ﺃﺳﺘﺎﺫ ﻣﺸﺎﺭﻙ ـ ﻗﺴﻢ ﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺎ-
ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ . ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﻘﺮﻯ
ﻟﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﲝﺎﺙ ﻭﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﳌﻨﺸﻮﺭﺓ ﰲ.ﳎﺎﻝ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﻪ
ﺍﻟﻈﻬﲑ ﺍﳌﺎﺋﻲ ﻭﺍﳊﺠﻢ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ – ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ
ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ ﻣﻘﱰح ﻹﻃﺎر ﻧﻈﺮي ﳌﻌﺎﳉﺔ أزﻣﺔ اﳌﻴﺎه ﰲ ﻣﺪن اﳌﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ .وﻳﻘﻮم ﻫﺬا اﻹﻃﺎر ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﳏﺎوﻟﺔ اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﺑﲔ ﺣﺠﻢ اﳌﺪﻳﻨﺔ
واﻹﻣﻜﺎﻧﺎت اﳌﺎﺋﻴﺔ ﻟﻈﻬﲑﻫﺎ .واﻟﻬﺪف اﻟﺮﺋﻲ
س ﻟﻠﺮﺑﻂ ﺑﲔ ﺣﺠﻢ اﳌﺪﻳﻨﺔ واﻹﻣﻜﺎﻧﺎت اﳌﺎﺋﻴﺔ
اﳌﺤﻴﻄﺔ ﺑﻬﺎ ﻫﻮ ﲡﻨﻴﺒﻬﺎ ﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻟﺴﲑ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ اﻻﻋﺘﻤﺎد اﻟﻜﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎدر ﺧﺎرﺟﻴﺔ ﻣﻜﻠﻔﺔ وﻣﺆﻗﺘﺔ وﻏﲑ ﻣﺄﻣﻮﻧﺔ . وﻳﺮى اﳌﻘﱰح أن اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﺑﲔ أﺣﺠﺎم اﳌﺪن وإﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻬﺎ اﳌﺎﺋﻴﺔ ﳝﻜﻦ أن ﻳﺘﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل إﻋﺎدة ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﺴﻜﺎن )
أو ﻋﻠﻰ أﻗﻞ ﺗﻘﺪﻳﺮ اﳊﻴﻠﻮﻟﺔ دون ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﱰﻛﺰ ﰲ اﳌﺪن اﻟﻜﺒﲑة (
وﲡﻤﻴﻊ اﳌﺼﺎدر اﳌﺎﺋﻴﺔ اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ واﳌﺘﻔﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻈﻬﲑ اﳌﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ .ﻓﺎﻷﺣﺠﺎم اﳌﺜﻠﻰ ﻟﻠﻤﺪن ﻻ ﳚﺐ أن ﺗﺘﻘﺮر ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻻﻋﺘﺒﺎرات اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ﻻﺑﺪ وأن ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ أﻳﻀﺎً ﻣﻊ اﻹﻣﻜﺎﻧﺎت اﳌﺎﺋﻴﺔ ﻟﺒﻴﺌ ﺎت اﳌﺪن اﳉﻐﺮاﻓﻴﺔ .وﻟﻜﻲ ﺗﺘﻢ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ اﳌﻮارد اﳌﺎﺋﻴﺔ اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ واﳌﺒﻌﺜﺮة ﰲ اﻟﻈﻬﲑ اﳌﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ،ﳓﻦ ﲝﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺗﻘﻨﻴﺎت ووﺳﺎﺋﻞ ﲡﻤﻴﻊ ﻫﺬه اﳌﻮارد ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺣﺎت ﻛﺒﲑة وإﻳﺼﺎﻟﻬﺎ إﻟﻰ اﳌﺮاﻛﺰ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻴﺔ . ﻟﻬﺎدﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺮﻛﻴﺰ اﳌﻮارد اﳌﺎﺋﻴﺔ ،
وﻻ ﺷﻚ أﻧﻪ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺎت واﻷﲝﺎث ا
ﻓﺎﳊﺎﺟﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ إﻟﻰ ﺗﺒﻨﻲ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت واﻟﱪاﻣﺞ اﻟﻬﺎدﻓﺔ إﻟﻰ إﻋﺎدة ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﺴﻜﺎن . وﳝﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن اﳋﻄﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﻴﺎه اﳌﺰﻣﻊ وﺿﻌﻬﺎ ﻹدارة وﺗﻨﻤﻴﺔ اﳌﻮارد اﳌﺎﺋﻴﺔ ﰲ اﳌﻤﻠﻜﺔ وﻋﺎء ً ﻣﻨﺎﺳﺒﺎً ﻟﻜﻞ ﻫﺬه اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت واﻟﱪاﻣﺞ وﻣﺸﺎرﻳﻊ اﻷﲝﺎث .
١٧٨
ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﱰﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ
ﳏﻤﺪ ﻣﺼﻠﺢ ﺍﻟﺜﻤﺎﱄ.ﺩ
Water Hinterland and Optimal Saudi City Size
Dr. Mohammed -Althomali
Abstract We present in this paper a theoretical framework to tackle the problem of water shortage in Saudi cities. The framework is based on the notion that city size and surrounding water resources should be matched, in order to avoid total dependency on external resources, which are costly, unsustainable and subject to interruptions in the long run. Matching city size and available water resources can be accomplished by means of redistributing population, prevention of further population concentration in large cities and harvesting resources from cities water hinterlands. City size should not be judged by economic benefits only, but also by water availability. The collection of local scarce water resources should encompass the development of means and ways of harvesting water from large areas and delivering it to urban centers. Along with the wide range of researches and studies, which are required to accomplish this goal, a number of policies are in order .The whole project can be part of the expected national water plan.
١٧٩
ﻡ٢٠٠٣ ﻳﻨﺎﻳﺮ- ﻫـ١٤٢٣ ﻠﺪ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ – ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻷﻭﻝ – ﺫﻭ ﺍﻟﻘﻌﺪﺓﺍ
ﺍﻟﻈﻬﲑ ﺍﳌﺎﺋﻲ ﻭﺍﳊﺠﻢ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ – ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ
ﻣﻌـــﺪل اﻻﺳـــﺘﻬﻼك اﻟﻔـــﺮدي ﰲ ﺧﻠـــﻖ اﻷزﻣـــﺔ، ﻳﺒــﺪو ﻟﻨــﺎ ﲢــﻮل ﺗﻮزﻳــﻊ اﻟﺴــﻜﺎن ﳓــﻮ اﻟﱰﻛــﺰ اﳌﻤﻠﻜـــﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴـــﺔ اﻟﺴـــﻌﻮدﻳﺔ ،ودول
واﻟﺘﺠﻤــﻊ ﻋﻠــﻰ ﻣﺴــﺎﺣﺎت ﺻــﻐﲑة ﻧﺴــﺒﻴﺎً ،ﰲ
أﺧــﺮى ﻛــﺜﲑة ﺣــﻮل اﻟﻌــﺎﱂ ،ﺑﺄزﻣــﺔ
ﺣـــﲔ أن اﳌﺼـــﺎدر اﳌﺎﺋﻴـــﺔ اﳌﺘﺠـــﺪدة ﺗﺘﺴـــﻢ
ﻣﺎﺋﻴــﺔ ﺣــﺎدة ﻧﺎﲡــﺔ ﻋــﻦ اﺗﺴــﺎع اﻟﻔﺠــﻮة ﺑــﲔ
ﺑﺎﻻﻧﺘﺸــﺎر واﻟﺘﺒﺎﻋــﺪ ،ﻋــﺎﻣﻼً ﻣﻬﻤ ـﺎً آﺧــﺮ .ﻓــﺈذا
اﻟﻌــﺮض و اﻟﻄﻠــﺐ ﻋﻠــﻰ اﳌــﺎء ﰲ اﳌــﺪن .ورﻏــﻢ
ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﻛـﺬﻟﻚ ﻓـﺈن ﻛﻔـﺎءة اﺳـﺘﻐﻼل اﳌﺼـﺎدر
أن اﺿــﻤﺤﻼل ﺑﻌـــﺾ اﳌــﻮارد اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳـــﺔ اﻟﺘـــﻲ
اﳌﺎﺋﻴﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄـﺔ ﺑﺘﻮزﻳـﻊ ﺳـﻜﺎﻧﻲ ﻣﻌـﲔ ،ﻻ ﺑـﺪ ﻣـﻦ
ﺗﺘــﺰود ﻣﻨﻬــﺎ اﳌــﺪن ﺑﺎﳌﻴــﺎه ﺳــﻮاء ﺑﺎﻟﻨﻔــﺎذ أو
ﻣﻌﺮﻓــﺔ ﺧﺼﺎﺋﺼــﻪ و ﻣﻘﺎرﻧﺘــﻪ ﺑــﺎﻟﺘﻮزﻳﻊ اﳊــﺎﻟﻲ
ﺑــﺎﻟﺘﻠﻮث ،ﺳــﺎﻫﻢ ﺟﺰﺋﻴ ـﺎً ﰲ إﳚــﺎد اﻷزﻣــﺔ ،إﻻ
ﻟﻴﺘﺴــﻨﻰ ﻟﻨــﺎ ﲤﻴﻴــﺰ أﺛــﺮ اﻻﺑﺘﻌــﺎد ﻋﻨــﻪ ﰲ إﳚــﺎد
أن ﺟـﻞّ اﳌﺸــﻜﻠﺔ ﻳﺮﺟــﻊ إﻟــﻰ ﳕــﻮ اﻟﻄﻠــﺐ ﺑﺼــﻮرة
اﻷزﻣــﺔ اﳊﺎﻟﻴــﺔ وﲝــﺚ ﻣــﺎ ﳝﻜــﻦ ﻋﻤﻠــﻪ ﺑﻬــﺬا
ﻣﺴــﺘﻤﺮة و ﺳــﺮﻳﻌﺔ ﻧﺘﻴﺠــﺔ زﻳــﺎدة ﻋــــﺪد اﻟﺴــﻜﺎن
اﳋﺼﻮص .
وزﻳــﺎدة ﻣﻌــﺪل اﺳــﺘﻬﻼك اﻟﻔــﺮد ﻟﻠﻤــﺎء .وﻗــﺪ
إن ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ ﳏﺎوﻟﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻻﺳﺘﻜﺸﺎف
اﻧﺼــﺐ اﻫﺘﻤــﺎم اﻟﺒــﺎﺣﺜﲔ ﻋــﻦ ﳐــﺮج ﻣــﻦ ﻫــﺬه
إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻌﻈﻴﻢ )(maximizationاﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ
اﻷزﻣــﺔ ﻋﻠــﻰ ﺟﺎﻧــﺐ اﻟﻌــﺮض ﻋــﻦ ﻃﺮﻳــﻖ اﻟﺒﺤــﺚ
اﳌﻮارد اﳌﺎﺋﻴﺔ اﳌﺘﺠﺪدة ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ ﻟﻠﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ أزﻣﺔ
ﻋﻦ ﻣﺼـﺎدر ﺟﺪﻳـﺪة ﻏـﲑ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳـﺔ ﻟﺘﺰوﻳـﺪ ﺳـﻜﺎن
اﳌﻴﺎه ﰲ اﳌﺪن ،ﻣﻦ ﺧﻼل اﻓﱰاض وﺟﻮد ﺗﻮزﻳﻊ
اﳌــﺪن ﺑﺎﳌﻴــﺎه ﻟﻼﺳ ـﺘﻌﻤﺎﻻت اﳌﻨﺰﻟﻴــﺔ و اﻟﺒﻠﺪﻳــﺔ
ﻣﻜﺎﻧﻲ ﺑﺪﻳﻞ ﻟﻠﺘﻮزﻳﻊ اﳊﺎﻟﻲ ﻟﻠﺴﻜﺎن ﳝﻴﻞ إﻟﻰ
و اﻟﺼــﻨﺎﻋﻴﺔ اﻷﺧــﺮى .أ ﻣــﺎ ﺟﺎﻧــﺐ اﻟﻄﻠــﺐ ﻓــﺈن
اﻻﻧﺘﺸﺎر و ﻗﻠﺔ اﻟﱰﻛﺰ ،ﻟﻴﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺗﻮزﻳﻊ اﳌﻮارد
اﳉﻬــﺪ ﻓﻴــﻪ ﻳﻜــﺎد ﻳﻜــﻮن ﻣﻘﺼــﻮراً ﻋﻠــﻰ ﳏــﺎوﻻت
اﳌﺎﺋﻴﺔ اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ واﳌﺘﻔﺮﻗﺔ .وﻗﺪ ﻗﻤﻨﺎ ﺑﺘﺠﺴﻴﺪ ﻓﻜﺮة
ﺗﺸـــﺠﻴﻊ وﺣـــﺚ اﻟﺴـــﻜﺎن ﻋﻠـــﻰ اﻻﻗﺘﺼـــﺎد ﰲ
اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ أﺣﺠﺎم اﳌﺪن واﳌﻮارد اﳌﺎﺋﻴﺔ اﳌﺘﺠﺪدة
اﺳﺘﻬﻼك اﳌﺎء و ﺗﻮﻓﲑه.
ﻣﻦ ﺧﻼل ﳕﻮذج اﳊﺠﻢ اﻷﻣﺜﻞ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ.
وﰲ ﻫــﺬه اﻟﺪراﺳــﺔ ﻧﺴــﻠﻂ اﻟﻀــﻮء ﻋﻠــﻰ
واﳌﻨﻬﺞ اﳌﺘﺒﻊ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ ﻫﻮ اﳌﻨﻬﺞ اﻹﺳﺘﻘﺮاﺋﻲ
ﺟﺎﻧــﺐ آﺧــﺮ ﻣــﻦ ﺟﻮاﻧــﺐ أزﻣــﺔ اﳌﻴــﺎه ﰲ اﳌــﺪن
اﻟﻬﺎدف إﻟﻰ رﺑﻂ أﺣﺠﺎم اﳌﺪن ﺑﺎﻹﻣﻜﺎﻧﺎت اﳌﺎﺋﻴﺔ
ﻣــﺮﺗﺒﻂ ﲜــﺎﻧﺒﻲ اﻟﻌــﺮض واﻟﻄﻠــﺐ ﱂ ﻳــﺪرس رﻏــﻢ
اﳌﺤﻴﻄﺔ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﳕﻮذج رﻳﺎﺿﻲ .وﻫﺬا اﻟﻨﻮع
اﻻﻫﺘﻤــﺎم اﳌﻜﺜــﻒ ﺑﻬــﺬه اﻟﻘﻀــﻴﺔ ﳏﻠﻴ ـﺎً و ﻋﺎﳌﻴ ـﺎً.
ﻣﻦ اﳉﻬﺪ ﻳﻨﺪرج ﲢﺖ ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﺎﻟﻨﻤﺎذج
ﻫﺬا اﳉﺎﻧﺐ ﻫـﻮ ﲢـﻮل اﻟﺘﻮزﻳـﻊ اﳉﻐـﺮاﰲ ﻟﻠﺴـﻜﺎن
اﳌﻌﻴﺎرﻳـﺔ ) ،(normative modelsاﻟﺘﻲ ﺗُﻌﻨﻰ ﺑـ
ﳓــﻮ اﻟﺘﺤﻀــﺮ و اﻟﱰﻛــﺰ ﰲ ﻣــﺪن ﻗﻠﻴﻠــﺔ ،اﻷﻣــﺮ
" ﻣﺎ ﻳﻠﺰم أن ﻳﻜﻮن " واﳌﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﰲ ﲣﻄﻴﻂ
اﻟــﺬي أدى إﻟــﻰ اﻟﺘﻘﻠﻴــﻞ ﻣــﻦ ﺟــﺪوى اﺳــﺘﻐﻼل
اﳋﺪﻣﺎت واﳌﺮاﻓﻖ اﻟﻌﺎﻣﺔ .وﺣﻴﺚ أن وﺿﻊ اﻟﻨﻤﻮذج
اﳌﺼــﺎدر اﳌﺎﺋﻴــﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳــﺔ اﻟﻜﺎﻣﻨــﺔ و اﻟﺘﻌﺠﻴــﻞ
ﻣﻮﺿﻊ اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﻳﺴﺘﻠﺰم ﻗﺎﻋﺪة ﺑﻴﺎﻧﺎت ﻛﺒﲑة ﻻ ﺗﺘﻮﻓﺮ
ﺑﺎﺳــﺘﻨﺰاف وﺗﻠﻮﻳــﺚ اﳌــﻮارد اﳌﺎﺋﻴــﺔ اﳌﺘﺎﺣــﺔ .ﻓﻤــﻊ
ﻟﻠﺒﺎﺣﺚ وﻟﻴﺲ ﰲ وﺳﻌﻪ ﺑﻨﺎؤﻫﺎ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﳊﺎﺿﺮ ،
اﻟﺘﺴــﻠﻴﻢ ﲝﻘﻴﻘــﺔ أﺛــﺮ اﻟﻨﻤــﻮ اﻟﺴــﻜﺎﻧﻲ وزﻳــﺎدة
ﻟﺬا ﻓﻘﺪ اﻗﺘﺼﺮت اﻟﺪراﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﳉﺎﻧﺐ اﻟﻨﻈﺮي ،
١٨٠
ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﱰﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ
ﺩ .ﳏﻤﺪ ﻣﺼﻠﺢ ﺍﻟﺜﻤﺎﱄ
ﰲ ﺻﻮرة ﲝﲑات وأﻧﻬﺎر
ﻣﻊ اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻧﺘﻘﺎﺋﻲ ﻟﻠﺒﻴﺎﻧﺎت اﳌﺘﻮﻓﺮة ﺣﻮل ﺗﺮﻛﺰ
ﺻﺎﳊﺔ ﻟﻼﺳﺘﻬﻼك ،
اﻟﺴﻜﺎن وﻣﻮارد اﳌﻴﺎه ﻫﺪﻓﻪ ﺗﺴﻠﻴﻂ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ
وﻣﻴﺎه ﺟﻮﻓﻴﺔ .وﻧﻈﺮاً ﻷن اﳌﺎء وﺟﺪ أوﻻً ،ﻓﻘﺪ
اﳌﺸﻜﻼت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﱰض وﺿﻊ اﻟﻨﻤﻮذج ﻣﻮﺿﻊ
اﺳﺘﻘﺮ اﻹﻧﺴﺎن ﺣﻴﺜﻤﺎ وﺟﺪ اﳌﺎء .ﻟﻴﺲ ﻫﺬا
اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ.
ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞ إن اﳌﺎء ﻣﻘﺮر ﻟﻜﺜﺎﻓﺔ اﻟﺴﻜﺎن ﻋﻠﻰ اﳊﻴﺰ
وﻳﺘﻜـﻮن اﻟﺒﺤـﺚ ﻣـﻦ أرﺑﻌـﺔ أﺟـﺰاء رﺋﻴﺴـﺔ
اﳉﻐﺮاﰲ ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺰراﻋﻴﺔ واﻟﺮﻋﻮﻳﺔ .وﺣﺘﻰ
إﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ اﳌﻘﺪﻣــﺔ واﳋﺎﲤــﺔ .ﻓﺒﻌــﺪ اﺳــﺘﻌﺮاض
اﳌﺪن واﻟﺒﻠﺪان اﻟﺘﻲ ﻧﺸﺄت ﳋﺪﻣﺔ ﻇﻬﲑﻫﺎ اﻟﺰراﻋﻲ،
اﻟﺪراﺳــﺎت اﻟﻨﻈﺮﻳــﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘــﺔ ﺑﺄﺣﺠــﺎم اﳌــﺪن ،
اﺧﺘﺎرت ﻣﻮاﻗﻌﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻣﻴﺎه ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ
ﻳــﺘﻢ ﺗﻘــﺪﻳﻢ ﳕــﻮذج اﻟﺪراﺳــﺔ .ﺑﻌــﺪ ذﻟــﻚ ﻧﻘــﻮم
ﺿﻔﺎف اﻷﻧﻬﺎر أو ﻋﻠﻰ ﺷﻮاﻃﺊ اﻟﺒﺤـﲑات أو ﰲ
ﺑﺘﺘﺒــﻊ اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺑــﲔ اﳌﺪﻳﻨــﺔ اﻟﺴــﻌﻮدﻳﺔ وﻇﻬﲑﻫــﺎ
اﳌﺮاوح اﻟﻔﻴﻀﻴﺔ ﻟﻸودﻳﺔ.
اﳌــﺎﺋﻲ ﻗــﺪﳝﺎً وﺣــﺪﻳﺜﺎً ،ﻣﺒﻴــﻨﲔ أﺳــﺒﺎب ﺧــﺮوج
وﻛﻤـــﺎ ﺗﻌﻠﻤﻨـــﺎ ﰲ ﺟﻐﺮاﻓﻴـــﺔ اﻟﻌﻤـــﺮان ،
أﺣﺠــﺎم اﳌــﺪن ﻋﻠــﻰ إﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻬــﺎ اﳌﺎﺋﻴــﺔ اﳌﺘﺠــﺪدة
ﻓــﺈن اﳌــﺪن واﻟﺒﻠــﺪان ﰲ ﺣﻘﺒــﺔ ﻣــﺎ ﻗﺒــﻞ اﻟﺜــﻮرة
وﺗﺰاﻳــﺪ اﻋﺘﻤﺎدﻫــﺎ ﻋﻠــﻰ اﳌﺼــﺎدر ﻏــﲑ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳــﺔ.
اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﱂ ﺗﻜـﻦ ﲝﺎﺟـﺔ إﻟـﻰ اﻟﻨﻤـﻮ زﻳـﺎدة ﻋﻠـﻰ
وﻫــﺬا ﻳﻘﻮدﻧــﺎ إﻟــﻰ ﺗﻘــﺪﻳﻢ رؤﻳﺘﻨــﺎ ﺣــﻮل إﻋــﺎدة
ﺣﺎﺟــﺎت ﻇﻬﲑﻫــﺎ اﻟﺰراﻋــﻲ اﻟــﺬي وﺟــﺪت ﻣــﻦ
ﻫﺬه اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣـﻦ ﺧـﻼل ﻓﻜـﺮة ﺣﺼـﺎد اﳌﻴـﺎه ﻣـﻦ
أﺟﻠــﻪ واﻟــﺬي ﻳﺘــﺄﺛﺮ ،ﺿــﻤﻦ ﻣــﺎ ﻳﺘ ـﺄﺛﺮ ﺑــﻪ ﻣــﻦ
اﻟﻈﻬـــﲑ اﳌـــﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨـــﺔ ،وإﻋـــﺎدة ﺗﻮزﻳـــﻊ
ﻋﻮاﻣــﻞ أﺧــﺮى ﻛﺎﻟﱰﺑــﺔ واﻷﺳــﻮاق ،ﺑﻜﻤﻴــﺎت
اﻟﺴﻜﺎن.
اﳌﻴــﺎه اﳌﺘﺎﺣــﺔ ﻟــﻪ .ﻓﺎﳌــﺎء ﺷــﺮﻳﺎن اﳊﻴــﺎة ،وﻫــﻮ
اﻟــﺬي ﻛــﺎن وﻻ ﻳــﺰال اﻟﻌﺎﻣــﻞ اﻷﻫــﻢ ﰲ ﺗﻮزﻳــﻊ
اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ اﻟﺴﻜﺎن و اﳌﻮارد اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻣﻮﺛﻘﺔ
اﻟﺴــﻜﺎن وﻛﺜــﺎﻓﺘﻬﻢ وﻣﻮاﻗــﻊ اﳌــﺪن وأﺣﺠﺎﻣﻬــﺎ ﰲ
ﺗﻮﺛﻴـﻘﺎً ﺟﻴــــﺪاً ﰲ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﰲ ﲣﺼﺼﺎت
اﳌﺠﺘﻤﻌــﺎت اﻟﺘــﻲ ﺗﻌﺘﻤــﺪ ﻋﻠــﻰ إﻧﺘــﺎج اﻟﺴــﻠﻊ
Colombo
اﻷوﻟﻴــﺔ .ﺻــﺤﻴﺢ أن ﻃــﺮق اﳌﻮاﺻــﻼت واﻟﻌﻮاﻣــﻞ
) .( ,١٩٩٦ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﺘﻐﲑ ﰲ ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﺴﻜﺎن
اﻟﺘﺎرﳜﻴــﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴـــــﺔ ﺗــﺆﺛﺮ ﻋﻠــﻰ ﻣﻮاﻗــﻊ اﳌــﺪن
ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟﻬﺠﺮة وﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺤﻀﺮ ،و اﻟﺘﻐﲑ ﰲ ﺗﻮزﻳﻊ
وأﺣﺠﺎﻣﻬــﺎ .ﻟﻜــﻦ ﻫــﺬه اﻟﻌﻮاﻣــﻞ ﻻﺣﻘــﺔ وﻣﱰﺗﺒــﺔ
اﳌﻮارد ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟﺘﻘﺪم اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ أو اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت
ﻋﻠــﻰ وﺟــﻮد اﻟﺴــﻜﺎن أﺻــﻼً ﰲ أﻗــﺎﻟﻴﻢ ﻣﻨﺘﺠــﺔ
أو اﻻﺧﱰاﻋﺎت أو ﻧﻔﺎذ اﳌﻮارد اﻟﻄﺒﻴــﻌـﻲ ،ﻛﺎن
ﲢﺘـﺎج إﻟــﻰ اﻟﺘﺒــﺎدل ﲜﻤﻴــﻊ أﻧﻮاﻋــﻪ وإﻟــﻰ اﻹدارة
وﻻزال ﻣﻮﺿﻮﻋﺎً ﻟﻠﺪراﺳـــــﺔ واﻟﺘﺤﻠﻴــﻞ ﰲ اﻟﻌﻠﻮم
واﳊﻜﻢ و ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﻊ اﻟﻌﺎﱂ اﳋﺎرﺟﻲ.
ﳐﺘﻠﻔﺔ :اﻧﻈـــﺮ ﻋﻠﻰ ﺳــﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل
اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ و اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ .وﻳﻌﺘﱪ اﳌﺎء أﻫﻢ ﻣﻮارد
وﻣــﻊ ﻇﻬــﻮر اﻟﺜــﻮرة اﻟﺼــﻨﺎﻋﻴﺔ واﻟﺰراﻋﻴــﺔ
اﻷﻣﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ،ﻟﻴﺲ ﻛﺴﻠﻌﺔ وﺳﻴﻄﺔ ﰲ اﻹﻧﺘﺎج
ﰲ اﻷرﻳــﺎف اﺧﺘــﻞ اﳌﻴــﺰان اﻟﺒﻴﺌــﻲ اﻟــﺬي ﻛــﺎن
اﻟﺰراﻋﻲ و اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ و اﻟﱰﻓﻴﻬﻲ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ أﻳﻀﺎً
ﻳـــﺮﺑﻂ أﻋـــﺪاد اﻟﺴـــﻜﺎن وأﻣـــﺎﻛﻦ وﺟـــﻮدﻫﻢ
ﻛﺴﻠﻌﺔ ﻧﻬﺎﺋﻴﺔ ﻳﺴﺘﻬﻠﻜﻬﺎ اﻟﺴﻜﺎن ﻣﺒﺎﺷﺮة .و اﳌﺎء
ﺑـــﺎﻟﺜﺮوات اﻟﻄﺒﻴﻌﻴـــﺔ وﰲ ﻣﻘـــﺪﻣﺘﻬﺎ اﳌـــﺎء .ﻓﻘـــﺪ
ﻛﺴﻠﻌﺔ
أدى وﺟـــﻮد ﻓـــﺮص ﻋﻤـــﻞ إﺿـــﺎﻓﻴﺔ ﰲ اﳌـــﺪن
ﻳﻈــﻬﺮ
أﺛﻨﺎء اﻟــﺪورة
اﻟﻬﻴﺪروﻟﻮﺟﻴﺔ
ﺍﻠﺪ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ – ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻷﻭﻝ – ﺫﻭ ﺍﻟﻘﻌﺪﺓ ١٤٢٣ﻫـ -ﻳﻨﺎﻳﺮ ٢٠٠٣ﻡ
١٨١
ﺍﻟﻈﻬﲑ ﺍﳌﺎﺋﻲ ﻭﺍﳊﺠﻢ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ – ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ
وﻓـــﺎﺋﺾ ﰲ اﻟﻌﻤﺎﻟـــﺔ ﰲ اﻟﺮﻳـــﻒ إﻟـــﻰ ﲢـــﻮل
ﻋــﻦ زﻳــﺎدة ﺣﺠــﻢ اﻹﻧﺘــﺎج ) Economy of
اﻟﺘﻮزﻳــﻊ اﻟﺴــﻜﺎﻧﻲ ﻟﺼــﺎﻟﺢ اﳌــﺪن .واﳌــﺎء ﻛﺴــﻠﻌﺔ
( scaleﻣﺴـــﻴﻄﺮاً ﻋﻠـــﻰ اﻟﻔﻜـــﺮ اﻻﻗﺘﺼـــﺎدي ،
اﺳـﺘﻬﻼﻛﻴﺔ ﻳﺼـﻌﺐ ﻧﻘﻠﻬـﺎ ﳌﺴـﺎﻓﺎت ﺑﻌﻴـﺪة ﺑﺴــﺒﺐ
ﺣﺘـــﻰ ﻟـــﻮ ﻛـــﺎن اﳌﻮﺿـــﻮع ﻣﺘﻌﻠﻘـــﺎً ﲟﺸـــﺎرﻳﻊ
ﻣﺎ ﻳـﻨﺠﻢ ﻋـﻦ ذﻟـﻚ ﻣـﻦ زﻳـﺎدة ﻣﻔﺮﻃـﺔ ﰲ ﲦﻨـــﻬﺎ
اﺳـــﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻏﺎﻳـــﺔ ﰲ اﻷﻫﻤﻴـــﺔ ﻛﻘﻀـــﻴﺔ ﻧﻘـــﺺ
و ﺧﺼﻮﺻــﺎً ﰲ اﻟﻌــﺮوض اﳉﺎﻓــﺔ ﺣﻴــﺚ ﺗﺘــﻮﻓﺮ
اﳌﻴـــﺎه .ورﻏـــﻢ ﲢﻔـــﻆ ﺑﻌـــﺾ اﻟﺒـــﺎﺣﺜﲔ ﻋﻠـــﻰ
ﺑﻜﻤﻴــﺎت ﻗﻠﻴﻠــﺔ ،ﻟــﺬا ﻓﻘــﺪ أﺻــﺒﺤﺖ ﺷﺤﻴﺤــــﺔ
ﻣﺸـــﺎرﻳﻊ اﻟﺘﺤﻠﻴـــﺔ اﻟﻜـــﺒﲑة و دﻋـــﻮﺗﻬﻢ ﻟﻠﱰﻳـــﺚ
وﻏﺎﻟﻴـــﺔ اﻟـــﺜﻤﻦ ﰲ ﻣﺴـــﺘﻘﺮ ﻫﺠـــﺮة اﻟﺴـــﻜﺎن.
ودراﺳــــــــﺔ اﻟﺒﺪاﺋـــــــــﻞ اﻷﺧــــﺮى دراﺳــــﺔ )(١
،إﻻ أن اﻟﺘﺤﻠﻴـــﺔ ﻻ زاﻟـــﺖ اﳊـــﻞ
واﳌــﺪن رﻏــﻢ اﺳــﺘﻘﻼﻟﻬﺎ ﻋــﻦ ﻇﻬﲑﻫــﺎ اﻟﺰراﻋــﻲ
ﺗﻔﺼـــﻴﻠﻴﺔ
ﻣــﻦ ﺣﻴــﺚ ﺑﻮاﻋــﺚ ﳕﻮﻫــﺎ و ﺗﻄﻮرﻫــﺎ ﰲ ﻫــﺬه
اﳌﻔﻀـــﻞ ﻟـــﺪى ﺻـــﻨﺎع اﻟﻘـــﺮار .واﳊﻘﻴﻘـــﺔ أن
اﳊﻘﺒــﺔ إﻻ أﻧﻬــﺎ ﺑﻘﻴــﺖ ﻣﻌﺘﻤــﺪة ﻋﻠــﻰ اﻟﺮﻳــﻒ ﰲ
اﻻﻧــﺪﻓﺎع وراء اﻟــﻮﻓﺮ اﻻﻗﺘﺼــﺎدي اﻟﻨــﺎﺗﺞ ﻋـــﻦ
ﺗﺰوﻳـــﺪﻫﺎ ﺑﺎﳌـــﺎء -اﻟﺴـــﻠﻌﺔ اﻟﺘـــﻲ ﻻ ﺗﺴـــﺘﻄﻴﻊ
اﻗﺘﺼــﺎدﻳﺎت اﳊﺠــﻢ اﻟﻜــﺒﲑ ﻣــﺎ ﻫــﻮ إﻻ ﺣﻠﻘــﺔ ﰲ
إﻧﺘﺎﺟﻬـــﺎ ﳏﻠﻴـ ـﺎً .واﳌﺘﺘﺒـــﻊ ﻟﻠﻤﺠﻬـــﻮد اﻟﺒﺤﺜـــﻲ
ﻣﻨﻈﻮﻣـــﺔ ﻓﻜﺮﻳـــﺔ اﻗﺘﺼـــﺎدﻳﺔ ﺗﻀـــــــﻢ أﻳﻀـــﺎً
اﳌﻜﺜــﻒ ﻟﺪراﺳــﺔ أزﻣــﺔ اﳌﻴــﺎه ﰲ اﳌﻤﻠﻜــﺔ ﻳﻼﺣــﻆ
اﻗﺘﺼﺎدﻳــــــﺎت اﻟﺘﻜـــﺘﻞ ) Agglomeration
ﲡﺎﻫـــﻞ اﻟﺒـــﺎﺣﺜﲔ ﻟﻌﻼﻗـــﺔ اﻟﺘﺤﻀـــﺮ واﻟﱰﻛـــﺰ
( economyاﻟﻨﺎﲡــــﺔ ﻋـــﻦ ﺗﻀـــﺨﻢ أﺣﺠـــﺎم
اﻟﺴــﻜﺎﻧﻲ ﺑﺎﳌﻮﺿــﻮع ،وﻛــﺄن اﻷزﻣــﺔ ﻧﺸــﺄت ﻣــﻦ
اﳌــﺪن واﻻﻗﺘﺼــﺎدﻳﺎت اﳌﺤﻠﻴـــﺔ ) Localization
زﻳــﺎدة اﻟﺴــﻜﺎن وزﻳــﺎدة ﻣﻌــﺪل اﺳــﺘﻬﻼك اﳌــﺎء
(economyاﻟﻨﺎﲡــــﺔ ﻋــــﻦ ﲡﻤــــﻊ اﳌﻨﺸــــﺂت
ﻓﻘــﻂ .ﻟــﺬﻟﻚ ﻓــﺈن ﺟــﻞ اﻻﻫﺘﻤــﺎم ﻣﻨﺼــﺐ ﻋﻠــﻰ
اﻹﻧﺘﺎﺟﻴــﺔ ﻣــﻦ ﻧــﻮع واﺣــﺪ ﰲ ﻣﻜــﺎن واﺣــﺪ.
اﻻﺧﺘﻴــﺎر ﻣــﻦ ﺑــﲔ اﻟﺒــﺪاﺋﻞ اﻟﻬﻨﺪﺳــﻴﺔ ﻟﺘﻘﻨﻴــﺎت
وﻳﻨﻈــﺮ إﻟــﻰ ﻫــﺬه اﻟﻈــﻮاﻫﺮ ﰲ اﻷدب اﻻﻗﺘﺼــﺎدي
ﲢﻠﻴﺔ ﻣﻴﺎه اﻟﺒﺤـﺮ أو ﺟﻠـﺐ اﳌﻴـﺎه ﻣـﻦ اﳋـﺎرج أو
ﺑﺎﺳﺘﺤﺴــﺎن وﺗﺄﻳﻴــﺪ ﻷﻧﻬــﺎ ﺗﺴــﺎﻋﺪ ﻋﻠــﻰ ﳕــﻮ
اﻟﺘﺤــﻮل إﻟــﻰ اﺳــﺘﻌﻤﺎل اﳌﻴــﺎه اﳉﻮﻓﻴــﺔ اﻟﻌﻤﻴﻘــﺔ
اﻻﻗﺘﺼﺎد اﳊﻀـﺮي رﻏـﻢ ﻣـﺎ ﻳﺮاﻓﻘﻬـﺎ ﻣـﻦ ﺧـﻮارج
ﻏــﲑ اﳌﺘﺠــﺪد .وﰲ اﳌﻘﺎﺑــﻞ ﻻ ﳒــﺪ إﻻ اﻫﺘﻤﺎﻣــﺎً
اﻗﺘﺼـــﺎدﻳﺔ ) (Externalitiesﻛـــﺎﻟﻔﻘﺮ واﻟﺒﻄﺎﻟـــﺔ
ﳏــﺪوداً ﺑﺎﳌﺼــﺎدر اﻟﻄﺒﻴﻌﻴــﺔ اﳌﺘﺠــﺪدة و ﻛﺄﻧﻬــﺎ
واﻟﻐـــــﻼء واﻻزدﺣـــــﺎم واﻟﺘﻠـــــﻮث واﻟﻌﺰﻟـــــﺔ
أﺻــﺒﺤﺖ ﻗﻀــﻴﺔ ﻣﻴــﺆوس ﻣﻨﻬــﺎ .وﻗﻠــﺔ اﻻﻫﺘﻤــﺎم
واﻷﻣـﺮاض اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ اﻷﺧــﺮى اﻟﺘـﻲ ﺗﻌــﺪ ﺳــﻤﺔ
ﺑﺎﳌﺼــﺎدر اﻟﻄﺒﻴﻌﻴــﺔ اﳌﺘﺠــﺪدة ﻳﻌــﺰى إﻟــﻰ ﺿــﻌﻒ
ﻣﻦ ﺳﻤﺎت ﻛﺜـﺮ ﻣـﻦ ﻣـﺪن اﻟﻌـﺎﱂ اﻟﺜﺎﻟـﺚ اﳌﻜﺘﻈـﺔ
ﻫـﺬه اﳌـﻮارد و ﺗﺸـﺘﺘﻬﺎ و ﻋـﺪم اﻧﺘﻈـﺎم وﺟﻮدﻫـﺎ.
ﺑﺎﻟﺴﻜﺎن.
ﻓﻤﺸـــﺎرﻳﻊ ﺗﺰوﻳـــﺪ اﳌـــﺪن ﺑﺎﳌﻴـــﺎه ﻣـــﻦ اﳌﺼـــﺎدر
واﳌﺮﺟﻊ اﻟﻔﻜﺮي اﻷﺑﺮز ﻟﻠﺒﺎﺣﺜﲔ ﰲ ﻫـــــﺬا
اﻟﻄﺒﻴﻌﻴــﺔ اﳌﺘﺠــﺪدة ﺗﺴــﺘﻠﺰم ﺗــﻮﻓﺮ ﻛﻤﻴــﺎت ﻛــﺒﲑة
اﳌﺠﺎل ﻫﻮ أﻃﺮوﺣﺔ اﳊﺠﻢ اﻷﻣﺜﻞ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨـــــــــﺔ
ﻣــﻦ اﳌــﺎء ،ﻟﻜــﻲ ﺗﻜــﻮن ﻣﻨﺎﻓﺴــﺔ ﻣــﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴــﺔ
) .( Optimal city sizeوﻟﻘﺪ ﺣﺪد اﳊﺠـــــﻢ
اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻟﻠﺒﺪاﺋﻞ اﻷﺧﺮى.
اﻷﻣﺜﻞ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﰲ اﻟﺒﺪاﻳـﺔ ﺑـﺎﳊﺠﻢ اﻟـﺬي ﻳﻜـﻮن
ﻟﻘــﺪ أﺻــﺒﺢ اﻟــﻮﻓﺮ اﻻﻗﺘﺼــﺎدي اﻟﻨﺎﺗـــﺞ
١٨٢
ﻋﻨﺪه ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ اﻹﻧﺘﺎج ﰲ ﺣﺪودﻫــﺎ اﻟـﺪﻧﻴﺎ ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﱰﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ
ﺩ .ﳏﻤﺪ ﻣﺼﻠﺢ ﺍﻟﺜﻤﺎﱄ
) . ( The point of minimum public cost
ﺑﺄﺳﻌﺎر ﺗﺰﻳﺪ ﺑﺰﻳﺎدة اﻟﻄﻠﺐ .واﻟﻮاﻗﻊ أن ﺑﻌﺾ ﻫـﺬه
ﺛﻢ ﺗﻨﺒﻪ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن إﻟﻰ أن اﻻﺣﺘﻜﺎم إﻟـﻰ ﻣﺘﻮﺳـﻂ
اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ،ﻣﺜﻞ اﳌـﺎء ﰲ اﻷﻗـﺎﻟﻴﻢ اﳉﺎﻓـﺔ ،ﻣﻮﺟـﻮدة
اﻟﺘﻜﻠﻔﺔ ﻻ ﻳﺄﺧﺬ ﰲ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﺣﺠـﻢ اﻹﻧﺘـﺎج اﻟـﺬي
ﺑﻜﻤﻴﺎت ﻗﻠﻴﻠﺔ ﰲ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ،وﳝﻜﻦ أن ﻳـﺆدي ﺷـﺤﻬﺎ
ﻳﺪل دﻻﻟﺔ إﳚﺎﺑﻴﺔ ﰲ ﺣﺠـﻢ اﳌﺪﻳﻨـﺔ .وﻋﻠﻴـﻪ ﻓﻘـﺪ
إﻟﻰ أن ﺗﺼﺒﺢ ﻏﲑ ﻣﺮﻧـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻹﻃـﻼق أو ﻏﺎﻟﻴـﺔ
ﺣﺪد اﻟﻨﺰو اﳊﺠﻢ اﻷﻣﺜﻞ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨـﺔ ﺑـﺎﳊﺠﻢ اﻟـﺬي
ﺟــﺪاً ﻟﺪرﺟــﺔ ﺗﺘﻮﻗــﻒ ﻋﻨــﺪﻫﺎ اﻟﻌﻤﻠﻴــﺔ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴــﺔ،
ﻳﻜــﻮن ﻋﻨــﺪه اﻟﻔــﺮق ﺑــﲔ ﻣﺘﻮﺳــﻂ اﻟﺘﻜﻠﻔــﺔ
وﺑﺎﻟﺘــﺎﻟﻲ ﻳﺘﻮﻗــﻒ ﳕــﻮ اﳌﺪﻳﻨــﺔ ورﲟــﺎ ﺗﻔﻘــﺪ ﺑﻌــﺾ
)(Average costو ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻹﻧﺘﺎج ﻟﻜـﻞ ﻓـــــﺮد
ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ.
) ( Average productivityأﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻜـﻮن
وﻟﻌﻞ ﻣﺎ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻪ اﳌﺪن اﻟﻜﺒﲑة ﻣﻦ
ﻋﻠﻴــﻪ .ﻓﻬــﺬا اﳊﺠــﻢ ﻳــﻮﻓﺮ ﻟﺴــﻜﺎن اﳌﺪﻳﻨــﺔ أﻋﻠــﻰ
ﻣﺸﻜﻼت ﻣﺘﻌﺪدة اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﻨﺪرج
ﻣﺴــﺘﻮى ﻟﻺﻧﺘــﺎج ،و أﻗــﻞ ﻣﺴــﺘﻮى ﻟﻠﺘﻜــﺎﻟﻴﻒ
ﲢﺖ ﻣﺴﻤﻰ اﳋﻮارج اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،أﻛﱪ اﳊﺠﺞ ﺿﺪ
) .( Alonso , ١٩٧٠ , p. ٧١وﻣﻨـﺬ ﻗـﺮون ﻋـﺪة
ﻣﻨﺎﺻﺮي ﻓﺮﺿﻴﺔ اﳊﺠﻢ اﻟﻜﺒﲑ .ﻓﻬﺬه اﳌﺸﻜﻼت
واﻟﺒــﺎﺣﺜﻮن ﻳﻘــﺪﻣﻮن ﻣﻘﱰﺣــﺎﺗﻬﻢ ﻟﻠﺤﺠــﻢ اﻷﻣﺜــﻞ
أﺻﺒﺤﺖ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﳊﺎﺿﺮ اﻟﺸﻐﻞ اﻟﺸﺎﻏﻞ
ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ اﺑﺘﺪاء ً ﲟﻘﱰح ﻓـﻮرﻳﺮ اﻟـﺬي ﺣـﺪد ﺣﺠـﻢ
ﻟﻺدارات اﳌﺤﻠﻴﺔ واﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﻟﻠﻤﺪن .ﻓﺎﻟﺘﺤﻀﺮ
اﳌﺪﻳﻨﺔ ﰲ ﺳﻨﺔ ١٨٢٩م ﺑـ ١٦٢٠ﻧﺴﻤﺔ .ﺛـﻢ زادت
اﻟﺴﺮﻳﻊ ﰲ اﻟﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﻣﻜﻠﻒ ﺟﺪاً ﻣﻦ ﺣﻴﺚ
اﻷرﻗﺎم اﳌﻌﻄﺎة ﻟﻸﺣﺠـﺎم اﳌﺜﻠـﻰ ﻟﻠﻤـﺪن ﺑﺎﺳـﺘﻤﺮار
ﲤﻮﻳﻞ ﻣﺸﺎرﻳﻊ اﳋﺪﻣﺎت واﳌﺮاﻓﻖ اﻟﻌﺎﻣﺔ .(Linn
إﻟﻰ أن وﺻﻠﺖ رﺑﻊ ﻣﻠﻴﻮن ﻧﺴﻤﺔ ﻟﻠﻤﺪن اﳉﺪﻳﺪة ﰲ
) ,١٩٨٢ , p. ٦٤٦ﻛﻤﺎ أن اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ﱂ
ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴـﺎ) .(Galantay , ١٩٨٧ , p. ١٠وﻻ زاﻟـﺖ
ﺗﻔﻠﺢ ﰲ ﻣﺴﺎواة ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺑﲔ اﳌﺪن واﻟﺮﻳﻒ
اﻷرﻗﺎم اﻟﻜـﺒﲑة ) ﻣﻠﻴـﻮن ﻧﺴـﻤﺔ أو أﻛﺜـﺮ ( ﺗﻠﻘـﻰ
أو ﺑﲔ اﳌﺪن اﻟﻜﺒﲑة واﻟﺼﻐﲑة ﻷﺳﺒﺎب ﻣﺘﻌﺪدة ﺗﻢ
ﺗﺄﻳﻴﺪاً ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺒﺎﺣﺜـــــــﲔ ﰲ دول ﳐﺘﻠﻔــــــﺔ
دراﺳـــــﺘﻬﺎ وﺗﺒﻴﺎﻧﻬﺎ ﰲ أﲝــــﺎث اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ .وﺳﺒﺐ
) .( Brutzkus , ١٩٧٥ , p. ٦٤٤و ﺗﺼـﻄﺪم
اﻟﺘﻐﺎﺿﻲ ﻋﻦ ﻫﺬه اﳌﺸﻜﻼت ﻋﻨﺪ اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ
ﲢﻠﻴﻼت اﳊﺠﻢ اﻷﻣﺜﻞ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﻌﺪد ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺒـﺎت
أﺣﺠﺎم اﳌﺪن ،ﻫﻮ إﻳﻼء اﻟﻨﻤﻮ اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ أﻫﻤﻴﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻌﻴﺪﻳﻦ اﻟﻨﻈﺮي و اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ .ﻓﻬﻲ أوﻻً ﻏﲑ
ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺒﺎﺣﺜــﲔ ،اﻷﻣـــــــﺮ اﻟﺬي ﺟﻌﻞ
ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﰲ واﻗﻊ اﳊﺎل ،وﻟﻮ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﺣﺠﻢ أﻣﺜﻞ
اﻟﻜﻔﺎءة اﻻﻧﺘﺎﺟﻴﺔ Efficiency in production
ﳌﺎ ﺗﻔﺎوﺗﺖ اﳌﺪن ﰲ أﺣﺠﺎﻣﻬـﺎ ﰲ اﻟـﺪول اﳌﺨﺘﻠﻔـﺔ
ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻔﺎءة ﰲ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﳋﺪﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ
وﰲ اﻟﺪوﻟـــﺔ اﻟﻮاﺣـــﺪة .وﻣـــﺎ ﻧﺸـــﻬﺪه ،و أﺛﺒﺘﺘـــﻪ
وﻋﻠﻰ اﳌﺴﺎواة ) (Equityﰲ ﻣﻌﺪﻻت اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ.
اﻟﺪراﺳﺎت ،ﺳﲑ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ اﳌﺪن وﻓﻖ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺮﺗﺒـﺔ /
وﰲ دراﺳــﺔ ﺣﺪﻳﺜــﺔ ﻟﻠﻤــﺪن اﻹﻳﻄﺎﻟﻴــﺔ ﻳــﺮى
اﳊﺠﻢ ) ( Rank/size ruleﰲ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ اﻟﺪول.
ﻛــﺎﺑﻠﻮ وﻛﺎﳎــﺎﻧﻲ أن اﻟﺒﺤــﺚ ﳚــﺐ أن ﻻ ﻳﻜــﻮن
ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻳﻔﱰض اﻟﺒـﺎﺣﺜﻮن ﰲ اﳊﺠـﻢ اﻷﻣﺜـﻞ
ﻋــﻦ اﳊﺠــﻢ اﻷﻣﺜــﻞ ﻟﻌــﺪد اﻟﺴــﻜﺎن ﺑــﻞ ﻋــﻦ
ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﺮوﻧﺔ اﻟﻌﺮض )( Elasticity of supply
اﳊﺠﻢ اﻟﺬي ﺗﺘـﻮﻓﺮ ﻣﻌـﻪ أﻋﻠـﻰ ﻣﺴـﺘﻮى ﻟﻠﻜﻔـﺎءة.
ﰲ ﻋﻨﺎﺻــﺮ اﻹﻧﺘــﺎج ،ﻓﻬــﻲ ﰲ ﻣﺘﻨــﺎول اﳌﻨــﺘﺠﲔ
وﻫـــﺬا اﳊﺠـــﻢ ﻛﻤـــﺎ وﺟـــﺪ اﻟﺒﺎﺣﺜـــﺎن ﻣـــﻦ
ﺍﻠﺪ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ – ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻷﻭﻝ – ﺫﻭ ﺍﻟﻘﻌﺪﺓ ١٤٢٣ﻫـ -ﻳﻨﺎﻳﺮ ٢٠٠٣ﻡ
١٨٣
ﺍﻟﻈﻬﲑ ﺍﳌﺎﺋﻲ ﻭﺍﳊﺠﻢ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ – ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ
دراﺳـــﺘﻬﻤﺎ ﻟﺜﻤـــﺎن وﺧﻤﺴـــﲔ ﻣﺪﻳﻨـــﺔ إﻳﻄﺎﻟﻴـــﺔ،
) .( Henderson , ١٩٨٧ , p. ٩٤٠ﻓﺘﺒــﺎﻳﻦ
ﻣـــــﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﱰﻛﻴـــــﺐ اﻻﻗﺘﺼـــــﺎدي ﻟﻠﻤﺪﻳﻨـــــﺔ
أﺣﺠــﺎم اﳌــﺪن أو اﻧﺘﻈــﺎم ﺗﻮزﻳﻌﻬــﺎ ﺣﺴــﺐ ﻗــﺎﻧﻮن
وﺑﻌﻼﻗﺎﺗﻬــــﺎ ﺑﺎﳌــــﺪن اﻷﺧــــﺮى ﰲ اﳌﻨﻈﻮﻣــــﺔ
اﳌﺮﺗﺒـــﺔ /اﳊﺠـــﻢ ﻧـــﺎﺗﺞ ﻋـــﻦ ﻃﺒﻴﻌـــﺔ اﻟﻔﺎﺋـــﺪة
اﳊﻀﺮﻳﺔ ،اﻟﺘـﻲ ﺗﺘﺤـﺪد ﻣـﻦ ﺧـﻼل اﻟﺘﻔﺎﻋـﻞ ﺑـﲔ
اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻟﻜـﻞ ﻣﺪﻳﻨـﺔ ﻣـﻦ ﺣﻴـﺚ اﻟﺘﺨﺼـﺺ أو
ﺑﻴﺌـــــﺎت اﳌﺪﻳﻨـــــﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴـــــﺔ واﻻﻗﺘﺼـــــﺎدﻳﺔ
اﻟﺘﻨـــﻮع ﰲ اﻹﻧﺘـــﺎج وﻋـــﻦ ﺧﺼـــﺎﺋﺺ ﻣﻮﻗﻌﻬـــﺎ
واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴـــﺔ .واﳉﺪﻳـــﺪ ﰲ ﻫـــﺬه اﻟﺪراﺳـــﺔ أن
اﳉﻐــﺮاﰲ وﻣﻮاردﻫــﺎ وﻣﺸﻜﻼﺗﻬـــــــﺎ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴــــﺔ
ﳕــﻮ اﳌــﺪن ﻟــﻴﺲ ذاﺗﻴ ـﺎً ﻓﻘــﻂ ﺑــﻞ ﻣــﺮﺗﺒﻂ ﺑﻌﻮاﻣــﻞ
) .( Quigley ,١٩٩٨
ﻛــﺜﲑة داﺧﻠﻴــﺔ وﺧﺎرﺟﻴــﺔ ﳏﻔــﺰة أو ﻣﺜﺒﻄــﺔ .وﱂ
إن رﺑــﻂ اﻟﺒــﺎﺣﺜﲔ اﻻﻗﺘﺼــﺎدﻳﲔ أﺣﺠــﺎم
ﻳﻨﻜـــﺮ اﻟﺒﺎﺣﺜـــﺎن اﻷﺛـــﺮ اﻟﻄﻴـــﺐ ﻻﻗﺘﺼـــﺎدﻳﺎت
اﳌﺪن ﺑﺎﳋﺼـﺎﺋﺺ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴـﺔ ﻟﻸﻗـﺎﻟﻴﻢ إﻟـﻰ ﺟﺎﻧـﺐ
اﳊﺠــﻢ اﻟﻜــﺒﲑ ،ﻟﻜﻨﻬﻤــﺎ أدرﻛــﺎ أن ﻟــﻪ ﺣــﺪود
اﻟﻘــﻮى واﳌــﺆﺛﺮات اﻻﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ اﻟﻔﺎﻋﻠــﺔ داﺧــﻞ
ﺗﻨﺘﻬـﻲ ﺣﻴـﺚ ﺗﺒـﺪأ آﺛـﺎر اﳋـﻮارج اﻻﻗﺘﺼـﺎدﻳﺔ
اﳌــﺪن ،ﳝﺜــﻞ ﻋــﻮدة إﻟــﻰ اﻟﻮاﻗــﻊ واﳊﻘﻴﻘــﺔ اﳌﺎﺛﻠــﺔ
Capillo and Camagni, ) ,٢٠٠٠ , pp. ٥-
ﻟﻠﻌﻴـﺎن .ﻫـﺬه اﳊﻘﻴﻘـﺔ ﻗـﺪﻣﻬﺎ اﻟﺒﺤـﺚ اﳉﻐـﺮاﰲ ﰲ
.(٦
ﻧﻈﺮﻳــــﺔ اﳌﺤــــﻼت اﳌﺮﻛﺰﻳــــﺔ وﻗــــﺎﻧﻮن اﳌﺮﺗﺒــــﺔ وﰲ إﻃــﺎر دراﺳــﺔ ﺗﺒــﺎﻳﻦ أﺣﺠــﺎم اﳌــﺪن
/اﳊﺠــﻢ .ﻓﻔــﻲ ﻫــﺬه اﻹﺿــﺎﻓﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴــﺔ اﳌﻬﻤــﺔ
ﻋﻠــﻰ ﳓــﻮ ﻣــﺎ ﻗﺪﻣــﻪ ﻛــﺎﺑﻠﻮ و ﻛﺎﳎــﺎﻧﻲ ،ﻳﻮﺟــﺪ
اﳌﺸـــﺘﻘﺔ ﻣـــﻦ اﻟﻮاﻗـــﻊ اﳌﺸـــﻬﻮد ،وﻏﲑﻫـــﺎ ﻣـــﻦ
ﺳﻠﺴـــﻠﺔ ﻣـــﻦ اﻟﺪراﺳـــﺎت ﺗﺰﻋﻤﻬـــﺎ ﻫﻨﺪرﺳـــﻮن،
اﻟﺪراﺳـــﺎت اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴـــﺔ واﻟﻨﻈﺮﻳـــﺔ ذوات اﻟﻌﻼﻗـــﺔ
ﲢــﺎول ﺗﻘــﺪﻳﻢ ﺗﻔﺴــﲑ اﻗﺘﺼــﺎدي ﻟﻬــﺬا اﻟﺘﺒــﺎﻳﻦ.
ﺑﺄﺣﺠــﺎم اﳌــﺪن وﻣﻮاﻗﻌﻬــﺎ وﻋﻼﻗﺎﺗﻬــﺎ ﺑﺒﻌﻀــﻬﺎ،
وﺗﺴﺘﻤــــــــــﺪ ﻫــﺬه اﻟﺪراﺳــــــﺎت ﺟــﺬورﻫﺎ
ﺗـــﱪز اﻟﻌﻼﻗـــﺔ وﻃﻴـــﺪة ﺑـــﲔ ﻛﻴﻨﻮﻧـــﺔ اﳌﺪﻳﻨـــﺔ
ﻣــﻦ ﻧﻈﺮﻳــﺔ اﳌﺤــﻼت اﳌﺮﻛﺰﻳـــــــــــــــــــــﺔ
وﺣﺠﻤﻬــﺎ وﺗﺮﻛﻴــﺐ اﻗﺘﺼــﺎدﻫﺎ و ﺑــﲔ ﻇﻬﲑﻫــﺎ
) ( Central Place Theoryﻟﻜﺮﺳـــــــﺘﺎﻟﺮ
اﻟﺮﻳﻔﻲ و ﻣﻮاردﻫﺎ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ.
.( Henderson
ﻣـﻦ ﻫــﺬا اﳌﻨﻄﻠــﻖ ﻧﺴـــﻌﻰ ﰲ ﻫــﺬه اﻟﺪراﺳــﺔ
واﻟﻬــــﺪف ﻣــــﻦ ﻫــــﺬه اﻟﺪراﺳــــﺎت ﺗﻘﺮﻳــــﺮ
إﻟــﻰ ﺑﻨــﺎء ﳕــﻮذج ﻣﻌﻴـــــــﺎري ) Normative
اﻟﺘــــــﻮازن اﳊﺠﻤـــﻲ ﳌـــﺪن اﳌﻨﻈﻮﻣــــــــــــﺔ
( Modelﻷﺣﺠـــﺎم اﳌـــﺪن ﰲ اﳌﻤﻠﻜـــﺔ ،ﻧﻘـــﻮم
اﳊﻀـــﺮﻳﺔ ) ( Equilibrium of city size
ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﺑـﺮﺑﻂ أﺣﺠـﺎم اﳌـﺪن ﺑـﺎﳌﻮارد اﳌﺎﺋﻴـﺔ
اﻟﺬي ﻳﻌﺘﱪ ﺑـﺪﻳﻼً ﻷﻃﺮوﺣـﺔ ﺣﺠـﻢ واﺣـﺪ أﻣﺜـﻞ
اﳌﺘﺎﺣﺔ ،اﺳﺘﻨﺎداً إﻟﻰ اﳌﱪرات اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
) ٩٢٨
p.
,
١٩٨٧
,
ﳉﻤﻴـــﻊ اﳌـــﺪن .وﺗﺆﻛـــﺪ ﻫـــﺬه اﻟﺪراﺳـــﺎت أن
-١اﻟﺘﺤﻠـــــﻴﻼت اﻻﻗﺘﺼـــــﺎدﻳﺔ اﳌﺆﻳـــــﺪة
اﻟﺘﻮزﻳـــﻊ اﳊﺠﻤـــﻲ ﻟﻠﻤـــﺪن ﻳﺘـــﺄﺛﺮ ﺑﺎﻟﱰﻛﻴـــﺐ
ﻟﻸﺣﺠــﺎم اﻟﻜــﺒﲑة ﻟﻠﻤــﺪن ﻻ ﺗﺘﻀــﻤﻦ اﻷﻋــﺮاض
اﻹﻗﻠﻴﻤــــﻲ ﻟﻺﻧﺘــــﺎج وﺑﺎﳋﺼــــﺎﺋﺺ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴــــﺔ
اﻻﻗﺘﺼــــﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴــــﺔ واﻟﺒﻴﺌﻴــــﺔ اﻟﻀــــﺎرة
اﳌﺮﺗﺒﻄــــــــــﺔ ﺑﺎﳌﻨــــﺎخ و ﻣﺼــــﺎدر اﳌﻴــــــﺎه
اﳌﺼـــﺎﺣﺒﺔ ﻟﻈـــﺎﻫﺮة اﻻﻛﺘﻈــــــــــﺎظ اﳊﻀـــﺮي
واﳌﺮاﻓـــﺊ و ﻃﺒـــــــــــــــــــــﻐﺮاﻓﻴﺔ اﻟﺴــــﻄﺢ
) ( Over-urbanizationوﺧﺼﻮﺻــــــــــــﺎً
١٨٤
ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﱰﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ
ﺩ .ﳏﻤﺪ ﻣﺼﻠﺢ ﺍﻟﺜﻤﺎﱄ
اﺳــﺘﻨﺰاف اﳌــﻮارد اﻟﻄﺒﻴﻌﻴــﺔ وﰲ ﻣﻘــﺪﻣﺘﻬﺎ اﳌــﻮارد
ﲢﺘــﺎج إﻟــﻰ ﻋــﺪد أﻗــﻞ ﻣــﻦ اﳌﺤــﻼت اﳌﺮﻛﺰﻳــﺔ
اﳌﺎﺋﻴــﺔ .ﻓــﺎﻟﻨﻤﻮذج اﻻﻗﺘﺼــﺎدي ﻳﻬــﺪف ﺑﺼــﻮرة
اﻟﻜــﺒﲑة وﻋــﺪد أﻛــﱪ ﻣــﻦ اﳌﺤــﻼت اﻟﺼــﻐﲑة
أﺳﺎﺳــﻴﺔ إﻟــﻰ ﺗﻌﻈــﻴﻢ اﻟﻨﻤــﻮ اﻟﺼــﻨﺎﻋﻲ ،ﺑﺼــﺮف
واﳌﺘﻮﺳــﻄﺔ ﺑﺴــﺒﺐ ﺿــﻌﻒ اﻟﻄﻠــﺐ ﻋﻠــﻰ اﻟﺴــﻠﻊ
اﻟﻨﻈــﺮ ﻋــﻦ اﻷﻫــﺪاف اﻟﻜﻠﻴــﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻟﻘﻄﺎﻋﻴــﺔ
اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ.
واﳌﻜﺎﻧﻴﺔ.
-٣اﳌــﺎء ﺳــﻠﻌﺔ ﻧــﺎدرة و ﲦﻴﻨــﺔ ﰲ اﻟــﺪول
-٢اﻟﺒﺤــﺚ ﰲ اﳌﻨﻔﻌــﺔ اﻻﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ ﻟﻠﱰﻛــﺰ
اﻟﻮاﻗﻌــﺔ ﰲ اﻟﻌــﺮوض اﻟﺼــﺤﺮاوﻳﺔ ﻣﺜــﻞ اﳌﻤﻠﻜــﺔ
اﻟﺴــﻜﺎﻧﻲ ﱂ ﻳﻜﺘﻤــﻞ ،ﻷﻧﻨــﺎ ﻻ ﻧﻌــﺮف ﻣﺴــﺘﻮى
اﻟﻌﺮﺑﻴــﺔ اﻟﺴــﻌﻮدﻳﺔ .ﻟــﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧــﻪ ﻣــﻦ اﻟــﻼزم ﻋــﺪم
اﻟﱰﻛــﺰ اﻟﺴــﻜﺎﻧﻲ اﳌﻨﺎﺳــﺐ ﻟﻜــﻞ إﻗﻠــﻴﻢ ﻋﻠــﻰ
ادﺧــﺎر أي ﺟﻬــﺪ ﻣﻮﺟــﻪ ﻟﻠﺒﺤــﺚ ﻋــﻦ ﻣﺼــﺎدره
ﺿـــﻮء ﻣﺴـــﺎﺣﺘﻪ و ﻋـــﺪد ﺳـــﻜﺎﻧﻪ و ﻣـــﻮارده.
واﺳــــﺘﻐﻼﻟﻬﺎ اﻻﺳــــﺘﻐﻼل اﻷﻣﺜــــﻞ .وﺗﻘــــﺪﻳﺮ
واﻟﻨﻤــﻮذج اﻻﻗﺘﺼــﺎدي ﻻ ﻳﻔــﺮق ﺑــﲔ اﻷﻗــﺎﻟﻴﻢ
اﻻﺳﺘﻐﻼل اﻷﻣﺜـﻞ ﻟﻠﻤﻴـﺎه ﻻ ﻳـﺘﻢ إﻻ ﻣـﻦ ﺧـﻼل
ﻋﻠــﻰ ﻫــﺬا اﻷﺳــﺎس .ﻟﻜــﻦ اﻟﻨﻤــﻮذج اﳉﻐــﺮاﰲ
ﺧﻄﺔ وﻃﻨﻴﺔ ﺑﻌﻴـﺪة اﳌـﺪى ﺗﺄﺧـﺬ ﰲ اﻻﻋﺘﺒـﺎر ﻛـﻞ
ﻳﺄﺧــﺬ ذﻟــﻚ ﰲ اﻻﻋﺘﺒــﺎر ،ﻓﺎﳌﻜــﺎن اﳌﺮﻛــﺰي ﰲ
اﻹﻣﻜﺎﻧــــﺎت اﳌﺘﺎﺣــــﺔ واﻟﻈــــﺮوف اﻻﻗﺘﺼــــﺎدﻳﺔ
ﻧﻈﺮﻳــﺔ اﳌﺤــﻼت اﳌﺮﻛﺰﻳــﺔ ﻳﺘﻘــﺮر ﺣﺠﻤــﻪ ﻋﻠــﻰ
اﻟﺴــﺎﺋﺪة ﺧــﻼل ﻓــﱰة اﳋﻄــﺔ .وﰲ اﻋﺘﻘﺎدﻧــﺎ أن
أﺳــﺎس ﻋــﺪد اﳋــﺪﻣﺎت واﻟﺴــﻠﻊ اﻟﺘــﻲ ﻳﻘــﺪﻣﻬﺎ
اﻷﻣــﻦ اﳌــﺎﺋﻲ ﳚــﺐ أن ﻳﻜــﻮن أﺑــﺮز ﻣﺮﺗﻜــﺰات
ﻟﻠﻤﻨﻄﻘــﺔ اﻟﺘــﻲ ﳜــﺪﻣﻬﺎ .وﻛــﻞ ﺧﺪﻣــﺔ أو ﺳــﻠﻌﺔ
اﳋﻄــﺔ .واﻷﻣــﻦ اﳌــﺎﺋﻲ ﻻ ﻳﺘﺤﻘــﻖ ﺑﻮﺟــﻮد اﳌــﺎء
ﲢﺘــﺎج ﻟﻜــﻲ ﳝﻜــﻦ ﺗﻘــﺪﳝﻬﺎ ﰲ اﳌﺤــﻞ اﳌﺮﻛــﺰي
ﻓﻘﻂ ،ﺑـﻞ ﻳﻠـﺰم ﺿـﻤﺎن اﺳـﺘﻤﺮارﻳﺔ إﻣﺪاداﺗـﻪ ﲢـﺖ
ﺣــﺪاً أدﻧــﻰ ﻣــﻦ ﻋــﺪد اﻟﺴــﻜﺎن ).(Threshold
أي ﻇــﺮف اﻗﺘﺼــﺎدي أو أﻣﻨــﻲ .واﳌــﻮارد اﳌﺎﺋﻴــﺔ
وﻫﺬا ﻫـﻮ اﳊـﺪ اﻷدﻧـﻰ ﻟﻠﻄﻠـﺐ ﻋﻠـﻰ اﳋﺪﻣـﺔ أو
اﳌﺤﻠﻴــــﺔ اﳌﺘﺠــــﺪدة ﻻ زاﻟــــﺖ ﻏــــﲑ ﻣﺴــــﺘﻐﻠﺔ
اﻟﺴـــﻠﻌﺔ .أﻣـــﺎ اﳌﻨﻄﻘـــﺔ اﻟﺘـــﻲ ﳜـــﺪﻣﻬﺎ اﳌﺤـــﻞ
اﺳــﺘﻐﻼﻻً ﻛــﺎﻣﻼً و ﻣﺪروﺳــﺎً ،ﺑﺴــﺒﺐ ﺗﻨﺎﺛﺮﻫــﺎ
اﳌﺮﻛــــﺰي ) (The Rangeﻓﻤﺮﺗﺒﻄــــﺔ ﺑﺎﳌﺴــــﺎﻓﺔ
ﻋﻠــــﻰ اﳊﻴــــﺰ اﳉﻐــــﺮاﰲ .وﰲ ﻇــــﻞ اﻟﻈــــﺮوف
اﻟﻘﺼــــﻮى اﻟﺘــــﻲ ﻳﻘﺒــــﻞ اﳌﺴــــﺘﻬﻠﻚ ﺑﻘﻄﻌﻬــــﺎ
اﻻﻗﺘﺼـــﺎدﻳﺔ و اﻷﻣﻨﻴـــﺔ اﳊﺎﻟﻴـــﺔ ﻻ ﺗﺒـــﺪو ﻫـــﺬه
ﻟﻠﺤﺼــﻮل ﻋﻠﻴﻬــﺎ ،وﻫــﻲ ﻣﺮﺗﺒﻄــﺔ ﺑﺴــﻌﺮ اﻟﺴﻠﻌــــﺔ
اﳌــﻮارد ﺧﻴــﺎراً ﺣﻘﻴﻘﻴ ـﺎً ﻋﻠــﻰ اﻟﺼــﻌﻴﺪ اﻟﻌﻤﻠــﻲ.
ودﳝﻮﻣــــﺔ اﳊﺎﺟــــﺔ إﻟﻴﻬــــﺎ).(Carter,١٩٨١,p.٦١
ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﺄﻣـﻞ ﻣـﻦ ﺧـﻼل ﻫـﺬه اﻟﺪراﺳـﺔ ،أن ﻧﻠﻔـﺖ
وﺣﻴـــﺚ أن اﻟﺴـــﻜﺎن أﺻـــﻼً ﻳﺘﻮزﻋـــﻮن ﻋﻠـــﻰ
اﻻﻧﺘﺒﺎه إﻟـﻰ ﻫـﺬا اﳋﻴـﺎر ،وأن ﳕﻬـﺪ اﻟﻄﺮﻳـﻖ ﳓـﻮ
اﻷﻗــﺎﻟﻴﻢ ﻋﻠــﻰ ﺿــﻮء ﻣﻮاردﻫــﺎ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴــﺔ ﻓــﺈن
دراﺳـــﺘﻪ ﻓﻨﻴـ ـﺎً واﻗﺘﺼـــﺎدﻳﺎً ﻣـــﻦ ﻗﺒـــﻞ اﳌﻬـــﺘﻤﲔ
ﺗﻮزﻳـــﻊ اﳌﺤـــﻼت اﳌﺮﻛﺰﻳـــﺔ و أﺣﺠﺎﻣﻬـــﺎ وﺛﻴـــﻖ
ﺑﺸﺆون اﳌﻴﺎه.
اﻟﺼــﻠﺔ ﰲ اﻟﻨﻤــﻮذج اﳉﻐــﺮاﰲ ﺑــﺎﳌﻮارد اﻟﻄﺒﻴﻌﻴــﺔ ﻟﻺﻗﻠـــﻴﻢ ،أي أن اﻟﺘﻮزﻳـــﻊ اﻟﺴـــﻜﺎﻧﻲ واﳊﺠﻤـــﻲ
ﻟﻠﻤﺮاﻛــﺰ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻴــﺔ ﻻﺑــﺪ أن ﻳﺘــﻮاﺋﻢ ﻣــﻊ ﺗﻮزﻳــﻊ
اﻟﺴــﻜﺎن وﻛﺜــﺎﻓﺘﻬﻢ .ﻓﺎﻷﻗــﺎﻟﻴﻢ ﻣﻨﺨﻔﻀــﺔ اﻟﻜﺜﺎﻓــﺔ ﺍﻠﺪ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ – ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻷﻭﻝ – ﺫﻭ ﺍﻟﻘﻌﺪﺓ ١٤٢٣ﻫـ -ﻳﻨﺎﻳﺮ ٢٠٠٣ﻡ
١٨٥
ﺍﻟﻈﻬﲑ ﺍﳌﺎﺋﻲ ﻭﺍﳊﺠﻢ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ – ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ
واﻟﻬﻴﺪروﻟﻮﺟﻴـــﺔ و اﳉﻴﻮﻟﻮﺟﻴـــﺔ ﻣﻮاﺗﻴـــﺔ ﺗﻨﻤـــﻮ
ﺗﻘـــﻮم ﻓﻜـــﺮة ﳕـــﻮذج اﳊﺠـــﻢ اﻷﻣﺜـــﻞ
ﻓﻴﻬــﺎ ﻣــﺪن ﻛــﺒﲑة ﻧﺴــﺒﻴﺎً ﻣﻘﺎرﻧــﺔ ﺑﻐﲑﻫــﺎ .وﻫــﺬه
ﻟﻠﻤﺪﻳﻨــﺔ اﻟﺴــﻌﻮدﻳﺔ ،ﻛﻤﺪﻳﻨــﺔ واﻗﻌــﺔ ﰲ ﻋــﺮوض
ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺗﺎرﳜﻴﺔ ،أﻣﻜـﻦ ﻣـﻦ ﺧﻼﻟﻬـﺎ ﺗﻔﺴـﲑ ﺗﺒـﺎﻳﻦ
ﺻـــﺤﺮاوﻳﺔ ،ﻋﻠـــﻰ أﺳـــﺎس اﻟﺘﻮﻓﻴـــﻖ ﺑـــﲔ ﻋـــﺪد
أﺣﺠــﺎم اﳌــﺪن ﰲ ﻣﺮاﺣــﻞ ﺳــﺎﺑﻘﺔ ﳌﺮﺣﻠــﺔ اﺧــﺘﻼل
ﺳــﻜﺎن اﳌﺪﻳﻨــﺔ وﻛﻤﻴــﺔ اﳌﻴــﺎه اﳌﻤﻜــﻦ اﺳــﺘﻐﻼﻟﻬﺎ
اﻟﺘﻮازن اﳌﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﳌﺪﻳﻨﺔ و ﻇﻬﲑﻫﺎ.
ﻣــﻦ إﻗﻠﻴﻤﻬــﺎ اﳌﺤــﻴﻂ ﺑﻬــﺎ .وﻛﻤﻴــﺔ اﳌﻴــﺎه اﳌﻤﻜــﻦ
إن اﻟﻘﻴﻤــﺔ ) م ( ﲤﺜــﻞ ﻛﻤﻴــﺔ اﳌﻴــﺎه اﻟﺘــﻲ
اﺳــﺘﻐﻼﻟﻬﺎ ﻣﺮﺗﺒﻄــﺔ ﺑﻜﻤﻴــﺔ اﻟﺘﺴــﺎﻗﻂ و ﻣﻘـــﺪار
ﳝﻜــﻦ اﺳــﺘﻐﻼﻟﻬﺎ ﻣــﻦ اﻟﻈﻬــﲑ اﳌــﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨــﺔ
اﻟﺘﺒﺨــﺮ و ﺧﺼــﺎﺋﺺ اﻟﻄﺒﻘــﺎت اﳋﺎزﻧــﺔ ﻟﻠﻤﻴــﺎه
ﺑﺘﻜﻠﻔــﺔ اﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ ﻻ ﺗﺰﻳــﺪ ﻋﻠــﻰ ﺗﻜﻠﻔــﺔ اﳌﺼــﺎدر
واﻟﺘﻘﻨﻴــﺔ اﳌﺘــﻮﻓﺮة ،إﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ ﺗﻜﻠﻔــﺔ ﲡﻤﻴــﻊ
اﳋﺎرﺟﻴــﺔ اﻷﺧــﺮى ﻛﺘﺤﻠﻴــﺔ ﻣﻴــﺎه اﻟﺒﺤــﺮ .وﻗــﺪ
اﳌـــﺎء وﻣﻌﺎﳉﺘـــﻪ و ﻧﻘﻠـــﻪ إﻟـــﻰ اﳌﺪﻳﻨـــﺔ .وﳓـــﻦ
اﻓﱰﺿــﻨﺎ ﰲ اﻟﻨﻤــﻮذج أن ﻫــﺬه اﳌﻴــﺎه ﻫــﻲ اﳌﻴــﺎه
ﺳــﻨﻔﱰض أﻧﻨــﺎ ﳓــﻴﻂ ﻋﻠﻤــﺎً ﺑﻬــﺬه اﳌﻌﻠﻮﻣــﺎت
اﳉﻮﻓﻴﺔ و ﻣﻴـﺎه اﻷﻣﻄـﺎر وﻣﻴـﺎه اﳉﺮﻳـﺎن اﻟﺴـﻄﺤﻲ
ﺟﻤﻴﻌــﺎً ،أي أﻧﻨــﺎ ﻧﻌــﺮف ﻣﻘــﺪار وﺗﻜﻠﻔــﺔ ﻣــﺎ
ﻓﺠﻤﻴــﻊ ﻫــﺬه اﳌﺼــﺎدر ﳝﻜــﻦ ﺣﺴــﺎب ﻛﻤﻴﺎﺗﻬــﺎ
ﳝﻜﻦ اﺳـﺘﻐﻼﻟﻪ ﻟﺼـﺎﻟﺢ اﳌـﺪن ﻣـﻦ اﳌﻴـﺎه اﳌﺘﺠـﺪدة
وﺗﻜـــﺎﻟﻴﻒ اﺳـــﺘﻐﻼﻟﻬﺎ ﻟﻜـــﻞ وﺣـــﺪة ﻣﺴـــﺎﺣﻴﺔ.
ﻋﻠــﻰ ﻣﺴــﺘﻮى اﳌﻤﻠﻜــﺔ وﻟﻜــﻞ ﻣﺪﻳﻨــﺔ ﻋﻠــﻰ ﺣــﺪه.
واﻟﺘﻜﻠﻔـــﺔ ﺗﺘﻜـــﻮن ﻣـــﻦ ﺟـــﺰﺋﲔ :ﺗﻜﻠﻔـــﺔ ﺛﺎﺑﺘـــﺔ
واﳌﻄﻠــﻮب ﻫــﻮ ﻣﻌﺮﻓــﺔ ﺣــﺪود اﳌﻨﻄﻘــﺔ اﳌﺤﻴﻄــﺔ
ﺗﺘﻀـــﻤﻦ رأس اﳌـــﺎل اﻟـــﻼزم ﻹﻧﺸـــﺎء اﻟﺴـــﺪود
ﺑﺎﳌﺪﻳﻨــﺔ اﻟﺘــﻲ ﳝﻜــﻦ ﺟﻤــﻊ وﻣﻌﺎﳉــﺔ ) إن ﻟــﺰم
واﳋﺰاﻧــــﺎت و اﳌﻀــــﺨﺎت وﳏﻄــــﺎت اﻟﺘﻘﻨﻴــــﺔ
اﻷﻣــﺮ ( اﳌﻴــﺎه ﻣﻨﻬــﺎ وإﻳﺼــﺎﻟﻬﺎ إﻟــﻰ اﳌﺪﻳﻨــﺔ
وﺧﻄـــﻮط اﻷﻧﺎﺑﻴـــﺐ.....اﻟـــﺦ ،وﺗﻜﻠﻔـــﺔ ﻣـــﺘﻐﲑة
ﺑﺘﻜﻠﻔــﺔ ﻻ ﺗﺰﻳـــﺪ ﻋـــﻦ ﺗﻜﻠﻔــﺔ اﳌﺼـــﺎدر اﳌﺎﺋﻴـــﺔ
ﺗﺰداد ﻣﻊ اﳌﺴﺎﻓﺔ وﺗﺘﻀـﻤﻦ ﺗﻜﻠﻔـﺔ ﺿـﺦ اﳌـﺎء ﻣـﻦ
اﻷﺧــﺮى ﻏــﲑ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳــﺔ .وﲟﻌﺮﻓــﺔ ﺣــﺪود اﻟﻈﻬــﲑ
ﻣﺼﺎدره إﻟﻰ اﳌﺪن.
اﳌــﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨــﺔ ﻧﺴــﺘﻄﻴﻊ ﺣﺴــﺎب ﻛﻤﻴــﺔ اﳌﻴــﺎه
أﻣــــﺎ اﻟﻘﻴﻤــــﺔ ) س ( ﻓﺘﻤﺜــــﻞ اﳊﺠــــﻢ
اﳌﺘــﻮﻓﺮة ﻓﻴــﻪ ،واﻟﺘــﻲ ﺳــﻨﺮﻣﺰ ﻟﻬــﺎ ﺑــﺎﳊﺮف ) م (.
اﳌﻔـــﱰض ﻟﻠﻤﺪﻳﻨـــﺔ ،أﺧـــﺬاً ﰲ اﻻﻋﺘﺒـــﺎر ﻛﻤﻴـــﺔ
ﻓــﺈذا ﻛــﺎن ﻣﺘﻮﺳــﻂ اﺳــﺘﻬﻼك اﻟﻔــﺮد ﻣــﻦ اﳌــﺎء ﰲ
اﳌﻴــﺎه اﳌﺘــﻮﻓﺮة ﰲ ﻇﻬﲑﻫــﺎ اﳌــﺎﺋﻲ.ﻓــﺈذا رﻣﺰﻧــﺎ
اﳌﺪﻳﻨــﺔ ﻫــﻮ )ط ( ،ﻓــﺈن اﳊﺠــﻢ اﻷﻣﺜــﻞ ﻟﺴــﻜﺎن
ﻟﻠﺤﺠــﻢ اﻟﻔﻌﻠــﻲ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨــﺔ ﺑــﺎﻟﺮﻣﺰ ) س ( ﻓــﺈن
اﳌﺪﻳﻨــﺔ ) س ( ﻫــﻮ ﺣﺎﺻــﻞ ﻗﺴــﻤﺔ ﻛﻤﻴــﺔ اﳌﻴــﺎه
اﻟﻔــــﺮق ﺑــــﲔ اﻟﻘﻴﻤــــﺘﲔ ) س _ س ( ﳝﺜــــﻞ
اﳌﺘﻮﻓﺮة ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻮﺳﻂ اﺳﺘﻬﻼك اﻟﻔﺮد: م )(١ س= ط وﻫـــﺬا اﳊﺠـــﻢ ﻳﻀـــﻤﻦ ﻟﺴـــﻜﺎن اﳌﺪﻳﻨـــﺔ
اﻟﺘﻀﺨﻢ ﰲ ﺣﺠـﻢ اﳌﺪﻳﻨـﺔ زﻳـﺎدة ﻋﻠـﻰ إﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻬـﺎ ﻓﻴﻤﺜــﻞ إﻣﻜﺎﻧــﺎت اﻟﻨﻤــﻮ ﰲ اﳌﺴــﺘﻘﺒﻞ .و ﺑﻄﺒﻴﻌــﺔ
إﻣـــﺪادات ﻣﻨﺘﻈﻤـــﺔ وﻛﺎﻓﻴـــﺔ ﻣـــﻦ اﳌـــﺎء .وﻫـــﻮ
اﳊــﺎل ﻳﺘﻮﻗــﻊ أن ﺗﻜــﻮن ﻫــﺬه اﻷرﻗــﺎم ﻣﻮﺟﺒــﺔ
ﻳﺘﻨﺎﺳـــﺐ ﻣـــﻊ اﻟﺒﻴﺌـــﺔ اﳉﻐﺮاﻓﻴـــﺔ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨـــﺔ ،
ﻷﻛﺜـــﺮ اﳌـــﺪن – أي أن أﻛﺜـــﺮ اﳌـــﺪن ﻓﺎﻗـــﺖ
ﻓﺎﳌﻨــﺎﻃﻖ اﻟﺘــﻲ ﺗﻜــﻮن ﻓﻴﻬــﺎ اﻟﻈــﺮوف اﳌﻨﺎﺧﻴــﺔ
أﺣﺠﺎﻣﻬﺎ إﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻬﺎ اﳌﺎﺋﻴﺔ اﳌﺘﺠﺪدة.
١٨٦
اﳌﺎﺋﻴـــﺔ ،إن ﻛـــﺎن ﻣﻮﺟﺒـ ـﺎً ،وإن ﻛـــﺎن ﺳـــﺎﻟﺒﺎً
ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﱰﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ
ﺩ .ﳏﻤﺪ ﻣﺼﻠﺢ ﺍﻟﺜﻤﺎﱄ
وﳝﻜﻦ ﲤﺜﻴـﻞ ﺗﻮزﻳـﻊ اﻟﻔـﺮوق ﺑـﲔ اﻷﺣﺠـﺎم
ﺗﻜــﻮن ﻫﻨــﺎك ﻣﻨــﺎﻃﻖ ﺑﻴﻨﻴــﺔ ﻻ ﺗﺘﺒــﻊ ﻇﻬــﲑ ﻣ ـﺎﺋﻲ
اﻟﻔﻌﻠﻴــﺔ ﻟﻠﻤــﺪن وأﺣﺠﺎﻣﻬــﺎ اﳌﻔﱰﺿــﺔ ﲟﻮﺟــﺐ
ﻣﻌﲔ ) اﻧﻈﺮ اﻟﺸـﻜﻞ رﻗـﻢ .(٢ﻣﺜـﻞ ﻫـﺬه اﳌﻨـﺎﻃﻖ
اﻟﻨﻤــﻮذج ،ﻛﻤــﺎ ﰲ اﻟﺸــﻜﻞ رﻗــﻢ ) ، (١ﺣﻴــﺚ
ﻻ ﺗﻮﺟــﺪ ﰲ ﻧﻈﺮﻳــﺔ اﳌﺤــﻼت اﳌﺮﻛﺰﻳــﺔ ،ﻷﻧــﻪ ﰲ
رﺗﺒﻨــﺎ اﻟﻔــﺮوق ﺗﺮﺗﻴﺒ ـﺎً ﺗﺼــﺎﻋﺪﻳﺎً .ﻓﺎﳌــﺪن اﻟﻮاﻗﻌــﺔ
ﻧﻈﺮﻳــﺔ اﳌﺤــﻼت اﳌﺮﻛﺰﻳــﺔ ﻳــﻮزع اﻟﺮﻳــﻒ ﻋﻠــﻰ
ﰲ اﳌﻨﻄﻘــﺔ ) ص ( ﺗﻘــﻞ أﺣﺠﺎﻣﻬــﺎ اﻟﻔﻌﻠﻴــﺔ ﻋــﻦ
اﳌﺤﻼت اﻟﺘـﻲ ﲤﻮﻟـﻪ ﺑﺎﻟﺴـﻠﻊ و اﳋـﺪﻣﺎت ،ﻓﻼﺑـﺪ
أﺣﺠﺎﻣﻬـــﺎ اﳌﻔﱰﺿـــﺔ ﲟﻮﺟـــﺐ اﻟﻨﻤـــﻮذج .أﻣـــﺎ
أن ﺗﺘﺒــﻊ ﺟﻤﻴــﻊ أﺟﺰاﺋــﻪ ﳏـﻼً ﻣﺮﻛﺰﻳـﺎً أو آﺧــﺮ.
اﳌــــﺪن اﻟﻮاﻗﻌــــﺔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘــــﺔ ) ع ( ﻓﺘﺘﺠــــﺎوز
ﻓــﺈذا وﺟــﺪت ﻧﻘﻄــﺔ أﺑﻌــﺪ ﻣــﻦ ﻣــﺪى اﻟﺴﻠﻌـــــﺔ
أﺣﺠﺎﻣﻬـــﺎ اﻟﻔﻌﻠﻴـــﺔ اﻷﺣﺠـــﺎم اﳌﻔﱰﺿـــﺔ ﻟﻬـــﺎ
) (the rangeاﻟﺘــﻲ ﺗﻘـــــﺪم ﰲ ﳏـــــﻞ ﻣﺮﻛــﺰي
ﲟﻮﺟــﺐ اﻟﻨﻤــﻮذج .وﳝﻜــﻦ اﻋﺘﺒــﺎر ﻧﺴــﺒﺔ ﳎﻤــﻮع
ﻣﻦ ﻓﺌﺔ ﻣﻌﻴﻨـﺔ ،ﻓﺈﻧـﻪ ﻳﻔـﱰض وﺟـﻮد ﳏـﻞ ﻣﺮﻛـﺰي
ﺳــﻜﺎن اﳌــﺪن ﰲ اﳌﻨﻄﻘــﺔ اﳌﻈﻠﻠــﺔ ﻓــﻮق ) ص (
آﺧــﺮ ﻣــﻦ ﻧﻔــﺲ اﻟﻔﺌــﺔ ﺗﻘــﻊ اﻟﻨﻘﻄــﺔ ﺿــﻤﻦ داﺋــﺮة
إﻟــﻰ ﳎﻤــﻮع ﺳــﻜﺎن اﳌــﺪن ﻣﻘﻴﺎﺳــﺎً ﻟﻼﻛﺘﻈــﺎظ
ﻣــﺪى اﻟﺴــﻠﻌﺔ ﻓﻴــﻪ .ﻓــﻨﺤﻦ ﰲ اﳌﺤــﻼت اﳌﺮﻛﺰﻳــﺔ
اﳊﻀــــــﺮي ) ( over-urbanizationﻣــــــﻦ
ﳓــﺪد ﻣﻨﻄﻘــــﺔ اﻟﺴــــــﻮق )( Market Area
ﻣﻨﻈﻮر ﻣـﺎﺋﻲ .ﻻﺣـﻆ أﻧـﻪ ﳝﻜـﻦ أن ﻳﻜـﻮن ﻟـﺪﻳﻨﺎ
وﻟــﻴﺲ ﻣﻨﻄﻘــــــﺔ اﻟﻌــﺮض ) ( Supply Area
ﻧﺴﺒﺔ ﻋﺎﻟﻴـﺔ ﻟﻼﻛﺘﻈـﺎظ اﳊﻀـﺮي وﻧﺴـﺒﺔ ﻣﻨﺨﻔﻀـﺔ
ﻛﻤــﺎ ﻫــﻲ اﳊــﺎل ﰲ اﻟﻈﻬــﲑ اﳌــﺎﺋﻲ ،ووﺟــﻮد
ﻟﻠﺘﺤﻀــﺮ ﻧﻈــﺮاً ﻟﱰﻛــﺰ ﺳــﻜﺎن اﳊﻀــﺮ ﰲ ﻣــﺪن
ﻣﻨﻄﻘــﺔ ﺑﻴﻨﻴــﺔ ﻻ ﺗﺘﺒــﻊ أي ﻇﻬــﲑ ﻣــﺎﺋﻲ ،ﻻ ﻳﻌﻨــﻲ
ﻗﻠﻴﻠــﺔ .واﻟﻌﻜــﺲ ﺻــﺤﻴﺢ ،ﻓــﻴﻤﻜﻦ أن ﻳﻜــﻮن
ﻋــﺪم ﺗﺒﻌﻴﺘﻬــﺎ ﻣــﻦ اﻟﻨــﻮاﺣﻲ اﻻﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ اﻷﺧــﺮى
ﻟـــﺪﻳﻨﺎ ﻧﺴـــﺒﺔ ﻣﻨﺨﻔﻀـــﺔ ﻟﻼﻛﺘﻈـــﺎظ اﳊﻀـــﺮي
ﳌﺮﻛــﺰ ﻋﻤﺮاﻧــﻲ ﻣﻌــﲔ ،ﻓﻤﻘﻴــﺎس اﻟﺘﺒﻌﻴــﺔ ﻫﻨــﺎ
وﻧﺴﺒﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﻀـﺮ ﻧﻈـﺮاً ﻟﺘـﻮزع ﺳـﻜﺎن اﳊﻀـﺮ
ﻣﻘﺘﺼـــﺮ ﻋﻠـــﻰ وﺟـــﻮد وﺗﻜﻠﻔـــﺔ اﳌـــﺎء ﻛﺴـــﻠﻌﺔ
ﻋﻠــﻰ ﻋــﺪد أﻛــﱪ ﻣــﻦ اﳌــﺪن .ﻓــﻼ ﻳﻮﺟــﺪ ﺗــﺮاﺑﻂ
ﻧﻬﺎﺋﻴــﺔ .ﻣــﻦ ﺟﻬــﺔ ﺛﺎﻧﻴــﺔ ،ﳝﻜــﻦ أن ﳒــﺪ ﻣﻨﻄﻘــﺔ
ﺑﲔ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺘﺤﻀﺮ و ﻧﺴﺒﺔ اﻻﻛﺘﻈﺎظ اﳊﻀﺮي.
ﺑﻬـــﺎ ﻣﺼـــﺎدر ﻣﺎﺋﻴـــﺔ ﺗﺼـــﻠﺢ ﻹﻣـــﺪاد ﻣﺮﻛـــﺰﻳﻦ
إن ﲢﺪﻳــــﺪ اﻟﻈﻬــــﲑ اﳌــــﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨــــﺔ
ﻋﻤــﺮاﻧﻴﲔ أو أﻛﺜــﺮ .وﰲ ﻫــﺬه اﳊﺎﻟــﺔ ﳝﻜــﻦ أن
وﺗﻮزﻳﻌﻪ ﻋﻠﻰ اﳊﻴـﺰ اﳉﻐـﺮاﰲ ﻟﻠﺪوﻟـﺔ ﲝﺎﺟـﺔ إﻟـﻰ
ﲡﻌــﻞ ﺿــﻤﻦ اﻟﻈﻬــﲑ اﳌــﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﺮﻛــﺰ اﻟــﺬي ﳝﻜــﻦ
ﻣﺰﻳــﺪ ﻣــﻦ اﻟﺘﻮﺿــﻴﺢ .ﻓﺎﳌﺼــﺎدر اﳌﺎﺋﻴــﺔ ﻟﻴﺴــﺖ
إﻳﺼــﺎﻟﻬﺎ إﻟﻴــﻪ ﺑﺘﻜﻠﻔــﺔ أﻗــﻞ أو ﻟﻠﻤﺮﻛــﺰ اﻷﻛﺜــﺮ
ﻣـــﺘﻐﲑاً ﻣﺴـــﺘﻤﺮاً ) (Continues Variable
ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻴﻬﺎ.
ﻷﻧﻬــــﺎ ﻣﺘﻮﻗﻔــــﺔ ﻋﻠـــــﻰ ﻋﻮاﻣــــﻞ ﻣﻨﺎﺧﻴـــــﺔ
وﻛﻤــﺎ أن اﻟﻈﻬــﲑ اﳌــﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤــﺪن اﳌﺨﺘﻠﻔــﺔ
وﻫﻴﺪروﻟﻮﺟﻴــﺔ واﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ ﻏــﲑ ﻣﻨﺘﻈﻤــﺔ ﻛﻤــﺎ
ﻻﻳﻠﺰم أن ﻳﻜـﻮن ﻣﺘﺼـﻼً ،ﻓﺈﻧـﻪ ﻻ ﻳﻠـﺰم أﻳﻀـﺎً أن
أﺳــﻠﻔﻨﺎ .ﻟــﺬﻟﻚ ﻓــﺈن أﺷــﻜﺎل وﺗﻮزﻳــﻊ اﻟﻈﻬــﲑ
ﻳﻜﻮن ﻣﻨﺘﻈﻤﺎً ﰲ ﺷﻜﻠﻪ ﻛﺄن ﻳﺘﺨﺬ ﺷـﻜﻼً ﻫﻨﺪﺳـﻴﺎً
اﳌــﺎﺋﻲ ﻻ ﳝﻜــﻦ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬــﺎ إﻻ ﻋــﻦ ﻃﺮﻳــﻖ اﻟﺪراﺳــﺔ
ﻣﻌﻴﻨﺎً .وﻳﻌﺘﱪ اﳊﻮض اﳌﺎﺋــــﻲ ) Catchments
اﳌﻴﺪاﻧﻴــﺔ .ﻟﻜﻨﻨــﺎ ﻧﻌﻠــﻢ أﻧــﻪ ﻻ ﻳﻠــﺰم أن ﺗﻜــﻮن
( Areaوﺣــﺪة اﻟﻘﻴـــــــﺎس اﳌﻜﺎﻧﻴــﺔ اﳌﻔﻀــﻠﺔ ﰲ
أﺷــﻜﺎل اﻟﻈﻬــﲑ اﳌــﺎﺋﻲ ﻣﺘﺼــﻠﺔ ،ﺑــﻞ ﳝﻜــﻦ أن
اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻬﻴﺪروﻟﻮﺟﻴﺔ .وﰲ اﳊﻮض اﳌـﺎﺋﻲ ﺗﺸـﺒﻪ
ﺍﻠﺪ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ – ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻷﻭﻝ – ﺫﻭ ﺍﻟﻘﻌﺪﺓ ١٤٢٣ﻫـ -ﻳﻨﺎﻳﺮ ٢٠٠٣ﻡ
١٨٧
ﺍﻟﻈﻬﲑ ﺍﳌﺎﺋﻲ ﻭﺍﳊﺠﻢ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ – ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ
اﳌﺠﺎري اﳌﺎﺋﻴﺔ ﺷـﻜﻞ اﻟﺸـﺠﺮة ﺣﻴـﺚ ﳝﺜـﻞ اﻟﺴـﺎق اﳌﺠﺮى اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻟﻠﻮادي اﻟـﺬي ﻳﺘﻔـﺮع ﻣﻨـﻪ ﳎﻤﻮﻋـﺔ اﻟﺮواﻓﺪ اﻟﻔﺮﻋﻴﺔ وﻳﺘﻔﺮع ﻣﻦ ﻛﻞ راﻓﺪ ﳎﻤﻮﻋﺔ أﺧﺮى
وﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈن ﺣﺪود ﺍﻟﻈﻬﲑ ﺍﳌﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﺳﻴﺘﺸﻜﻞ ﻣﻦ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻷﺣﻮﺍﺽ ﺍﳌﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻨﻬﺎ ) ﺍﻧﻈﺮ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺭﻗﻢ.(٢
ﻣﻦ اﻟﺮواﻓﺪ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ .وﺗﻨﺪﻓﻊ اﳌﻴــﺎه اﻟﺴﻄﺤﻴــــــﺔ ) اﻟﺴﻴﻮل ( ﻣﻦ ﺧﻼل اﳌﺠـﺎري اﳌﺎﺋﻴـﺔ ﻟﻠﺤـﻮض. أﻣﺎ اﳌﻴﺎه اﳉﻮﻓﻴﺔ ﻓﺘﻮﺟﺪ ﰲ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﳋﺎزﻧﺔ ﻟﻠﻤﻴـﺎه ﰲ اﳊﻮض ﻛﺎﳌﺮاوح اﻟﻔﻴﻀﻴﺔ و ﺑﻄﻦ اﳌﺠﺮى اﻟﺮﺋﻴﺲ و ﺑﻄﻮن اﳌﺠـﺎري اﻟﻔﺮﻋﻴـﺔ ،ﰲ ﺣـﲔ أن اﻷﻣﻄـﺎر ﺗﺴﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﺴﺎﺣﺔ اﳊﻮض .وﳝﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن اﳊﻮض اﳌﺎﺋﻲ ﺗﺎﺑﻌﺎً ﳌﺪﻳﻨﺔ واﺣﺪة أو أن ﻳﻘﺴﻢ ﻋﻠﻰ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﺒﻌﺎً ﳌﻜـﺎن وﺟـﻮد اﳌـﺎء و ﺗﻜﻠﻔـﺔ
ﺷﻜﻞ ) (٢ﲤﺜﻴﻞ أﺷﻜﺎل اﻟﻈﻬﻮر اﳌﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﺪن
اﺳﺘﺨﺮاﺟﻪ و إﻳﺼﺎﻟﻪ إﻟﻰ اﳌﺪن اﳌﺨﺘﻠﻔـﺔ .وﲟـﺎ أن
إن اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺑــﲔ ﺣﺠــﻢ اﳌﺪﻳﻨــﺔ وﻣﺴــﺎﺣﺔ
ﺷﻜﻞ اﳊﻮض اﳌﺎﺋﻲ ﻏﲑ ﻣﻨﺘﻈﻢ ﻓﺈن أﺷﻜﺎل اﻟﻈﻬـﲑ
ﻇﻬﲑﻫﺎ اﳌـﺎﺋﻲ ورﺻـﻴﺪه ﻣـﻦ اﳌـﺎء اﳌﺘﺠـﺪد ﳝﻜـﻦ
اﳌﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﺪن ﻏﲑ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ أﻳﻀﺎً.ورﻏـﻢ أن ﻣﺼـﺎدر
رؤﻳﺘﻬــﺎ ﻣــﻦ زاوﻳــﺔ أﺧــﺮى ﺑﺈﻋــﺎدة ﺗﻌﺮﻳــﻒ اﻟﻘﻴﻤــﺔ
اﳌﻴﺎه ﰲ اﳊﻮض ﻗـﺪ ﺗﻜـﻮن ﻣﻮﺟـﻮدة ﰲ ﻣﻨـﺎﻃﻖ أو
)م ( ﻟﺘﺼﺒﺢ-:
ﻧﻘﺎط ﻣﻌﻴﻨﺔ ،إﻻ أن اﳊﻮض ﺑﻜﺎﻣﻠﻪ أو ﺑﻌﻀـﺎً ﻣﻨـﻪ ﻳﻌﺘﱪ ﺟﺰءاً ﻣﻦ اﻟﻈﻬﲑ اﳌﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ.
م= د أ ﺣﻴــﺚ ﲤﺜــﻞ ) د ( ﻣﺴــﺎﺣﺔ اﻟﻈﻬــﲑ اﳌــﺎﺋﻲ ) ﺑــﺎﻟﻜﻴﻠﻮﻣﱰ اﳌﺮﺑــﻊ ﻣــﺜﻼً ( ،وﲤﺜــﻞ ) أ ( ﻣﺘﻮﺳــــﻂ ﺗﻐﺬﻳــــﺔ
) (Rechargeﺧﺰاﻧــــﺎت
اﳌﻴــﺎه اﳉﻮﻓﻴــﺔ ﻟﻜــﻞ وﺣــﺪة ﻣﺴــﺎﺣﻴﺔ ﰲ اﻟﻈﻬــﲑ اﳌـــﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨــــﺔ ) أو ﻣﺘﻮﺳـــﻂ اﻟﺘﺴــــﺎﻗﻂ أو اﳉﺮﻳـــﺎن اﻟﺴﻄﺤـــــــﻲ ( و ﺑـــﺈﺣﻼل اﻟﻘﻴﻤـــــﺔ )د أ ( ﳏــــﻞ ) م ( ﰲ اﳌﻌﺎدﻟــــﺔ رﻗــــﻢ ) ،(١ ﳓﺼﻞ ﻋﻠﻰ- : ﺷﻜﻞ ﺭﻗﻢ ) (١ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻓﺘﺮﺍﺿﻲ ﻟﻠﻤﺪﻥ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻔﺮﻭﻕ ﺑﲔ ﺃﺣﺠﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻭﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﻴﺔ
ﺱ=
دأ ط
ﻭﺍﻟﱵ ﳝﻜﻦ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻛﺘﺎﺑﺘﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ-: أ س = ط د
١٨٨
)(٢
)(٣
ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﱰﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ
ﺩ .ﳏﻤﺪ ﻣﺼﻠﺢ ﺍﻟﺜﻤﺎﱄ
ﻓﺎﻟﻘﻴﻤﺔ ) ﺱ /ﺩ ( ﲤﺜﻞ ﻛﺜﺎﻓﺔ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻗﻴﺎﺳﺎﹰ ﺇﱃ ﻣﺴﺎﺣـﺔ ﻇﻬﲑﻫﺎ ﺍﳌﺎﺋﻲ ﻭﺍﻟﻘﻴﻤـﺔ ) ﺃ /ﻁ( ﲤﺜﻞ ﻋﺪﺩ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﳝﻜﻦ ﺗﻮﻓﲑ ﺍﳌﻴﺎﻩ ﳍﻢ ﰲ ﺍﻟﻜﻴﻠﻮﻣﺘﺮ ﺍﳌﺮﺑﻊ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ .ﻓﻜﺄﻧﻨﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﺴﺎﻭﻯ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻛﺜﺎﻓﺔ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻣﻊ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﳝﻜﻦ ﺗﻮﻓﲑ ﺍﳌﻴﺎﻩ ﳍﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮ ﻣﺮﺑﻊ ﻭﺍﺣﺪ ﰲ ﺍﻟﻈﻬﲑ ﺍﳌﺎﺋﻲ. ﻭﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻴﻤﺘﲔ )ﺩ ( ﻭ ) ﺃ ( ﺛﺎﺑﺘﺘﺎﻥ ﱂ ﻳﺒﻖ ﻟﻨﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺗﺴﺎﻭﻱ ﻃﺮﰲ ﺍﳌﻌﺎﺩﻟــﺔ ﺇﻻ ﺍﻟﻘﻴﻤﺘــﺎﻥ ) ﺱ ( ﻭ )ﻁ ( ،ﻓﻬﻤﺎ ﻗﻴﻤﺘﺎﻥ ﻣﺘﻐﲑﺗﺎﻥ ﻗﺎﺑﻠﺘﺎﻥ ﻷﻥ ﺗﻜﻮﻧﺎ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﹰ ﻟﺴﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻄﻴﺔ .ﻭﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﻣﻌﺪﻝ ﺍﺳﺘﻬﻼﻙ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺀ ) ﻁ ( ﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﲣﻀﻊ ﺣﺎﻟﻴﺎﹰ ﶈﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﺾ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﲪﻼﺕ ﺍﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺄﳘﻴﺔ ﺍﳌﺎﺀ ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﰲ ﺍﺳﺘﻬﻼﻛﻪ ﻭ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺗﻌﺮﻓﺘﻪ .ﺃﻣﺎ ﺃﺣﺠﺎﻡ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﳌﺪﻥ ﻓﻼ ﻳﺰﺍﻝ ﻏﺎﺋﺒﺎﹰ ﻋﻦ ﺑﺴﺎﻁ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺇﻻ ﻓﻴﻤﺎ ﻧﺪﺭ.
ﺑﲔ ﺳﻜﺎن اﻟﺮﻳﻒ واﻟﺒﺎدﻳﺔ وﺑﻴﻨﻬﻢ و ﺑﲔ اﻟﻌﺎﱂ اﳋﺎرﺟﻲ. وﱂ ﺗﻜﻦ ﻣﻌﻈﻢ اﳌﺮاﻛﺰ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻴﺔ ﰲ ﻣﺴﺘﻬﻞ اﻟﻘﺮن اﳌﻴﻼدي اﳌﻨﺼﺮم ) ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﻣﻜﺔ اﳌﻜﺮﻣﺔ واﳌﺪﻳﻨﺔ اﳌﻨﻮرة وﺑﻮاﺑﺘﻴﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﱂ اﳋﺎرﺟﻲ ﺟﺪة وﻳﻨﺒﻊ ( إﻻ ﺑﻠﺪات ﺻﻐﲑة ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ أﻃﺮاف اﻷودﻳﺔ اﻟﻜﺒﲑة أو ﰲ اﳌﺮاوح اﻟﻔﻴﻀﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﺗﻮﺟﺪ ﻛﻤﻴﺎت ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻣﻦ اﳌﻴﺎه اﳉﻮﻓﻴﺔ .أو ﺣﻴﺚ ﺗﻮﺟﺪ اﻟﻴﻨﺎﺑﻴﻊ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺪﻓﻊ ﻣﻴﺎﻫﻬﺎ إﻟﻰ أﻋﻼ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺼﺪوع اﳌﺘﺼﻠﺔ ﺑﺎﻟﻄﺒﻘﺔ اﳊﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻤﻴﺎه أو ﺑﺮوز أﺟﺰاء ﻣﻨﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺴـــﻄﺢ ) اﻟﺜﻤﺎﻟﻲ١٤١٦ ،ﻫـ، ص ص .(٤٩ ،٢٥أﻣﺎ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻼ ﲣﺘﻠﻒ ﻛﺜﲑاً ﻣﻦ ﺑﻠﺪة إﻟﻰ أﺧﺮى ،إذ أﻧﻬﺎ ﺗﻮﻓﺮ أﺳﻮاق داﺋﻤﺔ ﻟﻈﻬﲑﻫﺎ اﻟﺰراﻋﻲ و اﻟﺮﻋﻮي ﻟﺒﻴﻊ ﻣﻨﺘﺠﺎﺗﻪ وﺷﺮاء ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ﻣﻤﺎ ﺗﻨﺘﺠﻪ ﻣﻦ ﺻﻨﺎﻋﺎت ﻳﺪوﻳﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ أو ﺗﺴﺘﻮرده ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪات اﻷﺧﺮى أو ﻣﻦ اﻟﻌﺎﱂ اﳋﺎرﺟﻲ .وﰲ اﻟﺒﻠﺪات اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻮاﺣﻞ ﲤﺎرس ﻣﻬﻨﺘﺎ ﺻﻴﺪ اﻷﺳﻤﺎك واﻟﻐﻮص ﲝﺜﺎً ﻋﻦ
اﻟﻠﺆﻟﺆ .وﻗﺪ ارﺗﺒﻂ ﳕﻮ ﻫﺬه اﻟﺒﻠﺪات ﺑﻈﻬﲑﻫﺎ
ﺗﻘﻊ اﳌﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺿﻤﻦ اﻟﻨﻄﺎق
اﻟﺰراﻋﻲ ﻓﱪزت اﻟﻄﺎﺋﻒ و ﳒﺮان وﺻﺒﻴﺎ واﻟﻬﻔﻮف
اﻟﺼﺤﺮاوي اﳉﺎف ،ﺣﻴﺚ ﺗﺴﻘﻂ اﻷﻣﻄﺎر ﺑﻜﻤﻴﺎت
واﻟﻘﻄﻴﻒ وﻋﻨﻴﺰة واﳋﺮج ،ﺑﺴﺒﺐ إﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻬﺎ
ﻗﻠﻴﻠﺔ وﻏﲑ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ ﰲ ﻣﻮاﻋﻴﺪ ﺳﻘﻮﻃﻬﺎ ) .(٢وﻗﺪ
اﻟﺰراﻋﻴﺔ اﻟﻮﻓﲑة ﻧﺴﺒﻴﺎً .ﺛﻢ ﳕﺖ ﻫﺬه اﳌﺮاﻛﺰ وﻏﲑﻫﺎ
ﺗﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻛﺜﺎﻓﺔ ﺳﻜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ
ﲟﻌﺪﻻت ﺑﻄﻴﺌﺔ ﺧﻼل ﻓﱰة ﺗﻮﺣﻴﺪ اﳌﻤﻠﻜﺔ ،وزادت
اﳌﻮارد اﻟﺮﻋﻮﻳﺔ واﻟﺰراﻋﻴﺔ اﻟﻔﻘﲑة .وﺗﻜﻴﻒ اﻟﺴﻜﺎن
ﻣﻌﺪﻻت اﻟﻨﻤﻮ ﺧﻼل اﳋﻤﺴﻨﻴﺎت و اﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎت
ﻣﻊ ﻫﺬه اﻟﻈﺮوف اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ اﻟﺼﻌﺒﺔ ﺑﺎﻻﻧﺘﺸﺎر ﻋﻠﻰ
اﳌﻴﻼدﻳﺔ و ﺑﻠﻐﺖ ﻣﻌﺪﻻت اﻟﻨﻤﻮ ذروﺗﻬﺎ ﺧﻼل
ﻣﺴﺎﺣﺎت واﺳﻌﺔ وﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺮﻋﻲ اﳌﺘﻨﻘﻞ و اﻟﺰراﻋﺔ
اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎت واﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﳌﻴﻼدي
اﳌﻄﺮﻳﺔ واﳌﺮوﻳﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻮﻓﺮ اﳌﻴﺎه اﳉﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺑﻄﻮن
اﳌﻨﺼﺮم .وﺧﻼل ﻋﻘﻮد ﻗﻠﻴﻠﺔ ،وﺑﻌﺪ أن ﻛﺎن
اﻷودﻳﺔ واﳌﻨﺨﻔﻀﺎت .وﻣﻊ ﺳﻴﺎدة اﻟﻜﺜﺎﻓﺔ اﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ
اﻟﺴﻜﺎن ﻳﻨﺘﺸﺮون ﰲ ﻃﻮل اﻟﺒﻼد وﻋﺮﺿﻬﺎ ﲣﻠﻰ
اﳌﻨﺨﻔﻀﺔ ﺗﺒﺎﻋﺪت اﳌﺪن و اﻟﺒﻠﺪات ،ﻓﺄﻧﺸﺄت
ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ،وﻷﺳﺒﺎب ﻣﻔﻬﻮﻣﺔ ،ﻋﻦ ﳕﻂ اﻟﻌﻴﺶ اﻟﺬي
اﻷﺳﻮاق اﻷﺳﺒﻮﻋﻴﺔ ﻟﺘﺴﻬﻴﻞ ﻣﻬﻤﺔ اﻟﺘﺒﺎدل اﻟﺘﺠﺎري
أﻟﻔﻮه ﻋﱪ اﻟﻌﺼﻮر و ﻫﺎﺟﺮوا إﻟﻰ اﳌﺮاﻛﺰ اﳊﻀﺮﻳﺔ
ﺍﻠﺪ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ – ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻷﻭﻝ – ﺫﻭ ﺍﻟﻘﻌﺪﺓ ١٤٢٣ﻫـ -ﻳﻨﺎﻳﺮ ٢٠٠٣ﻡ
١٨٩
ﺍﻟﻈﻬﲑ ﺍﳌﺎﺋﻲ ﻭﺍﳊﺠﻢ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ – ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ
اﻟﺘﻲ ﲢﻮﻟﺖ ﺑﻔﻌﻞ اﻟﻬﺠﺮة إﻟﻰ ﻣﺪن ﻛﺒﲑة وﺳﻂ
-١أﺣﺠﺎم اﳌﺪن ﰲ اﳌﻤﻠﻜﺔ
اﻟﺼﺤﺮاء ،ﲡﺎوز ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺣﺎﺟﺰ اﳌﻠﻴﻮن ﻧﺴﻤﺔ
ﰲ ﻇﻞ ﻓﺮﺿﻴﺔ اﻟﻈﻬﲑ اﳌﺎﺋﻲ ،ﻳﻠﺰم أﻻ
واﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧﺮ ﻳﺴﲑي ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻧﻔﺴﻪ .ﻓﻠﻤﺎذا
ﻳﺘﺠﺎوز ﺣﺠﻢ اﳌﺪﻳﻨﺔ إﻣﻜﺎﻧﺎت ﻇﻬﲑﻫﺎ اﳌﺎﺋﻴﺔ .وﻗﺪ
ﺧﺮﺟﺖ اﳌﺪن اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﻮاﺑﻂ ﳕﻮﻫﺎ وﻣﱪرات
رﺑﻄﻨﺎ ﻫﺬه اﻹﻣﻜﺎﻧﺎت ﺑﺎﻟﺘﻜﻠﻔﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻹﻧﺘﺎج
وﺟﻮدﻫﺎ ﻋﱪ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ؟
وﺿﺦ اﳌﺎء ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ،ﺣﻴﺚ اﺷﱰﻃﻨﺎ أﻻ ﺗﺘﺠﺎوز
ﻟﻘﺪ ﺗﻐﲑت ﻋﻼﻗﺔ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﺑﻈﻬﲑﻫﺎ ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺪ
ﻣﺜﻴﻼﺗﻬﺎ ﰲ اﳌﺼﺎدر اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ ﻏﲑ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ اﻷﺧﺮى.
ﳕﻮﻫﺎ ورﻓﺎﻫﻴﺘﻬﺎ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﻨﻤﻮه ورﻓﺎﻫﻴﺘﻪ ﻓﻘﻂ .ﺑﻞ
وﺣﺴﺎب اﻷﺣﺠﺎم اﳌﺜﻠﻰ ﻟﻠﻤﺪن ﰲ ﻇﻞ ﻓﺮﺿﻴﺔ
أﺻﺒﺢ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﺼﺪر ﳕﻮ ذاﺗﻲ ﺟﺪﻳﺪ ﻧﺎﺷﺊ ﻋﻦ
اﻟﻈﻬﲑ اﳌﺎﺋﻲ ﻣﺘﻮﻗﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻫﺬه اﻹﻣﻜﺎﻧﺎت
ﺗﺴﺎرع ﻣﻌﺪﻻت اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر اﻟﻌﺎم واﳋﺎص ﺑﺼﻮرة
اﻟﺘﻲ ﻧﺘﻮﻗﻊ أن ﺗﻜﻮن ﻏﲑ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﳊﺎﺿﺮ.
ﻛﺒﲑه ﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻣﻜﻨﻬﺎ ﻣﻦ
وﻟﻌﻞ اﻟﺘﻔﻜﲑ اﻵن ﰲ ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﺴﻜﺎن ورﺑﻄﻪ ﺑﺘﻮزﻳﻊ
اﻻﺳﺘﻘﻼل ﻋﻦ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺮﻳﻔﻲ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻗﺎﺋﺪاً ﺛﻢ
اﳌﻮارد اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻳﺄﺗﻲ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﳌﻨﺎﺳﺐ ﲤﺎﻣﺎً،
ﺗﺎﺑﻌﺎً ﰲ ﻇﻞ ﻫﺬه اﻟﺘﻄﻮرات اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ
ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺺ ﺻﺮاﺣﺔ إﺣﺪى ﺳﻴﺎﺳﺎت إﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ
اﻟﻌﺎﺻﻔﺔ .وإﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﺗﻜﻮن اﻟﻘﻴﺎدة ،ﲟﺎ ﲢﻤﻠﻪ ﻣﻦ
اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻤﻨﺘﻬﺎ ﺧﻄﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ
ﻓﺮص ﻋﻤﻞ وﺧﺪﻣﺎت و ﺗﺮﻓﻴﻪ ﺗﺸﺪ اﻟﺮﺣﺎل .إن
اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﺮورة "اﻻﺳﺘﻤﺮار ﰲ ﲢﻘﻴﻖ ﺗﻮازن
اﻛﺘﺸﺎف اﻟﻨﻔﻂ وإﻧﺘﺎﺟﻪ ﺑﻜﻤﻴﺎت ﻛﺒﲑة وزﻳﺎدة
ﻣﺴﺘﻤﺮ ﺑﲔ اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﺴﻜﺎﻧﻲ واﻟﻄﺎﻗﺔ اﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻴﺔ
أﺳﻌﺎره أدى إﻟﻰ ﺑﺮوزه ﻛﻤﺤﺮك ﳕﻮ اﻗﺘﺼﺎدي ﻣﻬﻢ
ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ " ) وزارة اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ١٤١٩ ،ﻫـ ،ص . (٤٢٣
ﺟﺪاً ﰲ اﳌﺪن اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﱪ ﺗﺎرﳜﻬﺎ ﻣﻌﺘﻤﺪة
وﰲ ﻣﻜﺎن آﺧﺮ دﻋﺖ اﳋﻄﺔ إﻟﻰ " اﳊﺪ ﻣﻦ اﻟﻬﺠﺮة
ﺑﺼﻮرة أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﳚﺮي ﰲ ﻇﻬﲑﻫﺎ اﻟﺰراﻋﻲ
اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ذات اﻟﺘﺄﺛﲑات اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﺮاﻛﺰ
واﻟﺮﻋﻮي اﻟﺬي ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺳﻠﺒﺎً أو إﳚﺎﺑﺎً ﺑﻜﻤﻴﺎت
اﳊﻀﺮﻳﺔ اﻟﻜﱪى" ﻣﻦ ﺧﻼل ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت
واﻧﺘﻈﺎم ﺳﻘﻮط اﻷﻣﻄﺎر ﻋﻠﻴﻪ .ﻟﻜﻦ اﳌﺪن ﺑﻘﻴﺖ
اﻟﻬﺎدﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﺮﻳﻒ و ﺟﻌﻠﻪ أﻛﺜﺮ ﺟﺎذﺑﻴﺔ
ﻣﻌﺘﻤﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻳﻒ واﻟﺒﺎدﻳﺔ ﰲ إﻣﺪادﻫﺎ ﲝﺎﺟﺎﺗﻬﺎ
ﻟﻠﻌﻤﻞ واﻻﺳﺘﺜـــﻤﺎر )وزارة اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ١٤١٩ ،ﻫـ،
ﻣﻦ اﻟﻄﻌﺎم وﻣﻴﺎه اﻟﺸﺮب .وﻣﻊ ﺗﻨﺎﻣﻲ أﺣﺠﺎﻣﻬﺎ
ص .(٣٨٥وﻳﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت واﻟﱪاﻣﺞ
ﻓﺎﻗﺖ ﺣﺎﺟﺎت اﳌﺪن إﻟﻰ اﻟﻄﻌﺎم واﳌﺎء ﻗﺪرات
إدراك اﳌﺨﻄﻄﲔ ﻟﻀــــﺮورة اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﺑﲔ ﺗﻮزﻳﻊ
اﻟﺮﻳﻒ اﻟﺰراﻋﻴﺔ واﳌﺎﺋﻴﺔ ،ﻓﺘﻢ اﺳﺘﲑاد اﻟﻄﻌﺎم ﻣﻦ
اﻟﺴﻜﺎن اﳌﺎﺋﻞ ﳓﻮ اﻟﱰﻛﺰ ﰲ اﳌﺪن اﻟﻜﱪى وﺗﻮزﻳﻊ
اﳋﺎرج وأﻧﺸﺄت ﳏﻄﺎت ﲢﻠﻴﺔ ﻣﻴﺎه اﻟﺒﺤﺮ .وﻗﺪ
اﳌﻮارد اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ وﰲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ اﳌﺎء اﻟﺬي أوﻟﺘﻪ
ﺣﻘﻖ ﻗﻄﺎع اﻟﺰراﻋﺔ ﳕﻮاً ﻧﻮﻋﻴﺎً وﻛﻤﻴﺎً ﻛﺒﲑاً أدى
اﳋﻄﺔ اﻫﺘﻤﺎﻣﺎً ﻛﺒﲑاً.
أﺻﺒﺢ
إﻟﻰ اﻻﻛﺘﻔﺎء ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺴﻠﻊ ،وﺳﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ
وﻣﻴﻞ اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﺴﻜﺎﻧﻲ ﳓﻮ اﻟﱰﻛﺰ ﻇﺎﻫﺮة
اﻛﺘﺸﺎف اﳌﻴﺎه اﳉﻮﻓﻴﺔ اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﰲ اﻟﺮف اﻟﻌﺮﺑﻲ .أﻣﺎ
ﺗﺪﻟﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻹﺣﺼﺎءات اﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ .ﻓﻘﺪ ﻗﺪر أن
ﻣﻴﺎه اﻟﺸﺮب ﻓﺒﻘﻴﺖ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺗﻬﺪد رﻓﺎﻫﻴﺔ ﺳﻜﺎن ﻫﺬه
ﻧﺴﺒﺔ ﺳﻜﺎن اﳌﺪن ﰲ اﳌﻤﻠﻜﺔ ) ﺧﻤﺴﺔ آﻻف ﻧﺴﻤﺔ
اﻟﺘﺠﻤﻌﺎت اﻟﻌﻤﺮاﻧﻴﺔ اﻟﻜﺒﲑة.
أو أﻛﺜﺮ ( ﱂ ﻳﻜﻦ ﻳﺘﺠﺎوز %١٠ﰲ ﻣﻄﻠﻊ اﻟﻘﺮن
١٩٠
ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﱰﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ
ﺩ .ﳏﻤﺪ ﻣﺼﻠﺢ ﺍﻟﺜﻤﺎﱄ
اﳌﻴﻼدي اﳌﻨﺼﺮم ) اﻟﺴﺮﻳﺎﻧﻲ ١٤١٢ ،ﻫـ.( ٢٧ ،
ورﻏﻢ أن ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺘﺤﻀﺮ ﻻ ﺗﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻀﺮورة
وﺣﺴﺐ اﻟﺘﻌﺪاد اﻟﺴﻜﺎﻧﻲ اﻷول اﻟﺬي أﺟﺮي ﰲ
وﺟﻮد ﺗﺮﻛﺰ ﺳﻜﺎﻧﻲ ﻋﺎﻟﻲ ﰲ اﳌﺪن إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﻌﺘﱪ
ﺳﻨﺔ ١٩٦٢م ،أي ﺑﻌﺪ ٦٠ﻋﺎﻣﺎً ﻣﻦ ﻓﺘﺢ اﻟﺮﻳﺎض،
ﻋﺎﻟﻴﺔ ﰲ اﳌﻤﻠﻜﺔ ﻛﺪوﻟﺔ ﻧﺎﻣﻴﺔ .ﻓﺤﺴﺐ ﺗﻘﺪﻳﺮات
ﻗﺪرت ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺘﺤــــﻀﺮ ﺑـ ) %٢٤اﻟﺴﺮﻳﺎﻧﻲ،
اﻟﺒﻨﻚ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻺﻧﺸﺎء واﻟﺘﻌﻤﲑ ﺑﻠﻐﺖ ﻧﺴﺒﺔ
١٤١٢ﻫـ ،ص ، (٤٣٠أي أن ﺳـﻜﺎن اﳌﺪن زادوا
اﻟﺘﺤﻀﺮ ﰲ اﳌﻤﻠﻜﺔ ﻋﺎم ١٩٩٧م .%٨٤
ﺑﻨﺴﺒﺔ %١ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﻛﻞ أرﺑﻊ ﺳﻨﻮات وﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬﺮ.
وﻫﺬه اﻟﻨﺴﺒــﺔ ﺗﻀــــﺎﻫﻲ ﻣﺜﻴﻼﺗﻬﺎ ﰲ ﺑﻌﺾ
وﻋﻨﺪ إﺟﺮاء اﻟﺘﻌﺪاد اﻟﺴﻜﺎﻧﻲ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺳﻨﺔ ١٩٧٤م،
اﻟﺪول اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﻛﺎﺳﱰاﻟﻴﺎ واﻟﺪﻧـﻤﺮك ) ( %٨٥
وﺟﺪ أن ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺘﺤﻀﺮ زادت ﺑﻨﺴﺒﺔ ٨٣ر% ١
واﳌﻤﻠﻜﺔ اﳌﺘﺤﺪة ) ( %٨٩وأﳌﺎﻧﻴﺎ ) ( %٨٧
ﺳﻨﻮﻳﺎً ﺧﻼل اﻟﻔﱰة اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑﲔ اﻟﺘﻌﺪادﻳﻦ ﻟﺘﺼﺒﺢ
ﺑﻞ وﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻴﻼﺗﻬﺎ ﰲ دول أﺧﺮى ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ
.%٤٦وﺗﺪﻟﻨﺎ أرﻗﺎم اﻟﺘﻌﺪاد اﻷﺧﲑ ) ١٩٩٢م (
ﻛﺎﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ وﻛﻨﺪا )(%٧٧
ﻋﻠﻰ أن ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺘﺤﻀﺮ وﺻﻠﺖ إﻟﻰ ، %٧٤أي
وﻓﺮﻧﺴﺎ ) (% ٧٥واﻟﻴﺎﺑـــﺎن ) (%٧٨واﻟﻨﺮوﻳــﺞ
ﺑﺰﻳﺎدة ﺳﻨﻮﻳﺔ ﻣﻘﺪارﻫﺎ ٤٧ر.(٣) %١
) (%٧٤وﺳﻮﻳﺴــﺮا ) (% ٧٩و اﻟﻨﻤـــــــﺴﺎ ).(The World Bank ,٢٠٠٠ , p ٢١) ، (%٦٤
ﺍﻠﺪ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ – ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻷﻭﻝ – ﺫﻭ ﺍﻟﻘﻌﺪﺓ ١٤٢٣ﻫـ -ﻳﻨﺎﻳﺮ ٢٠٠٣ﻡ
١٩١
ﺍﻟﻈﻬﲑ ﺍﳌﺎﺋﻲ ﻭﺍﳊﺠﻢ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ – ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ
وﻻ ﺷﻚ أن ارﺗﻔﺎع ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺘﺤﻀﺮ ﺣﺘﻰ ﻣﻊ
ﺗﻜﻦ ﻧﺴﺒﺔ ﺳﻜﺎن ﻫﺬه اﳌﺪن ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ %٣١ﺳﻨﺔ
اﻓﱰاض اﻋﺘﺪال أﺣﺠﺎم اﳌﺪن ﺳﻴﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﺟﺪوى
١٩٧٤م .وﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻹدارﻳﺔ ﺗﺴﺘﺤﻮذ
اﺳﺘﻐﻼل اﳌﻮارد اﳌﺎﺋﻴﺔ اﻟﻔﻘﲑة واﳌﻨﺘﺸﺮة ﻋﻠﻰ
اﻟﺮﻳﺎض ﻋﻠﻰ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ % ٧٢،٥ﻣﻦ ﺳﻜﺎن
ﻣﺴﺎﺣﺎت ﻛﺒﲑة واﻟﺘﻲ ﻳﻨﺎﺳﺒﻬﺎ ﺗﻮزﻳﻊ ﺳﻜﺎﻧﻲ ﻣﻨﺘﻈﻢ
ﻣﻨﻄﻘــﺔ اﻟﺮﻳﺎض ﺳﻨﺔ ١٩٩٢م ﺑﻌﺪ أن ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه
ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻣﻞ اﳊﻴﺰ اﳉﻐﺮاﰲ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﻟﻼﺳﺘﻴﻄﺎن.
اﻟﻨﺴﺒﺔ % ٥٢،٩ﺳﻨﺔ ١٩٧٤م .وﻳﻌﻴﺶ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ
ﻟﻜﻦ اﳌﻘﻴﺎس اﻷﻛﺜﺮ أﻫﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﱰﻛﺰ
% ٦٠ﻣﻦ ﺳﻜﺎن ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﺒﻮك ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﺒﻮك
اﻟﺴﻜﺎﻧﻲ ﻫﻮ اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﳊﺠﻤﻲ واﳉﻐﺮاﰲ ﻟﻠﻤﺪن ،
ﺳـــﻨﺔ ١٩٩٢م ،ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑـ %٣٨ﺳﻨﺔ ١٩٧٤م.
اﻧﻈﺮ اﻟﺸﻜﻞ رﻗﻢ ) .(٣ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻧﻘﺎرن اﻟﺘﻮزﻳﻊ
وﺗﺘﻜﺮر ﻫﺬه اﻟﺼﻮرة ﰲ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﳌﺪﻳﻨﺔ اﳌﻨـــــﻮرة
اﳊﺠﻤﻲ ﻟﻠﻤﺪن ﰲ ﺳﻨﺘﻲ اﻟﺘﻌﺪاد اﻷﺧﲑﺗﲔ،
واﳊﺪود اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ وﻣﻜﺔ وﺣﺎﺋﻞ ) اﻟﻘﺒﺎﻧﻲ،
ﻧﻼﺣــﻆ أﻧﻪ ﻣﻊ زﻳـﺎدة ﻋﺪد اﳌﺪن ﺑﻨﺴﺒﺔ %٢٠٠
١٤١٣ﻫـ .( ٨٧ ،وﺗﺸﲑ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺣﺼﺺ اﻟﻔﺌﺎت
ﻣﻦ ٥٩ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺳﻨﺔ ١٩٧٤م إﻟﻰ ١٧٩ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺳﻨﺔ
اﳊﺠﻤﻴﺔ ﻟﻠﻤﺪن ﰲ اﻟﺘﻌﺪادﻳﻦ إﻟﻰ أن اﳌﺪن اﻟﺘﻲ
١٩٩٢م ،زاد أﻳﻀﺎً ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺣﺠﻢ اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ
ﻳﻘﻞ ﻋﺪد ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﻋﻦ ٥٠أﻟﻒ ﻧﺴﻤﺔ ﻗﺪ ﻓﻘﺪت
ﺑﻨﺴﺒﺔ %٣٣ﻣﻦ ٥٢٥٤٢ﻧﺴﻤﺔ ﺳﻨﺔ ١٩٧٤م إﻟﻰ
%٥،٥٧ﻣﻦ ﺣﺼﺘﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩٧٤م ،وﻓﻘﺪت اﳌﺪن
٦٩٩٠٠ﻧﺴﻤﺔ ﺳﻨﺔ ١٩٩٢م .وﻗﺪ وﺟﺪ اﳋﺮﻳﻒ أن
اﻟﺘﻲ ﻳﱰاوح ﻋﺪد ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﺑﲔ ٥٠أﻟﻒ ﻧﺴﻤﺔ إﻟﻰ
ﻣﺆﺷﺮ اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ) ﻧﺴﺒﺔ ﺳﻜﺎن اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻷوﻟﻰ إﻟﻰ
أﻗﻞ ﻣﻦ ٤٠٠أﻟﻒ ﻧﺴﻤﺔ %١٣،٩ﻣﻦ ﺣﺼﺘﻬﺎ .أﻣﺎ
ﺳﻜﺎن اﳌﺪن اﻟﺜﻼث اﻟﺘﺎﻟﻴــﺔ ( ﻗﺪ ارﺗﻔـــﻊ ﻣﻦ
اﳌﺪن اﻟﺘﻲ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﺪد ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ٤٠٠أﻟﻒ ﻧﺴﻤﺔ
% ٥٩ﺳﻨﺔ ١٩٧٤م إﻟﻰ % ٧٧ﺳﻨﺔ ١٩٩٢م.
ﻓﻘﺪ زادت ﺣﺼـــﺘﻬﺎ ﺑﻨﻔـــﺲ ﳎﻤــــﻮع اﻟﻨﺴﺒﺘﲔ
ﻛﻤﺎ وﺟﺪ أن ﻣﺆﺷﺮ ﻧﺴﺒﺔ ﺗﺮﻛﺰ اﳌﺪن ( city ،
اﻟﺴﺎﺑﻘﺘﲔ )) ، (١٩,٤٧اﳋﺮﻳﻒ ١٤١٩ ،ﻫـ.(٨٤ ،
) concentration ratioاﻟﺬي ﻳﻘﻴﺲ ﺗﻮزﻳﻊ
وﻗﺪ ﻋﻘﺪﻧﺎ ﰲ اﳉﺪول رﻗﻢ ) (١ﻣﻘﺎرﻧﺔ
اﻟﺴﻜﺎن ﻋﻠﻰ اﳌﺪن ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺗﺮﻛﺰﻫﻢ ﰲ اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻷوﻟﻰ
ﳌﺘﻮﺳﻂ ﻧﺼﻴﺐ اﻟﻔﺮد ﻣﻦ اﳌﺼﺎدر اﳌﺎﺋﻴﺔ اﳌﺘﺠﺪدة
ﻻزال ﻋﺎﻟﻴﺎً رﻏﻢ اﳔﻔﺎﺿﻪ ﻗﻠﻴﻼً ﻣﻦ ٠,٧٢٥ﺳﻨﺔ
وﻣﺘﻮﺳﻂ أﺣﺠﺎم اﳌﺪن ﻓﻮق ٥٠أﻟﻒ ﻧﺴﻤﺔ و ﻧﺴﺒﺔ
١٩٧٤م إﻟﻰ ٠,٧٠٦ﺳﻨﺔ ١٩٩٢م .وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ
اﻟﺘﺤﻀﺮ ﰲ اﳌﻤﻠﻜﺔ ﻣﻊ ﻣﺜﻴﻼﺗﻬﺎ ﰲ ﺗﺴﻊ دول واﻗﻌﺔ
اﻗﱰاب ﺗﻮزﻳﻊ اﳌﺪن ﻣﻦ ﻗﺎﻋﺪة اﳌﺮﺗﺒﺔ اﳊﺠﻢ ﰲ
ﰲ ﻋﺮوض ﺟﻐﺮاﻓﻴﺔ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ .وﻣﻦ اﳉﺪول ﻧﻼﺣﻆ
ﺳﻨﺘﻲ اﻟﺘﻌﺪاد ،إﻻ أن اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻻﺣﻆ أن اﳌﺪن
وﺟﻮد ﺗﻨﺎﺳﺐ ﺑﲔ ﻧﺼـــﻴﺐ اﻟﻔﺮد ﻣﻦ اﳌﻴﺎه و ﺑﲔ
اﻟﻜﺒﲑة ﻻزاﻟﺖ أﻛﱪ ﻣﻦ أﺣﺠﺎﻣﻬﺎ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ واﳌﺪن
ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺘﺤﻀﺮ وﻣﺘﻮﺳـــﻂ أﺣﺠــﺎم اﳌﺪن ،ﻓﺎﻟﺪول
اﻟﺼﻐﲑة أﺻﻐﺮ ﻣﻦ أﺣﺠﺎﻣﻬﺎ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ )اﳋﺮﻳﻒ،
اﻷوﻓﺮ ﺣﻈﺎً ﻣﻦ اﳌﺎء ﻫﻲ اﻟﺪول اﻷﻛﺜﺮ ﲢﻀﺮاً
١٤١٩م ،ص ص .(١٠٩ ،٩٤ووﺟﺪ اﻟﻘﺒﺎﻧﻲ أن
واﻷﻛﱪ ﻣﺪﻧﺎً .وﻻ ﻳﺸﺬ ﻋﻦ ذﻟﻚ إﻻ اﳌﻤﻠﻜﺔ
ﺣﻮاﻟﻲ ﻧﺼﻒ ﺳﻜﺎن اﳌﻤﻠﻜﺔ ﺳﻨﺔ ١٩٩٢م ﻳﻌﻴﺸﻮن
واﻹﻣﺎرات .ﻓﺎﳌﻤﻠﻜﺔ ﲢﺘﻞ اﳌﺮﺗﺒﺔ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻷﺧﲑة
ﻗﻲ ﺳﺖ ﻣﺪن ﻫﻲ اﻟﺮﻳﺎض وﺟﺪة و ﻣﻜﺔ اﳌﻜﺮﻣﺔ
ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻧﺼﻴﺐ اﻟﻔﺮد ﻣﻦ اﳌﺎء وﻟﻜﻨﻬﺎ ﲢﺘﻞ اﳌﺮﺗﺒﺔ
واﳌﺪﻳﻨﺔ اﳌﻨﻮرة واﻟﺪﻣﺎم و اﻟﻄﺎﺋﻒ ،ﰲ ﺣﲔ أﻧﻪ ﱂ
اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺘﺤﻀﺮ و اﳌﺮﺗﺒﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ
١٩٢
ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﱰﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ
ﺩ .ﳏﻤﺪ ﻣﺼﻠﺢ ﺍﻟﺜﻤﺎﱄ
ﺣﻴﺚ ﻣﺘﻮﺳـــﻂ أﺣﺠـــﺎم اﳌﺪن .ﻓﺈذا ﻋﻠﻤﻨﺎ أﻧﻪ
ﳎﻤﻮع ﺳﻜﺎن اﳊﻀـــــﺮ ﰲ اﳌﻤﻠﻜـــﺔ ﺳﻨﺔ ١٩٩٢م
ﻻﻳﻮﺟﺪ ﰲ اﳌﻤﻠﻜﺔ أي أﻧﻬﺎر داﺋﻤﺔ اﳉﺮﻳﺎن أو
ﻳﺴﻜﻨﻮن ﰲ ٢٧ﻣﺪﻳﻨﺔ واﻗﻌﺔ ﰲ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻻ ﺗﺰﻳﺪ ). (٤
ﲝﲑات ،أدرﻛﻨﺎ ﻣﺪى اﺑﺘﻌﺎد اﳌﺪن اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻋﻦ
ﻋﻠﻰ %٦ﻣﻦ اﳌﺴﺎﺣﺔ اﻟﻜﻠﻴﺔ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ
إﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻬﺎ اﳌﺎﺋﻴﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﺪول اﻷﺧﺮى اﳌﺪرﺟﺔ ﰲ
ﻓﺈن اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻌﺸــــــﻮاﺋﻲ ﳌﺠﻤﻮع ﻣﺪن اﳌﻤﻠﻜﺔ
اﳉﺪول .واﳊﻘﻴﻘﺔ أن اﳌﻘﺎرﻧﺔ ﳝﻜﻦ أن ﺗﻌﻘﺪ ﻋﻠﻰ
ﻻﻳﻌﻜﺲ اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﳊﺠﻤﻲ ﻟﻠﻤﺪن ﻋﻠﻰ اﳊﻴﺰ
ﻧﻄﺎق أوﺳﻊ ﻟﺘﺸﻤﻞ ﻋﺪد ﻛﺒﲑ ﻣﻦ دول اﻟﻌﺎﱂ دون
اﳉﻐﺮاﰲ ﻟﻠﺪوﻟـــــﺔ .ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻣﻦ اﻷﻫﻤﻴﺔ ﲟﻜﺎن
أن ﺗﺘﻐﲑ ﻫﺬه اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ.
ﻣﻼﺣﻈﺔ أﻧﻪ ،ﺣﺘﻰ اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﳉﻐﺮاﰲ ﻟﻠﻤﻮارد اﳌﺎﺋﻴﺔ
وﰲ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﳉﻐﺮاﰲ ﻟﻠﻤﺪن اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺗﻨﺘﺸﺮ اﳌﺪن اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ أرﺟﺎء اﻟﺪوﻟﺔ
وﻋﻠﻴﻪ
ﻏﲑ ﻣﻨﺘﻈﻢ ،ورﲟﺎ ﻛﺎن أﻗﺮب إﻟﻰ اﻟﱰﻛﺰ ﻣﻨﻪ إﻟﻰ اﻟﻌﺸﻮاﺋﻴﺔ.
ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﺻﺤﺎري اﻟﺮﺑﻊ اﳋﺎﻟﻲ و اﻟﺪﻫﻨﺎء
ﻣﻦ ﻫﺬا ﻛﻠﻪ ﳔﻠﺺ إﻟﻰ اﻟﻘﻮل أن اﻟﺘﻮزﻳﻊ
واﻟﻨﻔﻮذ .واﻧﺘﺸﺎر اﳌﺪن و ﺗﺒﺎﻋﺪﻫﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻓﺮص
اﳉﻐﺮاﰲ ﻟﻠﺴﻜﺎن ﰲ اﳌﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺷﻬﺪ
اﺳﺘﻔﺎدﺗﻬﺎ ﻣﻦ اﳌﻮارد اﳌﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺎت أﻛﱪ
وﻳﺸﻬﺪ ﲢﻮﻻت ﻣﻬﻤﺔ ﰲ ﺛﻼﺛﺔ اﲡﺎﻫﺎت- :
ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﺗﻘﺎرﺑﻬﺎ و ﺗﻨﺎﻓﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﳌﻮارد اﳌﺤﺪودة .ﻟﻜﻦ أﻛﺜﺮ اﳌﺪن اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻧﺸﺄت أﺳﺎﺳﺎً ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻮﻓﺮ اﳌﻴﺎه اﳉﻮﻓﻴﺔ ﺑﻜﻤﻴﺎت ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﻺﻗﺎﻣﺔ اﳌﺴﺘﺪاﻣﺔ ﻷﻋﺪاد أﻛﱪ ﻣﻦ اﻟﺴﻜﺎن أﻣﺎ ﺣﻴﺚ ﻻﺗﺘﻮﻓﺮ ﻣﻮارد ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻓﻴﺴﻮد ﳕﻂ اﻟﺘﻨﻘﻞ وﻋﺪم اﻻﺳﺘﻘﺮار ﻛﺄﺳﻠﻮب ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻻﺳﺘﻐﻼل ﻫﺬه اﳌﻮارد.
اﻻﲡﺎه اﻷول :زﻳﺎدة ﺳﻜﺎن اﳊﻀﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب اﻟﺮﻳﻒ واﻟﺒﺎدﻳﺔ اﻻﲡﺎه اﻟﺜﺎﻧﻲ :زﻳﺎدة ﺳﻜﺎن اﳌﺪن اﻟﻜﺒﲑة ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب اﳌﺪن اﻟﺼﻐﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ. اﻻﲡﺎه اﻟﺜﺎﻟﺚ :زﻳﺎدة ﺳﻜﺎن اﳌﺪن اﳌﺘﻘﺎرﺑﺔ ﺟﻐﺮاﻓﻴﺎً ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب اﳌﺪن اﳌﺘﺒﺎﻋﺪة.
وﻗﺪ ﺑﻴﻨﺖ اﻟﺪراﺳﺎت أﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﳌﻤﻠﻜﺔ
وﺟﻤﻴﻊ ﻫﺬه اﻟﺘﺤﻮﻻت ﺗﺸﲑ إﻟﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ
ﻛﻜﻞ ،ﻳﻘﱰب ﳕﻂ ﺗﻮزﻳﻊ اﳌﺪن ﻣﻦ اﻟﻨﻤﻂ اﻟﻌﺸﻮاﺋﻲ،
واﺣﺪة ﻫﻲ أن ﺗﻮزﻳﻊ ﺳﻜﺎن اﳌﻤﻠﻜﺔ ﻳﺘﺠﻪ ﳓﻮ
ﻣﻊ وﺟﻮد ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻳﻘﱰب ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺘﻮزﻳﻊ ﻣﻦ اﻟﻨﻤﻂ
اﻟﱰﻛﺰ و اﻟﺘﺠﻤﻊ ﰲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺟﻐﺮاﻓﻴﺔ ﳏﺪودة ،اﻷﻣﺮ
اﳌﺘﺠﻤﻊ ﻛﺎﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ واﻟﻘﺼﻴﻢ واﻟﺮﻳﺎض
اﻟﺬي ﺳﺎﻫﻢ ﰲ اﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ إﻣﻜﺎﻧﺎت اﺳﺘﻐﻼل
واﳉﻮف واﻟﺒﺎﺣﺔ ) اﻟﺜﻤﺎﻟﻲ١٤١٦ ،ﻫـ ،ص ( ٨٦
اﳌﻮارد اﳌﺎﺋﻴﺔ اﳌﺘﺠﺪدة اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ أﺻﻼً ،واﳌﻨﺘﺸﺮة
ﻟﻜﻦ اﳌﺘﺪﺑﺮ ﻟﻠﺘﻮزﻳﻊ اﳌﻜﺎﻧﻲ ﻟﻠﻤﺪن ﻻ ﳝﻜﻦ أن
ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺎت واﺳﻌﺔ.
ﻳﻔﻮﺗﻪ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺗﻘﺎرب اﳌﺪن اﻟﻜﺒﲑة ﺟﻐﺮاﻓﻴﺎً .ﻓﻔﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﻜﺔ اﳌﻜﺮﻣﺔ ﺗﻘﻊ ﻣﺪن ﺟﺪة و ﻣﻜﺔ واﻟﻄﺎﺋﻒ ﺿﻤﻦ داﺋﺮة ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻧﺼﻒ ﻗﻄﺮﻫﺎ ﻋﻦ ١٠٠ﻛﻴﻠﻮ ﻣﱰ .وﻛﺬﻟﻚ اﳊﺎل ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﺪن اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ وﻣﺪن اﻟﻘﺼﻴﻢ وﻣﺪن ﺟﺎزان وﻣﺪن اﻟﺒﺎﺣﺔ وﻣﺪن ﻋﺴﲑ .وﳝﻜﻦ اﻟﻘﻮل أن ﺣﻮاﻟﻲ %٦٨ﻣﻦ ﺍﻠﺪ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ – ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻷﻭﻝ – ﺫﻭ ﺍﻟﻘﻌﺪﺓ ١٤٢٣ﻫـ -ﻳﻨﺎﻳﺮ ٢٠٠٣ﻡ
١٩٣
ﺍﻟﻈﻬﲑ ﺍﳌﺎﺋﻲ ﻭﺍﳊﺠﻢ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ – ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ
اﻟﺪوﻟـــﺔ
ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺘﺤﻀﺮ ١٩٩٧ * %
ﻣﺘﻮﺳﻂ أﺣﺠﺎم ﳌﺪن ٥٠أﻟﻒ ﻧﺴﻤﺔ أو أﻛﺜﺮ ﺑﺎﻵﻵف **
٨٤ ٦٠
٣٠٣ ٣٢٣
١٦٤١ ١٣٣٩ ١٠٨٨ ٩٦٦ ٤٦٣ ١٩٨ ١٢٠
٧٢ ٦٠ ٥٣ ٤٥ ٥٧ ٧٣ ٨٤
٣٩٦ ٢٥١ ٢٦٩ ٢٧٨ ١٤٣ ١٩٠ ٣٣٨
٦١
٨٥
٣٠٠
ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻧﺼﻴﺐ اﻟﻔﺮد ﻣﻦ اﳌﻮارد اﳌﺎﺋﻴﺔ اﳌﺘﺠﺪدة *١٩٩٦م٣
٣٢٠٠٧ ﺗﺸﻴﻠﻲ ﻛﺎزاﺧﺴﺘﺎن ٨٦٩٦ ﺑﲑو إﻳﺮان اﳌﻐﺮب ﻣﺼﺮ اﳉﺰاﺋﺮ اﻷردن اﳌﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﳌﺘﺤﺪة
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﻔﺮت آﺑﺎر اﻟﺸﻤﻴﺴﻲ ﰲ ﻃﺒﻘﺔ اﳌﻨﺠﻮر اﻟﺘﻲ أدى ﺗﻠﻮﺛﻬﺎ ﲟﻴﺎه اﳌﺠﺎري ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ إﻟﻰ ﺻﺮف اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻨﻬﺎ .أﻣﺎ ﻣﻜﺔ اﳌﻜﺮﻣﺔ ﻓﻘﺪ ﺑﺪأ ﰲ ﺗﺰوﻳﺪﻫﺎ ﲟﻴﺎه اﻟﺒﺤﺮ اﳌﺤﻼة ﻣﻦ ﳏﻄﺔ اﻟﺸﻌﻴﺒﺔ ﻣﻊ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﻬﺠﺮي اﳉﺪﻳﺪ .وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﻔﱰة ﻗﺼﲑة وﺻﻠﺖ ﻣﻴﺎه اﻟﺒﺤﺮ اﳌﺤﻼة إﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻄﺎﺋﻒ )وزارة اﻟﺰراﻋﺔ١٤٠٥ ،ﻫـ ،ص ص .(٨٥ ،٨١وﻗﺪ ﺗﺘﺎﺑﻊ ﺑﻨﺎء ﳏﻄﺎت اﻟﺘﺤﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﻠﻲ اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺣﻤﺮ واﳋﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺤﺖ ﺗﻨﺘﺞ ٧٩١ﻣﻠﻴﻮن ﻣﱰ ﻣﻜﻌﺐ ﺳﻨﻮﻳﺎً ﺳﻨﺔ ١٤٢٠ﻫـ ﺗﻔﻲ ﲝﻮاﻟﻲ %٤٤ﻣﻦ اﻻﺳــﺘﻌﻤﺎﻻت اﳌﻨﺰﻟﻴـﺔ ﻟﻠﻤﺎء )وزارة اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ١٤١٩ﻫـ ،ص .(٢٠وﻳﺄﺗﻲ اﳉﺰء اﻷﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺑﻘﻴﺔ
ﺟﺪول رﻗﻢ )(١ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻧﺼﻴﺐ اﻟﻔﺮد ﻣﻦ اﳌﻮارد اﳌﺎﺋﻴﺔ اﳌﺘﺠﺪدة و ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺘﺤﻀﺮ و ﻣﺘﻮﺳﻂ أﺣﺠﺎم اﳌﺪن ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ و ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﰲ ﻋﺮوض ﺟﻐﺮاﻓﻴﺔ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ . ١٩٩٩/٢٠٠٠ , Tab. A.٢ p.٢١٨ + Tab. ٩ p.٢٤٦ * The World Bank , World Development Report ** Internet, http:// WWW.citypopulation.de
ﺗﻔﺎوﺗﺖ ﺑﺪاﻳﺎت اﺳﺘﻌﺎﻧﺔ اﳌﺪن اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﲟﺼﺎدر اﳌﻴﺎه ﻏﲑ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺣﺴﺐ إﻣﻜﺎﻧﺎت ﻣﻮاﻗﻌﻬﺎ اﳌﺎﺋﻴﺔ .ﻓﻤﺪﻳﻨﺔ ﺟﺪة اﻟﺘﻲ ارﺗﺒﻂ ﺗﺎرﳜﻬﺎ ﺑﺄزﻣﺎت ﻣﺎﺋﻴﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮة أﻧﺸﺊ ﺑﻬﺎ أول ﻣﻜﺜــــﻒ ﻟﻠﻤــــﺎء )ﻛﻨﺪاﺳﺔ( ﺳﻨﺔ ١٣٢٨ﻫـ ،وأول ﳏﻄﺔ ﻛﺒﲑة ﻟﻠﺘﺤﻠﻴﺔ ﺳﻨﺔ ١٣٩٠ﻫـ .وﻛﺎن أول اﺳﺘﻐﻼل ﻟﻠﻤﻴﺎه اﳉﻮﻓﻴﺔ اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﻏﲑ اﳌﺘﺠﺪدة ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﺪﻣﺎم ﺳﻨﺔ
١٩٤
١٣٦١ﻫـ ،ﺗﺒﻌﺘﻬﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﺮﻳﺎض ﺳﻨﺔ ١٣٧٧ﻫـ
ﺣﺎﺟﺔ اﳌﺪن ﻣﻦ اﳌﺎء ﻣﻦ اﳌﻴﺎه اﳉﻮﻓﻴﺔ اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ .أﻣﺎ اﳌﻴﺎه اﳉﻮﻓﻴﺔ اﻟﺴﻄﺤﻴـــﺔ اﳌﺘﺠـــــﺪدة ﻓﻘﺪ ﻧﻘﺼﺖ ﻣﺴﺎﻫﻤﺘﻬﺎ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺑﺮوز اﻟﺘﺤﻠﻴﺔ واﳌﻴﺎه اﳉﻮﻓﻴﺔ اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﻛﻤﺼﺎدر ﺟﺪﻳﺪة ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﺳﺘﻨﺰاف اﳌﻮارد اﳌﻌﺮوﻓﺔ وﻋﺪم ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﻮارد
ﺟﺪﻳﺪة.
وﻻﺷﻚ أن اﻟﻨﻤﻮ اﻟﺴﺮﻳﻊ ﻟﻌﺪد اﻟﺴﻜﺎن وارﺗﻔﺎع ﻣﻌﺪل اﻻﺳﺘﻬﻼك ﻧﺘﻴﺠﺔ ارﺗﻔﺎع ﻣﺴﺘﻮى اﳌﻌﻴﺸﺔ ﻛﺎن ﻟﻬﻤﺎ أﻛﱪ اﻷﺛﺮ ﰲ ﺗﻨﺎﻣﻲ اﻟﻄﻠﺐ ﻋﻠﻰ اﳌﺎء ﰲ اﳌﺪن ﻣﻊ ﺛﺒﺎت أو ﺗﻨﺎﻗﺺ اﳌﻌﺮوض ﻣﻨﻪ. وﻟﻘﺪ ﺟﺎدﻟﻨﺎ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ أﻧﻪ ﲦﺔ ﺳﺒﺐ آﺧﺮ ﺳﺎﻫـﻢ ﰲ اﺗﺴﺎع اﻟﻔﺠـﻮة ﺑﲔ اﻟﻌﺮض و اﻟﻄﻠﺐ ﻋﻠﻰ اﳌﻴﺎه اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﰲ اﳌﻤﻠﻜﺔ ،ﻫﻮ اﲡﺎه ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﺴﻜﺎن ﳓﻮ اﻟﺘﺤﻀﺮ واﻟﱰﻛﺰ اﻟﺴﻜﺎﻧﻲ ﰲ ﻋﺪد ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﳌﺪن ،ﻣﻤﺎ أدى إﻟﻰ زﻳﺎدة ﻣﻌﺪﻻت اﻻﺳﺘﻬﻼك واﺳﺘﻨﺰاف اﳌﻮارد اﳌﺤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ و ﺗﻔﻮﻳﺖ ﻓﺮﺻﺔ ﺗﻨﻤﻴﺔ اﳌﺼﺎدر اﻟﺒﻌﻴـــــﺪة ﻋﻦ اﳌﺪن اﻟﻜﺒﲑة .ﻓﻔﻲ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻄﻠﺐ ﺗﺘﻔــــﻮق اﳌﺪن اﻟﺼﻐﲑة ﻋﻠﻰ اﳌﺪن ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﱰﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ
ﺩ .ﳏﻤﺪ ﻣﺼﻠﺢ ﺍﻟﺜﻤﺎﱄ
اﻟﻜﺒﲑة ﰲ ﻛﻔﺎءة ﺗﻘﺪﻳﻢ اﳋﺪﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻣﻨﻬﺎ اﳌﺎء
ﻓﺎﻗﺖ ﲟﺮاﺣﻞ ﻣﻌﺪﻻت اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ .وﻳﻨﻄﺒﻖ ﻫﺬه
Linn , ١٩٨٢ pp.
اﻟﺘﻌﻤﻴﻢ ﺑﺼﻮرة واﺿﺤﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﺪن اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﰲ اﻟﺪرع
.( ٦٣٤-٦٣٥وﳝﻜﻦ إﻋﺎدة أﺳﺒﺎب ﻫﺬا اﻟﺘﻔﻮق إﻟﻰ
اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻛﺠﺪة وﻣﻜﺔ اﳌﻜﺮﻣﺔ و اﻟﻄﺎﺋﻒ .ﻓﻘﺪ أدى
اﳔﻔﺎض ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻔﺎﻗﺪ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﻜﺔ وﺣﺴﻦ إدارة
ﺳﺤﺐ اﳌﻴﺎه اﳉﻮﻓﻴﺔ ﻣﻦ رﺳﻮﺑﻴﺎت اﻷودﻳﺔ اﻟﻜﺒﲑة
وﺗﻮزﻳﻊ اﳌﻴﺎه ﺑﺴﺒﺐ ﺻﻐﺮ ﺣﺠﻢ اﳌﺪﻳﻨﺔ .وﻗﺪ وﺟﺪ
اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﻫﺬه اﳌﺪن ﻛﻮادي ﻓﺎﻃﻤﺔ ووادي ﺧﻠﻴﺺ
أن ﻣﺘﻮﺳﻂ اﺳﺘﻬﻼك اﻟﻔﺮد ﻣﻦ اﳌﺎء ﰲ اﳌﺪن اﻟﻜﺒﲑة
ووادي ﻧﻌﻤﺎن ووادي وج إﻟﻰ اﳔﻔﺎض ﻣﺴﺘﻮى اﳌﺎء
أﻋﻠﻰ ﻣﻨﻪ ﰲ اﳌﺪن اﻷﺻﻐﺮ ﺣﺠﻤﺎً .ﻓﻘﺪ ﺟﺎء ﰲ
ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﲑ .وﰲ دراﺳﺔ ﻟﻠﺒﺎرودي وﺟﺪ اﻟﺒﺎﺣﺚ أن
ﺧﻄﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ أن ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻧﺼﻴﺐ اﻟﻔﺮد ﻣﻦ
ﻣﻌﺪل اﻻﳔﻔﺎض ﰲ ﻣﺴﺘﻮى اﳌﺎء اﳉﻮﰲ ﰲ وادي
ﻣﻴﺎه اﻟﺸﺮب ارﺗﻔﻊ ﺑﺼﻮرة ﻣﻄﺮدة ﰲ اﳌﺪن اﻟﻜﺒﲑة ﻣﻦ
ﻓﺎﻃﻤﺔ اﻟﺬي ﺳﺤﺒﺖ ﻣﻴﺎﻫﻪ إﻟﻰ ﺟﺪة و ﻣﻜﺔ ﻗﺪ ﺑﻠﻎ
١٢٠ﻟﱰ ﰲ اﻟﻴﻮم ﺳﻨﺔ ١٤٠٠ﻫـ إﻟﻰ ٣١٥ﻟﱰ ﰲ اﻟﻴﻮم
٣٧ر ﻣﱰاً ﰲ اﻟﺴﻨﺔ ﺧﻼل اﻟﻔﱰة ﻣﻦ ﻋﺎم ١٩٤٤ﺣﺘﻰ
ﺳﻨﺔ ١٤٢٠ﻫـ )وزارة اﻟﺘﺨﻄﻴـــــــﻂ ١٤١٩ ،ﻫـ،
ﻋﺎم ١٩٦٣م .ﺛﻢ زاد ﻣﻌﺪل اﻻﳔﻔﺎض إﻟﻰ
ص .(٢١١وﻧﻘﻞ إﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﻔﻘﻲ ﻋﻦ اﻟﻄﺨﻴﺲ أن
١,٠٦ﻣﱰاً ﰲ اﻟﺴﻨﺔ ﺧﻼل اﻟﻔﱰة ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ١٩٦٣م
ﻣﻌﺪل اﺳﺘﻬﻼك اﻟﻔﺮد ﻣﻦ اﳌﺎء ﳜﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ
إﻟﻰ ﺳﻨﺔ ١٩٦٦م .وﺑﲔ ﻋﺎﻣﻲ ١٩٦٦و ١٩٧٨م ﻛﺎن
ﻷﺧﺮى ﺣﺴﺐ ﺣﺠﻤﻬﺎ ،ﻓﻔﻲ اﳌﺪن اﻟﻜﺒﲑة اﻟﺘﻲ
ﻣﻌﺪل اﻻﳔﻔﺎض ٠,٥٦ﻣﱰاً ﰲ اﻟﺴﻨﺔ .وﺑﻠﻎ أﻋﻠﻰ
ﻳﺰﻳﺪ ﻋﺪد ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻼﻳﲔ ﻧﺴﻤﺔ ﻳﺼﻞ
ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺗﻪ ﺑﲔ ﻋﺎﻣــﻲ ١٩٧٨م و ١٩٨١م ،ﺣﻴﺚ
اﳌﻌﺪل إﻟﻰ ٣٦٠ﻟﱰ ﰲ اﻟﻴﻮم ،وﰲ اﳌﺪن اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻞ
وﺻﻞ إﻟﻰ ٣٦ر ٣ﻣﱰاً ﰲ اﻟﺴﻨﺔ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺟﻌﻞ
ﻋﺪد ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﻋﻦ ١٢٠أﻟﻒ ﻧﺴﻤﺔ ﻳﺼﻞ اﳌﻌﺪل إﻟﻰ
اﳌﺆﻟﻒ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﻧﻀﻮب ﳐﺰون اﻟﻮادي ﻣﻦ اﳌﺎء ﻗﺒﻞ
٢٠٠ﻟﱰ ﰲ اﻟﻴﻮم ) اﻟﻔﻘﻲ٢٠٠١ ،م ،ص .(٢٩٩
ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻘﺮن اﳌﻴﻼدي إذا اﺳﺘﻤﺮ اﻟﺴﺤﺐ اﳉﺎﺋﺮ
وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺪرت وزارة اﻟﺰراﻋﺔ واﳌﻴﺎه اﻟﻄﻠﺐ ﻋﻠﻰ
ﻟﻠﻤﻴﺎه ﺑﻨﻔﺲ اﳌﻌـــــــﺪل اﻟﺬي ﻛﺎن ﻋﻠﻴـــﻪ ﻋﺎم
اﳌﺎء ﰲ ﺑﻌﺾ اﳌﺪن اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ أﺧﺬت ﰲ اﻻﻋﺘﺒﺎر
١٩٨١م ) اﻟﺒﺎرودي١٩٨٦ ،م ،ص .( ٥١ – ٤٨٠
ﺣﺠﻢ اﳌﺪﻳﻨﺔ ،ﻓﺎﳌﺪن اﻟﻜﺒﲑة ﻳﺴﺘﻬﻠﻚ اﻷﻓﺮاد ﻓﻴﻬﺎ
واﻟﻜﻼم ﻧﻔﺴﻪ ﳝﻜﻦ أن ﻳﻘﺎل ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ اﻷودﻳﺔ ﰲ
ﻛﻤﻴﺎت أﻛﱪ ﻣﻤﺎ ﻳﺴﺘﻬﻠﻜﻪ اﻷﻓﺮاد ﻣﻦ اﳌﺎء ﰲ
اﳌﻨﻄﻘﺔ وﻋﻦ أودﻳﺔ أﺧﺮى ﰲ اﳌﻤﻠﻜﺔ .وﻋﻤﻠﻴﺎت
اﳌﺪن اﻟﺼﻐﲑة .وﻗﺪ ﺗﺮاوﺣﺖ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮات ﺑﲔ ٣٠٠
اﻟﺴﺤﺐ اﳉﺎﺋﺮ ﻫﺬه ﻟﻴﺴﺖ ﻧﺘﺎج ﻣﺸﺎرﻳﻊ اﻟﺪوﻟﺔ
إﻟﻰ ٣٨٠ﻟﱰ ﰲ اﻟﻴﻮم ﻟﺴﻨﺔ ١٤١٠ﻫـ و ٣٢٠إﻟﻰ
ﻟﺘﺰوﻳﺪ اﳌﺪن ﺑﺎﳌﻴﺎه ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ أﻳﻀﺎً ﻣﻦ اﻟﺸﺎﺣﻨﺎت
٤٢٠ﻟﱰ ﰲ اﻟﻴـــﻮم ﻟﺴﻨﺔ ١٤٢٠ﻫـ )وزارة
اﻟﺘﻲ ﲡﻮب اﻷودﻳﺔ اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ اﳌﺪن ﺑﺄﻋﺪاد ﻛﺒﲑة
اﻟﺰراﻋـــﺔ واﳌﻴــــــﺎه١٤٠٥ ،ﻫـ ،ص .( ٨٠
وﺗﻌﻤﻞ ﻟﻴﻞ ﻧﻬﺎر ﻋﻠﻰ ﺟﻠﺐ اﳌﻴﺎه اﻟﺼﺎﳊﺔ ﻟﻠﺸﺮب
) ﻣﻜﻲ١٩٨٨ ،م ،ص ٧٢و
وﰲ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻌﺮض أدى ﺗﻀﺨﻢ أﺣﺠﺎم اﳌﺪن
ﻟﺴﻜﺎن اﳌﺪن ﻣﻤﻦ ﻫﻢ ﻏﲑ ﻣﻮﺻﻠﲔ ﺑﺸﺒﻜﺎت اﳌﻴﺎه،
)إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺘﻮﺳﻊ اﻟﺴﺮﻳﻊ ﰲ اﻟﺰراﻋﺔ( إﻟﻰ
أو ﻣﻤﻦ ﻻ ﻳﻜﻔﻴﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺼﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﺎء .وﻳﻘﺪر
اﺳﺘﻨﺰاف اﳌﻮارد اﳌﺎﺋﻴﺔ اﳌﺘﺠﺪدة ﰲ اﻷودﻳﺔ اﳌﺠﺎورة
اﻟﺒﺎﺣﺚ أﻧﻪ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﳊﺎﺿﺮ ﻳﺘﻢ ﺗﻌﺒﺌﺔ ٢٥٠
ﻟﻬﺬه اﳌﺪن ﻧﺘﻴﺠﺔ ارﺗﻔﺎع ﻣﻌﺪﻻت اﻟﺴﺤﺐ اﻟﺘﻲ
ﺷﺎﺣﻨﺔ ﺑﺎﳌﺎء ﻳﻮﻣﻴﺎً ﻣﻦ وادي ﻧﻌﻤﺎن اﻟﻮاﻗﻊ ﺷﺮق
ﺍﻠﺪ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ – ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻷﻭﻝ – ﺫﻭ ﺍﻟﻘﻌﺪﺓ ١٤٢٣ﻫـ -ﻳﻨﺎﻳﺮ ٢٠٠٣ﻡ
١٩٥
ﺍﻟﻈﻬﲑ ﺍﳌﺎﺋﻲ ﻭﺍﳊﺠﻢ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ – ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ
ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﻜﺔ اﳌﻜﺮﻣﺔ .وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻪ ﻳﺘﻢ ﺳﺤﺐ ﻣﺎ
اﳌﺎء ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﻣﺎﺋﺘﻲ ﻛﻴﻠﻮﻣﱰ وارﺗﻔﺎع ﻳﻘﻞ ﻋﻦ
ﺑﲔ ﺗﺴﻌﻤﺎﺋﺔ أﻟﻒ ﻣﱰ ﻣﻜﻌﺐ إﻟﻰ ﻣﻠﻴﻮن وﻧﺼﻒ
ﻣﺴﺘﻮى ارﺗﻔﺎع اﳌﺪﻳﻨﺔ ﺑﺄﻟﻔﻲ ﻣﱰ ( Falkenmark
اﳌﻠﻴﻮن ﻣﱰ ﻣﻜﻌﺐ ﻣﻦ اﳌﺎء ﺳﻨﻮﻳﺎً ﺑﻮاﺳﻄﺔ
) .(٥) and Lindh , ١٩٩٣ , p. ٨٦وﰲ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ
اﻟﺸﺎﺣﻨﺎت ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻮادي ﻓﻘﻂ .ﻓﺈذا أﺿﻔﻨﺎ إﻟﻰ
أﺿﻄﺮت ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻮﻛﺘﺎ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ إﻟﻰ ﺟﻠﺐ اﳌﺎء ﻣﻦ
ذﻟﻚ ﻣﻘﺪار ٥ر ٣ﻣﻠﻴﻮن ﻣﱰ ﻣﻜﻌﺐ ﻳﺘﻢ ﺳﺤﺒﻪ ﻋﻦ
ﻣﺴﺎﻓﺎت ﺑﻌﻴﺪة ،وﱂ ﻳﻜﻦ ﺑﻮﺳﻊ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﺎﻟﻲ
ﻃﺮﻳﻖ اﻷﻧﺎﺑﻴﺐ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﻜﺔ ) وزارة اﻟﺰراﻋﺔ
اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﻣﻴﺎه ﻧﻬﺮ ﻛﻮﻛﺎ اﳌﻠﻮﺛﺔ اﻟﻘﺮﻳﺐ ﻣﻦ
واﳌﻴﺎه١٤٠٥ ،ﻫـ ،ص ،( ٨٥إﺿﺎﻓــــﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺘﻢ
اﳌﺪﻳﻨﺔ إﻻ ﺑﻌﺪ ﺗﻨﻘﻴﺘﻪ ﺑﺘﻜﻠﻔﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ (Linn, ١٩٨٢ ,
اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﰲ اﻟﺰراﻋﺔ واﻟﺸﺮب ﰲ اﻟﻮادي ﻧﻔﺴﻪ،
) .٦٣٥ﻓﺘﻀﺨﻢ أﺣﺠﺎم اﳌﺪن رﻏﻢ ﻓﺎﺋﺪﺗﻪ ﰲ
أﻣﻜﻨﻨﺎ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﺗﻮﻗﻊ ﻧﻀﻮب ﳐﺰون اﻟﻮادي ﻣﻦ اﳌﻴﺎه
ﲣﻔﻴﺾ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ اﻹﻧﺘﺎج إﻻ أﻧﻪ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ
ﰲ ﻏﺼﻮن ﺳﻨﻮات ﻗﻠﻴﻠﺔ.
ﺗﻮﻓﲑ اﳋﺪﻣﺎت .وﻗﺪ ﻧﻘﻞ ﺟﻮزﻳﻒ ﻛﻮﺟﻠﺮ ﻋﻦ
إن اﻟﻔﻜﺮة اﻟﺘﻲ ﻧﺮﻳﺪ إﺑﺮازﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﻫﻲ ،أن
اﻟﺒﺎﺣﺚ ﰲ ﺷﺆون اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﳊﺎﺋﺰ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋﺰة ﻧﻮﺑﻞ
اﻟﻨﻤﻮ اﻟﺴﺮﻳﻊ ﻟﺒﻌﺾ اﳌﺪن ﺳﺎﻫﻢ ﺑﺼﻮرة ﻣﺒﺎﺷﺮة ﰲ
ﰲ اﻻﻗﺘﺼﺎد أرﺛﺮ ﻟﻮﻳﺲ ﻗﻮﻟﻪ :إن اﻟﺘﺤﻀﺮ ﻳﻜﻠﻒ
ﺧﻠﻖ اﻷزﻣﺔ اﳌﺎﺋﻴﺔ ﰲ اﳌﻤﻠﻜﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﲣﻔﻴﺾ أو
ﻛﺜﲑاً و أن اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ أرﺧﺺ ﰲ اﻷرﻳﺎف ﻣﻨﻬﺎ ﰲ
اﺳﺘﻨﺰاف ﳐﺰون اﳌﻴﺎه اﳉﻮﻓﻴﺔ اﳌﺘﺠﺪدة .وﻟﻮ ﻛﺎن
اﳌﺪن .(Gugler , (١٩٨٢ , p. ١٨٢
ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻮ ﻣﻮزﻋﺎً ﺑﺎﻟﺘﺴﺎوي ﺑﲔ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺪن اﳌﻤﻠﻜﺔ
وﳓﻦ ﻧﺮى ﻫﻨﺎ أن اﻟﺘﺤﻀﺮ اﻟﺴﺮﻳﻊ وﺗﻀﺨﻢ
أو ﺣﺴﺐ إﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻬﺎ اﳌﺎﺋﻴﺔ ﻟﺘﻐﲑت اﻟﺼﻮرة ،ﻷﻧﻪ
أﺣﺠﺎم اﳌﺪن اﻧﻌﻜﺲ ﺳﻠﺒﺎً ﻋﻠﻰ أﻛﺜﺮ اﳌﻮارد ﻧﺪرة
ﺳﻴﻜﻮن ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺗﻮزﻳﻌﺎً ﺳﻜﺎﻧﻴﺎً أﻛﺜﺮ اﻧﺘﻈﺎﻣﺎً ﻋﻠﻰ
وﻫﻮ اﳌﺎء ﻓﺄﺗﻰ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﳐﺰون اﳌﻴﺎه ﰲ اﻷودﻳﺔ
ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻟﺪوﻟﺔ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ اﺳﺘﻔﺎدة أﻋﻈﻢ ﻣﻦ اﳌﻮارد
اﳌﺠﺎورة ﻟﻠﻤﺪن أو ﻛﺎد .ﻟﻴﺲ ﻫﺬا ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞ إن
اﳌﺎﺋﻴﺔ اﻟﺒﻌﻴﺪة ﺣﺎﻟﻴﺎً ﻋﻦ اﳌﺮاﻛﺰ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻴﺔ اﻟﻜﺒﲑة،
اﳌﺼﺎدر اﻟﺒﻌﻴﺪة ﱂ ﺗﻌﺪ ﳎﺪﻳﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎً ،ﻷﻧﻬﺎ ﱂ
وﳏﺎﻓﻈﺔ أﻛﱪ ﻋﻠﻰ اﳌﻮارد اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻨﻬﺎ .وﻻ أدل
ﺗﻌﺪ ﰲ ﻣﺘﻨﺎول أﻛﺜﺮ اﻟﺴﻜﺎن اﻟﺬﻳﻦ ﻫﺎﺟﺮوا ﻣﻦ
ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻣﻦ أن اﻷزﻣﺔ ﺗﱰﻛﺰ ﺣﺎﻟﻴﺎً ﰲ اﳌﺪن
اﻟﻘﺮى واﳌﺪن اﻟﺼﻐﲑة إﻟﻰ اﳌﺪن اﻟﻜﺒﲑة .إزاء ﻫﺬا
اﻟﻜﺒﲑة وأن ﻛﺜﲑ ﻣﻦ اﳌـﺪن اﻟﺼﻐــــﲑة و اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ
اﻟﻮﺿﻊ اﳌﺘﻔﺎﻗﻢ ،ﱂ ﲡﺪ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ
ﻻزاﻟﺖ ﻣﻜﺘﻔﻴﺔ ذاﺗﻴﺎً ﻣﻦ ﻣﻮاردﻫﺎ اﳌﺎﺋﻴﺔ اﳌﺤﻠﻴﺔ.
ﺷﺆون اﳌﻴﺎه ﺑﺪاً ﻣﻦ اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻰ ﻣﺼﺎدر ﺧﺎرﺟﻴﺔ
وﻟﺪﻳﻨﺎ أﻣﺜﻠﺔ ﳌﺪن ﻛﺜﲑة ﻣﻦ دول أﺧﺮى ﺗﻀﺨﻤﺖ
ﻏﲑ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ .وﺑﺮز ﺣﻞ اﻟﺘﺤﻠﻴﺔ ﻛﻤﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻫﺬه
أﺣﺠﺎﻣﻬﺎ وﻛﺎن ﻣﻦ أﺑﺮز ﻧﺘﺎﺋﺞ ذﻟﻚ ﺣﺎﺟﺘﻬﺎ إﻟﻰ
اﳌﻌﻀﻠﺔ اﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ اﻟﻜﺒﲑة .وﻣﻊ ﺗﻨﺎﻣﻲ اﻟﻄﻠﺐ ﺗﺰاﻳﺪ
اﺳﺘﲑاد اﳌﺎء ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺑﻌﻴﺪة ﺑﻌﺪ أن أﺻﺒﺤﺖ
اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﻴﺎه اﻟﺘﺤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ ﺗﻀﺦ
اﳌﻮارد اﳌﺎﺋﻴﺔ اﳌﺤﻠﻴﺔ ﻏﲑ ﻛﺎﻓﻴﺔ أو ﻣﻠﻮﺛﺔ .ﻓﻤﺪﻳﻨﺔ
ﳌﺴﺎﻓﺎت ﺑﻌﻴﺪة ﺟﺪاً.
ﻣﻜﺴﻜﻮﺳﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻨﺔ ١٩٨٢م ﲡﻠﺐ اﳌﺎء ﻣﻦ ﻋﻠﻰ
ﻟﻜﻦ اﻻﻛﺘﻔﺎء اﻟﺬاﺗﻲ ﻣﻦ ﻣﺼﺎدر اﳌﻴﺎه
ﺑﻌﺪ ﻣﺎﺋﺔ ﻛﻴﻠﻮﻣﱰ وارﺗﻔﺎع ﻳﻘﻞ ﻋﻦ ﻣﺴﺘﻮى ارﺗﻔﺎع
اﳌﺘﺠﺪدة ﻟﻸﻏﺮاض اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﰲ اﳌﻤﻠﻜﺔ ﻻ ﻳﻌﺪ
اﳌﺪﻳﻨﺔ ﺑﺄﻟﻒ ﻣﱰ و ﰲ ﺳﻨﺔ ١٩٩٠م اﺿﻄﺮت ﳉﻠﺐ
اﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺣﺴﺎﺑﻴﺔ .ﻓﺎﳌﻤﻠﻜﺔ ﲟﺴﺎﺣﺘﻬﺎ اﻟﺸﺎﺳﻌﺔ
١٩٦
ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﱰﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ
ﺩ .ﳏﻤﺪ ﻣﺼﻠﺢ ﺍﻟﺜﻤﺎﱄ
اﻟﺒﺎﻟﻐﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻠﻴﻮﻧﲔ ﻛﻴﻠﻮ ﻣﱰ ﻣﺮﺑﻊ ،ﻳﺴﻘﻂ
اﻟﺬي ﻧﻮد ﻃﺮﺣﻪ :إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﺟﺔ اﳌﺪن ﻣﻦ اﳌﻴﺎه
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﳌﺘﻮﺳـــﻂ ٧٥ﻣﻠﻢ ﻣﻦ اﻷﻣﻄﺎر ﰲ اﻟﺴﻨﺔ
ﻟﻦ ﺗﺘﺠــﺎوز ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ٢٥ﺳﻨﺔ ﻣﻦ اﻵن %٤ﻣﻦ
)اﳌﻘﺮن١٤١٧ ،ﻫـ ،ص .(١٤وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن ﳎﻤﻮع
ﳎﻤﻮع ﻛﻤﻴﺔ اﻷﻣﻄﺎر اﻟﺴﺎﻗﻄﺔ ﻋﻠﻰ أرض اﳌﻤﻠﻜﺔ،
ﻛﻤﻴﺔ اﻷﻣﻄﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻘﻂ ﻋﻠﻰ أرض اﳌﻤﻠﻜﺔ ﺗﺰﻳﺪ
أﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﺘﺄﻣﲔ ﻫﺬه اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻣﻦ
ﻋﻠﻰ ١٥٠ﻣﻠﻴﺎر ﻣﱰ ﻣﻜﻌــﺐ ﻣﻦ اﳌﺎء ،ﲟﻌﺪل
اﳌﻴﺎه اﳌﺘﺠﺪدة ﺗﻐﻨﻴﻨﺎ ﻋﻦ اﳊﻠﻮل اﻷﺧﺮى ﻏﲑ
٧٥٠٠٠م ٣ﻟﻜﻞ ﻛﻴﻠﻮ ﻣﱰ ﻣﺮﺑﻊ ) .(٦وﻣﻦ أﺻﻞ
اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ؟
ﻛﻤﻴﺔ اﻟﺘﺴﺎﻗﻂ اﻟﻜﺒﲑة ﻫﺬه ،ﻻ ﻳﺼﻞ إﻟﻰ ﺧﺰاﻧﺎت
ﺑﺪاﻳﺔ أﻗﻮل :إﻧﻨﻲ ﻻ أﻣﻠﻚ إﺟﺎﺑﺔ ﻟﻬﺬا
إﻻ
اﻟﺴﺆال .وﻣﻦ اﳌﺆﻛﺪ أن اﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﻫﺬا اﳌﻮﺿﻮع
ﻧﺴــﺒﺔ ﺿﺌﻴـــــﻠﺔ ﺗﱰاوح ﺗﻘﺪﻳﺮاﺗﻬـﺎ ﺑﲔ ٥٩ر%
أوﻟﻮﻳﺔ وﻃﻨﻴﺔ ﻻ ﳚﺎدل أﺣﺪ ﰲ أﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ،ﻷن
و %٢,٣٩أي ٠,٨٨٥إﻟﻰ ٣,٥٨٥ﻣﻠﻴﺎر ﻣﱰ
اﻟﻮﺿﻊ اﳌﺎﺋﻲ ﰲ اﳌﻤﻠﻜﺔ ﻣﺼﻨﻒ ﺿﻤﻦ اﻟﻔﺌﺎت
ﻣﻜﻌﺐ ( AL-Alawi and Abdulrazzak ,
اﳊﺮﺟﺔ .وﻗــــﺪ أوﻟﺖ ﺧﻄــــﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻷﺧﲑة
١٩٩٤ , p ١٧٧ , AL-Turbak and AL-
١٤٢٠ﻫـ – ١٤٢٥ﻫـ ﻫﺬا اﳌﻮﺿﻮع ﻋﻨﺎﻳﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ
) . Dhowali , ٢٠٠١ ,٧٧أﻣﺎ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻓﻴﺘﺒﺨﺮ أو
ودﻋﺖ إﻟﻰ إﺟﺮاء ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت واﻷﲝﺎث
ﻳﺒﻘﻰ ﰲ اﳉﺰء اﻟﻌﻠﻮي ﻣﻦ اﻟﱰﺑﺔ وﰲ ﺣﺎﻻت ﻗﻠﻴﻠﺔ
ﲟﺸﺎرﻛـــﺔ اﳉﻬﺎت اﻟﺒﺤﺜﻴــــــﺔ ﻣﻦ داﺧﻞ اﳌﻤﻠﻜﺔ
ﺗﺼﻞ ﻛﻤﻴﺎت ﳏﺪودة ﻣﻨﻪ إﻟﻰ اﻟﺒﺤﺮ ﻣﻦ ﺧﻼل
وﺧﺎرﺟﻬﺎ ،وأﻗﺮت ﺳﻴﺎﺳـــــﺔ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﻮارد اﳌﻴﺎه
اﳉﺮﻳﺎن اﻟﺴﻄﺤﻲ اﻟﺬي ﻳﻘﺪر ﺑﺄﻧـﻪ ﻳﱰاوح ﺑﲔ -٢
اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ
اﳌﻮرد
٣,٥ﻣﻠﻴــــــﺎر ﻣﱰ ﻣﻜﻌـــــﺐ ﰲ اﻟﺴﻨـــﺔ )
اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻷول ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺗﺮى اﳋﻄـــــﺔ
اﳌﻘﺮن ١٤١٧ ،ﻫـ ،ص ( ١٤و ) AL-Turbak
) وزارة اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ١٤١٩ﻫـ ،ص ص.( ١٢٠ - ١١٩
اﳌﻴﺎه اﳉﻮﻓﻴﺔ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ)(Recharge
and
Dhowali , ٢٠٠١ , p. ٧٧ , AL-Alawi
AL- and Abdulrazzak , ١٩٩٤ , p. ١٧٧ ).
واﳉﻮﻓﻴﺔ
اﳌﺘﺠﺪدة
ﻟﻜﻮﻧﻬﺎ
واﳊﻠﻮل اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ اﳌﻄﺒﻘﺔ ﺣﺎﻟﻴﺎً ﻫﻲ اﻟﺘﻮﺳﻊ ﰲ ﲢﻠﻴﺔ ﻣﻴﺎه اﻟﺒﺤﺮ وﺗﻨﻘﻴﺔ ﻣﻴﺎه اﻟﺼﺮف اﻟﺼﺤﻲ واﻟﺪﻋﻮة
وﻗﺪ ﻗﺪر اﺳﺘﻬﻼك اﳌﻤﻠﻜﺔ ﻣﻦ اﳌﺎء ﻟﻸﻏﺮاض
ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد ﰲ اﺳﺘﻌﻤﺎل اﳌﻴﺎه واﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﳐﺰون
اﳌﻨﺰﻟﻴﺔ و اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺳﻨﺔ ١٩٩٥م ﺑـ ٠٢٤ر ٢ﻣﻠﻴﺎر
اﳌﺘﺠﺪدة ﻛﻤﺨﺰون
اﳌﻴﺎه اﳉﻮﻓﻴﺔ اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﻏﲑ
(AL-Turbak , ١٩٩٩ , p.
اﺣﺘﻴﺎﻃﻲ ) .(٧وﻗﺪ ﻃﺮﺣﺖ ﺣﻠﻮل أﺧﺮى ﻻ ﺗﺰال
) ، ٩٨أي ﺣﻮاﻟﻲ ٢٦ر %١ﻣﻦ ﻛﻤﻴﺔ اﻷﻣﻄﺎر
ﰲ ﻃﻮر اﻟﺪراﺳــــــــﺔ ﻣﺜﻞ ﺳﺤـــﺐ ﺟﺒﺎل اﳉﻠﻴﺪ
اﻟﺴﺎﻗﻄﺔ .ﻛﻤﺎ ﻗﺪر أن اﻟﻄﻠﺐ ﻋﻠﻰ اﳌﺎء ﻟﻬﺬه
) آل ﺳﻌﻮد ١٤٠٢ ،ﻫـ ( أو ﻧﻘﻞ اﳌﻴﺎه ﻣﻦ اﻟﺪول
اﻷﻏﺮاض ﺳﻨﺔ ٢٠٢٥م ﺳﻴﺼﻞ إﻟﻰ ٥,٩٦٨ﻣﻠﻴﺎر
اﻟﺘﻲ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻓﺎﺋﺾ ﻛﺎﻟﺒﺎﻛﺴﺘﺎن ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﻨﺎﻗﻼت(
ﻣﱰ ﻣﻜﻌـــــﺐ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ٣٠٠ﻟﱰ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﰲ
) .(Farooq and AL-Layla , ١٩٨٧ﻏﲑ أن
اﻟﻴﻮم اﻟﻮاﺣـــــــﺪAL-Turbak and AL- .
ﻫﺬه اﳊﻠﻮل ﺟﻤﻴﻌﺎً ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻌﻴﻮب
ﻣﱰ ﻣﻜﻌﺐ ﰲ اﻟﺴﻨﺔ
،( Dhowali) , ٢٠٠١ , p. ٨١أي ﺣﻮاﻟﻲ
أﻫﻤﻬﺎ-:
%٣,٧١ﻣﻦ ﻛﻤﻴﺔ اﻷﻣﻄﺎر اﻟﺴﺎﻗﻄﺔ .واﻟﺴﺆال ﺍﻠﺪ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ – ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻷﻭﻝ – ﺫﻭ ﺍﻟﻘﻌﺪﺓ ١٤٢٣ﻫـ -ﻳﻨﺎﻳﺮ ٢٠٠٣ﻡ
١٩٧
ﺍﻟﻈﻬﲑ ﺍﳌﺎﺋﻲ ﻭﺍﳊﺠﻢ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ – ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ
-١أﻧﻬﺎ ﻏﺎﻟﻴﺔ اﻟﺜﻤﻦ وﻣﻜﻠﻔﺔ ﺟﺪاً .ﻓﺘﺤﻠﻴﺔ
اﻟﻄﺮق ﻻ ﳚﺐ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ﻛﺤﻞ ﻧﻬﺎﺋﻲ ،ﺑﻞ ﻣﺆﻗﺖ
اﳌﻴﺎه اﳌﺎﳊﺔ ﻻ ﺗﻘﺪم ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺪول إﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﻌﺪم
ﻳﺮاﻓﻘﻪ ﺗﻔﻜﲑ وﻋﻤﻞ ﺟﺎد ﻹﳚﺎد ﺣﻠﻮل ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﺒﺪاﺋﻞ اﻷﺧﺮى أو ﺗﺼﺒﺢ ﻏﺎﻟﻴﺔ ﺟﺪاً ،ﻣﻊ ﺿﺮورة
اﳌﺪى اﻟﺒﻌﻴﺪ .وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﺄﺗﻲ أﻫﻤﻴﺔ اﻹﺳﺮاع ﰲ
ﺗﻮﻓﺮ ﻣﺼﺎدر اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﺮﺧﻴﺼﺔ .وﻓﻮق ذﻟﻚ ﻛﻠﻪ
إﳒﺎز اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﳋﻄﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﻴﺎه اﻟﺘﻲ ﺗﺮدد
(Wade , ٢٠٠١ , ٣
ذﻛﺮﻫﺎ ﰲ اﳋﻄﻂ اﳋﻤﺴﻴﺔ و آﺧﺮﻫﺎ ﺧﻄﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ
ﲢﺘﺎج إﻟﻰ رأس ﻣﺎل ﻛﺒﲑ
)وﻗﺪ ﻗﺪرت ﺗﻜﻠﻔـﺔ اﻹﻧـﺘﺎج ﰲ اﻟـﻤﻤﻠﻜــــــﺔ ﺑـ
اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ) وزارة اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ١٤١٩ﻫـ ،ص ، ( ١٢٠
٠,٨– ٠,٦دوﻻر ﻟﻠﻤﱰ اﳌﻜـﻌﺐ اﻟﻮاﺣﺪ ﰲ ﺳﻨﺔ
وأﻫﻤﻴﺔ أن ﻳﻜﻮن ﺗﺄﻣﲔ إﻣﺪادات ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻣﻦ اﳌﻴﺎه ﻣﻦ
١٩٩٥م ) .( Sahlawi , ١٩٩٩ , p. ٤١وﻋﻠﻰ
أول أﻫﺪاﻓﻬﺎ.
ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎﱂ ﻗــﺪرت اﻟﺘـﻜـﻠـﻔﺔ ﺳﻨﺔ ٢٠٠٠م ﺑـ
-٣أﻧﻬﺎ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﺨﻄﺮ ﰲ أوﻗﺎت اﳊﺮب
٠,٩ – ٠,٧دوﻻر ﻟﻠﻤﱰ اﳌﻜﻌﺐ اﻟﻮاﺣﺪ Wade ,
ﻟﻜﻮﻧﻬﺎ أﻫﺪاف ﺳﻬﻠﺔ ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻴﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﻄﻊ
.٢٠٠١ , p. ٣وﻣﻊ أن ﺗﻘﻨﻴﺎت ﲢﻠﻴﺔ اﳌﻴﺎه اﳌﺎﳊﺔ
إﻣﺪادات اﳌﻴﺎه ﻋﻦ اﳌﺪن ( Allen , ١٩٩٤ , p. ٧٨
ﺧﻄﺖ ﺧﻄﻮات ﻛﺒﲑة ﳓﻮ ﲣﻔﻴﺾ اﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ،إﻻ
& Agnew and Anderson, ١٩٩٢ , p. ١٨٣
أﻧﻬﺎ ﻻ زاﻟﺖ ﻏﺎﻟﻴﺔ وﻣﻤﻜﻨﺔ ﻓﻘﻂ ﰲ اﻟﺪول اﻟﻐﻨﻴﺔ
)ورﻏﻢ ﺿﻌﻒ اﺣﺘﻤﺎل ﺣﺪوث ذﻟﻚ إﻻ أﻧﻪ ﻳﺒﻘﻰ
ﲟﺼﺎدر اﻟﻄﺎﻗﺔ ورأس اﳌﺎل .واﻟﺘﻜﻠﻔﺔ اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻬﺎ
أﻣﺮاً ﻣﻤﻜﻨﺎً .واﳌﺎء ﺳﻠﻌﺔ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﳚﺐ
أﻋﻼه ﻫﻲ ﺗﻜﻠﻔﺔ اﻹﻧﺘﺎج ﻓﻘﻂ ،وﻫﻲ ﲤﺜﻞ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ
اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎدرﻫﺎ و اﻟﻨﺄي ﺑﻬﺎ ﻋﻦ اﻷﺧﻄﺎر
اﻟﺘﺤﻠﻴﺔ ﰲ اﳌﺪن اﻟﺴﺎﺣﻠﻴﺔ .أﻣﺎ إذا أرﻳﺪ إﻳﺼﺎل
اﳌﺤﺘﻤﻠﺔ أﻳﺎً ﻛﺎن ﻣﺴﺘﻮى ﻫﺬا اﻻﺣﺘﻤﺎل .وﻋﻨﺪﻣﺎ
اﳌﻴﺎه إﻟﻰ ﻣﺪن داﺧﻠﻴﺔ ﻓﺈن ذﻟﻚ ﻳﺴﺘﻠﺰم ﺗﻜﻠﻔﺔ
ﺗﺘﻨﻮع ﻣﺼﺎدره ﺑﺪﻻً ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺣﺪ و ﺗﺘﻮزع ﺑﺪﻻً ﻣﻦ
إﺿﺎﻓﻴﺔ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﻫﺬه اﳌﺪن ﻋﻦ اﻟﺴﺎﺣﻞ و
اﻟﱰﻛﺰ ﺗﺼﺒﺢ أﻛﺜﺮ أﻣﻨﺎً و أﻗﻞ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻸﺧﻄﺎر .
ارﺗﻔﺎﻋﻬﺎ ﻋﻦ ﻣﺴﺘﻮى ﺳﻄﺢ اﻟﺒﺤﺮ .وﰲ اﳌﻤﻠﻜﺔ
وﻫﻜﺬا ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻊ ﺿﺮورة اﻻﺳﺘﻤﺮار ﰲ
ﻳﻌﺘﱪ ﺣﻞ اﻟﺘﺤﻠﻴﺔ اﳊﻞ اﳌﻔﻀﻞ ﻟﺪى ﺻﻨﺎع اﻟﻘﺮار،
اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﲟﺼﺎدر اﳌﻴﺎه ﻏﲑ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﺪى
ﻟﻴﺲ ﳉﺎذﺑﻴﺘﻪ وﻟﻜﻦ ﻟﻜﻮﻧﻪ اﳊﻞ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﳌﻌﺮوف ﻣﻊ
اﻟﻘﺮﻳﺐ واﳌﺘﻮﺳﻂ ،ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﻜﺜﻴﻒ اﳉﻬﻮد ﻟﻠﺒﺤﺚ
أﻧﻪ ﻳﻜـــﻠﻒ ﺧﺰاﻧﺔ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﺒﺎﻟـــــــﻎ ﺑﺎﻫﻈـــــﺔ
ﻋﻦ ﻣﺼﺎدر ﳏﻠﻴﺔ ﻣﺘﺠﺪدة ﻟﻬﺎ ﺻﻔﺔ اﻟﺪﳝﻮﻣﺔ
) وزارة اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ١٤١٩ﻫـ ،ص .( ١١٩
واﻷﻣﺎن ﻋﻠﻰ اﳌﺪى اﻟﺒﻌﻴﺪ .ﻫﺬه اﳌﺼﺎدر ﺳﺘﻜﻮن
-٢أﻧﻬﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﻃﺎل أﻣﺪﻫﺎ ﻓﻬﻲ ﻣﺆﻗﺘﺔ.
ﻣﻴﺎه اﻷﻣﻄﺎر وﻣﺎ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺮﻳﺎن ﺳﻄﺤﻲ
ﻓﻤﺤﻄﺎت اﻟﺘﺤﻠﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﻋﻤﺮ اﻓﱰاﺿﻲ إذا اﻧﺘﻬﻰ
وﻣﻴﺎه ﺟﻮﻓﻴﺔ .وﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﳊﺎل ،ﺳﺘﻜﻮن اﻟﻌﻘﺒﺎت اﻟﺘﻲ
اﺣﺘﺠﻨﺎ إﻟﻰ ﳏﻄﺎت ﺟﺪﻳﺪة و رأس ﻣﺎل ﺟﺪﻳﺪ
ﻳﻠﺰم ﲣﻄﻴﻬﺎ ،ﻟﻜﻲ ﺗﺴﺘﺜﻤﺮ ﻫﺬه اﳌﺼﺎدر ،ﻋﻘﺒﺎت
وﻛﺬﻟﻚ اﳊﺎل ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻴﺎه اﳉﻮﻓﻴﺔ اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﻏﲑ
ﻓﻨﻴﺔ واﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ .ﻓﺎﻟﻘﻀﻴﺔ ﻻ ﳚﺐ أن ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ
ﻣﺘﺠﺪدة وﺳﻮف ﻳﺘﻢ اﺳﺘﻨﺰاﻓﻬﺎ ﻛﻠﻴﺔ ﰲ ﻳﻮم ﻣﻦ
اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺧﺰاﻧﺎت اﳌﻴﺎه اﳉﻮﻓﻴﺔ وﺑﻨﺎء ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ
اﻷﻳﺎم ) .(٨و ﺣﻴﺚ أن اﳌﺎء ﺳﻠﻌﺔ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ
اﻟﺴﺪود ﳊﺠﺰ ﻣﻴﺎه اﻟﺴﻴﻮل ،ﺑﻞ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺚ
ﺿﺮورﻳﺔ ﻟﻀﻤﺎن ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﺴﺘﺪﳝﺔ ،ﻓﺈن ﻋﻼﺟﻬﺎ ﺑﻬﺬه
ﻋﻦ أﳒﻊ اﻟﺴﺒﻞ واﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﻴﺎه
١٩٨
ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﱰﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ
ﺩ .ﳏﻤﺪ ﻣﺼﻠﺢ ﺍﻟﺜﻤﺎﱄ
اﳉﻮﻓﻴﺔ و ﻣﻴﺎه اﳉﺮﻳﺎن اﻟﺴﻄﺤﻲ و اﻷﻣﻄﺎر ﻣﻦ
ﻓﺮﻛﺰوا ﺟﻞّ اﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﻠﻴﺔ واﳌﻴﺎه اﳉﻮﻓﻴﺔ
اﻟﻀﻴﺎع وﲢﻘﻴﻖ أﻓﻀﻞ اﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻤﻜﻨﺔ ﻣﻨﻬﺎ .وﻫﺬه
اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ )وزارة اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ١٤١٩ﻫـ ،ص .(١١٩
اﳌﻬﻤﺔ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺗﻀﺎﻓﺮ ﺟﻬﻮد اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﻣﻦ ﲣﺼﺼﺎت
واﳊﻘﻴﻘﺔ أن ﻗﺮار ﺗﺒﻨﻲ اﻟﺘﺤﻠﻴﺔ اﲣﺬ ﻣﻨﺬ زﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ،
ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﺳﻨﻮات ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻟﺘﻘﻴﻴﻢ اﻷوﺿﺎع
وﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺳﻨﺔ ١٩٧٦م ﻋﻨﺪﻣﺎ أوﺻﻰ ﻓﺮﻳﻖ اﳋﱪاء
اﳌﺎﺋﻴﺔ ﺑﻜﻞ دﻗﺔ وﺗﻔﺼﻴﻞ وﲝﺚ ﻛﻞ اﻟﻔﺮص اﳌﺘﺎﺣﺔ
ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺰراﻋﺔ واﻟﺘﻐﺬﻳﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ )اﻟﻔﺎو( ﺑﺘﺰوﻳﺪ
ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺿﺌﻴﻠﺔ ﲟﺎ ﰲ ذﻟﻚ ﺗﺼﻤﻴﻢ ﲡﺎرب ﺟﻤﻊ
ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺟﺪة ﲝﺎﺟﺘﻬﺎ ﻣﻦ اﳌﺎء ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﺤﻠﻴﺔ.
وﲣﺰﻳﻦ وﺿﺦ اﳌﻴﺎه ﻣﻦ ﻣﺼﺎدرﻫﺎ إﻟﻰ أﻣﺎﻛﻦ
وﱂ ﻳﺮد ﰲ ﺣﻴﺜﻴﺎت اﻟﺘﻮﺻﻴﺔ أي ذﻛﺮ ﻟﻠﺘﻜﺎﻟﻴﻒ،
اﻻﺳﺘﻬﻼك ،و ﺗﻘﻴﻴﻤﻬﺎ ﻓﻨﻴﺎً واﻗﺘﺼﺎدﻳﺎً و ﺑﻴﺌﻴﺎً.
رﲟﺎ ﻷﻧﻬﺎ اﲣـــــﺬت ﰲ ﻓـــــﱰة ﱂ ﺗﻜﻦ اﳉﻮاﻧﺐ
وﻻ ﺷﻚ أن ﳎﻬﻮداً ﲝﺜﻴﺎً ﺿﺨﻤﺎً ﻛﻬﺬا ﺳﻴﺆدي -
اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻮﺿﻊ ﺳﺆال .أﻣﺎ اﳌﻴﺎه اﳉﻮﻓﻴﺔ
إن ﺷﺎء اﻟﻠﻪ -إﻟﻰ ﺳﺪ وﻟﻮ ﺟﺰء ﻣﻦ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎت
اﳌﺘﺠﺪدة ﻓﻘﺪ أوﺻﻰ اﻟﻔﺮﻳﻖ ﺑﺎﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﺎﳉﺰء
اﳌﺪن ﻣﻦ اﳌﻴﺎه و ﲣﻔﻴﻒ اﻟﻀﻐﻮط ﻋﻠﻰ اﳌﺼﺎدر ﻏﲑ
اﻷﻋﻈﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﺎﺣﺘﻴﺎط ﻳﺴﺘﺨﺪم ﰲ أوﻗﺎت اﻟﺬروة
اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﲢﻠﻴﺔ أو ﺗﻨﻘﻴﺔ أو ﻣﻴﺎه ﺟﻮﻓﻴﻪ ﻋﻤﻴﻘﺔ.
ﻛﻔﱰة اﳊﺞ أو ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧﺮاب ﳏﻄﺎت اﻟﺘﺤﻠﻴـــــﺔ
إن اﳌﺘﺪﺑﺮ ﻟﻠﺴـــﻴﺎﺳﺎت و اﳋـﻄﻂ اﳌﺎﺋﻴﺔ ﰲ
) وزارة اﻟﺰراﻋﺔ ١٩٨٠م ،ص ص .( ٣٢٦ ،٣٢٤
اﳌﻤﻠﻜﺔ ﻳﻼﺣﻆ دﻋﻮﺗﻬﺎ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار إﻟﻰ دراﺳﺔ
وﰲ اﻋﺘﻘﺎدﻧﺎ أن اﻟﻮﻗﺖ ﻗﺪ ﺣﺎن ﻟﻠﺸﺮوع ﰲ دراﺳﺔ
اﳌﺼﺎدر اﳌﺎﺋﻴﺔ اﳌﺘﺠﺪدة اﺑﺘﺪاءً ﺑﺎﳋﻄﺔ اﳋﻤﺴﻴﺔ
إﻣﻜﺎﻧﻴﺎت اﺳﺘﻐﻼل ﻣﻮارد اﳌﻤﻠﻜــــــــﺔ ﻣﻦ اﳌﻴﺎه
اﻷوﻟﻰ ) اﻟﻬﻴﺌﺔ اﳌﺮﻛﺰﻳـــﺔ ﻟﻠﺘﺨﻄﻴﻂ ١٣٩٠ ،ﻫـ،
اﳌﺘﺠﺪدة دراﺳﺔ ﺟﺎدة وﺷﺎﻣﻠﺔ وﻣﻔﺼﻠﺔ .ﻫﺬه
ص ( ٢٩واﻧﺘﻬﺎء ﲞﻄﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ) وزارة
اﻟﺪراﺳﺔ ﳝﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ﰲ إﻃﺎر ﻓﺮﺿﻴﺔ اﻟﻈﻬﲑ
اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ١٤١٩ﻫـ ،ص .( ٢٩وﻗﺪ اﳒﺰ اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ
اﳌﺎﺋﻲ اﳌﻘﱰﺣﺔ ﰲ دراﺳﺘﻨﺎ ﻫﺬه.
اﻟﺪراﺳﺎت واﳌﺴﻮح اﻟﻬﻴﺪروﻟﻮﺟﻴﺔ ،وﺗﻢ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺗﻮﺻﻴﺎت اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﺎ ﰲ ﺻﻮرة ﻣﺸﺎرﻳﻊ ﻟﺒﻨﺎء
اﻟﺴﺪود واﺳﺘﻐﻼل اﳌﻴﺎه اﳉﻮﻓﻴﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ اﳌﺪن
ﻣﻦ اﳌﻌﺮوف أن ﻣﺼﺎدر اﳌﻴﺎه اﳌﺘﺠﺪدة ﰲ
واﻟﻘﺮى .ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ دﻋﺖ اﳋﻄﻂ إﻟﻰ دراﺳﺘﻪ
اﳌﻤﻠﻜﺔ ﻣﻦ ﻣﻴﺎه ﺟﻮﻓﻴﺔ و ﻣﻴﺎه ﻧﺎﲡﺔ ﻋﻦ اﳉﺮﻳﺎن
ﻣﺜﻞ دﻋﻮة اﳋﻄﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ إﻟﻰ ﲝﺚ ﻣﻮﺿﻮع ﺣﺼﺎد
اﻟﺴﻄﺤﻲ وﻣﻴﺎه أﻣﻄﺎر ﱂ ﺗﻜﺘﻤﻞ ﻣﻌﺮﻓﺘﻨﺎ ﺑﻬﺎ ﺑﻌﺪ.
اﳌﻴﺎه ) (Ministry of Planning, ١٩٧٦ , p. ١١٠
ﻟﺬﻟﻚ دﻋﺖ ﺧﻄﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ إﻟﻰ إﻧﺸﺎء ﺑﻨﻚ
اﻟﺬي ﱂ ﻳﺘﻢ ﲝﺜﻪ ﺣﺴﺐ ﻋﻠﻤﻨﺎ ،ودﻋﻮة اﳋﻄﺔ
ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﳌﺎﺋﻴﺔ ﻟﻴﺼﺎر إﻟﻰ دراﺳﺘﻬﺎ وﲢﻠﻴﻠﻴﻬﺎ
اﻟﺮاﺑﻌــﺔ إﻟﻰ ﲝﺚ اﻟﻬﻄـــــﻮل واﻟﺘﺒﺨﺮ واﻟﺘﻐﺬﻳﺔ
ﺑﻬﺪف ﺣﺴﻦ اﺳﺘﻐﻼﻟﻬﺎ و اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻨﻬﺎ ﰲ إﻋﺪاد
) وزارة اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ١٤٠٥ ،ﻫـ ،ص .( ١٧٢وﻳﺒﺪو أﻧﻪ
ﺧﻄــــﺔ وﻃﻨﻴـــــﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻟﻠﻤﻴﺎه )وزارة اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ
رﻏﻢ ﻣﻮاﺻﻠﺔ اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﳌﺼﺎدر اﳌﺎﺋﻴﺔ اﳌﺘﺠﺪدة ،
١٤١٩ﻫـ ،ص .(١٢٠وﻻ ﺷﻚ أن ﺣﺴﻦ إدارة
إﻻ أن اﳌﺨﻄﻄــــﲔ ﻓﻘﺪوا اﻷﻣﻞ ﰲ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺳﺪ
اﳌﻮارد اﳌﺎﺋﻴﺔ اﳌﺤﺪودة ﻳﺸﻜﻞ أوﻟﻰ اﳋﻄﻮات
اﻟﻨﻘﺺ ﰲ ﻣﻴﺎه اﻟﺸﺮب واﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻫﺬه اﳌﺼﺎدر
اﻹﳚﺎﺑﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻷزﻣﺔ اﳌﺎﺋﻴﺔ اﳊﺎﻟﻴﺔ ،واﻟﺘﻲ
ﺍﻠﺪ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ – ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻷﻭﻝ – ﺫﻭ ﺍﻟﻘﻌﺪﺓ ١٤٢٣ﻫـ -ﻳﻨﺎﻳﺮ ٢٠٠٣ﻡ
١٩٩
ﺍﻟﻈﻬﲑ ﺍﳌﺎﺋﻲ ﻭﺍﳊﺠﻢ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ – ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ
ﻳﻨﺘﻈﺮ أن ﺗﺰداد ﺣﺪة ﰲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ .وﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻨﺘﻈﺮ
اﳌﺴﺘﻮﻃﻨﺎت اﻟﻌﻤﺮاﻧﻴــــــﺔ واﻹﻣﻜﺎﻧﺎت اﳌﺎﺋﻴﺔ ﻟﻜﻞ
ﻳﺘﻮﻗﻊ أن ﻳﱰﻛﺰ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﻋﻠﻰ ﻃﺮﰲ اﻷزﻣﺔ اﻟﻄﻠﺐ
ﻣﺴﺘﻮﻃﻨﺔ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ اﳊﺠﻢ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻬﺎ ،ﻣﻤﻬﺪﻳﻦ
واﻟﻌﺮض .وﻗﺪ ﺑﻴﻨﺎ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ أن أﻣﻮراً ﻣﻬﻤﺔ
اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻠﻤﺨﻄﻄﲔ وﺻﻨﺎع اﻟﻘﺮار ﻟﺘﺒﻨﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت
ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻄﺮﰲ اﻷزﻣﺔ ﱂ ﺗﺪرس .ﻓﻘﺪ ﺗﺮﻛﺰ اﻻﻫﺘﻤﺎم
واﻟﱪاﻣﺞ اﻟﻼزﻣﺔ ﻹﻋﺎدة ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﺴﻜﺎن ﻋﻠﻰ ﺿﻮء
ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺘﺼﺎد ﰲ اﺳﺘﻬﻼك اﳌﻴﺎه ،وأﻫﻤﻠﺖ اﳉﻮاﻧﺐ
ﻫﺬه اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ( Hobbs and Woolmington ,
اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺘﻀﺨﻢ أﺣﺠﺎم اﳌﺪن ﻛﺄﺳﺒﺎب ﻓﺎﻋﻠﻪ ﰲ
) . ١٩٧٢ﻓﺈذا ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه ﻫﻲ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻔﻜﺮ
ﺧﻠﻖ اﻷزﻣﺔ .ﻓﺎﳊﻘﻴﻘﺔ أن اﻓﱰاض أن زﻳﺎدة اﻟﻄﻠﺐ
ﺑﻬﺎ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﰲ دوﻟﺔ ﺗﻔﻮق إﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻬﺎ اﳌﺎﺋﻴﺔ
ﻧﺎﺗﺞ ﻋﻦ زﻳﺎدة ﻋﺪد اﻟﺴﻜﺎن وزﻳﺎدة ﻣﻌﺪل
ﲟﺮاﺣﻞ ﻛﺜﲑة إﻣﻜﺎﻧﺎت اﳌﻤﻠﻜﺔ ،أﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻮاﺟﺐ
اﻻﺳﺘﻬﻼك ﻓﻘﻂ ﻻ ﳝﺜﻞ اﳊﻘﻴﻘﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ إذ أن وﺟﻮد
أن ﺗﻜﻮن ﻗﻀﻴﺔ إﻋﺎدة ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﺴﻜﺎن ﳓﻮ اﻟﺘﻮازن
اﻷﺣﺠﺎم اﻟﻜﺒﲑة ﻟﻠﻤﺪن ﻳﺮاﻓﻘﻪ ﺗﺒﺬﻳﺮ وإﺳﺮاف
اﳊﺠﻤﻲ واﳌﻜﺎﻧﻲ ﻣﻦ أوﻟﻰ و أﻫﻢ إﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺎت
ﺷﺪﻳﺪان ﻟﻠﻤﻮارد اﳌﺎﺋﻴﺔ ،وﺗﻔﻮﻳﺖ ﻟﻔﺮص اﺳﺘﻐﻼل
اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ اﳌﻤﻠﻜﺔ؟ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﻮل أن اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ
اﳌﻮارد اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ و اﳌﺘﻨﺎﺛﺮة ﻋﻠﻰ أرض اﳌﻤﻠﻜﺔ.
اﻹﻗﻠﻴﻤــــﻲ ﳚﺐ أن ﻳﺄﺧﺬ ﰲ اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻹﻣﻜﺎﻧﺎت
واﳊﺎﺟﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻟﺪراﺳﺔ ﻫﺬه اﳌﺴﺄﻟﺔ دراﺳﺔ دﻗﻴﻘﺔ ،إذ
اﳌﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮاﻛﺰ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻴﺔ ،ﻻ ﻛﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ أﻫﻠﻴﺘﻬﺎ
ﻫﻞ ﺳﻨﺴﻤﺢ ﻟﻠﻤﺪن اﻟﻜﺒﲑة أن ﺗﺴﺘﻤﺮ ﰲ اﻟﻨﻤﻮ؟
ﻛﻤﺮاﻛــﺰ ﳕﻮ ﻓﻘﻂ )اﳌﺴﻠﻢ ١٤٠٦ ،ﻫـ ،ص،( ٤٧٢
وﻣﺎذا ﻋﻦ اﳌﺪن اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﲑ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ
ﺑﻞ أﻳﻀﺎً ﻛﺤﺪ ﻟﺴﻘﻒ ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻮ وﺣﺪوده .ﻟﻘﺪ
اﻟﻄﺮﻳﻖ؟ ﻫﺬا ﻣﻮﺿﻮع ﻛﺜﺮ اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻨﻪ ﻟﻴﺲ
ﳕﺖ اﳌﺪن اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺧﺎرج ﺑﻴﺌﺘﻬﺎ وﺑﺪﻳﻨﺎﻣﻴﺎت
ﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﻷزﻣﺔ اﳌﺎﺋﻴﺔ ﻓﻘﻂ ،وﻟﻜﻦ أﻳﻀﺎً ﻷﻧﻪ
وﺑﻮاﻋﺚ ﻣﺆﻗﺘﺔ و ﺧﺎرﺟﻴﺔ اﳌﻨﺸﺄ ،وإذا ﱂ ﻳﺘﻢ اﻟﺘﻨﺒﻪ
ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺴﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻷزﻣﺎت و اﳌﺸﻜﻼت اﻷﺧﺮى.
وﻣﻌﺎﳉﺔ اﳌﺸﻜﻠﺔ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﳌﻨﺎﺳﺐ ﻓﺈن اﻟﺴﲑ ﰲ
وﻗﺪ دﻋﻰ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ إﻟﻰ إﻋﺎدة ﺗﻮزﻳﻊ
ﻫﺬا اﻟﻄﺮﻳـــــﻖ رﲟـــــــﺎ ﻳﻮﻗﻌﻨﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺴﻤﻴـــﻪ
اﻟﺴﻜﺎن ﰲ اﳌﻤﻠﻜﺔ ) ( Decentralizationﻣﻦ
ﻣﺎرﻓﻦ ﻫﺎرﻳﺲ " ﺑﺎﳌﺼﻴﺪة اﻟﻬﻴﺪروﻟﻮﺟﻴــــــــﺔ
ﺧﻼل اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﳌﱰاﺑﻂ ﻟﻮﻗﻒ اﻟﱰﻛﺰ اﻟﺴﻜﺎﻧﻲ
") ( Worster , ١٩٨٥ , p. ٣٢٩ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮدﻧﺎ
وﺗﻮﺟﻴﻪ اﻟﺘﻮزﻳـﻊ ﳓﻮ اﻟﺘﻮازن اﻟﻮﻃﻨﻲ واﻹﻗﻠﻴﻤــــﻲ
اﻟﺘﻤﺎدي ﰲ ﺑﻨﺎء ﻣﺪن ﻛﺒﲑة وﺳﻂ اﻟﺼﺤﺮاء وﰲ ﻇﻞ
(
ﻇﺮوف اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻣﻮاﺗﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﻮﻗﻮع ﰲ أزﻣﺔ ﻣﺎﺋﻴﺔ
& AL-Khalifah and Frisbie , ١٩٨٩ , p. ٢٧
)
AL-Hathloul and Edadan , ١٩٩١ , p. ٣٨٧
ﺧﺎﻧﻘﺔ ﰲ ﻓﱰات ﻻﺣﻘﺔ.
وﰲ دول أﺧﺮى ﺗﻨﺒﻪ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن إﻟﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﳌﺒﺎﺷﺮة
إن إﻋﺎدة ﺗﻮزﻳـــﻊ اﻟﺴــــﻜﺎن ،أو ﻋﻠﻰ
ﺑﲔ اﻟﱰﻛﺰ اﻟﺴﻜﺎﻧﻲ وﺑﲔ أزﻣﺔ اﳌﻴﺎه ﰲ اﳌﺪن .وﻗﺪ
أﻗﻞ ﺗﻘﺪﻳﺮ اﳊﻴﻠﻮﻟﺔ دون ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﱰﻛﺰ ،ﻳﺸﻜﻞ
ﻋﺜﺮﻧﺎ ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ ﻓﺮﻳﺪة ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻬﺎ ﺗﻜﺎد ﺗﻜﻮن
أﺣﺪ ﺟﺎﻧﺒﻲ ﻣﻌﺎﳉﺔ اﻷزﻣﺔ .أﻣﺎ اﳉﺎﻧﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﻓﻬﻮ
ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻟﻔﻜﺮة اﻟﻈﻬﲑ اﳌﺎﺋﻲ اﻟﺘﻲ ﻧﻨﺎدي ﺑﻬﺎ
اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻛﻴﺰ وﲡﻤﻴﻊ اﳌﻮارد اﳌﺎﺋﻴﺔ .ﻓﺎﳌﻤﻠﻜﺔ
ﻫﻨﺎ .ﻓﻔﻲ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺘﻲ أﺟﺮﻳﺖ ﻋﻠﻰ إﻗﻠﻴﻢ
ذات ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺷﺎﺳﻌﺔ وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻪ رﻏﻢ ﻓﻘﺮ اﳌﻮارد
ﻧﻴﻮﺳﺎوث وﻳﻠﺰ ﰲ اﺳﱰاﻟﻴﺎ ،ﻗﺎم اﻟﺒﺎﺣﺜﺎن ﺑﺪراﺳﺔ
اﳌﺎﺋﻴﺔ إﻻ أﻧﻬﺎ ﰲ ﺟــــﻤﻠﺘﻬﺎ ﻛــــﺒﲑة ،وﻛﺎﻓﻴﺔ
٢٠٠
ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﱰﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ
ﺩ .ﳏﻤﺪ ﻣﺼﻠﺢ ﺍﻟﺜﻤﺎﱄ
ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻟﺴﺪ ﺣﺎﺟﺔ اﻟﺴﻜﺎن .ﻓﺎﳌﻄﻠﻮب
اﻷﻧﺎﺑﻴﺐ وﺑﻨﺎء اﳋﺰاﻧﺎت .وﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﺗﻘﻨﻴﺎت ﺣﺼﺎد
ﻫﻮ ﲝﺚ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﲡﻤﻴﻊ ﻫﺬه اﳌﻮارد اﳌﺘﻨﺎﺛﺮة ﻣﻦ
اﻷﻣﻄﺎر ﻟﻸﻏﺮاض اﳌﻨﺰﻟﻴﺔ ﰲ ﻋﺪد ﻣﻦ دول اﻟﻌﺎﱂ
اﻟﻨﻮاﺣﻲ اﻟﻬﻨﺪﺳﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺒﻴﺌﻴﺔ .واﳊﻘﻴﻘﺔ
ﻣﺜﻞ اﻟﺼﲔ و اﻟﻬﻨﺪ واﺳﱰاﻟﻴﺎ و ﻧﻴﻮزﻟﻨﺪة و اﻟﺪول
أن ﺟﻤﻊ وﲣﺰﻳﻦ اﳌﻴﺎه ﻣﻦ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﻐﻨﻴﺔ ﺑﻬﺎ وﻧﻘﻠﻬﺎ
اﻷورﺑﻴﺔ واﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة وﻛﺜﲑ ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ
إﻟﻰ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﻔﻘﲑة ﻛﺄﺣﺪ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺎت اﳌﻴﺎه ﰲ
اﻷﺧﺮى ﰲ آﺳﻴﺎ وأﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ).(٩
اﳌﻤﻠﻜﺔ ﻓﻜﺮة ﻧﺎدى ﺑﻬﺎ أﺣﺪ اﳋﱪاء ﻣﻨﺬ ﻓﱰة ﻃﻮﻳﻠﺔ
وﰲ اﳌﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺗﻘﻒ ﻣﺌﺎت
) (Tucker , ١٩٨٢ ,p ١١دون أن ﻳﺘﻢ ﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ
اﻟﱪك و اﳌﺠﺎري اﳌﺎﺋﻴﺔ اﳌﺒﻨﻴﺔ ﺑﺎﳊﺠﺎرة واﻟﻨﻮرة ﻋﻠﻰ
وﺗﺮﺟﻤﺘﻬﺎ إﻟﻰ ﺳﻴﺎﺳﺎت وﺑﺮاﻣﺞ ﳏﺪدة.
ﻃﻮل درب زﺑﻴﺪة اﳌﻤﺘﺪ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ اﳌﻜﺮﻣﺔ ﺣﺘﻰ
وﻋﻠﻰ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻟﻌﺎﳌﻲ ﺗﻌﺪ ﻓﻜﺮة ﺟﻤﻊ
اﻟﻌﺮاق ،ﺷﻮاﻫﺪ ﺣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺪم اﻟﻔﻜﺮة واﻟﺘﻄﺒﻴﻖ .وﰲ
وﲣﺰﻳﻦ اﳌﻴﺎه ﻟﻮﻗﺖ اﳊﺎﺟﺔ أو ﺿﺨﻬﺎ إﻟﻰ ﺣﻴﺚ
ﺳﻠﻄﻨﺔ ﻋﻤﺎن ودوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﳌﺘﺤﺪة ﻧﺸﺄ
ﺗﻜﻮن ﻣﻮﺟﻮدة ،ﻣﻤﺎرﺳﺎت ﻣﻌﺮوﻓﺔ .ﻓﻠﻘﺪ ﺗﺰاﻳﺪ
وﺗﻄﻮر ﻧﻈﺎم اﻷﻓﻼج وﻫﻲ ﳎﺎري ﻣﺎﺋﻴﺔ ﺗﻘﻮم
اﻻﻫﺘﻤﺎم ﰲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧﲑة ﲟﺎ اﺻﻄﻠﺢ ﻋﻠﻰ
ﺑﺘﺠﻤﻴﻊ ﻣﻴﺎه اﻷﻣﻄﺎر و اﻟﺴﻴﻮل ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺳﻔﻮح
ﺗﺴﻤﻴﺘـــﻪ ﰲ ﻋﻠــــﻮم اﳌﻴﺎه ﲝﺼـــــــﺎد اﳌﻴــــﺎه
اﳌﻨﺤﺪرات اﳉﺒﻠﻴﺔ وإﺳﺎﻟﺘﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻘﺮى واﳌﺰارع.
) . ( Water Harvestingوﺗﻘﻮم ﻓﻜﺮة ﺣﺼﺎد
وﻳﻘﺪر ﻋﺪد اﻷﻓﻼج ﰲ ﻋﻤﺎن ﺑﺄرﺑﻌﺔ آﻻف ﻓﻠﺞ
اﳌﻴﺎه ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﲡﻤﻴﻊ ﻣﻴﺎه اﻷﻣﻄﺎر أو اﳉﺮﻳﺎن
ﻻﻳﺰال اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﻌﻤـﻞ ﺣﺘﻰ وﻗﺘﻨﺎ اﳊﺎﺿـــﺮ
اﻟﺴﻄﺤﻲ ﰲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﲡﻤﻴﻊ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﺧﺰاﻧﺎت أرﺿﻴﺔ
)اﳌﻘـﺮن ١٤١٧ ،ﻫـ ،ص .(١٣وﻛﺎﻧﺖ ﺑﻌﺾ اﳌﺪن
أو ﺻﻨﺎﻋﻴﺔ ﻓﻮق ﺳﻄﺢ اﻷرض أو ﲢﺖ اﻟﺴﻄﺢ
ﰲ اﳌﻤﻠﻜﺔ ﻛﻤﺪﻳﻨﺔ ﺟﺪة ﺗﻌﺘﻤﺪ ﰲ ﻓﱰات ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻣﻦ
ﻟﻼﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻨﻬﺎ ﰲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﳐﺘﺎرة و ﻷﻏﺮاض ﻣﻌﻴﻨﺔ.
ﺗﺎرﳜﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﲡﻤﻴﻊ ﻣﻴﺎه اﻷﻣﻄﺎر ﻣﻦ أﺳﻄﺢ اﳌﻨﺎزل
وﲢﺖ ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻟﻮاﺳﻊ ﺗﻨﺪرج ﻛﺜﲑ ﻣﻦ
ﰲ ﺻﻬﺎرﻳﺞ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻣﻴﺎزﻳﺐ اﳌﻨﺎزل .وذﻛﺮ ﻋﺒﺪ
اﳌﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻘﺪﳝﺔ واﳊﺪﻳﺜﺔ ،ﻟﻌﻞ أﺑﺮزﻫﺎ إﻗﺎﻣﺔ
اﻟﻘﺪوس اﻷﻧﺼﺎري أن اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﺼﻬﺎرﻳﺞ ﰲ ﺟﺪة
اﻟﺴﺪود واﳌﺪرﺟﺎت اﻟﺰراﻋﻴﺔ وﺣﻔﺮ اﻟﻘﻨﻮات
ﻗﺪﻳﻢ ﺟﺪاً وﻳﻌﻮد إﻟﻰ اﻟﻌﺼﺮ اﳉﺎﻫﻠﻲ )اﻷﻧﺼﺎري،
اﻷرﺿﻴﺔ )اﻟﺪﺑﻮل( أو اﻟﺴﻄﺤﻴــــــﺔ ﻟﺘﺠﻤﻴﻊ اﳌﻴﺎه
١٣٨٩ﻫـ ،ص .(٢٧وﻳﻘﺪر أﻧﻪ ﻣﻊ ﺣﻠﻮل اﻟﻘﺮن
وإﻳﺼﺎﻟﻬﺎ إﻟﻰ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺰراﻋﻴﺔ أو إﻟﻰ اﳌﺪن .ﻟﻜﻦ
اﻟﺴﺎدس اﻟﻬﺠﺮي ﻛﺎن ﻳﻮﺟﺪ ﰲ ﺟﺪة ٥٠٠ﺻﻬﺮﻳﺞ
ﺣﺼﺎد اﳌﻴﺎه أرﺗﺒﻂ ﺑﺼﻮرة أوﺛﻖ ﺑﺘﺠﻤﻴﻊ ﻣﻴﺎه
ﻟﺘﺠﻤﻴﻊ ﻣﻴﺎه اﻷﻣﻄﺎر )وزارة اﻟﺰراﻋــﺔ١٤٠٥ ،ﻫـ،
اﻷﻣﻄـــــــﺎر ) (Rainwater Harvestingﻣﻦ
ص .( ٨٣
ﻣﺴﺎﺣﺎت ﺻﻐﲑة ﻛﺄﺳﻘﻒ وأﻓﻨﻴﺔ اﳌﻨﺎزل و ﻣﻮاﻗﻒ
واﻟﺬي ﻧﺮاه :أن ﻓﻜﺮة اﻟﻈﻬﲑ اﳌﺎﺋﻲ ﺗﺼﻠﺢ أن
اﻟﺴﻴﺎرات ،وإﻳﺼﺎﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻗﻨﻮات أو أﻧﺎﺑﻴﺐ
ﺗﻜﻮن إﻃﺎراً ﻧﻈﺮﻳﺎً ﻣﻨﺎﺳﺒﺎً ﻟﺪراﺳﺔ إﻣﻜﺎﻧﺎت ﺣﺼﺎد
إﻟﻰ أﻣﺎﻛﻦ اﻟﺘﺨﺰﻳﻦ ﻻﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ ﻟﻸﻏﺮاض اﳌﻨﺰﻟﻴﺔ
اﳌﻴﺎه ﺣﻮل و داﺧﻞ اﳌﺪن اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ .ﻓﺎﻟﻈﻬﲑ اﳌﺎﺋﻲ
وﺳﻘﻴﺎ اﳊﺪاﺋﻖ .وﻗﺪ ﺗﻢ ﺗﻄﻮﻳـــــﺮ ﺗﻘﻨﻴﺎت ﳐﺘﻠﻔﺔ
ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﻫﻮ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﳉﻐﺮاﻓﻴﺔ اﳌﺤﻴﻄﺔ ﺑﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﳝﻜﻦ
ﻟﺘﺠﻤﻴﻊ و ﲣﺰﻳﻦ اﳌﻴﺎه ﺗﺸﻤﻞ ﲡﻬﻴﺰ اﻟﺴﻄﻮح وﻣﺪ
أن ﺗﺰودﻫﺎ ﺑﺎﳌﺎء وﻓﻖ ﻣﻌﺎﻳﲑ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ .وﻗﺪ
ﺍﻠﺪ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ – ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻷﻭﻝ – ﺫﻭ ﺍﻟﻘﻌﺪﺓ ١٤٢٣ﻫـ -ﻳﻨﺎﻳﺮ ٢٠٠٣ﻡ
٢٠١
ﺍﻟﻈﻬﲑ ﺍﳌﺎﺋﻲ ﻭﺍﳊﺠﻢ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ – ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ
اﻗﱰﺣﻨﺎ أن ﺗﻜﻮن ﻫﺬه اﳌﻌﺎﻳﲑ اﻟﺘﻜﻠﻔﺔ اﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ
ﻟﻪ إﻻ ﻣﺜـﺎﻻً واﺣﺪاً ﻫﻮ دراﺳﺔ اﺳﺤﻖ وﺧﺮارﺟﻴﺎن
ﻻﺳﺘﺨﻼص و إﻳﺼﺎل اﳌﺎء إﻟﻰ اﳌﺪﻳﻨﺔ .ﻓﺈذا أردﻧﺎ
) . ( Ishaq and Khararjian , ١٩٨٨وﻫﻨﺎك
أن ﻧﺄﺧﺬ ﰲ اﳊﺴﺒﺎن اﻻﻋﺘﺒﺎرات اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ
ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت ﺣﻮل ﻣﺼﺎدر اﳌﻴﺎه ﻟﻸﻏﺮاض
واﻷﻣﻨﻴﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﰲ اﻹﻣﻜﺎن ﺗﻮﺳﻌﺔ اﻟﻈﻬﲑ اﳌﺎﺋﻲ
اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ واﻟﺰراﻋﻴﺔ ﰲ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ اﳉﺎﻓﺔ وﺷﺒﻪ اﳉﺎﻓﺔ
ﻟﻠﻤﺪن اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ .وﺑﺼﻮرة ﻋﺎﻣﺔ ﳝﻜﻦ ﲢﺪﻳﺪ ﻋﺪد
ﻣﺜﻞ دراﺳﺔ ﻛﻮف ) ( Ciuff, ١٩٨٩ودراﺳﺔ ﺑﻦ اﺷﺮ
ﻣﻦ اﻷﻇﻬﺮة اﳌﺎﺋﻴﺔ اﳌﺘﺤﻠﻘﺔ ﺣﻮل ﻛﻞ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﲣﺘﻠﻒ
وﺑﺮﻧﺰ ) (Ben–Asher and Prinz, ١٩٩٥ودراﺳﺔ
ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺘﻜﻠﻔــــــﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳــــﺔ
اﻟﻐﺮﻳﺎﻧﻲ ) ( AL-Ghariani, ١٩٩٧ودراﺳﺔ ﺟﻮدي
واﻻﻋﺘﺒﺎرات اﻷﻣﻨﻴﺔ واﻟﺒﻴﺌﻴﺔ وﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ اﳌﻌﺎﻳﲑ
وﻓﻮك )( Joudi and Fok, ١٩٩٩ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺎت
واﻷﺳﺲ اﻟﺘﻲ ﻧﻀﻌﻬﺎ .وﻫﺬه اﻷﻇﻬﺮة ﺗﻘﺪم ﻛﺒﺪاﺋﻞ
ﻻﺑﺪ وأﻧﻬﺎ ﺳﺘﻜﻮن ذات ﻓﺎﺋﺪة ﰲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل
ﻟﺼﻨﺎع اﻟﻘﺮار ﳌﻘﺎرﻧﺘﻬﺎ ﺑﺎﳊﻠﻮل ﻏﲑ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ
ﻷﻧﻬــــﺎ أﺟﺮﻳﺖ ﻋﻠﻰ أﻗﺎﻟﻴــــﻢ ﻗﻠﻴﻠﺔ اﻟﺘﺴﺎﻗﻂ .و
واﲣﺎذ ﻣﺎ ﻳﻠﺰم ﻣﻦ ﻗـــﺮارات ﺳﺘﻜﻮن -ﺑﻄﺒﻴﻌـﺔ
ﻣﻤﺎ ﻳﻼﺣﻆ ﻋﻠﻰ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ
اﳊﺎل -ﺻﻌﺒﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺳﺘﺒﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺧﻴﺎرات
اﳌﻴﺎه اﳉﻮﻓﻴﺔ واﻟﺴﻄﺤﻴﺔ ﰲ اﳌﻤﻠﻜﺔ ،ﺗﺮﻛﻴﺰﻫﺎ ﻋﻠﻰ
ذوات ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻗﻴﺴﺖ ﺑﻮﺣﺪات ﳐﺘﻠﻔﺔ .وﻣﻊ
ﺗﻘﻴﻴﻢ إﻣﻜﺎﻧﺎت أﺣﻮاض اﻷودﻳﺔ اﻟﻜﺒﲑة ﻟﻸﻏﺮاض
ﺻﻌﻮﺑﺘﻬﺎ إﻻ أﻧﻬﺎ ﻣﻠﺰﻣﺔ ﻷن أي إدارة ﻣﺎﺋﻴﺔ ﻧﺎﺟﺤﺔ
اﻟﺰراﻋﻴﺔ .وﻫﺬا ،ﻋﻮﺿﺎً ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﳜﺪم اﻟﺰراﻋﺔ
ﰲ أي دوﻟﺔ اﺳﺘﺤﻜﻤﺖ ﻓﻴﻬﺎ اﻷزﻣﺔ اﳌﺎﺋﻴﺔ ،ﻻﺑﺪ
وﻟﻴﺲ اﳌﺪن ،ﻻﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻣﻔﻬﻮم اﳊﺼﺎد اﻟﺬي
وأن ﺗﺄﺧﺬ ﻛﻞ ﻫﺬه اﻟﻈﺮوف و اﻻﻋﺘﺒﺎرات ﰲ
ﻳﻌﻨﻲ ﲡﻤﻴﻊ اﳌﻴﺎه ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺼﺎدرﻫﺎ ﻛﺒﲑة ﻛﺎﻧﺖ
اﳊﺴﺒﺎن .
أم ﺻﻐﲑة ﲟﺎ ﰲ ذﻟﻚ اﳌﺪن ﻧﻔﺴﻬﺎ.
وﳝﻜﻦ أن ﺗﺘﻢ دراﺳﺔ إﻣﻜﺎﻧﺎت اﻟﻈﻬﲑ اﳌﺎﺋﻲ
إن ﻓﻜﺮة ﺣﺼﺎد اﳌﻴﺎه ﻗﺪ ﺛﺒﺘﺖ ﻓﻌﺎﻟﻴﺘﻬﺎ
ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺛﻼث ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت -:ﻣﺴﺘﻮى
ﻧﻈﺮﻳﺎً وﻋﻤﻠﻴﺎً ﰲ أﻣﺎﻛﻦ ﻛـــﺜﲑة ﺟﺪاً ﻣﻦ اﻟﻌﺎﱂ.
اﳌﻴﺎه اﳉﻮﻓﻴﺔ وﻣﺴﺘﻮى اﳌﻴﺎه اﳉﻮﻓﻴﺔ واﳉﺮﻳﺎن
واﻟﻔﻜﺮة ﻏﲑ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﲟﻨﺎﺧﺎت ﻣﻌﻴﻨﺔ إذا أﻧﻬﺎ ﺻﺎﳊﺔ
اﻟﺴﻄﺤﻲ وﻣﺴﺘﻮى اﳌﻴﺎه اﳉﻮﻓﻴﺔ واﳉﺮﻳﺎن اﻟﺴﻄﺤﻲ
ﻟﻠﺘﻄﺒﻴﻖ ﰲ ﻛﻞ اﳌﻨﺎﺧﺎت ﲟﺎ ﰲ ذﻟﻚ اﳌﻨﺎﺧﺎت
واﻷﻣﻄﺎر .واﳌﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺗﺼﺎﻋﺪﻳﺎً
اﳉﺎﻓﺔ وﺷﺒﻪ اﳉﺎﻓﺔ ).( Ciuff , ١٩٨٩ , p. ١٤٩
ﺣﺴﺐ اﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ ،ﻓﺎﳌﺴﺘﻮى اﻟﺜﺎﻟﺚ أﻛﺜﺮﻫﺎ
وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ وﺟﻮد ﲡﺎرب ﻧﺎﺟﺤﺔ ﳊﺼﺎد اﳌﻴﺎه ﻣﻦ
ﺷﻤﻮﻟﻴﺔ إذ أﻧﻪ ﻳﺘﻀﻤﻦ دراﺳﺔ اﳌﻴﺎه ﰲ ﺻﻮرﻫﺎ
ﻛﻤﻴﺎت ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ اﻷﻣﻄﺎر ،إﻻ أﻧﻪ ﻳﻮﺟﺪ ﺷﺒﻪ
اﻟﺜﻼث اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻷرض .وﻗﺪ
إﺟﻤﺎع ﻋﻠﻰ أﻻ ﺗﻘﻞ ﻛﻤﻴﺔ اﻷﻣﻄﺎر اﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ﻋﻦ ٥٠
أﺟﺮﺗﻬﺎ
ﻣﻠﻢ ﻟﻜﻲ ﻳﻜﻮن اﳌﺸﺮوع اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎً ) Joudi and
اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻻﺳﺘﺸﺎرﻳﺔ واﻷﻓﺮاد ،اﳌﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﺜﻼﺛﺔ
.( Fok ,١٩٩٩, p. ٤٨٥وﻣﻌﻈﻢ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﳌﻤﻠﻜﺔ
ﺑﺪرﺟﺎت ﻣﺘﻔﺎوﺗﻪ ،ﻓﻤﻌﻈﻢ اﻹﻫﺘﻤﺎم اﻧﺼﺐ ﻋﻠﻰ
ﻳﺴﻘﻂ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﳌﺘﻮﺳﻂ أﻣﻄﺎر ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﻫﺬه
اﳌﻴﺎه اﳉﻮﻓﻴﺔ واﳉﺮﻳﺎن اﻟﺴﻄﺤﻲ .أﻣﺎ ﻣﻴﺎه اﻷﻣﻄﺎر
اﻟﻜﻤﻴﺔ .وﻗﺪ وﺟـــﺪ اﺳﺤــــــﻖ وﺧﺮارﺟﻴﺎن ﻣﻦ
ﻛﻤﺼﺪر ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﻣﺼﺎدر اﳌﻴﺎه ﰲ اﳌﻤﻠﻜﺔ ﻓﻠﻢ ﳒﺪ
دراﺳﺘﻬﻤﺎ ﳊﻮض اﻟﺴﻼﻣﺔ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻈﻬﺮان ﰲ
ﺗﻨﺎوﻟﺖ
٢٠٢
اﻟﺪراﺳﺎت
واﻷﲝﺎث
اﻟﺘﻲ
ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﱰﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ
ﺩ .ﳏﻤﺪ ﻣﺼﻠﺢ ﺍﻟﺜﻤﺎﱄ
ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﳌﻠﻚ ﻓﻬﺪ ﻟﻠﺒﱰول و اﳌﻌﺎدن و ﳎﻤﻊ
ﲢﺘﺎج إﻟﻰ ﻇﻬﲑ ﻣﺴﺎﺣﺘﻪ ٤٠٠٠ﻛﻴﻠﻮا ﻣﱰ
ﺷﺮﻛﺔ أراﻣﻜﻮ اﻟﺴﻜﻨﻲ ،أﻧﻪ ﰲ اﻹﻣﻜﺎن اﳊﺼﻮل
ﻣﺮﺑﻊ..اﻟﺦ.
ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﳉﺮﻳﺎن اﻟﺴﻄﺤﻲ ﻋﻠﻰ ٢٢١٧٠ﻣﱰ
إن ﺣﺼﺎد ﻣﻴـــــﺎه اﻷﻣﻄﺎر وﻣﻴﺎه اﳉﺮﻳﺎن
ﻣﻜﻌﺐ ﻣﻦ اﳌﺎء ﺳﻨﻮﻳﺎً ﻣﻦ ﻫﺬا اﳊﻮض ﻓﻘﻂ ،ﲟﻌﺪل
اﻟﺴﻄﺤﻲ واﳌﻴﺎه اﳉﻮﻓﻴﺔ ﲤﺜﻞ ﻓﺮﺻﺎً ﻛﺎﻣﻨﺔ ﳌﺼﺎدر
١٢٢ﻣﱰ ﻣﻜﻌﺐ ﻟﻠﻬﻜﺘﺎر أي ﺣﻮاﻟﻲ ١٢٢٠٠ﻣﱰ
ﻣﻴﺎه ﻣﺘﺠﺪدة ﻟﻠﺪول اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺷﺢ ﰲ اﳌﻴﺎه
ﻣﻜﻌﺐ ﻟﻠﻜﻴﻠﻮ ﻣﱰ اﳌﺮﺑﻊ اﻟﻮاﺣﺪ Ishaq and
ﻛﺎﳌﻤﻠﻜﺔ .ﻏﲑ أن ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻫﺬه اﻟﻔﺮص إﻟﻰ ﺣﻘﺎﺋﻖ
) .( Khararjian , ١٩٨٨ , p. ١٢٢٨وﰲ دراﺳﺔ
واﻗﻌﺔ ﻳﺴﺘﻠﺰم اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ اﳉﻬﺪ .ﻓﺄي ﻧﻈﺎم ﳊﺼﺎد
ﳌﺪﻳﻨﺔ ﻃﺮاﺑﻠــﺲ ﰲ ﻟﻴﺒﻴﺎ وﺟـــــﺪ اﻟﻐﺮﻳﺎﻧﻲ أﻧﻪ ﰲ
اﳌﻴﺎه ﻳﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺮاﺣﻞ :اﻟﺘﺠﻤﻴﻊ واﻟﻨﻘﻞ
اﻹﻣﻜﺎن ﺗﺰوﻳﺪ ﻛﻞ أﺳﺮة ﰲ اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﺒﺎﻟﻎ ﻋﺪد
واﳋﺰن .واﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﳌﺘﻮﻓﺮة واﳌﻄﺒﻘﺔ ﰲ دول ﻛﺜﲑة
ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﻣﻠﻴﻮن ورﺑﻊ اﳌﻠﻴﻮن ﻧﺴﻤﺔ ﺳﻨﺔ ١٩٩٥ﺑـ
ﻣﻦ اﻟﻌﺎﱂ ﺗﻜﺎد ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﲡﻤﻴﻊ ﻣﻴﺎه اﻷﻣﻄﺎر ﻣﻦ
٦١ﻣﱰ ﻣﻜﻌﺐ ﻣﻦ اﳌﻴﺎه ﻣﻦ ٧٩,٥ﻛﻴﻠﻮﻣﱰ ﻣﺮﺑﻊ
ﻗﺒﻞ اﻟﺴﻜﺎن ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺣﺎت ﺻﻐﲑة ﻛﺄﺳﻄﺢ وأﻓﻨﻴﺔ
ﲤﺜﻞ ﻣﺴﺎﺣﺔ اﳌﺪﻳﻨﺔ و ٢٨٦ﻣﻠﻢ ﲤﺜﻞ ﻣﺘﻮﺳﻂ
اﳌﻨﺎزل ﻟﻐﺮض اﻻﺳﺘﻌﻤﺎل اﳌﻨﺰﻟﻲ .ﻟﻜﻦ أﺣﺪاً ﱂ
اﻷﻣﻄﺎر اﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ) AL-Ghariani , ١٩٩٧ , p. ٦٦
ﻳﻘﻞ ﺑﻌﺪم إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﺼﻤﻴﻢ أﻧﻈﻤﺔ ﺣﺼﺎد ﻟﻠﻤﻴﺎه
( .وﻳﻘﺪر ﻫﻮﺳﻤﺎن وأوﻟﺴﺜﻮرن أن ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺪد
ﺗﺘﻀﻤﻦ ﲡﻤﻴﻊ اﳌﻴﺎه ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺣﺎت أﻛﱪ وﺿﺨﻬﺎ
ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ١٠٠أﻟﻒ ﻧﺴﻤﺔ ﻳﺴﺘﻬﻠﻚ اﻟﻔﺮد ﻓﻴﻬﺎ ٢٠٠
ﳌﺴﺎﻓﺔ أﻃﻮل وﲣﺰﻳﻨﻬﺎ ﺑﻜﻤﻴﺎت أﻛﱪ ﻣﻦ اﳌﺸﺎرﻳﻊ
ﻟﱰ ﰲ اﻟﻴﻮم ﲢﺘﺎج إﻟﻰ ﺧﺰان ﻣﻴﺎه ﺟﻮﰲ ﻳﺘﻢ
اﻟﻔﺮدﻳﺔ اﻟﺼﻐﲑة .إﻧﻨﺎ ﻧﺪرك ﺑﻜﻞ ﺗﺄﻛﻴﺪ أن
ﺗﻐﺬﻳﺘﻪ ﻣﻦ ﺣﻮض ﻣﺎﺋﻲ ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟﺘﺴﺎﻗﻂ ،ﻣﺴﺎﺣﺘﻪ
اﻻﻧﺪﻓﺎع وراء ﻫﺬه اﻟﻔﻜﺮة ﻗﺪ ﻳﻜﻮن أﻣﺮاً ﻣﻔﺮﻃﺎً ﰲ
(
اﻟﺘﻔﺎؤل .ﻟﻜﻨﻨﺎ و ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻘﺪر ﻣﻦ اﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ،وﻋﻄﻔﺎً
) . Agnew and Anderson , ١٩٩٢ , p. ٢٠٨
ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺿﻊ اﳌﺎﺋﻲ اﳊﺮج ﰲ ﻣﺪن وﻗﺮى اﳌﻤﻠﻜﺔ
وﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﺈن ١٠٠ﻣﻠﻢ ﻣﻦ اﻷﻣﻄﺎر ﺳﻨﻮﻳﺎً ﺗﻌﻨﻲ
ﻧﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻓﻜﺮة ﺗﺴﺘﺤﻖ اﻻﺧﺘﺒﺎر واﻟﺘﺠﺮﻳﺐ
ﺳﻘﻮط ١٠٠أﻟﻒ ﻣﱰ ﻣﻜﻌﺐ ﻣﻦ اﳌﺎء ﻋﻠﻰ ﻛﻞ
ﻟﻸﺳﺒﺎب اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ-:
ﺗﱰاوح ﺑﲔ ٣٠إﻟﻰ ١٢٠ﻛﻴﻠﻮ ﻣﱰ ﻣﺮﺑﻊ
ﻛﻴﻠﻮ ﻣﱰ ﻣﺮﺑﻊ ،وﻟﻮ ﲤﻜﻨﺎ ﻣﻦ ﲡﻤﻴﻊ رﺑﻊ ﻫﺬه
-١أن ﻧﻘﻞ ﻣﻴﺎه اﻟﺒﺤﺮ اﳌﺤﻼة إﻟﻰ ﻣﺪن
اﻟﻜﻤﻴﺔ ﻣﺜﻼً ،ﻷﺻﺒﺤﺖ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﻌﺪد ٢٥٠ﻧﺴﻤﺔ
داﺧﻠﻴﺔ ﻳﺴﺘﻠﺰم داﺋﻤﺎً ﺿﺦ اﳌﻴﺎه ﰲ اﲡﺎه ﻣﻌﺎﻛﺲ
ﲟﻌﺪل ﻣﺎﺋﺔ ﻣﱰ ﻣﻜﻌﺐ ﻟﻠﻔﺮد ﰲ اﻟﺴﻨﺔ .وﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈن
ﻻﳓﺪار ﺳﻄﺢ اﻷرض .وﻫﺬه اﳊﻘﻴﻘﺔ ﻳﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ
ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺪد ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﻣﺎﺋﺔ أﻟﻒ ﻧﺴﻤﺔ ﺳﺘﺤﺘﺎج ﻟﻈﻬﲑ
أن اﻷﻣﻄﺎر ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﺗﻀﺎرﻳﺴﻴﺔ و أن اﳌﺪن
ﻣﺎﺋﻲ ﻣﺴﺎﺣﺘﻪ ٤٠٠ﻛﻴﻠﻮﻣﱰ ﻣﺮﺑﻊ ﻟﺘﺰوﻳﺪﻫﺎ ﲟﺎ
ﺗﻘﻊ ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺎت اﻷودﻳﺔ .ﻟﺬا ﻓﺈن ﺿﺦ اﳌﻴﺎه اﻟﺘﻲ
ﲢﺘﺎﺟﻪ ﻣﻦ اﳌﻴﺎه .وﻫﻜﺬا ،ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺒﻘﻴﺔ اﻷﺣﺠﺎم:
ﻳﺘﻢ ﲡﻤﻴﻌﻬﺎ ﻣﻦ اﻷﻣﻄﺎر أو ﻣﻦ اﳉﺮﻳﺎن اﻟﺴﻄﺤﻲ
ﻓﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﻨﺼﻒ ﻣﻠﻴﻮن ﻧﺴﻤﺔ ﲢﺘﺎج إﻟﻰ ﻇﻬﲑ ﻣﺎﺋﻲ
ﺳﺘﻜﻮن ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﻊ اﳓﺪار اﻟﺴﻄﺢ ،وﻫﺬا ﻋﺎﻣﻞ
ﻣﺴﺎﺣﺘﻪ ٢٠٠٠ﻛﻴﻠﻮﻣﱰ ﻣﺮﺑﻊ ،وﻣﺪﻳﻨﺔ اﳌﻠﻴﻮن ﻧﺴﻤﺔ
اﻗﺘﺼﺎدي ﻣﻬﻢ.
ﺍﻠﺪ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ – ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻷﻭﻝ – ﺫﻭ ﺍﻟﻘﻌﺪﺓ ١٤٢٣ﻫـ -ﻳﻨﺎﻳﺮ ٢٠٠٣ﻡ
٢٠٣
ﺍﻟﻈﻬﲑ ﺍﳌﺎﺋﻲ ﻭﺍﳊﺠﻢ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ – ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ
-٢أن ﻣﺴﺎﺣﺔ اﳌﻤﻠﻜﺔ ﻛﺒﲑة ﺟﺪاً واﳌﻨﺎﻃﻖ
ﻫﺬه اﳌﺼﺎدر .وﻻ ﺷﻚ أﻧﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻧﻌﻠﻢ أﻧﻪ ﰲ
اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ وﻣﺘﻔﺮﻗﺔ وﺧﺼﻮﺻﺎً ﰲ ﺳﻬﻮل ﺗﻬﺎﻣﺔ
اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻟﺘﻨﻤﻮي ﻟﻌﻼج اﳌﺸﻜﻼت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،أﺣﻜﻢ
ﻛﻤﺎ أن اﻟﻐﻄﺎء اﻟﻨﺒﺎﺗﻲ ﺿﻌﻴﻒ .وﻫﺬه اﻟﻌﻮاﻣﻞ
اﻟﺘﻮﺻﻴﺎت وأﳒﺢ اﳌﺸﺎرﻳﻊ واﻟﱪاﻣﺞ ﻣﺎ ﺑﻨﻲ ﻋﻠﻰ
ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ زﻳﺎدة ﻓﺮص اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ
ﻓﻬﻢ ﺻﺤﻴﺢ ﻟﺘﺄرﻳﺦ اﳌﺸﻜﻠﺔ وﺗﻄﻮرﻫﺎ وﻛﺎن ﻟﺼﻴﻘﺎً
ﲡﻤﻴﻊ ﻟﻠﻤﻴﺎه ﻣﻦ اﳌﻨﺤﺪرات اﳉﺒﻠﻴﺔ دون ﺿﺮر ﻛﺒﲑ
ﺑﺎﻟﺒﻴﺌﺔ اﳌﺤﻠﻴﺔ وﻧﺎﺑﻌﺎً ﻣﻨﻬﺎ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻻ ﻧﺮﻳﺪ أن
ﺑﺎﳊﻴﺎة اﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ واﳊﻴﻮاﻧﻴﺔ أو ﺑﺎﻟﺰراﻋﺔ.
ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻜﻼم أﻧﻨﺎ وﺟﺪﻧﺎ ﺣﻼً ﻷزﻣﺔ اﳌﻴﺎه
-٣أن اﻟﺘﻜﻠﻔﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﳉﻤﻊ وﲣﺰﻳﻦ ﻣﻴﺎه
ﰲ ﻣﺪن اﳌﻤﻠﻜﺔ .ﻓﻤﺎ ﻧﺪﻋﻴﻪ أﻧﻪ ﺗﻮﺟﺪ ﻧﺎﻓﺬة أﻣﻞ
اﻷﻣﻄﺎر واﳉﺮﻳﺎن اﻟﺴﻄﺤﻲ واﳌﻴﺎه اﳉﻮﻓﻴﺔ رﲟﺎ ﺗﺘﺄﺛﺮ
ﻟﻠﺨﺮوج ﻣﻦ أزﻣﺔ اﳌﻴﺎه أو اﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﻏﻼﺋﻬﺎ
إﳚﺎﺑﺎً ﲝﻘﻴﻘﺔ أﻧﻬﺎ ﻣﺸﺎرﻳﻊ أﻃﻮل ﻋﻤﺮاً ﻣﻦ ﻣﺸﺎرﻳﻊ
ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﲟﺼﺎدر ﻣﺎﺋﻴﺔ ﳏﻠﻴﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺒﻴﺌﺎت اﳌﺪن
اﻟﺘﺤﻠﻴﺔ.
اﳉﻐﺮاﻓﻴﺔ .ﻓﺈذا ﻣﺎ ﺗﻢ ﻟﻨﺎ ذﻟﻚ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻜﻮن ﻗﺪ
-٤أن اﻻﻋﺘﺒﺎرات اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ واﻷﻣﻨﻴﺔ
ﺗﻔﺎدﻳﻨﺎ إﺿﺎﻓﺔ ﻣﺮﻓـــــﻖ ﺟﺪﻳﺪ إﻟﻰ ﻗﺎﺋﻤﺔ اﳌﺮاﻓﻖ
ﺗﺮﺟﺢ ﻛﻔﺔ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎدر اﳌﻴﺎه اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ
واﻟﻘﻄﺎﻋﺎت أﺣﺎدﻳﺔ اﳌﺼــﺪر ،وإﻻ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻜﻮن ﻗﺪ
ﺣﺘﻰ ﻟﻮ زادت ﺗﻜﻠﻔﺔ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻠﻔﺔ
ﺣﺮرﻧﺎ أﻧﻔﺴﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺬﻧﺐ ﻋﺪم اﳌﺤﺎوﻟﺔ.
ﻣﻴﺎه اﻟﺒﺤﺮ.
ﺗﻘﻮم ﻓﻜﺮة ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ و ﺗﺼﻮرﻫﺎ ﳊﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﳌﻴﺎه ﰲ اﳌﻤﻠﻜﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن اﳌﺪﻳﻨﺔ ﺗﻨﺸﺄ
وﺗﻨﻤﻮ وﻳﺘﻘﺮر ﺣﺠﻤﻬﺎ وﻓﻘﺎً ﻹﻣﻜﺎﻧﺎت ﻣﺎ ﺳﻤﻴﻨﺎه
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻮاﺟﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴـــــﺔ ﰲ أي دوﻟﺔ
ﻇﻬﲑﻫﺎ اﳌﺎﺋﻲ ،وﻫﻮ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﳌﺤﻴﻄﺔ ﺑﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﳝﻜﻦ
ﻋﻘﺒﺔ ﻛﺄداء ﻛﻌﻘﺒﺔ ﻧﻘﺺ اﳌﻴﺎه ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻮاﺟﺐ ﻋﺪم
أن ﲤﺪﻫﺎ ﺑﺎﳌﻴﺎه وﻓﻖ ﻣﻌﺎﻳﲑ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ .وﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈن
ادﺧﺎر أي ﳎﻬﻮد ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎن ﻗﻠﻴﻼً أو ﺻﺮف اﻟﻨﻈﺮ
ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ اﳌﺸﻜﻠﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﻧﻬﺎ ﳎﺮد زﻳﺎدة
ﻋﻦ أي ﻓﻜﺮة ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻏﺮﻳﺒــــــﺔ .وﻋﻠﻰ ﻫﺬا
اﳌﻄﻠﻮب ﻣﻦ اﳌﺎء ﻋﻠﻰ اﳌﻌﺮوض ﻣﻨﻪ ﻛﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﺰﻳﺎدة
اﻷﺳﺎس ﻗﻤﻨﺎ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ ﺑﺎﺳﺘﻘﺮاء أﺻﻞ
ﻋﺪد ﺳﻜﺎن اﳌﺪن وﻣﻌﺪل اﻻﺳﺘﻬﻼك ،ﻳﻌﺪ ﺗﺒﺴﻴﻄﺎً
ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻧﻘﺺ اﳌﻴﺎه ﰲ ﻣﺪن اﳌﻤﻠﻜﺔ وﺗﺘﺒﻊ ﻣﺴﺎرﻫﺎ
ﻟﻸﻣﻮر ورﲟﺎ ﺗﻔﻮﻳﺘﺎً ﻟﻔﺮﺻﺔ ﻣﻤﻜﻨﺔ ﻟﻠﻌﻼج .ﻓﺰﻳﺎدة
ﻣﻦ ﻣﻨﻈـﻮر ﺟﻐـــــﺮاﰲ )ﺑﻴﺌﻲ وﻣﻜﺎﻧــــﻲ( وﻣﻦ ﺛﻢ
ﻋﺪد ﺳﻜﺎن اﳌﺪن و ﻣﻌﺪل اﻻﺳﺘﻬﻼك ﻻ ﳚﺐ
اﻟﺘﻮﺻﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﻫﺬا اﻟﺘﺸﺨﻴﺺ.
أﺧﺬﻫﻤﺎ ﻛﻤﺴﻠﻤﺘﺎن ،ﻷﻧﻬﻤﺎ ﻣﻊ ﻛﻮﻧﻬﻤﺎ ﺟﺰء ﻣﻦ
وﺟﺎء اﺳﺘﻘﺮاؤﻧﺎ ﻟﻠﻤﺸﻜﻠﺔ ﺑﻬﺬه اﻟﺼﻮرة واﻟﺒﺤﺚ
اﳌﺸﻜﻠﺔ ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮﻧﺎن ﺟﺰءاً ﻣﻦ اﳊﻞ أﻳﻀﺎً .ﻓﻤﻌﺪل
ﻋﻦ ﻋﻼج ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﺬا اﳌﻨﻄﻠﻖ إدراﻛﺎً ﻣﻨﺎ ﻷﻫﻤﻴﺘﻪ
اﺳﺘﻬﻼك اﻟﻔﺮد ﻣﻦ اﳌﺎء وﻧﺴﺒﺔ اﻟﻬﺪر ﰲ اﻟﺸﺒﻜﺔ
ﻣﻊ ﻋﺪم اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ اﻟﺬﻳﻦ
واﻻﺳﺘﻨﺰاف اﳉﺎﺋﺮ ﻟﻠﻤﻮارد اﳌﺤﻠﻴﺔ ،ﻳﺰداد ﻋﻤﻠﻴﺎً
اﻧﺴﺎﻗﻮا وراء اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺼﺎدر ﺟﺪﻳﺪة ﻟﺘﺰوﻳﺪ
ﺑﺰﻳﺎدة ﺣﺠﻢ اﳌﺪﻳﻨﺔ .ﻟﻜﻦ اﻷﺛﺮ اﻷﻛﱪ ﻟﺘﻀﺨﻢ
اﳌﺪن ﺑﺎﳌﻴﺎه ،دون إﺣﺎﻃﺔٍ ﺑﺘﻔﺼﻴﻼت أﺻﻞ اﳌﺸﻜﻠﺔ
أﺣﺠﺎم اﳌﺪن ﻫﻮ ﺗﻔﻮﻳﺖ ﻓﺮﺻﺔ اﺳﺘﻐﻼل اﳌﻮارد
وﺗﻄﻮرﻫﺎ وإدراكٍ ﳌﺤﺬورات ﺗﻨﺎﻣﻲ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ
اﳌﺎﺋﻴﺔ اﳌﺘﻨﺎﺛﺮة ﻋﻠﻰ أرﺟﺎء اﻟﺪوﻟﺔ ،ﺑﺴﺒﺐ اﺑﺘﻌﺎد
٢٠٤
ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﱰﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ
ﺩ .ﳏﻤﺪ ﻣﺼﻠﺢ ﺍﻟﺜﻤﺎﱄ
ﺗﻮزﻳﻊ أﺣﺠﺎم اﳌﺪن ﻋﻦ ﺗﻮزﻳﻊ اﻹﻣﻜﺎﻧﺎت اﳌﺎﺋﻴﺔ
وأﻫﺪاف .وﻣﺎدﻣﻨﺎ ﻧﻌﻠﻢ أن اﳌﻬﻤﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺴﺘﺤﻴﻠﺔ،
ﻷﻇﻬﺮﺗﻬﺎ .ﻓﻠﻮ ﻛﺎن اﻟﺘﻮزﻳــــﻊ اﳊﺠﻤﻲ ﻟﻠﻤﺪن
ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮة اﻟﺒﺤﺚ وﻋﺪم اﺳﺘﻌﺠﺎل اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ .ﻟﻘﺪ
ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻃﺮدﻳﺎً ﻣﻊ ﺗﻮزﻳﻊ اﻹﻣﻜﺎﻧﺎت اﳌﺎﺋﻴﺔ اﳌﺠﺎورة
ﻗﺎﻣﺖ ﰲ اﳌﻤﻠﻜﺔ ﻣﺪن ﻛﺒﲑة وﺳﻂ اﻟﺼﺤﺮاء ،ﻓﻼ
ﻟﻬﺎ -ﻋﻠﻰ ﺿﻌﻔﻬﺎ -ﻟﻜﺎﻧﺖ اﻷزﻣﺔ اﳌﺎﺋﻴﺔ اﳊﺎﻟﻴﺔ
ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﺴﺘﻤﺮ ﰲ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﻮارد ﻣﺎﺋﻴﺔ
أﻗﻞ ﺣﺪة ﻣﻤﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ.
ﻧﺎﺿﺒﺔ أو ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﲟﻮارد دﺧﻞ ﻧﺎﺿﺒﺔ ،دون أن
وﺑﻨﺎءً ﻋﻠﻴﻪ ،ﻧﻘﱰح ﰲ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ ﺑﺬل اﳉﻬﺪ ﻟﻠﺘﻘﺮﻳﺐ ﺑﲔ اﻟﺘﻮزﻳﻌﲔ :اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﳊﺠﻤﻲ
ﻧﺒﺬل ﻗﺼﺎرى ﺟﻬﺪﻧﺎ ﻟﺘﺄﻣﲔ اﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ وﺛﺒﺎت ﻫﺬا اﳌﺮﻓﻖ اﳊﻴﻮي اﻟﻬﺎم
ﻟﻠﻤﺪن وﺗﻮزﻳﻊ اﳌﺼﺎدر اﳌﺎﺋﻴﺔ وذﻟﻚ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ إﻋﺎدة ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﺴﻜﺎن وﺗﺮﻛﻴﺰ اﳌﺼﺎدر .ﻓﺄﻣﺎ إﻋﺎدة ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﺴﻜﺎن ﻓﻜﺎن وﻻﻳﺰال ﻣﻮﺿﻮع ﲝﺚ ﰲ اﻵداب اﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑﺎﳌﺪﻳﻨﺔ ،وﻗﺪ آﺛﺮﻧﺎ ﻋﺪم اﳋﻮض
-١ﺟﺮﻳﺪة اﻟﻮﻃﻦ ،اﻟﻌﺪد ١٧٣ﰲ ٢٦ذي اﳊﺠﺔ ١٤٢١ﻫـ.
ﻓﻴﻪ ﺑﺘﻮﺳﻊ .ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﺎﻗﺸﻨﺎ ﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ أﻃﺮوﺣﺔ
-٢ﺗﺘﻔﺎوت ﻛﻤﻴﺔ اﻷﻣﻄﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻘﻂ ﻋﻠﻰ أرض
اﳊﺠﻢ اﻷﻣﺜﻞ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ،وﺑﻴﻨﺎ أن ﺟﻞ اﻟﺒﺤﺚ
اﳌﻤﻠﻜﺔ ﻣﻦ ﻣﻜﺎن إﻟﻰ آﺧﺮ .وﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﲢﻈﻰ
اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﺣﻮل ﻫﺬا اﳌﻮﺿﻮع أﺳﻘﻂ اﻟﻌﻮاﻣﻞ
اﳌﻨﺎﻃﻖ اﳉﺒﻠﻴﺔ ﰲ ﺟﻨﻮب ﻏﺮب اﳌﻤﻠﻜﺔ وﻏﺮﺑﻬﺎ
اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻣﻦ ﲢﻠﻴﻼﺗﻪ ﻷﺳﺒﺎب ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ .وﻗﺪ ﺗﺮﺗﺐ
ﺑﻜﻤﻴﺎت أﻛﱪ ﻣﻦ اﻷﻣﻄﺎر ﻣﻦ ﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ
ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﳋﺮوج ﺑﻨﺘﺎﺋﺞ ﻏﲑ ﻣﻨﻄﺒﻘﺔ واﻗﻌﻴﺎً وﻏﲑ
اﳌﻨﺎﻃﻖ .ﻓﻔﻲ أﺑﻬﺎ ﻳﻘﺪر اﳌﻌﺪل اﻟﺴﻨﻮي ﺑـ
ﻣﻼﺋﻤﺔ ﲣﻄﻴﻄﻴﺎً .وأﻣﺎ ﺗﺮﻛﻴﺰ اﳌﻮارد اﳌﺎﺋﻴﺔ ،ﻓﻴﻌﻨﻲ
٣١١ﻣﻢ ﰲ اﻟﺴﻨﺔ ،ﺛﻢ ﺗﺘﻨﺎﻗﺺ اﻟﻜﻤﻴﺔ ﻛﻠﻤﺎ
ﺟﻤﻊ اﳌﻴﺎه ﻣﻦ ﻣﺼﺎدرﻫﺎ اﻟﺜﻼﺛﺔ :اﻷﻣﻄﺎر واﳉﺮﻳﺎن
اﲡﻬﻨﺎ ﺷﻤﺎﻻً ﻟﺘﺼﻞ إﻟﻰ ١٥٠ﻣﻢ ﰲ اﻟﻄﺎﺋﻒ.
اﻟﺴﻄﺤﻲ واﳌﺨﺰون اﳉﻮﰲ ،ﻋﻠﻰ ﳓﻮ ﻣﺎﻫﻮ ﻣﻄﺒﻖ
أﻣﺎ ﺑﻘﻴﺔ اﳌﻨﺎ ﻃﻖ ﻓﺘﱰاوح ﻣﻌﺪﻻﺗﻬﺎ اﻟﺴﻨﻮﻳﺔ
وﻳﺰداد اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﻪ ﰲ أﺟﺰاء ﻛﺜﲑة ﻣﻦ اﻟﻌﺎﱂ ،ﻣﻤﺎ
ﺑﲔ ٧٠إﻟﻰ ١٢٠ﻣﻢ( Internet , www. .
ﻳﻨﺪرج ﲢﺖ ﻣﺴﻤﻰ ﺣﺼﺎد اﳌﻴﺎه .وﻗﺪ اﻗﱰﺣﻨﺎ أن
) .Agrwat. Gov.saوﰲ دراﺳﺔ ﻟﺘﻮزﻳﻊ
إﻃﺎر
اﻷﻣﻄﺎر ﰲ اﳌﻤﻠﻜﺔ ﻗﺴﻢ ﺳﻨﺪل واﻟﺸﻴﺦ اﳌﻤﻠﻜﺔ
ﻓﻜﺮة اﻟﻈﻬﲑ اﳌﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﻨﺎﻫﺎ ﰲ ﻫﺬا
إﻟﻰ ﺳﺒﻌﺔ أﻗﺎﻟﻴﻢ ﻣﻄﺮﻳﺔ ﻫﻲ :إﻗﻠﻴﻢ اﻟﺴﻬﻞ
اﻟﺒﺤﺚ واﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻂ ﺑﲔ ﺣﺠﻢ اﳌﺪﻳﻨﺔ واﻹﻣﻜﺎﻧﺎت
اﻟﺴﺎﺣﻠﻲ اﻟﻐﺮﺑﻲ وﺗﱰاوح ﻛﻤﻴﺔ اﻷﻣﻄﺎر ﻓﻴﻪ ﺑﲔ
اﳌﺎﺋﻴﺔ اﳌﺠﺎورة ﻟﻬﺎ.
١٠٩ -٨٤ﻣﻢ ﰲ اﻟﺴﻨﺔ ،وإﻗﻠﻴﻢ اﳉﺒﺎل اﳉﻨﻮﺑﻴﺔ
ﻳﺘﻢ ﲝﺚ ﺳﺒﻞ اﻟﺘﻘﺮﻳﺐ ﺑﲔ اﻟﺘﻮزﻳﻌﲔ ﰲ
إن دراﺳﺘﻨﺎ ﻫﺬه ﳝﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن أﺳﺎﺳﺎً
اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ واﻟﺴﻔﻮح اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻬﺎ ،وﺗﱰاوح ﻛﻤﻴﺔ
ﻹﻃﺎر ﲝﺜﻲ ﻣﻮﺳﻊ ﻟﺪراﺳﺎت أﺧﺮى ﻫﻨﺪﺳﻴﺔ
اﻷﻣﻄﺎر ﻓﻴﻬﺎ ﺑﲔ ٥٥٣-٢١٣ﻣﻢ ﰲ اﻟﺴﻨﺔ،
واﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وﺑﻴﺌﻴﺔ .ﻓﺎﳌﺎء ﺳﻠﻌﺔ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﻬﻤﺔ
وإﻗﻠﻴﻢ اﳌﻨﺤﺪرات اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻟﻠﺠﺒﺎل اﳉﻨﻮﺑﻴﺔ
ﻳﻠﺰم ﻋﺪم ادﺧﺎر أي ﺟﻬﺪ ﻟﺘﺄﻣﻴﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺼﺎدر آﻣﻨﺔ
اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ،وﺗﱰاوح ﻛﻤﻴﺔ اﻷﻣﻄﺎر ﻓﻴﻬﺎ ﺑﲔ -٧٣
وﳏﻠﻴﺔ وﻣﺴﺘﺪاﻣﺔ وﻓﻖ ﻣﺎ ﻧﺮﺗﻀﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻳﲑ
١١٣ﻣﻢ ﰲ اﻟﺴﻨﺔ ،واﻹﻗﻠﻴﻢ اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ وﺗﱰاوح
ﺍﻠﺪ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ – ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻷﻭﻝ – ﺫﻭ ﺍﻟﻘﻌﺪﺓ ١٤٢٣ﻫـ -ﻳﻨﺎﻳﺮ ٢٠٠٣ﻡ
٢٠٥
ﺍﻟﻈﻬﲑ ﺍﳌﺎﺋﻲ ﻭﺍﳊﺠﻢ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ – ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ
ﻛﻤﻴﺔ اﻷﻣﻄﺎر ﻓﻴﻪ ﺑﲔ ٥٩-٢٨ﻣﻢ ﰲ اﻟﺴﻨﺔ ،
ﻋﺎم ٢٠٠٧م(Anderson and Agnew , .
وإﻗﻠﻴﻢ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻮﺳﻄﻰ ،وﺗﱰاوح ﻛﻤﻴﺔ اﻷﻣﻄﺎر
) .١٩٩٢ , ٢٠٨
ﻓﻴﻪ ﺑﲔ ١٢٢-٨٣ﻣﻢ ﰲ اﻟﺴﻨﺔ ،واﻹﻗﻠﻴﻢ
-٨ﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺼﻴﻼت ﺣﻮل أﻧﻈﻤﺔ ﺣﺼﺎد اﳌﻴﺎه
اﳉﻨﻮﺑﻲ ،وﺗﱰاوح ﻛﻤﻴﺔ اﻷﻣﻄﺎر ﻓﻴﻪ ﺑﲔ -٣٩
وﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺗﻬﺎ ﰲ أﳓﺎء ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﱂ ،أﻧﻈﺮ
٦٧ﻣﻢ ﰲ اﻟﺴﻨﺔ ،واﻹﻗﻠﻴﻢ اﻟﺸﺮﻗﻲ وﺗﱰاوح
أﺣﺪ اﳌﺮاﺟﻊ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
ﰲ
Gould and Nissen-Petersen , ١٩٩٩ + UN
ﻛﻤﻴﺔ
اﻷﻣﻄـﺎر
ﻓﻴﻪ
ﺑﲔ ٩١-٩٠ﻣﻢ
اﻟﺴﻨﺔ ( Sendil and AL-Shaikh , ١٩٨٦ ,
International Environmental
).٨٠٦ -٣اﻟﻨﺴﺐ اﳌﺌﻮﻳــــــﺔ ﺣﺴﺒﺖ ﻣﻦ اﻹﺣﺼﺎءات اﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﻤﺪن اﻟﺘﻲ ﻳﺒﻠﻎ ﻋﺪد ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﺧﻤﺴﺔ آﻻف ﻧﺴﻤﺔ أو أﻛﺜﺮ. -٤ﺗﻢ اﺳﺘﻨﺒﺎط ﻫﺬه اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ رﺳﻢ دواﺋﺮ ﺗﺸﻤﻞ ﲡﻤﻌـــــــﺎت اﳌﺪن ﰲ ﻫﺬه اﳌﻨﺎﻃﻖ ، وﺣﺴﺎب ﻣﺴﺎﺣﺎﺗﻬﺎ. -٥ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﻜﺴﻜﻮﺳﺘﻲ ﻣﻦ أﻛﱪ ﻣﺪن اﻟﻌﺎﱂ .وﻳﻘﺪر ﺟﺎﻟﻨﺘﻲ أن ﺗﻜﻠﻔﺔ ﺟﺎﻟﻮن اﳌﺎء ﻓﻴﻬﺎ ﻳﺴﺎوي ﺗﻜﻠﻔﺔ ﺟﺎﻟﻮن اﻟﺒﻨﺰﻳﻦ ،ﺑﺴﺒﺐ ﺣﺎﺟﺘﻬﺎ ﻟﻀﺦ اﳌﺎء ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻓﺎت ﺑﻌﻴﺪة وﻣﻨﺨﻔﻀﺔ ﻋﻦ ﻣﺴﺘﻮى ﺳﻄﺢ اﳌﺪﻳﻨﺔ ) .( Galantay , ١٩٨٧ , ١٠٧ -٦ﻳﻘﺪر اﻟﻬﻴﺘﻲ واﳊﺪﻳﺜﻲ اﻟﻜﻤﻴﺔ ﺑـ ١٤٧ﻣﻠﻴﺎر ﻣـــﱰ ﻣﻜﻌــﺐ )اﻟﻬﻴﺘﻲ واﳊﺪﻳﺜﻲ٢٠٠٠ ،م ، ص.( ٢٦٣ -٧ﺗﻠﺒﻲ اﻟﺘﺤﻠﻴﺔ ﻧﺴﺒﺔ %٦٠ﻣﻦ اﻟﻄﻠﺐ ﻋﻠﻰ اﳌﻴﺎه اﻟﺒﻠﺪﻳـــــــــﺔ ﺳﻨﺔ ٢٠٠٠م ،وﺳـــــﻮف ﺗﺮﺗﻔﻊ ﻫﺬه اﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ %٧٠ﺳـــــﻨﺔ ٢٠٠١م ) .( Sahlawi ,١٩٩٩ , ٤١
ﻧﻘﻞ أﻧﺪرﺳﻮن وأﺟﻨﻴﻮ ﻋﻦ اﳌﻌﻬﺪ اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻟﻠﻤﻮارد ) ،( World Resource Inistituteأن اﳌﻤﻠﻜﺔ ﻗﺪ ﺗﺴﺘﻬﻠﻚ ﻣﻴﺎﻫﻬﺎ اﳉﻮﻓﻴﺔ اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﲝﻠﻮل
Technology Center , ١٩٩٨ + Keller ,
.١٩٨٢
اﻷﻧﺼﺎري ،ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺪوس ،ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻌﲔ اﻟﻌﺰﻳﺰﻳﺔ ﲜﺪة وﳌﺤﺎت ﻋﻦ ﻣﺼﺎدر اﳌﻴﺎه ﰲ اﳌﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ،إدارة اﻟﻌﲔ اﻟﻌﺰﻳﺰﻳﺔ ﲜﺪة ،ﺟﺪة ١٣٨٩ﻫـ. آل ﺳﻌﻮد ،ﳏﻤﺪ اﻟﻔﻴﺼﻞ " ،ﺳﺤﺐ ﺟﺒﺎل اﳉﻠﻴﺪ ﻛﻤﺼﺪر ﻣﻦ ﻣﺼﺎدر اﳌﻴﺎه اﻟﻌﺬﺑــــــــﺔ " أﲝﺎث ﻧﺪوة ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﺼﺎدر اﳌﻴﺎه واﺳﺘﻌﻤﺎﻻﺗﻬﺎ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﰲ اﻟﺮﻳﺎض ﰲ اﻟﻔﱰة ﻣﻦ ١٥ – ١٣ﺟﻤﺎدى اﻷوﻟﻰ ١٤٠٢ﻫـ ،اﳉﺰء اﻷول ،ص ،١٠٧ – ٦٨ وزارة اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ،اﻟﺮﻳﺎض ١٤٠٢ﻫـ. اﻟﺒﺎرودي ،ﳏﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ ،اﳌﻴﺰاﻧﻴﺔ اﳌﺎﺋﻴﺔ ﳊﻮض وادي ﻓﺎﻃﻤﺔ ،ﺳﻠﺴﻠﺔ رﺳﺎﺋﻞ ﺟﻐﺮاﻓﻴﺔ رﻗﻢ ،٨٨اﳉﻤﻌﻴﺔ اﳉﻐﺮاﻓﻴﺔ اﻟﻜﻮﻳﺘﻴﺔ ١٤٠٦ ،ﻫـ. اﻟﺜﻤﺎﻟﻲ ،ﳏﻤﺪ ﻣﺼﻠﺢ ،ﻣﻮاﻗـــــــــﻊ اﳌﺪن اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ،ﺳﻠﺴﻠﺔ رﺳﺎﺋﻞ ﺟﻐﺮاﻓﻴﺔ ،رﻗﻢ ، ١٨٦ اﳉﻤﻌﻴﺔ اﳉﻐﺮاﻓﻴﺔ اﻟﻜﻮﻳﺘﻴﺔ ١٤١٦ﻫـ. اﳋﺮﻳﻒ ،رﺷﻮد ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ،اﻟﺘﺤﻀﺮ ﰲ اﳌﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ -دراﺳﺔ ﰲ ﺗﻌﺮﻳﻒ اﳌﺪن وﺗﻮزﻳﻌﻬﺎ اﳊﺠﻤﻲ وﻣﻌﺪﻻت ﳕﻮﻫﺎ اﻟﺴﻜﺎﻧﻲ ،ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺒﺤﻮث ﺑﻜﻠﻴﺔ اﻵداب ﲜﺎﻣﻌﺔ اﳌﻠﻚ ﺳﻌﻮد ،رﻗﻢ . ٦٩ اﻟﺮﻳﺎض ١٤١٩ﻫـ.
٢٠٦
ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﱰﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ
ﺩ .ﳏﻤﺪ ﻣﺼﻠﺢ ﺍﻟﺜﻤﺎﱄ
اﻟﺴﺮﻳﺎﻧﻲ ،ﳏﻤﺪ ﳏﻤﻮد ،ﻣﻼﻣﺢ اﻟﺘﺤﻀﺮ ﰲ
دول ﳎﻠﺲ اﻟﺘﻌﺎون ﻟﺪول اﳋﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ " ،
اﳌﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ،ﻣﺮﻛﺰ ﲝﻮث اﻟﻌﻠﻮم
أﲝﺎث ﻣﺆﲤﺮ اﳋﻠﻴﺞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻟﻠﻤﻴﺎه اﳌﻨﻌﻘﺪ ﰲ ﻣﺴﻘﻂ
اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻣﻌﻬﺪ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ وأﺣﻴﺎء
ﺑﺴﻠﻄﻨﺔ ﻋﻤﺎن ﰲ اﻟﻔﱰة ﻣﻦ ١٣ – ٨ﻣﺎرس ١٩٩٧م
اﻟﱰاث اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ أم اﻟﻘﺮى ،ﲝﺚ رﻗﻢ
ص ،٣٢ – ١١ﻣﺴﻘﻂ١٩٩٧ ،م.
١٤١٢ ، ١٦ﻫـ.
ﻣﻜﻲ ،ﳏﻤﺪ ﺷﻮﻗﻲ ﺑﻦ إﺑﺮاﻫﻴﻢ " ،اﳌﺪن
اﻟﻔﻘﻲ ،إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻲ " ،ﺗﺮﺷﻴﺪ
اﻟﺼﻐﲑة أﻣﻞ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ -ﳓﻮ ﳕﻮ ﻣﺪﻧﻲ ﻣﺘﻮازن:
اﺳﺘﺨﺪاﻣﺎت اﳌﻴﺎه ﰲ اﻟﻘﻄﺎع اﳌﻨﺰﻟﻲ واﻟﺰراﻋﻲ
دراﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ " ،
واﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ﰲ اﳌﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ " ،أﲝﺎث
اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،اﳌﺠﻠﺪ اﻟﺜﺎﻣﻦ،
ﻣﺆﲤﺮ اﳋﻠﻴﺞ اﳋﺎﻣﺲ ﻟﻠﻤﻴﺎه اﳌﻨﻌﻘﺪ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ
اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﺜﻼﺛﻮن ص ١٩٨٨ ،٧٨-٣٤م.
اﻟﺪوﺣﺔ ﺑﺪوﻟﺔ ﻗﻄﺮ ﰲ اﻟﻔﱰة ﻣﻦ ٢٨ – ٢٤ﻣﺎرس
وزارة اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ،ﺧﻄﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ
٢٠٠١م ،اﳌﺠﻠﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ص .٣١١ – ٢٩٥
١٤٢٥/١٤٢٤-١٤٢١/١٤٢٠ﻫـ ،وزارة اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ،
اﻟﺪوﺣﺔ ٢٠٠١م.
اﻟﺮﻳﺎض ١٤١٩ﻫـ.
اﻟﻘﺒﺎﻧﻲ ،ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ،اﻟﺘﻮزﻳﻊ
وزارة اﻟﺰراﻋﺔ واﳌﻴﺎه ،أﻃﻠﺲ اﳌﻴﺎه .وزارة
اﳌﻜﺎﻧﻲ ﻟﻠﺴﻜﺎن واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﰲ اﳌﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
اﻟﺰراﻋﺔ واﳌﻴﺎه ،اﻟﺮﻳﺎض١٤٠٥ ،ﻫـ .وزارة اﻟﺸﺆون
اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ١٤١٣ – ١٣٩٤ﻫـ ،ﺳﻠﺴﻠﺔ ﲝﻮث
اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ واﻟﻘﺮوﻳﺔ ،اﻟﺘﻮزﻳﻌﺎت اﳌﻜﺎﻧﻴﺔ ﻹﺟﻤﺎﻟﻴﺎت
ﺟﻐﺮاﻓﻴﺔ رﻗﻢ ، ٣٧اﳉﻤﻌﻴﺔ اﳉﻐﺮاﻓﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ،
ﺗﻌﺪاد اﻟﺴﻜﺎن ﻟﻌﺎم ١٤١٣ﻫـ١٩٩٢/م ﻟﻠﻤﺴﻤﻴﺎت
اﻟﺮﻳﺎض ١٤٢٠ﻫـ.
اﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺰﻳــﺪ ﺣﺠﻤــــﻬﺎ ﻋﻦ ٢٤٠٠ﻧﺴﻤﺔ
اﻟﻘﻨﻴﺒﻂ ،ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﺪ " ،اﻷﻣﻦ اﳌﺎﺋﻲ ﰲ
) اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻷوﻟﻴﺔ ( ،اﻟﺮﻳﺎض ،د ت.
اﳌﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ " ،أﲝﺎث ﻣﺆﲤﺮ اﳋﻠﻴﺞ
اﻟﻬﻴﺌﺔ اﳌﺮﻛﺰﻳـﺔ ﻟﻠﺘﺨﻄـﻴﻂ ،ﺧﻄـﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴـﺔ
اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻟﻠﻤﻴﺎه اﳌﻨﻌﻘﺪة ﰲ ﻣﺴﻘﻂ ﺑﺴﻠﻄﻨﺔ ﻋﻤﺎن ﰲ
١٣٩٠ﻫـــ .اﻟﻬﻴﺌــﺔ اﳌﺮﻛﺰﻳــﺔ ﻟﻠﺘﺨﻄــﻴﻂ ،اﻟﺮﻳــﺎض
اﻟﻔﱰة ﻣﻦ ١٣ – ٨ﻣﺎرس ١٩٩٧م ،ص – ٧٧
١٣٩٠ﻫـ.
٨٧ﻣﺴﻘﻂ ١٩٩٧ ،م.
اﻟﻬﻴﺘــﻲ ،ﻧــﻮازد ﻋﺒــﺪ اﻟــﺮﺣﻤﻦ وﻋﺼــﺎم
اﳌﺴﻠﻢ ،ﺣﻤﻮد ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎن وﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ
ﻋﺒــﺪ اﳌﺠﻴــﺪ اﳊــﺪﻳﺜﻲ " ،أﻣﺜﻠﻴــﺔ اﺳــﺘﺨﺪام
ﻓﻮزان اﻟﻘﺮﺷﻲ " ،اﻻﺳﺘﻴﻄﺎن واﻟﻘﻮاﻋﺪ واﻷﺳﺲ
اﳌﻴـــﺎه ﰲ دول ﳎﻠـــﺲ اﻟﺘﻌـــﺎون اﳋﻠﻴﺠـــﻲ " ،
اﻟﺘﻲ ﲢﻜﻢ ﳕﻮ وﺗﻜﻮﻳﻦ اﻟﻬﺠﺮ " .ﲝﻮث اﳌﺆﲤﺮ
أﲝــﺎث ﻣــﺆﲤﺮ اﳋﻠــﻴﺞ اﳋــﺎﻣﺲ ﻟﻠﻤﻴــﺎه اﳌﻨﻌﻘــﺪ ﰲ
اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺎت واﳌﺠﻤﻌﺎت اﻟﻘﺮوﻳﺔ ،ص – ٤٥٧
اﻟﺪوﺣــﺔ ﺑﺪوﻟــﺔ ﻗﻄــﺮ ﰲ اﻟﻔــﱰة ﻣــﻦ ٢٨ – ٢٤
، ٤٨٤وزارة اﻟﺸﺆون اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ واﻟﻘﺮوﻳﺔ ،اﻟﺮﻳﺎض
ﻣــــﺎرس ٢٠٠١م ،اﳌﺠﻠــــﺪ اﻟﻌﺮﺑــــﻲ ،ص – ٢٦١
١٤٠٦ﻫـ.
، ٢٧٢اﻟﺪوﺣﺔ ٢٠٠١ ،م.
اﳌﻘﺮن ،ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ إﺑﺮاﻫﻴﻢ " ،اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﳌﺎﺋﻴﺔ وأﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﰲ ﲣﻄﻴﻂ وإدارة اﳌﻮارد اﳌﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﺍﻠﺪ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ – ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻷﻭﻝ – ﺫﻭ ﺍﻟﻘﻌﺪﺓ ١٤٢٣ﻫـ -ﻳﻨﺎﻳﺮ ٢٠٠٣ﻡ
٢٠٧
ﺍﻟﻈﻬﲑ ﺍﳌﺎﺋﻲ ﻭﺍﳊﺠﻢ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ – ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ
M. Al–Ankary and El–S. El–Bushra (eds.) , urban and rural profiles in
Agnew, Clive and Ewan Ander -
Saudi Arabia , pp. ١٥-٢٢. Gebruder
son , Water resources in the arid realm,
Borntraeger , Berlin , ١٩٨٩.
Rourlede , London ١٩٩٢.
Alonso, William, “ The economic
Al-Alawi, Jamil and Mohammed
of urban size ” Papers of the Region of
Abdulrazzak , “Water in Arabian
science Association “ vol. XXV١ , ١٩٧١ ,
Peninsula: Problems and perspectives
pp. ٦٨-٨٣.
”in Peter Rogers and Peter Lydon ,"
(eds.) Water in the Arab World :pers-
Future water supply and demand
pectives and prognoses, pp. ١٧١–٢٠٢.
Abdulaziz
Al-Turbak, projections
in
S
Arabia " ,
Saudi
in
Harvard University Press, USA , ١٩٩٤. AlGhariani , Saad A. , " Rain-
the Proceedings of the Fourth Gulf Water
Conference,
٩٣-١٠١,
pp.
Bahrain , ١٩٩٩.
as a
potential resource for urban areas ".
Al-Turbak , A.S. and K.H. , Al-Dhowalia.
water collection and utilization
“
Sustainable
water
The Proceeding of the ٢٧ the
International
th
congress of
Association
for
management for the Kingdom of
Hydraulic Research managing water:
Saudi Arabia ” in the Proceeding of
coping with Scarcity and abundance,
٥th
American Society of civil Engineers ,
the
WSTA,
Gulf
water
conference, Doha, ٢٠٠١, pp. ٧٥-٨٥. Jifta
Ben-Asher.
and
New York , ١٩٩٤.
Dieter
Al-Hathloul,
Saleh
,
and
Prinz.," Greenhouse roof top water
Narayanan Edadan “Urban prima-
harvesting " in Nicos X. Tsiourtis
cy in Saudi Arabia ” Ekistics , vol.
(ed.)
٣٨٢-٣٨٤
ment
Water under
Resources Drought
manageor
water
shortage conditions , pp ١٤٥- ١٥٢ – A.A. Balkema, Rotterdam, ١٩٩٥.
of
versus
decentralized
urbanization
in
٤٣-٤٧. Al–Kalifah , A. H. and W. P. Frisbie , “ The interdependence of
Brutzkus, Eliezer. , “ Centralized
January–Jane , ١٩٩٧, pp.
the core and periphery of the Saudi
Pattern
Arabian communities- A test of the
developing
ecological expansion theory ” in K.
ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﱰﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ
٢٠٨
ﳏﻤﺪ ﻣﺼﻠﺢ ﺍﻟﺜﻤﺎﱄ.ﺩ Farooq , Shaukat and Rasheed I.
countries: an attempt to elucidate
Al-layla , “ Study of water Trans-
guideline
portation to Saudi Arabia ” Journal of
Development and Cultural Change
water
vol. ٢٣, no. ٤, ١٩٧٥, pp. ٦٣٣-٦٥٢.
Resources
Planning
and
Management, Vol. ١١٣, No. ٣, ١٩٨٧, pp. ٣٩٢–٤٠٤.
principle
”
Economic
Capello, Roberta and Roberto Camagni , “ Beyond optimal city
Galantay, Ervin Y. , “ How big
size:
an
evaluation
of
alternative
should cities grow ? The concept of
urban
optimal size and its relevance to spatial
Studies vol. ٣٧ , no ٩ , ٢٠٠٠ , pp.
planning in developing countries ” In
١٤٧٩–١٤٩٩.
growth
patterns
”
Urban
Ervin Y. Galantay (ed.).The metropolis
Carter , Harold , The study of
in transition, Paragon House Pub-
urban geography , Edward Arnold
lishers, New York, ١٩٨٧.
, London , ١٩٧٦.
Gould, John and Erik Nissen– Petersen
,
Rainwater
catchments
,
Colombo Demeny
and
Bernard
max
,
Perutz
Paul (eds.)
systems for domestic supply, Inter-
Resources and population , Claren-
mediate Technology Publications ,
don Press , Oxford , ١٩٩٦.
London , ١٩٩٩. Gugler, zation
Josef. ,
Reconsidered
" Water
C.B.,
Cuiff, “Overurbani-
harvesting systems in arid lands " .
”
in the Proceeding of the Kuwait
Economic
Development and Cultural Change
sympo-sium
vol. ٣١, no. ١, ١٩٨٢, pp. ١٧٣-١٨٩.
technology
Henderson , Vernon , " General
arid
equilibrium modeling of systems of
١٩٨٧.
cities " , in E.S. Mills (ed.) Handbook of
zones.
on of
management
and
water resources
pp.
١٤٩–١٥٩.
in
Kuwait.
Falkenmark, Malinand Gunnar
Regional and urban economics vol. II
Lindh,
pp. ٩٢٧-٦٥٦. Elsevior Science Pub-
development ” in Peter Gleick (ed.)
lishers B.V. ١٩٨٧.
water in crisis: a guide to the world’s
Hobbs , John and Eric Woolmington , “ Water and urban decentra-
٢٠٩
fresh
“Water
water
and
resources,
economic
pp.
٨٠–٩١.
Oxford University Press, Oxford, ١٩٩٣. ﻡ٢٠٠٣ ﻳﻨﺎﻳﺮ- ﻫـ١٤٢٣ ﻠﺪ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ – ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻷﻭﻝ – ﺫﻭ ﺍﻟﻘﻌﺪﺓﺍ
ﺍﻟﻈﻬﲑ ﺍﳌﺎﺋﻲ ﻭﺍﳊﺠﻢ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ – ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ diversity
and
economic
growth”
lization
in
new
South
Wales
”
Journal of Economic Perspectives, Vol.
Australian Geographical Studies, vol.
١٢ , no ٢ , ١٩٩٨ , pp. ١٢٧–١٣٨.
٩, ١٩٧١. pp ٣٧-٤١.
Rai, J. A. , Strategy of Balanced
Ishaq,
Achi
M.
and
H
A.
regional development in Saudi Arabia”
Khararjian , ” Stormwater harvesting
In K.M. Al–Ankary and El-S El-Bushra
in the urban watersheds of arid zones “
(eds.) Urban and rural Profiles in Saudi
Water resources Bulletin, vol. ٢٤ no ٦
Arabia , pp. ٢٣-٣٠. Gebruder Born-
Dec. ١٩٨٨.
traeger , Berlin , ١٩٨٩.
Joudi, David N. and Yu–Si Fok ,
Sahlawi, Mohmmed Abdulaziz , " Sea
"Rain Water harvesting in arid regions
Saudi
", in the Proceedings of the Fourth
Arabia: economic review and demand
Gulf water conference, pp. ٤٧١–٤٨٩,
projections " , in The Proceedings of
Bahrain , ١٩٩٩.
water
desalination
the Forth Gulf
in
Water Conference,
pp.٣٧-٤٣ Bahrain , ١٩٩٩. Sendil, Uygur and Abdulmohsen
Keller ,
Kent
,
Rain
water
harvesting for domestic water supplies in
developing
countries,
WASH
A. Al-Shaikh , “ Regional frequency
working papar no. ٢٠, water and
analysis of rainfall for Saudi Arabia ”
Sanitation health project, Washington
in the proceedings of the International
DC. ١٩٨٢.
conference on water resources needs
Linn, Johannes , “ The Costs of
and planning in drought prone areas ,
urbanization in developing countries ”
Khartoun ١٦-١٨ December , ١٩٨٦.
Economic Development and Cultural
Shukri , I. M. , “ Municipal water management in Saudi Arabia ” in K.M.
Change Vol. ٣٠ no. ٣, ١٩٨٢, pp.‘٢٥ – ‘٨٤. Ministry
of
Agriculture
and
Al-Ankary and El-S El-Bushra (eds.)
water , Seven green spikes ، Ministry
Urban and rural profiles in Saudi
of Agriculture and water , ١٩٨٠.
Arabia , pp. ١٢١-١٢٦ , Gebruder Borntraeger , Berlin , ١٩٨٩. Tucker, R. , “ Water resources planning and engineering for the ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﱰﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ
Ministry of Planning , Second development plan ١٣٩٥–١٤٠٠, Ministry of Planning , ١٩٧٦. Quigley, John M. , “ Urban
٢١٠
ﳏﻤﺪ ﻣﺼﻠﺢ ﺍﻟﺜﻤﺎﱄ.ﺩ kingdom of Saudi Arabia ” in Seminar on development and uses of water resources , ٨-١٠ March ١٩٨٢. Ministry of planning pp. ١-١٢ . The World Bank , World Bank development report ١٩٩٩ / ٢٠٠١, The International Bank for Reconstruction and Development, Washington DC. ٢٠٠٠ United
Nations
International
Environmental Technology Center , Sourcebook of alternative technologies for freshwater augmentation in some Asian countries. United Nations. New York, ١٩٩٨. Wade, Neil M. , “ Distillation plant development and Cost update ” Desalination, Elsevier. www. elsevier. com / locate / desal ١٣٦ ‘ (٢٠٠١) ٣-١٢ Worster, Donald. , Rivers of empire , Pantheon Books , new York. ١٩٨٥.
٢١١
ﻡ٢٠٠٣ ﻳﻨﺎﻳﺮ- ﻫـ١٤٢٣ ﻠﺪ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ – ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻷﻭﻝ – ﺫﻭ ﺍﻟﻘﻌﺪﺓﺍ