الموسيقى من الطيبات عدنان إبراهيم

Page 1

‫ي‬ ‫س‬ ‫ل‬ ‫المو قى من ا طيبات‬ ‫دكتور عدنان إبراهيم‬

‫تفريغ ‪ :‬أ‪ .‬محمد الفيفي‬ ‫مراجعة ‪ :‬د‪ .‬منى زيتون‬ ‫تنسيق ‪ :‬محمد عدوي‬


‫الموسيقى‬ ‫من الطيبات‬ ‫إن إمحلد هلل‪ ..‬حنمده ونس تعينه ونس تغفره ونس هتديه‪ ،‬ونعوذ ابهلل من رشور أنفس نا وسيئات أعاملنا‪،‬‬ ‫من هيده هللا فال مضل هل‪ ،‬ومن يضلل فال هادي هل‪ ،‬وأشهد أن ال إهل إال هللا وحده ال رشيك هل‪ ،‬وال‬ ‫نظري هل‪ ،‬وال مثال هل‪ ،‬وأشهد أن س يدان ونبينا وحبيبنا محمد ًإ عبد هللا ورسوهل وصفوته من خلقه وأمينه‬ ‫عىل وحيه‪ ،‬صىل هللا تعاىل عليه وعىل أهل إلطيبني إلطاهرين‪ ،‬وحصابته إملباركني إمليامني وأتباعهم‬ ‫ابحسان إىل يوم إدلين وسمل تسلاميً كثري ًإ‪.‬‬ ‫عباد هللا‪ ...‬أوصيمك ونفيس إخلاطئة بتقوى هللا إلعظمي ولزوم طاعته‪ ،‬كام أحذرمك وأحذر نفيس من عصيانه‬ ‫وخمالفة أمره لقوهل جل من قائل "من معل صاحل ًا فلنفسه‪ ،‬ومن أساء فعلهيا‪ ،‬وما ربك بظالم للعبيد‪".‬‬ ‫مث أما بعد أهيا إالخوة إملسلمون إلفاضل‪ ..‬أيهتا إلخوإت إملسلامت إلفاضالت‪ .‬يقول هللا س بحانه وتعاىل‬ ‫يف كتابه إلعزيز بعد أن أعوذ ابهلل من إلش يطان إلرجمي‪،‬‬


‫بسم هللا إلرمحن إلرحمي‬ ‫"قُ ْل أَ َم َر َر ّ يِب ّابلْ ّق ْسطّ ۖ َوأَ ّقميُوإ ُو ُجوه ُ َْمك ّع ْندَ ُ ّي‬ ‫ُون(‪)92‬‬ ‫ك َم ْسجّ ٍد َوإ ْدعُو ُه ُم ْخ ّل ّص َني َ ُهل إ ي ّدل َين ۚ َ َمَك بَدَأَ ُ ْمك تَ ُعود َ‬ ‫ُون َّ ّ‬ ‫َدَى َوفَ ّريقًا َح َّق عَلَهيْ ّ ُم إلضَّ َال َ َُل ۗ إَّنَّ ُ ُم َّ َإَّت ُذوإ َّ‬ ‫ون‬ ‫إلش َيا ّط َني أَ ْو ّل َي َاء ّم ْن د ّ‬ ‫ون أََّنَّ ُ ْم ُمهْتَدُ َ‬ ‫إَّلل َو َ َْي َس ُب َ‬ ‫فَ ّريقًا ه ٰ‬ ‫ِ‬ ‫(‪َ​َ )03‬ي ب َ ِّن أ َد َم خ ُ​ُذوإ ّزينَتَ ُ ْمك ّع ْندَ ُ ّي‬ ‫ْسّف َني (‪ )03‬قُ ْل‬ ‫ْسفُوإ ۚ إن َّ ُه َال ُ َّي ُّب إلْ ُم ْ ّ‬ ‫إرشبُوإ َو َال ت ُ ْ ّ‬ ‫ك َم ْسجّ ٍد َو ُ ُ​ُكوإ َو ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫َم ْن َح َّر َم ّزينَ َة َّ ّ‬ ‫إَّلل إل َّ ِّت أَخ َْر َج ّل ّع َبا ّد ّه َوإ َّلط ّ يي َب ّ‬ ‫ِه لّ َّ ّ​َّل َين أ َمنُوإ ّيف إلْ َح َيا ّة إدلُّ نْ َيا خَا ّل َص ًة ي َ ْو َم‬ ‫ات ّم َن إل ي ّر ْز ّق ۚ قُ ْل ّ َ‬ ‫ون (‪ )09‬قُ ْل إن َّ َما َح َّر َم َر ّ ي َِب إلْفَ َوإ ّح َش َما َظه َ​َر ّمْنْ َا َو َما ب َ َط َن‬ ‫إلْ ّقيَا َم ّة ۗ كَ َ َٰذ ّ َِل ن ُ َف ي ّص ُل ْإل َ​َي ّت ّلقَ ْو ٍم َي ْعلَ ُم َ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ون‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫إَّلل‬ ‫ىل‬ ‫ع‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫اانً‬ ‫ط‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َو ْإال ْ َمث َوإلْ َبغ َْي ّبغ ْ َّري إلْ َح ي ّق َوأَ ْن ت ُ ْ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ْ ُ َ‬ ‫ْش ُكوإ ّاب َّ ّ​َّلل َما ل َ ْم يُ َ يِّز ْل ُ‬ ‫ِ‬ ‫(‪)00‬صدق هللا إلعظمي‬ ‫(إلعرإف )‬ ‫صدق هللا إلعظمي وبليغ رسوهل إلكرمي وحنن عىل ذلمك من إلشاهدين‪ .‬إللهم إجعلنا من شهدإء إحلق‬ ‫إلقامئني ابلقسط‪ .‬أمني إللهم أمني‪.‬‬ ‫قل من حرم زينة هللا إلِت أخرج لعباده وإلطيبات من إلرزق؟ سؤإل إستناكري ييرثب فيه إملوىل إجلليل‬ ‫س بحانه وتعاىل عىل أولئمك إلسودإويني إذلين يبغون إحاَل حياة إلناس لكبة وجتهم‪ .‬قل من حرم زينة‬ ‫هللا؟ أضافها إىل نفسه إىل ذإته إلْشيفة‪ ،‬إَّنا زينة هللا‪ ،‬طبع ًا ِه إضافة يلحظ فهيا مع ى إخللق إلخملوقة‬ ‫إجملعوَل ولكْنا مشعرة ابحملبة وابملثابة‪ ،‬فاهلل عز وجل ال يضيفها إىل نفسه إال وهو َيهبا‪ .‬فهو َيب إلزينة‬ ‫كام حص يف إحلديث (إن هللا مجيل َيب إمجلال) وهذإ حديث حص‪ ،‬وكام أيض ًا ورد يف إحلديث إلشهري (ما‬ ‫أذن هللا –أي ما إس متع‪ -‬ليشء أذنه لنيب –أي إس امتعه لنيب– حسن إلصوت يرتمن أو يتغ ى ابلقرأن)‪،‬‬ ‫فاهلل َيب هذإ وذلِل فان هذه إالضافة مشعرة ابملثابة وابلتْشيف وإلمهية‪ ،‬كذِل ِه مشعرة ابحملبة‪.‬‬ ‫وليس بعيد ًإ أن تشعر ابدلالَل عىل هللا س بحانه وتعاىل‪ ،‬عىل إحاكم صنعته وعىل حسن خلقه إذلي‬ ‫أحسن ك يشء خلقه‪ ،‬وعىل إلتعريف به س بحانه وتعاىل وبأسامئه وصفاته كام قال س بحانه وتعاىل‪( :‬لقد‬


‫خلقنا إالنسان) (حنن خلقنا إالنسان يف أحسن تقومي يف أي صورة – ما أمجلها ما أمكلها ما أهباها – يف‬ ‫أي صورة ما شاء ركبك) (أمن خلق إلسموإت وإلرض وأنزل لمك من إلسامء ماء فأنبتنا به حدإئق ذإت‬ ‫هبجة)‪ .‬يتحدث هللا تعاىل عن إمجليل ال إهل إال هو‪ ،‬يتحدث عن إلزينة (فأنبتنا به حدإئق هبيجة) تهبج‬ ‫إلناظرين وتَّل للنفوس‪ ،‬تنْشح هبا إلصدور‪ ،‬وترتوح هبا إلروإح‪ ،‬وبال شك هذإ يف فطرة هللا إلِت فطر‬ ‫إلناس إلناس علهيا (حدإئق ذإت هبجة ما اكن لمك أن تنبتوإ جشرها أإهل مع هللا)‪ .‬فهذه مجةل دالئل توصل‬ ‫وتدل عىل هللا س بحانه وتعاىل ومن مجلهتا هذه إحلدإئق إلهبيجة‪ ،‬إحلدإئق ذإت إلهبجة‪ .‬إذ ًإ إلزينة وإمجلال‬ ‫سبيل موصل إىل هللا تبارك وتعاىل‪ ،‬وال ريب أن درجات إلوعي ابحلقيقة متفاوتة بني إلناس‪ ،‬ومناظري‬ ‫الاس تدالل عىل إحلق وإحلقيقة أو زوإَي إلنظر َّتتلف أيض ًا من هذه إلزوإَي‪ .‬من هذه إملناظري إحلُسن‬ ‫وإلهباء‪ ،‬مث إن إمجلال أو إلزينة كام يكون يف إملرإيئ وإملبرصإت من أشاكل ورسوم وأجسام وترإكيب‬ ‫وهيئات وألوإن مس تحس نات وحراكت‪ ،‬يكون أيض ًا يف إملشمومات من أفاوحي عنربية وروإحئ زكية‪،‬‬ ‫ويكون أيض ًا يف إملسموعات من أصوإت يرريدة طروبة حس نة تَّل للنفوس وتنبسط هبا – أي تنْشح‬ ‫وتتسع‪ ،-‬فهيي تشعر بسعة رمحة هللا عرب هذإ إملدخل إمجلايل‪ .‬إلصوإت إلغريدة إحلس نة إلطروبة سوإء‬ ‫أاكنت من إلعنادب وإلطيور أو إلطيار أو من أَل أو من إنسان صييت حسن إلصوت ك ذلمك سوإء‬ ‫أمام إلفطرة إالنسانية إلِت يشوقها ويَّلها سامع إلصوت إلطيب‪ .‬رب إلعزة يف جالهل ال إهل إال هو ال َيب‬ ‫أن يس متع إىل أي يشء قدر إس امتعه إىل صوت نيب مجيل يتغ ى ابلقرأن‪ ،‬وهذإ أمكل إملقامات وهو إلالئق‬ ‫به ذي إجلالل وإالكرإم ال إهل إال هو‪ ،‬مث بعد ذِل إلناس عىل درجات ويف مرإتب أمكلهم حا ًال يَّل هل يشء‬ ‫من هذإ إلقبيل أن يسمع الكم هللا وإذلكر لكن من صوت جشي طروب رريد فهو َيب هذإ‪ .‬نبينا صىل‬ ‫هللا عليه وسمل اكن يف مقدم هؤالء‪ ،‬وهو إذلي وقف لي ًال حني مر بأِب موىس إلشعري ريض هللا تعاىل‬ ‫عنه وأرضاه يقرأ إلقرأن يرتهل يف صالته من إلليل فوقف وإس متع ما شاء هللا من حيث ال يشعر به‬ ‫صاحبه أبو موىس‪ ،‬فلام غدإ عليه يف إلصباح قال‪َ :‬ي أاب موىس لقد إس متعت إىل تالوتك إلبارحة لقد‬ ‫حلربته ِل ويف‬ ‫أوتيت مزمار ًإ من مزإمري أل دإوود‪ ،‬قال‪َ :‬ي رسول هللا لو عرفت أنك كنت تس متع إيل ي‬ ‫روإية حتبري ًإ ‪-‬أي ليست هذه أحسن قرإءة عندي‪ ،-‬أي قال لو كنت أعمل لكنت حسنت صويت ابلقرإءة‬ ‫أكرث وأزيد وأبلغ‪ ،‬وذلِل قال إلتابعي إجلليل أبو عامثن إلْندي ريض هللا عنه‪" :‬ال وهللا ما مسعت مزمار ًإ‬ ‫وال طنبور ًإ أحسن صو ًات من أِب موىس إلشعري إن اكن ليقرأ فينا فنود أن لو يقرأ إلبقرة من حسن‬


‫صوته" أخرجه بس ند حصيح أبو عبيد يف فضائل إلقرأن إلعظمي‪ .‬طبع ًا هنا لحد أن يلتفت ليقول وهل‬ ‫يسوغ لنيب هللا صىل هللا عليه وسمل أن يش به شيئ ًا محمود ًإ مس تحب ًا رشيف ًا أال وهو إلصوت من مسمل‬ ‫موحد صاحب جليل بكتاب هللا بالكم هللا أن يش هبه مبا حرم هللا؟‪ ،‬يس تحيل أن إلنيب يقع يف مثل هذإ‬ ‫وحاشاه والك‪ ،‬وهو إلقائل كام أخرجه يف إلصحيحني (ليس لنا مثل إلسوء)‪ ،‬ال ميكن أن يقع إلنيب يف‬ ‫متثيل مقبوح وحاشاه فكيف قال هل‪" :‬لقد أوتيت مزمار ًإ"ً‪ ،‬إذ ًإ إملزمار يشء طيب‪ ،‬فكيف لنا أن حنرم‬ ‫إملزمار وإملزإمري؟ وقد قال وهذإ حديث حصيح ( لقد أوتيت مزمار ًإ من مزإمري أل دإوود)‪ ،‬وأيض ًا ش به‬ ‫إلنيب حسن إلصوت دإوود وأهل وكتاب هللا إلزبور ابملزإمري فكيف حنرم إملزإمري؟ ابلعكس هذإ دليل لنا‬ ‫وللك من قال حبل إملزإمري‪ ،‬وهو دليل وإحض ومانع يف مزيإن إحلق‪ ،‬مانع يف مزيإن الاس تدالل وإحملامكة‬ ‫إلفقهية‪ .‬ال ميكن لفقيه عادي من أوساط إلفقهاء وإملفتني أن يقول‪ :‬هذإ طعام طيب كنه حلم خِزير!‪،‬‬ ‫يس تحيل لن إخلِزير حرإم ومس تبشع‪ ،‬فلو اكن إملزمار حرإم ًا ومس تبشع ًا ملا وقع إلتشبيه به فهذإ إذلي مل‬ ‫ينتبه إليه بعضهم‪ ،‬وإن إنتبه إليه إلبعض‪.‬‬ ‫نعود‪ ،‬إلنيب اكن يعشق هذإ إلصوت‪ .‬يف حديث عبدهللا بن زيد بن عبد ربه إلشهري صاحب إلذإن حيامن‬ ‫أوري إلذإن يف منامه‪ ،‬فغدإ عىل رسول هللا وقص عليه إلرؤَي وقال هل‪ :‬إَّنا رؤَي حق إن شاء هللا فقم‬ ‫مع بالل‪ ،‬فألق إليه ما رأيت ‪-‬أي ما مسعت يف رؤَيك‪ -‬فانه أندى صو ًات منك‪ .‬إلنيب َيب أن يسمع وأن‬ ‫يسمع إلناس إلذإن من صوت ندي جشي‪ ،‬ليست إلعربة بأن إللكامت رشيفة وعالية‪ِ .‬ه كذِل يف ك‬ ‫حال ولكن تزدإد ُحس ن ًا ويعظم وضعها يف إلنفوس إذإ اكنت من صوت جشي ررييد طروب‪ ،‬فقال هو‬ ‫أندى صو ًات منك‪.‬‬ ‫ويف حديث أِب حمظورة وهو حديث حصيح أخرجه إلنسايئ وغريه‪ .‬يقول أبو حمظورة‪ :‬ريض هللا عنه ‪-‬‬ ‫واكن أبو حمظورة يف إلكفر وإلْشك وإجلاهلية‪" :-‬ملا خرج إلنيب عليه أفضل إلصالة إىل ُحنني خرجت‬ ‫عارش عْشة نتبعهم فِزلوإ يف ماكن‪ ،‬وقام أحدمه يؤذن جفعلنا نؤذن تأذيْنم نس هتزيء هبم‪ ،‬وكنت فمين‬ ‫أ يذن‪ ،‬فقال عليه إلصالة وأفضل إلسالم –ويعمل أن هؤالء مْشكون كفار يؤذنون إس هتزإء‪ ،‬لكن إلنيب‬ ‫إهتبلها فرصة– لقد مسعت صوت إنسان حس ن ًا أو قال حسن يؤذن أذإننا فأتوين هبم‪ ،‬فذهب إلصحابة‬ ‫إلفرسان فأتوإ هبم‪ ،‬خفاف أبو حمظورة أن يِزل به عقاب‪ .‬قال جفعل إلنيب يطلب منا أن نؤذن بني يديه‪،‬‬ ‫جفعلنا نؤذن رجل رجل‪ ،‬وكنت أخرمه‪ ،‬فلام أذنت –وكنت أحس ْنم صو ًات‪ -‬دعا ِب فأجلس ِن بني يديه‪،‬‬


‫عيل ثالث مرإر صىل هللا عليه وسمل –هنيئ ًا هل هبذه‬ ‫مث وضع يده إلْشيفة عىل رأيس ودعا يل و يبرك ي‬ ‫إللمسة إملصطفوية إلكرمية إحلانية إملمدة‪ ،-‬مث قال يل "أاب حمظورة أذن عند إلبيت إحلرإم"‪ ،‬ودخل‬ ‫إالسالم قلب إلرجل ورشح هللا به صدره ورخست قدمه ريض هللا عنه وأرضاه‪ .‬وإلشاهد أن إلنيب‬ ‫إس تحال هذإ إلصوت مع أنه من مْشك مس هتزيء!‪ ،‬حفري هبذإ إلصوت أن َُّتدم به إدلعوه لالسالم‪ ،‬أن‬ ‫ُ​ُيدم به إالسالم‪ ،‬وهذإ وضع إلكفاءإت يف موإضعها‪ .‬إلرجل إملناسب يف إملاكن إملناسب‪ .‬إلنيب اكن‬ ‫يعشق إلزينة يف ك أشاكلها‪ .‬لكن إلن إلالكم عن زينة إلصوت‪ ،‬وقد يقول قائل هل فع ًال إلصوت‬ ‫إحلسن إلطروب من إلزينة؟ وجوإبنا أنه قطع ًا من إلزينة‪ ،‬فالزينة ليست وقف ًا عىل وال حرص ًإ يف إملرئيات‬ ‫وسوإها بل تعم إلصوإت وِه من أحسن إلزينة ومن أمجلها وأهباها‪ ،‬كيف ال وهو إلقائل عليه إلصالة‬ ‫وأفضل إلسالم "زينوإ إلقرأن بأصوإتمك"‪ ،‬وهذإ نص‪ .‬إذن إلصوت من إلزينة بال شك‪ ،‬ومن أحسن إلزينة‬ ‫بل تاكد تطبق ُكمة إلنقاد ومؤريخ إلفن عىل أن إمجلال إملسموع أو إلفنون إلسمعية تقف يف مقدم إلفنون‬ ‫مجيعها‪ ،‬فاملوس يقى وإلغناء وإلرتمن وإلتطريب وإلتلحني من أقدم إلفنون إلبْشية ومن أرقاها‪ ،‬تقريب ًا مل َّتل‬ ‫وال َّتل مْنا حضارة إنسانية‪ ،‬ومل تضطلع هذه إلفنون إلسمعية فقط بوظيفة إمتاعية وإمنا إضطلعت‬ ‫بوظائف إجامتعية وس ياس ية قومية‪ ،‬وهذإ موضوع يطول رشحه‪ ،‬وهذإ ألفت فيه كتب ًا عىل سبيل إملثال‪:‬‬ ‫"إملوس يقى وعالقهتا ابلقوميات"‪ .‬خاصة يف إلقرن إلعْشين ألفت فيه إملؤلفات إملوس يقى واكن لها دور كبري‬ ‫تضطلع به وبأدوإر تربوية وتعلميية‪ ،‬فهذإ إحلكمي إلصيِن إلشهري كونفوش يوس يف إلقرن إلسادس قبل إمليالد‬ ‫يدعو إىل رضورة إس تخدإم وإس تعامل إملوس يقى يف إلرتبية وإلتعلمي ويضع ذلِل بعض إلضوإبط‪ .‬إلمم ُكها‬ ‫خربت هذإ وعرفت هذإ‪ ،‬وإلعرب يف جاهليهتم وإلعرب يف إسالهمم يف عهد إلتْشيع وبعد عهد إلتْشيع‬ ‫خربوإ هذإ‪.‬‬ ‫فاذإ اكن كذِل مفن أين هذإ إالطباق حيث أنه تقريب ًا ياكد يوشك فقهاء إلعرص ‪-‬إال فئة مس تثناة‪ -‬عىل‬ ‫حترمي إملوس يقى وإلغناء‪ .‬ابذلإت إملوس يقى وإملعازف وإلالت إملوس يقية ياكدون يطبقون عىل أَّنا مما حرم‬ ‫ياء أخرى مثل إلش بابة أو إلناي ‪-‬إليارإء أو إلقصبة فهل‬ ‫هللا وال يس تثنون إال إدلف‪ ،‬وبعضهم يس تثِن أش ً‬ ‫جيوزه‬ ‫أسامء كثرية‪ ،-‬وبعضهم ال يس تثنهيا حلديث إبن معر "زمارة إلرإعي"‪ ،‬أما إلغناء فاملتسامح إمنا ي‬ ‫بْشوط يعددها تاكد َّترج به أحيا ًان عن مجةل ماهيته‪ .‬يشء جعيب جد ًإ‪ ،‬أش به ابنشاد إلشعار‪ ،‬وإلشعر‬ ‫ال خالف حوهل لن إلشعر الكم حس نه حسن وقبيحه قبيح كام يف إحلديث إملشهور‪ ،‬من أين هلم هذإ‬


‫إالطباق وملاذإ هذإ إلتشديد وإلتعسري وإلتضييق عىل عباد هللا؟‪ ،‬وهذإ تضييق ال ينبغي رض إلطرف‬ ‫عنه‪ ،‬وينبغي تشقيق إلقول فيه وإقامة حماكامت علمية وفقهية لهذه إلقوإل إملعْسة ذلمك شئنا أم أبينا‪.‬‬ ‫إملوس يقى إليوم ‪-‬وحىت إلغناء‪ -‬مما معت به إلبلوى‪ُ ،‬كنا مبتلون به فال بد أن يكون هذإ إحلمك وإحض ًا‪،‬‬ ‫وحنن إمنا نتبني ونتقصد مس تعينني ابهلل أن يكون هذإ إحلمك مما ُيفف عىل عباد هللا ال مما يشقق ويعْس‬ ‫علهيم حياهتم‪ .‬إلن هذإ إحملمول يصدر نغامت موس يقية حني تفتحه وتغلقه‪ ،‬وكذِل إليببيوتر إلثابت أو‬ ‫إحملمول حني تفتحه وتغلقه تصدر نغامت موس يقية‪ ،‬وهناك برإمج كثرية توظف إملوس يقى‪ ،‬فهذه إملوس يقى‬ ‫موجودة يف ك ماكن‪ ،‬يف إلرإديو وإلتلفزيون تبدأ إلنْشإت إالخبارية ابملوس يقى وتتخللها‪ ،‬ففوإصل إلنْشة‬ ‫إالخبارية إلوإحدة بدإيهتا وصالت موس يقية‪ .‬فاملوس يقى يف ك ماكن‪ .‬طبع ًا فقهاء إلعرص بعضهم إذلين‬ ‫وعْسوإ قالوإ ينبغي أن تطفيء إجلهاز أو َّتفض إلصوت‪ .‬فهل حنن مس مترون فقط يف حاَل‬ ‫شددوإ ي‬ ‫مصارعة مع أنفس نا وأعصابنا؟ ما هذإ إحلل إلعجيب جد ًإ؟‪ ،‬وطبع ًا أان زعمي أن ديننا عىل ما فيه من‬ ‫عظمة وأس بقيات وخوإدل لو قدم للبْشية خالي ًا يف نظر إلناس من شوب ومن ك عيب لكن بْشط أنه‬ ‫ليس فيه فن سامعي ًا ونقول للناس أن إملوس يقى يف إلصل حرإم‪ ،‬وأكرث إلغاين وإلرتمن حرإم إال ما‬ ‫يس تث ى س يقولون ال حاجة بنا دلين كهذإ‪ ،‬هذإ دين معتل ويبدو أن أحصابه أيض ًا معتلون نفس ي ًا ليسوإ‬ ‫أشخاصا أسوَيء‪ ،‬ليسوإ طبيعيني فهم خبالف ك إلبْش وخالف ك إحلضارإت وك إملدنيات‪،‬‬ ‫س يقولون من أنمت؟‪ ،‬ورمبا قال بعضهم عرفنا إلن ملاذإ يمنو فيمك إالرهاب؟ ذِل لنمك خشصيات ملهتبة‬ ‫معتةل ال تتذوقون إلفن‪ .‬هذإ مل يقهل هؤالء إلغربيون وإمنا قاهل أمئة إالسالم إملتفتحون كش يخ إالسالم أِب‬ ‫حامد إلغزإيل قدس هللا رسه إذلي كتب حتقيق ًا نفيس ًا جد ًإ يف حمك إلسامع‪ ،‬وإلسامع مصطلح فقهيي يعم‬ ‫إلالت وإلصوإت إلطيبة ُكها من أَل أو من إنسان‪ ،‬فلك هذإ يسمى سامع ًا وليس فقط سامع إلصوفية‪.‬‬ ‫ويف إلكتاب إلثامن يف إحياء علوم إدلين عن إلسامع أىت فيه بأقوإل موزونة وحماكامت يف منهتيى إدلقة‬ ‫وإلروعة وإلعبقرية‪ ،‬واكن مما قال جحة إالسالم قدس هللا رسه إلكرمي‪" :‬من مل يطربه إلربيع وأزهاره وإلعود‬ ‫وأواتره فهو فاسد إملزإج ليس هل عالج"‪ ،‬أي هو إنسان معتل خمتل نفس ي ًا ليس طبيعي ًا‪ ،‬يقول أبو حامد‪:‬‬ ‫"أنت ال تتحسس إلزينة؛ ال تتحسس إمجلال ال يف إملشموم ال يف مريئ مبرص وال يف مسموع يف إلوتر‬ ‫من معزفة كام يقال فأنت إنسان لست طبيعي ًا‪ ،‬بل قال وإصف ًا هذإ إالنسان أنه بعيد عن إلروحانية قد زإد‬ ‫يف غلظ إلطبع ‪-‬أي يف إلبالدة‪ ،‬فطبعه بليد غليظ كام نقول ابلعامية إلشامية‪ ،-‬وزإد يف كثافته عىل إمجلال‬


‫وإلطيور بل عىل سائر إلهبامئ لن هذه إلهبامئ مجيعها تطرب وتتأثر ابلنفحات إملوزونة‪ ،‬وهذإ حصيح فاالبل‬ ‫عىل غلظ أكبادها وكثافة طبعها يَّل لها ويشوقها وَيفزها وَيركها وُيفف عْنا أثقالها إحلدإء ‪-‬أو إحلُدإء‬ ‫الكهام فصيحان وإملعروف ابلنصب‪ -‬وإلنيب اكن هل حا ٍد عليه إلصالة وإلسالم ‪ ،‬فاالبل حني تريد أن‬ ‫تقرص عْنا إلطريق وَّتفف عْنا إحد لها أي رِن لها‪ .‬إلطفل إلصغري يف همده إبن إس بوع أو إبن شهر حني‬ ‫تغِن هل أمه يسكن وهيدأ ويغلب عليه إلنوم وإلفرحة‪ ،‬وُكنا نعرف هذإ‪ ،‬ومك رنينا للطفل يف إملهد‪،‬‬ ‫فس بحان هللا‪ ،‬وذلِل أفىت علامء إملسلمني كام يف إلعقد إلفريد مث ًال البن عبدربه بأنه ال يس تحب أن ينام‬ ‫إلطفل عىل باكء‪ ،‬وإمنا يدعون وَيبذون أن يغ ى هل ويرتمن بني يديه حىت ينام مراتح ًا‪ ،‬وال يعود ذِل بأثر‬ ‫يسء عىل نفسيته‪ .‬يقول إبن عبد ربه‪" :‬حىت إلبقر حني يغ ى لها تدر إللبان أكرث"‪ .‬إلعجيب أن هذإ إىل‬ ‫إليوم معرتف به يف إحلضارة إلغربية فهم يضعون إملوس يقى لبعض إحليوإانت وخاصة عند إحللب فتحلب‬ ‫أحسن وأكرث وأبرد وَيللعجب‪ ،‬وإلنبات يزدهر ويمنو مع إملوس يقى‪ ،‬وذلِل فهذإ إلغرب إجملرب إذلي‬ ‫ُيضع ك يشء للتجريب وحلمك إلصوإب وإخلطأ إلن ال تاكد َّتلو إحملال إخلاصة وإلعامة اكلنفاق وإملرتو‬ ‫وررف الانتظار يف إملشايف ويف إلعيادإت وماكتب إلعمل وإالجناز يف إملؤسسات إلخمتلفة جتار ًَي وإقتصاد ًَي‬ ‫وغريها مما يسمى ابملوس يقى إخللفية وتعرف ‪ ، Back ground music‬وِه موس يقى ال يصحهبا رناء‪.‬‬ ‫هادئة رإئقة‪ ،‬وإلسبب يف هذإ أنه ابلتجارب تربهن وثبت أَّنا تزيد يف إالنتاج فاملسأَل إقتصادية‪ .‬أكرث من‬ ‫هذإ هناك ما يعرف ابلعالج ابملوس يقى ‪ Music therapy‬وهو معرتف به‪ ،‬وهناك موإقع ابلعْشإت يف‬ ‫إلش بكة إلعنكبوتية حتت هذإ إلعنوإن أو ما أش به ‪ ، www.musictherapy.org‬يْشحون فهيا رشح ًا‬ ‫طبي ًا وس يكولوجي ًا كيف تؤثر إملوس يقى يف إلعالج؟ وكيف جتعل إنسا ًان ينقه رسيع ًا ويامتثل للشفاء أبكر؟‬ ‫ويأتيك من يقول‪ :‬ال‪ ،‬هذإ يف ديننا حرإم فهيي من إلكبائر وإلعياذ ابهلل‪ ،‬بل من أفظع ما يكون وأبشعه‪،‬‬ ‫ومن جلس إىل غاين أو قينة يس متع مْنا إلغناء يصب يف أذنيه إلنك يوم إلقيامة‪ ،‬قيل‪" :‬ما إلنك َيرسول‬ ‫هللا؟ ‪َ-‬يمن ُكذب عليه‪ -‬إلرصاص إملذإب" أعوذ ابهلل ما هذإ؟ ُكنا نسمع بني مقل ومكرث‪ ،‬قال إبن حزم‬ ‫هذإ حديث بلية ‪-‬بلوى‪ ،-‬فهذإ إحلديث ُكه مروي عن جماهيل أي عن أانس غري معروفني‪ ،‬وإلفقهاء‬ ‫صدعوإ أدمغتنا به عىل إملنابر‪ ،‬وكذِل إلوعاظ يف كتب إلكبائر وإلصغائر‪ .‬فاحملرمون يستشهدون حبديث‬ ‫ال أصل هل‪ ،‬وطبع ًا مثهل عْشإت إلحاديث ال أصل لها‪ ،‬مفن أين إذ ًإ جاء حترمي هذه إلطيبات؟‪ ،‬وقد‬ ‫توعد هللا تبارك وتعاىل عىل من تورط وجتارس حفرم ما مل َيرمه هللا يف نفس إلية‪ ،‬وهذإ من بديع س ياق‬


‫هذه إلَيت إجلليالت من سورة إلعرإف‪" :‬قُ ْل َم ْن َح َّر َم ّزينَ َة َّ ّ‬ ‫إَّلل إل َّ ِّت أَخ َْر َج ّل ّع َبا ّد ّه" إىل أن قال‪" :‬قُ ْل‬ ‫إن َّ َما َح َّر َم"‪ ،‬وهذإ صيغة حرصية فقوهل "إن َّ َما َح َّر َم" يعِن هذإ ما حرمه هللا "قل إمنا حرم رِب إلفوإحش ما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظهر مْنا ومن بطن وإالمث وإلبغي بغري إحلق"‪ .‬بعض إلناس يبغي وَيتطب يف حبل إالمث كثري ًإ يف حقوق‬ ‫إلناس؛ أموإهلم وأعرإضهم ومصاحلهم ويأيت ليشدد يف إملوس يقى وإلغناء فهو حرإم عنده فعند إملوس يقى‬ ‫وإلغناء يصبح س يد إملتورعني‪ .‬ما هذإ إلفصام يف إدلين؟ ما هذإ إلكذب عىل إلنفس؟ هللا يقول هذإ‬ ‫حرإم وإالمث وإلبغي بغري إحلق وأن تْشكوإ ابهلل مامل يِزل به سلطا ًان‪ ،‬وإلشاهد قوهل وأن تقولوإ عىل هللا ما‬ ‫ال تعلمون‪ .‬إَيك أن تقول عىل هللا بغري عمل‪ .‬قال إالمام أبو يوسف ‪-‬قايض إلقضاة صاحب إخلرإج تلميذ‬ ‫أبو حنيفة‪ -‬يف كتابه "إلرد عىل سري إلوزإعي"‪" :‬أدركنا مشاخئنا من أهل إلعمل ومه يكرهون يف إلفتيا أن‬ ‫يقال يف يشء أنه حرإم ما مل يكن بين ًا يف كتاب هللا تعاىل من غري تفسري‪ ،‬أي أنه جيب أن يكون حرإم ًا‬ ‫من غري تأويل ومن غري يل أعناق إلَيت وإدلورإن والالتفاف حولها‪ ،‬وتقول هذه إلية تتحدث عن‬ ‫إلغناء!!!! أان ال أفهم وال هو يفهم وال ِه تفهم أَّنا تتحدث عن إلغناء بل من إلوإحض أَّنا تتحدث عن‬ ‫يشء أخر ابللكية‪ .‬كن أاب يوسف يقول‪" :‬إَيمك مل تكن هذه عادة إلمئة وإلعلامء"‪ .‬ال أحد يرتدد يف حرمة‬ ‫إلزان وإلقتل وإلْسقة وإلْشك وقول إلزور وإلكذب وأك أموإل إلناس ابلباطل وإلراب لَّنا حمرمة بينة من‬ ‫غري تفسري يف كتاب هللا‪ ،‬فاكنت من إملعلومات يف إدلين ابلرضورة‪.‬‬ ‫زمع بعضهم أن كتاب هللا نطق يف موإضع منه ‪-‬جل مِزهل س بحانه وتعاىل‪ -‬بتحرمي إملعازف وحترمي إلغناء‬ ‫إال ما ُإس تث ى‪ ،‬ولنلقي بعض إلضوء عىل هذإ إلزمع‪ .‬قالوإ‪ ،‬قال هللا تبارك وتعاىل يف كتابه إلعزيز‪" :‬ومن‬ ‫إلناس من يشرتي لهو إحلديث ليضل عن سبيل هللا بغري عمل ويتخذها هزوإ"‪ ،‬أي ليضل عْنا‪ ،‬ويتخذ‬ ‫سبيل هللا هزو ًإ‪ ،‬وقد توعدمه هللا عىل هذه إلفعةل‪ .‬قالوإ ‪-‬عن جماهد‪" :-‬لهو إحلديث هو إلطبل "‪ ،‬وعن‬ ‫إبن مسعود "هو إلغناء"‪ ،‬فهل هذإ هو لهو إحلديث؟ أوالً هل إلطبل من لهو إحلديث؟ هل هو قول‬ ‫يسمع أو يقال؟‪ ،‬فالية وإحضة ال تتحدث عن إللهو مطلق ًا من حيث أىت إللهو بل تتحدث عن لهو‬ ‫حرم إللهو ابطالقه؟!!!!‪ ،‬يقول إبن حزم رمحة‬ ‫إحلديث‪ ،‬يقول تعاىل‪" :‬إمنا إحلياة إدلنيا لعب ولهو"‪ ،‬فهل ي‬ ‫هللا عليه يف إحملىل‪ ،‬ويف رسالته يف إلغناء إمللهيي حرإم أم حالل؟ ‪-‬وِه رساَل مطبوعة‪ -‬وِه عىل وجازهتا‬ ‫جيدة جد ًإ ومن أبدع ما يكون‪ ،‬قال إلعالمة أبو محمد عيل بن حزم‪" :‬نقول لهؤالء إ يحملرمني للهو هكذإ‬ ‫ابطالقه "إذ ًإ حرموإ ك ما يف إدلنيا"‪ .‬يقول أحد من مس تنسخي هذه إلرساَل‪ :‬ملا أمتها إالمام وكتهبا‬


‫وإس تقرت أخذهتا وأعطيت نسخة لالمام حافظ إملغرب إلعالمة إلعظمي إبن عبد إلرب رمحة هللا عليه‬ ‫عرصي إبن حزم‪ ،‬قال‪ :‬أعطيته نسخة قلت إنظر فهيا إبن حزم َيل فهيا إملعازف وإلغناء‪ ،‬وطبع ًا هناك‬ ‫ي‬ ‫تفاصيل ليس موضوعها للن فليس ك إلغناء حالل‪ ،‬فهناك رناء مما دعا إىل خنا إىل زان ومما اكن فيه‬ ‫فضيحة أعرإض‪ ،‬ما أعرض هل إنكشاف إلعورإت وإالررإق يف إلفنت وُكها حرإم‪ ،‬فهو حرإم ال ذلإته‬ ‫فليست إملوس يقى حمرمة ذلإهتا وال إلغناء حرإم ذلإته إمنا ملا يعرض هل‪ ،‬فان أمكن فصهل وتنقيته مما يعرض‬ ‫هل فيعود إىل أصل إالابحة‪ ،‬وال يشء فيه‪ ،‬هذإ مذهب إبن حزم إذ قال‪" :‬ليس يف كتاب هللا وال س نة‬ ‫رسوهل وال معقول إلقياس علهيام ما يفيد حترمي إلغناء وإلالت"‪ ،‬ذلِل أفىت رمحة هللا عليه أن من كْس‬ ‫مزمار ًإ أو عود ًإ أو طنبور ًإ أو أَل فانه يضمْنا أي ال بد أن يدفع مثْنا لصاحهبا‪ ،‬لَّنا أالت حمرتمة يف‬ ‫إلْشيعة‪ ،‬وأقل ما يقال فهيا أَّنا مباحة‪ ،‬فالقاعدة إلصولية يف إلتفقه والاجهتاد أن إلصل يف إلمور‬ ‫إلعادية إدلنيوية إلِت ليست تعبدية هو إالابحة‪ .‬ال حنتاج إىل نص رشعي يبيح لنا هذإ‪ .‬نعم إن حص إلنص‬ ‫يقطع به عىل حرمة يشء من ذِل نقف عند إلنص‪ ،‬أما إن مل يصح من إلنص ما يقطع معه حبرمة هذإ‬ ‫إليشء نبقى دإمئ ًا ممتسكني ابلصل‪ ،‬وليس يُطالب ابدلليل من دإر مع إلصل‪ ،‬فنحن مع إلصل وإلصل‬ ‫يشهد لنا‪ ،‬وذلِل ال َيق لحد بأن يقول لنا إئتوإ بدليلمك عىل حل إملوس يقى وإلغناء لن إلصل أَّنا‬ ‫حالل‪ ،‬فاذإ كنت أنت تقول أَّنا حرإم إئتِن ابدلليل إلصحيح "هو إذلي خلق لمك ما يف إلرض مجيعا"‪،‬‬ ‫هذإ دليل الاس تصحاب‪ ،‬دليل إالابحة إلصلية لن إلصل يف إلش ياء إالابحة‪.‬‬ ‫ونعِن من ورإء هذإ إلالكم أنه يقال هل يعقل أن كتاب هللا تعاىل وس نة رسوهل إملصطفى صىل هللا عليه‬ ‫وأهل وسمل ُيلوإن من نص حصيح رصحي يف حرمة يشء معت به إلبلوى؟ قطع ًا يس تحيل!!‪ ،‬قد يقول‬ ‫بعضمك حصحوإ إدلعوى أن إلبلوى معت هبذإ أَيم إلرسول‪ ،‬نعم فهيي عامة يف ك زمان وماكن‪ ،‬وأَيم‬ ‫إلرسول معت إلبلوى‪ ،‬وإمسعوإ حديث جابر إلصحيح هذإ أثر حصيح روإه إبن جرير يف تفسريه يف تفسري‬ ‫سورة إمجلعة "إذإ رأوإ جتارة أو لهو ًإ إنفضوإ إلهيا وتركوك قامئ ًا"‪ ،‬يقول ريض هللا عنه وأرضاه‪" :‬اكنوإ يف‬ ‫إلناكح يؤىت ابجلوإري فيرضبن ابلكرب وإملعازف" وإلكرب ِه إلطبول‪ ،‬وإلصيغة هنا يف إحلديث "اكن‪"....‬‬ ‫تدل عىل أن هذإ تكرر من أحصاب رسول هللا غري مرة وليس مرة وإحدة فاكنوإ يرتكون إلرسول قامئ ًا عىل‬ ‫منربه وُيرجون يتسمعون إذإ رأوإ أواليئ إجلوإري وإلناس وإلصبيان ميشون يف إلشوإرع يرضبون إملعازف‬ ‫وإلكرب‪ ،‬اكنوإ طبيعيني َيبون إلغناء وإملوس يقى وإملعازف‪ ،‬وليس مثلنا معقدين‪ ،‬وهؤالء من إلصحابة!‬


‫إذلين كام قيل يف وصفهم ووصف أتباعهم أيض ًا اكنوإ أهل تطرف وأهل مزحة وأهل قلوب ونفوس طيبة‬ ‫ولكن إذإ تعدى إلمر إىل إدلين‪ ،‬إىل أي يشء هل قطعيات ابهلل وابلرسول وابلقرأن وحبرمة إلمة تدور‬ ‫طييب إلنفوس ‪.‬‬ ‫حامليق ‪-‬أي عيون‪ -‬أحدمه اكجملنون لكن فامي عدإ ذِل اكنوإ ي‬ ‫يروى عن عبد هللا بن إلزبري واكن متكئ ًا ‪-‬وهذإ أثر حصيح أخرجه عبد إلرزإق يف مصنفه وغريه‪ -‬وقال‬ ‫"تغ ى بالل" أي وهللا مرة اكن بالل يغِن‪ ،‬قاطعه وإحد من إلناس مثل إليوم يقول تغ ى بالل ما‬ ‫هذإ؟!!! دإمئ ًا هناك انس ال يصدقون!!! بالل بن رابح أح ٌد أحد تغ ى!! قالوإ تغ ى بالل!!!!‪ ،‬جفلس أمري‬ ‫إملؤمنني عبدهللا بن إلزبري إلصحاِب إملعروف ابلشجاعة وإلعبادة وإلفصاحة إذلي اكن ال جيارى يف ثالث‬ ‫يف إلعبادة وإلورع ويف إلفصاحة ويف إلشجاعة رضوإن هللا عليه وعن أبيه‪ ،‬جفلس واكن متكئ ًا فقال‪" :‬ما‬ ‫أعمل أحد ًإ من إملهاجرين إال ترمن"‪ ،‬قال هل ُكهم أبو بكر ومعر ك إملهاجرين‪ ،‬وإلثر حصيح‪ ،‬قلت‪ :‬ما أعمل‬ ‫فهذه دعوى‪ ،‬ما أعمل أحد من إملهاجرين إال ترمن‪ .‬اكن َيب هذإ‪ ،‬واكن يدعو إليه‪.‬‬ ‫يف حديث إلسائب بن يزيد إذلي أخرجه إلرتمذي يف إس ناد حصيح‪ ،‬يقول إلسائب بن يزيد ريض هللا‬ ‫عْنم وأرضامه أمجعني‪ ،‬يقول‪" :‬جاءت إمرأة جارية فدخلت عىل رسول هللا فقال إلرسول‪َ :‬ي عائشة أتدرين‬ ‫من هذه قالت‪ :‬ال‪ ،‬قال‪ :‬هذه قينة بِن فالن ‪-‬وإلقينة أي إملغنية إجلارية إملعدة إملدربة للغناء فهيي متهتن‬ ‫هذإ إليشء‪ -‬أحتبني أن تغ ّ‬ ‫نيك؟ فقالت إلس يدة عائشة‪ :‬نعم‪ ،‬وأعطاها إلنيب إلطبق وهو حصنه مثل‬ ‫إلطبل إلصغري‪ ،‬فقال خذي ورِن لعائشة‪ ،‬فأعطاها إلطبل جفعلت تغِن"‪ ،‬وإحلديث حصيح فهو ليس‬ ‫ضعيف ًا اكلحاديث إلِت َيتجون هبا وِه موضوعة ومكذوبة للسف‪ ،‬هذإ كام قال عليه إلسالم يف‬ ‫حديث أخر حصيح‪" :‬لتعمل هيود أن يف ديننا فسحة‪".‬‬ ‫إلسائب بن يزيد نفسه مرة أخرى ‪-‬مبا أننا ذكرانه‪ -‬يقول‪" :‬كنت مع عبد إلرمحن بن عوف ‪-‬وهو أحد‬ ‫إلعْشة ريض هللا عْنم أمجعني‪ -‬يف طريقنا إىل إحلج فلام اكن يف ماكن كذإ قال عبدإلرمحن بن عوف لرابح‬ ‫وقرص عنا" أي أان تعبنا ومللنا‪ ،‬واكن أبو حسان رابح هذإ يعرف إحلدإء‬ ‫بن إملغتفر َي أاب حسان رننا ي‬ ‫فيغِن بصوت مجيل‪ ،‬جفلسوإ بناحية يف إلطريق وهذإ إلرجل يغِن بصوت مجيل وجشي‪ ،‬يقول إلسائب‬ ‫فأقبل معر‪ ،‬واكن معهم معر يف خالفته معر وقت أن اكنت هل سلطة إلمر وإلْنيي فمل يكن حصاِب عادي‬ ‫بل اكن إملس ئول عن إلمة‪ ،‬فقال ما هذإ َي عبد إلرمحن؟ قال ال بأس به َي أمري إملؤمنني‪ .‬أي نغِن نقرص‬ ‫به عنا ونروح عن أنفس نا‪ .‬قال فان كنت أخذ ًإ فعليك بشعر رضإر بن إخلطاب ‪-‬ليس أخ ًا لعمر وإمنا من‬


‫قبيةل أخرى يعود نس به إىل بِن فهر‪ ،-‬فعمر يدهلم بقوهل رِن لرضإر بن إخلطاب‪ .‬طبع ًا إلاثر كثرية جد ًإ‬ ‫عن إلصحابة‪ ،‬وأحتدث عن أاثر حصيحة وليست موضوعة مكذوبة وضعيفة إلثر‪.‬‬ ‫وهذإ أثر حصيح‪ ..‬روى إالمام أمحد يف مس نده عن عبدهللا بن معري أبو معرية قال حدثِن زوج بنت أِب‬ ‫لهب ‪-‬بنت مع إلنيب‪ -‬قال‪ :‬ملا تزوجت إبنة أِب لهب جاء إلنيب فدخل فقال أال لهو؟ أي َيهثم عىل إللهو‪.‬‬ ‫وتقول عائشة يف إحلديث إلصحيح‪" :‬زففت إمرأة إىل رجل من إلنصار فلام أتيت إلنيب صىل هللا عليه‬ ‫وسمل وأهل وأحصابه إلرمحة إمليْس إملبْش وليس إملعْس فسألِن فقال‪َ :‬ي عائشة معمك لهو فان إلنصار‬ ‫َيبون إللهو؟"‪ ،‬إذ ًإ فاللهو ليس ُكه حرإم‪ ،‬ومن يقول أن إللهو حرإم‪ ،‬وإلنيب يقول هذإ وإلنيب َيب‬ ‫ويشجع إلناس عىل أن يلهو؟‬ ‫وإحلديث إلصحيح يف مسمل وغريه مشهور جد ًإ ُكنا نعرفه وحنن صغار‪ ،‬تقول عائشة ريض هللا تعاىل‬ ‫عْنا‪ :‬يف يوم مناس بة ‪-‬عيد طبع ًا‪ ،‬وحض أنه عيد إلفطر‪ -‬تقول‪ :‬دخل أبو بكر إلصديق –أبوها‪ -‬علينا واكن‬ ‫حول وهجه –أي يسمع فقط وهو‬ ‫عندي جاريتان تلعبان بدفهيام وتغنيان ورسول هللا جالس إال أنه ي‬ ‫جالس وليس انمئ– فلام دخل أبو بكر هاهل إلمر كيف وعند إلرسول وقال‪" :‬أمزمار ‪-‬ويف روإية أمزإمري‬ ‫ويف روإية أمزمور إلش يطان‪ -‬يف بيت رسول هللا؟!"‪ ،‬ويف روإية مل يعرب هذإ إلتعبري إمنا قالت عائشة‬ ‫فْناهام وقال‪" :‬أتغنيان ورسول هللا جالس؟"‪ ،‬فقال إلرسول صىل هللا عليه وسمل‪" :‬دعهام َي أاب بكر فانه‬ ‫يوم عيدان"‪ ،‬فيقرر إلرسول أن يوم إلعيد ال بد فيه من لهو وال بد فيه من فسحة‪ ،‬فان تعجب فاجعب ملن‬ ‫إس تدل هبذإ إحلديث عىل حرمة إلغناء وإملوس يقى‪ .‬مفن إس تد يل عىل هذإ جعل إمامه أاب بكر ومل جيعهل‬ ‫إلنيب لن أاب بكر وصفه بأنه مزمور إلش يطان‪ ،‬وماذإ يف هذإ هل تظنون أن أي يشء يوصف بأنه مزمور‬ ‫إلش يطان يصبح حرإم ًا؟‪ ،‬إمنا هذه إالضافة للمالبسة‪ ،‬وهل اكن محمد بن عبدهللا صىل هللا عليه وسمل‬ ‫إذلي بُعث يأمر ابملعروف ويْنيى عن إملنكر‪ ،‬وبُعث أيض ًا يضع عْنم إرصمه‪ ،‬وبُعث ميْس ًإ ومبْش ًإ‪ ،‬هل‬ ‫تظنون أن من بُعث أمر ًإ انهي ًا صىل هللا عليه وسمل وهو أحق من قام هبذه إملهمني وإلقطبني من إدلين‬ ‫إلعظميني اكن يسكت عىل معل ش يطاين ويف بيته ولم إملؤمنني زوجه إلصديقة بنت إلصديق؟ أما اكن‬ ‫يعمل ‪-‬وأس تغفر هللا من زالت إللسان وزلقات إجلنان‪ -‬لو اكن ذِل كذِل كام زمعوإ وعلموإ ما مل يعلمه أن‬ ‫هذإ يقدح يف صديقية إلصديقة بنت إلصديق ريض هللا عْنام وأرضاهام؟ هذإ ال يقدح فهيا وإمنا صار‬ ‫هناِل أن أاب بكر هاهل أن يقع هذإ يف بيت رسول هللا ويف حمرضه صىل هللا عليه وأهل وأحصابه وسمل لن‬


‫لرسول هللا ولبيته من إحلرمة وإملثابة وإلتجةل وإلتكرمة ما فهم معه أبو بكر وجوب تِزهيه أو تِزهيهام عن‬ ‫مثل هذإ إللهو‪ ،‬وهذإ حصيح يف إمجلةل إال أن إلرسول يبني هل فامي ميس حالته إلْشيفة إملنيفة عةل الاس تثناء‬ ‫وهو أن إملناس بة عيد فطر‪ ،‬يريد أن ُيفف فيه عن أههل‪ ،‬أما إلنيب نفسه مفا اكن من د ٍد وال إدلد منه‪،‬‬ ‫كام قال عليه إلصالة وإلسالم‪" :‬لست من د ٍد وال إدلد مِن"‪ ،‬إلنيب ليس من أحصاب لهو وال لعب‪ ،‬بل‬ ‫حص عن عائشة أَّنا قالت حني ُس ئلت عنه "اكن صىل هللا عليه وسمل ذإكر ًإ هللا يف ك أو عىل ك‬ ‫أحنائه"‪ ،‬فهو دإمئ ًا يف ذكر ابس مترإر‪ ،‬كيف ال وهو إلخماطب بقول إملوىل إجلليل ال إهل إال هو تقدس وتكرم‬ ‫عز وجل‪" :‬فاذإ فررت فانصب‪ ،‬وإىل ربك فاررب"‪ .‬يقول أبو حامد إلغزإيل‪ :‬هذه إحلاَل موإصةل إجلد‬ ‫وإلبقاء عىل جد فقط من غري أن يشغل بلهو ولعب ال يقدر علهيا إال نفوس إلنبياء‪ ،‬وصدق أبو حامد‬ ‫وهو صويف وعارف ابهلل لكنه أفسح لنا فسحة بعيدة وكبرية وفهيا مندوحة يف إللهو ويف إلسامع للموس يقى‬ ‫وإلغناء إلربيء لنه جمرب وعاقل كبري‪ ،‬أما هذإ إجلد ال يليق إال برسول هللا صىل هللا عليه وسمل ‪.‬‬ ‫من نظري ما وقع من أِب بكر ما وقع من معر؛ فعمر رأى إلحباش يزفنون ‪-‬أي يرقصون‪ ،-‬ويف روإية‬ ‫يلعبون ابدلرق ‪-‬أي ابلرتوس إلِت تتخذ من جدل وليس فيه خشب‪ -‬يف مسجد رسول هللا وعائشة أم‬ ‫إملؤمنني وإضعة ذقْنا إلْشيفة عىل منكب رسول هللا وتنظر إلهيم‪ ،‬ويقول لها‪ :‬ش بعِت ش بعِت تقول ال‪،‬‬ ‫جفاء معر فانهترمه‪ ،‬فالنيب قال‪ :‬دعهم َي معر أمن ًا بِن أرفدة‪ .‬صىل هللا عليه وسمل ما أعظم هذه‬ ‫إلشخصية!!! مك تعجب هبم ومك تعجب بعيل أو بأِب بكر‪ ،‬ولكن ُكهم يهتاوون أمام رسول هللا‪ ،‬أمام‬ ‫إلعظمة إلفقية إلِت ال حتد‪ ،‬إلفق إذلي ال َيد‪ ،‬ال ينهتيي عظمة وجالل وهباء‪ ،‬وإنبساط وفسحة وتيسري‬ ‫وتبشري‪ ،‬ويف نفس إلوقت يأخذ نفسه هو ابجلد‪ ،‬ابجلد إلجد‪ ،‬لكنه يدرك ضعفنا وحاجتنا‪ ،‬يدرك‬ ‫مسكنتنا‪ ،‬يقول هل‪" :‬أمن ًا"ً أي تأمنوإ ال َّتافوإ ال ترإعوإ‪ ،‬أمن ًا بِن أرفدة‪ .‬وهذإ هو جد إلحباش إلكرب‪.‬‬ ‫إلنيب يعرف إلتوإرخي وإلنساب‪ ،‬فعمر أنكر لن معر يعرف أن إللعب ابدلرإق وإلس يوف وإلسهام ك‬ ‫هذإ فيه أجر لكن ليس يف حمرض رسول هللا‪.‬‬ ‫يف عام معرة إلقضاء عبدهللا بن روإحة ‪-‬إذلي إرتفع بعد ذِل شهيد ًإ يف مؤتة‪ -‬رضوإن هللا عليه اكن يتغ ى‬ ‫يف حرم هللا‪ ،‬فسمعه معر قال‪َ" :‬ي إبن روإحة‪ ،‬تقول هبذإ إلقول يف حرم هللا عز وجل ومبحرض رسول‬ ‫هللا‪ ،‬أي أن إلظروف غري مناس بة‪ ،‬هذإ بيت هللا وهذإ رسول هللا‪ ،‬ونِزه إلرسول أن يسمع الكم مثل‬ ‫خل عنه َي معر‪ ،‬فوإذلي نفيس بيده لقوهل أوقع فهيم من وقع إلنبل ‪-‬أي‬ ‫هذإ‪ ،‬فالنيب قال‪ :‬دعه َي معر‪ّ ،‬‬


‫مثل إلسهام‪ ،-‬فقد اكن يقول شعر ًإ يتلكم يف إلكفار‪ .‬فهذإ إملوقف من معر مرإعاة ملقام س يد إلاكملني‪ ،‬ال‬ ‫تقل يل أريد أن أتش به ابلنيب إذإ كنت تس تطيع هذإ فيا حييا هال تش به به‪ ،‬وأان ال أدري هل تس تطيع‬ ‫أن حتصل كامالت؟ وهل تس تطيع أن تمني مشاعرك وإىل أن تريق أحاسيسك وأن تبلغ إلغاية وإلمد‬ ‫إلقىص يف هذإ إلباب من غري إلخذ بأطرإف هذه إلش ياء؟ إلنيب يس تطيع لنه ليس كهيئتنا هو عبد‬ ‫إصطفاه هللا ويربيه هللا ابس مترإر بيامن حنن خنتلف‪ .‬هل تس تطيع؟ ال أدري‪ ،‬أبو حامد إلغزإيل يقول من‬ ‫اكن كذِل فهذإ إلرجل معتل إملزإج ‪-‬أي فاسد إملزإج‪ -‬ليس هل عالج‪.‬‬ ‫يف فتاوى إلعالمة إلش يخ شلتوت رمحة هللا عليه إس تأنس هذإ‪ ،‬فهو ليس إس تدال ًال من ابب إحامض‬ ‫إلفتوى كام يقال‪ ،‬وإحامض جملس إملتحدثني هبا‪ .‬قال رمحة هللا عليه‪ :‬وس ئل إلش يخ إلزهري يف إلقرن‬ ‫إلثالث عْش إلهجري إلش يخ حسن إلعطار‪ ،‬وإملعروف عند إلزهريني أن إلش يخ حسن إلعطار رمحة‬ ‫هللا عليه اكن يف وقته موسوعة علمية حية يعرف إلتارخي وإجلغرإفيا وإلطب وإحليل وك علوم إلْشيعة‬ ‫وإللغة‪ ،‬يقول شلتوت اكن إلش يخ إلعطار َيسن إلسامع ومولع ًا به ويتقنه عىل أصوهل‪ ،‬أي يعرف‬ ‫إملوس يقى عىل أصولها بأالهتا وابلغناء ُكها مولع ًا هبا‪ ،‬وس ئل يف هذه إملسأَل‪ ،‬ما حمك إلغناء وإملوس يقى؟‬ ‫فقال‪" :‬من مل يتأثر برقيق إلشعار متلوة بلسان إلواتر –بوتر إلعود– عىل شطأن إلَّنار يف ظالل‬ ‫إلجشار فهو بليد إلطبع حامر"‪ .‬هكذإ نرى إىل أي حد وصلت إلسعة‪ ،‬وهذإ ش يخ إلزهر وليس ُشوخي‬ ‫صغري قرأ حديثني ُيلط بيْنام ال يعرف إلصحيح من إلعليل‪ ،‬مث يأيت يضيق عىل عباد هللا حياهتم وجيعلها‬ ‫هجامة وكبة وسوإد ًإ وإنسدإدإ‪.‬‬ ‫أحيك لمك مبا أننا ذكران أِب حامد وذكران إلش يخ إلعطار قدس هللا أروإهحام إلْشيفة أحيك لمك قصة أِب‬ ‫إحساق إبرإهمي بن سعد بن إبرإهمي بن عبد إلرمحن بن عوف‪ .‬ذكران إلصحاِب إجلليل أحد إلعْشة إملبْشين‬ ‫عبد إلرمحن بن عوف إذلي اكن يسمع يف طريق مكة‪ ،‬فهذإ حفيده‪ .‬اكن إمام ًا جلي ًال تبع إلتابعني من‬ ‫إلخمرج هل يف‬ ‫ثقات إلعلامء وإلروإة روى عن إالمام محمد بن شهاب إلزهري وأكرث‪ ،‬وهو من إلثقات ي‬ ‫وخمرج هل يف‬ ‫إلصحيحني‪ ،‬هذإ إلرجل اكن صاحب رناء ويتعاطى مع إلعود وإلواتر‪ ،‬فقيه جليل ي‬ ‫إلصحيحني‪ ،‬فسلوإ هؤالء إذلين يشددون قوهلم كيف تكون إملوس يقى حرإم ًا وإلغناء حرإم ًا وإلواتر‬ ‫وخمرج هل إلبخاري‬ ‫وإلعيدإن وإملعازف وإلناي وإلطنبور‪ .....‬إىل أخره‪ ،‬وهذإ ش يخ من مشاخي إالسالم ي‬ ‫ومسمل وتلقى عليه حديث رسول هللا أجيال من خلق هللا تبارك وتعاىل؟‪ ،‬وليس وإحد ًإ يف اببه مفثهل‬


‫عْشإت سأذكر لمك بعض أسامهئم حبسب ما يتسع إملقام‪ .‬نزل عىل إلعرإق مرة يف مدة إلرش يد س نة‬ ‫‪381‬ه‪،‬ـ وجعل َيدث بأحاديث رسول هللا وخاصة حديث إلزهري‪ ،‬فالناس يطلبون حديث محمد بن‬ ‫شهاب إلزهري رمحة هللا عليه إلعالمة إلكبري ولكن سألوه عن إلغناء فأكد بأنه حالل طيب‪ ،‬تس تطيبه‬ ‫إلنفوس وتنْشح هل إلصدور‪ ،‬فمنت عنه وشاعت حىت تسامع هبا إلناس ومسع هبا إلرش يد‪ ،‬وجاءه رجل‬ ‫من طالب إحلديث فلام جاءه وجده يتغ ى ويرتمن‪ ،‬فالرجل رإعه ذِل وقال‪ :‬كنت حريص ًا إحلرص ُكه عىل‬ ‫أن أس متع منك حديث إلزهري أما وقد وجدتك تتغ ى فال وهللا ال أمسع منك إحلديث أبد ًإ‪ ،‬قاهل كنه رض‬ ‫فيه‪ .‬يشء خسيف هذإ ترض من أنت َي جاهل؟ هذإ عامل كبري أنت حتتاج إىل علمه وهو ال َيتاجك‪.‬‬ ‫فانظروإ إجلوإب فقال هل‪" :‬إذإً ال أفقد إال خشصك"‪ .‬وكنه هيزأ به‪ ،‬أي وهللا أصابتنا مصيبة كبرية ال أفقد‬ ‫إال صورتك مع إلسالمة‪ ،‬ودرى إلناس بذِل‪ ،‬فلام اكن إلغد بعث إليه هارون إلرش يد فسأهل عن حديث‬ ‫إلخمزومية إلِت قطع إلنيب يدها يف رسقة إحليل فأخربه إحلديث ابالس ناد كذإ وكذإ وكذإ‪ ،‬وفقه إحلديث‬ ‫وك ما يتعلق به‪ ،‬مث قال هل حفدثِن حبديث أخر‪ ،‬قال‪" :‬فائتِن ابلعود"‪ ،‬فكن هذإ ملا قال هل‪" :‬ال مسعت‬ ‫وعيل ‪-‬وحلف إلميان‪ -‬ال حدثت بعد إليوم ما‬ ‫"عيل ي‬ ‫منك إحلديث"‪ ،‬قال "ال أفقد إال خشصك" قال‪ :‬ي‬ ‫أمقت يف بغدإد إال بعد أن أتغ ى‪ ،‬فأمعل مقطوعة موس يقية ورنوة مث أُحدث‪ ،‬غري كذإ ال‪ ،‬طبع ًا هناك‬ ‫أانس هجةل ال يفهمون ويس تغربون ّلم هذإ إلش يخ يعمل هذإ‪ ،‬ولكنه فعهل لجل أن نتعمل‪.‬‬ ‫يف أول حصيح إلبخاري كتاب إلطهارة رأى رجل جابر بن عبد هللا إلصحاِب إجلليل ‪-‬وقد معر طوي ًال‬ ‫جابر بن عبدهللا رضوإن هللا تعاىل عليه وعن أبيه إلشهيد إجلليل‪ -‬قد علق ثو ًاب عىل إملشجب وجيلس يف‬ ‫ثوب وإحد يصيل فيه‪ ،‬وهذه إملسأَل فامي وقع فيه إلغالة هل جتوز إلصالة يف ثوب وإحد أو البد من‬ ‫ثوبني؟‪ ،‬فقال هل إلرجل‪َ" :‬ي صاحب رسول هللا أرإك جتلس يف ثوب ماذإ عن إلخر؟ ملاذإ تفعل هذإ؟‬ ‫قال هل‪ :‬لريإه جاهل مثكل فيتعمل‪ .‬وإنظروإ إىل إلعلامء كيف يترصفون؟‪ ،‬وهذإ هو إلتعمل لن إملتعمل ينبغي‬ ‫أن يتأدب مع إلعلامء ليتعمل وليس كولئك إذلين يتصورون أَّنم جاءوإ يعلمون إلعلامء‪ .‬ال يعرف ماذإ يقول‪،‬‬ ‫إذإ كنت من طبقته تتناقش معه بأدب وليس أن تنكر عليه هكذإ ببالدة‪ ،‬وأنت ال تفهم شيئ ًا‪ ،‬فلك‬ ‫إنسان ال بد أن يعرف ماكنته ‪.‬‬ ‫عيل‬ ‫عيل ابلعود‪ ،‬حىت إلرش يد أمري إملؤمنني قال هل‪ :‬ي‬ ‫نعود إىل ما كنا فيه فلام سأهل إلرش يد أن َيدثه قال‪ :‬ي‬ ‫ابلعود لن هذإ حالل ال ُ​ُيجل منه‪ ،‬ملاذإ َُيرم؟ "قل من حرم زينة هللا"‪ ،‬بعض إلناس جتده عندما يضع‬


‫عيل‬ ‫موس يقى ويأتيه خشص يسكهتا خمافة أن يسمعه ويقول أنه مسع عند فالن رناء وموس يقى‪ ،‬فلام قال‪ :‬ي‬ ‫ابلعود قال هل إلرش يد مازح ًا‪ :‬عود إجملمر! ‪-‬إلعود إذلي يولع لجل رَيته‪ ،-‬قال هل‪ :‬ال‪ ،‬بل عود إلطرب‪،‬‬ ‫فتبسم إلرش يد ففهم إالمام أن إلرش يد مسع ابلقصة‪ ،‬فقال هل‪َ :‬ي أمري إملؤمنني لعهل بلغك ما جرى مع‬ ‫إلسفيه‪ .‬قال إلرش يد‪ :‬نعم‪ ،‬مث قال هل‪َ :‬ي إمام َي أاب إحساق‪ ،‬ما تقول يف إلغناء وإملعازف؟ قال هل‪ :‬حالل‬ ‫من طيبات إدلنيا‪ ،‬فالغناء مما تس تطيبه إلنفوس وإلهبامئ وإحليوإانت وإلطفال إلصغار‪ ،‬إنظر إىل إبنك يف‬ ‫معر س بعة أشهر‪ ،‬وإمسعه موس يقى موزونة مبارشة جتده يبدأ يرتإقص علهيا حبراكت موزونة من غري تعمل‪،‬‬ ‫فهذإ يشء طيب يف إلفطرة إالنسانية‪ .‬قال هل إلرش يد‪ :‬مفن َيرمه من إلفقهاء؟‪ ،‬وإمسعوإ إجلوإب فهذإ‬ ‫أحسن ما يف إلقضية يف نظري‪ ،‬قال هل‪ :‬من ربطه هللا‪ ،‬أي كام نقول حنن بلغتنا إملعقد‪ .‬س بحان هللا يف‬ ‫زماَّنم قال‪ :‬من ربطه هللا إملربوط ذِل إذلي َيرم طيبات ما أحل هللا‪" ،‬ال حترموإ طيبات ما أحل هللا‬ ‫لمك وال تعتدوإ"‪ ،‬وهذإ نوع من إلعدوإن عىل رشع هللا تبارك وتعاىل‪ ،‬قال تبارك وتعاىل‪" :‬وقد فصل لمك‬ ‫ما حرم عليمك"‪ ،‬فأين يف كتاب هللا إحملمك إملفصةل أَيته وإملفصةل أحاكمه وخاصة أحاكم إحلالل وإحلرإم‪،‬‬ ‫أين حترمي إلَل وإلغناء يف كتاب هللا؟‪ ،‬قالوإ‪ :‬إللهو‪ ،‬قلنا‪ :‬ليس هل عالقة‪ ،‬قالوإ‪ :‬حفديث إبن مسعود‬ ‫إلخر‪ ،‬وقد حص عن إبن مسعود أنه فْس لهو إحلديث ابلغناء‪ ،‬قلنا‪ :‬نعم حص عنه هذإ إلثر‪ ،‬لكن ال وجه‬ ‫لتخصيص إلية به لن إلصحيح وإلرإحج من أقوإل إلعلامء أهل إلصول أنه ال يقىض عىل مطلق إلكتاب‬ ‫وال عىل عامه فيقيد هذإ وُيصص هذإ إال بنص من كتاب هللا أو بنص حصيح عن س نة رسول هللا أو‬ ‫يف معناهام‪ ،‬أما أقوإل إلصحابة أو قول إلتابعني حصت أم مل تصح ال تعنينا‪ ،‬وال ُ​ُيص هبا إلكتاب‪ .‬مث‬ ‫وهب أنه حص فالية ودإمئ ًا نقول إلقرإءة إلس ياقية "ومن إلناس من يشرتي لهو إحلديث"‪ ،‬إذن هو ليس‬ ‫مطلق إللهو‪ ،‬وإلنيب دعا إىل إللهو وقال‪" :‬هل معمك لهو؟‪ ،‬إلنصار َيبون إللهو" ولكن هو لهو إحلديث‪.‬‬ ‫وإملنعوت بصفة من فعلها اكن اكفر ًإ‪ ،‬وليس مرتكب ًا جرم ًا بل يكفر‪ ،‬وإلصفة ِه لهو إحلديث ليضل به عن‬ ‫سبيل هللا وهو إلتوحيد‪ ،‬ويتخذها بغري عمل هزوإً‪ ،‬وإملس هتزيء بدين هللا هو اكفر مسع أو مل يسمع بغناء‪،‬‬ ‫وسأقول لمك ما يقطع إلشك ابليقني‪ ،‬لو جاء رجل أو رسول هللا وأحصابه أو دإعية من دعاة إالسالم‬ ‫وإلتوحيد يتلو عىل غري إملسلمني يدعومه إىل إلتوحيد بأَيت كتاب هللا تبارك وتعاىل‪ ،‬وجعل هذإ يقول‬ ‫شوش عىل أَيت كتاب هللا‪،‬‬ ‫"هللا هللا هللا"‪ ،‬تنطبق عليه إلية‪ ،‬مفع أنه ال رنا وال رضب بعود‪ ،‬إمنا ي‬ ‫وجعل يلهو بلفظ رشيف جدإً وهو أرشف إللفاظ "هللا"‪ ،‬ويقول "هللا هللا هللا"‪ ،‬فهذإ من ابب قوهل‬


‫تعاىل‪" :‬وقال إذلين كفروإ ال تسمعوإ لهذإ إلقرأن وإلغوإ فيه لعلمك تغلبون"‪ .‬هذإ من هذإ‪ ،‬أية لقامن من أية‬ ‫فصلت هلام نفس إملع ى‪ .‬اكن إلكفار إذإ كذبوإ عىل رسول هللا أو أحد أحصابه جعلوإ يلهون‪ ،‬وَيكون‬ ‫شعر ًإ‪ ،‬وَيكون حاكَي‪ ،‬ويرفعون أصوإهتم يك يشوشوإ كنوع من إلتشغيل وإلتشويش‪ ،‬فهذإ إذلي ذمه هللا‬ ‫ال لنه ذم مطلق إللهو‪ ،‬وال لنه ذم مطلق لهو إحلديث‪.‬‬ ‫ما هو إللهو أص ًال يف إللغة إلعربية؟‪ ،‬إللهو ك ما ألهاك عن يشء أخر‪ ،‬خاصة إذإ ألهاك عن يشء‬ ‫رشيف‪ ،‬عن معل‪ ،‬عن عبادة‪ ،‬عن ذكر‪ ،‬عن وإجب‪ ،‬فهذإ يعترب لهو ًإ‪ .‬فاللهو ليس إلطبل وليس إملزمار‬ ‫فقط وإمنا إللهو أيض ًا هو إملزح وحاكية إملزحات كن تقول‪" :‬مرة اكن وإحد ‪ ،......‬مرة حجا ‪،"..........‬‬ ‫وكذِل لهو إحلاكَي وإلقصص حتكهيا كِب زيد إلهاليل وس يف بن ذي يزن‪ ،‬وأيض ًا إلضحك لهو‪ ،‬فهل‬ ‫حترمون هذإ إللهو ُكه؟ حنن حنرم هذإ وغريه وحنرم حىت إلالكم إجلاد وإلالكم إملوزون وإلالكم إملرتب إذإ‬ ‫س يق مساق إلتشغيل عن أَيت هللا وإضالل عباد هللا عن سبيهل‪ ،‬ومن اكن هذإ قصده فقد كفر‪ .‬قال‬ ‫إلعالمة إلش يخ إالمام أبو محمد عيل بن أمحد بن حزم قدس هللا رسه وهو إنسان ذيك ويتلكم بطريقة ‪-‬ال‬ ‫أقول حدس ية ولكن بطريقة مبارشة وإحضة من غري إلتفاف وتأويالت ابردة‪ ،-‬قال إبن حزم‪" :‬بل إن من‬ ‫إشرتى مصحف ًا ‪-‬ما رأيمك مصحف قرأن كرمي‪ -‬واكن قصده أن يضل به عن سبيل هللا ويتخذها هزوإ اكن‬ ‫من أهل إلوعيد‪ ،‬واكن اكفر ًإ‪ .‬فافهموإ إلية فهيي مل تقل أن إللهو حمرم‪ ،‬ومل تقل لهو إحلديث حمرم‪ ،‬وإمنا‬ ‫قالت إن هناك من إلكفار وإملْشكني اكلنرض بن إحلارث كام ذكر يف سبب إلِزول‪ ،‬أو خشص أخر مل‬ ‫يسمه اكنوإ يشرتون لهو إحلديث‪ .‬إلنرض اكن َيدهثم ابحلاكية عن فارس وإلروم‪ ،‬ويقول‪" :‬حدييث أحسن‬ ‫من حديث محمد"‪ ،‬ليشغلهم عن أَيت كتاب هللا وعن محمد صىل هللا عليه وسمل‪ ،‬ورجل أخر إشرتى‬ ‫مغنية من حر ماهل‪ ،‬وجعلت إملغنية بأمر س يدها إمللعون إملْشك ُكام تال إلرسول وأحصابه جعلت تغِن‬ ‫يدق لها عىل دف أو طبل وتشغل عن إلقرأن‪ ،‬فأنزل هللا إلية‪ .‬هذإ هو إملذموم فال تقولوإ أن إلغناء حمرم‬ ‫بأية لقامن‪ ،‬فهذإ إلالكم ال يصح‪ ،‬وليس يس تقمي‪ .‬للسف قد أدركنا إلوقت‪ ،‬وقد بقي إلكثري يف هذإ‬ ‫إملوضوع إملتشعب إذليول‪ ،‬لكن إن شاء هللا نعد بتمتة إن فتح هللا عز وجل‪ ،‬وأقول قويل هذإ وأس تغفر‬ ‫هللا يل ولمك فاس تغفروه‪.‬‬ ‫====================‬ ‫إمحلد هلل إذلي يقبل إلتوبة عن عبادة ويعفو عن إلسيئات ويعمل ما تفعلون‪ ،‬ويس تجيب إذلين أمنوإ ومعلوإ‬


‫إلصاحلات ويزيدمه من فضهل وإلاكفرون هلم عذإب شديد‪ ،‬وأشهد أن ال إهل إال هللا وحده ال رشيك هل‬ ‫وأشهد أن محمد ًإ عبده ورسوهل‪ ،‬صىل هللا تعاىل عليه وعىل أحصابه وسمل تسلامي كثريإ‪ ،‬أما بعد‪ ،‬فقط لين‬ ‫بدأت يف حديث أجنشة سأمكهل‪ ،‬فأجنشة هو حصاِب جليل وهو حا ٍد‪ ،‬اكن َيدو للرسول يسوق إالبل‪،‬‬ ‫وإالبل فهيا إلظعن‪ ،‬فهيا نساء رسول هللا ونساء إلصحابة أيض ًا‪ ،‬وإحلديث خمرج يف إلصحيحني يف إلبخاري‬ ‫ومسمل عن أنس ريض هللا عنه وأرضامه أمجعني قال‪" :‬اكن لرسول هللا حا ٍد يسمى أجنشة حسن‬ ‫إلصوت‪ ،‬واكن َيدو لركب رسول هللا‪ ،‬فقال هل صىل هللا عليه وسمل مرة‪ ،‬وإلسبب ما حص عن اثبت‬ ‫إلبناين عن أنس أنه حدإ بصوته إمجليل إلطرب فأرسعت إالبل حىت إعتنقت‪ ،‬وإالعناق رضب من‬ ‫رضوب إلسري حني تْسع إالبل جد ًإ‪ ،‬ومسيت ابالعناق لن إالبل متد أعناقها حيث تْسع فيقال أعنقت‬ ‫إالبل‪ ،‬خفيش إلنيب عىل أهمات إملؤمنني وعىل إلصحابيات أن تقع إمرأة ضعيفة أو مسكينة‪ ،‬لن إالبل‬ ‫يزتعزع به محهل من شدة إلطرب إذإ أرسع فرمبا وقع هذإ إمحلل وفيه نساء‪ ،‬فقال هل‪َ" :‬ي أجنشة رويد ًإ‬ ‫سوقك ابلقوإرير‪ ،‬ويف روإية أخرى رفق ًا ابلقوإرير"‪ ،‬وِه إملشهورة‪ ،‬ولكن هذه حصيحة أيض ًا‪ .‬فالنيب يكِن‬ ‫عن إلنساء عىل أَّنن قوإرير مثل إلزجاج هش رسيع إلتكْس‪ ،‬فذهب أحدمه أن إلنيب َّناه خش ية إفتتان‬ ‫إلنساء‪ ،‬وهذإ الكم غري حصيح‪ ،‬وإن رحجه إلقايض عياض لن حديث اثبت إلبناين يؤكد أن إلسبب هو‬ ‫إعناق إالبل‪ ،‬خفيش إلنيب أن تقع إلنساء‪ ،‬وإال لو اكن إلنيب يعمل أن هذإ إلصوت إحلسن إمجليل من رجل‬ ‫ابلغ ملكف يوقع فتنة يف قلب وإحدة لْناه عنه مجةل من إلصل وليس ابلتخفيف‪ ،‬وملا قال هل خفف‬ ‫حس بك بل إسكت إنقطع‪ .‬هذإ رسول هللا صىل هللا عليه وسمل‪ ،‬وهذإ حادي رسول هللا‪ ،‬وإلنساء‬ ‫يسمعن صوت رجل ابلغ رإشد ملكف‪ .‬إللهم إان نسأِل أن هتدينا وهتدي بنا وتفتح علينا ابحلق وأنت خري‬ ‫إلفاحتني‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.