ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ -٢٠ﺍﻟﻌﺩﺩ )٢٠٠٤ (٢+١
ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺤﻤﻭﺩ
ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺤل ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ
*
ﺍﻟﻤﻠﺨﺹ ﻴﺒﻴﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴـﺔ ﻭﺘﺭﺸـﻴﺩ
ﺍﺴﺘﻐﻼﻟﻬﺎ ،ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻤﺎﺌﻴﺔ ﻭﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻤﻌﻘـﺩﺓ ﺒـﻴﻥ ﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﻤﺎﺌﻲ ﻭﻤﺨﺘﻠﻑ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﻭﺴﻁ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ ،ﻭﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻬﻭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﺠﻭﻱ ﻤـﻥ
ﺍﻟﺘﻠﻭﺙ ،ﻭﺇﻅﻬﺎﺭ ﺍﻟﻌﻭﺍﻗﺏ ﺍﻟﻨﺎﺘﺠﺔ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺭﺒـﺔ ﻭﺼـﻴﺎﻨﺘﻬﺎ ﻻ ﻤﻜﺎﻨﻴﹰﺎ ﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ،ﻭﻗﺎﻋﺩﺓ ﻤﻬﻤﺔ ﻟﻺﻨﺘﺎﺝ ،ﻭﻤﺠﺎ ﹰ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻥ ،ﻭﻭﺴﻁ ﹰﺎ ﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺎﺌﻨﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺔ.
ﺃﻀﻑ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺤـﺭﻭﺏ ﻭﺴـﺒﺎﻕ ﺍﻟﺘﺴـﻠﺢ ﻭﻤﺨﺎﻁﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻨﻭﻭﻴﺔ.
ﻭﻴﺭﻤﻲ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺇﻟﻰ ﺘﺄﻜﻴﺩ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺨﻁـﻴﻁ ﻭﺍﻟﺘﻨﺒـﺅ ﻋﻠـﻰ
ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻭﺤﺩﺍﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ )ﺍﻷﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ( ﻤﻥ ﺃﺠـل ﺘﺤﺴـﻴﻥ ﺍﻟﺒﻴﺌـﺔ، ﻭﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ ،ﻭﺇﺩﺍﺭﺘﻬﺎ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺴﻠﻴﻤﺔ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌـﺔ ﻭﺨﻴـﺭ ﺍﻹﻨﺴـﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ ،ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺫﻟﻙ ﺠﺯﺀﹰﺍ ﻻ ﻴﺘﺠﺯﺃ ﻤﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺨﻁﻴﻁ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺼـﺤﻴﺢ،
ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻷﻥ ﺤل ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﻡ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﻋﻠﻡ ﻭﺍﺤﺩ ﻓﻘﻁ.
*ﻗﺴﻡ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ -ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ -ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ
١٦٣
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺤل ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ
ﻴﺫﻴل ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺒﺎﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﻤﺩﺕ ﻓﻲ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﺒﺤﺙ.
ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺙ : ﻟﻡ ﺘﻌﺩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ) ﺍﻻﻴﻜﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ( ،ﻤﺤﺼﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻥ ﻤﺤﺩﺩ ،وﺇﻨﻤﺎ ﻫـﻲ ﺍﻵﻥ ﻤﺸﻜﻼﺕ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﻻ ﺘﻌﺭﻑ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ـ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ،ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﻻ
ﺘﻌﺘﺭﻑ ﺒﻬﺎ ،ﻭﻤﻌﻅﻤﻬﺎ ﻤﺸﻜﻼﺕ ﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ) ﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ( ﻗﺒل ﻜل ﺸﻲﺀ ،ﺘـﺭﺘﺒﻁ ﺒﺎﻟﻤﻜـﺎﻥ
ﻭﺘﺼﺒﺢ ﻓﺎﻋﻠﺔ ﻭﻤﺘﻐﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ،ﺘﺘﺄﺜﺭ ﻭﺘﺅﺜﺭ ﻓﻲ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﻨﻅـﺎﻡ ﺍﻟﺒﻴﺌـﻲ ) ( Ecosystemﺍﻟﺠﺎﻤﺩﺓ ﻭﺍﻟﺤﻴﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﻜل ﻓﻲ ﻤﻌﻅﻤﻬﺎ ﻋﻨﺎﺼـﺭ ﺍﻟﻨﻅـﺎﻡ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓـﻲ
) ،(Geosystemﻭﺒﺸﻜل ﺨﺎﺹ اﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺩ ﺃﻫﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﻓﻲ ﻜﻼ ﺍﻟﻨﻅﺎﻤﻴﻥ ،ﺇﺫ ﺇﻥ ﺃﻭﺠﻪ ﺍﻟﺘﺸﺎﺒﻪ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻤﻴﻥ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﺠﺩﺍﹰ ،ﻭﻴﺭﻯ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭﻭﻥ ﺃﻥ ﻤﻔﻬﻭﻡ )( Geosystem ﺃﻜﺜﺭ ﺩﻗﺔ ﻤﻥ ﻤﻔﻬﻭﻡ ) .(١)( Ecosystemﻭﺭﻏﻡ ﺘﻨﺎﻤﻲ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺒﻤﺎ ﻓـﻲ
ﺫﻟﻙ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺒﺎﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻟﻡ ﻴﺼل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺩ ﺍﻟﻤﻘﺒﻭل ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ،ﻋﻠﻤﹰﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﺒﻜل ﺘﺄﻜﻴﺩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺤـل
ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻻﻴﻜﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻭﻫﻲ ﻤﺩﻋﻭﺓ ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨـﺏ ﺍﻟﻌﻠـﻭﻡ
ﺍﻷﺨﺭﻯ .ﻭﺃﻫﻤﻴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺘﺴﻠﻴﻁ ﺍﻟﻀﻭﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟـﺩﻭﺭ ﺍﻟـﺫﻱ ﻴﻤﻜـﻥ ﺃﻥ ﺘﺅﺩﻴـﻪ
ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻥ ﻭﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ.
ﺃﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻭﺃﺴﺴﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ :
ﻻ ﺘﻌﺩ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﻠﺘﺨﻁﻴﻁ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ،ﻭﻴﻌﺩ ﺍﻟﺘﺨﻁـﻴﻁ ﺍﻟﺒﻴﺌـﻲ ﻤﺠـﺎ ﹰ ﺘﻁﺒﻴﻘﻴﹰﺎ ﻟﻬﺎ ،ﺤﺘﻰ ﺘﻨﺠﺢ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺘﻌﻤﻴﻕ ﺃﺴﺴﻬﺎ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻔﻴـﺩﺓ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺠﺎﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻨﺒﺅ ﺒﻤﺴـﺘﻘﺒﻠﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﺘﺨﻁـﻴﻁ
)(١
ـ ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ،ﻨﺎﻅﻡ ﺃﻨﻴﺱ ﻋﻴﺴﻰ ،ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭﺍﻟﺘﻠﻭﺙ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ ٩٩ـ ،٢٠٠٠ﺹ .١٧
١٦٤
ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ -٢٠ﺍﻟﻌﺩﺩ )٢٠٠٤ (٢+١
ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺤﻤﻭﺩ
ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ
ﻹﺩﺍﺭﺘﻬﺎ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺯﻨﺔ ﺍﻵﻤﻨﺔ ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ) .(٢ﻭﺘﻭﻟﻲ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻌﺭﺽ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ،ﻭﺸﺩﺓ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﺘﻐﻴﺭ ﻭﺴﺭﻋﺘﻪ ﻭﻤﻘﻴﺎﺴﻪ ،ﻭﺩﺭﺍﺴﺔ ﻋﻭﺍﻗﺏ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ ﺍﻟﻤﺼﻁﻨﻊ ،ﻭﻤﻌﺭﻓﺔ ﻤﺼﺎﺩﺭ
ﺍﻟﻤﻠﻭﺜﺎﺕ ﻭﻨﻭﻋﻴﺘﻬﺎ ﻭﺘﺭﻜﻴﺒﻬﺎ ﻭﺍﻨﺘﻘﺎﻟﻬﺎ ،ﺨﺎﺼﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﻗﺩﻴﻤﺔ ﺠﺩﺍﹰ ،ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﺩﺍﺌﻤﹰﺎ ﻓﻲ ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺘﻌﺭﻀﺕ
ﻟﻠﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﺯﻤﻥ ﻭﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﺘﻌﻘﻴﺩﹰﺍ ﺒﺴﺒﺏ ﺘﺸﺎﺒﻜﻬﺎ ﻭﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﺘﺴـﺎﻋﻬﺎ ﻟﺘﺄﺨـﺫ ﻤﻘﻴﺎﺴﹰﺎ ﻋﺎﻟﻤﻴﹰﺎ )ﻜﻭﻨﻴﹰﺎ ( ،ﻭﻨﺘﺎﺌﺞ ﺫﻟﻙ ﺃﺜﺭﺕ ﺘﺄﺜﻴﺭﹰﺍ ﻤﺒﺎﺸﺭﹰﺍ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭ ﻓـﻲ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌـﺔ
ﻭﻓﻲ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ )ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺭﻭﺤﻴﺔ( ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ،ﻭﻤـﻥ ﻤﻅﺎﻫﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﺴﺘﻨﺯﺍﻑ ﺍﻟﻤـﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴـﺔ ،ﺘﻠـﻭﺙ ﺍﻟﺒﻴﺌـﺔ ،ﺍﻻﻨﻔﺠـﺎﺭ ﺍﻟﺩﻴﻤﻭﻏﺭﺍﻓﻲ ،ﺍﻟﺠﻭﻉ ﻭﺴﻭﺀ ﺍﻟﺘﻐﺫﻴﺔ ﻟﻠﻌﺩﺩ ﺍﻷﻜﺒﺭ ﻤﻥ ﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻭﻏﻴـﺭ ﺫﻟـﻙ ﻤـﻥ
ﺍﻟﻤﻅﺎﻫﺭ.
ﻭﺍﻟﺴﺅﺍل ﺍﻟﻤﻁﺭﻭﺡ ﻤﺎ ﻫﻭ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻭﻭﻅﻴﻔﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺤل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺸـﻜﻼﺕ ؟ ﺇﻥ
ﺍﻹﺠﺎﺒﺔ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﺅﺍل ﻟﻴﺴﺕ ﺒﺎﻟﺴﻬﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺘﻭﻗﻌﺔ ،ﻭﻟﻜﻥ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﺃﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟـﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻴﺠﺎﺩ ﺍﻟﺤﻠﻭل ﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﺭﻭﺘﻴﻨﻴـﺔ ﻭﺤـل ﺒﻌـﺽ
ﺍﻟﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ،ﻓـﺈﻥ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴـﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺤل ﺍﻟﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻭﺍﻷﻜﺜﺭ ﺇﻟﺤﺎﺤﺎﹰ ،ﻤﻥ ﺃﺠل ﺘﺤﻘﻴـﻕ ﺍﻟﺘـﻭﺍﺯﻥ ﺍﻟﺒﻴﺌـﻲ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ ،ﻭﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻥ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻥ ﻓﻲ ﺇﻁـﺎﺭ ﻨﻅـﺎﻡ
) ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ـ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ (.
ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺔ
ﻤﺘﻐﻴﺭﺓ ﺒﺎﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ،ﻭﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﺘﻭﺍﺯﻥ ﻤﺘﺤﺭﻙ ﺠﺩﹰﺍ ﻭﺩﻴﻨﺎﻤﻴﻜﻲ ،ﻭﻫـﺫﺍ ﺍﻟﺘﻐﻴـﺭ )(٢
ـ ﺤﺴﻥ ﺃﻤﻴﻥ ﺍﻟﻔﺘﻭﻯ ،ﻫل ﻴﺤﻘﻕ ﺍﻟﺘﺨﻁﻴﻁ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﺍﻷﻤﻥ ﺍﻟﻐﺫﺍﺌﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒـﻲ،
ﺍﻟﻌﺩﺩ ﺍﻟﺘﺎﺴﻊ ،ﺒﻐﺩﺍﺩ ٢٠٠٢ﻡ ،ﺹ .٢٠
١٦٥
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺤل ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ
ﻭﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻥ ﻤﺤﺩﺩ ﺒﻘﺩﺭﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺘﺄﺜﻴﺭﺍﺘﻪ ﺍﻟﻤﻔﺘﻌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺤﺩﺜﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺴـﻁ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓـﻲ
ﻭﻗﺩﺭﺓ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺴﻁ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻥ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻥ.
ﻭﻭﻓﻕ ﺭﺃﻱ ) ل .ﻥ .ﻜﺎﺭﺒﻭﻑ ( ،ﻓﺈﻥ ﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺤل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺸـﻜﻼﺕ
ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺘﻡ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
١ـ ﺇﻴﺠﺎﺩ ﺍﻟﺤل ﻟﻠﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻴﺸﻜل ﻤﺤﻭﺭ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﻓﺭﻭﻉ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﻌﺭﻭﻑ ،ﻭﻗﺒل ﺍﺘﺨﺎﺫ ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻴﺠﺏ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺒﺤﻭﺙ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺘﺸﺎﺭﻙ
ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻭﻡ ﻜﺜﻴﺭﺓ ،ﻭﻨﻅﺭﹰﺍ ﻷﻥ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺃﺤﺩ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺒﻴﺔ ) ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﻤﻊ ﻤﺎ ﺒـﻴﻥ
ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ( ،ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﺘﻘﺩﻡ ﺨﺒﺭﺓ ﻭﺃﺴﺎﺴﹰﺎ ﻋﻠﻤﻴﺎ ﻤﻨﻬﺠﻴﹰﺎ ﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ.
٢ـ ﻭﻀﻊ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ،ﺘﻀﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺒﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﻭﺍﻓﺭﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺸـﻜﻼﺕ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺘﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﺒﺤﺎﺙ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻜﺴﺠﻼﺕ ﺍﻟﻤﺴـﺢ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓـﻲ ،ﻭﺍﻟﺨـﺭﺍﺌﻁ، ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺓ ﺍﻟﺩﻗﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﻁﻭﻱ ﺘﺤﺕ ﺇﻁـﺎﺭ ﺍﻟﺒﺤـﻭﺙ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴـﺔ ،ﻭﻴﻤﻜـﻥ ﺘﻭﺴﻴﻌﻬﺎ ﻭﻓﻕ ﻤﺎ ﻴﺘﻁﻠﺒﻪ ﺤل ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺴﺎﺌل.
٣ـ ﺃﻱ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺘﻤﻠﻙ ﺩﻭﻥ ﺸﻙ ﻤﻭﺍﺼﻔﺎﺕ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴـﺔ ﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﺨﺒﺭﺓ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺒﺔ ﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ،ﻭﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟـﺔ ﺒﻴﻥ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﻀﻤﻥ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﻭﺒﻴﻨﻪ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻡ ﺍﻷﺨﺭﻯ
)(٣
.
ﻭﺘﺴﺎﻋﺩ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﺤﻠﻭل ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻟﻠﻜﺜﻴـﺭ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤﺸـﻜﻼﺕ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴـﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ ﺨﺎﺼﺔ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻌﺭﺽ ﻟﻬـﺎ ﺍﻟﻐـﻼﻑ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓـﻲ ،ﻷﻥ ﺘﻠـﻙ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺤﻠﻬﺎ ﺇﻻ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟـﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸـﺭﺓ ﻭﻏﻴـﺭ
ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺒﻴﻥ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓـﻲ ﻭﺃﺨـﺫﻫﺎ ﺒﺎﻟﺤﺴـﺒﺎﻥ .ﺇﻥ ﺍﻟﻐـﻼﻑ Geography Science And Art, p. ١٤٥. ٠p.Cit.ـ
١٦٦
)(٣
ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺤﻤﻭﺩ
ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ -٢٠ﺍﻟﻌﺩﺩ )٢٠٠٤ (٢+١ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ
ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ﻟﻸﺭﺽ ﻴﺸﻤل ﺜﻼﺙ ﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻷﻨﻅﻤـﺔ :ﺍﻟﺒﻴﻭﻟﻭﺠﻴـﺔ ،ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ، ﺍﻟﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ،ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻷﻨﻅﻤﺔ ﺘﻌﺩ ﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ :ﺍﻟﺒﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ،ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ،
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻴﺔ .ﻭﻫﻲ ﺘﻤﺜل ﻤﺠﺘﻤﻌﺔ ﺜﻼﺜﺔ ﻨﻤﺎﺫﺝ ﻟﻸﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴـﺔ :ﻨﻤـﻭﺫﺝ ﺒﻴﻭﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ،ﻨﻤﻭﺫﺝ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ـ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ـ ﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ،ﻭﻨﻤﻭﺫﺝ ﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ﻫﻨﺩﺴﻲ ،ﻤﻤﺎ
ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻅﻬﻭﺭ ﺜﻼﺙ ﺍﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﺇﻴﻜﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ـ ﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺘﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﺩ ﻤـﻥ ﺍﻟﻔـﺭﻭﻉ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺍﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﺘﻭﺼل ﺇﻟﻰ ﻨﻅـﺎﻡ ﻤﻌﺭﻓﻲ ﻤﺘﻜﺎﻤل ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻜﺎﺌﻨﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺔ ،ﺒﻤـﺎ ﻓـﻲ ﺫﻟـﻙ ﺍﻹﻨﺴـﺎﻥ
ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
)(٤
ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ ،ﻭﻋﻼﻗﺎﺘﻬﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﻭﺴﻁ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ
.
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺘﻠﻭﺙ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭﺴﺭﻋﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺘﻌﺭﺽ ﻟﻪ ﻴﺘﻁﻠﺏ ﺍﻟﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻻﻫﺘﻤـﺎﻡ
ﻟﻴﺱ ﻓﻘﻁ ﺒﻤﺴﺄﻟﺔ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺒﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﻨﺒﺅ ﺤﻭل ﻭﻀﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ﺍﻟﻘﺭﻴﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻌﻴﺩ ،ﻭﻴﻌﺩ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ﻓﻲ ﺤل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﻜﺒﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ،ﺇﺫ ﺇﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺘﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺩ ﺘﺼـﻴﺏ ﺍﻷﻨﻅﻤـﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴـﺔ
)ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ( ،ﺨﺎﺼﺔ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺃﻭ ﺍﻷﺯﻤﺎﺕ ﻭﺸﻴﻜﺔ ﺍﻟﺤﺩﻭﺙ ،ﻭﺍﻟﻌﻤل ﺒﻔﻌﺎﻟﻴـﺔ ﻤـﻥ ﺃﺠل ﺘﻭﺠﻴﻬﻬﺎ ﻭﺇﺩﺍﺭﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻑ ﻤﺎ ﺃﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﻏﻭﺒﺔ ﺍﻟﻨﺎﺘﺠـﺔ
ﻼ ﺒﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺘﺤﻀﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺼﺤﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻠﻭﺙ ﺃﻭ ﻋﻨﻬﺎ .ﻓﺎﻟﺒﺎﺤﺙ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ﻴﺭﻴﺩ ﺃﻥ ﻴﺘﻨﺒﺄ ﻤﺜ ﹰ ﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺍﻟﺤﻀﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺭﻴﻔﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﺨﻁﻴﻁ ﻟﻬﺎ ﻗﺒل ﺤﺩﻭﺜﻬﺎ
)(٥
.
Smirnov , L.E , Geographical - Ecological Problems And Cartography Are
ـ
)(٤
Considered , Geology – Geography Magazine ,Leningrad University , Cycle ,٧ ,N ٣ , ).ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺭﻭﺴﻴﺔ ( ١٩٩٠ , p.٥٠
)(٥
ـ ﺼﻔﻭﺡ ﺨﻴﺭ ،ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ،ﻤﻭﻀﻭﻋﻬﺎ ﻭﻤﻨﺎﻫﺠﻬﺎ ﻭﺃﻫﺩﺍﻓﻬﺎ ،ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .٣٧٧
١٦٧
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺤل ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ
ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻨﺒﺅ ﻟﻪ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻗﺼﻭﻯ ﻟﻠﺠﻐﺭﺍﻓﻴﻴﻥ ﻷﻨﻪ ﻴﺴﺎﻋﺩﻫﻡ ﻓﻲ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺘﺼﻭﺭﺍﺕ ﻤﻌﻴﻨـﺔ
ﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ﺃﻱ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺘﻭﺍﺠﻬﻬﻡ ،ﻭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﻋﻥ ﻁﺭﻴـﻕ ﺍﺴـﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻤﻌﻁﻴـﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﻓﺭﺓ ﺘﻁﻭﻴﺭ ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻟﻠﺘﻨﺒﺅ ﺒﺎﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻌﺭﺽ ﻟﻬـﺎ ﺍﻟﺒﻴﺌـﺔ،
ﻭﺍﻟﻌﻭﺍﻗﺏ ﺍﻟﻨﺎﺘﺠﺔ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ ،ﻭﺍﻗﺘﺭﺍﺡ ﺍﻟﺤﻠﻭل ﺍﻟﻤﻨﺎﺴـﺒﺔ ﻟﻠﺤـﺩ ﻤـﻥ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻤﺸـﻜﻼﺕ ﻭﺃﺨﻁﺎﺭﻫﺎ.
ﻭﻤﻤﺎ ﻻ ﺸﻙ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺘﺄﺨﺫ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﻬﺭﻤﻲ ﺃﻱ ﺘﺒﺩﺃ ﻤﻥ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻡ ﻓﺎﻟﺩﻭل ﻭﺍﻟﻘﺎﺭﺍﺕ ﻭﺃﺨﻴﺭﹰﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ،ﻭﺃﻱ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺇﻴﺠﺎﺩ ﺤل ﻤﻨﺎﺴـﺏ ﻟﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺘﺤﻀﻴﺭ ﺃﻭﻟﻲ ﺃﻭ ﺘﻤﻬﻴﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ،ﻭﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﻁﺭﺍﺌﻕ ﻤﺘﺨﺼﺼﺔ
ﻟﺤل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻭﺘﻌﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺠﺯﺀًﹰﺍ ﻤﻬﻤﹰﺎ ﻤﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺩ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﻭﻅﺎﺌﻑ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ .ﻭﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺘﺼﻭﺭﺍ ﻤﺤﺩﺩﺍ ﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻷﻤﻥ ﺍﻟﺒﻴﺌـﻲ ﺍﻟـﻭﻁﻨﻲ ﻭﺍﻹﻗﻠﻴﻤـﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ،ﻭﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻨﺘﻘﺎل ﺍﻟﻤﻠﻭﺜﺎﺕ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ،ﻭﺍﺴﺘﻐﻼل ﺍﻟﻤـﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ،ﻭﻤﺩﻯ ﻜﻔﺎﻴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﻓﻲ ﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﺎﺠﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﺍﻵﻥ
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل.
ﻭﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﻭﻅﺎﺌﻑ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺘﻭﻀـﻴﺢ ﺍﻟﻀـﺎﺌﻘﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻜـﻭﺍﺭﺙ ﺍﻹﻴﻜﻭﻟﻭﺠﻴـﺔ
ﻭﺩﺭﺍﺴﺘﻬﺎ ﻭﻤﺩﻯ ﺍﻨﺘﺸﺎﺭﻫﺎ ﻭﺘﻭﺯﻋﻬﺎ ﻭﻨﺘﺎﺌﺠﻬﺎ ،ﻭﺍﻗﺘﺭﺍﺡ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻀـﺭﻭﺭﻴﺔ ﻟﻠﺘﺨﻔﻴﻑ ﻤﻥ ﺤﺩﺘﻬﺎ ﻭﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﻭﺍﻻﻨﺘﻘﺎل ﺇﻟﻰ ﺤﺩﻭﺙ ﺘﻁﻭﺭ ﺒﻴﺌﻲ ﻤﺘﻭﺍﺯﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻜﻭﻨﻲ ،ﻋﺒﺭ ﻓﻬﻡ ﺁﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﺠـﺭﻱ ﻓـﻲ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌـﺔ
ﻭﺍﻨﻌﻜﺎﺱ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻭﺭﺩﻭﺩ ﺍﻷﻓﻌﺎل ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺘﺠﺎﻩ ﺫﻟﻙ ،ﻭﻤﻤﺎ ﻻ ﺸﻙ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭﺇﻴﺠﺎﺩ ﺍﻟﺤﻠﻭل ﺍﻟﻤﻨﺎﺴـﺒﺔ ﻟـﺒﻌﺽ
ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻹﻴﻜﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻜﺒﻴﺭﹰﺍ ﻤﻥ ﻤﻨﻁﻠﻕ ﺃﻥ ﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺒﻴﺌـﺔ، ﻅﻬﺭﺕ ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻟﻡ ﺘﺘﻁﻭﺭ ﺒﺎﻟﺸﻜل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺄﺨـﺫ ﺒﺎﻟﺤﺴـﺒﺎﻥ
١٦٨
ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺤﻤﻭﺩ
ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ -٢٠ﺍﻟﻌﺩﺩ )٢٠٠٤ (٢+١ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ
ﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍﻟﻭﺴﻁ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﺭﻱ ﻓﻴﻪ ﻭﺍﻟﻀﻐﻁ ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ ﺍﻟﻤﺼﻁﻨﻊ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻊ ﻋﻠﻴﻪ.
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺒﺸﻜل ﻋﺎﻡ : ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻫﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﻭﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺍﺕ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺩﺨل ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﻓـﻲ ﻭﺠﻭﺩﻫﺎ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻭﻴﺘﺄﺜﺭ ﺒﻬﺎ ﻭﻴﺅﺜﺭ ﻓﻴﻬﺎ .ﺃﻭ ﻫﻲ ﺇﺠﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤـﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻤﻜﻭﻨﺔ ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻜﺘﻠﺔ ﻭﺍﻟﻁﺎﻗﺔ ﻭﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﺒﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻭﺍﻷﺸـﻴﺎﺀ ﺍﻟﺤﻴـﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﺴﻤﻰ ﺒﺎﻟﺭﺼﻴﺩ ﺍﻟﻌﺎﻡ
)(٦
٣٣
.
ﻭﻴﺼﻨﻑ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﻭﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺒﻁﺭﺍﺌﻕ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺒﻴﻥ ﺜﻼﺙ
ﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﺭﺌﻴﺴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻹﻓﺎﺩﺓ ﻤﻨﻬﺎ ﻭﻫﻲ
)(٧
٤٣
:
ﺃ ـ ﻤﻭﺍﺭﺩ ﻤﺘﺠﺩﺩﺓ ﻭﻤﻭﺍﺭﺩ ﻏﻴﺭ ﻤﺘﺠﺩﺩﺓ :ﻭﺫﻟﻙ ﻭﻓﻕ ﻗﺩﺭﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﺩﺩ ﺍﻟـﺫﺍﺘﻲ ﻼ ) ﺍﻟﻨﺒﺎﺘﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻤﻭﺍﺭﺩ ﻤﺘﺠﺩﺩﺓ ﺒﺴﺭﻋﺔ ـ ﻓـﻲ ﺨﻼل ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻤﺜ ﹰ
ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻌﺎﺩﻴﺔ ـ ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺘﺭﺒﺔ ﻭﺨﺎﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻥ ﻓﻬﻲ ﻤﻭﺍﺭﺩ ﻤﺘﺠﺩﺩﺓ ﺒﺒﻁﺀ ﺸﺩﻴﺩ ،ﻭﺃﺨﻴﺭﹰﺍ ﺨﺎﻤﺎﺕ ﺍﻟﻭﻗﻭﺩ ﺍﻻﺤﻔﻭﺭﻱ ﻓﻬﻲ ﻤﻭﺍﺭﺩ ﻏﻴﺭ ﻤﺘﺠﺩﺩﺓ (.
ﺏ ـ ﻤﻭﺍﺭﺩ ﻤﺴﺘﺒﺩﻟﺔ ﻭﻤﻭﺍﺭﺩ ﻏﻴﺭ ﻤﺴﺘﺒﺩﻟﺔ :ﻭﺫﻟﻙ ﻭﻓﻕ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﺴﺘﺒﺩﺍل ﻤـﻭﺭﺩ ﻼ ﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ ﻤﺴﺘﺒﺩﻟﺔ ،ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻬﻭﺍﺀ ﻓﻬﻲ ﻤـﻭﺍﺭﺩ ﻁﺒﻴﻌﻲ ﻤﻌﻴﻥ ﺒﻤﻭﺭﺩ ﺁﺨﺭ ،ﻤﺜ ﹰ ﻏﻴﺭ ﻤﺴﺘﺒﺩﻟﺔ.
)(٦ـ ﺒﻴﺘﺭ ﻫﺎﺠﻴﺕ ،ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺘﺭﻜﻴﺒﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ،ﺘﺭﺠﻤﺔ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﻏﻼﺏ ،ﺍﻟﻨﺎﺸﺭ ﻤﺅﺴﺴﺔ ﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ، ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ، ١٩٩٦ﺹ .٢٥١
)(٧
ـ ﻓﻴﺎﺽ ﺴﻜﻴﻜﺭ ،ﻤﺤﻤﺩ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ،ﻨﺎﻅﻡ ﻋﻴﺴﻰ .ﻤﻘﺩﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻤﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺼـﻔﺎ ـ ﺩﻤﺸـﻕ
،١٩٩٧ﺹ ١١٢.ـ .١١٣
١٦٩
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺤل ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ
ﺝ ـ ﻤﻭﺍﺭﺩ ﻤﻌﻭﻀﺔ ﻭﻤﻭﺍﺭﺩ ﻏﻴﺭ ﻤﻌﻭﻀﺔ :ﻭﺫﻟﻙ ﻭﻓﻕ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﺴـﺘﺭﺠﺎﻋﻬﺎ ﺃﻭ
ﺘﻌﻭﻴﻀﻬﺎ ﻭﺍﻻﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺎﹰ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻴﻤﻜﻥ ﻭﺼﻑ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ) ﻓﻲ ﻤﺘﻨﺎﻭل ﺍﻟﻴﺩ ( ،ﻭﺒﻌﻀﻬﺎ ﻜﺎﻤﻨﺔ ﻻ ﺘﺴﺘﺨﺩﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴـﺔ ﻷﺴـﺒﺎﺏ ﺘﻘﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﺎﺩﻴﺔ.
ﻭﻨﻅﺭﹰﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻻﺴﺘﻨﺯﺍﻑ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺤﺩﻭﺙ ﻨﺘـﺎﺌﺞ ﺒﻴﺌﻴـﺔ ﺴﻠﺒﻴﺔ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺃﻭ ﺒﻌﻴﺩﺓ ﺍﻷﺜﺭ ،ﻤﻤﺎ ﻴﺠﻌل ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺒﺤﻤﺎﻴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﻭﺘﺭﺸﻴﺩ ﺍﺴﺘﻐﻼﻟﻬﺎ
ﻤﺴﺄﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺠﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻷﺴﺒﺎﺏ ﻋﺩﻴﺩﺓ ،ﻴﺄﺘﻲ ﻓﻲ ﻤﻘﺩﻤﺘﻬﺎ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﻓﻲ ﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻟﻸﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﻤﺘﺯﺍﻴﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺸﺭ ،ﻭﺤﻕ ﺍﻷﺠﻴﺎل ﺍﻟﻤﻘﺒﻠـﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺤﺎﺠﺎﺘﻬﻡ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﻴﻌﻨﻲ
ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﺘﻭﺍﺯﻥ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ) ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ( ﻭﻋﻨﺎﺼﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ.
ﻭﺍﻟﺴﺅﺍل ﺍﻟﻤﻁﺭﻭﺡ ﻤﺎﺫﺍ ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺘﻘﺩﻴﻤﻪ ﻤـﻥ ﺃﺠـل ﺤﻤﺎﻴـﺔ ﺍﻟﻤـﻭﺍﺭﺩ
ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ؟ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺎﺨﺘﺼﺎﺭ :ﺇﻥ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻜﻌﻠﻡ ﺸﻤﻭﻟﻲ ﻤﺘﻜﺎﻤل ﺘﻤﺘﻠﻙ ﻀﻤﻥ ﻓﺭﻭﻋﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻤـﺔ ﻋـﻥ ﺍﻟﻤـﻭﺍﺭﺩ
ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ،ﻭﺩﻭﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻭﺍﻀﺢ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺎﺕ ﺒﻴﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ،ﻭﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﺤﺘﻴﺎﻁﻲ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺨﺼﺎﺌﺼﻬﺎ ﻭﺘﻭﺯﻋﻬـﺎ ﻭﺴـﺒل ﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺘﺭﺸﻴﺩ ﺍﺴﺘﻐﻼﻟﻬﺎ ،ﻭﻓﻲ ﺒﺤﺙ ﻭﺘﺤﻠﻴل ﻟﻠﺘﻔﺎﻋﻼﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﺒﻴﻥ
ﺍﻷﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻷﻨﻅﻤﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .ﻷﻥ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻟﻤـﺯﺩﻭﺝ ﻟﻨﻤـﻭ ﺍﻟﺴـﻜﺎﻥ ﻭﺍﺯﺩﻴﺎﺩ ﺍﻻﺴﺘﻬﻼﻙ ﺴﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺭﺠﺔ ﻤـﻥ ﺠﻬﺔ ،ﻭﺍﻟﻤﻠﻭﺜﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻔﺭﺽ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ
)(٨
)(٨
٥٣
.
ـ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﺃﺤﻴﺎﺀ ،ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻓﻲ ﺸﺅﻭﻥ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ،ﺘﺭﺠﻤﺔ ﺩ .ﺴﻌﺩ ﺍﻟـﺩﻴﻥ ﺨﺭﻓـﺎﻥ ،ﺩﺍﺭ
ﻁﻼﺱ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺭﺠﻤﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ،ﺩﻤﺸﻕ ١٩٨٨ﺹ .١٧٩ ،١٣٥ ،٣٠
١٧٠
ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ -٢٠ﺍﻟﻌﺩﺩ )٢٠٠٤ (٢+١
ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺤﻤﻭﺩ
ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ
ﻴﺭﻯ ) ﺭ .ﺒﺎﻟﻡ ( " ﺃﻥ ﺍﻻﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﻼﻨﻲ ﻟﻠﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻤـﺩﺨل ﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻷﻨﻅﻤﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺒﺘـﺩﻓﻕ
ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﻭﺍﻨﺘﻘﺎﻟﻬﺎ ﺒﻴﻥ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻷﻤﺎﻜﻥ ،ﻭﺘﺄﺜﻴﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ").(٩
ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻻﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﻼﻨﻲ ﻟﻠﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻴﺘﻁﻠﺏ ﻓﻬﻡ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴـﺎﺕ ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﻴـﺔ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻡ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻴﻤﻜﻨﻬﺎ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﻤﻨﻬﺞ ﻭﺍﻗﻌﻲ ﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ،ﻭﺘﻘﺩﻴﻡ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻭﺯﻉ ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﻲ ﻭﺍﻟﺯﻤﻨـﻲ ﻟﻤﺨﺘﻠـﻑ ﺍﻟﻤـﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ،ﺨﺎﺼﺔ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺘﺘﻭﺯﻉ ﺘﻭﺯﻴﻌﹰﺎ ﻏﻴﺭ ﻤﺘﺴﺎ ٍﻭ ﻓـﻲ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ ،ﻭ ﺘﺴـﺘﻐل ﻻ ﻏﻴﺭ ﻤﺘﺴﺎ ٍﻭ ﺃﻴﻀﹰﺎ .ﻭﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺘﻅﻬﺭ ﺃﻥ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﻴﺘﻡ ﺒﺸﻜل ﻏﻴـﺭ ﺍﺴﺘﻐﻼ ﹰ ﻋﻘﻼﻨﻲ ،ﻭﺘﻅﻬﺭ ﺍﻟﻌﻭﺍﻗﺏ ﺍﻟﻨﺎﺠﻤﺔ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺴﺘﺨﺩﺍﻡ .ﻭﺘﺄﺴﻴﺴﹰﺎ ﻋﻠـﻰ ﺤﻘﻴﻘـﺔ ﺘـﺎﺭﻴﺦ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ،ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﺠﻐﺭﺍﻓﻴـﺔ ﺍﻟﻤﺴـﺎﻫﻤﺔ ﻓـﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﺒﺩﺍل ﺍﻟﺨﺎﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺯﻓﺔ ﺒﻐﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺎﻤﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻻﺤﺘﻴﺎﻁﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ .ﻭﻴﺭﻯ ) ﺱ .ﺒﺭﻭﻥ ( ﺃﻥ ﺍﻫﺘﻤـﺎﻡ ﺍﻟﺠﻐـﺭﺍﻓﻴﻴﻥ ﺒﺤﻤﺎﻴـﺔ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌـﺔ ﻭﺍﻻﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﻼﻨﻲ ﻟﻠﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻴﺘﺭﻜﺯ ﻓﻲ ﺜﻼﺜﺔ ﺍﺘﺠﺎﻫﺎﺕ : ـ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ﺘﻘﻠﻴﺩﻱ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩل ﺒـﻴﻥ ﺍﻹﻨﺴـﺎﻥ ﻭﺍﻟﻭﺴﻁ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ ،ﺨﺎﺼﺔ ﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﻤﻨﻬﺎ ﺒﺎﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴـﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴـﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﺘﻌﺭﺽ ﻟﻬﺎ ،ﻜﺘﻐﻴﺭ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ،ﻭﺸﻜل ﺴﻁﺢ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﺍﻟﻨﺒﺎﺘﺎﺕ ،ﻭﺍﻟﺘﺭﺒﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ.
ـ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺒﻴﺌﻲ ،ﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻨﺒﺎﺘﺎﺕ ﻭﺘﻜﻴﻔﻬﺎ ،ﻭﺘﻐﻴﺭ ﺍﻟﻼﻨﺩﺸﺎﻓﺕ )ﺍﻟﻤﻨﻅـﺭ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌـﻲ ﻟﻠﻤﻜﺎﻥ( ،ﻭﺩﺭﺍﺴﺔ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﻭﺍﻟﺤﺎﻀﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠـﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﻤﻴﺔ ،ﻭﺍﻻﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺒﺭﺍﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻼﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻤـﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ،ﺇﻥ ﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﻴﺤـﺎﻭﻟﻭﻥ ﺇﻅﻬـﺎﺭ ﺃﻫﻤﻴـﺔ ﺍﻟﻤﺒـﺎﺩﺉ ﺍﻹﻴﻜﻭﻟﻭﺠﻴـﺔ Geography Science And Art, p.١٦٧.Op.Cit.
١٧١
)(٩
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺤل ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ
ﻭﻀﺭﻭﺭﺓ ﺃﺨﺫﻫﺎ ﺒﺎﻟﺤﺴﺒﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ،ﻭﻤﺸـﺎﺭﻜﺔ ﻋﻠﻤـﺎﺀ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺼـﺎﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﻬﻭﺩ. ـ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻪ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻨﻜﺒﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﻠﻴل ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻴﺔ ،ﻭﻤﺸﻜﻼﺕ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨـﻭﻉ ﺍﻟﺤﻴـﻭﻱ، ﻭﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﻭﺴﻔﻴﺭ ،ﻭﻤﺴﺘﻘﺒل ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻤـﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ،ﻭﻫﻨﺎ ﺘﺒﺭﺯ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﺃﻫﻤﻴـﺔ ﺍﻟﺘﻌـﺎﻭﻥ ﺒـﻴﻥ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺼﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ
)(١٠
.
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻤﺎﺌﻴﺔ ﻭﺘﺭﺸﻴﺩ ﺍﺴﺘﻐﻼﻟﻬﺎ : ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻤﻭﺭﺩ ﻁﺒﻴﻌﻲ ﻤﻬﻡ ﺠﺩﹰﺍ ﺘﺭﺘﺒﻁ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺒـﻪ ،ﻭﻻ ﻴﻤﻜـﻥ ﺃﻥ ﺘﺘﻁـﻭﺭ ﻭﺘﺴﺘﻤﺭ ﻤﻥ ﺩﻭﻨﻪ .ﻭﺘﺩﺭﺱ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ،ﻤﺜل ﺍﻟﺩﻭﺭﺓ ﺍﻟﻬﻭﺍﺌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺎﺌﻴﺔ ﻭﺘﺸﻜل ﺍﻟﺘﻀﺎﺭﻴﺱ ﻭﺍﻟﺘﺭﺏ ﻭﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﻐﻁﺎﺀ ﺍﻟﻨﺒﺎﺘﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨﻲ ،ﺍﻟﺠﺎﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻜﺎﻟﺤﻭﺽ ﺍﻟﻨﻬﺭﻱ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﺴﺘﺼﻼﺤﻬﺎ ﻭﺍﺴـﺘﺜﻤﺎﺭﻫﺎ ﻭﺼـﻴﺎﻨﺘﻬﺎ
ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ
)(١١
٣٨
.
ﻭﺘﻌﻜﻑ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺸﻤﻭﻟﻴﺔ ﻤﺘﻜﺎﻤﻠﺔ ،ﺇﺫ ﺘﺩﺭﺱ ﺍﻟﻐـﻼﻑ ﺍﻟﻤﺎﺌﻲ ﻜﻜل ،ﻭﺘﻭﺯﻉ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﻜﻤﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﻟﺤﺔ ﻭﺍﻟﻌﺫﺒﺔ ،ﻭﺍﺤﺘﻴﺎﻁﻲ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﻤﺩﻯ ﻜﻔﺎﻴﺘﻬـﺎ، ﻭﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻥ ﺍﻟﻤﺎﺌﻲ ﻭﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺍﻟﺩﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺌﻴﺔ ـ ﺍﻟﻜﺒـﺭﻯ ﻭﺍﻟﺼـﻐﺭﻯ ـ
ﻭﻤﻌﺭﻓﺔ ﺃﻱ ﺘﻐﻴﺭ ﺘﺘﻌﺭﺽ ﻟﻪ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻭﺭﺍﺕ ،ﻭﺍﺭﺘﺒﺎﻁﻬﺎ ﺒﻜل ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ
)(١١
Geography Science And Art, p. ١٦١.Op.Cit.ـ
)(١٠
ـ ﺤﺴﻥ ﺃﻤﻴﻥ ﺍﻟﻔﺘﻭﻯ ،ﺘﺨﻁﻴﻁ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻭﺽ ﺍﻟﻨﻬﺭﻱ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻷﻤـﻥ
ﺍﻟﻤﺎﺌﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﻨﺩﻭﺓ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺎﺕ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﻨﻘﺹ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻤﺎﺌﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻁﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻗﺎﺭ ﻴﻭﻨﺱ ،ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ٩ ،ـ ٢٠٠٠ / ١٠ / ١١ﻡ.
١٧٢
ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ -٢٠ﺍﻟﻌﺩﺩ )٢٠٠٤ (٢+١
ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺤﻤﻭﺩ
ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ
) ( Geosphereﻭﺍﻨﻌﻜﺎﺱ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ ،ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻴـﻊ ﻤﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ) ،ﻭﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ " "Geosphereﻭﺍﻨﻌﻜﺎﺱ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ
ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻥ ﺍﻟﻤﺘﺤﺭﻙ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺘـﺩﺍﺨل ﻓﻴـﻪ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﺒﻴﻥ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﺼﺨﺭﻱ ﻭﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﻤﺎﺌﻲ ﻭﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﺠﻭﻱ(.
ﻭﺘﺴﻬﻡ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻤﻌﻘﺩﺓ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﻤﺎﺌﻲ ﻭﺒـﻴﻥ ﻤﺨﺘﻠـﻑ
ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﻭﺴﻁ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ ،ﺍﻟﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﺎﻤﺩﺓ ،ﻭﻤﺩﻯ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺌﻴـﺔ ﻤـﻥ ﺨﻼل ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺭﻱ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻭﺘﺤﻭﻴل ﻤﺠﺎﺭﻱ ﺍﻷﻨﻬﺎﺭ ﻭﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﺩﻭﺩ ﻭﺍﻟﺨﺯﺍﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺌﻴﺔ
ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﻭﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ ،ﻭﺘﺴﻬﻡ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻷﺤﻭﺍﺽ ﺍﻟﻤﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻨﻬﺭﻴﺔ ﺒﻤﺎ ﻓـﻲ ﺫﻟـﻙ ﺘﻠـﻙ ﺍﻷﺤﻭﺍﺽ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﻭﺤل ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺫﻟﻙ ،ﻭﺘﺩﺭﺱ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺔ ﺒـﻴﻥ ﺘﻭﺯﻉ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺘﻭﺯﻉ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ،ﻭﻀﻤﺎﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﻜﺎﻤﻠﺔ ﻟﻸﺭﺍﻀﻲ ﻭﺍﻟﻤﻴﺎﻩ.
ﻭﺘﻘﻭﻡ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺒﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ ،ﺍﻟﺘـﻲ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺤﺩﻭﺙ ﺘﻐﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ﻟﻸﺤﻭﺍﺽ ﺍﻟﻨﻬﺭﻴﺔ ،ﻭﺤﺩﻭﺙ ﺠﻔﺎﻑ ﺩﺍﺌﻡ ﺃﻭ ﻤﺅﻗﺕ ﻟﻸﻨﻬﺎﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ ﺃﻭ ﻓﺭﻭﻋﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺤﻴﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻤﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ،
ﻭﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺴﺒل ﻭﺍﻟﻁﺭﺍﺌﻕ ﻟﺘﺄﻫﻴل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﺎﺌﻴﺔ ﻭﺇﻋﺎﺩﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻭﻀﻌﻬﺎ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌـﻲ،
ﻲ ل ﺒﻴﺌ ٍ ﻜﺠﻔﺎﻑ ﺒﺤﺭ ﺁﺭﺍل ﻓﻲ ﺁﺴﻴﺎ ﺍﻟﻭﺴﻁﻰ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺩ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺜﻠﺔ ﺍﻟﻭﺍﻀﺤﺔ ﻟﺤﺩﻭﺙ ﺨﻠ ٍ
ﺒﻠﻎ ﺤﺩ ﺍﻟﻜﺎﺭﺜﺔ ،ﻭﺍﻟﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻻﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺼـﺤﻴﺢ ﻟﻤﻴـﺎﻩ ﻨﻬـﺭﻱ ﺴـﺭﺩﺍﺭﻴﺎ
ﻭﺃﻤﻭﺩﺍﺭﻴﺎ ﻤﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺘﻨﺎﻗﺹ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻐﺫﻱ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﻭﺍﻨﻌﺩﺍﻤﻬﺎ.
ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺘﻐﻴﺭ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﻴﺕ ﻭﺃﺜﺭ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻹﻴﻜﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻌﺭﺽ ﻟﻬﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺤﺭ ،ﻜﺘﻨﺎﻗﺹ ﻤﺴﺎﺤﺘﻪ ﻤﻥ ١٠٠٠ﻜـﻡ
٢
ﺇﻟﻰ ﻨﺤﻭ ٧٠٠ﻜﻡ ٢ﺨﻼل ﻓﺘﺭﺓ ﻗﺼﻴﺭﺓ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺘـﺄﺜﻴﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻌﻭﺍﻗـﺏ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴـﺔ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺤﺩﺙ ﺠﺭﺍﺀ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺃﻱ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻴﻊ ﺍﻟﻤﻘﺘﺭﺤﺔ ﻟﻭﺼل ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﻴﺕ
ﺒﺎﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺴﻁ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻷﺤﻤﺭ .ﻭﻗﺱ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺴﻭﺭﻴﺔ ﺇﺫ ﺘﻌﺭﺽ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤـﻥ
١٧٣
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺤل ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ
ﺍﻷﻨﻬﺎﺭ ﻜﻨﻬﺭ ﺒﺭﺩﻯ ﻭ ﻨﻬﺭ ﺍﻷﻋﻭﺝ ،ﻭﺒﺤﻴﺭﺘﻲ ﺍﻟﻌﺘﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﻬﻴﺠﺎﻨﺔ ،ﻭﻨﻬﺭ ﺍﻟﻐﻤﻘﺔ ،ﻭﻨﻬـﺭ ﻗﻭﻴﻕ ﻭﻏﻴﺭﻩ ،ﺇﻟﻰ ﺠﻔﺎﻑ ﺩﺍﺌﻡ ﺃﻭ ﻤﺅﻗﺕ ،ﻭﺇﻟﻰ ﺨﻠل ﺒﺎﺭﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﺘـﻭﺍﺯﻥ ﺍﻟﺒﻴﺌـﻲ ﻟﻬـﺫﻩ
ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﺎﺌﻴﺔ.
ﻭﻴﻅﻬﺭ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﻴﻥ ﺍﻟﺠﻠﻲ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺒﺸﻜل ﻋـﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﻴـﺎﻩ ﺒﺸـﻜل ﺨﺎﺹ ،ﺒﺎﻟﻌﻤل ﺒﺭﺃﻴﻬﻡ ﻋﺎﻡ ١٩٨٦ﻓﻲ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﻴﺘﻲ " ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ "ﻓﻲ ﻭﻗـﻑ ﻋﻤﻠﻴـﺔ ﺘﺤﻭﻴل ﻤﺠﺭﻯ ﺍﻷﻨﻬﺎﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ،ﺇﺫ ﺘـﺭﻙ ﺍﻟﻘـﺭﺍﺭ
ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻲ ﻟﻠﺠﻐﺭﺍﻓﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ .ﻭﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺒﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻤﻊ ﺍﻟﻔـﺭﻭﻉ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴـﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻹﺴﻬﺎﻡ ﻓﻲ ﺤل ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺈﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﻜﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺘﻨﺒﺅ ﺒﺘﻐﻴﺭ
ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺒﺤﺭ ﻗﺯﻭﻴﻥ ﺠﺭﺍﺀ ﻗﻁﻊ ﺨﻠﻴﺞ ﻜﺎﺭﺍ ـ ﺒﻭﻜﺎﺯ ـ ﻜﻭل.ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﺩﺭﺍﺴﺔ )ﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ(
ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺘﻐﻴﺭ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﻋﺒﺭ ﺍﻟـﺯﻤﻥ ،ﻤـﻥ ﺨـﻼل ﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻤﻌﻁﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻴﻭﻤﻭﺭﻓﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺭﺽ ﻟﻬـﺎ ﺤـﻭﺽ ﺒﺤﺭ ﻗﺯﻭﻴﻥ
)(١٢
٣٩
.
)(١٢
Kislov, A.V ,Surkova ,G.V , Assessment of contribution of visible Evarorationـ from Caspian Sea Surface and level changes during Holocene and late Pleistocene. Moscow ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺭﻭﺴﻴﺔ University Magazine , Cycle ٥ , Geography , N’ ٢ , ١٩٩٦ , p. ٧٥.
١٧٤
ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ -٢٠ﺍﻟﻌﺩﺩ )٢٠٠٤ (٢+١
ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺤﻤﻭﺩ
ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﺠﻭﻱ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻠﻭﺙ : ﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﺠﻭﻱ ﻫﻭ ﺃﺤﺩ ﺍﻷﻏﻠﻔﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻴﺘﺄﻟﻑ ﻤﻥ ﺨﻠﻴﻁ ﻤﻴﻜﺎﻨﻴﻜﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺎﺯﺍﺕ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺠﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻓﻲ ﻜﻤﻴﺘﻬﺎ ﻭﺩﺭﺠﺔ ﺜﺒﺎﺘﻬﺎ ،ﻭﺘﺩﺭﺱ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺘﺭﻜﻴﺏ
ﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﺠﻭﻱ ﻭﺒﻨﻴﺘﻪ ﺍﻟﺸﺎﻗﻭﻟﻴﺔ ﻭﺃﻫﻤﻴﺘﻪ ﻭﻤﺼﺎﺩﺭ ﺘﻠﻭﺜﻪ ﻭﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻌﺭﺽ ﻟﻬﺎ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺠﻭﻴﺔ ﺃﺤﺩ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺓ ﻟﻤﻘﺩﺍﺭ ﺘﺭﻜﻴﺯ ﺍﻟﻤﻠﻭﺜﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﺠﻭﻱ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻠﻭﺜﺎﺕ ﺒﺩﻭﺭﻫﺎ ﺘﺅﺩﻱ ﺩﻭﺭﹰﺍ ﻤﻬﻤ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻗﻴﻡ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ
ﺍﻟﺠﻭﻴﺔ ،ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻤﻨﺎﺨﻴﺔ ،ﻟﻠﻤﻨﺎﺥ ﺍﻷﺼﻐﺭﻱ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺘﺩﺭﺱ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﺨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺤﺩﺜﺕ ﺨﻼل ﺍﻷﺤﻘﺎﺏ
ﺍﻟﺠﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ،ﻜﺎﺭﺘﻔﺎﻉ ﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺤﺭﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻭﻟﻭﺴﻴﻥ ﺃﻭ ﺤﺩﻭﺙ ﺍﻟﻌﺼﻭﺭ
ﺍﻟﺠﻠﻴﺩﻴﺔ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﺨﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﺩﻭﺭﻴﺔ _ ﻜل ٢٠ﺃﻭ ٤٠
ﺃﻭ ١٠٠ﺴﻨﺔ ـ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺜل ﺍﻨﻌﻜﺎﺴﹰﺎ ﻟﻌﻭﺍﻤل ﻓﻠﻜﻴﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ،ﻭﺘﺩﺭﺱ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﻤﻴﺯ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺅﺩﻴﻪ ﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﺠﻭﻱ ﻓﻲ ﺤﻔﻅ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻥ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﻋﻠﻰ ﺴﻁﺢ
ﻕ ﻴﺤﻤﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻓﻬﻭ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﻤﻨﻅﻡ ﻟﻠﺤﺭﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﻀﻭﺀ ﻭﻭﺍﺴﻁﺔ ﺍﻨﺘﻘﺎل ،ﻭﺩﺭﻉ ﻭﺍ ٍ ﻤﻥ ﺍﻷﺸﻌﺔ ﺍﻟﻜﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﻀﺎﺭﺓ ﻭﻤﻥ ﺴﻘﻭﻁ ﺍﻟﺸﻬﺏ ﻭﺍﻟﻨﻴﺎﺯﻙ ،ﻭﻴﻌﻁﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻟﻭﻨﻬﺎ ﺍﻷﺯﺭﻕ
ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﺒﺎﻟﺴﻤﺎﻭﻱ ،ﻭﻴﺤﻭﻱ ﺍﻟﻬﻭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺤﻤل ﺒﺎﻷﻜﺴﺠﻴﻥ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻬﻭﺍﺀ ﻴﻌﺩ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺠﺩﺩﺓ ﻭﻫﻭ ﻀﺭﻭﺭﻱ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻜﺎﺌﻨﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﺎﺌﻨﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﺒﻤﺎ ﻓﻲ
ﺫﻟﻙ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺘﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﻭﺍﺀ ﺍﻟﻨﻅﻴﻑ ﻭﺇﻟﻰ ﻤﻜﻭﻨﺎﺘﻪ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﻜﺴﺠﻴﻥ ﻭﺍﻷﻭﺯﻭﻥ ﻭﺍﻹﻴﻭﻨﺎﺕ ﻭﻟﻴﺱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﻭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻠﻭﺙ ﺒﻤﺨﺘﻠﻑ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﻤﻠﻭﺜﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺼﺒﺤﺕ
ﺴﻤﺔ ﻤﻥ ﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﺭﺍﻫﻥ.
ﺇﺫ ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﻁﻨﻌﺔ ﺘﺅﺜﺭ ﻓﻲ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﺠﻭﻱ
ﺨﺎﺼﺔ ﺍﻷﻭﺯﻭﻥ ) ،( o٣ﻭﺍﻹﻴﻭﻨﺎﺕ ـ ﺒﺎﻷﺨﺹ ﻤﺤﺘﻭﻯ ﻁﺒﻘﺔ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﺴﻔﻴﺭ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ـ ﻓﻬﻲ ﺘﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺨﻠل ﻓﻲ ﻤﺤﺘﻭﻯ ﺍﻟﻬﻭﺍﺀ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﻭﺘﻐﻴﺭ ﻓﻲ ﺁﻟﻴﺔ ١٧٥
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺤل ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ
ﺘﻜﻭﻨﻬﺎ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﺘﻠﻭﺙ ﺒﺠﺯﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻜﺒﺭﻴﺘﺎﺕ ،ﻭﺒﺸﻜل ﻋﺎﻡ ﻓﺈﻥ ﺘﻐﻴﺭ ﺨﻭﺍﺹ ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﺠﻭﻱ ﺒﻤﻘﺩﺍﺭ % ١٠ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺤﺩﻭﺙ ﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺨﻁﻴﺭﺓ ﻤﺜﻴﺭﺓ ﻟﻠﻘﻠﻕ ،ﻭﺘﺩل
ﻋﻠﻰ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﺤﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ).(١٣ ٤٠
ﺇﻥ ﺩﺭﺠﺔ ﺍﻻﺤﺘﺭﺍﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﺒﻭﻀﻭﺡ ﺴﻨﺔ ،١٩٩٨ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺍﻨﺒﻌﺎﺜﺎﺕ ﺍﻟﻜﺭﺒﻭﻥ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ،ﺇﺫ ﺇﻥ ﺘﺭﻜﻴﺯ ﺃﻜﺎﺴﻴﺩ ﺍﻟﻜﺭﺒﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﺠﻭﻱ ﺒﻠﻎ ﺃﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻟﻪ ،ﻭﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺼﻌﻭﺒﺔ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺘﻐﻴﺭ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻓﺈﻥ
ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺭﺃﺕ ﺃﻥ ﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﻤﺤﺘﻤل ﺒﺸﻜل ﺠﺩﻱ .ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ ١٩٩٥ ﻓﺈﻥ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺎﺭﻴﻥ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻴﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﺨﻴﺔ ) ( IPCCﺤﺫﺭﺕ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻤﻀﺎﻋﻔﺔ
ﺘﺭﻜﻴﺯ ﻏﺎﺯ ﺜﺎﻨﻲ ﺃﻜﺴﻴﺩ ﺍﻟﻜﺭﺒﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻭ ﻴﻌﺩ ﺴﺒﺒﹰﺎ ﻜﺎﻓﻴﹰﺎ ﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺤﺭﺍﺭﺓ، ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﺭﺘﻔﺎﻉ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻤﻥ ١٥ـ ٩٥ﺴﻡ ﻓﻲ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﻘﺭﻥ ،٢١ﻭﻫﺫﺍ ﺴﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺤﺩﻭﺙ ﻁﻐﻴﺎﻥ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻭﺍﺤل ﻤﻤﺎ ﻴﺠﻌل ﻤﻼﻴﻴﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻤﻥ
ﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﻤﻨﺨﻔﻀﺔ ﻻﺠﺌﻴﻥ ﺒﻴﺌﻴﻴﻥ.
ﻭﻗﺩ ﺤﺫﺭﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺃﻴﻀ ﹰﺎ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺘﻀﺎﻋﻑ ﺘﺭﻜﻴﺯ ﻏﺎﺯ ﺜﺎﻨﻲ ﺃﻜﺴﻴﺩ ﺍﻟﻜﺭﺒﻭﻥ
ﺴﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺤﺩﻭﺙ ﺘﻁﺭﻑ ﺩﺭﺍﻤﺎﺘﻴﻜﻲ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻁﻘﺱ ،ﻭﺤﺩﻭﺙ ﺍﻟﻌﻭﺍﺼﻑ ﻭﺍﻷﻋﺎﺼﻴﺭ ﻭﺘﻌﻁﻴل ﺍﻷﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ،ﻤﻤﺎ ﻴﺴﻬﻡ ﻓﻲ ﺘﺴﺭﻴﻊ ﺍﻨﺘﻘﺎل ﺍﻷﻤﺭﺍﺽ
ﺍﻟﻤﻌﺩﻴﺔ ﻜﺎﻟﻤﻼﺭﻴﺎ ،ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﺭ ﺍﻟﻤﻨﺎﺨﻲ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺤﺩﻭﺙ ﺘﻔﺎﻗﻡ ﻓﻲ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﻨﻘﺹ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺠﺎﻓﺔ ﻜﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺤﺩﻭﺙ ﻀﻌﻑ ﻭﺘﺭﺍﺠﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﺍﻹﻨﺘﺎﺠﻴﺔ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﻓﻘﺭﹰﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ
)(١٤
٤١
-Izrael , U. A , Ecology and Control of the State of the natural Environment , Moscow
.
)(١٣
ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺭﻭﺴﻴﺔ Headrometeo press , ١٩٨٤ , p. ٤١٧. - HILARY FRENCH , Protecting the Planet In The Age Of Globalization.W.W. London , ٢٠٠٠ , p. ٩٤.
١٧٦
)(١٤
NORTON & COMPANY , New York
ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺤﻤﻭﺩ
ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ -٢٠ﺍﻟﻌﺩﺩ )٢٠٠٤ (٢+١ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ
ﺇﻥ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﺘﺭﻜﻴﺯ ﻏﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺩﻓﻴﺌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﺠﻭﻱ ،ﻭﺨﺎﺼﺔ ﺜﺎﻨﻲ ﺃﻜﺴﻴﺩ ﺍﻟﻜﺭﺒﻭﻥ ﺴﻴﺅﺩﻱ ﻟﻴﺱ ﻓﻘﻁ ﺇﻟﻰ ﺤﺩﻭﺙ ﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﻤﻨﺎﺨﻴﺔ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺤﺩﻭﺙ ﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﻓﻲ
ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻜﻜل ﻤﺜل ﻫﻁﻭل ﺍﻟﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻁﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﻭﺽ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ،ﻭﺘﺯﺤﺯﺡ ﻨﻁﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻐﺎﺒﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﺩﺍﺌﻤﺔ ﺍﻟﺨﻀﺭﺓ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﺸﻤﺎل ،ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺤﺩﻭﺙ ﺍﻟﻔﻴﻀﺎﻨﺎﺕ ﻭﺯﻴﺎﺩﺓ ﺤﺕ ﺍﻟﺘﺭﺒﺔ ﻭﺘﻌﺭﻴﺘﻬﺎ ﻭﺤﺩﻭﺙ ﺨﻠل ﻤﻌﻴﻥ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ.
ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻠﻭﺙ ﺍﻟﺠﻭﻱ ﻴﻌﺩ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ،ﻓﺎﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ﻴﻤﻜﻨﻪ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺩﺭﺍﺴﺔ ﺠﻭﺍﻨﺏ ﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺘﻠﻭﺙ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻤﻥ ﺼﻤﻴﻡ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ،ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻔﻴﺩ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻷﺨﺭﻯ ،ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﻟﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ
ﻴﺴﻬﻡ ﺒﻪ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﺩﺩ ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺩﺭﺍﺴﺘﻪ ﻻﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﺭﻴﺎﺡ،
ﻭﺴﺭﻋﺘﻬﺎ ،ﻭﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺘﻭﻁﻥ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ،ﻭﻜﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺭﻭﺭ ﻭﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﺘﻲ
ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ﺃﻥ ﻴﺴﻬﻡ ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺘﻠﻭﺙ ﺍﻟﺠﻭ
)(١٥
٤٢
.
ﺇﻥ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺘﻠﻭﺙ ﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﺠﻭﻱ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺃﺤﺩ ﺍﻷﻏﻠﻔﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ،ﻭﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺠﻤﺔ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻠﻭﺙ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺼﺤﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺃﺤﺩ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻜﻭﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺭﻭﺍﺌﻊ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺒﺩﻋﺘﻬﺎ ﺍﻷﻴﺩﻱ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﺨﻼل ﺍﻟﺯﻤﻥ ،ﻭﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻠﻭﺜﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺠﻤﺔ ﻋﻥ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻜﺎﻟﺤﺭﺍﺌﻕ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺜﻭﺭﺍﻥ ﺍﻟﺒﺭﺍﻜﻴﻥ ﻭﺍﻟﻌﻭﺍﺼﻑ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭﻴﺔ ،ﺃﻭ
ﺍﻟﻨﺎﺠﻤﺔ ﻋﻥ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺒﺸﺭﻴﺔ ﻤﺼﻁﻨﻌﺔ ﻜﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻨﻘل ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻨﻊ ﻭﺍﻟﻤﺯﺍﺭﻉ ﻭﺤﺭﺍﺌﻕ ﺍﻟﻐﺎﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻠﻭﺜﺎﺕ ﺍﻹﺸﻌﺎﻋﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ،ﻭﺘﺤﺩﻴﺩ ﺃﻤﺎﻜﻥ ﺍﻨﺘﺸﺎﺭﻫﺎ ﻭﺁﻟﻴﺔ ﺍﻨﺘﻘﺎﻟﻬﺎ ﻭﺴﺭﻋﺘﻬﺎ ﻜﺎﻨﺘﻘﺎل ﺍﻟﻤﻠﻭﺜﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺒﺒﺔ ﻟﻸﻤﻁﺎﺭ ﺍﻟﺤﺎﻤﻀﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻜﻨﺩﺍ،
ﺃﻭﻤﻥ ﺒﻠﺩﺍﻥ ﺃﻭﺭﻭﺒﺔ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﺭﻭﺒﺔ ﺍﻟﺸﺭﻗﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻭل ﺍﻻﺴﻜﻨﺩﻨﺎﻓﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺍﻨﺘﻘﺎل ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ
)(١٥
ـ ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒﻨﺎ ،ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻭﺼﻴﺎﻨﺔ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ … ،.ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ ﻥ ﺹ .٥٥
١٧٧
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺤل ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ
ﺍﻟﻤﺸﻌﺔ ﺇﺜﺭ ﺤﺎﺩﺜﺔ ﺍﻟﻤﻔﺎﻋل ﺍﻟﻨﻭﻭﻱ ﻓﻲ ﺘﺸﺭﻨﻭﺒﻴل ﺴﻨﺔ ١٩٨٦ﻓﻲ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻻﺘﺠﺎﻫﺎﺕ،
ﻭﺃﺴﺒﺎﺏ ﺫﻟﻙ ﻭﻨﺘﺎﺌﺠﻪ ،ﻜل ﻫﺫﺍ ﻴﻌﺩ ﻤﻥ ﺼﻤﻴﻡ ﻋﻤل ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ﻭﺇﻥ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺤﻜﺭﹰﺍ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺤﺩﻩ ﺒﺄﻱ ﺸﻜل ﻤﻥ ﺍﻷﺸﻜﺎل.
ﻭﻭﻓﻕ ﺭﺃﻱ ) ﻤﻴﻼﻨﻭﻓﺎ ،ﺭﻴﺎﺒﺘﺸﻴﻜﻭﻑ ( ﻓﺈﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻬﻡ ﺠﺩﹰﺍ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﺸﺎﻜل ﺘﻠﻭﺙ
ﺍﻟﺠﻭ ﻤﻥ ﻤﺩﺨل ﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﺘﻠﻭﺙ ﺍﻟﺠﻭ ﻴﺅﺩﻱ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺃﻭل ﺇﻟﻰ ﺘﻐﻴﺭ ﺠﻤﻴﻊ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﻤﺭﻜﺏ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ،ﻭﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺁﺨﺭ ﻓﺈﻥ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﻠﻭﺙ ﻭﺸﺩﺘﻪ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ
)(١٦
٤٣
.
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻠﻭﺙ ﻭﺍﻟﺘﺩﻫﻭﺭ :
ﺍﻟﺘﺭﺒﺔ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﺒﻴﺌﻴﺔ ﻟﻺﻨﺘﺎﺝ: ﺃ- ﺍﻟﺘﺭﺒﺔ ﻫﻲ ﻭﺴﻁ ﻏﻴﺭ ﻤﺘﺠﺎﻨﺱ ﻴﺸﻜل ﺍﻟﻁﺒﻘﺔ ﺍﻟﺴـﻁﺤﻴﺔ ﺍﻟﺭﻗﻴﻘـﺔ ﻤـﻥ ﺍﻟﻘﺸـﺭﺓ ﺍﻷﺭﻀﻴﺔ ،ﺘﻜﻭﻨﺕ ﺨﻼل ﺁﻻﻑ ﻭﻤﻼﻴﻴﻥ ﺍﻟﺴﻨﻴﻥ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻋﻼﻗـﺔ ﻤﻌﻘـﺩﺓ ﺒـﻴﻥ ﺍﻷﻏﻠﻔـﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ )ﺍﻟﺠﻭﻱ ﻭﺍﻟﻤﺎﺌﻲ ﻭﺍﻟﺼﺨﺭﻱ ﻭﺍﻟﺤﻴﻭﻱ( ،ﻭﺒﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﻴﺯﻴﺎﺌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻴﻭﻴﺔ ،ﻭﺘﻌﺩ ﺍﻟﺘﺭﺒـﺔ ﻤـﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼـﺭ ﺍﻟﻀـﺭﻭﺭﻴﺔ ﻟﻠﺤﻴـﺎﺓ ﻭﺸـﺭﻁﺎ ً ﺃﺴﺎﺴﻴﹰﺎ ﻷﻱ ﺇﻨﺘﺎﺝ ﻏﺫﺍﺌﻲ ،ﻭﻫﻲ ﺘﺅﺜﺭ ﻭﺘﺘﺄﺜﺭ ﺒﻐﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼـﺭ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴـﺔ ﻜﺎﻟﻤـﺎﺀ ﻭﺍﻟﻬﻭﺍﺀ ﻭﺍﻟﺩﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ. ﺇﻥ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺒﺎﻟﻐﻁﺎﺀ ﺍﻟﺘﺭﺍﺒﻲ ﻭﺒﺴﻁﺢ ﺍﻷﺭﺽ ﺒﺸﻜل ﻋﺎﻡ ﻴﺨﺘﻠـﻑ ﻋـﻥ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻷﻨﻬﺎ ﺘﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻨﻅـﺭﺓ ﻤﺤـﺩﺩﺓ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫـﺎ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺸﻜل ﻭﻁﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﺅﺜﺭ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻭﺤﻴﺎﺓ ﺃﺠﻴﺎﻟﻪ ،ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻴـﺅﺜﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺭﺒﺔ ﺒﺄﺸﻜﺎل ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺸﻜل ﺴﻁﺢ ﺍﻷﺭﺽ )ﺍﻟﻼﻨﺩﺸﺎﻓﺕ( ،ﻭﺨﻔﺽ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﺍﻹﻨﺘﺎﺠﻴﺔ ﻟﻸﺭﺽ ،ﻭﺘﺨﺭﻴﺏ ﻤﻜﻭﻨﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻤﻥ ﺨـﻼل ﺍﻹﺴـﺎﺀﺓ ﺍﻟﻤﺴـﺘﻤﺭﺓ ﻟﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍﻟﺘﺭﺒﺔ ،ﻭﺘﻐﻴﻴﺭ ﻅﺭﻭﻑ ﺘﺸﻜﻠﻬﺎ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﺘﺒﺎﻉ ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﺨﺎﻁﺌﺔ )ﺤﺭﺍﺜﺔ، ﺴﻘﺎﻴﺔ ،ﺯﺭﺍﻋﺔ ﻤﻜﺜﻔﺔ ﺇﻟﺦ (..ﺃﻭ ﺘﻌﺭﻀﻬﺎ ﻟﻠﺘﻤﻠﺢ ﻭﺍﻟﺘﻠﻭﺙ ،ﻭﺘﻘﻠﻴل ﻤﺤﺘﻭﺍﻫﺎ ﻤـﻥ ﺍﻟـﺩﺒﺎل ﻭﺨﻔﺽ ﺨﺼﻭﺒﺘﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺤﺘﻴﺎﻁﻲ ﺍﻟﺒﻴﻭﻟﻭﺠﻲ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻭﻓـﻲ ﻨﻬﺎﻴـﺔ ﺍﻟﻤﻁـﺎﻑ
) (١٦ـ ﻤﻴﻼﻨﻭﻓﺎ .ﻱ .ﻑ ،ﺭﻴﺎﺒﺘﺸﻴﻜﻭﻑ .ﺃ .ﻡ ،ﺍﻟﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ،ﺘﺭﺠﻤﺔ ﺩ .ﺃﻤـﻴﻥ ﻁﺭﺒﻭﺵ ،ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﺩﺍﺭ ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺩﻴﻥ ،ﺩﻤﺸﻕ ،١٩٩٦ﺹ .٩٥
١٧٨
ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺤﻤﻭﺩ
ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ -٢٠ﺍﻟﻌﺩﺩ )٢٠٠٤ (٢+١ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ
ﺘﻌﺭﻀﻬﺎ ﻟﻠﺘﺼﺤﺭ .ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺘﻤﻴﻴﺯ ﺸﻜﻠﻴﻥ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺘﺼﺤﺭ ،ﺍﻷﻭل ﺯﻴﺎﺩﺓ ﻤﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﺼﺤﺭﺍﺀ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﺸﺩﺓ ﺍﻟﺘﺼﺤﺭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﻲ ﺴﻭﺍﺀ ﺃﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺼﺤﺭ ﻨﺎﺠﻤﹰﺎ ﻋﻥ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺒﺸـﺭﻴﺔ ﺃﻡ ﻋﻥ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺃﻡ ﻋﻥ ﻜﻠﻴﻬﻤﺎ ﻤﻌﹰﺎ).(١٧ ﺏ -ﺍﻟﺘﺭﺒﺔ ﻤﺠﺎل ﻤﻜﺎﻨﻲ ﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻥ )ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻴﺔ(: ﻭﺘﻘﻭﻡ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺒﺩﻭﺭ ﻭﺍﻀﺢ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺃﺜﺭ ﺍﻷﻨﺸﻁﺔ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺴـﺘﻌﻤﺎﻻﺕ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﻡ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻭﺠﻬﺔ ﻨﻅـﺭ ﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺸﻤﻭﻟﻴﺔ ﻟﺘﻌﺭﻑ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﺎﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺭﻴﻔﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻭﺇﻋﻁـﺎﺀ
ﺼﻭﺭﺓ ﻜﺎﻤﻠﺔ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻭﺸﺭﺡ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻭﺃﺜﺭﻫـﺎ ﻓـﻲ ﺃﺸـﻜﺎل
ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻷﺭﺽ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻭﺍﺤﻲ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻭﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﺒﻐﻴﺔ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍﻻﺴـﺘﺨﺩﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻭﺘﻘﺭﻴﺭ ﺇﺯﺍﻟﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻹﺒﻘﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺤﺎل ﻜﻭﻨﻬﺎ ﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ،ﻭﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓـﻲ ﻜﻴﻔﻴـﺔ ﺘﻨﻤﻴﺘﻬﺎ ﻭﺘﻁﻭﻴﺭﻫﺎ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻷﺴﺱ ﺘﻨﻤﻭﻴـﺔ ﺴـﻠﻴﻤﺔ ،ﻭﺫﻟـﻙ ﺒﺎﻻﻋﺘﻤـﺎﺩ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺨـﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻜﺎﺭﺘﻭﻏﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺼﺩ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻻﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﻭﺍﻟﺤﺎﻀﺭ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ.
ﻭﻗﺩ ﺘﻡ ﻭﻀﻊ ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎﻻﺕ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﻟﻠﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ ﻭﻓـﻲ
ﺍﻟﻭﻁﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺴﻭﺍ ﺀ ﺃﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺒﺎﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﺭﺍﺌﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤـﺔ ﺃﻡ ﺒﺎﺴـﺘﺨﺩﺍﻡ ﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻻﺴﺘﺸﻌﺎﺭ ﻋﻥ ﺒﻌﺩ ﻭﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻬﺩﻑ ﺍﻟﺘﺨﻁـﻴﻁ ﺍﻟﺴـﻠﻴﻡ ﻻﺴﺘﺨﺩﺍﻤﺎﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ،ﻭﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻷﻤﺎﻜﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻁﺭﺃ ﻋﻠﻰ ﻤﻨﻅﻭﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ
ﺨﻠل ﻤﺎ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻻﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻌﺸﻭﺍﺌﻲ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺨﻁﻁ ﻟﻸﺭﺍﻀﻲ ).(١٨ ٤٤
ﻭﻋﻠﻰ ﻀﻭﺀ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎﻻﺕ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻤﻨﻁﻘـﺔ ﻴـﺘﻡ ﺘﻘـﻭﻴﻡ ﺍﻟﻨﺘـﺎﺌﺞ
ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ،ﻭﺍﻗﺘﺭﺍﺡ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻤـﻥ ﺃﺠـل ﺍﻟﺘﺨﻁـﻴﻁ ﺍﻟﺴـﻠﻴﻡ ﻟﻬـﺫﻩ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ F. Reimers, Nature management, Moscow, Myslpress P. ١٠٩-٣٢٣
)(١٧
ﺍﻟﺭﻭﺴﻴﺔ
)(١٨ـ ﺨﻨﺴﺎﺀ ﺤﺴﻴﻥ ﻤﻠﺤﻡ ،ﺃﺜﺭ ﺍﻷﻨﺸﻁﺔ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﺎﺕ ﺍﻷﺭﺽ ،ﺃﻁﺭﻭﺤﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺃﻋﺩﺕ ﻟﻨﻴـل ﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭﺍﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ ٢٠٠١ ،ـ ٢٠٠٢ﻡ ،ﺹ ٥ـ ٧ﺒﺘﺼﺭﻑ.
١٧٩
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺤل ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ
ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﻻﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ﻟﻴﻜﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺃﻜﺜﺭ ﻜﻔـﺎﺀﺓ ﻟـﻸﺭﺽ ﻭﻴﺴـﺎﻋﺩ ﻓـﻲ
ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺇﻨﺘﺎﺠﻴﺔ ﺠﻴﺩﺓ ،ﻭﻋﺩﻡ ﺤﺩﻭﺙ ﺘﺩﻫﻭﺭ ﻟﻠﺘﺭﺒﺔ ﻭﺘﺄﺜﻴﺭﺍﺕ ﺴﻠﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺀ ﺫﻟﻙ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻴﺘﻁﻠﺏ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ ﻓﻴﻬﺎ .ﻭﻭﻓﻕ ﺭﺃﻱ )ﺍﻟﺸﻤﺭﺍﻨﻲ ،( ١٩٩٠ﺒﺄﻥ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎﻻﺕ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻀـﺭ
ﺘﺘﻤﻴﺯ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﻌﺩ ﻗﺎﺼﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻬﻨﺩﺴﻴﻥ ﻓﺤﺴﺏ ﺇﺫ ﺃﺜﺒﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﻭﻥ ﻗـﺩﺭﺘﻬﻡ ﻋﻠـﻰ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﻤﺴﻭﺡ ﺍﺴـﺘﻌﻤﺎﻻﺕ ﺍﻷﺭﺍﻀـﻲ ﻭﺘﺤﻠﻴﻠﻬـﺎ ﻭﺇﻋـﺩﺍﺩ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻟﻬﺎ ،ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨـﺏ ﺍﻟﻤﺴـﺎﻫﻤﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟﺘﺨﻁـﻴﻁ ﺍﻟﻤﺴـﺘﻘﺒﻠﻲ ﻻﺴﺘﻌﻤﺎﻻﺕ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﻭﺍﻟﺭﻴﻑ ﻋﻠﻰ ﺤ ٍﺩ ﺴﻭﺍﺀ.
ﻭﺘﺠﺩﺭ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎﻻﺕ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﻭﺍﻟﺭﻴﻑ ﻤﻌﹰﺎ ﺘﻌﺩ
ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻓﻌﺕ ﺒﻌﻠﻡ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﻓﻲ ﻤﻘﺩﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻘﻴﺔ ﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻨﺎﺠﻤﺔ ﻋﻥ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎﻻﺕ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ﻭﻻ ﻏﻨﻰ ﻋﻨﻬـﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺨﻁﻴﻁ ﻟﻠﻨﻤﻭ ﺍﻟﺤﻀﺭﻱ
)(١٩
٥٤
.
ﺝ -ﺍﻟﺘﺭﺒﺔ ﺒﻴﺌﺔ ﺃﻭ ﻭﺴﻁ ﻀﺭﻭﺭﻱ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﻭﺘﺠﺩﺩﻫﺎ:
ﺘﺸﻜل ﺍﻟﺘﺭﺒﺔ ﻭﺴﻁﹰﺎ ﻤﻌﻴﺸﻴﹰﺎ ﻟﻌﺩﺩ ﻜﺒﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺎﺌﻨﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﺍﻟﺩﻗﻴﻘﺔ ،ﻭﺍﻟﻜﺎﺌﻨﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ. ﺇﻥ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﺭﺒﺔ ﻭﺼﺤﺔ ﺍﻹﻨﺴـﺎﻥ،
ﻭﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ ﻭﺍﻟﻭﻀﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﻟﻠﺘﺭﺒﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﺒﺅ ﺒﻤﺩﻯ ﻜﻔﺎﻴﺘﻬﺎ ﻓـﻲ ﺍﻟﻤﺴـﺘﻘﺒل ﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﻐﺫﺍﺀ ﻭﺍﻟﻜﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺴﻜﻥ ﻟﻸﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﻤﺘﺯﺍﻴﺩﺓ ﻤـﻥ ﺍﻟﺴـﻜﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﻻ ﻴﻀـﺎﻫﻰ ﻷﻥ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻌﺭﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺘﺭﺒﺔ ﻤﻥ ﺘﻠﻭﺙ ﻭﺘﺩﻫﻭﺭ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﻴﺭﺘﺒﻁ ﺒـﺎﻟﻅﺭﻭﻑ
ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﻤﺴﺎﺤﺔ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺘﺒﻠﻎ ﻨﺤﻭ ١٣٣٩٢ﻤﻠﻴﻭﻥ ﻫﻜﺘﺎﺭ ﻭﻤﺴﺎﺤﺔ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻟﻼﺴﺘﻐﻼل ﺘﺒﻠﻎ ﻨﺤﻭ ٨٦٠٨ﻤﻠﻴﻭﻥ ﻫﻜﺘـﺎﺭ ،ﺒﻴﻨﻤـﺎ
)(١٩ـ ﺼﺎﻟﺢ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺸﻤﺭﺍﻨﻲ ،ﺍﺴﺘﻌﻤﺎﻻﺕ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ ﺩﺭﺍﺴـﺔ ﺘﺤﻠﻴﻠﻴـﺔ ﻭﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ،ﺴﻠﺴﻠﺔ ﺒﺤﻭﺙ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ) ،( ١٢ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﻘﺭﻯ ١٤١٠ ،ﻩ ١٩٩٠ ،ﻡ ،ﺹ .٣
١٨٠
ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ -٢٠ﺍﻟﻌﺩﺩ )٢٠٠٤ (٢+١
ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺤﻤﻭﺩ
ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ
ﻼ ﻓﻼ ﺘﺘﺠﺎﻭﺯ ١,٥ﻤﻠﻴﻭﻥ ﻫﻜﺘﺎﺭ ،ﻭﻜل ﻤﻭﻟـﻭﺩ ﺠﺩﻴـﺩ ﻤﺴﺎﺤﺔ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﻤﺯﺭﻭﻋﺔ ﻓﻌ ﹰ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻨﺤﻭ ٠,٥ﻫﻜﺘﺎﺭ ﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺤﺎﺠﺘﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﻐﺫﺍﺌﻴﺔ ،ﻭﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻨﺤـﻭ ٨٠٠
ﻤﺘﺭ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﺴﻜﻥ ﻭﺍﻟﻁﺭﻕ).(٢٠
ﻭﻤﻊ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻓﻬﺫﺍ ﻴﻌﻨﻲ ﺘﻨﺎﻗﺹ ﺤﺼـﺔ ﺍﻟﻔـﺭﺩ ﻤـﻥ ﻫـﺫﻩ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺭﺒﺔ ﺘﺘﻌﺭﺽ ﻟﻠﺘﻠﻭﺙ ﺒﻁﺭﺍﺌﻕ ﻭﺃﺸﻜﺎل ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﺒﺴﺒﺏ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻤﺒﻴﺩﺍﺕ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺌﻴﺔ ﻭﺍﻷﺴﻤﺩﺓ ﺍﻟﻤﻌﺩﻨﻴﺔ ،ﻭﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻔﻀﻼﺕ ﺍﻟﻤﻨﺯﻟﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻨﻔﺎﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼـﻨﺎﻋﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻹﺸﻌﺎﻋﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻠﻭﺙ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺤﺩﻭﺙ ﻋﻭﺍﻗﺏ ﺴﻠﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺎﺌﻨﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﻓﻲ ﺼﺤﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻴﺠﺏ ﺃﺨﺫﻩ ﺒﺎﻟﺤﺴﺒﺎﻥ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒـﺄﻱ
ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺫﻟﻙ.
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺭﻭﺏ ﻭﺴﺒﺎﻕ ﺍﻟﺘﺴﻠﺢ : ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺸﺭﺡ ﻭﺘﻭﻀﻴﺢ ﻟﻤﺨﺎﻁﺭ ﺍﻟﺤﺭﻭﺏ ﻭﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴـﻠﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻭﻗﻭﻉ ﺨﺴﺎﺌﺭ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﺒﺸﺭﻴﺔ ﻭﻤﺎﺩﻴﺔ ﻭﺒﻴﺌﻴﺔ ﺒﺸﻜل ﻋﺎﻡ ،ﻭﻤﺨﺎﻁﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻨﻭﻭﻴﺔ ﺒﺸﻜل ﺨﺎﺹ ﻭﺫﻟﻙ ﻟﻘﻁﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﺴـﻌﺔ ﻤـﻥ ﺍﻟﺴـﻜﺎﻥ ،ﻤـﻥ ﺨـﻼل ﺍﻟﻜﺘـﺏ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻀﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻻﺕ ﻭﻋﺒﺭ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﻌﺼـﺭ ،ﺇﺫ ﻼ ﻤﻜﺸﻭﻓﹰﺎ ﺇﻟﻰ ﺤ ٍﺩ ﻜﺒﻴﺭ. ﺃﺼﺒﺢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻗﺭﻴﺔ ﺼﻐﻴﺭﺓ ﺘﺘﻔﺎﻋل ﻓﻴﻪ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺘﻔﺎﻋ ًﹰ ﻭﻗﺩ ﺃﻅﻬﺭﺕ ﻜﺎﺭﺜﺔ ﺘﺸﺭﻨﻭﺒﻴل ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻨﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺸﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﺨﺘﻠـﻑ ﺃﻨﺤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ .ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻭﺍﺕ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﻭﻥ ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﹰﺎ ﻜﺒﻴﺭﹰﺍ ﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘـﺄﺜﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﻜﺎﺭﺜﻴﺔ ﻟﻠﺤﺭﺍﺌﻕ ﺍﻟﻨﺎﺘﺠﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻔﺠﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﻭﻭﻴـﺔ ﻓـﻭﻕ ﺴـﻁﺢ ﺍﻷﺭﺽ ،ﺇﺫ ﺇﻥ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﺍﺌﻕ ﺘﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺇﻁﻼﻕ ﻜﻤﻴﺎﺕ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺨﺎﻥ ﻭﺠﺯﻴﺌﺎﺕ ﺍﻻﻴﺭﺯﻭل ﺍﻟﺘـﻲ ﺘـﺅﺩﻱ
)(٢٠
ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ،ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺤﻤﻭﺩ ،ﻨﺎﻅﻡ ﻋﻴﺴﻰ ،ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭﺍﻟﺘﻠﻭﺙ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ ٢٠٠٠-٩٩ﻡ ، ،ﺹ .٢٦٠
١٨١
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺤل ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ
ﺇﻟﻰ ﺨﻔﺽ ﻜﻤﻴﺔ ﺍﻷﺸﻌﺔ ﺍﻟﺸﻤﺴﻴﺔ ﺍﻟﻭﺍﺼﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺴﻁﺢ ﺍﻷﺭﺽ ﺒﻤﻘﺩﺍﺭ ﻴﺼل ﺇﻟﻰ ،% ٩٥ ﻭﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻟﻤﻬﻡ ﻴﺴﺒﺏ ﺘﺒﺭﺩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﺒﺸﻜل ﻜﺒﻴﺭ ،ﻭﻗﺩ ﻨﺸﺭ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻐـﺭﺍﻓﻴﻴﻥ ﺒﺤﻭﺜﹰﺎ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺤﻭل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﺒﻴﻨﺕ ﺤﺩﻭﺙ ﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﻤﻨﺎﺨﻴﺔ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻭﺘﻐﻴﺭ ﻗﻴﻡ ﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺠﻭﻴﺔ ﻭﺤﺩﻭﺙ ﻋﺎﻤل ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺍﻟﺯﺠﺎﺠﻲ.
ﻭﻗﺩ ﻗﺎﻡ ﻓﺭﻴﻕ ﻤﻥ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻟﻴﻨﻴﻨﻐﺭﺍﺩ ﻋﺎﻡ ١٩٦٠ﺒﻘﻴﺎﺱ ﻜﻤﻴﺔ ﺍﻷﺸﻌﺔ ﺍﻟﺸﻤﺴﻴﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﺠﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺘﻔﺎﻉ ٣٠ﻜﻡ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻋﻘﺏ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺘﺠﺎﺭﺏ ﻨﻭﻭﻴﺔ ﻭﺘﺒﻴﻥ ﺤـﺩﻭﺙ ﻨﻘﺹ ﻓﻲ ﻜﻤﻴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺸﻌﺔ ﺒﻤﻌﺩل ،% ٧ﻭﻴﻌﻭﺩ ﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﻜﻤﻴـﺔ ﺜـﺎﻨﻲ ﺃﻜﺴـﻴﺩ ﺍﻵﺯﻭﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﺠﻭﻱ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﺘﻔﺠﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﻭﻭﻴﺔ ،ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺴﺒﺏ ﺫﻟﻙ ﻨﻘﺹ ﻓﻲ ﺩﺭﺠﺎﺕ ﺍﻟﺤﺭﺍﺭﺓ ﺒﻤﻘﺩﺍﺭ ٠,٣ﺩﺭﺠﺔ ﻤﺌﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﻑ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻜـﺭﺓ ﺍﻷﺭﻀـﻴﺔ، ﻭﺃﻅﻬﺭﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺤﺩﻭﺙ ﺘﺒﺭﺩ ﻓﻲ ﺩﺭﺠﺎﺕ ﺍﻟﺤﺭﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻘـﺭﻥ ﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ ﻭﻋﺯﻱ ﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻨﻭﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ
)(٢١ ٤٦
.
ﻭﺒﻴﻨﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺃﻥ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻨﻭﻭﻴﺔ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺘﻐﻴﺭ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺏ
ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺌﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻭ ﻤﻤﺎ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺘﻐﻴﺭ ﺸﺩﻴﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻭﺇﻟﻰ ﺤـﺩﻭﺙ ﻜﺎﺭﺜـﺔ
ﺇﻴﻜﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ،ﻻ ﺘﻨﺤﺼﺭ ﻓﻘﻁ ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺙ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﺍﻟﻨﻭﻭﻱ ﻭﻟﻜﻥ ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺙ ﺘﺸﻭﺵ ﻭﻋـﺩﻡ ﺍﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﻤﻨﺎﺨﻲ ) ،(chaosﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺏ ﻫﻨﺎ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻪ ﺒـﻴﻥ ﻋـﺎﻤﻲ ١٩٤٥ﻭ ١٩٧٨ﻭﻗﻊ ١١٦٥ﺍﻨﻔﺠﺎﺭﹰﺍ ﻨﻭﻭﻴﹰﺎ ﻤﻌﻅﻤﻬﺎ ﻻﺨﺘﺒﺎﺭ ﺍﻷﺴﻠﺤﺔ ،ﻤﻨﻬﺎ ٤٩٨ﻗﺒل ﻤﻌﺎﻫـﺩﺓ ١٩٦٣ﻟﺘﺤﺭﻴﻡ ﺍﻻﺨﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﻭﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻭ ﻭﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺒﻌﺩ ﺘﻭﻗﻴﻊ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻹﻨﻔﺎﻕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﺒﺸﻜل ﻋﺎﻡ ﻴﺒﻠﻎ ﻨﺤﻭ ١٠٠٠ﻤﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ ﺒﺎﻟﺴـﻨﺔ ،ﻭ % ٧٠ﻤـﻥ ﻤﺒﻴﻌـﺎﺕ
ﺍﻷﺴﻠﺤﺔ ﺍﻟﺜﻘﻴﻠﺔ ﻴﺘﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ .ﻭﻫﻨﺎ ﻴﺒﺩﻭ ﺠﻠﻴﹰﺎ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ .ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻴﻤﻜﻨﻬـﺎ ﺃﻥ ﺘﻘـﺩﻡ Geography Science And Art, p. ١٧٤ . Op. Cit.ـ
)(٢١
١٨٢
ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ -٢٠ﺍﻟﻌﺩﺩ )٢٠٠٤ (٢+١
ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺤﻤﻭﺩ
ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ
ﺨﺭﺍﺌﻁ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﺘﺒﻴﻥ ﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻨﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﺘﻠﻭﺙ ﺍﻟﻨﻭﻭﻱ ﺍﻟﻨﺎﺘﺞ ﻋﻥ ﻜﻭﺍﺭﺙ ﻨﻭﻭﻴﺔ ﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ، ﻼ ﺃﻁﻠﺱ ﺍﻟﺤـﺭﺏ ﺍﻟﻨﻭﻭﻴـﺔ ﺍﻟـﺫﻱ ﻭﻀـﻌﻪ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﺤﺘﻤﻠﺔ ،ﻭﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﻤﺜ ﹰ
ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﺍﻟﺸﻬﻴﺭ )ﻑ..ﻴﻭﻨﻎ ( ﻭﻫﻭ ﺃﻁﻠﺱ ﺫﻭ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻭﻓﺎﺌﺩﺓ ﻜﺒﻴـﺭﺓ ،ﻭﻤـﻥ
ﺨﻼل ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻜﺎﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﺘﻁﺎﺒﻘﻴﺔ ) ،(Overlays Mapingﻭﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﺤﺎﺴﻭﺏ
ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺴﺘﺨﺩﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ) ،( G I Sﻭﻤﻌﻁﻴﺎﺕ ﺍﻻﺴﺘﺸﻌﺎﺭ ﻋﻥ ﺒﻌﺩ
ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺨﻁﻴﻁ ﻭﺍﻟﺘﻘﻭﻴﻡ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﻭﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻜﺜﻴـﺭ ﻤـﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻨﺒﺅ ﺒﺄﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﻀﻐﻭﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺴﺒﺒﻬﺎ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻷﺴﻠﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻨﻅﻤـﺔ
ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ.
ﺨﺎﺘﻤﺔ ﺍﻟﺒﺤﺙ :
ﻨﺴﺘﻨﺘﺞ ﻤﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺃﻥ ﻟﻠﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺒﻭﺼﻔﻬﺎ ﻋﻠﻤﹰﺎ ﺘﺭﻜﻴﺒﻴﹰﺎ ،ﺸـﻤﻭﻟﻴﹰﺎ ،ﺃﻫﻤﻴـﺔ ﻜﺒﻴـﺭﺓ ﻭﺩﻭﺭﹰﺍ ﻁﻠﻴﻌﻴﹰﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻭﻤﺎ ﺯﺍﻟﺕ ﺘﺅﺩﻴﻪ ،ﻭﻴﺘﺠﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
ـ ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﺘﻌﻁﻴل ﺍﻷﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺇﻴﺠﺎﺩ ﺍﻟﺤل ﻟﻠﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺎﻨﻲ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ،ﺴﻭﺍﺀ ﺃﻜﺎﻨﺕ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺘﻠـﻭﺙ ﺍﻟﻤـﺎﺀ ﻭﺍﻟﻬـﻭﺍﺀ ﻭﺍﻟﺘﺭﺒﺔ ،ﺃﻡ ﺒﺎﺴﺘﻨﺯﺍﻑ ﺍﻟﻐﻁﺎﺀ ﺍﻟﻨﺒﺎﺘﻲ ﻭﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨﻲ ،ﻭﺍﺴﺘﻨﺯﺍﻑ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ.
ـ ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﺘﻌﻁﻴل ﺍﻷﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺤـل ﺍﻟﻤﺸـﻜﻼﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘـﺔ ﺒﻬـﺎ، ﻜﺎﻻﻨﻔﺠﺎﺭ ﺍﻟﺴﻜﺎﻨﻲ ﻭﺍﻟﺠﻭﻉ ﻭﺍﻟﻔﻘﺭ ﻭﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﺨﺩﺭﺍﺕ ﻭﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ.
ـ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﻭﻥ ﺠﺎﺩﻴﻥ ﻓﻲ ﺇﻴﺠﺎﺩ ﺍﻟﺤﻠﻭل ﻟﻠﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻹﻴﻜﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻓﻴﺠـﺏ ﻋﻠـﻴﻬﻡ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺩﺍﺨل ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ،ﻭﺘﻁﻭﻴﺭ ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﻭﻁﺭﺍﺌﻕ ﻜﻤﻴﺔ ﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ ﻟﺩﺭﺍﺴـﺔ
ﺍﻷﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ،ﻭﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺒﻜﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬـﺎ ﻋـﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﺴـﺘﺨﺩﺍﻡ ﻁﺭﺍﺌـﻕ ﺍﻟﺭﺼـﺩ ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﻗﺒـﺔ ) ( Monitorﺃﻱ ﺍﻟﻘﻴـﺎﻡ ﺒﺭﺼـﺩ ﺠﻴﻭﺇﻴﻜﻭﻟﻭﺠﻲ ﺸﺎﻤل ﻟﻠﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻌﺭﺽ ﻟﻬﺎ ،ﻭﻜـﺫﻟﻙ ﺍﻟﻘﻴـﺎﻡ
ﺒﺎﻟﺘﻨﺒﺅ ﻭﺍﻟﺘﻭﻗﻊ ﻭﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴـﺎﻫﻤﺔ ﺒﻔﻌﺎﻟﻴـﺔ ﻓـﻲ
١٨٣
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺤل ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ
ﺍﻟﺘﺨﻁﻴﻁ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺍﻟﻔﻌﺎل ـ ﻭﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻠﺠﻐﺭﺍﻓﻴﻴﻥ ﻭﺠـﻭﺩ ﻭﺘﻤﺜﻴـل ﻓـﻲ ﺃﻱ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﻭﻓﻲ ﺃﻱ ﻟﺠﻨﺔ ﻭﻁﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﺘﻌﻤل ﻤﻥ ﺃﺠل ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭﺤل ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺎﻨﻲ ﻤﻨﻬﺎ.
ـ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﻴﻥ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺒﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻭﺴﻁ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﻭﺠﻬﺎﺕ ﻨﻅﺭ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﻁﺭﺍﺌﻕ ﺤﻠﻬﺎ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺃﻴﻀﹰﺎ .ﻭﻨﺭﻯ ﺃﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻔﻴـﺩ
ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺏ ﺃﻥ ﻴﺸﻴﺭ ﻜل ﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻟﻠﺒﺤﺙ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻪ.
ﻭﻋﻠﻰ ﻜل ﺤﺎل ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﺤل ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻹﻴﻜﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ
ﻋﻠﻤﻴﺔ ،ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ ،ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ،ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻗﺘﺼـﺎﺩﻴﺔ ،ﻷﻥ ﺤـل ﺍﻟﻤﺸـﻜﻼﺕ ﺍﻹﻴﻜﻭﻟﻭﺠﻴـﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ ﻴﺸﻤل ﻁﻴﻔﹰﺎ ﻭﺍﺴﻌﹰﺎ ﻴﺒﺩﺃ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﻭﻴﻨﺘﻬﻲ ﺒﺎﻹﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺤـل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﻋﻠﻡ ﻭﺍﺤﺩ ﻓﻘﻁ.
١٨٤
ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ -٢٠ﺍﻟﻌﺩﺩ )٢٠٠٤ (٢+١
ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺤﻤﻭﺩ
ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ
ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﻭ ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ
-١
ﺍﻟﺒﻨﺎ ،ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻲ ،ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻭﺼﻴﺎﻨﺔ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ،ﻨﻤﺎﺫﺝ ﺩﺭﺍﺴﻴﺔ ﻓﻲ
-٢
ﺨﻴﺭ ،ﺼﻔﻭﺡ ،ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻤﻭﻀﻭﻋﻬﺎ ﻭﻤﻨﺎﻫﺠﻬﺎ ﻭﺃﻫﺩﺍﻓﻬﺎ ،ﺩﻤﺸـﻕ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜـﺭ
-٣
ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻘﻴﺔ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ٢٠٠٠ﻡ. ٢٠٠٠ﻡ.
ﺠﻭﻟﺩ ،ﺒﻴﺘﺭ ،ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﺠﻨﺱ ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ ،ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺃﺤﺩﺙ ﻤﺎ ﻭﺼل ﺇﻟﻴﻪ
ﺍﻟﻌﻠﻡ ) (١ﺍﻷﺒﻌﺎﺩ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠﻭﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ،١٥٠ﺭﺒـﻊ ﺴـﻨﻭﻴﺔ ﺘﺼﺩﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻴﻭﻨﺴﻜﻭ١٩٩٦ ،ﻡ.
-٤ -٥ -٦
ﺴﻜﻴﻜﺭ ،ﻓﻴﺎﺽ ـ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ،ﻤﺤﻤﺩ ـ ﻋﻴﺴﻰ ،ﻨﺎﻅﻡ ،ﻤﻘﺩﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴـﺔ، ﻤﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺼﻔﺎ ،ﺩﻤﺸﻕ ١٩٩٧ﻡ.
ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ،ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺤﻤﻭﺩ .ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻭﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻁﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﻤﺠﻠﺔ ﺸﺅﻭﻥ
ﻋﺭﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻌﺩﺩ ،٩٠ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ١٩٩٧ﻡ.
ﺍﻟﺸﻤﺭﺍﻨﻲ ،ﺼﺎﻟﺢ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ،ﺍﺴﺘﻌﻤﺎﻻﺕ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ
ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ ﻭﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ،ﺴﻠﺴﻠﺔ ﺒﺤﻭﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ) ،( ١٢ﺠﺎﻤﻌـﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﻘﺭﻯ ١٤١٠ ،ﻫـ١٩٩٠ ،ﻡ
-٧
ﺍﻟﻔﺘﻭﻯ ،ﺤﺴﻥ ﺃﻤﻴﻥ ،ﺘﺨﻁﻴﻁ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻴﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟﺤـﻭﺽ ﺍﻟﻨﻬﺭﻱ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻷﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺌﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﻨﺩﻭﺓ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺎﺕ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﻨﻘـﺹ
ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻤﺎﺌﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻁﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻗﺎﺭ ﻴﻭﻨﺱ ،ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ، ٩ـ ٢٠٠٠ / ١٠ / ١١ﻡ.
١٨٥
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺤل ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ
-٨
-٩
ﺨﻨﺴﺎﺀ ﺤﺴﻴﻥ ﻤﻠﺤﻡ ،ﺃﺜﺭ ﺍﻷﻨﺸﻁﺔ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﺎﺕ ﺍﻷﺭﺽ ،ﺃﻁﺭﻭﺤـﺔ
ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺃﻋـﺩﺕ ﻟﻨﻴـل ﺩﺭﺠـﺔ ﺍﻟـﺩﻜﺘﻭﺭﺍﻩ ﻓـﻲ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴـﺔ ،ﺠﺎﻤﻌـﺔ ﺩﻤﺸـﻕ، ٢٠٠١ـ٢٠٠٢ﻡ.
ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﺃﺤﻴﺎﺀ ،ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻓﻲ ﺸﺅﻭﻥ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ،ﺘﺭﺠﻤﺔ ﺩ .ﺴﻌﺩ ﺍﻟﺩﻴﻥ
ﺨﺭﻓﺎﻥ ،ﺩﺍﺭ ﻁﻼﺱ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺭﺠﻤﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ،ﺩﻤﺸﻕ ١٩٨٨ﻡ.
-١٠
ﻤﻴﻼﻨﻭﻓﺎ .ﻱ .ﻑ ـ ﺭﻴﺎﺒﺘﺸﻴﻜﻭﻑ .ﺃ .ﻡ ،ﺍﻟﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ،
-١١
ﻫﺎﺠﻴﺕ ،ﺒﻴﺘﺭ ،ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺘﺭﻜﻴﺒﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ،ﺘﺭﺠﻤﺔ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﻏـﻼﺏ ،ﺍﻟﻨﺎﺸـﺭ
ﺘﺭﺠﻤﺔ ﺩ .ﺃﻤﻴﻥ ﻁﺭﺒﻭﺵ ،ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﺩﺍﺭ ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺩﻴﻥ ،ﺩﻤﺸﻕ ١٩٩٦ﻡ. ﻤﺅﺴﺴﺔ ﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ١٩٩٦ﻡ.
-١٢ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ ،ﻴﺴﺭﻯ ،ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴـﺔ ،ﺍﻟﻨﺎﺸـﺭ ﻤﺅﺴﺴـﺔ ﺸـﺒﺎﺏ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌـﺔ، ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ٢٠٠١،ﻡ
-١٣ -١٤ -١٥
ﺤﺒﺵ ،ﺯﻫﻴﺭ ﻋﻤﺭ .ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺘﻁﻭﺭﻫﺎ ـ ﻁﺭﺍﺌﻘﻬـﺎ ﻭﺃﺴـﺎﻟﻴﺏ ﺘﺩﺭﻴﺴـﻬﺎ، ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﺔ ١٤٠٦ ،ﻫـ ١٩٨٦ ،ﻡ.
ﺍﻟﺤﺼﺭﻱ،ﻋﻠﻲ ﻤﻨﻴﺭ .ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌـﺔ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤﻨﻅـﻭﺭ ﺍﻟﺘﺭﺒـﻭﻱ ،ﺍﻟﻤﺠﻠـﺔ
ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ ،ﺍﻟﻌﺩﺩ ،٢١ﺩﻤﺸﻕ ﺤﺯﻴﺭﺍﻥ ١٩٩٦ﻡ.
ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ،ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺤﻤﻭﺩ ،ﻨﺎﻅﻡ ﺃﻨﻴﺱ ﻋﻴﺴﻰ ،ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭﺍﻟﺘﻠﻭﺙ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸـﻕ ٩٩
ـ ٢٠٠٠ﻡ.
-١٦
ﺸﺭﻴﻑ ،ﻤﺤﻤﺩ ﺸﺭﻴﻑ .ﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ،ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻷﻭل ﺍﻟﻌﺼﻭﺭ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤـﺔ،
-١٧
ﺍﻟﻁﻴﺏ ،ﺠﻼل ﺍﻟﺩﻴﻥ ،ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ :ﺍﻷﺴﺱ ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﻡ ،ﺼـﻨﻌﺎﺀ،
ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ١٩٦٩ﻡ.
ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻴﻤﺎﻨﻴﺔ ١٩٩٥ ،ﻡ.
-١٨ﺍﻟﻔﺘﻭﻯ ،ﺤﺴﻥ ﺃﻤﻴﻥ ،ﻫل ﻴﺤﻘﻕ ﺍﻟﺘﺨﻁﻴﻁ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﺍﻷﻤﻥ ﺍﻟﻐﺫﺍﺌﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒـﻲ ،ﻤﺠﻠـﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﺍﻟﻌﺩﺩ ﺍﻟﺘﺎﺴﻊ ،ﺒﻐﺩﺍﺩ ٢٠٠٢ﻡ.
١٨٦
ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺤﻤﻭﺩ
٢٠٠٤ (٢+١) ﺍﻟﻌﺩﺩ-٢٠ ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ
. ﻡ١٩٨٠ ﺩﻤﺸﻕ، ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ، ﻋﻠﻲ ـ ﺍﻟﺤﻤﺎﺩﻱ ﻤﺤﻤﺩ، ﻤﻭﺴﻰ-١٩
ﻤـﻥ ﺃﺠـل ﺃﻥ ﻨﺤﻤـﻲ ﺍﻷﺭﺽ، ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﻤﻥ ﺠﻨﺔ ﻋﺩﻥ، ﻴﻭﺍﻥ ﺠﻭﺭﺝ،ﻨﻴﺴﺒﺕ
، ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴـﻭﺭﻱ، ﺘﺭﺠﻤﺔ ﺤﺴﻥ ﻜﺎﻤل ﺒﺤﺭﻱ،ﻭﻨﺘﺩﺒﺭ ﺸﺅﻭﻨﻬﺎ
-٢٠
. ﻡ١٩٩٨ ﺩﻤﺸﻕ
ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ
٢١- Geography Science And Art ,Opinion Scientists ـ.USSR And USA , Progress Press , MOSCOW ١٩٨٩ ﺍﻟﺭﻭﺴﻴﺔ..ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ
٢٢ - Hilary French , Protecting the Planet In The Age Of Globalization.W.W . NORTON & COMPANY , New York ٢٣-
London , ٢٠٠٠.
Israel , U. A , Ecology and Control of the State of the natural Environment , Moscow , Hydrometeo press , ١٩٨٤. ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺭﻭﺴﻴﺔ
٢٤- Kislov, A.V ,Surkova ,G.V , Assessment of contribution of visible Evaroration from Caspian Sea Surface and level changes during Holocene and late Pleistocene. Moscow University Magazine , Cycle ٥ , Geography ,
No. ٢ , ١٩٩٦. ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺭﻭﺴﻴﺔ
٢٥ ــPreston E. James , Geoffrey J. Martin. All Possible Worlds , A History of Geographical Ideas ,New York. Brisbane. Toronto. Singapore ١٩٨١ Moscow , Progress. ١٩٨٨. ٢٦- F. Reimers
ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺭﻭﺴﻴﺔ
, Nature Management , Moscow , Mysl Press. ﺒﺎﻟﻠﻐـﺔ
ﺍﻟﺭﻭﺴﻴﺔ ٢٧ ـ ــSmirnov, L.E, Geographical-Ecological Problems And Cartography Are Considered, Geology-Geography Magazine ,Leningrad University , Cycle ,٧ ,No. ٣ , ١٩٩٠, ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺭﻭﺴﻴﺔ.
.٢٠٠٢/٩/٣٠ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﺭﻭﺩ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺇﻟﻰ ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ
١٨٧