مشروع تطوير المنطقة المركزية بالمدينة المنورة وأثره على مظاهر الحياة العامة

Page 1

‫الدبداع والتميز في تخطيط المدن‬ ‫مشروع تطوير المنطقة المركزية بالمدينة المنورة وأثره على مظاهر الحياة العامة‬ ‫م‪ /‬رضا أمين عيطة‬ ‫اللجنة التنفيذية لتطوير المنطقة المركزية بالمدينة المنورة‬ ‫الملخص ‪:‬‬ ‫تعتبر المدينة المنورة ثاني أهم مدينة للعالم اللسلمي بعد مكة المكرمة حيث تضم مسجد‬ ‫النبي صلى ا عليه ولسلم وقبره الشريف ‪.‬‬ ‫يفد في كل عام ما يقارب مليوني مسلم من أنحاء العالم لاداء فريضة الحج ويقوم أعدااد‬ ‫كبيرة منهم بزيارة المسجد النبوي بالمدينة المنورة ويحرصون على أن تكون إقامتهم قريبة من‬ ‫المسجد النبوي حتى يتمكنوا من أاداء صلواتهم فيه المر الذي يؤادي إلى شيء من التكدس‬ ‫البشري في المنطقة المحيطة بالمسجد النبوي الشريف والتي بالضافة إلى ادورها الديني تؤادي‬ ‫إلى ادور المركز التجاري والاداري للمدينة المنورة ‪.‬‬ ‫وبالرغم من الهمية التي تقدم ذكرها لهذه البقعة الطاهرة من الرض فقد كان الوضع‬ ‫العشوائي للمنطقة المركزية ل يسمح بتقديم الخدمات المنالسبة لهؤلء الوافدين المر الذي حدا‬ ‫بحكومة المملكة العربية السعوادية للمسارعة في وضع الحلول العملية ورلسم الخطط ذات البعد‬ ‫اللستراتيجي للمنطقة ‪.‬‬ ‫ففي ‪5/2/1405‬هـ )‪1984‬م( وضع خاادم الحرم الشريفين حجر اللساس لمشروع تولسعة‬ ‫المسجد النبوي الشريف وتبع ذلك في ‪27/12/1410‬هـ )‪1990‬م( صدور المر السامي الكريم بتكوين‬ ‫اللجنة التنفيذية لتطوير المنطقة المركزية بالمدينة المنورة وأعطيت هذه اللجنة صلحيات والسعة في‬ ‫إادارة وتوجيه ومتابعة عملية تطوير المنطقة المركزية ‪.‬‬ ‫ومنذ انطلقة اللجنة والمنطقة المركزية عبارة عن خلية نحل ل يهدأ فيها العمل ليل ً أو نهاراً‬ ‫وكأي مشروع فلبد له من آثار على مظاهر الحياة العامة لسلباً وإيجاباً ‪.‬‬ ‫وتهدف ورقة البحث التي بين أيدينا إلى تقديم عرض تاريخي لتطور المدينة المنورة‬ ‫والستعراض التطور الخير للمنطقة المركزية و أثره على مظاهر الحياة العامة ‪.‬‬ ‫‪ -1‬المقدمة ‪:‬‬ ‫تقع المدينة المنورة في القسم الغربي من المملكة العربية السعوادية ‪ ،‬يحدها من الشمال جبل أحد‬ ‫‪ ،‬ومن الجنوب الغربي جبل عير ‪ ،‬ومن الشرق والغرب مجموعة من الحرات التي تتكون من صخور‬ ‫بازلتية ‪.‬‬ ‫المدينة المنورة مدينة مدارية حارة تخضع لتأثيرات إقليم البحر البيض المتولسط في الشمال ‪ ،‬و‬ ‫القليم المولسمي في الجنوب وهي محاصرة في أغلبها بالحرات والجبال ‪ ،‬ومستوى ارتفاعها عن‬ ‫لسطح البحر ما بين )‪ 620-590‬متر( وهي بعيدة عن المسطحات المائية )تبعد عن البحر الحمر ‪240‬‬ ‫كلم( هذا كله أضفى إليها ملمح مميزة تظهر في خصائصها المناخية ‪.‬‬


‫فالسنة في المدينة المنورة فصلن ‪ :‬صيف وشتاء ‪ ،‬ادون اعتدالين بينهما ‪ ،‬ومعدل الدرجات العظمى‬ ‫يسجل في شهر يوليو حوالي )‪ 42‬ادرجة( ‪ ،‬يقابله معدل الدرجات الصغرى في شهر يناير الذي يهبط‬ ‫إلى )‪ 11.5‬ادرجة( والرطوبة النسبية منخفضة طوال العام ‪ ،‬والرياح غالباً هاادئة ‪.‬‬ ‫يتزايد عداد السكان في المدينة المنورة بمعدلت لسريعة ‪ ،‬إذ ارتفع عداد السكان من )‪ (198‬ألف‬ ‫نسمة عام ‪1974‬م إلى )‪ (311‬ألف نسمة في عام ‪1978‬م وقفز هذا الرقم حيث لسجل عام ‪1987‬م‬ ‫نحو )‪ (500‬ألف نسمة وبحلول عام ‪1995‬م قدر عداد لسكان المدينة المنورة بنحو )‪ (658‬ألف نسمة ‪.‬‬ ‫ويقدر عداد السعواديين منهم بنحو )‪ (478‬ألف نسمة بنسبة )‪ (%70‬من مجموعة لسكان المدينة‬ ‫المنورة ‪ ،‬هذا ويبلغ معدل نمو لسكان المدينة نحو )‪ (%8‬لسنوياً ‪.‬‬ ‫تحتوي المنطقة المركزية أكثر النشاطات الدينية والتجارية بالمدينة المنورة ‪ ،‬بالضافة إلى المحطة‬ ‫الرئيسية للنقل العام من وإلى مختلف مدن المملكة ‪ ،‬وتقع المنطقة المركزية في مركز التقاء شبكة‬ ‫الطرق الرئيسية للمدينة ‪ ،‬ويحدها الطريق الدائري الول )طريق الملك فيصل( من الخارج ‪.‬‬ ‫وتؤادي المنطقة المركزية ثل ث وظائف رئيسية وهي ‪:‬‬ ‫‪ -1‬المركز الديني الثاني لجميع مسلمي العالم ‪ ،‬تلي في ذلك مكة المكرمة ‪ ،‬لوجواد المسجد‬ ‫النبوي الشريف بها ‪.‬‬ ‫‪ -2‬المركز الديني والتجاري والاداري والحضاري للمدينة المنورة وضواحيها ‪.‬‬ ‫‪ -3‬مركز لسكني متكامل وادائم ‪ ،‬يحتوي على المساكن والمدارس والمراكز الصحية والتجارية ‪،‬‬ ‫وباقي المرافق المحلي ويتكون السكان من فئتين ادائمين ومولسمين ‪ ،‬وهم زوار المدينة المنورة من‬ ‫حجاج أو معتمرين ‪ ،‬وعدادهم متغير ‪ ،‬إل أنه يصل إلى الحد القصى في مولسم الحج ‪.‬‬ ‫هذا وتبلغ مساحة المنطقة المركزية )‪ (240‬هكتار ‪ ،‬يتولسطها المسجد النبوي الشريف مسجد‬ ‫‪.‬‬ ‫الرلسول‬ ‫بدأ بناء مسجد الرلسول الكريم ألسالساً بمعرفته في أول لسنة من الهجرة ‪ ،‬وادفن بجواره بعد وفاته‬ ‫مما جعل المدينة المنورة ثاني المدن المقدلسة بعد مكة المكرمة ‪.‬‬ ‫و أصبحت زيارة المسجد النبوي الشريف ‪ ،‬ومن ثم السلم على الرلسول‬ ‫قلب كل مسلم ‪ ،‬بعد أاداء الحج ‪ ،‬أو العمرة ‪.‬‬

‫من أغلى المنيات على‬

‫وقد أادخلت على المسجد النبوي عدة تحسينات وتولسعات )كما بينها الجدول التالي( في حكم‬ ‫الدول اللسلمية المختلفة ‪ ،‬فقد اعتبر الحكام إضافة حجر إلى المسجد النبوي هو شرف عظيم ‪،‬‬ ‫والستمرت الضافات والتحسينات حتى التولسعة الخيرة التي قام بها خاادم الحرمين الشريفين الملك‬ ‫فهد بن عبد العزيز ‪.‬‬

‫العهد الذي تمت فيه التولسعة‬

‫المساحة‬

‫السنة الهجرية‬

‫الرلسول الكريم‬

‫‪2.475‬‬

‫‪1-7‬‬

‫الفاروق عمر بن الخطاب رضي ا عنه )‪(1‬‬

‫‪1.100‬‬

‫‪17‬‬

‫الخليفة عثمان بن عفان رضي ا عنه )‪(2‬‬

‫‪496‬‬

‫‪29-30‬‬

‫الوليد بن عبد الملك )‪(3‬‬

‫‪2.369‬‬

‫‪88-91‬‬

‫المهدي العبالسي )‪(4‬‬

‫‪2.450‬‬

‫‪161-165‬‬


‫العهد الذي تمت فيه التولسعة‬

‫المساحة‬

‫السنة الهجرية‬

‫السلطان قايتباي )‪(5‬‬

‫‪120‬‬

‫‪888‬‬

‫السلطان عبد المجيد )‪(6‬‬

‫‪1.293‬‬

‫‪1265-1277‬‬

‫الملك لسعواد بن عبد العزيز )‪(7‬‬

‫‪6.024‬‬

‫‪1372‬‬

‫الملك فهد بن عبد العزيز )‪(8‬‬

‫‪82.000‬‬

‫‪1405-1413‬‬

‫مساحة المسجد النبوي الشريف الحالية‬

‫‪98.327‬‬

‫‪1414‬‬

‫خصائص المسجد بعد التولسعة ‪:‬‬ ‫بتخصيص مساحة )‪0.60‬م ‪ (2‬لكل مصل تكون طاقة الستيعاب المسجد في خلل الوقات‬ ‫العاادية بعد التولسعة الخيرة ‪ ،‬بالضافة إلى السطح والساحة كالتالي ‪-:‬‬

‫مصلي اداخل المسجد‬

‫‪167.000‬‬

‫مصلي فوق لسطح المسجد‬

‫‪90.000‬‬

‫مصلي بالساحة‬

‫‪400.000‬‬

‫إجمالي المصلين‬

‫‪657.000‬‬

‫مقبرة البقيع ‪:‬‬ ‫وتقع في الناحية الشرقية من المسجد النبوي الشريف ‪ ،‬وتمثل معلماً ادينياً بالمنطقة‬ ‫المركزية حيث ادفن فيها كثير من صحابة الرلسول الكريم والمسلمين الوائل ول يزال المدفن‬ ‫الرئيسي بالمدينة المنورة ‪.‬‬ ‫اللسواق التجارية ‪:‬‬ ‫تعتبر المنطقة المركزية مركز التسوق الرئيسي للحجاج الذين يزورون المدينة المنورة ‪ ،‬حيث‬ ‫يشترون هداياهم منها بما يعاادل )‪ (%70‬من مصروفاتهم ‪ ،‬وكانت مساحة اللسواق التجارية‬ ‫بالمنطقة المركزية تقدر بحوالي )‪110.000‬م ‪ . (2‬مواقف السيارات المفتوحة بالمنطقة المركزية‬ ‫حوالي )‪40.000‬م ‪ (2‬هي منالسبة للستيعاب )‪ (1.600‬لسيارة وكذلك يمكن لعداد )‪ (2000‬الستخدام‬ ‫جوانب الطرق للوقوف ‪.‬‬ ‫المناطق السكنية ‪:‬‬ ‫تميز تخطيط أحياء المدينة المنورة في السابق بنظام الحواش ‪ ،‬حيث تتجمع كل فئة‬ ‫متجانسة ‪ ،‬أو مجموعة تنتمي إلى قبيلة واحدة ‪ ،‬في حوش يطلق عليها السمها في الغالب ‪ ،‬وكذلك‬ ‫البيوت صغيرة المساحة ‪ ،‬يحيط بها حوش اداخلي يمكن التحكم في فتحه وغلقه ضمن نظام أمني‬ ‫واجتماعي خاص ‪ ،‬وكان معظم هذه البيوت مكون من طابق واحد ‪ ،‬تسكنه ألسرة واحدة وناادراً ما‬ ‫يكون البيت من طابقين ‪ ،‬ولم يلحظ أي اهتمام بالطرق ‪ ،‬حيث لم تكن هناك لسيارات وكانت حركة‬ ‫المشاة هي السائدة ‪.‬‬ ‫تبلغ مساحة الجزء السكني اداخل المنطقة المركزية حوالي )‪ (1.200.000‬متر مربع ‪ ،‬وبلغت‬ ‫جملة ملكيات المساكن في المنطقة المركزية )‪ (3371‬ملكية ‪ ،‬موزعة كالتالي ‪:‬‬


‫الجزء الشمالي‬

‫‪903‬‬

‫الجزء الغربي‬

‫‪713‬‬

‫الجزء الجنوبي الغربي‬

‫‪745‬‬

‫الجزء الجنوبي‬

‫‪610‬‬

‫الجزء الشرقي‬

‫‪400‬‬

‫إل أن جزءاً كبيراً من هذه المباني كان يعاني من التآكل وعدم التنسيق ‪ ،‬نتيجة للحالة السيئة التي‬ ‫كانت عليها معظم المباني‪ ،‬وقد الستفحل الموقف بعدم وضوح السيالسة التخطيطية ‪ ،‬وكذلك القيواد‬ ‫التي فرضتها الحالة القانونية لملك الراضي )حيث كان بعضها أوقاف ‪ ..‬الخ( كذلك بكثرة الملكيات‬ ‫الصغيرة غير المنتظمة ‪.‬‬ ‫وتفاوتت مسطحات الملكيات تفاوتاً كبيراً ‪ ،‬فقد يبلغ أحدها عدة آلف من المتار المربعة في‬ ‫حين لم تزاد الملكية المجاورة له عن )‪ (20‬متراً مربعاً ‪ ،‬كما كانت أشكال القطع غير منتظمة ‪ ،‬ونتج‬ ‫عن ذلك أن عروض الشوارع كانت غير منتظمة وضيقة ‪ ،‬بحيث ل تسمح بسهولة انتقال السكان‬ ‫والحجاج ‪ ،‬لسواء كان ذلك عن طريق السيارات أو حتى لسيراً على القدام ‪ ،‬في بعض الحوال ‪.‬‬ ‫في خلل العقدين الماضيين أقيمت بعض المنشآت المتفرقة التي بنيت بطريقة غير‬ ‫متنالسقة مع البنية المحيطة بها ‪ ،‬مما أوجد نسيجاً غير منتظم من المباني قديمها وحديثها مختلفة‬ ‫في الحجم والرتفاع واللستخدام ونوعية التصميم ‪.‬‬ ‫ولم تبنى الغالبية العظمى من المباني خصيصاً لللستخدام الفندقي الذي ينالسب الزوار ‪،‬‬ ‫وبالتالي أصبحت غير قاادرة على الستيعاب العدااد المتنامية من الزوار أو تقديم الخدمات التجارية‬ ‫المنالسبة ‪.‬‬ ‫كما كان لعدم تنالسق المنطقة المركزية بالضافة إلى الستحدا ث ضواحي لسكنية جديدة‬ ‫بالمدينة المنورة ‪ ،‬الثر في نزوح عداد كبير من اللسر السعوادية من المنطقة المركزية إلى هذه‬ ‫الضواحي الجديدة ‪ ،‬ونتج عن ذلك قلة العناية بمباني المنطقة المركزية وكان لتأثير العوامل السابقة‬ ‫أن تحولت المنطقة المركزية إلى مركز عشوائي مزادحم غير متنالسق ‪ ،‬ويزادااد الموقف تفاقماً في كل‬ ‫مولسم حج ‪ ،‬وكنتيجة للعوامل السابقة أصبحت المنطقة المركزية تعاني من أعراض التدهور البيئي‬ ‫والتآكل والتكدس والنمو الغير منسق ‪ ،‬المر الذي يزادااد لسوءاً في مولسم الحج ‪.‬‬ ‫‪ -2‬التطور التاريخي للمدينة المنورة ‪:‬‬ ‫تعد المدينة المنورة إحدى المدن التاريخية المغرقة في القدم ‪ ،‬ونسب تألسيسها إلى يثرب أحد‬ ‫أحفااد نوح عليه السلم القريبين من عصره وقد لسميت بالسمه إلى أن هاجر إليها رلسول ا فغير‬ ‫السمها ‪.‬‬ ‫وكانت في العصور القديمة محطة للقوافل التجارية بين الشام واليمن تتباادل معها منتجاتها المحلية ‪،‬‬ ‫وخاصة التمور والمصوغات الذهبية ‪.‬‬ ‫ونظراً لخصوبة أرضها فقد توزع لسكانها في مجموعات تفصل بينها البساتين والمزارع ولم يكن لها‬ ‫لسور يجمعها بل كان لكل مجموعة لسكنية أبنية محصنة تسمى )آطام ومفرادها أطم( يحتمي بها‬ ‫السكان في أوقات الخطر ‪.‬‬ ‫في العام الول للهجرة بني المسجد النبي بين تلك المجموعات وظهرت حوله كتلة عمرانية جديدة‬ ‫فصارت قلب المدينة ومركزها الرئيس ‪ ،‬وخلل العهدين النبوي و الراشدي كانت المدينة عاصمة‬ ‫الدولة اللسلمية ومنطلق الدعوة والفتوحات ‪ ،‬فنمت بسرعة كبيرة وبلغ عداد لسكانها قرابة ثلثين‬ ‫ألف نسمة ‪.‬‬


‫وفي العهد الموي انتقل مركز الخلفة إلى ادمشق تقلصت المدينة أول المر وفقدت عداداً كبيراً من‬ ‫لسكانها ‪ ،‬بسبب الهجرة ‪ ،‬وموقعة الحرة لسنة )‪63‬هـ( ثم الستعاادت بعض نموها وألسهم في ذلك مد‬ ‫قنوات )العين الزرقاء( إلى معظم أحيائها الرئيسية ‪ ،‬وظهور المزارع والبساتين الكبيرة ‪.‬‬ ‫وفي العهد العبالسي تقلصت ثانية بسبب الفتن وضعف الادارة واضطراب المن في الطريق وتجمعت‬ ‫الوحدات السكنية في كتلة عمرانية تحيط بالمسجد النبوي وبنى لها لسور من اللبن الطيني في عام‬ ‫)‪263‬هـ( ثم جداد وبني بالحجارة لسنة‬ ‫)‪372‬هـ( ثم اتسع النطاق العمراني وتجاوز السور وبنيت وراءه فبني للمدينة لسور ثان يستوعب‬ ‫البنية الجديدة لسنة )‪557‬هـ( ‪.‬‬ ‫وعلى امتدااد السنوات التالية إلى نهاية القرن الثالث عشر الهجري ظلت المدينة في حجمها‬ ‫العمراني المحدواد بالسورين ‪ ،‬وفي أوائل القرن الرابع عشر الهجري وصل إليها خط السكة الحديد‬ ‫فحدثت فيها طفرة عمرانية كبيرة ووصل لسكانها إلى ثمانين ألف نسمة ‪ ،‬غير أن الحدا ث التالية التي‬ ‫صاحبت الحرب العالمية الولى أنهت تلك الطفرة وهجرت معظم لسكانها ‪ ،‬ثم عااد بعضهم إليها بعد‬ ‫خروج العثمانيين وتسلم الهاشميين إادارتها ‪,‬‬ ‫وخلل العهد الهاشمي )‪1344-1337‬هـ( ظلت المدينة محدوادة ولم تسلم من الضطرابات ولم يحد ث‬ ‫فيها تطوير يذكر ‪ .‬وفي العهد السعوادي بدأت المدينة تستعيد نموها بفضل اللستقرار السيالسي‬ ‫والستتباب المن والمشاريع التطويرية ‪ ،‬وأولها تولسعة المسجد النبوي الذي أمر به الملك عبد العزيز‬ ‫يرحمه ا – لسنة )‪1370‬هـ( والذي ألسهم في اجتذاب والستيعاب أعدااد كبيرة من السكان والزائرين‬‫‪ ،‬ثم مشاريع التطوير العمراني ‪ ،‬حيث أعيد تنظيم عداد من الحياء وهدمت اللسوار ليمتد العمران في‬ ‫المناطق التالية ‪ ،‬وولسعت الطرقات ونقلت المصانع والورش إلى مناطق خاصة ‪.‬‬ ‫وفي العقواد الثلثة الخيرة شهدت المدينة المنورة أكبر طفرة في تاريخها فقد تضاعفت مساحتها‬ ‫أكثر من خمس وعشرين مرة وحد ث تغيير جذري في تخطيطها العمراني ووضع لها مخطط عام )‬ ‫‪1391‬هـ( وتله مخطط ثان )‪1398‬هـ( وأادخلت عليه تعديلت مهمة عام )‪1412‬هـ( ليستوعب خطط‬ ‫التولسعة الجديدة للمسجد النبوي الشريف التي أمر بها خاادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد‬ ‫العزيز ‪ .‬ووفق ‪ .‬هذه الخطط أصبح للمدينة منطقة مركزية متميزة تحيط بالمسجد النبوي الشريف في‬ ‫مساحات كبيرة ‪ ،‬ومراكز عمرانية ممتدة في جهاتها الربع ‪ ،‬قاادرة على الستيعاب النمو والتطور في‬ ‫الفترات القاادمة إن شاء ا ‪.‬‬ ‫‪ -3‬مشروع تطوير المنطقة المركزية ‪:‬‬ ‫لم يكن هناك بديل عن التطوير الشامل بالمفهوم الوالسع لتحسين الوضاع في المنطقة المركزية ‪،‬‬ ‫في ظل وجواد جزء كبير مهترئ ضمن النسيج العمراني للمنطقة المركزية يفرض أن يكون التطوير‬ ‫شامل ً على مستوى المساحة الكلية للمنطقة ‪ ،‬بدل ً من التطوير الجزئي على المستوى الفرادي ‪،‬‬ ‫وخاصة مع توافر عوامل كثيرة تساعد على هذا التطوير مثل ‪:‬‬ ‫* التزام السلطات بإادخال التحسينات المساندة لمشروعي تولسعة المسجد النبوي الشريف‬ ‫والساحات المحيطة به ‪ ،‬كأحد الهداف الرئيسية طويلة المدى لجعل الزيارة رحلة ميسورة وآمنة‬ ‫هانئة ‪.‬‬ ‫* إن الطبيعة الدينية للمدينة المنورة ‪ ،‬ووجواد المسجد النبوي الشريف في مركزها يجعل الطلب‬ ‫على السكن في المنطقة المركزية في تزايد مستمر ‪ ،‬مع ما يتبع ذلك من تزايد في النشاط‬ ‫التجاري ‪.‬‬ ‫* لسهولة الوصول إلى المنطقة المركزية من باقي أجزاء المدينة المنورة مع تميز المنطقة بالستوائها‬ ‫‪ ،‬مما يتلءم تماماً مع متطلبات التطوير لوظائف مركز المدينة ‪.‬‬ ‫* نتج عن إزالة عداد كبير من المباني السكنية والتجارية التي كانت تحيط بالمسجد لضافتها إلى‬ ‫مساحته ولنشاء الساحات حوله ‪ ،‬وما ارتبط بذلك من ادفع التعويضات لصحاب هذه العقارات المنزوع‬ ‫ملكيتها أن توافرت لسيولة ضخمة لدى أصحابها ‪ ،‬الذين يرغبون في إعاادة الستثمارها في المجال‬ ‫العقاري وذلك إذا توفرت قطع الراضي المنالسبة ‪.‬‬


‫ويتطلب مشروع تطوير المدينة المنورة انظر الشكل رقم )‪ ، (2‬التعامل مع عداد من العناصر ذات‬ ‫الطبيعة المختلفة إل أنها مرتبطة مع بعضها بدرجات متفاوتة ‪ ،‬بحيث لزم لتطبيق الخطة العمرانية‬ ‫للمنطقة المركزية بنجاح أن تتسق جميع هذه العناصر معاً ضمن ترتيب منطقي ‪ ،‬ولزم لنجاح الخطة‬ ‫أن تكون منسجمة تماماً مع المشاريع الضخمة بالمنطقة ‪ ،‬ونعني بذلك مشروعي تولسعة المسجد‬ ‫النبوي الشريف ‪ ،‬ومواقف انتظار السيارات والساحات ‪ ،‬بحيث ل يترتب على تطبيق الخطة أي إرباك‬ ‫لسواء لمولسم الحج السنوي ‪ ،‬أو لموالسم الزيارة المنتظمة ‪.‬‬ ‫ويمكن تلخيص العناصر المباشرة الداخلة ضمن نطاق برنامج تطوير المنطقة المركزية ‪ ،‬والتي تلت‬ ‫عملية حصر الملكيات من الصكوك وادفع التعويضات لصحاب العقارات في التي ‪:‬‬ ‫ هدم المباني المملوكة والتي بلغ عدادها )‪ ، (3371‬منها )‪ (1875‬مباني شعبية و )‪ (1496‬من‬‫الخرلسانة المسلحة ‪.‬‬ ‫ تسوية الموقع ‪ ،‬وعمل الرصف المؤقت للشوارع الجديدة وتتبع هذه العملية إزالة مخلفات الهدم‬‫أول ً بأول ‪.‬‬ ‫ تثبيت حدواد قطع الراضي ‪ ،‬والمباشرة في بيعها بالمزااد العلني على مجموعات ‪.‬‬‫ ترحيل خدمات المرافق المؤقتة للمباني المحافظ عليها )مياه – صرف صحي – كهرباء – هاتف( ‪.‬‬‫ بدء تنفيذ خدمات المرافق الدائمة ‪.‬‬‫ مراجعة واعتمااد تصميمات القطع الجديدة ‪ ،‬ومتابعة تنفيذها ‪.‬‬‫ عمل الرصف النهائي وتنسيق الموقع‬‫ وأما العناصر الخرى غير مباشرة التي لزم تنفيذها في نفس وقت تنفيذ العمال المباشرة لنجاح‬‫هذا المشروع تتلخص في التي ‪ -:‬خدمات المرافق ‪) :‬مياه – صرف صحي – كهرباء – هاتف( وهذه‬ ‫المرافق العامة يجب تطويرها بطاقة كافية للستيعاب متطلبات المنطقة المركزية بعد الستكمال برنامج‬ ‫التطوير ‪.‬‬ ‫* فروع المباني الحكومية ‪) :‬الدفاع المدني – الشرطة – الهلل الحمر السعوادي – المرور – البريد‬ ‫والبرق والهاتف – مكاتب تنسيق أعمال الحج ‪ ..‬الخ( ‪ ،‬بالضافة إلى تجديد وإعاادة بناء المساجد‬ ‫التاريخية الصغيرة ‪.‬‬

‫شكل )‪ (2‬المخطط التطويري للمنطقة المركزية بالمدينة المنورة‬ ‫‪ -4‬آثار التطوير على نواحي الحياة المختلفة ‪:‬‬ ‫يمكن ادرالسة التطور الجديد للمنطقة المركزية من خلل عناصر عدة إل أننا لسنقتصر في ورقة البحث‬ ‫هذه على ادرالسة خمسة من جوانب الحياة ظهر فيها أثر التطوير واضحاً وهي )جانب التخطيط‬ ‫والنظمة – الجانب القتصاادي – جانب الخدمات – الجانب الجتماعي – الجانب المناخي( ‪.‬‬


‫‪ 4-1‬أثر التطوير الجديد على التخطيط والنظمة ‪-:‬‬ ‫كواحد من أكبر النتائج لمشروع تولسعة المسجد النبوي الشريف جاء مشروع تطوير المنطقة‬ ‫المركزية واعتمد تخطيطها على ألساس تقسيم المنطقة خمس مجاورات لسكنية )شمالية ‪ ،‬غربية‬ ‫‪ ،‬جنوبية غربية ‪ ،‬جنوبية ‪ ،‬شرقية ( هذا وقد أخذت النقاط التالية كألساس لتخطيط وتطوير المنطقة‬ ‫المركزية ‪:‬‬ ‫‪ -1‬الموقع العام ‪.‬‬ ‫‪ -2‬السكان ‪.‬‬ ‫‪ -3‬كثافة السكان ‪.‬‬ ‫‪ -4‬الشوارع والمرور اداخل المنطقة المركزية ‪.‬‬ ‫‪ -5‬نوعية المباني القديمة ‪.‬‬ ‫وبدرالسة كل بند على حدة يمكن أن نلخص ما يلي ‪:‬‬ ‫فمن حيث الموقع العام ‪:‬‬ ‫يتميز موقع المنطقة المركزية بتولسطه في المدينة المنورة ‪ ،‬وبإحاطته بالمسجد النبوي الشريف ‪،‬‬ ‫وهو المركز الحيوي للمدينة المنورة ‪.‬المر الذي فرض التصميم الهيكلي المنالسب للمدينة المنورة ‪،‬‬ ‫وهو الشكل الحلقي الشعاعي ‪ ،‬بحيث تتكون من عدة حلقات تتخللها طرق إشعاعية رئيسية‬ ‫تنبعث من المنطقة المركزية إلى الخارج ‪.‬‬ ‫ومن حيث السكان المتوقعين في المخطط التطويري ‪:‬‬ ‫فان الزوار يتوافدون على المدينة المنورة في موالسم ادينية محدادة أهمها مولسم الحج ‪ ،‬شهر رمضان‬ ‫المبارك ‪ ،‬ذكرى المولد النبوي الشريف ‪ ،‬وذكر اللسراء والمعراج ‪ ،‬الزيارة الرجبين ‪ ..‬الخ لقضاء فترات‬ ‫قصيرة ‪ ،‬حيث تبلغ متولسط إقامة الفراد في أثنائها حوالي ‪ 7‬أيام تقريباً ‪ ،‬أما بقية أيام السنة فينحسر‬ ‫عداد الزوار من المدينة ‪ ،‬ويتبقى فقط السكان الدائمين ‪ ،‬من مواطنين لسعواديين ‪ ،‬ومقيمين من‬ ‫جنسيات متعدادة ‪ ،‬وقد افترض أن السكان الدائمين يقيمون خارج إطار المنطقة المركزية ‪ ،‬مما‬ ‫لسيجعل المنطقة المركزية مثل الفندق الكبير الذي يمتلئ بالزوار في الموالسم ويبقى خالياً تقريباً‬ ‫في باقي أيام السنة ‪ ،‬وقد ترتب على ذلك أن اتخذت مباني المنقطة طابعاً مميزاً ‪ ،‬لتواجه نوعية‬ ‫الطلب عليها ‪.‬‬ ‫ومن حيث الستخدامات الراضي ‪:‬‬ ‫فكنتيجة تلقائية لنوعية السكان ولطبيعة السكن المنتظر في المنطقة المركزية ‪ ،‬فلم يخصص فيها‬ ‫بعض الستخدامات الراضي كمثيلتها من المراكز ‪ ،‬مثل اللستخدامات التعليمية ‪ ،‬أو الحكومية العامة ‪،‬‬ ‫أو الترفيهية ‪ ،‬أو الصناعية ‪ ..‬الخ ‪ ،‬حيث تم توفير هذه اللستخدامات في مراكز ثانوية على المحاور‬ ‫الشعاعية والخلفية ‪.‬‬ ‫أما الستخدامات الراضي في المنطقة المركزية ‪ ،‬فقد تم تحديدها كالتالي ‪:‬‬ ‫ شغل المسجد النبوي الشريف ‪ ،‬والساحات المحيطة به مركز المنطقة ‪.‬‬‫ شغلت مقبرة البقيع الركن الجنوبي الشرقي من المنطقة ‪.‬‬‫ باقي مساحة المنطقة المركزية خصص للسكن ‪ ،‬وهذا الجزء السكني اشتمل على ما يلي ‪:‬‬‫‪ -1‬محال تجارية في الطابقين الرضي والول من المباني السكنية لخدمة السكان في مشترواتهم‬


‫اليومية ‪.‬‬ ‫‪ -2‬مكاتب فرعية صغيرة لادارات المرافق والخدمات العامة مثل ‪ :‬الدفاع المدني ‪ ،‬الشرطة ‪ ،‬الهاتف ‪،‬‬ ‫الكهرباء‪ ،‬الهلل الحمر ‪ ،‬المياه ‪ ،‬الصرف الصحي‪ ،‬البلدية ‪ .‬الخ ‪.‬‬ ‫‪ -3‬موقع خصص لمجمع المحاكم الشرعية ‪ ،‬في الجهة الجنوبية من المسجد النبوي الشريف ‪،‬‬ ‫وذلك للرتباط الوثيق بين المحكمة الشرعية والمسجد ‪.‬‬ ‫‪ -4‬موقع خصص لمستشفى عام واحد لخدمة السكان ‪.‬‬ ‫‪ -5‬موقع مخصص للنقل الجماعي ‪.‬‬ ‫‪ -6‬مواقع مخصصة كأوقاف يعواد ريعها للمسجد النبوي الشريف ‪.‬‬ ‫ويمكن تلخيص مساحات الستعمالت الراضي فيما يلي ‪:‬‬

‫‪100.000‬م ‪2‬‬

‫المسجد النبوي الشريف‬

‫‪2.70.000‬م ‪2‬‬

‫الساحات حول المسجد‬

‫‪180.000‬‬

‫مقبرة بقيع الغرقد‬

‫‪1.580.000‬م ‪2‬‬

‫الجزء السكني وملحقاته‬

‫‪270.000‬م ‪2‬‬

‫الطريق الدائري الول‬

‫‪2.400.000‬‬

‫الجمالي‬

‫ومن حيث كثافة السكان ‪:‬‬ ‫فمن المعروف أنه كلما زاادت كثافة السكان ‪ ،‬قلت المسافات الفقية التي لسيغطيها السكان في‬ ‫حركتهم ‪ ،‬وبناء على ذلك ولتحقيق رغبة الزوار في اقتراب لسكنهم من المسجد النبوي الشريف أن‬ ‫زيد عداد الادوار للستيعاب أكبر عداد من الزوار ضمن نطاق المنطقة المركزية ‪ ،‬وبالتالي فقد زاادت‬ ‫كثافة السكان لتصبح الطاقة القصوى للستيعاب المنطقة المركزية في أثناء الموالسم ‪ 2500‬نسمة‬ ‫في الهكتار ‪.‬‬ ‫ومن حيث الشوارع والمرور اداخل المنطقة المركزية فقد روعي التي ‪:‬‬ ‫ وصول الشوارع إلى كافة المباني المستجدة لتسهيل عملية تحميل وتفريغ مجموعات السكان مع‬‫أمتعتهم أمام المباني التي لسيقيمون بها ووصول لسيارات وآليات الطفاء واللسعاف وخلفه إلى‬ ‫جميع المباني ‪.‬‬ ‫ امتدااد الشوارع الداخلية في التجاهات الصلية )شمال ‪ ،‬جنوب ‪ ،‬شرق ‪ ،‬غرب( وهذا أخذ هذا‬‫التوجيه في العتبار نتيجة لتطابق زاوية القبلة في المنطقة المركزية إلى الكعبة المشرفة ‪ ،‬والتي‬ ‫تتجه جنوباً تماماً ‪ ،‬وبالتالي يكون لجميع الغرف أو لمعظمها حائط عموادي علىالقبلة ‪ ،‬ففي حالة‬ ‫الصلة اداخل البنية يواجه المصلون أحد الحوائط تماماً ادون أية ميول ‪.‬‬ ‫ نفذت الخدمات اداخل عبارات خرلسانية ‪.‬‬‫ ربط كافة قطع أراضي المنطقة المركزية ‪ ،‬وبالتالي المباني الجديدة بممرات المشارة في اتجاهات‬‫متعامدة مع المسجد النبوي الشريف ‪ ،‬لسهولة تحرك السكان لتأادية الصلوات الخمس في المسجد‬ ‫النبوي الشريف ‪.‬‬


‫ عمل ممرات مغطاة ضمن حدواد البنية على جميع الواجهات المطلة على الشوارع ‪.‬‬‫ تم تخصيص مواقف عامة للسيارات ألسفل لساحة المسجد الشريف ‪ ،‬لغير القاطنين بالمنطقة‬‫المركزية للستيعاب حوالي ‪ 4300‬لسيارة ‪ ،‬هذا بالضافة إلى اشتمال كل مبنى من المباني الجديدة‬ ‫بالمنطقة المركزية على مواقف لسيارات في البدرومات ‪ ،‬خاصة بشاغلي هذه المباني ‪ ،‬وذلك طبقاً‬ ‫للمعدلت الوارادة باللوائح التنظيمية ‪ ،‬وبهذا يمكن تامين ترك الشوارع الداخلية لحركة المرور ‪ ،‬ولتفريغ‬ ‫وتحميل مجموعات السكان مع أمتعتهم ‪.‬‬ ‫ومن حيث نوعية المباني المنالسبة ‪:‬‬ ‫تم وضع الضوابط التخطيطية والتنظيمية لذلك ‪ ،‬ثم مراجعة التصميمات واعتماادها ‪ ،‬يلي ذلك متابعة‬ ‫تنفيذها لضمان التقيد بالشتراطات واللوائح المنظمة لعملية البناء ‪ ،‬ويدخل ضمن الضوابط التي اتبعت‬ ‫في المنطقة المركزية ‪.‬‬ ‫اللوائح التنظيمية ‪:‬‬ ‫والتي وضعت لتحديد اطار المعالم التخطيطية والمعمارية ‪ ،‬وعلى الخص ما يلي ‪:‬‬ ‫ تحديد خطوط البناء ‪.‬‬‫ ارتفاع المباني وعداد الادوار ‪.‬‬‫ الساحات حول المباني لتأمين النارة الطبيعية ‪.‬‬‫ مواقف السيارات بالنسبة لمساحة البناء وطبيعة الستعماله ‪.‬‬‫ موااد تشطيب الواجهات ‪.‬‬‫ توفير التهوية والضاءة الطبيعيين لجميع عناصر المباني ‪.‬‬‫ فرض نظام القناطر الموحدة القيالسات بارتفاع الطابقين الرضي والميزانين لجميع واجهات مباني‬‫المنطقة المركزية المطلة على الشوارع ‪.‬‬ ‫ اللتزام باشتراطات الدفاع المدني ‪ ،‬وعلى الخص حماية لساكني هذه المباني من مخاطر الحريق‬‫‪.‬‬ ‫ اللستيعاب الجمالي للمباني نحو )‪ (300.000‬نسمة في أوقات الذروة وأما المرافق الخرى فيتوقع‬‫أن تكون كما يلي ‪-:‬‬

‫العداد‬

‫المرافق‬

‫‪15.000‬‬

‫عداد مواقف السيارات‬

‫‪11.000‬‬

‫عداد المحلت التجارية‬

‫‪23.000‬‬

‫عداد الغرف الفندقية‬

‫‪36.000‬‬

‫عداد الشقق السكنية المولسمية‬

‫‪17.500‬‬

‫عداد الشقق السكنية الدائمة‬


‫وعلى ألساس التقديرات السابقة فيتوقع أن تكون الكثافة السكانية بين )‪ (2500 – 2475‬لساكن‬ ‫لكل هكتار ‪.‬‬ ‫‪ 4-2‬الثار القتصاادية للمشروع ‪:‬‬ ‫يتوقع بمشيئة ا تعإلى أن يؤثر تطوير المنطقة المركزية بشكل إيجابي على الدخل الحاصل من‬ ‫المساكن والمحلت التجارية بالضافة إلى توفير عداد كبير من فرص العمل للقطاع الهندلسي‬ ‫والمقاولت والصيانة والمؤلسسات الخدمية )التشغيل والصيانة – المن ‪ ..‬الخ( فعلى لسبيل المثال‬ ‫من خلل لسجلت مكتب اللجنة التنفيذية لوحظ أن عداد المكاتب اللستشارية التي تم تأهيلها للعمل‬ ‫في المنطقة المركزية بلغ )‪ (55‬مكتب الستشاري يفترض أن يرتبط العاملون منهم بعقواد تتراوح بين‬ ‫لسنة وأربع لسنوات ‪.‬‬ ‫وبلغ عداد المقاولون المؤهلون )‪ (60‬شركة تتراوح عقواد العاملين منهم بين لسنتين وخمس لسنوات ‪.‬‬ ‫هذا بالضافة إلى مقاولي الصيانة والخدمات )المن – النظافة ‪ ..‬الخ( وكذلك مورادي الموااد ومصنعيها‬ ‫حيث لسيوفر لهم المشروع مجال ً للعمل يتراوح بين)‪ (10-5‬لسنوات ‪.‬‬ ‫إن مشروع تطوير المنطقة المركزية لسيكون بمشيئة ا أحد الروافد العظيمة لتوفير الفرص الوظيفية‬ ‫عموماً وللشباب السعوادي على وجه الخصوص ويوضح الجدول التالي الفرص الوظيفية المتوقعة من‬ ‫خلل المشروع ‪.‬‬ ‫الفرص الوظيفية المتوقعة للشباب السعوادي في بعض القطاعات ذات العلقة بمشاريع المنطقة‬ ‫المركزية‬

‫إجمالي عداد‬ ‫الموظفين‬ ‫السعواديين‬

‫نسبة‬ ‫السعواديين‬ ‫المتوقعة‬

‫إجمالي أعدااد‬ ‫الموظفين‬

‫إجمالي‬ ‫العداد‬

‫القطاع‬

‫‪206‬‬

‫‪25%‬‬

‫‪825‬‬

‫‪55‬‬

‫مكاتب الستشارات‬ ‫هندلسية‬

‫‪1080‬‬

‫‪18%‬‬

‫‪6000‬‬

‫‪60‬‬

‫مقاولي البناء‬

‫‪500‬‬

‫‪20%‬‬

‫‪2500‬‬

‫‪50‬‬

‫مقاولي النظافة‬

‫‪7000‬‬

‫‪70%‬‬

‫‪10000‬‬

‫‪200‬‬

‫مقاولي الخدمات‬ ‫والمن‬

‫‪10786‬‬

‫إجمالي عداد الفرص الوظيفية‬

‫ويلحظ أن الجدول السابق يعطي أمثلة للفرص الوظيفية في القطاع الخاص ومما لشك فيه أن‬ ‫القطاع العام لسيحتاج إلى زياادة القدرات البشرية للستيعاب متطلبات التولسع في الخدمات التي‬ ‫وفرها للمشروع وتأتي هذه التوقعات بعد توفيق ا لتواكب التوجه الحكومي لتوطين و لسعوادة‬ ‫الوظائف في البلاد ‪.‬‬ ‫‪ 4-3‬آثار مشروع التطوير على الخدمات‬ ‫إن مشروع تطوير المنطقة المركزية تطلب تولسعاً ضخماً في المياه والصرف والهاتف فالمنطقة‬ ‫المركزية تحتاج إلى )‪ (600‬ميجاوات من الكهرباء المر الذي يتطلب الستحدا ث خمس محطات تحويل‬ ‫في المنطقة المركزية تتراوح تكاليفها بين )‪ (446-140‬مليون ر لسعوادي ويتوقع أن تستهلك‬ ‫المنطقة يومياً )‪ (73.500‬متراً مكعباً من المياه المر الذي يتطلب تولسيع محطة تحلية المياه الواقعة‬


‫على بعد )‪ (180‬كلم غرب المدينة المنورة بالضافة إلى زياادة إنتاجية آبار المياه والواقعة على بعد )‬ ‫‪ (3‬كلم جنوب المدينة ‪.‬‬ ‫وباتباع المبدأ القائل أن )‪ (%80‬من كميات المياه المستهلكة لسيتحول إلى مياه صرف يمكن أن نتوقع‬ ‫كميات الصرف اليومي للمشروع )‪ (60.000‬متر مكعب المر الذي لسيتطلب الستكمال المرحلة الثانية‬ ‫من محطة التنقية لكي تستوعب هذه الكميات الهائلة من مياه الشرب ‪.‬‬ ‫وبالنسبة لشبكة الهاتف لقد لسجلت الزياادة في عداد الهواتف بين عامي )‪1413 ، 1409‬هـ( ما يزيد‬ ‫على )‪ (%27‬وبلغت نسبة الزياادة في الهواتف العاملة بين العامين المذكورين ما يقارب )‪. (%25‬‬ ‫وقد تبلورت الدرالسات التي عملت لمشروع تطوير المنطقة المركزية عن ضرورة إنشاء مقسم جديد‬ ‫بطاقة )‪ (60.000‬خط وذلك للستيعاب احتياجات المنطقة المركزية بعد الستكمال مبانيها على أن يكون‬ ‫من الممكن مضاعفة الطاقة في المستقبل ‪.‬‬ ‫وفي الجملة فان هذه التولسعات لستؤثر إيجابياً على ادخل قطاعات الخدمات هذه ‪ ،‬ليس عليها‬ ‫فحسب بل على ما يرتبط بها من هيئات وأشخاص ‪.‬‬ ‫‪ 4-4‬الثر الجتماعي ‪:‬‬ ‫إن المنطقة المركزية يمكن النظر إليها كمدينة حديثة تنشأ اداخل مدينة أخرى فهي من حيث الكثافة‬ ‫السكانية )‪ (300.000‬نسمة تعتبر مدينة وهي في نفس الوقت من حيث المساحة )‪ (240‬هيكتار‬ ‫تعتبر مجاورة لسكنية ‪.‬‬ ‫لقد كان من آثار هذا المشروع أن تغيرت التركيبة السكانية لهذه المنطقة فالتجمع السكاني الذي‬ ‫كان يقيم حول المسجد النبوي الشريف لم يستطيع إل القليل منهم )المقتدر ماليًا( من العوادة‬ ‫للسكن في المنطقة أو اللستثمار فيها‪ .‬إن التوقعات تشير إلى أن التركيبة السكانية للمنطقة‬ ‫لستكون )‪ (%80‬من السكان المولسمين و )‪ (%20‬من السكان الدائمين ‪.‬‬ ‫إن التزايد المتنامي لعدااد الحجاج والزائرين لم يكن بحال مواجهته بنوع أو عداد المساكن الموجوادة‬ ‫لسابقاً في المنطقة وقد يظهر أن مشروع تطوير المنطقة المركزية أثر لسلبياً على مشاعر بعض‬ ‫السكان القدامى للمنطقة ولكنه بالمنظور العام وفر الستيعاباً رائعاً للمسلمين من أنحاء العالم‬ ‫القاصدين زيارة المسجد النبوي الشريف ‪.‬‬ ‫إن الترابط الجتماعي بين لسكان المنطقة المركزية والذي كان يلعب فيه التشكيل الحضري )والذي‬ ‫كان من أهم عناصره الحوش( ادوراً كبيراً وكذلك علقة التعايش بين أصحاب العقارات والحجاج الذين‬ ‫يؤجرونهم مساكنهم أصبحت مفقوادة في التخطيط الجديد على أن وضع المسجد النبوي والساحات‬ ‫المحيطة به في ولسط المخطط قد يؤادي جزءاً من ادور الحوش في النواحي الجتماعية ‪.‬‬ ‫‪4-5‬‬

‫الثر البيئي ‪:‬‬

‫من المعلوم تاريخياً أن الناس يبنون بيوتهم حسب احتياجاتهم وإمكانياتهم والبناء اليوم في المنطقة‬ ‫المركزية كحالة من ادول العالم يقوم بتصميمه أناس متخصصون ويدعون أنهم يلبون في تصميماتهم‬ ‫احتياجات الملك ‪.‬‬ ‫لقد حاول التخطيط الحديث للمنطقة توفير بعض العناصر التقليدية في تصميمات المنطقة وقد يكون‬ ‫نجح بعض الشيء في إيجااد بعض العناصر كعنصر المشربيات ولكن عنصر الحوشة والزقة أو بشكل‬ ‫عام روح العمارة القديم فقد إلى حد كبير ‪.‬‬ ‫إن من اليجابيات الواضحة والقوية لتخطيط المنطقة المركزية هو زوال المباني القديمة المتهدمة‬ ‫وزياادة نسبة الممرات المغطاة ووفرة الضاءة الصناعية وأرصفة المشاة النظيفة هذا بالضافة إلى‬ ‫عنصر هام وحيوي جداً وهو إنشاء عبارات الخدمات )الكهرباء والهاتف والمياه والصرف والري والمطار(‬ ‫ول يخفى أهمية هذا النوع من العبارات حيث توفر على المدى الطويل المحافظة على الشوارع‬ ‫والخدمات السطحية حيث تم صيانة ومعالجة والستحدا ث أي شيء من الخدمات في اداخل العبارات ‪.‬‬


‫‪ -5‬الخلصة والتوصيات ‪:‬‬ ‫لقد كان واضحاً تأثير مشروع المنطقة المركزية بالمدينة المنورة على مظاهر الحياة المختلفة وقد‬ ‫ركزت ورقة البحث التي بين أيدينا على خمسة من هذه المظاهر وهي القتصاادية ‪ ،‬التخطيطية ‪،‬‬ ‫الخدمات والجتماعية والمناخية والتي ظهر للباحث أنها أهم المظاهر ‪.‬‬ ‫وكما هو معلوم فان الثار قد تكون إيجابية أو لسلبية وقد ظهر لنا بفضل ا تعالى أن آثار المشروع‬ ‫على المظاهر الخمسة المختارة كانت إيجابية بشكل عام فيما عدا المظاهر الجتماعية من حيث‬ ‫كان هناك تخوف من فقدان روح العمارة اللسلمية في المباني الحديثة وكذلك روح العلقة‬ ‫الجتماعية التي ألفها الناس في تلك المنطقة ‪.‬‬ ‫وبشكل عام وبموازنة اليجابيات القتصاادية الناتجة من هذا المشروع بالضافة إلى الظروف المناخية‬ ‫الجيدة التي لسيخلقها المشروع نستطيع أن نقول وبكل ثقة إن هذا المشروع كان إيجابياً في آثاره‬ ‫التي تركها على مناحي الحياة العامة ‪.‬‬ ‫ولكي ندفع بهذا المشروع إلى مزيد من اليجابيات نقترح ما يلي ‪:‬‬ ‫‪ -1‬مراجعة المخطط العام للمنطقة المركزية بغض زياادة المساحات المفتوحة والخضراء لتشجيع‬ ‫الحياة الجتماعية في المنطقة‪.‬‬ ‫‪ -2‬تعديل بعض الشروط في أنظمة البناء بغرض تحسين وإظهار الروح العمارة اللسلمية ‪.‬‬ ‫‪ -3‬تشجيع اللستثمار في المنطقة من خلل ‪:‬‬ ‫ لسرعة إنجاز الخدمات ‪.‬‬‫ إعطاء بعض المرونة في أنظمة البناء لتشجيع الفكار الجيدة في البناء ‪.‬‬‫ توفير بعض الرشاادات الفنية والنظامية والتعاقدية لمساعدة المستثمرين في المنطقة ‪.‬‬‫‪ -4‬تدريب الشباب السعوادي لتأهيله للمساهمة في بناء وتشغيل المشروعات الجديدة ‪.‬‬ ‫‪ -5‬إعطاء ذوي الدخل المحدواد الذين ل يستطيعون العوادة للسكن المنطقة المركزية الفرصة لذلك‬ ‫من خلل توفير التمويل الحكومي أو القروض البنكية غير الربوية ‪.‬‬ ‫‪ -6‬المراجع ‪:‬‬ ‫‪ -1‬مكتب اللجنة التنفيذية لتطوير المنطقة المركزية " الفكرة التطبيق " ‪ ،‬مكتب اللجنة التنفيذية –‬ ‫المدينة المنورة – )‪1416-1411‬هـ( ‪.‬‬ ‫‪ -2‬مركز البحو ث والمعلومات ‪ " ،‬ملمح النمو القتصاادي في المدينة المنورة " ‪ ،‬الغرفة التجارية‬ ‫الصناعية بالمدينة المنورة‪.‬‬ ‫‪ -3‬مكتب اللجنة التنفيذية لتطوير المنطقة المركزية " بيان المكاتب اللستشارية والمقاولون‬ ‫المؤهلون للعمل في مشاريع المنطقة المركزية " ‪ ،‬مكتب اللجنة التنفيذية – المدينة المنورة )‪-1411‬‬ ‫‪1416‬هـ( ‪.‬‬ ‫‪ -4‬إادارة الحصاءات والبحو ث ‪ " ،‬إحصائيات البلديات عام ‪1417‬هـ " ‪ ،‬وزارة الشئون البلدية والقروية –‬ ‫وكالة الوزارة للتخطيط والبرامج ‪ ،‬الرياض ‪1417‬هـ ‪.‬‬ ‫‪ -5‬مصلحة الحصاءات العامة ‪ " ،‬الكتاب الحصائي السنوي العداد ‪1415) 31‬هـ – ‪1995‬م( ‪ ،‬وزارة‬ ‫التخطيط – الرياض ‪1415‬هـ ‪.‬‬


‫‪ -6‬لسجيني ‪ ،‬مركز السجيني لللستشارات القتصاادية والادارية ‪ " ،‬ادرالسة الجدوى القتصاادية لقامة‬ ‫مجمع تجاري لسكني بالمدينة المنورة " ‪.‬‬ ‫‪ -7‬لجنة إلسكان الحجاج ‪ " ،‬تقرير أعمال لجنة إلسكان الحجاج لعام ‪1413‬هـ المدينة المنورة –‬ ‫‪1413‬هـ ‪.‬‬ ‫عودة للصفحة الرئيسية‬

‫التصميم والتطوير تحت إشراف إادارة الحالسب اللى بوكالة الشغال العامه ‪ -‬جميع الحقوق محفوظه ‪2002‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.