ﺗﺄﻣﻼﺕ ﰲ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ )(٢
ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ
ﺣﲔ ﻃﺮﻕ ﺍﲰﺎ "ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻱ" ﻭ " ﺍﻟﻨﺜﺮ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻱ" ﻣﺴﺎﻣﻌﻲ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ،ﻛﺎﻥ ﳍﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﺭﻧﺎﻥ ،ﻭ ﲤﻠﻜﲏ ﻓﻀﻮﻝ ﻛﺒﲑ ﻭ ﺷﻮﻕ ﻋﺎﺭﻡ ﻟﻠﺨﻮﺽ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﺤـﺮ ،ﻭ ﻛﻠﻤـﺎ ﺧﻀﺖ ﻓﻴﻪ ﺃﻛﺜﺮ ،ﺗﻜﺸﻒ ﱄ ﻋﻦ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺇﻳﻘﺎﻋﺎﺕ ﺃﻛﺜﺮ ﺭﻧﻴﻨﺎ ،ﺑﲔ ﺍﻟﻜﻼﺳـﻴﻜﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﺴﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺪﻳﺔ...ﺇﱁ .ﻭ ﻛﻤﻼﺡ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻬﺪ ﺑﺮﻛﻮﺏ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ، ﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻣﺸﺪﻭﻫﺎ ﺑﻌﺮﺽ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭ ﺍﺗﺴﺎﻋﻪ ،ﻣﺄﺧﻮﺫﺍ ﺑﻠﹶـﺬﺓ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ،ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﻐﺮﻑ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻣﺎ ﻭﺳﻌﺖ ﻛﻔﹼﺎﻱ ،ﺃﺗﻨﻘﻞ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺇﱃ ﺭﻭﺍﻳﺔ ،ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺍﳌﻘﺮﺭﺓ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﲝﻜﻢ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ.
ﺃﲝﺮﺕ ﻣﻊ ﻫﺎﺭﺩﻱ ﻭ ﺇﻟﻴﻮﺕ ﻭ ﺃﻭﺳﱳ ﻭ ﺟﻮﻳﺲ ﻭﺍﻷﺧﻮﺍﺕ ﺑـﺮﻭﻧﱵ ﻭ ﺷﻜـﺴﺒﲑ ﻭ ﺃﻭﺭﻭﹺﻝ ﻭ ﺳﻮﻳﻔﺖ ﻭ ﻛﻮﻧﺮﺍﺩ ﻭ ﻣﺎﺭﻙ ﺗﻮﻳﻦ...ﺇﱁ .ﻭ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺍﳊﺼﻮﻝ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻨـﺴﺨﺔ
ﻣـﻦ ﻫـﻨﺎ ﻛـﺎﻧﺖ ﺍﻟﺒـﺪﺍﻳـﺔ
١ﻣﻦ ٥
ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﺃﺷﺘﻬﻲ ﻗﺮﺍﺀﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﻮﻟﺔ ﲟﻜﺎﻥ ،ﻓﺎﺳﺘﻌـﻀﺖ ﻋﻨـﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺮﲨـﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻭ ﻧﻘﻠﺘﲏ ﺍﻟﺘﺮﲨﺔ ﺇﱃ ﻋﻮﺍﱂ ﺃﺩﺑﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﺑﲔ ﺍﻷﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻭ ﻏﲑﳘـﺎ، ﻓﻠﻘﻴﺖ ﳎﻮﻳﻞ ﺩﻱ ﺛﺮﺑﺎﻧﺘﺲ ،ﻭ ﺃﻟﻜﺴﻨﺪﺭ ﺩﻭﻣﺎﺱ ،ﻭ ﺟﻮﺳﺘﺎﻑ ﻓﻠـﻮﺑﻴﲑ ﻭ ﻫﻮﺟـﻮ ﻭ ﺳﺘﻴﻔﺎﻥ ﺯﻭﻳﺞ ﻭ ﺗﻮﻟﺴﺘﻮﻱ ...ﺇﱁ
ﻭ ﱂ ﳝﺾ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﺣﱴ ﺗﻜﺸﻒ ﱄ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ،ﻓﻴـﻪ ﻣـﻦ ﺍﻟﻄﺤﺎﻟـﺐ ﻭ ﺍﻟﻄﻔﻴﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻀﺎﺭﺓ ﻋﺪﺩ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻵﻟﺊ ،ﺑﻞ ﻟﺮﲟﺎ ﺍﻷﻭﱃ ﺃﻏﻠﺐ .ﻭ ﻟـﺌﻦ ﺑـﺪﺍ ﱄ ﺃﻥ ﺃﺻﻒ ﺍﻧﻄﺒﺎﻋﻲ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﻞ ﻭ ﺩﻝ ،ﻟﻘﻠﺖ ﺇﻥ ﺃﺩﻢ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟﺒﻴﺌﺘﻬﻢ ،ﺑـﻞ ﻫﻮ ﻭﻟﻴﺪﻫﺎ .ﻭ ﺫﺍﻙ ﺩﻳﺪﻥ ﺍﻷﺩﺏ ﰲ ﺃﻱ ﺃﻣﺔ ،ﻫﻮ ﻣﺮﺁﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻭ ﺟﻼﺀ ﻧﻔﻮﺱ ﺃﻫﻠﻪ .ﻭ ﺇﻥ ﺗﺮﺍﺀﻯ ﱄ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﻣﺎ ﻗﺮﺃﺗﻪ ﻛﻠﻪ ،ﻻﻛﺘﻔﻴﺖ ﺑﺜﻼﺛﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ ،ﻓﺎﻟﻜﺎﺗﺐ ﺇﻣﺎ ﻣﺘﺄﺛﺮ ﺑﺒﻴﺌﺘﻪ ، ﺃﻭ ﻧﺎﻗﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﳌﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻴﻮﺏ ﺃﻭ ﳌﺎ ﺍﺳﺘﺤﺪﺛﺘﻪ ﻣﻦ ﻓﺴﺎﺩ ،ﺃﻭ ﺳﺎﺑﻖ ﻷﻭﺍﻧﻪ ﳑﻬﺪ ﳌـﻦ ﺑﻌﺪﻩ .ﻭ ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻷﺟﻨﱯ ﺑﺒﻴﺖ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪ ﻭ ﻻ ﳏﻞ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﻫﻨﺎ ،ﻭ ﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﳏﻄـﺔ ﻧﻘﻠﺘﲏ ﳌﺮﺣﻠﺔ ﺑﻌﺪﻫﺎ .ﻭ ﰲ ﺭﺃﻳﻲ ﺃﻥ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻷﺟﻨﱯ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﻷﻥ ﻳﻨﻘﺪ ﲟﻌﺎﻳﲑ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ،
ﻣـﻦ ﻫـﻨﺎ ﻛـﺎﻧﺖ ﺍﻟﺒـﺪﺍﻳـﺔ
٢ﻣﻦ ٥
ﻓﻬﻢ ﻳﻜﺘﺒﻮﻥ ﲟﻌﺎﻳﲑﻫﻢ ﻭ ﻟﺒﻴﺌﺘﻬﻢ ،ﻭ ﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﺇﺳﻼﻣﻲ ،ﻟﻨﻘﺎﺭﻥ ﺑﲔ ﺑﻴﺌﺘﲔ ﺃﻭ ﻋﺎﳌﲔ ﺃﻗﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﰲ ﻭﺻﻔﻬﻤﺎ ﺃﻤﺎ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺎﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ،ﻭ ﻛﻔﻰ.
ﻭ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ،ﺍﺳﺘﻬﻮﺗﲏ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﺍﳌﺘﺮﲨﺔ ﳌﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣـﻦ ﺗـﺼﺎﻭﻳﺮ ﻟﺒﻴﺌﺎﺕ ﻻ ﻗﺒﻞ ﻟﻨﺎ ﺎ ﻫﻨﺎ ،ﻭ ﻋﻮﺍﱂ ﱂ ﻳﻮﺟﺪ ﳍﺎ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻣﺜﻴﻞ ،ﻭ ﻭﺟﺪﺕ ﺟﺪﺓ ﻭ ﻃﺮﺍﻓﺔ ﰲ ﻣﻘﺎﺻﲑ ﺍﻟﺪﻭﻗﺎﺕ ﻭ ﻏﺮﻑ ﺍﻷﻣﲑﺍﺕ ﻭ ﺣﻔﻼﺕ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻗﻴﺔ ...ﺇﱁ ﻭ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﳎﻤﻠﻬﺎ ﻟﺘﺬﻛﺮﱐ ﺍﻵﻥ ﺑﺒﻴﻮﺕ ﺍﻟﺪﻣﻰ ﻭ ﻣﺴﺮﺣﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺍﺋﺲ .ﻭ ﱂ ﺃﺟﺪ ﻣﺎ ﻳﺮﺑﻄﲏ ﺑﺘﻠـﻚ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﻣﻌﻨﻮﻳﺎ ،ﺃﻭ ﻳﺸﻌﺮﱐ ﺑﻘﺮﺏ ﺷﺨﺼﺎﻳﺘﻬﺎ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴـﺔ ﺍﻹﻧـﺴﺎﻧﻴﺔ، ﻓﺎﻟﻔﻘﲑ ﺍﻟﺒﺎﺋﺲ ﻭ ﺍﻟﻴﺘﻴﻢ ﺍﳌﻨﺒﻮﺫ ﻭ ﻣﺎ ﺷﺎﻛﻠﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺻﻨﺎﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺒـﺸﺮ ﺗـﺴﺘﺪﺭ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻭ ﺗﺴﺘﻤﻴﻞ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﰲ ﺃﻱ ﺑﻴﺌﺔ .ﻓﻜﺎﻥ ﺃﻥ ﺣﻮﻟﺖ ﺃﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﻠـﻚ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺇﱃ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺮﰊ ،ﻋﻠﲏ ﺃﻟﺘﻤﺲ ﻓﻴﻪ ﺿﺎﻟﺔ ﱂ ﺃﻛﻦ ﺃﺩﺭﻱ ﻛﹶﻨﻬﻬﺎ ﺁﻧﺬﺍﻙ ،ﻭ ﺇﳕـﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺷﻌﺮ ﺎ ،ﻭ ﺑﺎﳊﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ .ﻭ ﻟﻠﻨﺜﺮ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﻫﻠﹸﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻄـﺮﻕ ﲰﻌﻨﺎ ﺍﲰﺎﺅﻫﻢ ﻗﺒﻞ ﺃﺩﻢ .ﻭ ﱂ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻨﺪﻱ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﻗﺮﺃ ﻷﻭﻟﺌﻚ ﰲ ﺫﻫﲏ ﺷﻴﺌﺎ ﻏﲑ ﻗﺼﺺ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﻭ ﺳﲑﺓ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﺁﻟﻪ.
ﻣـﻦ ﻫـﻨﺎ ﻛـﺎﻧﺖ ﺍﻟﺒـﺪﺍﻳـﺔ
٣ﻣﻦ ٥
ﻓﻜﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﲣﺬﺕ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻟﻺﲝﺎﺭ ﻣﻊ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ،ﻭ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﺎﻧـﺖ ﱄ ﺑـﻪ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻣﻦ ﻛﺘﺒﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭ ﺳﲑ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ .ﻭ ﻟﺌﻦ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻛﻠﻤﺔ "ﺭﺍﻋـﲏ" ﻟﻮﺻﻒ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺘﻪ ،ﻟﻜﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺴﲑﺍ ﰲ ﺟﻨﺐ ﻣﺎ ﻫﺎﻟﲏ ﻓﻌﻼ .ﻛﺎﺗﺐ ﺗﻠﻮ ﻛﺎﺗـﺐ ﺗﻠـﻮ ﻛﺎﺗﺐ ،ﻭ ﱂ ﺃﺟﺪ ﺑﻐﻴﱵ ،ﺇﻻ ﻋﻨﺪ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺤﻘﻮﺍ ﻓﻌﻼ ﻟﻘﺐ ﺍﻷﺩﻳﺐ ،ﻭ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﺎ ﻫﻢ .ﻭ ﻋﺰ ﻋﻠﻲ ﺃﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺍﻻﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺑﺮﻭﺍﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻼﻑ ﺇﱃ ﺍﻟﻐﻼﻑ ،ﺩﻭﻥ ﺻـﻔﺤﺎﺕ ﻣﻘـﺰﺯﺓ ﺗﻌﺎﻓﻬﺎ ﺍﻷﻧﻔﺲ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ،ﻭ ﻳﻨﺪﻯ ﳍﺎ ﺟﺒﻴﱭ ﺍﻟﺸﺮﻓﺎﺀ .ﻋﺰ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﺟﺪ ﺃﺩﻳﺒﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﺏ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻘﺐ ،ﻭ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻪ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻷﺩﺏ .ﻋﺰ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﺭﻯ ﻛﺎﺗﺒﺎ ﻣﺴﻠﻤﺎ ﳛﻤﻞ ﺍﻟﻘﻠﻢ ﰒ ﻳﻐﻔﻞ ﺃﻣﺎﻧﺘﻴﻪ :ﺃﻣﺎﻧﺔ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﻛﻤﺴﻠﻢ ﻭ ﻛﻜﺎﺗﺐ .ﻭ ﺗﻠﻮﺛﺖ ﻛﻠﻤـﺔ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﲪﻠﺖ ﳍﺎ ﰲ ﻗﻠﱯ ﻛﻞ ﺇﺟﻼﻝ ،ﻭ ﺗﻠﻤﺴﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﺍﻟﺴﺒﻞ ﻟﻔﻬﻢ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻠﻮﺙ ﻭ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺒﺎﺑﻪ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻃﺒﻴﺐ ﻳﺪﺍﻭﻳﻪ. ﻓﻔﹸﺘﺤﺖ ﱄ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﺃﺣﺘﺴﺐ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻭ ﻓﺘﺤﺖ ﱄ ﺎ ﺁﻓﺎﻕ ﺭﺣﻴﺒﺔ ﱂ ﲡﺪ ﳍﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺇﻻ ﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﺿﻴﻘﺔ ،ﻻ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﺴﻊ ﺍﳌﺸﺘﺎﻗﲔ ﻟﺸﺪ ﺍﻟﺮﺣﺎﻝ ﺇﻟﻴﻬﺎ.
ﻣـﻦ ﻫـﻨﺎ ﻛـﺎﻧﺖ ﺍﻟﺒـﺪﺍﻳـﺔ
٤ﻣﻦ ٥
ﻓﺸﺪﺩﺕ ﺭﺣﻠﻲ ﻭ ﻣﻀﻴﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ .. ﻭ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻱ ﻭ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ.. ﻭ ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﺣﺪﻳﺚ ﺁﺧﺮ .. ﻭ ﳎﻠﺲ ﻳﻄﻴﺐ ،ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ.
ﻣـﻦ ﻫـﻨﺎ ﻛـﺎﻧﺖ ﺍﻟﺒـﺪﺍﻳـﺔ
٥ﻣﻦ ٥