عن المثليّة الجنسيّة
1
مقدمة
2
فهرس
3
مصطلحات أساس ّية في امليول اجلنس ّية وال ُهو ّية اجلندر ّية اجلنسية ()Sexual Identity وية ُ اله ّ ّ العاطفي ��ة ،إذا كانت و/أو ة �ي � س اجلن مبيولها �ق � ل ّ يتع ما �ي � ف �ها � س لنف الذات �ف � ي تعر ّ ّ ٍ مثلية، نوعها: عن مختلف أو بيولوجي مماثلٍ لنوعها اجتماعي أو نوع متي ��ل لنو ٍع ٍّ ٍّ ّ الهويـــــــــة اجلنس � ّ�ية من خمس� �ــة عناصر أساس � ّ�ية: مغاي ��رة ،أم آخــــــــــ ��ر .تتكــــ � ّ�ون ّ االجتماعي ،امليول اجلنس � ّ�ية اجلن ��س البيولـــــوج � ّ�ي ،ال � ّ�دور االجتماع � ّ�ي ،الن ��وع ّ اجلنسي. والسلوك ّ ّ البيولوجي ()Biological Sex اجلنس ّ الفيزيولوجي ��ة- عن ��د ال ��والدة يت � ّ�م تعري ��ف اإلنس ��ان بحس ��ب خصائ ��ص اجلس ��د ّ التناسلية) كأنثى أو كذكر. البيولوجية (الكروموزومات ،الهرمونات ،األعضاء ّ ّ البيولوجي اجلنس و ثنائي ون ويسم اجلنسني كال من خصائص األفراد بعض ميتلك ّ ّ ّ البيولوجي ال يح � ّ�دد ،بالضرورة ،امليول اجلنس � ّ�ية أو أو "إنترس ��كس" .اجلن ��س ّ االجتماعي). اجلندرية (النوع وية ُ ّ اله ّ ّ البيولوجي ()Intersex ثنائي اجلنس ّ ّ وخارجية مختلطة أو مزدوجة تش ��به داخلية الش ��خص الذي ُولد بأعضاء جنس � ّ�ية ّ ّ ّ أعضاء الذكر و/أو األنثى ،حسب املعايير املعهودة في مجتمعنا .قد تكون هناك انوي ��ة ،أو غيرها من اختالف ��ات عضوي ��ة أو اختالفات في اخلصائص اجلنس � ّ�ية ال ّث ّ ّ حُـــــــدد بش ��كل قاطــع كذكر ت ال والتي ــــا، ه نعرف ال أو ــــــا ه نعرف التي �ات � االختــــــالف ّ
4
البيولوجي لثنائية اجلن ��س أو كأنث ��ى حس ��ب املعايير املقبول ��ة ًّ اجتماعيا .ال عالق ��ة ّ ّ اجلنسية. بامليول ّ االجتماعي ( )Role Gender الدور ّ تعري ��ف املجتم ��ع لل ��ذات .يرب ��ط املجتمع ب�ي�ن اجلن ��س البيولوجي (ذك ��ر وأنثى) وال ��دور االجتماع ��ي (أنوثة ورجول ��ة .األنوثة والذك ��ورة في املجتم ��ع تعود إلى اجتماعي ما (املالبس واملوضة) �دي أو اهتمام �لوكيات ،ش ��كل جس � ّ مجموعة س � ّ ّ ُترب ��ط ،عاد ًة ،بالنس ��اء (األنوث ��ة) أو بالرجال (الذكورة/الرجول ��ة) في املجتمع. ٍ ٍ �ائي، ي ��رى ا ُملجتم ��ع الذكورة كردي ��ف ملَا هو رجال � ّ�ي ،واألنوثة كرديف ملَا هو نس � ّ (املركبات املنس ��وبة للذك ��ورة) ال تقتصر ،بالضرورة ،على امليدان أن الذكورة ّ إال ّ النسائي فقط. أن األنوثة ال تقتصر ،بالضرورة ،على امليدان الرجالي فقط ،كما ّ ّ ّ ذكوريات في كلّ ما يتعلّق بالس ��لوك ،اللباس ،أو يكن أن املمكن من �اء � س هناك ن ّ ّ أنوثيني من ناحية الهيئ ��ة اخلارجية ،وبالقدر نفس ��ه من املمكن للرجال أن يكون ��وا ّ ّ نواح عديدة. من أو معينة ٍ ّ وأغلبية الس ��ائدة ال ��دور االجتماع � ّ�ي ه ��و من صن ��ع أملجتم ��ع وثقافت ��ه ،وأف ��كاره ّ ّ والرجولة في املجتمع وتضعف م ��ن مكانة األنثى ا ُملجتمع ��ات تع � ّ�زز مكانة الذك ��ر ّ واملرأة فيها. اجلندرية أو امليول اجلنس � ّ�ية الهوية البيولوجي، حتدد ال ّن ��وع الذك ��ورة أو األنوثة ال ّ ّ ّ ّ مثلية اجلن ��س ،وليس كلّ رجلٍ أنثويٍ كل امرأة ل ��دى اإلنس ��ان؛ ليس ّ ّ ّ ذكورية هي ّ مثلي اجلنس. هو ّ 5
اجلندرية) ()Gender Identity (الهوية االجتماعي ال ّنوع ّ ّ ّ مطية لألنواع تعريف الذات لنفس ��ها بحس ��ب متاثله ��ا م ��ع األدوار االجتماعي ��ة ال ّن ّ ّ اجتماعيا إلى البيولوجية :هل هي رجل أم امرأة؟ هل هي صاحبة صفات تنسب ًّ ّ أن هناك األدوار مع تتماثل هل ساء؟ ن ال إلى أم الرجال االجتماعية املوجودة؟ جند ّ ّ ّ فون/يعرفن يعر ال ن م هناك كرجال؛ ا، اجتماعي أنفسهم، فون عر ي ا بيولوجي إناثًا َ ًّ ّ ّ ًّ ُ ّ أن هناك من يعمل على أنفسهم/ن كنساء أو كرجال حسب النظرة النمطية ،كما ّ ّ ّ اجلندرية ال حت � ّ�دد ال ّنوع الهوي ��ة النمطي ��ة املوج ��ودة. االجتماعي ��ة تفكي ��ك األدوار ّ ّ ّ ّ اجلنسية. البيولوجي أو امليول ّ ّ اجلنسية ()Sexual orientation امليول ّ تتضمن امليول واحلس � ّ�ي. العاطفي �ري، هو االجنذاب اجلنسّ ��ي األساس � ّ�ي والفط � ّ ّ ّ ّ �ورا مختلف ��ة للجنس � ّ�ية املختلطة التي حتم ��ل مجمل ممارس ��ة التجارب اجلنس � ّ�ية ص � ً إن الشخص اآلخر. اجلنس مع أو اجلنس نفس أفراد مع ة احلسي ة والعاطفي اجلنسية ّ ّ ّ ّ مثلي اجلنس. الذي مييل ًّ جنسيا إلى أفراد جنسه فقط ُيدعى ّ مثلية اجلنس ()Lesbian ّ عاطفيا. و/أو ا جنسي امرأة متيل إلى النساء ًّ ًّ مثلي اجلنس ()Gay/Homosexual ّ ٌ عاطفيا. و/أو ا جنسي جال الر إلى مييل رجل ًّ ًّ ّ
6
اجلنسية ()Bisexual ثنائيو امليول ّ ّ عرف ت ال املزدوجة ة اجلنسي امليول �اء. � س ون رجال إلى مييلون/ميلن رجال أو �اء نس � ُ َ ّ ّ ٍ مثلية. كميول جنسية ّ ّ كوير ()Queer الهوية اجلنس � ّ�ية ى تتحد دة متعد ة اجتماعي �ر � ه وظوا ات هوي �ح � ل املصط يص ��ف هذا ّ ّ ّ ّ ّ الرجال والنس ��اء ،ومن املغايرة والقوالب �رية التي ّ االجتماعية القس � ّ ّ حتدد من هم ّ أيضا، ه ��م الذك ��ور واإلن ��اث .ف ��ي بعض األحي ��انُ ،يس ��تخدم ه ��ذا املصطل ��حً ، لوص ��ف املختل ��ف ،اآلخر ،البعيد عن القاعدة ا ُملش � ّ�رعة وامل ّتفق عليها .قد تكون وإنا هو توج ًها الهوي ��ة اجتماعيا ال عالقة له بامليول اجلنس � ّ�ية ،مّ الكويريةً ، أيض ��اّ ، ّ ّ ًّ ٍّ النمطية السائدة. ة القسري ة واالجتماعي ة اجلنسي لألدوار حتد ّ ّ ّ ّ االجتماعي ()Transgender غيرو/ات ال ّنوع ُم ّ ّ البيولوجي ،أو وفق نظرة املجتم ��ع للذات (رجل أم �س � ن اجل وفق �ة � الهوي د �د � حت ال ّ ّ ّ جتاه نفسها .فمن املمكن للذكر أن امرأة) فحسب ،مّ وإنا حسب ما تشعر به الذّ ات َ تعرف نفسها كرجلٍ اجتماعيا ،وهذا يعرف نفسه كامرأة ًّ ًّ اجتماعيا ،أو للمرأة أن ّ ّ البيولوجي. نوعهما تغيير في برغبتهما أو ة اجلنسي مبيولهما بالضرورة، ّق، ل يتع ال ّ ّ البيولوجي ()Transsexual غيرو/ات اجلنس ُم ّ ّ االجتماعي .مثالً، �أن نوعه البيولوج � ّ�ي ال يتالءم مع نوع ��ه حينم ��ا يش ��عر الفرد ب � ّ ّ بيولوجيا، بيولوجيا ،امرأة ،أو حينما تشعر األنثى بأ ّنها، حني يشعر الذكر بأ ّنه، ًّ ًّ ٌ عملية خالل من أو الهرموني العالج خالل من اجلنس لتغيير رجل ،ي ّتجه/ت ّتجه ّ ّ 7
اجلنسية ال عالقة لها بتغيير اجلنس. جراحية .امليول ّ ّ بيولوجيا إلى ذكر. أنثى من اجلنس رو غي رات/م غي م ُ ُ ًّ ّ أ -ذّ : بيولوجيا إلى أنثى. غيرو اجلنس من ذكر غي ُ ًّ رات/م ّ ذ – أُ :م ّ
اجلنسي ()Sexual behavior السلوك ّ ّ الس ��لوك يختلف اآلخر. �ع � م �ها � س ومتار الذات لها تفض �ي � ت ال ة �ي � س اجلن �ات � ق العال ّ ّ ّ ٍ اجلنسية. الهوية يحدد السلوك اجلنسي َ وحده ال ّ ّ اجلنسي من فرد إلى آخرّ . ّ ّ ّ
ُمغاير/ة اجلنس ()Heterosexual ٍ امرأة والعاطفية ألبناء أو لبنات اجلنس اآلخر ،أي ميول رجلٍ إلى امليول اجلنس � ّ�ية ّ ٍ امرأة إلى رجل. أو ميول
املثلية ()Homophobia رهاب ّ اخل ��وف و/أو االش ��مئزاز و/أو ا ُملناف ��رة م ��ن مثل � ّ�ي اجلن ��س أو م ��زدوج/ة املي ��ول املثليات/ين حني يصبح الغضب ،النقمة حدة هذا اجلنس � ّ�ية .تزداد ّ التصرف جتاه ّ ّ يؤدي أو الك ��ره املثليات/ي ��ن .في العديد من احل ��االتّ ، ً أساس ��ا في التعام ��ل مع ّ جسدي. للمثليني إلى عنف املثلية" الكره ّ ّ ُ ّ اخلي الذي يحمله مفهوم "رهاب ّ الد ّ
جنسي ()Asexual جنسي /ال غير ّ ّ أي إلى ا �ي � س جن �ون � ل ميي ال أي ني، �ي � س جن كغير �هم � أنفس �ون � ف يعر �خاص � ش أ �اك هن � ّ ٌ ًّ َ ّ ّ تقشفني جنس � ًّ�يا ،وبعضهم يمُ ارس اجلنس، ش ��خص .هؤالء األشخاص ليس ��وا ُم ّ جنسيني. العام لديهم هو أ ّنهم غير إال ّ أن ّ الشعور ّ ّ اجلنسية ()Sexual Health الص ّحة ّ ّ �دية � س اجل احية ن ال �ن � م ي صح �ع � ض و في �ان � س اإلن يكون أن �ي � ه ة �ي � س اجلن �ة � ح الص ْ ّ ّ ّ ّ ّ ّ ّ اخللو �ت � س لي فهي ة؛ �اني � س باجلن النواحي تلك عالقة في ة، واالجتماعي ة والعاطفي ّ ّ ّ ّ توج ًها اخللل أو األمراض من الوظيفي أو العجز ،فقط .تتطلّب ّ الص ّحة اجلنس �ّ�ية ّ ّ ً إمكانية إلى ة إضاف ة، اجلنسي والعالقات ة �اني � س اجلن جتاه باالحترام ا �م � س ت وم ا إيجابي ًّ ّ ً ّ ّ ّ إقامة عالقات جنس � ّ�ية ممُ تعة وآمنة ،خالي ��ة من اإلكراه وال ّتمييز والعنف .للحفاظ الصحة اجلنس � ّ�ية ،يج ��ب احت ��رام وحماية وتطبي ��ق احلقوق اجلنس � ّ�ية جلميع عل ��ى ّ اجلنسانية)/http://www.jensaneya.org : األفراد( .عن منتدى ّ
8
البحتية ()Heteronormative ُمغايرة اجلنس ّ ِ ِ مثليي توج ��ه اجتماع � ّ�ي يعني جتاهلَ وإن � َ ّ �كار أفراد املجتم ��ع ا ُملغاير لكيان ووج ��ود ّ ال) .ينعكس ه ��ذا التجاهل في ع ��دم منح اعتبارٍ اجلن ��س (وأحرار اجلن ��س ،إجما ً �م/ن واملختلفة عن واالجتماعية �خصية الش � اخلاصة به � ّ املثليني/ات ّ ّ ّ ّ الحتياج ��ات ّ متكررة احتياج ��ات ا ُملغايرين\ات جنس � ًّ�يا .ه ��ذا التوجه ّ ّ يؤدي إلى إع ��ادة صياغة ّ كمجتمع ٍ وية ا ُملغايرة للمجتمع ٍ خال من ّ دية اجلنس � ّ�ية ،وبالتالي إلى تعزيز ُ اله ّ التعد ّ شرعة الوحيدة. وكأ ّنها الوضعية الطّ ّ ّ بيعية أو ا ُمل ّ الفخر ()Pride عدين: يحمل الفخر ُب َ مثليي اجلنس ،وتخطّ ي الش � البعد ّ الس ��يرورة في بلورة ُ اله ّ ُ �خصيّ : املثلية لدى ّ وية ّ ّ املثلية. امليول في ة اإليجابي املعاني وقبول ة، الذاتي ة الباطني ة املثلي رهاب مرحلة ّ ّ ّ ّ ّ 9
مثليي اجلنس البع ��د ُ السياس � ّ�ي :التنظّ م ّاالجتماعي ّ السياس � ّ�ي لدى مجموع ��ات ّ ّ اجتماعية متس ��اوية ،كما هي حقوق على احلصول أجل من ا �ي � س جن رين املتحر أو ً ّ ّ ّ احلال لدى ُمغايري اجلنس. الشرطة في حزيران ،1969اندلعت مظاهرة تهجم ّ جراء ّ ّ عفوية في نيويورك من ّ العني ��ف عل ��ى ٍ املثليني ليلي باس ��م "س ��تون ول" الذي كان ��ت ناد ّ ٍ ٌ مجموعات م ��ن ّ واملثلي ��ات موجود ًة فيه حينها .منذ ذلك احلني ،وحتى اليوم ،تقام مواكب الفخر ّ إحياء لذكرى هذه احلادثة. في شهر حزيران من كلّ عام في مدن العالم الكبيرة ً واجتماعي ��ا ،وحد ًث ��ا للترفي ��ه ورف ��ع الوع ��ي ُتع � ّ�د مواك ��ب الفخ ��ر منب � ً�را سياس � ًّ�يا ًّ ُ اجلنسية. املثلية ،أحرار اجلنس واملغايرة ّ باملجموعات ّ باملثلية /اخلروج من "اخلزانة" اإلشهار ّ الش ��خص اجلنس � ّ�ية حتى وص � ٌ وية ّ للس ��يرورة التي تتبلور من خاللها ُه ّ �ف وضع � ٌ�ي ّ وية اجلنس � ّ�ية أمام ويتها اجلنس � ّ�ية ،وإعالن ُ اله ّ الوص ��ول إلى مرحلة قبول الذات ُبه ّ املثلية ،في حاالت إشهار يكون . املجتمع العائلة ،األصدقاء ،وأحيانًا أمام ككلّ ّ يحدد الفرد فيه دوائر األشخاص الذين يريد أن ُيشهر نفسه أمامهم. جزئياّ ، ّ عدةًّ ، املثلية اليوم العاملي ملناهضة رهاب ّ السابع عشر من ّأيار من كلّ سنة .يهدف هذا اليوم إلى املرافعة يحلّ هذا اليوم في ّ واملثليني للمثليات واملثلي ��ة واملطالبة بحقوق كاملة الهوية اجلنس � ّ�ية وال َّتثقيف حول ُ ّ ّ ّ غي ��ري اجلنس واجلندر ف ��ي املجتمع ،ومناهضة العن ��ف والهجمات غي ��رات ُ وم ّ و ُمل ّ يتعرضون لها. التي ّ
10
اجلنس اآلمن ٍ بشكلٍ جنسية كمرض بأمراض اإلصابة ات إمكاني من ّل ل يق ما ، آمن اجلنس ممُ ارسة ّ ّ فقدان املناعة ا ُملكتسبة ("اإليدز") أو اإلصابة بالفيروسات املنتقلة خالل ا ُملمارسة العدة الواقية إلم ��راض اجلنس ،مثل �س ارس باس ��تعمال ّ ُ اآلمن يمُ َ اجلنس � ّ�ية .فاجلن � ُ اجلسدية قبل ممارسة العالقة. الكوندوم أو التزام النظافة ّ املثلي ()LGBTIQ املجتمع ّ مثلي ��ون ،مزدوجو امليول وه ��ي اختص ��ار ملجموعة ُ الهويات اجلنس ��ية :مثلي ��اتّ ، اجلنس ��ية ،مغي ��رو الن ��وع االجتماعي او/و اجلن ��س البيولوج ��ي ،مزدوجو اجلنس متخبطون ،وكويريون. البيولوجي (انترسكس) ،متسائلون /أو ّ مقياس كينسي ()kensy يتكون مقياس كينس ��ي من س ��بع درجات .يبدأ املقياس م ��ن الدرجة صفر ،وهي ّ مثلي اجلنس املطلق. تعني وهي ،6 بالدرجة وينتهي املطلق، اجلنس مغاير �ي تعن � ّ اجلنساني لدى اإلنسان .بنى هذا املقياس الباحث يصف مقياس كينسي ال ّتواصل ّ االجتماعي ألفرد كينس ��ي في أوائل اخلمس ��ينات ،وهو ُيستخدم ،حتى اآلن ،في ّ أبح � ٍ اجتماعي ��ة أخرى ،إلى جانب ط ��رق أخرى تصف االختالفات اجلنس � ّ�ية �اث ّ لدى اإلنسان.
11
الهويّة الجنسيّة
عن المثليّة الجنسيّة
يكت ��ب لن ��ا مجتمعن ��ا هويتن ��ا اجلنس ��ية قب ��ل أن نولد .عندم ��ا يعرف جن ��س اجلنني البيولوجي ينس ��ب إليه نوعه االجتماعي وهويته اجلنس ��ية دون س ��ؤال .يربى هذا اجلن�ي�ن ليقوم بال ��دور االجتماع ��ي أللذي كتب له ي ��وم عرف جنس ��ه البيولوجي. ف ��ي بع ��ض األحيان يرى األهل أن س ��لوك ابنتهم ال يتوافق م ��ع الدور االجتماعي املناس ��ب له ��ا أو املتوق ��ع منه ��ا ،رغ ��م ذل ��ك فه ��م يفضلون حتاي ��د ه ��ذه العالمات ويفرض ��ون ال ��دور االجتماعي ولو حتى بالقوة .أما بالنس ��بة للهوية اجلنس ��ية فهي أيضا حُتدد لنا حسب جنسنا البيولوجي دون تطرق ألي مركب آخر. الهوية اجلنس � ّ�ية؟ حس ��ب هوكن ��س وموس ��يس (Hawkins & Moses م ��ا هي ّ )1982فهويتنا اجلنس ��ية تتركب من خمس ��ة عناصر :اجلنس البيولوجي ،النوع االجتماعي ،الدور االجتماعي والسلوك اجلنسي. املرك ��ب األول للهوية اجلنس ��ية هو اجلنس البيولوج ��ي .العوامل التي حتدد اجلنس البيولوج ��ي ه ��ي اجلين ��ات الوراثية والهرم ��ون الت ��ي يفرزها اجلس ��م .التالؤم بني اجلينات املوروثة ونِس ��ب الهرمونات في اجلس ��م يكون جن ��س بيولوجي ذكري أو أنث ��وي .ف ��ي حال عدم ت�ل�اؤم بني اجلين ��ات والهرمونات تظهر أجن ��اس بيولوجية أخرى مثل ثنائية اجلنس البيولوجي (انترسكس). الهوي ��ة اجلندرية .النوع املرك ��ب الثان ��ي للهوية اجلنس ��ية هو الن ��وع االجتماع ��ي أو ّ االجتماع ��ي ه ��و النظ ��رة املوضوعية لل ��ذات .كيف ترى الذات نفس ��ها؟ كرجل، كام ��رأة ،كصب ��ي ،كفت ��اة او كمتح ��ررة اجلن ��س؟ غالبا م ��ا نرى تالؤم ب�ي�ن اجلنس البيولوجي وبني النوع االجتماعي بحسب النمط االجتماعي و لكن ليس في كل 14
احلاالت ففي حاالت معينة يختلف اجلنس البيولوجي عن النوع االجتماعي. أم ��ا العنص ��ر الثال ��ث فهو ال ��دور االجتماع ��ي والذي يتعل ��ق بنظرة املجتم ��ع للفرد وتقييمه لتصرفاته/ها ،س ��لوكه/ها ،مظهر/ها ودوره/ه ��ا االجتماعي داخله. بنظر املجتمع إلى الرجل مثالً ،يراه كاملعيل واملس ��ئول عن زوجته وأس ��رته لذلك عليه العمل خارج البيت وبذلك يركز له أدواره االجتماعية في احليز العام ،بينما ي ��رى دور امل ��رأة من خالل محيط البيت ويوكلها باالعتناء بزوجها وأفراد أس ��رتها ويقصر أدوارها االجتماعية على احليز اخلاص .إذا مت كل طرف من هؤالء دوره االجتماع ��ي مين ��ح املجتمع صف ��ة "الرجولّة" للرج ��ل و "األنوثة" للم ��رأة .فاذا كان ��ت االمرأة معيلة وتعمل خ ��ارج البيت مينحها املجتمع صفة الرجولة وبالعامية "زالمي ��ة" او "اخ ��ت رج ��ال" ،وان كان الش ��اب يعتني بزوجته ،يس ��اعدها في األعمال البيتية ويهتم بأوالده ،مينحه املجتمع صفة األنوثة وبالعامية "نسوجني". طبيعي ان البعض س ��يقبل هذه األدوار والبعض اآلخر س ��يرفضها .هذا الرفض، لي ��س حتم ًا رفض للن ��وع االجتماعي وليس داللة على تنافر بني النوع االجتماعي واجلن ��س البيولوجي أمنا رفضا للدور االجتماعي املفروض قس ��ر ًا على البش ��ر كل بحد سواء. ّ مركب امليول اجلنس ��ي. أم ��ا االجن ��ذاب اجلنس ��ي والعاطفي عن ��د الفرد فيك ��ون في ّ ه ��ذا االجن ��ذاب ناج ��م ع ��ن الغري ��زة اجلنس ��ية الفطري ��ة .يتك ��ون املي ��ول اجلنس ��ي من أمناط مختلف ��ة ،الفرد الذي مييل جنس ��يا إلى أفراد جنس ��ه فقط يدعى مثلي أو مثلي ��ة اجلن ��س ،بينما الرجل الّذي مييل للمرأة واملرأة التي متيل للرجل يدعيا مغاير أو مغايرة اجلنس. 15
العنصر اخلـــامس هو الس� �ـــلوك اجلنس� �ـــــــي (مع من متارس العالقــــــــة اجلنس� �ـــــية). نوع السلوك اجلنسي فقد يختلف من فرد إلى آخر.
ف ��ي احلقيقة ،حياتي ليس ��ت ثنائيه ال ّتركيب ،بل هي مركب ��ه واكثر تعقيداً ،بحيث "الوالدي ��ه" .يحدث ال"بناتي ��ه" و أش ��عر انن ��ي امرأه فيم ��ا بني املظه ��ر والهوي ��ة ّ ّ صبيه أو ش ��اباً ،فتاة أو فتى أن كثي ��ر ًا مم ��ن يش ��ككون في أمري يتس ��اءلون ان كنت ّ والف ��رق ب�ي�ن املظهرين ال يقتصر عل ��ى الفرق اللغوي الظاهر ،ب ��ل على الوظائف هوية. االجتماعية املرفقة لكلّ ّ
اشعر بأني امرأة واعرِّ ُف نفسي كامرأة
إن تعري ��ف الرجول ��ة ال يكتمل دون مفه ��وم األنوثة ،بل ينب ��ع املفهومان من نفس ّ املنطلق ،لكن احداهما مس ��يطر ااجتماعيا وسياس ��ي ًا ومادي ًا عل ��ى األخر ،فأحيان ًا أنثويه أك ��ون امرأه تتق ّن ��ص الرجولة مثليا ،واحيان ًا أبدو امرأه ّ ّ االنثويه وأبدو رجال ّ رجوليه ،وفي كلّ هذه احلاالت ال تتغير نفسي وأبقى إمراه تصبو للحرية أو امرأه ّ في ال ّتعبير.
ه ��ذه العناصر جميع ��ا تنطبق على جميع االف ��راد في املجتمع ومهم ��ا كانت امليول وعناصر الهوية اجلنسية فاعلمي انك لست وحيدة وهنالك العديد مثلك.
أشعر أ ّني امرأه ،ليس أل ّني أنثى ،فهناك من اإلناث الّلواتي يشعرن انهن رجال، "البناتيات" �ب النس ��اء أو ذك ��ور يش ��عرون انهم نس ��اء .أع� � ّ ِر ُف نفس ��ي كامرأه حت � ّ ّ �دي او و"املولدن ��ات". "بناتي ��ات" او "مولدن ��ات" لي ��س باملفه ��وم ال ّتقلي � ّ ّ االجتماع � ّ�ي ،ولك ��ن ألننا نعيش داخ ��ل مجتمع يفرض تعاريف ��ه علينا ،فلمفهوم و"الوالديه" يوجد شيء من ال ّتقليـــد االجتماعي. "البناتيه" املظهر وال ّتصرفات ّ ّ �ائي أمل ��رأه ّ البناتي ��ه هي ا ّلت ��ي ال تخضع للرجال او للرجولة وتش ��عر ان املظهر النس � ّ �ائيه ،املكي ��اج وغيره ��ا يالئمها ،أما امل ��رأة الوالدي ��ة فتفضل لبس كاملالب ��س النس � ّ الرجالي ��ه ،دون ش ��عور بالق ��رب او اّل ّتحب ��ب ملفه ��وم الرجول ��ة .ال يعني املالب ��س ّ ً االجتماعيه ،أل ّنها �س � ي واملقاي باملعايير ا �ك � س مت اكثر ه البناتي �رأة � مل ا تصرف ان األم ��ر ّ ّ معنيه جلذب الرجال اليها ،بل جلذب ال ّنس ��اء ،وهي ال تقوم ف ��ي احلقيق ��ة هي غير ّ وتربية االطف ��ال واالعتناء بالزوج ،واملرأة االجتماعية احملددة كإجناب بوظيفته ��ا ّ ّ الوالدي ��ة ال تخض ��ع لرغب ��ات الرج ��ل أو ملفه ��وم الرجول ��ة املقاس بالس ��يطرة على ّ الزوجة واالطفال. 16
م ��ن الصع ��ب ال ّتخلص م ��ن القي ��ود االجتماعي� � ّة ،لك ��ن التعابير الفردي ��ة واخرى للهويه اجلنس � ّ�يه او للنوع االجتماع � ّ�ي ،ميكن ان تكون منبعا ومرفأ حلرية اجلماعية ّ ّ الشعالت األولى في التغيير االجتماعي. ال ّتعبير ومسيرة ّ
17
اخلية ،كتبت هذه القصيدة: مبا ّ أن الشعر طريقة للتعبير عن الهواجس ّ الد ّ إمرأه تتعطر األنثويه، بالرجوله ّ واخرى تتعطش لالنوثه املثليه. ٌ رجال... من غير قضيب ونساء... ٌ من غير رحم. ٌ رجال كالنساء بحبهم للنساء، ونساء كالرجال بحبهن للنساء يعشقن النساء. الالتي ُّ حب بال تعريف ٌ وجنس بال تصريف ٌ واسرار تعرفها ٌ امرأتني. يقولون عني (وعنها): "غريبة! تلك الفتاة" "انت غريبة!"
يبحر في الغسق بني االسوار.
"معقدة!" "ال حتب الرجال". هويتي، َّ شخصي، جنسيتي وجنسي... َّ من غير إسم. بقلم داينا الف عالمات سؤال! 26 كان ��ون الثان� �ي، مشوار طويل 2007 وتسلق جبال للجنسويه حترير ّ ونضال االحرار. كل هذا كامن في ذاتي... بني السواد والبياض بني الليل والنهار بني منابع االنهار ومصبات البِحار بني النساء والرجال... أوجدت لنفسي مركب ًا رمادي ًا 18
أنا وسدوم وعمورة زرت يوما ارض سدوم وعمورة وجتولت هناك مفكرة... "كيف من املمكن إلله خلقني وخلق سائر البشر أن يعاقبني ويعاقب بعضا منهم حلبهم إلنسان آخر؟" خلق الله رجال وامرأة كراسة إرشاد واحدة ووحيدة وال اذكر انه خلق ّ لكيف ميكن للبشر أن يحبون. حبي المرأة مثلي سرت في ربوع سدوم وعمورة مفكرة ان كان جزاء ّ هو املوت املدمر. َس َرت في جسدي رعشة خلتها رعشة خوف من مصير مميت. لكنني أيقنت أنها رعشة الطمأنينة فها أنا اسمع صوت خالقي يقول: "أسمى ما في الوجود هو احلب واإلنسانية" فأحبي امرأة أو رجل... فقد جبلتك بتراب احلب ونفخت فيك روح من روحي التي حتب كل من يحب!
19
اللّغة والهويّة
عن المثليّة الجنسيّة
يق ��ول إبراهيــــــــ ��م محمـــــــــ ��ود ف ��ي كتابه "املتعة احملظورة :الش� �ــذوذ اجلنس� �ــي في تاريـــخ العـــرب": "اذا كان ��ت اللغ ��ة هي هوية االنس ��ان ،عالمته الفارقة ،فه ��ي كذلك الدالة علي ��ه ،واملؤرخ ��ة له ف ��ي املقابل… ان اللغ ��ة مجتمع قائ ��م بذاته ،من حيث للتحول ،والتجذر في الذاكرة ،واالغتناء ،وتفكك املعنى وموت قابليتها ّ معنى وانبعاث آخر .وهي في حتوالتها هذه ،تش ��كل تاريخا واضحا حول صانعها ،عدا كونها تاريخا له وعنه".
أدبا وترا ًثا؟ فما هو تاريخنــــــا كمثليـــــات عربيـــــات ومن صنع تاريخنا ً إمكانية إيج ��اد معلوم ��ات محاي ��دة او داعم ��ة للمثلي ��ة اجلنس ��ية ه ��ي قليل ��ة جدا. هناك الكثي ��ر م ��ن الكتاب ��ات الس ��لبية الت ��ي تتعامل م ��ع املثلية اجلنس ��ية كش ��ذوذ او انحراف .اما املراجع التي تتناول املثلية اجلنسية كهوية جنسية وتتعامل معها بشكل طبيعي ه ��ي قليلة جدا وكأنها ابرة بني كومة قش .كمثلية فلس ��طينية تهمها القراءة عن احد مركبات هويتها (مثليتي اجلنس ��ية) ،في كل مرة اكتش ��ف كتابا أو كاتبة أو كاتبا كتبوا عن املثلية اجلنسية العربية ،أشعر كأني اكتشفت كنزا ثقافيا! عندما سمعت للمــــــــــــــــــرة األولـى عن د .ســـــــــــــــمر حبيــــــــــــــــب وعن كتابهـــــــــــــــــــــا ،Female Homosexuality in the Middle Eastانتابن ��ي ش� �ـــــــــــعور رائــــــــع وكدت أال أصدق عيني .وعندما قرأت ألول مرة جـــــــــــــــوزيف مـــســــــــــعد :Re-Orienting Desire The Gay International and the Arab World 22
الغربية كحركة سياس ��ية. املثلية فهم ��ت الفرق بيني أن ��ا ّ �طينية وبني ّ ومثليتي الفلس � ّ ّ وقب ��ل فت ��رة قصي ��رة تعرف ��ت الى كاتب ��ة جديدة ع ��ن طري ��ق مذكراتها حت ��ت عنوان ،Damascus Diaryوفيها فيها كتبت الكاتبة السورية عن جتربتها مع سائق التاكسي في الطريق إلى اجلامعة وعن احلارس على باب اجلامعة .تشجعت كثيرا وتفاءل ��ت ،وكأن طاق ��ة جديدة نفخت ف ��ي داخلي ،وقلت في نفس ��ي" :اذا هي بسوريا عندها القوة انها تناضل من اجل مكانتها وذاتها ،ليش انا ما اقدر؟". ومدعمة في الوقت نفسه ،وتشعرني كمثلية هذه القراءات وهذه النصوص داعمة ّ عربية بالفخر ،وبأني جزء من ارث ثقافي وحضاري وس ��لوكي .عندما أقرأها، أتأك ��د بأن ��ي لس ��ت وحدي ،وانني ج ��زء من مجتم ��ع مثلي عربي ،يكتب وينش ��ر ويلق ��ي الض ��وء علي وعلى ش ��رعية وج ��ودي وش ��رعية وطبيعة وجودن ��ا كمثليني وكمثلي ��ات .وق ��ع ه ��ذه الق ��راءات عل � ّ�ي كان قويا ج ��دا ،وتعلمت منه ��ا الكثير. ّ الش ��عور األول ال ��ذي انتابني عن ��د قراءتها ،كان أنه" :ل ��و أن أمي ،أبي ،أختي، او أخ ��ي يقرؤونها ،لكانوا فهم ��وا ان مثليتي هي طبيعية ،وأني جزء من مجموعة كبيرة ومن هذا املجتمع". لي ��س للمثلي ��ة اجلنس ��ية ،جنس ��ية غربي ��ة أو ش ��رقية أو طائفي ��ة .والدلي ��ل أن تل ��ك الصبي ��ة املوجودة في س ��وريا متر بتجارب مثل جتاربي ،وكذل ��ك املثليات في لبنان واألردن ومص ��ر والع ��راق واخللي ��ج العرب ��ي .ان ه ��ؤالء الكتاب واألش ��خاص، أبط ��ال القصص والروايات والقصائد ،هم كلهم/ن عرب ،وهم/ن اثبات على املثلية اجلنس ��ية ليس ��ت هوية اس ��توردتها املجتمعات العربية من الغرب .عندما ان ّ أدرك ��ت ذلك ،بدأت أفكر ف ��ي أهمية الكتابة بلغتي ،بالعرب ��ي ،ألنها واحدة من 23
مركبات هويتي األساسية ،وان تناسيت أحيان ًا أو نسيت.
وهن���ا ،أود ان أعود بالزم���ن إلى الوراء ،إلى تاريخن���ا وأدبنا وثقافتنا العربية ،ألرى ماذا كتب عني؟ عنا؟ اي كلمات إس���تع ِملت؟ ما كانت دالالتها وأبعادها ومعانيها؟ أين استعملت؟ وأي غرض خدمت؟ هن ��اك اته ��ام دائم للمثلي�ي�ن العرب ،بأن مثليتهم مس ��توردة من الغ ��رب .لكن من الواضح للجميع (وان كان معظم الناس سيتجاهلون احلقيقة عن قصد ويتسترون في احلضارة العربية واحلضارة االسالمية، اجلنسية كانت موجودة عليها) ان املثلية ّ ّ وهن ��اك دالالت تاريخية وأس ��ماء وكتاب ��ات تؤرخ عالقات جنس ��ية وحميمية بني أشخاص من اجلنس نفسه. وهنا ،أورد مجموعة أمثلة هي غيض من فيض األدب املثلي الذي يعج به التاريخ العربي .وفيما يلي اقتباسات من نصوص الشاعر العربي الكبير أبو نواس:
" اضجرني الناس يقولونُ :تب شانيه؟ مالي للناس وما ْ حيلتي؟ ان كنت للنار فما ْ واشقانيه! عذبني الله ْ او كنت للجنة احيا بها فما عليكم يا بني الزاني ْة؟ "
وفي مكان آخر ،يتحدث أبو نواس عن حبه ألبي عبيدة النحوي فيقول:
" صلى االله على لوط وشيعته ابا عبيدة قل بالله :آمينا ألنت عندي بال شك زعيمهم منذ احتملت ومنذ جاوزت ستينا " ويقول مصعب الكاتب: " انا املاجن اللوطي ديني واحد واني في كسب املعاصي لراغب الوط وال ازني فمن كان الئطا فاني له حتى القيامة صاحب " لك ��ن اذا م ��ا أردنا ان نبحث عن الس ��حاق ف ��ي األدب والتاريخ العربي ،فهو ش ��به غائ ��ب متام ��ا ،وتل ��ك نتيج ��ة طبيعي ��ة لغياب امل ��رأة في األس ��اس عن س ��احة احلياة الثقافية والسياسية والفكرية في ذلك العصر.
يغي ��ب ف ��ي تاريخ ��ه م ��ا ه ��و م ��ن يق ��ول ابراهي ��م محم ��ود ":تاري ��خ اجلنس ��انية ّ صمي ��م بنيت ��ه (الس ��حاق) الوج ��ه اآلخ ��ر لل ��واط! وعدم ذك ��ر الس ��حاق ،مبثابة نف ��ي االعت ��راف ب ��ه .فهو كحدث حس ��ي غي ��ر مالحظ ،ان ��ه ثاب ��ت ،او يكاد، يعي ��ش ف ��را وتخفيا (يتح ��دث الكاتب هنا ع ��ن البظر) مقاب ��ل القضيب املالحظ جي ��دا .ثمة اس ��تقاللية يتباهى بها قضي ��ب الرجل ،وهذا ينعك ��س على الثقافة 24
25
عموما ،بتذكيرها بقوة!"( كتاب "املتعة احملظورة ") ولك ��ن برغم ذل ��ك ،جند فقــــــ ��رة كتبت في عهد اخلليف ��ة الـمأمـــــــون عن الس ��حاق ويرد فيها: الس ��حاق قدمي في النس ��اء ،ولهن به لذة يهون عندهن االفتضاح به واالش ��تهار سن الس ��حق ابنة احلس ��ن اليمن ��ي ،وكانت وفدت عل ��ى النعمان ب ��ه .وأول من ّ بن املنذر فأنزلها عند امرأته هند ،فعش ��قتها وش ��غفت بها ،وكانت هند أحسن أه ��ل زمانها… .وبلغ من ش ��غف كل واحدة باألخرى ما ل ��م يكن بني امرأتني ق ��ط قبلهم ��ا ،فلم ��ا مات ��ت ابن ��ة احلس ��ن اعتكف ��ت هند ،ام ��رأة النعمان ،عل ��ى قبرها واتخذت الدير املعروف بدير هند في طريق الكوفة .وفيها يقول الفرزدق مخاطبا جرير بن عطية يهجوه: ٍ بعهد َ منك كان تكرم ًا " وفيت
كما البنة احلسن اليماني وفت هند "
(رشد اللبيب ص( )123-4 .بقول احلسن اليمني املتو ّفى عام 850ميالدية)
احداهن على األخرى كما ينفق الرجل على عشيقته ،بل أكثر اضعافا مضاعفة حتى يبلغن فيه ،على االنفاق ،األلوف واملئني…" ويفس ��ر لنا محمود سبب اختيار كلمة ظريفة ويقول" الظرف هو الوعاء ويترادف م ��ع م ��ا متلكه امل ��رأة (اي الفرج) وثمة اس ��قاط للمعن ��ى حيث يتم اس ��تظراف املرأة لس ��واها ،وميلها اليها ،سواء باعتبارها عاش ��قة او معشوقة ،وفي احلالتني ،فهما تشتركان وعائيا ،في صفة جتمعهما معا)294( ." بكل األحوال ،الس ��حاق واللواط موج ��ودان في تاريخنا وفي أدبن ��ا وجودا بارزا واضح ��ا ،وأي ��ة محاولة النكار ذلك هي محاول ��ة خاطئة ،قامعة ،غبية ،متخلفة وجبان ��ة .كثيرا ما يعتبر اللواط والس ��حاق ش ��ذوذا ،واذا م ��ا فكرنا في األمر ،جند أنه فعال ش ��اذ .لكن ما معنى ش ��اذ وشذوذ؟ ما هي داللتها احلقيقية خارج الشعور باالشمئزاز؟ بحسب تعريف املنجد: " شذ عن اجلمهور او اجلماعة :ندر عنهم وانفرد. وشذ عن االصول – خالفها والشذاذ من النـــــــاس – الذين يكونون من القوم وليســـــوا من قبائلهم ،القالل".
وهن ��ا أود أن أتوق ��ف عن ��د مف ��ردة "س ��حاق" ،وهي مش ��تقة من فعل "س ��حق" الش ��يء ،أي د ّق ��ه د ّق ��ا ش ��ديدا .اذاً ،ف ��ي فع ��ل "الس ��حق" داللة فع ��ل عنيف بني جهتني ،وكأن احدى العاش ��قتني تس ��حق األخرى! ولعل ذلك هو الس ��بب الذي دفع بنساء تلك الفترة إلى استبدال كلمة "سحاقية" بـ"ظريفة". يقول التفاش ��ي " انهن يسمني أنفسهن :الظراف .فاذا قلن فالنة "ظريفة"علم بينه ��ن انها س ��حاقية .وهن يتعاش ��قن كما يتعاش ��ق الرجال ،بل اش ��د .وتنفق
في قراءتنا للماضي ،ولكل ما يتعلق باللواط والسحاق ،جند أن "األخالقيات" املفروض ��ة اجتماعي ��ا كانت قامعة وضاغطة إلى حد أنها ش ��وهت التاريخ واألدب وغيرتهم ��ا .فق ��د جنحت احمل ��اوالت الكثيرة في رب ��ط اللواط والس ��حاق بكل ما هو غي ��ر اخالقي وب ��كل ما هو غي ��ر طبيعي .وهن ��ا ،يبرز دور جمعي ��ات املجتمع املدني وحقوق االنسان واملثليني ،في تقدمي قراءة جديدة وصادقة للتاريخ ،وفي
26
27
اعادة تشكيل اللغة والتوثيق ،وتوفير خطاب نقيض لهذا اخلطاب. بعد التواصل مع املاضي ،أود أن أعود إلى احلاضر ألقتبس عن الناش ��طة النس ��وية الفلس ��طينية عري ��ن هواري ،ف ��ي حديثها عن املثلية اجلنس ��ية ونقدها مل ��ا هو مقبول اجلنسية في حيفا: وغير مقبول في امسية جلمعية "القوس" للتعددية ّ
"الصحي ��ح واض ��ح ومع ��روف ،للجنس ��انية ح ��دود واضحة ،فاجلن ��س هو اما ذك ��ر او انث ��ى وكل م ��ا ع ��داه اما ش ��اذ او ناقص او غي ��ر طبيعي ،وامليل اجلنس ��ي واح ��د وهو مغاير وكل ما عدا ذلك فهو ش ��اذ او كافر ومثير اما للس ��خرية واما للغض ��ب وام ��ا للغثيان .واجلس ��د اجلميل هو من ��وذج واض ��ح ،او بعض مناذج واضحة ،الل ��ون واضح ،والوزن واضح .والبيت هو ايضا صفقة واحدة ،له حدوده ،وله قوانينه ،وله منظومته البطريركية ،وكل من يخالفها فهو ليس من أهل البيت". الي ��وم ،أود أن أع ��رض التغي ��رات الت ��ي حدث ��ت للمثلية اجلنس ��ية في األلف س ��نة األخي ��رة ،اذ أن غالبي ��ة االقتباس ��ات الت ��ي ذكرتها من قبل تعود حلوالي س ��نة 800 او 850ميالدي.
واعالميا. أكادمييا وادخالها أكثر الى احليز العام لالستخدام واألدب، ً ً وأود أن أش ��ير إل ��ى أن هن ��اك بالفع ��ل تغي ��ر ملح ��وظ عل ��ى ه ��ذا الصعيد ،وأن ��ا شخصيا ،في االعالم واالكادمييا واالدب الفلسطيني ،أحلظ أن هذه الكلمة باتت جيد نس ��بيا .ولكن لألس ��ف ،ما زلنا نش ��هد اس ��تخدام حاضرة وموجودة بش ��كل ّ كلم ��ة "ش ��ذوذ جنس ��ي" و"انح ��راف" عن ��د احلدي ��ث ع ��ن املثلي ��ة ف ��ي الصحافة والتلفزيون واالنترنت ،وال بد من تغيير هذا الواقع .حتى في الكتابات التي تعد الي ��وم راديكالية مثل قصة" انا هي انت"" ،الواد والعم"" ،عمارة يعقوبيان"، "مسك الغزال"" ،اآلخرون" ،ما زال هناك حضور قوي جدا لهذه املفردات. لك ��ن عل ��ى الضف ��ة األخرى ،هن ��اك أماك ��ن تعتمد تعبي ��ر "ش ��واذ" و"انحراف" فقط ،وأماك ��ن أخرى تعتمد كلمة "ش ��واذ" مع كلمة "مثلية جنس ��ية" ،وأماكن اخ ��رى – وان كان ��ت قليل ��ة ج ��دا -تعتم ��د فق ��ط تعبي ��ر "مثلي ��ة جنس ��ية" ،وم ��ن الواضح م ��ن خ�ل�ال التعبي ��ر املخت ��ار ،موق ��ف اجله ��ة املؤلف ��ة م ��ن موض ��وع املثلية اجلنسية. مثال ،عن كتاب "الواد والعم" ، تقول جريدة الوطن السعودية: "قص ��ة "الواد والعم" حتكي قصص ًا واقعية من اليأس والغضب التي مير بها أبطال الرواي ��ة عل ��ى مس ��رح الواقع .يس ��عى الكاتب ببراع ��ة إلظهار االنح ��راف الفكري الشاذ لدى فئات معينة في املجتمع".
ومثلي ��ة اح ��دى التغيي ��رات اجلذري ��ة الت ��ي نراه ��ا الي ��وم ،دخ ��ول كلم ��ة "مثل ��ي ّ ومثلي�ي�ن ومغايري ��ن" ال ��ى قام ��وس اللغ ��ة العربية .ه ��ذه الكلم ��ة تعتب ��ر مثلي ��ة وجمعي ��ات تعن ��ى كلمه ايجابية ومحايدة .ونح ��ن ،كأف ��راد وكجمعي ��ات ّ بحقوق انس ��ان وحقوق اقلي ��ات وحقوق مرأة ،علينا واج ��ب مرافعة هذه الكلمة
املثلية وفي رواية عم ��ارة يعقوبي ��ان يصف عالء االس ��واني "حامت" ،الش ��خصية ّ في الرواي" ،انه م ��ن الش ��واذ احملافظني .و كان الش ��ذوذ في حياة حامت هامش ��يا مح ��ددا بإحكام .ول ��م يكن مجرد مخنث .ب ��ل ه ��و ش ��خص موهوب .وص ��ل
28
29
بكفاءت ��ه وذكائه الی قم ��ة جناحه املهني ..ه ��و مثقف من أعلی مس ��تويات ،يجيد عدة لغــــــــات بطالقة .يريد ان يضيق حياته الش� �ـــــــــاذة و يقتصرهـــــــــــــا علی الليالي ويعي ��ش يوم ��ه الع ��ادي كصحف ��ي و مس ��ئول قيادي وف ��ي الليل ميارس لذت ��ه لبضع ساعات في الفراش". وفي وصف كتاب "أنا هي أنت" ،كتب موقع النيل والفرات : برز ،بكثير من اجلرأة والصراحة والعفوية ،مسألة تشكل هاجس ��ا "أنا هي أنت"ُ ،ت ً مرعباً عند كثيرات تضـــطرهن الظروف اإلجتمــــــــاعية والنفسية وحتى البيولوجية إل ى عالقات مثلية ,ال ترضي فيهن موضع الش ��بق وحس ��ب ,وامنا عطشهن الى املستحيل يجسد شذوذهن وسلوكهن في الطريق املرجتى إلى أجسادهن وشهواتهن". بعي ��دا ع ��ن ه ��ذه املصطلح ��ات املتحيزة ،جن ��د أماكن قليلة اس ��تعملت فيه ��ا مفردة "مثلية اجلنس" فقط من دون ربطها بشذوذ او انحراف ،مثل الفقرة املوجودة ف ّ ي موقــــــع رياض الريس عن كتاب "انا هي انت" .فقد ورد ما يلي: "ل ��م يوج ��د حت ��ى اآلن ام ��رأة عربية بحث ��ت موضوع العالق ��ات املثلية عند النس ��اء بش ��كل مباش ��ر .أحيان ًا كان ��ت جتري معاجلة املوض ��وع بني الذكور أما بالنس ��بة إلى اإلن ��اث فبقي األم ��ر محظور ًا على الدوام ،ألن املرأة الش ��رقية تعيش في فضاء من تصدى ملوضوع العالق ��ات املثلية كواحدة من احملرم ��ات واملمنوع ��ات هذه الرواية ّ احلقائق التي لم يعد ينبغي السكوت عنها".
30
م ��ن خالل هذا االس ��تعراض الس ��ريع للتاريخ واحلاض ��ر العربيني ف ��ي التعامل مع املثلية اجلنسية ومصطلحاتها ،من الواضح أن هناك تغيير جيد ،لكن ما زال هناك الكثي ��ر لنعم ��ل م ��ن أجله .وكي نس ��تمر في هذا التغيي ��ر ،من املهم ج ��دا ان نتذكر ان التوثي ��ق والكتاب ��ة باللغ ��ة العربية هي الطريق ��ة األجنع واألق ��وى للتغيير ،والرد على اخلطاب النقيض ،وتقدمي حقائق عادلة ومتحررة من القمع والتغييب الذي اجلنسي. اجلنسية والهويات وامليول باملثلية استعمل في كل ما يتعلق ّ ّ ّ وألنن ��ا ج ��زء ال يتج ��زأ م ��ن مجتمعن ��ا وحضارتنا الت ��ي يربطن ��ا فيها راب ��ط لغوي، اجتماعي ،ثقافي ،س ��لوكي ،تاريخي ومصيري ،سنس ��تمر ف ��ي العمل من أجل حقوقنا وحتقيق املس ��اواة .ونحن نعلم ونؤمن بأن اللغة العربية قادرة على احتواء واملثلية اجلنس ��ية كما قامت بذلك في املاضي ،بالرغم من سياس ��ة الهوية اجلنس ��ية ّ التهميش املتعمدة لتغييبنا. نح ��ن اليوم نعم ��ل على اس ��ترجاع هذه اللغة واس ��تخدامها من جدي ��د وفي بعض احلاالت ،اعادة خلقها وتشكيلها لتحقق أغراضنا وحتتوي قضايانا.
رميا عبود مركزة مشروع املعلومات
31
املصادر : الريس. •أبو النواس .)1994( ،النصوص احملرمة ،رياض ّ •ب ��ن محم ��د ب ��ن عل ��ي امين ��ي ،أحم ��د ( .)2006رش ��د اللبي ��ب إلى معاش ��رة احلبيب ،اجلماهيرية العظمى :تالة. •محم ��ود ،إبراهيم ( .)2000املتعة احملظورة – الش ��ذوذ اجلنس ��ي في تاريخ الريس. العرب ،بيروت:رياض ّ
32
33
د .سمر حبيب
المثليّة الجنسيّة عند النساء في الشرق األوسط تاريخها وصويرها
وقائع محاضرة د .سمر حبيب في بيت أصوات حيفا3.2.2008 ، عن المثليّة الجنسيّة
د .ســـــمر حبيــــــب حصلت د .سمر حبيب على شهادة الدكتوراه من جامعة سيدني ،أستراليا ،في واألدبية. واجلنسانية االجتماعية موضوع الدراسات ّ ّ ّ
"في م���ا يل���ي محاضرة د .س���مر حبيب الت���ي القتها بالتعاون م���ع أصوات في آذار 2008في حيفا .ترتكز احملاضرة بش���كل اساس���ي على كتابها وبحثها وجهدها اخلاص في هذا املجال".
اجلنسية عند النساء في الشرق األوس��ط: "املثلية في عام 2007نشرت كتابها ّ ّ تاريخها وتصويرها" .إلى جانب املواد األكادميية والترجمات التي نشرت سابقا في "انتر تكست" ،نشرت حبيب ع��د ًدا من األعمال اإلبداعية مبا فيها رواية وكتيب "جزر في الفضاء" "شجرة كاملطر" (سيدني :نيبيوال للنشرّ ،)2005 ، (سيدني :نيبيوال للنشر.)2008 ، حتاضر د .حبيب في كلية العلوم اإلنسانية واللغات في مجاالت الدراسات اإلسالمية والنصوص االنكليزية والكتابة .تشمل مجاالت تخصصها الثقافة الشعبية في ال��دول العربية واإلسالمية ،وأدب الشرق األوس��ط ،والتــــاريخ ّ اجلنسية .وترأس د .حبيـــــــب اليوم حترير املجلة ة املثلي �ات � س ودرا ــياسة، والس ّ ّ األكادميية الدولية "نيبيـــــوال". قامت بترجمة ونشر الرواية اللبنانية "أنا هي ِ لالنكليزية أنت" بقلم إلهام منصور، ّ نصوصا وحتضر حاليا لنشر مجلدين يجمعان مقاالت تعرض في عام .2008 ّ ً املثليات بني السنوات .850-1700 إسالمية عن ّ
36
37
لدي أحاسيس مرح ًبا بي في مكان في العالم يثير ّ سرا أنني أجد نفسي ّ ال أخفيكم ًّ أن فلس ��طني ه ��ي جزء من حياتي وخيالي وس ��ياﺳﺗﻲ، �عر � ش أ رة. ت ّ مضطربة ومتو ّ ألم ٍ وأب من وأع ��رفً ، أيضاّ ، أن وجودي في العالم حصل بس ��ببها .لقد ُو ُ لدت ّ املهجرين الفلس ��طينيني في لبنان .وال أﻋﺗﻘﺪ أ ّنهما كانا س ��يلتقيان من دون حدوث ّ كنت سأولد لوال ذلك. نكبة 1948وال ُ وأضي ��ف أ ّنني عائدة إلى فلس ��طني ،وأنني عائدة إلى م ��كان لم أزره ،وهذه جتربة روحاني ��ة ،ولي ��س صدف ��ة أن يكون س ��بب عودتي الروحاني ��ة هذه أم � ً�را آخر غير ّ �يحية) ،وغير جبل الهي ��كل (الذي يثير فضولي � س كم تعنيني (التي �ة � م القيا كنيس ��ة ّ محبتي وإخالصي �ال ل � خ من إليه يجذبني �ذي � ل ا األقصى �جد � س امل أو )، �ي ّ العلم � ّ للثقافة العربية اإلس�ل�امية .أما س ��بب عودتي إلى فلس ��طني فه ��و وجود مجموعة ألول مرة في التاريخ، فلسطينيات ومثليات في مثليات فلس ��طينيات. ّ وسعهنّ ، ّ ّ إنشاء مجموعة.
العربي الق ��دمي وه ��ذا األدب املعاصر ،وهما يتيح ��ان الفرصة لبعض ب�ي�ن األدب ّ كثيرا في مش ��روع النش ��ر هو أن �روري � س يثير ما إن . �هن � س أنف عن ّم ل للتك املثليات ّ ّ ً ّ وأفكارا تكون س�ل�اح ًا واملثلي ��ات نظريات ه ��ذه الكتابات تضع ب�ي�ن أيدي املثليني ً ّ يحررنا من مفاهيم املجتمع البطريركي القامع ملعظم ما يتعلّق باجلنس. ّ املثلية الذي ينعكس رهاب من أنفسنا ر نحر أن نستطيع املنشورات هذه خالل من ّ ّ إن تثقيف النفس اإلطالق. على ترفضنا مجتمعات خالل من الالوعي، في علينا ّ يزي ��د الوعي .وأرى أن علين ��ا ،إذا ك ّنا نرغب في تغيير املجتمع الذي يرفضنا ،أن كمثليات عربيات نحن نعاني ،في معظمنا ،من فترة السلبية. نبدأ بتغيير أفكا ِرنا ّ ّ هويتنا النفس � ّ�ية ما دمنا في وس ��ط اضطهاد طويلة وقاس ��ية ّﺃدت إلى اﺧتباء وتزوير ّ أهلنا واألقرباء. يتقبلن احلي ��اة املزدوجة: املثلي ��ات ّ تعرف ��ت عليه � ّ�ن ّ ّ إن معظ ��م ّ العربي ��ات اللوات ��ي ّ الغربي ،ح ��ول األهل واألقرب ��اء ،وحياة احلرية حي ��اة اخلزانة ،حس ��ب املصطلح ّ أن هناك الكثير من املواقف واحلاالت التي جتري بعيدا عنهم .وأنا أعلم ّ اجلنسيةً ، ّ املثلية إﻟﻰ خطر على حياته/ يؤدي فيها تعريف اإلنسان في العالم والتي ّ بجنسيته ّ ّ يتم االستغناء عن هذا اخلطر. ها ،وفي معظم احلاالت ّ
ألن في وسعها أن جتمع مثليات هو إجناز عظيمّ ، ّ �طينيات ّ إن وجود مجموعة فلس � ّ وألن في وسعها أن تخلق احملاورة املفكّ رات والسياس � ّ�يات من ّ كل أنحاء العالمّ ، وتف ��رض عل ��ى مجتمعها تناول أفكار معاكس ��ة للنمط االجتماعي الس ��ائد ،ألنها تثقيفية ،وتخلق ً أهم ما تقوم تنظّ م نشاطات ترابطا بني أفراد مجتمعها .لكن ،من ّ ّ عربيني ،أو على األقلّ باللغة إلي هو إعداد وجمع أدب وثقافة ّ به أصوات بالنسبة ّ إن هذا النوع من التنظيم هو، العربية ،وإنشاء أرشيف يخص العربيات املثلياتّ . ّ إن وجود ف ��ي اعتق ��ادي ،األمر األكثر أهمي� � ًة أل ّنه يس ��اعدنا على تثقيف أنفس ��ناّ . تاريخي ﻳؤدي إلى خلق تراب ��ط مثلي ��ات فلس ��طينيات مثل "أص ��وات" ّ مجموع ��ة ّ ّ
حدثن ��ي رج � ٌ�ل في هذا املكان في عام 2004عن األحداث الذي ش ��اهدها بنفس ��ه ّ
38
39
وم ��ع ه ��ذا ،فإنن ��ي ال أنكر إعجابي باملقاوم ��ة التي تقف حتى بوجه ه ��ذا النوع من اخلط ��ر ،كم ��ا حصل مبدين ��ة نيويورك في ع ��ام ،1969بعد اقتحام الش ��رطة موقع ستون ﻭوﻝ.1
مثلية جدعة ،)Butch( 2ومن وقال لي ّ إن من بدأت املعركة مع الش ��رطة كانت ّ كن ملكات العروض (.)Dragqueens ذلك بعد لنجدتها جاء ّ إن اخل ��روج من اخلزان ��ة الذي أتكلّم عنه يأتي بعد فترة قاس ��ية من تثقيف النفس. ّ خروج ��ا عن قصد فعال ��ة ،ويكون ً ه ��ذا الن ��وع من اخل ��روج يصبح حركة سياس ��ية ّ احلي على كون وبكامل الوعي .ونقوم بهذا النوع من اخلروج لكي نكون اإلثبات ّ املثلية اجلنس � ّ�ية ش ��ي ًئا مرضا أو حالة بحاجة إلى تصليح أو إبادة. طبيعيا ،وليس ��ت ً ًّ ّ وأنن ��ا منلك القدرة املتواضعة التي تفرض على اآلخري ��ن كيفية التعامل معنا .فإذا فت كفريس ��ة فسوف يفترسونك ،وإذا تصر ِ تصر ِ فت مع شـــــعور بالذنب أو بالعار ّ ّ بأن هناك شي ًئا يدعو للذنب والعــــــار. فستعززين الفكرة القائلة ّ ّ
رافع ��ا حاجبي ��ه ولم ينطق بش ��يء إال "كم ��ا تريدين" ،وتابع مش ��اهدة األخبار على ً التلفزي ��ون ،ولم حتدث ألبي س ��كتة قلبية كما توقّعنا بس ��بب صراحتي معه .أعتقد تقبل املوضوع بش ��كل ش ��به إيجاب ��ي حتى أكثر م ��ن ّأمي ،أل ّنه ،بخ�ل�اف ّأمي، أ ّن ��ه ّ أن هن ��اك اتفاقًا بيني وبني تصرفاتي .أعتقد ّ ل ��م يطل ��ب م ّني أن أحاول "تصحي ��ح" ّ جاذبية املرأة لإلنس ��ان ،س ��واء أكان هذا اإلنس ��ان رج�ل ً�ا أو امرأة أو أبي بخصوص ّ غيرهما. خالل الس ��نوات الت ��ي أعقبت خروج ��ي أمامهما تع � ّ�ززت بينهما وب�ي�ن صديقاتي أيض ��ا ،أن ّأمي وأبي كانا يش ��عران ،مع هذا عالق ��ات حميم ��ة ومخلصة .أذكرً ، كلّه ،باإلحراج أمام خاالتي وبعض األقرباء املس ��يحيني في أس ��تراليا .وذات مرة طلبا م ّني أن ال أكشف األمر خلاالتي ،ﻟﻛن في يوم من األيام ،وكنت في اخلامسة والعشرين من العمر ،أتت إحدى خاالتي لتزورنا في أستراليا ،وفي ذلك الوقت أرض أن أنكر زوجت ��ي ومكانتها عندي ،وبهذه كن ��ت في عالقة ش ��به زوجية ولم َ ّ وأن زوجتها صبية أن س ��مر مثلي ��ة ّ الطريق ��ة (التص � ّ�رف الطبيعي) اكتش ��فت خالتي ّ أحدا تخبر لم ولكنها �ان، � ن لب إلى طيب ��ة ومحبوبة من قبل اجلمي ��ع .عادت خالتي ً ّ التطور في حياتي .بعد فترة من الزمن عادت هذه اخلالة لتزورنا في أس ��تراليا عن ّ ومعها خالتي األخرى. أحبك كيف ما مثليتي ً جانبا وقالت لي" :س ��مر أنا ّ أخذتن ��ي اخلال ��ة التي تعلم عن ّ تكون ��ي بس م ��ا الزم تخبري خالتك التاني ،هي بترف ��ض املوضوع على اإلطالق وهم تقليديني كتير".
مثليتي كانت ملحوظة عن ��دي منذ ّأيام طفولتي ،ولم جدا ّ ق ��د أكون محظوظ� � ًة ًّ ألن ّ يكن باستطاعتي أن أجتاهلها ،ولهذا السبب أصبح خروجي ،وبعد ذلك ظهوري، ش ��ي ًئا ال يس ��تغنى عنه .أخبرت إخوتي وأخواتي ّأو ً وكنت في السادس ��ة عش ��رة ال، ُ التقيت بحبيبتي األولى .نصحتني أختي بأن ال من عمري .في تلك الفترة نفس ��ها ُ وأخبرت ّأمي في الس ��نة ذاتها .كذلك أصغ لهذه النصيحة، أخبر أهلي ،لكنني لم ِ ُ ألن مث ��ل هذا اخلبر قد ّأم ��ي نصحتن ��ي هيً ، أيضا ،بإصرا ٍر أش � ّ�د ،ب ��أن ال أخبر أبي ّ قلبية لدي ��ه .وكان خوفي على أبي يش ��به خوف ّأم ��ي عليه .ولم ي� ّ �ؤدي إل ��ى س ��كتة ّ كنت في التاسعة عشرة من حينها سنوات. ثالث مرور بعد إال باألمر والدي أعلم ُ عمري .في ذلك الوقت كنت في عالقة طويلة الزمن مع ش ��ابة أس ��ترالية .ال أزال قررت ،بعد سنة ونصف السنة من العيش مع صاحبتي ،أن أخبر أبي. ّ أتذكر كيف ّ ٍ بألم ش ��ديد وبارتباك هائل، جالس ��ا أمام التلفزيون في صالوننا في البيت وأناٍ ، كان ً إلي أبي حينها التفت نعم؟". صاحبة، لي أن تعرف "أنت تقول: نفسي س ��معت ّ َ ّ
�اهدت الرعب ف ��ي عينيها وكان هذا نفس الرعب الذي مكث عندي منذ عش ��ر ش� ُ أيضا ،الرعب نفسه في عيني ّأمي وأختي ،وحتى أبي ،أحيانًا. وكان، سنوات، ً
40
41
لك ��ن عندما أتت هذه اخلالة بإش ��عارها اخلاص ،كنت ق ��د أصبحت خبير ًة في هذا أن أصدق للحظة ّ املج ��ال ،ولم أعد أقبل بهذا النوع م ��ن اإلذالل واالختباء ،ولم ّ ألول مرة خالت ��ي األخرى س ��وف تتبرأ م ّني .ولهذا الس ��بب عندما التق ��ت خالتي ّ قدمته ��ا له ��ا بكونه ��ا "زوجي" ،وضحك ��ت خالتي ول ��م تعترض على بزوجت ��ي ّ ﺍإلطالق.
املثلية اللواتي يس ��تطعن أن يخرجن م ��ن خزانة املنزل ،ولكنه ��ن ال يعاجلن رهاب ّ عندهن ،مثل ّأمي وأخت ��ي وأبي وخالتي .كلهم كانوا (الهوموفوبي ��ا) التي متكث ّ أن هذا أن االختب ��اء فعال ،ولم يالحظ ��وا لبرهة واحدة ّ يعتق ��دون ّ الفرعي هو نوع ّ ّ أن ه ��ذه اإلهانة هي ثم ��ن غير معقول ملا نحص ��ل عليه من �س الكيان ،أو ّ احل � ّ�ل مي � ّ السترة الكاذبة ،في املقابل.
سياسي وهو فرض واليومي هو عمل الشفهي كمثلية وخروجي أن ظهوري أشعر ّ ُ ّ ّ ّ ّ واج ��ب عل ��ى امرأة مثلي :ام ��رأة ال تخاف ّمما ميكن أن تخس ��ره من خالل اخلروج والظهور ،وامرأة ال تخاف من مواجهة الرافضني والعنيفني واملتدينني وأفكارهم يتوجب عل � ّ�ي اخلروج والظهور .هن ��ا أعلم أنه ا ُملضحك ��ة .ولكلّ هذه األس ��باب ّ جيدا .سوف سوف يأتي وقت تقوم فيه خالتي هذه بترديد األسطوانة التي نعرفها ً تقول لي" :س ��مر أنا أحبك كيف ما ِ كنت بس ما تقولي لزوجي ،سوف يحتقرك دائما صديقني ،وأعتقد أنه حينها ".ولك ّنني أعرف زوجها وأعرف أ ّننا س ��نكون ً أعلنت وبينه، بيني كان �ك بشأن هويتي اجلنسية املثلية بعد حوار على األقلّ سيش � ّ ُ ال أو أن أجنب أطفا ً أتزوج رج ً ال. له خالله أنه ليس من املمكن لي أن ّ
أصحابا وأفرا ًدا من عائلتي ،لكن حلس ��ن ّ احلظ لم كنت على اس ��تعداد ألن أخس ��ر ً يحصل هذا الش ��يء معي .حتى أقربائي املس ��يحيون املتحفظ ��ون ،الذين قيل لهم وإن العائلة هي الذرية إن التناس ��ل هو ش ��يء مق � ّ�دس ّ منذ تف ّتح وعيهم على احلياة ّ ربه ��ا ورأس ��ها هو األب ،والت ��ي تأتي وحدها م ��ع دعم من الل ��ه تعالى (ربنا الت ��ي ّ تقبل جنس � ّ�يتي وأبون ��ا الكبي ��ر) ..حتى ه ��ؤالء يجدون أنفس ��هم مجبوري ��ن على ّ وتصرفاتي "الذكورية". وصديقاتي ّ حتس به اإلنس ��انة من تو ّتر أعتق ��د ّ تقبل إزدواجية احلياة وبني ما ّ أن هناك عالقة بني ّ مثليتها اجلنسية .لربمّ ا أن اخلطوة الطبيعية القادمة لنا أن تكون من "أصوات" جتاه ّ وبكل بساطة" ،نعم أنا مثلية، هناك قوة هائلة بقولنا، إلى "أصوات ووجوه". ّ ّ وم ��ا املش ��كلة؟ ه ��ل أن ��ت أحم ��ق؟" .هذا الن ��وع من ف ��رض الذات يخ � ّ�ل مبوقف أن املثلية اجلنس ��ية هي ش ��ي املجتمع ��ات العربي ��ة التي ال تش � ّ �ك للحظ ��ة واحدة في ّ ﻭلكن املشكلة ﻫﻲ تخلف ﺛقافتنا ﺍجلنسية في ﺍﻟﻭﻗﺖ ﺍﺤﻟﺍﻀﺭ. طبيعي. ّ ّ
إخباركن بهذه التجارب االيجابية يعني أ ّنني أنكر وجود أريدكن أن تعتقدن أن ال ّ ّ املثلية الذي ال نس ��تطيع أن نتفاهم معه مثلي ��ة قاتل أو وجود نوع من رهاب ّ ره ��اب ّ تعلمن أن ه ��ذه التجارب اإليجابية ،وهذه أن أريدكن لكنني كانت. �يلة بأي وس � َ ّ ّ أيضا ،في العالم. األنواع من احلركات السياس ��ية والش ��خصية البس ��يطة حتصلً ، إنن ��ي لس ��ت فري ��دة كمثلي ��ة عربية في ه ��ذه التجرب ��ة .أعتق ��د أن هناك العدي ��د م ّنا
42
أن هناك فائدة لنا في االختباء .االختباء يفيد إنسانة ال تريد أن تخسر حرية أعرف ّ التصرف واحلركة غير املكش ��وفة ،كما تريد أن تتج ّن ��ب مواجهة أهلها وأصحابها ّ أيضا ،أن بعض ألنها ال تريد أن تس ��تغني عنهم ،وال تريد خس ��ارتهم .وأعرفً ، 43
غربية ولي ��س علينا أن نتبعها لنكون اﻠﻣثلي ��ات يعتقدﻦ أن اخلروج هو إس ��تراتيجية ّ ّ املثليات �د � ن ع �ائعة � ش الفكرة �ذه � ه الغرب. �ن � ع �ف � ل تخت �ا � ن مجتمعات ألن ا �رار أح � ً ّ خصوصا ألن األفكار التي العربيات ولكنني ال أتفق مع سياس ��ة االزدواج هذه، ً تداولها الغرب بالنس ��بة للمثلية منذ عش ��رين أو أربعني س ��نة ما كانت تختلف عن أف ��كار الع ��رب احلالية .والطريقة التي ّأدت لتحرير مثلي ��ي ومثليات الغرب كانت وحدها طريقة اإلعالن عن النفس ،وطريقة اخلروج اإليجابي الذي رفض الوسم محبة وفخر اجلنس ��ية املثلية وغيرها من بالعار واإلحس ��اس بالذن ��ب ّ وضم له بكل ّ احلب واالكتفاء اجلنس � ّ�ي عند االختالف ��ات .وه ��ذا اخلروج أهمية ّ اإليجابي ع � ّ�زز ّ ّ اإلنسان. كثيرا من الكراهية من جهات ّ إن املشروع السياسي عند مثليي ومثليات الغرب تلقى ً دينية ومن الشرطة ﻭمن وكاالت القضاء واحلكّ ام .وبدأ مشروعهم الكفاحي هذا املثلي اجلنس ��ي كما لو أ ّنه قب ��ل إزال ��ة قوانني تل ��ك البالد التي كانت تعاق ��ب العمل ّ تغي ��رت ه ��ذه القوان�ي�ن القامع ��ة بس ��بب جرأة البع ��ض وظهورهم جرمي ��ة .ال ب ��ل ّ ومثلي ��ات القرن املاضي تظاهروا وحاربوا الش ��رطة وقضوا إن مثليي وكفاحه ��مّ . ّ ُ واضطهدوا ،لكنهم أس ��قطوا عن أنفس ��هم الرع ��ب من املعاملة وق ًتا في الس ��جون الس ��يئة ومن الس ��جن ،مثلهم في ذلك مثل انتفاضة الفلس ��طينيني في الثمانينات، اجلسدي والروحاني. حيث سيأتي وقت ﻧرفض فيه االستعمار ّ
أج ��زاء من حياتنا التي ﺗﻨﻤﻭ بخزانتنا .وال أريد أن أصعب األمر على أحد ،ألنني ال أقص ��د كل فلس ��طينية أو عربي ��ة مثلية به ��ذا الكالم ،وإمنا أقصد تل ��ك التي تفكّ ر وتغير في املجتمعـــــــات العربيــــــــــة، بهذا األس ��لوب والتي تس ��تطيع وتريد أن تؤثر ّ تصرفاتها املكشـــــــوفة كل التغيير ﺍﻠﻤرغوب. لتحقق من خالل طريقـــة ّ وبالنسبة إلينا نحن العربيات املثليات اللواتي نعيش في الغرب ،أعتقد أ ّننا نضيف املثلي ��ة ،فنحن نعي ��ش في ب�ل�اد حتمينا وحتم ��ي حقوقنا ولكن إل ��ى مش ��كلة رهاب ّ معظمن ��ا ال ن ��زال نعيش حياة اخلزانة املنزلية .اس ��ألي نفس ��ك إذا كنت تس ��تطيعني تتحملي اخلس ��ارات التي س ��تصاحب اخل ��روج الكامل ،وإذا كان في وس ��عك أن ّ هذا القرار .اس ��ألي نفسك إذا كنت قادرة على خسارة رسن االختباء ،وإذا كنت تس ��تطيعني فعل ذل ��ك فافعلي .ال تقبلي أن تكون مش ��اعرك رهين ��ة لآلخرين .ال تقبلي "لو عرفت ّأمك هذا فس ��وف يقتلها" .إذا كنت تعتقدين أنها س ��وف متوت أي ميس كيانك وابتعدي عن ّ من هذا الشيء فدعيها متوت .ابتعدي عن ّ أي شيء ّ ش ��يء يجعلك تش ��كّ ني في حقك في أن تكوني هكذا ،وفي حقك في أن تعاملي كل ش ��يء يجعل ��ك تش ��كّ ني بجمال ��ك كما أن � ِ �ت وجمال كإنس ��انة .ابتع ��دي ع ��ن ّ ربك لهذا االختالف .ابحثي خروجك عن النمط االجتماعي السائد ،واشكري ّ ضمي إليك عن األخريات .ث ّقفي نفس ��ك .ح ّققي لنفس ��ك االس ��تقالل امل ��اديّ . أن اجلنس هو وحرري نفس ��ك من املفهوم الديني الذي يعلمنا ّ ش ��هواتك اجلنس � ّ�ية ّ ّ املقدس. شيء إثم ّ وأن هدفه األعلى هو التناسل ّ
دائما مساملة ونظيفة ،فقد تكون هناك نقطة في مطالبتنا بحريتنا وحقوقنا لن تكون ً دفاعا عن حقوقنا ،وأن نكون الزمن سنضطر فيها أن نحارب ،وأن نقف صامدين ً ّ ٍ مستعدين خلسارة نكون وأن ساخنة، أشياء عن مرتفعة بأصوات ّم ل مشاغبني ونتك ّ
املثليات العربيات بشكل عام ،وتعليقي على هنا ينتهي تعليقي البسيط على حالة ّ أو ً ال .وقب ��ل أن نطلب من املجتم ��ع ،ال بل نفرض أهمي ��ة اخل ��روج لقبولنا لذاتن ��ا ّ
44
45
بد وجودن ��ا عل ��ى املجتمع من خالل احلركة السياس ��ية األخرى وه ��ي الظهور ،ال ّ مثلي ��ة أن تكون ظاه ��ر ًة ،ولكن عاد ًة ما يظه ��ر من املثلي�ي�ن واملثليات من هم ل ��كلّ ّ "الطبيعي" املتذكرات واملتأ ّنثون ،ألن املجتمع ينصفهم باختالف عن قالب احلياة ّ ّ أنثوية ،مفعول بها. املجسد بذكر رجولي فاعل ،وامرأة مقوقعة ّ ّ ّ للمثلية .ولنب ��دأ بآخر هذه اإلبراهيمية لك ��ن ،لننتق ��ل اآلن إل ��ى معاملة الديان ��ات ّ ّ الديانات: معا ،أو أن اصطلحا العدﻳﺪ من املسلمني يؤمنون ّ بأن اإلسالم واملثلية ال يصاحلان ً مبني ��ا على خطأ كبير وجت � ٍّ�ن على الدين .ومن املمك ��ن أن نرى أن أي فيك ��ون ه ��ذا ًّ محاولة إلنتاج إسالميات قابلة للمثلية هي محاولة يائسة وحتى مستحيلة. مطروحا ولك ��ن ه ��ذا االعتقاد يس � ّ�ببه عدم احملاولة اجلدي ��ة ،ويبقى هذا املوض ��وع ً للت ��داول ل ��دى العديد من املس ��لمني واملس ��لمات املثليني واملثلي ��ات املؤمنني الذين شخصية. خاص وألسباب يهتمون بهذا املوضوع بشكل ّ ّ ّ املثلية. أشارككن أفكاري حول أود أن ّ ّ إسالمية قابلة للعالقة ّ ّ أو ً املقدس ��ة – أي األحاديث الصحيحة احدد الكتابات اإلس�ل�امية ّ ال ،يلزمني أن ّ املثلي ��ة ،كما يتبينّ لنا من والق ��رآن الك ��رمي -وهما ال يتعامالن بش ��كل واضح مع ّ قب ��ل بالد كالس ��عودية أو إي ��ران أو نيجيريا التي تتبع قوانني الش ��ريعة اإلس�ل�امية، حيث املثلية تتل ّقى عقوبة اإلعدام.
46
هذه الش ��ريعة التي حتكم على املثلية كما لو أنها جرمية تعود إلى حديث عن علي بن أبي طالب. بعد موت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أصبح علي بن أبي طالب في مكانة احلاكم لفترة ﻗﺼﻳﺮﺓ .وفي يو ٍم من األيام ألقي القبض على شابني ميارسان اجلنس املثل ��ي ،وتب�ي�ن للجمي ��ع حينها أن ال أح ��د من صحابة الرس ��ول (صل ��ى الله عليه وس ��لم) كان يس ��تطيع أن يذكر حدي ًثا ل ��ه عن كيفية معاقبة املثلي ��ة ،أو ما إذا يجب أن ُتعاق ��ب أص�ل ً�ا .حينها أم ��ر ابن أبي طالب بإعدام الش ��ابني من خ�ل�ال إلقائهما املثلية في الش ��ريعة م ��ن فوق س ��طح ورميهما باحلجارة .من هن ��ا نصل إلى معاقبة ّ اإلسالمية املعاصرة. بعد هذا احلدث ،أي العقاب الرسمي األول في اإلسالم ،الحظ الفقهاء األوائل املثلية ،وبدأ مش ��روع أن الق ��رآن الك ��رمي ال يتكلّم بس ��لبية واضح ��ة أو صارمة عن ّ املثلي ��ة عند بع ��ض الفقه ��اء كالزهري ،أب ��ي هريرة ،الس ��يوطي، رف ��ض ومعاقب ��ة ّ املشتولي ،اﻤﻟتقي الهندي والذهبي وغيرهم. عث ��ر هؤالء الفقهاء ،بعد بحث مس ��تفيض ،على بع ��ض األحاديث املقطوعة التي إن الس ��حاق هو زنا ّادع ��ت بأن رس ��ول الله (ص ّل ��ى الله عليه وس� �لّم) كان قد قال ّ اللواطي بني الرجال. بينهن ،وإنه قال أن يقتل الفاعل واملفعول به بالعمل النساء ّ ّ وتقبل عاملي ب�ي�ن الفقه ��اءّ ، ف ��ي الق ��رون اإلس�ل�امية األولى ل ��م يكن هن ��اك اتفاق ّ املثلية .ومنهم ﺣﺳﻦ البصري ،مثالً ،أو ابن احلزم ،اللذان كانا يتعامالن ﺑﻌﺿﻬﻢ ّ طبيعي �كل � ش ب �ة � ي املثل �ن � ع �ا � ب وكت �ي، � ب وإيجا �ح � ي صر �كل � ش ب �ن ي � ي مثل م ��ع رج ��ال ّ 47
ومس ��الم .كذلك فعل قاضي املس ��لمني يحيى بن أكثم في بغداد في عهد اخلليفة بحبه للواط ،وه ��و لم يكن يعاق ��ب العالقات املأم ��ون ،وب ��ن أكث ��م كان مش � ً �هورا ّ واألفعال املثلية بل عاقب الزنا بشكل صارم. أيضا ما ش ��اهده ابن حزم في القرن احلادي عش ��ر امليالدي ،وهناك ما كتب وهناك ً عن بعض القبائل اإلس�ل�امية التي كانت تس ��مح باملثلية ،وبعض القبائل األخرى حتدها وتعاقبها كالزنا .وابن حزم نفس ��ه هو الذي يثي ��ر انطباع ًا لقصة الت ��ي كان ��ت ّ أن القصد من ه ��ذه القصة ليس ق ��وم ل ��وط في الق ��رآن الكرمي ،وكان يص � ّ�ر عل ��ى ّ عقاب املثلية بل عقاب الكفّار. حلب الرجال وليس �اءهم � س ن هجروا قد ألنهم قومه ف ��ي الواقع ،كان لوط يعاﺗب ّ حلبهم للرجال فقط. ّ أن هناك ً وقصة وقد الحظت أناً ، أيضاّ ، ُ قصة قوم لوط ّ ترابطا بني أس ��لوب س ��رد ّ وأن قوم ﺛمود أبادهم الل ��ه لكفرهم وعدم قبولهم الكرمي، �اب � ت الك في ﺛمود �وم ق� ّ الرسول صالح ،كما كان عدم قبول لوط كرسول من قبل قومه.
إن رس ��ول الله (صلى الله البخ ��اري ،وه ��ي تقول في فصل اللباس عند البخاري ّ املتشبهات بالرجال. املتشبهني بالنساء والنساء عليه وسلم) لعن الرجال ّ ّ وهن ��اك حدي ��ث آخر يتكلّم عن مخ ّنث في منزل أم س ��لمة (زوجة الرس ��ول) وفي احلديث مينعه الرس ��ول من الدخول على احلرم ،كما كان ُيس ��مح له سابقًا ،وكان هذا بس ��بب وصفه اجلنس � ّ�ي إلحدى النس ��اء أمام الرس ��ول ولواحد م ��ن صحابته. ومنع ��ه الرس ��ول من الدخ ��ول على النس ��اء ليس بس ��بب مثليته بل بس ��بب غيرته. النبي محمد (صلى الله عليه وس ��لم) لم يك ��ن يعاقب املخ ّنثني، ونش ��اهد هن ��ا أن ّ أن كلمة املخنث تعني الرجل املثلي املؤنث .لكن ،في ذلك الوقت كانت وأعتقد ّ املخصي أو حتى الشخص الذي بال جنس الرجل ا، أيض تعني، "املخنث" كلمة ً ّ أن املقصود محدد أي .Intersexلكن بعض املترجمني في عصرنا احلالي يرون ّ ّ باملخ ّن ��ث في هذا احلديث هو الرجل املثلي املؤ ّن ��ث ،وأنا ال أعترض على إمكانية أن تكون هذه الكلمة واردة بهذا املعنى.
يصرون على استنتاج عدوانية للمثلية من قصة قوم لوط القرآنية، ّ لكن فقهاء اليوم ّ املثلي ،بل عدوانية شاملة اجلنس ميارسون الذين القوم ألفراد عدوانية فقط وليس ّ القصة لكلّ املثليني في ﻛﻝ مكان وزمان ،في املاضي واحلاضر واملس ��تقبل، ّ ولكن ّ وحدها ال حتتمل هذا اإلجراء.
ل ��م يعترض الرس ��ول (صل ��ى الله عليه وس ��لم) على وجود هذا املخ ّن ��ث أمامه إال بس ��بب وصفه اﺠﻟﻧﺳﻲ المرأة ،وليس بس ��بب خنثه أو جنس ��يته .ولهذا الس ��بب، �مي للمثليني إال نس ��تطيع أن ّ نتفه ��م ،بوع ��ي أكثر ،س ��بب عدم وج ��ود عقاب رس � ّ بعد موت الرس ��ول .فحتى إن كان الرس ��ول قد لعن النس ��اء اللواتي يرتدين لباس الرجال والرجال الذين يفعلون ذلك بثياب نس ��وية ،فهذا الكالم ال يعني أنه ضد املثلية اجلنسية.
لك ��ن ،تبق ��ى هن ��اك أحادي ��ث صحيح ��ة موج ��ودة ف ��ي صحي ��ح مس ��لم وصحي ��ح
لك ��ن ،ف ��ي حال س ��تكون هن ��اك إس�ل�اميات قابلة للمثلي ��ة فس ��وف ﺗواصل ﻓﺭﺽ
48
49
أن ألن م ��ن الواض ��ح ّ ال ��زواج واإلع�ل�ان ع ��ن العالق ��ة م ��ن خالل ه ��ذا ال ��زواجّ ، بأي عالقة جنس � ّ�ية خارج إطار الزواج ،وسوف يبقى الزنا من اإلس�ل�ام ال يسمح ّ أكبر اجلرائم الدينية ،حتى لو ترك املجتمع عقاب الفاحش ��ة لله ولم يفرض نفس ��ه ومتحررة. تصرفات فردية ً ّ حاكما على كلّ ما يفعله اإلنسان من ّ أدوارا كم ��ا أن اإلس�ل�اميات القابلة للمثلي ��ة ال بد أن تفرض على املؤمن�ي�ن املثليني ً ذكورية وأنثوية باملعنى التقليدي ،ألن املجتمعات اإلس�ل�امية ال تزال تتطلب هذه األدوار – م ��ن س ��ت املن ��زل إلى رج ��ل البيت -لتنظي ��م احلياة الزوجي ��ة واملنزلية. للمثلية من لك ��ن ،أعتقد أنه حتى مع هذا التقنني ،ال تزال هذه اإلس�ل�امية القابلة ّ مرغوبا في ��ه ،ومحطّ ة جديدة لبداي ��ة الطريق الطويلة أمرا ً خالل ّ مؤسس ��ة ال ��زواج ً املثلية اجلنسية املوجودة ضمن الديانات اإلبراهيمية احملافظة. نحو حترير ّ متدين ،وم ��ن موقف يغذّ ي فضولي ّ أود أن أق ��ول هنا إنن ��ي أتكلم من موقف غير ّ العلمي والثقافي ،ولهذا السبب فأنا ال أتكلّم كمسلمة.
أحدا ال ينظر إلى حترمي أكل احملار أو ارتداء البذلة املخلوطة، لكن ً من القماشّ . املثلية بني �رمي � حت ذكر �ى � ل ع ون يصر �ع � ي اجلم لكن �وم، � ي ال �ات � مي التحر ويتب ��ع ه ��ذه ّ ّ ّ أن هذا التحرمي يس ��ري على جميع الرجال والنس ��اء ،وهو ليس الرجال ،ويرون ّ يخص ُ الكهان فقط. حتر ًميا ّ باملثلية لك ��ن حقيقة كلمة "س ��دومايت" أو عبارة قوم لوط لم يكن معناه ��ا يتعلّق ّ بأي حتديد أو تعريف طوال قرون عديدة ،ولم يتم ذلك س ��وى بعد اجتهاد رجال الدين في مشروع حترمي العالقات اﻟﻣثلية اجلنسية. أن هناك إن مجتمعاتن ��ا تف ��رض علين ��ا اخليار بني املثلي ��ة والتدين ،لكنن ��ي ال أعتقد ّ ّ ّ �ي � س أسا ًا ف اختال متحررة من قيود �ة � ــــــــ ي املثل هذه كانت إذا إال �ن، � ي والد املثلية �ن ي � ب ا ًّ ّ الدين لصالح االســـــتمتاع باجلنس. أن وهن ��اك اعتقادات خاطئ ��ة أخرى متداولة في مجتمعاتن ��ا العربية ،ومن ضمنها ّ لكن احلقيقة هي أن املثلية اجلنسية قائمة في املثلية هي ش ��يء مس ��تورد من الغربّ . كل أنح ��اء العالم وفي معظ ��م املجتمعات عبر التاريخ .وكان املفهوم الس ��ائد عند أن بالد الع ��رب الصحراوية نابعة الغربيني ،في أواخر القرن التاس ��ع عش ��ر ،يرى ّ أن املثلية أصلها حينها يعتقدون من هذه املمارس ��ات والعالقات .وكان الغربيون ّ عندنا وأ ّنهم استوردوها م ّنا.
بقصة قوم لوط التي تس ��تعمل زود املس ��يحية واإلس�ل�ام ّ ّأم ��ا الدين اليهودي الذي ّ إن التش ��ديد في ه ��ذه القصة في املثلية ،فيق ��ول البعض فيه ّ كس�ل�اح يع�ي�ن ره ��اب ّ الت ��وراة كان يق ��ع على نقطة معاقبة قوم لوط بس ��بب محاولته ��م االغتصابية ألحد أيض ��ا مالكً ا ينزل من الله تعالى .ويقول جون بوس ��ويل زوار ل ��وط ،والذي كان ً ّ القصة أص ً ال هو تهذي ��ب القبائل نحو �ذه � ه �ن � م �د � ص الق إن )3John (Boswell ّ ّ معاملة إنس ��انية مع األغراب وعابري الطريقّ .أما كتاب الالويني (س ��فر الالويني �ص حياة الرهب ��ان اليهود م ��ن القوم بنفس االس ��م ،فقد ف ��ي الت ��وراة) ،الذي يخ � ّ ح � ّ�دد كثي � ً�را من املمنوع ��ات عليه ��م :منعهم م ��ن أكل احملار (نوع م ��ن احليوانات املائي ��ة) ،مث�ل ً�ا ،كما منعهم من ارت ��داء مالبس فيها أكث ��ر من نوع واحد الصدفي ��ة ّ ّ
عليكن بعض الكتابات العربية القدمية التي استكشفتها من وأحب اآلن أن أعرض ّ ّ أعرفكن على سحاقيات احلضارة أن أود ق. �ي � ش ال املوضوع هذا في أبحاثي خالل ّ ّ ّ
50
51
قدمها بعض رجال املجوﻥ واألدب الق ��دمي ،ولكي نفعل ذلك علينا العربي ��ة كم ��ا ّ أو ً ال إلى عهد اخلليفة املأمون ،وتبدأ حكايتنا عند احلسن اليمني املتو ّفى أن ّ نتوجه ّ عام 850ميالدية .وفي كتاب رش ��د اللبيب إلى معاش ��رة احلبيب يقول اليمني ما يلي: "الس ��حاق ق ��دمي ف ��ي النس ��اء ،وله ��ن به ل ��ذة يهون عنده ��ن االفتضاح به واالش ��تهار به .قال صلى الله عليه وس ��لم ((سحاق النس ��اء بينهن زنا)) وأول من سن السحق ابنة احلسن اليمني ،وكانت وفدت على ّ النعمان بن املنذر فأنزلها عند امرأته هند ،فعش ��قتها وش ��غفت به ��ا ،وكان ��ت هند أحس ��ن أه ��ل زمانها، وه ��ي التي تس ��مى املتج ��ردة حلس ��ن متجردتها ،فلم تزل ابنه احلسن تخدعها وتزين لها السحق وتقول: ف ��ي اجتماع املرأتني لذة ل ��م تكن بني املرأة والرجل، وأمن ��ا من الفضيحة ،وإدراكا لتمام الش ��هوة من غير اتهام وال محاذرة لعاقبة ،حتى اجتمعنا ،فوجدت م ��ن االلت ��ذاذ بها فوق ما قالته ،وبلغ من ش ��غف كل واحدة باألخرى ما لم يكن بني امرأتني قط قبلهما، فلم ��ا ماتت ابنة احلس ��ن اعتكفت هند عل ��ى قبرهــــــــا حتى ضرب املثل في ذلك .قال الفـرزدق: وفي ��ت بعه ��د من ��ك كان تكرم ��ا كما البنة احلس ��ن اليماني
52
وفت هند (رشد اللبيب ص)123-4 . أن هند ش ��غفت ببنت احلس ��ن ،وإن كانت عالقتها قوية يعتقد اليمني ،كما نرىّ ، ومخلصة وملتزمة وعالقة جنس � ّ�ية ،جس ��دية بش ��كل واضح .زوجة املنذر امللك أن هذه البيزنط ��ي (املس ��يحي) عاش ��ت في القرن اخلام ��س امليالدي ،ويعني ذل ��ك ّ القصة حصلت قبل والدة اإلسالم عند العرب .ويضيف اليمني إلى ذلك أن: ّ "ث � ّ�م م ��ن بعدهما رغ ��وه وجندة ،تعاش ��قتا واش ��تهر عي ��ر أخ ��و رغ ��وم بذل ��ك أمرهم ��ا بالس ��حاق حت ��ى ّ م ��ن أخت ��ه ،فرصد لهم ��ا حت ��ى وافاهما يوم ��ا وهما مضطجعت ��ان ،فقتل جندة وارحت ��ل بأخته ،فجعلت رغ ��وم حترض ق ��وم جندة عل ��ى قتل أخيها ،وش � ّ�بت احل ��رب بينهما .وفي ه ��ذا دليل على عظم ما يجدنه م ��ن اللذة في الس ��حق وترجيحه عنده � ّ�ن على اللذّ ة م ��ن الرج ��ال (رش ��د اللبيب إل ��ى معاش ��رة احلبيب، ص)124 . املثلية هذه كانت مرفوض ��ة عند قوم رغوم وأخيها، القص ��ة ّ وتب�ّي�نّ هذه ّ أن العالقة ّ ألن عشيقتها استنجدت بهم لكن هذه العالقة لم تكن مرفوضة من قبل قوم جندة ّ ّ شبت حرب بني القومني. حيث ّ حتب السحق ويضيف اليمني إلى ذلك ّ أن السحاقات على ضربني :أحالهما من ّ 53
وال تكره األير ومن املمكن اس ��تخراج هذه من الس ��حق على طريق الرجل "املاهر املوس ��ر من الب ��اه "...ولكن يضي ��ف اليمن ��ي أن الضرب الثاني من الس ��حاقات "املتذكرة اخللق ويظهر ذلك فيها من صغرها( ".رش ��د اللبيب إلى معاشرة هي: ّ إعادتهن، احلبيب ،ص )125 .وتلك الس ��حاقات ،كما يعتقد اليمني ،ال ميكن ّ إلى الصراط املستقيم. املثلي ��ات العربيات ،بل أنه ُيرينا كم ��ا تعرفن ّ َ فإن حتلي ��ل اليمني هذا ال ُيرينا حقيقة ّ جهله في املوضوع ،وهذا النوع من اجلهل يشاركه فيه العديد من الباحثني الغربيني في أواس ��ط القرن العشرين ،حيث كان الباحثون في هذا املجال ،باستثناء ألفريد املثلي ��ات ه � ّ�ن ش ��به رج ��ال أو رجال م ��ن دون األعضاء أن كلّ كنس ��ي ،يعتق ��دون ّ ّ وأن الرجال املثليني هم كالنساء وال تزال املجتمعات العربية اجلنس � ّ�ية األساس � ّ�يةّ ، املثلي ��ات الفائقات باألنثوية عل ��ى ه ��ذا االعتقاد حتى اليوم .إضاف� � ًة إلى ذلك ّ فأن ّ لغيريات من خالل ممارس ��ة حتويلهن حقيقي ��ات وإن كان ميك ��ن مثلي ��ات ّ ّ ّ ال ُﻳﻌﺗﺒﺮﻦ ّ جنسية مع الرجل املاهر بالباه! يج ��ب علين ��ا أن نقرأ ه ��ذه الكتاب ��ات القدمية بحرص ،وأن ال ننس ��ى أ ّنه ��ا كتابات أن الرجل حتاول أن تضعنا في قوالب اجلنس � ّ�ية الغيرية الس ��ائدة الت ��ي تفرض علينا ّ وأن املرأة ال تس ��تطيع أن تكون امرأة من يحص ��ل على رجولت ��ه من خالل ّ تذكرهّ ، متكس � ً�را في مش ��يته يف ��رض مجتمعنا غي ��ر األنوث ��ة ،وإن كان هناك ش ��اب مخ ّنث ّ علينا أن نراه كامرأة ،لكن حلسن ّ حترر اجلنس (Queer احلظّ ، فإن مفاهيم ّ نظرية ّ )theoryالتي بدأت في أواخر القرن املاضي علّمتنا أنه ما من سبب لربط جنسية اجلسد بالعقل والعكس. 54
مثلية وحصريةً، لق ��د أصبح في وس ��عي أن أكون ام ��رأة فائقة األنوثة ،وأن أك ��ون ّ بتصرفات ��ي وردائ ��ي ،وال يعن ��ي ه ��ذا أ ّنني أيض ��ا ،وم ��ن املمك ��ن أن أك ��ون مثلي ��ة ً ّ خصوصا عالقة الصورة بالشيء أي عالقة، ُمسترجلة ،أو ّ ً أن بيني وبني الرجولة ّ أيضا ،أن أك ��ون رج ً ال بال قضي ��ب ،أو أن أك ��ون امرأة األص ��ل .وم ��ن املمك ��نً ، بأي تكوي ��ن كان فإنني �دي � س اجل تكويني كان لو �ى � ت متجس ��دة بجس ��د رجل .وح ّ ّ بأن هويتي اجلنس � ّ�ية أس ��تطيع أن أرف ��ض أن أك ��ون امرأة أو رج�ل ً�ا ،وأن أﺷﻌﺭ ح ّقًا ّ حدد ،أو على األقل مختلف عن مفهوم املجتمع للرجل واملرأة. هي شيء غير ُم ّ أن حترر اجلنس ُتس ��اعدنا على حتليل هذه النصوص البطريرقية التي ترى ّ ّ إن نظرية ّ ٍ ومبضض كل م ��ا يتعلّق باجلن ��س يبدأ وينتهي عن ��د الرجل .لكن يعت ��رف اليمني، �حاقيات ،وال ميكن له � ّ�ن أن يجدن ش ��ديد ،ب � ّ �أن هناك لذّ ة جنس ��ية لدى تلك الس � ّ املثلية عند الل ��ذة نفس ��ها مع الرجال ،وه ��ذا اعتراف ّ مهم ،وه ��و اعتراف بوج ��ود ّ النساء منذ ذلك الوقت وحتى من قبل ذلك. مثليات عربيات عب ��ر التاريخ ،وفي ثقافات كم ��ا يدلّ هذا االعتراف عل ��ى وجود ّ وإن من أظرف ما نقله اليمني من كتابات سحاقية هو أبيات وحضارات مختلفة – ّ الشعر التالية: "وص ��ورت ُم َتقية صورة غالم ق ��د رفع رجلي امرأة وهو ينيكها :وأرسلت به إلى سحاقة ،وكتبت عند الصورة تقول: 55
هذا وحقك حالي ما للسحاق وما لي ِ النبال يرمي القلوب بلحظ كإصابات ذو طرة كظالم وغرة كهاللي وقامة كقضيب تزهو بحسن اعتدال فذاك أنسى رسولي يفديه روحي ومالي عسى يشقيك هذا فال يغنيني فعالي فصورت الس ��حاقة صورة جارية تساحقها وأرسلتها الى متقية وكتبت عندها: لكن كسي يجود يزهو بخد وخال كمثل نقطة مسك تلوح فوق هالل ومبسما ماللي نقيا ً ثغرا ًّ تريك ً فيه رضاب شهي عذب املذاق حالي وحسن جيد بهي كمثل جيد الغزال أقول ملا بدا لي من حسنها يا ما بدا لي سبحنت من صاغ اجلمال من صلصال فصار خلقا سوي ًا مكون ًا من جمال أتيت أرشف فيها وصادها عند دال إن كان هذا حرام فذاك غير حالل (رشد اللبيب إلى معاشرة احلبيب ،ص)131-2 .
56
إن ه ��ذه القصي ��دة األخي ��رة مت ّث ��ل لي ح ّقًا أه ��م وأجم ��ل الكتابات القدمي ��ة في هذا ّ املوضوع ،أل ّننا نس ��مع صوت س ��حاقية عربية من خالل القرون وال نزال نستطيع معا :من وصف عملية جنس ��ية ش ��فهية ووصف أن نفه ��م أحاسيس ��ها ومعاناته ��ا ً الظم ��أ لالكتف ��اء اجلس ��دي عن ��د إنس ��انة م ��ن خالل إنس ��انة أخ ��رى ،إلى م ��ا تقوله إن الش ��اعرة بالنس ��بة لتحرمي روي العطش اجلنس ��ي ،وقولها السياس ��ي والواضح ّ �وزا دينية كنقطة هذا التحرمي هو نفس ��ه حرام .وأالحظ أن الش ��اعرة تس ��تعمل رم � ً املس ��ك الت ��ي تلوح فوق اله�ل�ال ،وأع ��رف حينها أنني أقرأ لش ��اعرة عربي ��ة مثقفة وقوي ��ة الش ��خصية ومثلية واس ��تثنائية ،رمب ��ا تكون مس ��لمة التربي ��ة والثقافة .هذه امل ��رأة املجهول ��ة الت ��ي خاطبت املتقي ��ة الغيرية ترين ��ا أن املثلية ليس ��ت على اختالف أدبيا أن وتاريخيا بني هات�ي�ن الهويتني ،ومع ّ م ��ع العروب ��ة ،ال بل إن هناك تضام ًن ��ا ًّ ًّ ومحرم باحلديث ﺍﻠﻣﻗطﻭﻉ" :السحاق زنا اليمني كان يرى أن املثلية هي شيء إثم ّ حتريضا على إبادة وجودهن وال نرى في كالمه يتقبل النساء ً ّ ّ بينهن" ،كان ال يزال ّ معاقبتهن. املثليات أو ّ ّأما أحمد بن يوس ��ف التيفاش ��ي (عالم عربي مس ��لم تونس ��ي) املتو ّف ��ى عام 1253 ميالدية ،فقد كان ينظر إلى املوضوع بشكل إيجابي ومدهش ،وهو الوحيد الذي طبيعية عند النساء. إن بعض احلكماء كانوا يرون السحاق كرغبة قال ّ ّ لك ��ن ،س ��وف أع ��ود إلى التيفاش ��ي بع ��د أن نلتق ��ي مبثلي ��ة عربية أخرى م ��ن القرن التاس ��ع ،وه ��ذه امل ��رأه كان اس ��مها ب ��ذل ،وكانت ب ��ذل مطرب ��ة وجاري ��ة في عهد املأم ��ون ،وما نعرفه عن ه ��ذه اململوكة املدنية وارد في كت ��اب أبو فرﺝ األصفهاني املش ��هور :كت ��اب األغان ��ي .ويعلّمنا األصفهان ��ي أن بذل كانت مؤلف ��ة ألكثر من 1200أغنية ،وكانت تستطيع أن تغ ّني أكثر من 30,000حلن. 57
أن بذل كان ��ت محبوبة من قبل العديد من املعجبني، ويق ��ول األصفهانيً ، أيضاّ ، تقدم لها أكثر من رجل واحد ،ولكنها قضت حياتها بال زواج. وقد ّ في مجلس املأمون ذكر أحمد بن أبي طاهر أن محمد بن علي بن طاهر بن احلسني قاعدا يشرب وبيده قدح إذ غ ّنت بذل: يوما ً حدثه أن املأمون كان ً أال ال أرى شي ًئا ألذّ من الوعد فجعلته: أال ال أرى شي ًئا ألذّ من السحق فوض ��ع املأم ��ون القدح م ��ن يده والتف ��ت إليها وقال :بل ��ى يا بذل ،الني ��ك ألذّ من السحق ،فتش ��ورت وخافت غضبه ،فأخذ قدحه ،ثم قال :أمتّي صوتك وزيدي فيه: خاليا وحدي ومن غفلة الواشي إذا ما أتيتها ومن زورتي أبياتها ً ثم سكتة وكلتاهما عندي ألذّ من اخللد ومن صيحة في امللتقى ّ نسبة هذا الصوت: أال ال أرى شـــــي ًئا ألذّ من الوعــــــــد (نزهة األلباب ص)242 .
ومن أملي فيه وإن كان ال يجدي
وف ��ي ي ��و ٍم من األيام كانت بذل تثير فضولنا في ه ��ذا العمل .ما معنى جرأتها هذه الس ��حاق أمام املأمون؟ وما هي عالقتها بالسحاق؟ التي تثيرها على فتح موضوع ّ مستمرة مع إنسانة مجهولة .وهل كانت هي من السحاقيات هل كان لديها عالقة ّ عليهن بسبب نعثر أن علينا يصعب اللواتي من هي هل أو رات، املتذك الظاهرات ّ ّ 58
وجودهن؟ أنوثتهن وجتاهل األدباء ّ ّ مثلي ��ة ،لي ��س أل ّنن ��ي أريده ��ا هك ��ذا ،ولي ��س ألنن ��ي أن ��ا أعتق ��د ّ أن ب ��ذل كان ��ت ّ ألن األصفهان ��ي أف ��رض قي ��م ومفاهي ��م عصرن ��ا ه ��ذا عل ��ى الق ��رون الغاب ��رة ،ب ��ل ّ يش ��ير إليه ��ا بأنه ��ا "ظريف ��ة" ،والظ ��رف كان ��ت كلم ��ة متداول ��ة ف ��ي بع ��ض العربي ��ات وه ��ي تعن ��ي "الس ��حاق". امل ��دن العربي ��ة القدمي ��ة ب�ي�ن الس ��حاقيات ّ
بينهن إن فالنة "ظريفة" ُع ِل َم ويضيف التيفاش ��ي في القرن الثالث عش ��ر :إن ﻗﻴﻝ ّ ّ املثلي ��ات العربيات أنه ��ا س ��حاقة .كما تق ��ول املثلي ��ات اﻠﻐربيات كلم ��ة "ّ ."gay املدني ��ات كانت لديهن كلمة "ظريفة" التي ش ��اءت الصدفة أن تتش ��ابه في معناها مع معنى كلمة " "gayاألصلي ،وهو الذي يعني أن اإلنسانة مبسوطة. وس ��أنتقل اآلن إل ��ى فصل من كتاب التيفاش ��ي "نزهة األلباب ف ��ي ما ال يوجد في كت ��اب" .هناك فصل يتعلّق بالس ��حاقيات ،وأظ � ّ�ن أن هذا الفصل ُيش ��كّ ل توثيقًا للمثلية عند النس ��اء العربيات بشكل إيجابي .وباإلضافة إلى ذكره إلمكانية املثلية كتابا أو أحاديث قامعة أو اس ��تياء أن تك ��ون ش ��هوة طبيعية ،فه ��و ال يذكرً ، أيضاً ، ً نصا منقوال من س ��حاقية اس ��مها وردة، ويعطينا التيفاش ��ي ًّ أخالقيا من املوضوعُ . ًّ وم ��ن هي امل ��رأة العربية املثلية األخرى التي تكلّمت عن نفس ��ها من خالل س ��طور قليلة .تقول وردة: "نحن معاشر السحاقات جتمع الواحد م ّنا مع الناعمة البضة ،التي كأنها قضيب الغضةّ ، البيضاء ،الغنجةّ ، 59
اخلي ��زران ،بثغر كاألقح ��وان ،وذوائ ��ب كاألرنباني، وخد كش ��قائق النعمان وتفّاح لبنان ،وثدي كالرمان، وبط ��ن بأربع ��ة أع ��كان ،وك ��س كام ��ن في ��ه الني ��ران، بش ��فرين أغلظ من ش ��فتي بقرة بني إس ��رائيل ،وحدية كأنه ��ا س ��نام ناق ��ة ثم ��ود ،ووطء كأنه ��ا آلي ��ة كب ��ش إس ��ماعيل ،في لون الع ��اج ،ولني الديب ��اج ،محلوق مضمخ باملس ��ك والزعفران ،كأنه كسرى أنو مخلقّ ، شروان وس ��ط اإليوان ،باألصداغ املزرفنة ،والنحور اليمني ��ة واملعاج ��ر �در والياق ��وت والغالئ ��ل ّ املزين ��ة بال � ّ ّ عدنية، ونغمة ة �جي � ش مبعاتبات بهن فنخلو �ة. � املصري ّ ّ ّ ّ وجفون س ��احرة ،سالبة لتامور القلب ،ثم إذا تطابقنا وانضم ��ت النح ��ور عل ��ى بالص ��دور عل ��ى الص ��دور، ّ النحور ،وتراكبت الش ��فران على الش ��فرين ،واختلج كلّ منهم ��ا عل ��ى اآلخر ،حت ��ى إذا تعال ��ت األنفاس، وتش ��اغلت احلواس ،وارتفعت احل ��رارة عن الراس، وبط ��ل عن ��د ذل ��ك كلّ قي ��اس ،نظ ��رت إل ��ى احلركات الغريزية، الوهمي ��ة ،والصنائ ��ع احلس � ّ�ية ،والضمائ ��ر ّ ّ �قية ،ب�ي�ن م ��ص وق ��رص ،وره ��ز واألخ�ل�اق العش � ّ ونهز ،وش ��هيق وخفيق ،وش ��خير وخرير ،ونخير لو ملطية لصاح ��وا :النقيرا مع رفع ووضع، س ��معه أهل ّ وطيب عمل، وغمز وملز ،وضم وشم والتزام ،وقبل ّ وانقالب حرف مغير قلق". 60
كل ذل ��ك ٍ بأدب ملوكي وأن�ي�ن زاكي ،حتى إذا حان ّ وخف املصاغ ،ش ��ممت كنس ��يم األنوار، �راغ، � ف ال ّ ف ��ي آذار ،وروائ ��ح ال ��راح ف ��ي حان ��وت خمـــــــــار، ونظ ��رت إل ��ى اهتزاز خص ��ن البــــان م ��ن األمطار.، فلو نظر الفالس ��فة إلى م ��ا نحن فيه حلاروا ،وأرباب اللهو والطـــرب لطاروا. (نزهة األلباب ،ص)242-3 .
�ت وردة ال تريدن ��ي أن أع ّل ��ق عل ��ى كالمه ��ا ،تتك ّل ��م بوضوح وإثارة جنس ��ية الس � ّ ساطعة ،ولكنها مث ّقفة ،ألنها تقتبس من القصص القرآنية :من ناقة ﺛمود إلى آلية أيضا ،بذكر كسرى أنو كبش إسماعيل أو بقرة بني إسرائيل .وتتكلّم بالعلمانيةً ، شروان (امللك الفارسي) والقبائل اليمنية وأهل امللطية. مجرد قصيدة س ��اخنة س ��ببها اإلثارة فقط ،بل هي ش ��عر عربي عميق هذه ليس ��ت ّ مبعن ��اه وتقنيت ��ه األدبية .مع أنه هائل بصراحته وتصويره اجلنس � ّ�ي بقلم امرأة عربية مثلية (سحاقية) من القرن الثالث عشر في بالد املغرب أو مصر أو سوريا. ّ لقصت�ي�ن أخريني في هذا الباب ،في كتاب التيفاش ��ي .كما �ن � ك انتباه �ر � ي أث أن أود ّ ّ ّ املثلية عند النساء: مدح ألجل كتبت قصائد على فكن أعر أن أود ّ ّ ّ ّ حلب الغزل وملت إلى السحق "شـربت النبيذ ّ خوف احلبل فضاجعتفيخلوحبتي وفقتالرجالبطيبالعمل مقنع َا غنيت به ورفضت الرجل إذا كان ســـــــحقي ً (نزهة األلباب ،ص)244 . 61
تق ��ول الش ��اعرة إنه ح�ي�ن فاقت الرجل بطيب العمل اجلنس ��ي م ��ع حبيبتها وجدت قناعة واكتفاء بهذه العالقة ،ولهذا الس ��بب فهي ترفض الرجل .هناك بس ��اطة في التعبي ��ر ولكن نش ��عر باقت ��راب من جتربة هذه الش ��اعرة التي ب ��دأت عالقة مع امرأة واكتشفت ميولها. وهناك قصيدة أخرى على هذا النمط ،تقول: ورفضت أير ًا عواقبهبذات القدر تذري قنعتبحبتي ُ إذاماقيلقدحبلتفسحقًا ألوالدالزنايضيقصدري األبوي ��ن إل ��ى ع ��ذري فم ��ا فق ��د قط ��ع الزن ��اء حب ��ال ظه ��ري في ��ه؟ (نزهة األلباب ،ص)244 . أو ُ إن من محاس ��ن العالقات املثلية احلصري ��ة هو عدم احلبل، ال ،تق ��ول الش ��اعرة ّ واجتناب جزية الزنا التي كانت ُتعاقب بقس ��وة .وهذا الكالم من املمكن أن يعني أن الكاتب ��ة كان ��ت في إحدى املناطق العربية التي ل ��م تكن تعاقب املثلية كبغداد في القرن التاسع حتت تقنني قاضي املسلمني يحيى بن أكثم. والقصيدة األخرى: حج ��ة وك ��م ق ��د س ��حقنا ،أخ ��ت تس ��عني ّ �دو ظه ��وره وم ��ن حب ��ل يرض ��ى الع � ّ ولي ��س علين ��ا احل � ّ�د ف ��ي الس ��حق كالزن ��ا (نزهة األلباب ،ص)244 .
62
أس ��ر وأخف ��ى م ��ن دخ ��ول الفياش ��ل ّ وأعظ ��م م ��ن ه ��ذا م�ل�ام الع ��واذل وإن كان أش ��هى من ��ه عن ��د القواب ��ل
أن الشاعرة ترى نفسها مقتنعة ومرتوية تردد ما قيل قبلها وبعدها من ّ هذه القصيدة ّ تفضلها على عالقة مع رجل وما يتبع هذه العالقة من مشاكل التي املثلية ّ بعالقتها ّ اجتماعية وتناسلية. فكن على ٍ �ري متحفّظ في أوائل قاض مص � ّ وأخي � ً�را ،ف ��ي هذا املقط ��ف ّ أعر ّ أود أن ّ يوما في قرافة في الصعيد املصري وخالل ﻨﻔﺴــــــــﻪ القرن الثالث عشر ،وقد وجد ً يحدث: جتوالــه على بغله قــــال ّ "فبينم ��ا أن ��ا أس ��ير ب�ي�ن اﻠﺠﺒﺍنات س ��معت في تربة من ال ُت َرب ش ��خير ًا ونخير ًا وشهيق ًا يسلب العقول ويأخذ مبجامع القلوب ،لم أس ��مع بق � ّ�ط مثل ��ه وال ظننت أح � ً�دا يفعله. بح ��ركات موزون ��ة ونغم ��ات مطبوع ��ة وألفاظ مسجوعة ّينسى لها نغمات األوتار وتستخفي لديها ربات املزمار. ثم تطاولت فس ��قت دابتي إلى حائط التربة ّ وأش ��رفت وإذا بامرأت�ي�ن ،الس ��فلى جاري ��ة تركي ��ة ُتخج ��ل الب ��در كم ��ا ً ال والغص ��ن اعت ��دا ً غضة ،ناه ��د .وعليها ال ،بيض ��اءّ ، ام ��رأة نصيف ��ة ،بدين ��ة ،حس ��نة ،نظيف ��ة 63
وألقي ��ت ط ��رف الطيلس ��ان م ��ن وراء كتفي وأدخل ��ت يدي فش ��لت ذيول ��ي وقربت من اجلاري ��ة وانحنيت عليه ��ا ،فعندما أقضيت ب ��رأس ذكري إلى ش ��فري فرجه ��ا وجدت نعومت ��ه وحرارت ��ه ل ��م أش ��عر إال بحواف ��ر غاديا وامل ��رأة تصرخ وتقول( :أفلت البغل ً البغ ��ل) ،فقمت أن ��ا واله العق ��ل وخرجت ف ��إذا البغ ��ل غاد ب�ي�ن اجلبانات ف ��ي اختالط الظ�ل�ام ،ال أعل ��م إن غ ��اب ع ��ن بص ��ري ح�ي�ن ذهب ،فع ��دوت وراءه وأن ��ا في تلك احلال ��ة ،منعظ الذكر ،محلول الس ��روال، ملقى الرايات عاري وجوه أقدامي ،مختل مرة وأقـــــــــــع أخرى". الطيلس� �ـــــان ،أقوم ّ (نزهة األلباب ،ص)240 .
�زي ،ش ��كلة إال أنه ��ا لي ��س كالس ��فلى، ال � ّ وه ��ي تس ��احقها وتطارحه ��ا ذل ��ك ال ��كالم والسفلى جتيبها جواي مقصر كأنها متعلّمة لها( :مكانك كما أنت) ،فبقيت مس ��تلقية على ظهرها ثم كش ��فت عن بطنها وس ��رتها وصدره ��ا ثوب ��ا أزرق كان عليه ��ا ،فب ��ان له ��ا ص ��در كاملرمر ونه ��دان كاملات ��ان وبطن كأن ��ه عرمة ثلج فيه س � ّ�رة كمده ��ن بلور إلى ح ��رف راب ،أبي ��ض ،مش ��رب بحم ��رة ل ��م أش ��اهد قط عظم ��ة وال نقتة ،ث � ّ�م قالت ل ��ي( :ويح ��ك ي ��ا وحش ي ��ا ثقي ��ل ،رأيت ق ��ط مثل ه ��ذا؟) فقل ��ت له ��ا( :ال والله)، هيأها قال ��ت ل ��ي( :فدون ��ك غنيم ��ة ن ��ادرة ّ الل ��ه ل ��ك ،وانص ��رف بح ��ال س ��بيلك). (ق ��ال) :ف ّلم ��ا ش ��اهدت ذل ��ك وس ��معته س ��لب م ّن ��ي العق ��ل والدي ��ن ،ول ��م أمل ��ك نفس ��ي ،فقل ��ت له ��ا( :ويح ��ك مع ��ي ه ��ذا البغ ��ل) ،قال ��ت( :فأن ��ا أمس ��كه). فنزلت ويشهد الله أني خالفت سجيتي في ذلك ،ث ��م دفعت لها عنان البغل والس ��وط ودخل ��ت الترب ��ة فحلل ��ت عق ��د الراي ��ات وألقيته ��ا على س ��اقي ثم حللت الس ��راويل
القصة هو انتص ��ار البطلتني املجهولت�ي�ن وبهدلة القاضي م ��ا يثير إعجابي ف ��ي هذه ّ أيضا ،هو وصف الكالم بني اجلارية التركية واملرأة التي وتأديبه ،وما يثير انتباهيً ، يردده ،ويترك التخايل ملس ��تمعي تضاجعها .القاضي يصف هذا الكالم ولك ّنه ال ّ أن نس ��اء ذلك مهما ،إذ نالحظ ّ قصته الطريفة .ومن هذه ّ القصة نتعلم ش ��ي ًئا آخر ًّ صديقاتهن من كن يجتمعن م ��ع العص ��ر املمنوعات م ��ن ّ التجول واحلري ��ة الفردية ّ ّ أن حينها �م � ل وأع قيها". املبيت �ي � ف عليهن حرج ي "ال �ي � ت النس ��اء ف ��ي اجلبانات ال ّ ّ ُ
64
65
املثليات العربيات القدميات لم ُ كثيرا ،من حيث أن االختباء ،ال يك ّن يختلفن ع ّنا ً ض على املرأة العربية بشكل عام ،وكذلك كبت املرأة العربية بل االختفاء ،قد ُف ِر َ املثلي ��ة .وأقرباؤنا القدماء هؤالء لم ُ يك َّن دائم� � ًا مختبئني أو مضطهدين أو خائفني ّ أو فقراء أو بؤساء أو جواري ُحسناء. مبقطع أخير ورد لدى التيفاشي: وأحب أن أختم هذه الفقرة ٍ ّ
ح�ي�ن قرأت كت ��اب "أصوات" بعن ��وان "ح ّقي أن أعيش ،أن أخت ��ار ،أن أكون" �ررت مب ��ا وجدت م ��ن تقني ��ات تعبيرية ومن إنس ��انية امل ��ؤﻠﻔات الت ��ي برزت من س� ُ وجتاربهن والكاتبات خ�ل�ال الصفحات ،والترابط بني املتكلمات الكالس ��يكيات ّ املعاصرات .وعلى هذا الترابط من املمكن أن نبني سياس ��ة حتريرية متماسكة أكثر وفخرا بأنفسنا. وسياسة تزيدنا ثقة ً
"وقد ش ��اهدت امرأة منه � ّ�ن باملغرب ،كان لها م ��ال كثير وعقار واس ��ع ،فأنفقت على فلم ��ا ف ��رغ وأكثر عش ��يقتها امل ��ال الناض ��رّ . الناس عليها من العتب واملالمة ،س � ّ�وغت له ��ا جمي ��ع العق ��ار فحصل ��ت عل ��ى نح ��و خمس ��ة آالف دين ��ار( ".نزه ��ة االلب ��اب، ص)237 . أن املعاتبة ليس ��ت بس ��بب جنس العش ��يق املؤ ّنث ،بل بس ��بب إفراطها الحظن هنا ّ أيضا ،أن هذه املرأة كانت مش ��اهدة – �ن، � ظ والح الناضر. باملال �يقتها عل ��ى عش � ً مادي ناجت ع ��ن العقار الواس ��ع الذي كان ��ت خارج ��ة وظاه ��رة وكان لها اس ��تقرار ّ تبرعت ﺒﻪ لعشيقتها. ّ عربيا قد ًميا. تذكرن أنني ُ قلت في البداية إن "أصوات" تنتج ً مثيرا يحيي تراثًا ًّ أدبا ً 66
67
كانت هذه كلمات الدكتورة س���ـــــمر حبيــــــــب كما وردت في محاضرتها التي ألقتها مبناس���بة احتفال أص���وات بإصدار كتابه���ا الثاني "ح ّقي أن أعيـــش ،أن اختار ،أن أكــــــون". ه���ذه الكلمــــــات ال تأتي صدف���ة أو دومنا قصد .إن م���ن ح ّقنا أن نحمل وفردي بحسب، شخصي كحق هو ّيتنا اجلنس ّية ونكون فخورين بها ،ليس ّ ّ ّ سياسي بحت. كحق وإمنا ّ ّ إ ّن مثل ّيتنــــــــا ال تقتصر على ميول جنس ّية فحسب ،وإنمّ ا هي الهو ّيــــــــــة التي يجب تسييسها. كما رأينا وأيقنا من نضاالت س���ابقة على مدار التاريخ ألناس "عاديني" ،من نضال حترير العبيد وإلغاء العبود ّية إلى انتفاضة ش���عب ضد االحتالل ،فإ ّن أيضا ،أن نواجه اإلجحاف واالضطهاد بك ّل ما منلك. علينا نحنً ، إ ّن مس���ؤول ّية حتريرنا ،نحن املثليني واملثل ّي���ات وغيرهم من األقل ّيات ،تقع أوالً وأخيرًا على عاتقنا نحن ،إذ إن تثقيف أنفسنا مينحنا اجلرأة والشرع ّية لنيل حقنا في العي���ش ،االختيــــار والكيان املتس���اوي والفخور ،فاحلر ّية تؤخذ وال ُتعطى. نح���ن ال نتجاهل املصاعب والثمن الذي ميكن لإلنس���ان دفعه مقابل عدم أيضا ،أ ّن هناك االختفاء والظهور املثلي السياسي ،إال أنه يجب أن نتذكّ رً ، 68
ومثري���ا خلطوة الظهور وعدم القب���ول باحلياة االزدواج ّية م���ردودا إيجاب ًّيا ً ً كحــــ ّل وحيد. دائما مساملة وكما تقول سمر حبيب" :مطالبتنا بحريتنا وحقوقنا لن تكون ً ونظيفة ،فقد تكون هناك نقطة في الزمن س���نضطرّ فيها أن نحارب ،وأن ٍ بأصوات دفاعا عن حقوقنا ،وأن نكون مش���اغبني ونتكل ّم نق���ف صامدين ً مرتفعة عن أشياء س���اخنة ،وأن نكون مستع ّدين خلسارة أجزاء من حياتنا التي ﺗﻨﻤﻭ بخزانتنا".
املصــــــادر : رش���د اللبيب إلى معاش���رة احلبيب ،تأليف أحمد بن محمد بن علي اليمني نزهة األلباب في ما ال يوجد في كتاب ،تأليف أحمد التيفاشي "Female Homosexuality in the Middle East", By Samar Habib
69
المثليّة الجنسيّة في
جيل المراهقة
عن المثليّة الجنسيّة
جيـــل املراهقـــة :
1
هو جيــل عاصــف مليء بالتغييرات ،وهو جيل االنتقال من الطفولة إلى الرشد. املركزية في حياتهن: املهمات ّ في هذا اجليل تواجه املراهقات العديد من ّ •االنفصــال عن األهل:بناية اس ��تقالل عاطــفي عن األهل وباقي الراشدين، بناء صداقــــات مع أشخاص من اجليل نفسه ،وتركيز العواطف في العالقات االجتماعية والزوجية. •االس� �ــتعداد للمس ��تقبل:تنمي ��ة مه ��ارات وأدوات تس ��اعدهن عل ��ى اختي ��ار مهنة ،منط حياة ،وعلى التعامل مع احلياة كأشخاص راشدين في املجتمع، الزوجية. والتعامل مع احلياة ّ والتكيف ــاتية:التعامل مع س ��لوكهن املختلف ّ •بلورة أخالقيــات ومبادئ حي ّ مع� �ه.اتخـــاذ ق ��رارات بناء عل ��ى القيــــم وقواع ��د الس� �ــلوك األخــــالقي التي تطورها املراهقات2. عملية بلورة هوية جنس� �ــية س ��ليمة ،3ومن ضمنها •ومن ضمن هذه املهمــات ّ 4 التعامل مع التغييرات اجلســـمانية وتقبلها ،التعامل مع النــوع االجتمـاعي ، كما تتحدد حســـــب املجتمــــع ،وفحص مـــدى تالؤم هذا النـــــوع مع املشــاعر ــخصي ة()Malekoff , 1997 . الش ّ
أجريت أبح ��اث عديدة على املراهقـات وجيل املراهقــــــة.وبنيت مناذج عدة حول واقتباس ��ا في األدب الهوية اجلنس � ّ�ية.وأكث ��ر النمـــ ��اذج تفصي�ل ً�ا موض ��وع تبل ��ور ً ّ �ترالية ڤيڤيــان كــاس ال ��ذي اقترحته في البحث � ّ�ي ه ��و منــــ ��وذج العاملة النفس� � ّـــية األس � ّ سنوات السبعينات استنا ًدا إلى حوارات ومقابالت قامت بها. الناحية اجلنسية من مير بها اإلنســــان حتى يبلور هويته ّ ّ يصف هذا النموذج مراحل ّ الشخصية()Cass, 1996 . النفسية ّ ّ كل مرحلة تشعر املراهقات بعدم يتركب النموذج من سلسلة من 6مراحــــل.في ّ ّ وحل التو ّتر يقود إلى تؤدي بدورهــــا إلى التو ّتر الشخصي، ّ الراحة النفسية والتي ّ املرحلة القادمـــة. مثلي ��ة تندمج، ه ��دف ه ��ذه املراحل ،حس ��ب كاس ،هو اكتس� �ــاب ّ هوية جنس � ّ�ية ّ الهويــــ ��ة ،وفيها تدم ��ج املراهقــــ ��ات بني فهم بش ��كل كام ��ل ،مع باق ��ي مركبــــ ��ات ّ والهوية الهوية الش� �ــخصية وتصرفاتهن بش ��كل خاص،وبني الدمج بني �هن أنفس � ّ ّ ّ ّ املثلية في املجتمع). ة اجلنسي ة الهوي مع التعامل ة كيفي ( م عا بشكل ـاعية االجتم ّ ّ ّ ّ
مراحل تبلور الهو ّية اجلنس ّية: .1مرحلة التبلبل بالنسـبة للهويــــة اجلنســـية:
.1في هذه النشرة، حني نتحدث عن جيل املراهقة نقصد جيل 10 سنوات حتى 21 سنة. عموما. .2هذه النشرة هي بصيغة املؤنث، غير أنها تنطبق على املراهقني ً اجلنسية و/أو العاطفية، إذا كانت متيل لنوع إجتماعي جلنسيتها في ما يتعـلق مبيولها اجلنسية :تعريف الذات الهوية .3 ّ ّ ّ ّ مثلية،مغايرة،أم آخر.اليتعلق تعريف ش ��خص ما للهوية اجلنس ��ية بتعريف هوية مماثل لنوعها أو مختلف عن نوعهــاّ : الش ��خص اآلخ ��ر فيالعالقة.كما تتكون الهـــوية اجلنس� �ــية من خمس عناصر أساس ��ية ،هي:اجلن ��س البيولوجي،النوع اإلجتماعي،الدور اإلجتماعي،امليول اجلنسية والسلوك اجلنسي. .4وهو اإلطار الذي نحلل فيه األمور اإلجتماعية حسب املنظور املناصر للمساواة والعدل بني األنواع اجلندرية.
.5مغاير اجلنس :امليول اجلنسية والعاطفية ألبناء وبنات اجلنس اآلخر، أي ميول رجل إلى إمرأة أو ميول إمرأة إلى رجـل.
72
73
بأنهن مغايرات اجلنس .وتبــدأ سيرورة بلورة غالبية الش ��ابات يكبرن مع الش� �ـــعور ّ ّ ّ مشاعرهن تصرفاتهن، تكون أن املمكن من بأن املراهقات تشعر حني اجلنسية امليول ّ ّ 5
ـــعورهنباإلرادة ّ مثلي� �ة.وم ��ن الـممكن أ نيكون س� �بـــب ذلك ه ��و ش� � وأفكاره � ّ �ن ّ حميمي من أشخاص من اجلنس نفســـه. ـل ك بش أو ا عاطفي أو ا ـري ك بالتق ّــرب ف ً ً ّ تقول ياسمني : "انتظــرت حلظة الفرصة في املدرسة أللقاهـا ،كي أرقب كل حتركاتها-كنت أبحث عنها ،وإن لم أجدهـا ،افتقدهــــا...كنت أقضي س ��اعات أفكر فيها ،محاولة أن أتخيل وجودي معها ،قريبة منها ،أالمسها وأقبل شفتيها احلمراوين". م ��ن املهـــ � ّ�م الذكر أ ّنه ال يوجد جيل معينّ يحدث فيه ذلك ،وهذه التس� �ـــاؤالت أو أي جيل. املشاعر من املمكـــن أن تكون في ّ ف ��ي ه ��ذه املرحل ��ة تبدأ املراهق ��ات بالتس� �ـــاؤل من أين ه ��ذه املش ��اعر ويبحثون عن أجوب ��ة ف ��ي أماكن مختلف ��ةّ ،إما عن طريق القراءة عن املوضـ ��وع في الكتب أو في غالب ��ا ما يكون هذا اإلنترن ��ت ،أو ع ��ن طريق االتصال خلطـ ��وط الدعم املختلفةً . ً بالسرية واخلوف واألسماء املستعارة. محاطا البحــث ّ كتــبت عــــدن: املثلية اجلنس � ّ�ية ع ّل ��ي أجد بني الس� �ــــطور �ن � ع وقصص �واد � م عن "ب ��دأت أبح ��ث ّ ّ متذوقة أول قصة ،ق ��رأت كلماتها بتعطّ ـشّ ، أجوبة ألس ��ئلة ع � ّ�دة.عندما وجدت ّ كل كلمة ،خائفة من أن يفوتني ش ��يء.وفجــــــأة ،ش ��عرت بأني قريبة من أناس ال سر.لكن ملاذا بدأت بالبحث عن هذه القصص؟". أعرفهــم ،يربطني بهم ّ
74
إمكانية أخرى للتعــامل مع هذه التساؤالت هي اإلنكار عن طريق محاولة االمتناع ع ��ن التفكي ��ر بأش ��خاص م ��ن اجلن ��س نفس ��ه أو محاولة إيج ��اد تفس ��يرات مختلفة أحب روحها الطيبة ّ أحبها ألنها امرأة بل أنا ّ تبعدهن عن هذا التفكير مثل" :أنا ال ّ دون أي عالقة بكونها أنثى"(.שילה 007)2
.2مرحلــة املقارنــة:
ميزت املرحلة األولى بالوتيرة نفســـها. عندما تس� �ـتمر املشاعر والتس� �ـــاؤالت التي ّ وعندما تفش ��ل إس ��تراتيجية اإلنكار ،تبدأ املراهقات بالتساؤل "أمعقول أن أكون املثلية عن �خصي يأتي بشكل مقابل إلخفـــــاء مثلية؟".هذا االعتراف الش � ّ الهوية ّ ّ اآلخرين. كتبــت ريــــــم : �ت للم � ّ�رة األولى ف ��ي حيـات ��ي ،أحبب ��ت فتاة من "ف ��ي س � ّ�ن الــحادي ��ة عش ��رة أحبب � ُ سرا جيلي ،ولسبب أو آلخر ،خشيت سخرية اآلخرين واخترت حفظ مشـاعري ً مثلية لنفس� �ـي .في ّ للمرة األولى كلمة "ليســبيت"] ّ سن الســادسة عشرة س ��معت ّ مرت عل � ّ�ي العديد من بالعربي ��ة[ ،وفوجئ � ُ تعبر ّ �ت بوجود كلمة ّ ّ عما أش ��عر به فقد ّ أمر به. ا عم ـر ي التعب من �ي � ن متكن كلمة دون املراهقني بحب ـــة ئ امللي �ة � ق املراه �نوات س� ّ ّ ّ كلمــــة أضفت على حياتي التفـــاؤل واألمل ومحت س ��نوات من الظلمة واليأس، في مشــاعر متضاربة ،فمن جهة مشاعر اخلالص والتماثل واالنتماء، كلمة أثارت ّ ومن جهة أخرى مش ��اعر البعد واحلذر والغربة.فجـأة مع هذه الكلمـة بدت احلياة بسري لنفسـي أكثر منطقية ،لكن شعور الغربة واخلجــل لم يفارقني وبقيت أحتفظ ّ وخشيت اإلفصاح عنـــه ألحــد". 75
جي ًدا لردود فعل البيئة احمليطة بهم حول في هذا اجليل تكون املراهقــــات واعيات ّ املثلي ��ة اجلنس � ّ�ية.كما تك ��ون املراهق ��ات واعيات لكل نكتة تس� �ـــخر م ��ن املثليني، ّ ول ��كل مالحظة تدور حول ه ��ذا املوضوع ،ما يجعلهم يفكّ رون مبا ميكن حمليطهم أن يفكّ ره عنهم، "إذا هيك بفكّ رو عن املثليني ،كيف بدهن يفكروا عني؟" إما عن ط ��رق "الكـــذب"أو عن طاق ��ات كبيرة تس ��تثمر في إخف ��اء هذه املي ��ولّ . طريق تغيير تصرفهم أو مظهرهم اخلارجي بحيث يصبح "مغايرا"أكثر6. ً ّ ّ
هن لن في هذه املرحلة يبدأ اإلحباط بحيث تعي املراهقــات أن ميولهن هذه تعني أ ّن ّ ّ واضحا �تقبلهن � س م يعد لم عاديــة". ً ّ يتزوج ��وا ولن يلدوا ولن تكون لهم أس ��رة " ّ كما اعتقدوا.وهم يبدأن بالتس� �ـــاؤل بشأن حياتهن ،كيف ستكون وكيف سينظر إليه � ّ�ن املجتم� �ع.كما تب ��دأ املراهقات في هذه املرحل� � ة "باحلـــ ��داد"على ميولهن الس� �ــائد ،وعلى املغايرة التي فُقدت ،وعلى املس ��تقبل املجهول واملؤلّم كاالعتقاد ّ عليهن مواجهتها طيلة حياتهن. التحديات التي سيكون ّ ّ
"خلدت للنوم على أمل أن أصحو يوم ًا ألجد نفسي كاجلميع ال أختلف عنهم ُ ِ تكررت خيبة في ش ��يء ،صلّيت وتضرعت ُ وخذ ُ لت ً يوما بعد يوم ،فمع كلّ نهار ّ ّ أحتول ألصبح كاآلخرين. ولم عليه أنا ما على زلت ما ني ن أ �دت األم ��ل حيث وج � ُ ّ ّ يت أن يتوقّف عقلي عن التفكير، وطلبت توسلت هدوءا ،مت ّن ُ ُ ً اإلحباط متكن م ّنيّ ، جانبا لبعض الوقت فيكُ ف ويسكت" (رمي) ُ وددت لو أضعه ً
وتخوفـــات تش � ّ�دني إلى الوراء ،اخلوف تخبطات ّ "م ��ع كل خط ��وة إلى األمام ّ م ��ن احلياة ،من املجهــول ،من الوحدة ،اخلـــوف من العالم ،من عالم قد ال يكون في ��ه م ��كان ل ��ي ،من عالم ق ��د ال يحترم وج ��ودي وال يحت ��رم أختالفي ،م ��ن عـالم أخش ��ى فيه على حياتي ،وأكثر ما أخش ��اه هو يوم أكتش ��ف فيه أ ّني لم أعش حياتي أحب بقدر اســـتطاعتي أن وأنني تنازلت عنها ،أنه أمكنني ولم أقم بذلك ،أ ّني لم ّ مي) دفنت أحالمي وكياني" (ر دفنت مشاعري عمي ًقا ومعها ُ ـــب وأني ُ أح ّ
شخصا ما (من املمكن طاتهن وتخب مشاعرهن من املمكن أن تشارك املراهقات في ً ّ ّ ّ أن تكون صديقة عزيزة) رت كثي � ً�را كيف ومت ��ى وملن أبوح بس� � ّــري؟! "كن ��ت بحاج ��ة إل ��ى ُمع�ي�ن.فكّ ُ وبحت ـات، م احلمي الصديقات إحدى مع حتى أتى ذلك اليوم وتكلّمت بصراحة ُ ومدت لي يد العون.كانت لي الس ��ند تقبلتني ّ لها بس � ّ�ري .من حس� �ــن حظّ ي أنها ّ واألذن الصاغية طيلة الوقت" (رميا) .6مغاير اجلنس :امليول اجلنسية والعاطفية ألبناء وبنات اجلنس اآلخر،أي ميول رجل إلى إمرأة أو ميول إمرأة إلى رجـل.
76
.3مرحلة التســـامح والصبـــر:
ف ��ي هذه املرحلة من املمكن أن تش� �ــعر املراهقات بحاجة أكبر ملش� �ـــاركة اآلخـــرين مليولهن يكن متقبالت مبيولهن.كما من املمكـن أن َ ّ ـــن ،وأن ّ هويته ّ ّ يواصلن إخفاء ّ أنفسهن. ّ ومتسامحات أكثر مع مثليات أخريات. تبدأ املراهقات بالبحث عن ّ حب االس ��تطالع والفضـول [ ]...دفعاني إلى البحث عن نس� �ــاء أخريات " ّ لست الوحيدة، ني ن أ وهي املفاجئة، غير احلقيقة ــــفت ش اكت الوقت مرور مع مثلي. ّ ُ ُ 77
العربي وال في بالدي وال في مدينتي وال في ش� �ـــارعي ال ف ��ي العال ��م وال في العالم ّ ــرت"( .ليلى) كما نوعي من وغريبة زة ممي فكّ ُ وال في حارتي.لس ُ ـت ّ البعض يبحث في اإلنترنت : قناعا وباس ��م "دخل ��ت إل ��ى غ ��رف احلوار اإللكترون ��ي ،وضعت على وجهي ً تهن هوي من مس ��تعار دخلت هذا العـــالم االفتراضي.التقيت هناك بنس ��اء واثقات ّ ّ ثنائيات اجلنس وأخريات كُ ّن هناك ألجل اجلنس� � ّـــية وبأخريات متخبطات.نس ��اء ّ ّ جتربتهن األولى مع امرأة، منهن من تكلّمن عن املغامرة فقط.أصغيت ّ جلميعهنّ . ّ ـهن تقبل الذات. عر َ ّ فن أنفس� � َّ ع ��ن اخل ��وف وعن اللهفة ،عن احلي ��رة وعن ّ بعضهن ّ أن احلكـــم الذي ــعرت � � ش �أة � ج ف . ف ـــجن إل ��ى تعري� � ّ كمثلي ��ات والبع ��ض ل ��م يحت َ ّ أصدرته بصــورة قاطعة ،بدأ يســقط" (عدن)
الذاتـــي: ّ .4مرحلة التق ّبـــل
املثلي ويزداد التزامهم هن قس � ٌ�م من العــــالم في هذه املرحلة تش� �ــعر املراهقـــات بأ ّن ّ ّ الشخصي بهويتهم املثلية.ويبدأن خطواتهم نحو اإلشهار عن مثليتهن7. ّ ّ ّ ه ��ذه مرحل ��ة مصيرية فيها تواج ��ه املراهقات كلّ مخاوفهن جتاه مش ��اركة اآلخرين مبيولهـن اجلنسي ة.عاد ًة تبدأ هذه السيرورة باألصدقاء ومن ثم األهل.
"جلس ��ت معه� �م(أهلهــ ��ا )وقصص ��ت عليهم أحاسيس ��ي ومتى بدأت أش ��عر
وضعي للس� �ـــيرورة التي من خاللها تتبلور هوية الش ��خص اجلنس ��ية حتى الوصول إلى مرحلة قبول الذات ّ .7وصف بهويتها اجلنس ��ية،وإش ��هار اجلنس� �ــية أمام العائل ��ة،األصدقاء وأحيانًا أمام املجتمع كله.يكون اإلش ��هار ع ��ن الذات،ف ي جزئيا،يحدد الفرد فيه دوائر األشخاص الذينيريد أن ُيشهر نفسه أمامهم. حاالت عدة، ً
78
حقيقية معهم وكشفت عن كلّ شيء. باجنذابي للنساء.كنت ّ أن األرض انشــ ّقت وابتلعتهم قبل سماعهم لو وا ن مت لهم؛ ــم كانت هذه نهاية العال ّ ّ زوجية مع امــــرأة. بأ ّني مثلية اجلنس ،أهــوى النـــساء وأمارس حياة ّ كانت لهم أيام مليئــــة باأللم والدمــــوع واخلجـــل. ظن ��وا أ ّن ��ي فقـ ��دت عقلي ،قال ��وا إني مريض ��ة وأحتاج لطبيب نفس ��ي ليش ��فيني من ٍ مرض عضال أل ّــم بـــي. ممي ��زة ،نبيـه ��ة ،وابن ��ة يتم ّناه ��ا كل أم وأب ،لكن هذا ذكي ��ةّ ، كن ��ت بنظره ��م فتاة ّ انته� �ى .فقد صرت بنظرهم فتــــاة مريضــــة ومجنـــونة..ولكن ملاذا مجنونة أأل ّنني تعودتـــــم عليه وعرفتموه؟ أأل ّنن ��ي انعطــــفت عن النمــــوذج الذي فت ��اة مختلفة ّ عما ّ خططتموه؟!" (رميا) ازديـــــ ��اد مصــــ ��ادر الدع ��م عن ��د املراهقــــ ��ات يس ��هل عليه ��ن مصــــارح ��ة اآلخرين 8 تتوجه املراهقات ف ��ي هذه املرحلة إلى خطوط بهويته ��ن اجلنس � ّ�ية .من املمكن أن ّ ّ مثلية مثل أصوات لتل ّقي هذا الدعــم. مجموعات أو دعم ّ
.5مرحلــــة الفخـــر:
زيادة التقرب من املجتــــمع املثلي ومن أش� �ــــخاص مثليني يس ��اعد املراهقات على املثلية.تش ��عر املراهقات وتقبل أكثر لنفس ��هن ّ ولهويتهن اجلنس � ّ�ية ّ الش ��عور بكمال ّ بتميي ��ز أكث ��ر،ع ��دم تقبل من املجتمــ ��ع املغاير كما أنه ��ا يش� �ـــعرن باالختالف التام يتبعن لهذا العالم.من املمكن أن تبدأ املراهقات بتقسيم العالم حولهم وبأنهن ال ّ ّ
.8نشرة أصوات رقم 1 1تتكلم عن اخلروج من اخلزانة وإشهار الهوية اجلنسية.
79
للعال ��م املثل� �ي (بأنه لطرفه� �م)والعالم املغاي� �ر (بأ ّنه ضدهم).كما أ ّنهم يش ��كّ لون عندة أصدقاء مثليني مثلهم يشعروهم بالراحه مع ميولهم ويقدمون لهم الدعم. "ل ��م يك ��ن وصول ��ي إلى "أصـــ ��وات"صدفة.فقد بحثت ع ��ن مكان يحتوي ي "أصــــوات" مس ��يرة بحثي.وباإلضافة مليولي وملش ��اعري نحو النساء وجدت ف واجلندرية بال قيود أو ش ��روط هويت ��ي اجلنس � ّ�ية مكا ًن ��ا آم ًن ��ا ّ ّ حي ًزا لفح ��ص ّ قدم ل ��ي ّ مسبقة"( .سناء) .6مرحلــــة التوليــــف( :סינתזה ) �امية لعال� �م "املثلي�ي�ن"وعال� � م � س االنق �ة � ي الرؤ ف ��ي ه ��ذه املرحل ��ة تنب ��ذ املراهق ��ات ّ عالقاتهن الس ��ابقة مع أصدقاء ،مع العائلة ومع أش ��خاص "املغايرين"ويجددن ّ والقوة.تنجح املراهقات في توليف أقس� �ـــام آخرين ميكنهم أن يقدموا لهم الدعم ّ مركزية عما الهوية اجلنس � ّ�ية والتي تصبح بدورهـــــا أقل هويتهن املختلفة مبا يش ��مل ّ ّ كانت من قبل.تبدأ املراهقات برؤية احلياة بطريقة متزنة أكثر ويبأن باختيار محيط �خصيتهن وكل عوام ��ل تركيب هويتهن التي ال تش ��كل بالضـرورة مالئ ��م أكثر لش � ّ �خاصا مثليني.ويبدأن بالعيش بس�ل�ام مع البيئة التي يش ��كل فيها املثليون فقط أش � ً عددية. واملثليات أقلية ّ ّ "اليــوم ،أنا واعية جدا الختياري وواثقة بنفسي ومتكاملة مع نفسي ومع من جدا بطريقي وبش� �ــريكة أن ��ا وم ��ع من أريد أن أكـون وأن أعيش حياتي.أنا س ��عيدة ً جدا بنا وبعالقتنا وال أخجــل من ش ��يء وال كثيرا.أن ��ا فخــورة ً أحبها ً حيات ��ي الت ��ي ّ أهت ��م بتفكير اآلخـــرين عن ��ي وأعلم أن الطريق ما زالـــت طويلة ،ولكني ش ��جاعة 80
وقوية وواثقة بالطريق التي اخترتهــا"( .زيتون ة) ّ من اجلدير بالذكر أنه بحسب منوذج كــاس ،فإن قليلني فقط ينجحون في الوصول إلى هذه املرحـــلة. أن هذه فقط مناذج وليــ ��س بالضرورة أن تنطبق عل ��ى كل امرأة حيث ال ش � ّ �ك ف ��ي ّ اجتماعية، الهوية اجلنس� � ّـــية ومراحل تركيبها هي مس ��ألة متأثرة بعوامل أن مس ��ألة ّ ّ أيضا بسيرورة كل شخص بشكل فردي. بيئية، وشخصية ،كما تتعلق ً ّ ّ العادية"واملقبولة. اجلنسية عن املشاعر " هنـالك تســاؤالت حول اختالف املشاعر ّ ّ كذلك ،هناك تفاوت بإدراك معنى هذا االختالف. مثليات اجلنس ــليات ،الحظن ��ا أن الكثير م ��ن ّ عربيــ ��ات مث ّ ف ��ي حديثنا مع نس� �ــاء ّ ل ��م يدركن وجود هذه املش ��اعر ومعناها حني ك ّـن في جي ��ل املراهقة.إال انه كانت اجلنسية منذ حداثة س ّنهنّ. هنالك نساء فهمن ميولهن ّ وخارجية.وال داخلية متأثرا بعوامـ ��ل كم ��ا ورد ف � ّ �إن هذا الوع ��ي واإلدراك يكون ً ّ ّ تعرضنا لهذا املوضوع ش ��ك أن هناك خوفًا من امليول اجلنس� �ـية املثلية.إذ ان غالبية ّ مبثلي ما �خص � ش بتلقيب ه ��و ع ��ن طريق النكت الس ��لبية والهزء مبثلي ��ي اجلنس أو ّ �ك ف ��ي أن هذا يجعلنا نرفض تقب ��ل اختالفنا.بحيث اجلنس كنعت س ��لبي.ال ش � ّ حبه ،الزواج ّ أن تربيتن ��ا منذ جيلنا الصغير تكون على انتظار األميـــــر ،الوقـوع في ّ منه ،إجناب أطفاله والعيش بالس ��عادة والنعيم مع� �ه.أما أوالئك اللواتي تختلف لهن.كلّنا نخاف من قصصهن عن ذلك ،فال نس ��مع عنهن وال نعرف ماذا جرى ّ ّ 9
81
أي إمكانية أخرى ،بديلة وس ��ليمة. أن نعي ��ش كنس� �ـاء "عوانس"وال نعرف عن ّ كل النمــــــ ��اذج الت ��ي نراهــــا في حياتن ��ا اليومية توجهنا لنمـــــــ ��وذج واحد ووحيد. أما بالنس ��بة ملا هو مختلف ،فكلنا نعرف أن "مثلية اجلنس هي ش ��يء سيء وممنوع ومحتقر". يوميا لنخلق ـــرا لهذا الواقعّ ، حتـد ًيا له وإص ً �تمر في عملنا ً نظ ً ـرارا على تغييره ،نس � ّ املثلية واكتساب واندماجها مع باقي ً حيزا يتيح تطور واكتس� �ــــاب الهوية اجلنس� � ّـــية ّ هويتنا دون احلاجة لالختباء واخلجل. بات مرك ّ ّ الهوية اجلنس� � ّـــية ،تاريخه ��ا ،التعامل معها ميكنك -للمزي ��د من املعلومات حول ّ أيضا على إصدارات أصـــــوات األخرى من موقــع أصـــــوات أو االتصال احلصول ً على هاتف رقــم04-8662357 : -للدعــــم أو اإلســـــتشارةميكنك اإلتصال على رقم:04-8662359
املصــــــادر: Malekoff, A. (1997). Group work with adolescents: Principals and practice. New York Guilford Press Cass, V.C. (1996). Sexual orientation identity formation: A western phenomenon. In R.P. Cabaj & T.S Stein (Eds.), Textbook of Homosexuality and Mental health (pp. 227-251). Washington, DC: American Psychiatric Press.; Troiden, R. (1993). The formation of homosexual identities. In L.D. Garents & D.C. Kimmel (Eds.), Psychological Perspectives on lesbian and gay male experiences (pp.191-217). New-York: Columbia University Press שילה ,ג' ( .)2007החיים בוורוד :בני נוער וצעירים הומואים ,לסביות, ביסקסואלים וטרנסג'נדרים.תל-אביב:הוצאת רסלינג29-36
82
83
الخروج من الخزانة أمام األهل
عن المثليّة الجنسيّة
هل فكرت يوما باإلفصاح عن ميولك اجلنس ّية ألهلك أو لشخص قريب منك؟
اجلنسية. اجلنسية،و"التواجد في اخلزانـة"يعني االستتار أو عدم الفصح عن امليول ّ ّ
هل فكرت بكيف ّية طرح املوضوع؟
اخترنا أن نكرس هذه النشرة لتطرق إلى موضوع "اخلزانة" ،من حيث اإلحساس ال ��ذي يرتابنــا و نحن ف ��ي داخلهــا ،وكيفية التعامل مع ه ��ذا املوضــوع وإمكانيات معاجلة اخلروج عن الـمألـــوف.
التواج ��د في اخلزانة قد يعمل على تغذية مش� �ـــــاعر غير مرغ ��وب فيها ،منها العزلة والغرب ��ة ف ��ي املنــزل.وهذه املش ��اعر تخل ��ق صعوبـــــــات في حياتنا وق ��د تؤدي إلى تصرفات غير متوقعـــــة كإثارة الغضب واس� �ـــــــتفزاز العصبية وتكاثر املزاج املتقلب وانتشار حاالت االكتئاب واإلحبـاط لدينا ،مبا في ذلك حثنا على تضخيم املشاكل أو إظه ��ار ردود فع ��ل مبالغ فيها.ال ش� �ــــــك أن وضع كهذا ق ��د يدفعنا لالبتعاد عن أهالينا ومجتمعنــــا املقرب ألننا نخفي حقيقتنـــــا خوفا منهم ومن ردود فعلهم .كما وأننا قد نفعل ذلك بدافع حبنا لهم وإرادتنـــــا بحمايتهم وعدم التس ��بب لهم "بنوبة قلبي� �ة".إال أن إخفـــــاء حقيقتنا يؤدي بنا ف ��ي نهاية املطاف لالبتعاد أكثر فأكثر عن ّ أوالئك الذين أردنا حمايتهم.
ـمثليـات اجلنس في ما تهدف هذه النش ��رة إلى تسليط الضوء على جتارب مختلفة ل ّ يتعلق باملش ��اعر املختلط ��ة التي تدور حول "التواجـــد باخلزانــــة"والس ��ير في اجتاه اخلروج منها أمام األصدقاء ،األهل ،و/أو املجتمع.سنشــارك معكم ردود فعل مختلفة واجهتها نساء مثليات أخريات والتي قد تكون عند أهلك عند اكتشــافهم مليولك اجلنس � ّ�ية.معرفة مس� �ــبقة عن ما قد ينتظرك من ردود فعل قد تســاعدك في لكيفية اإلس� �ـــتجابة إلى ردود الفعل املختلفة ورمب ��ا متكنــك من تخطي هذه التهي ��ؤ ّ اخلطوة بثقة أكبـــر.
هل واجهتك مخاوف من ذلك؟
"اخلزان� �ة"ه ��ي كلم ��ة مس� �ـتعارة تعب ��ر عن م ��كان منع ��زل و مظلم في داخل ��ه ُجتبر اإلنس ��انة عل ��ى االختبـاء لس ��بب م ��ا ،او اخل ��وف م ��ن ردود فعل املجتم ��ع لهويتها اجلنسية اخلارجة عن "الـمألــوف"وعدم تقبله لها. ّ
ان سيرورة إعالن الهويـــة اجلنسـية ليست سهلة ومتر بصعوبات قد تكون نتائجها شتى، منها إيجابية ومنها سلبية.إال ان اخلروج ممكن جدا .ولصعوبة السـيرورة من املهم جدا أن تسألي نفسك األسئلة التالية وبصراحة قبل اإلفصاح عن ميولك اجلنسية:
هل أنت متأكدة من ميولك اجلنسي؟
والهوية ف ��ي حني يع ��ود مصطلح "اخلـــروج من اخلزانـــــة"إلى اإلش ��هار ع ��ن امليول ّ
مفضل أن تسألي نفسك هذا السؤال وأن تكوني واثقة من أن إجابتك هي "نعم!" ارتبـــــاك معينّ من طرفك قد يزيد من ارتبـــــاك أهلك ويقلل من ثقتهــم بكالمــك. كما هو األمر في حياتنا اليوميـّة ،إصرارك وحزمك جتاه أي موضوع كان ال يترك
86
87
للشخص الذي أمامك أي إمكانية للجدال ،بل غالبا ما يدفعه لتقبل الشيء بنفس درجة تقبلك أنت له.
هل أنت مرتاحة مع ميولك اجلنسي؟
إن كنت في صراع مع نفس� �ـك وتنتابك مشـاعر الذنب واالكتئاب و/أو العصبية، املفضل أن تنتظري قبل ان تخب ��ري أهلك ،ألن اخلــروج من اخلزانة يتطلب فمــ ��ن ّ ايجابية طاقــــ ��ة هائلــــــــ ��ة من جانبك ،وه ��ي الثقــــــة بالنفس واحلفـــاظ عل ��ى صورة ّ عن نفسك.
هل هنالك من يوفر لك الدعم الكافي إن احتجتيه؟
ينبغ ��ي وج ��ود ش ��خص أو مجمــوعة دعم تثقي به ��ا مثل أصدقـــ ��اء أو صديقــات، أخـ ��وه ،زم�ل�اء ،أقارب أو مجموعة مث ��ل مجموعة "أصــ ��وات"والتي بإمكانها بالقوة التي حتتاجينها.احلفاظ على أمنك أن ّ تقدم لك الدعــــم العـــاطفي وتزودك ّ وثقتك بنفسك هو أمر حاسم.
هل تعرفي ما يكفي عن املثل ّيـــة اجلنســية؟
ما نوع اجلو املوجود في املنزل؟
مهم جدا اختيار اجلــــو والوقت املناس ��ب للخ ��روج من اخلزانة.ومن املؤكد أنه ال يوج ��د جو مالئم متاما للخـ ��روج من اخلزانـــة.فإن انتظ ��رت اجلو املالئــم ليس من املضمون أنك ستجدينه إال انه وبالرغم من ذلك حاولي ان تتحـايدي الوقت الذي فيه أهلك مث ً اليوميــــة ،مثل وفاة ال مشغولون بأمور خارجة عن نطاق حياتهـــم ّ جراحية أو فقدان وظيفة. عملية شخص قريب جدا ،في انتظار ّ ّ
هل بإمكانك التحلي بالصبر الكافي؟
ق ��د يحت ��اج أهلــــك لوق ��ت طوي ��ل الس� �ـــتيعاب أو التعامل م ��ع املعلومــ ��ات اجلديدة واملعلومـــات التي من الصعب جدا تقبلها من ناحيـة أخرى ،خاصة إن كان هذا اخلبر اجلنسية قبل مشاركتك لهم بها .استعدي مفاجئ لهم وأنهم لم يشـــكّ وا بتاتا مبيولك ّ نفسيا بأن تعاملهم مع املوضوع سيكون بطيء جدا ويتطلب مدة من الزمن.
هل لديك املوارد واملراجع الكافية؟
املثليـــة اجلنس� � ّـية هو موضوع غير معروف لدى الكثير من األش ��خاص، موضــوع ّ لذل ��ك م ��ن املفضـــل ان حتتفظ ��ي برقم هات ��ف خــــــــ ��ط دعـــــــم واســــتش ��ارة (كخط أصــــ ��وات9532668-40 )ال ��ذي قد ي ��زودك باملعلومات الالزم ��ة ويتمكن من اإلجابة عن مختلف استفساراتك.
ــــيـــة يزودك بأساس جيد من خالله املثليــــــة اجلنس ّ معرفتك العميقة حول موضـــــوع ّ تس� �ـــــتطيعني أن جتــــــلب ��ي حقيقتـــــ ��ك بطريقة حازمـ ��ة ال تترك مجـــــــال لالس ��تئناف عليه ��ا عند مش ��اركتك ف ��ي نقاش ح ��ول املوضـــوع.م ��ن األرجــ ��ح أن ردود فعل مبنية عل ��ى معلوماتهم م ��ن املجتمع والذي ه ��و بطبيعته أهلـــ ��ك األولية س ��تكــون ّ اجلنسية. املثلية ّ يرهب ّ
ان كن ��ت تش� �ــكّ ي بأنه من املمكن أن يحرمك أهلك م ��ن الدعم املادي ،أو انهم قد
88
89
هل أنت مستقل ّة ماديا عن أهلك؟
مينعون ��ك م ��ن اخلــروج من املن ��زل ،أو أن يقولون لك مث�ل ً�ا، "إحنـــا فش عنا ناس هي ��ك بالبيت ،يا بتقيمي هالش� �ـــغله من راس� �ــك ي� �ا ،"...أو أن يصعبوا عليك العيش معهم.في مثل هذه التوقعات أو توقعات مش ��ابها لها فرمبا من املفضل أن تنتظري وقت أنس ��ب خلروجك من اخلزانة والذي فيه ال يستطيعون استعمال هذا السالح ضدك.
ما هي عالقتك مع أهلك بشكل عام؟
دائمـا على عالقة حميمـة م ��ع أهلك وعرفت دائما بأنهم يحبونك وأنهم إن كن ��ت ً مثليتك يعلمون بأنك حتبينهم ولن تستغنني عنهــم ،فمن األرجح أن يتعاملوا مع ّ ايجابية.سيتفاجئوا في البداية ولكنهم سيتقبلونك في النهاية. بطريقة ّ
ما هو التزام أهلك جتاه نظرة املجتمع؟
بع���د اجابتــــ���ك على ه���ذه االس���ئله وقبل مصارح���ة أهل���ك مبثليتـــــــك اجلنســـــــ ّية ،كوني جاهزة ملا يلــــــي:
مـمكن أن تتبدل األدوار بينك وبني أهلك عند اخلروج من اخلزانة:
اإلفصــاح ألهلك عن حقيقة ميولك اجلنسي قد يعكس األدوار.سـيحتاج أهلك اخلاصة وبهذا ستلعبني دور األمومة أو األبوية و تسمحي ألن يتعلموا من جتربتـك ّ له ��م بالتعبير عن مش ��اعرهم لكي تتمكني من احلصول على رؤي ��ة متقبلة وحاويه لنفسك. ل ��ن يكون هذا األمر س� �ـــــهالً ،ألنك تتوقعني منه ��م أن يفهمونك وأن يدركوا هذا اجلزء من حياتك في احلال ودون انتظار.
س/خطيئة "، جي د/سيئ"، "مقد ـاعية بنظرة " ّ هل مييلون لرؤية القضــايا االجتم ّ ح/ممنــوع "، "مقبـــول/غير مقبول" ،إن كان األمر كذلك فتوقعي أنه من "مسـمو مثليتــك بسبب وجهة نظرهم هذه. املمكن أن يواجهوا مش� �ـــاكل صعبة بخصوص ّ املجتمعية املختلفة أم ��ا إذا كــانت لديه ��م درجه من املرونة في التعامل مع املس� �ــــائل ّ مثليتك. فبإمكانك توقع استعدادهم لتفهم األمور والعمل معك على تقبل ّ
اس ��تعدي ألنك ستكونني حساسة جدا وسيكون من السهل جدا أن ينفذ صبرك. مرة واحدة ال مرة ألن ش ��رحك لألم ��ر ّ ق ��د يس ��اعدك تكرير نفس الكـــالم أكثر من ّ مرة.قد يكون اســـتيعابهم لألمور يعني أنهم س ��معوه أو أنهم س ��يفهمونه من ّ أول ّ بطيء جــدًا...بطيء لدرجة مؤملة.ال تنسي أن هنالك ردود فعل عاطفيـّة والتي ميكن أن تقف في طريق استيعابهم وفهمهم الفكري واملنطقي. حاولي ان متنحيهم الوقت الذي يحتــاجونه للتعامل مع مصارحتك لهم مبثليتك. اخلاصة وأنك أنت بنفسك كان تقبلك مليولك أمر صعب.بالرغم تذكري رحلتك ّ م ��ن أن أهلــك س ��يتعاملون مع نفس األمور التي تعاملت أن ��ت معهـــا حني فكرت اجلنسية وســيسألون نفس األسئلة التي كنت أنت قد سألت نفسك عنها، مبثليتك ّ ّ
90
91
هل أنت واثقة من قرارك باخلروج من اخلزانة أمامهم؟
لي ��س من الضروري أن تخرجي م ��ن اخلزانـــة أمام أهلــ ��ك ،مهما كانت توقعاتك ل ��ردود فعله� �م.ال تضغطي على نفس ��ك بان تخرجي من اخلزان ��ة خاصة إن كنت غير متأكدة من أن اخلروج من اخلزانة أمامهم هو األفضل لك.
ال تنسي ان أحد الفروق بينـــك وبينهـــم هو أنك أنت اليوم موجودة في مرحلة "ما بعد"وهم ما زالو في مرحلة "ما قبل"التقبل ،لذا حاولي ان تتحلي بالصبر.
جترب ��ة الفقدان عند األهــل هي جترب ��ة ال مفر منهـا ،إال أنها على األغلب أن تكون جتربـــة مؤقتـــة.
قد تسبب تصريحاتـك ألهلــك الشعور بأنهم فقدوا ابنتهم وأنهم لم يعودوا يعرفونها وكأن الش���ـــــخص الذي صارحهم بهذه التصريحــــات هو شخص غريب ليس له عالقة بإبنتهم التي طاملا عرفونها وأحبوها
تغلب وتقبل األهل ليس بأمر مطلق!
يعتق ��د معظ ��م األمهات واآلباء أنه ��م يعرفون بناته ��م وأنهم يفهمونه ��ن منذ اليوم ال ��ذي ولدوا فيه.مع أنهـــم في مرحلة معينة يتمس� �ـــكوا بقص ��ص قدمية ويرفضـوا رؤية احلقيقــة.لذلك يعتقد أغلب األهـــالي أنهم على علم مبا ما يدور في داخــــل ابنتهـــم/ابنهــم. لهذا ،وألس� �ــباب أخرى ،غالبا ما يفق ��د األهل فهمهـم ألوالدهم وال يعرفون إن كانوا سيستمرون في حب ابنتهـم/ابنهـم اجلديد بعد سماع هذه التصريحـــات. قد تعتبر العديد من العائالت أن إفصــاح أوالدهـم عن ميولهم اجلنس �ّ�ية هو عبارة ع ��ن فقدان مؤقت ألوالدهـم -ما يش� �ــابه بوفاة ابنهـ ��م أو ابنتهـم -الذين عرفوهم وأحبوهم.واملراحل التي مير بهـا األهل تشابه مراحل الفقدان والتي تبدأ باإلنكار (مش معقـــول ش� �ـو عم بس ��مع) ،وتتطور للغضب (ليش هاي االشياء بتصير بس طي ��ب جربت اجليــزة؟ جربي وبعدين ق ��رري) ،واالكتئـــاب معنا) ،واملس� �ـــاومة ( ّ (ش ��و هاملصيبــــ ��ة اللي نزلت علي ،ش ��و بدي أعمل ،ش ��و بدي أق ��ول للنــــاس)، وبالنهاية التقبل (يعني..هاي بنتي هيك..الي الله).
92
مع أن ردود الفعل التي قمنا بوصفها تنطبق على معظـم األهـالي ،إال أنها ليس ��ت مراح ��ل مطلقة لدى كافة األش� �ـــخاص.ف ��ي بعض األحي ��ان ردود الفعل هذه قد ال تك ��ون بالض ��رورة في هذا الترتيب أو قد ال تش� �ــــمل ردود فعل أهلـــك أو بعض الردود التي وصفناها أعاله. ***
تش���ابه ردود فعل مصـــارحة األه���ل بامليول اجلنس��� ّية املثل ّية ردود فعل الفقدان (فقدان شخص عزيز جدا أو شيء عزيز جدا وهـام).هنالك خمس ردود فعل أو خمس مراحل مير بها اإلنسان عند الفقدان وفي هذه احلالة "اخلروج من اخلزانة". .1الصدمة" :مش معقول شو عم بسمع ،أكيد حدا لعبان براسك". الصـــدم ��ة هي ش ��يء طبيعي ج ��دًا.في هذه احلالــة مهم جدا أن تش ��رحي لهم أنك اجلنسية ،أنك سئمت من البعد الذي باملاضي لم تشعري بأمان مبشاركتهم مليولك ّ ــــية نت ��ج بينك ��م على مدار الس ��نني وأنه لم يعد باس� �تــــطاعتك إخفاء ميولك اجلنس� � ّ عنه� �م.أكدي ورددي ش ��دة محبتك لهم ،وم ��دى احترامـك وتقدي ��رك لتربيتهم 93
ل ��ك .هنال ��ك احتم ��ال ب ��أن ال يتجاوبوا م ��ع تصريحـاتك ه ��ذه إال أنها ل ��ن تفارق ذهنهم في اللحظات التي سيكونون فيها لوحدهم يفكرون بك. ذكريهم أنك نفس الشــخص الذي بذلوا جهدهم في تربيته ومتتعوا مبعرفته وإنهم كما أحبونك البارحة ميكنهم ان يحبونك اليوم ،ألنك لم تتغيري. من املمكن ان يقول لك أهلــك أنهم ش ��كوا بهذا األمر في الس� �ـابق بسبب مكتوب تركتي ��ه ،كت ��اب رأوه على مكتبتـــك أو عالقة كانت ل ��ك بصديقــة.من املمكن أن القوة وبهذه تسمعي جملة مثـل" :اآلن نفهم ملاذا كانت عالقتك ب "س " بهذه ّ الغيرة والتي حتى اليوم لم نكن نفهمهــا".في هذه احلالة وضعك يكون أسهل. فهذا دليل على أن أهلك قد فكروا باألمر في السـابق.إال أنه عليك ان تنتبهي أن الصبيــة وان يتمحور احلديث حولك أنت فقــط. ال يتوجه لوم أهلك باجتاه هذه ّ
.2"هــــ���اي مرحلـــــة عاب���رة وبتمـــــــــرق أكـيــــــ���د" ،رد فعــل آخر قد يكون اإلنكــــار:
إنكار أهلك للخبر يساعدهم على الوقاية من هذا "التهديد"أو "اخلبر الـمؤلم" . يختل ��ف رد فعل "اإلنكــار"عن "الصدمـــة"في أنه يدل على أنهم س ��معوا اخلبر دفاعية للدفاع عن أنفس� �ـــهم.ل ��ردود الفعل هذه عدة آليـــة ّ وأنه ��م يحـاول ��ون بن ��اء ّ مثليات") ،عدم تسجيل اخلبر في الذاكرة بنات عنا فش أشكال مثـــل:العداء (" ّ ("حلو كثير ،ايش بتحبي تتعش ��ي؟") ،ع ��دم اإلهتمــــام ("ان اخترت منط احلياة هذا ،ال أريد السماع عنه") ،أو الرفض ("مرحلة وبتمر"). يعتق ��د بع ��ض األهالي أن الـميـول اجلنس� �ــي عن ��د ابنتهم هو تأثي ��ر صديقاتها عليها 94
أو مش ��اهدتها لبرنام ��ج تلفزيون ��ي معي " -كله هذا بس ��بب رفقتك ل"س " ،انا متأكدة انها لعبت براسك". البعض قد يحث اإلبنة على تلقي العالج النفـسي.عليك مساعدتهم بالشرح لهم اجلنسية هي شيء غير مقبول في مجتمعنا إال انه ليس مرض ،بل املثلية ّ أنه مع أن ّ هو ميول موجود في الطبيعة وكان منذ األزل. إن أخذ إنكار أهلك شــكل "ال تتكلمي معي عن املوضوع".أمهليهم بضعة أيام وعودي احملاولة "أنا كنت بدي احكي معكم عن املوضوع من ســنني ،بس كنت خايف ��ة م ��ن رد فعلكم.انا بحبكــو كتير وما بقص ��د أذيكم بأي طريقــة.أنا ما بدي أكذب عليكو ،أنا بحبكـو وبدي اياكو تضلو حتبوني والصراحة بيننا مهمة إلي". انتبهي بان ال تش ��اركيهم بأكثر مما يريدون معرفته.مش ��اركتهم بالتجارب املختلفة قد تزيد من ابتعادهم.أجيبي فقط عن ما تسألني عنه.ومفضل ان تستعدي مسبقا لبعض األسئلة. كما أنه من املفضل تهيئ نفسـك أن مدى االستيعاب لدى أحد والديك أسرع من الثان ��ي وقد يتقبل األمر بس� �ـــرعة أكبر من الثاني.وه ��ذا األمر ممكـن ان يؤدي إلى اليأس ،لكن ال تيأسي إن كان كالهما بطيئان.
.3الش���ـــعور بالذنب والغضب" :وين إحنا غلطتنـــا بتربايتك؟ احلق علينا أكيد"، "كيف ممكن تعمليلنا هيك ش���ي ،ش���و احن���ا عملنالــك؟"،"كيف 95
ممكن جترحينا بهاي الطريقة؟" "كان أحس���ــــن لو متت "، "أنت داميا كنت إنسان أناني وبفكر بس بنفســــه"، "تقوليش حلدا بالعيلة ،أنا مش حاضرة ألواجه أي ش���ـــــخص آخر بهذه املسألة "، "أنا حاســـــي باني حلالي ،بفكر كان أحســـن لو ما قلتيلي". معينة ،يعتقد العديد من األشخاص أن هنالك "مشــكلة" عند مواجهة صعوبات ّ ويتس ��اءلون "ما هي أس ��باب هذه املش� �ـــــكلة؟"ألنهم في مكان معينّ يعتقدون أنه بإمكانهم إيجاد الســـبب ومن ثم معاجلته . بيئية كمشكلة ة �ي � س اجلن ة للمثلي ينظرون ممكن ان يتس ��اءل األهل "أين أخطأنـــــا؟" ّ ّ ّ ويلومون أنفس ��هم بأنهم رمبا لم يقوموا باألدوار الذكريـــة واألنثويــــة كما يجب أو أســـاءوا في تعليمهـــا ،وبهذا يلومون أنفســهم بأنهم مصدر هذه املشــكلة. م ��ع أن كال األه ��ل قد يش ��عرون بالذن ��ب إال أن األب قد يلوم نفس ��ه أكث ��ر ،أو أن األم ت�ل�ام ف ��ي جمي ��ع األح ��وال ألنها ه ��ي التي كان ��ت املس ��ؤولة ع� �ن "التربيــــة" ف ��ي املن ��زل .كم ��ا ان املعيل ��ون الوحيدون ق ��د يلومون أنفس ��هم أكثر ألنه ��م فقدوا أزواجهم/زوجاته ��م ،انفصلــــوا عنهم أو تطلقــــوا منهم ،وقد يعتقدون أن لذلك ــــية. تأثير على ميـــول ابنتهم/ابنهم اجلنس ّ
أحيطيهم طمأنينة بأن ميولك اجلنس ّـية هي ليست نتاج لتصرفهم.ميكنك تزويدهم ابداعية بكتب تس� �ـــاعدهم مثل" :حقــي أن أعي ��ش أن أختار،أن أكون :كتابات ّ لنس� �ـــاء عربيـــ ��ات مثليــــ ��ات"، "الوطن واملنفى ف ��ي جتربة املتحررات جنـس ��ي ًا"، "אמא יש לי משהו לספר לך" " ،החיים בוורוד"أو فيلــ� �م "I Exist" (وهي منشورات متواجدة في مكتبة أصوات وبإمكانك استعارتها).
.4مرحلــــة املســـــاومة: في هذه املرحلة تبدأ احلوارات البناءة واملفيدة بينك وبني أهلك. الـمش� �ــاعر تت ��راوح بني "ما ب ��دك أوالد؟"وبني "بدك تعيش� �ـــي كل عمرك حلالك كــــ ��ل حيــــات� �ك"،واس ��ئلة أخرى يح ��اول عن طريقه ��ا االهل ان يقنعــ ��وك بانهم يفهمـــوك ويتقبلــوك اال انهم ومع ذلك يرغبون فيما لو ان تعطي فرصة الس ��لوب حيــاة مغـــاير. س� �ـــيكون من الصعــ ��ب عليك التعامل معها ورمبا ستتأس ��فني أنك قمتي بفتح هذا املوضـــوع معهــــم.
الغضــ ��ب واأللـــ ��م غالبا م ��ا يكونان أش ��د ردود الفعل.غالبا ما تكون هذه املش ��اعر وكيديــة وجارحـة للغاية.لذلك اس ��تعدي نفس ��يا ألنه من �طحية وتب ��دوا قاس� �ـــية ّ س� ّ املمكن أن تسمعينها.يفضل أن تسمحي ألهلك بإخراج هذه املشاعر بدل من دفنها ومحاولة إنكار وجودها ،إذ أنها الطريقـة الوحيدة التي متكنهم من التغلب عليها.
املثلية اجلنس� � ّــية أجب ��رك على خوض نفس تذك ��ري أن العي ��ش في مجتمــــع يرهب ّ املشاعر:العزلة ،اخلـوف من الرفض ،األذى ،االرتباك ،الـخوف من املستقبل، الــــخ.ميكنك أن تش ��اركي أهلك عن خوضك لتلك املش ��اعر وتشبيه املرحلة التي مررت بها في السابق بتلك التي ميرون بها اآلن.
96
97
حاولي أن حتافظي على نفس� �ــك وأن تتش ��جعي ألنه كأي نقطة في احلياة ال ميكنك العـــــودة إلى الوراء منهـــــا:تشجعي واعلمي أنهم حني يشرعون بالتعبير عن مشاعرهم فهم بدأوا أيضا باالنتعــاش والتغلب على صدمتهم.
.5التقبل أو محاولة التعامل مع املوضوع: منطقية.من الشائع أنهم في هذه سيبدأ أهلك بالتعامل مع املوضــوع بطريقة أكثر ّ املرحلــة س ��يمرون بفت ��رة من التراجـــع والت ��ي من خاللها يش� �ـــرعون برؤية األمور املستقبلية والنظر في اخليارات التي تنتظرهم. األمر يش ��به الوصـــول ملفت ��رق طرق والذي فيه أمامهم العديـــد من املس ��ارات التي عليهم اختيار مسار منها.واخليار الذي يتخذه الفرد هو انعكـــاس للموقف الذي هو على استعداد ألخذه و التعامل معه. تذكري أنه ليس من الضـرورة أن يتخذ كال الوالدين نفس املوقف.هنالك العديد اجلنسية مشاهدة من العوامل التي قد تؤثر على املســار املختار.القراءة عن امليول ّ الدينية ستلعب دورا هاما للغاية. أفالم..الخ.ال تنسي ان هويتهم ّ ***
98
قد تتراوح القرارات بني(في أغلب األحيان ولكن ليس بالضرورة): .1الدعــــــم:
بأن أهلك س ��يبقون يحبونك بطريقة تس ��مح لهم أن يقولوا لك ذلك .أنهم يتقبلوا ــــية ويدعمونك بقدر املســــتطاع.ومبا أن العالقة هنا وصلت ملرحلة ميولك اجلنس� � ّ صراحـ ��ة وصدق كبيرين ،فقد يعتب ��ر األهل أن عالقتهــم بأوالدهم بعد خروجهم من اخلزانة أقوى من قبل ،ولكن انتبهي ،فمن املمكن أن ال تسمح لهم كبريائهم اإلعتراف بذلك.
.2"لهون وبس ،ال أسـتطيع حتمل أكثر من ذلك":
معينة فيها يعتبرون أن املس� �ـــألة لم تع ��د تتطلب النقـــاش. ق ��د يص ��ل األهل ملرحلة ّ بالرغ ��م أن هنال ��ك العدي ��د م ��ن املواضيع للمناقش� �ـــة إال أنه ��م قد يش� �ـــعرون أنهم أحرزوا نوع من التقدم ولم يعد مبشـــيئتهم أو استطاعتهم التقدم أكثر من ذلك. ه ��ذا ال يعبر بالضـــرورة عن موقفهم الس� �ــلبي جتاهك.بل يعب ��ر عن أنهم يعرفون حدودهـم وال يريدون أن يتم إرغامهم على تعديها.بالرغم من أنه عليك احترام هذا املوقـــف ،ما زال بإمكانك بذل املجهود للوصــول إليهم والتقرب منهـــم.
فليعلم���وا انك حتبيهـــم وأنك لن تتنازلي عنهم بس���هولة وأنك من ناحية أخرى حتبني نفسك ولست مستعدة للتنازل عن ميولك -قوال وفعال.
99
.3احلــــــرب املســـــــــتمرّة:
مستمرة.كل شيء تقولينه وتفعلينه يصبح قد تؤدي ميولــك اجلنس ّـــية لنشب حرب ّ أع ��راض "مش� �ـــكلتك":أصدقـــائك ،اختي ��ارك املهني ،لغتك ،س ��فراتك... الشخصية. ولكن كل هذا ال يدل إال على مشاكلهم ّ ما دام هذا الوضـــع قائم ،كال األهل واألبنـــاء في موقف ال يوجـد رابح منه. تذكري انه بشكل عام ،إذا اختار أحد الوالدين موقف شديد فغالبا ما يجد الوالد اآلخ ��ر صعوبة في اختيــــار موق ��ف مختلف بعيد عن موقـــف األول.ألنه غالبا ما يختار األهـــل املواقف املش� �ــابهة والداعمة لبعضهــــا البعـــــض فيما يتعلق باألوالد -حتى ولو كانا فيما بينهما غير متفقني.
.4التق ّبــــــل احلقيـــــــقي
ال يصل كافة األهـالي إلى هذه املرحلة ولكن البعض منهم يصل إلى هـذه املرحلة حق ��ا وحقيق� �ة (وجتاربنـــ ��ا اثبات على ذلك).قس ��م قد يح ��ب أوالده أو بناته دون أن يتقبلــــــ ��وا ميول� �ه/ا.ق ��د يص ��ل البعض اآلخر إل ��ى مرحلــة يق ��دروا فيها قوتك وجرأتك (حتى أنهم سيكونون فخــورون بك ومرة أخرى رمبا أنهم سيستصعبون قول لك ذلك). م ��ن احملتمــل أن أهلــــك في هذه املرحلة سيأس� �ـــــفون عل ��ى مجتمعنا الذي يرهب املثلي ��ة والذي عليك وعليه ��م مواجهتــه والتعايش معه.كما وأنهم يش� �ـرعون في ّ فه ��م املش� �ـــــاكل التي عليك وعليه ��م التعـــايش معها بس ��بب ميولك اجلنس� � ّــية.ال تنس ��ي أن جيلن ��ا اليــ ��وم هو اجلي ��ل األول الذي بالفعــ ��ل يجرؤ عل ��ى فتح موضوع االول الذي يطالب بهذا االعتراف. املثليــة اجلنس� � ّــية في داخل مجتمعنا ،واجليل ّ ّ
100
وال تنس� �ـــي أن هذا اجليــــل ال يزال من أقلية املجتمع وال توجد له أي خبرة مس ��بقة بكيفية التعامل مع املوضوع.
فيالنهاية،
ن ��ود أن نذكركــ ��ن أنن ��ا ف ��ي أصـــ ��وات نؤم ��ن أن اختي ��ار اخلــ ��روج م ��ن اخلزانــــــة أو جيــد لك.في البقـــ ��اء فيها هو قرار فردي.ف ��ي بعض األحيــــان قد يكون اخلروج ّ املفضل عدم اخل ��روج أو الدخول نف ��س الوق ��ت قد يكون في بع ��ض األحيان م ��ن ّ ِ ِ إل ��ى اخلزانة أم ��ام األهل.ولهذا نح ��ن موجـــودات هنا ،لنتقبل ��ك ونتفهمك أنت إن كن ��ت داخل اخلزان ��ة أو خارجها (أو حتى بجانبه ��ا -تدخلينها وتخرجني منها ضمن السياق احملدد). هنال ��ك م ��ن عضـــ ��وات أصـــوات م ��ن في اخلزانـــ ��ة ومن في خارجه ��ا بالعلن ومن خارجها جزئي ًا ومن خارجها كلياً ،ودرجات اخلروج والبقاء تتراوح على السلم. أينما كنت وأينما ش ��ئت نحـــن هنا م ��ن أجلك كبيت وكعائلة.ال تترددي بالتوجه اخلاصة والقرار إلينا بأي سؤال وتذكري أن مســألة اخلروج أو البقاء هي مسألتك ّ بذلك يجب أن يأتي منك أنت وليس من أي إنسان آخر مهما كان. ف ��ي حال كان لديك املزيد من االستفس� �ــــارات ميكنك دائما االتصال بخط الدعم عل ��ى رقم04-8662359: ،ال تخــافي أبدا ألننا مثلك ،مررنا بتجـارب تش ��ابه جتاربك ونحن هنا موجودات باألساس من أجلك.
101
اخلاصــة والتي في هذه النش� �ــــــرة مت االستناد أسـاسـ ًاعلى جتارب نســــــاء أصــــوات ّ خرجت في مجموعة التدعيــــم.كما وأننا قمنا باالستعانة بنشــــرة "اخلــــروج مـــــن اخلزانـــــة"املوجودة على املوقــــع اإللكتــروني التالي: http://www.outproud.org/brochure_coming_out.html
102
103
مين خرَّب بنتي؟
عن المثليّة الجنسيّة
تتناول هذه النش���رة قضي���ة املواجهات املتك���ررة ب�ي�ن املثلي���ات وأهاليه���ن, نخ���وض من خالله���ا في الواق���ع الذي تعيش���ه النس���اء املثليات ,في أس���باب تلك املواجهات وفي ما قد يكون وراء اعتق���ادات األهل وبحثه���م الدءوب عن "مني خرب بنتي؟!".
106
ِ "انت مش بنتي اللي بعرفها ,مش بنتي اللي ربيتها ,احلق على صاحباتك اللي هن اللي خربوك!" هذه اجلمل ذاتها التي سمعتها من أهلي ,ونفس مرافقتيهن ّ اجلمل وأخرى مشابهة لها سمعتها صديقاتي هي األخرى من أهاليها" .مني اللي خرب بنتي؟!" هذا ما شغل بال أهالينا ,هذه ردة فعلهم األولية إلفصاحنا عن مشاعرنا التي ال تتالءم وقواعد املجتمع وقاعدة مشاعر أفراده مبا فيهم أفراد عائلتي .اختـــــــالفي عنهم يعني لهم وجــــــود ٌ خلل ما ,وان مصدر هذا اخللل وبال شك شيء ما خـــــــــارج نطـــــاق حصنهم العائلي ,جهة ما أخرى ميكن إلقاء اللوم عليها. لكن ملا كل هذا الغضب؟! من قال ان االختالف يكون بالضرورة نتيجة تأثر خارجي؟ إني باحلقيقة أتفهم غضب أهلي وحزنهم ,أعرف أن ما مير على األهل في هذه املواقف ,أي تلقي صدم ًة كهذه ليس بالهينّ أبداً. ينسب األهل كل ما يبدر عن أبنائهم وبناتهم إلى أنفسهم وتربيتهم التي ال تشوبها شائبة بالطبع .لكن عندما ُيصدم األهل باختالف ابنتهم عن القاعدة املجتمعية التي ربوها عليها ،يلجئون إلى تفسير ذلك كخلل ما في ابنتهم ,خلل ُيسقطونه على أنفسهم لظنهم ان تربيتهم هي أداة الهندسة الرئيسية التي تصقل وحتدد من تكون وكيف تكون ابنتهم .وأنه إن كانوا ربوا ابنتهم على قواعد ومبادئ معينه فعليها أن تبقى كذلك وأن حتقق توقعاتهم منها .ومن هنا ينبع شعورهم بالذنب الذي سرعان ما يقومون بإنكاره وإسقاطه على شخص ما أو جهة ما أخرى, غالبا ما تكون اجلهة املتهمة عبارة عن األشخاص الذين لهم عالقة قريبة مع ابنتهم .أحيان ًا يقوم األهل بتوجيه أصابع االتهام إلى عوامل أخرى باعتبارها 107
دخيلة ,كالتلفزيون ,االنترنت ,الكتب ,اجلامعة وغيرها.
زعالنه؟ شو حبيبتك هي؟".
أحيان ًا يكون عند أهالينا شك بالنسبة ملثليتنا وتصرفاتنا أو أصدقاءنا ولكنهم يحاولون إنكارها او عدم إظهارها ألنها مجرد شكوك وألن احلقيقة لم تخرج للنور أمامهم وأمام املجتمع بعد .لذا يحاولون إبعاد هذه الشكوك لكي ال ينتهي بهم األمر بتصديقها .أخبرتني إحدى الفتيات مبا تواجهه مع أهلها "أمي بتعرف صديقتي فالنة ,بروح عندها وبتيجي عنا من زمان ,ومن فترة أمي سمعت أنها مثلية ,وسألتني بس أنا أنكرت ,أنا بعرف أنه امي مش حابة اني أكون صحاب معها بس بنفس الوقت ما بتقدر تقول اشي اسا فجأة ألنها بتعرف انها من أعز صاحباتي من زمان واملفروض انه ما يتغير اشي".
ال شك عندي بنوايا األهل الطيبة ،يقولون ما يقولون ويفعلون ما يفعلون ظن ًا منهم أنهم يحرصون على مصلحتنا ,ويريدون لنا األفضل ,ولكن في كثي ٍر من األحيان هناك تناقض بني ما نراه نحن يخدم مصلحتنا وما يرونه هم .في اغلب األحيان وبالذات في مجتمعنا العربي يرى األهل مصلحتنا في تقبل املجتمع لنا وإتباعنا لشرائعه ,وحتاشينا كل مواجه ممكنة له .رغم علم أهالينا أن ليس كل ما هو ُم َتبع في املجتمع صحيح ,أو ليس كل ما يحدده املجتمع مالئم لنا ,ولكن من الطبيعي أن يكون إتباع التيار أسهل من اخلروج عنه ,لذا ُيفضلون ما هو أسهل, فمثالً ,عندما يسمحوا لنا بلبس لباس معني أو بتصرف ُمعني خارج منطقة سكننا ومعارفنا ,أي خارج مجتمعنا احمليط وال يسمحون بنفس اللباس أو التصرف داخل هذه املنطقة وذلك لكي ال يضطروا سماع أي كالم من الناس وليتحاشوا مواجهة املجمع .وكذلك األمر بالنسبة ملثليتنا ,بعض العائالت حني تدرك مثلية بناتها تفضل أن تسكنها بعيد ًا عنهم وعن مجتمعهم ألال يعرف الناس وليتفادوا مواجهة املجتمع مبثلية بناتهم .ال نريد أن نخرج نحن من اخلزانة لنضع أهلينا في خزانة يختبئون فيها من بطش املجتمع وقيوده ,ولكن من الصعب أن نحيا نحن حياتنا بالسر داخل اخلزانة ,اذا أردنا تغيير نظرة املجتمع ملن مثلنا علينا أن نبدأ أوال بأنفسنا وأن نتحمل نحن وأهالينا مواجهة املجتمع بشجاعة وفخر ,ال شك بان الثمن سيكون باهظا ,إال أن ذلك قد يؤدي في نهاية املطاف الى شرعنة املجتمع للمثلية اجلنسية متاما كما اعتاد عليها أهالينا وتقبلوها. ادعاء دائم بأن املثلية استوردت من الغرب ,كل ما يأتي من الغرب هنالك ٌ كالبرامج التلفزيونية,األفالم واالنترنت وحتى ُ الك ُتب أحيان ًا وكل جديد يوحي
108
109
غالبا ما يشعر أهلنا باختالفنا منذ الصغر ,او في فترة املراهقة ,ففي بعض احلاالت يكون ذلك واضحا كالشمس ,لكنهم عادة ما يفضلون التغاضي عن األمر واستبعاده ،قد تثار شكوكهم من جديد عند علمهم أو شكهم باحتمال مثلية أحد أصدقاءنا ,فليس لهم إال محاولة إسقاط أسباب ما هو غير متوقع م ّنا على أصدقائنا .واحلل بالطبع في هذه احلالة من وجهة نظرهم إبعادنا عن من هم أصدقاء السوء .إال أنني على ثقة بأنه وفي داخلهم يعرفون ان ابنتهم لم تتغير ألنها كانت على هذه احلال منذ الصغر. حدثتني إحدى صديقاتي أنها كلما أرادت أن تخرج مع صديقتها تبدأ أمها بالنق: "ليش طالعات؟ ما انتوا طلعتوا هذا االسبوع ,مفش حاجة تروحي ،مش راح متوتي لو ما شفتيها"" ,اذا بدك تروحي تعيشي معها روحي"" ,ليش هالقد
باالنفتاح ُيزج به بقفص االتهام أيضا" ,هاي األفالم اللي بتحضريها هي اللي خربتك! هادا االنترنت اللي قاعده قباله كل النهار قلبلك عقلك!" والكثير من الصيغ ا ُملشابهة لهذه اجلمل التي تعلوا بأفواه أمهاتنا بالذات حني تطلب منا أن نساعدها في شغل البيت ونقول "ليش ما تطلبي من أخوي يساعدك؟" ولكن ال مفر هذه أمهاتنا وهذا ما نشأت عليه ,ال ألومهن على ذلك .فلرمبا لم تكن متوفرة لهن تلك الكتب التي أكدت لي أني على حق مبا أشعره ,بأنه ال يوجد هناك أي فرق بيني وبني أخي ,او االنترنت الذي أقرأ فيه عن نساء يطالنب بحقوقهن وباملساواة ,لم تكن هناك أفالم ُتظ ِهر قوة املرأة وتأثيرها في املجتمع وأنها ممكن أن تكون ما تريد وتفعل ما تريد مبا ميليه عليها إحساسها ,لم تذهب أمهاتنا إلى اجلامعة لترى أن هناك نساء يقفن ويتظاهرن من أجل حقوقهن ،من أجل نيل حرياتهن ,ولكي ال يأتي ذلك اليوم الذي تقول البنتها "بس ملا تتجوزي اعملي اللي بدك اياه ,اسا ال!". ملاذا يظن أهالينا أن هذه الصديقات ,أو نساء اجلمعيات اآلتي تعرفت عليهن مبظاهرة أو من على االنترنت أو الكتب كانت ذا تأثير سلبي علي؟! ملا ال تكون على العكس من ذلك ,عززت شجاعتي وجعلتني أقوى على النهوض ألقول ٍ بصوت يسمعه كل البشر "أنا هنا ,أنا انسانه قبل أي شيء ,لي حقوقي ان كنت مثلية أو مثلكم ,انا هي أنا وسأبقى إن شاء العالم أم أبى" ,أليس هذا أفضل من أن أنساب مع مجتمع ذكوري ال ميثلني ,بل يكاد ميحي وجودي ,يريدني تابعة للرجل فقط! يرفضني ألني رفضت أن أتبعه ورضيت به صديق ًا ليس أكثر وأردت للمرأة أن تكون لي حبيبة وشريكة!
110
لم أعرف يا أبي ذلك السبب الذي جعلك تأخذ مني ذلك الكتاب الذي يتحدث عن حقوق املرأة ,أالنك تخشى على سلطتك منه أم ألنك أردت حلياتي أن تكون أسهل بدونه ,أألنك تخشى أن ُأدرك معنى تلك احلقوق ويقوم املجتمع بنفيي ورفضي لو طالبت بها؟! أمي ,أبي ,أخوتي ومجتمعي ,أعلم أن تقبل مثليتي ليس سهالً ,لكني لست ٍ مبصيبة حلّت عليكم ,أنا منكم واختالفي عنكم ليس ذنبي وال ذنبكم بل هو ٍ بالذنب أص ً علي أو على أصدقائي أو كتبي أو أي شيء ليس ال لتتحملوه أو تلقوه ّ ُ ُ آخر .لم أ ّخ َّير في ذلك ,كما لم أ َخ َّير في أن أكون ابنتكم أو من مجتمعكم ,هذه هي حقيقتي التي لن أخفيها ولن أخجل بها كما لن أخجل بكم. لذا دعونا ننظر لألمور مبنظور اوسع ولنسقط تلك الرؤية الضيقة ,دعونا نبحث عن االيجابي ,عن ما قد يقود مجتمعنا الى األفضل ,وليس االنشغال بان كنت ٍ امرأة أو رجل. سأغفى بجانب زوي هواري هي ناشطة نسوية وعضوة في مجموعة أصوات.
111
أوالدكم ليسوا لكم
أوالدكم ليســـــوا لكـــــــم
النبي جبران خليل جبران
أوالدكم أبناء احلياة املشتاقة إلى نفسها, بكم يأتون إلى العالم, ولكن ليس منكم. ومع أنهم يعيشون معكم, فهم ليسوا ملكاً لكم. أنتم تستطيعون أن متنحوهم محبتكم, ولكنكم ال تقدرون أن تغرسوا فيهم بذور أفكاركم, ألن لهم أفكارا خاص ًة بهم. وفي طاقتكم أن تصنعوا املساكن ألجسادهم. ولكن نفوسهم ال تقطن في مساكنكم. فهي تقطن في مسكن الغد, الذي ال تستطيعون أن تزوروه حتى وال في أحالمكم. وإن لكم أن جتاهدوا لكي تصيروا مثلهم. ولكنكم عبثاً حتاولون أن جتعلوهم مثلكم.
112
113
ضوء
على ص ّحة النساء
عن المثليّة الجنسيّة
أي فحوصات ما هي األمراض األكثر ً شيوعا بني مثليــّات اجلنــس ()lesbians؟ ّ أي �اء؟ � س الن أو �ة � ل العائ �ب/ة � ي طب �ري � ب تخ أن �ك � ي عل �اذا � م يج ��ب أن ُيجري � َ�ن؟ و ّ فحوصات يجـب أن تجُ ري وكيف ميكنك احملافظة على صحتك1. ّ الصحــي ،وعن تعامل املثليـــات ّ �نتطرق إلى احلديث عن وضع ّ في هذه النش ��رة س � ّ معهن ،على أمل أن تساعدك هذه املعلومات في االهتمام الصحيـــة أنظمة العناية ّ ّ �زودك بالنصـائح بوضع ��ك ّ الصح � ّ�ي ومتابعت ��ه بطريق ��ة س ��ليمة ،وعلى أم ��ل أن ن � ّ صحتــك. الالزمة للمحافظة على ّ أن أحس ��ن عالج يق ��ول املث� �ل" :درهم وقاي ��ة خير من قنطار ع�ل�اج" ،أي مبعنى ّ دورية. طبية وفحوص ��ات ّ لألم ��راض ه ��و الوقايــة منها.تتط ّل ��ب الوقايــ ��ة متابعة ّ مثليــ ��ات اجلنس، أم ��ا ع ��دم الوقاي ��ة واملتابعة فيع � ّ�رض حياتنــ ��ا للخط� �رّ . إن كوننا ّ يس � ّ�بب لنا ،في بعض األحيان ،خج ً ال ما من زيارة طبيب/ة نس ��اء ،واخلوف من نتهرب من نحن . ة � � ل العائ ة / ب لطبي ة ـــي � � س اجلن االضطرار إلى الكش ��ف عن ميولنا ّ ُ ّ التهرب هذه الزيارات أل ّننا ال نريد كش ��ف ميولنا أو نش ��اطنا اجلنسي ،غير ّ أن هذا ّ ّ يعرض حياتنا للخطر. خطير ًّ جدا ،وقد ّ يتم حتى اليوم بحث فرعية من النســاء اللواتي لم ّ مثليات اجلنس ُيشكّ لن مجموعة ّ ّ واجههن.أحد أس ��باب هذا النقص ّ حية التي ُت وضعه � ّ�ن الصح ّي أو املخاط ��ر ّ ّ الص ّ يتم وصف هو مش� �ـكله منهجية في تعريف ّ مكونات امليول اجلنس ��ية املثلية ،حيث ّ ّ 1. http://www.glma.org/_data/n_0001/resources/live/lesbian1.pdf
116
اجلاذبية) ،و/أو بأنها �لوكية (مبعنى آخر:الرغبة أو امليول اجلنس � ّ�ية ً ّ عموما بأنها س � ّ األقليات �ع � ي جم بني جنس ات مثلي �د � جن ). ة �خصي � ش ة هوي : ر آخ مبعنى تعريفي� �ة ( ّ ّ ّ ّ مثلي ��ات اجلنس ف ��ي جميع الفئ ��ات العرقية واإلثني ��ة ،وجميع �ائية ،وتتمث ��ل ّ النس � ّ العمرية. الطبقات االجتماعية واالقتصادية ،وفي جميع الفئات ّ متيز لي ��س هن ��اك نوع واحد م ��ن األس ��رة ،املجتـم ��ع ،الثقاف ��ة ،أو فئ ��ة دميوغرافية ّ ّ الهوية اجلنس ��ية أن وجهات النظر حول املهم اإلش ��ارة إلى ّ ّ املثليــات.ومن ّ النس ��اء ّ كبيرا ب�ي�ن الثقافات وب�ي�ن اجلماعات والس ��لوك اجلنس � ّ�ي ميك ��ن أن تتف ��اوت تفاو ًتا ً بأن املي ��ول اجلنس � ّ�ية املثلية ،أو العرقي ��ة واإلثني� �ه.ولذل ��ك ،ال ينبغ ��ي االفت ��راض ّ ّ واإلثنيــة ،أو ة ـ ي العرق املجموعات �ف � ل مخت من ــات ملثلي �ها � س نف هي ة، املثلي ة الهوي ّ ّ ّ ّ املثلي ،مبا فيه قلّة الوالدة أو عدمهـــا ،قد يكون ـــاة ي احل منط إن . ة الثقافي �ات � اخللفي ّ ّ ّ عينة لدى النســـاء. م أمراض ـبة س ن رفع على ا ساعد م ال ً عام ً ُ ُ ّ هنال ��ك أمراض ش ��ائعة عند النس ��اء بش ��كل ع ��ام كس ��رطان الثدي ،س ��رطان عنق مثليات اجلنس بحاجة للحصول على الرحم ،س ��رطان الرحم وسرطان املبيضّ . الصح ّي والرعاية الوقائية املناس ��بة التي تتل ّقاها باقي النس ��اء نف ��س جودة الفحص ّ ومقدمو اخلدم ��ات غير مطّ لعني مثليات اجلنس ّ طيل ��ة دورة احلي ��اةً . غالبا ما تبق ��ى ّ حاجتهن ذلك في �ا � مب اجلنس، ات مثلي تخص التي �ة � م الها الصحية عل ��ى القضاي ��ا ّ ّ ّ ّ كباق ��ي النس ��اء لعناي ��ة صحية ،إلجراء فحوصات س ��رطان عنق الرح ��م والثدي، احلد م ��ن مخاط ��ر األم ��راض املنقولة جنس � ًّ�يا واإلي ��دز؛ العناية ملس � �اعدتهن عل ��ى ّ ّ صحته � ّ�ن العقلية ،مب ��ا في ذلك االكتئاب؛ تش ��خيص وع�ل�اج اإلدمان؛ بقضاي ��ا ّ وإرشادهن في مسائل احلمل واألمومة. مرافقتهن ّ ّ 117
األمراض التي من املمكن أن تتعرّض لها مثل ّيـــــــات اجلنس والتي يتو ّجب على مثل ّية اجلنس الوقــــاية منهـــــــا: املثلية ســرطانعنقالرحــم:أظهرت األبحاث أ ّنه ليس من األرجح أن تقوم املرأة ّ بإج ��راء فح ��ص خلاليا عن ��ق الرحم.أو فحوص ��ات البابا نيك ��وال ،أو فحوصات الكش ��ف املبكر عن س ��رطان عنق الرحم(raemS paP ).فحوصات الكش� �ـــف ع ��ن س� �ــرطان عن ��ق الرح� �م (raemS paP ) .ه ��ي من أحس ��ن وأجنــع أس ��اليب فإن ك ً املثليات الوقاية من الس� �ــرطان عند النس ��اء ،لكن ،مع ذلكّ ، ال من النس ��اء ّ الصحية يتجاهلون ،غالبــًا ،احلاجة إلى الكشــــف عن سرطان ومقدمي اخلدمات ّ الصحية واملرضى يش ��اركون االعتقاد الرعاية عن ��ق الرحمّ . إن العديد من ّ ّ مقدمي ّ ٍ اخلــــاطئ القائل إ ّنه بس ��بب كون مثليـــّات اجلنس غير نش ��يطات جنس ًّـــيا مع رجال، الرحــم) (s yD لس � َ�ن ُم ّ ّ فهن ْ هددات بخطر تطوير خاليـا ش� �ــــا ةّذة (في خاليا عنق ّ الطبية، اخلدمات اجلنس ات مثلي �ب � ن تتج التضليل، لهذا �ة � ج وكنتي ). a isalp ّ ّ ّ يقدمون مش ��ورة خاطئة ويق ّلل ��ون من تقدمي أن مقدم ��ي العناية كم ��ا ّ الصحيــ ��ة قد ّ ّ مثليات الفحوصـــ ��ات املالئم ��ة والكافي ��ة له � ّ �ن.من املمك ��نً ، أيض ��ا ،أن ّ تتوج ��ه ّ أخصائي� �ي/ات ال ��والدة بوتي ��رة أقــلّ من أطباء وطبيب ��ات النس ��اء أو ّ اجلن ��س إل ��ى ّ ـــفن لعدد أق � ّ�ل من الفحوصات � � ش ك ي أن املمكن من ـن ه ن أ كما �س، مغاي ��رات اجلن � ّ َ ُ شأنهن شأن كلّ النســـاء، مثليات اجلنس، التي ُتكشـــف لها مغايرات اجلنـــسّ . ّ إن ّ أيضا إلى إجراء فحوصات خلاليا عنق الرحم. بحاجة ً ــــبب األلــــ ��م .كما أنها، التغي ��رات م ��ا قبل الس� � ّ الرحم ال تس� � ّ ّ إن ّ ــــرطانية ف ��ي عنق ّ مرت الـمرأة إذا إال �ر � ه تظ ال ة وعاد ـة، ن معي عوارض إلى ي �ؤد � ت ال ــــة، ق احلقي �ي ف� ً ّ ّ ّ
118
والباب-سمير(raems-paP ). بفحوصات عن طريق طبيب/ة النساء ْ ع ��اد ًة ،ال تظه ��ر هذه الع ��وارض إال عندما مت � ّ�ر خاليــــــا عنق الرحم غير الس� �ـــليمة إن أكثر العوارض بتغييرات وخيمة ،وتغزو أنس� �ـــجة مجاورة.ف ��ي هذه احلالـــةّ ، ــــارا هي ظاهرة النزيف الش ��ديد.من املمكن للنزيف أن يبدأ وأن يتوقّف بني انتش� � ً جنسية ،أو عند غسل املهبل أو إجراء فحص بعالقة القيام بعد أو ة، الشهري العادة ّ ّ تستمر أكثر من الوقت الطبيعي املعتاد، ـــهرية أن للحوض.من املمكن للعادة الش ّ ّ ووأم ��ا النزيف فمن املمكـــ ��ن أن يكون أكثر.ومن املمك ��ن أن يكــــون هناك نزيف ّ الشهرية ،كما ميكن لزيادة املادة ا ُملخاطية أو اإلفرازات عارض ما بعد توقّف العادة ّ أن هذه العوارض من املهبلية أن تش ��كّ ل عارضــــًا للس� �ــرطان في عنق الرحم ،مع ّ ّ صحية أخرى. املمكن أن تكون عوارض ملشاكل ّ
عامـــــا ُينصح بإجراء فحــــص ألـ pap smearما بني س��� ّن ً 65-18 مرّة ك ّل ثالث ســـنوات.
انتشارا لدى النساء العربيات.عدد النساء س� �ــرطانالثــدي:هو الس ��رطان األكثر ً مرضن بســرطان الثدي يرتفع منذ الثمانينات. اللواتي َ �إن نس� �ـــبة اإلصابة بامل ��رض ارتفعت لدى ــــــائي ��ات وزارة الصحـــ ��ة ،ف � ّ ّ وف ��ق إحص ّ اليهوديات. لدى 47% مقابل ،140% ـ ب العربيات النســـاء ّ مرضن بسرطان الثدي20 العربيـــات اللواتي في العام 1990كانت نسبة النســـــاء َ ّ /لـ ،100000بينما في العام 2000كانت النسبة / 40لـ 1000002.3. ___.doc. 2תחלואה_בערבית__http://www.cancer.org.il/download/files/2 .3وفق معطيات السجل القومي للسرطان واملركز القومي ملراقب ة األمراض-وزار ة الصحة.
119
عائلية هنال ��ك عوام ��ل تزي ��د من نس ��بة اخلط ��ر لإلصابة بس ��رطان الث ��دي كعوام ��ل ّ أم أو أخت)مريضة وراثية ،أي أن لديها قريبة في العائلة ذات درجة قرابة أولى ( ّ ّ أيضا خلطر اإلصابة بهذا املرض. معرضة أكثر هي ً بهذا املرض ،تكون ّ أجننب أيض ��ا ،عوامل تتعلّق بالوالدة ،أي النس� �ـــــاء اللواتي ل ��م ينجنب أو هنـــ ��اكً ، َ يكن ف ��ي درجة خط ��ورة إصابة أكبر من نس� �ـاء الثالثني، �ن � س بعد �ى � للم � ّ�رة األول ّ مثليــات اجلن ��س يظهرن أقلّ احتمـــا ً ال ـــــرة األولى قبل س � ّ�ن الثالثيّ . إن ّ أجن�ب�ن للم ّ في التبليغ عن أطفـال بيولوجيني من النس� �ـاء ا ُملغايرات.مع ذلك ،هناك عدد من املثليــ ��ات ،اللواتي أجن�ب�ن عن طريق التلقيح االصطناع ��ي أو التب ّني.ال األمه ��ات ّ املثليــات أو عدد األفراد �ات � ـــ ه األم عدد عن ــــــاث ح األب �ن � م الكثير توج ��د هنالك ّ 4 أن صحة امل ��رأة" تب�ّي�نّ ّ عين ��ة م� �ن "مب ��ادرة ّ ذوي ّ املثليـ ��ات ،لك ��ن ف ��ي ّ األمه ��ات ّ هن أقلّ احتما ً ال من مغايرات اجلنس في أن يفكرن باحلمل أو في مثلي ��ات اجلن ��س ّ أن يخطّ ط ��ن للحمل،وه ��ذا يجعل األخيرات ذوات نس ��بة خط ��ورة أكبر لإلصابة بسرطان الثدي. استخدامهن حلبوب منع احلمل مثليات اجلنس عن ّ ومبا أ ّنه ليس من ّ املرجح أن تبلّغ ّ ضهن بشكل أكبر للمرض بسرطان الثدي بني األعمار 25و ّ ،35 يعر ّ فإن ذلك قد ّ مثليــات عند ــائعة ش أمراض هي والتي الرحم عنق ـرطان أو س ��رطان املبيض أو س� � ّ أن من ال تتابع إجراء هذه الفحوصات قد اجلنس وعند النس� �ـــاء ،بشكل عام.إال ّ متقدمة ،وعندها فإن فرصها في الشـــفاء ستكون يظهر لديها الـمرض في مراحل ّ .Womes’s Health Invitiative .4
120
جدا. ضئيلة ً ال ُينصــــ ��ح ،طبعا ،أن تأخ ��ذ املرأة حبوب منع احلمل للوقاية من هذه األمراض، ألن احلبـــوب نفس� �ــها ال تقي من هذه األم ��راض ولها مخاطرها هي أيضا ،إال أنه ّ ُينصـــح بإجراء فحوصـــات ُمتابعة.
عوارض سرطان الثدي:
•تغيير في شكل أو حجم الثدي . متوسعة أو ظاهرة في الثدي. •شرايني ّ •كتلة في الثدي. •حكّ ة متواصلة في الثدي. •مخاط أحمر أو شفّاف يفرز من احللمة •انتفاخ في الذراع العليا •انتفاخ حتت اآلباط
ذاتي . ُينصح مبتابعة طبيب ج ّــراح إلجراء فحص للثــدي ،وكذلك إجراء فحص ّ لكن الفحص األفضل حتى اليوم هو فحص الـميموغرافيا ،وهو عبارة عن صورة ّ أش � ّ�عة خاص ��ة بجه ��از املاموغ ��راف (yhpargommam ).من املمك ��ن إجراء سن فحص امليموغرافيا بشكل سن ً 50 عاما.إن كنت حتت ّ مجاني إن كنت فوق ّ ّ خاص من طبيبتك أو طبيبك. عاما فيجب تل ّقي مكتوب ً 50 ّ عاما عاما وما ف ��وق.من س � ّ�ن ً 40 ذاتي من س � ّ�ن عش� �ـرين ً ُينص ��ح بإج ��راء فح ��ص ّ ُينصح بإجراء فحص امليموغرافيا. 121
ـــط الدعم ملريضات سرطان الثدي "واحدة من تسع"هو5: إن خ ّ ّ 1-800-36-340 للحص ��ول عل ��ى معلومــ ��ات أخرى ع ��ن املختبرات الت ��ي تقوم بإج ��راء الفحـص، ميكنـــ ��ك االتص ��ال إل ��ى رقم الهات ��ف اخل ��اص باملعلوم ��ات الـمجانية التاب ��ع ملنظمة مكافحة السرطان.الرقم هو1-800-599-995: إن كن ��ت تخجل�ي�ن م ��ن تل ّق ��ي العـــ�ل�اج أو الفحص م ��ن طبي ��ب العـــــائل ��ة ،ميكنك الصحية الذي أنت عضوة االط�ل�اع على دليل اخلدمات التابع لصن ��دوق اخلدمات ّ فيه ،وأن تتوجهي لطبيب أو طبيبة من منطقة أخرى بغية احلفاظ على سريتك6. ّ ّ صحة النس ��اء من ّ إن مثليـــات اجلنس ّ هن من النس� �ـاء ،وبالتالي فكل ما تتعرض له ّ عليهن. ّ أيضا، يسري، وتأثيرات تغييرات ً
الضغوطالنفســ ّية:
صحية يؤدي إل ��ى عواقب رد فعل فس ��يولوجي م ��ن املمكن أن ّ للضغوط النفس � ّ�ية ّ ّ سلبية كثيرة ،وخاصة على املدى البعيد. ّ حدة إال أ ّنه في حالة املثليات جنس ًّـيا ،توجد هنالك عوامل مؤثّرة تزيد بدورها من ّ الهوية التقبل ،الضغط االجتمـــاعي ،اخلزانة ،مس� �ـائل ّ الضغوط النفس� �ــــية كعدم ّ واجلهود النفس ��ية لكتم ��ان امليول اجلنس ��ية ،وكذلك الضغوط النفس ��ية من رهاب اخللفية. املثلية والتمييز على هذه ّ
جنسـيا: ضاملنقولة األمرا ًّ
التعرض ألمراض القلب واألوعيـــة من املمكن للزيادة في الوزن أن تزيد من خطر ّ الدمويـــ ��ة وغيرها من اإلم ��راض ،لذا ينصح باالنتباه إلى ال ��وزن وأنواع األكل أو ّ أخصائية تغذية لتخفيف الوزن الزائد. إلى التوجه ّ
جنسيا لألمراض املنقولة كغيرهن من النس ��اء النشيطات مثليات اجلنس معرضات ّ ًّ ّ غالبا ما ُتنسب لفيروس الورم أحلليمي(VPH) والتي ة ـلي س التنا الثآليل . ا ـــي س ً جن ًّ ّ ق ��د ُتنقل من امرأة المرأة مثل في ��روس القوباء (sepreH).التهاب الكبد"ب" كل امرأة أيض� �ا .على ّ (B sititapeH)م ��ن املمك ��ن أن ينتقل م ��ن امرأة المرأةً ، ضد التهاب الكبد "ب" (B sititapeH).على كل امرأة ناشطة طعم ّ جنسيا أن ُت ّ ًّ ناش ��طة جنس� � ًّـــيا النظر في مخاطر األمراض املنقولة جنس� � ًّــيا وإجراء الفحوصات مقدمي اخلدم ��ات الطبية ،كالطبيبة النس ��ائية أو طبيبة العائلة، الالزمة ومش� �ــاركة ّ أل ّنه يس� �تـــحيل على مقدم ��ي اخلدمات الصحيــــة التدقيق وحتديد التاريخ اجلنس ��ي التوجه إلى �ن/م بذلك.لق ��راءة املزيد ع ��ن هذه األمـــراض ،الرج ��اء دون إعالمه � ّ ّ نشــرة أصـــــــوات اإلخبارية الثــــانية7.
122
123
النسـا ءوالتدخني:
أن التدخني ف ��ي مجتمعن ��ا العربي ما زالت ظاهرة التدخني عند النس ��اء قليل ��ة ،إال ّ ّ املثلية كسواها من النساء بسرطان ـمرأة ل ا إصابة ات إمكاني من يزيد أن من الـممكن ّ ّ الرئة ،سرطان عنق الرحم ،وكذلك بأمراض القلب.
النساءوال ّسمنة:
http://www.onein9.org.il/default.asp .5 http://www.cancer.org.il .6
.7بعنوان "الـمثلية اجلنسية واألمراض اجلنسية" وميكنك إيجاده ا في موق ع أصوات http://www.aswatgroup.org/arabic/gallery.php?article=123
فيروس نقص املناعة البشرية املكتسبة/اإليدز (VIH):
مثلي ��ات اجلن ��س قليل ،ولك ّن ��ه ممكن. ّ إن احتم ��ال اإلصاب ��ة مب ��رض اإلي ��دز لدى ّ تؤدي إلى جروح في اجلس� �م.م ��ن املمكن أيضا عقب فممارس ��ة اجلنس ميكن أن ّ ـلية ،في ممارس� �ــة اجلنس في الفم إذا وجدت جروح في الفم ،في األعضاء التناس ّ مت مترير لوازم اإلثارة الفكّ ني أو إذا متّت ممارس ��ة اجلنس أثناء احليض.كذلك ،إذا ّ اجلنس � ّ�ية بني الشريكات من دون شطفها أو اس ��تعمال املطّ اط الواقي قبل متريرها. السابق مع رجـــال، كما ّ أن من شأن ممارسة اجلنس مع امرأة ،مارسـت اجلنس في ّ ـــــيا. أن يزيد من احتمال اإلصابة بأمراض منقولة جنس ًّ للوقاية من اإليدز ينصح مبمارسة جنس آمن ،أي باستعمال أدوات واقية كاملطّ اط الواقي(كوندوم)وكفوف مطّ اطية8 . ّ جتدين في نهاية النشرة املزيد من املعلومات حول األماكن التي ميكنك فيها إجراء فحص لإليدز.
نظام الرعاية الصح ّيــة وتعامله م عمثل ّيــــاتاجلنس:
مثلية ذل ��ك الوقاي ��ة أو إجراء الفحوصــــــات ،وهو بدوره من املمكن أن ّ يهدد حياة ّ الس ��ابقة خبرتها ويعرضها للخطر حيث أ ّنها لم تقم بتل ّقي العالج بس ��بب ّ اجلن ��س ّ مع هذه األنظمة. جيدة .ومنها عدة عوامل قد تؤثّر على إمكانية احلصول على رعاية هنالك ّ صحية ّ ّ ملثلية اجلنس ،مثل إشـراكها في اتخاذ قرارات وجود أو عدم وجود حقوق قانونية ّ ّ ومقدمات �ي � م مقد تدريب �بة � س ن أن كما . ا � � ه عالج �ص تخ ��ص ش ��ريكتهـــا أو تخ � ّ مثليـ ��ات اجلنس م ��ن املمكن أن تس ��اهم في الرعاي ��ة الصحيـ ّ��ة عل ��ى التعام ��ل م ��ع ّ مثليـــات اجلنس في التوجه �لبية التي تنـــال من عزمي ��ة ّ زي ��ادة أو تقليل التجارب الس � ّ الصحي ��ة أو تلق ��ي الفحوصات والعالج ��ات الضرورية ،حي ��ث أن هناك للعناي ��ة ّ ً الصحية وس ��هولة الوصول ــات م اخلد مي مقد مع ــامل ع الت �هولة � س بني ا قوي ّ ترابطا ًّ ّ له ��ذه اخلدمات.كما تش� �ـير الدراس ��ات املختلفة إل ��ى أن عد ًدا قلي ً األطبـــاء ال م ��ن ّ الصحية ملمون/ات أو حساس ��ون/ات الحتياجات مثلي ��ات اجلنس والطبيب ��ات ّ ّ الصحية (وايت ودل،.) 1997 اخلاصة وملخاطرهن ّ ّ
الصحيـة مقدمي اخلدمات إن املفاهي ��م اخلاطئة حول املخاطر ّ الصحية وافتراضات ّ ّ ّ املثلي ��ة االجتماعي أو ممرض ��ات ،طبيب ��ات)خ�ل�ال تعامله � ّ�ن مع تاري ��خ الـم ��رأة ّ ( ّ ملثلية اجلنس. �ا � ه من يقد التي ة الصحي الرعاية �ن � س ح إلى �يء � س ي أن ميكن ــي � � س اجلن ّ ّ ّ املثليـــة. �اب � ه ر إلى �ؤدي إلى التميي ��ز العلن � ّ�ي أو كم ��ا ّ أن ه ��ذه االفتراض ��ات قد ت � ّ ّ ملثلية اجلنس مع هذه األنظمــة ،من املمكن كذلكّ ، سلبية سابقة ّ فإن وجود جتارب ّ الصحية في املس ��تقبل ،مبا في توج ��ه مثليـات اجلنس لطلب الرعاية أن حت ��ول دون ّ ّ
ملثلي ��ات اجلنس إذا اس ��تطاع األطب ��اء والطبيبات فهم ستتحس ��ن الرعاي ��ة ّ الصحي ��ة ّ ّ الطبية الرعاية �ى � ل ع للحصول اجلنس �ات � مثلي ه توج دون حتول �د � ق التي �ل العوام � ّ ّ ّ الصحية. مثليات اجلن ��س لطلب اخلدم ��ات ّ املثلية عل ��ى توج ��ه ّ وفه ��م أثر ره ��اب ّ الصحي ��ة واملخاطر �اكل � ش امل مجموعة �ول � ح الوعي �ادة � ي لز أن هن ��اك حاج ��ة كم ��ا ّ ّ مثلي ��ات اجلنس.عل ��ى األطبـ ّ��اء والطبيبات الصحي ��ة الت ��ي م ��ن املمك ��ن أن تواجه ّ ّ ُ ـــاعية من م واالجت ة ـ ي الطب ة الصحي ــات م املعلو جمع في غايرة مل ا االفتراضات جت ّنب ّ ّ ّ مثليات في املرضى وإبداء اس � ّ �تعدادهم/ن إلشراك ش ��ريكات أو زوجات ملرضى ّ حية. الص رعايتهن املناقشات حول ّ ّ ّ
124
125
.8مقتبس من نشرة أصوات الثانية، بعنوان"الـمثلية اجلنسية واألمراض اجلنسية"
ميكن قراءة املزيد من املعلومات حول مواعيد وأماكن فحوصات اإليدز في املوقع الشبكي: ّ _http://aidsisrael.org.il/zope/home/testing_across israel/#t000 أو باالتصال إلى خط أصوات للدعم9532668:،04- الساعة.18:00-12:00 وهو يعمل ّأيام االثنني والثالثاء من ّ
126
127
المثليّة الجنسيّة
واألفكار المسبقة
عن المثليّة الجنسيّة
وأفكارا كثيرة، ومتحررات اجلن ��س ،نواجه كلماتّ ،ادع ��اءات نح ��ن ،مثلييات ً ّ ومتنوعة من النساء، كبيرة كمجموعة نا، ق بح ة مجحف تكون ما ا غالب وهي ً ّ ً ّ جميعا ً كأي مجموعة أخرى. الرجال َ نتميز باالختالفاتّ ، ومن بينهما ،إذ أ ّننا ّ ّ
إن كلّ تل ��ك تش ��كّ ل آراء مبني ��ة ِ لتكس ��ر ،تف ��كّ َك وتحُ � ّ�د َد ص ��ورة مجموع ��ة كامل ��ة ّ أن كما مقبولة. وغير ضعيفة واحدة، صوره إلى �ا � ه ل ولتحو اس، ن ال من �ة � ع ومتنو ّ ّ ّ ّ جميع هذه اآلراء مبنية على أفكار مس � ّ�بقة ،وهذه هي حال األفكار املس � ّ�بقة ،التي ٍ معلومات مغلوطة ،لطاملا اس ��توعبت ه ��ي مجموعة معتقدات راس ��خة قائمة على مؤسس ��اته .ه ��ذه املعلومات م ��ن البي ��ت ،املدرس ��ة ،اجلي ��ران ،واملجتم ��ع بجميع ّ أي تساؤل يطرح أن دون مبدأي عند الفرد، واملعتقدات تنمو حتى تصبح مبثابة أمر ّ ّ وموضوعي. واع بشأن مصداقيتها ،ودون فحصها بشكل ٍ ّ ّ وسنتطرق ،في هذه املثلية اجلنس � ّ�ية، هنالك ّ عدة أفكار مس � ّ�بقة وغير صحيحة عن ّ ّ النشرة ،إلى ٍ بعض قليلٍ منها.
امليول اجلنس ّية ليست اختيارًا للمثليات �اري .وميكن هنال ��ك فكرة ُمس � ّ�بقة تعتقد ّ املثلية اجلنس � ّ�ية هي أمر اختي � ٌ ّ ّ أن ّ جدا. ميولهن تغيير شئن .هذا االعتقاد خاطئ ًّ اجلنسية متى َ ّ ّ تتطور وتتبلور في مرحلة جيل املراهقة ،فقد دلّت األبحاث أن امليول مع ّ اجلنسية ّ ّ الرحم. في النمو مرحلة إلى تعود حتى أو الصغر، منذ قائمة اجلنسية املثلية أن ّ ّ ّ 130
غالبا ما يكون قبل ّأية جتربه جنس � ّ�ية -أو حتى في سنوات الوعي للميول اجلنس ��ية ً الطفولة ،أي ما بني 3و 5سنوات.1 مثلي ��ات ومثلي ��ون .وه ��ذه النس ��بة متماثل ��ة رغم نح ��و عش ��رة باملئة م ��ن املجتم ��ع ّ اختالفات الثقافات واحلضارات و األخالق االجتماعية. اجلنسية موجودة في جميع احلضارات ،فكذلك جندها في اململكة املثلية وكما ّ ّ أن ّ أن هناك نح ��و 1500نوع حيوان احليواني ��ة والنباتيةً ، أيض ��ا .حيث وجد العلماء ّ ّ ّ 2 مثلي اجلنس في الطبيعة . ونبات ّ
النفسي واملثل ّية اجلنس ّية ال عالقة بني العالج ّ نفسي .في عصرنا احلاضر، اجلنسية هي مرض املثلية مسبقة تعتقد ّ ّ أن ّ هنالك فكرة ّ ّ املثلية �ن ي � ب صلة أية �ود � ج و والتجريبية �تطالعية � س اال �اث � ح األب �ن يف ّن ��د العدي ��د م � ّ اجلنسية وبني العالج النفسي3. ّ ّ املثلي ��ة ف ��ي س ��نة ،1973قام ��ت املنظّ م ��ة األمريكي ��ة لألم ��راض النفس � ّ�ية بإزال ��ة ّ ّ والعاطفية .في ة �ي � س النف واالضطرابات �راض � �مية لألم ّ ّ اجلنس � ّ�ية من القائمة الرس � ّ
http://www.bodymindsoul.org/Coming%20out%20and%20sexual%20orient ah 1 tion%20concerns/understanding_sexual_orientation.htm http://www.auburn.edu/aglbc/ally.htm http://www.world-science.net/othernews/061024_gay-animals.htm .2 http://psychology.ucdavis.edu/rainbow/html/facts_mental_health.html .3
131
س ��نة ،1975قامت املنظّ مة األمريكية للعالج النفس � ّ�ي باخلطوة نفس ��ها .في س ��نة توجهت �رد عل ��ى وصمة العار والتمييز املصاحبة ،1992وك � ّ للمثلية اجلنس � ّ�يةّ ، ّ العاملية ،وإلى الصحي ��ة األمريكي ��ة لألمراض النفس � ّ�ية إل ��ى كلّ املنظّ مات املنظّ م ��ة ّ ّ ّ �ريعية في بالدهم األطباء النفس ��يني املس ��تقلّني ،مطالب ًة ّإياهم بإبطال القوانني التش � ّ ّ التي تعاقب مثليي اجلنس الناضجني الذين ميارس ��ون اجلنس على انفراد (أي ليس عمومي). بشكل ّ ف ��ي س ��نة ،1998قام ��ت املنظّ م ��ة األمريكي ��ة لألم ��راض النفس � ّ�ية بإط�ل�اق بي ��ان نفسي ،مثل أي عالج األمريكية لألمراض توضيحي" :املنظّ مة النفسية تعارض ّ ّ ّ ّ ّ نفسي ،أو إلى مرض هي اجلنسية املثلية أن إلى املرتكز احلوار، طريق عن العالج ّ ّ االعتقاد املسبق بأن على املعا َلج/ة تغيير ميوله/ا اجلنسية"4. ّ ّ ّ
الداخلي نحو امليول اجلنس ّية من املستحيل تغيير الشعور ّ ـمثلية اجلنس � ّ�ية هي فكرة إن الفك ��رة الت ��ي تقول إن ف ��ي إمكــــان العالج أن يش ��في ال ّ مسبقة ومغلوطة. ّ غالبية الن ��اس في بداية جيل املراهقة م ��ن دون أي جتربة عند تظهر ة �ي � س اجلن �ول املي � ّ ّ املتكررة عبر �م � ه محاوالت عن أفادوا �خاص � ش األ بعض أن حتى قة. �ب � س م ة �ي � س ّ جن ّ ّ لكن مصي ��ر هذه احملاوالت كان الفش ��ل .لهذه الس ��نني لتغيي ��ر ميولهم اجلنس ��يةّ ، غالبية األطباء النفسيون والطبيبات األسباب ،يعتبر النفسيات امليول اجلنسية عند ّ ّ ّ إدراكي ،وال ميكن تغييره حسب الرغبة. باطني وغير الناس مبثابة اختيار ّ ّ
http://www.healthyminds.org/glbissues.cfm .4
132
قامت املنظمة األمريكية لألمراض النفس �ّ�ية بإصدار العديد من البيانات الرس ��مية مؤك ��دة أن العالج التحويل ��ي (العالج النفس ��ي بهدف حتويل والتصاري ��ح العام ��ة ّ تدعي مثلي إلى مغاير اجلنس) هو غير أخالقيّ ، وأن العالجات التي ّ اإلنسان من ّ تغير املثلي ،لكنه ��ا ال ّ ش ��فاء ّ املثلية اجلنس � ّ�ية هي عالجات تس ��تطيع منع التص � ّ�رف ّ اجلنسية األساسية 5.إذ من املستحيل ميوله/ا نحو اإلنسان عند الداخلي الش ��عور ّ أساسية عند شخص ما. تغيير الشعور الداخلي جتاه ميول ّ أن االضطرابات النفس � ّ�ية عند الرؤي ��ة الس ��ائدة في عل ��م النفس وطب النفس ه ��ي ّ ّ ملثليات وملثليي اجلنس وعدم املجتمع الضطهاد نتيجة مثلي ��ات ومثليي اجلنس هي ّ ّ وطب النفس يوصيان املعالجِ ات النفس � ّ�يات فإن علم النفس تقبل ��ه لهم .ولذلكّ ، ّ ّ لجِ مثلي ��ات ومثلي ��ي اجلن ��س عب ��ر التغ ّل ��ب عل ��ى هذه �اعدة � س مب ي � � س النف �ن ي � ا واملع ينّ ّ وم ْر ِض َية على االجتماعية ،والعمل الضغ ��وط ّ تقبل أنفس ��هم ،وبناء حياة س ��عيدة ُ ّ ّ كمثلية أو كمثلي جنس6. ّ
واحدة من بني ك ّل عشرة أشخاص مثلي أو مثل ّية اجلنس ومثليات اجلنس يشكّ لون نسبة 10% أن مثليي اجلنس دلّت آخر أبحاث كنسي على ّ ّ كل عش ��رة أش ��خاص هناك مثلي جنس واحد أو من املجتمع ،ما يعني أ ّنه من بني ّ http://www.twu.edu/O-SL/counseling/SelfHelp042.html .4 http://www.twu.edu/O-SL/counseling/SelfHelp042.html .5
133
أن هناك صعوبة في قياس العدد الدقيق، مثلية جنس واحدة 7.من اجلدير بالذكر ّ إن وصمة العار ا ُملنس ��وبة إليهم تزيد من صعوبة حتديدهم ،فالكثيرون منهم حيث ّ يحاول ��ون كب ��ت ميولهم اجلنس ��ية وإخفاءه ��ا خوفًا من ردة فع ��ل املجتمع .كما أن تتغي ��ر بني الثقافات أو احلض ��ارات أو القوميات ه ��ذه النس ��بة ،وفق األبحاث ،ال ّ 8 األخالقية املختلف ��ة لديها .لذا ف ��أن الفكرة �ض النظر عن املب ��ادئ املختلف ��ة ،بغ � ّ ّ املس ��بقة والسائدة أن املثلية اجلنسية معدومة أو شبة معدومة في املجتماعات العربية مخطوئ ��ة ج ��دا ،وكما ورد هنا ،أيضا في املجتمعات العربية نس ��بة املثلية اجلنس ��ية 10باملئة.
التعرض لالعتداء اجلنسي ال يح ّول االنسانة ملثل ّية اجلنس مثلي ��ات اجلنس،كغيره ��ن م ��ن النس ��اء ف ��ي املجتم ��ع ،يتعرض ��ن العت ��داءات إن ّ جنس � ّ�ية ف ��ي مرحلة ما ف ��ي حياته ��ن اال ان ذل ��ك ال "يحولهن" ملثلي ��ات اجلنس. فاإلحصائي ��ات ت ��دل عل ��ى أن واح ��دة م ��ن ب�ي�ن كلّ ثالث نس ��اء تتع � ّ�رض العتداء واملثلية اجلنسية جنسي في مرحلة ما في حياتها 9.لذلك ،فالربط بني االعتداءات ّ ّ ّ يتعرضن العتداءات الالتي �اء � س الن إن �ه. � س أسا من وخاطئ مغلوط هو ة �ي � اجلنس ّ ّ سيكن هن ّ لكن هذا ال يعني أ ّن ّ جنسية يجدن صعوبة في التعلّق بالرجال بعد ذلكّ ، ّ مثليات جنس ،بسبب ذلك10. ّ http://psychology.ucdavis.edu/rainbow/html/facts_mental_health.html .7 http://www.auburn.edu/aglbc/ally.htm .8 جنسية. للمتعرضات العتداءات .9حتالف مراكز الدعم ّ ّ http://www.twu.edu/O-SL/counseling/SelfHelp042.html .10
134
العالقة اجلنس ّية ال حتدد امليول اجلنس ّية جنسية -أو غالبا ما يكون الوعي للميول اجلنسية قبل أية جتربه كما ذكرنا سابقًاً ، ّ متأخر، حتى في س ��نوات الطفولة ،إال ّ أن هناك َمن يعون امليول اجلنس � ّ�ية في جيل ّ السائدة التي تكبت وتكبح هذا الشعور. وذلك بسبب النظرة السلبية ّ ّ مثليات ومثليي اجلنس مبمارس ��ة عالقة مع اجلنس اآلخر للتغطية على يقوم بعض ّ احلقيقية خوفا من املجتمع ونظرته لهذه امليول ،لذلك فهم يقيمون عالقة ميوله ��م ّ جنسية مع اجلنس اآلخر رغم عدم اجنذابهم له/ا. ّ وفي بعض احلاالت ،يعي األفراد ميولهم املختلفة ،رغم جتاربهم املغايرة جنس ��يا ورغ ��م عدم اجنذابهم للجن ��س اآلخر .كما أ ّنه يوجد من بني املغايرين جنس � ًّ�يا َمن اجلنسية. يغير ميولهم مثلية ،غير ّ ّ أن هذا األمر ال ّ ميرون بتجربة ّ
املثل ّية اجلنس ّية ليست مرحلة زمن ّية مترّ عند الز ّواج مثلية اجلنس وأنت لم متارس ��ي ً ملثليات اجلنس" :كيف تعتبرين أنك ّ كثيرا ما يقال ّ اجلن ��س مع رجل ".واجلواب" :وأنتم ،كيف تعرف ��ون أ ّنكم مغايرين اجلنس إذا لم متارسو اجلنس مع نفس جنسكم؟" مثلية/مثلي اجلنس مع اجلنس اآلخر ،لفترة قد تنجح بعض العالقات الزوجية بني ّ ّ الزوجي ��ة مليئ باإلحباط والتعاس ��ة والوهم م ��ا ،لك � ّ�ن العديد من ه ��ذه العالقات ّ يؤدي في النهاية إلى انهيار احليـــــاة ما الزوجني، والغش وعدم حتقيق الذات لدى ّ ّ
135
الزوجيـــــة ،وشعور الزوجني بجروح عميقة حتتــــاج إلى وقت طويل للشـــــفاء. ّ
11
ال تأتي مثل ّيات ومثليي اجلنس من طفولة مد ّمرة وبيوت مهدومة أن هناك مثلي اجلنس ،حيث ّ لي ��س كلّ إنس ��ان عاش طفولة صعب ًة يختار أن يك ��ون ّ مدمرة .كما أ ّنه ال �وت � ي أيضا ،من ب العدي ��د م ��ن مغايري اجلنس الذي ��ن أتوا ،هم ً ّ أي بحث يثبت وجود عالقة بني مثليات ومثليي اجلنس وبني البيوت يوج ��د اليوم ّ اجتماعية خلفي ��ات أن من ش ��أن أي بحث يثبت ّ الت ��ي ج ��اءوا منه ��ا .وليس هن ��اك ّ ّ ّ املثليـــة اجلنس� � ّــية ،وكما يبدو معينــــة أن تش� � ّ ــــــــجع أو تقلّل من ّ معين ��ة أو اعتداءات ّ ّ البيئي ��ة تؤثّر على ،وتس ��اهم في ،حتديد العوامل �ر � ي غ أخرى ــــل م عوا �اك � ن ه �إن ف� ّ ّ امليول اجلنسية12. ّ
مثل ّيات اجلنس ال يكره َن الرّجال هن يحبنب النس ��اء وبناء عالق ��ات مثلي ��ات اجلنس َ معهن ال يج ��ب أن يعني أ ّن ّ ّ ك ��ون ّ الرجال .لقد اخت ��رن فقط عدم القيام بعالقات جنس � ّ�ية مع الرجال ،ال ال يحب�ب َ �ن ّ إن املثليات ال الرجال أنفسهم ،حيث ّ أكثر .واالعتقاد ّ َ بأن ّ الرجال نابع من ّ يحبنب ّ املثلية اجلنسية تسبب للعديد من الرجال عدم الراحة وعدم الثقة13. ّ ّ ّ ّ http://www.someone-to-talk-to.net/myths_about_homosexuality.htm .11 http://www.someone-to-talk-to.net/myths_about_homosexuality.htm .12 Kat Harding; The Lesbian Kama Sutra (Pag 29); Thomas Dunne Books; 2005 .13
136
مثل ّيات اجلنس ال يردن ان يك ّن رجاالً يكن رجاالً .ه ��ذه الفكرة هي فكرة هن ي ��ردن أن ّ �ب النس ��اء للنس ��اء ال يعني أ ّن ّ إن ح � ّ تصور النساء بصورة مغلوطة ولكنها سائدة ،وسبب ذلك هو وجود جهات تريد أن ّ ورجولية وقبيحة .إن محاولة تصويرنا على هذا النحو البش ��ع يس � ّ�هل عليهم عنيفة ّ حقيقيات ،إذ كيف ميكن التقليل من مكانتنا ونبذنا ،بحيث نظهر وكأننا لس ��نا نساء ّ مثليات اجلنس مختلفات، أن نكون نساء حقيقيات دون أن ّ الرجال؟! النساء ّ ّ نحب ّ وأشكالهن مختلفة ،كما أن أشكال مغايرات اجلنس مختلفة ،أيضا14. ّ ّ كل واحد �ى � ل إ يعود �ار � ي االخت لكن �وب � ص و حدب كل �ن � م �ا � ن تأتي قة �ب � س ّ ّ ّ اآلراء امل ّ خصوصا ،وجتاه وواحدة م ّنا .فنحن مس ��ؤوالت ومس ��ؤولون كأفراد جتاه أنفسنا ً تعرضنا لها املجتمع ً عموما ،وعلينا أن نفحص وندرس هذه األفكار واآلراء التي ّ من بعض اجلهات. الصعب بناء عالقة سليمة مع شخص أو موضوع ما ،إذا بدأت هذه العالقة من من ّ املسبقة واالضطهاد املسبقة .كما أنه من الصعب التغاضي عن اآلراء ّ نقطة اآلراء ّ ال أيضا15. أمرا مستحي ً ً العنصريّ ، لكن ذلك ليس ً املثلية اجلنس � ّ�ية؟ عل ��ى ّأية علين ��ا أن نس ��أل أنفس ��نا كي ��ف قمن ��ا باتخ ��اذ موقفنا م ��ن ّ معلومات اعتمدنا ،ومن أين أخذنا هذة املعلومات. مرة س ��معنا مرة ك ّنا موضوعيات/ين ف ��ي حواراتنا حول هذا املوضوع؟! كم ّ ك ��م ّ جديدا فع ً ال ثم اتخذنا في نهاية األم ��ر موقفًا ً وجه ��ة النظر األخرى حت ��ى النهايةّ ، من هذا املوضوع؟ .Kat Harding; The Lesbian Kama Sutra (Pag 29); Thomas Dunne Books; 2005.14 . http://www.alterheros.com/english/dossier/Articles.cfm?InfoID=269.15
137
أعمال أدبيّة عن المثليّة الجنسيّة
مش باربي " ش ��و بدك لعيد ميالدك؟" س ��ألت أمي ،همس ��ت أختي في أذني "قوليلها بيت باربي" .كنت في السادس ��ة أو الس ��ابعة م ��ن عمري ،لم أرد بي ��ت باربي ،أردت ك ��رة ق ��دم ،م ��اذا عس ��اني افعل ببي ��ت بارب ��ي!! كرهت البارب ��ي ،رأيت به ��ا لعبة ممل ��ة وغبي ��ة .طاملا تنكل ��ت للعب البارب ��ي التابعة ألخواتي ،كنت أقص ش ��عرهن ومالبس ��هن وارس ��م على وجوههن ،وحتى أني خربت بيت الباربي الذي اشتراه وردي اللون إلى حد ال يطاق. أهلي ألخواتي .كرهته ،كان ٌَ
الصف تش ��عر كما اش ��عر؟ ال اعرف .أعرف فقط أني شعرت في حاجة دائمة إلى اس ��ترضائها ونيل استحسانها ،أردت أن أكون أفضل طالبة في الصف واحلصول على أعلى عالمة في الصف من اجلها. ما جعلني اش ��عر بان كل ش ��يء على ما يرام ،وبأنه لم يتغير ش ��يء هو مشاركة اعز صديق ��ة ل ��ي منذ كنا في عامن ��ا اخلامس أهوائي ،لعبنا دائم ��ا بالعاب صبية ،كانت لعبتن ��ا املفضل ��ة هي كرة القدم .كنت قد طلبت من أم ��ي الدخول إلى منتخب كرة القدم في املدرس ��ة إال أنها رفضت قائلة إنها لعبة يلعبها الصبيان ال مكان للفتيات فيها ،ومؤكد ليس على هذا القدر من احلماس للعبة.
ش ��عرت ف ��ي طفولت ��ي اختالفي عن باقي البن ��ات ،فضلت اللعب م ��ع األوالد في احل ��ارة ،فضلت أن البس كما يلبس ��ون وان أتصرف كما يتصرفون .أحببت لعب ك ��رة القدم ،كرة الس ��لة ،الع ��اب احلروب والس ��يارات وحتى التص ��ارع ،لم ُأ ِعر اهتمام ��ا الحتم ��ال إصابتي ،ب ��ل على العكس رغب ��ت بذلك ،كنت اش ��عر حينها بأنني قوية ،وانه بإمكاني التهام العالم.
�ت إليهم ف ��ي الصف العاش ��ر كنت ف ��ي بلبلة ،ب ��دأت "مبصاحب ��ة" الفتيانُ ،ج ِذب � ُ ليس إال ،لم أفكر في ابعد من ذلك .وفي الصف احلادي عش ��ر كان لي صاحب اس ��تماتت علي ��ه جمي ��ع الفتيات ،أمضينا س ��نة م ��ع بعضنا .لكنني ش ��عرت وقتها بشيء ما ينقصني ،لم استطع أن احدد ما هو.
كان ��ت لي ف ��ي الصف الثال ��ث االبتدائ ��ي صديقة كن ��ت ُأ ِ حضر لها الهدايا بش ��كل دائم ،كنت اش ��عر بش ��يء ما اجتاهها ،لم اعرف حينها ما هي هذه املشاعر .كانت تتلبسني الغيرة لرؤيتها تلعب مع فتاة أخرى .أردتها لي وحدي.
كان ��ت جمي ��ع الفتي ��ات تتح ��دث ع ��ن رجفة احل ��ب ومتعته ��ا ،كنت أظنه ��ا مجرد أس ��طورة ،اخت ��راع ش ��خص م ��ا .ل ��م اع ��رف م ��اذا تعن ��ي؟ وملاذا ل ��م أش ��عر بهذه األحاسيس معه؟ هل هنالك ٌ َع َط ُب ما بي؟
أم ��ا في الص ��ف التاس ��ع ،كنت مفتون ��ة مبعلم ��ة اللغة االجنليزي ��ة ،لم افه ��م ماهية مش ��اعري نحوها أيضا .ش ��غلني املوضوع وأخذت بالتس ��اؤل :هل أن ��ا الوحيدة التي تشعر هكذا؟ هل هذا الشعور طبيعي؟ هل ميكن أن تكون فتيات أخريات في
أتذك ��ر قبل تخرجي بفترة حديث دار بين ��ي وبني صديقات لي ،بينهن اعز صديقة لي ،حتدثنا في حينها عن أناس نراها جميلة ،وإذ بها تقول أن اجنلينا جولي رائعة اجلمال! وافقتها الرأي وكنت في غاية السعادة الجنذابها لفتاة .كانت قد سافرت
140
141
ه ��ذه الصديقة إلى خ ��ارج البالد .وأخبرتن ��ي أنها قامت بتقبيل فت ��اة هناك ،وأنها اس ��تمتعت بذلك .غ ��رت كثيرا واردت أن أجرب ذلك بنفس ��ي .قد عرفنا أن كل منا متيل ميل األخرى ،رغم أننا لم نذكر أو نتحدث يوما عن املوضوع .كان ذلك معزيا ،أن يكون اقرب الناس إليك مختلف مثلك. ما زلت اذكر حبي األول ،كانت بالطبع فتاة .بل وكانت صديقة إحدى أصدقائي القريب�ي�ن .كان ق ��د اخبرن ��ي انه يخرج مع فت ��اة وأنه ��ا مزدوجة امليول اجلنس� �ـــــي. حتمست حلقيقة وجود فتيـــــات عربيات أخريات على هذا النحو. حددنا موعد للخروج س ��وية ،اذكر كيف اس ��تلبت قلبي حلظ ��ة وقع نظري عليها، كان ��ت جميلة للغاية ،صاحبة أعني زرقاء س ��احرة .لم اس ��تطع النظ ��ر في عيناها. بدأن ��ا باالقتراب م ��ن بعض ،حتدثنا على الهاتف والتقينا كثي ��را .أحببتها ،لكن لم استطع أن أبوح لها بذلك .حتى أتى يوم اعترفت لي هي بحبها لي وبأنها تريدني. كان هذا اسعد يوم في حياتي .قمنا بتقبيل بعضنا وها هي الرجفة التي حتدثن عنها طويال! يا للش ��عور الرائع .ملمس ��ها ،رائحتها ،حديثها ،شعرها ،جسدها .كل ما فيها أصابني باجلنون .أردت أن أراها كل يوم. بقينا معا ملدة سنة حتى ضبطتنا أمها ،وقامت بتهديدي بإخبار والدي باألمر وبرفع دعوى قضائية علي ،فقد كنت حينها ابنه الثامنة عش ��ر ونصف الس ��نة وكانت هي في عامها الس ��ابع عش ��ر .خفت كثيرا ،لم أرد حتى أن أفكر مبا قد يحصل إن علم والدي باألمر. خف ��ت كثيرا من أمها .أمرتن ��ي باالبتعاد عنها ،أخبرتها أنن ��ي أحب ابنتها واني ال 142
اس ��تطيع االبتعاد عنه ��ا ،فقالت لي أنها تفضل أن تكون ابنته ��ا ميتة على أن تكون مثلي ��ة ،غضبت للغاية ،قلت لها أنها م ��ن املفروض أن حتبها بكل ثمن ،صرخت علي قائلة أن ليس هذا طبيعيا وأننا بحاجة للتخلص من هذا األمر. قطعن ��ا عالقتنا ببعض ،كرهت هي أمها وأن ��ا كذلك .كيف لها أن تفعل ما فعلت بأي حق وان تقول ما قالت! .كان الفراق صعبا جدا ،لم استطع البقاء في البيت بع ��د ذل ��ك .كنت بحاجة إلى اخل ��روج من هناك .أردت أن أعي ��ش في تل أبيب، رأي ��ت ف ��ي التلف ��از أن احلي ��اة هناك أس ��هل للمثلي ��ات واملثليني .كن ��ت بحاجة إلى الوص ��ول إلى تل أبيب .وفكرت أن الطريقة الوحيدة للذهاب إلى هناك فقط عن طريق التعذر بالدراس ��ة .اخترت موضوع دراس ��تي ،مت قبول ��ي للجامعة وتركت البيت متجهة إلى تل أبيب. كنت قلقة في البداية من أن ال يتقبلونني ألني عربية ،حافظت على بعد بيني وبني الناس لظني إنهم س ��يكرهونني في نهاية املطاف ،إن عرفوا أني عربية .ومن تريد أن تك ��ون م ��ع عربية ..غباء ...اع ��رف .أدركت الحقا أن الن ��اس ترى فيك ما تقدمي ��ه أنت عن نفس ��ك ،فإن أظه ��رت فخرك مبن أنت واعت ��زازك بذاتك وثقتك بنفس ��ك س ��تحترمك الن ��اس وتتقبل ��ك .وان كن ��ت تخجل�ي�ن أو تش ��عرين باخلزي س ��تعاملك الناس بعدم االحترام .يجب على اإلنسان أن يكون صادقا ومتصاحلا مع نفسه. انتقلت صديقتي معي إلى تل أبيب ،كنا قد عزمنا على الذهاب إلى بار "مينيرفا" وهو بار ش ��هير للمثليات في تل أبيب .لن أنس ��ى شعوري في ذلك اليوم ،جلسنا هنال ��ك وش ��عرنا وكأننا في بيتنا ،بيت ُت ًق ّبِ ُل في ��ه الفتيات بعضهن البعض بال حرج 143
أو خوف ،شعرت بالسعادة. بدأت بعد ذلك بالذهاب إلى أماكن خاصة باملثليات واملثليني ،ش ��عرت باالنتماء والراحة ،البس ما أشاء ،أتصرف كيفما أشاء وافعل ما بدى لي. اعت ��رف إنني بلغت الثالث والعش ��رين عاما وما زل ��ت ال ادري ماذا افعل .كل ما أري ��د هو "اخلروج م ��ن اخلزانة" أمام عائلتي .لكنني غير ق ��ادرة على فعل ذلك، ليس من الس ��هل القيام بذلك في مجتمعنا .أجد نفس ��ي أحيانا أمتنى أن تكون هذه مرحل ��ة ُأمر بها وقد تنتهي ...ال ليس ذل ��ك صحيحا ،فال أريد أن أتغير ،أحب نفسي هكذا كما أنا. أهم ش ��يء عند أبي هو الش ��رف ،هو ش ��خص طاعن في الس ��ن ،ال ادري ما ميكن أن يح ��دث له إن عرف ،ل ��ن يكون قادرا على فهم األم ��ر" .عندك صاحب؟"، "اميت ��ى رح تتزوجي؟"" ،ب ��س انت الوحيدة في العيلة يل ��ي بعدها ما تزوجت؟ القيلك حدى عاد" ..خلص..يكفي! اتركوني بحالي. تضايقني أمي مبحاوالتها الدائمة في التدخل مبا يجب علي أن البسه وكيف يجدر بي التصرف ،يضايقني جتولي في شوارع الناصرة ،بلد مولدي ،ونظر الناس إلي كأنني مخلوق من الفضاء اخلارجي.
من تستحق خروجي من اخلزانة. ال يوج ��د عندي س ��بب للتذم ��ر ،انتمي إلى أروع عائلة في الدني ��ا ،لم يعودوا إلى ذكر األعراس وإجناب األطفال وغيرها. قد تقبلوا اختالفي عن الفتيــات األخريات .لديهم العديد من األس ��باب ليفخروا بي. الدخول إلى عالم " أصوات" س ��اعدني جدا ،وواس ��تني حقيقة وجود أخريات مثلي .كل كانت تتحدث عن حياتها ،مخاوفها وجتاربها .س ��عدت لكوني جزءا م ��ن هذه املجموع ��ة ،رمبا تتاح لي الفرصة مس ��تقبال ملس ��اعدة مثلي ��ات أخريات، خاصة العربيات منهن .أريد أن أقول لهن بأنه ليس هنالك ما يدعوهن للخجل، وإمن ��ا الفخر واالعتزاز باس ��تثنائيتهن وفرادتهن واختالفهن ع ��ن باقي الناس ،عن املعتاد واملتبع. أم ��ا اآلن فانا أعيش اللحظة ،أعيش احلاض ��ر .يطيب لي ذلك .لكل منا احلق في ذل ��ك .ال أن تخج ��ل مبا هي ،مبش ��اعرها ،ليس هذا امرا اخترناه ألنفس ��نا ،املثلية ليست بالشتيمة وإمنا هي أسلوب حياة مميز.
أرى اليوم نفس ��ي أكثر تس ��امحا وتقبال لكل هذا .افخ ��ر باختالفي ،أحب حقيقة أني اختلف عن الناس .بل واعتقد انه لفظيع أن يكون املرء عاديا ،انه ألمر ممل. إني على يقني من انه وفي يوم ما س ��أكون على قدر كاف من الش ��جاعة أو الس ��كر إلخب ��ار أهل ��ي عن مثليتي ،ال انوي على العيش ف ��ي أكاذيب .انتظر فقط أن تأتي 144
145
حسن صبي عرف ��ت دائم ��ا بان هنالك ش ��يء مختلف بي ،لم أكن يوما مث ��ل باقي الفتيات ،لم أدرك حينها السبب وراء ذلك ولم املك تسمي ًة لهذا االختالف. عندم ��ا كن ��ت طفل ��ة ،كنت أفضل الع ��اب األوالد دائم ��ا .كانت أمي تتوس ��ل إلي أللع ��ب بدمي ��ة الباربي أو بأي دمية أخ ��رى ،حتى أنها جلبت ل ��ي يوما بيت باربي ضخ ��م مع الكثير من الدمى إلغرائي بها ،بي ��ت حلمت بنات أخريات بامتالكه، لكني ورغم ذلك فضلت السيارات التي تشغل بالروموت كونترول ،الدراجات، السكيت بورد ولعب كرة القدم أو كرة السلة مع األوالد في حارتنا. خ�ل�ال أعوام مراهقتي كنت حس ��ن صب ��ي بالكامل ،ارتدي ��ت مالبس فضفاضة، تصرفت متاما كالفتيان .كنت أش ��عر بأنه كان يجب أن أولد ش ��ابا ،لم أس ��تطع أن أفهم الس ��بب من وراء ذلك ،ففي الواقع أحببت كوني فتاة ،ولكني ش ��عرت بأن شيئا ما في داخلي غريب وليس باالعتيادي. أتذك ��ر عند نش ��أتي ،كن ��ت العب أن ��ا وصديقاتي الفتي ��ات "بيت بي ��وت" ،كنت دائم ��ا الع ��ب دور "األب" (ألن ��ه ف ��ي "البيت بي ��وت" ال يصلح أن يك ��ون هناك أم وأم) وكن ��ا نق ��وم بتقبي ��ل بعضن ��ا .كنت قد نس ��يت ذلك متاما حتى ب ��دأت أدرك أش ��ياء عن نفس ��ي .في مراهقتي كنت أنظر إلى غيري من الفتيات بطريقة لم تنظر فيه ��ا الفتيات إلى بعضهن البعض .كنت أش ��عر باحل ��رج واالرتباك في القرب من الفتيات .التمس ��ت لنفس ��ي األعذار وحاولت أن اقنع نفس ��ي بأنني أردت فقط أن أك ��ون مث ��ل تلك الفتيات اجلميلة واملقبول ��ة .أدرك اآلن أنها لم تكن إال الرغبة في
146
أن أكون معهم وليس مثلهن. كانت جميع رفيقاتي البنات تتباهى بأصحابها األوالد في املدرسة الثانوية ،أما أنا فكن ��ت فخورة لعدم وجود صاحب لي ،كنت ابرر ذلك بالقول انه ألمر س ��خيف وبأنني ما زلت صغيرة الس ��ن على هذا األمر .في احلقيقة لم افهم ملاذا ش ��عرت مبا شعرت أو املعنى من وراء ذلك .كنت مجرد فتاة "حسن صبي" ،حتب القيام مبا يق ��وم ب ��ه البنني وتتمنى لو كان ��ت ولدا .فقط ،بعد بضع س ��نوات ،عندما كان لي أول افتت ��ان حقيق ��ي بفتاة ،ب ��دأت كل هذه األمور تقع في أمكنته ��ا وبدأت تتكون على نحو منطقي وواضح. عرفت دائما أنني مثلية ،لكن لم أكن أعرف كيف أش ��رح ذلك ،أو كيف يس ��مى أو يطلق على هذا الش ��يء ،فجاء اعترافي لنفس ��ي مبثليتي في وقت متأخر نس ��بيا. كانت تلك س ��نتي األخيرة في املدرسة الثانوية حني التقيت بفتاة عن طريق صديق مش ��ترك ،كان ��ت فت ��اة جامعي ��ة تكبرني بع ��ام ،وكم ��ا الفتيات األخري ��ات ،كانت تربطن ��ا عالق ��ة صداق ��ة بحتة .كان هنالك "كلي ��ك" بيننا منذ أول م ��رة حتدثنا فيها إلى بعضنا ،بعدها بدأنا باحلديث على الهاتف طوال الليل ،والتكاتب بالرس ��ائل النصية طوال النهار. كن ��ت أع ��رف كل ما ميك ��ن أن يعرف عنه ��ا ،وكانت تعرف كل م ��ا ميكن أن يعرف عني ،ما عدا أهم أمر .وصلت إلى نقطة لم أستطع فيها االستمرار بالكذب على نفس ��ي بعد .اعرف أن ما ش ��عرت به آنذاك اجتاهها ليست مشاعر من املفروض بي أن أح ��س به ��ا اجتاه فتاة ،لم أكن أعرف ماهية هذه املش ��اعر ،لذلك أطلقت عليها فق ��ط لقب "اعز صديقاتي" .كنا نقول "أن ��ا أحبك" لبعضها البعض كل وقت، لم انطق بهذا اللفظ ألحد من قبل ،ولكنه كان ينس ��اب من فمي إليها تلقائيا دون تفكير. 147
بع ��د م ��رور فت ��رة من الزم ��ن ،بدأت تتص ��رف على نحو لم أس ��تطع فهم ��ه وبدأت باالجن ��راف بعي ��دا عني حتى اختف ��ت من حياتي متام ��ا .كانت قد احتلت مس ��احة كبي ��رة ف ��ي حياتي ،وعندم ��ا اختفت تركت خلفه ��ا فجوة رهيبة .كان ��ت هذه املرة تختل ��ف ع ��ن غيرها من املرات ،كان هنالك ش ��يء لم أس ��تطع أن أش ��رح ماهيته. ش ��يء أعرف اآلن انه انكس ��ار قلب .على أية حال ،بعد أن اختفت ،بدأت أفكر ف ��ي بعض األمور وابحث مع نفس ��ي في حقيقة مش ��اعري وحبي لها .ذعرت من الفكرة ،دفع بي هذا اخلوف إلى أن أقوم بعمل الش ��يء الوحيد الذي كنت أعرف انه قد يخلصني من هذه الفكرة ،ف"صاحبت" شاباً .حسبت أنه وان كان لدي صاحب فإن ذلك يعني بالضرورة باني عادية ،وهكذا بقيت مع صاحبي ملدة سنة تقريب ��ا .ل ��م يكن ذلك ش ��عورا لطيفا حني كان ميس ��ك بيدي أو يقبلن ��ي ،لكني لم اعترف بذلك لنفسـي ،واقتنعت نفسي على أنني استمتع بذلك. بعد بضعة أش ��هر ،عادت تلك الفتاة إلى حياتي بش ��كل ما ،ال أس ��تطيع أن أتذكر كي ��ف .أخبرتن ��ي أنه ��ا كان ��ت على عالق ��ة مع فت ��اة أخ ��رى ،جن جنون ��ي وكنت أستشيط غضبا ولكنني حرصت على أن ال ُأظهر ذلك لها ،ال يرجع هذا الغضب إلى اشــــمئزازي وإمنا لغيــــــرة اعترتني .كان ذلك مبثابة دعوة لي لليقظة. بع ��د مرور بعض الوقت ،أنهي ��ت عالقتي مع صاحبي ،لم اعد أمتكن من الكذب على نفس ��ي بعد ،ومن ثم س ��محت لنفس ��ي بالدخول في عالقة مع فتاة ألبعد من مجرد صداقة ،لم يكن أجمل وأصح من هذا الشعور .على األقل فهمت وأخيرا هذه املش ��اعر التي كانت تراودني طيلة تلك الس ��نوات .وكان ��ت تلك هي املرحلة الت ��ي خرج ��ت بها أم ��ام اعز صديقات ��ي التي دعمتني وس ��اعدت في جع ��ل عملية اخلروج أسهل بكثير. مررت مبس ��يرة طويلة في محاولتي لتقبل نفس ��ي ،لتحديد هويتي ومن أنا .ظننت 148
في البداية أنها مجرد جتارب ،ثم بدأت أقول أني ثنائية اجلنس ،ومن ثم اعترفت عرفت نفسي "مثليه" .كلما كبرت بأنني اجنذب للفتيات أكثر ،وفي نهاية األمر ّ ونضج ��ت فهم ��ت أن ال معنى للتس ��ميات والتعريفات .كل ما أعرف ��ه هو أنه منذ ذلك احلني تقبلت من أنا وش ��اركت حياتي مع فتيات أحببتهن وقابلت العديد من األشخاص الرائعني الذين كانوا مثلي. االعتراف لنفس ��ي مبثليتي كان أصعب شيء اضطررت القيام به .كان أصعب من اخل ��روج لآلخري ��ن .قم ��ت باختيار بضعة أصدق ��اء مقربني جدا للخ ��روج إليهم، كان ��وا جميعهم متفهمني وداعمني .من اجلميل أن أكون قادر ًة على تبادل قصص احلب في حياتي مع أصدقائي مثلما يفعلون هم معي .ولكني ما زلت أسمع أناس مقربني مني (مبا في ذلك األسرة) يعربون عن اشمئزازهم من مثليي اجلنس ،غير مدرك�ي�ن أنني واحدة منهم .اس ��مح لنفس ��ي بالتعبير الصريح ع ��ن رأيي وإمياني، لكنني احرص في نفس الوقت على أن ال يعرفوا عني .وأتس ��اءل كيف س ��تكون ردة فعلهم عندما يكتشفون ذلك! واالهم من كل هذا معرفتي باني لس ��ت وحي ��دة ،وباني وفي نهاية املطاف متكنت م ��ن فهم الكثير من األمور التي أزعجتن ��ي عندما كنت صغيرة ،مثل الرغبة في أن أك ��ون ول ��دا ،وانه وفي احلقيقـــة كل ما أردتـــــه هو أن تكون مثليتي ش ��رعية وان ال يكون هنالك ضير من اجنذابي إلى الفتيات.
149
أفالم ،كتب، مقاالت عن المثليّة الجنسيّة
قائمـــــ���ة بأفــــالم ميكن عرضهـــــــا لطرح موضوع امليــول اجلنس���ــــ ّية او اجلنسان ّية .2013 (ملالئمة الفيلم جلمهور الهدف ينصح مبشاهدة الفيلم قبل عرضه)
كيف تفقدين عذريتك How To Lose Your Virginity اخراج :تيريزا شخطر سنة ، 2013 :الدولة :أمريكا عن الفيلم: العذرية ومفهوم اجلنس في املجتمع املسيحي ا هوسعذريتك" تفقدين "كيف ّ األمريكيhttp://www.virginitymovie.com . ال استطيع التفكير بشكل مغاير I can’t think straight اخراج :شميم سريف سنة ، 2009 :الدولة :بريطانيا عن الفيلم: رومانسي من عام .2008يتناول الفيلم ال أس ��تطيع ال ّتفكير بشكل مغاير هو فيلم ّ وحتضر لزفافها .تودي لندن، في تقطن تاال، أردنية من أصل فلس ��طيني، ّ حياة فتاة ّ هندية. بها بعض األحداث إلى عالقة بامرأة أخرى ،ليلى، بريطانية ّ ّ ( The world Unseenالعالم غير املرئي) اخراج :شميم سريف
152
سنة ،2007 :الدولة :بريطانيا عن الفيلم: اخلمسينيات في مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا ،في تدور أحداث الفيلم في ّ بداية فترة األبرتهايد .بطلتا الفيلم هما ليسا ِراي وشيتال شث ،وهما تلعبان دور مبني على امرأت�ي�ن ّ هنديت�ي�ن من جنوب أفريقيا ّ حتبان بعضهم ��ا البعض في مجتمع ّ للمثلية. وكاره واجلنسي، العنصري، ال ّتمييز ّ ( The Kids Are All Rightاألطفال بخير) اخراج :ليسا شولودينكو سنة ، 2010 :الدولة :الواليات املتحدة عن الفيلم: الصارمة املليئة باثّقة بال ّنفس ،وجولز -امرأة كانت تنتمي إلى ّتيار نيك -الطّ بيبة ّ مهنية مس ��تقلّة ،لك ّنها تكتفي عادة بأن تكون الهيبيز ،حتاول في ّ مرة بناء س ��يرة ّ كل ّ لكن كليهما من �ة، � ف مختل أم من واحد (كل املراهقني �ا � م البنيه ًّأم ��ا بوظيفة كاملة ّ ّ ـمنويـــة) .فجأة ،يكتش ��ف جوني وليزر من هو نفس ّ املتبرع باخلــــاليا ال ّ الش ��خص ّ الهزلية ويخـــــــلّ بال ّتوازن. الصورة أباهما البيولوجي الذي يدخل إلى تلك ّ ّ ّ אודם (أحمر شفاه) اخراج :سيغال يهوناتان سنة ، 2012 :الدولة :فلسطني-اسرائيل عن الفيلم: �طينية هاجرت إلى لن ��دن وتعيش حياة وثيرة هن ��اك ،وإن كانت � س فل �رأة الرا -ام � ّ 153
الضاحية لكن حياة ّ تخل ��و من ّ حب حقيقي ،م ��ع زوجها البريطاني وأطفالهاّ . أي ّ الهادئ ��ة تضط ��رب مع وصول إنع ��ام -صديقتها منذ الطّ فولة م ��ن رام الله ،والتي غيرت حياتهما عندم ��ا كانتا فتاتني .لقاؤهم ��ا اجلديد يجعل خاض ��ت معها جترب ��ة ّ السطح. بعض الذّ كريات املخلّة لل ّتوازن تطفو على ّ ( Pariahاملنبوذة) اخراج :ريس دي سنة ، 2011:الدولة :الواليات املتحدة عن الفيلم: مثلية ف ��ي حارة م ��ن بروكل ��ن .دون ميلودراما فيل ��م عاطف ��ي ع ��ن نضوج مراهق ��ة ّ انوية من حارة بورت غرين ،تخطو ث ال �ة � س قصة أليكي -تلميذة في املدر مفرطةّ . ّ ّ بأمها مثلية .يعن ��ى الفيلم بج ��زء كبير من ��ه بعالقة إليك ��ي ّ أول ��ى خطواته ��ا كام ��رأة ّ الش ��رطي الذي غصب ��ا امرأة ا ُملجافي ��ة التي حت ��اول أن تصنع منها منوذجية ،وبأبيها ّ ً ّ يحبها مبا فيه الكفاية لئال يضايقها. يستصعب األمر ،لك ّنه ّ ( Tomboyحسن صبي) اخراج :سلني شاما سنة ، 2011 :الدولة :فرنسا عن الفيلم: فيل ��م آخر عن البلوغ ،واجلنس � ّ�ية واجلندر .تنتقل بنت باس ��م لور م ��ع عائلتها إلى ح ��ارة جدي ��دة في باري ��س .عندما يظ � ّ�ن اجلميع م ��ن حوله ��ا أ ّنها فتى ،تق � ّ�رر لور وتقدم نفس ��ها لل ّناس باسم ميخائيل .من هذا املنطلق ،يعنى ال ّتماش ��ي مع األمرّ ، الفيل ��م بتج ��ارب ميخائيل مع أصدقائه اجلدد ،مع ش ��قيقته ومع والديه .فيلم عن 154
ميزانية منخفض ��ة حازت عل ��ى جوائز ال ّتح � ّ�ول اجلنس ��ي ف ��ي درام ��ا س ��اخرة ذات ّ املثلية في مهرجان برلني. عديدة ،منها جائزة تيدي لألفالم ّ ( Jittersنرفزة) اخراجZophoniasson Baldvin : السنة ، 2010 :الدولة :أيسلندا عن الفيلم: ملخي ��م صيفي .ينتهي فيل ��م بل ��وغ مثلي من أيس ��لندا .يس ��افر غابرييل إل ��ى إجنلترا ّ متاما، احل ��دث بنغم ��ة يقب ��ل فت ��ى آخ ��ر ،مارك ��وس ،عل ��ى الف ��م ً عاطفي ��ة -فه ��و ّ ّ أن ه ��ذا ما يري ��د أن يفعله في احلي ��اة .عند عودته إل ��ى املنزل ،يبدو نهائي ��ا ّ ويفه ��م ًّ أن مس ��ألة خروجه من اخلزانة لن تكون إال مس ��ألة عابرة في بحر الهموم األخرى ّ الصورة كذلك فتاتان -إحداهما التي سيس ��اعد غابرييل على حلّها .تدخل إل ��ى ّ جدا ،في حني تعاني األخرى من مش ��اكل غير س ��هلة مع الكحول .قد ستعش ��قه ًّ يعطيها املالك غابرييل قبلة ليعود كلّ ش ��يء إلى مجراه ،لك ّنه س ��يحظى بزيارة من ماركوس قبل ذلك.
155
اجلنسية: املثلية ّ أعمال أدبية باللغة العربية تتناول ّ حقي أن أعيش ،أن أختار ،أن أكون مثليات ،حيفا 2007 تأليف :أصوات -نساء فلسطينيات ّ ّ تخبطات تعيشها نساء ال تتوافق ميولها مع مغايرة مالحظات :جتارب ،مشاعرّ ، اجلنس. ميكن حتميل الكتاب من: hhttp://www.aswatgroup.org/node/218 وقفة بنات مثليات ،حيفا 2010 تأليف :أصوات – نساء فلسطينيات ّ ّ مثلي ��ات ،ثنائيات مالحظات :س ��رد ص ��ادق لقصص ش � عربي ��ات ّ �خصية لنس ��اء ّ ّ ومحوالت اجلنس. اجلنس، ّ بريد مستعجل مجموعه ميم -لبنان مالحظات :مجموعة من 41قصة حقيقية لنساء مثليات وثنائيات اجلنس وأحرار ومتخبطات وأشخاص مغايري اجلندر من كافة أنحاء لبنان. اجلنس ّ في بلد الوالد تأليف :مصطفى فتحي ،مصر 156
مالحظات :كتاب مصطفي فتحي يتحدث عن املثليني في مصر وطالب املصريني بعدم اضطهادهم ،ألنه ليس من حقهم ذلك. فضاء اجلسد السعودية تأليف :ثريا نافع ، ّ مالحظ ��ات :حت ��اول الكاتب ��ة ثريا نافع فى روايتها " فضاءاجلس ��د" أن تكش ��ف ما روائية هو مس ��كوت عنه فىاحلياة العربي ��ة والثقافة العربية ،وذلك م ��ن خاللتقنية ّ تتسم بالبساطة واجلرأة ،وهذا مايجعلها فى متناول القارئ العادي .عاجلتالكاتبة جديدا وش � ً �ائكا وهو اجلنس ��الثالث ،الذى يقع بني الذك ��ر واألنثى أو ما موضوع ��ا ً ً يسمى اخلنثى. ّ أنا هي أنت إلهام منصور ،لبنان تتحدث عن املثلية اجلنس ��ية لدىالس � ّ�يدات .حتكي الرواية عن مالحظات :رواية ّ تتعرض لإلغواء من إحدى طالباتهاوتس � ّ�مى س ��هام، أس ��تاذة ّ جامعيةاس ��مها ليال ّ فتختلق األعذار واحلجج كيتتملص من ّأمها لتحظى بلقاء مع أستاذتهاليال. اآلخرون صبا احلرز ،السعودية العربي عامة ،واملجتمع جدا في املجتم ��ع مالحظ ��ات :تعتبر من الروايات املثيرة ًّ ّ ٍ �كل جرأة �عودي خاص ��ة ،مل ��ا اخلليجي-الس � تتضمن ��ه م ��ن نقد عمي ��ق وقاس ،وب � ّ ّ ّ ّ وصراحة من قبل الكاتبة واألديبة الس ��عودية ،للمجتمع السعودي مبا فيه من قمع 157
وإرهاب للحريات االجتماعية والفكرية والشخصية.
مقاالت
مثليه قصيرة نصوص ّ قديتا ،حيفا موقع ّ hhttp://www.qadita.net/?cat=372
متحررات اجلنس الوطن واملنفى في جتربة ّ مثليات/حيفا أصوات – نساء فلسطينيات ّ ّ http://www.aswatgroup.org/node/218
عمان عروس ّ فادي زغموت ،األردن مالحظات :عروس عمان هي رواية نسوية تلقي الضوء على القيود التي تفرضها خاص ،والفرد بشكل جنسانية املرأة بشكل األعراف واملواريث االجتماعية على ّ ّ عماني يختزل ع ��ام ،وما حتمله من ّ تعديات على احلريات الش ��خصية في مجتمع ّ العربية املعاصرة. حالة املجتمعات ّ
اجلنسية املثلية ّ أصوات ناشطة :حوار صريح حول ّ مثليات/حيفا أصوات – نساء فلسطينيات ّ ّ http://www.aswatgroup.org/node/218
كيف تفقدين عذريتك How To Lose Your Virginity تيريزا شخطر
سبل املناورة في صراع البقاء مثليات/حيفا أصوات – نساء فلسطينيات ّ ّ http://www.aswatgroup.org/node/218 إعالن مثليتي واخلروج من اخلزانة أمام األهل مثليات/حيفا أصوات – نساء فلسطينيات ّ ّ http://www.aswatgroup.org/node/218 املثليات ضوء على ّ صحة النساء ّ مثليات/حيفا أصوات – نساء فلسطينيات ّ ّ http://www.aswatgroup.org/node/218
158
159
اجلنسية واألفكار املسبقة املثلية ّ ّ مثليات/حيفا ات فلسطيني نساء – أصوات ّ ّ http://www.aswatgroup.org/node/218
مجلّة عشتار نسوية ،حيفا مجلّة ّ http://www.3ashtar.com
اجلنسية الهوية مصطلحات في ّ ّ مثليات/حيفا ات فلسطيني نساء أصوات – ّ ّ http://www.aswatgroup.org/node/218
اجلنسانية والنوع االجتماعي قاموس مصطلحات حول ّ مثليات/حيفا ات فلسطيني أصوات – نساء ّ ّ http://www.aswatgroup.org/node/218
اجلنسية – خرافات وحقائق والثنائية املثلية ّ ّ ّ حلم ،لبنان http://helem.net/ar/taxonomy/ term/51+46+49+52+48+47 مجلّة ّبرا حلم ،لبنان http://www.barramag.com مجلّه بخصوص اإللكترونية عربية-لبنان نسوية مجلّة ّ ّ كويريه ّ http://www.bekhsoos.com
160
161
اصداراتنا: .1أصوات ناشطة: املثلي ��ة اجلنس � ّ�ية ف ��ي املجتم ��ع الفلس ��طيني ح ��وار صري ��ح ح ��ول ّ 2012 .2وقفة بنات -سرد شخصي 2010 .3حقي ان اعيش ان اختار ان اكون 2007 .4مصطلحات اساسية في الهوية اجلنسية اجلنسية عند النساء في الشرق االوسط, .5املثلية َ تاريخها وتصويرها -محاضرة ل د .سمر حبيب .6الوطن واملنفى في جتربة املتحررات جنسياً: وحقوقية نسوية مجموعة مقاالت ّ ّ .7سبل للمناورة في صراع البقاء املثلي .8مني خرب بنتي؟؟؟ .9خواطر نحو حركة مثلية عربية .10اللغة والهوية اجلنسية في جيل املراهقة .11املثلية َ اجلنسية (اخلروج من اخلزانة) .12اعالن مثليتي َ .13فعاليات أصوات لسنة 2007 العاملية وتاريخها اجلنسية .14رموز املثلية َ َ .15ضوء على صحة النساء املثليات وعنايتهن الصحية
162
.16املثلية اجلنسية واالفكار املسبقة .17مؤمتر "أصوات" (الهوموفوبيا) 2007 .18الهوية اجلنسية .19املثلية اجلنسية في الدول العربية .20موكب الفخر العاملي .21املثلية واالمراض اجلنسية .22اين التاريخ من املثلية اجلنسية؟ 2005
163
الهاتف972.4.8662357 : aswat@aswatgroup.org أصوات صاغية -خط دعم ومعلومات حول امليول اجلنسية والهوية اجلندرية. 972.4.6996966 support@aswatgroup.org املوقع االلكترونيwww.aswatgroup.org :
164