ﺗﺄﻣﻼﺕ ﰲ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ )(١
ﺃﻗﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﳉﹸﺪﺭﻱ ﰲ ﺍﻟﻮﺟﻪ!!
ﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﺩﺏ ﻫﻮ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻤﻮ ﺑﺎﻟﺮﻭﺡ ﻭ ﺍﻟﻨﻔﺲ ،ﻭ ﺬﻳﺐ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭ ﺍﻟﻔﻜﺮ ،ﻭ ﳌـﺎ ﻛﺎﻧـﺖ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻫﻲ ﻗﻮﺍﻡ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺎﺩﺓ ،ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺪﺀ ﺑﺘﻘﻮﱘ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﳘﻴﺔ ﲟﻜﺎﻥ ﺑﻌﻴﺪ .ﻭ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻠﻐـﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﻣﻴﺰﺍﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻭ ﻣﻌﺮﻭﻑ .ﻳﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻛﻼﻡ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ﻟﻘﻄﻊ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺴﺎﻭﺭﻩ ﺃﺩﱏ ﺷﻚ ﰲ ﺭﻓﻌﺘﻬﺎ ﻭ ﲰﻮﻫـﺎ .ﻭ ﻣﻦ ﺫﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺷﺎﻋﺮ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺣﺎﻓﻆ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ " :ﺭﺟﻌـﺖ ﻟﻨﻔـﺴﻲ ﻓﺎﻤـﺖ ﺣﺼﺎﰐ" ﻭ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭ:
ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﰲ ﺃﺣﺸﺎﺋﻪ ﺍﻟﺪﺭ ﻛﺎﻣﻦ
ﺃﻗﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﳉﺪﺭﻱ ﰲ ﺍﻟﻮﺟﻪ
ﻓﻬﻞ ﺳﺎﺀﻟﻮﺍ ﺍﻟﻐﻮﺍﺹ ﻋﻦ ﺻﺪﻓﺎﰐ
١ﻣﻦ ١٨
ﺑﻘﻠﻢ :ﺣﺎﻣﻠﺔ ﺍﳌﺴﻚ
ﻓﻠﻴﺴﺖ ﺇﺫﻥ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻫﻲ ﳏﻞ ﺍﳋﻼﻑ ،ﻭ ﺇﳕﺎ ﻣﺪﺍﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻋﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻔﺸﻰ ﺑﲔ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺣﱴ ﺻﺎﺭ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﱃ ﺍﻟﻴﻘﲔ ﻣﻨﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻈﻦ ،ﻭ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻣﻴﺔ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻻ ﻣﻔﺮ ﻣﻨـﻬﺎ ﳌﺨﺎﻃﺒـﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻋﻘﻮﳍﻢ ،ﺇﺫ ﻻ ﺗﺴﺘﻘﻴﻢ ﺍﻟﻔﺼﺤﻰ ﻷﻓﻬﺎﻣﻬﻢ .ﻭ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺀ )(١ : ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻓﺘﺤﻲ ﲨﻌﺔ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﺑﻜﻠﻴﺔ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﲜﺎﻣﻌـﺔ ﺍﻟﻘـﺎﻫﺮﺓ" :ﺇﻥ ﺍﳌﺨﺎﻃﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻻ ﺗﻌﲏ ﺗﺒﺬﻝ ﺍﻟﻠﻐﺔ ،ﺃﻭ ﻫﺒﻮﻁ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭ ﺍﳓﺮﺍﻓـﻪ ﻋـﻦ ﺳـﻨﻦ ﺍﻟﻔﺼﺤﻰ ،ﻭ ﺇﳕﺎ ﺗﻌﲏ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﺗﻌﻘﻴﺪ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻭ ﺍﻟﺘﻘﻌﺮ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ) ﺃﻱ ﺗﻌﻤﺪ ﺍﻫﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﻭ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺍﻟﻮﺣﺸﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ( ﺃﻣﺎ ﺍﳉﻨﻮﺡ )ﺃﻱ ﺍﳌﻴﻞ( ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺎﻣﻴﺔ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺇﻓﻬﺎﻡ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ،ﻓﺈﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺪﺍﺭﺍﺓ ﻟﻠﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺼﺤﻰ ،ﻓﻬﻮ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﻳﻈﻠﻢ ﺍﻟﻔﺼﺤﻰ ﻭ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﰲ ﻭﻗﺖ ﻣﻌﺎ ،ﻳﻈﻠﻢ ﺍﻟﻔـﺼﺤﻰ ﺑﺄـﺎ ﻏـﲑ ﻣﻔﻬﻮﻣﺔ ،ﻭﻭﺍﷲ ﺇﺎ ﳌﻔﻬﻮﻣﺔ ،ﻭ ﻳﻈﻠﻢ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﺑﺄﻢ ﻻ ﻳﻔﻬﻤﻮﻥ ،ﻭ ﺗﺎﷲ ﺇﻢ ﻟﻴﻔﻬﻤـﻮﻥ " ... ﺍ.ﻫـ.
ﺃﻗﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﳉﺪﺭﻱ ﰲ ﺍﻟﻮﺟﻪ
٢ﻣﻦ ٢٨
ﺑﻘﻠﻢ :ﺣﺎﻣﻠﺔ ﺍﳌﺴﻚ
ﻧﻌﻢ ﺗﺎﷲ ﺇﻢ ﻟﻴﻔﻬﻤﻮﻥ ،ﻭ ﺇﻻ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﻣﻠﻴﺎﺭ ﻣﺴﻠﻢ ﺃﻭ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭ ﻫﻮ ﺃﺑﻠﻎ ﻭ ﺃﻓـﺼﺢ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻟﻴﺲ ﺃﻓﻬﺎﻣﻬﻢ ﻭ ﻋﻘﻮﳍﻢ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ﻭ ﻟﻐﺎﻢ ﻛﺬﻟﻚ .ﻓﺬﺍﻙ ﺇﺫﻥ ﻋﺬﺭ ﺳﻘﻴﻢ .ﻭ ﻟﻮ ﺟﺎﺭﻳﻨﺎﻩ ﰲ ﺳﻘﹶﻤﻪ ،ﻟﻜﺎﻥ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﺍﻟﺸﺎﰲ ﻫـﻮ ﺍﻟﺘـﺪﺭﺝ ﰲ ﺍﺳـﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻔﺼﺤﻰ ﻟﻠﺮﻗﻲ ﺑﺄﻓﻬﺎﻣﻬﻢ ،ﻻ ﺍﻟﱰﻭﻝ ﺇﱃ ﻣﺴﺘﻮﺍﻫﻢ – ﻛﻤﺎ ﻳﺪﻋﻰ – ﰒ ﺟﺮﺟﺮﻢ ﺑﻌـﺪ ﺇﱃ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺃﺳﻔﻞ ﻣﻨﻪ .ﻭ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺬﺭ ﻣﻘﺒﻮﻝ ،ﻓﻠﻢ ﻳﺠﻬﺪ ﺍﻷﺑﻮﺍﻥ ﻧﻔﺴﻴﻬﻤﺎ ﰲ ﺗﻌﻠـﻴﻢ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻜﻼﻡ ؟ ﺃﻟﻴﺲ ﺍﳌﻨﻄﻖ ﺇﺫﺍ – ﺟﺮﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ – ﻫﻮ ﺍﻟﱰﻭﻝ ﳌـﺴﺘﻮﻯ ﻓﻬـﻢ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭ ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ ﰲ ﺍﻟﻜﻼﻡ؟ ﻭ ﺇﺫﺍ ﻻﻧﻘﻠﺐ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺇﱃ ﺣﻀﺎﻧﺔ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﻛﺒﲑﺓ ! ﻓﻌﺠﺒﺎ ﳍﻢ ﻛﻴﻒ ﳛﻜﻤﻮﻥ!
ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺩﻳﺐ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺻﺎﺩﻕ ﺍﻟﺮﺍﻓﻌﻲ – ﺭﲪﻪ ﺍﷲ – ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﺮﺍﺋﻊ "ﲢـﺖ ﺭﺍﻳـﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ" ): (٢ " ...ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻐﺔ ﺩﻳﻦ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﻞ ﺧﺎﻟﺪ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ،ﻭ ﻗﺪ ﺃﲨﻊ ﺍﻷﻭﻟﻮﻥ ﻭ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺠﺎﺯﻩ ﺑﻔﺼﺎﺣﺘﻪ ...ﰒ ﺇﻥ ﻓﺼﺎﺣﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻔﻬﻮﻣـﺔ ،ﻭ ﻻ ﻳﺪﻧﻮ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺑﺎﳌﺮﺍﻥ ﻭ ﺍﳌﺰﺍﻭﻟﺔ ،ﻭ ﺩﺭﺱ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﻔـﺼﺤﻰ ﻭ ﺍﻻﺣﺘـﺬﺍﺀ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ) ﺃﻗﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﳉﺪﺭﻱ ﰲ ﺍﻟﻮﺟﻪ
٣ﻣﻦ ٣٨
ﺑﻘﻠﻢ :ﺣﺎﻣﻠﺔ ﺍﳌﺴﻚ
ﺍﻻﻗﺘﺪﺍﺀ ﺎ ﻭ ﺍﻟﺴﲑ ﻋﻠﻰ ﺠﻬﺎ ( ﻭ ﺇﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ...ﻭ ﺍﳊﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﺬﻭﻕ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻭ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﳑﺎ ﳚﻌﻞ ﺍﻟﺘﺮﺧﺺ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭ ﺃﺳﺎﻟﻴﺒﻬﺎ ﺿﺮﺑﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭ ﺍﳉﻬﻞ ... ، " ...ﰒ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ؟ ﺃﻓﺮﺃﻳﺖ ﻗﻂ ﺷﻌﺒﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻓﺎﺗﺮ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻠﺪﺍﺕ ﻭ ﲤﻠﻚ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳌﻌﺠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ؟ ﺃﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻫﻲ ﺃﻧﺖ ﻭ ﺃﻧﺎ ﻭ ﳓﻦ ﻭ ﻫﻮ ﻭ ﻫﻲ ﻭﻫﻢ ﻭ ﻫـﻦ ،ﻓـﺈﺫﺍ ﺃﳘﻠﻨﺎﻫﺎ ﻭ ﱂ ﳓﺴﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭ ﺟﺌﺖ ﺃﻧﺖ ﺗﻘﻮﻝ :ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﻻ ﺃﹸﺳﻴﻐﻪ ﻓﻤﺎ ﻫـﻮ ﻣـﻦ ﺍﻟﻠﻐﺔ ،ﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﻏﲑﻙ :ﻭ ﻫﺬﺍ ﻻ ﺃﻃﻴﻘﻪ ﻓﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻭ ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻷﺧﺮﻯ :ﻭ ﺍﻧﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺃﻛﺘـﺐ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺃﻧﺜﻰ ،ﻭ ﺍﻧﺴﺤﺒﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻧﻘﻮﻝ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ ﻭ ﻧﺴﺘﺮﻳﺢ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﻭ ﳓﺘﺞ ﺑﺎﻟـﻀﻌﻒ ،ﻭ ﻳﺘﺨﺬ ﻛﻞ ﻣﻨﺎ ﺿﻌﻔﻪ ﺃﻭ ﻫﻮﺍﻩ ﻣﻘﻴﺎﺳﺎ ﻳﺤﺪ ﺑﻪ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﰲ ﺃﺻﻠﻪ ﻭ ﻓﺮﻋﻪ ،ﻓﻤـﺎ ﻋـﺴﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻐﺘﻨﺎ ﻫﺬﻩ؟ ﻭ ﻣﺎ ﻋﺴﻰ ﺃﻥ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻨﻬﺎ؟ ﻭ ﺃﻳﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺎﻳﺘﻬﺎ؟ " ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻨﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﻞ ﺳﺤﺮﻱ ﳚﻌﻞ ﺷﺒﺎﺎ ﺧﺎﻟﺪﺍ ﻓﻼ ﺮﹺَﻡ ﻭ ﻻ ﲤﻮﺕ ،ﻷـﺎ ﺃﻋﺪﺕ ﻣﻦ ﺍﻷﺯﻝ ﻓﻠﻜﺎ ﺩﺍﺋﺮﺍ ﻟﻠﻨﻴﺮﻳﻦ ﺍﻷﺭﺿﻴﲔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﻴﻦ :ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻭ ﺳـﻨﺔ ﺭﺳـﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ،ﻭ ﻣﻦ ﰒ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﻮﺓ ﻋﺠﻴﺒﺔ ...ﻻ ﳝﻠﻚ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﺒﻠﻴﻎ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺃﻭ ﻳﺪﻉ " .
ﺃﻗﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﳉﺪﺭﻱ ﰲ ﺍﻟﻮﺟﻪ
٤ﻣﻦ ٤٨
ﺑﻘﻠﻢ :ﺣﺎﻣﻠﺔ ﺍﳌﺴﻚ
ﻭ ﻳﺪﱄ ﺍﳌﻨﻔﻠﻮﻃﻲ ﺑﺪﻟﻮﻩ ﺍﻟﺒﻠﻴﻎ ﰲ ﻓﺼﻞ "ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ" ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ "ﺍﻟﻨﻈﺮﺍﺕ" " :ﻭ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﰲ ﻋﺠﺰ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭ ﺿﻴﻘﻬﺎ ،ﻭ ﺇﳕﺎ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﰲ ﻋﺠﺰ ﺍﳌﺸﺘﻐﻠﲔ ﺎ ﻋﻦ ﺍﻻﺿـﻄﺮﺍﺏ ﰲ ﺍﺭﺟﺎﺋﻬـﺎ ،ﻭ ﺍﻟﺘﻐﻠﻐﻞ ﰲ ﺍﻋﻤﺎﻗﻬﺎ ،ﻭ ﺍﻗﺘﻨﺎﻋﻬﻢ ﻣﻦ ﲝﺮﻫﺎ ﺬﻩ ﺍﻟﺒﹺﻠﱠﺔ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﺜﻠﺞ ﺻﺪﺭﺍ ﻭ ﻻ ﺗﺸﻔﻲ ﺃﹶﻭﻣـﺎ )ﺷﺪﺓ ﺍﻟﻌﻄﺶ("
ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺭﺩ ﺷﻜﻴﺐ ﺃﺭﺳﻼﻥ -ﺃﻣﲑ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ -ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺸﻴﻌﻮﻥ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﲝﺠﺔ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻭ ﺗﻘﺎﺩﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ) ... " : (٣ﻭ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ : " "Il fait fleche de tout boisﻭ ﺗﺮﲨﺘﻬﺎ " :ﻳﺄﺧﺬ ﻧﺸﺎﺭﺍ ﻣﻦ ﻛـﻞ ﺧـﺸﺐ" ﻭ ﻣﺮﺍﺩﻫﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﺘﻌﲔ ﺑﺄﻱ ﻗﻮﺓ ﺣﺼﻠﺖ ﰲ ﻳﺪﻩ .ﺃﹶﻓﹶﺘﺮﺍﻫﻢ ﻭ ﻗﺪ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻌﺼﺮﻳﺔ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ :ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻨﺪﻗﻴﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺣﺪﻳﺪ ،ﺃﻭ ﻳﺼﻨﻊ ﻗﻨﺒﻠﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﺖ؟ ﻛـﻼ ﻻ ﻳﻘﻮﻟـﻮﻥ ﺫﻟﻚ ...ﻭ ﻻ ﻳﻨﻜﺮ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻭﺟﺪﺕ ﰲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻓﺮﺍﺋﺪ ﻭ ﺍﺻـﻄﻼﺣﺎﺕ ﱂ ﺗﻜـﻦ ﻣﺄﻟﻮﻓـﺔ ﰲ ﺍﻷﻋﺼﺮ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻭﺟﺪﺕ ﺍﺻﻄﻼﺣﺎﺕ ﰲ ﻛﻞ ﻋﺼﺮ ﻣﻦ ﺃﻋﺼﺮ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻓﻠـﻴﺲ ﲨﻴﻊ ﻣﺎ ﺍﺻﻄﻠﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﲔ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺮﻭﻓﺎ ﰲ ﺻﺪﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻭ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ،ﻭ ﻟﻜﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﺠﺪﺩ ﻫﻨﺎ ﺃﻭ ﻫﻨﺎﻙ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﻧﺼﺎﺏ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭ ﻳﱰﻝ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻤﻬـﺎ، ﻭ ﻟﻦ ﺗﺘﺮﻙ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻓﻮﺿﻰ ﻻ ﰲ ﺷﺮﻕ ﻭ ﻻ ﰲ ﻏﺮﺏ" ﺃﻗﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﳉﺪﺭﻱ ﰲ ﺍﻟﻮﺟﻪ
٥ﻣﻦ ٥٨
ﺑﻘﻠﻢ :ﺣﺎﻣﻠﺔ ﺍﳌﺴﻚ
ﻭ ﻟﺌﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻞ ﻟﻐﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺗﻜﺘﺴﺐ ﺑﻌﺪﺍ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﰲ ﺍﻷﳘﻴﺔ ﻭ ﻫﻲ ﻛﻮـﺎ ﺍﻟﻠﻐـﺎﺕ ﺍﻷﻡ ﻟﻠﻨﺎﻃﻘﲔ ﺎ ،ﻓﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﻜﺘﺴﺐ ﺑﻌﺪﻳﻦ :ﻟﻐﻮﻳﺎ ﻭ ﺩﻳﻨﻴﺎ .ﻭ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟـﺪﻳﻦ ﻣﺮﺗﺒﻄـﺎ ﺑﺎﳌﻮﺿﻮﻉ ،ﻓﺤﺴﺒﻨﺎ ﺫﻟﻚ ﺳﺒﺒﺎ ﻟﻠﺘﻤﺴﻚ ﺎ ،ﺑﻠﻐﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﱵ – ﻭﺣﺪﻫﺎ -ﻭ ﺳﻌﺖ ﻛﺘـﺎﺏ ﺍﷲ ﻟﻔﻈﺎ ﻭ ﻏﺎﻳﺔ ،ﻭ ﻣﺎ ﺿﺎﻗﺖ ﺑﻪ ﻋﻦ ﺁﻱ ﻭ ﻋﻈﺎﺕ .ﻓﻠﻐﺔ ﱂ ﺗﻀﻖ ﻋﻦ ﻛـﻼﻡ ﺭﺏ ﺍﻟﻌـﺎﳌﲔ ﺃﻻ ﻳﺴﻌﻬﺎ ﻛﻼﻡ ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﲔ ،ﺃﻡ ﻫﻮ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺷﻜﻴﺐ ﺃﺭﺳﻼﻥ " :ﻓﺄﻣﺎ ﻣﻦ ﻋﺠﺰ ﻋـﻦ ﺍﻟﻔـﺼﻴﺢ ﻓﺄﺑﻐﻀﻪ ،ﻭ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﺄﻧﺲ ﺑﺎﻟﺮﻛﻴﻚ ﻷﻧﻪ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻬﺬﺍ ﺧﻄﺒﻪ ﻳﺴﲑ ، ﻭ ﻗﻠﻌﺘﻪ ] ﺃﻭﻫﻰ ﻣﻦ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ[ " )(٤
ﻭ ﻟﻌﻞ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺍﻟﻨﺎﺑﻪ ﻳﺘﺴﺎﺀﻝ ﺍﻵﻥ -ﺇﺫ ﺷﺎﺭﻓﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﺘﺎﻡ -ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺍﺑﻂ ﺑﲔ ﻗﺒﺢ ﺍﳉﺪﺭﻱ ﻭ ﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ،ﻓﺪﻭﻧﻚ ﺍﳉﻮﺍﺏ : ﳌﺎ ﺳﺌﻞ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺑﻦ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﱠﺤﻦ )ﺍﳋﻄﺄ( ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ،ﻗﺎﻝ " :ﺍﻟﻠﺤﻦ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺃﻗﺒﺢ ﻣـﻦ ﺍﳉﺪﺭﻱ ﰲ ﺍﻟﻮﺟﻪ "
ﺃﻗﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﳉﺪﺭﻱ ﰲ ﺍﻟﻮﺟﻪ
٦ﻣﻦ ٦٨
ﺑﻘﻠﻢ :ﺣﺎﻣﻠﺔ ﺍﳌﺴﻚ
ﻭ ﻣﻦ ﻭﺻﺎﻳﺎﻩ ﻟﺒﻌﺾ ﺑﻨﹺﻴﻪ "ﻳﺎ ﺑﲏ ﺃﺻﻠﺤﻮﺍ ﺃﻟﺴِﻨﺘﻜﻢ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺗﻨﻮﺑﻪ ﺍﻟﻨﺎﺋﺒﺔ ،ﻓﻴﺴﺘﻌﲑ ﻣـﻦ ﺃﺧﻴﻪ ﺩﺍﺑﺘﻪ ،ﻭ ﻣﻦ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺛﻮﺑﻪ ،ﻭ ﻻ ﳚﺪ ﻣﻦ ﻳﻌﲑﻩ ﻟﺴﺎﻧﻪ(٥) " .
ﺃﹶﻳﻬﺠﺮﻧﹺﻲ ﻗﻮﻣﻲ -ﻋﻔﺎ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻢ-
ﺇﱃ ﻟﻐﺔ ٍ ﱂﹾ ﺗﺘﺼﻞﹺ ﺑﺮﻭﺍﺓ ِ
ﺳﺮﺕ ﻟﹸﻮﺛﹶﺔ ُ ﺍﻻﻓﹾﺮﻧﺞﹺ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺳﺮﻯ
ﻟﹸﻌﺎﺏ ﺍﻷﻓﺎﻋﻲ ﰲ ﻣﺴﻴﻞﹺ ﻓﹸﺮﺍﺕ
ﻓﺠﺎﺀَﺕ ﻛﺜﹶﻮﺏﹴ ﺿﻢ ﺳﺒﻌﲔ ﺭﻗﹾﻌﺔ ً
ﻣﺸﻜﱠﻠﺔ َ ﺍﻷَﻟﻮﺍﻥ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎﺕ
ﺇﱃ ﻣﻌﺸﺮﹺ ﺍﻟﻜﹸﺘﺎﺏﹺ ﻭﺍﳉﹶﻤﻊ ﺣﺎﻓﻞﹲ
ﺑﺴﻄﹾﺖ ﺭﺟﺎﺋﻲ ﺑﻌﺪ ﺑﺴﻂ ﺷﻜﺎﺗﻲ
ﻓﺈﻣﺎ ﺣﻴﺎﺓٌ ﺗﺒﻌﺚﹸ ﺍﳌﹶﻴﺖ ﰲ ﺍﻟﺒﹺﻠﻰ
ﻭﺗﻨﺒﹺﺖ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﻣﻮﺱﹺ ﺭﻓﺎﰐ
ﻭﺇﻣﺎ ﻣﻤﺎﺕ ﻻ ﻗﻴﺎﻣﺔ َ ﺑﻌﺪﻩ
ﳑﺎﺕ ﻟﹶﻌﻤﺮﹺﻱ ﱂﹾ ﻳﻘﹶﺲ ﲟﻤﺎﺕ
ﺍﳌﺮﺍﺟﻊ: ) (١ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ "ﻓﻦ ﺍﳊﻮﺍﺭ" \ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﻩ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﳊﺎﺷﺪﻱ )" (٢ﲢﺖ ﺭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ" – ﻓﺼﻞ" :ﺍﳌﺬﻫﺒﺎﻥ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﻭ ﺍﳉﺪﻳﺪ"
ﺃﻗﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﳉﺪﺭﻱ ﰲ ﺍﻟﻮﺟﻪ
٧ﻣﻦ ٧٨
ﺑﻘﻠﻢ :ﺣﺎﻣﻠﺔ ﺍﳌﺴﻚ
) (٣ﻣﻘﺎﻝ "ﻣﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻷﻛﻤﺔ" – ﻧﺸﺮ ﺿﻤﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺮﺍﻓﻌﻲ "ﲢﺖ ﺭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ" ) (٤ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ) (٥ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ "ﻓﻦ ﺍﳊﻮﺍﺭ" \ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﻩ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﳊﺎﺷﺪﻱ
ﺃﻗﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﳉﺪﺭﻱ ﰲ ﺍﻟﻮﺟﻪ
٨ﻣﻦ ٨٨
ﺑﻘﻠﻢ :ﺣﺎﻣﻠﺔ ﺍﳌﺴﻚ