واقع الحريات الشخصية للشباب في العراق
نتائج استطالع :اكثر من %27من الشباب يقولون حرياتهم الشخصية غير مكفولة قانونا،وان %14من االنتهاكات ضدهم تاتي من الحكومة والسلطات!
7142 1
منظمة املسلة لتنمية املوارد البشرية و بدعم من منظمة ( مساعدات الشعب النروجيي ) NPA صياغة والعمل الفين للتقرير صياغة التقرير :رقية ابوالكرم مراجعة التقرير :عبداهلل خالد التصميم :
المقدمة 2
إن أكثر من مسؤوالً عراقي ،وفي أكثر من مناسبة ،صرحوا بأن (الحريات الشخصية) في هذه المرحلة التي يمر بها العراق ليست من االولويات ،وان دقيق وحساس ،وهناك ملفات كبيرة لها عالقة بمستقبل العراق يمر بوضع ٍ العراق ،ومن القضايا التي لها االولية في البحث والتنفيذ هي القضايا التي تتعلق بمكافحة االرهاب ،وبناء مؤسسات الدولة ،والقضاء على البطالة والفقر. وبالمقابل وخالل عملنا في هذا المشروع ،ومن خالل االنشط ِة المتعدد ِة مع الشباب ،تبين لنا أن الشباب لهم رأي مخالف مع كبار صناع القرار ويعتبرون قضية (الحريات الشخصية) وتقيدها له أثراً مباشراً على مكافحة االرهاب وبناء مستقالً زاهراً للعراق .و من جانبا ً آخر لها تاثير مباشر على واقع التنمية في العراق. حيث تبين من خالل مسحنا الميداني وأثناء إجراء العديد من المقابالت مع شباب في مناطق متفرقة ضمن اطار هذا المشروع ،بأن انتهاك الحريات الشخصية بشكل كبير موجه نحو الشباب من كال الجنسين وخاصة االنتهاكات التي تقع يوميا تجاه (االناث) في المناطق التي تواجه موجات من العنف واالرهاب. هذه االنتهاكات ،التي تصدر ضد الحريات الشخصية للشباب وفق االحصائيات الرسمية أن أكثر من %04من المجتمع العراقي هم من الشباب، الذين تتراوح اعمارهم ما بين 33 -11سنة ،و يواجهون الكثير من التعديات على حرياتهم الشخصية ،ولم تقف هذه التعديات في حدود التهديد واالقصاء بل تعدت الى اكثر من ذلك ،ومنها ووصل وفقا ً لبعض التصريحات التي صدرت من قبل بعض الجهات الرسمية أن هناك عدداً من الشباب الذين قتلوا بسبب ماسميت ب فئة شباب(االيمو) في العراق.
3
الى جانب ذلك ان الكثير من الشباب قد غادروا العراق ،بسبب التعدي على الحرياتهم الشخصية.،وياتي كل ذلك في الوقت الذي وقع وصادق فيه العراق على العديد من االتفاقيات الدولية التي تحمي الحريات الشخصية ونضيف ان الدستور العراقي كفل الحريات الشخصية ضمن بنوده للفرد العراقي. هذا التقرير يقدم نتائج واقعية وملموسة عن واقع الحريات الشخصية للشباب في العراق ،الذي يأتي ضمن عمل مشترك بين منظمة (المسلة) لتنمية الموارد البشرية ومنظمة (النجدة الشعبية النرويجية) خالل االربعة االشهر الماضية، حيث نفذت االنشطة في محافظة بغداد؛ وقد جرت ثالث ورش عمل تدريبية للشباب مع إجراء مقابالت لبعض الشبات من مناطق مختلفة في بغداد الذين انتهكت وتنتهك حقوقهم ،الى جانب المسح الميداني الستطالع الرأي الشباب البالغ عددهم – - 063شابا ً من محافظة بغداد متحدثينة حول الحريات الشخصية للشباب في العراق.
0
مدخل عام تقوم الحرية على مبدأ مُلكية الذات ،وإنكار هذا األمر ،يعني أن شخصا ً آخر لديه حق أعلى من حقك في امتالك حياتك؛ وما من شخص آخر ،أو مجموعة أشخاص ،يمتلكون حياتك ،وال أنت بمالك حياة اآلخرين.
الصورة :كلمة (الحرية) بكتابة مسمارية سومرية
قبل ان ندخل الى صميم التقرير البد ان نوضح بعض المفاهيم االساسية وكاالتي: الحرية الشخصية .هي إمكانية الفرد -دون أي جبر أو ضغط أ. خارجي -من اتخاذ قرار ،أو تحديد خيار ،من بين عدة خيارات مطروحة. ومفهوم الحرية يعني بشكل عام؛ شرط الحكم الذاتي في معالجة موضوع ما. والحرية هي التحرر من القيود ،التي تكبل طاقات اإلنسان وإنتاجه ،سواء أ كانت قيوداً مادية أو قيوداً معنوية ،فالحرية تشمل التخلص من العبودية لشخص أو لجماعة أو للذات ،والتخلص من الضغوط المفروضة على شخص ما؛ لتنفيذ غرض ما ،والتخلص من اإلجبار والفرض .والحرية الفردية هي حرية التنقل واللبس والقول ،وإبداء وجهات النظر الخاصة والرأي ،واختيار مكان العيش والعمل ،و...الخ. الشباب .هي الفترة العمرية ما بين الطفولة والبلوغ ،وتوصف بأنها ب. فترة من النمو البدني والنفسي؛ من سن البلوغ إلى مرحلة النضج والبلوغ المبكر .وتختلف المصطلحات لتحديد الفترة العمرية المحددة التي تشكل 3
الشباب ،فقد ال يتوافق نضج األفراد الفعلي مع عمرهم الزمني ،بسبب وجود األفراد غير الناضجين في كافة األعمار .وفي كافة أنحاء العالم فإن مرادفات (الشباب ،المراهق ،الشخص اليافع والفتى) والمتوارث منها؛ غالبا ً ما تعني الشيء ذاته ،وأحيانا ً قليلة قد تعني أشياء متباينة .فالشباب عموما ً يشير إلى فترة من الحياة ،التي ليست في مرحلة الطفولة وال سن الرشد ،بل في زمن ما بينهما.
6
الفصل االول: االطار القانوني للحرية الشخصية أ.
الحرية الشخصية وفق القوانين والمعاهدات والشرعة
الدولية اوال :االعالن العالمي لحقوق االنسان: االعالن العالمي لحقوق االنسان ركزت على الحقوق الفردية في اغلب موادها ادناه بعض نصوصها: المادة 1 يولد جميع الناس أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق .وهم قد وهبوا العقل والوجدان وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضا بروح اإلخاء . المادة 3 لكل فرد حق في الحياة والحرية وفى األمان على شخصه . المادة 0 ال يجوز استرقاق أحد أو استعباده ،ويحظر الرق واالتجار بالرقيق بجميع صورهما . المادة 12 ال يجوز تعريض أحد لتدخل تعسفي في حياته الخاصة أو في شؤون أسرته أو مسكنه أو مراسالته ،وال لحمالت تمس شرفه وسمعته .ولكل شخص حق في أن يحميه القانون من مثل ذلك التدخل أو تلك الحمالت . المادة 13 -1لكل فرد حق في حرية التنقل وفى اختيار محل إقامته داخل حدود الدولة .
-2لكل فرد حق في مغادرة أي بلد ،بما في ذلك بلده ،وفى العودة إلى بلده. 7
ثانيا :العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية
اعتـُمِد العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ،وعُرض للتوقيع والتصديق واالنضمام ،بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة المرقم/ المؤرخ في 16كانون األول ،1666وكان تأريخ بدء /2244أ (د،)21 / َ التنفيذ يوم 23آذار ،1676وفقا ً ألحكام المادة.06 / إن الدول األطراف في هذا العهد ،ترى من الواجب اإلقرار لكافة أعضاء األسرة البشرية بكرامة أصيلة فيهم ،وحقوق متساوية وثابتة؛ وفقا ً للمبادئ المعلنة في ميثاق األمم المتحدة ،كأساس للحرية والعدل والسالم في العالم ،وإذ تقر بأن هذه الحقوق تنبثق من كرامة اإلنسان األصيلة فيه ،تدرك أن السبيل الوحيد لتحقيق المثل األعلى ،وفقا ً لإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ،هو في أن يكون البشر أحراراً ،متمتعين بالحرية المدنية والسياسية ،متحررين من الخوف والفاقة ،وهذا هو سبيل تهيئة الظروف؛ لتمكين كل إنسان من التمتع بحقوقه المدنية والسياسية ،وكذلك بحقوقه االقتصادية واالجتماعية والثقافية. وإذ تضع في اعتبارها ما على الدول -بمقتضى ميثاق األمم المتحدة -من االلتزام بتعزيز االحترام والمراعاة العالميين لحقوق اإلنسان وحرياته ،وتدرك أن على الفرد ،الذي تترتب عليه واجبات إزاء األفراد اآلخرين ،وإزاء الجماعة التي ينتمي إليها ،وتتحمل مسؤولية السعي إلى تعزيز ومراعاة الحقوق المعترف بها في هذا العهد .إذ جاء في الجزء الثاني ،المادة،2 / الفقرة /جـ؛ ضمن المواثيق والمعاهدات الدولية ،لإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان( ،الحقوق المدنية والسياسية) ،إذ تتعهد كل دولة طرف في هذا العهد كما جاء في المادة 2 /الفقرة /جـ -باآلتي:أوالً .أن تكفل توفير سبيل فعال للتظلم ألي شخص؛ انتهكت حقوقه أو حرياته المعترف بها في هذا العهد ،حتى لو صدر االنتهاك عن أشخاص يتصفون بصفتهم الرسمية. 1
ثانياً .أن تكفل لكل متظلم على هذا النحو ،وتبت في الحقوق التي يدعي انتهاكها ،سلطة قضائية أو إدارية أو تشريعية مختصة ،أو أية سلطة مختصة أخرى ،ينص عليها نظام الدولة القانوني ،وأن تنمى إمكانيات التظلم القضائي. ثالثاً .أن تكفل قيام السلطات المختصة بإنفاذ األحكام الصادرة ،لمصالح المتظلمين. إن التوقيع على هذه االتفاقية ،يُلزم الدولة بااللتزام ببنود االتفاقية ،وتوفير سبل العيش الكريم الحر ،بما يتوافق مع ما وقـعت عليه من التزام ،وتشريع قوانين ونصوص دستورية ،تراعي هذا االلتزام من الناحية القانونية لحقوق الفرد في المجتمع والدولة ،وليس بالضرورة أن يكون االنتهاك والتضييق على الفرد من المجتمع أو الجماعات ،فقد يكون التضييق من الحكومة أو السلطة القضائية أو التشريعية .وفي المادة ،6 /الفقرة /أ ،جاء نص المادة مؤكداً على حرية الفرد الشخصية ،وتوافقها مع األمان الذي توفره الحماية القانونية وتطبيق القانون ،إذ ال يجوز توقيف أو اعتقال شخص؛ بسبب ممارسته لحريته الشخصية ،إذا كانت هذه الحرية ال تؤثر سلبا ً على األمن ،إال بمادة قانونية؛ قد تبيح توقيف أو محاسبة الفرد ضمن ضوابط محددة ،ال تتعدى على إنسانية الشخص الموقوف. جاء في المادة ،6/ما يأتي: لكل فرد حق في الحرية وفي األمان على شخصه ،وال يجوز توقيف (أ) أحد أو اعتقاله تعسفا ً .وال يجوز حرمان أحد من حريته ،إال ألسباب ينص عليها القانون ،وطبقا ً لإلجراء المقرر فيه. لكل شخص حُرم من حريته بالتوقيف أو االعتقال ،حق الرجوع إلى (د) محكمة ،لكي تفصل دون إبطاء في قانونية اعتقاله ،وتأمر باإلفراج عنه إذا كان االعتقال غير قانوني. (هـ) لكل شخص كان ضحية توقيف أو اعتقال غير قانوني ،الحق في الحصول على تعويض. 6
نالحظ في الفقرة /د والفقرة /هـ ،أن إقصاء الحريات بذريعة القانون وتطبيقه، يتيح للفرد حق الرجوع إلى المحاكم الشرعية؛ للتفاوض من أجل التحقيق إلبطال أية عقوبة قانونية ،قد تكون تعسفية ضد المعتقل أو الموقوف ،كما تتيح له المطالبة بتعويض مادي أو معنوي؛ عوضا ً عما تعرض له من قبل السلطات ،أو أية جهة تطبق القانون. الفقرة /أ ،من المادة ،14 /تكفل معاملة المحرومين من الحريات ،مثل أشخاص يمارسون فنوناً ،أو رياضة معينة قد تكون غير معروفة أو غير مرغوب بها ضمن المجتمع ،أو يرتدون نوعا ً من المالبس واإلكسسوار الذي يظهرهم بمظهر غير مألوف؛ كل تلك المظاهر تـُعتبر من الحريات الممنوعة عن الممارسة ،وال يعا َمل ممارسوها بإنسانية من قبل القانون والمجتمع ،إذ تقوم السلطات بتوقيف ممارسيها ،على أنها تنافي الذوق العام ،ويواجه من المجتمع برفض واضطهاد ،وتقمع من بعض الجماعات. جاء في المادة ،14/ما يأتي: يعامل كافة المحرومين من حريتهم ،معاملة إنسانية؛ تحترم الكرامة (أ) األصيلة في الشخص اإلنساني. ال يجوز فرض أية قيود ،على المواد التي تخص اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان (الحقوق المدنية والسياسية)؛ إال إذا كانت هناك ضرورة تمس أمن البلد واالستقرار األمني فيه ،ومحافظة على أرواح اآلخرين من العامة ،أو ما يخل بالنظام المجتمعي ،وصحة الفرد ،واآلداب ،الذوق العام ،وهذا موضح في الفقرة /جـ ،من المادة ،11 /التي جاء فيها: ال يجوز تقييد الحقوق المذكورة آنفا ً بأية قيود ،غير تلك التي ينص عليها القانون ،وتكون ضرورية لحماية األمن القومي ،أو النظام العام ،أو الصحة العامة ،أو اآلداب العامة ،أو حقوق اآلخرين وحرياتهم ،وتكون متماشية مع الحقوق األخر المعترف بها في هذا العهد. 14
ال تقتصر الحريات الشخصية على المظاهر العامة ،فقد تتعلق مسألة الحرية الشخصية بنمط التفكير واالعتقاد بمسألة الدين والوجدان ،وال يفرض أي قيد على شخص يرفض إظهار هويته الشخصية الدينية ،ويعتبرها من الممارسات الشخصية المتعلقة بالوجدان واالختيار الشخصي ،وقد يكون العكس؛ في محاولة إلظهار أفكاره ومعتقداته وشعائره وطقوسه الدينية. ً مراعية اللتزامات الدول الموقعة على االتفاقية ،بإعطاء المادة ،11 /كانت الحرية للفرد والمواطن ،في إظهار وإخفاء جوانب من الحرية الشخصية، المتعلقة بالفكر والوجدان واالعتقاد ،وجاء في نص المادة: لكل إنسان حق في حرية الفكر والوجدان والدين ،ويشمل ذلك حريته (أ) في أن يدين بدين ما ،وحريته في اعتناق أي دين أو معتقد يختاره ،وحريته في إظهار دينه أو معتقده بالتعبد وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم ،بمفرده أو مع جماعة ،وأمام المأل أو على حدة. (ب) ال يجوز تعريض أحد إلكراه ،من شأنه أن يخل بحريته ،في أن يدين بدين ما ،أو بحريته في اعتناق أي دين أو معتقد يختاره. (جـ) ال يجوز إخضاع حرية اإلنسان في إظهار دينه أو معتقده ،إال للقيود التي يفرضها القانون ،والتي تكون ضرورية لحماية السالمة العامة ،أو النظام العام ،أو الصحة العامة ،أو اآلداب العامة ،أو حقوق اآلخرين وحرياتهم األساسية. تتعهد الدول األطراف في هذا العهد ،باحترام حرية اآلباء أو (د) األوصياء عند وجودهم ،في تأمين تربية أوالدهم دينيا ً وخلقيا ً وفقا ً لقناعاتهم الخاصة. مع أن االتفاقية كانت تراعي حقوق الحرية الشخصية ،وإلزام الدول الموقعة عليها لتشريعها ضمن قانون البلد الموقع ،ومراقبة أدائها بعد التوقيع؛ إال أنها أتاحت الفرصة أمام حرية احترام اآلباء في أنماط تربية أبنائهم ،وقناعتهم 11
الشخصية حتى سن البلوغ ،وهذا حق آخر تضمنه االتفاقية لإلنسان ،ضمن قائمة الحريات.
ب.
الحرية الشخصية وفق الدستور العراقي
الدستور مبدأ الدولة لصياغة قوانين وتشريعات تنتهج مبدأ الدستور ،ومن المنطقي أن تضع كل دولة قوانين ودساتير ،تكفل وتنظـم حركة الفرد ،على أن ال تقيد الحرية الشخصية لكل مواطن ،وأن تراعي الحرية االجتماعية التي قد تنعكس على الحرية الفردية ،ووفقا ً لما جاء في الدستور العراقي وبعض القوانين والمواثيق الدولية ،التي تكفل حرية الفرد ،نجد بعض هذه القوانين تصب في إطار الحرية الفردية خصوصاً ،والجماعية عموماً ،التي جاءت في الفصل الثاني (الحريات) المادة ،37 /الفقرة /أ والفقرة /ب والمادة،36 ،31 / 00 ،03 ،02 ،01 ،04و 03و 06من الدستور العراقي .إذ كفلت هذه المواد حرية الفرد وصون كرامته ،من خالل تشريعات قانونية ،تتواءم مع المواد التي نص عليها الدستور العراقي ،وجاء في نصوص هذه المواد ما يأتي: المادة37 / (أ)
حرية اإلنسان وكرامته ،مصونتان.
(ب)
ال يجوز توقيف أحد ،أو التحقيق معه ،إال بموجب قرار قضائي.
(جـ) تحرم كافة أنواع التعذيب النفسي والجسدي ،والمعاملة غير اإلنسانية، وال عبرة بأي اعتراف انتزع باإلكراه أو التهديد أو التعذيب ،وللمتضرر المطالبة بالتعويض عن الضرر المادي والمعنوي الذي أصابه ،وفقا ً للقانون. (د)
تكفل الدولة حماية الفرد ،من اإلكراه الفكري والسياسي والديني.
(هـ) يحرم العمل القسري (السخرة) ،والعبودية ،وتجارة العبيد (الرقيق)، ويحرم االتجار بالنساء واألطفال ،واالتجار بالجنس. 12
المادة31 / تكفل الدولة ،وبما ال يخل بالنظام العام واآلداب: (أ)
حرية التعبير عن الرأي ،بكل الوسائل.
(ب)
حرية الصحافة والطباعة واإلعالن واإلعالم والنشر.
(جـ)
حرية االجتماع والتظاهر السلمي ،وتنظم بقانون.
المادة36 / حرية تأسيس الجمعيات واألحزاب السياسية ،أو االنضمام إليها (أ) مكفولة ،وينظم ذلك بقانون. (ب) ال يجوز إجبار أحد على االنضمام إلى أي حزب أو جمعية أو جهة سياسية ،أو إجباره على االستمرار في العضوية فيها. المادة04 / حرية االتصاالت والمراسالت البريدية والبرقية والهاتفية وااللكترونية وغيرها مكفولة ،وال يجوز مراقبتها أو التنصت عليها ،أو الكشف عنها ،إال وبقرار قضائي. لضرور ٍة قانوني ٍة وأمنيةٍ، ٍ المادة01 / العراقيون أحرار في االلتزام بأحوالهم الشخصية ،بحسب دياناتهم أو مذاهبهم أو معتقداتهم أو اختياراتهم ،وينظم ذلك بقانون. المادة02 / لكل فرد ،حرية الفكر والضمير والعقيدة. المادة03 / 13
(أ)
أتباع كل دين أو مذهب ،أحرار في:
(أوالً) ممارسة الشعائر الدينية ،بما فيها الشعائر الحسينية. (ثانياً) إدارة األوقاف وشؤونها ومؤسساتها الدينية ،وينظم ذلك بقانون. (ب)
تكفل الدولة حرية العبادة وحماية أماكنها.
المادة00 / (أ)
للعراقي حرية التنقل والسفر والسكن ،داخل العراق وخارجه.
(ب)
ال يجوز نفي العراقي ،أو إبعاده ،أو حرمانه من العودة إلى الوطن.
المادة06 / ال يكون تقييد ممارسة أي من الحقوق والحريات الواردة في هذا الدستور ،أو تحديدها ،إال بقانون أو بنا ًء عليه ،على أال يمس ذلك التحديد والتقييد جوهر الحق أو الحرية.
ثالثا:
قرارات الدولة وحريات الشباب
رغم كل تلك التزامات الدولية والمحلية للعراق حول الحريات الشخصية لكن واقع الحال يخالف تماما،حيث ان هناك انتهاكات صريحة ضد الحريات الشخصية في العراق وخاصة ضد فئة الشباب والنساء في المجتمع.حيث صدر في االولنة االخيرة قرار من األمانة العامة لمجلس الوزراء ،جاء في نصه "يمنع دخول المالبس واإلكسسوارات المخالفة للتقاليد ،والخادشة للذوق العام ،ومتابعة المروجين لها في األسواق المحلية"؛ بحجة ترشيد بعض الظواهر الذوقية واالجتماعية العامة ،والتي يبتغى منها الحفاظ على التقاليد األصيلة للمجتمع العراقي الكريم ،في ظل اإلشارة إلى بعض الحاالت الدخيلة والمستحدثة ،التي ُتطبع وتربك الذوق العام ،وتنطوي عليها عدد من مفاصل 10
الواقع االجتماعي ،بإصدار هذا القرار ،والتصديق عليه ،أصبح الفرد عموما ً والشباب خصوصاً ،مقيداً عن حرياته الشخصية ،ومطارداً من قبل المجتمع والسلطة .وتبقى فقرات الدستور والمواثيق الدولية ،عرضة لعدم التطبيق والتشريع القانوني من قبل السلطة التشريعية .وبين تلك القوانين والقيود المفروضة على الشاب ،فإنه يحاول أن يأخذ مساحة يفرضها على المجتمع والسلطة ،بدون حماية قانونية لنفسه ،محاولة منه لتغيير بعض المفاهيم.
13
الفصل الثاني:
نماذج حية لفئة الشباب حول حرياتهم الشخصية هناك المئات من الشباب والتي ينتهك حرياتهم الشخصية في كل لحظة وساعة وفي كل المحافظات العراقية،في البيت والشارع والمدرسة وأماكن العمل و...الخ. نحن نقدم لكم بعض تلك الدراسات الحالة والتي تم اللقاء بهم:
أ.
(ح م) مغني الراب
(جي سكور) كما يطلق عليه في مجال شهرته وهو الراب( ،ح م) فنان راب له طموحه الكبير في أن يكون مغني رابر مشهوراً ،ليس طمعا ً في شهرة، ولكن تقديسا ً لهذا الفن الذي يراه مغبونا ً في العراق ،كما أن كل مغنيي الرابر مغبونين أيضاً ،فال يمتلك هذا الفن الدعم الكافي .ومثل هذه الهوايات ،تحتاج إلى الدعم من قبل الدولة أو المؤسسات العامة .ويرى أن فن (الراب) له تأريخ طويل ،يحتاج إلى عناية ودراية ،من قبل العاملين عليه .وهذا هو الهدف االول لـ(ح) ،أن يعرف بفن الراب في العراق بشكله الصحيح ،كي يحسن من واقع هذا الفن وفنانيه .إن حداثة هذا الفن عرضت (ح) إلى سلب كامل لحريته؛ حريته في التعبير ،وفي ممارسته هوايته ،فقد تعرض إلى التهديد المباشر بالقتل ،من قبل (عصائب أهل الحق) الدينية ،إذ كانت هذه الجهة السبب الرئيس في تعطيل موقعه على الفيسبوك ،وحذف مقاطع الفيدو الخاصة به على االنترنيت ،وإقصائه عن العمل لفترة .فباعتقادهم أن (الراب) فن غربي دخيل ،ليس على الشاب العراقي أن يمارسه بحرية ،واعتبار أن الفن حرام ممارسته ،فكيف إذن بفن غربي؟ يثبت لنا (ح) من خالل دراسته أن الراب له أصل عربي ،يبدأ من سوق عكاظ ،هذه العودة التاريخية هي محاولة منه الستعادة حريته ،ألن الدين ال يقطع أوصال الفن ،وال يتعارض مع فن يمس المجتمع ومشكالته .حرية (ح) لم تسلب من قبل جهة دينية فحسب ،بل من جهات مجتمعية أيضاً ،من أفراد يدعمونه بسلبيتهم ،من خالل 16
االعتراضات اللفظية على هوايته وعمله وفنه ،باعتبار أن هذا الفن فاشل، ليس له من قيمة أو مستقبل .تأتي هذه التجاوزات على الحرية من قبل األهل، وبعض األصدقاء ،واألفراد المطلعين بشكل سطحي على عمله .فإحباط المعنويات وسيلة من وسائل سلب الحرية الشخصية ،ألنها تحد من مساحة حرية اآلخر ،عندما يكون رد فعلنا على إنجازاته سلبيا ً أو متشائما ً. لم يطلع (ح) على حقوقه ضمن الدستور العراقي ،أو ضمن اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ،الصادر من قبل األمم المتحدة ،كونه يتصور أن كل حقوقه مسلوبة في وطنه ،فاعتمد على الال مباالة في أي حق يخصه ،إال أن الدستور كفل حرية الفرد وحقوقه من الطفولة إلى الكهولة ،ولكن قلة وعي (ح) وعدم درايته بفقرات الدستور ،التي تكفل حقه في ممارسة حريته كفرد عراقي ،عليه المطالبة لسن قانون مشرع من فقرات الدستور ،التي تضمن حرية الفرد. للمجتمع وتوعيته دور في سلب حرية (ح) ،واألذى النفسي الذي تعرض له من قبل بعض الجماعات ،التي تعترض طريقه ،وتقوم بابتزازه لعدم وجود الحماية القانونية له ،هي النتيجة التي خرج بها (ح) من كل واقعه ،ألنه ليس من السهل أن يعترف اآلخرون بك وبحريتك ،وبالوسيلة التي تعبر بها عن همومك بصوتك وغنائك ،لكن برغم ذلك ،تجده قد أصر على إكمال مشواره وهدفه ،لتحقيق غاياته. نظرة (ح) لواقعه جعلته يؤمن بأن عملية إيقاف االنتهاكات على الحريات الشخصية ،لن تتم من خالل الرضوخ والسكوت ،وإنما من خالل الحماية القانونية ،التي تساهم في استمرار (ح) بما بدأ به ،وأن يكون صوت حريته بغنائه .ومن خالل ما طرحه (ح) من معاناة وإقصاء لممارسته لهوايته وفنه، الذي يريد من خالله إيصال صوته ،وأن يمارس حقه الذي شرعه الدستور العراقي ،والمعاهدات الدولية التي وقع عليها العراق ،وأن تطبق كل تلك القوانين من خالل الحماية القانونية ،التي يجب أن توفرها الحكومة. تفادي اتخاذ قرارات ،يمكن أن تصدر من األمانة العامة لمجلس الوزراء ،إذ تخرق تلك القوانين واللوائح الدولية ،التي تم التوقيع عليها من قبل العراق، 17
وقوانين أخر خاصة بالحريات ،تضمنها الدستور العراقي ،ولنا حالة أخرى وخرق آخر لحريات الشباب ،لعرض جانب آخر من هذا اإلقصاء ،حالة الطالبة الجامعية والرياضية (س).
ب.
(س أ ) العبة السكواتش
(س أ) فتاة لها ما يميزها عن باقي الفتيات ،عمرها 22سنة ،هي رياضية محترفة بـ(السكواتش) ،وطالبة سنة خامسة في كلية الطب تسكن في العاصمة بغداد .خاضت الكثير من المنافسات والبطوالت الرياضية ،وكان لها نجاحها الذي يذكر على صعيد الرياضة ،برغم انعدام الدعم من قبل المؤسسات الرياضية ،فهي لم تنل حقها في إيجاد الدعم المادي ،لكنها وجدت دعمها المعنوي والنفسي من قبل األهل واألصحاب ،والقائمين على تدريبها الرياضي .ترى (س) أن المجتمع ليس له يد في تحجيم طاقة اإلنسان ،ألن اإلنسان له إرادته التي تسيره وتحركه بأي اتجاه يريد ،وهي عندما اختارت السكواتش والطب ،لم يكن للمجتمع أي تأثير على حريتها في االختيار ،ألن الفرد هو من يفرض بنفسه ونتاجه ما يريد ،وأي شيء يريد .لذلك الحلم ال يُقتل ،عندما تكون خلف هذا الحلم إرادة قوية .على الرغم مما تعانيه أحيانا ً من دعم سلبي من قبل األصدقاء ،باعتبار أن رياضتها ليست بذات أهمية ،لكن دعم األهل اإليجابي لها؛ فتح الكثير من األبواب المغلقة ،واإلصرار على تكملة المشوار .فيما يخص حقوقها الدستورية تدرك القليل منها ،إذ لها اطالع بسيط عليها ضمن الدستور العراقي ،فهي تعرف أن لكل فرد الحق في حرية التعبير ،وهذا الحق هو أحد مواد الدستور العراقي ،الذي مارسته (س) ضمن حدود معينة ،فقد قالت؛ "في احد األيام انتقدت أحد أساتذتي في الكلية ،على موقع التواصل االجتماعي الفيسبوك ،وبعدها تعرضت إلى المضايقات من قبله ،لذلك قررت أن أتوقف عن النقد أو التعبير عن رأيي بشكل علني ،ألن هناك حدود مجتمعية وسلطوية ،تمنعنا من أن نبوح بآرائنا للمأل" .الدولة كالسلطة عند (س) ،تمنعها من حقها في التعبير من جهة ،والمجتمع وقوانينه وعاداته تمنعها من حقها في حريتها الكاملة من جهة أخرى؛ لذلك تقضي أيام دراستها في بغداد ،وما بعد الدراسة تسافر إلى الخارج ،لمساحة أكثر حرية. 11
فأكثر المجاالت التي تعرضت بها (س) إلى اإلزعاج وسلب الحرية هو الشارع ،ألنها تتعرض بشكل مباشر إلى التحرش اللفظي من قبل الشباب، وغالبا ً ما يكون رد فعلها؛ الصمت على هذه األفعال ،وفي بعض األحيان تأخذ حقها بطرق أخر ،يوفرها لها والدها أو أحد معارفها في الدولة ،وبرغم كل هذه المضايقات والتعدي على حقوقها كامرأة ،فقد زاد إصرارها لتكملة مشوارها وهدفها ،فلم يؤثر أي فعل سلبي على نفسيتها؛ كفرد داخل مجتمع يتجاوز على الحقوق .وللفرد عند (س) حق على الدولة ،يبدأ من عمر 11 سنة ،مبررة ذلك أن اإلنسان في هذه المرحلة العمرية ،يكون أكثر نضجا ً وأكثر قدرة على االستحكام العقلي ،والدراية بالحقوق الشخصية ،ويستمر هذا الحق للفرد إلى نهاية العمر ،بتوفير العناية الطبية والنفسية له .الحل عند (س) وواع للحقوق إليقاف االنتهاكات ،يكمن في القانون ،وإعداد جيل مثقف ٍ الشخصية ،وكيفية أخذها وممارستها ،لكن في الوقت الحالي ،يكمن الحل في القانون فحسب ،فعندما يكون هناك قانون يحمي الحريات ،يعني هناك مجتمع آمن للعيش .على الرغم من أن حقها في التحرر من الخوف مسلوب ،في مجتمع يعاصر اإلرهاب ،فهي تعاني من توتر يومي جراء التفجيرات في بغداد ،وتقول "كل شخص في العراق قد ذاق الموت ،فبتنا متهيئين له"، يكشف كالمها هذا عن حالة من االستسالم للموت ،واالستعداد له ،والتعود عليه.
جـ.
الكاتب (م م ش)
حاز (م م ش) على شهادة البكالوريوس في اإلعالم ،وهو كاتب معروف ضمن وسط المثقفين ،إذ له مؤلفات مهمة ومقاالت منشورة ضمن عدة صحف ورقية وإلكترونية .صغر سنه لم يمنعه من النتاج الفكري ،فقد تجاوز عقله صغر سنه بمسافات طوال ،عاد هذا بالنظرة الجميلة من المجتمع عليه .لكن ذلك ال يمنع من النظرة السلبية من ذات المجتمع ،أو من األهل ،ألن ما يقدمه (م) بكل بساطة مخالف لرؤيتهم الشخصية ،وما تربى عليه أجداده ،وعندما حاول (م) الدفاع عن أفكاره الخاصة بحرية ،قوبل بالتحجيم والتنكيل والمحاربة ،فقط ألنه مخالف لرأي اآلخر أو رأي األهل( .م) مطلع تماما ً على 16
الدستور العراقي ،وهو يقول استناداً إلى جملة لصديقه "إن هذا الدستور مفخخ كواقعنا ،فال يحمل ما يتضمن مفهوم الحرية الشخصية ،ألن الدستور مبطن"، لذلك فالحرية بحسب تعبيره مقيدة دستوريا ً وواقعيا ً ،ألن ما يمر به (م) من خالل مناقشة أفكاره مع اآلخرين ،يثبت أن ال حرية شخصية حتى في التعبير أو البوح بفكرة أو نظرية يؤمن بها .االختالف ال يعني التخاصم لكن مع آراء (م) ومجتمعنا ،تعني التخاصم والتناحر ،وربما التهديد بالقتل ،فيذكر (م) أنه في إحدى المرات ،وبعد نقاش أغضب الطرف المقابل قال له؛ "أنت خطر ويجب أن ال تبقى على قيد الحياة ألنكم تدمرون البلد". من جانب آخر يعاني (م) الكثير من التجاوزات واالنتهاكات الشخصية ،من قبل المجتمع والسلطات الحكومية ،ليس ألنه يشن حربا ً على فرد أو مؤسسة سياسية معينة ،بل كل االنتهاك تأتي من شـَعر ِه الطويل ،ألنه فقط يختلف عن شعر فرد آخر من المجتمع ،أو شعر شرطي أو جندي يقف عند نقطة تفتيش. ويسرد عن ذلك (م) في مقدمته كتابه (نقد الديمقراطية) قائالً؛ "نعيش في مجتمعات ال يروق لها االختالف وال تحترم المختلف ،ونقضي أيامنا مع أناس ُ اعتدت عليه شخصيا ً كما اعتاد عليه تزدري التعدد وتحتقر التنوع ،وهذا ما الكثيرون .وغالبا ً ما أتعرض لمضايقات ال لشيء إال ألن شعري طويل ،أو ألن طريقتي في الكالم ال تعجبهم ،أو ألن مالبسي ال ترضيهم ،وبعض هذه المضايقات تصدر عن رجال األمن ،الذين ينامون من أجل الوطن ،عفواً؛ (يسهرون) من أجله .وذات يوم أوقفني أحد هؤالء الساهرين ،وكان الوقت صباحاً ،وسألني عن اسمي فأجبته ،ثم سألني عن السبب الذي يدفعني إلطالة شعري ،فأجبته أيضا ً -بما اتفق -ولكي أرطب الجو مازحته ،بأن سحبت النظارات الشمسية التي كان قد علقها على سترته ،ووضعتها على وجهي، سائالً إياه إن كانت جميلة علي ،ثم أعدتها فوراً إلى ما كانت عليه .وبدالً من أن يكون ذلك ترطيباً ،صار تجفيفاً ،وكأني به يقول؛ وقح وبشعر طويل؟!. وعلى الفور طلب مني هويتي -بطاقة التعريف الخاصة بي -وأعطيته إياها متظاهراً باالبتسام والطيبة ،فقال وبكل حزم؛ أنا ال أضحك معك -وكان يقصد أن ابتسامتي في غير محلها -ثم أكمل وبكل جدية؛ أ تعرف من أنا؟ أنا آمر 24
القاطع الفالني ،المالزم فالن الفالني ،اآلن باستطاعتي أن أضعك في صندوق الهمر -المركبة العسكرية -واعتقلك وأبرحك ضربا ً حتى تدمي ،ولن يعرف أحد بذلك ،ولن يتمكن أحد من االعتراض على ذلك ،ولن يدري أحد إلى أين تم أخذك ...فمن أنت حتى تمازحني؟ وبالطبع ،لم تكن كلماته بتلك الجدية التي أحسبها ،وأغلب الظن أنه حاول تخويفي .وأنا كالعادة ال أفوت المجادلة والمالسنة ،خصوصا ً في مواضيع الحقوق والحريات ،ولذا رددت عليه ضاحكاً؛ قد يحصل ذلك في زمن النظام البائد ،أما اآلن فكال ،صدام قد ولى، واآلن نحن في زمن الديمقراطية ،وإن أردت اعتقالي فعليك بمذكرة قانونية يُصدرها القضاء ،حتى تتمكن من نيل مرادك ،ولن تتمكن من تعذيبي ،فرد علي مبتسماً؛ وال أحتاج ألي من هذا ،اآلن بإمكاني أخذك وتعذيبك ،ومن ذا الذي سيعترض؟ فأجبته؛ حتى لو ،سأخرج وأكتب عنك ،وسأفضحك ،وهكذا ستتم مقاضاتك وفقا ً للقانون ،فضالً عن خروج أصدقائي في مظاهرة بمجرد أن اختفي .وكانت العبارة األخيرة مضحكة؛ فأضحكته .وجاء ساهر آخر - جندي أو مالزم أو عقيد آخر ،أو ربما رئيس آخر -وطلب منه أن يتركني وشأني ،وإعادة بطاقة التعريف لي ،وهذا ما حصل على مضض". االنتهاكات عند (م) تترك أثراً نفسيا ً عميقا ً يقول؛ "ممكن حتى ولو شعوريا ً أن أتخطى المسألة ،لكن ال شعوريا ً تخزن وتتطور المسألة إلى مشكلة نفسية، تتمثل بالخوف والتوتر والقلق ،خوف من التحرش وتوتر أثناءها ،وقلق ألنني سوف أفقد الشعور باألمان االجتماعي ،وسأشعر بأنني أعيش في غابة، فاالضطهاد هنا يكون جمعي"( .م) يعترف أنه ضال بحسب وجهة نظر الكثير من الناس واألهل ،لذلك فالدعم اإليجابي يأتي من األصدقاء المقربين فحسب، ألن المجتمع غريب عن (م) ،وبالمقابل (م) غريب عنه.
د.
(م أ) ذو الشعر الطويل
(أ م) شاب حاصل على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية ،وهو مطلع على الدستور العراقي ،والقوانين التي تتعلق بالحرية الشخصية .يرى (أ م) أن هذه القوانين غير مفعلة ،والمواطن في العراق يتعرض إلنتهاك حريته 21
الشخصية بين الحين واالخر ،وتتفاوت هذه االنتهاكات بحسب البيئة التي يعيش فيها. أكد (أ م) أن تاثير عامل الدين والعشائرية من أكثر العوامل التي تحد من الحرية الشخصية ،وهذين العاملين يؤثران على الحرية الشخصية للشباب بشكل كبير .وهناك عوامل أخر ،كالعائلة والمجتمع ،لها تأثير على تقييد الحريات الشخصية ،هذا باإلضافة إلى القوانين غير المفعلة ،وبعدم فعاليتها نفقد الحماية القانونية في البالد .يبين (أ م) أنه بعد عودته من السفر في العام ،2447أخبره سائق مركبة األجرة الذي أقله إلى منزله في إحدى مناطق (الكرخ) ،أن شعره طويل ،وهو أمر مرفوض في هذا الوقت ،حيث ذكر له السائق أن الميليشيات تحاسب كل شاب يقوم بإطالة شعر رأسه ،إذ تقوم هذه الميلشيات باستجوابه بشكل غير قانوني ،و ُتقدم على حلق شعره. لم يأخذ (أ م) كالم سائق مركبة األجرة بنظر اعتباره ،تصور أنه كالم مبالغ فيه ،لكنه فوجئ باستجواب عند مروره بأول مفرزة ألفراد القوات األمنية في منطقته ،قبل وصوله منزله. يذكر (أ م) أن أفراد القوات األمنية استجوبوه أكثر من ساعة ،حول سبب إبقاءه على شعره بهذا الشكل ،وقد تحدث معهم بدبلوماسية كما يذكر ،بسبب خوفه من اعتقاله ،وذكر لهم أنه كان خارج العراق ،ووعدهم بحلق شعره .وقد فعل ذلك بعد فترة؛ بسبب تخوفه من هذه األمر. يستطرد (أ م) قائالً "لم أكن أتوقع أن تتعرض لي المليشيات ،بسبب طول أستجوب من القوات األمنية ،فهذه القوات هي شعري ،ولم يخطر ببالي أن َ لحمياتنا وحماية منطقتنا ،وليست النتهاك حقوقنا الشخصية.".
هـ.
(هـ ط ) وعقدة المالبس
تقول (هـ ط) "إن حريتي الشخصية مقيدة من قبل البيئة والمجتمع الذي أعيش فيه ،باإلضافة إلى العادات والتقاليد واألعراف السائدة في مجتمعنا،". 22
وتستطرد "أرى الكثير من المالبس في المحالت التجارية ،والكثير منها تستهويني ،وأتمنى أن يكون باستطاعتي ارتداؤها ،لكنني ال استطيع ذلك، بسبب البيئة التي أعيش فيها ،والتي تفرض نوعا ً أو نمطا ً معينا ً من المالبس .".وتضيف "أنا لست مقتنعة بارتداء الحجاب ،لكنني مجبرة على ارتدائه بسبب فرضه علي من قبل األهل والمجتمع ،بحجة العيب والحرام والخوف من الوضع األمني غير المستقر".
و.
(د ك) تتنازل ،من أجل إكمال الدراسة
الوضع غير المستقر في بغداد ،أجبر (د ك) على العيش في بيت أختها ،بعيداً عن سكن الطالبات -األقسام الداخلية -حفاظا ً على أمنها وسالمتها ،لتكمل مسيرتها العلمية ،كون أهلها يسكنون في محافظة أخرى( .د ك) فتاة جميلة وذكية ،وكي تيسر أمور الحياة على نفسها؛ اضطرت أن تستمع إلى مطالب أهلها في ارتداء الحجاب ،وهي تعتبر هذا تعديا ً على حريتها الشخصية في اختيار ما تلبس ،دون قناعة تامة ،مبررة ذلك بخوف أهلها من خطورة التنقل داخل بغداد ،وأخذ االحتياطات الالزمة لتكون على أكبر قدر ممكن من األمان. إذ حللت (د ك) هذا الموقف بطريقة ايجابية ،كي تكون على قناعة أكثر بما تفعله ،بأن األهل لهم خوفهم المبرر ،وكما يسهلون عليها دراستها وطموحاتها، وجب عليها أن تخضع لما يطلبونه منها. لم تطـلع (د ك) مسبقا ً على مادة الحريات ضمن الدستور العراقي ،ألنها غير مهتمة به فهو -بحسب رأيها -ال يمثل اإلنسان العراقي ،فقد كتب في الخارج ،وبالمقابل تشعر أنها مقيدة ومسجونة داخل زنزانة دون مفتاح ،فمن أين ستشعر بحريتها ،وبأية طريقة ستعبر عن رأيها بحرية. المجتمع عند (د ك) بعاداته وطريقة تفكيره يقيد من حريتها الشخصية إلى حد االختناق ،والذي يزيده وجعا ً فقدان األمن الذي تعيشه في واقعها المرير ،الذي يجعل من الحياة أزمة ال حل لها ،ويقيد الحرية الشخصية بشكل خاص، وحرية الشباب العراقي بشكل عام. 23
ترى (د ك) أن هذه االنتهاكات والقيود التي تقلل من الدافع البشري لالستمرار ،قد أفقدنا السيطرة لفعل شيء مضاد له داخل بلدنا .لكن إرادتها الشخصية ،وعلى الرغم من األذى النفسي المستمر الذي تعانيه؛ بسبب ارتداء الحجاب القسري ،وصعوبة تنقلها ،فهي تصر على إكمال دراستها وتطوير نفسها خارج العراق .الطريقة المتبعة -من وجهة نظر (د ك) -لوقف االنتهاكات على الحريات الشخصية والحقوق الفردية ،تتم بطريقتين؛ األولى بتوفير المستلزمات األساسية للحياة من أمان واستقرار ،والثانية بتوفير مؤسسات تنظيمية للتوعية ،وهذه من أكثر األشياء التي يفتقر إليها البلد.
ز.
(ق و) هاوي فن التصوير
(ق و) حائز على البكالوريوس في القانون ،وقد جعل منه (فن التصوير) إنسانا ً جديداً ،له شخصيته وحضوره الخاص ،ألن اسمه تردد في العمل التطوعي كثيراً ،وفي مشاركاته الصورية في المعارض ،وقد دفعه تميزه هذا ليختبر الكثير من االنتهاكات لحريته الشخصية ،هذه االنتهاكات تناله في إطار ممارسة هوايته وشغفه ،فأن يمارس الفرد كمواطن هوايته في بغداد ،أصبحت مشكلة ،خصوصا ً إذا كانت تمس األمن الداخلي ،كما يتصور البعض أن التصوير يمس هذا األمن ،االنتهاك لحرية (ق و) جاءته من السلطات األمنية الحكومية ونقاط التفتيش ،فقط لكونه يحمل كامرته التي تلتقط كل ما هو جميل في بغداد ،فهو يرفض أن يصور الدمار والخراب والموت ليخلد لحظات الجمال والتراث واالنجازات الجميلة في زمن االرهاب. (ق و) يؤكد درايته بالدستور العراقي ،ونصوص الحريات فيه ،لكنه يجد أن الدستور ال يخرج عن كونه حبر على ورق ،ألن تطبيق الحماية القانونية ليس له وجود واقعي ،والسبب يعود بحسب تعبيره إلى سلطة الحكومة والمؤسسات من جهة ،والمواطنين واألفراد من جهة أخرى .فالفرد يتحمل المسؤولية في عدم نيله حقوقه وحريته الشخصية داخل بلده ،وذلك يعود إلى انعدام الثقافة القانونية من قبل الفرد ،ألن القانون موجود ضمن الدستور ،الذي يصون الحريات الشخصية ،لكن لم يسن له قانون لتطبيقه بالصورة الصحيحة؛ لذلك 20
تقع المسؤولية على الطرفين ،الموطن من جهة يطالـَب بالتطبيق ،والسلطة بالتشريع على ضوء ما يطلبه المواطن. يرى (ق و) أن أبسط حقوقه في حريته الشخصية ،يمكن أن تستلب من قِبل السلطة ،ألن أبسط نشاط يتطلب إجراءات كثيرة ليتمكن من أن يمارسه ،فكيف إذا كان يحتاج إلى بروتوكول دولي ،فالتظاهر السلمي مثالً مشروع دولي وعالمي ،لكنه ال يمكن أن يمارس في العراق بحرية. (ق و) يعاني من سلب لحرية كاميرته ،فهناك سلطة أمنية تمنعه من تشغيل عدسته؛ التي تشكل خطراً أمنيا ً على الوطن بحسب كالم الشرطة .يحدثنا قيصر أثناء توجهه إلى شارع المتنبي أن نقطة تفتيش هناك أوقفته ،وحاولت مصادرة معداته في التصوير ،فوضع في موقف حرج ،عندما خيروه بين أن تصادر كاميرته أو يعود أدراجه ،ولم يكن عليه إال أن يعود من حيث جاء. غالبا ما يُحكم (ق و) عقله في تعامله مع السلطة األمنية؛ حفاظا ً على مكانته الشخصية ومعداته التصويرية .إن هذا المردود السلبي على الفرد كمواطن مسلوب الحرية ،ال يعود على صاحبه إال بالقهر والتأثير النفسي السلبي .يقول (ق و) بمرارة؛ "التصوير حق بسيط ومشروع ،وال استطيع أن أمارسه بحرية في مدينتي ومنطقتي ،هذا الردع هو كالحاجز الكبير الذي يقف أمامي وأمام تقدمي ،وأمام ممارستي لحريتي الشخصية المكفولة في الدستور.". االنتهاكات ضد (ق و) ال تتوقف من السلطة بل يقترن معها األهل أيضاً، عندما تخولهم سلطتهم بفرض آرائهم الخاصة ،وفرض القوانين الخاصة داخل المنزل ،اعتمادا على نظرياتهم التي تقول أن التصوير ليس بمهنة ،إذ ليس فيه مردود مادي تستطيع العيش به ،وال مستقبل له ،وخوفهم الشخصي على ابنهم ال يردعهم من انتهاك حريته .وهذا ما جعله يدرك أن الحرية الشخصية تبدأ من سن 11للفرد ،وتستمر إلى نهاية العمر ،خصوصا ً عندما يكون هناك قانون يحمي الحرية الشخصية ،لكنها مع األسف غير مفعلة ،والحل لكل هذه االنتهاكات عند (ق و) ،هو تفعيل القانون وتطبيقه على الجميع دون أي استثناء ،ومحاسبة كل من يحاول خرق هذه القوانين ،وعدم محاولة االحتكاك 23
مع من يهدد هذه الحريات قدر المستطاع ،على األقل في الوقت الراهن. وهناك دور فعال ،على المجتمع أن يقوم به السترداد حريته الشخصية ،ألن التغيير يبدأ من المجتمع ،في حال لو أن المجتمع خطا خطوات كبيرة وفعالة في الدفاع عن الحريات ،عن طريق التوعية للشباب ،ومشاريع تعرف بالحرية لجعل الحرية أكثر ألفة للمجتمع والدولة ،وجعلها أمر واقع بشكل عام .الواقع لدى (ق و) ،وإن كان واقعا ً إرهابيا ً أفقده األمان والحرية في التنقل؛ فهو قد اعتاد عليه ،ألن اإلرهاب أصبح واقعا ً يوميا ً ،فبعد سلسلة من التفجيرات في بغداد ،جاءت توقيتاتها صباحية ،بات األمر ال يمنع من الخروج إلى الشارع، باق بحياة جميلة مزدهرة ،يلتقطها (ق و) وممارسة الحياة الطبيعية ،لكن األمل ٍ بكاميرته كل يوم ،وبحرية متخ َيلة!
ح.
(م ح) وقيود عائلية
شاركت (م ح) في الورشة التدريبية التي أقامتها (منظمة المسلة لتنمية الموارد البشرية) بدعم من منظمة (النجدة الشعبية النرويجية) في بغداد؛ لغرض االطالع على مفهوم الحرية الشخصية ،وزيادة وعيها في مجال القوانين والمعاهدات ،التي تكفل الحرية الشخصية .شاركت (م ح) مع زمالئها المتدربين في تعريف الحرية الشخصية ،وتحديد العوامل التي تحد منها أو تقيدها؛ كالدين والعشائرية والخوف وحرية اآلخر ،وغيرها من العوامل .تقول (م ح) "إن حريتي مقيدة من قِبل األهل ،السيما في الخروج من المنزل للتبضع ،فبرغم علمهم باألماكن التي أذهب إليها ،والتي تكون في الغالب قريبة من منزلنا ،إال أنهم يتصلون بي مرات عديدة ،لمعرفة أين أكون وما هو سبب تأخري عن المنزل ،".وتضيف (م ح ) "إن تكرار االتصال بي من قبل األهل؛ بسبب خوفهم وقلقهم علي ،جراء تدهور الوضع األمني في بغداد.".
ط.
(و ع) وخوف األهل
شاركت (و ع) كمتدربة في ورشة الشباب والحريات الشخصية ،التي نظمتها منظمة (المسلة لتنمية الموارد البشرية) بدعم من منظمة (النجدة الشعبية 26
النرويجية) في العاصمة بغداد .تذكر (و ع) أن مشكلة خوف األهل عليها هو أحد األمور التي تحد من حريتها الشخصية ،فهي ال تستطيع الذهاب إلى أي مكان بمفردها؛ لذا هي تضطر الصطحاب والدتها معها أينما تذهب؛ خصوصا ً أثناء حضورها ورش أو تدريبات تقام في بغداد .وتضيف (و ع) "إن مرافقة والدتها لها يحسسها بالتقييد المستمر ،فهي تحس أن مالزمة األهل بهذه الطريقة يشعرها بفقدان الحرية بكل أشكالها ،وكأنها ما زالت طفلة صغيرة ،على الرغم من أنها قد أكملت دراسة الهندسة المدنية في الجامعة، وأصبحت المسؤولة عن نفسها ،إال أن الوضع األمني وخوف األهل المستمر، يحدان من ممارساتها حياتها كشابة متعلمة راشدة.".
ي.
(م ط) تعاقب بالحجاب
شاركت (م ط) كمتدربة في ورشة الشباب والحريات الشخصية ،التي نظمتها منظمة (المسلة لتنمية الموارد البشرية) بدعم من منظمة (النجدة الشعبية النرويجية) في العاصمة بغداد .تذكر (م) أن حريتها الشخصية انتهكت من قبل أهلها ،وذلك في اختيار الكلية ،حيث فرض عليها أهلها أن تدرس في جامعة معينة ،وقد رفضت ذلك ،وعزت ذلك إلى أن حرية اختيار الجامعة أو الكلية عائد لها ،وذلك من ضمن حريتها الشخصية ،واستطاعت أن تدرس في الجامعة التي اختارتها .وتضيف "فرض أهلي علي ارتداء الحجاب ،كعقوبة لي الختياري الجامعة التي أصررت على أن أدرس فيها ،وبرغم عدم قناعتي بارتداء الحجاب ،إال أنه فرض علي ،".وتستطرد "إن الحرية الشخصية للشباب تنتهك ،وهناك عوامل عديدة تحد منها وتقيدها؛ كالمجمتع والدين والعشائرية ،وأكثر االنتهاكات شيوعا ً بالنسبة لإلناث ،هو فرض الحجاب من قبل األهل وإرغامها على اختيار جامعة أو كلية معينة ،باإلضافة إلى حق اختيار شريك الحياة ،فغالبا ً ما يفرض الزوج من األهل.".
27
ك.
(ع م) وحريته غير المفعلة
يعمل (ع م) في إحدى جامعات بغداد ،شارك كمتدرب في ورشة الشباب والحريات الشخصية ،التي نظمتها (منظمة المسلة لتنمية الموارد البشرية) بدعم من منظمة (النجدة الشعبية النرويجية) ،في العاصمة بغداد .يرى (م ع) ضمن للجميع أن يتمتعوا بحرياتهم الشخصية، أن اإلسالم والدين بشكل عامَ ، ولكن ضمن أطر وقواعد محددة ،أما بخصوص القوانين واألنظمة ،فإن الدستور العراقي يضم بابا ً كامالً يتحدث عن الحرية الشخصية ،إال أن أغلب مواده غير مفعلة. يذكر (م ع) أنه يتعرض النتهاك حريته الشخصية في عمله ،وذلك من خالل مضايقات زمالئه في العمل ،والتي تسبب له العديد من المشكالت .ويعلل سبب ذلك إلى الغيرة من قبل بعض زمالئه ،بسبب تفانيه في العمل ،الذي أوصله إلى المكان المتواجد فيه حالياً ،باإلضافة إلى النفاق والحس الطائفي، الذي يحمله بعض زمالئه ،وهذا ال ينطبق على كافة زمالئه ،فالغالبية أناس طيبون يقدمون له يد العون والمساعدة ،وتربطهم به عالقات وصداقات قوية.
ل.
(ع و) والسالسل الفوالذية
شارك (ع و) كمتدرب في ورشة الشباب والحريات الشخصية ،التي نظمتها (منظمة المسلة لتنمية الموارد البشرية) بدعم من منظمة (النجدة الشعبية النرويجية) ،في العاصمة بغداد .يرى (ع و) أن الحرية الشخصية هي حق األفراد بالتميز وممارسة األفكار والنشاطات واألعمال المناسبة ألهوائهم ،مع احترام الحريات العامة والقوانين ،والتمتع بحس المسوؤلية في آن واحد. ويضيف "بالرغم من جمالية وروعة كتابة القوانين العراقية ،إال أن ممارسة الحريات الشخصية في مجتمعنا محاطة بسالسل فوالذية ،وضعها ممتلكو السلطة ،باختالف درجاتهم في بيئتنا الجميلة.".
21
هل قتل جميع االيمو في العراق؟ ظاهرة العنف تقصي الكثير من حريات الشباب في بغداد خصوصاً ،والعراق عموما ً ،ومن بين ظواهر العنف التي استهدفت الشباب مطلع العام ،2412 ظاهرة قتل (اإليمو) بصورة بشعة ،تنافي مع مبدأ اإلنسانية.وقد كانت موضوع االيمو من اهم المواضيع في سنة 2412وبداية سنة ، 2413لكن اختفت الحديث عنها وبشكل قطعي،فهل قتل جميع شباب االيمو في العراق؟ أ.
من هم اإليمو؟
إذا تفحصنا جيداً وبحثنا في حقيقة هذه الفئة من الشباب ،ونظرنا إلى تاريخ ثقافة اإليمو ،فقد أتت كلمة Emoاختصاراً لـ Emotionاالنكليزية والتي تعني االنفعال واإلحساس .بدأت الحالة كتيار موسيقي في موسيقى (الهارد روك) أوائل الثمانينيات ،لتتحول في بداية األلفية الثالثة إلى Life Style لجماعات معينة ،وبدأت تظهر هذه الجماعات في واشنطن ،ويعتبر علماء االجتماع أنهم يمثلون حالة تطور طبيعي لجماعات البانكس punkشبه المنقرضة .وتتميز جماعة اإليمو بأن معظم أفرادها من المراهقين ،الذين ال تتجاوز أعمارهم السابعة عشرة ،ولهم طريقة معيشة خاصة بهم ،ولباس معين ،وموسيقى يتميزون بها. ب.
اإليمو في العراق
انتشرت ظاهرة شباب اإليمو في مناطق عدة من بغداد ،كمدينة الصدر، الكرادة ،المنصور ،السيدية ،الدورة وشارع فلسطين ،وقد تعرض شباب اإليمو هؤالء إلى العنف والقتل والتهديد ،بسبب مظهرهم غير المألوف ،الذي يعتبره البعض من مظاهر الشيطان ،وأن اإليمو عبدة للشيطان ومطاوعون للشر وخارجون عن طريق الدين والصواب ،لذا أقدم بعض المتطرفين على قتل هذه الفئة ،بحجة الخروج عن الطريق والردة والكفر.
26
تناقلت الكثير من المواقع اإلخبارية ومواقع التواصل االجتماعي ،مظاهر عديدة من صور وفيديو عن موقع الحدث ،لمقتل هذه الفئة من شباب اإليمو، ومن هذه المواقع التي تناقلت أخبار مقتل اإليمو موقع (إيالف) اإلخباري، وفي اتصاالت أجرتها إيالف مع مواطنين في بغداد ،أكدوا أنهم شاهدوا العديد من الشباب الذين ينتمون إلى ظاهرة اإليمو ،وخاصة في منطقة الكاظمية في ضواحي بغداد ومناطق أخرى من العاصمة ،وأشاروا إلى أن هؤالء يمارسون تصرفات ويرتدون مالبس غريبة .وأكدوا أن المواطنين يواجهونهم باالستنكار أحياناً ،وبالتهديد بالقتل والحرق أحيانا ً أخر .ويؤكد المواطنون أن ظاهرة اإليمو ال تقتصر على الشباب الذكور ،وإنما انخرطت فيها الكثير من الشابات العراقيات ،حيث يقمن بجرح معاصمهن بشيفرات الحالقة .ويشرن إلى أن أتباع هذه الظواهر يؤكدون أنهم يريدون ممارسة أي شيء يرغبون فيه ،بعيدا عن مبدأ (العيب) .كما أشارت المصادر األمنية العراقية إلى وجود أشخاص (مصاصي دماء) تابعين لطائفة اإليمو ،حيث يقوم هؤالء بامتصاص الدماء من معاصم بعضهم البعض .وتقول إنها رصدت رسوما ً لجماجم في بعض المدارس وكتابات باللغة االنكليزية ال تعرف طبيعتها ،موضحة أن مواقع االنترنت تبين أن أتباع هذه الظاهرة في الخارج هم من عبدة الشيطان. جـ.
عمليات قتل شباب اإليمو
طالبت جهات برلمانية ولجان حقوق اإلنسان ،بسرعة الكشف والتحقق من الجهات التي تقف وراء اغتيال الشباب ،الذين يس َمون باإليمو أو عبدة الشيطان؛ والتحقق من الجهات التي تقف خلف التعديات واالعتقاالت التي طالت عدداً من الشباب والطالب في تلك الفترة في شوارع بغداد ،ومنها الشوارع القريبة للبوابات الرئيسة لعدد من الكليات والجامعات ،حيث وصلت العديد من الشكاوى عن اعتقاالت تمت لشباب ،بسبب شكلهم الذي اعتبره بعض المكلفين من العناصر األمنية -ومنها الشرطة المجتمعية -مناظر غير مألوفة لهم ،وليس لمجتمعهم العام ،وإن بعض االعتقاالت جاءت الرتداء البعض مالبس الجينز ،أو بسبب تصفيف وقص شعره على الموضة الغربية، 34
بحسب ما نقله عدد من الطالب؛ ما أحدث حالة من الرعب والهلع لدى الطالب والشباب. د.
استهداف شباب اإليمو
في الوقت الذي تعرض فيه شباب اإليمو إلى التصفية الجسدية ،وإجبار كل من يقوم بإطالة شعره ،أو ارتداء الجينز -حتى وان كان ال ينتمي إلى فئة اإليمو -على حلق شعره والعزوف عن ارتداء الجينز ،واالبتعاد عن الكثير من المظاهر غير المألوفة للمجتمع؛ اعتبر البرلمان أن قتل وتصفية اإليمو يعد جريمة وسلوكا ً سلبياً ،يتعارض مع مبادئ حقوق اإلنسان .وأشار ناشطون في مجال حقوق اإلنسان إلى أن الجماعات المتشددة ،نفذت عملياتها ضد أكثر من 13شاباً ،بتهمة االنتماء إلى اإليمو .وعملت قيادة الشرطة في تلك الفترة على رصد هذه الظاهرة بين الشباب ،وقالت إنها أعدت خططا ً ودراسات ميدانية؛ ألجل إيجاد ثقافة تحد منها ،مشددة على أن لها آثاراً مستقبلية ،تقود إلى سلوكيات ،تصفها بغير الصحيحة.
31
الفصل الثالث
نتائج مسح ميداني عن الحريات الشخصية للشباب في العراق ،محافظة بغداد نموذجا أجري هذا المسح الميداني في محافظة بغداد خالل شهري تشرين األول وتشرين الثاني من العام ،2413الستطالع رأي الشباب حول الحريات الشخصية ومعوقاتها المجتمعية والشخصية والقانونية .حيث تم استطالع رأي ( )344شخص بموجب استمارات خاصة ،وكانت النتيجة ( )063استمارة صالحة و( )37استمارة باطلة .ونبين تالياً ،فرز معلومات ومحتويات ()063 استمارة:
المعلومات العامة لنتائج المسح الميداني:
الصورة :النموذج الرقم 4 /يوضح عمر العينة للمسح الميداني
32
الصورة :النموذج الرقم 7 /يوضح جنس الفئة المستهدفة أو العينة
الذكر 02
االنثى 31
نموذج رقم ( )2يوضح مستوى التحصيل الدراسي للعينة المتوسطة 3
ابتدائي 0
دراسات امي عليا 1 3
االعدادية 22
المعهد والجامعة 63
33
نموذج رقم ( )0يوضح مهنة عينة المسح اخرين صحفيين فنانين رياضي ين الخ موظف او 4 موظفة 13 عاطل او عاطلة عن العمل 11 طالب اوطالبة 66
نموذج رقم ( )3يوضح المستوى المعيشي لعينة المسح
فقير 21
جيد جدا 16 جيد 17
متوسط 06
30
نموذج رقم ( )6يوضح رأي العينة حول مدى الكفالة القانونية للحرية الشخصية في العراق الى حد كبير 14
الى حد ما 11 غير مكفول 72
نموذج رقم ( )2يوضح رأي العينة حول انتهاك حقوقها الشخصية لم تنتهكي حقوقي الشخصية 4
نعم انتهكت حقوقي الشخصية 144
33
منوذج رقم ( )8يوضح رأي العينة حول مصادر انتهاك حرياته الشخصية
السلطات والحكومة 01
العائلة والمجتمع 17
االحزاب السياسية 16
السلطة الدينية والجهات الدينية 26
نموذج رقم ( )6يوضح رأي العينة حول مجاالت انتهاك حقوقها الشخصية حرية الراي واالعتقاد 17
حرية التنقل والسفر 26
الحريات االخرى 14
حرية اللبس والتزين و الخ 00
36
جدول رقم ()14يوضح رأي العينة حول وسائل انتهاك حرياته الشخصية النبذ واالهمال 10 االهانة 32
التطاول والتحرش 30
المنع 13
الحجز والتوقيف 7
جدول رقم ( )11يوضح اماكن انتهاك حريته الشخصية
االماكن الدينية اماكن العمل 7 1 البيت 21
المؤسسة التعليمية 16
االماكن العامة االحياء اال سواق الشوارع 03
37
نموذج رقم ()12يوضح رد فعل العينة على انتهاك حرياته الشخصية اللجوء الى طرف ثالث 11
االهمال وعدم الرد 37
رفع الدعوى واللجوء للمحاكم 4
المواجهة الشخصية 32
نموذج رقم ()13يوضح تأثير االنتهاكات على شخصية العينة لم تؤثر على شخصيتي 6
نعم،اثرت على شخصيتي 61
31
نموذج رقم ( )10يوضح رأي العينة حول أنتهاك حرياتهم الشخصية الجل حرية االخرين والمجتمع
كال 31
دائما 02
احيانا 27
نموذج رقم ()13يوضح رأي العينة حول انتهاك الحريات في المراحل العمرية
الطفولة 16
كبار السن 6
سن الرشد 6
المراهقة 22 الشباب 00
36
نموذج رقم ()16يوضح رأي العينة حول السبب الرئيسي النتهاك احلريات الشخصية يف العراق شخصية الفرد 2
عوامل اخرى 1 العائلة 11
االحزاب السياسية 16
الدين 24
العشائر 21 القوانين 22
نموذج رقم ( )17يوضح جول هل لديها معلومات عن الخطة االستراتيجية الوطنية للشباب في العراق
نعم 20
كال 76
04
نموذج رقم ( )41يوضح رأي العينة حول الضمانات التي يجب توفرها لحماية الحريات الشخصية
التوعية المجتمعية 34
الضمانات القانونية والتشريعية 74
االستنتاجات أ .إن دخول عوامل مؤثرة مثل التطور التكنولوجي ،الذي أصبح بمتناول الجميع ،وهو ثورة معلوماتية غزت بلدان العالم من األول إلى الثالث بصورة متوازية ،وما يصنعه هذا التطور السريع أمام التطور البطيء في التكوين المجتمعي ،والبيئة االجتماعية ،ينتج تناشزاً اجتماعياً؛ يخلق فجوة بين جيلين أو ثالثة ،متأثرة بالعوامل الخارجية ،لتخلق فجوة أكبر .ونظراً لكون غالبية الشباب اليوم يتعاملون مع األجهزة التقنية ،بأسلوب يبتعد عن التعقيدات ،ونظراً لما تملكه وسائل التكنولوجيا الحديثة من قدرة على التأثير 01
في أوساط الشباب ،فقد دفعت هذه العالقة المتشابكة والشائكة إلى االنتماء الرقمي أكثر من الواقعي .فالشباب يجدون في التكنولوجيا متنفسا ً ألفكارهم، وترويجا ً لها بدون قيود أو تعسف .وقد يدمن البعض هذه األدوات ،لالبتعاد عن الجو العام وقيوده ،وقمع حرياتهم ،كما تقدم لهم التكنولوجيا ما لم تقدمه لهم حياتهم اليومية ،من تطورات سريعة قد تحدث حول العالم ،وبطبيعة الحال فإن التأثير التكنولوجي له دور في عملية التغيير السريعة التي تحدث للشاب؛ فالشاب يحاول أن يكون بمستوى أقرانه من الشباب في الدول والبلدان المتقدمة ،لما تملكه تلك البلدان من مقومات العيش الرغيد؛ والحريات المتاحة لهم ،وطبيعة العالقة التي تربط الشباب بأجهزة التكنولوجيا الحديثة ،السيما وأن الدراسات واألبحاث تظهر أن المراهقين والشباب هم األكثر استخداما ً للتكنولوجيا ،وأنهم األكثر قدرة على استيعابها ،كما تؤكد أنهم ال يستطيعون التخلي عنها ،وأنها مهمة جداً بالنسبة لهم .وقد تخلق التكنولوجيا تناشزاً بين الواقع والرغبة نحو امتالك الحريات الشخصية لدى الشباب ،ورغبة اإلنسان في التحرر من القيود االجتماعية ،وهي رغبة امتلكها بالفطرة ،كما هي رغبة السطوة والسيطرة عند الجيل السابق. ب.
حريات الشباب والحماية القانونية في المجتمعات التي يولد فيها نوع من الحرية ،بعد نظام الديمقراطية الذي يحكم البلد والدولة ،تأتي هذه الحريات تباعا ً تحت طائلة الديمقراطية ،وال تقتصر على فعل معين، بل قد تأخذ أفعال غير مألوفة كما ذكرنا آنفا ً في التقرير، حول تضمين حريات غير مألوفة للشباب ،منها ما يتعلق بالمالبس والمظهر العام ،الذي يعكسه المظهر الداخلي لنفسية الشاب المطالب بحريته ،ليطلبها وفقا ً لقانون الدولة، الذي يقضي بحمايته ،وتضمين مواد دستورية تكفل حرية الفرد ،وقوانين تحمي تلك المطالب.لكن وبلعكس ورغم الحماية الدستورية للحريات الشخصية لكن هناك قرارات مجحفة تنتهك الحريات الشخصية للشباب والطلبة واخيرها 02
والتي صدرت من دائرة تابعة لالمانة العامة لمجلس الوزراء الستيراد المالبس واالكسسوارات ! ج.صعود وبروز التيارات المتطرفة والمسلحة والدينية في العراق اثرت بشكل سلبي على الحريات الشخصية وخاصة على الحريات الشخصية للشباب والنساء.حيث اكدت مجموعة كبيرة من الدراسات الحالة بان تلك التيارات يستهدفون الشباب والنساء التي لديهم تصميم وشكل اخر في الحياة واليفكرون واليلبسون والياكلون او اليشربون مثلهم.وقد قتلت العديد على من الشباب والنساء على يد تلك التيارات وتحت عناوين مختلفة،مثل االيمو و...الخ. د-هناك صراع اجيال كبير ومخفي في المجتمع ويؤثر على التكوين االسري والمجتمعي في العراق،وبدورها يؤثر على المجتمع العراقي،وتبرز مميزتها خالل االنتهاكات التي تستهدف الحريات الشخصية للشباب والنساء.
03