211213012921

Page 1

‫واقع الحريات الشخصية للشباب في‬ ‫العراق‬

‫نتائج استطالع ‪ :‬اكثر من ‪ %27‬من الشباب يقولون‬ ‫حرياتهم الشخصية غير مكفولة قانونا‪،‬وان ‪ %14‬من‬ ‫االنتهاكات ضدهم تاتي من الحكومة والسلطات!‬

‫‪7142‬‬ ‫‪1‬‬


‫منظمة املسلة لتنمية املوارد البشرية و‬ ‫بدعم من منظمة‬ ‫( مساعدات الشعب النروجيي ‪) NPA‬‬ ‫صياغة والعمل الفين للتقرير‬ ‫صياغة التقرير‪ :‬رقية ابوالكرم‬ ‫مراجعة التقرير ‪ :‬عبداهلل خالد‬ ‫التصميم ‪:‬‬

‫المقدمة‬ ‫‪2‬‬


‫إن أكثر من مسؤوالً عراقي‪ ،‬وفي أكثر من مناسبة‪ ،‬صرحوا بأن (الحريات‬ ‫الشخصية) في هذه المرحلة التي يمر بها العراق ليست من االولويات‪ ،‬وان‬ ‫دقيق وحساس‪ ،‬وهناك ملفات كبيرة لها عالقة بمستقبل‬ ‫العراق يمر بوضع‬ ‫ٍ‬ ‫العراق‪ ،‬ومن القضايا التي لها االولية في البحث والتنفيذ هي القضايا التي‬ ‫تتعلق بمكافحة االرهاب‪ ،‬وبناء مؤسسات الدولة‪ ،‬والقضاء على البطالة‬ ‫والفقر‪.‬‬ ‫وبالمقابل وخالل عملنا في هذا المشروع‪ ،‬ومن خالل االنشط ِة المتعدد ِة مع‬ ‫الشباب‪ ،‬تبين لنا أن الشباب لهم رأي مخالف مع كبار صناع القرار‬ ‫ويعتبرون قضية (الحريات الشخصية) وتقيدها له أثراً مباشراً على مكافحة‬ ‫االرهاب وبناء مستقالً زاهراً للعراق‪ .‬و من جانبا ً آخر لها تاثير مباشر على‬ ‫واقع التنمية في العراق‪.‬‬ ‫حيث تبين من خالل مسحنا الميداني وأثناء إجراء العديد من المقابالت مع‬ ‫شباب في مناطق متفرقة ضمن اطار هذا المشروع‪ ،‬بأن انتهاك الحريات‬ ‫الشخصية بشكل كبير موجه نحو الشباب من كال الجنسين وخاصة االنتهاكات‬ ‫التي تقع يوميا تجاه (االناث) في المناطق التي تواجه موجات من العنف‬ ‫واالرهاب‪.‬‬ ‫هذه االنتهاكات‪ ،‬التي تصدر ضد الحريات الشخصية للشباب وفق‬ ‫االحصائيات الرسمية أن أكثر من ‪ %04‬من المجتمع العراقي هم من الشباب‪،‬‬ ‫الذين تتراوح اعمارهم ما بين ‪ 33 -11‬سنة‪ ،‬و يواجهون الكثير من التعديات‬ ‫على حرياتهم الشخصية‪ ،‬ولم تقف هذه التعديات في حدود التهديد واالقصاء‬ ‫بل تعدت الى اكثر من ذلك‪ ،‬ومنها ووصل وفقا ً لبعض التصريحات التي‬ ‫صدرت من قبل بعض الجهات الرسمية أن هناك عدداً من الشباب الذين قتلوا‬ ‫بسبب ماسميت ب فئة شباب(االيمو) في العراق‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫الى جانب ذلك ان الكثير من الشباب قد غادروا العراق‪ ،‬بسبب التعدي على‬ ‫الحرياتهم الشخصية‪.،‬وياتي كل ذلك في الوقت الذي وقع وصادق فيه العراق‬ ‫على العديد من االتفاقيات الدولية التي تحمي الحريات الشخصية ونضيف‬ ‫ان الدستور العراقي كفل الحريات الشخصية ضمن بنوده للفرد العراقي‪.‬‬ ‫هذا التقرير يقدم نتائج واقعية وملموسة عن واقع الحريات الشخصية للشباب‬ ‫في العراق‪ ،‬الذي يأتي ضمن عمل مشترك بين منظمة (المسلة) لتنمية الموارد‬ ‫البشرية ومنظمة (النجدة الشعبية النرويجية) خالل االربعة االشهر الماضية‪،‬‬ ‫حيث نفذت االنشطة في محافظة بغداد؛ وقد جرت ثالث ورش عمل تدريبية‬ ‫للشباب مع إجراء مقابالت لبعض الشبات من مناطق مختلفة في بغداد الذين‬ ‫انتهكت وتنتهك حقوقهم‪ ،‬الى جانب المسح الميداني الستطالع الرأي الشباب‬ ‫البالغ عددهم – ‪ - 063‬شابا ً من محافظة بغداد متحدثينة حول الحريات‬ ‫الشخصية للشباب في العراق‪.‬‬

‫‪0‬‬


‫مدخل عام‬ ‫تقوم الحرية على مبدأ مُلكية الذات‪ ،‬وإنكار هذا األمر‪ ،‬يعني أن شخصا ً آخر‬ ‫لديه حق أعلى من حقك في امتالك حياتك؛ وما من شخص آخر‪ ،‬أو مجموعة‬ ‫أشخاص‪ ،‬يمتلكون حياتك‪ ،‬وال أنت بمالك حياة اآلخرين‪.‬‬

‫الصورة‪ :‬كلمة (الحرية) بكتابة مسمارية سومرية‬

‫قبل ان ندخل الى صميم التقرير البد ان نوضح بعض المفاهيم االساسية‬ ‫وكاالتي‪:‬‬ ‫الحرية الشخصية‪ .‬هي إمكانية الفرد ‪ -‬دون أي جبر أو ضغط‬ ‫أ‪.‬‬ ‫خارجي ‪ -‬من اتخاذ قرار‪ ،‬أو تحديد خيار‪ ،‬من بين عدة خيارات مطروحة‪.‬‬ ‫ومفهوم الحرية يعني بشكل عام؛ شرط الحكم الذاتي في معالجة موضوع ما‪.‬‬ ‫والحرية هي التحرر من القيود‪ ،‬التي تكبل طاقات اإلنسان وإنتاجه‪ ،‬سواء أ‬ ‫كانت قيوداً مادية أو قيوداً معنوية‪ ،‬فالحرية تشمل التخلص من العبودية‬ ‫لشخص أو لجماعة أو للذات‪ ،‬والتخلص من الضغوط المفروضة على شخص‬ ‫ما؛ لتنفيذ غرض ما‪ ،‬والتخلص من اإلجبار والفرض‪ .‬والحرية الفردية هي‬ ‫حرية التنقل واللبس والقول‪ ،‬وإبداء وجهات النظر الخاصة والرأي‪ ،‬واختيار‬ ‫مكان العيش والعمل‪ ،‬و‪...‬الخ‪.‬‬ ‫الشباب‪ .‬هي الفترة العمرية ما بين الطفولة والبلوغ‪ ،‬وتوصف بأنها‬ ‫ب‪.‬‬ ‫فترة من النمو البدني والنفسي؛ من سن البلوغ إلى مرحلة النضج والبلوغ‬ ‫المبكر‪ .‬وتختلف المصطلحات لتحديد الفترة العمرية المحددة التي تشكل‬ ‫‪3‬‬


‫الشباب‪ ،‬فقد ال يتوافق نضج األفراد الفعلي مع عمرهم الزمني‪ ،‬بسبب وجود‬ ‫األفراد غير الناضجين في كافة األعمار‪ .‬وفي كافة أنحاء العالم فإن مرادفات‬ ‫(الشباب‪ ،‬المراهق‪ ،‬الشخص اليافع والفتى) والمتوارث منها؛ غالبا ً ما تعني‬ ‫الشيء ذاته‪ ،‬وأحيانا ً قليلة قد تعني أشياء متباينة‪ .‬فالشباب عموما ً يشير إلى‬ ‫فترة من الحياة‪ ،‬التي ليست في مرحلة الطفولة وال سن الرشد‪ ،‬بل في زمن ما‬ ‫بينهما‪.‬‬

‫‪6‬‬


‫الفصل االول‪:‬‬ ‫االطار القانوني للحرية الشخصية‬ ‫أ‪.‬‬

‫الحرية الشخصية وفق القوانين والمعاهدات والشرعة‬

‫الدولية‬ ‫اوال‪ :‬االعالن العالمي لحقوق االنسان‪:‬‬ ‫االعالن العالمي لحقوق االنسان ركزت على الحقوق الفردية في اغلب موادها‬ ‫ادناه بعض نصوصها‪:‬‬ ‫المادة ‪1‬‬ ‫يولد جميع الناس أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق‪ .‬وهم قد وهبوا العقل‬ ‫والوجدان وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضا بروح اإلخاء ‪.‬‬ ‫المادة ‪3‬‬ ‫لكل فرد حق في الحياة والحرية وفى األمان على شخصه ‪.‬‬ ‫المادة ‪0‬‬ ‫ال يجوز استرقاق أحد أو استعباده‪ ،‬ويحظر الرق واالتجار بالرقيق بجميع‬ ‫صورهما ‪.‬‬ ‫المادة ‪12‬‬ ‫ال يجوز تعريض أحد لتدخل تعسفي في حياته الخاصة أو في شؤون أسرته أو‬ ‫مسكنه أو مراسالته‪ ،‬وال لحمالت تمس شرفه وسمعته‪ .‬ولكل شخص حق في‬ ‫أن يحميه القانون من مثل ذلك التدخل أو تلك الحمالت ‪.‬‬ ‫المادة ‪13‬‬ ‫‪ -1‬لكل فرد حق في حرية التنقل وفى اختيار محل إقامته داخل حدود الدولة ‪.‬‬

‫‪ -2‬لكل فرد حق في مغادرة أي بلد‪ ،‬بما في ذلك بلده‪ ،‬وفى العودة إلى بلده‪.‬‬ ‫‪7‬‬


‫ثانيا‪ :‬العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية‬

‫اعتـُمِد العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬وعُرض للتوقيع‬ ‫والتصديق واالنضمام‪ ،‬بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة المرقم‪/‬‬ ‫المؤرخ في ‪ 16‬كانون األول ‪ ،1666‬وكان تأريخ بدء‬ ‫‪ /2244‬أ (د‪،)21 /‬‬ ‫َ‬ ‫التنفيذ يوم ‪ 23‬آذار ‪ ،1676‬وفقا ً ألحكام المادة‪.06 /‬‬ ‫إن الدول األطراف في هذا العهد‪ ،‬ترى من الواجب اإلقرار لكافة أعضاء‬ ‫األسرة البشرية بكرامة أصيلة فيهم‪ ،‬وحقوق متساوية وثابتة؛ وفقا ً للمبادئ‬ ‫المعلنة في ميثاق األمم المتحدة‪ ،‬كأساس للحرية والعدل والسالم في العالم‪ ،‬وإذ‬ ‫تقر بأن هذه الحقوق تنبثق من كرامة اإلنسان األصيلة فيه‪ ،‬تدرك أن السبيل‬ ‫الوحيد لتحقيق المثل األعلى‪ ،‬وفقا ً لإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪ ،‬هو في أن‬ ‫يكون البشر أحراراً‪ ،‬متمتعين بالحرية المدنية والسياسية‪ ،‬متحررين من‬ ‫الخوف والفاقة‪ ،‬وهذا هو سبيل تهيئة الظروف؛ لتمكين كل إنسان من التمتع‬ ‫بحقوقه المدنية والسياسية‪ ،‬وكذلك بحقوقه االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪.‬‬ ‫وإذ تضع في اعتبارها ما على الدول ‪ -‬بمقتضى ميثاق األمم المتحدة ‪ -‬من‬ ‫االلتزام بتعزيز االحترام والمراعاة العالميين لحقوق اإلنسان وحرياته‪ ،‬وتدرك‬ ‫أن على الفرد‪ ،‬الذي تترتب عليه واجبات إزاء األفراد اآلخرين‪ ،‬وإزاء‬ ‫الجماعة التي ينتمي إليها‪ ،‬وتتحمل مسؤولية السعي إلى تعزيز ومراعاة‬ ‫الحقوق المعترف بها في هذا العهد‪ .‬إذ جاء في الجزء الثاني‪ ،‬المادة‪،2 /‬‬ ‫الفقرة‪ /‬جـ؛ ضمن المواثيق والمعاهدات الدولية‪ ،‬لإلعالن العالمي لحقوق‬ ‫اإلنسان‪( ،‬الحقوق المدنية والسياسية)‪ ،‬إذ تتعهد كل دولة طرف في هذا العهد‬ ‫ كما جاء في المادة‪ 2 /‬الفقرة‪ /‬جـ ‪ -‬باآلتي‪:‬‬‫أوالً‪ .‬أن تكفل توفير سبيل فعال للتظلم ألي شخص؛ انتهكت حقوقه أو‬ ‫حرياته المعترف بها في هذا العهد‪ ،‬حتى لو صدر االنتهاك عن أشخاص‬ ‫يتصفون بصفتهم الرسمية‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫ثانياً‪ .‬أن تكفل لكل متظلم على هذا النحو‪ ،‬وتبت في الحقوق التي يدعي‬ ‫انتهاكها‪ ،‬سلطة قضائية أو إدارية أو تشريعية مختصة‪ ،‬أو أية سلطة مختصة‬ ‫أخرى‪ ،‬ينص عليها نظام الدولة القانوني‪ ،‬وأن تنمى إمكانيات التظلم القضائي‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ .‬أن تكفل قيام السلطات المختصة بإنفاذ األحكام الصادرة‪ ،‬لمصالح‬ ‫المتظلمين‪.‬‬ ‫إن التوقيع على هذه االتفاقية‪ ،‬يُلزم الدولة بااللتزام ببنود االتفاقية‪ ،‬وتوفير سبل‬ ‫العيش الكريم الحر‪ ،‬بما يتوافق مع ما وقـعت عليه من التزام‪ ،‬وتشريع قوانين‬ ‫ونصوص دستورية‪ ،‬تراعي هذا االلتزام من الناحية القانونية لحقوق الفرد في‬ ‫المجتمع والدولة‪ ،‬وليس بالضرورة أن يكون االنتهاك والتضييق على الفرد‬ ‫من المجتمع أو الجماعات‪ ،‬فقد يكون التضييق من الحكومة أو السلطة‬ ‫القضائية أو التشريعية‪ .‬وفي المادة‪ ،6 /‬الفقرة‪ /‬أ‪ ،‬جاء نص المادة مؤكداً على‬ ‫حرية الفرد الشخصية‪ ،‬وتوافقها مع األمان الذي توفره الحماية القانونية‬ ‫وتطبيق القانون‪ ،‬إذ ال يجوز توقيف أو اعتقال شخص؛ بسبب ممارسته‬ ‫لحريته الشخصية‪ ،‬إذا كانت هذه الحرية ال تؤثر سلبا ً على األمن‪ ،‬إال بمادة‬ ‫قانونية؛ قد تبيح توقيف أو محاسبة الفرد ضمن ضوابط محددة‪ ،‬ال تتعدى على‬ ‫إنسانية الشخص الموقوف‪.‬‬ ‫جاء في المادة‪ ،6/‬ما يأتي‪:‬‬ ‫لكل فرد حق في الحرية وفي األمان على شخصه‪ ،‬وال يجوز توقيف‬ ‫(أ)‬ ‫أحد أو اعتقاله تعسفا ً‪ .‬وال يجوز حرمان أحد من حريته‪ ،‬إال ألسباب ينص‬ ‫عليها القانون‪ ،‬وطبقا ً لإلجراء المقرر فيه‪.‬‬ ‫لكل شخص حُرم من حريته بالتوقيف أو االعتقال‪ ،‬حق الرجوع إلى‬ ‫(د)‬ ‫محكمة‪ ،‬لكي تفصل دون إبطاء في قانونية اعتقاله‪ ،‬وتأمر باإلفراج عنه إذا‬ ‫كان االعتقال غير قانوني‪.‬‬ ‫(هـ) لكل شخص كان ضحية توقيف أو اعتقال غير قانوني‪ ،‬الحق في‬ ‫الحصول على تعويض‪.‬‬ ‫‪6‬‬


‫نالحظ في الفقرة‪ /‬د والفقرة‪ /‬هـ‪ ،‬أن إقصاء الحريات بذريعة القانون وتطبيقه‪،‬‬ ‫يتيح للفرد حق الرجوع إلى المحاكم الشرعية؛ للتفاوض من أجل التحقيق‬ ‫إلبطال أية عقوبة قانونية‪ ،‬قد تكون تعسفية ضد المعتقل أو الموقوف‪ ،‬كما تتيح‬ ‫له المطالبة بتعويض مادي أو معنوي؛ عوضا ً عما تعرض له من قبل‬ ‫السلطات‪ ،‬أو أية جهة تطبق القانون‪.‬‬ ‫الفقرة‪ /‬أ‪ ،‬من المادة‪ ،14 /‬تكفل معاملة المحرومين من الحريات‪ ،‬مثل‬ ‫أشخاص يمارسون فنوناً‪ ،‬أو رياضة معينة قد تكون غير معروفة أو غير‬ ‫مرغوب بها ضمن المجتمع‪ ،‬أو يرتدون نوعا ً من المالبس واإلكسسوار الذي‬ ‫يظهرهم بمظهر غير مألوف؛ كل تلك المظاهر تـُعتبر من الحريات الممنوعة‬ ‫عن الممارسة‪ ،‬وال يعا َمل ممارسوها بإنسانية من قبل القانون والمجتمع‪ ،‬إذ‬ ‫تقوم السلطات بتوقيف ممارسيها‪ ،‬على أنها تنافي الذوق العام‪ ،‬ويواجه من‬ ‫المجتمع برفض واضطهاد‪ ،‬وتقمع من بعض الجماعات‪.‬‬ ‫جاء في المادة‪ ،14/‬ما يأتي‪:‬‬ ‫يعامل كافة المحرومين من حريتهم‪ ،‬معاملة إنسانية؛ تحترم الكرامة‬ ‫(أ)‬ ‫األصيلة في الشخص اإلنساني‪.‬‬ ‫ال يجوز فرض أية قيود‪ ،‬على المواد التي تخص اإلعالن العالمي لحقوق‬ ‫اإلنسان (الحقوق المدنية والسياسية)؛ إال إذا كانت هناك ضرورة تمس أمن‬ ‫البلد واالستقرار األمني فيه‪ ،‬ومحافظة على أرواح اآلخرين من العامة‪ ،‬أو ما‬ ‫يخل بالنظام المجتمعي‪ ،‬وصحة الفرد‪ ،‬واآلداب‪ ،‬الذوق العام‪ ،‬وهذا موضح في‬ ‫الفقرة‪ /‬جـ‪ ،‬من المادة‪ ،11 /‬التي جاء فيها‪:‬‬ ‫ال يجوز تقييد الحقوق المذكورة آنفا ً بأية قيود‪ ،‬غير تلك التي ينص عليها‬ ‫القانون‪ ،‬وتكون ضرورية لحماية األمن القومي‪ ،‬أو النظام العام‪ ،‬أو الصحة‬ ‫العامة‪ ،‬أو اآلداب العامة‪ ،‬أو حقوق اآلخرين وحرياتهم‪ ،‬وتكون متماشية مع‬ ‫الحقوق األخر المعترف بها في هذا العهد‪.‬‬ ‫‪14‬‬


‫ال تقتصر الحريات الشخصية على المظاهر العامة‪ ،‬فقد تتعلق مسألة الحرية‬ ‫الشخصية بنمط التفكير واالعتقاد بمسألة الدين والوجدان‪ ،‬وال يفرض أي قيد‬ ‫على شخص يرفض إظهار هويته الشخصية الدينية‪ ،‬ويعتبرها من الممارسات‬ ‫الشخصية المتعلقة بالوجدان واالختيار الشخصي‪ ،‬وقد يكون العكس؛ في‬ ‫محاولة إلظهار أفكاره ومعتقداته وشعائره وطقوسه الدينية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مراعية اللتزامات الدول الموقعة على االتفاقية‪ ،‬بإعطاء‬ ‫المادة‪ ،11 /‬كانت‬ ‫الحرية للفرد والمواطن‪ ،‬في إظهار وإخفاء جوانب من الحرية الشخصية‪،‬‬ ‫المتعلقة بالفكر والوجدان واالعتقاد‪ ،‬وجاء في نص المادة‪:‬‬ ‫لكل إنسان حق في حرية الفكر والوجدان والدين‪ ،‬ويشمل ذلك حريته‬ ‫(أ)‬ ‫في أن يدين بدين ما‪ ،‬وحريته في اعتناق أي دين أو معتقد يختاره‪ ،‬وحريته في‬ ‫إظهار دينه أو معتقده بالتعبد وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم‪ ،‬بمفرده أو‬ ‫مع جماعة‪ ،‬وأمام المأل أو على حدة‪.‬‬ ‫(ب) ال يجوز تعريض أحد إلكراه‪ ،‬من شأنه أن يخل بحريته‪ ،‬في أن يدين‬ ‫بدين ما‪ ،‬أو بحريته في اعتناق أي دين أو معتقد يختاره‪.‬‬ ‫(جـ) ال يجوز إخضاع حرية اإلنسان في إظهار دينه أو معتقده‪ ،‬إال للقيود‬ ‫التي يفرضها القانون‪ ،‬والتي تكون ضرورية لحماية السالمة العامة‪ ،‬أو النظام‬ ‫العام‪ ،‬أو الصحة العامة‪ ،‬أو اآلداب العامة‪ ،‬أو حقوق اآلخرين وحرياتهم‬ ‫األساسية‪.‬‬ ‫تتعهد الدول األطراف في هذا العهد‪ ،‬باحترام حرية اآلباء أو‬ ‫(د)‬ ‫األوصياء عند وجودهم‪ ،‬في تأمين تربية أوالدهم دينيا ً وخلقيا ً وفقا ً لقناعاتهم‬ ‫الخاصة‪.‬‬ ‫مع أن االتفاقية كانت تراعي حقوق الحرية الشخصية‪ ،‬وإلزام الدول الموقعة‬ ‫عليها لتشريعها ضمن قانون البلد الموقع‪ ،‬ومراقبة أدائها بعد التوقيع؛ إال أنها‬ ‫أتاحت الفرصة أمام حرية احترام اآلباء في أنماط تربية أبنائهم‪ ،‬وقناعتهم‬ ‫‪11‬‬


‫الشخصية حتى سن البلوغ‪ ،‬وهذا حق آخر تضمنه االتفاقية لإلنسان‪ ،‬ضمن‬ ‫قائمة الحريات‪.‬‬

‫ب‪.‬‬

‫الحرية الشخصية وفق الدستور العراقي‬

‫الدستور مبدأ الدولة لصياغة قوانين وتشريعات تنتهج مبدأ الدستور‪ ،‬ومن‬ ‫المنطقي أن تضع كل دولة قوانين ودساتير‪ ،‬تكفل وتنظـم حركة الفرد‪ ،‬على‬ ‫أن ال تقيد الحرية الشخصية لكل مواطن‪ ،‬وأن تراعي الحرية االجتماعية التي‬ ‫قد تنعكس على الحرية الفردية‪ ،‬ووفقا ً لما جاء في الدستور العراقي وبعض‬ ‫القوانين والمواثيق الدولية‪ ،‬التي تكفل حرية الفرد‪ ،‬نجد بعض هذه القوانين‬ ‫تصب في إطار الحرية الفردية خصوصاً‪ ،‬والجماعية عموماً‪ ،‬التي جاءت في‬ ‫الفصل الثاني (الحريات) المادة‪ ،37 /‬الفقرة‪ /‬أ والفقرة‪ /‬ب والمادة‪،36 ،31 /‬‬ ‫‪ 00 ،03 ،02 ،01 ،04‬و‪ 03‬و‪ 06‬من الدستور العراقي‪ .‬إذ كفلت هذه المواد‬ ‫حرية الفرد وصون كرامته‪ ،‬من خالل تشريعات قانونية‪ ،‬تتواءم مع المواد‬ ‫التي نص عليها الدستور العراقي‪ ،‬وجاء في نصوص هذه المواد ما يأتي‪:‬‬ ‫المادة‪37 /‬‬ ‫(أ)‬

‫حرية اإلنسان وكرامته‪ ،‬مصونتان‪.‬‬

‫(ب)‬

‫ال يجوز توقيف أحد‪ ،‬أو التحقيق معه‪ ،‬إال بموجب قرار قضائي‪.‬‬

‫(جـ) تحرم كافة أنواع التعذيب النفسي والجسدي‪ ،‬والمعاملة غير اإلنسانية‪،‬‬ ‫وال عبرة بأي اعتراف انتزع باإلكراه أو التهديد أو التعذيب‪ ،‬وللمتضرر‬ ‫المطالبة بالتعويض عن الضرر المادي والمعنوي الذي أصابه‪ ،‬وفقا ً للقانون‪.‬‬ ‫(د)‬

‫تكفل الدولة حماية الفرد‪ ،‬من اإلكراه الفكري والسياسي والديني‪.‬‬

‫(هـ) يحرم العمل القسري (السخرة)‪ ،‬والعبودية‪ ،‬وتجارة العبيد (الرقيق)‪،‬‬ ‫ويحرم االتجار بالنساء واألطفال‪ ،‬واالتجار بالجنس‪.‬‬ ‫‪12‬‬


‫المادة‪31 /‬‬ ‫تكفل الدولة‪ ،‬وبما ال يخل بالنظام العام واآلداب‪:‬‬ ‫(أ)‬

‫حرية التعبير عن الرأي‪ ،‬بكل الوسائل‪.‬‬

‫(ب)‬

‫حرية الصحافة والطباعة واإلعالن واإلعالم والنشر‪.‬‬

‫(جـ)‬

‫حرية االجتماع والتظاهر السلمي‪ ،‬وتنظم بقانون‪.‬‬

‫المادة‪36 /‬‬ ‫حرية تأسيس الجمعيات واألحزاب السياسية‪ ،‬أو االنضمام إليها‬ ‫(أ)‬ ‫مكفولة‪ ،‬وينظم ذلك بقانون‪.‬‬ ‫(ب) ال يجوز إجبار أحد على االنضمام إلى أي حزب أو جمعية أو جهة‬ ‫سياسية‪ ،‬أو إجباره على االستمرار في العضوية فيها‪.‬‬ ‫المادة‪04 /‬‬ ‫حرية االتصاالت والمراسالت البريدية والبرقية والهاتفية وااللكترونية‬ ‫وغيرها مكفولة‪ ،‬وال يجوز مراقبتها أو التنصت عليها‪ ،‬أو الكشف عنها‪ ،‬إال‬ ‫وبقرار قضائي‪.‬‬ ‫لضرور ٍة قانوني ٍة وأمنيةٍ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫المادة‪01 /‬‬ ‫العراقيون أحرار في االلتزام بأحوالهم الشخصية‪ ،‬بحسب دياناتهم أو مذاهبهم‬ ‫أو معتقداتهم أو اختياراتهم‪ ،‬وينظم ذلك بقانون‪.‬‬ ‫المادة‪02 /‬‬ ‫لكل فرد‪ ،‬حرية الفكر والضمير والعقيدة‪.‬‬ ‫المادة‪03 /‬‬ ‫‪13‬‬


‫(أ)‬

‫أتباع كل دين أو مذهب‪ ،‬أحرار في‪:‬‬

‫(أوالً) ممارسة الشعائر الدينية‪ ،‬بما فيها الشعائر الحسينية‪.‬‬ ‫(ثانياً) إدارة األوقاف وشؤونها ومؤسساتها الدينية‪ ،‬وينظم ذلك بقانون‪.‬‬ ‫(ب)‬

‫تكفل الدولة حرية العبادة وحماية أماكنها‪.‬‬

‫المادة‪00 /‬‬ ‫(أ)‬

‫للعراقي حرية التنقل والسفر والسكن‪ ،‬داخل العراق وخارجه‪.‬‬

‫(ب)‬

‫ال يجوز نفي العراقي‪ ،‬أو إبعاده‪ ،‬أو حرمانه من العودة إلى الوطن‪.‬‬

‫المادة‪06 /‬‬ ‫ال يكون تقييد ممارسة أي من الحقوق والحريات الواردة في هذا الدستور‪ ،‬أو‬ ‫تحديدها‪ ،‬إال بقانون أو بنا ًء عليه‪ ،‬على أال يمس ذلك التحديد والتقييد جوهر‬ ‫الحق أو الحرية‪.‬‬

‫ثالثا‪:‬‬

‫قرارات الدولة وحريات الشباب‬

‫رغم كل تلك التزامات الدولية والمحلية للعراق حول الحريات الشخصية لكن‬ ‫واقع الحال يخالف تماما‪،‬حيث ان هناك انتهاكات صريحة ضد الحريات‬ ‫الشخصية في العراق وخاصة ضد فئة الشباب والنساء في المجتمع‪.‬حيث‬ ‫صدر في االولنة االخيرة قرار من األمانة العامة لمجلس الوزراء‪ ،‬جاء في‬ ‫نصه "يمنع دخول المالبس واإلكسسوارات المخالفة للتقاليد‪ ،‬والخادشة للذوق‬ ‫العام‪ ،‬ومتابعة المروجين لها في األسواق المحلية"؛ بحجة ترشيد بعض‬ ‫الظواهر الذوقية واالجتماعية العامة‪ ،‬والتي يبتغى منها الحفاظ على التقاليد‬ ‫األصيلة للمجتمع العراقي الكريم‪ ،‬في ظل اإلشارة إلى بعض الحاالت الدخيلة‬ ‫والمستحدثة‪ ،‬التي ُتطبع وتربك الذوق العام‪ ،‬وتنطوي عليها عدد من مفاصل‬ ‫‪10‬‬


‫الواقع االجتماعي‪ ،‬بإصدار هذا القرار‪ ،‬والتصديق عليه‪ ،‬أصبح الفرد عموما ً‬ ‫والشباب خصوصاً‪ ،‬مقيداً عن حرياته الشخصية‪ ،‬ومطارداً من قبل المجتمع‬ ‫والسلطة‪ .‬وتبقى فقرات الدستور والمواثيق الدولية‪ ،‬عرضة لعدم التطبيق‬ ‫والتشريع القانوني من قبل السلطة التشريعية‪ .‬وبين تلك القوانين والقيود‬ ‫المفروضة على الشاب‪ ،‬فإنه يحاول أن يأخذ مساحة يفرضها على المجتمع‬ ‫والسلطة‪ ،‬بدون حماية قانونية لنفسه‪ ،‬محاولة منه لتغيير بعض المفاهيم‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫نماذج حية لفئة الشباب حول حرياتهم الشخصية‬ ‫هناك المئات من الشباب والتي ينتهك حرياتهم الشخصية في كل لحظة وساعة‬ ‫وفي كل المحافظات العراقية‪،‬في البيت والشارع والمدرسة وأماكن العمل‬ ‫و‪...‬الخ‪.‬‬ ‫نحن نقدم لكم بعض تلك الدراسات الحالة والتي تم اللقاء بهم‪:‬‬

‫أ‪.‬‬

‫(ح م) مغني الراب‬

‫(جي سكور) كما يطلق عليه في مجال شهرته وهو الراب‪( ،‬ح م) فنان راب‬ ‫له طموحه الكبير في أن يكون مغني رابر مشهوراً‪ ،‬ليس طمعا ً في شهرة‪،‬‬ ‫ولكن تقديسا ً لهذا الفن الذي يراه مغبونا ً في العراق‪ ،‬كما أن كل مغنيي الرابر‬ ‫مغبونين أيضاً‪ ،‬فال يمتلك هذا الفن الدعم الكافي‪ .‬ومثل هذه الهوايات‪ ،‬تحتاج‬ ‫إلى الدعم من قبل الدولة أو المؤسسات العامة‪ .‬ويرى أن فن (الراب) له تأريخ‬ ‫طويل‪ ،‬يحتاج إلى عناية ودراية‪ ،‬من قبل العاملين عليه‪ .‬وهذا هو الهدف‬ ‫االول لـ(ح)‪ ،‬أن يعرف بفن الراب في العراق بشكله الصحيح‪ ،‬كي يحسن من‬ ‫واقع هذا الفن وفنانيه‪ .‬إن حداثة هذا الفن عرضت (ح) إلى سلب كامل‬ ‫لحريته؛ حريته في التعبير‪ ،‬وفي ممارسته هوايته‪ ،‬فقد تعرض إلى التهديد‬ ‫المباشر بالقتل‪ ،‬من قبل (عصائب أهل الحق) الدينية‪ ،‬إذ كانت هذه الجهة‬ ‫السبب الرئيس في تعطيل موقعه على الفيسبوك‪ ،‬وحذف مقاطع الفيدو الخاصة‬ ‫به على االنترنيت‪ ،‬وإقصائه عن العمل لفترة‪ .‬فباعتقادهم أن (الراب) فن‬ ‫غربي دخيل‪ ،‬ليس على الشاب العراقي أن يمارسه بحرية‪ ،‬واعتبار أن الفن‬ ‫حرام ممارسته‪ ،‬فكيف إذن بفن غربي؟ يثبت لنا (ح) من خالل دراسته أن‬ ‫الراب له أصل عربي‪ ،‬يبدأ من سوق عكاظ‪ ،‬هذه العودة التاريخية هي محاولة‬ ‫منه الستعادة حريته‪ ،‬ألن الدين ال يقطع أوصال الفن‪ ،‬وال يتعارض مع فن‬ ‫يمس المجتمع ومشكالته‪ .‬حرية (ح) لم تسلب من قبل جهة دينية فحسب‪ ،‬بل‬ ‫من جهات مجتمعية أيضاً‪ ،‬من أفراد يدعمونه بسلبيتهم‪ ،‬من خالل‬ ‫‪16‬‬


‫االعتراضات اللفظية على هوايته وعمله وفنه‪ ،‬باعتبار أن هذا الفن فاشل‪،‬‬ ‫ليس له من قيمة أو مستقبل‪ .‬تأتي هذه التجاوزات على الحرية من قبل األهل‪،‬‬ ‫وبعض األصدقاء‪ ،‬واألفراد المطلعين بشكل سطحي على عمله‪ .‬فإحباط‬ ‫المعنويات وسيلة من وسائل سلب الحرية الشخصية‪ ،‬ألنها تحد من مساحة‬ ‫حرية اآلخر‪ ،‬عندما يكون رد فعلنا على إنجازاته سلبيا ً أو متشائما ً‪.‬‬ ‫لم يطلع (ح) على حقوقه ضمن الدستور العراقي‪ ،‬أو ضمن اإلعالن العالمي‬ ‫لحقوق اإلنسان‪ ،‬الصادر من قبل األمم المتحدة‪ ،‬كونه يتصور أن كل حقوقه‬ ‫مسلوبة في وطنه‪ ،‬فاعتمد على الال مباالة في أي حق يخصه‪ ،‬إال أن الدستور‬ ‫كفل حرية الفرد وحقوقه من الطفولة إلى الكهولة‪ ،‬ولكن قلة وعي (ح) وعدم‬ ‫درايته بفقرات الدستور‪ ،‬التي تكفل حقه في ممارسة حريته كفرد عراقي‪ ،‬عليه‬ ‫المطالبة لسن قانون مشرع من فقرات الدستور‪ ،‬التي تضمن حرية الفرد‪.‬‬ ‫للمجتمع وتوعيته دور في سلب حرية (ح)‪ ،‬واألذى النفسي الذي تعرض له‬ ‫من قبل بعض الجماعات‪ ،‬التي تعترض طريقه‪ ،‬وتقوم بابتزازه لعدم وجود‬ ‫الحماية القانونية له‪ ،‬هي النتيجة التي خرج بها (ح) من كل واقعه‪ ،‬ألنه ليس‬ ‫من السهل أن يعترف اآلخرون بك وبحريتك‪ ،‬وبالوسيلة التي تعبر بها عن‬ ‫همومك بصوتك وغنائك‪ ،‬لكن برغم ذلك‪ ،‬تجده قد أصر على إكمال مشواره‬ ‫وهدفه‪ ،‬لتحقيق غاياته‪.‬‬ ‫نظرة (ح) لواقعه جعلته يؤمن بأن عملية إيقاف االنتهاكات على الحريات‬ ‫الشخصية‪ ،‬لن تتم من خالل الرضوخ والسكوت‪ ،‬وإنما من خالل الحماية‬ ‫القانونية‪ ،‬التي تساهم في استمرار (ح) بما بدأ به‪ ،‬وأن يكون صوت حريته‬ ‫بغنائه‪ .‬ومن خالل ما طرحه (ح) من معاناة وإقصاء لممارسته لهوايته وفنه‪،‬‬ ‫الذي يريد من خالله إيصال صوته‪ ،‬وأن يمارس حقه الذي شرعه الدستور‬ ‫العراقي‪ ،‬والمعاهدات الدولية التي وقع عليها العراق‪ ،‬وأن تطبق كل تلك‬ ‫القوانين من خالل الحماية القانونية‪ ،‬التي يجب أن توفرها الحكومة‪.‬‬ ‫تفادي اتخاذ قرارات‪ ،‬يمكن أن تصدر من األمانة العامة لمجلس الوزراء‪ ،‬إذ‬ ‫تخرق تلك القوانين واللوائح الدولية‪ ،‬التي تم التوقيع عليها من قبل العراق‪،‬‬ ‫‪17‬‬


‫وقوانين أخر خاصة بالحريات‪ ،‬تضمنها الدستور العراقي‪ ،‬ولنا حالة أخرى‬ ‫وخرق آخر لحريات الشباب‪ ،‬لعرض جانب آخر من هذا اإلقصاء‪ ،‬حالة‬ ‫الطالبة الجامعية والرياضية (س)‪.‬‬

‫ب‪.‬‬

‫(س أ ) العبة السكواتش‬

‫(س أ) فتاة لها ما يميزها عن باقي الفتيات‪ ،‬عمرها ‪ 22‬سنة‪ ،‬هي رياضية‬ ‫محترفة بـ(السكواتش)‪ ،‬وطالبة سنة خامسة في كلية الطب تسكن في العاصمة‬ ‫بغداد‪ .‬خاضت الكثير من المنافسات والبطوالت الرياضية‪ ،‬وكان لها نجاحها‬ ‫الذي يذكر على صعيد الرياضة‪ ،‬برغم انعدام الدعم من قبل المؤسسات‬ ‫الرياضية‪ ،‬فهي لم تنل حقها في إيجاد الدعم المادي‪ ،‬لكنها وجدت دعمها‬ ‫المعنوي والنفسي من قبل األهل واألصحاب‪ ،‬والقائمين على تدريبها‬ ‫الرياضي‪ .‬ترى (س) أن المجتمع ليس له يد في تحجيم طاقة اإلنسان‪ ،‬ألن‬ ‫اإلنسان له إرادته التي تسيره وتحركه بأي اتجاه يريد‪ ،‬وهي عندما اختارت‬ ‫السكواتش والطب‪ ،‬لم يكن للمجتمع أي تأثير على حريتها في االختيار‪ ،‬ألن‬ ‫الفرد هو من يفرض بنفسه ونتاجه ما يريد‪ ،‬وأي شيء يريد‪ .‬لذلك الحلم ال‬ ‫يُقتل‪ ،‬عندما تكون خلف هذا الحلم إرادة قوية‪ .‬على الرغم مما تعانيه أحيانا ً من‬ ‫دعم سلبي من قبل األصدقاء‪ ،‬باعتبار أن رياضتها ليست بذات أهمية‪ ،‬لكن‬ ‫دعم األهل اإليجابي لها؛ فتح الكثير من األبواب المغلقة‪ ،‬واإلصرار على‬ ‫تكملة المشوار‪ .‬فيما يخص حقوقها الدستورية تدرك القليل منها‪ ،‬إذ لها اطالع‬ ‫بسيط عليها ضمن الدستور العراقي‪ ،‬فهي تعرف أن لكل فرد الحق في حرية‬ ‫التعبير‪ ،‬وهذا الحق هو أحد مواد الدستور العراقي‪ ،‬الذي مارسته (س) ضمن‬ ‫حدود معينة‪ ،‬فقد قالت؛ "في احد األيام انتقدت أحد أساتذتي في الكلية‪ ،‬على‬ ‫موقع التواصل االجتماعي الفيسبوك‪ ،‬وبعدها تعرضت إلى المضايقات من‬ ‫قبله‪ ،‬لذلك قررت أن أتوقف عن النقد أو التعبير عن رأيي بشكل علني‪ ،‬ألن‬ ‫هناك حدود مجتمعية وسلطوية‪ ،‬تمنعنا من أن نبوح بآرائنا للمأل"‪ .‬الدولة‬ ‫كالسلطة عند (س)‪ ،‬تمنعها من حقها في التعبير من جهة‪ ،‬والمجتمع وقوانينه‬ ‫وعاداته تمنعها من حقها في حريتها الكاملة من جهة أخرى؛ لذلك تقضي أيام‬ ‫دراستها في بغداد‪ ،‬وما بعد الدراسة تسافر إلى الخارج‪ ،‬لمساحة أكثر حرية‪.‬‬ ‫‪11‬‬


‫فأكثر المجاالت التي تعرضت بها (س) إلى اإلزعاج وسلب الحرية هو‬ ‫الشارع‪ ،‬ألنها تتعرض بشكل مباشر إلى التحرش اللفظي من قبل الشباب‪،‬‬ ‫وغالبا ً ما يكون رد فعلها؛ الصمت على هذه األفعال‪ ،‬وفي بعض األحيان تأخذ‬ ‫حقها بطرق أخر‪ ،‬يوفرها لها والدها أو أحد معارفها في الدولة‪ ،‬وبرغم كل‬ ‫هذه المضايقات والتعدي على حقوقها كامرأة‪ ،‬فقد زاد إصرارها لتكملة‬ ‫مشوارها وهدفها‪ ،‬فلم يؤثر أي فعل سلبي على نفسيتها؛ كفرد داخل مجتمع‬ ‫يتجاوز على الحقوق‪ .‬وللفرد عند (س) حق على الدولة‪ ،‬يبدأ من عمر ‪11‬‬ ‫سنة‪ ،‬مبررة ذلك أن اإلنسان في هذه المرحلة العمرية‪ ،‬يكون أكثر نضجا ً‬ ‫وأكثر قدرة على االستحكام العقلي‪ ،‬والدراية بالحقوق الشخصية‪ ،‬ويستمر هذا‬ ‫الحق للفرد إلى نهاية العمر‪ ،‬بتوفير العناية الطبية والنفسية له‪ .‬الحل عند (س)‬ ‫وواع للحقوق‬ ‫إليقاف االنتهاكات‪ ،‬يكمن في القانون‪ ،‬وإعداد جيل مثقف‬ ‫ٍ‬ ‫الشخصية‪ ،‬وكيفية أخذها وممارستها‪ ،‬لكن في الوقت الحالي‪ ،‬يكمن الحل في‬ ‫القانون فحسب‪ ،‬فعندما يكون هناك قانون يحمي الحريات‪ ،‬يعني هناك مجتمع‬ ‫آمن للعيش‪ .‬على الرغم من أن حقها في التحرر من الخوف مسلوب‪ ،‬في‬ ‫مجتمع يعاصر اإلرهاب‪ ،‬فهي تعاني من توتر يومي جراء التفجيرات في‬ ‫بغداد‪ ،‬وتقول "كل شخص في العراق قد ذاق الموت‪ ،‬فبتنا متهيئين له"‪،‬‬ ‫يكشف كالمها هذا عن حالة من االستسالم للموت‪ ،‬واالستعداد له‪ ،‬والتعود‬ ‫عليه‪.‬‬

‫جـ‪.‬‬

‫الكاتب (م م ش)‬

‫حاز (م م ش) على شهادة البكالوريوس في اإلعالم‪ ،‬وهو كاتب معروف‬ ‫ضمن وسط المثقفين‪ ،‬إذ له مؤلفات مهمة ومقاالت منشورة ضمن عدة صحف‬ ‫ورقية وإلكترونية‪ .‬صغر سنه لم يمنعه من النتاج الفكري‪ ،‬فقد تجاوز عقله‬ ‫صغر سنه بمسافات طوال‪ ،‬عاد هذا بالنظرة الجميلة من المجتمع عليه‪ .‬لكن‬ ‫ذلك ال يمنع من النظرة السلبية من ذات المجتمع‪ ،‬أو من األهل‪ ،‬ألن ما يقدمه‬ ‫(م) بكل بساطة مخالف لرؤيتهم الشخصية‪ ،‬وما تربى عليه أجداده‪ ،‬وعندما‬ ‫حاول (م) الدفاع عن أفكاره الخاصة بحرية‪ ،‬قوبل بالتحجيم والتنكيل‬ ‫والمحاربة‪ ،‬فقط ألنه مخالف لرأي اآلخر أو رأي األهل‪( .‬م) مطلع تماما ً على‬ ‫‪16‬‬


‫الدستور العراقي‪ ،‬وهو يقول استناداً إلى جملة لصديقه "إن هذا الدستور مفخخ‬ ‫كواقعنا‪ ،‬فال يحمل ما يتضمن مفهوم الحرية الشخصية‪ ،‬ألن الدستور مبطن"‪،‬‬ ‫لذلك فالحرية بحسب تعبيره مقيدة دستوريا ً وواقعيا ً‪ ،‬ألن ما يمر به (م) من‬ ‫خالل مناقشة أفكاره مع اآلخرين‪ ،‬يثبت أن ال حرية شخصية حتى في التعبير‬ ‫أو البوح بفكرة أو نظرية يؤمن بها‪ .‬االختالف ال يعني التخاصم لكن مع آراء‬ ‫(م) ومجتمعنا‪ ،‬تعني التخاصم والتناحر‪ ،‬وربما التهديد بالقتل‪ ،‬فيذكر (م) أنه‬ ‫في إحدى المرات‪ ،‬وبعد نقاش أغضب الطرف المقابل قال له؛ "أنت خطر‬ ‫ويجب أن ال تبقى على قيد الحياة ألنكم تدمرون البلد"‪.‬‬ ‫من جانب آخر يعاني (م) الكثير من التجاوزات واالنتهاكات الشخصية‪ ،‬من‬ ‫قبل المجتمع والسلطات الحكومية‪ ،‬ليس ألنه يشن حربا ً على فرد أو مؤسسة‬ ‫سياسية معينة‪ ،‬بل كل االنتهاك تأتي من شـَعر ِه الطويل‪ ،‬ألنه فقط يختلف عن‬ ‫شعر فرد آخر من المجتمع‪ ،‬أو شعر شرطي أو جندي يقف عند نقطة تفتيش‪.‬‬ ‫ويسرد عن ذلك (م) في مقدمته كتابه (نقد الديمقراطية) قائالً؛ "نعيش في‬ ‫مجتمعات ال يروق لها االختالف وال تحترم المختلف‪ ،‬ونقضي أيامنا مع أناس‬ ‫ُ‬ ‫اعتدت عليه شخصيا ً كما اعتاد عليه‬ ‫تزدري التعدد وتحتقر التنوع‪ ،‬وهذا ما‬ ‫الكثيرون‪ .‬وغالبا ً ما أتعرض لمضايقات ال لشيء إال ألن شعري طويل‪ ،‬أو‬ ‫ألن طريقتي في الكالم ال تعجبهم‪ ،‬أو ألن مالبسي ال ترضيهم‪ ،‬وبعض هذه‬ ‫المضايقات تصدر عن رجال األمن‪ ،‬الذين ينامون من أجل الوطن‪ ،‬عفواً؛‬ ‫(يسهرون) من أجله‪ .‬وذات يوم أوقفني أحد هؤالء الساهرين‪ ،‬وكان الوقت‬ ‫صباحاً‪ ،‬وسألني عن اسمي فأجبته‪ ،‬ثم سألني عن السبب الذي يدفعني إلطالة‬ ‫شعري‪ ،‬فأجبته أيضا ً ‪ -‬بما اتفق ‪ -‬ولكي أرطب الجو مازحته‪ ،‬بأن سحبت‬ ‫النظارات الشمسية التي كان قد علقها على سترته‪ ،‬ووضعتها على وجهي‪،‬‬ ‫سائالً إياه إن كانت جميلة علي‪ ،‬ثم أعدتها فوراً إلى ما كانت عليه‪ .‬وبدالً من‬ ‫أن يكون ذلك ترطيباً‪ ،‬صار تجفيفاً‪ ،‬وكأني به يقول؛ وقح وبشعر طويل؟!‪.‬‬ ‫وعلى الفور طلب مني هويتي ‪ -‬بطاقة التعريف الخاصة بي ‪ -‬وأعطيته إياها‬ ‫متظاهراً باالبتسام والطيبة‪ ،‬فقال وبكل حزم؛ أنا ال أضحك معك ‪ -‬وكان يقصد‬ ‫أن ابتسامتي في غير محلها ‪ -‬ثم أكمل وبكل جدية؛ أ تعرف من أنا؟ أنا آمر‬ ‫‪24‬‬


‫القاطع الفالني‪ ،‬المالزم فالن الفالني‪ ،‬اآلن باستطاعتي أن أضعك في صندوق‬ ‫الهمر ‪ -‬المركبة العسكرية ‪ -‬واعتقلك وأبرحك ضربا ً حتى تدمي‪ ،‬ولن يعرف‬ ‫أحد بذلك‪ ،‬ولن يتمكن أحد من االعتراض على ذلك‪ ،‬ولن يدري أحد إلى أين‬ ‫تم أخذك‪ ...‬فمن أنت حتى تمازحني؟ وبالطبع‪ ،‬لم تكن كلماته بتلك الجدية التي‬ ‫أحسبها‪ ،‬وأغلب الظن أنه حاول تخويفي‪ .‬وأنا كالعادة ال أفوت المجادلة‬ ‫والمالسنة‪ ،‬خصوصا ً في مواضيع الحقوق والحريات‪ ،‬ولذا رددت عليه‬ ‫ضاحكاً؛ قد يحصل ذلك في زمن النظام البائد‪ ،‬أما اآلن فكال‪ ،‬صدام قد ولى‪،‬‬ ‫واآلن نحن في زمن الديمقراطية‪ ،‬وإن أردت اعتقالي فعليك بمذكرة قانونية‬ ‫يُصدرها القضاء‪ ،‬حتى تتمكن من نيل مرادك‪ ،‬ولن تتمكن من تعذيبي‪ ،‬فرد‬ ‫علي مبتسماً؛ وال أحتاج ألي من هذا‪ ،‬اآلن بإمكاني أخذك وتعذيبك‪ ،‬ومن ذا‬ ‫الذي سيعترض؟ فأجبته؛ حتى لو‪ ،‬سأخرج وأكتب عنك‪ ،‬وسأفضحك‪ ،‬وهكذا‬ ‫ستتم مقاضاتك وفقا ً للقانون‪ ،‬فضالً عن خروج أصدقائي في مظاهرة بمجرد‬ ‫أن اختفي‪ .‬وكانت العبارة األخيرة مضحكة؛ فأضحكته‪ .‬وجاء ساهر آخر ‪-‬‬ ‫جندي أو مالزم أو عقيد آخر‪ ،‬أو ربما رئيس آخر ‪ -‬وطلب منه أن يتركني‬ ‫وشأني‪ ،‬وإعادة بطاقة التعريف لي‪ ،‬وهذا ما حصل على مضض"‪.‬‬ ‫االنتهاكات عند (م) تترك أثراً نفسيا ً عميقا ً يقول؛ "ممكن حتى ولو شعوريا ً أن‬ ‫أتخطى المسألة‪ ،‬لكن ال شعوريا ً تخزن وتتطور المسألة إلى مشكلة نفسية‪،‬‬ ‫تتمثل بالخوف والتوتر والقلق‪ ،‬خوف من التحرش وتوتر أثناءها‪ ،‬وقلق ألنني‬ ‫سوف أفقد الشعور باألمان االجتماعي‪ ،‬وسأشعر بأنني أعيش في غابة‪،‬‬ ‫فاالضطهاد هنا يكون جمعي"‪( .‬م) يعترف أنه ضال بحسب وجهة نظر الكثير‬ ‫من الناس واألهل‪ ،‬لذلك فالدعم اإليجابي يأتي من األصدقاء المقربين فحسب‪،‬‬ ‫ألن المجتمع غريب عن (م)‪ ،‬وبالمقابل (م) غريب عنه‪.‬‬

‫د‪.‬‬

‫(م أ) ذو الشعر الطويل‬

‫(أ م) شاب حاصل على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية‪ ،‬وهو مطلع‬ ‫على الدستور العراقي‪ ،‬والقوانين التي تتعلق بالحرية الشخصية‪ .‬يرى (أ م) أن‬ ‫هذه القوانين غير مفعلة‪ ،‬والمواطن في العراق يتعرض إلنتهاك حريته‬ ‫‪21‬‬


‫الشخصية بين الحين واالخر‪ ،‬وتتفاوت هذه االنتهاكات بحسب البيئة التي‬ ‫يعيش فيها‪.‬‬ ‫أكد (أ م) أن تاثير عامل الدين والعشائرية من أكثر العوامل التي تحد من‬ ‫الحرية الشخصية‪ ،‬وهذين العاملين يؤثران على الحرية الشخصية للشباب‬ ‫بشكل كبير‪ .‬وهناك عوامل أخر‪ ،‬كالعائلة والمجتمع‪ ،‬لها تأثير على تقييد‬ ‫الحريات الشخصية‪ ،‬هذا باإلضافة إلى القوانين غير المفعلة‪ ،‬وبعدم فعاليتها‬ ‫نفقد الحماية القانونية في البالد‪ .‬يبين (أ م) أنه بعد عودته من السفر في العام‬ ‫‪ ،2447‬أخبره سائق مركبة األجرة الذي أقله إلى منزله في إحدى مناطق‬ ‫(الكرخ)‪ ،‬أن شعره طويل‪ ،‬وهو أمر مرفوض في هذا الوقت‪ ،‬حيث ذكر له‬ ‫السائق أن الميليشيات تحاسب كل شاب يقوم بإطالة شعر رأسه‪ ،‬إذ تقوم هذه‬ ‫الميلشيات باستجوابه بشكل غير قانوني‪ ،‬و ُتقدم على حلق شعره‪.‬‬ ‫لم يأخذ (أ م) كالم سائق مركبة األجرة بنظر اعتباره‪ ،‬تصور أنه كالم مبالغ‬ ‫فيه‪ ،‬لكنه فوجئ باستجواب عند مروره بأول مفرزة ألفراد القوات األمنية في‬ ‫منطقته‪ ،‬قبل وصوله منزله‪.‬‬ ‫يذكر (أ م) أن أفراد القوات األمنية استجوبوه أكثر من ساعة‪ ،‬حول سبب‬ ‫إبقاءه على شعره بهذا الشكل‪ ،‬وقد تحدث معهم بدبلوماسية كما يذكر‪ ،‬بسبب‬ ‫خوفه من اعتقاله‪ ،‬وذكر لهم أنه كان خارج العراق‪ ،‬ووعدهم بحلق شعره‪ .‬وقد‬ ‫فعل ذلك بعد فترة؛ بسبب تخوفه من هذه األمر‪.‬‬ ‫يستطرد (أ م) قائالً "لم أكن أتوقع أن تتعرض لي المليشيات‪ ،‬بسبب طول‬ ‫أستجوب من القوات األمنية‪ ،‬فهذه القوات هي‬ ‫شعري‪ ،‬ولم يخطر ببالي أن‬ ‫َ‬ ‫لحمياتنا وحماية منطقتنا‪ ،‬وليست النتهاك حقوقنا الشخصية‪.".‬‬

‫هـ‪.‬‬

‫(هـ ط ) وعقدة المالبس‬

‫تقول (هـ ط) "إن حريتي الشخصية مقيدة من قبل البيئة والمجتمع الذي أعيش‬ ‫فيه‪ ،‬باإلضافة إلى العادات والتقاليد واألعراف السائدة في مجتمعنا‪،".‬‬ ‫‪22‬‬


‫وتستطرد "أرى الكثير من المالبس في المحالت التجارية‪ ،‬والكثير منها‬ ‫تستهويني‪ ،‬وأتمنى أن يكون باستطاعتي ارتداؤها‪ ،‬لكنني ال استطيع ذلك‪،‬‬ ‫بسبب البيئة التي أعيش فيها‪ ،‬والتي تفرض نوعا ً أو نمطا ً معينا ً من‬ ‫المالبس‪ .".‬وتضيف "أنا لست مقتنعة بارتداء الحجاب‪ ،‬لكنني مجبرة على‬ ‫ارتدائه بسبب فرضه علي من قبل األهل والمجتمع‪ ،‬بحجة العيب والحرام‬ ‫والخوف من الوضع األمني غير المستقر"‪.‬‬

‫و‪.‬‬

‫(د ك) تتنازل‪ ،‬من أجل إكمال الدراسة‬

‫الوضع غير المستقر في بغداد‪ ،‬أجبر (د ك) على العيش في بيت أختها‪ ،‬بعيداً‬ ‫عن سكن الطالبات ‪ -‬األقسام الداخلية ‪ -‬حفاظا ً على أمنها وسالمتها‪ ،‬لتكمل‬ ‫مسيرتها العلمية‪ ،‬كون أهلها يسكنون في محافظة أخرى‪( .‬د ك) فتاة جميلة‬ ‫وذكية‪ ،‬وكي تيسر أمور الحياة على نفسها؛ اضطرت أن تستمع إلى مطالب‬ ‫أهلها في ارتداء الحجاب‪ ،‬وهي تعتبر هذا تعديا ً على حريتها الشخصية في‬ ‫اختيار ما تلبس‪ ،‬دون قناعة تامة‪ ،‬مبررة ذلك بخوف أهلها من خطورة التنقل‬ ‫داخل بغداد‪ ،‬وأخذ االحتياطات الالزمة لتكون على أكبر قدر ممكن من األمان‪.‬‬ ‫إذ حللت (د ك) هذا الموقف بطريقة ايجابية‪ ،‬كي تكون على قناعة أكثر بما‬ ‫تفعله‪ ،‬بأن األهل لهم خوفهم المبرر‪ ،‬وكما يسهلون عليها دراستها وطموحاتها‪،‬‬ ‫وجب عليها أن تخضع لما يطلبونه منها‪.‬‬ ‫لم تطـلع (د ك) مسبقا ً على مادة الحريات ضمن الدستور العراقي‪ ،‬ألنها غير‬ ‫مهتمة به فهو ‪ -‬بحسب رأيها ‪ -‬ال يمثل اإلنسان العراقي‪ ،‬فقد كتب في‬ ‫الخارج‪ ،‬وبالمقابل تشعر أنها مقيدة ومسجونة داخل زنزانة دون مفتاح‪ ،‬فمن‬ ‫أين ستشعر بحريتها‪ ،‬وبأية طريقة ستعبر عن رأيها بحرية‪.‬‬ ‫المجتمع عند (د ك) بعاداته وطريقة تفكيره يقيد من حريتها الشخصية إلى حد‬ ‫االختناق‪ ،‬والذي يزيده وجعا ً فقدان األمن الذي تعيشه في واقعها المرير‪ ،‬الذي‬ ‫يجعل من الحياة أزمة ال حل لها‪ ،‬ويقيد الحرية الشخصية بشكل خاص‪،‬‬ ‫وحرية الشباب العراقي بشكل عام‪.‬‬ ‫‪23‬‬


‫ترى (د ك) أن هذه االنتهاكات والقيود التي تقلل من الدافع البشري‬ ‫لالستمرار‪ ،‬قد أفقدنا السيطرة لفعل شيء مضاد له داخل بلدنا‪ .‬لكن إرادتها‬ ‫الشخصية‪ ،‬وعلى الرغم من األذى النفسي المستمر الذي تعانيه؛ بسبب ارتداء‬ ‫الحجاب القسري‪ ،‬وصعوبة تنقلها‪ ،‬فهي تصر على إكمال دراستها وتطوير‬ ‫نفسها خارج العراق‪ .‬الطريقة المتبعة ‪ -‬من وجهة نظر (د ك) ‪ -‬لوقف‬ ‫االنتهاكات على الحريات الشخصية والحقوق الفردية‪ ،‬تتم بطريقتين؛ األولى‬ ‫بتوفير المستلزمات األساسية للحياة من أمان واستقرار‪ ،‬والثانية بتوفير‬ ‫مؤسسات تنظيمية للتوعية‪ ،‬وهذه من أكثر األشياء التي يفتقر إليها البلد‪.‬‬

‫ز‪.‬‬

‫(ق و) هاوي فن التصوير‬

‫(ق و) حائز على البكالوريوس في القانون‪ ،‬وقد جعل منه (فن التصوير)‬ ‫إنسانا ً جديداً‪ ،‬له شخصيته وحضوره الخاص‪ ،‬ألن اسمه تردد في العمل‬ ‫التطوعي كثيراً‪ ،‬وفي مشاركاته الصورية في المعارض‪ ،‬وقد دفعه تميزه هذا‬ ‫ليختبر الكثير من االنتهاكات لحريته الشخصية‪ ،‬هذه االنتهاكات تناله في إطار‬ ‫ممارسة هوايته وشغفه‪ ،‬فأن يمارس الفرد كمواطن هوايته في بغداد‪ ،‬أصبحت‬ ‫مشكلة‪ ،‬خصوصا ً إذا كانت تمس األمن الداخلي‪ ،‬كما يتصور البعض أن‬ ‫التصوير يمس هذا األمن‪ ،‬االنتهاك لحرية (ق و) جاءته من السلطات األمنية‬ ‫الحكومية ونقاط التفتيش‪ ،‬فقط لكونه يحمل كامرته التي تلتقط كل ما هو جميل‬ ‫في بغداد‪ ،‬فهو يرفض أن يصور الدمار والخراب والموت ليخلد لحظات‬ ‫الجمال والتراث واالنجازات الجميلة في زمن االرهاب‪.‬‬ ‫(ق و) يؤكد درايته بالدستور العراقي‪ ،‬ونصوص الحريات فيه‪ ،‬لكنه يجد أن‬ ‫الدستور ال يخرج عن كونه حبر على ورق‪ ،‬ألن تطبيق الحماية القانونية ليس‬ ‫له وجود واقعي‪ ،‬والسبب يعود بحسب تعبيره إلى سلطة الحكومة والمؤسسات‬ ‫من جهة‪ ،‬والمواطنين واألفراد من جهة أخرى‪ .‬فالفرد يتحمل المسؤولية في‬ ‫عدم نيله حقوقه وحريته الشخصية داخل بلده‪ ،‬وذلك يعود إلى انعدام الثقافة‬ ‫القانونية من قبل الفرد‪ ،‬ألن القانون موجود ضمن الدستور‪ ،‬الذي يصون‬ ‫الحريات الشخصية‪ ،‬لكن لم يسن له قانون لتطبيقه بالصورة الصحيحة؛ لذلك‬ ‫‪20‬‬


‫تقع المسؤولية على الطرفين‪ ،‬الموطن من جهة يطالـَب بالتطبيق‪ ،‬والسلطة‬ ‫بالتشريع على ضوء ما يطلبه المواطن‪.‬‬ ‫يرى (ق و) أن أبسط حقوقه في حريته الشخصية‪ ،‬يمكن أن تستلب من قِبل‬ ‫السلطة‪ ،‬ألن أبسط نشاط يتطلب إجراءات كثيرة ليتمكن من أن يمارسه‪ ،‬فكيف‬ ‫إذا كان يحتاج إلى بروتوكول دولي‪ ،‬فالتظاهر السلمي مثالً مشروع دولي‬ ‫وعالمي‪ ،‬لكنه ال يمكن أن يمارس في العراق بحرية‪.‬‬ ‫(ق و) يعاني من سلب لحرية كاميرته‪ ،‬فهناك سلطة أمنية تمنعه من تشغيل‬ ‫عدسته؛ التي تشكل خطراً أمنيا ً على الوطن بحسب كالم الشرطة‪ .‬يحدثنا‬ ‫قيصر أثناء توجهه إلى شارع المتنبي أن نقطة تفتيش هناك أوقفته‪ ،‬وحاولت‬ ‫مصادرة معداته في التصوير‪ ،‬فوضع في موقف حرج‪ ،‬عندما خيروه بين أن‬ ‫تصادر كاميرته أو يعود أدراجه‪ ،‬ولم يكن عليه إال أن يعود من حيث جاء‪.‬‬ ‫غالبا ما يُحكم (ق و) عقله في تعامله مع السلطة األمنية؛ حفاظا ً على مكانته‬ ‫الشخصية ومعداته التصويرية‪ .‬إن هذا المردود السلبي على الفرد كمواطن‬ ‫مسلوب الحرية‪ ،‬ال يعود على صاحبه إال بالقهر والتأثير النفسي السلبي‪ .‬يقول‬ ‫(ق و) بمرارة؛ "التصوير حق بسيط ومشروع‪ ،‬وال استطيع أن أمارسه بحرية‬ ‫في مدينتي ومنطقتي‪ ،‬هذا الردع هو كالحاجز الكبير الذي يقف أمامي وأمام‬ ‫تقدمي‪ ،‬وأمام ممارستي لحريتي الشخصية المكفولة في الدستور‪.".‬‬ ‫االنتهاكات ضد (ق و) ال تتوقف من السلطة بل يقترن معها األهل أيضاً‪،‬‬ ‫عندما تخولهم سلطتهم بفرض آرائهم الخاصة‪ ،‬وفرض القوانين الخاصة داخل‬ ‫المنزل ‪،‬اعتمادا على نظرياتهم التي تقول أن التصوير ليس بمهنة‪ ،‬إذ ليس فيه‬ ‫مردود مادي تستطيع العيش به‪ ،‬وال مستقبل له‪ ،‬وخوفهم الشخصي على ابنهم‬ ‫ال يردعهم من انتهاك حريته‪ .‬وهذا ما جعله يدرك أن الحرية الشخصية تبدأ‬ ‫من سن ‪ 11‬للفرد‪ ،‬وتستمر إلى نهاية العمر‪ ،‬خصوصا ً عندما يكون هناك‬ ‫قانون يحمي الحرية الشخصية‪ ،‬لكنها مع األسف غير مفعلة‪ ،‬والحل لكل هذه‬ ‫االنتهاكات عند (ق و)‪ ،‬هو تفعيل القانون وتطبيقه على الجميع دون أي‬ ‫استثناء‪ ،‬ومحاسبة كل من يحاول خرق هذه القوانين‪ ،‬وعدم محاولة االحتكاك‬ ‫‪23‬‬


‫مع من يهدد هذه الحريات قدر المستطاع‪ ،‬على األقل في الوقت الراهن‪.‬‬ ‫وهناك دور فعال‪ ،‬على المجتمع أن يقوم به السترداد حريته الشخصية‪ ،‬ألن‬ ‫التغيير يبدأ من المجتمع‪ ،‬في حال لو أن المجتمع خطا خطوات كبيرة وفعالة‬ ‫في الدفاع عن الحريات‪ ،‬عن طريق التوعية للشباب‪ ،‬ومشاريع تعرف بالحرية‬ ‫لجعل الحرية أكثر ألفة للمجتمع والدولة‪ ،‬وجعلها أمر واقع بشكل عام‪ .‬الواقع‬ ‫لدى (ق و)‪ ،‬وإن كان واقعا ً إرهابيا ً أفقده األمان والحرية في التنقل؛ فهو قد‬ ‫اعتاد عليه‪ ،‬ألن اإلرهاب أصبح واقعا ً يوميا ً‪ ،‬فبعد سلسلة من التفجيرات في‬ ‫بغداد‪ ،‬جاءت توقيتاتها صباحية‪ ،‬بات األمر ال يمنع من الخروج إلى الشارع‪،‬‬ ‫باق بحياة جميلة مزدهرة‪ ،‬يلتقطها (ق و)‬ ‫وممارسة الحياة الطبيعية‪ ،‬لكن األمل ٍ‬ ‫بكاميرته كل يوم‪ ،‬وبحرية متخ َيلة!‬

‫ح‪.‬‬

‫(م ح) وقيود عائلية‬

‫شاركت (م ح) في الورشة التدريبية التي أقامتها (منظمة المسلة لتنمية الموارد‬ ‫البشرية) بدعم من منظمة (النجدة الشعبية النرويجية) في بغداد؛ لغرض‬ ‫االطالع على مفهوم الحرية الشخصية‪ ،‬وزيادة وعيها في مجال القوانين‬ ‫والمعاهدات‪ ،‬التي تكفل الحرية الشخصية‪ .‬شاركت (م ح) مع زمالئها‬ ‫المتدربين في تعريف الحرية الشخصية‪ ،‬وتحديد العوامل التي تحد منها أو‬ ‫تقيدها؛ كالدين والعشائرية والخوف وحرية اآلخر‪ ،‬وغيرها من العوامل‪ .‬تقول‬ ‫(م ح) "إن حريتي مقيدة من قِبل األهل‪ ،‬السيما في الخروج من المنزل‬ ‫للتبضع‪ ،‬فبرغم علمهم باألماكن التي أذهب إليها‪ ،‬والتي تكون في الغالب قريبة‬ ‫من منزلنا‪ ،‬إال أنهم يتصلون بي مرات عديدة‪ ،‬لمعرفة أين أكون وما هو سبب‬ ‫تأخري عن المنزل‪ ،".‬وتضيف (م ح ) "إن تكرار االتصال بي من قبل‬ ‫األهل؛ بسبب خوفهم وقلقهم علي‪ ،‬جراء تدهور الوضع األمني في بغداد‪.".‬‬

‫ط‪.‬‬

‫(و ع) وخوف األهل‬

‫شاركت (و ع) كمتدربة في ورشة الشباب والحريات الشخصية‪ ،‬التي نظمتها‬ ‫منظمة (المسلة لتنمية الموارد البشرية) بدعم من منظمة (النجدة الشعبية‬ ‫‪26‬‬


‫النرويجية) في العاصمة بغداد‪ .‬تذكر (و ع) أن مشكلة خوف األهل عليها هو‬ ‫أحد األمور التي تحد من حريتها الشخصية‪ ،‬فهي ال تستطيع الذهاب إلى أي‬ ‫مكان بمفردها؛ لذا هي تضطر الصطحاب والدتها معها أينما تذهب؛‬ ‫خصوصا ً أثناء حضورها ورش أو تدريبات تقام في بغداد‪ .‬وتضيف (و ع)‬ ‫"إن مرافقة والدتها لها يحسسها بالتقييد المستمر‪ ،‬فهي تحس أن مالزمة األهل‬ ‫بهذه الطريقة يشعرها بفقدان الحرية بكل أشكالها‪ ،‬وكأنها ما زالت طفلة‬ ‫صغيرة‪ ،‬على الرغم من أنها قد أكملت دراسة الهندسة المدنية في الجامعة‪،‬‬ ‫وأصبحت المسؤولة عن نفسها‪ ،‬إال أن الوضع األمني وخوف األهل المستمر‪،‬‬ ‫يحدان من ممارساتها حياتها كشابة متعلمة راشدة‪.".‬‬

‫ي‪.‬‬

‫(م ط) تعاقب بالحجاب‬

‫شاركت (م ط) كمتدربة في ورشة الشباب والحريات الشخصية‪ ،‬التي نظمتها‬ ‫منظمة (المسلة لتنمية الموارد البشرية) بدعم من منظمة (النجدة الشعبية‬ ‫النرويجية) في العاصمة بغداد‪ .‬تذكر (م) أن حريتها الشخصية انتهكت من قبل‬ ‫أهلها‪ ،‬وذلك في اختيار الكلية‪ ،‬حيث فرض عليها أهلها أن تدرس في جامعة‬ ‫معينة‪ ،‬وقد رفضت ذلك‪ ،‬وعزت ذلك إلى أن حرية اختيار الجامعة أو الكلية‬ ‫عائد لها‪ ،‬وذلك من ضمن حريتها الشخصية‪ ،‬واستطاعت أن تدرس في‬ ‫الجامعة التي اختارتها‪ .‬وتضيف "فرض أهلي علي ارتداء الحجاب‪ ،‬كعقوبة‬ ‫لي الختياري الجامعة التي أصررت على أن أدرس فيها‪ ،‬وبرغم عدم قناعتي‬ ‫بارتداء الحجاب‪ ،‬إال أنه فرض علي‪ ،".‬وتستطرد "إن الحرية الشخصية‬ ‫للشباب تنتهك‪ ،‬وهناك عوامل عديدة تحد منها وتقيدها؛ كالمجمتع والدين‬ ‫والعشائرية‪ ،‬وأكثر االنتهاكات شيوعا ً بالنسبة لإلناث‪ ،‬هو فرض الحجاب من‬ ‫قبل األهل وإرغامها على اختيار جامعة أو كلية معينة‪ ،‬باإلضافة إلى حق‬ ‫اختيار شريك الحياة‪ ،‬فغالبا ً ما يفرض الزوج من األهل‪.".‬‬

‫‪27‬‬


‫ك‪.‬‬

‫(ع م) وحريته غير المفعلة‬

‫يعمل (ع م) في إحدى جامعات بغداد‪ ،‬شارك كمتدرب في ورشة الشباب‬ ‫والحريات الشخصية‪ ،‬التي نظمتها (منظمة المسلة لتنمية الموارد البشرية)‬ ‫بدعم من منظمة (النجدة الشعبية النرويجية)‪ ،‬في العاصمة بغداد‪ .‬يرى (م ع)‬ ‫ضمن للجميع أن يتمتعوا بحرياتهم الشخصية‪،‬‬ ‫أن اإلسالم والدين بشكل عام‪َ ،‬‬ ‫ولكن ضمن أطر وقواعد محددة‪ ،‬أما بخصوص القوانين واألنظمة‪ ،‬فإن‬ ‫الدستور العراقي يضم بابا ً كامالً يتحدث عن الحرية الشخصية‪ ،‬إال أن أغلب‬ ‫مواده غير مفعلة‪.‬‬ ‫يذكر (م ع) أنه يتعرض النتهاك حريته الشخصية في عمله‪ ،‬وذلك من خالل‬ ‫مضايقات زمالئه في العمل‪ ،‬والتي تسبب له العديد من المشكالت‪ .‬ويعلل‬ ‫سبب ذلك إلى الغيرة من قبل بعض زمالئه‪ ،‬بسبب تفانيه في العمل‪ ،‬الذي‬ ‫أوصله إلى المكان المتواجد فيه حالياً‪ ،‬باإلضافة إلى النفاق والحس الطائفي‪،‬‬ ‫الذي يحمله بعض زمالئه‪ ،‬وهذا ال ينطبق على كافة زمالئه‪ ،‬فالغالبية أناس‬ ‫طيبون يقدمون له يد العون والمساعدة‪ ،‬وتربطهم به عالقات وصداقات قوية‪.‬‬

‫ل‪.‬‬

‫(ع و) والسالسل الفوالذية‬

‫شارك (ع و) كمتدرب في ورشة الشباب والحريات الشخصية‪ ،‬التي نظمتها‬ ‫(منظمة المسلة لتنمية الموارد البشرية) بدعم من منظمة (النجدة الشعبية‬ ‫النرويجية)‪ ،‬في العاصمة بغداد‪ .‬يرى (ع و) أن الحرية الشخصية هي حق‬ ‫األفراد بالتميز وممارسة األفكار والنشاطات واألعمال المناسبة ألهوائهم‪ ،‬مع‬ ‫احترام الحريات العامة والقوانين‪ ،‬والتمتع بحس المسوؤلية في آن واحد‪.‬‬ ‫ويضيف "بالرغم من جمالية وروعة كتابة القوانين العراقية‪ ،‬إال أن ممارسة‬ ‫الحريات الشخصية في مجتمعنا محاطة بسالسل فوالذية‪ ،‬وضعها ممتلكو‬ ‫السلطة‪ ،‬باختالف درجاتهم في بيئتنا الجميلة‪.".‬‬

‫‪21‬‬


‫هل قتل جميع االيمو في العراق؟‬ ‫ظاهرة العنف تقصي الكثير من حريات الشباب في بغداد خصوصاً‪ ،‬والعراق‬ ‫عموما ً‪ ،‬ومن بين ظواهر العنف التي استهدفت الشباب مطلع العام ‪،2412‬‬ ‫ظاهرة قتل (اإليمو) بصورة بشعة‪ ،‬تنافي مع مبدأ اإلنسانية‪.‬وقد كانت‬ ‫موضوع االيمو من اهم المواضيع في سنة ‪ 2412‬وبداية سنة ‪، 2413‬لكن‬ ‫اختفت الحديث عنها وبشكل قطعي‪،‬فهل قتل جميع شباب االيمو في العراق؟‬ ‫أ‪.‬‬

‫من هم اإليمو؟‬

‫إذا تفحصنا جيداً وبحثنا في حقيقة هذه الفئة من الشباب‪ ،‬ونظرنا إلى تاريخ‬ ‫ثقافة اإليمو‪ ،‬فقد أتت كلمة ‪ Emo‬اختصاراً لـ‪ Emotion‬االنكليزية والتي‬ ‫تعني االنفعال واإلحساس‪ .‬بدأت الحالة كتيار موسيقي في موسيقى (الهارد‬ ‫روك) أوائل الثمانينيات‪ ،‬لتتحول في بداية األلفية الثالثة إلى ‪Life Style‬‬ ‫لجماعات معينة‪ ،‬وبدأت تظهر هذه الجماعات في واشنطن‪ ،‬ويعتبر علماء‬ ‫االجتماع أنهم يمثلون حالة تطور طبيعي لجماعات البانكس ‪ punk‬شبه‬ ‫المنقرضة‪ .‬وتتميز جماعة اإليمو بأن معظم أفرادها من المراهقين‪ ،‬الذين ال‬ ‫تتجاوز أعمارهم السابعة عشرة‪ ،‬ولهم طريقة معيشة خاصة بهم‪ ،‬ولباس‬ ‫معين‪ ،‬وموسيقى يتميزون بها‪.‬‬ ‫ب‪.‬‬

‫اإليمو في العراق‬

‫انتشرت ظاهرة شباب اإليمو في مناطق عدة من بغداد‪ ،‬كمدينة الصدر‪،‬‬ ‫الكرادة‪ ،‬المنصور‪ ،‬السيدية‪ ،‬الدورة وشارع فلسطين‪ ،‬وقد تعرض شباب‬ ‫اإليمو هؤالء إلى العنف والقتل والتهديد‪ ،‬بسبب مظهرهم غير المألوف‪ ،‬الذي‬ ‫يعتبره البعض من مظاهر الشيطان‪ ،‬وأن اإليمو عبدة للشيطان ومطاوعون‬ ‫للشر وخارجون عن طريق الدين والصواب‪ ،‬لذا أقدم بعض المتطرفين على‬ ‫قتل هذه الفئة‪ ،‬بحجة الخروج عن الطريق والردة والكفر‪.‬‬

‫‪26‬‬


‫تناقلت الكثير من المواقع اإلخبارية ومواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬مظاهر‬ ‫عديدة من صور وفيديو عن موقع الحدث‪ ،‬لمقتل هذه الفئة من شباب اإليمو‪،‬‬ ‫ومن هذه المواقع التي تناقلت أخبار مقتل اإليمو موقع (إيالف) اإلخباري‪،‬‬ ‫وفي اتصاالت أجرتها إيالف مع مواطنين في بغداد‪ ،‬أكدوا أنهم شاهدوا العديد‬ ‫من الشباب الذين ينتمون إلى ظاهرة اإليمو‪ ،‬وخاصة في منطقة الكاظمية في‬ ‫ضواحي بغداد ومناطق أخرى من العاصمة‪ ،‬وأشاروا إلى أن هؤالء يمارسون‬ ‫تصرفات ويرتدون مالبس غريبة‪ .‬وأكدوا أن المواطنين يواجهونهم باالستنكار‬ ‫أحياناً‪ ،‬وبالتهديد بالقتل والحرق أحيانا ً أخر‪ .‬ويؤكد المواطنون أن ظاهرة‬ ‫اإليمو ال تقتصر على الشباب الذكور‪ ،‬وإنما انخرطت فيها الكثير من الشابات‬ ‫العراقيات‪ ،‬حيث يقمن بجرح معاصمهن بشيفرات الحالقة‪ .‬ويشرن إلى أن‬ ‫أتباع هذه الظواهر يؤكدون أنهم يريدون ممارسة أي شيء يرغبون فيه‪ ،‬بعيدا‬ ‫عن مبدأ (العيب)‪ .‬كما أشارت المصادر األمنية العراقية إلى وجود أشخاص‬ ‫(مصاصي دماء) تابعين لطائفة اإليمو‪ ،‬حيث يقوم هؤالء بامتصاص الدماء‬ ‫من معاصم بعضهم البعض‪ .‬وتقول إنها رصدت رسوما ً لجماجم في بعض‬ ‫المدارس وكتابات باللغة االنكليزية ال تعرف طبيعتها‪ ،‬موضحة أن مواقع‬ ‫االنترنت تبين أن أتباع هذه الظاهرة في الخارج هم من عبدة الشيطان‪.‬‬ ‫جـ‪.‬‬

‫عمليات قتل شباب اإليمو‬

‫طالبت جهات برلمانية ولجان حقوق اإلنسان‪ ،‬بسرعة الكشف والتحقق من‬ ‫الجهات التي تقف وراء اغتيال الشباب‪ ،‬الذين يس َمون باإليمو أو عبدة‬ ‫الشيطان؛ والتحقق من الجهات التي تقف خلف التعديات واالعتقاالت التي‬ ‫طالت عدداً من الشباب والطالب في تلك الفترة في شوارع بغداد‪ ،‬ومنها‬ ‫الشوارع القريبة للبوابات الرئيسة لعدد من الكليات والجامعات‪ ،‬حيث وصلت‬ ‫العديد من الشكاوى عن اعتقاالت تمت لشباب‪ ،‬بسبب شكلهم الذي اعتبره‬ ‫بعض المكلفين من العناصر األمنية ‪ -‬ومنها الشرطة المجتمعية ‪ -‬مناظر غير‬ ‫مألوفة لهم‪ ،‬وليس لمجتمعهم العام‪ ،‬وإن بعض االعتقاالت جاءت الرتداء‬ ‫البعض مالبس الجينز‪ ،‬أو بسبب تصفيف وقص شعره على الموضة الغربية‪،‬‬ ‫‪34‬‬


‫بحسب ما نقله عدد من الطالب؛ ما أحدث حالة من الرعب والهلع لدى‬ ‫الطالب والشباب‪.‬‬ ‫د‪.‬‬

‫استهداف شباب اإليمو‬

‫في الوقت الذي تعرض فيه شباب اإليمو إلى التصفية الجسدية‪ ،‬وإجبار كل‬ ‫من يقوم بإطالة شعره‪ ،‬أو ارتداء الجينز ‪ -‬حتى وان كان ال ينتمي إلى فئة‬ ‫اإليمو ‪ -‬على حلق شعره والعزوف عن ارتداء الجينز‪ ،‬واالبتعاد عن الكثير‬ ‫من المظاهر غير المألوفة للمجتمع؛ اعتبر البرلمان أن قتل وتصفية اإليمو يعد‬ ‫جريمة وسلوكا ً سلبياً‪ ،‬يتعارض مع مبادئ حقوق اإلنسان‪ .‬وأشار ناشطون في‬ ‫مجال حقوق اإلنسان إلى أن الجماعات المتشددة‪ ،‬نفذت عملياتها ضد أكثر من‬ ‫‪ 13‬شاباً‪ ،‬بتهمة االنتماء إلى اإليمو‪ .‬وعملت قيادة الشرطة في تلك الفترة على‬ ‫رصد هذه الظاهرة بين الشباب‪ ،‬وقالت إنها أعدت خططا ً ودراسات ميدانية؛‬ ‫ألجل إيجاد ثقافة تحد منها‪ ،‬مشددة على أن لها آثاراً مستقبلية‪ ،‬تقود إلى‬ ‫سلوكيات‪ ،‬تصفها بغير الصحيحة‪.‬‬

‫‪31‬‬


‫الفصل الثالث‬

‫نتائج مسح ميداني عن الحريات الشخصية للشباب في‬ ‫العراق‪ ،‬محافظة بغداد نموذجا‬ ‫أجري هذا المسح الميداني في محافظة بغداد خالل شهري تشرين األول‬ ‫وتشرين الثاني من العام ‪ ،2413‬الستطالع رأي الشباب حول الحريات‬ ‫الشخصية ومعوقاتها المجتمعية والشخصية والقانونية‪ .‬حيث تم استطالع رأي‬ ‫(‪ )344‬شخص بموجب استمارات خاصة‪ ،‬وكانت النتيجة (‪ )063‬استمارة‬ ‫صالحة و(‪ )37‬استمارة باطلة‪ .‬ونبين تالياً‪ ،‬فرز معلومات ومحتويات (‪)063‬‬ ‫استمارة‪:‬‬

‫المعلومات العامة لنتائج المسح الميداني‪:‬‬

‫الصورة‪ :‬النموذج الرقم‪ 4 /‬يوضح عمر العينة للمسح الميداني‬

‫‪32‬‬


‫الصورة‪ :‬النموذج الرقم‪ 7 /‬يوضح جنس الفئة المستهدفة أو العينة‬

‫الذكر‬ ‫‪02‬‬

‫االنثى‬ ‫‪31‬‬

‫نموذج رقم (‪ )2‬يوضح مستوى التحصيل الدراسي للعينة‬ ‫المتوسطة‬ ‫‪3‬‬

‫ابتدائي‬ ‫‪0‬‬

‫دراسات امي‬ ‫عليا ‪1‬‬ ‫‪3‬‬

‫االعدادية‬ ‫‪22‬‬

‫المعهد والجامعة‬ ‫‪63‬‬

‫‪33‬‬


‫نموذج رقم (‪ )0‬يوضح مهنة عينة المسح‬ ‫اخرين صحفيين‬ ‫فنانين رياضي‬ ‫ين الخ‬ ‫موظف او‬ ‫‪4‬‬ ‫موظفة‬ ‫‪13‬‬ ‫عاطل او عاطلة‬ ‫عن العمل‬ ‫‪11‬‬ ‫طالب اوطالبة‬ ‫‪66‬‬

‫نموذج رقم (‪ )3‬يوضح المستوى المعيشي لعينة المسح‬

‫فقير‬ ‫‪21‬‬

‫جيد جدا‬ ‫‪16‬‬ ‫جيد‬ ‫‪17‬‬

‫متوسط‬ ‫‪06‬‬

‫‪30‬‬


‫نموذج رقم (‪ )6‬يوضح رأي العينة حول مدى الكفالة القانونية للحرية‬ ‫الشخصية في العراق‬ ‫الى حد كبير‬ ‫‪14‬‬

‫الى حد ما‬ ‫‪11‬‬ ‫غير مكفول‬ ‫‪72‬‬

‫نموذج رقم (‪ )2‬يوضح رأي العينة حول انتهاك حقوقها الشخصية‬ ‫لم تنتهكي حقوقي‬ ‫الشخصية‬ ‫‪4‬‬

‫نعم انتهكت‬ ‫حقوقي الشخصية‬ ‫‪144‬‬

‫‪33‬‬


‫منوذج رقم (‪ )8‬يوضح رأي العينة حول مصادر انتهاك حرياته الشخصية‬

‫السلطات‬ ‫والحكومة‬ ‫‪01‬‬

‫العائلة والمجتمع‬ ‫‪17‬‬

‫االحزاب السياسية‬ ‫‪16‬‬

‫السلطة الدينية‬ ‫والجهات الدينية‬ ‫‪26‬‬

‫نموذج رقم (‪ )6‬يوضح رأي العينة حول مجاالت انتهاك حقوقها الشخصية‬ ‫حرية الراي‬ ‫واالعتقاد‬ ‫‪17‬‬

‫حرية التنقل‬ ‫والسفر‬ ‫‪26‬‬

‫الحريات االخرى‬ ‫‪14‬‬

‫حرية اللبس‬ ‫والتزين و الخ‬ ‫‪00‬‬

‫‪36‬‬


‫جدول رقم (‪)14‬يوضح رأي العينة حول وسائل انتهاك حرياته الشخصية‬ ‫النبذ واالهمال‬ ‫‪10‬‬ ‫االهانة‬ ‫‪32‬‬

‫التطاول‬ ‫والتحرش‬ ‫‪30‬‬

‫المنع‬ ‫‪13‬‬

‫الحجز والتوقيف‬ ‫‪7‬‬

‫جدول رقم (‪ )11‬يوضح اماكن انتهاك حريته الشخصية‬

‫االماكن الدينية اماكن العمل‬ ‫‪7‬‬ ‫‪1‬‬ ‫البيت‬ ‫‪21‬‬

‫المؤسسة التعليمية‬ ‫‪16‬‬

‫االماكن‬ ‫العامة االحياء اال‬ ‫سواق الشوارع‬ ‫‪03‬‬

‫‪37‬‬


‫نموذج رقم (‪)12‬يوضح رد فعل العينة على انتهاك حرياته الشخصية‬ ‫اللجوء الى طرف‬ ‫ثالث‬ ‫‪11‬‬

‫االهمال وعدم الرد‬ ‫‪37‬‬

‫رفع الدعوى‬ ‫واللجوء للمحاكم‬ ‫‪4‬‬

‫المواجهة الشخصية‬ ‫‪32‬‬

‫نموذج رقم (‪)13‬يوضح تأثير االنتهاكات على شخصية العينة‬ ‫لم تؤثر على‬ ‫شخصيتي‬ ‫‪6‬‬

‫نعم‪،‬اثرت على‬ ‫شخصيتي‬ ‫‪61‬‬

‫‪31‬‬


‫نموذج رقم (‪ )10‬يوضح رأي العينة حول أنتهاك حرياتهم الشخصية الجل‬ ‫حرية االخرين والمجتمع‬

‫كال‬ ‫‪31‬‬

‫دائما‬ ‫‪02‬‬

‫احيانا‬ ‫‪27‬‬

‫نموذج رقم (‪)13‬يوضح رأي العينة حول انتهاك الحريات في المراحل‬ ‫العمرية‬

‫الطفولة‬ ‫‪16‬‬

‫كبار السن‬ ‫‪6‬‬

‫سن الرشد‬ ‫‪6‬‬

‫المراهقة‬ ‫‪22‬‬ ‫الشباب‬ ‫‪00‬‬

‫‪36‬‬


‫نموذج رقم (‪)16‬يوضح رأي العينة حول السبب الرئيسي النتهاك احلريات الشخصية يف العراق‬ ‫شخصية الفرد‬ ‫‪2‬‬

‫عوامل اخرى‬ ‫‪1‬‬ ‫العائلة‬ ‫‪11‬‬

‫االحزاب السياسية‬ ‫‪16‬‬

‫الدين‬ ‫‪24‬‬

‫العشائر‬ ‫‪21‬‬ ‫القوانين‬ ‫‪22‬‬

‫نموذج رقم (‪ )17‬يوضح جول هل لديها معلومات عن الخطة االستراتيجية الوطنية‬ ‫للشباب في العراق‬

‫نعم‬ ‫‪20‬‬

‫كال‬ ‫‪76‬‬

‫‪04‬‬


‫نموذج رقم (‪ )41‬يوضح رأي العينة حول الضمانات التي يجب توفرها لحماية الحريات‬ ‫الشخصية‬

‫التوعية المجتمعية‬ ‫‪34‬‬

‫الضمانات القانونية‬ ‫والتشريعية‬ ‫‪74‬‬

‫االستنتاجات‬ ‫أ‪ .‬إن دخول عوامل مؤثرة مثل التطور التكنولوجي‪ ،‬الذي أصبح‬ ‫بمتناول الجميع‪ ،‬وهو ثورة معلوماتية غزت بلدان العالم من األول إلى الثالث‬ ‫بصورة متوازية‪ ،‬وما يصنعه هذا التطور السريع أمام التطور البطيء في‬ ‫التكوين المجتمعي‪ ،‬والبيئة االجتماعية‪ ،‬ينتج تناشزاً اجتماعياً؛ يخلق فجوة بين‬ ‫جيلين أو ثالثة‪ ،‬متأثرة بالعوامل الخارجية‪ ،‬لتخلق فجوة أكبر‪ .‬ونظراً لكون‬ ‫غالبية الشباب اليوم يتعاملون مع األجهزة التقنية‪ ،‬بأسلوب يبتعد عن‬ ‫التعقيدات‪ ،‬ونظراً لما تملكه وسائل التكنولوجيا الحديثة من قدرة على التأثير‬ ‫‪01‬‬


‫في أوساط الشباب‪ ،‬فقد دفعت هذه العالقة المتشابكة والشائكة إلى االنتماء‬ ‫الرقمي أكثر من الواقعي‪ .‬فالشباب يجدون في التكنولوجيا متنفسا ً ألفكارهم‪،‬‬ ‫وترويجا ً لها بدون قيود أو تعسف‪ .‬وقد يدمن البعض هذه األدوات‪ ،‬لالبتعاد‬ ‫عن الجو العام وقيوده‪ ،‬وقمع حرياتهم‪ ،‬كما تقدم لهم التكنولوجيا ما لم تقدمه‬ ‫لهم حياتهم اليومية‪ ،‬من تطورات سريعة قد تحدث حول العالم‪ ،‬وبطبيعة الحال‬ ‫فإن التأثير التكنولوجي له دور في عملية التغيير السريعة التي تحدث للشاب؛‬ ‫فالشاب يحاول أن يكون بمستوى أقرانه من الشباب في الدول والبلدان‬ ‫المتقدمة‪ ،‬لما تملكه تلك البلدان من مقومات العيش الرغيد؛ والحريات المتاحة‬ ‫لهم‪ ،‬وطبيعة العالقة التي تربط الشباب بأجهزة التكنولوجيا الحديثة‪ ،‬السيما‬ ‫وأن الدراسات واألبحاث تظهر أن المراهقين والشباب هم األكثر استخداما ً‬ ‫للتكنولوجيا‪ ،‬وأنهم األكثر قدرة على استيعابها‪ ،‬كما تؤكد أنهم ال يستطيعون‬ ‫التخلي عنها‪ ،‬وأنها مهمة جداً بالنسبة لهم‪ .‬وقد تخلق التكنولوجيا تناشزاً بين‬ ‫الواقع والرغبة نحو امتالك الحريات الشخصية لدى الشباب‪ ،‬ورغبة اإلنسان‬ ‫في التحرر من القيود االجتماعية‪ ،‬وهي رغبة امتلكها بالفطرة‪ ،‬كما هي رغبة‬ ‫السطوة والسيطرة عند الجيل السابق‪.‬‬ ‫ب‪.‬‬

‫حريات الشباب والحماية القانونية‬ ‫في المجتمعات التي يولد فيها نوع من الحرية‪ ،‬بعد نظام‬ ‫الديمقراطية الذي يحكم البلد والدولة‪ ،‬تأتي هذه الحريات‬ ‫تباعا ً تحت طائلة الديمقراطية‪ ،‬وال تقتصر على فعل معين‪،‬‬ ‫بل قد تأخذ أفعال غير مألوفة كما ذكرنا آنفا ً في التقرير‪،‬‬ ‫حول تضمين حريات غير مألوفة للشباب‪ ،‬منها ما يتعلق‬ ‫بالمالبس والمظهر العام‪ ،‬الذي يعكسه المظهر الداخلي‬ ‫لنفسية الشاب المطالب بحريته‪ ،‬ليطلبها وفقا ً لقانون الدولة‪،‬‬ ‫الذي يقضي بحمايته‪ ،‬وتضمين مواد دستورية تكفل حرية‬ ‫الفرد‪ ،‬وقوانين تحمي تلك المطالب‪.‬لكن وبلعكس ورغم‬ ‫الحماية الدستورية للحريات الشخصية لكن هناك قرارات‬ ‫مجحفة تنتهك الحريات الشخصية للشباب والطلبة واخيرها‬ ‫‪02‬‬


‫والتي صدرت من دائرة تابعة لالمانة العامة لمجلس الوزراء‬ ‫الستيراد المالبس واالكسسوارات !‬ ‫ج‪.‬صعود وبروز التيارات المتطرفة والمسلحة والدينية في العراق اثرت‬ ‫بشكل سلبي على الحريات الشخصية وخاصة على الحريات‬ ‫الشخصية للشباب والنساء‪.‬حيث اكدت مجموعة كبيرة من‬ ‫الدراسات الحالة بان تلك التيارات يستهدفون الشباب والنساء‬ ‫التي لديهم تصميم وشكل اخر في الحياة واليفكرون‬ ‫واليلبسون والياكلون او اليشربون مثلهم‪.‬وقد قتلت العديد‬ ‫على من الشباب والنساء على يد تلك التيارات وتحت عناوين‬ ‫مختلفة‪،‬مثل االيمو و‪...‬الخ‪.‬‬ ‫د‪-‬هناك صراع اجيال كبير ومخفي في المجتمع ويؤثر على التكوين االسري‬ ‫والمجتمعي في العراق‪،‬وبدورها يؤثر على المجتمع‬ ‫العراقي‪،‬وتبرز مميزتها خالل االنتهاكات التي تستهدف‬ ‫الحريات الشخصية للشباب والنساء‪.‬‬

‫‪03‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.