zakat_effects_on_economy

Page 1

‫الثار القتصادية للزكاة‬ ‫د‪ .‬محمد علي سميران‬ ‫د‪ .‬محمد راكان الدغمي‬

‫)*(‬

‫الملخص‬

‫الزكاة فريضة مالية إسلمية تطبق على المسلمين‪ ،‬وهي واجب شرعي‪ ،‬وحق للفقققراء علققى‬ ‫من ملك النصاب‪ ،‬وحال عليه الحول‪ ،‬وليست منة ول استجداء‪.‬‬ ‫الغنياء‪ ،‬م نّ‬ ‫وقققد بنّينققت الدراسققة الققدور التمققويلي والسققتثماري والتققوزيعي لفريضققة الزكققاة‪ ،‬فققي تحقيققق‬ ‫الستقرار القتصادي في المجتمع المسلم‪ ،‬من خلل تحريكها للشنشطة القتصققادية والماليققة‪،‬‬ ‫والقضاء على الفقر‪ ،‬ومحاربة البطالة‪ ،‬وبالتالي الستقرار والمن والمان ‪.‬‬ ‫ل‪ ،‬وأكققثر راحققة لنفسققية‬ ‫وخلصت الدراسة إلى أن تطبيق الزكاة في المجتمع المسلم أوفر دخ ‪ً،‬‬ ‫المكلف من ضريبة الدخل‪ ،‬طالما أن الفققراد يلققتزمون بأحكققام الشققريعة السققلمية‪ ،‬ويققؤدون‬ ‫الزكاة في وقتها المحدد‪.‬‬

‫*‬

‫*) ( كلية الدراسات الفقهية والقاشنوشنية‪ ،‬جامعة آل البيت‪ ،‬المفرق – الردن ‪.‬‬

‫‪-1 -‬‬


Abstract “Zakah” is an obligatory annual Islamic tax paid by all wealthy Muslims and distributed to the poor as a right not as a charity. All sorts of wealth and property whether in money or in kind amounting to, or exceeding a specific minumum, “Nisab”, and owned by a Muslim for a complete lunar year are subject to “Zakah”. The study has clearly shown the funding, investing and distributing roles played by “Zakah” in achieving economic stability and security in the Muslim society. Zakah encourages financial and economic activites and eliminates poverty and unemployement in the society.Its application is far better financially and psychologically for the society than the income tax as far as the Muslims abide by the Islamic laws and pay and distribiute their “Zakah” in time.

-2 -


‫المقدمة‬ ‫الحمد لله وحده والصلة والسلم على من ل شنبي بعده‪ ،‬وعلى آله وصحبه‪ ،‬ومن إتبققع دعققوته‬ ‫وسار على شنهجه إلى يوم الدين‪ ،‬وبعد‪:‬‬ ‫فقد شغل المال الفكر الشنساشني منذ القدم‪ ،‬وفطر الشنسان علققى حبققه قققال تعققإلى‪):‬وتحبققون‬ ‫)‪(1‬‬

‫المال حبا جما( ‪ ،‬فتراه يجد ويتعب في سبيل ذلك لكسققب مققا يشققبع حاجققاته وحاجققات مققن‬ ‫يعول‪ ،‬وتفاوت الفراد في الكتساب وطلب الققرزق والجققد والعمققل‪ ،‬ولهققذا إعتققبر السققلم أن‬ ‫الفقر والغنى حقيقتان ثابتتان‪ ،‬وقرر أشنهما من طبيعة الوجققود الشنسققاشني‪ ،‬بققدليل قققوله تعققإلى‪:‬‬ ‫"فأما الشنسان إذا ما إبتله ربه فأكرمه وشنعمه فيقول ربي أكرمن‪ ،‬وأما إذا ما ابتله فقدر عليققه‬ ‫)‪(2‬‬

‫رزقه فيقول ربي أهاشنن" ‪.‬‬ ‫ويعاشني العالم اليوم مققن مشققكلت إقتصققادية‪ ،‬أوقعتقه فققي مصققائب ل حصققر لهققا مققن الفقققر‬ ‫والبطالة والمديوشنية شنتيجة عدم تطبيقه شرع ا‪ ،‬والتقيد بتعاليم السلم القتصادية‪.‬‬ ‫هذا وتعنّد فريضة الزكاة من أهم موارد الدولة المالية‪ ،‬والمحرك الفعال التي تحث المسقلمين‬ ‫على إستثمار أموالهم حتى ل تأكلها الصقدقة‪ ،‬زيقادة علقى توصقيل المقوال مقن الغنيقاء إلقى‬ ‫الفقراء التي ستنفق في الغققالب لقضققاء حاجققاتهم السققتهلكية مققن سققلع أو خققدمات‪ ،‬وهققذا‬

‫‪-3 -‬‬


‫بدوره يؤدي إلى زيادة الستثمار‪ ،‬والذي يؤدي إلى الشنتعاش القتصادي‪ ،‬وتوفير فققرص عمققل‬ ‫جديدة‪.‬‬ ‫أهمية الموضوع‪:‬‬ ‫يعنّد هذا الموضوع من المور الهامة المعاصرة‪ ،‬ويحتاج إلى دراسات متعققددة – مققع كققثرة مققا‬ ‫كتب – في جواشنبه المختلفة‪ ،‬ولثراء ما كتب حول هققذا الموضققوع مققن دراسققات سققابقة‪ ،‬ممققا‬ ‫دعاشنا إلى الكتابة فيه‪ ،‬وتبيان دور الزكاة التمويلي والسققتثماري والتققوزيعي فققي حققل مشققكلة‬ ‫البطالة وتحقيق الستقرار القتصادي في المجتمع السلمي الواحد‪.‬‬

‫أهداف الدراسة ‪:‬‬ ‫وتهدف الدراسة إلى الجابة على التساؤلت التي تقلل من آثار الزكاة القتصادية في المجتمع‬ ‫المسققلم‪،‬وبيقان ذلقك مققن خلل أدوار الزكقاة التمويليقة والسققتثمارية والتوزيعيققة فقي تحريقك‬ ‫الفعاليات القتصادية‪ ،‬والتخفيف من حدة مشكلة الفقر والبطالة فققي المجتمققع المسققلم عنهققا‬ ‫في المجتمعات الخرى‪ .‬ووصول ‪ ً،‬إلى تحقيق أهداف الدراسة في بيان آثار الزكاة القتصققادية‬ ‫ودورها في تحقيق الستقرار القتصادي‪ ،‬قسمت الدراسة إلى ستة مطالب وهي كالتالي‪:‬‬ ‫• المطلب الول‪ :‬مفهوم الزكاة في السلم‪.‬‬ ‫• المطلب الثاشني ‪ :‬الدور التمويلي للزكاة ‪.‬‬

‫‪-4 -‬‬


‫• المطلب الثالث ‪ :‬الدور الستثماري للزكاة ‪.‬‬ ‫• المطلب الرابع ‪ :‬الدوري التوزيعي للزكاة ‪.‬‬ ‫• المطلب الخامس ‪ :‬أثر الزكاة في التضييق على وسائل الشنتاج المعطلة ‪.‬‬ ‫• المطلب السادس ‪ :‬أثر الزكاة في القضاء على البطالة وتوفير فرص العمل‪.‬‬ ‫خاتمة البحث ‪:‬‬ ‫وا أسأل أن يوفقنا للصواب‪ ،‬ويجنبنا الزلل في القوال والفعققال‪ ،‬إشنققه سققميع قريققب مجيققب‬ ‫الدعاء‪ ،‬وصلى ا على سيدشنا محمد‪ ،‬وعلى آله وصحبه‪ ،‬ومن سار على شنهجه إلى يوم الدين‪.‬‬

‫المطلب الول‬ ‫مفهوم الزكاة في السلم‬

‫‪-5 -‬‬


‫ء وزكوا‪ ،‬والزكاة مققا أخرجققه اق مقن الثمقر‪ ،‬والزكققاة‪ ،‬زكققاة المقال‬ ‫الزكاة ‪ :‬النّنماء والرنّيع‪ ،‬زكا ‪ً،‬‬ ‫المعروفة‪ ،‬وهي تطهيره‪ ،‬والفعل منه زنّكى يزنّكي تزكية‪ :‬إذا أدى عن مققاله زكققاته‪ ،‬والزكققاة مققا‬ ‫)‪(3‬‬

‫أخرجته من مالك لتطهيره‪ ،‬فالزكاة تأتي بمعنى النماء والطهارة ‪.‬‬ ‫ثاشنيا‪ :‬مفهوم الزكاة إصطلحا‬ ‫وردت تعريفات كثيرة للزكاة وكلها تدور حول فرضية الزكققاة والمققال الققذي تجققب فيققه الزكققاة‪،‬‬ ‫زيادة على وقت الزكاة‪ ،‬ولمن تدفع الزكاة‪ ،‬والتعريف الجامع لققذلك مققا ذكققره البهققوتي‪ ،‬حيققث‬ ‫قققال عققن الزكققاة بأشنهققا‪" :‬حققق واجققب فققي مققال مخصققوص‪ ،‬لطائفققة مخصوصققة‪ ،‬فققي وقققت‬ ‫)‪(4‬‬

‫مخصوص ‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬شرح التعريف المختار‬ ‫قول "حق واجب" أي أن الزكاة حق واجب للفقراء على الغنياء وليس مِّنة أو صدقة‪ ،‬ويقاتل‬ ‫)‪(5‬‬

‫من منع الزكاة حتى يؤديها إلى أصحابها‪ ،‬كما فعل أبو بكر الصديق رضي ا عنه ‪.‬‬ ‫قوله "في مال مخصوص" أي المال الذي وجبت فيه الزكاة‪ ،‬فهي تجب في كل عشرين دينارا‬ ‫)‪(7‬‬

‫)‪(6‬‬

‫ذهبا ‪ .‬ومائتي درهم فضة ‪ ،‬وفي خمس من البل‪ ،‬وثلثين رأسا من البقققر‪ ،‬وأربعيققن مققن‬ ‫)‪(8‬‬

‫الغنم بشروط مخصوصة لكل شنوع مققن الشنققواع السققابقة‪ ،‬زيققادة علققى الحققق الققواجب فققي‬ ‫الزروع والثمار‪" ،‬ويعتقد الفقهاء والقتصققاديون المعاصققرون أن الزكققاة مققن قسققم الضققرائب‬ ‫النسبية لثبات سعرها عند ‪ %2.5‬في النقققود‪ %5 ،‬فققي الققزرع الققذي ُيسقققى بآلققة‪ %10 ،‬فققي‬ ‫الزرع الذي ل ُيسقى بها‪ ،‬ثم أجروا شنفس الحكققم علققى زكققاة الماشققية )البققل والبقققر والغنققم(‬ ‫)‪(9‬‬

‫بالحدس ‪.‬‬

‫‪-6 -‬‬


‫قوله "لطائفة مخصوصة"‪ ،‬أي ما ذكرتهم الية الكريمة بقوله تعققإلى )إشنمققا الصققدقات للفقققراء‬ ‫والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغققارمين وفققي سققبيل اق وإبققن‬ ‫السبيل فريضة من ا وا عليم حكيم‬

‫)‪(10‬‬

‫‪.‬‬

‫قوله "في وقت مخصوص"‪ ،‬أي أن زكاة الثمان ل تجققب إل بعققد مققرور الحققول عليهققا وكققذلك‬ ‫الماشققية إذا بلغققت النصققاب‪ ،‬وأمققا الققزروع والثمققار فزكاتهققا تسققتحق وقققت الحصققاد‪ ،‬لقققوله‬ ‫تعإلى‪":‬وءاتوا حقه يوم حصاده"‬

‫)‪(11‬‬

‫‪.‬‬

‫الفرع الثاشني‪ :‬الرتباط بين المعنى اللغوي والمعنى الصطلحي‬ ‫الرتباط بين المعنى اللغوي والمعنى الصطلحي ظاهر‪ ،‬إذ إن الزكاة في اللغة هققي النمققاء‬ ‫والبركة والطهارة‪ ،‬وكذلك في المعنى الصطلحي فالبركة والنماء والطهارة لمن زكى أمواله‬ ‫ول ُتصقْنقص الزكاة المال بل تزيده وتطهر المال من شوائب الحرام‪ ،‬والغني من البخل‪ ،‬والفقير‬ ‫من الحقد‪ ،‬فكان المعنى الصطلحي مرتبطا ومراعيا للمعنى اللغوي ومتضمنا إياه‪.‬‬ ‫المطلب الثاشني‬ ‫الدور التمويلي للزكاة‬ ‫يعنّد التمويل من أهم مققوارد الدولققة‪ ،‬إذ إشنققه ‪" :‬وجققود القققدر الكققافي مققن المققوارد والطاقققات‬ ‫المادية والبشرية التي تم حشدها‪ ،‬وتعبئتها لتشيد الستثمارات المختلفة‬

‫)‪(12‬‬

‫‪.‬‬

‫وتعنّد الزكاة من أهم موارد الدولة التمويلية من حيث‪ ،‬تعداد مواردها ومصادرها‪ ،‬ويظهر ذلققك‬ ‫من خلل أدوارها المباشرة وغير المباشرة‪ ،‬وسوف أبين ذلك من خلل الفروع التية‪:‬‬

‫‪-7 -‬‬


‫الفرع الول‪ :‬من حيث حصيلتها‬ ‫الزكاة تكليف مالي عقائدي تدخل في صميم العمال اليماشنية‪ ،‬التي يقوم عليها إسلم المرء‪،‬‬ ‫فهي الفريضة الواجبة بعد الصلة مباشرة‪ ،‬وهي المصدر المالي الولي لبيت مال المسققلمين‪،‬‬ ‫إذ يقبل عليها الفراد على أشنها ركن من أركان السلم‪ ،‬وبأشنها حق وواجب لصققحابها‪ ،‬وليسققت‬ ‫ِمِّنة ول صدقة ‪.‬‬ ‫والزكاة ل تحتاج إلققى إيقققاظ الضققمير المسققلم‪ ،‬علققى الجققاشنبين‪ :‬الجهققاز والممققولين‪ ،‬فبالنسققبة‬ ‫للمول‪ ،‬فإشنه ل يقدم الزكاة للدولة‪ ،‬إشنما قدمها لله رب العالمين‪ ،‬الذي يعبققده بالصققلة‪ ،‬ويعبققده‬ ‫بالزكاة‪ ،‬ويعبده بالعمققل لتحقيققق التنميققة‪ ،‬وعمققارة الرض‪ ،‬وبالنسققبة لجهققاز التحصققيل‪ ،‬فققإشنه‬ ‫بجاشنب الحافز المادي‪ ،‬يعمل على إقامة فريضققة مققن فرائققض دينققه‪ ،‬وتطققبيق شققرع اق فققي‬ ‫الرض‬

‫)‪(13‬‬

‫‪.‬‬

‫وإذا تأملنا فريضة الزكاة من حيث أسعارها )مقدار الزكاة( ومن حيث وعاؤها )المققوال الققتي‬ ‫تجب فيها الزكاة( فإشننا شنلحظ بأشنها فريضققة ماليققة تشققمل الققثروات الناميققة جميعهققا‪ ،‬هققذا مققن‬ ‫شناحية‪ ،‬ومن شناحية أخرى شنجد أشنها تمثل شنسبا فعالة ومجدية‪ ،‬فهي تصل في بعض الثروات إلى‬ ‫‪) %20‬مثل ضريبة الركاز من الذهب والفضة ففيها الخمس أي مقدار الضريبة هنققا ‪(%20‬‬

‫)‪(14‬‬

‫‪،‬‬

‫ول تقل هذه الفريضة عن ‪ %2.5‬فققي الققثروة النقديققة وعققروض التجققارة )علققى رأس المققال‬ ‫والدخل معا( بعد حسم الديون المستحقة‬

‫)‪(15‬‬

‫‪.‬‬

‫وهنا شنلحظ أن الزكاة لم تفرض على مال دون آخر‪ ،‬بل كل شنققوع مققن أشنققواع المققوال يخضققع‬ ‫للزكاة بصورة مستقلة عن النوع الخر‪.‬‬

‫‪-8 -‬‬


‫وفيما يتعلق بتحديد مقدار الزكاة‪ ،‬شنجد أن الزكاة قد راعت الظققروف القتصققادية والجتماعيققة‬ ‫والنفسية للمكلف‪) ،‬أي أشنها راعت الظروف التكليفية للمول فنجد وفقققا لطبيعققة الوعققاء تحققدد‬ ‫مقدار الزكاة فيكون شنسبة مئوية إذا كان الوعاء مثليا )النقود(‪ ،‬ويكون المقدار بالوحققدة عنققدما‬ ‫يكون المقدار ل يسمح إل بالداء العيني )كالماشية(‪ ،‬بل وتسهيل ‪ ً،‬على المكلفيققن وتمشققيا مققع‬ ‫هذا الغرض )مراعاة ظروف الممول( حددت الوحدة في الماشية على أساس من السن‬

‫)‪(16‬‬

‫‪،‬‬

‫وعلى العموم إذا تتبعنا أوعية الزكاة المختلفة ومقدار الزكاة في كل وعاء شنجد إرتباطققا وثيقققا‬ ‫بين طبيعة كل وعاء منها‪ ،‬والمقدار المطبق عليه بشكل يمكققن معققه القققول بققأشنه فققي تحديققد‬ ‫مقدار الزكاة روعي البساطة والعتدال‪ ،‬ول سيما إذا ما قورشنت بالضرائب الققتي كققاشنت مطبقققة‬ ‫في الدول المجاورة في ذلك الوقت‬

‫)‪(17‬‬

‫‪.‬‬

‫ولبيان دور الزكاة التمويلي من حيث حصيلتها ل بد من إفراد كل شنوع من الشنواع‬ ‫التي تجب فيها الزكاة وبيان مقدار شنصابها‪ ،‬وشنسبة الزكاة فيها‪ ،‬وهي كما يلي ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫النقدان‪ :‬الذهب والفضة‪ ،‬وهما الثمان‪ ،‬ودليل مشروعية الزكاة فيهما‪ ،‬قوله تعإلى‪:‬‬ ‫)والذين يكنزون الذهب والفضة ول ينفقوشنها في سبيل ا فبشرهم بعققذاب أليققم(‬

‫)‪(18‬‬

‫‪.‬‬

‫وأكدت السنة النبوية ما جاء بياشنه في القرآن الكريم‪ ،‬فعن أبي هريرة رضي اقق عنققه‬ ‫قال ‪ :‬قال رسول ا صلى ا عليه وسلم‪):‬ما مققن صققاحب ذهققب ول فضققة ل يققؤدي‬ ‫منها حقها إل إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من شنار فأحمى عليها في شنار جهنم‬ ‫فيكوى بها جنبه وظهره‪ ،‬كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألققف سققنة‬ ‫حتى يقضي بين العباد‪ ،‬فيرى سبيله إما إلى الجنة‪ ،‬وإما إلققى النققار(‬

‫)‪(19‬‬

‫‪ .‬شنصققاب الققذهب‬

‫والفضة )مقدار الواجب فيهما(‪.‬‬ ‫حددت السنة النبوية الشريفة مقدار الواجب في الذهب والفضة‪ ،‬فعن علي رضي اق‬ ‫عنه‪ ،‬عن النبي صلى ا عليه وسلم‪ ،‬فإذا كاشنتا لقك مائتقا درهقم وحقال عليهقا الحقول‪،‬‬ ‫‪-9 -‬‬


‫ففيها خمسة دراهم‪ ،‬وليس عليك شيء– يعني من الذهب والفضة – حتى يكققون لقك‬ ‫عشرون دينارا‪ ،‬فإذا كان لك عشرون دينارا‪ ،‬وحال عليها الحول‪ ،‬ففيها شنصف دينار‪ ،‬فما‬ ‫زاد فبحساب ذلك(‬

‫)‪(20‬‬

‫‪.‬‬

‫وورد كذلك في صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي ا عنه قال ‪ :‬قال النبي‬ ‫صلى ا عليه وسلم‪):‬ليس فيما دون خمس أواق صدقة(‬

‫)‪(21‬‬

‫أي من الفضة ‪.‬‬

‫مما تقدم يتضح أشنه ل زكاة في الذهب الخالص حتى يبلغ عشرين دينارا‪ ،‬وأمققا الفضققة‬ ‫فل زكاة فيها حتى تبلغ مائتي درهققم‪ ،‬فققإذا تحققققت فيهققا شققروط الوجققوب مققن بلققوغ‬ ‫النصاب‪ ،‬وحولن الحول‪ ،‬والفراغ من الدين‪ ،‬والفضققل عققن الحاجققات الصققلية‪ ،‬وجبققت‬ ‫فيها الزكاة‬

‫)‪(22‬‬

‫‪ .‬ويظهر كذلك إشنخفاض شنصاب الزكاة فيها‪ ،‬وإتساع وعائهققا لتشققمل أكققبر‬

‫عدد ممكن من الفراد‪ ،‬وأشنه ما زاد عن النصاب فبحسابه قل أو كثر‪ ،‬لشنققه ل عفققو فققي‬ ‫زكاة النقد بعد بلوغ النصاب‪.‬‬

‫‪.2‬‬

‫الماشية‪ :‬وتطلق على البل والبقر والغنم‪ ،‬وقد أجمعت المة على وجوب العمل‬ ‫بالحاديث الصحيحة التي أوجبت الزكاة فيها‬

‫)‪(23‬‬

‫‪ ،‬وكما ورد الوعيد بالعذاب الشديد يوم‬

‫القيام لمن لم يؤد حقها‪ ،‬فعن أبي ذر رضي ا عنه‪ ،‬عن النبي صلى ا عليققه وسققلم‬ ‫قال‪) :‬والذي شنفسي بيده‪ ،‬والذي ل إله غيره‪ ،‬أو كما حلف‪ ،‬ما من رجل تكون له إبل أو‬ ‫بقر أو غنم ل يؤدي حقها‪ ،‬إل أتى بهققا يققوم القيامققة أعظققم مققا تكققون وأسققمنه‪ ،‬تطققؤه‬ ‫بأخفافها وتنطحه بقروشنها‪ ،‬كلما جققازت أخراهققا ردت عليققه أولدهققا حققتى يقضققي بيققن‬ ‫الناس(‬

‫)‪(24‬‬

‫‪ ،‬وفيما يلي أشنصبة الماشية كما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬شنصاب البل ‪:‬‬ ‫‪-10 -‬‬


‫أجمع المسلمون على وجوب الزكاة فيها‬

‫)‪(25‬‬

‫‪ ،‬وأشنه ل زكاة فيها حققتى تبلقغ خمسققا‪ ،‬وكمقا‬

‫في الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي اق عنققه قققال ‪ :‬قققال النققبي صققلى اق عليققه‬ ‫وسلم‪):‬وليس فيما دون خمس ذود صدقة(‬

‫)‪(26‬‬

‫‪ ،‬وكذلك حديث أشنس رضي ا ق عنققه‪ ،‬أن‬

‫أبا بكر رضي ا عنه كتب له هذا الكتاب لما وجهققه إلققى البحريققن‪ ،‬وفيققه ‪ ....‬فققي أربققع‬ ‫وعشرين من البققل فمققا دوشنهققا مققن الغنققم‪ ،‬مققن كققل خمققس شققاة‪ ،‬فققإذا بلغققت خمسققا‬ ‫وعشرين إلى خمس وثلثين ففيها بنت مخاض أشنثى‬ ‫خمس وأربعين ففيها بنت لبون أشنثى‬ ‫طروقة الجمل‬

‫)‪(29‬‬

‫)‪(28‬‬

‫)‪(27‬‬

‫‪ ،‬فققإذا بلغققت سققتا وثلثيققن إلققى‬

‫‪ ،‬فإذا بلغت ستا وأربعين إلى ستين ففيهققا حقققة‬

‫‪ ،‬فإذا بلغت واحدة وستين إلققى خمققس وسققبعين ففيهققا جذعققة‪ ،‬فققإذا‬

‫بلغت ستا وسبعين إلى تسعين ففيها بنتا لبون‪ ،‬فإذا بلغت إحدى وتسققعين إلققى عشققرين‬ ‫ومائة ففيها حقتان طروقتا الجمل‪ ،‬فإذا زادت على عشرين ومائة ففي كل أربعين بنققت‬ ‫لبون‪ ،‬وفي كل خمسين حقه‬

‫)‪(30‬‬

‫‪.‬‬

‫وتطهر مما تقدم إشنعقاد الجماع على هذه المقادير‪ ،‬وإن أقل شنصاب خمس مققن البققل‪،‬‬ ‫فإذا تحققت فيها شروط الوجوب من بلوغ النصاب‪ ،‬وحولن الحول‪ ،‬وأن تكققون سققائمة‪،‬‬ ‫وأل تكون عاملة وجبت فيها الزكاة‬

‫)‪(31‬‬

‫‪ .‬وبهذا يتبين إشنخفاض شنصاب زكققاة البققل‪ ،‬وإتسققاع‬

‫وعائها‪ ،‬لتشمل أكبر عدد ممكن من الفراد ‪.‬‬ ‫‪ -2‬شنصاب البقر ‪:‬‬ ‫قال جمهور العلماء على أن في ثلثين من البقققر تبيعققا‪ ،‬وفققي أربعيققن مسققنة‪ ،‬وليققس‬ ‫فيما دون ثلثين زكاة‬

‫)‪(32‬‬

‫‪ ،‬وحجية هذا القول ما روى مسروق عن معاذ بن جبل رضي‬

‫ا عنه قال ‪) :‬بعثني رسول ا صلى ا عليه وسلم إلى اليمن‪ ،‬وأمرشني أن آخذ من‬ ‫كل ثلثين من البقر تبيعا أو تبيعة‪ ،‬ومن كل أربعين مسنة‬

‫‪-11 -‬‬

‫)‪(33‬‬

‫‪.‬‬


‫فإذا تحقق فيها شروط الوجوب من بلوغ النصاب‪ ،‬وحولن الحول‪ ،‬وأن تكون سققائمة‪،‬‬ ‫وأل تكون عاملة وجب فيها الزكققاة‪ .‬وممققا تقققدم يتضققح إشنخفققاض شنصققاب زكققاة البقققر‪،‬‬ ‫وإتساع وعائها كذلك‪.‬‬ ‫‪ -3‬شنصاب الغنم ‪:‬‬ ‫أجمع العلماء‬

‫)‪(34‬‬

‫على أن في سائمة الغنم إذا بلغققت أربعيققن شققاة‪ ،‬شققاة إلققى عشققرين‬

‫ومائة‪ ،‬فإذا زادت على العشرين ومائة ففيها شاتان إلى مائتين‪ ،‬فإذا زادت على المائتين‬ ‫فثل ث شياه إلى ثلثمائة‪ ،‬فإذا زادت علقى الثلثمائقة ففقي كقل مائقة شقاة‪ ،‬ودليقل ذلقك‬ ‫حديث أشنس رضي ا عنه في كتاب أبي بكر رضي ا عنه في زكاة البل‬

‫)‪(35‬‬

‫‪.‬‬

‫ويعلق القرضاوي على زكاة الغنم‪ ،‬ويذكر أن الواجب في الغنم يختلققف عنققه فققي البققل‬ ‫والبقر كما في النقود وعروض التجارة الذي ل يتجاوز ‪ ،%2.5‬أي ربع العشر‪ ،‬ويرد على‬ ‫رأي شوقي إسماعيل‪ ،‬وفيه يذكر أن سبب ذلك هو أن الشقريعة قصققدت مققن وراء ذلققك‬ ‫تشجيع إشنتاج الثروة الحيواشنية‪ ،‬وجعلت فيققه الضققريبة ذات تصققاعد معكققوس‪ ،‬ويققرد عليققه‬ ‫القرضاوي أن ذلك ليس مطردا في الثروة الحيواشنية‪ ،‬إذ إن الواجب فققي البققل إذا كققثرت‬ ‫في كل أربعين بنت لبون‪ ،‬وفي كل خمسين حقة‪ ،‬وكذلك البقر في كل ثلثين تبيع وفققي‬ ‫كل أربعين مسنة‪ ،‬أي بمتوسط ربع العشر ‪ 2.5‬بالمئة تقريبا‪ ،‬ويرجح رأيه الذي يذكر فيققه‬ ‫أن السبب هو أن الغنم إذا كثرت من الضأن والماعز وجد فيه الصققغار بكققثرة‪ ،‬لشنهققا تلققد‬ ‫في العام أكثر من مرة‪ ،‬وأكثر من واحد‪ ،‬وهذه الصققغار تحسققب علققى أربققاب المققال ول‬ ‫تقبل منهم‪ ،‬لهذا استحقت الغنم هذا التخفيف على أصحاب المال‪ ،‬تحقيقققا للعققدل الققذي‬ ‫حرصت عليه الشريعة‬

‫)‪(36‬‬

‫‪.‬‬

‫‪-12 -‬‬


‫فنصاب الغنام تختلف عن باقي أشنواع الثروة الحيواشنية لهذا السبب وفيه تتحقق العدالققة‪،‬‬ ‫خاصة عند احتساب صغار الماشية في النصاب وعدم قبول الخذ منها‪.‬‬

‫‪.3‬‬

‫الزروع والثمار‪:‬‬ ‫لقد أوجبت الشريعة السلمية الزكاة في الزروع والثمار‪ ،‬ويستدل لذلك‪ ،‬بما يلي ‪:‬‬ ‫ل‪ :‬من الكتاب الكريم بقوله تعإلى‪" :‬يا أيها الذين آمنوا أشنفقوا من طيبات مققا كسققبتم‪،‬‬ ‫أو ‪ً،‬‬ ‫ومما أخرجنا لكم من الرض‪ ،‬ول تيمموا الخققبيث منققه تنفقققون‪ ،‬ولسققتم بآخققذيه إل أن‬ ‫تغمضوا فيه"‬

‫)‪(37‬‬

‫‪.‬‬

‫وقال الشوكاشني ‪" :‬وقد ذهب جماعة من السلف إلى أن الية في الصدقة المفروضققة‪،‬‬ ‫وذهب آخرون إلى أشنها شنعم صدقه الفرض والتطوع"‬

‫)‪(38‬‬

‫‪.‬‬

‫ثاشنيا‪ :‬ويستدل كذلك من السنة النبوية على وجوب زكققاة الققزروع والثمققار بمققا ورد فققي‬ ‫الصحيح عن إبن عمر رضي ا عنهما‪ ،‬عن النبي صلى ا عليققه وسققلم قققال ‪) :‬فيمققا‬ ‫سقت السماء والعيون‪ ،‬أو كان عثريا – ما يشرب من غير سقي – العشققر‪ ،‬ومققا سقققي‬ ‫بالنضح شنصف العشر(‬

‫)‪(39‬‬

‫‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬وكذلك أجمعققت المققة السققلمية علققى وجققوب العشققر‪ ،‬أو شنصققفه فيمققا أخرجتققه‬ ‫الرض من الزروع والثمار‬

‫)‪(40‬‬

‫‪.‬‬

‫وذهب جمهور العلماء إلى أن الزكاة ل تجب فققي الققزروع والثمققار حققتى يبلققغ خمسققة‬ ‫أوسق‬

‫)‪(41‬‬

‫وإستدلوا لذلك بقوله صلى ا عليه وسلم‪) :‬ليس فيما دون خمسققة أوسققق‬ ‫‪-13 -‬‬


‫صدقة(‬

‫)‪(42‬‬

‫شر ي الزروع والثمار المروية بمققاء‬ ‫‪ .‬وأما الواجب في الزروع والثمار هو الع ُ‬

‫سقققيبالري والسققاقية‪ ،‬وذلققك للحققديث السققابق‪ " :‬يمققا سقققت‬ ‫شر يما ُ‬ ‫المطر‪ ،‬وشنص الع ُ‬ ‫شر "‬ ‫سقي بالنضح شنصف الع ُ‬ ‫شر وما ُ‬ ‫السماء والعيون أو كان عثريا الع ُ‬ ‫وذهب أبو حنيفة إلى عدم اشتراط النصاب في زكاة الزروع والثمار‪ ،‬فتجب الزكاة في‬ ‫)‪(43‬‬

‫قليل ذلك وكثيرة‬ ‫السماء العشر(‬

‫)‪(44‬‬

‫‪ ،‬واستدلوا لذلك بعموم قوله صلى ا عليه وسققلم‪) :‬فيمققا سقققت‬

‫‪.‬‬

‫ومما تقدم يتضح لنا أن العفاءات في الزروع والثمققار تكققون مرتفعققة‪ ،‬وذلققك لعفققاء‬ ‫الرض من الزكاة‪ ،‬وإشنما الواجب في الزروع والثمار فقط‪ ،‬بينما شنجققد أن شنسققبة الزكققاة‬ ‫مرتفعة قد تصل إلى العشر أو شنصف العشر ‪.‬‬

‫‪.4‬‬

‫زكاة الثروة التجارية ) عروض التجارة( ‪:‬‬ ‫تعتبر التجارة مصدرا مهما من مصادر الثروة‪ ،‬ومن أشنواع الكسب المشروع في السلم‪،‬‬ ‫لذلك اعتنى بها السلم‪ ،‬وشجع الفراد للقبققال عليهققا‪ ،‬فهققي المحققرك للمققال‪ ،‬والجققالب‬ ‫للثروة‪ ،‬وهذا ما جعل السلم يفرض عليها زكاة سنوية‪ ،‬كزكاة النقود‪ ،‬شكرا لنعمة اقق‬ ‫تعإلى‪ ،‬ووفاء بحق ذوي الحاجات من عباده ‪ .‬ويستدل لوجوب زكاة التجارة بما يلي ‪:‬‬ ‫أو ل ‪ :ً،‬من الكتاب الكريم قول ا سبحاشنه وتعإلى‪ ):‬يا أيها الذين آمنوا أشنفقوا من طيبققات‬ ‫)‪(46‬‬

‫ما كسبتهم ومما أخرجنا لكم من من الرض(‬

‫‪-14 -‬‬

‫‪.‬‬


‫يقول إبن كثير عند تفسيره لهذه الية ‪" :‬يأمر تعإلى عباده المؤمنين بالشنفاق‪ ،‬والمراد به‬ ‫الصدقة ههنا قاله إبن عباس من طيبات ما رزقهققم مققن المققوال الققتي اكتسققبوها‪ ،‬قققال‬ ‫مجاهد‪ :‬يعني التجارة‬

‫)‪(47‬‬

‫‪.‬‬

‫ثاشنيا‪ :‬من السنة النبوية‬ ‫فعن أبي ذر رضي ا عنه قال ‪ :‬سمعت رسول ا صلى ا عليه وسلم ‪) :‬فققي البققل‬ ‫صدقتها‪ ،‬وفي الغنم صدقتها‪ ،‬وفي البز صدقته(‬

‫)‪(48‬‬

‫‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الجماع‬ ‫وقد شنقل الجماع على ذلك‪ :‬قال إبن المنذر‪" :‬اجمع أهل العلم علققى أن فققي العققروض‬ ‫التي يراد بها التجارة إذا حال عليها الحول‬

‫)‪(49‬‬

‫الزكاة فرض واجب فققي عققروض التجققارة‬

‫‪ ،‬وكذلك شنقققل أبققو عبيققد الجمققاع علققى أن‬

‫)‪(50‬‬

‫‪ .‬وشنصققاب زكققاة عققروض التجققارة ومقققدار‬

‫الواجب فيه كما في النقود‪ ،‬ويتم احتساب زكاة عروض التجارة كما يلي ‪:‬‬ ‫قال إبن سلم حدثنا يزيد عن هشام عن الحسققن قققال ‪" :‬إذا حضققر الشققهر الققذي وقققت‬ ‫الرجل أن يؤدي فيه زكاته أدى كل مال له‪ ،‬وكل ما ابتاع مققن التجققارة‪ ،‬وكققل ديققن إل مققا‬ ‫كان منه ضمارا"‬

‫)‪(50‬‬

‫‪.‬‬

‫وكذلك قال ‪ :‬حدثنا كثير بن هشام عن جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران قال ‪" :‬إذا‬ ‫حلت عليك الزكاة فاشنظر ما كان عندك من شنقد أو عرض للققبيع فقققومه قيمقة النققد‪ ،‬ومقا‬ ‫كان من دين في مله – أي على مليء‪ ،‬غني – فاحسبه ثم اطرح منه ما كان عليك مققن‬ ‫الدين‪ ،‬ثم زك ما بقي"‬

‫)‪(52‬‬

‫‪.‬‬

‫‪-15 -‬‬


‫وبهققذا يتضققح أن شنصققاب عققروض التجققارة كنصققاب النقققود‪ ،‬ومقققدار زكاتهققا ‪ ،%2.5‬أي‬ ‫إشنخفاض شنصاب الزكاة فيها‪ ،‬وإتساع وعائها لتشمل أكبر عدد ممكن مققن الفققراد‪ ،‬أي أن‬ ‫العفاء قليل‪ ،‬وشنسبة الزكاة قليلة‪.‬‬ ‫ومما تقدم شنخققرج بنتيجققة أن العفققاءات فققي الققزروع والثمققار تكققون فققي أصققل الرض‬ ‫والمواد الزراعية‪ ،‬في حين شنسبة الزكاة مرتفعة‪ ،‬وأما النقود والشنعام وعققروض التجققارة‬ ‫فالعفاءات قليلة وشنسبة الزكاة ومقدارها كذلك قليل‪ ،‬وهذا مققا يحفققز أصققحاب الققدخول‬ ‫من النقود والشنعام وعروض التجارة التي تشققملها الزكققاة لسققتثمار أمققوالهم وإل أكلتهققا‬ ‫الزكاة‪.‬‬ ‫الفرع الثاشني ‪ :‬من حيث ما تحرره من موارد معطلة في شكل أرصدة شنقدية‬ ‫الزكاة كما هو معلققوم تفققرض علققى المققوال النقديققة‪ ،‬سققواء كققاشنت هققذه المققوال عاملققة أم‬ ‫معطلة‪ ،‬ويترتب على هذا أن الزكاة تعتبر مصدرا تمويليا هاما‪ ،‬إذ ل يقف بها الحد عند المقققدار‬ ‫الذي تحصله فقط‪ ،‬مع العلم بإتساع هذا المقدار وضخامته إل نّ أن الزكققاة تقققدم تمققويل ‪ ً،‬أيضققا‬ ‫بمقدار ما تحرره من رؤوس أموال شنقدية معطلققة ومكنّنققزة‪ ،‬ولهققذا‪ ،‬كققثيرا مققا شنجققد التوجيهققات‬ ‫والوامر النبوية تحت أوصياء اليتامى على إستثمار أموالهم‪ ،‬فقد ورد في الحققديث الشققريف)أل‬ ‫من ولي يتيما له مال فليتجر له ول يتركه حتى تأكله الصدقة(‬

‫)‪(53‬‬

‫‪.‬‬

‫ولهذا لم يفرط السلم في المال الخاص حتى ولو كان صاحبه صبيا أو مجنوشنا‪ ،‬لما روي عققن‬ ‫عمر بن الخطاب رضي ا عنه الحث على إستثمار أموال اليتامى إذ قال ‪) :‬ابتغوا في أمققوال‬ ‫)‪(54‬‬

‫اليتققامى ل تأكلهققا الزكققاة(‬

‫لن الزكققاة يققراد بهققا ثققواب المزكققي ومواسققاة الفقيققر‪ ،‬والصققبي‬

‫المجنون من أهل الثواب وأهل المواساة‬

‫)‪(55‬‬

‫‪.‬‬

‫‪-16 -‬‬


‫والثر التمويلي المترتب على هذا الحث علققى السقتثمار والتشقغيل هقو دخقول أمقوال شنقديقة‬ ‫جديدة وعديدة إلى مجالت التشغيل والتوظيف بعد أن كاشنت هقذه المقوال والقثروات عاطلقة‬ ‫ومكتنزة‪ ،‬يقول صاحب الروضة الندية‪" :‬من وضع مال ‪ ً،‬في مسققجد أو مشققهد ل ينتفققع بققه أحققد‬ ‫)‪(56‬‬

‫جاز صرفه إلى أهل الحاجات ومصالح المسلمين"‬

‫‪ ،‬فمن وقف على مسجد أو على الكعبة‪،‬‬

‫أو سائر المساجد في العالم شيئا فيها ل ينتفع به أحد فهو ليس بمتقرب ول واقف ول متصدق‬ ‫لله سبحاشنه وتعإلى‪ ،‬وهو يدخل في قوله تعإلى‪):‬والذين يكنزون الذهب والفضة ول ينفقوشنهققا‬ ‫)‪(57‬‬

‫في سبيل ا فبشرهم بعذاب أليم(‬

‫‪ ،‬والمام الغزالي رحمه ا عنققد تفسققيره لهققذه اليققة‬

‫الكريمة يقول ‪" :‬وكل من اتخذ من الدراهم والدشناشنير آشنية من ذهب أو فضة فقققد كفقر النعمققة‬ ‫وكان أسوأ حال ‪ ً،‬مما كنز لن مثال هذا مثال من استسخر حققاكم البلققد فققي الحياكققة والمكققس‬ ‫والعمال التي يقوم بها أخساء الناس‪ ،..‬ويقول "من شنعم ا تعإلى خلق الدراهم والققدشناشنير‪،‬‬ ‫وبهما قوام الدشنيا‪ ،‬وهما هجران ل منفعة في أعياشنهما‪ ،‬ولكن يضطر الخلققق إليهمققا مققن حيققث‬ ‫أن كل إشنسان محتاج إلى أعيان كثيرة في مطعمه وملبسه‪ ،‬وسققائر حاجققاته‪ ،‬وقققد يعجققز عمققا‬ ‫يحتاج إليه‪ ،‬ويملك ما يستغنى عنه‪ ... ،‬فخلق ا تعإلى الدشناشنير والدراهم حققاكمين متوسققطين‬ ‫بين سائر الموال حتى تقدر الموال بهما‪....‬فكل من عمققل فيهمققا عمل ‪ ً،‬ل يليققق بالحققاكم بققل‬ ‫يخالف الغرض المقصود فقد كفر شنعمة ا تعإلى فيهما"‬

‫)‪(58‬‬

‫‪.‬‬

‫ومعلققوم أن إكتنققاز المققال وادخققاره وعققدم إسققتثماره وتشققغيله فققي معققترك الحيققاة والتقققتير‬ ‫والسراف إلى حد السفه والترف أمور منهي عنها فققي السققلم‪ ،‬والدولققة مسققؤولة عققن منققع‬ ‫ذلك‪ .‬حتى ولو كان الكنز منها‪ ،‬لتأثير ذلك على البلد‪ ،‬يقول إبن خلدون‪" :‬فالمال إشنما هو تققردد‬ ‫بين الرعية والسلطان منهم إليه‪ ،‬ومنه إليهم‪ ،‬فإذا حبسه السلطان عند فقدته الرعية‪ ،‬سنة اقق‬ ‫في عباده"‬

‫)‪(59‬‬

‫‪ ،‬وكذلك أورد إبن خلدون كتاب طاهر بن الحسين إلى إبنه عبققدا عنققدما وله‬

‫المأمون ولية الرقة ومصر‪ ،‬فقال فيه‪" :‬واعلم أن الموال إذا كثرت وادخققرت فققي الخزائققن ل‬

‫‪-17 -‬‬


‫تنمو‪ ،‬وإذا كاشنت في صلح الرعية وإعطاء حقوقهم‪ ،‬وكققف الذيققة عنهققم شنمققت وتركققت وزكققت‬ ‫)‪(60‬‬

‫وصلحت به العامة ‪ .....‬فليكن كنز خزاشنتك تفريق الموال في عمارة السلم وأهله"‬

‫‪.‬‬

‫وللدولة الحق بل عليها مسؤولية أن تتعرف على تلك المققوال ثققم تسققتأدي مهققا حققق الزكققاة‪،‬‬ ‫وعندما يجد الفرد شنفسه قد تحقق عليه الواجب في الزكاة للدولة السلمية مققن جهققة‪ ،‬وعققدم‬ ‫إستثمار أمواله من جهة أخرى‪ ،‬فإشنه سوف يقدم على تحرير تلك الموال وتشغيلها حتى يؤدي‬ ‫الزكاة من إيرادها ل من أصلها‬

‫)‪(61‬‬

‫‪.‬‬

‫ومع أن الشرع قد حرم الكتناز كما فققي اليققة السققابقة‪ ،‬إل أن الزكققاة لققم تققترك هققذا المالققك‬ ‫المكتنز للعقوبة الخروية‪ ،‬بل حررته من كنزه لتؤخذ منه الزكاة‪ ،‬والتي تحثققه علققى السققتثمار‪،‬‬ ‫وكما ينقل د‪ .‬قحف عن السيد محمد ارشاد قوله ‪" :‬لم يعرف العالم بأسققره شنظامققا إقتصققاديا‬ ‫مثل النظام السلمي في حله لمشكلة تراكم الققثروة المعطلققة دون أن تسققتثمر فققي تحسققين‬ ‫الحوال المعيشية للمجتمع"‪ ،‬وينقل كذلك عن عبد المنان بققأشنه يققرى الزكققاة الداة القتصققادية‬ ‫التي ل تقبل المساواة في موضوع الكتناز لشنها تحد مققن الميققل لكتنققاز الققثروة وتشقكل باعثققا‬ ‫)‪(62‬‬

‫حثيثا على إستثمار الثروات المجمدة‬

‫‪.‬‬

‫واليوم شنجد أن كثيرا من هذه الموال المعطلة بالنسبة للفراد التي تتمثل في الودائع الجاريققة‬ ‫)وهي ودائع تحت الطلب يحق لصاحبها أن يطلبها أو يسحبها في أي وقت يشاء ولو بعد يوم(‬ ‫لدى البنوك التجارية أو في ودائع حقيقية لديها – مجوهرات معدة للتجارة‪.........‬الخ وبالتققالي‬ ‫يصبح من السهولة أخذ الزكاة من هذه الموال المعطلة بقققوة القققاشنون‪ ،‬بققل يفققرض ضققرائب‬ ‫عليها بحكم أشنها فائضة من جهة‪ ،‬وكحمل للفراد على إستثمارها وتوظيفها مققن جهققة أخققرى‪،‬‬ ‫والزكاة تؤدي دورا هاما ل في التمويل العققام فحسققب‪ ،‬بققل فققي التمويققل الخققاص مققن حيققث‬ ‫تحريرها للمواد المعطلة‬

‫)‪(63‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪-18 -‬‬


‫وبهذا يظهر لنا أن السلم سبق النظريات الحديثة‪ ،‬ففرض الزكاة على جميع الموال المعققدة‬ ‫للنماء‪ ،‬سواء أكاشنت أموال ‪ ً،‬شنقدية أم أموال ‪ ً،‬عينية‪ ،‬فقققد فققرض الزكققاة بنسققب محققددة معلومققة‬ ‫على الموال النقدية‪ ،‬وعلى السوائم وهي تشمل البل والبقر والغنققم الققتي كققاشنت تمثققل فققي‬ ‫ذلك الوقت طاقة مالية ضخمة‪ ،‬وعلى لزروع والثمققار الققتي تخرجهققا الرض‪ ،‬وفائققدة الضققريبة‬ ‫المتعددة أشنها ل تشعر دافع الضريبة بالثقل ول ترهقه بالدفع لشنها موزعققة علققى جميققع أشنققواع‬ ‫المال‪ ،‬كما أشنها تحقق العدالة الضريبية بين الناس من يعمل منهم في ميدان التجارة والزراعة‬ ‫أو من يعمل في ميدان تربية الحيوان‬

‫)‪(64‬‬

‫‪.‬‬

‫وعند مقارشنة فريضة الزكاة بالضرائب المعاصرة ل بد من ملحظققة التكييققف القققاشنوشني للزكققاة‬ ‫الذي يختلف عنه في الضرائب من حيث تققوافر فكققرة السققتخلف وفكققرة التكليققف والتكافققل‬ ‫الجتماعي‪ ،‬والخاء بين المسلمين وغير ذلك من المور التي تتميز بهققا الزكققاة‪ ،‬فهققي فريضققة‬ ‫الخالق بأمور الخلق‪.‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬من حيث إشنفاقها‬ ‫كما هو معلوم إقتصاديا بأن المقدرة التمويلية لي مبلغ ل تقف عند المبلغ ذاته بقدر مققا تقققف‬ ‫هذه المقدرة عند كيفية إشنفاقه‪ ،‬وعند إشنفاق هذا المبلغ في مجالت غير مجدية أو غيققر مفيقدة‬ ‫)غير فعالة بلغة القتصاد( فسوف تنتهي القدرة لهذا المبلغ عنققد هققذا الحققد‪ ،‬أمققا إذا اسققتخدم‬ ‫هذا المبلغ في مجالت إستثمارية‪ ،‬فإشنه ينتج عن ذلك دخول إضققافية ورؤوس أمققوال وعوائققد‬ ‫)‪(65‬‬

‫إقتصادية أخرى لهذا المبلغ وبالتالي تعزز هذه المقدرة التمويلية‬

‫‪-19 -‬‬

‫‪.‬‬


‫ومن هنا شنلحظ أن الزكاة لم تصرف إل لذوي الحاجات من أصحاب المصارف الثماشنيققة وهققم‬ ‫الذين فيهم صفة الحاجة والعوز‪ ،‬الذين ذكروا في الية الكريمة بقوله تعإلى ‪) :‬إشنما الصققدقات‬ ‫للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل اقق‬ ‫)‪(66‬‬

‫وإبن السبيل من ا وا عليم حكيم(‬

‫‪ ،‬وقققد حققدد اق تعققإلى هققذه الوجققه ولققم يتركهققا‬

‫للجتهاد سواء كان هذا الجتهاد من ملك مقققرب أو مققن شنقبي مرسققل‪ ،‬فقققد ورد فققي الحققديث‬ ‫الشريف عن رسول ا صلى ا عليه وسلم )إن ا تعققإلى لققم يققرض فققي قسققمة المققوال‬ ‫بملك مقرب أو شنبي مرسل حتى تولي قسمتها بنفسه(‬

‫)‪(67‬‬

‫‪.‬‬

‫وشنجد كذلك أن الدولة ل تتكلف شيئا عن الجهاز الداري للزكاة‪ ،‬وإشنما ينفققق عليققه مققن واردات‬ ‫الزكاة‬

‫)‪(68‬‬

‫‪ ،‬بأجرة معلومة على قدر عملهم‪ ،‬ول يستأجرون بجزء منها للجهالة بقدره‬

‫)‪(69‬‬

‫‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى فإن هذا التحديد ل يعني الحجققر والجمققود الققذي يتنققافى مققع طبيعققة المنهققج‬ ‫السلمي من حيث مروشنته وقابليته لتلبية حاجيات النققاس وتطققورات الحيققاة‪ ،‬فالمصققارف وإن‬ ‫حصرت في حدود النص الكريم إل أشنه لم يحدد مواصفات وشروط كل مصرف‪ ،‬بل ترك ذلققك‬ ‫للفقه السلمي لمواكبة استخدام حصيلة الزكاة وتطور المجتمع وظروفه ‪.‬‬ ‫المطلب الثالث‬ ‫الدور الستثماري للزكاة‬ ‫الستثمار في اللغة من الثمر وهو حمل الشجر‪ ،‬وأشنواع المال والولد‪ ،‬والثمر والذهب والفضة‪،‬‬ ‫مر ماله أي شنماه وكثره‪ ،‬ويقال ثمر ا مالك أي كثر‬ ‫وث نّ‬

‫‪-20 -‬‬

‫)‪(70‬‬

‫‪.‬‬


‫ويعرف السققتثمار إصققطلحا بققأشنه‪" :‬جهققد وراع رشققيد يبققذل فققي المققوارد الماليققة‪ ،‬والقققدرات‬ ‫البشرية‪ ،‬بهدف تكثيرها وتنميتها‪ ،‬والحصول على منافعها"‬

‫)‪(71‬‬

‫‪.‬‬

‫ويعتبر السققتثمار المحققدد الرئيققس للنمققو القتصققادي مققن خلل آثققاره علققى الرصققيد النقققدي‪،‬‬ ‫والمحرك الفعال في تنمية الطاقات الشنتاجية‪ ،‬والتحسينات والتطورات التي تحد ث في أساليب‬ ‫الشنتاج‪ ،‬وبالتالي على التوظيف الكامل للدخل القومي‪.‬‬ ‫هذا وللستثمار محفزات تحث عليه‪ ،‬وتشجعه وتدفعه إلى المام لزيادة الققدخل الكلققي‪ ،‬ومققن‬ ‫هذه المحفزات التي تحث عليه الزكاة‪ ،‬ويظهر أثرها من خلل الفروع الثاشنية‪.‬‬ ‫الفرع الول ‪ :‬طريقة دفع الزكاة للفراد ‪.‬‬ ‫تحقق الزكاة هذا الهدف بعدة طرق شنذكر منها‬

‫)‪(72‬‬

‫‪:‬‬

‫‪ .1‬أن يعطى للفرد من حقه في الزكاة أموال ‪) ً،‬شنقدية أو عينية( وعندها سوف يقققوم هققذا‬ ‫الفرد باستهلكها عن طريق الشراء مما يساهم في تحريك عجلققة القتصققاد الققوطني‪،‬‬ ‫فبمجرد قيام هذا الفرد بالشراء سيزيد الطلققب علققى السققلع المطلوبققة والققتي بققدورها‬ ‫تؤدي إلى زيادة الشنتاج ‪.‬‬ ‫‪ .2‬أن يعطى للفرد وسيلة إشنتاجية تتلئم مع مققا يجيققد حرفققة أو مهنققة فيكققون هققذا التلؤم‬ ‫دافعا للفرد بالعمل الشنتاجي‪ ،‬مما يشجع على تحريك القتصاد الوطني‪ ،‬وعنندها تكون‬ ‫الزكاة قد حولت هذا الفرد من إشنسان عاطل غير منتج إلققى إشنسققان فعققال قققادر علققى‬ ‫العطاء والشنتاج ‪.‬‬

‫‪-21 -‬‬


‫وبالنظر إلى هذين السلوبين شنجد أن الخير هو الجدى والشنفع للفرد والجماعة‪ ،‬فالفرد‬ ‫عند إعطائه الوسيلة الشنتاجية الملئمة لمقدرته وحرفته شنجد أشنه قد كفل شنفسه إقتصققاديا‬ ‫بالضافة إلى أثر ذلك كليا على المجتمع ‪.‬‬ ‫ولقد إعتمدت الزكاة على السلوب الثاشني‪ ،‬فقد شجعت أصحاب المهن بإعطائهم وسائل‬ ‫الشنتاج المناسبة لهم ولم تقدم لهققم أمققوال ‪ ً،‬شنقديققة إسققتهلكية تققذهب بمجققرد السققتهلك‬ ‫فيكون هدف الزكاة المد الطويل للغناء وليس حالة مؤقتقة‪ ،‬فبقذلك تكقون الزكقاة ققد‬ ‫اعتمدت السلوب الشنتاجي ولم تركز على السلوب الشرائي أو الستهلكي‬

‫)‪(73‬‬

‫‪.‬‬

‫ومن واجب الدولققة إذا رأت بققأن العامققل )الفققرد( ل يجيققد مهنققة مققا فإشنهققا تقققوم بتققدريبه‬ ‫وتعليمه حسب المهنة المناسبة لقدراته متكلفة ذلك من أموال الزكاة‪ ،‬وقد ضرب لنا في‬ ‫ذلك رسول ا صلى ا عليه وسلم أروع المثلققة حينمققا جققاءه سققائل يسققأله فأعطققاه‬ ‫قدوما وقال له اذهب واحتطب ول تأتيني إل بعد ثلثة أيام‪ ،‬وعنققدما رجققع وجققد أشنققه قققد‬ ‫)‪(74‬‬

‫أغنى شنفسه بنفسه‬

‫‪ .‬ولهذا وجدشنا كيف أن من واجب الدولة والتي كاشنت ممثلة برئيسققها‬

‫الول محمد بن عبدا صلى ا عليه وسلم‪ ،‬أن توفر للفققرد العمققل وكققذلك رأس مققال‬ ‫هذا العمل إذا كان عاجزا عن توفيره هو بنفسه ‪.‬‬ ‫فهذه العاشنة من الزكاة هي وقاية إجتماعية أخيرة‪ ،‬وضماشنة للعاجز الققذي يبققذل جهققده‪،‬‬ ‫ثم ل يجد أو يجد دون الكفاية أو يجد مجرد الكفاف‪ ،‬ثققم هققي وسققيلة لن يكققون المققال‬ ‫دولة بين الجميع لتحقيق الدورة الكاملة السليمة للمال بين الشنتاج والسققتهلك والعمققل‬ ‫من جديد‪ ،‬وفي هذا يجمع السلم بين الحرص على أن يعين المحتققاج بمققا يسققد خلتققه‬ ‫ويرفع عنه ثقل الضرورة ووطأة الحاجة وييسر له الحياة الكريمة‬

‫‪-22 -‬‬

‫)‪(75‬‬

‫‪.‬‬


‫والستثمار شنفسه يساعد على تحقيق أهداف المجتمع السلمي لشنققه اشنتفققاع بنعققم اق‬ ‫لتحسين أحوال الناس مققن خلل إيجققاد فققرص العمققل لكققل النققاس ومققن خلل زيققادة‬ ‫معدلت النمو القتصادي اللذين بدورهما سيحصران الفقر في أضيق حدوده‪ ،‬ويققوفران‬ ‫قاعدة عريضة للرفاء القتصادي والتوزيع العادل للدخل‬

‫)‪(76‬‬

‫‪ .‬وحتى شنتعرف أكققثر وتتضققح‬

‫الصورة أمامنا عن تأثير الزكاة على الستثمار وتشجيعه ل بد أن شنفرق في هذا المجققال‬ ‫بين تحصيل الزكاة وبين إشنفاقها ‪.‬‬

‫الفرع الثاشني ‪ :‬من حيث تحصيل الزكاة‬ ‫إن مجرد تحصيل الزكاة سوف يحث الناس على إستثمار أموالهم وإل أتقت عليهقا الزكقاة‪ ،‬كمقا‬ ‫في قوله صلى ا عليه وسلم ‪:‬‬ ‫)أل من ولي يتيما له مال فليتجر له‪ ،‬ول يتركه حتى تققأكله الصققدقة(‬

‫)‪(77‬‬

‫‪ .‬فققإذا كققان رسققول اق‬

‫صلى ا عليه وسلم يأمر الوصياء بإستثمار أموال اليتامى فمن باب أولى يجب على الشنسان‬ ‫أن يستثمر أمواله وينميها حتى ل تأكلها الصدقة‪ ،‬وحتى يكون قادرا على دفع الزكاة من أربققاح‬ ‫أو عوائد هذه الموال ل من أصل رأس المال إذا لم يستثمر ‪.‬‬ ‫ولهذا ل بد لصاحب المال المسلم إذا أراد المحافظة علققى مققاله وعققدم هلكققه أن ل ينخفققض‬ ‫المعدل الحدي للربح عن النسبة اللزمة للبقاء على الثروة غير متناقصة على القققل فققي أي‬ ‫وضع طبيعي للحركة القتصادية‪ ،‬ولو كاشنت شنسبة الربح ‪ ،%2.5‬أي ما يعادل المعدل الجمالي‬ ‫للزكاة في حالة توازن الققرار القتصقادي لمالقك القثروة‪ ،‬وبمقا أن الزكقاة تقدفع علقى القثروة‬ ‫وإيرادها المتراكم عليها معا‪ ،‬فإشنه يمكن حساب المعدل الجمالي للزكاة على الشكل التي ‪:‬‬ ‫الفرض ‪ :‬مقدار الزيادة على الثروة بعد دفع الزكاة = صفر ‪.‬‬ ‫‪-23 -‬‬


‫ر‪+1)%2.5-‬ر( = صفر‪ ،‬حيث ر = المعدل الحدي ل لربح‪ ،‬وشنتيجة لذلك فإن ‪:‬‬ ‫)‪(7‬‬

‫ر= ‪ %2.564‬وهو بنفس الوقت المعدل الجمالي للزكاة( ‪.‬‬ ‫لهذا فإن على الفرد أن يستثمر ماله ولو بنسبة ربح ضئيلة تكون مقارشنة لنسبة فريضققة الزكققاة‪،‬‬ ‫ولو أقل منها حتى يخفف على شنفسه سرعة تآكل أمواله في فققترة زمنيققة وجيققزة‪ ،‬ل سققيما أن‬ ‫السلم قد حث على إستثمار المال‪ ،‬وبيقن أن علقى الشنسقان أن يختقار لمقواله أشنفقع الطقرق‬ ‫وأشنسبها‪ ،‬وأكثرها شنفعا لنفسه وللمجتمع ‪.‬‬ ‫قال صاحب تيسير التحرير ‪" :‬الواجب على سبيل الكفاية‪ ،‬وهو مهم متحتم قصققد حصققوله مققن‬ ‫غير شنظر إلى فاعله ‪ :‬إما ديني‪ ،‬كصلة الجنازة‪......... ،‬وإما دشنيوي كالصنائع المحتاج إليها‬

‫)‪(79‬‬

‫‪.‬‬

‫ومن هنا شنلحظ أن الزكاة تصبح عقوبة مالية على كنز المال وعدم إسققتثماره بسققبب مققا لهققذا‬ ‫الكنز من شنتائج سلبية على المجتمع كالركود القتصادي‪ ،‬والزكاة ل تعنّد استهلكا لققرأس المققال‬ ‫المنقول إل في حالة إكتنازه فقط وعدم إستثماره‪ ،‬فإن لم يسققتثمره مققالكه وتركققه معطل ‪ ً،‬أو‬ ‫اكتنزه ولم يعمل على تنميته وجبت فيه الزكاة وأخذت منه‪ ،‬وفي ذلك حققث لصققحاب المققوال‬ ‫على إستثمارها‬

‫)‪(80‬‬

‫‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬من حيث إشنفاق الزكاة‬ ‫وأما إشنفاق الزكاة على مستحقيها فله بدوره آثار إقتصادية على الستثمار‪:‬‬ ‫‪ -1‬إن مستحقي الزكاة من المصارف الثماشنية المذكورين في اليقة الكريمقة سقوف ينفقوشنهقا‬ ‫حتما وفي الغالب لقضاء الحاجات الستهلكية سواء كاشنت سققلعا أو خققدمات‪ ،‬فقققد أصققبح‬ ‫من المعروف إقتصاديا أن الميل الحققدي للسققتهلك عنققد الفقققراء مرتفققع أكققثر منققه لققدى‬ ‫‪-24 -‬‬


‫الغنياء‪ ،‬وعلى العكس من ذلك شنجد بأن الميققل الحققدي للدخققار لققدى الفقققراء منخفققض‬ ‫ومرتفع بالنسبة للغنياء‪ ،‬فهذا مبدأ إقتصادي ومتفق عليه بين جميع القتصاديين إسلميين‬ ‫كاشنوا أم تقليديين‪.‬‬ ‫وهذا كله من شأشنه أن يؤدي إلى زيادة الستهلك‪ ،‬ومن المعلوم إقتصاديا كذلك بأن زيادة‬ ‫الستهلك تؤدي إلى إستثمار جديد‪ ،‬فهذا الشنفققاق المتمثققل بزيققادة السققتهلك يققؤدي إلققى‬ ‫خلق قدرة شرائية جديدة تقؤدي إلقى شنمققاء المقال المزكقى بزيقادة الطلقب علقى منتجققاته‬ ‫وخدماته‪ ،‬فبزيادة الطلب الفعققال مققن قبققل الفقققراء يققؤدي ذلققك حتمققا إلققى التوسققع فققي‬ ‫المشاريع الشنتاجية‪ ،‬ويققؤدي هققذا بقدوره إلققى زيققادة السققتثمارات‪ ،‬والققتي تحقققق بقدورها‬ ‫اشنتعاشا إقتصاديا وسيؤدي هذا إلى توفير فرص عمل جديدة كما سنرى فيما بعد‬

‫)‪(81‬‬

‫‪.‬‬

‫وإذا كان من أسس القتصاد السلمي فققي إشنعققاش السققوق الققداخلي هققو عدالققة توزيققع‬ ‫الدخل القومي‪ ،‬فإن للزكاة دورا أو أثر فققي إشنعققاش تلققك ا لسققوق‪ ،‬وتخفققف مققن تكققدس‬ ‫السلع الستهلكية في المخازن لدى المصاشنع‪ ،‬وذلك لن الزكاة تعمل في كل فققترة زمنيققة‬ ‫على تحويل جزء مقن دخقول الغنيقاء إلقى جيقوب الفققراء‪ ،‬القذين يرتفقع ميلهقم الحقدي‬ ‫للستهلك شنسبيا فيقبلون على إشنفاق معظم وربما كل ما يصل إليهم‪ ،‬ولذلك يمكن القققول‬ ‫إن الزكاة تساعد على تحريك السوق شنتيجة للقبال على شراء السلع الستهلكية منه‬

‫)‪(82‬‬

‫‪.‬‬

‫‪ -2‬إشنفاق أموال الزكاة الممنوحة لبعض الفقراء من أصحاب الحرف والمهن سوف تسققتخدم‬ ‫كأداة لمساعدتهم في القيام ببعض الستثمارات الصغيرة‪ ،‬ولهذا فإن صرف الموال لهذه‬ ‫الفئة من الناس من شأشنه أن يحثهم على العمققل والشنتققاج وبالتققالي يسققاعد علققى تحقيققق‬ ‫تنمية إقتصادية للفراد أشنفسهم وللمجتمع كذلك‪.‬‬ ‫‪ -3‬إن مققن بيققن المصققارف الققتي تتصققرف أو تنفققق عليهققا الزكققاة "سققداد ديققون الغققارمين"‬ ‫والغارمون صنفان‪ ،‬صنف منهم استداشنوا في مصالح أشنفسققهم كققأن يسققتدين فققي شنفققة أو‬ ‫كسوة‪ ،‬أو زواج‪ ،‬أو علج مرض‪ ،‬أو بناء مسكن‪ ،‬أو شراء أثا ث‪ ،‬أو تزويج ولد‪ ،‬أو أتلف شيئا‬

‫‪-25 -‬‬


‫على غيره خطأ أو سهوا أو شنحو ذلك‪ ،‬فيدفع إليهم مققع الفقققر دون الغنققى مققا يقضققون بققه‬ ‫ديوشنهم‪ ،‬وصنف منهم استداشنوا في مصالح المسلمين فيدفع إليهم مع الفقققر والغنققى قققدر‬ ‫ديوشنهم من غير فضل‬

‫)‪(83‬‬

‫‪ ،‬وقال إبن كثير ‪ :‬وأما الغارمون فهم أقسام فمنهققم مققن تحمققل‬

‫حمالة أو ضمن دينا فلزمه فاجحف بماله أو غرم فققي أداء دينققه أو فققي معصققية ثققم تققاب‬ ‫)‪(84‬‬

‫فهؤلء يدفع لهم‬

‫‪.‬‬

‫فهذا يعني أن بيت المال يضمن للدائن وفاء دينه وفي هققذا تشققجيع للئتمققان عنققدها لققن‬ ‫يمتنع المقرض عن إقراض ماله ولن يمتنع المستقرض من القتراض لن الدولققة سققوف‬ ‫تقوم بسداد دينه إذا عجز عن ذلك‪ ،‬إذا اشنفق هذا المبلغ في غير معصققية‪ ،‬وبالتققالي تعمققل‬ ‫الزكققاة علققى تيسققير الئتمققان وتشققجيعه‪ ،‬المققر الققذي لققه أكققبر الثققر فققي تمويققل التنميققة‬ ‫القتصادية‪ ،‬وفي تعهد الشرع بسداد الدين عن المدينين تشجيع على القرض الحسن لشنه‬ ‫ل يذهب دين على صاحبه بإفلس أو شنحوه لشنه إذا عجز عن أدائه فستؤدي عنه الزكاة‬ ‫وعلى المؤسسات المالية أل تمتنع عن القراض طالما أن الدولة تضمن الغارمين‬

‫)‪(86‬‬

‫)‪(85‬‬

‫‪،‬‬

‫‪.‬‬

‫ويؤيد ما سبق‪ ،‬ففي الصحيح عن أبي هريرة رضي ا ق عنققه‪ :‬أن النققبي صققلى ا ق عليققه‬ ‫وسلم ‪ :‬قال )ما من مؤمن إل وأشنا أولى به فققي الققدشنيا والخققرة‪ ،‬اقققرؤوا إن شققئتم )النققبي‬ ‫أولى بالمؤمنين من أشنفسهم(‪ ،‬فأيما مؤمن مات وترك مال ‪ ً،‬فليرثه عصبته من كققاشنوا‪ ،‬ومققن‬ ‫ترك دينا أو ضياعا فليأتني‪ ،‬فأشنا موله(‬

‫)‪(87‬‬

‫‪ ،‬أي فأوفي دينه‪ ،‬وأكفل عيققاله‪ ،‬علمققا بققأن فققي‬

‫بداية السلم لم يكن النبي صلى ا عليه وسلم يصلي على ميت عليققه ديققن‪ ،‬ولكققن لمققا‬ ‫أصبح في بيت مال المسلمين مال‪ ،‬أصبح النبي صلى ا عليه وسلم يسدد عنققه‪ ،‬مصققداقا‬ ‫للحديث الصحيح السابق‪.‬‬ ‫‪ -4‬وأخيرا فإن الشنفاق في مصرف )الرقاب( من شأشنه أن يحرر قققوة إشنتاجيققة بشققرية ل بققأس‬ ‫بها لتساهم في العمال القتصادية الشنتاجية المختلفة بما يعود على المجتمع كلققه بمزيققد‬ ‫من الشنتاج‪ ،‬الذي مققن شققأشنه أن يققؤدي إلققى زيققادة السققتثمارات‪ ،‬وبالتققالي إحققدا ث التنميققة‬ ‫القتصادية‪ ،‬وذلك أن السلم شجع علققى تحريققر الرقققاب العبيققد" وإذا تأملنققا فققي مفهققوم‬ ‫‪-26 -‬‬


‫"تحرير" شنجد أشنه يقابلها "تقييد" وهذا الرقيققق كققان مقيققدا بعمققل مققا لققدى سققيده )الخدمققة‬ ‫البيتية( فمبجرد تحريره فإشنه ينطلق من هذا القيد إلى الشنتاج والعمل فيساهم في بعققض‬ ‫المهن التي يجيدها‪ ،‬وهنققا شنلحققظ دور الزكققاة فققي تحريققر هققذه العققداد مققن البشققر ذات‬ ‫الطاقة الشنتاجية ممثلة بعنصر العمل‬

‫)‪(88‬‬

‫‪.‬‬

‫وهكذا شنجد أن قواعد المال في السلم حرمت إكتناز المال كما فرضت ضريبة على رأس‬ ‫المال المدخر غيققر المسققتثمر‪ ،‬أي علققى ثققروات المجتمققع المعطلققة مققن النقققود والققثروات‬ ‫الحيواشنيققة والحلققي المعققدة للتجققارة‪ ،‬وتهققدف مققن وراء ذلققك إلققى تعبئققة جميققع الققثروات‬ ‫وإستثمارها لمواجهة التنمية القتصادية في المجتمع السلمي‬

‫)‪(89‬‬

‫‪.‬‬

‫ول بد من التذكير بأن النظام السلمي ل يعتمد على الستغلل لتحقيق أعلى ربح ممكن‬ ‫للفرد‪ ،‬إذ إن تحقيق أقصى ربح للفراد ليس هو الهدف الرئيس‪ ،‬إشنما الهدف الرئيققس هققو‬ ‫زيادة الشنتاج إلى أقصى حد ممكن‪ ،‬بحيث يمكن أن يؤدي الناس ما عليهقم مقن زكقوات أو‬ ‫زكاة‪ ،‬وذلك لن السلم يرى أن النشاط القتصادي كسققبا وإسققتثمارا‪ ،‬عبققادة يثققاب الفققرد‬ ‫عليها إذا أخلص النية فيها لله تعإلى كما فققي قققوله تعققإلى ‪) :‬وابتققغ فيمققا آتققاك اق الققدار‬ ‫الخرة‪ ،‬ول تنس شنصيبك من الدشنيا وأحسن كما أحسن ا إليك(‬

‫)‪(90‬‬

‫‪ ،‬ويبين الشاطبي ذلققك‬

‫في وصف الجارات والتجارات فققي المجتمققع المسققلم بقققوله ‪" :‬وشنجققدهم فققي الجققارات‬ ‫والتجارات ل يأخذون إل بأقل ما يكون من الربح أو الجرة‪ ،‬حتى يكون ما حققاول أحققدهم‬ ‫كسبا لغيره‪ ،‬ل له‪ ،‬ولذلكم بققالغوا فققي النصققيحة فققوق مققا يلزمهققم لشنهققم وكلء للنققاس ل‬ ‫لشنفسهم‪ ،‬بل إشنهم يقرون المحابقاة لشنفسقهم وإن جقازت كقالغش لغيرهقم"‬

‫)‪(91‬‬

‫‪ ،‬فقالفرق‬

‫واضح بين النظرتين‪ ،‬شنظرة على زيادة الشنتاج لزيادة الزكققاة لقققوله تعققإلى ‪) :‬والققذين هققم‬ ‫للزكاة فاعلون(‬

‫)‪(92‬‬

‫يعطى منها الزكاة‬

‫‪ ،‬أي يزيدون الشنتاج إلى اقصى حققد ممكققن بحيققث تكققون هنققاك زيققادة‬

‫)‪(93‬‬

‫‪ ،‬بعكس النظر الغربي المبني على تحقيق أعلى ربح ممكققن للفققرد‬ ‫‪-27 -‬‬


‫بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة‪ ،‬فمن كاشنت غايته المادة جعلها معبودا له‪ ،‬يقاتققل‬ ‫من أجلها‪ ،‬ويحب ويبغض‪ ،‬وهذا ما يؤدي إلى الشناشنية والحتكار‪.‬‬ ‫وأخيرا‪ ،‬لكي شنعرف مدى حرص السلم وتشجيعه على الستثمار ومنع الكتنققاز للمققوال‪،‬‬ ‫فقد روي عن أسماء بنت أبي بكر أشنها سألت رسول ا صلى اق عليقه وسقلم ققالت "يقا‬ ‫ي الزبير بيته فأعطي منه؟ قال ‪) :‬أعطي ول توكي‬ ‫رسول ا‪ ،‬مالي شيء إل ما أدخل عل نّ‬ ‫فيوكى عليك(‬

‫)‪(94‬‬

‫‪ ،‬أي ل تدخري وتحبسي ما في يدك فتنقطققع مققادة الققرزق عليققك‪ ،‬وهققذا‬

‫الحديث يستدل منه على تشجيع الستثمار‪ ،‬وعدم الكتناز‪ ،‬وإدامة حركة المققال بيققن أفققراد‬ ‫المجتمع ‪.‬‬ ‫وزيادة على ما سبق يرى السحيباشني أن الزكاة يمكن أن تؤثر على الستثمار‬ ‫بطرق أخرى أهمها‬

‫)‪(95‬‬

‫‪:‬‬

‫‪ .1‬تمويل الفقير برأس مال شنقدي يعمل فيه‪ ،‬أي إعطاء الفقيققر المحققترف مققا يمكنققه مققن‬ ‫العتماد على شنفسه‪.‬‬ ‫‪ .2‬قيام صندوق الزكاة بشراء أصول ثابتة‪ ،‬مثققل أدوات الصققنعة‪ ،‬وتوزيعهققا علققى الفقققراء‬ ‫ليعملوا بها‪.‬‬ ‫‪ .3‬تدريب الفقراء على مهارات وخبرات تفسح أمامهم الفرص‪.‬‬ ‫‪ .4‬إستثمار أموال الزكاة في مشاريع إستثمارية‪ ،‬وغيرها من تقديم الخققدمات فققي برامققج‬ ‫التنمية‪.‬‬ ‫ويخلص إلى أن جمهور الفقهاء ل يجيزون إل الصورة الولى‪ ،‬وذلك من تركيققز الفقهققاء علققى‬ ‫إعطاء ثمن اللة وليس اللة شنفسها‪ ،‬ومنهم النووي والرملي‪.‬‬ ‫‪-28 -‬‬


‫المطلب الرابع‬ ‫الدور التوزيعي للزكاة‬ ‫شرح السلم الزكاة التي تكفلت بتقريب الفقراء من الغنياء‪ ،‬لشنهم أصبحوا شققركاء لهققم فققي‬ ‫رؤوس أموالهم‪ ،‬ولهم الحق فيها مما يخرج منها‪ ،‬وهذا ما يحد من التفاوت الفاحش بينهم في‬ ‫)‪(96‬‬

‫الدخل‪ ،‬والذي يؤثر على مقدرة كل واحد منهم في الستهلك‪ ،‬وإشباع حاجاته الستهلكية‬

‫‪،‬‬

‫ويظهر أثر الزكاة في ذلك من خلل الفرعين التاليين ‪:‬‬ ‫الفرع الول ‪ :‬تضييق الفجوات بين الغني والفقير‬ ‫فمن أهم الدوار التوزيعية التي تلعبها الزكاة أن تضمن للفرد حد الكفاية أو حد الغنققى ل حققد‬ ‫الكفاف‪ ،‬فالمقدار الذي يعطى للفرد الفقير يجب أن يكون مغطيا لهذا الغرض‪ ،‬وهققذا معنققاه‬ ‫أن الزكاة من حيث المبدأ أن تغطي الحاجات الساسية للفرد وهي حد الكفاف‪ ،‬وما زاد على‬ ‫ذلك يضمن مستوى لئقا لمعيشة كل فرد‪ ،‬وهو حد يحرص السلم على ضماشنه ‪.‬‬

‫‪-29 -‬‬


‫والزكاة هي المورد المالي والتشريع المالي الول الذي يواجه به السلم اختلل التوزيع فققي‬ ‫الدخول بين الفراد‪ ،‬فيعمل على تضييق الفجوة بين الطبقات الغنية والطبقات الفقيرة ل كمققا‬ ‫يفهم البعض من أن الزكاة تعمل على التساوي في الدخول بين الفققراد‪ ،‬وذلققك لن السققلم‬ ‫يقر التفاوت بين الناس في الرزق والمعاش لن ذلك يتفق مع طبيعة البشر وتفاوت قققدراتهم‬ ‫ومواهبهم‪ ،‬ولكن مع ذلك القرار لهذا التفاوت فل يسمح ول يعني بأي حققال مققن الحققوال أن‬ ‫يزداد الغني غنى والفقير فقرا‪ ،‬فتتسع الهوة بين الطرفين وتحد ث الختللت القتصققادية غيققر‬ ‫المحمودة‬

‫)‪(97‬‬

‫‪ ،‬ولهذا شنجد أن السلم يتدخل في تقريب الفجوة أو الهوة بين الطرفين‪ ،‬فمققتى‬

‫التزم المسلمون بتأدية الحقوق المطلوبة منهم والواجبات المفروضة عليهققم كالزكققاة وغيرهققا‬ ‫من النفقات الخرى‪ ،‬فسوف يؤدي ذلققك حتمققا إلققى تضققييق الفجققوة بيققن الغنيققاء والفقققراء‪،‬‬ ‫وبالتالي يمكن القضاء على الفقر الذي يعنّد آفة إجتماعية حاربها السلم منذ الباية‪ ،‬ولهذا شنجد‬ ‫الرسول صلى ا عليه وسلم يقول ‪) :‬اللهم إشني أعوذ بك من الفقرة والقلة والذلة(‬

‫)‪(98‬‬

‫‪.‬‬

‫ويمكن لموال الزكاة أن تلعب دورا مهما وبخاصة في مجال التأمين الجتماعي‪ ،‬وهي تشققبه‬ ‫ما يطبق اليوم من أشنظمة الضمان الجتماعي ‪.‬‬

‫الفرع الثاشني ‪ :‬إعادة توزيع الثروة بين الفراد‬ ‫إن للزكاة دورا كبيرا في إعادة توزيع الثروة بين الفراد في المجتمع‪ ،‬وقبققل أن شنتعققرض لهققذا‬ ‫الدور بشيء من التوضيح‪ ،‬ل بد من التعرض لحدى الظواهر القتصادية الهامة التي اكتشفت‬ ‫حديثا وهي ظاهرة "تناقص المنفعة الحدية‪ .‬ومؤداهققا أشنققه عنققدما يسققتهلك الشنسققان وحققدات‬ ‫متتابعة من سلعة واحدة فإن الشباع الذي يحصل عليه من الوحدة اللحقة يكققون أقققل مققن‬ ‫الشباع الذي يحصله من الوحدة السابقة وهكذا‬

‫)‪(99‬‬

‫‪-30 -‬‬

‫‪.‬‬


‫ء على ذلك يمكن الستدلل على تناقض المنفعة الحديقة للقدخل كلمقا زاد عقدد وحقداته‪،‬‬ ‫وبنا ‪ً،‬‬ ‫فالغني تكون لديه منفعة الوحدة الحدية للدخل )الوحدة الخيققرة( أقققل مققن منفعققة الوحققدة‬ ‫الحدية للدخل لدى الفقير‪ ،‬لهذا فإن شنقل عدد من الوحدات من دخققل الغنققي المتمثلققة بالزكققاة‬ ‫سوف تسبب كسبا للفقير أكثر من خسارة الغني‪ ،‬ويترتب على ذلك أن النتيجققة هققي أن النفققع‬ ‫الكلي للمجتمع بشكل عام سوف يزيد وذلك بإعادة توزيع الدخل عن طريق الزكاة‬

‫)‪(100‬‬

‫‪ ،‬ومن‬

‫أسباب شنجاح الزكاة كوسيلة من وسائل إعادة توزيع الققثروة أشنهقا تفققرض علققى جميقع المققوال‬ ‫النامية وبذلك تتسم بالشمول وبإتساع قاعدة تطبيقها‬

‫)‪(101‬‬

‫‪.‬‬

‫وأخيرا ل بد من التذكير بأن هناك وسائل أو شنظم كثيرة جاءت بها الشريعة السقلمية وطبقققت‬ ‫فعل ‪ ً،‬إلى جاشنب الزكاة خلل العهد النبوي وإبان العهققد الراشققدي وتققؤدي جميعهققا وإن كققاشنت‬ ‫بدرجات متفاوتة إلى إعادة توزيع الثروة لصالح الفقراء ومنهققا‪ ،‬أحكققام الر ث‪ ،‬وزكققاة الفطققر‪،‬‬ ‫والضاحي‪ ،‬والفيء‪ ،‬والغنائم‪ ،‬والركاز‪ ،‬والكفارات‪ ،‬والصدقة المطلقة‪ ،‬وغيرها مققن الوسققائل‬ ‫الخرى‪ ،‬ولهذا فالشريعة السلمية ل تعتبر الزكاة هي وحدها الكافية لعادة التوزيققع للققثروة‪،‬‬ ‫لذلك أردفتها بوسائل عديدة أخرى ومتنوعة‬

‫)‪(102‬‬

‫‪.‬‬

‫المطلب الخامس‬ ‫أثر الزكاة في التضييق على وسائل الشنتاج المعطلة‬ ‫ويبدومما سبق أن من خصائص الزكاة كون النصاب – الحد المعفققى مققن الزكققاة – منخفققض‬ ‫جدا‪ ،‬وهذا يؤدي إلققى الضققغط علققى أصققحاب الققثروات مققن أجققل تشققغيلها وإسققتثماراتها‪ ،‬وإل‬ ‫تعرضت ثرواتهم إلى التناقض وإلى فقدان ربعها في مدة ل تزيد عن اثنتي عشرة سنة‪ ،‬ولقد‬ ‫قام بحساب ذلك د‪ .‬محمد قحف‪ ،‬فقد بين ما يلي‬

‫)‪(103‬‬

‫‪-31 -‬‬

‫‪:‬‬


‫القيمة الحالية في شنهاية كل سنة = مقدار الثروة × )‪-1‬ز( ن‪.‬‬ ‫حيث )ز( معدل الزكاة = ‪ ،%2.5‬و )ن( عدد السنوات المنقضية منذ توفر النصاب‪ ،‬ومن هقذه‬ ‫المعادلة شنجد ‪:‬‬ ‫ن = لغ )القيمة الحالية ‪ /‬مقدار الثروة(‬ ‫لغ )‪.(0.975‬‬ ‫وبذلك يمكن استخراج المعلومات التالية ‪:‬‬ ‫عدد السنوات‬

‫شنسبة ما تأكله الزكاة من الثروات‬ ‫‪10%‬‬

‫أقل من خمس سنوات‬

‫‪25%‬‬

‫أقل من ‪ 12‬سنة‬

‫‪50%‬‬

‫أقل من ‪ 18‬سنة‬

‫‪75%‬‬

‫أقل من ‪ 55‬سنة‬

‫‪90%‬‬

‫أقل من ‪ 100‬سنة‬

‫وهكذا يمكن استخراج المنحنى البياشني لحجم الثروة المعطلة مع وجود الزكققاة وهققو منحنققى‬ ‫يستمر بالتنقض حتى يصل إلى الحد الدشنى )النصاب( كما يلي ‪:‬‬

‫مقدا‬ ‫ر‬ ‫الثرو‬ ‫ة‬ ‫ ‪-32‬‬‫الزمن‬

‫لنصا‬ ‫ب‬


‫فهذا الرسم يققبين الطريقققة التنازليققة الققتي يتنققاقص بموجبهققا رأس المققال مققع الزمققن وزيققادة‬ ‫الستثمار والشنتاج فتوسع قاعدة الققدخل وتزيققد فققرص التوظيققف‪ ،‬والزكققاة موجهققة مققن حيققث‬ ‫آثارها لحفظ القتصاد في حالة شنمو وحركة بمعدلت عالية تزيد عن معدلت الزكاة‬

‫)‪(104‬‬

‫‪.‬‬

‫وهكذا يتضح لنا أن التشريع السلمي عنقدما فقرض ضقريبة الزكقاة علقى رأس المقال جعقل‬ ‫سعرها منخفضا بحيث يمكن دفعها من الدخل‪ ،‬أما في الحالت التي يعمد فيها صاحب المال‬ ‫إلى تعطيله فققإن فققرض هققذه الضققريبة تحثققه علققى إسققتثمار هققذه المققوال وعققدم تعطيلهققا‪،‬‬ ‫فالتشريع السلمي جعل موارد الدولة من دخل الفققراد وحققافظ كققل المحافظققة علققى رأس‬ ‫المال المنتج لهذه الدخول‬

‫)‪(105‬‬

‫‪.‬‬

‫والزكاة لم تترك الموال بجميع أشنواعها التي تتصف بصققفة النمققاء‪ ،‬بغققض النظققر عققن طبيعققة‬ ‫مالكها‪ ،‬فهي تفرض حتى على الصغير والمجنون مققن أصققحاب المقوال‪ ،‬ولنقا فقي الثقر خيققر‬ ‫دليل‪ ،‬عن أبي رافع‪ ،‬كاشنت لل بني رافع أموال عند علي‪ ،‬فلما دفعهققا إليهققم وجققدوها تنقققص‬ ‫فحسبوها من الزكاة فوجدوها كاملة تامه‪ ،‬فأتوا عليا فقال ‪ :‬كنتم ترون أن يكون عنققدي مققال‬ ‫ل أزكيه‬

‫)‪(106‬‬

‫‪.‬‬

‫‪-33 -‬‬


‫مما سبق يتضح أن السلم قرر تحريم كنز الموال وتعطيلها دون إسققتثمار‪ ،‬وقققرر أن يتققداول‬ ‫المجتمع الثروة ول تكون دولة بين الغنياء‪ ،‬وجعل للفقراء والمحرومين حصة سققنوية ل تقققل‬ ‫عن جزء من أربعين جزءا من ثروة المة كلها‪ ،‬يزاد عليها بأمر الحاكم وإحسان المحسنين‪.‬‬ ‫المطلب السادس‬ ‫أثر الزكاة في القضاء على البطالة وتوفير فرص العمل‬ ‫هناك خطأ شائع بين كثير من الناس‪ ،‬وهو أن الزكاة قد تشجع على البطالة والتقاعس وخلق‬ ‫روح التكالية عند العامل‪ ،‬وبكل تأكيد فإن هذا الظن خاطئ من شناحيتين وهما ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫موقف السلم من العمققل واعتبققاره أحققد عناصققر الشنتققاج وأحققد وسققائل التملققك فققي‬ ‫القتصاد السلمي‪.‬‬

‫‪.2‬‬

‫إن الزكاة ل تعطى إل للعاجزين عن الكسب فل تعطى للقادر على العمل والكسب ‪.‬‬

‫فلذلك شنرى في المجتمع السلمي الصحيح أن أفراده يعملون ويتقنون العمل ويمشققون فققي‬ ‫مناكب الرض ويلتمسون الرزق في خباياها‪ ،‬وينتشرون في أرجاء الرض فققي جميققع المهققن‬ ‫زراعا وصناعا وتجارا وعاملين في شققتى الميققادين ومحققترفين بشققتى الحققرف مسققتغلين كققل‬ ‫الطاقات ومنتفعين بكل ما استطاعوا مما سخر ا لهم من السموات والرض جميعا‬

‫)‪(107‬‬

‫‪.‬‬

‫‪ -1‬من المتفق عليه بين جميع القتصاديين أن إعادة توزيع الدخل تؤدي إلى تقليل الفققوارق‬ ‫والتفاوت بين الفراد فقراء وأغنياء‪ ،‬فهذا أمر له تأثيره الكبير في علج البطالة‪.‬‬ ‫‪ -2‬إن الزكاة تقوم بعملية شنقل وحدات شنقدية من دخول الغنياء إلى الفقراء‪ ،‬وقققد ذكرشنققا أن‬ ‫الغنياء يقل عندهم الميل الحدي للستهلك ويزيد عندهم الميل الحدي للدخار‪.‬‬

‫‪-34 -‬‬


‫والثر القتصادي الذي يترتب على ذلك هو أن الدخل الذي يحصله الفقراء مققن أمققوال الزكققاة‬ ‫سيتوجه إلى طائفة من المجتمع يزيد عندهم الميل الحدي للستهلك‪ ،‬وهذا يعني أن الققدخل‬ ‫سيتوجه إلى استهلك السلع الضرورية وبالتالي سيزيد الطلب الفعال‪ ،‬ويترتب على هذا شنتيجققة‬ ‫إقتصادية هامة وهي زيادة الطلب على السلع الستهلكية‪ ،‬فتروج الصناعات الستهلكية الققتي‬ ‫تؤدي إلى رواج السلع الشنتاجية المستخدمة في إشنتققاج السققلع السققتهلكية المطلوبققة مققن قبققل‬ ‫الفقراء‪ ،‬وبذلك يزيد وتبعا لذلك ستزيد فرص العمل الجديدة )فتقلل من حققدة البطالققة( الققتي‬ ‫تظهر شنتيجة للتوسع في الشنتاج‬

‫)‪(108‬‬

‫‪.‬‬

‫لذا فإن الزكاة شنظام يقتضي أن يستمر التداول في النقد دون اشنقطقاع‪ ،‬وذلقك يعنقي اسققتمرار‬ ‫الطلب على المنتجات بما توسعه في القاعدة المحليققة المسققتهلكة‪ ،‬واسققتمرار الطلققب معنققاه‬ ‫حث العرض على مقابلة الطلب أي زيادة الشنتققاج‪ ،‬وكققل زيققادة فققي الشنتققاج تعنققي زيققادة فققي‬ ‫الطلب على العمال‪ ،‬وزيادة الطلب على العمال تعني‪ ،‬ارتفاع أجورهم وبالتالي زيققادة أخققرى‬ ‫في القوة الشرائية أو زيادة جديدة في الطلب‬

‫)‪(109‬‬

‫‪-35 -‬‬

‫‪.‬‬


‫الخاتمة‬ ‫وبعد‪ ،‬فقد توصل الباحث إلى النتائج التالية ‪:‬‬ ‫ل‪ :‬إن الزكاة فريضة إسلمية تجب على المكلفين الغنياء للفقراء ممققن ل يقققدرون‬ ‫• أو ‪ً،‬‬ ‫على العمل‪ ،‬أو العجز عن الكسب رغم طلبهققم لققه‪ ،‬لشنققه لحققظ فيهققا لقققوي مكتسققب‪،‬‬ ‫وليست منّنة أو استجداء‪.‬‬ ‫• ثاشنيا‪ :‬إن للزكاة أشنواعققا متعققددة مققن المققوال ولققذلك فهققي تخضققع للضققريبة المتعققددة‬ ‫الوعاء‪.‬‬ ‫• ثالثا‪ :‬مراعاة الزكاة لظروف الممول القتصادية‪ ،‬إذ إشنها حددت شنسبة مئوية للزكققاة فققي‬ ‫النقود والماشية وعروض التجارة والزروع والثمار‪ ،‬وحددت الوحدة في الماشية علققى‬ ‫أساس من السن‪ ،‬وبذلك روعي التخفيف على المكلققف إذا مققا قققورن ذلققك بالضققرائب‬ ‫التي كاشنت سائدة في الدول المجاورة ذلك الوقت ‪.‬‬ ‫• رابعا‪ :‬مراعاة الزكاة لظروف الممول الجتماعية والنفسية‪ ،‬فقد طهرت شنفس الممققول‬ ‫من الشح والبخل‪ ،‬وعودته علققى البققذل والعطققاء‪ ،‬وبققذلك أزالققت الفققوارق الجتماعيققة‬ ‫وأبعدت عنه الحقد والحسد‪ ،‬وما في ذلك من راحة شنفسية وتقارب بين أفراد المجتمققع‬ ‫‪.‬‬ ‫• خامسا‪ :‬سبقت الزكاة النظم الوضعية بوضع الحلول المناسبة لحالة العوز والفقر ‪.‬‬

‫‪-36 -‬‬


‫• سادسا ‪ :‬الزكاة دافع ومحرك للشنشطة المالية والقتصادية حيث تشجع على السقتثمار‬ ‫‪.‬‬ ‫•‬ ‫• سابعا‪ :‬من خلل مصارف الزكاة شنلحظ أشنها استوعبت أكثر أفراد المجتمع وبذلك تكون‬ ‫قد استوعبت أكثر الناس فقرا ممن شنقص وعاؤهم عن النصاب القاشنوشني للزكاة ‪.‬‬ ‫• ثامنا‪ :‬الزكاة كفريضة إسلمية رفعت مستوى الفرد من حد الكفاف إلى‬ ‫حد الكفاية وبذلك تكون قد غطت الحاجات الساسية لفراد المجتمع‪.‬‬ ‫• تاسعا‪ :‬سبقت الزكاة جميع النظم الحديثة في إزالة الفوارق الطبقية‬ ‫والجتماعية بين الغنياء والفقراء ‪.‬‬ ‫• عاشرا ‪ :‬كان السلم سباقا إلى إرساء أسس التعامل بالشنظمة المعاصرة‬ ‫لمناداته بأفكار تعد ركائز في العلوم المالية المعاصرة كاللمركزية في‬ ‫الدارة والحكم في محلية توزيع الزكاة والعمومية والتي هي إحدى‬ ‫الدعائم الهامة في الضريبة في شمول الزكاة لكبر قدر ممكن من‬ ‫الشخاص والموال ‪.‬‬ ‫• حادي عشر ‪ :‬ويوصي الباحث المسلمين تطبيق فريضة ا ) الزكاة( على‬ ‫الصعدة الفردية والشعبية ففيها من المنافع الدينية والدشنيوية ما يكمل‬ ‫إيمان المسلم‪ ،‬ويسد حاجته‪ ،‬ويخفف عنه من عوزه وفقره‪.‬‬

‫‪-37 -‬‬


‫الهوامش‬ ‫‪ .1‬سورة الفجر‪ ،‬آية ‪.20‬‬ ‫‪ .2‬سورة الفجر‪ ،‬آية ‪. 15‬‬ ‫‪ .3‬إبققن منظققور‪ ،‬جمققال الققدين محمققد بققن مكققرم‪ ،‬لسققان العققرب‪ ،‬ط ‪ ،3‬دار صققادر‪ ،‬بيققروت‪،‬‬ ‫‪1414‬هق‪1996 -‬م‪ ،‬ج ‪ ،14‬ص ‪ ،358‬الرازي‪ ،‬محمد بن أبي بكر بققن عبققد القققادر‪ ،‬مختققار‬ ‫الصحاح‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار عمار‪ ،‬الردن‪1417 ،‬هق‪1996 ،‬م‪ ،‬ص ‪. 140‬‬ ‫‪ .4‬البهوتي‪ ،‬منصور بقن يققوشنس‪ ،‬كشقاف القنققاع علقى متققن القنققاع‪ ،‬مطبعققة الحكومقة‪ ،‬مكقة‬ ‫المكرمة‪1394 ،‬هق‪ ،‬ج ‪ /،1‬ص ‪ ،192‬واشنظر ‪ :‬الكاساشني‪ ،‬علء الدين أبي بكر بن مسققعود‪،‬‬ ‫بدائع الصنائع فققي ترتيققب الشققرائع‪ ،‬دار الكتققب العلميققة‪ ،‬بيققروت‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪ ،2‬القرطققبي‪،‬‬ ‫يوسف بن عبد البر‪ ،‬الكافي في فقه أهل المدينققة المققالكي‪ ،‬تحقيققق محمققد أحمققد‪ ،‬ط ‪،1‬‬ ‫مكتبة الريققاض الحديثققة‪ ،‬الريققاض‪ 1398 ،‬هققق‪1978 ،‬م‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ ،284‬القفققال‪ ،‬محمققد‬ ‫الشاشي‪ ،‬حلية العلمققاء فققي معرفققة مققذاهب الفقهققاء‪ ،‬تحقيققق د‪ .‬ياسققين درادكققة‪ ،‬ط ‪،1‬‬ ‫مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪1400 ،‬هق‪1980 -‬م‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪.7‬‬ ‫‪ .5‬السيوطي‪ ،‬جلل الدين‪ ،‬تاريخ الخلفاء‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪1394 ،‬هق ‪1974 -‬م‪ ،‬ص ‪.26‬‬ ‫‪ .6‬ابو داود‪ ،‬سليمان بن الشعث‪ ،‬سنن أبي داود‪ ،‬ط ‪ ،1‬مكتبققة ومطبعققة مصققطفى الحلققبي‪،‬‬ ‫القاهرة‪1371 ،‬هق‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ ،362‬أبو عبيد‪ ،‬القاسم بن سلم‪ ،‬الموال‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الكتب‬ ‫العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص ‪ ،518‬وقد ذكر اللباشني‪ ،‬محمد شناصر الدين‪ ،‬أرواء الغليل فقي تخريققج‬ ‫أحاديث منار السبيل‪ ،‬ط ‪ ،2‬المكتب السلمي‪ ،‬بيروت‪1405 ،‬هق‪1985 -‬م‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪-289‬‬ ‫‪ ،291‬أن سند الحديث جيد‪ ،‬وللحديث شواهد منها حققديث عائشققة وإبققن عمققر رضققي اق‬ ‫عنهما )كان يأخذ من كل عشرين مثقال ‪ ً،‬شنصف دينار( رواه إبن ماجه‪ ،‬وأشنه صحيح‪.‬‬

‫‪-38 -‬‬


‫‪ .7‬النيسابوري‪ ،‬مسلم بن الحجاج‪ ،‬صحيح مسلم‪ ،‬تحقيق محمد فقؤاد عبقد البقاقي‪ ،‬ط ‪ ،4‬دار‬ ‫إحياء الترا ث العربي‪ ،‬بيروت‪1412 ،‬هق‪1991-‬م‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.675‬‬ ‫‪ .8‬الزبيققدي‪ ،‬التجريققد الصققريح )مختصققر صققحيح البخققاري(‪ ،‬ط ‪ ،5‬اليمامققة للطباعققة والنشققر‪،‬‬ ‫دمشق‪1994 ،‬م‪1415 ،‬هق‪ ،‬ص ‪ ،223‬واشنظر ‪ :‬أبو عبيد‪ ،‬الموال‪ ،‬ص ‪.368-367‬‬ ‫‪ .9‬عوض‪ ،‬أحمد صفي الدين‪ ،‬البراهين على الطبيعة التصققاعدية لجميققع أشنققواع الزكققاة‪ ،‬كليققة‬ ‫الدراسات القتصادية والجتماعية‪ ،‬الخرطوم‪1978 ،‬م‪ ،‬ص ‪.1‬‬ ‫‪ .10‬سورة التوبة‪ ،‬آية ‪.60‬‬ ‫‪ .11‬سورة الشنعام‪ ،‬آية ‪.141‬‬ ‫‪ .12‬دشنيا‪ ،‬شوقي أحمد‪ ،‬تمويل التنمية في القتصاد السلمي‪ ،‬دراسة مقارشنة‪ ،‬ط ‪ ،1‬مؤسسققة‪،‬‬ ‫الرسالة‪ ،‬بيروت‪1404 ،‬هق‪1984-‬م‪ ،‬ص ‪.7‬‬ ‫‪ .13‬مشققهور‪ ،‬د‪.‬شنعمققت عبققداللطيف‪ ،‬الزكققاة‪ ،‬السققس الشققرعية والققدور الشنمققائي والتققوزيعي‪،‬‬ ‫المعهد العالمي للفكر السلمي‪ ،‬سلسلة الرسائل الجامعية ‪ ،2‬ص ‪.23‬‬ ‫‪ .14‬للحديث ) وفي الركاز الخمس( مختصر صحيح البخاري‪ ،‬ص ‪.231‬‬ ‫‪ .15‬شوقي دشنيا‪ ،‬تمويل التنمية‪ ،‬ص ‪. 267-275‬‬ ‫‪ .16‬مختصر صحيح البخاري‪ ،‬ص ‪ ،234‬حيث ذكر السن المطلوبة لكل عدد من البل ‪.‬‬ ‫‪ .17‬السيد‪ ،‬عاطف‪ ،‬فكرة العدالة الضريبية‪ ،‬دون مكان شنشر‪ ،‬أو تاريخ شنشر‪ ،‬ص ‪.219‬‬ ‫‪ .18‬سورة التوبة‪ ،‬آية ‪.34‬‬ ‫‪ .19‬النووي‪ ،‬المام محيي الدين‪ ،‬صحيح مسلم بشرح النووي‪ ،‬حققه الشيخ خليققل مققأمون‪ ،‬دار‬ ‫المعرفة‪ ،‬بيروت‪1414 ،‬هق‪1994 -‬م‪ ،‬ج ‪ ،7‬ص ‪.74‬‬

‫‪-39 -‬‬


‫‪ .20‬أبو داود‪ ،‬سنن أبي داود‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ ،362‬وذكره اللباشني في إرواء الغليل وقال ‪ :‬أخرجققه‬ ‫إبن أبي شيبه ج ‪ ،4‬ص ‪ ،8‬وأبو عبيد والبيهقي عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن‬ ‫علي رضي ا عنه‪ ،‬وهذا سند جيد‪.‬‬ ‫‪ .21‬البخاري‪ ،‬محمد بن إسققماعيل‪ ،‬صققحيح البخققاري‪ ،‬تقققديم أحمققد محمققد شققاكر‪ ،‬دار الجيققل‪،‬‬ ‫بيروت‪ ،‬بدون تاريخ شنشر‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪ ،132‬ج ‪ ،3‬ص ‪.291‬‬ ‫‪ .22‬الكاشندهلوي‪ ،‬محمد زكريقا‪ ،‬أوجقز المسقالك إلقى موطقأ المقام مالقك‪ ،‬دار الفكقر‪ ،‬بيقروت‪،‬‬ ‫‪1413‬هق‪1989-‬م‪ ،‬ج ‪ ،5‬ص ‪ 238‬واشنظر ‪ :‬إبن شنجيم‪ ،‬زين الدين‪ ،‬البحر الرائققق شققرح كنققز‬ ‫الدقائق‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪1413 ،‬هق ‪1963 -‬م‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.243 – 42‬‬ ‫‪ .23‬إبن قدامة‪ ،‬عبدا بن أحمد‪ ،‬المغني‪ ،‬مكتبة الرياض الحديثة‪ ،‬الرياض‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.573‬‬ ‫‪ .24‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.148‬‬ ‫‪ .25‬إبن قدامة‪ ،‬المغني‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.573‬‬ ‫‪ .26‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.133‬‬ ‫‪ .27‬إبنة مخاض‪ :‬هي التي لها سنة ودخلققت فققي الثاشنيققة‪ ،‬وسققميت بققذلك لن أمهققا قققد حملققت‬ ‫غيرها‪ ،‬إبن قدامة‪ ،‬المغني‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.579‬‬ ‫‪ .28‬بنت اللبون‪ :‬هي التي لها سنتان ودخلت في الثالثققة‪ ،‬وسققميت بققذلك لن أمهققا قققد وضققعت‬ ‫حملها ولها لبن‪ ،‬إبن قدامة‪ ،‬المغني‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.580 – 579‬‬ ‫‪ .29‬الحقة‪ :‬هي التي لها ثل ث ودخلت في الرابعة‪ ،‬واستحقت أن يطرقهققا الفحققل‪ ،‬واسققتحقت‬ ‫أن يحمل عليها إبن قدامة‪ ،‬المغني‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.580‬‬ ‫‪ .30‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.145‬‬

‫‪-40 -‬‬


‫‪ .31‬إبن عابدين‪ ،‬محمد أمين‪ ،‬حاشية رد المختار‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪1421 ،‬هققق‬ ‫ ‪2000‬م‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪ ،302-301‬واشنظر ‪ :‬الدسوقي‪ ،‬محمد بن عرفة‪ ،‬حاشية الدسوقي‪ ،‬ط‬‫‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪1417 ،‬هق ‪1996 -‬م‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.7-6‬‬ ‫‪ .32‬المرداوي‪ ،‬علي بن سليمان‪ ،‬الشنصاف في معرفة الراجققح مققن الخلف‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الكتققب‬ ‫العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪ ،53-52‬ويذكر أن التبيع ما عمره سنة ودخل في الثاشنية‪ ،‬أو مققا‬ ‫تبع أمه‪ ،‬وقيل جذع البقر‪ ،‬وأما المسنة فهي التي لهققا سققنتان‪ ،‬وقيققل هققي الققتي لهققا سققنة‪،‬‬ ‫وقيل ثل ث سنين‪ ،‬واشنظقر إبقن حقزم‪ ،‬أحمقد بقن سقعيد‪ ،‬المحلقى‪ ،‬دار الجيقل ودار الفقاق‬ ‫الجديدة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص ‪ ،5-3‬فقد ذكر أن القائلين بهذا هم‪ :‬علي بن أبي طالب‪ ،‬وهققو‬ ‫قول الشعبي‪ ،‬وشهر بن حوشب‪ ،‬وطققاوس‪ ،‬وعمققر بققن عبققد العزيققز‪ ،‬والحكققم بققن عتبققة‪،‬‬ ‫وسليمان بن موسى‪ ،‬والحسن البصري‪ ،‬وذكره الزهري عن أهل الشام‪ ،‬وهو قققول مالققك‬ ‫والشافعي وأحمد بن حنبل‪ ،‬ورواية غير مشهورة عن أبي حنيفة‪.‬‬ ‫‪ .33‬أبو داود‪ ،‬سنن أبي داود‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ ،363‬ويذكر اللباشني في إرواء الغليل ج ‪ ،3‬ص ‪-268‬‬ ‫‪ 269‬إن الحديث صحيح‪ ،‬ورواه الترمذي وقال عنققه‪ :‬حققديث حسققن‪ ،‬ورواه الحققاكم وقققال‬ ‫عنه‪ :‬صحيح علي شرط الشيخين ‪.‬‬ ‫‪ .34‬المرداوي‪ ،‬الشنصاف‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪ ،58-57‬إبن عابدين‪ ،‬حاشية رد المحتققار‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪-305‬‬ ‫‪ ،306‬الدسوقي‪ ،‬حاشية الدسوقي‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.8‬‬ ‫‪ .35‬سبق تخريجه‪ ،‬هامش ‪.30‬‬ ‫‪ .36‬القرضاوي‪ ،‬يوسف‪ ،‬فقه الزكاة‪ ،‬ط ‪ ،24‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪1418 ،‬هق ق ‪1997 -‬م‪ ،‬ج‬ ‫‪ ،1‬ص ‪.206-205‬‬ ‫‪ .37‬سورة البقرة‪ ،‬آية ‪.267‬‬ ‫‪ .38‬الشوكاشني‪ ،‬محمد بن علي‪ ،‬فتح القدير‪ ،‬الناشر محفوظ العلي‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون تاريخ شنشر‪ ،‬ج‬ ‫‪ ،1‬ص ‪.289‬‬ ‫‪-41 -‬‬


‫‪ .39‬أخرجه البخاري‪ ،‬مختصر صحيح البخاري‪ ،‬ص ‪.229‬‬ ‫‪ .40‬الكاساشني‪ ،‬بدائع الصنائع‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪ ،54‬الكوهجي‪ ،‬عبدا بن الشيخه حسن‪ ،‬زاد المحتاج‬ ‫بشرح المنهاج‪ ،‬ط ‪ ،2‬إحياء الترا ث السلمي‪ ،‬قطققر‪1407 ،‬هقق ‪1987 -‬م‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪-450‬‬ ‫‪.451‬‬ ‫‪ .41‬الكوهجي‪ ،‬زاد المحتاج‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ ،466‬الكاشندهلوي‪ ،‬أوجز المسالك‪ ،‬ج ‪ ،5‬ص ‪.239-237‬‬ ‫‪ .42‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.144‬‬ ‫‪ .43‬الكاساشني‪ ،‬بدائع الصنائع‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.59‬‬ ‫‪ .44‬سبق تخريجه‪ ،‬هامش ‪.39‬‬ ‫‪ .45‬سبق تخريجه‪ ،‬هامش ‪.39‬‬ ‫‪ .46‬سورة البقرة‪ ،‬آية ‪.267‬‬ ‫‪ .47‬إبن كثير‪ ،‬إسماعيل‪ ،‬تفسير القرآن العظيم‪ ،‬مكتبة الدعوة السلمية‪ ،‬القققاهرة‪1400 ،‬هققق‪-‬‬ ‫‪1980‬م‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.320‬‬ ‫‪ .48‬حنبل‪ ،‬المام أحمد‪ ،‬المسند‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الحديث‪ ،‬القققاهرة‪1416 ،‬هققق‪1995-‬م‪ ،‬ج ‪ ،16‬ص‬ ‫‪ ،22‬رقم الحديث ‪ ،21449‬وصححه الحاكم‪ ،‬ج ‪ 1‬ص ‪ ،388‬وقال على شرطهما‪ ،‬ووافقه‬ ‫الذهبي‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪ ،63‬أشنظر هامش مسند أحمد‪ ،‬ج ‪ ،16‬ص ‪.22‬‬ ‫‪ .49‬إبن قدامة‪ ،‬المغني‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪.30‬‬ ‫‪ .50‬أبو عبيد‪ ،‬الموال‪.429 ،‬‬ ‫‪ .51‬المصدر السابق ذاته‪ ،‬ص ‪.431‬‬ ‫‪ .52‬المصدر السابق شنفسه‪ ،‬ص ‪.431‬‬

‫‪-42 -‬‬


‫‪ .53‬الترمذي‪ ،‬محمد بن عيسى‪ ،‬الجامع الصحيح‪ ،‬دار الحديث‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون تاريخ‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص‬ ‫‪ ،24‬البيهقي‪ ،‬أحمد بن الحسين‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بدون تاريخ‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪ ،179‬وقال )أبو عيسى(‬ ‫الترمذي‪ ،‬في إسناده مقلل لن المثنى بن الصباح يضعف الحديث‪ ،‬وقد ذكره اللباشني فققي‬ ‫الحاديث الضعيفة‪ ،‬اللباشني‪ ،‬محمد شناصققر الققدين‪ ،‬ضققعيف سققنن الترمققذي‪ ،‬ط ‪ ،1‬المكتققب‬ ‫السلمي‪ ،‬بيروت‪1411 ،‬هق ‪1991 -‬م‪ ،‬ص ‪ ،69‬ولكن الحديث ورد بوجوه عدة تقوية ‪.‬‬ ‫‪ .54‬الزرقققاشني‪ ،‬الشققيخ محمققد‪ ،‬شققرح الزرقققاشني علققى موطققأ المققام مالققك‪ ،‬المكتبققة التجاريققة‪،‬‬ ‫‪1355‬هق‪1936-‬م‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪ ،103‬الزيلعي‪ ،‬شنور الدين علي بن أبي بكققر‪ ،‬مجمقع الزوائققد‬ ‫ومنبع الفوائد‪ ،‬مكتبة القدس‪1352 ،‬هق‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪ ،67‬والحديث أخرجه كققذلك الطققبراشني‬ ‫عن أشنس بن مالك‪ ،‬وفي الموطأ عن عمر بن الخطاب‪ ،‬وأخرجه الدارقطني عن عمرو بن‬ ‫شعيب عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب‪ ،‬الدار قطني‪ ،‬سنن الدار قطني‪ ،‬شنشققر‬ ‫عبدا هاشم يماشني‪ ،‬المدينة المنورة‪1386 ،‬هق‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪ ،110‬والحديث يتقوى بكققثرة‬ ‫طرقه‪.‬‬ ‫‪ .55‬الشيرازي‪ ،‬إبراهيم‪ ،‬المهذب‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪1959 ،‬م‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ ،47‬أبو عبيد‪،‬‬ ‫الموال‪ ،‬ص ‪ ،455‬إبن قدامة‪ ،‬المغني‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.622‬‬ ‫‪ .56‬خان‪ ،‬صديق حسن‪ ،‬الروضة الندية‪ ،‬شرح الدرر البهية‪ ،‬المطبعققة المنيريققة‪1307 ،‬هققق‪ ،‬ج ‪،2‬‬ ‫ص ‪.162-160‬‬ ‫‪ .57‬سورة التوبة‪ ،‬آية ‪.34‬‬ ‫‪ .58‬الغزالي‪ ،‬محمد‪ ،‬إحياء علوم الدين‪ ،‬ط ‪ ،4‬دار الحديث‪ ،‬القاهرة‪1994 ،‬م‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪.142‬‬ ‫‪ .59‬إبن خلدون‪ ،‬عبد الرحمن‪ ،‬مقدمة إبن خلدون‪ ،‬دار الكتققاب اللبنققاشني‪ ،‬بيققروت‪1982 ،‬م‪ ،‬ص‬ ‫‪.507‬‬ ‫‪ .60‬المصدر السابق ذاته‪ ،‬ص ‪.507‬‬

‫‪-43 -‬‬


‫‪ .61‬قحف‪ ،‬محمد منذر‪ ،‬القتصاد السلمي‪ ،‬دراسة تحليليققة للفعاليققة القتصققادية فققي مجتمققع‬ ‫يتبنى النظام القتصادي السلمي‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار القلم‪ ،‬الكويت‪1401 ،‬هق‪1981 -‬م‪ ،‬ص ‪128‬‬ ‫وما بعدها ‪.‬‬ ‫‪ .62‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.138-237‬‬ ‫‪ .63‬شوقي دشنيا‪ ،‬تمويل التنمية في القتصاد السلمي‪ ،‬ص ‪ ،277‬والمقصود بالودائع الجاريققة‬ ‫الموال التالية وضعت فقي البنقوك بل فائقدة – فهقي غيقر معطلقة بالنسقبة للبنقك‪ ،‬ولكنهقا‬ ‫معطلة بالنسبة لصاحبها‪ ،‬ول تجلب لقه شقيء‪ ،‬سقواء أكقاشنت فقي البنقوك السقلمية‪ ،‬ولقم‬ ‫تحول إلى شنظام المقارضة‪ ،‬فالزكاة قد تؤثر عليها وتقتطققع مققن أصققلها حيققث ل إيققراد لهققا‪،‬‬ ‫وكذلك المجوهرات المعدة للتجارة وكاشنت زائدة عن الحاجققة وحققال عليهققا الحققول وهققي‬ ‫مخزشنة في البنوك فهي معطلة بالنسبة لصاحبها‪ ،‬والزكاة تؤخذ من أصققلها‪ ،‬ل مققن إيرادهققا‬ ‫عند من أجاز الزكاة فيها من الفقهاء‪.‬‬ ‫‪ .64‬النبهققان‪ ،‬محمققد فققاروق‪ ،‬التجققاه الجمققاعي فققي التشققريع القتصققادي السققلمي‪ ،‬ص ‪،3‬‬ ‫مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪1404 ،‬هق‪1984 -‬م‪ ،‬ص ‪.289‬‬ ‫‪ .65‬شوقي دشنيا‪ ،‬تمويل التنمية في القتصاد السلمي‪ ،‬ص ‪.278‬‬ ‫‪ .66‬سورة التوبة‪ ،‬آية ‪.60‬‬ ‫‪ .67‬البيهقي‪ ،‬السنن الكبرى‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪ ،174‬والحققديث فققي إسققناده عبققد الرحمققن بققن أشنعققم‬ ‫الفريقي‪ ،‬وقد تكلم فيه غير واحد وكذلك روي فققي سققنن أبققي داود‪ ،‬المنققذري‪ ،‬الحققافظ‪،‬‬ ‫مختصر سققنن أبققي داود‪ ،‬دار المعرفققة‪ ،‬بيققروت‪1990 ،‬م‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪ ،230‬والحققديث روي‬ ‫بطرق تقوية‬ ‫‪ .68‬القضاة‪ ،‬زكريا‪ ،‬بيت المال في عصر الرسول صلى ا عليه وسلم‪ ،‬مجلة أبحا ث اليرموك‪،‬‬ ‫المجلد ‪ ،4‬العدد ‪1988 ،1‬م‪ ،‬ص ‪.23‬‬

‫‪-44 -‬‬


‫‪ .69‬إبن عبد البر‪ ،‬الكافي‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.326‬‬ ‫‪ .70‬إبن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪ ،107‬الرازي‪ ،‬مختار الصحاح‪ ،‬ص ‪.50‬‬ ‫‪ .71‬شوقي دشنيا‪ ،‬تمويل التنمية‪ ،‬ص ‪.87‬‬ ‫‪ .72‬شنعمت مشهور‪ ،‬الزكاة السس الشرعية والدور الشنمائي والتوزيعي‪ ،‬ص ‪ ،275‬السحيباشني‬ ‫محمد إبراهيم‪ ،‬أثر الزكاة على تشغيل الموارد القتصادية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة المام‬ ‫بن سعود‪ ،‬الرياض‪ ،‬بدون تاريخ‪ ،‬ص ‪.175-168‬‬ ‫‪ .73‬النووي‪ ،‬محيي الدين بن شرف‪ ،‬المجموع شرح المهذب‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر‪ ،‬بققدون‬ ‫مكان وتاريخ شنشر‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص ‪.189‬‬ ‫‪ .74‬سليمان بن الشعث‪ ،‬سنن أبي داود‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ ،382-381‬وقد ضعف الحققديث اللبققاشني‪،‬‬ ‫اللباشني‪ ،‬ضعيف عن سنن أبي داود‪ ،‬ط ‪ ،1‬المكتب السلمي‪ ،‬بيروت‪1412 ،‬هق ‪1991-‬م‪،‬‬ ‫ج ‪ ،1‬ص ‪ ،165‬وضعفه اللباشني كذلك في‪ ،‬اللباشني‪ ،‬ضعيف سنن إبن ماجة‪ ،‬ط ‪ ،1‬المكتب‬ ‫السلمي‪ ،‬بيروت‪1408 ،‬هق‪1988-‬م‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.169‬‬ ‫‪ .75‬كركر‪ ،‬رؤى في النظام القتصادي في السلم‪ ،‬ط ‪ ،1‬مطبعة توشنس‪ ،‬قرطاج‪ ،‬ص ‪.970‬‬ ‫‪ .76‬قطب‪ ،‬سيد‪ ،‬العدالة الجتماعية في السلم‪ ،‬ط ‪ ،8‬بدون دار شنشر وتاريققخ شنشققر‪1982 ،‬م‪،‬‬ ‫ص ‪.117‬‬ ‫‪ .77‬سبق تخريجه‪ ،‬هامش ‪.53‬‬ ‫‪ .78‬قحف‪ ،‬القتصاد السلمي‪ ،‬ص ‪.137‬‬ ‫‪ .79‬أمين‪ ،‬محمد‪ ،‬تيسير التحرير‪ ،‬مصطفى الحلبي‪ ،‬القاهرة‪1351 ،‬هق‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.213‬‬ ‫‪ .80‬الحصري‪ ،‬أحمد‪ ،‬السياسققة القتصققادية والنظققم الماليققة فققي الفقققه السققلمي‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار‬ ‫الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪1986 ،‬م‪ ،‬ص ‪.536‬‬

‫‪-45 -‬‬


‫‪ .81‬العسال‪ ،‬أحمد وفتحي‪ ،‬أحمد‪ ،‬النظام القتصققادي فققي السققلم‪ ،‬مبققادؤه وأهققدافه‪ ،‬ط ‪،3‬‬ ‫بدون دار شنشر ومكان شنشر‪1980 ،‬م‪ ،‬ص ‪.112‬‬ ‫‪ .82‬البقر‪ ،‬أحمد ماهر‪ ،‬الزكاة ودورها فققي التنميققة‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الققدعوة‪ ،‬السققكندرية‪1986 ،‬م‪،‬‬ ‫ص ‪.13‬‬ ‫‪ .83‬اشنظر‪ ،‬الكاساشني‪ ،‬بدائع الصنائع‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪ ،45‬إبن شنجيم‪ ،‬البحر الرائق‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪ ،260‬إبن‬ ‫عبد البر‪ ،‬الكافي‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ ،326‬الشيرازي‪ ،‬المهذب‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ ،179‬البهققوتي‪ ،‬كشققاف‬ ‫القناع‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪ ،329-328‬المرتضى‪ ،‬أحمدم بن يحيى‪ ،‬شرح الزهار‪ ،‬دار إحياء الترا ث‬ ‫العربي‪ ،‬دون مكان وتاريخ‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ ،514‬الشماخي‪ ،‬عامر‪ ،‬اليضاح‪ ،‬ط ‪ ،2‬وزارة الترا ث‬ ‫القومي والثقافة‪ ،‬عمان‪1416 ،‬هق‪1996-‬م‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪.7‬‬ ‫‪ .84‬إبن كثير‪ ،‬تفسير القرآن العظيم‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.366-365‬‬ ‫‪ .85‬أبو زهرة‪ ،‬المام محمد‪ ،‬تنظيم السلم للمجتمع‪ ،‬بقدون دار شنشقر‪ ،‬وتاريققخ شنشقر‪1965 ،‬م‪،‬‬ ‫ص ‪.157‬‬ ‫‪ .86‬سلمة‪ ،‬عابدين‪ ،‬الحاجات الساسية في السلم‪ ،‬مجلة أبحا ث القتصاد السققلمي‪ ،‬جققدة‪،‬‬ ‫العدد الثاشني‪1404 ،‬هق‪ ،‬ص ‪.44‬‬ ‫‪ .87‬أخرجه البخاري‪ ،‬مختصر صحيح البخاري‪ ،‬ص ‪.334‬‬ ‫‪ .88‬القرضاوي‪ ،‬يوسف‪ ،‬آثار الزكاة في الفققراد والمجتمعققات‪ ،‬أبحققا ث وأعمققال مققؤتمر الزكققاة‬ ‫الول ‪ 29‬رجب ‪1404‬هق ‪ 30 -‬إبريل‪1984 ،‬م‪ ،‬بيت الزكاة‪ ،‬الكويت‪ ،‬ص ‪.50‬‬ ‫‪ .89‬الكفراوي‪ ،‬عوض‪ ،‬الرقابة الماليققة فققي السققلم‪ ،‬مؤسسققة شققباب الجامعققة‪ ،‬السققكندرية‪،‬‬ ‫‪1983‬م‪ ،‬ص ‪.95‬‬ ‫‪ .90‬سورة القصص‪ ،‬آية ‪.77‬‬

‫‪-46 -‬‬


‫‪ .91‬الشاطبي‪ ،‬إبراهيم موسى‪ ،‬الموافقات في أصول الحكام‪ ،‬تعليق محمد خضر‪ ،‬دار الفكققر‬ ‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بدون مكان شنشر وتاريخ شنشر‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.132‬‬ ‫‪ .92‬سورة المؤمنون‪ ،‬آية ‪.4‬‬ ‫‪ .93‬زبير‪ ،‬محمد عمر‪ ،‬خصائص الفكر السلمي القتصققادي‪ ،‬منظمققة النققدوة العلميققة للشققباب‬ ‫السلمي‪ ،‬اللققاء الثقاشني للنقدوة‪ ،‬مقن ‪ 23‬ذي القعقدة حقتى ‪ 3‬مقن ذي الحجقة‪ ،‬الريقاض‬ ‫‪1393‬هق‪ ،‬ص ‪.206‬‬ ‫‪ .94‬أخرجه البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪ ،520‬رقم الحديث ‪ ،1366‬سنن أبي داود‪ ،‬ج‬ ‫‪ ،1‬ص ‪.394‬‬ ‫‪ .95‬السحيباشني‪ ،‬أثر الزكاة على تشغيل الموارد القتصادية‪ ،‬ص ‪ ،176-175‬وممن شنقل عنهققم‬ ‫ذلك‪ :‬القرضاوي‪ ،‬محمد أشنس الزرقاء‪ ،‬منذر قحف‪ ،‬عبدا الطاهر‪ ،‬شنعمت مشقهور‪ ،‬محمققد‬ ‫سر الختم‪.‬‬ ‫‪ .96‬الخالدي‪ ،‬محمود‪ ،‬سوسيولوجيا القتصاد السلمي‪ ،‬ط ‪ ،1‬مكتبة الرسالة الحديثة‪ ،‬عمققان‪،‬‬ ‫‪1985‬م‪ ،‬ص ‪.40‬‬ ‫‪ .97‬مرطان‪ ،‬سعيد مدخل للفكر القتصادي في السلم‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪1986 ،‬م‪ ،‬ص ‪186‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ .98‬أبققو داود‪ ،‬سققنن أبققي داود‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ ،354‬الحققاكم‪ ،‬محمققد عبققدا‪ ،‬المسققتدرك علققى‬ ‫الصحيحين‪ ،‬ط ‪ ،1‬حيدر أباد‪ ،‬الهند‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ ،531‬وقال عنه الحاكم حديث صحيح السناد‬ ‫ولم يخرجاه‪.‬‬ ‫‪ .99‬العسال وأحمد‪ ،‬النظام القتصادي في السلم‪ ،‬ص ‪ ،14‬واشنظر ‪ :‬القيسي‪ ،‬حميد‪ ،‬مبققادئ‬ ‫القتصاد السياسي‪ ،‬ط ‪ ،3‬مؤسسة الوحدة للطباعققة والنشققر‪ ،‬الكققويت‪1978 ،‬م‪ ،‬ص ‪-26‬‬ ‫‪ ،27‬محروس‪ ،‬محمد‪ ،‬مقدمة في القتصاد‪ ،‬ط ‪ ،3‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪1972 ،‬م‪،‬‬

‫‪-47 -‬‬


‫ص ‪ ،364‬المحجوب‪ ،‬رفعت‪ ،‬القتصاد السياسي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪1977 ،‬م‪ ،‬ج‬ ‫‪ ،1‬ص ‪ ،92‬هاشم‪ ،‬إسققماعيل محمققد‪ ،‬محاضققرات فققي مبققادئ القتصققاد‪ ،‬دار الجامعققات‬ ‫المصرية‪ ،‬السكندرية‪ ،‬ص ‪.64-63‬‬ ‫‪ .100‬مرطان‪ ،‬مدخل للفكر القتصادي في السلم‪ ،‬ص ‪.182‬‬ ‫‪ .101‬العسال وأحمد‪ ،‬النظام القتصادي في السلم‪.114 ،‬‬ ‫‪ .102‬الزرقاء‪ ،‬محمد أشنس‪ ،‬دور الزكاة‪ ،‬في القتصاد والسياسة المالية‪ ،‬مؤتمر الزكققاة الول‪،‬‬ ‫الكويت‪1984 ،‬م‪ ،‬ص ‪ ،281‬مرطان‪ ،‬مدخل للفكر القتصادي في السلم‪ ،‬ص ‪.187‬‬ ‫‪ .103‬قحف‪ ،‬القتصاد السلمي‪ ،‬ص ‪.136‬‬ ‫‪ .104‬صقر‪ ،‬محمد‪ ،‬القتصاد السلمي مفققاهيم ومرتكققزات‪ ،‬ط ‪ ،1‬بققدون دار شنشققر ومكققان‬ ‫شنشر‪1978 ،‬م‪ ،‬ص ‪ ،86‬وما بعدها ‪.‬‬ ‫‪ .105‬الكفراوي‪ ،‬الرقابة المالية في السلم‪ ،‬ص ‪.88‬‬ ‫‪ .106‬البيهقي‪ ،‬السنن الكبرى‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪ ،180‬وقال فيه‪ :‬ورواه حسن بن صالح وجرير بققن‬ ‫عبد الحميد عن أشعث‪ ،‬وقال عن أبي رافع وهو الصواب‪.‬‬ ‫‪ .107‬القرضاوي‪ ،‬فقه الزكاة‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪ ،892-889‬أبو السعود‪ ،‬محمود‪ ،‬خطوط رئيسية في‬ ‫القتصاد السلمي‪ ،‬ط ‪ ،2‬مكتبة المنار السلمية‪ ،‬الكويت‪ 1388 ،‬هق ‪1968 -‬م‪ ،‬ص ‪.20‬‬ ‫‪ .108‬العسال وأحمد‪ ،‬النظام القتصادي في السلم‪ ،‬ص ‪.115‬‬ ‫‪ .109‬المصري‪ ،‬عبد السميع‪ ،‬مقومققات القتصققاد السققلمي‪ ،‬ط ‪ ،3‬مكتبققة وهبققة‪ ،‬القققاهرة‪،‬‬ ‫‪1983‬م‪.125 ،‬‬

‫‪-48 -‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.