أمحد جاراهلل ياسني
يرحل العراقي شعر
0
حقوق الطبع حمفوظة للمؤلف
الجيوز تصوير او اعادة نشر الكتاب اال بعد موافقة املؤلف رقم االيداع يف دار الكتب والوثائق ببغداد 4951لسنة 3142
دار ابن االثري للطباعة والنشر جامعة املوصل
1
(قصائد سرد ..ونتف ..وشعارات )
2
اإلهداء ..
إىل ....أمي
وأعني ....الوطن الغائب يف أعماق الرحيل وكذلك
إىل العراقيني
الذين يرحلون يوميا من دون حقائب..
3
املقدمة ().......
أمشي شريداً وهذا احلزنُ ينهمرُ تغفو جراحٌ وأخرى نزفُها املطرُ يا معطف الصَّرب كمْ خذلَْتنا زمناً أجسادُنا هشَّةٌ والرُّوحُ َتندثرُ دفءٌ ُمرادُ َيدي فارسمْ هلا وطناً يف جيبهِ الوردُ واألطيارُ تنتثرُ
4
()1
قصائد سرد
5
((يرحل العراقي)) يرحلُ العراقيُّ ... صامتاً كرشفةٍ أخريةٍ من شاي الظَّهرية ُتشيّعهُ الشوارعُ واألشعار.... ومعهما ما تبقى من أصدقاء مل تقشطهم -من خارطةِ الوطن -الشَّظايا أو الكولريا وتنسحب خلسةً من املوكب ..الشِّعارات ونشراتُ األخبار! ** يرحلُ العراقيُّ ... أمامَ القنواتِ الفضائيةِ ..أنيقاً 6
كورقةِ اخلريف حراً –ألول مرة – من دون املستمسكاتِ املطلوبة .. أو صورتني ترافقهُ أجراسُ املدارس وجداولُ احلساب وأسرابُ احلمام .. يتبعهُ النَّمل والدُّخان والفراشاتُ والشهواتُ املعطلةُ عن األمل.. تبكي خلفهُ (دشداشةُ) العيد ونوافذُ منزلهِ العتيق وقططُ الزّقاق.. وتنزوي صمتاً يف وكرها عيونُ البنادق! ** 7
يغيبُ العراقيُّ .. متواضعاً كشمعةِ الغروب ت نصفَ خطواتِ ُعمرهِ ك ْ تودِّعه أرصفةٌ َع َل َ الذي سالَ عليها هرولةً من كلِّ بيتٍ وحارةٍ وشارعٍ مرةً خلفَ العريفِ ..ومرةً خلفَ النَّدم ** يرحلُ العراقيُّ .. تلوِّح له من بعيدٍ ..باملناديل أفرانُ اخلوفِ األمسرِ وأحالمُ الطَّباشري.. والشناشيلُ واملواويلُ والنخيلُ وحبالُ الغسيلِ اليت رَفرفَ عليها قميصُ نقائهِ د من اليسار .. الذي قُ َّ ومن اليمني .. 8
وتتدحرجُ بعيداً عن نعشهِ .. وقريباً من ورثتهِ أقراصُ الباراسيتول وحليةُ ديونهِ الطويلة ** يرحلُ العراقيُّ .. عارياً إال من اخليوطِ سراً ت بها أمُّ ُه ِ اليت رَتقَ ْ شهوةَ طفولتهِ األوىل للقاءِ األبِ الذي قضمهُ ِمقصُّ احلروب ** العراقيُّ ف رحيلُه سوى الفتتني اليكلِّ ُ األوىل سوداء قربَ إشاراتِ املرور والثانية 9
بيضاء يلتفُّ بها خجالً حني تزرعُ أمُّ ُه ُقبلتَها األخرية يف طنيِ جبهتهِ ** وألنَّ ُه يف األصلِ محامةٌ يرحلُ العراقيُّ حنو السَّماء مفتوحَ العينني والقلبِ والذراعنيِ فحصّتهُ من الطائراتِ الورقيةِ والقهوةِ واهليلِ وقطارِ الليلِ مل يشاهدها حتى اآلن ... وماكان خمصصاً له من زقزقةِ الغيم 10
والنواعريِ والغرامِ مل يالمسه حتى حلظة االحتضار أما الدَّعواتُ اليت لصقتها له أمُّ ُه يف تنّور السَّماء فلم تزلْ ساخنةً بإمكانهِ أنْ يلمسها بأجنحتهِ اآلن ويطريُ..بها يطريُ ... يطريُ...... من دون أن يتساقطَ من فمهِ السِّ ْم ِسم ** يرحلُ العراقيُّ ... معطراً برفقةِ الغيم ندياً كوردةِ يف ثوبِ زفاف
11
ويبقى قاتلُ ُه
وحيداً وحيداً وحيداً
حتى يتكـــ َّسر ...
ج
الفاف ! من شدَّ ِة َّ
9009/4/9
12
َّ ْ (( علمتنا احلرب )) .. علَّ َمتْنا احلربُ ..يا أَبي أنْ جنعلَ :السواترَ أعشاشَ زواج والبندقيةَ زوجةَ أبٍ والدباباتِ أحضانَ أُمهاتٍ والالفتاتِ السودَ تنوراتٍ قصريةً للعمرِ اهلاربِ من فُوَّهةِ الدُّنيا.. واملوتَ صديقَ العائلة واملدافعَ أشجارَ صفصاف والشهداءَ مترَ البصرة واهلاوناتِ أجراسَ مدارسٍ وعيونَ احلبيبةِ إجازةً تدومُ سبعَ همسات.. *** علَّ َمتْنا احلربُ يا أبي أنْ حنشرَ أعمارَنا يف أكفانٍ أنيقةٍ 13
مطرزةٍ باألعالم ونرسلَها إىل اجلريانِ ألنَّ ما فيها من خجلٍ أمحر اليكفي لالعتذارِ من أمهاتِنا على هذا الغياب األبدي املفاجيء ... *** علَّ َمتْنا احلربُ يا أبيت أنْ نهجرَ ريشَ الوسادة وننامَ على صلعةِاخلوذة وأنْ نصافحَ احلبيبةَ بيدٍ اصطناعيةٍ باردة لتهربَ منَّا إىل يدٍ أخرى فيها سخونةٌ أكثر *** علَّ َمتْنا احلربُ يا أبي أنَّ الشهداءَ يصعدون حنو السَّماء ت األربعة من دونِ املستمسكا ِ أو صورتني أو ختمِ املختار 14
أو تأييدِ شَجَن *** علَّ َمتْنا احلروبُ يا أبي أنَّ الصواريخَ ..نوارسُ سود وأنَّ البحرَ أجسادُنا وانَّ النوارسَ تعشقُ نقرَ األجساد السيما إنْ كانت عراقيةً خلِقْنا من ماءٍ َفطُوبى لنا أنَّنا ُ واآلخرون من مناقريِ النوارس *** علَّمَنا احلزنُ ...يا أبي أنَّ ساعي الربيد عندما اليطرقُ البابَ فإنَّ أخي قد توقفَ عن كتابةِ الرَّسائل ألنَّ اجلبهاتِ ستضعُ جثمانَه يف ظرفٍ أبيض وترسلُه إلينا 15
برفقةِ النَّزيفِ الوطين *** يا أبي ... ما الذي علَّمْتهُ لي .. يف املدرسة قلت لي :إن العلم نور وتبني لي أنَّ العلمَ عقمٌ أمامَ دائرةِ التقاعد يف اجلامعة مل تقل لي إن النساءَ قططٌ وها أنا اآلن مع ثالثة اطفال نلهثُ كاجلرذان ..من دون توقف تطاردنا قطةٌ يف البيت يف املقهى قلت لي :إنَّ العمرَ ملعقةُ سكر ومل تقل لي إنها مغطسةٌ يف قهوةِ احلروب املرة ويف قصرك الكبري منعتين من اخلروجِ مساء خشيةَ الكالبِ السائبة وها أنا اآلن حتى الفجر اركضُ وحيدا يف األحالم 16
يطاردني قطيعٌ من الذئاب السود امسه وصاياك .. *** أما السَّالم يا ....وطين فلم نتعلم منه شيئاً ألننا حني استوردناه نسينا أن نأخذَ من بائعهِ األجنيب كراساً يبنيُ لنا طريقةَ االستعمال .
17
((رسالة اعتذار اىل صديقي احلمار)) (( اىل احلمار ....املُهمَّشِ الرماديِّ الكبري ..الوحيد الذي مل جتعل له حدائق احليوانات مكاناً خاصا به)).... أنت رماديُّ اللون ... أتعلم ملاذا؟ ألنك طوال سريتك الذاتية كنتَ حترتقُ بصمتٍ حتت جَ ْمرِ العَصا... ج َزرةِالسَّعادة اليت تظل بعيدة عنك وخلف َ ليس ألنك محارٌ !!..وال متتلك سوى : أربعةِ أقدامٍ تسريُ ببطءٍ جنائزيٍّ حتى يف األعياد وذيلٍ حزينٍ ..وعينني دامعتني دوماً َتفتنانِ أمجلَ ُذبابة .. 18
ن محاراً آخر أعمى.. بل أل َّ بقدمني سبقك إىل اجلَ َزرة مزهواً بذكائِه ناقماً عليك يف سرِّه ألنكَ وحدك تتمتعُ بلونِ الرمادِ األصيلِ املُ َّتقد سراً الذي تفتقده بشرتُه الثلجية .. فاحرتقْ ياصديقي احرتقْ ..لوحدك يف الرباري بعد أن قررنا نَفْيكَ من شوارعِ املدينة خشيةَ الفضيحة ألن وجودَك فيها يعين أننا مل ندخل خرمَ القرنَ الواحد والعشرين مع أننا مل نزل جنرُّ عرباتِ احلروب بدالً عنك ونفتشُ يف قمامةِ احلياة عن قشور أيامنا ... اليت علكتها الشعاراتُ ...وطواحنيُ اهلواء... صديقي...يف حمنتِنا الرَّمادية معاً 19
رمبا خنتلف عنكَ يف كلِّ شيءٍ لكنَّنا نتشابهُ معك يف طريقةِ التفكري والنظر إىل شوارعِ احلياة باجتاه األمام فقط من دون أن نلمح أن مثة أرصفة للمفاجآت واملؤامرات حتيط بنا من جانبني ..وهكذا حنن أخوة معك يف املسري الربيء...والشخري.... أيها التَّوأمُ الذي مل نعرتفْ به أبدا يف بطاقةِ العائلة ! ص لصورهِ صفحاتٍ يف مذكراتها خصِّ ْ ومل نُ َ ومل نفرد لبطوالتهِ أيةَ صفحةٍ من كتبِ تارخينا اجمليد مع أنه ميتليء بأصوات االستنكار ...والنَّهيق كم من حربٍ خسرناها ..من دونك مع أن أكتافَنا كانت مطرزةً بالنٌّجومِوالطبولِ والصدور مزينة باألومسة واألناشيد احلماسية وكم من حربٍ انتصرنا فيها ألنك وحدك من تقدمنا اىل املوت مع أن صدرَك كان عارياً و أكتافك مل تكن مغطاةً 20
سوى بالغبار واللونِ الرمادي الذي تصنعُ منه اآلن النساء عدساتِهنَّ ليبدون أمجلَ يف أعني احلمريِ من الرِّجال أمل أقل لكَ إنك كريمٌ جداً وعطاؤك ال يعرفُ النهايةَ وامسك نستحضره جماناً من دون استئذانك يف مديحِ كثريٍمن األصدقاء وأنت عريقٌ يف القدم أيضا رافقتَ القوافلَ اىل بالدِالشام فحملوا عليك العطورَوالبخورَ واجلواري واليوم ترافقنا أيضا ..لكن من بعيدٍ جدا ..يف الرباري والحتمل على ظهرك سوى احلسراتِ على تارخيكَاجمليد فالقاطراتُ تؤدي دورك اآلن بنهيقٍ الكرتوني وال جتيدُ التأملَ مثلك أبداً 21
أو التوقف الطويل حتت الشمس واملطر صديقي ال حتزن فكثريٌ من الناس اليوم يؤدونَ دورَك التارخيي وإن كانوا يرتدون ربطاتِ العنقَ األنيقة وحتملُ ُأنوفهم العطورَ الفرنسية فاسرتحْ يا أعز األصدقاء ذ لك مزيداً من الوقتِ للتأمل وخُ ْ والتَّفكر والتَّدبر والغناء والرَّقص ولدينا املزيد ممن ينوبون عنك : يف كتابةِ التاريخ ومرافقةِ القوافل والقنابل والسري إىل األمام وارتداء األثواب الرَّمادية 22
والنهيق على شاشات التلفاز واملهرجانات واالستنـــكار ...واالستحمار أيها امللكُ الرَّمادي املخلوع ت من بني أذنيك املنتصبتني احلضاراتُ كلُّها مرَّ ْ حتى اليوم ..بكربياء القياصرة وكأنَّ األوىل هي الشَّرق والثانية هي الغرب واملستشرقون هم ذيلُك الذي هشُّوا به الذباب عن مزابل تارخينا ومارفسه قادتنا العظام سراً حتت وسائدهم ..من عسلٍ وأملٍ ومطرٍ ميكن أن تغتسل به شعوبهم كي تستفيقَ من غفوةٍ هانئةٍ هي لك لكنهم سرقوها منك أيها املسكني واتهموكَبالكسل مع أنك نقلتَ على ظهرِك إلينا 23
نصفَ التََّاريخ من دون كَ َللٍ والنصف اآلخر مل يزل حتت تلك الوسائد اليت نغفو عليها ومل نفكر يوماً برفسها كي نكتشف لذةَ احلياة ..بعيدا عن إسطبل السالطني وحنلِهم السِّري... قالوا زمنُ احلمريِ ولَّى إىل غري رجعة إذن ..من أين يأتي هذا النَّهيقُ يف حديقة اجلامعة العربية!! أيها الفيلسوف املغمور من تأمالتك تعلمَ الصينيون فن اليوغا ومنك تعلمنا فن الرَّفس
24
والرَّفض حتى صار العلفُ والعنف وجبتنا املفضلة معا أنت احللقة املفقودة اليت مل جيدْها (دارْون) وأنت البليغُ بصمتك الذي كلما طالَ ..دل سر حراًياصديقي حنو اإلسطبل م ..فالتاريخ مل يعُد يُكتب بذيلِك ونَ ْ وانتظرْ جزرةَ السَّعادة اليت سنتسابقُ معك .. يف الطريق إليها ...
25
ْ (( خضرة ))
يتساقطُ املطرُ بالتساوي فوقَ القاتلِ والقتيل فوقَ العشبِ والصَّخر فوقَ األثرياءِ والفقراء فوقَ قربِ صالح الدين وقربِ أبي هلب فوقَ الصغارِ والكبار واخليلِ والليلِ والبيداء الوردِ واألسالكِ الشائكة حطني وباب الطوب باريس والقامشلي فوق النملةِ والدبابة الغربان .....ِ.والربابة العصفورِ والقاذفة 52 B 26
فوق العاشقِ واملعشوق حبالِ الغسيلِ واملشانق أبي متام ولوركا حديقة الشهداء وحصن الباستيل املطرُ يتساقط بالتساوي فوقَ اجلميع .. لكنه د اليَ ِع ُ اجلميعَ خبضرةٍ .. على حنو متساوٍ !!
27
(( دحـ....رجـ..ة ))
ص بطريقة الفديو كليب - -صُوِّرَ النَّ ُ
بعدَ ذبولِ احلرب ت من تلك الشَّجرة ورقةٌ صفراء ..سقطَ ْ اليت تقفُ فوق الرَّصيفِ منذ سنواتٍ طويلة .. ب الورقةَ مثلَ كرةٍ فوقَ الرَّصيف الرِّيحُ تقلِّ ُ تصطدمُ الورقةُ حبذاءٍ اسود المرأةٍ تنتظرُ رجالً .. لكنَّ ُه مل يأت ! بعد نصفِ ساعةٍ جتتازُ الورقةُ حذاءَ املرأةِ الباكية ح ُرج د ْ وتستمرُ يف التَّ َ بعد ثوانٍ تتبعها املرأةُ يتدحرجونَ
28
معاً .. الورقةُ الصفراء واملرأةُ وقطرةٌ من الدمعِ األخضرِ حتى ختتفي خطواتُهم عند نهايةِ منعطفِ احلياة .
29
(اجلندي ....اجملهول)
أحَ َّبها وأحَ َّب ْت ُه..جبنون
لكن من عاداتِ احلربِ الكالسيكية ق ..بني احملبِّني الرومانسيني أنْ ُتفرِّ َ فأقنعتهُ -كالعادة -أن يكونَ ضحيةً من أجل القضيَّة !! وأجربتها .......أنْ تكونَ أرملةً تضعُ إكليالً من الوردِ الفاخرِ يف كلِّ عامٍ على قربِ اجلُنديِّ ال ..... ُم.... غ... َ ف.. َّ ل.
30
( حرو...ق ) يف اجلهةِ األوىل من العامل مثة حربٌ طاحنةٌ جداً بني دولتني َّ بسببِ ناقة يف اجلهةِ الثانيةِ من العامل مثة امرأةٌ تدافعُ عن نفسِها بشراسةِ لبوة َّ خ األسنان ش َّن ُه ضبْعٌ ُم َّت ِس ُ أمامَ هجومٍ َ يف اجلهةِ الثالثة مثة شجرةٌ َّ َتلْوي خصْ َرها بأقصى ما تَ ْستطيعُ حنو الشَّارع كي تعانقَ أغْصانَها قُبالتُ الشَّمس اليت تكادُ حتجبها ناطحاتُ السَّحاب
31
يف اجلهةِ الرَّابعة امرأةٌ .. تصرُّ على تكذيبِ وعودِ رجلٍ ُيحبُّها وخيشى – هو – أنْ تفارقَه فتندلعُ يف أعماقِ ِه حربٌ بربرية املُشكلة ياصديقي : ن هذا العامل أنْ ال أحد يقتنعُ بأ َّ ال حيتملُ أبداً أربعةَ حروبٍ يف وقتٍ واحد !!
32
(( ظال/..ل/..م ))
يف حلظةٍ ما
قد تلتقي العيونُ بالعيون يف شارعٍ ما عيونُ الفقراءِ بعيونِ األثرياء عيونُ الطُّغاةِ بعيونِ الشُّعوب عيونُ املَها بعيونِ الشُّعراء عيونُ القتلةِ بعيونِ األبرياء عيونُ طائرة األباتْ ِشي بعيونِ النَّوارس عيونُ ياسر عرفات بعيونِ ُأوباما عيونُ املوناليزا بعيونِ ساركوزي عيونُ التمساحِ بعيون الغواني قد تلتقي العيونُ بالعيونِ يف حلظةٍ ما ..عابرة لكن ال أحد ...يرى ....اآلخر !
33
(( برنامج مدينة شرقية ))
* تنبيه :يف الربنامج مشاهد مؤثرة خاصة بالكبار فقط!!
يبدأ الصَّباحُ على النحو اآلتي : جنرالٌ بدينٌ يغفوعلى صوتِ أناشيد محاسية . صيبٌّ يافعٌَيرشُّ بقليلٍ من املاءِ الرَّصيفَ أمامَ املقهى .. امرأةٌ يف اواخرِ العقدِ الثالثتعربُ الشارعَ حنو حمطةِ احلافالت .. رجلٌ يف اواخرِ العقدِ الرابعترختي يدهُ االصطناعيةُ عن مقود السيارة كلما مرَّ يف هذا الشارع .. جنديٌ شابيسرعُ لاللتحاقِ باحلرب اليت اندلعتْ – كالعادة -مرةً أخرى ومثَّة فتاةٌ تلوحُ لهُ 34
بأصابعها املزدانةِ خبامتِ اخلطوبة من نافذةٍ عتيقةٍ يف منزلٍ شرقي .. طةٌ ثقيلةُ الوزن ِق َّتقفزُ حنو سطحِ اجلريانِ يتبعها هرٌّ رشيق .. ******* ينتهي املساءُ على النحو اآلتي : صيبٌّحيلمُ بامتالكِ البحر. امرأةٌ نائمةٌتنتظرُ يف حلمِها مرورَ احلافلةِ بالسَّرير.. متقاعدٌوحيد جيوبُ شوارعَ املدينةِ بسيارتِه األنيقة اليت أهدتهُ إيَّاها حربٌ ما .
35
جنديٌّ ...ينزف ............حتى املوت يف خندقٍ معتم يقعُ يف اجلهةِ البعيدةِ عن أطرافِ املدينة .. ونافذةٌ شرقيةٌ ...... من دونِ خامتٍ يلتمعُ يف عتمتها .. مواءُ قططٍ صغرية -أناشيد محاسيةٌ ..وشخريٌ عظيمٌ جداً ...
36
( نسخة من خطاب مكرر
مشهور يف كتب الرتاث اجلاهلي ) يا أبناءَ الشَّعب أنتم السابقون إىل غبارِ كلِّ حربٍ وحنن الراكضون خلفَ بريقِ أومستِها . لكم السَّمــــــــــــــــاءُ كلُّها أمامَ أنظارِكم َفتمتَّعوا بزرقتِها ولنا بضعةُ قصورٍ وجناتٍ وعيونٍ حتتها . لكم مناديلُ الوداعِ البيضِ – ما أمجلها – ترفرفُ عالياً خلفَ أبنائِكم يف كلِّ حرب ولنا سلةُ مهمالتٍ ُنقدِّ ُمها جماناً لدموعِ األمهات . لكم ترابُ البالدِ كلِّها 37
على اخلريطةِ فقط-ولنا األرضُ كلُّها اليت متشونَ عليها . أنتم الفيــــــــــــــــــــــــــــــــــل الذي سننتصرُ بهِ على األعداء وحنن أصحابُه . َف ِسريوا.. إىل األمام وال تتوقَّفوا..أبداً ن كامريا التاريخ أل َّ ذ اللقطاتَ الثابتة.. ال تُحبِّ ُ أو ( الفالش باك)..
9022
38
( ... whatن ؟ )
-اسلوب الرسم تكعييب-
خضراء ..خضراء
(خارطةُ الــــ َ ....وطـــ ....ن )
يف كتابِ اجلغرافية محراء يف كتبِ التاريخ بيضاء يف الكتبِ اليت حيملُها الشُّهداء وهُم ميضونَ إىل األعلى معا سوداء يف دفرتِ مالحظاتِ املغول مرسومةٌ على عجل يف هامشِ دفرتِ شيكاتِ األثرياء صفراء ملتصقة بصورةِ رغيفِ خبزٍ كبري جدا ومثقبٍّ بالرصاص يف كراسة أحالم الفقراء
39
( توبة ...عراقية) يـــــــــــا رب اعرتفُ بأنِّي أذنبتُ كثرياً ه ْبَتين وطناً من برتول حني وَ َ فأحرقتُه ..وكنتُ عجوالً.. َووهبَْتين ماءً فاندَلقَ كلُّه ..على أرصفةِ الغُرباء وكنتُ جهوالً .. َووهَ ْبَتين نَخيالً ت ضفائرَه بالشَّظايا َف َم َّشطْ ُ َووهبَْتين أجْملَ شجرةٍ للتُّفاح ت اهلبوطَ إىل قصبِ املُستنقعات.. لكنِّي عَ ِشقْ ُ ووهَ ْبَتين ُأمهاتٍ رقيقاتٍ ن حبجرِ احلروب َفكسرتُ قلوبَ ُه َّ َووهبَْتين أقمشةً ُملوَّنةً 40
لكنِّي أسرفتُ بتجارةِ الالفتاتِ السُّودِ فقط َووهبَْتين ساقنيِ مجيلتني لكنِّي مل أفكِّر باهلرولةِ إليك إال اآلن وأنا أجلسُ فوقَ ركامٍ من الرماد والدخان ُيسمُّونَ ُه ( اخلراب ) سبحانك - ن ُكنتَ ُ - وإ ْ علَّ ْمَتين قبلَ املالئكة أنَّ امسَ ُه ( وطن ! ) لكنِّي نَسيت .........
41
( مشهد حمذوف من مسلسل عربي قديم ) التصوير باللونني األبيض واألسود –موقع كامريا التصوير :من األعلى
تأتي األمهاتُ متلهفاتٍ إىل نافذةِ السُّلطان يتوسلن بدموعِهنَّ البيض ن قمصانَ األبناء أنْ ُيعيدَ إليهِ َّ الذين استعارَهم جلُبِّ احلروب واحداً تلو اآلخر لكنَّ السلطانَ الذي اليعرفُ احلنني إىل خبز األم أو قهوتها أو ملستها
يرجتلُ حرباً جديدةً يزجُّ يف جُبِّها 42
ما تبقى من أمهاتٍ وآباءٍ وأطفالٍ ويامسني وقططٍ كانت متوءُ احتجاجاً ..حتتَ وكْرِه فتنقرضُ مفردةُ ( التَّوسل ) من ( لسان العرب ) إىل األبد ..
9020حديقة الشهداء – املوصل !
43
َّ ( دالئل الـســالم ) ن مثةَ سالماً يف هذا العامل أنا ال أؤمنُ أ َّ إال حني أرى : الغصنَ ال يرجتف جمروحاً بابَ املنزلِ سليماً من الكدمات األطفالَ يرمسونَ الشَّمسَ بدالً من الدَّبابات شحةً يف الالفتاتِ السُّودت عن البثِّ قناةَ اجلزيرةِ قد توقَّ َف ْ (بان كي مون ) يتناولُ احلمصَ املسلوقيف بابِ الطوب ال يرافِ ُقه سوى ذُبابٍ حملي الرصاصَ يصهرونَ ُه يف مصانعِ املراجيح الربتقالَ يسقطُ يف حديقةِ املنزلبلمسةِ الرِّياح وليس بصفعةٍ من شظِّية 44
األسالكَ الشائكةَ ال ختربشُ مرورَ العباءاتِ قربَها أمِّي تفتحُ ذراعيهاباجتاهِ زرقةِ السَّماء.. وليس باجتاهِ زرقةِ األممِ املتَّحدة لتقولَ من أعماقِها : شكراً..
9022
45
(( بيضة الوطن )) ك الشَّائعة بني خمالبِ األسال ِ كاألخطاءِ الشَّائكة تنكسرُ بيضةُ الوطن فيصفرُّ قميصُه األنيق ويتعاىل صياحُ الدِّيكةِ والرَّصاص .... علمنا دبقُ البيضِ أنْ الخنتيبءَ خلفَ ُزجاجٍ أو عباءةٍ أو ساترٍ ن الرَّصاصَ حني تَ ْعرتيهِ شهوةُ اخلروج أل َّ من فُ َّوهةِ التاريخ ال يعرتفُ أبداً 46
برومانسيةِ النَّوافذِ وشفافيتِها أو تعليماتِ أبي للمحافظةِ على بياضِ أسنانَِنا ((مرةً التهمْنا الطباشريَ كلَّ ُه ... لنثبتَ لهُ طاعََتنا البيضاء )) يقولُ أبي : ياولدي .. قد تنسحبُ الرِّيحُ الغريبةُ ..هاربةً ن انفهَا أل َّ اليتقنُ مضغَ رائحةِ البيضِ القروي وقد تنسحبُ الرَّصاصاتُ حياءً ني أمامَ عكازِ احملاربني املُسنِّ َ على بابِ دائرةِ التقا ...ئهم الشَّهري قبل افرتاقِهم عُراةً إال من املَجدِ القديم وهمْ 47
ينحدرون هرولةً ح َفرِهم األبدية صوبَ ُ (( مرةً سألتُ أبي ما اجملد ؟ فطلبَ مين أنْ اقرأ سريةَ أبي زيدٍ اهلاللي .. ت مشاهدةَ وادي الذئاب* !! )) لكنَّين فضَّلْ ُ ........ ........ لكنَّ القميصَ األبيضَ – ياوالدي – يظلُّ مصفراً وهو يرفرفُ يف دفاترِنا اجلامعية وحننُ نتجهُ صوبَ حفلِ التَّخرُّجِ بعباءاتٍ سودٍ مثقَّبةٍ بضرباتِ من مناقريِ الرِّيحِ الغريبة وبنظَّاراتٍ من دونِ ُزجاجٍ 48
نعربُ السواترَ باألهازيجِ .. وكأنَّنا مل نقرأْ السيناريو القديمَ جيداً جنتازُ األسالكَ العالقةَ بسيقانِنا اخليطيةِ صفْرةَ الوطنِ ب اخلُدوشِ ُ لنغسلَ ِب ِعَن ِ مبتسمني بأسنانٍ المعةٍ بيض ق لنا صفِّ ُ ال أحدَ ُي َ سوى أبي والدَّجاج !!
9022
حفل خترج طلبة كلية اآلداب
وادي الذئاب :مسلسل تركي (مدبلج ) ذو مضامني سياسية.
49
(اغتصاب)
-نسخة أصلية نادرة من فيلم عربي حجبته الرقابة -
األبُ الذي يعشقُ مراودةَ احلروب ال يفْ َق ُه حمنةَ األُمِّ اليت ..أجربَها مراراً على ضخِّ مزيدٍ من األبناء لرتوي عِشقَ ُه احلرام . **** ً ( اجلنرال بعيدا عن ساحة احلرب ) -الكامريا ...خفية –
ت ُبندقية يف حضنه مرةً ..حطَّ ْ فأجنبَ منها أومسةً حديديةً ..جيرُّها اآلن وهم يلعبون -حولَ كرسيهِ املتحرِّكأحفادُه الصغار.. 50
َّ ْ (سم ..فونية) كريشةٍ من جناحِ غراب تتطايرُ األرملةُ بني دائرةِ التقاعدِ .. وقربِ الزوج وال تتوقفُ أبداً إال حنيَ يتوقفُ الوطنُ عن النَّفْخِ يف بو..م احلروب . **** (إدمان)
كدميةٍ من قشٍّ يف سلَّ ِة ُمهمالتٍ ينظرُ إلينا عودُ ثقابِ الوطن الذي يدخنُ سيجارةَ احلربِ جرِ... كلما شعرَ بالضَّ َ ثمَّ يرميها يف السَّلَّة ! **** (وفاااااااااااااء) 51
مل يعطِين هذا الوطنُ سوى سكنيِ احلروب وحفنةٍ من شَعريٍ لكنِّي مثلَ خروفِ العيد الزلتُ أدورُ حولَه ُمَت َشبِّثاً ِبعشبهِ األصفر **** ( خيو...ط ) جترُّ خيولُ العمر عربةَ القمامة ُأوقِ ُفها يف منتصفِ الطَّريق و َأنبشُ فيها ..بلهفةٍ حبثاً عن بقايا يوم واحد سعيدٍ مل أكملْ أكلَ ُه فال أجدُ سوى أيامٍ متعفنةٍ باهلموم ! **** (نشيد الشهداء ) 52
-يصلحُ نغمةً للهاتف النقال-
تفاحةٌ أنزلَ ْتنا .. (الكورسُ بصوتٍ حزينٍ منخفضٍ): أنزلَ ْتنا ..أنزلَ ْتنا ورصاصةٌ َأعادَ ْتنا ...إليكِ أيَّ ُتها السَّماء (الكورسُ بصوتٍ ُمرتفعٍ) :أَعادَ ْتنا ..أَعادَ ْتنا **** (دالل)
كصيبٍّ ُمشاكسٍ
ينفجرُ بكاءُ هذا الوطن املُ َّتسخَة مالبسهُ بالنفط كلَّما طلبنا منه التوقفَ عن الصعود إىل مراجيحِ احلرب ****
53
()2
نــتـــف.... املخطوطة: للمهمش أبي المحـــــب احمد بن جارهللا العراقي 2449هـ
(قصة ..أسف)
54
(( ال أبواب يف بييت )) قالت احلريةُ لقفلٍ قالَ هلا ((..هيتَ لكِ ! )) **** (طبخة تارخيية) -من دونِ ملح -
طبخةُ العراقيني تتكونُ ِم َّما يأتي : ملعقةٌ حبجمِ السَّماءِ من صَ ْبرِ أيُّوب ندمٌ حبجمِ حوتِ د من اجلهاتِ كلِّها وقميصٌ ُق َّ ****
55
(عالقة عسلية) كدبقٍ
يلتصقُ بنا الوطنُ اجلميل فيتبعنا ذبابُ احلروبِ طوالَ العمر **** (فائضون)
كورقِ (الكلينكس) ميسحُ بنا الوطنُ لعابَه بعدَ كلِّ (سندويتش ) حربٍ **** (لقطة يومية) كصنبورِ املاء
يرشُنا الوطنُ ..على املقابر ****
56
(حبـــ ...ر) كالعانسِ
يبقى قلمُ احلِ ْبرِ معروضاً خلفَ زجاجِ املكتبة حتى يشرتيهِ شاعرٌ عابر **** َّ
( سريك من عصر الطوائف االندلسية) كقشرِ املوز
يرمينا السياسي وهو يقفزُ برشاقةٍ من وزارةٍ إىل أخرى يف غابةِ الوطن ****
57
( فلم ...هندي مرتجم اىل العربية ) وحدها القابِلةُ..
تعرفُ األمَّ القاسيةَ اليت تركتْ لنا هذه احلروب اللقيطة ت. هربَ ْ على بابِ العمرِ ..ثمَّ َ **** (ملصق يف غابة )
وحده العصفور
يعرفُ أنَّ للشجرةِ أملاً كبرياً حني تسقطُ منها ورقةٌ واحدةٌ قبل أن يدقَّ اخلريفُ طبولَه الصفر! ****
58
( مامل يقله حممود درويش ) وحدها األمُّ
تدركُ أنَّ العصافريَ متوتُ إذا فَطمتْها األشجارُ من حليبِها األخضر ! **** (أناقـــة)
هل ميكنُ ملكواةِ السَّالم ل أيامَنا أن تعدِّ َ ك ْتها احلربُ ؟؟ اليت دعَ َ **** ( حبــــــ....ل) هل يعرتف بالندم حبل املشنقة بعد مرور عشرات األعناق 59
من فوهته؟ ****
(ساعي البريـــ....ق) ساعي الربيد تكرهُ ُه األرملةُ ألنَّ ُه يرفضُ دسَّ رسائِ َلها يف منتصفِ قربِ الزوج الذي رحل من دون استئــــ...ناس. **** (وجهة ..لبن) ك السياسيُّ املُحنَّ ُ 60
َّ يكرهُ اللبن ضة ! طعمِ املُعارَ َ ذكِّ ُر ُه ِب َ ن محوضََت ُه ُت َ أل َّ ****
(دب ..لؤم ..اسية) يف فراشِه -فقط - َّ (يتقبل ) السياسيُّ املُعتَدل م) املرأةُ بقوة جداً أنْ (تنضَ َّ إىل أحضان الربملان . **** ( دراكوال)
يف حديقةِ املَمْلكة يكرهُ الفَراشات وحيبُّ البَعوضَ 61
ذلك الذي كانَ حياربُ يف مواعظه على عتبةِ الرَّصيفِ مصاصي دماءِ الشُّعوب !! **** (وصية وجدت يف غرناطة)
إياكَ أنْ جتلسَ على كرسيٍّ قبلَ أنْ
تقرأ مدةَ الصالحيةِ املكتوبة أسفله ع !! ص ِن َ ويف أيةِ دولةٍ ُ **** ( ديـ ..كــــ..اريكاتري) ُيمكنُ أنْ يكونَ الديكُ سياسياً ناجحا 62
حني يكونُ ديكْ ...تَا تُوراً ****
(مر)..
حبُّ الوطن مر..ض عضال . ****
ْ ْ ْ (تف..ف..ف..احة)
البيتُ .. تفاحة يقضمها الوالدان بلذة وإن كان فيها أحيانا ديدان امسهم :األبناء!
63
****
(سوء استفهام )
اللصُّ
يعشقُ النَّحوَ العربيَّ باستثناءِ اجلُملةِ االستفهامِ َّي ِة : ك هذا ؟ من أينَ َل َ **** ( دورة ) يبدأُ الربيعُ بوردة يبدأُ الغباءُ بقطفِ الوردة ب بإهداءِ وردة يبدأُ احلُ ُّ 64
ط َفها ! ملن هو أغبى ممَّن قَ َ ****
َّ (النزيف الوطني )
القوة يف عاملِنا العربي : سوطاً أنْ متتلكَ َ تعزفُ به على ظهرِ اآلخرين النشيج الوطين . **** ( أمـــ ..ن)
األم وطنٌ
والنساءُ كلُّهنَّ حوهلا منفى ..
65
****
( .....آفة) ن أحزاني طويلةٌ جداً أل َّ ومرقطةٌ بالنَّدم تقلقين رؤيةُ الزُّرافة **** ( أسد الغــــ...ياب)
حينما يفقدُ األسدُ ذاكرتَه
ينسى حرف الدَّال ويقتنعُ 66
باألســـ.......ـــى **** ( القــــــــــ..هر)
هل جرب القربُ يوماً متعةَ اهلرولة حتت الشمس بدل البقاء يابساً يف مكانه ؟ ***** (بوح)
ل الكلبُ ..الراعيَ م ال يسأ ُ ِل َ عن صمتهِ الذي ال ينبحُ ؟ **** ( خوف)
ل الطريقَ اىل قطيعهِ اخلروفُ الذي ظَ َّ تساءلَ : هل يكون الذئب عالميت الدالة ...يف الطريق إليهم ؟ 67
**** ( طبق الصحراء )
تتساءل العجوز أمام القرب: متى تكف عن تسمييت بأكلتك املفضلة ؟ **** ( ثروة ..الشعب)
متى تتوقف خمالب السياسي عن حك فروة رأس الشعب .... حبجة التفكري بالوطن ؟ ***
( قـــــ....تلة )
العصافري اليت فرت من احلرب سألت أحد املنتصرين :
هل ميكن للرصاصة أن تكونَ صديقةً للشَّجرة ل جذعها ؟ من دون أن تُ َقبــِّ َ 68
** (نتف من سرية عانس) حيزنها منظر اجلدران وهي تتصدع جن مبرور الشَّ َ .... مثة ملعقة ثانية يف مطبخها أصابها الغبار بالشَّلل .... هي مل تشطر رغيفَ اخلبز إىل نصفني أبدا وذلك أمر يؤمل شهية أصابعها ..... مل ينتثر شَعرُها يوما إال بفعل 69
هواء املروحة السقفية !! ... سوى ظلها الرمادي مل يصاحبها يف الطريق أي ظلٍّ أخضر ... جرسُ بابها ال أحد يقرعهُ لذلك قررت خلعَ الباب واالحتفاظ باجلرسِفقط .... قميصُ نومِها اليكفُّ عن لَومِها .... حتى وجه الصَّباح يبدو جمعداً يف مرآتها ... ال أحد يشتهي ضفائرها 70
سوى املقص .... مثل القطط متوءُ أظافرُها يف الليل **** تكرهُ الليلَ ..ألنه حيبُ األعدادَ الزوجية ! **** حتتضنُ اهلواءَ وتلتقطُ صورة معه .. ..... تقتين األقفاصَ لتطلقَ منها العصافري ...... القطارات اليت متر ببيت العانس 71
م ُتفكِّر ...ولو مرةً واحدةً باملرور م َل ْ ِل َ من حتتِ سريرها البارد ...؟ **** حتى النَّملة تاهت يف أخاديد وجهها..يف عيد ميالدها **** الثلجُ ال يتوقفُ عن التَّساقط يف كَفِّها.. **** حبيبُها استعارته احلرب وأعادتهُ إليها يف صندوق **** ُكحلُها ِ...لمن تضعه.. والكونُ أعمى ؟ **** مرة متنت لو أن كلبها 72
يتقن الزّغاريد بدل النِّباح ! *** يف الدوالب فستانها األبيض يشعر باالغرتاب **** كل ما لديها ينزف دما حتى أمحر الشقاء !! **** تفتحُفمها س تكتشفُ أن التَّسوّ َ قد وصل إىل قلبها !! **** قبل سنوات استغنت عن ثالثة فصول واكتفت باخلريف فقط !! **** تتأمل يف فستانها الطويل 73
وحتصي عدد األطفال الذين كان ميكن أن يتعلقوا بأذياله! *** من وجهة نظر والديها :هي طفلة من وجهة نظر طفلة اجلريان :هي جدة! من وجهة نظرها :هي جثة!! **** متد يدها إىل املطر فتصاب الغيوم ...بالعطش ! **** تنشر ثوبها على حبل احلياة فتتساقط منه...دموع األيام امليتة ! **** من جيبها املثقوب .. هرب قلبها ..لذلك قميصها الوردي ال ينبض أبدا !! ***** 74
يف أعماقها مقربة واسعة لرجال ..اجنبتهم أحالمها *** عيونها الصفر خريف حمنط ..يف هرم وجهها !
75
()4 ((( شعــــــ....ارات )))
76
(شعار يف حديقة احليوان ) أكثرُنا هدوءاً
يف الطريقِ إىل مقصلةِ املوت .. احلمارُ ...فاحرتموه.. **** ( شعار ثان يف حديقة احليوان )
احليواناتُ مجيعاً تريدُ إسقاطَ السِّـــياج ****
( شعار على قفص القرد )
يا أيُّها النَّاسُ ..
ق َب ْيَنَنا السِّـياجُ ن َف َّر َ وإِ ْ ج َم ُعنا.. ح َّب َة املوزِ َت ْ ن َم َ فإ َّ ****
77
( شعار على قفص األسد ) يبقى لقيب ( ملك الغابة )
ن كنتُ يف قفصٍ وإ ْ داخلَ مدينةٍ دميقراطية !! **** (شعار على ظهر مواطن عربي)
َيصلحُ للحروبِ واحلروق يفسدُ طعمهُ باحلُب
ُيحفظُ يف ثالج ِة ..املشرحةِ التعرِّضهُ لشمسِ احلرية مدةُ الصَّالحية : يبقى على قيدِ االستعمالِ واحلياةِ مادام صامتاً ! انتاجُ :مصانع اجلامعة العربية **** 78
( شعار على واجهة مطعم )
وخريُ جليسٍ يف الزَّمانِ
كبـــــــابُ **** ( شعار على باب منافق ) القناع كنزٌ ال يفنى
**** ( شعار على عباءة أرملة)
يكرهُ الغرابَ
من مل يسكنه الَّليلُ وحيبُّ البحرَ من تسكنه النَّوارسُ ****
79
(شعار على عش غراب)
تهابون رؤيتَنا
ألننا شُهودٌ ..أبديون على جرائمِكم. **** ( شعار على ( (w .cاجلامعة العربية ) نعم للخــــــروج السلمي وحقِّ التَّظاهر والتصو....يـــــط....واحلرية ال للفسا.....د ! **** ( شعار على علبة تبغ عربية) َّ التدجــــــني سببٌ رئيس ألمراضِ الشُّعوب .
80
**** ) شعار على احد األفران )
البالدُ عجنيٌ وحنن فيها
شعرةٌ سوداءُ جمعَّدةٌ **** (شعار على حائط العشاق احملبطني )
البـــــــــ....وحُ للحمري فقط!!...
**** (شعار أخري )
العراقي ..عنقاء بثوب اخضر.........
81
ماقبل اخلامتة (( حاسة الغيم )) إىل نبض الروح ..أُمي تسريُ قافلةُ الغيم تتوقف مرةً هنا ..ومرةًهناك الغيمُ أيضا له حاسة االبن الضال .. الذي يدرك أن أمه تبقى بانتظار العثور عليه .. مهما تكاثفت سحبُ الرتاب لكن القرب ال ميتلك أيةَحاسةٍ.. إنه أعمى وأصمُّوأبكم ..ومن دون كفني .. إنه ال يصافح ريشَ الذل..الذي ينبت على القلب حلظة ينحين على كَ َفنِ االم وال يلمس نبضَمن يقفون جبواره 82
القربُ اخرتاع ..ال براءة له .. الغيم ال يكلفُ اخرتاعه سوى دمعتني من دموع أمي وأنا عادة ال أمحلُ مظلة ألنين ال أستطيع أن أردَّ قبالت أمي وهي تتساقط من عنيِالغيمة لتغسلين من غبا..ء القبور وترشحين املدرسة كأمجل تلميذٍ يف كل فصل شتاء .... من ميتلكُ حاسةَالغيم لن يضيعَ أبداً كفَّ أمِّ ِه حتى لو كانت حتت مرتين من الرتاب ....
83
اخلامتة
(ينام التاريخ ..وتستيقظ هي ) املوصلُ مرجوحة يف صباحِ العيدِ تطري والعراقُ صيبٌّ مشاكس والتاريخُ بينهما جالس الصيبُّ كعادتهِ مرةً بذراعِ املرجوحة حنو الشَّمسِ واألزهارِ يروحُ ومراتٍ ..كالطريِ املذبوحِ يأخذُها حنو الليل ... أما سيِّدي التَّاريخ فيسافرُ يف نومٍ وشخري !! ************ 84
املوصلُ بائعُ سوسٍ ُمتجوِّل والتَّاريخُ دربٌ غريُ ُمبلَّط !! ************ املوصلُ طائرةٌ من ورقْ يف ذاكرتي تتأرجحُ بني السَّاعةِ واخلزرجْ تتساءلُ :يايونس ن أدخَ َلنا يف جوفِ احلوت َم ْ وخَرجْ ؟ *************** املوصلُ غازََلها ألفُ غازٍ وكذَّاب َمرُّوا كلهم قربَ السورِ واألبوابْ مانالوا منها غريَ ضربةِ قبقاب !!
85
* تصميم الغالف :د .فارس عزيز – امحد جاراهلل
86
سيرة موجزة للشاعر -احمد جارهللا ياسين من مواليد مدينة الموصل -العراق
_حصل على الماجستير في األدب الحديث عن رسالته (التدوير في شعر حسب الشيخ
جعفر) 8991بتقدير امتياز.
_حصل على الدكتوراه عن اطروحته(اثر الرسم في الشعر العراقي الحر) 2002بتقدير امتياز. _نشر عشرات المقاالت الصحفية في االدب والفن والنقد.
_صدرت مجموعته الشعرية األولى (هوامش)عام .8999
صدرت له مجموعة شعرية مشتركة مع عدد من الشعراء(تخطيطات مفتوحة)عام .8999
_صدرت له مجموعة قصصية مشتركة (قصص من نينوى)عام.2002
_أقام عدة معارض شخصية للرسم في جامعة الموصل .
-صدرت له مجموعة قصصية بعنوان (حRب)عام 2002ضمت قصصا قصيرة وأخرى
قصيرة جدا.
-صدرت مجموعته الشعرية ( الى ....برقيات وصلت متاخرة ) عام .2080
-حصلت قصته ( جرد سنوي ) على المرتبة األولى في مسابقة برنامج أوراق للقصة القصيرة
/إذاعة لندن عام .2002
-حصلت قصيدته ( قبور عراقية منفردة ) على المرتبة الرابعة في مسابقة جريدة الغد /بابل
التي شارك فيها عشرات الشعراء العراقيين عام .2009
-نالت قصته ( عادات ) المرتبة الثالثة في مسابقة دار الشؤون الثقافية /بغداد عام
.2080
-نال كتابه النقدي ( مدرسة اإلحياء بين االتصال بالشعرية التراثية واالنفصال عنها )
المرتبة األولى في مجال النقد االدبي في مسابقة الشارقة لإلبداع بدولة اإلمارات العربية عام
.2088
-نال كتابه (فضاء االقتناء الفني في العالم العربي ) المرتبة الثانية في البحث النقدي
التشكيلي في الشارقة بدولة اإلمارات العربية عام .2082
-نال عدة جوائز في مسابقة الفنون اإلبداعية بجامعة الموصل في مجاالت الرسم والشعر
والقصة القصيرة والخاطرة والمقال وللسنوات /2080 /8991 /8992 /8992
.2082/2088
87
العنوان البريدي
العراق /جامعة الموصل /كلية االداب /قسم اللغة العربية .
-
جانب مهم من مشروعه الشعري يهتم بالعناصر المهمشة ( المادية والمعنوية ) في الحياة
االنسانية ،ويرى فيها معبرا لرؤية الحياة من زاوية الظل /الهامش ،بدل التموضع في فضاءات الضوء /المركز التي حظيت كثيرا باالهتمام االدبي ( شعرا وسردا ) واغتصبت كما كبيرا من اهتمام نصوص االدب. قصيدته تهتم بإبراز معاناة الشخوص المهمشين والمغيبين قسرا عن ضوء الحياة ،والسيما الذين طحنتهم رحى الحروب والظروف الحياتية الصعبة والتقاليد االجتماعية السلبية ،من شهداء وأرامل وعوانس وأطفال وشخصيات بسيطة مهمشة ،كان يمكن ان يعيشوا حياة طبيعية سعيدة لوال القهر والظلم الذي وقع عليهم من االفراد المهيمنين على مناطق الضوء من طغاة ومستبدين سياسيا واجتماعيا وروحيا وماديا ،ممن كرسوا حياة المهمشين لخدمة اهدافهم غير النبيلة . إن صفة ( المهمش ) في شعره تتسع لتتجاوز الشخصية االنسانية حتى تضم تحت داللتها الشعرية كل شيء مهمل في الحياة سواء أكان جمادا أم حيوانا أم فكرة ،أم معنى ،فكلها تصير رموزا شعري ة وعتبات لرؤية الجانب المعتم او المسكوت عنه في حياتنا اليومية الذي يمسي في لحظات الكشف الشعري وجها من وجوه الحقيقة في الحياة وليس وجها مهمال او مزيفا كما تحاول اقناعنا بذلك نصوص المتن او الثقافة المفروضة علينا ممن يدعون انتماءهم الى الطبقة النخبوية .. فالمرأة في نصوص المتن الشعري السائد هي المفعمة باألنوثة والجمال والغنج والشباب ، اما المرأة في نصوصه فهي العانس مثال التي استلبت منها غصبا تلك السمات ومهمة القصيدة عنده اعادة االعتبار اليها بالكشف عن المسكوت عنه االنساني والروحي الحزين في تلك الشخصية ،فهي انثى الظل التي تستحق من الشعر ان يتوقف قربها ويضيء انسانيتها بعد ان تخلت نصوص المتن عنها . لكن التعامل الشعري مع هذه الشخصية لن يتم مباشرة بل عبر المهمل في حياتها اليومية ايضا الذي يرمز الى غياب االخر عنها والمتسبب في توصيفها بالعانس ،ذلك االخر الذي اختطفه رجال الحروب العبثية بحجة الدفاع عن القضية ؟..ثم تكتشف بعد ذبول العمر ان القضية زائفة ..وأنها طوال حياتها الباقية لن تستطيع ان تقسم رغيف الخبز في مطبخها الى نصفين ابدا مادام النصف االخر لغائب /رجل ....لن ياتي ..وهذا الفعل الهامشي ( اقتسام رغيف الخبز ) هو معبر لرؤية الماساة اليومية التي تعيشها احاسيس مثل هؤالء النساء الوحيدات في عالمنا ..فهن يمتلكن انوثة مؤجلة دوما ..في سبيل تحقيق فحولة الطغاة في حروبهم أو نزقهم السياسي او االجتماعي وماتتركه اثارها من خراب اجتماعي ونفسي..مزمن.. فالنصوص تشتغل شعريا في منطقة الظل او الهامش من سيرة الشخوص واألشياء والمخلوقات االخرى ،لتعيد بالشعر قراءة وجودها اليومي القلق الحزين .ان هذه المهام جزء من رسالة الشعر والعقيدة الدينية عند الشاعر الذي إن لم يستطع ان يصحح مسار الحياة ويعيد اليها عافيتها ،فانه في االقل يشخص شعريا مواضع االلم السري والوجع الخفي فيها التي يحاول االخرون نسيانها او التغاضي عنها او عدم االعتراف بوجودها خشية افتضاح حال الخراب الذي نعيش في فضائه الرمادي المؤطر زيفا بألوان وردية خطتها مخالب ابطال المتون . ان االهتمام بالمهمش يتجلى ايضا في اعادة االعتبار لعنوانات النصوص التي تعد من الهوامش المحيطة بمتن النص ،اما في هذه المجموعة والسيما في النصوص القصيرة فان العنوان خرج من اداء ذلك الدور ليكون موازيا بأهميته للمتن نفسه ،حتى ان المتن التكتمل ضربته الشعرية إال بموضعته دالليا امام العنوان الذي يعتمد في تشكيل بنيته على البالغة
88
الشعرية والبصرية التي تعيد توزيع مفرداته او حروفه بناء على لعبة المفارقة الداللية الساخرة الناتجة من هذا التوزيع ومن عالقته الشعرية مع المتن . فالقصيدة يمكن ان تكون طويلة جدا ..ويمكن ان تكون قصيرة جدا ..وعندما تكون بالوص ف االخير فتلك سخرية ايضا ..بمعنى ان ماوصل اليه حال العالم يمكن اختصاره بسطر او سطرين قصيرين لكن مافيهما من وجع كبير يوازي قصائد طويلة بأكملها ..ربما في تلك المحاولة رغبة بإعادة فكرة بيت القصيد القديمة ..لكن هذه المرة بكتابة سطر او اثنين فقط ..من دون وضعهما نهاية مجموعة كبيرة من السطور تحاكي االبيات العديدة التي كانت القصيدة تتشكل منها لتصل في النهاية الى بيت القصيد الذي يختصر الحكمة الداللية المبتغاة من القصيدة كلها ..اما االن في عصرنا السريع الذي اليصغي للشعر إال قليال فلم يعد من المجدي أحيانا إطالة الكال م من اجل الوصول الى ذلك الهدف ..بل من االفضل اختصاره بجمل قصيرة جدا ..تؤدي (لدغتها) الداللية ببالغة االيجاز والتكثيف والمراوغة بمعاني الكلمات فضال عن االحتيال الشعري في تشكيل العنوان الذي تحتاج اليه تلك الجمل لتكتمل به دالليا بنائيا .. وثمة اسرار اخرى فنية وداللية في النصوص سيكتشفها صديقي القاريء ..الذي سيختار مصاحبتي في السير وسط حقول الكلمات ...
89