الدبلوماسي 3

Page 1



‫كلمة العدد‬ ‫استحوذ موضوع التنمية المستدامة على اهتمام المجتمع الدولي طوال العقدين‬ ‫المنصرمين‪ ،‬ولم يقتصر هذا االهتمام على المنظمات والهيئات الدولية‪ ،‬بل شمل كافة‬ ‫دول العالم‪ ،‬بصرف النظر عن أسلوب إدارة اقتصاداتها الوطنية‪ ،‬والنهج التنموي الذي‬ ‫تسير عليه لتحقيق أهدافها في البناء والتقدم‪ .‬كما تجلى هذا االهتمام في عقد ثالث قمم‬ ‫عالمية تُعنى بموضوع التنمية المستدامة بدءاً بمؤتمر البيئة والتنمية (قمة األرض في‬ ‫ريو بالبرازيل عام ‪1992‬م‪ ،‬مروراً بقمة التنمية المستدامة بجوهانسبرغ ‪2002‬م‪ ،‬وانتها ًء‬ ‫بقمة ريو ‪ 20+‬التي عقدت في يونيو ‪2012‬م)‪ ،‬وركزت على تطبيقات االقتصاد األخضر‬ ‫كمدخل لتحقيق التنمية المستدامة‪.‬‬ ‫وجدير بالذكر أن اهتمام دولة قطر بالتنمية المستدامة ليس وليد اللحظة‪ ،‬فقد‬ ‫أنشأت طوال العقود األربعة المنصرمة األطر المؤسسية المعنية بوضع البرامج‬ ‫والسياسات واالستراتيجيات الهادفة إلى تحقيق االستدامة بجوانبها المختلفة‪ ،‬كما‬ ‫شرعت القوانين ذات الصلة بتطبيقات التنمية المستدامة‪ ،‬والتي باتت تشكل التزامًا دوليًا‬ ‫ّ‬ ‫في ظل المتغيرات التي يشهدها المجتمع الدولي على الصعد السياسية واالقتصادية‬ ‫والثقافيةواالجتماعية‪.‬‬ ‫لقد حظيت التنمية المستدامة باهتمام بالغ من القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو‬ ‫أمير البالد المفدى‪،‬‬ ‫وتجسد هذا االهتمام في المادة (‪ )33‬من الدستور الدائم‪ ،‬والتي نصت‬ ‫ّ‬ ‫على «تعمل الدولة على حماية البيئة والحفاظ على توازنها الطبيعي تحقيقًا للتنمية‬ ‫المستدامة والشاملة لجميع األجيال»‪ ،‬وكذلك من خالل البرامج والمبادرات التي‬ ‫اتخذتها دولة قطر‪ ،‬ومشاركتها في المؤتمرات والمحافل الدولية ذات العالقة‪ ،‬والتي‬ ‫ال عن ترأس الدولة‬ ‫كان آخرها قمة األمم المتحدة للتنمية المستدامة «ريو ‪ ، »20+‬فض ً‬ ‫للدورة السابعة للجنة األمم المتحدة للتنمية المستدامة‪ ،‬التي عقدت في نيويورك عام‬ ‫‪ ،2006‬وكذلك استضافتها القادمة لمؤتمر األمم المتحدة للتغير المناخي (‪)COP 18‬‬ ‫الذي سيعقد في نوفمبر ‪.2012‬‬ ‫ومن أجل التخطيط العلمي والسليم لتحقيق التنمية المستدامة وضعت دولة قطر‬ ‫رؤيتها الوطنية ‪ ،2030‬التي أكدت على أهمية تحقيق توازن مستدام بين حقوق الجيل‬ ‫الحالي واألجيال القادمة‪ ،‬من خالل تحسين إدارة البيئة بصورة تضمن االنسجام والتناسق‬ ‫بين النمو االقتصادي والتنمية االجتماعية وحماية البيئة‪ ،‬التي تشكل الركائز الثالث‬ ‫للتنمية المستدامة‪ .‬كما تُرجم ما جاء في الرؤية‪ ،‬بشأن االستدامة‪ ،‬من خالل وضع‬ ‫استراتيجية التنمية الوطنية لدولة قطر ‪ ،2016 - 2011‬التي تضمنت تنفيذ البرامج‬ ‫والمشروعات الهادفة إلى تحقيق االستدامة في جوانبها االقتصادية واالجتماعية والبيئية‪.‬‬

‫خالد بن حممد العطية‬

‫وزير الدولة للشؤون الخارجية‬

‫‪1‬‬ ‫العدد الثالث ‪ -‬سبتمبر ‪2012‬‬

‫� ��‪/���� �:‬‏�‪/‬‏��‬

‫‪Diplomacy Arabic 3.indd 1‬‬


‫المحتويات‬ ‫‪1‬‬

‫كلمة العدد‬

‫متابعات‬

‫‪4‬‬

‫يوم الحصاد‪ ..‬تخريج الدفعة األولى من المتدربين‬ ‫في المعهد الدبلوماسي‬

‫متابعات‬

‫‪8‬‬

‫الموظفون الجدد في الخارجية يعبرون عن‬ ‫اعتزازهم بالبرنامج التدريبي‬

‫شخصيات‬

‫‪10‬‬

‫نيلسون مانديال‬

‫أضواء‬

‫‪12‬‬

‫أضواء على منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫تقارير‬

‫‪15‬‬

‫أضواء على تقرير الرخاء العالمي لعام ‪2011‬‬

‫مقاالت‬

‫‪18‬‬

‫أسفار غامضة‪ ،‬ومصائر مجهولة‬

‫الناشر‪:‬‬ ‫المعهد الدبلوماسي‪ /‬وزارة الخارجية‬

‫مقاالت‬

‫‪20‬‬

‫ميثاق جامعة الدول العربية والربيع العربي!‬

‫عناوين اإلتصال‪:‬‬ ‫دولة قطر ‪ -‬الدوحة‬ ‫ص‪ .‬ب ‪250 :‬‬ ‫هـــاتف ‪)+974( 40112500 :‬‬ ‫فاكس ‪)+974( 40112511 :‬‬

‫مقاالت‬

‫‪22‬‬

‫التعاون الدولي من أجل التنمية‪ :‬ممارسات وآفاق‬

‫مراجعة كتاب‬

‫‪30‬‬

‫المفاهيم األساسية في العالقات الدولية‬

‫إصدارات‬

‫‪32‬‬

‫من إصدارات المعهد‪:‬‬ ‫مؤشرات التنميـة المستــدامة في دولة قطر ‪2011‬‬

‫إصدارات‬

‫‪36‬‬

‫من إصدارات وزارة الخارجية‪:‬‬ ‫تقرير المساعدات الخارجية ‪2011 - 2010‬‬

‫‪39‬‬

‫من القاموس السياسي‬

‫مجلة فصلية تصدر عن‬ ‫المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية‬ ‫العدد الثالث ‪ -‬سبتمبر ‪2012‬‬

‫المشرف العام‪:‬‬ ‫سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية‬ ‫وزير الدولة للشؤون الخارجية‬ ‫رئيس التحرير‪:‬‬ ‫د‪ .‬حسن بن إبراهيم المهندي‬ ‫مدير المعهد الدبلوماسي‬

‫البريد اإللكتروني‪:‬‬ ‫‪Diplomacy@mofa.gov.qa‬‬ ‫الموقع اإللكتروني‪:‬‬ ‫‪http://di.mofa.gov.qa‬‬ ‫ جميع المراسالت بإسم رئيس التحرير‬‫ المقاالت المنشورة تعبر عن آراء مؤلفيها‬‫وال تعبر بالضرورة عن توجهات المجلة‬

‫‪2‬‬ ‫العدد الثالث ‪ -‬سبتمبر ‪2012‬‬

‫� ��‪/���� �:‬‏�‪/‬‏��‬

‫‪Diplomacy Arabic 3.indd 2‬‬


12 10 8 4 22 20 18 15 3

39 36 32 30 2012 ‫ سبتمبر‬- ‫العدد الثالث‬

Diplomacy Arabic 3.indd 3

��‫‏‬/�‫‏‬/���� �:�� �


‫متابعات‬

‫يوم الحصاد‬ ‫تخريج الدفعة األولى من المتدربين‬ ‫في المعهد الدبلوماسي‬

‫‪4‬‬ ‫العدد الثالث ‪ -‬سبتمبر ‪2012‬‬

‫� ��‪/���� �:‬‏�‪/‬‏��‬

‫‪Diplomacy Arabic 3.indd 4‬‬


‫متابعات‬ ‫أقام المعهد الدبلوماسي في وزارة الخارجية يوم ‪6‬‬ ‫أغسطس حفل تخريج الدفعة األولى من المتدربين في‬ ‫ً‬ ‫المعهد والبالغ عددهم (‪ )27‬متدربا‪ ،‬وبعد عزف النشيد‬ ‫الوطني استهل برنامج الحفل بتالوة آيات من الذكر‬ ‫الحكيم‪ ،‬ثم تحدث سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية‬ ‫ً‬ ‫وزير الدولة للشؤون الخارجية معربا عن سعادته بتخريج‬ ‫الدفعة األولى من متدربي المعهد الدبلوماسي‪ ،‬الذي‬ ‫تأسس قبل أقل من عام لتأهيل الموارد البشرية في‬ ‫وزارة الخارجية‪ ،‬وأشار سعادته إلى أن البرنامج التدريبي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ ّ‬ ‫الذي اعتمده المعهد يعد بداية موفقة للعديد من‬ ‫البرامج األخرى التي تهدف إلى تزويد الدبلوماسيين‬ ‫القطريين الجدد‪ ،‬دبلوماسيي المستقبل‪ ،‬بالمعرفة‬ ‫والثقافة والمهارات الالزمة لصقل قدراتهم في ميادين‬ ‫الدبلوماسية والعالقات الدولية واالتصال الخارجي‪،‬‬ ‫وتمكينهم من تمثيل بلدنا العزيز في المحافل الدولية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وبعثاتنا الدبلوماسية في الخارج بصورة مشرفة‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫العدد الثالث ‪ -‬سبتمبر ‪2012‬‬

‫� ��‪/���� �:‬‏�‪/‬‏��‬

‫‪Diplomacy Arabic 3.indd 5‬‬


‫متابعات‬

‫واأ�ص�ف �صع�دته ق�ئ ًال اإن بلدن� ب�لرغم من �صغر حجمه جغرافي ً�‪ ،‬ف�إنه واحلمد هلل‪،‬‬ ‫ويف ظل القي�دة الر�صيدة حل�رضة �ص�حب ال�صمو اأمري البالد املفدى «حفظه اهلل»‪ ،‬اأ�صبح‬ ‫ميتلك ر�صيد ًا ومك�ن ًة دولي ًة حمرتم ًة النته�جه �صي��صة معتدلة وعقالنية‪ ،‬ومب�دراته يف حل‬ ‫النزاع�ت‪ ،‬وتخفيف التوتر يف العالق�ت الدولية‪ ،‬والتقريب بني وجه�ت النظر من اأجل‬ ‫احليلولة دون تف�قم االأو�ص�ع يف اأكرث من ق�صية وملف �صي��صي‪ ،‬ويف تقدمي العون االإمن�ئي‬ ‫واالإن�ص�ين ل�صعوب الع�مل‪ ،‬ف�ص ًال عن ات�ص�ع نط�ق عالق�ته االقت�ص�دية واال�صتثم�رية يف‬ ‫جميع الق�رات‪.‬‬ ‫واأكد �صع�دته اأن ك ّل ذلك قد ا�صتدعى التو�ص َع يف فتح البعث�ت الدبلوم��صية يف العديد من‬ ‫الدول‪ ،‬وهذا من دون �صك يتطلب توفري الكوادر الب�رضية املت�صلحة ب�ملع�رف وامله�رات‬ ‫التي يحت�جه� الدبلوم��صي يف الع�رض احلديث‪ ،‬لهذا بداأن� يف املعهد الدبلوم��صي ب�لربن�مج‬ ‫التدريبي لت�أهيل الدبلوم��صيني اجلدد يف مطلع هذا الع�م‪ ،‬حيث مت ا�صتقط�ب (‪ )27‬خريج ً�‬ ‫وخريج ًة من اجل�مع�ت املحلية واالأجنبية لالنخراط يف الدفعة االأوىل‪ ،‬وه� هم يجت�زون اليوم‬ ‫الربن�مج بنج�ح يفرحن� جميع ً�‪.‬‬ ‫ويف خت�م كلمته ب�رك �صع�دة وزير الدولة لل�صوؤون اخل�رجية للخريجني‪ ،‬داعي ً� لهم‬ ‫ب�لتوفيق و�صداد اخلطى على طريق تطوير العمل الدبلوم��صي خلدمة بلدهم‪ ،‬وتعزيز مك�نته‪،‬‬ ‫وتوثيق عالق�ته بدول الع�مل و�صعوبه‪ ،‬واإكم�ل م�صرية من �صبقوهم من الدبلوم��صيني‬ ‫القطريني الذين اأثبتوا كف�ء ًة ومقدر ًة �صهد له� الع�مل اأجمع‪ ،‬وم ّثلوا قطر خري متثيل يف‬ ‫املح�فل الدولية‪.‬‬ ‫ثم قدم �صع�دة ال�صفري الدكتور ح�صن بن اإبراهيم املهندي مدير املعهد الدبلوم��صي عر�ص ً�‬ ‫اأو�صح فيه اأنه قد روعي يف اإعداد الربن�مج التدريبي تزويد املتدربني ب�ملع�رف واخلربات‬ ‫التي يحت�جه� الدبلوم��صي املع��رض وفق ً� الأحدث املن�هج املعتمدة يف املع�هد واملراكز اخل��صة‬ ‫ب�لعمل الدبلوم��صي‪ ،‬لهذا جرى اختي�ر (‪ )19‬برن�جم ً� يف جم�الت الدبلوم��صية والعالق�ت‬ ‫الدولية والتع�ون الدويل والعمل القن�صلي‪ ،‬اإ�ص�ف ًة اإىل االإعالم وفن التف�و�ض‪ ،‬كذلك ا�صتمل‬ ‫الربن�مج على اللغ�ت االأجنبية التي يحت�جه� الك�در الدبلوم��صي‪ ،‬حيث ُعقدت دورت�ن للغة‬ ‫االإجنليزية واللغة الفرن�صية ب�لتع�ون مع املجل�ض الثق�يف الربيط�ين والفرن�صي‪.‬‬ ‫كم� ق�م املعهد ب�إر�ص�ل املتدربني اإىل اجلمهورية الرتكية‪ ،‬حيث جرى تنظيم برن�مج‬ ‫خ��ض ب�ل�صي��صة الرتكية ب�لتع�ون مع وزارة اخل�رجية الرتكية وج�معة ب�ه��ص��صري‪،‬‬ ‫وكذلك تنظيم زي�رات اإىل بع�ض املراكز الثق�فية واحل�ص�رية يف مدينتي ا�صطنبول واأنقرة‪.‬‬ ‫ونوه ال�صفري املهندي اإىل اجلدية واملث�برة التي حتلى به� امللتحقون ب�لربن�مج التدريبي‬ ‫‪6‬‬ ‫العدد الثالث ‪ -‬سبتمبر ‪2012‬‬

‫� ��‪/���� �:‬‏�‪/‬‏��‬

‫‪Diplomacy Arabic 3.indd 6‬‬


‫متابعات‬

‫خالل فرتة الربن�مج الذي ا�صتمر �صتة اأ�صهر‪ ،‬وتطلعهم اإىل خدمة بلدهم‪،‬‬ ‫كم� اأو�صح اأن هذه الكوكبة من املتدربني �صت�صيف اىل الك�در الدبلوم��صي‬ ‫احل�يل للوزارة‪ ،‬ال�صيم� اأنه الأول مرة منذ ت�أ�صي�ض وزارة اخل�رجية تُت�ح‬ ‫للموظفني هذه النوعية من الدورات التدريبية املتخ�ص�صة‪.‬‬ ‫واختتم �صع�دة مدير املعهد الدبلوم��صي عر�صه بتقدمي ال�صكر والتقدير‬ ‫ل�صع�دة وزير الدولة لل�صوؤون اخل�رجية وم�ص�عدي الوزير على دعمهم‬ ‫وت�صجيعهم‪ ،‬وتوفري ك�فة �صبل اإجن�ح الربن�مج التدريبي‪.‬‬ ‫وت�صمن برن�مج احلفل اأي�ص ً� كلمة للخريجني األق�ه� ال�صيد فهد را�صد‬ ‫املريخي اأ�ص�ر فيه� اإىل اأن احتف�ل املعهد الدبلوم��صي بتخريج الدفعة‬ ‫االأوىل من متدربيه موؤ�رض وا�صح وجلي على االهتم�م الكبري الذي‬ ‫توليه الدولة بقط�ع ال�صب�ب من خالل رع�ية ط�ق�تهم‪ ،‬وتنمية قدراتهم‬ ‫وملك�تهم‪ ،‬وت�صجيعهم لتقدمي االأف�صل يف ظل من�خ رحب حمفز على‬ ‫االبتك�ر واالإبداع‪ ،‬مب� يتواءم وروؤية قطر ‪ 2030‬يف بن�ء بيئة ب�رضية ق�درة‬ ‫على التع�مل والتف�عل وامل�ص�ركة مع املجتمع�ت االأخرى‪ .‬واإمي�ن ً� من‬ ‫املعهد الدبلوم��صي ب�أهمية ال�صب�ب واإت�حة الفر�صة اأم�مهم‪ ،‬فقد ا�صتقطب‬ ‫اأ�ص�تذ ًة متخ�ص�صني لتدريبن� واطالعن� على العديد من التج�رب واملع�رف‬ ‫التي اأك�صبتن� واأ�ص�فت لن� الكثري‪.‬‬ ‫ودع� ال�صيد املريخي يف كلمته زمالءه اخلريجني اإىل بذل اجلهد‬ ‫امل�ص�عف خلدمة وطنن� العزيز‪ ،‬واأن ميثلوه خري متثيل‪ ،‬واأن يت�صلحوا‬ ‫دائم ً� ب�ملعرفة والثق�فة والفكر واالطالع الدائم على كل م� ي�صتجد يف‬ ‫مي�دين العلوم املختلفة‪ .‬كم� توجه ني�ب ًة عن زمالئه ب�ل�صكر اجلزيل اإىل‬

‫احلر�ض على‬ ‫أ�صد احلر�ض‬ ‫أ�صصدد‬ ‫الدبلوم��صي‪ ،‬الذين حر�صوا اأ�ص‬ ‫�صصي‪،‬‬ ‫ي‪،‬‬ ‫الدبلوم���ص‬ ‫منت�صبي املعهد الدبلوم‬ ‫منت�صصصبي‬ ‫بي‬ ‫جميع منت�‬ ‫توفري كل م� يحت�جونه‪.‬‬ ‫واأعقب كلمة اخلريجني عر�ض فيلم وث�ئقي بعنوان «نحو جيل‬ ‫دبلوم��صي واعد»‪ ،‬ثم اختُتم احلفل بتكرمي اخلريجني‪ ،‬وهم‪:‬‬ ‫‪ .1‬عبداهلل عيد ال�صليطي‪ .2 .‬ح�صن ن��رض اآل خليفة‪.‬‬ ‫‪.3‬نورة �ص�مل املريخي‪� .4 .‬رضيفة يو�صف الن�صف‪.‬‬ ‫‪� .5‬صلط�ن علي اخلي�رين‪ .6 .‬فهد را�صد املريخي‪.‬‬ ‫‪ .7‬نورة عبداهلل الدو�رضي‪ .8 .‬ح�صن�ء علي الكربي‪.‬‬ ‫‪ .9‬عبداهلل مهدي الي�مي‪ .10 .‬عبداهلل �صعد املهندي‪.‬‬ ‫‪ .11‬عفراء غ�من ال�ص�لح‪ .12 .‬عبدالعزيز اأحمد حممودي‪.‬‬ ‫‪ .13‬خليفة بدر اآل ث�ين‪� .14 .‬صعود عبدالعزيز الفهيد‪.‬‬ ‫‪ .15‬مرمي حممد الغ�من‪ .16 .‬مب�رك عجالن الكواري‪.‬‬ ‫‪ .17‬را�صد �صعيد اخلي�رين‪ .18 .‬اأحمد عبدالرحمن اجلفريي‪.‬‬ ‫‪ .19‬عبداهلل اأحمد اجلفريي‪ .20 .‬ح�صن يو�صف الهيدو�ض‪.‬‬ ‫‪ .21‬فهد �صعيد اخلي�رين‪ .22 .‬حممد علي البدر‪.‬‬ ‫‪ .23‬نور خ�لد الن�رض‪ .24 .‬فهد حمد املري‪.‬‬ ‫‪ .25‬غ�من �صيف اخلي�رين‪ .26 .‬فهد عبدالعزيز احلمر‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫العدد الثالث ‪ -‬سبتمبر ‪2012‬‬

‫� ��‪/���� �:‬‏�‪/‬‏��‬

‫‪Diplomacy Arabic 3.indd 7‬‬


‫متابعات‬

‫الموظفون الجدد في الخارجية‬ ‫يعبرون عن اعتزازهم بالبرنامج التدريبي‬

‫ً‬ ‫في جولة استطالعية لمجلة الدبلوماسي‪ ،‬التقت عددا من الموظفين الجدد في وزارة الخارجية‪ ،‬المشاركين‬ ‫في البرنامج التدريبي األول الذي أعده المعهد الدبلوماسي‪ ،‬لالطالع على انطباعاتهم عن البرنامج‪.‬‬

‫‪8‬‬ ‫العدد الثالث ‪ -‬سبتمبر ‪2012‬‬

‫� ��‪/���� �:‬‏�‪/‬‏��‬

‫‪Diplomacy Arabic 3.indd 8‬‬


‫متابعات‬ ‫المتدرب سلطان علي الخيارين‪ ،‬الموظف في إدارة الشؤون‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫اإلدارية والمالية‪ ،‬عبر عن سعادته قائال‪ :‬إنه وزمالءه يعتبرون‬ ‫محظوظين ألنهم يتلقون مثل هذه البرامج الشاملة التي تساعد‬ ‫على بناء األساس الدبلوماسي للموظف؛ وذلك ألنها تتطرق‬ ‫إلى جميع الموضوعات التي يجب على الدبلوماسي اإللمام‬ ‫ً‬ ‫بها‪ .‬وفوق ذلك فإنه يستبشر خيرا من الدفعة المتدربة األولى‬ ‫ً‬ ‫والدفعات التي ستليها‪ ،‬موضحا أنها ستكون في المستوى‬ ‫ً‬ ‫المطلوب‪ ،‬متسلحة بالمهارات التي تطمح إليها الدبلوماسية‬ ‫القطرية‪ ،‬وال سيما في عالم اليوم‪.‬‬ ‫وعن حجم االستفادة من المشاركة في البرنامج التدريبي‬ ‫الشامل‪ ،‬أفاد المتدرب فهد سعيد الخيارين‪ ،‬الموظف في إدارة‬ ‫ُ‬ ‫الشؤون القنصلية‪ ،‬بأن المواد المدرجة في البرنامج قادرة على‬ ‫رفع المستوى المعرفي للموظف‪ ،‬كونها تسلط الضوء على‬ ‫كافة الموضوعات ذات الصلة‪ .‬كما أشار إلى أن هذه المواد‬ ‫المتنوعة أخذت بعين االعتبار التطورات المتالحقة التي يشهدها‬ ‫العمل الدبلوماسي على الصعيد العالمي‪ ،‬وأكد على ضرورة‬ ‫االلتحاق إلى مثل هذه البرامج التدريبية‪ ،‬واالطالع على وسائل‬ ‫اإلعالم والكتب المرتبطة بالعمل الدبلوماسي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وعبر المتدرب فهد راشد المريخي‪ ،‬الموظف في إدارة الشؤون‬ ‫ً‬ ‫العربية‪ ،‬عن شعوره تجاه البرنامج التدريبي‪ ،‬قائال‪ :‬إنه يشعر بأنه‬ ‫موظف سعيد الحظ ألنه انضم إلى هذا البرنامج فور التحاقه‬ ‫إلى وزارة الخارجية‪ ،‬وأضاف‪ :‬إن هذه البرامج قادرة على جعل‬ ‫ً‬ ‫الدبلوماسي القطري يمثل بالده في المحافل الدولية تمثيال‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫مشرفا‪ ،‬فالمعارف التي تحتويها تساعده في تحمل المسؤولية‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫في شتى المهمات التي تسند إليه؛ لذلك كنت حريصا كل الحرص‬ ‫على التحاور مع الخبراء واألساتذة أثناء تقديمهم محاضراتهم‬ ‫ً‬ ‫رغبة في االستفادة من خبراتهم‪ ،‬والنهل من المعارف القيمة‬ ‫التي يقدمونها‪ ،‬وأتمنى أن أكون أنا وزمالئي قادرين على أن‬ ‫نمثل بلدنا العزيز خير تمثيل في البعثات الدبلوماسية‪.‬‬

‫‪9‬‬ ‫العدد الثالث ‪ -‬سبتمبر ‪2012‬‬

‫� ��‪/���� �:‬‏�‪/‬‏��‬

‫‪Diplomacy Arabic 3.indd 9‬‬


‫شخصيات‬

‫‪46664‬‬

‫نيلسون مانديال‬ ‫ولد نيلسون مانديال في ‪ 18‬يوليو ‪ ،1918‬في قرية صغيرة تدعى «ميزو ‪»Mvezo‬في منطقة «ترانسكاي بجنوب أفريقيا»‪ ،‬وكان‬ ‫ً‬ ‫والده هنري جادال مانديال رئيسا لقبيلته‪ ،‬وعندما بلغ مانديال سن السابعة ألحقه والده إلى إحدى مدارس اإلرساليات في جنوب‬ ‫أفريقيا‪ ،‬فأقبل علي الدراسة بشغف وحاز إعجاب مدرسيه‪ ،‬وبعد عامين توفي والده‪ ،‬فألحقه عمه إلى مدرسة داخلية درس‬ ‫ً‬ ‫فيها اللغة اإلنجليزية وآدابها‪ ،‬إضافة إلى التاريخ والجغرافيا‪ .‬وفي سن السادسة عشرة التحق إلى معهد «كالركبيري»‪ ،‬وبعد‬ ‫أن أنهى دراسته فيه التحق إلى كلية «فورت هير»‪ ،‬وفيها تعرف على أوليفر تامبو‪ ،‬الذي سيشاركه فيما بعد كفاحه البطولي‪،‬‬ ‫وقد برز نشاطه في الكلية بقيادته للحركات الطالبية ضد السلطات العنصرية‪ ،‬مما أدى إلى فصله من الدراسة‪.‬‬

‫‪10‬‬ ‫العدد الثالث ‪ -‬سبتمبر ‪2012‬‬

‫� ��‪/���� �:‬‏�‪/‬‏��‬

‫‪Diplomacy Arabic 3.indd 10‬‬


‫شخصيات‬ ‫�ص�فر م�نديال ع�م ‪ 1941‬اإىل جوه�ن�صربج‪ ،‬حيث التقى والرت �صيزولو‪،‬‬ ‫الذي قدمه اإىل زعم�ء حزب املوؤمتر الوطني االأفريقي‪ .‬وك�نت رغبة‬ ‫م�نديال يف اأن يكون حم�مي ً� دافع ً� الأن يلتحق اإىل ج�معة «ويتورز راند»‬ ‫للح�صول على لي�ص�ن�ض يف الق�نون‪ ،‬اإ�ص�ف ًة اإىل عمله يف مكتب للمح�م�ة‪،‬‬ ‫ويف اجل�معة تعرف م�نديال على العديد من االأف�رقة الذين ك�نوا يع�نون‬ ‫من التفرقة العن�رضية بينهم وبني البي�ض‪.‬‬ ‫ان�صم م�نديال ع�م ‪ 1944‬اإىل حزب املوؤمتر الوطني‪ ،‬ووا�صل العمل مع‬ ‫�صديقيه ت�مبو و�صيزولو‪ ،‬وكون ثالثتهم «رابطة ال�صب�ب» التي اأ�صبحت‬ ‫ع�م ‪ 1949‬القوة املُحركة حلزب املوؤمتر الوطني‪ .‬ويف الع�م نف�صه انتخب‬ ‫م�نديال رئي�ص ً� للرابطة‪ ،‬وو�صع احلزب برن�مج عمل حتول مبقت�ص�ه‬ ‫احلزب اإىل حركة �صعبية دعت اإىل عدم التع�ون مع ال�صلط�ت العن�رضية‬ ‫ومق�طعته�‪ ،‬االأمر الذي اأدى يف دي�صمرب ‪ 1956‬اإىل القب�ض على م�نديال‬ ‫وعدد كبري من قي�دات املوؤمتر‪ ،‬ووجهت لهم تهمة اإث�رة اجلم�هري‪،‬‬ ‫والعمل على قلب نظ�م احلكم‪.‬‬ ‫يف ع�م ‪ 1960‬حظرت ال�صلط�ت ن�ص�ط حزب املوؤمتر الوطني‪ ،‬وط�ردت‬ ‫قي�داته‪ ،‬مم� اأدى اإىل تخفي م�نديال‪ ،‬ثم هروبه بجواز �صفر مزور اإىل اأدي�ض‬ ‫اأب�ب�‪ ،‬حيث التقى االإمرباطور االأثيوبي هيال �صيال�صي‪ ،‬ليتنقل بعده� بني‬ ‫عدة دول اأفريقية‪ ،‬ومنه� اإىل اجنلرتا حيث عر�ض ق�صية بالده على بع�ض‬ ‫امل�صوؤولني هن�ك‪ .‬وبعد جولة ا�صتغرقت عدة �صهور ع�د م�نديال متخفي ً�‬ ‫اإىل جنوب اأفريقي�‪ ،‬اإال اأن ال�صلط�ت قب�صت عليه وقدمته اإىل املح�كمة‬ ‫مرة اأخرى ع�م ‪ 1962‬بتهمة حتري�ض اجلم�هري على مق�ومة ال�صلط�ت‪،‬‬ ‫وتوزيع من�صورات حتر�ض العم�ل على االإ�رضاب‪ ،‬اإ�ص�ف ًة اإىل مغ�درته‬ ‫البالد من دون ت�رضيح من ال�صلط�ت‪ .‬ويف املح�كمة توىل م�نديال الدف�ع‬ ‫عن نف�صه من دون اأن يو ّكل حم�مي ً�‪ ،‬ومل ُينكر اأي ً� من التهم املن�صوبة اإليه‪،‬‬ ‫وندد ب�ملم�ر�ص�ت العن�رضية يف بالده‪ ،‬اأم� املحكمة فقد اأ�صدرت حكم ً�‬ ‫ب�صجنه ع�مني بتهمة حتري�ض اجلم�هري‪ ،‬وبثالثة اأعوام اأخرى ملغ�درته‬ ‫البالد من دون اإذن ال�صلط�ت‪ .‬ويف اأثن�ء وجود م�نديال يف ال�صجن ه�جمت‬ ‫ال�صلط�ت مقر احلزب‪ ،‬واألقت القب�ض على بع�ض قي�داته وقدمتهم اإىل‬ ‫املح�كمة‪ ،‬كم� جددت توجيه بع�ض التهم اإىل م�نديال‪ ،‬ف�أعيدت حم�كمته‬ ‫مرة اأخرى ل ُيحكم عليه ع�م ‪ 1964‬ب�ل�صجن مدى احلي�ة‪.‬‬ ‫وب�لرغم من �صجن م�نديال ورف�قه من الوطنيني‪ ،‬ف�إن �صعب جنوب اأفريقي�‬ ‫مل يتوقف عن الكف�ح واملط�لبة بحقوقه‪ ،‬و�صهدت جنوب اأفريقي� اآنذاك‬ ‫حرك�ت عنف ومترد على ال�صلط�ت العن�رضية‪ ،‬لعل اأعنفه� حركة «اإنك�ث�»‬ ‫التي ان�صوى حتت لوائه� ب�صع ماليني من االأف�رقة‪ ،‬ومع هذا الو�صع‬

‫امل�صطرب اأدركت ال�صلط�ت العن�رضية اأن م�نديال هو الرجل الذي ميكن‬ ‫التف�و�ض معه الإنه�ء ح�لة العنف التي جتت�ح البالد‪ ،‬واأعلنت يف ع�م ‪1985‬‬ ‫عن ا�صتعداده� الإطالق �رضاحه على اأن ُيعلن نبذ العنف كو�صيلة لتحقيق‬ ‫اأهدافه‪ ،‬واأن يتخلى حزب املوؤمتر الوطني االأفريقي عن الكف�ح امل�صلح‪.‬‬ ‫لكن م�نديال رد على هذا العر�ض ب�أنه ال ُي�صعده اإطالق �رضاحه بينم� ُيع�ين‬ ‫ُمواطنوه من اال�صطه�د والظلم يف بالدهم‪ ،‬واأنه ال ي�صمن اإيق�ف اأعم�ل‬ ‫العنف م� دام هذا الو�صع ال يزال ق�ئم ً�‪ .‬واأم�م هذا االإ�رضار من ج�نب‬ ‫م�نديال ومواطنيه على مق�ومة العن�رضية‪ ،‬ا�صطرت احلكومة يف الع�م نف�صه‬ ‫اإىل اإ�صدار قرار ب�إلغ�ء ق�نون حظر الزواج بني البي�ض وال�صود‪ ،‬واتبعته‬ ‫ع�م ‪ 1986‬ب�إلغ�ء قوانني اإلزام ال�صود ب�حل�صول على ت�ص�ريح مرور داخل‬ ‫بالدهم‪ ،‬ويف ع�م ‪ 1987‬األغت القوانني التي ك�نت تق�رض بع�ض الوظ�ئف‬ ‫على البي�ض‪ .‬ومع بداية ع�م ‪ 1990‬اأ�صبح فريدريك ديكلريك رئي�ص ً� جلنوب‬ ‫اأفريقي�‪ ،‬ف��صتهل رئ��صته ب�الإعالن عن االإفراج عن م�نديال يف ‪ 11‬فرباير‬ ‫‪ ،1990‬وعقب االإفراج عنه دخل م�نديال وديكلريك يف مف�و�ص�ت تهدف اإىل‬ ‫اإنه�ء العنف واإلغ�ء التمييز العن�رضي يف جنوب اإفريقي�‪.‬‬ ‫يف ‪ 6‬يوليو ‪ 1992‬انتخب م�نديال رئي�ص ً� حلزب املوؤمتر الوطني‪،‬‬ ‫وبعده� بع�م ح�صل على ج�ئزة نوبل لل�صالم‪ .‬ويف ‪ 29‬اأبريل ‪1994‬‬ ‫اأجريت انتخ�ب�ت دميقراطية �ص�رك فيه� البي�ض وال�صود على حد �صواء‪،‬‬ ‫وف�ز فيه� حزب املوؤمتر ب�أغلبية ُمطلقة‪ ،‬وتوىل م�نديال رئ��صة اجلمهورية‪.‬‬ ‫وخالل فرتة حكمه �صهدت جنوب اأفريقي� انتق� ًال كبري ًا من حكم االأقلية‬ ‫اإىل حكم االأغلبية‪.‬‬ ‫بعد ا�صتقرار االأو�ص�ع يف جنوب اأفريقي� اأعلن م�نديال ع�م ‪1999‬‬ ‫تنحيه عن ال�صلطة ليتفرغ للعمل يف جم�ل حقوق االإن�ص�ن‪ ،‬فن�ل احرتام‬ ‫اجلميع‪ ،‬وتلقى عدد ًا كبري ًا من االأو�صمة والتكرمي من روؤ�ص�ء وزعم�ء دول‬ ‫الع�مل‪ ،‬وحقّ له اأن يكون من اأبرز املن��صلني االأف�رقة‪.‬‬ ‫ع�م ‪ 2005‬اخت�رت اجلمعية الع�مة لالأمم م�نديال �صفري ًا للنواي�‬ ‫احل�صنة‪ .‬ويف ‪ 18‬نوفمرب ‪ 2009‬اأعلنت اجلمعية «اليوم الدويل لنيل�صون‬ ‫م�نديال»‪ ،‬اعرتاف ً� ب�إ�صه�مه يف الرتويج لثق�فة ال�صالم واحلرية يف �صتى‬ ‫اأرج�ء الع�مل‪ ،‬وتقديره� مل� يتحلى به من قيم‪ ،‬ولتف�نيه يف خدمة الب�رضية‪،‬‬ ‫واهتم�مه ب�لق�ص�ي� االإن�ص�نية يف مي�دين حل النزاع�ت‪ ،‬والعالق�ت‬ ‫العرقية‪ ،‬وتعزيز حقوق االإن�ص�ن وحم�يته�‪ ،‬وامل�ص�حلة وامل�ص�واة بني‬ ‫اجلن�صني‪ ،‬وحقوق االأطف�ل و�ص�ئر الفئ�ت امل�صت�صعفة‪ ،‬وحت�صني اأحوال‬ ‫الفقراء واملجتمع�ت املتخلفة النمو‪ ،‬وكف�حه من اأجل الدميقراطية على‬ ‫ال�صعيد الدويل‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫العدد الثالث ‪ -‬سبتمبر ‪2012‬‬

‫� ��‪/���� �:‬‏�‪/‬‏��‬

‫‪Diplomacy Arabic 3.indd 11‬‬


‫أضواء‬

‫أضواء على‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫نشأة المنظمة‪:‬‬

‫ً‬ ‫تأسست منظمة التعاون اإلسالمي (منظمة المؤتمر اإلسالمي سابقا) في ‪ 25‬سبتمبر ‪ ،1969‬بقرار صادر عن القمة التاريخية‬ ‫التي عقدت في الرباط بحضور زعماء العالم اإلسالمي‪ ،‬بعد االعتداء الغاشم على المسجد األقصى‪ ،‬الذي أدى إلى حرقه في‬ ‫‪ 21‬أغسطس ‪ .1969‬وعقد في مارس ‪ 1970‬أول مؤتمر إسالمي لوزراء الخارجية في جدة‪ ،‬تقرر فيه إنشاء أمانة عامة للمنظمة‬ ‫مقرها في جدة‪ ،‬كي يضمن االتصال وتنسيق العمل بين جميع الدول األعضاء‪ ،‬ثم جرى تبني دستور المنظمة في الجلسة الثالثة‬ ‫للمؤتمر اإلسالمي لوزراء الخارجية في فبراير ‪.1972‬‬ ‫ُ‬ ‫أعتمد الميثاق الحالي لمنظمة التعاون اإلسالمي في القمة الحادية عشرة التي عقدت بدكار في مارس ‪ ،2008‬وقد حدد‬ ‫الميثاق الجديد أهداف المنظمة ومبادئها وغاياتها األساسية المتمثلة في تعزيز التضامن والتعاون فيما بين الدول األعضاء‪.‬‬ ‫ارتفع عدد الدول األعضاء في المنظمة من ‪ 25‬دولة عند التأسيس إلى ‪ 57‬دولة في مطلع عام ‪ ،2012‬وهي دول ذات أغلبية‬ ‫مسلمة من منطقة الشرق األوسط‪ ،‬وشمال أفريقيا وغربها‪ ،‬وآسيا الوسطى‪ ،‬وجنوب شرق آسيا‪ ،‬وشبه القارة الهندية‪ ،‬باستثناء‬ ‫غويانا وسورينام‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫تعتبر منظمة التعاون اإلسالمي ثاني أكبر منظمة حكومية بعد األمم المتحدة‪ ،‬وتعد الصوت الجماعي للعالم اإلسالمي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫الذي يبلغ تعداده السكاني قرابة مليار ونصف نسمة‪ ،‬وتسعى إلى صون مصالحه والتعبير عنها تعزيزا للسلم والتناغم الدوليين‬ ‫بين مختلف شعوب العالم‪ .‬وشروط القبول في المنظمة أن يكون طالب االنضمام دولة‪ ،‬وأن تكون هذه الدولة إسالمية‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫العدد الثالث ‪ -‬سبتمبر ‪2012‬‬

‫� ��‪/���� �:‬‏�‪/‬‏��‬

‫‪Diplomacy Arabic 3.indd 12‬‬


‫أضواء‬ ‫أهداف المنظمة‪:‬‬

‫ت�سعى املنظمة اإىل حتقيق الأهداف الآتية‪:‬‬ ‫ •تعزيز اأوا�رض االأخوة والت�ص�من بني الدول االأع�ص�ء‪.‬‬ ‫ •�صون وحم�ية امل�ص�لح امل�صرتكة‪ ،‬ومن��رضة الق�ص�ي� الع�دلة للدول‬ ‫االأع�ص�ء‪ ،‬وتن�صيق جهود الدول االأع�ص�ء وتوحيده� بغية الت�صدي‬ ‫للتحدي�ت التي تواجه الع�مل االإ�صالمي على نحو خ��ض‪ ،‬واملجتمع‬ ‫الدويل على نحو ع�م‪.‬‬ ‫ •احرتام حق تقرير امل�صري‪ ،‬وعدم التدخل يف ال�صوؤون الداخلية للدول‬ ‫االأع�ص�ء‪ ،‬واحرتام �صي�دة الدول االأع�ص�ء وا�صتقالل ووحدة اأرا�صي‬ ‫كل دولة ع�صو‪.‬‬ ‫ •�صم�ن امل�ص�ركة الف�علة للدول االأع�ص�ء يف عملي�ت اتخ�ذ القرار على‬ ‫امل�صتوى الع�ملي يف املج�الت ال�صي��صية واالقت�ص�دية واالجتم�عية‬ ‫ل�صم�ن م�ص�حله� امل�صرتكة‪.‬‬ ‫ •ت�أكيد دعمه� حلقوق ال�صعوب املن�صو�ض عليه� يف ميث�ق االأمم املتحدة‬ ‫والق�نون الدويل‪.‬‬ ‫ •تعزيز التع�ون االقت�ص�دي والتج�ري بني الدول االإ�صالمية من اأجل‬ ‫حتقيق التك�مل االقت�ص�دي فيم� بينه�‪ ،‬مب� يف�صي اإىل اإن�ص�ء �صوق‬ ‫اإ�صالمية م�صرتكة‪.‬‬ ‫ •بذل اجلهود لتحقيق التنمية الب�رضية امل�صتدامة وال�ص�ملة والرف�ه‬ ‫االقت�ص�دي يف الدول االأع�ص�ء‪.‬‬ ‫ •حم�ية �صورة االإ�صالم احلقيقية والدف�ع عنه�‪ ،‬والت�صدي لت�صويه‬ ‫�صورة االإ�صالم‪ ،‬وت�صجيع احلوار بني احل�ص�رات واالأدي�ن‪.‬‬ ‫ •الرقي ب�لعلوم والتكنولوجي�‪ ،‬وتطويره�‪ ،‬وت�صجيع البحوث والتع�ون‬ ‫بني الدول االأع�ص�ء يف هذه املج�الت‪.‬‬ ‫التقسيمات اإلدارية للمنظمة‪:‬‬

‫تتاألف منظمة التعاون الإ�سالمي من الأجهزة الآتية‪:‬‬ ‫ القمة الإ�سالمية‪ :‬تت�ألف من ملوك وروؤ�ص�ء الدول واحلكوم�ت يف الدول‬‫االأع�ص�ء‪ ،‬وهي اأعلى هيئة يف املنظمة‪ .‬جتتمع مرة كل ثالث �صنوات للتداول‪،‬‬ ‫واتخ�ذ القرارات‪ ،‬وتقدمي امل�صورة ب�ص�أن جميع الق�ص�ي� ذات ال�صلة‬ ‫بتحقيق االأهداف‪ ،‬ودرا�صة الق�ص�ي� االأخرى التي حتظى ب�هتم�م الدول‬ ‫االأع�ص�ء واالأمة االإ�صالمية‪.‬‬ ‫ جمل�س وزراء اخلارجية‪ :‬يجتمع ب�صفة دورية مرة كل �صنة‪ ،‬ويدر�ض‬‫�صبل تنفيذ ال�صي��صة الع�مة للمنظمة من خالل اأمور من بينه� اتخ�ذ قرارات‬ ‫ومقررات ب�ص�أن م�ص�ئل حتظى ب�الهتم�م امل�صرتك‪ ،‬وا�صتعرا�ض م� ُيحرز‬ ‫من تقدم يف تنفيذ القرارات واملقررات ال�ص�درة عن موؤمترات القمة‪،‬‬ ‫وجم�ل�ض وزراء اخل�رجية ال�ص�بقة‪.‬‬ ‫ الأمانة العامة‪ :‬تعترب اجله�ز التنفيذي للمنظمة‪ ،‬وتتوىل تنفيذ القرارات‬‫ال�ص�درة عن القمة‪ ،‬وعن جمل�ض وزراء اخل�رجية‪ ،‬وحث احلكوم�ت على‬ ‫تطبيق تلك القرارات‪ .‬ويراأ�ض االأم�نة الع�مة ح�لي ً� الربوفي�صور اأكمل الدين‬

‫اإح�ص�ن اأوغلو‪ .‬وينتخب جمل�ض وزراء اخل�رجية االأمني الع�م كل خم�ض‬ ‫�صنوات من بني مواطني الدول االأع�ص�ء يف املنظمة‪.‬‬ ‫اللجان الرئيسة الدائمة‬

‫ جلنة القد�س‪ :‬ت�صكلت هذه اللجنة طبق ً� للقرار رقم ‪� -6/1‬ض ال�ص�در‬‫عن املوؤمتر ال�ص�د�ض لوزراء اخل�رجية‪ ،‬الذي عقد يف جدة خالل الفرتة‬ ‫من ‪ 15-13‬يوليو ‪ ،1975‬ويراأ�صه� ملك املغرب‪ ،‬ومقره� مدينة الرب�ط‪،‬‬ ‫وجتتمع بن� ًء على دعوة من رئي�صه�‪ ،‬اأو من اأغلبية االأع�ص�ء‪ ،‬وتتكون‬ ‫من (‪ )16‬ع�صو ًا ينتخبهم املوؤمتر االإ�صالمي لوزراء اخل�رجية كل ثالث‬ ‫�صنوات‪ .‬وتقوم هذه اللجنة بتنفيذ جميع قرارات املوؤمتر االإ�صالمي املتعلقة‬ ‫ب�ل�رضاع العربي االإ�رضائيلي‪ ،‬نظر ًا للرتابط اجلذري بني ق�صية القد�ض‬ ‫وهذا ال�رضاع‪.‬‬ ‫ اللجنة الدائمة لالإعالم وال�سوؤون الثقافية (كومياك)‪ :‬ت�صكلت هذه‬‫اللجنة (وكذلك اللجنت�ن اللت�ن تليه�) طبق ً� للقرار رقم ‪� -13/3‬ض (ق‪ .‬اأ)‬ ‫ال�ص�در عن موؤمتر القمة االإ�صالمية الث�لث‪ ،‬الذي ُعقد يف مكة والط�ئف يف‬ ‫ين�ير ‪ ،1981‬بهدف مت�بعة تنفيذ القرارات التي يتخذه� املوؤمتر االإ�صالمي‬ ‫يف جم�الت اخت�ص��ص�ته�‪ ،‬وبحث و�ص�ئل دعم التع�ون بني الدول االأع�ص�ء‬ ‫يف املج�لني االإعالمي والثق�يف‪ .‬ويراأ�ض هذه اللجنة رئي�ض جمهورية ال�صنغ�ل‪،‬‬ ‫ومقره� مدينة دك�ر‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫العدد الثالث ‪ -‬سبتمبر ‪2012‬‬

‫� ��‪/���� �:‬‏�‪/‬‏��‬

‫‪Diplomacy Arabic 3.indd 13‬‬


‫أضواء‬

‫ اللجنة الدائمة للتعاون القت�سادي والتجاري (كوم�سيك)‪ :‬تت�بع‬‫هذه اللجنة قرارات املوؤمتر االإ�صالمي يف املج�لني االقت�ص�دي والتج�ري‪،‬‬ ‫وتبحث الو�ص�ئل الكفيلة بدعم التع�ون بني الدول االإ�صالمية‪ ،‬واإعداد‬ ‫الربامج واملقرتح�ت التي من �ص�أنه� حت�صني قدرات الدول االإ�صالمية يف‬ ‫هذه املي�دين‪ .‬ويراأ�ض هذه اللجنة الرئي�ض الرتكي‪ ،‬ومقره� مدينة اأنقرة‪.‬‬ ‫ اللجنة الدائمة للتعاون العلمي والتكنولوجي (كوم�ستيك)‪ :‬تت�بع‬‫هذه اللجنة قرارات املوؤمتر االإ�صالمي يف املج�الت العلمية والتكنولوجية‪،‬‬ ‫وتبحث الو�ص�ئل الكفيلة بدعم التع�ون بني الدول االإ�صالمية‪ ،‬واإعداد‬ ‫الربامج واملقرتح�ت التي من �ص�أنه� حت�صني قدرات الدول االأع�ص�ء يف هذه‬ ‫املي�دين‪ .‬ويراأ�ض هذه اللجنة الرئي�ض الب�ك�صت�ين ومقره� مدينة اإ�صالم اآب�د‪.‬‬ ‫المؤسسات واألجهزة المتخصصة‪:‬‬

‫هي املوؤ�ص�ص�ت واالأجهزة املن�ص�أة يف اإط�ر منظمة التع�ون االإ�صالمي‬ ‫مبوجب قرار القمة‪ ،‬اأو املوؤمتر االإ�صالمي لوزراء اخل�رجية‪ ،‬وتكون‬ ‫ع�صويته� مفتوح ًة ب�صورة اختي�رية اأم�م الدول االأع�ص�ء يف املنظمة‪،‬‬ ‫وتتميز بكون ميزانيته� م�صتقل ًة عن ميزانية االأم�نة الع�مة‪ ،‬اأو ميزانية‬ ‫االأجهزة الفرعية‪ ،‬وتعتمد ميزاني�ت هذه االأجهزة الن�صو�ض والت�رضيع�ت‬ ‫يف انظمته� االأ�ص��صية‪.‬‬ ‫‪ .1‬البنك االإ�صالمي للتنمية‪.‬‬ ‫‪ .2‬املنظمة االإ�صالمية للرتبية والعلوم والثق�فة (اإي�صي�صكو)‪.‬‬ ‫‪ .3‬وك�لة االأنب�ء االإ�صالمية الدولية (اإين�)‪.‬‬ ‫‪ .4‬منظمة اإذاع�ت الدول االإ�صالمية (اإ�صبو)‪.‬‬ ‫‪ .5‬اللجنة االإ�صالمية للهالل االأحمر الدويل‪.‬‬ ‫المؤسسات المتفرعة عن المنظمة‪:‬‬

‫هي املوؤ�ص�ص�ت واالأجهزة املن�ص�أة يف اإط�ر املنظمة بن� ًء على قرار من املوؤمتر‬ ‫االإ�صالمي للملوك وروؤ�ص�ء الدول واحلكوم�ت‪ ،‬اأو املوؤمتر االإ�صالمي لوزراء‬ ‫ومت ّول‬ ‫اخل�رجية‪ ،‬وتكت�صب ع�صويته� ب�صورة تلق�ئية من الدول االأع�ص�ء‪ُ ،‬‬ ‫بو�ص�طة االإ�صه�م�ت االإلزامية والطوعية للدول االأع�ص�ء‪ ،‬ومن املداخيل املت�أتية‬ ‫مم� تقدمه مـن خدم�ت‪ .‬ويقر ميزاني�ته� املوؤمتر االإ�صالمي لوزراء اخل�رجية‪.‬‬

‫‪ .1‬املركز االإ�صالمي لتنمية التج�رة‪.‬‬ ‫‪ .2‬مركز البحوث االح�ص�ئية واالقت�ص�دية واالجتم�عية والتدريب للدول‬ ‫االإ�صالمية‪.‬‬ ‫‪ .3‬االحت�د الدويل للبنوك االإ�صالمية‪.‬‬ ‫‪� .4‬صندوق الت�ص�من االإ�صالمي ووقفه‪.‬‬ ‫‪ .5‬مركز البحوث للت�ريخ والفنون والثق�فة االإ�صالمية‪.‬‬ ‫‪ .6‬اجل�معة االإ�صالمية للتقنية‪.‬‬ ‫‪ .7‬جممع الفقه االإ�صالمي الدويل‪.‬‬ ‫‪ .8‬اجل�معة االإ�صالمية يف النيجر‪.‬‬ ‫‪ .9‬اجل�معة االإ�صالمية يف اأوغندا‪.‬‬ ‫المؤسسات المنتمية إلى المنظمة‪:‬‬

‫اأُن�ص�أت هذه املوؤ�ص�ص�ت برع�ية القمم االإ�صالمية واملوؤمتر االإ�صالمي‬ ‫لوزراء اخل�رجية‪ ،‬واالن�صم�م اإليه� اختي�ري‪ ،‬وله� موازن�ته� امل�صتقلة‬ ‫عن موازنة االأم�نة الع�مة واالأجهزة املتفرعة واملتخ�ص�صة‪ ،‬ومن اأهم تلك‬ ‫املوؤ�ص�ص�ت‪:‬‬ ‫‪ .1‬الغرفة االإ�صالمية للتج�رة وال�صن�عة‪.‬‬ ‫‪ .2‬منظمة العوا�صم واملدن االإ�صالمية‪.‬‬ ‫‪ .3‬االحت�د الري��صي الألع�ب الت�ص�من االإ�صالمي‪.‬‬ ‫‪ .4‬اللجنة االإ�صالمية للهالل الدويل‪.‬‬ ‫‪ .5‬االحت�د الع�ملي للمدار�ض العربية االإ�صالمية الدولية‪.‬‬ ‫‪ .6‬االحت�د االإ�صالمي مل�لكي البواخر‪.‬‬ ‫‪ .7‬منتدى �صب�ب املوؤمتر االإ�صالمي للحوار والتع�ون‪.‬‬ ‫‪ .8‬االأك�دميية االإ�صالمية الع�ملية للعلوم‪.‬‬ ‫‪ .9‬االحت�د الدويل للك�ص�ف امل�صلم‪.‬‬ ‫‪ .10‬احت�د امل�صت�ص�رين يف البلدان االإ�صالمية‪.‬‬ ‫‪ .11‬املجل�ض الع�م للم�ص�رف االإ�صالمية واملوؤ�ص�ص�ت امل�لية‪.‬‬ ‫‪ .12‬احت�د املق�ولني يف البلدان االإ�صالمية‪.‬‬

‫‪14‬‬ ‫العدد الثالث ‪ -‬سبتمبر ‪2012‬‬

‫� ��‪/���� �:‬‏�‪/‬‏��‬

‫‪Diplomacy Arabic 3.indd 14‬‬


‫تقارير‬

‫أضواء على‪:‬‬

‫تقرير الرخاء العالمي‬ ‫لعام ‪2011‬‬ ‫إعداد‪ :‬د‪ .‬نوزاد عبد الرحمن الهيتي*‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫يصدر معهد ليجاتوم ‪ Legatum Institute‬لألبحاث البريطاني‪ ،‬منذ عام ‪ ،2007‬تقريرا سنويا حول الرخاء الشامل في العالم‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ويجري ترتيب دول العالم وفقا لمؤشر الرخاء ‪ ،Legatum Prosperity Index‬الذي يحتسب من خالل (‪ )79‬متغيرا صنفت في ثمانية‬ ‫ُ َّ‬ ‫مؤشرات فرعية‪ ،‬تمثل في مجموعها المؤشرات الرئيسة لقياس الرخاء في أي دولة‪ .‬وتصنف دول العالم من حيث درجة الرخاء‬ ‫إلى دول قوية‪ ،‬ودول متوسطة‪ ،‬ودول ضعيفة الرخاء‪ .‬والمؤشر العام للرخاء هو عبارة عن متوسط أداء كل دولة في المؤشرات‬ ‫الفرعية اآلتية‪ ،‬التي تسهم في تحريك النمو االقتصادي‪ ،‬والرفاهية الشخصية‪ ،‬والرضا عن الحياة‪ ،‬وتتمثل تلك المؤشرات بـ‪:‬‬

‫* خبير تعاون دولي في وزارة الخارجية القطرية‬

‫‪15‬‬ ‫العدد الثالث ‪ -‬سبتمبر ‪2012‬‬

‫� ��‪/���� �:‬‏�‪/‬‏��‬

‫‪Diplomacy Arabic 3.indd 15‬‬


‫تقارير‬ ‫ •االقتصاد ‪ :Economy‬يشمل متغيرات كالنمو االقتصادي‪ ،‬قوة االقتصاد‪ ،‬التنافسية والبطالة‪ ،‬والناتج المحلي اإلجمالي‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫•ريادة المشاريع والفرص ‪ :Entrepreneurship & Opportunity‬يقيس مدى وجود بيئة مناسبة لقيام مشاريع جديدة تتحول عن طريقها‬ ‫ً‬ ‫األفكار اإلبداعية إلى مشاريع ناجحة تجاريا‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫•الحكم الرشيد ‪ :Governance‬يعد خير ضمانة لحفظ النظام وتشجيع اإلبداع‪ ،‬واالرتقاء بجودة أداء األجهزة الحكومية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫•التعليم ‪ :Education‬يعد وجود نظام تعليمي ذي كفاءة عالية ركيزة أساسية في التنمية اإلنسانية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫•الصحة ‪ :Health‬االرتقاء بالخدمات الصحية يشكل أحد العناصر المهمة لتحقيق التنمية البشرية المستدامة‪.‬‬

‫ •األمان واألمن ‪ :Safety & Security‬يشكالن عنصرين مهمين في تهيئة البيئة المناسبة التي تتيح ألفراد المجتمع إمكانية استغالل‬ ‫ً‬ ‫الفرصة المتاحة أمامهم جميعا‪.‬‬ ‫ •الحرية الشخصية ‪ :Personal Freedom‬تتيح لألفراد التعبير عن أرائهم وأفكارهم‪ ،‬وهذا يتحقق في ظل وجود مؤسسات ديمقراطية‬ ‫تصون الحريات الشخصية‪.‬‬ ‫ •رأس المال االجتماعي ‪ :Social Capital‬يقيس مدى الثقة باآلخرين‪ ،‬وقوة العالقات االجتماعية بين أفراد المجتمع‪.‬‬

‫الدول العشر األولى في مؤشر الرخاء العالمي لعام ‪2011‬م‬ ‫الدولة‬

‫االقتصاد‬

‫ريادة المشاريع‬ ‫والفرص‬

‫الحكم‬ ‫الرشيد‬

‫التعليم‬

‫الصحة‬

‫األمن‬ ‫واألمان‬

‫الحرية الشخصية رأس المال االجتماعي‬

‫النرويج‬

‫‪3‬‬

‫‪8‬‬

‫‪12‬‬

‫‪4‬‬

‫‪4‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫‪1‬‬

‫الدنمارك‬

‫‪14‬‬

‫‪1‬‬

‫‪3‬‬

‫‪5‬‬

‫‪16‬‬

‫‪8‬‬

‫‪5‬‬

‫‪2‬‬

‫أستراليا‬

‫‪7‬‬

‫‪7‬‬

‫‪6‬‬

‫‪1‬‬

‫‪14‬‬

‫‪14‬‬

‫‪4‬‬

‫‪4‬‬

‫نيوزلندا‬

‫‪24‬‬

‫‪13‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪22‬‬

‫‪9‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫السويد‬

‫‪6‬‬

‫‪2‬‬

‫‪4‬‬

‫‪11‬‬

‫‪12‬‬

‫‪5‬‬

‫‪8‬‬

‫‪7‬‬

‫كندا‬

‫‪5‬‬

‫‪9‬‬

‫‪5‬‬

‫‪10‬‬

‫‪15‬‬

‫‪7‬‬

‫‪1‬‬

‫‪8‬‬

‫فنلندا‬

‫‪15‬‬

‫‪3‬‬

‫‪7‬‬

‫‪3‬‬

‫‪13‬‬

‫‪4‬‬

‫‪16‬‬

‫‪6‬‬

‫سويسرا‬

‫‪2‬‬

‫‪10‬‬

‫‪1‬‬

‫‪29‬‬

‫‪2‬‬

‫‪12‬‬

‫‪17‬‬

‫‪13‬‬

‫هولندا‬

‫‪9‬‬

‫‪12‬‬

‫‪10‬‬

‫‪14‬‬

‫‪9‬‬

‫‪17‬‬

‫‪7‬‬

‫‪5‬‬

‫الواليات المتحدة‬

‫‪10‬‬

‫‪5‬‬

‫‪9‬‬

‫‪13‬‬

‫‪1‬‬

‫‪26‬‬

‫‪12‬‬

‫‪9‬‬

‫‪Source: Legatum Institute,The 2011 Legatum Prosperity Index, London,2011‬‬

‫ت�صدرت الرنويج ق�ئمة دول الع�مل يف موؤ�رض الرخ�ء الع�ملي لع�م‬ ‫‪ ،2011‬الذي �صمل (‪ )110‬دولة‪ ،‬تلته� الدمن�رك‪ ،‬ف��صرتالي� فنيوزلندا‪،‬‬ ‫ثم ال�صويد‪.‬‬ ‫يالحظ من اجلدول تركز معظم الدول االأكرث رخ� ًء يف منطقة �صم�ل‬ ‫َ‬ ‫االأطل�صي‪ ،‬اأي يف ق�رتي اأوروب� واأمريك� ال�صم�لية‪ ،‬ومل تكن دولة من اآ�صي�‬ ‫اأو اأفريقي� اأو اأمريك� الالتينية �صمن الدول الع�رض االأف�صل ع�ملي ً� من حيث‬ ‫ح�لة الرخ�ء اأو الرف�هية‪.‬‬ ‫وعلى �سعيد موؤ�سر القت�ساد‪ ،‬ج�ءت �صنغ�فورة يف املرتبة االأوىل‬ ‫على ال�صعيد الع�ملي‪ ،‬تليه� �صوي�رضا‪ ،‬ثم الرنويج‪ ،‬حيث متتعت هذه‬ ‫الدول مبعدالت منو اقت�ص�دي مرتفعة جد ًا‪ ،‬اإ�ص�ف ًة اإىل ارتف�ع تن�ف�صية‬ ‫اقت�ص�دي�ته�‪ ،‬ف�ص ًال عن انخف��ض معدالت البط�لة فيه�‪ .‬اأم� الدول الثالث‬ ‫االأخرية‪ ،‬وفق ً� لهذا املوؤ�رض ع�ملي ً�‪ ،‬فتتمثل يف زميب�بوي‪ ،‬كيني�‪ ،‬وجمهورية‬ ‫اأفريقي� الو�صطى على التوايل‪.‬‬ ‫اأما على �سعيد ريادة امل�ساريع والفر�س‪ ،‬فج�ءت الدول‬

‫اال�صكندن�فية (الدمن�رك‪ ،‬ال�صويد‪ ،‬وفنلندا) يف املراتب االأوىل على‬ ‫التوايل‪ ،‬وهذا يعك�ض �صهولة مم�ر�صة االأعم�ل فيه�‪ ،‬ف�ص ًال عن وجود‬ ‫مدن وحدائق املعرفة التي ت�صهل اإق�مة امل�ص�ريع‪ .‬وج�ءت ك ًال من اثيوبي�‬ ‫يف املرتبة (‪ ،)108‬وزميب�بوي يف املرتبة (‪ ،)109‬وجمهورية اأفريقي�‬ ‫الو�صطى يف املرتبة االأخرية (‪.)110‬‬ ‫بالن�سبة ملوؤ�سر احلكم ال�سالح‪ ،‬ج�ءت �صوي�رضا يف املرتبة االوىل‪،‬‬ ‫تليه� نيوزلندا‪ ،‬ثم الدمن�رك‪ ،‬يف حني احتلت زميب�بوي‪ ،‬ال�صودان‪،‬‬ ‫والنيجر املراتب الثالث االأخرية على التوايل‪.‬‬ ‫اأما يف موؤ�سر التعليم فقد ج�ءت ا�صرتالي�‪ ،‬نيوزلندا‪ ،‬وفنلندا يف‬ ‫املراتب االأوىل‪ ،‬بينم� ج�ءت ال�صودان‪ ،‬م�يل‪ ،‬واأفريقي� الو�صطى يف املراتب‬ ‫االأخرية على ال�صعيد الع�ملي‪.‬‬ ‫بالن�سبة ملوؤ�سر ال�سحة‪ ،‬احتلت الوالي�ت املتحدة املرتبة االأوىل‪ ،‬تليه�‬ ‫�صوي�رضا‪ ،‬اآي�صلندا‪ ،‬بينم� احتلت اأفريقي� الو�صطى‪ ،‬زامبي�‪ ،‬وموزمبيق‬ ‫املراتب االأخرية على التوايل‪.‬‬

‫‪16‬‬ ‫العدد الثالث ‪ -‬سبتمبر ‪2012‬‬

‫� ��‪/���� �:‬‏�‪/‬‏��‬

‫‪Diplomacy Arabic 3.indd 16‬‬


‫تقارير‬ ‫اأما على �سعيد موؤ�سر الآمن والأمان‪ ،‬فقد ج�ءت اآي�صلندا يف املرتبة االأوىل‪ ،‬تليه� الرنويج‪ ،‬ثم ايرلندا‪ ،‬بينم� احتلت ال�صودان املرتبة االأخرية‪،‬‬ ‫وب�ك�صت�ن يف املرتبة م� قبل االأخرية (‪ ،)109‬وكولومبي� يف املرتبة (‪.)108‬‬ ‫بالن�سبة ملوؤ�سر احلرية ال�سخ�سية‪ ،‬ك�نت كندا يف مقدمة دول الع�مل‪ ،‬تليه� نيوزلندا‪ ،‬ثم الرنويج‪ ،‬يف حني احتلت اليمن املرتبة (‪ ،)108‬وم�رض املرتبة‬ ‫(‪ ،)109‬واإثيوبي� املرتبة (‪.)110‬‬ ‫بالن�سبة ملوؤ�سر راأ�س املال الجتماعي‪ ،‬احتلت الرنويج املرتبة االأوىل‪ ،‬تليه� الدمن�رك‪ ،‬ثم نيوزلندا‪ ،‬بينم� ج�ءت اأفريقي� الو�صطى يف املرتبة (‪،)108‬‬ ‫وبنغالدي�ض يف املرتبة (‪ ،)109‬ورواندا يف املرتبة (‪ )110‬ع�ملي�َ‪.‬‬ ‫اأم� ب�لن�صبة للدول العربية‪ ،‬فقد ت�صدرت دولة االإم�رات العربية املتحدة الدول العربية يف املوؤ�رض الع�ملي للرخ�ء لع�م ‪ ،2011‬حيث احتلت املرتبة‬ ‫(‪ )27‬ع�ملي ً� متقدم ًة بثالثة مراكز مق�رن ًة ب�لع�م ‪ ،2010‬تليه� الكويت يف املرتبة (‪ ،)35‬بينم� ج�ءت اليمن يف املرتبة االأخرية عربي ً�‪ ،‬واملرتبة (‪ )106‬على‬ ‫ال�صعيد الع�ملي‪.‬‬ ‫الدول العربية في مؤشر الرخاء العالمي لعام ‪2011‬م‬ ‫الدولة‬

‫الترتيب‬ ‫ً‬ ‫عالميا‬

‫االقتصاد‬

‫ريادة المشاريع‬ ‫والفرص‬

‫الحكم‬ ‫الرشيد‬

‫التعليم‬

‫الصحة‬

‫األمن‬ ‫واألمان‬

‫الحرية‬ ‫الشخصية‬

‫رأس المال‬ ‫االجتماعي‬

‫اإلمارات‬

‫‪27‬‬

‫‪23‬‬

‫‪22‬‬

‫‪34‬‬

‫‪37‬‬

‫‪34‬‬

‫‪22‬‬

‫‪42‬‬

‫‪30‬‬

‫الكويت‬

‫‪35‬‬

‫‪26‬‬

‫‪32‬‬

‫‪37‬‬

‫‪47‬‬

‫‪39‬‬

‫‪31‬‬

‫‪68‬‬

‫‪49‬‬

‫السعودية‬

‫‪49‬‬

‫‪36‬‬

‫‪54‬‬

‫‪49‬‬

‫‪61‬‬

‫‪48‬‬

‫‪78‬‬

‫‪92‬‬

‫‪19‬‬

‫تونس‬

‫‪54‬‬

‫‪49‬‬

‫‪44‬‬

‫‪55‬‬

‫‪43‬‬

‫‪51‬‬

‫‪45‬‬

‫‪102‬‬

‫‪73‬‬

‫األردن‬

‫‪65‬‬

‫‪66‬‬

‫‪68‬‬

‫‪47‬‬

‫‪45‬‬

‫‪58‬‬

‫‪59‬‬

‫‪101‬‬

‫‪72‬‬

‫المغرب‬

‫‪71‬‬

‫‪38‬‬

‫‪72‬‬

‫‪69‬‬

‫‪93‬‬

‫‪74‬‬

‫‪70‬‬

‫‪105‬‬

‫‪14‬‬

‫سوريا‬

‫‪81‬‬

‫‪57‬‬

‫‪97‬‬

‫‪81‬‬

‫‪67‬‬

‫‪69‬‬

‫‪92‬‬

‫‪94‬‬

‫‪43‬‬

‫لبنان‬

‫‪82‬‬

‫‪58‬‬

‫‪81‬‬

‫‪94‬‬

‫‪48‬‬

‫‪77‬‬

‫‪73‬‬

‫‪77‬‬

‫‪102‬‬

‫الجزائر‬

‫‪88‬‬

‫‪60‬‬

‫‪84‬‬

‫‪92‬‬

‫‪62‬‬

‫‪72‬‬

‫‪83‬‬

‫‪106‬‬

‫‪87‬‬

‫مصر‬

‫‪89‬‬

‫‪88‬‬

‫‪79‬‬

‫‪76‬‬

‫‪68‬‬

‫‪65‬‬

‫‪75‬‬

‫‪109‬‬

‫‪90‬‬

‫اليمن‬

‫‪106‬‬

‫‪100‬‬

‫‪103‬‬

‫‪104‬‬

‫‪103‬‬

‫‪98‬‬

‫‪96‬‬

‫‪108‬‬

‫‪91‬‬

‫‪Source: Legatum Institute,The 2011 Legatum Prosperity Index, London,2011‬‬

‫يالحظ تف�وت الدول العربية من حيث درجة الرخ�ء‪ ،‬حيث ُ�صنّفت دولة‬ ‫َ‬ ‫االإم�رات العربية املتحدة �صمن الدول مرتفعة الرخ�ء‪ ،‬بينم� ج�ءت كل‬ ‫من الكويت‪ ،‬ال�صعودية‪ ،‬تون�ض‪ ،‬االأردن‪ ،‬واملغرب �صمن الدول املتو�صطة‬ ‫الرخ�ء‪ ،‬اأم� �صوري�‪ ،‬لبن�ن‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬م�رض‪ ،‬واليمن فقد ُ�صنّفت �صمن‬ ‫الدول �صعيفة الرخ�ء‪.‬‬ ‫فيالحظ اأن‬ ‫اأم� يف املوؤ�رضات الفرعية املكونة ملوؤ�رض الرخ�ء لع�م ‪َ ،2011‬‬ ‫االإم�رات قد احتلت املرتبتني (‪ )23‬و(‪ )22‬ع�ملي ً� يف موؤ�رضي االقت�ص�د‬ ‫وري�دة امل�ص�ريع والفر�ض‪ ،‬وك�نت اأدنى دولة عربية هي اليمن‪ ،‬اإذ احتلت‬ ‫املرتبتني (‪ )100‬و(‪ )103‬يف كال املوؤ�رضين‪ .‬كم� احتلت االإم�رات اأي�ص ً�‬ ‫املرتبة االأوىل عربي ً� يف موؤ�رضات احلكم الر�صيد والتعليم وال�صحة واالأمن‬ ‫واالأم�ن‪ ،‬بينم� ج�ءت اليمن يف املرتبة االأخرية عربي ً� يف تلك املوؤ�رضات‪.‬‬ ‫وفيم� يتعلق مبوؤ�رض احلرية ال�صخ�صية ج�ءت االإم�رات يف املرتبة‬ ‫االأوىل عربي ً� و(‪ )42‬ع�ملي ً�‪ ،‬بينم� احتلت م�رض املرتبة االأخرية عربي ً�‪،‬‬ ‫واملرتبة م� قبل االأخرية على ال�صعيد الع�ملي‪ .‬اأم� ب�لن�صبة ملوؤ�رض راأ�ض‬ ‫امل�ل االجتم�عي‪ ،‬الذي يعك�ض درجة الت�آزر بني فئ�ت املجتمع‪ ،‬فقد ج�ءت‬

‫املغرب يف املرتبة االأوىل عربي ً�‪ ،‬واملرتبة (‪ )14‬ع�ملي ً�‪ ،‬بينم� احتلت لبن�ن‬ ‫املرتبة االأخرية عربي ً�‪ ،‬واملرتبة (‪ )102‬على ال�صعيد الع�ملي‪.‬‬ ‫ويعك�ض االأداء ال�صعيف لبع�ض الدول العربية يف موؤ�رض الرخ�ء‬ ‫ال�ص�مل تدين م�صتوى ا�صتغالل االإمك�ن�ت االقت�ص�دية يف تلك الدول‪،‬‬ ‫االأمر الذي يتطلب بذل جهود مكثفة وحثيثة لتح�صني م�صتوى احلي�ة‬ ‫فيه�‪ ،‬لكي حتقق الرخ�ء ل�صعوبه�‪ ،‬وذلك من خالل اال�صتخدام االأمثل‬ ‫ملوارده� الب�رضية‪ ،‬واال�صتغالل االأمثل ملوارده� الطبيعية وامل�دية‪.‬‬ ‫وب�لرغم من عدم وجود دولة قطر �صمن موؤ�رض الرخ�ء ال�ص�مل‪ ،‬ف�إن‬ ‫املعطي�ت اخل��صة ب�ملوؤ�رضات الفرعية الرئي�صة لقي��ض الرخ�ء‪ ،‬التي‬ ‫ميكن توفريه� عن دولة قطر‪ ،‬ت�صعه� �صمن الدول التي تتمتع بدرجة‬ ‫رخ�ء مرتفعة‪� ،‬ص�أنه� يف ذلك �ص�أن دولة االإم�رات العربية املتحدة‪ ،‬ويف‬ ‫هذا املق�م ندعو اجله�ت املعنية يف الدولة بتوفري املوؤ�رضات اإىل االت�ص�ل‬ ‫ب�جلهة التي ت�صدر التقرير (معهد ليج�توم) الإ�ص�فة دولة قطر اإىل ق�ئمة‬ ‫الدول التي ي�صمه� موؤ�رض الرخ�ء ال�ص�مل لالأعوام الق�دمة‪.‬‬ ‫‪17‬‬ ‫العدد الثالث ‪ -‬سبتمبر ‪2012‬‬

‫� ��‪/���� �:‬‏�‪/‬‏��‬

‫‪Diplomacy Arabic 3.indd 17‬‬


‫مقاالت‬

‫أسفار غامضة‪ ،‬ومصائر مجهولة‬ ‫د‪ .‬عبدالله إبراهيم*‬

‫* باحث وكاتب عراقي مقيم في قطر‬

‫‪18‬‬ ‫العدد الثالث ‪ -‬سبتمبر ‪2012‬‬

‫� ��‪/���� �:‬‏�‪/‬‏��‬

‫‪Diplomacy Arabic 3.indd 18‬‬


‫مقاالت‬ ‫للرح�لة وكت�بتهم يف الع�مل‪،‬‬ ‫مل ُي َع ْد اإىل االآن‪ ،‬يف حدود علمي‪ ،‬ت�ري ُخ ن ٍ‬ ‫َ�صب ّ‬ ‫ويك�د يكون من املتع ّذر حتقيق ذلك؛ لي�ض الأن الرحلة مم�ر�صة قدمية جد ًا‬ ‫مرتحال ال يعرف‬ ‫وتعود اإىل م� قبل مرحلة الكت�بة‪ ،‬حيث ك�ن االإن�ص�ن ّ‬ ‫اال�صتيط�ن واال�صتقرار‪ ،‬بل الأن ت�ريخ اأدب الرحلة غ�م�ض‪ ،‬وم�صوب‬ ‫الرح�لة �صبه جمهول‪ ،‬ومن‬ ‫ب�لتن�ق�ص�ت واالأهداف‪ ،‬وم�ص�ئر كثري من ّ‬ ‫قبيل اال ّدع�ء الت�رضيح ب�لقدرة على و�صع ن�صب وا�صف لتلك اجلهود‬ ‫املرتاكمة عرب الع�صور‪ ،‬وب�صتّى اللغ�ت‪ ،‬ومبختلف الغ�ي�ت‪ .‬على اأن‬ ‫الرح�لة‬ ‫املع�صلة االأهم ت�أتي من جهة اأخرى ال �صلة له�‪ ،‬هذه املرة‪ ،‬بت�ريخ ّ‬ ‫ورحالتهم‪ ،‬اإمن� من طبيعة كت�بتهم التي يتن�زع اال�صتئث�ر به�‪ :‬ال�رضد‪،‬‬ ‫والت�ريخ‪ ،‬واجلغرافي�‪ ،‬وعلم االجتم�ع‪ ،‬ن�هيكم عن متط ّلب�ت اأخرى تت�صل‬ ‫ب�الأعم�ل الع�صكرية وال�صي��صية والدبلوم��صية‪ ،‬بل وحتى مبعرفة امل�ص�لك‪،‬‬ ‫واملِلل‪ ،‬واالأدي�ن‪ ،‬واالأعراق‪ ،‬ومعرفة م�ص�در االأوبئة‪ ،‬والكوارث‪ ،‬ومواقع‬ ‫الرثوات الطبيعية‪ ،‬ومن�بع االأنه�ر؛ فرحلة «الفريد ثي�صيغر» اإىل الربع‬ ‫اخل�يل‪ ،‬بعد احلرب الع�ملية الث�نية‪ ،‬ك�ن الدافع اإليه� معرفة امل�صتوطن�ت‬ ‫التي يتك�ثر فيه� اجلراد‪ ،‬وم�ص�رات هجرته‪ .‬من ال�صحيح اأنه مل ي�أتِ اإال‬ ‫على ذكر اإ�ص�رات ع�برة‪ ،‬وغري مفيدة‪ ،‬لالأم�كن التي يتك�ثر اجلراد فيه�‪،‬‬ ‫رضح هو بذلك يف‬ ‫لكن رحلته جرى متويله� وترتيبه� لهذا الغر�ض‪ ،‬كم� � ّ‬ ‫كت�به «رم�ل العرب»‪ .‬ومعظم رحالت» فيلبي» يف اأطراف �صبه اجلزيرة ك�نت‬ ‫الأهداف �صي��صية غ�يته� تثبيت احلدود‪ ،‬ورحلة «ب�جلريف» اإىل جند غ�يته�‬ ‫تن�صري العرب برغبة من اإمرباطور فرن�ص�‪ ،‬ورحلة» دومينغو ب�دي�» اإىل‬ ‫املغرب يف مطلع القرن الت��صع ع�رض غ�يته� اإحل�ق تلك البالد ب�الإمرباطورية‬ ‫االإ�صب�نية‪ ،‬وغ�ية «بوركه�رت» فتح البالد امل�رضقية واالإفريقية اأم�م النفوذ‬ ‫االمرباطوري الربيط�ين‪ ،‬ومق�صد «نيبور» درا�صة االأحوال االقت�ص�دية‬ ‫والدينية واالجتم�عية يف اليمن خالل �صتيني�ت القرن الث�من ع�رض‪.‬‬ ‫على اأنه مبج ّرد طرح هذا ال�صوؤال �صوف ترتفع االعرتا�ص�ت التي ال‬ ‫نه�ئية له�‪ ،‬اإذ ينتفي احل�فز االأويل للرحلة‪ ،‬ويحل ح�فز جديد حم ّله‪ ،‬ثم‬ ‫الرح�لة يف‬ ‫ينبثق ث�لث مل يكن يف احل�صب�ن‪ ،‬وتتجدد احلوافز ك ّلم� م�صى ّ‬ ‫مغ�مرتهم‪ ،‬ذلك اأن الرحلة تقرتح على �ص�حبه� م� مل يقع التخطيط الدقيق‬ ‫له‪ ،‬ورمب� التفكري به‪ ،‬ف�بن بطوطة غ�در «طنجة» ح�ج ً�‪ ،‬لكنه م� اأن حقق‬ ‫ذلك اإال وجعل طلب العلم هدفه‪ ،‬على اأن التقدير النه�ئي لرحلته ّ‬ ‫يتخطى‬ ‫مت�م ً� ال�صببني املذكورين‪ ،‬فال يخ�مر اأحد االآن ال�صوؤال عم� اإذا ك�ن من‬ ‫املن��صب تعريفه بـ «احل�ج ابن بطوطة» اأو بـ «ط�لب العلم ابن بطوطة»‪ ،‬فقد‬ ‫خمل ذكر ه�تني ال�صفتني حتت الغط�ء ال�صميك للرحلة التي ال تك�د تدانيه�‬ ‫رحلة من حيث املعلوم�ت واالكت�ص�ف�ت‪ ،‬وعلى هذا تكون رحلته ّ‬ ‫تخطت‬

‫رضح به�‪ ،‬وك�أنه� رغبة غ�م�صة لتحقيق الذات بعيد ًا عن م�صقط‬ ‫االأهداف امل� ّ‬ ‫راأ�صه‪ ،‬وقُل مثل ذلك حول «م�ركو بولو»‪ ،‬ف�لتج�رة ك�نت الب�عث الرئي�ض‬ ‫لرحالته‪ ،‬لكنه� �رضع�ن م� متردت على ذلك‪ ،‬وطوته اإىل الوراء‪ ،‬وبه� جرى‬ ‫التع ّرف اإىل ال�رضق االأق�صى اأول مرة من ج�نب الع�مل الغربي‪ .‬وك�نت‬ ‫كتب «امل�ص�لك واملم�لك» توؤ َّلف الأغرا�ض اإدامة الفتوح‪ ،‬وربطه� بع��صمة‬ ‫دار االإ�صالم‪ ،‬وجمع اخلراج‪ ،‬ثم اأنه� ك�نت دلي ًال للقوافل التج�رية‪ ،‬لكنه�‬ ‫�رضع�ن م� اأ�صبحت من اأدب الرحلة ذي الطبيعة اجلغرافية مل� احتوته من‬ ‫خربات وانطب�ع�ت واأو�ص�ف جغرافية وب�رضية‪.‬‬ ‫ولع ّل ال�صف�رات والبعث�ت العلمية والتج�رية وال�صي��صية‪ ،‬كم� هو عند‬ ‫ابن ف�صالن اإىل بالد ال�صق�لبة‪ ،‬والبريوين اإىل الهند‪ ،‬واأبي ُدلف م�صعر‬ ‫الهاليل اإىل ال�صني‪ ،‬و�صل ّيم االأ�صواين اإىل بالد النوبة‪ ،‬والطرطو�صي اإىل‬ ‫و�صط اأورب�‪ ،‬والطهط�وي اإىل فرن�ص�‪ ،‬تكون قد رفدت كت�بة الرحلة مب�‬ ‫لب االرحت�ل‪ ،‬ف�ص ًال عن احلج الذي خ ّلف تركة ال حت�صى‬ ‫ك�د ي�صبح من ّ‬ ‫من ذلك‪ ،‬على اأن احلروب والغزوات‪ ،‬وم� يرتتب عليه� من نت�ئج‪ ،‬قد تركت‬ ‫اأثره� العظيم اأي�ص ً� يف اإثراء الرحلة‪ ،‬وتندرج يف اإط�ر ذلك كتب العيون‬ ‫واجلوا�صي�ض الذين ُدفعوا اإىل خو�ض مغ�مرات خطرة من اأجل احل�صول‬ ‫على معلوم�ت مفيدة لبالدهم وموؤ�ص�ص�تهم‪ ،‬وبعد كل ذلك البد من التنويه‬ ‫اإىل االأ�صل‪ ،‬وهو تلك الكتب التي جعلت االرحت�ل هدف ً� غ�يته ك�صف اأحوال‬ ‫الن��ض يف حي�تهم وعالق�تهم وطب�ئعهم‪ ،‬ويتعذر اإعداد ق�ئمة به�‪.‬‬ ‫الرح�لة اإىل‬ ‫ثم اأن االرحت�ل قد يف�صي اإىل نتيجة غري حم�صوبة‪ ،‬اإذ ينتهي ّ‬ ‫اختي�ر مغ�ير كلية مل� ك�ن عليه اأمره قبل ال�رضوع ب�لرحلة‪ ،‬ذلك م� ميكن‬ ‫التحقق منه يف رحلة «الطريق اإىل مكة» لليوبولد ف�ي�ض‪ ،‬فعلى اإثره� انعطف‬ ‫م�ص�ر حي�ته اإىل جهة اأخرى‪ ،‬فهجر اليهودية اإىل االإ�صالم‪ ،‬وت�ص ّمى مبحمد‬ ‫اأ�صد‪ .‬ومع اأن كثري ًا من مدون�ت االرحت�ل خ�صعت الن�صب�ط مدر�صي يف‬ ‫الك�صف والتعريف الق�ئمني على املخ�لطة وامل�ص�كنة‪ ،‬فقد ظهر اأي�ص ً� م�‬ ‫يطعن ذلك حينم� يفقد الرح�لة �صيطرته على م�صريه‪ ،‬كم� ظهر ذلك يف رحلة‬ ‫«ه�رون بن يحيى» اإىل الق�صطنطينية يف مطلع القرن الع��رض امليالدي‪ ،‬فقد‬ ‫�صيق اأ�صري ًا اإليه�‪ ،‬وبدل اأن يعود اإىل بالد ال�ص�م بعد حتريره اجته اإىل روم�‪،‬‬ ‫ولي�ض نعدم نزوع ً� للكراهية الق�ئمة على االنتق��ض يف مدون�ت الرحلة كم�‬ ‫ظهر ذلك عند «داوتي» و«ب�جلريف» يف جتواله� يف ال�صحراء العربية يف‬ ‫الن�صف الث�ين من القرن الت��صع ع�رض‪ .‬وب�الإجم�ل‪ ،‬فحيثم� اأدير النق��ض‬ ‫حول هذا ال�رضب من الكت�بة �صوف جند ال�صيء ونقي�صه‪ ،‬فال ن�ظم دقيق ً�‬ ‫ميكن له اأن يو ّؤطر حدود هذه الكت�بة‪ ،‬ويح�رضه�‪ ،‬اإمن� هي كت�بة منفتحة‬ ‫متثل لقواعد ع�مة‪ ،‬وت�أبى على الت�صنيف الدقيق‪.‬‬

‫‪19‬‬ ‫العدد الثالث ‪ -‬سبتمبر ‪2012‬‬

‫� ��‪/���� �:‬‏�‪/‬‏��‬

‫‪Diplomacy Arabic 3.indd 19‬‬


‫مقاالت‬

‫ميثاق جامعة‬ ‫الدول العربية‬ ‫والربيع العربي!‬ ‫د‪ .‬سحر المجالي*‬

‫ا�صتقر يف الفكر التنظيمي الدويل اأنه ال يكفي اأن يكون للمنظمة الدولية اأهداف فقط‪ ،‬اأي ً�‬ ‫ك�نت �صعته� اأو �صموله� اأو �صموه�‪ ،‬اإذ ال بد من اأن يكون له� اأي�ص ً� مب�دئ حمددة تر�صم اآلية‬ ‫تنفيذ هذه االأهداف‪ ،‬وتبني الطرائق التي يجب �صلوكه�‪ .‬وبهذا تكون املب�دئ مع�مل لطريق‬ ‫االإجراء واالإجن�ز‪ .‬ومن املعروف اأي�ص ً� اأن اأي كي�ن �صي��صي ق�نوين‪ ،‬ك�ملنظمة الدولية‪،‬‬ ‫يعجز عن حتقيق اأهدافه عند وجود جمموعة من االأزم�ت وامل�صكالت واملعوق�ت وتن�ق�ص�ت‬ ‫امل�ص�لح وتف��صري االأحك�م‪ .‬وحتى يتمكن هذا الكي�ن من جت�وز ذلك ال بد من اال�صت�ص�ءة مب�‬ ‫يعينه على روؤية هذه ال�صعوب�ت وتذليله�‪ .‬فغي�ب املب�دئ يعيق تفكري املنظمة‪ ،‬ويحول دون‬ ‫الو�صول اإىل مع�ين اأهدافه�‪ ،‬ويجعل التق�ط �صمو مق�صده� غ�ي ًة �صعبة املن�ل‪ ،‬واأكرث من ذلك‬ ‫رمب� ي�صهم يف جتزئة تفكريه� وت�صعيب روؤاه�‪.‬‬ ‫وهن� ال نغفل اأن مب�دئ املنظمة‪ ،‬كونه� قواعد ق�نوني ًة دولي ًة‪ ،‬قد ت�صبق املنظمة يف وجوده�‪،‬‬ ‫وقد تن�صئه� املنظمة نف�صه�‪ ،‬وهي يف احل�لتني ملزمة لكل من املنظمة والأع�ص�ئه�‪ .‬لهذا ف�إن‬ ‫املب�دئ املن�صو�ض عليه� يف مواثيق املنظم�ت اأو د�ص�تريه� لي�صت قواعد ق�نوني ًة دولي ًة ع�دي ًة‪،‬‬ ‫اأي مم� ميكن تف�صريه بي�رض‪ ،‬وكيفم� ت�ص�ء الدول املتع�قدة‪ ،‬بل هي قواعد تت�صم ب�ال�صتمرار‬ ‫والثب�ت الن�صبيني‪ ،‬وال ميكن اإبداله� بقواعد اأخرى‪ ،‬كم� يجري يف تبديل القواعد الع�دية‬ ‫املدرجة يف االتف�قي�ت‪ ،‬اأو املع�هدات الثن�ئية اأو املحددة االأطراف‪ .‬وهذه هي القواعد االآمرة‬ ‫(‪ )Jus Cones‬يف الق�نون الدويل‪ .‬وهي مب�دئ ومع�يري اإلزامية ال يجوز وقف العمل به� اأو‬ ‫من�ق�صته� مبع�هدة اأو اإذع�ن‪ ،‬وهي ب�صفته� هذه مت ّثل التزام الدول جت�ه املجتمع الدويل كله‪،‬‬ ‫ولي�ض جت�ه دولة اأخرى فح�صب‪.‬‬ ‫لقد ج�ء هذا التن�ول يف اللحظة التي يفرز فيه� الربيع العربي العديد من الت�ص�وؤالت‬ ‫حول ج�معة الدول العربية ومواءمته� لع�رض النه�صة العربية‪ ،‬اإ�ص�ف ًة اإىل ع��صفة من‬ ‫احلوارات والروؤى املتعددة حول وجوب اإ�صالح اجل�معة العربية‪ ،‬ع�صى اأن تعك�ض ح�لة‬ ‫النه�صة العربية ال�ص�ملة التي يعي�صه� اليوم االإن�ص�ن العربي‪� .‬صحيح اأن موؤ�ص�صة اجل�معة‬ ‫العربية‪ ،‬مت ّثل العمل الر�صمي اجلمعي العربي الوحيد‪ ،‬اإال اأن اقت�ص�ر دوره� على الدف�ع عن‬ ‫النظ�م الر�صمي العربي‪ ،‬واإدارة ظهره� لل�صعب العربي‪ ،‬وحتوله� اإىل مكتب ع�دي يديره اأحد‬

‫ّ‬ ‫* أستاذ التاريخ اإلسالمي المشارك‪ ،‬جامعة البلقاء التطبيقية‪ ،‬عمان ‪ -‬األردن‬

‫‪20‬‬ ‫العدد الثالث ‪ -‬سبتمبر ‪2012‬‬

‫� ��‪/���� �:‬‏�‪/‬‏��‬

‫‪Diplomacy Arabic 3.indd 20‬‬


‫مقاالت‬

‫املوظفني الدوليني‪ ،‬اأفقدته� قن�عة االإن�ص�ن العربي بدوره� كموؤ�ص�صة قومية‬ ‫ترعى العمل العربي امل�صرتك‪.‬‬ ‫كم� يجمع املتنورون من ق�دة الربيع العربي ومفكروه على اأن اخللل‬ ‫يكمن يف امليث�ق الذي ُكتب منذ اأكرث من �صبعة و�صتني ع�م ً� (‪ ،)1945‬حني‬ ‫ُو�صع حتت ا�صتحق�ق�ت انته�ء احلرب الع�ملية الث�نية‪ ،‬وال�صغوط�ت‬ ‫الدولية واالإقليمية واملحلية الداعية اإىل �رضورة اإق�مة �صيغة م� للعمل‬ ‫العربي امل�صرتك‪ ،‬واحتوا ًء ملفهوم الوحدة العربية ال�ص�ملة‪.‬‬ ‫اإن هذا امليث�ق‪ ،‬يف �صبيل املث�ل ال احل�رض‪ ،‬ي�صري اإىل مبداأين فقط هم�‪:‬‬ ‫مبداأ عدم جواز االلتج�ء اإىل القوة لف�ض النزاع�ت بني الدول االأع�ص�ء‬ ‫(امل�دة اخل�م�صة)‪ ،‬ومبداأ احرتام نظ�م احلكم الق�ئم يف كل دولة من هذه‬ ‫الدول (امل�دة الث�منة)‪ .‬لهذا ف�إنه اختزل جميع املب�دئ التي تن�ض عليه�‬ ‫مواثيق املنظم�ت الدولية‪ ،‬ويف مقدمته� االأمم املتحدة‪ ،‬يف هذين املبداأين فقط‪،‬‬ ‫وجت�هل‪ ،‬اأو يف اأح�صن االفرتا�ص�ت مل ي�رض اإىل مبداأ الوحدة بني الدول‬ ‫االأع�ص�ء‪ ،‬اأو اإىل مبداأ ح�صن النية يف تنفيذ االلتزام�ت املرتتبة على العمل‬ ‫العربي امل�صرتك‪ ،‬اأو مبداأ االمتن�ع عن م�ص�عدة اأية دولة اأجنبية تهدف اإىل‬ ‫ا�صتب�حة االأمن القومي العربي‪ .‬وهذا يعني اأن ميث�ق ج�معة الدول العربية‬ ‫بح�جة م��صة‪ ،‬اليوم قبل غد‪ ،‬اإىل االإ�صالح ليتالءم ومنظور الربيع العربي‬ ‫و�صمولية اأهدافه ال�ص�مية‪.‬‬ ‫كم� اأغفل امليث�ق مبداأ احرتام حقوق االإن�ص�ن وحري�ته االأ�ص��صية‪ ،‬وهو‬ ‫مبداأ مل يخل ميث�ق اأية منظمة دولية منه‪ .‬وجت�هل االإ�ص�رة اإىل االلتزام‬ ‫مبب�دئ الق�نون الدويل والعدل‪ ،‬اأو ميث�ق االأمم املتحدة‪ ،‬يف حني ن�صت عليه�‬ ‫مواثيق االأمم املتحدة‪ ،‬االحت�د االأوروبي‪ ،‬منظمة الدول االأمريكية‪ ،‬منظمة‬ ‫االحت�د االأفريقي‪ ،‬منظمة مع�هدة �صم�ل االأطل�صي‪ ،‬ومنظمة ال�صلم والتع�ون‬ ‫يف اأوروب�‪ ،‬وحتى منظمة مع�هدة وار�صو املنتهية (‪ )1990 -1955‬ن�صت‬ ‫مع�هدته� الت�أ�صي�صية على بع�ض من هذه املب�دئ‪.‬‬

‫املتحدة‪ ،‬ففي الديب�جة يتحدث اأطراف املع�هدة عن حتقيق الدف�ع امل�صرتك‪،‬‬ ‫و�صي�نة االأمن وال�صلم وفق ً� ملب�دئ ميث�ق ج�معة الدول العربية وميث�ق‬ ‫االأمم املتحدة والأهدافه�‪ ،‬اإ�ص�ف ًة اإىل اأن املع�هدة تتم��صى مت�م ً� ومواد ميث�ق‬ ‫املنظمة الدولية‪ ،‬بل تعتمد يف معظم مواده� مرجعية املواثيق الدولية‪ ،‬يف حني‬ ‫اأن ميث�ق اجل�معة ال ين�ض �رضاح ًة على اأن اأحك�مه ت�صود يف ح�لة التع�ر�ض‬ ‫بينه� وبني اأحك�م اتف�قية اأخرى‪� ،‬صواء ُعقدت بني االأع�ص�ء اأنف�صهم‪ ،‬اأو‬ ‫بينهم وبني غريهم‪ .‬كم� اأن ميث�ق جمل�ض التع�ون لدول اخلليج العربية‬ ‫متقدم كثري ًا على ميث�ق ج�معة الدول العربية‪.‬‬ ‫وهكذا ف�إن قراءةً‪ ،‬ولو عر�صي ًة‪ ،‬مليث�ق ج�معة الدول العربية ترى اأن‬ ‫اقت�ص�ر هذا امليث�ق على مبداأين فح�صب ت�صوبه نواق�ض مو�صوعية و�صكلية‬ ‫ت�صهم يف اإ�صع�ف امليث�ق نف�صه‪ ،‬والت�أثري �صلبي ً� على اأداء عمل اجل�معة‪ .‬وهذا‬ ‫مرده اإىل اأن املب�دئ بذاته� متثل التزام�ت على االأع�ص�ء كم� على اجل�معة‪،‬‬ ‫وبذلك ف�إن االأع�ص�ء يتحملون التبع�ت وامل�صوؤولي�ت يف ح�لة خرقهم لهذه‬ ‫االلتزام�ت‪ ،‬اإ�ص�ف ًة اإىل اأن املب�دئ لي�صت و�ص�ئل فح�صب الإجن�ز مق��صد‪ ،‬بل‬ ‫هي جزء من هذه املق��صد‪ ،‬تطبيق ً� وتف�صري ًا‪.‬‬ ‫وحتى تتج�وز اجل�معة هذا ال�صعف واخللل ف�إن عليه�‪ ،‬ا ْإن مل يتمكن‬ ‫جمل�صه� من تعديل امليث�ق‪ ،‬اأن تعمد اإىل اإ�صدار اإعالن�ت (‪)Declaration‬‬ ‫تت�صمن مب�دئ ع�م ًة تُط َّبق على اأعم�ل معينة‪ ،‬ال�صيم� اأنه م� من د�صتور‬ ‫الأية منظمة دولية ذات ا�صتقالل ذاتي اإال ويحتوي على �صالحية �رضيحة‬ ‫لتبني االإعالن�ت‪ ،‬وهذه ظ�هرة ُعرفت بعد ع�صبة االأمم‪ .‬وت�صتطيع اجل�معة‬ ‫اأن تن�صئ مب�دئ جديدة يف الق�نون الدويل‪ ،‬واأن حت ّدث نف�صه� وفق ً� ملتطلب�ت‬ ‫وحت�صن نظ�مه� االأمني‬ ‫القرن احل�دي والع�رضين‪ ،‬واأن تزيد من ف�عليته�‬ ‫ّ‬ ‫اجلم�عي‪ ،‬واأن ت�صد الثغرات الق�نونية يف ميث�قه�‪.‬‬ ‫لقد تعر�صت ج�معة الدول العربية موؤخر ًا اإىل هزة �صديدة األغت‪ ،‬اإىل‬ ‫حد م�‪ ،‬ال�صورة املتكونة عن العمل اجلمعي املوؤ�ص�صي العربي‪ ،‬واأ�صبحت‬ ‫امل�ص�ف�ت بني عوا�صم الع�مل اخل�رجي وعوا�صم الدول العربية اأقرب من‬ ‫تلك التي تف�صل بني اأية ع��صمتني عربيتني‪ .‬و�صقط التن�صيق وحتى احلوار‪،‬‬ ‫واأ�صبح الكثريون يبحثون عن الذات واملزيد من االنكف�ء على النف�ض‪ ،‬فع�دت‬ ‫حدود الدولة العربية منف�صل ًة ال عالقة له� بحدود دولة عربية اأخرى‪ .‬ومن‬ ‫هن� ال بد من اإع�دة مل ال�صمل‪ ،‬و�صي�غة العمل العربي امل�صرتك حتى لو اأدى‬ ‫ذلك اإىل اإجراء وا�صع‪ ،‬ولكن يجب اأن يكون �رضيح ً� ووا�صح ً�‪ ،‬وفيه من‬ ‫ال�صف�فية م� ي�صلح اخللل‪ ،‬ويعدل امل�صرية‪ ،‬ويتم��صى وحركة النه�صة‬ ‫العربية وربيعه� املن�صود‪.‬‬

‫ومم� يثري اال�صتغراب اأن ميث�ق ج�معة الدول العربية ُو�صع يف فرتة‬ ‫زمنية مق�ربة جد ًا لو�صع ميث�ق االأمم املتحدة‪ ،‬وقبل ت�أ�صي�ض احت�د ال�صلب‬ ‫واحلديد االأوروبي ب�ثني ع�رض ع�م ً� (‪ .)1957‬كم� �ص�ركت خم�ض دول‬ ‫عربية يف و�صع ميث�ق االأمم املتحدة‪ ،‬واطلعت على م�ص�مني مق��صد املنظمة‬ ‫الدولية ومب�دئه�‪ ،‬اإال اأن ثمة «عز ًال» كبري ًا ح�صل بني امليث�قني‪ ،‬فخال‬ ‫ميث�ق ج�معة الدول العربية من الكثري من املب�دئ التي احتواه� ميث�ق‬ ‫االأمم املتحدة‪ .‬ومم� يزيد اال�صتغراب اأن مع�هدة الدف�ع امل�صرتك والتع�ون‬ ‫االقت�ص�دي بني دول اجل�معة العربية املعقودة ع�م ‪ 1950‬قد ج�ءت اأن�صج‬ ‫يف جم�ل تخ�ص�صه� من ميث�ق اجل�معة نف�صه‪ ،‬واأكرث الت�ص�ق ً� مبيث�ق االأمم‬ ‫‪21‬‬ ‫العدد الثالث ‪ -‬سبتمبر ‪2012‬‬

‫� ��‪/���� �:‬‏�‪/‬‏��‬

‫‪Diplomacy Arabic 3.indd 21‬‬


‫مقاالت‬

‫التعاون الدولي من أجل التنمية‪:‬‬

‫ممارسات وآفاق‬ ‫د‪ .‬يوحنا أبونا*‬ ‫اعتمدت الحضارة اإلنسانية منذ أقدم العصور على نقل األفكار والتجارب واالكتشافات من قوم إلى آخر‪ ،‬ومن بلد إلى آخر‪ .‬إال‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أن ذلك كان ببطء شديد يقاس بمئات‪ ،‬بل بآالف السنين‪ ،‬بسبب االعتماد على مبادرات فردية‪ ،‬والصعوبة غالبا‪ ،‬بل التعذر أحيانا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫في االنتقال من موقع جغرافي إلى آخر‪ .‬ورغم ذلك فقد قامت حضارات في مواقع مختلفة من العالم وازدهرت‪ ،‬مستفيدة‬ ‫ً‬ ‫مما حققته حضارات أخرى من أفكار وعلوم‪ .‬وقد كانت دول ما يسمى اآلن بالشرق األوسط منبعا لكثير من إنجازات الفكر واألدب‬ ‫ً‬ ‫والفلسفة‪ ،‬وعلوم الرياضيات والفلك والقانون والزراعة‪ ،‬إضافة إلى شرائع سماوية‪ ،‬اقتبستها دول أخرى‪ ،‬خاصة األوربية منها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫لذا كان انتقال األفكار والمعارف من قوم الى آخر ومن مواقع الى أخرى جزءا أساسيا من تطور الحضارة اإلنسانية‪ ،‬ولن نأتي‬ ‫بجديد عندما نتحدث عن مساعدات إنمائية‪ ،‬أي مساعدات تقدمها دول أو منظمات أو كيانات معينة لدول ومنظات وكيانات أخرى‬ ‫من أجل مساعدتها في االرتقاء بذاتها وتحسين مستويات معيشتها‪ ،‬واالستفادة من كل ما حققته البشرية عبر العصور من‬ ‫تراكمات فكرية واجتماعية وعلمية واقتصادية‪.‬‬ ‫إن الجديد في األمر هو اإلدراك بأنه ال يمكن أن يتحقق التعايش السلمي في العالم من دون أن تتولى الدول المتقدمة‬ ‫مساعدة الدول النامية‪ ،‬وال يمكن الركون إلى الصيغ البطيئة والعفوية في استفادة بعضها من بعض‪ ،‬بل يجب أن يتم ذلك‬ ‫بصورة مدروسة ومنظمة ومكثفة‪ .‬ومن هنا برزت هذه الظاهرة الجديدة‪ ،‬أي ظاهرة المساعدات اإلنمائية التي تقدمها دول أو‬ ‫مؤسسات معينة لدول أو مؤسسات أخرى من أجل نموها‪ ،‬وتقليل مظاهر الفقر والتخلف فيها‪ ،‬ومعالجة المشاكل الناجمة عن‬ ‫كوارث طبيعية وحروب ومجاعات‪.‬‬ ‫* خبير تعاون دولي في وزارة الخارجية القطرية‬

‫‪22‬‬ ‫العدد الثالث ‪ -‬سبتمبر ‪2012‬‬

‫� ��‪/���� �:‬‏�‪/‬‏��‬

‫‪Diplomacy Arabic 3.indd 22‬‬


‫مقاالت‬ ‫المقصود بالتعاون الدولي من أجل التنمية‬

‫تطورت النظرة اإىل التع�ون الدويل من اأجل التنمية عرب ال�صنوات امل��صية‬ ‫اإىل م� ميكن تلخي�صه ب�الآتي‪ :‬قي�م دول اأو موؤ�ص�ص�ت‪ ،‬متقدمة اقت�ص�دي ً�‬ ‫وتكنولوجي ً�‪ ،‬بتقدمي م�ص�عدات اإمن�ئية‪ ،‬عن طريق نقل مع�رفه� وخرباته�‪،‬‬ ‫خ��ص ًة الن�جحة واملميزة منه�‪ ،‬يف املج�الت االقت�ص�دية واالجتم�عية‬ ‫والثق�فية‪ ،‬وحتى ال�صي��صية‪ ،‬لدول اأو موؤ�ص�ص�ت اأخرى اأقل منو ًا‪ ،‬وذلك‬ ‫من خالل االإ�صه�م يف تطوير ط�ق�ته� الوطنية‪ ،‬الب�رضية منه� واملوؤ�ص�صية‪،‬‬ ‫اإ�ص�ف ًة اإىل حت�صني بيئة االأعم�ل فيه�‪ ،‬اأي عالق�ت العمل والتع�ون بني‬ ‫خمتلف املوؤ�ص�ص�ت ذات العالقة وال�ص�أن‪ ،‬احلكومية منه� وغري احلكومية‪.‬‬ ‫اإن ال�صوؤال‪ ،‬الذي كثري ًا م� يتب�در اإىل االأذه�ن‪ ،‬هو مل�ذا مينح امل�نحون‪،‬‬ ‫اأي م� هي دوافعهم االأ�ص��صية؟ واالإج�بة على ذلك �ص�ئكة‪ ،‬ف�لدوافع‬ ‫متعددة ومتب�ينة ومتداخلة‪ ،‬وتختلف من ح�ل اإىل اأخرى‪ ،‬ومن زمن اإىل‬ ‫اآخر‪ ،‬فمنه� م� هو اإن�ص�ين الط�بع‪ ،‬اأي ن�بع من الرغبة يف م�ص�عدة الغري‪،‬‬ ‫ك�حلد من الفقر‪ ،‬ورفع م�صتوي�ت املعي�صة‪ ،‬و�صم�ن حقوق االإن�ص�ن‪،‬‬ ‫والتخفيف من حدة نت�ئج الكوارث الطبيعية‪ ،‬ومنه� م� يدخل يف ب�ب‬ ‫الت�ص�من من اأجل اأهداف حمددة مثل احلف�ظ على البيئة‪ ،‬واال�صتقرار‬ ‫الع�ملي‪ ،‬ون�رضالدميقراطية والتعددية الفكرية‪ .‬ومنه� م� ينبع من م�ص�لح‬ ‫ذاتية مثل ا�صتقرار الدول املج�ورة‪ ،‬وتقلي�ض الهجرة غري امل�رضوعة منه�‪،‬‬ ‫وفتح اأ�صواق جديدة وترويج ال�ص�درات اإليه�‪ ،‬وتو�صيع جم�الت النفوذ‪،‬‬ ‫والتو�صع الثق�يف واالأيديولوجي‪.‬‬ ‫توجهات المعونة عبر العقود‬

‫مرت امل�ص�عدات االإمن�ئية‪ ،‬خالل العقود التي تلت احلرب الع�ملية الث�نية‪،‬‬ ‫مبراحل عديدة من حيث دوافعه� واأهدافه� واهتم�م�ته� وجم�الت تركيزه�‬ ‫واجله�ت امل�صتفيدة منه�‪ .‬وك�ن التب�ين حمدود ًا اأحي�ن ً�‪ ،‬ووا�صع النط�ق‬ ‫اأحي�ن ً� اأخرى‪ .‬ولعل هذه االأمور بلغت موؤخر ًا نوع� من االتف�ق واال�صتقرار‬ ‫نتيجة اللق�ءات واملت�بع�ت واالتف�ق�ت الدولية‪ ،‬ففي عقدي االأربعيني�ت‬ ‫واخلم�صيني�ت ك�ن الرتكيز يف البداية على اإع�دة اإعم�ر م� بعد احلرب ثم‬ ‫االأمن‪ .‬وعلى ال�صعيد الثن�ئي ك�نت اأوىل املب�درات اأمريكية ممثل ًة بخطة‬ ‫م�ر�ص�ل املوجهة اإىل اإع�دة اإعم�ر م� خلفته احلرب الع�ملية الث�نية من دم�ر‬ ‫اأوروبي‪ ،‬وم�رضوع النقطة الرابعة املوجه اإىل حت�صني م�صتوي�ت املعي�صة‪،‬‬ ‫وتنمية ط�ق�ت الدول غري املرتبطة ب�ملع�صكر اال�صرتاكي وقدراته�‪ .‬وعلى‬ ‫ال�صعيد الدويل جرى ت�أ�صي�ض االأمم املتحدة‪ ،‬ومن �صمنه� عدد من املنظم�ت‬ ‫املتخ�ص�صة‪ ،‬وتو�صيع نط�ق براجمه� للتع�ون الفني‪ .‬كم� جرى ت�أ�صي�ض‬ ‫البنك الدويل‪ ،‬و�صندوق النقد الدويل بهدف تقدمي امل�ص�عدات االقت�ص�دية‪،‬‬ ‫و�صم�ن اال�صتقرار االقت�ص�دي وامل�يل يف الع�مل‪.‬‬ ‫وتن�مى االإح�ص��ض ب�رضورة تقدمي امل�ص�عدات االإمن�ئية للدول الن�مية‬ ‫والفقرية خالل عقد ال�صتيني�ت‪ ،‬خ��ص ًة بعد ظهور دول م�صتقلة جديدة عقب‬ ‫حترره� من اال�صتعم�ر‪ ،‬وح�جته� اإىل ال�صتقرار والنمو‪ ،‬ف�أعلنت االأمم املتحدة‬ ‫عقد ال�صتيني�ت «عقد التنمية»‪ ،‬وو�صعت اإ�صرتاتيجية لتحويل روؤو�ض االأموال‬ ‫اإىل الدول الن�مية‪ .‬كم� جرى ت�أ�صي�ض منظم�ت متعددة االأطراف معنية بتقدمي‬ ‫م�ص�عدات اإمن�ئية مثل‪ :‬جلنة امل�ص�عدات االإمن�ئية (‪ )DAC‬الت�بعة ملنظمة‬ ‫التع�ون االقت�ص�دي والتنمية (‪ ،)OECD‬وبنوك تنمية اإقليمية‪ .‬و يف الوقت‬

‫نف�صه جرى ت�أ�صي�ض موؤ�ص�ص�ت وطنية يف دول �صن�عية ك�لوالي�ت املتحدة‬ ‫االأمريكية وبريط�ني� وفرن�ص� واأمل�ني� وكندا لتنظيم م�ص�عداته� االإمن�ئية‪ .‬وقد‬ ‫ظهر توجه �صوب برامج تنموية وطنية �ص�ملة للتخطيط للتنمية والت�صنيع‪،‬‬ ‫تقوده� الدولة بد ًال من م�ص�ريع حمدودة االأهداف والقط�ع�ت واملواقع‪،‬‬ ‫وجرى االلتف�ت اإىل �رضورة التخل�ض من امل�ص�عدات امل�رضوطة‪ .‬وقد متيز‬ ‫العقد ب�هتم�م ودعم متوا�صلني ومتزايدين للم�ص�عدات االإمن�ئية‪ ،‬وحتققت‬ ‫جن�ح�ت ملحوظة‪ .‬وجرى االتف�ق دولي ً� ع�م ‪1970‬على ن�صبة ‪ %0.7‬من‬ ‫الن�جت املحلي االإجم�يل كهدف للم�ص�عدات االإمن�ئية الر�صمية‪.‬‬ ‫اأم� يف عقد ال�صبعيني�ت فقد اأعيد النظر يف فل�صفة امل�ص�عدات االإمن�ئية‬ ‫واأهدافه� ومربراته�‪ ،‬االأمر الذي اأدى اإىل تقليل املب�لغ املخ�ص�صة لذلك يف‬ ‫عدد من الدول ال�صن�عية‪ .‬مق�بل ذلك‪ ،‬تزايدت املب�لغ التي خ�ص�صته� الدول‬ ‫العربية‪ ،‬ودخلت ال�ص�حة دول جديدة كدول �صم�ل اأوروب� والي�ب�ن‪ .‬كم� بداأ‬ ‫االهتم�م ب�لفقر والرتكيز على الطبق�ت الفقرية واالحتي�ج�ت واخلدم�ت‬ ‫االإن�ص�نية االأ�ص��صية ك�لتعليم وال�صحة والزراعة وتوفري املي�ه ال�ص�حلة‬ ‫لل�رضب بد ًال من التنمية االقت�ص�دية ب�صكل ع�م‪.‬‬ ‫وتن�ق�صت امل�ص�عدات االإمن�ئية خالل الن�صف االأول من عقد الثم�نيني�ت‬ ‫ب�صبب الركود االقت�ص�دي‪ ،‬والت�صخم الذي واجهته الدول ال�صن�عية‪.‬‬ ‫وجرى ت�صجيع الدول امل�صتقبلة للم�ص�عدات االإمن�ئية على فتح اأ�صواقه�‪،‬‬ ‫وتقلي�ض االإنف�ق احلكومي فيه�‪ .‬كم� ظهرت م�صكلة خدمة الديون لدى‬ ‫الدول امل�صتقبلة للم�ص�عدات‪ ،‬وظهر التوجه‪ ،‬بقي�دة البنك الدويل و�صندوق‬ ‫النقد الدويل ودول �صن�عية رئي�صية‪ ،‬اإىل اإع�دة هيكلة اقت�ص�دي�ت الدول‬ ‫امل�صتقبلة للم�ص�عدات االإمن�ئية‪ ،‬مب� يف ذلك االن�صب�ط امل�يل‪ ،‬وتقلي�ض‬ ‫االإنف�ق احلكومي‪ ،‬والرتكيز على اخلدم�ت االإن�ص�نية االأ�ص��صية‪ ،‬واإ�صالح‬

‫‪23‬‬ ‫العدد الثالث ‪ -‬سبتمبر ‪2012‬‬

‫� ��‪/���� �:‬‏�‪/‬‏��‬

‫‪Diplomacy Arabic 3.indd 23‬‬


‫مقاالت‬ ‫النظ�م ال�رضيبي‪ ،‬واعتم�د �صعر تن�ف�صي للعملة‪ ،‬وحترير التج�رة مع‬ ‫تقليل ال�صوابط احلكومية‪ ،‬وفتح املج�ل لال�صتثم�رات اخل�رجية املب��رضة‪،‬‬ ‫واخل�ص�صخة‪ .‬وخالل الن�صف الث�ين من العقد تزايدت امل�ص�عدات االإمن�ئية‬ ‫نتيجة حت�صن االأو�ص�ع االقت�ص�دية يف الدول امل�نحة‪ ،‬واإدراكه� اأن برامج‬ ‫اإع�دة الهيكلة غري ن�جحة‪ ،‬خ��ص ًة من النواحي االإن�ص�نية‪ ،‬واهتم�م االإعالم‬ ‫بعدد من الكوارث الطبيعية واملج�ع�ت يف الع�مل‪ ،‬وبروز دور املنظم�ت غري‬ ‫احلكومية يف جمع االأموال‪ ،‬وخدمة املجتمع�ت الفقرية‪.‬‬ ‫ثم تن�ق�صت امل�ص�عدات االإمن�ئية جمدد ًا يف اأوائل الت�صعيني�ت ب�صبب‬ ‫م� اأ�ص�ب الدول امل�نحة من «اإعي�ء»‪ ،‬وتن�ق�ض القن�عة لديه� بف�علية هذه‬ ‫امل�ص�عدات‪ .‬وتزامن ذلك مع نه�ية احلرب الب�ردة‪ ،‬ودخول دول �رضق‬ ‫اأوربية جم�ل التن�ف�ض على امل�ص�عدات االإمن�ئية‪ .‬كم� تزامن مع احل�جة‬ ‫لزي�دة امل�ص�عدات املخ�ص�صة للطوارىء ب�صبب كوارث طبيعية‪ ،‬و�رضاع�ت‬ ‫اإقليمية وحملية‪ .‬وجرى الرتكيز جمدد ًا على الفقر‪ ،‬وزاد االإدراك ب�أن‬ ‫�صي��ص�ت اإع�دة الهيكلة كثري ًا م� زادت من حدة الفقر‪.‬‬

‫وقد زاد الربن�مج االإمن�ئي لالأمم املتحدة (‪ )UNDP‬من اهتم�مه‬ ‫ب�لتنمية االإن�ص�نية‪ ،‬وب��رض ب�إ�صدار تق�رير �صنوية دولية (‪Human‬‬ ‫‪ )Development Reports‬تت�صمن موؤ�رض التنمية االإن�ص�نية (‪Human‬‬ ‫‪ ،)Development Index‬تبعته� تق�رير اإقليمية‪ ،‬من �صمنه� تق�رير‬ ‫التنمية االإن�ص�نية العربية‪ ،‬جرى الرتكيز فيه� على حقوق االإن�ص�ن والتعليم‬ ‫وال�صحة‪ .‬ونُظ َّمت موؤمترات دولية عديدة على م�صتوى القمة لدرا�صة هذه‬ ‫االأولوي�ت‪ ،‬وال�صعي اإىل مع�جلته�‪ .‬كم� ب��رضت جلنة امل�ص�عدات االإمن�ئية‬ ‫ملنظمة التع�ون االقت�ص�دي والتنمية (‪ )OECD-DAC‬ب�إ�صدار تق�رير‬ ‫�ص�ملة عن اأهداف التع�ون االإمن�ئي و�صي��ص�ته واأ�ص�ليبه‪ ،‬وحتديد اأهداف‬ ‫وا�صحة لالألفية اجلديدة‪ ،‬واملب�درة ب�أدوات تن�صيقية بني الدول امل�نحة‪.‬‬ ‫وبرزت احل�جة اإىل روؤية وا�صحة لالألفية اجلديدة مبنية على جت�رب‬ ‫ال�صنوات ال�ص�بقة‪ ،‬ونت�ئج موؤمترات القمة التي عقدت يف العقد ال�ص�بق‪.‬‬ ‫وبدعوة من االأمم املتحدة ُعقد موؤمتر قمة االألفية ع�م ‪ 2000‬بهدف حترير‬ ‫رج�ل الع�مل ون�ص�ئه واأطف�له من ق�ص�وة الفقر املدقع ومذ ّلته؛ �ص�ركت فيه‬ ‫‪ 189‬دولة‪ .‬واهتم املوؤمتر ب�لقيم واملب�دىء االإن�ص�نية‪ ،‬واإزالة الفقر‪ ،‬وحم�ية‬ ‫ال�صعف�ء‪ ،‬وال�صالم‪ ،‬ونزع ال�صالح‪ ،‬وحم�ية البيئة‪ ،‬وحقوق االإن�ص�ن‪،‬‬

‫والدميقراطية‪ ،‬ومنظومة احلكم اجليد‪ ،‬وتعزيز دور االأمم املتحدة وقدراته�‬ ‫يف كل ذ لك‪ .‬وجرى اعتم�د ثم�نية اأهداف اإمن�ئية لالألفية اجلديدة ينبغي‬ ‫حتقيقه� بحلول ع�م ‪ ،2015‬توفر للمجتمع الدويل اإط�ر ًا للعمل امل�صرتك‬ ‫لتحقيق نت�ئج حمددة ووا�صحة ممثلة ب�لق�ص�ء على الفقر املدقع واجلوع‪،‬‬ ‫وتوفري التعليم االبتدائي للجميع‪ ،‬وتوفري امل�ص�واة بني اجلن�صني‪ ،‬ومتكني‬ ‫املراأة‪ ،‬وتقليل وفي�ت االأطف�ل‪ ،‬وحت�صني ال�صحة النف��صية‪/‬اأالمومية‪،‬‬ ‫ومك�فحة فريو�ض نق�ض املن�عة الب�رضية‪/‬االأيدز واملالري� واالأمرا�ض‬ ‫االأخرى‪ ،‬و�صم�ن اال�صتدامة البيئية‪ ،‬واإق�مة �رضاكة ع�ملية من اأجل التنمية‪.‬‬ ‫ويف تقرير لـ ‪ UNDP‬ع�م ‪ 2011‬تبني اأن الع�مل‪ ،‬رغم العقب�ت الرئي�صة‬ ‫الن�جتة عن االأزمة االقت�ص�دية الع�ملية لفرتة ‪ ،2009 -2008‬ا�صتع�د طريقه‬ ‫اإىل حتقيق الهدف اخل��ض بتقلي�ض الفقر بحلول ع�م ‪ .2015‬لكن قد يتعذر‬ ‫حتقيق االأهداف ك�ملة بحلول ع�م ‪.2015‬‬ ‫ويف اجتم�ع دويل ع�م ‪ ،2005‬حول ف�علية املعون�ت االإمن�ئية‪� ،‬ص�ركت‬ ‫فيه ‪ 90‬دولة‪ ،‬منه� ‪ 8‬دول عربية‪ ،‬و‪ 26‬منظمة‪ ،‬و ‪ 14‬منظمة جمتمع مدين‪،‬‬ ‫�صدر م� ي�صمى بـ «اإعالن ب�ري�ض»‪ ،‬الذي يت�صمن جمموع ًة من التوجيه�ت‬ ‫اله�دفة اإىل حت�صني ف�علية املعون�ت االإمن�ئية‪ ،‬من بينه� تدعيم ا�صرتاتيجية‬ ‫التنمية الوطنية يف البلدان ال�رضيكة‪ ،‬وزي�دة املواءمة بني املعون�ت وبني‬ ‫اأولوي�ت البلدان ال�رضيكة واأنظمته� واإجراءاته�‪ ،‬ورفع م�صتوى م�ص�ءلة‬ ‫اجله�ت امل�نحة والبلدان ال�رضيكة‪ ،‬والق�ص�ء على ازدواجية اجلهود‪،‬‬ ‫واإ�صالح �صي��ص�ت اجله�ت امل�نحة وتب�صيط اإجراءاته�‪ ،‬وحتديد مع�يري‬ ‫االأداء وامل�ص�ءلة واإجراءاته� يف اأنظمة البلدان ال�رضيكة‪ .‬كم� ت�صمن االإعالن‬ ‫عدد ًا من التدابري امللمو�صة والفع�لة للت�صدي للتحدي�ت املتبقية‪ ،‬والتي‬ ‫ت�صمل �صعف ً� يف القدرات املوؤ�ص�صية للبلدان ال�رضيكة‪ ،‬وعدم منح م� يكفي‬ ‫من تفوي�ض للموظفني امليدانيني ب�جله�ت امل�نحة‪ ،‬وعدم اإدم�ج الربامج‬ ‫واملب�درات الع�ملية مب� يكفي يف اأجندات التنمية االأو�صع نط�ق ً� يف البلدان‬ ‫ال�رضيكة‪ ،‬والف�ص�د وغي�ب ال�صف�فية‪.‬‬ ‫ويف ع�م ‪� 2008‬صدر عن اجتم�ع روؤ�ص�ء املوؤ�ص�ص�ت امل�نحة الثن�ئية‬ ‫ومتعددة االأطراف منه�ج اأكرا للعمل‪ ،‬هدف اإىل تطوير تنفيذ اإعالن ب�ري�ض‪،‬‬ ‫حيث جرى الت�أكيد على تعزيز امللكية الوطنية للتنمية‪ ،‬وتقوية قدرات الدول‬ ‫امل�صتقبلة يف قي�دة العملية‪ ،‬وتعزيز ال�رضاكة والتع�ون بني خمتلف اجله�ت‬ ‫املعنية‪ ،‬امل�صتقبلة منه� وامل�نحة‪ ،‬مب� يف ذلك املنظم�ت غري احلكومية ومنظم�ت‬ ‫املجتمع املدين‪ ،‬وحتقيق النت�ئج وقي��صه� وت�صجيله� واإبرازه� وك�صف‬ ‫ح�ص�ب�ته�‪ ،‬مع التقليل من جتزاأة املعونة وم�رضوطيته�‪ ،‬مع مراع�ة م� قد‬ ‫تع�ين منه الدول من اأزم�ت واأو�ص�ع ح�ص��صة‪ .‬ثم ج�ء يف ع�م ‪ 2011‬اجتم�ع‬ ‫بو�ص�ن يف كوري� اجلنوبية‪ ،‬الذي ر ّكز جمدد ًا على ف�علية املعونة التنموية‪.‬‬ ‫ومتيز العقد االأول من االألفية اجلديدة بربوز اأدوار دول جديدة يف‬ ‫اقت�ص�دي�ت الع�مل ك�ل�صني والهند والربازيل‪ ،‬وتقل�ض الفروق�ت بني دول‬ ‫«ل�صم�ل» و»اجلنوب» يف كثري من احل�الت‪ .‬وبلغت امل�ص�عدات االإمن�ئية‬ ‫الر�صمية لدول ‪ DAC‬ع�م ‪ 2010‬اأكرث من ‪ 128‬ملي�ر دوالر‪ .‬كم� ارتفع عدد‬ ‫احلكوم�ت امل�نحة خ�رج نط�ق ‪ DAC‬اإىل ‪ 30‬حكومة‪ ،‬وعدد املوؤ�ص�ص�ت‬ ‫والوك�الت املعنية ب�لتع�ون االإمن�ئي على ال�صعيد الثن�ئي اإىل ‪ 242‬موؤ�ص�صة‪،‬‬ ‫منه� ‪ 24‬م�رضف ً� اإمن�ئي ً�‪ ،‬و‪ 40‬وك�لة ت�بعة لالأمم املتحدة‪ .‬ولوحظ ب�أنه نتيجة‬ ‫كل هذه التغيريات‪ ،‬وظهور كل هذه االأطراف‪ ،‬تعقد امل�صهد‪ ،‬وازدادت �صعوبة‬ ‫اإدارة الدول امل�صتفيدة له‪.‬‬

‫‪24‬‬ ‫العدد الثالث ‪ -‬سبتمبر ‪2012‬‬

‫� ��‪/���� �:‬‏�‪/‬‏��‬

‫‪Diplomacy Arabic 3.indd 24‬‬


‫مقاالت‬

‫تدفق المساعدات اإلنمائية الدولية‬

‫اإن االإ�ص�رة اإىل امل�ص�عدات االإمن�ئية غ�لب ً� م� يق�صد به� (امل�ص�عدات‬ ‫االإمن�ئية الر�صمية)‪ ،‬وهي املب�لغ التي تخ�ص�صه� احلكوم�ت واجله�ت‬ ‫الر�صمية‪ ،‬اأم� بو�صفه� منح ً�‪ ،‬اأو قرو�ص ً� ت�ص ّكل ن�صبة املنح فيه� ‪ %25‬يف‬ ‫االأقل‪ .‬غري اأن اجلداول ال�ص�درة عن جلنة امل�ص�عدات االإمن�ئية (‪)DAC‬‬ ‫تت�صمن االإ�ص�رة اإىل ثالث فقرات رئي�صة اأخرى هي‪( :‬تدفق�ت ر�صمية‬ ‫اأخرى)‪ ،‬وهي املب�لغ التي ال ت�صل ن�صبة املنح فيه� اإىل ‪ ،%25‬و(تدفق�ت‬ ‫خ��صة)‪ ،‬وهي املب�لغ ال�ص�درة عن القط�ع اخل��ض واخل��صعة ل�رضوط‬ ‫ال�صوق؛ و(املنح ال�ص�درة عن املنظم�ت غري احلكومية)‪.‬‬ ‫وكم� ذكرن� اآنف ً�‪ ،‬فقد ح�صلت زي�دات ملحوظة يف امل�ص�عدات االإمن�ئية‬ ‫الر�صمية عرب ال�صنني‪ ،‬بلغت للدول املنتمية اإىل (‪ ،)DAC‬مبوجب تقرير‬ ‫اللجنة لع�م ‪،)Development Committee Report 2011( 2011‬‬ ‫(ب�الأ�صع�ر اجل�رية‪ ،‬مليون دوالر اأمريكي) ك�الآتي‪:‬‬ ‫‪58،928‬‬ ‫ •‪1994‬‬ ‫‪53،756‬‬ ‫ •‪2000‬‬

‫ •‪2006‬‬ ‫ •‪2007‬‬ ‫ •‪2008‬‬ ‫ •‪2009‬‬ ‫ •‪2010‬‬

‫‪104،814‬‬ ‫‪104،208‬‬ ‫‪121،954‬‬ ‫‪119،778‬‬ ‫‪128،492‬‬

‫وجدير ب�لذكر اأن امل�ص�عدات االإمن�ئية الر�صمية تبوب على النحو االآتي‪:‬‬ ‫م�ص�عدات ثن�ئية‪ ،‬اأي امل�ص�عدات املمنوحة من دولة الأخرى عرب عالق�ت‬ ‫مب��رضة‪ ،‬وت�صمل‪ :‬املب�لغ املخ�ص�صة للتع�ون الفني‪ ،‬ومعونة الغذاء‪،‬‬ ‫واملعون�ت االإن�ص�نية‪ ،‬واإع�ن�ت الطوارئ والديون امللغية‪ ،‬والنفق�ت‬ ‫االإدارية‪ ،‬وم�ص�عدات متعددة االأطراف‪ ،‬اأي امل�ص�عدات املمنوحة عن‬ ‫طريق منظم�ت دولية‪ ،‬منه� منظومة االأمم املتحدة‪ ،‬واملوؤ�ص�صة االإمن�ئية‬ ‫الدولية الت�بعة للبنك الدويل‪ ،‬وبنوك التنمية االإقليمية‪.‬‬ ‫وميكن اإعط�ء �صورة عن اإجم�يل تدفق�ت امل�ص�عدات االإمن�ئية‪ ،‬عرب‬ ‫العقود االأربعة امل��صية‪ ،‬يف اجلدول اأدن�ه املقتب�ض من تقرير جلنة التنمية‬ ‫امل�ص�ر اإليه (ب�أ�صع�ر ث�بتة‪ ،‬مليون دوالر اأمريكي)‬

‫‪1979 - 1970‬‬

‫‪1989 - 1980‬‬

‫‪1999 - 1990‬‬

‫‪2009 - 2000‬‬

‫‪ -1‬المساعدات اإلنمائية الرسمية‬

‫‪46693‬‬

‫‪70210‬‬

‫‪77960‬‬

‫‪100739‬‬

‫‪ -2‬تدفقات رسمية أخرى‬

‫‪12541‬‬

‫‪11345‬‬

‫‪12258‬‬

‫‪1758 -‬‬

‫‪ -3‬تدفقات خاصة وفق شروط السوق‬

‫‪77979‬‬

‫‪74000‬‬

‫‪110454‬‬

‫‪146676‬‬

‫‪ -4‬منح منظمات غير حكومية‬ ‫المجموع‬

‫‪4795‬‬

‫‪5063‬‬

‫‪8075‬‬

‫‪15418‬‬

‫‪142008‬‬

‫‪160618‬‬

‫‪208747‬‬

‫‪261075‬‬

‫‪25‬‬ ‫العدد الثالث ‪ -‬سبتمبر ‪2012‬‬

‫� ��‪/���� �:‬‏�‪/‬‏��‬

‫‪Diplomacy Arabic 3.indd 25‬‬


‫مقاالت‬ ‫اأم� ب�لن�صبة الإ�صه�م�ت الدول ذاته� يف امل�ص�عدات االإمن�ئية الر�صمية‬ ‫فقد ك�نت مب�لغه� (مليون دوالر اأمريكي)‪ ،‬ون�صبه� للن�جت املحلي‬ ‫االإجم�يل‪ ،‬ع�م ‪ ،2010‬ك�الآتي‪:‬‬ ‫المبلغ‬

‫النسبة‬

‫‪4548‬‬

‫‪1.12‬‬

‫النرويج‬

‫‪4081‬‬

‫‪1.06‬‬

‫الدنمارك‬

‫‪2810‬‬

‫‪0.88‬‬

‫هولندا‬

‫‪6426‬‬

‫‪0.82‬‬

‫بريطانيا‬

‫‪11283‬‬

‫‪0.51‬‬

‫فرنسا‬

‫‪12602‬‬

‫‪0.47‬‬

‫ألمانيا‬

‫‪12079‬‬

‫‪0.35‬‬

‫كندا‬

‫‪4000‬‬

‫‪0.30‬‬

‫الواليات المتحدة األمريكية‬

‫‪28831‬‬

‫‪0.21‬‬

‫اليابان‬

‫‪9457‬‬

‫‪0.18‬‬

‫السويد‬

‫وقد بلغ اإجم�يل امل�ص�عدات االإمن�ئية الر�صمية للدول امل�صمولة‪،‬‬ ‫وعدده� ‪ 23‬دولة‪ ،‬يف ع�م ‪ )119779( 2010‬مليون دوالر‪ ،‬بن�صبة‬ ‫اإجم�لية قدره� ‪ %0.31‬من ن�جته� املحلي االإجم�يل‪ .‬واملالحظ ب�أن‬ ‫م�ص�رك�ت الدول االأ�صكندن�فية وهولندة فقط جت�وزت ن�صبة ‪%0.70‬‬ ‫املتفق عليه� دولي�‪ ،‬بينم� ك�نت ن�صب امل�ص�ركة للدول الكربى اأقل من‬ ‫ذلك بكثري‪.‬‬ ‫المساعدات اإلنمائية العربية‬

‫اأ�ص�ر تقرير للبنك الدويل �صدر ع�م ‪ 2010‬بعنوان «امل�ص�عدات االإمن�ئية‬ ‫العربية» (‪ )Arab Development Assistance‬اإىل اأنه‪ ،‬على مدى العقود‬ ‫االأربعة امل��صية‪ ،‬لعبت امل�ص�عدات االإمن�ئية العربية‪ ،‬التي مل حتظ بدرا�صة‬ ‫ك�فية ن�صبي ً�‪ ،‬دورا مهم ً� يف متويل التنمية الع�ملية‪ ،‬وك�نت من اأكرثه� �صخ� ًء‬ ‫يف الع�مل‪ .‬فقد بلغت م�ص�عداته� االإمن�ئية الر�صمية للفرتة ‪2008-1973‬‬ ‫‪ % 1.5‬من اإجم�يل دخله� القومي‪ ،‬اأي اأكرث من �صعف الهدف املحدد من قبل‬

‫‪26‬‬ ‫العدد الثالث ‪ -‬سبتمبر ‪2012‬‬

‫� ��‪/���� �:‬‏�‪/‬‏��‬

‫‪Diplomacy Arabic 3.indd 26‬‬


‫مقاالت‬ ‫االأمم املتحدة وهو (‪ ،)%0.7‬وخم�صة اأ�صع�ف معدل الدول املنتمية للجنة‬ ‫امل�ص�عدات االإمن�ئية (‪ .)DAC‬ومتثل امل�ص�عدات االإمن�ئية الر�صمية العربية‬ ‫يف املتو�صط ‪ %13‬من اإجم�يل امل�ص�عدات التي تقدمه� جلنة امل�ص�عدات‬ ‫االإمن�ئية‪ ،‬وقرابة ثالثة اأرب�ع امل�ص�عدات الر�صمية املقدمة من البلدان غري‬ ‫االأع�ص�ء يف جلنة امل�ص�عدات االإمن�ئية‪ .‬وم� زال املعدل يفوق معدل دول الـ‬ ‫(‪ .)DAC‬وتتميز امل�ص�عدات العربية بكونه� غري م�رضوطة اأو مقيدة‪.‬‬ ‫و�صهد م�صتوى املعونة العربية يف �صبعيني�ت ومطلع ثم�نيني�ت القرن‬ ‫امل��صي ارتف�ع� ا�صتثن�ئي� ب�ملع�يري الدولية‪ ،‬غري اأنه تقل�ض مع مرور‬ ‫الوقت نتيجة تراجع ع�ئدات النفط وزي�دة االإنف�ق الوطني على االأجور‬ ‫والتحويالت وخدمة الديون واخلدم�ت االجتم�عية لل�صك�ن الذين تنمو‬ ‫اأعدادهم ب��صتمرار‪ .‬ولكنه ارتفع جمددا منذ ع�م ‪ 2002‬من حيث احلجم‬ ‫ومن حيث الن�صبة من اإجم�يل الدخل القومي مع ارتف�ع اأ�صع�ر النفط‬ ‫وزي�دة احتي�ج�ت اإع�دة االإعم�ر يف اأعق�ب انته�ء النزاع�ت‪ .‬وقد زادت‬ ‫البلدان العربية امل�نحة موؤخرا من حجم معون�ته� رغم حدة االأزمة امل�لية‬ ‫الع�ملية‪ .‬وثمة اأ�صب�ب وجيهة لالعتق�د ب�أن املعونة العربية �صتوا�صل لعب‬ ‫دور مهم يف امل�ص�عدات االإمن�ئية الدولية يف امل�صتقبل املنظور‪.‬‬ ‫وقد لعبت املعونة العربية دور ًا رئي�صي ً� يف اإجم�يل تدفق�ت امل�ص�عدات‬ ‫االإمن�ئية الر�صمية اإىل العديد من البلدان الن�مية مثل �صوري� واملغرب‬ ‫واليمن واالأردن‪ .‬ومع مرور الوقت‪ ،‬و�صعت البلدان العربية امل�نحة‬ ‫نط�ق انت�ص�ر م�ص�عداته� االإمن�ئية لتتج�وز البلدان العربية والبلدان ذات‬ ‫االأغلبية امل�صلمة‪ ،‬ف�صملت بلدان فقرية يف منطقة اأفريقي� جنوب ال�صحراء‬ ‫مثل م�يل وموريت�ني� وال�صنغ�ل وال�صوم�ل وال�صودان‪ ،‬ويف اآ�صي� مثل‬ ‫كمبودي� وبنغالد�ض ونيب�ل وب�ك�صت�ن و�رضي النك� وط�جيك�صت�ن وفيتن�م‪.‬‬ ‫كم� جت�وزت‪ ،‬مع مرور الوقت‪ ،‬نط�ق تركيزه� على البنية التحتية لت�صمل‬ ‫م�ص�عداته� قط�ع�ت الزراعة وال�صحة والتعليم واخلدم�ت االجتم�عية‪.‬‬

‫بلغت ن�صبة امل�ص�عدات االإمن�ئية للدخل القومي االإجم�يل يف ال�صبعيني�ت‬ ‫واأوائل الثم�نيني�ت اأكرث من ‪ %12‬لالإم�رات العربية املتحدة و ‪%8.5‬‬ ‫لكل من الكويت واململكة العربية ال�صعودية‪ .‬وقد �ص�عفت اململكة العربية‬ ‫ال�صعودية من م�ص�عداته� خالل ال�صنتني ‪ 2( 2007‬ملي�ر دوالر) و ‪2008‬‬ ‫(‪ 5.6‬ملي�ر دوالر)‪ .‬وقد خ�ص�ض ال�صندوق الكويتي للتنمية االإقت�ص�دية‬ ‫م�ص�عدات م�لية وفنية بلغت ‪ 110‬مليون دوالر ع�م ‪ 2007‬و ‪ 283‬مليون‬ ‫دوالر ع�م ‪ .2008‬اأم� االإم�رات العربية املتحدة فقد قل�صت م�ص�عداته�‬ ‫االإمن�ئية‪ ،‬من ‪ 429‬مليون دوالر ع�م ‪ 2007‬اإىل ‪ 88‬مليون دوالر ع�م ‪.2008‬‬ ‫واأم� دولة قطر فقد تن�مى حجم م�ص�عداته� االإمن�ئية يف ال�صنوات االأخرية‪،‬‬ ‫فبلغ ‪ 624‬مليون دوالر ع�م ‪( 2006‬منه� ‪ %9.8‬من القط�ع غري احلكومي)‬ ‫و‪ 436‬مليون دوالر ع�م ‪( 2007‬منه� ‪ %16.8‬من القط�ع غري احلكومي)‪،‬‬ ‫و ‪ 433‬مليون دوالر ع�م ‪( 2008‬منه� ‪ %26.5‬من القط�ع غري احلكومي)‬ ‫و ‪ 382‬مليون ع�م ‪( 2008‬منه� ‪ %58.3‬من القط�ع غري احلكومي)‪.‬‬ ‫وبلغ اإجم�يل م� خ�ص�صته الدول العربية جمتمع ًة للم�ص�عدات االإمن�ئية‬ ‫عرب ال�صنوات ‪ ،2008 -1973‬ب�أ�صع�ر ع�م ‪ 271950 ،2007‬مليون‬ ‫دوالر‪ .‬وخالل هذه الفرتة ك�نت الدول الرئي�صة امل�صتفيدة من امل�ص�عدات‬ ‫االإمن�ئية عربي ًة‪ ،‬اإذ ك�نت ب�لت�صل�صل التن�زيل‪� ،‬صوري� ثم م�رض ف�الأردن‬ ‫ف�ملغرب ف�ليمن‪.‬‬ ‫وجتدر هن� االإ�ص�رة اإىل املوؤ�ص�ص�ت العربية املتخ�ص�صة ب�مل�ص�عدات امل�لية‪،‬‬ ‫الوطنية منه� واالإقليمية‪ ،‬التي انبثقت عرب ال�صنوات امل��صية‪ ،‬وم�ر�صت دور ًا‬ ‫فع� ًال يف تعزيز جهود التنمية يف الدول الن�مية‪ ،‬العربية منه� وغري العربية‪.‬‬ ‫وزادت امل�ص�عدات املقدمة عرب هذه املوؤ�ص�ص�ت‪ ،‬بقيمته� احلقيقية‪ ،‬مب� يتج�وز‬ ‫‪� %4‬صنوي ً�‪ ،‬وذلك على مدى الع�رضين ع�م ً� امل��صية‪ .‬وتتمتع املوؤ�ص�ص�ت‬ ‫امل�لية العربية بق�عدة راأ�صم�لية قوية‪ ،‬مع قدرته� على زي�دة امل�ص�عدات‬ ‫التي تقدمه�‪ .‬وقد بلغ اإجم�يل م�ص�عداته� منذ ت�أ�صي�صه� ‪ 90.5‬ملي�ر دوالر‪.‬‬

‫‪27‬‬ ‫العدد الثالث ‪ -‬سبتمبر ‪2012‬‬

‫� ��‪/���� �:‬‏�‪/‬‏��‬

‫‪Diplomacy Arabic 3.indd 27‬‬


‫مقاالت‬

‫املوؤ�ص�ص�ت الوطنية هي‪ :‬ال�صندوق الكويتي للتنمية االقت�ص�دية‪ ،‬الذي اأن�ص�أ‬ ‫ع�م ‪� ،1961‬صندوق اأبو ظبي للتنمية (اأن�ص أ� ع�م ‪ ،)1971‬وال�صندوق‬ ‫ال�صعودي للتنمية (اأن�ص أ� ع�م ‪ .)1974‬اأم� االإقليمية فهي‪ :‬ال�صندوق العربي‬ ‫لالإمن�ء االقت�ص�دي واالجتم�عي (اأن�ص أ� ع�م ‪ ،)1971‬امل�رضف العربي‬ ‫للتنمية االقت�ص�دية يف اأفريقي� (اأن�ص أ� ع�م ‪ ،)1973‬البنك االإ�صالمي للتنمية‬ ‫(اأن�ص أ� ع�م ‪� ،)1975‬صندوق اأوبك للتنمية الدولية (اأن�ص أ� ع�م ‪،)1976‬‬ ‫�صندوق النقد العربي (اأن�ص أ� ع�م ‪ ،)1976‬وبرن�مج اخلليج العربي للتنمية‬ ‫(‪( )AGFUND‬اأن�ص أ� ع�م ‪.)1980‬‬ ‫آفاق مستقبلية‬

‫اأبرزت جت�رب العقود ال�ص�بقة احل�جة للتوجه اإىل عالق�ت اقت�ص�دية‬ ‫واجتم�عية بني دول الع�مل مبنية ال على املواقف االإن�ص�نية وح�صب‪ ،‬بل‬ ‫على م�ص�لح م�صرتكة‪ ،‬ال على املواجهة بل على التع�ون‪ ،‬ال على حم�ية‬ ‫االأ�صواق بل على امل�ص�ركة الع�دلة لالأ�صواق‪ ،‬ال على نظرة وطنية �صيقة‬ ‫بل على نظرة دولية بعيدة املدى‪ .‬واأبرزت اأي�ص ً� روؤية مل� بعد املعونة‬ ‫التنموية لت�صمل املج�الت اخل��صة بتدفق اال�صتثم�رات اخل��صة‪ ،‬وتدفق‬ ‫العم�ل والتدفق�ت التج�رية‪.‬‬ ‫وا�صتن�د ًا اإىل هذه التج�رب اأكدت جلنة امل�ص�عدات االإمن�ئية (‪)DAC‬‬ ‫على عدد من االأمور‪ ،‬التي ميكن اأن ت�صهم يف زي�دة ف�علية امل�ص�عدات‬

‫االإمن�ئية‪ ،‬من بينه�‪ :‬اأن يكون للبلد امل�صتفيد دور مركزي يف تخطيط‬ ‫وت�صميم واإدارة التع�ون الفني‪ ،‬مع الت�أكيد على «االمتالك الوطني»‪ ،‬اأي‬ ‫امتالك الدولة امل�صتفيدة حلق اختي�ر امل�ص�ريع ومت�بعة تنفيذه�‪ .‬غري اأنه‬ ‫يف الوقت نف�صه‪ ،‬يجب اأن يجري الت�أكيد على مبداأ ال�رضاكة‪ ،‬اأي اأن تُنفذ‬ ‫امل�ص�ريع ب�لتن�صيق وامل�ص�ركة بني الطرفني امل�نح وامل�صتفيد‪ ،‬واأن تتجنب‬ ‫الدول امل�صتفيدة وامل�نحة التكرار والتجزئة‪ ،‬وت�صعى اإىل اال�صتخدام االأمثل‬ ‫للموارد‪ ،‬وت�صتهدف امل�ص�عدات االإمن�ئية‪ ،‬على االمد البعيد‪ ،‬بن�ء الط�ق�ت‬ ‫الوطنية‪ ،‬الب�رضية منه� واملوؤ�ص�صية وبيئة االأعم�ل‪ ،‬وتعتمد يف التنفيذ‬ ‫�صيغة الربامج‪ ،‬اأي دعم من�صق لالهداف وال�صي��ص�ت القط�عية‪ ،‬بد ًال من‬ ‫م�ص�ريع حمدودة النط�ق‪ ،‬و ُيعتمد قدر االإمك�ن على اخلربات املحلية بد ًال‬ ‫من اخل�رجية‪ ،‬والهي�كل الق�ئمة بد ًال من هي�كل م�صتحدثة‪ ،‬وي�صتند ت�صميم‬ ‫امل�ص�ريع اإىل املخرج�ت ال املدخالت‪ ،‬ويالحظ فيه� ا�صتدامة نت�ئجه� بعد‬ ‫اإجن�زه�‪ ،‬ويجري االهتم�م مبراقبة التك�ليف وتقلي�صه�‪ ،‬ومت�بعة كف�ءة‬ ‫وف�علية م� ينفق بدقة و�صف�فية‪ ،‬وتلتزم الدول امل�نحة‪ ،‬فيم� بينه�‪ ،‬بتن�صيق‬ ‫دعمه� ب�صكل اأف�صل‪ ،‬ويكون وقع مثل هذا التن�صيق على م�صتوى املعونة‬ ‫املخ�ص�صة للبلد املعني اإيج�بي ً�‪ ،‬ويجري االإبالغ عنه‪.‬‬ ‫لقد برزت عرب ال�صنوات امل��صية ظواهر رئي�صة يف طبيعة واأمن�ط‬ ‫امل�ص�عدات االإمن�ئية‪ ،‬من بينه�‪:‬‬

‫‪28‬‬ ‫العدد الثالث ‪ -‬سبتمبر ‪2012‬‬

‫� ��‪/���� �:‬‏�‪/‬‏��‬

‫‪Diplomacy Arabic 3.indd 28‬‬


‫مقاالت‬ ‫ •عدم ا�صتقرار‪ ،‬بل تذبذب امل�ص�عدات االإمن�ئية عرب ال�صنني‪ ،‬وعدم‬ ‫بلوغه� الن�صب املتفق عليه�‪.‬‬ ‫ •ازدي�د عدد الدول واملوؤ�ص�ص�ت امل�نحة‪ ،‬وتنوع اأهدافه� واأ�ص�ليبه�‬ ‫وم�ص�در متويله�‪ ،‬وظهور دول وموؤ�ص�ص�ت م�نحة رئي�صة خ�رج نط�ق‬ ‫منظمة التع�ون االقت�ص�دي والتنمية (‪ ،)OECD‬منه� دول عربية‪.‬‬ ‫ •ازدي�د عدد املوؤ�ص�ص�ت وال�صن�ديق والربامج الدولية املعنية‬ ‫ب�مل�ص�عدات االإمن�ئية‪ ،‬وتعقيد متزايد لهيكلية واأمن�ط التع�ون‬ ‫االإمن�ئي يف الع�مل‪ ،‬والق�ص�ي� املطروحة‪.‬‬ ‫ •ارتف�ع عدد الدول امل�صتقبلة للم�ص�عدات االإمن�ئية‪ ،‬خ��ص ًة بعد تفكك‬ ‫اال�صتعم�ر‪ ،‬وحل االحت�د ال�صوفييتي‪ ،‬وتو�صع وتنوع احل�الت التي‬ ‫تتطلب املعونة‪.‬‬ ‫ •بروز دور القط�ع اخل��ض يف التنمية‪ ،‬ويجري االنتب�ه اإىل اإمك�ني�ته�‬ ‫واحتي�ج�ته�‪.‬‬ ‫ •بروز دور امل�ص�عدات غري الر�صمية من منظم�ت غري حكومية‪ ،‬وجه�ت‬ ‫خ��صة واأفراد‪.‬‬ ‫ •انبث�ق التع�ون م� بني دول اجلنوب‪.‬‬ ‫ •التحول يف اأمن�ط املعونة من م�ص�ريع اإىل برامج‪ ،‬ومن موؤ�ص�ص�ت اإىل‬ ‫قط�ع�ت‪.‬‬ ‫ •التوجه اإىل بن�ء الط�ق�ت الوطنية‪ ،‬ودعم املوازن�ت‪.‬‬ ‫وميكن اعتب�ر اأغلب هذه الظواهر اإيج�بي ً� ي�ص�عد يف زي�دة ف�علية‬ ‫امل�ص�عدات االإمن�ئية‪ ،‬اإال اأنه ميثل يف الوقت ذاته مواقف قد تكون معقدة‪،‬‬ ‫وتتطلب الكثري من االهتم�م واملت�بعة من االأطراف املعنية ك�فة‪ ،‬م�نح ًة‬ ‫وم�صتفيدةً‪ .‬وميكن اإ�ص�فة عدد اآخر من التحدي�ت التي يجب مالحظته�‬ ‫يف ال�صنوات الق�دمة‪ ،‬ومنه�‪:‬‬ ‫ •مواجهة احل�جة املتزايدة للموؤ�ص�ص�ت ذات العالقة ب�لتنمية اإىل امتالك‬ ‫القدرة على ت�صخي�ض احتي�ج�ت املواطنني وفئ�ت املجتمع املختلفة‪،‬‬ ‫واملرونة الالزمة ملواجهة االأزم�ت واإيج�د احللول‪.‬‬ ‫ •مواجهة احل�جة اإىل اأن تكون برامج املعونة التنموية اأكرث �صف�في ًة‬ ‫وم�ص�ءل ًة وف�علي ًة‪.‬‬

‫ •مواجهة احل�جة اإىل اأن يكون للدولة امل�صتفيدة دور اأ�ص��صي يف حتديد‬ ‫منه�ج املعونة التنموية‪ ،‬وتنفيذ ومت�بعة نت�ئجه�‪.‬‬ ‫ •مواجهة حتدي�ت خ��صة يف منظوم�ت احلكم يف الدول ال�صعيفة‪ ،‬وغري‬ ‫امل�صتقرة‪.‬‬ ‫ •مواجهة الق�ص�ي� املتعلقة ب�لتغريات املن�خية‪ ،‬والدميوغرافية‪،‬‬ ‫واال�صتخدام‪ ،‬وامل�ص�واة بني اجلن�صني‪.‬‬ ‫ •مواجهة امل�ص�كل الن�جتة عن النمو املتب�طئ‪ ،‬اأو املرتاجع يف بع�ض‬ ‫الدول الن�مية‪.‬‬ ‫ •مواجهة الق�ص�ي� املتعلقة ب�ل�صالم وال�رضاع�ت االإقليمية واآث�ره�‬ ‫االقت�ص�دية واالجتم�عية‪ ،‬والتداخل بني التع�ون االإمن�ئي وحفظ‬ ‫ال�صالم‪.‬‬ ‫ •مواجهة االأزم�ت امل�لية الع�ملية‪ ،‬ك�حل�لية‪ ،‬واالإقليمية والوطنية‪ ،‬مب�‬ ‫يرافقه� من ارتف�ع وتقلب�ت يف اأ�صع�ر الط�قة والغذاء‪.‬‬ ‫ •مواجهة متطلب�ت العدالة االجتم�عية‪ ،‬واحتي�ج�ت وتطلع�ت ال�صك�ن‪،‬‬ ‫والعدالة يف توزيع الرثوات فيم� بني الدول وداخله�‪.‬‬

‫‪29‬‬ ‫العدد الثالث ‪ -‬سبتمبر ‪2012‬‬

‫� ��‪/���� �:‬‏�‪/‬‏��‬

‫‪Diplomacy Arabic 3.indd 29‬‬


‫مراجعة كتاب‬

‫المفاهيم األساسية‬ ‫في العالقات الدولية‬

‫عواد علي*‬

‫المؤلفان‪ :‬مارتن غريفيثس (محاضر في كلية الدراسات السياسية‬ ‫والدولية في جامعة فليندرز األسترالية)‪.‬‬ ‫تيري أوكاالهان (محاضر في مدرسة العالقات الدولية في جامعة‬ ‫جنوب أستراليا‪ ،‬ومدير مركز إدارة المخاطر الدولية‪ ،‬ومحاضر سابق‬ ‫في جامعة كولومبيا البريطانية)‪.‬‬ ‫الناشر‪ :‬مركز الخليج لألبحاث‪ ،‬دبي‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪.2008 ،‬‬

‫* استشاري إعالمي‪ /‬المعهد الدبلوماسي‬

‫‪30‬‬ ‫العدد الثالث ‪ -‬سبتمبر ‪2012‬‬

‫� ��‪/���� �:‬‏�‪/‬‏��‬

‫‪Diplomacy Arabic 3.indd 30‬‬


‫مراجعة كتاب‬ ‫يضم كتاب «المفاهيم األساسية في العالقات الدولية» مئة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫وخمسين مفهوما؛ ويعد كتابا شامال ودليال أساسيا ومتابعا‬ ‫للحدث بالنسبة إلى كل من يهتم بالعالقات الدولية والموضوعات‬ ‫المهمة المتعلقة بها‪ ،‬مع التركيز على القضايا المعاصرة‪ ،‬ومن بين‬ ‫المفاهيم التي يتناولها‪ :‬االحتواء‪ ،‬الدبلوماسية‪ ،‬اإلرهاب‪ ،‬حقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬الدولة المارقة‪ ،‬األسلحة النووية الطليقة‪ ،‬األمم المتحدة‪،‬‬ ‫األمن‪ ،‬ضبط التسلح‪ ،‬والتطهير العرقي‪.‬‬ ‫يحوي الكتاب إشارات إلى كثير من الكتب والدراسات والمطالعات‬ ‫ً‬ ‫الحيوية المهمة في موضوع العالقات الدولية‪ ،‬كما يقدم قائمة‬ ‫ًَ‬ ‫فريدة من نوعها بمواقع شبكة اإلنترنت الخاصة بهذا الموضوع؛‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫وهو سهل الفهم ويمثل دليال ال يقدر بثمن في مجال يشهد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫توسعا شديدا‪ .‬لهذا‪ ،‬يعد الكتاب المثالي بالنسبة إلى الطالب وغير‬ ‫المختص على السواء‪.‬‬

‫يقول موؤلف� الكت�ب يف املقدمة اإن م�دة العالق�ت الدولية متثل جم�ل درا�صة‬ ‫اأك�دميي ً� للجذور واملح�صالت (التجريبية واملعي�رية يف اآن) اخل��صة بع�مل‬ ‫منق�صم اإىل دول خمتلفة‪ .‬و ُت َعد العالق�ت الدولية من خالل هذا التعريف‬ ‫جم� ًال �ص��صع ً� جد ًا‪ ،‬فهي ت�صم جمموع ًة منوع ًة من احلقول الفرعية‪ ،‬مثل‬ ‫فن الدبلوم��صية‪ ،‬وحتليل ال�صي��صة اخل�رجية‪ ،‬وال�صي��ص�ت املق�رنة‪ ،‬وعلم‬ ‫االجتم�ع الت�ريخي‪ ،‬واالقت�ص�د ال�صي��صي الع�ملي‪ ،‬والت�ريخ الدويل‪،‬‬ ‫والدرا�ص�ت اال�صرتاتيجية والع�صكرية‪ ،‬واالأخالق ونظرية ال�صي��صة‬ ‫الدولية‪ .‬واإ�ص�ف ًة اإىل ات�ص�ع مداه�‪ ،‬تتبلور درا�صة العالق�ت الدولية من‬ ‫خالل التف�عل بني اال�صتمرارية والتغري الذي يط�ل مو�صوع بحثه�‪ .‬لهذا‪،‬‬ ‫يعك�ض حمتوى هذا الكت�ب ك ًال من مدى ات�ص�ع امل�دة والتطورات املهمة يف‬ ‫ال�صي��ص�ت الع�ملية التي ح�صلت منذ نه�ية احلرب الب�ردة‪.‬‬ ‫اإن هذا الكت�ب لي�ض ق�مو�ص ً� وال جمموعة ن�صو�ض‪ ،‬لكنه ي�صتمل على‬ ‫مواطن القوة يف هذين النوعني من الكتب‪ ،‬اإذ ي�صم ‪ 150‬مفهوم ً� اأ�ص��صي ً�‪،‬‬ ‫ٌيع ّد اطالع الدبلوم��صيني والدار�صني عليه� �رضور ًة ملواجهة حتدي�ت‬ ‫فهم ع�ملن� املع��رض‪ .‬ومن �صمن هذه الق�ئمة‪ ،‬يف �صبيل املث�ل‪ ،‬يحلل‬ ‫الكت�ب مفهوم «االحتواء» (‪ ،)Containment‬وهو من مف�هيم احلرب‬ ‫الب�ردة �ص�غه وبلوره الدبلوم��صي واملوؤرخ االأمريكي جورج كين�ن يف‬ ‫اأواخر اأربعيني�ت القرن امل��صي‪ .‬وقد م ّثل االحتواء الهدف االأ�ص��صي‬ ‫الأمن الوالي�ت املتحدة االأمريكية اإزاء �صي��صة االحت�د ال�صوفييتي ال�ص�بق‬ ‫بعد احلرب الع�ملية الث�نية‪ ،‬ففي ع�م ‪ 1946‬اأر�صل كين�ن‪ ،‬الذي ك�ن كبري‬ ‫موظفي ال�صف�رة االأمريكية يف مو�صكو‪ ،‬برقي ًة �رضي ًة اإىل وا�صنطن‪ ،‬وبعد‬ ‫حتليل ت�ريخ النظ�م ال�صوفييتي وطبيعته خلُ َ�ض اإىل اأنه قد يتو�صع ليبلغ‬ ‫املن�طق الف�رغة من القوة يف اأوروب� الو�صطى والغربية اإذا مل يج ِر منعه‬ ‫من ذلك‪ .‬كم� ذ ّكر حكومة الوالي�ت املتحدة ب�أن اأمريك� خ��صت حربني يف‬ ‫رضب‬ ‫القرن الع�رضين لتمنع اأوروب� من اخل�صوع ل�صيطرة نظ�م واحد م� ّ‬ ‫ب�لروح احلربية‪ .‬وق�ل كين�ن اإن هذا اخلطر قد يربز جمدد ًا‪ ،‬وطلب اأن‬ ‫يج ِر احتواء التو�صع ال�صوفييتي عرب ال�صي��ص�ت االأمريكية مب� هو مت�ح‬ ‫من الوقت للقي�م بذلك من دون احل�جة اإىل التق�تل من جديد‪.‬‬ ‫مل تلقَ حتليالت كين�ن ومط�لبته مببداأ االحتواء قبو ًال فوري ً� يف‬ ‫وا�صنطن‪ ،‬اإذ ك�نت اإمك�نية موا�صلة �صي��صة الوالي�ت املتحدة املتع�ملة‬

‫مع ال�صوفييت‪ ،‬وحم�ولة اللجوء اإىل �صي��صة االأمم املتحدة واإجن�حه�‬ ‫ال تزال ق�ئم ًة‪ .‬اإال اأنه جرى تن�قل مق�لته الفكرية العميقة واملف�صلة يف‬ ‫وزارة اخل�رجية اأو ًال‪ ،‬ومن ثم يف نط�ق اأو�صع عرب احلكومة‪ ،‬كم� ا�صتُدعي‬ ‫كين�ن ذاته اإىل وا�صنطن لي�رضح اأفك�ره ب�لتف�صيل‪ .‬وعلى مر االأ�صهر‪،‬‬ ‫بداأت روؤية كين�ن حترز تقدم ً�‪ ،‬وال �صيم� اأن �صلوك ال�صوفييت يف اأوروب�‬ ‫خ ّيب اآم�ل االأمريكيني واأحبطه� اأكرث ف�أكرث؛ اإذ م ّثل حتليله طريق ًة لفهم‬ ‫م� ك�ن يحدث‪ ،‬و�رضح �صبب ف�صل مث�لية تنظيم ال�صي��صة الع�ملية يف اإط�ر‬ ‫نظ�م االأمم املتحدة‪ .‬وكذلك بداأت مق�ربة كين�ن تلقى ترحيب ً� ب�صفته�‬ ‫بدي ًال من مق�ربة الوالي�ت املتحدة التي ك�نت حت�ول اإنت�جه� بعدم� اأثبتت‬ ‫هذه االأخرية على نحو موؤكد عدم اإمك�نية تطبيقه�‪ .‬ومع حلول �صت�ء ع�م‬ ‫‪ ،1947‬ك�ن �ص�نعو ال�صي��صة قد وافقوا عليه� ب�الأغلبية‪ ،‬واأدرجوه�‬ ‫يف وثيقة ر�صمية حتدده� هدف ً� اأ�ص��صي ً� للوالي�ت املتحدة‪ .‬ومع ت�صعيد‬ ‫احلرب الب�ردة يف م� بعد‪ ،‬ب�ت احتواء االحت�د ال�صوفييتي مي ّثل حجر‬ ‫االأ�ص��ض يف �صي��صة الوالي�ت املتحدة االأمريكية اخل�رجية‪ .‬ون�رض كين�ن‬ ‫ن�صخة حمررة من برقيته الطويلة كي يتمكن ال�صعب االأمريكي من‬ ‫فهم اأ�ص�ض �صي��صة الوالي�ت املتحدة‪ ،‬لكنه حذف منه� معلوم�ت �رضية‬ ‫متعلقة ب�الحت�د ال�صوفييتي‪ .‬ف�صدرت يف عدد يوليو من ع�م ‪ 1947‬يف‬ ‫جملة العالق�ت اخل�رجية حتت عنوان «م�ص�در ال�صلوك ال�صوفييتي»‪،‬‬ ‫وك�نت هذه املجلة االأمريكية هي االأكرث اأهمي ًة يف ذلك الوقت واملخ�ص�صة‬ ‫للعالق�ت الدولية وال�صي��صة اخل�رجية‪ .‬ووقُعت املق�لة ب��صم «ال�صيد‬ ‫اإك�ض»‪ ،‬لكن �رضع�ن م� اأ�صبح جلي ً� اأن هذه املق�لة متثل م� ُيعرف بروؤية‬ ‫احلكومة االأمريكية‪ .‬و ُت َعد مق�لة «ال�صيد اإك�ض»‪ ،‬وهي امل�ص ّوغ العلني‬ ‫االأ�ص��صي ل�صي��صة االحتواء‪ ،‬اأكرث املق�الت املتعلقة ب�صي��صة الوالي�ت‬ ‫املتحدة االأمريكية اخل�رجية �صهر ًة يف القرن الع�رضين‪.‬‬ ‫ميثل كل مفهوم يف الكت�ب مق�ل ًة وجيز ًة حتدد امل�صطلح‪ ،‬وتع ّرف اأ�صوله‬ ‫الت�ريخية وخمتلِف تطوراته اأو ا�صتخدام�ته يف جم�ل العالق�ت الدولية‪،‬‬ ‫وت�رضح اأ�صب�ب اجلدل الدائر حوله اإن ك�نت هذه هي احل�ل‪ .‬ويغطي‬ ‫الكت�ب مف�هيم وموؤ�ص�ص�ت وم�صطلح�ت را�صخة اال�صتخدام‪ ،‬لكنه� ك�نت‬ ‫مو�صع مراجعة يف معن�ه� اأو تطبيق�ته� على العالق�ت الدولية املع��رضة‪.‬‬ ‫كم� يت�صمن عدد ًا كبري ًا من امل�صطلح�ت التي ان�صمت موؤخر ًا اإىل معجم‬ ‫العالق�ت الدولية لو�صف الظواهر احلديثة يف ال�صي��ص�ت الع�ملية‪ .‬وعلى‬ ‫ٍ‬ ‫ومكتف بذاته‪ ،‬فقد اأق�م املوؤلف �صالت‬ ‫الرغم من اأن كل مفهوم منفرد‬ ‫مرجعية مع مف�هي َم خمتلفة عديدة م�ص� ٍر اإليه� ب�حلرف االأ�صود‪ .‬ويف نه�ية‬ ‫كل بحث يقدم بو�صوح ال�صالت املرجعية املكملة للمفهوم التي يجري‬ ‫تقدميه� يف اأم�كن اأخرى من الكت�ب‪ .‬واإ�ص�ف ًة اإىل ذلك‪ ،‬يقدم ق�ئم ًة ق�صري ًة‬ ‫ب�أهم املط�لع�ت االإ�ص�فية التي ميكن العثور عليه� يف ق�ئمة املراجع‪.‬‬ ‫واأخري ًا‪ُ ،‬ي َعد هذا الكت�ب فريد ًا يف �صل�صلة املف�هيم االأ�ص��صية‪ ،‬حيث‬ ‫اأنه يقدم اإىل ق ّرائه ق�ئم ًة �ص�مل ًة ب�مل�ص�در واملواقع املفيدة على �صبكة‬ ‫االإنرتنت‪ ،‬والتي هي اأدوات بحثية ال غنى عنه� يف درا�صة العالق�ت الدولية‪،‬‬ ‫ق�صمه� املوؤلف�ن اإىل ع�رض فئ�ت‬ ‫وت�صهي ًال ال�صتخدام املواقع االإلكرتونية ّ‬ ‫هي‪ :‬درا�ص�ت من�طقية‪ ،‬منظم�ت دولية‪ ،‬م�ص�در العالق�ت الدولية‪ ،‬جمالت‬ ‫اأك�دميية يف العالق�ت الدولية‪ ،‬م�صكالت ومو�صوع�ت‪� ،‬صحف‪� ،‬صبك�ت‬ ‫االأخب�ر واالأحداث اجل�رية‪ ،‬منظم�ت غري حكومية‪ ،‬منظم�ت وموؤمترات‬ ‫حمرتفة‪ ،‬مراكز بحوث‪ ،‬مع�هد وموؤ�ص�ص�ت فكرية‪ ،‬وم�ص�در للدار�صني‪.‬‬ ‫‪31‬‬ ‫العدد الثالث ‪ -‬سبتمبر ‪2012‬‬

‫� ��‪/���� �:‬‏�‪/‬‏��‬

‫‪Diplomacy Arabic 3.indd 31‬‬


‫اصدارات‬

‫من إصدارات المعهد‪:‬‬

‫مؤشـــــــــــرات‬ ‫التنميـةالمستــدامة‬ ‫في دولة قطر ‪2011‬‬ ‫صدر عن المعهد الدبلوماسي في وزارة الخارجية‪ ،‬بالتعاون مع‬ ‫جهاز اإلحصاء‪ ،‬تقرير «مؤشرات التنمية المستدامة في دولة قطر»‬ ‫ُ‬ ‫عد باكورة التعاون بين المؤسستين‪ .‬وجاء في‬ ‫عام ‪ ،2011‬الذي ي ُ‬ ‫مقدمة التقرير أنه أعد في إطار تحقيق غايات وأهداف رؤية قطر‬ ‫الوطنية ‪ ،2030‬واستراتيجية التنمية الوطنية ‪ ،2016 – 2011‬اللتين‬ ‫تستشرفان آفاق التنمية في دولة قطر في محاور التنمية االجتماعية‬ ‫والبشرية واالقتصادية والبيئية‪ ،‬وتدعوان إلى التوازن بين الموارد‬ ‫المتاحة وخيارات التنمية بما يحقق االستدامة‪ .‬ويهدف هذا التقرير‬ ‫إلى مراجعة وتقويم مدى التقدم الذي أحرزته دولة قطر في‬ ‫استخدامها للموارد المتاحة بطرق مستدامة‪ ،‬من خالل مجموعة من‬ ‫المؤشرات االجتماعية والسكانية‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬والبيئية التي تلقي‬ ‫ً‬ ‫الضوء على تلك القضايا‪ ،‬وماذا حققت منها دولة قطر مقارنة بغيرها‬ ‫من الدول المتقدمة والنامية‪ ،‬وما هي آفاقها المستقبلية‪.‬‬

‫‪32‬‬ ‫العدد الثالث ‪ -‬سبتمبر ‪2012‬‬

‫� ��‪/���� �:‬‏�‪/‬‏��‬

‫‪Diplomacy Arabic 3.indd 32‬‬


‫اصدارات‬ ‫المؤشرات السكانية واالجتماعية‬

‫ُق�صم التقرير اإىل ثالثة اأق�ص�م‪ :‬تن�ول االأول املوؤ�رضات ال�صك�نية‬ ‫ّ‬ ‫واالجتم�عية التي تقي�ض مدى التقدم الذي اأحرزته دولة قطر خالل‬ ‫ال�صنوات (‪ ،)2010 -2001‬من حيث اإيج�د بيئة اجتم�عية نوعية مت ّكن‬ ‫الن��ض من التمتع بحي�ة �صحية خ�لية من العلل‪ ،‬واكت�ص�ب املعرفة‪،‬‬ ‫والعي�ض بكرامة‪ .‬و�صهدت اأغلب املوؤ�رضات ال�صك�نية واالجتم�عية‬ ‫تطور ًا ملحوظ ً�‪ ،‬فقد انخف�ض معدل البط�لة انخف��ص ً� ملمو�ص ً� اإىل نحو‬ ‫(‪ )8‬مرات خالل ت�صع �صنوات؛ ففي حني بلغ هذا املعدل (‪ )%3،9‬ع�م‬ ‫‪ 2001‬تراجع اإىل (‪ )%0،5‬ع�م ‪ .2010‬كم� �صهدت املوؤ�رضات ال�صحية‬ ‫تقدم ً� ملمو�ص ً�‪ ،‬اإذ انخف�صت وفي�ت االأطف�ل دون �صن اخل�م�صة انخف��ص ً�‬ ‫ب�صكل ملحوظ‪ ،‬فبعد اأن ك�ن (‪ )11،3‬ب�الألف ع�م ‪ 2001‬انخف�ض اإىل‬ ‫(‪ )8،5‬ب�الألف ع�م ‪ ،2010‬وكذلك موؤ�رض العمر املتوقع عند الوالدة الذي‬ ‫�صهد ارتف�ع ً� تدريجي ً�؛ فبعد اأن ك�ن (‪� )74،5‬صنة ع�م ‪ 2001‬ارتفع اإىل‬ ‫(‪� )78،2‬صنة ع�م ‪.2010‬‬ ‫كم� بلغت ن�صبة ال�صك�ن امل�صمولني ب�لرع�ية ال�صحية االأولية حد‬ ‫ال�صمول (‪ )%100‬منذ مطلع االألفية‪ ،‬االأمر الذي اأ�صهم يف الق�ص�ء على‬ ‫العديد من االأمرا�ض‪ ،‬مثل �صلل االأطف�ل‪ ،‬والكزاز الوليدي‪ ،‬والدفتريي�‪،‬‬ ‫والتيت�نو�ض وال�صع�ل الديكي‪ ...‬اإلخ‪ ،‬فقد اختفت جميعه� تقريب ً� من‬ ‫الدولة‪ .‬وانخف�صت ن�صبة االأطف�ل حديثي الوالدة‪ ،‬ون�ق�صي الوزن من‬ ‫(‪ )%9،4‬ع�م ‪ 2001‬اإىل (‪ )%7،6‬ع�م ‪ .2010‬وتُعد ن�صبة التح�صني �صد‬ ‫اأمرا�ض الطفولة املعدية مرتفع ًة‪ ،‬فلم تنخف�ض عن الـ (‪ )%96‬خالل عقد‬ ‫من الزمن‪.‬‬ ‫و�صهد موؤ�رضا توافر مي�ه ال�رضب امل�أمونة‪ ،‬وت�أمني مرافق �صحية‬ ‫ك�فية ثب�ت ً�‪ ،‬فقد و�صلت الن�صبة اإىل (‪ )%100‬منذ ع�م ‪ ،2001‬وبذلك‬ ‫حققت الدولة‪ ،‬منذ وقت مبكر‪ ،‬الهدف الث�ين من الغ�ية االإمن�ئية ال�ص�بعة‬ ‫لالألفية (كف�لة اال�صتدامة البيئية)‪.‬‬ ‫اأم� فيم� يرتبط ب�ملوؤ�رضات ال�صك�نية‪ ،‬فقد �صهد موؤ�رض معدل النمو‬ ‫ال�صك�ين خالل االأعوام الع�رضة ال�ص�بقة تذبذب ً� وا�صح ً�‪ ،‬ففي حني ارتفع‬ ‫ب�صورة غري م�صبوقة ع�م ‪ ،2008‬اإذ و�صل اإىل (‪ ،)%18،9‬اأي قرابة‬ ‫(‪ )4‬اأ�صع�ف م� ك�ن عليه ع�م ‪ ،2001‬ع�د وانخف�ض ب�صورة ح�دة ع�م‬ ‫‪ 2010‬اإىل (‪ ،)%4،6‬اأي مبعدل تراجع قدره اأكرث من (‪� )%7‬صنوي ً�‪.‬‬ ‫ويعود ال�صبب احلقيقي الرتف�ع معدل النمو ال�صك�ين اله�ئل ع�م ‪2008‬‬ ‫اإىل االنتع��ض االقت�ص�دي الذي �صهدته الدولة اآنذاك‪ .‬كم� �صهد موؤ�رض‬ ‫معدل اخل�صوبة الكلي للقطري�ت انخف�ظ ً� من (‪ )4،2‬والدة حية للمراأة‬ ‫الواحدة يف �صن االإجن�ب ع�م ‪ 2001‬اإىل (‪ )3،6‬يف ع�م ‪ ،2010‬اأي برتاجع‬ ‫قدره (‪ )0،6‬خالل نحو عقد من الزمن‪.‬‬ ‫كم� انخف�صت ن�صبة االإع�لة العمرية من (‪ )%38،6‬ع�م ‪ 2001‬اإىل‬ ‫(‪ )%17‬ع�م ‪ ،2010‬اأي برتاجع قدره (‪� )%2،4‬صنوي ً�‪ .‬وال�صبب الرئي�ض‬ ‫الك�من وراء انخف��ض هذه الن�صبة ال يكمن يف انخف��ض معدالت اخل�صوبة‪،‬‬ ‫بل وب�لدرجة االأوىل‪ ،‬يف االنتع��ض االقت�ص�دي الكبري الذي �صهدته وال تزال‬ ‫ت�صهده الدولة‪ ،‬والذي يتطلب ا�صتقدام اأعداد كبرية من العم�لة الوافدة‬ ‫التي يت�ألف معظم اأفراده� من الفئ�ت العمرية ال�ص�بة والق�درة على العمل‪.‬‬ ‫وب�لن�صبة للموؤ�رضات اخل��صة ب�لتعليم‪ ،‬اأ�ص�ر التقرير اإىل ارتف�ع‬

‫موؤ�رض ن�صبة الب�لغني احل��صلني على ال�صه�دة الث�نوية من (‪ )%54‬من‬ ‫اإجم�يل عدد ال�صك�ن ع�م ‪ 2001‬اإىل (‪ )%66،9‬ع�م ‪ ،2010‬و ُيعزى التقدم‬ ‫احل��صل يف هذه الن�صبة اإىل حر�ض الدولة على تطوير التعليم بو�صفه‬ ‫ال�صبيل االأهم الإحداث التقدم االقت�ص�دي والثق�يف واالجتم�عي‪ .‬كم� �صهد‬ ‫موؤ�رض معدل االإمل�م ب�لقراءة والكت�بة للكب�ر ارتف�ع ً� من (‪ )%90،2‬ع�م‬ ‫‪ 2001‬اإىل (‪.2010 )%96،3‬‬ ‫�صجل‬ ‫اأم� فيم� يتعلق مبوؤ�رض اجلرائم امل�صجلة‪ ،‬ف�لربغم من قلة م� ُم ّ‬ ‫منه� يف الدولة‪ ،‬قي��ص ً� اإىل غريه� من دول الع�مل‪ ،‬ف�إن العدد قد ت�ص�عف‬ ‫اأكرث من �صبع مرات خالل نحو عقد من الزمن‪ ،‬اإذ ارتفع من (‪)320‬‬ ‫جرمية لكل ‪ 100‬األف ن�صمة من ال�صك�ن ع�م ‪ 2001‬اإىل (‪ )2،355‬جرمية‬ ‫ع�م ‪ ،2010‬وميكن اأن ُيعزى ذلك اإىل االنفت�ح الكبري الذي ت�صهده الدولة‪،‬‬ ‫والذي ترافق مع قدوم اأعداد كبرية من الن��ض اإليه�‪ ،‬اإ�ص�ف ًة اإىل التطور‬ ‫احل��صل يف االأ�ص�ليب والطرق التقنية املتبعة يف ارتك�ب اجلرمية‪ ،‬وهي‬ ‫جرائم واأفع�ل دخيلة مل تكن معروف ًة اأو �ص�ئع ًة يف املجتمع القطري‪.‬‬ ‫المؤشرات االقتصادية‬

‫ركز الف�صل الث�ين من التقرير على املوؤ�رضات االقت�ص�دية‪ ،‬التي ترتبط‬ ‫مبوؤ�رضات اأداء االقت�ص�د الكلي‪ ،‬وال�رضاكة الع�ملية يف التنمية‪ ،‬واأمن�ط‬ ‫االإنت�ج واال�صتهالك‪ .‬ومتثلت موؤ�رضات االأداء االقت�ص�دي مبوؤ�رض ن�صيب‬ ‫الفرد من الن�جت املحلي االإجم�يل‪ ،‬الذي �صهد تطور ًا ملحوظ ً� خالل الفرتة‬ ‫قيد الدرا�صة (‪ ،)2010 -2001‬فقد ارتفع من نحو (‪ )27،3‬األف دوالر‬ ‫ع�م ‪ 2001‬اإىل (‪ )74،9‬األف دوالر ع�م ‪ ،2010‬حمقق ً� معدل منو �صنوي‬ ‫يف املتو�صط قدره (‪ )%11،9‬ب�الأ�صع�ر اجل�رية‪.‬‬ ‫اأم� موؤ�رض ن�صبة اال�صتثم�ر اإىل الن�جت املحلي االإجم�يل‪ ،‬فقد �صهد‪ ،‬اأي�ص ً�‪،‬‬ ‫ارتف�ع ً� ملحوظ ً� خالل الفرتة قيد الدرا�صة‪ ،‬اإذ ارتفع من (‪ )%23،4‬ع�م‬ ‫‪ 2001‬اإىل (‪ )%39،6‬ع�م ‪ ،2009‬وبذلك تخطت هذه الن�صبة نظرياته�‬ ‫يف الدول املتقدمة (‪ ،)%21،0‬وعلى �صعيد الع�مل (‪ .)%23،9‬كم� �صهد‬ ‫موؤ�رض معدل الت�صخم زي�د ًة مبعدالت مقبولة خالل الفرتة (‪-2001‬‬ ‫‪ ،)2003‬غري اأنه اأخذ ب�لت�ص�عد خالل الفرتة (‪ ،)2008 -2004‬فقد‬ ‫ارتفع من (‪ )%6،8‬ع�م ‪ 2004‬اإىل (‪ )%15،2‬ع�م ‪ ،2008‬حمقق ً� زي�د ًة‬ ‫مقداره� (‪ )%8،4‬نقطة مئوية‪ .‬وتُعزى اأ�صب�ب ارتف�ع معدل الت�صخم‪،‬‬ ‫خالل هذه الفرتة‪ ،‬اإىل زي�دة الطلب على امل�ص�كن وارتف�ع االإيج�رات‪،‬‬ ‫م�صحوب ًة ب�رتف�ع اأ�صع�ر املواد الغذائية‪ .‬اإ ّال اأن الت�صخم اأخذ ب�لرتاجع‬ ‫خالل ع�مي ‪ 2009‬و ‪ 2010‬لي�صجل (‪ ،)%2،4 -%4،9-‬وذلك لتوفر‬ ‫املزيد من الوحدات ال�صكنية‪ ،‬وانخف��ض �صعر �رضف الدوالر الفعلي‬ ‫بن�صبة ‪ %4،4‬ع�م ‪ ،2010‬واعتدال منو اأ�صع�ر املواد الغذائية‪.‬‬ ‫ومتثلت املوؤ�رضات اخل��صة ب�لعم�لة يف موؤ�رض اال�صتخدام‪ ،‬الذي �صهد‬ ‫ارتف�ع ً� ملحوظ ً� من (‪ )%96،1‬ع�م ‪ 2001‬اإىل نحو (‪ )%99،5‬ع�م ‪،2010‬‬ ‫اأي اأن �صوق العمل القطري يقرتب من الت�صغيل الك�مل‪ .‬يف حني بلغت هذه‬ ‫املعدالت يف بع�ض الدول املتقدمة‪ ،‬ك�لوالي�ت املتحدة االأمريكية ‪،%90،7‬‬ ‫اململكة املتحدة ‪ ،%92،2‬ومنطقة اليورو ‪ %89،9‬ع�م ‪ .2010‬كم� اأدى‬ ‫ارتف�ع جمموع الن�صيطني اقت�ص�دي ً� اإىل زي�دة معدل الن�ص�ط االقت�ص�دي‬ ‫اخل�م من نحو (‪ )%49،8‬ع�م ‪ 2001‬اإىل (‪ )%75،1‬ع�م ‪ .2010‬وقد‬ ‫‪33‬‬ ‫العدد الثالث ‪ -‬سبتمبر ‪2012‬‬

‫� ��‪/���� �:‬‏�‪/‬‏��‬

‫‪Diplomacy Arabic 3.indd 33‬‬


‫اصدارات‬ ‫تب�ينت معدالت الن�ص�ط االقت�ص�دي اخل�م للرج�ل والن�ص�ء خالل تلك‬ ‫الفرتة وفق ً� ل�صي��ص�ت الت�صغيل التي اتبعته� وزارة العمل‪ ،‬وتطبيق‬ ‫�صي��ص�ت التقطري‪ ،‬م�صحوب ًة بتدفق العم�لة الوافدة التي تتطلبه� عملية‬ ‫التنمية وم�ص�ريعه� املختلفة‪.‬‬ ‫اأم� فيم� يتعلق مبوؤ�رضات تكنولوجي� املعلوم�ت واالت�ص�الت‪ ،‬فقد‬ ‫�صهد موؤ�رض معدل انت�ص�ر اله�تف الث�بت بني ال�صك�ن انخف��ص ً� ملحوظ ً�‬ ‫خالل الفرتة (‪ ،)2010 -2001‬اإذ تراجع من (‪ )25،8‬خط ً� لكل مئة من‬ ‫ال�صك�ن ع�م ‪ 2001‬اإىل (‪ )16،9‬خط ً� لكل م�ئة من ال�صك�ن ع�م ‪.2010‬‬ ‫بينم� �صهد موؤ�رض انت�ص�ر اله�تف اجلوال بني ال�صك�ن ارتف�ع ً� ملحوظ ً�‬ ‫خالل الفرتة قيد الدرا�صة‪ ،‬حيث ارتفع من (‪ )28،0‬خط ً� لكل مئة من‬ ‫ال�صك�ن ع�م ‪ 2001‬اإىل (‪ )161‬خط ً� ع�م ‪ .2010‬ويفوق معدل انت�ص�ر‬ ‫اله�تف اجلوال يف دولة قطر مثيله يف الدول املتقدمة (‪ ،)106‬ويتج�وز‬ ‫املعدل يف الدول الن�مية (‪ .)52‬كم� ارتفع موؤ�رض معدل انت�ص�ر ا�صتخدام‬ ‫االإنرتنت بني ال�صك�ن ارتف�ع ً� ملحوظ ً� من (‪ )6،2‬م�صتخدم ً� لكل مئة‬ ‫من ال�صك�ن ع�م ‪ 2001‬اإىل (‪ )29،8‬م�صتخدم ً� لكل مئة من ال�صك�ن ع�م‬ ‫‪ .2010‬و ُيعزى هذا االرتف�ع اإىل تنوع االأن�صطة االقت�ص�دية واالجتم�عية‬ ‫التي ت�صهده� دولة قطر‪ ،‬مقرون ً� ب�رتف�ع امل�صتوى التعليمي لدى اأغلبية‬ ‫ال�صك�ن وتطوير خدم�ت االنرتنت‪ .‬وكذلك حقق موؤ�رض انت�ص�ر ا�صتخدام‬ ‫احل��صوب ال�صخ�صي زي�د ًة ملحوظ ًة خالل الفرتة (‪ ،)2010 -2004‬اإذ‬ ‫ارتفع من (‪ )%17،1‬ع�م ‪ 2004‬اإىل (‪ )%37‬ع�م ‪.2010‬‬ ‫وفيم� يتعلق مبوؤ�رضات ال�رضاكة الع�ملية تُ�صنَّف دولة قطر‪ ،‬وفق ً�‬ ‫ملوؤ�رض احل�ص�ب اجل�ري كن�صبة من الن�جت املحلي االإجم�يل‪� ،‬صمن الدول‬ ‫التي حققت ف�ئ�ص ً� اإيج�بي ً� يف ن�صبة ميزان احل�ص�ب اجل�ري اإىل الن�جت‬ ‫املحلي االإجم�يل‪ ،‬والتي بلغت (‪ )%16،5‬ع�م ‪ ،2010‬مق�رن ًة ب�لدول‬ ‫املتقدمة التي حققت عجز ًا قدره (‪ ،)%0،2-‬ومنطقة اليورو (‪،)%0،6-‬‬ ‫وبلدان منطقة ال�رضق االو�صط (‪ )%6،5‬ع�م ‪ .2010‬وب�لن�صبة ملوؤ�رض‬

‫ال�ص�درات والواردات كن�صبة من الن�جت املحلي االإجم�يل‪ ،‬فقد �صهد‬ ‫ارتف�ع ً�‪ ،‬ال �صيم� يف ع�م ‪ ،2006‬اإذ بلغت الن�صبة (‪ ،)%98،6‬وتراجعت‬ ‫اإىل (‪ )%80،1‬ع�م ‪ ،2008‬واإىل (‪ )%80،5‬ع�م ‪ ،2009‬لرتتفع قلي ًال اإىل‬ ‫(‪ )%82،3‬ع�م ‪ ،2010‬وذلك لتن�ق�ض ال�ص�درات اخلدمية والواردات‬ ‫ال�صلعية من جهة‪ ،‬وتزايد الن�جت املحلي االإجم�يل من جهة اأخرى‪ .‬اإ ّال‬ ‫اأن تلك الن�صب املرتفعة تبني اعتم�د الدولة على برامج عديدة لتحرير‬ ‫التج�رة بهدف تعزيز عملية االندم�ج مع االقت�ص�د الع�ملي‪ .‬كم� �صهد‬ ‫موؤ�رض امل�ص�عدات االإمن�ئية‪ ،‬كن�صبة من الن�جت املحلي االإجم�يل يف دولة‬ ‫قطر‪ ،‬تذبذب ً� خالل الفرتة قيد الدرا�صة‪ ،‬حيث تراجع من (‪)%0،63‬‬ ‫ع�م ‪ 2001‬اإىل (‪ )%0،38‬ع�م ‪ ،2008‬ولريتفع قلي ًال اإىل (‪ )%0،39‬ع�م‬ ‫‪ .2009‬وجت�وزت ن�صبة امل�ص�عدات االإمن�ئية املقدمة نظريته� يف دول جلنة‬ ‫امل�ص�عدات االإمن�ئية طوال الفرتة املدرو�صة‪ ،‬بل تخطته� ب�أكرث من مرة يف‬ ‫بع�ض ال�صنوات‪ .‬وك�نت الن�صبة لع�م ‪ ،2009‬والب�لغة (‪ ،)%0،39‬اأعلى‬ ‫من مثيلته� يف دول الـ ‪ DAC‬والب�لغة (‪.)%0،31‬‬ ‫اأم� ب�لن�صبة ملوؤ�رض التحويالت النقدية اإىل الن�جت املحلي االإجم�يل‪ ،‬فقد‬ ‫�صهد تذبذب ً�‪ ،‬بل تراجع ً� خالل الفرتة (‪ ،)2008 -2001‬نظر ًا لتزايد‬ ‫الن�جت املحلي االإجم�يل مبعدل (‪� )%30،1‬صنوي ً�‪ ،‬والذي ف�ق معدل منو‬ ‫التحويالت النقدية (‪ ،)%19،5‬االأمر الذي اأدى اإىل تراجع التحويالت‬ ‫النقدية كن�صبة من الن�جت املحلي االإجم�يل‪ ،‬من نحو (‪ )%8،6‬ع�م ‪2001‬‬ ‫اإىل (‪ )%8،2‬ع�م ‪ .2010‬يف حني �صهد موؤ�رض اال�صتثم�ر االأجنبي املب��رض‬ ‫الوارد‪ ،‬كن�صبة من الن�جت املحلي االإجم�يل‪ ،‬ارتف�ع ً� ملحوظ ً� من (‪)%1،7‬‬ ‫ع�م ‪ 2001‬اإىل (‪ )%4،4‬من الن�جت املحلي االإجم�يل ع�م ‪ ،2010‬كم� ارتفعت‬ ‫ن�صبة اال�صتثم�ر االأجنبي املب��رض ال�ص�در من الن�جت املحلي االإجم�يل من‬ ‫(‪ )%0،6‬ع�م ‪ ،2001‬اإىل (‪ )%1،5‬ع�م ‪.2010‬‬ ‫كم� اأ�ص�ر التقرير اإىل موؤ�رضات اأمن�ط اال�صتهالك واالإنت�ج امل�صتدامني‪،‬‬ ‫التي متثلت مبوؤ�رض ا�صتخدام الط�قة‪ ،‬الذي �صهد تذبذب ً� خالل الفرتة‬

‫‪34‬‬ ‫العدد الثالث ‪ -‬سبتمبر ‪2012‬‬

‫� ��‪/���� �:‬‏�‪/‬‏��‬

‫‪Diplomacy Arabic 3.indd 34‬‬


‫اصدارات‬

‫قيد الدرا�صة‪ ،‬فقد تراجع ن�صيب الفرد من الط�قة الكهرب�ئية يف ال�صنة‬ ‫من (‪ )15،3‬األف كيلوا واط‪� /‬ص�عة ع�م ‪ 2001‬اإىل (‪ )13،5‬األف كيلو‬ ‫واط‪� /‬ص�عة ع�م ‪ ،2007‬لينخف�ض اإىل (‪ )12،7‬األف كيلو واط‪� /‬ص�عة ع�م‬ ‫‪ ،2009‬ثم ارتفع اإىل (‪ )14،5‬األف كيلو واط‪� /‬ص�عة ع�م ‪ .2010‬ومع ذلك‬ ‫يتخطى ن�صيب الفرد من اال�صتهالك ال�صنوي من الط�قة الكهرب�ئية املعدل‬ ‫الع�ملي‪ ،‬وحتتل دولة قطر املرتبة الع��رضة على ال�صعيد الع�ملي‪ ،‬الذي‬ ‫تبواأت فيه اآي�صلندا املرتبة االأوىل‪ .‬اأم� موؤ�رض توليد النف�ي�ت اخلطرة‪،‬‬ ‫فقد حقق ارتف�ع ً� حمدود ًا خالل الفرتة (‪ ،)2008 -2005‬اإذ تزايد من‬ ‫(‪ )0،0127‬طن‪ /‬لكل وحدة من الن�جت املحلي االإجم�يل ع�م ‪ 2005‬اإىل‬ ‫(‪ )0،0319‬طن‪ /‬لكل وحدة من الن�جت املحلي االإجم�يل ع�م ‪ ،2008‬اإ ّال اأنه‬ ‫تراجع خالل ع�مي ‪ 2009‬و ‪ 2010‬اإىل (‪ )0،0197‬طن‪ /‬لكل وحدة من‬ ‫الن�جت املحلي االإجم�يل‪ ،‬و(‪ )0،0166‬طن‪ /‬لكل وحدة من الن�جت املحلي‬ ‫االإجم�يل‪ .‬ومع ذلك م� زالت ن�صبة توليد النف�ي�ت اخلطرة منخف�ص ًة‪،‬‬ ‫مق�رن ًة بن�صبته� يف الدول املتقدمة‪ .‬يف حني �صهد موؤ�رض تدوير النف�ي�ت‬ ‫ارتف�ع ً� ملحوظ ً�‪ ،‬اإذ ارتفعت الكمية من (‪ )10480‬طن ً� ع�م ‪ 2001‬اإىل‬ ‫(‪ )26319،6‬طن ع�م ‪ .2008‬ومن املتوقع اأن ترتفع ن�صبة تدوير النف�ي�ت‬ ‫خالل الفرتة الق�دمة نتيج ًة لزي�دة الط�ق�ت االإنت�جية مل�ص�نع التدوير‪،‬‬ ‫وتوجه�ت الدولة اإىل تبني اأ�ص��ض االقت�ص�د االأخ�رض وتطبيق�ته‪.‬‬ ‫المؤشرات البيئية‬

‫اختتم التقرير ب�لف�صل الث�لث‪ ،‬الذي خُ ّ�ص�ض للموؤ�رضات البيئية‪،‬‬ ‫التي تعد مقي��ص ً� ملدى التقدم الذي جرى اإحرازه يف دولة قطر‪ ،‬من حيث‬ ‫احلف�ظ على البيئة الطبيعية مبختلف مكون�ته�‪ ،‬واحلد من االنته�ك�ت‬ ‫التي تتعر�ض له�‪ ،‬وتوفري بيئة �صحية ل�صك�نه�‪ .‬ومتثلت املوؤ�رضات‬ ‫البيئية التي ت�صمنه� التقرير‪:‬‬ ‫موؤ�رضات تتعلق ب�لتلوث‪ ،‬ومنه� موؤ�رض تركيز ملوث�ت الهواء يف املن�طق‬ ‫احل�رضية التي �صهدت ارتف�ع ً� ملحوظ ً� خالل الفرتة (‪،)2010 -2007‬‬ ‫اإذ تبني نت�ئج ر�صد اجل�صيم�ت الدقيقة يف الهواء زي�دة معدالت التلوث‬ ‫يف مدينة الدوحة‪ ،‬فقد ارتفعت كمي�ت اجل�صيم�ت الدقيقة من (‪)128،78‬‬ ‫م�يكرو غرام‪ /‬م‪ 3‬من الهواء ع�م ‪ ،2007‬اإىل (‪ )155،7‬ميكروغرام ‪/‬‬ ‫م‪ 3‬ع�م ‪ .2010‬كم� �صجل م�صتوى تلوث بيئة الهواء ب�أك��صيد النرتوجني‬ ‫ارتف�ع ً� مت�ص�عد ًا خالل الفرتة (‪ ،)2010 -2007‬اإذ ارتفع من (‪)45،13‬‬ ‫ميكرو غرام يف املرت املكعب ع�م ‪ ،2007‬اإىل (‪ )70،41‬ميكرو غرام يف‬ ‫املرت املكعب ع�م ‪ .2010‬وتُعزى هذه الزي�دة اإىل قط�ع النقل‪ ،‬اإ�ص�ف ًة اإىل‬ ‫ت�أثري قط�ع ال�صن�ع�ت التحويلية‪ ،‬وي�ص�ف اإىل ذلك م� ت�صهده الدولة من‬

‫ن�ص�ط يف جم�ل ت�صييد البنية التحتية‪ ،‬وم� ينتج عن ذلك من ملوث�ت‪ .‬وتقل‬ ‫ملوث�ت اأك��صيد النتريوجني كثري ًا عن احلد امل�صموح به دولي ً� (‪)100‬‬ ‫ميكرو غرام يف املرت املكعب الواحد‪ ،‬بينم� تتج�وز امللوث�ت ب�جل�صيم�ت‬ ‫الدقيقة كثري ًا احلد امل�صموح به (‪ )50‬ميكروغرام يف املرت املكعب‪.‬‬ ‫كم� �صهد موؤ�رض كمية املواد امل�صتنفدة لطبقة االأوزون ارتف�ع ً� ملحوظ ً�‪،‬‬ ‫فبعد اأن ك�نت ال تتج�وز (‪ )179،30‬طن ً� مرتي ً� ع�م ‪ ،2001‬بلغت (‪)2027‬‬ ‫طن ً� مرتي ً� ع�م ‪ ،2010‬اأي بنمو �صنوي قدره (‪ .)%27،4‬و ُيعزى هذا‬ ‫االرتف�ع اإىل الزي�دة يف ا�صترياد مركب�ت الكلور والفلور الع�صوية ‪.22-‬‬ ‫اأم� فيم� يتعلق ب�ملوؤ�رضات اخل��صة ب�الأرا�صي والزراعة‪ ،‬فقد �صهد‬ ‫موؤ�رض االأرا�صي ال�ص�حلة للزراعة ارتف�ع ً� خالل الفرتة (‪-2001‬‬ ‫‪ ،)2003‬اإذ ارتفع من نحو (‪ )6329‬هكت�ر ع�م ‪ 2001‬اإىل (‪)7419،9‬‬ ‫هكت�ر ع�م ‪ ،2003‬لكنه �رضع�ن م� تراجع عند م�صتوى (‪ )6500‬هكت�ر‬ ‫ع�م ‪ ،2005‬اأم� الفرتة (‪ ،)2010 -2005‬فلم ت�صهد اأي زي�دة يف م�ص�حة‬ ‫االأرا�صي ال�ص�حلة للزراعة‪ ،‬يف حني �صهد موؤ�رض ا�صتخدام املبيدات‬ ‫الزراعية تذبذب ً� خالل الفرتة (‪ ،)2010 -2001‬اإذ انخف�ض ا�صتخدام‬ ‫املبيدات من (‪ )4،4‬كيلو غرام‪ /‬هكت�ر ع�م ‪2001‬م‪ ،‬اإىل (‪ )1،4‬كيلو‬ ‫غرام‪ /‬هكت�ر ع�م ‪ ،2002‬حمقق ً� انخف��ص ً� بن�صبة (‪ ،)%69‬ثم بداأ‬ ‫ب�الرتف�ع التدريجي لي�صتقر عند م�صتوى (‪ )5،7‬كيلوغرام‪ /‬هكت�ر يف‬ ‫الع�م ‪ ،2009‬ثم انخف�ض اإىل م�صتوى (‪ )2،6‬كيلو غرام‪ /‬هكت�ر ع�م‬ ‫‪ ،2010‬حمقق ً� انخف��ص ً� بن�صبة (‪.)%55‬‬ ‫كم� ت�صمن الف�صل الث�لث موؤ�رض ال�صيد ال�صنوي لالأ�صم�ك‪ ،‬الذي �صهد‬ ‫تذبذب ً� طوال الفرتة (‪ ،)2010 -2001‬ففي حني انخف�ض املوؤ�رض ع�م‬ ‫‪ 2002‬بن�صبة (‪ )%19،3‬عن ع�م ‪� ،2001‬رضع�ن م� ارتفع خالل الفرتة‬ ‫(‪ )2008 -2003‬حتى بلغ (‪ )17688‬طن ً� ع�م ‪ ،2008‬ثم انخف�ض‬ ‫االإنت�ج بعد ذلك‪ ،‬حيث و�صل اإىل نحو (‪ )13760‬طن ً� ع�م ‪ .2010‬وترجع‬ ‫الزي�دة التي حتققت يف �صيد االأ�صم�ك مبعدل منو �صنوي قدره (‪)%4،5‬‬ ‫خالل الفرتة (‪ )2010 -2001‬اإىل الزي�دة يف الطلب على االأ�صم�ك‬ ‫بو�صفه� م�صدر ًا مهم ً� من م�ص�در التغذية لالأفراد يف الدولة‪.‬‬ ‫واختتم الف�صل الث�لث ب�ملوؤ�رضات اخل��صة ب�لتنوع احليوي‪،‬اإذ �صهد‬ ‫موؤ�رض ن�صبة املن�طق املحمية من امل�ص�حة الكلية ارتف�ع ً� ملحوظ ً�‪ ،‬فبعد اأن‬ ‫ك�نت الن�صبة ال تتج�وز (‪ )%0،17‬ع�م ‪ ،2003‬ارتفعت بوترية مت�ص�عدة‬ ‫حتى بلغت (‪ )%29،3‬ع�م ‪ ،2007‬وهي تتخطى املعي�ر الع�ملي الذي يحدد‬ ‫ن�صبة املحمي�ت بنحو (‪ )%10‬من اإجم�يل م�ص�حة الدولة‪.‬‬

‫‪35‬‬ ‫العدد الثالث ‪ -‬سبتمبر ‪2012‬‬

‫� ��‪/���� �:‬‏�‪/‬‏��‬

‫‪Diplomacy Arabic 3.indd 35‬‬


‫اصدارات‬

‫من إصدارات وزارة الخارجية‪:‬‬

‫تقرير المساعدات الخارجية‬ ‫‪2011 - 2010‬‬

‫ً‬ ‫َّ‬ ‫أصدرت إدارة التنمية الدولية في وزارة الخارجية تقريرا عن المساعدات الخارجية المقدمة من‬ ‫دولة قطر في المجاالت اإلنمائية واإلنسانية لعامي (‪ 2010‬و‪ ،)2011‬ويهدف هذا التقرير إلى تحقيق‬ ‫الشفافية العالية من خالل استعراض بيانات المساعدات القطرية الخارجية وطبيعتها وخصائصها‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫إضافة إلى تطوير فعالية المساعدات من خالل تقييم المساعدات المقدمة وفقا ألفضل المعايير‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫والممارسات الدولية‪ .‬كما أن توفر المعلومات سوف يعطي بعدا استراتيجيا للمساعدات القطرية‬ ‫ّ‬ ‫الخارجية‪ ،‬ويدعم صناع القرار بشأن توجيه وتنظيم المساعدات بما يحقق المواءمة مع رؤية قطر‬ ‫الوطنية ‪ ،2030‬واستراتيجية قطر الخارجية القائمة على أساس التعاون الدولي والتضامن اإلنساني‪.‬‬

‫‪36‬‬ ‫العدد الثالث ‪ -‬سبتمبر ‪2012‬‬

‫� ��‪/���� �:‬‏�‪/‬‏��‬

‫‪Diplomacy Arabic 3.indd 36‬‬


‫اصدارات‬ ‫وي�صتند هذا التقرير اإىل عدد من العن��رض العلمية يف التع�مل مع‬ ‫امل�ص�عدات اخل�رجية‪ ،‬حيث جرى تخ�صي�ض ق�صم خ��ض ب�لتعريف�ت‬ ‫وامل�صطلح�ت ال�ص�ئعة اال�صتعم�ل يف جم�ل امل�ص�عدات اخل�رجية على‬ ‫ال�صعيد الدويل‪ ،‬كم� اعتمد التقرير على ت�صنيف امل�ص�عدات وفق ً�‬ ‫ملع�يري املنظم�ت الدولية املتخ�ص�صة التي حت�رض وتر�صد امل�ص�عدات‬ ‫اخل�رجية‪� ،‬صواء يف املج�الت االإن�ص�نية اأو التنموية‪.‬‬ ‫كم� �صنّف التقرير امل�ص�عدات ح�صب اجله�ت امل�صتفيدة‪� ،‬صواء اأك�نت‬ ‫حكوم�ت اأم منظم�ت دولية حكومية اأم منظم�ت وهيئ�ت غري حكومية‪،‬‬ ‫وكذلك �صنفه� ح�صب املج�الت الرئي�صة (التنموية‪ -‬االإن�ص�نية)‪ ،‬وحتديد‬ ‫م�صمي�ت القط�ع�ت امل�صتفيدة �صمن ذينك املج�لني‪ ،‬بحيث يتحقق قدر‬ ‫معقول من التط�بق واالن�صج�م مع مع�يري املنظم�ت والهيئ�ت الدولية‬ ‫املتخ�ص�صة يف ر�صد وتوثيق امل�ص�عدات‪ ،‬مم� يحقق قدر ًا اأكرب من‬ ‫ال�صف�فية يف معلوم�ت امل�ص�عدات اخل�رجية لدولة قطر‪.‬‬ ‫قُ�صم التقرير اإىل اأربعة اأق�ص�م‪ ،‬االأول جرى فيه حتليل اإجم�يل‬ ‫امل�ص�عدات واملعون�ت احلكومية‪ ،‬التي بلغت ع�م ‪ 2010‬نحو (‪)1.075‬‬ ‫مليون ري�ل قطري‪ ،‬بينم� ت�ص�عفت امل�ص�عدات واملعون�ت احلكومية ع�م‬ ‫‪ 2011‬لت�صل اإىل نحو (‪ )2.656‬مليون ري�ل قطري‪ ،‬وذلك بزي�دة تفوق‬ ‫ال�صعف ون�صف ال�صعف تقريب ً�‪ ،‬وتعك�ض هذه الزي�دة التف�عل االإن�ص�ين‬ ‫القطري مع املتغريات يف املنطقة العربية‪ ،‬كم� ت�أتي اأي�ص ً� يف اإط�ر دعم‬ ‫جهود امل�ص�حلة وال�صالم واإع�دة االإعم�ر‪.‬‬ ‫وبلغ اإجم�يل امل�ص�عدات واملعون�ت املق َّدمة ب�صكل ثن�ئي‬ ‫(‪ )3.429.236.612‬ري� ًال قطري ً�‪ ،‬اأي م� ن�صبته (‪ )%92‬من اإجم�يل‬ ‫امل�ص�عدات‪ ،‬بينم� بلغ اإجم�يل امل�ص�عدات واملعون�ت املق َّدمة عرب املنظم�ت‬ ‫غري احلكومية االأجنبية (‪ )221.097.111‬ري� ًال قطري� وبن�صبة‬ ‫(‪ ،)%5.92‬يف حني بلغت امل�ص�عدات واملعون�ت املق َّدمة عرب املنظم�ت‬ ‫الدولية‪ ،‬اأو م� ُيطلق عليه� متعددة االأطراف‪ )66.342.593( ،‬ري� ًال‬ ‫قطري ً�‪ ،‬اأي بن�صبة (‪ )%1.77‬من اإجم�يل امل�ص�عدات احلكومية‪ .‬وتقدم‬ ‫دولة قطر اأي�ص ً� م�ص�عدات ومعون�ت للمنظم�ت غري احلكومية القطرية‬ ‫لتنفيذ م�ص�ريع وبرامج حمددة‪.‬‬ ‫وقد �صهد ع�م� ‪ 2010‬و ‪ 2011‬ات�ص�ع الرقعة اجلغرافية للم�ص�عدات‬ ‫واملعون�ت اخل�رجية‪ ،‬حيث �صملت اأربع ق�رات‪.‬‬ ‫توزيع المساعدات والمعونات الخارجية الحكومية القطرية‬ ‫بحسب القارات لعامي ‪ 2010‬و‪( 2011‬ريال قطري)‬ ‫القارة‬

‫المبلغ‬

‫أفريقيا‬

‫‪2.856.027.684‬‬

‫آسيا‬

‫‪681.156.200‬‬

‫أوروبا‬

‫‪118.324.233‬‬

‫األمريكيتان ومنطقة الكاريبي‬

‫‪75.8‬‬

‫ويالحظ من اجلدول اأن ق�رة اأفريقي� ك�نت اأكرث ق�رات الع�مل ا�صتف�د ًة‬ ‫َ‬ ‫من امل�ص�عدات واملعون�ت اخل�رجية املق َّدمة من دولة قطر‪ ،‬حيث �صكلت‬ ‫م� ن�صبته (‪ ،)%76.54‬تليه� ق�رة اآ�صي� بن�صبة (‪ ،)%18.25‬ثم اأوروب�‬ ‫بن�صبة (‪ ،)%3.17‬واأخري ًا االأمريكيتني والك�ريبي يف املرتبة االأخرية‬

‫بن�صبة (‪ .)%2‬وبلغ عدد الدول التي ا�صتف�دت من امل�ص�عدات واملعون�ت‬ ‫يف الع�مني ‪ 2011 -2010‬من ق�رة اأفريقي� (‪ )19‬دولة‪ ،‬اأم� من ق�رة‬ ‫اآ�صي� فبلغت (‪ )17‬دولة‪ ،‬بينم� بلغ عدد الدول امل�صتفيدة من امل�ص�عدات‬ ‫واملعون�ت القطرية احلكومية يف ق�رة اأوروب� (‪ )15‬دولة‪ ،‬وت�أتي بعده�‬ ‫الق�رت�ن االأمريكيت�ن ومنطقة الك�ريبي بـ (‪ )4‬دول‪.‬‬ ‫وبلغ عدد الدول العربية التي تلقت امل�ص�عدات ب�صورة مب��رضة اأو‬ ‫غري مب��رضة (‪ )13‬دولة‪ ،‬ويع ّد هذا الرقم كبري ًا ن�صبي ً�‪ ،‬ويعك�ض االهتم�م‬ ‫الذي توليه دولة قطر ب�لدول ال�صقيقة االأع�ص�ء يف ج�معة الدول العربية‪.‬‬ ‫واأتت م�رض وليبي� وال�صودان وفل�صطني يف مقدمة الدول التي ا�صتف�دت‬ ‫من امل�ص�عدات واملعون�ت القطرية‪.‬‬ ‫اأم� توزيع امل�ص�عدات واملعون�ت احلكومية بح�صب املج�الت والقط�ع�ت‪،‬‬ ‫فقد اأ�ص�ر التقرير اإىل اأن قيمة امل�ص�عدات املوجهة اإىل املج�ل االإن�ص�ين‬ ‫بلغت (‪ )445.254.947‬ري� ًال قطري ً� �صكلت م� ن�صبته (‪ )%12‬من اإجم�يل‬ ‫امل�ص�عدات احلكومية‪ ،‬بينم� بلغت قيمة امل�ص�عدات املوجهة اإىل املج�ل‬ ‫االإمن�ئي (‪ )3.286.150.992‬ري� ًال قطري ً�‪ ،‬اأي بن�صبة (‪ )%88‬من اإجم�يل‬ ‫تلك امل�ص�عدات‪ .‬كم� اأ�ص�ر التقرير اإىل اأن هن�ك واحد ًا وع�رضين قط�ع ً� تنموي�‬ ‫واإن�ص�ني ً� ا�صتف�د من امل�ص�عدات القطرية مبب�لغ متف�وتة‪ ،‬وجرى ت�صنيف‬ ‫القط�ع�ت املتنوعة‪ ،‬اأو التي ال تدخل يف قط�ع واحد‪� ،‬صمن خ�نة اأخرى‪.‬‬ ‫ً‬ ‫القطاعات الــ ‪ 10‬األكثر تلقيا للمساعدات‬ ‫الحكومية القطرية لعامي ‪2011 -2010‬‬

‫القطاع‬

‫المبلغ (ريال قطري)‬

‫النسبة‬

‫دعم موازنة‬

‫‪2.289.949.399‬‬

‫‪%64‬‬

‫إغاثة‬

‫‪437.791.884‬‬

‫‪%12‬‬

‫إعمار‬

‫‪315.348.970‬‬

‫‪%9‬‬

‫ثقافة‬

‫‪129.976.537‬‬

‫‪%4‬‬

‫إنشاء طرق‬

‫‪125.343.405‬‬

‫‪%4‬‬

‫بناء وتشييد‬

‫‪120.558.558‬‬

‫‪%3‬‬

‫صحة‬

‫‪53.427.152‬‬

‫‪%2‬‬

‫ثروة سمكية‬

‫‪36.500.000‬‬

‫‪%1‬‬

‫بناء قدرات‬

‫‪36.185.082‬‬

‫‪%1‬‬

‫تعليم‬

‫‪33.796.788‬‬

‫‪%1‬‬

‫المجموع‬

‫‪3.578.877.775‬‬

‫‪%100‬‬

‫يالحظ اأنه من بني ع�رضين قط�ع ً� جرى دعمه� خالل ال�صنتني ‪-2010‬‬ ‫َ‬ ‫‪ ،2011‬حظيت �صتة قط�ع�ت ب�لن�صيب االأوفر من امل�ص�عدات‪ ،‬حيث ج�ء‬ ‫قط�ع دعم املوازنة يف املرتبة االأوىل بن�صبة ‪ %64‬من اإجم�يل امل�ص�عدات‪،‬‬ ‫وج�ء قط�ع االإغ�ثة يف املرتبة الث�نية بن�صبة ‪ ،%12‬تليه قط�ع�ت االإعم�ر‬ ‫والثق�فة واإن�ص�ء الطرق والبن�ء والت�صييد بن�صبة ع�مة بلغت ‪.%18.2‬‬ ‫اأم� الق�صم الث�ين من التقرير‪ ،‬فقد خُ �ص�ض للم�ص�عدات واملعون�ت‬ ‫اخل�رجية املق َّدمة من املنظم�ت القطرية غري احلكومية‪ ،‬والتي بلغت‬ ‫قيمته� (‪ )1.606.024.133‬ري� ًال لع�مي ‪ .2011 -2010‬واأتت جمعية‬ ‫قطر اخلريية يف مقدمة املنظم�ت غري احلكومية املق ِّدمة للم�ص�عدات‪ ،‬تليه�‬ ‫موؤ�ص�صة عيد اخلريية‪ ،‬ثم الهالل االأحمر القطري‪.‬‬ ‫‪37‬‬ ‫العدد الثالث ‪ -‬سبتمبر ‪2012‬‬

‫� ��‪/���� �:‬‏�‪/‬‏��‬

‫‪Diplomacy Arabic 3.indd 37‬‬


‫اصدارات‬ ‫توزيع المساعدات والمعونات القطرية غير الحكومية‬ ‫بحسب المجال اإلنمائي لعامي ‪2011 -2010‬‬

‫المجال اإلنمائي‬

‫توزيع المساعدات والمعونات الخارجية القطرية‬ ‫غير الحكومية لعامي ‪2011 -2010‬‬

‫الجهة المانحة‬

‫المبلغ (ريال قطري)‬

‫جمعية قطر الخيرية‬

‫‪502.202.877‬‬

‫مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية‬

‫‪470.944.512‬‬

‫الهالل األحمر القطري‬

‫‪223.310.869‬‬

‫منظمة الدعوة اإلسالمية‬

‫‪159.979.022‬‬

‫مؤسسة الشيخ ثاني عبد الله آل ثاني‬ ‫للخدمات اإلنسانية (راف)‬

‫‪98.236.607‬‬

‫مؤسسة صلتك‬

‫‪71.334.324‬‬

‫مؤسسة أيادي الخير نحو آسيا ( روتا)‬

‫‪46.464.482‬‬

‫مؤسسة الفاخورة‬

‫‪27.002.928‬‬

‫مؤسسة الشيخ جاسم بن جبر آل ثاني الخيرية‬

‫‪6.548.512‬‬

‫المجموع‬

‫‪1.606.024.133‬‬

‫وامتدت امل�ص�عدات اخل�رجية غري احلكومية القطرية اإىل ك�فة‬ ‫الق�رات‪ ،‬حيث بلغ ن�صيب ق�رة اآ�صي� م� يع�دل (‪ )896.476.448‬ري� ًال‬ ‫قطري ً� (بن�صبة ‪ ،)%55.79‬وبذلك ت�أتي يف املرتبة االأوىل من اإجم�يل الدعم‪،‬‬ ‫بينم� ج�ءت ق�رة اأفريقي� يف املرتبة الث�نية مببلغ (‪ )551.880.826‬ري� ًال‬ ‫قطري ً� (بن�صبة ‪ )%34.35‬من اإجم�يل امل�ص�عدات‪ ،‬تليه� ق�رة اأوروب�‬ ‫مببلغ (‪ )94.633.209‬ري� ًال قطري ً� (بن�صبة ‪ ،)%5.89‬بينم� تلقت‬ ‫الق�رت�ن االأمريكيت�ن والك�ريبي مبلغ (‪ )11.626.990‬ري� ًال قطري ً�‬ ‫(بن�صبة ‪ ،)%0.72‬وق�رة اأوقي�نو�صي� (اأ�صرتالي�) (‪ )1.090.736‬ري� ًال‬ ‫قطري ً�‪ ،‬وذلك بن�صبة (‪ )%0.07‬من اإجم�يل امل�ص�عدات‪.‬‬ ‫واأو�صح التقرير اأن امل�ص�عدات غري احلكومية املق َّدمة لالأغرا�ض‬ ‫االإمن�ئية تفوق تلك التي قُدمت لالأغرا�ض االإن�ص�نية‪ ،‬حيث بلغ م�‬ ‫خم�ص�ض للمج�ل التنموي (‪ )898.968.070‬ري� ًال بن�صبة ‪ %56‬من‬ ‫اإجم�يل امل�ص�عدات‪ ،‬بينم� ك�نت ح�صة املج�ل االإن�ص�ين (‪)483.316.400‬‬ ‫ويالحظ اأن جهود‬ ‫ري�ل قطري بن�صبة ‪ %30‬من اإجم�يل امل�ص�عدات‪،‬‬ ‫َ‬ ‫املنظم�ت غري احلكومية القطرية حت�ول املح�فظة على توازن م� بني‬ ‫اجلهود التنموية واالإن�ص�نية‪ ،‬وا ْإن ك�نت التنمية حتتل املرتبة االأوىل يف‬ ‫اهتم�م�ته�‪ ،‬بينم� ت�أتي مواجهة الطوارئ والكوارث واال�صتج�بة الع�جلة‬ ‫يف اأوق�ت الكوارث يف املرتبة الث�نية‪ .‬وبلغ عدد القط�ع�ت التي ا�صتف�دت‬ ‫من امل�ص�عدات املق َّدمة يف املج�ل االإمن�ئي (‪ )11‬قط�ع ً�‪.‬‬ ‫ويالحظ اأن قط�ع التعليم قد ا�صتحوذ على م� ن�صبته (‪ ،)%24‬يليه‬ ‫َ‬ ‫قط�ع بن�ء القدرات بن�صبة (‪ )%18.89‬من اإجم�يل امل�ص�عدات االإمن�ئية‬ ‫غري احلكومية‪ ،‬ثم قط�ع دعم امليزانية بن�صبة (‪ ،)%15.7‬وقط�ع الثق�فة‬ ‫ويالحظ من هذه الن�صب مدى اهتم�م املنظم�ت‬ ‫بن�صبة (‪،)%13.2‬‬ ‫َ‬ ‫غري احلكومية الب�لغ مب�ص�ألة بن�ء االإن�ص�ن بو�صفه راأ�ض م�ل التنمية‬

‫المبلغ (ريال قطري)‬

‫تعليم‬

‫‪211.588.929‬‬

‫بناء قدرات‬

‫‪165.280.085‬‬

‫دعم الموازنة‬

‫‪137.329.546‬‬

‫ثقافة‬

‫‪115.616.927‬‬

‫بناء وتشييد‬

‫‪101.824.962‬‬

‫صحة‬

‫‪90.666.501‬‬

‫اقتصادي اجتماعي‬

‫‪42.348.270‬‬

‫أغذية‬

‫‪11.770.925‬‬

‫مياه وإصحاح‬

‫‪10.534.715‬‬

‫إعمار‬

‫‪9.996.716‬‬

‫النقل واالتصاالت‬

‫‪1.439.994‬‬

‫غير محدد‬

‫‪570.500‬‬

‫المجموع‬

‫‪9898.968.070‬‬

‫االأ�ص��صي‪ ،‬وذلك عرب تقدمي امل�ص�عدات يف قط�ع�ت التعليم‪ ،‬وبن�ء القدرات‪،‬‬ ‫ون�رض الثق�فة التي ت�صكل عوامل اأ�ص��صية ترتقي به� اجلهود التنموية‪.‬‬ ‫ويقدم الق�صم الث�لث من التقرير تعريف ً� موجز ًا عن ن�ص�ط�ت املنظم�ت‬ ‫االإن�ص�نية القطرية امل�نحة واملتمثلة بـ‪ :‬جمعية قطر اخلريية‪ ،‬موؤ�ص�صة ال�صيخ‬ ‫عيد بن حممد األ ث�ين اخلريية‪ ،‬جمعية الهالل االأحمر القطرية‪ ،‬منظمة‬ ‫الدعوة االإ�صالمية‪ ،‬موؤ�ص�صة ال�صيخ ث�ين بن عبد اهلل للخدم�ت االإن�ص�نية‬ ‫«راف»‪ ،‬موؤ�ص�صة �صلتك‪ ،‬موؤ�ص�صة اأي�دي اخلري نحو اآ�صي� (روت�)‪ ،‬موؤ�ص�صة‬ ‫الف�خورة‪ ،‬وموؤ�ص�صة ال�صيخ ج��صم بن جرب اآل ث�ين اخلريية‪.‬‬ ‫ويتن�ول الق�صم الرابع من التقرير اأهم املب�درات الدولية وامل�ص�رك�ت‬ ‫النوعية لدولة قطر‪ ،‬حيث مل تقت�رض اإ�صه�م�ته� على تقدمي امل�ص�عدات‬ ‫االإن�ص�نية واالإمن�ئية‪ ،‬بل تخطت ذلك من خالل طرح مب�درات اإن�ص�نية‬ ‫واإمن�ئية على ال�صعيد الدويل‪ ،‬فقد متكنت دولة قطر من طرح عدد من‬ ‫املب�درات خالل الع�مني ‪ 2011 -2010‬مثل‪ :‬هوب فور‪ ،‬االأرا�صي‬ ‫الق�حلة‪ ،‬والتعليم فوق اجلميع‪ ،‬وذلك اإمي�ن ً� منه� ب�أهمية و�رضورة‬ ‫مواجهة التحدي�ت االإن�ص�نية واالإمن�ئية‪ ،‬والعمل على تقدمي حلول‬ ‫م�صتدمية لتلك التحدي�ت‪ .‬وقد ج�ءت هذه املب�درات يف اإط�ر �صد الفجوة‬ ‫الق�ئمة على �صعيد العمل االإن�ص�ين واالإمن�ئي‪ ،‬مع ت�أكيده� على اإ�رضاك‬ ‫ك�فة االأطراف املعنية بتطوير اجلهود االإن�ص�نية واالإمن�ئية يف الع�مل‪.‬‬ ‫كم� ك�ن لدولة قطر العديد من امل�ص�رك�ت النوعية‪ ،‬حيث عقدت موؤمتر ًا‬ ‫للم�نحني حول «التنمية واال�صتثم�ر يف جزر القمر» يف الدوحة مطلع �صهر‬ ‫م�ر�ض ‪ ،2010‬كم� اأُطلق النداء االإن�ص�ين املوحد يف الدوحة يف نوفمرب‬ ‫‪ 2010‬ب�لتع�ون مع مكتب تن�صيق ال�صوؤون االإن�ص�نية يف االأمم املتحدة‪.‬‬ ‫وتعهدت دولة قطر بتقدمي (‪ )73‬مليون ري�ل قطري عقب الزالزل التي‬ ‫�رضبت ه�يتي مطلع ‪ ،2010‬واأ�ص�صت من اأجل ذلك �صندوق ً� خ��ص ً� الإع�دة‬ ‫اإعم�ر ه�يتي‪ ،‬ويف ال�صي�ق نف�صه‪ ،‬قدمت دولة قطر منح ًة للي�ب�ن عقب زلزال‬ ‫وت�صون�مي توهوكو اللذين اأ�ص�ب� من�طق وا�صعة يف الي�ب�ن‪ ،‬حيث ق�مت‬ ‫دولة قطر ب�لتع�ون مع احلكومة الي�ب�نية بت�أ�صي�ض �صندوق ال�صداقة‬ ‫القطري للي�ب�ن من اأجل االإ�صه�م يف جهود اإع�دة اإعم�ر املن�طق املت�رضرة‪.‬‬

‫‪38‬‬ ‫العدد الثالث ‪ -‬سبتمبر ‪2012‬‬

‫� ��‪/���� �:‬‏�‪/‬‏��‬

‫‪Diplomacy Arabic 3.indd 38‬‬


‫من القاموس‬ ‫السياسي‬ ‫الحرب ‪:War‬‬

‫الحرب الباردة ‪:Cold War‬‬

‫تعني الحرب استخدام القوات المسلحة في نزاع ما‪ ،‬وال سيما بين‬

‫ً‬ ‫هي مرحلة في التاريخ الدولي بدأت مباشرة بعد الحرب الكونية‬

‫البلدان‪ .‬وترى وجهة النظر التقليدية أن تصنيف النزاع على أنه حرب‬

‫الثانية‪ ،‬وانتهت في مطلع تسعينيات القرن الماضي‪ ،‬كما أنها‬

‫يجب أن يفضي إلى (‪ )1000‬قتيل على أرض المعركة في األقل‪.‬‬

‫وصف لمجموع العالقات بين الواليات المتحدة األمريكية واالتحاد‬

‫يتيح هذا التعريف ضم حروب أخرى‪ ،‬مثل الحروب األهلية داخل الدول‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وحروب من النوع الثالث أيضا‪ ،‬وعلى الرغم من أن كل حرب فريدة من‬

‫السوفييتي السابق خالل تلك المرحلة‪ .‬ومع أن الحرب الباردة آخذة‬

‫نوعها‪ ،‬فإنه من المفيد التمييز بين ثالثة أنماط من الحروب بوصفها‬ ‫ً‬ ‫مجموعة من األعمال العدوانية التي تقوم بها الدول‪ ،‬وتبادر إليها‬ ‫بإرسال قواتها المسلحة لتعبر الحدود الدولية‪.‬‬ ‫أولى هذه األنماط هي الحروب التي يمكن وصفها بــ» العقالنية»‪،‬‬ ‫ُ َ‬ ‫وهي حروب تشن عن قصد من طرف حكومة‪ ،‬أو أكثر على أمل أن‬ ‫ً‬ ‫تكون أداة في تحقيق بعض األهداف القومية‪ .‬النمط الثاني هو تلك‬ ‫ُ‬ ‫التي تعنى باالنزالق أو بالصدام‪ ،‬وفي هذه الحالة تنخرط الحكومات‬ ‫في الحروب بسبب سوء حسابات فاضحة‪ ،‬أو فشل في إدراك مسيرة‬ ‫ً‬ ‫معينة لإلحداث‪ ،‬وعادة ما يصعب التنبؤ بنتائج هذا النمط من الحروب‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫أما النمط الثالث فهو حروب تشن ألن الحكومة المعنية تخاف من‬ ‫ً‬ ‫السالم‪ ،‬وتشعر بأنها إذا لم تشن حربا اآلن فإن النتيجة المترتبة على‬ ‫عدد متزايد من سنين السالم ستكون أقل احتماال‪.‬‬

‫في االختفاء بسرعة في ثنايا التاريخ‪ ،‬ما زال اختالف التأويالت‬ ‫ً‬ ‫الخاصة بسماتها مستمرا في صياغة التوقعات حول بعض المالمح‬ ‫الرئيسة للعالقات الدولية المعاصرة‪ .‬ففي سبيل المثال‪ ،‬يميل الذين‬ ‫ً‬ ‫يتوقعون أن يكون العالم من دون نزاعات أيديولوجية كبيرة عالما‬ ‫ً‬ ‫متناغما على نحو كبير‪ ،‬إلى رؤية الحرب الباردة على أنها مرحلة‬ ‫صراعية في االساس‪.‬‬ ‫وتولدت العديد من الرؤى حول الحرب الباردة نتيجة لمجموعة‬ ‫ً‬ ‫ادعاءات حول أسباب الحرب وطبيعتها ونهايتها‪ ،‬إضافة إلى اإلرث‬ ‫الذي خلفته في العالقات الدولية المعاصرة‪ .‬ولعل أكثر النظريات‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫شعبية هي أن الحرب الباردة كانت صراعا مكثفا على النفوذ بين‬ ‫ُ‬ ‫القوى العظمى‪ .‬وتشير كلمة «باردة» إلى وجود عوامل زعم أنها‬ ‫قيدت المواجهة وحالت دون نشوب حروب «ساخنة»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫من المفيد اإلشارة إلى أن الحرب الباردة‪ ،‬بصفتها مرحلة من‬ ‫التاريخ‪ ،‬قد تزامنت مع بداية العهد النووي‪ ،‬وإزالة االستعمار‪ ،‬وقد‬ ‫أدى كالهما إلى رفع المراهنات في المنافسة‪ .‬وعلى الرغم من‬

‫‪39‬‬ ‫العدد الثالث ‪ -‬سبتمبر ‪2012‬‬

‫� ��‪/���� �:‬‏�‪/‬‏��‬

‫‪Diplomacy Arabic 3.indd 39‬‬


‫العوامل التي فرقت بين القوى الخارقة‪ ،‬فإنها تقاسمت بعض‬

‫ً‬ ‫عام ‪ ،1977‬بأنها تلك الحرب المحدودة التي تجري وفقا لجملة من‬

‫المصالح المشتركة المهمة التي خففت من منافستها هذه‪ ،‬وال‬

‫القواعد‪ ،‬الموجهة قدر االمكان‪ ،‬إلى الحد من استعمال العنف‬ ‫ً‬ ‫واإلكراه تجاه السكان العزل‪ .‬ويشير أيضا إلى أن ثمة قواعد تحدد‬

‫من اندالع حرب نووية‪ .‬إن انقسام أوروبا‪ ،‬وضبط التسلح‪ ،‬والمصالح‬

‫الحرب العادلة وغير العادلة‪ ،‬تتمثل باآلتي‪:‬‬

‫المشتركة في ضمان أن الحروب في العالم الثالث لن تقود إلى‬

‫ •قضية عادلة‪ :‬إذ يجب أن يستند قرار الحرب إلى إرادة في تحقيق‬

‫سيما بعد أزمة الصواريخ الكوبية عام ‪ 1962‬عندما خشي كثيرون‬

‫نزاع مباشر بين القوى العظمى‪ ،‬كلها وفرت درجة من االعتدال في‬ ‫الحرب الباردة‪.‬‬

‫الحرب العادلة ‪:Just War‬‬ ‫اختلف الفالسفة والمفكرون في تحديد مفهوم الحرب العادلة‪،‬‬

‫العدل‪.‬‬

‫ً‬ ‫ •مقصد أو غاية عادلة‪ :‬بمعنى يجب أن يكون هدف الحرب عادال‪،‬‬ ‫كصد عدوان‪ ،‬أو حماية األبرياء‪ ،‬أو إقامة سلم عادل‪.‬‬ ‫ •الوسيلة األخيرة‪ :‬بمعنى يجب استيفاء جميع الوسائل الدبلوماسية‬ ‫والسياسية واالقتصادية لحل النزاع‪.‬‬

‫واستغل هذا المصطلح بعض القادة (السياسيين والعسكريين)‬

‫ •سلطة شرعية‪ :‬بمعنى أن إعالن الحرب يجب أن يكون من صالحية‬

‫باالدعاء أن حروبهم هي «حروب عادلة» على الرغم من أنها في‬

‫سلطة شرعية‪.‬‬ ‫ُ َ‬ ‫ •أمل معقول في النجاح‪ :‬بمعنى أنه ال يمكن أن تشن الحرب إال إذا‬ ‫ً‬ ‫كان الهدف المرسوم يمكن تحقيقه عسكريا‪.‬‬

‫ومنه تحولت فكرة «العدالة» من الجانب األخالقي القيمي إلى‬ ‫ً‬ ‫الجانب النفعي (البراغماتي)‪ ،‬وبذلك يمكن أن تكون الحرب وسيلة‬

‫ً‬ ‫كما أنه‪ ،‬وفقا لنظرية الحرب العادلة‪ ،‬يجب أن تحتكم مجريات الحرب‬

‫كل المقاييس غير عادلة‪ ،‬كما حاول المفكرون تسويغ مثل هذه‬ ‫الحروب‪ :‬فميكافيللي يؤكد أن كل حرب عادلة ما أن تصبح ضرورية‪،‬‬

‫ألهداف غير عادلة في ممارستها أو ممارسة الجنود‪ ،‬في حين‬ ‫ً‬ ‫أن الفيلسوف كانت أدان الحرب‪ ،‬ولم ينظر إليها بوصفها عادلة أو‬ ‫ً‬ ‫غير ذلك‪ ،‬وكان كتابه «مشروع السالم الدائم» مرجعا في وضع‬

‫إلى مبدأين رئيسين‪ ،‬هما‪:‬‬ ‫ •التمييز بين المحاربين وغير المحاربين‪ ،‬فالحرب العادلة هي قتال‬ ‫بين مقاتلين‪.‬‬

‫بنود عصبة األمم‪ ..‬ومع ذلك قال‪« :‬إن السالم الدائم محال‪ ،‬لكننا‬

‫ •نسبية الخسائر‪ :‬يجب أال يتجاوز الدمار الذي تحدثه الحرب المكاسب‬

‫نستطيع أن نحقق هذا الهدف على وجه التقريب»‪ .‬أما مايكل وولزر‬ ‫ّ‬ ‫فيعرف الحرب العادلة‪ ،‬في كتابه «حروب عادلة وغير عادلة» الصادر‬

‫المتوقعة أو المرسومة‪ ،‬أو أن إيجابيات الحرب يجب أن تفوق‬ ‫ثمنها أو كلفتها‪.‬‬

‫‪40‬‬ ‫العدد الثالث ‪ -‬سبتمبر ‪2012‬‬

‫� ��‪/���� �:‬‏�‪/‬‏��‬

‫‪Diplomacy Arabic 3.indd 40‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.