الخرائط الموضوعية بين النظم النقليدية و برامج نظم المعلومات الجغرافية

Page 1

‫‪http://docs.ksu.edu.sa/DOC/Articles42/Article420395.doc‬‬

‫ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﻭﺒﺭﺍﻤﺞ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ‬ ‫ﺩ‪ .‬ﻨﺎﺼﺭ ﺒﻥ ﺴﻠﻤﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ‪:‬‬ ‫ﺘﻬﺘﻡ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺒﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﺒﺄﺴﻠﻭﺏ ﻨﻭﻋﻲ ﻭﺁﺨﺭ ﻜﻤﻲ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺼﻐﻴﺭﺓ ﺃﻭ ﻤﺘﻭﺴﻁﺔ ﺍﻟﻤﻘﻴﺎﺱ ‪ .‬ﻭﻋﻨﺩ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺒﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻓﻴﺠﺏ ﺃﻭ ﹰ‬ ‫ﻻ ﺃﻥ ﻨﺘﻌﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺭﻤﻴﺯ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻡ‬ ‫ﻹﺒﺭﺍﺯ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ‪ .‬ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﻡ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﺼﻨﻴﻑ‬ ‫ﻟﻠﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺭﺅﻴﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺘﺘﻀﻤﻨﻬﺎ ﺇﻱ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺍﻷﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺏ ﻟﺒﻴﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻬﺩﻑ ‪.‬‬ ‫ﻭﻫﻨﺎ ﻨﻭﻀﺢ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺘﻌﺘﻤﺩ ﻓﻲ ﺘﻤﺜﻴﻠﻬﺎ ﻟﻠﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻤﻥ‬ ‫ﺍﻟﻠﻭﻥ ﻟﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺒﺄﺴﻠﻭﺏ ﻨﻭﻋﻲ ﻭﻜﻤﻲ ‪ ،‬ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺭﻤﻭﺯ ﺍﻟﻬﻨﺩﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴﺎﺤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺠﻡ ﻭﺍﻟﻤﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺭﻴﺎﻀﻴﺔ ﺒﺤﺘﺔ ﻴﺘﻡ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺭﻤﻭﺯ ﻭﺭﺒﻁ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ‬ ‫ﺒﻴﻥ ﺃﺭﻗﺎﻡ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻻﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﺒﻨﺎﺅﻫﺎ ﻟﻜل ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻴﺭﺍﺩ ﺘﻤﺜﻴﻠﻬﺎ ﺃﻭ ﺘﺭﻤﻴﺯﻫﺎ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺒﺄﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﺘﺭﻤﻴﺯ ﺍﻟﻜﻤﻲ) ‪. (Robinson & Others1984 p277-366‬‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺴﻨﺴﺘﺨﺩﻡ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﻠﻭﻥ ﻭﺍﻟﺭﻤﻭﺯ ﺍﻟﻬﻨﺩﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﻟﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ‬ ‫ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺒﺄﺴﻠﻭﺏ ) ﻨﻭﻋﻲ " ﺃﺴﻤﻲ " ﻭﺁﺨﺭ ﻜﻤﻲ (‪ ،‬ﻭﺫﻟﻙ ﻟﻠﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻁﺭﻕ‬ ‫ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺭﺍﻤﺞ ﺍﻟﺤﺎﺴﻭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ‪ .‬ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺘﺨﺩﻡ ﺠﻤﻴﻌﹰﺎ ﺍﻷﺴﺱ‬ ‫ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻭﺫﻟﻙ ﺒﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺨﺹ ﻜل ﺭﻤﺯ ﻤﺴﺘﺨﺩﻡ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ‪ .‬ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺴﺘﺭﻜﺯ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻁﺒﻕ ﻤﻥ‬ ‫ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﺤﺎﻟﻴﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ‪ ،‬ﻭﻤﺎ ﻫﻰ ﺍﻟﻤﻤﻴﺯﺍﺕ ﻭﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﺘﺤﺘﻭﻴﻬﺎ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﻭﺒﺭﺍﻤﺞ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ‪،‬‬ ‫ﻤﻁﺒﻘﻴﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻜل ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﻭﺍﻷﺴﺱ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺔ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﻜﺯ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻟﺤﺴﺎﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻻﺕ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻟﺘﺤﻭﻴل ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ‬ ‫ﻤﻥ ﺠﺩﺍﻭل ﺭﻗﻤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺸﻜﺎل ﻤﺭﺌﻴﺔ ﺘﻌﻜﺱ ﻤﺤﺘﻭﻴﺎﺕ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﻭﻋﺭﺽ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺩﺭﻭﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺭﻗﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﻤﻊ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻤﻊ ﺫﻭﻱ‬ ‫ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﻟﻠﺘﺄﻜﺩ ﻤﻥ ﺘﻁﺎﺒﻕ ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ‬ ‫ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﺘﻁﺒﻴﻘﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺘﻭﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺘﺘﺒﻨﺎﻩ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﻋﻨﺩ‬ ‫ﻼ‪.‬‬ ‫ﺘﻨﻔﻴﺫﻫﺎ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺃﻱ ﺨﺭﻴﻁﺔ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻤﺜل " ﺍﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻨﻴﺔ " ﺃﻭ " ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺌﻭﻴﺔ " ﻤﺜ ﹰ‬


‫ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺴﺅﺍل ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺩﻭﺭ ﺤﻭﻟﻪ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻬﻭ ﻜﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺒﻌﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ " ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ " ﺘﻡ ﺍﺴﺘﻴﻌﺎﺒﻬﺎ ﺘﻘﻨﻴﹰﺎ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﻤﻥ ﻀﻤﻥ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺘﻭﻴﻬﺎ‬ ‫ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ؟ ‪.‬‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﻨﻅﺭﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻤﻥ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺭﻤﻭﺯ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﻭﺍﻟﺨﺎﺼﻴﺔ ﺍﻹﺩﺭﺍﻜﻴﺔ ﻟﻜل ﺭﻤﺯ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻭﻗﺩﺭﺓ ﺍﻟﺭﻤﺯ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻡ‬ ‫ﻓﻲ ﺘﻭﺼﻴل ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺔ ﺒﺴﻬﻭﻟﺔ ﻭﻴﺴﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ﻟﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ‪ ،‬ﻓﻬل ﺃﻤﻜﻥ ﺒﺭﻤﺠﺔ‬ ‫ﻜل ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﻤﻥ ﻀﻤﻥ ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﺭﺓ ﺘﻘﻨﻴﹰﺎ ؟ ﻭﻜﻡ ﻤﻨﻬﺎ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﻁﺒﻴﻘﻪ ﺤﺘﻰ‬ ‫ﺍﻵﻥ ﻨﻅﺭﹰﺍ ﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁﻲ ﻭﺍﻷﺴﺱ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﺘﻁﺒﻴﻘﻬﺎ ﻋﻨﺩ ﺒﻨﺎﺀ ﺨﺭﻴﻁﺔ ﻤﺜل " ﺨﺭﻴﻁﺔ‬ ‫ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺜﻠﺜﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺴﻤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺭﺒﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺴﻤﺔ " ‪ .‬ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﺒﻀﺭﻭﺭﺓ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻜل‬ ‫ﺍﻟﺭﻤﻭﺯ ‪ ،‬ﻓﻘﺩ ﺤﺩﺩﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﻭﺍﻟﻤﺜﻠﺜﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺭﺒﻌﺎﺕ ﻟﻜﺜﺭﺓ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ‬ ‫ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻁﺎﻟﺱ ﻭﻓﻲ ﺍﻷﺒﺤﺎﺙ ﻭﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ‪ .‬ﻭﻗﺩ ﺘﺒﻴﻥ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻤﻌﻤﻠﻲ‬ ‫ﻗﺼﻭﺭ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺘﻘﻨﻲ ﻓﻲ ﺒﺭﻤﺠﺔ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺴﻴﺘﻡ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻨﻬﺎ ﺒﻌﺩ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻀﻭﺀ ﻋﻠﻰ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻤﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ﺍﻟﺭﻤﻭﺯ‬ ‫ﺍﻟﻬﻨﺩﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﺭﻤﻭﺯ ﺍﻟﻬﻨﺩﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﻜﻤﺴﻤﻰ ﻟﻠﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ‪:‬‬ ‫ﺘﻌﺩ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺃﺤﺩ ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻁﺒﻘﺔ ﻟﻌﺭﺽ ﺃﻭ ﻟﺭﺅﻴﺔ ﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺴﻁﺢ‬ ‫ﺍﻷﺭﺽ ﻤﻥ ﻅﻭﺍﻫﺭ ﺒﺄﺴﻠﻭﺏ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻭﻥ ﺜﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻤﺯ ﺍﻟﻬﻨﺩﺴﻲ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﻟﻌﺭﺽ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ‬ ‫ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺒﺄﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﺭﻤﻭﺯ ﺍﻟﻬﻨﺩﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﺤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻭﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﺎﻟﻴﻡ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ‬ ‫‪ .‬ﻭﻨﻅﺭﹰﺍ ﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻨﻴﻴﻥ ﻤﻥ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﺨﺒﺭﺓ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩﺓ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ﺍﻟﻴﺩﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻁﻠﺏ ﻭﻗﺘﹰﺎ ﻭﻤﻬﺎﺭﺓ ﻓﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺒﺔ ﻴﺩﻭﻴﺎﹰ‪،‬‬ ‫ﻭﻋﻠﻤﻴﹰﺎ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﻜل ﺍﻷﺴﺱ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺒﺔ ﻟﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺫﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺭﻗﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺓ ﻫﻨﺎ ﺒﺎﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺨﺭﺍﺌﻁﻬﻡ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻨﺕ ﺒﺤﺜﻴﺔ‬ ‫ﻼ ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﻫﻭ ﻏﻴﺭ ﻤﺼﻤﻤﻬﺎ ﻭﻫﺫﺍ‬ ‫ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﻓﻲ ﺸﻜل ﻤﺸﺎﺭﻴﻊ ﻤﺜل ﺍﻷﻁﺎﻟﺱ ﻤﺜ ﹰ‬ ‫ﻴﻘﺘﻀﻲ ﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﻠﻘﻲ ﺍﻟﻀﻭﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﺭﺓ ﻭﺘﺤﺩﻴﺩ ﺃﻓﻀﻠﻬﺎ ﻟﻌﺭﺽ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻭﺃﻴﻬﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻭ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﻤﺜﻴﻠﻪ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ‪ .‬ﻻﺴﻴﻤﺎ ﺃﻥ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﺃﻥ ﻴﺘﻌﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﻤﺤﺘﻭﻴﺎﺘﻬﺎ ﻭﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﺭﺓ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁﻴﺔ ‪ .‬ﻭﺃﻻ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﹰﺍ ﻜﻠﻴﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺼﻤﻡ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﻓﻲ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﻭﺘﺼﻤﻴﻡ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ‬ ‫ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻷﺒﺤﺎﺙ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺒﺎﻟﻤﺸﺎﺭﻴﻊ ‪ ،‬ﻷﻥ‬ ‫ﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﻟﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺠﻴﺩﹰﺍ ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺃﻱ ﺨﺭﻴﻁﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻤﻕ ﻓﻲ ﺸﺭﺡ ﻤﺤﺘﻭﻴﺎﺘﻬﺎ ﻭﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ‬ ‫ﺒﻴﻥ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﺘﻤﻜﻨﹰﺎ ﻤﻥ ﺍﻷﺴﻠﻭﺏ‬ ‫ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ﻟﻌﺭﺽ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﺩﺭﻭﺴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﻜﺩ ﻤﻥ ﺼﺤﺔ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭﺓ‬ ‫ﻭﻤﺩﻯ ﺼﻼﺤﻴﺘﻬﺎ ﻟﻌﺭﺽ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻤﻊ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻠﺨﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁﻴﺔ‬ ‫ﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻭﻗﺩﺭﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻴﺔ ﻤﺤﺘﻭﻯ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻭﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻬﺩﻑ‬ ‫ﻤﻥ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﻬﺎ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺎﻟﺘﻌﻠﻴل ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ‪ ،‬ﻋﻨﺩﻫﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﺃﻥ ﻴﺭﻜﺯ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺒﻴﻥ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﻭﻤﺤﺘﻭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﻭﺃﻥ ﻴﺴﻌﻰ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺔ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺴﻌﻴﻪ ﻭﺭﺍﺀ‬

‫‪٢‬‬


‫ﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺭﻤﻴﺯ ﺃﻭ ﺍﻟﺭﻤﻭﺯ ﺍﻟﻬﻨﺩﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﻓﻲ ﻨﻤﺫﺠﺔ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ) ‪. ( Dent, 1993 p 12-21‬‬ ‫ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻤﻠﻴﻥ ﻤﻊ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻴﺩﺭﻜﻭﻥ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺘﺭﻜﺯ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺒﻴﺎﻥ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻤﻌﻴﻥ ﺃﻤﺎ ﺒﺎﻟﻠﻭﻥ ﻤﺜل ﺒﻴﺎﻥ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﺘﺭﺒﺔ ﺃﻭ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ‬ ‫ﺍﻟﺠﻴﻭﻟﻭﺠﻲ ﺃﻭ ﺍﻷﺠﻨﺎﺱ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻭ ﺍﻟﻐﻁﺎﺀ ﺍﻟﻨﺒﺎﺘﻲ ﺃﻭ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻐﻠﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺒﺄﺴﻠﻭﺏ ﻨﻭﻋﻲ ‪.‬ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﻟﻠﻭﻥ ﻟﺒﻴﺎﻥ ﻗﻴﻡ ﻜﻤﻴﺔ ﻟﻅﻭﺍﻫﺭ‬ ‫ﻼ ﻭﻓﻲ ﻫﺫﻩ‬ ‫ﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻤﺜل ﺍﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺌﻭﻴﺔ ﻟﻠﺩﺨل ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺩﻭل ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻤﺜ ﹰ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ " ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﻨﻭﻋﻲ ﻫﻭ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﻟﻭﻥ ﻤﺨﺘﺎﺭ ﻤﻥ ﻗﺒل‬ ‫ﻤﺼﻤﻡ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﺃﻭ ﻤﻨﺸﺅﻫﺎ ﻴﻅﻬﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﺤﺩ ﺃﻗﺎﻟﻴﻡ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﻟﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﻤﺴﻤﻰ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺫﻟﻙ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﻭﻟﻤﺼﻤﻡ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺃﻥ ﻴﺨﺘﺎﺭ ﺍﻷﻟﻭﺍﻥ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻘﻴﺩ ﺒﺄﻱ ﺸﺭﻁ‬ ‫ﻤﻌﻴﻥ ﻻﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻷﻟﻭﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﺍﻷﻟﻭﺍﻥ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﻜﺨﻠﻔﻴﺔ ﻟﻭﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﻋﻠﻰ ﺩﻭل ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺴﻴﺎﺴﻴﹰﺎ ﻻ ﺘﻌﻨﻲ ﺃﻱ ﺸﻲﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ‪.‬‬ ‫ﺃﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻜﻤﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ﻓﻲ ﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﻜﻤﻴﺔ ﻟﻠﻅﻭﺍﻫﺭ‬ ‫ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻴﺨﻀﻊ ﻟﺸﺭﻭﻁ ﻤﻨﻬﺎ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﺘﺩﺭﺝ ﺍﻟﻠﻭﻨﻲ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺴﻕ ﻭﺍﻟﻤﺩﺭﻙ ﺒﺼﺭﻴﹰﺎ ﻭﺍﻟﺫﻱ‬ ‫ﻴﺘﻤﺎﺸﻰ ﻤﻊ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺒﺔ ﺍﻟﻔﺌﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﻟﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ‪،‬‬ ‫ﻼ‬ ‫ﻼ ﺴﺘﻤﺜل ﺒﺄﻟﻭﺍﻥ ﻤﺘﺩﺭﺠﺔ ﻭﻟﻜﻥ ﻤﻥ ﺃﺼل ﻭﺍﺤﺩ ‪ ،‬ﻓﻤﺜ ﹰ‬ ‫ﻼ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺴﺏ ﺍﻟﻤﺌﻭﻴﺔ ﻟﻠﺩﺨل ﻤﺜ ﹰ‬ ‫ﻓﻨﺭﻯ ﻤﺜ ﹰ‬ ‫ﻴﺘﻭﺯﻉ ﺍﻟﻠﻭﻥ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﺎﻟﻴﻡ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﺒﺤﻴﺙ ﻴﻐﻁﻲ ﻜل ﺇﻗﻠﻴﻡ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻠﻭﻥ ﻭﻟﻜﻥ ﺒﺩﺭﺠﺔ ﻟﻭﻨﻴﺔ ﻟﻬﺎ‬ ‫ﻨﺴﺒﺔ ‪ %٢٠‬ﻭﺒﻨﻔﺱ ﺍﻟﻠﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻠﻴﻪ ﻭﻟﻜﻥ ﺒﻨﺴﺒﺔ ‪ %٤٠‬ﻭﻫﻜﺫﺍ ﺤﺘﻰ ‪ % ١٠٠‬ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ‬ ‫ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﺨﻠﻁ ﺍﻟﻠﻭﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﻤﺢ ﻟﻤﺼﻤﻡ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﺃﻥ ﻴﻤﺯﺝ ﺒﻴﻥ ﻟﻭﻨﻴﻥ ﻭﻴﻌﻁﻴﻙ ﺘﺩﺭﺝ ﻤﻨﻁﻘﻲ‬ ‫ﻨﺴﺒﻲ ﺃﻭﺴﻊ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻟﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﺎﻟﻴﻡ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﻟﻌﺭﺽ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ‬ ‫ﻼ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻠﻭﻨﻴﺔ ﻫﻨﺎ ﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺒﻘﺩﺭﺓ ﺍﻟﻌﻴﻥ‬ ‫ﺒﺄﺴﻠﻭﺏ ﻟﻭﻨﻲ ﻟﻪ ﺘﺩﺭﺝ ﻨﺴﺒﻲ ﻜﺎﻷﺼﻔﺭ ﻤﺜ ﹰ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺭﺅﻴﺔ ﻭﺘﻤﻴﻴﺯ ﺍﻟﻔﺭﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﻠﻭﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﺎﻟﻴﻡ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﺍﻹﺩﺭﺍﻜﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺒﺼﺭﻴﺔ ﻟﻠﺸﺨﺹ ﻓﻲ ﺘﻤﻴﻴﺯ ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺍﻟﻠﻭﻨﻲ ﺍﻟﻤﺘﺠﺎﻭﺭ ﻭﻟﻴﺱ ﻤﺭﺘﺒﻁﹰﺎ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﺒﺄﻱ ﻤﻌﺎﺩﻻﺕ‬ ‫ﺤﺴﺎﺒﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ‪.‬‬ ‫ﺃﻤﺎ ﺍﻷﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﻟﻠﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻓﻬﻭ ﺍﻷﺴﻠﻭﺏ‬ ‫ﺍﻟﻜﻤﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﻜﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻠﻭﻥ ﻭﺍﻟﺭﻤﻭﺯ ﺍﻟﻬﻨﺩﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻟﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻤﺜل ﺍﻟﺩﻭﺍﺌﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺜﻠﺜﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺭﺒﻌﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻷﻋﻤﺩﺓ ﺃﻭ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻤﻭﺯ‬ ‫ﺍﻟﻬﻨﺩﺴﻴﺔ ‪ ،‬ﺤﻴﺙ ﻴﻅﻬﺭ ﺍﻟﺭﻤﺯ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﺎﻟﻴﻡ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﻓﻲ ﺃﺤﺠﺎﻡ‬ ‫ﻭﻤﺴﺎﺤﺎﺕ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻤﺘﺄﺜﺭﺓ ﺒﺎﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻹﺤﺼﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﻓﻲ ﺘﻤﺜﻴل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ‬ ‫ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ‪ .‬ﻭﻴﺴﻤﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀ ﺒﺎﻟﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﻜﻤﻲ ‪.‬‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﻤﺴﻤﻰ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻨﻨﺎ ﺴﻨﻨﺎﻗﺵ ﻤﻭﻀﻭﻉ‬ ‫ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻥ ﻭﺠﻬﺔ ﻨﻅﺭ ﺨﺭﺍﺌﻁﻴﺔ ﺒﺤﺘﺔ ﺘﺼﻨﻑ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ " ﺍﻟﺭﻤﺯ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻡ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل " ‪ ،‬ﻓﻨﻘﻭل ‪ :‬ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻜﻭﺭﻭﺒﻠﺙ ‪ ،‬ﺃﻭ ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﻟﻠﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ‪ ،‬ﺃﻭ‬ ‫ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﺩﻭﺍﺌﺭ ‪ ،‬ﺃﻭ ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﺜﻠﺜﺎﺕ ‪ ،‬ﺃﻭ ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﺒﻌﺩ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ‪ ،‬ﺃﻭ ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻷﻋﻤﺩﺓ ﺃﻭ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ‬ ‫‪٣‬‬


‫ﺍﻟﺭﻤﻭﺯ ﺍﻟﻬﻨﺩﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﻟﻌﺭﺽ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺒﺔ‬ ‫ﺒﺎﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻭﺍﻟﻬﺩﻑ ﺍﻟﻭﺍﻀﺢ ‪ .‬ﻭﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﻨﻭﻉ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﻠﻙ‬ ‫ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺯ ﺴﻴﻜﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﺭﻤﺯ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺏ ﻟﻌﺭﺽ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ‬ ‫ﻭﺘﻭﺼﻴل ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺔ ﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﻬﺎ ﺒﺄﺴﻠﻭﺏ ﻋﻠﻤﻲ ﺴﻬل ﻴﺘﻭﺼل ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻪ ﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﺇﻟﻰ ﻓﻬﻡ‬ ‫ﻤﺤﺘﻭﻯ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ‪ ،‬ﻜﻤﺎ ﻴﺘﻤﻜﻥ ﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﻤﻥ ﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻀﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﻭﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺭﻤﺯ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ﻟﻌﺭﺽ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ‪ .‬ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﻜﻨﻨﺎ ﻤﻥ ﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﻭﺍﻓﺘﺭﺍﻀﺎﺕ ﻭﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﻜﻤﺎ ﺘﻤﻜﻨﻨﺎ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺭﺅﻯ ﻤﻥ‬ ‫ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﻭ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﻭﺍﻟﻌﺭﺽ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺘﺴﺎﺅل ﻤﻁﺭﻭﺡ ﻟﻪ ﺍﺭﺘﺒﺎﻁ ﺒﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺘﻭﺍﺠﺩ‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ‪ .‬ﻜﻤﺎ ﺘﺘﻤﻴﺯ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﺒﻌﺭﺽ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻭﺭﺅﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺒﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺒﻁ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺒﺎﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺘﻭﺍﺠﺩ‬ ‫ﻓﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺸﻜل ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺭﻗﻤﻴﺔ ﺘﻤﻜﻥ ﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﻤﻥ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴل ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ‪ .‬ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﻤﺯﻭﺩﺓ ﺒﺎﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺭﻨﺎﻤﺞ‬ ‫ﻟﻌﺭﺽ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﺎﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺒﺔ ﻭﺒﺎﻟﺭﻤﺯ‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻭﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﺇﻟﻜﺘﺭﻭﻨﻴﺔ ﺘﺴﺎﻋﺩ ﻓﻲ ﺴﺭﻋﺔ ﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻤﻥ ﺯﻭﻴﺎ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﻭﺒﺄﺴﺎﻟﻴﺏ‬ ‫ﺘﺭﻤﻴﺯﻴﺔ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﺘﺴﺎﻋﺩ ﻋﻠﻰ ﺘﺴﻬﻴل ﻋﺭﺽ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻤﻊ ﺴﻬﻭﻟﺔ ﺘﻭﺼﻴل ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺔ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﺒﺴﻬﻭﻟﺔ ﻭﻴﺴﺭ ﻭﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﻟﻤﺘﺨﺫﻱ ﺃﻭ ﺼﺎﻨﻌﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ‪.‬‬ ‫ﻭﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ‪ ،‬ﺴﻴﺘﻡ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﺒﻴﻥ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻱ‬ ‫ﻭﺒﻴﻥ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ‪ .‬ﻭﻫل ﻫﻨﺎﻙ ﺘﻤﺎﺜل ﻓﻲ‬ ‫ﻋﺩﺩ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﺭﺓ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺒﺎﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻨﻅﻡ‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ؟‪ .‬ﻭﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺎﺕ ﻭﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﻜل ﻁﺭﻴﻘﺔ ؟ ﻭﻫل ﻫﻨﺎﻙ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺁﻟﻲ ﻟﻜل‬ ‫ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ؟ ﺃﻡ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻁﺭﻕ ﻟﻡ ﺘﺒﺭﻤﺞ ﺒﻌﺩ ﻓﻲ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ؟‬ ‫ﻭﺒﻌﺩ ﺘﻭﻀﻴﺢ ﺍﻟﻤﻨﻅﻭﺭ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻨﺴﻌﻰ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺒﺎﻟﻘﺩﻴﻡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺭﻑ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺒﻨﺘﻪ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﻜﺯ ﻋﻠﻰ ﺘﺴﻤﻴﺔ‬ ‫ﻼ ﻤﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ‬ ‫ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺒﺎﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﻨﻴﺕ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ‪ .‬ﺃﻤ ﹰ‬ ‫ﺨﺭﺍﺌﻁﻲ ﻓﻲ ﺘﻁﻭﻴﺭ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﻬﺎ ﻟﺘﻭﺴﻴﻊ ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻟﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ‪.‬‬ ‫ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ‪:‬‬ ‫‪ (١‬ﺃﺴﻠﻭﺏ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻠﻭﻥ ﻟﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻨﻭﻋﻴﹰﺎ ﻭﻜﻤﻴﹰﺎ ‪.‬‬ ‫‪ (٢‬ﺃﺴﻠﻭﺏ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﺭﻤﻭﺯ ﺍﻟﻬﻨﺩﺴﻴﺔ ﻜﺎﻟﺩﻭﺍﺌﺭ ﻭﺍﻟﻤﺜﻠﺜﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺭﺒﻌﺎﺕ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻜﻤﻴﹰﺎ‬ ‫ﺒﻤﻌﺎﺩﻻﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﺴﺎﺒﻴﺔ ﻟﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺒﺭﻤﺯ ﻭﺍﺤﺩ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻷﺤﺠﺎﻡ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﻡ‬ ‫ﺍﻟﻜﻤﻴﺔ ﻟﻠﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﺯﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻜل ﺃﻗﺎﻟﻴﻡ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ‪ .‬ﻭﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺭﻤﻭﺯ‬ ‫ﺍﻟﻬﻨﺩﺴﻴﺔ ﻫﻰ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﹰﺎ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﺴﺘﻌﺭﺍﺽ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻷﻁﺎﻟﺱ ﻭﺍﻟﻤﺨﻁﻁﺎﺕ‬ ‫ﻭﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺒﺄﻨﻭﺍﻋﻬﺎ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻁﺒﻭﻏﺭﺍﻓﻴﺔ ﻭﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﺴﺘﻌﺭﺍﺽ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ‬ ‫ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻷﺒﺤﺎﺙ ﻭﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﻭﻀﻌﻬﺎ‬ ‫ﺘﺤﺕ ﺍﻟﻤﺴﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬ ‫‪٤‬‬


‫ﻤﺴﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻤﻭﺯ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﻓﻲ ﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ‪:‬‬ ‫ﺘﺤﺘﻭﻯ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﻬﺎ ﻟﻌﺭﺽ‬ ‫ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ‪ .‬ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﻫﻰ ‪:‬‬ ‫‪ (١‬ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻜﻭﺭﻭﺒﻠﺙ )ﻜﻤﻲ (‪ ،‬ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻅﻼل ﺃﻭ ﺍﻷﻟﻭﺍﻥ " ) ﻜﻤﻲ ‪ ،‬ﻨﻭﻋﻲ ( ‪.‬‬ ‫‪ (٢‬ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﺩﻭﺍﺌﺭ ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ‪.‬‬ ‫‪ (٣‬ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﺩﻭﺍﺌﺭ ﺍﻟﻤﻘﺴﻤﺔ ‪.‬‬ ‫‪ (٤‬ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﺩﻭﺍﺌﺭ ﺍﻟﻤﻨﺼﻔﺔ ‪.‬‬ ‫‪ (٥‬ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ‪.‬‬ ‫‪ (٦‬ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﺜﻠﺜﺎﺕ ‪.‬‬ ‫‪ (٧‬ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﺜﻠﺜﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺴﻤﺔ ‪.‬‬ ‫‪ (٨‬ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﺭﺒﻌﺎﺕ ‪.‬‬ ‫‪ (٩‬ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﺭﺒﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺴﻤﺔ ‪.‬‬ ‫ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻷﻋﻤﺩﺓ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺔ ‪.‬‬ ‫‪(١٠‬‬ ‫ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻷﻋﻤﺩﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ‪.‬‬ ‫‪(١١‬‬ ‫‪(١٢‬‬ ‫ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﺒﻌﺩ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ‪.‬‬ ‫ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﺨﻁﻭﻁ ﺍﻻﻨﺴﻴﺎﺒﻴﺔ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺔ ‪.‬‬ ‫‪(١٣‬‬ ‫ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﺨﻁﻭﻁ ﺍﻻﻨﺴﻴﺎﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﻜﺒﺔ‬ ‫‪(١٤‬‬ ‫ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻜﻌﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﻤﻌﺔ ‪.‬‬ ‫‪(١٥‬‬ ‫ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻜﺎﺭﺘﻭﺠﺭﺍﻡ ﺍﻟﻤﺘﺼل‪.‬‬ ‫‪(١٦‬‬ ‫ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻜﺎﺭﺘﻭﺠﺭﺍﻡ ﺍﻟﻤﻨﻔﺼل ‪.‬‬ ‫‪(١٧‬‬ ‫ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻗﺒل ﻭﻤﻊ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ‪:‬‬ ‫ﻗﺒل ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﺴﻬﺎﻤﺎﺕ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﻓﻲ ﺘﻁﻭﻴﺭ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺒﺼﻔﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻨﻅﺭﹰﺍ ﻟﻜﺜﺭﺓ ﺍﻹﻗﺒﺎل ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺒﺤﺎﺙ ﻭﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻴﻊ ﻭﻓﻲ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻷﻁﺎﻟﺱ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ‪ .‬ﻭﻤﻥ ﻭﺠﻬﺔ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﺃﻓﻀل ﺍﻟﻁﺭﻕ ﻟﺘﻤﺜﻴل‬ ‫ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻷﺨﺹ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﻤﺼﺩﺭ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺘﻲ ﺭﻗﻤﻲ ﺃﻭ ﺇﺤﺼﺎﺌﻲ ﻫﻰ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺔ ﻟﻠﻘﺎﺭﺉ ﺒﺴﺭﻋﺔ ﻭﺴﻬﻭﻟﺔ ﻭﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻤﺘﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺩ ﻓﻲ‬ ‫ﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ‪ .‬ﻭﺘﺒﻴﻥ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻤﺴﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﺭﻤﺯ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﻓﻲ ﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ‪ .‬ﻭﻫﻰ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻜﺜﻴﺭ‬ ‫ﻤﻥ ﺍﻷﻁﺎﻟﺱ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻷﺒﺤﺎﺙ ﻭﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻴﻊ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺘﻭﻴﻬﺎ ﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻭﺍﻟﺨﺎﺼﺔ‬ ‫ﺒﺎﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺎ ﻭﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﻭﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻭﻗﺩ ﺒﻠﻎ ﻋﺩﺩﻫﺎ ‪ ١٧‬ﻁﺭﻴﻘﺔ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﻭﻀﻊ ﺃﻋﻼﻩ ‪.‬‬ ‫ﻼ‬ ‫ﻭﺒﻌﺩ ﺘﺒﻨﻲ ﺘﻘﻨﻴﺔ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ‪ ،‬ﺃﺼﺒﺢ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺘﻌﺎﻤ ﹰ‬ ‫ﻤﺒﺎﺸﺭﹰﺍ ﻴﻤﻜﻨﻙ ﻤﻥ ﻋﺭﺽ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺴﻌﻰ ﻟﻤﻌﺭﻓﺘﻪ ‪ .‬ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜﻨﻙ‬ ‫ﻤﻥ ﺭﺅﻴﺔ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺘﺼﻨﻴﻑ ﻤﺨﺘﺎﺭ ﻟﻠﻘﻴﻡ ﺍﻹﺤﺼﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل‬ ‫‪.‬ﺃﻭ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺘﺴﺎﺅل ﺠﺩﻴﺩ ‪ .‬ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺨﺎﺼﻴﺔ ﻨﻘﻠﺕ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻱ ﺍﻟﻤﻌﻤﻠﻲ ﺍﻟﺫﻱ‬ ‫‪٥‬‬


‫ﻴﻌﺭﺽ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺒﺸﻜل ﻭﺭﻗﻲ ﺜﺎﺒﺕ ‪ Static‬ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﺘﻘﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺤﻘﻕ‬ ‫ﻟﻠﺨﺭﺍﺌﻁ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻤﻠﻴﻥ ﻤﻌﻬﺎ ﺍﻟﺩﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺨﺭﺍﺌﻁ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﺴﺭﻋﺔ ﻓﻲ ﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ‬ ‫ﻭﻋﺭﻀﻬﺎ ﻭﺘﻐﻴﻴﺭﻫﺎ ﺃﻭ ﺨﺯﻨﻬﺎ ﻭﺴﻬﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻌﻬﺎ ‪.‬‬ ‫ﻭﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻨﻅﻡ ‪ ،‬ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺘﻀﻡ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ‬ ‫ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻭﻜﻠﻤﺎ ﺍﺘﺴﻌﺕ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﻟِﻀ ِﻡ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻋﻥ ﺃﻫﻡ‬ ‫ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻁﻠﺒﻬﺎ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ‪ ،‬ﻜﻠﻤﺎ ﺃﻤﻜﻥ ﻤﻌﻪ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺎﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﻭﺍﻟﺤﺼﻭل‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺠﺎﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎل ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺩﺨﻭل ﺇﻟﻰ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﻓﻲ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺎﺴﺘﻌﺭﺍﺽ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻭﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﺴﺘﻌﺭﺍﻀﻬﺎ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﺃﻭ ﻤﻥ‬ ‫ﺨﻼل ﺯﻭﺍﻴﺎ ﺍﻓﺘﺭﺍﻀﺎﺕ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ‪.‬‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﻁﺎﻑ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﺩﻴﻨﺎ ﻤﻨﻅﻭﺭ ﻤﺩﺭﻭﺱ ﻭﻤﺤﺴﻭﺱ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﻤﺜﻴﻠﻪ ﺨﺭﺍﺌﻁﻴﹰﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺭﺍﻤﺞ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺭﺍﻤﺞ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ‬ ‫ﻤﻊ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺭﺒﻁ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺒﻤﺎ ﻴﺨﺼﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﻭﺒﻤﻘﺎﻴﻴﺱ ﻤﺨﺘﺎﺭﺓ‬ ‫ﻭﺒﺎﻟﺘﺭﻤﻴﺯ ﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﻨﻔﻴﺫﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ‪:‬‬ ‫ﺘﻘﺩﻡ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺠﺎﻨﺒﹰﺎ ﻤﻥ ﻨﻅﺎﻤﻬﺎ ﻴﺨﺘﺹ ﺒﺈﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﻟﻠﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺒﻨﻴﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺒﺎﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺒﺎﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ‪:‬‬ ‫‪ (١‬ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻜﻭﺭﻭﺒﻠﺙ )ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻠﻭﻥ ﺒﺄﺴﻠﻭﺏ ﻜﻤﻲ (‪ ،‬ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻅﻼل ﺍﻷﻟﻭﺍﻥ " )ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ‬ ‫ﺍﻷﻟﻭﺍﻥ ﺒﺄﺴﻠﻭﺏ ﻜﻤﻲ ‪ ،‬ﻨﻭﻋﻲ ( ‪.‬‬ ‫‪ (٢‬ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﺩﻭﺍﺌﺭ ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ‪.‬‬ ‫‪ (٣‬ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﺩﻭﺍﺌﺭ ﺍﻟﻤﻘﺴﻤﺔ ‪.‬‬ ‫‪ (٤‬ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﺜﻠﺙ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺔ ‪.‬‬ ‫‪ (٥‬ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﺭﺒﻌﺎﺕ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺔ ‪.‬‬ ‫‪ (٦‬ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻷﻋﻤﺩﺓ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺔ ‪.‬‬ ‫‪ (٧‬ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻷﻋﻤﺩﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ‪.‬‬ ‫‪ (٨‬ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﺒﻌﺩ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ‪.‬‬ ‫ﻴﻼﺤﻅ ﻫﻨﺎ ﻭﻤﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ﺘﻘﺴﻴﻡ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺇﻟﻰ ﺘﻘﺴﻴﻡ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺘﺴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺒﺎﺴﻡ ﺍﻟﺭﻤﺯ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁﻲ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﺒﺄﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺜﻤﺎﻥ ﻁﺭﻕ‬ ‫ﻓﻘﻁ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﻁﺒﻴﻘﻬﺎ ﺒﺎﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻤﻥ ﺍل ‪ ١٥‬ﻁﺭﻴﻘﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺼﻤﻴﻤﻬﺎ ﻭﺘﻨﻔﻴﺫﻫﺎ ﻭﺒﻨﺎﺅﻫﺎ ﺒﺎﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ‬ ‫ﻭﺍﻹﺒﺩﺍﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺨﻴل ﻭﺍﻟﺩﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﻓﺈﻨﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﻅﻬﺭ ﻤﻥ ﻀﻤﻥ ﻗﺩﺭﺍﺕ ﻁﺭﻕ ﺍﻟﻌﺭﺽ ﻟﻨﻅﻡ‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﺤﺎﻟﻴﹰﺎ ﻭﻟﻌل ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﻨﻭﺍﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻕ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﻡ‬ ‫ﺃﻭ ﺴﺒﺏ ﺘﻭﺍﺠﺩﻫﺎ ﺒﺤﺩ ﺫﺍﺘﻪ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺠﺩﻴﺭ ﺒﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻭﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﺠﻴﺩﺓ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﺎ ﻗﺩﻤﺘﻪ‬ ‫ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻥ ﻤﻼﺤﻅﺎﺕ ﻭﻤﺎ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻪ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻤﻥ ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ‪ ،‬ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ‬ ‫‪٦‬‬


‫ﺘﻠﻘﻲ ﺍﻟﻀﻭﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻡ ﻴﺘﻡ ﺒﺭﻤﺠﺘﻬﺎ ﻜﻤﺎ ﺘﻠﻘﻲ ﺍﻟﻀﻭﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺘﻭﻴﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻡ ﺘﻅﻬﺭ ﻋﻠﻰ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺒﻨﺎﺅﻫﺎ ﺒﺎﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ‪:‬‬ ‫ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ‪.‬‬ ‫‪(١‬‬ ‫ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﺜﻠﺜﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺴﻤﺔ ‪.‬‬ ‫‪(٢‬‬ ‫ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﺭﺒﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺴﻤﺔ ‪.‬‬ ‫‪(٣‬‬ ‫ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻜﺎﺭﺘﻭﺠﺭﺍﻡ ﺍﻟﻤﺘﺼل ‪.‬‬ ‫‪(٤‬‬ ‫ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻜﺎﺭﺘﻭﺠﺭﺍﻡ ﺍﻟﻤﻨﻔﺼل ‪.‬‬ ‫‪(٥‬‬ ‫ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﺨﻁﻭﻁ ﺍﻻﻨﺴﻴﺎﺒﻴﺔ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺔ ‪.‬‬ ‫‪(٦‬‬ ‫ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﺨﻁﻭﻁ ﺍﻻﻨﺴﻴﺎﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﻜﺒﺔ ‪.‬‬ ‫‪(٧‬‬ ‫ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻜﻌﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﻤﻌﺔ ‪.‬‬ ‫‪(٨‬‬ ‫ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﺩﻭﺍﺌﺭ ﺍﻟﻤﻨﺼﻔﺔ ‪.‬‬ ‫‪(٩‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴل ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻋﺩﻡ ﻅﻬﻭﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﻋﻠﻰ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ‪:‬‬ ‫‪(١‬‬

‫ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ‪:‬‬ ‫ﺘﻌﺭﻑ ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺼﻐﻴﺭ ﺃﻭ ﻤﺘﻭﺴﻁﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﻘﻴﺎﺱ ﺘﻭﺯﻉ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺒﺎﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺭﻤﺯ ﺍﻟﻨﻘﻁﺔ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺠﻡ‬ ‫)ﻭﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻨﻘﻁﺔ ﺩﻻﻟﻪ ﻜﻤﻴﺔ ﺘﺤﺩﺩﻫﺎ ﻨﻭﻉ ﻭﻜﻤﻴﺔ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ( ﻭﺍﻟﻤﻭﺯﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﺒﺎﻟﻘﺭﺏ ﻤﻥ ﻤﻜﺎﻥ ﺘﻭﺍﺠﺩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻤﺎ ﺃﻤﻜﻥ (‬ ‫) ‪.Dickinson 1987 p45‬‬ ‫ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﻁﺒﻴﻘﻪ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻷﻥ ﻫﺫﺍ‬ ‫ﻼ ﺒﺸﺭﻴﹰﺎ ﻴﺤﺩﺩ ﻤﻭﺍﻗﻊ ﺘﻭﻗﻴﻊ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻊ‬ ‫ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﻴﺘﻁﻠﺏ ﺘﺩﺨ ﹰ‬ ‫ﺍﻟﻘﺭﻴﺒﺔ ﻤﻥ ﺃﻤﺎﻜﻥ ﺘﻭﺍﺠﺩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ‪ .‬ﻭﻫﺫﺍ ﻴﺤﺘﺎﺝ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺒﻌﺽ ﺍﻟﺯﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻴﺩﺍﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﻭﺴﺎﺌﻁ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻤﺜل‬ ‫ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻁﺒﻭﻏﺭﺍﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺭﺌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﻀﺎﺌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻭﺭ ﺍﻟﺠﻭﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﻤﺼﺎﺩﺭ‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ‪ .‬ﻭﺘﺤﻤل ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻤﺜل ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁﻲ )‬ ‫ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ( ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻴﺭﻜﺯ ﻋﻠﻰ ﺘﻭﻗﻴﻊ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﻓﻲ ﺃﻭ ﺒﺎﻟﻘﺭﺏ ﻤﻥ ﻤﻭﺍﻗﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﻭﻟﻜﻨﺔ ﻴﻨﺜﺭ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺒﺄﺴﻠﻭﺏ ﺸﺒﻪ ﻫﻨﺩﺴﻲ ﺃﻭ ﻋﺸﻭﺍﺌﻲ ﻋﻠﻰ ﻜل ﺃﻗﺎﻟﻴﻡ‬ ‫ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﻓﻴﺤﻭل ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﻤﻥ ﺨﺭﻴﻁﺔ ﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺒﻲ‬ ‫ﻟﻠﻅﺎﻫﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﻌﺸﻭﺍﺌﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﺭﺒﻁ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺒﻤﻭﺍﻗﻊ ﺘﻭﺍﺠﺩﻫﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺘﻡ ﺍﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺘﻭﻱ ‪ ١٥‬ﻁﺭﻴﻘﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﺘﺤﺕ ﻋﻨﻭﺍﻥ " ﻤﺴﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻤﻭﺯ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﻓﻲ ﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ " ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺘﻨﻔﺭﺩ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﺒﻨﺎﺀ‬ ‫ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻓﻲ ﺒﻨﺎﺀﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻴﺩﺍﻨﻴﺔ ﻭﺍﻻﺴﺘﻌﺎﻨﺔ‬ ‫ﺒﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺒﺤﺜﹰﺎ ﻋﻥ ﻤﻭﻗﻊ ﺘﻭﺍﺠﺩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜل ﺭﻗﻡ‬ ‫)‪.(١‬‬ ‫‪٧‬‬


‫ﺸﻜل ﺭﻗﻡ )‪ (١‬ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ‪.‬‬ ‫ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﺜﻠﺜﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺴﻤﺔ ‪:‬‬ ‫‪(٢‬‬ ‫ﺘﺤﺘﻭﻱ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻭﺒﻌﺽ ﺍﻟﺒﺭﺍﻤﺞ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺘﻤﺜﻴل ﺨﺭﺍﺌﻁﻴﺔ ﺘﺴﻤﻰ ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﺜﻠﺜﺎﺕ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺔ ‪ .‬ﻭﺘﺴﺘﺨﺩﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﺒﻌﺽ‬ ‫ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻹﺤﺼﺎﺌﻲ ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ ‪ ،‬ﻭﺘﻅﻬﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﺎﻟﻴﻡ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻗﻴﺎﺴﺎﺕ ﻭﻤﻌﺎﺩﻻﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺘﺴﺘﺨﺩﻡ ﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﺭﺘﻔﺎﻉ ﻜل ﻤﺜﻠﺙ ﻓﻲ ﻜل ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﻡ‬ ‫ﺍﻹﺤﺼﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺒﻊ ﺫﻟﻙ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ‪ .‬ﻭﻴﻅﻬﺭ ﺍﻟﻤﺜﻠﺙ ﺒﺸﻜل ﺃﺤﺎﺩﻯ ﺃﻱ ﻤﺜﻠﺙ ﻭﺍﺤﺩ ﻓﻘﻁ ﻓﻲ ﻜل‬ ‫ﺇﻗﻠﻴﻡ ﻟﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﻜل ﺇﻗﻠﻴﻡ ‪.‬‬ ‫ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻤﺜﻠﺙ ﺍﻟﻤﻘﺴﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﺜل ﺃﺠﺯﺍﺀ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﺸﻜل ﻤﺜﻠﺜﺎﺕ ﻤﺘﺩﺍﺨﻠﺔ ﻴﻘﻴﺱ ﻜل ﻤﻨﻬﺎ ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﺒﺄﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﻤﺜﻠﺜﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻤﻘﺴﻤﺔ ﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜل ﺭﻗﻡ ) ‪. ( ٢‬‬

‫‪٨‬‬


‫ﺸﻜل ﺭﻗﻡ )‪ (٢‬ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﺜﻠﺜﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺴﻤﺔ ‪.‬‬ ‫ﻓﺈﻥ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻻ ﺘﺤﺘﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁﻴﺔ ‪،‬‬ ‫ﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﺜﻠﺜﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺴﻤﺔ ﺃﻓﻘﻴﹰﺎ ﻭﻗﺎﻋﺩﻴ ﹰﺎ ﺘﻨﺘﺸﺭ ﺒﺸﻜل ﻭﺍﺴﻊ ‪ ،‬ﻜﻤﺎ ﺃﻥ‬ ‫ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺒﻨﺎﺀ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﻗﺩ ﺒﻴﻥ ﺒﺎﻟﺘﻔﺼﻴل ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺤﺔ ﺍﻷﺩﺒﻴﺔ ﻟﺫﻟﻙ ﺍﻟﻌﻠﻡ ) ﺴﻠﻤﻰ‬ ‫‪ 2003‬ﺹ ‪. ( ٢١-١٠‬‬ ‫ﻭﻟﻌل ﻋﺩﻡ ﺘﺒﻨﻲ ﺒﺭﻤﺠﺔ ﻜل ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﻤﻁﺒﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ‪ ،‬ﻴﻌﻭﺩ ﻓﻲ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻻ ﺘﺸﻜل‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺴﻭﻯ ﺠﺯﺌﻴﺔ ﻤﻥ ﺘﺭﻜﻴﺒﺔ ﻤﻌﻘﺩﺓ ﻭﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺕ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﺩﻤﻬﺎ ﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺘﻭﻱ ﻤﻥ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﺒﻨﺎﺀ ﻭﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ‬ ‫ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ‪ ،‬ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺍﻟﺴﺒﺏ ‪ ،‬ﻟﻡ ﺘﺄﺨﺫ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﻨﺼﻴﺒﻬﺎ ﺒﻌﺩ ﻤﻥ ﺒﺭﻤﺠﺔ ﻋﻠﻰ ﺒﺭﺍﻤﺞ‬ ‫ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻟﻜﻲ ﺘﺸﺎﺭﻙ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻌﺎﻤل ﻤﻌﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﻭﻥ ﻭﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁﻴﻭﻥ ﻭﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻭﻥ ﻭﺍﻟﺩﺍﺭﺴﻭﻥ ﻭﻏﻴﺭﻫﻡ ‪.‬‬ ‫ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﺭﺒﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺴﻤﺔ ‪.‬‬ ‫‪(٣‬‬ ‫ﻫﻨﺎﻙ ﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺸﺎﺒﻪ ﺒﻴﻥ ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﺜﻠﺜﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺴﻤﺔ ﻭﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﺭﺒﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺴﻤﺔ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ‬ ‫ﺃﻥ ﺭﻤﺯ ﺍﻟﻤﺭﺒﻊ ﻗﺩ ﺍﺴﺘﺨﺩﻡ ﻋﻠﻰ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺭﺍﻤﺞ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﻜﻐﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻤﻭﺯ ﻤﺒﺎﺭﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﻜل ﻤﻥ ﺭﻤﺯ ﺍﻟﻤﺜﻠﺙ ﻭﺍﻟﺩﻭﺍﺌﺭ ﻭﺍﻷﻋﻤﺩﺓ ‪.‬‬ ‫ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺭﻤﺯ ﻴﻭﺠﺩ ﻓﻘﻁ ﻭﺒﺼﻭﺭﺓ ﺃﺤﺎﺩﻴﺔ ﺃﻱ ﺃﻥ ﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ‬ ‫ﻤﺭﺘﺒﻁ ﺒﻅﺎﻫﺭﺓ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻓﻘﻁ ‪ .‬ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﻫﻭ ﺘﻤﺜﻴل ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﻤﺎ‬ ‫ﻴﺴﻤﻰ ﺒﺎﻟﻤﺭﺒﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺴﻤﺔ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜل ﺭﻗﻡ ) ‪ ، ( ٣‬ﻓﺈﻥ ﻻ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻭﻻ ﺤﺘﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﻗﺩ ﺒﺭﻤﺠﺕ ﻤﺜل ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ‪ ،‬ﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ‬

‫‪٩‬‬


‫ﻓﻘﺩ ﺘﻡ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺭﻤﺯ ﻭﻜﻴﻔﻴﺔ ﺒﻨﺎﺀﻩ‬ ‫‪ ١٩٩٥‬ﺹ ‪. ( ١٣٦-١٢٧‬‬

‫) ﺍﻟﻌﻴﺴﻭﻱ ‪ ١٩٧٨‬ﺹ ‪ ) ( ١٩٢-١٩١‬ﺴﻠﻤﻰ‬

‫ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﻓﻘﺩ ﺍﺴﺘﺒﻌﺩﺕ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻌﺩﻡ ﺘﻭﺍﺠﺩﻫﺎ ﻤﻥ ﻀﻤﻥ‬ ‫ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﺭﺓ ﻟﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺭﻗﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ‬ ‫ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ‪ .‬ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺘﻤﺜﻴﻠﻬﺎ ﺒﺎﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﻻ‬ ‫ﻴﺯﺍل ﻨﺸﻁﹰﺎ ﻭﻴﻅﻬﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻷﻁﺎﻟﺱ ﻭﺍﻷﺒﺤﺎﺙ ﻭﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ‪.‬‬

‫ﺸﻜل ﺭﻗﻡ )‪ (٣‬ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﺭﺒﻌﺎﺕ ‪.‬‬ ‫ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻜﺎﺭﺘﻭﺠﺭﺍﻡ ‪.‬‬ ‫‪(٤‬‬ ‫ﺘﻌﺭﻑ ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻜﺎﺭﺘﻭﺠﺭﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﺘﻤﺜﻴل ﻤﺴﺎﺤﻲ ﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﻴﻡ‬ ‫ﺍﻹﺤﺼﺎﺌﻴﺔ ﻟﻠﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺘﻤﺜﻴﻠﻬﺎ ﻭﻤﺴﺎﺤﺔ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺘﺒﻊ ﻟﻪ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ‪.‬‬ ‫ﻭﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﻤﺴﺎﺤﺎﺕ ﻤﺼﻐﺭﺓ ﺃﻭ ﻤﻜﺒﺭﺓ ﻴﺤﺩﺩﻫﺎ ﺍﻟﻤﺩﻟﻭل ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﻡ‬ ‫ﺍﻹﺤﺼﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ‪ .‬ﻭﺘﻨﻘﺴﻡ ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻜﺎﺭﺘﻭﺠﺭﺍﻡ ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴﻥ ‪:‬‬ ‫ﺃ( ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻜﺎﺭﺘﻭﺠﺭﺍﻡ ﺍﻟﻤﺘﺼل‬ ‫ﻴﺘﻡ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺘﺤﻭﻴل ﻜل ﺇﻗﻠﻴﻡ ﻤﻥ ﺃﻗﺎﻟﻴﻡ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺒﻌﺎﺕ‬ ‫ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻤﺩﻟﻭل ﻤﻭﺤﺩ ﻴﺘﻡ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻪ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﻤﺭﺒﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺠﺏ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺇﻋﺎﺩﺓ‬ ‫ﺭﺴﻡ ﻜل ﺇﻗﻠﻴﻡ ‪ .‬ﻭﻴﺘﻁﻠﺏ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺭﺴﻡ ﺃﻗﺎﻟﻴﻡ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ‬ ‫ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﻤﺭﺒﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﻜل ﺇﻗﻠﻴﻡ ﻤﺤﺎﻓﻅﻴﻥ ﺒﻘﺩﺭ ﺍﻹﻤﻜﺎﻥ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﻋﻠﻰ ﺒﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ‬ ‫‪١٠‬‬


‫ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﻟﻤﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﻫﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﻤﻊ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺘﺸﻭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜل‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺎﺕ ﻭﺍﻻﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﻭﻴﻌﻭﺩ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﻻ‬ ‫ﻼ ﺒﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺤﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻻﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﺒل ﻴﺭﻜﺯ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﻭﺯﻴﻊ ﻭﺒﻨﺎﺀ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ‬ ‫ﻴﻬﺘﻡ ﺃﺼ ﹰ‬ ‫ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻤﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺘﻤﺜﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻤﺩﻟﻭل‬ ‫) ﺴﻠﻤﻰ ‪ ١٩٩٥‬ﺹ ‪ . ( ٢٥٧-٢٥٤‬ﻭﻴﻤﻜﻥ‬ ‫ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ) ‪( Muehrcke 1980 p 79‬‬ ‫ﺭﺅﻴﺔ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜل ﺭﻗﻡ ) ‪. ( ٤‬‬

‫ﺸﻜل ﺭﻗﻡ ) ‪ ( ٤‬ﺍﻟﻜﺎﺭﺘﻭﺠﺭﺍﻡ ﺍﻟﻤﺘﺼل ‪.‬‬ ‫ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﻟﻠﺨﺭﺍﺌﻁ ﻻ ﻴﺘﻭﺍﺠﺩ ﻀﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺘﻭﻴﻬﺎ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻨﻅﻡ‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺍﺴﺘﺒﻌﺩ ﻤﺴﻤﻰ ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻜﺎﺭﺘﻭﺠﺭﺍﻡ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺕ‬ ‫ﺒﺭﻤﺠﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻭﺒﻘﻴﺕ ﻤﻥ ﻀﻤﻥ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ‬ ‫ﺴﺎﺒﻘﹰﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻁﻠﺏ ﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺭﻤﺠﺔ ﻜﻲ ﺘﺼﺒﺢ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﻭﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺘﻭﻴﻬﺎ ﻨﻅﻡ‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ‪.‬‬ ‫ﺏ( ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻜﺎﺭﺘﻭﺠﺭﺍﻡ ﺍﻟﻤﻨﻔﺼل‬ ‫ﺘﺭﻜﺯ ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻜﺎﺭﺘﻭﺠﺭﺍﻡ ﺍﻟﻤﻨﻔﺼل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺸﻜل ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻡ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﻜﺨﺭﻴﻁﺔ‬ ‫ﺃﺴﺎﺱ ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻔﺼل ﻜل ﺇﻗﻠﻴﻡ ﻋﻥ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭ ﻟﻪ ﻤﺤﺎﻓﻅﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻜل ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ ﻟﻺﻗﻠﻴﻡ‬ ‫ﻭﻟﻜﻥ ﺒﺄﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﺘﺼﻐﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻜﺒﻴﺭ ﻟﻜل ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺘﻤﺜﻴﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﻭﺍﻟﻤﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﻤﺘﺒﻊ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻜﺒﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﺼﻐﻴﺭ ﻟﻺﻗﻠﻴﻡ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ‬ ‫ﻤﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﺤﺴﺎﺒﻴﺔ ﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻤﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﺨﻁﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺒﻨﻰ ﺒﻭﺍﺴﻁﺘﻪ ﺍﻟﻜﺎﺭﺘﻭﺠﺭﺍﻡ ) ﺴﻠﻤﻰ ‪ ١٩٩٥‬ﺹ‬ ‫‪ . ( ٢٦٤-٢٥٨‬ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺭﺅﻴﺔ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜل ﺭﻗﻡ ) ‪. ( ٥‬‬

‫‪١١‬‬


‫ﺸﻜل ﺭﻗﻡ )‪ (٥‬ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻜﺎﺭﺘﻭﺠﺭﺍﻡ ﺍﻟﻤﻨﻔﺼل ‪.‬‬ ‫ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﻟﻡ ﻴﻀﻑ ﺒﻌﺩ ﻟﻠﻁﺭﻕ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺒﻨﺎﻫﺎ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺘﻡ ﺍﺴﺘﺜﻨﺎﺅﻩ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺕ ﺒﺭﻤﺠﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺘﻭﻴﻬﺎ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ‪.‬‬ ‫‪ (٥‬ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﺨﻁﻭﻁ ﺍﻻﻨﺴﻴﺎﺒﻴﺔ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺔ ‪.‬‬ ‫ﺘﻌﺭﻑ ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﺨﻁﻭﻁ ﺍﻻﻨﺴﻴﺎﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺼﻐﻴﺭﺓ ﺃﻭ ﻤﺘﻭﺴﻁﺔ ﺍﻟﻤﻘﻴﺎﺱ ﺘﻭﺯﻉ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺭﻜﺔ ﺒﺎﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺭﻤﺯ ﺍﻟﺨﻁﻭﻁ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻅﻬﺭ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﻟﻠﺭﺒﻁ ﺒﻴﻥ ﻤﻭﻗﻊ ﻤﺨﺘﺎﺭ ﻭﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻊ ﻭﺘﺴﻤﻰ ﺒﺎﻟﺨﻁﻭﻁ‬ ‫ﺍﻻﻨﺴﻴﺎﺒﻴﺔ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜل ﺭﻗﻡ ) ‪. ( ٦‬‬

‫ﺸﻜل ﺭﻗﻡ )‪ (٦‬ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﺨﻁﻭﻁ ﺍﻻﻨﺴﻴﺎﺒﻴﺔ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺔ ‪.‬‬ ‫‪١٢‬‬


‫ﺃﻭ ﺒﺨﻁﻭﻁ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﺴﻤﻙ ﺘﻅﻬﺭ ﺒﻴﻥ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻭﺘﺴﻤﻰ ﺒﺎﻟﺨﻁﻭﻁ‬ ‫ﺍﻻﻨﺴﻴﺎﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﻜﺒﺔ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜل ﺭﻗﻡ ) ‪. ( ٧‬‬

‫ﺸﻜل ﺭﻗﻡ )‪ (٧‬ﺨﺭﻴﻁﺔ ﺍﻟﺨﻁﻭﻁ ﺍﻻﻨﺴﻴﺎﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﻜﺒﺔ ‪.‬‬ ‫ﻭﺘﺴﻤﻰ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺒﺎﻟﺨﻁﻭﻁ ﺍﻻﻨﺴﻴﺎﺒﻴﺔ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺔ ﻭﺘﺴﻤﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺒﺎﻟﺨﻁﻭﻁ ﺍﻻﻨﺴﻴﺎﺒﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺭﻜﺒﺔ ‪ .‬ﻭﻴﺴﺘﺨﺩﻡ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺨﻁﻭﻁ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﺴﻤﻙ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﺎﺩﻻﺕ ﻭﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺇﺤﺼﺎﺌﻴﺔ‬ ‫ﻼ ﺒل ﻴﻤﻜﻥ‬ ‫ﻤﻘﻨﻨﺔ ‪ .‬ﻭﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻱ ﺃﻥ ﺘﺘﺒﻊ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺨﻁﻭﻁ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻜﺎﻟﻁﺭﻕ ﻤﺜ ﹰ‬ ‫ﺭﺴﻤﻬﺎ ﺒﺨﻁﻭﻁ ﺍﻨﺴﻴﺎﺒﻴﺔ ﺘﺭﺒﻁ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜل ﺭﻗﻡ‬ ‫) ‪ ( ٧‬ﺃﻋﻼﻩ ) ‪. ( Dent 1993 p 228-233‬‬ ‫ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﻏﻴﺭ ﻤﺘﻭﺍﺠﺩ ﻋﻠﻰ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺍﺴﺘﺒﻌﺩ‬ ‫ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺘﻭﻴﻬﺎ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﻤﺒﺭﻤﺠﺔ ﻋﻠﻰ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ‪.‬‬ ‫‪ (٦‬ﺍﻟﻤﻜﻌﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﻤﻌﺔ ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻜﻌﺏ ﺭﻤﺯ ﻴﺴﺘﺨﺩﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻟﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻹﺤﺼﺎﺌﻴﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﺍﻟﺤﺠﻡ‬ ‫ﻭﻫﻭ ﺭﻤﺯ ﻴﺴﺎﻋﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﺨﺘﺯﺍل ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻹﺤﺼﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭﺓ ‪ ،‬ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻜﻌﺏ ﻴﻌﻜﺱ ﻓﻲ ﻨﻬﺎﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﻁﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﺭﻗﻤﹰﺎ ﻤﺤﺩﺩﹰﺍ ﺘﻡ ﺘﺤﺩﻴﺩﻩ ﺒﺎﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻓﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ‬ ‫ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻤﻌﺘﻤﺩﹰﺍ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺤﺼﺎﺌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﻜل ﺇﻗﻠﻴﻡ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜل ﺭﻗﻡ‬ ‫)‪.(٨‬‬

‫‪١٣‬‬


‫ﺸﻜل ﺭﻗﻡ ) ‪ ( ٨‬ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻜﻌﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﻤﻌﺔ ‪.‬‬ ‫ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﻴﺘﻁﻠﺏ ﺩﺭﺍﻴﺔ ﻜﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﻴﻌﻜﺱ ﻓﻲ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻷﺤﻴﺎﻥ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻭﺍﻹﺒﺩﺍﻋﻴﺔ ﻟﺩﻱ ﻤﺼﻤﻡ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ‪ .‬ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﺘﺤﺘﻭﻴﻬﺎ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺍﺴﺘﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﺔ‬ ‫ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺘﻭﻴﻬﺎ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ‪ .‬ﻭﻟﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻤﺘﺒﻌﺔ ﻓﻴﻤﻜﻥ ﻤﺭﺍﺠﻌﺔ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ‬ ‫ﻤﺜل ) ‪ ، Muehrcke 1980 ، Dent 1993‬ﺴﻠﻤﻰ ‪( ١٩٩٥‬‬ ‫‪ (٧‬ﺍﻟﺩﻭﺍﺌﺭ ﺍﻟﻤﻨﺼﻔﺔ ‪.‬‬ ‫ﺘﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﻟﺩﻭﺍﺌﺭ ﺍﻟﻤﻨﺼﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻟﺒﻴﺎﻥ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ﺘﺘﻁﻠﺏ‬ ‫ﺍﺴﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺍﻟﺭﻤﺯ ﻟﻜل ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺒﺩ ﹰ‬ ‫ﻻ ﻤﻥ ﺘﻘﺴﻴﻡ ﺍﻟﺩﺍﺌﺭﺓ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﺒﻨﺴﺏ ﺃﻭ ﺩﺭﺠﺎﺕ‬ ‫ﻤﺨﺘﺎﺭﺓ ‪ ،‬ﻭﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﺍﺌﺭ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﻭﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﻤﻤﺎ ﻴﻌﻁﻲ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﺃﻨﺼﺎﻑ ﺩﻭﺍﺌﺭ ﻤﺘﺠﺎﻭﺭﺓ ﺘﻌﻜﺱ ﻅﺎﻫﺭﺘﻴﻥ ﺫﺍﺕ ﻋﻼﻗﺔ ﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ) ﺴﻠﻤﻰ ‪١٩٩٥‬‬ ‫ﺹ ‪ ( ٧٠-٦٥‬ﻤﺜل ﺍﻟﺫﻜﻭﺭ ﻭﺍﻹﻨﺎﺙ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻭﺍﻟﻴﺩ ﻭﺍﻟﻭﻓﻴﺎﺕ ﺃﻭ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜل ﺭﻗﻡ ) ‪. ( ٩‬‬

‫ﺸﻜل ﺭﻗﻡ ) ‪ ( ٩‬ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﺩﻭﺍﺌﺭ ﺍﻟﻤﻨﺼﻔﺔ ‪.‬‬ ‫‪١٤‬‬


‫ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﺃﻴﻀ ﹰﺎ ﻟﻡ ﺘﺘﻀﻤﻨﻪ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺒﻌﺩ ‪ .‬ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ‬ ‫ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺴﺒﻌﺔ ﻁﺭﻕ ﻤﻥ ﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻱ ﻻ ﺘﺘﻭﺍﺠﺩ ﻤﻥ‬ ‫ﻀﻤﻥ ﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺘﻭﻴﻬﺎ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ‪ .‬ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻭﺭﻏﻡ‬ ‫ﺍﻟﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﺘﻘﻨﻲ ﻓﻲ ﻋﺭﺽ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺒﻌﺽ ﻤﻥ ﻁﺭﻕ‬ ‫ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻁﻠﺏ ﺘﺩﺨل ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁﻲ ﺃﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺭﺍﻤﺞ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻟﻡ‬ ‫ﺘﺤﺘﻭﻴﻬﺎ ﺒﻌﺩ ‪.‬‬ ‫ﻤﻤﻴﺯﺍﺕ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ‪:‬‬ ‫ﺘﺘﻤﻴﺯ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﺒﺎﺤﺘﻭﺍﺌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁﻴﺔ ‪ .‬ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺭﻕ‬ ‫ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻭﺍﺴﻊ ﺍﻻﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﻭﺍﻻﻨﺘﺸﺎﺭ ﻭﺍﻟﺒﻌﺽ ﺍﻵﺨﺭ ﻗﻠﻴل ﺍﻻﻨﺘﺸﺎﺭ ‪ .‬ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ‬ ‫ﺘﺤﺘﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻹﺒﺩﺍﻋﻴﺔ ﻤﻊ ﺘﻌﺩﺩ ﻭﺍﺴﻊ ﻷﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﺭﻤﻭﺯ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﻟﻌﺭﺽ‬ ‫ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ‪ .‬ﻭﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻜﺎﻨﺕ‬ ‫ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﻫﻰ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺼﻔﺤﺎﺕ‬ ‫ﺍﻷﻁﺎﻟﺱ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻴﺭ ﻭﺍﻷﺒﺤﺎﺙ ﻭﺃﺼﺒﺤﺕ ﺒﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺘﺒﻨﻴﻪ ﻭﺒﺭﻤﺠﺘﻪ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ‪ .‬ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺠﺩﻴﺭ ﺒﺎﻟﺫﻜﺭ ﺃﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﻫﻰ ﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﻗﺩﻤﺕ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﻟﻠﻤﺴﺘﺨﺩﻤﻴﻥ ﻭﺴﺎﻋﺩﺘﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺘﻔﻬﻡ ﺃﺴﻠﻭﺏ ﺒﻨﺎﺀﻫﺎ ﻭﻁﺭﻕ ﻋﺭﻀﻬﺎ‬ ‫ﻻ ﻟﻠﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻭﺍﻷﺒﺤﺎﺙ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺠﺎ ﹰ‬ ‫ﻼ ﻓﻲ ﺇﻴﺼﺎل ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ﺒﺴﻬﻭﻟﺔ ﻭﻴﺴﺭ ‪ .‬ﻭﺭﺒﻤﺎ ﺘﻜﻭﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺎﺕ‬ ‫ﺘﻁﻭﻴﺭﻫﺎ ﺃﻤ ﹰ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﺠﻴﺩﺓ ﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺈﻀﺎﻓﺘﻪ ﺃﻭ ﺒﺭﻤﺠﺘﻪ ﻭﺇﻋﺩﺍﺩﻩ ﻜﻭﺴﻴﻠﺔ ﻤﻥ ﻭﺴﺎﺌل‬ ‫ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﻨﺭﻯ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻭﺃﻥ ﻨﺴﺘﻌﺭﻀﻬﺎ ﻭﺃﻥ‬ ‫ﻨﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﻤﺩﺍﺨﻠﺘﻬﺎ ﻤﻊ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺤﺘﻰ ﻨﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺒﻜل ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ‬ ‫ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺒﺔ ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺼﻨﻊ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﻭﺘﻘﺩﻴﻤﻪ ﻓﻲ ﺸﻜل ﻤﺩﻋﻡ ﺒﺎﻟﻌﺭﺽ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺒﺭﺍﻤﺞ‬ ‫ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ‪.‬‬ ‫ﻤﻤﻴﺯﺍﺕ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ‪:‬‬ ‫ﻟﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﻟﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻔﻀل ﺍﻷﻭل ﻓﻲ ﺘﻁﻭﻴﺭ ﻭﺘﻘﺩﻡ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ‪ .‬ﻓﻌﻥ‬ ‫ﻁﺭﻴﻕ ﺘﺒﻨﻲ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ‪ ،‬ﺘﺤﻭﻟﺕ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺭﻗﻤﻴﺔ‬ ‫‪ Digital Mapping‬ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺙ ﻭﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﻭﺍﻟﺤﺫﻑ ﻭﺍﻹﻀﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻌﺭﺽ ﺒﻨﺎﺀ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﻤﺤﺩﺩﺓ ‪ ،‬ﻓﺘﺤﻭﻟﺕ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺔ ﺒﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺘﻅﻬﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﺸﻜل ﺭﻗﻤﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺤﺭﻴﻜﻬﺎ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺘﻘﻨﻴﺔ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﻤﻊ ﺭﺒﻁﻬﺎ ﺒﻤﺎ ﻴﻤﺎﺜﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ‬ ‫ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﻤﻠﺅﻫﺎ ﺒﻜل ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻭﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ‬ ‫ﺤﺘﻰ ﺃﻥ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ﻟﻜل ﺘﺨﺼﺹ ‪( Jones 1998 p‬‬ ‫) ‪. 4-5‬‬ ‫ﻜﻤﺎ ﺘﺘﻤﻴﺯ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺒﺈﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺒﺄﺴﻠﻭﺏ ﻤﺘﺤﺭﻙ‬ ‫ﻭﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺇﺤﺼﺎﺌﻴﺔ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻻﻓﺘﺭﺍﻀﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺓ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻴﻴﺱ‬ ‫ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭﺓ ﻟﻌﺭﺽ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ) ‪. ( Booth and Mitchell 2001 p 5-8‬‬ ‫‪١٥‬‬


‫ﻭﺘﺘﻤﻴﺯ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺒﺈﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﻋﻠﻰ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﻭﻤﺎ ﺘﺤﺘﻭﻴﻪ‬ ‫ﻤﻥ ﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﻤﻊ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺎﺕ ﺒﺄﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﺘﻁﺎﺒﻕ ﺍﻟﺭﺃﺴﻲ ‪ Overlay‬ﺃﻭ‬ ‫ﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﻭﻋﻼﻗﺎﺕ ﺃﻓﻘﻴﺔ ﺘﻌﺭﻑ ﺒﺎﺴﻡ ‪ Proximity‬ﻤﻊ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎل ﻭﺍﻻﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺼﻨﻊ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ‪( Fischer, and others 1996‬‬ ‫‪.p 129-136 ).‬‬ ‫ﻜﻤﺎ ﺘﺘﻤﻴﺯ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﺒﺎﺭﺘﺒﺎﻁ ﺭﻤﻭﺯ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺒﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ‬ ‫ﺒﺤﻴﺙ ﺘﻌﻜﺱ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻁﺭﺃ ﻋﻠﻰ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺨﻼﻑ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﺫﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺘﺞ ﺍﻷﺤﺎﺩﻱ ﻭﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﻁ ﺒﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﻭﻫﺫﺍ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺙ ﻟﻠﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺘﺘﻁﻠﺏ ﺇﻋﺎﺩﺓ‬ ‫ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻌﻤﻠﻲ ﻭﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻱ ﻟﻠﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺨﺭﻴﻁﺔ ﻴﻨﺘﻬﻲ ﻤﻔﻌﻭﻟﻬﺎ ﺒﺘﻐﻴﺭ ﻗﻴﻡ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ‪.‬‬ ‫ﻭﻟﻡ ﺘﻌﺩ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﺘﻌﺎﻤل ﻋﻠﻰ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻜﻭﻋﺎﺀ ﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺔ ﺜﺎﺒﺘﺔ ﺒل ﺃﺼﺒﺤﺕ‬ ‫ﺴﺎﺤﺔ ﻟﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺔ ﻤﻥ ﺯﻭﺍﻴﺎ ﺇﺤﺼﺎﺌﻴﺔ ﺃﻭ ﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺒﻌﺭﺽ ﻟﻠﻨﺘﺎﺌﺞ ﻋﻠﻰ ﺨﺭﺍﺌﻁ‬ ‫ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺘﻤﻜﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ﻤﻥ ﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺸﻜل ﺭﻗﻤﻲ ﻴﻤﻜﻥ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ﻤﻥ ﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﻱ ﺯﺍﻭﻴﺔ ﻤﺨﺘﺎﺭﺓ ﻭﺒﺄﻱ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺘﺼﻨﻴﻔﻴﺔ‬ ‫ﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﺘﺴﺎﻋﺩ ﻋﻠﻰ ﻋﺭﺽ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﺼﻠﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺒﺸﻜل ﻭﺍﻀﺢ ﻴﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺒﻴﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﺩﻋﻤﺔ ﺘﻘﻨﻴﹰﺎ ﻭﻴﺴﺎﻋﺩ ﻓﻲ ﺼﻨﻊ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ‪.‬‬ ‫ﻜﻡ ﺘﻬﻴﺊ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺃﻱ ﻤﻌﻠﻭﻤﺔ ﻓﻲ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ‬ ‫ﻼ ﻋﻥ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﻔﺭﻋﻴﺔ‬ ‫ﺤﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻓﻲ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ‪ .‬ﺤﻴﺙ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺴﺄل ﻤﺜ ﹰ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪ ٥٠٠٠‬ﺴﻴﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻬﺭ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺨﺘﺭﻕ ﺃﺭﺽ ﺫﺍﺕ ﺘﺭﻜﻴﺒﺔ ﺼﺨﺭﻴﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻘﺭﻴﺒﺔ ﺒﻤﻘﺩﺍﺭ ‪ ٥‬ﻜﻡ ﻤﻥ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ‪ .‬ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﺘﺒﻊ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﻤﻥ‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﻗﻊ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻤﻥ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﻭﺘﻤﺜﻴﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺒﺎﻷﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺨﺘﺎﺭﻩ‬ ‫ﻤﺼﻤﻡ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﻭﺒﺴﺭﻋﺔ ﻤﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﻻ ﻴﻭﺠﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ) ﺸﺭﻁ ﺘﻭﻓﺭ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ‬ ‫ﻤﺘﻜﺎﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ( ‪.‬‬ ‫ﺤﻴﺙ ﺘﺘﻔﻭﻕ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺒﻌﺭﺽ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺃﺴﺎﺱ‬ ‫ﻤﺒﻨﻴﺔ ﻤﺴﺒﻘﹰﺎ ﻓﻲ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﻤﻤﺎ ﻴﺠﻌل ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﺤﺴﺏ‬ ‫ﻼ ﻭﺴﺭﻴﻌﹰﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﻤﻘﺎﻴﻴﺱ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺱ‬ ‫ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻤﺩﺭﻭﺴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﺃﻤﺭﹰﺍ ﺴﻬ ﹰ‬ ‫ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﺒﺎﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻁﻠﺏ ﻨﻭﻋﹰﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻭﺍﻹﻨﺸﺎﺀ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺭﺴﻡ‬ ‫ﻭﺍﻹﻋﺩﺍﺩ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ﺜﻡ ﺍﻟﻁﺒﺎﻋﺔ ‪ .‬ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺠﺩﻴﺭ ﺒﺎﻟﺫﻜﺭ ﺃﻥ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻗﺩ ﺠﻌﻠﺕ ﻤﻥ‬ ‫ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻡ ﺘﺼﻤﻴﻤﻬﺎ ﺃﻜﺜﺭ ﺩﻗﺔ ﺴﻭﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺴﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺩﻗﺔ ﻓﻲ ﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ‬ ‫ﺒﺎﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ‪ .‬ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺨﺭﺍﺌﻁ ﻭﺭﻗﺔ ﻴﻌﺩ ﺃﻤﺭﹰﺍ‬ ‫ﻼ ﻻ ﻴﺘﻁﻠﺏ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺎﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻨﻭﻉ ﺍﻟﻭﺭﻕ‬ ‫ﺴﻬ ﹰ‬ ‫ﺃﻭ ﺍﻟﻭﺴﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺭﻏﺏ ﺍﻟﻤﺼﻤﻡ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﻬﺎ ﻟﻌﺭﺽ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭﺓ ﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﺔ ‪.‬‬

‫‪١٦‬‬


‫ﺘﺘﻤﻴﺯ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺒﻘﺩﺭﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﻀﺎﻓﺔ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺇﻀﺎﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ‬ ‫ﻭﺭﺒﻁﻬﺎ ﺒﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ‪ ،‬ﻤﺜل ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺒﻌﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ﺒﻤﻘﺩﺍﺭ ‪١٠‬ﻜﻡ ﺃﻭ‬ ‫ﻼ ‪ .‬ﺃﻱ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺎﺕ ﻫﺎﺌﻠﺔ‬ ‫ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﺴﺎﻓﺔ ﺤﻭل ﺍﻟﻤﺩﻥ ﻓﻲ ﺸﻜل ﺩﺍﺌﺭﺓ ﻗﻁﺭﻫﺎ ‪١٠٠‬ﻜﻡ ﻤﺜ ﹰ‬ ‫ﻹﻀﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﻜﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ﻤﻥ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻓﺭﻀﻴﺎﺕ‬ ‫ﻤﺨﺘﺎﺭﺓ ﺘﺤﺩﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﻓﻲ ﺸﻜل ﻤﺴﺎﺤﺎﺕ ﺃﻭ ﻤﺴﺎﻓﺎﺕ ﺤﻭل ﺭﻤﻭﺯ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﺍﻟﻨﻘﻁﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺨﻁﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺤﻴﺔ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺒﻌﺎﺩ ﻤﺨﺘﺎﺭﺓ ‪ .‬ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻴﺼﻌﺏ ﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﺒﻨﻔﺱ ﺍﻟﺩﻗﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﺭﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ‪ .‬ﻭﺒﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺠﺯﺀ ﺃﺴﺎﺴﻲ ﻭﻤﻜﻤل ﻓﻲ ﻗﻭﺍﻋﺩ‬ ‫ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﻓﺈﻥ ﺘﻤﺜﻴﻠﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺃﻤﺭ ﻀﺭﻭﺭﻱ ﻴﺴﺎﻋﺩ ﻓﻲ‬ ‫ﻋﺭﺽ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻭﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻤﻥ ﺯﻭﺍﻴﺎ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ )‪.(Jones 1998 p 4‬‬ ‫ﻭﻤﻤﺎ ﻗﺩﻤﺘﻪ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ‪ ،‬ﺴﻬﻭﻟﺔ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﻘﻴﺎﺴﺎﺕ ﻟﻠﻤﺴﺎﻓﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺤﺎﺕ ‪ .‬ﺤﻴﺙ ﺠﻬﺯﺕ ﺒﺭﺍﻤﺞ‬ ‫ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺒﺄﺩﻭﺍﺕ ﺘﻤﻜﻥ ﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﻟﺒﺭﺍﻤﺞ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻗﻴﺎﺱ ﻟﻸﺒﻌﺎﺩ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺤﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ‪ .‬ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺨﺎﺼﻴﺔ ﺘﻤﻜﻥ ﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻤﻥ ﺴﻬﻭﻟﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺒﺔ ﻤﻤﺎ ﻴﺠﻌل ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻴﺭ ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻨﻅﻡ‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻏﺎﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻗﺔ ﺇﺫﺍ ﺘﻭﻓﺭﺕ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺒﺔ ﻓﻲ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺫﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ‪ .‬ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺒﺭﺍﻤﺞ ﻤﺯﻭﺩﺓ ﺒﺎﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﻋﺭﺽ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ‬ ‫ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻭﺘﺤﻠﻴﻠﻬﺎ ﻭﻋﺭﻀﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﺘﻠﻙ ﺍﻟﺒﺭﺍﻤﺞ ‪ .‬ﻜﻤﺎ‬ ‫ﺃﻥ ﺴﻬﻭﻟﺔ ﺘﺩﺍﻭل ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ‪ ،‬ﻭﺨﺯﻨﻬﺎ ‪ ،‬ﻭﺤﻔﻅﻬﺎ ‪ ،‬ﻭﺘﺼﺩﻴﺭﻫﺎ ‪ ،‬ﻭﺘﺤﻭﻴﻠﻬﺎ ﺘﻌﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻤﻴﺯﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﺩﻤﻬﺎ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ‪ .‬ﻭﺘﻌﺩ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺨﺎﺼﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻓﻲ ﻤﺘﺎﺒﻌﺔ‬ ‫ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ‪.‬‬ ‫ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺠﺩﻴﺭ ﺒﺎﻟﺫﻜﺭ ‪ ،‬ﺃﻥ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ‪ ،‬ﻟﻴﺴﺕ ﻤﺨﺼﺼﺔ ﻓﻘﻁ ﻟﺨﺩﻤﺔ‬ ‫ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﻴﻥ ‪ ،‬ﺒل ﺘﺘﻌﺩﻯ ﺫﻟﻙ ‪ ،‬ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻠﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ‪ ،‬ﻭﺘﺤﻠﻴﻠﻬﺎ ‪ ،‬ﻭﻋﺭﻀﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﺭﻗﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ ﻭﻓﻲ‬ ‫ﻤﺠﺎﻻﺕ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ‪ .‬ﻜﻤﺎ ﺘﻌﺩ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻭﺴﻴﻠﺔ ﺍﻟﺠﻴﺩﺓ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺒﺒﺭﻤﺠﺔ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ‬ ‫ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﻭﺇﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺎﻋﺩ ﻓﻲ ﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺒﻭﻀﻭﺡ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺘﺤﻠﻴﻠﻬﺎ ﻭﺇﺩﺍﺭﺘﻬﺎ ﺒﺴﻬﻭﻟﺔ ﻭﻴﺴﺭ ‪.‬‬ ‫ﻜﻤﺎ ﺘﺘﻤﻴﺯ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺃﻴﻀﹰﺎ ‪ ،‬ﺒﺈﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺭﺽ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺩﺨﻠﺔ ﻓﻲ ﻗﻭﺍﻋﺩ‬ ‫ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺨﺭﺍﺌﻁ ‪ .‬ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺘﺘﻤﻴﺯ ﺒﻘﺩﺭﺘﻬﺎ ﺍﻟﺩﻗﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺭﺴﻡ ‪ ،‬ﻭﺇﺨﺭﺍﺝ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ‬ ‫ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ) ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻐﻁﻲ ‪ %٥٠‬ﻤﻥ ﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ( ﻓﻲ ﺸﻜل ﺃﻁﺎﻟﺱ ‪ ،‬ﺘﺘﻤﻴﺯ‬ ‫ﺒﺩﻗﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ ‪ ،‬ﻭﺩﻗﺔ ﺍﻟﺭﺴﻡ ‪ ،‬ﻭﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻤﻭﺍﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺒﺔ ﻓﻲ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ‬ ‫ﻭﺇﻋﺩﺍﺩﻫﺎ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻤﺘﻘﺩﻤﺔ ‪.‬‬ ‫ﻭﺘﻌﺩ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ‪ ،‬ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻤﺘﻘﺩﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻥ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ‬ ‫ﺍﻷﺨﺭﻯ ‪ ،‬ﻜﺎﻟﺼﻭﺭ ﺍﻟﺠﻭﻴﺔ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻅﺭ ﺍﻟﻔﻀﺎﺌﻴﺔ ‪ ،‬ﻭﺍﻻﺴﺘﺨﺩﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺠﻬﺯﺓ ﺍل‬ ‫‪ GPS‬ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ‪ .‬ﺠﻌل ﻤﻨﻬﺎ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﺴﺭﻴﻌﺔ ﻭﺩﻗﻴﻘﺔ ﻟﻠﺭﺼﺩ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﺘﺎﺒﻌﺔ ﻭﺍﻟﻌﺭﺽ ﻭﺘﺒﺎﺩل ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ‪ .‬ﻭﺘﻌﺘﺒﺭ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ‪ ،‬ﻭﺴﻴﻠﻪ ﻤﻬﻤﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻴﻊ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ‪ .‬ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﺘﻘﺘﻀﻲ ‪ ،‬ﺒﻨﺎﺀ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺘﺤﺘﻭﻱ ﻋﻠﻰ‬ ‫‪١٧‬‬


‫ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺘﻔﺼﻴﻠﻴﺔ ﻟﻠﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻟﻜﻲ ﻴﺘﻡ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻥ ﻤﻥ ﻋﺭﻀﻬﺎ ﺒﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ )‪.(Zeiler 1999p 72-73 185‬‬ ‫ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺒﺼﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ‪:‬‬ ‫ﻭﺘﻌﺘﺒﺭ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺒﺼﺭﻱ ﻟﻠﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ‪ ،‬ﻤﻥ ﺃﻫﻡ‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﺩﻗﺔ ﻭﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﻓﻲ ﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ‬ ‫ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ‪ .‬ﻭﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ‪ ،‬ﻫﻨﺎﻙ ﺘﺭﻜﻴﺯ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺘﻭﺼﻴل ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺔ ﻤﻥ‬ ‫ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺜل ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ‪ ،‬ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﺭﻤﻴﺯ ﻟﻠﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ‬ ‫ﻭﺘﻘﺩﻴﻤﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ﻟﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺔ ﻭﻫﻭ ﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ‪ .‬ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺭﻤﻭﺯ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﻟﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺴﻭﺍﺀ ﺒﺎﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﻥ‬ ‫ﻁﺭﻴﻕ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺘﺘﻤﻴﺯ ﺒﻘﺩﺭﺍﺕ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻭﺴﻬﻭﻟﺔ ﺘﻭﺼﻴل‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺔ ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻤﺯ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ) ﺴﻠﻤﻰ ‪ ١٩٩٥‬ﺹ‬ ‫‪. ( ٣٤-٣٣‬‬ ‫ﻭﺒﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻗﺩ ﺃﺜﺒﺘﺕ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻤﻭﺯ ﻭﻗﺩﺭﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺘﻭﺼﻴل ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺔ ‪ ،‬ﻓﺈﻥ‬ ‫ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﺘﻘﺘﻀﻲ ‪ ،‬ﺘﻀﻤﻴﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺃﻭ ﺒﺭﻤﺠﺘﻬﺎ ﻀﻤﻥ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺘﻭﻴﻬﺎ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻨﻅﻡ‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻭﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﻬﺎ ﻟﻌﺭﺽ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ؛ ﻭﺃﻻ‬ ‫ﺘﻘﺘﺼﺭ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﻋﻠﻰ ﺭﻤﺯ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻜﺎﻷﻟﻭﺍﻥ ﻭﺭﻤﺯﻱ ﺍﻟﺩﺍﺌﺭﺓ ﻭﺍﻟﻌﻤﻭﺩ ﻭﺫﻟﻙ ﻟﺘﻤﺜﻴل ﻤﻜﻭﻨﺎﺕ ﺃﻭ‬ ‫ﺃﺠﺯﺍﺀ ﺃﻭ ﺘﻔﺎﺼﻴل ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ‪.‬‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﻟﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ‬ ‫ﺘﺘﻤﻴﺯ ﺒﻜﺜﺭﺓ ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﻋﺭﺽ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ‬ ‫ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ‪ ،‬ﺘﺘﻤﻴﺯ ﺒﻘﺩﺭﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﻫﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺒﺄﺴﻠﻭﺏ ﺭﻗﻤﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﻤﻥ ﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻤﻥ ﺯﻭﺍﻴﺎ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ‬ ‫ﻭﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﺯﺍﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻟﻌﺭﺽ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ‪ .‬ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﻟﻴﺱ ﻤﻤﻜﻨ ﹰﺎ ﺒﺎﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ‪،‬‬ ‫ﺤﻴﺙ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻲ ﻟﻠﺨﺭﻴﻁﺔ ﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺯﺍﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺨﺘﺎﺭﻫﺎ ﻤﺼﻤﻡ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﻴﻌﺘﻘﺩ ﺃﻨﻬﺎ ﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻟﻌﺭﺽ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻤﻥ ﺯﻭﻴﺎ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﻭﺒﺄﺴﺎﻟﻴﺏ‬ ‫ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﻋﻠﻰ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﺩﻡ ﻟﻠﻤﺴﺘﺨﺩﻡ‬ ‫ﻨﻅﺭﺓ ﺃﻭﻟﻴﺔ ﻴﺘﻡ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺒﺎﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺘﻭﻴﻬﺎ ﺒﺭﻨﺎﻤﺞ‬ ‫ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻟﺭﺅﻴﺔ ﻤﻜﻭﻨﺎﺕ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ‪.‬‬ ‫ﻭﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﺴﻠﻭﺏ ﺍﻹﺤﺼﺎﺌﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﺯﺍﻭﻴﺔ ﺍﻟﺭﺅﻴﺔ ﻟﻠﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻴﻌﺩ ﻤﻬﻤﹰﺎ‬ ‫ﻜﻤﺎ ﺒﻴﻨﺎ ﺴﺎﺒﻘﹰﺎ ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺭﻤﺯ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺏ ﻟﻌﺭﺽ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ‬ ‫ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻴﻌﺩ ﻤﻭﺍﺯﻴﹰﺎ ﺇﻥ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﺃﻫﻤﻴﺔ ‪ .‬ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﺴﺎﺒﻘﹰﺎ ﻴﺠﺏ ﺇﻀﺎﻓﺘﻬﺎ ﻜﺄﺴﺎﻟﻴﺏ ﻋﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻜﻲ‬ ‫ﺘﻤﻜﻥ ﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻤﻥ ﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ‬

‫‪١٨‬‬


‫ﺇﺤﺼﺎﺌﻴﺔ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ‪ ،‬ﻜﻤﺎ ﺘﻤﻜﻨﻪ ﺃﻴﻀ ﹰﺎ ﻤﻥ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺭﻤﺯ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺏ ﻟﻌﺭﺽ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ‪.‬‬ ‫ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻗﺩ ﺤﻭﻟﺕ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ‪ ،‬ﻤﻥ ﺃﺴﻠﻭﺏ ﻋﺭﺽ ﻓﻘﻁ ﺒﺎﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ‪ ،‬ﺇﻟﻰ ﺃﺴﻠﻭﺏ ﻋﺭﺽ ﻭﺘﺤﻜﻡ ﻟﻠﺒﻴﺎﻨﺎﺕ‬ ‫ﻭﺇﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ‪ ،‬ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻟﻠﻅﺎﻫﺭﺓ ﻭﻤﺘﺎﺒﻌﺘﻬﺎ ‪ ،‬ﻭﺘﺤﺩﻴﺜﻬﺎ ‪ ،‬ﻭﺘﺼﻨﻴﻔﻬﺎ ‪،‬‬ ‫ﻭﺘﺭﻤﻴﺯﻫﺎ ‪ ،‬ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺒﺄﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﺘﻁﺎﺒﻕ ‪ Overlay‬ﺃﻭ ﻋﻥ‬ ‫ﻁﺭﻴﻕ ﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺒﺄﺴﻠﻭﺏ ‪ Proximity‬ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﻜﻥ ﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﻤﻥ ﺭﺅﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻭﻗﻌﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻋﺭﺽ‬ ‫ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺒﺄﺴﻠﻭﺏ ﺨﺭﺍﺌﻁﻲ ﻤﻨﺎﺴﺏ ﻴﺴﻤﺢ ﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﻤﻥ ﻗﺭﺍﺀﺓ‬ ‫ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺭﻑ ﺒﺴﻬﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺘﻭﻴﻬﺎ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﻤﻊ ﺭﺒﻁﻬﺎ ﺩﺍﺌﻤﹰﺎ‬ ‫ﺒﺎﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻠﻤﻌﻠﻭﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ‪ .‬ﻭﻫﺫﺍ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ‬ ‫ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻴﻨﻅﺭ ﻟﻠﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻤﻥ ﺯﻭﺍﻴﺎ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺒﻁﺭﻕ ﺘﺭﻤﻴﺯ ﺨﺭﺍﺌﻁﻴﺔ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﻭﺘﺤﺕ‬ ‫ﻓﺭﻀﻴﺎﺕ ﻤﺘﺒﺎﻴﻨﺔ ﺨﻼل ﻤﺩﺓ ﻭﺠﻴﺯﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻤﻥ ﺒﺎﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﺒﺎﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ‪ .‬ﻭﺨﺘﺎﻤﹰﺎ ﻓﺈﻥ ﺘﻘﻨﻴﺔ‬ ‫ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺠﻌﻠﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻌﺭﺽ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ‬ ‫ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﺭﻗﻤﻴﺔ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﺤﺘﻭﻱ ﺠل ﺇﻥ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻜل ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺕ‬ ‫ﺩﺭﺍﺴﺘﻬﺎ ﻭﺘﻭﻀﻴﺤﻬﺎ ﻤﻊ ﻤﺎ ﺫﻜﺭ ﻤﻌﻬﺎ ﻤﻥ ﺘﺤﻠﻴل ﻟﻸﺴﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻤﺴﺒﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺘﻜﻭﻥ ﺒﻼ ﺸﻙ‬ ‫ﻤﻨﻁﻠﻘﹰﺎ ﺨﺼﺒ ﹰﺎ ﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﺒﺭﻤﺠﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻟﻌﺭﺽ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ‬ ‫ﺒﺘﻠﻙ ﺍﻟﻁﺭﻕ ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﺨﺎﺘﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻭﺼﻴﺎﺕ ‪:‬‬ ‫ﺘﺸﺎﺭﻙ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻟﻤﺘﻨﻭﻋﺔ ﻓﻲ ﻋﺭﺽ‬ ‫ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻭﺘﺤﻭﻴﻠﻬﺎ ﻤﻥ ﺃﺭﻗﺎﻡ ﻤﺠﺭﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﺸﻜﺎل ﻤﺭﺌﻴﺔ ﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺒﻤﻜﺎﻥ ﺘﻭﺍﺠﺩ‬ ‫ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ‪ .‬ﻜﻤﺎ ﺘﺘﻤﻴﺯ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺒﻘﺩﺭﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ‬ ‫ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻠﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﻫﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﻬﺎ ﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺇﺤﺼﺎﺌﻴﺔ‬ ‫ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﺘﻤﻜﻥ ﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﻤﻥ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻹﺤﺼﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺒﻴﺔ ﻟﻠﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻌﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﺨﺼﺎﺌﺼﻬﺎ ﻓﻲ ﻜل ﺇﻗﻠﻴﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ‪ .‬ﻭﻗﺩ ﺼ‪‬ﻨﻔﺕ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻫﻨﺎ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻤﺯ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ﻓﻲ ﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻗﺴﻤﺕ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ‬ ‫ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺒﻤﻭﺠﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺨﻤﺱ ﻋﺸﺭﺓ ﻁﺭﻴﻘﺔ ‪ .‬ﻭﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺒﻴﻥ‬ ‫ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺜﻤﺎﻥ ﻁﺭﻕ ﻤﻌﺩﺓ ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ‬ ‫ﻭﻫﻰ ‪ (١‬ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻜﻭﺭﻭﺒﻠﺙ ﺒﺎﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻷﻟﻭﺍﻥ " ) ﻜﻤﻲ ‪ ،‬ﻨﻭﻋﻲ ( ‪ (٢‬ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﺩﻭﺍﺌﺭ ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ‬ ‫‪ (٣‬ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﺩﻭﺍﺌﺭ ﺍﻟﻤﻘﺴﻤﺔ ‪ (٤ .‬ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﺜﻠﺙ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺔ ‪ (٥ .‬ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﺭﺒﻌﺎﺕ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺔ ‪.‬‬ ‫‪ (٦‬ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻷﻋﻤﺩﺓ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺔ ‪ (٧ .‬ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻷﻋﻤﺩﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ‪ (٨ .‬ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﺒﻌﺩ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ‬ ‫ﻜﻤﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺒﺄﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺴﺒﻊ ﻁﺭﻕ ﻟﻡ ﺘﺤﺘﻭﻴﻬﺎ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺒﻌﺩ ﻭﻫﻰ ‪:‬‬ ‫ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ‪ (٢‬ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﺜﻠﺜﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺴﻤﺔ ‪ (٣‬ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﺭﺒﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺴﻤﺔ ‪(٤‬‬ ‫‪(١‬‬ ‫ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻜﺎﺭﺘﻭﺠﺭﺍﻡ ‪ (٥‬ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﺨﻁﻭﻁ ﺍﻻﻨﺴﻴﺎﺒﻴﺔ ‪ (٦‬ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻜﻌﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﻤﻌﺔ ‪(٧‬‬ ‫ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﺩﻭﺍﺌﺭ ﺍﻟﻤﻨﺼﻔﺔ ‪.‬‬ ‫‪١٩‬‬


‫ﻜﻤﺎ ﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﺭﻀﹰﺎ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﻤﻌﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﺃﺨﺭﻯ ﻏﻴﺭ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻨﻅﻡ‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ‪ ،‬ﺜﻡ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻌﺘﻘﺩ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻤﻥ ﻭﺠﻬﺔ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﻴﺔ ﺃﻨﻬﺎ‬ ‫ﻼ ﺃﻤﺎﻡ ﺇﺩﺭﺍﺝ ﺒﻌﺽ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﻨﻅﺭﹰﺍ ﻟﻤﺎ ﻴﺘﻁﻠﺒﻪ ﻤﻥ ﺭﺒﻁ ﻤﻜﺎﻨﻲ ﺃﻭ ﺇﺨﺭﺍﺝ ﻫﻨﺩﺴﻲ‬ ‫ﺘﻘﻑ ﺤﺎﺌ ﹰ‬ ‫ﻟﻠﺭﻤﻭﺯ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻴﺘﻁﻠﺏ ﺍﻟﺘﺩﺨل ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﻤﺜل ﺨﺭﺍﺌﻁ‬ ‫ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ‪ ،‬ﻭﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻜﻌﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﻤﻌﺔ ﻭﺃﻤﺎ ﻟﻌﺩﻡ ﺒﺭﻤﺠﺘﻬﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺘﻭﻴﻬﺎ ﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﻨﻅﻡ‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻤﺜل ﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﺤﺘﻭﻴﻬﺎ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ‪.‬‬ ‫ﻜﻤﺎ ﺭﻜﺯﺕ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻤﻴﺯﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺼﻑ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﻭﻜﺫﻟﻙ‬ ‫ﺍﻟﻤﻤﻴﺯﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺼﻑ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻟﺭﺒﻁ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ‪ .‬ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻨﻅﺭﺓ ﺍﻟﺸﻤﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺅﻜﺩ ﻋﻠﻰ ﺘﻔﻌﻴل ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺒﺼﺭﻱ ﻭﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ‬ ‫ﺒﺄﻫﻤﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﻤﺤﺘﻭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻴﺔ ﻭﺘﺤﻠﻴل‬ ‫ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ﻓﻲ ﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ‪.‬‬ ‫ﻭﺨﺘﺎﻤ ﹰﺎ ﺘﻭﺼﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺒﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﻭﺒﺭﻤﺠﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺒﺭﺍﻤﺞ‬ ‫ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺭﻤﺠﻴﺔ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻟﺫﻟﻙ ﻭﺍﻀﻌﻴﻥ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺸﺭﻭﺤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺒﻴﻨﺕ ﺼﻌﻭﺒﺔ ﺘﻤﺜﻴل ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁﻴﺔ‬ ‫ﻭﺩﻋﺕ ﺇﻟﻰ ﺒﺭﻤﺠﺔ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺇﻀﺎﻓﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﺤﺘﻭﻴﻬﺎ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻨﻅﻡ‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ‬ ‫‪Booth, B. and Mitchell, A. 2001 “ Getting Started with ArcGis”. ESRI.‬‬ ‫‪U.S.A.‬‬ ‫‪Cuff, D.J. & Mattson, M.T. 1982 “ Thematic Maps “. Methuen, New York.‬‬ ‫‪Dent, B.D. 1993 “ Cartography: Thematic Map Design” Third Edition WCB‬‬ ‫‪Publisher. England‬‬ ‫‪Dickinson, G.C. 1987 “ Statistical Mapping”. Edward Arnold Ltd. London‬‬ ‫‪Fisher, M. Scholten, H.J. and Unwin D. 1996‬‬ ‫‪“ Spatial Analytical‬‬ ‫‪perspectives on GIS”. Taylor & Francis Ltd. Britain. P 129-138.‬‬ ‫‪Jones B. Ch. 1998 “ Geographical Information Systems and Computer‬‬ ‫‪Cartography”. Longman. Singapore.‬‬ ‫‪Muehrcke, Ph. C. 1980 “ Map Use “ Reading, analysis and Interpretation”.‬‬ ‫‪JP Publications, Madison, WI .‬‬ ‫‪Robinson, A. Sale, R. Morrison, J. and Muehrcke 1985 “ Elements of‬‬ ‫‪Cartography” Fifth Edition. John Wiley & Sons, Inc. New York .‬‬ ‫‪Zeiler, M. 1999 “ Modeling Our World”. The ESRI Guide to Geodatabase‬‬ ‫‪design. ESRI press U.S.A.‬‬

‫‪٢٠‬‬


‫ﺍﻟﻌﻴﺴﻭﻱ ﻓﺎﻴﺯ ﻤﺤﻤﺩ ‪ " ١٩٧٨‬ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ " ﺃﺴﺱ ﻭﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺕ " ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ‬ ‫ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ‬ ‫ﻋﺯﻴﺯ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺨﺯﺍﻤﻰ ‪ ١٩٩٨‬ﻫـ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ – ﺃﺴﺎﺴﻴﺎﺕ ﻭﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺕ ﻟﻠﺠﻐﺭﺍﻓﻴﻴﻥ ‪.‬‬ ‫ﻤﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ‪ ،‬ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ‪ ،‬ﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﻤﺼﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ‪.‬‬ ‫ﺴﻠﻤﻰ ﻨﺎﺼﺭ ﻤﺤﻤﺩ ‪ " ٢٠٠٣‬ﺘﻤﺜﻴل ﻤﻜﻭﻨﺎﺕ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺒﻤﺜﻠﺜﺎﺕ ﻤﻘﺴﻤﺔ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻗﺎﻋﺩﻴﺔ‪:‬‬ ‫ﺃﺴﻠﻭﺏ ﺨﺭﺍﺌﻁﻲ ﻤﻘﺘﺭﺡ ﻤﻊ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﺒﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﺜﻠﺜﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺴﻤﺔ ﺃﻓﻘﻴﹰﺎ " ﺭﺴﺎﺌل ﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ‪:‬‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻜﻭﻴﺘﻴﺔ ﺍﻟﻌﺩﺩ ﺭﻗﻡ ‪. ٢٧٢‬‬ ‫ﺴﻠﻤﻰ ﻨﺎﺼﺭ ﻤﺤﻤﺩ ‪ " ١٩٩٥‬ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ " ‪ :‬ﻤﻔﻬﻭﻤﻬﺎ ﻭﻁﺭﻕ ﺇﻨﺸﺎﺌﻬﺎ " ﻤﻜﺘﺒﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺒﻴﻜﺎﻥ ‪ ،‬ﺍﻟﺭﻴﺎﺽ ‪.‬‬

‫‪٢١‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.