ي س ل المو قى من ا طيبات دكتور عدنان إبراهيم
تفريغ :أ .محمد الفيفي مراجعة :د .منى زيتون تنسيق :محمد عدوي
الموسيقى من الطيبات إن إمحلد هلل ..حنمده ونس تعينه ونس تغفره ونس هتديه ،ونعوذ ابهلل من رشور أنفس نا وسيئات أعاملنا، من هيده هللا فال مضل هل ،ومن يضلل فال هادي هل ،وأشهد أن ال إهل إال هللا وحده ال رشيك هل ،وال نظري هل ،وال مثال هل ،وأشهد أن س يدان ونبينا وحبيبنا محمد ًإ عبد هللا ورسوهل وصفوته من خلقه وأمينه عىل وحيه ،صىل هللا تعاىل عليه وعىل أهل إلطيبني إلطاهرين ،وحصابته إملباركني إمليامني وأتباعهم ابحسان إىل يوم إدلين وسمل تسلاميً كثري ًإ. عباد هللا ...أوصيمك ونفيس إخلاطئة بتقوى هللا إلعظمي ولزوم طاعته ،كام أحذرمك وأحذر نفيس من عصيانه وخمالفة أمره لقوهل جل من قائل "من معل صاحل ًا فلنفسه ،ومن أساء فعلهيا ،وما ربك بظالم للعبيد". مث أما بعد أهيا إالخوة إملسلمون إلفاضل ..أيهتا إلخوإت إملسلامت إلفاضالت .يقول هللا س بحانه وتعاىل يف كتابه إلعزيز بعد أن أعوذ ابهلل من إلش يطان إلرجمي،
بسم هللا إلرمحن إلرحمي "قُ ْل أَ َم َر َر ّ يِب ّابلْ ّق ْسطّ ۖ َوأَ ّقميُوإ ُو ُجوه ُ َْمك ّع ْندَ ُ ّي ُون()92 ك َم ْسجّ ٍد َوإ ْدعُو ُه ُم ْخ ّل ّص َني َ ُهل إ ي ّدل َين ۚ َ َمَك بَدَأَ ُ ْمك تَ ُعود َ ُون َّ ّ َدَى َوفَ ّريقًا َح َّق عَلَهيْ ّ ُم إلضَّ َال َ َُل ۗ إَّنَّ ُ ُم َّ َإَّت ُذوإ َّ ون إلش َيا ّط َني أَ ْو ّل َي َاء ّم ْن د ّ ون أََّنَّ ُ ْم ُمهْتَدُ َ إَّلل َو َ َْي َس ُب َ فَ ّريقًا ه ٰ ِ (ََ )03ي ب َ ِّن أ َد َم خ ُُذوإ ّزينَتَ ُ ْمك ّع ْندَ ُ ّي ْسّف َني ( )03قُ ْل ْسفُوإ ۚ إن َّ ُه َال ُ َّي ُّب إلْ ُم ْ ّ إرشبُوإ َو َال ت ُ ْ ّ ك َم ْسجّ ٍد َو ُ ُُكوإ َو ْ َ ِ َم ْن َح َّر َم ّزينَ َة َّ ّ إَّلل إل َّ ِّت أَخ َْر َج ّل ّع َبا ّد ّه َوإ َّلط ّ يي َب ّ ِه لّ َّ َّّل َين أ َمنُوإ ّيف إلْ َح َيا ّة إدلُّ نْ َيا خَا ّل َص ًة ي َ ْو َم ات ّم َن إل ي ّر ْز ّق ۚ قُ ْل ّ َ ون ( )09قُ ْل إن َّ َما َح َّر َم َر ّ ي َِب إلْفَ َوإ ّح َش َما َظه ََر ّمْنْ َا َو َما ب َ َط َن إلْ ّقيَا َم ّة ۗ كَ َ َٰذ ّ َِل ن ُ َف ي ّص ُل ْإل ََي ّت ّلقَ ْو ٍم َي ْعلَ ُم َ ِ ّ ُ ْ َ ّ َ َ ُ َ َ ون م ل ع ت ال ا م إَّلل ىل ع إ و ل و ق ت ن أ و اانً ط ل س ه ب ّ َ َ َّ َو ْإال ْ َمث َوإلْ َبغ َْي ّبغ ْ َّري إلْ َح ي ّق َوأَ ْن ت ُ ْ ّ َ َ ْ َ ْ ُ َ ْش ُكوإ ّاب َّ َّّلل َما ل َ ْم يُ َ يِّز ْل ُ ِ ()00صدق هللا إلعظمي (إلعرإف ) صدق هللا إلعظمي وبليغ رسوهل إلكرمي وحنن عىل ذلمك من إلشاهدين .إللهم إجعلنا من شهدإء إحلق إلقامئني ابلقسط .أمني إللهم أمني. قل من حرم زينة هللا إلِت أخرج لعباده وإلطيبات من إلرزق؟ سؤإل إستناكري ييرثب فيه إملوىل إجلليل س بحانه وتعاىل عىل أولئمك إلسودإويني إذلين يبغون إحاَل حياة إلناس لكبة وجتهم .قل من حرم زينة هللا؟ أضافها إىل نفسه إىل ذإته إلْشيفة ،إَّنا زينة هللا ،طبع ًا ِه إضافة يلحظ فهيا مع ى إخللق إلخملوقة إجملعوَل ولكْنا مشعرة ابحملبة وابملثابة ،فاهلل عز وجل ال يضيفها إىل نفسه إال وهو َيهبا .فهو َيب إلزينة كام حص يف إحلديث (إن هللا مجيل َيب إمجلال) وهذإ حديث حص ،وكام أيض ًا ورد يف إحلديث إلشهري (ما أذن هللا –أي ما إس متع -ليشء أذنه لنيب –أي إس امتعه لنيب– حسن إلصوت يرتمن أو يتغ ى ابلقرأن)، فاهلل َيب هذإ وذلِل فان هذه إالضافة مشعرة ابملثابة وابلتْشيف وإلمهية ،كذِل ِه مشعرة ابحملبة. وليس بعيد ًإ أن تشعر ابدلالَل عىل هللا س بحانه وتعاىل ،عىل إحاكم صنعته وعىل حسن خلقه إذلي أحسن ك يشء خلقه ،وعىل إلتعريف به س بحانه وتعاىل وبأسامئه وصفاته كام قال س بحانه وتعاىل( :لقد
خلقنا إالنسان) (حنن خلقنا إالنسان يف أحسن تقومي يف أي صورة – ما أمجلها ما أمكلها ما أهباها – يف أي صورة ما شاء ركبك) (أمن خلق إلسموإت وإلرض وأنزل لمك من إلسامء ماء فأنبتنا به حدإئق ذإت هبجة) .يتحدث هللا تعاىل عن إمجليل ال إهل إال هو ،يتحدث عن إلزينة (فأنبتنا به حدإئق هبيجة) تهبج إلناظرين وتَّل للنفوس ،تنْشح هبا إلصدور ،وترتوح هبا إلروإح ،وبال شك هذإ يف فطرة هللا إلِت فطر إلناس إلناس علهيا (حدإئق ذإت هبجة ما اكن لمك أن تنبتوإ جشرها أإهل مع هللا) .فهذه مجةل دالئل توصل وتدل عىل هللا س بحانه وتعاىل ومن مجلهتا هذه إحلدإئق إلهبيجة ،إحلدإئق ذإت إلهبجة .إذ ًإ إلزينة وإمجلال سبيل موصل إىل هللا تبارك وتعاىل ،وال ريب أن درجات إلوعي ابحلقيقة متفاوتة بني إلناس ،ومناظري الاس تدالل عىل إحلق وإحلقيقة أو زوإَي إلنظر َّتتلف أيض ًا من هذه إلزوإَي .من هذه إملناظري إحلُسن وإلهباء ،مث إن إمجلال أو إلزينة كام يكون يف إملرإيئ وإملبرصإت من أشاكل ورسوم وأجسام وترإكيب وهيئات وألوإن مس تحس نات وحراكت ،يكون أيض ًا يف إملشمومات من أفاوحي عنربية وروإحئ زكية، ويكون أيض ًا يف إملسموعات من أصوإت يرريدة طروبة حس نة تَّل للنفوس وتنبسط هبا – أي تنْشح وتتسع ،-فهيي تشعر بسعة رمحة هللا عرب هذإ إملدخل إمجلايل .إلصوإت إلغريدة إحلس نة إلطروبة سوإء أاكنت من إلعنادب وإلطيور أو إلطيار أو من أَل أو من إنسان صييت حسن إلصوت ك ذلمك سوإء أمام إلفطرة إالنسانية إلِت يشوقها ويَّلها سامع إلصوت إلطيب .رب إلعزة يف جالهل ال إهل إال هو ال َيب أن يس متع إىل أي يشء قدر إس امتعه إىل صوت نيب مجيل يتغ ى ابلقرأن ،وهذإ أمكل إملقامات وهو إلالئق به ذي إجلالل وإالكرإم ال إهل إال هو ،مث بعد ذِل إلناس عىل درجات ويف مرإتب أمكلهم حا ًال يَّل هل يشء من هذإ إلقبيل أن يسمع الكم هللا وإذلكر لكن من صوت جشي طروب رريد فهو َيب هذإ .نبينا صىل هللا عليه وسمل اكن يف مقدم هؤالء ،وهو إذلي وقف لي ًال حني مر بأِب موىس إلشعري ريض هللا تعاىل عنه وأرضاه يقرأ إلقرأن يرتهل يف صالته من إلليل فوقف وإس متع ما شاء هللا من حيث ال يشعر به صاحبه أبو موىس ،فلام غدإ عليه يف إلصباح قالَ :ي أاب موىس لقد إس متعت إىل تالوتك إلبارحة لقد حلربته ِل ويف أوتيت مزمار ًإ من مزإمري أل دإوود ،قالَ :ي رسول هللا لو عرفت أنك كنت تس متع إيل ي روإية حتبري ًإ -أي ليست هذه أحسن قرإءة عندي ،-أي قال لو كنت أعمل لكنت حسنت صويت ابلقرإءة أكرث وأزيد وأبلغ ،وذلِل قال إلتابعي إجلليل أبو عامثن إلْندي ريض هللا عنه" :ال وهللا ما مسعت مزمار ًإ وال طنبور ًإ أحسن صو ًات من أِب موىس إلشعري إن اكن ليقرأ فينا فنود أن لو يقرأ إلبقرة من حسن
صوته" أخرجه بس ند حصيح أبو عبيد يف فضائل إلقرأن إلعظمي .طبع ًا هنا لحد أن يلتفت ليقول وهل يسوغ لنيب هللا صىل هللا عليه وسمل أن يش به شيئ ًا محمود ًإ مس تحب ًا رشيف ًا أال وهو إلصوت من مسمل موحد صاحب جليل بكتاب هللا بالكم هللا أن يش هبه مبا حرم هللا؟ ،يس تحيل أن إلنيب يقع يف مثل هذإ وحاشاه والك ،وهو إلقائل كام أخرجه يف إلصحيحني (ليس لنا مثل إلسوء) ،ال ميكن أن يقع إلنيب يف متثيل مقبوح وحاشاه فكيف قال هل" :لقد أوتيت مزمار ًإ"ً ،إذ ًإ إملزمار يشء طيب ،فكيف لنا أن حنرم إملزمار وإملزإمري؟ وقد قال وهذإ حديث حصيح ( لقد أوتيت مزمار ًإ من مزإمري أل دإوود) ،وأيض ًا ش به إلنيب حسن إلصوت دإوود وأهل وكتاب هللا إلزبور ابملزإمري فكيف حنرم إملزإمري؟ ابلعكس هذإ دليل لنا وللك من قال حبل إملزإمري ،وهو دليل وإحض ومانع يف مزيإن إحلق ،مانع يف مزيإن الاس تدالل وإحملامكة إلفقهية .ال ميكن لفقيه عادي من أوساط إلفقهاء وإملفتني أن يقول :هذإ طعام طيب كنه حلم خِزير!، يس تحيل لن إخلِزير حرإم ومس تبشع ،فلو اكن إملزمار حرإم ًا ومس تبشع ًا ملا وقع إلتشبيه به فهذإ إذلي مل ينتبه إليه بعضهم ،وإن إنتبه إليه إلبعض. نعود ،إلنيب اكن يعشق هذإ إلصوت .يف حديث عبدهللا بن زيد بن عبد ربه إلشهري صاحب إلذإن حيامن أوري إلذإن يف منامه ،فغدإ عىل رسول هللا وقص عليه إلرؤَي وقال هل :إَّنا رؤَي حق إن شاء هللا فقم مع بالل ،فألق إليه ما رأيت -أي ما مسعت يف رؤَيك -فانه أندى صو ًات منك .إلنيب َيب أن يسمع وأن يسمع إلناس إلذإن من صوت ندي جشي ،ليست إلعربة بأن إللكامت رشيفة وعاليةِ .ه كذِل يف ك حال ولكن تزدإد ُحس ن ًا ويعظم وضعها يف إلنفوس إذإ اكنت من صوت جشي ررييد طروب ،فقال هو أندى صو ًات منك. ويف حديث أِب حمظورة وهو حديث حصيح أخرجه إلنسايئ وغريه .يقول أبو حمظورة :ريض هللا عنه - واكن أبو حمظورة يف إلكفر وإلْشك وإجلاهلية" :-ملا خرج إلنيب عليه أفضل إلصالة إىل ُحنني خرجت عارش عْشة نتبعهم فِزلوإ يف ماكن ،وقام أحدمه يؤذن جفعلنا نؤذن تأذيْنم نس هتزيء هبم ،وكنت فمين أ يذن ،فقال عليه إلصالة وأفضل إلسالم –ويعمل أن هؤالء مْشكون كفار يؤذنون إس هتزإء ،لكن إلنيب إهتبلها فرصة– لقد مسعت صوت إنسان حس ن ًا أو قال حسن يؤذن أذإننا فأتوين هبم ،فذهب إلصحابة إلفرسان فأتوإ هبم ،خفاف أبو حمظورة أن يِزل به عقاب .قال جفعل إلنيب يطلب منا أن نؤذن بني يديه، جفعلنا نؤذن رجل رجل ،وكنت أخرمه ،فلام أذنت –وكنت أحس ْنم صو ًات -دعا ِب فأجلس ِن بني يديه،
عيل ثالث مرإر صىل هللا عليه وسمل –هنيئ ًا هل هبذه مث وضع يده إلْشيفة عىل رأيس ودعا يل و يبرك ي إللمسة إملصطفوية إلكرمية إحلانية إملمدة ،-مث قال يل "أاب حمظورة أذن عند إلبيت إحلرإم" ،ودخل إالسالم قلب إلرجل ورشح هللا به صدره ورخست قدمه ريض هللا عنه وأرضاه .وإلشاهد أن إلنيب إس تحال هذإ إلصوت مع أنه من مْشك مس هتزيء! ،حفري هبذإ إلصوت أن َُّتدم به إدلعوه لالسالم ،أن ُُيدم به إالسالم ،وهذإ وضع إلكفاءإت يف موإضعها .إلرجل إملناسب يف إملاكن إملناسب .إلنيب اكن يعشق إلزينة يف ك أشاكلها .لكن إلن إلالكم عن زينة إلصوت ،وقد يقول قائل هل فع ًال إلصوت إحلسن إلطروب من إلزينة؟ وجوإبنا أنه قطع ًا من إلزينة ،فالزينة ليست وقف ًا عىل وال حرص ًإ يف إملرئيات وسوإها بل تعم إلصوإت وِه من أحسن إلزينة ومن أمجلها وأهباها ،كيف ال وهو إلقائل عليه إلصالة وأفضل إلسالم "زينوإ إلقرأن بأصوإتمك" ،وهذإ نص .إذن إلصوت من إلزينة بال شك ،ومن أحسن إلزينة بل تاكد تطبق ُكمة إلنقاد ومؤريخ إلفن عىل أن إمجلال إملسموع أو إلفنون إلسمعية تقف يف مقدم إلفنون مجيعها ،فاملوس يقى وإلغناء وإلرتمن وإلتطريب وإلتلحني من أقدم إلفنون إلبْشية ومن أرقاها ،تقريب ًا مل َّتل وال َّتل مْنا حضارة إنسانية ،ومل تضطلع هذه إلفنون إلسمعية فقط بوظيفة إمتاعية وإمنا إضطلعت بوظائف إجامتعية وس ياس ية قومية ،وهذإ موضوع يطول رشحه ،وهذإ ألفت فيه كتب ًا عىل سبيل إملثال: "إملوس يقى وعالقهتا ابلقوميات" .خاصة يف إلقرن إلعْشين ألفت فيه إملؤلفات إملوس يقى واكن لها دور كبري تضطلع به وبأدوإر تربوية وتعلميية ،فهذإ إحلكمي إلصيِن إلشهري كونفوش يوس يف إلقرن إلسادس قبل إمليالد يدعو إىل رضورة إس تخدإم وإس تعامل إملوس يقى يف إلرتبية وإلتعلمي ويضع ذلِل بعض إلضوإبط .إلمم ُكها خربت هذإ وعرفت هذإ ،وإلعرب يف جاهليهتم وإلعرب يف إسالهمم يف عهد إلتْشيع وبعد عهد إلتْشيع خربوإ هذإ. فاذإ اكن كذِل مفن أين هذإ إالطباق حيث أنه تقريب ًا ياكد يوشك فقهاء إلعرص -إال فئة مس تثناة -عىل حترمي إملوس يقى وإلغناء .ابذلإت إملوس يقى وإملعازف وإلالت إملوس يقية ياكدون يطبقون عىل أَّنا مما حرم ياء أخرى مثل إلش بابة أو إلناي -إليارإء أو إلقصبة فهل هللا وال يس تثنون إال إدلف ،وبعضهم يس تثِن أش ً جيوزه أسامء كثرية ،-وبعضهم ال يس تثنهيا حلديث إبن معر "زمارة إلرإعي" ،أما إلغناء فاملتسامح إمنا ي بْشوط يعددها تاكد َّترج به أحيا ًان عن مجةل ماهيته .يشء جعيب جد ًإ ،أش به ابنشاد إلشعار ،وإلشعر ال خالف حوهل لن إلشعر الكم حس نه حسن وقبيحه قبيح كام يف إحلديث إملشهور ،من أين هلم هذإ
إالطباق وملاذإ هذإ إلتشديد وإلتعسري وإلتضييق عىل عباد هللا؟ ،وهذإ تضييق ال ينبغي رض إلطرف عنه ،وينبغي تشقيق إلقول فيه وإقامة حماكامت علمية وفقهية لهذه إلقوإل إملعْسة ذلمك شئنا أم أبينا. إملوس يقى إليوم -وحىت إلغناء -مما معت به إلبلوىُ ،كنا مبتلون به فال بد أن يكون هذإ إحلمك وإحض ًا، وحنن إمنا نتبني ونتقصد مس تعينني ابهلل أن يكون هذإ إحلمك مما ُيفف عىل عباد هللا ال مما يشقق ويعْس علهيم حياهتم .إلن هذإ إحملمول يصدر نغامت موس يقية حني تفتحه وتغلقه ،وكذِل إليببيوتر إلثابت أو إحملمول حني تفتحه وتغلقه تصدر نغامت موس يقية ،وهناك برإمج كثرية توظف إملوس يقى ،فهذه إملوس يقى موجودة يف ك ماكن ،يف إلرإديو وإلتلفزيون تبدأ إلنْشإت إالخبارية ابملوس يقى وتتخللها ،ففوإصل إلنْشة إالخبارية إلوإحدة بدإيهتا وصالت موس يقية .فاملوس يقى يف ك ماكن .طبع ًا فقهاء إلعرص بعضهم إذلين وعْسوإ قالوإ ينبغي أن تطفيء إجلهاز أو َّتفض إلصوت .فهل حنن مس مترون فقط يف حاَل شددوإ ي مصارعة مع أنفس نا وأعصابنا؟ ما هذإ إحلل إلعجيب جد ًإ؟ ،وطبع ًا أان زعمي أن ديننا عىل ما فيه من عظمة وأس بقيات وخوإدل لو قدم للبْشية خالي ًا يف نظر إلناس من شوب ومن ك عيب لكن بْشط أنه ليس فيه فن سامعي ًا ونقول للناس أن إملوس يقى يف إلصل حرإم ،وأكرث إلغاين وإلرتمن حرإم إال ما يس تث ى س يقولون ال حاجة بنا دلين كهذإ ،هذإ دين معتل ويبدو أن أحصابه أيض ًا معتلون نفس ي ًا ليسوإ أشخاصا أسوَيء ،ليسوإ طبيعيني فهم خبالف ك إلبْش وخالف ك إحلضارإت وك إملدنيات، س يقولون من أنمت؟ ،ورمبا قال بعضهم عرفنا إلن ملاذإ يمنو فيمك إالرهاب؟ ذِل لنمك خشصيات ملهتبة معتةل ال تتذوقون إلفن .هذإ مل يقهل هؤالء إلغربيون وإمنا قاهل أمئة إالسالم إملتفتحون كش يخ إالسالم أِب حامد إلغزإيل قدس هللا رسه إذلي كتب حتقيق ًا نفيس ًا جد ًإ يف حمك إلسامع ،وإلسامع مصطلح فقهيي يعم إلالت وإلصوإت إلطيبة ُكها من أَل أو من إنسان ،فلك هذإ يسمى سامع ًا وليس فقط سامع إلصوفية. ويف إلكتاب إلثامن يف إحياء علوم إدلين عن إلسامع أىت فيه بأقوإل موزونة وحماكامت يف منهتيى إدلقة وإلروعة وإلعبقرية ،واكن مما قال جحة إالسالم قدس هللا رسه إلكرمي" :من مل يطربه إلربيع وأزهاره وإلعود وأواتره فهو فاسد إملزإج ليس هل عالج" ،أي هو إنسان معتل خمتل نفس ي ًا ليس طبيعي ًا ،يقول أبو حامد: "أنت ال تتحسس إلزينة؛ ال تتحسس إمجلال ال يف إملشموم ال يف مريئ مبرص وال يف مسموع يف إلوتر من معزفة كام يقال فأنت إنسان لست طبيعي ًا ،بل قال وإصف ًا هذإ إالنسان أنه بعيد عن إلروحانية قد زإد يف غلظ إلطبع -أي يف إلبالدة ،فطبعه بليد غليظ كام نقول ابلعامية إلشامية ،-وزإد يف كثافته عىل إمجلال
وإلطيور بل عىل سائر إلهبامئ لن هذه إلهبامئ مجيعها تطرب وتتأثر ابلنفحات إملوزونة ،وهذإ حصيح فاالبل عىل غلظ أكبادها وكثافة طبعها يَّل لها ويشوقها وَيفزها وَيركها وُيفف عْنا أثقالها إحلدإء -أو إحلُدإء الكهام فصيحان وإملعروف ابلنصب -وإلنيب اكن هل حا ٍد عليه إلصالة وإلسالم ،فاالبل حني تريد أن تقرص عْنا إلطريق وَّتفف عْنا إحد لها أي رِن لها .إلطفل إلصغري يف همده إبن إس بوع أو إبن شهر حني تغِن هل أمه يسكن وهيدأ ويغلب عليه إلنوم وإلفرحة ،وُكنا نعرف هذإ ،ومك رنينا للطفل يف إملهد، فس بحان هللا ،وذلِل أفىت علامء إملسلمني كام يف إلعقد إلفريد مث ًال البن عبدربه بأنه ال يس تحب أن ينام إلطفل عىل باكء ،وإمنا يدعون وَيبذون أن يغ ى هل ويرتمن بني يديه حىت ينام مراتح ًا ،وال يعود ذِل بأثر يسء عىل نفسيته .يقول إبن عبد ربه" :حىت إلبقر حني يغ ى لها تدر إللبان أكرث" .إلعجيب أن هذإ إىل إليوم معرتف به يف إحلضارة إلغربية فهم يضعون إملوس يقى لبعض إحليوإانت وخاصة عند إحللب فتحلب أحسن وأكرث وأبرد وَيللعجب ،وإلنبات يزدهر ويمنو مع إملوس يقى ،وذلِل فهذإ إلغرب إجملرب إذلي ُيضع ك يشء للتجريب وحلمك إلصوإب وإخلطأ إلن ال تاكد َّتلو إحملال إخلاصة وإلعامة اكلنفاق وإملرتو وررف الانتظار يف إملشايف ويف إلعيادإت وماكتب إلعمل وإالجناز يف إملؤسسات إلخمتلفة جتار ًَي وإقتصاد ًَي وغريها مما يسمى ابملوس يقى إخللفية وتعرف ، Back ground musicوِه موس يقى ال يصحهبا رناء. هادئة رإئقة ،وإلسبب يف هذإ أنه ابلتجارب تربهن وثبت أَّنا تزيد يف إالنتاج فاملسأَل إقتصادية .أكرث من هذإ هناك ما يعرف ابلعالج ابملوس يقى Music therapyوهو معرتف به ،وهناك موإقع ابلعْشإت يف إلش بكة إلعنكبوتية حتت هذإ إلعنوإن أو ما أش به ، www.musictherapy.orgيْشحون فهيا رشح ًا طبي ًا وس يكولوجي ًا كيف تؤثر إملوس يقى يف إلعالج؟ وكيف جتعل إنسا ًان ينقه رسيع ًا ويامتثل للشفاء أبكر؟ ويأتيك من يقول :ال ،هذإ يف ديننا حرإم فهيي من إلكبائر وإلعياذ ابهلل ،بل من أفظع ما يكون وأبشعه، ومن جلس إىل غاين أو قينة يس متع مْنا إلغناء يصب يف أذنيه إلنك يوم إلقيامة ،قيل" :ما إلنك َيرسول هللا؟ َ-يمن ُكذب عليه -إلرصاص إملذإب" أعوذ ابهلل ما هذإ؟ ُكنا نسمع بني مقل ومكرث ،قال إبن حزم هذإ حديث بلية -بلوى ،-فهذإ إحلديث ُكه مروي عن جماهيل أي عن أانس غري معروفني ،وإلفقهاء صدعوإ أدمغتنا به عىل إملنابر ،وكذِل إلوعاظ يف كتب إلكبائر وإلصغائر .فاحملرمون يستشهدون حبديث ال أصل هل ،وطبع ًا مثهل عْشإت إلحاديث ال أصل لها ،مفن أين إذ ًإ جاء حترمي هذه إلطيبات؟ ،وقد توعد هللا تبارك وتعاىل عىل من تورط وجتارس حفرم ما مل َيرمه هللا يف نفس إلية ،وهذإ من بديع س ياق
هذه إلَيت إجلليالت من سورة إلعرإف" :قُ ْل َم ْن َح َّر َم ّزينَ َة َّ ّ إَّلل إل َّ ِّت أَخ َْر َج ّل ّع َبا ّد ّه" إىل أن قال" :قُ ْل إن َّ َما َح َّر َم" ،وهذإ صيغة حرصية فقوهل "إن َّ َما َح َّر َم" يعِن هذإ ما حرمه هللا "قل إمنا حرم رِب إلفوإحش ما ِ ِ ظهر مْنا ومن بطن وإالمث وإلبغي بغري إحلق" .بعض إلناس يبغي وَيتطب يف حبل إالمث كثري ًإ يف حقوق إلناس؛ أموإهلم وأعرإضهم ومصاحلهم ويأيت ليشدد يف إملوس يقى وإلغناء فهو حرإم عنده فعند إملوس يقى وإلغناء يصبح س يد إملتورعني .ما هذإ إلفصام يف إدلين؟ ما هذإ إلكذب عىل إلنفس؟ هللا يقول هذإ حرإم وإالمث وإلبغي بغري إحلق وأن تْشكوإ ابهلل مامل يِزل به سلطا ًان ،وإلشاهد قوهل وأن تقولوإ عىل هللا ما ال تعلمون .إَيك أن تقول عىل هللا بغري عمل .قال إالمام أبو يوسف -قايض إلقضاة صاحب إخلرإج تلميذ أبو حنيفة -يف كتابه "إلرد عىل سري إلوزإعي"" :أدركنا مشاخئنا من أهل إلعمل ومه يكرهون يف إلفتيا أن يقال يف يشء أنه حرإم ما مل يكن بين ًا يف كتاب هللا تعاىل من غري تفسري ،أي أنه جيب أن يكون حرإم ًا من غري تأويل ومن غري يل أعناق إلَيت وإدلورإن والالتفاف حولها ،وتقول هذه إلية تتحدث عن إلغناء!!!! أان ال أفهم وال هو يفهم وال ِه تفهم أَّنا تتحدث عن إلغناء بل من إلوإحض أَّنا تتحدث عن يشء أخر ابللكية .كن أاب يوسف يقول" :إَيمك مل تكن هذه عادة إلمئة وإلعلامء" .ال أحد يرتدد يف حرمة إلزان وإلقتل وإلْسقة وإلْشك وقول إلزور وإلكذب وأك أموإل إلناس ابلباطل وإلراب لَّنا حمرمة بينة من غري تفسري يف كتاب هللا ،فاكنت من إملعلومات يف إدلين ابلرضورة. زمع بعضهم أن كتاب هللا نطق يف موإضع منه -جل مِزهل س بحانه وتعاىل -بتحرمي إملعازف وحترمي إلغناء إال ما ُإس تث ى ،ولنلقي بعض إلضوء عىل هذإ إلزمع .قالوإ ،قال هللا تبارك وتعاىل يف كتابه إلعزيز" :ومن إلناس من يشرتي لهو إحلديث ليضل عن سبيل هللا بغري عمل ويتخذها هزوإ" ،أي ليضل عْنا ،ويتخذ سبيل هللا هزو ًإ ،وقد توعدمه هللا عىل هذه إلفعةل .قالوإ -عن جماهد" :-لهو إحلديث هو إلطبل " ،وعن إبن مسعود "هو إلغناء" ،فهل هذإ هو لهو إحلديث؟ أوالً هل إلطبل من لهو إحلديث؟ هل هو قول يسمع أو يقال؟ ،فالية وإحضة ال تتحدث عن إللهو مطلق ًا من حيث أىت إللهو بل تتحدث عن لهو حرم إللهو ابطالقه؟!!!! ،يقول إبن حزم رمحة إحلديث ،يقول تعاىل" :إمنا إحلياة إدلنيا لعب ولهو" ،فهل ي هللا عليه يف إحملىل ،ويف رسالته يف إلغناء إمللهيي حرإم أم حالل؟ -وِه رساَل مطبوعة -وِه عىل وجازهتا جيدة جد ًإ ومن أبدع ما يكون ،قال إلعالمة أبو محمد عيل بن حزم" :نقول لهؤالء إ يحملرمني للهو هكذإ ابطالقه "إذ ًإ حرموإ ك ما يف إدلنيا" .يقول أحد من مس تنسخي هذه إلرساَل :ملا أمتها إالمام وكتهبا
وإس تقرت أخذهتا وأعطيت نسخة لالمام حافظ إملغرب إلعالمة إلعظمي إبن عبد إلرب رمحة هللا عليه عرصي إبن حزم ،قال :أعطيته نسخة قلت إنظر فهيا إبن حزم َيل فهيا إملعازف وإلغناء ،وطبع ًا هناك ي تفاصيل ليس موضوعها للن فليس ك إلغناء حالل ،فهناك رناء مما دعا إىل خنا إىل زان ومما اكن فيه فضيحة أعرإض ،ما أعرض هل إنكشاف إلعورإت وإالررإق يف إلفنت وُكها حرإم ،فهو حرإم ال ذلإته فليست إملوس يقى حمرمة ذلإهتا وال إلغناء حرإم ذلإته إمنا ملا يعرض هل ،فان أمكن فصهل وتنقيته مما يعرض هل فيعود إىل أصل إالابحة ،وال يشء فيه ،هذإ مذهب إبن حزم إذ قال" :ليس يف كتاب هللا وال س نة رسوهل وال معقول إلقياس علهيام ما يفيد حترمي إلغناء وإلالت" ،ذلِل أفىت رمحة هللا عليه أن من كْس مزمار ًإ أو عود ًإ أو طنبور ًإ أو أَل فانه يضمْنا أي ال بد أن يدفع مثْنا لصاحهبا ،لَّنا أالت حمرتمة يف إلْشيعة ،وأقل ما يقال فهيا أَّنا مباحة ،فالقاعدة إلصولية يف إلتفقه والاجهتاد أن إلصل يف إلمور إلعادية إدلنيوية إلِت ليست تعبدية هو إالابحة .ال حنتاج إىل نص رشعي يبيح لنا هذإ .نعم إن حص إلنص يقطع به عىل حرمة يشء من ذِل نقف عند إلنص ،أما إن مل يصح من إلنص ما يقطع معه حبرمة هذإ إليشء نبقى دإمئ ًا ممتسكني ابلصل ،وليس يُطالب ابدلليل من دإر مع إلصل ،فنحن مع إلصل وإلصل يشهد لنا ،وذلِل ال َيق لحد بأن يقول لنا إئتوإ بدليلمك عىل حل إملوس يقى وإلغناء لن إلصل أَّنا حالل ،فاذإ كنت أنت تقول أَّنا حرإم إئتِن ابدلليل إلصحيح "هو إذلي خلق لمك ما يف إلرض مجيعا"، هذإ دليل الاس تصحاب ،دليل إالابحة إلصلية لن إلصل يف إلش ياء إالابحة. ونعِن من ورإء هذإ إلالكم أنه يقال هل يعقل أن كتاب هللا تعاىل وس نة رسوهل إملصطفى صىل هللا عليه وأهل وسمل ُيلوإن من نص حصيح رصحي يف حرمة يشء معت به إلبلوى؟ قطع ًا يس تحيل!! ،قد يقول بعضمك حصحوإ إدلعوى أن إلبلوى معت هبذإ أَيم إلرسول ،نعم فهيي عامة يف ك زمان وماكن ،وأَيم إلرسول معت إلبلوى ،وإمسعوإ حديث جابر إلصحيح هذإ أثر حصيح روإه إبن جرير يف تفسريه يف تفسري سورة إمجلعة "إذإ رأوإ جتارة أو لهو ًإ إنفضوإ إلهيا وتركوك قامئ ًا" ،يقول ريض هللا عنه وأرضاه" :اكنوإ يف إلناكح يؤىت ابجلوإري فيرضبن ابلكرب وإملعازف" وإلكرب ِه إلطبول ،وإلصيغة هنا يف إحلديث "اكن".... تدل عىل أن هذإ تكرر من أحصاب رسول هللا غري مرة وليس مرة وإحدة فاكنوإ يرتكون إلرسول قامئ ًا عىل منربه وُيرجون يتسمعون إذإ رأوإ أواليئ إجلوإري وإلناس وإلصبيان ميشون يف إلشوإرع يرضبون إملعازف وإلكرب ،اكنوإ طبيعيني َيبون إلغناء وإملوس يقى وإملعازف ،وليس مثلنا معقدين ،وهؤالء من إلصحابة!
إذلين كام قيل يف وصفهم ووصف أتباعهم أيض ًا اكنوإ أهل تطرف وأهل مزحة وأهل قلوب ونفوس طيبة ولكن إذإ تعدى إلمر إىل إدلين ،إىل أي يشء هل قطعيات ابهلل وابلرسول وابلقرأن وحبرمة إلمة تدور طييب إلنفوس . حامليق -أي عيون -أحدمه اكجملنون لكن فامي عدإ ذِل اكنوإ ي يروى عن عبد هللا بن إلزبري واكن متكئ ًا -وهذإ أثر حصيح أخرجه عبد إلرزإق يف مصنفه وغريه -وقال "تغ ى بالل" أي وهللا مرة اكن بالل يغِن ،قاطعه وإحد من إلناس مثل إليوم يقول تغ ى بالل ما هذإ؟!!! دإمئ ًا هناك انس ال يصدقون!!! بالل بن رابح أح ٌد أحد تغ ى!! قالوإ تغ ى بالل!!!! ،جفلس أمري إملؤمنني عبدهللا بن إلزبري إلصحاِب إملعروف ابلشجاعة وإلعبادة وإلفصاحة إذلي اكن ال جيارى يف ثالث يف إلعبادة وإلورع ويف إلفصاحة ويف إلشجاعة رضوإن هللا عليه وعن أبيه ،جفلس واكن متكئ ًا فقال" :ما أعمل أحد ًإ من إملهاجرين إال ترمن" ،قال هل ُكهم أبو بكر ومعر ك إملهاجرين ،وإلثر حصيح ،قلت :ما أعمل فهذه دعوى ،ما أعمل أحد من إملهاجرين إال ترمن .اكن َيب هذإ ،واكن يدعو إليه. يف حديث إلسائب بن يزيد إذلي أخرجه إلرتمذي يف إس ناد حصيح ،يقول إلسائب بن يزيد ريض هللا عْنم وأرضامه أمجعني ،يقول" :جاءت إمرأة جارية فدخلت عىل رسول هللا فقال إلرسولَ :ي عائشة أتدرين من هذه قالت :ال ،قال :هذه قينة بِن فالن -وإلقينة أي إملغنية إجلارية إملعدة إملدربة للغناء فهيي متهتن هذإ إليشء -أحتبني أن تغ ّ نيك؟ فقالت إلس يدة عائشة :نعم ،وأعطاها إلنيب إلطبق وهو حصنه مثل إلطبل إلصغري ،فقال خذي ورِن لعائشة ،فأعطاها إلطبل جفعلت تغِن" ،وإحلديث حصيح فهو ليس ضعيف ًا اكلحاديث إلِت َيتجون هبا وِه موضوعة ومكذوبة للسف ،هذإ كام قال عليه إلسالم يف حديث أخر حصيح" :لتعمل هيود أن يف ديننا فسحة". إلسائب بن يزيد نفسه مرة أخرى -مبا أننا ذكرانه -يقول" :كنت مع عبد إلرمحن بن عوف -وهو أحد إلعْشة ريض هللا عْنم أمجعني -يف طريقنا إىل إحلج فلام اكن يف ماكن كذإ قال عبدإلرمحن بن عوف لرابح وقرص عنا" أي أان تعبنا ومللنا ،واكن أبو حسان رابح هذإ يعرف إحلدإء بن إملغتفر َي أاب حسان رننا ي فيغِن بصوت مجيل ،جفلسوإ بناحية يف إلطريق وهذإ إلرجل يغِن بصوت مجيل وجشي ،يقول إلسائب فأقبل معر ،واكن معهم معر يف خالفته معر وقت أن اكنت هل سلطة إلمر وإلْنيي فمل يكن حصاِب عادي بل اكن إملس ئول عن إلمة ،فقال ما هذإ َي عبد إلرمحن؟ قال ال بأس به َي أمري إملؤمنني .أي نغِن نقرص به عنا ونروح عن أنفس نا .قال فان كنت أخذ ًإ فعليك بشعر رضإر بن إخلطاب -ليس أخ ًا لعمر وإمنا من
قبيةل أخرى يعود نس به إىل بِن فهر ،-فعمر يدهلم بقوهل رِن لرضإر بن إخلطاب .طبع ًا إلاثر كثرية جد ًإ عن إلصحابة ،وأحتدث عن أاثر حصيحة وليست موضوعة مكذوبة وضعيفة إلثر. وهذإ أثر حصيح ..روى إالمام أمحد يف مس نده عن عبدهللا بن معري أبو معرية قال حدثِن زوج بنت أِب لهب -بنت مع إلنيب -قال :ملا تزوجت إبنة أِب لهب جاء إلنيب فدخل فقال أال لهو؟ أي َيهثم عىل إللهو. وتقول عائشة يف إحلديث إلصحيح" :زففت إمرأة إىل رجل من إلنصار فلام أتيت إلنيب صىل هللا عليه وسمل وأهل وأحصابه إلرمحة إمليْس إملبْش وليس إملعْس فسألِن فقالَ :ي عائشة معمك لهو فان إلنصار َيبون إللهو؟" ،إذ ًإ فاللهو ليس ُكه حرإم ،ومن يقول أن إللهو حرإم ،وإلنيب يقول هذإ وإلنيب َيب ويشجع إلناس عىل أن يلهو؟ وإحلديث إلصحيح يف مسمل وغريه مشهور جد ًإ ُكنا نعرفه وحنن صغار ،تقول عائشة ريض هللا تعاىل عْنا :يف يوم مناس بة -عيد طبع ًا ،وحض أنه عيد إلفطر -تقول :دخل أبو بكر إلصديق –أبوها -علينا واكن حول وهجه –أي يسمع فقط وهو عندي جاريتان تلعبان بدفهيام وتغنيان ورسول هللا جالس إال أنه ي جالس وليس انمئ– فلام دخل أبو بكر هاهل إلمر كيف وعند إلرسول وقال" :أمزمار -ويف روإية أمزإمري ويف روإية أمزمور إلش يطان -يف بيت رسول هللا؟!" ،ويف روإية مل يعرب هذإ إلتعبري إمنا قالت عائشة فْناهام وقال" :أتغنيان ورسول هللا جالس؟" ،فقال إلرسول صىل هللا عليه وسمل" :دعهام َي أاب بكر فانه يوم عيدان" ،فيقرر إلرسول أن يوم إلعيد ال بد فيه من لهو وال بد فيه من فسحة ،فان تعجب فاجعب ملن إس تدل هبذإ إحلديث عىل حرمة إلغناء وإملوس يقى .مفن إس تد يل عىل هذإ جعل إمامه أاب بكر ومل جيعهل إلنيب لن أاب بكر وصفه بأنه مزمور إلش يطان ،وماذإ يف هذإ هل تظنون أن أي يشء يوصف بأنه مزمور إلش يطان يصبح حرإم ًا؟ ،إمنا هذه إالضافة للمالبسة ،وهل اكن محمد بن عبدهللا صىل هللا عليه وسمل إذلي بُعث يأمر ابملعروف ويْنيى عن إملنكر ،وبُعث أيض ًا يضع عْنم إرصمه ،وبُعث ميْس ًإ ومبْش ًإ ،هل تظنون أن من بُعث أمر ًإ انهي ًا صىل هللا عليه وسمل وهو أحق من قام هبذه إملهمني وإلقطبني من إدلين إلعظميني اكن يسكت عىل معل ش يطاين ويف بيته ولم إملؤمنني زوجه إلصديقة بنت إلصديق؟ أما اكن يعمل -وأس تغفر هللا من زالت إللسان وزلقات إجلنان -لو اكن ذِل كذِل كام زمعوإ وعلموإ ما مل يعلمه أن هذإ يقدح يف صديقية إلصديقة بنت إلصديق ريض هللا عْنام وأرضاهام؟ هذإ ال يقدح فهيا وإمنا صار هناِل أن أاب بكر هاهل أن يقع هذإ يف بيت رسول هللا ويف حمرضه صىل هللا عليه وأهل وأحصابه وسمل لن
لرسول هللا ولبيته من إحلرمة وإملثابة وإلتجةل وإلتكرمة ما فهم معه أبو بكر وجوب تِزهيه أو تِزهيهام عن مثل هذإ إللهو ،وهذإ حصيح يف إمجلةل إال أن إلرسول يبني هل فامي ميس حالته إلْشيفة إملنيفة عةل الاس تثناء وهو أن إملناس بة عيد فطر ،يريد أن ُيفف فيه عن أههل ،أما إلنيب نفسه مفا اكن من د ٍد وال إدلد منه، كام قال عليه إلصالة وإلسالم" :لست من د ٍد وال إدلد مِن" ،إلنيب ليس من أحصاب لهو وال لعب ،بل حص عن عائشة أَّنا قالت حني ُس ئلت عنه "اكن صىل هللا عليه وسمل ذإكر ًإ هللا يف ك أو عىل ك أحنائه" ،فهو دإمئ ًا يف ذكر ابس مترإر ،كيف ال وهو إلخماطب بقول إملوىل إجلليل ال إهل إال هو تقدس وتكرم عز وجل" :فاذإ فررت فانصب ،وإىل ربك فاررب" .يقول أبو حامد إلغزإيل :هذه إحلاَل موإصةل إجلد وإلبقاء عىل جد فقط من غري أن يشغل بلهو ولعب ال يقدر علهيا إال نفوس إلنبياء ،وصدق أبو حامد وهو صويف وعارف ابهلل لكنه أفسح لنا فسحة بعيدة وكبرية وفهيا مندوحة يف إللهو ويف إلسامع للموس يقى وإلغناء إلربيء لنه جمرب وعاقل كبري ،أما هذإ إجلد ال يليق إال برسول هللا صىل هللا عليه وسمل . من نظري ما وقع من أِب بكر ما وقع من معر؛ فعمر رأى إلحباش يزفنون -أي يرقصون ،-ويف روإية يلعبون ابدلرق -أي ابلرتوس إلِت تتخذ من جدل وليس فيه خشب -يف مسجد رسول هللا وعائشة أم إملؤمنني وإضعة ذقْنا إلْشيفة عىل منكب رسول هللا وتنظر إلهيم ،ويقول لها :ش بعِت ش بعِت تقول ال، جفاء معر فانهترمه ،فالنيب قال :دعهم َي معر أمن ًا بِن أرفدة .صىل هللا عليه وسمل ما أعظم هذه إلشخصية!!! مك تعجب هبم ومك تعجب بعيل أو بأِب بكر ،ولكن ُكهم يهتاوون أمام رسول هللا ،أمام إلعظمة إلفقية إلِت ال حتد ،إلفق إذلي ال َيد ،ال ينهتيي عظمة وجالل وهباء ،وإنبساط وفسحة وتيسري وتبشري ،ويف نفس إلوقت يأخذ نفسه هو ابجلد ،ابجلد إلجد ،لكنه يدرك ضعفنا وحاجتنا ،يدرك مسكنتنا ،يقول هل" :أمن ًا"ً أي تأمنوإ ال َّتافوإ ال ترإعوإ ،أمن ًا بِن أرفدة .وهذإ هو جد إلحباش إلكرب. إلنيب يعرف إلتوإرخي وإلنساب ،فعمر أنكر لن معر يعرف أن إللعب ابدلرإق وإلس يوف وإلسهام ك هذإ فيه أجر لكن ليس يف حمرض رسول هللا. يف عام معرة إلقضاء عبدهللا بن روإحة -إذلي إرتفع بعد ذِل شهيد ًإ يف مؤتة -رضوإن هللا عليه اكن يتغ ى يف حرم هللا ،فسمعه معر قالَ" :ي إبن روإحة ،تقول هبذإ إلقول يف حرم هللا عز وجل ومبحرض رسول هللا ،أي أن إلظروف غري مناس بة ،هذإ بيت هللا وهذإ رسول هللا ،ونِزه إلرسول أن يسمع الكم مثل خل عنه َي معر ،فوإذلي نفيس بيده لقوهل أوقع فهيم من وقع إلنبل -أي هذإ ،فالنيب قال :دعه َي معرّ ،
مثل إلسهام ،-فقد اكن يقول شعر ًإ يتلكم يف إلكفار .فهذإ إملوقف من معر مرإعاة ملقام س يد إلاكملني ،ال تقل يل أريد أن أتش به ابلنيب إذإ كنت تس تطيع هذإ فيا حييا هال تش به به ،وأان ال أدري هل تس تطيع أن حتصل كامالت؟ وهل تس تطيع أن تمني مشاعرك وإىل أن تريق أحاسيسك وأن تبلغ إلغاية وإلمد إلقىص يف هذإ إلباب من غري إلخذ بأطرإف هذه إلش ياء؟ إلنيب يس تطيع لنه ليس كهيئتنا هو عبد إصطفاه هللا ويربيه هللا ابس مترإر بيامن حنن خنتلف .هل تس تطيع؟ ال أدري ،أبو حامد إلغزإيل يقول من اكن كذِل فهذإ إلرجل معتل إملزإج -أي فاسد إملزإج -ليس هل عالج. يف فتاوى إلعالمة إلش يخ شلتوت رمحة هللا عليه إس تأنس هذإ ،فهو ليس إس تدال ًال من ابب إحامض إلفتوى كام يقال ،وإحامض جملس إملتحدثني هبا .قال رمحة هللا عليه :وس ئل إلش يخ إلزهري يف إلقرن إلثالث عْش إلهجري إلش يخ حسن إلعطار ،وإملعروف عند إلزهريني أن إلش يخ حسن إلعطار رمحة هللا عليه اكن يف وقته موسوعة علمية حية يعرف إلتارخي وإجلغرإفيا وإلطب وإحليل وك علوم إلْشيعة وإللغة ،يقول شلتوت اكن إلش يخ إلعطار َيسن إلسامع ومولع ًا به ويتقنه عىل أصوهل ،أي يعرف إملوس يقى عىل أصولها بأالهتا وابلغناء ُكها مولع ًا هبا ،وس ئل يف هذه إملسأَل ،ما حمك إلغناء وإملوس يقى؟ فقال" :من مل يتأثر برقيق إلشعار متلوة بلسان إلواتر –بوتر إلعود– عىل شطأن إلَّنار يف ظالل إلجشار فهو بليد إلطبع حامر" .هكذإ نرى إىل أي حد وصلت إلسعة ،وهذإ ش يخ إلزهر وليس ُشوخي صغري قرأ حديثني ُيلط بيْنام ال يعرف إلصحيح من إلعليل ،مث يأيت يضيق عىل عباد هللا حياهتم وجيعلها هجامة وكبة وسوإد ًإ وإنسدإدإ. أحيك لمك مبا أننا ذكران أِب حامد وذكران إلش يخ إلعطار قدس هللا أروإهحام إلْشيفة أحيك لمك قصة أِب إحساق إبرإهمي بن سعد بن إبرإهمي بن عبد إلرمحن بن عوف .ذكران إلصحاِب إجلليل أحد إلعْشة إملبْشين عبد إلرمحن بن عوف إذلي اكن يسمع يف طريق مكة ،فهذإ حفيده .اكن إمام ًا جلي ًال تبع إلتابعني من إلخمرج هل يف ثقات إلعلامء وإلروإة روى عن إالمام محمد بن شهاب إلزهري وأكرث ،وهو من إلثقات ي وخمرج هل يف إلصحيحني ،هذإ إلرجل اكن صاحب رناء ويتعاطى مع إلعود وإلواتر ،فقيه جليل ي إلصحيحني ،فسلوإ هؤالء إذلين يشددون قوهلم كيف تكون إملوس يقى حرإم ًا وإلغناء حرإم ًا وإلواتر وخمرج هل إلبخاري وإلعيدإن وإملعازف وإلناي وإلطنبور .....إىل أخره ،وهذإ ش يخ من مشاخي إالسالم ي ومسمل وتلقى عليه حديث رسول هللا أجيال من خلق هللا تبارك وتعاىل؟ ،وليس وإحد ًإ يف اببه مفثهل
عْشإت سأذكر لمك بعض أسامهئم حبسب ما يتسع إملقام .نزل عىل إلعرإق مرة يف مدة إلرش يد س نة 381ه،ـ وجعل َيدث بأحاديث رسول هللا وخاصة حديث إلزهري ،فالناس يطلبون حديث محمد بن شهاب إلزهري رمحة هللا عليه إلعالمة إلكبري ولكن سألوه عن إلغناء فأكد بأنه حالل طيب ،تس تطيبه إلنفوس وتنْشح هل إلصدور ،فمنت عنه وشاعت حىت تسامع هبا إلناس ومسع هبا إلرش يد ،وجاءه رجل من طالب إحلديث فلام جاءه وجده يتغ ى ويرتمن ،فالرجل رإعه ذِل وقال :كنت حريص ًا إحلرص ُكه عىل أن أس متع منك حديث إلزهري أما وقد وجدتك تتغ ى فال وهللا ال أمسع منك إحلديث أبد ًإ ،قاهل كنه رض فيه .يشء خسيف هذإ ترض من أنت َي جاهل؟ هذإ عامل كبري أنت حتتاج إىل علمه وهو ال َيتاجك. فانظروإ إجلوإب فقال هل" :إذإً ال أفقد إال خشصك" .وكنه هيزأ به ،أي وهللا أصابتنا مصيبة كبرية ال أفقد إال صورتك مع إلسالمة ،ودرى إلناس بذِل ،فلام اكن إلغد بعث إليه هارون إلرش يد فسأهل عن حديث إلخمزومية إلِت قطع إلنيب يدها يف رسقة إحليل فأخربه إحلديث ابالس ناد كذإ وكذإ وكذإ ،وفقه إحلديث وك ما يتعلق به ،مث قال هل حفدثِن حبديث أخر ،قال" :فائتِن ابلعود" ،فكن هذإ ملا قال هل" :ال مسعت وعيل -وحلف إلميان -ال حدثت بعد إليوم ما "عيل ي منك إحلديث" ،قال "ال أفقد إال خشصك" قال :ي أمقت يف بغدإد إال بعد أن أتغ ى ،فأمعل مقطوعة موس يقية ورنوة مث أُحدث ،غري كذإ ال ،طبع ًا هناك أانس هجةل ال يفهمون ويس تغربون ّلم هذإ إلش يخ يعمل هذإ ،ولكنه فعهل لجل أن نتعمل. يف أول حصيح إلبخاري كتاب إلطهارة رأى رجل جابر بن عبد هللا إلصحاِب إجلليل -وقد معر طوي ًال جابر بن عبدهللا رضوإن هللا تعاىل عليه وعن أبيه إلشهيد إجلليل -قد علق ثو ًاب عىل إملشجب وجيلس يف ثوب وإحد يصيل فيه ،وهذه إملسأَل فامي وقع فيه إلغالة هل جتوز إلصالة يف ثوب وإحد أو البد من ثوبني؟ ،فقال هل إلرجلَ" :ي صاحب رسول هللا أرإك جتلس يف ثوب ماذإ عن إلخر؟ ملاذإ تفعل هذإ؟ قال هل :لريإه جاهل مثكل فيتعمل .وإنظروإ إىل إلعلامء كيف يترصفون؟ ،وهذإ هو إلتعمل لن إملتعمل ينبغي أن يتأدب مع إلعلامء ليتعمل وليس كولئك إذلين يتصورون أَّنم جاءوإ يعلمون إلعلامء .ال يعرف ماذإ يقول، إذإ كنت من طبقته تتناقش معه بأدب وليس أن تنكر عليه هكذإ ببالدة ،وأنت ال تفهم شيئ ًا ،فلك إنسان ال بد أن يعرف ماكنته . عيل عيل ابلعود ،حىت إلرش يد أمري إملؤمنني قال هل :ي نعود إىل ما كنا فيه فلام سأهل إلرش يد أن َيدثه قال :ي ابلعود لن هذإ حالل ال ُُيجل منه ،ملاذإ َُيرم؟ "قل من حرم زينة هللا" ،بعض إلناس جتده عندما يضع
عيل موس يقى ويأتيه خشص يسكهتا خمافة أن يسمعه ويقول أنه مسع عند فالن رناء وموس يقى ،فلام قال :ي ابلعود قال هل إلرش يد مازح ًا :عود إجملمر! -إلعود إذلي يولع لجل رَيته ،-قال هل :ال ،بل عود إلطرب، فتبسم إلرش يد ففهم إالمام أن إلرش يد مسع ابلقصة ،فقال هلَ :ي أمري إملؤمنني لعهل بلغك ما جرى مع إلسفيه .قال إلرش يد :نعم ،مث قال هلَ :ي إمام َي أاب إحساق ،ما تقول يف إلغناء وإملعازف؟ قال هل :حالل من طيبات إدلنيا ،فالغناء مما تس تطيبه إلنفوس وإلهبامئ وإحليوإانت وإلطفال إلصغار ،إنظر إىل إبنك يف معر س بعة أشهر ،وإمسعه موس يقى موزونة مبارشة جتده يبدأ يرتإقص علهيا حبراكت موزونة من غري تعمل، فهذإ يشء طيب يف إلفطرة إالنسانية .قال هل إلرش يد :مفن َيرمه من إلفقهاء؟ ،وإمسعوإ إجلوإب فهذإ أحسن ما يف إلقضية يف نظري ،قال هل :من ربطه هللا ،أي كام نقول حنن بلغتنا إملعقد .س بحان هللا يف زماَّنم قال :من ربطه هللا إملربوط ذِل إذلي َيرم طيبات ما أحل هللا" ،ال حترموإ طيبات ما أحل هللا لمك وال تعتدوإ" ،وهذإ نوع من إلعدوإن عىل رشع هللا تبارك وتعاىل ،قال تبارك وتعاىل" :وقد فصل لمك ما حرم عليمك" ،فأين يف كتاب هللا إحملمك إملفصةل أَيته وإملفصةل أحاكمه وخاصة أحاكم إحلالل وإحلرإم، أين حترمي إلَل وإلغناء يف كتاب هللا؟ ،قالوإ :إللهو ،قلنا :ليس هل عالقة ،قالوإ :حفديث إبن مسعود إلخر ،وقد حص عن إبن مسعود أنه فْس لهو إحلديث ابلغناء ،قلنا :نعم حص عنه هذإ إلثر ،لكن ال وجه لتخصيص إلية به لن إلصحيح وإلرإحج من أقوإل إلعلامء أهل إلصول أنه ال يقىض عىل مطلق إلكتاب وال عىل عامه فيقيد هذإ وُيصص هذإ إال بنص من كتاب هللا أو بنص حصيح عن س نة رسول هللا أو يف معناهام ،أما أقوإل إلصحابة أو قول إلتابعني حصت أم مل تصح ال تعنينا ،وال ُُيص هبا إلكتاب .مث وهب أنه حص فالية ودإمئ ًا نقول إلقرإءة إلس ياقية "ومن إلناس من يشرتي لهو إحلديث" ،إذن هو ليس مطلق إللهو ،وإلنيب دعا إىل إللهو وقال" :هل معمك لهو؟ ،إلنصار َيبون إللهو" ولكن هو لهو إحلديث. وإملنعوت بصفة من فعلها اكن اكفر ًإ ،وليس مرتكب ًا جرم ًا بل يكفر ،وإلصفة ِه لهو إحلديث ليضل به عن سبيل هللا وهو إلتوحيد ،ويتخذها بغري عمل هزوإً ،وإملس هتزيء بدين هللا هو اكفر مسع أو مل يسمع بغناء، وسأقول لمك ما يقطع إلشك ابليقني ،لو جاء رجل أو رسول هللا وأحصابه أو دإعية من دعاة إالسالم وإلتوحيد يتلو عىل غري إملسلمني يدعومه إىل إلتوحيد بأَيت كتاب هللا تبارك وتعاىل ،وجعل هذإ يقول شوش عىل أَيت كتاب هللا، "هللا هللا هللا" ،تنطبق عليه إلية ،مفع أنه ال رنا وال رضب بعود ،إمنا ي وجعل يلهو بلفظ رشيف جدإً وهو أرشف إللفاظ "هللا" ،ويقول "هللا هللا هللا" ،فهذإ من ابب قوهل
تعاىل" :وقال إذلين كفروإ ال تسمعوإ لهذإ إلقرأن وإلغوإ فيه لعلمك تغلبون" .هذإ من هذإ ،أية لقامن من أية فصلت هلام نفس إملع ى .اكن إلكفار إذإ كذبوإ عىل رسول هللا أو أحد أحصابه جعلوإ يلهون ،وَيكون شعر ًإ ،وَيكون حاكَي ،ويرفعون أصوإهتم يك يشوشوإ كنوع من إلتشغيل وإلتشويش ،فهذإ إذلي ذمه هللا ال لنه ذم مطلق إللهو ،وال لنه ذم مطلق لهو إحلديث. ما هو إللهو أص ًال يف إللغة إلعربية؟ ،إللهو ك ما ألهاك عن يشء أخر ،خاصة إذإ ألهاك عن يشء رشيف ،عن معل ،عن عبادة ،عن ذكر ،عن وإجب ،فهذإ يعترب لهو ًإ .فاللهو ليس إلطبل وليس إملزمار فقط وإمنا إللهو أيض ًا هو إملزح وحاكية إملزحات كن تقول" :مرة اكن وإحد ،......مرة حجا ،".......... وكذِل لهو إحلاكَي وإلقصص حتكهيا كِب زيد إلهاليل وس يف بن ذي يزن ،وأيض ًا إلضحك لهو ،فهل حترمون هذإ إللهو ُكه؟ حنن حنرم هذإ وغريه وحنرم حىت إلالكم إجلاد وإلالكم إملوزون وإلالكم إملرتب إذإ س يق مساق إلتشغيل عن أَيت هللا وإضالل عباد هللا عن سبيهل ،ومن اكن هذإ قصده فقد كفر .قال إلعالمة إلش يخ إالمام أبو محمد عيل بن أمحد بن حزم قدس هللا رسه وهو إنسان ذيك ويتلكم بطريقة -ال أقول حدس ية ولكن بطريقة مبارشة وإحضة من غري إلتفاف وتأويالت ابردة ،-قال إبن حزم" :بل إن من إشرتى مصحف ًا -ما رأيمك مصحف قرأن كرمي -واكن قصده أن يضل به عن سبيل هللا ويتخذها هزوإ اكن من أهل إلوعيد ،واكن اكفر ًإ .فافهموإ إلية فهيي مل تقل أن إللهو حمرم ،ومل تقل لهو إحلديث حمرم ،وإمنا قالت إن هناك من إلكفار وإملْشكني اكلنرض بن إحلارث كام ذكر يف سبب إلِزول ،أو خشص أخر مل يسمه اكنوإ يشرتون لهو إحلديث .إلنرض اكن َيدهثم ابحلاكية عن فارس وإلروم ،ويقول" :حدييث أحسن من حديث محمد" ،ليشغلهم عن أَيت كتاب هللا وعن محمد صىل هللا عليه وسمل ،ورجل أخر إشرتى مغنية من حر ماهل ،وجعلت إملغنية بأمر س يدها إمللعون إملْشك ُكام تال إلرسول وأحصابه جعلت تغِن يدق لها عىل دف أو طبل وتشغل عن إلقرأن ،فأنزل هللا إلية .هذإ هو إملذموم فال تقولوإ أن إلغناء حمرم بأية لقامن ،فهذإ إلالكم ال يصح ،وليس يس تقمي .للسف قد أدركنا إلوقت ،وقد بقي إلكثري يف هذإ إملوضوع إملتشعب إذليول ،لكن إن شاء هللا نعد بتمتة إن فتح هللا عز وجل ،وأقول قويل هذإ وأس تغفر هللا يل ولمك فاس تغفروه. ==================== إمحلد هلل إذلي يقبل إلتوبة عن عبادة ويعفو عن إلسيئات ويعمل ما تفعلون ،ويس تجيب إذلين أمنوإ ومعلوإ
إلصاحلات ويزيدمه من فضهل وإلاكفرون هلم عذإب شديد ،وأشهد أن ال إهل إال هللا وحده ال رشيك هل وأشهد أن محمد ًإ عبده ورسوهل ،صىل هللا تعاىل عليه وعىل أحصابه وسمل تسلامي كثريإ ،أما بعد ،فقط لين بدأت يف حديث أجنشة سأمكهل ،فأجنشة هو حصاِب جليل وهو حا ٍد ،اكن َيدو للرسول يسوق إالبل، وإالبل فهيا إلظعن ،فهيا نساء رسول هللا ونساء إلصحابة أيض ًا ،وإحلديث خمرج يف إلصحيحني يف إلبخاري ومسمل عن أنس ريض هللا عنه وأرضامه أمجعني قال" :اكن لرسول هللا حا ٍد يسمى أجنشة حسن إلصوت ،واكن َيدو لركب رسول هللا ،فقال هل صىل هللا عليه وسمل مرة ،وإلسبب ما حص عن اثبت إلبناين عن أنس أنه حدإ بصوته إمجليل إلطرب فأرسعت إالبل حىت إعتنقت ،وإالعناق رضب من رضوب إلسري حني تْسع إالبل جد ًإ ،ومسيت ابالعناق لن إالبل متد أعناقها حيث تْسع فيقال أعنقت إالبل ،خفيش إلنيب عىل أهمات إملؤمنني وعىل إلصحابيات أن تقع إمرأة ضعيفة أو مسكينة ،لن إالبل يزتعزع به محهل من شدة إلطرب إذإ أرسع فرمبا وقع هذإ إمحلل وفيه نساء ،فقال هلَ" :ي أجنشة رويد ًإ سوقك ابلقوإرير ،ويف روإية أخرى رفق ًا ابلقوإرير" ،وِه إملشهورة ،ولكن هذه حصيحة أيض ًا .فالنيب يكِن عن إلنساء عىل أَّنن قوإرير مثل إلزجاج هش رسيع إلتكْس ،فذهب أحدمه أن إلنيب َّناه خش ية إفتتان إلنساء ،وهذإ الكم غري حصيح ،وإن رحجه إلقايض عياض لن حديث اثبت إلبناين يؤكد أن إلسبب هو إعناق إالبل ،خفيش إلنيب أن تقع إلنساء ،وإال لو اكن إلنيب يعمل أن هذإ إلصوت إحلسن إمجليل من رجل ابلغ ملكف يوقع فتنة يف قلب وإحدة لْناه عنه مجةل من إلصل وليس ابلتخفيف ،وملا قال هل خفف حس بك بل إسكت إنقطع .هذإ رسول هللا صىل هللا عليه وسمل ،وهذإ حادي رسول هللا ،وإلنساء يسمعن صوت رجل ابلغ رإشد ملكف .إللهم إان نسأِل أن هتدينا وهتدي بنا وتفتح علينا ابحلق وأنت خري إلفاحتني.