Besi erebi gisti kovari dicle

Page 1

‫دجلة‬ ‫السنة األول‬

‫‪2017/03/20‬‬

‫العدد ‪١‬‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫خضر صالح‪ :‬قرب موعد إعالن اإلدارة الذاتية‬



‫مجلة دجلة‬

‫دجلة‬ ‫البحث و التوثيق و التحليل‬ ‫العدد‪ 1 :‬آذار‪2017 :‬‬

‫«في هذا العدد»‬

‫المدير المسؤول‪ :‬آرام كريم بابان‬ ‫المدير المشرف‪:‬سامي عمر قاسم‬ ‫صاحبها‪ :‬علي حسين حجي‬

‫هيئة التحرير‬ ‫ـ حسين حجي نفسو‬

‫العصرانية الديمقراطية تجاه الحداثة الرأسمالية ‪ -‬عبدلله أوجالن ‪5...........‬‬

‫خضر صالح‪ :‬قرب موعد إعالن اإلدارة الذاتية ‪8..............................................‬‬ ‫رياض حيالي‪ ،‬كادح صحافة و عاطش الحرية‬

‫ـ مديحه مراد نمر‬

‫مشاكل ومعوقات المرأة االيزيدية‬

‫ـ شيرزاد شمو قاسم‬

‫��������������������������������������������� ‪15‬‬

‫�������������������������������������������������������� ‪17‬‬

‫االنتخابات في العراق سابقاً و حالياً ������������������������������������������������������� ‪18‬‬

‫ـ حمد بشار خلف‬

‫أماكن مقدسة االيزدية ���������������������������������������������������������������������������� ‪19‬‬

‫ـ مراد الياس كاكا‬

‫ما هي اإلدارة الذاتية الديمقراطية؟ �������������������������������������������������������� ‪22‬‬

‫ـ جمال صبرى علي‬

‫تنفيذ و اخراج‪:‬‬

‫دجلة هي مجلة شنكال و اإليزيديخان ����������������������������������������������������� ‪4‬‬

‫دريا روناهي‬

‫العنوان‪ :‬شنكال(سنجار)‬ ‫تلفون‪07504197663 :‬‬ ‫‪07507782806‬‬ ‫‪07507174358‬‬ ‫‪E. mail: Diclepress13@gmail.com‬‬

‫من هنا بدأ التعريب والتغريب‪...‬شنكال ���������������������������������������������� ‪30‬‬

‫األقليات في محافظة نينوى وصراع المشاريع اإلقليمية �������������������� ‪31‬‬


‫دجلة هي مجلة شنكال و اإليزيديخان‬ ‫عادت دجلة كما هب عادتها‪ ،‬أكثر‬ ‫دفقا و أكثر عطاء‪ ،‬وأكثر إصرارا على‬ ‫االستمرار بعد أن أراد لها اإلرهاب‬ ‫أن تجف ضروع حليبها‪ ،‬و تتوقف‬ ‫عيون نبعها‪ ،‬بعد ثالث عجاف‪ ،‬عانى‬ ‫فيها اإليزيديون كل انواع اإلرهاب‬ ‫و اإلبادة‪ ،‬كان لدجلة‪ ،‬النهر‪ ،‬دجلة‬ ‫الجريدة‪ ،‬دجلة المجلة‪ ،‬نصيبها‬ ‫من هذا اإلرهاب‪ ،‬حيث حاول‬ ‫اإلرهابيون‪ ،‬بكل مسمياتهم أن‬ ‫يغقوا أعين هذا الشعب المقاوم‬ ‫بإغالق وسائل إعالمه و إنهاء مصار‬ ‫علمه و تنويره‪.‬‬ ‫واآلن مجلة دجلة تعود من جديد‬ ‫لتبث للعالم بأنها لن تتوقف و‬ ‫لن تنتهي مسيرتها‪ ،‬وقبل العالم‬ ‫هي تصفع اإلرهاب‪ ،‬وتقول له‪ ،‬ال‬ ‫يمكن ألي قوة في األرض أن تخنق‬ ‫األنهار العظيمة‪ ،‬وبما أن دجلة‬ ‫النهر متدفق أزلي‪ ،‬فهو القدوة‬ ‫للشنكاليين أن يتدفقوا أزليا و‬ ‫أبديا وال تنطفئ شمعه نورهم ما‬ ‫أشرقت شمس و أظلم ليل‪.‬‬ ‫بقدر الرعب الذي يعتمل في‬ ‫نفسية أنظمة السلطة و التحكم‬ ‫من أن تنظم الشعوب وسائلها‬ ‫الدفاعية‪ ،‬فإن لجريدة و مجلة‬ ‫دجلة كانت نفس الرهبة في‬ ‫نفوسهم‪ ،‬ذلك أنها اول وسيلة نشر‬ ‫مكتوبة‪ ،‬تريد نفض الغبار المتراكم‬ ‫على الحقيقة اإليزيدية‪ ،‬و تصدر عن‬ ‫اإليزيديين انفسهم‪ ،‬ال عن سواهم‪،‬‬ ‫و للمرة األولى سيقول اإليزيدي‬ ‫على صفحاتها‪( ،‬ها أنا ذا)‪ ،‬وليس‬ ‫كما درجت العادة أن يقول قائل‪،‬‬ ‫(ذاك هو اإليزيدي)‪ ،‬إذاً والحال هذه‪،‬‬ ‫فعودة دجلة‪ ،‬غنما هي إشعار آخر‬ ‫بعودة الحياة إلى إيزيدخان‪ ،‬وخيبة‬ ‫أخرى لداعش و (‪.)KDP-I‬‬ ‫دجلة هي مجلة شنكال و‬ ‫اإليزيديين‪ ،‬ستتحمل صفحاتها آالم‬ ‫و معاناة اإليزيديين‪ ،‬التي عجزت‬ ‫الجبال عن تحملها‪ ،‬ستوصل إلى‬ ‫العالم صرخة السبايا المظلومات‪،‬‬

‫أنين اآلباء الموجوعين‪ ،‬آهات‬ ‫األمهات الثكلى‪ ،‬وعويل الطفال‬ ‫الذين لم يكن لهم ذنب سوى أنهم‬ ‫نسل رجال ونساء أشداء‪ ،‬أصالء‪،‬‬ ‫رفضوا االستسالم و التحلل‪ ،‬وآمنوا‬ ‫بحقهم في التمسك بدينهم و‬ ‫أصلهم‪ ،‬دجلة ستكون مرآة المس‬ ‫الحزين‪ ،‬البائس‪ ،‬المثخن بالجراح‪،‬‬ ‫لكنها تكون الضوء إليضاح الغد‬ ‫الشنكالي اآلمن‪ ،‬الحر‪ ،‬الواضح‬ ‫وضوح الشمس في كبد السماء‪،‬‬ ‫إنها صوت عودة الثقة إلى النفس‬ ‫اإليزيدي الشنكالي‪ ،‬إنها بشرى بأن‬ ‫الغد أفضل‪.‬‬ ‫مع سقوط الموصل بين براثن‬ ‫اإلرهاب الداعشي المتحالف مع‬ ‫البرزاني‪ ،‬أردوا التوسع جغرافيا‪،‬‬ ‫وارتكاب المجازر بحق القليات‬ ‫العرقية و اإلثنية‪ ،‬وبنفس الدرجة‬ ‫أرادوا تجفيف مصادر التوعية و‬ ‫المعرفة‪ ،‬فكانت مجلة دجلة هي‬ ‫إحدى ضحايا ذاك الهجوم اإلرهابي‬ ‫المسعور‪ ،‬الذي راح ضحيته الزميل‬ ‫الشهيد رياض الحيالي‪ ،‬عضو هيئة‬ ‫التحرير‪ ،‬الذي قضى نحبه ليكون‬ ‫اول شهداء المجلة‪ ،‬ومن المكون‬ ‫العربي‪ ،‬كدليل ساطع أن طبيعة‬ ‫الشعوب تتعارض مع اإلرهاب و‬ ‫توافق مع التعايش‪.‬‬ ‫اإليزيدية‪ ،‬كدين‪ ،‬حقيقة ساطعة‬ ‫على صدر صفحات التاريخ‪ ،‬لم‬ ‫تعش على الهوامش أبدا‪ ،‬ولن‬ ‫تقبل الهوامش‪ ،‬وألن طيور الظالم‬ ‫و اإلرهاب أردات أن تزيل اإليزيدية‬ ‫عن التاريخ‪ ،‬فقد تصدى اإليزيديون‬ ‫لهذا اإلرهاب‪ ،‬ورفضول االنصياع‬ ‫له‪ ،‬وبدأت مالمح مقاومة تاريخية‬ ‫بالظهور‪ ،‬وبدأ الشبان تنظيم‬ ‫أنفسهم‪ ،‬وبعدم مادي و معنوي‬ ‫من كل فئات اإليزيديين‪ ،‬وعادوا إلى‬ ‫ساحة النضال و الكفاح الشنكالي‬ ‫بروحية أكثر قوة و أكثر عزما‪.‬‬ ‫على هذا ألساس‪ ،‬فقد عادت الروح‬ ‫إلى مفاصل الحياة في شنكال‪،‬‬

‫وبدأ اإليزيديون بتأسيس وحدات‬ ‫عسكرية لحمايتهم من الغدر و‬ ‫الخيانة‪ ،‬فيما إذا تكررت محاوالت‬ ‫الغدر بهم كما حدثت سابقا‪ ،‬فكان‬ ‫تأسيس (‪ )YBŞ/YJŞ‬ردا عمليا‬ ‫على كل عوامل اليأس و االنهزام‪،‬‬ ‫و الدليل القاطع بأن شنكال‬ ‫ستكون محمية بأبناءها‪ ،‬بشبابها‬ ‫و بناتها األبطال‪ ،‬ولن تعود كما‬ ‫كانت نهباً للخونة‪ ،‬وسلعة في‬ ‫بازار سياساتهم القذرة‪ ،‬وسيكون‬ ‫لشنكال مؤسساتها‪ ،‬أكاديمياته‪،‬‬ ‫إرادتها و إدارتها‪ ،‬نظامها التعليمي‪،‬‬ ‫و كل ما من شأنه أن يعبر عن إرادة‬ ‫شعبها األصيل‪.‬‬ ‫وألن كل هذا يزعج شركاء الجريمة‪،‬‬ ‫فإنهم بدؤوا المرحلة الثانية‬ ‫لعملية اإلبادة‪ ،‬تلك التي بدؤوها‬ ‫في الثالث من آب ‪ ،2014‬االن‬ ‫يريدون االستمرار بها منذ الثالث‬ ‫من آذار ‪ ،2017‬و بمشاركة علنية‬ ‫هذه المرة بين البرزاني و سيده‬ ‫أردوغان‪ ،‬فما فشل فيه شقيقهم‬ ‫ابو بكر البغدادي‪ ،‬يردون إكماله‬ ‫على يد ابو منصور البرزاني‪ ،‬و أبو‬ ‫بالل األردوغاني‪ ،‬و ذهنية اإلبادة‬ ‫و الفرمان هي ذاتها‪ ،‬مستمرة‪،‬‬ ‫بأسماء مختلفة لكن بجوهر و‬ ‫تحالف موحد‪.‬‬ ‫الفرمان الثالث و السبعين ما زال‬ ‫مستمرا‪ ،‬كل ما في المر أن البعض‬ ‫فضل خلع قناعه‪ ،‬و االنخراط فيه‬ ‫بشكل علني‪ ،‬جهارا نهارا‪ ،‬و و مثلما‬ ‫كان لدجلة نصيبها من التضحية‬ ‫في بداية الفرمان‪ ،‬فلن تتردد في‬ ‫االستمرار بروحية التضحية و الفداء‬ ‫في هذه المراحل من الفرمان‪ ،‬و‬ ‫ستتصدى للفرمان بكل مراحله‬ ‫و بكل مسمياته‪ ،‬وبكل شخوصه‪،‬‬ ‫طال زمن الفرمان أو قصر‪ ،‬فذلك‬ ‫لن يغير من الواقع شيئا‪ ،‬فنحن‬ ‫في دجلة قد قررنا المضي قدماً‬ ‫ولن تكون هناك قوة في األرض‬ ‫قادرة إيقاف هذه المسيرة‪.‬‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫العصرانية الديمقراطية‬

‫فكرية‬

‫‪5‬‬

‫العدد ‪١‬‬

‫‪2017/03/20‬‬

‫السنة األول‬

‫مجلة دجلة‬

‫تجاه الحداثة الرأسمالية‬

‫سواء في هذا المج َّلد‪ ،‬أم في‬ ‫سعيت لعمله‪،‬‬ ‫«ما‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫المج ّل َدين السابقَ ين‪ ،‬هو تحطيم هذا المفهوم‬ ‫َحدية»‬ ‫من الحداثة الكونية المطلقة األ َ‬

‫عبدالله أوجآالن‬

‫مناهج التقصي عن الحقيقة‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫لعلوم االجتماع األوروبية المحور‪،‬‬ ‫بموجب‬ ‫ومهيمنة‬ ‫سلطويةٌ‬ ‫س ُّد الطريق أمام‬ ‫ت‬ ‫وكأنها‬ ‫جوهرها‪.‬‬ ‫َ ُ‬ ‫السبل البديلة للحقيقة عن طريق‬ ‫ي‬ ‫أسلوبين‪ .‬أولهما؛ الموقف األ َ‬ ‫َ‬ ‫َح ِد ُّ‬ ‫المطلق الكوني‪ ،‬حيث‬ ‫(الفردي)‬ ‫ُ‬ ‫ز َلت الحقيقةُ إلى «الواحد»‬ ‫اختُ ِ‬ ‫في كل األوقات‪ .‬ثانيهما؛ النموذج‬ ‫النسبي بال حدود‪ .‬فبينما َيقول بأنه‬ ‫شخص حقيقةٌ تتوافق معه‪،‬‬ ‫لكل‬ ‫ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫إنما يسعى مضموناً إلى اإلشادة‬ ‫شيء‬ ‫بعدم وجود الحقيقة‪ .‬وهذا‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫شيء تَ َغ َّير‪،‬‬ ‫كل‬ ‫بالقول أن‬ ‫شبه‬ ‫ِ‬ ‫أ َ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫شيء‬ ‫في سبيل االدعاء أنه ما ِمن‬ ‫األسلوبين‬ ‫جلي أن ِكال‬ ‫قد تغير‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ٌّ‬ ‫ب االختزالية‪.‬‬ ‫َيلتَ ِقيان في َمص َ ِّ‬ ‫فسواء المفهوم الكوني المطلق‬ ‫ً‬ ‫ي» أم النسبي «االنفرادي»‪،‬‬ ‫«األ َ‬ ‫َح ِد ّ‬ ‫الحقيقة إلى «الواحد»‪،‬‬ ‫الن‬ ‫ز‬ ‫َ‬ ‫َيختَ ِ‬ ‫الطابع المهيمن‬ ‫عاكسين بذلك‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫لها بكل سطوع‪.‬‬ ‫ال ريب أن احتكار المدنية يتستر‬ ‫خلف هذه األساليب‪ .‬وتمت ُّد ركائزها‬ ‫َ‬ ‫نشأ فيها الكهنةُ‬ ‫إلى العهود التي أَ َ‬ ‫أكبر آلهتهم «أَ ْن‬ ‫السومريون‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ودافع السمو بـ»أ ْن ‪»EN‬‬ ‫‪.»EN‬‬ ‫ُ‬ ‫ينطلق من الحاجة إلى شرعن ِة‬ ‫الهرمية واحتكارِ المدينة – الطبقة‬

‫المتناميين‪ ،‬وبسط‬ ‫– الدولة‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫نفو ِذهما وهيمنتهما على الذهنية‬ ‫االجتماعية (أَعتَ ِق ُد أن النفوذ‬ ‫والهيمنة ينحدران من الجذر‬ ‫عينه)‪ .‬أما ِ‬ ‫العلةُ األولى في الفلسفة‬ ‫اإلله المتأتي من‬ ‫اليونانية‪ ،‬فهي‬ ‫ُ‬ ‫المصدر نفسه على الدوام‪ ،‬باعتباره‬ ‫أعظم االختراعات (مفهوم اإلله‬ ‫لدى أفالطون وأرسطو)‪ .‬أما الشكل‬ ‫خذَه «أَ ْن ‪ »EN‬في األديان‬ ‫الذي ات َّ َ‬ ‫التوحيدية‪ ،‬فهو «الله ‪»ALLAH‬‬ ‫َ‬ ‫ل» تأتي من‬ ‫رب العالمين‪ .‬و»أ ْ‬ ‫ظهر‬ ‫«ألالهي ‪ ،»ELLAHI‬وهي تَ َ‬ ‫ِ‬ ‫بصورة «جوبيتر ‪»JÜPITER‬‬ ‫أمامنا‬ ‫أثناء ازدهار روما‪ .‬الخاصيةُ التي‬ ‫شاهد هي مساعي أنظمة‬ ‫طا َلما ت ُ‬ ‫َ‬ ‫الم ِلك – اإلله واإلمبراطورية في‬ ‫َ‬ ‫مجتمع‬ ‫شرعن ِة ذاتها على كل‬ ‫ٍ‬ ‫نشأ فوقه عن طريق هذا النوع‬ ‫تُ َ‬ ‫من اصطالحات الشرعنة الدينية أو‬ ‫الح ُ‬ ‫ظ سمواً‬ ‫ويكا ُد ُي َ‬ ‫الميثولوجية‪َ .‬‬ ‫ً‬ ‫بالمصطلحات أو جهودا لبسط‬ ‫الهيمن ِة األيديولوجية الشبيهة‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫إمبراطوري‬ ‫كي أو‬ ‫في ِّ‬ ‫ٍّ‬ ‫كل نظام َمل ٍ ّ‬ ‫استبدادي‪ .‬ذلك أنه من العسير‬ ‫أو‬ ‫ّ‬ ‫على تلك األنظمة تأمين بقائها‬ ‫وثَباتِها‪ ،‬دون وجو ِد هيمن ٍة ذهني ٍة‬ ‫في هذا االتجاه‪.‬‬ ‫الرأسمالي‬ ‫األوروبي‬ ‫االحتكار‬ ‫ُ‬ ‫والشكل المهيمن‬ ‫المركز‬ ‫(بوصفه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الجديد للمدنية) كان مدركاً بكل‬ ‫جالء إلى استحال ِة نجاحه في‬ ‫الهيمنة لدى تصاعده في القرن‬ ‫السادس عشر‪ ،‬دون بذل جهو ٍد‬ ‫فالمال – رأس المال‬ ‫شبيهة‪.‬‬ ‫ُ‬

‫مختلف‬ ‫(شكل من رأس المال‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫المألوف بأنه جهاز‬ ‫المال‬ ‫عن رأس‬ ‫ِ‬ ‫السلطة الزراعية والتجارية بذاته)‪،‬‬ ‫الذي كان مختَبِئاً على مر التاريخ‬ ‫المجتمع‬ ‫في تشققات ودهاليز‬ ‫ِ‬ ‫المعتمة إلى ذاك العهد‪ ،‬تصاعد‬

‫ولدى إدراكي‬ ‫جيداً أن‬

‫الدياليكتيك‬

‫س ِر دائماً‬ ‫لم َي ْ‬ ‫كأقطاب‬ ‫ٍ‬ ‫ُمفنية‬

‫ٍ‬ ‫كقوة مهيمن ٍة‬ ‫آنذاك – وألول مرة –‬ ‫فوق المجتمع‪ ،‬بل ومتنامية في‬ ‫جميع مساماته تدريجياً‪.‬‬ ‫كل من فرانسيس بيكون‬ ‫ُ‬ ‫بحوث ٍّ‬ ‫وروجر بيكون ورينيه ديكارت‬ ‫الثيولوجيا‬ ‫من‬ ‫المنحدرين‬ ‫(بالتالي‬ ‫األصول‬ ‫المسيحي ِة‬ ‫المنحدرة من الجذور السومرية‬ ‫منهاج جديد‪،‬‬ ‫الشرق أوسطية) عن‬ ‫ٍ‬


‫مجلة دجلة‬

‫السنة األول‬

‫‪2017/03/20‬‬

‫العدد ‪١‬‬

‫إنما على عالق ٍة كثيب ٍة مع هذه‬ ‫االنطالق ِة المهيمنة المادية‪ .‬ذلك‬ ‫أن «الحقيقة» التي بحثوا عنها‬ ‫مشتركةٌ مع هذا النوع الجديد من‬ ‫َ‬ ‫رأس المال في تصاعده المهيمن‪،‬‬ ‫أسلوباً‬ ‫مضموناً‪.‬‬ ‫أم‬ ‫سواء‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫فكلما تَ َو ّ‬ ‫ط َدت هيمنةُ االحتكار‬ ‫بات‬ ‫الرأسمالي‪ ،‬زا َد‬ ‫ُ‬ ‫رسوخ وث َ ُ‬ ‫ً‬ ‫بشكل‬ ‫ا‬ ‫أيض‬ ‫األيديولوجية‬ ‫هيمنته‬ ‫ٍ‬ ‫الجديد‬ ‫متداخل‪ .‬ذلك أن المنهاج‬ ‫َ‬ ‫في الثورتَين الفلسفية والعلمية‬ ‫ال يمكن إيضاحه علمياً‪ ،‬إال بالتأثير‬ ‫ح ِّول لهذه الظروف المادية‪ .‬ال‬ ‫الم َ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫شك أن رب َ‬ ‫شيء بالرأسمالية‬ ‫كل‬ ‫ط ِّ‬ ‫ل كهذا‬ ‫يؤدي إلى العماء‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وتناو ٌ‬ ‫مفاده الوقوع في اللعبة والسقوط‬ ‫ولكن‪،‬‬ ‫في االختزالية األكثر فظاظة‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫غض ال َّ‬ ‫ط ْر ِ‬ ‫ف عن أهمي ِة‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫حال ّ ِ‬ ‫بحوث‬ ‫الروابط التي بينها‪ ،‬تَبقى‬ ‫ُ‬ ‫خس ُر قيمتَها‬ ‫الحقيق ِة قاصرة‪ ،‬وتَ َ‬ ‫ضمن السرود الميتافيزيقية‪.‬‬ ‫كوين هذا األسلوب‬ ‫إن أَخ َذ تَ‬ ‫ِ‬ ‫والحقيقة بعين الحسبان والدقة‬ ‫لدى إيضاح مصطلح الحداثة‬ ‫وتعليمي‬ ‫ضروري‬ ‫(العصرانية)‪،‬‬ ‫ٌّ‬ ‫ٌّ‬ ‫ألقصى درجة‪ .‬ثمة أنواع شتى‬ ‫للعصرانيات‪ ،‬التي تعني «العصر»‬ ‫اصطالحاً‪ ،‬حيث تختلف عن بعضها‬ ‫جم من‬ ‫حسب العصور‪ .‬ثمة عد ٌد‬ ‫ٌّ‬ ‫أمثلة الحداثة‪ ،‬انطالقاً من الحداثة‬ ‫السومرية إلى الحداثة الرومانية‪،‬‬ ‫بعدهما أيضاً‪.‬‬ ‫بل وما قب َلهما وما‬ ‫َ‬ ‫عيش العصرانية‬ ‫إنكار‬ ‫َمن يمكنه‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫الرومانية بكل افتخار ضمن كاف ِة‬ ‫مراكز المدنية وقتاً ما؟ وبالنظر‬ ‫بخشوع‬ ‫إلى السجالت األركولوجية‬ ‫ٍ‬ ‫األمثلة التي‬ ‫وهيبة‪ ،‬أَال نَتَ َع َّل ُم‬ ‫َ‬ ‫َيبس ُ‬ ‫طها السومريون‪ ،‬بل وحداثةُ‬ ‫ميزوبوتاميا العليا األسبق منهم‪،‬‬ ‫والتي ربما هي األعظم زماناً‬ ‫ونطاقاً؟ أَ َو ُيمكن إيضاح الثقافات‬ ‫المادية ذات الماهية الثورية لتلك‬ ‫الحداثة‪ ،‬دون إضفاء المعنى‬ ‫عليها؟‬ ‫ُي َق ِّد ُم أنطوني غيدنز مساهماتِه‬ ‫نسبياً في إيضاح الحقيقة لدى‬

‫‪6‬‬

‫فكرية‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫ِ‬ ‫الفرق الذي يميز‬ ‫عرضه للعيان‬ ‫َ‬ ‫الحداثة الرأسمالية عن جميع‬ ‫واضح‬ ‫األخرى‪.‬‬ ‫العصرانيات‬ ‫ٌ‬ ‫وضع‬ ‫أنه بالمقدور استيعاب‬ ‫ِ‬ ‫ابن الهيمنة‬ ‫غيدنز هذا‪ ،‬بوصفه‬ ‫َ‬ ‫اإلنكليزية‪ .‬فالزعم بأنها وحيدة ال‬ ‫نِ َّد لها‪ ،‬بمثاب ِة «ال ّدَين» والعبادة‬ ‫عصري‬ ‫المفروض ِة على كل‬ ‫ِّ‬ ‫متنورٍ‬ ‫ٍّ‬ ‫حيال بلده ودولته القومية‬ ‫َ‬ ‫وإجالسه‬ ‫(األلوهية الجديدة)‪ .‬هذا‬ ‫ُ‬ ‫الرأسمالية على الدعائم‬ ‫الحداثة‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫مفيد وتعليمي‪ ،‬بالرغم‬ ‫الثالث‬ ‫ٌ‬ ‫الحداثة عن غيرها‬ ‫من أنه ُي َم ّي ِ ُز‬ ‫َ‬ ‫بالرأسمالية‪ ،‬باعتبارها صنفاً أعلى‪.‬‬ ‫الموقف الذي سلكه لدى‬ ‫ساطع أن‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫قيامه بذلك‪ ،‬ينبع من الذهنية‬ ‫َح ِد ّية» المسيطرة على أسلوب‬ ‫«األ َ‬ ‫علم االجتماع‪ .‬إذ ال يو ُّد إتاحة‬ ‫ٍ‬ ‫آخر من‬ ‫المجال لالعتراف بأي‬ ‫نمط َ‬ ‫واج َدت الحداثة‪،‬‬ ‫الحداثة‪ .‬أي‪ْ :‬‬ ‫إن تَ َ‬ ‫فهي واحدة‪ ،‬وليس هناك نوعان‬ ‫من الحداثة في الوقت عينه! ها هو‬ ‫األمر السائد كذهني ٍة مشترك ٍة في‬ ‫ُ‬ ‫جميع مدارس علم االجتماع بمينها‬ ‫فجميع‬ ‫ويسارها ووسطها كامالً‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫المتنورين اليساريين‪ ،‬وعلى رأسهم‬ ‫الشك‬ ‫كارل ماركس‪ ،‬لم ُيسا ِورهم‬ ‫ُّ‬ ‫بتاتاً من أُحادية الحداثة‪ ،‬ومن‬ ‫كونها من النوع األوروبي‪ .‬أما فريق‬ ‫المتنورين المعت ِدلين واليمينيين‪،‬‬ ‫أي الليبراليين؛ فكانوا واثقين تماماً‬ ‫من كونهم أصحاب الكلمة الفصل‬ ‫بيه جداً‬ ‫في الحقيقة ( َلكَم هذا َ‬ ‫ش ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إسالم‬ ‫«آخر األنبياء» في‬ ‫بعبارة‬ ‫المقُ والت‬ ‫العصور الوسطى!)‪ .‬إال أن َ‬ ‫شرعت بإظهارِ نفسها في‬ ‫المغايرة‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫عبارة ما وراء الحداثة‪.‬‬ ‫ال ريب أن انتقاد نيتشه للحداثة‬ ‫انتقادات الديانوية‬ ‫ُم ِهم‪ .‬بينما‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫للحداثة ال تَعني شيئا‪ ،‬إال ضمن‬ ‫حداثتها هي (العصور القديمة‬ ‫المتبقية خلف العصر الحديث)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫انتهاء‬ ‫وادعاء ميشيل فوكو في‬ ‫هذا‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الحداثة بموت اإلنسان هام‪ ،‬إلى‬ ‫جانب كونه ناقصاً‪ .‬أما االشتراكية‬ ‫عان من قضي ِة‬ ‫المشيدة‪ ،‬فلم ت ُ ِ‬

‫ما ت َ َب َّقى من‬ ‫األمر هو‬

‫العمل على‬ ‫ذك ِر ما هو‬

‫مذكور في هذه‬ ‫المج َّلدات‬

‫ٍ‬ ‫وقت‬ ‫عيش حداث ٍة مغايرة في أي‬ ‫ِ‬ ‫سواء نظرياً أم عملياً؛‬ ‫األوقات‪،‬‬ ‫من‬ ‫ً‬ ‫بالرغم من مزاعمها المختلفة‪.‬‬ ‫زعمت األوسا ُ‬ ‫ط الرسمية‬ ‫فعندما‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫لالشتراكية المشيدة مرارا بأنها‬ ‫حداثةٌ جديدة‪ ،‬إنما كانت تَرمي‬ ‫النهوض والنماء بذلك‪،‬‬ ‫إلى‬ ‫ِ‬ ‫والتنافس مع الرأسمالية في‬ ‫كافة الميادين‪ .‬لقد اعتَ َقدوا أنهم‬ ‫أَدنى من الرأسمالية نفسها إلى‬ ‫قوالب الحداثة الرأسمالية وركائزها‬ ‫ِ‬ ‫األساسية (الصناعوية‪ ،‬الدولة‬ ‫القومية‪ ،‬ورأسمالية الدولة عوضاً‬ ‫وح ّدَدوا‬ ‫عن الرأسمالية الخاصة)‪،‬‬ ‫َ‬ ‫مهامهم األولية في ُ ِ‬ ‫ي ُق ُدماً‬ ‫َّ‬ ‫المض ِ ّ‬ ‫نحو األمام من خاللها‪ .‬وبالفعل‪ ،‬لم‬ ‫َ‬ ‫تتأخر تجارب االشتراكية المشيدة‪،‬‬ ‫وفي مقدمتها التجربتَين الروسية‬ ‫والصينية‪ ،‬عن اإلثبات أنها الدم‬ ‫الطازج للحداثة الرأسمالية‪ .‬ذلك أن‬ ‫الهدف الوحيد لكافة حركات التحرر‬ ‫ِ‬ ‫السائدة‬ ‫الوطنية‪ ،‬كان بلوغَ الحداث ِة‬ ‫بأسرع ما يمكن بوصفها قمة الفوز‬ ‫ِ‬ ‫والنصر‪ ،‬وبالتالي تحقيق الحياة‬ ‫السعيدة بهذا المنوال‪ .‬التصور‬ ‫النظري والممارسة العملية كانا‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫ال ريب أن‬ ‫انتقاد نيتشه‬ ‫للحداثة ُم ِهم‪.‬‬

‫انتقادات‬ ‫بينما‬ ‫ُ‬ ‫الديانوية‬

‫للحداثة ال‬ ‫تَعني شيئا‬ ‫الشك بهذا‬ ‫يتخ َّللهما‬ ‫كذلك‪ ،‬ولم‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫الشأن إال نادراً‪.‬‬ ‫َب ْي َد أنه لدى انتقاد إطارها وشكلها‬ ‫السائدة خالل‬ ‫الحداثة‬ ‫باعتبارها‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫القرون األربعة األخيرة‪ ،‬فلن َيقتَص َر‬ ‫األمر على اإلدراك بأنها ليست سوى‬ ‫ُ‬ ‫الشكل األخير لعصورِ (لحداثات)‬ ‫المدنية المعمرة خمسة آالف‬ ‫عاماً؛ بل وسوف لن َيكُون عسيراً‬ ‫رؤية وتحليل أن‬ ‫جميعها مرتبطةٌ‬ ‫َ‬ ‫وتابعةٌ لبعضها البعض كما اللحم‬ ‫والظفر‪ ،‬وأنها تتألف من الحلقات‬ ‫المتسلسلة المتغايرة‪.‬‬ ‫سواء في هذا‬ ‫سعيت لعمله‪،‬‬ ‫ما‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫السابقين‪،‬‬ ‫المج ّلد‪ ،‬أم في المج ّل َدين‬ ‫َ‬ ‫هو تحطيم هذا المفهوم من‬ ‫َحدية‪.‬‬ ‫الحداثة الكونية المطلقة األ َ‬ ‫مقصدي من التحطيم هو أني‬ ‫رهن َ ِة أنها ت َ ِ‬ ‫حمل معها‬ ‫ُ‬ ‫جهدت ِل َب َ‬ ‫بدائ َلها على الدوام‪ ،‬وأنها َق ّد َ​َمت‬ ‫الع َر ِ‬ ‫رغم‬ ‫ض ّية‬ ‫المظاهر الخارجية‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫كل محاوالت القمع والتستر‪،‬‬ ‫وأنها استمرت بوجودها ونشوئها‬ ‫بشتى نطاقاتها وأشكالها بوصفها‬ ‫َ‬ ‫المقابل في الثنائية‬ ‫الطرف‬ ‫َ‬ ‫الجدلية‪ .‬قد تَكُون تسميةُ الحضارة‬

‫فكرية‬

‫‪7‬‬

‫الديمقراطية ناقصة‪ ،‬وقد تقتضي‬ ‫ج ٍ ّم من االنتقادات‬ ‫َ‬ ‫توجيه عد ٍد َ‬ ‫ِ‬ ‫(الحضارة مرادفةٌ لكلمة العصر‬ ‫في التركية األصلية‪ .‬وقد تعني‬ ‫الحداثة أيضاً)‪ .‬وسواء ماهيةُ‬ ‫المجتمع بكونه مجتمعاً تاريخياً‬ ‫(تعاطي فرناند بروديل للموضوع‬ ‫ح ِ ّفزاً جريئاً)‪ ،‬أم الحركات‬ ‫كان ُم َ‬ ‫طفح في التاريخ اعتباراً‬ ‫التي تَكاد تَ َ‬ ‫من مجتمع الكالن وصوالً إلى‬ ‫العشائر والقبائل واألقوام والقرى‬ ‫والجماعات الدينية وغيرها من‬ ‫ٍ‬ ‫بتسميات‬ ‫التجمعات؛ فنعتُها‬ ‫َقبِيل‬ ‫بسيط ٍة ساذجة من‬ ‫«البربرية» أو «التخلف الديني»‬ ‫الم َّيالة‬ ‫ضمن إطارِ المواقف نفسها َ‬ ‫إلى المدنية (المدينة – الدولة –‬ ‫الطبقة)؛ فال قلبي‪ ،‬وال ذهني كانا‬ ‫َي َقبالن بذلك على اإلطالق‪ .‬ولدى‬ ‫إدراكي جيداً أن الدياليكتيك لم‬ ‫ر دائماً‬ ‫كأقطاب ُمفنية‪ ،‬لم‬ ‫ٍ‬ ‫س ِ‬ ‫َي ْ‬ ‫َيكُن عسيراً‬ ‫كون‬ ‫تشخيص‬ ‫علي‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ح ِد َّي ًة ضمن‬ ‫الحضارة أيضاً ليست أ َ‬ ‫المفني‬ ‫المسار الدياليكتيكي غير ُ‬ ‫للمجتمع التاريخي (قد َيكون كذلك‬ ‫بين الحين واآلخر‪ ،‬ولكنه ليس‬ ‫نائي؛‬ ‫هكذا دائماً)‪ ،‬بل إنها‬ ‫سياق ث ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫الحظ في النشوء الكوني‬ ‫مثلما ُي َ‬ ‫عموماً‪ .‬ما تَ َب َّقى من األمر هو‬ ‫ر ما هو مذكور في‬ ‫العمل على ذك ِ‬ ‫هذه المج َّلدات‪ ،‬وعرضه كتجربة؛‬ ‫ٍ‬ ‫شروط قاسي ٍة ودون‬ ‫كان ضمن‬ ‫ْ‬ ‫وإن َ‬

‫العدد ‪١‬‬

‫‪2017/03/20‬‬

‫السنة األول‬

‫مجلة دجلة‬

‫احترت‬ ‫استعدا ٍد تام‪ .‬الخاصيةُ التي‬ ‫ُ‬ ‫واغتظت‬ ‫بت لها‬ ‫ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫بشأنها وتَ َع َّ‬ ‫منها‪ ،‬هي عدم محاولة علماء‬ ‫ِ‬ ‫تنظيم‬ ‫االجتماع األوروبي المركز في‬ ‫ج ِة ثنائي ِة الحضارة هذه على‬ ‫وم َ‬ ‫نه َ‬ ‫َ‬ ‫شكل حداثتَين مختلفتَين‪ ،‬بالرغم‬ ‫ِ‬ ‫من تجهيزاتهم وأدواتهم المذهلة‪.‬‬ ‫مرة أخرى‬ ‫عمل على العودة‬ ‫ً‬ ‫ِلن َ‬ ‫ْ‬ ‫إلى العناصر الثالثة األساسية‬ ‫لمصطلح أنطوني غيدنز في‬ ‫ِ‬ ‫الحداثة‪ ،‬والنظر إلى المعنى‬ ‫الذي تُشير إليه‪ ،‬وتحليل األجوبة‬ ‫المقابِلة لمصطلح العصرانية‬ ‫ُ‬ ‫اآلخر‪.‬‬ ‫الديمقراطية في الطرف‬ ‫َ‬ ‫حدية‬ ‫الحداثة الكونية المطلقة األَ َ‬

‫مقصدي من التحطيم هو أني‬

‫رهن َ ِة أنها ت َ ِ‬ ‫حمل معها‬ ‫ُ‬ ‫جهدت ِل َب َ‬

‫بدائ َلها على الدوام‪ ،‬وأنها َق َّد َمت‬ ‫الع َر ِ‬ ‫رغم‬ ‫المظاهر الخارجية َ‬ ‫ض ّية َ‬ ‫َ‬ ‫كل محاوالت القمع والتستر‪،‬‬ ‫و‬

‫أنها استمرت بوجودها ونشوئها‬ ‫بشتى نطاقاتها‬ ‫و‬

‫َ‬ ‫المقابل‬ ‫الطرف‬ ‫أشكالها بوصفها‬ ‫َ‬ ‫في الثنائية الجدلية‬


‫مجلة دجلة‬

‫السنة األول‬

‫‪2017/03/20‬‬

‫العدد ‪١‬‬

‫‪8‬‬

‫اللقاء‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫خضر صالح رئيس المجلس التأسيسي إليزديي شنكال‪:‬‬

‫إهمال حكومتي المركز و األقليم‬ ‫لشنكال‪ ،‬غياب المحاسبة لمن‬ ‫تسبب بإبادة شنكال و تسليمها‬ ‫لداعش‬ ‫قرب موعد إعالن اإلدارة الذاتية‬ ‫مع تسارع األحداث و تطورات‬ ‫المعارك ضد تنظيم داعش‬ ‫اإلرهابي‪ ،‬واقتراب تحرير الموصل و‬ ‫الرقة‪ ،‬و التحضيرات العملية لبناء‬ ‫أرضية إدارة ذاتية ديمقراطية في‬ ‫شنكال‪ ،‬و الكثير من التساؤالت‬ ‫التي تشغل بال المواطن الشنكالي‪،‬‬ ‫كان للمحرر السياسي في مجلة‬ ‫دجلة هذا اللقاء مع السيد خضر‬ ‫صالح رئيس المجلس التأسيسي‬ ‫اإليزيدي شنكال‪ ،‬في حوار حول‬ ‫مجمل التطورات المتعلقة بعمل‬ ‫مجلسهم و االحتماالت الممكنة‬ ‫لعمل هذا المجلس‪ ،‬نقاط الضعف‬ ‫و القوة‪ ،‬وكذلك الخدمات التي‬ ‫يقدمها هذا المجلس‪.‬‬ ‫اللقاء‪ /‬مجلة دجلة‬ ‫س – بداية نرحب بك هلى صفحات‬ ‫مجلتنا‪ ،‬مجلة دجلة و نرجو ان تكون‬ ‫قادرة على إيصال هوجاس الناس‬ ‫إليكم و إيصال صوتكم للناس‪.‬‬ ‫ج– مرحبا بكم‪ ،‬نتمنى أن نكون‬ ‫قادرين على اعتماد مبدأ الصراحة و‬ ‫الشفافية ألبعد الحدود مع شعبنا‬ ‫من خالل مجلتكم‪ ،‬لكم كل الشكر‬ ‫و التقدير‬ ‫س ‪ -‬متى تأسس مجلس إاليزيدي‬ ‫شنكال وما الهدف من تأسيس‬ ‫المجلس؟‬

‫ج ـ تأسس المجلس التأسيسي حينها كان المجلس باسم إيزيديي‬ ‫اإليزيدي في يوم ‪14‬كانون الثاني عام شنكال‪ ،‬في واقع األمر لم يكن‬ ‫‪ 2015‬بعد اإلبادة التي تعرض لها هنا في الجبل أحد سوى المكون‬ ‫شعبنا اإليزيدي في شنكال‪ ،‬تقريباً اإليزيدي‪ ،‬كانت سنجارتحتضن‬ ‫‪ 1700‬عائلة لم تغادر جبل شنكال جميع المكونات‪ ،‬العرب‪ ،‬الكرد‪،‬‬ ‫قاومت بوجه داعش اإلرهابي اإليزيديين‪ ،‬المسيحيين‪ ،‬الشيعة‪،‬‬ ‫بجانب قوات الكريال الكردستانية السنة‪ ،‬نستطيع القول أنها كانت‬ ‫لمنع داعش من التسلل إلى جبل عراق مصغرة‪ ،‬وعندما حلت‬ ‫شنكال‪ ،‬استطاعت تلك العائالت اإلبادة في ‪3‬آب ‪ 2014‬أصبح المكون‬ ‫أن تنظم نفسها من أجل القتال اإليزيدي المستهدف األساس لهذه‬ ‫المنظم ضد اإلرهاب وعلى هذا اإلبادة‪ ،‬في الحقيقة المكون السني‬ ‫األساس تأسس مجلسنا نتيجة بقي في أماكنهم ولم يهاجر و هناك‬ ‫نضال أهلنا في الجبل‪ ،‬بغية تهيئة عشائر عربية سنية بايعت داعش‬ ‫األجواء إلبقاء األهالي في الجبل و مع األسف رغم عالقات الجيرة‬ ‫الحيلولة دون نزوجها و هجرتها طويلة األمد و عالقاتنا الطيبة‬ ‫معهم وبعد فترة أكثريتهم ذهبوا‬ ‫إلى دول اللجوء‪.‬‬ ‫بعد اجتماعات عدة مع وجاء إلى أقليم كوردستان باستثناء‬ ‫العشائر ورجال الدين والمثقفين الذين انخرطو في صفوف المرتزقة‪.‬‬ ‫االيزيديين والجماعات اإليزيدية الكونفرانس الذي عقد في يوم‬ ‫المسلحة التي رفضت النزوح (‪ 14‬من الشهر) لم يحضره سوى‬ ‫حينها و نظمت نفسها كجماعات المكون اإليزيدي لذلك سمي‬ ‫مقاومة محلية‪ ،‬و مثلوا جوهر بالمجلس التأسيسي اإليزيدي‬ ‫المقاومة اإليزيدية على مدى أشهر شنكال‪ .‬واستمر العمل بهذا‬ ‫متتالية كتفا لكتف مع قوات الكريال المسمى سنتين و ما زال مستمرا‪،‬‬ ‫و قدموا الشهداء في مقاومة و هذا المجلس منذ تأسيسه و‬ ‫شنكال‪ ،‬و نتيجة نقاشات مستمرة حتى االن يمد يد العون للعوائل‬ ‫و مستفيضة تبلورت فكرة تأسيس النازحة في حدود افمكانات‬ ‫المجلس‪ ،.‬عقدنا ما يقارب (‪ )15‬لمساعدتها على العودة إلى ديارها‬ ‫اجتماع بين هذه الفصائل ورؤساء و التواصل مع نازحي شنكال في‬ ‫العشائر ورجال الدين واتفق جنوب كردستان بغية عودتهم إلى‬ ‫الجميع في النهاية على تأسيس مناطق سكناهم‪.‬‬ ‫المجلس‪.‬‬ ‫س ‪ -‬هل وضعتنا بصورة تعاطي‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫الحكومة العرقية و سلطات أقليم‬ ‫كردستان مع مجلسكم‪ ،‬و هل‬ ‫اعترفا بالمجلس؟‬ ‫ج ـ فيما يتعلق بالحكومة العراقية‬ ‫منذ بداية األمر و حتى االن‪ ،‬لم‬ ‫أرى منهم أي رد فعل‪ ،‬سلبي أو‬ ‫إيجابي تجاهنا كمجلس‪ ،‬باإلمكان‬ ‫القول أنه هناك نوع من التجاهل‪،‬‬ ‫تحاشيا العتراف سابق ألوانه‪ ،‬او‬ ‫اصطدام سابق ألوانه‪ ،‬طبيعة‬ ‫الحال نحن نحتاج إلى غطاء‬ ‫قانوني و شرعي و رسمي من قبل‬ ‫الحكومة و البرلمان العراقي‪ ،‬و‬ ‫الموافقات المتعلقة بهذا األمر‪،‬‬ ‫هذا أمر طبيعي و نحن نسعى‬ ‫في هذا االتجاه‪ ،‬الحكومة العراقية‬ ‫مازالت هي الجهة الشرعية و كلك‬ ‫البرلمان في بغداد ولذلك فنحن‬ ‫نطالبهم عبر القنوات القانونية و‬ ‫الرسمية باالعتراف بنا كمجلس‬ ‫ممثل لمنطقة شنكال‪.‬‬ ‫أما سلطات أقليم جنوب كردستان‪،‬‬ ‫و لألسف‪ ،‬فقد تهجموا على‬ ‫المجلس إعالميا و سياسيا منذ‬ ‫تأسيسه و حتى االن‪ ،‬و هناك إصرار‬ ‫من قبلهم بربط المجلس بحزب‬ ‫العمال الكردستاني(‪ )PKK‬و اإليهام‬ ‫بأن العمال الكردستاني يقف خلف‬ ‫تأسيس المجلس‪ ،‬و الترويج بأن‬ ‫المجلس ينوي تشكيل مقاطعة‬ ‫او كانتون شنكال أسوة بمقاطعات‬ ‫روج آفا و إمكانية اقتطاع شنكال‬ ‫من العراق و أقليم جنوب كردستان‬

‫اللقاء‬

‫‪9‬‬

‫و ضمها إبى روج آفا‪.‬‬ ‫طبعا هذه اتهامات باطلة وال‬ ‫أساس لها من الصحة‪ ،‬فحزب‬ ‫العمال الكردستاني(‪ )PKK‬قدم‬ ‫تجاه اإليزيدية واجبا إنسانيا أخالقيا‪،‬‬ ‫و ما قدمه هذا الحزب بروح فدائية‬ ‫سيبقى في ذاكرة كل إيزيدي مدى‬ ‫الدهر ولن ننساها مطلقا‪ ،‬والتاريخ‬ ‫سيشهد على هذه البطوالت التي‬ ‫قدمها العمال الكردستاني إلنقاذ‬ ‫اإليزيديين من المحرقة‪ ،‬هم عبروا‬ ‫عن عمق إنسانيتهم‪ ،‬و قد كان‬ ‫تدخلهم عمال مشرفا على العالم‬ ‫كله ان يفتخر بذلك‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫الواليات المتحدة و االتحاد األوربي‪،‬‬ ‫و كل اجهات و المنظمات الدولية‬ ‫ذات الصلة‪ ،‬عليهم أن يعترفوا‬ ‫و يفتخروا ببطوالت العمال‬ ‫الكردستاني‪ ،‬الذين قاتلوا المرتزقة‬ ‫ببطولة‪ ،‬و قدموا مئات الشهداء من‬ ‫خيرة كوادرهم إلنقاذ مئات اآلالف‬ ‫من اإليزيديين‪ ،‬من براثن التنظيم‬ ‫اإلرهابي‪.‬‬ ‫تدخل العمال الكردستاني إلنقاذنا‬ ‫في الوقت الذي كنا قد سلمنا‬ ‫بمصيرنا و وقعنا في شرك الخوف‬ ‫و اليأس‪ ،‬و حين تخلى عنا الجميع‪،‬‬ ‫و لوال تدخلهم في (‪)6.8.2014‬‬ ‫لكانت اإليزيدية أصبحت في خبر‬ ‫كان‪ ،‬و انتهت إلى الزوال‪ ،‬و لما كان‬ ‫بإمكان إيزيدي واحد أن يعبر عن‬ ‫إيزيديته‪ ،‬ولما استطعنا تأسيس‬ ‫مجالسنا و مؤسساتنا و تنظيم‬

‫العدد ‪١‬‬

‫‪2017/03/20‬‬

‫السنة األول‬

‫مجلة دجلة‬

‫انفسنا‪ ،‬تجاهل هذه الحقيقة أمر‬ ‫غير صائب و غير عادل‪.‬‬ ‫كنا نأمل من األخوة في أقليم‬ ‫جنوب كردستان أن يحتذوا‬ ‫بالعمال الكردستاني‪ ،‬و أن يبادروا‬ ‫لتقديم يد العون و المساعدة‬ ‫لنا أسوة بالعمال الكردستاني‪،‬‬ ‫ألن إمكاناتهم المادية أكثر‪ ،‬و كنا‬ ‫نتوقع منهم ذلك‪ ،‬ألننا جزء من‬ ‫العراق‪ ،‬و كانت لدينا مسارات حل‬ ‫وفق دستور ‪ 2005‬و مشروع دستور‬ ‫أقليم كردستان‪ ،‬و آليات عمل وفق‬ ‫هذه المسارات لالنضمام إلى أقليم‬ ‫جنوب كردستان‪ ،‬حسب مقتضيات‬ ‫مصلحة كل مكونات شنكال و‬ ‫كذلك مصلحة أقليم كردستان‪.‬‬ ‫لألسف تعاطت معنا سلطات‬ ‫أقليم جنوب كردستان بضيق أفق‬ ‫و انغالق‪ ،‬و تخلت عن كونها غدارة‬ ‫و انغلقت على تفسها في إطار‬ ‫حزبي مصلحي ضيق‪ ،‬ال يتوافق مع‬ ‫مصالح شنكال وال مصالح أقليم‬ ‫جنوب كردستان‪ ،‬و لذلك أرتأينا‬ ‫البحث عن حل يضمن مصالح‬ ‫الشعب اإليزيدي و مكونات شنكال‪.‬‬ ‫مفتاحا‬ ‫الذاتية‬ ‫اإلدارة‬ ‫رأينا‬ ‫للحل‪ ،‬ففيها يمكن فك العقد‬ ‫المستعصية‪ ،‬و بها يمكن تأمين‬ ‫أكبر قاعدة تشاركية في اتخاذ‬ ‫القرار الجماعي‪ ،‬و كذلك يمكن أن‬ ‫تكون نموذجا لحل القضايا العالقة‬ ‫بين حكومة المركز و األقليم‪ ،‬أي‬ ‫أن اإلدارة الذاتية بإمكانها ان تكون‬


‫مجلة دجلة‬

‫السنة األول‬

‫‪2017/03/20‬‬

‫العدد ‪١‬‬

‫المؤسسة األكثر‬ ‫أهمية التي‬ ‫يحتاجها شعبنا‬ ‫هي المؤسسة‬ ‫العسكرية‪ ،‬و‬ ‫األمنية‪ ،‬بما أننا‬ ‫كنا ضحية غياب‬ ‫المنظومة الدفاعية‬ ‫و األمنية‬

‫‪10‬‬

‫اللقاء‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫نموذجا مساعدا لحل القضايا‬ ‫العراق في العراق أصال‪ ،‬فكما هو‬ ‫معلوم‪ ،‬البرلمان العراقي‪ ،‬تسيطر‬ ‫عليه الكتل السياسية‪ ،‬و الطائفية‪،‬‬ ‫و القوموية‪ ،‬و هي بعيد كل البعد‬ ‫عن العمل لصالح العراق‪.‬‬ ‫يجب تطبيق الدستور العراقي الذي‬ ‫يعترف بحقوق األقليات و بالذات‬ ‫المادة(‪)125‬التي تعترف بحق‬ ‫األقليات في بناء إداراتها الذاتية‪ ،‬و‬ ‫مطلوب من البرلمان شرح هذه‬ ‫المادة و إصدار القوانين الناظمة‬ ‫لها‪ ،‬لكي يصبح باإلمكان فيما بعد‬ ‫على األقليات أن تنظم نفسها وفق‬ ‫تلك القوانين الناظمة الصادرة عن‬ ‫البرلمان‪،‬‬ ‫نحن اآلن نمضي قدما لبناء‬ ‫مؤسسات اإلدارة الذاتية في‬ ‫شنكال‪ ،‬هذا واقع مفروض‬ ‫علينا‪ ،‬نواجهه بشجاعة و إرادة‪ ،‬و‬ ‫سنمضي به للنهاية‪ ،‬لن ننتظر أحد‬ ‫لنستأذن منه‪ ،‬و لن ننتظر أذنا قد‬ ‫ال يأتي مطلقا‪ ،‬و لسنا مضطرين‬ ‫بانتظار ذلك األذن أن نبقى في‬ ‫الجبال و الكهوف و نترك عوائلنا‬ ‫في العراء يتعرضون لبرد الشتاء و‬ ‫حر الصيف ريثما يستأذن لنا هذا‬ ‫او ذاك بان نعيش أحرارا في بالدنا‪،‬‬ ‫نحن سنمضي في هذا المشروع‬ ‫السياسي و اإلداري و سنبني إدارتنا‪،‬‬ ‫و سنعمل على استصدار النظمة‬ ‫و القوانين لهذه اإلدارة على نفس‬ ‫الدرجة من اإلصرار على انتماءنا‬ ‫الوطني العراقي و وفق الدستور‬ ‫العراقي‪.‬‬ ‫س ‪ -‬ما هي نشاطاتكم و فعالياتكم‬ ‫منذ تأسيس مجلسكم حتى الوقت‬ ‫الحاضر؟‬ ‫ج‪ -‬خالل سنتين‪ ،‬استطعنا‬ ‫إنشاء مؤسسات مدنية بما فيها‬ ‫الخدمات البلدية و توزيع المواد‬ ‫اإلغاثية و التموينية التي تأتينا‬ ‫غالبا من مقاطعة الجزيرة و غرب‬ ‫كردستان و كذلك المواد التي‬ ‫يجعها لنا الخيرين و المؤسسات‬ ‫الخيرية و اإلنسانية في أوربا‪ ،‬حيث‬ ‫نقوم باستالمها و فرزها وفق‬

‫حصص غذائية و نوزعها على أهلنا‬ ‫في شنكال‪.‬‬ ‫نحن نعتقد أن المؤسسة األكثر‬ ‫أهمية التي يحتاجها شعبنا هي‬ ‫المؤسسة العسكرية‪ ،‬و األمنية‪،‬‬ ‫بما أننا كنا ضحية غياب المنظومة‬ ‫الدفاعية و األمنية‪ ،‬و لذلك فنحن‬ ‫على تواصل و تنسيق مع وحدات‬ ‫حماية شنكال(‪ )YBŞ‬والذي تأسست‬ ‫في أيلول ‪ ، 2014‬أي بعد الفرمان بما‬ ‫يقارب الشهر تقريبا‪ ،‬وكانت أولى‬ ‫الخاليا التأسيسية المكونة من‬ ‫أبناء و بنات شنكال الموجودين‬ ‫في الجبل و الذين رفضوا النزوح‬ ‫حينها‪ ،‬وقد كان لوحدات حماية‬ ‫الشعب (‪ )YPG‬الفضل الكبير‬ ‫حينها‪ ،‬سواء لجهة كونها شكلت‬ ‫القدوة و الحافز‪ ،‬او لجهة تقديمها‬ ‫يد العون و المساعدة تدريبيا و‬ ‫لوجستيا لوحدات مقاومة شنكال‬ ‫ريثما تصبح قادرة على أن تعمل‬ ‫لوحدها‪.‬‬ ‫في هذا السياق‪ ،‬نتذكر بأسى سفر‬ ‫بابا شيخ‪ ،‬شيخ اإليزيدية إلى هولير‬ ‫للقاء السيد مسعود البرزاني و‬ ‫طلب النجدة منه شخصيا‪ ،‬لكنه‬ ‫رفض استقبال بابا شيخ‪ ،‬و أخبر‬ ‫مكتب رئاسة األقليم بابا شيخ‬ ‫بأن السيد البرزاني لديه الكثير‬ ‫من المشاغل و غير مستعد‬ ‫الستقباله‪ ،‬ولذلك فقد وجه بابا‬ ‫الشيخ نداء لوحدات حماية الشعب‬ ‫و المرأة لنجدة شنكال و التي لبت‬ ‫النداء مباشرة واقتحمت األهوال‬ ‫لفتح ممر آمن إلنقاذ المدنيين‪ ،‬و‬ ‫من ثم تقديمها يد العون لينظم‬ ‫أبناء شنكال انفسهم في وحدات‬ ‫عسكرية تكون نواة لبناء قوة‬ ‫عسكرية خاصة بأبناء شنكال‪.‬‬ ‫اإليزيديون لن ينسوا دموع األسى‬ ‫التي ذرفها بابا الشيخ و خيبة‬ ‫أمله من السيد البرزاني‪ ،‬كما انهم‬ ‫لن ينسوا فضل وحدات حماية‬ ‫الشعب (‪ )YPG‬التي أنقذت اإليزيدية‬ ‫من اإلبادة المنظمة‪ ،‬و وضحت‬ ‫بخيرة مقاتليها و قادتها لفتح ممر‬ ‫غنساني بين شنكال و روج آفا‪ ،‬و‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫أنقذت مئات آالف المدنيين عبر هذا‬ ‫الممر‪ ،‬و لهذا السبب بالذات طالب‬ ‫اإليزيدون من هذه الوحدات تقديم‬ ‫يد العون إلنشاء قوات او وحدات‬ ‫عسكرية قوامها أبناء شنكال و‬ ‫تقوم على حماية أبناء شنكال‪.‬‬ ‫طبعا هذه المؤسسة العسكرية‬ ‫تتلقى التدريبات وفق فلسفة‬ ‫الحياة الحرة لقائد الشعب‬ ‫الكردستاني السيد عبدالله اوج آالن‪،‬‬ ‫و تتكون من أبناء و بنات إيزيدخان‪،‬‬ ‫و هم موجودين في الجبل منذ‬ ‫األيام األولى للفرمان و قد اكتسبوا‬ ‫الكثير من المعارف و الخبرات‬ ‫العسكرية‪ ،‬و ازداد عدههم من‬ ‫بضع عشرات إلى آالف المقاتلين‬ ‫و بفضل جهودهم و شجاعتهم‬ ‫و تضحياتهم تحررت الكثير من‬ ‫القرى اإليزيدية من تحت سيطرة‬ ‫تنظيم داعش اإلرهابي و لما زالت‬ ‫هناك الكثير من المهام القتالية و‬ ‫التحررية بانتظارهم‪.‬‬ ‫على صعيد مأسسة هذه القوة‬ ‫و شرعنتها‪ ،‬تواصلنا مع حكومة‬ ‫المركز‪ ،‬و تم صرف منح مالية‬ ‫للمقاتلين‪ ،‬عن طريق هيئة‬ ‫مؤسسة الحشد الشعبي‪ ،‬لكن تم‬ ‫صرف المنح باسم وصفة وحدات‬ ‫مقاومة شنكال كشخصية اعتبارية‬ ‫و ليس كفصيل تابع أو جزء من‬ ‫الحشد الشعبي‪ ،‬و كذلك نحن‬ ‫نتواصل مع المركز لصرف رواتب‬ ‫شهرية لوحداتنا‪.‬‬ ‫في نفس اإلطار‪ ،‬فقد قدمنا‬ ‫طلبا رسميا لحكومة المركز‬ ‫للقبول بالوحدات كقوة عراقية‬ ‫شرعية تقاوم و تحارب اإلرهاب‪،‬‬ ‫و عمله مكمل لعمل الجيش و‬ ‫الحشد الشعبي‪ ،‬و قد تم قبول‬ ‫هذا المقترح‪ ،‬و لذلك نتطلع ألن‬ ‫تكون هذه الوحدات هي المسمى‬ ‫الوظيفي و العسكري إلدارتان‬ ‫الذاتية التي ننوي إعالنها و نتمنى‬ ‫أن تحظى باالعتراف الرسمي من‬ ‫قبل البرلمان و الدولة العراقية‪.‬‬ ‫على الصعيد األمني‪ ،‬فقد تم‬ ‫تشكيل لجنة أمنية (آساييش)‬ ‫لحماية المواطنين و ممتلكاتهم‬

‫اللقاء‬

‫‪11‬‬

‫من الجرائم و االعتداءات‪ ،‬و حماية‬ ‫أمن المواطن‪ ،‬و هذه المؤسسة‬ ‫بدورها ازاداد عددها من العشرات‬ ‫إلى المئات و نتطلع لرفع سويتهم‬ ‫كما و نوعا‪ ،‬لتكون قوة قادرة على‬ ‫ضبط األمن و المان في شنكال‪.‬‬ ‫أيضا هناك مؤسسات أخرى تقوم‬ ‫بأداء مهامها على قدم و ساق‬ ‫بالتوازي مع عمل المؤسسات‬ ‫العسكرية‪ ،‬كمؤسسة التربية التي‬ ‫كانت منذ البداية تعمل على تنظيم‬ ‫قطاع التعليم في شنكال‪ ،‬تفاديا‬ ‫لحرمان األطفال من حق التعليم‪،‬‬ ‫وعلى ذلك تم افتتاح العديد من‬ ‫المدارس في الجبل‪ ،‬و المخيمات‬ ‫الصغيرة‪ ،‬و رفدها بالمعلمين و‬ ‫التالميذ لتنطلق عجلة التعليم في‬ ‫إيزيدخان‪.‬‬ ‫طبعا هنا نعتمد اللغة األساسية‬ ‫و األم للمكون اإليزيدي و هي‬ ‫اللهجة الكرمانجية‪ ،‬و هي إحدى‬ ‫اللهجات الكردية‪ ،‬والتي يتحدث بها‬ ‫اإليزيدون‪ ،‬و يعتقدون أنها تتطابق‬ ‫بنسبة ‪ 95‬بالمئة مع لغتهم األم‪.‬‬ ‫وهذا أيضا حق دستوري مشروع‬ ‫لنا حسب الدستور العراقي للعام‬ ‫‪ ،2005‬حيث ورد في المادة الرابعة‬ ‫‪ ،‬الفقرة األولى‪ ،‬التي تؤكد على حق‬ ‫المناطق و األقاليم بأن يتعلم‬ ‫أبناءها بلغتهم األم و إن لم تتوفر‬ ‫إمكانية التعليم العام باللغة األم‬ ‫فيمكن ذلك في المدارس الخاصة‪.‬‬ ‫طبعا نحن نعمل و نتطلع لشرعنة‬ ‫التعليم باللغة األم عبر القنوات‬ ‫الرسمية و الشرعية و نعمل على‬ ‫قوننة أن تكون اللغتان العربية‬ ‫و الكردية لغتان رسميتان في‬ ‫شنكال‪ ،‬و استصدار القوانين‬ ‫الناظمة لعملية التربية و التعليم‬ ‫وفق الدستور العراقي‪.‬‬ ‫الخدمي‬ ‫المستوى‬ ‫على‬ ‫المؤسساتي أيضا أنشأنا مشفى‬ ‫صغير‪ ،‬أو مركز صحي إذا صح‬ ‫التعبير لتقديم الخدمات الصحية‬ ‫و الطبية‪ ،‬حيث يحتوي على عدة‬ ‫أجنحة تقدم خدمات طبية عامة و‬ ‫تخصصية‪ ،‬للمرضى و المراجعين‪،‬‬ ‫و المركز يقدم خدمات مجانية‪ ،‬و‬

‫العدد ‪١‬‬

‫‪2017/03/20‬‬

‫السنة األول‬

‫مجلة دجلة‬

‫تواصلنا مع االتحاد‬ ‫األوربي‪ ،‬الواليات‬ ‫المتحدة األمريكية‪،‬‬ ‫روسيا‪ ،‬كون هذه‬ ‫األطراف قوى‬ ‫رئيسية‬


‫مجلة دجلة‬

‫السنة األول‬

‫‪2017/03/20‬‬

‫العدد ‪١‬‬

‫‪12‬‬

‫اللقاء‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫هناك عشائر عربية‬ ‫سنية بايعت داعش‬ ‫مع األسف رغم‬ ‫عالقات الجيرة‬ ‫طويلة األمد و‬ ‫يتلقى الدعم من المؤسسات و‬ ‫المنظمات اإلنسانية في مقاطعة‬ ‫الجزيرة في روج آفا و كذلك من‬ ‫الهالل األحمر الكردي في روج آفا‬ ‫و كذلك دعم أبناء إيزيدخان في‬ ‫المهجر‪.‬‬ ‫المركز يقدم خدماته بشكل يومي‪،‬‬ ‫و لدينا يوميا بين ‪ 100‬و ‪ 150‬مراجعا‪،‬‬ ‫و رغم قلة اإلمكانات فنحن راضون‬ ‫نسبيا عن مستوى أدائه و نتطلع‬ ‫لألفضل‪.‬‬ ‫س ‪ -‬أنتم كمجلس تقولون بأنكم‬ ‫ستعلنون اإلدارة الذاتية في شنكال‪،‬‬ ‫من أين تستمدون مشروعية‬ ‫طرحكم هذا؟‬ ‫ج‪ -‬مع بدء عملية تحرير الموصل‬ ‫بدءنا تحركا دبلوماسيا داخليا و‬ ‫خارجيا‪ ،‬و استثمرنا عالقاتنا في‬ ‫التواصل مع الجهات المعنية‬ ‫بإيجاد الحلول للقضايا العالقة‬ ‫بغية حشد الدعم السياسي و‬ ‫الدبلوماسي لمشروعنا‪.‬‬ ‫فقد تواصلنا مع االتحاد األوربي‪،‬‬ ‫الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬روسيا‪،‬‬ ‫كون هذه األطراف قوى رئيسية‬ ‫تشارك في قيادة العالم و هي‬ ‫المعنية بإيجاد أفضل الحلول‬ ‫الناجعة التي تجنبنا مخاطر‬ ‫التعرض لحمالت إبادة أخرى‪ ،‬و‬ ‫في هذا اإلطار التقينا بالقنصلية‬ ‫األمريكية‪ ،‬وكذلك التقينا بهيئة‬

‫قادمة من روسيا‪ ،‬و كذلك لدينا‬ ‫فرع أو ممثلية تعمل في أوربا‪،‬‬ ‫و تتواصل مع االتحاد األوربي و‬ ‫البرلمان األوربي‪ ،‬هذا على صعيد‬ ‫الديبلوماسية الخارجية‪.‬‬ ‫داخليا‪ ،‬نتواصل مع الحكومة‬ ‫العرقية و الطراف المشكلة لهذه‬ ‫الحكومة و كذلك نتواصل مع‬ ‫مختلف الكتل البرلمانية لعرض‬ ‫وجهة نظرنا بخصوص إدارتنا‬ ‫الذاتية‪ ،‬و نستفيد من الدستور‬ ‫العراقي الذي يمنحنا هذا الحق‪،‬‬ ‫و يزداد هذا الحق مشروعية بعد‬ ‫تعرضنا لحملة جينوسايد منظمة‬ ‫بعد (‪ ،)2014/8/3‬و بالتالي فنحن‬ ‫مضطرون للمطالبة بقوننة حالتنا‬ ‫وفق هذا الدستور‪ ،‬وال سيما المواد‬ ‫(‪ )25/21/15‬و كذلك غيرها الكثير‬ ‫من المواد و الفقرات التي تمنحنا‬ ‫هذه الفرصة دستوريا‪ ،‬فتحركنا‬ ‫هذا له دعامتان أساسيتان‪،‬‬ ‫األولى الدستور العراقي و الثاني‬ ‫الحقيقة المادية المتمثلة بحملة‬ ‫الجينوسايد التي تعرضنا لها‪.‬‬ ‫في بياننا األخير ألمحنا إلى ذلك و‬ ‫إلى قرب موعد إعالن اإلدارة الذاتية‪،‬‬ ‫وهذا لم يأت من فراغ‪ ،‬فنحن قدمنا‬ ‫آالف الشهداء و تعرضنا للسلب و‬ ‫النهب و السبي‪ ،‬و الغدر الذي تركنا‬ ‫وجها لوجه مع اإلرهاب و الفناء‪،‬‬ ‫كل هذه المعطيات تعطينا الحق‬ ‫بإعالن إدارتنا الذاتيو وسنمضي‬

‫عالقاتنا الطيبة‬ ‫معهم وبعد فترة‬ ‫أكثريتهم ذهبوا إلى‬ ‫أقليم كوردستان‬ ‫قدما في إعالنها‪ ،‬و نحن مستعدون‬ ‫لتحمل تبعاتها مهما كانت‪.‬‬ ‫اإليزيديون في شنكال لن يقبلوا‬ ‫بعد اليوم مطلقا بأن تعود األمور‬ ‫في إيزيدخان إلى ماكنت عليه قبل‬ ‫الفرمان سيء الصيت و الذكر‪،‬‬ ‫وعلى هذا األساس نعمل و نتحرك‬ ‫داخليا و خارجيا‪ ،‬لن نقبل بأن‬ ‫نكون مجردون من حق الدفاع عن‬ ‫النفس بعد اآلن‪ ،‬و لدينا نشطاء في‬ ‫العراق و أقليم جنوب كردستان‬ ‫و في الخارج يعملون وفق هذه‬ ‫اآللية‪ ،‬وفق هذا التعاطي مع األمر‪ ،‬و‬ ‫على ذلك نطالب اآلخرين بالتعامل‬ ‫معنا و المساهمة في إيجاد‬ ‫أفضل الحلول لقضيتنا اإلنسانية‬ ‫و السياسية‪.‬‬ ‫نحن ال ندعي أو نطالب ببناء أو‬ ‫إعالن إدارة إثنية عرقية خاصة‬ ‫باإليزيديين فقط‪ ،‬بل نتطلع لبناء‬ ‫شراكة حقيقة بين كل مكونات‬ ‫إيزيدخان‪ ،‬و إيجاد الحلول الناجعة‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫اللقاء‬

‫‪13‬‬

‫العدد ‪١‬‬

‫‪2017/03/20‬‬

‫السنة األول‬

‫مجلة دجلة‬

‫يجب تطبيق‬ ‫الدستور العراقي‬ ‫الذي يعترف‬ ‫بحقوق األقليات و‬ ‫بالذات المادة(‪)125‬‬ ‫التي تعترف بحق‬ ‫األقليات في بناء‬ ‫إداراتها الذاتية‬ ‫للقضايا العالقة‪ ،‬و إزالة المخاوف‬ ‫و الهواجس من نفس جميع‬ ‫المكونات‪ ،‬فنحن نعمل على إتاحة‬ ‫و بناء األرضية المناسبة لعودة كل‬ ‫النازحين و المهجرين إلى ديارهم‪،‬‬ ‫سواء كان إيزيديا أو مسيحيا أو‬ ‫شيعيا‪ ،‬وكذلك عودة أبناء المكون‬ ‫السني ممن لم تتلطخ أيديهم‬ ‫بدماء اإليزيديين و لم يعتدوا على‬ ‫شرف اإليزيديات و لم يشاركوا في‬ ‫عمليات السلب و النهب و لم‬ ‫يكونوا عونا لتنظيم داعش اإلرهابي‪.‬‬ ‫نحن نتطلع إلعادة كل المكونات‬ ‫إلى مناطق سكناها و التواصل مع‬ ‫الشخصيات التي استطاعت ان‬ ‫تحافظ على نظافة نفسها و يدها‬ ‫و نقاء سريرتها‪ ،‬لنتعاون معها في‬ ‫بناء و إعالن اإلدارة الذاتية بما يضمن‬ ‫عدالة التمثيل في موسسات اإلدارة‬ ‫و هيكليتها‪ ،‬و يوفر تمثيال أفضل‬ ‫لكل القرى و المناطق و يساهم في‬ ‫تقديم أفضل الخدمات لشنكال و‬

‫إزيدخان‪ ،‬و بناء أفضل العالقات‬ ‫مع كل مكونات سهل نينوى‪ ،‬و‬ ‫التنسيق فيما بين هذه المكونات‬ ‫في هذا السهل‪ ،‬ومن ثم تقديم‬ ‫النوذج األفضل للعيش و اإلدارة‬ ‫المشتركة لتكون مثاال يحتذى في‬ ‫العراق‪.‬‬ ‫كذلك نعمل على تشكيل المجالس‬ ‫المحلية و الكومينات التعاونية‬ ‫في القرى و النواحي‪ ،‬و إعادة‬ ‫المجتمع اإليزيدي إلى روحية الحياة‬ ‫التعاونية و التشاركية‪ ،‬و شرعنة‬ ‫اإلدارة من خالل الخاليا المكونة‬ ‫للمجتمع على مستوى القاعدة‪ ،‬و‬ ‫التوسع في التنظيم الجماهيري‬ ‫أفقيا‪ ،‬و إشراك كل أفراد المجتمع‬ ‫عبر خالياه التنظيمية في اتخاذ‬ ‫القرار بما في ذلك قرارات الدفاع و‬ ‫السلم و االقتصاد و التعليم و كل‬ ‫مستويات الحياة‪.‬‬ ‫منذ سنتين و نحن نعمل باسم‬ ‫المجلس التأسيسي المؤقت‪،‬‬ ‫و نعمل على اكتساب الشرعية‬ ‫الجماهيرية‪ ،‬من خالل إنشاء‬ ‫المجالس و الكومينات‪ ،‬والتي‬ ‫بدورها ستنتخب مجلسها العام‬ ‫المخول باتخاذ القرارات فما بعد‬ ‫وفق آليات ديمقراطية تعتمد‬ ‫مبدأ التصويت و تغليب رأي‬ ‫األكثرية‪ ،‬و لذلك نتطلع للتواصل‬ ‫مع المتعلمين و التكنوقراط‬ ‫ليساهموا في بناء هذه المجالس‬

‫و المجلس العام و تاليا المجلس‬ ‫التنفيذي الذي سيكون مخوال‬ ‫بإدارة الحكم في شنكال‪ ،‬أي سيكون‬ ‫بمثابة حكومة مصغرة‪ ،‬مؤلفة‬ ‫من أبناء كل العشائر و المكونات‬ ‫في شنكال‪ ،‬وال تكون في موقع‬ ‫التناقض او التضاد مع حكومة‬ ‫المركز في بغداد أو حكومة أقليم‬ ‫كردستان‪.‬‬ ‫إهمال حكومتي المركز و األقليم‬ ‫لشنكال‪ ،‬غياب المحاسبة لمن‬ ‫تسبب بإبادة شنكال و تسليمها‬ ‫لداعش‪ ،‬ال بل ترقية األشخاص‬ ‫المتسببين بالفرمان‪ ،‬وغيرها‬ ‫الكثير من المقاربات الخاطئة‪،‬‬ ‫تجعلنا في ريبة من مقاربات كال‬ ‫الحكومتين في بغداد و هولير‪ ،‬و‬ ‫تزيد من هواجسنا تجاههم‪ ،‬و تدق‬ ‫األسافين في الثقة بيننا و بينهم‪.‬‬ ‫أكثر من ذلك‪ ،‬تحاول بعض األطراف‬ ‫الحزبية ذات األفق الضيق إثارة‬ ‫اإلشاعات الكاذبة المغرضة تجاه‬ ‫مجلسنا و إدارتنا المزمع إعالنها‪،‬‬ ‫و تحاول إثارة المشاكل و القالقل‬ ‫هنا و هناك‪ ،‬و الحديث عن مشاكل‬ ‫محتملة بين الكرد و اإليزيديين‬ ‫و المكونات األخرى‪ ،‬بغية عرقلة‬ ‫إعالننا لإلدارة الذاتية‪ ،‬و إفشالها‪،‬‬ ‫و التهديد غير المباشر بالحرب‬ ‫ضدنا‪ ،‬و نحن إذ نعتقد بأن الحوار‬ ‫السياسي هو أفضل السبل لحل‬ ‫القضايا العالقة و تجاوز الخالفات‪،‬‬


‫مجلة دجلة‬

‫السنة األول‬

‫‪2017/03/20‬‬

‫العدد ‪١‬‬

‫سلطات أقليم‬ ‫جنوب كردستان‪،‬‬ ‫و لألسف‪ ،‬فقد‬

‫‪14‬‬

‫اللقاء‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫لمواجهة كل االحتماالت‪ ،‬و نعتقد‬ ‫جازمين بأن شعبنا في شنكال الذي‬ ‫مازالت ذاكرته طرية إزاء ما تعرض له‪،‬‬ ‫يعي تماما هذه األالعيب و لن ينجر إلى‬ ‫هذا المستنقع‪ ،‬لكنه في نفس الوقت‬ ‫سيتحتض بقوة ممثليه و المدافعين‬ ‫عنه تجاه أي مشروع اعتداء او مشروع‬ ‫فتنة‪.‬‬

‫نحن كمجلس تأسيسي مؤقت‬ ‫نحترم كل األحزاب السياسية و‬ ‫القناعات المختلفة‪ ،‬و سنكون‬ ‫حتما في جهة مصلحة شعبنا‬ ‫بغض النظر عن توجهات الحزاب‬ ‫السياسية‪ ،‬وسنتابع عملنا و‬ ‫التزامنا الخالقي تجاه قضايانا‬ ‫اإلنسانية وفي مقدمتها قضية‬ ‫المختطفات اإليزيديات‪ ،‬التي تبلغ‬ ‫اآلالف و تباع في أسواق النخاسة‬ ‫سواء في الموصل او الرقة أو غيرها‬ ‫من حواضر داعش‪ ،‬كذلك هناك‬ ‫فإنا نصر على العمل السياسي قضية جدا حساسة أال وهي قضية‬ ‫و الحوار الهادف لتجاوز الخالفات‪ ،‬الطفال و المراهقين اإليزيديين‬ ‫دون أن نتجاهل حقنا في إعداد العدة الذين يتعرضون لعمليات غسيل‬

‫تهجموا على‬

‫المجلس إعالميا‬ ‫و سياسيا منذ‬

‫تأسيسه و حتى االن‬

‫دماغ و من ثم تجنيدهم كانتحاريين‬ ‫في تنظيم داعش‪ ،‬سنتواصل مع‬ ‫كل الجهات ذات العالقة لتقديم‬ ‫يد العون لنا الستعادة أبناءنا‬ ‫المختطفين لكي ال يكونوا قنال‬ ‫موقوتة تهددنا او تهدد غيرنا‪،‬‬ ‫وعلى أساس هذه المعطيات ادعو‬ ‫الحزاب السياسية لتجاوز األفق‬ ‫الحزبي الضيق و التعاطي مع‬ ‫قضية شنطال كقضية فوق حزبية‪.‬‬ ‫س ‪ -‬كل الشكر و التقدير لكم السيد‬ ‫خضر صالح رئيس المجلس التأسيس‬ ‫اإليزيدي شنكال على إتاحتكم هذه‬ ‫الفرصة لنا و إدالءكم بهذه المعلومات‬ ‫لمجلتنا؟‬

‫ج‪ -‬الشكر و التقدير لكم و نتمنى‬ ‫من اإلعالم ان يكون حامال لرسالته‬ ‫اإلنسانية الحقيقة و الذي يتخذ‬ ‫من قضايا الشعوب و مصالحها‬ ‫منطلقا لعمله‪ ،‬كما نتمنى من‬ ‫العاملين في الحقل اإلعالمي أن‬ ‫يكونو صوت الحقيقة و حراسها‪.‬‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫ذكريات‬

‫رياض حيالي‪،‬‬

‫‪15‬‬

‫العدد ‪١‬‬

‫كادح صحافة و عاطش الحرية‬

‫مهما بنت السلطة و الدولتية‬ ‫جدران عالية و سميكة بين‬ ‫الشعوب و المجتمات فإن‬ ‫الشعوب ال تستكين و ال تؤمن‬ ‫بالحدود و الجدران العالية‪،‬‬ ‫وتجهد دائما لفتح الثقوب في‬ ‫جدران السلطة لتكون منافذ نور‬ ‫في تاريخ الدولة المظلم‪ ،‬تهدي‬ ‫الشعوب إلى سواء السبيل‪،‬‬ ‫و لكي ال يسود الظالم على‬ ‫صفحات التاريخ‪ ،‬فالشعوب لم‬ ‫تقبل يوما بحدود‪ ،‬و إن حاولت‬ ‫الدول و السلطات اإليهام بذلك‪.‬‬ ‫ذات يوم كان البوليس القيصري‬ ‫فالديمير‬ ‫يعتقل‬ ‫الروسي‬ ‫إيليتش لينين(الذي سيصبح‬ ‫قائدا للثورة البلشفية فيما بعد)‪،‬‬ ‫فسأله المحقق بنزق و استعالء‪،‬‬ ‫ما لك أيها الفتى المندفع‪ ،‬أال‬ ‫ترى الجدران أمامك؟؟ فرد عليه‬ ‫لينين بكل هدوء‪ ،‬نعم أراها‪ ،‬أرها‬ ‫جيدا و لذلك بالذات أنا مندفع‪،‬‬ ‫عليك أن تعلم أيها المحقق‬ ‫المسكين‪ ،‬بأن هذه الجدران التي‬ ‫تخافها و تريد إخافتي بها‪ ،‬ما هي‬ ‫سوى جدران من عفن‪ ،‬يكفيك أن‬ ‫تركلها فتنهار‪ ،‬و ترى الحقول‬ ‫الجميل المختفية خلف هذا‬ ‫العفن‪.‬‬ ‫الشعوب و األقليات التي‬ ‫اإلبادة‬ ‫لحمالت‬ ‫تعرضت‬ ‫بدورها‬ ‫تحتفظ‬ ‫المنظمة‬ ‫في ذاكرتها بأسماء ستبقى‬ ‫طويال في ذاكرتها للشجاعة‬ ‫الفريدة التي امتلكتها تلك‬ ‫الشخصيات في إبداء الموقف‬ ‫في الزمان و المكان الصعب‪،‬‬ ‫و الثمن الغالي الذي دفعته‬ ‫جراء موقفها المبدئي من‬

‫‪2017/03/20‬‬

‫السنة األول‬

‫مجلة دجلة‬


‫مجلة دجلة‬

‫السنة األول‬

‫‪2017/03/20‬‬

‫العدد ‪١‬‬

‫االستاذ الشهيد‬

‫رياض حيالي‪ ،‬ابن‬

‫الموصل الحدباء‪،‬‬ ‫و المنتمي إلى‬

‫الجميعة الثقافية‬

‫و اإلثنية للموصل‪،‬‬ ‫كمدينة هاضمة‬ ‫لكل مكوناتها و‬

‫ثقافاتها المتفرعة‬ ‫و المتشعبة‪ ،‬و‬

‫المنتجة للخليط‬ ‫الثقافي الغني‪،‬‬ ‫مؤمن بهذه‬ ‫الجميعة‪ ،‬و‬

‫متشرب بها حد‬ ‫الثمالة‬

‫‪16‬‬

‫ذكريات‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫قضية كوننا بشر رغم اختالف‬ ‫ألواننا‪ ،‬لغاتنا‪ ،‬أدياننا‪ ،‬قناعاتنا‪،‬‬ ‫و الذي وصل في كثير من‬ ‫المحطات مع أنظمة اإلرهاب‬ ‫إلى حد اإليصال بأصحابها إلى‬ ‫المقصلة‪ ،‬فصفحات التاريح لن‬ ‫تبقى حكرا على أبطال كومونة‬ ‫باريس‪ ،‬فهنا في غمرة صراع‬ ‫اإليزيدية مع الحياة‪ ،‬ومقاومتها‬ ‫ألمواج الفناء و اإلبادة‪ ،‬كان هناك‬ ‫أبطال سيتذكرهم التاريخ بالكثير‬ ‫من الحبور و االحترام كونهم‬ ‫اختاروا الموت مع اإليزيدية ضد‬ ‫حياة رخيصة عديمة األخالق مع‬ ‫اإلرهاب‪ ،‬فكان السيف و السياف‬ ‫في انتظارهم‪ ،‬وقضوا نحبهم‬ ‫مرفوعي الرأس أبطاالً متوجين‬ ‫بالشوك و الغار‪.‬‬ ‫االستاذ الشهيد رياض حيالي‪،‬‬ ‫ابن الموصل الحدباء‪ ،‬و المنتمي‬ ‫إلى الجميعة الثقافية و اإلثنية‬ ‫للموصل‪ ،‬كمدينة هاضمة لكل‬ ‫مكوناتها و ثقافاتها المتفرعة و‬ ‫المتشعبة‪ ،‬و المنتجة للخليط‬ ‫الثقافي الغني‪ ،‬مؤمن بهذه‬ ‫الجميعة‪ ،‬و متشرب بها حد‬ ‫الثمالة‪ ،‬منتمي لها و مدافع‬ ‫عنها حتى تخوم الموت الذي‬ ‫شرب كأسه دون تردد‪ ،‬هو‬ ‫أحد األبطال الذين سيخلدهم‬ ‫تاريخ المقاومات الشعبية‬ ‫متعددة الثقافات المنفتحة‬ ‫على التنوع‪ ،‬و الرافضة لالنغالق‬ ‫بكل انواعها و توصيفاته‪ ،‬سواء‬ ‫االنغالق القومي‪ ،‬اإلثني أو الديني‬ ‫المذهبي‪ ،‬أو الفكري العصابي‪ ،‬إذ‬ ‫آمن بكل جوارحه‪ ،‬بأن الموصل‬ ‫جميلة بالعرب بقدر ما هي‬ ‫جميلة بالكرد‪ ،‬و أن الموصل‬ ‫غنية باإلسالم بقدر ما هي غنية‬ ‫باإليزيدية و المسيحية و المزارات‬ ‫الدينية لمختلف األديان‪ ،‬وعلى‬ ‫هذا األساس انخرط في التعبير‬

‫كون‬ ‫عن تنوعها الثقافي الغني و َّ‬ ‫هويته الثقافية و السياسية التي‬ ‫دفع عمره ثمناً لها فيما بعد‪.‬‬ ‫هو رجل عربي المولد‪ ،‬كردي‬ ‫الهوى‪ ،‬مسلم العقيدة‪ ،‬إيزيدي‬ ‫اإليمان باألرض و التراب و النار‬ ‫المطهرة‪ ،‬مسيحي المحبة و‬ ‫التضحية‪ ،‬باختصار هو موصلي‪،‬‬ ‫كأنه من نسل ابراهيم الموصلي‬ ‫الذي أبدع في هذه المدينة أعذب‬ ‫ألحانه عندما كان العالم منشغال‬ ‫بالتحارب في إحدى محطات‬ ‫التاريخ‪ ،‬فهذه المدينة و في أعقد‬ ‫محطات التاريخ كانت قادرة‬ ‫على أن ترد على المتصارعين‬ ‫بأوتار العود و الموسيقى‪ ،‬لتقول‬ ‫أن صوت الطبيعة لهو أكثر‬ ‫جماال من أصوات الحروب بكل‬ ‫مفاصل التاريخ و الصراع‪.‬‬ ‫كان االستاذ رياض يؤمن بفكرة‬ ‫األمة الديمقراطية لما يحمله‬ ‫هذا المشروع من إمكانية‬ ‫تجنيب الشعوب المتداخلة في‬ ‫هذا الشرق من ويالت االحتراب و‬ ‫الصراع الذي كان يعتبره صراعا‬ ‫غبيا ال قيمة وال معنى له‪ ،‬ولذلك‬ ‫انكب على قراءة أفكار قائد‬ ‫الشعب الكردستاني عبدالله أوج‬ ‫آالن‪ ،‬و تردد بشكل مكثف على‬ ‫مقرات الحركة الديمقراطية‬ ‫اإليزيدية‪ ،‬وتعرف على كوادر هذه‬ ‫الحركة و كوادر حزب العمال‬ ‫الكردستاني‪ ،‬ثم انضم إلى أسرة‬ ‫جريدة (دجلة)و التي ستصبح‬ ‫مجلة (دجلة)فيما بعد‪ ،‬و يلتزم‬ ‫بالعمل بها بكل إخالص و تفاني‪،‬‬ ‫حتى سقوط مدينة الموصل في‬ ‫براثن تنظيم داعش اإلرهابي‬ ‫الذي اختطفه و اغتاله بوحشية‬ ‫يندى لها الجبين‪.‬‬ ‫رفيق الشهيد‪ /‬كاوى شنكالي‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫المرأة‬

‫‪17‬‬

‫العدد ‪١‬‬

‫‪2017/03/20‬‬

‫السنة األول‬

‫مجلة دجلة‬

‫مشاكل ومعوقات المرأة‬ ‫االيزيدية‬

‫أين موقع المرأة االيزيدية في المجتمع؟ وما هو‬ ‫الدور والمستوى الذي يفترض بالمرأة االيزيدية‬ ‫أن تكون فيه؟‬

‫حجي حسن بيسو‬

‫مر علينا قبل أيام اليوم العالمي‬ ‫للمرأة الذي يصادف الثامن من آذار‪،‬‬ ‫حيث االعتراف بإنجازات المرأة من‬ ‫قبل المجتمع الدولي‪ ،‬فإننا حتما‬ ‫وبحكم انتمائنا الديني االيزيدي أول‬ ‫ما يتبادر إلى أذهاننا هو السؤال‬ ‫التالي‪ ،‬أين موقع المرأة االيزيدية‬ ‫في المجتمع؟ وما هو الدور‬ ‫والمستوى الذي يفترض بالمرأة‬ ‫االيزيدية أن تكون فيه؟ وخاصة بعد‬ ‫حملة االبادة االخيرة التي تعرض‬ ‫لها أبناء المكون االيزيدي‪ ،‬وقد كانت‬ ‫للمرأة االيزيدية الحصة االكبر من‬ ‫هذا االلم وهذه المعاناة‪.‬‬ ‫ولإلجابة على هذه االسئلة البد من‬ ‫الرجوع إلى الفترة ما قبل حملة‬ ‫اإلبادة ومقارنتها بالفترة التي‬ ‫أعقبت حملة االبادة‪ .‬ففي الفترة‬ ‫التي سبقت االبادة ورجوعا الى‬ ‫الفترات السابقة لمئات السنين‬ ‫وبحكم الظروف االجتماعية التي‬ ‫عاشها ابناء الديانة االيزيدية من‬ ‫السكن بين مجتمع اسالمي ينظر‬ ‫إلى الفرد االيزيدي بانه كافر وينظر‬ ‫الى المرأة االيزيدية بانها ملك‬ ‫اليمين وحالل امتالكها واغتصابها‪،‬‬ ‫ومن هنا بدأ الحذر في المجتمع‬ ‫االيزيدي من اعطاء المرأة حريتها‬ ‫في ممارسة حياتها الطبيعية كما‬ ‫يقتضي وفرض عليها البقاء في‬ ‫البيت وممارسة االعمال المنزلية‬

‫وتربية االطفال‪ ،‬أي انها اصبحت‬ ‫االداة المكملة لسعادة الرجل في‬ ‫الحياة‪ .‬وقد تسببت هذه الممارسة‬ ‫والظروف االجتماعية في خسارة‬ ‫إلمكانات‬ ‫االيزيدي‬ ‫المجتمع‬ ‫وطاقات نصف المجتمع‪ ،‬وبذلك‬ ‫أصبح المجتمع االيزيدي مجتمعا‬ ‫اعرجا يتكأ على رجل واحدة في‬ ‫سيره‪ .‬وقد شجعت هذه الظاهرة‬ ‫رجال الدين واصحاب السلطة‬ ‫في المجتمع االيزيدي على توجيه‬ ‫المجتمع بعدم ارسال بناتهم‬ ‫الى المدارس وبقائهن محرومات‬ ‫من الدراسة والوظيفة وبالنتيجة‬ ‫بقائهن بحاجة الى االعالة من قبل‬ ‫الرجال مما يجبرهن الى الرضوخ‬ ‫ألوامر وتوجيهات وطموحات‬ ‫الرجال‪ .‬وإن كانت هذه الظاهرة‬ ‫بدأت باالنحصار في السنوات‬ ‫االخيرة‪ ،‬إال انها ال تزال قائمة لدى‬ ‫بعض العوائل‪ ،‬أو حتى بعض‬ ‫العشائر بشكل شبه كامل‪.‬‬ ‫ولم يقتصر االمر على الجانب‬ ‫التعليمي‪ ،‬بل كان الظلم في‬ ‫الجانب االجتماعي ال يقل قساوة‬ ‫عن الجانب التعليمي‪ ،‬حيث كانت‬ ‫(وال تزال ولكن بدرجة أقل وفي‬ ‫نطاق محدود) إرغام البنت على‬ ‫الزواج حسب أهواء العائلة‪ ،‬وخاصة‬ ‫في بعض العوائل المنغلقة التي‬ ‫غالبا ما كانت تزوج البنت البن‬ ‫عمها أو احد اقاربها حتى في حالة‬ ‫غياب عامل الحب‪ .‬أو تزويجها من‬ ‫شخص بدون رغبتها ونزوال عند‬ ‫رغبة شقيقها الذي كان يحب بنت‬ ‫لديها شقيق ويطلب خطوبتها أو‬ ‫يقوم بخطفها‪ ،‬وتكون البنت أمام‬

‫االمر الواقع بالقبول بالزواج من‬ ‫شقيق زوجة شقيقها تالفيا لوقوع‬ ‫مشاكل عشائرية بغض النظر‬ ‫عن وجود عامل الحب والرضا‬ ‫من عدمه‪ .‬وبذلك ترغم المرأة‬ ‫على قضاء عمرها مع شخص‬ ‫لم يربطهما عالقة حب‪ ،‬وقد لن‬ ‫تحصل هذه العالقة في قادم‬ ‫االيام من عمرهم‪ ،‬مما تسبب في‬ ‫الكثير من االحيان الى انهاء العالقة‬ ‫باالفتراق (الطالق)‪ ،‬باإلضافة الى‬ ‫تزايد حاالت االنتحار بين النساء‬ ‫والبنات‪.‬‬ ‫أما في مرحلة ما بعد االبادة‬ ‫ونتيجة تعرض المرأة الى الظلم‬ ‫واالضطهاد من طرف الدولة‬ ‫االسالمية االرهابية من جهة‪،‬‬ ‫والمواقف البطولية الشجاعة التي‬ ‫اتخذتها في حمل السالح والدفاع‬ ‫عن نفسها‪ ،‬وكذلك الموقف‬ ‫التاريخي من قبل المرجعية الدينية‬ ‫االيزيدية المتمثلة بسماحة بابا‬ ‫شيخ في استقبال النساء الناجيات‬ ‫من براثن داعش واعتبارهن‬ ‫قديسات عفيفات‪ ،‬ودعوة الشباب‬ ‫الى التسابق واالفتخار بالزواج‬ ‫منهن واعتبار ذلك بمثابة واجب‬ ‫ديني واخالقي للشاب‪ .‬وقد تم‬ ‫تقبل هذه الدعوة بشكل ايجابي‬ ‫من قبل المجتمع االيزيدي‪.‬‬ ‫وكذلك نشر فكر وفلسفة القائد‬ ‫عبدالله اوجالن التي تربط تحرر‬ ‫المجتمع بتحرر المرأة‪ ،‬واعتبار‬ ‫المرأة هي من تقود المجتمع الى‬ ‫التحرر والتطور‪ ،‬فقد تغيرت نظرة‬ ‫المجتمع االيزيدي الى المرأة‪ ،‬وقد‬ ‫تجل هذا الفكر وهذه الفلسفة‬


‫مجلة دجلة‬

‫السنة األول‬

‫‪2017/03/20‬‬

‫العدد ‪١‬‬

‫‪18‬‬

‫المرأة‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫في بناء وتشكيل مجالس المرأة في سنجار‪ ،‬باإلضافة إلى مشاركتها في بقية المؤسسات‪ ،‬سواء المدنية أو‬ ‫العسكرية بنسبة أكبر من ذي قبل وبشكل طوعي‪.‬‬

‫االنتخابات في العراق‬ ‫سابقاً و حالياً‬

‫االنتخابات لها أهميتها الخاصة بالنسبة للشعب‬

‫العراقي فمثالً تكون هذه االنتخابات تحت سيطرة‬ ‫االحزاب القوية و الميليشيات الطائفية‬

‫سرخبون حجي امين‬

‫لم يكن هناك وجود انتخابات في‬ ‫العراق في العهد الملكي و كان‬ ‫حكم الملك و راثياً‪ .‬عندما يموت‬ ‫الملك‪ .‬ابنه يتسلم كرسي الحكم‬ ‫مكانه و هكذا‪ .‬لقد ظل العراق تحت‬ ‫الحكم الملكي لمدة ‪ 37‬سنة‪ .‬و‬ ‫بدون انتخابات و بعد هذا الحكم‬ ‫الطويل قامت مجموعة من‬ ‫الشباب بانقالب عسكري علي نظام‬

‫الحكم الملكي بقيادة عبدالكريم‬ ‫قاسم و عدد من رفاقه فتغير‬ ‫النظام الملكي إلى نظام جمهوري‬ ‫و كان هذا االنقالب في سنة ‪1958‬‬ ‫فاستمر نظام حكم عبدالكريم و‬ ‫رفاقه كل من عبدالسالم عارف و‬ ‫عبدالرحمن عارف لمدة عشر»‪»10‬‬ ‫سنوات و أيضاً لم تكن هناك وجود‬ ‫انتخابات و بثورة جماهيرية ضد‬ ‫نظام حكم عبدالكريم نجحت‬ ‫الثورة و سقط نظام عبدالكريم و‬ ‫كان هذا االنقالب في سنة ‪ 1968‬و‬ ‫كان هذه الثورة بقيادة أحمد حسن‬ ‫البكر و صدام حسين التكريتي‪ .‬و‬ ‫عندما استوالوا علي زمام األمور‬

‫بشكل كامل و سيطر على كافة‬ ‫مؤسسات الدولة‪ .‬تغيرت موازين‬ ‫القوى في المنطقة‪ .‬فأصبح كل‬ ‫الشعب العراقي تحت سيطرة‬ ‫النظام البعثي الحاكم‪ .‬استمر‬ ‫حكم هذا النظام البعثي لمدة ‪35‬‬ ‫خمسة و ثالثون سنة‪ .‬و كان هناك‬ ‫انتخابات في عهد هذا الدكتاتور و‬ ‫لكن االنتخابات لم تكن ديمقراطية‬ ‫و نزيهة‪ .‬ففي أيام االنتخابات كان‬ ‫هناك مرشح واحد فقط و هو صدام‬ ‫حسين نفسه فاليوجد منافس له‬ ‫فاذاً في هذه الحالة تكون جميع‬ ‫األصوات له و كان االنتخابات بهذا‬ ‫الشكل في عهد هذا الدكتاتور‪ .‬و‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫بعد حربه الطويلة و عديمة الفائدة‬ ‫مع إيران‪ .‬والتي راحت ضحيتها‬ ‫ماليين من الناس و بعد ذلك‬ ‫قام بغزو دولة الكويت و بدون أي‬ ‫مبرر فاصدر مجلس األمن الدولي‬ ‫قرار بضرب العراق عسكرياً بحجة‬ ‫أنه يمتلك هذا النظام أسلحة‬ ‫المجتمع‬ ‫كيميائية‪ .‬فتحرك‬ ‫الدولي ضده‪ .‬ففي هذا الحرب الذي‬ ‫شكله تحالف دولي بقيادة الواليات‬ ‫المتحدة األمريكية‪ .‬فسقط نظام‬ ‫الحكم الدكتاتوري البعثي‪ .‬في‬ ‫سنة ‪ 2003‬وحلت جميع مؤسسات‬ ‫الدولة و من ضمنها المؤسسة‬ ‫العسكرية‪ .‬و بعد ذلك تشكل‬ ‫مجلس انتقالي برئاسة الحاكم‬ ‫األمريكي»بريمر»‪،‬‬ ‫العسكري‬ ‫فكان هذا المجلس يدير شؤون‬ ‫الدولة لمدة سنتين الي أن جاءت‬ ‫االنتخابات الديمقراطية في سنة‬ ‫‪ 2005‬و فاز في هذه االنتخابات‬ ‫الدكتور اياد عالوي‪ .‬و منذ ذلك‬ ‫الحين و لحد األن هذه االنتخابات‬

‫مقالة‬

‫‪19‬‬

‫الديمقراطية مستمرة‪.‬‬ ‫و تجري هذه االنتخابات كل أربع‬ ‫سنوات مرة واحدة‪ .‬و لكن هذه‬ ‫االنتخابات لها أهميتها الخاصة‬ ‫بالنسبة للشعب العراقي فمثالً‬ ‫تكون هذه االنتخابات تحت سيطرة‬ ‫االحزاب القوية و الميليشيات‬ ‫الطائفية‪ .‬فلكل حزب قوي أو كتله‬ ‫قوية لها حصتها الخاصة بها‬ ‫حصة األسد‪ .‬ففي هذه الحالة تكون‬ ‫األقليات و األحزاب الضعيفة محو‬ ‫و مرق من االنتخابات ليس لهم‬ ‫أي حصة‪ .‬فهذه األحزاب القوية و‬ ‫الكتل السياسية الكبيرة‪ .‬مثل‬ ‫التحالف الكردستاني و التحالف‬ ‫الوطني الشعبي و االئتالف‬ ‫الوطني و القوي السنية األخرى‪.‬‬ ‫توزع نتائج هذه االنتخابات على‬ ‫بعضها البعض و بالتساوي و‬ ‫حسب التوافقات السياسية‪.‬‬ ‫فمثالً للتحالف الكردستاني حصة‬ ‫رئاسة الجمهورية‪ .‬و التحالف‬ ‫الشيعي تكون حصتها رئاسة‬

‫العدد ‪١‬‬

‫‪2017/03/20‬‬

‫السنة األول‬

‫مجلة دجلة‬

‫الوزراء‪ .‬أما القوي السنية فتكون‬ ‫حصتها رئاسة البرلمان ففي هذه‬ ‫الحالة أين دور األقليات و األحزاب‬ ‫الصغيرة فأين ديمقراطية»بوش»‬ ‫أما االنتخابات في أقليم كردستان‬ ‫تجري االنتخابات في أقليم‬ ‫كوردستان العراق لكل أربع سنوات‬ ‫حسب مايخطط له مفوضية‬ ‫االنتخابات‪ .‬و لكن هذه االنتخابات‬ ‫التي تجري في األقليم لم تكن‬ ‫انتخابات ديمقراطية نزيهة و الفيها‬ ‫شفافية ألنها التمثل نظام الحكم‬ ‫في األقليم فليس باستطاعتها‬ ‫تغير نظام حكم البارزاني فما‬ ‫فائدة هذه األنتخابات و تكون‬ ‫األنتخابات بالنسية للبارزاني اين‬ ‫غطاء سياسي فقط‪ .‬له كان هناك‬ ‫انتخابات ديمقراطية نزيهة و‬ ‫قوية و صحيحة في األقليم لما‬ ‫حكم البارزاني ‪ 26‬سنة علي كرسي‬ ‫الحكم‪.‬‬ ‫فاين الديمقراطية التي جاءت الى‬ ‫العراق مع القوات األمريكية‪.‬‬

‫أماكن مقدسة االيزدية‬ ‫في كل ثالث سنوات يقوم المجاور و بمساعدة‬ ‫عشيرة اليوسفان و عشيرة بكران‬ ‫مدينة توريز االيرانية و سكن هنا‬ ‫في جبل سنجار و عند تاسيس‬ ‫مزار شيخ شمس و شيخ بركات‬ ‫نقوم عشيرة القيبكان بادارة و‬ ‫خدمة هذين المزارين و هي عشيرة‬ ‫حسين حجي نفسو‬ ‫من بيت الخالد قبل اكثر من ‪200‬‬ ‫عام و كان عمل و خدمة خيرية‬ ‫مزار شيخ شمس‬ ‫دون مقابل و هنا جاء دور المجاور‬ ‫عندما اتى االخوان شيخ و شيخ‬ ‫تأسيس مزار شيخ شمس في ابراهيم قبل مايقارب»‪»180‬عام‬ ‫سنة ‪ 1274‬م و سمو االمير حسب و هما و لدا شيخ ايزدين و هم‬ ‫ذكر االقوال أتى شيخ شمس من يقومون بخدمة هذا المزار من‬

‫ذلك الوقت الي يومنا هذا و اآلن‬ ‫احفادهم هم المجاور لهذا المزار‬ ‫و يقع بين مزار شيخ بركات و‬ ‫شيخ شمس يسمي الخزينة و‬ ‫طبعاً يضع في هذة الخزينة اشياء‬ ‫مقدسة و قديمة للحفاظ علية‬ ‫من التلف و الفقدان‪.‬‬ ‫و هناك شجرة بلوط قرب المزار‬ ‫و عمرها ما يقارب ‪ 500‬عام و‬ ‫يسمى بشجرة»عسو»و من غير‬ ‫المؤكد بانه هو الشمس الذي‬ ‫قام بزراعة هذه الشجرة القديمة‬


‫مجلة دجلة‬

‫السنة األول‬

‫‪2017/03/20‬‬

‫العدد ‪١‬‬

‫ويوجد هنا مقبرة‬ ‫قرب مزار شيخ‬ ‫شمس و يأتون بموتا‬ ‫هم الى هذه المقبرة‬ ‫خاصة شيوخ قبيلة‬ ‫شيخ شمس و بعض‬ ‫من يطلب من اهله‬ ‫قبل موته ان بدفنوا‬ ‫هنا و له قديسة‬ ‫خاصة لدى األيزيدية‬

‫‪20‬‬

‫ثقافة‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫و يبلغ عرض هذه الشجرة حوالي‬ ‫‪ 5‬أمتار و طولها حوالي ‪ 15‬متر اي‬ ‫االرتفاع اول مجاور رسمي للمزار‬ ‫كان شيخ ابراهيم و تولى بعده‬ ‫ولده شيخ دربو و توفي في عام‬ ‫‪ 1975‬و بعد وفاة شيخ دربو تولي‬ ‫خدمة المزار شيخ ميرزا و هو ولد‬ ‫شيخ دربو وكالعادة يقوم المجاور‬ ‫بإشعال فتيلة النور في كل يوم‬ ‫ثالثاء مساء يوم االربعاء و يوم‬ ‫الخميس مساء الجمعة ويكون‬ ‫مشعل الفتائل على طول السنة‪.‬‬ ‫و يقوم عشيرة يوسفان و عشيرة‬ ‫بكران بجمع الخيرات و يقوعان‬ ‫بالخدمة اكثر من غيرهم من‬ ‫عشائر االيزدية و شيخ شمس كان‬ ‫احد وزراء شيخ عادي و لة مكان‬ ‫خاص في اللش يسمى دار بثالثه‬ ‫«ىسي دري»‪ ،‬بالكردي‬ ‫ابواب يعني‬ ‫َ‬ ‫يعانيا لمجاور من قلة الماء كونه‬ ‫ال يوجد عين جاري قرب المزار و ال‬ ‫أبار ارتوازية و عند الحاجة الى الماء‬ ‫يأتون بالتناكر في ايام الجماعية و‬ ‫المناسبات االخرى و هنا يجدون‬ ‫بعض الصعوبات ألنه يأتون أناس‬ ‫بكثرة‪.‬‬

‫ويوجد هنا مقبرة قرب مزار شيخ‬ ‫شمس و يأتون بموتا هم الى‬ ‫هذه المقبرة خاصة شيوخ قبيلة‬ ‫شيخ شمس و بعض من يطلب‬ ‫من اهله قبل موته ان بدفنوا هنا‬ ‫و له قديسة خاصة لدى األيزيدية‬ ‫بأنه من يدعى بالدعاء اليه فيأتي‬ ‫لهم بالرزق و بستر و هناك قطعة‬ ‫من الحجر االسود في باب المزار‬ ‫و مزخرف و لم يعرف احد المعنى‬ ‫يطلب المجاور بترميم الطريق‬ ‫كونه يصعب عليهم بالذهاب و‬ ‫خاصة في فصل الشتاء الموقع‬ ‫من كثرة الحجار و االمطار‪ .‬مزار‬ ‫شيخ شمس يقع في شمال جبل‬ ‫سنجار و يقع شرق جنوب مزار‬ ‫شرف الدين بحوالي ‪ 2‬كم والمزار‬ ‫ايضاً يقع بين قريتي يوسفان‬ ‫و بكران و يبعد عن قريه بورك‬ ‫بحوالي ‪ 9‬ـ ‪ 10‬كم في حافات الجبل‬ ‫و هناك عدة امتار بين المزارين‬ ‫و ما كتبت عن المزارين حسب‬ ‫اقوال المجاورين و كبار السن في‬ ‫المنطقة‪.‬‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫مزار شيخ بركات‬ ‫تأسس مزار شيخ بركات في عام‬ ‫‪1274‬م و مكتوب قطعة من الحجر‬ ‫بانه شيخ بركات هو شيخ عادي‬ ‫حسب االقوال المأثورة للقومية‬ ‫األيزيدية و لدية قدسية خاصة لدى‬ ‫االيزيدية بانه مستجيب للدعاء‪.‬‬ ‫أول شخص الذي قام بخدمة‬ ‫المزار هو المرحوم حسين خليل‬ ‫بكر و هو يسمى «بالمجيور» اي‬ ‫خادم المزار و تولى بعده ولده‬ ‫المرحوم عمر حسين خليل و‬ ‫بعدهم احفاضهم الى يومنا هذا و‬ ‫هم من عشيرة البكران احد افراد‬ ‫من عشيرة بيت الخالد‪.‬‬ ‫أما يوم الجماعية يصادف في يوم‬ ‫الجمعة ‪ 9/4‬لكل عام و يكون هذا‬ ‫اليوم الجماعية الرسمية و هناك‬ ‫زيارات أخرى في كل المناسبات‬ ‫الدينية الى هذا المزار‪.‬‬ ‫في كل ثالث سنوات يقوم المجاور‬ ‫و بمساعدة عشيرة اليوسفان‬ ‫و عشيرة بكران و هم ايضاً من‬ ‫بيت الخالد بترميم المزار فهذان‬ ‫العشيرتان بقومان بجمع االموال‬

‫ثقافة‬

‫‪21‬‬

‫و الخيرات لتقديمه الى االشخاص‬ ‫اللذين يقوم بترميم المزار و طوعاً‬ ‫منه بدون مقابل اي عمل خيري‪.‬‬ ‫يقع مزار شيخ بركات شمال جبل‬ ‫سنجار و يبعد على الجبل بحوالي‬ ‫‪500‬م و يقع الى جهة الشرق‬ ‫الجنوبي من مزار شرف الدين‬ ‫بحوالي ‪ 2‬كم و يبعد عن قرية‬ ‫بورك ما يقارب ‪ 9‬ـ ‪ 10‬كم‪.‬‬ ‫و المزار يقع بين قرية يوسفان و‬ ‫قرية بكران و هم قاطنان بالكان‬ ‫حالياً من قبل اهالي القرى السابقه‬ ‫و المجاور الحالي للمزار هو الياس‬ ‫عمر حسين و شقيقه دخيل عمر‬ ‫حسين و في يوم من ليلة الثالثاء‬ ‫علي االربعاء و الخميس على‬ ‫جمعة يقوم المجيور بأشعال‬ ‫فتيلة داخل المزار ليكون هناك‬ ‫نور و هذه مأثورة من اجدادهم و‬ ‫من عادات و تقاليدهم و اآلن ترمم‬ ‫المجاور ببناء وانشاء قاعة على‬ ‫حسابهم و بعض المساعدات‬ ‫الخيري من قبل االيزيدية و الغاية‬ ‫منها الستقبال المزار في ايام‬ ‫الجماعية و المناسبات الدينية‬ ‫األخرى‪.‬‬

‫العدد ‪١‬‬

‫‪2017/03/20‬‬

‫السنة األول‬

‫مجلة دجلة‬

‫يوم الجماعية‬ ‫يصادف في يوم‬ ‫الجمعة ‪ 4/9‬لكل‬ ‫عام و يكون هذا‬ ‫اليوم الجماعية‬ ‫الرسمية و هناك‬ ‫زيارات أخرى في كل‬ ‫المناسبات الدينية‬ ‫الى هذا المزار‬


‫مجلة دجلة‬

‫السنة األول‬

‫‪2017/03/20‬‬

‫العدد ‪١‬‬

‫‪22‬‬

‫مقالة‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫ما هي اإلدارة الذاتية‬ ‫الديمقراطية؟‬

‫نستطيع أيضاً أن نطلق على هذا الجانب؛‬ ‫بالجانب االمني‪ .‬أي جانب المضاد لالبادة‬

‫حسن جودي‬

‫سبق وأن قام قائد االمة الكُردية‬ ‫السيد عبدالله اوجالن في معرض‬ ‫لقائاته مع محامييه وعن طريق‬ ‫مرافعاته بالحديث عن نظام‬ ‫الكونفدرالية الديمقراطية كنظام‬ ‫بديل لنظام الرأسمالية المهيمنة‪،‬‬ ‫وقد أصاغ له إطار عام‪ .‬في مرافعته‬ ‫المسماة «سوسيولوجيا الحرية»‬ ‫صاغ بشكل متين وكامل األُ ُ‬ ‫طر‬ ‫والمبادئ والقواعد لهذا النظام‪.‬‬ ‫ولكن بعد حديث السيد اوجالن في‬ ‫معرض لقائاته مع محاميه لعدة‬ ‫مرات عن مشروع االدارة الذاتية‬ ‫الديمقراطية فإنه اشار الى ان‬ ‫نموذج االدارة الذاتية الديمقراطية‪،‬‬ ‫ليس للكُرد فقط‪ ،‬بل ُيعتبر النموذج‬ ‫األمثل لحل جميع مشاكل الشرق‬ ‫االوسط وان نموذج الدولة‪-‬القومية‬ ‫ال تتالئم مع الطبيعة التكوينية‬ ‫للمجتمعات الشرق األوسطية‪،‬‬ ‫وهكذا فإن هذا المشروع كحدث‬ ‫يومي رئيسي و استراتيجي لشعب‬ ‫كُردستان –خاصة في شمال‬ ‫كُردستان‪ -‬وحركته التحررية‪ ،‬يحتاج‬ ‫الى تقييم ونقاش مستمر لكي‬ ‫يكون مفهوماً من جميع جوانبه‪.‬‬ ‫في هذا المقال احاول اكثر ان‬ ‫القي الضوء على فحوى تأمالت‬

‫وتصورات قائد االمة الكُردية السيد‬ ‫عبدالله اوجالن وتصريحات الرفاق‬ ‫في ادارة منظومة المجتمع‬ ‫الكُردستاني ‪ KCK‬و مؤتمر‬ ‫المجتمع الديمقراطي ‪ ،KCD‬والذي‬ ‫بمجمل آرائهم و تصريحاتهم‬ ‫معاً‪ ،‬يكون بمثابة تعريف واطار‬ ‫عام بخصوص االدارة الذاتية‬ ‫الديمقراطية‪ .‬وسأحاول مستقبالً‬ ‫ومن خالل سلسلة من المقاالت‬ ‫ان اتكلم عن نظام الكونفيدرالية‬ ‫الديمقراطية بشكل عام‪.‬‬ ‫يجب ان نوضح من البداية بأن‬ ‫االدارة الذاتية الديمقراطية ُق ِد َمت‬ ‫من االساس كأسلوب وصيغة‬ ‫من قبل الحركة التحررية لشعب‬ ‫كُردستان كمشروع حل‪ ،‬لحل‬ ‫المسألة الكُردية‪ ،‬وكما يقول السيد‬ ‫أوجالن فيما يتعلق بمشروع االدارة‬ ‫الذاتية الديمقراطية‪« :‬ان مشروعي‬ ‫لإلدارة الذاتية الديمقراطية‪ ،‬يأتي‬ ‫بمعنى حل بدون حروب فيما‬ ‫بين الحدود‪ .‬وهذا المشروع‬ ‫يرفض في نفس الوقت هيمنة‬ ‫العولمة‪ ،‬والذي كثيراً ما ُيطلق‬ ‫عليها(االمبراطورية)‪ .‬ان الشعوب‬ ‫تستطيع االستمرار في وجودها‪،‬‬ ‫من دون االنصهار في بودقة هذه‬ ‫يحتضن‬ ‫االمبراطورية‪ .‬فهذا الحل‬ ‫ُ‬ ‫مبادئ الكونفيدرالية الديمقراطية‬ ‫ايضاً”‪.‬‬ ‫اي ان االدارة الذاتية الديمقراطية‬ ‫في جوهرها عبارة عن اسلوب‬ ‫خطو خطوات لتنفيذ وترسيخ‬ ‫نظام الكونفيدرالية الديمقراطية‬

‫التي منحها السيد أوجالن عام ‪2005‬‬ ‫وفيما بعدها اطاراً‬ ‫نظرية‬ ‫وصيغة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وعملية‪ .‬ولهذا فعندما نتحدث عن‬ ‫ً‬ ‫االدارة الذاتية الديمقراطية‪ ،‬فإننا‬ ‫بنفس الوقت نتحدث عن اسلوب‬ ‫االدارة داخل نظام الكونفيدرالية‬ ‫الديمقراطية‪.‬‬ ‫أن االدارة الذاتية الديمقراطية؛ التي‬ ‫تتقدم على اساس تنظيم وحدات‬ ‫(كومونات) القرى واألزقة‪ ،‬مجالس‬ ‫وتضم‬ ‫االحياء‪ ،‬المدن واالقاليم‬ ‫ُ‬ ‫أيضاً التنظيمات الكونفيدرالية‬ ‫ذات االدارة الذاتية للشباب‪ ،‬النساء‬ ‫والكادحين‪ ،‬بشكل ال يبقى احداً‬ ‫بدون تنظيم‪ ،‬فهي في فحواها‬ ‫نموذج ديمقراطي لالدارة ُيدير‬ ‫ميادين‬ ‫فيها الشعب والمجتمع‬ ‫ِ‬ ‫حياتهم االجتماعية في أقليمهم‬ ‫بإرادتهم ومطلبهم‪.‬‬ ‫بال شك فإن شعباً ومجتمعاً‬ ‫ما تستطيع أن تدير نفسها‬ ‫بشكل ديمقراطي عندما توصل‬ ‫ظه ُر‬ ‫نفسها الى المستوى الذي ُي ِ‬ ‫فيها القدرة واالرادة على االدارة‬ ‫الذاتية‪ .‬ولهذا فإن االدارة الذاتية‬ ‫الديمقراطية هي اسلوب وهيكلية‬ ‫االدارة الذاتية للمجتمع واالمة‬ ‫التي وصلت الى الديمقراطية‪ ،‬او‬ ‫في مرحلة التحول الديمقراطي‪.‬‬ ‫ألن اسلوب ادارة النزعة‪-‬الدولتية‬ ‫و نظام الدولة‪-‬القومية لالمم‬ ‫والمجتمعات الديمقراطية تمثل‬ ‫اطارا ضيقا وخانقا وال تقدر أن‬ ‫تحافظ فيها على جوهرها الحر‪.‬‬ ‫ولهذا فإن امتالك أي جوهر لشكلها‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫واسلوبها الحقيقي‪ ،‬فإن االمة‬ ‫والمجتمع الديمقراطي تحتاج الى‬ ‫اسلوب ادارتها الديمقراطية أيضاً‪،‬‬ ‫والذي تعبر عنه االدارة الذاتية‬ ‫الديمقراطية والتي هي نمط خارج‬ ‫اسلوب ادارة الدولة‪-‬القومية‪.‬‬ ‫إذا كانت االمة الديمقراطية روحاً‪،‬‬ ‫فإن االدارة الذاتية الديمقراطية‬ ‫جسدها‪:‬‬ ‫مثلما يقول السيد عبدالله أوجالن‬ ‫بهذا الخصوص‪ « :‬إذا كانت االمةُ‬ ‫االدارة‬ ‫الديمقراطية روحاً‪ ،‬فإن‬ ‫َ‬ ‫ستكون‬ ‫الديمقراطية‬ ‫الذاتية‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫يجب أن‬ ‫الجسد ال‬ ‫س َدها‪ .‬فكما‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ج َ‬ ‫روح‪ ،‬وكذلك الروح ال‬ ‫يكون بدون‬ ‫ٍ‬ ‫بدون جس ٍد‪ .‬وهكذا‪،‬‬ ‫تجوز أن تكون‬ ‫ِ‬ ‫فاألمةُ الديمقراطية ال تكون بدون‬ ‫االدارة الذاتية الديمقراطية وال تكون‬ ‫االدارة الذاتية الديمقراطية بدون‬ ‫االمة الديمقراطية‪ ...‬إن االدارة الذاتية‬ ‫الديمقراطية‪ ،‬هي الحالة النهائية‬ ‫لبناء االمة الديمقراطية‪ .‬هي حالة‬ ‫الح ِ‬ ‫سم والتجسي ِد لها‪ .‬اضافة الى‬ ‫َ‬ ‫ذلك فإن بناء االمة الديمقراطية‪ ،‬ال‬ ‫تعني بناء أُمة‪-‬الدولة‪ .‬الجميع يرون‬ ‫وضع فلسطين‪ .‬إن فلسطين‬ ‫َ‬ ‫ليست حتى امة‪-‬دولة‪ ،‬مثل جنوب‬ ‫كُردستان‪ .‬أن الكُرد اصحاب هذه‬ ‫الفكرة يقولون (حتى لو امتلكنا‬ ‫دولة صغيرة فانها تكفينا) أن‬ ‫هذا الموقف يأتي بمعنى موت‬ ‫مئات االالف من االشخاص‪ .‬أن‬ ‫الرأي القائل بـ(أن االمم تستطيع‬ ‫أن تضمن مستقبلها ببناءهم‬ ‫وإمتالكهم لدولة) هو احد االسباب‬ ‫االشتراكية‬ ‫النهيار‬ ‫األساسية‬ ‫ش َّيدة‪ .‬ماركس‪ ،‬انجلز‪ ،‬لينين‬ ‫الم َ‬ ‫ُ‬ ‫جميعهم حللوا هذه بصورة‬ ‫خاطئة‪ .‬أما انا فلي تصوري الخاص‬ ‫بخصوص بناء االمة الديمقراطية‬ ‫ولقد تحدثت عنها في مرافعتي‬ ‫الحرية)‬ ‫المسماة(سوسيولوجيا‬ ‫بالتفصيل”‪.‬‬

‫مقالة‬

‫‪23‬‬

‫فمن المؤكد انه بدون فهم حقيقة‬ ‫ذهنية النزعة‪-‬الدولتية ومفهوم‬ ‫الدولة‪-‬القومية ال يمكن فهم‬ ‫حقيقة االدارة الذاتية الديمقراطية‬ ‫ونظام الكونفيدرالية الديمقراطية‪.‬‬ ‫بإختصار استطيع أن أعبر عن‬ ‫الفرق بين النظامين هكذا؛‬ ‫في فلسفة السيد أوجالن فإن‬ ‫الدولة هي مقابل الديمقراطية‪،‬‬ ‫الدولة‪-‬القومية هي مقابل االمة‬ ‫الديمقراطية‪ ،‬الحداثة الرأسمالية‬ ‫هي مقابل الحداثة الديمقراطية‪،‬‬ ‫الحضارة الراسمالية هي مقابل‬ ‫الحضارة الديمقراطية‪...‬‬ ‫أن السيد أوجالن باالشارة الى‬ ‫اراء إيمانويل والرشتاين الذي هو‬ ‫االخر يعتقد؛ بان نظام أمة‪-‬الدولة‬ ‫في تركيا قد اصبحت قديمة‬ ‫ومستهلكة‪ ،‬ويقول‪ »:‬وانا دائماً‬ ‫اقول بان نموذج الدولة‪-‬القومية‬ ‫هي اخر النماذج التي استخدمتها‬ ‫النظام الرأسمالي لحكم الشعوب‬ ‫في الخمسة قرون الماضية‪ .‬يجب‬ ‫على االنسان أن يفهم جيداً حقيقة‬ ‫الدولة‪-‬القومية‪ ،‬إن المستوى‬ ‫االعلى للدولة القومية‪ ،‬هو‬ ‫الفاشية‪ .‬لقد رأت اوروبا هذه أبان‬ ‫سيطرة هتلر في المانيا النازية‪.‬‬ ‫في الحقيقة وكما هو متوقع‪ ،‬أن‬ ‫الذهنية الفاشية الهتلرية لم تنتهي‬ ‫لحد االن‪ .‬وإن مخاطر الفاشية‬ ‫ال تنتهي‪ ،‬لغاية استمرار ذهنية‬ ‫الدولة‪-‬القومية‪ ،‬وربما سيتم خلق‬ ‫هتلر جديد”‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫شد ُد على تجاوز‬ ‫أن السيد أوجالن ُي ّ‬ ‫ذهنية ونموذج (الدولة‪-‬القومية)‬ ‫ذات المئات من السنوات‪ ،‬الن‬ ‫الدولة‪-‬القومية‪ ،‬ليست ال تجلب‬ ‫معها حلوالً فقط‪ ،‬بل بالعكس‬ ‫مصدر المشاكل‪ .‬كما‬ ‫تماماً‪ ،‬فهي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫شخص بان نموذج أمة‪-‬الدولة ال‬ ‫تصلح للشرق األوسط و يقول‪»:‬‬ ‫أن المأزق الذي وقعت فيه امريكا‬ ‫في الشرق األوسط‪ ،‬له عالقة‬ ‫بهذه‪ .‬امريكا واحدة من الدول التي‬ ‫تستخدم نموذج الدولة‪-‬القومية في‬

‫العدد ‪١‬‬

‫‪2017/03/20‬‬

‫السنة األول‬

‫مجلة دجلة‬

‫أن االدارة الذاتية‬ ‫الديمقراطية؛ التي‬ ‫تتقدم على اساس‬ ‫تنظيم وحدات‬ ‫(كومونات) القرى‬ ‫واألزقة‪ ،‬مجالس‬ ‫االحياء‪ ،‬المدن‬ ‫واالقاليم‬ ‫الشرق األوسط‪ ،‬هم ال يستطيعون‬ ‫أن ينفذوا هذا النموذج في العراق‪،‬‬ ‫وفي افغانستان ايضاً‪ ،‬النه ال يمكن‬ ‫ذلك”‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق باصرار االنظمة‬ ‫الحاكمة في الشرق األوسط على‬ ‫نموذج الدولة‪-‬القومية فإن السيد‬ ‫أوجالن يوضح بأنه بإصرارهم هذا‬ ‫فإنهم ينهون انفسهم ويقول‪»:‬‬ ‫في ايران فإن الدولة الشيعية‬ ‫تصر على البقاء في هذا النموذج‬ ‫وإنها تريد أن تصمد‪ ،‬لكنها ال تقدر‪.‬‬ ‫فشعوب المنطقة ايضاً يصمدون‪.‬‬ ‫النظام الشيعوي يتحول الى‬ ‫مسبب إلبادة جماعية‪ .‬اذا اصرت‬ ‫ايران في هذا المجال على‬ ‫موقفها‪ ،‬فإنه سيتضرر‪ .‬بنفس‬ ‫الشكل القوموية العربية ونموذج‬ ‫الدولة‪-‬القومية يفتح الطريق امام‬


‫مجلة دجلة‬

‫السنة األول‬

‫‪2017/03/20‬‬

‫العدد ‪١‬‬

‫‪24‬‬

‫الن سلطات الحكم‬ ‫الذاتي؛ في اقليم‬ ‫محدد هي نظام‬ ‫اداري ذاتي تتبع‬ ‫الحكومة المركزية‬ ‫ت ِ‬ ‫داخل‬ ‫شكالً‬ ‫وأتَخَ َذ ْ‬ ‫َ‬

‫ت داخل‬ ‫الدول ِة‪،‬‬ ‫وليس ْ‬ ‫َ‬ ‫المجتمع‬ ‫ِ‬

‫الفاشية واالبادة الجماعية‪ .‬أن‬ ‫وضع تركيا واضح للعيان بذاتها‪ ،‬أن‬ ‫السبل والمنهج التي تستخدمها‬ ‫فاشية (االتراك البيض)‪ ،‬ال تحسب‬ ‫حساباً‬ ‫المجتمع‪،‬‬ ‫الختالفات‬ ‫حتى النازيون األلمان‪ ،‬اتخذوا من‬ ‫االبادة االرمنية في عهد جمعية‬ ‫االتحاد والترقي نموذجاً لهم‪ .‬فقد‬ ‫تعلم هتلر الفاشية منهم‪ ،‬ولهذا‬ ‫السبب نحن نقترح االدارة الذاتية‬ ‫الديمقراطية‪ ،‬ليس للكُرد فقط‪ ،‬بل‬ ‫لكافة الشعوب وللشرق األوسط‪.‬‬ ‫وكذلك الفغانستان نقترح ايضاً‬ ‫هذا النموذج”‪.‬‬ ‫أن السيد أوجالن ‪ -‬من وجهة‬ ‫النظر بأن النظم الحاكمة الحالية‬ ‫هي ضد الحقائق االجتماعية في‬ ‫الشرق األوسط و تركيا وبأن النظام‬ ‫التركي بوضعها الحالي‪ ،‬ال تستطيع‬

‫مقالة‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫أن تكون إجابة لمطاليب المجتمع‪،‬‬ ‫ يقول‪ »:‬إن تركيا بخصوصياتها‬‫الحالية ال تستطيع‪ ،‬أن ترضي‬ ‫اية طبقة من المجتمع‪ .‬نحن‪ ،‬ال‬ ‫َّ‬ ‫نحصر االدارة الذاتية الديمقراطية‪،‬‬ ‫بأنفسنا فقط‪ .‬إن هذا المشروع‪،‬‬ ‫ليست فقط لألثنية الكُردية‪ ،‬على‬ ‫الرغم من أن الكُرد يمثلون الطليعة‬ ‫فيها‪ ،‬وإنما يعتبر مشروعاً لعموم‬ ‫تركيا‪ ،‬وهو للعراق وعموم الشرق‬ ‫األوسط بنفس الشكل‪ .‬يستطيع‬ ‫االنسان‪ ،‬أن ينفذه من هنا ويطوره”‪.‬‬ ‫إن مؤتمر المجتمع الديمقراطي‬ ‫‪ KCD‬والذي هو تركيبة من جميع‬ ‫مؤسسات المجتمع المدني في‬ ‫شمال كُردستان‪ ،‬قد عقد مؤتمره‬ ‫االعتيادي الرابع في الفترة ‪/8-7‬‬ ‫آب‪ 2010/‬وفيها تم مناقشة‬ ‫موضوع االدارة الذاتية الديمقراطية‬ ‫ُ‬ ‫ن بأن اسلوب االدارة الذاتية‬ ‫وأع ِل َ‬ ‫الديمقراطية‪ ،‬هو مشروع تأريخي‪،‬‬ ‫بالدرجة التي تستطيع أن تحل‬ ‫مسألة الشعب الكُردي‪ ،‬وبنفس‬ ‫حل‬ ‫الشكل فإن لها المقدرة على‬ ‫ِ‬ ‫المسائل التأريخية للشرق األوسط‪.‬‬ ‫ففي المؤتمر وبقصد البحث عن‬ ‫حل للمشاكل والفوضى التي‬ ‫جلبتها أُمة‪-‬الدولة معها الى‬ ‫ِ‬ ‫تمت االشارةالى االدارة‬ ‫الساحة‪،‬‬ ‫تأريخي‬ ‫كحل‬ ‫الديمقراطية‬ ‫الذاتية‬ ‫ٍ‬ ‫ٍّ‬ ‫وآني‪ .‬تم التاكيد في المؤتمر على «‬ ‫أن االدارة الذاتية الديمقراطية هي‬ ‫ليست محاولة نحو األستقالل وال‬ ‫هي مؤسسة مرتبطة بالدولة”‪.‬‬ ‫إن مؤتمر المجتمع الديمقراطي‬ ‫‪ KCD‬قد عرف االدارة الذاتية‬ ‫الديمقراطية بهذا الشكل‪ »:‬ال مكان‬ ‫فيها لدولة وسلطة مختلفة ‪ ،‬بل‬ ‫هي اسلوب ُم َركَب من أسلوب‬ ‫الدولة و االسلوب الديمقراطي‪.‬‬ ‫عالقاتها ليست مثل عالقات‬ ‫الدولة المركزية والدولة االقليمية‪.‬‬ ‫هي اسلوب عالقة تجبر الدولة‬ ‫على أن تتعامل بحساسية مع‬

‫الديمقراطية‪ .‬أن االدارة الذاتية‬ ‫الديمقراطية تعني االحساس‬ ‫واالدارة‬ ‫بالمسؤولية‬ ‫الذاتي‬ ‫الذاتية للشؤون‪ .‬في الثقافات‬ ‫والمجتمعات المختلفة‪ ،‬كل ثقافة‬ ‫وكل مجتمع تقرر عن نفسها‬ ‫بنفسها‪ .‬أن اسلوب االدارة الذاتية‬ ‫الديمقراطية‪ ،‬هو مشروع تأريخي‪،‬‬ ‫بالدرجة التي تستطيع أن تحل‬ ‫مسألة الشعب الكُردي‪ ،‬وبنفس‬ ‫الشكل فإن لها المقدرة على‬ ‫حل المسائل التأريخية للشرق‬ ‫ِ‬ ‫األوسط”‪.‬‬ ‫حدد مؤتمر المجتمع الديمقراطي‬ ‫في مؤتمرها لنفسها أربعة نقاط‬ ‫رئيسية كأساس لها وهذه النقاط‬ ‫االربعة هي‪ »:‬االمة الديمقراطية‪،‬‬ ‫الوطن الديمقراطي‪ ،‬الجمهورية‬ ‫الديمقراطية‪ ،‬الدستور االساسي‬ ‫الديمقراطي»‪.‬‬ ‫على اساس هذه النقاط االربعة‬ ‫فإن ‪KCD‬تستهدف أن تكون الهوية‪،‬‬ ‫الثقافة والمعتقدات المختلفة‬ ‫في تركيا قادرة على التعبير عن‬ ‫خصوصيتها وادارتها الذاتية بشكل‬ ‫مستقل‪ .‬وكذلك تتشكل مع الدولة‬ ‫على اساس العالقة الديمقراطية‪،‬‬ ‫حماية الهوية المستقلة واالدارة‬ ‫الذاتية‪.‬‬ ‫إن ‪KCD‬أكدت على انها ال تنتظر‬ ‫الدولة‪ ،‬ستقوم بنفسها بتقديم‬ ‫الحلول‪ .‬وتتخذ من االدارة الذاتية‬ ‫الديمقراطية أساساً لها وفي نفس‬ ‫الوقت ستكون هذه االدارة الذاتية‬ ‫مشروع التحول الديمقراطي لتركيا‬ ‫ايضاً”‪.‬‬ ‫إذاً فإن االدارة الذاتية الديمقراطية‬ ‫من‬ ‫مركب‬ ‫هواسلوب‬ ‫الديمقراطية‪-‬الدولة في مرحلة‬ ‫انتقالية‪ ،‬أي اسلوب مركب من‬ ‫نظام الدولة ونظام الكونفيدرالية‬ ‫الديمقراطية‪،‬أي يوجد دولة وتكون‬ ‫مسيطرة‪ ،‬لكن المجتمع يبادر‬ ‫الح َّر ِة َف ُين َ ِ‬ ‫دير‬ ‫بإرا َدتَ ِه‬ ‫ظ ُم ن َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫فسه ُ‬ ‫وي ُ‬ ‫فسه‪.‬‬ ‫نَ‬ ‫ُ‬ ‫وبهذا الخصوص هكذا يتحدث‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫السيد أوجالن‪ »:‬نعيش االن‬ ‫في مرحلة انتقالية‪ .‬انا اقترح‬ ‫االدارة الذاتية الديمقراطية للكُرد‪،‬‬ ‫كميدان للحري ِة‪ .‬أن االدارة الذاتية‬ ‫ٍ‬ ‫الديمقراطية‪ ،‬ال تستند على االطار‬ ‫القومي او الحدود الجغرافي‪.‬‬ ‫وانما تبرز على اساس االدارة‬ ‫الذاتية‪ .‬فالكُرد في مجال االدارة‬ ‫الذاتية الديمقراطية‪ ،‬يؤسسون‬ ‫إدارتهم الديمقراطية‪ .‬هذه ليست‬ ‫اعالناً للحرب او شيء من هذا‬ ‫القبيل‪ ،‬وانما هي فعالية تأسيس‬ ‫الديمقراطية‬ ‫و التنظيم الديمقراطي‪ .‬وهي تضم‬ ‫جميع الساحات‪ .‬بدءاً من الرياضة‪،‬‬ ‫مروراً بجميع المراكز المشتركة‬ ‫وتنظمها”‪.‬‬ ‫وهكذا تقول ‪ KCD‬في مؤتمرها‬ ‫الذاتية‬ ‫االدارة‬ ‫أن‬ ‫االخير‪»:‬‬ ‫الديمقراطية؛ تتقدم على اساس‬ ‫تنظيم كومونات (وحدات) القرى‬ ‫واالزقة‪ ،‬مجالس االحياء‪ ،‬المدن‬ ‫واالقاليم‪ .‬وتضم ايضاً التنظيمات‬ ‫الكونفيدرالية ذات االدارة الذاتية‬ ‫للشباب‪ ،‬المرأة والكادحين‪ ،‬بشكل‬ ‫ال يبقى احد بدون تنظيم‪ .‬ورداً‬

‫مقالة‬

‫‪25‬‬

‫على الدولة التي ال تحل المسألة‬ ‫الكُردية‪ ،‬تقوم بتقديم الحلول‬ ‫لنفسها بنفسها‪ .‬وبهذا الشكل‬ ‫تصبح هذه ايضاً مشروعاً للتحول‬ ‫الديمقراطي لتركيا‪ .‬على الرغم‬ ‫من أن الدولة ال ترضخ لوضع حل‬ ‫المسألة‪ ،‬ولكن امام الحل الذي‬ ‫نقدمه نحن لن تصبح عائقاً‪ .‬ولهذا‬ ‫من جانب التغيرات الجذرية؛ فكلما‬ ‫نتقدم بديمقراطيتنا الى االمام‪،‬‬ ‫تضطر الدولة بقدرها أن تخطو نحو‬ ‫الديمقراطية حينها”‪.‬‬ ‫أكد قائد الشعب الكُردي عبدالله‬ ‫أوجالن في معرض القاءه الضوء‬ ‫على مشروع االدارة الذاتية‬ ‫الديمقراطية بأن مشروع االدارة‬ ‫الذاتية الديمقراطية ليست قائمة‬ ‫على مبدأ االمة الواحدة و الجغرافيا‬ ‫الواحدة وحتى ليست على الدين‬ ‫الواحد‪ ،‬وإنما على أساس الشعوب‬ ‫والمجتمعات المختلفة وعلى‬ ‫اسس الديمقراطية‪ .‬وهذه هي‬ ‫بحد ذاتها تجاوزاً لذهنية الدولة‪-‬‬ ‫القومية‪.‬‬ ‫اختالف االدارة الذاتية عن «الدولة‬

‫العدد ‪١‬‬

‫‪2017/03/20‬‬

‫السنة األول‬

‫مجلة دجلة‬

‫والحكم الذاتي»‪:‬‬ ‫احدى النقاط المهمة في االدارة‬ ‫الذاتية الديمقراطية هي عالقتها‬ ‫بالدولة‪ ،‬االدارة الذاتية الديمقراطية‬ ‫هي اسلوب ادارة خارج اطار الدولة‬ ‫يقوم فيه الشعب والمجتمعات‬ ‫بادارة أمورها خارج حلقة الدولة‪.‬‬ ‫الذاتية‬ ‫االدارة‬ ‫تكون‬ ‫وبهذا‬ ‫الديمقراطية مختلفة في فحوى‬ ‫وفلسفة االدارة عن اسلوب الحكم‬ ‫الم َم ْهنَج‪ .‬الن سلطات‬ ‫الذاتي‬ ‫ُ‬ ‫الحكم الذاتي؛ في اقليم محدد هي‬ ‫نظام اداري ذاتي تتبع الحكومة‬ ‫َت ِ‬ ‫داخل‬ ‫شكالً‬ ‫المركزية وأتَ َ‬ ‫خذ ْ‬ ‫َ‬ ‫المجتمع‪.‬‬ ‫داخل‬ ‫ت‬ ‫الدول ِة‪،‬‬ ‫وليس ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫أي أن سلطة الحكم الذاتي بنفسها‬ ‫تمثل الدولة في االقليم الذي تحكم‬ ‫فيه‪ .‬لكن االدارة الذاتية الديمقراطية‬ ‫ِ‬ ‫ي نفسها خارج الدولة في ثالث ِة‬ ‫ت ُ ْبق َ‬ ‫ٍ‬ ‫نقاط؛ وهي‪:‬‬ ‫ط نفسها بالحكومةِ‬ ‫اولها‪ :‬ال تُرب ِ ُ‬ ‫المركزي ِة حتى انه في مجال‬ ‫االستجابة الحتياجات المجتمع‬ ‫وتنظيم نفسها في جميع قرى‬ ‫واحياء واالقضية والمدن واالقاليم‬


‫مجلة دجلة‬

‫السنة األول‬

‫‪2017/03/20‬‬

‫العدد ‪١‬‬

‫‪26‬‬

‫تحاول أن تضعف مركزية الدولة و‬ ‫مفهوم وذهنية النزعة‪-‬الدولتية الى‬ ‫درجة ال يبقى شئ إسمها حكومة‬ ‫مركزية‪.‬‬ ‫الذاتية‬ ‫االدارة‬ ‫إن‬ ‫وثانيها‪:‬‬ ‫تبرز من داخل‬ ‫الديمقراطية‬ ‫ُ‬ ‫المجتمع‬ ‫كل‬ ‫المجتمع و‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫تحتضن ُ‬ ‫وإن اساسها وقاعدتها هي اراد ُة‬ ‫المجتمع‪.‬‬ ‫واحتياجات‬ ‫ومطالب‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫وثالثها‪ :‬يجوز في سلطة الحكم‬ ‫الذاتي أن يكون حدود ادارتها‬ ‫وسلطتها التنفيذية على اساس‬ ‫جغرافيا او قومية او دين محدد‪،‬‬ ‫لكن في االدارة الذاتية الديمقراطية‬ ‫فإنها ال تتخذ من هذه األُ ُ‬ ‫طر اساساً‬ ‫لها‪ .‬مثالً؛ أستوطن الماليين من‬ ‫الشعب الكُردي خارج شمال‬ ‫كُردستان (باكور) في اسطنبول‬ ‫وانقرة وازمير وميرسين وبقية‬ ‫المدن التركية الكبيرة‪ ،‬فمن‬ ‫ِ‬ ‫الممكن أن ُين َ ِ ّ‬ ‫هؤالء أُمورِ ِ‬ ‫ه ِم‬ ‫ظ َم‬ ‫ِ‬ ‫االدارة الذاتي ِة‬ ‫اساس‬ ‫الحياتي ِة على‬ ‫ِ‬

‫مقالة‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫في‬

‫تلك‬

‫المدن‬ ‫ِ‬

‫الديمقراطية‬ ‫والمناطق‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫بهذا الخصوص يقول السيد‬ ‫أوجالن‪ »:‬في نظام االدارة الذاتية‬ ‫المهم هو إرا َد ُة‬ ‫فإن‬ ‫الديمقراطية‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫فالمجتمع يقوم‬ ‫المجتمع‪.‬‬ ‫إدار ِة‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫واجبات الدولة المركزية‬ ‫بتسهيل‬ ‫ِ‬ ‫ويقوم بإدارة نفسها ذاتياً‪ .‬وأنا اقول‬ ‫عنها‪ ،‬بأن المركز تسلم واجباتها‬ ‫ِ‬ ‫االدارة الذاتي ِة‬ ‫الى المجتمع‪ .‬ففي‬ ‫الديمقراطية‪ ،‬ال وجود لمعاداة‬ ‫الدولة‪ .‬يجب على الكُرد‪ ،‬أن يطوروا‬ ‫تنظيماتهم‪ ،‬دون الحاجة الى‬ ‫الدولة‪ ،‬من األمن الى مجاالت‬ ‫الرياضة‪ ،‬وفي جميع المجاالت‪.‬‬ ‫ويجب أن يؤسسوا تنظيماتهم‬ ‫الخاصة من الناحية االجتماعية‪،‬‬ ‫االقتصادية والثقافية‪ .‬وان ُيأَ ِمنُوا‬ ‫األمن الداخلي‪ .‬ومن اجل هذا ال‬ ‫يوافق‬ ‫داعي الن ينتظروا الدولة لكي‬ ‫َ‬ ‫على هذه االجراءات”‪.‬‬ ‫إن السيد أوجالن ‪ -‬ولكي تكون‬

‫الديمقراطية‬ ‫الذاتية‬ ‫االدارة‬ ‫مفهومة بشكل جيد ولتأسيس‬ ‫ً‬ ‫هذا النظام في مدينة آمد (دياربكر)‬ ‫ قدم مقترحاً على هذه الشاكلة‪»:‬‬‫تستطيعون في آمد‪ ،‬أن تؤسسوا‬ ‫منظومة المدينة‪ ،‬يجب على الكُرد‪،‬‬ ‫أن ُين َ ِ‬ ‫ظ ُموا كل َ‬ ‫أزق ِة المدين ِة وأن‬ ‫حقيقية‪ .‬مثالً؛ أن‬ ‫قلعة‬ ‫يجعلوها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الدولة ال توافق على التعليم بلغة‬ ‫األم‪ .‬يا ترى ماذا يستطيع االنسان‬ ‫أن يفعل امام هذه السياسة؟ في‬ ‫مثل هذا الوضع يجب على الكُرد‪،‬‬ ‫أن يؤسسوا في االزقة واالحياء‪ ،‬فرقاً‬ ‫مختصة باللغة الكُردية‪ .‬اذا فعلتم‬ ‫هكذا‪ ،‬فإن الجانب القانوني لها‬ ‫تتشكل بعد ذلك‪ ...‬فالكُرد وضمن‬ ‫االطار الديمقراطي والقانوني‪،‬‬ ‫يستمرون بنضالهم ويؤسسون‬ ‫نُ ُ‬ ‫الجوهري الخاص ِة‬ ‫الدفاع‬ ‫ظ َم‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫بهم في كل مكان‪ .‬والجوهر‬ ‫االساسي هو أن نؤسس الحداثة‬ ‫الديمقراطية‪ ،‬دون المرور بحياة‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫مقالة‬

‫‪27‬‬

‫الحداثة الرأسمالية ومن اجل هذا الذاتية الديمقراطية شيئاً فشيئاً‬ ‫في عموم تركيا‪.‬‬ ‫نكافح”‪.‬‬ ‫ويتحدث الرفيق مراد قريالن بهذا‬ ‫االبعاد االساسية لالدارة الذاتية‬ ‫الخصوص‪ »:‬النموذج الذي نريده‬ ‫الديمقراطية‪:‬‬ ‫بنموذج‬ ‫نحن‪ ،‬يعبر عن نفسه‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫يمي‬ ‫االدارة إق ِل‬ ‫ذاتية‬ ‫ديمقراطي‬ ‫َ‬ ‫ٍّ‬ ‫أكثر من التعبير عن نفسه هذا وفي محاوالت السيد أوجالن‬ ‫ُ‬ ‫بالقومي ِة وهذا ما يستند عليه‪ ،‬اي لتوضيح إطارٍ لالدارة الذاتية‬ ‫بدالً من تجمع الواجبات كلها في الديمقراطية يسميها مشروعاً‬ ‫مركز واحد‪ ،‬فمن االفضل توزيع كُردياً لحل المسألة الكُردية‪ ،‬يوضح‬ ‫هذه المهام‪ ،‬مع الشعب واالقاليم‪ .‬الجوانب االساسية لالدارة الذاتية‬ ‫من االفضل ان يكون االدارة الذاتية الديمقراطية في شمال كُردستان‬ ‫ٍ‬ ‫فهم وتقييم‪ ،‬وتركيا في ستة نقاط‪»:‬‬ ‫الديمقراطية‪ ،‬موضع‬ ‫الجانب السياسي لالدارة‬ ‫كنموذج ديمقراطي يدير الشعب ‪ .1‬‬ ‫الذاتية الديمقراطية؛ في هذا‬ ‫نفسه به”‪.‬‬ ‫السيد اوجالن يحلل نموذج االدارة الجانب من الممكن أن يكون هناك‬ ‫أدق مجلس‪ ،‬او هناك مؤتمر للشعب‪.‬‬ ‫الذاتية الديمقراطية بصورة‬ ‫ْ‬ ‫ويقول‪ »:‬ان نموذج االدارة الذاتية هذا المؤتمر؛ هو مؤتمر المجتمع‬ ‫الديمقراطية التي نقترحها نحن‪ ،‬الديمقراطي‪ .‬ويوجد هيئة ادارية‬ ‫ال تستند على اساس القومية لهذا المؤتمر‪.‬‬ ‫الجانب القانوني لالدارة‬ ‫والحدود الجغرافية‪ .‬بل أن هذا ‪ .2‬‬ ‫النموذج يعبر عن نفسه بجوهر الذاتية الديمقراطية؛ هذا الجانب‬ ‫جميع ُيعبر عن المكون القانوني لمشروع‬ ‫المجتمع الديمقراطي‪ .‬تَ ْعتَب ِ ُر‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫الديمقراطية‪.‬‬ ‫الذاتية‬ ‫المجتمع كاتحا ٍد (وحدة) االدارة‬ ‫اطراف‬ ‫ِ‬ ‫هذه‬ ‫يسمون‬ ‫اجتماعي‪ .‬مثالً؛ يوجد حي (باخلر) الكتاالنيون‬ ‫في آمد‪ ،‬يمكن اعتبار هذا الحي بـ(ستاتوس)‪ .‬ونحن نقدر ان نسميه‬ ‫كوحدة اجتماعية‪ .‬الناس الذين ستاتو (كيان)‪ .‬هذا مهم جداً‪ .‬اي من‬ ‫يعيشون هناك‪ ،‬بمقدورهم ان الوجهة القانونية كيف سيكون‬ ‫يؤسسوا منظومتهم ومجلسهم‪ ،‬الكيان الكُردي؟ يظهر هذا وبعدها‬ ‫لحل مسائلهم اليومية والمسائل يتم تثبيتها في الدستور االساسي‬ ‫المتنوعة‪ ،‬بهذا الشكل فإن بقية والقوانين‪ .‬إن محتوى وأُ ُ‬ ‫ر االدارة‬ ‫ط ِ‬ ‫الوحدات في هذا الحي بإمكانها الذاتية الديمقراطية تتوضح عن‬ ‫ان تأخذ دورها بالتمثيل داخل هذا طريق القوانين‪.‬‬ ‫االقتصادي‬ ‫الجانب‬ ‫‪ .3‬‬ ‫المجلس”‪.‬‬ ‫ان السيد عبدالله اوجالن قد أشار لالدارة الذاتية الديمقراطية؛ يتم‬ ‫الى أن الكُرد مناسبين لمشروع بناء السياسة االقتصادية لالمة‬ ‫االدارة الذاتية الديمقراطية‪ ،‬بسبب الديمقراطية‪ .‬من الضروري ان‬ ‫ولهذا يتم تحديد الشكل االقتصادي‬ ‫اإلجتماعية‪،‬‬ ‫تركيبتهم‬ ‫له سياسته‬ ‫فإن‬ ‫وكذلك‬ ‫المطلوب‪.‬‬ ‫يأخذوا‬ ‫ان‬ ‫يستطيعون‬ ‫فأنهم‬ ‫ُ‬ ‫السدود‬ ‫بخصوص‬ ‫دور الطليع ِة في هذا المشروع‪ .‬الخاصة‬ ‫َ‬ ‫وعن طريق مشروع اإلدارة الذاتية والموارد الجوفية والسطحية‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫كنظام اقتصادي نحن ال نتبنى‬ ‫الديمقراطية‪ ،‬يستطيع الكُرد ان‬ ‫يحصلوا على حقوقهم القومية‪ ،‬الرأسمالية‪ .‬ربما ليس بمقدورنا‬ ‫الرأسماية بأكملها‪،‬‬ ‫ك‬ ‫التأريخية‪،‬‬ ‫حقوقهم‬ ‫َ‬ ‫هويتهم نحن ان ن ُ َف ِك َ‬ ‫وحقوقهم الديمقراطية‪ .‬والكُرد ولكن نستطيع الى ح ٍد ما في بعض‬ ‫بامكانهم ان ينشروا مشروع االدارة المجاالت المهمة ان نغير ذلك‬

‫العدد ‪١‬‬

‫‪2017/03/20‬‬

‫السنة األول‬

‫مجلة دجلة‬

‫ُ‬ ‫االمة‬ ‫إذا كانت‬ ‫الديمقراطية روحاً‪،‬‬ ‫َ‬ ‫الذاتية‬ ‫فإن االدارةَ‬ ‫ستكون‬ ‫الديمقراطية‬ ‫ُ‬ ‫س َدها‪ .‬فكما‬ ‫َج َ‬

‫يجب أن‬ ‫الجسد ال‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫روح‪،‬‬ ‫يكون بدون ٍ‬

‫وكذلك الروح ال تجوز‬ ‫بدون جس ٍد‬ ‫أن تكون‬ ‫ِ‬ ‫نظامنا االقتصادي الخاص‬ ‫ونبني‬ ‫َ‬ ‫بنا‪ .‬في هذا النظام هناك اقتصاد‬ ‫شعبي‪ ،‬ونحول بعضها الى اقتصاد‬ ‫خاص‪.‬‬ ‫الجانب الثقافي لالدارة‬ ‫‪ .4‬‬ ‫الذاتية الديمقراطية؛ وتضم الجانب‬ ‫الثقافي‪ ،‬اللغة‪ ،‬التربية و التعليم‬ ‫بلغة األم‪ ،‬التأريخ والفن‪ .‬كيف‬ ‫يستطيع االنسان ان يتلقى التربية‬ ‫و التعليم بلغة األم؟ كيف تكون‬ ‫سياسة اللغة لألمة الديمقراطية؟‬ ‫يستطيع الواحد ان يتناقش على‬ ‫هذه وان يصيغ السياسة التربوية‬ ‫و التعليمية‪ .‬وكذلك ماذا على‬ ‫الكُرد ان يفعلوا لكي يقدروا ان‬ ‫يبطلوا سياسة االبادة الثقافية؟‬ ‫من الضروري ان يتناقش الواحد‬ ‫ِ‬ ‫ل على نتيجة‬ ‫حول هذا لكي‬ ‫يحص َ‬ ‫من ذلك وان يقضي على االبادة‬


‫مجلة دجلة‬

‫السنة األول‬

‫‪2017/03/20‬‬

‫العدد ‪١‬‬

‫‪28‬‬

‫مقالة‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫مصطلح (اإلبادة) للحديث عن‬ ‫جميع انواع اإلبادات‪ .‬ليست فقط‬ ‫فإن الشعب‬ ‫الجسدية منها‪ ،‬بل كذلك االبادة‬ ‫الثقافية واالنواع اخرى‪ .‬بالتأكيد‬ ‫والمجتمع ال ُكردي‬ ‫لست اتحدث عن الدفاع المسلح‬ ‫فقط‪ .‬ال اتحدث عن الجانب المسلح‬ ‫من الدفاع الجوهري‪ ،‬أي عن‪KCK‬‬ ‫بمقدورهم أن‬ ‫و ‪ ،PKK‬بل اتحدث عن الجانب‬ ‫االمني للشعب‪ .‬قصدي من هذا‬ ‫الكالم هو التعبير عن تنظيم‬ ‫ُي َّر ِسخوا االدارة‬ ‫المجتمع الديمقراطي و بناء نظام‬ ‫أمني في جميع الساحات‪ .‬إن‬ ‫الذاتية الديمقراطية‬ ‫الشعب يستطيع المناقشة على‬ ‫هذا الموضوع ويصل الى نتيجة‬ ‫مختلفة‪ .‬مثالً؛ يا ترى هل يخدموا‬ ‫خارج إطار‬ ‫العسكرية؟ يجب أن يتناقشوا بهذا‬ ‫الخصوص‪ .‬وكذلك كيف يقضون‬ ‫على السرقة؟ يا ترى كيف يتم‬ ‫الدولة عن طريق‬ ‫حل مسألة السرقة؟ فهناك حاجة‬ ‫للنقاش حول هذه المسائل‪ .‬وهذا‬ ‫المؤسسات المدنية‬ ‫الجانب االمني للدفاع الجوهري‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مهمة بدرجة أهمية الماء والهواء‪ .‬ال‬ ‫يجوز بدون هذه‪ .‬يا ترى هل يشترك‬ ‫والديمقراطية‬ ‫الكُرد‪ ،‬في النظام العسكري الحالي؟‬ ‫في نظام الشرطة يشاركون ام ال؟‬ ‫ماهي وجهة نظر هذه المؤسسات‬ ‫والبلدية واالدارية‬ ‫بخصوص الكُرد؟ كيف يحمي الكُرد‬ ‫أنفسهم؟ كيف يتم ضمان حماية‬ ‫الثقافية‪.‬‬ ‫الديبلوماسي الكُرد؟ هذه مواضيع مهمة جداً”‪.‬‬ ‫الجانب‬ ‫‪ .5‬‬ ‫لالدارة الذاتية الديمقراطية؛ هذا‬ ‫الجانب يحسم عالقة الكُرد مع االدارة الذاتية الديمقراطية كبديل‬ ‫بالنسبة للشعب ال ُكردي‪:‬‬ ‫الشعوب والمجتمعات االخرى‬ ‫ويمنحها إطاراً‪ .‬يؤسس العالقة مع‬ ‫الكُرد في االجزاء االخرى ومع الدول بالشك أن االدارة الذاتية الديمقراطية‬ ‫المجاورة‪ .‬ما نوع العالقة التي والتي هي شكل االدارة في نظام‬ ‫نريدها مع المجتمعات االخرى الكونفيدرالية الديمقراطية وهي‬ ‫وكيف نتعايش معهم؟ فهو يحدد طراز حتى في حالة عدم الموافقة‬ ‫عليها من قبل الحكومة التركية‪،‬‬ ‫الجانب الديبلوماسي لهذه‪.‬‬ ‫جانب الدفاع الجوهري فإن الشعب والمجتمع الكُردي‬ ‫‪ .6‬‬ ‫الديمقراطية؛ بمقدورهم أن ُي َّر ِ‬ ‫سخوا االدارة‬ ‫الذاتية‬ ‫لالدارة‬ ‫نستطيع أيضاً أن نطلق على هذا الذاتية الديمقراطية خارج إطار‬ ‫الجانب؛ بالجانب االمني‪ .‬أي جانب الدولة عن طريق المؤسسات‬ ‫المضاد لالبادة‪ .‬كيف يستطيع المدنية والديمقراطية والبلدية‬ ‫الكُرد أن يحموا أنفسهم من واالدارية‪ .‬أي أن الدولة فيما إذا لم‬ ‫اإلبادة؟ يجب أن يتم حسم هذا تتفق مع الجانب الكُردي ولم تحل‬ ‫أستخدمت المسألة‪ ،‬فإن الكُرد سوف ال تنتظر‬ ‫الموضوع بالنقاش‪.‬‬ ‫ُ‬

‫الدولة وال تقف عاجزة‪ ،‬وانما تقوم‬ ‫ِ‬ ‫شؤونه في مناطق‬ ‫من طرفه بإدارة‬ ‫ِ‬ ‫ل‪.‬‬ ‫تواجده بنفسه‪،‬‬ ‫وبدون أن تَ َ‬ ‫ِ‬ ‫نفص َ‬ ‫بهذا الخصوص فإن الرفيق مراد‬ ‫قريالن وضح بأن االدارة الذاتية‬ ‫الديمقراطية يأتي بمعنى التعايش‬ ‫الشعوب‬ ‫وتعايش‬ ‫الثقافي‬ ‫المختلفة في اطار حدود الدولة و‬ ‫بدالً عن االنفصال‪ ،‬وإن االدارة الذاتية‬ ‫ِ‬ ‫بناء اتحا ٍد‬ ‫الديمقراطية شكل من‬ ‫نطلق على‬ ‫ويقول‪ »:‬نحن‬ ‫اختياري‬ ‫ُ‬ ‫ٍّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ذات االدارة‬ ‫هذا النموذج؛ كُردستان‬ ‫الذاتية و الديمقراطية‪ ،‬فالنموذج‬ ‫الوحيد لالدارة الذاتية الديمقراطية‪،‬‬ ‫ألمة‬ ‫ديمقراطية‪،‬‬ ‫لجمهورية‬ ‫ديمقراطية وبلد ديمقراطي هو‬ ‫االتحاد األختياري‪ .‬هذه ليست‬ ‫شكالً لالنفصال‪ ،‬بل بالعكس‪،‬‬ ‫هو شكل تأسيس إتحاد إختياري‬ ‫وديمقراطي‪ .‬في نفس الوقت‬ ‫فإن االدارة الذاتية الديمقراطية هو‬ ‫شكل للتحول الديمقراطي لتركيا”‪.‬‬ ‫بصدد انه ماذا سيكون موقف‬ ‫الكُرد في حالة عدم موافقة الدولة‬ ‫على االدارة الذاتية الديمقراطية؟‬ ‫يقول الرفيق جميل بايك‪ »:‬ان‬ ‫االدارة الذاتية الديمقراطية يعبر‬ ‫عن العالقة بين الكُرد وتركيا‪ .‬فاذا‬ ‫تصرفت الدولة التركية بشكل‬ ‫صحيح‪ ،‬فإننا سندير االدارة‬ ‫الذاتية الديمقراطية مواكبة مع‬ ‫تركيا‪ ،‬لكن اذا كانت موقف الدولة‬ ‫بصورة معاكسة‪ ،‬وقتها سنبادر‬ ‫حل في اطار االدارة الذاتية‬ ‫بتقديم‬ ‫ٍ‬ ‫والذي‬ ‫بأنفسنا‪.‬‬ ‫الديمقراطية‬ ‫نريد ان نفعله نحن هو هذا‪ .‬إن‬ ‫هذا النظام هو في نفس الوقت‬ ‫ٍ‬ ‫نظام للمجتمع وأن الشعب‬ ‫هو‬ ‫الكُردي سيؤسسه بإرادته‪ .‬وهذا‬ ‫يأتي بمعنى تأسيس الكونفيدرالية‬ ‫الديمقراطية‪ .‬إن المجتمع الكُردي‬ ‫س ُي َر ِ‬ ‫نظام ُه من الوجه ِة التربوي ِة‪،‬‬ ‫ت ُب‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫االقتصادي ِة‪ ،‬االجتماعي ِة‪ ،‬السياسي ِة‬ ‫الديمقراطية‪.‬‬ ‫بالمؤسساتية‬ ‫وإستناداً الى إرادتِ ِه الذاتي ِة‪ ،‬سيختار‬ ‫إدارتِ ِه الذاتية‪ .‬ومن الضروري ان‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫يكون إدارة النضال لتأسيس االدارة‬ ‫الذاتية الديمقراطية والكونفيدرالية‬ ‫الديمقراطية متزامنين‪ .‬نحن كنا‬ ‫قد أقرنا تلك القرارات في ‪2007‬‬ ‫في خامس إجتماعات الجمعية‬ ‫العمومية لمؤتمر الشعب‪ .‬كنا قد‬ ‫للحل‬ ‫الدولة‬ ‫تخضع‬ ‫بأنه اذا لم‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫قررنا ُ‬ ‫ِ‬ ‫الديمقراطي‪ ،‬حينها سنؤسس‬ ‫نحن نظامنا الديمقراطي استناداً‬ ‫الى فكرة الدولة‪ -‬الديمقراطية”‪.‬‬ ‫يؤكد السيد اوجالن دائماً على‬ ‫ان الشعب الكُردي ليس بدون‬ ‫بديل ويقول‪ »:‬بهذا الخصوص‬ ‫فإن تصريح الرفيق جميل بايك‬ ‫موجود‪ .‬ويقول؛ نحن سنُعلن‬ ‫االدارة الذاتية الديمقراطية‪ ،‬اذا لم‬ ‫يوافقوا على الحل‪ .‬وهذه وضع‬ ‫كوسوفو امام العيان‪ .‬من الممكن‬ ‫ان يحدث احداث شبيهة بذلك‪.‬‬ ‫الكُرد يؤيدون التعايش المشترك‪،‬‬ ‫بمؤيدي االنفصال‪ .‬حتى‬ ‫وليسوا‬ ‫ِّ‬ ‫اننا نريد ان ننمي الحل في اطار‬ ‫حدود الميثاق القومي‪ .‬لكن قرار‬ ‫التعايش المشترك من طرف واحد‬ ‫ليس له اي معنى‪ .‬يجب ان يكون‬ ‫هذا المطلب من الطرفين وان يتم‬

‫مقالة‬

‫‪29‬‬

‫العدد ‪١‬‬

‫‪2017/03/20‬‬

‫السنة األول‬

‫مجلة دجلة‬

‫الحل ديمقراطي‪ .‬اذا لم تخضع‬ ‫الدولة للحل‪ ،‬فإننا سنصبح اصحاب‬ ‫قرارعلى تقديم االدارة الذاتية‬ ‫الديمقراطية‪ .‬اذا لم تتقرب الدولة‬ ‫من االدارة الذاتية الديمقراطية‬ ‫وكانت هدفها هو القضاء على‬ ‫االدارة الذاتية الديمقراطية المعلنة‬ ‫وارادت ان تقضي عليها‪ ،‬فإننا‬ ‫سنضطر‪ ،‬بتقديم الحلول الخاصة‬ ‫بنا‪ ،‬خارج الدولة ضمن اطار النظام‬ ‫الكونفيدرالي الديمقراطي‪ .‬هذا هو‬ ‫االطار االساسي للمرحلة الرابعة‬ ‫من االستراتيجية‪ .‬ولهذ فان‬ ‫الحركة التحررية للشعب الكُردي‪،‬‬ ‫في بداية مرحلة جديدة‪ ،‬اصبحت‬ ‫في مرحلة تأريخية مهمة جداً في‬ ‫نضالها‪ .‬وهذا مهم جداً وهو على‬ ‫مستوى ثورة‪ .‬في عصر المرحلة‬ ‫االستراتيجية الجديدة‪ ،‬تصبح‬ ‫مرحلة تقدم حلولها‪ ،‬على اساس‬ ‫القوة االساسية واالرادة الذاتية”‪.‬‬

‫تنفيذ احتياجاته‪ .‬فاذا كان هنالك‬ ‫تعايشاً مشتركاً‪ ،‬فيجب ان يظهر‬ ‫لون هذا التعايش المشترك في‬ ‫الدستور االساسي”‪.‬‬ ‫يقول‬ ‫قريالن‬ ‫مراد‬ ‫الرفيق‬ ‫بخصوص الحاجة الى االدارة الذاتية‬ ‫كدرع للحماية‬ ‫الديمقراطية أنها‬ ‫ٍ‬ ‫ضد مخاطر الذهنية التفردية‬ ‫للدولة التركية‪ »:‬اذا كانت هناك في‬ ‫مكان ما ثقافات مختلفة وحاولت‬ ‫ٍ‬ ‫القضاء عليها‪ ،‬باالدارة الذاتية‬ ‫الديمقراطية هم يستطيعون‬ ‫الحفاظ على انفسهم‪ .‬لذلك فإن‬ ‫االدارة الذاتية الديمقراطية هي‬ ‫نموذج حل‪ .‬نحن نريد ان نجد‬ ‫ر ِد‬ ‫حالً لهذ المشكلة‪ ،‬لكن اذا لم ت ُ ِ‬ ‫الدولة ذلك‪ ،‬فنحن سنؤسس ذلك‬ ‫َ‬ ‫مع شعبنا‪ .‬واذا ارادت الدولة ان‬ ‫تقضي عليها‪ ،‬حينها سيبحث الكُرد‬ ‫حل آخر‪ .‬أن الحركة التحرية‬ ‫عن‬ ‫ٍ‬ ‫والديمقراطية للشعب الكُردي‪ ،‬في‬ ‫اطار تقديم حل لنا‪ ،‬كخطوة اولية‬ ‫من واجبنا وهدفنا ان نعلن االدارة‬ ‫* ت‪ :‬دكتور شيروان محي الدين‬ ‫الذاتية الديمقراطية‪ .‬في الحقيقة؛‬ ‫احمد‬ ‫ان االدارة الذاتية الديمقراطية‪ ،‬هو‬ ‫محاولة من اجل دفع الدولة نحو‬


‫مجلة دجلة‬

‫السنة األول‬

‫‪2017/03/20‬‬

‫العدد ‪١‬‬

‫‪30‬‬

‫مقالة‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫من هنا بدأ التعريب‬ ‫والتغريب‪...‬شنكال‬

‫هناك في شنكال ثنائيات ال تعرف الخطوط‪،‬‬ ‫هي تضع الخطوط وترفض خطوط تعريبها‬ ‫وتدجينها‬

‫دانا جالل‬

‫مدينة قدرها أن تقاوم وتدفع‬ ‫ضرائب مواقفها وبالنيابة عن من‬ ‫خذلها‪ ،‬كانت (من نواحي الجزيرة‬ ‫بينها وبين الموصل ثالثة أيام‬ ‫عال ويقولون‬ ‫وهي في لحف جبل‬ ‫ٍ‬ ‫إن سفينة نوح عليه السالم لما‬ ‫مرت ن َ َ‬ ‫طحته فقال نوح‪ :‬هذا سن‬ ‫َ‬ ‫جبل جار علينا فسميت سنجار‬ ‫ولست احقق هذا والله أعلم به‬ ‫ُ‬ ‫إال أن أهل المدينة يعرفون هذا‬ ‫صغيرهم وكبيرهم ويتداولونه‪،‬‬ ‫قال ابن الكلبي‪ :‬إنما سميت‬ ‫سنجار وآمد وهيت باسم بانيها‬ ‫الب َلنْدى بن مالك بن‬ ‫وهم بنو َ‬ ‫ذُغر بن بويبب بن عنقاء بن مدين‬ ‫بن إبراهيم عليه السالم ويقال‬ ‫سنجار بن ذ ُْعر نزلها قالوا‪ :‬وذعر‬ ‫هو الذي استخرج يوسف من‬ ‫ب وهو أخو آمد الذي بنى آمد‬ ‫ُ‬ ‫الج ّ‬ ‫وأخو ميت الذي َبنى هيت‪ ،‬وذكر‬ ‫أحمد بن محمد الهمذاني قال‪:‬‬ ‫ويقال‪ :‬إن سفينة نوح نطحت‬ ‫في جبل سنجار بعد ستة أشهر‬ ‫وثمانية أيام من ركوبه إياها‬ ‫فطابت نفسه وعلم أن الماء قد‬ ‫نضب فسأل عن الجبل‬ ‫أخذ َي ُ‬ ‫فأخبر به فقال‪ :‬ليكون هذا الجبل‬ ‫مباركاً كثير الشجر والملء ثم‬

‫الجودي‬ ‫وقفت السفينة على جبل ُ‬ ‫بعد مائة واثنتين وتسعين يوماً‬ ‫فبنى هناك قرية سماها قرية‬ ‫الثمانين ألنهم كانوا ثمانين‬ ‫نفساً‪ ،‬وقال حمزة األصبهاني‪:‬‬ ‫سنجار تعريب سنكار ولم يفسره‬ ‫وهي مدينة طيبة في وسطها‬ ‫نهر جارِ وهي عامرة جداً‪ ،‬وقدامها‬ ‫واد فيه بساتين ذات أشجار‬ ‫ونخل وت ُ ُرنج ونارنج وبينها وبين‬ ‫نصيبين ثالثة أيام أيضاَ‪ ،‬وقيل إن‬ ‫السلطان سنجر بن ماك شاه بن‬ ‫ألب أرسالن بن سلجوق ولد بها‬ ‫فسمي باسمها)‪)1(.‬‬ ‫ُ‬ ‫اسمها في المدونات المصرية‬ ‫(سنكار)‪ ،‬وفي الكردية يسمونها‬ ‫(شنكار)‬ ‫وكذلك‬ ‫(شنكاري)‬ ‫ومعناها النار الجميلة وربما‬ ‫اﻷرض‪ ،‬أو الجهة الجميلة او الراية‬ ‫الجميلة وان الكلمة عربت الى‬ ‫سنجار‪.‬‬ ‫مدينة من قزح هي األوان‬ ‫والفضاء‪ ،‬متعددة الهويات جذرها‬ ‫مقاومة‪ ،‬تكفيها رغيف خبر بعد‬ ‫أربعين معركة وفرمان فأهلها‬ ‫(لهم شجاعة وكرم‪ ،‬وممن لقيته‬ ‫بها الشيخ الصالح العابد الزاهد‬ ‫عبد الله الكردي أحد المشايخ‬ ‫الكبار صاحب كرامات يذكر عنه‬ ‫أنه ال يفطر إال بعد أربعين يوماً‬ ‫ويكون إفطاره على نصف قرص‬ ‫من الشعير‪ ،‬لقيته ) ‪)2( .‬‬ ‫تعاقب محتل بعد محتل‪،‬‬ ‫مستوطن بعد مستوطن‪ ،‬خائن‬ ‫بعد جبان‪ ،‬هرب زمن الدواعش‪،‬‬

‫ولكنها بقيت شنكال الثورة‬ ‫والطوفان‪ ،‬وانصرف قتلتها وهي‬ ‫العصية فهي مع جودي عنوان‬ ‫(فلما انصرف عياض من خالط‬ ‫إلى الجزيرة بعث إلى سنجار‬ ‫ففتحها صلحاً وأسكنها قوماً من‬ ‫العرب)‪)3( .‬‬ ‫هناك في شنكال ثنائيات ال‬ ‫تعرف الخطوط‪ ،‬هي تضع‬ ‫الخطوط وترفض خطوط تعريبها‬ ‫وتدجينها‪ ،‬وقبل هذا وذاك‬ ‫ترفض خط الخيانة وانكار هويتها‬ ‫(وحدثني العباس بن هشام‬ ‫الكلبي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده قال‪:‬‬ ‫أول من اختط الموصل وأسكنها‬ ‫العرب ومصرها هر ثمة بن عر‬ ‫فجة البارقي)‪)4( .‬‬ ‫هناك في شنكال يبحث الكوردي‬ ‫عن هويته‪ ،‬واالنسان الحالم‬ ‫يطلق الثورة في ثورته‪ ...‬ال تقتربوا‬ ‫منها ألنها موطن االلهات‪ ،‬موطن‬ ‫المقاومة‪ ،‬موطن الالحدود لحدود‬ ‫خطه األحمر إنسان‪.‬‬ ‫المصادر‪:‬‬ ‫معجم البلدان ‪ -‬ياقوت‬ ‫‪- 1‬‬ ‫الحموي ص‪985‬‬ ‫رحلة ابن بطوطة ‪ -‬ابن‬ ‫‪- 2‬‬ ‫بطوطة ص‪111‬‬ ‫فتوح البلدان ‪ -‬البالذري‬ ‫‪ -3‬‬ ‫ص‪71‬‬ ‫فتوح الشام ‪ -‬الواقدي‬ ‫‪ -4‬‬ ‫ص‪395‬‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫سياسة‬

‫‪31‬‬

‫العدد ‪١‬‬

‫‪2017/03/20‬‬

‫السنة األول‬

‫مجلة دجلة‬

‫األقليات في محافظة‬

‫نينوى وصراع المشاريع‬ ‫اإلقليمية‬

‫غمكين شنكالي‬

‫وجود األقليات مثل األيزيديين‬ ‫والمسيحيين وغيرهم في‬ ‫نينوى سبق ظهور اإلسالم‬ ‫وهم كانوا أصحاب السلطة‬ ‫في مناطقهم لفترات طويلة‪،‬‬ ‫أما بعد ظهور اإلسالم تراجع‬ ‫دورهم في األمور السياسية‬ ‫واإلدارية والعسكرية‪ ،‬لكنهم رغم‬ ‫هذا بقوا في موطنهم األصلي‪.‬‬ ‫هذه األقليات تتميز بالوفاء‬ ‫واإلخالص لوطنهم وشعبهم‬ ‫بغض النظر عن من الذي يحكم‬ ‫الوطن وقدموا الشهداء في‬ ‫كل األوقات حينما كانت تشتد‬ ‫األمور على بلدهم وشعبهم‪.‬‬ ‫لكن لألسف الشديد تعرضت‬ ‫هذه األقليات إلى التهميش‬ ‫والحرمان على مر عقود‪.‬‬ ‫بعد سقوط النظام البعثي‬ ‫في العراق عام ‪ 2003‬وذلك‬ ‫بعد أن تدخلت قوات التحالف‬ ‫الدولي الذي قادته الواليات‬ ‫المتحدة األمريكية‪ ،‬ووعود‬ ‫اإلدارة األمريكية آنذاك ببناء‬ ‫عراق ديمقراطي جديد وجعله‬ ‫نموذجا في الشرق األوسط‪،‬‬ ‫فإن األقليات الدينية والعرقية‬ ‫والقومية كانت تتطلع إلى عراق‬ ‫جديد يمثل الجميع ويكفل‬

‫كافة الحقوق لجميع المكونات‬ ‫العراقية‪ .‬لكن النتائج ومع‬ ‫األسف جاءت بعكس ذلك‪ ،‬حيث‬ ‫تم تقسيم السلطة في العراق‬ ‫بين ثالثة فئات مذهبية وقومية‬ ‫والعرب‬ ‫والسنة‬ ‫(الشيعة‬ ‫واألكراد)‪ ،‬حيث جميع األمور‬ ‫السياسية واألمنية واإلدارية‬ ‫تنقسم بين هذه الفئات الثالثة‬ ‫سواء إن كانت صغيرة أو كبيرة‪،‬‬ ‫على سبيل المثال لحد اآلن ال‬ ‫يوجد وزير مسيحي أو أيزيدي أو‬ ‫مندائي في العراق‪ .‬االقليات كانوا‬ ‫يتعرضون إلى القتل واالختطاف‬ ‫والتهجير في الموصل وغيرها‬ ‫من المدن وفي المناطق ذات‬ ‫النفوذ الكردي كانوا يتعرضون‬ ‫إلى استغالل سياسي‪ .‬الخالفات‬ ‫السياسية برزت من الصراع‬ ‫على المصالح ألن السلطة‬ ‫بنيت على أساس المصالح‬ ‫بين هذه الفئات الحاكمة وهم‬ ‫بدءوا بالتناحر فيما بينهم على‬ ‫المصالح الحزبية والتبعية‬ ‫العامة‬ ‫المصالح‬ ‫وضاعت‬ ‫للشعب العراقي‪ ،‬كما أدى هذه‬ ‫الصراعات السياسية إلى تمزيق‬ ‫النسيج الوطني الذي يربط‬ ‫مكونات الشعب العراقي مع‬ ‫بعضهم البعض‪ .‬أما بالنسبة‬ ‫لألقليات‪ ،‬تالشى دورهم و‬ ‫ضاعت حقوقهم‪.‬‬ ‫نحن جميعا نعلم أن موطن‬ ‫األقليات في العراق هو سهل‬ ‫نينوى وسنجارمنذ آالف السنين‪،‬‬ ‫الجغرافية‬ ‫المناطق‬ ‫هذه‬

‫أصبحت نقطة خالف رئيسية‬ ‫بين الحكومة المركزية وحكومة‬ ‫إقليم كردستان وحسب المادة‬ ‫‪ 140‬من الدستور العراقي‬ ‫لسنة ‪ ،2005‬فإن كال الطرفين‬ ‫لم يهتما بهذه المناطق التي‬ ‫يسكنها األقليات وتعرضت إلى‬ ‫التهميش من عدة نواحي ليس‬ ‫هذا فقط بل مناطق األقليات‬ ‫استخدمت كورقات ضغط‬ ‫من قبل اربيل ضد بغداد كما‬ ‫مورست سياسات اإلخضاع‬ ‫عليهم من قبل بعض األحزاب‬ ‫و الجهات السياسية‪ .‬علما‬ ‫المادة إن ‪ 140‬ال تخص األقليات‬ ‫وحقوقهم‪ ،‬تطبيقها وعدم‬ ‫تطبيقها ال تعني شيء لهم ولكن‬ ‫هذه المادة أثرت على مكونات‬ ‫هذه المناطق المشمولة بها‬ ‫سلبياً وهذا تبين عندما هاجم‬ ‫داعش مناطق األقليات وسنأتي‬ ‫الى هذا الموضوع الحقاً‪.‬‬ ‫قبل دخول تنظيم داعش‬ ‫االرهابي إلى العراق‪ ،‬فإن‬ ‫العراق كان قد تحول الى ثالث‬ ‫معسكرات متصارعة وهذه‬ ‫المعسكرات كانت متمثلة‪،‬‬ ‫بالمعسكر الكردي الذي كان‬ ‫دائماً يحاول التجنب من الدخول‬ ‫الى الصراع المذهبي والطائفي‬ ‫الدائر بين السنة والشيعة في‬ ‫العراق‪ ،‬المعسكر السني الذي‬ ‫رفض المشاركة بشكل فعال‬ ‫بالعملية السياسية الجديدة‬ ‫في العراق‪ ،‬لجأ إلى استخدام‬ ‫أساليب العنف واالرهاب وكان‬


‫مجلة دجلة‬

‫السنة األول‬

‫‪2017/03/20‬‬

‫العدد ‪١‬‬

‫‪32‬‬

‫له دور كبير في زعزعة أمن‬ ‫واستقرار البلد‪ ،‬في النهاية‬ ‫انضم هذا المعسكر الى تنظيم‬ ‫الدولة االسالمية االرهابية‪،‬‬ ‫المعسكر الشيعي الذي يعتبر‬ ‫األقوى سياسياً وجماهيرياً‪ ،‬هذا‬ ‫المعسكر دائماً كان يحاول أن‬ ‫يجمع العراقيين حول طاولة‬ ‫واحدة‪ ،‬لكن المعسكر السني‬ ‫كان يتهمه بالطائفية‪ .‬المعسكر‬ ‫الشيعي كان وال يزال له دور‬ ‫فعال في إدارة البالد ورئيس‬ ‫الوزراء منهم على مر ‪ 3‬دورات‬ ‫انتخابية باالضافة الى وزراء‬ ‫ومناصب أمنية و إدارية مهمة‪،‬‬ ‫لكن الشيعة يحكمون عن طريق‬ ‫أحزاب دينية قريبة من العقيدة‬ ‫والفلسفة اإلسالمية اإليرانية‪،‬‬ ‫وهذه األحزاب فشلت في بناء‬ ‫عراق ديمقراطي والقضاء على‬ ‫الفساد منذ أكثر من ‪ 13‬سنة‪.‬‬ ‫بعد اندالع الثورات التي سميت‬ ‫«بالربيع العربي» عام ‪ 2011‬في‬ ‫عدد من البلدان العربية والتي‬ ‫أدت الى تغيير النظم السياسية‬ ‫أود أن أوضح هنا أن‬ ‫فيها‪ .‬لكن َ‬ ‫تلك الثورات ليس ثورات حقيقية‬

‫سياسة‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫منبثقة من إرادة شعبية بل كان‬ ‫أعد له منذ ‪2008‬‬ ‫مشروعاً أمريكياً َ‬ ‫عن طريق مؤسسات أمريكية‬ ‫من وزارة الخارجية ومعهد‬ ‫السالم األمريكي‪ ،‬ومؤسسة‬ ‫‪ RAND‬التابعة لوزارة الدفاع‬ ‫األمريكية ومعهد بروكينس‬ ‫وغيرهم‪ ،‬وكان هذا بالتعاون مع‬ ‫بعض الدول العربية واإلقليمية‬ ‫مثل قطر وتركيا‪ .‬وكان الهدف‬ ‫من المشروع هو بناء نظم‬ ‫إسالمية معتدلة في هذه الدول‬ ‫تكون موالية ألمريكا وسياستها‪.‬‬ ‫في نهاية عام ‪2012‬بدأت القوى‬ ‫السنية في العراق بالتحرك‬ ‫وذلك واعتصمت هذه القوى‬ ‫ضد الحكومة في معظم المدن‬ ‫السنية ومن ضمنها مدينة‬ ‫الموصل وبدعم من الدول‬ ‫السنية اإلقليمية حتى نهاية عام‬ ‫‪ ،2013‬وكان ذلك بمثابة إشارة الى‬ ‫أنه هناك أرضية خصبة إلحداث‬ ‫االضطراب في العراق ويمكن‬ ‫خلق اضطرابات أمنية وإجراء‬ ‫بعض التغييرات‪ ،‬في نفس‬ ‫الوقت كان ذلك بمثابة رسالة‬ ‫إلى تنظيم داعش االرهابي الذي‬

‫كان نشطاً في سوريا آنذاك‪ ،‬بأنه‬ ‫يوجد في العراق جماهير قريبة‬ ‫من عقيدتهم ويمكن التعاون‬ ‫معهم للدخول الى العراق‪.‬‬ ‫وبالفعل حدث ذلك‪ ،‬حيث‬ ‫عندما دخل داعش الى العراق‬ ‫فإن جميع الذين شاركوا في‬ ‫االعتصامات تعاونوا مع داعش‬ ‫و انضموا إليه‪.‬‬ ‫حينما احتل تنظيم داعش‬ ‫االرهابي مدينة الموصل ثاني‬ ‫أكبر مدينة عراقية‪ ،‬في ‪ 9‬من‬ ‫حزيران ‪ 2014‬معظم السنة‬ ‫رحبوا بداعش االرهابي واالكراد‬ ‫تظاهروا بأنهم محايدين واكتفوا‬ ‫بالدفاع عن المحافظات الثالثة؛‬ ‫أربيل والسليمانية ودهوك إال‬ ‫أن ذلك كان شكلياً بل األكراد‬ ‫الذين يقودهم مسعود البرزاني‬ ‫انضموا الى التحالف السني‬ ‫االقليمي الذي يتكون من تركيا‬ ‫والسعودية وقطر وداعش‪،‬‬ ‫وانضمام البرزاني كان عن طريق‬ ‫تركيا ألنه هناك عالقات قوية‬ ‫تربط البرزاني مع تركيا وخاصة‬ ‫مع الرئيس التركي رجب طيب‬ ‫اردوغان حيث يقوم البرزاني‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫بتأمين الخدمات للسياسة‬ ‫التركية في المنطقة ويخدمها‬ ‫تماماً‪ .‬والشيعة اتخذوا كافة‬ ‫االجراءات الالزمة لمنع داعش‬ ‫االرهابي من الدخول الى بغداد‬ ‫والمناطق الشيعية‪ .‬أما االقليات‬ ‫مثل األيزيديين والمسيحيين‬ ‫فإنهم أصبحوا فريسة سهلة‬ ‫لتنظيم ارهابي هو األكثر‬ ‫وحشية وهمجية في العالم‪،‬‬ ‫حتى المجتمع الدولي لم يتدخل‬ ‫في الموضوع وانحصر دوره في‬ ‫التفرج على ماذا يمكن لداعش‬ ‫أن يفعله‪ ،‬إلى أن اقترب تنظيم‬ ‫داعش االرهابي من أربيل حيث‬ ‫مصالح أمريكا وبعض الدول‬ ‫الغربية وحينها تدخلت الواليات‬ ‫المتحدة عن طريق ضربات جوية‬ ‫كما ال ننسى دور قوات دفاع‬ ‫الشعب (‪) HPG‬الذين تسارعوا‬ ‫للدفاع عن أربيل وتحرير قضاء‬ ‫مخمور من سيطرة داعش‪ ،‬كما‬ ‫يجب أن ال ننسى عندما اقترب‬ ‫داعش من اربيل طلب البرزاني‬ ‫المساعدة من تركيا لكن األخيرة‬ ‫رفضت‪ .‬والدولة اإلسالمية‬ ‫اإلرهابية قامت بأبشع الجرائم‬

‫سياسة‬

‫‪33‬‬

‫بحق االقليات الدينية مثل‬ ‫االيزيديين والمسيحيين في‬ ‫محافظة نينوى‪ ،‬ال األكراد في‬ ‫اإلقليم دافعوا عنهم وال السنة‬ ‫وال الشيعة قاموا بالدفاع عنهم‬ ‫في تلك الظروف الصعبة‪ ،‬هذه‬ ‫المجموعات الدينية والعرقية‬ ‫تعرضت الى القتل والتهجير‬ ‫وفرضت عليهم تغيير المعتقد‬ ‫بشكل اجباري وغيرها من‬ ‫الجرائم األخرى‪.‬‬ ‫استغلت بعض الدول االقليمية‬ ‫الظروف القائمة في العراق‬ ‫بالتعاون مع اطراف سياسية من‬ ‫داخل العراق لبناء مشاريعهم‬ ‫االقليمية وانشاء مناطق نفوذ‬ ‫خاصة بهم‪ ،‬هذا طبعاً على‬ ‫حساب الشعب العراقي وخاصة‬ ‫األقليات في محافظة نينوى‪،‬‬ ‫الن المؤامرة بدأت في الموصل‪،‬‬ ‫ومن ابرز هذه المشاريع كان‬ ‫المشروع السني الذي يقوده‬ ‫تركيا بالتعاون مع النجيفي‬ ‫و البرزاني‪ ،‬تركيا كانت تهدف‬ ‫الى بناء امبراطورية سنية من‬ ‫عدة قوميات‪ ،‬عربية‪ ،‬تركمانية‬ ‫وكردية تحت حكم اردوغان‪،‬‬

‫العدد ‪١‬‬

‫‪2017/03/20‬‬

‫السنة األول‬

‫مجلة دجلة‬

‫وطموحات اردوغان لم تقتصر‬ ‫على المناطق السنية في‬ ‫العراق بل كان يسعى أردوغان‬ ‫للوصول الى شركائه في الخليج‬ ‫ممن سلموا أمرهم الى الخلفاء‬ ‫العثمانين في زمن أجدادهم‬ ‫منذ مئات السنين دون اية‬ ‫شروط‪ .‬نفس هذا المشروع‬ ‫تقوم به الدولة التركية اآلن في‬ ‫سوريا‪ ،‬لكن كانت هناك عوائق‬ ‫كبيرة أمام هذا المشروع التركي‪،‬‬ ‫ففي العراق هناك مكونات‬ ‫مثل االيزيديين والمسيحيين‬ ‫والشيعة‪ ،‬ترفض المشروع‬ ‫التركي وتركيا عملت بوسائل‬ ‫عدة مثل التغير الديموغرافي‬ ‫وسياسات االخضاع إلزالة هذه‬ ‫المكونات والعراقيل من طريق‬ ‫مشروع اردوغان‪ ،‬وذلك عن‬ ‫طريق البرزاني والنجيفي وكل‬ ‫ما تعرضت له االطراف الرافضة‬ ‫لهذا المشروع هو بسبب عدم‬ ‫قبولهم سياسة المشروع‬ ‫التركي‪.‬‬ ‫فشلت المخططات التركية‬ ‫ومخطط حلفائها في قضاء‬ ‫سنجار وخاصة بعد المقاومة‬


‫مجلة دجلة‬

‫السنة األول‬

‫‪2017/03/20‬‬

‫العدد ‪١‬‬

‫‪34‬‬

‫استغلت بعض‬ ‫الدول االقليمية‬ ‫الظروف القائمة في‬ ‫العراق بالتعاون مع‬ ‫اطراف سياسية من‬ ‫داخل العراق لبناء‬ ‫مشاريعهم االقليمية‬ ‫وانشاء مناطق نفوذ‬ ‫خاصة بهم‬ ‫التي أبداها الشنكاليين والبقاء‬ ‫وتمركزهم في‬ ‫‘لى أرضهم‬ ‫جبل شنكال واختيارهم لنهج‬ ‫المقاومة بدل االستسالم هذا‬ ‫من جهة ومن جهة أخرى هو‬ ‫تدخل مقاتلي الـ ‪ HPG‬و الـ‬ ‫‪ YPG‬ومساعدتهم ودعمهم‬ ‫لاليزيديين‪ ،‬الن تركيا كانت تدرك‬ ‫جيداً أن وجود االيزيديين في هذه‬ ‫المنطقة التي تحيط بها العرب‬ ‫السنة والكرد السنيين يفشل‬ ‫مخططاتها‪ ،‬فلجأ أردوغان الى‬ ‫دعم حليفه مسعود البرزاني‬ ‫في سنجار الذي خسرها بعد‬ ‫انسحاب قواته منها بدون‬ ‫مقاومة ولكن البرزاني عاجز‬ ‫عن ازالة االنجازات التي حققها‬ ‫الشعب األيزيدي في سنجار‬ ‫كمجلس سنجار التأسيسي‬ ‫ووحدات مقاومة سنجار وقوات‬

‫سياسة‬

‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫االمن الداخلي‪ .‬االن تركيا تريد‬ ‫بنفسها ان تتدخل بحجة محاربة‬ ‫حزب العمال الكردستاني في‬ ‫سنجار الذين جاءوا لنجدة‬ ‫االيزيدين‪ .‬لكن الهدف الرئيس‬ ‫من هذا هو استهداف االيزيديين‬ ‫وليس ال‪.PKK‬‬ ‫يعود تواجد القوات التركية في‬ ‫بعشيقة إلى سببين‪ :‬االول‬ ‫هو تدريب ودعم المجاميع‬ ‫الموالية لهم وانقاذ عناصرهم‬ ‫المخابراتية‪ ،‬والسبب الثاني‬ ‫هو استخدامها كورقة ضغط‬ ‫على الحكومة العراقية وعدم‬ ‫حصول هذه الجهات التي‬ ‫ترفض سياسة تركيا في‬ ‫الموصل واقليم كردستان على‬ ‫اية قوة سواء ان كانت عسكرية‬ ‫او سياسية‪ .‬في الوقت الحاضر‪،‬‬ ‫الورقة الوحيدة في يد تركيا هي‬ ‫الحزب الديمقراطي الكردستاني‬ ‫والعشائر العربية التي بايعت‬ ‫البرزاني مقابل مصالح ومناصب‬ ‫شخصية والدليل على ذلك‬ ‫هو تطويع ‪ 2000‬مقاتل من‬ ‫ابناء هذه العشائر في صفوف‬ ‫البشمركة بصفة حرس اقليم‬ ‫وبشكل رسمي‪ ،‬بينما البشمركة‬ ‫االيزيديين ليسوا رسميين‪.‬‬ ‫في سوريا أيضاً يواجه المشروع‬ ‫التركي نفس العوائق التي‬ ‫يواجهه في العراق حيث هناك‬ ‫قوات وحدات حماية الشعب‬ ‫وقوات النظام السوري اللتان‬ ‫التركي‬ ‫المشروع‬ ‫ترفضان‬ ‫وتوقف مشروعهم بالرغم‬ ‫من التدخل التركي في سوريا‬ ‫وتركيا ادرك ذلك وخير دليل‬ ‫على ذلك هو بناء الجدار على‬ ‫طول الحدود مع سوريا وهذا‬ ‫يدل على ان االطماع التركية‬ ‫لتوسيع حدودها على حساب‬ ‫دول أخرى قد تالشت وهي اآلن‬ ‫تكتفي بالحفاظ على حدودها‬ ‫وحمايتها‪.‬‬ ‫وكذلك الشيعة كان لهم دور كبير‬ ‫في التصدي لداعش االرهابي‬ ‫وتحرير مساحات شاسعة من‬

‫االراضي العراقية‪ ،‬خاصة بعد‬ ‫تشكيل الحشد الشعبي بامر‬ ‫من مرجعهم االعلى السيد‬ ‫علي سيستاني وقامت ايران‬ ‫بدعم العراق عن طريق تسليح‬ ‫وتجهيز الحشد الشعبي‪ .‬إن‬ ‫تقدم القوات الشيعية المتمثلة‬ ‫بالحشد مع باقي صنوف القوات‬ ‫االمنية العراقية وعدم مشاركة‬ ‫السنة في محاربة داعش اال‬ ‫فئات قليلة ونزوحهم الى‬ ‫محافظات االقليم‪ ،‬غيرت من‬ ‫موازين القوى‪ ،‬حيث اصبحت‬ ‫المبادرة بيد الفريق الشيعي‬ ‫وتدريجيا تقلص الدور السني‬ ‫المدعوم تركياً وخليجياً و‬ ‫المشروع التركي بدا بالتراجع‪.‬‬ ‫وقد وصل قوات الحشد‬ ‫الشعبي في الوقت الراهن‬ ‫إلى تخوم المناطق المتنازعة‬ ‫عليها أو المشمولة بالمادة ‪140‬‬ ‫وهذا خطر كبير على المشروع‬ ‫الكردي الذي يسعى الى ضم هذه‬ ‫المناطق الى اقليم كردستان‬ ‫بحيث يصعب على االقليم‬ ‫استرجاع المناطق التي كانت‬ ‫تحت سيطرتها قبل مجيء‬ ‫داعش االرهابي؛ مثل سنجار‬ ‫اخرى‬ ‫ومناطق‬ ‫وبعشيقة‬ ‫في سهل نينوى النه حدثت‬ ‫تغيرات كبيرة فيها‪ .‬الشيعة االن‬ ‫يطمحون الوصول الى الحدود‬ ‫العراقية السورية بهدف تقوية‬ ‫الخط الشيعي الممتد من‬ ‫ايران مروراً بمناطق الجزيرة في‬ ‫الموصل وسنجار وبعاج ووصوال‬ ‫الى لبنان والبعض يسمونه‬ ‫بالهالل الشيعي‪ .‬اما السنة‬ ‫الذين كانوا يدعمهم تركيا في‬ ‫الموصل والمتمثلين بحرس‬ ‫نينوى الذي يقوده اثيل النجيفي‬ ‫محافظ نينوى المفصول وحتى‬ ‫القوات التركية الموجودة في‬ ‫بعشيقة جميعهم اصبحوا‬ ‫خارج المعادلة‪.‬‬ ‫حالياً هناك ثالثة اطراف رئيسية‬ ‫في معادلة الموصل وخاصة‬ ‫بعد تحرير معظم مدينة‬


‫‪Diclepress13@gmail.com‬‬

‫قبل دخول تنظيم‬ ‫داعش االرهابي إلى‬ ‫العراق‪ ،‬فإن العراق‬ ‫كان قد تحول الى‬ ‫ثالث معسكرات‬ ‫متصارعة وهذه‬ ‫المعسكرات كانت‬ ‫متمثلة‬ ‫الموصل من قبل قوات عراقية‪،‬‬ ‫هذه األطراف هي الحكومة‬ ‫العراقية من جهة واألكراد في‬ ‫اقليم كردستان من جهة أخرى‬ ‫والطرف االخر هم االقليات‬ ‫المسيحية وااليزيدية والشيعة‬ ‫التركمان في تلعفر‪ .‬بعد خروج‬ ‫السنة من المعادلة باتوا‬ ‫يؤازرون الفريق الكردي بقيادة‬ ‫مسعود البرزاني‪ .‬إن عملية‬ ‫كسب االقليات الي طرف من‬ ‫الطرفين االخرين تنهي الصراع‬ ‫لصالحيه لكن كسب االقليات‬ ‫ليس أمراً سهالً حتى وإن كانوا‬ ‫عددهم قليل‪ ،‬وحتى لو لم يكن‬ ‫لهم ثقل في االمور السياسية‬ ‫خاصة بعد ان اصبحوا‬ ‫سابقا‬ ‫ً‬ ‫رقما اساسيا من ارقام معادلة‬ ‫الموصل والتي هي في االصل‬ ‫معادلة كل العراق‪ .‬اليوم‬

‫سياسة‬

‫‪35‬‬

‫هذه االقليات لديها مشاريع‬ ‫ومطالب واهداف‪ ،‬مثل ادارات‬ ‫او حكومات ذاتية في مناطقهم‬ ‫أي في سهل نينوى وسنجار‬ ‫وتلعفر ويطالبون بأن يكون‬ ‫لهم قوات عسكرية وأمنية‬ ‫خاصة بهم تتكفل بحماية‬ ‫مناطقهم‪ .‬باالمكان ان يكون‬ ‫لهذه االقليات اقليما يتمتع‬ ‫بالحكم الذاتي‪ .‬يمكن الربيل‬ ‫ان يقدم هذا لالقليات من‬ ‫خالل انشاء دستور جديد و‬ ‫تثبيت مطاليبهم و حقوقهم‬ ‫فيه‪ ،‬لحد االن اليوجد دستور‬ ‫لالقليم بل مشروع دستور‪ ،‬لكن‬ ‫على ما يبدو اربيل غير جاهزة‬ ‫لقبول مطالب هذه المكونات‪.‬‬ ‫اما بغداد فإنها على جاهزية‬ ‫اكثر من اربيل وهناك مواد‬ ‫دستورية في الدستور العراقي‬ ‫لسنة ‪ 2005‬تعطي الحق لهذه‬ ‫االقليات بان يكونوا مسؤولين‬ ‫عن حمايتهم واداراتهم‪ ،‬مثل‬ ‫االستفادة‬ ‫المادة‪125‬ويمكن‬ ‫من هذه المواد‪ 119‬والمادة ‪120‬‬ ‫والمادة ‪ 121‬وبخصوص قضية‬ ‫االقليات‪ .‬في الوقت الحاضر‬ ‫يوجد ميل لدى المسيحيين‬ ‫وااليزيديين والتركمان الشيعة‬ ‫باتجاه الحكومة في بعداد‪ .‬في‬ ‫حال اعطاء االقليات حقوقهم‬ ‫سينتهي الصراع بين بغداد‬ ‫واربيل ومع عدم حل مسالة‬ ‫االقليات فإنه سيتعرضون‬ ‫الى ابادات اخرى‪ ،‬وأي تصادم‬ ‫بين الشيعة و االكراد سيكون‬ ‫هذه المكونات هم الضحية‬ ‫ألن جغرافية موطنهم ستكون‬ ‫ساحة لهذا التصادم‪ .‬ولتجنب‬ ‫هكذا صراعات وتصادمات‬ ‫يتطلب من االقليات العمل‬ ‫والتنسيق معا على الصعيديي‬ ‫الداخلي والخارجي وقد يتطلب‬ ‫االمر الى حماية دولية لهذه‬ ‫الشعوب واألقليات أو تدخل و‬ ‫دعم دولي من اجل حل قضيتهم‬ ‫في حال فشل االطراف العراقية‬ ‫في ذلك‪.‬‬

‫العدد ‪١‬‬

‫‪2017/03/20‬‬

‫السنة األول‬

‫مجلة دجلة‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.