"‬‪،‬‮ "‬مقد ‮‬ ‫ـاعية بنظرة‮ " ّ‬ ‫هل مييلون لرؤية القضــايا االجتم ّ‬ ‫ح‪‬/‬ممنــوع‮ ‬"‪،‬‮ "‬مقبـــول‮‪‬/‬غير مقبول‮"‬‪ ،‬إن كان األمر كذلك فتوقعي أنه من‬ ‫"‬مسـمو ‮‬ ‫مثليتــك بسبب وجهة نظرهم هذه‮‮‪.‬‬ ‫املمكن أن يواجهوا مش� �ـــاكل صعبة بخصوص ّ‬ ‫املجتمعية املختلفة‬ ‫‬أم ��ا إذا كــانت لديه ��م درجه من املرونة في التعامل مع املس� �ــــائل‬ ‫ّ‬ ‫مثليتك‮‪‬.‬‬ ‫فبإمكانك توقع استعدادهم لتفهم األمور والعمل معك على تقبل ّ‬

‫اس ��تعدي ألنك ستكونني حساسة جدا وسيكون من السهل جدا أن ينفذ صبرك‪.‬‬ ‫مرة واحدة ال‬ ‫مرة ألن ش ��رحك لألم ��ر ّ‬ ‫ق ��د يس ��اعدك تكرير نفس الكـــالم أكثر من ّ‬ ‫مرة‮‮‪‬.‬قد يكون اســـتيعابهم لألمور‬ ‫يعني أنهم س ��معوه أو أنهم س ��يفهمونه من ّ‬ ‫أول ّ‬ ‫بطيء جــدً‮ا‮‪‬...‬بطيء لدرجة مؤملة‮‮‪‬.‬ال تنسي أن هنالك ردود فعل عاطفيـّة والتي‬ ‫ميكن أن تقف في طريق استيعابهم وفهمهم الفكري واملنطقي‪.‬‬ ‫حاولي ان متنحيهم الوقت الذي يحتــاجونه للتعامل مع مصارحتك لهم مبثليتك‮‪‬.‬‬ ‫اخلاصة وأنك أنت بنفسك كان تقبلك مليولك أمر صعب‮‮‪‬.‬بالرغم‬ ‫تذكري رحلتك‬ ‫ّ‬ ‫م ��ن أن أهلــك س ��يتعاملون مع نفس األمور التي تعاملت أن ��ت معهـــا حني فكرت‬ ‫اجلنسية وســيسألون نفس األسئلة التي كنت أنت قد سألت نفسك عنها‪،‬‬ ‫مبثليتك‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫‪90‬‬

‫‪91‬‬

‫هل أنت واثقة من قرارك باخلروج من اخلزانة أمامهم؟‬

‫لي ��س من الضروري أن تخرجي م ��ن اخلزانـــة أمام أهلــ ��ك‪ ،‬مهما كانت توقعاتك‬ ‫ل ��ردود فعله� �م‮‮‪‬.‬ال تضغطي على نفس ��ك بان تخرجي من اخلزان ��ة خاصة إن كنت‬ ‫غير متأكدة من أن اخلروج من اخلزانة أمامهم هو األفضل لك‮‪‬.‬‬


‫ال تنسي ان أحد الفروق بينـــك وبينهـــم هو أنك أنت اليوم موجودة في مرحلة‮ "‬ما‬ ‫بعد‮‮"‬وهم ما زالو في مرحلة‮ "‬ما قبل‮‮"‬التقبل‪ ،‬لذا حاولي ان تتحلي بالصبر‪.‬‬

‫جترب ��ة الفقدان عند األهــل هي جترب ��ة ال مفر منهـا‪ ،‬إال أنها على األغلب أن تكون‬ ‫جتربـــة مؤقتـــة‮‪‬.‬‬

‫قد تسبب تصريحاتـك ألهلــك الشعور بأنهم فقدوا ابنتهم وأنهم لم يعودوا‬ ‫يعرفونها وكأن الش���ـــــخص الذي صارحهم بهذه التصريحــــات هو شخص‬ ‫غريب ليس له عالقة بإبنتهم التي طاملا عرفونها وأحبوها‬

‫‬تغلب وتقبل األهل ليس بأمر مطلق‮!‬‬

‫يعتق ��د معظ ��م األمهات واآلباء أنه ��م يعرفون بناته ��م وأنهم يفهمونه ��ن منذ اليوم‬ ‫ال ��ذي ولدوا فيه‮‮‪‬.‬مع أنهـــم في مرحلة معينة يتمس� �ـــكوا بقص ��ص قدمية ويرفضـوا‬ ‫رؤية احلقيقــة‮‮‪‬.‬لذلك يعتقد أغلب األهـــالي أنهم على علم مبا ما يدور في داخــــل‬ ‫ابنتهـــم‮‪‬/‬ابنهــم‪.‬‬ ‫لهذا‪ ،‬وألس� �ــباب أخرى‪ ،‬غالبا ما يفق ��د األهل فهمهـم ألوالدهم وال يعرفون إن‬ ‫كانوا سيستمرون في حب ابنتهـم‮‪‬/‬ابنهـم اجلديد بعد سماع هذه التصريحـــات‮‪‬.‬‬ ‫قد تعتبر العديد من العائالت أن إفصــاح أوالدهـم عن ميولهم اجلنس �ّ�ية هو عبارة‬ ‫ع ��ن فقدان مؤقت ألوالدهـم‮ ‪‬-‬ما يش� �ــابه بوفاة ابنهـ ��م أو ابنتهـم‮ ‪‬-‬الذين عرفوهم‬ ‫وأحبوهم‮‮‪‬.‬واملراحل التي مير بهـا األهل تشابه مراحل الفقدان والتي تبدأ باإلنكار‮‬ ‫(‬مش معقـــول ش� �ـو عم بس ��مع‮)‬‪ ،‬وتتطور للغضب‮ (‬ليش هاي االشياء بتصير بس‬ ‫‬طي ��ب جربت اجليــزة؟ جربي وبعدين ق ��رري‮)‬‪ ،‬واالكتئـــاب‮‬ ‫معنا‮)‬‪ ،‬واملس� �ـــاومة‮ ( ّ‬ ‫‬(ش ��و هاملصيبــــ ��ة اللي نزلت علي‪ ،‬ش ��و بدي أعمل‪ ،‬ش ��و بدي أق ��ول للنــــاس‮)‬‪،‬‬ ‫وبالنهاية التقبل‮ (‬يعني‮‮‪‬..‬هاي بنتي هيك‮‮‪‬..‬الي الله‮‮)‪‬.‬‬

‫‪92‬‬

‫مع أن ردود الفعل التي قمنا بوصفها تنطبق على معظـم األهـالي‪ ،‬إال أنها ليس ��ت‬ ‫مراح ��ل مطلقة لدى كافة األش� �ـــخاص‮‮‪‬.‬ف ��ي بعض األحي ��ان ردود الفعل هذه قد‬ ‫ال تك ��ون بالض ��رورة في هذا الترتيب أو قد ال تش� �ــــمل ردود فعل أهلـــك أو بعض‬ ‫الردود التي وصفناها أعاله‮‪‬.‬‬ ‫***‬

‫تش���ابه ردود فعل مصـــارحة األه���ل بامليول اجلنس��� ّية املثل ّية ردود فعل‬ ‫الفقدان‮ (‬فقدان شخص عزيز جدا أو شيء عزيز جدا وهـام‮‮)‪‬.‬هنالك خمس‬ ‫ردود فعل أو خمس مراحل مير بها اإلنسان عند الفقدان وفي هذه احلالة‮‬ ‫"‬اخلروج من اخلزانة‮‮"‪‬.‬‬ ‫‪ .1‬الصدمة‮‮‪‬" :‬مش معقول شو عم بسمع‪ ،‬أكيد حدا لعبان براسك‮‮"‪‬.‬‬ ‫الصـــدم ��ة هي ش ��يء طبيعي ج ��دً‮ا‮‪‬.‬في هذه احلالــة مهم جدا أن تش ��رحي لهم أنك‬ ‫اجلنسية‪ ،‬أنك سئمت من البعد الذي‬ ‫باملاضي لم تشعري بأمان مبشاركتهم مليولك‬ ‫ّ‬ ‫ــــية‬ ‫نت ��ج بينك ��م على مدار الس ��نني وأنه لم يعد باس� �تــــطاعتك إخفاء ميولك اجلنس� � ّ‬ ‫عنه� �م‮‮‪‬.‬أكدي ورددي ش ��دة محبتك لهم‪ ،‬وم ��دى احترامـك وتقدي ��رك لتربيتهم‬ ‫‪93‬‬


‫ل ��ك‪ .‬هنال ��ك احتم ��ال ب ��أن ال يتجاوبوا م ��ع تصريحـاتك ه ��ذه إال أنها ل ��ن تفارق‬ ‫ذهنهم في اللحظات التي سيكونون فيها لوحدهم يفكرون بك‮‪‬.‬‬ ‫ذكريهم أنك نفس الشــخص الذي بذلوا جهدهم في تربيته ومتتعوا مبعرفته وإنهم‬ ‫كما أحبونك البارحة ميكنهم ان يحبونك اليوم‪ ،‬ألنك لم تتغيري‮‪‬.‬‬ ‫من املمكن ان يقول لك أهلــك أنهم ش ��كوا بهذا األمر في الس� �ـابق بسبب مكتوب‬ ‫تركتي ��ه‪ ،‬كت ��اب رأوه على مكتبتـــك أو عالقة كانت ل ��ك بصديقــة‮‮‪‬.‬من املمكن أن‬ ‫القوة وبهذه‬ ‫تسمعي جملة مثـل‮‮‪‬" :‬اآلن نفهم ملاذا كانت عالقتك ب‮ "‬س‮ " ‬بهذه ّ‬ ‫الغيرة والتي حتى اليوم لم نكن نفهمهــا‮‮"‪‬.‬في هذه احلالة وضعك يكون أسهل‮‪‬.‬‬ ‫فهذا دليل على أن أهلك قد فكروا باألمر في السـابق‮‮‪‬.‬إال أنه عليك ان تنتبهي أن‬ ‫الصبيــة وان يتمحور احلديث حولك أنت فقــط‮‪‬.‬‬ ‫ال يتوجه لوم أهلك باجتاه هذه‬ ‫ّ‬

‫‪.2‬‮"‬هــــ���اي مرحلـــــة عاب���رة وبتمـــــــــرق أكـيــــــ���د‮‮"‪ ،‬رد فعــل آخر قد‬ ‫يكون اإلنكــــار‮‪‬:‬‬

‫إنكار أهلك للخبر يساعدهم على الوقاية من هذا‮ "‬التهديد‮‮"‬أو‮ "‬اخلبر الـمؤلم‮‮" ‬‪.‬‬ ‫يختل ��ف رد فعل‮ "‬اإلنكــار‮‮"‬عن‮ "‬الصدمـــة‮‮"‬في أنه يدل على أنهم س ��معوا اخلبر‬ ‫دفاعية للدفاع عن أنفس� �ـــهم‮‮‪‬.‬ل ��ردود الفعل هذه عدة‬ ‫آليـــة‬ ‫ّ‬ ‫وأنه ��م يحـاول ��ون بن ��اء ّ‬ ‫مثليات‮‮")‬‪ ،‬عدم تسجيل اخلبر في الذاكرة‮‬ ‫بنات‬ ‫عنا‬ ‫‬فش‬ ‫أشكال مثـــل‮‮‪‬:‬العداء‮ ("‬ ‫ّ‬ ‫("‬حلو كثير‪ ،‬ايش بتحبي تتعش ��ي؟‮‮")‬‪ ،‬ع ��دم اإلهتمــــام‮ ("‬ان اخترت منط احلياة‬ ‫هذا‪ ،‬ال أريد السماع عنه‮‮")‬‪ ،‬أو الرفض‮ ("‬مرحلة وبتمر‮‮")‪‬.‬‬ ‫يعتق ��د بع ��ض األهالي أن الـميـول اجلنس� �ــي عن ��د ابنتهم هو تأثي ��ر صديقاتها عليها‬ ‫‪94‬‬

‫أو مش ��اهدتها لبرنام ��ج تلفزيون ��ي معي‮ ‪‬" -‬كله هذا بس ��بب رفقتك ل‮‮"‬س‮ "‬‪ ،‬انا‬ ‫متأكدة انها لعبت براسك‮‮"‪‬.‬‬ ‫البعض قد يحث اإلبنة على تلقي العالج النفـسي‮‮‪‬.‬عليك مساعدتهم بالشرح لهم‬ ‫اجلنسية هي شيء غير مقبول في مجتمعنا إال انه ليس مرض‪ ،‬بل‬ ‫املثلية‬ ‫ّ‬ ‫أنه مع أن ّ‬ ‫هو ميول موجود في الطبيعة وكان منذ األزل‮‪‬.‬‬ ‫إن أخذ إنكار أهلك شــكل‮ "‬ال تتكلمي معي عن املوضوع‮‮"‪‬.‬أمهليهم بضعة أيام‬ ‫وعودي احملاولة‮ "‬أنا كنت بدي احكي معكم عن املوضوع من ســنني‪ ،‬بس كنت‬ ‫خايف ��ة م ��ن رد فعلكم‮‮‪‬.‬انا بحبكــو كتير وما بقص ��د أذيكم بأي طريقــة‮‮‪‬.‬أنا ما بدي‬ ‫أكذب عليكو‪ ،‬أنا بحبكـو وبدي اياكو تضلو حتبوني والصراحة بيننا مهمة إلي‮‮"‪‬.‬‬ ‫انتبهي بان ال تش ��اركيهم بأكثر مما يريدون معرفته‮‮‪‬.‬مش ��اركتهم بالتجارب املختلفة‬ ‫قد تزيد من ابتعادهم‮‮‪‬.‬أجيبي فقط عن ما تسألني عنه‮‮‪‬.‬ومفضل ان تستعدي مسبقا‬ ‫لبعض األسئلة‮‪‬.‬‬ ‫كما أنه من املفضل تهيئ نفسـك أن مدى االستيعاب لدى أحد والديك أسرع من‬ ‫الثان ��ي وقد يتقبل األمر بس� �ـــرعة أكبر من الثاني‮‮‪‬.‬وه ��ذا األمر ممكـن ان يؤدي إلى‬ ‫اليأس‪ ،‬لكن ال تيأسي إن كان كالهما بطيئان‮‪‬.‬‬

‫‪‬.3‬الش���ـــعور بالذنب والغضب‮‮‪‬" :‬وين إحنا غلطتنـــا بتربايتك؟ احلق علينا‬ ‫أكيد‮"‬‪،‬‮ "‬كيف ممكن تعمليلنا هيك ش���ي‪ ،‬ش���و احن���ا عملنالــك؟‮"‬‪،‬‮"‬كيف‬ ‫‪95‬‬


‫ممكن جترحينا بهاي الطريقة؟‮‮" "‬كان أحس���ــــن لو متت‮ ‬"‪،‬‮ "‬أنت داميا كنت‬ ‫إنسان أناني وبفكر بس بنفســــه‮"‬‪،‬‮ "‬تقوليش حلدا بالعيلة‪ ،‬أنا مش حاضرة‬ ‫ألواجه أي ش���ـــــخص آخر بهذه املسألة‮ ‬"‪،‬‮ "‬أنا حاســـــي باني حلالي‪ ،‬بفكر‬ ‫كان أحســـن لو ما قلتيلي‮‮"‪‬.‬‬ ‫معينة‪ ،‬يعتقد العديد من األشخاص أن هنالك‮ "‬مشــكلة‮‮"‬ ‫عند مواجهة صعوبات ّ‬ ‫‬ويتس ��اءلون‮ "‬ما هي أس ��باب هذه املش� �ـــــكلة؟‮‮"‬ألنهم في مكان معينّ يعتقدون أنه‬ ‫بإمكانهم إيجاد الســـبب ومن ثم معاجلته ‪.‬‬ ‫بيئية‬ ‫كمشكلة‬ ‫ة‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫اجلن‬ ‫ة‬ ‫للمثلي‬ ‫‬ينظرون‬ ‫ممكن ان يتس ��اءل األهل‮ "‬أين أخطأنـــــا؟‮‮"‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ويلومون أنفس ��هم بأنهم رمبا لم يقوموا باألدوار الذكريـــة واألنثويــــة كما يجب أو‬ ‫أســـاءوا في تعليمهـــا‪ ،‬وبهذا يلومون أنفســهم بأنهم مصدر هذه املشــكلة‪.‬‬ ‫م ��ع أن كال األه ��ل قد يش ��عرون بالذن ��ب إال أن األب قد يلوم نفس ��ه أكث ��ر‪ ،‬أو أن‬ ‫األم ت�ل�ام ف ��ي جمي ��ع األح ��وال ألنها ه ��ي التي كان ��ت املس ��ؤولة ع� �ن‮ "‬التربيــــة‮‮"‬ ‫‬ف ��ي املن ��زل‪ .‬كم ��ا ان املعيل ��ون الوحيدون ق ��د يلومون أنفس ��هم أكثر ألنه ��م فقدوا‮‬ ‫‬أزواجهم‮‪‬/‬زوجاته ��م‪ ،‬انفصلــــوا عنهم أو تطلقــــوا منهم‪ ،‬وقد يعتقدون أن لذلك‬ ‫ــــية‮‪‬.‬‬ ‫تأثير على ميـــول ابنتهم‪/‬ابنهم اجلنس ّ‬

‫أحيطيهم طمأنينة بأن ميولك اجلنس ّـية هي ليست نتاج لتصرفهم‮‮‪‬.‬ميكنك تزويدهم‬ ‫ابداعية‬ ‫بكتب تس� �ـــاعدهم مثل‮‮‪‬" :‬حقــي أن أعي ��ش أن أختار‪،‬‮‬أن أكون‮ ‪‬:‬كتابات‬ ‫ّ‬ ‫لنس� �ـــاء عربيـــ ��ات مثليــــ ��ات‮"‬‪،‬‮ "‬الوطن واملنفى ف ��ي جتربة املتحررات جنـس ��ي ً‮ا"‬‪،‬‮‬ ‫"‬אמא‮ ‬יש‮ ‬לי‮ ‬משהו‮ ‬לספר‮ ‬לך"‮‬‮ ‬‪" ،‬החיים‮ ‬בוורוד‮"‬‮‬أو فيلــ� �م‮ "‬‪I Exist‬‮"‬ ‫(‬وهي منشورات متواجدة في مكتبة أصوات وبإمكانك استعارتها‮‮)‪‬.‬‬

‫‮‬‪ .4‬مرحلــــة املســـــاومة‮‪‬:‬‬ ‫في هذه املرحلة تبدأ احلوارات البناءة واملفيدة بينك وبني أهلك‮‪‬.‬‬ ‫الـمش� �ــاعر تت ��راوح بني‮ "‬ما ب ��دك أوالد؟‮"‬وبني‮ "‬بدك تعيش� �ـــي كل عمرك حلالك‬ ‫كــــ ��ل حيــــات� �ك‮"‬‪،‬‮‬واس ��ئلة أخرى يح ��اول عن طريقه ��ا االهل ان يقنعــ ��وك بانهم‬ ‫يفهمـــوك ويتقبلــوك اال انهم ومع ذلك يرغبون فيما لو ان تعطي فرصة الس ��لوب‬ ‫حيــاة مغـــاير‮‪‬.‬‬ ‫س� �ـــيكون من الصعــ ��ب عليك التعامل معها ورمبا ستتأس ��فني أنك قمتي بفتح هذا‬ ‫املوضـــوع معهــــم‮‪‬.‬‬

‫الغضــ ��ب واأللـــ ��م غالبا م ��ا يكونان أش ��د ردود الفعل‮‮‪‬.‬غالبا ما تكون هذه املش ��اعر‬ ‫وكيديــة وجارحـة للغاية‮‮‪‬.‬لذلك اس ��تعدي نفس ��يا ألنه من‬ ‫�طحية وتب ��دوا قاس� �ـــية‬ ‫ّ‬ ‫س� ّ‬ ‫املمكن أن تسمعينها‮‮‪‬.‬يفضل أن تسمحي ألهلك بإخراج هذه املشاعر بدل من دفنها‬ ‫ومحاولة إنكار وجودها‪ ،‬إذ أنها الطريقـة الوحيدة التي متكنهم من التغلب عليها‮‪‬.‬‬

‫املثلية اجلنس� � ّــية أجب ��رك على خوض نفس‬ ‫تذك ��ري أن العي ��ش في مجتمــــع يرهب ّ‬ ‫املشاعر‮‮‪‬:‬العزلة‪ ،‬اخلـوف من الرفض‪ ،‬األذى‪ ،‬االرتباك‪ ،‬الـخوف من املستقبل‪،‬‬ ‫الــــخ‮‮‪‬.‬ميكنك أن تش ��اركي أهلك عن خوضك لتلك املش ��اعر وتشبيه املرحلة التي‬ ‫مررت بها في السابق بتلك التي ميرون بها اآلن‮‪‬.‬‬

‫‪96‬‬

‫‪97‬‬


‫حاولي أن حتافظي على نفس� �ــك وأن تتش ��جعي ألنه كأي نقطة في احلياة ال ميكنك‬ ‫العـــــودة إلى الوراء منهـــــا‮‮‪‬:‬تشجعي واعلمي أنهم حني يشرعون بالتعبير عن‬ ‫مشاعرهم فهم بدأوا أيضا باالنتعــاش والتغلب على صدمتهم‮‪‬.‬‬

‫‪ .5‬التقبل أو محاولة التعامل مع املوضوع‮‪‬:‬‬ ‫منطقية‮‮‪‬.‬من الشائع أنهم في هذه‬ ‫سيبدأ أهلك بالتعامل مع املوضــوع بطريقة أكثر‬ ‫ّ‬ ‫املرحلــة س ��يمرون بفت ��رة من التراجـــع والت ��ي من خاللها يش� �ـــرعون برؤية األمور‬ ‫املستقبلية والنظر في اخليارات التي تنتظرهم‮‪‬.‬‬ ‫األمر يش ��به الوصـــول ملفت ��رق طرق والذي فيه أمامهم العديـــد من املس ��ارات التي‬ ‫عليهم اختيار مسار منها‮‮‪‬.‬واخليار الذي يتخذه الفرد هو انعكـــاس للموقف الذي‬ ‫هو على استعداد ألخذه و التعامل معه‮‪‬.‬‬ ‫تذكري أنه ليس من الضـرورة أن يتخذ كال الوالدين نفس املوقف‮‮‪‬.‬هنالك العديد‬ ‫اجلنسية مشاهدة‬ ‫من العوامل التي قد تؤثر على املســار املختار‮‮‪‬.‬القراءة عن امليول‬ ‫ّ‬ ‫الدينية ستلعب دورا هاما للغاية‮‪‬.‬‬ ‫أفالم‮‮‪‬..‬الخ‮‮‪‬.‬ال تنسي ان هويتهم‬ ‫ّ‬ ‫***‬

‫‪98‬‬

‫قد تتراوح القرارات بني‮(‬في أغلب األحيان ولكن ليس بالضرورة‮‮)‪‬:‬‬ ‫‪ .1‬الدعــــــم‮‪‬:‬‮‬

‫‬بأن أهلك س ��يبقون يحبونك بطريقة تس ��مح لهم أن يقولوا لك ذلك‮ ‬‪ .‬أنهم يتقبلوا‬ ‫ــــية ويدعمونك بقدر املســــتطاع‮‮‪‬.‬ومبا أن العالقة هنا وصلت ملرحلة‬ ‫ميولك اجلنس� � ّ‬ ‫صراحـ ��ة وصدق كبيرين‪ ،‬فقد يعتب ��ر األهل أن عالقتهــم بأوالدهم بعد خروجهم‬ ‫من اخلزانة أقوى من قبل‪ ،‬ولكن انتبهي‪ ،‬فمن املمكن أن ال تسمح لهم كبريائهم‬ ‫اإلعتراف بذلك‮‪‬.‬‬

‫‪‬ .2‬‮"‬لهون وبس‪ ،‬ال أسـتطيع حتمل أكثر من ذلك‮‮"‪‬:‬‮‬

‫معينة فيها يعتبرون أن املس� �ـــألة لم تع ��د تتطلب النقـــاش‮‮‪.‬‬ ‫‬ق ��د يص ��ل األهل ملرحلة ّ‬ ‫‬بالرغ ��م أن هنال ��ك العدي ��د م ��ن املواضيع للمناقش� �ـــة إال أنه ��م قد يش� �ـــعرون أنهم‬ ‫أحرزوا نوع من التقدم ولم يعد مبشـــيئتهم أو استطاعتهم التقدم أكثر من ذلك‮‪‬.‬‬ ‫ه ��ذا ال يعبر بالضـــرورة عن موقفهم الس� �ــلبي جتاهك‮‮‪‬.‬بل يعب ��ر عن أنهم يعرفون‬ ‫حدودهـم وال يريدون أن يتم إرغامهم على تعديها‮‮‪‬.‬بالرغم من أنه عليك احترام‬ ‫هذا املوقـــف‪ ،‬ما زال بإمكانك بذل املجهود للوصــول إليهم والتقرب منهـــم‪.‬‬

‫فليعلم���وا انك حتبيهـــم وأنك لن تتنازلي عنهم بس���هولة وأنك من ناحية‬ ‫أخرى حتبني نفسك ولست مستعدة للتنازل عن ميولك‮ ‪‬-‬قوال وفعال‮‪‬.‬‬

‫‪99‬‬


‫‪ .3‬احلــــــرب املســـــــــتمرّة‮‪‬:‬‬

‫مستمرة‮‮‪‬.‬كل شيء تقولينه وتفعلينه يصبح‬ ‫قد تؤدي ميولــك اجلنس ّـــية لنشب حرب‬ ‫ّ‬ ‫أع ��راض‮ "‬مش� �ـــكلتك‮‮"‪‬:‬أصدقـــائك‪ ،‬اختي ��ارك املهني‪ ،‬لغتك‪ ،‬س ��فراتك‮‮‪...‬‬ ‫الشخصية‮‪‬.‬‬ ‫‬ولكن كل هذا ال يدل إال على مشاكلهم‬ ‫ّ‬ ‫ما دام هذا الوضـــع قائم‪ ،‬كال األهل واألبنـــاء في موقف ال يوجـد رابح منه‮‪‬.‬‬ ‫تذكري انه بشكل عام‪ ،‬إذا اختار أحد الوالدين موقف شديد فغالبا ما يجد الوالد‬ ‫اآلخ ��ر صعوبة في اختيــــار موق ��ف مختلف بعيد عن موقـــف األول‮‮‪‬.‬ألنه غالبا ما‬ ‫يختار األهـــل املواقف املش� �ــابهة والداعمة لبعضهــــا البعـــــض فيما يتعلق باألوالد‮‬ ‫‪‬-‬حتى ولو كانا فيما بينهما غير متفقني‮‪‬.‬‬

‫‪ .4‬التق ّبــــــل‮ ‬احلقيـــــــقي‬

‫ال يصل كافة األهـالي إلى هذه املرحلة ولكن البعض منهم يصل إلى هـذه املرحلة‬ ‫حق ��ا وحقيق� �ة‮ (‬وجتاربنـــ ��ا اثبات على ذلك‮‮)‪‬.‬قس ��م قد يح ��ب أوالده أو بناته دون‬ ‫أن يتقبلــــــ ��وا ميول� �ه‮‪‬/‬ا‮‮‪‬.‬ق ��د يص ��ل البعض اآلخر إل ��ى مرحلــة يق ��دروا فيها قوتك‬ ‫وجرأتك‮ (‬حتى أنهم سيكونون فخــورون بك ومرة أخرى رمبا أنهم سيستصعبون‬ ‫قول لك ذلك‮‮)‪‬.‬‬ ‫م ��ن احملتمــل أن أهلــــك في هذه املرحلة سيأس� �ـــــفون عل ��ى مجتمعنا الذي يرهب‬ ‫املثلي ��ة والذي عليك وعليه ��م مواجهتــه والتعايش معه‮‮‪‬.‬كما وأنهم يش� �ـرعون في‬ ‫ّ‬ ‫فه ��م املش� �ـــــاكل التي عليك وعليه ��م التعـــايش معها بس ��بب ميولك اجلنس� � ّــية‮‮‪‬.‬ال‬ ‫تنس ��ي أن جيلن ��ا اليــ ��وم هو اجلي ��ل األول الذي بالفعــ ��ل يجرؤ عل ��ى فتح موضوع‬ ‫االول الذي يطالب بهذا االعتراف‮‮‪.‬‬ ‫املثليــة اجلنس� � ّــية في داخل مجتمعنا‪ ،‬واجليل ّ‬ ‫ّ‬

‫‪100‬‬

‫‬وال تنس� �ـــي أن هذا اجليــــل ال يزال من أقلية املجتمع وال توجد له أي خبرة مس ��بقة‬ ‫بكيفية التعامل مع املوضوع‮‪‬.‬‬

‫في‮‬النهاية‪،‬‬

‫ن ��ود أن نذكركــ ��ن أنن ��ا ف ��ي أصـــ ��وات نؤم ��ن أن اختي ��ار اخلــ ��روج م ��ن اخلزانــــــة أو‬ ‫جيــد لك‮‮‪‬.‬في‬ ‫البقـــ ��اء فيها هو قرار فردي‮‮‪‬.‬ف ��ي بعض األحيــــان قد يكون اخلروج ّ‬ ‫املفضل عدم اخل ��روج أو الدخول‬ ‫نف ��س الوق ��ت قد يكون في بع ��ض األحيان م ��ن ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إل ��ى اخلزانة أم ��ام األهل‮‮‪‬.‬ولهذا نح ��ن موجـــودات هنا‪ ،‬لنتقبل ��ك ونتفهمك أنت‬ ‫إن كن ��ت داخل اخلزان ��ة أو خارجها‮ (‬أو حتى بجانبه ��ا‪ -‬تدخلينها وتخرجني منها‬ ‫ضمن السياق احملدد‮‮)‪‬.‬‬ ‫هنال ��ك م ��ن عضـــ ��وات أصـــوات م ��ن في اخلزانـــ ��ة ومن في خارجه ��ا بالعلن ومن‬ ‫خارجها جزئي ًا ومن خارجها كلياً‪ ،‬ودرجات اخلروج والبقاء تتراوح على السلم‮‮‪.‬‬ ‫‬أينما كنت وأينما ش ��ئت نحـــن هنا م ��ن أجلك كبيت وكعائلة‮‮‪‬.‬ال تترددي بالتوجه‬ ‫اخلاصة والقرار‬ ‫إلينا بأي سؤال وتذكري أن مســألة اخلروج أو البقاء هي مسألتك‬ ‫ّ‬ ‫بذلك يجب أن يأتي منك أنت وليس من أي إنسان آخر مهما كان‮‪‬.‬‬ ‫ف ��ي حال كان لديك املزيد من االستفس� �ــــارات ميكنك دائما االتصال بخط الدعم‬ ‫عل ��ى رقم‮‮‪04-8662359:‬‮‬‪ ،‬ال تخــافي أبدا ألننا مثلك‪ ،‬مررنا بتجـارب تش ��ابه‬ ‫جتاربك ونحن هنا موجودات باألساس من أجلك‪.‬‬

‫‪101‬‬


‫‬اخلاصــة والتي‬ ‫في هذه النش� �ــــــرة مت االستناد أسـاسـ ً‮ا‬على جتارب نســــــاء أصــــوات‮‬ ‫ّ‬ ‫خرجت في مجموعة التدعيــــم‮‮‪‬.‬كما وأننا قمنا باالستعانة بنشــــرة‬ ‫‮"‬اخلــــروج مـــــن اخلزانـــــة‮‮"‬املوجودة على املوقــــع اإللكتــروني التالي‮‪‬:‬‬ ‫‪http://www.outproud.org/brochure_coming_out.html‬‬

‫‪102‬‬

‫‪103‬‬


‫مين خرَّب بنتي؟‬

‫عن المثليّة الجنسيّة‬


‫تتناول هذه النش���رة قضي���ة املواجهات‬ ‫املتك���ررة ب�ي�ن املثلي���ات وأهاليه���ن‪,‬‬ ‫نخ���وض من خالله���ا في الواق���ع الذي‬ ‫تعيش���ه النس���اء املثليات‪ ,‬في أس���باب‬ ‫تلك املواجهات وفي ما قد يكون وراء‬ ‫اعتق���ادات األهل وبحثه���م الدءوب عن‬ ‫"مني خرب بنتي؟!"‪.‬‬

‫‪106‬‬

‫ِ‬ ‫"انت مش بنتي اللي بعرفها‪ ,‬مش بنتي اللي ربيتها‪ ,‬احلق على صاحباتك اللي‬ ‫هن اللي خربوك!" هذه اجلمل ذاتها التي سمعتها من أهلي‪ ,‬ونفس‬ ‫مرافقتيهن ّ‬ ‫اجلمل وأخرى مشابهة لها سمعتها صديقاتي هي األخرى من أهاليها‪" .‬مني‬ ‫اللي خرب بنتي؟!" هذا ما شغل بال أهالينا‪ ,‬هذه ردة فعلهم األولية إلفصاحنا‬ ‫عن مشاعرنا التي ال تتالءم وقواعد املجتمع وقاعدة مشاعر أفراده مبا فيهم أفراد‬ ‫عائلتي‪ .‬اختـــــــالفي عنهم يعني لهم وجــــــود ٌ‬ ‫خلل ما‪ ,‬وان مصدر هذا اخللل‬ ‫وبال شك شيء ما خـــــــــارج نطـــــاق حصنهم العائلي‪ ,‬جهة ما أخرى ميكن إلقاء‬ ‫اللوم عليها‪.‬‬ ‫لكن ملا كل هذا الغضب؟! من قال ان االختالف يكون بالضرورة نتيجة تأثر‬ ‫خارجي؟ إني باحلقيقة أتفهم غضب أهلي وحزنهم‪ ,‬أعرف أن ما مير على األهل‬ ‫في هذه املواقف‪ ,‬أي تلقي صدم ًة كهذه ليس بالهينّ أبداً‪.‬‬ ‫ينسب األهل كل ما يبدر عن أبنائهم وبناتهم إلى أنفسهم وتربيتهم التي ال تشوبها‬ ‫شائبة بالطبع‪ .‬لكن عندما ُيصدم األهل باختالف ابنتهم عن القاعدة املجتمعية‬ ‫التي ربوها عليها‪ ،‬يلجئون إلى تفسير ذلك كخلل ما في ابنتهم‪ ,‬خلل ُيسقطونه‬ ‫على أنفسهم لظنهم ان تربيتهم هي أداة الهندسة الرئيسية التي تصقل وحتدد من‬ ‫تكون وكيف تكون ابنتهم‪ .‬وأنه إن كانوا ربوا ابنتهم على قواعد ومبادئ معينه‬ ‫فعليها أن تبقى كذلك وأن حتقق توقعاتهم منها‪ .‬ومن هنا ينبع شعورهم بالذنب‬ ‫الذي سرعان ما يقومون بإنكاره وإسقاطه على شخص ما أو جهة ما أخرى‪,‬‬ ‫غالبا ما تكون اجلهة املتهمة عبارة عن األشخاص الذين لهم عالقة قريبة مع‬ ‫ابنتهم‪ .‬أحيان ًا يقوم األهل بتوجيه أصابع االتهام إلى عوامل أخرى باعتبارها‬ ‫‪107‬‬


‫دخيلة‪ ,‬كالتلفزيون‪ ,‬االنترنت‪ ,‬الكتب‪ ,‬اجلامعة وغيرها‪.‬‬

‫زعالنه؟ شو حبيبتك هي؟"‪.‬‬

‫أحيان ًا يكون عند أهالينا شك بالنسبة ملثليتنا وتصرفاتنا أو أصدقاءنا ولكنهم‬ ‫يحاولون إنكارها او عدم إظهارها ألنها مجرد شكوك وألن احلقيقة لم تخرج‬ ‫للنور أمامهم وأمام املجتمع بعد‪ .‬لذا يحاولون إبعاد هذه الشكوك لكي ال ينتهي‬ ‫بهم األمر بتصديقها‪ .‬أخبرتني إحدى الفتيات مبا تواجهه مع أهلها "أمي بتعرف‬ ‫صديقتي فالنة‪ ,‬بروح عندها وبتيجي عنا من زمان‪ ,‬ومن فترة أمي سمعت أنها‬ ‫مثلية‪ ,‬وسألتني بس أنا أنكرت‪ ,‬أنا بعرف أنه امي مش حابة اني أكون صحاب‬ ‫معها بس بنفس الوقت ما بتقدر تقول اشي اسا فجأة ألنها بتعرف انها من أعز‬ ‫صاحباتي من زمان واملفروض انه ما يتغير اشي"‪.‬‬

‫ال شك عندي بنوايا األهل الطيبة‪ ،‬يقولون ما يقولون ويفعلون ما يفعلون ظن ًا‬ ‫منهم أنهم يحرصون على مصلحتنا‪ ,‬ويريدون لنا األفضل‪ ,‬ولكن في كثي ٍر من‬ ‫األحيان هناك تناقض بني ما نراه نحن يخدم مصلحتنا وما يرونه هم‪ .‬في اغلب‬ ‫األحيان وبالذات في مجتمعنا العربي يرى األهل مصلحتنا في تقبل املجتمع لنا‬ ‫وإتباعنا لشرائعه‪ ,‬وحتاشينا كل مواجه ممكنة له‪ .‬رغم علم أهالينا أن ليس كل ما‬ ‫هو ُم َتبع في املجتمع صحيح‪ ,‬أو ليس كل ما يحدده املجتمع مالئم لنا‪ ,‬ولكن من‬ ‫الطبيعي أن يكون إتباع التيار أسهل من اخلروج عنه‪ ,‬لذا ُيفضلون ما هو أسهل‪,‬‬ ‫فمثالً‪ ,‬عندما يسمحوا لنا بلبس لباس معني أو بتصرف ُمعني خارج منطقة سكننا‬ ‫ومعارفنا‪ ,‬أي خارج مجتمعنا احمليط وال يسمحون بنفس اللباس أو التصرف‬ ‫داخل هذه املنطقة وذلك لكي ال يضطروا سماع أي كالم من الناس وليتحاشوا‬ ‫مواجهة املجمع‪ .‬وكذلك األمر بالنسبة ملثليتنا‪ ,‬بعض العائالت حني تدرك مثلية‬ ‫بناتها تفضل أن تسكنها بعيد ًا عنهم وعن مجتمعهم ألال يعرف الناس وليتفادوا‬ ‫مواجهة املجتمع مبثلية بناتهم‪ .‬ال نريد أن نخرج نحن من اخلزانة لنضع أهلينا في‬ ‫خزانة يختبئون فيها من بطش املجتمع وقيوده‪ ,‬ولكن من الصعب أن نحيا نحن‬ ‫حياتنا بالسر داخل اخلزانة‪ ,‬اذا أردنا تغيير نظرة املجتمع ملن مثلنا علينا أن نبدأ أوال‬ ‫بأنفسنا وأن نتحمل نحن وأهالينا مواجهة املجتمع بشجاعة وفخر‪ ,‬ال شك بان‬ ‫الثمن سيكون باهظا‪ ,‬إال أن ذلك قد يؤدي في نهاية املطاف الى شرعنة املجتمع‬ ‫للمثلية اجلنسية متاما كما اعتاد عليها أهالينا وتقبلوها‪.‬‬ ‫ادعاء دائم بأن املثلية استوردت من الغرب‪ ,‬كل ما يأتي من الغرب‬ ‫هنالك‬ ‫ٌ‬ ‫كالبرامج التلفزيونية‪,‬األفالم واالنترنت وحتى ُ‬ ‫الك ُتب أحيان ًا وكل جديد يوحي‬

‫‪108‬‬

‫‪109‬‬

‫غالبا ما يشعر أهلنا باختالفنا منذ الصغر‪ ,‬او في فترة املراهقة‪ ,‬ففي بعض‬ ‫احلاالت يكون ذلك واضحا كالشمس‪ ,‬لكنهم عادة ما يفضلون التغاضي عن‬ ‫األمر واستبعاده‪ ،‬قد تثار شكوكهم من جديد عند علمهم أو شكهم باحتمال‬ ‫مثلية أحد أصدقاءنا‪ ,‬فليس لهم إال محاولة إسقاط أسباب ما هو غير متوقع م ّنا‬ ‫على أصدقائنا‪ .‬واحلل بالطبع في هذه احلالة من وجهة نظرهم إبعادنا عن من هم‬ ‫أصدقاء السوء‪ .‬إال أنني على ثقة بأنه وفي داخلهم يعرفون ان ابنتهم لم تتغير‬ ‫ألنها كانت على هذه احلال منذ الصغر‪.‬‬ ‫حدثتني إحدى صديقاتي أنها كلما أرادت أن تخرج مع صديقتها تبدأ أمها بالنق‪:‬‬ ‫"ليش طالعات؟ ما انتوا طلعتوا هذا االسبوع‪ ,‬مفش حاجة تروحي‪ ،‬مش راح‬ ‫متوتي لو ما شفتيها"‪" ,‬اذا بدك تروحي تعيشي معها روحي"‪" ,‬ليش هالقد‬


‫باالنفتاح ُيزج به بقفص االتهام أيضا‪" ,‬هاي األفالم اللي بتحضريها هي اللي‬ ‫خربتك! هادا االنترنت اللي قاعده قباله كل النهار قلبلك عقلك!" والكثير من‬ ‫الصيغ ا ُملشابهة لهذه اجلمل التي تعلوا بأفواه أمهاتنا بالذات حني تطلب منا أن‬ ‫نساعدها في شغل البيت ونقول "ليش ما تطلبي من أخوي يساعدك؟" ولكن ال‬ ‫مفر هذه أمهاتنا وهذا ما نشأت عليه‪ ,‬ال ألومهن على ذلك‪ .‬فلرمبا لم تكن متوفرة‬ ‫لهن تلك الكتب التي أكدت لي أني على حق مبا أشعره‪ ,‬بأنه ال يوجد هناك‬ ‫أي فرق بيني وبني أخي‪ ,‬او االنترنت الذي أقرأ فيه عن نساء يطالنب بحقوقهن‬ ‫وباملساواة‪ ,‬لم تكن هناك أفالم ُتظ ِهر قوة املرأة وتأثيرها في املجتمع وأنها ممكن‬ ‫أن تكون ما تريد وتفعل ما تريد مبا ميليه عليها إحساسها‪ ,‬لم تذهب أمهاتنا إلى‬ ‫اجلامعة لترى أن هناك نساء يقفن ويتظاهرن من أجل حقوقهن‪ ،‬من أجل نيل‬ ‫حرياتهن‪ ,‬ولكي ال يأتي ذلك اليوم الذي تقول البنتها "بس ملا تتجوزي اعملي‬ ‫اللي بدك اياه‪ ,‬اسا ال!"‪.‬‬ ‫ملاذا يظن أهالينا أن هذه الصديقات‪ ,‬أو نساء اجلمعيات اآلتي تعرفت عليهن‬ ‫مبظاهرة أو من على االنترنت أو الكتب كانت ذا تأثير سلبي علي؟! ملا ال تكون‬ ‫على العكس من ذلك‪ ,‬عززت شجاعتي وجعلتني أقوى على النهوض ألقول‬ ‫ٍ‬ ‫بصوت يسمعه كل البشر "أنا هنا‪ ,‬أنا انسانه قبل أي شيء‪ ,‬لي حقوقي ان كنت‬ ‫مثلية أو مثلكم‪ ,‬انا هي أنا وسأبقى إن شاء العالم أم أبى"‪ ,‬أليس هذا أفضل من‬ ‫أن أنساب مع مجتمع ذكوري ال ميثلني‪ ,‬بل يكاد ميحي وجودي‪ ,‬يريدني تابعة‬ ‫للرجل فقط! يرفضني ألني رفضت أن أتبعه ورضيت به صديق ًا ليس أكثر وأردت‬ ‫للمرأة أن تكون لي حبيبة وشريكة!‬

‫‪110‬‬

‫لم أعرف يا أبي ذلك السبب الذي جعلك تأخذ مني ذلك الكتاب الذي يتحدث‬ ‫عن حقوق املرأة‪ ,‬أالنك تخشى على سلطتك منه أم ألنك أردت حلياتي أن تكون‬ ‫أسهل بدونه‪ ,‬أألنك تخشى أن ُأدرك معنى تلك احلقوق ويقوم املجتمع بنفيي‬ ‫ورفضي لو طالبت بها؟!‬ ‫أمي‪ ,‬أبي‪ ,‬أخوتي ومجتمعي‪ ,‬أعلم أن تقبل مثليتي ليس سهالً‪ ,‬لكني لست‬ ‫ٍ‬ ‫مبصيبة حلّت عليكم‪ ,‬أنا منكم واختالفي عنكم ليس ذنبي وال ذنبكم بل هو‬ ‫ٍ‬ ‫بالذنب أص ً‬ ‫علي أو على أصدقائي أو كتبي أو أي شيء‬ ‫ليس‬ ‫ال لتتحملوه أو تلقوه ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫آخر‪ .‬لم أ ّخ َّير في ذلك‪ ,‬كما لم أ َخ َّير في أن أكون ابنتكم أو من مجتمعكم‪ ,‬هذه‬ ‫هي حقيقتي التي لن أخفيها ولن أخجل بها كما لن أخجل بكم‪.‬‬ ‫لذا دعونا ننظر لألمور مبنظور اوسع ولنسقط تلك الرؤية الضيقة‪ ,‬دعونا نبحث‬ ‫عن االيجابي‪ ,‬عن ما قد يقود مجتمعنا الى األفضل‪ ,‬وليس االنشغال بان كنت‬ ‫ٍ‬ ‫امرأة أو رجل‪.‬‬ ‫سأغفى بجانب‬ ‫زوي هواري هي ناشطة نسوية وعضوة في مجموعة أصوات‪.‬‬

‫‪111‬‬


‫أوالدكم ليسوا لكم‬

‫أوالدكم‬ ‫ليســـــوا‬ ‫لكـــــــم‬

‫النبي‬ ‫جبران خليل جبران‬

‫أوالدكم أبناء احلياة املشتاقة إلى نفسها‪,‬‬ ‫بكم يأتون إلى العالم‪,‬‬ ‫ولكن ليس منكم‪.‬‬ ‫ومع أنهم يعيشون معكم‪,‬‬ ‫فهم ليسوا ملكاً لكم‪.‬‬ ‫أنتم تستطيعون أن متنحوهم محبتكم‪,‬‬ ‫ولكنكم ال تقدرون أن تغرسوا فيهم بذور أفكاركم‪,‬‬ ‫ألن لهم أفكارا خاص ًة بهم‪.‬‬ ‫وفي طاقتكم أن تصنعوا املساكن ألجسادهم‪.‬‬ ‫ولكن نفوسهم ال تقطن في مساكنكم‪.‬‬ ‫فهي تقطن في مسكن الغد‪,‬‬ ‫الذي ال تستطيعون أن تزوروه حتى وال في أحالمكم‪.‬‬ ‫وإن لكم أن جتاهدوا لكي تصيروا مثلهم‪.‬‬ ‫ولكنكم عبثاً حتاولون أن جتعلوهم مثلكم‪.‬‬

‫‪112‬‬

‫‪113‬‬


‫ضوء‬

‫على ص ّحة النساء‬

‫عن المثليّة الجنسيّة‬


‫أي فحوصات‬ ‫ما هي األمراض األكثر‬ ‫ً‬ ‫شيوعا بني مثليــّات اجلنــس (‪)lesbians‬؟ ّ‬ ‫أي‬ ‫�اء؟‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫الن‬ ‫أو‬ ‫�ة‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫العائ‬ ‫�ب‪/‬ة‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫طب‬ ‫�ري‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫تخ‬ ‫أن‬ ‫�ك‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫عل‬ ‫�اذا‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫يج ��ب أن ُيجري � َ�ن؟ و‬ ‫ّ‬ ‫فحوصات يجـب أن تجُ ري وكيف ميكنك احملافظة على صحتك‮‪1‬.‬‬ ‫ّ‬ ‫الصحــي‪ ،‬وعن تعامل‬ ‫املثليـــات‬ ‫ّ‬ ‫�نتطرق إلى احلديث عن وضع ّ‬ ‫في هذه النش ��رة س � ّ‬ ‫معهن‪ ،‬على أمل أن تساعدك هذه املعلومات في االهتمام‬ ‫الصحيـــة‬ ‫أنظمة العناية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�زودك بالنصـائح‬ ‫بوضع ��ك‬ ‫ّ‬ ‫الصح � ّ�ي ومتابعت ��ه بطريق ��ة س ��ليمة‪ ،‬وعلى أم ��ل أن ن � ّ‬ ‫صحتــك‮‪‬.‬‬ ‫الالزمة للمحافظة على ّ‬ ‫أن أحس ��ن عالج‬ ‫يق ��ول املث� �ل‮‮‪‬" :‬درهم وقاي ��ة خير من قنطار ع�ل�اج‮"‬‪ ،‬أي مبعنى ّ‬ ‫دورية‮‮‪.‬‬ ‫طبية وفحوص ��ات ّ‬ ‫لألم ��راض ه ��و الوقايــة منها‮‮‪‬.‬تتط ّل ��ب الوقايــ ��ة متابعة ّ‬ ‫مثليــ ��ات اجلنس‪،‬‬ ‫‬أم ��ا ع ��دم الوقاي ��ة واملتابعة فيع � ّ�رض حياتنــ ��ا للخط� �ر‮‮‪ّ .‬‬ ‫‬إن كوننا ّ‬ ‫يس � ّ�بب لنا‪ ،‬في بعض األحيان‪ ،‬خج ً‬ ‫ال ما من زيارة طبيب‪/‬ة نس ��اء‪ ،‬واخلوف من‬ ‫نتهرب من‬ ‫‬نحن‬ ‫‮‪.‬‬ ‫ة‬ ‫‮‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫العائ‬ ‫‬ة‬ ‫‪/‬‬ ‫ب‬ ‫‮‬ ‫لطبي‬ ‫ة‬ ‫ـــي‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫اجلن‬ ‫االضطرار إلى الكش ��ف عن ميولنا‬ ‫ّ‬ ‫ُ ّ‬ ‫التهرب‬ ‫هذه الزيارات أل ّننا ال نريد كش ��ف ميولنا أو نش ��اطنا‬ ‫اجلنسي‪ ،‬غير ّ‬ ‫أن هذا ّ‬ ‫ّ‬ ‫يعرض حياتنا للخطر‮‪‬.‬‬ ‫خطير ًّ‬ ‫جدا‪ ،‬وقد ّ‬ ‫يتم حتى اليوم بحث‬ ‫فرعية من النســاء اللواتي لم ّ‬ ‫مثليات اجلنس ُيشكّ لن مجموعة ّ‬ ‫ّ‬ ‫واجههن‮‪‬.‬أحد أس ��باب هذا النقص‬ ‫ّ‮‬ ‫حية التي ُت‬ ‫وضعه � ّ�ن‬ ‫الصح ّي أو املخاط ��ر ّ‬ ‫ّ‬ ‫الص ّ‬ ‫يتم وصف‬ ‫هو مش� �ـكله‬ ‫منهجية في تعريف ّ‬ ‫مكونات امليول اجلنس ��ية املثلية‪ ،‬حيث ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪1. http://www.glma.org/_data/n_0001/resources/live/lesbian1.pdf‬‬

‫‪116‬‬

‫اجلاذبية‮)‬‪ ،‬و‮‪‬/‬أو بأنها‬ ‫�لوكية‮ (‬مبعنى آخر‮‮‪‬:‬الرغبة أو‬ ‫امليول اجلنس � ّ�ية‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫عموما بأنها س � ّ‬ ‫األقليات‬ ‫�ع‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫جم‬ ‫بني‬ ‫جنس‬ ‫ات‬ ‫مثلي‬ ‫�د‬ ‫�‬ ‫جن‬ ‫‬‬ ‫‮)‪.‬‬ ‫ة‬ ‫‮‬ ‫�خصي‬ ‫�‬ ‫ش‬ ‫ة‬ ‫‬هوي‬ ‫‮‪:‬‬ ‫ر‬ ‫‮‬ ‫آخ‬ ‫‬مبعنى‬ ‫تعريفي� �ة‮ (‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مثلي ��ات اجلنس ف ��ي جميع الفئ ��ات العرقية واإلثني ��ة‪ ،‬وجميع‬ ‫�ائية‪ ،‬وتتمث ��ل ّ‬ ‫النس � ّ‬ ‫العمرية‮‪‬.‬‬ ‫الطبقات االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬وفي جميع الفئات‬ ‫ّ‬ ‫متيز‬ ‫لي ��س هن ��اك نوع واحد م ��ن األس ��رة‪ ،‬املجتـم ��ع‪ ،‬الثقاف ��ة‪ ،‬أو فئ ��ة‬ ‫دميوغرافية ّ‬ ‫ّ‬ ‫الهوية اجلنس ��ية‬ ‫أن وجهات النظر حول‬ ‫املهم اإلش ��ارة إلى ّ‬ ‫ّ‬ ‫املثليــات‮‮‪‬.‬ومن ّ‬ ‫النس ��اء ّ‬ ‫كبيرا ب�ي�ن الثقافات وب�ي�ن اجلماعات‬ ‫والس ��لوك اجلنس � ّ�ي ميك ��ن أن تتف ��اوت تفاو ًتا ً‬ ‫بأن املي ��ول اجلنس � ّ�ية املثلية‪ ،‬أو‬ ‫العرقي ��ة واإلثني� �ه‮‮‪‬.‬ولذل ��ك‪ ،‬ال ينبغ ��ي االفت ��راض ّ‬ ‫ّ‬ ‫‬واإلثنيــة‪ ،‬أو‬ ‫‮‬ ‫ة‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫العرق‬ ‫املجموعات‬ ‫�ف‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫مخت‬ ‫من‬ ‫ــات‬ ‫ملثلي‬ ‫�ها‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫نف‬ ‫هي‬ ‫ة‪،‬‬ ‫املثلي‬ ‫ة‬ ‫الهوي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املثلي‪ ،‬مبا فيه قلّة الوالدة أو عدمهـــا‪ ،‬قد يكون‬ ‫ـــاة‬ ‫ي‬ ‫احل‬ ‫منط‬ ‫‬إن‬ ‫‮‪.‬‬ ‫ة‬ ‫‮‬ ‫الثقافي‬ ‫�ات‬ ‫�‬ ‫اخللفي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عينة لدى النســـاء‮‪‬.‬‬ ‫م‬ ‫أمراض‬ ‫ـبة‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫رفع‬ ‫على‬ ‫ا‬ ‫ساعد‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ً‬ ‫عام ً ُ‬ ‫ُ ّ‬ ‫هنال ��ك أمراض ش ��ائعة عند النس ��اء بش ��كل ع ��ام كس ��رطان الثدي‪ ،‬س ��رطان عنق‬ ‫‬مثليات اجلنس بحاجة للحصول على‬ ‫الرحم‪ ،‬س ��رطان الرحم وسرطان املبيض‮‮‪ّ .‬‬ ‫الصح ّي والرعاية الوقائية املناس ��بة التي تتل ّقاها باقي النس ��اء‬ ‫نف ��س جودة الفحص‬ ‫ّ‬ ‫ومقدمو اخلدم ��ات غير مطّ لعني‬ ‫مثليات اجلنس‬ ‫ّ‬ ‫طيل ��ة دورة احلي ��اة‮‪ً ‬.‬‬ ‫غالبا ما تبق ��ى ّ‬ ‫حاجتهن‬ ‫ذلك‬ ‫في‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫مب‬ ‫اجلنس‪،‬‬ ‫ات‬ ‫مثلي‬ ‫تخص‬ ‫التي‬ ‫�ة‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫الها‬ ‫الصحية‬ ‫عل ��ى القضاي ��ا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كباق ��ي النس ��اء لعناي ��ة صحية‪ ،‬إلجراء فحوصات س ��رطان عنق الرح ��م والثدي‪،‬‬ ‫احلد م ��ن مخاط ��ر األم ��راض املنقولة جنس � ًّ�يا واإلي ��دز؛ العناية‬ ‫ملس �‬ ‫�اعدتهن عل ��ى ّ‬ ‫ّ‬ ‫صحته � ّ�ن العقلية‪ ،‬مب ��ا في ذلك االكتئاب؛ تش ��خيص وع�ل�اج اإلدمان؛‬ ‫بقضاي ��ا ّ‬ ‫وإرشادهن في مسائل احلمل واألمومة‮‪‬.‬‬ ‫مرافقتهن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪117‬‬


‫األمراض التي من املمكن أن تتعرّض لها مثل ّيـــــــات اجلنس والتي يتو ّجب‬ ‫على مثل ّية اجلنس الوقــــاية منهـــــــا‮‪‬:‬‬ ‫املثلية‬ ‫ســرطان‮‬عنق‮‬الرحــم‮‪‬:‬‮‬أظهرت األبحاث أ ّنه ليس من األرجح أن تقوم املرأة ّ‬ ‫بإج ��راء فح ��ص خلاليا عن ��ق الرحم‮‮‪‬.‬أو فحوص ��ات البابا نيك ��وال‪ ،‬أو فحوصات‬ ‫الكش ��ف املبكر عن س ��رطان عنق الرحم‮‮(‬‪raemS paP‬‮ )‪‬.‬فحوصات الكش� �ـــف‬ ‫ع ��ن س� �ــرطان عن ��ق الرح� �م‮ (‬‪raemS paP‬‮ ) ‬‪.‬ه ��ي من أحس ��ن وأجنــع أس ��اليب‬ ‫فإن ك ً‬ ‫املثليات‬ ‫الوقاية من الس� �ــرطان عند النس ��اء‪ ،‬لكن‪ ،‬مع ذلك‪ّ ،‬‬ ‫ال من النس ��اء ّ‬ ‫الصحية يتجاهلون‪ ،‬غالبــًا‪ ،‬احلاجة إلى الكشــــف عن سرطان‬ ‫ومقدمي اخلدمات‬ ‫ّ‬ ‫الصحية واملرضى يش ��اركون االعتقاد‬ ‫الرعاية‬ ‫عن ��ق الرحم‮‮‪ّ .‬‬ ‫‬إن العديد من ّ‬ ‫ّ‬ ‫مقدمي ّ‬ ‫ٍ‬ ‫اخلــــاطئ القائل إ ّنه بس ��بب كون مثليـــّات اجلنس غير نش ��يطات جنس ًّـــيا مع رجال‪،‬‬ ‫الرحــم‮‮) (‬‪s yD‬‬ ‫لس � َ�ن ُم ّ‬ ‫ّ‬ ‫فهن ْ‬ ‫هددات بخطر تطوير خاليـا ش� �ــــا ةّذة‮ (‬في خاليا عنق ّ‬ ‫الطبية‪،‬‬ ‫اخلدمات‬ ‫اجلنس‬ ‫ات‬ ‫مثلي‬ ‫�ب‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫تتج‬ ‫التضليل‪،‬‬ ‫لهذا‬ ‫�ة‬ ‫�‬ ‫ج‬ ‫‬وكنتي‬ ‫)‪.‬‬ ‫‪a‬‬ ‫‮‬ ‫‪isalp‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يقدمون مش ��ورة خاطئة ويق ّلل ��ون من تقدمي‬ ‫أن مقدم ��ي العناية‬ ‫كم ��ا ّ‬ ‫الصحيــ ��ة قد ّ‬ ‫ّ‬ ‫مثليات‬ ‫الفحوصـــ ��ات املالئم ��ة والكافي ��ة له � ّ ‮‬ ‫�ن‮‪‬.‬من املمك ��ن‪ً ،‬‬ ‫أيض ��ا‪ ،‬أن ّ‬ ‫تتوج ��ه ّ‬ ‫أخصائي� �ي‮‪‬/‬ات ال ��والدة بوتي ��رة أقــلّ من‬ ‫أطباء وطبيب ��ات النس ��اء أو ّ‬ ‫اجلن ��س إل ��ى ّ‬ ‫ـــفن لعدد أق � ّ�ل من الفحوصات‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ش‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫أن‬ ‫املمكن‬ ‫من‬ ‫ـن‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫كما‬ ‫�س‪،‬‬ ‫مغاي ��رات اجلن �‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫شأنهن شأن كلّ النســـاء‪،‬‬ ‫مثليات اجلنس‪،‬‬ ‫التي ُتكشـــف لها مغايرات اجلنـــس‮‮‪ّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫‬إن ّ‬ ‫أيضا إلى إجراء فحوصات خلاليا عنق الرحم‮‪‬.‬‬ ‫بحاجة ً‬ ‫ــــبب األلــــ ��م‪ .‬كما أنها‪،‬‬ ‫التغي ��رات م ��ا قبل الس� �‬ ‫ّ‬ ‫الرحم ال تس� � ّ‬ ‫ّ‬ ‫إن ّ‬ ‫ــــرطانية ف ��ي عنق ّ‬ ‫مرت الـمرأة‬ ‫إذا‬ ‫إال‬ ‫�ر‬ ‫�‬ ‫ه‬ ‫تظ‬ ‫ال‬ ‫ة‬ ‫وعاد‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ن‬ ‫معي‬ ‫عوارض‬ ‫إلى‬ ‫ي‬ ‫�ؤد‬ ‫�‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ــــة‪،‬‬ ‫ق‬ ‫احلقي‬ ‫�ي‬ ‫ف�‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫‪118‬‬

‫والباب‪-‬سمير‮‮(‬‪raems-paP‬‮ )‪‬.‬‬ ‫بفحوصات عن طريق طبيب‪/‬ة النساء‬ ‫ْ‬ ‫ع ��اد ًة‪ ،‬ال تظه ��ر هذه الع ��وارض إال عندما مت � ّ�ر خاليــــــا عنق الرحم غير الس� �ـــليمة‬ ‫إن أكثر العوارض‬ ‫بتغييرات وخيمة‪ ،‬وتغزو أنس� �ـــجة مجاورة‮‮‪‬.‬ف ��ي هذه احلالـــة‪ّ ،‬‬ ‫ــــارا هي ظاهرة النزيف الش ��ديد‮‮‪‬.‬من املمكن للنزيف أن يبدأ وأن يتوقّف بني‬ ‫انتش� � ً‬ ‫جنسية‪ ،‬أو عند غسل املهبل أو إجراء فحص‬ ‫بعالقة‬ ‫القيام‬ ‫بعد‬ ‫أو‬ ‫ة‪،‬‬ ‫الشهري‬ ‫العادة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تستمر أكثر من الوقت الطبيعي املعتاد‪،‬‬ ‫ـــهرية أن‬ ‫للحوض‮‮‪‬.‬من املمكن للعادة الش ّ‬ ‫ّ‬ ‫ووأم ��ا النزيف فمن املمكـــ ��ن أن يكون أكثر‮‮‪‬.‬ومن املمك ��ن أن يكــــون هناك نزيف‬ ‫ّ‬ ‫الشهرية‪ ،‬كما ميكن لزيادة املادة ا ُملخاطية أو اإلفرازات‬ ‫عارض ما بعد توقّف العادة‬ ‫ّ‬ ‫أن هذه العوارض من‬ ‫املهبلية أن تش ��كّ ل عارضــــًا للس� �ــرطان في عنق الرحم‪ ،‬مع ّ‬ ‫ّ‬ ‫صحية أخرى‮‪‬.‬‬ ‫املمكن أن تكون عوارض ملشاكل‬ ‫ّ‬

‫عامـــــا‬ ‫ُينصح بإجراء فحــــص ألـ ‪ pap smear‬ما بني س��� ّن ‪ً 65-18‬‬ ‫مرّة ك ّل ثالث ســـنوات‮‪‬.‬‬

‫انتشارا لدى النساء العربيات‮‮‪‬.‬عدد النساء‬ ‫س� �ــرطان‮‬الثــدي‮‪‬:‬‮‬هو الس ��رطان األكثر‬ ‫ً‬ ‫مرضن بســرطان الثدي يرتفع منذ الثمانينات‪.‬‬ ‫اللواتي‬ ‫َ‬ ‫�إن نس� �ـــبة اإلصابة بامل ��رض ارتفعت لدى‬ ‫ــــــائي ��ات وزارة‬ ‫الصحـــ ��ة‪ ،‬ف � ّ‬ ‫ّ‬ ‫وف ��ق إحص ّ‬ ‫اليهوديات‮‪‬.‬‬ ‫لدى‬ ‫‪47%‬‬ ‫مقابل‬ ‫‪،140%‬‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫العربيات‬ ‫النســـاء‬ ‫ّ‬ ‫مرضن بسرطان الثدي‮‬‪20‬‮‬ ‫العربيـــات اللواتي‬ ‫في العام ‪ 1990‬كانت نسبة النســـــاء‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫‪‬/‬لـ‮‬‪ ،100000‬بينما في العام ‪ 2000‬كانت النسبة ‪ / 40‬لـ‮ ‬‪100000‬‮‪2.3‬.‬‬ ‫‪___.doc. 2‬תחלואה_בערבית__‪http://www.cancer.org.il/download/files/2‬‬ ‫‪ .3‬وفق‮ ‬معطيات‮ ‬السجل‮ ‬القومي‮ ‬للسرطان‮ ‬واملركز‮ ‬القومي‮ ‬ملراقب ‮ة ‬األمراض‮‪‬-‬وزار ‮ة ‬الصحة‪.‬‬

‫‪119‬‬


‫عائلية‬ ‫هنال ��ك عوام ��ل تزي ��د من نس ��بة اخلط ��ر لإلصابة بس ��رطان الث ��دي كعوام ��ل‬ ‫ّ‬ ‫‬أم أو أخت‮‮)‬مريضة‬ ‫وراثية‪ ،‬أي أن لديها قريبة في العائلة ذات درجة قرابة أولى‮ ( ّ‬ ‫ّ‬ ‫أيضا خلطر اإلصابة بهذا املرض‮‪‬.‬‬ ‫معرضة أكثر هي ً‬ ‫بهذا املرض‪ ،‬تكون ّ‬ ‫أجننب‬ ‫أيض ��ا‪ ،‬عوامل تتعلّق بالوالدة‪ ،‬أي النس� �ـــــاء اللواتي ل ��م ينجنب أو‬ ‫هنـــ ��اك‪ً ،‬‬ ‫َ‬ ‫يكن ف ��ي درجة خط ��ورة إصابة أكبر من نس� �ـاء‬ ‫الثالثني‪،‬‬ ‫�ن‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫بعد‬ ‫�ى‬ ‫�‬ ‫للم � ّ�رة األول‬ ‫ّ‬ ‫مثليــات اجلن ��س يظهرن أقلّ احتمـــا ً‬ ‫ال‬ ‫ـــــرة األولى قبل س � ّ�ن الثالثي‮‮‪ّ .‬‬ ‫‬إن ّ‬ ‫أجن�ب�ن للم ّ‬ ‫في التبليغ عن أطفـال بيولوجيني من النس� �ـاء ا ُملغايرات‮‮‪‬.‬مع ذلك‪ ،‬هناك عدد من‬ ‫املثليــ ��ات‪ ،‬اللواتي أجن�ب�ن عن طريق التلقيح االصطناع ��ي أو التب ّني‮‮‪‬.‬ال‬ ‫األمه ��ات ّ‬ ‫املثليــات أو عدد األفراد‬ ‫�ات‬ ‫�‬ ‫ـــ‬ ‫ه‬ ‫األم‬ ‫عدد‬ ‫عن‬ ‫ــــــاث‬ ‫ح‬ ‫األب‬ ‫�ن‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫الكثير‬ ‫توج ��د هنالك‬ ‫ّ‬ ‫‬‪4‬‬ ‫أن‬ ‫صحة امل ��رأة‮‮" ‮‬تب�ّي�نّ ّ‬ ‫عين ��ة م� �ن‮ "‬مب ��ادرة ّ‬ ‫ذوي ّ‬ ‫املثليـ ��ات‪ ،‬لك ��ن ف ��ي ّ‬ ‫األمه ��ات ّ‬ ‫هن أقلّ احتما ً‬ ‫ال من مغايرات اجلنس في أن يفكرن باحلمل أو في‬ ‫مثلي ��ات اجلن ��س ّ‬ ‫أن يخطّ ط ��ن للحمل‪،‬وه ��ذا يجعل األخيرات ذوات نس ��بة خط ��ورة أكبر لإلصابة‬ ‫بسرطان الثدي‮‪‬.‬‬ ‫استخدامهن حلبوب منع احلمل‬ ‫مثليات اجلنس عن‬ ‫ّ‬ ‫ومبا أ ّنه ليس من ّ‬ ‫املرجح أن تبلّغ ّ‬ ‫ضهن بشكل أكبر للمرض بسرطان الثدي‬ ‫بني األعمار ‪ 25‬و ‪ّ ،35‬‬ ‫يعر ّ‬ ‫فإن ذلك قد ّ‬ ‫مثليــات‬ ‫عند‬ ‫ــائعة‬ ‫ش‬ ‫أمراض‬ ‫هي‬ ‫والتي‬ ‫الرحم‬ ‫عنق‬ ‫ـرطان‬ ‫أو س ��رطان املبيض أو س� �‬ ‫ّ‬ ‫أن من ال تتابع إجراء هذه الفحوصات قد‬ ‫اجلنس وعند النس� �ـــاء‪ ،‬بشكل عام‮‮‪‬.‬إال ّ‬ ‫متقدمة‪ ،‬وعندها فإن فرصها في الشـــفاء ستكون‬ ‫يظهر لديها الـمرض في مراحل ّ‬ ‫‪.Womes’s Health Invitiative .4‬‬

‫‪120‬‬

‫جدا‮‪‬.‬‬ ‫ضئيلة ً‬ ‫ال ُينصــــ ��ح‪ ،‬طبعا‪ ،‬أن تأخ ��ذ املرأة حبوب منع احلمل للوقاية من هذه األمراض‪،‬‬ ‫ألن احلبـــوب نفس� �ــها ال تقي من هذه األم ��راض ولها مخاطرها هي أيضا‪ ،‬إال أنه‬ ‫ّ‬ ‫ُينصـــح بإجراء فحوصـــات ُمتابعة‮‪‬.‬‬

‫عوارض سرطان الثدي‮‪‬:‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫•تغيير في شكل أو حجم الثدي‮ ‬‪.‬‬ ‫متوسعة أو ظاهرة في الثدي‮‪‬.‬‬ ‫•شرايني‬ ‫ّ‬ ‫•كتلة في الثدي‮‪‬.‬‬ ‫•حكّ ة متواصلة في الثدي‮‪‬.‬‬ ‫•مخاط أحمر أو شفّاف يفرز من احللمة‬ ‫•انتفاخ في الذراع العليا‬ ‫•انتفاخ حتت اآلباط‬

‫ذاتي ‬‪.‬‬ ‫ُينصح مبتابعة طبيب ج ّــراح إلجراء فحص للثــدي‪ ،‬وكذلك إجراء فحص ّ ‮‬ ‫لكن الفحص األفضل حتى اليوم هو فحص الـميموغرافيا‪ ،‬وهو عبارة عن صورة‬ ‫ّ‬ ‫أش � ّ�عة خاص ��ة بجه ��از املاموغ ��راف‮ (‬‪yhpargommam‬‮ )‪‬.‬من املمك ��ن إجراء‬ ‫سن‬ ‫فحص امليموغرافيا بشكل‬ ‫سن ‪ً 50‬‬ ‫عاما‮‮‪‬.‬إن كنت حتت ّ‬ ‫مجاني إن كنت فوق ّ‬ ‫ّ‬ ‫خاص من طبيبتك أو طبيبك‮‪‬.‬‬ ‫عاما فيجب تل ّقي مكتوب‬ ‫‪ً 50‬‬ ‫ّ‬ ‫عاما‬ ‫عاما وما ف ��وق‮‮‪‬.‬من س � ّ�ن ‪ً 40‬‬ ‫ذاتي من س � ّ�ن عش� �ـرين ً‬ ‫ُينص ��ح بإج ��راء فح ��ص ّ‬ ‫ُينصح بإجراء فحص امليموغرافيا‮‪‬.‬‬ ‫‪121‬‬


‫ـــط الدعم ملريضات سرطان الثدي‮ "‬واحدة من تسع‮‮"‬هو‪5‬‮‪:‬‬ ‫إن خ ّ‬ ‫ّ‬ ‫‬‪1-800-36-340‬‬ ‫للحص ��ول عل ��ى معلومــ ��ات أخرى ع ��ن املختبرات الت ��ي تقوم بإج ��راء الفحـص‪،‬‬ ‫ميكنـــ ��ك االتص ��ال إل ��ى رقم الهات ��ف اخل ��اص باملعلوم ��ات الـمجانية التاب ��ع ملنظمة‬ ‫مكافحة السرطان‮‮‪‬.‬الرقم هو‮‮‪1-800-599-995‬:‬‬ ‫إن كن ��ت تخجل�ي�ن م ��ن تل ّق ��ي العـــ�ل�اج أو الفحص م ��ن طبي ��ب العـــــائل ��ة‪ ،‬ميكنك‬ ‫الصحية الذي أنت عضوة‬ ‫االط�ل�اع على دليل اخلدمات التابع لصن ��دوق اخلدمات‬ ‫ّ‬ ‫فيه‪ ،‬وأن تتوجهي لطبيب أو طبيبة من منطقة أخرى بغية احلفاظ على سريتك‮‪6‬.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫صحة النس ��اء من‬ ‫ّ‬ ‫إن مثليـــات اجلنس ّ‬ ‫هن من النس� �ـاء‪ ،‬وبالتالي فكل ما تتعرض له ّ‬ ‫عليهن‪‬.‬‬ ‫ّ‮‬ ‫أيضا‪،‬‬ ‫يسري‪،‬‬ ‫وتأثيرات‬ ‫تغييرات‬ ‫ً‬

‫الضغوط‮‬النفســ ّية‮‪‬:‬‬

‫صحية‬ ‫يؤدي إل ��ى عواقب‬ ‫رد فعل فس ��يولوجي م ��ن املمكن أن ّ‬ ‫للضغوط النفس � ّ�ية ّ‬ ‫ّ‬ ‫سلبية كثيرة‪ ،‬وخاصة على املدى البعيد‮‪‬.‬‬ ‫ّ‬ ‫حدة‬ ‫إال أ ّنه في حالة املثليات جنس ًّـيا‪ ،‬توجد هنالك عوامل مؤثّرة تزيد بدورها من ّ‬ ‫الهوية‬ ‫التقبل‪ ،‬الضغط االجتمـــاعي‪ ،‬اخلزانة‪ ،‬مس� �ـائل‬ ‫ّ‬ ‫الضغوط النفس� �ــــية كعدم ّ‬ ‫واجلهود النفس ��ية لكتم ��ان امليول اجلنس ��ية‪ ،‬وكذلك الضغوط النفس ��ية من رهاب‬ ‫اخللفية‮‪‬.‬‬ ‫املثلية والتمييز على هذه‬ ‫ّ‬

‫‬جنسـيا‮‪‬:‬‮‬‬ ‫ض‬املنقولة‮‬ ‫األمرا ‮‬ ‫ًّ‬

‫التعرض ألمراض القلب واألوعيـــة‬ ‫‬من املمكن للزيادة في الوزن أن تزيد من خطر ّ‬ ‫الدمويـــ ��ة وغيرها من اإلم ��راض‪ ،‬لذا ينصح باالنتباه إلى ال ��وزن وأنواع األكل أو‬ ‫ّ‬ ‫أخصائية تغذية لتخفيف الوزن الزائد‮‪‬.‬‬ ‫إلى‬ ‫التوجه‬ ‫ّ‬

‫جنسيا لألمراض املنقولة‬ ‫كغيرهن من النس ��اء النشيطات‬ ‫مثليات اجلنس معرضات‬ ‫ّ‬ ‫ًّ‬ ‫ّ‬ ‫غالبا ما ُتنسب لفيروس الورم أحلليمي‮‮(‬‪VPH‬‮)‬‬ ‫والتي‬ ‫ة‬ ‫ـلي‬ ‫س‬ ‫التنا‬ ‫‬الثآليل‬ ‫‮‪.‬‬ ‫ا‬ ‫‮‬ ‫ـــي‬ ‫س‬ ‫ً‬ ‫جن ًّ‬ ‫ّ‬ ‫ق ��د ُتنقل من امرأة المرأة مثل في ��روس القوباء‮ (‬‪sepreH‬‮)‪‬.‬التهاب الكبد‮"‬ب‮‮"‬ ‫كل امرأة‬ ‫أيض� �ا‮ ‬‪ .‬على ّ‬ ‫(‬‪B sititapeH‬‮)‬م ��ن املمك ��ن أن ينتقل م ��ن امرأة المرأة‪ً ،‬‬ ‫ضد التهاب الكبد‮ "‬ب‮‮" (‬‪B sititapeH‬‮)‪‬.‬على كل امرأة‬ ‫ناشطة‬ ‫طعم ّ‬ ‫جنسيا أن ُت ّ‬ ‫ًّ‬ ‫ناش ��طة جنس� � ًّـــيا النظر في مخاطر األمراض املنقولة جنس� � ًّــيا وإجراء الفحوصات‬ ‫مقدمي اخلدم ��ات الطبية‪ ،‬كالطبيبة النس ��ائية أو طبيبة العائلة‪،‬‬ ‫الالزمة ومش� �ــاركة ّ‬ ‫أل ّنه يس� �تـــحيل على مقدم ��ي اخلدمات الصحيــــة التدقيق وحتديد التاريخ اجلنس ��ي‬ ‫التوجه إلى‬ ‫�ن‪‬/‬م بذلك‮‪‬.‬لق ��راءة املزيد ع ��ن هذه األمـــراض‪ ،‬الرج ��اء‬ ‫دون إعالمه � ّ ‮‬ ‫ّ‬ ‫نشــرة أصـــــــوات اإلخبارية الثــــانية‮‪7‬.‬‬

‫‪122‬‬

‫‪123‬‬

‫النسـا ‮ء‬والتدخني‮‮‪:‬‬

‫أن التدخني‬ ‫‬ف ��ي مجتمعن ��ا‬ ‫العربي ما زالت ظاهرة التدخني عند النس ��اء قليل ��ة‪ ،‬إال ّ‬ ‫ّ‬ ‫املثلية كسواها من النساء بسرطان‬ ‫ـمرأة‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫إصابة‬ ‫ات‬ ‫إمكاني‬ ‫من‬ ‫يزيد‬ ‫أن‬ ‫من الـممكن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الرئة‪ ،‬سرطان عنق الرحم‪ ،‬وكذلك بأمراض القلب‮‪‬.‬‬

‫النساء‮‬وال ّسمنة‮‮‪:‬‬

‫‪http://www.onein9.org.il/default.asp .5‬‬ ‫‪http://www.cancer.org.il .6‬‬

‫‪ .7‬بعنوان‮ "‬الـمثلية‮ ‬اجلنسية‮ ‬واألمراض‮ ‬اجلنسية‮‮" ‬وميكنك‮ ‬إيجاده ‮ا ‬في‮ ‬موق ‮ع ‬أصوات‬ ‫‪http://www.aswatgroup.org/arabic/gallery.php?article=123‬‬


‫فيروس نقص املناعة البشرية املكتسبة‮‪‬/‬اإليدز‮ (‬‪VIH‬‮)‪‬:‬‮‬‬

‫مثلي ��ات اجلن ��س قليل‪ ،‬ولك ّن ��ه ممكن‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إن احتم ��ال اإلصاب ��ة مب ��رض اإلي ��دز لدى ّ‬ ‫تؤدي إلى جروح في اجلس� �م‮‮‪‬.‬م ��ن املمكن أيضا عقب‬ ‫فممارس ��ة اجلنس ميكن أن ّ‬ ‫ـلية‪ ،‬في‬ ‫ممارس� �ــة اجلنس في الفم إذا وجدت جروح في الفم‪ ،‬في األعضاء التناس ّ‬ ‫مت مترير لوازم اإلثارة‬ ‫الفكّ ني أو إذا متّت ممارس ��ة اجلنس أثناء احليض‮‮‪‬.‬كذلك‪ ،‬إذا ّ‬ ‫اجلنس � ّ�ية بني الشريكات من دون شطفها أو اس ��تعمال املطّ اط الواقي قبل متريرها‪.‬‬ ‫السابق مع رجـــال‪،‬‬ ‫كما ّ‬ ‫أن من شأن ممارسة اجلنس مع امرأة‪ ،‬مارسـت اجلنس في ّ‬ ‫ـــــيا‮‪‬.‬‬ ‫أن يزيد من احتمال اإلصابة بأمراض منقولة جنس ًّ‬ ‫للوقاية من اإليدز ينصح مبمارسة جنس آمن‪ ،‬أي باستعمال أدوات واقية كاملطّ اط‬ ‫الواقي‮(‬كوندوم‮)‬وكفوف مطّ اطية‮‪8‬ ‬.‬‬ ‫ّ‬ ‫جتدين في نهاية النشرة املزيد من املعلومات حول األماكن التي ميكنك فيها إجراء‬ ‫فحص لإليدز‮‪‬.‬‬

‫نظام الرعاية الصح ّيــة وتعامله م ‮ع‬مثل ّيــــات‮‬اجلنس‮‮‪‬:‬‬

‫مثلية‬ ‫ذل ��ك الوقاي ��ة أو إجراء الفحوصــــــات‪ ،‬وهو بدوره من املمكن أن ّ‬ ‫يهدد حياة ّ‬ ‫الس ��ابقة‬ ‫خبرتها‬ ‫ويعرضها للخطر حيث أ ّنها لم تقم بتل ّقي العالج بس ��بب‬ ‫ّ‬ ‫اجلن ��س ّ‬ ‫مع هذه األنظمة‮‪‬.‬‬ ‫جيدة‪ .‬ومنها‬ ‫عدة عوامل قد تؤثّر على إمكانية احلصول على رعاية‬ ‫هنالك ّ‬ ‫صحية ّ‬ ‫ّ‬ ‫ملثلية اجلنس‪ ،‬مثل إشـراكها في اتخاذ قرارات‬ ‫وجود أو عدم وجود حقوق‬ ‫قانونية ّ‬ ‫ّ‬ ‫ومقدمات‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫مقد‬ ‫تدريب‬ ‫�بة‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫أن‬ ‫‬كما‬ ‫‮‪.‬‬ ‫ا‬ ‫‮‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ه‬ ‫عالج‬ ‫�ص‬ ‫تخ ��ص ش ��ريكتهـــا أو تخ �‬ ‫ّ‬ ‫مثليـ ��ات اجلنس م ��ن املمكن أن تس ��اهم في‬ ‫الرعاي ��ة الصحيـ ّ��ة عل ��ى التعام ��ل م ��ع ّ‬ ‫مثليـــات اجلنس في التوجه‬ ‫�لبية التي تنـــال من عزمي ��ة ّ‬ ‫زي ��ادة أو تقليل التجارب الس � ّ‬ ‫الصحي ��ة أو تلق ��ي الفحوصات والعالج ��ات الضرورية‪ ،‬حي ��ث أن هناك‬ ‫للعناي ��ة‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫الصحية وس ��هولة الوصول‬ ‫ــات‬ ‫م‬ ‫اخلد‬ ‫مي‬ ‫مقد‬ ‫مع‬ ‫ــامل‬ ‫ع‬ ‫الت‬ ‫�هولة‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫بني‬ ‫ا‬ ‫قوي‬ ‫ّ‬ ‫ترابطا ًّ‬ ‫ّ‬ ‫له ��ذه اخلدمات‮‮‪‬.‬كما تش� �ـير الدراس ��ات املختلفة إل ��ى أن عد ًدا قلي ً‬ ‫األطبـــاء‬ ‫ال م ��ن‬ ‫ّ‬ ‫الصحية‬ ‫ملمون‮‪‬/‬ات أو حساس ��ون‮‪‬/‬ات الحتياجات مثلي ��ات اجلنس‬ ‫والطبيب ��ات ّ‬ ‫ّ‬ ‫الصحية‮ (‬وايت ودل‪،‬‮‬‪‬.) 1997‬‬ ‫اخلاصة وملخاطرهن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫الصحيـة‮‬ ‫مقدمي اخلدمات‬ ‫إن املفاهي ��م اخلاطئة حول املخاطر‬ ‫ّ‬ ‫الصحية وافتراضات ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املثلي ��ة االجتماعي أو‬ ‫‬ممرض ��ات‪ ،‬طبيب ��ات‮‮)‬خ�ل�ال تعامله � ّ�ن مع تاري ��خ الـم ��رأة ّ‬ ‫( ّ‬ ‫ملثلية اجلنس‮‮‪.‬‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫ه‬ ‫من‬ ‫يقد‬ ‫التي‬ ‫ة‬ ‫الصحي‬ ‫الرعاية‬ ‫�ن‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫إلى‬ ‫�يء‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫أن‬ ‫ميكن‬ ‫ــي‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫اجلن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املثليـــة‮‮‪.‬‬ ‫�اب‬ ‫�‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫إلى‬ ‫�ؤدي إلى التميي ��ز العلن � ّ�ي أو‬ ‫‬كم ��ا ّ‬ ‫أن ه ��ذه االفتراض ��ات قد ت � ّ‬ ‫ّ‬ ‫ملثلية اجلنس مع هذه األنظمــة‪ ،‬من املمكن‬ ‫‬كذلك‪ّ ،‬‬ ‫سلبية سابقة ّ‬ ‫فإن وجود جتارب ّ‬ ‫الصحية في املس ��تقبل‪ ،‬مبا في‬ ‫توج ��ه مثليـات اجلنس لطلب الرعاية‬ ‫أن حت ��ول دون ّ‬ ‫ّ‬

‫ملثلي ��ات اجلنس إذا اس ��تطاع األطب ��اء والطبيبات فهم‬ ‫ستتحس ��ن الرعاي ��ة‬ ‫ّ‬ ‫الصحي ��ة ّ‬ ‫ّ‬ ‫الطبية‬ ‫الرعاية‬ ‫�ى‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫للحصول‬ ‫اجلنس‬ ‫�ات‬ ‫�‬ ‫مثلي‬ ‫ه‬ ‫توج‬ ‫دون‬ ‫حتول‬ ‫�د‬ ‫�‬ ‫ق‬ ‫التي‬ ‫�ل‬ ‫العوام �‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الصحية‮‮‪.‬‬ ‫مثليات اجلن ��س لطلب اخلدم ��ات‬ ‫ّ‬ ‫املثلية عل ��ى توج ��ه ّ‬ ‫وفه ��م أثر ره ��اب ّ‬ ‫الصحي ��ة واملخاطر‬ ‫�اكل‬ ‫�‬ ‫ش‬ ‫امل‬ ‫مجموعة‬ ‫�ول‬ ‫�‬ ‫ح‬ ‫الوعي‬ ‫�ادة‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫لز‬ ‫أن هن ��اك حاج ��ة‬ ‫‬كم ��ا ّ‬ ‫ّ‬ ‫مثلي ��ات اجلنس‮‮‪‬.‬عل ��ى األطبـ ّ��اء والطبيبات‬ ‫الصحي ��ة الت ��ي م ��ن املمك ��ن أن تواجه ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ـــاعية من‬ ‫م‬ ‫واالجت‬ ‫ة‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫الطب‬ ‫ة‬ ‫الصحي‬ ‫ــات‬ ‫م‬ ‫املعلو‬ ‫جمع‬ ‫في‬ ‫غايرة‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫االفتراضات‬ ‫جت ّنب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مثليات في‬ ‫املرضى وإبداء اس �‬ ‫ّ‬ ‫�تعدادهم‪/‬ن إلشراك ش ��ريكات أو زوجات ملرضى ّ‬ ‫حية‮‪‬.‬‬ ‫الص‬ ‫رعايتهن‬ ‫املناقشات حول‬ ‫ّ ّ ّ‬

‫‪124‬‬

‫‪125‬‬

‫‪ .8‬مقتبس‮ ‬من‮ ‬نشرة‮ ‬أصوات‮ ‬الثانية‪،‬‮ ‬بعنوان‮"‬الـمثلية‮ ‬اجلنسية‮ ‬واألمراض‮ ‬اجلنسية‮‮"‬


‫ميكن قراءة املزيد من املعلومات حول مواعيد وأماكن فحوصات اإليدز في املوقع‬ ‫الشبكي‮‪‬:‬‬ ‫ّ‬ ‫_‪http://aidsisrael.org.il/zope/home/testing_across‬‬ ‫‪israel/#t000‬‬ ‫أو باالتصال إلى خط أصوات للدعم‮‮‪9532668‬:‬‮‪،‬04-‬‬ ‫الساعة‮‬‪‬.18:00-12:00‬‬ ‫وهو يعمل ّأيام االثنني والثالثاء من ّ‬

‫‪126‬‬

‫‪127‬‬


‫المثليّة الجنسيّة‬

‫واألفكار المسبقة‬

‫عن المثليّة الجنسيّة‬


‫وأفكارا كثيرة‪،‬‬ ‫ومتحررات اجلن ��س‪ ،‬نواجه كلمات‪ّ ،‬ادع ��اءات‬ ‫نح ��ن‪ ،‬مثلييات‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ومتنوعة من النساء‪،‬‬ ‫كبيرة‬ ‫كمجموعة‬ ‫نا‪،‬‬ ‫ق‬ ‫بح‬ ‫ة‬ ‫مجحف‬ ‫تكون‬ ‫ما‬ ‫ا‬ ‫غالب‬ ‫وهي‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫جميعا ً‬ ‫كأي مجموعة أخرى‪.‬‬ ‫الرجال َ‬ ‫نتميز باالختالفات‪ّ ،‬‬ ‫ومن بينهما‪ ،‬إذ أ ّننا ّ‬ ‫ّ‬

‫إن كلّ تل ��ك تش ��كّ ل آراء مبني ��ة ِ‬ ‫لتكس ��ر‪ ،‬تف ��كّ َك وتحُ � ّ�د َد ص ��ورة مجموع ��ة كامل ��ة‬ ‫ّ‬ ‫أن‬ ‫كما‬ ‫مقبولة‪.‬‬ ‫وغير‬ ‫ضعيفة‬ ‫واحدة‪،‬‬ ‫صوره‬ ‫إلى‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ولتحو‬ ‫اس‪،‬‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫من‬ ‫�ة‬ ‫�‬ ‫ع‬ ‫ومتنو‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫جميع هذه اآلراء مبنية على أفكار مس � ّ�بقة‪ ،‬وهذه هي حال األفكار املس � ّ�بقة‪ ،‬التي‬ ‫ٍ‬ ‫معلومات مغلوطة‪ ،‬لطاملا اس ��توعبت‬ ‫ه ��ي مجموعة معتقدات راس ��خة قائمة على‬ ‫مؤسس ��اته‪ .‬ه ��ذه املعلومات‬ ‫م ��ن البي ��ت‪ ،‬املدرس ��ة‪ ،‬اجلي ��ران‪ ،‬واملجتم ��ع بجميع ّ‬ ‫أي تساؤل‬ ‫يطرح‬ ‫أن‬ ‫دون‬ ‫مبدأي عند الفرد‪،‬‬ ‫واملعتقدات تنمو حتى تصبح مبثابة أمر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وموضوعي‪.‬‬ ‫واع‬ ‫بشأن‬ ‫مصداقيتها‪ ،‬ودون فحصها بشكل ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وسنتطرق‪ ،‬في هذه‬ ‫املثلية اجلنس � ّ�ية‪،‬‬ ‫هنالك ّ‬ ‫عدة أفكار مس � ّ�بقة وغير صحيحة عن ّ‬ ‫ّ‬ ‫النشرة‪ ،‬إلى ٍ‬ ‫بعض قليلٍ منها‪.‬‬

‫امليول اجلنس ّية ليست اختيارًا‬ ‫للمثليات‬ ‫�اري‪ .‬وميكن‬ ‫هنال ��ك فكرة ُمس � ّ�بقة تعتقد ّ‬ ‫املثلية اجلنس � ّ�ية هي أمر اختي � ٌ ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن ّ‬ ‫جدا‪.‬‬ ‫ميولهن‬ ‫تغيير‬ ‫شئن‪ .‬هذا االعتقاد خاطئ ًّ‬ ‫اجلنسية متى َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تتطور وتتبلور في مرحلة جيل املراهقة‪ ،‬فقد دلّت األبحاث‬ ‫أن امليول‬ ‫مع ّ‬ ‫اجلنسية ّ‬ ‫ّ‬ ‫الرحم‪.‬‬ ‫في‬ ‫النمو‬ ‫مرحلة‬ ‫إلى‬ ‫تعود‬ ‫حتى‬ ‫أو‬ ‫الصغر‪،‬‬ ‫منذ‬ ‫قائمة‬ ‫اجلنسية‬ ‫املثلية‬ ‫أن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪130‬‬

‫غالبا ما يكون قبل ّأية جتربه جنس � ّ�ية ‪ -‬أو حتى في سنوات‬ ‫الوعي للميول اجلنس ��ية ً‬ ‫الطفولة‪ ،‬أي ما بني ‪ 3‬و ‪ 5‬سنوات‪.1‬‬ ‫مثلي ��ات ومثلي ��ون‪ .‬وه ��ذه النس ��بة متماثل ��ة رغم‬ ‫نح ��و عش ��رة باملئة م ��ن املجتم ��ع ّ‬ ‫اختالفات الثقافات واحلضارات و األخالق االجتماعية‪.‬‬ ‫اجلنسية موجودة في جميع احلضارات‪ ،‬فكذلك جندها في اململكة‬ ‫املثلية‬ ‫وكما ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن ّ‬ ‫أن هناك نح ��و ‪ 1500‬نوع حيوان‬ ‫احليواني ��ة‬ ‫والنباتية‪ً ،‬‬ ‫أيض ��ا‪ .‬حيث وجد العلماء ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪2‬‬ ‫مثلي اجلنس في الطبيعة ‪.‬‬ ‫ونبات ّ‬

‫النفسي واملثل ّية اجلنس ّية‬ ‫ال عالقة بني العالج‬ ‫ّ‬ ‫نفسي‪ .‬في عصرنا احلاضر‪،‬‬ ‫اجلنسية هي مرض‬ ‫املثلية‬ ‫مسبقة تعتقد ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن ّ‬ ‫هنالك فكرة ّ‬ ‫ّ‬ ‫املثلية‬ ‫�ن‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫صلة‬ ‫أية‬ ‫�ود‬ ‫�‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫والتجريبية‬ ‫�تطالعية‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫اال‬ ‫�اث‬ ‫�‬ ‫ح‬ ‫األب‬ ‫�ن‬ ‫يف ّن ��د العدي ��د م �‬ ‫ّ‬ ‫اجلنسية وبني العالج النفسي‪3.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املثلي ��ة‬ ‫ف ��ي س ��نة ‪ ،1973‬قام ��ت املنظّ م ��ة‬ ‫األمريكي ��ة لألم ��راض النفس � ّ�ية بإزال ��ة ّ‬ ‫ّ‬ ‫والعاطفية‪ .‬في‬ ‫ة‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫النف‬ ‫واالضطرابات‬ ‫�راض‬ ‫�‬ ‫�مية لألم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اجلنس � ّ�ية من القائمة الرس � ّ‬

‫‪http://www.bodymindsoul.org/Coming%20out%20and%20sexual%20orient ah 1‬‬ ‫‪tion%20concerns/understanding_sexual_orientation.htm‬‬ ‫‪http://www.auburn.edu/aglbc/ally.htm‬‬ ‫‪http://www.world-science.net/othernews/061024_gay-animals.htm .2‬‬ ‫‪http://psychology.ucdavis.edu/rainbow/html/facts_mental_health.html .3‬‬

‫‪131‬‬


‫س ��نة ‪ ،1975‬قامت املنظّ مة األمريكية للعالج النفس � ّ�ي باخلطوة نفس ��ها‪ .‬في س ��نة‬ ‫توجهت‬ ‫�رد عل ��ى وصمة العار والتمييز املصاحبة‬ ‫‪ ،1992‬وك � ّ‬ ‫للمثلية اجلنس � ّ�ية‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫العاملية‪ ،‬وإلى‬ ‫الصحي ��ة‬ ‫األمريكي ��ة لألمراض النفس � ّ�ية إل ��ى كلّ املنظّ مات‬ ‫املنظّ م ��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�ريعية في بالدهم‬ ‫األطباء النفس ��يني املس ��تقلّني‪ ،‬مطالب ًة ّإياهم بإبطال القوانني التش � ّ‬ ‫ّ‬ ‫التي تعاقب مثليي اجلنس الناضجني الذين ميارس ��ون اجلنس على انفراد (أي ليس‬ ‫عمومي)‪.‬‬ ‫بشكل‬ ‫ّ‬ ‫ف ��ي س ��نة ‪ ،1998‬قام ��ت املنظّ م ��ة األمريكي ��ة لألم ��راض النفس � ّ�ية بإط�ل�اق بي ��ان‬ ‫نفسي‪ ،‬مثل‬ ‫أي عالج‬ ‫األمريكية لألمراض‬ ‫توضيحي‪" :‬املنظّ مة‬ ‫النفسية تعارض ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫نفسي‪ ،‬أو إلى‬ ‫مرض‬ ‫هي‬ ‫اجلنسية‬ ‫املثلية‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫املرتكز‬ ‫احلوار‪،‬‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ‫العالج‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫االعتقاد املسبق بأن على املعا َلج‪/‬ة تغيير ميوله‪/‬ا اجلنسية"‪4.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫الداخلي نحو امليول اجلنس ّية‬ ‫من املستحيل تغيير الشعور‬ ‫ّ‬ ‫ـمثلية اجلنس � ّ�ية هي فكرة‬ ‫إن الفك ��رة الت ��ي تقول إن ف ��ي إمكــــان العالج أن يش ��في ال ّ‬ ‫مسبقة ومغلوطة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫غالبية الن ��اس في بداية جيل املراهقة م ��ن دون أي جتربة‬ ‫عند‬ ‫تظهر‬ ‫ة‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫اجلن‬ ‫�ول‬ ‫املي �‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املتكررة عبر‬ ‫�م‬ ‫�‬ ‫ه‬ ‫محاوالت‬ ‫عن‬ ‫أفادوا‬ ‫�خاص‬ ‫�‬ ‫ش‬ ‫األ‬ ‫بعض‬ ‫أن‬ ‫حتى‬ ‫قة‪.‬‬ ‫�ب‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ة‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫ّ‬ ‫جن ّ‬ ‫ّ‬ ‫لكن مصي ��ر هذه احملاوالت كان الفش ��ل‪ .‬لهذه‬ ‫الس ��نني لتغيي ��ر ميولهم اجلنس ��ية‪ّ ،‬‬ ‫غالبية‬ ‫األطباء النفسيون والطبيبات‬ ‫األسباب‪ ،‬يعتبر‬ ‫النفسيات امليول اجلنسية عند ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إدراكي‪ ،‬وال ميكن تغييره حسب الرغبة‪.‬‬ ‫باطني وغير‬ ‫الناس مبثابة اختيار‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫‪http://www.healthyminds.org/glbissues.cfm .4‬‬

‫‪132‬‬

‫قامت املنظمة األمريكية لألمراض النفس �ّ�ية بإصدار العديد من البيانات الرس ��مية‬ ‫مؤك ��دة أن العالج التحويل ��ي (العالج النفس ��ي بهدف حتويل‬ ‫والتصاري ��ح العام ��ة ّ‬ ‫تدعي‬ ‫مثلي إلى مغاير اجلنس) هو غير أخالقي‪ّ ،‬‬ ‫وأن العالجات التي ّ‬ ‫اإلنسان من ّ‬ ‫تغير‬ ‫املثلي‪ ،‬لكنه ��ا ال ّ‬ ‫ش ��فاء ّ‬ ‫املثلية اجلنس � ّ�ية هي عالجات تس ��تطيع منع التص � ّ�رف ّ‬ ‫اجلنسية األساسية‪ 5.‬إذ من املستحيل‬ ‫ميوله‪/‬ا‬ ‫نحو‬ ‫اإلنسان‬ ‫عند‬ ‫الداخلي‬ ‫الش ��عور‬ ‫ّ‬ ‫أساسية عند شخص ما‪.‬‬ ‫تغيير الشعور الداخلي جتاه ميول‬ ‫ّ‬ ‫أن االضطرابات النفس � ّ�ية عند‬ ‫الرؤي ��ة الس ��ائدة في عل ��م النفس‬ ‫وطب النفس ه ��ي ّ‬ ‫ّ‬ ‫ملثليات وملثليي اجلنس وعدم‬ ‫املجتمع‬ ‫الضطهاد‬ ‫نتيجة‬ ‫مثلي ��ات ومثليي اجلنس هي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وطب النفس يوصيان املعالجِ ات النفس � ّ�يات‬ ‫فإن علم النفس‬ ‫تقبل ��ه لهم‪ .‬ولذلك‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لجِ‬ ‫مثلي ��ات ومثلي ��ي اجلن ��س عب ��ر التغ ّل ��ب عل ��ى هذه‬ ‫�اعدة‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫مب‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫النف‬ ‫�ن‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫ا‬ ‫واملع‬ ‫ينّ‬ ‫ّ‬ ‫وم ْر ِض َية‬ ‫على‬ ‫االجتماعية‪ ،‬والعمل‬ ‫الضغ ��وط‬ ‫ّ‬ ‫تقبل أنفس ��هم‪ ،‬وبناء حياة س ��عيدة ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كمثلية أو كمثلي جنس‪6.‬‬ ‫ّ‬

‫واحدة من بني ك ّل عشرة أشخاص‬ ‫مثلي أو مثل ّية اجلنس‬ ‫ومثليات اجلنس يشكّ لون نسبة ‪10%‬‬ ‫أن مثليي اجلنس‬ ‫دلّت آخر أبحاث كنسي على ّ‬ ‫ّ‬ ‫كل عش ��رة أش ��خاص هناك مثلي جنس واحد أو‬ ‫من املجتمع‪ ،‬ما يعني أ ّنه من بني ّ‬ ‫‪http://www.twu.edu/O-SL/counseling/SelfHelp042.html .4‬‬ ‫‪http://www.twu.edu/O-SL/counseling/SelfHelp042.html .5‬‬

‫‪133‬‬


‫أن هناك صعوبة في قياس العدد الدقيق‪،‬‬ ‫مثلية جنس واحدة‪ 7.‬من اجلدير بالذكر ّ‬ ‫إن وصمة العار ا ُملنس ��وبة إليهم تزيد من صعوبة حتديدهم‪ ،‬فالكثيرون منهم‬ ‫حيث ّ‬ ‫يحاول ��ون كب ��ت ميولهم اجلنس ��ية وإخفاءه ��ا خوفًا من ردة فع ��ل املجتمع‪ .‬كما أن‬ ‫تتغي ��ر بني الثقافات أو احلض ��ارات أو القوميات‬ ‫ه ��ذه النس ��بة‪ ،‬وفق األبحاث‪ ،‬ال ّ‬ ‫‪8‬‬ ‫األخالقية املختلف ��ة لديها‪ .‬لذا ف ��أن الفكرة‬ ‫�ض النظر عن املب ��ادئ‬ ‫املختلف ��ة‪ ،‬بغ � ّ‬ ‫ّ‬ ‫املس ��بقة والسائدة أن املثلية اجلنسية معدومة أو شبة معدومة في املجتماعات العربية‬ ‫مخطوئ ��ة ج ��دا‪ ،‬وكما ورد هنا‪ ،‬أيضا في املجتمعات العربية نس ��بة املثلية اجلنس ��ية‬ ‫‪ 10‬باملئة‪.‬‬

‫التعرض لالعتداء اجلنسي ال يح ّول االنسانة ملثل ّية اجلنس‬ ‫مثلي ��ات اجلنس‪،‬كغيره ��ن م ��ن النس ��اء ف ��ي املجتم ��ع‪ ،‬يتعرض ��ن العت ��داءات‬ ‫إن ّ‬ ‫جنس � ّ�ية ف ��ي مرحلة ما ف ��ي حياته ��ن اال ان ذل ��ك ال "يحولهن" ملثلي ��ات اجلنس‪.‬‬ ‫فاإلحصائي ��ات ت ��دل عل ��ى أن واح ��دة م ��ن ب�ي�ن كلّ ثالث نس ��اء تتع � ّ�رض العتداء‬ ‫واملثلية‬ ‫اجلنسية‬ ‫جنسي في مرحلة ما في حياتها‪ 9.‬لذلك‪ ،‬فالربط بني االعتداءات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يتعرضن العتداءات‬ ‫الالتي‬ ‫�اء‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫الن‬ ‫إن‬ ‫�ه‪.‬‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫أسا‬ ‫من‬ ‫وخاطئ‬ ‫مغلوط‬ ‫هو‬ ‫ة‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫اجلنس ّ‬ ‫ّ‬ ‫سيكن‬ ‫هن‬ ‫ّ‬ ‫لكن هذا ال يعني أ ّن ّ‬ ‫جنسية يجدن صعوبة في التعلّق بالرجال بعد ذلك‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫مثليات جنس‪ ،‬بسبب ذلك‪10.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪http://psychology.ucdavis.edu/rainbow/html/facts_mental_health.html .7‬‬ ‫‪http://www.auburn.edu/aglbc/ally.htm .8‬‬ ‫جنسية‪.‬‬ ‫للمتعرضات العتداءات‬ ‫‪ .9‬حتالف مراكز الدعم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪http://www.twu.edu/O-SL/counseling/SelfHelp042.html .10‬‬

‫‪134‬‬

‫العالقة اجلنس ّية ال حتدد امليول اجلنس ّية‬ ‫جنسية ‪ -‬أو‬ ‫غالبا ما يكون الوعي للميول اجلنسية قبل أية جتربه‬ ‫كما ذكرنا سابقًا‪ً ،‬‬ ‫ّ‬ ‫متأخر‪،‬‬ ‫حتى في س ��نوات الطفولة‪ ،‬إال ّ‬ ‫أن هناك َمن يعون امليول اجلنس � ّ�ية في جيل ّ‬ ‫السائدة التي تكبت وتكبح هذا الشعور‪.‬‬ ‫وذلك بسبب النظرة‬ ‫السلبية ّ‬ ‫ّ‬ ‫مثليات ومثليي اجلنس مبمارس ��ة عالقة مع اجلنس اآلخر للتغطية على‬ ‫يقوم بعض ّ‬ ‫احلقيقية خوفا من املجتمع ونظرته لهذه امليول‪ ،‬لذلك فهم يقيمون عالقة‬ ‫ميوله ��م‬ ‫ّ‬ ‫جنسية مع اجلنس اآلخر رغم عدم اجنذابهم له‪/‬ا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وفي بعض احلاالت‪ ،‬يعي األفراد ميولهم املختلفة‪ ،‬رغم جتاربهم املغايرة جنس ��يا‬ ‫ورغ ��م عدم اجنذابهم للجن ��س اآلخر‪ .‬كما أ ّنه يوجد من بني املغايرين جنس � ًّ�يا َمن‬ ‫اجلنسية‪.‬‬ ‫يغير ميولهم‬ ‫مثلية‪ ،‬غير ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن هذا األمر ال ّ‬ ‫ميرون بتجربة ّ‬

‫املثل ّية اجلنس ّية ليست مرحلة زمن ّية مترّ عند الز ّواج‬ ‫مثلية اجلنس وأنت لم متارس ��ي‬ ‫ً‬ ‫ملثليات اجلنس‪" :‬كيف تعتبرين أنك ّ‬ ‫كثيرا ما يقال ّ‬ ‫اجلن ��س مع رجل‪ ".‬واجلواب‪" :‬وأنتم‪ ،‬كيف تعرف ��ون أ ّنكم مغايرين اجلنس إذا‬ ‫لم متارسو اجلنس مع نفس جنسكم؟"‬ ‫مثلية‪/‬مثلي اجلنس مع اجلنس اآلخر‪ ،‬لفترة‬ ‫قد تنجح بعض العالقات‬ ‫الزوجية بني ّ‬ ‫ّ‬ ‫الزوجي ��ة مليئ باإلحباط والتعاس ��ة والوهم‬ ‫م ��ا‪ ،‬لك � ّ�ن العديد من ه ��ذه العالقات‬ ‫ّ‬ ‫يؤدي في النهاية إلى انهيار احليـــــاة‬ ‫ما‬ ‫الزوجني‪،‬‬ ‫والغش وعدم حتقيق الذات لدى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫‪135‬‬


‫الزوجيـــــة‪ ،‬وشعور الزوجني بجروح عميقة حتتــــاج إلى وقت طويل للشـــــفاء‪.‬‬ ‫ّ‬

‫‪11‬‬

‫ال تأتي مثل ّيات ومثليي اجلنس من طفولة مد ّمرة وبيوت مهدومة‬ ‫أن هناك‬ ‫مثلي اجلنس‪ ،‬حيث ّ‬ ‫لي ��س كلّ إنس ��ان عاش طفولة صعب ًة يختار أن يك ��ون ّ‬ ‫مدمرة‪ .‬كما أ ّنه ال‬ ‫�وت‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫أيضا‪ ،‬من ب‬ ‫العدي ��د م ��ن مغايري اجلنس الذي ��ن أتوا‪ ،‬هم ً‬ ‫ّ‬ ‫أي بحث يثبت وجود عالقة بني مثليات ومثليي اجلنس وبني البيوت‬ ‫يوج ��د اليوم ّ‬ ‫اجتماعية‬ ‫خلفي ��ات‬ ‫أن من ش ��أن‬ ‫أي بحث يثبت ّ‬ ‫الت ��ي ج ��اءوا منه ��ا‪ .‬وليس هن ��اك ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املثليـــة اجلنس� � ّــية‪ ،‬وكما يبدو‬ ‫معينــــة أن تش� � ّ‬ ‫ــــــــجع أو تقلّل من ّ‬ ‫معين ��ة أو اعتداءات ّ‬ ‫ّ‬ ‫البيئي ��ة تؤثّر على‪ ،‬وتس ��اهم في‪ ،‬حتديد‬ ‫العوامل‬ ‫�ر‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫غ‬ ‫أخرى‬ ‫ــــل‬ ‫م‬ ‫عوا‬ ‫�اك‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫�إن‬ ‫ف�‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫امليول اجلنسية‪12.‬‬ ‫ّ‬

‫مثل ّيات اجلنس ال يكره َن الرّجال‬ ‫هن‬ ‫يحبنب النس ��اء وبناء عالق ��ات‬ ‫مثلي ��ات اجلنس‬ ‫َ‬ ‫معهن ال يج ��ب أن يعني أ ّن ّ‬ ‫ّ‬ ‫ك ��ون ّ‬ ‫الرجال‪ .‬لقد اخت ��رن فقط عدم القيام بعالقات جنس � ّ�ية مع الرجال‪ ،‬ال‬ ‫ال يحب�ب َ‬ ‫�ن ّ‬ ‫إن‬ ‫املثليات ال‬ ‫الرجال أنفسهم‪ ،‬حيث ّ‬ ‫أكثر‪ .‬واالعتقاد ّ‬ ‫َ‬ ‫بأن ّ‬ ‫الرجال نابع من ّ‬ ‫يحبنب ّ‬ ‫املثلية اجلنسية تسبب للعديد من الرجال عدم الراحة وعدم الثقة‪13.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪http://www.someone-to-talk-to.net/myths_about_homosexuality.htm .11‬‬ ‫‪http://www.someone-to-talk-to.net/myths_about_homosexuality.htm .12‬‬ ‫‪Kat Harding; The Lesbian Kama Sutra (Pag 29); Thomas Dunne Books; 2005 .13‬‬

‫‪136‬‬

‫مثل ّيات اجلنس ال يردن ان يك ّن رجاالً‬ ‫يكن رجاالً‪ .‬ه ��ذه الفكرة هي فكرة‬ ‫هن ي ��ردن أن ّ‬ ‫�ب النس ��اء للنس ��اء ال يعني أ ّن ّ‬ ‫إن ح � ّ‬ ‫تصور النساء بصورة‬ ‫مغلوطة ولكنها سائدة‪ ،‬وسبب ذلك هو وجود جهات تريد أن ّ‬ ‫ورجولية وقبيحة‪ .‬إن محاولة تصويرنا على هذا النحو البش ��ع يس � ّ�هل عليهم‬ ‫عنيفة‬ ‫ّ‬ ‫حقيقيات‪ ،‬إذ كيف ميكن‬ ‫التقليل من مكانتنا ونبذنا‪ ،‬بحيث نظهر وكأننا لس ��نا نساء‬ ‫ّ‬ ‫مثليات اجلنس مختلفات‪،‬‬ ‫أن نكون نساء‬ ‫حقيقيات دون أن ّ‬ ‫الرجال؟! النساء ّ‬ ‫ّ‬ ‫نحب ّ‬ ‫وأشكالهن مختلفة‪ ،‬كما أن أشكال مغايرات اجلنس مختلفة‪ ،‬أيضا‪14.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كل واحد‬ ‫�ى‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫يعود‬ ‫�ار‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫االخت‬ ‫لكن‬ ‫�وب‬ ‫�‬ ‫ص‬ ‫و‬ ‫حدب‬ ‫كل‬ ‫�ن‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫تأتي‬ ‫قة‬ ‫�ب‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اآلراء امل ّ‬ ‫خصوصا‪ ،‬وجتاه‬ ‫وواحدة م ّنا‪ .‬فنحن مس ��ؤوالت ومس ��ؤولون كأفراد جتاه أنفسنا‬ ‫ً‬ ‫تعرضنا لها‬ ‫املجتمع‬ ‫ً‬ ‫عموما‪ ،‬وعلينا أن نفحص وندرس هذه األفكار واآلراء التي ّ‬ ‫من بعض اجلهات‪.‬‬ ‫الصعب بناء عالقة سليمة مع شخص أو موضوع ما‪ ،‬إذا بدأت هذه العالقة من‬ ‫من ّ‬ ‫املسبقة واالضطهاد‬ ‫املسبقة‪ .‬كما أنه من الصعب التغاضي عن اآلراء ّ‬ ‫نقطة اآلراء ّ‬ ‫ال أيضا‪15.‬‬ ‫أمرا مستحي ً ً‬ ‫العنصري‪ّ ،‬‬ ‫لكن ذلك ليس ً‬ ‫املثلية اجلنس � ّ�ية؟ عل ��ى ّأية‬ ‫علين ��ا أن نس ��أل أنفس ��نا كي ��ف قمن ��ا باتخ ��اذ موقفنا م ��ن ّ‬ ‫معلومات اعتمدنا‪ ،‬ومن أين أخذنا هذة املعلومات‪.‬‬ ‫مرة س ��معنا‬ ‫مرة ك ّنا موضوعيات‪/‬ين ف ��ي حواراتنا حول هذا املوضوع؟! كم ّ‬ ‫ك ��م ّ‬ ‫جديدا فع ً‬ ‫ال‬ ‫ثم اتخذنا في نهاية األم ��ر موقفًا‬ ‫ً‬ ‫وجه ��ة النظر األخرى حت ��ى النهاية‪ّ ،‬‬ ‫من هذا املوضوع؟‬ ‫‪.Kat Harding; The Lesbian Kama Sutra (Pag 29); Thomas Dunne Books; 2005.14‬‬ ‫‪. http://www.alterheros.com/english/dossier/Articles.cfm?InfoID=269.15‬‬

‫‪137‬‬


‫أعمال أدبيّة‬ ‫عن المثليّة الجنسيّة‬


‫مش باربي‬ ‫" ش ��و بدك لعيد ميالدك؟" س ��ألت أمي‪ ،‬همس ��ت أختي في أذني "قوليلها بيت‬ ‫باربي"‪ .‬كنت في السادس ��ة أو الس ��ابعة م ��ن عمري‪ ،‬لم أرد بي ��ت باربي‪ ،‬أردت‬ ‫ك ��رة ق ��دم ‪ ،‬م ��اذا عس ��اني افعل ببي ��ت بارب ��ي!! كرهت البارب ��ي‪ ،‬رأيت به ��ا لعبة‬ ‫ممل ��ة وغبي ��ة‪ .‬طاملا تنكل ��ت للعب البارب ��ي التابعة ألخواتي‪ ،‬كنت أقص ش ��عرهن‬ ‫ومالبس ��هن وارس ��م على وجوههن‪ ،‬وحتى أني خربت بيت الباربي الذي اشتراه‬ ‫وردي اللون إلى حد ال يطاق‪.‬‬ ‫أهلي ألخواتي‪ .‬كرهته‪ ،‬كان‬ ‫ٌَ‬

‫الصف تش ��عر كما اش ��عر؟ ال اعرف‪ .‬أعرف فقط أني شعرت في حاجة دائمة إلى‬ ‫اس ��ترضائها ونيل استحسانها‪ ،‬أردت أن أكون أفضل طالبة في الصف واحلصول‬ ‫على أعلى عالمة في الصف من اجلها‪.‬‬ ‫ما جعلني اش ��عر بان كل ش ��يء على ما يرام‪ ،‬وبأنه لم يتغير ش ��يء هو مشاركة اعز‬ ‫صديق ��ة ل ��ي منذ كنا في عامن ��ا اخلامس أهوائي‪ ،‬لعبنا دائم ��ا بالعاب صبية‪ ،‬كانت‬ ‫لعبتن ��ا املفضل ��ة هي كرة القدم‪ .‬كنت قد طلبت من أم ��ي الدخول إلى منتخب كرة‬ ‫القدم في املدرس ��ة إال أنها رفضت قائلة إنها لعبة يلعبها الصبيان ال مكان للفتيات‬ ‫فيها‪ ،‬ومؤكد ليس على هذا القدر من احلماس للعبة‪.‬‬

‫ش ��عرت ف ��ي طفولت ��ي اختالفي عن باقي البن ��ات‪ ،‬فضلت اللعب م ��ع األوالد في‬ ‫احل ��ارة‪ ،‬فضلت أن البس كما يلبس ��ون وان أتصرف كما يتصرفون‪ .‬أحببت لعب‬ ‫ك ��رة القدم‪ ،‬كرة الس ��لة‪ ،‬الع ��اب احلروب والس ��يارات وحتى التص ��ارع‪ ،‬لم ُأ ِعر‬ ‫اهتمام ��ا الحتم ��ال إصابتي‪ ،‬ب ��ل على العكس رغب ��ت بذلك‪ ،‬كنت اش ��عر حينها‬ ‫بأنني قوية‪ ،‬وانه بإمكاني التهام العالم‪.‬‬

‫�ت إليهم‬ ‫ف ��ي الصف العاش ��ر كنت ف ��ي بلبلة‪ ،‬ب ��دأت "مبصاحب ��ة" الفتيان‪ُ ،‬ج ِذب � ُ‬ ‫ليس إال‪ ،‬لم أفكر في ابعد من ذلك‪ .‬وفي الصف احلادي عش ��ر كان لي صاحب‬ ‫اس ��تماتت علي ��ه جمي ��ع الفتيات‪ ،‬أمضينا س ��نة م ��ع بعضنا‪ .‬لكنني ش ��عرت وقتها‬ ‫بشيء ما ينقصني‪ ،‬لم استطع أن احدد ما هو‪.‬‬

‫كان ��ت لي ف ��ي الصف الثال ��ث االبتدائ ��ي صديقة كن ��ت ُأ ِ‬ ‫حضر لها الهدايا بش ��كل‬ ‫دائم‪ ،‬كنت اش ��عر بش ��يء ما اجتاهها‪ ،‬لم اعرف حينها ما هي هذه املشاعر‪ .‬كانت‬ ‫تتلبسني الغيرة لرؤيتها تلعب مع فتاة أخرى‪ .‬أردتها لي وحدي‪.‬‬

‫كان ��ت جمي ��ع الفتي ��ات تتح ��دث ع ��ن رجفة احل ��ب ومتعته ��ا‪ ،‬كنت أظنه ��ا مجرد‬ ‫أس ��طورة‪ ،‬اخت ��راع ش ��خص م ��ا‪ .‬ل ��م اع ��رف م ��اذا تعن ��ي؟ وملاذا ل ��م أش ��عر بهذه‬ ‫األحاسيس معه؟ هل هنالك ٌ َع َط ُب ما بي؟‬

‫أم ��ا في الص ��ف التاس ��ع‪ ،‬كنت مفتون ��ة مبعلم ��ة اللغة االجنليزي ��ة‪ ،‬لم افه ��م ماهية‬ ‫مش ��اعري نحوها أيضا‪ .‬ش ��غلني املوضوع وأخذت بالتس ��اؤل‪ :‬هل أن ��ا الوحيدة‬ ‫التي تشعر هكذا؟ هل هذا الشعور طبيعي؟ هل ميكن أن تكون فتيات أخريات في‬

‫أتذك ��ر قبل تخرجي بفترة حديث دار بين ��ي وبني صديقات لي‪ ،‬بينهن اعز صديقة‬ ‫لي‪ ،‬حتدثنا في حينها عن أناس نراها جميلة‪ ،‬وإذ بها تقول أن اجنلينا جولي رائعة‬ ‫اجلمال! وافقتها الرأي وكنت في غاية السعادة الجنذابها لفتاة‪ .‬كانت قد سافرت‬

‫‪140‬‬

‫‪141‬‬


‫ه ��ذه الصديقة إلى خ ��ارج البالد‪ .‬وأخبرتن ��ي أنها قامت بتقبيل فت ��اة هناك‪ ،‬وأنها‬ ‫اس ��تمتعت بذلك‪ .‬غ ��رت كثيرا واردت أن أجرب ذلك بنفس ��ي‪ .‬قد عرفنا أن كل‬ ‫منا متيل ميل األخرى‪ ،‬رغم أننا لم نذكر أو نتحدث يوما عن املوضوع‪ .‬كان ذلك‬ ‫معزيا‪ ،‬أن يكون اقرب الناس إليك مختلف مثلك‪.‬‬ ‫ما زلت اذكر حبي األول‪ ،‬كانت بالطبع فتاة‪ .‬بل وكانت صديقة إحدى أصدقائي‬ ‫القريب�ي�ن‪ .‬كان ق ��د اخبرن ��ي انه يخرج مع فت ��اة وأنه ��ا مزدوجة امليول اجلنس� �ـــــي‪.‬‬ ‫حتمست حلقيقة وجود فتيـــــات عربيات أخريات على هذا النحو‪.‬‬ ‫حددنا موعد للخروج س ��وية‪ ،‬اذكر كيف اس ��تلبت قلبي حلظ ��ة وقع نظري عليها‪،‬‬ ‫كان ��ت جميلة للغاية‪ ،‬صاحبة أعني زرقاء س ��احرة‪ .‬لم اس ��تطع النظ ��ر في عيناها‪.‬‬ ‫بدأن ��ا باالقتراب م ��ن بعض‪ ،‬حتدثنا على الهاتف والتقينا كثي ��را‪ .‬أحببتها‪ ،‬لكن لم‬ ‫استطع أن أبوح لها بذلك‪ .‬حتى أتى يوم اعترفت لي هي بحبها لي وبأنها تريدني‪.‬‬ ‫كان هذا اسعد يوم في حياتي‪ .‬قمنا بتقبيل بعضنا وها هي الرجفة التي حتدثن عنها‬ ‫طويال! يا للش ��عور الرائع‪ .‬ملمس ��ها‪ ،‬رائحتها‪ ،‬حديثها‪ ،‬شعرها‪ ،‬جسدها‪ .‬كل‬ ‫ما فيها أصابني باجلنون‪ .‬أردت أن أراها كل يوم‪.‬‬ ‫بقينا معا ملدة سنة حتى ضبطتنا أمها‪ ،‬وقامت بتهديدي بإخبار والدي باألمر وبرفع‬ ‫دعوى قضائية علي‪ ،‬فقد كنت حينها ابنه الثامنة عش ��ر ونصف الس ��نة وكانت هي‬ ‫في عامها الس ��ابع عش ��ر‪ .‬خفت كثيرا‪ ،‬لم أرد حتى أن أفكر مبا قد يحصل إن علم‬ ‫والدي باألمر‪.‬‬ ‫خف ��ت كثيرا من أمها‪ .‬أمرتن ��ي باالبتعاد عنها‪ ،‬أخبرتها أنن ��ي أحب ابنتها واني ال‬ ‫‪142‬‬

‫اس ��تطيع االبتعاد عنه ��ا‪ ،‬فقالت لي أنها تفضل أن تكون ابنته ��ا ميتة على أن تكون‬ ‫مثلي ��ة‪ ،‬غضبت للغاية‪ ،‬قلت لها أنها م ��ن املفروض أن حتبها بكل ثمن‪ ،‬صرخت‬ ‫علي قائلة أن ليس هذا طبيعيا وأننا بحاجة للتخلص من هذا األمر‪.‬‬ ‫قطعن ��ا عالقتنا ببعض‪ ،‬كرهت هي أمها وأن ��ا كذلك‪ .‬كيف لها أن تفعل ما فعلت‬ ‫بأي حق وان تقول ما قالت!‪ .‬كان الفراق صعبا جدا‪ ،‬لم استطع البقاء في البيت‬ ‫بع ��د ذل ��ك‪ .‬كنت بحاجة إلى اخل ��روج من هناك‪ .‬أردت أن أعي ��ش في تل أبيب‪،‬‬ ‫رأي ��ت ف ��ي التلف ��از أن احلي ��اة هناك أس ��هل للمثلي ��ات واملثليني‪ .‬كن ��ت بحاجة إلى‬ ‫الوص ��ول إلى تل أبيب‪ .‬وفكرت أن الطريقة الوحيدة للذهاب إلى هناك فقط عن‬ ‫طريق التعذر بالدراس ��ة‪ .‬اخترت موضوع دراس ��تي‪ ،‬مت قبول ��ي للجامعة وتركت‬ ‫البيت متجهة إلى تل أبيب‪.‬‬ ‫كنت قلقة في البداية من أن ال يتقبلونني ألني عربية‪ ،‬حافظت على بعد بيني وبني‬ ‫الناس لظني إنهم س ��يكرهونني في نهاية املطاف‪ ،‬إن عرفوا أني عربية‪ .‬ومن تريد‬ ‫أن تك ��ون م ��ع عربية‪ ..‬غباء‪ ...‬اع ��رف‪ .‬أدركت الحقا أن الن ��اس ترى فيك ما‬ ‫تقدمي ��ه أنت عن نفس ��ك‪ ،‬فإن أظه ��رت فخرك مبن أنت واعت ��زازك بذاتك وثقتك‬ ‫بنفس ��ك س ��تحترمك الن ��اس وتتقبل ��ك‪ .‬وان كن ��ت تخجل�ي�ن أو تش ��عرين باخلزي‬ ‫س ��تعاملك الناس بعدم االحترام‪ .‬يجب على اإلنسان أن يكون صادقا ومتصاحلا‬ ‫مع نفسه‪.‬‬ ‫انتقلت صديقتي معي إلى تل أبيب ‪ ،‬كنا قد عزمنا على الذهاب إلى بار "مينيرفا"‬ ‫وهو بار ش ��هير للمثليات في تل أبيب‪ .‬لن أنس ��ى شعوري في ذلك اليوم‪ ،‬جلسنا‬ ‫هنال ��ك وش ��عرنا وكأننا في بيتنا‪ ،‬بيت ُت ًق ّبِ ُل في ��ه الفتيات بعضهن البعض بال حرج‬ ‫‪143‬‬


‫أو خوف‪ ،‬شعرت بالسعادة‪.‬‬ ‫بدأت بعد ذلك بالذهاب إلى أماكن خاصة باملثليات واملثليني‪ ،‬ش ��عرت باالنتماء‬ ‫والراحة‪ ،‬البس ما أشاء‪ ،‬أتصرف كيفما أشاء وافعل ما بدى لي‪.‬‬ ‫اعت ��رف إنني بلغت الثالث والعش ��رين عاما وما زل ��ت ال ادري ماذا افعل‪ .‬كل ما‬ ‫أري ��د هو "اخلروج م ��ن اخلزانة" أمام عائلتي‪ .‬لكنني غير ق ��ادرة على فعل ذلك‪،‬‬ ‫ليس من الس ��هل القيام بذلك في مجتمعنا‪ .‬أجد نفس ��ي أحيانا أمتنى أن تكون هذه‬ ‫مرحل ��ة ُأمر بها وقد تنتهي‪ ...‬ال ليس ذل ��ك صحيحا‪ ،‬فال أريد أن أتغير‪ ،‬أحب‬ ‫نفسي هكذا كما أنا‪.‬‬ ‫أهم ش ��يء عند أبي هو الش ��رف‪ ،‬هو ش ��خص طاعن في الس ��ن‪ ،‬ال ادري ما ميكن‬ ‫أن يح ��دث له إن عرف‪ ،‬ل ��ن يكون قادرا على فهم األم ��ر‪" .‬عندك صاحب؟"‪،‬‬ ‫"اميت ��ى رح تتزوجي؟"‪" ،‬ب ��س انت الوحيدة في العيلة يل ��ي بعدها ما تزوجت؟‬ ‫القيلك حدى عاد" ‪..‬خلص‪..‬يكفي! اتركوني بحالي‪.‬‬ ‫تضايقني أمي مبحاوالتها الدائمة في التدخل مبا يجب علي أن البسه وكيف يجدر‬ ‫بي التصرف‪ ،‬يضايقني جتولي في شوارع الناصرة‪ ،‬بلد مولدي‪ ،‬ونظر الناس إلي‬ ‫كأنني مخلوق من الفضاء اخلارجي‪.‬‬

‫من تستحق خروجي من اخلزانة‪.‬‬ ‫ال يوج ��د عندي س ��بب للتذم ��ر‪ ،‬انتمي إلى أروع عائلة في الدني ��ا‪ ،‬لم يعودوا إلى‬ ‫ذكر األعراس وإجناب األطفال وغيرها‪.‬‬ ‫قد تقبلوا اختالفي عن الفتيــات األخريات‪ .‬لديهم العديد من األس ��باب ليفخروا‬ ‫بي‪.‬‬ ‫الدخول إلى عالم " أصوات" س ��اعدني جدا‪ ،‬وواس ��تني حقيقة وجود أخريات‬ ‫مثلي‪ .‬كل كانت تتحدث عن حياتها‪ ،‬مخاوفها وجتاربها‪ .‬س ��عدت لكوني جزءا‬ ‫م ��ن هذه املجموع ��ة‪ ،‬رمبا تتاح لي الفرصة مس ��تقبال ملس ��اعدة مثلي ��ات أخريات‪،‬‬ ‫خاصة العربيات منهن‪ .‬أريد أن أقول لهن بأنه ليس هنالك ما يدعوهن للخجل‪،‬‬ ‫وإمن ��ا الفخر واالعتزاز باس ��تثنائيتهن وفرادتهن واختالفهن ع ��ن باقي الناس‪ ،‬عن‬ ‫املعتاد واملتبع‪.‬‬ ‫أم ��ا اآلن فانا أعيش اللحظة‪ ،‬أعيش احلاض ��ر‪ .‬يطيب لي ذلك‪ .‬لكل منا احلق في‬ ‫ذل ��ك‪ .‬ال أن تخج ��ل مبا هي‪ ،‬مبش ��اعرها‪ ،‬ليس هذا امرا اخترناه ألنفس ��نا‪ ،‬املثلية‬ ‫ليست بالشتيمة وإمنا هي أسلوب حياة مميز‪.‬‬

‫أرى اليوم نفس ��ي أكثر تس ��امحا وتقبال لكل هذا‪ .‬افخ ��ر باختالفي‪ ،‬أحب حقيقة‬ ‫أني اختلف عن الناس‪ .‬بل واعتقد انه لفظيع أن يكون املرء عاديا‪ ،‬انه ألمر ممل‪.‬‬ ‫إني على يقني من انه وفي يوم ما س ��أكون على قدر كاف من الش ��جاعة أو الس ��كر‬ ‫إلخب ��ار أهل ��ي عن مثليتي‪ ،‬ال انوي على العيش ف ��ي أكاذيب‪ .‬انتظر فقط أن تأتي‬ ‫‪144‬‬

‫‪145‬‬


‫حسن صبي‬ ‫عرف ��ت دائم ��ا بان هنالك ش ��يء مختلف بي‪ ،‬لم أكن يوما مث ��ل باقي الفتيات‪ ،‬لم‬ ‫أدرك حينها السبب وراء ذلك ولم املك تسمي ًة لهذا االختالف‪.‬‬ ‫عندم ��ا كن ��ت طفل ��ة‪ ،‬كنت أفضل الع ��اب األوالد دائم ��ا‪ .‬كانت أمي تتوس ��ل إلي‬ ‫أللع ��ب بدمي ��ة الباربي أو بأي دمية أخ ��رى‪ ،‬حتى أنها جلبت ل ��ي يوما بيت باربي‬ ‫ضخ ��م مع الكثير من الدمى إلغرائي بها‪ ،‬بي ��ت حلمت بنات أخريات بامتالكه‪،‬‬ ‫لكني ورغم ذلك فضلت السيارات التي تشغل بالروموت كونترول‪ ،‬الدراجات‪،‬‬ ‫السكيت بورد ولعب كرة القدم أو كرة السلة مع األوالد في حارتنا‪.‬‬ ‫خ�ل�ال أعوام مراهقتي كنت حس ��ن صب ��ي بالكامل‪ ،‬ارتدي ��ت مالبس فضفاضة‪،‬‬ ‫تصرفت متاما كالفتيان‪ .‬كنت أش ��عر بأنه كان يجب أن أولد ش ��ابا‪ ،‬لم أس ��تطع أن‬ ‫أفهم الس ��بب من وراء ذلك‪ ،‬ففي الواقع أحببت كوني فتاة‪ ،‬ولكني ش ��عرت بأن‬ ‫شيئا ما في داخلي غريب وليس باالعتيادي‪.‬‬ ‫أتذك ��ر عند نش ��أتي‪ ،‬كن ��ت العب أن ��ا وصديقاتي الفتي ��ات "بيت بي ��وت"‪ ،‬كنت‬ ‫دائم ��ا الع ��ب دور "األب" (ألن ��ه ف ��ي "البيت بي ��وت" ال يصلح أن يك ��ون هناك‬ ‫أم وأم) وكن ��ا نق ��وم بتقبي ��ل بعضن ��ا‪ .‬كنت قد نس ��يت ذلك متاما حتى ب ��دأت أدرك‬ ‫أش ��ياء عن نفس ��ي‪ .‬في مراهقتي كنت أنظر إلى غيري من الفتيات بطريقة لم تنظر‬ ‫فيه ��ا الفتيات إلى بعضهن البعض‪ .‬كنت أش ��عر باحل ��رج واالرتباك في القرب من‬ ‫الفتيات‪ .‬التمس ��ت لنفس ��ي األعذار وحاولت أن اقنع نفس ��ي بأنني أردت فقط أن‬ ‫أك ��ون مث ��ل تلك الفتيات اجلميلة واملقبول ��ة‪ .‬أدرك اآلن أنها لم تكن إال الرغبة في‬

‫‪146‬‬

‫أن أكون معهم وليس مثلهن‪.‬‬ ‫كانت جميع رفيقاتي البنات تتباهى بأصحابها األوالد في املدرسة الثانوية‪ ،‬أما أنا‬ ‫فكن ��ت فخورة لعدم وجود صاحب لي‪ ،‬كنت ابرر ذلك بالقول انه ألمر س ��خيف‬ ‫وبأنني ما زلت صغيرة الس ��ن على هذا األمر‪ .‬في احلقيقة لم افهم ملاذا ش ��عرت مبا‬ ‫شعرت أو املعنى من وراء ذلك‪ .‬كنت مجرد فتاة "حسن صبي"‪ ،‬حتب القيام مبا‬ ‫يق ��وم ب ��ه البنني وتتمنى لو كان ��ت ولدا‪ .‬فقط‪ ،‬بعد بضع س ��نوات‪ ،‬عندما كان لي‬ ‫أول افتت ��ان حقيق ��ي بفتاة‪ ،‬ب ��دأت كل هذه األمور تقع في أمكنته ��ا وبدأت تتكون‬ ‫على نحو منطقي وواضح‪.‬‬ ‫عرفت دائما أنني مثلية‪ ،‬لكن لم أكن أعرف كيف أش ��رح ذلك‪ ،‬أو كيف يس ��مى‬ ‫أو يطلق على هذا الش ��يء‪ ،‬فجاء اعترافي لنفس ��ي مبثليتي في وقت متأخر نس ��بيا‪.‬‬ ‫كانت تلك س ��نتي األخيرة في املدرسة الثانوية حني التقيت بفتاة عن طريق صديق‬ ‫مش ��ترك‪ ،‬كان ��ت فت ��اة جامعي ��ة تكبرني بع ��ام‪ ،‬وكم ��ا الفتيات األخري ��ات‪ ،‬كانت‬ ‫تربطن ��ا عالق ��ة صداق ��ة بحتة‪ .‬كان هنالك "كلي ��ك" بيننا منذ أول م ��رة حتدثنا فيها‬ ‫إلى بعضنا‪ ،‬بعدها بدأنا باحلديث على الهاتف طوال الليل‪ ،‬والتكاتب بالرس ��ائل‬ ‫النصية طوال النهار‪.‬‬ ‫كن ��ت أع ��رف كل ما ميك ��ن أن يعرف عنه ��ا‪ ،‬وكانت تعرف كل م ��ا ميكن أن يعرف‬ ‫عني‪ ،‬ما عدا أهم أمر‪ .‬وصلت إلى نقطة لم أستطع فيها االستمرار بالكذب على‬ ‫نفس ��ي بعد‪ .‬اعرف أن ما ش ��عرت به آنذاك اجتاهها ليست مشاعر من املفروض بي‬ ‫أن أح ��س به ��ا اجتاه فتاة‪ ،‬لم أكن أعرف ماهية هذه املش ��اعر‪ ،‬لذلك أطلقت عليها‬ ‫فق ��ط لقب "اعز صديقاتي"‪ .‬كنا نقول "أن ��ا أحبك" لبعضها البعض كل وقت‪،‬‬ ‫لم انطق بهذا اللفظ ألحد من قبل‪ ،‬ولكنه كان ينس ��اب من فمي إليها تلقائيا دون‬ ‫تفكير‪.‬‬ ‫‪147‬‬


‫بع ��د م ��رور فت ��رة من الزم ��ن‪ ،‬بدأت تتص ��رف على نحو لم أس ��تطع فهم ��ه وبدأت‬ ‫باالجن ��راف بعي ��دا عني حتى اختف ��ت من حياتي متام ��ا‪ .‬كانت قد احتلت مس ��احة‬ ‫كبي ��رة ف ��ي حياتي‪ ،‬وعندم ��ا اختفت تركت خلفه ��ا فجوة رهيبة‪ .‬كان ��ت هذه املرة‬ ‫تختل ��ف ع ��ن غيرها من املرات‪ ،‬كان هنالك ش ��يء لم أس ��تطع أن أش ��رح ماهيته‪.‬‬ ‫ش ��يء أعرف اآلن انه انكس ��ار قلب‪ .‬على أية حال‪ ،‬بعد أن اختفت‪ ،‬بدأت أفكر‬ ‫ف ��ي بعض األمور وابحث مع نفس ��ي في حقيقة مش ��اعري وحبي لها‪ .‬ذعرت من‬ ‫الفكرة‪ ،‬دفع بي هذا اخلوف إلى أن أقوم بعمل الش ��يء الوحيد الذي كنت أعرف‬ ‫انه قد يخلصني من هذه الفكرة‪ ،‬ف"صاحبت" شاباً‪ .‬حسبت أنه وان كان لدي‬ ‫صاحب فإن ذلك يعني بالضرورة باني عادية‪ ،‬وهكذا بقيت مع صاحبي ملدة سنة‬ ‫تقريب ��ا‪ .‬ل ��م يكن ذلك ش ��عورا لطيفا حني كان ميس ��ك بيدي أو يقبلن ��ي‪ ،‬لكني لم‬ ‫اعترف بذلك لنفسـي‪ ،‬واقتنعت نفسي على أنني استمتع بذلك‪.‬‬ ‫بعد بضعة أش ��هر‪ ،‬عادت تلك الفتاة إلى حياتي بش ��كل ما‪ ،‬ال أس ��تطيع أن أتذكر‬ ‫كي ��ف‪ .‬أخبرتن ��ي أنه ��ا كان ��ت على عالق ��ة مع فت ��اة أخ ��رى‪ ،‬جن جنون ��ي وكنت‬ ‫أستشيط غضبا ولكنني حرصت على أن ال ُأظهر ذلك لها‪ ،‬ال يرجع هذا الغضب‬ ‫إلى اشــــمئزازي وإمنا لغيــــــرة اعترتني‪ .‬كان ذلك مبثابة دعوة لي لليقظة‪.‬‬ ‫بع ��د مرور بعض الوقت‪ ،‬أنهي ��ت عالقتي مع صاحبي‪ ،‬لم اعد أمتكن من الكذب‬ ‫على نفس ��ي بعد‪ ،‬ومن ثم س ��محت لنفس ��ي بالدخول في عالقة مع فتاة ألبعد من‬ ‫مجرد صداقة‪ ،‬لم يكن أجمل وأصح من هذا الشعور‪ .‬على األقل فهمت وأخيرا‬ ‫هذه املش ��اعر التي كانت تراودني طيلة تلك الس ��نوات‪ .‬وكان ��ت تلك هي املرحلة‬ ‫الت ��ي خرج ��ت بها أم ��ام اعز صديقات ��ي التي دعمتني وس ��اعدت في جع ��ل عملية‬ ‫اخلروج أسهل بكثير‪.‬‬ ‫مررت مبس ��يرة طويلة في محاولتي لتقبل نفس ��ي‪ ،‬لتحديد هويتي ومن أنا‪ .‬ظننت‬ ‫‪148‬‬

‫في البداية أنها مجرد جتارب‪ ،‬ثم بدأت أقول أني ثنائية اجلنس‪ ،‬ومن ثم اعترفت‬ ‫عرفت نفسي "مثليه"‪ .‬كلما كبرت‬ ‫بأنني اجنذب للفتيات أكثر‪ ،‬وفي نهاية األمر ّ‬ ‫ونضج ��ت فهم ��ت أن ال معنى للتس ��ميات والتعريفات‪ .‬كل ما أعرف ��ه هو أنه منذ‬ ‫ذلك احلني تقبلت من أنا وش ��اركت حياتي مع فتيات أحببتهن وقابلت العديد من‬ ‫األشخاص الرائعني الذين كانوا مثلي‪.‬‬ ‫االعتراف لنفس ��ي مبثليتي كان أصعب شيء اضطررت القيام به‪ .‬كان أصعب من‬ ‫اخل ��روج لآلخري ��ن‪ .‬قم ��ت باختيار بضعة أصدق ��اء مقربني جدا للخ ��روج إليهم‪،‬‬ ‫كان ��وا جميعهم متفهمني وداعمني‪ .‬من اجلميل أن أكون قادر ًة على تبادل قصص‬ ‫احلب في حياتي مع أصدقائي مثلما يفعلون هم معي‪ .‬ولكني ما زلت أسمع أناس‬ ‫مقربني مني (مبا في ذلك األسرة) يعربون عن اشمئزازهم من مثليي اجلنس‪ ،‬غير‬ ‫مدرك�ي�ن أنني واحدة منهم‪ .‬اس ��مح لنفس ��ي بالتعبير الصريح ع ��ن رأيي وإمياني‪،‬‬ ‫لكنني احرص في نفس الوقت على أن ال يعرفوا عني‪ .‬وأتس ��اءل كيف س ��تكون‬ ‫ردة فعلهم عندما يكتشفون ذلك!‬ ‫واالهم من كل هذا معرفتي باني لس ��ت وحي ��دة‪ ،‬وباني وفي نهاية املطاف متكنت‬ ‫م ��ن فهم الكثير من األمور التي أزعجتن ��ي عندما كنت صغيرة‪ ،‬مثل الرغبة في أن‬ ‫أك ��ون ول ��دا‪ ،‬وانه وفي احلقيقـــة كل ما أردتـــــه هو أن تكون مثليتي ش ��رعية وان ال‬ ‫يكون هنالك ضير من اجنذابي إلى الفتيات‪.‬‬

‫‪149‬‬


‫أفالم‪ ،‬كتب‪،‬‬ ‫مقاالت‬ ‫عن المثليّة الجنسيّة‬


‫قائمـــــ���ة بأفــــالم ميكن عرضهـــــــا لطرح موضوع امليــول اجلنس���ــــ ّية او‬ ‫اجلنسان ّية ‪.2013‬‬ ‫(ملالئمة الفيلم جلمهور الهدف ينصح مبشاهدة الفيلم قبل عرضه)‬

‫كيف تفقدين عذريتك ‪How To Lose Your Virginity‬‬ ‫اخراج‪ :‬تيريزا شخطر‬ ‫سنة‪ ، 2013 :‬الدولة‪ :‬أمريكا‬ ‫عن الفيلم‪:‬‬ ‫العذرية ومفهوم اجلنس في املجتمع املسيحي‬ ‫ا‬ ‫هوس‬‫عذريتك"‬ ‫تفقدين‬ ‫"كيف‬ ‫ّ‬ ‫األمريكي‪http://www.virginitymovie.com .‬‬ ‫ال استطيع التفكير بشكل مغاير ‪I can’t think straight‬‬ ‫اخراج‪ :‬شميم سريف‬ ‫سنة‪ ، 2009 :‬الدولة‪ :‬بريطانيا‬ ‫عن الفيلم‪:‬‬ ‫رومانسي من عام ‪ .2008‬يتناول الفيلم‬ ‫ال أس ��تطيع ال ّتفكير بشكل مغاير هو فيلم‬ ‫ّ‬ ‫وحتضر لزفافها‪ .‬تودي‬ ‫لندن‪،‬‬ ‫في‬ ‫تقطن‬ ‫تاال‪،‬‬ ‫أردنية من أصل فلس ��طيني‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫حياة فتاة ّ‬ ‫هندية‪.‬‬ ‫بها بعض األحداث إلى عالقة بامرأة أخرى‪ ،‬ليلى‪،‬‬ ‫بريطانية ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪( The world Unseen‬العالم غير املرئي)‬ ‫اخراج‪ :‬شميم سريف‬

‫‪152‬‬

‫سنة‪ ،2007 :‬الدولة‪ :‬بريطانيا‬ ‫عن الفيلم‪:‬‬ ‫اخلمسينيات في مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا‪ ،‬في‬ ‫تدور أحداث الفيلم في‬ ‫ّ‬ ‫بداية فترة األبرتهايد‪ .‬بطلتا الفيلم هما ليسا ِراي وشيتال شث‪ ،‬وهما تلعبان دور‬ ‫مبني على‬ ‫امرأت�ي�ن ّ‬ ‫هنديت�ي�ن من جنوب أفريقيا ّ‬ ‫حتبان بعضهم ��ا البعض في مجتمع ّ‬ ‫للمثلية‪.‬‬ ‫وكاره‬ ‫واجلنسي‪،‬‬ ‫العنصري‪،‬‬ ‫ال ّتمييز‬ ‫ّ‬ ‫‪( The Kids Are All Right‬األطفال بخير)‬ ‫اخراج‪ :‬ليسا شولودينكو‬ ‫سنة‪ ، 2010 :‬الدولة‪ :‬الواليات املتحدة‬ ‫عن الفيلم‪:‬‬ ‫الصارمة املليئة باثّقة بال ّنفس‪ ،‬وجولز ‪ -‬امرأة كانت تنتمي إلى ّتيار‬ ‫نيك ‪ -‬الطّ بيبة ّ‬ ‫مهنية مس ��تقلّة‪ ،‬لك ّنها تكتفي عادة بأن تكون‬ ‫الهيبيز‪ ،‬حتاول في ّ‬ ‫مرة بناء س ��يرة ّ‬ ‫كل ّ‬ ‫لكن كليهما من‬ ‫�ة‪،‬‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫مختل‬ ‫أم‬ ‫من‬ ‫واحد‬ ‫(كل‬ ‫املراهقني‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫البنيه‬ ‫ًّأم ��ا بوظيفة كاملة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ـمنويـــة)‪ .‬فجأة‪ ،‬يكتش ��ف جوني وليزر من هو‬ ‫نفس ّ‬ ‫املتبرع باخلــــاليا ال ّ‬ ‫الش ��خص ّ‬ ‫الهزلية ويخـــــــلّ بال ّتوازن‪.‬‬ ‫الصورة‬ ‫أباهما‬ ‫البيولوجي الذي يدخل إلى تلك ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫אודם (أحمر شفاه)‬ ‫اخراج‪ :‬سيغال يهوناتان‬ ‫سنة‪ ، 2012 :‬الدولة‪ :‬فلسطني‪-‬اسرائيل‬ ‫عن الفيلم‪:‬‬ ‫�طينية هاجرت إلى لن ��دن وتعيش حياة وثيرة هن ��اك‪ ،‬وإن كانت‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫فل‬ ‫�رأة‬ ‫الرا ‪ -‬ام �‬ ‫ّ‬ ‫‪153‬‬


‫الضاحية‬ ‫لكن حياة ّ‬ ‫تخل ��و من ّ‬ ‫حب حقيقي‪ ،‬م ��ع زوجها البريطاني وأطفالها‪ّ .‬‬ ‫أي ّ‬ ‫الهادئ ��ة تضط ��رب مع وصول إنع ��ام ‪ -‬صديقتها منذ الطّ فولة م ��ن رام الله‪ ،‬والتي‬ ‫غيرت حياتهما عندم ��ا كانتا فتاتني‪ .‬لقاؤهم ��ا اجلديد يجعل‬ ‫خاض ��ت معها جترب ��ة ّ‬ ‫السطح‪.‬‬ ‫بعض الذّ كريات املخلّة لل ّتوازن تطفو على ّ‬ ‫‪( Pariah‬املنبوذة)‬ ‫اخراج‪ :‬ريس دي‬ ‫سنة‪ ، 2011:‬الدولة‪ :‬الواليات املتحدة‬ ‫عن الفيلم‪:‬‬ ‫مثلية ف ��ي حارة م ��ن بروكل ��ن‪ .‬دون ميلودراما‬ ‫فيل ��م عاطف ��ي ع ��ن نضوج مراهق ��ة ّ‬ ‫انوية من حارة بورت غرين‪ ،‬تخطو‬ ‫ث‬ ‫ال‬ ‫�ة‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫قصة أليكي ‪ -‬تلميذة في املدر‬ ‫مفرطة‪ّ .‬‬ ‫ّ ّ‬ ‫بأمها‬ ‫مثلية‪ .‬يعن ��ى الفيلم بج ��زء كبير من ��ه بعالقة إليك ��ي ّ‬ ‫أول ��ى خطواته ��ا كام ��رأة ّ‬ ‫الش ��رطي الذي‬ ‫غصب ��ا امرأة‬ ‫ا ُملجافي ��ة التي حت ��اول أن تصنع منها‬ ‫منوذجية‪ ،‬وبأبيها ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫يحبها مبا فيه الكفاية لئال يضايقها‪.‬‬ ‫يستصعب األمر‪ ،‬لك ّنه ّ‬ ‫‪( Tomboy‬حسن صبي)‬ ‫اخراج‪ :‬سلني شاما‬ ‫سنة‪ ، 2011 :‬الدولة‪ :‬فرنسا‬ ‫عن الفيلم‪:‬‬ ‫فيل ��م آخر عن البلوغ‪ ،‬واجلنس � ّ�ية واجلندر‪ .‬تنتقل بنت باس ��م لور م ��ع عائلتها إلى‬ ‫ح ��ارة جدي ��دة في باري ��س‪ .‬عندما يظ � ّ�ن اجلميع م ��ن حوله ��ا أ ّنها فتى‪ ،‬تق � ّ�رر لور‬ ‫وتقدم نفس ��ها لل ّناس باسم ميخائيل‪ .‬من هذا املنطلق‪ ،‬يعنى‬ ‫ال ّتماش ��ي مع األمر‪ّ ،‬‬ ‫الفيل ��م بتج ��ارب ميخائيل مع أصدقائه اجلدد‪ ،‬مع ش ��قيقته ومع والديه‪ .‬فيلم عن‬ ‫‪154‬‬

‫ميزانية منخفض ��ة حازت عل ��ى جوائز‬ ‫ال ّتح � ّ�ول اجلنس ��ي ف ��ي درام ��ا س ��اخرة ذات‬ ‫ّ‬ ‫املثلية في مهرجان برلني‪.‬‬ ‫عديدة‪ ،‬منها جائزة تيدي لألفالم ّ‬ ‫‪( Jitters‬نرفزة)‬ ‫اخراج‪Zophoniasson Baldvin :‬‬ ‫السنة‪ ، 2010 :‬الدولة‪ :‬أيسلندا‬ ‫عن الفيلم‪:‬‬ ‫ملخي ��م صيفي‪ .‬ينتهي‬ ‫فيل ��م بل ��وغ مثلي من أيس ��لندا‪ .‬يس ��افر غابرييل إل ��ى إجنلترا ّ‬ ‫متاما‪،‬‬ ‫احل ��دث بنغم ��ة‬ ‫يقب ��ل فت ��ى آخ ��ر‪ ،‬مارك ��وس‪ ،‬عل ��ى الف ��م ً‬ ‫عاطفي ��ة ‪ -‬فه ��و ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن ه ��ذا ما يري ��د أن يفعله في احلي ��اة‪ .‬عند عودته إل ��ى املنزل‪ ،‬يبدو‬ ‫نهائي ��ا ّ‬ ‫ويفه ��م ًّ‬ ‫أن مس ��ألة خروجه من اخلزانة لن تكون إال مس ��ألة عابرة في بحر الهموم األخرى‬ ‫ّ‬ ‫الصورة كذلك فتاتان ‪ -‬إحداهما‬ ‫التي سيس ��اعد غابرييل على حلّها‪ .‬تدخل إل ��ى ّ‬ ‫جدا‪ ،‬في حني تعاني األخرى من مش ��اكل غير س ��هلة مع الكحول‪ .‬قد‬ ‫ستعش ��قه ًّ‬ ‫يعطيها املالك غابرييل قبلة ليعود كلّ ش ��يء إلى مجراه‪ ،‬لك ّنه س ��يحظى بزيارة من‬ ‫ماركوس قبل ذلك‪.‬‬

‫‪155‬‬


‫اجلنسية‪:‬‬ ‫املثلية‬ ‫ّ‬ ‫أعمال أدبية باللغة العربية تتناول ّ‬ ‫حقي أن أعيش‪ ،‬أن أختار‪ ،‬أن أكون‬ ‫مثليات ‪ ،‬حيفا ‪2007‬‬ ‫تأليف‪ :‬أصوات‪ -‬نساء‬ ‫فلسطينيات ّ‬ ‫ّ‬ ‫تخبطات تعيشها نساء ال تتوافق ميولها مع مغايرة‬ ‫مالحظات‪ :‬جتارب‪ ،‬مشاعر‪ّ ،‬‬ ‫اجلنس‪.‬‬ ‫ميكن حتميل الكتاب من‪:‬‬ ‫‪hhttp://www.aswatgroup.org/node/218‬‬ ‫وقفة بنات‬ ‫مثليات ‪ ،‬حيفا ‪2010‬‬ ‫تأليف‪ :‬أصوات – نساء‬ ‫فلسطينيات ّ‬ ‫ّ‬ ‫مثلي ��ات‪ ،‬ثنائيات‬ ‫مالحظات‪ :‬س ��رد ص ��ادق لقصص ش �‬ ‫عربي ��ات ّ‬ ‫�خصية لنس ��اء ّ‬ ‫ّ‬ ‫ومحوالت اجلنس‪.‬‬ ‫اجلنس‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫بريد مستعجل‬ ‫مجموعه ميم ‪ -‬لبنان‬ ‫مالحظات‪ :‬مجموعة من ‪ 41‬قصة حقيقية لنساء مثليات وثنائيات اجلنس وأحرار‬ ‫ومتخبطات وأشخاص مغايري اجلندر من كافة أنحاء لبنان‪.‬‬ ‫اجلنس‬ ‫ّ‬ ‫في بلد الوالد‬ ‫تأليف‪ :‬مصطفى فتحي ‪ ،‬مصر‬ ‫‪156‬‬

‫مالحظات‪ :‬كتاب مصطفي فتحي يتحدث عن املثليني في مصر وطالب املصريني‬ ‫بعدم اضطهادهم‪ ،‬ألنه ليس من حقهم ذلك‪.‬‬ ‫فضاء اجلسد‬ ‫السعودية‬ ‫تأليف‪ :‬ثريا نافع ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مالحظ ��ات‪ :‬حت ��اول الكاتب ��ة ثريا نافع فى روايتها " فضاءاجلس ��د" أن تكش ��ف ما‬ ‫روائية‬ ‫هو مس ��كوت عنه فىاحلياة العربي ��ة والثقافة العربية‪ ،‬وذلك م ��ن خاللتقنية‬ ‫ّ‬ ‫تتسم بالبساطة واجلرأة‪ ،‬وهذا مايجعلها فى متناول القارئ العادي‪ .‬عاجلتالكاتبة‬ ‫جديدا وش � ً‬ ‫�ائكا وهو اجلنس ��الثالث‪ ،‬الذى يقع بني الذك ��ر واألنثى أو ما‬ ‫موضوع ��ا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يسمى اخلنثى‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أنا هي أنت‬ ‫إلهام منصور ‪ ،‬لبنان‬ ‫تتحدث عن املثلية اجلنس ��ية لدىالس � ّ�يدات‪ .‬حتكي الرواية عن‬ ‫مالحظات‪ :‬رواية‬ ‫ّ‬ ‫تتعرض لإلغواء من إحدى طالباتهاوتس � ّ�مى س ��هام‪،‬‬ ‫أس ��تاذة‬ ‫ّ‬ ‫جامعيةاس ��مها ليال ّ‬ ‫فتختلق األعذار واحلجج كيتتملص من ّأمها لتحظى بلقاء مع أستاذتهاليال‪.‬‬ ‫اآلخرون‬ ‫صبا احلرز ‪ ،‬السعودية‬ ‫العربي عامة‪ ،‬واملجتمع‬ ‫جدا في املجتم ��ع‬ ‫مالحظ ��ات‪ :‬تعتبر من الروايات املثيرة ًّ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫�كل جرأة‬ ‫�عودي خاص ��ة‪ ،‬مل ��ا‬ ‫اخلليجي‪-‬الس �‬ ‫تتضمن ��ه م ��ن نقد عمي ��ق وقاس‪ ،‬وب � ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وصراحة من قبل الكاتبة واألديبة الس ��عودية‪ ،‬للمجتمع السعودي مبا فيه من قمع‬ ‫‪157‬‬


‫وإرهاب للحريات االجتماعية والفكرية والشخصية‪.‬‬

‫مقاالت‬

‫مثليه قصيرة‬ ‫نصوص ّ‬ ‫قديتا ‪ ،‬حيفا‬ ‫موقع ّ‬ ‫‪hhttp://www.qadita.net/?cat=372‬‬

‫متحررات اجلنس‬ ‫الوطن واملنفى في جتربة‬ ‫ّ‬ ‫مثليات‪/‬حيفا‬ ‫أصوات – نساء‬ ‫فلسطينيات ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪http://www.aswatgroup.org/node/218‬‬

‫عمان‬ ‫عروس ّ‬ ‫فادي زغموت‪ ،‬األردن‬ ‫مالحظات‪ :‬عروس عمان هي رواية نسوية تلقي الضوء على القيود التي تفرضها‬ ‫خاص‪ ،‬والفرد بشكل‬ ‫جنسانية املرأة بشكل‬ ‫األعراف واملواريث االجتماعية على‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عماني يختزل‬ ‫ع ��ام‪ ،‬وما حتمله من ّ‬ ‫تعديات على احلريات الش ��خصية في مجتمع ّ‬ ‫العربية املعاصرة‪.‬‬ ‫حالة املجتمعات‬ ‫ّ‬

‫اجلنسية‬ ‫املثلية‬ ‫ّ‬ ‫أصوات ناشطة‪ :‬حوار صريح حول ّ‬ ‫مثليات‪/‬حيفا‬ ‫أصوات – نساء‬ ‫فلسطينيات ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪http://www.aswatgroup.org/node/218‬‬

‫كيف تفقدين عذريتك‬ ‫‪How To Lose‬‬ ‫‪Your Virginity‬‬ ‫تيريزا شخطر‬

‫سبل املناورة في صراع البقاء‬ ‫مثليات‪/‬حيفا‬ ‫أصوات – نساء‬ ‫فلسطينيات ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪http://www.aswatgroup.org/node/218‬‬ ‫إعالن مثليتي واخلروج من اخلزانة أمام األهل‬ ‫مثليات‪/‬حيفا‬ ‫أصوات – نساء‬ ‫فلسطينيات ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪http://www.aswatgroup.org/node/218‬‬ ‫املثليات‬ ‫ضوء على ّ‬ ‫صحة النساء ّ‬ ‫مثليات‪/‬حيفا‬ ‫أصوات – نساء‬ ‫فلسطينيات ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪http://www.aswatgroup.org/node/218‬‬

‫‪158‬‬

‫‪159‬‬


‫اجلنسية واألفكار املسبقة‬ ‫املثلية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مثليات‪/‬حيفا‬ ‫ات‬ ‫فلسطيني‬ ‫نساء‬ ‫–‬ ‫أصوات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪http://www.aswatgroup.org/node/218‬‬

‫مجلّة عشتار‬ ‫نسوية ‪ ،‬حيفا‬ ‫مجلّة‬ ‫ّ‬ ‫‪http://www.3ashtar.com‬‬

‫اجلنسية‬ ‫الهوية‬ ‫مصطلحات في‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مثليات‪/‬حيفا‬ ‫ات‬ ‫فلسطيني‬ ‫نساء‬ ‫أصوات –‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪http://www.aswatgroup.org/node/218‬‬

‫اجلنسانية والنوع االجتماعي‬ ‫قاموس مصطلحات حول‬ ‫ّ‬ ‫مثليات‪/‬حيفا‬ ‫ات‬ ‫فلسطيني‬ ‫أصوات – نساء‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪http://www.aswatgroup.org/node/218‬‬

‫اجلنسية – خرافات وحقائق‬ ‫والثنائية‬ ‫املثلية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حلم ‪ ،‬لبنان‬ ‫‪http://helem.net/ar/taxonomy/‬‬ ‫‪term/51+46+49+52+48+47‬‬ ‫مجلّة ّبرا‬ ‫حلم‪ ،‬لبنان‬ ‫‪http://www.barramag.com‬‬ ‫مجلّه بخصوص اإللكترونية‬ ‫عربية‪-‬لبنان‬ ‫نسوية‬ ‫مجلّة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كويريه ّ‬ ‫‪http://www.bekhsoos.com‬‬

‫‪160‬‬

‫‪161‬‬


‫اصداراتنا‪:‬‬ ‫‪ .1‬أصوات ناشطة‪:‬‬ ‫املثلي ��ة اجلنس � ّ�ية ف ��ي املجتم ��ع الفلس ��طيني‬ ‫ح ��وار صري ��ح ح ��ول ّ‬ ‫‪ 2012‬‬ ‫‪ .2‬وقفة بنات ‪ -‬سرد شخصي ‪ 2010‬‬ ‫‪.3‬حقي ان اعيش ان اختار ان اكون ‪ 2007‬‬ ‫‪ .4‬مصطلحات اساسية في الهوية اجلنسية‬ ‫اجلنسية عند النساء في الشرق االوسط‪,‬‬ ‫‪ .5‬املثلية‬ ‫َ‬ ‫تاريخها وتصويرها ‪ -‬محاضرة ل د‪ .‬سمر حبيب ‬ ‫‪ .6‬الوطن واملنفى في جتربة املتحررات جنسياً‪:‬‬ ‫وحقوقية ‬ ‫نسوية‬ ‫مجموعة مقاالت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ .7‬سبل للمناورة في صراع البقاء املثلي‬ ‫‪ .8‬مني خرب بنتي؟؟؟ ‬ ‫‪ .9‬خواطر نحو حركة مثلية عربية‬ ‫‪ .10‬اللغة والهوية ‬ ‫اجلنسية في جيل املراهقة ‬ ‫‪.11‬املثلية‬ ‫َ‬ ‫اجلنسية (اخلروج من اخلزانة) ‬ ‫‪ .12‬اعالن مثليتي‬ ‫َ‬ ‫‪ .13‬فعاليات أصوات لسنة ‪ 2007‬‬ ‫العاملية وتاريخها ‬ ‫اجلنسية‬ ‫‪ .14‬رموز املثلية‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪ .15‬ضوء على صحة النساء املثليات وعنايتهن الصحية ‬

‫‪162‬‬

‫‪ .16‬املثلية اجلنسية واالفكار املسبقة ‬ ‫‪ .17‬مؤمتر "أصوات" (الهوموفوبيا) ‪ 2007‬‬ ‫‪ .18‬الهوية اجلنسية ‬ ‫‪ .19‬املثلية اجلنسية في الدول العربية ‬ ‫‪ .20‬موكب الفخر العاملي ‬ ‫‪ .21‬املثلية واالمراض اجلنسية ‬ ‫‪ .22‬اين التاريخ من املثلية اجلنسية؟ ‪2005‬‬

‫‪163‬‬


‫الهاتف‪972.4.8662357 :‬‬ ‫‪aswat@aswatgroup.org‬‬ ‫أصوات صاغية ‪ -‬خط دعم ومعلومات حول امليول اجلنسية‬ ‫والهوية اجلندرية‪.‬‬ ‫‪972.4.6996966‬‬ ‫‪support@aswatgroup.org‬‬ ‫املوقع االلكتروني‪www.aswatgroup.org :‬‬

‫‪164‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.