ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻴﻭﻤﻭﺭﻓﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ "ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺤﺎﻟﺔ ﻟﻠﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ) ﺤﻤﺎﺓ (ﻭﺃﻤﺜﻠﺔ ﻟﺒﻌﺽ ﻤﺎ ﺘﻌﺎﻨﻴﻪ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ" ﺩ /ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺴﻌﻴﺩ ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﺩﻱ ﺃﺴﺘﺎﺫ -ﻗﺴﻡ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺎ – ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﻘﺭﻯ ____________________________________________________________ ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﺘﻤﻬﻴـــﺩ : ﻻ :ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻀﻭﺍﺒﻁ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﻀﻊ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭﺓ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ. ﺃﻭ ﹰ – ١ﻤﺩﻥ ﺍﻟﻤﺩﺭﺠﺎﺕ ﺍﻟﻨﻬﺭﻴﺔ. – ٢ﻤﺩﻥ ﺍﻟﻤﺩﺭﺠﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ. ﺜﺎﻨﻴﹰﺎ :ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻴﻭﻤﻭﺭﻓﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻟﻤﻭﻀﻊ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺤﻤﺎﻩ. ﺜﺎﻟﺜﹰﺎ :ﻨﻅﻡ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ )ﺤﻤﺎﻩ(. – ١ﻁﺭﻕ ﺍﻟﺴﻘﺎﻴﺔ ﻭﺍﻟﺭﻱ. ﺃ – ﺴﻘﺎﻴﺔ ﺍﻟﻌﻴﻭﻥ )ﺍﻟﻘﻨﻭﺍﺕ(. ﺏ – ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﻟﻠﺭﻱ ﻭﺍﻟﺴﻘﺎﻴﺔ. – ١ﺃﺼل ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ. – ٢ﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﻭﺸﺒﻜﺎﺘﻬﺎ. – ٣ﺨﺩﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ. ﺠـ – ﺍﻷﻤﻴﺎﺕ. – ٢ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﺼﺭﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻭﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﻘﻤﺎﻤﺔ. ﺃ – ﻁﺭﻕ ﺍﻟﺼﺭﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ. ﺏ – ﺍﻟﺘﺨﻠﺹ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻤﺎﻤﺔ. ﺭﺍﺒﻌﹰﺎ :ﺃﻤﺜﻠﺔ ﻋﻥ ﺘﻭﺴﻊ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﺍﺠﻬﻬﺎ. ﻨﺘﺎﺌﺞ ﻭﺘﻭﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺙ. ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ. ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻟﻤﺤﺘﻭﻴﺎﺕ. ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻷﺸﻜﺎل. -ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻟﺼﻭﺭ.
ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ – ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ٢٠٠٧
-١-
ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻷﺸﻜﺎل )ﺸﻜل )ﺸﻜل )ﺸﻜل )ﺸﻜل )ﺸﻜل
(١ (٢ (٣ (٤ (٥
)ﺸﻜل (٦ )ﺸﻜل (٧ )ﺸﻜل (٨ )ﺸﻜل (٩ )ﺸﻜل (١٠ )ﺸﻜل (١١ )ﺸﻜل (١٢ )ﺸﻜل (١٣ )ﺸﻜل (١٤
ﺨﺭﻴﻁﺔ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺃﻭﺭ ﺍﻟﺴﻭﻤﺭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻨﻬﺭ ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ. ﺭﺴﻡ ﺘﺨﻁﻴﻁﻲ ﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺁﺸﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﻨﻬﺭ ﺩﺠﻠﺔ. ﺭﺴﻡ ﺘﺨﻁﻴﻁﻲ ﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺃﺨﻴﺘﺎﺘﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻨﻬﺭ ﺍﻟﻨﻴل. ﺘﻁﻭﺭ ﻨﻤﻭ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺤﻤﺎﻩ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﻌﺼﻭﺭ. ﺍﻟﻨﻤﻭ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻨﻲ ﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺤﻤﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻤﺩﺭﺠﺎﺕ ﻨﻬﺭ ﺍﻟﻌﺎﺼﻲ ﻭﻋﻼﻗﺘﻪ ﺒﺨﻁـﻭﻁ ﺍﻟﻜﻨﺘﻭﺭ. ﺜﻼﺙ ﻗﻁﺎﻋﺎﺕ ﻋﺭﻀﻴﺔ ﻟﻨﻬﺭ ﺍﻟﻌﺎﺼـﻲ ﺘﻭﻀـﺢ ﺤـﺩﻭﺩ ﺍﻟﻌﻤـﺭﺍﻥ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻤﺩﺭﺠﺎﺕ. ﺨﺭﻴﻁﺔ ﺘﻭﺯﻴﻊ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﻜﺯ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻐﺫﻴﻬﺎ ﻓـﻲ ﻤﺩﻴﻨـﺔ ﺤﻤﺎﻩ. ﺨﺭﻴﻁﺔ ﻤﻭﻗﻊ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺎﺕ. ﺨﺭﻴﻁﺔ ﻤﻭﻗﻊ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﺍﻟﺠﺴﺭﻴﺎﺕ. ﺨﺭﻴﻁﺔ ﻤﻭﻗﻊ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﺠﺴﺭ ﺍﻷﻓﻀل )ﺠﺴﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ(. ﺨﺭﻴﻁﺔ ﻤﻭﻗﻊ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﺒﺎﺏ ﺍﻟﺠﺴﺭ. ﺨﺭﻴﻁﺔ ﻤﻭﻗﻊ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﻬﺭ. ﺭﺴﻡ ﺘﺨﻁﻴﻁﻲ )ﺴﻜﻴﺘﺵ( ﻴﺒﻴﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﺜﻼﺙ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﻟﻠﻤﻴﺎﻩ ﺘﺘﻭﺍﻓﻕ ﻤﻊ ﺜـﻼﺙ ﻤﻨﺎﺴﻴﺏ ﻟﻭﺼﻭل ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ. ﺨﺭﻴﻁﺔ ﻟﻤﻭﺍﻗﻊ ﺍﻷﻤﻴﺎﺕ ﻭﺘﻘﺴﻴﻡ ﺃﺤﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻋﺎﻡ ١٩٥٩ﻡ. ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻟﺼــــﻭﺭ
)ﺼﻭﺭﺓ (١ )ﺼﻭﺭﺓ (٢ )ﺼﻭﺭﺓ (٣ )ﺼﻭﺭﺓ (٤ )ﺼﻭﺭﺓ (٥ )ﺼﻭﺭﺓ (٦ )ﺼﻭﺭﺓ (٧ )ﺼﻭﺭﺓ (٨
ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺎﺕ ﻴﻼﺤﻅ ﻋﻼﻗـﺔ ﻗﻁـﺭ ﺍﻟﻨـﺎﻋﻭﺭﺓ ﺒﻤﻨـﺴﻭﺏ ﺍﻟﻤﺩﺭﺠﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺭﺘﻔﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﺇﻴﺼﺎل ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺇﻟﻴﻬﺎ. ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﺍﻟﺠﺴﺭﻴﺎﺕ ﻭﻴﻼﺤﻅ ﻤﻨﻬﺎ ﺘﻌﺩﻴل ﻤﺠﺭﻯ ﺍﻟﻨﻬـﺭ ﻟﺨﺩﻤـﺔ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﻭﺍﻟﻁﻭﺍﺤﻴﻥ. ﺼﻭﺭﺓ ﺨﻠﻔﻴﺔ ﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﺍﻟﻤﺄﻤﻭﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺅﻴﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴـﺔ ﻤـﻥ ﻤﺠﻤﻭﻋـﺔ ﺍﻟﺠﺴﺭﻴﺎﺕ ،ﻭﻴﻼﺤﻅ ﺍﻟﺘﺒﺎﻴﻥ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﻓﻲ ﺃﻗﻁﺎﺭ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ. ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﺠﺴﺭ ﺍﻷﻓﻀل )ﺠﺴﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ(. ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﻴﺴﺭﻯ ﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﺠﺴﺭ ﺍﻷﻓﻀل ﻭﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺒﺨـﺩﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓـﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ .ﻭﺘﻅﻬﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﺍﻟﺠﻌﺒﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻗﺼﻰ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺜﻡ ﺍﻟﻭﺴﻁﻰ ﺜﻡ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻴﺔ. ﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺍﻟﻜﻴﻼﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻷﻴﻤﻥ ﻟﺠﺴﺭ ﺍﻷﻓﻀل ﻭﺘﻅﻬـﺭ ﻋﻼﻗﺘﻬـﺎ ﺒﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺯل. ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﺒﺎﺏ ﺍﻟﺠﺴﺭ ﻭﻴﻅﻬﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﻨﺎﻋﻭﺭﺘﺎ ﺍﻟﺨـﻀﺭ ﻭﺍﻟـﺩﻭﺍﻟﻙ ﻭﻁﺎﺤﻭﻨﺔ ﻤﺎﺌﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻷﻴﺴﺭ ﻟﻠﻨﻬﺭ. ﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺍﻟﺩﻫﺸﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺒﻌﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﻤـﻥ ﻤﺠﻤﻭﻋـﺔ ﺒـﺎﺏ ﺍﻟﺠﺴﺭ ،ﻴﻼﺤﻅ ﻤﻨﻬﺎ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﺩ ﺍﻟﻭﺍﺼل ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻭﺒﻴﻥ ﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺍﻟﺨﻀﺭ ﻓـﻲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ – ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ٢٠٠٧
-٢-
ﻤﻘﺩﻤﺔ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ. )ﺼﻭﺭﺓ (٩ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﻬﺭ ،ﻴﻼﺤﻅ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺠﺴﺭ ﻓﻲ ﻤﻘﺩﻤـﺔ ﺍﻟـﺼﻭﺭﺓ ﻭﻁﺎﺤﻭﻨﺘﻲ ﺍﻟﻘﺎﺴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺠﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﺩ ﺍﻟﻭﺍﺼل ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ. ﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻤﺩﻴﺔ ﻤﻥ ﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﻭﻫﻲ ﻤﻥ ﺃﻜﺒﺭ ﺩﻭﺍﻟﻴﺏ ﺍﻟﻤـﺎﺀ )ﺼﻭﺭﺓ (١٠ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ) ٢١ﻤﺘﺭﹰﺍ( ﻴﻼﺤﻅ ﻤﻨﻬﺎ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﺩ ﻟﺭﻓﻊ ﺍﻟﻤـﺎﺀ ﻭﺍﺴـﺘﻐﻼل ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ ﺍﻟﻤﺎﺌﻴﺔ. ﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﻘﺼﻑ. )ﺼﻭﺭﺓ (١١ ﺘﺒﻴﻥ ﺍﺭﺘﻔﺎﻉ ﺍﻟﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ. )ﺼﻭﺭﺓ (١٢ ) ﺼﻭﺭﺓ ( ١٣ﺸﺒﻜﺔ ﺃﻗﻨﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﻭﻗﺩ ﺤﻔﺭﺕ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﺼﺨﺭ ﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﻨﻭﺍﻓﻴﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻐﺫﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﻨﺎﺯل ﻭﺍﻟﻘﺼﻭﺭ. )ﺼﻭﺭﺓ (١٤ ﺼﻭﺭﺘﻴﻥ ﻟﻁﺎﺤﻭﻥ ﺍﻟﺤﺠﺭﻴﻥ ﻴﻅﻬﺭ ﻤﻨﻬﺎ ﺠﺴﺭ ﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﻭﺴـﺩ ﺒـﺎﺏ )ﺼﻭﺭﺓ (١٥ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﻭﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻁﺎﺤﻭﻥ ،ﻭﺒﻭﺍﺒﺎﺕ ﺨﺭﻭﺝ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺎﺤﻭﻥ. ) ﺃ -ﺏ ( ﺍﺭﺘﻔﺎﻉ ﻤﻨﺴﻭﺏ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺠﻭﻓﻴﺔ ﻭﺃﺜﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻷﺒﻨﻴﺔ. )ﺼﻭﺭﺓ (١٦ ﺒﺤﻴﺭﺓ ﺍﻟﺼﺭﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻓﻲ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺠﺩﺓ ،ﺸﺭﻕ ﺍﻟﺨﻁ ﺍﻟﺴﺭﻴﻊ. )ﺼﻭﺭﺓ (١٧ ﻓﻴﻀﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﻭﺘﻐﻁﻴﺘﻪ ﻟﻠﺴﻬل ﺍﻟﻔﻴﻀﻲ ﻓﻲ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺤﻤﺎﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﺸـﻐﻠﺘﻬﺎ )ﺼﻭﺭﺓ (١٨ ﺍﻷﺒﻨﻴﺔ ﺭﻏﻡ ﺍﻟﺴﺩﻭﺩ ﺍﻟﻤﺘﺤﻜﻤﺔ ﺒﺎﻟﻨﻬﺭ.
ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ – ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ٢٠٠٧
-٣-
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻴﻭﻤﻭﺭﻓﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ " ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺤﺎﻟﺔ ﻟﻠﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻭﺃﻤﺜﻠﺔ ﻟﺒﻌﺽ ﻤﺎ ﺘﻌﺎﻨﻴﻪ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ " ﺘﻤﻬﻴﺩ : ﺒﻨﻴﺕ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻗﺩﻴﻤﹰﺎ ﻭﺍﻟﻤﺩﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻋﻤﻭﻤﹰﺎ ﺇﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺩﺭﺠﺎﺕ ﺍﻟﻨﻬﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺤﻭﺍﺽ ﺍﻟﻨﻬﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺩﺭﺠﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺴﺎﺤﻠﻴﺔ .ﻭﻗﺩ ﻋﺭﻓﺕ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻨﻅﺎﻤ ﹰﺎ ﻼ ﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﺩﻥ .ﻭﻗﺩ ﺸﻤل ﺫﻟﻙ ﻁﺭﻗﹰﺎ ﻤﺘﻘﺩﻤﺔ ﻟﻤﺩ ﺸﺒﻜﺎﺕ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺸﺭﺏ ﻭﺸﺒﻜﺎﺕ ﻤﺘﻜﺎﻤ ﹰ ﺍﻟﺼﺭﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻭﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﻘﻤﺎﻤﺔ .ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﻗﺩ ﺍﺴﺘﻨﻔﺫﺕ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻠﻭل ﺍﻟﻤﻤﻜﻨﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻟﻠﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ .ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﻜﺜﺭﺓ ﺍﻟﺤﻠﻭل ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ ﻭﻗﻭﺓ ﺍﻹﻤﻜﺎﻨﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻠﻭل ﻟﻡ ﺘﺠﺩ ﻁﺭﻴﻘﹰﺎ ﻟﻠﺘﻁﺒﻴﻕ .ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻭﺴﻊ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻟﻠﻤﺩﻥ ﻗﺩ ﺨﺭﺝ ﺃﺤﻴﺎﻨﹰﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﻀﻭﺍﺒﻁ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻤﻭﺍﻗﻊ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﻤﻤﺎ ﺴﺎﻫﻡ ﻓﻲ ﺒﺭﻭﺯ ﻤﺸﻜﻼﺕ ﺃﺨﺭﻯ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺴﺒﺎﻥ .ﻭﺭﺒﻤﺎ ﺃﻥ ﻤﻥ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﻋﺩﻡ ﺍﻷﺨﺫ ﺒﻌﻴﻥ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍﻟﺠﻴﻭﻤﻭﺭﻓﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺒﻌﻴﻥ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻜﺎﻟﺘﻭﺴﻊ ﻓﻲ ﻤﻨﺎﻁﻕ ﺸﺩﻴﺩﺓ ﺍﻻﺴﺘﻭﺍﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻭﺴﻊ ﻓﻲ ﺒﻁﻭﻥ ﻭﻤﺠﺎﺭﻱ ﺍﻷﻭﺩﻴﺔ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺒﺨﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺭﺏ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﻤﻥ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺴﻁﺢ ﺍﻟﺒﺤﺭ .ﻤﻤﺎ ﺨﻠﻕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺭﺘﺒﻁ ﻤﻌﻅﻤﻬﺎ ﺒﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﺭﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻭﺘﺼﺭﻴﻑ ﻤﺠﺎﺭﻱ ﺍﻟﺴﻴﻭل ﻭﺍﺭﺘﻔﺎﻉ ﻤﻨﺴﻭﺏ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺠﻭﻓﻴﺔ. ﻭﺘﻬﺩﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺇﻟﻰ : ﺘﻭﻀﻴﺢ ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﻤﺘﺒﻌﺔ ﻗﺩﻴﻤﹰﺎ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﺴﻭﺍﺀ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ (١ ﺘﺄﻤﻴﻥ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺸﺭﺏ ﺃﻭ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﺭﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ ،ﺃﻭ ﻓﻲ ﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﻨﻔﺎﻴﺎﺕ. ﺇﺒﺭﺍﺯ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻴﻭﻤﻭﺭﻓﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ. (٢ ﺇﻅﻬﺎﺭ ﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺘﻭﺴﻊ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻟﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻡ ﺘﺄﺨـﺫ ﺒﻌـﻴﻥ ﺍﻻﻋﺘﺒـﺎﺭ (٣ ﺍﻟﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍﻟﺠﻴﻭﻤﻭﺭﻓﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁﺔ ﺒﻬﺎ. ﻭﻗﺩ ﺘﻁﻠﺒﺕ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﺘﺒﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﺭﻀﹰﺎ ﻷﺴﺱ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻤﻨﺫ ﺒﺩﺍﻴﺎﺕ ﻋﻤﺭﺍﻥ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﻭﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﻤﺘﺒﻌﺔ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ،ﻭﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺫﻟﻙ ﺘﻡ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺤﻤﺎﻩ )ﺴﻭﺭﻴﺎ( ﻜﻤﺜﺎل ﺘﻁﺒﻴﻘﻲ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ .ﻭﺘﻁﻠﺏ ﺫﻟﻙ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻟﻠﻤﺩﻴﻨﺔ ﻤﻘﻴﺎﺱ ١٠٠٠ : ١ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻋﻤﻠﺕ ﻋﺎﻡ ١٩٢٩ﻡ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻨﻴﺔ ﻟﻤﺎ ﻗﺒل ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ،ﻭﺭﺒﻁﻬﺎ ﺒﺎﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻜﻨﺘﻭﺭﻴﺔ ﻟﻠﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ )ﺍﻟﻤﻨﺴﻭﺏ( ﺍﻟﺫﻱ ﻭﺼﻠﺘﻪ ﺨﺩﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﻘﺎﻴﺔ ﻭﺍﻟﺭﻱ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻗﺒل ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺸﺒﻜﺎﺕ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ١٩٤٩ﻡ .ﻜﻤﺎ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﺒﻌﻤل ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻁﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﻀﻴﺔ ﻟﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻘﻭﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ،ﻭﻗﺩ ﻫﺩﻓﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻤﺭﻴﻥ ،ﺃﻭﻟﻬﻤﺎ ﺇﻅﻬﺎﺭ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺍﺕ ﺍﻟﺠﻴﻭﻤﻭﺭﻓﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻘﻁﺎﻋﺎﺕ ،ﻭﺜﺎﻨﻴﻬﻤﺎ ﺇﻅﻬﺎﺭ ﻤﻨﺎﺴﻴﺏ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻥ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﻤﺠﺭﻯ ﺍﻟﻨﻬﺭ )ﺍﻟﺴﻬل ﺍﻟﻔﻴﻀﻲ( ﺃﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻔﻭﺡ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻠﻭﺍﺩﻱ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻠﻭ ﻓﻭﻕ ﻤﺩﺭﺠﺎﺕ ﺍﻟﻨﻬﺭ .ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻥ ﻓﻭﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﺭﺠﺎﺕ ﺃﻭ ﻤﻨﺤﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﻭﺍﺩﻱ ﻟﻠﺤﻤﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻴﻀﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺩﻤﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺤﺩﺙ ﺸﺘﺎ ًﺀ ﻭﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻓﻲ ﺘﺴﻬﻴل ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﺭﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ. ﻜﻤﺎ ﺘﺘﺒﻊ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺴﻘﺎﻴﺔ ﻭﺍﻟﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﺴﻭﺍﺀ ﻤﻤﺎ ﺘﺒﻘﻰ ﻟﻬﺎ ﻤﻥ ﺃﺜـﺭ ﺃﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﻬﺘﻤﺔ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ .ﻜﻤﺎ ﺘﺘﺒﻊ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﺠﺎﻫﺩﹰﺍ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ – ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ٢٠٠٧
-٤-
ﻁﺭﻕ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻔﺎﻴﺎﺕ ﻭﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﺭﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻤﺘﺘﺒﻌﹰﺎ ﻤـﺎ ﺃﻤﻜﻨـﻪ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﻤﺨﻁﻁﺎﺕ ﻗﺩﻴﻤﺔ ﺃﻭ ﺸﻬﺎﺩﺍﺕ ﻜﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﻥ ،ﻭﻹﻅﻬﺎﺭ ﻤﺩﻯ ﻨﺠﺎﺡ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ ﻟﻬﺎ .ﻭﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﺒﻤﺎ ﺘﻌﺎﻨﻴﻪ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﻌﺼﺭﻴﺔ ﺘﻡ ﺍﻻﺴﺘﺸﻬﺎﺩ ﺒﻨﺘـﺎﺌﺞ ﻋﻤﻠﻴـﺎﺕ ﺍﻟﺘﻭﺴـﻊ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻨﻲ ﺍﻟﺴﺭﻴﻊ ﻭﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺎﻨﻲ ﻤﻨﻬﺎ. ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ : ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﺍﺴﺘﺜﻨﻴﻨﺎ ﺍﻹﺸﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺴﻴﻁﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﺎﺕ ﻗﺩﻴﻤﺔ ﻋﻥ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺤﻤﺎﻩ ﻭﻨﻅﻡ ﺍﻟﺭﻱ ﻓﻴﻬـﺎ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﻜﺘﺏ ﺍﻟﺭﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻜﺎﺒﻥ ﺠﺒﻴﺭ ﻭﻴﺎﻗﻭﺕ ﺍﻟﺤﻤـﻭﻱ ﻭﻤـﺎ ﻭﺭﺩ ﻓـﻲ ﺴـﺠﻼﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﺒﺤﻤﺎﻩ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺘﺎﺴﻊ ﺍﻟﻬﺠﺭﻱ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺒﻴﻥ ﻁﺭﻕ ﺍﻟـﺴﻘﺎﻴﺔ ﻭﺍﻟـﺭﻱ ﻭﺤﻘـﻭﻕ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻭﺃﻭﻗﺎﻓﻬﻡ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎل ،ﻓﺈﻥ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺒﺸﻜل ﻤﻔﺼل ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺇﻨﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓـﻲ ﻜﺘﺎﺒـﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﺒﻭﻨﻲ ١٣٣٢ﻫـ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺸﺎﺭ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﻋﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺤﻤﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﻁﺭﻕ ﺍﻟﺴﻘﺎﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻭﺇﻟﻰ ﺘﻭﺯﻴﻊ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻤﻊ ﺫﻜﺭﻩ ﻷﻫﻡ ﺍﻟﻤﻼﻤﺢ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻨﻴﺔ ﻭﺍﻷﺜﺭﻴﺔ ﻟﻠﻤﺩﻴﻨـﺔ .ﻜﻤـﺎ ﺃﺸﺎﺭﺕ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﺩﻱ ١٩٥٠ﻡ ﻋﻥ ﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺤﻤﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ﻭﺍﻟﺠﺴﻭﺭ ﺍﻟﻤﻘﺎﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﺴﻭﺍﺀ ﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﻭﺍﻟﻁﻭﺍﺤﻴﻥ ﺃﻭ ﻟﻠﻌﺒﻭﺭ .ﻭﺘﻌﺘﺒـﺭ ﺩﺭﺍﺴـﺔ ﺍﻟﻜﻴﻼﻨـﻲ ١٩٦٩ﻡ ﻋـﻥ ﻼ ﺤﺘﻰ ﺘﺎﺭﻴﺨﻪ ﻓﻘﺩ ﺃﺸﺎﺭ ﺒﺸﻜل ﻤﻔﺼل ﺇﻟﻰ ﻤـﺎ ﺘﻐﻁﻴـﻪ ﺨﺩﻤـﺔ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻩ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺘﻔﺼﻴ ﹰ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺒﺴﺎﺘﻴﻥ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺜﺎﺌﻘﻴﺔ ﻋﻥ ﺘـﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻨـﻭﺍﻋﻴﺭ ،ﻜﻤـﺎ ﺃﺸﺎﺭﺕ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻌﻅﻡ ١٩٦٩ﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﺘﻌﺭﻀﺕ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻤﻥ ﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﻋﺒﺭ ﺘﺎﺭﻴﺨﻬـﺎ ﺍﻟﻁﻭﻴـل ﻭﻋﻼﻗﺔ ﺫﻟﻙ ﺒﺎﻟﻌﻤﺭﺍﻥ ﺩﺍﺨﻠﻬﺎ ،ﻜﻤﺎ ﺤﺎﻭل ﺩﺤﺽ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﻘﺎﺌل ﺒﺎﻷﺼل ﺍﻟﺭﻭﻤﺎﻨﻲ ﻟﻠﻨـﻭﺍﻋﻴﺭ .ﺃﻤـﺎ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺸﺤﺎﺩﺓ ١٩٧٧ﻡ ﻋﻥ ﺍﻷﺤﻭﺍﺽ ﻭﺍﻟﺴﺒل ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻩ ﻓﻘﺩ ﺘﻁﺭﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺸﺭﺡ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴـﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﺼل ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯل .ﻭﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﺎﺘﻪ ﺍﻷﺜﺭﻴﺔ ﻏﺎﻟﺒـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﺎﺘﻪ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ .ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻬﻨﺩﻱ ١٩٩٢ﻡ ﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻗﺩ ﺭﻜﺯ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻘـﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻠﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﻭﺘﺠﺩﻴﺩﺍﺘﻬﺎ ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﺴﻤﻴﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻐﺫﻴﻬﺎ .ﺃﻤﺎ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺩﻗﺎﻕ٢٠٠٠ ،ﻡ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻷﻗﺭﺏ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻭﺘﻁﺭﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻴﺱ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﺨﺩﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﺩﻤﻬﺎ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻁﺒﻭﻏﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺼل ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻋﺘﺩﺍل ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﻟﻠﻤﺩﻴﻨﺔ ﺨﻼل ﺃﺸﻬﺭ ﺍﻟﺼﻴﻑ ،ﻜﻤﺎ ﺤﺎﻭل ﺍﻟﺭﺒﻁ ﺒﻴﻥ ﻨﻤﻭ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻋﺒﺭ ﺘﺎﺭﻴﺨﻬﺎ ﻭﺒﻴﻥ ﺨﺩﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ. ﺃﻭ ﹰﻻ :ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻀﻭﺍﺒﻁ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﻀﻊ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭﺓ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ : ﻋﻨﺩ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﻨﻅﺭﺓ ﺴﺭﻴﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺘﻭﺯﻴﻊ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ،ﺘﺒﺩﻭ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﺇﻤﺎ ﺃﻨﻬﺎ ﻤﻭﺯﻋـﺔ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻴﺎﺒﺱ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻭﺍﺤل ،ﻭﺘﺘﺒﺎﻴﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺃﻭ ﺒﻨﻴـﺕ ﺒﺤـﺴﺏ ﺘﺒـﺎﻴﻥ ﺍﻟﻭﻅﺎﺌﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻤﺕ ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻬﺎ ،ﻭﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﻌﺭﻭﻑ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻤﺩﻥ ﺤﺭﺒﻴﺔ ﻭﺃﺨﺭﻯ ﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺩﻴﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻭﺤﺘﻰ ﺘﺭﻓﻴﻬﻴﺔ .ﻭﻟﻜل ﻤﻨﻬﺎ ﻤﻭﺍﻗﻌﻪ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺎﺴﺒﻪ ،ﺴﻭﺍﺀ ﺃﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺤل ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺍﺨل ،ﻭﻫﻲ ﻤﻭﺍﻗﻊ ﻋﺩﻴﺩﺓ ﺠﺩﹰﺍ ﻻ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﻟﺫﻜﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎل .ﺇﻻ ﺃﻨـﻪ ﻤﻨـﺫ ﺍﻟﻨﺸﺄﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﻤﺩﻥ ﻜﺎﻥ ﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ،ﻭﻗﺩ ﺭﻭﻋﻲ ﻓـﻲ ﺫﻟـﻙ ﻋـﺎﻤﻼﻥ ﺭﺌﻴﺴﻴﺎﻥ :ﺃﻭﻟﻬﻤﺎ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ،ﻭﺜﺎﻨﻴﻬﻤﺎ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ .ﻭﻴﻌﺘﻤﺩ ﻜﻼ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﻴﻥ ﺴـﻭﺍﺀ ﺒﻁﺭﻴﻘـﺔ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻤﻼﺌﻤﺔ ﺍﻟﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍﻟﺠﻴﻭﻤﻭﺭﻓﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻻﺨﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ .ﻭﻏﺎﻟﺒﹰﺎ ﻤـﺎ ﺍﺤﺘﻠﺕ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻤﻭﺍﻗﻊ ﻟﻬﺎ ﺒﺎﻟﻘﺭﺏ ﻤﻥ ﻀﻔﺎﻑ ﺍﻷﻨﻬﺎﺭ ﺒﻬﺩﻑ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﻤﺼﺩﺭ ﻤﻴﺎﻩ ﺩﺍﺌﻡ ﻭﺴﻬل ﺍﻟﻤﻨﺎل ﻭﺨﺎﺼﺔ ﺒﻌﺩ ﺤﻠﻭل ﺍﻟﺠﻔﺎﻑ ﻤﻨﺫ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ٧٠٠٠ﺴﻨﺔ .ﺇﻻ ﺃﻨﻬﺎ ﻓـﻲ ﻨﻔـﺱ ﺍﻟﻭﻗـﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ – ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ٢٠٠٧
-٥-
ﺍﺨﺘﺎﺭﺕ ﺩﺍﺌﻤﹰﺎ ﻤﻭﺍﻀﻊ ﻤﺭﺘﻔﻌﺔ ﻤﻭﺭﻓﻭﻟﻭﺠﻴﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻷﻨﻬﺎﺭ ،ﺘﻤﺜﻠﺕ ﻏﺎﻟﺒﹰﺎ ﺒﻤﺩﺭﺠﺎﺕ ﻨﻬﺭﻴـﺔ ﺒﻼﻴﺴﺘﻭﺴﻴﻨﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺒﺘﻼل ﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ،ﻭﻜﻼﻫﻤﺎ ﻴﺅﻤﻨﺎﻥ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﻟﻠﻤﺩﻴﻨﺔ ،ﺴﻭﺍﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻴـﻀﺎﻥ ﺃﻭ ﻤـﻥ ﺍﻷﻋﺩﺍﺀ .ﻭﻫﻭ ﺘﻤﺎﻤﹰﺎ ﻤﺎ ﺘﻡ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻩ ﻓﻲ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﺴﺎﺤﻠﻴﺔ .ﻓﻘﺩ ﻨﻤﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺒﻬـﺩﻑ ﺍﻟﺘﺠـﺎﺭﺓ ﻏﺎﻟﺒﺎﹰ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺘﻁﻠﺏ ﻤﻭﺍﺼﻔﺎﺕ ﺨﺎﺼﺔ ﻟﻤﻭﺭﻓﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻡ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻩ ﻟﺒﻨـﺎﺀ ﺍﻟﻤﻴﻨـﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻭﻗﺕ .ﻓﻼ ﻴﺒﻨﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﺴﻭﺍﺤل ﺭﻤﻠﻴﺔ ﻀﺤﻠﺔ ﺃﻭ ﻤﻨﺨﻔﻀﺔ ﻻ ﺘﺴﺎﻋﺩ ﻋﻠـﻰ ﺒﻨـﺎﺀ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ،ﻭﺘﻜﻭﻥ ﻋﺭﻀﺔ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﻟﻐﺯﻭ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺒﺤﺭ ،ﻭﻻ ﻋﻨﺩ ﺴﻭﺍﺤل ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺠـﺩﹰﺍ ﻻ ﺘـﺴﻤﺢ ﺒﺈﻗﺎﻤـﺔ ﺃﺭﺼﻔﺔ ﻟﺘﻔﺭﻴﻎ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻭﻏﻴﺭ ﻤﺤﻤﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻭﺍﺝ .ﻭﻟﺫﺍ ﻓﺈﻥ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﺴﺎﺤﻠﻴﺔ ﺇﻨﻤﺎ ﻨﻤﺕ ﻓﻭﻕ ﻤﺩﺭﺠﺎﺕ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﺘﻌﻠﻭ ﻓﻭﻕ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺴﻁﺢ ﺍﻟﺒﺤﺭ ،ﻭﺘﻜﻭﻥ ﻤﻭﺍﻨﺌﻬﺎ ﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻐﺭﺽ. – ١ﻤﺩﻥ ﺍﻟﻤﺩﺭﺠﺎﺕ ﺍﻟﻨﻬﺭﻴﺔ : ﻴﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﻼﺤﻅ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻨﻅﺭﺓ ﺴﺭﻴﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺸﺄﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﻤﺩﻥ ﺃﻥ ﺃﻗﺩﻡ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻜﺎﻨـﺕ ﺇﺭﻴﺩﻭ Eruduﺍﻟﺴﻭﻤﺭﻴﺔ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺠﺎﺭﺘﻬﺎ ﺃﻭﺭ Urﺍﻟﻌﺎﺼﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻠﺘﻬﺎ ﺯﻤﻨﻴﹰﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺘﻨﻅﻴﻤﹰﺎ. ﻓﻘﺩ ﺒﻨﻴﺕ ﻋﻠﻰ ﺘل ﻤﺭﺘﻔﻊ ﻓﻭﻕ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻤﺤﻠﺔ ﺤﻀﺎﺭﺓ ﺘل ﺍﻟﻌﺒﻴﺩ ﺍﻟﻌﺎﺌﺩﺓ ﻟﻠﻌﺼﺭ ﺍﻟﺤﺠـﺭﻱ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ .ﻭﺘﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻤﻥ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﺠﺯﺍﺀ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﻭﺭﺓ ،ﻭﺍﻟﻤﻨﻁﻘـﺔ ﺍﻟﻤﻘﺩﺴـﺔ، ﻭﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ).(١ ﻭﻗﺩ ﺃﺤﻴﻁﺕ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺃﻭﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﺒﻨﻬﺭ ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺒﻘﻨﺎﺓ ﻤﻼﺤﻴﺔ ﻋﺭﻴﻀﺔ ﻤﺘﻔﺭﻋﺔ ﻤـﻥ ﻨﻬﺭ ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺸﻤﺎل ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻤﻤﺎ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻨﻬﺎ ﻤﺤﻤﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺴﻭﺍﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺯﻭ ﺃﻭ ﻤـﻥ ﺍﻟﻔﻴﻀﺎﻥ ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺘﺯﻭﺩﻫﺎ ﺒﺎﻟﻤﻴﺎﻩ) .ﺸﻜل (١ﺃﻤﺎ ﻗﺼﺭ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻘﺩ ﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻤﺩﺭﺝ ﺼﻨﺎﻋﻲ ﻴﻌﻠﻭ ﻓﻭﻕ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺴﻁﺢ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ .ﻭﻜﺎﻥ ﻜل ﻤﻨﺯل ﻴﺤﺘﻭﻱ ﻓﻲ ﻭﺴﻁﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﻨﺎﺀ ﻤـﺴﺘﺩﻴﺭ ﻴﺘـﺼل ﺒﺎﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻲ ﺒﻤﻤﺭ ﺼﻐﻴﺭ ،ﻭﻴﻁل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ ﺤﺠﺭﺍﺕ ﺍﻟـﺩﻭﺭ ﺍﻷﻭل ﺍﻟﺘـﻲ ﺘـﻀﻡ ﺤﺠـﺭﺍﺕ ﺍﻻﺴﺘﻘﺒﺎل ﻭﺍﻟﻤﻁﺒﺦ ﻭﺤﺠﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺸﺘﻐﻠﻴﻥ ﺒﺎﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻤﻨﺯﻟﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻴﻭﺠﺩ ﺒﺎﺏ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺴﻠﻡ ﻟـﺼﻌﻭﺩ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﻌﻠﻭﻱ .ﻭﻗﺩ ﺼﻤﻤﺕ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺍﻟﺼﺭﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﺃﺴﻔل ﺍﻟﺴﻠﻡ .ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻷﻤﻁـﺎﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺔ ﻓﻭﻕ ﺴﻁﺢ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﻌﻠﻭﻱ ﺍﻟﻤﻨﺤﺩﺭ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ ﻴﺘﻡ ﺘﺼﺭﻴﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻨﺎﺒﻴﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺼﺭﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ. ﺃﻤﺎ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺁﺸﻭﺭ ﻓﻘﺩ ﺒﻨﻴﺕ ﻋﻠﻰ ﺘل ﻤﺭﺘﻔﻊ ﻤﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﻨﺩ ﻜﻭﻉ ﻨﻬﺭﻱ ﻴﺤﻴﻁﻬﺎ ﻨﻬﺭ ﺩﺠﻠـﺔ ﻤـﻥ ﺍﻟﺠﺎﻨﺒﻴﻥ ،ﻭﺒﺨﻨﺩﻕ ﻭﺴﻭﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺍﻷﺨﺭﻯ ،ﻭﻗﺩ ﺍﺴﺘﻔﺎﺩ ﻤﺨﻁﻁﻬﺎ ﻤﻥ ﻜل ﻤﺯﺍﻴـﺎ ﺍﻟﻤﻭﻀـﻊ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ﻟﻴﺠﻌل ﻤﻨﻬﺎ ﺤﺼﻨﹰﺎ ﻤﻨﻴﻌﺎﹰ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺃﻤﻥ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﻋﺩﺍﺀ ﻭﺍﻟﻔﻴﻀﺎﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺃﻴﻀﹰﺎ )ﺸﻜل .(٢ﻭﻗﺩ ﻋﺭﻓﺕ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺁﺸﻭﺭ ﻨﻅﺎﻤﹰﺎ ﺠﻴﺩﹰﺍ ﻟﺘﺨﻁﻴﻁ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﻭﻨﻅﺎﻤﹰﺎ ﺠﻴﺩﹰﺍ ﻟﻠﺭﻱ ﻭﺍﻟﺼﺭﻑ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﺃﻴﻀﹰﺎ)(٢ ﻭﺘﻜﺎﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺃﺨﻴﺘﺎﺘﻭﻥ )ﺘل ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﻨﺔ( ﻓﻲ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻨﻴل ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺒﻨﺎﻫﺎ ﺃﺨﻨﺎﺘﻭﻥ ﻫﻲ ﻤﻥ ﺃﻗﺩﻡ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﺘﻨﻅﻴﻤﺎﹰ ،ﻭﻗﺩ ﺍﺨﺘﺎﺭ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻔﺭﻋﻭﻥ ﻤﺩﺭﺠﹰﺎ ﻨﻬﺭﻴﹰﺎ ﻗﺩﻴﻤﹰﺎ ﻴﻌﻠﻭ ﺍﻟﺴﻬل ﺍﻟﻔﻴﻀﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻏﺭﺒـﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﻨﻬﺭ ﺍﻟﻨﻴل ،ﺃﻤﺎ ﻗﺼﺭﻩ ﻓﻘﺩ ﺒﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺼﺨﺭﻱ ﻴﻤﺘﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻬﻀﺒﺔ ﺍﻟـﺸﺭﻗﻴﺔ ﻟـﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻨﻴل ﻭﻫﻭ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﻤﺎ ﺃﻤﻥ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻴﻀﺎﻥ )ﺸﻜل .(٣ ﻼ ﻋﻥ ﺒﻼﺩ ﻤﺎ ﺒـﻴﻥ ﺍﻟﻨﻬـﺭﻴﻥ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻤـﺴﺘﻭﻁﻨﺎﺕ ﻭﻗﺩ ﺘﺄﺨﺭ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﻓﻲ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻗﻠﻴ ﹰ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻷﻗﺩﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ،ﺤﻴﺙ ﺘﻁﻭﺭﺕ ﺤﻀﺎﺭﺓ ﺤﻠﻑ Halafianﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘﺒـﺭ ﺤـﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ – ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ٢٠٠٧
-٦-
ﻜﺎﻤﻠﺔ ﻟﻠﻌﺼﺭ ﺍﻟﺤﺠﺭﻱ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ،ﻭﺴﻴﻁﺭﺕ ﺼﻨﺎﻋﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﻔﺨﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﺴـﺘﺨﺩﺍﻤﻬﺎ ﻟﻠﺯﺠـﺎﺝ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌـﻲ )ﺍﻷﺒﺴﻴﺩﻭﺍﻥ( ﻓﻲ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻷﻭﺍﻨﻲ ﺍﻟﻤﻨﺯﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻐﺯل ﻭﺍﻟﻨﺴﻴﺞ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺎﺤﺎﺕ ﺸﺎﺴﻌﺔ ﺘﻤﺘﺩ ﻤﻥ ﺸـﺭﻕ ﻨﻬﺭ ﺩﺠﻠﺔ ﻭﺤﺘﻰ ﺴﻭﺍﺤل ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺴﻁ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﻭﻁﻥ ﺍﻷﺼﻠﻲ ﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ. ﻭﻗﺩ ﻨﺸﺄﺕ ﻓﻲ ﺤﻭﺽ ﻨﻬﺭ ﺍﻟﻌﺎﺼﻲ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻩ ﻭﺍﻟﻌﻤﻕ ﻗﺭﻯ ﺘﻨﺘﻤﻲ ﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﺤﺠﺭﻱ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ،ﺃﻱ ﻤﻨﺫ ﻤﺎ ﻴﺯﻴﺩ ﻋﻥ ٧٠٠٠ﺴﻨﺔ ﻕ .ﻡ .ﻭﻟﻬﺎ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻁﻭﻴل ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴـﺼل ﺇﻟﻴﻬـﺎ ﺘـﺄﺜﻴﺭ ﺤﻀﺎﺭﺓ ﺘل ﺤﻠﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺭﻕ ،ﻓﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻔﺨﺎﺭ ﻭﺍﻟﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﻬﻨﺩﺴﻴﺔ ﺼﻨﻌﺕ ﺍﻟﻔـﺅﻭﺱ ﺍﻟﻤﺼﻘﻭﻟﺔ ﻭﺍﺴﺘﻌﻤﻠﺕ ﺍﻟﻤﻜﺎﺸﻁ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺠل ﺍﻟﺼﻭﺍﻨﻴﺔ ﻭﺍﻷﻭﺍﻨﻲ ﺍﻟﺤﺠﺭﻴﺔ ،ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﺭﻯ ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﺒﻴﻭﺘﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﻴﻥ ﻭﺘﺄﺨﺫ ﺍﻟﺸﻜل ﺍﻟﻤﺴﺘﻁﻴل ،ﺇﻻ ﺃﻨﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﺼل ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻭﺼﻠﺘﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﺤﻀﺎﺭﺓ ﺘل ﺍﻟﻌﺒﻴـﺩ ﻋﻨﺩ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﺤﺠﺭﻱ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ) . (٣ ﻭﻗﺩ ﻨﺸﺄﺕ ﺤﻤﺎﻩ ﻜﻤﺩﻴﻨﺔ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺒﻨﻴﺕ ﻨﻭﺍﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺘل ﺸﻜﻠﻪ ﻜﻭﻉ ﻤﺘﻌﻤﻕ Meanderﻟﻨﻬﺭ ﺍﻟﻌﺎﺼﻲ، ﻭﻗﺩ ﺸﻜل ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﻤﺎ ﻋﺭﻑ ﺒﺎﻟﻘﻠﻌﺔ ،ﺤﻴﺙ ﻴﺤﻴﻁ ﺒﻬﺎ ﻤﺠﺭﻯ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﻤﻥ ﻋﺩﺓ ﺠﻬﺎﺕ ،ﻭﺫﻟـﻙ ﻤﻨـﺫ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﺤﺠﺭﻱ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻗﺒل ٥٠٠٠ﺴﻨﺔ ﻕ .ﻡ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺃﻤﻥ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﻋﺩﺍﺀ ﻭﺍﻟﻔﻴـﻀﺎﻥ ﻭﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ .ﻭﻗﺩ ﺃﺸﺎﺭﺕ ﺍﻟﺤﻔﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺠﺭﻴﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻴـﺩ ﺒﻌﺜـﺔ ﺩﻨﻤﺎﺭﻜﻴـﺔ ١٩٣٨ﻡ ﺇﻟﻰ ﻭﺠﻭﺩ ١٣ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺃﺜﺭﻱ ﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺤﻘﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻤﺭﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ) (٤ﻭﻗﺩ ﺍﻤﺘﺩﺕ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺤﻭل ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﺒﺸﻜل ﻜﺒﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﻤﺩﺭﺠﺎﺕ ﻨﻬﺭ ﺍﻟﻌﺎﺼﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻠﻭ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺒﻌﻀﹰﺎ ﻓﻭﻕ ﺍﻟﺴﻬل ﺍﻟﻔﻴﻀﻲ )ﺸﻜل .(٤ ﻭﻗﺩ ﺸﻬﺩﺕ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻨﻅﺎﻤﹰﺎ ﻤﺘﻁﻭﺭﹰﺍ ﻟﻠﺴﻘﺎﻴﺔ ﻭﺍﻟﺭﻱ ﻭﺍﻟﺼﺭﻑ ﺴﻴﺘﻡ ﺍﻟﺘﻁﺭﻕ ﻟـﻪ ﻓـﻲ ﺍﻟـﺼﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺩﻤﺔ .ﻭﺘﺸﺒﻪ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺤﻤﺎﻩ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻌﻬﺎ ﻜل ﻤﻥ ﺒﺭﻥ ﻭﻗﺴﻨﻁﻴﻨﺔ ،ﻓﻘﺩ ﺍﺴﺘﻔﺎﺩﺕ ﻫﺎﺘﺎﻥ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺘﺎﻥ ﻤﻥ ﺘﻌﺭﺠﺎﺕ ﺍﻷﻜﻭﺍﻉ ﺍﻟﻨﻬﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﺎﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻘﺘﻁﻌﺔ ﺃﻴﻀﹰﺎ. ﻭﺃﻴﹰﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻭﺭﻓﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻓﺈﻥ ﺘﻭﻓﺭ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻜﺎﻥ ﻀﺭﻭﺭﻴﹰﺎ ﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻭﻤﻤـﺎ ﻴـﺩل ﻋﻠـﻰ ﺍﺭﺘﺒﺎﻁ ﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺒﺎﻟﺘﻀﺎﺭﻴﺱ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﺓ ﻜﺎﻟﺘﻼل ﻭﺍﻟﺭﺒﻭﺍﺕ ﺃﻥ ﻜﻠﻤﺔ ﺒﺭﺝ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺘـﺭﺘﺒﻁ ﺒـﺎﻟﻘﻼﻉ ﻭﺍﻟﺤﺼﻭﻥ ،ﻭﻫﻲ ﺘﻌﻨﻲ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺒﺎﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ )ﺍﻷﻟﻤﺎﻨﻴﺔ ،Burgﺍﻹﻴﻁﺎﻟﻴـﺔ ،Borgoﺍﻟﻔﺭﻨـﺴﻴﺔ .(٥) (Borugﻭﻟﻴﺱ ﺫﻟﻙ ﻏﺭﻴﺒﹰﺎ ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﻫﻲ ﺍﻷﻗﺩﻡ ﻓﻲ ﺒﻼﺩ ﻤﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﻬﺭﻴﻥ ﻭﺒـﻼﺩ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﻤﺼﺭ ﻤﻨﺫ ﺍﻷﻟﻑ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻗﺒل ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ. – ٢ﻤﺩﻥ ﺍﻟﻤﺩﺭﺠﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ : ﺴﺒﻘﺕ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺒﺈﻴﺠﺎﺯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﻤﺅﺜﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﻤﻭﺍﻨﺊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻭﺍﺤل ﺍﻟﺒﺤﺭﻴـﺔ، ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﻬﺎ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻋﺎﻤل ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﻜﺎﻥ ﻤﺅﺜﺭﹰﺍ ﻓﻲ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺒﺘﻠﻙ ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺜﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻨﻅﺭﹰﺍ ﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺒﻤﻭﺭﻓﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻹﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﻪ. ﻭﻟﻌل ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﻔﻴﻨﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻤﺕ ﺃﺴﺎﺴﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺴﺎﺤل ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺴـﻁ ﻗـﺩ ﺍﺤﺘﻠﺕ ﻤﻭﺍﻗﻌﻬﺎ ﻜﻬﻤﺯﺓ ﻭﺼل ﺒﻴﻥ ﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﺤﻀﺎﺭﺓ ﻜﺭﻴﺕ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤـﺔ ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻨﺫ ﻤﻨﺘﺼﻑ ﺍﻷﻟﻑ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻗﺒل ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ .ﻭﻗﺩ ﺒﻨﻴﺕ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﻔﻴﻨﻴﻘﻴﺔ ﺃﻤﺜـﺎل ﺃﻭﻏﺎﺭﺒـﺕ )ﺭﺃﺱ ﺸﻤﺭﺍ( ﻭﺠﺒﻴل )ﺒﻴﻠﻭﺱ( ﻭﻁﺭﺍﺒﻠﺱ ﻭﺒﻴﺭﻭﺕ ﻭﺼﻴﺩﺍ ﻭﺼﻭﺭ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﻀﻊ ﻤﻤﻴﺯﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺤل ﻨﻅﺭﹰﺍ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ – ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ٢٠٠٧
-٧-
ﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﻨﺸﺄﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺤﻴﺙ ﺃﻨﻬﺎ ﻗﺩ ﺨﻁﻁﺕ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ﻟﺘﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﺃﻭﺝ ﻤﺩﻨﻴﺘﻬﺎ .ﻓﻤﺩﻴﻨﺔ ﺃﻭﻏﺎﺭﻴﺕ ﺍﺤﺘﻠﺕ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﺨﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﻨﻤﻭﺫﺠﻴﺔ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻋﺭﻑ ﺒﺎﺴﻡ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎ White Harbor ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻤﺘﻘﺎﻁﻌﺔ ﺒﺸﻜل ﻤﻠﻔﺕ ﻭﺘﻤﺘﻌﺕ ﺒﻨﻅﺎﻡ ﻤﺘﻜﺎﻤل ﻟﻠﺴﻘﺎﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺭﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻭﻫﻭ ﺘﻤﺎﻤﹰﺎ ﻤﺎ ﺘﻡ ﻓﻲ ﻁﺭﺍﺒﻠﺱ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺤﻴﻁﻬﺎ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﻤﻥ ﺠﻭﺍﻨﺒﻬﺎ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﻭﺍﻟﻤﺤﺼﻨﺔ ﻁﺒﻴﻌﻴـﹰﺎ ﺒﻤﻴﻨﺎﺌﻬـﺎ ﺍﻟـﺼﺨﺭﻱ ﺍﻟﻤﺭﺘﻔﻊ ،ﺃﻤﺎ ﺠﺒﻴل ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﻤﻴﻨﺎﺅﻫﺎ ﻤﺤﻤﻴﹰﺎ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺤﻭﺍﺠﺯ ﺠﺒﻠﻴﺔ ﺼﻐﻴﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻤﺼﺏ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻘﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﺃﻗﺩﻡ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﻋﻠﻰ ﺠﺯﻴﺭﺓ ﻜﺭﻴﺕ ﻭﻫﻲ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﻓﻴﻼﻜﺎﺒﻲ Phylakapiﺍﻟﺘﻲ ﻨﺸﺄﺕ ﻤﻨﺫ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻴﻨﻭﻴﺔ ﺍﻟﻭﺴﻁﻰ .ﻭﻗﺩ ﺨﻁﻁﺕ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﻜﻭﻨﻭﺴﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺎﺤﺔ ﻤﺭﺘﻔﻌﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﺘﺤﻴﻁ ﺒﺎﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ﻭﺘﺼل ﻤﺴﺎﺤﺘﻬﺎ ٢,٢٥ ﻤﻠﻴﻭﻥ ﻤﺘﺭ ﻤﺭﺒﻊ. ﻭﻗﺩ ﺴﺎﺩ ﻤﺎ ﻴﺴﻤﻰ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﺘل Hill - Toptwonﻓﻲ ﻓﺘﺭﺍﺕ ﻻﺤﻘﺔ ﺠﻤﻴﻊ ﺸـﻭﺍﻁﺊ ﺤـﻭﺽ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺴﻁ ،ﻭﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﺤﻤل ﻓﻲ ﺃﺴﻤﺎﺌﻬﺎ ﻤﻘﺎﻁﻊ ﻤﺜل Montﺃﻭ Bergﻭﻫـﻭ ﻤـﺎ ﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﻤﻭﻗﻊ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ. ﻭﺒﻨﻅﺭﺓ ﺴﺭﻴﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺩﻥ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻷﺤﻤﺭ ﻭﻀﺒﺎ ﻭﺍﻟﻭﺠﻪ ﻭﻴﻨﺒﻊ ﺍﻟﺒﺤـﺭ ﻭﺠـﺩﺓ ﻭﺠﻴﺯﺍﻥ ﻗﺩ ﻨﺸﺄﺕ ﻨﻭﺍﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻜﻠﻬﺎ ﻓﻭﻕ ﻤﺩﺭﺠﺎﺕ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﻤﺭﺘﻔﻌﺔ ﺒﺎﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺠﻴﺯﺍﻥ ﺍﻟﺘـﻲ ﻗﺎﻤـﺕ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺔ ﻤﻠﺤﻴﺔ ﺘﻌﻠﻭ ﺍﻟﺴﻭﺍﺤل ﺍﻟﻤﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺨﻔﻀﺔ ﺤﻭﻟﻬﺎ ). (٦ ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻴﺘﺒﻴﻥ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭﺓ ﻻﺨﺘﻴﺎﺭ ﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﻤﻭﺍﻨﺊ ﻭﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﻀـﻲ ،ﻭﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻲ ﻗﺩ ﻤﻜﻥ ﺤﺩﻴﺜﹰﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻴﻁﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻭﻀـﻊ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌـﻲ ﻟﻠﻤﻭﺍﻨﺊ ﻭﺒﻨﺎﺀ ﻤﻭﺍﻨﺊ ﺘﺨﺭﺝ ﻋﻥ ﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻲ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻤﺴﺎﺤﺎﺕ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻤـﻭﺍﻨﺊ ﺘﺒﻘـﻰ ﻤﺤﺩﻭﺩﺓ ﺠﺩﹰﺍ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﻗﻭﺭﻨﺕ ﺒﻤﺴﺎﺤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺴﻴﻁﺭﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻭﻀـﻊ ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﺘﺒﺭﺯ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﺴﻴﻁﺭﺓ. ﺜﺎﻨﻴ ﹰﺎ :ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻴﻤﻭﺭﻓﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻟﻤﻭﻀﻊ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺤﻤﺎﻩ : ﺘﺘﻭﺴﻁ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺤﻤﺎﻩ ﺍﻟﻬﻀﺒﺔ ﺍﻟﻤﺎﺭﻟﻴﺔ )ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ( ﺃﻭ ﻤﺎ ﻴﺴﻤﻰ ﺒﺴﻬﻭل ﺤﻤﺎﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺘﻔﻊ ﻭﺴﻁﻴﹰﺎ ﺒـﻴﻥ ٣٢٠ – ٣٠٠ﻤﺘﺭﹰﺍ ﻓﻭﻕ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺴﻁﺢ ﺍﻟﺒﺤﺭ .ﻭﻴﺘﻌﻤﻕ ﻨﻬﺭ ﺍﻟﻌﺎﺼﻲ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻬﻀﺒﺔ ﻋﻨﺩ ﻤﺩﺨل ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺤﻭﺍﻟﻲ ٥٠ﻤﺘﺭﹰﺍ ﺃﻱ ﺤﺘﻰ ﻤﻨﺴﻭﺏ ٢٧٠ﻤﺘﺭﹰﺍ ﻓـﻭﻕ ﻤـﺴﺘﻭﻯ ﺴـﻁﺢ ﺍﻟﺒﺤﺭ ،ﻭﻤﻊ ﺍﻨﺤﺩﺍﺭ ﻤﺠﺭﺍﻩ ﻀﻤﻥ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺫﺍﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﺼل ﻤﻌﺩﻟﻪ ١٠٠٠ : ٢,٣ﻡ ﻴﺨـﺭﺝ ﻤﻨﻬـﺎ ﻋﻨﺩ ﻤﻨﺴﻭﺏ ٢٦٣ﻤﺘﺭﹰﺍ ﻋﻨﺩ ﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﺃﻱ ﺒﻌﻤﻕ ﻴﺼل ٥٧ﻤﺘﺭﹰﺍ ﻋﻥ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻬﻀﺒﺔ )ﺸﻜل (٥ﻭﻴﻘﺴـﻡ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨـﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴﻥ ﻴﺴﻤﻰ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ ﻭﺍﻟﺠﻨـﻭﺒﻲ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺴﻭﻕ. ﻭﺭﻏﻡ ﺃﻥ ﻤﻌﺩل ﺍﻨﺤﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﻻ ﻴﺒﺩﻭ ﻜﺒﻴﺭﹰﺍ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻗﺩ ﺍﺴـﺘﻁﺎﻉ ﺘـﺴﺨﻴﺭ ﻫـﺫﺍ ﺍﻻﻨﺤـﺩﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﻐﻼل ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ ﺍﻟﻤﺎﺌﻴـﺔ ﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﻜﻤﺎ ﺴﻴﺭﺩ ﺫﻜﺭﻩ. ﻭﺘﺸﻴﺭ ﺍﻟﻘﻁﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﻀﻴﺔ ﺍﻟﺠﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻓﻲ ﻤﻨﺎﻁﻕ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﻁـﻭل ﻤﺠﺭﻯ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ )ﺸﻜل (٦ﺇﻟﻰ ﻭﺠﻭﺩ ﻤﺩﺭﺝ ﻨﻬﺭﻱ ﻴﻌﻠﻭ ﺒـﻴﻥ ١١ – ٩ﻤﺘـﺭﹰﺍ ﻓـﻭﻕ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺴﻬل ﺍﻟﻔﻴﻀﻲ ،ﻭﻴﺘﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺤﺼﺒﺎﺀ ﺼﻭﺍﻨﻴﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﺘﻤﺎﺴﻜﺔ .ﻭﻏﺎﻟﺒﹰﺎ ﻟـﻡ ﺘﺘﺤـﻭل ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ – ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ٢٠٠٧
-٨-
ﻜﻭﻨﺠﻠﻭﻤﺭﻴﺕ ﺒﻌﺩ .ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺘﺼﻨﻴﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﺭﺠﺎﺕ ﻤﻭﺭﻓﻭﻟﻭﺠﻴﹰﺎ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﻻﺯﻭﺠﻴﺔ .Unpairedﻭﻗﺩ ﻨﺸﺄﺕ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻜل ﻤﻥ ﺍﻨﺨﻔﺎﺽ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﻭﺍﻟﻨﺤﺕ ﺍﻟﺭﺃﺴﻲ ﻭﺍﻟﺠﺎﻨﺒﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺎﻡ ﺒﻪ ﻨﺘﻴﺠـﺔ ﻟﺘﻠﻭﻱ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﻭﺘﺒﺎﻴﻥ ﻨﺤﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﻤﻘﻌﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺤﺩﺒﺔ ﻟﻸﻜﻭﺍﻉ ﺍﻟﻨﻬﺭﻴﺔ .ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻅﻬـﺭﺕ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﺭﺠﺎﺕ ﻤﺘﻨﺎﻭﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻁﺭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺭﻯ ﻭﻏﻴﺭ ﻤﺘﻘﺎﺒﻠﺔ .ﻭﻫﻲ ﺘﺸﻜل ﻤﻊ ﺍﻟﺴﻬل ﺍﻟﻔﻴـﻀﻲ ﺍﻟﺤـﺸﻭﺓ ﺍﻟﺭﺴﻭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ﻟﻭﺍﺩﻱ ﻨﻬﺭ ﺍﻟﻌﺎﺼﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ .ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺴﻬل ﺍﻟﻔﻴﻀﻲ ﻓﻴﺘﺭﺍﻭﺡ ﺍﺭﺘﻔﺎﻋﻪ ﺒﻴﻥ – ١ ٢ﻤﺘﺭ ﻋﻠﻰ ﻁﻭل ﺍﻟﻤﺠﺭﻯ ﻭﻴﺘﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺭﻭﺍﺴﺏ ﻁﻴﻨﻴﺔ ﻤﻔﻜﻜﺔ ﺘﺸﻐﻠﻬﺎ ﺍﻟﺒﺴﺎﺘﻴﻥ ﺍﻟﻤﺯﺭﻭﻋـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺠﺎﻨﺒﻲ ﺍﻟﻤﺠﺭﻯ ﻏﺎﻟﺒﹰﺎ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﺠﻭﺍﻨﺏ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﺜﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﻬﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺤﺕ ﻭﺍﻟﺘﺭﺴﻴﺏ ﻓﻲ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﻤﻘﻌﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺤﺩﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻭﺍﻟﻲ ﺘﻤﺎﻤﹰﺎ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﺭﺝ ﺍﻟﻨﻬﺭﻱ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ .ﻭﻤﻌﻨـﻰ ﻫﺫﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﻗﺩ ﻏﻴﺭ ﻤﺠﺭﺍﻩ ﻜﺜﻴﺭﹰﺍ ﺨﻼل ﺘﺸﻜل ﺍﻟﺴﻬﻭل ﺍﻟﻔﻴﻀﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺠﺎﻨﺒﻴﻪ ﻭﻜﺎﻥ ﻋﺭﻀﻪ ﺩﺍﺌﻤـﹰﺎ ﻟﻠﻔﻴﻀﺎﻥ ﺨﻼل ﺃﺸﻬﺭ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻭﺍﻡ ﺍﻟﻤﻁﻴﺭﺓ ﺤﻴﺙ ﻴﻁﻐـﻰ ﻋﻠـﻰ ﻜﺎﻤـل ﺍﻟـﺴﻬﻭل ﺍﻟﻔﻴﻀﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻨﺒﻴﻥ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺴﺩﻭﺩ ﺤﺩﻴﺜﹰﺎ )ﺴﺩ ﺍﻟﺭﺴﺘﻥ ١٩٦١ﻡ( ﺃﺴﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟـﺘﺤﻜﻡ ﻓـﻲ ﺍﻟﻔﻴﻀﺎﻥ .ﻭﻨﺎﺩﺭﹰﺍ ﻤﺎ ﻏﻤﺭﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻬﻭل ﺍﻟﻔﻴﻀﻴﺔ ﺒﻌﺩ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﺍﻟﺴﺩ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺒﺎﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﻤﺎ ﺤـﺩﺙ ﻓﻲ ﺸﺘﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻡ ٢٠٠٣ – ٢٠٠٢ﻡ .ﻜﻤﺎ ﺍﺴﺘﻁﺎﻉ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻤﻥ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﻤﺠﺭﻯ ﺍﻟﻨﻬـﺭ ﻭﺍﻟﺘﺤﻜﻡ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻤﺩﻯ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻁﻭﻴل ﻹﻋﻤﺎﺭ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺴﺩﻭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﺭﻓـﻊ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻤﻨﺴﻭﺏ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺍﺴﺘﻐﻼﻟﻪ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ )ﺍﻟﺴﻭﺍﻗﻲ( ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺭﺓ ﺒﻜﺜﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻁﻭل ﺍﻟﻨﻬـﺭ ﻓﻲ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﻭﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﺤﻤﺎﻩ. ﺃﻤﺎ ﺍﺴﺘﻐﻼﻟﻪ ﻟﻠﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻭﺭﻓﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻟﻠﻤﺩﻴﻨﺔ ﻓﺘﺸﻴﺭ ﺍﻟﻘﻁﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ )ﺸـﻜل (٦ﺇﻟـﻰ ﺃﻥ ﺠﻤﻴـﻊ ﺍﻟﻤﺴﺎﻜﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻗﺩ ﺒﻨﻴﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺩﺭﺝ ﺍﻟﻨﻬﺭﻱ ﺍﻟﺤﺼﻭﻱ ﺍﻟﻤﺸﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻬل ﺍﻟﻔﻴﻀﻲ ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻥ ﺤﺘﻰ ﺍﻟﺴﻔﻭﺡ ﺍﻟﺼﺨﺭﻴﺔ ﻟﻠﻭﺍﺩﻱ ﺇﻻ ﺃﻨﻬﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺩﺍﺌﻤﹰﺎ ﺘﺒﻘﻰ ﻗﺭﻴﺒﺔ ﻤﻥ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﻟﻠﻤﺎﺀ .ﻭﺘﺸﻴﺭ ﺍﻟﻘﻁﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻤﻠﺕ ﻤﻥ ﺨﺭﺍﺌﻁ ﻗﺩﻴﻤﺔ ﺘﻌﻭﺩ ﻟﻤﺎ ﻗﺒل ﻗﻴﺎﻡ ﺴﺩ ﺍﻟﺭﺴﺘﻥ )ﺸﻜل (٦ﺃﻥ ﻤﻨﺎﺴﻴﺏ ﺍﻟﺒﻴﻭﺕ ﺘﺘﺭﺍﻭﺡ ﺒﻴﻥ ٢٩٠ – ٢٧٠ﻤﺘﺭﹰﺍ ﻓﻭﻕ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺴﻁﺢ ﺍﻟﺒﺤﺭ .ﺒﺎﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭﺓ .ﻭﻗﺩ ﺴﺒﻘﺕ ﺍﻹﺸـﺎﺭﺓ ﺇﻟـﻰ ﺍﺴـﺘﻴﻁﺎﻥ ﺍﻟﺤﻤﻭﻴﻴﻥ ﻟﻠﻘﻠﻌﺔ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﺤﺠﺭﻱ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺤﻴﺙ ﺃﺸﺎﺭﺕ ﺍﻟﺤﻔﺭﻴﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ .ﻭﻜﺎﻨـﺕ ﺍﻟﻘﻠﻌـﺔ ﻜﻁﺭﻑ ﻤﺤﺩﺏ ﻟﻜﻭﻉ ﻨﻬﺭﻱ ﻤﺘﻌﻤﻕ ﺍﺯﺩﺍﺩ ﺍﺭﺘﻔﺎﻋﹰﺎ ﻤﻊ ﺘﻌﺎﻗﺏ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻠﻴـﻪ ،ﺤﺘـﻰ ﺃﺼﺒﺢ ﺒﺎﻟﺸﻜل ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻵﻥ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﺘﺩﻤﻴﺭ ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻲ ﻟﻠﻘﻠﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻴﺩ ﺘﻴﻤﻭﺭ ﻟﻨﻙ ﺍﻟﻘﺎﺌﺩ ﺍﻟﺘﺘﺭﻱ ﻋﺎﻡ ٨٠٣ﻫـ. ﺜﺎﻟﺜ ﹰﺎ :ﻨﻅﻡ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ )ﺤﻤﺎﻩ( : ﻻ ﻟﻠﻤﺩﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﻤﺒﺘﻜﺭﺓ ﻓﻲ ﻨﻅـﻡ ﺍﻟـﺴﻘﺎﻴﺔ ﻻ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺤﻤﺎﻩ ﻟﻭﺤﺩﻫﺎ ﻤﺜﺎ ﹰ ﻭﺍﻟﺭﻱ ﻭﺍﻟﺼﺭﻑ ﻭﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻋﻤﻭﻤﹰﺎ ﺩﺍﺨﻠﻬﺎ ،ﻓﻤﺩﻴﻨﺔ ﺩﻤﺸﻕ ﻭﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﺴـﺘﻐﻼل ﺴـﻔﻭﺡ ﺠﺒـل ﻗﺎﺴﻴﻭﻥ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺭﺒﻭﺓ -ﻭﻫﻭ ﻤﺨﺭﺝ ﻭﺍﺩﻱ ﺒﺭﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﻭﻁﺔ – ﻹﻴﺼﺎل ﺍﻟﻤـﺎﺀ ﺇﻟـﻰ ﻤـﺴﺘﻭﻴﺎﺕ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻭﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻓﻲ ﻤﺭﺍﻓﻘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺃﺤﻴﺎﺌﻬﺎ ﺍﻟـﺴﻜﻨﻴﺔ ﻻ ﺘﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺃﺤﺩ .ﺇﻻ ﺃﻥ ﻤﺎ ﻴﻤﻴﺯ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺤﻤﺎﻩ ﻋﻥ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻫﻭ ﺘﻌﺩﺩ ﻁﺭﻕ ﺍﻟﺴﻘﺎﻴﺔ ﻭﺍﻟﺭﻱ ﺒﺄﺴﺎﻟﻴﺏ ﻗﺩ ﻻ ﺘﺘﻜﺭﺭ ﻓﻲ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺒﻨﻔﺱ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﹶﻌ ُﺩ ﺒﺤﻕ ﻓﺭﻴﺩﺓ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎل .ﻭﺘﺸﻤل ﺤﻤﺎﻴـﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻜل ﻤﻥ ﻁﺭﻕ ﺍﻟﺴﻘﺎﻴﺔ ﻭﺍﻟﺭﻱ ﻭﺍﻟﺼﺭﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻭﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﻘﻤﺎﻤﺔ.
ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ – ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ٢٠٠٧
-٩-
– ١ﻁﺭﻕ ﺍﻟﺴﻘﺎﻴﺔ ﻭﺍﻟﺭﻱ : ﺘﻌﺩﺩﺕ ﻁﺭﻕ ﺍﻟﺴﻘﺎﻴﺔ ﻭﺍﻟﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﻘﺩﻡ ﻭﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺄﻥ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻗﺩ ﻨﺸﺄ ﻤﻊ ﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺫﺍﺘﻬﺎ ،ﻭﺘﺸﻤل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺴﻘﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻴـﻭﻥ ﻭﺍﻟﻨـﻭﺍﻋﻴﺭ ،ﻭﺍﻷﻤﻴـﺎﺕ ،ﻭﺍﻵﺒـﺎﺭ، ﻭﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺴﻘﺎﺌﻴﻥ. ﺃ – ﺴﻘﺎﻴﺔ ﺍﻟﻌﻴﻭﻥ )ﺍﻟﻘﻨﻭﺍﺕ( : ﺘﺸﻴﺭ ﺃﻗﺩﻡ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺤﻭﺍﻟﻲ ٤٠ﺴﻁﺭﹰﺍ ﻤﺤﻔﻭﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺤﺠﺭ ﻜﻠﺱ ﺒـﺭﻭﺍﻕ ﺍﻟـﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻡ ﻓﻲ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺃﻓﺎﻤﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻷﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭ ﻨﻴﺭﻓﺎﺘﺭﺍﺠﺎﻥ ﻗﻴﺼﺭ ﺃﻭﻏـﺴﺕ ﻗـﺩ ﺃﻫـﺩﻯ ﻟﻠﻤﺩﻴﻨـﺔ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﺤﻤﺎﻤﺎﺕ ﻫﺎﻤﺔ ﻭﻏﻨﻴﺔ ﺒﺎﻟﻤﺎﺀ ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ١١٧ – ١١٦ﻤﻴﻼﺩﻴﺔ .ﻭﻗﺩ ﺠـﺭﺕ ﺍﻟﻤﻴـﺎﻩ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﻗﻨﺎﺓ ﺠﻤﻌﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻴﻭﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺠﻭﻓﻴﺔ ﻤﻥ ﺒﻠﺩﺓ ﺴﻠﻤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟـﺸﺭﻕ ﻤـﻥ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺤﻤﺎﻩ ﺒﺤﻭﺍﻟﻲ ٣٥ﻜﻴﻠﻭ ﻤﺘﺭﹰﺍ ﻭﻗﺩ ﻋﺭﻓﺕ ﺍﻟﻘﻨﺎﺓ ﺒﻘﻨﺎﺓ ﺴﻠﻤﻴﺔ – ﺃﻓﺎﻤﻴﺎ .ﻭﺸﻴﺩﺕ ﺍﻟﻘﻨﺎﺓ ﺒﻭﺍﺴـﻁﺔ ﺃﻗﻨﻴﺔ ﻤﺤﻔﻭﺭﺓ ﻭﻤﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺸﻜل ﺨﻨﺎﺩﻕ ﻤﻐﻁﺎﺓ ﺒﺄﺴﻘﻑ ﻓﺨﺎﺭﻴﺔ ﻤﻨﺤﻨﻴـﺔ ﺃﻭ ﺒﺄﻨﺎﺒﻴـﺏ ﻓﺨﺎﺭﻴـﺔ ﺃﻭ ﺭﺼﺎﺼﻴﺔ ﺃﺤﻴﺎﻨﹰﺎ ﺤﺴﺏ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻤﺭ ﻓﻴﻪ .ﻭﻗﺩ ﺍﺴﺘﻤﺭﺕ ﻗﻨﺎﺓ ﺴﻠﻤﻴﺔ – ﺃﻓﺎﻤﻴﺎ ﺃﻭ ﻤـﺎ ﻋﺭﻑ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﺒﺴﺎﻗﻴﺔ ﺴﻠﻤﻴﺔ ﺒﺘﻐﺫﻴﺔ ﺸﻁﺭ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﺸﺭﻗﻲ ﻤﻨﺫ ﺇﻨﺸﺎﺌﻬﺎ ﻭﺤﺘﻰ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻌﺎﺸﺭ ﺍﻟﻬﺠﺭﻱ ﺃﻭ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺭ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭﺓ ﻓـﻲ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤـﺔ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻩ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﻓﺽ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﺸﻜﺎﻭﻱ ﻹﺼﻼﺡ ﺍﻟﻘﻨﺎﺓ .ﻜﻤﺎ ﺫﻜﺭﻫـﺎ ﺃﺒـﻭ ﺍﻟﻔﺩﺍﺀ ﻤﻠﻙ ﺤﻤﺎﻩ ﺍﻷﻴﻭﺒﻲ ﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺨﻪ ﻭﺃﻋﻤﺎل ﺍﻟﺼﻴﺎﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻡ ﺒﻬﺎ ﻟﻠﻘﻨﺎﺓ ﺍﻟﻭﺍﺼﻠﺔ ﻤﻥ ﺴﻠﻤﻴﺔ ﺇﻟـﻰ ﺤﻤﺎﻩ .ﻭﺘﺴﻘﻲ ﻗﻨﺎﺓ ﺴﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻁﺭﻴﻘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺤﻤﺎﻩ ﻗﺭﻯ ﺍﻟﺸﺤﻠﺔ ﻭﺃﺒﻭ ﻀﻭﻴﺤﻴﺔ ﻭﻜﺎﺴﻭﻥ ﺍﻟﺠﺒل ﻜﻤـﺎ ﻴﺘﻔﺭﻉ ﻤﻨﻬﺎ ﻗﻨﺎﺓ " ﺤﺴﻨﺔ " ﻭ "ﺠﺒﺭﻴﻥ " ﻭﻋﻨﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﺘﻨﻔﺼل ﻋﻥ ﺍﻟﻘﻨﺎﺓ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ﺍﻟﺫﺍﻫﺒﺔ ﺇﻟـﻰ ﺃﻓﺎﻤﻴﺎ .ﻭﺘﺩﺨل ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺤﻤﺎﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺭﻭﺕ ﺒﺴﺎﺘﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺸﺭﻗﻴﺔ)(٧ ﻜﻤﺎ ﺍﻋﺘﻤﺩﺕ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺤﻤﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﺏ ﻋﻠﻰ ﻗﻨﺎﺓ ﻤﺼﻴﺎﻑ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺃﻁﻠﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺴﻡ ﻗﻨﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺸـﻕ )(٨ ﻭﺫﻟﻙ ﻟﺴﻘﺎﻴﺔ ﺍﻷﺤﻴﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻁﺭ ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ .ﻭﻗﺩ ﺍﺴﺘﻤﺩﺕ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻘﻨﺎﺓ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﻗـﺭﻯ " ﺍﻟﻘﺒﻭ " ﻭ " ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ " ﻭ "ﺍﻟﺸﻤﻴﺴﻲ" ﺠﻨﻭﺏ ﺒﻠﺩﺓ ﻤﺼﻴﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﺒﻌﺩ ٤٥ﻜﻴﻠﻭ ﻤﺘﺭﹰﺍ ﻤﻥ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺤﻤـﺎﻩ. ﻭﻫﺫﺍ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻟﻨﻅﻴﻔﺔ ﻗﺩ ﺠﻠﺒﺕ ﻟﻠﻤﺩﻴﻨﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﻗﻨﺎﺓ ﺴﻠﻤﻴﺔ ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻐـﺭﺏ ﻗﻨـﺎﺓ ﻤﺼﻴﺎﻑ )ﺍﻟﻌﺎﺸﻕ( .ﻭﻗﺩ ﻗﺩﻤﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻴﻭﻥ ﺨﺩﻤﺎﺕ ﺸﻤﻠﺕ ﺍﻟـﺴﻘﺎﻴﺔ ﻭﺍﻟـﺭﻱ ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﻓـﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤـﺔ ﻜﺎﻟﻤﺴﺎﺠﺩ ﻭﺍﻟﺤﻤﺎﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺍﻟﺴﺒل ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺭﺓ ﺒﻜﺜﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻭﺫﻟﻙ ﻋﻥ ﻁﺭﻴـﻕ ﺸـﺒﻜﺔ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﺴﻴﺭ ﺍﻟﻔﺨﺎﺭﻴﺔ. ﻭﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻨﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺠﺭﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻨﺎﺘﻴﻥ ﺴﻭﺍﺀ ﺃﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﻟﺘﻐﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻤﻨﺎﺨﻴﺔ ﺃﻭ ﺒﺴﺒﺏ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﺼﻴﺎﻨﺔ ﻭﺍﻹﻫﻤﺎل) ،ﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﺍﻷﻭل ﻫﻭ ﺍﻷﺭﺠﺢ( ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺒﺩﻴل ﻟـﺫﻟﻙ ﻜﺎﻥ ﺴﺭﻴﻌﹰﺎ ﻭﻤﺘﻭﻓﺭﹰﺍ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻭﻗﺕ. ﺏ – ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﻟﻠﺭﻱ ﻭﺍﻟﺴﻘﺎﻴﺔ : ﺘﺘﻭﺯﻉ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﻓﻲ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﺤﺼﺭﻴﹰﺎ ﻓﻲ ﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﺤﻤﺎﻩ ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻴﻥ ﺒﻠﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴـﺘﻥ ﺠﻨـﻭﺏ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨـﺔ ﺒﺤﻭﺍﻟﻲ ٢٠ﻜﻴﻠﻭ ﻤﺘﺭﹰﺍ ﻭﻗﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺸﺎﺭﻨﺔ ﺸﻤﺎل ﻏﺭﺏ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ،ﺤﻴﺙ ﺃﻗﻴﻤﺕ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ١٠٥ﻨﻭﺍﻋﻴﺭ
ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ – ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ٢٠٠٧
- ١٠ -
ﻤﻨﻬﺎ ٢٠ﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺩﺍﺨل ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺤﻤﺎﻩ ﻭﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺨﺎﺭﺠﻬﺎ .ﻭﻗﺩ ﺘﻬﺩﻡ ﺍﻟﻜﺜﻴـﺭ ﻤﻨﻬـﺎ ﺤﺎﻟﻴـﹰﺎ ﻻﺴـﺘﺨﺩﺍﻡ ﻤﻀﺨﺎﺕ ﺍﻟﺩﻴﺯل ﻟﺭﻓﻊ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺒﺩل ﺼﻴﺎﻨﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﺔ ﻨﺴﺒﻴﹰﺎ. ﻭﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺁﻻﺕ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ،ﻗﺒل ﺼﻨﺎﻋﺔ ﻤﻀﺨﺎﺕ ﺍﻟﺭﻓـﻊ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ،ﻨﻅﺭﹰﺍ ﻟﻠﺤﺠﻡ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺭﻓﻌﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﺇﻟﻰ ﻤﻨﺴﻭﺏ ﺃﻋﻠﻰ ﻴﺘﻡ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻩ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺇﻴﺼﺎل ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺇﻟﻴﻬﺎ .ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﺍﺨﺘﻠﻔﺕ ﺃﻗﻁﺎﺭ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﺒﻴﻥ ﻨـﺎﻋﻭﺭﺓ ﻭﺃﺨﺭﻯ. ﻭﺘﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﻋﻭﺭﺓ )ﺘﺠﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﻨﻭﺍﻋﻴﺭ( ﻭﻫﻲ ﻤﺸﺘﻘﺔ ﻤﻥ ﻓﻌل ﹶﻨﻌَﺭَ ﻤﻥ ﺇﻁﺎﺭ ﺩﺍﺌﺭﻱ ﻴـﺭﺘﺒﻁ ﻨﺤـﻭ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ )ﺍﻟﻘﻠﺏ( ﺒﺄﻭﺘﺎﺩ ﻭﺘﺜﺒﺕ ﺼﻨﺎﺩﻴﻕ ﺤﻤل ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺇﻁﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻐﻁﺱ ﺒﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﻬﺭ، ﻭﻴﺭﺘﻔﻊ ﻤﻊ ﺩﻭﺭﺍﻥ ﺍﻟﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﻤﻤﺘﻠﺌﹰﺎ ﺒﺎﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺼﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻨﺎﺓ ﺤﺠﺭﻴﺔ ﻤﺭﻓﻭﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻨﺎﻁﺭ ﻴﻘـل ﻼ ﻋﻥ ﺍﺭﺘﻔﺎﻉ ﺍﻟﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﻟﺘﺠﺭﻱ ﺒﺎﻟﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﻤﺭﺘﻔﻌﺔ ﻭﺘﺴﻘﻰ ﺒـﻪ ﺍﻟﺒـﺴﺎﺘﻴﻥ ﺍﺭﺘﻔﺎﻋﻬﺎ ﻗﻠﻴ ﹰ ﻭﺘﺯﻭﺩ ﺒﻪ ﺍﻟﻤﺴﺎﺠﺩ ﻭﺍﻟﺤﻤﺎﻤﺎﺕ ﻭﺩﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺎﻓﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤـﺔ ﻭﺍﻷﺤـﻭﺍﺽ ﻭﺍﻟﺴﺒل ﻭﺍﻟﻘﺼﻭﺭ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺯل ،ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ ﺴﻴﺘﻡ ﺍﺴﺘﻌﺭﺍﺽ ﻜل ﻤﻥ ﺃﺼـل ﺍﻟﻨـﻭﺍﻋﻴﺭ ﻭﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺘﻬـﺎ ﻭﺸﺒﻜﺎﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﺨﺩﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺅﺩﻴﻬﺎ. – ١ﺃﺼل ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ : ﻜﺎﻥ ﺃﺼل ﺍﻟﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﻤﺤل ﺨﻼﻑ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻥ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻭﻗﺩ ﻋﺯﺍﻫـﺎ ﺍﻟـﺒﻌﺽ ﺇﻟـﻰ ﻓﺘـﺭﺓ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻹﻏﺭﻴﻘﻲ ﻟﻠﻤﻨﻁﻘﺔ ) ٦٤ – ٣٣١ﻕ .ﻡ( ﻭﺍﻟﺒﻴﺯﻨﻁﻲ )٣٩٥ﻡ – ١٨ﻫـ( .ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻷﺩﻟـﺔ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺭﺠﻭﺤﹰﺎ ﺘﺅﻜﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻥ ﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻷﺭﺍﻤﻴﺔ ﻟﻠﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺴﺒﻘﺕ ﻼ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﺘﺭﺘﻴﻥ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺭﻭﻤﺎﻨﻴﺔ .ﺃﻱ ﺃﻨﻬﺎ ﺴﺎﻤﻴﺔ ﻋﺭﺒﻴﺔ ﺍﻷﺼل. ﻜ ﹰ ﻭﻤﻤﺎ ﻴﺭﺠﺢ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﻤﺎ ﺃﺜﺭﺘﻪ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﻭﻤﺭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺴﺒﺎﻗﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴﹰﺎ ﻓﻲ ﺘﺨﻁﻴﻁ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﻭﺍﻟﺸﻭﺍﺭﻉ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻴﺔ ﺒﺎﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻜﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﻤﺎﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻭﺩﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ،ﻭﺃﻨﺎﺒﻴﺏ ﺍﻟﻔﺨﺎﺭ ،ﻭﻗﻨﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﺒﻁﻨﺔ ﻭﻤﻭﺍﺴﻴﺭ ﺘﺼﺭﻴﻑ ﺍﻷﻤﻁﺎﺭ ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺫﻜﺭﻩ ﻤﻤﻔﻭﺭﺩ (٩)Mumford ﻭﻗﺩ ﺍﺤﺘل ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﺴﻭﻤﺭﻱ ﻟﻭﻗﺎﻟﺯﻴﺠﻲ ﺨﻼل ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ،ﻭﺒﻘﻴـﺕ ﻭﺠﺎﺭﺘﻬﺎ ﺤﻤﺹ ﺘﺤﺕ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺴﻭﻤﺭﻱ ﻭﺍﻷﻜﺎﺩﻱ ﺤﺘﻰ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻭﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﻤـﻴﻼﺩ)(١٠ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺒل ﻓﻘﺩ ﺫﻜﺭ ﻤﻤﻔﻭﺭﺩ ﺃﻥ ﺠﻠﺏ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺒﺎﻟﻘﻨﻭﺍﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻴﻨﺎﺒﻴﻊ ﻭﻤﺠﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺒﻌﻴﺩﺓ ﻟﻡ ﻴﻅﻬﺭ ﻓﻲ ﺭﻭﻤﺎ ﺇﻻ ﺒﻌﺩ ﻋﺎﻡ ١٠٩ﻤﻴﻼﺩﻴﺔ ﺤﻴﻨﻤﺎ ﺃﻨﺸﺄ ﺘﺭﺍﺠﺎﻥ ﻗﻨﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﻗﻨﺎﻁﺭ Aqueductﺠﻠﺒﺕ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻷﻭل ﻤﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﻔﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ ﻟﻨﻬﺭ ﺍﻟﺘﻴﺒﺭ ،ﻭﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺒﺘﻜﺭﺍﺕ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻤﺠﻬﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﻤﺩﻥ ﻭﺃﻗـﺎﻟﻴﻡ ﺃﻗﺩﻡ ﻋﻬﺩﹰﺍ ) (١١ﻭﻫﺫﺍ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺒﻨﺎﺀ ﺃﻭل ﻗﻨﺎﺓ ﻤﺤﻤﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻨﺎﻁﺭ ﻓﻲ ﺭﻭﻤﺎ ﻗﺩ ﺤﺩﺙ ﺒﻌـﺩ ﻤﺭﻭﺭ ١٧٣ﺴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﺍﻟﺭﻭﻤﺎﻨﻲ ﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﺸﺎﻡ ،ﻤﻤﺎ ﻴﺭﺠﺢ ﻤﻥ ﺍﺤﺘﻤﺎل ﻨﻘل ﺍﻟﺭﻭﻤﺎﻥ ﻟﻬـﺫﺍ ﻼ ﺒﺂﺜـﺎﺭ ﺍﻟﻔﻥ ﺍﻟﻬﻨﺩﺴﻲ ﻤﻥ ﻤﺴﺘﻌﻤﺭﺍﺘﻬﻡ .ﻭﻴﺭﻯ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﺃﻨﻬﺎ ﻟﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﺭﻭﻤﺎﻨﻴﺔ ﻟﻭﺠﺩﻨﺎ ﻟﻬـﺎ ﻤﺜـﻴ ﹰ ﺍﻟﺭﻭﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﺒﻘﻴﺔ ﻤﺴﺘﻌﻤﺭﺍﺘﻬﻡ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺭﺓ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﺒﺎ ﻭﺸﻤﺎل ﺇﻓﺭﻴﻘﻴﺎ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل ﻓﻲ ﺃﺴـﺒﺎﻨﻴﺎ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﺸﺎﺒﻪ ﺃﻨﻬﺎﺭﻫﺎ ﻨﻬﺭ ﺍﻟﻌﺎﺼﻲ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻩ ،ﺤﻴﺙ ﺃﻤﺭ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺼـﺭ ﺒﺒﻨـﺎﺀ ﻨـﺎﻋﻭﺭﺓ ﻭﻗﻨﺎﻁﺭ ﻟﺭﻓﻊ ﺍﻟﻤﺎﺀ) .(١٢ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺃﻗﺩﻡ ﺼﻭﺭﺓ ﻟﻠﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﻗﺩ ﻭﺠﺩﺕ ﻓﻲ ﻟﻭﺤﺔ ﻓﺴﻴﻔﺴﺎﺀ ﻴﻌﻭﺩ ﺘﺎﺭﻴﺨﻬﺎ ﻟﻠﻘﺭﻥ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ .ﻭﺠﺩﺕ ﻓﻲ ﺨﻠﻑ ﺃﻓﺎﻤﻴﺎ ﻤﻥ ﻀﻭﺍﺤﻲ ﺤﻤـﺎﻩ )ﺤﺎﻟﻴـﹰﺎ ﻓـﻲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ – ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ٢٠٠٧
- ١١ -
ﺍﻟﻤﺘﺤﻑ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻓﻲ ﺩﻤﺸﻕ( ﻤﻤﺎ ﻗﺩ ﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﺼﻠﻬﺎ ﺍﻟﺭﻭﻤﺎﻨﻲ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﻥ ﻴﺭﻯ ﺃﻥ ﻜﻠﻤـﺔ ﻨﺎﻋﻭﺭﺓ Noriaoﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻹﻨﻜﻠﻴﺯﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻭﺍﻷﺴﺒﺎﻨﻴﺔ ﻫﻲ ﻟﻔﻅﺔ ﻋﺭﺒﻴﺔ ﻤﺤﺭﻓﺔ ﺒـﺎﻋﺘﺭﺍﻑ ﻤﻌﺎﺠﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ،ﻓﻠﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺭﻭﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻷﺼل ﻟﻭﺠﺩﺕ ﻟﻬﺎ ﺘﺴﻤﻴﺔ ﻻﺘﻴﻨﻴﺔ ﺃﺨـﺫﺘﻬﺎ ﺘﻠـﻙ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﻤﻨﻬﺎ) (١٣ﻭﻗﺩ ﺫﻜﺭ ﺴﻭﺒﺭﻨﻬﺎﻴﻡ ﻓﻲ " ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ " ﻤﺎ ﻴﺅﻜﺩ ﻋﺭﻭﺒﺔ ﺍﻟﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﻋﻨـﺩﻤﺎ ﻗﺎل :ﺇﻨﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﻗﺘﺒﺱ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﻭﻥ ﻤﻥ ﺒﻼﺩ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺼﻨﻊ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ،ﻓﺄﻭﺠﺩﻭﺍ ﻓﻲ ﻓﺭﺍﻨﻜﻔـﺭﺕ ﺒﺄﻟﻤﺎﻨﻴـﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﻘﺭﺒﺔ ﻤﻥ ﺒﺎﻴﺭﻭﻥ ﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﻜﺎﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻩ ﻻ ﺘﺯﺍل ﺩﺍﺌﺭﺓ .ﻭﺍﻟﺨﻼﺼﺔ ﺇﻥ ﻤﺎ ﺸـﻬﺩﺘﻪ ﻤﻤﻠﻜـﺔ ﺤﻤﺎﺓ ﺍﻷﺭﺍﻤﻴﺔ ﻤﻨﺫ ﺍﻷﻟﻑ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻗﺒل ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﻭﺸﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﻤﻤﻠﻜﺔ ﺩﻤﺸﻕ ﻤﻥ ﺍﺯﺩﻫﺎﺭ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻠﻐـﺔ ﺍﻷﺭﺍﻤﻴﺔ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﺩﻨﻰ ﻤﻨﺘﺼﻑ ﻓﺘﺭﺓ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻨﻲ ﺤﻴﺙ ﻜﺘﺒﺕ ﺍﻟﺘـﻭﺭﺍﺓ ﺒﻬﺎ ﻋﺎﻡ ٢٠٠ﻕ .ﻡ ،ﻭﺍﻹﻨﺠﻴل ﻋﺎﻡ ١٣٠ﻡ ،ﻴﺅﻜﺩ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﻭﺍﺯﺩﻫﺎﺭ ﻁﺭﻕ ﺍﻟﺭﻱ ﻓﻲ ﻜل ﻤﻥ ﺤﻤـﺎﻩ ﺍﻷﺭﺍﻤﻴﺔ ﺒﻨﻭﺍﻋﻴﺭﻫﺎ ﻭﺩﻤﺸﻕ ﺍﻷﺭﺍﻤﻴﺔ ﺒﻘﻨﻭﺍﺕ ﺃﻨﻬﺎﺭﻫﺎ )ﺘﻔﺭﻋﺎﺕ ﻨﻬﺭ ﺒﺭﺩﻱ ﻭﻜﻤﺜﺎل ﻨﻬﺭ ﺘﻭﺭﺍ ﺍﺴﻤﻪ ﺃﺭﺍﻤﻲ ﺍﻷﺼل(. – ٢ﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﻭﺸﺒﻜﺎﺘﻬﺎ : ﺘﺤﺘﻀﻥ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺤﻤﺎﻩ ﺨﻤﺱ ﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﺘﺭﺘﺒﻁ ﺒﺨﻤﺴﺔ ﺴـﺩﻭﺩ ﻤﻘﺎﻤـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻨﻬـﺭ ﺍﻟﻌﺎﺼﻲ .ﻴﺘﺭﺍﻭﺡ ﻋﺩﺩ ﻜل ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺒﻴﻥ ٥ – ٣ﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ،ﻭﻗﺩ ﺘﻬﺩﻡ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺒﻌﺩ ﺍﻻﺴـﺘﻐﻨﺎﺀ ﻋـﻥ ﺨﺩﻤﺎﺕ ﻤﻌﻅﻤﻬﺎ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺌﻭﻟﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻟﻠﻤﺩﻴﻨﺔ ﻗﺩ ﺃﻋﺎﺩﻭﺍ ﻤﻌﻅﻤﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤل ﻜﺭﻤﺯ ﺤﻀﺎﺭﻱ ﻟﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺤﻭﺍل ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ،ﻭﺍﺴﺘﺜﻤﺎﺭﻫﺎ ﺴﻴﺎﺤﻴﹰﺎ .ﻭﺘﻀﻡ ﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨـﻭﺍﻋﻴﺭ ﺤﺎﻟﻴﹰﺎ ١٩ﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺘﻌﻤل ﺒﺎﻨﺘﻅﺎﻡ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺼﻴﺎﻨﺔ ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﻟﻡ ﺘﻌـﺩ ﻗﺎﺌﻤـﺔ ﺍﻵﻥ )ﺸﻜل .(٧ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ )ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺎﺕ( : ﺘﺸﻤل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ،ﺃﺭﺒﻌﺔ ﻨﻭﺍﻋﻴﺭ )ﺼﻭﺭﺓ ١ﺸﻜل : (٨ : ٢ – ١ﻨﺎﻋﻭﺭﺘﺎ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺎﺕ )ﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﺎﺒﻌﻲ ﺸﻴﺦ ﺒﺸﺭ ﺍﻟﺤﺎﻓﻲ( ﻭﻴﻁﻠﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭﺓ ﻤﻨﻬﺎ ﻨـﺎﻋﻭﺭﺓ ﺍﻟﺤﺎﺠﺒﻴﺔ ،ﻭﺘﺴﻘﻲ ﺒﺴﺘﺎﻥ ﺍﻟﺠﺒﺭﺍﻨﻴﺔ ﺤﺎﻟﻴﹰﺎ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻴﻤﻴﻥ ﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ .ﻭﻗﺩ ﺩﻋﻤﺕ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﺤﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﻤﻅﻔﺭ ﺘﻘﻲ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻋﻤﺭ )ﺤﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﺒﻴﺴﻲ ﺤﺎﻟﻴﹰﺎ( .ﺃﻤﺎ ﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﻐﺭﻯ ﻓﺘﺴﻘﻲ ﺒﺴﺎﺘﻴﻥ ﺁل ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﺩﻱ ﺍﻟﻤﻤﺘﺩﺓ ﻤﻥ ﺸﺭﻕ ﺤﻲ ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﺩﻴﺔ ﻭﺤﺘﻰ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺎﺕ. : ٤ – ٣ﻨﺎﻋﻭﺭﺘﺎ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺘﺎﻥ :ﻭﺘﺴﻘﻲ ﺒﺴﺎﺘﻴﻥ ﺃﻡ ﺍﻟﺤﻭﺭ )ﺤﺎﻟﻴﹰﺎ ﻓﻨﺩﻕ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﻔﺩﺍﺀ ،ﻭﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ( ﻭﺒﺴﺘﺎﻥ ﺍﻟﺯﺭﻴﻘﺎﺕ )ﺤﺎﻟﻴﹰﺎ ﻤﺤل ﺍﻟﺒﺭﻴﺩ ﻭﺍﻟﺴﺎﻋﺔ( ،ﻭﺒﺴﺘﺎﻥ ﺍﻟﺼﺤﻥ )ﺍﻟﻤﺭﻜـﺯ ﺍﻟﺜﻘـﺎﻓﻲ( ،ﻭﺒـﺴﺘﺎﻥ ﺍﻟﻘﻨﻁﺭﺓ )ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺒﻠﺩﻴﺔ ﺤﺎﻟﻴﹰﺎ( ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺴﺎﺘﻴﻥ ﺍﻷﻭﻟﻰ. ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ )ﺍﻟﺠﺴﺭﻴﺎﺕ( : ﻭﻫﻲ ﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺠﺴﺭ ﺍﻟﻤﺭﺍﻜﺏ ﻭﺘﻀﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺨﻤﺴﺔ ﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﻭﻁﺎﺤﻭﻨﺘﻴﻥ ﻤﺎﺌﻴﺘﻴﻥ )ﺸﻜل ٩ ﺼﻭﺭﺓ .(٢
ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ – ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ٢٠٠٧
- ١٢ -
- ١ﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺍﻟﺠﺴﺭﻴﺔ ﻭﻴﻁﻠﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺩﻴﻤﹰﺎ ﺍﻟﻴﺯﺒﻜﻴﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺘﺴﻘﻲ ﻤﻨﺎﺯل ﺤﻲ ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﺩﻴﺔ ،ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﻌﺒﻴﺴﻲ ،ﺍﻟﺒﺎﺴﻁﻴﺔ ،ﺤﻭﻀﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻤﺴﻌﻭﺩ ،ﻭﺘﺠﺎﻭﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺠﺴﺭ ﺍﻟﻤﺭﺍﻜﺏ ﻁﺎﺤﻭﻥ ﺍﻟﻐﺯﺍﻟﺔ. - ٢ﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺄﻤﻭﺭﻴﺔ :ﻭﻫﻲ ﺜﺎﻨﻲ ﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﻘﻁﺭ ﺒﻌﺩ ﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻤﺩﻴﺔ ﻭﻴﺼل ﻗﻁﺭﻫﺎ ٢٠ﻤﺘﺭﺍﹰ ،ﻭﺘﺴﻘﻲ ﺴﻭﻕ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺭﻴﺔ )ﺍﻟﻁﻭﻴل( ﻭﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﻥ ،ﻭﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ،ﻭﺠـﺎﻤﻊ ﺍﻟﻤﺭﺍﺒﻁ ﻭﺠﺎﻤﻊ ﺍﻷﺭﺒﻌﻴﻥ )ﺠﻭﺭﺓ ﺤﻭﺍ( ﻭﺍﻟﺯﺍﻭﻴﺔ ﺍﻟﺸﺭﺍﺒﻴﺔ ،ﻭﺤﻤﺎﻤﺎﺕ ﺍﻟﺤﻠﻕ ﻭﺍﻷﺴﻌﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻀـﻲ ﻭﺍﻟﺩﺭﻭﻴﺸﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺘﺴﻘﻲ ﺒﺴﺘﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﺸﻭﺭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻭﻱ )ﺤﻲ ﺍﻟﺒﺎﺸﻭﺭﺓ( ﻭﺒﺴﺘﺎﻥ ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻴﺢ )ﻤﺤل ﺜﺎﻨﻭﻴـﺔ ﺍﻟﺴﻴﺩﺓ ﻋﺎﺌﺸﺔ ﺤﺎﻟﻴﹰﺎ( ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ١٥٠ﺒﺌﺭﹰﺍ ﺨﺎﺼﹰﺎ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺴﺭﺩﺍﺏ ﺍﻟﻤﺭﺍﺒﻁ ﻭ ١٠٠ﺒﺌﺭ ﺃﺨـﺭﻯ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺴﺭﺩﺍﺏ ﺍﻟﺒﺎﺸﻭﺭﺓ )(١٧ - ٣ﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺅﻴﺩﻴﺔ )ﺘﻌﺭﻑ ﻗﺩﻴﻤﹰﺎ ﺒﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺍﻟﺨﺎﻨﻘﺎﻩ( ﻭﺘﻨﺴﺏ ﺇﻟﻰ ﻤﺅﻴﺩ ﺒﺎﺸﺎ ﺍﻟﻌﻅﻡ ،ﻭﻫﻲ ﺘـﺴﻘﻲ ﻗﺼﺭ ﺍﻟﻌﻅﻡ ﻭﻤﺴﺠﺩ ﻭﺤﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺅﻴﺩﻴﺔ ،ﻭﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺨﺎﻨﻘﺎﻩ ﻭﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺴﺎﺘﻴﻥ )ﺼﻭﺭﺓ .(٣ - ٤ﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ )ﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺒﺎﺸﺎ( ﻭﺘﻌﺭﻑ ﻗﺩﻴﻤﹰﺎ ﺒﺎﻟﻤﺴﺭﻭﺩﺓ ﻭﻫﻲ ﻻ ﺘﺒﻌﺩ ﻋﻥ ﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺅﻴﺩﻴﺔ ﺴﻭﻯ ٥ﺃﻤﺘﺎﺭ .ﻭﺘﻤﺩ ﺤﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺒﺎﻟﻤﻴﺎﻩ ﻜﻤﺎ ﺃﻤﺩﺕ ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺨﺎﻨﻘﺎﻩ ﻟﻔﺘﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟـﺯﻤﻥ. ﻭﺘﺠﺎﻭﺭ ﺍﻟﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﻁﺎﺤﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﺭﻭﺩﺓ )ﺼﻭﺭﺓ .(٢ﻭﺨﺎﻤﺱ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺍﻟﺠﺭﻑ ﺍﻟﺘـﻲ ﺃﺯﻴﻠﺕ ﺒﺴﺒﺏ ﺒﻨﺎﺀ ﺠﺴﺭ ﺍﻟﻌﺒﻴﺴﻲ. ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ )ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺠﺴﺭ ﺍﻷﻓﻀل( : ﻭﻴﻌﺭﻑ ﺍﻟﺠﺴﺭ ﺤﺎﻟﻴﹰﺎ ﺒﺠﺴﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﻜﻴﻼﻨﻲ ،ﻭﺘﻀﻡ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﻨﻭﺍﻋﻴﺭ )ﺼـﻭﺭﺓ ٤ﺸـﻜل .(١٠ - ١ﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺍﻟﺠﻌﺒﺭﻴﺔ :ﻭﺘﺴﻘﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺤﻤﺎﻡ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﻥ ﻭﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﻨﻭﺭﻱ ﻭﺒﻴﻤﺎﺭﺴﺘﺎﻥ ﺍﻟﻨﻭﺭﻱ ﻭﺤﻲ ﺍﻟﺒﺎﺸﻭﺭﺓ ﺍﻟﺴﻔﻠﻲ ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺒﺴﺎﺘﻴﻥ .ﻭﻫﻲ ﺜﺎﻟﺙ ﺃﻜﺒﺭ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﻓـﻲ ﺤﻤـﺎﻩ ) ١٨ﻡ( )ﺼﻭﺭﺓ .(٥ - ٢ﺍﻟﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺍﻟﻭﺴﻁﻰ :ﻭﺘﻌﺭﻑ ﺒﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺍﻟﻁﻭﺍﻓﺭﺓ ﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺤﻲ ﺁل ﻁﻴﻔﻭﺭ ﻜﻤﺎ ﻴﻁﻠﻕ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺍﻟﻁﻴﺎﺭﺓ ﻭﻗﺩ ﺘﻡ ﺘﺭﻤﻴﻤﻬﺎ ﻭﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﺭﺘﻔﺎﻋﻬﺎ. - ٣ﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻴﺔ :ﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺒﺴﺘﺎﻥ ﺘﺠﺎﻭﺭﻫﺎ ﺒﻨﻔﺱ ﺍﻻﺴﻡ. - ٤ﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺍﻟﻜﻴﻼﻨﻴﺔ :ﺃﻭ ﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺃﻡ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﻜﻤﺎ ﺘﺴﻤﻰ ﻨﺎﻋـﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﺎﺯ ،ﻭﺘﺴﻘﻲ ﺠـﺎﻤﻊ ﺯﺍﻭﻴـﺔ ﺍﻟﻜﻴﻼﻨﻴﺔ ﻭﺤﻤﺎﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺩﻭﺭﺍﺕ ﻤﻴﺎﻩ ﻋﺎﻤﺔ )ﺍﻟﺒﺎﺴﻁﻴﺔ( ﻭﺤﻲ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺤﻴـﺭﻴﻥ ﻭﺒـﺴﺘﺎﻥ ﺃﻡ ﺍﻟﺤـﺴﻥ )ﺼﻭﺭﺓ .(٦ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ )ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺒﺎﺏ ﺍﻟﺠﺴﺭ( : ﻭﺘﻀﻡ ﺜﻼﺙ ﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﻭﻁﺎﺤﻭﻥ ﻤﺎﺌﻲ )ﺼﻭﺭﺓ .(٧ - ١ﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺍﻟﺨﻀﺭ :ﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺒﺴﺘﺎﻥ ﺒﺠﺎﻨﺒﻬﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻘﺎﻡ ﺴﻴﺩﻨﺎ ﺍﻟﺨﻀﺭ )ﺍﻟﻘـﺩﻴﺱ ﺠﻭﺭﺠﻴـﻭﺱ( ﻭﻫﻲ ﺘﺭﻭﻱ ﺍﻟﺒﺴﺎﺘﻴﻥ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻭﺒﻴﻥ ﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺒﺴﺘﺎﻥ ﺍﻟﺤـﺴﻨﻴﺔ ﺒﺎﻻﺸـﺘﺭﺍﻙ ﻤـﻊ ﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺄﻤﻭﺭﻴﺔ. - ٢ﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺍﻟﺩﻭﺍﻟﻙ :ﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺒﺴﺘﺎﻥ ﺍﻟﺩﻭﺍﻟﻙ ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﻤﻼﺼﻘﺔ ﻟﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺍﻟﺨﻀﺭ ،ﻜﻤﺎ ﺘﺠﺎﻭﺭﻫﻤﺎ ﻁﺎﺤﻭﻥ ﺍﻟﺤﻠﻭﺍﻨﻴﺔ ﻭﺘﺸﺘﺭﻙ ﻤﻌﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺴﺩ. - ٣ﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺍﻟﺩﻫﺸﺔ :ﻭﺘﻘﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺭﻑ ﺍﻟﻤﻘﺎﺒل ﻟﻠﻨﻬﺭ ﻭﻗﺩ ﺴﻤﻴﺕ ﺒﺎﺴﻡ ﺍﻟﺒـﺴﺘﺎﻥ ﺍﻟﻤﺠـﺎﻭﺭ ﻟﻬـﺎ ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺘﺴﻘﻲ ﻗﺼﺭﹰﺍ ﻟﻤﻠﻙ ﺤﻤﺎﻩ ﻋﻤﺎﺩ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﻔﺩﺍﺀ )ﺼﻭﺭﺓ .(٨
ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ – ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ٢٠٠٧
- ١٣ -
ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ )ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﻬﺭ( : ﻭﺘﻀﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﻭﺜﻼﺙ ﻁﻭﺍﺤﻴﻥ ﻤﺎﺌﻴﺔ )ﺼﻭﺭﺓ ٩ﺸﻜل.(١١ - ١ﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻤﺩﻴﺔ :ﻭﻫﻲ ﺍﻜﺒﺭ ﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﺤﻤﺎﻩ ) ٢١ﻡ( ﻭﺃﻜﺒﺭ ﺩﻭﻻﺏ ﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ .ﻭﺘﻁـل ﻋﻠﻰ ﺠﺴﺭ ﻗﺩﻴﻡ ﻫﻭ ﺠﺴﺭ ﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﻭﻋﻠﻰ ﻁﺎﺤﻭﻨﺘﻴﻥ ﻗﺩﻴﻤﺘﻴﻥ ﺠـﺩﹰﺍ ﻭﻫﻤـﺎ ﻁﺎﺤﻭﻨـﺔ ﺍﻟﻘﺎﺴـﻤﻲ ﻭﻁﺎﺤﻭﻨﺔ ﺍﻟﺤﺠﺭﻴﻥ .ﻭﺘﺴﻘﻲ ﺍﻟﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ )ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﺍﻷﻋﻠﻰ( ﻭﺤﻤﺎﻡ ﺍﻟﺫﻫﺏ ،ﻭﺍﻟﺒـﺴﺎﺘﻴﻥ ﻭﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﻼﺼﻘﺔ ﻟﻠﺠﺎﻤﻊ)ﺼﻭﺭﺓ (١٠ - ٢ﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﻘﺼﻑ :ﻭﺘﻘﻊ ﺸﻤﺎل ﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻤﺩﻴﺔ ﻭﻗﺩ ﺴﻤﻴﺕ ﺒﺎﻟﻤﻘﺼﻑ ﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟـﻰ ﺒـﺴﺘﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻑ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭ ﻟﻬﺎ ﻭﻫﻭ ﻤﺘﻨﺯﻩ ﻗﺩﻴﻡ ﺠﺩﹰﺍ ﻷﻫل ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ .ﻭﻴﻁﻠﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺃﻴـﻀﹰﺎ ﻨـﺎﻋﻭﺭﺓ ﺍﻟﻘﺎﻕ) .ﺼﻭﺭﺓ (١١ - ٣ﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺍﻟﻌﻭﻨﻴﺔ :ﻨﺴﺒﺔ ﻟﺫﺭﻴﺔ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻌﻭﻥ ﻭﻫﻲ ﺒﺠﺎﻨﺏ ﻁﺎﺤﻭﻨﺔ ﺍﻟﻌﻭﻨﻴﺔ ﻭﺨﻠﻑ ﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻤﺩﻴﺔ ﻭﺘﺴﻘﻲ ﺒﺴﺘﺎﻥ ﺍﻟﻌﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺴﻜﻨﻴﺔ. – ٤ﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﺭﻜﺔ :ﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺒﺴﺘﺎﻥ ﺒﻘﺭﺒﻬﺎ ﻭﺘﺴﻤﻰ ﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﻨﺤﻴﻠﺔ ﻭﻫﻲ ﺘﻘـﻊ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟـﻀﻔﺔ ﺍﻟﻴﺴﺭﻯ ﻟﻠﻨﻬﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻤﻥ ﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺍﻟﻌﻭﻨﻴﺔ. ﻭﻴﺘﻀﺢ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﺃﻨﻬﺎ ﻗﺩ ﺘﺤﻜﻤﺕ ﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﻜﺒﻴﺭ ﻓﻲ ﻨﻤﻭ ﻤﺭﺍﻜﺯ ﻋﻤﺭﺍﻨﻴﺔ ﺒﻌﻴﺩﹰﺍ ﻋﻥ ﻨﻭﺍﺓ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺤﻲ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ .ﻓﺎﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﻟﻡ ﺘﺴﺘﺨﺩﻡ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﻟﻼﺴﺘﻌﻤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﻨﺯﻟﻴﺔ ﻨﻅﺭﹰﺍ ﻟﻭﺠﻭﺩ ﻜل ﻤﻥ ﺴﺎﻗﻴﺔ ﺴﻠﻤﻴﺔ ﻭﺴﺎﻗﻴﺔ ﻤﺼﻴﺎﻑ ﺍﻟﻠﺘﺎﻥ ﺘﻤﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺒﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺸﺭﺏ ﺍﻟﻨﻅﻴﻔﺔ ،ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﺒﻌﺩ ﺠﻔﺎﻑ ﺍﻟﻌﻴﻭﻥ ﺍﻟﻤﻐﺫﻴﺔ ﻟﻬﺫﻴﻥ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭﻴﻥ ،ﺍﻀﻁﺭﺕ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻟﻼﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﻭﻤﻴﺎﻩ ﻨﻬﺭ ﺍﻟﻌﺎﺼﻲ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﹰﺍ ﻜﻠﻴﹰﺎ ﻓﻲ ﺸﺘﻰ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﻟﺭﻱ ﺍﻟﺒﺴﺎﺘﻴﻥ ﺒﺎﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ .ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻜﺎﻥ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﺍﻷﺜﺭ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﻨﻤﻭ ﻤﺭﺍﻜﺯ ﻋﻤﺭﺍﻨﻴﺔ ﻗﺭﻴﺒﺔ ﻤﻥ ﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ،ﻭﻤﺘﺒﺎﻋﺩﺓ ﻨﺴﺒﻴﹰﺎ ﻋﻥ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﻓﻨﺸﺄﺕ ﺨﻤﺴﺔ ﻤﺭﺍﻜﺯ ﻋﻤﺭﺍﻨﻴﺔ ﺸﻜﻠﺕ ﺃﺤﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻓﺔ) .ﺸﻜل(٧ ﻟﻘﺩ ﺼﻤﻤﺕ ﻤﻨﺎﺴﻴﺏ ﺍﻟﺭﻱ ﺒﺎﻟﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﻋﻨﺩ ﺘﺸﻴﻴﺩﻫﺎ ﻟﺘﻘﺩﻡ ﺨﺩﻤﺎﺕ ﻟﻤﻨﺎﺴﻴﺏ ﺘﺘﻭﺍﻓﻕ ﻭﺍﺭﺘﻔﺎﻉ ﺍﻟﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﻭﻗﻨﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺭﻓﻭﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻨﺎﻁﺭ )ﺼﻭﺭﺓ (١٢ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﻔﺴﺭ ﺘﺒﺎﻴﻥ ﺍﺭﺘﻔﺎﻉ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﺒﻴﻥ ٥ﺃﻤﺘـﺎﺭ ﻭ ٢١ﻤﺘﺭﺍﹰ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﻤﻨﺴﻭﺏ ﻴﺘﺭﺍﻭﺡ ﺒﻴﻥ ٢٨٠ﻭ ٢٨٧ﻤﺘـﺭﹰﺍ ﻓـﻭﻕ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺴﻁﺢ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﻴﺘﺭﺍﻭﺡ ﺒﻴﻥ ٢٦٣ﻤﺘﺭ ﻋﻨﺩ ﺩﺨﻭﻟـﻪ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻭ ٢٥٦ﻤﺘﺭ ﻋﻨﺩ ﺨﺭﻭﺠﻪ ﻤﻨﻬﺎ. ﻭﻟﻘﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﺘﺅﺩﻱ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﺒﺤﻴﺙ ﺘﻘﻭﻡ ﺒﺴﻘﺎﻴﺔ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﻓﻭﻕ ﺍﻟﻤﺩﺭﺠﺎﺕ ﺍﻟﻨﻬﺭﻴﺔ، ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺨﺩﻤﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻭﺍﻷﺤﻴﺎﺀ ﺍﻟﺴﻜﻨﻴﺔ. ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻠﻘﺎﺌﻲ ﻭﺍﻟﻤﻤﻜﻥ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﺴﻔﻭﺡ ﻭﺍﻟـﺘﻼل ﺍﻟﻤﺤﻴﻁـﺔ ﻼ ﺴﻔﻭﺡ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻨﻬﺭ ،ﻭﻫﻲ ﺒﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎل ﺍﻜﺜﺭ ﺍﺭﺘﻔﺎﻋـﹰﺎ ﻤـﻥ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴـﺔ ﺒﺎﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﻜل ﺃﺼ ﹰ ﻭﺼﻭل ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺇﻟﻴﻬﺎ) .ﺸﻜل (٥ ﻭﻗﺩ ﺍﻗﺘﻀﻰ ﺫﻟﻙ ﺘﺠﺩﻴﺩ ﺃﻭ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﺸﻴﻴﺩ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﻟﺘﺼل ﺇﻟﻰ ﻤﻨﺎﺴﻴﺏ ﺃﻋﻠﻰ ﻤﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﻠﻴـﻪ ﻗﺩﻴﻤﹰﺎ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻴﺘﻨﺎﺴﺏ ﻓﻘﻁ ﻤﻊ ﺍﺭﺘﻔﺎﻉ ﺍﻟﺒﺴﺎﺘﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺩﺭﺠﺎﺕ ﺍﻟﻨﻬﺭﻴﺔ ﻓﻭﻗﻬـﺎ .ﻭﻴﺅﻜـﺩ ﺫﻟـﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻨﻬﺎ ﻴﺤﻤل ﻜﺘﺎﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﻭﺭ ﺍﻟﻭﺴﻁﻰ ﺘﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺃﻭ ﺘﺠﺩﻴﺩﻫﺎ ﺍﺒﺘـﺩﺍﺀ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ – ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ٢٠٠٧
- ١٤ -
ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻷﻴﻭﺒﻲ ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﺍﻟﻤﻤﻠﻭﻜﻲ ﻓﺎﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﻜﻤﺎ ﺘﺸﻴﺭ ﺒﺫﻟﻙ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺴﺠﻼﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟـﺸﺭﻋﻴﺔ ﺒﺤﻤﺎﻩ ﺃﻴﻀﹰﺎ) .(١٥ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻴﺔ ﺤﺎل ﻓﺈﻨﻪ ﺨﻼل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻤﺘﺩﺕ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﺸﻜل ﻗﻨﻭﺍﺕ ﺘﺤﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺸﻜل ﺸﺒﻜﺔ ﻴﺘﻡ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺁﺒـﺎﺭ ﺃﻭ ﻓﺘﺤـﺎﺕ ﺩﺍﺨـل ﺍﻟﻤﻨـﺎﺯل )ﺸﻜل (١٣ﻭﺘﺸﻴﺭ ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻹﺤﺼﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺠﺭﻴﺕ ﻋﻠﻰ ﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺄﻤﻭﺭﻴﺔ ﺃﻥ ﺸﺒﻜﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺸﻜل ﻤﻨﺎﻫل ﻷﻜﺜﺭ ﻤﻥ ١٥٠ﺒﺌﺭﹰﺍ ﻓﻲ ﺤﻲ ﺍﻟﻤﺭﺍﺒﻁ ﻭﺤﻭﺍﻟﻲ ١٠٠ﺒﺌﺭ ﻓﻲ ﺤﻲ ﺍﻟﺒﺎﺸﻭﺭﺓ ﺘـﺴﺘﺨﺩﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺍﻻﺴﺘﺨﺩﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺯﻟﻴﺔ .ﻭﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺃﻤﻜﻥ ﺘﻭﺼﻴل ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻟﻤﺤﺘﺎﺠﻴﻪ ﻋﻠـﻰ ﺍﻷﻗل ﺇﻟﻰ ﻤﻭﺍﻗﻊ ﺃﻜﺜﺭ ﺒﻌﺩﹰﺍ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﻭﺍﻟﻨﻬﺭ ،ﻭﻟﻭ ﺃﻨﻪ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻬﺩ ﺍﻟﻌﻀﻠﻲ ﻟﻺﻨـﺴﺎﻥ ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻥ ﻟﺭﻓﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻭﻗﺩ ﺍﺴﺘﺨﺩﻤﺕ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫل )ﺍﻟﺠﺒﺎﺏ( ﺘﺤﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﺤﻔـﻅ ﺍﻷﻁﻌﻤﺔ ﻓﻲ ﻭﻗﺕ ﺍﻟﻘﻴﻅ ﻟﺒﺭﻭﺩﺘﻬﺎ ،ﺤﻴﺙ ﺘﻭﻀﻊ ﻓﻲ ﻗﻔﺹ ﺃﻭ ﻗﻔﻪ ﻭﺘﺩﻟﻲ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺤﺒـل ﻟﺘـﺼﺒﺢ ﻗﺭﻴﺒﺔ ﻤﻥ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻘﻨﺎﺓ ﺍﻟﻤﺎﺭﺓ ﺘﺤﺕ ﺍﻟﻤﻨﺯل. ﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻓﻘﺩ ﺃﺼﺒﺢ ﻓﻲ ﺤﻜﻡ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴل ﺘﺘﺒﻊ ﺸﺒﻜﺎﺕ ﺍﻷﻗﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻐﺫﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ)ﺼﻭﺭﻩ١٣ﺃ،ﺏ( ،ﻭﺫﻟﻙ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻷﻋﻤﺎل ﺘﺤﺩﻴﺙ ﺍﻷﺒﻨﻴﺔ ،ﻭﺸﻕ ﺍﻟﺸﻭﺍﺭﻉ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ، ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻗﻁﻊ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﺒﻜﺎﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻡ ﺘﻌﺩ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺯل ﺒﺤﺎﺠـﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻤﺩﺕ ﺸﺒﻜﺔ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻨﻘﻴﺔ ﻟﻜﺎﻓﺔ ﺃﺤﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻤﻨﺫ ﻋﺎﻡ ١٩٤٩ﻡ .ﻭﺘﻭﺴﻌﺕ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻓـﻲ ﺍﺘﺠﺎﻫﻴﻥ ﻤﺘﻀﺎﺩﻴﻥ ﺍﻷﻭل ﻓﻲ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﺒﺴﺎﺘﻴﻥ )ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺘﺤﻜﻡ ﺒﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻨﻬـﺭ ﺒﺈﻗﺎﻤـﺔ ﺍﻟﺴﺩﻭﺩ( ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﺤﻲ ﺍﻟﻌﺩﻴﺔ ﺍﻟﺴﻔﻠﻲ ﻭﺸﻤﺎل ﺤﻲ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻭﺠﻨﻭﺏ ﺤﻲ ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜـﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻬﻀﺎﺏ ﺨﺎﺭﺝ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟﻭﺍﺩﻱ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺍﺴﺘﻐﻨﺕ ﻋﻥ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻨﻬﺭ. – ٣ﺨﺩﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ : ﻴﻤﻜﻨﻨﺎ ﺒﻌﻤﻠﻴﺔ ﺤﺴﺎﺒﻴﺔ ﺒﺴﻴﻁﺔ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﻜﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺭﻓﻌﻪ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﻴﻭﻤﻴﹰﺎ ﻤﻥ ﻨﻬﺭ ﺍﻟﻌﺎﺼﻲ ﺩﺍﺨل ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺤﻤﺎﻩ ﻓﻘﻁ .ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﻘﺩﻴﺭ ﻤﺘﻭﺴﻁ ﻤﺎ ﺘﺭﻓﻌﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ .ﻓﺈﺫﺍ ﻤـﺎ ﻋﻠﻤﻨـﺎ ﺃﻥ ﺃﻗﻁﺎﺭ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﺘﺘﺭﺍﻭﺡ ﺒﻴﻥ ٢١ﻤﺘﺭﹰﺍ ﻷﻜﺒﺭﻫﺎ ﻭ ٧ﺃﻤﺘـﺎﺭ ﻷﺼـﻐﺭﻫﺎ ،ﻭﺘﺤﻤـل ﺍﻟﻜﺒﻴـﺭﺓ ١٢٠ ﺼﻨﺩﻭﻗﺎﹰ ،ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺘﺤﻤل ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ ٤٩ﻭﺘﻜﻤل ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭﺓ ﺩﻭﺭﺓ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﺨﻼل ٤٦ﺜﺎﻨﻴـﺔ ﺒﻴﻨﻤـﺎ ﺘﻜﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ ﺨﻼل ١٢ﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﻭﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﻤﺘﻭﺴﻁ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﻫـﻭ ١٤ﻤﺘـﺭﹰﺍ ﻟﻘﻁﺭ ﺍﻟﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ ﻭ ٨٥ﺼﻨﺩﻭﻗﹰﺎ ﻭ ٢٩ﺜﺎﻨﻴﺔ ﻟﻠﺩﻭﺭﺓ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺤﺠـﻡ ﻤـﺎ ﻴﺤﻤﻠـﻪ ﺍﻟﺼﻨﺩﻭﻕ ٢٠ﻟﺘﺭﹰﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﺈﻥ ﻤﺘﻭﺴﻁ ﻤﺎ ﺘﺭﻓﻌﻪ ﺍﻟﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﻫﻭ : ١٧٠٠ = ٢٠ × ٨٥ﻟﺘﺭ ﺨﻼل ٢٩ﺜﺎﻨﻴﺔ ﺃﻱ ﺒﻭﺍﻗﻊ ٥٨,٦ﻟﺘﺭ /ﺜﺎ ﻭﻫﺫﺍ ﻴﻌﻨـﻲ ﺃﻥ ﻤـﺎ ﺘﺭﻓﻌـﻪ ﻼ ﻋﻥ ١٠٠,٠٠٠ﻡ /٣ﻴﻭﻡ) .ﻴﻌﻭﺩ ﻗﺴﻡ ﻜﺒﻴﺭ ﻤﻨﻬـﺎ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﺍﻟﻌﺸﺭﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻴﺯﻴﺩ ﻗﻠﻴ ﹰ ﺍﻟﻨﻬﺭ( ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﻀﺎﻫﻲ ﺤﺎﻟﻴﹰﺎ ﺃﻜﺜﺭ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺘﻘﺩﻤﹰﺎ ﻓﻲ ﻀﺦ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗـﺕ ﺍﻟﺤﺎﻀـﺭ. ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﺠﻌل ﻨﺼﻴﺏ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻴﺯﻴﺩ ﻋﻥ ٠,٢٥٠ﻡ /٣ﻴﻭﻤﻴﹰﺎ. ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻓﻘﺩ ﺃﻀﺤﺕ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﻋﻤﺎ ﺘﻘﺩﻤﻪ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﻤﻥ ﺨﺩﻤﺎﺕ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺍﺴﺘﻌﺭﻀﻨﺎ ﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﻭﺸﺒﻜﺎﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺇﻴﺠﺎﺯﻫﺎ ﺒﺴﻘﺎﻴﺘﻬﺎ ﻟﻤﺎ ﻴﺴﻤﻰ ﺍﻟﺤﺯﺍﻡ ﺍﻷﺨﻀﺭ ﻋﻠﻰ ﺠﺎﻨﺒﻲ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺘﻜﻭﻨﻪ ﺤﺎﻟﻴﹰﺎ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺴﺎﺘﻴﻥ ﻭﺍﻟﺤﺩﺍﺌﻕ .ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻤﺎﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺠﺩ ﻭﺩﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺍﻟﻨﻭﺍﻓﻴﺭ ﻭﺍﻵﺒﺎﺭ ﻭﺍﻷﺤﻭﺍﺽ ﻭﺍﻟﺴﺒل ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯل )ﺼﻭﺭﺓ ،(١٤ﻭﺘﺸﻴﺭ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺼﺭ ﻟﻠﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺠﺭﻴﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﺘﻐﺫﻱ ﻋﺸﺭﻴﻥ ﺤﻭﻀﹰﺎ ﻤﺎﺌﻴﹰﺎ ﻓﻲ ﺸﺘﻰ ﺃﻨﺤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ) ،ﺠﺩﻭل (١ﺘﻬﺩﻤﺕ ﻏﺎﻟﺒﻴﺘﻬﺎ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺙ ﻭﺸﻕ ﺍﻟﺸﻭﺍﺭﻉ ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ – ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ٢٠٠٧
- ١٥ -
ﻨﻅﺭﹰﺍ ﺇﻟﻰ ﻤﻌﻅﻤﻬﺎ ﺘﺴﺘﺨﺩﻡ ﻟﺴﻘﺎﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﺍﺏ .ﻜﻤﺎ ﺘﻐﺫﻱ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﺒل ﻭﺼل ﻋﺩﺩﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺴﺘﺔ ﻼ .ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺨﻤﺱ ﻨﺎﻓﻭﺭﺍﺕ ﻋﺎﻤﺔ )ﺒﺤﺭﺍﺕ( ﻭﺜﻼﺙ ﺃﺠﺭﺍﻥ)) (١٦ﻤﻠﺤﻕ ﺭﻗﻡ ﻭﻋﺸﺭﻭﻥ ﺴﺒﻴ ﹰ .(١ )ﺠﺩﻭل (١ ﺍﻷﺤﻭﺍﺽ ﻓﻲ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺤﻤﺎﻩ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻡ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﺤﻭﺽ ﻤﻭﻗﻌﻪ ﺍﻟﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺃﻭ ﺴﻨﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻷﻤﻴﺔ ١ ﺤﻭﺽ ﻤﺄﻤﻭﺭ ﺍﻟﻤﺄﻤﻭﺭﻴﺔ ١٢١٤ﻫـ ﺠﻭﺍﺭ ﺨﺎﻥ ﺃﺴﻌﺩ ﺒﺎﺸﺎ ٢ ﺤﻭﺽ ﺍﻟﻌﻤﺭﻱ ٩٨٥ﻫـ ﺠﻭﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﺍﻟﺠﻌﺒﺭﻴﺔ ٣ ٨٧١ﻫـ ﺠﻭﺍﺭ ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﻘﺎﻥ )ﺒﺎﺸﻭﺭﺓ( ﺤﻭﺽ ﺍﻟﻌﺒﻴﺴﻲ ﺍﻟﻤﺄﻤﻭﺭﻴﺔ ٤ ﺠﻭﺍﺭ ﻤﺴﺠﺩ ﺍﻟﺩﻨﻭﻙ ﺨﻭﺍﺭﻨﻪ ﺤﻭﺽ ﺍﻟﺩﻨﻭﻙ ؟ ﺃﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﺒﻁ ٥ ﺤﻭﺽ ﺴﻭﻕ ﺍﻟﺸﺠﺭﺓ ﺴﻭﻕ ﺍﻟﺸﺠﺭﺓ ؟ ﺃﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﺒﻁ ٦ ﺤﻭﺽ ﺇﻨﻴﺎل ﻤﺤﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ؟ ﺍﻟﺠﻌﺒﺭﻴﺔ ؟ ﺍﻟﺠﻌﺒﺭﻴﺔ ٧ ﺠﻭﺍﺭ ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻷﺭﺒﻌﻴﻥ ﺤﻲ ﺤﻭﺽ ﺍﻟﺸﻬﻭﺩ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ٨ ﺤﻭﺽ ﻴﻭﻨﺱ ٩٧٤ﻫـ ﺠﻭﺍﺭ ﺇﻴﻨﺎل ﺤﻲ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﺠﻌﺒﺭﻴﺔ ٩ ﺤﻭﺽ ﻤﺤﻠﺔ ﺒﺎﺏ ﺤﻤﺹ ٩٧٠ﻫـ ﺠﻭﺍﺭ ﻤﺴﺠﺩ ﺸﺭﺍﺭﻩ ﺍﻟﻤﺄﻤﻭﺭﻴﺔ ؟ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ١٠ ﺨﺎﻨﻜﺎﻩ ﺤﻭﺽ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺍﻟﻤﻌﺭﻱ ﻤﺴﺠﺩ ﺠﻭﺍﺭ )ﺍﻟﻁﻭﺍﻓﺭﻩ( ١١ ﺤﻭﺽ ﺍﻟﻌﺭﻴﺼﺔ ﺠﺭﺍﺠﻤﺔ ؟ ﺍﻟﻤﺤﻤﺩﻴﺔ ١٢ ﺤﻭﺽ ﺯﻗﺎﻕ ﺍﻷﻋﻅﻡ ﺠﻭﺍﺭ ﺤﻤﺎﻡ ﺍﻟﺤﻠﻕ ؟ ﺍﻟﻤﺄﻤﻭﺭﻴﺔ ١٣ ﺤﻭﺽ ﺍﻟﺩﻭﻴﺩﺍﺭﻴﺔ ﺠﻭﺍﺭ ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ؟ ﺍﻟﻤﺄﻤﻭﺭﻴﺔ ١٤ ﺤﻭﻀﺎ ﺴﻭﻕ ﺍﻟﺤﺩﺍﺩﻴﻥ ﺴﻭﻕ ﺍﻟﺤﺩﺍﺩﻴﻥ ؟ ﺍﻟﺠﻌﺒﺭﻴﺔ، ﺍﻟﻤﺄﻤﻭﺭﻴﺔ ١٥ ﺤﻭﺽ ﺍﻟﺴﻘﺎﺌﻴﻥ ﺃﻤﺎﻡ ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ؟ ﺍﻟﻤﺤﻤﺩﻴﺔ ١٦ ﺤﻭﺽ ﻤﺤﻠﺔ ﺴﻴﺩﻱ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺤﻭﺍﺭﻨﻪ ؟ ﻤﺎﺀ ﻤﻨﻘﻭل ١٧ ﺤﻭﺽ ﺯﻗﺎﻕ ﺍﻟﻭﺘﺎﺭﻴﻥ ﺤﺎﻀﺭ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ ؟ ﺍﻟﻤﺄﻤﻭﺭﻴﺔ ،١١٧٧ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﺩﻴﺔ ﺍﻟﺠﺴﺭﻴﺔ ﺤﻭﻀﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻤﺴﻌﻭﺩ ﺍﻟﻔﻭﻗﺎﻨﻲ ١٨ ﻭﺍﻟﺘﺤﺘﺎﻨﻲ ١٢٧٥ﻫـ ١٩ ﺤﻭﺽ ﺍﻟﺴﻭﻴﻘﺔ ٩٧٤ﻫـ ﺍﻟﺠﻌﺎﺒﺭﺓ ﺍﻟﻤﺄﻤﻭﺭﻴﺔ ٢٠ ﺤﻭﺽ ﺍﻟﻌﻠﻴﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺘﻴﻥ ٩٨٤ﻫـ ﺠﻭﺍﺭ ﻤﺴﺠﺩ ﺍﻟﻌﻠﻴﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﺩﻭل ﻤﻥ ﻋﻤل ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﹰﺍ ﻋﻠﻰ :ﺸﺤﺎﺩﺓ ١٩٧٧ﻡ. ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺤﻤﺎﻤﺎﺕ ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻨﺘﺸﺭ ﻓﻲ ﻜل ﺃﻨﺤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻭﻗﺩ ﻭﺼل ﻋﺩﺩﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺴﺘﺔ ﻋﺸﺭ ﺤﻤﺎﻤﹰﺎ ﻋﺎﻤﹰﺎ )ﺠﺩﻭل (٢ﺘﻬﺩﻡ ﻤﻌﻅﻤﻬﺎ ﻭﻟﻡ ﻴﺘﺒﻕ ﻤﻨﻬﺎ ﺤﺎﻟﻴﹰﺎ ﺴﻭﻯ ﺴﺒﻊ ﺤﻤﺎﻤﺎﺕ ﻻ ﻴﺯﺍل ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻴﻌﻤل ﺤﺘﻰ ﺍﻵﻥ .ﻭﺘﻐﺫﻱ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﺁﺒﺎﺭﹰﺍ ﻋﺎﻤﺔ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻭﻫﻲ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺘﺤﺼﻰ ﺤﻴﺙ ﺘﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ٢٥٠ﺒﺌﺭﹰﺍ ﻤﻨﺯﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻜل ﻤﻥ ﺤﻲ ﺍﻟﺒﺎﺸﻭﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﺒﻁ ﻟﻭﺤﺩﻫﻤﺎ .ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺘﻐﺫﻴﺘﻬﺎ ﻷﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺨﻤﺴﺔ ﻭﻋﺸﺭﻭﻥ ﻤﺴﺠﺩﹰﺍ ﻭﺜﻼﺙ ﻜﻨﺎﺌﺱ ﻭﺃﺭﺒﻊ ﺨﺎﻨﺎﺕ ﻟﻠﻌﺴﻜﺭ.
ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ – ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ٢٠٠٧
- ١٦ -
ﻜﻤﺎ ﺘﻼﺯﻡ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻊ ﻁﻭﺍﺤﻴﻥ ﻤﺎﺌﻴﺔ ﺘﺴﺘﻐل ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ ﺍﻟﻤﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺠﻤﺔ ﻋﻥ ﺇﻗﺎﻤـﺔ ﺴﺩ ﺍﻟﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﻹﺩﺍﺭﺓ ﻋﻨﻔﺘﻬﺎ )ﺠﻐﻠﻬﺎ( )ﺼﻭﺭﺓ .(١٦ ،١٥ﻭﻗﺩ ﺒﻠﻎ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﻁﻭﺍﺤﻴﻥ ﺍﻟﻤﺎﺌﻴـﺔ ﺩﺍﺨـل ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﺴﺘﺔ ﻁﻭﺍﺤﻴﻥ ﻭﻫﻲ ﻁﻭﺍﺤﻴﻥ ﺍﻟﻐﺯﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺭﻭﺩﺓ ﻭﺍﻟﺤﻠﻭﺍﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﺴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺠـﺭﻴﻥ ﻭﺍﻟﻌﻭﻨﻴﺔ .ﻭﺒﻌﻀﻬﺎ ﻻ ﻴﺯﺍل ﻴﻌﻤل ﺤﺘﻰ ﺍﻵﻥ ،ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﻭﺍﺤﻴﻥ ﺍﻟﺴﺘﺔ ﺘﻜﻔﻲ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻜﻠﻬﺎ ﻤـﻥ ﺍﻟﻁﺤﻴﻥ ،ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﺩﺩ ﻜﺒﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﻭﺍﺤﻴﻥ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ. )ﺠﺩﻭل (٢ ﺍﻟﺤﻤﺎﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺤﻤﺎﻩ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﺤﺎﻟﺘﻬﺎ
ﻤﻭﻗﻌﻬﺎ
ﺒﺎﻨﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﺘﺎﺭﻴﺨﻬﺎ
ﺘﻌﻤل
ﺤﻲ ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﺩﻴﺔ
ﺃﺒﻲ ﺍﻟﻔﺩﺍﺀ ﺤﻜﻤﻪ ٧٣٢-٧١٠ﻫـ(
ﺘﻌﻤل ﺘﻌﻤل ﻤﺘﻭﻗﻔﺔ ﻫﺩﻤﺕ
ﺤﻲ ﺍﻟﻤﺭﺍﺒﻁ ﺴﻭﻕ ﺍﻟﻁﻭﻴل )ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺭﻴﺔ( ﺤﻲ ﺍﻟﺩﺒﺎﻏﺔ ﺤﻲ ﺠﻭﺭﺓ ﺤﻭﺍ
ﺒﻨﻭ ﺍﻷﻋﻭﺝ ﺃﺴﻌﺩ ﺒﺎﺸﺎ ﺍﻟﻌﻅﻡ
ﺘﻌﻤل
ﺤﻲ ﺍﻟﺒﺎﺸﻭﺭﻩ
ﻗﺩﻴﻤﺔ ﺠﺩﹰﺍ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺴﺭﺍﺝ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﺒﻥ ﻤﻐﻠﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺒﺎﺸﺎ
ﻤﺅﻴﺩ ﺒﺎﺸﺎ ﺍﻟﻌﻅﻡ ﺤﻲ ﺍﻟﺒﺎﺸﻭﺭﻩ ﻤﺘﻭﻗﻔﺔ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺭ ﻤﻘﺎﺒل ﺠﺎﻤﻊ ﺘﻌﻤل ﻤﺤﻤﺩ )ﻤﻠﻜﻪ ﺍﻟﻨﻭﺭﻱ ٦٨٣-٦٤٢ﻫـ( ﻗﺩﻴﻤﺔ ﺠﺩﹰﺍ ﺤﻲ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻫﺩﻤﺕ ﻴﺭﺩﺒﻙ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﻫﺩﻤﺕ ؟ ﻫﺩﻤﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻔﻠﻰ ؟ ﺒﺎﺏ ﺍﻟﺠﺴﺭ ﻫﺩﻤﺕ ﺃﺤﻔﺎﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺩ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺤﺒﺭﻴﻥ ﻫﺩﻤﺕ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ؟ ﺒﺎﺏ ﺍﻟﺠﺴﺭ ﻫﺩﻤﺕ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﺎﺸﺎ ﻫﺩﻤﺕ ﻋﻨﺩ ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﻤﺩﻓﻥ ﺃﺭﻨﺎﺅﻭﻁ ﻤﺘﻭﻗﻔﺔ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ ﻗﺭﺏ ﺸﻴﺦ ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ ﻋﺒﺩ ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﺤﺼﺔ ﺍﻟﻭﻫﺎﺏ ٩٦٢ﻫـ
ﺍﺴﻡ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ
ﺍﻟﻨﺎﻋﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﻐﺫﻴﺔ ﺒﺎﻟﻤﺎﺀ ﺤﻤــﺎﻡ ﺍﻟﻌﺒﻴــﺴﻲ ﺍﻟﺠﺴﺭﻴﺔ ـﺴﻤﻰ ـﺕ ﺘـ )ﻭﻜﺎﻨـ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﻤﻅﻔﺭ ﺘﻘﻲ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻋﻤﺭ( ﺤﻤﺎﻡ ﺍﻟﺩﺭﻭﻴﺸﻴﺔ ﺍﻟﻤﺄﻤﻭﺭﻴﺔ ﺤﻤﺎﻡ ﺍﻷﺴﻌﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﺄﻤﻭﺭﻴﺔ
ﻡ ١
٢ ٣
ﺍﻟﻤﺄﻤﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺄﻤﻭﺭﻴﺔ
ﺤﻤﺎﻡ ﺍﻟﺤﻠﻕ ﺤﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ
٤ ٥
ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ )ﺍﻟﻤﺴﺭﻭﺩﺓ( ﺍﻟﻤﺅﻴﺩﻴﺔ ﺍﻟﺠﻌﺒﺭﻴﺔ
ﺤﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ
٦
ﺤﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺅﻴﺩﻴﺔ ﺤﻤﺎﻡ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﻥ
٧ ٨
ﺍﻟﺫﻫﺏ ﺍﻷﺩﺭﺒﻙ ﺍﻟﻌﺭﺍﺌﺱ ﺍﻟﺯﻫﻭﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ
٩ ١٠ ١١ ١٢ ١٣
ﺍﻟﻤﺤﻤﺩﻴﺔ ﺃﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﺒﻁ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻫﺸﺔ ﺍﻟﻜﻴﻼﻨﻴﺔ )ﺃﻡ ﺍﻟﻤﻬﻥ( ﺍﻟﺩﻫﺸﺔ ﺍﻟﻤﺄﻤﻭﺭﻴﺔ
ﺤﻤﺎﻡ ﺤﻤﺎﻡ ﺤﻤﺎﻡ ﺤﻤﺎﻡ ﺤﻤﺎﻡ
ﺤﻤﺎﻡ ﺍﻟﺤﺴﺎﻡ ﺤﻤﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﺸﺎ
١٤ ١٥
ﻤﻥ ﺒﺌﺭ ﺍﻟﻤﺩﺍﺭ ﺤﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺩﺍﺭ
١٦
ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ – ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ٢٠٠٧
- ١٧ -
ﺠـ – ﺍﻷﻤﱢﻴﺎﺕ : ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻭﺴﻴﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻟﻠﺴﻘﺎﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺤﻤﺎﻩ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ،ﻭﻤﻌﻅﻤﻬﺎ ﻴﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻨﻘﻁﻌﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻴﺎﻩ ﺴﺎﻗﻴﺔ ﺴﻠﻤﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﺎﻥ ﺃﻱ ﺇﻟﻰ ﺃﻗل ﻤﻥ ٥٠٠ﻋﺎﻡ ﻤﻀﺕ ﻭﺘﺘﻜﻭﻥ ﺍﻷﻤﻴﺎﺕ ﻤﻥ ﺃﻨﻔﺎﻕ ﺘﺤﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﻤﺒﻨﻴﺔ ﻋﻨﺩ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻴﻘل ﻋﻥ ﻤﺘﻭﺴﻁ ﺴﻁﺢ ﻨﻬﺭ ﺍﻟﻌﺎﺼﻲ ﺒﺤﻴﺙ ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﺍﻟﺠﺭﻴﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻌﻅﻡ ﺃﻴﺎﻡ ﺍﻟﺴﻨﺔ .ﻭﻴﺘﺼـل ﺒﺎﻟﻨﻔﻕ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻲ ﻟﻸﻤﻴﺔ ﺸﺒﻜﺔ ﻋﻨﻜﺒﻭﺘﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﻨﻔﺎﻕ ﺍﻟﺜﺎﻨﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﺼل ﺇﻟﻰ ﺃﺴﻔل ﺍﻟﻤﻨﺎﺯل ،ﻭﻴﺘﻡ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﻟﻠﻤﺎﺀ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﻤﻀﺨﺔ )ﻁﻠﻤﺒﺔ( ﻴﺩﻭﻴﺔ ﺃﻭ ﺒﺎﻟـﺩﻻﺀ ،ﻜﻤـﺎ ﺘﺴﺘﻔﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻭﻜﺎﻥ ﺸﺤﺎﺩﺓ ١٩٧٦ﻗﺩ ﺩﺭﺱ ﺘﻭﺯﻉ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻤﻴـﺎﺕ ﻭﺍﻷﺤﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻐﺫﻴﻬﺎ ،ﻭﺘﺒﻴﻥ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺭﺒﻊ ﻤﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺘﺘﺼل ﻓﺘﺤﺎﺘﻬﺎ ﺒﻨﻬﺭ ﺍﻟﻌﺎﺼﻲ ﻭﻫـﻲ ﺃﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﺒﻁ ﻭﺃﻤﻴﺔ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﻭﺃﻤﻴﺔ ﻗﺒﺎﻟﺔ ﺒﺴﺘﺎﻥ ﺃﻡ ﺍﻟﺤﺴﻥ ،ﻭﺃﻤﻴﺔ ﺒﺴﺘﺎﻥ ﺃﻡ ﺍﻟﺤﺴﻥ)(١٧ – ١ﺃﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﺒﻁ :ﻭﺘﻘﻊ ﻓﺘﺤﺘﻬﺎ ﻗﺭﺏ ﺠﺴﺭ ﺍﻟﺴﺭﺍﻴﺎ ﻓﻲ ﻭﺴﻁ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ،ﻭﻴﺘﺠﻪ ﺴﺭﺩﺍﺒﻬﺎ ﺘﺤﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﻨﺤﻭ ﺤﻲ ﺍﻟﻤﺭﺍﺒﻁ ﺠﻨﻭﺒﹰﺎ ﺜﻡ ﻏﺭﺒﹰﺎ ﺒﺎﻟﻘﺭﺏ ﻤﻥ ﺨﺎﻥ ﺭﺴﺘﻡ ﺒﺎﺸﺎ )ﻤﻠﺠﺄ ﺍﻷﻴﺘﺎﻡ ﺤﺎﻟﻴﹰﺎ( ﻤﺴﺎﻴﺭﺓ ﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﻤﺭﺍﺒﻁ ﻭﻋﻨﺩ ﺠﺎﻤﻊ ﺒﺎﺏ ﺍﻟﺒﻠﺩ ﻴﺘﻔﺭﻉ ﻤﻨﻬﺎ ﺴﺭﺩﺍﺏ ﺇﻟﻰ ﻤﺤﻠﺔ ﺍﻟﻔﺭﺍﻴﺔ ،ﻭﺁﺨﺭ ﻴﺴﺘﻤﺭ ﻏﺭﺒﹰﺎ ﺇﻟﻰ ﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﺒﺭﺍﺯﻴﺔ ،ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻴﺴﺘﻤﺭ ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﺼﻠﻲ ﻨﺤﻭ ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﻤﺴﻌﻭﺩ ،ﺜﻡ ﻴﺘﺠﻪ ﻨﺤﻭ ﺃﺤﻴﺎﺀ ﺠﻭﺭﺓ ﺤﻭﻯ ﻭﺴﻭﻕ ﺍﻟﺸﺠﺭﺓ ﻭﺍﻟﺠﻌﺎﺒﺭﺓ ﺤﺘﻰ ﻗﺭﺏ ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺩﻨﻭﻙ ﻜﻤﺎ ﻴﺼل ﻤﻨﻬﺎ ﻓﺭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ. ﻭﻴﺭﺠﺢ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺭﻉ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻐﺫﻱ ﺤﻤﺎﻡ ﺍﻷﺩﺭﺒﻙ ﺤﻴﺙ ﻟﻡ ﻴﺭﺩ ﺫﻜﺭ ﻟﻭﺼﻭل ﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻲ .ﻭﻴﺘﻔﺭﻉ ﺍﻟﺴﺭﺩﺍﺏ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﻓﺭﻋﻴﻥ ﺍﻷﻭل ﻨﺤﻭ ﺤﻲ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭﻨﺔ ﻭﺤﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻟﺒﺔ ﻭﺍﻵﺨﺭ ﺇﻟﻰ ﺒﺎﺏ ﻁﺭﺍﺒﻠﺱ) .ﺸﻜل (١٤ – ٢ﺃﻤﻴﺔ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ :ﻭﺘﺒﺩﺃ ﻓﺘﺤﺘﻬﺎ ﺸﻤﺎل ﻏﺭﺏ ﻨﻘﺎﺒﺔ ﺍﻟﻤﻬﻨﺩﺴﻴﻥ ﻤﺘﺠﻬﺔ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﺠﻨﻭﺏ ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ ﻨﺤﻭ ﺴﺎﺤﺔ ﺤﻲ ﺍﻟﻌﺩﻴﺔ ،ﺤﻴﺙ ﻴﺘﻔﺭﻉ ﻤﻨﻬﺎ ﻓﺭﻋﺎﻥ :ﺍﻷﻭل ﻴﺘﺠﻪ ﻨﺤﻭ ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻷﺭﺒﻌﻴﻥ ﻭﺘﺘﺠﻪ ﺒﻌﺩﻩ ﻏﺭﺒـﹰﺎ ﺤﻴﺙ ﺘﻐﺫﻱ ﻨﻬﺎﻴﺘﻬﺎ ﺒﺌﺭﹰﺍ ﻋﻤﻭﻤﻴﺔ .ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﻴﻤﺘﺩ ﻏﺭﺒﹰﺎ ﻤﻥ ﺤﻲ ﺍﻟﻌﺩﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺤﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﻼﻭﻨﺔ. – ٣ﺃﻤﻴﺔ ﻏﺭﺏ ﺠﺴﺭ ﺸﻔﻴﻕ ﺍﻟﻌﺒﻴﺴﻲ ﻭﺘﺘﺠﻪ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﺠﻨﻭﺏ ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ ﺇﻟﻰ ﺤﺎﻀﺭ ﺍﻟـﺼﻐﻴﺭ ﻓﻤﻭﻗـﻊ ﺍﻟﺸﻴﺭ ﺤﻴﺙ ﺘﻐﺫﻱ ﻨﻬﺎﻴﺘﻬﺎ ﺒﺌﺭﹰﺍ ﻋﻤﻭﻤﻴﺔ. – ٤ﺃﻤﻴﺔ ﺒﺴﺘﺎﻥ ﺃﻡ ﺍﻟﺤﺴﻥ :ﻭﺘﺒﺩﺃ ﻓﺘﺤﺘﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺭﻑ ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ ﻟﻠﺒﺴﺘﺎﻥ ﻤﺎﺭﺓ ﻨﺤﻭ ﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﺯﺌﺒﻘـﻲ ﻭﺃﻋﻠﻰ ﺤﻲ ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﺩﻴﺔ ﻭﻴﺘﺠﻪ ﻓﺭﻉ ﻤﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺤﻲ ﺍﻟﻌﺼﻴﺩﺓ ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ. ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻨﺨﻠﺹ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺴﻘﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻗﺩ ﺘﻤﺜﻠﺕ ﻓﻲ ﺜﻼﺙ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺭﺌﻴـﺴﻴﺔ ﻭﻫـﻲ ﻗﻨـﺎﺓ ﺴـﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﻨﻬﺭ ﺍﻟﻌﺎﺼﻲ ﻭﺍﻷﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﻬل ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻬﺭ .ﻭﺘﻘﻊ ﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﻋﻠـﻰ ﺜﻼﺙ ﻤﻨﺎﺴﻴﺏ ﺘﺘﻌﺎﻗﺏ ﻓﻭﻕ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﻟﺘﺯﻭﺩ ﺠﻤﻴﻊ ﻤﻨﺎﺯل ﻭﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ،ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﹰﺍ ﻤﻥ ﺘﻠـﻙ ﺍﻟﻤﻨﺨﻔﻀﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﻭﺤﺘﻰ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻠﻭ ﻋﻠﻰ ﺴﻔﻭﺡ ﻭﻗﻤﻡ ﺍﻟﺘﻼل ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻟﺴﻔﻭﺡ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻨﻬﺭ) .ﺸﻜل (١٣ﻭﻫﻭ ﻨﻅﺎﻡ ﻗﺩ ﻴﻨﺩﺭ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻪ ﻤﺜﻴل ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﻤﺩﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ. ﻻ ﻋﻠﻰ ﻅﻬـﺭ ﻭﻻ ﻴﻔﻭﺘﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺇﻏﻔﺎل ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺴﻘﺎﺌﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻭﺼﻠﻭﻥ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﻅﻴﻑ ﻤﺤﻤﻭ ﹰ ﺍﻟﺩﻭﺍﺏ ﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻴﻭﺕ ﺍﻟﻤﺭﺘﻔﻌﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﻨﻘﺹ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺒﻌﺽ ﺍﻵﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺒﻘﺕ ﻤﺩ ﺸﺒﻜﺎﺕ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺸﺭﺏ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﺤﻴﺙ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻨﻬـﺭ ﻤﻠﻭﺜﺔ ﻷﺴﺒﺎﺏ ﻨﺫﻜﺭﻫﺎ ﻻﺤﻘﹰﺎ.
ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ – ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ٢٠٠٧
- ١٨ -
– ٢ﻁﺭﻕ ﺍﻟﺼﺭﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻭﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﻘﻤﺎﻤﺔ : ﻟﻡ ﺘﺼل ﻁﺭﻕ ﺍﻟﺼﺭﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻭﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﻘﻤﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻭﻤﻨﻬﺎ ﺤﻤﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﻤـﺎ ﻭﺼﻠﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﺴﻘﺎﻴﺔ ﻭﺍﻟﺭﻱ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﺸﺒﻜﺔ ﻋﻨﻜﺒﻭﺘﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻨﻭﺍﺕ ﺍﻟﺤﺠﺭﻴـﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺨﺎﺭﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ .ﺇﻻ ﺃﻨﻨﺎ ﻻﺒﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺼﺭﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻭﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﻘﻤﺎﻤﺔ ﻤﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﻤﺭﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺎﺩﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﻭﺭ ﺍﻟﻭﺴﻁﻰ ،ﻭﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭﻩ ﻓـﻲ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﻌﺼﺭ .ﻓﻠﻘﺩ ﺍﺠﺘﻬﺩ ﺴﻜﺎﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺒﺸﻜل ﻤﻠﻔﺕ ﻟﻠﻌﻨﺎﻴﺔ ﺒﺎﻟﻨﻅﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺴﻭﺍﺀ ﻓـﻲ ﺍﻟﻤﻨـﺎﺯل ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻭﺍﺭﻉ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻅﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﻬﺩ ﺒﻬﺎ ﻜﺜﺭﺓ ﺍﻟﺤﻤﺎﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻭﺍﻟﺩﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤـﺔ ﻟﻠﻤﻴـﺎﻩ، ﻭﺍﻷﺤﻭﺍﺽ ﻭﺍﻟﺴﺒل. ﺃ – ﻁﺭﻕ ﺍﻟﺼﺭﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ : ﺸﻬﺩﺕ ﻁﺭﻕ ﺍﻟﺼﺭﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻓﻲ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺤﻤﺎﻩ ﻋﺩﺓ ﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﺨﻼل ﺍﻟﻘﺭﻭﻥ ﺍﻟﺨﻤـﺴﺔ ﺍﻟﻤﺎﻀـﻴﺔ. ﻭﺘﺘﻭﺍﻓﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺭﺍﺤل ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺈﻤﺩﺍﺩ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺸﺭﺏ ﻟﻠﻤﺩﻴﻨﺔ .ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺘﻘﺴﻴﻡ ﺫﻟﻙ ﺇﻟـﻰ ﺜﻼﺙ ﻤﺭﺍﺤل ﺘﺘﻭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺒﻘﺕ ﺍﻨﻘﻁﺎﻉ ﻗﻨﺎﺘﻲ ﺍﻟﺴﻘﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﻜل ﻤﻥ ﺴﻠﻤﻴﺔ ﻭﻤﺼﻴﺎﻑ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺘﺘﻭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺒﻌﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻨﻘﻁﺎﻉ ﻭﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ،ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﻬﻲ ﺒﻌﺩ ﻤﺩ ﺸﺒﻜﺎﺕ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺸﺭﺏ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ١٩٤٩ﻡ. – ١ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ :ﺴﺒﻘﺕ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺤﻤﺎﻩ ﻭﺒﻌﺽ ﺒﺴﺎﺘﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺭ ﻤﻨﻬﺎ ﻗﻨﺎﺓ ﺴﻠﻤﻴﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺅﻤﻥ ﻟﻬﺎ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺸﺭﺏ ﺍﻟﻨﻅﻴﻔﺔ ﻭﺍﻟﺴﻘﺎﻴﺔ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﻟﻠﺸﻁﺭ ﺍﻟﺸﺭﻗﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ،ﻭﻫﻨـﺎﻙ ﻤﻥ ﻴﺭﻯ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﻘﻁﻊ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻁﺭ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻲ ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ ﺃﻴﻀﹰﺎ )) (١٨ﺸﺤﺎﺩﺓ ،١٩٧٦ ،ﺹ – ٢٣٦ (٣٧ﻨﻅﺭﹰﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺫﻜﺭ ﻗﻨﺎﺓ ﻤﺼﻴﺎﻑ ﻟﻡ ﻴﻅﻬﺭ ﻜﺜﻴﺭﹰﺍ ﻓﻲ ﺴﺠﻼﺕ ﺃﻭﻗﺎﻑ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﺒﺤﻤﺎﻩ. ﻭﻗﺩ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺤﺭﺝ ﺨﻼل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﻤﻥ ﺘﻭﺠﻴﻪ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺼﺭﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﺇﺫ ﺃﻨﻨﺎ ﻟـﻭ ﻨﻅﺭﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻨﻼﺤﻅ ﺃﻨﻪ ﺒﻘﻲ ﺒﻌﻴﺩﹰﺍ ﻋﻥ ﻤﺠﺭﻯ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﻭﺍﻟـﺴﻬل ﺍﻟﻔﻴـﻀﻲ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺤﺘﻠﺘﻪ ﺒﺴﺎﺘﻴﻥ ﺍﻟﻔﺎﻜﻬﺔ ﻭﺍﻟﺨﻀﺭﻭﺍﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﻔﺘﻴﻥ .ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻭﺠﻬـﺕ ﻤﻴـﺎﻩ ﺍﻟـﺼﺭﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﺇﻟﻰ ﺤﻔﺭ ﻤﺭﻜﺯﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻨﺎﻁﻕ ﻤﻨﺨﻔﻀﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻨـﺎﻁﻕ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻨﻴـﺔ ﻭﺍﻟـﺴﻬل ﺍﻟﻔﻴﻀﻲ ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺒﺴﻬﻭﻟﺔ .ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺘﺴﺠﻴل ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺼﻠﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺤﻤﺎﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤـﺔ ﻭﺩﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻴـﺎﻩ ﺍﻟﻌﺎﻤـﺔ ﺍﻟﻘﺭﻴﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﻜﺄﺤﻴﺎﺀ ﺒﺎﺏ ﺍﻟﺠﺴﺭ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﺤﻴﺭﻴﻥ ﻭﺍﻟﺒﺎﺸﻭﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺒﺎﺭﻭﺩﻴﺔ .ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺤﻔـﺭ ﺍﻟﺼﺭﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ﺴﺎﺩﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯل ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ. ﻭﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﺘﻠﻭﺙ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺠﻭﻓﻴﺔ ﺴﺎﺌﺩﺓ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻌﺼﺭ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﻅﻴﻑ ﻴﺘﻡ ﻤﻥ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻭﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺍﻵﺒﺎﺭ. – ٢ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ :ﺒﺩﺃﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺒﻌﺩ ﺍﻨﻘﻁﺎﻉ ﻗﻨﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻤﻥ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ،ﻭﻗﺩ ﺃﺤﺩﺙ ﺫﻟﻙ ﺘﻐﻴﻴﺭﹰﺍ ﻜﺒﻴﺭﹰﺍ ﻓﻲ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﺭﻱ ﻭﺍﻟﺸﺭﺏ .ﻭﻟﺠﺄ ﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﻨﻬﺭ ﺍﻟﻌﺎﺼﻲ ﻟﻠﺤﺼﻭل ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺸﻬﺩﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﻋﺩﺓ ﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﺘﻤﺜﻠﺕ ﻓﻲ ﺒﻨﺎﺀ ﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﺃﻭ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﺭﺘﻔﺎﻉ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﻤﻨﻬﺎ ﻟﻴﺼل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﻤﺭﺘﻔﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﻻ ﺘﺠﺩ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺴـﺎﺒﻘﺎﹰ ،ﻭﺸـﻘﺕ ﺴﺭﺍﺩﻴﺏ ﺘﺤﺕ ﻤﻨﺎﺯل ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﻤﺭﺘﻔﻌﺔ ﻓﻭﻕ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﻹﻴﺼﺎل ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺁﺒـﺎﺭ ﺨﺎﺼـﺔ ﺤﻔﺭﺕ ﻏﺎﻟﺒﹰﺎ ﻓﻲ ﻜل ﻤﻨﺯل .ﺃﻤﺎ ﺍﻷﺤﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﺨﻔﻀﺔ ﻓﻘﺩ ﺤﺼﻠﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻤـﻥ ﺍﻟﻨـﻭﺍﻋﻴﺭ ﺍﻟﺘـﻲ ﺃﺨﺫﺕ ﺘﻐﺫﻱ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺭ ﺒﻬﺎ ﺴﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻋﻭﺭﺓ .ﻭﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻓـﻲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ – ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ٢٠٠٧
- ١٩ -
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺤﻔﺭ ﻭﺒﻨﺎﺀ ﺍﻷﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻤﺩﺕ ﻤﺌﺎﺕ ﺍﻵﺒﺎﺭ ﻤﻥ ﻤﻴﺎﻩ ﻨﻬﺭ ﺍﻟﻌﺎﺼﻲ .ﻭﻟـﻴﺱ ﻫﻨﺎﻙ ﺩﻟﻴل ﺤﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻘﻨﻭﺍﺕ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻟﺴﺎﻗﻴﺔ ﺴﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴـﺩﺓ ﻭﺇﻥ ﻜـﺎﻥ ﺃﻤﺭﹰﺍ ﻤﺭﺠﺤﹰﺎ. ﺍﺨﺘﻠﻔﺕ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﺒﻌﺩ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻤﻴﺎﻩ ﻨﻬﺭ ﺍﻟﻌﺎﺼﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺍﻟﺼﺭﻑ ﺍﻟـﺼﺤﻲ ،ﻓﻘـﺩ ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﺤﻔﺭ ﺍﻟﺘﺼﺭﻴﻑ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻴﺔ ﻭﺍﺘﺨﺫﺕ ﻟﻬﺎ ﻤﻭﺍﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺃﻭ ﺘﻘﺎﻁﻌـﺎﺕ ﺍﻷﺯﻗـﺔ ﺍﻟﻭﺍﺴﻌﺔ ﻨﺴﺒﻴﹰﺎ .ﻭﺍﺘﺨﺫﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻔﺭ ﺸﻜل ﺃﻗﺒﻴﺔ ﺘﺤﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﺘﺘﻠﻘﻰ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺼﺭﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﺍﻟﻘﺎﺩﻤـﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﺯﻗﺔ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﻗﻨﻭﺍﺕ ﻤﺒﻨﻴﺔ ﺒﺤﺠﺎﺭﺓ ﻤﻥ ﺼﺨﻭﺭ ﺍﻟﺒﺎﺯﻟﺕ .ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺤﻤﺄﺓ ﺍﻟﻤﺘﺠﻤﻌﺔ ﺘﻨﺯﺡ ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺭﺍﺕ ﺯﻤﻨﻴﺔ ﻜﻠﻤﺎ ﺘﺭﺍﻜﻤﺕ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻗﺒﻴﺔ ،ﻭﻗﺩ ﺸﻬﺩ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻨﺯﺡ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻗﺒﻴـﺔ ﻤﻨـﺫ ﺤﻭﺍﻟﻲ ٥٠ﻋﺎﻤﹰﺎ ﻭﺘﻘﻊ ﺒﻴﻥ ﺤﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺩﺍﺭ ﻭﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﺤﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ .ﺤﻴﺙ ﺘﺴﺘﺨﺩﻡ ﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﺨﺼﻭﺒﺔ ﺍﻟﺘﺭﺒﺔ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺴﺎﺘﻴﻥ .ﻭﻤﻤﺎ ﺘﺠﺩﺭ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻥ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺼﺭﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻜﻤﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻵﻥ ﻓﻼ ﻨﻔﺎﻴﺎﺕ ﻤﻌﺩﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﻜﻴﻤﻴﺎﺌﻴﺔ ،ﻓﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻑ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻥ ﻨﺒﺎﺕ ﺍﻟﺸﻨﺎﻥ ﺍﻟﻤﻁﺤﻭﻥ .ﻭﻟﻴﺱ ﻫﻨﺎﻙ ﺩﻟﻴل ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻴﻨﻔﻲ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻌﺎﺌﻤﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻗﺒﻴﺔ ﺘﻨﺼﺭﻑ ﺇﻟﻰ ﻤﺠﺭﻯ ﺍﻟﻨﻬﺭ. - ٣ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :ﺸﻬﺩﺕ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻭﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻨﻤﻭﹰﺍ ﻤﻀﻁﺭﺩﹰﺍ ﻟﻠﻤﺩﻴﻨﺔ ﺃﻱ ﻤﻨﺫ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ ﻭﺒﻌﺩ ﺍﻻﺴﺘﻘﻼل ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻋﻥ ﻓﺭﻨﺴﺎ ،ﻭﺘﻡ ﺘﻭﺴﻊ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺒﻌـﺽ ﻤﻨـﺎﻁﻕ ﺍﻟﺴﻬل ﺍﻟﻔﻴﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺒﺎﻨﻲ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻠﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﺼﻲ ﻭﺴﻁ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻭﺒﻌﺽ ﺍﻷﺤﻴﺎﺀ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻜﺸﺭﻕ ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺩﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻤﺎ ﺃﺼـﺒﺢ ﻤﻌـﻪ ﻤـﻥ ﺍﻟﻌﺴﻴﺭ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺭﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ ،ﻭﺘﻡ ﺘﻭﺼﻴل ﺍﻟﻤﺠﺎﺭﻱ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻥ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻗﺎﺌﻤﹰﺎ ﻤﻥ ﻗﺒل ﻋﻨﺩ ٧ﻨﻘﺎﻁ ﻓﻲ ﺃﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﻟﻜل ﻤﻥ ﻗﺴﻤﻲ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ ﻭﺍﻟﺴﻭﻕ .ﻜﻤﺎ ﺼﺭﻓﺕ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻷﻤﻁﺎﺭ ﻓﻲ ﺒﺎﻟﻭﻋﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻭﺍﺭﻉ ﻤﻊ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺼﺭﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻐـﺫﻱ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺒﺎﻟﻤﻴﺎﻩ .ﻤﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻭﺠﻭﺩ ﺃﻭﻀﺎﻉ ﺨﻁﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤـﺔ ،ﻓـﺴﺎﺭﻋﺕ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤـﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ١٩٤٩ﺇﻟﻰ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﻤﺤﻁﺔ ﻟﺘﺼﻔﻴﺔ ﻤﻴﺎﻩ ﻨﻬﺭ ﺍﻟﻌﺎﺼﻲ ﻋﺭﻓﺕ ﺒﺎﺴﻡ ﺍﻟﻤﺼﺎﻓﻲ. ﻜﻤﺎ ﺍﻜﺘﻤل ﺤﺎﻟﻴﹰﺎ ﺘﻤﺩﻴﺩ ﻗﻨﺎﺘﻴﻥ ﻜﺒﻴﺭﺘﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﻔﺘﻴﻥ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻨﻬـﺭ ﺍﻟﻌﺎﺼـﻲ ﺘﺘﻠﻘـﻑ ﻤﺨﺎﺭﺝ ﺸﺒﻜﺔ ﺍﻟﺼﺭﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﺘﻠﻘﺎﺌﻴﹰﺎ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻹﻴﺼﺎﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﺤﻁﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺨـﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ .ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺱ ﻤﻤﺎ ﺭﺃﻴﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺭﻱ ﻭﺍﻟﺴﻘﺎﻴﺔ ﻗـﺩﻴﻤﹰﺎ ﻭﺍﻟﺘـﻲ ﺘﻁﻠﺒـﺕ ﺍﻻﺴـﺘﻌﺎﻨﺔ ﺒﺎﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﻟﺭﻓﻊ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤـﺩﺭﺠﺎﺕ ﺍﻟﻨﻬﺭﻴـﺔ ﻭﺍﻟـﺴﻔﻭﺡ ﺍﻟﻤـﺸﺭﻓﺔ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ،ﻓـﺈﻥ ﺍﻟـﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻴﻤﻭﺭﻓﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻗﺩ ﺴﻬﻠﺕ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺼﺭﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ ،ﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﻤﺠﺭﻯ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﻴﻤﺜـل ﺃﺨﻔﺽ ﻤﻨﺴﻭﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ،ﻟﻴﺱ ﻫﺫﺍ ﻓﻘﻁ ﺒل ﺇﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺴﻔﻭﺡ ﻭﺍﻟﺭﻭﺍﻓﺩ ﻤﻬﻤﺎ ﺘﻌﺩﺩﺕ ﺍﺘﺠﺎﻫﺎﺘﻬـﺎ ﻓﺈﻥ ﻤﺤﺼﻠﺘﻬﺎ ﺍﻻﻨﺤﺩﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﺠﺭﻯ ،ﻭﻫﺫﻩ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻷﺤﻭﺍﺽ ﺍﻟﻨﻬﺭﻴﺔ ،ﻓﻼ ﻨـﺴﻤﻊ ﺇﻁﻼﻗـﹰﺎ ﺒﻘﻀﺎﻴﺎ ﺃﻭ ﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻨﺴﺩﺍﺩ ﺸﺒﻜﺎﺕ ﺍﻟﺼﺭﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﺃﻭ ﻁﻔﺤﻬﺎ ﻤﻥ ﺒﺎﻟﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺸﻭﺍﺭﻉ ﻜﻤﺎ ﻨـﺴﻤﻊ ﻓﻲ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﻌﺼﺭﻴﺔ .ﺒل ﺇﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﺸﺒﻜﺎﺕ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺸﺭﺏ ﻭﺍﻟﺼﺭﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﺤﺎﻟﻴﹰﺎ ﺘﻌﻤـل ﺒﺎﻨﺘﻅﺎﻡ ﻭﺒﻜﻔﺎﺀﺓ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﻴﻜﻨﺔ ﺃﻭ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﻀﺦ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﺃﻴﻀﹰﺎ ﻓﻲ ﻜﺜﻴﺭ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﻫﺎﺘﻴﻥ ﺍﻟﻘﻀﻴﺘﻴﻥ. ﺏ – ﺍﻟﺘﺨﻠﺹ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻤﺎﻤﺔ : ﻴﺠﺏ ﺃﻻ ﻴﻐﻴﺏ ﻋﻥ ﺍﻟﺒﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻔﺎﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺯﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻜﻤﺎ ﻨﻌﺭﻓﻪ ﺍﻟﻴﻭﻡ ،ﻓﻁﺭﻕ ﺍﻟﺤﻔﻅ ﺒﺄﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﻤﻌﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺩﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻼﺴﺘﻴﻜﻴﺔ ،ﻭﺃﻜﻴﺎﺱ ﺍﻟﻨﺎﻴﻠﻭﻥ ﻭﻏﻴـﺭ ﺫﻟـﻙ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ – ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ٢٠٠٧
- ٢٠ -
ﻼ .ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺃﺤﺠﺎﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻔﺎﻴﺎﺕ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﺒـﻨﻔﺱ ﺍﻟﻘـﺩﺭ ﺍﻟﻤﻠﻭﺜﺎﺕ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﺃﺼ ﹰ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ .ﺒل ﺃﻥ ﻜﺜﻴﺭﹰﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺯﺍﺭﻋﻴﻥ ﻭﻤﺭﺒﻲ ﺍﻟﻤﺎﺸﻴﺔ ﻏﺎﻟﺒﹰﺎ ﻤﺎ ﻴﻁﻭﻓﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻗﺔ ﻟﺠﻤﻊ ﻓـﻀﻼﺕ ﺍﻟﺨﻀﺎﺭ ﻭﺍﻟﻔﻭﺍﻜﻪ ﻭﺍﻟﺨﺒﺯ ﺍﻟﺠﺎﻑ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻏﺫﺍﺀ ﻟﺤﻴﻭﺍﻨﺎﺘﻬﻡ .ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺒﻘﻴﺔ ﻤﺨﻠﻔﺎﺕ ﺍﻟﻘﻤﺎﻤﺔ ﻜﺒﻘﺎﻴـﺎ ﺍﻟﻘﻭﺍﺭﻴﺭ ﻭﺍﻷﻭﺍﻨﻲ ﺍﻟﺯﺠﺎﺠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻜﺴﺭﺓ ﺘﺠﻤﻊ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺠﻭﺍﻟﻴﻥ ﻟﻘﺎﺀ ﺜﻤﻥ ﻟﻬﺎ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺘﺼﻨﻴﻌﻬﺎ ،ﻨﺎﻫﻴﻙ ﻋﻥ ﺃﻱ ﻤﺨﻠﻔﺎﺕ ﻤﻌﺩﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﻨﺤﺎﺴﻴﺔ ﻴﻤﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﺠﺩ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺴﺒﻴل .ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﺘﺘﺒﻘﻰ ﻜﻤﻴﺎﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻤـﻥ ﺍﻟﻨﻔﺎﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺯﻟﻴﺔ ﻻ ﺘﻘﺎﺭﻥ ﺃﺤﺠﺎﻤﻬﺎ ﺒﻤﺎ ﻫﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﺎل ﺍﻟﻴﻭﻡ .ﻭﻴﺅﻜﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﺤﺠﻡ ﺍﻟﻨﻔﺎﻴﺎﺕ ﻟﻡ ﺘﺯﺩ ﻋﻥ ١٢٠ – ١٠٠ﻡ /٣ﻴﻭﻡ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ١٩٥٩ﺘﺠﻤﻊ ﻤﻥ ﻗﺒل ٢٠٠ﻋﺎﻤل ﻨﻅﺎﻓﺔ ﻭﺘﺭﻤﻰ ﻓـﻲ ﻤﻨﺨﻔﺽ ﺸﻤﺎل ﺸﺭﻗﻲ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺒﻌﻴﺩﹰﺍ ﻋﻥ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻟﺭﻴﺎﺡ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺌﺩﺓ .ﻭﻋﺎﺩﺓ ﻤﺎ ﺘـﺴﻤﺢ ﺍﻟﺒﻠﺩﻴﺔ ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻤﺎﻤﺔ ﻜﺴﻤﺎﺩ ﻟﻠﻤﺯﺍﺭﻉ ﺒﻌﺩ ﺤﺩﻭﺙ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﻠل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻡ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻁﺒﻴﻌﻴﺔ. ﻭﻜﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻷﺤﻭﺍﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻐﺫﻴﻬﺎ ﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﺍﻟﻌﺎﺼﻲ ﻤﻨﺘﺸﺭﺓ ﺒﻜﺜﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨـﺔ ﻭﺘـﺴﺘﺨﺩﻡ ﻟـﺭﺵ ﺍﻟﻁﺭﻗﺎﺕ ﺒﻌﺩ ﺘﻨﻅﻴﻔﻬﺎ ﻓﻼ ﺘﺯﺍل ﺤﺘﻰ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺘﺘﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﻭﻟﻜﻥ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺭﺵ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻭﻡ ﺒﺭﺵ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻭﺍﺭﻉ ﺃﻭ ﻏﺴﻴﻠﻬﺎ ﺼﻴﻔﹰﺎ ﻤﻤﺎ ﻴﻀﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻤﻼﻤﺢ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻨﻅﻴﻔﺔ. ﺭﺍﺒﻌ ﹰﺎ :ﺃﻤﺜﻠﺔ ﻋﻥ ﺘﻭﺴﻊ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﺍﺠﻬﻬﺎ: ﺸﻬﺩ ﺍﻟﻨﺼﻑ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ ﻁﻔﺭﺓ ﻓﻲ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺴﻭﺍﺀ ﺃﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺴـﺒﺏ ﻋﺎﺌﺩﺍﺕ ﺍﻟﻨﻔﻁ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻜﺘﺸﻑ ﻓﻲ ﺩﻭل ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺩﻭل ﺸﻤﺎل ﺃﻓﺭﻴﻘﻴﺎ .ﻭﻗﺩ ﺸـﻬﺩﺕ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺜﺭ ﺫﻟﻙ ﺘﺩﻓﻘﹰﺎ ﻟﻌﺎﺌﺩﺍﺕ ﺍﻟﻨﻔﻁ ﻭﻨﺸﻁﺕ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻴﻊ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻨﻴﺔ ﻭﺘﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﻤﻤـﺎ ﻭﻓﺭ ﻓﺭﺹ ﻋﻤل ﻟﻠﻜﺜﻴﺭﻴﻥ ﻤﻥ ﺃﺒﻨﺎﺀ ﺸﻌﻭﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻭل ،ﻭﻤﻥ ﺜـﻡ ﺘـﺩﻓﻘﺕ ﺃﻋـﺩﺍﺩ ﻫﺎﺌﻠـﺔ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤﻬﺎﺠﺭﻴﻥ ،ﺴﻭﺍﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻴﻑ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺎﺩﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﻟﺘﻭﻓﺭ ﻓﺭﺹ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺍﺭﺘﻔﺎﻉ ﺍﻷﺠﻭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﻘﺎﺭﻥ ﺒﻤﺎ ﺘﺩﺭﻩ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻤﻬﻨﻬﻡ ﺍﻟﺭﻴﻔﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺭﻋﻭﻴﺔ. ﻭﻤﻤﺎ ﻻ ﺸﻙ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻭﺭﻓﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻗﺩ ﺃﺨﺫ ﺒﻌﻴﻥ ﺍﻻﻋﺘﺒـﺎﺭ ﻤﻨـﺫ ﺍﻟﻨـﺸﺄﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﻜﻤﺎ ﺴﺒﻘﺕ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺙ ،ﻭﻨﻤﺕ ﺇﻤﺎ ﻋﻠـﻰ ﻤـﺩﺭﺠﺎﺕ ﺒﺤﺭﻴـﺔ ﺃﻭ ﻤﺩﺭﺠﺎﺕ ﻨﻬﺭﻴﺔ .ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﺠﺭﺓ ﺍﻟﻭﺍﺴﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﻗﺩ ﺘﻁﻠﺒﺕ ﺍﻟﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﺘﻭﻓﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻀﻭﺍﺒﻁ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻠﻤﻭﻀﻊ ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﻭﺴﻊ ﺴﺭﻴﻌﹰﺎ ﻭﻤﺫﻫﻼﹰ ،ﻓﻘﺩ ﺸﻤل ﻤﻨـﺎﻁﻕ ﻭﺍﺴـﻌﺔ ﺤﻭل ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﺍﺘﺼﻔﺕ ﻓﻲ ﻤﻌﻅﻤﻬﺎ ﺇﻤﺎ ﺒﺎﺴﺘﻭﺍﺌﻬﺎ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﺃﻭ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻤـﺴﻁﺤﺎﺕ ﻤﺩﻴـﺔ ﺃﻭ ﺴﺒﺎﺨﻴﺔ ﺃﻭ ﺒﻁﻭﻥ ﺃﻭﺩﻴﺔ .ﻭﻟﻜل ﻤﻨﻬﺎ ﻤﺸﻜﻼﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻪ. ﻭﺘﻌﺘﺒﺭ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻻﺴﺘﻭﺍﺀ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﺴﺎﺤﻠﻴﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺒﻤﻨﺎﺴـﻴﺏ ﻤﻨﺨﻔـﻀﺔ ﻓﻭﻕ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺴﻁﺢ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﻤﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺘﻌﻘﻴﺩﹰﺍ .ﻭﺃﻫﻤﻬﺎ ﺍﺭﺘﻔﺎﻉ ﻤﻨﺴﻭﺏ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺠﻭﻓﻴـﺔ ﻭﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﺼﺭﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ .ﻭﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺠﻭﻓﻴﺔ ﻗﺎﺩﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻴﺎﺒﺱ ﺃﻭ ﻤﻥ ﺘﺴﺭﺏ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻤﺠﺎﺭﻱ ﺃﻭ ﺘﺴﺭﺏ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺒﺤﺭ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻨﺨﻔﺎﺽ ﻤـﺴﺘﻭﻯ ﺴـﻁﺢ ﺍﻷﺭﺽ ﻓـﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺴﺎﺤﻠﻴﺔ ﻫﻭ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻲ ﻟﻠﻤﺸﻜﻠﺔ. ﻭﻟﻘﺩ ﻭﺼل ﻨﻤﻭ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺇﻟﻰ ﺴﺭﻋﺎﺕ ﻗﻴﺎﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺠﺩﺓ ،ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﺃﺭﺠﺄﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻗﻁﺎﻉ ﺍﻟﺨﺩﻤﺎﺕ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻬﺎ ﺨﺩﻤﺎﺕ ﺍﻟﺼﺭﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺘﻭﺴﻊ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻁﻠﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﺘﺯﺍﻴﺩﹰﺍ ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺇﻴﻘﺎﻓﻪ ،ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻟﺠﺄﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤـﺴﺎﻜﻥ ﻭﺍﻟﻤﻨﺸﺂﺕ ﺇﻟﻰ ﺒﻨﺎﺀ ﺤﻔﺭ ﺍﻤﺘﺼﺎﺹ )ﺒﻴﺎﺭﺍﺕ( ﺨﺎﺼﺔ ﻟﻜل ﻤﻨﻬﺎ .ﻭﻜﻠﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺤﻔﺭﺓ ﺃﻜﺜﺭ ﻨﻔﺎﺫﻴـﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﺃﻜﺜﺭ ﺠﻭﺩﺓ )ﺤﺴﺏ ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ( ﻨﻅﺭﹰﺍ ﻷﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺘﻜﺭﺍﺭ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﺤﺏ ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺭﺍﺕ ﻗﺼﻴﺭﺓ .ﻭﻫـﻭ ﻤﺎ ﺯﺍﺩ ﻤﻥ ﺍﺭﺘﻔـﺎﻉ ﻤﻨﺴﻭﺏ ﺍﻟﻤﻴـﺎﻩ ﺍﻟﺠﻭﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﻠﻭﺜﺔ ﻭﺍﻟﻤﺭﺘﻔﻌﺔ ﺍﻟﻤﻨﺴﻭﺏ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ – ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ٢٠٠٧
- ٢١ -
ﻼ .ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺘﺂﻜل ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻤﻨﺸﺂﺕ ﺍﻟﺨﺭﺴﺎﻨﻴﺔ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼـﺔ ﻤﻨﻬـﺎ ﺃﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤـﺔ ﺃﺼ ﹰ ﻭﺘﺼﺒﺢ ﻋﺭﻀﺔ ﺇﻤﺎ ﻟﻼﻨﻬﻴﺎﺭ ﺃﻭ ﻟﻨﻘﺼﺎﻥ ﻋﻤﺭﻫﺎ ﺍﻻﻓﺘﺭﺍﻀﻲ )ﺼﻭﺭﺓ .(١٧ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟـﺭﻏﻡ ﻤـﻥ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﻤﺢ ﺒﻭﺠﻭﺩ ﻤﻭﺍﺩ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﺎﺯﻟﺔ ﺃﻭ ﻤﺎﻨﻌﺔ ﻟﻸﻜﺴﺩﺓ ﺇﻻ ﻜﻠﻔﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻭﺒﻘﺎﺀ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻘﺔ ﺘﺒﻘﻲ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻗﺎﺌﻤﺔ. ﻭﻻ ﺘﺯﺍل ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺠﺩﺓ ﺘﻌﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺼﺭﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﻥ ﻋﻨﻬﺎ ﺒﺒﺫل ﺠﻬﻭﺩ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺤﻴﺙ ﺘﻡ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﺒﺤﻴﺭﺓ ﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻤﺠﺎﺭﻱ ﻭﺼـﻠﺕ ﺴـﻌﺘﻬﺎ ٢٠ﻤﻠﻴﻭﻥ ﻤﺘﺭ ﻤﻜﻌﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻁ ﺍﻟﺴﺭﻴﻊ )ﺼﻭﺭﺓ (١٨ﻭﻗﺩ ﺤﺠﺯﺕ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺴﺩ ﻟﻤﻨﻊ ﺘﺴﺭﺏ ﻤﻴﺎﻫﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ .ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺘﺒﻘﻰ ﻓﻲ ﻋﺩﻡ ﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺘﺴﺭﺒﻬﺎ ﺍﻟﺠﻭﻓﻴﺔ ). (١٨ ﺇﻟﻰ ﺨﺯﺍﻥ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻜﻤﺎ ﺘﻌﺎﻨﻲ ﻤﺩﻥ ﺃﺨﺭﻯ ﻜﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻜﻭﻴﺕ ﺍﻟﺴﺎﺤﻠﻴﺔ ﻤﻥ ﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﺭﺘﻔﺎﻉ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﺠﻭﻓﻲ ﻭﻜﻤـﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺠﺩﺓ ﻓﺈﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺭﺘﻔﺎﻉ ﻴﺭﺘﺒﻁ ﻓﻲ ﺠﺯﺀ ﻤﻨﻪ ﺒﺎﻟﺘﺴﺭﺏ ﺍﻟﻨﺎﺠﻡ ﻋﻥ ﺸﺒﻜﺎﺕ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺸﺒﻜﺎﺕ ﺍﻟﺼﺭﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ .ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻲ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﻴـﺎﻩ ﻭﻫـﻭ ﺍﻟﺘـﺴﺭﺏ ﺍﻟﻨـﺎﺠﻡ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﻠﻭﺤﺔ ﻓﻲ ﺃﻏﺭﺍﺽ ﺍﻟﺭﻱ).(٢٠ ﻭﻟﻌل ﺘﻭﺴﻊ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﻓﻲ ﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﻤﺴﻁﺤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﺒﺎﺥ ﺍﻟﺴﺎﺤﻠﻴﺔ ﻻ ﻴﻘل ﺴﻭﺀﹰﺍ ﻋﻥ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺘﻭﺴﻊ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻴﺔ .ﻭﻏﺎﻟﺒﹰﺎ ﻤﺎ ﻴﺩﻓﻊ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﻫﻭ ﺍﺭﺘﻔﺎﻉ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﺫﻴﺔ ﻟﺨـﻁ ﺍﻟﺴﺎﺤل ﻟﻠﺘﻤﺘﻊ ﺒﻤﻨﻅﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭ .ﺇﻻ ﺃﻥ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﺘﻌـﺔ ﻀـﺭﻴﺒﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔـﺔ .ﻓﺎﻟـﺴﺒﺎﺥ ﺍﻟـﺴﺎﺤﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﻁﺤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺩﻴﺔ ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﻤﻨﺎﻁﻕ ﻴﻐﺯﻭﻫﺎ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﻤﻥ ﻓﻭﻗﻬﺎ ﻭﻤﻥ ﺃﺴﻔل ﻤﻨﻬـﺎ ،ﻜﻤـﺎ ﺃﻨﻬـﺎ ﺘﺸﻜﻠﺕ ﻤﻥ ﻤﻭﺍﺩ ﻁﻴﻨﻴﺔ ﻭﺭﻤﻠﻴﺔ ﻤﻠﺤﻴﺔ ﻻ ﺘﺼﻠﺢ ﺇﻁﻼﻗﹰﺎ ﻟﻺﻨﺸﺎﺀﺍﺕ ﻻﺤﺘﻭﺍﺀ ﺘﺭﺒﺘﻬﺎ ﻋﻠـﻰ ﺃﻤـﻼﺡ ﺍﻟﺼﻭﺩﻴﻭﻡ ﻭﺍﻟﻜﺒﺭﻴﺘﺎﺕ ﻤﻤﺎ ﻴﺠﻌﻠﻬﺎ ﺨﻁﺭﺓ ﺠﺩﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺨﺭﺴﺎﻨﻴﺔ .ﻭﺘﺤﺘﺎﺝ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺘﺠﺭﻴﻑ ﻟﺘﺭﺒﺔ ﺍﻟﺴﺒﺨﺔ .ﻭﻷﻋﻤﺎﻕ ﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻨﺸﺄﺓ ﻭﺇﺒﺩﺍﻟﻬﺎ ﺒﺘﺭﺒﺔ ﻤﻨﻘﻭﻟـﺔ ﻭﺭﻓﻌﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﻨﺴﻭﺏ ﻴﺯﻴﺩ ﻋﻥ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺴﻁﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﻨﻁﻘﺔ. ﺃﻤﺎ ﺘﻭﺴﻊ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﻓﻲ ﺒﻁﻭﻥ ﺍﻷﻭﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺠﺎﻓﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻬﻭل ﺍﻟﻔﻴﻀﻴﺔ ﺤـﻭل ﺍﻷﻨﻬـﺎﺭ ﻓـﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺭﻁﺒﺔ ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺩﺍﻓﻊ ﻟﻬﺎ ﺘﺠﺎﺭﻴﹰﺎ ﻤﺤﻀﺎﹰ ،ﻓﻘﺩ ﺍﺤﺘﻠﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﻭﺍﻟﺸﻭﺍﺭﻉ ﺍﻟﺭﺌﻴـﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﻥ .ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﺘﺯﺍﻴﺩ ﺍﻟﻁﻠﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻼﺴﺘﺨﺩﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻜﺎﻷﺴـﻭﺍﻕ ﻭﺍﻟﻔﻨـﺎﺩﻕ ﻭﺤﺘـﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻜﻥ. ﻭﻗﺩ ﻋﺎﻨﺕ ﻜﺜﻴﺭﹰﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺠﺎﻓﺔ ﻤﻥ ﺃﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﻭل ﺍﻟﻌﺭﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻏﺎﻟﺒﹰﺎ ﻤـﺎ ﺴـﺒﺒﺕ ﺨﺴﺎﺌﺭ ﻓﺎﺩﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﻭﺍل ﻭﺍﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﻭﺍﻷﺭﻭﺍﺡ .ﻭﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻷﻨﻬﺎﺭ ﻓﻲ ﻤﺩﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺭﻁﺒﺔ ﻫﻲ ﺃﺨﻔﺽ ﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻭﻋﻥ ﻁﺭﻴﻘﻬﺎ ﻴﺘﻡ ﺘﺼﺭﻴﻑ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻷﻤﻁﺎﺭ ﻭﺍﻟﺴﻴﻭل ﺍﻟﻘﺎﺩﻤﺔ ﻤﻥ ﺭﻭﺍﻓـﺩ ﺤﻭﺽ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﻓﺈﻥ ﺃﺨﻔﺽ ﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺠﺎﻓﺔ ﺃﺼﺒﺢ ﺸﻭﺍﺭﻉ ﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ .ﻭﻴﺘﻁﻠﺏ ﺫﻟﻙ ﺘﺤﻭﻴل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﻭﺍﺭﻉ ﺇﻟﻰ ﻤﺠﺎﺭﻱ ﺃﻨﻬﺎﺭ ﺠﺎﻓﺔ ﻜﻲ ﺘﺴﺘﻭﻋﺏ ﺍﻟﺴﻴﻭل ﺍﻟﻌﺭﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺩﺙ ﺒـﻴﻥ ﻓﺘﺭﺓ ﺯﻤﻨﻴﺔ ﻭﺃﺨﺭﻯ .ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻗﺎﻤﺕ ﺒﻪ ﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﻤﻜﺔ ﺍﻟﻤﻜﺭﻤﺔ، ﻭﻗﺩ ﺃﻨﺸﺄﺕ ﺸﺒﻜﺔ ﺼﻨﺩﻭﻗﻴﺔ ﻟﺘﺼﺭﻴﻑ ﺍﻟﺴﻴﻭل ﻓﻲ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﺸﻭﺍﺭﻉ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ،ﻭﻻ ﺘﺯﺍل ﺍﻟﺩﺭﺍﺴـﺎﺕ ﻤﺴﺘﻤﺭﺓ ﻟﺒﻘﻴﺔ ﺃﻨﺤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻘﺩﺴﺔ .ﻜﻤﺎ ﺘﻡ ﺍﻟﺒﺩﺀ ﺒﻤﺸﺭﻭﻉ ﻭﻗﺎﺌﻲ ﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨـﺔ ﻤﻥ ﺍﻟـﺴﻴﻭل ﻭﺫﻟﻙ ﺒﺈﻗﺎﻤـﺔ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﺩﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﻭﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁﺔ ﺒﻬﺎ.
ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ – ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ٢٠٠٧
- ٢٢ -
ﻭﺘﺒﻘﻰ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺘﻭﺴﻊ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻬﻭل ﺍﻟﻔﻴﻀﻴﺔ ﺤﻭل ﺍﻷﻨﻬﺎﺭ ﻤﺤﻔﻭﻓﺔ ﺒﺎﻟﻤﺨﺎﻁﺭ .ﻓﻔﻲ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺤﻤﺎﻩ ﺤﻴﺙ ﺸﻬﺩﺕ ﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻭﺴﻊ ﻓﻲ ﺒﺴﺎﺘﻴﻨﻬﺎ ﺤﻭل ﻨﻬﺭ ﺍﻟﻌﺎﺼﻲ ﻋﺎﻨﺕ ﺍﻟﻤﻨﺸﺂﺕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻓـﻲ ﻭﺴـﻁ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻜﺜﻴﺭﹰﺍ ﻤﻥ ﻓﻴﻀﺎﻥ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﻗﺒل ﺇﻨﺸﺎﺀ ﺴﺩ ﺍﻟﺭﺴﺘﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ،١٩٦٠ﻜﻤﺎ ﺘﻡ ﺇﻨـﺸﺎﺀ ﻤﺼﺭﻑ ﺭﺌﻴﺴﻲ ﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺴﻴﻭل ﺍﻟﻘﺎﺩﻤﺔ ﻤﻥ ﺠﻨﻭﺏ ﻏﺭﺏ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﻨﻬﺭ ﺍﻟﻌﺎﺼﻲ ﺒﺎﺘﺴﺎﻉ ٦ﺃﻤﺘﺎﺭ ﻭﺍﺭﺘﻔﺎﻉ ٢,٦٠ﻤﺘﺭ ،ﻭﻴﻤﺘﺩ ﻤﻥ ﻤﺠﺭﻯ ﺍﻟﺯﻴﺎﺩﺓ )ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﻌﺭﻭﻑ ﺒﻭﺍﺩﻱ ﺯﻭﺩﺓ ﺍﻟﺤﻭﻟـﺔ( ﺨـﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻤﺭﻭﺭﹰﺍ ﺒﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﻤﺭﺍﺒﻁ ﻭﺤﺘﻰ ﻭﺴﻁ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ .ﻭﺃﺼﺒﺤﺕ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺁﻤﻨﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻴﻀﺎﻨﺎﺕ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل ﺨﻼل ﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻤﻁﺭ ﺍﻟﻌﺎﺩﻴﺔ .ﺇﻻ ﺃﻥ ﻤﻭﺴﻡ ﺃﻤﻁﺎﺭ ﻋﺎﻡ ٢٠٠٣ﻗﺩ ﻓﺎﻕ ﻜل ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭﺍﺕ ﻭﺯﺍﺩﺕ ﻜﻤﻴﺎﺕ ﺍﻷﻤﻁﺎﺭ ﺍﻟﺴﺎﻗﻁﺔ ﺒﻨﺴﺒﺔ %١٠٠ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺘﻭﺴﻁ ،ﻭﻟﻡ ﺘﻔﻠﺢ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺤﺠﺯ ﺍﻷﻤﻁﺎﺭ ﺒﻭﺍﺴـﻁﺔ ﺴﺩ ﺍﻟﺭﺴﺘﻥ ﻤﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻓﻴﻀﺎﻨﺎﺕ ﺸﻬﺩﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﺭﺘﻔﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﺇﻟﻰ ﻋﺩﺓ ﺃﻤﺘﺎﺭ ﻓـﻭﻕ ﺍﻟﻤﺘﻭﺴﻁ ﻤﻤﺎ ﻏﻤﺭ ﻤﺴﺎﺤﺎﺕ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺸﻭﺍﺭﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻤﺘﺩﺕ ﻋﻠـﻰ ﺴـﻬﻭﻟﻪ ﺍﻟﻔﻴـﻀﻴﺔ )ﺼﻭﺭﺓ .(١٩ ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨﺨﻠﺹ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﻜﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻪ ﻻﺒﺩ ﻤﻥ ﺃﺨﺫ ﺍﻟﻀﻭﺍﺒﻁ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻤﻭﺍﻀﻊ ﺘﻭﺴﻊ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺒﻌﻴﻥ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﻤﺩﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻋﻨﺩ ﺇﻨﺸﺎﺌﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺒﻘﻰ ﺍﻷﻓﻀل ﺩﺍﺌﻤﹰﺎ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﻀﻔﺎﻑ ﺍﻷﻨﻬﺎﺭ ﺃﻡ ﻋﻠﻰ ﺴﻭﺍﺤل ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ. ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺘﺒﻴﻥ ﺒﻌﺩ ﺍﺴﺘﻌﺭﺍﺽ ﺃﻗﺩﻡ ﻤﺩﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺃﻨﻬﺎ ﺍﺤﺘﻠﺕ ﻤﻭﻀﻌﹰﺎ ﻤﻭﺭﻓﻭﻟﻭﺠﻴﹰﺎ ﻓـﻭﻕ ﺍﻟﻤـﺩﺭﺠﺎﺕ (١ ﺍﻟﻨﻬﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻴﺅﻤﻥ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ . ﺍﺭﺘﺒﻁﺕ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻨﻤﻭ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻨﻲ ﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺤﻤﺎﺓ ﻤﻊ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻤﺩﺭﺝ ﺍﻟﻨﻬـﺭﻱ ﺍﻟﻤـﺸﺭﻑ ﻋﻠـﻰ (٢ ﺍﻟﻤﺠﺭﻯ ،ﻭﺤﺩﹰﺍ ﻁﺒﻭﻏﺭﺍﻓﻴﹰﺎ ﻤﻨﺎﺴﺒﹰﺎ ﻓﻭﻕ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﺭﻭﻋﻲ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺍﻻﺒﺘﻌﺎﺩ ﻋﻥ ﺨﻁﺭ ﺍﻟﻔﻴﻀﺎﻨﺎﺕ ﻻ ﻭﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﻴﺼﺎل ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻥ ﺜﺎﻨﻴﹰﺎ. ﺃﻭ ﹰ ﺘﺒﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻗﺩ ﺤﺼﻠﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻤﻥ ﺜﻼﺙ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺘﺘﻭﺍﻓﻕ ﻭﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ (٣ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﻴﺏ ﺍﻟﻁﺒﻭﻏﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻤﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯل ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ. ﺃ – ﺠﺭ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻤﻥ ﻴﻨﺎﺒﻴﻊ ﺒﻌﻴﺩﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺤﺘﻰ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺭ ﺍﻟﻬﺠﺭﻱ ﺒﺴﺎﻗﻴﺔ ﺴﻠﻤﻴﺔ ﻭﺴﺎﻗﻴﺔ ﻤﺼﻴﺎﻑ ﻭﻫﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﻨﺴﻭﺏ ﻴﻤﻜﻨﻪ ﺨﺩﻤﺔ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻁﺒﻭﻏﺭﺍﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ. ﺏ – ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺨﻤﺴﺔ ﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﺘﺘﻨﺎﺴﺏ ﺍﺭﺘﻔﺎﻋﺎﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﻨﺴﻭﺏ ﺍﻟﻁﺒﻭﻏﺭﺍﻓﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻐﺫﻴﻪ .ﻭﺫﻟﻙ ﻋﺒﺭ ﺸﺒﻜﺔ ﻋﻨﻜﺒﻭﺘﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﻗﻨﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺴﺎﺘﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻜﻥ ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻜﺎﻟﺤﻤﺎﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺠﺩ ﻭﺩﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ. ﺠـ – ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻷﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺼل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺃﻨﻔﺎﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨـﺎﺯل ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ. ﺸﻬﺩﺕ ﻁﺭﻕ ﺍﻟﺼﺭﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻋﺩﺓ ﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﺘﻨﺎﺴﺒﺕ ﻤﻊ ﻤﺭﺍﺤل ﺇﻤﺩﺍﺩ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ (٤ ﺒﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺸﺭﺏ ،ﻭﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺍﺤل ﻟﻌﺒﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻭﺭﻓﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻟﻠﻤﻭﻀﻊ ﺩﻭﺭﹰﺍ ﺒـﺎﺭﺯﹰﺍ ﻓـﻲ ﺘﻴﺴﻴﺭ ﻤﺩ ﺸﺒﻜﺎﺕ ﺍﻟﺼﺭﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ . ﻜﺎﻥ ﻟﻌﺩﻡ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ ﺒﺎﻟﻀﻭﺍﺒﻁ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻤﻭﺍﻀﻊ ﺘﻭﺴﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﻥ (٥ ) ﺍﻟﻤﺴﻁﺤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺩﻴﺔ ،ﺍﻟﺴﺒﺎﺥ ،ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻴﺔ ،ﺒﻁﻭﻥ ﺍﻷﻭﺩﻴـﺔ ( ﺃﻥ ﻋﺎﻨـﺕ ﺍﻟﻌﺩﻴـﺩ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺭﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ ،ﻭﺍﺭﺘﻔﺎﻉ ﻤﻨﺴﻭﺏ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺠﻭﻓﻴﺔ.
ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ – ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ٢٠٠٧
- ٢٣ -
ﻫﻭﺍﻤﺵ ﺍﻟﺒﺤﺙ -١ﻏﻼﺏ ،١٩٧٥ ،ﺼﻔﺤﺔ . ٥٠٢ -٢ﻏﻼﺏ ﻭﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ١٩٧٥ ،ﻡ ،ﺼﻔﺤﺔ . ٥١٢ -٣ﻫﺎﻭﻜﺱ Hawkesﻭﻭﻟﻲ ،١٩٦٧ ،Woolleyﺹ . ٤٣ – ٣٩ -٤ﺩﻭﻜﺴﻴﺎﺩﺱ ،١٩٦١ ،ﺼﻔﺤﺔ . ٣٦ -٥ﺤﻤﺩﺍﻥ ،١٩٧٢ ،ﺼﻔﺤﺔ . ٣٢ -٦ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﺩﻱ٢٠٠٠ ،ﻡ . -٧ﺸﺤﺎﺩﻩ ،ﻜﺎﻤل١٩٧٧ ،ﻡ ،ﺼﻔﺤﺔ . ٢٣٣ -٨ﺸﺤﺎﺩﺓ١٩٥٧ ،ﻡ ،ﺝ . ٧ -٩ﻤﻤﻔﻭﺭﺩ ،١٩٦٠ ،ﺹ .١٣٢ – ١٣١ .(Doxiadis Associes, 1960, pp. 36 – ) -١٠ -١١ﻤﻤﻔﻭﺭﺩ ،١٩٦٠ ،ﺹ ٣٨٩ -١٢ﺍﻟﻌﻅﻡ ،ﺇﺤﺴﺎﻥ ،١٩٦٩ ،ﺼﻔﺤﺔ ١٧ -١٣ﺍﻟﻬﻨﺩﻱ ،ﺇﺤﺴﺎﻥ ،١٩ ،ﺹ .٣٩ -١٤ﺍﻟﻜﻴﻼﻨﻲ ،١٩٦٩ ،ﺼﻔﺤﺔ ٩٢ -١٥ﺍﻟﻜﻴﻼﻨﻲ ،ﻗﺩﺭﻱ ،١٩٦٩ ،ﺹ ٩٤ -١٦ﺸﺤﺎﺩﻩ ،١٩٧٦ ،ﺼﻔﺤﺔ ٢٥٢ – ٢٤٥ -١٧ﺸﺤﺎﺩﺓ ،١٩٧٦ ،ﺼﻔﺤﺔ ٣٨ – ٢٣٧ -١٨ﺁل ﺴﻌﻭﺩ ،٢٠٠٤،ﺼﻔﺤﺔ ٣٢ -١٩ﺸﺤﺎﺩﺓ ،١٩٧٦ ،ﺹ ٣٧ – ٢٣٦ -٢٠ﺍﻟﺴﻤﻴﻁ ، ١٩٩٤،ﺼﻔﺤﺔ .١٧١ ﺍﻟﻤﺭﺍﺠـــﻊ ) (١ﺁل ﺴﻌﻭﺩ ،ﻤﺸﺎﻋل ﺒﻨﺕ ﻤﺤﻤﺩ ) (٢٠٠٤ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺩﻴﻨـﺔ ﺠـﺩﺓ ﻓـﻲ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ ﻭﺴﺒل ﻤﻭﺍﺠﻬﺘﻬﺎ ،ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺠﻐﺭﺍﻓﻴـﺔ ﺭﻗـﻡ ،١٠ﺍﻟﺠﻤﻌﻴـﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴـﺔ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ ،ﺍﻟﺭﻴﺎﺽ. ) (٢ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﺩﻱ ،ﺃﻨﻭﺭ ) (١٩٥٠ﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺤﻤﺎﻩ ،ﺍﻟﻨﺎﺸﺭ ،ﺤﻤﺎﻩ. ) (٣ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﺩﻱ ،ﻤﺤﻤﺩ ) (٢٠٠٠ﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺴﻁﺢ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺨﻼل ﺍﻟﺒﻼﻴـﺴﺘﻭﺴﻴﻥ ﻭﺁﺜﺎﺭﻫـﺎ ﺍﻟﺠﻴﻤﻭﺭﻓﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻁﻭل ﺍﻟﺴﺎﺤل ﺍﻟﺸﺭﻗﻲ ﻟﻠﺒﺤﺭ ﺍﻷﺤﻤﺭ ،ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻜﻭﻴﺘﻴﺔ ،ﺍﻟﻜﻭﻴﺕ. ) (٤ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ،ﺃﺤﻤﺩ ﺤﺴﻥ ) ١٩٩٤ﻡ ( ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﻭﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻭﺃﺜﺭﻫﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻥ ،ﺍﻟﻠﺠﻤﻌﻴـﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻜﻭﻴﺘﻴﺔ ،ﺍﻟﻌﺩﺩ ، ١٧٤ﺍﻟﻜﻭﻴﺕ . ) (٥ﺍﺴﻤﺎﻋﻴل ،ﺃﺤﻤﺩ ﻋﻠﻲ ) ١٩٩٧ﻡ ( ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ " ﺘﻭﺍﺯﻥ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ " ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻜﻭﻴﺘﻴﺔ ،ﺍﻟﻌﺩﺩ ، ١٠٢ﺍﻟﻜﻭﻴﺕ ) (٦ﺒﺭﻏﻭﺙ ،ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻭﺩﻭﺩ ) (١٩٧٠ﻟﻭﺍﺀ ﺤﻤﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺭ ،ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺤﻜـﻡ ﻭﺒﻨﻴـﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻤﻥ ﺴﺠﻼﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﺒﺤﻤﺎﻩ ،ﺭﺴﺎﻟﺔ ﻤﺎﺠﺴﺘﻴﺭ ﻏﻴﺭ ﻤﻨـﺸﻭﺭﺓ ،ﻜﻠﻴـﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ – ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ. ) (٧ﺤﻤﺩﺍﻥ ،ﺠﻤﺎل ) (١٩٧٢ﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﺩﻥ ،ﻁ ،٢ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﻜﺘﺏ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ. ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ – ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ٢٠٠٧
- ٢٤ -
) (٨ﺍﻟﺤﻤﻭﻱ ،ﻴﺎﻗﻭﺕ )ﻤﺘﻭﻓﻲ (١٢٢٨ﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ،ﻤﺠﻠﺩ ،٢ﺇﺤﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ. ) (٩ﺩﻗﺎﻕ ،ﺃﺴﻌﺩ ) (٢٠٠٠ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﻭﺃﺜﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻓﻲ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺤﻤﺎﻩ ،ﺒﺤﺙ ﺩﺒﻠﻭﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻨﺩﺴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻤﺎﺭﻴﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﻨﺸﻭﺭ ،ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻬﻨﺩﺴﺔ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ. ) (١٠ﺍﻟﺴﻤﻴﻁ ،ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﺠﺎﺴﻡ ) (١٩٩٤ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ ﻻﺭﺘﻔﺎﻉ ﻤﻨﺴﻭﺏ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺠﻭﻓﻴﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺴﻜﻨﻴﺔ ﺒﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻜﻭﻴﺕ ،ﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻟﻠﻤﻴﺎﻩ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ ﺍﻷﻭل .ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﻥ. ) (١١ﺸﺤﺎﺩﻩ ،ﻜﺎﻤل ) (١٩٧٧ﺍﻷﺤﻭﺍﺽ ﻭﺍﻟﺴﺒل ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻩ ،ﺍﻟﺤﻭﻟﻴﺎﺕ ﺍﻷﺜﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ، ﻤﺠﻠﺩ ،٢٦ﺩﻤﺸﻕ. ) (١٢ﺍﻟﺼﺎﺒﻭﻨﻲ ،ﺃﺤﻤﺩ )١٣٣٢ﻫـ( ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺤﻤﺎﻩ ،ﺍﻟﻨﺎﺸﺭ ؟ ،ﺤﻤﺎﻩ. ) (١٣ﻏﻼﺏ ،ﻤﺤﻤﺩ ) (١٩٧٥ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ )ﻋﺼﺭ ﻤﺎ ﻗﺒل ﺍﻟﺘـﺎﺭﻴﺦ ﻭﻓﺠـﺭﻩ( ﺍﻷﻨﺠﻠـﻭ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ. ) (١٤ﺍﻟﻌﻅﻡ ،ﺇﺤﺴﺎﻥ ) (١٩٦٩ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺤﻤﺎﻩ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ،ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻥ ،ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺒﻠﺩﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌـﺩﺩ ،٣٠ – ٢٩ﺩﻤﺸﻕ. ) (١٥ﺍﻟﻜﻴﻼﻨﻲ ،ﻗﺩﺭﻱ ) (١٩٦٩ﺍﻟﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻩ ،ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻥ ،ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺒﻠﺩﻴﺎﺕ ،ﺍﻟﻌﺩﺩ ٢٩ – ٣٠ﺩﻤﺸﻕ. ) (١٦ﻤﻤﻔﻭﺭﺩ ،ﻟﻭﻴﺱ ) (١٩٦٤ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺭ ﺍﻟﻌﺼﻭﺭ ،ﺘﺭﺠﻤﺔ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻨـﺼﺤﻲ ،ﺍﻷﻨﺠﻠـﻭ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ. ) (١٧ﻫﺎﻭﻜﺱ ،ﺝ ،ﻭﻭﻟﻲ ،ل ) (١٩٦٧ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﺤﺠﺭﻱ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ )ﻤﺎ ﻗﺒـل ﺍﻟﺘـﺎﺭﻴﺦ ﻭﺒـﺩﺍﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ( ﺘﺭﺠﻤﺔ ﻴﺴﺭﻱ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ ،ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ. ) (١٨ﻫﺎﻭﻟﺯ ،ﻭﻟﻴﺎﻡ ) (١٩٦٥ﻤﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ،ﺘﺭﺠﻤﺔ ﺃﺤﻤﺩ ﺃﺒﻭ ﺯﻴﺩ ،ﻨﻬﻀﺔ ﻤﺼﺭ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ. ) (١٩ﺍﻟﻬﻨﺩﻱ ،ﺇﺤﺴﺎﻥ ) (١٩٩٢ﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﺤﻤﺎﻩ ﺘﺭﺍﻨﻴﻡ ﻤﺠﺩ ﺍﻟﺨﻠﻭﺩ ،ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻜﺭﻨﻙ ،ﺩﻤﺸﻕ. (20) Girard, F., Roumi, M., Robine, G. (1987) Les Norias Hydrauliques Du Moyen – Oronte Colloque CCF – Ifapo – Damas. ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻴﺭ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻴﺔ : ) (١ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺅﻭﻥ ﺍﻟﺒﻠﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺭﻭﻴﺔ ،ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺨﻁﻁ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﻲ ﻟﻤﺩﻴﻨـﺔ ﺤﻤـﺎﻩ ،١٩٦١ﺸﺭﻜﺔ ﺩﻜﺴﻴﺎﺩﺱ .DOXIADIS ASSOCIESﺒﻠﺩﻴﺔ ﺤﻤﺎﻩ.
ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ – ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ٢٠٠٧
- ٢٥ -
ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ – ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ٢٠٠٧
- ٢٦ -
ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ – ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ٢٠٠٧
- ٢٧ -
ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ – ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ٢٠٠٧
- ٢٨ -
ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ – ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ٢٠٠٧
- ٢٩ -
ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ – ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ٢٠٠٧
- ٣٠ -
ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ – ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ٢٠٠٧
- ٣١ -
ﺻﻮرة ١ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻧﻮاﻋﻴﺮ اﻟﺒﺸﺮﻳﺎت ،ﻳﻼﺣﻆ ﻋﻼﻗﺔ ﻗﻄﺮ اﻟﻨﺎﻋﻮرة ﺑﻤﻨﺴﻮب اﻟﻤﺪرﺟﺎت
ﺻﻮرة ٢ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻧﻮاﻋﻴﺮ اﻟﺠﺴﺮﻳﺎت – ﻳﻼﺣﻆ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻣﺠﺮى اﻟﻨﻬﺮ ﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻨﻮاﻋﻴﺮ واﻟﻄﻮاﺣﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ – ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ٢٠٠٧
- ٣٢ -
ﺻﻮرة ٣ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻟﻨﻮاﻋﻴﺮ اﻟﻤﺄﻣﻮرﻳﺔ واﻟﻤﺆﻳﺪﻳﺔ واﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ – ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺠﺴﺮﻳﺎت ﻳﻼﺣﻆ أﻗﻄﺎر اﻟﻨﻮاﻋﻴﺮ
ﺻﻮرة ٤ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻧﻮاﻋﻴﺮ ﺟﺴﺮ اﻷﻓﻀﻞ ) اﻟﺸﻴﺦ ( ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ – ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ٢٠٠٧
- ٣٣ -
ﺻﻮرة ٥اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻴﺴﺮى ﻟﻨﻮاﻋﻴﺮ ﺟﺴﺮ اﻷﻓﻀﻞ ،وﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺨﺪﻣﺔ اﻟﻤﺮاﻓﻖ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﺻﻮرة ٦ﻧﺎﻋﻮرة اﻟﻜﻴﻼﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻷﻳﻤﻦ ﻟﺠﺴﺮ اﻷﻓﻀﻞ – وﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺨﺪﻣﺔ اﻟﻤﺮاﻓﻖ واﻟﻤﻨﺎزل ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ – ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ٢٠٠٧
- ٣٤ -
ﺻﻮرة ٧ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻧﻮاﻋﻴﺮ ﺑﺎب اﻟﺠﺴﺮ ،ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻧﺎﻋﻮرﺗﺎ اﻟﺨﻀﺮ واﻟﺪواﻟﻚ واﻟﻄﺎﺣﻮن
ﺻﻮرة ٨ﻧﺎﻋﻮرة اﻟﺪهﺸﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺒﻌﻴﺪ – ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺑﺎب اﻟﺠﺴﺮ ﻳﻼﺣﻆ اﻟﺴﺪ وﺳﻂ اﻟﻨﻬﺮ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎﻋﻮرﺗﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ – ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ٢٠٠٧
- ٣٥ -
ﺻﻮرة ٩ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻧﻮاﻋﻴﺮ ﺑﺎب اﻟﻨﻬﺮ– ﻳﻼﺣﻆ اﻟﺠﺴﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ وﻃﺎﺣﻮﻧﺘﻲ اﻟﻘﺎﺳﻤﻴﺔ واﻟﺤﺠﺮﻳﻦ واﻟﺴﺪ اﻟﻮاﺻﻞ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ .
ﺻﻮرة ١٠ﻧﺎﻋﻮرة اﻟﻤﺤﻤﺪﻳﺔ – ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺑﺎب اﻟﻨﻬﺮ ،وهﻲ أآﺒﺮ اﻟﻨﻮاﻋﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ) ٢١ﻣﺘﺮ ( ﻳﻼﺣﻆ ﺑﻨﺎء اﻟﺴﺪ ﻻﺳﺘﻐﻼل اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﺮﻳﻚ اﻟﻨﺎﻋﻮرة ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ – ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ٢٠٠٧
- ٣٦ -
ﺻﻮرة ١١ﻧﺎﻋﻮرة اﻟﻤﻘﺼﻒ أو ﻣﺎ ﺗﻌﺮف ﺑﺎﻟﻘﺎق ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻧﻮاﻋﻴﺮ ﺑﺎب اﻟﻨﻬﺮ
ﺻﻮرة ١٢ ﺗﺒﻴﻦ ارﺗﻔﺎع اﻟﻨﺎﻋﻮرة ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻤﺠﺎورة
ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ – ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ٢٠٠٧
- ٣٧ -
ﺻﻮرة ١٣أ -ب ﺷﺒﻜﺔ أﻗﻨﻴﺔ اﻟﻨﺎﻋﻮرة وﻗﺪ ﺣﻔﺮت داﺧﻞ اﻟﺼﺨﺮ) اﻟﺼﻮرة ﻗﻨﻮات ﺣﻲ اﻟﺒﺎرودﻳﺔ واﻟﺰﻧﺒﻘﻲ(
ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ – ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ٢٠٠٧
- ٣٨ -
ﺻﻮرة ١٤إﻣﺪاد اﻟﻨﻮاﻓﻴﺮ داﺧﻞ اﻟﻤﻨﺎزل واﻟﻘﺼﻮر ﺑﺎﻟﻤﺎء ﻣﻦ اﻟﻨﻮاﻋﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ – ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ٢٠٠٧
- ٣٩ -
ﺻﻮرة ١٥أ -ب ﺻﻮرﺗﻴﻦ ﻟﻄﺎﺣﻮن اﻟﺤﺠﺮﻳﻦ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺟﺴﺮ ﺑﺎب اﻟﻨﻬﺮ وﺳﺪ ﺑﺎب اﻟﻨﻬﺮ وﺟﺎﻧﺐ اﻟﻄﺎﺣﻮن وﺑﻮاﺑﺎت ﺧﺮوج اﻟﻤﺎء ﻣﻦ اﻟﻄﺎﺣﻮن
ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ – ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ٢٠٠٧
- ٤٠ -
ﺻﻮرة ١٦ارﺗﻔﺎع ﻣﻨﺴﻮب اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﺠﻮﻓﻴﺔ وأﺛﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﻗﻮاﻋﺪ اﻷﺑﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺟﺪة
ﺻﻮرة ١٧ﺑﺤﻴﺮة اﻟﺼﺮف اﻟﺼﺤﻲ إﻟﻰ اﻟﺸﺮق ﻣﻦ اﻟﺨﻂ اﻟﺴﺮﻳﻊ ﻓﻲ ﺟﺪة
ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ – ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ٢٠٠٧
- ٤١ -
ﺻﻮرة ١٨ﻓﻴﻀﺎن ﻧﻬﺮ اﻟﻌﺎﺻﻲ وﺗﻐﻄﻴﺘﻪ ﻟﻠﺴﻬﻞ اﻟﻔﻴﻀﻲ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺣﻤﺎة ٢٠٠٣م رﻏﻢ وﺟﻮد اﻟﺴﺪود اﻟﻤﺘﺤﻜﻤﺔ ﺑﺎﻟﻨﻬﺮ
ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ – ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ – ٢٠٠٧
- ٤٢ -